الامام الجواد عليه السلام من المهد الي اللحد

اشارة

سرشناسه : قزويني، محمدكاظم، 1308 - 1373.

عنوان و نام پديدآور : الامام الجواد عليه السلام من المهد الي اللحد/تاليف محمدكاظم القزويني.

مشخصات نشر : قم: لسان الصدق ، 1426ق. ، =2005م. ، =1384.

مشخصات ظاهري : 432 ص.

شابك : 964-8166-15-3

يادداشت : چاپ قبلي: موسسه الرساله، 1373.

يادداشت : كتابنامه به صورت زيرنويس.

موضوع : محمدبن علي(ع)، امام نهم، 195 - 220ق.

رده بندي كنگره : BP48 /ق4الف8 1386

رده بندي ديويي : 297/9582

شماره كتابشناسي ملي : 1028980

مقدمة الطبعة الثالثة

بسم الله الرحمن الرحيم بعد انتهاء طبع هذا الكتاب (الطبعة الاولي) ظفرنا ببعض الأحاديث المروية عن الامام الجواد عليه السلام، و أسماء بعض أصحابه، و بعض الأخبار المتعلقة به، و الحقناها بالكتاب في الطبعة الثانية، و طبعت كلها في آخر الكتاب. و في هذه الطبعة و زعت الأحاديث و أسماء الرواة في المواضع المناسبة في خلال فصول الكتاب. و انه من دواعي السرور ان يخرج الكتاب من المطبعة في شهر رجب سنة 1414 ه. و هو الشهر الذي ولد فيه الامام الجواد عليه السلام محمد كاظم القزويني [ صفحه 5]

الاهداء

لقد أهديت أكثر مؤلفاتي - فيما مضي - الي سيدنا و مولانا بقية الله في أرضه، الامام المهدي (صلوات الله عليه). ولكنني اهدي هذا الكتاب الي سيدنا و مولانا الامام علي بن موسي الرضا (صلوات الله عليه). ففي الليلة السابعة عشرة من شهر ربيع الثاني - ليلة الجمعة - سنة ألف و أربعمائة و اثنتين من الهجرة رأيت في المنام قائلا يقول لي: «الامام الرضا يقول لك: اكتب عن الأئمة الأربعة من بعدي». و امتثالا بل اعتزازا بأمر مولاي الامام الرضا (عليه السلام) أشرع بتأليف هذا الكتاب، و اهديه الي من صدر منه الأمر المشفوع باللطف و العناية، و الحمدلله علي ما أنعم. محمد كاظم القزويني 17 / 4 / 1407 ه_ [ صفحه 7]

المقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله الذي بنعمته تتم الصالحات، و برحمته تمحي السيئات، و صلي الله علي سيدنا و مولانا و نبينا محمد سيد السادت، و علي آله أطهر البريات، و اللعنة علي أعدائهم من الآن الي آخر الحياة. «اللهم صل علي محمد بن علي بن موسي، علم التقي، و نور الهدي، و معدن الوفاء، و فرع الأزكياء، و خليفة الأوصياء، أمينك علي وحيك، اللهم فكما هديت به من الضلالة، و استنقذت به من الحيرة، و أرشدت به من اهتدي، و زكيت به من تزكي، فصل عليه أفضل ما صليت علي أحد من أوليائك، و بقية أوصيائك، انك عزيز حكيم». و بعد: فهذه صفحات تتضمن بعض الجوانب من حياة امام من أئمة أهل بيت النبوة، و موضع الرسالة و مختلف الملائكة و مهبط الوحي و معدن الرحمة. جعله الله في ذروة العظمة، و قمة الشرف و أوج الجلالة و السيادة.

و كيف أستطيع أن أتحدث عن هذا الامام العظيم و نحن في زمان قد ضاعت فيه المقاييس، و اختلت فيه الموازين، و أصبحت فيه القيم و المفاهيم مهجورة، و الجوانب المادية قد تغلبت لي الأفكار و الأقلام، و نسي [ صفحه 8] المسلمون - أو تناسوا - الحقائق الثابتة، بعد أن استولي عليهم الفراغ العقائدي، فجرفتهم التيارات السياسية المصبوغة بصبغة الدين، فحاربوا الدين باسم الدين، و كافحوا الاسلام باسم الاسلام، من حيث يشعرون أو لا يشعرون. فتكونت المذاهب، و تشكلت الطوائف، و تولدت الطرائق، فصار المسلمون فرقا و أحزابا، كل حزب بما لديهم فرحون. وقام أفراد - من ذوي الأطماع و المصالح الشخصية - يدعون الناس الي أنفسهم باسم الخلافة و هم فاقدون لمؤهلاتها و شروطها، فالتف الناس حولهم و راجت بضاعتهم. وقام اناس آخرون يدعون الناس الي آرائهم و أفكارهم الشاذة التي ما أنزل الله بها من سلطان، فوجدوا التجاوب من أتباع كل ناعق و من الذين يميلون مع كل ريح. ولكن يجب أن نتساءل: هل أن الدين الاسلامي - بطبعه و طبيعته - يتطلب الانقسام و التفرقة و التشتت؟ أم أن الاسلام هو الدين الوحيد الذي تأسس علي الوحدة و الاتحاد و نهي عن التفرقة و الاختلاف؟! لكي تعرف الاجابة علي هذا السؤال... أنظر الي القرآن الكريم تراه يصرح بقوله تعالي: (و ان هذه امتكم امة واحدة) [1] و بقوله عز من قائل: (و اعتصموا بحبل الله جميعا و لا تفرقوا و اذكروا نعمة الله عليكم اذ كنتم اعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته اخوانا) [2] و قوله [ صفحه 9] سبحانه: (انما المؤمنون اخوة) [3] و غيرها من الآيات. و قد وردت

أحاديث كثيرة عن رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) حول هذا الموضوع بالذات، يطول الكلام بذكرها. فمن أين - اذن - جاءت التفرقة؟! و كيف تكونت المذاهب؟! و كيف حصل الاختلاف بين المسلمين في عقائدهم و أحكامهم؟! من الواضح أن الاجابة علي هذه الاسئلة تتطلب الكثير من الشرح و التفصيل، و مقدمة الكتاب لا تناسب اطالة الكلام في هذا الموضوع، ولكننا نلخص القول و نوجزه فيما يلي: لقد بعث الله نبيه محمدا (صلي الله عليه و آله و سلم) رسولا الي الناس، فجاء بالدين الكامل الجامع الذي يضمن سعادة الدنيا و الآخرة، و أنزل الله القرآن تبيانا للناس، فيه ما يحتاج اليه البشر من العقائد و الأحكام و الأخلاق - بشكل اجمالي او تفصيلي -. فكان رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) يفسر من القرآن ما يحتاج الي تفسير، فمثلا: أمر الله تعالي عباده بالصلاة و الصيام و الزكاة و الحج و غير ذلك، فكان رسول الله يبين للناس واجبات الصلاة و عدد ركعاتها و أحكام الصوم، و الأشياء التي تجب فيها الزكاة، و مناسك الحج و غير ذلك. فآمن برسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) من آمن، و اهتدي به من اهتدي. و حيث أن رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) هو خاتم الأنبياء و لا نبي بعده. [ صفحه 10] و حيث أن القرآن هو آخر كتاب سماوي أنزله الله سبحانه. و حيث أن الله أرسل رسوله الي الناس كافة. و حيث أن الشريعة الاسلامية هي آخر الشرائع الالهية. و حيث أن «حلال محمد حلال الي يوم القيامة و حرامه حرام

الي يوم القيامة» فلا نسخ و لا تغيير و لا تبديل في أحكام الاسلام. بعد الانتباه الي هذه «الحيثيات» فلا بد و أن يكون الدين الاسلامي جامعا لجميع جوانب الحياة البشرية حتي لا يحتاج الناس الي دين آخر أو الي قوانين أخري أو الي شريعة غير الشريعة الاسلامية. و حيث أن المسلمين - في عهد الرسول (صلي الله عليه و آله و سلم) - كانوا في دور التكوين، و لم يكن لهم يومذاك النضج الفكري في العقائد و الأحكام، من حيث التحليل و التعليل، و معرفة فلسفة الأحكام و غير ذلك، لأن العقائد الفاسدة - كاجبر و التفويض و الحلول و التناسخ و التثليث الثنوية و ما شابه ذلك - لم تكن معروفة عندهم يومذاك. فكان لا بد من تعيين أفراد أكفاء و عناصر شريفة تقوم بهذه المهام في الأجيال التي جاءت بعد عصر الرسول (صلي الله عليه و آله و سلم) لدفع شبهات الملاحدة، و الاجابة علي اسئلة المنحرفين و حل المشاكل العلمية و المسائل الفقهية. و كانت هناك أحكام كثيرة غير معلومة عند المسلمين في شتي القضايا و الامور. فاذا كانت المدرسة الابتدائية تحتاج الي مدير. [ صفحه 11] و الحكومة تحتاج الي رئيس و أمير. و قطيعة الغنم بحاجة الي الراعي. و العائلة الواحدة لا تستغني عن كبير يشرف علي امورها، و يوفر لها ما تحتاج اليه. أما يحتاج المجتمع الاسلامي الي قائد محنك، عالم بجميع الامور، تتوفر فيه المؤهلات، و تجتمع فيه شروط القيادة الصحيحة كي يقتدي به المجتمع الاسلامي، و ينضوي تحت لوائه؟! و هل يمكن أن تعيش امة من الأمم حياة آمنة مطمئنة بلا رئيس أو أمير؟! من الواضح

أن رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) كان أكثر أهل العالم علما و معرفة و حكمة و بصيرة بالامور، فهل من المعقول أن يترك هذا النبي - الحكيم العارف العالم - امته بلا قائد و بلا امام؟! فاذا نسبنا الي سيد الأنبياء اهمال امور امته فقد ظلمناه و افترينا عليه. و اذا قلنا: ان الرسول قد راعي هذه الامور المهمة و هذه الجوانب العظيمة، و عين من يقوم مقامه لسد هذا الفراغ كي يخلفه من بعده، فمن هو ذلك الخليفة الذي عينه رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) و نصبه لامته؟ يقولون: ان رسول الله جعل الأمر شوري بين امته، يختارون من شاؤوا، ليقوم بأعباء الخلافة و قيادة المسلمين!! سبحان الله! ما أبعد هذا القول عن الصواب! كيف يصنع رسول الله هكذا؟ و هو القائل: «... و ستفترق امتي من بعدي علي ثلاث و سبعين فرقة، فرقة في الجنة، و الباقون في النار»؟! [ صفحه 12] اليس معني ذلك ان رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) هو الذي ساعد علي اختلاف امته، و سبب التفرقة بين المسلمين؟! اليس معني هذا هو الضياع و الاهمال للدين؟! ذلك الدين الذي بذل رسول الله لاجله كل غال و نفيس، و تحمل ما تحمل من الأذي لأجله حتي قال: «ما اوذي نبي بمثل ما اوذيت»؟! نعم، ان رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) قام بما يلزم و ما يجب تجاه هذه الامور، و اتخذ أحسن التدابير اللازمة لسد كل فراغ في الاسلام، و خطط لكل ما يحتاج اليه المسلمون من جميع النواحي، و اتخذ الوسائل الوقائية أمام

كل انحراف عقائدي، أو شذوذ فكري، و ذلك عن طريق نصب الأئمة و تعيينهم من بعده. فكانت دعوته الي التوحيد و النبوة مشفوعة بالدعوة الي الامامة و الخلافة من بعده. و من الواضح: أن رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) لا يقدم علي نصب الخليفة من عند نفسه، و اتباعا لهواه أو عواطفه. حاشا رسول العظمة من هذه التصرفات، بل لا بد و أن يكون تعيين الخليفة من عند الله الحكيم الخبير البصير، الذي يعلم ضمائر القلوب، و عواقب الامور، لأن الخلافة تالية للنبوة، فلا بد من توفر المؤهلات و اللياقة و الاستعداد للقيام بما يتطلبه هذا المقام المنيع الرفيع. و انطلاقا من هذه النقطة فلقد قام (صلي الله عليه و آله و سلم) بهذه المهمة من أوائل بعثته، يوم كان في مكة، و كان عدد المسلمين - يومذاك - قليلا جدا. [ صفحه 13] النبي يعين الخليفة لما نزل قوله تعالي: (و انذر عشيرتك الأقربين) [4] نصب رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) عليا (عليه السلام) بالخلافة و الامامة و الولاية، في مأدبة أقامها لعشيرته و هم حوالي اربعين رجلا، و القصة مفصلة مشهورة، مذكورة في أكثر التفاسير حول هذه الآية بالذات، و في أكثر كتب الأحاديث من الشيعة و السنة. [5] . و بذل رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) جهودا كثيرة - خلال سنوات نبوته - في سبيل تثبيت قواعد الامامة و الخلافة. فتارة كان يقول: «اني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله و عترتي: أهل بيتي و انهما لن يفترقا حتي يردا علي الحوض، و انكم لن تضلوا ما ان تمسكتم بهما». [6] .

و تارة كان يرفع صوته - يوم الغدير - و يقول: «من كنت مولاه فهذا علي مولاه». [7] . [ صفحه 14] و لقد تكرر منه القول: «الأئمة بعدي اثنا عشر، كلهم من قريش» [8] . الي غير ذلك من النصوص و التصريحات حول الامامة و الائمة، و الخلافة و الخلفاء، مما يطول الكلام بذكرها - هنا - و هي مذكورة في موسوعات كتب الأحاديث. و لا أريد أن أقول - في هذا البحث -: ان طائفة كبيرة من تلك المساعي و الجهود التي بذلها رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) في هذا السبيل قد ذهبت ادراج الرياح، و ذلك بعد وفاته، حيث تبدلت الامور، و تغيرت الأوضاع، و منعوا الامام عليا (عليه السلام) عن القيام بأعباء الخلافة، و ادارة الامور، و حالوا بينه و بين انجازاته و انتاجاته، و أجلسوه في بيته و سلبوه امكانياته، و حاربوه اقتصاديا و سياسيا و بكل صورة ممكنة، و اخيرا قتلوه! و هكذا الأئمة الذين جاؤا بعده كان مصيرهم مصير الامام علي (عليه السلام). و انما أريد أن اقول: ان النبي (صلي الله عليه و آله و سلم) لم يترك الامة الاسلامية كقطيع غنم لا قائد و لا راعي له، بل عين خلفاء و ائمة اثني عشر، كلما غاب منهم نجم طلع نجم آخر، يمثل رسول الله و يتولي [ صفحه 15] القيادة الشرعية للأمة الاسلامية. و هذا الكتاب يتحدث عن أحد هؤلاء الأئمة، و يتضمن بعض جوانب حياته المشرقة، و مزاياه و مواهبه، و فضائله و مكارمه. أسأل الله تبارك و تعالي أن يجعل هذا الجهد المتواضع نافعا و مفيدا للقاري ء الكريم، و ذخيرة لي يوم

ادلي في حفرتي، و نورا في وحشتي، و أنيسا في غربتي، و شفيعا يوم حشري و نشري انه أرحم الراحمين، و هو حسبنا و نعم الوكيل. [ صفحه 17]

الامام الجواد

الامام ابوجعفر محمد بن علي التقي الجواد (عليه السلام): غصن من أغصان الشجرة النبوية الطيبة. و فرع من الدوحة الهاشمية المحمدية المباركة. و الامام التاسع من أئمة أهل البيت الذين اختارهم الله لقيادة هذه الامة و انتخبهم لهداية العباد و اصلاح البلاد. و قد نص عليه جده رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) و آباؤه الطاهرون (عليهم السلام) بالامامة و الولاية و الخلافة و الوصاية و الوراثة. و قد توفرت فيه كافة الصفات و المؤهلات التي يجب أن تتوفر في الامام الحق، من علوم غزيرة لا تقاس بها علوم الخلائق. و اتصال بالعالم الأعلي، و السير علي مخطط سماوي. و النزاهة عن كل رجس و رذيلة. و الاتصاف بكل منقبة و فضيلة. و اذا ذكرنا جميع أسباب العظمة رأيناها مجتمعة في الامام الجواد (عليه السلام) فلا تجد فراغا لفضيلة من الفضائل في حياته. و بالرغم من قصر عمره، و كونه تحت الرقابة المشددة من قبل [ صفحه 18] طواغيت عصره فانه (عليه السلام) لم يدع فرصة تمر به الا و انتهزها لبيان الحقائق، و نشر المعارف. فان كانت الامة الاسلامية - في ذلك العصر - لا تنتفع من بركات الامام الجواد (عليه السلام) و لا تستضي ء بأنواره فهي الخاسرة (بجميع معني كلمة الخسران). و اذا كانت المجتمعات السافلة لا تدرك عظمة العظماء، و لا تشعر بمكانة أولياء الله المقربين فلا تقوم بما يجب عليها من الاطاعة و الانقياد، و التعظيم و التقدير فالذنب ذنب المجتمع لا ذنب

أولياء الله. و النقص في ثقافة ذلك الجليل المنحط، لا في شخصية ذلك الامام العظيم. فلو أن سقراط أو أفلاطون أو ابن سينا - مثلا - (و لا مناقشة في الأمثال) ذهب الي غابة يسكنها البشر المتوحش لارشادهم و تثقيفهم، فقاموا اليه و أهانوه، و ضربوه و حبسوه، و لم يفسحوا له المجال ليتكلم أو ليكتب، أو ليفيض عليهم المعارف أو ينقذهم من حياة التوحش، و يرشدهم الي حياة أفضل، و معيشة رغيدة، و مجتمع سعيد مزدهر، فهذا يدل علي انحطاط ذلك البشر المتوحش، و تجرده عن كل ثقافة و حضارة، و انسانية و ادراك. و ليس الامام الجواد (عليه السلام) بأول من خانه الدهر، و ظلمه، التاريخ. بل سبقه آباؤه الطاهرون، و التاريخ نفسه يشهد بذلك. [ صفحه 19]

والده

والده: الامام ابوالحسن علي بن موسي الرضا (عليه السلام). الامام الثامن من أئمة أهل البيت (عليهم السلام). و لا أستطيع التحدث عنه في هذه السطور (ولو بصورة موجزة) فحياته متلألأة و مشرقة و حافلة بجميع المكارم، و التحدث عنها يحتاج الي كتاب مستقل، بل الي موسوعة تتضمن جوانب حياته (عليه السلام) و مزاياها.

والدته

والدته: السيدة خيزران، أو: درة، أو: سبيكة، أو: ريحانه، أو: سكينة، و سميت بهذه الأسماء المتعددة لمصالح و أسباب، فلعلها انما سميت «درة» لتلألأ وجهها بنور الامامة لما كانت حاملا بالامام الجواد (عليه السلام) و سميت «سبيكة» بسبب لمعان وجهها كسبيكة الذهب، و سماها الامام الرضا (عليه السلام): «الخيزران» و كنيتها: ام الحسن. و علي كل حال، فهي سيدة افريقية من بلاد المغرب أو مصر (او بلاد النوبة و هي شرق افريقيا) و ليس هناك اختلاف جوهري، و انما هو اختلاف في التعابير، فبلاد النوبة و مصر و المغرب من قارة افريقيا. و يقال: انها كانت من اسرة مارية القبطية، جارية رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) [ صفحه 20] و ام ابراهيم ابن رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم). اشتراها الامام الرضا (عليه السلام) في مكة، و بعد فترة قصيرة حملت بالامام الجواد (عليه السلام). و قد وفر الله تعالي المؤهلات في هذه السيدة السعيدة المعظمة الجليلة لتكون اما لحجة الله: الامام الجواد. و حينما يبشر الامام الرضا (عليه السلام) اصحابه بولادة الامام الجواد، تراه يقول: «قد ولد لي شبيه موسي بن عمران فالق البحار، و شبيه عيسي بن مريم، قدست ام ولدته، قد خلقت طاهرة مطهرة..» الي آخر كلامه (عليه السلام) [9] . ان تشبيه الامام الرضا ولده الامام الجواد (عليهماالسلام) بالنبي موسي (عليه السلام)

باعتباره فالق البحار، يشير الي قوله تعالي: (و اوحينا الي موسي أن اضرب بعصاك البحر، فانفلق فكان كل فرق كالطود العظيم) [10] . و قد جاء في التفاسير: ان النبي موسي لما اراد ان يعبر مع امته البحر الأبيض المتوسط - او البحر الأحمر علي قول آخر - ضرب بعصاه البحر، فانشق و ظهر فيه اثنا عشر طريقا يابسا، و وقف الماء و تراكم عن يمين كل طريق و يساره كالجبل العظيم. و هذا الأمر يعتبر من اعظم مصاديق خرق العادة و الطبيعة، و من اهم المعاجز التي صدرت علي يد موسي بن عمران (عليه السلام). و وجه الشبه بين موسي بن عمران فالق البحار، و بين الامام الجواد [ صفحه 21] غير واضح لدينا. أما وجه الشبه بينه و بين النبي عيسي (عليهماالسلام) فهو ان عيسي آتاه الله الكتاب و النبوة و هو طفل رضيع، و تكلم في المهد و هو صبي، كذلك الامام الجواد (عليه السلام) آتاه الله الامامة و هو طفل، و كان يكلم الناس بكلام الحكماء و العلماء و هو في مرحلة الطفولة، و سنذكر شيئا حول هذا الموضوع عند التحدث عن ولادته (عليه السلام). و أما قول الامام الرضا (عليه السلام): «قدست أم ولدته» فالجملة التي بعدها تفسرها، و هي: «خلقت طاهرة مطهرة» فالمقدس هو المطهر و المبارك، و التقديس: التطهير و التنزيه، فالجملة تشير الي ما كانت تمتاز به والدة الامام الجواد (عليه السلام) من العفاف و النزاهة و التقوي و الورع، و البركات المعنوية التي جعلها الله فيها. [ صفحه 22]

اسمه و كنيته و ألقابه

اسمه: محمد. و كنيته المشهورة: ابوجعفر، و في أكثر الأحاديث المروية عنه يعبر عنه بهذه الكنية. و ستعرف - في تراجم

أصحابه و في الأحاديث المروية عنه - أن أكثر الشيعة - بل و غير الشيعة - كانوا يعبرون عنه ب (أبي جعفر الثاني) للفرق بينه و بين الامام محمد الباقر (عليه السلام) المكني بأبي جعفر ايضا، كي لا تشتبه الروايات و الأحاديث بين هذين الامامين. و له كنية غير مشهورة و هي (ابوعلي) بمناسبة ولده الامام علي الهادي (عليه السلام). و أما ألقابه فهي: التقي، الجواد، المنتجب، المرتضي، المختار، المتوكل، القانع، الزكي، العالم. و كل لقب من هذه الألقاب يدل علي فضيلة و منقبة كانت متوفرة في الامام الجواد (عليه السلام): فهو أتقي أهل زمانه. و أكثرهم جودا و سخاءا و كرما. انتخبه الله تعالي و اختاره، و ارتضاه للامامة من صغر سنه. قد توكل علي الله في جميع أموره. [ صفحه 23] و كان قانعا بما قدر الله تعالي له. قد زكاه الله عن كل رجس و رذيلة. و قذف في قلبه علوم الأولين و الآخرين. [ صفحه 24]

الفرقة الواقفية

قبل التحدث عن ولادة الامام الجواد (عليه السلام) نتحدث عن الفرقة الواقفية [11] ، لأنها سبقت ولادته: لقد اختصت حياة الامام الجواد (عليه السلام) بظاهرة تمتاز عن حياة بقية الائمة (عليهم السلام).. فقد عاصرت حياة والده: الامام الرضا (عليه السلام) محنة عقائدية انصبت علي الشيعة، فتضعضعت قلوب بعضهم، و اضطربت افكار بعض، و ثبت الكثيرون علي الحق، و لم تؤثر فيهم تلك الفتنة العقائدية. لقد تكونت فكرة الوقف، و تولدت - من هذه الفكرة - الطائفة الواقفية التي انفصلت عن الحق، و انحرفت عن خط أهل البيت (عليهم السلام) و رفعت راية الضلال، و سلكت طريق الشيطان، ولكن الراية سقطت، و الفكرة تبخرت، و تلك الطائفة انقرضت، فلم يبق منهم الا الذكر السيي ء

في التاريخ. نعم، يقال: ان شرذمة من اولئك الأفراد لا زالوا يقطنون الهند، و لا يعرف عنهم أكثر من هذا. [ صفحه 25] و لا بأس بشرح موجز عن هذه الفرقة التي ضلت و أضلت، و تلاعبت بالعقيدة الاسلامية، و باعت الدين بالدنيا، و فضلت المال علي العقيدة و المبدأ «اولئك الذين اشتروا الضلالة بالهدي فما ربحت تجارتهم و ما كانوا مهتدين». و قبل الدخول في التحدث عن هذه الفرقة التائهة نذكر سبب تولدها، و الدواعي و الأسباب التي ساعدت علي نموها و تكاثرها، فنقول: المستفاد من مطاوي الأحاديث و الأخبار أن لتكون هذه الفرقة سببين: السبب الأول: كان للامام موسي بن جعفر (عليه السلام) - في كل من البصرة و الكوفة و مصر و غيرها - وكلاء، و يعبر عنهم ب (القوام) فكانت الأموال - من الحقوق الشرعية و النذور، و الهدايا و الأوقاف العائدة الي الامام موسي بن جعفر (عليه السلام) - تحمل الي هؤلاء القوام. و حيث ان الامام موسي بن جعفر (عليه السلام) قضي سنوات غير قليلة - من عمره في السجون في البصرة و بغداد، و ما كان محبوسا في سجن عام، بل كان محبوسا في البيوت و تحت الرقابة المشددة، كيلا يلتقي به أحد و لا يلتقي بأحد، لهذا كان من الصعب المستصعب الوصول اليه و الاتصال به، فاجتمعت - عند الوكلاء و النواب - مبالغ ضخمة من الأموال و الحقوق الشرعية التي دفعها الشيعة الي اولئك النواب و الوكلاء. و لعل الوكلاء و النواب كانوا يعتذرون الي الشيعة بعدم امكان الوصول أو ايصال الأموال الي الامام موسي بن جعفر (عليه السلام) و لهذا تراكمت عندهم الأموال. و في كتاب (رجال الكشي) عن

يونس بن عبدالرحمن قال: مات [ صفحه 26] ابوالحسن موسي بن جعفر (عليه السلام) و ليس من قوامه أحد [12] الا و عنده المال الكثير، و كان ذلك سبب وقفهم و جحودهم موته، و كان عند زياد القندي سبعون الف دينار، و عند علي بن ابي حمزة البطائني ثلاثون الف دينار. قال (يونس بن عبدالرحمن): و لما رأيت ذلك و تبين لي الحق، و عرفت أمر ابي الحسن الرضا ما عرفت، فكلمت و دعوت الناس اليه (اي الي الامام الرضا). فبعثا (القندي و البطائني) الي، و قالا لي: ما يدعوك الي هذا؟ ان كنت تريد المال فنحن نغنيك، و ضمنا لك عشرة آلاف دينار. و قالا: كف. فأبيت، و قلت لهما: اننا روينا عن الصادق (عليه السلام): «اذا ظهرت البدع فعلي العالم أن يظهر علمه، و ان لم يفعل سلب نور الايمان من قلبه». و ما كنت لأدع الجهاد في أمر الله علي كل حال؛ فناصباني، و أظهرا لي العداوة». السبب الثاني: التلاعب بحديث سماعة بن مهران، و اليك شيئا من التفصيل: كان (سماعة بن مهران) من أصحاب الامام الصادق و الامام موسي بن جعفر (عليهماالسلام) و كان من الثقاة، و قد روي حديثا سمعه من الامام الصادق (عليه السلام) انه قال: «صاحب هذا الأمر (يعني الامام المهدي) فيه شبه من خمسة انبياء: [ صفحه 27] يحسد كما حسد يوسف، و يغيب كما غاب يونس. و ذكر أشياء ثلاثة اخري من وجوه الشبه بين الامام المهدي (عليه السلام) و بين ثلاثة من الأنبياء (عليهم السلام). و يسمع (زرعة بن محمد الحضرمي) هذا الحديث من سماعة بن مهران، ولكن اللعين يحرف الحديث فيقول: (حدثني سماعة بن مهران أن أباعبدالله - الصادق - (عليه السلام)

قال: ان ابني هذا (يعني موسي بن جعفر) فيه شبه من خمسة انبياء...) الي آخر الحديث. فيكون المعني ان الامام موسي بن جعفر (عليه السلام) فيه شبه من خمسة انبياء، و أنه يغيب كما غاب يونس، فتكون النتيجة ان الامام موسي بن جعفر لا يموت بل يغيب. و يجد زرعة بن محمد هذا الحديث - الذي حرفه بنفسه - خير وسيلة لاضلال الناس و اغوائهم، فتراه يحدث الناس بهذا الحديث المفتعل، و ينسبه الي سماعة بن مهران عن الامام الصادق (عليه السلام). و مما ساعده علي اشاعة هذه الاكذوبة هو أن سماعة بن مهران كان قد توفي قبل وفاة الامام موسي بن جعفر، و لهذا انتشرت هذه الاكذوبة بلا رادع و لا مانع، لأن سماعة لم يكن موجودا حتي يكذب هذا الخبر المزور. فكان بعض ضعفاء العقيدة من الشيعة و الذين في قلوبهم مرض يتقبلون منه هذا الاكذوبة. و اما الوكلاء الذين تراكمت عندهم الأموال فانهم وجدوا هذا الحديث المزيف خير وسيلة لاستمرار علي الخيانة، و تصرفهم في أموال الامام (عليه السلام). فلو اعترفوا بوفاة الامام موسي بن جعفر (عليه السلام) لكان من [ صفحه 28] الواجب عليهم أن يدفعوا الأموال الي الامام الرضا (عليه السلام) بصفته الامام بعد أبيه، أو يدفعوا الأموال الي ورثة الامام موسي بن جعفر، و النتيجة واحدة. و لهذا جعلوا ينشرون هذا الحديث - الذين يعلمون كذبه - في الأوساط الشيعية، كل ذلك طمعا في حطام الدنيا! و من المؤسف اننا لم نجد - في كتب التراجم - الدافع الذي دفع زرعة بن محمد الي افتعال هذا الخبر و تزويره و تحريفه، و يا ليتنا كنا نعلم اتجاه الرجل و سريرته حتي نعلم الدواعي لهذا

الانحراف، و لهذه الجريمة العقائدية، و الجناية الدينية. و الخيانة العظيمة، فهل كان زرعة أحد وكلاء الامام، فتراكمت عنده أموال الامام، فطمع الرجل في الأموال كما طمع زملاؤه؟ نعم، ذكر علماء الرجال: انه واقفي، و يا ليتهم كتبوا عنه أنه أحد مؤسسي هذه الفكرة، و مخترعي هذه العقيدة، و مفتعلي هذه الاسطورة. و علي كل تقدير، فقد انتهز الوكلاء هذه الفرصة، و تشبثوا بذلك الحديث المزور - الذي حرفه زرعة بن محمد - فجعلوا يتصرفون في أموال الامام موسي بن جعفر (عليه السلام) تصرفات غير مشروعة. روي الكشي بسنده.. قال: «كان بدؤ الواقفة: انه اجتمع عند الأشاعثة [13] زكاة اموالهم، و ما كان يجب عليهم فيها، فحملوها الي وكيلين لموسي (عليه السلام) بالكوفة، أحدهما: حيان السراج، و آخر كان معه، و كان موسي (عليه السلام) [ صفحه 29] في الحبس، فاتخذوا بذلك دورا و عقارا، و اشتروا الغلات، فلما مات موسي (عليه السلام) و انتهي الخبر اليهما أنكرا موته، و اذاعا في الشيعة: انه لا يموت، لأنه القائم. فاعتمدت عليهما طائفة من الشيعة، و انتشر قولهما في الناس، حتي أنهما عند موتهما أوصيا بدفع المال الي ورثة موسي (عليه السلام) و استبان للشيعة أنهما انما قالا ذلك حرصا علي المال». أقول: ان هؤلاء الوكلاء او النواب كانوا خونة غير امناء علي الأمانات التي أمر الله تعالي عباده أن يؤدوا الأمانات الي أهلها. و ليس معني كلامي هذا أن الامام ائتمن الخائن المعروف بخيانته، بل اننا نجد أن بعض الأئمة (عليهم السلام) كانوا يعاملون الناس بظواهرهم، فهناك أفراد كانوا ظاهري الصلاح، و عرفوا بالديانة و الأمانة، فكان الأئمة (عليهم السلام) يسلمون اليهم الودائع و الأمانات، ثم كانت الخيانة تظهر منهم بشكل فظيع. فهذا

عبيد الله بن العباس الذي نصبه الامام الحسن المجتبي (عليه السلام) قائدا لجيشه، فترك الجيش و التحق بمعاوية في مقابل مقدار من المال.. و كم له من نظير! نعم، ان الأئمة (عليهم السلام) كانوا يعاملون الناس علي الظاهر «ليهلك من هلك عن بينة، و يحيي من حي عن بينة». و هناك اسرار و مصالح قد يظهر لنا بعضها، و يخفي علينا اكثرها، فالله تعالي يختبر عباده و يمتحنهم بأنواع مختلفة، و صور متعددة حتي تظهر نفسياتهم و حقائقهم، قال تعالي، (أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا و هم لا يفتنون، و لقد فتنا الذين من قبلهم فليعلمن الله الذين صدقوا [ صفحه 30] و ليعلمن الكاذبين) [14] . ايها القاري ء الكريم: لقد عرفت السبب لتولد هذه الفرقة و هذا المذهب الشيطاني - الذي يعبر عنه بالوقف، و يعبر عن أتباعه بالواقفية، لأنهم وقفوا علي امامة الامام موسي بن جعفر (عليه السلام) و لم يعترفوا بامامة من بعده -. و عرفت أن كل ذلك كان بدافع الطمع و الخيانة و السرقة بأبشع صورها. و قد عرفت ايضا أن أكثر أقطاب هذه الفرقة و رجال هذه الجريمة هم الوكلاء الذين تراكمت عندهم أموال الامام موسي بن جعفر (عليه السلام) فتلاعبوا بها، و تصرفوا فيها تصرفات لا يرضي بها الله و لا رسوله، و خالفوا الشرع و العقل و الوجدان و الفضيلة و الانسانية و الأمانة و الديانة، و نبذوا وراءهم جميع هذه المفاهيم و القيم، و اتبعوا أهواءهم، و استسلموا لأقبح انواع الخيانة. و لأئمة أهل البيت (عليهم السلام) - حول هذه الفرقة و كشف هويتها - كلمات لا بأس بذكر بعضها: في كتاب رجال الكشي بسنده عن الحكم بن عيص

قال: دخلت مع خالي سليمان (علي الامام الصادق عليه السلام) فقال - الامام -:من هذا الغلام؟ فقال: ابن اختي. فقال: يعرف هذا الأمر؟ (أي التشيع). [ صفحه 31] فقال: نعم. فقال - الامام -: الحمدلله الذي لم يخلقه شيطانا، ثم قال: يا سليمان تعوذ بالله ولدك [15] من فتنة شيعتنا!. قلت: جعلت فداك و ما تلك الفتنة؟ قال: انكارهم الأئمة، و وقوفهم علي ابني موسي ينكرون موته، و يزعمون أن لا امام بعده، اولئك شر الخلق. و روي الكشي - أيضا - عن محمد بن أبي عمير عن رجل من أصحابنا قال: قلت - للرضا (عليه السلام): جعلت فداك، قوم قد وقفوا علي أبيك، يزعمون أنه لم يمت. قال: كذبوا، و هم كذاب بما انزل الله عزوجل علي محمد (صلي الله عليه و آله و سلم) و لو كان الله يمد في أجل أحد من بني آدم - لحاجة الخلق اليه - لمد الله في أجل رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم). و بسنده عن يوسف بن يعقوب قال: قلت لأبي الحسن الرضا (عليه السلام): اعطي - هؤلاء الذين يزعمون أن اباك حي (اي الواقفية) من الزكاة شيئا؟ قال: لا تعطهم، فانهم كفار، مشركون، زنادقة. و عن محمد بن عاصم قال: سمعت الرضا (عليه السلام) يقول: يا محمد بلغني انك تجالس الواقفة؟ قلت: نعم، جعلت فداك، أجالسهم و أنا مخالف لهم. قال: لا تجالسهم، فان الله عزوجل يقول: (و قد نزل عليكم في [ صفحه 32] الكتاب أن اذا سمعتم آيات الله يكفر بها و يستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتي يخوضوا في حديث غيره، انكم اذا مثلهم) [16] يعني بالآيات: الأوصياء الذين كفر بهم الواقفة. و في

نفس المصدر عن الفضل بن شاذان عن الامام الرضا (عليه السلام) أنه سئل عن الواقفة؟ فقال (عليه السلام): يعيشون حياري و يموتون زنادقة. و من الواضح أن هذه الفرقة عاصرت الامام الرضا (عليه السلام) و كان لها موقف - بل مواقف - غير حسنة معه، كما سبقت الاشارة اليه فانهم كانوا ينكرون امامة الامام الرضا، و يزعمون أن الامام موسي بن جعفر لا يزال حيا، و أنه القائم المنتظر، و يزعمون ضلالة من يدعي الامامة بعد الامام موسي بن جعفر (عليه السلام). و اقتضت الحكمة الالهية أن لا يولد الامام الجواد (عليه السلام) في أيام شباب والده الامام الرضا، بل يولد يوم كان عمر الامام الرضا خمسة و اربعين سنة تقريبا، و هذا مما ساعد في تهريج هؤلاء ضد الامام الرضا (عليه السلام). ففي الوقت الذي كانوا يشككون في امامة الرضا تراهم كانوا يستدلون - علي ما يدعون - أن الامام الرضا عقيم، و الامام لا يكون عقيما. كل ذلك قبل ولادة الامام الجواد (عليه السلام) و كانوا يدخلون علي الامام الرضا (عليه السلام) و يسألونه عن هذا الموضوع، و اليك بعض التفصيل: [ صفحه 33] في رجال الكشي بسنده عن الحسين بن يسار قال: استأذنت أنا و الحسين بن قياما علي الرضا (عليه السلام) في (صريا) فأذن لنا فقال: افرغوا من حاجتكم [17] . فقال له الحسين (بن قياما): تخلو الأرض من ان يكون فيها امام؟ فقال: لا. قال: فيكون فيها اثنان؟ قال: لا، الا و أحدهما صامت لا يتكلم. قال (ابن قياما): قد علمت أنك لست بامام! قال: من اين علمت؟ قال: انه ليس لك ولد، و انما هي (اي الامامة) في العقب. فقال - الامام - له: فوالله لا تمضي الايام و

الليالي حتي يولد لي ذكر من صلبي، يقوم مثل مقامي. و يروي هذا الحديث بطرق اخري كما يلي: في كتاب الارشاد - للشيخ المفيد - عن الكافي بسنده عن الحسين بن يسار - أو بشار - قال: كتب ابن قياما الي ابي الحسن الرضا (عليه السلام) كتابا يقول فيه: «كيف تكون اماما و ليس لك ولد؟». فأجابه ابوالحسن (عليه السلام) - شبه المغضب -: و ما علمك أنه لا يكون لي ولد؟، والله لا تمضي الايام و الليالي حتي يرزقني الله ولدا ذكرا [ صفحه 34] يفرق بين الحق و الباطل. [18] . و في كتاب الكافي أيضا عن ابن ابي نصر قال: قال لي ابن النجاشي: من الامام بعد صاحبك؟ فاشتهي ان تسأله حتي أعلم. فدخلت علي الرضا (عليه السلام) فأخبرته، فقال لي: الامام ابني، ثم قال: هل يتجرأ أحد أن يقول: ابني. و ليس له ولد؟ [19] . و في الكافي عن ابن قياما الواسطي قال: دخلت علي علي بن موسي (عليهماالسلام) فقلت له: أيكون امامان؟ قال: لا، الا و أحدهما صامت. فقلت له: هوذا أنت ليس لك صامت - و لم يكن ولد له ابوجعفر بعد -. فقال لي: والله ليجعلن الله مني ما يثبت به الحق و أهله، و يمحق به الباطل و أهله. فولد له - بعد سنة - أبوجعفر (عليه السلام) و كان ابن قياما واقفيا. [20] . [ صفحه 35]

ولادته

اشاره

ليس من العجيب ان يختلف المحدثون و المؤرخون في تاريخ ولادة الامام الجواد (عليه السلام) فهذا الاختلاف موجود في ولادة أكثر الأئمة بل و حتي في ولادة رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم). فالشيخ الكليني يذكر - في الكافي - أن ولادة الامام الجواد (عليه السلام)

كانت في شهر رمضان سنة خمس و تسعين و مائة، و هكذا الفتال - في روضة الواعظين - و الشيخ المفيد - في الارشاد - و ابن شهرآشوب - في المناقب - يذكرون ولادته في شهر رمضان. ولكن العياشي - في (مقتضب الأثر في النص علي الأئمة الاثني عشر) - و صاحب (كشف الغمة) ذكرا ولادته في العاشر من شهر رجب، و هذا القول هو المشهور بين الشيعة. و يؤيد هذا القول الأخير الدعاء المروي عن الامام الحجة (عليه السلام) و الذي يقرأ في أيام شهر رجب و هو: «اللهم اني أسألك بالمولودين في رجب: محمد بن علي الثاني و ابنه علي بن محمد المنتجب..» الي آخر الدعاء. و تقام الاحتفالات في هذا اليوم في بعض البلاد الشيعية - الواعية أهلها - مع شي ء من مظاهر الزينة و الأفراح بهذه المناسبة، و ان كانت تلك [ صفحه 36] الأعمال هي أقل من القليل مما ينبغي أداؤه و الاتيان به تجاه الامام الجواد (عليه السلام).

فرحة الولادة

يعلم الله تعالي مدي الفرحة التي غمرت قلب الامام الرضا (عليه السلام) في تلك الليلة. التي كان ينتظر ولادة ولده الأعز الأكرم. و يعلم الله عزوجل مدي شوق الامام الي رؤية محيا شبله الذي تقرر أن يطأ الأرض، فتشرق الأرض بنوره. و اتخذ الامام الرضا (عليه السلام) التدابير اللازمة لهذا الضيف العزيز الذي له شأن عظيم، فخصص حجرة من حجرات داره، و أمر عمته السيدة حكيمة بأن ترافق السيدة خيزران مع القابلة الي تلك الحجرة استعدادا لاستقبال المولود المقدس. و جعل في تلك الحجرة شمعة يستضيئون بها، و أغلق عليهم الباب لئلا يدخل عليهم غيرهم، و حضرت لحظة الولادة، و انطفأت الشمعة، فكانت الولادة. و

أضاء المكان، فاستغنوا عن الشمعة و عن كل سراج. و تشاهد السيدة حكيمة الطفل في الطست، و قد غطاه غشاء رقيق، فأخذته حكيمة و وضعته في حجرها فأزاحت عنه الغشاء، و يتبادر الامام الرضا (عليه السلام) و يفتح الباب، و يستلم طفله العزيز، و يضعه في المهد و تراه بعد ذلك يلازم مهد ولده ليناغيه. [21] . [ صفحه 37]

مع ابيه الي الحج

و تنقضي الايام و يخرج الامام الرضا (عليه السلام) الي الحج مرافقا معه نجله الأزهر الأعز، كي يعرفه للحجاج من شيعته، و يرفع الشبهة عن قلوب المرتابين، و يزيل الشك عن عقائدهم، و يتم الحجة علي الجميع، و يزيف أقوال من زعم أن الامام الرضا لا يولد له.

النص علي امامته

لكن الظروف صعبة، و وسائل الاعلام غير متوفرة، فلا بد من انتهاز الفرصة في شتي الميادين للنص علي امامة الامام الجواد (عليه السلام) و تثبيت قواعد امامته في الأوساط الشيعية. فهذا معمر بن خلاد يقول: سمعت الرضا (عليه السلام) و ذكر شيئا فقال: ما حاجتكم الي ذلك؟ هذا ابوجعفر قد أجلسته مجلسي، و صيرته مكاني. و قال: «انا أهل بيت يتوارث أصاغرنا عن أكابرنا، القذة بالقذة» [22] . و يدعو الامام الرضا بالامام الجواد و هو صغير، و يجلسه في حجر الحسن بن الجهم - و هو من أصحابه - و يقول له: جرده و انزع قميصه، و انظر بين كتفيه. فينظر الرجل بين كتفي الامام الجواد (عليه السلام) فيري في احدي كتفيه شيئا شبيها بالخاتم داخلا في اللحم، فيقول (عليه السلام): [ صفحه 38] اتري هذا؟ كان مثله في هذا الموضع من أبي (عليه السلام) [23] . و يسأله صفوان بن يحيي: قد كنا نسألك - قبل ان يهب الله لك اباجعفر - فكنت تقول: يهب الله لي غلاما. فقد وهبه الله لك، فأقر عيوننا، فلا أرانا الله يومك [24] فان كان كون فالي من [25] . فأشار بيده الي أبي جعفر و هو قائم بين يديه. فقال صفوان: جعلت فداك، هذا ابن ثلاث سنين؟! فقال الامام -: و ما يضره من ذلك؟ فقد قام عيسي (عليه السلام) بالحجة و هو ابن ثلاث

سنين [26] . و يروي الخيراني عن ابيه خبر صفوان المتقدم، و يذكر جواب الامام الرضا هكذا: «ان الله تبارك و تعالي بعث عيسي بن مريم (عليه السلام) رسولا نبيا صاحب شريعة مبتدأة في أصغر من السن الذي فيه ابوجعفر». أقول: و هذا البحث يحتاج الي شي ء من الشرح، و لا بأس بذكر مقدمة تمهد لنا سهولة تقبل الأحاديث السابقة: ان البشر يألف الامور العادية و يستأنس بها. أما اذا رأي أو سمع [ صفحه 39] شيئا يخالف ما جرت به العادة فانه يستوحش من ذلك، لأنه رأي أو سمع شيئا غير مألوف عنده. ان الناس يشاهدون الأطفال الذين يولدون و لا يعرفون شيئا. قال تعالي: (و الله أخرجكم من بطون أمهاتكم لا تعلمون شيئا) [27] . حتي نظرات الطفل غير مركزة، يسمع الأصوات و يري الأشياء و لا يفرق بينها، و تنقضي الأيام و الشهور و السنوات حتي يتعلم الطفل الحروف و الكلمات، و يتكلم بما سمعه من الألفاظ التي يكثر استعمالها، و يسهل التلفظ بها، و يسمعها كثيرا. و مشاعره تتفتح تدريجيا، و مداركه تتضج بمرور الزمان، و يحتاج الي زمان طويل حتي يتثقف و يتعلم، و يحصل له شي ء من المعرفة و الثقافة. و هكذا جرت العادة بين أفراد البشر علي طول التاريخ و بصورة دائمة. ولكننا نجد أفرادا من البشر قد خرقوا هذه العادة، و تحدوا قوانين الطبيعة و لم يحتاجوا الي طي المراحل و قطع الزمان، و الي التعلم و الدراسة، بل كانت ولادتهم مشفوعة بالنضج الكامل، و العقل الوافر، و المعرفة التامة، كل ذلك بقدرة الله الذي هو علي كل شي ء قدير. و القرآن الكريم يصرح بامكان هذا المعني، فهذا

يحيي بن زكريا و قد قال الله في حقه: (و آتيناه الحكم صبيا) [28] أي آتيناه النبوة في حال صباه، و هو ابن ثلاث سنين كما هو المروي عن ابن عباس و عن الامام الرضا (عليه السلام). [ صفحه 40] و في قصة عيسي بن مريم: (قالوا كيف نكلم من كان في المهد، صبيا قال اني عبدالله آتاني الكتاب و جعلني نبيا) [29] أي قالوا كيف نكلم صبيا رضيعا في حجر امه، فقال عيسي - و عمره يوم واحد، كما عن ابن عباس و اكثر المفسرين -: (اني عبدالله) أقر علي نفسه بالعبودية حتي لا تنسب اليه الربوبية و الالوهية: (آتاني الكتاب و جعلني نبيا) فقد اكمل الله تعالي عقله في صغره، و أرسله الي عباده، و كان نبيا مبعوثا الي الناس من ذلك الوقت، مكلفا عاقلا، و لذلك كانت له المعجزة، و قد ذكر الله هذه المعجزة لعيسي (عليه السلام) في ثلاثة مواضع من القرآن: 1- في سورة مريم - كما تقدم -. 2- و في سورة آل عمران آية 46 - 45: (اذ قالت الملائكة يا مريم ان الله يبشرك بكلمة منه اسمه المسيح عيسي بن مريم وجيها في الدنيا و الآخرة و من القربين، و يكلم الناس في المهد وكهلا و من الصالحين). 3- و في سورة المائدة آية 110: (اذ قال الله يا عيسي بن مريم اذكر نعمتي عليك و علي والدتك اذ ايدتك بروح القدس تكلم الناس في المهد وكهلا). ذكر المفسرون أن روح القدس هو جبرئيل كما قال تعالي: (قل نزله روح القدس من ربك بالحق) أو ملك آخر من الملائكة، او الروح - الذي ليس هو من جنس الملائكة - الذي ذكره

الله في مواضع عديدة من القرآن كقوله تعالي: (تنزل الملائكة و الروح) و قوله عزوجل: (ينزل الملائكة بالروح من أمره). [ صفحه 41] قوله تعالي: (أيدتك) التأييد: التقوية و الاعانة، فيكون المعني ان الله تعالي أعان عيسي بن مريم بروح القدس، و أما كيفية الاعانة و التقوية فان الله تعالي يعلمها. بعد هذه المقدمة الموجزة يسهل علينا أن نعتقد بامكان تكلم الطفل يوم ولادته بتأييد من الله تعالي بروح القدس، و بامكان وصول الطفل الي درجة النبوة و نزول الكتاب السماوي عليه. و لا يصعب علينا - اذن - أن نقبل بأن يبلغ الطفل - ابن ثلاث سنوات - درجة النبوة: (و آتيناه الحكم صبيا). و قد ذكرنا شيئا يتعلق بهذا الموضوع في كتاب (الامام المهدي من المهد الي الظهور). فكما أن النبوة منصب الهي يتعين من عندالله تعالي كذلك الامامة يجب ان تتعين من عندالله، و نص من رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) و من الامام السابق للامام اللاحق. و قد ذكرنا بعض الأحاديث المروية عن رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) حول الأئمة الاثني عشر - الذين بعده - في اوائل كتاب (الامام المهدي من المهد الي الظهور). و هذه الأحاديث كثيرة، و مروية بطرق عديدة، حتي أن بعض علمائنا قد ألف كتابا حول مصادر هذا الحديث من الصحاح الستة و غيرها من مؤلفات أهل السنة، منها: تنزيل القرآن: للحافظ ابي نعيم الاصفهاني المناقب: لأحمد بن حنبل فرائد السمطين: للجويني او الحمويني [ صفحه 42] مطالب السؤول: لمحمد بن طلحة الشافعي كفاية الطالب: للشافعي الكنحي مسند فاطمة: للدار قطني فضائل أهل البيت: للخوارزمي الحنفي مناقب علي بن

ابي طالب: لابن المغازلي الشافعي جواهر العقدين: للسمهودي ذخائر العقبي: لمحب الدين الطبري الفصول المهمة: لابن الصباغ المالكي الصواعق المحرقة: لابن حجر الهيثمي الاصابة: لابن حجر العسقلاني الجامع الصغير: للسيوطي كنز الحقائق: للمناوي الجمع بين الصحاح الستة: للعبدلي و يروي عن البخاري و مسلم و الحميدي، و العجب ان عمر بن الخطاب هو أحد رواة هذا الحديث كما ذكره علي بن المسيب. و اما الشيعة فيعتبرون هذا جزءا من عقائدهم، و لا يشكون في ذلك.

اوصاف الامام و ملامح شخصيته

فبناءا علي هذا يجب أن يكون الامام - بصورة عامة - سليم المشاعر، مرهف الأحاسيس، كامل العقل و العلم و المعرفة (بجيمع معاني هذه الكلمات). يعلم ما يحتاج اليه البشر، سواء في العقائد أو الأحكام أو غير ذلك [ صفحه 43] كالطب و النجوم و سائر العلوم و الفنون. له اتصال بجميع العوالم، و اطلاع علي الماضي و الحاضر، و المستقبل، و ان يجتمع فيه من كل فضيلة أوفرها و أكثرها. و هكذا كان الامام الجواد (عليه السلام) و سوف يظهر لك شي ء من ذلك في المستقبل القريب.

الامام الجواد في ظل والده العظيم

و عاش الامام الجواد (عليه السلام) بصحبة والده العظيم سنوات لا تتجاوز اصابع اليد الواحدة و كانت دلائل امامته تظهر يوما بعد يوم، و آيات عظمته تتجلي ساعة بعد ساعة، و علامات جلالته تنكشف في كل حين، و قد حل في اوسع مكان في قلب والده البار العطوف، يشمله بعواطفه و يغمره بألطافه. و كان الامام الرضا (عليه السلام) يعجبه أن يذكر ولده العزيز بكل تعظيم و تجليل، فلا بذكره باسمه، بل يذكره دائما بكنيته، و يخاطبه بأبي جعفر و يذكره بأبي جعفر. فهذا محمد بن ابي عباد كان كاتبا للامام الرضا (عليه السلام) يقول: ما كان يذكر الامام الرضا (عليه السلام) ابنه محمدا الا بكنيته، يقول: «كتب الي أبوجعفر» و «كتبت الي ابي جعفر» و هو صبي بالمدينة، فيخاطبه بالتعظيم. و ترد كتب أبي جعفر (عليه السلام) في نهاية البلاغة و الحسن، فسمعته (اي الامام الرضا) يقول: ابوجعفر وصيي، و خليفتي في أهلي [ صفحه 44] من بعدي. [30] . و خرج الامام الرضا (عليه السلام) من المدينة نحو مكة، و منها الي خراسان، و فرق الدهر الخؤون بين الوالد العظيم، و ولده الحبيب العزيز

الصغير، و فلذة كبده و قرة عينه، و ثمرة فؤاده، فكان يرسل الرسائل العديدة الي ولده العزيز، و ربما كتب له: «فداك ابوك»!. نعم، فارق الامام الرضا (عليه السلام) ولده و هو يعلم انه لا يرجع اليه بعد ذلك اليوم فانه (عليه السلام) جمع عياله و أمرهم أن يبكوا عليه و قال: اني لا ارجع الي عيالي ابدا. [31] . و في (اثبات الوصية): و روي جماعة من أصحاب الرضا (عليه السلام) قال: قال الرضا: «لما أردت الخروج من المدينة جمعت عيالي و أمرتهم أن يبكوا علي حتي أسمع بكاءهم، ثم فرقت فيهم اثني عشر ألف دينار، لعلمي أني لا أرجع اليهم أبدا». قال: ثم أخذ [الامام الرضا] أباجعفر [الجواد] فأدخله المسجد [النبوي] و وضع [الامام الرضا] يده [الامام الجواد] علي حائط القبر [قبر رسول الله] و ألصقه به، و استحفظه رسول الله [سأله أن يحفظه]. فقال [الامام الجواد] له: «يا أبت، أنت - والله - تذهب اي الله» ثم أمر أبوالحسن [الرضا] (عليه السلام) جميع وكلائه بالسمع و الطاعة له [الامام الجواد] و ترك مخالفته، و نص عليه عند ثقاته، و عرفهم أنه القيم مقامه... الخ [32] . [ صفحه 45] و انقضت سنوات اربع أو خمس، و استشهد الامام الرضا (عليه السلام) في بلاد الغربة، و قضي نحبه مسموما. و أخبر الامام الجواد (عليه السلام) الاسرة الكريمة و العائلة الشريفة - في نفس اليوم - أن يقيموا المأتم لذلك الامام الذي قتل بالسم غريبا عن أهله و عشيرته. و حضر الامام الجواد عند والده قبل وفاته - و هو ابن تسع سنين - و لما توفي الامام الرضا قام الامام الجواد بتجهيز جثمان والده، من التغسيل و التحنيط و

التكفين و الصلاة عليه، كل ذلك بقدرة الله تعالي و معجزة الامامة. و سنذكر التفاصيل في حرف العين في ترجمة عبدالسلام بن صالح الهروي المعروف ب (ابي الصلت). [ صفحه 46]

النصوص علي امامته

ينبغي ان لا ننسي بأن الامامة - التي هي الخلافة و الوصاية و الولاية و الوراثة - لا تثبت لأحد بانتخاب الناس، و لا بأن يرشح أحد نفسه لهذا المنصب الخطير، بل تتعين الامامة بأمر الله تعالي و انتخابه و اختياره، و هذا التعيين و الانتخاب و الاختيار يتحقق بتصريح و نص من رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) و من الامام السابق للامام اللاحق. و الأحاديث المروية في كتب الشيعة و السنة حول الأئمة الاثني عشر (عليهم السلام) تعتبر من أشهر الأحاديث و أصحها، و معروفة بكثرة رواتها الأجلاء الثقاة. و قد ذكرنا - قبل قليل - بعض مصادر هذا الحديث من كتب أهل السنة. و هذه الأحاديث بعضها مجمل، و بعضها مفصل، فالمجمل مثل قوله (صلي الله عليه و آله و سلم): (الأئمة بعدي اثنا عشر كلهم من قريش). و المفصل هي الأحاديث المشتملة علي اسماء الأئمة (عليهم السلام) و أنسابهم و ألقابهم و صفاتهم، و حيث أننا ذكرنا شيئا يسيرا يتعلق بهذا الموضوع في كتاب (الامام المهدي من المهد الي الظهور) فلا داعي للاعادة و التكرار. [ صفحه 47] و انما نقول - هنا -: ان الامام الجواد (عليه السلام) هو الامام التاسع من أئمة أهل البيت الاثني عشر الذين نص رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) علي امامتهم و ولايتهم و وصايتهم و خلافتهم في مواطن عديدة و مناسبات مختلفة و مواضع شتي. و كذلك الأئمة الذين

كانوا قبل الامام الجواد (عليه السلام) لم يسكتوا عن هذه الحقيقة. فهذا الامام موسي بن جعفر (عليه السلام) يخبر رجلا من أصحابه (و هو محمد بن سنان) بامامة الامام علي بن موسي الرضا و امامة ولده الامام الجواد (عليهماالسلام). و الحديث طويل، نقتطف منه موضع الحاجة من كتاب الغيبة للطوسي: ... قال (اي الامام موسي بن جعفر): (من ظلم ابني هذا حقه، و جحده امامته من بعدي كان كمن ظلم علي بن ابي طالب (عليه السلام) امامته، و جحده حقه بعد رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم). قال - محمد بن سنان -: قلت: والله لئن مد الله لي في العمر لا سلمن له حقه، و لاقرن له. قال (عليه السلام): صدقت، يا محمد، يمد الله في عمرك، و تسلم له حقه، و تقر له بامامته و امامة من يكون بعده. قال: قلت: و من ذاك؟ (اي من الامام بعده؟) قال: ابنه محمد. قال: قلت له: الرضا و التسليم [33] . [ صفحه 48] و أما نص الامام الرضا (عليه السلام) علي امامة ولده الامام الجواد (عليه السلام) فقد ذكرنا كثيرا من الأحاديث في اوائل هذا الكتاب، و نذكر في السمتقبل ايضا بمناسبة المقام. و بعد ثبوت هذه الحقائق التي تمهد و تسهل لنا الاعتراف بامامة الامام محمد الجواد (عليه السلام) فليس للعمر مدخلية في الموضوع، فمن الممكن أن يوفر الله تعالي تلك المؤهلات في أي انسان، و أي مستوي من العمر، حتي اذا كان طفلا، فان عظمة الانسان بروحه و نفسه و مواهبه، لا بجسده و ايام عمره. [ صفحه 49]

موجبات العداء بين أئمة أهل البيت و بين خصومهم

لقد ابتلي كل امام من ائمة أهل البيت (عليهم السلام) بطاغوت من طواغيت عصره، و فرعون من فراعنة

زمانه، يجرعه الغصص، و يحاربه بكل ما اوتي من حول و قوة، و يسعي في اطفاء نور الله (و يأبي الله الا أن يتم نوره). و لأجل أن نعرف شيئا من أسباب النزاع و الخصومة، و دواعي التضاد، و موجبات العداء و البغضاء بين أئمة أهل البيت (عليهم السلام) و بين الجانب المعادي لهم، لا بأس بذكر مقدمة تكشف لنا جانبا من هذه الجوانب، فنقول: لقد كان أئمة أهل البيت (عليهم السلام) مظاهر للحق و الحقيقة، تتجلي فيهم فضائل الأخلاق و تتفجر من جوانبهم المعارف و العلوم، و تنبع الحكمة من أقوالهم و افعالهم. فلا تجد في حياتهم موضعا للملاهي و المناهي و المنكرات، بل تجد حياتهم زاخرة بالمكارم - بجيمع أنواعها و أقسامها - لا يسبقهم سابق و لا يلحقهم لاحق. فاذا نظرت اليهم من زاوية العلم فهم أعلم أهل السماء و الأرض، قذف الله في قلوبهم علوم الأولين و الآخرين. [ صفحه 50] و اذا بحثت عن حياتهم الاقتصادية تجدهم أزهد الزهاد، لا يبالون بزخارف الحياة، و لا يعبؤن بلذائذ العيش، و ينظرون الي متاع حياة الدنيا نظرة تحقير و استهانة. و اذا ذهبت الي بيوتهم - في ساعات متأخرة من الليل - فانك تسمع - هناك - أصوات تلاوة القرآن بكل خضوع و خشوع، يتلون القرآن حق تلاوته، لا يمرون بآية من آياته الا و هم يعلمون ظاهرها و باطنها و تفسيرها و تأويلها، و المعني المراد منها، و المفاهيم المقصودة بها. يقرأون القرآن بكل وعي و معرفة، و تدبر و تفكر، تنسجم نفوسهم مع معانيه، و تندمج أرواحهم و قلوبهم بما أوحي الله الي نبيه (صلي الله عليه و آله و سلم) قد

ملك القرآن مشاعرهم، و جذب أفكارهم، فكأنهم فقدوا الوعي عن كل شي ء الا عن كتاب الله الذي أخذ بمجامع قلوبهم. فتراهم بين تلاوة القرآن و بين التهجد و الصلاة، يستلذون بمناجات ربهم و هم في قيامهم و ركوعهم و سجودهم و قنوتهم متوجهون الي الله تعالي بكلهم، بقلوبهم و ارواحهم و مشاعرهم، و كأنهم - في تلك اللحظات - لا يدركون عن العالم الخارجي شيئا، و كأنهم غفلوا عما حولهم من الزمان و المكان، بل و حتي عن ذواتهم، قد أغرقتهم العبادة، و استولي علي وجودهم التوجه الي الله تعالي. عظم الخالق في انفسهم، فصاروا لا يملكون دموعهم عن الجريان، و لا يستطيعون حبس أصواتهم عن الخشوع و البكاء، يعتبرون أنفسهم مقصرين أمام عظمة الله سبحانه، فيلوذون بعفوه، و يعوذون بحلمه، و يستغفرونه، و قد عصمهم الله من الزلل، و اذهب الله عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا. و في النهار... يدخل عليهم الداخل فيجد فيهم البشاشة و سعة [ صفحه 51] الصدر و الترحيب، و التواضع و التجاوب و أنواع العطف و الحنان، قد ضربوا الرقم القياسي في اصول الانسانية و الأخلاق و أعراف المعاشرة، و صفاء القلب، و طيب النفس و حب الخير للناس، و الاحسان حتي الي من أساء اليهم. يسألهم السائل عن الدين و الدنيا و الآخرة و عن السماء و الأرض و عن الفقه و غيره، و عن كل موضوع، فلا يسمع الا الجواب الصحيح المقنع، و لم يسجل التاريخ في حياة ائمة أهل البيت (عليهم السلام) كلمة: لا أدري، لا أعلم، لا أعرف، في مقابل الأسئلة الموجهة اليهم!! هذه روزنة ضيقة نظرنا منها الي جانب من حياة ائمة أهل البيت الاثني

عشر (عليهم السلام). و اذا اردنا أن نتحدث عن حياة طواغيت عصرهم و فراعنة زمانهم فسوف يتبدل هذا الكتاب الي ملفات سوداء مظلمة، و الي تراجم اناس لطخوا صفحات التاريخ بفجائعهم و شنائعهم و جرائمهم و جناياتهم، فكانوا سبة الدهر و لعنة التاريخ. و نكتفي بالقول: ان اولئك الطواغيت كانوا علي خلاف ما ذكرناه من سيرة ائمة أهل البيت (عليهم السلام) مائة بالمائة. و حيث أن هذا الكتاب يتضمن شيئا من حياة الامام الجواد (عليه السلام) فسيكون الحديث - هنا - عن فراعنة زمانه و طواغيت عصره، و علي رأسهم المأمون العباسي و المعتصم العباسي: [ صفحه 52]

المأمون العباسي

اشاره

كان المأمون العباسي ابن هارون الرشيد يمتاز عن أسلافه بثقافة مشفوعة بالدهاء و الذكاء، و سياسة مرادفة للشيطنة و النفاق، و هذا شأن كل سياسي يلعب علي حبال عديدة. و يظهر بمظاهر مختلفة. و قد شاهدنا - في زماننا - الكثيرين من الحكام كيف يتلونون بألوان مختلفة كما تفرضها سياسة الوقت. فتري بعضهم يحارب الدين بلا هوادة، و يطارد المتدينين أشد المطاردة، و بعد فترة يظهر نفسه بمظهر المتدين الغيور علي الدين، المتحمس للاسلام و المسلمين، ثم يتغير، ثم يتبدل و هكذا و هلم جرا. و لا مانع لديه من أن يتلون في كل ساعة بلون، و يتظاهر في كل آن بمظهر. كان المأمون العباسي هكذا، و لقد كان ذكيا في شيطنته و خداعه بحيث التبس أمره علي أهل زمانه، و علي الأزمنة التي تأخرت عنه والي زماننا هذا، و لذلك تري البعض يحسن الظن بالمأمون، بل و يعتبره من الشيعة، اعتمادا علي كلام منقول عنه أنه قال: «أعلمتم كيف تشيعت»؟ و علي كل فان السياسة فرضت علي المأمون أن

يخضع للامام الرضا (عليه السلام) [ صفحه 53] بل و يتنازل له عن عرش الخلافة!!. ولكن الامام الرضا (عليه السلام) لم ينخدع بتلك الألعاب السياسية، و امتنع عن قبول الخلافة التي يهبها له المأمون!!. فان امامة الامام الرضا (عليه السلام) و خلافته و ولايته و وصايته ثابتة من عندالله و رسوله، سواء رضي الناس بذلك أم أبوا، و قد نص عليه جده رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) في أحاديث متواترة صحيحة مشهورة عند المسلمين. و اما الخلافة (التي معناها المنصب الالهي، التالي لمنصب النبوة، الخلافة التي تثبت بانتخاب الله تعالي و اختياره، و بنص من النبي (صلي الله عليه و آله و سلم) و غير ذلك من الشرائط و المؤهلات) فان كانت وصلت الي المأمون بصورة شرعية فلا يجوز له أن يتنازل عن حقه الشرعي، و عن مقامه الذي جعله الله له. و ان كانت الخلافة (بالمعني الذي ذكرناه) وصلت الي المأمون بصورة غير شرعية فلا يجوز له ان يهب ما لا يملك. و من الذي اعطاه حق الانتخاب و الاختيار لأمور المسلمين؟! نعم، يجب عليه أن يستقيل عن الخلافة و يعترف بأنه كان غاصبا للخلافة ظالما لآل محمد (عليهم السلام) فاقدا للمؤهلات، و يعلن للأمة الاسلامية بأن الخليفة الشرعي هو الامام الرضا (عليه السلام) كما فعله معاوية بن يزيد بن معاوية الذي استقال عن الخلافة، و عزل نفسه عنها، و أعلن لأهل الشام أن الخليفة الشرعي لرسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) هو الامام زين العابدين علي بن الحسين (عليه السلام) و القصة مشهورة و مذكورة في التاريخ. [ صفحه 54] ولكن المأمون كان قد خطط بأن يتنازل عن الخلافة للامام الرضا (عليه السلام) و

من الطبيعي ان الامام الرضا سيجعل المأمون وليا للعهد، جزاء لاحسانه (حسب تفكير المأمون) و عند ذلك يسهل له اغتيال الامام، فتنتقل الخلافة اليه بصفته وليا للعهد. و هكذا يتخلص من مشاكل السياسة التي فرضت عليه الخضوع للعلويين، و تغيير السلوك معهم، و فسح المجال أمامهم، و اعطاءهم الحريات التي كانت مكبوتة ايام أبيه هارون الرشيد. و كان المأمون يجهل أن الامام الرضا (عليه السلام) هو أعلم و أعرف و أذكي من أن تتلاعب به الأهواء، و أن يصير العوبة لسياسة المأمون الشيطان. و لما رأي المأمون امتناع الامام الرضا عن قبول الخلافة الموهوبة له! و رأي أن هذه الخطة باءت بالفشل، و لم تنجح فكرته الشيطانية دخل من باب آخر، فعرض علي الامام الرضا (عليه السلام) قبول ولاية العهد، و هذه تنزيل لمكانة الامام الرضا عن مقامه الأسمي. فالامام الذي لا يرضي بالخلافة الموهوبة له من المأمون كيف يرضي أن يكون وليا للعهد؟ و لهذا امتنع (عليه السلام) أشد الامتناع. ولكن الأجواء السياسية ضيقت الخناق علي المأمون، و لهذا هدد المأمون الامام الرضا بالقتل ان هو امتنع عن قبول ولاية العهد!!. و من هنا ينكشف لنا أن المأمون لم يكن يحمل في قلبه شيئا من المحبة و الولاء للامام الرضا (عليه السلام) فلو كان يعتقد في الامام الرضا اعتقادا سليما لم يتجرأ علي تهديده بالقتل ولكنها السياسة التي لا تؤمن بالديانة و لا بالمعتقدات، و انما تؤمن بالظروف و المصالح فقط و فقط!! [ صفحه 55] و لما رأي الامام الرضا (عليه السلام) أن الأمر قد وصل الي هذه الدرجة و ان حياته مهددة بالقتل وافق علي ولاية العهد بشرط عدم التدخل نهائيا في شؤون الدولة، من العزل و

النصب و غير ذلك من التصرفات. و هذا البحث يحتاج الي مزيد من الشرح و التفصيل، و الدراسة و التحليل و ارجو من الله تعالي أن يوفقني لتأليف كتاب حول حياة الامام الرضا (عليه السلام) حتي اذكر - هناك - ما يناسب المقام. و علي كل حال.. فان المأمون سولت له نفسه الشريرة أن يدس السم الي الامام الرضا (عليه السلام) ففارق الامام الحياة مسموما شهيدا، و خرج المأمون الشيطان في تشييع جنازته (عليه السلام) حافي القدمين، قد حل ازرار ثيابه حدادا و حزنا - علي حد زعمه -!! ولكن المجتمع لا يخلو من أناس اذكياء، لا تلتبس عليهم الحقائق، و لا ينخدعون بالمظاهر و الظواهر. و اخيرا، اشيع في خراسان ان المأمون هو الذي دس السم الي الامام و قتله. و من الطبيعي أن الاستياء و التنفر و الانزجار من المأمون انتشر بين الناس و لم يستطع المأمون أن يمكث في خراسان، فقصد نحو بغداد، تغطية، للجريمة، و ابتعادا عن المجتمع المنزعج الناقم عليه. فلنترك المأمون في بغداد منهمكا في ملذاته، مشغولا بشهواته، بين كؤوس الخمور و ألحان المغنيات و المغنين، يتفنن بأنواع الترف و البذخ. و لنذهب الي المدينة المنورة لنسمع صدي وفاة الامام الرضا (عليه السلام) هناك: انتشر خبر وفاة الامام الرضا (عليه السلام) في البلاد، و أكثر [ صفحه 56] الشيعة القاطنين في البلاد النائية لا يعرفون الامام القائم مقام الامام الرضا (عليه السلام) و لم يسمعوا - حينذاك - النصوص الدالة علي امامة الامام الجواد (عليه السلام). و المدينة المنورة موطن آل رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) و يسكنها اكثر العلويين من آل رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) فلا

بد من التحقيق و البحث عن الامام بعد الامام الرضا في المدينة المنورة.

لقاء الوفود بالامام الجواد

و تأتي الوفود الي المدينة من شتي الأقطار لمعرفة الامام، و يأتي من بغداد حوالي ثمانين رجلا من مشاهير الشيعة و فقهائهم للتحقيق عن الموضوع، و من الطبيعي انهم يقصدون دار الامام الرضا (عليه السلام) التي كان يسكنها قبل سفره الي خراسان، و هي دار الامام الصادق (عليه السلام) التي قد تعودت الشيعة التردد اليها، فالباب مفتوح في وجوه الوفود و الحجاج، و يمتلأ بهم المكان، و يدخل عبدالله بن الامام موسي بن جعفر (عليه السلام) - عم الامام الجواد (عليه السلام) - و هو شيخ كبير. ثم يدخل الامام الجواد، و يقوم أهل المجلس كلهم احتراما للامام، و ينظرون اليه و ينظر بعضهم الي بعض نظر تعجب من صغر سن الامام. و يتقدم أحد الحاضرين ليلقي مسألة فقهية علي عبدالله بن موسي، فيجيبه عبدالله جوابا غير صحيح، و تلوح علامة الغضب علي وجه الامام الجواد، و يزجر عمه علي اجابته - لتلك المسألة - بغير ما انزل الله، و يتراجع عبدالله و يعتذر و يستغفر الله، لأنه أفتي بما لا يعلم. [ صفحه 57] ثم يجيب الامام الجواد جوابا صحيحا علي خلاف جواب عمه عبدالله بن موسي [34] . و يتبادر الناس الي الامام الجواد (عليه السلام) ليوجهوا اليه الأسئلة الفقهية، و انني أعتقد أن أكثر تلك المسائل كانت بقصد الامتحان و الاختبار. فقد كان في تلك الجماهير عدد من فقهاء الشيعة و علمائهم، و أجلاء أصحاب الأئمة ممن يعرفون الأحكام الشرعية، و انما سألوا الامام الجواد عنها ليتأكدوا من صحة امامته و ثبوتها لديهم. فكان الامام الجواد (عليه السلام) يجيب علي تلك الأسئلة بسرعة، و

بلا تأمل و تفكير، يجيبهم بالأحكام الآلهية، الواقعية، القطعية، لا اعتمادا علي الظن و الوهم و الحدس و القياس و الرأي و أمثال ذلك. و يعلم الله تعالي عدد الاسئلة التي وجهت الي الامام الجواد في ذلك المجلس، و انفض المجلس، و تفرق الحاضرون و هم مقتنعون بامامة الامام الجواد (عليه السلام). و كان الامام موسي بن جعفر (عليه السلام) قد أسس قرية في ضواحي المدينة سماها (صريا) و كانت هذه القرية موجودة في زمن الامام الجواد (عليه السلام) فكان الامام يخرج الي تلك القرية ليبتعد عن العيون و الجواسيس التي كانت تراقبه، ولكن الكثيرين من الشيعة كانوا يذهبون الي (صريا) بحثا عن الحق.و الحقيقة، فكان الامام الجواد (عليه السلام) يفيض عليهم المعارف، و يظهر لهم الدلائل، فلا يبرحون عن مكانهم الا و هم يعتقدون بامامة الامام الجواد (عليه السلام). [ صفحه 58]

موقف المأمون من الامام الجواد

من الواضح ان حاكم المدينة المنورة - يومذاك - كان يرفع التقارير الي المأمون العباسي ضد الامام الجواد (عليه السلام) و التقارير التي يرفعها اعوان الظلمة لا تخلو من تهويل و مبالغة في الكذب و التهمة، و هم يعتبرون ذلك من وسائل التقرب الي الظالمين، بل من اسباب ترفيعهم في المناصب. و يقرأ المأمون التقارير، و يعلم بالتفاف الناس حول الامام الجواد (عليه السلام) بعد ثبوت امامته لديهم و ظهور دلائلها عندهم. و الآن.. لنرجع الي بغداد، لنري الخطة التي أعدها المأمون ضد الامام الجواد (عليه السلام): لقد خطط المأمون تخطيطا آخر، للتلون بلون آخر، فقد كتب الي و الي المدينة يأمره بارسال الامام الجواد الي بغداد، ليكون تحت الرقابة المشددة، بعيدا عن مدينة جده رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) ممنوعا عن كل نشاط ديني؛

و وصل الامام الجواد (عليه السلام) الي بغداد، و هو في العاشرة او الحادية عشرة من العمر، ولكن قد تكاملت فيه صفات العظمة، و شروط الامامة، و توفرت فيه المؤهلات بجميع معني الكلمة. و الظاهر أن الامام الجواد وصل الي بغداد بدون اعلام مسبق، و لا نعلم من الذي رافقه في رحلته من المدينة الي بغداد؟ و لا نعلم اين نزل الامام؟ و لعل الامام لم يجب أن يذهب الي بلاط المأمون ليلتقي به هناك، [ صفحه 59] فكيف - اذن - يتم اللقاء بالمأمون؟ كان الامام يعلم اليوم الذي يخرج فيه المأمون الي الصيد - لهوا و لعبا - و لهذا وقف (عليه السلام) في طريقه حين خروجه.. و كان في الطريق اطفال يلعبون. و وصل موكب المأمون مع الخدم و الحرس و كلاب الصيد و صقوره، فتفرق الأطفال - الذين كانوا يلعبون في الطريق - اتقاءا من شر ذلك الموكب. ولكن الامام الجواد (عليه السلام) بقي في مكانه، لا يعبأ بذلك الموكب المحاط بالبذخ و الكبرياء. و يجلب وقوفه انتباه المأمون.. فيتقدم اليه و يسأله لماذا لم يهرب مع من هرب؟! و يجيبه الامام (عليه السلام) بأن الطريق لم يكن ضيقا حتي اوسعه، و لم ارتكب ذنبا حتي اخشي العقوبة!. فتنكسر شخصية المأمون و يتصاغر أمام هذا الجواب الجري ء. هنا.. تقول بعض الروايات: ان المأمون ترك الامام و خرج للصيد، و تقول رواية اخري: انه سأل الامام عن اسمه؟ فقال (عليه السلام): أنا محمد بن علي بن موسي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين علي بن أبي طالب. يفتخر الامام بآبائه الأئمة الطاهرين الذين هم اشرف المخلوقين و اطهر الكائنات. يفتخر بهذا النسب الأرفع الأقدس.. و حق

له ان يتمثل بقول الفرزدق الشاعر: [ صفحه 60] اولئك آبائي فجئني بمثلهم اذا جمعتنا - يا جرير - المجامع .. و يتذكر المأمون ان هذا الفتي هو يتيم الامام الرضا (عليه السلام) و انه هو الذي ايتم هذا الشاب و حرمه من عواطف والده. يتذكر ان هذا الفتي هو ضحية جرائم المأمون!! و يترك المأمون الامام الجواد (عليه السلام) و يخرج من البلد للصيد. و هناك يطلق صقره فيطير و يحلق في الجو و يغيب في الغيوم المتراكمة، ثم يعود و في منقاره سمكة صغيرة فيها بقية من الحياة.. و يأخذ المأمون تلك السمكة و يعود الي البلد، و كأنه قد وصل الي آماله بصيد سمكة صغيرة و تحققت امانيه بهذا العمل الصبياني و هو يدعي انه خليفة المسلمين و الحاكم علي نصف الكرة الأرضية، و ينوه باسمه علي آلاف المنابر في الجمعات و غيرها!! نعم.. هذا الرجل يخرج بذلك الموكب ليصيد سمكة صغيرة كأنه فقير لا يملك قوت يومه، و كأنه غير مسؤول عن شؤون المسلمين و تدبير امورهم! و يمر المأمون من نفس الطريق الذي التقي فيه بالامام الجواد (عليه السلام) و قد قبض علي السمكة في كفه، فيتفرق من كان في الطريق الا الامام (عليه السلام) فانه يبقي في مكانه كما في المرة الاولي. فيقول للامام: قل أي شي ء في يدي؟ فيقول (عليه السلام): «ان الغيم حين يأخذ من ماء البحر يداخله سمك صغار، فتسقط منه، فتصطادها صقور الملوك، فيمتحنون بها سلالة النبوة!!» [35] . [ صفحه 61] فيدهش ذلك المأمون و ينزل عن فرسه و يقبل رأس الامام (عليه السلام) [36] و يعرف أن هذا الفتي ليس كبقية الفتيان، بل انه ممتلي ء علما و حكمة و

فصاحة و بلاغة و شجاعة و أنه الامام بالحق بعد ابيه الرضا (عليه السلام). فيخطط المأمون بعد ذلك لتجميد هذه الشخصية التي يعتبرها خطرا عليه، و يقرر أن يزوجه ابنته ام الفضل التي كانت - يومذاك - صغيرة. قامت القيامة علي العباسيين، الذين كانوا يومذاك أصحاب السلطة، [ صفحه 62] و رجال الدولة و يشكلون طائفة كبيرة، فقد قيل: ان الاحصائيات أجريت في ولد العباس - في عهد المأمون - فكانوا ثلاثا و ثلاثين الف نسمة! -. ولكنهم لم يفهموا هدف المأمون من ذلك التزويج، و لم يعرفوا باطن الأمر، فظنوا أن الامام الجواد (عليه السلام) سوف يستلم زمام الحكم، و سوف يتقلص نفوذهم و تضعف امكانياتهم اذا تم زواج الامام الجواد بابنة المأمون. و لهذا قاموا وقعدوا، و بذلوا محاولات كثيرة للحيلولة دون هذا الزواج، ولكن المأمون كان مصرا علي ذلك، و ما كان يستطيع أن يقول لهم: ان هذه خطة ضد الامام الجواد، و لعله كان يستعين بالكتمان في قضاياه السياسية. و أخيرا، تم عقد النكاح - ذلك النكاح المشؤم - و صارت ابنة المأمون في حبالة الامام الجواد (عليه السلام). و صرف المأمون أموالا طائلة في جو من البذخ و الترف في اقامة حفلة القران. و لم يكن الامام الجواد (عليه السلام) راضيا بتلك التشريفات - البعيدة عن الزهد و بساطة العيش - ولكن الأمر كان خارجا عن اختياره و لم يكن مسؤولا عن ذلك الاسراف و التبذير. و ستأتي تفاصيل تلك الحفلة في حرف الراء في ترجمة الريان بن شبيب. و بالرغم من ان الامام الجواد (عليه السلام) كان صهرا لخليفة ذلك الزمان - و ذلك يقتضي ان تكون حياته حياة راحة و رفاه و رخاء و

غني - فانه (عليه السلام) لم يكن سعيدا بذلك، لأنه كان يعيش بين الأعداء الألداء، و الحساد الأشداء الذين كانوا ينزعجون من وجوده (عليه السلام). [ صفحه 63] فالخلفاء لا يعجبهم الامام الجواد لأنه لا ينسجم معهم في الفكر و العقيدة و العمل، فالامام الجواد مثال القدس و التقوي و الورع، يتجسد فيه الاسلام الصحيح، و الدين النزيه، بينما الخلفاء كانوا لا يعرفون شيئا سوي الملذات، و لا يهتمون الا باشباع رغباتهم و نزواتهم و شهواتهم، من الجواري و الغلمان و المغنيات، و السكر المتواصل ليلا و نهارا، و بذل الاموال للشعراء الذين كانوا يسرفون في مدح الخلفاء، و يتجاوزون حدود الغلو و الكذب. او للمضحكين الذين كانوا يضحكون الخليفة بأزيائهم أو قصصهم أو هجائهم بعضهم بعضا. و أما القضاة و فقهاء البلاط العباسي فكانوا ايضا لا يرتاحون من وجود الامام الجواد (عليه السلام). فهذا كبيرهم: يحيي بن اكثم - الذي كان قاضي القضاة، و معني ذلك أنه أعلم الناس بالفقه و القضاء، و هو الذي كان ينصب القضاة في البلاد الاسلامية - كان يصغر و تتضاءل شخصيته أمام عظمة الامام الجواد (عليه السلام) بل و يظهر جهله حينما يطرح الامام عليه مسألة فقهية، و تعلوه علامة الارتباك و العجز و الاضطراب، و يخجل أمام الناس. فهل يرتاح هذا و أمثاله من الامام الجواد (عليه السلام) الذي كان أعلم أهل السموات و الأرض في ذلك العصر؟! و من الطبيعي أن هؤلاء الحساد ما كانوا يسكتون أمام تلك الفضائل التي كان الامام الجواد يتمتع بها، و لا يتركون المشاغبات و المضايقات ضد الامام، و لهذا تري الامام الجواد (عليه السلام) يضيق ذرعا من تلك الظروف فيقول: «الفرج بعد المأمون بثلاثين شهرا». [

صفحه 64] انه (عليه السلام) يعتبر الموت فرجا و راحة له من تلك الحياة المحفوفة بالمكاره، و يخبر الناس انه يموت بعد انقضاء سنتين و نصف علي موت المأمون. و هنا ينقطع بعض حلقات التاريخ... و تنقضي الايام و يعود الامام الجواد الي المدينة المنورة، و تنقضي سنوات و يبلغ الامام من العمر ثمانية عشر سنة، ثم يعود الي العراق في الوقت الذي كان المأمون عازما علي غزو بلاد الروم، و قد وصل الي مدينة تكريت، و وصل الامام الجواد الي تكريت. قال الطبري في تاريخه ج 8 ص 623 في حوادث سنة 215: فلما صار المأمون الي تكريت قدم عليه محمد بن علي بن موسي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب (رحمه الله) من المدينة، في صفر ليلة الجمعة من هذه السنة، ولقيه بها، فأجازه و أمره أن يدخل بابنته ام الفضل، و كان زوجها منه، فادخلت عليه في دار أحمد بن يوسف التي علي شاطي ء دجلة فأقام بها، فلما كان أيام الحج خرج بأهله و عياله حتي اتي مكة ثم أتي منزله بالمدينة فأقام بها.

من معاجز الامام الجواد

أقول: الظاهر أن الامام في طريقه الي الحج مر علي بغداد، و منها الي الكوفة كما في (الارشاد) للشيخ المفيد، و ظهرت منه معجزة في بغداد في دار المسيب بن زهير التي كانت مسجدا. في كتاب الارشاد: لما توجه ابوجعفر - الجواد - (عليه السلام) من بغداد منصرفا من عند المأمون - و معه ام الفضل قاصدا بها المدينة - صار الي [ صفحه 65] شارع باب الكوفة، و معه الناس يشيعونه، فانتهي الي دار المسيب عند مغيب الشمس، نزل و دخل المسجد، و كان

في صحنه، نبقة [37] لم تحمل بعد. فدعا بكوز من الماء فتوضأ في أصل النبقة، فصلي بالناس صلاة المغرب، فقرأ في الأولي منها: الحمد و «اذا جاء نصر الله» و قرأ في الثانية: الحمد و «قل هو الله أحد» وقنت قبل ركوعه فيها، و صلي الثالثة و تشهد، ثم جلس هنيئة يذكر الله جل اسمه، وقام من غير أن يعقب [38] و صلي النوافل اربع ركعات، و عقب بعدها، و سجد سجدتي الشكر، ثم خرج. فلما انتهي الي النبقة رآها الناس و قد حملت حملا حسنا، فتعجبوا من ذلك و اكلوا منها، فوجدوه نبقا حلوا لا عجم [39] له، و ودعوه، و مضي (عليه السلام) من وقته الي المدينة. قال الشيخ المفيد: و قد اكلت من ثمرها و كان لا عجم له. [ صفحه 66]

المعتصم العباسي

لما مات المأمون قام بعده أخوه محمد بن هارون الرشيد، الملقب بالمعتصم بالله، و هو الثامن من خلفاء بني العباس، و قد أخبر عنه الامام أميرالمؤمنين (عليه السلام) بقوله: «و ثامنهم كلبهم». و أمه جارية اسمها ماردة، عاش ثمانية و اربعين سنة، و حكم ثمان سنين، و بلغ في الترف و البذخ و الكبرياء درجة لم يسبقه اليها أسلافه. فانه لما مات ترك ثمانية آلاف دينار، و ثمانية عشر مليون درهم و ثمانين ألف من الخيل، و ثمانين ألف من الجمال و البغال، و ثمانية آلاف مملوك، و ثمانية آلاف جارية!! و قتل من البشر عشرات الآلاف!! و كانت له روح سبعية، فاذا غضب لا يبالي بما فعل، و كان فاقدا للثقافة، حاهلا بالأحكام، و كان يقتل كل من يخشي منه الثورة عليه، حتي أنه قتل ابن أخيه: البعاس بن المأمون! و

قال دعبل الخزاعي في هجائه: ملوك بني العباس في الكتب سبعة و لم يأتنا من ثامن منهم الكتب كذلك أهل الكهف في الكهف سبعة غداة ثووا فيها و ثامنهم كلب و اني لأزهي كلبهم عنك رغبة لأنك ذو ذنب و ليس له ذنب [ صفحه 67] لقد ضاع أمر الناس حيث يسومهم وصيف واشناس و قد عظم الخطب و اني لأرجو أن تري من مغيبها مطالع شمس قد يغص بها الشرب ايها القاري ء: لا أريد أن أسود كتابي - هذا - بتراجم هؤلاء الظلمة الجناة المجرمين، ولكن الكتاب يتطلب مني شيئا من ترجمة حياة هؤلاء حتي تعرف الذين تلطخت أيديهم بدماء آل رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) و عترته الطاهرة. و حتي تعرف: ان الذين كانوا يدعون خلافة رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) كانوا قد تجاوزوا حدود كل فسق و فجور، و أنهم جرؤا الناس علي المنكرات في البلاد الاسلامية، بحيث زال قبح المعاصي عند بعض الناس في تلك العصور. فما تقول في شعب يكون خليفتهم سكيرا، مولعا بالغناء، يقضي ليله و نهاره بين المغنيات و المغنين، و بين كؤوس الخمور؟! يشرب و يسقي ندماءه السفلة المتملقين، الذين كانوا يتقربون اليه بشتي انواع الجرائم و الجنايات، فكان الخليفة يهب الآلاف و عشرات الآلاف من الأموال لهؤلاء الذين باعوا ضمائرهم و دينهم و شرفهم للخليفة، في مقابل الأموال التي جعلها الله تعالي للفقراء و المساكين و الأرامل و الأيتام و العجزة و أمثالهم!! أو كان يشتري بتلك الأموال انواع الخمور لنفسه و حاشيته القذرة. نعم، كانت أموال المسلمين تصرف في هذه الموارد! و ليس المعتصم هو الذي تفرد بهذه

الجرائم و المخازي، بل سبقه أسلافه من حكام بني العباس و طواغيت بني امية. و مات المأمون و جلس المعتصم مكانه، و جلساؤه و ندماؤه هم حاشية [ صفحه 68] المأمون، و هم الحاسدون و الحاقدون الذين كانوا يحسدون الامام الجواد (عليه السلام) في عهد المأمون. و تراهم هنا يتقربون الي المعتصم بكل ما يعجبه، و لا يهمهم سخط الله تعالي و غضبه. فلا عجب اذا قاموا بالوشاية ضد الامام الجواد و أثاروا الحقد و العداء في قلب المعتصم الذي تلطخت يد أبيه هارون الرشيد بدم الامام موسي بن جعفر (عليه السلام). و تلطخت يد أخيه المأمون بدم الامام الرضا (عليه السلام). فلماذا لا يتبع المعتصم خطة أسلافه، و يلطخ يده بدم الامام الجواد (عليه السلام) اليس المعتصم هو الذي قتل عشرات الآلاف من البشر؟ فلماذا يخاف من اغتيال الامام الجواد؟ [ صفحه 69]

ام الفضل بنت المأمون

أم الفضل: بنت المأمون العباسي و زوجة الامام الجواد (عليه السلام) تلك الزوجة المشؤومة، تلك المرأة المعقدة بالعقدة النفسية، لأنها لم تنجب طفلا للامام الجواد. و كان من ألطاف الله تعالي أن هذه المرأة ما انجبت من الامام الجواد، لأن الله عزوجل لم ير فيها المؤهلات لتكون اما للامام فتفوز بسعادة الدنيا و الآخرة. انها كانت تتوقع أن يبقي الامام الجواد معها مقطوع النسل، محروما عن الذرية كرامة لعدائها و مشاغباتها ضده (عليه السلام). ان كانت أم الفضل لا تفهم القيم و المعنويات، و لا يهمها الا عواطفها فقط فان الامام الجواد (عليه السلام) يجب ان يحافظ علي نسله، و لا يكتفي بالمرأة العقيم العاقر. يجب علي الامام أن يتزوج امرأة اخري كي لا ينقطع حبل الامامة، و هو يعلم أن ثلاثة من ائمة الهدي سيكونون من نسله، آخرهم الامام المهدي

صاحب الزمان (عليه السلام). فاذا كانت أم الفضل تنزعج من زواج الامام الجواد بامرأة اخري فليكن، فليس هذا مهما أمام ذلك الهدف العظيم الأسمي. [ صفحه 70] فقد تزوج الامام الجواد (عليه السلام) بامرأة اخري، و بعبارة اخري: اشتري جارية مغربية اسمها سمانة، و هي السيدة التي أنجبت للامام الجواد اولادا و بنات، فثارت في أم الفضل رذيلة الحقد و الحسد. و كانت تشكو الامام الجواد (عليه السلام) الي أبيها المأمون بسبب زواجه أو شرائه الجارية، و كان المأمون لا يبالي بكلامها، و لم يعبأ بقولها، لأن قصور المأمون كانت حافلة بالجواري، و كان يقضي أكثر أوقاته معهن. و ربما كانت ام الفضل تنتهز الفرصة، فتدخل علي أبيها في ساعة لعبت الخمرة بعقله، و استولي السكر علي جميع مشاعره و مداركه، كانت تدخل عليه و تبكي، و تشكو من الأمام الجواد (عليه السلام) و تفتري عليه و تقول - للمأمون -: انه يشتمني و يشتمك و يشتم العباس و ولده فيستولي الغضب (المشفوع بالسكر) علي المأمون، و تجد التفصيل في ترجمة السيدة حكيمة بنت الامام الرضا (عليه السلام) في فصل النساء في أواخر هذا الكتاب. و مات المأمون وقام المعتصم مقامه، و هو يعلم أن ابنة أخيه أم الفضل تطيب نفسها أن تقتل ابن رسول الله في ريعان شبابه و نضارة عمره بسبب الحقد الدفين و انحرافها الموروث. فلماذا لا ينتهز المعتصم هذه الفرصة، و يطلب من أم الفضل تنفيذ هذه الجريمة الكبري و الفاجعة العظمي؟! اذ لا مانع لدي ام الفضل أن تغتال زوجها، ذلك الزوج الذي لا مثيل له علي وجه الكرة الأرضية نسبا و حسبا و علما و شرفا و فضلا و عظمة و عبادة، و ليست هي أول امرأة ارتكبت هذه الجريمة، فقد

سبقتها جعدة بنت الأشعث التي دست السم الي زوجها الامام الحسن سيد شباب أهل الجنة، ريحانة رسول الله و سبطه الأكبر. [ صفحه 71] دست اليه السم بطلب من معاوية في مقابل مبلغ من المال، و وعدها أن يزوجها من يزيد ابن آكلة الأكباد، ابن ميسون النصرانية، حفيد ابي سفيان، قطب المشركين، و شيخ الكفار. نعم، هكذا تضيع المقاييس، و تتبدل المفاهيم، و تختلف النظريات عند الشواذ من الناس. [ صفحه 72]

يحيي بن أكثم

اشاره

كان يحيي بن اكثم قاضي القضاة في عصر المأمون العباسي محبوبا عنده، و كان يعرف الحق و اهله، ولكنه اخذته العزة بالاثم فخالف الحق، لأن منصبه كان يفرض عليه ان ينحرف عن الصراط المستقيم. و قد روي الكليني في الكافي بسنده عن محمد بن ابي العلاء قال: سمعت يحيي بن اكثم - قاضي سامراء، بعدما جهدت به و ناظرته و حاورته و راسلته و سألته عن علوم آل محمد (عليهم السلام) - قال:... فبينا أنا ذات يوم دخلت اطوف بقبر رسول الله (صلي الله عليه - و آله - و سلم) [40] فرأيت محمد بن علي الرضا يطوف به [41] فناظرته في مسائل عندي، فأخرجها الي [42] فقلت له: والله اني اريد ان اسألك مسألة واحدة، و اني لأستحيي من ذلك. [ صفحه 73] فقال - الامام الجواد - لي: أنا أخبرك قبل أن تسألني: تسألني عن الامام!! فقلت: هو - والله - هذا. فقال: أنا هو. فقلت: علامة؟ فكانت في يده عصا، فنطقت فقالت: (انه مولاي امام هذا الزمان و هو الحجة) [43] [44] . و قد كان يحيي بن اكثم معروفا بعمل قوم لوط (الشذوذ الجنسي) و العجب انه حرم المتعة -

التي احلها الله و رسوله - و اباح اللواط - الذي حرمه الله و رسوله -!! و جاء في كتاب وفيات الأعيان لابن خلكان ج 6: ان المأمون العباسي قال ليحيي - يوما معرضا به -: من الذي يقول: قاض يري الحد في الزناء و لا يري علي من يلوط من بأس؟! [ صفحه 74] فقال يحيي: او ما يعرف اميرالمؤمنين (!) من القائل؟ قال: لا. قال: يقوله الفاجر احمد بن نعيم الذي يقول: لا احسب الجور ينقضي و علي ال_ _اٌمة و ال من آل عباس فأفحم المأمون خجلا. و أما الأبيات التي جاءت الاشارة اليها فهي: انطقني الدهر بعد اخراس لنائبات اطلن وسواسي يا بؤس للدهر لا يزال كما يرفع ناسا يحط من ناس لا افلحت امة و حق لها بطول نكس و طول انعاس ترضي ب «يحيي» يكون سائسها و ليس «يحيي» لها بسواس قاض يري الحد في الزناء و لا يري علي من يلوط من باس يحكم للأمرد الغرير علي مثل جرير و مثل عباس فالحمدلله كيف قد ذهب العدل و قل الوفاء في الناس اميرنا يرتشي و حاكمنا يلوط و الرأس شر من راس لو صلح الدين فاستقام لقد قام علي الناس كل مقياس لا احسب الجور ينقضي و علي ال_ _اٌمة و ال من آل عباس و كان المأمون ينشد هذين البيتين: و كنا نرجي ان نري العدل ظاهرا فأعقبنا بعد الرجاء قنوط متي تصلح الدنيا و يصلح اهلها و قاضي قضاة المسلمين يلوط؟! و من هنا تعرف ان المأمون العباسي كان يعلم سلوك يحيي بن اكثم و انحرافه الجنسي، و مع ذلك اختاره لهذا المنصب الخطير فجعله قاضي

قضاة المسلمين، كأنه لم يجد في عصره فقيها نزيها يصلح للقضاء. [ صفحه 75] و قديما قيل: ان الطيور علي أشكالها تقع!! و (السمكة تجيف من رأسها). و قد ذكر ابن خلكان بعض مخازي يحيي بن اكثم من ملاعبته و مغازلته الصبيان، و أنه قرص خد غلام جميل، و غير ذلك مما يخجل عنه القلم. و كان يحيي اذا نظر الي رجل يحفظ الفقه سأله عن الحديث، و اذا رآه يحفظ الحديث سأله عن النحو و قواعد اللغة، و اذا رآه يعلم النحو سأله عن علم آخر، ليخجله. و يوما دخل عليه رجل من اهل خراسان، و كان ذكيا حافظا، فناظره يحيي بن اكثم، فوجده عارفا بفنون متعددة، فقال له يحيي: نظرت في الحديث؟ قال: نعم. قال له: ما تحفظ من الاصول؟ قال: احفظ عن شريك عن ابي اسحاق عن الحارث: ان علينا رجم لوطيا!! فسكت يحيي!!

يحيي و الامام الجواد

هذا الرجل مع هذه السوابق المشرقة! و الصفات الحميدة! انتخبه العباسيون للاحتجاج مع الامام الجواد (عليه السلام) و طرح المسائل الغامضة عليه، و هم بذلك العمل يريدون ان يطفئوا نور الله بأفواههم، و يأبي الله الا أن يتم نوره. [ صفحه 76] فكان يحيي بن اكثم يحتج علي الامام الجواد (عليه السلام) و يسأله عن احاديث افتعلها الوضاعون الكذابون، و اختلقها سماسرة الحديث و عملاء الشجرة الملعونة في القرآن، و علي رأسها معاوية بن آكلة الأكباد. و كان الامام الجواد (عليه السلام) يكشف عن زيف تلك الأحاديث و تزويرها. و قد روي الطبرسي في كتاب الاحتجاج أن يحيي بن اكثم ناظر الامام الجواد (عليه السلام) بحضور المأمون و جماعة كبيرة، فأفحمه الامام (عليه السلام). و اليك نص الحوار: (.. قال يحيي بن اكثم: ما

تقول - يابن رسول الله - في الخبر الذي روي أنه نزل جبرئيل (عليه السلام) علي رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) و قال: يا محمد ان الله عزوجل يقرؤك السلام و يقول لك: سل ابابكر هل هو عني راض؟! فاني عنه راض! فقال الامام (عليه السلام):... يجب علي صاحب هذا الخبر أن يأخذ مثال الخبر الذي قاله رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) في حجة الوداع: «قد كثرت علي الكذابة، و ستكثر، فمن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار، فاذا أتاكم الحديث فاعرضوه علي كتاب الله و سنتي، فما وافق كتاب الله و سنتي، فخذوا به، و ما خالف كتاب الله و سنتي فلا تأخذوا به». و ليس يوافق هذا الخبر كتاب الله، قال الله تعالي: (و لقد خلقنا الانسان و نعلم ما توسوس به نفسه، و نحن أقرب اليه من حبل الوريد) [45] . [ صفحه 77] فالله (عزوجل) خفي عليه رضا أبي بكر من سخطه حتي سأل من مكنون سره؟! هذا مستحيل في العقول. ثم قال يحيي بن اكثم: و قد روي: «ان مثل ابي بكر و عمر في الأرض كمثل جبرئيل و ميكائيل في السماء. فقال الامام (عليه السلام): و هذا ايضا يجب ان ينظر فيه لأن جبرئيل و ميكائيل ملكان مقربان، لم يعصيا الله قط، و لم يفارقا طاعته لحظة واحدة. و هما (ابوبكر و عمر) قد أشركا بالله عزوجل، و ان أسلما بعد الشرك، و كان أكثر أيامهما في الشرك بالله، فمحال ان يشبههما بهما. [46] . قال يحيي: و قد روي انهما سيدا كهول أهل الجنة، فما تقول فيه؟ فقال (عليه السلام): و هذا الخبر محال أيضا،

لأن أهل الجنة كلهم يكونون شبابا، و لا يكون فيهم كهل، و هذا الخبر وضعه بنوامية لمضادة الخبر الذي قال رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) في الحسن و الحسين بأنهما سيدا شباب أهل الجنة. فقال يحيي بن اكثم: و روي ان عمر بن الخطاب سراج أهل الجنة. فقال (عليه السلام): و هذا ايضا محال، لأن في الجنة ملائكة الله المقربين، و آدم، و محمد و جميع الأنبياء و المرسلين لا تضيي ء بأنوارهم حتي تضيي ء بنور عمر؟! فقال يحيي: و قد روي أن السكينة تنطق علي لسان عمر! [ صفحه 78] فقال (عليه السلام):.. لكن ابابكر - افضل من عمر - قال علي رأس المنبر: ان لي شيطانا يعتريني، فاذا ملت فسددوني. [47] . فقال يحيي: قد روي ان النبي (صلي الله عليه و آله و سلم) قال: «لو لم أبعث لبعث عمر». فقال (عليه السلام): كتاب الله أصدق من هذا الحديث، يقول الله في كتابه: (و اذ أخذنا من النبيين ميثاقهم و منك و من نوح) [48] فقد أخذ الله ميثاق النبيين، فكيف يمكن أن يبدل ميثاقه؟ و كان الأنبياء لم يشركوا طرفة عين، فكيف يبعث بالنبوة من أشرك، و كان أكثر أيامه مع الشرك بالله؟!! و قال رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم): «نبئت و آدم بين الروح و الجسد» [49] . فقال يحيي بن اكثم: و قد روي ان النبي (صلي الله عليه و آله و سلم) قال: «ما احتبس الوحي عني قط الا ظننته قد نزل علي آل الخطاب»!! فقال الامام (عليه السلام): و هذا محال ايضا لأنه لا يجوز أن يشك النبي (صلي الله عليه و آله و

سلم) في نبوته. [ صفحه 79] قال الله تعالي: (الله يصطفي من الملائكة رسلا و من الناس) [50] فكيف يمكن ان تنتقل النبوة ممن اصطفاه الله تعالي الي من اشرك به؟ قال يحيي بن اكثم: روي أن النبي (صلي الله عليه و آله و سلم) قال: «لو نزل العذاب لما نجا منه الا عمر»!! فقال (عليه السلام): و هذا محال ايضا، ان الله تعالي يقول: (و ما كان الله ليعذبهم و أنت فيهم و ما كان الله معذبهم و هم يستغفرون) [51] . فأخبر سبحانه أن لا يعذب احدا، ما دام فيهم رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) و ما داموا يستغفرون الله تعالي. اقول: سيأتي بعض المناظرات و المحاورات الاخري - التي جرت بين الامام الجواد (عليه السلام) و يحيي بن اكثم - في ترجمة الريان بن شبيب في حرف الراء. [ صفحه 80]

القاضي أحمد بن ابي داؤد

و يعبر عنه بابن ابي داؤد، و داؤد علي وزن غراب او فؤاد. كان هذا القاضي من فقهاء البلاط العباسي و ممن باع دينه بدنياه، و سلم نفسه لتلك السلطة الغاشمة، و وقع علي ورقة بيضاء!. و هذا الخبيث هو الذي سعي في قتل الامام الجواد (عليه السلام) لسبب تافه، لأجل مسألة فقهية جهلها فقهاء البلاط العباسي، و اجاب عنها الامام الجواد (عليه السلام). و تجد التفصيل في حرب الميم في ترجمة محمد بن الحسين بن ابي الخطاب الزيات. [ صفحه 81]

كلمة اميرالمؤمنين

لقد كانت كلمة (أميرالمؤمنين) لقبا خاصا للامام علي بن ابي طالب (عليه السلام) لقبه به رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) لا يشاركه فيه أحد من ائمة أهل البيت فضلا عن غيرهم. ولكن لما انقلبت الامور يوم السقيفة، و سلبوا عن الامام علي (عليه السلام) كل امكانياته، و أزاحواه عن مسند الحكم و القيادة الاسلامية، سلبوه اختصاص هذا اللقب ايضا، و لقبوا به أنفسهم!. و بعد أن كان هذا اللقب خاصا بالامام علي (عليه السلام) صار عاما يطلق علي كل من استولي علي منصة الحكم و القيادة، حتي صار يطلق علي ابن آكلة الأكباد و علي نغله يزيد، و علي من جاء بعده من ارجاس بني امية منابع الفساد، و جراثيم الرذائل. و لما انقرضت الحكومة الاموية الملوثة القذرة، و انتقلت الي بني العباس - الذين كانوا أرجس و انجس و اخبث من بني أمية - تلقبوا ايضا بهذا اللقب المقدس. و معني ذلك ان هذا اللقب صار رمزا للخلافة، و صار علما لكل خليفة كائنا ن كان، و بهذا العمل زالت قدسية هذا اللقب، و تبخرت شرافته و كرامته. [ صفحه 82] و لأئمة أهل البيت (عليهم السلام) كلمات حول

هذا اللقب، تكشف لنا حقائق مهمة، و نطلع - من خلالها - علي اسرار و نكات دقيقة لا يستغني عنها. لقد وردت أحاديث كثيرة - مذكورة في الجزء السابع و الثلاثين من بحارالأنوار من صفحة 290 الي 340 - حول اختصاص هذا اللقب بالامام علي بن ابي طالب (عليه السلام) و نقتطف من تلك الأحاديث حديثين بمناسبة المقام: 1- دخل رجل علي الامام جعفر الصادق (عليه السلام) و قال: السلام عليك يا اميرالمؤمنين: فقام الامام علي قدميه فقال: مه، هذا اسم لا يصلح الا لأميرالمؤمنين (يعني عليا عليه السلام) سماه الله به، و لم يسم به أحد غيره فرضي الا كان منكوحا، و ان لم يكن به ابتلي به، و هو قول الله في كتابه: «ان يدعون من دونه الا اناثا، و ان يدعون الا شياطانا مريدا». [52] . قال: قلت: فماذا يدعي به قائمكم؟ [53] . فقال: يقال له: السلام عليك يا بقية الله، السلام يابن رسول الله [54] . و جاء في كتاب مناقب آل ابي طالب لابن شهراشوب ج 3 ص 55 قوله: [ صفحه 83] «و لم يجوز اصحابنا أن يطلق هذا اللفظ لغيره (اي لغير الامام علي) من الأئمة (عليهم السلام)!. 2- و قال رجل - للصادق عليه السلام -: يا أميرالمؤمنين. قال: مه، فانه لا يرضي بهذه التسمية أحد الا ابتلي ببلاء أبي جهل [55] . بعد استعراض هذين الحديثين تنكشف لنا امور تستدعي الانتباه اليها و هي: 1- اننا نجد في احاديث كثيرة أن ائمة اهل البيت (عليهم السلام) كانوا يخاطبون طواغيت زمانهم - من مدعي الخلافة - بكلمة: (يا اميرالمؤمنين) و هذا ان دل علي شيي ء فانما يدل علي التقية التي كانت مفروضة علي الأئمة الطاهرين

(عليهم السلام) حقنا لدمائهم و دماء شيعتهم، و لئلا تكون الحجة لأعدائهم عليهم. 2- و في نفس الوقت يظهر لنا - بكل وضوح - أن اولئك الحكام كانوا يرضون بها اللقب لأنفسهم، و قد عرفت أن الامام الصادق (عليه السلام) قال: «و لم يسم به (اي بهذا اللقب) أحد غيره (اي غير الامام علي) فرضي الا كان منكوحا، و ان لم يكن به ابتلي. [ صفحه 84] فتكون النتيجة: أن الأئمة (عليهم السلام) - حينما كانوا يخاطبون اولئك الحكام بكلمة: «يا أميرالمؤمنين» - كان من أهدافهم أن يعرفوا اولئك المدعين للخلافة، و يبينوا ماهيتهم، و يكشفوا الغطاء عن هويتهم، و يظهروا سرائرهم، لأن اولئك المدعين للخلافة كانوا يرضون بهذا اللقب و الخطاب، بل لا يرضون بغيره. فهذا مولانا زين العابدين علي بن الحسين (عليهماالسلام) لما أدخل علي يزيد بن معاوية قال الامام: يا يزيد أتاذن لي بالكلام؟ فقال يزيد: قل، و لا تقل هجرا! ان يزيد كان يرفض أن يخاطبه أحد باسمه، و لهذا قال - للامام -: قل و لا تقل هجرا، اي: لماذا لا تخاطبني ب (يا أميرالمؤمنين)!! و ذكر الطبري في أحوال المعتصم العباسي: «ثم ان المعتصم ركب يوم عيد فقام اليه شيخ فقال له: يا ابااسحاق. فاراد الجند ضربه، لأنه لم يخاطب المعتصم بكلمة: (يا اميرالمؤمنين)». ذكرنا هذا البحث مقدمة لبعض الأحاديث التي سنذكرها حول مخاطبة الامام الجواد (عليه السلام) للمأمون العباسي أو غيره بكلمة: (يا أميرالمؤمنين) حتي يعرف أن هذا الخطاب من الامام للمأمون و أمثاله ليس اعترافا بشرعية خلافته، و انما هو بيان للاضطهاد الذي كان الامام يعانيه من اولئك الحكام، حتي اضطر أن يخاطبهم بهذا اللقب المغصوب. 3- و من ناحية اخري: يعرفهم

للتاريخ و للأجيال القادمة بأن اولئك الحكام كانوا يرضون بهذا اللقب، فليعرف الناس السوابق السيئة المسجلة في ملفات اولئك الفجرة، و ان بيوت الأمويين و العباسيين كانت بؤرة للفساد، و جميع المنكرات كانت مباحة بين الذكور و الاناث!!. [ صفحه 85]

اولاد الامام الجواد

كان له (عليه السلام) من الذكور اثنان: الامام علي الهادي (عليه السلام) و موسي - المعروف بالمبرقع - و من البنات: فاطمة و أمامة و قيل: حكيمة و خديجة و أم كلثوم. أما الامام علي الهادي (عليه السلام) فنذكر بعض ما يتعلق به في كتاب (الامام الهادي من المهد الي اللحد) انشاءالله. و أما موسي - المعروف بالمبرقع - فهو الابن الثاني للامام الجواد (عليه السلام) وجد السادة الرضوية، المنتشرين في كثير من البلاد الاسلامية، و خاصة في ايران و العراق و الهند و باكستان. و يوجد في بعض الكتب المتداولة خبر مروي عن يعقوب بن ياسر، يمس بكرامة موسي المبرقع و يشوه سمعته، ولكن الراوي مجهول، فلا اعتماد علي قوله، و لا عبرة بحديثه. و قد ألف الشيخ النوري (عليه الرحمة) رسالة سماها (البدر المشعشع في أحوال ذرية موسي المبرقع) زيف فيها ذلك الخبر، و ذكر بعض الأدلة علي استقامة موسي المبرقع و اعتداله. و يقال: انه كان حسن الوجه جميل الصورة، و كان الناس - رجالا [ صفحه 86] و نساءا - يطيلون النظر اليه، فكان يبرقع وجهه [56] حتي يستريح من كثرة نظر الناس اليه. و نكتفي بهذا المقدار في ترجمة موسي المبرقع، و التفاصيل موجودة في كتب التراجم. [ صفحه 87]

بنات الامام الجواد

اختلفت الأقوال في عدد بنات الامام الجواد (عليه السلام) و اسمائهن، فقد ذكر الشيخ المفيد في (الارشاد) عدد بناته اثنتين: فاطمة و امامة. و ذكر ابن شهراشوب في (المناقب) عن ابن بابويه انهن: حكيمة و خديجة و ام كلثوم. و ذكر ضامن بن شدقم، في كتابه: (تحفة الأزهار في ذكر نسب اولاد الأئمة الأطهار) أن بنات الامام الجواد كن أربعا: فاطمة، خديجة، ام كلثوم، حكيمة. اما السيدة حكيمة فسنذكرها

في فصل النساء من هذا الكتاب، و هي التي كان لها دور القابلة في ولادة الامام المهدي (عليه السلام) و هي التي تروي حرز الجواد (عليه السلام) - و هو الحرز المعروف - و توفيت هذه السيدة في مدينة سامراء و دفنت في جوار مرقد أخيها الامام الهادي و ابن أخيها الامام العسكري (عليهماالسلام). و أما بقية البنات، فقد اختلفت الأقوال في محل دفنهن، فهناك قول بأنهن دفن في مدينة قم في جوار السيدة فاطمة (المعصومة) عليهاالسلام، [ صفحه 88] و هذا القول معارض بأقوال أخري، و هكذا سكت التاريخ عن تراجم حياتهن، من زواجهن و اولادهن و ما شابه ذلك، و هناك قول مشكوك فيه: انهن لم يتزوجن، لأسباب مجهولة عندنا. [ صفحه 89]

اصحاب الامام الجواد

اشاره

من الواضح ان الله تعالي قد كلف عباده بتكاليف، و أمرهم بأوامر تتعلق بدينهم و دنياهم و آخرهم. و من المتفق عليه بين أكثرية المسلمين أن الرسول الأعظم (صلي الله عليه و آله و سلم) قال: «اني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله و عترتي: أهل بيتي، و انهما لن يفترقا حتي يردا علي الحوض، و انكم لن تضلوا ما ان تمسكتم بهما» [57] . و في بعض الأحاديث انه (صلي الله عليه و آله و سلم) اضاف قوله: «فلا تقدموهما فتهلكوا، و لا تقصروا عنهما فتهلكوا، و لا تعلموهم فهم اعلم منكم». [58] . فتري الرسول الأقدس (صلي الله عليه و آله و سلم) جعل عترته و أهل بيته (و هم الأئمة الاثنا عشر، لا كل من ينتمي الي الرسول بنسب أو سبب) عدل القران و أمر أمته أن يتمسكوا بهما معا، لا بالقرآن وحده، و لا بالعترة وحدها، بل يتمسكوا

بالقرآن و العترة معا. [ صفحه 90] فالقرآن يعرف العترة، و العترة تفسر القرآن، و توضح كل ما يحتاج الي تفسير أو توضيح أو شرح أو بيان، و تحل مشكلات القرآن و مبهماته و متشابهاته. و لم يكتف الرسول الأطهر (صلي الله عليه و آله و سلم) حتي قال: «و انكم لن تضلوا ما ان تمسكتم بهما» و هذا ضمان من رسول الله لامته أن لا يضلوا و أن لا ينحرفوا عن الصراط المستقيم اذا هم تمسكوا بالقرآن و العترة معا. و لا يوجد في قاموس الاسلام ضمان كهذا الضمان، و مفهوم ذلك أن من ينحرف عن القرآن أو العترة غير مضمون الهداية. فكما أن القرآن لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه، و كله حق و صدق، كذلك العترة (و هم ائمة أهل البيت) مأمونون من الخطأ، معصومون من الزلل في أفعالهم و أقوالهم، و هم أعلم هذه الأمة بالقرآن و الفقه، و بكل ما يحتاج اليه الناس. يعلمون أحكام الله الواقعية الحقيقة، و لا يفتون بالظن و الوهم و الحدس و القياس و اتباع الهوي. ولكن أكثرية الامة الاسلامية نبذت كلام نبيها الأعظم وراء ظهرها، و خالفت الرسول (صلي الله عليه و آله و سلم) في تلك الوصايا المؤكدة حول القرآن و العترة، فأخذوا تفسير القرآن من غير العترة، و أخذوا الأحكام الاسلامية من أفراد لم يكونوا من الدين، و نحتوا المذاهب الأربعة و الأئمة الأربعة، و أخذوا عقائدهم و أحكامهم من اولئك، و لم يعترفوا بامامة ائمة أهل البيت الذين نص عليهم الرسول (صلي الله عليه و آله و سلم) بل أخذوا العلم من الكذابين الوضاعين السفاكين المهتوكين، المنحرفين

عن الصراط [ صفحه 91] المستقيم، أمثال أبي هريرة، و سمرة بن جندب، و المغيرة بن شعبة و عمران بن حطان سراق الدين، و لصوص العلم، الذين ملأوا سجلات التاريخ بمخازيهم و جناياتهم و افتراءاتهم علي رسول الله و آله الأطهار (عليهم السلام). و من الواضح أن الشيعة المخلصين - الذين لم تتلاعب بهم الأهواء، و لم يميلوا مع كل ريح، و لم تؤثر فيهم الدعايات المضلة - قد ثبتوا علي عقائدهم و ولائهم لأهل البيت (عليهم السلام) و لم ينحرفوا قيد شعرة، فكانوا يأخذون معالم دينهم من المنابع العذبة و معادن الحكمة و المعرفة، تراجمة وحي الله، و خزان علمه و أمناء شريعته و هم اهل البيت (عليهم السلام) بدءا بالامام علي اميرالمؤمنين (عليه السلام) - باب مدينة علم الرسول و خليفته و وزيره و اخيه و وصيه و المفضل لديه - الي ابنائه الأئمة المعصومين الأحد عشر (عليهم الصلاة و السلام). يقول الشاعر: اذا شئت أن تبغي لنفسك مذهبا ينجيك يوم الحشر من لهب النار فدع عنك قول الشافعي و مالك و احمد و النعمان او كعب احبار و وال اناسا ذكرهم و حديثهم: روي جدنا عن جبرئيل عن الباري فان الله تعالي فرض علي عباده أن يسألوا أهل الذكر عن معالم دينهم، و أحكام شريعتهم، و الرسول (صلي الله عليه و آله و سلم) أيضا أمر أمته بالكتاب و العترة. و لهذا كانوا يأخذون العقائد الاسلامية و الأحكام الشرعية عن الأئمة (عليهم السلام) و يكتبون أحاديثهم، و رواياتهم في شتي المواضيع. و ربما وجدوا الشدائد و الصعوبات لأجل الوصول الي الامام و تعلم [ صفحه 92] الأحكام منه، بسبب الرقابة المشددة من قبل السلطات علي الأئمة (عليهم السلام) و

علي شيعتهم. و بالرغم من هذه الظروف الصعبة، و الموانع و الحواجز فقد تخرج من جامعة أهل البيت (عليهم السلام) رجال، يعتبرون مفاخر التاريخ، و نوابغ الكون، و نوادر الحياة، من علماء و فقهاء و محدثين و مفسرين و عباد و زهاد و مؤلفين و كيماويين و غيرهم. فقد ألف محمد بن ابي عمير أربعا و تسعين كتابا. و علي بن مهزيار خمسا و ثلاثين كتابا. و الفضل بن شاذان مائة و ثمانين كتابا. و يونس بن عبدالرحمن أكثر من ثلاثمائة كتاب. و محمد بن أحمد بن ابراهيم أكثر من سبعين كتابا. فهذه أكثر من ستمائة و سبعين كتابا لخمسة من أصحاب الأئمة (عليهم السلام). اضف الي ذلك الأصول الأربعمائة، و هي اربعمائة كتاب جمعت في عصر الامام الباقر و الامام الصادق و الامام الكاظم (عليهم السلام) و هي مجموعة من اجاباتهم علي المسائل التي كان الناس يسألونهم عنها. و لا تسأل عن مصير تلك الكتب، من العواصف التي مرت بها خلال تلك القرون، و المكتبات التي حكم عليها بالاعدام حرقا أو غرقا أو دفنا، فتلف الكثير من تلك الكنوز، و منابع الثروات الفكرية و العلمية! و من جملة اولئك الرجال هم أصحاب الامام الجواد (عليه السلام) الذين عاصروا الامام، و كونوا العلاقات اللازمة بينهم و بين الامام الجواد [ صفحه 93] من المثول و الحضور عنده، و الارتواء من نمير علمه أو عن طريق المراسلة و المكاتبة. فأخذوا الأحكام الدينية من الامام الجواد (عليه السلام) - باعتباره الخليفة الشرعي التاسع لرسول الله - فاكنوا يسألونه عن الحلال و الحرام، بل و يفزعون اليه في كل ما دهمهم من المكاره، و يستنجدون به و يتوسلون به في حوائجهم و مشاكلهم و

غير ذلك من شتي القضايا و الامور. و يوجد - في كتب التراجم - اسماء جماهير كثيرة من أصحاب الامام الجواد (عليه السلام) الذين ساعدهم الحظ و التوفيق للتشرف بصحبة الامام الجواد و تعلم الأحكام الشرعية منه. و نجد عددا غير قليل من هؤلاء - بالرغم من شرف صحبتهم للامام - لم يرو عنهم شي ء من الأحاديث، أو بالأحري: لا يوجد شي ء من أحاديثهم في موسوعات الكتب المتداولة في زماننا هذا. ولكن شيخ الطائفة الشيخ الطوسي (عليه الرحمة) [59] قد ذكر أسماء [ صفحه 94] جماعة، و عدهم من أصحاب الاما الجواد (عليه السلام) مع خلو كتب الحديث عن أحاديث بعض هؤلاء، و لعل السبب و السر في ذلك هو ان الشيخ الطوسي وجد في كتب الأحاديث الموجودة في عصره اسماء هؤلاء و الأحاديث التي رووها عن الأئمة، ثم تلفت تلك الكتب - و ما اكثرها - فذهبت الأحاديث، و لم يبق من بعض الرواة الا الاسم فقط. فان المكتبات العظيمة التي صارت طعمة للحريق علي ايدي المجرمين تعتبر في طليعة المآسي العلمية، و من أهم الخسائر الفكرية، و حتي الشيخ الطوسي نفسه أحرقوا مكتبته التي كانت من أضخم المكتبات. أعود الي حديثي عن أصحاب الامام الجواد (عليه السلام) فأقول: ان بعض هؤلاء الأصحاب ادرك الامام الجواد و بعض الأئمة الذين قبله او بعض الأئمة الذين بعده، و بعضهم بلغ في التقوي و الفضيلة درجة يغتبط بها، و منزلة لا ينقضي التعجب منها (والله يختص برحمته من يشاء) و بعضهم كان يسأل الامام عن طريق المكاتبة و المراسلة فيجيبه الامام. و مما يؤسف له ان بعض هؤلاء الأصحاب جرفهم التيار العقائدي، فكانت لهم مواقف مخزية، و انحرافات عجيبة،

كما حدث كل هذا في أصحاب رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) اذ منهم من ثبتوا علي الاسلام، و منهم من ارتدوا علي ادبارهم القهقري، و منهم من غير و بدل الأحكام الاسلامية و السنة النبوية!. و لا بأس أن نذكر أسماء من عثرنا عليهم من أصحاب الامام الجواد (عليه السلام) - ممن ذكرهم علماء الرجال و أرباب التراجم - و بعض الأحاديث التي رووها عن الامام الجواد. [ صفحه 95] و يجب ان لا ننسي بأن العلامة الجليل و البحاثة القدير، و الرجالي العبقري آية الله الشيخ عبدالله المامقاني (عليه الرحمة) - مؤلف الموسوعة الرجالية المسماة ب (تنقيح المقال في علم الرجال) - قد جمع فأوعي، و ذكر أسماء من عثر عليهم من رواة الأحاديث من أصحاب النبي (صلي الله عليه و آله و سلم) و أصحاب الأئمة (عليهم السلام) و غيرهم من الفقهاء و المحدثين. و لعمري: انه أتعب نفسه، و أراح من بعده من المؤلفين، و رواد العلم و المعرفة، و قد استخرجت اسماء أصحاب الامام الجواد (عليه السلام) من ذلك السفر الجليل. و لم استغن عن الموسوعة الرجالية المسماة ب (معجم رجال الحديث) لآية الله السيد ابي القاسم الخوئي دام ظله، و غيرها من الكتب الرجالية للمعاصرين و غيرهم. و ها هي اسماء أصحاب الامام الجواد (عليه السلام) حسب ترتيب حروف الهجاء:

حرف الألف

ابراهيم بن ابي البلاد الكوفي

و يكني بأبي اسماعيل و أبي يحيي، و ابوالبلاد اسمه يحيي، و كان ثقة من أصحاب الامام الصادق و الامام الكاظم و الامام الرضا، و ادرك صحبة الامام الجواد (عليهم السلام). و قد روي عنهم أحاديث عديدة، و كان له كتاب جمع فيه الأحاديث التي سمعها من الأئمة أو رويت له عنهم.

و نذكر - هنا - بعض أحاديثه المروية عن الامام الجواد (عليه السلام) قال: [ صفحه 96] دخلت علي ابي جعفر ابن الرضا (عليه السلام) فقلت: اني اريد أن الصق بطني ببطنك. فقال: ها هنا يا ابااسماعيل. فكشف عن بطنه، و حسرت عن بطني، و ألزقت بطني ببطنه، ثم أجلسني، و دعا بطبق زبيب، فأكلت، ثم أخذ في الحديث، فشكا الي معدته، و عطشت، فاستقيت ماءا، فقال (عليه السلام): يا جارية اسقيه من نبيذي. [60] . فجائتني بنبيذ مريس [61] في قدح صفر، فشربته، فوجدته أحلي من العسل فقلت له: هذا الذي أفسد معدتك! فقال لي: هذا تمر من صدقة النبي (صلي الله عليه و آله و سلم) يوخذ غدوة [62] فيصيب عليه الماء فتمرسه الجارية [63] و أشربه علي أثر الطعام، و سائر نهاري، فاذا كان الليل أخذته الجارية فسقته أهل الدار. فقلت له: ان أهل الكوفة لا يرضون بهذا، فقال: و ما نبيذهم؟ قلت: يؤخذ التمر فينقي [64] و يلقي عليه القعوة. قال: و ما القعوة؟ قلت: الدازي. [65] . [ صفحه 97] فقال: و ما الدازي؟ قلت: حب يؤتي به من البصرة، فيلقي في هذا النبيذ حتي يغلي و يسكر ثم يشرب. فقال (عليه السلام): هذا حرام. [66] . أقول: و يروي هذا الحديث بطريق آخر بتغيير يسير.

ابراهيم بن ابي محمود الخراساني

قيل: اسم أبيه محمد الخراساني، ثقة، يعتمد عليه، له كتاب ألفه، عده علماء الرجال من أصحاب الامام الكاظم و الامام الرضا و الامام الجواد (عليه السلام) و روايته عن الامام الجواد قليلة. فقد روي الكشي بسنده عن ابراهيم بن محمود قال: دخلت علي ابي جعفر - الجواد - (عليه السلام) و معي كتب من أبيه (الامام الرضا) فجعل يقرؤها، و يضع

كتابا كبيرا علي عينيه، و يقول: خط أبي والله [67] و يبكي حتي سالت دموعه علي خديه فقلت له: جعلت فداك، قد كان ابوك. قال لي - في المجلس الواحد مرات -: اسكنك الله الجنة. فقال (عليه السلام): و أنا أقول: أدخلك الله الجنة [68] . فقلت: جعلت فداك، تضمن لي علي ربك أن يدخلني الجنة؟ قال: نعم، فأخذت رجله فقبلتها. [ صفحه 98] قال بعض المعاصرين: الظاهر أن الأصل في قوله: «و معي كتب.. - الي قوله: - علي عينيه» هكذا: «و معي كتاب اليه من أبيه، فجعل يقرؤه و يضعه كثيرا علي عينيه».

ابراهيم بن خضيب الأنباري

و قد اختلف في ضبط اسم أبيه بالخاء او الحاء، و بالصاد او الضاد، و علي كل حال فقد عده علماء الرجال من أصحاب الامام الجواد و الامام الهادي و الامام العسكري (عليهم السلام).

ابراهيم بن داود اليعقوبي

او البعقوبي نسبة الي مدينة بعقوبة - من ضواحي بغداد - عده الشيخ الطوسي من أصحاب الامام الجواد و الامام الهادي (عليهماالسلام).

ابراهيم بن مهزيار الأهوازي

أبواسحاق، عده الشيخ الطوسي من أصحاب الامام الجواد و الامام الهادي (عليهماالسلام) و عاش الي الغيبة الصغري. و ذكر السيد ابن طاووس في (ربيع الشيعة) انه من سفراء الامام المهدي (عليه السلام) و الأبواب المعروفين الذين لا يختلف الاثنا عشرية فيهم. له كتاب (البشارات).

ابراهيم بن شيبة الاصبهاني

و أصله من قاسان (كاشان) و كان من أصحاب الامام الجواد و الامام الهادي (عليهماالسلام) و روي الكليني بسنده عن ابراهيم بن شيبة قال: [ صفحه 99] كتبت الي أبي جعفر (عليه السلام) أسأله عن اتمام الصلاة في الحرمين؟ [69] . فكتب الي: كان رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) يحب اكثار الصلاة في الحرمين فأكثر فيهما و أتم [70] . و في كتاب التهذيب للطوسي: عن ابراهيم بن شيبة قال: كتبت الي أبي جعفر (عليه السلام) أسأله عن الصلاة خلف من يتولي أميرالمؤمنين و هو يري المسح علي الخفين (في الوضوء) أو خلف من يحرم المسح و هو يمسح؟ فكتب: (ان جامعك و اياهم موضع فلم تجد بدا من الصلاة فأذن لنفسك و أقم، فان سبقك الي القراءة فسبح) [71] . توضيح الحديث: ان بعض المذاهب تري جواز المسح علي الخفين - في الوضوء - بدلا عن المسح علي الرجلين، و من الواضح ان هذا الوضوء باطل، لقوله تعالي: (و امسحوا برؤوسكم و أرجلكم الي الكعبين) [72] فاذا كان الوضوء باطلا فالصلاة باطلة ايضا، لأنه روي عن رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) انه قال: «لا صلاة الا بطهور» و الوضوء - مع المسح علي الخفين - ليس طهورا. هذا بالنسبة الي الوضوء.. و أما بالنسبة الي الأذان فقد امر بعض الحكام بحذف بعض فصول الأذان و الاقامة،

مثل (حي علي خير العمل) و لذلك فان هذا الأذان - الناقص - لا يترتب عليه أثر. [ صفحه 100] من هنا.. فقد أمر الامام الجواد (عليه السلام) ابراهيم بن شيبة بالتقية، فقال: «ان جامعك و اياهم...» أي: لو كنت مع هؤلاء و لم تستطع ان تصلي في مكان آخر، فصل معهم، مفردا لا جماعة، و اذن لنفسك الاذان الكامل واقم، و لا ترفع صوتك بالأذان و الاقامة، وقف معهم واقرأ الحمد و السورة، فان ركع امام الجماعة قبل ان تقرأ الحمد و السورة فسبح تسبيحة واحدة و اركع، فان التسبيحة تكون بدلا عن الحمد و السورة عند الضرورة.

ابراهيم بن عبدالحميد الصنعاني

نسبة الي صنعاء اليمن، كان من أصحاب الامام الكاظم و الامام الرضا و الامام الجواد (عليهم السلام) و قد اختلفت كلمات علماء الرجال في حقه من توثيق أو تضعيف، و التفاصيل مذكورة في كتاب (تنقيح المقال) للمامقاني.

ابراهيم بن عبد ربه

من أهل جسر بابل، عده البرقي من اصحاب الامام الجواد (عليه السلام).

ابراهيم بن عقبة

بضم العين، كان من أصحاب الامام الجواد و الامام الهادي (عليهماالسلام)، و أكثر رواياته عن الامام الهادي (عليه السلام) و سوف نذكرها في كتاب (الامام الهادي من المهد الي اللحد) انشاءالله تعالي. في كتاب التهذيب بسنده عن علي بن الريان قال: كتب بعض [ صفحه 101] أصحابنا [73] - بيد ابراهيم بن عقبة - اليه (اي الي الامام الجواد عليه السلام) يسأله عن الصلاة علي الخمرة المدنية؟ فكتب: «صل فيها ما كان معمولا بخيوطه، و لا تصل علي ما كان بسيوره» اقول: الخمرة - بضم الخاء - هي مقدار ما يضع الرجل عليه وجهه في سجوده من حصير أو نسيجة خوص و نحوه من النبات، و سميت خمرة لأن خيوطها مستورة بسعفها، و قد تنسج بخيوط من جنسها، و قد تنسج بخيوط من غير جنسها كالجلد، و يقال لها: السير. و جمعها: سيور.

ابراهيم بن محمد الهمداني

نسبة الي همدان و هي قبيلة باليمن، أو الي مدينة همدان في ايران، و القول الثاني هو المرجح كما يستفاد من الحديث الذي سنذكره. كان وكيلا للامام الجواد (عليه السلام) و كانت له مراسلة مع الامام الرضا و الامام الهادي (عليهماالسلام) و حج أربعين حجة، و كان من الثقاة، و اولاده كانوا وكلاء للأئمة الطاهرين، و سوف نذكر مراسلاته و مكاتباته مع الامام الهادي (عليه السلام) في كتاب (الامام الهادي) انشاءالله تعالي. روي الكشي بسنده عن ابراهيم بن محمد الهمداني قال: كتبت الي ابي جعفر (عليه السلام) أصف له صنع السميع في [74] . فكتب (عليه السلام) - بخطه -: «عجل الله نصرتك ممن ظلمك، [ صفحه 102] و كفاك مؤنته، و ابشر بنصر الله عاجلا انشاءالله، و بالأجر آجلا، و أكثر من حمدالله» و كتب (أي الامام

الجواد) الي: «قد وصل الحساب، تقبل الله منك و رضي عنهم و جعلهم معنا في الدنيا و الآخرة، و قد بعثت اليك من الدنانير بكذا، و من الكسوة كذا، فبارك الله لك فيه، و في جميع نعم الله اليك؛ و قد كتبت الي النضر: أمرته ان ينتهي عنك و عن التعرض لخلافك، و أعلمته موضعك عندي، و كتبت الي أيوب أمرته بذلك أيضا، و كتبت الي موالي بهمدان كتابا أمرتهم بطاعتك، و المصير الي أمرك، و أن لا وكيل سواك». و في كتاب الكافي بسنده عن ابراهيم بن محمد الهمداني قال: كتبت الي أبي جعفر (عليه السلام) في التزويج، فأتاني كتابه بخطه: «قال رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم): اذا جاءكم من ترضون خلقه و دينه فزوجوه، الا تفعلوا تكون فتنة في الأرض و فساد كبير».

ابراهيم بن مهرويه

من أهل جسر بابل، عده الشيخ الطوسي من أصحاب الامام الجواد (عليه السلام).

ابراهيم بن هاشم القمي

أصله من الكوفة، و انتقل الي قم، و هو أول من نشر حديث الكوفيين بقم، له من المؤلفات: كتاب (النوادر) و كتاب (قضاء أميرالمؤمنين). [ صفحه 103] و قد اختلف علماء الرجال في توثيقه و تضعيفه، ولكن أعاظم علمائنا - كالشهيد الثاني - اعتبروا أحاديثه صحيحة مقبولة. كان من أصحاب الامام الرضا و الامام الجواد (عليهماالسلام) و هو كثير الرواية عن الأئمة (عليهم السلام) مع الواسطة و بلا واسطة.

ابراهيم بن محمد بن الحارث النوفلي

اشاره

لم أجد هذا الاسم في كتب الرجال، و انما يوجد محمد بن الحارث الأنصاري، من أصحاب الامام الكاظم (عليه السلام) و احتمل بعض العلماء انه هو النوفلي راوي أدعية (الوسائل الي المسائل) و أن ابراهيم هذا ابنه. و في كتاب مهج الدعوات للسيد ابن طاووس - صفحة 258 - بسنده عن ابراهيم بن محمد بن الحارث النوفلي، قال: حدثني أبي - و كان خادما لمحمد بن علي الجواد (عليه السلام) -: لما زوج المأمون أباجعفر محمد بن علي بن موسي الرضا (عليه السلام) ابنته، كتب (الامام الجواد) اليه [75] : «ان لكل زوجة صداقا من مال زوجها، و قد جعل الله اموالنا في الآخرة، مؤجلة مذخورة هناك، كما جعل اموالكم معجلة في الدنيا، و كنزها ها هنا.. و قد امهرت ابنتك: «الوسائل الي المسائل» و هي مناجاة دفعها الي ابي، قال: دفعها الي أبي، قال: دفعها الي أبي: جعفر [الصادق] قال: دفعها الي محمد [الباقر] ابي، قال: دفعها الي علي بن الحسين [ صفحه 104] ابي، قال: دفعها الي الحسين ابي، قال: دفعها الي الحسن اخي، قال: دفعها الي أميرالمؤمنين علي بن ابي طالب، قال: دفعها الي رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) قال: دفعها الي جبرئيل

قال: يا محمد.. رب العزة يقرؤك السلام و يقول لك: هذه مفاتيح كنوز الدنيا و الآخرة، فاجعلها و سائلك الي مسائلك، تصل الي بغيتك [76] فتنجح في طلبتك، فلا تؤثرها في حوائج الدنيا فتبخس بها الحظ من آخرتك. و هي عشر وسائل الي عشر مسائل، تطرق بها ابواب الرغبات فتفتح، و تطلب بها الحاجات فتنجح، و هذه نسختها:

المناجاة بالاستخارة

بسم الله الرحمن الرحيم [77] اللهم ان خيرتك - فيما استخرتك فيه [78] - تنيل الرغائب، و تجزل المواهب، و تغنم المطالب، و تطيب المكاسب، و تهدي الي أجمل المذاهب، و تسوق الي أحمد العواقب، و تقي مخوف النوائب. اللهم اني أستخيرك فيما عزم رأيي عليه، وقادني عقلي اليه، فسهل - اللهم - منه ما توعر، و يسر منه ما تعسر، و اكفني فيه المهم، و ادفع عني كل ملم. [ صفحه 105] و اجعل - يا رب - عواقبه غنما، و مخوفه سلما [79] و بعده قربا وجدبه خصبا. و أرسل - اللهم - اجابتي [80] و أنجح طلبتي، و اقض حاجتي، و اقطع عني عوائقها، و امنع عني بوائقها. و أعطني - اللهم [81] - لواء الظفر بالخيرة فيما استخترتك، و وفور المغنم فيما دعوتك [82] و عوائد الأفضال فيما رجوتك. و اقرنه - اللهم - بالنجاح، و خصه بالصلاح [83] و أرني أسباب الخيرة فيه واضحة، و أعلام غنمها لائحة، و اشدد خناق تعسيرها، و انعش صريخ تكسيرها. [84] . و بين - اللهم - ملتبسها، و أطلق محتبسها، و مكن اسها [85] حتي تكون خيرة مقبلة بالغنم، مزيلة للغرم، عاجلة للنفع [86] باقية الصنع، انك مليي ء بالمزيد [87] مبتدي ء بالجود. [88] .

[ صفحه 106]

المناجاة بالاستقالة

اللهم ان الرجاء لسعة رحمتك أنطقني باستقالتك، و الأمل لأناتك و رفقك شجعني علي طلب أمانك و عفوك، ولي - يا رب - ذنوب قد و اجهتها أوجه الانتقام و خطايا قد لا حظتها أعين الاصطلام و استوجبت بها - علي عدلك - أليم العذاب، و استحققت باجتراحها مبير العقاب، و خفت تعويقها لاجابتي، وردها اياي عن قضاء حاجتي، و ابطالها لطلبتي، و قطعها لأسباب رغبتي، من أجل ما قد أنقض ظهري من ثقلها، و بهظني من الاستقلال بحملها ثم تراجعت - رب - الي حلمك عن الخاطئين، و عفوك عن المذنبين و رحمتك للعاصين، فأقبلت بثقتي متوكلا عليك، طارحا نفسي بين يديك، شاكيا بثي اليك سائلا [89] ما لا أستوجبه من تفريج الهم، و لا أستحقه من تنفيس الغم، مستقيلا لك اياي، واثقا - مولاي - بك. اللهم فامنن علي بالفرج، و تطول بسهولة المخرج [90] و ادللني برأفتك علي سمت المنهج، و أزلقني [91] بقدرتك عن الطريق الأعوج و خلصني من سجن الكرب باقالتك، و أطلق أسري برحمتك، و طل علي [92] برضوانك، وجد علي باحسانك، و أقلني عثرتي، و فرج كربتي، و ارحم عبرتي، و لا تحجب دعوتي، و اشدد بالاقالة أزري، و قوبها ظهري، و اصلح بها أمري، و أطل بها عمري، و ارحمني يوم حشري، و وقت نشري، انك جواد كريم، غفور رحيم. [93] . [ صفحه 107]

المناجاة بالسفر

اللهم اني اريد سفرا فخر لي فيه، و أوضح لي سبيل الرأي و فهمنيه، وافتح عزمي بالاستقامة، و اشملني في سفري بالسلامة، و أفدني جزيل الحظ و الكرامة، و اكلأني بحسن [94] الحفظ و الحراسة. و جنبني - اللهم - و

عثاء الأسفار، و سهل لي حزونة الأوعار، و اطو لي بساط المراحل، و قرب مني بعد نأي المناهل، و باعدني في المسير بين خطي الرواحل، حتي تقرب نياط البعيد، و تسهل وعور الشديد، ولقني - اللهم - في سفري نجح طائر الواقية، و هبني [95] فيه غنم العافية، و خفير الاستقلال، و دليل مجاوزة الأهوال، و باعث وفور الكفاية، و سانح خفير الولاية، و اجعله - اللهم - سبب عظيم السلم، حاصل الغنم و اجعل [96] الليل علي سترا من الآفات، و النهار مانعا من الهلكات، و اقطع عني قطع لصوصه بقدرتك، و احرسني من وحوشه بقوتك، حتي تكون السلامة فيه مصاحبتي [97] و العافية مقاربتي [98] و اليمن سائقي، و اليسر معانقي، و العسر مفارقي، و الفوز موافقي و الأمن مرافقي. انك ذو الطول و المن و القوة و الحول، و انت علي كل شيي ء قدير، و بعبادك بصير خبير. [ صفحه 108]

المناجاة بطلب الرزق

اللهم أرسل علي سجال رزقك مدرارا و أمطر علي سحائب أفضالك غزارا و أدم غيث نيلك الي سجالا و أسبل مزيد نعمك علي خلتي اسبالا و أفقرني بجودك اليك، و أغنني عمن يطلب ما لديك و داو داء فقري بدواء فضلك، و انعش صرعة عيلتي بطولك [99] و تصدق علي اقلالي بكثرة عطائك، و علي اختلالي بكريم حبائك، و سهل - رب - سبيل الرزق الي، و ثبت [100] قواعده لدي، و بجس لي عيون سعته برحمتك [101] و فجر أنهار رغد العيش قبلي برأفتك [102] و أجدب أرض فقري، و أخصب جدب ضري، و اصرف عني في الرزق العوائق، و و اقطع عني من الضيق العلائق، و ارمني من

سهم الرزق [103] - اللهم - بأخصب سهامه، و أحيني [104] من رغد العيش بأكثر دوامه، واكسني - اللهم [105] سرابيل السعة، و جلابيب الدعة. [ صفحه 109] فاني - يا رب - منتظر لانعامك بحذف المضيق [106] و لتطولك التعويق [107] و لتفضلك بازالة التقتير [108] و لوصول [109] حبلي بكرمك بالتيسير. و أمطر - اللهم - علي سماء رزقك بسجال الديم، و أغنني بعوائد النعم [110] و ارم مقاتل الاقتار مني، و احمل كشف الضر عني [111] علي مطايا الاعجال، و اضرب عني الضيق [112] بسيف الاستيصال، و أتحفني [113] - رب - منك بسعة الافضال، و امددني بنمو الأموال، و احرسني من ضيق الاقلال. و اقبض عني سوء الجدب، و ابسط لي بساط الخصب، و اسقني [114] من ماء رزقك غدقا، و انهج لي من عميم بذلك طرقا، و فاجئني [115] بالثروة و المال، و أنعشني به من الاقلال، و صبحني بالاستظهار، و مسني من اليسار [116] انك ذو الطول العظيم، و الفضل العميم و المن الجسيم و انت الجواد الكريم. [117] . [ صفحه 110]

المناجاة بالاستعاذة

اللهم اني أعوذ بك من ملمات نوازل البلاء، و أهوال عظائم الضراء، فأعذني - رب - من صرعة البأساء، و احجبني من سطوات البلاء و نجني من مفاجاة النقم، و أجرني [118] من زوال النعم و من زلل القدم. و اجعلني - اللهم - في حياطة [119] عزك، و حفاظ [120] حرزك من مباغتة الدوائر، و معاجلة البوادر. اللهم - رب - و أرض البلاء فاخسفها، و عرصة المحن فارجفها، و شمس النوائب فاكسفها، و جبال السوء فانسفها، و كرب الدهر فاكشفها، و عوائق الأمور

فاصرفها، و أوردني حياض السلامة، و احملني علي مطايا الكرامة، و اصحبني باقالة العثرة، و اشملني بستر العورة. و جد علي - يا رب - بآلائك، و كشف بلائك، و دفع ضرائك. و ادفع عني كلاكل عذابك، و اصرف عني أليم عقابك، و أعذني من بوائق الدهور، و أنقذني من سوء عواقب الأمور، و احرسني من جميع المحذور، و اصدع صفاة البلاء عن أمري، و اشلل يده عني مدي عمري. [121] . انك الرب المجيد المبدي ء المعيد، الفعال لما تريد. [ صفحه 111]

المناجاة بطلب التوبة

اللهم [122] اني قصدت باخلاص توبة نصوح، و تثبيت عقد صحيح، و دعاء قلب فريح [123] و اعلان قول صريح. اللهم فتقبل مني مخلص التوبة [124] و اقبال سريع الأوبة، و مصارع تخشع الحوبة [125] . و قابل - رب - توبتي بجزيل الثواب، و كريم المآب، و حط العقاب، و صرف العذاب، و غنم الاياب، و ستر الحجاب. و امح - اللهم [126] - ما ثبت من ذنوبي، و اغسل بقبولها جميع عيوبي، و اجعلها جالية لقلبي [127] ، شاخصة [128] لبصيرة لبي غاسلة لدرني، مطهرة لنجاسة بدني، مصححة فيها ضميري، عاجلة الي الوفاء بها بصيرتي. [129] . و اقبل - يا رب - توبتي، فانها تصدر [130] من اخلاص نيتي، و محض من تصحيح بصيرتي، و احتفال في طويتي، و اجتهاد في نقاء سريرتي، [ صفحه 112] و تثبيت لانابتي [131] مسارعة الي امرك بطاعتي. و اجل - اللهم [132] - بالتوبة عني ظلمة الاصرار، و امح بها ما قدمته من الأوزار و اكسني لباس التقوي، و جلابيب الهدي، فقد خلعت ربق المعاصي عن جلدي، و نزعت سربال الذنوب

عن جسدي، متمسكا - رب - بقدرتك، مستعينا علي نفسي بعزتك، مستودعا توبتي من النكث بخفرتك، معتصما من الخذلان بعصمتك، مقارنا به [133] لا حول و لا قوة الا بك.

المناجاة بطلب الحج

اللهم ارزقني الحج الذي فرضته علي من استطاع اليه سبيلا. و اجعل لي فيه هاديا و اليه دليلا، و قرب لي بعد المسالك، و أعني [134] علي تأدية المناسك، و حرم باحرامي علي النار جسدي، وزد للسفر قوتي [135] و جلدي و ارزقني - رب - الوقوف بين يديك، و الافاضة اليك، و اظفرني [136] بالنجح بوافر الربح [137] و اصدرني - رب - من موقف الحج الأكبر الي مزدلفة المشعر. [ صفحه 113] و اجعلها [138] زلفة الي رحمتك، و طريقا الي جنتك، وقفني [139] موقف المشعر الحرام، و مقام وقوف الاحرام، و أهلني لتأدية المناسك، و نحر الهدي التوامك [140] بدم ثبج [141] و اوداج تمج، و اراقة الدماء المسفوحة، و الهدايا المذبوحة [142] و فري اوداجها علي ما أمرت، و التنفل بها كما و سمت. [143] . و أحضرني - اللهم - صلاة العيد، راجيا للوعد خائفا من الوعيد، حالقا شعر رأسي و مقصرا، و مجتهدا في طاعتك مشمرا، راميا للجمار، بسبع بعد سبع من الأحجار. و أدخلني - اللهم - عرضة بيتك و عقوتك، و محل أمنك [144] و كعبتك، و مساكينك و سوالك و محاويجك [145] و جد علي (اللهم) بوافر الأجر، من الانكفاء و النفر.. و اختم - اللهم - مناسك حجي، و انقضاء عجي، بقبول منك لي و رأفة منك بي [146] يا أرحم الراحمين. [ صفحه 114]

المناجاة بكشف الظلم

اللهم ان ظلم عبادك قد تمكن في بلادك، حتي أمات العدل، و قطع السبل، و محق الحق و أبطل الصدق، و اخفي البر و أظهر الشر، و اهمل التقوي [147] و أزال الهدي، و أزاح الخير، و أثبت الضير

[148] و أنمي الفساد، و قوي العناد، و بسط الجور، و عدي الطور. اللهم - يا رب - لا يكشف ذلك الا سلطانك، و لا يجير منه الا امتنانك. اللهم - رب - فابتر الظلم، و بث جبال الغشم، و اخمد سوق المنكر، و أعز من عنه ينزجر [149] و احصد شأفة أهل الجور، و ألبسهم الحور بعد الكور. و عجل - اللهم - اليهم البيات، و أنزل عليهم المثلات، و أمت حياة المنكر [150] ليؤمن المخوف [151] و يسكن الملهوف، و يشبع الجائع، و يحفظ الضائع، و يأوي [152] الطريد، و يعود الشريد، و يغني الفقير، و يجار المستجير، و يوقر الكبير، و يرحم الصغير، و يعز المظلوم، و يذل الظالم [153] و يفرج المغموم، و تنفرج الغماء، و تسكن الدهماء، و يموت الاختلاف [154] . [ صفحه 115] و يعلو العلم، و يشمل السلم، و يجمع الشتات، و يقوي الايمان، و يتلي القرآن، انك انت الديان، المنعم المنان.

المناجاة بالشكر لله تعالي

اللهم لك الحمد [155] علي مرد نوازل البلاء، و توالي سبوغ النعماء، و ملمات الضراء، و كشف نوائب اللأواء. و لك الحمد علي هنيي ء عطائك، و محمود بلائك، و جليل آلائك و لك الحمد علي احسانك الكثير، و جودك الغزير [156] و تكليفك اليسير و دفع العسير [157] . و لك الحمد - يا رب - علي تثميرك قليل الشكر، و اعطائك وافر الأجر، و حطك مثقل الوزر، و قبولك ضيق العذر، و وضعك باهض الاصر [158] و تسهيلك موضع الوعر، و منعك مفظع الأمر. و لك الحمد علي البلاء المصروف، و وافر المعروف، و دفع المخوف و اذلال العسوف. و لك الحمد علي

قلة التكليف، و كثرة التخفيف، و تقوية الضعيف، و اغاثة اللهيف؛ و لك الحمد علي سعة امهالك، و دوام افضالك، و صرف امحالك، [ صفحه 116] و حميد أفعالك [159] و توالي نوالك. و لك الحمد علي تأخير معاجلة العقاب، و ترك مغافصة العذاب و تسهيل طريق المآب [160] و انزال غيث السحاب. [161] .

المناجاة بطلب الحوائج

[و في نسخة: بطلب الحاجة..] جدير [162] من أمرته الدعاء أن يدعوك، و من وعدته بالاجابة أن يرجوك. ولي - اللهم - حاجة قد عجزت عنها حيلتي، وكلت فيها طاقتي، و ضعفت عن مرامها قوتي، و سولت لي نفسي الأمارة بالسوء، و عدوي الغرور الذي أنا منه مبتلي، أن ارغب الي (ضعيف مثلي، و من هو في النكول شكلي، حتي تداركتني رحمتك، و بادرتني - بالتوفيق - رأفتك، ورددت علي عقلي بتطولك، و الهمتني رشدي بتفضلك، و احييت - بالرجاء لك - قلبي، و ازلت خدعة عدوي عن لبي، و صححت بالتأميل فكري، و شرحت - بالرجاء لاسعافك - صدري، و صورت لي الفوز ببلوغ ما رجوته، و الوصول الي ما املته، فوقفت - اللهم رب - بين يديك، سائلا لك، ضارعا اليك، واثقا بك، متوكلا عليك، في قضاء حاجتي، و تحقيق أمنيتي، و تصديق رغبتي) [163] . [ صفحه 117] اللهم و أنجحها بأيمن النجاح [164] و اهدها سبيل الفلاح، و اشرح بالرجاء لاسعافك صدري، و يسر في اسباب الخير أمري، و صور الي الفوز ببلوغ مارجوته، بالوصول الي ما أملته؛ و وفقني - اللهم - في قضاء حاجتي ببلوغ امنيتي، و تصديق رغبتي، و أعذني - اللهم - بكرمك من الخيبة و القنوط، و الأناة [165] و

التثبيط [166] . اللهم انك ملي بالمنائح الجزيلة، و في بها، و انت علي كل شيي ء قدير [167] بعبادك خبير بصير.

ابراهيم بن محمد بن عيسي

بن محمد العريضي، روي الشيخ الطوسي في (التهذيب) بسنده عن العباس بن الوليد بن العباس المنصوري، قال: حدثنا ابراهيم بن محمد بن عيسي بن محمد العريضي قال: حدثنا أبوجعفر [الجواد] (عليه السلام) ذات يوم قال: اذا صرت الي قبر جدتك فاطمة (عليهاالسلام) فقل: «يا ممتحنة، امتحنك الله الذي خلقك قبل أن يخلقك، فوجدك لما امتحنك صابرة، و زعمنا أنا لك أولياء، و مصدقون لكل ما أتانا به أبوك (صلي الله عليه و آله و سلم) و أتانا به وصيه (عليه السلام). فانا نسألك ان كنا صدقناك الا ألحقتنا بتصديقنا لهما بالبشري، [ صفحه 118] لنبشر أنفسنا بأنا قد طهرنا بولايتك». [168] . أقول: و تروي هذه الزيارة بكيفية أخري، و لعلها الأصح: «السلام عليك يا ممتحنة، امتحنك الذي خلقك قبل أن يخلقك و كنت لما امتحنك به صابرة، و نحن لك أولياء مصدقون، و لكل ما أتي به أبوك (صلي الله عليه و آله و سلم) و أتي به وصيه (عليه السلام) مسلمون. و نحن نسألك - اللهم - اذ كنا مصدقين لهم أن تلحقنا بتصديقنا بالدرجة العالية، لنبشر أنفسنا بأنا قد طهرنا بولايتهم (عليهم السلام).» [169] . أقول: كلمات هذه الزيارة لا تخلو من شي ء من الابهام و الغموض و هذا صار سببا لتهريج بعض الجهال، و تزييفهم لهذه الزيارة، قائلين: كيف يمكن أن يمتحن الله تعالي أحدا قبل أن يخلقه؟. و هم يجهلون معاني الامتحان و الخلق (في اللغة). و الضرورة تفرض علينا أن نطيل الكلام حول بعض كلمات هذه الزيارة توضيحا لها، و دفعا

لأقاويل أهل الباطل، فنقول: لقد ذكر اللغويون - للامتحان - معنيين: 1- الاختبار، و هو المعني المشهور من كلمة (الامتحان). 2- التخليص و التصفية، يقال: «امتحن الصائغ الفضة» اذا [ صفحه 119] صفاها، و خلصها بالنار، قال تعالي: (امتحن الله قلوبهم للتقوي) أي صفاها و هذبها، و التهذيب: التنقية. اذن معني «ممتحنة»: المصفاة، و المخلصة من كل شائبة، و «امتحنك الله» أي صفاك و خلصك «قبل أن يخلقك» و أما معني الخلق: فقد وردت هذه الكلمة في القرآن الكريم بمعاني عديدة، و نختار منها هذه الآيات: 1- (و لقد خلقناكم ثم صورناكم، ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم). [170] . 2- (و لقد خلقنا الانسان من سلالة من طين، ثم جعلناه نطفة في قرار مكين، ثم خلقنا النطفة علقة، فخلقنا العلقة مضغة، فخلقنا المضغة عظاما). [171] . فالمستفاد من ظاهر الآية الأولي، أن الله تعالي خلق البشر كلهم، و صورهم كل واحد منهم له صورة يتميز بها عن غيره، لما خلق آدم أباالبشر. و أما القسم الثاني من الآيات، فهي تذكر مبدأ تكون نطفة البشر من الطعام المتكون من نبات الأرض، و التطورات التي طرأت علي البشر من نطفة الي علقة الي مضغة الي عظام.. الخ. فهنا خلقان: الخلق الأول حين خلق آدم، و هو المسمي بعالم الذر. الخلق الثاني: هو الذي حصل في عالم المادة، و هو هذا العالم [ صفحه 120] الذي نعيش فيه. فيكون المعني - والله العالم -: ان الله خلقك مصفاة و مخلصة من كل شائبة في عالم الذر، قبل أن يخلقك في هذا العالم و هو عالم المادة. و قد وردت أحاديث كثيرة في مبدا خلق النبي و أهل بيته

(عليهم السلام) و طينتهم و أرواحهم، كقول الامام الباقر (عليه السلام): «ان الله خلق محمدا و آل محمد من طينة عليين، و خلق قلوبهم من طينة فوق ذلك.. الخ.» [172] . و قوله (عليه السلام): ان الله خلقنا من أعلي عليين.. الخ. [173] . و كقول الامام الصادق (عليه السلام): ان الله خلقنا من عليين، و خلق أرواحنا من فوق ذلك.. الخ. [174] . و غير ذلك من الأحاديث المتواترة المفصلة حول الطينة و الميثاق و غير ذلك. اذن، فلا تناقض في عبارة الزيارة، و لا تنافي، و لا اضطراب.

احكم بن بشار المروزي

الخراساني، كان من أصحاب الامام الجواد (عليه السلام) و ينسب الي الغلو ولكنه غير ثابت، و له قصة - في بغداد - مذكورة في كتب الرجال. [ صفحه 121]

احمد بن أبي خالد

كان من موالي الامام الجواد (عليه السلام) و قيل: كان من أصحاب الامام الرضا (عليه السلام) و هو أحد شهور الوصية التي اوصي بها الامام الجواد و نص علي امامة الامام الهادي (عليهماالسلام) و الوصية مذكورة في الجزء الأول من كتاب الكافي، باب الاشارة و النص علي ابي الحسن الثالث (عليه السلام).

احمد بن أبي خلف

كان من أصحاب الامام الجواد (عليه السلام) و كان الامام موسي بن جعفر (عليه السلام) قد اشتراه و أباه و امه و أعتقهم، و اتخذ الامام موسي بن جعفر (عليه السلام) أحمد بن ابي خلف كاتبا له.

احمد بن اسحاق بن عبدالله بن سعد (ابوعلي)

الأشعري القمي، كان من أصحاب الامام الجواد و الامام الهادي (عليهماالسلام) و كان من خواص الامام العسكري (عليه السلام) و تشرف بلقاء الامام المهدي (عليه السلام) و قد ذكرناه في كتاب: (الامام المهدي من المهد الي الظهور) و نذكره في كتاب (الامام الهادي من المهد الي اللحد) انشاءالله تعالي. له مؤلفات في علل الصلاة و الصوم، و مسائل الرجال للامام الهادي (عليه السلام) و هو شيخ القميين، و وافدهم و مبعوثهم. و في كتاب ربيع الشيعة: انه من الوكلاء و السفراء المعروفين الذين لاتختلف الامامية - القائلون بامامة الحسن بن علي العسكري (عليه السلام) - فيهم. [ صفحه 122]

احمد بن حماد المروزي

كان من أصحاب الامام الجواد و الامام الهادي (عليهماالسلام) و قد اشتبه الأمر علي بعض عظماء هذا الفن حول هذا الرجل، و لا بأس بالاشارة اليه: لقد روي المحمودي - و هو محمد بن أحمد بن حماد -: قد كتب الي الماضي - بعد وفاة أبي -: «قد مضي ابوك، رضي الله عنه و عنك، و هو عندنا علي حالة محمودة، و لن تبعد عن تلك الحالة». لقد صرح صاحب (جامع الرواة) ان المقصود من (الماضي) هو الامام الجواد (عليه السلام) و الظاهر أن هذا التصريح ادعاء من قائله، اذ لم نجد في الأحاديث من عبر عن الامام الجواد (عليه السلام) بالماضي. و انما ورد التعبير عن الامام الهادي (عليه السلام) بالماضي في توقيع الامام العسكري (عليه السلام) الي اسحاق بن اسماعيل: «... و لقد كانت منكم امور في ايام الماضي الي أن مضي لسبيله، صلي الله علي روحه، و في ايامي هذه كنتم بها غير محمودي الرأي...» الي آخره. [175] . و التبس الأمر علي بعض الأعلام فذكروا وفاته في ايام الجواد

(عليه السلام) اعتمادا علي كلمة: (الماضي). والله العالم بحقائق الأمور. و في رجال الكشي عن محمد بن مسعود قال: حدثني ابوعلي المحمودي: محمد بن أحمد بن حماد المروزي قال: كتب ابوجعفر - الجواد - (عليه السلام) الي أبي - في فصل من كتابه -: [ صفحه 123] «فكأن قد [176] ، من يوم أو غد، ثم وفيت كل نفس بما كسبت و هم لا يظلمون، اما الدنيا فنحن فيها متفرجون في البلاد، ولكن من هوي هوي صاحبه فان دان بدينه فهو معه و ان كان نائيا عنه، و اما الآخرة فهي دار القرار». و أما كنية (ابوعلي) و لقب (المحمودي) فهما لمحمد بن أحمد، لا لأبيه أحمد بن حماد، و الاحتجاج مع ابن ابي داؤد هو بين محمد بن أحمد و القاضي ابن ابي داؤد، لا بين ابيه و القاضي، ولكن بعض الأعلام ذكر هذا الاحتجاج في ترجمة أحمد بن حماد مع تصريحه ان المحمودي المكني اباعلي هو محمد بن أحمد بن حماد لا أحمد بن حماد، و الاحتجاج مروي عن المحمودي (بدون تصريح باسمه) فان كان المقصود من المحمودي: أحمد بن حماد فهو صاحب الاحتجاج، اذن فما معني كلام بعضهم: ان المحمودي المكني اباعلي هو محمد بن أحمد بن حماد لا أحمد بن حماد؟. و ان كان صاحب الاحتجاج هو محمد بن أحمد بن حماد فما معني ذكر الاحتجاج في ترجمة أبيه: أحمد بن حماد؟ و الأمر سهل، و سنذكر الاحتجاج في حرف الميم في ترجمة محمد بن أحمد انشاءالله.

احمد بن داود بن سعيد

الفزاري، يكني أبايحيي الجرجاني، عده الشيخ من أصحاب الامام الهادي (عليه السلام) و عده ابن شهراشوب في (المناقب) من أصحاب الامام الجواد (عليه السلام). [ صفحه 124]

احمد بن زكريا الصيدلاني

ليست له ترجمة في كتب الرجال، ولكن الكليني روي في الكافي بسنده عن أحمد بن زكريا الصيدلاني عن رجل من بني حنيفة - من أهل بست و سجستان - قال: «رافقت أباجعفر (عليه السلام) في السنة التي حج فيها في أول خلافة المعتصم، فقلت له - و أنا معه علي المائدة، و هناك جماعة من اولياء السلطان -: ان والينا - جعلت فداك - رجل يتولاكم أهل البيت، و يحبكم. و علي في ديوانه خراج، فان رأيت - جعلني الله فداك - أن تكتب اليه كتابا بالاحسان الي. فقال لي: لا أعرفه [177] . فقلت: - جعلت فداك - انه - علي ما قلت - من محبيكم أهل البيت، و كتابك ينفعني عنده. فأخذ (عليه السلام) القرطاس و كتب: «بسم الله الرحمن الرحيم، أما بعد، فان موصل كتابي هذا ذكر عنك مذهبا جميلا، و انما لك من عملك ما أحسنت فيه، فأحسن الي اخوانك، و اعلم أن الله - عزوجل - سأئلك عن مثاقيل الذر و الخردل». قال: فلما وردت سجستان، سبق الخبر الي الحسين بن عبدالله النيسابوري - و هو الوالي - فاستقبلني علي فرسخين من المدينة (اي البلدة) [ صفحه 125] فدفعت اليه الكتاب، فقبله و وضعه علي عينيه، ثم قال لي: ما حاجتك؟ فقلت: خراج علي في ديوانك. [178] . قال: فأمر بطرحه عني، و قال لي: لا تؤد خراجا ما دام لي عمل. ثم سألني عن عيالي فأخبرته بمبلغهم، فأمر لي و لهم بما يقوتنا، و فضلا [179]

فما أديت في عمله خراجا ما دام حيا، و لا قطع عني صلته حتي مات. [180] .

احمد بن عبدالله القمي

ابن عيسي بن مصقلة القمي الأشعري، له نسخة عن الامام الجواد (عليه السلام) و روي النجاشي عنه حديثا عن الامام الجواد (عليه السلام).

احمد بن عبدالله الكوفي

او (الكرخي).. عده الشيخ الطوسي من اصحاب الامام الجواد (عليه السلام).

احمد بن الفضل

الخاقاني، من آل رزين، من أصحاب أبي جعفر الثاني (عليه السلام) حديثه - في تفسير العياشي - جيد، كما في (الجامع) للزنجاني. [ صفحه 126]

احمد بن محمد بن ابي نصر البزنطي

يكني اباجعفر كان من اصحاب الامام الرضا و الامام الجواد (عليهماالسلام) و كان عظيم المنزلة عندهما، و هو ثقة جليل القدر، و له كتاب (الجامع) و (النوادر) و يروي احاديث كثيرة عن الامام الرضا و الامام الجواد (عليهماالسلام) و منها: 1- في التهذيب... عن أحمد بن محمد بن ابي نصر قال: قرأت كتاب ابي الحسن الرضا (عليه السلام) - بخطه -: «أبلغ شيعتي: أن زيارتي تعدل عندالله الف حجة و الف عمرة متقبلة كلها». قال الراوي -: قلت لأبي جعفر (الجواد): ألف حجة؟! قال: «اي والله، و ألف الف حجة لمن يزوره عارفا بحقه» [181] . 2- و في بحارالأنوار عن كتاب عيون أخبار الرضا (عليه السلام) بسنده عن البزنطي قال: قرأت. كتاب ابي الحسن الرضا (عليه السلام) الي ابي جعفر - الجواد - (عليه السلام): «يا أباجعفر، بلغني أن الموالي - اذا ركبت - أخرجوك من الباب الصغير، و انما ذلك من بخل بهم، لئلا ينال منك أحد خيرا، فأسألك بحقي عليك: لا يكن مدخلك و مخرجك الا من الباب الكبير [182] ، و اذا ركبت فليكن معك ذهب و فضة. ثم لا يسألك أحد الا اعطيته، و من [ صفحه 127] سألك - من عمومتك - أن تبره فلا تعطه أقل من خمسين دينارا، و الكثير اليك، و من سألك - من عماتك - فلا تعطها أقل من خمسة و عشرين دينارا و الكثير اليك، اني أريد أن يرفعك الله، فأنفق و لا تخش من ذي العرش اقتارا» [183] . 3- و عن ابن ابي نصر قال: كتبت

الي ابي جعفر - الجواد - (عليه السلام): الخمس أخرجه قبل المؤونه أو بعد المؤونة؟ فكتب: بعد المؤونة [184] . 4- و في الكافي بسنده عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن ابي جعفر الثاني (عليه السلام) قال: كان أبوجعفر (الباقر) (عليه السلام) يقول: المتمتع بالعمرة الي الحج افضل من المفرد السائق للهدي. و كان يقول: ليس يدخل الحاج بشيي ء أفضل من المتعة [185] . 5- و في الكافي ايضا بسنده عن أحمد بن محمد بن ابي نصر قال: سألت أباجعفر (عليه السلام) - في السنة التي حج فيها، و ذلك في سنة اثنتي عشرة و مائتين - فقلت: جعلت فداك. بأي شيي ء دخلت مكة؟ مفردا أو متمتعا؟ فقال: متمتعا. فقلت له: أيها أفضل: المتمتع بالعمرة الي الحج أو من أفرد و ساق الهدي؟ فقال: كان ابوجعفر - الباقر - (عليه السلام) يقول: المتمتع [ صفحه 128] بالعمرة الي الحج أفضل من المفرد السائق للمهدي، و كان يقول: ليس يدخل الحاج بشيي ء أفضل من المتعة. [186] . أقول: الحج علي ثلاثة أقسام: حج التمتع، و حج القران، و حج الافراد: 1- أما حج التمتع فهو أن يحرم الحاج من أحد المواقيت، و يدخل مكة، و يطوف و يصلي صلاة الطواف عند مقام ابراهيم، و يسعي، و يقصر، و يحل من احرامه. ثم يحرم للحج، و يخرج الي عرفات، و يأتي بمناسك الحج كما هي مذكورة في محلها، و هذا الحج يقال له: حج التمتع. 2- حج الافراد، و هذا القسم و القسم الثالث يخصان أهل مكة، و من كانت المسافة بين بيته و بين مكة أقل من اثني عشر ميلا من كل جانب. و هذا يحرم من حيث يجوز له الاحرام، ثم يمضي

الي عرفات، و يأتي بمناسك الحج و عليه عمرة مفردة بعد الفراغ من الحج و الاحلال منه. 3- حج القران، و هو مثل حج الافراد، ولكنه يتميز عنه أن القارن يسوق الهدي عند احرامه، و الهدي: ما يهدي الي بيت الله الحرام من الأضاحي كالابل و البقر و الغنم. و في (عيون أخبار الرضا) بسنده عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي قال: قلت لأبي جعفر، محمد بن علي: [ صفحه 129] ان قوما من مخالفيكم يزعمون [أن] أباك انما سماه المأمون الرضا، لما رضيه لولاية عهده!! فقال: «كذبوا - والله - و فجروا، بل الله - تبارك و تعالي - سماه الرضا، لأنه كان رضي لله - عزوجل - في سمائه، و رضي لرسوله و الأئمة من بعده - صلوات الله عليهم - في أرضه». قال: فقلت له: ألم يكن كل واحد من آبائك الماضين (عليهم السلام) رضي لله - تعالي - و لرسوله و الأئمة؟. فقال: بلي. فقلت: فلم سمي أبوك - من بينهم -: الرضا؟. قال: «لأنه رضي به المخالفون من أعدائه، كما رضي به الموافقون من أوليائه، و لم يكن ذلك لأحد من آبائه (عليهم السلام) فلذلك سمي - من بينهم - الرضا». [187] .

احمد بن محمد بن بندار الأقرع

مولي الربيع، عده الشيخ الطوسي من اصحاب الامام الجواد (عليه السلام) و في كتاب الكافي - ج 1 ص 509 - حديثان رواهما عن الامام العسكري (عليه السلام) مما يدل علي أنه ادرك الامام العسكري ايضا.

احمد بن محمد بن خالد - أو ابي خالد - البرقي

ينسب الي (برقة) و هي من ضواحي مدينة قم في ايران، و يعتبر حديثه مقبولا عند علماء الرجال، و قد عده الشيخ الطوسي من اصحاب الامام الجواد و الامام الهادي (عليهماالسلام). [ صفحه 130] و تروي عنه أحاديث كثيرة جدا، موجودة في الكتب الأربعة و غيرها، و له مؤلفات كثيرة تبلغ مائة كتاب، و اشهرها كتاب: المحاسن. و مؤلفاته في التبليغ و الرسالة، و التراحم و التعاطف، و التبصرة، و الرفاهية، و الزي و الزينة و التجمل، و المرافق، و المراشد، و الصيانة، و النجابة، و الفراسة، و الحقائق، و الاخوان، و الخصائص، و الماكل، و مصابيح الظلم، و المحبوبات، و المكروهات، و العويص، و الثواب، و العقاب، و المعيشة، و النساء، و الطيب، و العقوبات، و المشارب، و أدب النفس، و الطب، و النجوم، و الطبقات، و أفاضل الأعمال، و أخص الأعمال، و المساجد الأربعة، و الرجال، و الهداية، و المواعظ، و التحذير، و التهذيب، و التحريف، و التسلية، و ادب المعاشرة، و مكارم الاخلاق، و مكارم الأفعال، و مذام الأخلاق، و مذام الأفعال، و المواهب، و الحياة (الحبوة)، و الصفوة، و علل الحديث، و معاني الحديث، و تفسير الحديث، و العروق (الفروق)، و الاحتجاج، و الغرائب، و العجائب، و اللطائف، و المصالح، و المنافع، و الدواجن، و الرواجن، و الشعر و الشعراء، و تعبير الرؤيا، و الزجر و الفال، و صوم الأيام، و السماء، و الأرضين، و البلدان

و المساحة، و الدعاء، و ذكر الكعبة، و الأجناس، و الحيوان، و أحاديث الجن و ابليس، و فضل القرآن، و الأزاهير، و الأوامر و الزواجر، و أحكام الأنبياء و الرسل، و جداول الحكمة، و الأشكال و القرائن، و الرياضة، و الأمثال، و الأوائل، و التاريخ، و الأنساب، و النحو، و الأصفية، و الأفانين، و المغازي، و الرواية، و النوادر، و العيافة و القيافة، و الحيل، و الدعابة و المزاح، و الترغيب، و الأركان. و غيرها من الكتب، و انما ذكرنا اسماء مؤلفاته القيمة الثمينة - مع العلم انه لا يوجد من تلك المؤلفات سوي كتاب (المحاسن) - حتي نبرهن [ صفحه 131] أنه كان في أصحاب ائمة اهل البيت علماء نوادر، يعتبر كل فرد منهم دائرة للمعارف. فهذه المؤلفات تدل اسماؤها علي تنوعها في شتي الفنون و مختلف العلوم، و من الواضح أن اكثر هذه الكتب - ان لم نقل كلها - هي في الأحاديث و الأخبار التي سمعها البرقي من ائمة أهل البيت (عليهم السلام) و خاصة الامام الجواد و الامام الهادي (عليهماالسلام).

احمد بن محمد بن عبدالله بن مروان الأنباري

كان من أصحاب الامام الجواد و الامام الهادي (عليهماالسلام). [188] .

احمد بن محمد بن عبيد - او: عبيدالله - القمي الأشعري

كان من أصحاب الامام الجواد و الامام الهادي (عليهماالسلام) و كان ثقة من شيوخ أصحابنا.

احمد بن محمد بن عيسي بن عبدالله الأشعري

شيخ القميين و فقيههم، لقي الامام الرضا و الامام الجواد و الامام الهادي (عليهم السلام). له مؤلفات كثيرة قيمة في التوحيد و فضل النبي (صلي الله عليه و آله و سلم) و المتعة و النوادر و فضائل العرب و الأظلة و الناسخ و المنسوخ، و الحج و المسوخ. [ صفحه 132] و في كتاب (الاقبال): روينا باسنادنا الي أحمد بن عيسي (و قد زكاه النجاشي، و أثني عليه) باسناده الي أبي جعفر (عليه السلام) قال: تدعو في أول ليلة من رجب بعد صلاة العشاء الآخرة بهذا الدعاء: «اللهم اني أسألك بأنك مليك، و أنك علي كل شي ء مقتدر (قدير خ ل) و أنك ما تشاء من أمر يكن، اللهم اني أتوجه اليك بنبيك محمد نبي الرحمة، صلواتك عليه و آله؛ يا محمد، يا رسول الله اني أتوجه الي الله ربي و ربك لينجح بك طلبتي. اللهم بنبيك محمد و بالأئمة من أهل بيته أنجح طلبتي» ثم تسأل حوائجك. [189] .

احمد بن معافي

ينسب الي رجال الشيخ الطوسي كونه من اصحاب الامام الجواد (عليه السلام).

ادريس القمي

كنيته: ابوالقاسم. عده الشيخ الطوسي من اصحاب الامام الجواد (عليه السلام).

اسحاق بن ابراهيم الحضيني

(ابن راهويه) لقي الامام الرضا و الامام الجواد (عليهماالسلام) و جرت الخدمة علي يديه للامام الرضا (عليه السلام). [ صفحه 133]

اسحاق بن ابراهيم بن هاشم القمي

كان من أصحاب الامام الجواد (عليه السلام) و في التهذيب بسنده عن علي بن مهزيار قال: أخبرني اسحاق بن ابراهيم: أن موسي بن عبدالملك كتب الي ابي جعفر (عليه السلام) يسأله عن رجل دفع اليه مالا ليصرفه في بعض وجوه البر، فلم يمكنه صرف ذلك المال في الوجه الذي أمر به، و قد كان له عليه مال بقدر هذا المال، فسأل: هل يجوز لي أن اقبض مالي أو ارده عليه و اقتضيه؟ فكتب (عليه السلام) اليه: اقبض مالك مما في يديك. [190] . أقول: معني الحديث هو ان الرجل الذي دفع المال كان مدينا، لاسحاق بن ابراهيم، فسأل اسحاق من الامام الجواد (عليه السلام) هل يجوز له ان يستوفي دينه من مال الرجل الموجود عنده ام يجب عليه ان يرد المال الي الرجل المدين ثم يطالبه بالدين؟ فأجابه الامام: انه يجوز له ان يستوفي دينه من المال الموجود عنه.

اسحاق الأنباري

كان من أجلاء الشيعة، و كان معتمدا عند الامام الجواد (عليه السلام). أمره الامام الجواد (عليه السلام) أن يغتال رجلين من أهل البدع و دعاة الانحراف، و هما جعفر بن واقد، و هاشم بن أبي هاشم، و لعلنا نذكر السبب في المستقبل بالمناسبة - في حرف الجيم -. [ صفحه 134] و روي الكشي بسنده عن اسحاق الأنباري قال: قال لي أبوجعفر الثاني [الجواد] عليه السلام: «ما فعل أبوالسمهري؟ لعنه الله، يكذب علينا، و يزعم أنه و ابن أبي الزرقاء دعاة الينا. أشهدكم أني أتبرأ الي الله (عزوجل) منهما، انهما فتانان ملعونان. يا اسحاق! أرحني منهما يرح الله نفسك [191] في الجنة». فقلت له: جعلت فداك، يحل قتلهما؟ فقال: «انهما فتانان، يفتنان الناس، و يعملان في خيط رقبتي و رقبة موالي [192] فدمهما هدر

للمسلمين. و اياك و الفتك، فان الاسلام قد قيد الفتك. و أشفق - ان قتلته ظاهرا - أن تسأل: لم قتلته؟ و لا تجد السبيل الي اثبات حجة، و لا يمكنك ادلاء الحجة، فتدفع ذلك عن نفسك، فيسفك دم مؤمن من أوليائنا بدم كافر، عليكم بالاغتيال». فما زال اسحاق يطلب ذلك أن يجد السبيل الي أن يغتالهما و كانا قد حذراه.

اسحاق بن اسماعيل بن نوبخت

في كتاب (دلائل الامامة) بسنده قال: [ صفحه 135] حج اسحاق بن اسماعيل في السنة التي خرجت الجماعة الي أبي جعفر [الجواد] قال اسحاق: فأعددت له - في رقعة - عشر مسائل لأسأله عنها و كان لي [193] حمل، فقلت: اذا أجابني عن مسائلي سألته أن يدعو الله لي أن يجعله [الجنين] ذكرا. فلما سأله الناس قمت - و الرقعة معي - لأسأله عن مسائلي، فلما نظر الي قال: يا أبايعقوب، سمه أحمد! فولد لي ذكر، و سميته أحمد، فعاش مدة و مات. [194] .

اسحاق بن محمد البصري

كان من أصحاب الامام الجواد و الامام الهادي و الامام العسكري (عليهم السلام) و قد اختلفت الأقوال في شأنه.

اسماعيل بن بزيع

كان من أصحاب الامام الكاظم و الامام الرضا و الامام الجواد (عليهم السلام) و سأل من الامام الجواد أن يعطيه قميصا حتي يكفن فيه.

اسماعيل بن سهل

كان من أصحاب الامام الجواد (عليه السلام) كما في (الكافي) بسنده عن اسماعيل بن سهل قال: كتبت الي أبي جعفر (صلوات الله عليه): «اني قد لزمني دين فادح [ثقيل]» فكتب: [ صفحه 136] «أكثر من الاستغفار، و رطب لسانك بقراءة (انا أنزلناه) [195] .

اسماعيل بن عباس

الهاشمي من أصحاب الامام الجواد (عليه السلام) عده في كتاب (الجامع) للزنجاني.

اسماعيل بن الامام موسي بن جعفر

كان من أصحاب الامام الجواد (عليه السلام) و له مؤلفات في الطهارة و الصلاة و الزكاة و الصوم و الحج و الجنائز و الطلاق و النكاح و الحدود و الدعاء و السنن و الآداب و الرؤيا. و قد أمره الامام الجواد (عليه السلام) أن يصلي علي جنازة صفوان بن يحيي، و كان مشهورا بالعلم و الفضل و الفقه و حسن العقيدة، و كثرة التصانيف.

اسماعيل بن مهران بن ابي نصر السكوني

كان من اصحاب الامام الرضا و الامام الجواد (عليهماالسلام). و كان ثقة معتمدا عند علماء الرجال، و كل ما ينسب من الغلو اليه غير ثابت، له مؤلفات، منها: كتاب الملاحم و (النوادر) و (ثواب القرآن) و (العلل) و (خطب اميرالمؤمنين). في الكافي بسنده عن اسماعيل بن مهران قال: [ صفحه 137] لما خرج ابوجعفر - الامام الجواد - (عليه السلام) من المدينة الي بغداد - في الدفعة الاولي من خرجتيه - قلت له - عند خروجه -: جعلت فداك اني أخاف عليك في هذا الوجه فالي من الأمر بعدك؟ فكر بوجهه الي ضاحكا، و قال: ليس حيث ظننت في هذه السنة. فلما أخرج به الثانية الي المعتصم صرت اليه فقلت له: جعلت فداك، أنت خارج فالي من هذا الأمر من بعدك؟ فبكي حتي اخضلت لحيته، ثم التفت الي فقال: عند هذه يخاف علي، الأمر بعدي الي ابني: علي. [196] .

امية بن علي القيسي الشامي

كان من أصحاب الامام الجواد (عليه السلام) و قد روي أحاديث عن الامام الجواد (عليه السلام) و عده بعض علماء الرجال ضعيفا. روي الشيخ المجلسي في البحار عن كتاب الخرائج عن امية بن علي قال: دخلت انا و حماد بن عيسي علي ابي جعفر - الجواد - بالمدينة لنودعه، فقال لنا: لا تخرجا، أقيما الي غد. قال: فلما خرجنا من عنده قل حماد: أنا أخرج فقد خرج ثقلي [197] قلت: أما أنا فاقيم: فخرج حماد، فجري به الوادي في تلك الليلة فغرق منه و قبره بسيالة. [198] . [ صفحه 138] أقول: تفصيل القصة يأتي في ترجمة حماد، في حرف الحاء. و في البحار عن كتاب (المناقب) و (اعلام الوري) بسنده عن أمية بن علي قال: كنت اختلف

الي ابي جعفر (عليه السلام) و ابوالحسن - الرضا - بخراسان، و كان أهل بيته و عمومة أبيه يأتونه و يسلمون عليه، فدعا - يوما - الجارية فقال: قولي لهم: يتهيأون للمأتم. فلما تفرقوا قالوا: لا سألناه مأتم من؟ فلما كان من الغد فعل مثل ذلك، فقالوا: مأتم من قال: مأتم خير من علي ظهرها. (اي ظهر الأرض). فأتانا خبر - وفاة - أبي الحسن الرضا (عليه السلام) بعد ذلك بأيام، فاذا هو قد مات في ذلك اليوم. و في (كشف الغمة) عن امية بن علي قال: كنت مع أبي الحسن (الرضا) بمكة في السنة التي حج فيها - ثم صار الي خراسان - و معه أبوجعفر (الجواد). و أبوالحسن (الرضا) يودع البيت، فلما قضي طوافه عدل الي المقام فصلي عنده، فصار أبوجعفر علي عنق موفق [199] يطوف به. فصار أبوجعفر الي الحجر، فجلس فيه فأطال، فقال له موفق: قم جعلت فداك. فقال: ما اريد أن أبرح من مكاني هذا الا أن يشاء الله. و استبان في وجهه الغم، فأتي موفق أباالحسن (الرضا) فقال له: جعلت فداك قد جلس ابوجعفر في الحجر، و هو يأبي أن يقوم. [ صفحه 139] فقام ابوالحسن فأتي اباجعفر فقال: قم يا حبيبي. فقال: ما أريد أن ابرح من مكاني هذا. قال: بلي يا حبيبي. ثم قال: كيف أقوم و قد ودعت البيت وداعا لا ترجع اليه؟ فقال له: قم يا حبيبي. فقام معه. في كتاب (الغيبة) للنعماني بسنده عن أمية بن علي القيسي قال: قلت - لأبي جعفر محمد بن علي الرضا (عليهماالسلام) -: من الخلف بعدك؟ فقال: ابني: علي، و ابنا علي. [200] . ثم أطرق [201] مليا، ثم رفع رأسه، ثم قال:

«انها ستكون حيرة» قلت: فاذا كان ذلك فالي أين؟ فسكت، ثم قال: لا أين [202] - حتي قالها ثلاثا - فأعدت عليه [السؤال] فقال: الي المدينة فقلت: أي المدن؟ فقال: مدينتنا هذه، و هل مدينة غيرها؟» [203] .

ايوب بن نوح بن دراج

النخعي و كنيته ابوالحسين، كان من أصحاب الجواد (عليه السلام) و وكيلا للامام الهادي و الامام العسكري (عليهماالسلام) و من أصحابهما، [ صفحه 140] و كان ثقة في رواياته، عظيم المنزلة عندهما مأمونا، شديد الورع، كثير العبادة، و كان من عباد الله الصالحين. و قد روي أحاديث كثيرة عن الأئمة الذين عاصرهم و تشرف بصحبتهم، و له كتب قد ألفها، و له مسائل عن الامام الهادي (عليه السلام). و في كتاب كامل الزيارة بسنده عن حمدان الدسوائي (الديواني) قال: دخلت علي أبي جعفر الثاني (عليه السلام) فقلت: ما لمن زار أباك بطوس؟ [204] . فقال (عليه السلام): من زار قبر أبي بطوس، غفر الله له ما تقدم من ذنبه و ما تأخر. قال حمدان: فلقيت - بعد ذلك - أيوب بن نوح بن دراج فقلت له: يا اباالحسين اني سمعت مولاي اباجعفر يقول: من زار قبر أبي بطوس غفر الله له ما تقدم من ذنبه و ما تأخر. فقال أيوب: أزيدك فيه؟ قلت: نعم.. قال: سمعته يقول ذلك (يعني اباجعفر): و أنه اذا كان يوم القيامة نصب له منبر بحذاء منبر رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) حتي يفرغ الناس من الحساب. [205] . [ صفحه 141]

حرف الباء

بكر بن احمد بن زياد

ذكر النجاشي أنه روي عن الامام الجواد (عليه السلام) و له كتاب الطهارة و الصلاة و الزكاة و المناقب.

بكر بن صالح

علي اختلاف في لقبه بين الرازي و الضبي، و الدارمي، و قد اختلفت فيه كلمات علماء الرجال بين تضعيف و توثيق، كما اختلفت كلماتهم حول لقبه، و احتمل بعضهم التعدد بأن يكون بكر بن صالح الرازي و آخر بهذا الاسم و يلقب بالضبي، و ثالث بنفس الاسم و يلقب بالدارمي. و علي كل تقدير: فانه كان من أصحاب الامام الرضا (عليه السلام) و أدرك الامام الجواد (عليه السلام). و روي عنه في (البحار) عن (مجالس المفيد) بسنده عن بكر بن صالح قال: كتب صهر لي الي ابي جعفر الثاني - الجواد - (عليه السلام): «ان أبي ناصب [206] خبيث الرأي و قد لقيت منه شدة و جهدا، فرأيك - جعلت فداك - في الدعاء لي و ما تري؟ جعلت فداك، أفتري أن أكاشفه أم أداريه؟». فكتب - الامام -: «قد فهمت كتابك و ما ذكرت فيه من أمر أبيك، [ صفحه 142] و لست أدع الدعاء لك انشاءالله، و المداراة خير لك من المكاشفة، و مع العسر يسر، فاصبر ان العاقبة للمتقين، ثبتك الله علي ولاية من توليت، نحن و أنتم في وديعة الله الذي لا تضيع ودائعه». قال بكر: فعطف الله بقلب أبيه حتي صار لا يخالفه. [207] . و في الكافي بسنده عن بكر بن صالح قال: كتبت الي أبي جعفر (عليه السلام): «ان عمتي معي، و هي زميلتي، و الحر يشتد عليها اذا أحرمت، فتري لي أن اظلل علي و عليها؟ فكتب (عليه السلام): «ظلل عليها وحدها» [208] . و في التهذيب عن بكر بن صالح قال: كتبت الي ابي جعفر -

الجواد (عليه السلام): ان ابني معي و قد أمرته ان يحج عن امي، ايجزي عنها حجة الاسلام؟ فكتب (عليه السلام): «لا» و كان ابنه صرورة و كانت امه صرورة. [209] . أقول: الصرورة - في باب الحج -: يقال للذي لم يحج بعد، و مثله: امرأة صرورة، و هي التي لم تحج بعد.

بنان بن نافع

في كتاب (مناقب ابن شهرآشوب) يروي حديثا عنه في النص علي امامة الامام الجواد (عليه السلام) [210] . [ صفحه 143]

بندار مولي ادريس

ذكره البرقي في أصحاب الامام الجواد (عليه السلام).

حرف الجيم

جعفر بن ابراهيم

ابن محمد بن علي بن عبدالله بن جعفر الطيار بن أبي طالب. عده في (الجامع) من أصحاب الامام الجواد و الامام الهادي (عليهماالسلام).

جعفر بن داود اليعقوبي

عده الشيخ الطوسي من أصحاب الامام الجواد (عليه السلام).

جعفر بن محمد بن يونس الأحول الصيرفي

كان من الثقاة، و روي احاديث عن الامام الجواد و الامام الهادي (عليهماالسلام)، و له كتاب (النوادر).

جعفر بن محمد الهاشمي

عده الشيخ الطوسي من أصحاب الامام الجواد (عليه السلام).

جعفر بن محمد

الصوفي، يروي عن الامام الجواد (عليه السلام) كما في كتاب (بصائر الدرجات) بسنده عن جعفر بن محمد الصوفي قال: سألت أباجعفر محمد بن علي الرضا (عليهماالسلام) و قلت له: يابن رسول الله، لم سمي النبي الأمي؟. [ صفحه 144] قال [الامام]: ما يقول الناس؟. قلت له: جعلت فداك، يزعمون انما سمي النبي الأمي لأنه لم يكتب. [211] . فقال [الامام]: كذبوا، عليهم لعنة الله، أني يكون ذلك؟ والله تبارك و تعالي يقول - في محكم كتابه -: (هو الذي بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته و يزكيهم و يعلمهم الكتاب و الحكمة). [212] . والله، لقد كان رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) يقرأ و يكتب باثنين و سبعين (أو قال بثلاثة و سبعين) لسانا. و انما سمي الأمي لأنه كان من أهل مكة، و مكة من أمهات القري و ذلك قول الله تعالي في كتابه: (لتنذر أم القري و من حولها) [213] [214] .

جعفر بن واقد

قد اختلفت كلمات علماء الحديث حوله، و الظاهر من بعض الأحاديث انه كان شديد الانحراف حتي روي عن الامام الجواد (عليه السلام) انه لعنه و تبرأ منه و من هاشم بن ابي هاشم، بل و أهدر الامام دمهما، و أمر الامام الجواد اسحاق الأنباري بقتلهما، لأنه كان يتظاهر للناس انه يدعو الي مذهب أهل البيت، ولكنه كان يدس في الأحاديث، و نذكر بعض ما ورد في حقه، في أحوال علي بن مهزيار انشاءالله. [ صفحه 145]

جعفر بن يحيي بن سعد الأحول

عده النجاشي و البرقي من أصحاب الامام الجواد (عليه السلام).

جعفر الجوهري

بياع الجوهر، عده الشيخ الطوسي من أصحاب الامام الجواد (عليه السلام).

حرف الحاء

حبيب بن أوس الطائي

هو أبوتمام، الشاعر المعروف، و كان معاصرا للامام الجواد (عليه السلام) و مات في أيام الامام، و قيل مات بعد وفاة الامام الجواد بسبع سنين. و له قصيدة يذكر فيها الأئمة الاثني عشر (عليهم السلام) مما يدل علي مدي اعتقاده بجميع الأئمة، كما ذكرها ابن شهرآشوب في (المناقب) و هي: ربي الله و الأمين نبيي صفوة الله، و الوصي امامي ثم سبطا محمد تالياه و علي و باقر العلم حامي و التقي الزكي جعفر الطيب، مأوي المعتر و المعتام ثم موسي، ثم الرضا علم الفضل الذي طال سائر الأعلام و الصفي محمد بن علي و المعري من كل سوء و ذام و الزكي الامام مع نجله القا ثم، مولي الانام نور الظلام [ صفحه 146] أبرزت منه رافة الله بالناس لترك الظلام بدر التمام فرع صدق نما الي الرتبة القصوي و فرع النبي - لا شك - نامي الي أن يقول: هؤلاء الاولي اقام بهم حجته ذوالجلال و الاكرام

الحسن بن الجهم الشيباني

و كنيته: ابومحمد، عده علماء الرجال من الثقاة و من أصحاب الامام الكاظم و الامام الرضا (عليهماالسلام) و لم يذكروه من أصحاب الامام الجواد (عليه السلام) و لعلهم لم يعتبروا تشرفه بلقاء الامام الجواد (عليه السلام) كونه من أصحابه، و قد ذكرنا حديثه في اوائل الكتاب. و يوجد في كتب الرجال: الحسن بن الجهم الرازي - او الزراري - فيحتمل ان يكون هو الشيباني.

الحسن بن راشد البغدادي

كنيته: ابوعلي. كان ثقة، من الفقهاء الأعلام، و الرؤساء المأخوذ منهم الحلال و الحرام. و كان من اصحاب الامام الجواد و من وكلاء الامام الهادي (عليهماالسلام) و يروي عن كل منهما احاديث. و اليك ما رواه عن الامام الجواد (عليه السلام): في الكافي و التهذيب بسنده عن ابي علي بن راشد قال: قلت - لأبي جعفر (عليه السلام) -: ان مواليك قد اختلفوا [في العقيدة] فاصلي خلفهم جميعا؟ [ صفحه 147] فقال (عليه السلام): لا تصل الا خلف من تثق بدينه و امانته. [215] . و عن ابي علي بن راشد قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام): ما تقول في الفراء، أي شي ء يصلي فيه؟ قال: أي الفراء؟ قلت: الفنك و السنجاب و السمور. [216] . قال: فصل في الفنك و السنجاب، فأما السمور فلا تصل فيه. قلت: فالثعالب يصلي فيها؟ قال: لا، ولكن تلبس بعد الصلاة. قلت: اصلي في الثوب الذي يليه؟ قال: لا. [217] .

الحسن بن سعيد بن حماد الكوفي الأهوازي

و يقال له: ابن دندان. نذكره في ترجمة اخيه الحسين بن سعيد. [ صفحه 148]

الحسن بن عباس بن جريش

او حريش، الرازي، روي عن الامام الجواد (عليه السلام) أحاديث عديدة، و ضعفه بعض علماء الرجال، ولكن الأحاديث المروية عنه لا يوجد فيها شي ء يورث الشك في الراوي. و قد روي الكليني في الكافي عن الحسن بن العباس بن حريش عن الامام الجواد (عليه السلام) حديثا مفصلا لا داعي لنا لذكره. [218] . و روي الكليني ايضا عنه عن أبي جعفر الثاني (عليه السلام) أن أميرالمؤمنين (عليه السلام) قال - لابن عباس -: ان ليلة القدر في كل سنة، و انه ينزل في تلك الليلة أمر السنة، و لذلك الأمر ولاة بعد رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم). فقال ابن عباس: من هم؟ قال: أنا، و أحد عشر من صلبي، ائمة محدثون [219] . و في البحار بسنده عن الحسن بن العباس بن الجريش الرازي، عن [ صفحه 149] ابي جعفر: محمد بن علي بن موسي الرضا (عليهم السلام) عن آبائه عن الباقر محمد بن علي (عليهم السلام) قال: من أحيا ليلة القدر غفرت له ذنوبه ولو كانت ذنوبه عدد نجوم السماء، و مثاقيل الجبال، و مكاييل البحار. [220] . و يروي هذا الرجل أحاديث عن الامام الجواد (عليه السلام) في فضل سورة (انا أنزلناه في ليلة القدر) و للعلماء في تلك الأحاديث أقوال، والله العالم بحقيقة الحال. و في (توحيد) الصدوق، بسنده عن الحسن بن العباس بن جريش الرازي، عن بعض أصحابنا، عن الطيب، يعني علي بن محمد [الهادي] و عن أبي جعفر الجواد (عليهماالسلام) أنهما قالا: «من قال بالجسم فلا تعطوه من الزكاة شيئا، و لا تصلوا وراءه» [221] . أقول: المقصود من «من قال بالجسم»

هم المجسمة، و هم الذين يعتقدون بأن الله تعالي جسم.

الحسن بن عباس بن خراش

عده الشيخ الطوسي من أصحاب الامام الجواد (عليه السلام).

الحسن بن العباس الحريشي

روي الكليني في الكافي بسنده عن الحسن بن العباس بن الحريش عن ابي جعفر الثاني (عليه السلام) قال: قال ابوجعفر الأول - أي الامام [ صفحه 150] الباقر (عليه السلام) - لعبد الله بن العباس: يابن عباس، أنشدك الله هل في حكم الله اختلاف؟! فقال: لا. قال: فما تري في رجل ضرب رجلا [222] أصابعه بالسيف حتي سقطت فذهبت، و أتي رجل آخر فأطار كف يده، فاتي به اليك، و أنت قاض كيف أنت صانع؟ قال - ابن عباس: أقول - لهذا القاطع -: أعطه دية كف، و اقول - لهذا المقطوع -: صالحه علي ما شئت، أو أبعث اليهما ذوي عدل. فقال - الامام الباقر - له: جاء الاختلاف في حكم الله، و نقضت القول الأول، أبي الله أن يحدث في خلقه شي ء من الحدود و ليس تفسيره في الأرض: اقطع يد قاطع الكف اصلا، ثم أعطه دية الأصابع، هذا حكم الله. [223] . أقول: انما ذكرت هذه الأسماء الثلاثة تبعا للمؤلفين في هذا الفن، ولكنني أظن أن الراوي واحد، و جاء الاختلاف في ضبط اسمه بسبب رداءة الخط و تشوشه في القرون الماضية.

الحسن بن علي بن ابي عثمان

يكني: ابامحمد و يلقب ب (سجادة) كان من أصحاب الامام الجواد (عليه السلام) [ صفحه 151] و يقال انه من المنحرفين و الغلاة و لعنه الشيخ الكشي. والله العالم

الحسن بن علي بن زياد الوشاء

يكني أبامحمد، كان من وجوه هذه الطائفة و شخصياتهم، و ادرك صحبة الامام الرضا و الامام الجواد و الامام الهادي (عليهم السلام). و هو الذي ادرك في مسجد الكوفة تسعمائة شيخ، كل يقول: حدثني جعفر بن محمد، و له مؤلفات في ثواب الحج و المناسك و النوادر. أقول: لم يذكره علماء الرجال في أصحاب الامام الجواد (عليه السلام) ولكن الشيخ المجلسي (عليه الرحمة) روي عنه حديثا يدل علي انه أدرك صحبة الامام الجواد (عليه السلام): في البحار عن كتاب الخرائج: روي عن الحسن بن علي الوشاء قال: كنت بالمدينة ب (صريا) [224] في المشربة [225] مع أبي جعفر (عليه السلام) فقام و قال: لا تبرح. فقلت - في نفسي -: كنت أردت أن اسأل اباالحسن الرضا (عليه السلام) قميصا من ثيابه فلم أفعل، فاذا عاد الي ابوجعفر (عليه السلام) فأسأله. فأرسل الي - من قبل أن أسأله، و من قبل أن يعود الي، و أنا في [ صفحه 152] المشربة - بقميص، و قال الرسول: يقول لك: هذا من ثياب ابي الحسن التي كان يصلي فيها. [226] .

الحسن بن علي بن فضال

الزاهد العابد الذي يروي فيه الفضل بن شاذان خبرا مفصلا ذكره النجاشي. عده الشيخ الطوسي من أصحاب الامام الجواد (عليه السلام).

الحسن بن علي الناصري الأطروش أو الأصم

ينتهي نسبه الي الامام السجاد زين العابدين (عليه السلام) و هو من اجداد السيدين: الرضي و المرتضي (عليهماالرحمة) من طرف امهما السيدة فاطمة، و قد أثني عليه السيد المرتضي ثناءا بليغا. له مؤلفات عديدة في الامامة و فدك [227] و الخمس و الشهداء و أنساب الأئمة (عليهم السلام) و مواليدهم، و غير ذلك. و هذا الحسن يروي عن ابيه علي بن عمر بن علي بن الحسين زين العابدين (عليه السلام). و لم أظفر في كتب الرجال ذكرا مفصلا لوالد الحسن سوي ما ذكره المامقاني (عليه الرحمة) عن رجال الشيخ الطوسي انه ذكره (من غير [ صفحه 153] توصيف) من أصحاب الامام الهادي (عليه السلام) فلعله هو الحسن بن علي الراوي لهذا الحديث. و عده في (معجم رجال الحديث) من أصحاب الامام الهادي (عليه السلام) نقلا عن رجال الشيخ. في بحارالأنوار عن كتاب جامع الأخبار بسنده عن الحسن بن علي الناصري عن أبيه عن أبي جعفر - الجواد - عن آبائه (عليهم السلام) قال: قيل - لأميرالمؤمنين (عليه السلام) -: صف لنا الموت فقال: علي الخبير سقطتم، هو أحد ثلاثة امور يرد عليه: اما بشارة بنعيم الأبد، و اما بشارة بعذاب الأبد، و اما تخويف و تهويل و أمره مبهم، لا تدري من أي الفرق هو؟ فأما ولينا، المطيع لأمرنا، فهو المبشر بنعيم الأبد. و أما عدونا المخالف علينا فهو المبشر بعذاب الأبد. و أما المبهم أمره، الذي لا يدري ما حاله فهو المؤمن المسرف علي نفسه، لا يدري ما يؤول اليه حاله، يأتيه الخبر مبهما مخوفا. ثم لم يسويه الله (عزوجل) بأعدائنا، ولكن يخرجه

من النار بشفاعتنا. فاعملوا و أطيعوا، و لا تتكلوا و لا تستصغروا عقوبة الله (عزوجل). [ صفحه 154] فان من المسرفين من لا تلحقه شفاعتنا الا بعد عذاب ثلاثمائة الف سنة [228] . و في جامع الأخبار و أمالي الصدوق عن الحسن بن علي بن ناصر عن ابيه عن ابي جعفر الثاني عن أبيه عن جده (عليهم السلام) قال: سئل الصادق (عليه السلام) عن الزاهد في الدنيا؟ قال: الذي يترك حلالها مخافة حسابه، و يترك حرامها مخافة عقابه.

الحسن بن علي بن يقطين

كان فقيها من أصحاب الامام الكاظم و الامام الرضا و الامام الجواد (عليهم السلام) و له كتاب اسمه: مسائل الامام موسي بن جعفر (عليه السلام). في الكافي: بسنده عن الحسن بن علي بن يقطين عن ابي جعفر - الجواد - عليه السلام قال: «من أصغي الي ناطق فقد عبده، فان كان الناطق يؤدي عن الله عزوجل فقد عبدالله و ان كان الناطق يؤدي عن الشيطان فقد عبد الشيطان» [229] . أقول: «من أصغي الي ناطق» أي مال اليه و الي حديثه، و من الواضح أن الانسان اذا أعجبه الكلام مال اليه، و كأنه يقبله أي يقع منه موقع [ صفحه 155] القبول، و حيث ان العبادة نوع من الالتزام بالمعتقدات و الشرائع، هكذا الاصغاء يعتبر نوعا من العبادة بهذا المعني، والله العالم.

الحسن بن محبوب

لقبه: السراد، او: الزراد. كان جليل القدر، من اصحاب الامام الكاظم و الامام الرضا و الامام الجواد (عليهم السلام) و هو من الفقهاء الثقات، و له مؤلفات عديدة في الفقه و التفسير و غيرهما: في تفسير القمي في تفسير قوله تعالي: (فتلقي آدم من ربه كلمات). [230] . قال: و حدثني أبي عن الحسن بن محبوب عن ابي جعفر - الجواد - (عليه السلام) قال: كان عمر آدم - من يوم خلقه الله الي يوم قبضه - تسعمائة و ثلاثين سنة، و دفن بمكة. و نفخ فيه يوم الجمعة بعد الزوال، ثم برأ (اي خلق) زوجته من اسفل اضلاعه و اسكنه جنته من يومه ذلك، فما استقر فيها الا ست ساعات من يومه ذلك حتي عصي الله [231] و أخرجهما من الجنة بعد غروب الشمس، و ما بات فيها.

الحسن بن محمد بن عبدالله - او عبيدالله - بن الحسين الجواني ابن الامام زين العابدين

كان أحد شهود الوصية - في النص علي الامام الهادي (عليه السلام) - [ صفحه 156] المذكورة في الكافي ج 1 باب الاشارة و النص علي ابي الحسن الثالث (عليه السلام).

الحسن بن مسلم

ذكره البرقي من أصحاب الامام الجواد (عليه السلام).

الحسن بن يسار

من أصحاب الامام الجواد (عليه السلام)، علي اختلاف في اسمه بين الحسن او الحسين، بن بشار أو يسار.

الحسين بن أسد

أو ابن راشد البصري، علي اختلاف في اسمه، عده الشيخ الطوسي من أصحاب الامام الرضا و الامام الجواد و الامام الهادي (عليهم السلام) و كان ثقة. و لعلماء الرجال أقوال متضاربة في اسمه: هل هو الحسن او الحسين، و احتمل بعضهم انهما اثنان أحدهما ثقة و الآخر ضعيف، والله العالم.

الحسين بن بشار

المدائني الواسطي، كان من أصحاب الامام الكاظم و الامام الرضا و الامام الجواد و الامام الهادي (عليهم السلام) و كان في أول أمره واقفيا ثم اهتدي و رجع الي الحق، يروي عنه أحاديث كثيرة عن الأئمة [ صفحه 157] الذين تشرف بصحبتهم، و كان ثقة، صحيح الحديث. روي الكليني في الكافي بسنده عن الحسين بن بشار الواسطي قال: كتبت الي ابي جعفر - الجواد - (عليه السلام) اسأله عن النكاح؟ فكتب الي: «من خطب اليكم فرضيتم دينه و أمانته فزوجوه، الا تفعلوه تكن فتنة في الأرض و فساد كبير» [232] .

الحسين بن داود اليعقوبي

عده الشيخ الطوسي من أصحاب الامام الجواد (عليه السلام).

الحسين بن الحكم

كانت له مكاتبة مع الامام الكاظم (عليه السلام) و كان من أصحاب الامام الجواد (عليه السلام). في الكافي بسنده عن الحسين بن الحكم عن أبي جعفر الثاني (عليه السلام) في رجل مات و ترك خالتيه و مواليه (اي ترك خالتين و غلمان). قال (عليه السلام): «اولوا الأرحام بعضهم أولي ببعض» المال بين الخالتين. [233] . أي يقسم المال بين الخالتين. [ صفحه 158]

الحسين بن سعيد الكوفي الأهوازي، و يقال له: الحسين بن دندان

كان ثقة من اصحاب الامام الرضا و الامام الجواد و الامام الهادي (عليهم السلام)، و له ثلاثون مؤلف، اكثرها في ابواب الفقه. و كان له اخ اسمه: الحسن بن سعيد، و قد ورد ذكر كل واحد منهما في كتب الحديث بصورة مشوشة، فبعض الأحاديث المروية عن الحسن تروي عن الحسين أيضا. و لعلماء الرجال اقوال في احاديث الحسين هذا. و قال النجاشي: (ان الأخوين اشتركا في الكتب الثلاثين المصنفة). و كان الحسين هو السبب في هداية اناس تشرفوا بلقاء الامام الرضا (عليه السلام). في الكافي بسنده عن الحسين بن سعيد قال: سئل ابوجعفر الثاني (عليه السلام): يجوز أن يقال لله: انه شي ء؟ فقال: نعم، تخرجه من الحدين: حد التعطيل و حد التشبيه. [234] . قال المجلسي: بيان: حد التعطيل هو عدم اثبات الوجود او الصفات الكمالية و الفعلية و الاضافية له، و حد التشبيه الحكم بالاشتراك مع الممكنات في حقيقة الصفات و عوارض الممكنات. أقول: كلمة (الشي ء) تطلق علي جميع الكائنات و الموجودات، و يجوز أن تطلق ايضا علي الله سبحانه، ولكن مع الانتباه الي امرين: الأول: ان «تخرجه من حد التعطيل». [ صفحه 159] العطلة - علي وزن ظلمة -: البقاء بلا عمل، و معني التعطيل - بالنسبة الي الله تعالي - هو اسناد العطلة اليه، بمعني انكار

صفاته كالعلم و القدرة و الخلق و بقية صفاته سبحانه. و هذا هو حد التعطيل و تعريفه. و مذهب التعطيل هو المذهب الذي ينكر اصحابه صفات الباري عزوجل. الأمر الثاني: تخرجه من حد التشبيه. اي: ان تنزهه عن صفات المخلوقين و لا تشبهه بالموجودات الاخري، فتقول: انه تعالي ليس بجسم و ليس كمثله شي ء. و خلاصة القول: يجور اطلاق كلمة (الشي ء) علي الله سبحانه بشرط تنزيهه عما لا يليق به، و أنه شي ء لا كالأشياء، و ليس كمثله شي. والله العالم.

الحسين بن سهل بن نوح

عده الشيخ الطوسي من أصحاب الامام الجواد (عليه السلام).

الحسين بن عباس بن حريش

لقبه: الرازي، ذكره البرقي من أصحاب الامام الجواد (عليه السلام) و لعله تصحيف الحسن بن العباس الحريشي الذي تقدم ذكره، أو أنه أخوه. [ صفحه 160]

الحسين بن عبدالله النيسابوري

كان واليا علي بعض البلاد في ايام المعتصم العباسي، و في الكافي رواية تدل علي مدي تشيعه و ولائه لأهل البيت (عليهم السلام) و اطاعته للامام الجواد (عليه السلام). و قد ذكرنا الحديث في حرف الألف في ترجمة احمد بن زكريا الصيدلاني.

الحسين بن علي القمي

عده الشيخ الطوسي من أصحاب الامام الجواد (عليه السلام).

الحسين بن محمد الأشعري القمي

عده الشيخ الطوسي من أصحاب الامام الرضا و الامام الجواد (عليهماالسلام).

الحسين بن مسلم او: الحسين بن اسلم

عدة الشيخ من أصحاب الامام الرضا و الامام الجواد (عليهماالسلام). في الكافي بسنده عن الحسين بن أسلم قال: لما اراد ابوجعفر (يعني ابن الرضا) عليه السلام أن يقص شعره للعمرة، أراد الحجام أن يأخذ من جوانب الرأس فقال (عليه السلام) له: ابدأ بالناصية. فبدأ بها. [235] . و في كتاب (من لا يحضره الفقيه) بسنده عن الحسين بن مسلم عن أبي جعفر الثاني [الجواد] (عليه السلام) أنه سئل: «ما فرق ما بين [ صفحه 161] الفسطاط و بين ظل المحمل؟». قال: «لا ينبغي أن يستظل في المحمل، و الفرق بينهما أن المرأة تطمث في شهر رمضان، فتقضي الصيام، و لا تقضي الصلاة». فقال السائل: صدقت، جعلت فداك. [236] . أقول: قد ذكرنا في صفحة (289) أنه يحرم علي الرجل - في حال الاحرام - الاستظلال في حال السير، لا حال المشي و النزول، كالجلوس في الخيمة. و السائل يسأل ما فرق بين ظل الخيمة و بين ظل المحمل؟ فأجابه الامام: ان هذه أحكام شرعية لا قياسية، فالصلاة أهم من الصوم، ولكن المرأة اذا حاضت في أيام شهر رمضان يجب عليها قضاء الصوم لا الصلاة. كذلك الاستظلال بظل المحمل (أو أية وسيلة نقلية) حرام، ولكن الجلوس في الخيمة أو أي مكان له سقف ليس بحرام.

الحسين بن موسي بن جعفر

ذكر السيد ابن طاووس في كتاب (سعد السعود) بسنده عن الحسين بن موسي بن جعفر قال: رأيت في يد أبي جعفر: محمد بن علي الرضا (عليهماالسلام) خاتم فضة ناحل، فقلت: مثلك يلبس مثل هذا؟. قال (عليه السلام): «هذا خاتم سليمان بن داود (عليهماالسلام)». [237] . [ صفحه 162]

الحسين بن موسي بن جعفر

و هو الذي روي سؤال الأعرابي عن الامام الجواد (عليه السلام) و سيأتيك الحديث في ترجمة علي بن جعفر في (حرف العين).

الحسن او الحسين بن ابي سعيد هاشم بن حيان المكاري

الظاهر من كتب الرجال أنهما أخوان،و قيل: هما واحد، و قد اختلف في الاسم، فقيل: الحسن و قيل: الحسين. و علي كل تقدير: فهو ثقة في الحديث، و يقال: انه كان من الواقفية. روي محمد بن اورمة عن الحسين المكاري قال: دخلت علي ابي جعفر - الجواد - ببغداد، و هو علي ما كان من أمره، فقلت - في نفسي -: هذا الرجل لا يرجع الي موطنه ابدا، و أنا أعرف مطعمه قال: فأطرق - الامام - رأسه ثم رفعه، و قد اصفر لونه فقال: «يا حسين: خبز شعير و ملح جريش في حرم رسول الله أحب الي مما تراني فيها». [238] . أقول: ان راوي هذا الحديث لما دخل علي الامام الجواد (عليه السلام) في بغداد، و رأي الخدم و انواع النعم و سعة الحال و الرخاء و الرفاه في المأكل و المسكن، تبادر الي ذهنه أن الامام الجواد (عليه السلام) سوف لا يرجع الي المدينة لعدم توفر هذه النعم في المدينة، و أن الامام الجواد سيسكن في بغداد حتي يتمتع بتلك الوسائل المتوفرة لديه. فأخبره الامام عما جال في ذهنه و قال له: يا حسين، خبز شعير..» الي آخر كلامه.. [ صفحه 163]

حفص الجوهري

عدة الشيخ من اصحاب الامام الجواد و الامام الهادي (عليهماالسلام)

الحصين بن ابي الحصين الحضيني

من أصحاب الامام الجواد و الامام الهادي (عليهماالسلام). و يستفاد من روايته انه كان من الشيعة المخلصين، لترحم الامام الجواد (عليه السلام) عليه مرتين، كما في كتاب الكافي، و في كتاب التهذيب بسنده عن الحصين بن ابي الحصين قال: كتبت الي ابي جعفر (عليه السلام): جعلت فداك، اختلف مواليك في صلاة الفجر، فمنهم من يصلي اذا طلع الفجر الأول المستطيل في السماء، و منهم من يصلي اذا اعترض في أسفل الأرض و استبان. و لست اعرف افضل الوقتين فاصلي فيه، فان رأيت - يا مولاي جعلني الله فداك - أن تعلمني أفضل الوقتين، و تحد لي كيف اصنع مع القمر، و الفجر لا يتبين حتي يحمر و يصبح؟ و كيف اصنع مع القمر؟ و ما حد ذلك في السفر و الحضر؟ فعلت انشاءالله. فكتب - بخطه - عليه السلام: الفجر - رحمك الله - الخيط الأبيض، و ليس هو الأبيض صعداء [239] و لا تصل في سفر و لا في حضر حتي تتبينه - رحمك الله -. [ صفحه 164] فان الله لم يجعل خلقه في شبهة من هذا، فقال تعالي: (كلوا و اشربوا حتي يتبين لكم الخيط الابيض من الخيط الأسود من الفجر). فالخيط الأبيض هو الفجر الذي يحرم به الأكل و الشرب في الصيام، و كذلك هو الذي يوجب الصلاة». [240] .

حماد بن عيسي الجهني البصري

كنيته: ابومحمد، كان ثقة من أصحاب الامام الصادق و الامام الكاظم و الامام الرضا و الامام الجواد (عليهم السلام) و حفظ من الامام الصادق (عليه السلام) سبعين حديثا. و روي الكشي عن حماد بن عيسي أنه قال: دخلت علي ابي الحسن الأول (اي الامام الكاظم) عليه السلام فقلت له: جعلت فداك، ادع الله لي أن يرزقني دارا و زوجة

و ولدا و خادما و الحج. فقال - اي الامام -: اللهم صل علي محمد و آل محمد و ارزقه دارا و زوجة و ولدا، و خادما، و الحج خمسين سنة. قال حماد: فلما اشترط خمسين سنة علمت أني لا أحج أكثر من خمسين سنة. ثم قال: (حججت ثماني و اربعين سنة، و هذه داري قد رزقتها، و هذه زوجتي وراء الستر تسمع كلامي، و هذا ابني، و هذا خادمي، و قد رزقت كل ذلك). [ صفحه 165] فحج - بعد هذا الكلام - حجتين، ثم خرج بعد الخمسين حاجا، فزامل أباالعباس النوفلي القصير [241] فلما صار في موضع الاحرام دخل يغتسل فجاء الوادي فحمله [242] فغرقه الماء رحمه الله. و في رواية: ان الامام الصادق (عليه السلام) هو الذي دعا له بالمال و الدار. و غيرها. أقول: قد ذكرنا نهي الامام الجواد (عليه السلام) اياه عن الخروج في أحوال امية بن علي القيسي في حرف الألف. و قد رويت عنه أحاديث كثيرة.

حمدان بن اسحاق الخراساني

الدسوائي.. كان من أصحاب الامام الجواد و الامام الهادي (عليهماالسلام). له مؤلفات في (علل الوضوء) و (النوادر)، و روي عن الامام الجواد (عليه السلام) كما في الكافي بسنده عن علي بن ابراهيم عن حمدان بن اسحاق قال: سمعت أباجعفر (عليه السلام) - أو حكي لي عن رجل عن ابي جعفر (عليه السلام) - (الشك من علي بن ابراهيم) قل: قال ابوجعفر (عليه السلام): من زار قبر أبي ب (طوس) [243] . [ صفحه 166] غفر الله له ما تقدم من ذنبه و ما تأخر. قال: فحججت بعد الزيارة، فلقيت أيوب بن نوح فقال لي: قال ابوجعفر الثاني (عليه السلام): «من زار قبر أبي بطوس غفر الله له ما تقدم

من ذنبه و ما تأخر، و بني الله له منبرا في حذاء منبر محمد و علي (عليهماالسلام) حتي يفرغ الله من حساب الخلائق». فرأيته (اي رأيت ايوب بن نوح) قد زار، فقال: جئت أطلب المنبر. [244] . أقول: قد مر هذا الحديث في ترجمة ايوب بن نوح.

حمزة بن يعلي الأشعري القمي

كان ثقة من أصحاب الامام الرضا و الامام الجواد (عليهماالسلام) و له كتاب.

حرف الخاء

خلف بن سلمة البصري

عده الشيخ الطوسي من أصحاب الامام الرضا و الامام الجواد (عليهماالسلام).

خيران الخادم القراطيسي

[و في نسخة:الفراطيسي نسبة الي فراطيس و هو اسم أم الواثق بالله العباسي.] كان من أصحاب الامامين: الجواد و الهادي (عليهماالسلام) [ صفحه 167] و يستفاد من بعض الأحاديث انه كان من الوكلاء الموثقين غاية التوثيق. و روي الكشي بسنده عن خيران الخادم قال: حججت أيام ابي جعفر محمد بن علي بن موسي، و سألته [245] عن بعض الخدم، و كانت له منزلة من ابي جعفر (عليه السلام) فسألته ان يوصلني اليه. فلما صرنا الي المدينة قال لي: تهيأ، فاني أريد أن أمضي الي ابي جعفر (عليه السلام). فمضيت معه، فلما أن وافينا الباب قال لي: كن في حانوت [246] فاستأذن و دخل فلما أبطأ علي رسوله خرجت الي الباب فسألت عنه فأخبروني انه قد خرج و مضي. فبقيت متحيرا، فاذا أنا كذلك اذ خرج خادم من الدار فقال: أنت خيران؟ فقلت: نعم. قال لي: أدخل. فدخلت فاذا ابوجعفر (عليه السلام) علي دكان [247] لم يكن فرش له ما يقعد عليه، فجاء غلام بمصلي فألقاه له فجلس، فلما نظرت اليه تهيبته، و دهشت فذهبت لأصعد المكان من غير درجه، فأشار الي موضع الدرجة، فصعدت و سلمت فرد السلام، و مد الي يده فأخذتها و قبلتها، و وضعتها علي وجهي، فأقعدني بيده، فأمسكت يده مما دخلني من الدهش، فتركها في يدي (صلوات الله عليه) فلما سكنت خليتها، فساءلني. [ صفحه 168] قال خيران: و كان الريان بن شبيب قال لي: ان وصلت الي ابي جعفر (عليه السلام) قل له: مولاك: الريان بن شبيب يقرأ عليك السلام، و يسألك الدعاء له و لولده. فذكرت له ذلك، فدعا له، و لم يدع لولده، فأعدت

عليه، فدعا له و لم يدع لولده، فأعدت عليه ثالثة فدعا له و لم يدع لولده، فودعته و قمت. فلما مضيت نحو الباب سمعت كلامه و لم أفهم. قال - الراوي:: و خرج الخادم في أثري فقلت له: ما قال سيدي لما قمت؟ فقال لي: قال: من هذا الذي يري أن يهدي نفسه، هذا ولد في بلاد الشرك، فلما اخرج منها صار الي من هو شر منهم، فلما أراد الله أن يهديه هداه الله. أقول: ذكرت الحديث كما وجدته و لا يخلو من غموض و ابهام.

حرف الدال

داود الصرمي

و يقال له: داود بن مافنة، كان من أصحاب الامام الجواد و الامام الهادي و الامام العسكري (عليهم السلام). و في كتاب التهذيب و كامل الزيارة بسنده عن داود الصرمي عن ابي جعفر محمد بن علي - الجواد - (عليه السلام) قال: سمعته يقول: «من زار قبر أبي فله الجنة» [248] . [ صفحه 169]

دعبل بن علي الخزاعي

الشاعر المعروف، عظيم الشأن، و حاله مشهور في الايمان، و علو المنزلة، صنف كتاب (طبقات الشعراء). كان من أصحاب الامام الرضا (عليه السلام) و أدرك الجواد (عليه السلام) و هو شاعر أهل البيت (عليهم السلام) و صاحب القصيدة التائية الرائعة المشهورة. كان شاعرا للامام الرضا (عليه السلام) و عاش بعده سنوات غير قليلة. في الكافي بسنده عن دعبل بن علي انه دخل علي ابي الحسن الرضا (عليه السلام) و أمر له بشي ء، فأخذه و لم يحمد الله. قال: فقال له - الامام -: لم لم تحمد الله؟ قال: ثم دخلت - بعد - علي ابي جعفر - الجواد - (عليه السلام) و أمر لي بشي ء فقلت: الحمد لله. فقال لي: تأدبت. [249] .

داود بن مهزيار

اخو علي بن مهزيار، عده الشيخ الطوسي من اصحاب الجواد (عليه السلام) [ صفحه 170]

داود بن القاسم بن اسحاق بن عبدالله بن جعفر بن ابي طالب يكني بأبي هاشم الجعفري

ينتهي نسبه الي جعفر الطيار، كان من اصحاب الامام الرضا و الامام الجواد و الامام الهادي و الامام العسكري (عليهم السلام). و يقال: انه رأي الامام المهدي (عليه السلام) ايضا. و بناء علي هذا.. له شرف صحبة خمسة من الأئمة الطاهرين (عليهم السلام). و كان من أهل بغداد.. و هو ثقة جليل القدر، عظيم المنزلة عند الائمة (عليهم السلام) يروي عن الامام الجواد و الامام الهادي و الامام العسكري (عليهم السلام) و كان محترما عند السلطان، و له كتاب. و في كتاب (ربيع الشيعة) انه من السفراء و الأبواب المعروفين. و أكثر رواياته عنهم يتضمن ما شاهده من مناقبهم و معاجزهم، و نحن نذكر بعض أحاديثه المروية عن كل امام، في الكتاب المنسوب الي ذلك الامام. ففي هذا الكتاب نذكر احاديثه المروية عن الامام الجواد (عليه السلام): في الكافي بسنده عن ابي هاشم الجعفري قال: قلت - لأبي جعفر عليه السلام (سائلا عن معني) «لا تدركه الأبصار و هو يدرك الأبصار»؟ فقال: يا اباهاشم.. أوهام القلوب أدق من ابصار العيون، انت قد تدرك بوهمك السند و الهند، و البلدان التي لم تدخلها، و لا تدركها ببصرك، و أوهام القلوب لا تدركه فكيف ابصار العيون» [250] . [ صفحه 171] ايضا عن ابي هاشم الجعفري قال: كنت عند ابي جعفر الثاني (عليه السلام) فسأله رجل فقال: أخبرني عن الرب تبارك و تعالي له اسماء و صفات في كتابه؟ و اسماؤه و صفاته هي هو؟ فقال ابوجعفر (عليه السلام): ان لهذا الكلام وجهين: ان كنت تقول: هي هو اي انه ذو عدد و كثرة، فتعالي الله عن ذلك. و ان كنت تقول: هذه الصفات و

الأسماء لم تزل فان (لم تزل) محتمل معنيين: فان قلت: لم تزل عنده في علمه و هو مستحقها، فنعم. و ان كنت تقول: لم يزل تصويرها و هجاؤها و تقطيع حروفها، فمعاذ الله ان يكون معه شي ء غيره. بل كان الله و لا خلق، ثم خلقها [251] وسيلة بينه و بين خلقه يتضرعون بها اليه، و يعبدونه و هي ذكره. و كان الله و لا ذكر، و المذكور بالذكر هو الله القديم الذي لم يزل. و الاسماء و الصفات مخلوقات. و المعاني و المعني بها هو الله الذي لا يليق به الاختلاف و لا الائتلاف و انما يختلف و يأتلف المتجزي ء، فلا يقال: الله مؤتلف، و لا: الله قليل و لا كثير، ولكنه القديم في ذاته. لأن ما سوي الواحد متجزي ء، والله واحد لا متجزي ء، و لا متوهم بالقلة و الكثرة، و كل متوهم بالقلة و الكثرة فهو مخلوق دال علي خالق له. [ صفحه 172] فقولك: (ان الله قدير) خبرت أنه لا يعجزه شي ء، فنفيت بالكلمة العجز، و جعلت العجز سواه. و كذلك قولك: (عالم) انما نفيت بالكلمة الجهل، و جعلت الجهل سواه. و اذا أفني الله الأشياء أفني الصورة و الهجاء و التقطيع، و لا يزال من لم يزل عالما. فقال الرجل: فكيف سمينا ربنا سميعا؟ فقال - الامام -: لأنه لا يخفي عليه ما يدرك بالاسماع، و لم نصفه بالسمع المعقول في الرأس، و كذلك سميناه بصيرا لأنه لا يخفي عليه ما يدرك بالأبصار، من لون أو شخص او غير ذلك، و لم نصفه ببصر لحظة العين. و كذلك سميناه لطيفا لعلمه بالشيي ء اللطيف، مثل البعوضة و أخفي من ذلك [252] و

موضع النشود منها [253] و العقل و الشهوة للفساد [254] و الحدب علي نسلها [255] و اقام بعضها علي بعض [256] ، و نقلها الطعام و الشراب الي اولادها في الجبال و المفاوز [257] و الأودية و القفار. [ صفحه 173] فعلمنا أن خالقها لطيف بلا كيف، و انما الكيفية للمخلوق المكيف. و كذلك سمينا ربنا (قويا) لا بقوة البطش المعروف من المخلوق، ولو كانت قوته قوة البطش - المعروف من المخلوق - لوقع التشبيه، و لا حتمل الزيادة، و ما احتمل الزيادة احتمل النقصان، و ما كان ناقصا كان غير قديم، و ما كان غير قديم كان عاجزا. فربنا - تبارك و تعالي - لا شبه له و لا ضد و لا ند و لا كيف، و لا نهاية، و لا تباصر بصر. و محرم علي القلوب ان تمثله [258] و علي الأوهام أن تحده، و علي الضمائر أن تكونه [259] جل و عز عن ادات خلقه، و سمات بريته، و تعالي عن ذلك علوا كبيرا» [260] . و في الكافي ايضا عن أبي هاشم الجعفري قل: سألت اباجعفر الثاني (عليه السلام): ما معني الواحد؟ فقال: اجماع الألسن عليه بالوحدانية، كقوله تعالي: (و لئن سألتهم من خلقهم ليقولن الله). [261] . ايضا عن أبي هاشم الجعفري قال: قلت لأبي جعفر الثاني (عليه السلام): جعلت فداك، ما معني الصمد؟ قال: السيد المصمود اليه في القليل و الكثير» [262] . [ صفحه 174] و في كتاب تحف العقول عن أبي هاشم الجعفري قال: سألت اباجعفر (عليه السلام) عن «الصمد»؟ فقال: الذي لا سرة له. قلت: فانهم يقولون: انه الذي لا جوف له. فقال: كل ذي جوف له سرة. [263] . قال المجلسي -

رحمه الله -: (الغرض أنه ليس فيه تعالي صفات البشر و سائر الحيوانات، و هو أحد أجزاء معني الصمد كما عرفت، و هو لا يستلزم كونه تعالي جسما مصمتا). [264] . و في البحار ايضا عن معاني الأخبار و كتاب (التوحيد) عن أبي هاشم الجعفري قال: سألت اباجعفر الثاني (عليه السلام): ما معني الواحد؟ قال: المجتمع عليه بجميع الألسن بالوحدانية. [265] . ايضا عن ابي هاشم قال: قلت لأبي جعفر الثاني (عليه السلام): (قل هو الله أحد) ما معني الأحد؟ قال: المجمع عليه بالوحدانية، أما سمعته يقول: (و لئن سألتهم من خلق السموات و الأرض و سخر الشمس و القمر ليقولن الله) بعد ذلك له شريك و صاحبة؟؟!! [ صفحه 175] قال المجلسي (عليه الرحمة): قوله (عليه السلام): «بعد ذلك له شريك» استفهام انكاري، اي كيف يكون له شريك و صاحبة بعد اجماع القول علي خلافه؟ قال (ابوهاشم): و كلمني جمال أن اكله ليدخله في بعض أموره. فدخلت عليه لاكلمه له، فوجدته يأكل، و معه جماعة، و لم يمكنني كلامه. فقال (عليه السلام): يا اباهاشم كل. و وضع (اي الطعام) بين يدي. ثم قال - ابتداءا منه، من غير مسألة -: يا غلام أنظر الي الجمال الذي أتانا به ابوهاشم فضمه اليك. [266] . و فيه ايضا عن ابي هاشم الجعفري قال: دخلت عليه (اي علي الامام الجواد) ذات يوم بستانا فقلت له: جعلت فداك اني مولع بأكل الطين، فادع الله لي. فسكت. ثم قال - بعد ايام -: يا اباهاشم قد أذهب الله عنك أكل الطين. قلت: (ما شي ء أبغض الي منه). [267] . و في (الخرائج) قال ابوهاشم الجعفري: جاء رجل الي محمد - الجواد - بن علي بن موسي (عليهم السلام)

فقال: يابن رسول الله ان أبي مات، و كان له مال، و لست أقف علي ماله (أي لا اعلم اين امواله) و لي عيال كثيرون، و أنا من مواليكم فأغثني. فقال ابوجعفر (عليه السلام): اذا صليت العشاء الآخرة، فصل [ صفحه 176] علي محمد و آل محمد فان اباك يأتيك في النوم و يخبرك بأمر المال. ففعل الرجل ذلك، فرأي اباه في النوم، فقال: يا بني! مالي في موضع كذا، فخذه، و اذهب الي ابن رسول الله (صلي الله عليه و آله) فأخبره أني دللتك علي المال. فذهب الرجل فأخذ المال و أخبر الامام بأمر المال و قال: الحمد لله الذي اكرمك و اصطفاك. [268] . و عنه ايضا قال: سألت أباجعفر الثاني (عليه السلام): ما معني الواحد؟ قال: الذي اجتماع الألسن عليه بالتوحيد كما قال الله عزوجل: (و لئن سألتهم من خلق السموات و الأرض ليقولن الله). [269] . اقول: من المحتمل ان يكون هذا الحديث و الذي قبله واحدا، و جاء الاختلاف في الألفاظ عن طريق الذين رووا هذا الحديث عن ابي هاشم. في البحار عن كتاب (الخرائج) عن أبي هاشم الجعفري قال: دخلت علي ابي جعفر الثاني و معي ثلاث رقاع غير معنونة [270] و اشتبهت علي و اغتممت لذلك. فتناول - اي الامام - احداهن و قال: هذه رقعة الريان بن شبيب، و تناول الثانية و قال: هذه رقعة محمد بن ابي حمزة، و تناول الثالثة و قال: هذه رقعة فلان. [ صفحه 177] فبهت (أي تحيرت و دهشت) فنظر الي و تبسم. [271] . أقول: لعل هذه الرقاع - و هي الرسائل - لم يكن عليها اسم المرسل و لا خطه، و لهذا اشتبهت علي أبي هاشم، ولكن الامام الجواد (عليه السلام)

عرف ذلك قبل ان يفتح تلك الرسائل و ينظر فيها. و فيه ايضا: و روي الحميري ان أباهاشم قال: ان اباجعفر (اي الجواد) أعطاني ثلاثمائة دينار في صرة، و أمرني أن أحملها الي بعض بني عمه و قال: انه سيقول لك: دلني علي من اشتري بها منه متاعا. فدله. قال: فأتيته بالدنانير فقال لي: يا أباهاشم دلني علي حريف [272] يشتري بها متاعا فقلت: نعم. و في الكافي عن أبي هاشم الجعفري قال: صليت مع ابي جعفر (عليه السلام) في مسجد المسيب، و صلي بنا في موضع القبلة سواء. و ذكر: ان السدرة (اي شجرة النبق) التي كانت في المسجد كانت يابسة، ليس عليها ورق فدعا (اي الامام الجواد) بماء فتهيأ (اي توضأ) تحت السدرة، فعاشت السدرة و أورقت و حملت من عامها. [273] . و في التهذيب بسنده عن ابي هاشم الجعفري - داود بن القاسم - قال: سمعت محمد بن علي بن موسي الرضا (صلوات الله عليه) يقول: ان بين جبلي طوس قبضة قبضت من الجنة، من دخلها كان آمنا يوم القيامة من النار. [274] . [ صفحه 178]

حرف الراء

الريان بن شبيب

هو خال المعتصم العباسي، لأن (ماردة) ام المعتصم اخت الريان. كان الريان من أصحاب الامام الرضا و الامام الجواد (عليهماالسلام) و روي عن الامام الرضا أحاديث كثيرة متنوعة، و خاصة في فضل زيارة مولانا الحسين (عليه السلام) و ثواب البكاء عليه. يعتبر من الثقاة، و قد سكن مدينة قم و روي عنه أهلها. في كتاب (الاحتجاج) عن الريان قال: لما اراد المأمون أن يزوج ابنته ام الفضل أباجعفر محمد بن علي (عليهماالسلام) بلغ ذلك العباسيين فغلظ عليهم، و استنكروه منه، و خافوا أن ينتهي الأمر معه الي ما انتهي مع

الرضا (عليه السلام). فخاضوا في ذلك، و اجتمع منهم أهل بيته الأدنون منه فقالوا: ننشدك الله يا أميرالمؤمنين (!) أن تقيم علي هذا الأمر الذي عزمت عليه من تزويج ابن الرضا. فانا نحاف أن يخرج به عنا أمر قد ملكناه الله عزوجل [275] و ينزع منا عزا قد ألبسناه الله، و قد عرفت ما بيننا و بين هؤلاء القوم قديما و حديثا، و ما كان عليه الخلفاء الراشدون قبلك، من تبعيدهم و التصغير بهم!! و قد كنا في وهلة من عملك مع الرضا ما عملت، فكفانا الله المهم من ذلك (يقصدون بذلك وفاة الامام الرضا) [ صفحه 179] فالله الله! أن تردنا الي غم قد انحسر عنا، و اصرف رأيك عن ابن الرضا و اعدل الي من تراه من أهل بيتك يصلح لذلك دون غيره. فقال لهم المأمون: أما ما بينكم و بين آل أبي طالب فأنتم السبب فيه، ولو أنصفتم القوم لكانوا أولي بكم. و أما ما كان يفعله من قبلي بهم فقد كان قاطعا للرحم، و أعوذ بالله من ذلك، والله ما ندمت علي ما كان مني من استخلاف الرضا، و قد سألته أن يقوم بالأمر و انزعه من نفسي،و كان أمر الله قدرا مقدورا!! [276] . و أما ابوجعفر محمد - الجواد - بن علي فقد اخترته لتبريزه (اي تفوقه) علي كافة أهل الفضل في العلم و الفضل مع صغر سنه، و الاعجوبة فيه بذلك، و أنا أرجو أن يظهر للناس ما قد عرفته منه، فيعلمون أن الرأي ما رأيت فيه. فقالوا له: ان هذا الفتي - و ان راقك منه هديه [277] - فانه صبي لا معرفة له و لا فقه، فأمهله ليتأدب، ثم اصنع

ما تراه بعد ذلك. فقال لهم: ويحكم! اني اعرف بهذا الفتي منك، و ان اهل هذا البيت علمهم من الله تعالي و مواده و الهامه، لم يزل آباؤه اغنياء - في علم الدين و الأدب - عن الرعايا الناقصة عن حد الكمال، فان شئتم فامتحنوا [ صفحه 180] اباجعفر بما يتبين لكم به ما وصفت لكم من حاله. قالوا: قد رضينا لك - يا اميرالمؤمنين!! [278] - و لأنفسنا بامتحانه فخل بيننا و بينه، لننصب من يسأله بحضرتك عن شيي ء من فقه الشريعة، فان اصاب في الجواب عنه لم يكن لنا اعتراض في امره، و ظهر للخاصة و العامة سديد رأي اميرالمؤمنين فيه!! و ان عجز عن ذلك فقد كفينا الخطب في معناه. فقال لهم المأمون: شأنكم، و ذلك متي اردتم. فخرجوا من عنده و اجتمع رأيهم علي مسألة يحيي بن اكثم،و هو - يومئذ - قاضي الزمان علي أن يسأله مسألة لا يعرف الجواب فيها، و وعده بأموال نفيسة علي ذلك، و عادوا الي المأمون و سألوه ان يختار لهم يوما للاجتماع، فأجابهم الي ذلك. فاجتمعوا في اليوم الذي اتفقوا عليه، و حضر معهم يحيي بن أكثم، و امر المأمون ان يفرش لابي جعفر - الجواد - دست [279] و يجعل فيه مسورتان [280] ففعل ذلك، و خرج ابوجعفر - الجواد - و هو يومئذ ابن تسع سنين - فجلس بين المسورتين، و جلس يحيي بن اكثم بين يديه، و قام الناس في مراتبهم [281] و المأمون جالس علي دست متصل بدست ابي جعفر (عليه السلام). [ صفحه 181] فقال يحيي بن اكثم - للمأمون -: يأذن لي اميرالمؤمنين أن اسأل اباجعفر عن مسألة؟ فقال له المأمون:

استأذنه في ذلك. فأقبل عليه يحيي بن اكثم فقال: اتأذن لي - جعلت فداك - في مسألة؟ فقال ابوجعفر (الجواد): سل ان شئت. قال يحيي: ما تقول - جعلت فداك - في محرم قتل صيدا؟ فقال ابوجعفر - الجواد (عليه السلام): قتله في حل أو حرم؟ عالما كان المحرم او جاهلا؟ قتله عمدا او خطأ. حرا كان المحرم أم عبدا؟ صغيرا كان او كبيرا؟ مبتدءا بالقتل او معيدا؟ من ذوات الطير كان الصيد أم من غيرها؟ من صغار الصيد أم من كبارها؟ مصرا علي ما فعل أو نادما؟ في الليل كان قتله للصيد أم في النهار؟ محرما كان بالعمرة - اذ قتله - او بالحج كان محرما؟ فتحير يحيي بن اكثم، و بان في وجهه العجز و الانقطاع، و لجلج حتي [ صفحه 182] عرف جماعة اهل المجلس عجزه!! فقال المأمون: الحمد لله علي هذه النعمة و التوفيق لي في الرأي! ثم نظر - المأمون - الي اهل بيته فقال لهم: اعرفتم الآن ما كنتم تنكرونه؟! ثم اقبل علي ابي جعفر (عليه السلام) فقال له: اتخطب يا اباجعفر؟ فقال (عليه السلام): نعم.. فقال له المأمون: اخطب لنفسك - جعلت فداك - قد رضيتك لنفسي، و أنا مزوجك «ام الفضل» ابنتي، و ان رغم قوم لذلك. فقال ابوجعفر (عليه السلام): الحمد لله اقرارا بنعمته، و لا اله الا الله اخلاصا لوحدانيته، و صلي الله علي محمد سيد بريته، و الأصفياء من عترته. أما بعد: فقد كان من فضل الله علي الأنام، أن اغناهم بالحلال عن الحرام، و قال سبحانه: (و انكحوا الأيامي منكم و الصالحين من عبادكم و امائكم ان يكونوا فقراء يغنهم الله من فضله والله واسع عليم». ثم ان محمد

بن علي بن موسي يخطب ام الفضل بنت عبدالله المأمون، و قد بذل لها من الصداق مهر جدته فاطمة بنت محمد (صلي الله عليه و آله) و هو خمسمائة درهم جيادا [282] فهل زوجته بها علي هذا الصداق المذكور؟ فقال المأمون: نعم، قد زوجتك - يا اباجعفر - ام الفضل علي [ صفحه 183] الصداق المذكور، فهل قبلت النكاح؟ قال ابوجعفر (عليه السلام): قد قبلت ذلك و رضيت به. فامر المأمون ان يعقد الناس علي مراتبهم في الخاصة و العامة. قال الريان: فلم نلبث ان سمعنا اصواتا تشبه اصوات الملاحين في محاوراتهم، فاذا الخدم يجرون سفينة مصنوعة من فضة، مشدودة بالحبال من الابريسم، علي عجلة، مملوة من الغالية. ثم امر المأمون ان تخضب لحاء الخاصة من تلك الغالية [283] ثم مدت الي دار العامة، فتطيبوا منها، و وضعت الموائد فاكل الناس، و خرجت الجوائر الي كل قوم علي قدرهم. فلما تفرق الناس، و بقي من الخاصة من بقي قال المأمون - لابي جعفر (عليه السلام) -: ان رأيت - جعلت فداك - ان تذكر الفقه الذي فصلته من وجوه قتل المحرم لنعلمه و نستفيده؟ فقال ابوجعفر (عليه السلام): نعم، ان المحرم اذا قتل صيدا في الحل و كان الصيد من ذوات الطير، و كان من كبارها فعليه شاة. فان اصابه في الحرم فعليه الجزاء مضاعفا. و اذا قتل فرخا في الحل فعليه حمل قد فطم من اللبن. و اذا قتله في الحرم فعليه الحمل [284] و قيمة الفرخ. [ صفحه 184] فاذا كان من الوحش و كان حمار وحش فعليه بقرة. و ان كان نعامة فعليه بدنة. و ان كان ظبيا فعليه شاة. و ان كان قتل شيئا من ذلك في

الحرم فعليه الجزاء مضاعفا هديا بلغ الكعبة. و اذا اصاب المحرم ما يجب عليه الهدي فيه [285] و كان احرامه بالحج نحره [286] بمني، و ان كان احرامه بالعمرة نحره بمكة، و جزاء الصيد علي العالم و الجاهل سواء، و في العمد عليه المأثم، و هو موضوع عنه في الخطأ، و الكفارة علي الحر في نفسه، و علي السيد في عبده، و الصغير لا كفارة عليه، و هي علي الكبير واجبة، و النادم يسقط ندمه عنه عقاب الآخرة، و المصر يجب عليه العقاب في الآخرة. فقال المأمون: احسنت يا اباجعفر: احسن الله اليك، فان رايت ان تسأل يحيي عن مسألة كما سألك. فقال ابوجعفر (عليه السلام) - ليحيي - اسألك؟ قال: ذلك اليك جعلت فداك! فان عرفت جواب ما تسألني عنه والا استفدته منك!! فقال ابوجعفر (عليه السلام): اخبرني عن رجل نظر الي امرأة في اول النهار فكان نظره اليها حراما عليه. [ صفحه 185] فلما ارتفع النهار حلت له. فلما زالت الشمس (اي صار الظهر) حرمت عليه) فلما كان وقت العصر حلت له. فلما غربت الشمس حرمت عليه فلما دخل وقت العشاء الآخرة حلت له فلما كان وقت انتصاف الليل حرمت عليه فلما طلع الفر حلت له ما حال هذه المرأة، و بماذا حلت له و حرمت عليه؟ و قال يحيي ابن اكثم: والله لا اهتدي الي جواب هذا السؤال، و لا اعرف الوجه فيه فان رأيت ان تفيدناه!! فقال ابوجعفر (عليه السلام): هذه أمة [287] لرجل من الناس نظر اليها اجنبي في اول النهار فكان نظره اليها حراما. فلما ارتفع النهار ابتاعها من مولاها [288] فحلت له. فلما كان عند الظهر اعتقها فحرمت عليه فلما كان

وقت العصر تزوجها فحلت له فلما كان وقت المغرب ظاهر منها [289] فحرمت عليه. فلما كان وقت العشاء الآخرة كفر عن الظهار فحلت له. [ صفحه 186] فلما كان نصف الليل طلقها واحدة فحرمت عليه فلما كان عند الفجر راجعها فحلت له قال: فأقبل المأمون علي من حضره من اهل بيته فقال لهم: هل فيكم من يجيب هذه المسألة بمثل هذا الجواب، او يعرف القول فيما تقدم من السؤال؟ قالوا: لا والله، ان اميرالمؤمنين (!!) اعلم و ما رأي فقال: ويحكم! ان اهل هذا البيت خصوا من الخلق بما ترون من الفضل، و ان صغر السن فيهم لا يمنعهم من الكمال. اما علمتم ان رسول الله (صلي الله عليه و آله) افتتح دعوته بدعاء اميرالمؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام) و هو ابن عشر سنين، و قبل منه الاسلام و حكم له به، و لم يدع احدا في سنه غيره؟ و بايع - النبي - الحسن و الحسين (عليهماالسلام) و هما ابنا دون الست سنين، و لم يبايع صبيا غيرهما؟ اولا تعلمون ما اختص الله به هؤلاء القوم، و انهم ذرية بعضها من بعض، يجري لآخرهم ما يجري لأولهم؟ فقالوا: صدقت يا اميرالمؤمنين!! ثم نهض القوم. فلما كان من الغد احضر الناس، و حضر ابوجعفر (عليه السلام) و سار القواد و الحجاب و الخاصة و العمال [290] لتهنئة المأمون و ابي جعفر (عليه السلام) [ صفحه 187] فاخرجت ثلاثة اطباق من الفضة، فيها بنادق مسك و زعفران معجونا في اجواف تلك البنادق رقاع مكتوبة باموال جزيلة، و عطايا سنية، و اقطاعات. فأمر الأمون بنثرها علي القوم من خاصته، فكان كل من وقع في يده بندقة اخرج الرقعة التي فيها، و

التسمه، فاطلق يده له. و وضعت البدر [291] فنثر ما فيها علي القواد و غيرهم، و انصرف الناس و هم اغنياء بالجوائز و العطايا...). و في تفسير علي بن ابراهيم عن محمد بن عون النصيبي روي مثل هذا الخبر، و كذلك في كتاب الارشاد للشيخ المفيد بسند آخر عن الريان بن شبيب.

الريان بن الصلت

البغدادي، الأشعري، القمي، عده الشيخ من أصحاب الامام الرضا و الامام الهادي (عليهماالسلام) و في كتاب (الاقبال) رواية تدل علي أنه أدرك صحبة الامام الجواد (عليه السلام) أيضا. قال السيد ابن طاووس في (الاقبال): روينا باسنادنا الي جدي أبي جعفر الطوسي (رضي الله عنه) باسناده الي الريان بن الصلت قال: صام أبوجعفر الثاني (عليه السلام) - لما كان ببغداد - يوم النصف من رجب، و يوم سبع و عشرين منه، و صام جميع حشمه، و أمرنا أن نصلي الصلاة التي هي اثنتا عشرة ركعة، يقرأ في كل ركعة بالحمد [ صفحه 188] و سورة، فاذا فرغت قرأت الحمد أربعا، و قل هو الله أحد أربعا، و المعوذتين [292] أربعا، و قلت: «لا اله الا الله، والله اكبر، و سبحان الله، و الحمد لله، و لا حول و لا قوة الا بالله لا اله الا الله، والله اكبر، و سبحان الله، و الحمد لله و لا حول و لا قوة الا بالله العلي و العظيم» أربعا «الله ربي لا أشرك به شيئا» أربعا «لا أشرك بربي أحدا» أربعا. [293] .

حرف الزاء

زكريا بن آدم بن عبدالله بن سعد الاشعري القمي

كان من اصحاب الامام الصادق و الامام الرضا و الامام الجواد (عليهم السلام) و كان ثقة جليلا عظيم القدر، وجيها. روي الكشي عن علي بن المسيب الهمداني قال: قلت - للرضا (عليه السلام) -: شقتي بعيدة، و لست اصل اليك في كل وقت، فممن آخذ معالم ديني؟ قال: من زكريا بن آدم القمي، المأمون علي الدين و الدنيا. [ صفحه 189] قال علي بن المسيب: فلما انصرفت قدمت علي زكريا بن آدم فسألته عما احتجت اليه. و عن عبدالله بن الصلت القمي قال: دخلت علي ابي جعفر الثاني (عليه السلام) في آخر عمره،

فسمعته يقول: جزي الله صفوان بن يحيي و محمد بن سنان و زكريا بن آدم عني خيرا، فقد وفوا لي...) الي آخر كلامه. و كتب الامام الجواد (عليه السلام) كتابا الي محمد بن اسحاق و الحسن بن محمد، بعد وفاة زكريا بن آدم بثلاثة اشهر جاء فيه: «ذكرت ما جري من قضاء الله تعالي في الرجل المتوفي (اي زكريا) رحمة الله عليه يوم ولد و يوم قبض (أي مات) و يوم يبعث حيا. فقد عاش أيام حياته عارفا بالحق، قائلا به، صابرا محتسبا للحق، قائما بما يجب عليه لله و لرسوله. و مضي (رحمة الله عليه) غير ناكث و لا مبدل، جزاه الله أجر نيته، و أعطاه خير امنية». و في بحارالأنوار عن كتاب دلائل الامامة للطبري، بسنده عن زكريا بن آدم قال: اني لعند الرضا اذ جيي ء بأبي جعفر - الجواد - (عليه السلام)، و سنه أقل من اربع سنين، فضرت بيده الي الأرض، و رفع رأسه الي السماء فأطال الفكر. فقال له الرضا (عليه السلام): بنفسي، فيم طال فكرك؟ فقال: فيما صنع بأمي فاطمة، والله لاخرجنهما، ثم لاحرقنهما، ثم [ صفحه 190] لأذرينهما ثم لأنسفنهما في اليم نسفا. فاستدناه [294] و قبل بين عينيه، ثم قال: بأبي أنت و أمي، انت لها، يعني الامامة. [295] . أقول: هذا الحديث من جملة الأحاديث التي يستدل بها علي الرجعة: و قد ذكرنا شيئا يسيرا يتعلق بهذا الموضوع في كتابنا (الامام المهدي من المهد الي الظهور).

حرف السين

سعد بن سعد بن الأحوص

الأشعري القمي، و قيل: سعد بن سعد الأحوص. و علي كل فقد كان من أصحاب الامام الرضا و الامام الجواد (عليهماالسلام) و قد ترحم عليه الامام الجواد (عليه السلام) في حديث ذكرنا شيئا منه

قبل قليل، في أحوال زكريا بن آدم. فالحديث عن عبدالله بن الصلت قال: دخلت علي ابي جعفر (عليه السلام) في آخر عمره، فسمعته يقول: «جزي الله صفوان بن يحيي و محمد بن سنان و زكريا بن آدم عني خيرا فقد وفوا لي». و لم يذكر سعد بن سعد، قال: فخرجت فلقيت موفقا (خادم الامام الرضا) فقلت له: ان مولاي ذكر صفوان بن يحيي و محمد بن سنان و زكريا [ صفحه 191] بن آدم و جزاهم خيرا، و لم يذكر سعد بن سعد. قال: فعدت اليه فقال: «جزي الله صفوان بن يحيي و محمد بن سنان و زكريا بن آدم، و سعد بن سعد مني خيرا فقد وفوا لي».

سعيد بن جناح

من أصحاب الامام الجواد (عليه السلام). روي الكليني في الكافي بسنده عن سعيد بن جناح قال: كنت عند ابي جعفر (عليه السلام) في منزله بالمدينة، فقال - مبتدءا -: من أتم ركوعه لم تدخله وحشة في القبر. [296] .

سعيد بن سعد - أو: سعيد - القمي

كان من أصحاب الامام الرضا و الامام الجواد (عليهماالسلام).

سهل بن زياد الادمي الرازي

كان من أصحاب الامام الجواد و الامام الهادي و الامام العسكري (عليهم السلام) له كتاب (التوحيد) و (النوادر). ضعفه جماعة، و وثقه آخرون. و قد روي عنه الكليني و المفيد و الطوسي، و أحاديثه المروية عن الأئمة (عليهم السلام) غير قليلة. [ صفحه 192]

حرف الشين

شاذان بن الخليل النيسابوري

والد الفضل بن شاذان، عده الشيخ في رجاله من أصحاب الامام الجواد (عليه السلام) له مؤلفات عديدة قيمة، كان عالما فاضلا فقيها، عظيم الشأن، جليل القدر.

شاذويه بن الحسين - او: الحسن - بن داود القمي

كان من أصحاب الامام الجواد (عليه السلام). روي الكشي بسنده عن شاذويه بن الحسن بن داود القمي قال: دخلت علي ابي جعفر - الجواد - (عليه السلام) و بأهلي حبل [297] فقلت له: جعلت فداك ادع الله ان يرزقني ولدا ذكرا. فأطرق مليا [298] ثم رفع رأسه فقال: اذهب فان الله يرزقك غلاما ذكرا. - ثلاث مرات -. قال: فقدمت مكة، فصرت الي المسجد، فأتي محمد بن الحسن بن صباح برسالة من جماعة من أصحابنا، منهم: صفوان بن يحيي و محمد بن سنان. و ابن ابي عمير و غيرهم. فأتيتهم فسألوني، فخبرتهم بما قال (عليه السلام). [ صفحه 193] و قالوا لي: فهمت عنه ذكر أو ذكي؟ فقلت: ذكرا قد فهمت. فقال ابن سنان: أما انت سترزق ولدا ذكرا، أما انه يموت علي المكان، أو يكون ميتا. فقال أصحابنا - لمحمد بن سنان -: أسأت، قد علمنا الذي علمت. فأتي غلام في المسجد فقال: أدرك، فقد ماتت أهلك. فذهبت مسرعا، و وجدتها علي شرف الموت، ثم لم تلبث أن ولدت غلاما ذكرا ميتا. قال الشيخ المجلسي: بيان: قوله (ذكر أو ذكي) لعل المعني انه (عليه السلام) لما قال «غلاما» لم يحتج الي الوصف بالذكورة، فقالوا: لعله كان ذكيا، من التذكية بمعني الذبح كناية عن الموت. أقول: ان الرجل سأل من الامام أن يدعو الله له بأن يرزقه ولدا، و استجاب الله دعاء الامام، فكان الحمل ولدا، ولكنه ما عاش، فلو كان الرجل يسأل أن يرزقه الله ولدا و يعيش لما مات الولد.

حرف الصاد

صالح بن حماد الرازي

يكني: اباحماد و أباالخير، كان من أصحاب الامام الجواد و الامام الهادي و الامام العسكري (عليهم السلام) و له مؤلفات في خطب أميرالمؤمنين (عليه السلام) و (نوادر) و قد رويت عنه أحاديث

عديدة. [ صفحه 194]

صالح بن عطية الأصحب

لا يوجد هذا الاسم في كتب الرجال، و انما يوجد: صالح بن علي بن عطية الأضخم في أصحاب الامام الرضا (عليه السلام) فلعله أدرك الامام الجواد (عليه السلام) ايضا. في كتاب بحارالانوار عن الخرائج عن صالح بن عطية الأصحب قال: حججت فشكوت الي ابي جعفر (عليه السلام) الوحدة، فقال: انك لا تخرج من الحرم حتي تشتري جارية ترزق منها ابنا. فقلت: تسير؟ [299] . قال: نعم. و ركب الي النخاس [300] ، و كبت (اي اشار) الي جارية و قال: اشترها. فاشتريتها فولدت محمدا ابني. [301] . و قد روي هذا الحديث بصورة اخري، و النتيجة واحدة.

صالح بن محمد الهمداني

كان من الثقاة و من أصحاب الامام الجواد و الامام الهادي (عليهماالسلام) و وكيلا للامام المهدي (عليه السلام). [ صفحه 195]

صالح بن محمد بن سهل

كان متوليا للأوقاف في مدينة قم، و روي الكليني في الكافي عن علي بن ابراهيم عن ابيه قال: كنت عند أبي جعفر الثاني - الجواد - (عليه السلام) اذ دخل عليه صالح بن محمد بن سهل، و كان يتولي له الوقف بقم فقال: يا سيدي اجعلني في عشرة آلاف درهم في حل. فاني أنفقتها. فقال (عليه السلام) له: أنت في حل. فلما خرج صالح قال ابوجعفر (عليه السلام): أحدهم يثب علي أموال حق آل محمد [302] و أيتامهم و مساكينهم و فقرائهم و أبناء سبيلهم، فيأخذه، ثم يجي ء فيقول: اجعلني في حل، اتراه ظن أني أقول: لا أفعل؟! والله ليسألنهم الله يوم القيامة عن ذلك سؤالا حثيثا. [303] . أقول: المستفاد من هذا الحديث أن أوقافا في مدينة قم - في ايران - كانت موقوفة علي آل رسول الله (صلي الله عليه و آله) و كان صالح بن محمد بن سهل يتولي امور تلك الأوقاف، و كان عليه أن يرسل الأموال - المستخلصة من تلك الأوقاف - الي الامام محمد الجواد (عليه السلام) ليصرفها في مواضعها و مواردها. ولكن الرجل صدرت منه خيانة، فتصرف في عشرة آلاف درهم، ثم جاء يستحل من الامام الجواد (عليه السلام) و من الواضح ان الامام أحل له حياءا لا من طيب قلبه، و قد ثبت في الشريعة الاسلامية أن: «المأخوذ حياءا كالمأخوذ غصبا» فيكون الرجل غاصبا لتلك الأموال، [ صفحه 196] و يحاسبه الله تعالي يوم القيامة علي تلك التصرفات المحرمة.

الصباح بن محارب

في كتاب مستدرك الوسائل عن كتاب طب الأئمة، عن احمد بن ابراهيم بن رياح قال: حدثنا الصباح بن محارب قال: كنت عند ابي جعفر ابن الرضا (عليهماالسلام) فذكر أن شبيب بن جابر ضربته الريح الخبيثة [304] ،

فمالت بوجهه و عينه. فقال (عليه السلام): يؤخذ له: القرنفل - خمسة مثاقيل - فيصير في قنينة يابسة، و يضم رأسها ضما شديدا، صم تطين و توضع في الشمس قدر يوم في الصيف، و في الشتاء قدر يومين [305] ثم يخرجه فيسحقه سحقا ناعما، ثم يديفه بماء المطر حتي يصير بمنزلة الخلوق [306] ثم يستلقي علي قفاه، و يطلي ذلك القرنفل المسحوق علي الشق المائل [307] و لا يزال مستلقيا حتي يجف القرنفل، فاذا جف دفع الله عنه، و عاد الي احسن عادته باذن الله. قال [الراوي]: فابتدر اليه اصحابنا [308] فبشروه بذلك، فعالجه بما امره به فعاد الي احسن ما كان، بعون الله تعالي. [309] . [ صفحه 197]

صفوان بن يحيي

البجلي، السابري، كان من أصحاب الامام الكاظم و من وكلاء الامام الرضا، و ادرك الامام الجواد (عليهم السلام) و كان وكيلا له ايضا، و صنف ثلاثين كتابا في الوضوء و الصلاة و الصوم و الحج و الزكاة و النكاح و الطلاق و الفرائض و الوصايا و البيع و الشراء و العتق و التدبير و البشارات و غيرها. و توفي صفوان بالمدينة، و بعث اليه الامام الجواد (عليه السلام) بحنوطه و كفنه، و أمر (عليه السلام) اسماعيل بن موسي الكاظم (عليه السلام) - بالصلاة علي جنازته. و كان أوثق أهل زمانه عند أصحاب الحديث و أعبدهم، و كان يصلي كل يوم مائة و خمسين ركعة، و يصوم في السنة ثلاثة أشهر، و يخرج زكاة ماله في كل سنة ثلاث مرات. و السبب في ذلك: انه اشترك هو و عبدالله بن جندب و علي بن النعمان في بيت الله، فتعاقدوا جميعا: ان مات واحد منهم يصلي من بقي بعده صلاته، و

يصوم عنه، و يحج عنه، و يزكي عنه مادام حيا. فمات صاحباه (عبدالله و علي) و بقي صفوان بعدهما، و كان يفي لهما بذلك، و كان يصلي عنهما (الفرائض و النوافل) و يزكي عنهما، و يصوم عنهما، و يحج عنهما. و كان يفعل نيابة عنهما كل ما يفعله لنفسه من اعمال الخير و الصلاح. و قد روي عن اربعين رجلا من أصحاب الامام الصادق (عليه السلام) و كانت له منزلة عند الامام الجواد (عليه السلام). [ صفحه 198] روي الكشي عن علي بن الحسين بن داود القمي قال: سمعت أباجعفر - الجواد - (عليه السلام) يذكر صفوان بن يحيي و محمد بن سنان و قال: «رضي الله عنهما برضاي عنهما فما خالفاني قط». و في التهذيب بسنده عن ايوب بن نوح عن صفوان بن يحيي عن ابي جعفر (عليه السلام) في زوج و ابوين: ان للزوج النصف، و للأم الثلث كاملا، و ما بقي فللأب. [310] . أقول: معني الحديث: ان امرأة ماتت و تركت زوجا و أبوين، فكيف يقسم الارث بينهم؟ فأجاب (عليه السلام): للزوج النصف..

الصقر بن دلف - أو ابي دلف

عده علماء الرجال من أصحاب الامام الهادي (عليه السلام) و في البحار عن كتاب اكمال الدين للصدوق حديث يدل علي انه كان من أصحاب الامام الجواد (عليه السلام) ايضا: عن الصقر بن دلف قال: سمعت اباجعفر - الجواد - محمد بن علي الرضا (عليهماالسلام) يقول: ان الامام بعدي: ابني علي، أمره أمري، و قوله قولي، و طاعته طاعتي، «و الامام بعده؛ ابنه الحسن، أمره أمر أبيه، و طاعته طاعة أبيه». ثم سكت، فقلت له: يابن رسول الله، فمن الامام بعد الحسن؟ [ صفحه 199] فبكي (عليه السلام) بكاء شديدا، ثم قال: «ان من بعد الحسن ابنه القائم

بلحق المنتظر». فقلت: يابن رسول الله: و لم سمي القائم؟ قال: «لأنه يقوم بعد موت ذكره، و ارتداد أكثر القائلين بامامته». فقلت: و لم سمي المنتظر؟ قال: «لأن له غيبة يكثر أيامها، و يطول أمدها، فينتظر خروجه المخلصون، و ينكره المرتابون، و يستهزي ء بذكره الجاحدون و يكذب فيه الوقاتون، و يهلك فيه المستعجلون، و ينجو فيه المسلمون» [311] . و احتمل بعضهم ان الصقر بن دلف غير الصقر بن ابي دلف والله العالم.

حرف العين

عباس بن عمر الهمداني

عده الشيخ من أصحاب الامام الجواد (عليه السلام).

عباس بن معروف القمي

ذكره الشيخ من أصحاب الامام الرضا و الامام الهادي (عليهماالسلام). [ صفحه 200] و في الهتذيب رواية تدل علي انه كان من أصحاب الامام الجواد (عليه السلام) ايضا: بسنده عن العباس بن معروف قال: كان لمحمد بن الحسن بن ابي خالد غلام لم يكن به بأس، عارف، يقال له ميمون، فحضره الموت، فأوصي الي ابي الفضل: العباس بن معروف بجميع ميراثه و تركته أن أجعله دراهم و أبعث بها الي أبي جعفر الثاني (عليه السلام). و ترك أهلا حاملا و اخوة قد دخلوا في الاسلام، و أما مجوسية. قال: ففعلت ما أوصي به، و جمعت الدراهم، و دفعتها الي محمد بن الحسن، و عزم رأيي أن اكتب اليه (اي الي الامام) بتفسير ما أوصي به (الميت) الي، و ما ترك الميت من الورثة. فأشار علي محمد بن بشير - و غيره من أصحابنا - أن لا اكتب بالتفسير، و لا احتاج اليه، فانه يعرف ذلك من غير تفسيري. فأبيت الا أن أكتب اليه بذلك علي حقه و صدقه، فكتبت و حصلت الدراهم و أوصلتها اليه (عليه السلام). فأمره أن يعزل منها الثلث يدفها اليه (اي الي الامام) و يرد الباقي علي وصيه، يردها علي ورثته. [312] . [ صفحه 201]

عبدالجبار بن المبارك النهاوندي

عده الشيخ من أصحاب الامام الرضا و الامام الجواد (عليهماالسلام) و له حديث مضطرب مع الامام الجواد (عليه السلام) لا بأس بنقله: روي الكشي بسنده عن عبدالجبار بن المبارك النهاوندي قال: أتيت سيدي - سنة تسع و مائتين - فقلت له: جعلت فداك، اني رويت عن آبائك أن كل فتح فتح بضلال فهو للامام. فقال: نعم. قلت: جعلت فداك، فانه أتوا بي من بعض الفتوح التي فتحت علي الضلال، و قد

تخلصت - من الذين ملكوني - بسبب من الأسباب، و قد اتيتك مسترقا مستعبدا. فقال: قد قبلت. فلما حضر خروجي الي مكة قلت: جعلت فداك، اني قد حججت، و تزوجت، و مكسبي مما يعطف علي اخواني، لا شيي ء لي غيره، فمرني بأمرك. فقال لي: انصرف الي بلادك، و أنت من حجك و تزويجك و كسبك في حل. فلما كان سنة ثلاث عشرة و مائتين أتيته، فذكرت له العبودية التي الزمتها [313] فقال: انت حر لوجه الله. [ صفحه 202] فقلت: جعلت فداك، أكتب لي عهدة. فقال: تخرج اليك غدا فخرج الي - مع كتبي - كتاب فيه: بسم الله الرحمن الرحيم من محمد بن علي الهاشمي العلوي لعبدالله بن المبارك، فتاه، اني أعتقتك لوجه الله و الدار الآخرة، و لا رب لك الا الله، و ليس عليك سيد [314] و انت مولاي و مولي عقبي من بعدي. و كتب في المحرم سنة ثلاث عشرة و مأتين، و وقع فيه محمد بن علي بخط يده، و ختمه بخاتمه. أقول: ان عبدالجبار بن المبارك النهاوندي كان من أصحاب الامام الجواد (عليه السلام) - كما تقدم الكلام عنه - و الكتاب الذي كتبه الامام الجواد انما كتبه لعبدالله بن المبارك، و عبدالله بن المبارك كان من أصحاب الامام السجاد (عليه السلام) و من المستبعد أن يعيش الرجل الي زمان الامام الجواد. فالظاهر انه وقع اشتباه في نقل كتاب الامام الجواد (عليه السلام) و الصحيح: (لعبد الجبار بن المبارك) لا لعبدالله بن المبارك. و هنا مسألة فقهية تتعلق بالعتق و الولاء نذكرها توضيحا لهذا الحديث مع رعاية الاختصار. [ صفحه 203] الجهاد علي أقسام: أحدها: الجهاد الابتدائي، و هو جهاد المشركين لدعوتهم

الي الاسلام، و هذا القسم يجب بشرط أمر الامام المعصوم (عليه السلام) أو نائبه الخاص المنصوب للجهاد. و غنائم هذه الحرب يكون خمسها للامام، و يقسم الباقي بين المقاتلين. و أما الحروب التي قام بها الأمويون و العباسيون فحيث انها لم تكن بأمر الامام العادل و لا نائبه الخاص المنصوب للجهاد فتكون باطلا و ضلالا، فتكون الغنائم كلها للامام (عليه السلام) لا للمقاتلين. و قد روي عن الامام الصادق (عليه السلام) في حديث معاوية بن وهب قال: قلت - لأبي عبدالله (الصادق) عليه السلام -: السرية يبعثها الامام فيصيبون غنائم كيف يقسم؟ قال: ان قاتلوا عليها مع أمير أمره الامام عليهم أخرج منها الخمس لله و لرسوله، و قسم بينهم أربعة أخماس، و ان لم يكونوا قاتلوا عليها المشركين كان كل ما غنموا للامام، يجعله حيث أحب. و ايضا: عن ابي عبدالله - الصادق - (عليه السلام) انه قال: «اذا غزا قوم بغير اذن الامام فغنموا كانت الغنيمة كلها للامام، و اذا غزوا بأمر الامام فغنموا كان للامام الخمس». و كلام عبدالجبار ابن المبارك حيث قال: «اني رويت عن آبائك أن كل فتح فتح بضلال فهو للامام» يشير الي الحديثين المذكورين، و قد صدقه الامام (عليه السلام) علي ذلك. [ صفحه 204] و اما قوله: «و قد تخلصت من الذين ملكوني بسبب من الأسباب» فان من جملة أسباب التحرر هي المكاتبة، و هي أن يكاتب الرجل عبده علي مال يؤديه بالأقساط، فاذا أداه فهو حر. و معني قوله: «و قد أتيتك مسترقا مستعبدا» اي أتيتك اطلب منك ان تتخذني عبدا مملوكا. لأنه كان من جملة الغنائم فهو ملك للامام (عليه السلام). فوافق الامام علي ذلك، و قال له: «قد قبلت». و حيث ان العبد

المملوك لا يقدر علي شيي ء الا بأذن مولاه، و الرجل قد حج و تزوج بغير اذن مولاه و لهذا أجاز الامام جميع تصرفاته من الحج و الزواج و المكسب و في سنة ثلاث عشرة و مائتين أعتقه الامام لوجه الله تعالي. و كتب له الامام كتابا، و عبر عنه ب «فتاه» اشارة الي الحديث النبوي المروي: «لا يقول أحدكم: «عبدي. و أمتي» ولكن فتاي و فتاتي» أي غلامي و جاريتي. و معني قوله (عليه السلام): «و ليس عليك سيد» أي: ليس عليك مالك. و اما قوله (عليه السلام): «و انت مولاي و مولي عقبي من بعدي» فالظاهر أنه اشارة الي ولاء العتق و معناه: ان العبد اذا اعتقه مولاه كان ارثه لمن اعتقه ان لم يكن وارث، و يقوم ورثة المعتق مقام ابيهم بعد موته في ولاء الارث. [ صفحه 205]

عبدالحميد بن سالم العطار

عده الشيخ الطوسي من اصحاب الامام الصادق و الامام الكاظم (عليهماالسلام) و يستفاد من الحديث الذي رواه محمد بن اسماعيل بن بزيع أن عبدالحميد كان من اصحاب الامام الجواد (عليه السلام) ايضا. في التهذيب عن محمد بن اسماعيل بن بزيع قال: ان رجلا من اصحابنا مات، و لم يوص، فرفع أمره الي قاضي الكوفة، فصير - القاضي - عبدالحميد بن سالم القيم بماله، و كان - الميت - رجلا خلف ورثة صغارا، و متاعا و جواري، فباع عبدالحميد المتاع، فلما اراد بيع الجواري ضعف قلبه في بيعهن و لم يكن الميت صير اليه و صيته، و كان قيامه بأمر القاضي، لأنهن فروج. قال محمد (بن اسماعيل): فذكرت ذلك لأبي جعفر (عليه السلام) فقلت: جعلت فداك، يموت الرجل من أصحابنا، فلا يوصي الي أحد، و خلف جواري، فيقيم القاضي

رجلا لبيعهن. أو قال: يقوم بذلك رجل منا فيضعف قلبه لانهن فروج فما تري ذلك؟ فقال: «ان كان القيم مثلك و مثل عبدالحميد فلا بأس».

عبدالرحمن بن ابي نجران التميمي الكوفي

كان من الثقاة المعتمدين، و كان من أصحاب الامام الرضا و الامام الجواد (عليهماالسلام) و له مؤلفات عديدة في القضايا و المطعم و المشرب [ صفحه 206] و النوادر. في الكافي بسنده عن عبدالرحمن بن ابي نجران قال: سألت اباجعفر - الجواد - عليه السلام عن التوحيد، فقلت: أتوهمه شيئا؟ فقال: «نعم، غير معقول و لا محدود، فما وقع وهمك عليه من شيي ء فهو خلافه، لا يشبهه شيي ء و لا تدركه الأوهام. كيف تدركه الأوهام و هو خلاف ما يعقل، و خلاف ما يتصور في الاوهام؟! انما يتوهم شيي ء غير معقول و لا محدود». [315] . و في الكافي ايضا بسنده عن عبدالرحمن بن ابي نجران قال: كتبت الي ابي جعفر - الجواد - (عليه السلام) - و قلت له: جعلني الله فداك، نعبد الرحمن الرحيم الواحد الأحد الصمد؟ فقال: ان من عبد الاسم دون المسمي أشرك و كفر و جحد، و لم يعبد شيئا، بل اعبد الله الواحد الأحد الصمد المسمي بهذه الأسماء، دون الاسماء [316] ان الأسماء صفات وصف بها نفسه». [317] . و في التهذيب عن عبدالرحمن بن ابي نجران قال: سألت اباجعفر الثاني (عليه السلام) عمن زار النبي (صلي الله عليه و آله و سلم) قاصدا؟ قال: له الجنة. [318] . [ صفحه 207] و في نسخة كامل الزيارة روي الحديث هكذا: قلت لأبي جعفر الثاني (عليه السلام) جعلت فداك.. ما لمن زار رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) متعمدا؟ قال: له الجنة. و في (عيون أخبار الرضا) بسنده عن عبدالرحمن بن

أبي نجران قال: سألت أباجعفر [الجواد] (عليه السلام: «ما تقول لمن زار أباك؟). قال: «الجنة والله». [319] .

عبدالرزاق بن همام

اليماني، الصنعاني، من أصحاب الامام الجواد (عليه السلام) و عده البرقي من أصحاب الامام الصادق (عليه السلام) و مات سنة 211 ه و معني ذلك انه أدرك زمان الامام الجواد (عليه السلام).

عبدالسلام بن صالح الهروي

كنيته: ابوالصلت. كان من أصحاب الامام الرضا و الامام الجواد (عليهماالسلام) و كان ثقة، صحيح الحديث، شديد التشيع، و تجد أعداء أهل البيت يضعفونه بسبب تشيعه و حبه لأهل البيت (عليهم السلام). و قد روي الرجل أحاديث كثيرة في معجزات الامام الرضا و الامام [ صفحه 208] الجواد (عليهماالسلام) و له كتاب (وفاة الرضا) عليه السلام. و في كتاب (عيون أخبار الرضا) حديث ابي صلت حول دس السم الي الامام الرضا (عليه السلام) و كيفية وفاته، و حضور الامام الجواد (عليه السلام) عند والده حين موته. و نذكر - هنا - بعض ما يتعلق بالامام الجواد (عليه السلام): قال: (... و مكثت واقفا في صحن الدار مهموما محزونا، فبينما أنا كذلك اذ دخل علي شاب حسن الوجه، قطط الشعر، أشبه الناس بالرضا (عليه السلام) فبادرت اليه فقلت له: من أين دخلت و الباب مغلق؟ فقال: الذي جاء بي من المدينة في هذا الوقت هو الذي أدخلني الدار و الباب مغلق!! فقلت له: من أنت؟ فقال لي: أنا حجة الله عليك يا اباالصلت، أنا محمد بن علي. ثم مضي نحو أبيه (عليه السلام) فدخل، و أمرني بالدخول معه، فلما نظر اليه الرضا (عليه السلام) وثب اليه، فعانقه، و ضمه الي صدره، و قبل ما بين عينيه، ثم سحبه سحبا الي فراشه، و أكب عليه محمد بن علي - الجواد - (عليه السلام) يقبله، و يساره بشيي ء لم أفهمه... الي أن يقول: و مضي (أي توفي) الرضا فقال ابوجعفر (عليه السلام): قم يا اباالصلت ايتني بالمغتسل و الماء

من الخزانة. فقلت: ما في الخزانة مغتسل و ماء. فقال: انته الي ما آمرك به. [ صفحه 209] فدخلت الخزانة، فأذا فيها مغتسل و ماء، فأخرجته، و شمرت ثيابي لاغسله، فقال لي: تنح يا اباالصلت، فأن لي من يعينني غيرك. فغسله، ثم قال لي: ادخل الخزانة فأخرج الي السفط الذي فيه كفنه و حنوطه. فدخلت، فاذا أنا بسفط لم أره في تلك الخزانة قط، فحملته اليه، فكفنه، و صلي عليه، ثم قال لي: ايتني بالتابوت. فقلت: أمضي الي النجار حتي يصلح التابوت. قال: قم، فان في الخزانة تابوتا. فدخلت فوجدت تابوتا لم أره قط، فأتيته به، فأخذ - الجواد - الرضا بعدما صلي عليه، فوضعه في التابوت، و صف قدميه، و صلي ركعتين... الي أن يقول: فأمر المأمون بحبسي، و دفن الرضا (عليه السلام) فحبست سنة، فضاق علي الحبس، و سهرت الليلة، و دعوت الله تبارك و تعالي بدعاء ذكرت فيه محمدا و آل محمد (صلوات الله عليهم) و سألت الله بحقهم ان يفرج عني. فما اسئتم دعائي حتي دخل علي ابوجعفر محمد بن علي (عليه السلام) و قال: يا اباالصلت ضاق صدرك؟ فقلت: اي والله. قال: قم. فأخرجني من الدار، و الحرسة و الغلمان يرونني فلم يستطيعوا أن يكلموني. و خرجت من باب الدار، ثم قال لي: امض في ودائع الله، فانك [ صفحه 210] لن تصل اليه (أي الي المأمون) و لا يصل اليك ابدا. فقال ابوالصلت: فلم ألق المأمون الي هذا الوقت) [320] . اقول: و يروي هذا الخبر في (الخرائج) بتغيير يسير.

عبدالعزيز بن المهتدي الأشعري القمي

كان وكيلا للامام الرضا و الامام الجواد (عليهماالسلام) و كان من الصلحاء. و قد روي الكشي بسنده عن الفضل بن شاذان

قال: ما رأيت قميا شبهه في زمانه. و روي ايضا عنه انه قال: كتبت اليه (اي للامام الجواد) عليه السلام: ان لك معي شيئا فمرني بأمرك فيه الي من ادفعه؟ فكتب الي: قبضت ما في هذه الرقعة، و الحمد الله، و غفر الله ذنبك، و رحمنا و اياك، و رضي عنك برضاي عنك.

عبدالعزيز بن يحيي الجلودي

الأزدي البصري. يكني: ابااحمد. شيخ البصرة، عده النجاشي من اصحاب الامام الجواد (عليه السلام) له حوالي مائة و تسعين مؤلفا في شتي المواضيع و الفنون، ولكن تلك المؤلفات - و مع الأسف - لا يوجد منها أثر. [ صفحه 211]

عبدالعظيم الحسني

عبدالعظيم بن عبدالله بن علي بن الحسن بن زيد بن الامام الحسن بن الامام علي بن ابي طالب (عليه السلام). و يلقب بالحسني - باعتبار انتسابه الي الامام الحسن - و الرازي - باعتبار اقامته في مدينة الري، و هو المعروف في زماننا ب (الشاه عبدالعظيم) و قبره في الري. [321] . كان من اصحاب الامام الجواد و الامام الهادي (عليهماالسلام) و المشهور أنه توفي زمن الامام الهادي (عليه السلام) و كان جليل القدر، عظيم الشأن عابدا ورعا، و يروي احاديث عديدة عن الامام الجواد و الامام الهادي (عليهماالسلام) و احاديثه المروية عن الأئمة (عليهم السلام) - بلا واسطة و مع الواسطة - بلغت تسعا و سبعين حديثا، مذكورة في كتب الحديث. و له كتاب (خطب اميرالمؤمنين عليه السلام). و روي البرقي ما ملخصه: ان عبدالعظيم الحسني ورد مدينة الري هاربا من السلطان - الذي كان يلاحق العلويين و يقتلهم - و سكن سربا في دار رجل من الشيعة [322] في سكة الموالي [323] فكان يعبد الله هناك، و يصوم نهاره و يقوم ليله. و كان يخرج - مستترا - فيزور قبرا كان قريبا منه، و يقول: هو قبر [ صفحه 212] رجل من ولد الامام موسي بن جعفر (عليهماالسلام). ثم صار قبر عبدالعظيم - فيما بعد - مقابل ذلك القبر الذي كان يزوره. و لم يزل ساكنا في ذلك السرداب، مختفيا عن السلطان، و انتشر خبره بين الشيعة، الواحد

بعد الآخر، فكانوا يأتون اليه، و يستمعون الي حديثه. و في ليلة من الليالي رأي رجل من الشيعة - في المنام - رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) فقال له: ان رجلا من ولدي يحمل من سكة الموالي و يدفن عند شجرة التفاح في مزرعة عبدالجبار بن عبدالوهاب - و اشار الي المكان الذي دفن فيه عبدالعظيم فيما بعد -. و انتبه الرجل من نومه، و ذهب الي صاحب المزرعة ليشتريها منه، فقال له صاحبها: لأي شيي ء تطلب الشجرة و مكانها؟ فحدثه بالرؤيا، فأخبره صاحب المزرعة بأنه ايضا سبق ان رأي مثل هذه الرؤيا، و أنه قد جعل المزرعة - بكاملها - وقفا شرعيا لعبدالعظيم و الشيعة، كي يدفنوا فيها. فمرض عبدالعظيم و مات (رحمة الله عليه) فلما جرد ليغسل وجد في جيبه رقعة قد ذكر نسبه، فاذا فيها: انا ابوالقاسم عبدالعظيم بن عبدالله...). كانت هذه لمحة خاطفة جدا عن حياة السيد عبدالعظيم الحسني (رحمه الله) و فيما يلي نذكر بعض الأحاديث التي رواها عن الامام الجواد (عليه السلام): في الكافي بسنده عن عبدالعظيم بن عبدالله الحسني عن ابي جعفر [ صفحه 213] الثاني (عليه السلام) عن ابيه عن جده (صلوات الله عليهم أجمعين) قال: «قال أميرالمؤمنين (عليه السلام): قال رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم): «ان الله خلق الاسلام، فجعل له عرصة، و جعل له نورا، و جعل له حصنا، و جعل له ناصرا: فأما عرصته فالقرآن، و أما نوره فالحكمة، و اما حصنه فالمعروف، و أما أنصاره فأنا و اهل بيتي و شيعتنا. فأحبوا أهل بيتي و شيعتهم و انصارهم، فانه لما اسري بي الي السماء الدنيا، فنسبني جبرئيل (عليه السلام) لأهل السماء، استودع

الله حبي و حب أهل بيتي و شيعتهم في قلوب الملائكة، فهو عندهم وديعة الي يوم القيامة. ثم هبط بي الي أهل الأرض، فنسبني الي أهل الأرض، فاستودع الله عزوجل حبي و حب أهل بيتي و شيعتهم في قلوب امتي. فمؤمنو امتي يحفظون وديعتي في أهل بيتي الي يوم القيامة. ألا: فلو أن الرجل من امتي عبدالله (عزوجل) عمره، ايام الدنيا، ثم لقي الله (عزوجل) مبغضا لأهل بيتي و شيعتي ما فرج الله صدره الا عن النفاق» [324] . و في بحارالأنوار عن أمالي الطوسي بسنده عن عبدالعظيم الحسني الرازي عن ابي جعفر الثاني عن آبائه عن علي (عليهم السلام) قال: قلت أربعا انزل الله تعالي تصديقي بها في كتابه: [ صفحه 214] قلت: «المرء مخبوء تحت لسانه [325] فاذا تكلم ظهر» فانزل الله تعالي: «و لتعرفنهم في لحن القول» [326] . قلت: «فمن جهل شيئا عاداه» فأنزل الله: «بل كذبوا بما لم يحيطوا بعلمه». [327] . و قلت: «قيمة كل امري ء ما يحسن» فأنزل الله في قصة طالوت: «ان الله اصطفاه عليكم و زاده بسطة في العلم و الجسم». [328] . و قلت: «القتل يقل القتل» فأنزل الله: «ولكم في القصاص حياة يا اولي الألباب» [329] [330] . النساء المعذبات و في كتاب بحارالأنوار عن كتاب عيون أخبار الرضا (عليه السلام) عن عبدالعظيم الحسني عن محمد - الجواد - بن علي الرضا عن آبائه عن اميرالمؤمنين (عليه السلام) قال: «دخلت أنا و فاطمة علي رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) فوجدته يبكي بكاءا شديدا فقلت: فداك أبي و امي يا رسول الله ما الذي ابكاك؟ فقال: يا علي، ليلة اسري بي الي السماء رأيت نساءا من امتي

في [ صفحه 215] عذاب شديد فأنكرت شأنهن، فبكيت لما رأيت من شدة عذابهن: رأيت امرأة معلقة بشعرها، يغلي دماغ رأسها. و رأيت امراة معلقة بلسانها، و الحميم [331] يصب في حلقها. و رأيت امراة معلقة بثدييها. و رأيت امرأة تأكل لحم جسدها، و النار توقد من تحتها. و رأيت امرأة قد شدت رجلاها الي يديها، و قد سلطت عليها الحيات و العقارب. و رأيت امرأة صماء، عمياء، خرساء، في تابوت من نار، يخرج دماغ رأسها من منخرها و بدنها متقطع من الجذام و البرص. و رأيت امرأة معلقة برجلها في تنور من نار. و رأيت امرأة تحرق وجهها و يداها، و هي تأكل امعاءها. و رأيت امرأة رأسها رأس خنزير، و بدنها بدن الحمار، و عليها الف الف لون من العذاب. و رأيت امرأة علي صورة الكلب، و النار تدخل في دبرها، و تخرج من فيها، و الملائكة يضربون رأسها و بدنها بمقاطع من نار. [332] . فقالت فاطمة: حبيبي و قرة عيني، أخبرني ما كان عملهن و سيرتهن حتي وضع الله عليهن هذا العذاب؟ [ صفحه 216] فقال: يا بنتي.. أما المعلقة بشعرها فأنها كانت لا تغطي شعرها من الرجال. و أما المعلقة بلسانها فأنها كانت تؤذي زوجها. و أما المعلقة بثدييها فأنها كانت تمتنع من فراش زوجها. [333] . و أما المعلقة برجليها فانها كانت تخرج من بيتها بغير اذن زوجها. و أما التي كانت تأكل لحم جسدها فانها كانت تزين بدنها للناس [334] . و أما التي شدت يداها الي رجليها و سلط عليها الحيات و العقارب فأنها كانت قذرة الوضوء، قذرة الثياب، و كانت لا تغتسل من الجنابة و الحيض،

و لا تتنظف، و كانت تستهين بالصلاة. و أما العمياء الصماء الخرساء فأنها كانت تلد من الزنا فتعلقة في عنق زوجها. [335] . و أما التي كانت يقرض لحمها بالمقاريض [336] فانها كانت تعرض نفسها علي الرجال. و أما التي كانت يحرق وجهها و بدنها، و هي تأكل أمعاءها فانها كانت قوادة. [337] . و اما التي كان رأسها رأس الخنزير، و بدنها بدن الحمار فانها كانت [ صفحه 217] نمامة [338] كذابة. و اما التي كانت علي صورة الكلب، و النار تدخل في دبرها، و تخرج من فيها فأنها كانت قينة [339] نواحة، حاسدة. ثم قال (صلي الله عليه و آله و سلم): ويل لامرة اغضبت زوجها، و طوبي لامرأة رضي عنها زوجها. و عن عبدالعظيم الحسني عن ابي جعفر الثاني عن آبائه (عليهم السلام) قال: دعا سلمان أباذر (رحمة الله عليهما) الي منزله، فقدم اليه رغيفين، فأخذ ابوذر الرغيفين فقلبهما فقال سلمان: يا اباذر تقلب هذين الرغيفين؟! قال: خفت أن لا يكونا نضيجين. فغضب سلمان من ذلك غضبا شديدا ثم قال: ما أجرأك حيث تقلب الرغيفين، فوالله لقد عمل في هذا الخبز الماء الذي تحت العرش، و عملت فيه الملائكة حتي ألقوه الي الريح، و عملت فيه الريح حتي القتة الي السحاب، و عمل فيه السحاب حتي أمطره الي الأرض، و عمل فيه الرعد و الملائكة حتي وضعوه مواضعه، و عملت فيه الأرض و الخشب و الحديد و البهائم و النار و الحطب و الملح، و ما لا احصيه اكثر، فكيف لك أن تقوم بهذا الشكر؟ [ صفحه 218] فقال ابوذر: الي الله اتوب، و أستغفر الله مما أحدثت، و اليك اعتذر مما كرهت. قال:

و دعا سلمان اباذر (رحمة الله عليهما) ذات يوم الي ضيافة، فقدم اليه من جرابه كسرا يابسة، و بلها من ركوته، فقال ابوذر: ما أطيب هذا الخبز لو كان معه ملح! فقام سلمان و خرج، فرهن ركوته بلح، و حمله اليه، فجعل ابوذر يأكل ذلك الخبز و يذر عليه الملح، و يقول: و الحمد لله الذي رزقنا هذه القناعة. فقال سلمان: لو كانت قناعة لم تكن ركوتي مرهونة. و عن عبدالعظيم الحسني عن ابي جعفر الثاني عن آبائه عن اميرالمؤمنين (صلوات الله عليهم) قال: المرء مخبوء تحت لسانه. و عن أمالي الصدوق عن عبدالعظيم الحسني عن ابي جعفر الثاني عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال أميرالمؤمنين (عليه السلام): التدبير قبل العمل يؤمنك من الندم. و عن أمالي الطوسي بسنده عن عبدالعظيم الحسني عن أبي جعفر - الجواد - عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال أميرالمؤمنين (عليه السلام): المرض لا أجر فيه، ولكنه لا يدع علي العبد ذنبا الا حطه، و انما الأجر في القول باللسان، و العمل بالجوارح، و ان الله بكرمه و فضله يدخل العبد - بصدق النية و السريرة الصالحة - الجنة. و في الكافي بسنده عن عبدالعظيم بن عبدالله الحسني قال: حدثني ابوجعفر (صلوات الله عليه) قال: سمعت أبي يقول: سمعت أبي: [ صفحه 219] موسي بن جعفر (عليه السلام) يقول: دخل عمرو بن عبيد [340] علي أبي عبدالله (عليه السلام) فلما سلم و جلس تلا هذه الآية: «الذين يجتنبون كبائر الاثم و الفواحش» ثم أمسك، فقال له أبوعبدالله - الصادق - (عليه السلام): ما أسكتك؟ قال: احب أن أعرف الكبائر من كتاب الله عزوجل. فقال: نعم، يا عمرو، أكبر الكبائر: الاشراك بالله، يقول الله: «و من يشرك بالله فقد حرم الله عليه

الجنة» [341] . و بعده الاياس من روح الله، لأن الله عزوجل يقول: «انه لا ييأس من روح الله الا القوم الكافرون». [342] . ثم الأمن لمكر الله، لأن الله عزوجل يقول: «فلا يأمن مكر الله الا القوم الخاسرون». [343] . و منها: عقوق الوالدين، لأن الله سبحانه جعل العاق جبارا شقيا. و قتل النفس التي حرم الله الا بالحق، لأن الله عزوجل يقول: «فجزاؤه جهنم خالدا فيها..» الي آخر الآية. و قذف المحصنة، لأن الله عزوجل يقول: «لعنوا في الدنيا و الآخرة و لهم عذاب عظيم». [344] . و أكل مال اليتيم، لأن الله عزوجل يقول: (انما يأكلون في [ صفحه 220] بطونهم نارا و سيصلون سعيرا). [345] . و الفرار من الزحف، لأن الله عزوجل يقول: (و من يولهم يومئذ دبره الا متحرفا لقتال أو متحيزا الي فئة فقد باء بغضب من الله و مأواه جهنم و بئس المصير). [346] . و أكل الربا، لأن الله عزوجل يقول: «الذين يأكلون الربا لا يقومون الا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس». [347] . و السحر لأن الله عزوجل يقول: «و لقد علموا لمن اشتراه ماله في الآخرة من خلاق». [348] . و الزنا، لأن الله عزوجل يقول: (و من يفعل ذلك يلق أثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة و يخلد فيه مهانا). [349] . و اليمين الغموس الفاجرة [350] لأن الله عزوجل يقول: (و الذين يشترون بعهد الله و أيمانهم ثمنا قليلا اولئك لا خلاق لهم في الآخرة). [351] . و الغلول، لان الله عزوجل يقول: (و من يغلل يأت بما غل يوم القيامة) [352] . [ صفحه 221] و منع الزكاة المفروضة، لأن الله

عزوجل يقول: (فتكوي بها جباههم و جنوبهم و ظهورهم) [353] . و شهادة الزور، و كتمان الشهادة لأن الله عزوجل يقول: (و من يكتمها فانه آثم قلبه) [354] . و شرب الخمر، لأن الله عزوجل نهي عنها كما نهي عن عبادة الأوثان. و ترك الصلاة متعمدا او شيئا مما فرض الله، لان رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) قال: من ترك الصلاة معتمدا فقد بري ء من ذمة الله و ذمة رسول الله. و نقض العهد و قطيعة الرحم، لأن الله عزوجل يقول: (اولئك لهم اللعنة و لهم سوء الدار) [355] . قال: فخرج عمرو، و له صراخ من بكائه، و هو يقول: هلك من قال برأيه، و نازعكم في الفضل و العلم. [356] . و في التهذيب بسنده عن عبدالعظيم بن عبدالله الحسني عن ابي جعفر محمد بن علي الرضا (عليه السلام) انه قال: سألته عما اهل لغير الله؟ قال: ما ذبخ لصنم أو وثن، أو شجر، حرم الله ذلك كما حرم الميتة و الدم و لحم الخنزير (فمن اضطر غير باغ و لا عاد فلا اثم عليه) أن [ صفحه 222] يأكل الميتة. قال: فقلت له: يابن رسول الله متي تحل للمضطر الميتة؟ فقال: حدثني ابي عن ابيه عن آبائه (عليهم السلام): أن رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) سئل فقيل له: يا رسول الله انا نكون بأرض فتصيبنا المخمصة فمتي تحل لنا الميتة؟ قال: ما لم تصطحبوا أو تغتبقوا، او تحتفوا بقلا، فشأنكم بهذا [357] . قال عبدالعظيم: فقلت له: يابن رسول الله فما معني قوله عزوجل: (فمن اضطر غير باغ و لا عاد)؟ قال: العادي: السارق. و الباغي: الذي يبغي الصيد بطرا و لهوا لا

ليعود به علي عياله، ليس لهما أن يأكلا الميتة اذا اضطرا، هي حرام عليهما في حال الاضطرار كما هي حرام عليهما في حال الاختيار، و ليس لهما ان يقصرا في صوم و لا صلاة في سفر قال: قلت له: فقول الله تعالي: (و المنخنقة و الموقوذة و المتردية و النطيحة و ما أكل السبع الا ما ذكيتم) قال: المنخنقة: التي انخنقت باخناقها حتي تموت، و الموقوذة: التي مرضت و وقذها المرض حتي لم تكن بها حركة، و المتردية: التي تتردي (اي تسقط) من مكان مرتفع الي أسفل، أو تتردي من جبل أو في بئر فتموت، و النطيحة: التي تنطحها بهيمة اخري فتموت، و ما أكل السبع منه فمات، [ صفحه 223] و ما ذبح علي حجر أو علي صنم الا ما ادركت ذكاته فذكي. قلت: (و أن تستقسموا بالأزلام)؟ قال: كانوا في الجاهلية يشترون بعيرا فيما بين عشرة أنفس، و يستقسمون عليه بالقداح، و كانت عشرة، سبعة لهم أنصباء (جمع نصيب) و ثلاثة لا انصباء لها، أما التي لها أنصباء: فالفذ و التوام و النافس، و الحلس و المسبل و المعلي و الرقيب. و أما التي لا أنصباء لها: فالسفح و المنيح و الوغد. و كانوا يجيلون السهام بين عشرة، فمن خرج باسمه سهم - من التي لا انصباء لها - الزم ثلث ثمن البعير، فلا يزالون كذلك حتي تقع السهام التي لا انصباء لها الي ثلاثة، فيلزمونهم ثمن البعير، ثم ينحرونه، و يأكله السبعة الذين لم ينقدوا في ثمنه شيئا، و لم يطعموا منه الثلاثة - الذين وفروا ثمنه - شيئا. فلما جاء الاسلام حرم الله (تعالي ذكره) ذلك فيما حرم، و قال: (و

أن تستقسموا بالأزلام ذلكم فسق) يعني حراما. [358] . و في البحار عن (عيون اخبار الرضا) بسنده عن عبدالعظيم الحسني عن ابي جعفر الثاني (عليه السلام) قال: سألته عن قول الله عزوجل: (أولي لك فأولي ثم أولي لك فأولي)؟ قال: يقول الله عزوجل: بعدا لك من خير الدنيا، و بعدا لك من خير الآخرة. [359] . [ صفحه 224] و في البحار عن (عيون أخبار الرضا) عن عبدالعظيم الحسني، عن ابي جعفر الثاني عن أبيه (عليهماالسلام) قال: دخل أبي (عليه السلام) علي هارون الرشيد و قد استحفزه [360] الغضب علي رجل فقال (اي الامام): انما تغضب لله عزوجل، فلا تغضب بأكثر مما غضب لنفسه. [361] . في البحار عن كتاب مهج الدعوات بسنده عن عبدالعظيم الحسني أن أباجعفر محمد بن علي الرضا (عليهماالسلام) كتب هذه العوذة لابنه أبي الحسن علي بن محمد (عليه السلام) و هو صبي في المهد، و كان يعوذه بها [362] و يأمر أصحابه بها: «بسم الله الرحمن الرحيم، لا حول و لا قوة الا بالله العلي العظيم. اللهم رب الملائكة و الروح و النبيين و المرسلين، و قاهر من في السموات و الأرضين، و خالق كل شي ء و مالكه، كف عنا بأس أعدائنا، و من أراد بنا سوءا من الجن و الانس، و أعلم أبصارهم و قلوبهم و اجعل بيننا و بينهم حجابا و حرسا و مدفعا، انك ربنا، لا حول و لا قوة لنا الا بالله، عليه توكلنا و اليه أنبنا و اليه المصير. ربنا لا تجعلنا فتنة للذين كفروا و اغفر لنا، ربنا انك أنت العزيز الحكيم، ربنا عافنا من كل سوء، و من شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها، و من شر ما يسكن في

الليل و النهار، و من شر كل ذي شر. رب العالمين، و آله المرسلين، صل علي محمد و آله أجمعين [ صفحه 225] و اوليائك، و خص محمدا و آله بأتم ذلك، و لا حول و لا قوة الا بالله العلي العظيم. بسم الله و بالله، اؤمن بالله، و بالله أعوذ، و بالله أعتصم، و بالله أستجير، و بعزة الله و منعته أمتنع من شياطين الانس و الجن، و رجلهم و خيلهم، و ركضهم و عطفهم و رجعتهم و كيدهم، و شرهم، و شر ما يأتون به تحت الليل و تحت النهار من القرب و البعد، و من شر الغائب و الحاضر، و الشاهد و الزائر، أحياءا و أمواتا، أعمي و بصيرا، و من شر العامة و الخاصة، و من شر نفس و وسوستها، و من شر الدناهش [363] و الحس و المس و اللبس، و من عين الجن و الانس، و بالاسم الذي اهتز به عرش بلقيس. و اعيذ ديني و نفسي و جميع ما تحوطه عنايتي من شر كل صورة أو خيال، او بياض أو سواد، أو تمثال، أو معاهد أو غير معاهد، ممن يسكن الهواء و السحاب، و الظلمات و النور، و الظل و الحرور، و البر و البحور، و السهل و الوعور، و الخراب و العمران، و الآكام و الآجام و الغياض، و الكنائس و النواويس و الفلوات، و الجبانات، و من شر الصادرين و الواردين ممن يبدو بالليل، و يستتر بالنهار، و بالعشي و الابكار، و الغدو و الآصال، و المريبين و الأسامرة و الأفاترة و الفراعنة و الأبالسة، و من جنودهم و ارواحهم و عشائرهم و قبائلهم، و من

همزهم و لمزهم، و وقاعهم و أخذهم، و سحرهم و ضربهم و عبثهم و لمحهم و احتيالهم و اختلافهم، و من شر كل ذي شر من السحرة و الغيلان و ام الصبيان، و ما ولدوا و ما وردوا، و من شر كل ذي شر، داخل و خارج، و عارض و معترض، و ساكن و متحرك، و ضربان عرق، و صداع و شقيقة، و ام ملدم، و الحمي [ صفحه 226] و المثلثة، و الربع و الغب و النافضة، و الصالبة، و الداخلة و الخارجة، و من شر كل دابة انت آخذ بناصيتها، انك علي صراط مستقيم، و صلي الله علي نبيه محمد و آله الطاهرين. [364] . و في (عيون أخبار الرضا) بسنده عن عبدالعظيم بن عبدالله الحسني، عن ابي جعفر: محمد (الجواد) بن علي الرضا (عليه السلام) قال: ضمنت لمن زار أبي بطوس، عارفا بحقه، الجنة علي الله تعالي. و عن عبدالعظيم بن عبدالله قال: قلت - لأبي جعفر - عليه السلام: قد تحيرت بين زيارة قبر ابي عبدالله (الحسين) عليه السلام و بين زيارة قبر أبيك (عليه السلام) بطوس، فما تري؟ فقال لي: مكانك، ثم دخل، و خرج، و دموعه تسيل علي خديه فقال: زوار قبر أبي عبدالله كثيرون، و زوار قبر أبي، بطوس قليلون. [365] . و في (أمالي الطوسي) بسنده عن عبدالعظيم بن عبدالله الحسني (رضي الله عنه) قال: حدثنا ابوجعفر: محمد بن علي بن موسي (عليه السلام) قال: حدثني أبي: الرضا علي بن موسي قال: حدثني أبي: موسي بن جعفر قال: حدثني أبي: محمد بن علي قال: حدثني أبي: علي بن الحسين قال: حدثني أبي: الحسين بن علي عن أبيه: أميرالمؤمنين علي بن ابي طالب (عليهم السلام) قال: بعثني رسول الله (صلي

الله عليه و آله و سلم) علي اليمن، فقال - و هو يوصيني -: يا علي ما حار من استخار، و لا ندم من استشار. [ صفحه 227] يا علي! عليك بالدلجة [366] فان الأرض تطوي بالليل ما لا تطوي بالنهار. يا علي! اغد علي اسم الله، فان الله - تبارك و تعالي - بارك لامتي في بكورها. و روي الصدوق ايضا في (عيون أخبار الرضا) بسنده عن عبدالعظيم بن عبدالله الحسني قال: قلت - لأبي جعفر: محمد بن علي الرضا عليه السلام -: يابن رسول الله! حدثني بحديث من آبائك (عليهم السلام). فقال: حدثني أبي، عن جدي، عن آبائه قال: قال أميرالمؤمنين (عليه السلام): «لا يزال الناس بخير ما تفاوتوا، فاذا استووا هلكوا». فقلت له: زدني يابن رسول الله. قال: حدثني أبي عن جدي، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال أميرالمؤمنين (عليه السلام): «لو تكاشفتم، ما تدافنتم» قال: فقلت له: زدني يابن رسول الله. قال: حدثني ابي عن جدي، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال أميرالمؤمنين (عليه السلام): «انكم لن تسعوا الناس بأموالكم، فسعوهم بطلاقة الوجه، و حسن اللقاء» فاني سمعت رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) يقول: «انكم لن تسعوا الناس بأموالكم، [ صفحه 228] فسعوهم بأخلاقكم». قال: فقلت له: زدني يابن رسول الله. قال: حدثني أبي عن جدي، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال أميرالمؤمنين (عليه السلام): «مجالسة الأشرار تورث سوء الظن بالأخيار». قال: فقلت له: زدني يابن رسول الله. قال: حدثني أبي، عن جدي، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال أميرالمؤمنين (عليه السلام): بئس الزاد الي المعاد، العدوان علي العباد» قال: فقلت له: زدني يابن رسول الله. قال: حدثني أبي، عن جدي، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال أميرالمؤمين (عليه السلام): «قيمة كل امرء ما يحسنه» قال: فقلت له:

زدني يابن رسول الله. قال: حدثني أبي، عن جدي، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال أميرالمؤمنين (عليه السلام): «ما هلك امرؤ عرف قدره». قال: فقلت له: زدني يابن رسول الله. قال: حدثني أبي، عن جدي، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال أميرالمؤمنين (عليه السلام): «التدبير قبل العمل يؤمنك من الندم». [ صفحه 229] قال: فقلت له: زدني يابن رسول الله. قال: حدثني أبي، عن جدي، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال أميرالمؤمنين (عليه السلام): «من وثق بالزمان صرع». قال: فقلت له: زدني يابن رسول الله. قال: حدثني أبي، عن جدي، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال أميرالمؤمنين (عليه السلام): «خاطر بنفسه من استغني». قال: فقلت له: يابن رسول الله، زدني. فقال: حدثني أبي، عن جدي، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال أميرالمؤمنين (عليه السلام): «قلة العيال أحد اليسارين». قال: فقلت له: زدني يابن رسول الله. فقال: حدثني أبي، عن جدي، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال أميرالمؤمين (عليه السلام): «من دخله العجب هلك». قال: فقلت له: زدني يابن رسول الله. قال: حدثني أبي، عن جدي، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال أميرالمؤمنين (عليه السلام): «من أيقن بالخلف جاد بالعطية». قال: فقلت له: زدني يابن رسول الله. فقال: حدثني أبي، عن جدي، عن آبائه (عليهم السلام) قال: قال أميرالمؤمنين (عليه السلام): «من رضي بالعافية ممن دونه، [ صفحه 230] رزق السلامة ممن فوقه». قال: فقلت له: حسبي. [367] . و في (الأمالي) ايضا، بسنده عن عبدالعظيم بن عبدالله الحسني قال: حدثنا محمد بن علي الرضا، عن أبيه، عن جده، عن أبيه، عن جده، عن علي بن أبي طالب (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم): انا امرنا - معاشر الأنبياء - بأن نكلم الناس بقدر عقولهم. قال: فقال النبي (صلي الله عليه و آله و سلم): «أمرني

ربي بمداراة الناس كما أمرنا باقامة الفرائض» و في (الأمالي) ايضا بسنده عن عبدالعظيم بن عبدالله الحسني قال: حدثنا أبوجعفر: محمد بن علي، عن أبيه، عن جده، عن جعفر بن محمد، عن آبائه عن علي (عليهم السلام) قال: قال رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم): «السنة سنتان: سنة في فريضة، الأخذ بها هدي، و تركها ضلالة. و سنة في غير فريضة، الأخذ بها فضيلة، و تركها الي غيرها خطيئة». و روي الصدق في (كمال الدين) بسنده عن عبدالعظيم بن عبدالله الحسني عن الامام محمد بن علي بن موسي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب (عليهم السلام) عن آبائه، عن أميرالمؤمنين (عليه السلام) قال: [ صفحه 231] «للقائم منا غيبة، أمدها طويل، كأني بالشيعة يجولون جولان النعم في غيبته، يطلبون المرعي فلا يجدونه. ألا: فمن ثبت منهم علي دينه، و لم يقس قلبه لطول غيبة امامه، فهو في درجتي يوم القيامة. ثم قال (عليه السلام): ان القائم منا اذا قام لم يكن لأحد في عنقه بيعة، فلذلك تخفي ولادته، و يغيب شخصه». و روي الصدوق ايضا، بسنده عن عبدالعظيم بن عبدالله الحسني قال: قلت - لمحمد بن علي بن موسي (عليهم السلام) -: اني أرجو أن تكون القائم من أهل بيت محمد، الذي يملأ الأرض قسطا و عدلا، كما ملئت ظلما و جورا. فقال: يا اباالقاسم! ما منا الا و هو قائم بأمر الله عزوجل، و هاد الي دين الله، ولكن القائم الذي يطهر الله عزوجل به الأرض من أهل الكفر و الجحود، و يملأها عدلا و قسطا: هو الذي تخفي علي الناس ولادته، و يغيب عنهم شخصه، و يحرم عليهم تسميته، و

هو سمي رسول الله و كنيه (صلي الله عليه و آله و سلم). و هو الذي تطوي له الأرض، و يذل له كل صعب، و يجتمع اليه أصحابه: عدة أهل بدر: ثلاثمائة و ثلاثة عشر رجلا، من أقاصي الأرض. و ذلك قول الله - عزوجل -: (أينما تكونوا يأت بكم الله جميعا ان الله علي كل شي ء قدير). فاذا اجتمعت له هذه العدة من أهل الاخلاص أظهر الله أمره، فاذا [ صفحه 232] أكمل العقد - و هو عشرة الآف رجل - خرج باذن الله، فلا يزال يقتل اعداء الله حتي يرضي الله تعالي. قال عبدالظيم: فقلت له: يا سيدي كيف يعلم أن الله - عزوجل - قد رضي؟ قال: يلقي في قلبه الرحمة، فاذا دخل المدينة أخرج اللات و العزي فأحرقهما. [368] . و روي الصدوق ايضا بسنده عن عبدالعظيم بن عبدالله بن علي بن الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن ابي طالب (عليهم السلام) قال: دخلت علي سيدي: محمد بن علي بن موسي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب (عليهم السلام) و أنا أريد أن أسأله عن القائم هو المهدي او غيره؟ فابتدأني، فقال لي: يا أباالقاسم! ان القائم منا هو المهدي، الذي يجب أن ينتظر في غيبته، و يطاع في ظهوره، و هو الثالث من ولدي (أي حفيد ابني). و الذي بعث محمدا (صلي الله عليه و آله و سلم) بالنبوة، و خصنا بالامامة: لو لم يبق من الدنيا الا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتي يخرج فيه، فيملأ الأرض قسطا و عدلا، كما ملئت جورا و ظلما. و ان الله - تبارك و تعالي - ليصلح

له أمره في ليلة كما أصلح أمر كليمه موسي، اذ ذهب يقتبس نارا، فرجع و هو رسول، نبي. ثم قال (عليه السلام): أفضل أعمال شيعتنا انتظار الفرج. [369] . [ صفحه 233] و روي النعماني في (الغيبة) بسنده عن عبدالعظيم بن عبدالله الحسني، عن ابي جعفر محمد بن علي الرضا (عليه السلام) انه سمعه يقول: اذا مات ابني علي (أي الهادي) بدا سراج بعده، ثم خفي. فويل للمرتاب، و طوبي للغريب، الفار بدينه. ثم يكون بعد ذلك أحداث تشيب فيها النواصي، و يسير الصم الصلاب. أي حيرة أعظم من هذه الحيرة التي أخرجت من هذا الأمر الخلق الكثير، و الجم الغفير، و لم يبق عليه ممن كان فيه الا النزر اليسير؟ و ذلك لشك الناس، و ضعف يقينهم، و قلة ثباتهم علي صعوبة ما ابتلي به المخلصون الصابرون، و الثابتون و الراسخون في علم آل محمد، الراوون لأحاديثهم هذه، العالمون بمرادهم فيها، الدارون لما أشاروا اليه في معانيها. الذين أنعم الله عليهم بالثبات، و أكرمهم بالدين، و الحمد لله رب العالمين. [370] . و في البحار، عن (قصص الأنبياء) عن عبدالعظيم الحسني قال: كتبت الي أبي جعفر الثاني أسأله عن ذي الكفل ما اسمه؟ و هل كان من المرسلين؟ فكتب: «بعث الله - جل ذكره - مائة الف نبي، و اربعة و عشرين الف نبيا، المرسلون - منهم - ثلاثمائة و ثلاثة عشر رجلا. [ صفحه 234] و ان ذا الكفل منهم، صلوات الله عليهم، و كان بعد سليمان بن داود (عليه السلام) و كان يقضي بين الناس كما كان يقضي داود، و لم يغضب الا لله عزوجل، و كان اسمه: عويديا، و هو الذي ذكره الله - تعالي، جلت عظمته

- في كتابه حيث قال: (و اذكر اسماعيل، و اليسع و ذا الكفل، و كل من الأخيار) [371] . و روي الصدوق في (علل الشرائع) بسنده عن عبدالعظيم بن عبدالله الحسني، عن محمد بن علي (الجواد) عن أبيه عن جده (عليهم السلام) قال: سمعت اباعبدالله (الصادق) عليه السلام يقول: عقوق الوالدين من الكبائر، لأن الله عزوجل جعل العاق عصيا شقيا. [372] . ايضا بسنده عن عبدالعظيم بن عبدالله الحسني، عن محمد بن علي (عليهماالسلام) قال: حدثني أبي يقول: سمعت جعفر بن محمد (عليهماالسلام) يقول: قذف المحصنات من الكبائر، لأن الله - عز - يقول: «لعنوا في الدنيا و الآخرة، و لهم عذاب عظيم». [373] . و في كتاب (الاقبال) للسيد ابن طاووس، بسنده عن عبدالعظيم بن عبدالله الحسني (رحمه الله) بالري، قال: صلي ابوجعفر محمد بن علي الرضا (عليه السلام) صلاة المغرب في ليلة رأي فيها هلال شهر رمضان، فلما فرغ من الصلاة، و نوي الصيام، رفع يديه، فقال: «اللهم يا من يملك التدبير، و هو علي كل شيي ء قدير، يا من يعلم [ صفحه 235] خائنة الأعين و ما تخفي الصدور، و يجن الضمير، و هو اللطيف الخبير. اللهم اجعلنا ممن نوي فعمل، و لا تجعلنا ممن شقي فكسل، و لا ممن هو علي غير عمل يتكل. اللهم صحح أبداننا من العلل، و أعنا علي ما افترضت علينا من العمل، حتي ينقضي عنا شهرك هذا و قد أدينا مفروضك فيه علينا. اللهم أعنا علي صيامه، و وفقنا لقيامه، و نشطنا فيه للصلاة، و لا تحجبنا من القراءة، و سهل لنا فيه الزكاة. اللهم لا تسلط علينا وصبا، و لا تعبا، و لا سقما، و لا عطبا. اللهم ارزقنا

الافطار من رزقك الحلال. اللهم سهل لنا فيه ما قسمته من رزقك، و يسر ما قدرته من أمرك، و اجعله حلالا، طيبا، نقيا من الآثام، خالصا من الآصار و الأجرام. اللهم لا تطعمنا الا طيبا، غير خبيث و لا حرام، و اجعل رزقك لنا حلالا، لا يشوبه دنس و لا أسقام، يامن علمه بالسر كعلمه بالاعلان، يا متفضلا علي عباده بالاحسان، يا من هو علي كل شيي ء قدير، و بكل شي ء عليم خبير؛ ألهمنا ذكرك، و جنبنا عسرك، و أنلنا يسرك، و اهدنا للرشاد، و وفقنا للسداد، و اعصمنا من البلايا، و صنا من الأوزار و الخطايا، يا من لا يغفر عظيم الذنوب غيره، و لا يكشف السود الا هو، يا ارحم الراحمين، و يا أكرم الأكرمين. صل علي محمد و أهل بيته الطيبين، و اجعل صيامنا مقبولا، و بالبر و التقوي موصولا، و كذلك فاجعل سعينا مشكورا، و حوبنا مغفورا، و قيامنا [ صفحه 236] مبرورا، و قرآننا مرفوعا، و دعاءنا مسموعا، و اهدنا للحسني، و جنبنا العسري، و يسرنا لليسري، و أعل لنا الدرجات، و ضاعف لنا الحسنات، و اقبل منا الصوم و الصلاة، و اسمع منا الدعوات، و اغفر لنا الخطيئات، و تجاوز عنا السيئات، و اجعلنا من العاملين الفائزين، و لا تجعلنا من المغضوب عليهم و لا الضالين، حتي ينقضي شهر رمضان عنا، و قد قبلت فيه صيامنا، و قيامنا و زكيت فيه أعمالنا، و غفرت فيه ذنوبنا، و اجزلت فيه من كل خير نصيبنا، فانك الاله المجيب، الحبيب، و الرب القريب، و انت بكل شيي ء محيط». [374] . و في (عيون الأخبار) بسنده عن عبدالعظيم، عن أبي جعفر [الجواد] (عليه السلام) قال:

«حتمت [375] - لمن زار أبي (عليه السلام) بطوس، عارفا بحقه - الجنة علي الله تعالي». [376] .

عبدالله بن أيوب

الخريبي أو الجزيني، الشاعر، ذكره ابن شهراشوب. و كان انقطاعه الي أبي الحسن علي بن موسي الرضا (عليه السلام) و ذكره ابن عياش في (مقتضب الأثر) ص 54 قال: كان منقطعا الي الرضا (عليه السلام) و أنه رثاه، و قال - يخاطب ابنه اباجعفر محمد بن علي (عليه السلام) بعد وفاة أبيه الرضا (عليه السلام) من كلمة لم نكتبها علي وجهها، بل ذكرنا منها موضع الشاهد -: [ صفحه 237] يابن الذبيح و يابن أعراق الثري طابت أرومته و طاب عروقا يابن الوصي وصي أفضل مرسل أعني النبي الصادق المصدوقا ما لف في خرق القوابل مثله أسد يلف مع الخريق خريقا يا أيها الحبل المتين متي أعذ يوما بعقوته أجده وثيقا أنا عائذ بك في القيامة لائذ أبغي لديك من النجاة طريقا لا يسبقني في شفاعتكم غدا أحد، فلست بحبكم مسبوقا يابن الثمانية الأئمة غربوا و أبا الثلاثة شرقوا تشريقا ان المشارق و المغارب انتم جاء الكتاب بذلكم تصديقا

عبدالله بن خداش

أو خراش (ابوخداش) البصري، عده الشيخ من أصحاب الامام الصادق و الامام الكاظم و الامام الجواد (عليهم السلام).

عبدالله بن رزين الأشعري

في الكافي: روي الحسين بن محمد الأشعري قال: حدثني شيخ من أصحابنا يقال له: عبدالله بن رزين، قال: كنت مجاورا بالمدينة - مدينة الرسول (صلي الله عليه و آله و سلم) - و كان ابوجعفر (عليه السلام) يجي ء في كل يوم الي المسجد...) الي آخر الحديث. [377] . و ملخصه أن عبدالله بن رزين حاول مرات عديدة أن يأخذ التراب من تحت قدم الامام للبركة، ولكن محاولاته كانت تبوء بالفشل، مما يدل علي أن الامام الجواد (عليه السلام) عرف قصد الرجل و اطلع علي نيته، [ صفحه 238] فلم يمش في الأرض بل كان يدخل راكبا و يخرج راكبا. و لعل السبب في ذلك هو أن الامام الجواد (عليه السلام) اراد أن يحافظ علي حياة هذا الرجل، اذ أن السلطة كانت بالمرصاد لكل من يتعاطف مع اهل البيت (عليهم السلام). و الا فأخذ التراب من تحت اقدام اولياء الله - للتبرك - لا مانع منه شرعا.

عبدالله بن الصلت القمي

كنيته: ابوطالب. عده الشيخ من أصحاب الامام الرضا و الامام الجواد (عليهماالسلام). روي الكشي بسنده عن ابي طالب القمي قال: كتبت الي ابي جعفر (عليه السلام) بأبيات، و ذكرت فيه اباه، و سألته أن يأذن لي أن أقول فيه. فقطع الشعر [378] و حبسه [379] و كتب في صدر ما بقي من القرطاس: احسنت فجزاك الله خيرا. و عنه ايضا: كتب الي ابوجعفر ابن الرضا (عليه السلام) يأذن لي أن ارثي اباالحسن [يعني اباه]. قال: فكتب الي: «اندبني و اندب ابي». [ صفحه 239]

عبدالله بن عثمان

روي عن محمد بن علي بن رنجويه، المتطبب قال: حدثنا عبدالله بن عثمان قال: شكوت الي ابي جعفر - الجواد - محمد بن علي بن موسي (عليهم السلام) برد المعدة و خفقانا في فؤادي. فقال (عليه السلام): اين أنت عن دواء ابي و هو الدواء الجامع؟ قلت: يابن رسول الله و ما هو؟ قال: معروف عند الشيعة. قلت: سيدي و مولاي فأنا كأحدهم، فاعطني صفته حتي أعالجه و اعطي الناس. قال (عليه السلام): خذ زعفران و عاقر قرحا، و سنبل، و قاقله و بيخ، و خريق ابيض و فلفل ابيض، اجزاء سواء، و ابرفيون جزئين، يدق ذلك كله دقا ناعما، و ينخل بحريرة، و يعجن بضعفي وزنه عسلا منزوع الرغوة، فيسقي منه صاحب خفقان الفؤاد، و من به برد المعدة بماء كمون يطبخ، فانه يعافي باذن الله تعالي. [380] .

عبدالله بن محمد بن حصين

الحصيني، أو الحضيني أو الحصيبي الأهوازي، عده الشيخ من أصحاب الامام الرضا و الامام الجواد (عليهماالسلام) و كان ثقة، و له رواية عن الامام الجواد (عليه السلام). [ صفحه 240]

عبدالله بن محمد بن حماد

الرازي، عده الشيخ من أصحاب الامام الجواد (عليه السلام).

عبدالله بن محمد بن سهل بن داود

عدة الشيخ من أصحاب الامام الجواد (عليه السلام)

عبدالله - أو: عبيدالله - بن محمد

الرازي، عده الشيخ من أصحاب الامام الجواد (عليه السلام) و روي في التهذيب عن عثمان بن عيسي قال: كتب عبيدالله بن محمد [381] الرازي الي أبي جعفر الثاني (عليه السلام): ان رأيت أن تفسر لي الفقاع فانه قد اشتبه علينا أمكروه هو بعد غليانه أم قبله؟ فكتب (عليه السلام) اليه: لا تقرب الفقاع الا ما لم تضر آنيته [382] أو كان جديدا. فأعاد الكتاب اليه: اني كتبت أسأل عن الفقاع ما لم يغل. فأتاني: «أن اشربه ما كان في اناء جديد، أو غير ضار». و لم أعرف حد الضراوة و الجديد، و سأل أن يفسر ذلك له و هل يجوز شرب ما يعمل في الغضارة و الزجاج و الخشب و نحوه من الأواني؟ فكتب: «يفعل الفقاع في الزجاج و في الفخار الجديد الي قدر ثلاث عملات [383] ثم لا تعد منه بعد ثلاث عملات الا في اناء جديد، و الخشب مثل ذلك». [384] . [ صفحه 241] توضيح الحديث: الفقاع - علي وزن رمان -: شي ء يتخذ من ماء الشعير فقط، و يسمي - في زماننا - البيرة، و هو خمر مسكر، و يحرم شربه اذا غلي، و ماء الشعير يتخذ ايضا دواءا لبعض الأمراض في الطب القديم، بشرط أن لا يغلي و هو غير مسكر. لأنه اذا ترك في الاناء مدة مديدة فانه يختمر و يغلي و يسكر. أما اذا لم يصل الي حد الغليان، فليس بمسكر و لا حرام. و الراوي لهذا الحديث يسأل عن الفقاع، هل يحرم قبل الغليان ام بعده؟ فكتب (عليه السلام)ان لا يشرب الفقاع الا الذي وضع في اناء غير ضاري، أي في اناء لم تصنع

الخمرة ثلاث مرات، و بشرط أن لا يغلي، فحينئذ لا مانع من شربه.

عبدالله بن المغيرة

البجلي، يكني أبامحمد، كوفي، ثقة ثقة، لا يعدل به أحد، من جلالته و دينه و ورعه، و عده الشيخ الطوسي من أصحاب الامام الكاظم و الامام الرضا (عليهماالسلام) له مؤلفات عديدة في الفقه، و ورد اسمه في اسناد كثير من الروايات تبلغ خمسمائة و واحدا و عشرين موردا. و قد ذكر الشيخ الصدوق في (الخصال) رواية عن عبدالله بن المغيرة عن الامام الجواد (عليه السلام) مما يدل أنه أدرك الامام الجواد أيضا، و الرواية - بعد حذف الاسناد -: «عن عبدالله بن المغيرة عن أبي جعفر محمد بن علي الثاني (عليهماالسلام) [ صفحه 242] أنه سمعه يقول: (علم رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) عليا (عليه السلام) ألف كلمة كل كلمة يفتح ألف كلمة)» [385] . أقول: هكذا وجدنا الحديث، و لعل فيه سقطا و هو كلمة «منها» أي يفتح منها ألف كلمة، أو «تفتح» بدل «يفتح» والله العالم.

عبدالله بن موسي بن جعفر

هو عم الامام الجواد (عليه السلام). و في (تنقيح المقال) عن كتاب (الاختصاص) عن علي بن ابراهيم بن هاشم، عن أبيه قال: لما مات ابوالحسن الرضا (عليه السلام) حججنا، فدخلنا علي أبي جعفر (عليه السلام) و قد حضر جمع من الشيعة - من كل بلد - لينظروا الي ابي جعفر. فدخل عمه عبدالله بن موسي، و كان شيخا كبيرا نبيلا، عليه ثياب خشنة و بين عينيه سجادة [386] فجلس. و خرج ابوجعفر (عليه السلام) من الحجرة، و عليه قميص قصب، ورداء قصب [387] و نعل جدد بيضاء. فقام عبدالله فاستقبله، و قبل ما بين عينيه، و قام الشيعة، و قعد ابوجعفر (عليه السلام) علي كرسي، و نظر الناس بعضهم الي بعض و قد تحيروا لصغر سنه. [ صفحه 243] فانتدب رجل من القوم

فقال - لعبدالله -: أصلحك الله، ما تقول في رجل أتي بهيمة؟ [388] . فقال عبدالله: تقطع يمينه و يضرب الحد! فغضب ابوجعفر (عليه السلام) ثم نظر اليه و قال: يا عم، اتق الله، انه لعظيم أن تقف يوم القيامة بين يدي الله عزوجل، فيقول: لم افتيت الناس بما لا تعلم؟ فقال عمه: أستغفر الله يا سيدي، اليس قال هذا ابوك؟ فقال ابوجعفر (عليه السلام): انما سئل عن رجل نبش قبر امرأة فنكحها. فقال ابي: تقطع يمينه للنبش، و يضرب حد الزنا، فان حرمة الميتة كحرمة الحية [389] . فقال: صدقت يا سيدي، و أنا أستغفر الله. فتعجب الناس و قالوا: يا سيدنا أتأذن لنا أن نسألك؟ قال: نعم...) الي آخر الحديث. أقول: و يروي هذا الحديث بصورة اخري

عبدوس بن ابراهيم

البغدادي، لم يذكره علماء الرجال سوي من ناحية التوثيق، و لم يذكروه من أصحاب الامام الجواد (عليه السلام) و انما يروي مرفوعا عن الامام الصادق (عليه السلام) و هذا لا يدل علي أنه كان من أصحابه، و ذكر الشيخ الطوسي: عبدوس العطار من أصحاب الامام الهادي (عليه السلام) فمن الممكن اتحاده مع عبدوس بن ابراهيم البغدادي. [ صفحه 244] و كيف كان فقد روي عن الامام الجواد (عليه السلام) مما يدل علي انه قد رآه. و في البحار عن التهذيب بسنده عن عبدوس بن ابراهيم قال: رأيت أباجعفر الثاني (عليه السلام) قد خرج من الحمام، و هو من قرنه الي قدمه مثل الورد، من أثر الحناء. [390] .

عثمان بن سعيد

العمري، السمان، الزيات، عده الشيخ و ابن شهراشوب من أصحاب الامام الجواد و الامام الهادي و الامام العسكري (عليهم السلام). و قد ذكرناه في كتاب (الامام المهدي من المهد الي الظهور) و نذكره بالتفصيل في كتاب (الامام الهادي) انشاءالله تعالي.

عثمان بن عيسي

العامري، الكلابي، كان من أصحاب الامام الكاظم و الامام الرضا و الامام الجواد (عليهم السلام) و هو الذي يروي خبر عبدالله - أو عبيدالله - الرازي عن الامام الجواد (عليه السلام).

علي بن ابي قرة

ابوالحسن، عده الشيخ من أصحاب الامام الهادي (عليه السلام). له كتاب (عمل شهر رمضان) ينقل عنه السيد ابن طاووس في كتاب (الاقبال) يروي عن الامام الجواد (عليه السلام). [ صفحه 245]

علي بن اسباط الكندي الكوفي

كان فطحيا [391] معاصرا للامام الرضا (عليه السلام) ثم اهتدي علي يد الامام الجواد (عليه السلام) و كان ثقة و أصدق لهجة، يعتمد علي روايته. في الكافي بسنده عن علي بن اسباط قال: رأيت اباجعفر - الجواد - (عليه السلام) و قد خرج علي، فأخذت النظر اليه [392] و جعلت انظر الي رأسه و رجليه لأصف قامته لأصحابنا بمصر فبينما أنا كذلك حتي قعد و قال: يا علي: ان الله احتج في الامامة بمثل ما احتج به في النبوة فقال: «و آتيناه الحكم صبيا» [393] و «لما بلغ أشده» [394] و «و بلغ اربعين سنة» [395] فقد يجوز أن يؤتي الحكمة و هو صبي، و يجوز أن يؤتاها و هو ابن اربعين سنة. و يروي هذا الحديث عن علي بن اسباط بأدني تغيير كما في تفسير القمي في تفسير قوله تعالي: «قل هذه سبيلي أدعوا الي الله» عن علي بن أسباط قال: قلت - لأبي جعفر الثاني (عليه السلام) -: يا سيدي ان الناس ينكرون عليك حداثة سنك. قال: و ما ينكرون علي من ذلك؟ فوالله لقد [ صفحه 246] قال الله لنبيه (صلي الله عليه و آله و سلم): «قل هذه سبيلي أدعوا الي الله علي بصيرة انا و من اتبعني» فما تبعه غير علي (عليه السلام) و كان ابن تسع سنين، و انا ابن تسع سنين. و في الكافي ايضا عن علي بن مهزيار قال: كتب علي بن اسباط الي أبي جعفر - الجواد - (عليه السلام) في أمر بناته، و أنه

لا يجد أحدا مثله. فكتب اليه ابوجعفر (عليه السلام): «فهمت ما ذكرت من أمر بناتك، و أنك لا تجد أحدا مثلك، فلا تنظر في ذلك - رحمك الله - فان رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) قال: اذا جاءكم من ترضون خلقه و دينه فزوجوه، الا تفعلوه تكن فنتة في الأرض و فساد كبير. [396] . توضيح الحديث: ان علي بن اسباط كانت له بنات قد ادركن سن الزواج، ولكنه كان يود ان يزوجهن ممن هو مثله في المعرفة و كمال التشيع، و لهذا كان يؤخر تزويجهن، فنهاه الامام الجواد (عليه السلام) عن ذلك بقوله: «فلا تنظر في ذلك» أي: لا تبحث عمن هو مثلك في الصدق و الوثاقة و كمال التشيع، بل زوجهن ممن ترضي خلقه و دينه، فاذا كان الخاطب حسن الخلق و معتقدا بالمذهب الحق، ففيه الكفاية. و ليس معني ذلك أن يزوج بناته من غير الشيعة، لأن رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) قال: «اذا جاءكم من ترضون خلقه و دينه...» و من الواضح ان غير مذهب اهل البيت ليس علي الحق و لا مرضيا عند الله و رسوله. [ صفحه 247] روي الصدوق في (عيون أخبار الرضا) بسنده عن علي بن اسباط قال: سألت أباجعفر [الجواد] (عليه السلام): «ما لمن زار والدك (عليه السلام) بخراسان». قال: «الجنة والله، الجنة والله». [397] .

علي بن بلال البغدادي

عده الشيخ من أصحاب الامام الجواد و الامام الهادي و الامام العسكري (عليهم السلام) و له مراسلة مع الامام العسكري (عليه السلام) نذكرها في كتاب (الامام العسكري) انشاءالله تعالي.

علي بن جرير

ليس له ذكر في كتب الرجال الموجودة عندي، و يوجد اسم علي بن حديد، و سنذكره قريبا، فلعله هو، و جاء الاشتباه من قلم النساخ. في البحار عن كتاب (الخرائج) عن علي بن جرير قال: كنت عند ابي جعفر - الجواد - ابن الرضا (عليه السلام) جالسا، و قد ذهبت شاة لمولاة له، فأخذوا بعض الجيران يجرونهم اليه، و يقولون: أنتم سرقتم الشاة. فقال ابوجعفر (عليه السلام): ويلكم خلوا عن جيراننا، فلم يسرقوا شاتكم، الشاة في دار فلان، فاذهبوا فأخرجوها من داره. فخرجوا، فوجدوها في داره، و أخذوا الرجل و ضربوه، و خرقوا [ صفحه 248] تيابه، و هو يحلف انه لم يسرق هذه الشاة. الي أن صاروا الي أبي جعفر (عليه السلام) فقال: ويحكم! ظلمتم الرجل، فان الشاة دخلت داره و هو لا يعلم بها. فدعاه، فوهب له شيئا بدل ما خرق من ثيابه و ضربه. [398] .

علي بن حديد بن حكيم المدائني

عده الشيخ من أصحاب الامام الرضا و الامام الجواد (عليهماالسلام) يقال انه كان ضعيفا لا يعتمد علي ما ينفرد بنقله من الأحاديث والله العالم. و في الكافي بسنده عن علي بن حديد: ان علي بن ميسر كتب الي الامام الجواد (عليه السلام) يسأله: عن رجل اعتمر في شهر رمضان، ثم حضر الموسم، أيحج مفردا للحج، أو يتمتع، أيهما أفضل؟ فكتب اليه: «يتمتع أفضل» [399] . توضيح الحديث: ان رجلا ذهب الي مكة لأداء العمرة في شهر رمضان، و بقي في مكة حتي موسم الحج، فهل يحج حج الافراد أو حج التمتع؟ فأجابه (عليه السلام) بأن حج التمتع أفضل. و قد ذكرنا اقسام الحج، في ترجمة احمد بن ابي نصر في هذا الكتاب. [ صفحه 249] و في الكافي ايضا عن علي بن حديد قال:

كنت مقيما بالمدينة في شهر رمضان - سنة ثلاث عشرة و مائتين - فلما قرب (عيد) الفطر، كتبت الي ابي جعفر (عليه السلام) اسأله عن الخروج في عمرة شهر رمضان افضل، أو اقيم حتي ينقضي الشهر و أتم صومي؟ فكتب الي كتابا قرأته بخطه: «سألت - رحمك الله - عن أي العمرة افضل؟ عمرة شهر رمضان افضل يرحمك الله.» [400] .

علي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين

هو ابن الامام الصادق، و أخو الامام الكاظم، و عم الامام الرضا، و عم أبي الامام الجواد (عليهم السلام) و قيل: انه ادرك الامام الهادي (عليه السلام) ايضا. أدرك أربعة أو خمسة من الأئمة (عليهم السلام) و تجاوز عمره المائة سنة. سكن العريض [401] و دفن فيه، و لهذا لقب بالعريضي - و هكذا اولاده - و قيل: مات في مدينة قم - ايران - و دفن فيها. ولكنه غير ثابت. و كان ثقة، جليل القدر، حسن العقيدة، خاضعا للحق، مخالفا لهواه، يحمل نفسية طيبة، بعيدا عن الكبرياء و التجبر شديد الورع، كثير الفضل، و بهذه الأحاديث يظهر ما نقول: روي الكشي بسنده عن علي بن جعفر قال: قال رجل - أحسبه من الواقفة (أي الواقفية) -: ما فعل أخوك ابوالحسن [ صفحه 250] (أي موسي بن جعفر)؟ قلت: قد مات. قال: و ما يدريك بذاك؟ (أي كيف ثبت موته عندك؟) قلت: اقتسمت أمواله، و أنكحت نساؤه، و نطق الناطق من بعده (أي قام الامام الذي بعده). قال: و من الناطق بعده؟ قلت: ابنه علي (أي الامام الرضا) قال: فما فعل؟ قلت له: مات. قال: و ما يدريك انه مات؟ قلت: قسمت أمواله: و نكحت نساؤه، و نطق الناطق من بعده. قال: و من الناطق من بعده؟ قلت: ابوجعفر

[اي الجواد] ابنه. فقال لي: أنت في سنك و قدرك، و ابن جعفر بن محمد، تقول هذا القول في هذا الغلام؟! قلت: ما اراك الا شيطانا!! ثم أخذ بلحيته فرفعها الي السماء ثم قال: فما حيلتي ان كان الله رآه - أي الامام الجواد - أهلا لهذا، و لم ير هذه الشيبة لهذا أهلا). و بسنده عن الحسين بن موسي بن جعفر (عليهماالسلام) قال: [ صفحه 251] كنت عند ابي جعفر - الجواد - (عليه السلام) بالمدينة و عنده علي بن جعفر، و أعرابي من أهل المدينة جالس، فقال الأعرابي: من هذا الفتي؟ و أشار الي أبي جعفر (عليه السلام). قلت: هذا وصي رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم). فقال: سبحان الله! رسول الله قد مات منذ مائتي سنة و كذا و كذا سنة، و هذا حدث، كيف يكون هذا؟ قلت: هذا وصي علي بن موسي بن جعفر (عليه السلام) و موسي وصي جعفر بن محمد، و جعفر وصي محمد بن علي، و محمد وصي علي بن الحسين، و علي بن الحسين وصي الحسين، و الحسين وصي علي بن ابي طالب (عليه السلام) [402] و علي بن ابي طالب وصي رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم). قال - الحسين بن موسي -: و دني الطبيب ليقطع له العرق [403] فقام علي بن جعفر فقال: يا سيدي يبدؤ بي، ليكون حدة الحديد في قبلك. قلت: يهنؤك. هذا عم ابيه. فقطع له العرق. ثم اراد ابوجعفر (عليه السلام) النهوض، فقام علي بن جعفر فسوي له نعليه حتي يلبسهما). [ صفحه 252] و في الكافي بسنده عن محمد بن الحسن بن عمار قال: كنت عند علي بن جعفر بن محمد جالسا بالمدينة، و كنت

أقمت عنده سنتين أكتب عنه ما يسمع من أخيه - يعني اباالحسن (الكاظم) عليه السلام - اذ دخل عليه أبوجعفر محمد بن علي الرضا (عليه السلام) المسجد - مسجد الرسول - (صلي الله عليه و آله و سلم) فوثب علي بن جعفر بلا حذاء و لا رداء، فقبل يده و عظمه. فقال له ابوجعفر (عليه السلام): يا عم اجلس، رحمك الله. فقال: يا سيدي كيف أجلس و أنت قائم؟ فلما رجع علي بن جعفر الي مجلسه (أي الي مكانه الذي كان جالسا فيه) جعل أصحابه يوبخونه و يقولون: أنت عم أبيه و أنت تفعل به هذا الفعل؟ فقال: أسكتوا، اذا كان الله - عزوجل - (و قبض علي لحيته) لم يؤهل هذه الشيبة، و أهل هذا الفتي، و وضعه حيث وضعه انكر فضله؟ نعوذ بالله مما تقولون. بل أنا له عبد!! [404] . أقول: و روي علي بن جعفر أحاديث كثيرة عن أبيه و اخيه و ابن اخيه و الامام الجواد (عليهم السلام) و منها حديث القافة، و لا داعي لذكره.

علي بن حسان الواسطي القصير المعروف بالمنمس

كان من أصحاب الامام الرضا و الامام الجواد (عليهماالسلام) [ صفحه 253] و عاش اكثر من مائة سنة، و اكثر رواياته عن الامام الرضا (عليه السلام) و في الكافي عن علي بن ابراهيم عن ابيه قال: قال علي بن حسان لأبي جعفر - الجواد - (عليه السلام): يا سيدي ان الناس ينكرون عليك حداثة سنك. فقال: و ما ينكرون من ذلك قول الله عزوجل؟ لقد قال الله عزوجل لنبيه (صلي الله عليه و آله و سلم) «قل هذه سبيلي أدعو الي الله علي بصيرة أنا و من اتبعني» فوالله ما تبعه الا علي (عليه السلام) و له تسع سنين، و أنا

ابن تسع سنين. [405] . و في البحار (عن (دلائل الامامة) للطبري عن علي بن حسان الواسطي المعروف بالعمش [406] . قال: حملت معي اليه (أي الي الامام الجواد) من الآلة التي للصبيان، بعضا من فضة و قلت: أتحف مولاي اباجعفر (عليه السلام) بها. فلما تفرق الناس عنه عن جواب لجميعهم قام فمضي الي صريا [407] و اتبعته فلقيت موفقا [خادم الامام] فقلت: استأذن لي علي أبي جعفر. فدخلت، و سلمت، فرد علي السلام، و في وجهه الكراهة، و لم يأمرني بالجلوس، فدنوت منه و فرغت ما كان في كمي بين يده، فنظر الي نظر مغضب، ثم رمي يمينا و شمالا، ثم قال: ما لهذا خلقني الله، ما أنا [ صفحه 254] و اللعب؟! فاستعفيته، فعفي عني، فخرجت. [408] . و في تفسير القمي في قوله تعالي: «انما جزاء الذين يحاربون الله و رسوله...» الي آخر الآية. [409] . حدثني ابي عن علي بن حسان عن أبي جعفر (عليه السلام) قال: من حارب الله و أخذ المال و قتل، كان عليه أن يقتل و يصلب، و من حارب و قتل و لم يأخذ المال كان عليه ان يقتل و لا يصلب. و من حارب فأخذ المال و لم يقتل كان عليه ان تقطع يده و رجله من خلاف. و من حارب و لم يأخذ المال و لم يقتل كان عليه ان ينفي. ثم استثني الله عزوجل فقال: «الا الذين تابوا من قبل أن تقدروا عليهم» يعني (يتوب من قبل ان يأخذهم الامام).

علي بن الحسين بن داود

القمي، روي عن أبي جعفر الثاني (عليه السلام) كما في (الجامع) للزنجاني.

علي بن الحسين (1)

بن علي بن عمر بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام). عده الشيخ من أصحاب الامام الجواد (عليه السلام). [ صفحه 255]

علي بن الحسين (2)

الهمداني، عده العلامة من أصحاب الامام الجواد (عليه السلام) و عده الشيخ من أصحاب الامام الهادي (عليه السلام).

علي بن الحكم

عده الشيخ من أصحاب الامام الجواد (عليه السلام) و يوجد في كتب الرجال علي بن الحكم الأنباري و علي بن الحكم بن الزبير النخعي، و المحتمل أن الكل واحد، والله العالم.

علي بن خالد

قال الشيخ المفيد في (الارشاد): انه كان زيديا، ثم قال بالامام (اي الامام الجواد) عليه السلام، و حسن اعتقاده لأمر شاهده من كرامات ابي جعفر الثاني (عليه السلام). أقول: الحديث مروي في (الارشاد) و (السرائر) و (الخرائج) و (الكافي) باختلاف يسير. في الكافي بسنده عن محمد بن حسان عن علي بن خالد قال محمد (بن حسان): و كان (علي بن خالد) زيديا، قال: كنت بالعسكر [410] ، فبلغني أن هناك رجلا محبوسا أتي به من ناحية الشام مكبولا [411] و قالوا: انه تنبأ [412] . قال علي بن خالد: فأتيت الباب، و داريت البوابين و الحجبة [413] حتي [ صفحه 256] وصلت اليه، فاذا رجل له فهم، فقلت: يا هذا ما قصتك و ما أمرك؟ قال: اني كنت رجلا بالشام، أعبد الله في الموضع الذي يقال له: موضع رأس الحسين، فبينما أنا في عبادتي اذ أتاني شخص فقال: قم بنا. فقمت معه، فبينا أنا معه اذا أنا في مسجد الكوفة. فقال لي: تعرف هذا المسجد؟ فقلت: نعم، هذا المسجد الكوفة. قال: فصلي و صليت معه. فبينا أنا معه اذا أنا في مسجد الرسول (صلي الله عليه و آله و سلم) بالمدينة، فسلم علي رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) و سلمت، و صلي و صليت معه، و صلي علي رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم). فبينا أنا معه، اذا أنا بمكة، فلم ازل معه حتي قضي مناسكه، و قضيت مناسكي معه. فبينا أنا

معه اذا أنا في الموضع الذي كنت اعبد الله فيه بالشام، و مضي الرجل. فلما كان العام القابل اذا أنابه، ففعل مثل فعلته الأولي. [414] . فلما فرغنا من مناسكنا، و ردني الي الشام، و هم بمفارقتي قلت له: سألتك بالحق [415] الذي أقدرك علي ما رأيت الا أخبرتني من أنت؟ فقال: أنا محمد بن علي بن موسي. [ صفحه 257] قال: فتراقي الخبر [416] حتي انتهي الي محمد بن عبدالملك الزيات، فبعث الي و اخذني و كبلني في الحديد [417] و حملني الي العراق. قال [علي بن خالد]: فقلت له: فارفع القصة الي محمد بن عبدالملك. ففعل، و ذكر في قصته ما كان. فوقع [عبدالملك] في قصته: «قل للذي أخرجك من الشام في ليلة الي الكوفة و من الكوفة الي المدينة، و من المدينة الي مكة، و ردك من مكة الي الشام أن يخرجك من حبسك هذا». قال علي بن خالد: فغمني ذلك من أمره، و رققت له، و أمرته بالعزاء [418] و الصبر. قال: ثم بكرت [419] عليه، فاذا الجند، و صاحب الحرس، و صاحب السجن، خلق الله، فقلت: ما هذا؟ فقالوا: المحمول من الشام، الذي تنبأ، افتقد البارحة، فلا يدري أخسفت به الأرض، أو اختطفه الطير. [420] . أقول: و الحديث الذي رواه المفيد في الارشاد يختلف شيئا يسيرا، و لا بأس أن نذكره تتميما للفائدة، فانه ذكر الي قوله: (كنت رجلا بالشام أعبد الله في الموضع الذي يقال...) هكذا: «في الموضع الذي يقال أنه نصب فيه رأس الحسين (عليه السلام): [ صفحه 258] فبينا أنا ذات ليلة في موضعي مقبل علي المحراب أذكر الله تعالي اذ رأيت شخصا بين يدي فنظرت اليه،

فقال لي: قم. فقمت، فمشي بي قليلا، فاذا أنا في مسجد الكوفة. فقال لي: أتعرف هذا المسجد؟ فقلت: نعم، هذا مسجد الكوفة. قال: فصلي، و صليت معه، ثم انصرف، و انصرفت معه، فمشي قليلا، فاذا نحن بمسجد الرسول (صلي الله عليه و آله و سلم) فسلم علي الرسول، و صليت معه، ثم خرج و خرجت معه، فمشي قليلا فاذا أنا بمكة، فطاف بالبيت و طفت معه، ثم خرج و مشي قليلا فاذا أنا في موضعي الذي أعبد الله فيه بالشام. و غاب الشخص، فبقيت متعجبا حولا (أي سنة كاملة) مما رأيت. فلما كان في العام المقبل، رأيت ذلك الشخص، فاستبشرت به، و دعاني فأجبته، ففعل كما فعل في العام الماضي، فلما أراد مفارقتي بالشام قلت له: سألتك بالذي أقدرك علي ما رأيت منك الا اخبرتني من أنت؟ قال: انا محمد بن علي بن موسي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن ابي طالب. فحدثت من كان يصير الي بخبره، فرقي (أي ارتفع) ذلك الي محمد بن عبدالملك الزيات فبعث الي من أخذني و كبلني في الحديد، و حملني الي العراق، و حبست كما تري، و ادعي علي المحال [421] . [ صفحه 259] فقلت له: أرفع القصة الي محمد بن عبدالملك؟ قال: افعل. فكتبت عنه قصته و شرحت أمره فيها، و رفعتها الي محمد بن عبدالملك، فوقع في ظهرها (أي: كتب خلف الورقة): قل للذي أخرجك من الشام في ليلة الي الكوفة و من الكوفة الي المدينة، و من المدينة الي مكة، و ردك من مكة الي الشام أن يخرجك من حبسك هذا. قال علي بن خالد: فغمني ذلك من أمره، و

انصرفت محزونا عليه. فلما كان من الغد، باكرت الي الحبس لأعلم الحال، و آمره بالصبر و العزاء، فوجدت الجند و أصحاب الحرس، و خلقا عظيما من الناس يهرعون. فسألت عن حالهم فقيل لي: المتنبي ء (أي مدعي النبوة) المحمول من الشام افتقد البارحة من الحبس...) أقول: هذا الحديث يتضمن البحث عن طي الأرض، و هو من الحقائق التي صرح بها القرآن الكريم في قصة سليمان بن داود (عليهماالسلام) حيث قال: (أيكم يأتيني بعرشها قبل أن يأتوني مسلمين، قال عفريت من الجن أنا آتيك به قبل أن تقوم من مقامك و اني عليه لقوي أمين، قال الذي عنده علم من الكتاب أنا آتيك به قبل أن يرتد اليك طرفك فلما رآه مستقرا عنده قال هذا من فضل ربي (الي آخر الآية. فان كانت هذه القدرة موجودة لعفريت من الجن أن يأتي بعرش بلقيس من مدينة سبأ من اليمن الي الأردن في خلال ساعات، و كانت هذه القدرة موجودة لآصف بن برخيا وصي سليمان بن داود ان يأتي بالعرش في [ صفحه 260] طرفة عين، فما المانع ان تكون هذه القدرة موجودة للامام الجواد (عليه السلام) و هو وصي رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) و خليفته؟!

علي بن سليمان

أو: علي بن محمد بن سليمان النوفلي، كان من أصحاب الامام الجواد (عليه السلام). و في التهذيب بسنده عن علي بن سليمان النوفلي قال: كتبت الي ابي جعفر الثاني (عليه السلام) أسأله عن أرض أوقفها جدي علي المحتاجين من ولد فلان بن فلان، الرجل يجمع القبيلة، و هم كثير متفرقون في البلاد، و في ولد الموقف حاجة شديدة، فسألوني أن أخصهم بهذا دون سائر ولد ارجل الذي فيه الوقف؟ فأجاب (عليه السلام): ذكرت

الأرض التي أوقفها جدك علي نفر من ولد فلان، و هي لمن حضر البلد الذي فيه الوقف، و ليس لك أن تتبع من كان غائبا. [422] .

علي بن سيف النخعي

كان من أصحاب الامام الرضا (عليه السلام) و حيث انه يروي حديثا يتعلق بالامام الجواد (عليه السلام) نذكره فيما يلي: في الكافي عن علي بن سيف النخعي، عن بعض اصحابنا، انه قال لأبي جعفر الثاني (عليه السلام): ان الناس يتكلمون عن حداثة سنك. [ صفحه 261] فقال (عليه السلام): ان الله تعالي اوحي الي داود (عليه السلام) أن يستخلف سليمان و هو صبي يرعي الغنم. فأنكر ذلك عباد بني اسرائيل و علماؤهم، فأوحي الله الي داود أن خذ عصا المتكلمين و عصا سليمان، و اجعلها في بيت و اختم عليها بخواتيم القوم، فاذا كان من الغد فمن كانت عصاه اورقت و اثمرت، فهو الخليفة. فأخبرهم بذلك داود، فقالوا: قد رضينا و سلمنا [423] [424] .

علي بن عاصم الكوفي

كان من أصحاب الامام الجواد و الامام العسكري (عليهماالسلام) و كان شيخ الشيعة في وقته، و كان عنده مائة الف حديث، و تجاوز التسعين من عمره. و مات في حبس المعتضد العباسي، و كان حمل من الكوفة مع جماعة من أصحابه، فحبس من بينهم بالمطامير [425] فمات علي سبيل ماء، و أطلق الباقون. و في (تنقيح المقال) عن كتاب (أمان الأخطار): ان علي بن عاصم الزاهد كان يزور الحسين (عليه السلام) - قبل عمارة مشهده - بالناس (اي مع الناس) فدخل سبع (اي اسد) اليه، فلم يهرب منه، و رأي كف السبع منتفخة (أي متورمة) بقصبة قد دخلت فيها (أي في كفه) [ صفحه 262] فأخرج القصبة منه، و عصر كف السبع، و شده بعمامته، و لم يقف من الزوار لذلك سواه. [426] . و قد روي الصدوق في (عيون أخبار الرضا) حديثا [427] بسنده عن علي بن عاصم عن الامام الجواد (عليه السلام) نذكره لما فيه من

الفوائد: بسنده عن محمد بن علي بن عبدالصمد الكوفي قال: حدثنا علي بن عاصم: عن محمد بن علي بن موسي، عن أبيه علي بن موسي، عن أبيه موسي بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي بن ابي طالب (عليهم السلام) قلا: دخلت علي رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) و عنده أبي بن كعب فقال لي رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم): مرحبا يا اباعبدالله، يا زين السماوات و الأرض. فقال أبي: و كيف يكون - يا رسول الله - زين السماوات و الأرض احد غيرك؟ قال: يا أبي، و الذي بعثني بالحق نبيا ان الحسين بن علي في السماء اكبر منه في الارض، و انه لمكتوب عن يمين عرش الله عزوجل، مصباح هدي و سفينة نجاة [428] و امام غير وهن، و عز و فخر، و علم و ذخر. و ان الله عزوجل ركب في صلبه نطفة مباركة زكية، و قد لقن دعوات ما يدعو بهن مخلوق الا حشره الله عزوجل معه، و كان شفيعه في آخرته، [ صفحه 263] و فرج الله عنه كربه، و قضي بها دينه، و يسر امره، و أوضح سبيله، و قواه علي عدوه، و لم يهتك ستره. فقال أبي بن كعب: و ما هذه الدعوات يا رسول الله؟ قال: تقول - اذا فرغت من صلاتك: (اللهم أني أسألك بكلماتك و معاقد عرشك، و سكان سماواتك، و انبيائك و رسلك ان تستجيب لي، فقد رهقني من أمري عسر، فأسألك ان تصلي علي محمد و آل محمد، و أن تجعل لي من أمري يسرا). فان الله

عزوجل يسهل أمرك، و يشرح صدرك، و يلقنك شهادة ان لا اله الا الله عند خروج نفسك. قال له أبي: يا رسول الله فما هذه النطفة التي في صلب حبيبي الحسين؟ قال: مثل هذه النطفة كمثل القمر، و هي نطفة بنين و بنات، يكون من اتبعه رشيدا، و من ضل عنه هويا. قال: فما اسمه و ما دعاؤه؟ قال: اسمه علي، و دعاؤه: «يا دائم، يا ديموم، يا حي يا قيوم، يا كاشف الغم، و يا فارج الهم، و يا باعث الرسل، و يا صادق الوعد» من دعا بهذا الدعاء حشره الله عزوجل مع علي بن الحسين، و كان قائده الي الجنة. فقال ابي: يا رسول الله فهل له من خلف و وصي؟ قال: نعم، له مواريث السموات و الأرض. قال: ما معني مواريث السموات و الأرض يا رسول الله؟ [ صفحه 264] قال: القضاء بالحق، و الحكم بالديانة، و تأويل الأحكام، و بيان ما يكون. قال: فما اسمه؟ قال: اسمه محمد، و ان الملائكة لتستأنس به في السموات، و يقول في دعائه: «اللهم ان كان لي عندك رضوان و ود فاغفز لي و لمن تبعني من اخواني و شيعتي، و طيب ما في صلبي». فركب الله في صلبه نطفة طيبة مباركة زكية، و أخبرني جبرئيل (عليه السلام): أن الله عزوجل طيب هذه النطفة، و سماها عنده جعفرا، و جعله هاديا مهديا، راضيا مرضيا، يدعو ربه فيقول في دعائه: (يا ديان غير متوان، يا أرحم الراحمين، اجعل لشيعتي من النار وقاءا. و لهم عندك رضا، و اغفر ذنوبهم، و يسر امورهم، و اقض ديونهم، و استر عوارتهم، و هب لهم الكبائر التي بينك و بينهم. يا من لا يخاف

الضيم، و لا تأخذه سنتة و لا نوم، اجعل لي من كل غم فرجا). من دعا بهذا الدعاء حشره الله تعالي أبيض الوجه مع جعفر بن محمد الي الجنة. يا ابي: ان الله تبارك و تعالي ركب علي هذه النطفة نطفة زكية مباركة طيبة، انزل عليها الرحمة، و سماها عنده موسي. فقال له ابي: يا رسول الله، كأنهم يتواصلون و يتناسلون، و يتوارثون، و يصف بعضهم بعضا. [ صفحه 265] قال: وصفهم لي جبرئيل عن رب العالمين جل جلاله. قال: ابي -: فهل لموسي دعوة يدعو بها سوي دعاء آبائه؟ قال: نعم، يقول في دعائه: (يا خالق الخلق، و يا باسط الرزق و فالق الحب و النوي، و باري ء النسم، و محيي الموتي، و مميت الأحياء، و دائم الثبات، و مخرج النبات افعل بي ما أنت أهله). من دعا بهذا الدعاء قضي الله تعالي حوائجه، و حشره يوم القيامة مع موسي بن جعفر. و ان الله عزوجل ركب في صلبه نطفة مباركة زكية، رضية مرضية، و سماها عنده عليا، يكون لله تعالي في خلقه رضيا في علمه و حكمه، و يجعله حجة لشيعته يحتجون به يوم القيامة، و له دعاء يدعو به: (اللهم أعطني الهدي و ثبتني عليه، و احشرني عليه آمنا، أمن من لا خوف عليه و لا حزن و لا جزع، انك أهل التقوي و أهل المغفرة). و ان الله عزوجل ركب في صلبه نطفة مباركة طيبة رضية مرضية، و سماها محمد بن علي، فهو شفيع شيعته، و وارث علم جده. له علامة بينة، و حجة ظاهرة، اذا ولد يقول: لا اله الا الله، محمد رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) و

يقول في دعائه: (يا من لا شبيه له و لا مثال، أنت الله الذي لا اله الا أنت، و لا خالق الا أنت، تفني المخلوقين و تبقي، أنت حلمت عمن عصاك، و في المغفرة رضاك). من دعا بهذا الدعاء كان محمد بن علي شفيعه يوم القيامة. [ صفحه 266] و ان الله تعالي ركب في صلبه نطفة لا باغية و لا طاغية، بارة، مباركة، طيبة طاهرة، سماها عنده علي بن محمد، فألبسها الكسينة و الوقار، و أودعها العلوم و كل سر مكتوم، من لقيه و في صدره شي ء أنبأه به، و حذره من عدوه، و يقول في دعائه: (يا نور يا برهان، يا منير يا مبين، يا رب اكفني شر الشرور، و آفات الدهور، و أسألك النجاة يوم ينفخ في الصور). من دعا بهذا الدعاء كان علي بن محمد شفيعه و قائده الي الجنة. و ان الله تبارك و تعالي ركب في صلبه نطفة و سماها عنده الحسن، فجعله نورا في بلاده، و خليفة في ارضه، و عزا لأمة جده، و هاديا لشيعته، و شفيعا لهم عند ربه، و نقمة علي من خالفه، و حجة لمن والاه، و برهانا لمن اتخذه اماما. يقول في دعائه: (يا عزيز العز في عزه، ما أعز عزيز العز في عزه، يا عزيز أعزني بعزتك، و أيدني بنصرك، و أبعد عني همزات الشياطين، و أدفع عني بدفعك، و امنع عني بمنعك، و اجعلني من خيار خلقك، يا واحد يا أحد، يا فرد يا صمد). من دعا بهذا الدعاء حشره الله عزوجل معه، و نجاه من النار ولو وجبت عليه. و ان الله تبارك و تعالي ركب في صلب الحسن نطفة

مباركة زكية، طيبة، طاهرة، مطهرة، يرضي بها كل مؤمن ممن قد أخذ الله تعالي ميثاقه في الولاية. و يكفر بها كل جاحد، فهو امام تقي نقي، بار مرضي، هادي [ صفحه 267] مهدي، يحكم بالعدل و يأمر به، يصدق الله تعالي و يصدقه الله تعالي في قوله، يخرج من تهامة، حين تظهر الدلائل و العلامات، و له كنوز لا ذهب و لا فضة الا خيول مطهمة، و رجال مسومة، يجمع الله تعالي له من أقاصي البلاد علي عدة أهل بدر: ثلاثمائة و ثلاثة عشر رجلا،. معه صحيفة مختومة، فيها عدد أصحابه بأسمائهم و أنسابهم، و بلدانهم، و ضياعهم، و حلالهم و كناهم [429] كدادون [430] مجدون في طاعته. فقال ابي: و ما دلائله و علاماته يا رسول الله؟ قال: له علم، اذا حان وقت خروجه انتشر ذلك العلم من نفسه، و أنطقه الله تعالي، فناداه العلم: اخرج يا ولي الله فاقتل اعداء الله. و هما رايتان و علامتان، و له سيف مغمد، فاذا حان وقت خروجه اختلع ذلك السيف من غمده، و أنطقه الله عزوجل، و ناداه السيف: أخرج يا ولي الله فلا يحل لك أن تقعد عن اعداء الله. فيخرج و يقتل أعداء الله حيث ثقفهم، و يقيم حدود الله، و يحكم بحكم الله. يخرج جبرئيل (عليه السلام) عن يمينه، و ميكائيل عن يساره. و سوف تذكرون ما أقول لكم، ولو بعد حين، و أفوض أمري الي الله تعالي عزوجل. يا ابي: طوبي لمن لقيه، و طوبي لمن أحبه، و طوبي لمن قال به، [ صفحه 268] ينجيهم الله به من الهلكة، و بالاقرار بالله و برسوله و بجيمع الأئمة، يفتح الله لهم الجنة. مثلهم في

الارض كمثل المسك الذي يسطح ريحه و لا يتغير ابدا. و مثلهم في السماء كمثل القمر المنير الذي لا يطفي نوره ابدا. قال ابي: يا رسول الله كيف بيان حال هؤلاء الائمة عن الله عزوجل؟ قال: ان الله عزوجل أنزل علي اثني عشر صحيفة، اسم كل امام علي خاتمة، و صفته في صحيفته». أقول: ذكرنا الحديث بطوله، لما فيه من الفوائد و البركات.

علي بن عبدالله القمي العطار

عده الشيخ الطوسي من أصحاب الامام الجواد (عليه السلام) و قال النجاشي: ثقة من أصحابنا.

علي بن عبدالله المدائني

عده الشيخ من أصحاب الامام الجواد (عليه السلام).

علي بن عبدالملك القمي

ذكره البرقي من أصحاب الامام الجواد (عليه السلام).

علي بن محمد بن شيرة القاشاني

كان فقيها، مكثرا من الحديث، فاضلا، عده الشيخ من أصحاب [ صفحه 269] الامام الرضا و الامام الجواد (عليهماالسلام) و يقال: ان هناك رجلين: أحدهما علي بن محمد بن شيرة، و هو ثقة في الحديث، و الثاني علي بن محمد القاساني - معرب (الكاشاني) - و هو ضعيف. و قد وردت أحاديث عن هذين الاسمين، والله العالم بحقيقة الحال.

علي بن محمد القلانسي

عده الشيخ من أصحاب الامام الجواد (عليه السلام).

علي بن محمد العلوي

حسني أو حسيني، عده الشيخ من أصحاب الامام الجواد (عليه السلام). و في الكافي بسنده عن علي بن محمد العلوي قال: سألت اباجعفر (عليه السلام) عن آدم حيث حج بما حلق رأسه؟ فقال: نزل جبرئيل (عليه السلام) بياقوتة من الجنة، فأمرها علي رأسه فتناثر شعره [431] . أقول: و للامام الهادي (عليه السلام) حديث يشبه هذا الحديث مع اختلاف يسير.

علي بن محمد

بن هارون بن الحسن بن محبوب، من أصحاب الامام الجواد (عليه السلام) [ صفحه 270] ذكره ابن شهراشوب في المناقب ج 4 باب امامة ابي جعفر الثاني (عليه السلام).

علي بن مهران

في الكافي بسنده عن ابن مهران قال: كتب ابوجعفر الثاني (عليه السلام) الي رجل: «ذكرت مصيبتك بعلي ابنك، و ذكرت انه كان احب ولدك اليك. و كذلك الله عزوجل انما يأخذ - من الولد و غيره - ازكي ما عند اهله، ليعظم به اجر المصاب بالمصيبة، فأعظم الله اجرك، و احسن عزاك، و ربط علي قلبك، انه قدير، و عجل الله عليك بالخلف، و ارجو أن يكون الله قد فعل، انشاءالله». [432] .

علي بن مهزيار الأهوازي

كان من أصحاب الامام الرضا و الامام الجواد و الامام الهادي (عليهم السلام). و يتوهم من بعض الأحاديث انه عاش الي الغيبة الصغري، و تشرف بلقاء الامام المهدي (عليه السلام) في ضواحي مكة ولكن الأصح أن الذي تشرف بلقاء الامام المهدي (عليه السلام) هو علي بن ابراهيم بن مهزيار لا علي بن مهزيار. و كان جليل القدر، واسع الرواية، ثقة، صحيح الاعتقاد، و كان وكيلا عنهم (عليه السلام). ألف ثلاثة و ثلاثين كتابا في الوضوء و الصلاة و الزكاة و الصوم و الحج [ صفحه 271] و الطلاق و الحدود و الديات و التفسير و الفضائل و العتق و التدبير و التجارات و الدرجات و الملاحم، و التقية و الصيد و الذبائح و المكاسب و المثالب و الدعاء و التجمل و المروة، و المزار و الوصايا و المواريث و الشهادات و فضائل المؤمن و برهم و الزهد و الأشربة و النذور و الأيمان و الكفارات و البشارات و النوادر و القائم، و الرد علي الغلاة. و كانت له منزلة عالية عند الامام الجواد (عليه السلام) و كانت له مراسلة و مكاتبة معه (عليه السلام) و فيما يلي نذكر رسائل الامام اليه لما فيها من الفوائد المعنوية: كتب (عليه السلام) اليه:

«قد وصل الي كتابك، و قد فهمت ما ذكرت فيه، و قد ملأتني سرورا، فسرك الله، و أنا أرجو من الكافي الدافع ان تكفي كيد كل كائد، انشاءالله». و في رسالة أخري: «قد فهمت أمر القميين - خلصهم الله و فرج عنهم - و سررتني بما ذكرت من ذلك، و لم تزل تفعل، سرك الله، و رضي عنك، و أنا أرجو من الله حسن العفو و الرأفة و أقول: حسبنا الله و نعم الوكيل». و في رسالة ثالثة: «فاشخص الي منزلك، صيرك الله الي خير منزل في دنياك و آخرتك». و في رسالة رابعة: «و أسأل الله أن يحفظك من بين يديك و من خلفك، و في كل [ صفحه 272] حالاتك، فابشر، فاني ارجو أن يدفع الله عنك. والله أسأل أن يجعل لك فيما عزم لك به الشخوص في يوم الأحد، فأخر ذلك الي يوم الاثنين انشاءالله تعالي. صحبك الله في سفرك، و خلفك في أهلك، و أدي غيبتك، و سلمت بقدرته». و كتب علي بن مهزيار الي الامام الجواد (عليه السلام) يسأله أن يدعو له بالتوسعة، و أن يحلل ما في يديه، فكتب (عليه السلام): (وسع الله عليك، و لمن سألت التوسعة من أهلك و أهل بيتك، و لك - يا علي - عندي أكثر من التوسعة [433] . و أنا أسأل الله أن يصحبك العافية، و يقدمك علي العافية، و يسترك بالعافية، انه سميع الدعاء). و سأله علي بن مهزيار أن يدعو له، فكتب (عليه السلام) اليه: «و أما ما سألت من الدعاء: فانك لست تدري كيف جعلك الله عندي، و ربما سميتك باسمك و نسبك (أي في الدعاء) مع كثرة عنايتي بك، و محبتي

لك، و معرفتي بما أنت عليه؛ فأدام الله لك افضل ما رزقك من ذلك، و رضي عنك برضاي عنك، و بلغك نيتك، و أنزلك الفردوس الأعلي برحمته، انه سميع الدعاء، حفظك الله و تولاك، و دفع السوء عنك برحمته و كتبت بخطي». و في رسالة اخري: [ صفحه 273] «بسم الله الرحمن الرحيم، يا علي أحسن الله جزاك، و اسكنك جنته، و منعك من الخزي في الدنيا و الآخرة، و حشرك معنا. يا علي: قد بلوتك و خبرتك في النصيحة و الطاعة، و الخدمة و التوقير، و القيام بما يجب عليك، فلو قلت: اني لم أر مثلك رجوت أن أكون صادقا!! فجزاك الله جنات الفردوس. و لا خفي علي مقامك و لا خدمتك في الحر و البرد، في الليل و النهار، فأسأل الله - اذا جمع الخلائق للقيامة - أن يحبوك برحمة تغتبط بها، انه سميع الدعاء» [434] . أقول: كان الغرض من ذكر رسائل الامام الجواد (عليه السلام) الي علي بن مهزيار هو أن الأئمة (عليهم السلام) يشملون المخلصين من شيعتهم بالعواطف و العناية و الرعاية، مثل هذه الدعوات التي هي أغلي من الدنيا و ما فيها. فقد كان علي بن مهزيار علي جانب عظيم من العبادة، فقد ذكر الكشي عن يوسف بن السخت البصري: ان علي بن مهزيار كان - اذا طلعت الشمس - سجد، فكان لا يرفع رأسه حتي يدعو لألف من اخوانه بمثل ما دعي لنفسه، و كانت علي جبهته سجادة [435] مثل ركبة البعير. و يروي علي بن مهزيار عن الأئمة الذين تشرف بصحبتهم أو مراسلتهم و مكاتبتهم الشي ء الكثير، و نذكر - هنا - ما يتعلق بالامام الجواد (عليه السلام): [ صفحه

274] في البحار عن التهذيب: روي علي بن مهزيار قال: كتبت الي أبي جعفر (عليه السلام) و شكوت اليه كثرة الزلازل في الأهواز، قلت: تري لي التحول (أي الانتقال) عنها؟ فكتب (عليه السلام): «لا تتحولوا عنها، و صوموا الأربعاء و الخميس و الجمعة، و اغتسلوا، و طهروا ثيابكم، و ابرزوا يوم الجمعة، و ادعوا الله، فانه يدفع». قال: ففعلنا، فسكتت الزلازل [436] . و في الكافي بسنده عن علي بن مهزيار قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام): جعلت فداك، زيارة الرضا (عليه السلام) أفضل أم زيارة أبي عبدالله الحسين (عليه السلام)؟ فقال: زيارة أبي افضل، و ذلك لأن اباعبدالله يزوره كل الناس [437] و أبي لا يزوره الا الخواص من الشيعة. [438] » [439] . و في الكافي ايضا: عن علي بن مهزيار قال: رأيت أباجعفر (عليه السلام) يمشي بعد يوم النحر حتي يرمي الجمرة، ثم ينصرف راكبا و كنت اراه ماشيا بعدما حاذي المسجد بمني [440] . و في الكافي عنه ايضا قال:: رأيت أباجعفر الثاني (عليه السلام) [ صفحه 275] - في سنة خمس و عشرين و مأتين - [441] ودع البيت بعد ارتفاع الشمس، و طاف بالبيت، يستلم الركن اليماني في كل شوط. فلما كان في الشوط السابع استلمه (اي الركن) و استلم الحجر، و مسح بيده، ثم مسح وجهه بيده، ثم أتي المقام فصلي خلفه ركعتين، ثم خرج الي دبر الكعبة [442] الي الملتزم [443] فالتزم البيت، و كشف الثوب عن بطنه، ثم وقف عليه طويلا يدعو، م خرج من باب الحناطين قال: فرأيته سنة سبع عشرة و مائتين، ودع البيت ليلا، يستلم الركن اليماني و الحجر الأسود في كل شوط. فلما كان الشوط السابع التزم البيت في دبر الكعبة قريبا من

الركن اليماني، و فوق الحجر المستطيل، و كشف الثوب عن بطنه. ثم أتي الحجر [الأسود] فقبله و مسحه، و خرج الي المقام فصلي خلفه ثم مضي، و لم يعد الي البيت، و كان وقوفه علي الملتزم بقدر ما طاف بعض اصحابنا سبعة اشواط، و بعضهم ثمانية. [444] . و في البحار عن كتاب (التوحيد) بسنده عن علي بن مهزيار قال: كتب ابوجعفر (عليه السلام) الي رجل - بخطه، و قرأته - في دعاء كتب له أن يقول: [ صفحه 276] «يا ذا الذي كان قبل كل شي ء، ثم خلق كل شي ء، ثم يبقي، و يفني كل شي ء و يا ذا الذي ليس في السموات العلي و لا في الأرضين السفلي و لا فوقهن، و لا بينهن، و لا تحتهن اله يعبد غيره». [445] . و روي الشيخ المفيد في (المقنعة) هذا الدعاء مع تغيير يسير: عن علي بن مهزيار، عن أبي جعفر الثاني (عليه السلام) أنه قال: «يستحب أن تكثر من أن تقول في كل وقت من ليل أو نهار، من أول الشهر [رمضان] الي آخره: «يا ذا الذي كان قبل كل شي ء، ثم خلق كل شي ء، ثم يبقي، و يفني كل شي ء، يا ذا الذي ليس كمثله شي ء، و يا ذا الذي ليس في السماوات العلي و لا في الأرضين السفلي، و لا فوقهن، و لا تحتهن، و لا بينهن اله يعبد غيره لك الحمد حمدا لا يقوي علي احصائه الا أنت، فصل علي محمد و آل محمد صلاة لا يقوي علي احصائها الا أنت» [446] . و في الكافي بسنده عن علي بن مهزيار قال: كتب ابراهيم بن محمد بن عمران الهمداني، الي ابي جعفر (عليه السلام): (اني حججت

و أنا مخالف، و كنت صرورة [447] فدخلت متمتعا بالعمرة الي الحج؟) [ صفحه 277] فكتب اليه: «أعد حجك». [448] . و في الكافي ايضا بسنده عن علي بن مهزيار قال: سأل عيسي بن جعفر بن عيسي أباجعفر الثاني (الجواد) عليه السلام: (ان امرأة أرضعت لي صبيا، فهل يحل أن اتزوج ابنة زوجها؟) فقال لي: ما أجود ما سألت، من ها هنا يؤتي ان يقول الناس: حرمت عليه امرأته من قبل لبن الفحل، هذا لبن الفحل لا غيره. فقلت له: ان الجارية ليست ابنة المرأة التي ارضعت لي، هي ابنة غيرها؛ فقال: لو كن عشرا متفرقات ما حل لك منهن شي ء، و كن في موضع بناتك. [449] . و في الكافي ايضا بسنده عن علي بن مهزيار قال: ان جارية لنا أصابها الحيض، و كان لا ينقطع عنها حتي أشرفت علي الموت؛ فأمر ابوجعفر (عليه السلام) أن تسقي سويق العدس [450] ، فسقيت، فانقطع عنها، و عوفيت. [451] . و في الكافي عن علي بن مهزيار قال: تغديت مع أبي جعفر (عليه السلام) فاتي بقطاة [452] فقال: انه مبارك و كان أبي (عليه السلام) يعجبه، و كان يأمر أن يطعم صاحب اليرقان [453] يشوي له، فانه [ صفحه 278] ينفعه [454] . و في الكافي عن علي بن مهزيار قال: كتب رجل الي ابي جعفر (عليه السلام) يشكو اليه لمما يخطر علي باله، فأجابه - في بعض كلامه -: ان الله عزوجل ان شاء ثبتك،فلا يجعل لابليس عليك طريقا. قد شكي قوم الي النبي (صلي الله عليه و آله و سلم) لمما يعرض لهم، لأن تهوي بهم الريح او يقطعوا أحب اليهم من أن يتكلموا به. فقال رسول الله (صلي الله عليه و

آله و سلم): أتجدون من ذلك؟ قالوا: نعم، فقال: و الذي نفسي بيده ان ذلك لصريح الايمان فاذا وجدتموه فقولوا: آمنا بالله و رسوله، و لا حول و لا قوة الا بالله. [455] . اقول: اللمم - هنا -: ما يخطر بالقلب من الوساوس و الأفكار. توضيح الحديث: ان الانسان قد تخطر بباله وساوس و افكار شيطانية حول الخالق سبحانه، مثلا يتساءل مع نفسه: متي وجد الله تعالي؟ كيف وجد؟ من الذي خلقه؟ و غيرها من الأسئلة حول الله تعالي و النبي (صلي الله عليه و آله و سلم) مما لا يستطيع المؤمن ان يتفوه او ينطق بها، و لا يتجرؤ القلم من ذكرها، و قد خطرت امثال هذه الوساوس ببال بعض اصحاب النبي (صلي الله عليه و آله و سلم) فشكوا اليه من ذلك، فسألهم النبي: «اتجدون من ذلك؟» الوجد: الحزن و عدم الرضا، و المعني: اتحزنون و تنزعجون من هذه الوساوس الشيطانية التي تخطر ببالكم؟ قالوا: نعم. [ صفحه 279] فقال (صلي الله عليه و آله و سلم): «ان ذلك لصريح الايمان» اي: ان حزنكم و انزعاجكم من هذه الوساوس الشيطانية يدل علي ايمانكم الخالص. ثم امرهم النبي بأن يقولوا: «آمنا بالله و رسوله، و لا حول و لا قوة الا بالله» كي يزول عنهم اللمم و الوساوس الشيطانية.. و في الكافي عن علي بن مهزيار قال: كتب محمد بن حمزة الغنوي الي يسألني ان كتب الي ابي جعفر (عليه السلام) في دعاء يعلمه يرجو به الفرج؟ فكتب (عليه السلام) الي: (أما ما سأل محمد بن حمزة من تعليمه دعاءا يرجو به الفرج، فقل له: يلزم: «يا من يكفي من كل شي ء، و لا يكفي منه

شي ء، اكفني ما اهمني مما أنا فيه» فاني ارجو أن يكفي ما هو فيه من الغم، انشاءالله تعالي). فأعلمته ذلك [456] فما أتي عليه الا قليل حتي خرج من الحبس. [457] . و في الكافي عن علي بن مهزيار قال: كتب رجل من بني هاشم الي أبي جعفر الثاني (عليه السلام): «اني كنت نذرت نذرا منذ سنتين: أن أخرج الي ساحل من سواحل البحر الي ناحيتنا مما يرابط به المتطوعة نحو مرابطهم بجدة و غيرها من سواحل البحر. أفتري - جعلت فداك - أنه يلزمني الوفاء أو لا يلزمني؟ [ صفحه 280] أو أفتدي الخروج الي ذلك الموضع بشي ء من أبواب البر، لأصير اليه ان شاء الله تعالي؟ فكتب - اليه: بخطه، و قرأته -: «ان كان سمع منك نذرك أحد من المخالفين فالوفاء به ان كنت تخاف شنعة [458] و الا فاصرف ما نويت من ذلك في ابواب البر، وفقنا الله و اياك لما يحب و يرضي» [459] . توضيح الحديث: ان رجلا من بني هاشم نذر لله تعالي أن يخرج الي المرابطة [460] ثم عدل عن رأيه و قرر أن يدفع مالا في سبيل الله مقابل نذره، و كتب الي الامام الجواد (عليه السلام) يسأله عن جواز ذلك؟ فأجابه الامام بأن ذلك يجوز اذا لم يعلم بنذره أحد من المخالفين المنحرفين عن اهل البيت (عليهم السلام) و الا فعليه الوفاء خوفا من ان يهرج ذلك المنحرف عليه و يوقعه في البلاء و يسعي به الي السلطة الغاشمة. و في التهذيب: عن علي بن مهزيار قال: قرأت في كتاب رجل الي ابي جعفر (عليه السلام): «الركعتان اللتان قبل صلاة الفجر، من صلاة الليل هي أم من صلاة النهار؟ و في أي وقت

اصليهما؟». فكتب - بخطه -: «احشوهما في صلاة الليل حشوا» [461] . و في التهذيب ايضا: عن علي بن مهزيار قال: رأيت اباجعفر (عليه السلام) [ صفحه 281] صلي - حين زالت الشمس يوم التروية - ست ركعات، خلف المقام و عليه نعلاه لم ينزعهما. [462] . اقول: المقصود هي النعل العربية التي لا تستر ظهر القدم. و في التهذيب ايضا: عن علي بن مهزيار قال: قرأت في كتاب - لأبي جعفر (عليه السلام) - من رجل يسأله ان يجعله في حل من مأكله و مشربه من الخمس. فكتب - بخطه -: «من اعوزه شي ء من حقي فهو في حل». [463] . و روي الكشي عن علي بن مهزيار قال: سمعت اباجعفر (عليه السلام) يقول - و قد ذكر عنده ابوالخطاب -: «لعن الله اباالخطاب، و لعن اصحابه، و لعن الشاكين في لعنه و لعن من وقف فيه و شك فيه..». اقول: ابوالخطاب هو محمد بن مقلاص (ابي زينب) الأسدي، الكوفي. ملعون، غال، ضال، فاسد العقيدة، كذاب، أفاك. كان في أول أمره من أصحاب الامام الصادق (عليه السلام) ثم انحرف أي انحراف! كان هذا اللعين يزعم أن الزنا رجل، و أن الخمر رجل، و الفواحش رجل، و أن الصلاة رجل، و الصيام رجل. فالآيات القرآنية التي تأمر بالصلاة و الصيام فانها تأمر بمحبة رجال، و الآيات التي تنهي عن الخمر و الزنا و الفواحش فانها تنهي عن محبة رجال. و كان يكذب علي الامام الصادق (عليه السلام) و يدعي عليه أشياء لم يقلها. و يدعي أن قوله تعالي (و هو الذي في السماء اله و في الأرض [ صفحه 282] اله) هو الامام. و كان له أصحاب يقبلون قوله، و يعملون بآرائه.

و قد لعنه الامام الصادق (عليه السلام) مرات عديدة، أشد اللعن، و لعن أصحابه الذين قتلوا معه، و الذين بقي منهم. و كان الامام يقول فيه و في أصحابه: «هم شر من اليهود و النصاري و المجوس، و الذين اشركوا». و ظهرت من أصحابه الاباحات، و دعوا الناس الي نبوة ابي الخطاب، فبعث و الي المدينة اليهم رجلا فقتلهم، و ما نجا منهم الا رجل واحد. و لما سمع الامام الصادق (عليه السلام) بذلك خر ساجدا شكرا لله. و هكذا الأئمة الذين جاؤا بعد الامام الصادق (عليه السلام) كانوا يلعنون أباالخطاب و يلعنون أصحابه، لأن شرذمة من آرائه و بدعه بقيت الي زمان الغيبة الصغري. و ورد توقيع من الامام المهدي صاحب الزمان (عليه السلام): «و أما ابوالخطاب: محمد بن ابي زينب الأجدع ملعون، و أصحابه ملعونون، فلا تجالس أهل مقالتهم، و اني منهم بري ء، و آبائي (عليهم السلام) منهم براء». [464] . [ صفحه 283]

علي بن ميسر

أو: ميسرة. عده الشيخ الطوسي من اصحاب الامام الجواد (عليه السلام) و له مكاتبة ذكرناها في ترجمة علي بن حديد.

علي بن نصر

عده الشيخ الطوسي من اصحاب الامام الجواد (عليه السلام).

علي بن يحيي

عده الشيخ من اصحاب الامام الجواد (عليه السلام).

عمر بن توبة

هو ابويحيي الصنعاني، و نذكره في باب (الكني).

عمر بن الفرج الرخجي

كان من اعداء اهل البيت (عليهم السلام) و من المبغضين لهم، بعكس اخيه محمد بن الفرج الرخجي الذي كان من اجلاء اصحاب الامام الجواد و الامام الهادي (عليهماالسلام). و في بحارالأنوار: روي عن عمر بن الفرج الرخجي قال: قلت لأبي جعفر [الجواد]: ان شيعتك تدعي انك تعلم كل ماء في دجلة و وزنه - و كنا علي شاطي ء دجلة -. [ صفحه 284] فقال [عليه السلام] لي: يقدر الله تعالي ان يفوض علم ذلك الي بعوضة من خلقه ام لا؟ قلت: نعم يقدر. فقال [عليه السلام] أنا اكرم علي الله تعالي من بعوضة و من اكثر خلقه. [465] . هذا... و سوف نذكر - بالمناسبة - بعض التفصيل عن هذا الراوي، في كتابنا عن الامام الهادي (عليه السلام) انشاءالله تعالي.

عمران بن محمد بن عمران الأشعري

عده الشيخ من أصحاب الامام الرضا (عليه السلام) و توجد روايات تدل علي أنه ادرك الامام الجواد (عليه السلام) ايضا: في التهذيب: عن عمران بن محمد قال: قلت - لأبي جعفر الثاني (عليه السلام) -: جعلت فداك، ان لي ضيعة علي خمسة عشر ميلا (خمسة فراسخ) فربما خرجت اليها فأقيم فيها ثلاثة أيام أو خمسة أيام أو سبعة أيام، فأتم الصلاة أم أقصر؟ فقال - عليه السلام -: قصر في الطريق، و أتم في الضيعة. [466] . و في البحار عن كتاب الخرائج بسنده عن عمران بن محمد الأشعري [ صفحه 285] قال: دخلت علي ابي جعفر الثاني (عليه السلام) و قضيت حوائجي، فقلت له: ان أم الحسن [467] تقرؤك السلام، و تسألك ثوبا من ثيابك تجعله كفنا لها. قال: قد استغنت عن ذلك. فخرجت و لست أدري ما معني ذلك، فأتاني الخبر بأنها قد ماتت قبل ذلك بثلاثة عشر يوما أو اربعة عشر يوما. [468] .

و في الخرائج أيضا: عن عمران بن محمد قال: دفع الي أخي درعة أحملها الي أبي جعفر - الجواد - (عليه السلام) مع أشياء، فقدمت بها و نسيت الدرع. فلما أردت أن أودعه قال لي: احمل الدرع. و سألتني والدتي أن أسأله قميصا من ثيابه..) الي آخر الحديث الذي ذكرناه.

عمرو بن سعيد

المدائني، الساباطي، كان من أصحاب الامام الرضا و الامام الهادي (عليهماالسلام) و له مكاتبة مع الامام الجواد (عليه السلام) كما في كتاب «من لا يحضره الفقيه»: كتب عمرو بن سعيد الساباطي الي أبي جعفر (عليه السلام) يسأله عن رجل أوصي اليه رجل أن يحج عنه ثلاثة رجال، فيحل له أن يأخذ لنفسه حجة منها؟. [ صفحه 286] فوقع (عليه السلام) - بخطه و قرأته -: «حج عنه ان شاء الله تعالي، فان لك مثل أجره، و لا ينقص من أجره شي ء ان شاء الله تعالي». [469] .

عيسي بن جعفر

بن عيسي، كان من أصحاب الامام الجواد (عليه السلام) و هو الذي روي علي بن مهزيار عنه حديث الرضاع، و قد ذكرناه في ترجمة علي بن مهزيار.

عيسي الجلودي

ذكره النجاشي من أصحاب الامام الجواد (عليه السلام).

عيسي بن المستفاد

أبوموسي، البجلي، الضرير. كان من أصحاب الامام الجواد (عليه السلام).

حرف الفاء

الفضل بن شاذان

النيسابوري، كان من أصحاب الامام الجواد و الامام الهادي و الامام العسكري (عليهم السلام) و قيل: انه كان من أصحاب الامام الرضا (عليه السلام) و بناءا علي هذا فقد أدرك اربعة من الأئمة (عليهم السلام) و كان ثقة جليلا فقيها، متكلما، له شأن عظيم في هذه الطائفة، صنف مائة و ثمانين كتابا [ صفحه 287] في الفقه و الحديث، و الردود علي الفرق الضالة و الطوائف المنحرفة، و من المؤسف جدا انه لا يوجد من مؤلفاته الا الأقل الأندر. و سنذكر بعض ما يتعلق به في كتاب (الامام العسكري عليه السلام) انشاءالله تعالي.

الفضل بن ميمون الأزدي

في (مستدرك الوسائل) عن كتاب (طب الأئمة) عن ابراهيم بن محمد بن ابراهيم قال: حدثنا الفضل بن ميمون الأزدي عن أبي جعفر بن علي بن موسي الرضا (عليه السلام) قال: قلت: يابن رسول الله اني اجد من هذه الشوصة وجعا شديدا [470] . قال (عليه السلام): خذ حبة واحدة من دواء الرضا (عليه السلام) مع شي ء من زعفران، و اطل به حول الشوصة. قلت: و ما دواء ابيك؟ قال: الدواء الجامع، و هو معروف عند فلان و فلان. فذهبت الي احدهما، و اخذت منه حبة واحدة، فلطخت بها حول الشوصة مع ما ذكره (عليه السلام) من ماء الزعفران، فعوفيت منها. [471] .

حرف القاف

القاسم بن الحسين البزنطي

عده الشيخ من اصحاب الامام لجواد (عليه السلام). [ صفحه 288]

القاسم بن الصيقل

كان من أصحاب الامام الرضا و الامام الجواد و الامام الهادي (عليهم السلام). و في الكافي عن القاسم بن الصيقل قال: كتبت الي الرضا (عليه السلام): اني أعمل أغماد السيوف من جلد الحمر الميتة [472] فيصيب ثيابي، فأصلي فيها؟ فكتب (عليه السلام) الي: اتخذ ثوبا لصلاتك. فكتبت الي أبي جعفر الثاني (عليه السلام): كنت قد كتبت الي أبيك (عليه السلام) بكذا و كذا، فصعب علي ذلك (أي تبديل الثوب للصلاة) فصرت أعملها (أي أغماد السيوف) من جلود الحمر الوحشية الذكية. فكتب (عليه السلام) الي: كل أعمال البر بالصبر - يرحمك الله - فان كان ما تعمل وحشيا ذكيا فلا بأس. [473] . و في الكافي بسنده عن علي بن الريان عن قاسم الصيقل قال: ما رأيت أحدا كان أشد تشديدا في الظل من أبي جعفر (عليه السلام) كان يأمر بقلع القبة و الحاجبين [474] اذا أحرم [475] . [ صفحه 289] توضيح الحديث: في مذهب اهل البيت (عليهم السلام) يحرم علي الرجل - في حال الاحرام - الاستظلال في حال السير، لا حال المشي و النزول كالجلوس في الخيمة. و معني الاستظلال هو ان يكون بينه و بين السماء حاجز، كيف كان.

القاسم بن عبدالرحمن

في (كشف الغمة): انه كان زيديا، و عاد اماميا لمشاهدة معجزتين من مولانا الجواد (عليه السلام). قال القاسم بن عبدالرحمن - و كان زيديا -: خرجت الي بغداد فبينا أنا بها اذ رأيت الناس يتعادون [476] و يتشوفون [477] و يقفون. فقلت: ما هذا؟ فقالوا: ابن الرضا (يعني الامام الجواد). فقلت: والله لأنظرن اليه. فطلع علي بغل أو بغلة، فقلت: لعن الله أصحاب الامامة حيث يقولون: ان الله افترض طاعة هذا. فعدل [الامام] الي فقال: يا قاسم بن عبدالرحمن، «أبشرا منا واحدا نتبعه انا

اذن لفي ضلال و سعر»!! فقلت - في نفسي: ساحر والله! فقال [الامام]: ءالقي الذكر عليه من بيننا بل هو كذاب أشر [478] . [ صفحه 290] قال: فانصرفت، و قلت بالامامة، و شهدت انه حجة الله علي خلقه، و اعتقدت. توضيح الحديث: الآيتان اللتان تلاهما الامام الجواد (عليه السلام) ترتبطان بالنبي صالح (عليه السلام) و قومه، يقول تعالي: «كذبت ثمود بالنذر، فقالوا ابشرا منا واحدا نتبعه...» أي ان ثمود كذبوا نبيهم، لكونه رجلا واحدا لا يصلح لتحمل اعباء الرسالة «فقالوا: أبشرا واحدا منا نتبعه؟ انا اذا لفي ضلال و سعر! ءالقي الذكر عليه من بيننا؟!» هذا استفهام انكاري، و المعني: كيف القي الوحي عليه، و خص بالنبوة دوننا، و هو واحد منا؟! و وجه استشهاد الامام الجواد (عليه السلام) بهاتين الآيتين هو أن الرجل استصغر الامام الجواد بسبب صغر سنه، فشبهه الامام بقوم ثمود الذين استصغروا نبيهم صالحا. فلما ظن أن اخبار الامام عما في قلبه هو من السحر، شبه الامام هذا الافتراء بما افتري قوم ثمود علي النبي صالح بأنه كذاب اشر. و حيث أن الامام (عليه السلام) اخبره عما دار في خاطره مرتين، ثبتت عنده امامة الامام الجواد (عليه السلام).

القاسم بن الحسن

ليس له ذكر في كتب الرجال، ولكن المجلسي روي في (البحار) عن (الخرائج) حديثا يدل علي أنه كان من أصحاب الامام الجواد (عليه السلام) قال: كنت فيما بين مكة و المدينة، فمر أعرابي ضعيف الحال، [ صفحه 291] فسألني شيئا فرحمته، فأخرجت له رغيفا فناولته اياه، فلما مضي عني هبت ريح زوبعة [479] فذهبت بعمامتي من رأسي، فلم أرها كيف ذهبت، و لا أين مرت؟ فلما دخلت المدينة صرت الي ابي جعفر - الجواد - ابن الرضا (عليه السلام) فقال

لي: يا قاسم ذهبت عمامتك في الطريق؟ قلت: نعم. فقال: يا غلام أخرج اليه عمامته. فأخرج الي عمامتي بعينها! قلت: يابن رسول الله كيف صارت اليك؟ قال: تصدقت علي أعرابي، فشكره الله لك، فرد اليك عمامتك، و ان الله لا يضيع أجر المحسنين. [480] .

حرف الميم

محمد بن ابراهيم

الحضيني، الأهوازي، عده الشيخ من أصحاب الامام الجواد (عليه السلام) روي الكشي عن حمدان الحضيني قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام): ان أخي مات. فقال: «رحم الله أخاك، فانه كان من خصيص شيعتي». و الخصيص: خاصة الخاصة. و روي عن الامام الجواد (عليه السلام) حديثا في اتمام الصلاة في [ صفحه 292] الحرمين. [481] .

محمد بن ابي زيد او يزيد

الرازي، اصله من قم، عده الشيخ من أصحاب الامام الجواد (عليه السلام).

محمد بن ابي عمير الأزدي (ابواحمد)

و اسم أبيه: زياد. ادرك ثلاثة من الأئمة الطاهرين: وهم الامام الكاظم و الامام الرضا و الامام الجواد (عليهم السلام) و قيل: انه ادرك الامام الصادق (علي اختلاف بين علماء الرجال). و علي كل حال.. فهو شخصية لامعة، قل ان تجد في أصحاب الأئمة (عليهم السلام) له مثيلا او نظيرا في علمه و تقواه، و ايمانه و عبادته، و مروءته و صبره علي البلاء، و ورعه، و ستعرف - قريبا - انه من نوادر الكون. فهو من ناحية الحديث ثقة و أي ثقة؟ حتي ان بعض علماء الحديث عدوا مراسيله مسانيد [482] فهو جليل القدر عند الشيعة و غيرهم، و أجمع الأصحاب علي تصحيح ما يصح عنه. فما تقول في رجل بلغت مؤلفاته القيمة اربعة و تسعين كتابا، كلها احاديث قد سمعها عن الأئمة مباشرة، او رويت له عنهم؟! [ صفحه 293] و هذه المؤلفات في الفقه و العقائد و الملاحم و غيرها. ولكن ما مصير تلك الكتب التي كانت كنوز للعلوم و المعارف؟ لقد حبسه الطاغية هارون العباسي، و قيل: بل حبسه المأمون بعد وفاة الامام الرضا (عليه السلام) و صادر امواله. و اختلف في السبب، فقيل: ان هارون عرض عليه القضاء فأبي، فحبسه. و قيل: حبسه ليدل علي مواضع الشيعة في العراق. فيقال: ان اخته هي التي دفنت تلك الكتب خوفا من التحري و تفتيش داره!. و قيل: تركها في غرفة، فسال عليها المطر، فتلفت تلك الثروة العلمية! و ضربه اللعين السندي بن شاهك مائة و عشرين خشبة (عصي) حتي يعترف بأسماء الشيعة في العراق، فجردوه عن ثيابه، و علقوه بين القفازين (الخشبتين) فضربه

مائة سوط، فاشتد به الألم، و كاد ان يعترف و يذكر اسماء الشيعة، ولكنه سمع نداء محمد بن يونس بن عبدالرحمن يقول له: يا محمد بن ابي عمير! اذكر موقفك بين يدي الله تعالي» فتقوت عزيمته، و صبر علي ألم التعذيب، و لم يخبر بشي ء، و فرج الله عنه بأن فدي نفسه بمائة و عشرين الف درهم حتي خلوا سبيله. و أما عبادته: فقد روي في كتاب ابي عبدالله الشاذاني عن الفضل بن شاذان قال: دخلت العراق، فرأيت واحدا يعاتب صاحبه و يقول: انت رجل عليك عيال، و تحتاج ان تكسب عليهم، و ما آمن عليك ان [ صفحه 294] تذهب عيناك لطول سجودك. قال - الفضل -: فلما أكثر عليه - اي في العتاب - قال: كثرت علي ويحك! لو ذهبت عين أحد من السجود لذهبت عين ابن ابي عمير؛ ما ظنك برجل يسجد سجدة الشكر بعد صلاة الفجر فما يرفع رأيه الا عند الزوال؟ (اي وقت الظهر) و اليك هذا الحديث الذي رواه الصدوق عن ابراهيم بن هاشم: ان محمد بن ابي عمير كان رجلا بزازا، فذهب ماله و افتقر، و كان له علي رجل عشرة آلاف درهم، فباع الرجل دارا كان يسكنها، و حمل المال الي بابه (اي باب دار ابن ابي عمير) فقال: ما هذا؟ قال: هذا مالك الذي علي. قال: ورثته؟ (اي وصل اليك عن طريق الارث). قال الرجل: لا. قال: وهب لك؟ قال: لا. قال: هو ثمن ضيعة بعتها؟ ما هو؟ قال: بعت داري التي اسكنها لا قضي ديني. فقال محمد بن ابي عمير: حدثني ذريح المحاربي عن ابي عبدالله - الصادق - عليه السلام قال: (لا يخرج الرجل من مسقط رأسه بالدين) ارفعها، فلا حاجة لي فيها، و

اني - والله - لمحتاج في وقتي هذا الي درهم، و ما يدخل ملكي من هذا درهم واحد. [ صفحه 295] أقول: هذا الحديث يدل علي ما كان يتمتع به ابن أبي عمير من الالتزام بالتعاليم الشرعية، و اني اعتقد انه لا يوجد في العالم اليوم من يلتزم هذا الالتزام، و يحرم نفسه من المال الذي هو محتاج اليه، مع العلم ان المال ماله، ولكنه لا يقبل منه شيئا، لحديث سمعه من الامام الصادق (عليه السلام) ان المديون لاتباع داره لاداء دينه. حيا الله تلك المدرسة التي يتخرج منها أمثال هؤلاء التلاميذ!!

محمد بن ابي قريش

عده الشيخ من اصحاب الامام الجواد (عليه السلام).

محمد بن ابي نصر

عده البرقي من اصحاب الامام الجواد (عليه السلام).

محمد بن أحمد بن حماد

المحمودي، المروزي، عده الشيخ من أصحاب الامام الهادي (عليه السلام) و يستفاد من الروايات التي ذكرها الكشي انه أدرك الامام الجواد و الامام العسكري (عليهماالسلام). و قد ذكرناه في ترجمة ابيه أحمد بن حماد. و روي عنه ايضا انه دخل علي ابن ابي داؤد [483] و هو في مجلسه، و حوله أصحابه فقال لهم ابن ابي داؤد: يا هؤلاء ما تقولون في شي ء قاله [ صفحه 296] الخليفة البارحة؟ فقالوا: و ما ذاك؟ قال: قال الخليفة: ما تري العلائية [484] تصنع ان أخرجنا اليهم أباجعفر سكران، منشأ، مضمخا بالخلوق؟ [485] . قالوا: اذن تبطل حجتهم، و تبطل مقالتهم!! قال (محمد بن أحمد بن حماد): ان العلائية مخالطون، يخالطوني كثيرا، و يفضون الي بسر مقالتهم، و ليس يلزمهم هذا الذي جري. فقال ابن ابي داؤد: و من أين قلت؟ قلت: انهم يقولون: لابد - في كل زمان و علي كل حال - لله في ارضه من حجة، يقطع العذر بينه و بين خلقه. قلت: فان كان في زمان الحجة من هو مثله أو فوقه في النسب و الشرف كان أول (أدل) الدلائل علي الحجة قصده السلطان له من بين أهله و ولوعه به. قال: فعرض ابن ابي داؤد هذا الكلام علي الخليفة فقال: ليس في هؤلاء حيلة، لا تؤذوا اباجعفر. أقول: الحديث يحتاج الي شي ء من الشرح و التفصيل لعدم وضوح الكلمات و المقصود منها: الظاهر من هذا الحديث أن محمد بن أحمد بن حماد (راوي [ صفحه 297] الحديث) كان يستعمل التقية، و يحضر مجالس العباسيين و مجالس عملائهم، و يتبين لنا أن المعتصم العباسي كان قد خطط للمؤامرة ضد الامام الجواد (عليه السلام) تشويها

لسمعته، و تدنيسا لقداسته. و أراد القاضي ابن ابي داؤد أن يجس نبض المجتمع لتنفيذ هذه المؤامرة و مدي تأثيرها في نفوس الشيعة المعتقدين بامامة الامام الجواد (عليه السلام). فاستشار أصحابه حول هذه الخطة المدبرة من قبل المعتصم، و قال لهم: ما تصنع العلائية (و يقصد بذلك الشيعة) اذا أخرجنا لهم الامام الجواد سكرانا؟؟!! من الواضح انه من المحال المستحيل الممتنع أن يقع ما قصده الخليفة العباسي الخبيث حول اخراج الامام الجواد بحالة السكر. و لعله كان يظن و يتصور أنه يستطيع أن يحضر الامام الجواد (عليه السلام) و يسقيه الخمر قسرا و جبرا، بأن يجتمع علي الامام الجواد جماعة من اولئك السفلة، و يصبوا الخمر في فم الامام بالعنف و القوة مثلا، ثم يظهر أثر الخمر و هو السكر (علي حد زعم ذلك الخبيث) فيخرجون الامام الجواد (صلوات الله عليه) سكرانا في نشوة الخمر! (لعنهم الله و لعن أفكارهم). كل ذلك تشويها لقدسية الامام و الامامة و تشنيعا للمذهب التابع لأهل البيت (عليهم السلام). فكان الجواب من أصحاب ابن ابي داؤد (الأغبياء): ان هذا العمل اذا تحقق فسوف ينهار المذهب الشيعي، و يبطل اعتقادهم بعصمة الأئمة (عليهم السلام). [ صفحه 298] ولكن محمد بن أحمد (راوي الحديث) أجاب ابن ابي داؤد بأن هذه المؤامرة فاشلة من ذاتها، و فاسدة من أساسها، و تكون النتيجة معكوسة، لأن الشيعة يعتقدون بأنه لابد من وجود الامام الذي يكون حجة لله في أرضه، و أدل دليل علي تعيين ذلك الحجة هو أن السلطان يقصد ذلك الحجة (اي الامام) بأنواع الأذي و يحاربه بشتي الأنواع، و هذه المحاولة و الخطة التي أراد السلطان تنفيذها ستكون دليلا علي امامة الامام الجواد. فلما أخبر القاضي ابن ابي داؤد بذلك المعتصم قال المعتصم: ليس

في هؤلاء حيلة، لا تؤذوا أباجعفر. و روي الكشي ايضا بسنده عن الفضل بن هاشم [486] الهروي انه قال: ذكر لي كثرة ما يحج المحمودي، فسألته عن مبلغ حجاته فلم يخبرني بمبلغها، و قال: رزقت خيرا كثيرا، و الحمد لله. فقلت له: تحج عن نفسك أو عن غيرك؟ فقال: عن غيري بعد حجةالاسلام، أحج عن رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) و أجعل ما آجرني الله عليه لأولياء الله، و أهب ما أثاب علي ذلك للمؤمنين و المؤمنات. فقلت له: ما تقول في حجك؟ (اي كيف تنوي؟) فقال: اقول: اللهم اني أهللت لرسولك محمد (صلي الله عليه و آله و سلم) و جعلت جزائي منك و منه لأوليائك الطاهرين (عليهم السلام) و وهبت ثوابي لعبادك المؤمنين و المؤمنات بكتابك و سنة نبيك). أقول: «أهللت» أي: رفعت صوتي بالتلبية (لبيك) نيابة عن [ صفحه 299] رسولك، و رفع الصوت بالتلبية يعتبر احراما.

محمد بن أرومة أو اورمة (ابوجعفر) القمي

كان من أصحاب الامام الجواد و الامام الهادي (عليهماالسلام). له مؤلفات عديدة و مصنفات كثيرة في الوضوء و الصلاة و الزكاة و الصيام و الحج و النكاح و الطلاق و الحدود و الديات، و الشهادات و الأيمان و النذور و العتق و التدبير، و التجارات و الاجارات و المكاسب و الصيد و الذبائح و المزار و حقوق المؤمن و فضله، و الجنائز و الخمس و تفسير القرآن و الرد علي الغلاة، و المثالب و المناقب و التجمل و المروءة و الملاحم و الدعاء و التقية و الوصايا و الفرائض و الزهد و الأشربة، و كتاب (ما نزل في القرآن في أميرالمؤمنين عليه السلام). و نسب بعضهم اليه الغلو و لم يثبت ذلك، و

خاصة بعد صدور كتاب من الامام الهادي (عليه السلام) في برائته من الغلو. في (البحار) عن (الخرائج): روي عن محمد بن أرومة انه قال: ان المعتصم دعا جماعة من وزرائه فقال: اشهدوا علي محمد [الجواد] بن علي بن موسي زورا، و اكتبوا أنه أراد أن يخرج [487] . ثم دعاه [488] فقال [المعتصم]: انك أردت أن تخرج علي فقال: والله ما فعلت شيئا من ذلك. قال [المعتصم]: ان فلانا و فلانا شهدوا عليك! [ صفحه 300] فاحضروا فقالوا: نعم، هذه الكتب أخذناها من بعض غلمانك! قال [الراوي]: و كان المعتصم جالسا في بهو [489] فرفع الامام الجواد (عليه السلام) يده و قال: اللهم ان كانوا كذبوا علي فخذهم. قال: فنظرنا الي ذلك البهو كيف يرجف، و يذهب و يجي ء، كلما قام واحد وقع. فقال المعتصم: يابن رسول الله، اني تائب مما قلت، فادع ربك ان يسكنه. الامام -: اللهم سكنه، انك تعلم [490] أنهم اعداؤك و أعدائي فسكن. [491] . و في كتاب الخرائح أيضا عن ابن ارومة قال: حملت امرأة معي شيئا من حلي، و شيئا من دراهم، و شيئا من ثياب، فتوهمت أن ذلك كله لها، و لم أسألها أن لغيرها في ذلك شيئا. فحملت (اي تلك الأموال) الي المدينة مع بضاعات لأصحابنا، فوجهت ذلك كله اليه (اي الي الامام الجواد) و كتبت في الكتاب: اني قد بعثت اليك من قبل فلانة بكذا و من قبل فلان بكذا. فخرج التوقيع: قد وصل ما بعثت من قبل فلان بكذا، و من قبل المرأتين، تقبل الله منك، و رضي عنك، و جعلك معنا في الدنيا و الآخرة. فلما سمعت ذكر (المرأتين) شككت في الكتاب: أنه غير كتابه، [ صفحه

301] و أنه قد عمل علي دونه [492] لأني كنت في نفسي علي يقين أن الذي دفعت الي المرأة كان كله لها، و هي امرأة واحدة، فلما رأيت - كلمة -: (المرأتين) اتهمت موصل كتابي (أي الذي أوصل كتابي الي الامام). فلما انصرفت الي البلاد جاءتني المرأة فقالت: هل اوصلت بضاعتي؟ فقلت: نعم. قالت: و بضاعة فلانة؟ قلت: هل كان فيها لغيرك شي ء؟ قال: نعم، كان لي فيها كذا و لأختي فلانة كذا. فقلت: بلي اوصلت. و زال ما كان عندي [من الشك]. [493] .

محمد بن اسحاق القمي

عده الشيخ الطوسي من اصحاب الامام الجواد (عليه السلام) و قد ازداد شرفا بأن صار من وكلاء الامام المهدي (عجل الله ظهوره). و في الكافي حديث مفصل يرويه محمد بن اسحاق عن الامام الجواد (عليه السلام) حول نصب الخيمة لآدم و حواء في موضع الكعبة. [494] .

محمد بن اسماعيل بن بزيع

كان من أصحاب الامام الكاظم و الامام الرضا و الامام الجواد (عليهم السلام) و كان من الثقاة، و له مؤلفات في الحج و ثواب الحج، [ صفحه 302] و توفي بعد رجوعه من الحج سنة ستين و مائتين، و دفن في مكان يقال له: (فيد). و في رجال الكشي عن محمد بن أحمد بن يحيي قال: كنت بفيد، فقال لي محمد بن علي بن بلال [495] : مر بنا الي قبر محمد بن اسماعيل بن بزيع لنزوره، فلما أتيناه جلس عند رأسه مستقبل القبلة، و القبر أمامه، ثم قال: أخبرني صاحب هذا القبر (يعني محمد بن اسماعيل) أنه سمع أباجعفر الثاني - الجواد - (عليه السلام) [496] يقول: (من زار قبر اخيه، و وضع يده علي قبره، و قرأ (انا أنزلناه في ليلة القدر) سبع مرات أمن من الفزع الأكبر). و عن الحسين بن خالد الصيرفي قال: كنا عند الرضا (عليه السلام) - و نحن جماعة - فذكر محمد بن اسماعيل بن بزيع فقال - الامام -: وددت أن فيكم مثله. و قال محمد بن اسماعيل بن بزيع: سألت اباجعفر - الجواد - (عليه السلام) أن يأمر لي بقميص من قمصه، أعده لكفني، فبعث الي. قال: قلت: كيف اصنع به جعلت فداك؟ قال: انزع أزراره [497] . و له حديث عن الامام الجواد (عليه السلام) ذكرناه في احوال عبدالحميد. [ صفحه 303] و في

الكافي ج 1 ص 384: بسنده عن سهل بن زياد عن علي بن مهزيار عن محمد بن اسماعيل بن بزيع قال: سألته (يعني الامام الجواد عليه السلام) عن شي ء من امر الامام، فقلت: يكون الامام ابن اقل من سبع سنين؟ [498] . فقال: نعم، و اقل من خمس سنين. فقال سهل: و حدثني علي بن مهزيار بهذا في سنة احدي و عشرين و مائتين. و في كتاب (اثبات الهداة) بسنده عن محمد بن اسماعيل بن بزيع قال: قال لي أبوجعفر (عليه السلام): «يفضي [يصل] هذا الأمر [الامامة] الي أبي الحسن [الهادي] و هو ابن سبع سنين» ثم قال: «نعم، و أقل من سبع سنين كما كان عيسي [ابن مريم]». [499] .

محمد بن اسماعيل الرازي

كان من أصحاب الامام الجواد (عليه السلام). و في الكافي بسنده عن محمد بن اسماعيل الرازي عن ابي جعفر الثاني (عليه السلام) قال: قلت له: ما تقول في الصوم، فانه روي انهم لا يوفقون للصوم؟ فقال: أما انه قد أجيبت دعوة الملك فيهم. قال: فقلت: و كيف ذلك؟ جعلت فداك. قال: ان الناس لما قتلوا الحسين (صلوات الله عليه) أمر الله تبارك [ صفحه 304] و تعالي ملكا ينادي: «أيتها الأمة الظالمة، القاتلة عترة نبيها، لا وفقكم الله لصوم و لا لفطر». [500] . و توجد في كتب الأحاديث روايات عديدة عن محمد بن اسماعيل بلا لقب، و هذه مشكلة وقع فيها علماء الرجال حول بعض الرواة المسمين ب (محمد بن اسماعيل).

محمد بن حسان

الزينبي او الزبيبي، عده الشيخ من أصحاب الامام الهادي (عليه السلام) و في التهذيب رواية تدل علي أنه سمع الحديث من الامام الجواد (عليه السلام) ايضا: عن محمد بن حسان الرازي عن محمد بن علي (لعله الامام الجواد) رفعه قال: قال رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم): من صلي بالليل حسن وجهه بالنهار. [501] .

محمد بن الحسن (شنبولة) ابن ابي خالد الأشعري القمي

عده الشيخ من أصحاب الامام الرضا و الامام الجواد (عليهماالسلام) و في الكافي أحاديثه عن الامام الجواد (عليه السلام): في الكافي بسنده عن محمد بن ابي خالد (شنبولة) قال: قلت لأبي جعفر الثاني - الجواد - (عليه السلام): جعلت فداك، ان مشايخنا رووا عن ابي عبدالله - الصادق - و أبي جعفر - الباقر - (عليهماالسلام) و كانت [ صفحه 305] التقية شديدة، فكتموا كتبهم، فلم ترو عنهم، فلما ماتوا صارت الكتب الينا. فقال (عليه السلام): حدثوا بها، فانها حق ثابت. [502] . و في الكافي عن محمد بن الحسن الأشعري قال: كتب بعض بني عمي الي ابي جعفر الثاني - الجواد - (عليه السلام): (ما تقول في صبية زوجها عمها، فلما كبرت أبت التزويج؟) فكتب - بخطه -: (لا تكره علي ذلك، و الأمر أمرها) [503] . و في الكافي ايضا عن محمد بن الحسن الأشعري قال: كتب بعض موالينا الي ابي جعفر (عليه السلام): ان معي امرأة عارفة، أحدث زوجها فهرب عن البلاد، فتبع الزوج بعض أهل المرأة فقال: اما طلقت، و اما رددتك! فطلقها، و مضي الرجل علي وجهه، فما تري للمرأة؟ فكتب - بخطه -: تزوجي، يرحمك الله. [504] . و في التهذيب بسنده عن محمد بن الحسن الأشعري قال: كتب بعض أصحابنا الي ابي جعفر الثاني (عليه السلام): أخبرني عن الخمس: أعلي جميع ما يستفيد الرجل من

قليل و كثير من جميع الضروب، و علي الضياع، و كيف ذلك؟ [ صفحه 306] فكتب - بخطه - الخمس بعد المؤونة. [505] . و في التهذيب ايضا بسنده عن محمد بن الحسن الأشعري قال: كتب بعض أصحابنا الي ابي جعفر الثاني (عليه السلام) معي يسأله عن رجل فجر بامرأة، ثم انه تزوجها بعد الحمل، فجاءت بولد هو أشبه خلق الله به؟ فكتب (عليه السلام) - بخطه و خاتمة -: «الولد لغية، لا يورث» [506] . توضيح: ولد غية أي: ولد زنا. و في التهذيب ايضا بسنده عن محمد بن الحسن ابن أبي خالد قال: سألت أباجعفر (عليه السلام) عن رجل أوصي أن يحج عنه، مبهما [507] . قال: يحج عنه ما بقي من ثلثه شي ء [508] .

محمد بن الحسن بن شمون

البغدادي، أبوجعفر، عده الشيخ من أصحاب الامام الجواد و الامام الهادي و الامام العسكري (عليهم السلام) و كانت له مراسلات مع الامام العسكري (عليه السلام) تدل علي استقامته و اعتداله في مذهبه، و قيل: كان واقفيا، فاسد المذهب. والله العالم. [ صفحه 307]

محمد بن الحسن بن عمار

له رواية في الكافي في النص علي الامام الجواد (عليه السلام) ذكرناها في أحوال علي بن جعفر في حرف العين.

محمد بن الحسن بن محبوب

عده الشيخ من أصحاب الامام الجواد (عليه السلام)

محمد بن الحسن الواسطي

عده الشيخ من أصحاب الامام الجواد (عليه السلام) و عن الفضل بن شاذان: ان محمد بن الحسن كان كريما [محترما] علي ابي جعفر - الجواد - (عليه السلام) و ان اباالحسن الهادي (عليه السلام) أنفذ نفقته في مرضه و لكفنه، و أقام مأتمه عند موته.

محمد بن الحسين الأشعري

في الكافي بسنده عن محمد بن الحسين الأشعري قال: كتب بعض أصحابنا الي ابي جعفر الثاني (صلوات الله عليه): ما تقول في الفرو، يشتري من السوق؟ فقال: اذا كان مضمونا فلا بأس [509] . أقول: لا يوجد في كتب الرجال هذا الاسم، و احتمل صاحب [ صفحه 308] (تنقيح المقال) انه هو محمد بن الحسن الأشعري والله العالم.

محمد بن الحسين بن ابي الخطاب الزيات الهمداني

كنيته: ابوجعفر عده الشيخ من أصحاب الامام الجواد و الامام الهادي و الامام العسكري (عليهم السلام) له مؤلفات كثيرة في التوحيد و البداء، و الامامة، و وصايا الأئمة، و النوادر، و الرد عي أهل القدر، و هو من الثقاة، عظيم القدر، كثير الرواية. و يروي المجلسي في البحار عن العياشي عن زرقان - و هو لقب محمد بن الحسين الزيات كما احتمله بعض الأعلام - و الرواية هكذا: عن زرقان - صاحب ابن ابي داؤد و صديقه بشدة - قال: رجع ابن ابي داؤد ذات يوم من عند المعتصم و هو مغتم، فقلت له في ذلك؟ فقال: وددت اليوم أني قد مت منذ عشرين سنة. قلت له: و لم ذاك؟ قال: لما كان من هذا الأسود أبي جعفر محمد بن علي بن موسي اليوم، بين يدي أميرالمؤمنين. قال: قلت له: و كيف كان ذلك؟ قال: ان سارقا أقر علي نفسه بالسرقة، و سأل الخليفة تطهيره باقامة الحد عليه. فجمع لذلك الفقهاء في مجلسه، و قد أحضر محمد بن علي (أي الامام [ صفحه 309] الجواد) فسألنا عن القطع في أي موضع يجب أن يقطع؟ [510] . فقلت: من الكرسوع [511] . قال [المعتصم]: و ما الحجة في ذلك؟ [512] . قلت: لأن اليد هي الأصابع و الكف الي الكرسوع، لقول الله في التيمم:

«فامسحوا بوجوهكم و ايديكم». و اتفق معي ذلك قوم [513] . و قال آخرون: بل يجب القطع من المرفق. قال [المعتصم]: و ما الدليل علي ذلك؟ قالوا: لأن الله لما قال: (و أيديكم الي المرافق) في الغسل دل ذلك علي أن حد اليد هو المرفق. قال [ابن ابي داؤد]: فالتفت [المعتصم] الي محمد بن علي فقال: ما تقول في هذا يا اباجعفر؟ فقال: قد تكلم القوم فيه يا أميرالمؤمنين!! قال: دعني مما تكلموا به، اي شي ء عندك؟ قال: أعفني عن هذا يا أميرالمؤمنين!! قال: أقسمت عليك بالله لما أخبرت بما عندك فيه. فقال: أما اذا أقسمت علي بالله، اني أقول: انهم أخطأوا فيه السنة [ صفحه 310] فان القطع يجب أن يكون من مفصل أصول الأصابع، فيترك الكف. قال [المعتصم]: و ما الحجة في ذلك؟ قال [الامام]: قول رسول الله: «السجود علي سبعة أعضاء: الوجه و اليدين و الركبتين و الرجلين» فاذا قطعت يده من الكرسوع أو المرفق لم يبق له يد يسجد عليها، و قال الله تبارك و تعالي: (و أن المساجد لله) يعني به هذه الأعضاء السبعة التي يسجد عليها (فلا تدعوا مع الله أحدا) و ما كان لله لم يقطع. قال [ابن ابي داؤد]: فأعجب المعتصم ذلك، و أمر بقطع يد السارق من مفصل الاصابع دون الكف. قال ابن ابي داؤد: قامت قيامتي، و تمنيت أني لم أك حيا!!. قال زرقان: قال ابن ابي داؤد: صرت الي المعتصم بعد ثالثة، فقلت: ان نصيحة أميرالمؤمنين علي واجبة، و أنا أكلمه بما أعلم أني أدخل به النار!! قال [المعتصم]: و ما هو؟ قلت: اذا جمع أميرالمؤمنين في مجلسه فقهاء رعيته و علماءهم لأمر واقع من أمور الدين، فسألهم عن الحكم فيه فأخبروه بما

عندهم من الحكم في ذلك، و قد حضر مجلسه أهل بيته و قواده و وزراؤه و كتابه، و قد تسامع الناس بذلك من وراء بابه. ثم يترك أقاويلهم كلهم لقول رجل يقول شطر هذه الأمة بامامته، و يدعون انه أولي منه بمقامه، ثم يحكم بحكمه دون حكم الفقهاء؟! قال [ابن ابي داؤد]: فتغير لونه، و انتبه لما نبهته له و قال: [ صفحه 311] جزاك الله عن نصيحتك خيرا..) الي آخر الخبر. [514] . أقول: ان هذا الخبر يعكس لنا، و يكشف لنا امورا لا بأس بالأشارة اليها: 1- المستوي الثقافي الديني الذي كان فقهاء ذلك اليوم يعيشونه من جهل مطبق، و عدم المبالات بالحدود الالهية، و اصدار الفتاوي المنبعثة عن الظن و الحدس و الهوي. و لا أعلم هل كانت الحدود معطلة في ذلك الزمان، فما كان اولئك القضاة الجهال يعلمون من أين تقطع يد السارق؟! أو أنهم كانوا يقطعون ايدي الناس - حسب اهوائهم و ميولهم - من الزند او المرفق؟؟ و لعل بعضهم كان يعجبه ان يفتي بقطع يد السارق من تحت ابطه احتياطا!! لأن كلمة (اليد) تطلق علي هذا العضو كله! أما كان هؤلاء يستطيعون أن يسألوا عن سنة رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) في قطع يد السارق من أي موضع كان؟ فهل كانت هذه السنة - من قانون الحدود - مجهولة عند فقهاء الشياطين في ذلك العصر؟! و علي كل تقدير: فقد اختلفوا في مجلس المعتصم و اضطربت أقوالهم في هذه المسألة. و كان المعتصم المسكين - المدعي لخلافة رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) - أجهلهم بهذه الأحكام. [ صفحه 312] فلم يعلم بقول من يأخذ؟

و من أي موضع يقطع يد ذلك السارق الأحمق الذي جاء الي السراق و اللصوص و طلب منهم قطع يده و تطهيره من الذنب؟ و أخيرا يطلب المعتصم من الامام الجواد (عليه السلام) أن يخبره عن حكم الله و عن سنة رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) في قطع يد السارق. فيعتذر الامام و يطلب من المعتصم اعفاءه عن الأجابة لأنه يعلم أن اولئك العلماء (علماء السوء) تهيج فيهم رذيلة الحقد و الحسد، اذا ظهر جهلهم بالأحكام في ذلك المجلس الغاص برجال الدولة و شخصياتهم و تهدر كرامتهم و تنهار معنوياتهم و يشملهم خزي الجهل. ولكن المعتصم أقسم علي الامام بالله تعالي أن يخبره بالحكم الالهي، فيجيب الامام علي ضوء الكتاب و السنة، و يأخذ المعتصم بقول الامام الجواد و يأمر بقطع يد السارق من أصول الأصابع. نعم، ولكن القيامة قامت علي ابن ابي داؤد، و تمني أنه مات قبل ذلك اليوم بعشرين سنة!! نعم، هكذا ثقل عليه الحق، و هكذا انزعج من حكم الله تعالي، و تكونت عنده عقدة الحقارة النفسية و يحاول ان يقوم بجناية و هو يعلم انه يخسر الدين و الآخرة، و يكتسب غضب الله تعالي و عذابه الأليم في الآخرة، فيذهب الي المعتصم للمشاغبة ضد الامام الجواد (عليه السلام). أما كان ابن ابي داؤد يعرف المعتصم و يعلم موبقاته من خمور لا تنقطع و سكر متواصل ليلا و نهارا؟! أما كان يري و يشاهد حفلات المعتصم و سهراته المشفوعة بالأغاني و المنكرات؟! [ صفحه 313] فها هو الآن يدخل علي المعتصم ليقول له: ان نصيحة اميرالمؤمنين واجبة!! و «أنا اكلمه بما اعلم أني ادخل به النار»!! انظر الي العناد و الجحود. انظر الي تعطل

الوجدان و موت الضمير. أنه يعتبر المشاغبة و السعاية ضد الامام الجواد (عليه السلام) نصيحة و حبا للخير، يقدمها الي المعتصم، و يغريه بقتل الامام الجواد الذي كان اماما و حجة لله علي عباده. و يشكره المعتصم علي هذه النصيحة التي - والله - تعتبر جريمة و جناية و فضيحة! و يعزم علي قتل ابن رسول الله و ذريته الطاهرة: الامام الجواد (عليه السلام). و أخيرا نفذ المعتصم خطته، و دس السم الي الامام الجواد عن طريق زوجته أم الفضل أو عن طريق أحدا عملائه الذين كانوا من زملاء ابن أبي داؤد في المبدأ و العقيدة. و تقلوا ابن رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) في ريعان شبابه و غضارة عمره. انه (عليه السلام) قتل ضحية لأجل حكم شرعي من أحكام الله تعالي. قتل.. لأنه بين قانونا واحدا من قوانين الاسلام، فكان هذا جزاءه من ذلك المجتمع الساقط و من اولئك الأرجاس. فليهنأ المعتصم و ابن أبي داؤد و يحيي بن أكثم - و نظراؤهم من أقطاب [ صفحه 314] الجناية و نماذج الخزي - بتقل آل رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) الذين اوجب الله مودتهم و جعلها أجرا لرسالة رسوله العظيم.

محمد بن حمزة أو ابي حمزة

العلوي، كان من أصحاب الامام الجواد (عليه السلام). و في الكافي عن علي بن مهزيار قال: كتب محمد بن حمزة العلوي الي ابي جعفر الثاني - الجواد - (عليه السلام): مولي لك [515] أوصي الي بمائة درهم، و كنت سمعته يقول: كل شي ء هو لي فهو لمولاي. و مات و تركها و لم يأمر فيها بشي ء، و له امرأتان. أما احداهما فب (بغداد) و لا اعراف لها موضعا الساعة، و الأخري ب (قم) ما الذي تأمرني في هذه المائة

درهم؟» فكتب اليه: «أنظر أن تدفع من هذه الدراهم الي زوجتي الرجل حقهما، و حقهما من ذلك: الثمن ان كان له ولد، فان لم يكن له ولد فالربع، و تصدق علي من تعرف أن له اليه حاجة انشاءالله». [516] . أقول: أمره الامام (عليه السلام) أن يتصدق بالباقي لأن الباقي مال الامام، يتصرف فيه كيف يشاء.

محمد بن خالد (ابوعبدالله) البرقي

كان من أصحاب الامام الكاظم و الامام الرضا و الامام الجواد (عليهم السلام). [ صفحه 315] ينسب الي (برقة) من ضواحي مدينة قم - في ايران -. وثقة بعض علماء الرجال، و ضعفه بعضهم، و سبب التضعيف انه كان يروي عن اناس غير موثوقين، و له مؤلفات كثيرة. و أما أحاديثه المروية عن الأئمة (مباشرة) فلا بأس بها. في الكافي و التهذيب عن محمد بن خالد البرقي قال: كتبت الي ابي جعفر الثاني (عليه السلام): (هل يجوز أن يخرج ما يجب في الحرث من الحنطة و الشعير، و ما يجب علي الذهب من دراهم بقيمة ما يسوي أم لا يجوز الا أن يخرج من كل شي ء ما فيه؟) فأجاب (عليه السلام): (ايما تيسر يخرج) [517] . أقول: معني الحديث: هل يجب دفع الأشياء التي وجبت فيها الزكاة ام يجوز دفع قيمتها؟ فكتب (عليه السلام): يدفع الأسهل عليه. و في التهذيب عن ابي عبدالله - محمد بن خالد - البرقي قال: كتبت الي ابي جعفر (عليه السلام): أيجوز - جعلت فداك - الصلاة خلف من وقف علي ابيك و جدك (صلوات الله عليهما)؟ فأجاب: لا تصل وراءه. [518] . [ صفحه 316] توضيح الحديث: المقصود من «من وقف علي ابيك» هم الواقفية الذين توقفوا عن القول بامامة الامام الرضا (عليه السلام) و المقصود من «وقف علي جدك» هم الفطحية

الذين توقفوا عن القول بامامة الامام موسي الكاظم (عليه السلام). و السبب في نهي الامام الجواد (عليه السلام) عن الصلاة خلفهم هو أن امام الجماعة يجب ان يكون سليم العقيدة، و لا شك في فساد عقائد الفطحية و الواقفية. و في (عيون أخبار الرضا) بسنده عن محمد بن خالد البرقي قال: حدثني سيدي أبوجعفر: محمد بن علي، عن أبيه: علي بن موسي الرضا (عليه السلام) عن أبيه: موسي بن جعفر (عليهماالسلام) قال: حدثني الأحلج الكندي، عن ابن بريدة، أن النبي (صلي الله عليه و آله و سلم) قال: «علي امام كل مؤمن بعدي». [519] .

محمد بن خزيمة

عده البرقي من اصحاب الامام الجواد (عليه السلام).

محمد بن رجاء

الحناط، أو: الخياط. كان من اصحاب الامام الجواد و الامام الهادي (عليهماالسلام). و روي الكشي بسنده عن محمد بن رجاء الحناط عن محمد بن علي الرضا (عليه السلام) انه قال: «الواقفة حمير الشيعة» تم تلا هذه الآية (ان هم الا كالأنعام بل هم أضل سبيلا). [ صفحه 317]

محمد بن الريان بن الصلت الأشعري القمي

هو من أصحاب الامام الهادي (عليه السلام) ولكن الشيخ الكليني يروي - في الكافي - روايتين عن محمد بن الريان - من دون ذكر لقبه - عن الامام الجواد (عليه السلام) و لم يظهر لي المقصود من هذا الاسم. و اليك الروايتين: 1- في الكافي بسنده عن محمد بن الريان قال: احتال المأمون علي أبي جعفر (عليه السلام) بكل حيلة، فلم يمكنه في شي ء، فلما اعتل و أراد أن يبني عليه ابنته [520] دفع الي [521] مائتي وصيفة أجمل ما يكن، الي كل واحدة منهن جاما فيه جوهر، يستقبلن أباجعفر (عليه السلام) اذا قعد في موضع الأخيار [522] . فلم يلتفت (عليه السلام) اليهن، و كان رجل يقال له: مخارق، صاحب صوت و عود و ضرب، طويل اللحية، فدعاه المأمون فقال: يا اميرالمؤمنين ان كان في شي ء في أمر الدنيا فأنا أكفيك أمره. فقعد بين يدي ابي جعفر (عليه السلام) فشهق مخارق شهقة اجتمع عليه أهل الدار و جعل يضرب بعوده و يغني، فلما فعل ساعة و اذا أبوجعفر لا يلتفت يمينا و لا شمالا. ثم رفع [الامام] اليه رأسه، و قال: اتق الله يا ذا العثنون! قال: فسقط المضراب من يده و العود، فلم ينتفع بيديه الي أن مات. قال: فسأله المأمون عن حاله؟ لما صاح بي أبوجعفر فزعت [ صفحه 318] فزعة لأأفيق منها ابدا. [523] . اقول: انظر الي المأمون كيف يقوم

بمحاولات عديدة لتشويه سمعة الامام الجواد (عليه السلام) و سقوطه عن أعين الناس؟! انني لا أتعجب من المأمون فهو شيطان يريد أن يحقق اهدافه الدنيئة ولكنني اتعجب ممن يعتبره من الشيعة، و يطوقه بهالة من القداسة و النزاهة. 2- و في الكافي ايضا بسنده عن محمد بن الريان قال: كتبت الي ابي جعفر (عليه السلام): (رجل يقضي شيئا من صلاته الخمسين في المسجد الحرام أو في مسجد الرسول (صلي الله عليه و آله و سلم) أو في مسجد الكوفة، أتحسب له الركعة علي تضاعف ما جاء عن آبائك (عليهم السلام) في هذه المساجد، حتي يجزأه اذا كانت عليه عشرة آلاف ركعة أن يصلي مائة ركعة؟ أو أقل أو أكثر؟ و كيف يكون حاله؟ فوقع (عليه السلام): «يحسب له بالضعف، فأما أن يكون تقصيرا من الصلاة بحالها فلا يفعل، هو الي الزيادة أقرب منه الي النقصان» [524] . توضيح الحديث: قد وردت احاديث في فضل هذه المساجد المذكورة، و أن كل ركعة من الصلاة - في احد هذه المساجد - تعادل ألوفا من الركعات في الثواب. و هذا الرجل سأل من الامام الجواد (عليه السلام) ان الذي عليه قضاء الف ركعة لو صلي في مسجد - تعادل كل [ صفحه 319] ركعة فيه مائة ركعة - عشر ركعات، هل يجزيه ذلك؟ فأجابه الامام (عليه السلام) بأن الثواب يتضاعف فقط، و عليه ان يقضي ما فاته من الصلاة.

محمد بن سليمان الديلمي

كان من أصحاب الامام الكاظم و الامام الرضا و الامام الجواد (عليهم السلام). و يوجد في كتب الرجال: محمد بن سليمان البصري أو النصري، فذكر بعض علماء الرجال أن الجميع شخص واحد. و نسبوا اليه الغلو و لم يثبت ذلك، و قد رويت عنه أحاديث كثيرة.

ففي الكافي بسنده عن محمد بن سليمان قال: سألت أباجعفر (عليه السلام) عن رجل حج حجةالاسلام، فدخل متمتعا بالعمرة الي الحج، فأعانه الله علي عمرته و حجه، ثم أتي المدينة، فسلم علي النبي (صلي الله عليه و آله و سلم) ثم أتاك عارفا بحقك، يعلم أنك حجة الله علي خلقه، و بابه الذي يؤتي منه فسلم عليك. ثم أتي أباعبدالله الحسين (صلوات الله عليه) فسلم عليه، ثم أتي بغداد و سلم علي ابي الحسن الموسي [بن جعفر] عليه السلام ثم انصرف الي بلاده. فلما كان في وقت الحج رزقه الله الحج (اي رزقه مالا يحج به) فأيهما أفضل: هذا الذي قد حج حجةالاسلام يرجع ايضا فيحج؟ أو يخرج الي خراسان الي أبيك علي بن موسي (عليه السلام) فيسلم عليه؟ [ صفحه 320] قال: لا، بل يأتي خراسان، فيسلم علي ابي الحسن (الرضا) أفضل، وليكن ذلك في رجب [525] و لا ينبغي ان تفعلوا في هذا اليوم [526] فان علينا و عليكم من السلطان شنعة. [527] [528] .

محمد بن سالم بن عبدالحميد

عده الشيخ من أصحاب الامام الجواد (عليه السلام).

محمد بن سنان الزاهري الخزاعي

من ولد عمرو بن الحمق الخزاعي، أصله من البصرة، و سكن بغداد، و اختلفت الأقوال في حقه، و الظاهر أن الرجل يستحق المدح و الثناء و التجليل، و ان الذي يستحق الذم و التضعيف هو رجل آخر اسمه ابن سنان كما حققه في (تنقيح المقال). أدرك الامام الكاظم و الامام الرضا و الامام الجواد و الامام الهادي (عليهم السلام) و هو كثير الرواية عنهم، و قد روي عنه سبعون رجلا من أجلاء الرواية و غيرهم. و توجد روايات تدل علي جلالة قدره و استقامته في عقيدته، و علمه و ورعه و أنه كان من خواص الثقاة. [ صفحه 321] و أما الأحاديث التي رواها عن الامام الجواد (عليه السلام) فنذكر بعضها فيما يلي: روي الكشي بسنده عن علي بن الحسين داود القمي قال: سمعت اباجعفر الثاني (عليه السلام) يذكر صفوان بن يحيي، و محمد بن سنان بخير، و قال: (رضي الله عنهما، برضاي عنهما، فما خالفاني قط). و عن محمد بن سنان قال: شكوت الي الرضا (عليه السلام) وجع العين، فأخذ قرطاسا، فكتب الي أبي حعفر (عليه السلام) و هو أول ما بدي [529] و دفع الكتاب الي الخادم، و أمرني أن أذهب معه. و قال: أكتم. فأتيناه، و خادم يحمله، قال: ففتح الخادم الكتاب بين يدي ابي جعفر (عليه السلام) فجعل ابوجعفر ينظر في الكتاب، و يرفع رأسه الي السماء و يقول: ناج. ففعل ذلك مرارا، فذهب كل وجع في عيني، و أبصرت بصرا لا يبصره أحد. قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام): جعلك الله شيخا علي هذه الأمة كما جعل عيسي بن مريم شيخا علي بني اسرائيل. [530] . قال: فانصرفت و قد امرني الرضا (عليه السلام) ان

اكتم، فما زلت صحيح النظر حتي اذعت ما كان من امر ابي جعفر (عليه السلام) فعاودني الوجع. قال: ثم قلت له: يا شيبه فطرس. [ صفحه 322] قال - محمد بن مرزبان - فقلت - لمحمد بن سنان -: ما عنيت بقولك: يا شيبه فطرس؟ قال: فقال: ان الله تعالي غضب علي ملك من الملائكة يدعي (فطرس) فدق جناحه، و رمي به في جزيرة من الجزائر البحر. فلما ولد الحسين (صلوات الله عليه) بعث الله عزوجل جبرئيل الي محمد (صلي الله عليه و آله و سلم) ليهنئه بولادة الحسين (عليه السلام) و كان جبرئيل صديقا لفطرس، فمر به و هو في الجزيرة مطروح، فخبره بولادة الحسين (عليه السلام) و ما أمر الله به [من التهنئة]. و قال - جبرئيل - له: هل لك أن أحملك علي جناح من أجنحتي. و أمضي بك الي محمد (صلي الله عليه و آله و سلم) يشفع لك؟ قال له فطرس: نعم. فحمله علي جناح من أجنحته حتي أتي به محمدا (صلي الله عليه و آله و سلم) فبلغه تهنئة ربه تعالي ثم حدثه بقصة فطرس. فقال محمد (صلي الله عليه و آله و سلم) لفطرس: امسح جناحك علي مهد الحسين، و تمسح به. فخبر الله جناحه، و رده الي منزلته مع الملائكة. و روي الكشي حديثا قريبا من هذا الحديث يدل علي أن الامام الرضا (عليه السلام) كتب ذلك الكتاب و هو في مكة الي الامام الجواد (عليه السلام) و هو في المدينة.

محمد بن سهل بن اليسع الأشعري القمي

عده الشيخ من أصحاب الامام الرضا (عليه السلام) [ صفحه 323] و في (الخرائج) حديث يدل علي انه كان من أصحاب الامام الجواد (عليه السلام) ايضا: عن أحمد بن محمد بن عيسي عن

محمد بن سهل قال: كنت مجاورا بمكة، فدخلت علي ابي جعفر الثاني (عليه السلام) و أردت أن أسأله عن كسوة يكسونيها، فلم يتفق أن أسأله، حتي ودعته و أردت الخروج، فقلت: أكتب اليه و أسأله. فكتبت الكتاب و صرت الي المسجد لأصلي ركعتين، و استخير الله [531] مائة مرة، فان وقع في قلبي أن أبعث بالكتاب بعثت، و الا خرقته. فوقع في قلبي أن لا أبعث به، فخرقته، و خرجت من المدينة. فبينما أنا كذلك اذ رأيت رسولا، و معه ثياب يتخلل القطار [532] و يسأل عن محمد بن سهل القمي، حتي انتهي الي [533] فقال: (مولاك بعث بهذا اليك) و اذا ملاءتان [534] قال أحمد بن محمد: فقضي الله أني غسلته حيت مات و كفنته فيهما.

محمد بن عبدالجبار ابي الصهبان القمي الشيباني

عده الشيخ من أصحاب الامام الجواد و الامام الهادي و الامام [ صفحه 324] العسكري (عليهم السلام) و قيل: انه كان خادما للامام العسكري (عليه السلام) يسأله عن مسائل كثيرة.

محمد بن عبدالله المدائني

عده الشيخ من أصحاب الامام الرضا و الامام الجواد (عليهماالسلام).

محمد بن عبدالله بن مهران الكرخي

عده الشيخ من أصحاب الامام الجواد و الامام الهادي (عليهماالسلام). له مؤلفات ساقطة فاسدة تدل علي انحرافه و فساد مذهبه، و كان من أصحاب ابي الخطاب الذي لعنه الامام و لعن أصحابه، فهو ملعون، لا يتلفت اليه و لا الي حديثه.

محمد بن عبده

كنيته: ابوبشر. عده الشيخ في باب أصحاب الامام الجواد (عليه السلام).

محمد بن عثمان

الكوفي، عده الشيخ من أصحاب الامام الصادق (عليه السلام) و أدرك الامام الجواد (عليه السلام). [ صفحه 325] في (اثبات الوصية) للمسعودي: و روي الحميري عن محمد بن أحمد بن يحيي، عن محمد بن عثمان الكوفي، عن أبي جعفر [الجواد] (عليه السلام) أنه قال له: ان حدث بك - و أعوذ بالله - حادث فالي من؟ فقال [الامام]: الي ابني هذا، يعني أباالحسن [الهادي]. ثم قال: «أما: انها ستكون فترة» قلت: فالي أين؟ فقال: الي المدينة قلت: أي مدينة؟ قال: هذه المدينة، مدينة الرسول (صلي الله عليه و آله و سلم) و هل مدينة غيرها [535] .

محمد بن عفير

الضبي، في كتاب (الاقبال) بسنده عن محمد بن عفير الضبي، عن أبي جعفر الثاني (عليه السلام) قال: قال [الامام]: «ان في رجب ليلة هي خير للناس مما طلعت عليه الشمس، و هي ليلة سبع و عشرين منه، نبي ء رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) في صبيحتها، و ان للعامل فيها - أصلحك الله - من شيعتنا أجر عمل ستين سنة». قيل: و ما العمل فيها؟ قال: «اذا صليت العشاء الآخرة، و أخذت مضجعك، ثم استيقظت أي ساعة من ساعات الليل، كانت قبل زواله [نصف الليل] أو بعده، صليت اثني عشر ركعة، باثنتي عشرة سورة، من خفاف المفصل من بعد يس الي فاذا فرغت بعد كل شفع جلست بعد التسليم، [ صفحه 326] و قرأت (الحمد) سبعا، و (المعوذتين) سبعا، و (قل هو الله أحد) سبعا، و (قل يا أيها الكافرون) سبعا، و (انا أنزلناه) سبعا، و (آيةالكرسي) سبعا، و قلت - بعد ذلك من الدعاء: «الحمد لله الذي لم يتخذ صاحبة و لا ولدا، و لم يكن له شريك في الملك

و لم يكن له ولي من الذل، و كبره تكبيرا؛ اللهم اني أسألك بمعاقد عزك علي أركان عرشك، و منتهي الرحمة من كتابك، و باسمك الأعظم الأعظم الأعظم، و بذكرك الأعلي، و بكلماتك التامات التي تمت صدقا و عدلا، أن تصلي علي محمد و آل محمد، و أن تفعل بي ما أنت أهله». و ادع بما شئت، فانك لا تدعو بشي ء الا أجبت، ما لم تدع بمأثم أو قطيعة رحم، أو هلاك قوم مؤمنين، و تصبح صائما، و انه يستجب له صومه، فانه يعادل صوم سنة». [536] .

محمد بن علي

أو علي بن محمد الهاشمي، توجد رواية في الكافي عن علي بن محمد أو محمد بن علي الهاشمي. فالرجل لا يعرف منه أكثر مما في هذه الرواية: في الكافي عن محمد بن حمزة الهاشمي عن علي بن محمد او محمد بن علي الهاشمي قال: دخلت علي ابي جعفر (عليه السلام) صبيحة عرسه حيث بني بابنة المأمون، و كنت تناولت من الليل دواءا، فأول من دخل عليه في صبيحته [ صفحه 327] انا، و قد اصابني العطش، و كرهت ان ادعو بالماء، فنظر ابوجعفر (عليه السلام) في وجهي و قال: أظنك عطشان؟ فقلت: أجل. فقال: يا غلام - او يا جارية - اسقنا ماءا. فقلت - في نفسي -: الساعة يأتونه بماء يسمونه به (اي يجعلون فيه السم) فاغتممت لذلك، فأقبل الغلام و معه الماء، فتبسم في وجهي، ثم قال: يا غلام، ناولني الماء، فتناول الماء فشرب، ثم ناولني فشربت. ثم عطشت ايضا، و كرهت أن أدعو بالماء، ففعل ما فعل في الأولي، فلما جاء الغلام و معه القدح قلت - في نفسي - مثل ما قلت في الاولي. فتناول القدح

ثم شرب. فناولني و تبسم. قال محمد بن حمزة: فقال لي هذا الهاشمي: و انا اظنه كما يقولون. [537] . و في نسخة (الارشاد): والله اني اظن أن اباجعفر يعلم ما في النفوس، كما تقول الرفضة. أقول: يستفاد من هذا الحديث أن راويه ما كان يعتقد بامامة الامام الجواد (عليه السلام) و لما رأي هذه الكرامة قال: اظن أنه امام كما تقوله الشيعة.

محمد بن عمر

الساباطي، كان من أصحاب الامام الكاظم و الامام الرضا و الامام الجواد (عليهم السلام). [ صفحه 328] في الكافي عن محمد بن عمر الساباطي قال: سألت أباجعفر (عليه السلام) عن رجل أوصي الي و أمرني أن أعطي عما له في كل سنة شيئا، فمات العم؟ فكتب (عليه السلام): أعطه ورثته [538] .

محمد بن عمير بن واقد

الرازي، لا يوجد هذا الاسم في كتب الرجال الموجودة عندي، و في (الخرائج): روي عن محمد بن عمير بن واقد الرازي قال: دخلت علي ابي جعفر ابن الرضا (عليه السلام) و معي أخي به بهر شديد [539] فشكي اليه ذلك البهر، فقال (عليه السلام): عافاك الله مما تشكو. فخرجنا من عنده و قد عوفي، فما عاد اليه ذلك البهر الي أن مات. قال محمد بن عمير: و كان يصيبني وجع في خاصرتي في كل اسبوع، فيشتد ذلك الوجع بي أياما، و سألته ان يدعو لي بزواله عني. فقال: و أنت فعافاك الله.

محمد بن عون

النصيبي، هو الذي روي زواج الامام الجواد (عليه السلام) بابنة المأمون، و الحوار الذي جري بين يحيي بن اكثم و بين الامام الجواد (عليه السلام) كما في تفسير القمي بسنده عن محمد بن عون النصيبي قال: [ صفحه 329] (لما اراد المأمون أن يزوج اباجعفر محمد بن علي بن موسي (عليهم السلام) ابنته أم الفضل، اجتمع اليه اهل بيته الأدنين منه، فقالوا له: يا أميرالمؤمنين! ننشدك الله أن لا تخرج عنا امرا قد ملكناه...) الي آخر كلامه. [540] و هو قريب من رواية الريان بن شبيب التي ذكرناها في حرف الراء، و لا داعي الي التكرار..

محمد بن عيسي بن زياد

ذكره النجاشي في ترجمة معمر بن خلاد. و في (تفسير العياشي) عن محمد بن عيسي بن زياد قال: كنت في دويان ابن (أبي خ ل) عباد، فرأيت كتابا ينسخ [541] فسألت عنه فقالوا: كتاب الرضا الي ابنه [الجواد] (عليهماالسلام) من خراسان، فسألتهم أن يدفعوه الي، فاذا فيه: أقول: قبل أن أذكر نص الكتاب أجلب انتباه القاري ء الكريم أن مصدر الكتاب هو تفسير العياشي، و رواه الشيخ المجلسي عنه في (البحار) مع تفاوت في بعض الألفاظ. و توجد كلمات في هذا الكتاب في غاية الغموض و الابهام، بسبب الأغلاط المطبعية أو رداءة الخط في المخطوطات القديمة، و نحن نذكرها و نحاول أن نذكرها صحيحة حسب ما يتبادر الي الذهن. و المستفاد من هذا الكتاب أن امرأة اسمها سعيدة كانت في دار الامام الرضا (عليه السلام) و في كتاب (تنقيح المقال) «ان سعيدة جارية [ صفحه 330] الامام الصادق (عليه السلام) و عد الشيخ الطوسي سعيدة من أصحاب الامام الكاظم (عليه السلام) و لعل احداهما هي المذكورة في كتاب الامام الرضا (عليه السلام) فلعلها عاشت الي أيام الامام

الرضا (عليه السلام). و المظنون انها كانت تبدي رأيها في شؤون الامام الجواد (عليه السلام) و تتدخل في بذله و عطائه للناس، فكتب الامام الرضا (عليه السلام) ذلك الكتاب الي ابنه، و أمره أن لا يصغي الي كلام سعيدة، و لا يعمل برأيها، و اليك نص الكتاب: بسم الله الرحمن الرحيم أبقاك الله طويلا، و أعاذك من عدوك: يا ولدي، فداك أبوك! قد فسرت [كشفت و أظهرت] لك ما لي، و أنا حي سوي، رجاء أن ينميك [542] الله بالصلة لقرابتك، و لموالي موسي و جعفر (رضي الله عنهما). فأما سعيدة؛ فانها امرأة تري [543] الحزم في البخل، و الصواب في دقة النظر [544] و ليس كذلك، قال الله: (من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة) و قال: (لينفق ذو سعة من سعته و من قدر عليه رزقه فلينفق مما آتاه الله). [ صفحه 331] و قد أوسع الله عليك كثيرا، يا بني فداك أبوك! لا تستر دوني الأمور بحسبها [545] ، فتخطي ء حظك، والسلام». [546] .

محمد بن عيسي بن عبيد بن يقطين العبيدي اليقطيني الأسدي

كان من أصحاب الامام الرضا و الامام الجواد و الامام الهادي و الامام العسكري (عليهم السلام) و اختلفت فيه أقوال الرجاليين، ولكن الأقوي أنه ثقة كما ذكره النجاشي انه ثقة، كثير الرواية، حسن التصانيف، روي عن ابي جعفر الثاني (عليه السلام) مكاتبة و مشافهة. له مؤلفات في التفسير و الامامة و المعرفة و الوصايا، و الطرائف، و التوقيعات، و التجمل، و المروءة، و الفيي ء و الخمس و الرجال، و الزكاة و ثواب الأعمال، و النوادر و غيرها. و في الكافي بسنده عن محمد بن عيسي قال: دخلت علي ابي جعفر الثاني (عليه السلام) فناظرني في أشياء، ثم قال: يا أباعلي، ارتفع

الشك، ما لأبي غيري. [547] .

محمد بن عيسي بن عبدالله بن سعد الأشعري

كان من أصحاب الامام الرضا و الامام الجواد (عليهماالسلام) له من مؤلفات كتاب (الخطب) و كان شيخ القميين و من وجهاء الأشعريين، و تروي عنه أحاديث كثيرة. [ صفحه 332]

محمد بن الفرج الرخجي

منسوب الي رخج و هي قرية من قري كرمان في ايران. كان من أصحاب الامام الرضا و الامام الجواد و الامام الهادي (عليهم السلام). و كانت له مكاتبات مع الامام الجواد و الامام الهادي (عليهماالسلام). و نذكر هنا مكاتباته مع الامام الجواد (عليه السلام): في كشف الغمة. بسنده عن محمد بن الفرج قال: كتب الي ابوجعفر - الجواد - عليه السلام: (احملوا الي الخمس، فاني لست آخذه منكم سوي عامي هذا) فقبض (اي توفي) في تلك السنة [548] . و في الكافي عن محمد بن الفرج قال: كتب الي ابوجعفر (عليه السلام): (اذا غضب الله تبارك و تعالي علي خلقه نحانا عن جوارهم) [549] . و في الكافي ايضا عن محمد بن الفرج قال: كتب الي أبوجعفر بن الرضا (عليه السلام) بهذا الدعاء، و علمنيه، و قال: من قال - في دبر صلاة الفجر، لم يلتمس حاجة الا تيسرت له، و كفاه الله ما أهمه -: (بسم الله و بالله، و صلي الله علي محمد و آله، و أفوض أمري الي الله [ صفحه 333] ان الله بصير بالعباد، فوقاه الله سيئات ما مكروا، لا اله الا انت سبحانك اني كنت من الظالمين فاستجبنا له و نجيناه من الغم و كذلك ننجي المؤمنين، حسبنا الله و نعم الوكيل، فانقلبوا بنعمة من الله و فضل لم يمسسهم سوء. ما شاء الله لا حول و لا قوة الا بالله العلي العظيم، ما شاء الله لا ما شاء الناس ما شاء الله

و ان كره الناس. حسبي الرب من المربوبين، حسبي الخالق من المخلوقين، حسبي الرازق من المرزوقين. حسبي الذي لم يزل حسبي منذ قط، حسبي الله الذي لا اله الا هو، عليه توكلت و هو رب العرش العظيم). و قال: اذا انصرفت من صلاة مكتوبة (اي واجبة) فقل: (رضيت بالله ربا، و بمحمد نبيا، و بالاسلام دينا، و بالقرآن كتابا، و بفلان و فلان أئمة [550] . اللهم وليك فلان [551] فاحفظه من بين يديه و من خلفه، و عن يمينه و عن شماله، و من فوقه و من تحته، و امدد له في عمره، و اجعله القائم بأمرك، و المنتصر لدينك، و أره ما يحب و ما تقر به عينه في نفسه و ذريته، و في أهله و ماله، و في شيعته و في عدوه. و أرهم منه ما يحذرون، و أره فيهم ما يحب و تقر به عينه، و اشف صدورنا و صدور قوم مؤمنين) قال: و كان النبي (صلي الله عليه و آله و سلم) يقول - اذا فرغ من صلاته -: [ صفحه 334] (اللهم اغفر لي ما قدمت و أخرت، و ما أسررت و ما أعلنت، و اسرافي علي نفسي، و ما انت أعلم به مني، اللهم أنت المقدم و أنت المؤخر، لا اله الا أنت، بعلمك الغيب، و بقدرتك علي الخلق أجمعين، ما علمت الحياة خيرا لي فأحيني، و توفني اذا علمت الوفاة خيرا لي اللهم اني أسألك خشيتك في السر و العلانية، و كلمة الحق في الغضب و الرضا و القصد في الفقر و الغني، و أسألك نعيما لا ينفذ، و قرة عين لا ينقطع، و أسألك الرضا بالقضاء،

و بركة الموت بعد العيش، و برد العيش بعد الموت، و لذة النظر الي وجهك [552] و شوقا الي رؤيتك و لقائك من غير ضراء مضرة، و لا فتنة مضلة. اللهم زينا بزينة الايمان، و اجعلنا هداة مهديين اللهم اهدنا فيمن هديت اللهم اني اسألك عزيمة الرشاد، و الثبات في الأمر و الرشد، و أسألك شكر نعمتك، و حسن عافيتك، و اداء حقك، و اسألك - يا رب - قلبا سليما، و لسانا صادقا، و أستغفرك لما تعلم، و أسألك خير ما تعلم، و أعوذ بك من شر ما تعلم فانك تعلم، و لا نعلم، و أنت علام الغيوب) [553] . توضيح الحديث: لا شك أن في هذا الحديث - بناءا علي صحته - من الكلمات المتشابهة، و لا بأس بذكر كلمة حول الموضوع: توجد في القرآن الكريم آيات محكمات، و آيات متشابهات، كما قال تعالي: «هو الذي انزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن ام الكتاب [ صفحه 335] و أخر متشابهات» [554] و قد قيل في معني المحكم و المتشابه - اقوال، نذكر بعضها: المحكم: ما علم المراد بظاهره لوضوحه، و لم تشتبه معانيه، و لا يحتمل التأويل، كقوله تعالي: «ان الله لا يظلم الناس شيئا». و المتشابه: ما لا يعلم المراد منه بظاهره، و اشتبهت معانيه، الي ان يقترن به ما يدل علي المراد منه. و هذا النوع من الآيات لا يجوز الأخذ بظاهرها - لأن الأعتقاد بظاهرها كفر و ضلال - و لابد من تأويلها و التحقيق عن المراد منها. مثل قوله تعالي: «الرحمن علي العرش استوي» و «جاء ربك» و «كل شي ء هالك الا وجهه» و «بل يداه مبسوطتان» و غيرها

من الآيات التي لابد من تأويلها. و كما في الآيات الكريمة كذلك في الأحاديث الشريفة، متشابهات لابد من تأويلها، و لا يجوز الأخذ بظاهرها، و منها هذا الحديث، و خاصة قوله (عليه السلام): «... و لذة النظر الي وجهك، و شوقا الي رؤيتك و لقائك، من غير ضراء مضرة» فلا شك انه ليس المقصود من الوجه - هنا - المعني الظاهري الذي هو احد الجوارح، بل المقصود هو الذات، فقوله تعالي: (كل شي ء هالك الا وجهه) معناه: كل شي ء هالك الا الله، اي ذاته سبحانه. و بعد أن ثبت - بالأدلة العقلية و الشرعية - ان الله تعالي ليس بجسم، يكون النظر الي ذاته سبحانه ممتنعا و مستحيلا، عقلا و شرعا. اذن: لابد من التأويل.. بأن نقول: لعل المقصود من النظر - هنا - هو نظر القلب، كما قال الامام الصادق (عليه السلام): «.. بل [ صفحه 336] لم تره اليعون بمشاهدة الأبصار [555] ولكن رأته القلوب بحقائق الأيمان..» [556] . و معني «حقائق الايمان» هي العقائد الحقيقية، الثابتة اليقينية، كالتصديق بالله و بوحدانيته و اعتبار صفاته عين ذاته. و قد سئل الامام علي اميرالمؤمنين (صلوات الله عليه): هل رأيت ربك حين عبدته؟ فقال (عليه السلام): ويلك»! ما كنت اعبد ربا لم اره. قال: و كيف رأيته؟ فقال (عليه السلام):.. لا تدركه العيون في مشاهدة الأبصار، ولكن رأته القلوب بحقائق الأيمان. و نفس هذا الشرح و التوضيح يأتي بالنسبة الي قول الامام الجواد (عليه السلام): «.. و شوقا الي رؤيتك و لقائك». نعم.. يحتمل ان يكون المقصود من الشوق الي لقاء الله هو الشوق الي الموت المشفوع بالرحمة و الرضوان و بلوغ درجات المقربين. اذن: فقوله (عليه السلام): «النظر الي وجهك،

و شوقا الي رؤيتك و لقائك» كلمات مجازية لا حقيقية، فلا تحمل علي ظواهرها، بل تشير الي معان دقيقة يفهمها اولوا الألباب. و روي محمد بن جرير الطبري بسنده عن محمد بن الفرج بن عبدالله قال: دعاني ابوجعفر محمد بن علي الجواد، و أعلمني أن قافلة قدمت، [ صفحه 337] و فيها نخاس [557] معهم جوار [558] و دفع لي سبعين دينارا و أمرني بابتياع جارية وصفها لي [559] فمضيت، فعملت بما أمرني، و كانت الجارية أم ابي الحسن الهادي (عليه السلام). [560] .

محمد بن الفضيل الأزدي الكوفي الأزرق الصيرفي

عده الشيخ من أصحاب الامام الكاظم و الامام الرضا (عليهماالسلام) و في الكافي روايات تدل علي أدرك صحبة الامام الجواد (عليه السلام) ايضا: في الكافي عن محمد بن الفضيل قال: كتبت الي أبي جعفر - الثاني - (عليه السلام) أسأله أن يعلمني دعاءا،فكتب الي: تقول - اذا أصبحت و أمسيت -: الله الله الله ربي، لا اشرك به شيئا. و ان زدت علي ذلك فهو خير لك، ثم تدعو بما بدا لك في حاجتك، فهو (اي هذا الدعاء نافع) لكل شي ء باذن الله تعالي، يفعل الله ما يشاء. [561] . و في الكافي ايضا بسنده عن محمد بن الفضيل قال: سألت اباجعفر الثاني (عليه السلام) عن الصبي متي يحرم به؟ قال: «اذا أثغر». [ صفحه 338] اختلف اللغويون في هذه المادة، فقيل: ثغر اذا نبتت اسنانه، و قيل: اذا سقطت اسنانه. اي الأسنان اللبنيات. [562] . و في التهذيب بسنده عن محمد بن الفضيل قال: كتبت الي ابي جعفر (عليه السلام) أسأله عن السقط كيف يصنع به؟ فكتب الي: السقط يدفن بدمه في موضعه. [563] . اقول: اذا كان عمره اقل من اربعة اشهر. هذا.. و توجد في

الكافي و التهذيب احاديث اخري رواها عن الامام الجواد (عليه السلام) ايضا.

محمد بن مزيد

بن محمود بن ابي الأزهر النوشجي النحوي. كان من أصحاب الامام الرضا و الامام الجواد و الامام الهادي (عليهم السلام). [564] .

محمد بن منده

ذكره ابن شهراشوب في كتاب المناقب ج 4 ص 384 من اصحاب الامام الجواد (عليه السلام).

محمد بن ميمون

كان من أصحاب الامام الرضا و الامام الجواد (عليهماالسلام). [ صفحه 339] و قيل، الأصح أن اسمه: محمد بن شمون، ولكن صاحب (جامع الرواة) ذكره محمد بن ميمون. و علي كل تقدير، ففي كتاب (الخرائج) حديث ذكره المجلسي في البحار: عن محمد بن ميمون أنه كان مع الامام الرضا (عليه السلام) بمكة قبل خروجه الي خراسان. قال: قلت له: اني أريد أن أتقدم الي المدينة، فأكتب معي كتابا الي ابي جعفر (عليه السلام) فتبسم، و كتب، و صرت الي المدينة، و قد كان ذهب بصري. فأخرج الخادم أباجعفر (عليه السلام) الينا، فحمله في المهد [565] فناولته الكتاب فقال - لموفق الخادم -: فضه و انشره. ففضه، و نشره بين يديه، فنظر فيه، ثم قال لي: يا محمد ما حال بصرك؟ قلت: يابن رسول الله، اعتلت عيناي، فذهب بصري كما تري. قال: فمد يده، فمسح بها علي عيني، فعاد الي بصري كأصح ما كان، فقبلت يده و رجله، و انصرفت من عنده و أنا بصير. [566] . [ صفحه 340]

محمد بن نصر

الناب، عده البرقي من أصحاب الامام الجواد (عليه السلام).

محمد بن نصير

عده الشيخ من أصحاب الامام الجواد (عليه السلام).

محمد بن النضر

في كتاب مستدرك الوسائل عن محمد بن حكام قال: حدثنا محمد بن النضر - مؤدب ولد ابي جعفر محمد بن علي بن موسي (عليهم السلام) - قال: شكوت اليه [567] ما أجده من الحصاة. فقال (عليه السلام): ويحك! اين انت علي الجامع، دواء ابي؟ فقلت: يا سيدي و مولاي أعطني صفته. فقال (عليه السلام): هو عندنا. يا جارية أخرجي البستوقة الخضراء [568] فاخرجت البستوقة، و أخرج (عليه السلام) منها مقدار حبة، فقال [للراوي]: اشرب هذه الحبة بماء السداب و بماء الفجل المطبوخ، فانك تعافي منه. قال [الراوي]: فشربته بماء السداب، فوالله ما أحسست بوجعه الي يومنا هذا. [569] .

محمد بن نوح

عده البرقي من أصحاب الامام الجواد و الامام الهادي (عليهماالسلام). [ صفحه 341]

محمد بن الوليد

الكرماني، عده الشيخ من أصحاب الامام الجواد (عليه السلام) في الكافي بسنده عن محمد بن الوليد الكرماني قال: قلت لأبي جعفر الثاني (عليه السلام): ما تقول في المسلك؟ فقال: ان أبي أمر فعمل له مسك في بان [570] بسبعمائة درهم. فكتب اليه الفضل بن سهل يخبره: أن الناس يعيبون ذلك. فكتب اليه: يا فضل: أما علمت أن يوسف (عليه السلام) و هو نبي، كان يلبس الديباج مزررا بالذهب [571] و يجلس علي كراسي الذهب، و لم ينقص ذلك من حكمته شيئا؟! قال: ثم أمرت فعملت له غالية بأربعة آلاف درهم [572] . و في كتاب بحارالأنوار عن (الخرائج) عن محمد بن الوليد قال: اتيت اباجعفر ابن الرضا (عليهماالسلام) فوجدت بالباب - الذي في الفناء - قوما كثيرا، فعدلت الي مسافر [573] فجلست اليه حتي زالت الشمس، فقمنا للصلاة فلما صلينا الظهر وجدت حسا من ورائي، فالتفت فاذا أبوجعفر (عليه السلام) فسرت اليه حتي قبلت كفه، ثم جلس و سأل عن مقدمي [و كان في نفسي مرض من امامته] [574] ثم قال: سلم. [ صفحه 342] فقلت: جعلت فداك، قد سلمت. فأعاد القول ثلاث مرات: سلم، فقد أدركتها. فقلت: سلمت و رضيت يابن رسول الله [و قد رضيت بك اماما] [575] . فأجلي الله عما كان في قلبي [من المرض من امامته] [576] حتي لو جهدت و رمت لنفسي أن اعود الي الشك ما وصلت اليه. فعدت من الغد باكرا، فارتفعت عن الباب الأول، و صرت قبل الخيل، و ما وراي أحد أعلمه، و أنا أتوقع أن آخذ السبيل الي الارشاد اليه [577] فلم أجد أحدا آخذ [منه]

حتي اشتد الحر و الجوع جدا، حتي جعلت أشرب الماء أطفي ء به حر ما أجد من الجوع و الجوي. [578] . فبينما أنا كذلك اذا أقبل نحوي غلام قد حمل خوانا [579] عليه طعام، و ألوان، و غلام آخر عليه طست و ابريق حتي وضع بين يدي، و قالا: أمرك أن تأكل. فأكلت. فلما فرغت أقبل [الامام] فقمت اليه، فأمرني بالجلوس و بالاكل، فأكلت، فنظر الي الغلام فقال: كل معه ينشط [580] حتي اذا فرغت، و رفع الخوان، و ذهب الغلام ليرفع ما وقع من الخوان من فتات [581] الطعام، [ صفحه 343] فقال: مه، مه، ما كان في الصحراء [582] فدعه ولو فخذ شاة، و ما كان في البيت فالقطه. ثم قال: سل. قلت: جعلت فداك! ما تقول في المسك! فقال: ان أبي أمر أن يعمل له مسك في فأرة، و الفأرة نافجة المسك. [583] . فكتب اليه الفضل يخبره: أن الناس يعيبون ذلك عليه. فكتب: يا فضل.. أما علمت أن يوسف [النبي] كان يلبس ديباجا مزرورا بالذهب، و يجلس علي كرسي الذهب، فلم ينتقص من حكمته شي ء، و كذلك سليمان [النبي] ثم أمر أن يعمل له غالية بأربعة آلاف درهم. ثم قلت: ما لمواليكم في موالاتكم؟ فقال: ان اباعبدالله [الصادق] عليه السلام، كان عنده غلام يمسك بغلته اذا هو دخل المسجد، فبينما هو (أي الغلام) جالس، و معه بغلة اذ أقبلت رفقة من خراسان، فقال له رجل من الرفقة: هل لك يا غلام أن تسأله أن يجعلني مكانك، و اكون له مملوكا، و أجعل لك مالي كله؟ فاني كثير المال من جميع الصنوف، اذهب فاقبضه، و أنا أقيم معه مكانك. [ صفحه 344] فقال

[الغلام]: أسأله ذلك. [584] . فدخل علي ابي عبدالله [الصادق] فقال له: جعلت فداك، تعرف خدمتي و طول صحبتي، فان ساق الله الي خيرا تمنعنيه؟ قال [الامام]: أعطيك من عندي و امنعك من غيري؟! فحكي له قول الرجل (الذي عرض عليه الأموال) فقال [الامام]: ان زهدت في خدمتنا، و رغب الرجل فينا قبلناه، و أرسلناك، فلما ولي [الغلام]، منه دعاه [الامام] فقال له: أنصحك لطول الصحبة، و لك الخيار (اي انت مخير): اذا كان يوم القيامة كان رسول (صلي الله عليه و آله و سلم) متعلقا بنور الله، و كان أميرالمؤمنين (عليه السلام) متعلقا برسول الله، و كان الأئمة متعلقين بأميرالمؤمنين، و كان شيعتنا متعلقين بنا، يدخلون مدخلنا، و يردون موردنا. فقال الغلام: بل أقيم في خدمتك، و أؤثر الآخرة علي الدنيا. و خرج الغلام الي الرجل [الخراساني] فقال له الرجل: خرجت الي بغير الوجه الذي دخلت به، فحكي [الغلام] قوله (عليه السلام) و أدخله علي ابي عبدالله (الصادق) عليه السلام فقبل ولاءه، و أمر للغلام بألف دينار، ثم قام اليه فودعه و سأله أن يدعو له، ففعل. فقال محمد بن الوليد الكرماني: فقلت: يا سيدي لو لا عيال بمكة و ولدي، سرني أن أطيل المقام بهذا الباب، فأذن لي و قال (عليه السلام) [ صفحه 345] لي: توافق غما [585] ثم وضعت بين يديه حقا كان له [586] فأمرني أن أحملها، فتأبيت، و ظننت أن ذلك موجدة [587] فضحك الي، و قال: خذها اليك، فانك توافق حاجة فجئت و قد ذهبت نفقتنا شطر منها، فاحتجت اليه ساعة قدمت مكة.) [588] .

محمد بن يونس

بن عبدالرحمن، عده الشيخ من أصحاب الامام الرضا و الامام الجواد (عليهماالسلام). قد ذكرنا في أحوال محمد بن ابي عمير

أنه لما كان تحت التعذيب، و طلبوا منه أن يذكر أسماء الشيعة، و كاد أن يسميهم - من شدة ألم الضرب - ناداه محمد بن يونس و قال: يا محمد بن ابي عمير، اذكر موقفك بين يدي الله. و من هنا يستفاد أن هذا الرجل كان بمنزلة عظيمة من التقوي و الورع و الخشية من الله تعالي.

المختار بن زياد العبيدي

عده الشيخ من اصحاب الامام الجواد (عليه السلام). [ صفحه 346]

مروك بن عبيد بن سالم

عده الشيخ من اصحاب الامام الجواد (عليه السلام). و أظن أن اسمه: مردك، و هو تصغير مرد، - باللغة الفارسية - و معناه: رجيل، تصغير رجل.

مسافر

و يكني: مسلم كان مولي للامام الرضا (عليه السلام). روي الكشي عنه انه قال: امرني ابوالحسن [الرضا] (عليه السلام): بخراسان فقال: الحق بأبي جعفر [الجواد] فانه صاحبك.

مصدق بن صدقة

المدائني، عده الشيخ من أصحاب الامام الصادق و الامام الجواد (عليهماالسلام) و انه كان من أجلاء العلماء و الفقهاء و العدول، عاش قريبا من مائة سنة.

المطرفي

لم أجد له اسما و لا نسبا و لا لقبا في كتب الرجال، و في الكافي بسنده عن المطرفي قال: مضي ابوالحسن الرضا (عليه السلام) ولي عليه اربعة آلاف درهم، فقلت في نفسي: ذهب ما لي. فأرسل الي أبوجعفر (عليه السلام): اذا كان غدا، فأتني، وليكن معك ميزان و أوزان فدخلت علي ابي جعفر (عليه السلام) فقال [ صفحه 347] لي: مضي ابوالحسن - الرضا - و لك عليه اربعة آلاف درهم؟ فقلت: نعم، فرفع المصلي الذي كان تحته فاذا تحته دنانير فدفعها الي. [589] .

معاوية بن حكيم - بضم الحاء

ابن معاوية بن عمار الدهني، عده الشيخ من أصحاب الامام الجواد و الامام الهادي (عليهماالسلام) له مؤلفات في النكاح و الطلاق و الحيض و الفرائض و الديات و النوادر. و لعلماء الرجال في مذهبه و توثيقه أقوال والله العالم.

معلي بن محمد

في كتاب المناقب لابن شهراشوب، عن معلي بن محمد قال: خرج علي ابوجعفر (عليه السلام) حدثان موت ابيه [590] فنظرت الي قدة لأصف قامته لأصحابنا بمصر، فقعد، ثم قال: يا معلي ان الله احتج في الامامة بمثل ما احتج به في النبوة فقال [سبحانه]: «و آتيناه الحكم صبيا». و قد رواه علي بن اسباط. [591] .

معمر بن خلاد

عده الشيخ الطوسي من اصحاب الامام الرضا (عليه السلام) [ صفحه 348] و يستفاد من الحديث الآتي أنه ادرك الامام الجواد (عليه السلام) ايضا: عن معمر بن خلاد قال: قال ابوجعفر (عليه السلام): يا معمر اركب. قلت: الي اين؟ قال: اركب، كما يقال لك. قال: فركبت، فانتهيت الي واد - أو وهدة [592] - فقال لي: قف ها هنا. فوقفت. فأتاني، فقلت له: جعلت فداك اين كنت؟ قال: دفنت ابي الساعة. و كان بخراسان. [593] .

المنذر بن قابوس

عده الشيخ من اصحاب الامام الجواد (عليه السلام).

منصور بن العباس

ابوالحسين الرازي. من أصحاب الامام الجواد و الامام الهادي (عليهماالسلام) و له روايات عن كل واحد منهما. و نسب بعض العلماء حديثه الي الضعف، والله العالم.

موسي بن داود المنقري

عده الشيخ من اصحاب الامام الجواد (عليه السلام) [ صفحه 349]

موسي بن داود اليعقوبي

من اصحاب الامام الجواد و الامام الهادي (عليهماالسلام).

موسي بن عبدالله بن عبدالملك

من اصحاب الامام الجواد (عليه السلام).

موسي بن عبدالملك

عده البرقي من اصحاب الامام الجواد (عليه السلام) و في التهذيب مكاتبة له مع الامام الجواد (عليه السلام) ذكرناها في احوال اسحاق بن ابراهيم.

موسي بن عمر بن بزيع

من اصحاب الامام الجواد و الامام الهادي (عليهماالسلام).

موسي بن القاسم بن معاوية بن وهب البجلي الكوفي

عده الشيخ من أصحاب الامام الرضا و الامام الجواد (عليهماالسلام) و كان ثقة، جليلا حسن الطريقة، له مؤلفات في الوضوء و الصلاة و الزكاة و الصيام و الحج و النكاح و الطلاق، و الحدود و الديات، و الشهادات و الأيمان و النذور، و أخلاق المؤمنين و الآداب و كتاب (الجامع) و مسائل الرجال. و غيرها. في الكافي بسنده عن موسي بن القاسم قال: قلت لأبي جعفر الثاني [الجواد] عليه السلام: قد أردت أن أطوف عنك و عن أبيك، فقيل [ صفحه 350] لي: ان الأوصياء لا يطاف عنهم!! فقال لي: بل طف ما أمكنك، فان ذلك جائز. ثم قلت له - بعد ذلك بثلاث سنين -: اني كنت استأذنتك في الطواف عنك و عن أبيك، فأذنت لي في ذلك، فطفت عنكما ما شاء الله (اي كثيرا) ثم وقع في قلبي شي ء فعملت به. قال: و ما هو؟ قلت:طفت يوما عن رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم). فقال - ثلاث مرات -: صلي الله علي رسول الله. ثم اليوم الثاني عن أميرالمؤمنين، ثم طفت اليوم الثالث عن الحسن و الرابع عن الحسين و الخامس عن علي بن الحسين، و السادس عن ابي جعفر محمد بن علي [الباقر] و اليوم السابع عن جعفر بن محمد، و اليوم الثامن عن أبيك موسي، و اليوم التاسع عن أبيك و اليوم العاشر عنك يا سيدي. و هؤلاء الذين أدين الله بولايتهم. فقال - الامام -: اذن تدين الله بالدين الذي لا يقبل من العباد غيره. قلت: ربما طفت عن أمك فاطمة، و ربما لم أطف. فقال: استكثر من هذا، فانه أفضل ما أنت

عامله انشاءالله. [594] . و في التهذيب بسنده عن أبي جعفر موسي بن القاسم البجلي قال: [ صفحه 351] رأيت أباجعفر الثاني (عليه السلام) يصلي في قميص قد اتزر فوقه بمنديل و هو يصلي. [595] .

موسي المختار بن يزيد

العنسي، عده البرقي من اصحاب الامام الجواد (عليه السلام).

موفق بن هارون

كان من خدام الامام الرضا و الامام الجواد (عليهماالسلام) و قد ذكرنا اسمه في ترجمة محمد بن سنان و غيره، و يستفاد من ذلك الحديث أن موفقا - هذا - كان من خواص الامام الجواد (عليه السلام) و من حاملي أسرارهم، و المطلعين علي حياتهم الخاصة، و أنه كان ثقة لا يخشي منه أي انحراف في العقيدة.

ميمون بن يوسف

النخاس، يستفاد من ترجمة زكريا بن آدم في (تنقيح المقال) أنه كان من وكلاء الامام الجواد (عليه السلام) او غلمانه.

حرف النون

نصر الخادم

هو من شهود وصية الامام الجواد (عليه السلام) و كتب شهادته بيده. [ صفحه 352]

نوح بن شعيب البغدادي

عده الشيخ من اصحاب الامام الجواد و الامام الهادي (عليهماالسلام) و عن الفضل بن شاذان أنه كان فقيها عالما مرضيا. و يوجد - في كتب الأحاديث - اسم: نوح بن شعيب الخراساني، و احتمل بعض علماء الرجال أنه هو البغدادي، والله العالم.

حرف الهاء

هارون بن الحسن

بن محبوب، عده الشيخ من أصحاب الامام الجواد (عليه السلام)

الهيثم بن أبي مسروق

النهدي، من أصحاب الامام الجواد (عليه السلام) لأن سعد بن عبدالله يروي عنه، و سعد بن عبدالله توفي سنة 300 من الهجرة، فلا يمكن أن يكون هيثم من أصحاب الامام الباقر (عليه السلام) كما تصوره الشيخ الطوسي (رحمه الله).

حرف الياء

يحيي بن ابي عمران الهمداني

كان من أصحاب الامام الرضا و وكلاء الامام الجواد (عليهماالسلام) روي في (بصائر الدرجات) بسنده عن ابراهيم بن محمد الهمداني قال: كان ابوجعفر محمد بن علي (عليه السلام) كتب الي كتابا، و أمرني [ صفحه 353] أن لا أفكه حتي يموت يحيي بن ابي عمران، قال: فمكث الكتاب عندي سنين، فلما كان اليوم الذي مات فيه يحيي بن ابي عمران فككت الكتاب، فاذا فيه: (قم بما كان يقوم به) أو نحو هذا من الأمر. و كان ابراهيم يقول: كنت لا أخاف الموت ما كان يحيي حيا.) و في الكافي بسنده عن يحيي بن ابي عمران قال: كتبت الي ابي جعفر - الجواد - عليه السلام: (جعلت فداك، ما تقول في رجل ابتدأ ببسم الله الرحمن الرحيم في صلاته وحده في أم الكتاب، فلما صار الي غير أم الكتاب من السورة تركها؟ (اي ترك البسملة). فقال العباسي: ليس بذلك بأس؟ فكتب - بخطه -: يعيدها - مرتين - علي رغم انفه - يعني العباسي -) أي كتب: يعيدها يعيدها. و العباسي هو: هشام بن ابراهيم العباسي، و كان من المنحرفين عن الامام الرضا و الامام الجواد (عليهماالسلام). و عن يحيي بن ابي عمران انه قال: كتبت الي ابي جعفر الثاني (عليه السلام) في السنجاب و الفنك و الخز. [596] . [ صفحه 354] و قلت: جعلت فداك أحب ان لا تجيبني بالتقية في ذلك. فكتب - بخطه - الي: «صل فيها». [597] . و في (الخرائج): و

روي عن يحيي بن ابي عمران قال: دخل - من اهل الري - جماعة من أصحابنا علي ابي جعفر [الجواد] (عليه السلام) و فيهم رجل من الزيدية، قالوا: فسألنا عن مسائل، فقال ابوجعفر - لغلامه - خذ بيد هذا الرجل، فأخرجه. فقال الزيدي: أشهد أن لا اله الا الله و أن محمدا رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) و انك حجة الله.

يحيي بن موسي الصنعاني

في الكافي بسنده عن يحيي الصنعاني قال: دخلت علي أبي الحسن الرضا (عليه السلام) بمكة، و هو يقشر موزا و يطعم أباجعفر - الجواد - عليه السلام. فقلت له: جعلت فداك، هذا هو المولود المبارك؟ قال: نعم، يا يحيي هذا المولود الذي لم يولد في الاسلام مثله مولود أعظم بركة علي شيعتنا منه. [598] . ايضا: عن يحيي بن موسي الصنعاني قال: دخلت علي ابي الحسن الرضا (عليه السلام) بمني و ابوجعفر الثاني علي فخذه و هو يقشر له موزا و يطعمه. [599] . [ صفحه 355] أقول: يعتبر هذا الحديث من أعجب الأحاديث الواردة في شأن الامام الجواد (عليه السلام) و من الممكن ان يتبادر الي الذهن ان معني الحديث هو أن الامام الجواد أعظم بركة علي الشيعة من جميع الأئمة الذين كانوا قبله، اولئك الأئمة الذين عمت بركاتهم العباد و البلاد، و بقيت آثار تلك البركات الي اليوم و بعد اليوم، الذين كانوا أعظم شأنا، و أجل قدرا، و أرفع مكانة من الامام الجواد. ولكن هذا المعني ليس مقصودا من هذا الحديث، و لا بأس ان نضع الحديث علي طاولة التشريح و التحليل، ثم ننظر الي اين ينتهي بنا الكلام؟: لم يقل الامام الرضا (عليه السلام): «باني هذا لم يولد أعظم بركة علي شيعتنا منه» و انما قال:

«هذا المولود الذي لم يولد في الاسلام مثله مولود اعظم بركة علي شيعتنا منه». و في اصطلاح العلماء الاصوليين: ذكر الوصف مشعر بالعلية. و معني ذلك ان هذا المولود بسبب ولادته لم يولد مولود في الاسلام اعظم بركة منه. و تحليله العلمي: ان كلمة: «المولود» - هنا - هو موضوع الحكم، و الحكم ينطبق علي المولود بصفته مولودا. و بيان ذلك: لم يحدث في حياة امام من أئمة اهل البيت (عليهم السلام) شي ء يورث الشك - عند بعض الشيعة - في امامة ذلك الامام، ولكن حياة الامام الرضا (عليه السلام) كانت تمتاز بنوع من الخصائص. فقد ذكرنا - في أوائل هذا الكتاب - ان الامام الرضا (عليه السلام) [ صفحه 356] رزقه الله الولد، و هو في سن متأخرة، فقد كان عمره - يوم ولادة ولده الامام الجواد عليه السلام - قد تجاوز خمسة و أربعين سنة، و لم يعهد في حياة بقية الأئمة ان لا يولد لهم الي تلك المرحلة من السن. و صار هذا سببا لافتراء بعض الواقفية علي الامام الرضا (عليه السلام) بأنه عقيم، و الامام لا يكون عقيما. و معني كلامهم هو الطعن في امامة الامام الرضا، فتكون النتيجة الطعن في امامة الأئمة الذين كانوا قبله، و قطع خط امامة الأئمة الذين بعده. لأن الأحاديث الواردة عن رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) حول امامة الأئمة تصرح بأن الأئمة اثنا عشر. لا أقل و لا أكثر، و تسعة منهم من صلب الامام الحسين (عليه السلام). فاذا نقص عن هذا العدد واحد او زاد واحد، صار تشكيكا أو تكذيبا لكلام رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) و اختلف المقاييس، و انهارت الحقائق، و حصل

الشك في الدين، و تضعضعت مفاهيم الاسلام. و لم يبق حجر علي حجر. و لما ولد الامام الجواد (عليه السلام) صارت ولادته سببا لتكذيب كلام الواقفية و تفنيد اباطيلهم، و ازاحة الشبهات التي اثاروها حول امامة الامام الرضا (عليه السلام). و اعادت ولادته (عليه السلام) الحياة الي هيكل الامامة - مع الانتباه الي ما تتمتع به الامامة من عظمة القدسية و علو المنزلة و بالغ الأهمية - و بولادته (عليه السلام) ارتفعت معنويات الشيعة الثابتين علي الحق. و لعل هذا معني كلام الامام الرضا (عليه السلام): «هذا المولود [ صفحه 357] الذي لم يولد في الاسلام مثله مولود أعظم بركة علي شيعتنا منه». ذكرنا هذا الشرح المتواضع لهذا الحديث - حسب ما تبادر الي الذهن - و هو احد الوجوه المحتملة في معني الحديث. و يمكن أن يكون للحديث معان اخري. و ما يدرينا؟! فلعل ولادة الامام الجواد (عليه السلام) كانت مشفوعة بأنواع من البركات، و قد أهملها التاريخ (كما هو شأنه و دأبه تجاه أهل البيت) و لم تفطن اليها أذهاننا. و يمكن ان يكون الحديث اشارة الي ما حدث من الاحتجاج بين الامام الجواد و بين يحيي بن اكثم، و انتصار الامام عليه، فلم يعهد في التاريخ ان صبيا عمره عشر سنوات، يدخل في ساحة الاحتجاج مع أكبر شخصية علمية في الدولة، و هو قاضي القضاة، فيتغلب الصبي علي تلك الشخصية بحيث يتلجلج في الكلام و يظهر عجزه و خجله في ذلك المجلس الرهيب المهيب، و بمرأي من شخصيات الدولة، و رجال الحكومة، و علي رأسهم المأمون العباسي الذي كان يعتبر نفسه خليفة رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم)! و من الواضح ان هذا الانتصار الذي تحقق

علي يد الامام الجواد (عليه السلام) كانت له بركات عظيمة، فقد رفع معنويات الشيعة في كل مكان، و رفع رؤوسهم يفتخرون بهذا الشرف و الموفقية التي تجلت فيها نبذة من عظمة امامهم، و بعض جوانب قدرته العلمية و هو في تلك السن المبكرة. و قد ذكرنا الاحتجاج في صفحة 81 و في حرف الراء في ترجمة الريان بن شبيب. [ صفحه 358] هذا.. و اعلم ان هذا الحديث - المروي عن يحيي الصنعاني - مروي ايضا عن ابي يحيي الصنعاني بتغيير يسير في الفاظه، و سوف نذكره في باب الكني من هذا الكتاب انشاءالله تعالي.

يزداد

عده الشيخ الطوسي من اصحاب الامام الجواد (عليه السلام).

يعقوب بن اسحاق السكيت

هو الشيعي الثقة الثبت، المحدث، امام اللغة، البارع الأديب. كانت له منزلة عند الامام الجواد و الامام الهادي (عليهماالسلام) و كان من علماء النحو، و له مؤلفات كثيرة في شتي العلوم و الفنون، كالمنطق و الحيوان و الأرض و الجبال، و ما يتعلق بالشعر و الشعراء. و له قضية رائعة مع المتوكل العباسي، تنبي ء عن ايمانه و شجاعته و ولائه لأهل البيت (عليهم السلام) و سوف نذكرها مع أخباره و مقتله في كتاب (الامام الهادي (عليه السلام) من المهد الي اللحد) انشاءالله تعالي.

يعقوب بن يزيد

بن حماد، الكاتب، عده النجاشي من أصحاب الامام الجواد (عليه السلام) و عده الشيخ من أصحاب الامام الهادي (عليه السلام). [ صفحه 359]

باب الكني

اشاره

يوجد في اصحاب الامام الجواد (عليه السلام) رجال عرفوا بالكني، و لم تعرف أسماؤهم بالضبط و التأكيد، و هم:

ابوبكر بن اسماعيل

في (الخرائج) روي عنه قال: قلت لأبي جعفر ابن الرضا [الجواد] عليه السلام: ان لي جارية تشتكي من ريح بها. فقال: ائتني بها. فأتيت بها فقال: ما تشتكين يا جارية؟ قالت: ريحا في ركبتي. فمسح يده علي ركبتها من وراء الثياب، فخرجت الجارية من عنده و لم تشتك وجعا بعد ذلك.

ابوثمامة او تمامة

في التهذيب بسنده عن عبدالكريم [من أهل همدان] عن رجل يقال له: ابوثمامة قال: قلت لأبي جعفر الثاني (عليه السلام): اني اريد ان الزم مكة و المدينة، و علي دين فما تقول؟ [ صفحه 360] فقال: ارجع الي مؤدي دينك، و انظر أن تلقي الله (عزوجل) و ليس عليك دين، ان المؤمن لا يخون [600] . و في الكافي بسنده عن أبي تمامة قال: قلت لأبي جعفر الثاني (عليه السلام): ان بلادنا باردة فما تقول في لبس هذا الوبر؟ قال: البس منها ما اكل و ضمن [601] .

ابوجعفر البصري

عده الشيخ من أصحاب الامام الجواد (عليه السلام) و كان ثقة، فاضلا صالحا.

ابوالحسن بن الحصين

الظاهر انه الحصين بن ابي الحصين الحضيني، و قد ذكرناه في حرف الحاء. و هكذا ابوالحصين بن الحصين، و انما ورد اسمه و اسم أبيه بصورة مختلفة، و لعل الاختلاف جاء من النساخ أو سهو الراوي، والله العالم.

ابوخداش المهري

البصري، عده الشيخ من أصحاب الامام الصادق و الامام الكاظم و الامام الجواد (عليهم السلام) ولكن ذكره في باب الأسماء: عبدالله بن خداش و في باب الكني ابوخداش المهري البصري. [ صفحه 361] و في (اثبات الوصية) للمسعودي: قال أبوخداش المهري: و كنت حضرت مجلس موسي [بن جعفر] (عليه السلام) فأتاه رجل فقال له: جعلني الله فداك، أم ولد [جارية] لي أرضعت جارية لي بالغة بلبن ابني، أيحل نكاحها،أم تحرم علي؟. فقال أبوالحسن [موسي بن جعفر]: «لا رضاع بعد فطام». و سأله عن الصلاة [للمسافر] في الحرمين [المسجد الحرام و المسجد النبوي] تتم أم تقصر؟ قال: ان شئت أتمم، و ان شئت قصر. قال له: الخصي يدخل علي النساء؟. فأعرض [الامام] بوجهه. قال [أبوخداش] فحججت بعد ذلك، فدخلت علي الرضا (عليه السلام) فسألته عن هذه المسائل، فأجابني بالجواب الذي أجاب به موسي [بن جعفر] (عليه السلام). و كنت جالسا [في] مجلس أبي جعفر [الجواد] في هذا الوقت، قال: فقلت - لأبي جعفر - (عليه السلام): جعلت فداك، أم ولد لي أرضعت جارية بالغة بلبن ابني، أيحرم علي نكاحها؟ قال: لا رضاع بعد فطام. قلت: الصلاة في الحرمين؟ قال: ان شئت أتم، و ان شئت قصر، و كان أبي (عليه السلام) يتم. قلت: الخصي يدخل علي النساء؟ فحول وجهه، ثم استدناني و قال: «و ما نقص منه الا الخناثة الواقعة عليه؟». [602] . [ صفحه 362]

ابوسارة

عده الشيخ من أصحاب الامام الجواد (عليه السلام).

ابوسكينة

عده الشيخ من أصحاب الامام الجواد (عليه السلام) و اسمه غير معلوم.

ابوسلمة

في البحار عن ابي سلمة قال: دخلت علي ابي جعفر (عليه السلام) و كان بي صمم [603] شديد، فخبر بذلك لما ان دخلت عليه، فدعاني اليه فمسح يده علي أذني و رأسي، ثم قال: «اسمع و عه» فوالله اني لأسمع الشيي ء الخفي عن أسماع الناس من بعد دعوته (اي بعد دعائه) [604] .

ابوشيبة الاصبهاني

في التهذيب عن علي بن مهزيار قال: قرأت كتاب ابي جعفر (عليه السلام) الي أبي شيبة الاصبهاني: «فهمت ما ذكرت في أمر بناتك، و أنك لا تجد أحدا مثلك، فلا تنظر في ذلك - يرحمك الله - فان رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) قال: اذا جاءكم من ترضون خلقه و دينه فزوجوه، انكم [ صفحه 363] الا تفعلوا ذلك تكن فتنة في الأرض و فساد كبير» [605] . اقول: قد ذكرنا توضيح هذا الحديث، في ترجمة علي بن اسباط.

ابوعمرو الخذاء

كان من اصحاب الامام الجواد و الامام الهادي (عليهماالسلام). في الكافي عن ابي عمرو الحذاء قال: (ساءت حالي، فكتبت الي أبي جعفر - الجواد - (عليه السلام). فكتب الي: «أدم قراءة «انا أرسلنا نوحا الي قومه». قال: فقرأتها حولا (اي سنة كاملة) فلم أر شيئا، فكتبت اليه، اخبره سوء حالي، و أني قد قرأت «انا ارسلنا نوحا الي قومه» حولا كاملا كما أمرتني، و لم أر شيئا. قال: فكتب الي: قد وفي لك الحول: فانتقل منها الي قراءة «انا انزلناه». قال ففعلت، فما كان الا يسيرا حتي بعث الي ابن ابي داؤد، فقضي عني ديني، و أجري علي و علي عيالي، و وجهني الي البصرة في وكالته، و أجري علي خمسمائة درهم). و للحديث بقية نذكرها في كتاب (الامام الهادي) انشاءالله تعالي. [ صفحه 364]

ابوعبدالله الخراساني

روي الصدوق عن ابي عبدالله الخراساني عن ابي جعفر الثاني (عليه السلام) قال: قلت له: حججت و أنا مخالف، و حججت حجتي هذه و قد من الله علي بمعرفتكم، و علمت أن الذي كنت فيه كان باطلا، فما تري في حجتي؟ قال اجعل هذه حجةالاسلام، و تلك نافلة [606] . اقول: ان الحديث يدل علي أنه كان منحرفا ثم اهتدي، و صار من أصحاب الامام الجواد (عليه السلام).

ابوالفضل الخراساني

عده الشيخ من أصحاب الامام الرضا (عليه السلام). و روي الكشي بسنده عن معاوية بن حكيم قال: حدثني أبوالفضل الخراساني، و كان له انقطاع الي أبي الحسن الثاني [الرضا] عليه السلام، و كان يخالط القراء، ثم انقطع الي أبي جعفر (عليه السلام).

ابومسافر

في البحار عن الخرائج: روي عن أبي مسافر عن ابي جعفر الثاني (عليه السلام) انه قال - في العشية التي توفي فيها -: «اني ميت الليلة. ثم قال: نحن معشر اذا لم يرض الله لأحدنا الدنيا نقلنا اليه. [607] . [ صفحه 365]

ابومساور

عده الشيخ من أصحاب الامام الجواد (عليه السلام) و اسمه غير معلوم.

ابويحيي الصنعاني

في الكافي عن ابي يحيي الصنعاني قال: كنت عند ابي الحسن الرضا (عليه السلام) فجيي ء بابنه ابي جعفر [الجواد] عليه السلام، و هو صغير، فقال [الامام الرضا]: هذا المولود الذي لم يولد مولود أعظم بركة علي شيعتنا منه. [608] . أقول: و يروي عن يحيي الصنعاني حديث قريب من هذا - كما مر - و أما ابويحيي الصنعاني فهو من اصحاب الامام الصادق (عليه السلام) و اسمه عمر بن توبة. فالله يعلم هل أن يحيي الصنعاني و أنا يحيي الصنعاني اثنان، ام انه رجل واحد و اختلفت نسخ الكتب في ضبط اسمه؟ أو من سهو النساخ؟ [ صفحه 366]

فصل النساء

اشاره

و هناك عدد من النساء كان لهن شرف صحبة الامام الجواد (عليه السلام) و هن كما يلي:

ام أحمد بنت الحسين

عدها الشيخ الطوسي من أصحاب الامام الجواد (عليه السلام).

زينب بنت محمد بن يحيي

عدها الشيخ الطوسي من أصحاب الامام الجواد (عليه السلام).

حكيمة بنت الامام موسي بن جعفر

حضرت هذه السيدة الجليلة ولادة الامام الجواد (عليه السلام) و اليك ما رواه في المناقب: حكيمة بنت ابي الحسن موسي بن جعفر (عليه السلام) قالت: لما حضرت ولادة الخيزران ام ابي جعفر (عليه السلام) دعاني الرضا (عليه السلام) و قال: يا حكيمة احضري ولادتها، و ادخلي و اياها و القابلة بيتا. [ صفحه 367] و وضع لنا مصباحا و غلق الباب عليهما، و لما أخذها الطلق [609] طفي المصباح، و بين يديها طشت، فاغتممت بطفي المصباح. فبينما نحن كذلك اذ بدر ابوجعفر الي الطشت، و اذا عليه شي ء رقيق كهيئة الثوب، يسطع نوره حتي اضاء البيت، فأبصرناه، فأخذته و وضعته في حجري، و نزعت عنه ذلك الغشاء. فجاء الرضا، و فتح الباب و قد فرغنا من أمره، فأخذه و وضعه في المهد و قال: يا حكيمة الزمي مهده. فلما كان في اليوم الثالث رفع بصره الي السماء ثم قال: أشهد ان لا اله الا الله، و أشهد أم محمدا رسول الله، فقمت و عرة، فزعة، فأتيت اباالحسن - الرضا - عليه السلام فقلت له: قد سمعت من هذا الصبي عجبا، فقال: و ما ذاك؟ فأخبرته الخبر، فقال: يا حكيمة ما ترون من عجائبه أكثر.

حكيمة بنت الامام الرضا

روي محمد بن ابراهيم الجعفري، عن حكيمة بنت الرضا (عليهماالسلام) قالت: لما توفي اخي محمد ابن الرضا (عليهماالسلام) صرت يوما الي امرأته أم الفضل، بسبب احتجت اليها فيه. قالت: فبينما نحن نتذاكر فضل محمد (عليه السلام) و كرمه، و ما اعطاه الله تعالي من العلم و الحكمة، اذ قالت امرأته أم الفضل: يا حكيمة اخبرك عن ابي جعفر ابن الرضا بأعجوبة لم يسمع احد بمثلها. [ صفحه 368] قلت: و ما ذاك؟ قالت: انه كان ربما اغارني [610] مرة بجارية و مرة

بتزويج، فكنت اشكوه الي المأمون، فيقول: يا بنية احتملي فانه ابن رسول الله. فبينما أنا ذات ليلة جالسة اذ اتت امرأة فقلت: من أنت؟ - و كأنها قضيب بان، أو غصن خيزران - [611] . قالت: أنا زوجة لأبي جعفر. قلت: من ابوجعفر؟ قالت: محمد ابن الرضا، و أنا امرأة من ولد عمار بن ياسر. فدخل علي من الغيرة ما لم املك نفسي، فنهضت من ساعتي و صرت الي المأمون، و قد كان ثملا من الشراب [612] و قد مضي من الليل ساعات، فأخبرته بحالي، و قلت له: انه يشتمني و يشتمك و يشتم العباس و ولده، و قلت ما لم يكن قاله [الامام] فغاظه ذلك مني جدا، و لم يملك نفسه من السكر، و قام مسرعا و ضرب بيده الي سيفه و حلف أنه يقطعه بهذا السيف، ما بقي في يده. و صار اليه. قالت [ام الفضل]: فندمت عند ذلك، و قلت - في نفسي -: ما صنعت؟! هلكت و أهلكت؟! قالت: فعدوت خلفه لأنظر ما يصنع، فدخل اليه و هو نائم، [ صفحه 369] فوضع فيه السيف فقطعه قطعة قطعة، ثم وضع سيفه علي حلقه فذبحه، و أنا انظر اليه و ياسر الخادم، و انصرف و هو يزبد مثل الجمل. [613] . قالت: فلما رأيت ذلك هربت علي وجهي حتي رجعت الي منزل ابي، فبت بليلة لم انم فيها، الي أن أصبحت، فلما اصبحت دخلت اليه و هو يصلي!! و قد افاق من السكر، فقلت له: يا أميرالمؤمنين! هل تعلم ما صنعت الليلة؟ قال: لا والله، فما الذي صنعت ويلك؟ قلت: فانك صرت الي ابن الرضا و هو نائم، فقطعته اربا اربا [614] و ذبحته بسيفك و

خرجت من عنده. قال: يا ويلك ما تقولين؟ قلت: اقول ما فعلت. فصاح [المأمون]: يا ياسر ما تقول هذه الملعونة.. ويلك؟ قال: صدقت في كل ما قالت. قال: انا لله و انا اليه راجعون، هلكنا و افتضحنا. ويلك - يا ياسر - بادر اليه و أتني بخبره. فمضي اليه، ثم عاد مسرعا و قال: يا اميرالمؤمنين! البشري. قال:و ما وراءك؟ [ صفحه 370] قال [ياسر]: دخلت عليه [615] فاذا هو قاعد يستاك [616] فبقيت متحيرا في امره، ثم اردت ان انظر الي بدنه، هل فيه شي ء من الأثر، فقلت له: احب ان تهب لي هذا القميص الذي عليك لأتبرك به؟ فنظر (عليه السلام) الي و تبسم، كأنه علم ما اردت بذلك، فقال: اكسوك كسوة فاخرة. فقلت: لست اريد غير هذا القميص الذي عليك. فخلعه و كشف لي عن بدنه.. فوالله ما رأيت اثرا. فخر المأمون ساجدا، و وهب لياسر الف دينار و قال: الحمد لله الذي لم يبتلني بدمه. ثم قال: يا ياسر أما مجيي ء هذه الملعونة الي و بكاؤها بين يدي فأذكره، و أما مصيري اليه فلست اذكره. فقال ياسر: والله ما زلت تضربه بالسيف و أنا و هذه ننظر اليك و اليه، فقطعته قطعة قطعة، ثم وضعت سيفك علي حلقه فذبحته، و انت تزبد كما يزبد البعير. فقال [المأمون]: الحمد لله. [قالت أم الفضل]: ثم قال لي: والله لئن عدت بعدها الي شكواك مما يجري بينكما لأقتلنك. [ صفحه 371] ثم قال لياسر: احمل اليه عشرة آلاف دينار و سله الركوب الي، و ابعث الي الهاشميين و الأشراف و القواد [617] ليركبوا معه الي عندي، و يبدؤا بالدخول اليه و التسليم عليه. ففعل ياسر ذلك،

و صار الجميع بين يديه [عليه السلام] و اذن للجميع، فقال [عليه السلام]: يا ياسر هذا كان العهد بيني و بينه [حتي يهجم علي بالسيف؟! أما علم أن لي ناصرا و حاجزا يحجز بيني و بينه؟!] [618] . قال: يابن رسول الله ليس هذا وقت العتاب، فوحق محمد و علي ما كان يعقل من أمره شيئا. [619] . ثم اذن [عليه السلام] للأشراف كلهم بالدخول، الا عبدالله و حمزة ابني الحسن، لأنهما كانا وقعا فيه عند المأمون [620] و سيعا به مرة بعده اخري، ثم قام [عليه السلام] فركب مع الجماعة و صار الي المأمون، فتلقاه و قبل ما بين عينيه، و اقعده علي المقعد في الصدر، و أمر أن يجلس الناس ناحية، و خلا به يعتذر اليه. فقال ابوجعفر [عليه السلام]: لك عندي نصيحة، فاسمعها مني. [ صفحه 372] قال: هاتها. قال [عليه السلام]: اشير عليك بترك الشراب المسكر. قال: فداك ابن عمك، قد قبلت نصيحتك. [621] . اقول لقد قرأت أن المأمون العباسي وضع السيف في الامام الجواد، فقطعه قطعة قطعة، ثم وضع سيفه علي حلق الامام فذبحه... و يحتمل في هذه الحكاية - بناءا علي صحتها - احتمالان: الأول: أن المأمون العباسي قطع الامام الجواد (عليه السلام) اربا اربا حقيقة، اي قد تحقق هذا العمل في الخارج، و وقعت هذه الجريمة النكراء من المأمون العباسي ولكن الله تعالي - بقدرته - أفاض علي الامام الجواد العافية بابراء جميع جراحاته كما حدث في قصة ابراهيم الخليل (عليه السلام) قال تعالي: (و اذ قال ابراهيم رب أرني كيف تحيي الموتي قال أو لم تؤمن قال بلي ولكن ليطمئن قلبي قال فخذ أربعة من الطير فصرهن اليك، ثم اجعل علي كل جبل منهن جزءا

ثم ادعهن يأتينك سيعا و اعلم ان الله عزيز حكيم). [622] . فقد ورد في التفسير أن الله تعالي أمر ابراهيم الخليل (عليه السلام) أن يأخذ أربعة من الطير، مختلفة الأجناس، و هي: الطاووس و الديك، و الحمام و الغراب و أمر أن يقطعها، و يخلط ريشها بدمها، و يفرق أجزاءها علي عشرة جبال. [ صفحه 373] ففعل ابراهيم ذلك، ثم دعاهن و قال: «أجبن باذن الله». فكان ابراهيم ينظر الي الريش يسعي بعضها الي بعض، و كذلك العظام و اللحوم، فكانت تجتمع و يأتلف لحم كل واحد و عظمه الي رأسه، ثم أتيته مشيا علي أرجلهن. الاحتمال الثاني: أن عملية ضرب المأمون جسد الامام الجواد بالسيف، و تقطيعه اربا اربا لم تحدث و لم تقع في الخارج، بل ان الله تعالي ألقي شبه الامام الجواد (عليه السلام) علي شي ء من الأشياء الموجودة هناك، فظن المأمون أن ذلك الشي ء هو الامام الجواد، فقطعه اربا اربا، كما حدث ذلك في قضية عيسي بن مريم (عليه السلام) فقد قال تعالي: و ما قتلوه و ما صلبوه ولكن شبه لهم و ان الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم الا اتباع الظن. و ما قتلوه يقينا) [623] فقد ألقي الله تعالي شبه عيسي بن مريم علي يهوذا اسخريوطي، او طيطانوس أو انسان آخر (علي اختلاف بين المفسرين) الذي أرسله يهوذ رأس اليهود للبحث عن عيسي بن مريم، فرفع الله عيسي الي السماء، و القي الله شبه وجه عيسي أو شبه جسد عيسي علي طيطانوس، فصلبوه و هو يقول: لست بصاحبكم [عيسي]، أنا الذي دللتكم عليه. ولكنهم لم يصدقوا كلامه لأنهم رأوه شبيه عيسي فصلبوه. فالله الذي خلق

عيسي بن مريم علي صورة من الصور قادر علي أن يجعل ملايين البشر علي صورة عيسي او غير عيسي مما يشاء، و لا يعجزه عن ذلك شي ء. و لأجل تقريب المعني الي الأذهان نقول: [ صفحه 374] من الممكن أن يكون القاء الشبه عن طريق التصرف في الشي ء المرئي، كما حدث ذلك في ذلك الانسان الذي القي الله عليه شبه عيسي بن مريم. و قد يكون عن طريق التصرف في عين الرائي كما حدث ذلك في قصة سحرة فرعون الذين (سحروا أعين الناس) [624] (فاذا حبالهم و عصيهم يخيل اليه من سحرهم أنها تسعي) فقد جاء في التفسير: (يخيل اليه) اي يخيل الي موسي أو فرعون، و انما قال: (يخيل) لأنها لم تكن تسعي حقيقة، و انما تحركت لأنهم جعلوا الزئبق من تلك الحبال و العصي فلما حميت الشمس طلب الزئبق - بطبيعته - الصعود، فحركت الشمس ذلك، فظن أنها تسعي، اي تسير و تعدوا، مثل سير الحيات. فاذا كان الانسان المخلوق قادرا علي التصرف في اعين الناس، بحيث يرون الأشياء علي خلاف حقيقتها، فالله تعالي الخالق اقوي و اقدر علي التصرف في اعين الناس، ولكن لا عن طريق السحر و أمثاله، و انما بارادته التي تخضع لها الأشياء. قال سبحانه: (انما امره اذا اراد شيئا ان يقول له «كن» فيكون). فلا يبعد ان يكون الذي حصل للمأمون - في تلك الليلة التي هجم فيها علي الامام الجواد (عليه السلام) و ضربه بسيفه - كان تصرفا من الله تعالي في عينيه و اعين من كان معه، فكان المأمون يضرب بالسيف شيئا آخر، و يخيل اليه انه يضرب الامام الجواد (عليه السلام). و هذه الوجوه المحتملة كلها تحليلات

مادية لتقريب المعني الي الذهن، [ صفحه 375] و أما المعجزة فهي فوق المقاييس الطبيعية و المادية، و لا يمكن تحليلها علي ضوء المادة ابدا. و لا شك ان الامام الجواد (عليه السلام) رد كيد المأمون عن طريق المعجزة التي مكنه الله منها، يستخدمها متي شاء.

حكيمة بنت الامام الجواد

اشاره

هي السيدة الكريمة النجيبة العالمة الفاضلة التقية الرضية. هي بنت الامام الجواد (عليه السلام) كما صرح بذلك الطبرسي في (اعلام الوري) و هي اخت الامام الهادي و عمة الامام العسكري (عليهماالسلام) و هي التي حضرت ولادة مولانا صاحب الزمان (عليه السلام) و قد ذكرنا شيئا يسيرا عن ذلك في كتاب (الامام المهدي من المهد الي الظهور). و قبرها في سامراء في جوار مرقد الامامين العسكريين (عليهماالسلام). و لا نستطيع بيان علو قدرها و سمو مقامها و جلالة منزلتها و شرف مكانتها عند الأئمة الذين عاصرتهم، و كفاها شرفا و فخرا أنها هي التي قامت بدور القابلة المولدة للامام المهدي كل ذلك بطلب من الامام العسكري (عليه السلام). و هذه السيدة هي التي تروي حرز الامام الجواد (عليه السلام) و اليك التفصيل: عن كتاب (مهج الدعوات) للسيد ابن طاووس بسنده عن ابي نصر الهمداني قال: [625] . [ صفحه 376] حدثتني حكيمة بنت محمد بن علي بن موسي بن جعفر، عمة ابي محمد الحسن بن علي [العسكري] (عليه السلام) قالت:...) اقول: قد ذكرنا - قبل قليل - حديثا عن السيدة حكيمة بنت الامام الرضا (عليه السلام) يشبه ما رواه ابونصر الهمداني عن السيدة حكيمة بنت الامام الجواد (عليه السلام) مع تغيير يسير و يمتاز هذا الحديث الأخير بأنه قد ذكر حرز الامام الجواد (عليه السلام) [626] و نحن نذكر ما يتعلق بمقدمات الحرز:

حرز الامام الجواد

قال الامام الجواد (عليه السلام) للمأمون: عندي عقد تحصن به نفسك، و تحرز به من الشرور و البلايا و المكاره و الآفات و العاهات كما أنقذني الله منك البارحة! ولو لقيت به جيوش الروم و الترك، و اجتمع عليك و علي غلبتك أهل الأرض جميعا ما تهيأ لهم منك شي ء باذن الله

الجبار، و ان أحببت بعثت به اليك لتحترز به من جميع ما ذكرت لك. [ صفحه 377] قال: نعم، فاكتب ذلك بخطك، و ابعثه الي. قال: (عليه السلام): نعم. قال ياسر: فلما أصبح ابوجعفر بعث الي فدعاني، فلما صرت اليه، و جلست بين يديه دعا برق ظبي [627] من أرض تهامة، ثم كتب بخطه هذا العقد، ثم قال: يا ياسر احمل هذا الي أميرالمؤمنين!! و قل له: حتي يصاغ له قصبة من فضة [628] منقوش عليها ما اذكره بعده، فاذا أراد شده علي عضده فليشد علي عضده الأيمن، و ليتوضأ وضوءا حسنا سابغا، و ليصل اربع ركعات، يقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب مرة، و سبع مرات آيةالكرسي، و سبع مرات «شهد الله» [629] و سبع مرات «و الشمس و ضحاها» و سبع مرات «و الليل اذا يغشي» و سبع مرات: «قل هو الله احد» فاذا فرغ منها فليشده علي عضده الأيمن عند الشدائد و النوائب يسلم - بحول الله و قوته - من كل شي ء يخافه و يحذره. و ينبغي ان لا يكون طلوع القمر في برج العقرب، ولو أنه غزي أهل الروم و ملكهم لغلبهم باذن الله و بركة هذا الحرز. و روي انه لما سمع المأمون من ابي جعفر - الجواد - في امر الحرز هذه الصفات كلها غزي أهل الروم، فنصره الله تعالي عليهم، و منح منهم من المغنم ما شاء الله، و لم يفارق هذا الحرز عند كل غزاة و محاربة، و كان ينصره الله عزوجل بفضله، و يرزقه الفتح بمشيئته، انه ولي ذلك بحوله و قوته، و اما الحرز: [ صفحه 378] بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين -

الي آخر السورة - ألم تر أن الله سخر لكم ما في الأرض، و الفلك تجري في البحر بأمره، و يمسك السماء أن تقع علي الأرض الا باذنه، ان الله بالناس لرؤف رحيم، اللهم أنت الواحد الملك الديان يوم الدين، تفعل ما تشاء بلا مغالبة، و تعطي من تشاء بلا من، و تفعل ما تشاء و تحكم ما تريد، و تداول الأيام بين الناس، و تركبهم طبقا عن طبق أسألك باسمك المكتوب علي سرادق المجد، و اسألك باسمك المكتوب علي سرادق السرائر، السابق، الفائق، الحسن، الجميل، النضير، رب الملائكة الثمانية و العرش الذي لا يتحرك، و اسألك بالعين التي لا تنام، و بالحياة التي لا تموت، و بنور وجهك الذي لا يطفا، و بالاسم الأكبر الأكبر الأكبر، و بالاسم الأعظم الأعظم الأعظم الذي هو محيط بملكوت السماوات و الأرض، و بالاسم الذي أشرقت به الشمس، و أضاء به القمر، و سجرت به البحور، و نصبت به الجبال و بالاسم الذي قام به العرش و الكرسي، و باسمك المكتوب علي سرادق العظمة، و باسمك المكتوب علي سرادق البهاء، و باسمك المكتوب علي سرادق القدرة و باسمك العزيز، و باسمائك المقدسات المكرمات المخزونات في علم الغيب عندك. و أسألك من خيرك خيرا مما أرجو، و أعوذ بعزتك و قدرتك من شر ما اخاف و أحذر، و ما لا أحذر، يا صاحب محمد يوم حنين، و يا صاحب علي يوم صفين، انت يا رب مبير الجبارين و قاصم المتكبرين اسألك بحق طه و يس و القرآن العظيم، و الفرقان الحكيم أن تصلي علي محمد و آل محمد، و أن تشد به عضد صاحب هذا العقد، و أدرأ بك في

نحر كل جبار عنيد، و كل شيطان مريد، و عدو شديد، و عدو منكر الأخلاق، و اجعله [ صفحه 379] ممن أسلم اليك نفسه، و فوض اليك أمره، و ألجأ اليك ظهره. اللهم بحق هذه الأسماء التي ذكرتها و قرأتها، و أنت أعرف بحقها مني، و اسألك يا ذا المن العظيم، و الجود الكريم، ولي الدعوات المستجابات، و الكلمات التامات و الأسماء النافذات، و اسألك يا نور النهار و يا نور الليل، و نور السماوات و الأرض، و نور النور و نورا يضي ء به كل نور، يا عالم الخفيات كلها في البر و البحر و الأرض و السماء و الجبال. و أسألك يا من لا يفني، و يا يبيد و لا يزول، و لا له شي ء موصوف، و لا اليه حد منسوب، و لا معه اله، و لا اله سواه، و لا له في ملكه شريك، و لا تضاف العزة الا اليه، و لم يزل بالعلوم عالما، و علي العلوم واقفا، و للأمور ناظما، و بالكينونية عالما، و للتدبير محكما، و بالخلق بصيرا و بالأمور خبيرا. انت الذي خشعت لك الأصوات، و ضلت فيك الأوهام، و ضاقت دونك الأسباب، و ملأ كل شي ء نورك، و وجل كل شي ء منك، و هرب كل شي ء اليك، و توكل كل شي ء عليك، و أنت الربيع في جلالك، و أنت البهي في جمالك، و أنت العظيم في قدرتك، و انت الذي لا يدركك شي ء، و أنت العلي الكبير العظيم و مجيب الدعوات، قاضي الحاجات، مفرج الكربات، ولي النعمات، يا من هو في علوه دان، و في دنوه عال، و في اشراقه منير، و في سلطانه قوي، و في ملكه

عزيز صل علي محمد و آل محمد، و احرس صاحب هذا العقد و هذا الحرز و هذا الكتاب بعينك التي لا تنام، و اكنفه بركنك الذي لا يرام، و ارحمه بقدرتك عليه فانه مرزوقك. بسم الله الرحمن الرحيم، بسم الله و بالله الذي لا صاحبة له و لا ولد، بسم الله قوي الشأن عظيم البرهان، شديد السلطان، ما شاء الله كان، و ما لم يشأ لم يكن، أشهد أن نوحا رسول الله و أن ابراهيم خليل الله [ صفحه 380] و أن موسي كليم الله و نجيه، و أن عيسي بن مريم روح الله و كلمته، صلوات الله عليه و عليهم أجمعين، و أن محمدا (صلي الله عليه و آله و سلم) خاتم النبيين و لا نبي بعده. و اسألك بحق الساعة التي يؤتي فيها بابليس اللعين يوم القيامة، و يقول اللعين في تلك الساعة والله ما أنا مهيج مردة، الله نور السموات و الأرض و هو القاهر و هو الغالب، له القدرة السابقة، و هو الحكيم الخبير، اللهم و اسألك بحق هذه الأسماء كلها و صفاتها و صورتها، و هي: سبجان الله الذي خلق العرش و الكرسي، و استوي عليه، أسألك ان تصرف عن صاحب كتابي هذا كل سوء و محذور، فهو عبدك و ابن عبدك و ابن أمتك، و أنت مولاه فقه - اللهم يا رب - الأسواء كلها، و اقمع عنه. أبصار الظالمين، و ألسنة المعاندين و المريدين له السوء و الضر، و ادفع عنه كل محذور و مخوف، و أي عبد من عبيدك، أو أمة من امائك، او سلطان مارد، أو شيطان او شيطانة، او جني او جنية، أو غول أو غولة اراد صاحب كتابي [

صفحه 381] هذا بظلم او ضر او مكر او مكروه أو كيد او خديعة، او نكاية او سعاية أو فساد أو غرق او اصطلام أو عطب أو مغالبة أو عذر أو قهر أو هتك ستر او اقتدار أو آفة أو عاهة أو قتل أو انتقام أو قطع أو سحر أو مسخ او مرض او سقم أو برص أو جذام أو بؤس أو فاقة أو آفة أو سغب او عطش أو وسوسة أو نقص في دين أو معيشة فاكفنيه بما شئت، و كيف شئت و أني شئت انك علي كل شي ء قدير، و صلي الله علي سيدنا محمد و آله أجمعين، و سلم تسليما كثيرا، و لا حول و لا قوة الا بالله العلي العظيم و الحمد لله رب العالمين. فأما ما ينقش علي هذه القصبة من فضة غير مغشوشة: «يا مشهورا في السموات، يا مشهورا في الأرضين، يا مشهورا في الدنيا و الآخرة، جهدت الجبابرة و الملوك علي اطفاء نورك و اخماد ذكرك، فأبي الله الا أن يتم نورك، و يبوح بذكرك ولو كره المشركون». و في نسخة: (فأبيت الا ان يتم نورك). [ صفحه 382]

الكلمات القصار للامام الجواد

توجد في مطاوي موسوعات الأحاديث كلمات قصار للنبي (صلي الله عليه و آله و سلم) و الأئمة الطاهرين (عليهم السلام) في المواعظ و النصائح، بل و في الأحكام الشرعية ايضا، و هذه الكلمات القيمة قليلة الألفاظ، كثيرة المعاني، غزيرة الفوائد و المنافع، و كأنها عصارة و خلاصة كلمات كثيرة، و مواضيع مفصلة، قد يصعب حفظها، و لا يسهل الاحتفاظ بها عن الزيادة و النقصان، ولكنها اذا لخصت في كلمات قليلة، و ألفاظ موجزه كان من السهل حفظها. و للامام

الجواد (عليه السلام) كلمات قصار، و لا يطاوعني القلم أن اقول عنها: انها كلمات ذهبية. اذ ما قيمة الذهب أمام هذه الكلمات الصادرة من منابع المعرفة، و ينابيع الحكمة، و مهابط الوحي؟! و اليك شيئا من تلك الكلمات.. فما يلي: في كتاب (الدرة الباهرة) للشهيد الأول: قال الامام الجواد (عليه السلام): 1- من أطاع هواه أعطي عدوه مناه. [ صفحه 383] 2- راكب الشهوات لا تستقال له عثرة. 3- كيف يضيع من الله كافله؟! كيف ينجو من الله طالبه؟! 4- من انقطع الي غير الله وكله الله اليه. (أي الي الغير). 5- من عمل علي غير علم كان ما أفسد أكثر مما يصلح. 6- القصد الي الله تعالي بالقلوب أبلغ من اتعاب الجوارح بالأعمال. 7- من هجر المداراة قاربه المكروه. 8- من لم يعرف الموارد أعيته المصادر. 9- من انقاد الي الطمأنينة قبل الخبرة فقد عرض نفسه للهلكة، و العاقبة المتعبة. 10- الثقة بالله ثمن لكل غال، و سلم الي كل عال. 11- اياك و مصاحبة الشرير، فانه كالسيف المسلول يحسن منظره، و يقبح أثره. 12- اذا نزل القضاء ضاق الفضاء. 13- كفي بالمرء خيانة أن يكون أمينا للخونة. 14- عز المؤمن غناه عن الناس. 15- نعمة لا تشكر كسيئة لا تغفر. 16- لا يضرك سخط من رضاه الجور. 17- من لم يرض من أخيه بحسن النية لم يرض بالعطية. [ صفحه 384] و في كتاب نزهة الخاطر عنه: (عليه السلام): 18- من استغني كرم علي أهله. فقيل له: و علي غير أهله. فقال: لا، الا أن يكون يجدي عليهم نفعا. ثم قال (عليه السلام) - للذي قال له [ذلك] -: من أين قلت؟ [630] . قال (الرجل): ان

رجلا قال - في مجلس بعض الصادقين -: ان الناس يكرمون الغني و ان كانوا لا ينتفعون بغناه. فقال (الامام): لأن معشوقهم [و هو المال] عنده. 19- قد عاداك من ستر عنك الرشد اتباعا لما تهواه. 20- من عتب من غير ارتياب، اعتب من غير استعتاب. 21- الحوائج تطلب بالرجاء، و هي تنزل بالقضاء، و العافية أحسن عطاء. 22- لا تعادين أحدا حتي تعرف الذي بينه و بين الله تعالي، فان كان محسنا لم يسلمه اليك، فلا تعاده، و ان كان مسيئا فان عملك به يكفيكه، فلا تعاده. 23- لا تكن وليا لله في العلانية، عدوا له في السر. 24- التحفظ علي قدر الخوف، و الطمع علي قدر السبيل. [ صفحه 385] 25- سوء العادة كمين لا يؤمن، و أحسن من العجب بالقول أن لا يقول. 26- الأيام تهتك لك الأسرار الكامنة. 27- ما شكر الله أحد علي نعمة أنعمها عليه الا استوجب بذلك المزيد، قبل أن يظهر علي لسانه. 28- تعز عن الشي ء - ان منعته - بقلة صحبته اذا اعطيته. و في كتاب (تحف العقول): قال له رجل: أوصني. قال (عليه السلام): و تقبل؟ قال: نعم. 29- قال: توسد الصبر، و اعتنق الفقر، و ارفض الشهوات، و خالف الهوي، و اعلم أنك لن تخلو من عين الله، فانظر كيف تكون؟! 30- و قال (عليه السلام): أوحي الله الي بعض الأنبياء: «أما زهدك في الدنيا فتعجلك الراحة، و أما انقطاعك الي فيعززك بي، ولكن هل عاديت لي عدوا، و واليت لي وليا؟» 31- و قال (عليه السلام): تأخير التوبة اغترار، و طول التسويف حيرة، و الاعتلال [631] علي الله هلكة، و الاصرار علي الذنب أمن لمكر الله

(و لا يأمن مكر الله الا القوم الخاسرون). 32- و قال (عليه السلام): كانت مبايعة رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) [ صفحه 386] النساء: أن يغمس يده في اناء فيه ماء، ثم يخرجها، و تغمس النساء بأيديهن في ذلك الاناء بالاقرار و الايمان بالله، و التصديق برسوله علي ما أخذ عليهن. 33- و قال (عليه السلام): اظهار الشي ء قبل أن يستحكم مفسدة له. 34- و قال (عليه السلام): المؤمن يحتاج الي ثلاث خصال: توفيق من الله، و واعظ من نفسه، و قبول ممن ينصحه. و في كتاب (كشف الغمة): 35- قال (عليه السلام): أربع خصال تعين المرء علي العمل: الصحة، و الغني، و العلم، و التوفيق. 36- و قال: ان لله عبادا يخصهم بالنعم، و يقرها فيهم ما بذلوها، فاذا منعوها نزعها عنهم، و حولها الي غيرهم. 37- و قال: ما عظمت نعمة الله علي عبده الا عظمت عليه مؤونة الناس، فمن لم يحتمل المؤونة فقد عرض النعمة للزوال. 38- و قال: أهل المعروف الي اصطناعه أحوج من أهل الحاجة اليه (أي الي المعروف) لأن لهم أجره، و فخره، و ذكره، فمهما اصطنع الرجل من معروف فانما يبدأ فيه بنفسه، فلا يطلبن - شكر ما صنع الي نفسه - من غيره. 39- و قال: من أمل انسانا فقد هابه، و من جهل شيئا عابه، و الفرصة خلسة، و من كثر همه سقم جسده، و المؤمن لا يشتفي غيظه، و عنوان صحيفة المؤمن حسن خلقه. 40- و قال - في موضع آخر -: عنوان صحيفة العسيد حسن الثناء عليه. [ صفحه 387] 41- و قال: من استغني بالله افتقر الناس اليه، و من اتقي الله أحبه الناس

و ان كرهوا. 42- و قال: عليكم بطلب العلم، فان طلبه فريضة، و البحث عنه نافلة، و هو صلة بين الاخوان، و دليل علي المروة، و تحفة في المجالس، و صاحب في السفر، و أنس في الغربة. 43- و قال: العلم علمان: مطبوع و مسموع، و لا ينفع مسموع اذا لم يكن مطبوع، و من عرف الحكمة لم يصبر علي الازياد منها، الجمال في اللسان، و الكمال في العقل. 44- و قال (عليه السلام): العفاف زينة الفقر، و الشكر زينة الغني، و الصبر زينة البلاء، و التواضع زينة الحسب، و الفصاحة زينة الكلام، و العدل زينة الايمان، و الكسينة زينة العبادة، و الحفظ زينة الرواية، و خفض الجناح زينة العلم، و حسن الأدب زينة العقل، و بسط الوجه زينة الحلم، و الايثار زينة الزهد، و بذلك الجهود زينة النفس، و كثرة البكاء زينة الخوف، و التقلل زينة القناعة، و ترك المن زينة المعروف، و الخشوع زينة الصلاة، و ترك ما لا يعني زينة الورع. 45- و قال (عليه السلام) حسب الانسان من كمال المروءة تركه مالا يجمل به. و من حيائه: أن لا يلقي احدا بما يكره. و من عقله: حسن رفقه. و من أدبه: أن لا يترك ما لابد له منه. و من عرفانه: علمه بزمانه. و من ورعه: غض بصره، و عفة بطنه. [ صفحه 388] و من حسن خلقه: كفه أذاه. و من سخائه: بره بمن يجب حقه عليه، و اخراجه حق الله من ماله. و من اسلامه: تركه ما لا يعنيه، و تجنبه الجدال و المراء في دينه. و من كرمه: ايثاره علي نفسه. و من صبره: قلة شكواه. و من عقله: انصافه

من نفسه. و من حلمه: تركه الغضب عند مخالفته. و من انصافه: قبوله الحق اذا بان له. و من نصحه: نهيه عما لا يرضاه لنفسه. و من حفظه جوارك: تركه توبيخك عند اسائتك، مع علمه بعيوبك. و من رفقه: تركه عذلك (اي ملامتك) عند غضبك، بحضرة من تكره. و من حسن صحبته لك: اسقاطه عنك مؤونة اذاك. و من صداقته: كثرة موافقته، و قلة مخالفته. و من صلاحه: شدة خوفه من ذنوبه. و من شكره: معرفة احسان من أحسن اليه. و من تواضعه: معرفته بقدره. و من حكمته: علمه بنفسه. و من سلامته: قلة حفظه لعيوب غيره، و عنايته باصلاح عيوبه. [ صفحه 389] 46- و قال (عليه السلام): لن يستكمل العبد حقيقة الايمان حتي يؤثر دينه علي شهوته، و لن يهلك حتي يؤثر شهوته علي دينه. 47- و قال (عليه السلام): الفضائل أربعة أجناس: أحدها: الحكمة، و قوامها في الفكر. و الثاني: العفة، و قوامها في الشهوة. و الثالث: القوة: و قوامها في الغضب. و الرابع: العدل، و قوامها في اعتدال قوي النفس. 48- و قال (عليه السلام): العامل بالظلم، و المعين له، و الراضي به شركاء. 49- و قال: يوم العدل علي الظالم أشد من يوم الجور علي المظلوم. 50- و قال: أقصد [632] العلماء للمحجة: الممسك عند الشبهة. 51- و الجدل يورث الرياء. 52- و من أخطأ وجوه المطالب خذلته الحيل. 53- و الطامع في وثاق الذل. 54- و من أحب البقاء فليعد للبلاء قلبا صبورا. 55- و عنه (عليه السلام) عن أميرالمؤمنين (عليه السلام) انه قال: من وثق بالله أراه السرور. و من توكل عليه كفاه الأمور. [ صفحه 390] و الثقة بالله حصن لا يتحصن

فيه الا مؤمن أمين. و التوكل علي الله: نجاة من كل سوء، و حرز من كل عدو. و الدين عز، و العلم كنز، و الصمت نور، و غاية الزهد: الورع. و لا هدم للدين مثل البدع، و لا أفسد للرجال من الطمع. و بالراعي تصلح الرعية، و بالدعاء تصرف البلية. و من ركب مركب الصبر اهتدي الي مضمار الصبر. و من عاب عيب، و من شتم أجيب. و من غرس أشجار التقي اجتني ثمار المني. 56- و قال (عليه السلام): العلماء غرباء لكثرة الجهال بينهم. 57- و قال الصبر علي المصيبة مصيبة علي الشامت بها. 58- و قال: التوبة علي أربع دعائم: ندم في القلب، و استغفار باللسان، و عمل بالجوارح، و عزم علي ان لا يعود. 59- و ثلاث من عمل الأبرار: اقامة الفرائض، و اجتناب المحارم، و احتراس من الغفلة في الدين. 60- و ثلاث يبلغن بالعبد رضوان الله: كثرة الاستغفار، و خفض الجانب، و كثرة الصدقة. 61- و أربع من كن فيه استكمل الايمان: من أعطي لله، و منع في الله، و أحب لله، و أبغض فيه. 62- و ثلاث من كن فيه لم يندم: ترك العجلة، و المشورة، و المتوكل - عند العزم - علي الله عزوجل. [ صفحه 391] 63- و قال: لو سكت الجاهل ما اختلف الناس. 64- و قال: مقتل الرجل بين لحييه، و الرأي مع الأناة، و بئس الظهير: الرأي الفطير. [633] . 65- و قال: ثلاث خصال تجتلب بهن المحبة: الانصاف في المعاصرة، و المواساة في الشدة، و الانطواء [634] و الرجوع الي قلب سليم. 66- و قال: فساد الأخلاق بمعاشرة السفهاء، و صلاح الأخلاق بمنافسة العقلاء،

و الخلق أشكال، فكل يعمل علي شاكلته. 67- و الناس اخوان، فمن كانت أخوته في غير ذات الله فانها تحوز عداوة، و ذلك قوله تعالي: (الأخلاء يومئذ بعضهم لبعض عدو الا المتقين). 68- و قال: من استحسن قبيحا كان شريكا فيه. 69- و قال: كفر النعمة. داعية المقت، و من جازاك بالشكر فقد أعطاك أكثر مما اخذ منك. 70- و قال (عليه السلام): لا يفيدك الظن علي صديق، و قد أصلحك اليقين له. و من وعظ أخاه سرا فقد زانه، و من وعظ علانية فقد شانه. 71- استصلاح الأخيار باكرامهم، و الاشرار، بتأديبهم. 72- و المودة: قرابة مستفادة. 73- و كفي بالأجل حرزا. [ صفحه 392] 74- و لا يزال العقل و الحمق يتغالبان علي الرجل الي ثمانية عشر سنة، فاذا بلغها غلب عليه أكثرهما فيه: 75- و ما أنعم الله علي عبد نعمة فعلم أنها من الله الا كتب الله (جل اسمه) له شكرها قبل ان يحمده عليها. و لا أذنب ذنبا فعلم أن الله مطلع عليه - ان شاء عذبه، و ان شاء غفر له - الا غفر الله له قبل أن يستغفره. 76- و قال (عليه السلام): الشريف كل الشريف من شرفه علمه؛ و السؤدد حق السؤدد لمن اتقي الله ربه. و الكريم [635] من اكرم عن ذل النار وجهه. 77- و قال: من أمل فاجرا كان أدني عقوبته الحرمان. 78- و قال: اثنان عليلان أبدا: صحيح محتمي، و عليل مخلط. 79- موت الانسان بالذنوب أكثر من موته بالأجل. و حياته بالبر أكثر من حياته بالعمر. 80- و قال (عليه السلام): لا تعالجلوا الأمر قبل بلوغه فتندموا، و لا يطولن عليكم الأمد، فتقسو قلوبكم، و

ارحموا ضعفاءكم، و اطلبوا الرحمة من الله بالرحمة لهم. اقول: بالله عليك انظر الي هذه الكلمات نظرة تأمل و تدبر، و لا تنس بأنها صادرة من شاب في ريعان شبابه، و من امام لم يتخرج من مدرسة أو كلية سوي كلية الوحي و الامامة، و لم يتلق علومه من أي معلم [ صفحه 393] أو أستاذ سوي الله تعالي الذي يقذف ما يشاء من العلوم في قلب من يشاء. و لا أدعي ان هذه الكلمات القصار هي جميع ما صدر من الامام الجواد (عليه السلام) و ما يدريك؟ فلعل الذي لم تسجله الكتب، و لم تحفظه القلوب أكثر مما وصل الينا. ثم ان هذه الكلمات الطافحة بالحكمة و المعرفة توقظ القلوب، و تنضج الأفكار، و تجعل الانسان بصيرا بالحياة و بالمجتمع، و تكون أقوي العلاقات و الروابط بين العبد و خالقه، و تسوق الانسان الي الأخلاق الفاضلة، و الصفات الحميدة. و كأنها حصيلة تجارب حكيم عاش مئات السنين، و عرف الحياة، حلوها و مرها، اطلع علي المجتمعات البشرية: أخيارهم و أشرارهم، و عرف عواقب الامور، و نتائج الأعمال بكافة انواعها و أقسامها. و لعمري: ان هذه الكلمات تحتاج الي شرح واف، و الي كتاب مستقل، و تأليف خاص، لأنها تعالج مشاكل الحياة، مشاكل الفرد و المجتمع، و تصلح كل ما افسده اتباع الهوي و الانحرافات. و قبل ان أختم هذه البحث يجب ان لا ننسي ان هذه الكلمات - التي لا يمكن تثمينها - هي بعض العطاء الفكري الذي اسداه الامام الجواد (عليه السلام) الي البشرية، بالرغم من قصر عمره المبارك و قلة الامكانات، بسبب الظروف العصيبة التي عاشها، و الضغط و الكبت الذي كان لا يفارق

حياته. اذن: فما تقول لو كان الامام الجواد (عليه السلام) يعيش عشرات السنين مع توفر الوسائل و عدم وجود الموانع و الحواجز، و فسح المجال أمامه؟! [ صفحه 394] من الواضح انه كان يفيض علي الناس المزيد من انتاجاته و انجازاته، من علوم و خطوات اصلاحية في جميع مرافق الحياة. اذن.. لكانت الدنيا مملوءة بالخيرات و البركات، و لكانت السعادة تغمر كافة الطبقات، و جميع المجتمعات. ولكن الامام الجواد (عليه السلام) كان - كآبائه الطاهرين (عليهم السلام) - مسلوب الامكانات، ممنوعا عن التصرفات، بسبب تمجيد مواهبه، و خنق طاقاته، و تطويق عظمته. و بعبارة أخري: ان اللوم و المسؤولية علي اولئك الذين تفرقوا عن آل رسول الله (عليهم السلام) و التفوا حول اعدائهم و مناوئيهم، و انقادوا لهم - بجيمع معني الكلمة - و صاروا أدوات طيعة، و وسائل مذللة. و هكذا تقوي الباطل و أهله، و ضعف الحق و أهله! [ صفحه 395]

دعاء الامام الجواد في قنوته

ذكر السيد ابن طاووس في (مهج الدعوات) قنوتات للأئمة الطاهرين، من الامام الثاني الي الامام الثاني عشر (عليهم السلام) و كلها تدل علي مدي اضطهاد الأئمة (عليهم السلام) و استيائهم من تلك العصور و من تلك الحكومات التي فسدت و أفسدت، و ضلت و أضلت.. و هذه القنوتات كانت ضمن تركة الشيخ محمد بن عثمان، النائب الثاني للامام المهدي (عليه السلام) و لها شرح مفصل، و نقتطف - هنا - قنوت الامام الجواد (عليه السلام): «منائحك متتابعة، و أياديك متوالية، و نعمك سابغة، و شكرنا قصير، و حمدنا يسير، و أنت بالتعطف علي من اعترف جدير. اللهم و قد غص اهل الحق بالريق، و ارتبك أهل الصدق في المضيق، و أنت - اللهم - بعبادك و ذوي الرغبة اليك شفيق،

و باجابة دعائهم و تعجيل الفرج عنهم حقيق. اللهم فصل علي محمد و آل محمد، و بادرنا منك بالعون الذي لا خذلان بعده، و النصر الذي لا باطل يتكأده، و أتح لنا من لدنك متاحا فياحا، يأمن فيه وليك، و يخيب فيه عدوك، و يقام فيه معالمك، و يظهر [ صفحه 396] فيه أوامرك، و تنكشف فيه عوادي عداتك. اللهم بادرنا منك بدار الرحمة، و بادر أعدائك من بأسك بدار النقمة اللهم أعنا، و أغثنا، و ارفع نقمتك عنا، و أحلها بالقوم الظالمين». و دعا (عليه السلام) في قنوته: «اللهم أنت الأول بلا أولية معدودة، و الأخرة بلا آخرية محدودة، أنشأتنا لا لعلة اقتسارا، و اخترعتنا لا لحاجة اقتدارا، و ابتدعتنا بحكمتك اختيارا، و بلوتنا بأمرك و نهيك اختبارا، و أيدتنا بالالات و منحتنا بالأدوات، و كلفتنا الطاقة، و جشمتنا الطاعة، فأمرت تخييرا، و نهيت تحذيرا، و خولت كثيرا، و سألت يسيرا، فعصي أمرك فحلمت، و جهل قدرك فتكرمت، فأنت رب العزة و البهاء، و العظمة و الكبرياء، و الاحسان و النعماء و المن و الالاء، و المنح و العطاء، و الانجاز و الوفاء. و لا تحيط القلوب لك بكنه، و لا تدرك الأوهام لك صفة، و لا يشبهك شي ء من خلقك، و لا يمثل بك شي ء من صنعتك. تباركت أن تحس أو تمس، أو تدركك الحواس الخمس، و أني يدرك مخلوق خالقه؟ تعاليت - يا الهي - عما يقول الظالمون علوا كبيرا. اللهم أدل لأوليائك من اعدائك الظالمين، الباغين الناكثين القاسطين المارقين، الذين أضلوا عبادك، و حرفوا كتابك، و بدلوا أحكامك و جحدوا حقك، و جلسوا مجالس أوليائك جرأة منهم عليك، و ظلما منهم لأهل بيت

نبيك (عليهم سلامك، و صلواتك و رحمتك و بركاتك) فضلوا و أضلوا خلقك، و هتكوا حجاب سترك عن عباك، و اتخذوا - اللهم - مالك دولا، و عبادك خولا؛ [ صفحه 397] و تركوا - اللهم - عالم أرضك في بكماء عمياء، ظلماء، مدلهمة، فأعينهم مفتوحة، و قلوبهم عميئة، و لم تبق لهم - اللهم - عليك من جحة. لقد حذرت - اللهم - عذابك، و بينت نكالك، و وعدت المطيعين احسانك، و قدمت اليهم بالنذر، فآمنت طائفة. فأيد - اللهم - الذين آمنوا علي عدوك، و عدو أوليائك، فأصبحوا ظاهرين و الي الحق داعين، و للامام المنتظر القائم بالقسط تابعين. و جدد - اللهم - علي عدوك و أعدائهم نارك و عذابك، الذي لا تدفعه عن القوم الظالمين. اللهم صل علي محمد و آل محمد، و قو ضعف المخلصين لك بالمحبة، المشايعين لنا بالموالاة، المتبعين لنا بالتصديق و العمل، الموازرين لنا بالمواساة فينا، المحيين ذكرنا اجتماعهم، و شد ركنهم، و سدد - اللهم - دينهم الذي ارتضيته لهم، و أتمم عليهم نعمتك، و خلصهم و استخلصهم. و سد - اللهم - فقرهم، و المم - اللهم - شعث فاقتهم، و اغفر - اللهم - ذنوبهم، و خطاياهم، و لا تزغ قلوبهم بعد اذ هديتهم، و لا تخلهم - أي رب - بمعصيتهم، و احفظ لهم ما منحتهم به من الطهارة بولاية اوليائك، و البرائة من اعدائك، انك سميع مجيب، و صلي الله علي محمد و آله الطيبين الطاهرين». [636] . ايها القاري ء الكريم: بعد الانتباه الي هذه الجملات و المواضيع المذكورة في هذا الدعاء، يظهر لك - بكل وضوح - بعض ما كان الامام [

صفحه 398] الجواد (عليه السلام) يعانيه من ذلك المجتمع.. فتراه يستنصر بالله عزوجل، و يستدفع به الأعداء، و يذكر بعض جرائمهم بحق المجتمع الاسلامي، و كأنه يشعر بالخطر محيطا بالشيعة، فيسأل الله تعالي ان يحفظ الشيعة من شر الأعداء و الظالمين.

حجاب الامام الجواد

و روي السيد ابن طاووس - في كتاب مهج الدعوات - هذا الحجاب [637] للامام الجواد (عليه السلام) و لم يذكر سنده و لا راويه: «الخالق اعظم من المخلوقين، و الرازق ابسط يدا من المرزوقين، و نار الله المؤصدة، في عمد ممددة، تكيد افئدة المردة، و ترد كيد الحسدة، بالأقسام، بالاحكام، باللوح المحفوظ، و الحجاب المضروب، بالعرش العظيم احتجبت، و استترت، و استجرت، و اعتصمت، و تحصنت ب «الم» و ب «كهيعص» و ب «طه» و ب «طسم» و ب «حم» و ب «حمعسق» و ب «ن» و ب «ق و القرآن المجيد» و «انه لقسم لو تعلمون عظيم» والله وليي و نعم الوكيل». و روي ايضا هذا الحرز [638] للامام الجواد (عليه السلام): «يا نور يا برهان، يا مبين يا منير، يا رب اكفني الشرور، و آفات الدهور، و اسألك النجاة يوم ينفخ في الصور». [ صفحه 399]

وفاته و شهادته

من الواضح الذي لا شك فيه ان الامام الجواد (عليه السلام) ما مات حتف أنفه، و لم يذكر احد من المؤرخين أن الامام اصيب بمرض او داء عضال أودي بحياته، بل من الصحيح ان نقول: بأن المؤرخين و المحدثين - الا النادر - قد اتفقت كلمتهم علي ان الامام الجواد قضي نحبه مسموما. و قد اختلفت كلماتهم في كيفية دس السم اليه، ولكنهم أجمعوا علي ان المعتصم هو السبب الرئيسي لهذه الجريمة النكراء، و الجناية العظيمة. و نحن نستعرض الأقوال، ثم ننظر اين ينتهي بنا الكلام: قد ذكرنا - في حرف الميم، في ترجمة محمد بن الحسين بن ابي الخطاب - قصة السارق الذي اختلف فقهاء البلاط العباسي في قطع يده، و دخل ابن ابي داؤد علي المعتصم ينصحه، و يلومه علي الأخذ

بقول الامام الجواد، و ترك اقوال الفقهاء. و هنا نذكر بقية الحديث: قال: فأمر [المعتصم] اليوم الرابع، فلانا [من كتاب وزرائه] بأن يدعوه [اي يدعو الامام الجواد] الي منزله، فدعاه، فأبي أن يجيبه، و قال: قد علمت أني لا احضر مجالسكم! [ صفحه 400] فقال: اني انما ادعوك الي الطعام، و أحب أن تطأ ثيابي [639] ، و تدخل منزلي فأتبرك بذلك، فقد أحب فلان بن فلان (من وزراء المعتصم) لقاءك فسار اليه، فلما طعم منه أحس السم، فدعا بدابته، فسأله رب المنزل أن يقيم، قال: خروجي من دارك خير لك. فلم يزل يومه ذلك و ليله في خلقة [640] حتي قبض (عليه السلام) [641] . و في (المناقب): لما بويع المعتصم جعل يتفقد أحواله [اي احوال الامام الجواد] فكتب الي عبدالملك الزيات أن ينفذ اليه التقي [الامام الجواد] و أم الفضل. فأنفذ الزيات علي بن يقطين اليه، فتجهز، و خرج الي بغداد، فأكرمه و عظمه، و انفذ (المعتصم) اشناس [642] بالتحف اليه و الي أم الفضل. ثم أنفذ شراب حماض الاترج [643] تحت ختمه علي يدي اشناس فقال [اشناس]: ان أميرالمؤمنين (اي المعتصم) ذاقه قبل أحمد بن ابي داؤد، و سعيد بن الخضيب، و جماعة من المعروفين، و يأمرك ان تشرب منها بماء الثلج، و صنع بالحال. [ صفحه 401] و قال [الامام] أشربها بالليل. قال [اشناس]: انها تنفع باردا، و قد ذاب الثلج. و أصر علي ذلك، فشربها..). و في (عيون المعجزات).. ثم ان المعتصم جعل يعمل الحيلة في قتل ابي جعفر (الجواد) عليه السلام، و أشار علي ابنة المأمون: زوجته [اي زوجة الامام] بأن تسمه، لأنه وقف [644] علي انحرافها عن ابي جعفر (عليه السلام) و شدة غيرتها عليه، لتفضيله

أم ابي الحسن (الهادي) عليها، و لأنه لم يرزق منها [645] ولدا؛ فأجابته الي ذلك، و جعلت سما في عنب رازقي، و وضعته بين يديه فلما أكل منه ندمت، و جعلت تبكي!! فقال (الامام): ما بكاؤك؟ والله ليضربنك الله بعقر [646] لا ينجبر، و بلاء لا ينستر. فماتت بعلة في أغمض المواضع من جوارحها، صارت ناصورا [647] ، فأنفقت مالها، و جميع ما ملكته علي تلك العلة، حتي احتاجت الي الاسترفاد. [648] . و هناك قول آخر في كيفية دس السم الي الامام الجواد من ناحية زوجته أم الفضل، و لا داعي لذكره. [ صفحه 402] و قد ذكرنا - في اوائل الكتاب، عند التحدث عن والدة الامام الجواد (عليه السلام) - كلام الامام الرضا (عليه السلام) لرجل من أصحابه - و هو كليم بن عمران -: قد ولد لي شبيه موسي بن عمران... ثم قال الرضا (عليه السلام): يقتل غصبا، فيبكي له و عليه أهل السماء، و يغضب الله تعالي علي عدوه و ظالمه، فلا يلبث الا يسيرا، حتي يعجل الله به الي عذابه الأليم، و عقابه الشديد..). و اختلفت الأقوال في تاريخ وفاته، و المشهور أنه (عليه السلام) توفي في آخر ذي القعدة سنة مائتين و عشرين من الهجرة و عمره خمسة و عشرون سنة، و أشهر و أيام. [ صفحه 403]

ما بعد الوفاة

انطفي كوكب الامامة في سماء العلم و الشرف و العظمة.. فارق الامام الجواد (عليه السلام) الحياة و هو في ريعان شبابه، و غضارة عمره.. انتهت تلك الحياة المشرقة المباركة. استراح ابن رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) من هذه الحياة الممزوجة بالمكاره و الآلام و تحققت امنية المعتصم و من يدور في فلكه من الحاسدين و

الحاقدين، و الجناة المجرمين، الذين كانوا ينزعجون من وجود الامام الجواد، و يعتبرونه المنافس الوحيد الذي يملك القلوب، و تهوي اليه النفوس. و كيف لا يكون كذلك و هو محاط بهالة القداسة و النزاهة و العصمة و الطهارة؟! الامام الهادي يخبر عن استشهاد والده لقد اخبر الامام الهادي (عليه السلام) الناس - و هو في المدينة المنورة - عن استشهاد والده الامام الجواد (عليه السلام) و وفاته في بغداد. [ صفحه 404] يقول هارون بن الفضل: رأيت اباالحسن [الهادي] (عليه السلام) في اليوم الذي توفي فيه ابوجعفر (عليه السلام) فقال: انا لله و انا اليه راجعون، مضي ابوجعفر. فقيل له: و كيف عرفت ذلك؟ قال: تداخلني ذلة لله، لم اكن اعرفها [649] . و عن رجل كان اخا للامام الجواد من الرضاعة، ان الامام الهادي (عليه السلام) كان جالسا بين جماعة اذ بكي بكاءا شديدا، ثم دخل المنزل فارتفع الصياح و البكاء من المنزل، ثم خرج فسألوه عن البكاء؟ قال: ان ابي قد توفي الساعة. فقيل له: بما علمت؟ قال: قد دخلني من اجلال الله ما لم اكن اعرفه قبل ذلك، فعلمت انه قد مضي. قال الراوي: فتعرفنا ذلك الوقت من اليوم و الشهر [650] فاذا هو مضي في ذلك الوقت. [651] . و عن الحسن بن علي الوشا قال: جاء المولي ابوالحسن علي [الهادي] بن محمد (عليهماالسلام) مذعورا حتي جلس في حجر أم موسي: عمة ابيه، فقالت، مالك؟ فقال لها: مات ابي الساعة. [ صفحه 405] فقالت: لا تقل هذا. فقال: هو - والله - كما اقول لك. فكتب الوقت و اليوم، فجاء - بعد ايام - خبر وفاته (عليه السلام) و كان كما قال. [652] . و يقتضي - هنا -

ان نتحدث عن علم الامام - بصورة عامة - و حيث انه يتطلب الشرح و التفصيل لذلك نرجي ء البحث الي كتاب (الامام الهادي من المهد الي اللحد) انشاءالله تعالي. الامام لا يصلي عليه الامام و مما ثبت عند الشيعة، و صار جزءا من معتقداتهم - علي ضوء الأحاديث الشريفة - هو: ان الامام [المعصوم] لا يعسله الا الامام، و لا يصلي عليه الا الامام. و قد ذكرنا بعض ما يتعلق بهذا الموضوع في كل من كتاب (فاطمةالزهراء من المهد الي اللحد) و (الامام المهدي من المهد الي الظهور). و لما فارق الامام الجواد (عليه السلام) الحياة قام ولده الامام علي الهادي (عليه السلام) بتغسيله و تكفينه و الصلاة عليه. و السؤال: كيف تحقق ذلك، و الامام الهادي كان - يومذاك - في المدينة المنورة، و الامام الجواد قضي نحبه في بغداد، و بين البلدتين اكثر من الفي كيلومتر؟ [ صفحه 406] الجواب: ان الله تعالي منح اولياءه قدرة المعجزة و خرق العادة، و قد مر عليك - في حرف العين، في ترجمة علي بن خالد - بحث حول طي الأرض، و أن الامام الجواد (عليه السلام) استخدم هذه القدرة، فقطع المسافات الطويلة - من الشام الي الكوفة ثم الي المدينة المنورة ثم الي مكة المكرمة ثم عاد الي الشام - كل ذلك في ليلة واحدة. كما ذكرنا - في حرف العين ايضا عند ترجمة عبدالسلام بن صالح الهروي - ان الامام الجواد (عليه السلام) حضرت من المدينة المنورة الي خراسان عند وفاة والده الامام الرضا عليه السلام و ذلك عن طريق طي الارض و لما سأله الهروي عن كيفية دخوله الدار و الأبواب مغلقة، قال (عليه السلام): الذي جاء بي من

المدينة في هذا الوقت هو الذي ادخلني الدار و الباب مغلق..). و نفس هذه القدرة متاحة للامام الهادي (عليه السلام) فلا شك انه حضر في بغداد عن طريق طي الأرض، و غسل اباه، و صلي عليه في جو من الكتمان و الاستتار، ثم عاد الي المدينة المنورة. و ذكر المسعودي - في كتاب مروج الذهب - ان الواثق بن المعتصم العباسي هو الذي صلي علي جنازة الامام الجواد (عليه السلام) فان صح هذا القول فانما هو علي الظاهر، أي ان الامام الهادي (عليه السلام) هو الذي تولي تغسيل ابيه و الصلاة عليه، من دون ان يعرف به احد، و في كتمان شديد، ولكن الواثق العباسي صلي علي جنازة الامام بمرأي من الناس. هذا اولا. و ثانيا: ان صلاة الواثق العباسي علي جنازة الامام انما كانت لتغطية [ صفحه 407] الجريمة، فالكثير من الحكومات تقوم باغتيال الشخصيات سرا، ثم تقيم العزاء و تعلن الحداد عليها جهرا، كل ذلك محاولة لتغطية الجريمة و التبري منها، و هكذا العباسيون، و منهم المعتصم تراه يأمر بدس السم الي الامام الجواد (عليه السلام) ثم يأمر ابنه الواثق ليصلي علي جنازة الامام، و يحاول - بهذا - ان يدفع عن نفسه تهمة اغتيال الامام (عليه السلام)!! و في كتاب (الامام الصادق و المذاهب الأربعة). ... حاول المعتصم أن يدفن الامام سرا، و لا يسمح لأحد في تشييع جنازته، ولكن الشيعة خرجوا بذلك الموكب المهيب، الذي يربو عددهم علي اثني عشر ألفا، و السيوف علي عواتقهم، فشيعوا جنازة الامام (عليه السلام) رغم معارضة السلطة. [653] . [ صفحه 408]

مرقده الشريف

كان الامام موسي بن جعفر (عليه السلام) - في الايام التي كان في بغداد - قد اشتري أرضا في مقابر

قريش لنفسه قبل وفاته، ليدفن فيها [654] و لما قضي الامام نحبه دفن فيها. و في نفس البقعة دفن الامام الجواد (عليه السلام) خلف قبر جده الامام موسي بن جعفر (عليه السلام). و هذه البقعة الطاهرة، و المرقد الشريف، و المقام المنيف - الذي دفن فيه الامامان (عليهماالسلام) - له تاريخ طويل، حافل بالمصائب و المآسي، نذكر بعض ما جري، بصورة موجزة، و التفاصيل مذكورة في (الكامل) لابن الأثير، و غيره: بعدما دفن الامام الجواد عند قبر جده الامام موسي الكاظم، و انقضت فترة غير معلومة - عندنا - بنيت علي قبرهما بنية. و سميت البقعة ب (الكاظمين) و كان الزائرون من الشيعة يزورون [ صفحه 409] الامامين (عليهماالسلام) من مسجد كان هناك، أو من وراء حجاب آخر، خوفا من المناوئين. و بمرور الزمان بنيت المساكن حول تلك البقعة المقدسة، حتي صارت قرية من قري بغداد. [655] . و وضعوا علي القبرين ضريحين - بعد هدم البنية و تجديدها -. و في أيام الديالمة ارتفع الخوف، و كثر ازدحام الزوار من الشيعة، و كثرت البيوت و المساكن. و في سنة 336 هجرية أمر معز الدولة أحمد بن بويه بتجديد عمارة المرقدين، و تجديد الضريحين، و تزيين المقام، و بني أمام المقام صحنا واسعا، رفيع الجدران. و عين جنودا و عساكر لخدمة المقام، و المحافظة عليه، و تأمين الزوار، فكان الناس يقصدون المقام أفواجا أفواجا، و كثر المجاورون للمقام. و في أيام البويهيين ازداد المقام شهرة، و ازداد عدد الزوار. و في سنة 369 ه - زاد عضدالدولة في تعمير المشهد داخلا و خارجا. و في سنة 443 ه وقعت فتنة عظيمة في بغداد بين الشيعة و السنة، لأسباب

تافهة، و اخيرا هجم أهل السنة علي مشهد الامامين، و نهبوا ما فيه من النفائس، و في اليوم الآخر أحرقوا المشهد، فاحترق الضريحان و القبتان!! و في اليوم الآخر أرادوا حفر قبر الامام موسي بن جعفر و الامام محمد [ صفحه 410] الجواد لنقلهما الي مقبرة أحمد بن حنبل، ولكن الله تعالي حال دون ذلك، ففشلوا و انقلبوا خائبين. و بين كل فترة و أخري كانت الفتن تثور بين الشيعة و السنة في بغداد حول كلمة (حي علي خير العمل) في الأذان [656] و (الصلاة خير من [ صفحه 411] النوم) [657] و غير ذلك، فكانت الأحقاد تصب علي مرقد الامامين الكاظمين، من نهب و هدم و احراق، و شتم لاذع. ثم جدد البناء في سنة 446 ه. و في سنة 490 ه قام أبوالفضل الأسعد بن موسي القمي - احد وزراء الملك شاه السلجوقي - بتعمير المشهد، و بني الروضة المقدسة بناءا محكم الأساس. و وضع صندوقين من الساج علي القبرين الشريفين، و بني مأذنتين رفيعتين حول الروضة. [ صفحه 412] و في سنة 517 ه أيضا ثار المخالفون و هجموا علي المشهد الشريف، و قلعوا الأبواب، و نهبوا ما وجدوا من قناديل الذهب و الفضة و المعلقات و النفائس، و خربوا ما وصلت اليه ايديهم من الزينة، كل ذلك في ايام المسترشد العباسي. و في سنة 575 ه مات المستضيي ء بأمر الله العباسي، و قام ابنه الناصر لدين الله - و كان من الموالين للأئمة المعصومين (عليهم السلام) - فشرع ببناء المشهد الشريف و تعميره، و تزيين الصندوق، و بناء الرواق و المآذن و توسيع الصحن و الساحة، و بناء الحجرات في اطرافها و

جوانبها. و في ايام الظاهر بأمر الله - ابن الناصر لدين الله العباسي - وقع حريق عظيم في الشمهد الشريف، فاحترق الأثاث و الفرش و المصاحف و الكتب، و سرت النار الي الصندوق و الضريح و القبة الشريفة. فأمر الظاهر بأمر الله وزيره بتعمير المشهد، و في اثناء التعمير مات الظاهر و قام ابنه المستنصر بالله فأكمل التعمير. و في خلال هذه السنوات كان شط دجلة يتفايض ماؤها، بصورة مكررة و يغرق البيوت و المحلات في بغداد، و تصل الفيضانات الي المشهد الشريف، فكانت الخسائر و الأضرار كثيرة. [ صفحه 413] و في سنة 966 ه قام الشاه اسماعيل الصفوي بتجديد عمارة المشهد من أساسه، و بني القبتين الشريفتين بطرز جميل أنيق، و عوض المنارتين بأربع منائر، و بني المسجد المعروف بالجامع الصفوي في شمال الروضة، و قام بخدمات و انجازات جليلة اخري. و في سنة 1047 ه دخل السلطان العثماني مراد الرابع، فنهب جنوده مدينة بغداد، و هجموا علي الروضة الكاظمية المقدسة، و نهبوا ما فيها من النفائس من قناديل الذهب و الفضة و غيرها. و في سنة 1211 ه أمر السلطان محمدشاه القاجار بتذهيب القبتين الشريفتين و تذهيب رؤوس المنائر الشريفة، و أمر بتذهيب الايوان الصغير، و أمر بفرش الرواق و الروضة بالمرمر الأبيض، و أضاف الي سعة الصحن الشريف بعض البيوت المجاورة. و في سنة 1287 ه أمر السلطان ناصرالدين شاه بنصب ضريح فضي علي الضريح الفولاذي، و في سنة 1293 ه قام فرهاد ميرزا - عم ناصرالدين شاه - ببناء الصحن و تجديد عمارته، فهدم البنيان السابق، و اشتري عددا من البيوت المجاورة، و أضافها الي سعة الصحن، و بني في أطرافه

الحجرات الجميلة، و زين جميع الجدران بالقاشاني، و فرش الصحن بالصخور الثمينة. و يناسب - في هذا المجال - ان نذكر ما انشده الشيخ البهائي (رحمه الله) بشأن مرقد الامامين الكاظمين (عليهماالسلام).. يقول: ألا يا قاصد الزوراء عرج علي الغربي من تلك المغاني و نعليك اخلعن و اخضع خشوعا اذا لاحت لديك القبتان فتحتهما - لعمرك - نار موسي و نور محمد يتلألآن [ صفحه 414] و الحق يقال: لقد بني هذا الصرح الشريف، و شيد هذا المقام الأقدس بأجمل بناء، و أبهي آيات الفن المعماري، و الجمال الهندسي، له منظر رائع، و مرأي تبتهج منه النفوس، و تنشرح منه الصدور، و يشعر الزائر - حين دخوله الروضة - بالهيبة و الخشوع و الروحانية. و تفتح أبواب المقام و الروضة من قبل طلوع الفجر، و تبقي مفتوحة الي ساعات من الليل، و المسلمون - علي اختلاف جنسياتهم و قومياتهم - يتقربون الي الله تعالي بزيارة هذا المشهد المقدس و يقصدونه افواجا افواجا، من اطراف العراق و خارجه من البلاد الاسلامية، بل و غير الاسلامية التي يقطنها الشيعة، و يحيطون بالضريح المقدس المنصوب علي قبر الامامين (عليهماالسلام) و يتبركون به التقبيل و الالتزام - كما هي سيرة المسلمين منذ عهد الصحابة [658] - و يلقون - في زيارتهما - خطابا مأثورا يشتمل علي الشهادة لهما بالامامة و الخلافة لرسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) و الاشادة بشخصيتهما العظيمة و فضائلهما الكريمة و مواقفهما المجيدة في نشر دين الله و احياء سنن رسول الله و محاربة الباطل و اهله، و ما لاقياه من الآذي و الاضطهاد علي يد اعداء الله الظالمين. و قد صارت الروضة المقدسة

مركزا لذكر الله و الصلاة و تلاوة القرآن [ صفحه 415] و الدعاء و الابتهال الي الله سبحانه، و غير ذلك من العبادات، و ما ذاك الا لشرافة المكان و قدسية المدفون فيه. و يقوم الخطباء و الشعراء بالقاء الخطب و القصائد المشتملة علي فضل اهل البيت و مكارم اخلاقهم و عظيم منزلتهم عند الله تعالي، ثم يختمونها بذكر جانب من مصائبهم الأليمة. و تمتاز ليلة الجمعة - من كل اسبوع - بكثرة الزائرين و المصلين و الذاكرين. و يشتد الزحام في يوم 25 رجب حيث يصادف ذكري استشهاد الامام الكاظم (عليه السلام) و آخر يوم من شهر ذي القعده حيث يصادف ذكري استشهاد الامام الجواد (عليه السلام). و هكذا الوفود الرسمية - التي تزور العراق، من ملوك و رؤساء و غيرهم - تحظي بالمثول أمام هذين المرقدين الشريفين. و أرباب الحوائج يتوافدون الي الروضة المباركة، و يرفعون حوائجهم الي الله تعالي، و يستشفعون بالامام موسي بن جعفر الكاظم و الامام محمد الجواد (عليهماالسلام) في قضاء حوائجهم الي الله عزوجل و الحوائج تقضي، و المشاكل تنحل، و الهموم تزول، و الصعوبات تسهل باذن الله. و قد اشتهر الامام موسي بن جعفر (عليه السلام) بباب الحوائج، و هكذا عرف الامام الجواد (عليه السلام) باب المراد و يعبر عنهما بالكاظمين او الجوادين. و تقام صلوات الجماعة في هذا الصحن المقدس، و داخل الروضة الشريفة، و يدفن الأموات في الحجرات المحيطة بالصحن الشريف و في الصحن ايضا. و خلال هذه القرون دفن جماعة من العظماء أمثال الشيخ المفيد محمد بن محمد بن نعمان، و الشيخ خواجه نصيرالدين الطوسي، و غيرهما من [ صفحه 416] أكابر الشخصيات، و أعاظم العلماء و الأشراف و الأعيان، في

جوار هذين المرقدين الشريفين. و أختم هذا البحث بكلمتين فيهما عبرة و تبصرة و تذكرة: الأولي: قد قرأت - في هذا الكتاب - ما جري علي الامام الجواد (عليه السلام) طيلة حياته من المأمون و المعتصم، و فقهاء البلاط العباسي، و قضاة الجور، و نظرائهم من فاقدي الضمائر، الي أن قتلوه بالسم. ثم قرأت ما جري علي قبره الشريف، و قبر جده الامام موسي بن جعفر (عليه السلام) من النهب و الهدم و الحرق، و أنواع الاهانة، بصورة مكررة، علي مر القرون و الأجيال. و في خلال 800 سنة كان هذا المرقد هدفا لسهام الأعداء، فبين كل برهة و اخري كان يقوم بعض رجالات الشيعة - من آل بويه و السلاجقة، و بعض العباسيين و سلاطين ايران - بتشييد المرقد، و تزيينه بالقناديل و المعلقات، و الستائر الثمينة، و المصاحف النفيسة، و أنواع الفرش التي لا يمكن تثمينها. ولكن جميع هذه الجهود و الهدايا و الانجازات كانت تقع طعمة للحريق او النهب من اولئك الأشرار، فالقوم ابناؤ القوم، فكأنهم توارثوا العداء و الحقد خلفا عن سلف، و جيلا بعد جيل، كرامة لرسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) الذي يعتبرونه نبيهم و يزعمون انهم من أمته!! و هم يقرأون قوله تعالي: (قل لا أسألكم عليه أجرا الا المودة في القربي) فهذه المودة التي جعلها الله أجرا لرسالة نبيه محمد (صلي الله عليه و آله و سلم)!! [ صفحه 417] بعد هذا كله: عرفت ما قام به الحاقدون ضد اهل بيت رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) فلقد حاربوهم أحياءا و أمواتا، و قاموا بما قاموا ضد مراقدهم و مشاهدهم.. و لا يزال الحبل ممدودا حتي

اليوم. و بين كل فترة و أخري تنزل الي الأسواق الكتب المسمومة، المليئة بالحقد و العداء لآل رسول الله و لشيعتهم، بقلم أناس مستأجرين مرتزقة، أو مندفعين بالبغض الموروث (يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم، و يأبي الله الا أن يتم نوره ولو كره الكافرون). و ليت شعري لماذا هذا النشاط المسعور؟! و هل تنسجم هذه الأعمال مع الاسلام الذي يعتنقه هؤلاء المناوئون؟! و هل يعتقد هؤلاء بيوم الحساب، و الجزاء، و الوقوف بين يدي الله تعالي؟! و بماذا يجيبون رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) - يوم القيامة - لو سألهم عما كتبوا ضد أهل بيته الأطهار و شيعتهم، و عما اكتسبوا من الجرائم و المخازي؟!! أنا ما أدري، و لعلهم يدرون!! الكلمة الثانية: هذا مرقد الامام الجواد، المظلوم المضطهد، المقتول بالسم.. فاين قبر المعتصم العباسي؟! و قبر أم الفضل قاتلة الامام الجواد؟! و اين قبور يحيي بن أكثم و أحمد بن ابي داؤد، و نظرائهم من المجرمين [ صفحه 418] الجناة الذين استولوا علي العباد و البلاد. و ملكوا الشرق و الغرب، و أراقوا آلاف الأطنان من دماء الأبرياء، و امتصوا دماء الشعوب، و سلبوهم حتي من حقوق الحياة، و بذلوا قصاري جهودهم لسحق كل من لم يكن معهم، و قاموا بجميع المحاولات لتثبيت قواعد عروشهم؟؟! فأين هم الآن؟ أين؟ أين؟ فهل يعلم أحد اين دفنوا؟! و هل يزور قبورهم أحد؟! و هل يترحم عليهم أحد؟! و هل تركوا الذكر الحسن حتي يذكرهم الناس بالخير؟! (ان هذه تذكرة، فمن شاء اتخذ الي ربه سبيلا». [ صفحه 419]

النثر و القريض في رحاب الامام الجواد

اشاره

كل من يراجع الأحاديث الواردة في تفسير بعض الآيات القرآنية و سبب نزولها، ينكشف له -

بكل وضوح - أن القرآن الكريم قد احتوي علي مجموعة كبيرة من الآيات في مدح أهل البيت (عليهم السلام) تنزيلا و تأويلا، بصورة خاصة و بصورة عامة. فهناك آيات نزلت في شأن الامام أميرالمؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام) بصورة خاصة، و هناك آيات نزلت في شأن أهل البيت بصورة عامة. و لسنا - الآن - بصدد سرد تلك الآيات، و بيان الأحاديث المروية في تفسيرها و تأويلها، و انما المقصود: ان الله تعالي هو الذي أثني علي آل رسول الله (صلوات الله عليهم) و في مدح الله تعالي اياهم غني و كفاية عن مدح المخلوقين اياهم. ولكن حياة الأئمة الطاهرين - الزاخرة بآيات العظمة، المليئة بالفضائل و المكارم و في جنبها المآسي و المصائب - هي التي توقظ الضمائر السليمة، و تهيج النفوس الطاهرة، و تهز القلوب العامرة بولاء أهل البيت (عليهم السلام) فتظهر آثار الولاء، و آيات المودة علي ألسنتهم، و تجري من رؤوس أقلامهم نظما و نثرا. [ صفحه 420] و علي هذا تأسست مئات الآف من المجالس و الاجتماعات لهذا الغرض، و قام الخطباء، و الشعراء ينثرون باقات الولاء و المودة، و يعطرون المحافل بذكر المناقب و الفضائل في شتي البلاد، و بمختلف اللغات. و هكذا تفتحت القرائح، و جادت بالقصائد، و تكونت دواوين الشعر و الشعراء، علي مر القرون، و مختلف المستويات، فكانت آيات في فن القريض، و ابداعا في الأدب الراقي، و حدائق ذات بهجة تطرب منها النفوس، و تشحن منها القلوب حيوية و معنوية. و يشعر الانسان و كأنه يعيش في عالم الروحانيات، و كأنه انخلع عن الماديات، فيزول الصدأ عن القلوب، و تجري الدموع، دموع العاطفة و الايمان. و كأن هناك

قوة جاذبية تجذب النفوس من الظلمات الي النور، و من الأسفل الي الأعلي، فتتخفف الآلام النفسية، و تنحل العقد الروحية، و يحصل تبدل في جميع ارجاء وجود الانسان، فهناك الهداية و الاعتدال و الاستقامة، و التوبة، و الالتحاق بمواكب أولياء الله، و محاولة الاقتداء بهم، و الاستضاءة بأنوارهم، و تطبيق تعليماتهم في شتي مجالات الحياة. و حياة الامام الجواد (عليه السلام) مشحونة بهذه المؤثرات، و التحدث عنها يتفاعل مع النفوس، و يثمر الثمرات الطيبة، و تؤتي اكلها كل حين باذن ربها. و هنا نقتطف بعض ما ورد في حق الامام الجواد (عليه السلام) نثرا و نظما: [ صفحه 421]

من بديع النثر

لقد اجاد العلامة الأديب علي بن عيسي الاربلي (رحمه الله) حيث قال: الجواد (عليه السلام) في كل أحواله جواد، و فيه يصدق قول اللغوي: جواد من الجودة من أجواد، فاق الناس بطهارة العنصر، و زكاء الميلاد، و افترع قلة العلاء فما فاز به أحد و لا كاد. مجده عالي المراتب، و مكانته الرفيعة تسمو علي الكواكب، و منصبه يشرف علي المناصب، اذا آنس الوفد نارا قالوا: ليتها ناره، لا نار غالب. له الي المعالي سمو، و الي الشرف رواح و غدو، و في السيادة اغراق و غلو، و علي هام السماك ارتفاع و علو، و من كل رذيلة بعد، و الي كل فضيلة دنو. تتأرج المكارم من اعطافه، و يقطر المجد من أطرافه، و تروي اخبار السماح عنه و عن أبنائه و أسلافه، فطوبي لمن سعي في ولائه، و الويل لمن رغب في خلافه. اذا اقتسمت غنائم المجد و المعالي و المفاخر كان له صفاياها، و اذا امتطيت غوارب السؤدد كان له أعلاها و أسماها. يباري الغيث جودا

و عطية، و يجاري الليث نجدة و حمية، و يبذ السير سيرة رضية، مرضية سرية. اذا عدد آباؤه الكرام، و أبناؤه (عليهم السلام) نظم اللئالي الأفراد في عده، و جاء بجماع المكارم في رسمه و حده، و جمع أشتات المعالي فيه، [ صفحه 422] و في آبائه من قبله، و في أبنائه من بعده، فمن له أب كأبيه أو جد كجده؟! فهو شريكهم في مجدهم، و هم شركاؤه في مجده، و كما ملأوا أيدي العفاة برفدهم، ملأوا أيديهم برفده... بهم اتضحت سبل الهدي، و بهم سلم من الردي، و بحبهم ترجي النجاة و الفوز غدا، و هم أهل المعروف، و اولوا الندي. كل المدايح دون استحقاقهم، و كل مكام الأخلاق مأخوذة من كريم أخلاقهم و كل صفات الخير مخلوقة في عنصرهم الشريف و أعراقهم، فالجنة في وصالهم، و النار في فراقهم. و هذه الصفات تصدق علي الجمع منهم و الواحد، و تثبت للغائب منهم و الشاهد، و تتنزل علي الولد منهم و الوالد. حبهم فريضة لازمة، و دولتهم باقية دائمة، و أسواق سؤددهم قائمة، و ثغور محبيهم باسمة، و كفاهم شرفا ان جدهم محمد، و أباهم علي، و أمهم فاطمة (عليهم السلام). [659] .

قصيدة رائعة

و للشاعر القدير المرحوم السيد صالح القزويني النجفي قصيدة رائعة في رثاء الامام الجواد (عليه السلام) يقول: و نص الرضا أن الجواد خليفتي عليكم، بأمر الله يقضي و يحكم هو ابن ثلاث، كلم الناس هاديا كما كان في المهد المسيح يكلم [ صفحه 423] سلوه، يجبكم، و انظروا ختم كتفه ففي كتفه ختم الامامة يختم و كم لك يابن المصطفي بان معجز به كل أنف من أعاديك مرغم و صاهرك المأمون لما بدت

له معاجزك اللاتي بها الناس سلموا أسر - امتحانا - صيد باز بكفه فأخبرته عما يسر و يكتم و أرشي العدي يحيي بن اكثم خفية و ظنوا بما يأتيه أنك تفحم فأخجلت يحيي في الجواب مبينا عن الصيد يرديه امرؤ و هو محرم و أنت أجبت السائلين مسائلا ثلاثين الفا، عالما لا تعلم أقمت، و قومت الهدي بعد سادة أقاموا الهدي من بعد زيغ و قوموا فطوس لكم، و الكرخ شجوا، و كربلا و كوفان تبكي، و البقيع و زمزم و كم ابرموا أمرا، و كادوا و كدتهم بنقضك ما كادوك فيه و أبرموا و كم قد تعطفتم عليهم ترحما فلم يعطفوا يوما عليكم و يرحموا فما منكم قد حرم الله حللوا و ما لكم قد حلل الله حرموا و جدهم لو كان أوصي بقتلهم اليكم، لما زدتم علي ما فعلتم قصمتم من الدين الحنيفي حبله و عروته الوثقي التي ليس تفصم و سمته ام الفضل عن امر عمها فويل لها من جده يوم تقدم قضي منكم كربا، و عاش مروعا و لا جازع منكم، و لا مترحم علي قلة الايام و المكث لم يزل بكم، كل يوم يستضام و يهضم فيا لقصير العمر، طال لموته علي الدين و الدنيا البكا و التألم مضيت، فلا قلب المكارم هاجع عليك، و لا طرف المعالي مهوم و لا مربع الايمان و الهدي مربع و لا محكم الفرقان و الوحي محكم بفقدك قد أثكلت شرعة أحمد فشرعته الغراء بعدك أيم عفا بعدك الاسلام حزنا، و أطفئت مصابيح دين الله، فالكون مظلم فيا لك مفقودا، ذوت بهجة الهدي له، و هوت من هالة المجد أنجم يمينا، فما لله الاك حجة

يعاقب فيه من يشاء و يرحم [ صفحه 424] و ليس لأخذ الثار الا محجب به كل ركن للضلال يهدم

قصيدة اخري

و للمرحوم آيةالله الشيخ محمدحسين الغروي الاصفهاني قصيدة في مدح الامام الجواد (عليه السلام) و رثائه.. نقتطف منها ما يلي: هو الجواد لا الي النهاية و جوده غاية كل غاية و باب ابواب المراد بابه و الحرز من كل البلا حجابه كهف الوري و غوث كل ملتجي في الضيق و الشدة باب الفرج عين الرضا، لابد منها فيه فهو اذن سر الرضا: أبيه بل هو كالكاظم في مراتبه فان كظم الغيظ جود صاحبه يمثل الصادق فيما وعدا اذ صادق الوعد جودا أبدا يمثل الباقر في المكارم فان نشر العلم جود العالم يمثل السجاد في فضائله فان بذل الجهد جود باذله و ليس كالشهيد من جواد بالنفس و الأموال و الأولاد و من كعمه الزكي المجتبي فانه الكريم في آل العبا حتي اذا لم تبق منه باقيه جاد بأنفس النفوس الراقية جاد بنفسه سميعا ظاميا نال من الجود مقاما ساميا و العروة الوثقي التي لا تنفصم تقطعت ظلما بسم المعتصم قضي شهيدا و هو في شبابه دس اليه السم في شرابه أفطر عن صيامه بالسم فانفطرت منه سماء العلم و انشقت السماء بالبكاء علي عماد الأرض و السماء و انطمست نجومها حيث خبا بدر المعالي شرفا و منصبا و انتشرت كواكب السعود علي نظام عالم الوجود [ صفحه 425] و كادت الأرض له تميد بأهلها، اذ فقد العميد قضي بعيد الدار عن بلاده و عن عياله و عن اولاده تبكي علي غربته الأملاك تنوح في صريرها الأفلاك تبكيه حزنا أعين النجوم تلعن قاتليه بالرجوم و ناحت

العقول و الأرواح بل ناحت الأطفال و الأشباح صبت عليه أدمع المعالي هدت له اطوادها العوالي بكت لربانيها العلوم ناحت علي حافظها الرسوم قضي شهيدا، و بكاه الجود كأنه بنفسه يجود يبكي علي مصابه محرابه كأنه أصابه مصابه تبكي الليالي البيض بالضراعة سودا الي يوم قيام الساعة تعسا و بؤسا لابنة المأمون من غدرها، لحقدها المكنون فانها سر أبيها الغادر مشتقة من أسوأ المصادر قد نال منها من عظائم المحن ما ليس ينسي ذكره مدي الزمن فكم سعت الي أبيها الخائن به، لما فيها من الضغائن حتي اذا تم لها الشقاء أتت بما اسود به الفضاء سمته غيلة بأمر المعتصم و الحقد داء هو يعمي و يصم ويل لها مما جنت يداها و في شقاها تبعت أباها بل هي أشقي منه، اذ ما عرفت حق وليها، و لا به وفت و لا تحننت علي شبابه و لا تعطفت علي اغترابه تبت يداها و يدا أبيها مصيبة جل العزاء فيها

قصيدة ثالثة

و للعلامة البحاثة المرحوم الشيخ جعفر النقدي قصيدة في مدح الامام [ صفحه 426] الجواد (عليه السلام) و رثائه: نفت عن مقلتي طيب الرقاد أحاديث الصبابة في سعاد الي أن يقول: لكم غزلي و مدحي في امامي أبي الهادي (محمد الجواد) هو البر التقي، حمي البرايا و غيث المجتدي، غوث المنادي امام، أوجب الباري ولاه و طاعته علي كل العباد دليل بني الهداية، خير داع الي رب السماء، و خير هادي امام هدي، مقام علاه أضحت به الأملاك رائحة غوادي تقبل منه أرضا، قد أنافت برفعتها علي السبع الشداد من الغر الأولي فيهم تجلت لرواد الهدي سنن الرشاد و من في فضلهم طوعا و كرها قد اعترف

الموالي و المعادي بهم كتب السما نطقت، و كم من حديث جاء من أهل السداد و قبل وجودهم قد كان يدعو بهم قس بن ساعدة الأيادي تخذت ولاءهم دينا لأني رأيت ولاءهم خير العتاد و هم حصني اذا ما ناب خطب و هم مغني انتجاعي و ارتيادي و منهم نعمتي، و هم رجائي و هم ذخري الطريف مع التلاد اذا ما سدت الأبواب فاقصد (جواد) بني الهدي، باب المراد تري بابا، به الحاجات تقضي و منتجعا، خصيب المستراد و مولي فيه تلتجأ البرايا لدي الجلي و في السنة الجماد لطلاب الحوائج من نداه تزاحمت العوائد و البوادي علي وفاده كالغيث تهمي يداه، مدي الزمان بلا نفاد بحار علومه، علم البرايا لدي زخارها شبه الثماد رأي دين المهيمن منه شهما كريم الذب عنه و الذياد [ صفحه 427] فكان بظله في خير أمن به لم يخش غائلة الأعادي و كم ظهرت له من معجزات رآهن الحواضر و البوادي و ما ارتدعوا بنوالعباس عما قلوبهم حوته من عناد فساموه الأذي حسدا ببغي لهم قد فاق شرا بغي عاد و دس لقتله سما ذغافا زنيم، ليس يؤمن بالمعاد فأغضب ربه فيما جناه و أرضي (أحمد بن ابي داؤد) و بات الطهر، و الأحشاء منه بها نار الأسي ذات اتقاد كأن فؤاده، و السم فيه تقطعه ظبي بيض حداد تقلبه الشجون علي بساط من الأسقام، دامي القلب صادي ءام الفضل، لا قدست روحا و لا وفقت يا بنت الفساد حكيت (جعيدة) في سوء فعل فخصمك احمد يوم التناد أمثل (ابن الرضا) يبقي ثلاثا رهين الدار، في كرب شداد و يقضي فوق سطح الدار فردا و أنت من الغواية في تمادي أفتيان العلي من

آل فهر و أبطال الوغي، يوم الجلاد و أبناء المواضي و العوالي و فرسان المطهمة الجياد هلموا بالمسومة المذاكي لدرك الثار، ضابحة عوادي عليها كل مغوار جسور يزين حسامه طول النجاد فان دماءكم ضاعت جبارا لدي الطلقاء من باغ وعادي و فعل (بني نثيلة) فاق شرا فعال أمية و بني زياد سقي الزوراء غيث مستمر و عاهد أرضها صوب العهاد [ صفحه 428] ربا أرجائها أعلي مقاما و أزهي من ربا ذات العماد بقبر ابن الرضا و ابيه حق لها، لو فاخرت كل البلاد هما كهف النجاة لمن رمته لياليه بداهية تآد كريما محتد من كان مثلي يودهما فمن كرم الولاد فما زالت قبورهما قصورا مشيدة، رفيعات العمال و ما برحت وجوه بني البغايا بأقلامي يسودها مدادي [ صفحه 429]

كلمة الختام

ايها القاري ء الكريم: لقد قضينا معك فترة ذهبية في رحاب سيدنا و مولانا الامام محمد الجواد (عليه السلام) نسير مع تاريخه من قبل الولادة، الي الولادة و ما بعدها.. الي ايام امامته و ما رافقتها من قضايا و احداث، و معاجز و مواقف.. الي اصحابه و ما رووا عنه من احاديث عقائدية و فقهية و غيرها.. و لا ندعي اننا استوعبنا - في هذا الكتاب - كل ما يتعلق بالامام الجواد (عليه السلام) من ذكر اصحابه و رواياتهم عنه، فهناك بعض الأحاديث التي لم نر في ذكرها كثير فائدة. و معذرة الي الله تعالي و رسوله الأقدس و الأئمة الطاهرين (عليهم الصلاة و السلام) من كل قصور او تقصير صدر في تأليف هذا الكتاب. و لقد كانت حياتي - خلال هذا التأليف - مقرونة بالمشاكل و الظروف الصعبة، أضف الي ذلك قلة المصادر التاريخية، و غموض بعض الأحداث و ابهامها. و

اسأل الله تعالي ان يقبل مني هذا اليسير و يعفو عن الكثير، و يجعل هذه الخدمة الضئيلة خالصة لوجهه الكريم، انه تعالي اكرم الأكرمين [ صفحه 430] و ارحم الراحمين. و وداعا معك - ايها القاري ء الكريم - علي أمل اللقاء بك في كتاب (الامام الهادي (عليه السلام) من المهد الي اللحد انشاءالله، و آخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين و صلي الله علي محمد و آله الطاهرين. محمدكاظم القزويني ذوالقعدة 1406 ه_

پاورقي

[1] سورة المؤمنون آية 52.

[2] سورة آل عمران آية 103.

[3] سورة الحجرات آية 10.

[4] سورة الشعراء آية 214.

[5] تاريخ الطبري ج 2 ص 216 طبعة مصر سنة 1300 ه / تاريخ ابن الأثير الشافعي ج 2 ص 22 طبعة مصر سنة 1303 ه / مسند احمد بن حنبل ج 1 ص 111 و 159 و 331، و لشهرة هذا الحديث ذكره بعض الغربيين في كتبهم الفرنسية و الانكليزية و الألمانية، و اختصره توماس كارليل في كتابه: الأبطال.

[6] مستدرك الصحيحين للحاكم ج 3 ص 109 / صحيح مسلم ج 2 / الخصائص للحافظ النسائي ص 20 و غيرها.

[7] تفسير الرازي ج 3 ص 636 / تفسير ابن كثير ج 2 ص 14 / تفسير الآلوسي ج 2 ص 350 / تفسير الطبري ج 3 ص 428 و غيرها من عشرات المصادر، و لمزيد الاطلاع راجع كتاب الغدير ج 1 للشيخ الأميني.

[8] كفاية الأثر للثقفي، و روي قريبا منه: البخاري في صحيحه ج 4 كتاب الأحكام ص 175 طبعة مصر سنة 1355 ه / و مسلم في صحيحه كتاب الامارة ج 2 طبعة مصر سنة 1348 ه، و غيرهم كثيرون.

[9] بحارالأنوار ج 50 ص 15.

[

[10] سورة الشعراء آية 63.

[11] الواقفية: الذين وقفوا علي امامة الامام موسي الكاظم (عليه السلام) و لم يعتقدوا بالامام الذي بعده.

[12] و في نسخة: ليس من نوابه أحد.

[13] لم أجد في كتب اللغة معني للأشاعثة سوي أنهم منسوبون الي الأشعث. فقط و التفصيل غير معلوم.

[14] سورة العنكبوت آية 3، 2.

[15] لعل الأصح: و ولدك.

[16] سورة النساء آية 140.

[17] اي: اسألوا عما تريدون.

[18] كتاب الكافي ج 1 / 321.

[19] كتاب الكافي ج 1 / 321.

[20] كتاب الكافي ج 1 / 321.

[21] المناقب لابن شهراشوب.

[22] الكافي ج 1 / 320. و القذة - بضم القاف و فتح الذال -: تضرب مثلا للشيئين اذا تساويا في المقدار.

[23] الكافي ج 1 ص 321.

[24] اي: يوم وفاتك.

[25] اي: اذا فارقت الحياة فمن الامام بعدك؟.

[26] الكافي ج 1 ص 321.

[27] سورة النحل آية 78.

[28] سورة مريم آية 12.

[29] سورة مريم آية 30.

[30] كتاب عيون أخبار الرضا.

[31] عيون أخبار الرضا.

[32] اثبات الوصية ص 178 طبع النجف.

[33] الغيبة للطوسي ص 26.

[34] راجع ترجمة عبدالله بن موسي في حرف العين من هذا الكتاب.

[35] اقول: ليس في كلام الامام الجواد (عليه السلام) ما يدعو الي الاستغراب، و قد رأينا في زماننا في العراق - مرات عديدة - أن السماء امطرت مئات الألوف - بل الملايين - من الضفادع، و كانت كل ضفدعة علي حجم البندقة او اكبر منها. و في هذه السنة بالذات - 1406 ه - أمطرت السماء في مدينة شادكان - في محافظة خوزستان جنوب ايران - ملايين الضفادع، و امتلأت بها البيوت و البساتين و غيرها. و علي كل حال.. فهذا امر واقع و حقيقة ثابتة، و ليست نظرية حتي يمكن تكذيبها أو التشكيك

فيها. و يمكن ان يقال - في مقام التحليل -: ان الزوابع - جمع زوبعة، و هي هيجان الرياح في الأرض و تصاعدها بصورة مستديرة - تسير بصورة سريعة و تحمل الغبار و ترتفع الي السماء كالعمود. فاذا هبت الزوابع علي الشطوط و البحار، فانها تحمل السحب و الحيوانات المتواجدة علي الماء - من السمك الصغار و الضفادع - و تصعد بها الي الجو، فتبقي بين طيات السحب المتكاثفة، و يمكن ان يعيش السمك بين اطباق الغيوم، لأنها ابخرة الماء. هذا.. و الروايات: - فيما اجاب به الامام الجواد (عليه السلام) المأمون - متعددة و مختلفة، و قد اخترنا اقربها الي العقل.

[36] مفتاح الفلاح للشيخ البهائي ص 177.

[37] النبق: ثمرة شجر السدر يشبه العناب.

[38] يعقب: يقرأ الأدعية و الأذكار بعد الصلاة.

[39] العجم: النواة.

[40] الطواف: الدوران حول الشي ء، يقال: طاف به اي: استدار و جاء من نواحيه. و من السنن الاسلامية - التي كانت عليها سيرة الصحابة و المسلمين جميعا - زيارة قبر رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) و التبرك و التمسح به و تقبيله من اطرافه و نواحيه.

[41] اي بالقبر الشريف.

[42] اي: اجابني عليها.

[43] الظاهر أن هذه العصا هي عصا النبي موسي (عليه السلام) فهي التي صدرت منها الامور الخارقة للعادة، كانقلابها حية تسعي و ثعبانا تلقف ما يأفكون، و هي من مواريث الأنبياء التي وصلت الي رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) ثم الي خلفائه الشرعيين واحدا بعد واحد، و قد روي عن الامام محمد الباقر (عليه السلام) انه قال: «كانت عصا موسي لآدم، فصارت الي شعيب، ثم صارت الي موسي بن عمران، و انها لعندنا، و ان عهدي بها

آنفا، و انها لتنطق اذا استنطقت...» الي آخر الحديث. اكمال الدين للصدوق ج 2 باب 58 حديث 27.

[44] الكافي ج 1 ص 353.

[45] سورة ق آية 16.

[46] أي: محال أن يشبه الله تعالي ابابكر و عمر بجبرئيل و ميكائيل.

[47] لقد ذكر المؤرخون مقالة ابي بكر هذه، بالفاظ متعددة، راجع تاريخ ابن جرير ج 2 ص 440، و طبقات الصحابة لابن سعد ج 3 القسم الأول ص 129، و الامامة و السياسة للحافظ ابن قتيبة ص 26، و مجمع الزوائد للهيثمي ج 5 ص 183 و غيرها. و معني كلام الامام (عليه السلام) ان ابابكر - الذي تعتبرونه افضل من عمر - قال هذه المقالة و اعترف بأن له شيطانا يعتريه و يغويه، فكيف تنطق السكينة علي لسان عمر و هو دون ابي بكر؟!.

[48] سورة الأحزاب آية 7.

[49] و قد روي هذا الحديث هكذا ايضا: «كنت نبيا و آدم بين الماء و الطين».

[50] سورة الأنفال آية 33.

[51] كتاب الاحتجاج ص 229.

[52] سورة النساء آية 117. اقول: لعل وجه الاستشهاد بقوله تعالي: (ان يدعون من دونه الا اناثا) هو وجود الشبه بين الرجل المنكوح و المرأة المنكوحة.

[53] يقصد ب «القائم»: الامام المهدي المنتظر (عجل الله ظهوره).

[54] بحارالانوار ج 37 ص 332 / تفسير البرهان ج 1 ص 416.

[55] لقد الف السيد ابن طاوس كتابا سماه: اليقين في امرة اميرالمؤمنين، و قد ذكر فيه اكثر من مائتي حديث - من كتب الشيعة و السنة - حول اختصاص هذا اللقب بالامام علي بن ابي طالب (عليهماالسلام) و منها: عن فضيل عن الامام الباقر (عليه السلام) أنه قال: يا فضيل.. لم يسم به - والله - بعد علي اميرالمؤمنين الا مفتر كذاب، الي يوم الناس.

[56] البرقع: ما

يستر به الوجه و فيه ثقبان أمام العينين للرؤية.

[57] صحيح مسلم ج 2 / مستدرك الصحيحين للحاكم ج 3 ص 109 / الخصائص للحافظ النسائي و غيرها.

[58] مجمع الزوائد للهيثمي ج 9 ص 163.

[59] هو الشيخ الأجل: ابوجعفر محمد بن الحسن بن علي الطوسي (رضوان الله عليه) عظيم الفقهاء و كبير العلماء، جليل القدر، عظيم المنزلة، ولد عام 385 ه في مدينة طوس - في اقليم خراسان بايران - و في شبابه هاجر الي العراق و واصل دراسته العلمية علي يد ابطال الفقه و عظماء العلم كالشيخ المفيد و السيد المرتضي و غيرهما. و قد توفرت في شخصيته مقومات المرجعية و القيادة، فصار المرجع الأعلي و القدوة المثلي للشيعة، و عرف ب (شيخ الطائفة) نظرا الي رئاسته العامة و شخصيته العلمية. هذا.. و قد كتب في جميع العلوم و المعارف، و له موسوعات في الحديث و الفقه و الاصول و التفسير و الرجال و غيرها. و من كتبه: الفهرست، و قد ذكر فيه اسماء رواة الأحاديث و ما يتعلق بهم من الجرح و التعديل و التوثيق و التضعيف. توفي (رحمه الله) في النجف الأشرف عام 460 ه و دفن هناك.

[60] النبذ: الطرح، يقال: نبذت التمر، اي: تركت عليه الماء ليصير نبيدا، و قد كان المتعارف ان ينبذ التمر في الماء المالح ليطيب ذلك الماء و يحلو طعمه.

[61] مرس التمر: دلكه في الماء و سحقه حتي تتحلل اجزاؤه، فقوله: «نبيذ مريس» أي: ماء تحلل فيه التمر.

[62] غدوة: صباحا.

[63] اي: تدلكه و تسحقه في الماء.

[64] ينقي: تستخرج منه النواة.

[65] و في نسخة: الداذي.

[66] كتاب الكافي ج 6 ص 416.

[67] و في نسخة: «خط ابي والله، خط ابي

والله».

[68] و في نسخة: «اسكنك الله الجنة، ادخلك الله الجنة».

[69] أي: في المسجد الحرام و المسجد النبوي.

[70] كتاب الكافي 4 / 524.

[71] كتاب تهذيب الأحكام 3 / 276.

[72] سورة المائدة آية 5.

[73] بعض أصحابنا: يعني بعض الشيعة.

[74] السميع: اسم رجل كان يؤذيه.

[75] اي: الي المأمون.

[76] البغية: الهدف و المقصود.

[77] لقد اعتمدنا - في نقل هذه المناجاة - علي كتاب مهج الدعوات للسيد ابن طاووس، و قد ذكرها الشيخ الكفعمي في كتاب البلد الأمين، مع اختلاف يسير في الفاظها، و منها: ان كل مناجاة تبتدأ بالبسملة.

[78] و في نسخة: فيما استخيرك.

[79] و في نسخة: و خوفه سلما.

[80] و في نسخة: و اوشك اللهم اجابتي.

[81] و في نسخة: اللهم رب.

[82] و في نسخة: وفوز الغنم فيما دعوتك.

[83] و في نسخة: و حطه بالصلاح.

[84] و في نسخة: و انعش صريع تيسرها.

[85] و في نسخة: مكن اسها فيه.

[86] و في نسخة: عاجلة النفع.

[87] و في نسخة: انك ولي المزيد.

[88] و في نسخة هذه الزيادة: قبل استحقاقه، و صل علي محمد المحمود و آله الطاهرين.

[89] و في نسخة: سائلا - رب -.

[90] و في نسخة: بسلامة المخرج.

[91] و في نسخة: و ازلني.

[92] و في نسخة: و تطول.

[93] و في نسخة هذه الزيادة: و صل علي محمد و آله.

[94] و في نسخة: بحريز الحفظ.

[95] و في نسخة: و هنئني.

[96] و في نسخة: و اجعل - اللهم رب.

[97] و في نسخة: صاحبتي.

[98] و في نسخة: مقارنتي.

[99] و في نسخة وردت هذه الزيادة: واجبر كسر خلتي بنولك. [

[100] و في نسخة: واثبت.

[101] و في نسخة: بسعة رحمتك.

[102] و في نسخة: برأفتك و رحمتك.

[103] و في نسخة: من سعة الرزق.

[104] و في نسخة: واحبني.

[105]

و في نسخة: اللهم أي رب.

[106] و في نسخة: الضيق.

[107] و في نسخة: و لتطولك بقطع التعويق.

[108] و في نسخة: ببتر التقصير.

[109] و في نسخة: لوصل.

[110] و في نسخة: و اغنني عن خلقك.

[111] و في نسخة: عسف الضر.

[112] و في نسخة: الضر.

[113] و في نسخة: وامحقه.

[114] و في نسخة: اللهم اسقني.

[115] و في نسخة: وافجاني.

[116] و في نسخة: بالتمكن من اليسار.

[117] و في نسخة وردت هذه الزيادة: الملك الغفور الرحيم.

[118] و في نسخة: و احرسني.

[119] و في نسخة: حمي.

[120] و في نسخة: حياطة.

[121] و في نسخة: مدة عمري.

[122] و في نسخة: اللهم رب.

[123] و في نسخة: قلب جريح.

[124] و في نسخة: انابة مخلص التوبة.

[125] و في نسخة: تجشع الحوبة.

[126] و في نسخة: و امح - اللهم رب - بالتوبة.

[127] و في نسخة: لرين قلبي.

[128] و في نسخة: شاحذة.

[129] و في نسخة: مصيري.

[130] و في نسخة: فانها بصدق.

[131] و في نسخة: تثبيت انابتي.

[132] و في نسخة: اللهم رب.

[133] و في نسخة: مقرا بلا حول.

[134] و في نسخة: و اعني فيه.

[135] و في نسخة: للسفر في زادي و قوتي.

[136] و في نسخة: ظفرني.

[137] و في نسخة: واحبني بوافر الربح.

[138] و في نسخة: و اجعلها - رب -.

[139] و في نسخة: و اوقفني.

[140] التوامك - جمع تامك -: النافة العظيمة السنام.

[141] و في نسخة: يثج.

[142] و في نسخة: من الهدايا المذبوحة.

[143] و في نسخة: كما رسمت.

[144] و في نسخة: و اولجني محل.

[145] و في نسخة: و سؤالك و وفدك و محاويجك.

[146] و في نسخة: منك لي، يا غفور يا رحيم.

[147] و في نسخة: و اخمد التقوي.

[148] و في نسخة: و بت الضير.

[149] و في نسخة: من عنه زجر.

[150]

و في نسخة: المنكرات.

[151] و في نسخة: ليأمن.

[152] و في نسخة: و يؤوي.

[153] و في نسخة: الظلوم.

[154] و في نسخة وردت هذه الزيادة: و يحيي الائتلاف.

[155] و في نسخة: الحمد - رب -.

[156] و في نسخة: و خيرك الغزير.

[157] و في نسخة: و دفعك العسير.

[158] و في نسخة: فادح الاصر.

[159] و في نسخة: فعالك.

[160] و في نسخة: طرق المآب.

[161] و في نسخة وردت هذه الزيادة: انك المنان الوهاب.

[162] و في نسخة: اللهم جدير.

[163] وردت هذه الزيادة في كتاب البلد الأمين للشيخ الكفعمي.

[164] و في نسخة: فأنجح اللهم حاجتي بأيمن النجاح.

[165] و في نسخة: الاناءة.

[166] و في نسخة وردت هذه الزيادة: بهنيي ء اجابتك، و سابغ موهبتك، انك ملي ولي، و علي عبادك بالمنائح الجزيلة و في،.

[167] و في نسخة وردت هذه الزيادة: و بكل شي ء محيط.

[168] التهذيب ج 6 حديث 19.

[169] جمال الأسبوع لابن طاووس / 32.

[170] سورة الأعراف؛ آية: 10.

[171] سورة المؤمنون؛ الآيات: 14 - 12.

[172] البحار ج 25 / 8.

[173] الكافي ج 1 / 390.

[174] الكافي ج 1 / 389.

[175] رجال الكشي.

[176] قال الشيخ المامقاني - طاب ثراه، في حاشية التنقيح، في معني كلمة: «فكأن قد» - أي: انتهي اجله، فيكون المعني: فكأن قد انتهي اجله من يوم، او ينتهي اجله في غد.

[177] لعله (عليه السلام) انما قال:(لا أعرفه) لأجل التقية، و المحافظة عليه.

[178] الديوان - هنا - السجل العام الذي تسجل فيه الديون و الضرائب التي يجب علي الناس تسديدها الي الدولة.

[179] اي: و زيادة.

[180] كتاب الكافي ج 5 ص 111.

[181] كتاب التهذيب ج 6 ص 85.

[182] يستفاد من هذا الحديث انه كان لدار الامام الرضا (عليه السلام) - في المدينة المنورة - بابان: احدهما

عام و الآخر خاص صغير، و كان الخدم يخرجون الامام الجواد (عليه السلام) من الباب الصغير، حتي لا يلتقي به أحد فيسأله، و لهذا كتب الامام الرضا (عليه السلام) اليه ان يخرج من الباب الكبير.

[183] كتاب بحارالأنوار ج 50 ص 103.

[184] المؤونة: القوت و النفقة.

[185] الكافي ج 4 ص 291.

[186] الكافي ج 4 ص 292.

[187] عيون الأخبار ج 1.

[188] كما في جامع الرواة ص 68.

[189] الاقبال 628.

[190] التهذيب ج 6 حديث 984.

[191] بعيشك خ ل.

[192] أي يسعيان في قتلي و قتل شيعتي.

[193] أي كانت زوجتي حاملا.

[194] دلائل الامامة / 212.

[195] الكافي ج 5 / 319.

[196] الكافي ج 1 ص 323.

[197] الثقل - بفتح الثاء و القاف -: متاع المسافر و حشمه.

[198] بحارالأنوار ج 50 ص 43.

[199] موفق: اسم خادم الامام الرضا (ع).

[200] أي الامام الحسن العسكري بن الامام علي الهادي، و الامام المهدي حفيد الامام الهادي، و يعتبر الحفيد ابنا.

[201] أي سكت طويلا.

[202] لا أين: أي لا يهتدي اليه.

[203] غيبة النعماني / 185.

[204] طوس: بلدة من ارض خراسان في ايران، و فيها دفن الامام الرضا (عليه السلام).

[205] و في نسخة: «حتي يفرغ الله من حساب الخلائق».

[206] الناصب: المعادي لأهل البيت (عليهم السلام).

[207] بحارالأنوار ج 50 ص 55.

[208] كتاب الكافي ج 4 ص 352.

[209] كتاب التهذيب ج 5 ص 412.

[210] ج 4 / 388.

[211] لم يحسن أن يكتب خ ل.

[212] سورة الجمعة؛ آية: 2.

[213] سورة الشوري؛ الآية: 7.

[214] بصائر الدرجات، الجزء الخامس، الباب الرابع حديث 1.

[215] الكافي ج 1 ص 104 / التهذيب ج 3 ص 266.

[216] الفنك: دابة تعتبر فروتها اطيب انواع الفراء. السنجاب: حيوان اكبر من الفأرة، شعره في غاية النعومة و يتخذ من جلده الفراء. السمور: حيوان

بري يشبه ابن عرس و اكبر منه، لونه احمر، مائل الي السواد، يتخذ من جلده الفراء الثمينة.

[217] الكافي ج 3 ص 410 / التهذيب ج 2 ص 210.

[218] الكافي ج 1 ص 243.

[219] ذكر المناوي - في شرح الجامع الصغير ج 2 ص 270 - عن القرطبي قال: (محدثون) - بفتح الدال -: اسم مفعول، جمع: محدث، اي: ملهم، او صادق الظن - و هو من القي في نفسه شي ء علي وجه الالهام و المكاشفة من الملأ الأعلي - او: من يجري الصواب علي لسانه بلا قصد، او تكلمه الملائكة بلا نبوة، او من اذا رأي رأيا أو ظن ظنا أصاب كأنه حدث به و ألقي في روعه من عالم الملكوت، فيظهر علي نحو ما وقع له، و هذه كرامة يكرم الله بها من يشاء من صالحي عباده، و هذه منزلة جليلة من منازل الأولياء. اقول: من الواضح ان معني قوله (عليه السلام): «ائمة محدثون» هو المعني الرابع الذي ذكره المناوي، و هو تكلم الملائكة معه من دون ان يكون نبيا، و للبحث تفصيل ذكرناه في كتاب فاطمة الزهراء (ع) من المهد الي اللحد ص 121. الكافي ج 1 ص 532.

[220] بحارالأنوار ج 98 ص 168.

[221] توحيد الصدوق باب 6 حديث 11.

[222] في التهذيب: فما تري في رجل ضربت اصابعه بالسيف حتي سقطت فذهبت... الي آخره.

[223] الكافي ج 7 / 317 و التهذيب ج 10 حديث 1082.

[224] صريا: اسم بستان او قرية اسسها الامام موسي بن جعفر (عليهماالسلام) في ضاحية المدينة المنورة.

[225] المشربة: الغرفة، و قيل: الغرفة التي يشرب الماء فيها.

[226] بحارالأنوار ج 50 ص 52.

[227] (فدك) اسم ارض وهبها رسول الله (صلي الله عليه و آله

و سلم) لابنته السيدة فاطمة (عليهاالسلام) و لما فارق النبي الحياة غصبها ابوبكر من السيدة الزهراء. و قد تحدثنا عن هذا بالتفصيل في كتاب: فاطمة الزهراء (عليهاالسلام) من المهد الي اللحد.

[228] البحار ج 6 / 153.

[229] الكافي ج 6 باب الغناء حديث 24.

[230] سورة البقرة آية 37.

[231] لقد ثبت بالأدلة و البراهين - في علم اصول الدين و الفلسفة الاسلامية - ان الأنبياء لا يعصون الله تعالي، و كل مورد جاء التعبير بالمعصية فهو بمعني (ترك الأولي) اي: ان الأفضل كان في تركه.

[232] الكافي ج 5 كتاب النكاح.

[233] الكافي ج 7 / كتاب المواريث، ميراث ذوي الأرحام.

[234] الكافي ج 1 ص 82.

[235] الكافي ج 4 كتاب الحج، باب تقصير المتمتع و احلاله.

[236] ج 2 حديث 1060.

[237] سعد السعود / 236.

[238] البحار ج 50 / 48.

[239] يظهر ضوء في جانب المشرق بشكل عمودي قبل طلوع الفجر، ثم يزول و يقال له: الفجر الكاذب، ثم يظهر في نفس المكان ضوء افقي و يصعد تدريجيا، و هو الفجر الصادق و هو علامة دخول الصبح و به تجب صلاة الصبح و الامساك للصائم.

[240] كتاب التهذيب ج 2 ص 36.

[241] زامل: رافق.

[242] اي: جري السيل في الوادي.

[243] طوس: مدينة في مقاطعة خراسان في ايران و فيها مرقد ثامن ائمة اهل البيت: الامام علي الرضا (عليه السلام) و تعرف اليوم بمشهد.

[244] الكافي ج 4 ص 5854.

[245] الظاهر: سألت. لا سألته.

[246] الحانوت: الدكان.

[247] الدكان - هنا - مكان ممهد قليل الارتفاع عن الأرض، يجلس عليه و يقال له: المصطبة.

[248] لتهذيب ج 6 / 86.

[249] الكافي ج 1 باب مولد ابي جعفر (عليه السلام).

[250] الكافي ج 1 / 99.

[251] اي: خلق الله الاسماء.

[252] و في نسخة:

احقر من ذلك.

[253] النشوء: النمو. و في نسخة: موضع المشي منها. و في نسخة ثالثة: موضع الشق منها.

[254] السفاد - بكسر السين -: التلقيح و عملية الجنس.

[255] الحدب: العطف و الشفقة.

[256] و في نسخة: و افهام بعضها من بعض.

[257] المفاوز - جمع مفازة -: الصحراء التي لا ماء فيها.

[258] و في نسخة: ان تحتمله.

[259] و في نسخة: ان تكيفه. و في نسخة: ان تصوره.

[260] كتاب الكافي ج 1 ص 116.

[261] الكافي ج 1 / 118.

[262] الكافي ج 1 ص 123.

[263] بحارالانوار ج 3 ص 229.

[264] المصمت: الذي لا جوف له.

[265] بحارالانوار ج 3 ص 208.

[266] الكافي ج 1 / 495.

[267] الكافي ج 1 / 495.

[268] الخرائج ص 237.

[269] الكافي.

[270] رقاع: جمع رقعة: الرسالة غير معنونة: غير مكتوب عليها اسم المرسل.

[271] بحارالأنوار ج 50 ص 41.

[272] حريف الرجل: الذي يعاد له في حرمته.

[273] الكافي ج 1 ص 497.

[274] التهذيب ج 6 حديث 192.

[275] يقصدون: السلطة، و علي زعمهم الخلافة.

[276] قد ذكرنا - في ترجمة المأمون، و في اوائل الكتاب - ان المأمون كان ذكيا في شيطنته، و هنا يظهر لك ذلك، فتراه يقول للعباسيين: (والله ما ندمت علي ما كان مني من استخلاف الرضا...) ثم هو يقدم علي قتل الامام الرضا (عليه السلام) عن طريق دس السم اليه، و هذا التلون و التناقض بين القول و العمل دأب كل سياسي تابع للظروف.

[277] اي: و ان اعجبك سلوكه و سيرته.

[278] قد ذكرنا - في اوائل الكتاب - كلمة حول لقب (اميرالمؤمنين) و انه خاص بخليفة رسول الله: الامام علي (عليه السلام) و ان من رضي بهذا اللقب - من الحكام - فهو علامة علي شذوذه الجنسي - كما في الحديث

-.

[279] الدست - كلمة فارسية -: الفراش الذي يجلس عليه.

[280] المسورة: المتكأ المصنوع من الجلد.

[281] اي: جلسوا في الاماكن المعدة لهم.

[282] الجياد - جمع جيد -: ضد الردي ء.

[283] لحاء: جمع لحية.

[284] الحمل: الخروف اذا بلغ ستة اشهر.

[285] الضمير يعود الي الحرم.

[286] الضمير يعود الي الهدي.

[287] اي: جارية.

[288] ابتاع: اشتري.

[289] ظاهر منها: قال لها: انت علي كظهر امي.

[290] العمال: الولاة.

[291] البدر - جمع بدرة -: كيس فيه عشرة آلاف درهم.

[292] قل أعوذ برب الفلق و قل أعوذ برب الناس.

[293] الاقبال / 676.

[294] أي: قرب الامام الرضا ولده اليه.

[295] أي: انت اهل للامامة. بحارالأنوار ج 50 ص 59.

[296] الكافي ج 3 / كتاب الصلاة باب الركوع حديث 7.

[297] أي: و كانت زوجتي حاملا.

[298] مليا: طويلا.

[299] و في نسخة: تشير الي؟.

[300] النخاس: بائع العبيد و الاماء.

[301] بحارالأنوار ج 5 ص 43.

[302] وثب علي المال: استولي عليه ظلما.

[303] كتاب الكافي ج 1 باب الفيي ء و الأنفال حديث 27.

[304] الريح الخبيثة: داء يظهر في الوجه، يميل بالجانب الأيسر من الوجه. و يقال له: اللقوة، و يسمي - في اللغة الدارجة في العراق -: الشرقي (الشرجي).

[305] أي: اذا كان الموسم صيفا وضعته في الشمس يوما واحدا، و اذا كان شتاءا وضعته يومين.

[306] يديفه: يبلله. الخلوق: طيب مركب من الزعفران و غيره.

[307] أي الجانب المائل في الوجه.

[308] ابتدر: اسرع.

[309] مستدرك الوسائل ج 3 ص 124.

[310] التهذيب ج 9 حديث 1035.

[311] اكمال الدين ج 2 / 50.

[312] التهذيب ج 9 / حديث 790.

[313] و في نسخة: التزمتها.

[314] السيد - هنا -: المالك. و في نسخة: ليس عليك سبيل.

[315] الكافي ج 1 ص 82.

[316] أي: لا تعبد الأسماء.

[317] الكافي ج 1 ص 87.

[318] التهذيب

ج 6 ص 4: و كامل الزيارة.

[319] العيون ج 2 باب 66 حديث 12.

[320] عيون اخبار الرضا ج 2 ص 253.

[321] الري: مدينة تقع في جنوب طهران في ايران.

[322] السرب: السرداب و هو بناء تحت الأرض، يستفاد منه - غالبا - في الصيف نظرا لبرودته.

[323] السكة: الزقاق الواسع / الطريق.

[324] الكافي ج 2 ص 46.

[325] مخبوء: مستور و مخفي.

[326] سورة محمد (صلي الله عليه و آله و سلم) آية 30.

[327] سورة يونس آية 39.

[328] سورة البقرة آية 242.

[329] سورة البقرة آية 179.

[330] بحارالأنوار ج 1 ص 165.

[331] الحميم: الماء الحار، الشديد الحرارة، يسقي منه أهل النار أو يصب علي أبدانهم.

[332] مقامع - جمع مقمعة -: المطرقة من حديد.

[333] أي: لا تطاوع زوجها في ممارسة الغريزة الجنسية.

[334] المقصود من «الناس» هم الرجال الأجانب لا النساء.

[335] اي أنها كانت تزني ثم تنسب الجنين - المتكون من الزنا - الي زوجها.

[336] المقاريض - جمع مقراض -: المقص.

[337] القوادة: هي التي تجمع بين الرجال و النساء علي الفجور.

[338] النمامة: هي التي ترتكب النميمة، و النميمة، نقل الحديث من انسان لآخر - أو من قوم لقوم - لالقاء الفتنة و البغضاء بينهما.

[339] القينة: المغنية.

[340] هو المعتزلي المعروف.

[341] المائدة / 72.

[342] يوسف / 87.

[343] الأعراف / 99.

[344] النور / 23.

[345] النساء / 10.

[346] الأنفال / 16، و المتحرف هو المقاتل الذي يريد الكر بعد الفر، أي يفر حتي يخدع العدو ثم يكر.

[347] البقرة / 277.

[348] البقرة / 102.

[349] الفرقان / 69.

[350] اليمين الغموس هي اليمين الكاذبة الفاجرة.

[351] آل عمران / 77.

[352] آل عمران / 161. و الغلول: الخيانة في المغنم.

[353] التوبة / 35.

[354] البقرة / 283.

[355] التوبة / 26.

[356] الكافي ج 2 ص

286.

[357] المخمصة: المجاعة / الصبوح: ما يشرب من لبن او غيره / الغبوق: ما يشرب بالعشي / تحتفوا بقلا: تستقصوا في قطع البقول النابتة علي الأرض. أي اذا لم تجدوا هذه الأشياء يجوز لكم أكل الميتة.

[358] التهذيب ج 9 حديث 354.

[359] بحارالأنوار ج 93 ص 142.

[360] استحفزه الغضب: غلب عليه كأنه يريد القيام من شدة الغضب.

[361] بحارالأنوار ج 100 ص 76.

[362] و في نسخة: و كان يعوذه بها يوما فيوما.

[363] الدناهش: قيل هي جنس من اجناس الجن.

[364] مهج الدعوات ص 43.

[365] عيون الأخبار ج 2 ص 260 طبع النجف.

[366] الدلجة: السير في الليل.

[367] عيون اخبار الرضا ج 2 ص 53 طبعة النجف.

[368] كمال الدين.

[369] كمال الدين.

[370] الغيبة للنعماني.

[371] بحارالأنوار ج 13 ص 405.

[372] علل الشرائع.

[373] علل الشرائع.

[374] كتاب الاقبال للسيد ابن طاووس.

[375] و في نسخة: «ضمنت».

[376] عيون الأخبار ج 2 / 256.

[377] الكافي ج 1 ص 493.

[378] أي: قطع الشعر المكتوب في القرطاس.

[379] : أي، ابقاه عنده.

[380] مستدرك الوسائل ج 3 ص 128.

[381] و في كتاب الاستبصار: كتب عبدالله بن محمد.

[382] الاناء الضاري: الذي أشرب بالخمر.

[383] اي: ثلاث مرات.

[384] التهذيب ج 9 ص 546.

[385] الاختصاص، باب علم رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) عليا (عليه السلام) ألف باب.

[386] كناية عن أثر السجود علي جبهته.

[387] اي: مصنوع من نبات الأرض، مثل الكتان.

[388] اي: نكح حيوانا.

[389] أي: ان حرمة المرأة بعد مماتها كحرمتها في حال حياتها.

[390] بحارالأنوار ج 50 ص 95.

[391] الفطحي: هو الذي يقول بامامة الامام الصادق (عليه السلام) و من بعده بامامة ابنه عبدالله الأفطح، لا الامام موسي بن جعفر (عليه السلام).

[392] لعل الصحيح قوله: فأحدث النظر اليه.

[393] سورة مريم / 13.

[394] سورة يوسف / 22.

[395] سورة

الأحقاف / 15.

[396] الكافي ج 5 ص 347.

[397] العيون ج 2 باب 66 حديث 13.

[398] بحارالأنوار ج 50 ص 47.

[399] الكافي ج 4 ص 292.

[400] الكافي ج 4 ص 236.

[401] العريض: من نواحي المدينة المنورة.

[402] هكذا وجدنا الحديث، و لعل الصحيح: ان الامام الحسين (عليه السلام) وصي الامام الحسن (عليه السلام) و الامام الحسن وصي الامام علي (عليه السلام) و يمكن ان نقول: ان كلا من الامام الحسن و الامام الحسين كان وصيا للامام علي بن ابي طالب، فعلي هذا، يصح ان يقال: ان الامام الحسين وصي الامام علي. كما في هذا الحديث.

[403] أي: ليفصد الامام الجواد.

[404] الكافي ج 1 ص 322.

[405] الكافي ج 1 ص 384.

[406] هكذا وجدنا في البحار، و الصحيح: المنس.

[407] صريا: قرية بناها الامام الكاظم (عليه السلام) خارج المدينة المنورة.

[408] بحارالأنوار ج 50 ص 59.

[409] سورة المائدة.

[410] العسكر - هنا -: اسم موضع في بغداد، نزل فيه المنصور الدوانيقي مع جيشه، فسمي المكان بالعسكر.

[411] مكبولا: مقيدا بالحديد.

[412] اي: ادعي النبوة.

[413] الحجبة - جمع حاجب -: البواب.

[414] اي: مثل العام الماضي.

[415] و في نسخة، بحق الذي.

[416] تراقي الخبر، ارتفع.

[417] كبلني: قيدني.

[418] رققت له: رق قلبي له. العزاء: التسلي عند المصيبة.

[419] بكرت: اتيت في الصباح الباكر.

[420] الكافي ج 1 ص 492.

[421] اي: ادعي اني ادعيت النبوة، و هذا محال.

[422] التهذيب ج 9 ص 563.

[423] و في بعض النسخ وردت هذه التتمة: فلم يورق الا عصا سليمان.

[424] الكافي ج 1 ص 383.

[425] المطامير - جمع مطمورة -: الحفيرة تحت الأرض تخبأ فيها الحبوب و نحوها، و قد تتخذ سجنا.

[426] أي: خاف الناس و انهزموا سوي علي بن عاصم.

[427] عيون اخبار الرضا ج 1 ص 48 حديث 29.

[428] أي: الحسين

مصباح هدي.

[429] كناهم - جمع كنية - و هو الاسم المصدر بأب أو أم.

[430] من الكد، و هو الجد و الجهد.

[431] الكافي ج 4 ص 195.

[432] الكافي ج 3 باب التعزية و ما يجب علي صاحب المصيبة.

[433] و في نسخة: اكبر من التوسعة.

[434] روي هذه الرسائل كلها الكشي في رجاله.

[435] سجادة: أثر السجود في الجبهة.

[436] بحارالأنوار ج 50 ص 101.

[437] اي: علي اختلاف مذاهبهم.

[438] اي الشيعة الاثني عشرية القائلين بامامة الأئمة جميعا.

[439] الكافي ج 4 ص 584.

[440] الكافي ج 4 ص 486.

[441] الصحيح: سنة خمس عشرة و مائتين، بقرينة التاريخ الذي يذكره بعد.

[442] اي: خلف الكعبة.

[443] الملتزم: خلف الكعبة، سمي بهذا الاسم لأن الناس يلتزمونه، اي يضمونه الي صدورهم.

[444] الكافي ج 4 ص 532.

[445] البحار، ج 3 / 285.

[446] المقنعة / 51.

[447] الصرورة: الذي يحج لأول مرة.

[448] الكافي ج 4 / 275.

[449] الكافي ج 5 / 347.

[450] السويق: طعام يصنع من دقيق الحنطة او غيرها، بطريقة خاصة.

[451] الكافي ج 6 ص 307.

[452] القطاة: طائر معروف.

[453] اليرقان: مرض يصيب الانسان فيتغير لون البدن الي الاصفرار او السواد، و هو علي اقسام مذكورة في كتب الطب القديم.

[454] الكافي ج 6 ص 313.

[455] الكافي ج 2 ص 425.

[456] المعني أن ابن مهزيار اخبر محمد بن حمزة بمقالة الامام و دعائه (عليه السلام).

[457] الكافي ج 2 ص 560.

[458] و في نسخة: ان كنت تخاف شنيعة.

[459] الكافي ج 6 ص 126.

[460] المرابطة هي الملازمة و المحافظة علي حفظ ثغور البلد من شر العدو، و المقصود من الثغور - هنا - هي المواضع التي يخاف منها هجوم العدو، و هي الحدود التي تفصل بين دولتين.

[461] التهذيب ج 2 ص 132.

[462] التهذيب ج 2

ص 233.

[463] التهذيب ج 4 ص 143.

[464] كتاب الغيبة للطوسي.

[465] بحارالأنوار ج 50 ص 100.

[466] التهذيب ج 3 / 210.

[467] ام الحسن والدة عمران كما يظهر من الحديث الآخر.

[468] البحار ج 50 / 43.

[469] من لا يحضره الفقيه ج 2 حديث 1323.

[470] الشوصة: ريح تنعقد في الضلوع يجد صاحبها الألم كوخز الابرة.

[471] مستدرك الوسائل ج 3 ص 127.

[472] الحمر: جمع حمار.

[473] الكافي ج 3 ص 407.

[474] الحاجبين - هنا -: خشبنا القبة.

[475] الكافي ج 4 باب الظلال للمحرم.

[476] يتعادون: يسرعون في المشي.

[477] و في نسخة: يتشرفون. أي يتطلعون اليه.

[478] سورة القمر.

[479] الزوبعة: الريح الشديدة.

[480] البحار ج 50 ص 47.

[481] التهذيب ج 5 حديث 1484.

[482] المراسيل - جمع مرسل - هي الأحاديث المحذوفة السند، و المسانيد - جمع مسند - هي الأحاديث المذكورة السند.

[483] هو القاضي الذي ذكرناه في اوائل الكتاب.

[484] العليائية و العلياوية فرقة كافرة تعتقد بربوبية الامام علي (عليه السلام) و الظاهر ان ابن ابي داؤد شبه الشيعة بتلك الفرقة، لأنهم يعتقدون بامامة الأئمة (عليهم السلام).

[485] الانشاء: اول السكر و مقدماته، من بروز رائحة الخمر و غيرها. المضمخ الملطخ بالطيب، كأنه يقطر منه الطيب. الخلوق، الطيب المصنوع من الزعفران.

[486] و في نسخة: الفضل بن هشام.

[487] اي: يقوم بالثورة ضده.

[488] اي: دعا المعتصم الامام الجواد (عليه السلام).

[489] البهو: البيت المقدم أمام البيوت، و يقال له - في زماننا - صالة، أو: هال.

[490] و في نسخة: ان كنت تعلم.

[491] بحارالانوار ج 50 ص 45.

[492] اي: انه كتاب مزور و ليس من الامام.

[493] بحارالأنوار ج 50 ص 53.

[494] الكافي ج 4 ص 195.

[495] و في رواية التهذيب و الكافي: علي بن بلال.

[496] و في رواية أنه سمع الامام الرضا (عليه السلام) يقول:.

[497] اي: حتي

يصلح للكفن.

[498] اي: يكون عمره اقل من سبع سنين؟.

[499] ج 3 / 356.

[500] الكافي ج 4 ص 169.

[501] التهذيب ج 2 ص 119.

[502] الكافي ج 1 / 53.

[503] الكافي ج 5 / 394.

[504] الكافي ج 6 / 81.

[505] التهذيب ج 4 ص 123.

[506] التهذيب ج 9 ص 1233.

[507] اي انه لم يذكر في وصيته أنه حج واجب أم مستحب، لأن الواجب يدفع من اصل المال و المستحب من الثلث.

[508] التهذيب ج 9 ص 889.

[509] الكافي ج 3 / 399.

[510] اي من أي موضع من اليد يجب قطع يد السارق؟.

[511] الكرسوع: طرف الزند الذي يلي الخنصر، و هو المفصل بين الساعد و الكف.

[512] اي ما الدليل في ذلك؟.

[513] هكذا وجدناه في البحار، و لعل الصحيح: و اتفق معي في ذلك قوم. أي جماعة من الفقهاء.

[514] نذكر بقية الخبر في أواخر الكتاب في باب وفاته و شهادته (عليه السلام).

[515] اي: عبد اعتقه الامام (عليه السلام) و قد ذكرنا شرحا موجزا لمعني (المولي) في احوال عبدالجبار النهاوندي.

[516] التهذيب ج 9 حديث 1059 و الكافي ج 7.

[517] الكافي ج 3 ص 559، التهذيب ج 4 ص 95.

[518] التهذيب ج 3 ص 28.

[519] العيون باب 28 حديث 26.

[520] اي اراد المأمون ان يزف ابنته الي الامام الجواد (عليه السلام).

[521] لعل الصحيح: دفع الي.

[522] و في نسخة: في موضع الاختان.

[523] الكافي ج 1 ص 494.

[524] الكافي ج 3 ص 455.

[525] زيارة الأئمة (عليهم السلام) مستحبة طوال ايام السنة، و هي تتأكد و يتضاعف اجرها في شهر رجب.

[526] أي: في هذا الزمان.

[527] الشنعة: القباحة و الفظاعة.

[528] الكافي ج 4 ص 584.

[529] أي في اوائل طفولته.

[530] معني «الشيخ» - هنا -: من هو بمكانة من العلم او

الفضل او الرئاسة. كما في (المعجم الوسيط).

[531] استخير الله، اطلب من الله.

[532] اي: قطار الابل.

[533] اي: وصل الي.

[534] الملاءة - بضم الميم - ثوب لين رقيق.

[535] اثبات الوصية / 193.

[536] الاقبال / 670.

[537] الكافي ج 1 / 496.

[538] الكافي ج 7 / 13.

[539] البهر - بضم الباء -: تتابع النفس و انقطاعه، من الاعياء و غيره.

[540] تفسير القي ج 1 ص 182.

[541] النسخ - هنا - كتابة مكتوب أو رسالة أو كتاب حرفا بحرف.

[542] (ينميك الله) من النمو و الزيادة.

[543] في تفسير العياشي: «قوي الحزم في النحل» و هو تصحيف قطعا، و في (البحار): «قوية الحزم» و هو تصحيف خطأ بخطأ آخر.

[544] في المصدر: «رقة الفطر» و الصحيح: ما ذكرناه. و المقصود: أن سعيدة تري الحزم - و هو ضبط الأمر، و الحذر من فواته - في البخل، و عدم اعطاء الناس شيئا، و تري الصواب في التدقيق، أي شدة المحاسبة في الانفاق، كالتأكد من فقر السائل، و صدق قوله، و مقدار احتياجه الي المساعدة و أمثال ذلك مما ينافي سعة الصدر، و علو النفس.

[545] في (البحار): «لحبها» و في المصدر: «بحسبها» و هو الصحيح و هذه الكلمة مصدر حسب يحسب من أفعال القلوب باصطلاح النحويين كقوله تعالي: (أحسب الناس أن يتركوا) أي لا تعمل كما تظن سعيدة.

[546] تفسير العياشي ج 1 / 131.

[547] الكافي ج 1 ص 320.

[548] كشف الغمة ج 2 ص 370.

[549] الكافي ج 1 ص 343.

[550] اي تذكر أسماء الأئمة (عليهم السلام) كلهم.

[551] المقصود من «وليك» هو الامام المهدي، و تذكر بدل «فلان» اسم الامام المهدي (عليه السلام).

[552] و في نسخة: و لذة المنظر.

[553] الكافي ج 2 ص 549 - 547.

[554] آل عمران /

7.

[555] و في نخسة: بمشاهدة العيان.

[556] الكافي ج 1 ص 97.

[557] النخاس: بائع العبيد و الاماء.

[558] جوار - جمع جارية -: الأمة.

[559] ابتاع: اشتري. و الابتياع: الشراء.

[560] دلائل الامامة.

[561] الكافي ج 2 ص 534.

[562] الكافي ج 4 ص 276.

[563] التهذيب ج 1 حديث 961.

[564] كتاب تأسيس الشيعة لعلوم الاسلام للسيد الصدر ص 83.

[565] المهد: موضع يهيي ء للصبي، يشبه الصندوق ولكنه بدون غطاء، ينام فيه الصبي، و قد يحمل فيه. اقول: كان عمر الامام الجواد (عليه السلام) - يومئذ - بين الرابعة و الخامسة.

[566] بحارالأنوار ج 50 ص 46.

[567] أي: الي الامام الجواد (عليه السلام).

[568] البستوقة: وعاء من الخزف.

[569] مستدرك الوسائل الطبعة القديمة ج 3 ص 128.

[570] البان: دهن طيب الرائحة.

[571] مزررا: أزراره من الذهب.

[572] الكافي ج 6 ص 516. الغالية: طيب مركب من المسك و العنبر و ما شابه.

[573] مسافر غلام الامام الجواد (عليه السلام).

[574] هذه الزيادة وردت في كتاب الهداية الكبري للخصيبي ص 308.

[575] هذه الزيادة وردت في الكتاب المذكور.

[576] هذه الزيادة وردت في الكتاب المذكور.

[577] اي: اتوقع ان اري من يوصلني الي الامام (عليه السلام).

[578] الجوي: الألم بسبب الجوع.

[579] الخوان: المائدة.

[580] أي: يندفع للأكل، فالانسان يستحي ان يأكل وحده أمام غيره.

[581] فتات الطعام: ما تكسر منه.

[582] الصحراء - هنا - الفضاء الواسع، و المعني: أن ما يتساقط من المائدة يترك للحيوانات، الطيور و غيرها، و الظاهر أن قوله (عليه السلام): «و لو فخذ شاة» للمبالغة.

[583] النافجة - بفتح الفاء -: وعاء المسك، معرب و أصله - في اللغة الفارسية -: نافة، و معناها: السرة، و هي سرة نوع من الغزال، يتكون فيها المسك.

[584] أي: أنا أسأل الامام عن ذلك.

[585] أي: سوف يحدث لك ما يوجب حزنك و غمك.

[586]

الحق: وعاء يصنع من الخشب او العاج أو غيرهما.

[587] تأبيت: ابيت. الموجدة: السخط و عدم الرضا.

[588] بحارالأنوار ج 50 ص 87.

[589] الكافي ج 1 ص 497.

[590] حدثان: اوائل موت ابيه.

[591] المناقب ج 4 ص 389.

[592] الوهدة: ما انهبط من الأرض.

[593] كشف الغمة عن دلائل الامامة، و قد ذكرنا الحديث ملخصا.

[594] الكافي ج 4 / 314.

[595] التهذيب ج 2 ص 215.

[596] المراد هو الصلاة في جلود هذه الحيوانات.

[597] كتاب من لا يحضره الفقيه ج 1 حديث 808.

[598] الكافي ج 6 ص 360.

[599] الكافي ج 6 ص 360.

[600] التهذيب ج 6 / حديث 382.

[601] الكافي ج 6 / ص 450 و المعني أن يكون مأكول اللحم و مضمون التذكية.

[602] 188 / طبع النجف.

[603] بي صمم: أي: لا اسمع شيئا.

[604] بحارالأنوار ج 50 ص 57.

[605] التهذيب ج 7 حديث (1580).

[606] كتاب (من لا يحضره الفقيه) ج 2 حديث 1282.

[607] بحارالانوار ج 50 ص 2.

[608] الكافي ج 1 / 321.

[609] الطلق: وجع الولادة.

[610] أغارني: أثار غيرتي بسبب زواجه علي.

[611] القضيب: العود. البان: شجر سبط القوام، لين و ورقه الصفصاف، و يشبه به الانسان لطول قامته و لطافة بدنه. و هكذا الخيزران - بضم الزاء - فهو شجر هندي و له عروق ممتدة في الأرض، يضرب به المثل في اللين و اللطافة.

[612] الثمل: السكران.

[613] الزبد: الرغوة. زبد الجمل: الزغوة تعلو مشافره اذا هاج. فقولها: «يزبد مثل الجمل» اشارة الي غضبه و ظهور الرغوة علي جانبي الفم.

[614] الارب: القطعة.

[615] اي علي الامام الجواد (عليه السلام).

[616] يستاك: ينظف اسنانه بالمسواك.

[617] القواد: جمع قائد.

[618] هذه الزيادة وردت في رواية اخري مذكورة في كتاب مهج الدعوات.

[619] و في الرواية الاخري ان ياسر قال للامام (عليه السلام).

يا سيدي يابن رسول الله، دع عنك هذا العتاب و اصفح، والله و حق جدك رسول الله ما كان يعقل شيئا من أمره، و ما علم اين هو من ارض الله..).

[620] وقع فيه: اغتابه و ذكره بسوء.

[621] بحارالأنوار ج 50 ص 69 نقلا عن كتاب الخرائج.

[622] سورة البقرة آية 260.

[623] سورة النساء / 157.

[624] سورة الأعراف / 116.

[625] أقول: لا يوجد بهذا اللقب أحد، و انما تطلق هذه الكنية علي جماعة عديدة، تجد اسماءهم في كتاب (تنقيح المقال) فاسم الراوي غير معلوم. و في (المناقب) يذكر سند هذا الحرز هكذا: صفوان بن يحيي قال: حدثني ابونصر الهمداني و اسماعيل بن مهران و خيران الاسباطي عن حكيمة بنت ابي الحسن القرشي عن حكيمة بنت موسي بن عبدالله، عن حكيمة بنت محمد بن علي بن موسي التقي.

[626] الحرز بالكسر: الموضع الحصين، و منه سمي التعويذ حرزا، فمعني: (حرز الامام الجواد) هو التعويذ الذي علمه الامام ليكون كالحصن الحافظ للانسان.

[627] رق ظبي - بفتح الراء - جلد غزال.

[628] القصبة: الأنبوب.

[629] الآية في سورة آل عمران / 18.

[630] اي: قال الامام للرجل: كيف قلت: و علي غير اهله؟.

[631] الاعتلال: ابداء الحجة او الاعتذار بأعذار غير صحيحة.

[632] أقصد أي: أكثر قصدا، و القصد - هنا -: الاعتدال.

[633] الفطير: كل ما اعجل عن ادراكه، و غير الناضج.

[634] الانطواء: الاحتواء علي شي ء، و معناه هنا انطواء القلب علي المحبة.

[635] لعل الصحيح: الكريم كل الكريم.

[636] مهج الدعوات ص 60.

[637] الحجاب - هنا -: حرز يكتب فيه شي ء و يلبس، وقاية لصاحبه من تأثير السلاح او العين او غير ذلك.

[638] الحرز - بالكسر - الموضع الحصين، و معناه - هنا -: التعويذ الحافظ للانسان من البلايا و الأخطار.

[639]

تطأ ثيابي: اي تضع قدمك علي فراشي حتي أتبرك بذلك!!.

[640] الخلفة: الهيضة و الاسهال علي أثر التسمم.

[641] تفسير العياشي ج 1 / 319.

[642] اشناس: قائد تركي من قواد المعتصم العباسي.

[643] حماض - علي وزن رمان - نبت حامض، له ورد أحمر، و يقال له - بالفارسية -. ريواس. و هو علي أقسام، و قسم يقال له: حماض الاترج. (لغت نامه دهخدا).

[644] وقف: علم و اطلع.

[645] اي من ام الفضل.

[646] العقر: الجرح.

[647] الناصور - او: الناسور - علة او قرحة في اسافل البدن.

[648] الاسترفاد: الاستعطاء.

[649] بصائر الدرجات.

[650] اي: ضبطنا الوقت و سجلناه.

[651] بصائر الدرجات. نقلناه ملخصا من تصرف يسير.

[652] عيون المعجزات.

[653] ج 1 / 226.

[654] كتاب الدر النظيم في مناقب الأئمة (عليهم السلام) للفاضل الفقيه يوسف بن حاتم الشامي العاملي.

[655] أما اليوم فقد صارت مدينة كبيرة ذات شهرة عظيمة، و تسمي ب (الكاظمية) زادها الله شرفا.

[656] الباطنة فان خير العمل: الولاية، فاراد من امر بترك (حي علي خير العمل) من الأذان ان لا يقع حث عليها و دعاء اليها.» وسائل الشيعة ج 2 ابواب الأذان و الاقامة. و لهذا فقد تمسك ائمة اهل البيت (عليهم السلام) بهذا الفصل من الأذان اقتداءا برسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) و احياءا لسنته و اماتة للبدع الحادثة، و قد صار هذا الجزء شعارا لأهل البيت و شيعتهم، طوال التاريخ.

[657] (عليهماالسلام) أنه قال: «ان بالا كان عبدا صالحا، فقال: لا أؤذن لأحد بعد رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم). فترك - يومئذ - حي علي خير العمل». قال المجلسي الأول: و كأن وجه ترك بلال الأذان ترك هذه الكلمة لأن عمر كان يبالغ في تركها لمصلحة الجهاد. حتي روي العامة

أنه كان يباحث مع رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) في تركها و يجاب بأنها وحي من الله، و ليس مني.

[658] روي الحاكم النيسابوري في كتاب مستدرك الصحيحين ج 4 صس 515 ان مروان بن الحكم جاء يوما الي مسجد رسول الله (صلي الله عليه و آله و سلم) فوجد رجلا واضعا وجهه - او جبهته - علي القبر الشريف، فغضب و أخذ برقبة الرجل و قال له: هل تدري ما تصنع؟! فرفع الرجل رأسه، و اذا هو ابوايوب الأنصاري، فقال لمروان: نعم اني لم آت الحجر، انما جئت رسول الله و لم آت الحجر...). من هنا نعرف ان التبرك بقبور اولياء الله كان شيئا معروفا عند الصحابة، و نعرف ايضا ان المنع من التوسل و التبرك بقبور اولياء الله انما هو من بدع بني امية و ضلالاتهم.

[659] كتاب كشف الغمة في معرفة الأئمة.

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.