وفاة الامام موسي الكاظم عليه السلام

اشارة

سرشناسه : هاشمي، علي،1908- 1972م.

عنوان و نام پديدآور : وفاه الامام موسي الكاظم عليه السلام/ لمؤلفه علي بن الحسين الهاشمي النجفي؛ تحقيق الموسسه الاسلاميه للبحوث و المعلومات.

مشخصات نشر : قم: دار الهدي، 1423ق = 1382.

مشخصات ظاهري : 114

فروست : موسسه الاسلاميه للبحوث و المعلومات؛ 11

شابك : 964-5902-80-0

وضعيت فهرست نويسي : فهرستنويسي قبلي

يادداشت : عربي

يادداشت : كتابنامه: ص. [105] - 111؛ همچنين به صورت زيرنويس

موضوع : موسي بن جعفر(ع)، امام هفتم، 128 - 183ق.

شناسه افزوده : موسسه الاسلاميه للبحوث و المعلومات

رده بندي كنگره : BP46 /ھ2و7

رده بندي ديويي : 297/956

شماره كتابشناسي ملي : م 81-49989

مقدمة التحقيق

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين، و الصلاة و السلام علي أشرف الأنبياء و المرسلين محمد و علي آل بيته الطيبين الطاهرين. ايمانا من (المؤسسة الاسلامية للبحوث و المعلومات) بضرورة تعريف الأمة الاسلامية بسيرة أئمتها المعصومين الذين جعلهم الله تعالي حججا علي عباده، أخذت المؤسسة علي عاتقها تحقيق و نشر كل ما تراه مناسبا في هذا المجال. و لما كانت سيرة الامام موسي الكاظم عليه السلام واحدة من تلك المحطات التاريخية الزاخرة بالعطاء الرسالي الفذ بما تمثل من قيمومة علي الشريعة المقدسة و جهادا في سبيل اعلاء كلمة الله تعالي و جعلها العليا و صبرا علي تحمل الأذي في مقاومة الظالمين، كان لا بد من الوقوف عندها للتزود منها بالعبر و المواعظ و الموافق التي ترسم للأمة نهج سيرها في سومها نحو بارئها تعالي. و بناء علي ذلك قمنا باعادة طباعة كتاب (وفاة الامام موسي الكاظم عليه السلام) لمؤلفه العلامة الخطيب السيد علي بن الحسين الهاشمي النجفي رحمه الله بعد أن نفذت نسخه منذ زمن بعيد؛ لما لهذا الكتاب من أهمية علمية تلقي بالضوء علي جوانب كثيرة من

سيرة هذا الامام المعصوم. و لم يقتصر عملنا علي مجرد اعادة الطباعة فحسب و انما علي تحقيق الكتاب وفقا للمتعارف في هذا الفن، و يمكن اجمال ما بذلناه من جهد في هذا المجال بما يلي: [ صفحه 8] 1- اعتماد الطبعة الأولي من الكتاب كأصل في التحقيق / منشورات المطبعة الحيدرية في النجف الأشرف / 1371 ه - 1951 م / 80 صفحة وزيري. و أشرنا لذلك في الهامش ب (الأصل). 2- كل ما أثبته المصنف رحمه الله في الطبعة الأولي في الهوامش من مصادر أو تعليقات ذيلناه بعبارة: «منه رحمه الله». 3- قمنا بمقابلة النصوص التي أشار المصنف الي مصادرها في الهامش وفقا لنسخ المصادر التي بين أيدينا و أثبتنا ما نراه مناسبا من الاختلافات وفقا لذلك. 4- النصوص أو غيرها التي أشير لمصادرها في الهامش و التي لا تتوفر لدينا نسخ منها أبقيناها كما هي في الطبعة الأولي. 5- عملنا علي استخراج مصادر كل ما نراه غير موثق سابقا سواء كان نصا أو غيره، و تمثل ذلك في جميع الهوامش غير المذيلة بعبارة: «منه رحمه الله». 6- تقويم النص وفقا للمتعارف في هذا الفن. المؤسسة الاسلامية للبحوث و المعلومات قسم التحقيق و اعداد المعلومات 1423 ه.ق - 1381 ه. ش [ صفحه 9]

المقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم انتقلت الي بغداد في هذا العام، و ذلك لا عن شي ء أنكرته علي مسقط رأسي و موطن أجدادي النجف الأشرف، بل لحاجة في نفسي، و هي ربما كانت أنفع لمهنتي، فهاجرت، و الهجرة سنتها لنا الأسلاف الكرام. تركت النجف - و يعلم الله - و كلي شوق الي محافلها الزاخرة بالعلماء، و الي مجالسها الحاشدة بالفضلاء و الأدباء.

نعم، فارقت النجف و أنا معتقد بخسارتي من هذه الناحية الاجتماعية فقط. نزلت بالكرخ علي طائفة من الاخوان الغياري فأحسنوا جواري بكل حفاوة و اكبار، و ذلك في أول شهر شعبان سنة (1370 ه)، حللت بداري، و في أول ليلة جمعة من شعبان قصدت الكاظمية لزيارة الامامين الجوادين اللذين تشرفت الزوراء بهما، و ازدهت و تنورت و تعطرت بمرقديهما، فخطرت لي خاطرة و السيارة تلتهم الشارع الجديد المؤدي الي بلد الكاظمية من كرخ بغداد، خطر ببالي أن أؤلف كتابا يلم بحياة الامام موسي بن جعفر عليه السلام، و طلبت من الله التوفيق لذلك. و كانت هذه الفكرة لا تعزب عن خاطري حتي شهر شوال، و قدم حضرة الماجد الشهم الحاج اسماعيل الحاج علي جمال - أحد وجهاء الكويت العربية - و صل [ صفحه 10] بغداد قادما لزيارة العتبات المقدسة كعادته في كل عام، فكان ضيفي العزيز، و في بعض الأيام سألني: هل يوجد كتاب خاص في حياة الامام موسي بن جعفر عليه السلام في ولادته و معاجزه و وفاته؟ فأجبته: كلا، الا اللهم كتاب (تاريخ الامامين الكاظمين) للعلامة المرحوم الشيخ جعفر نقدي عطر الله مرقده، قال: هو عندنا، ولكن قصدي كتاب يستفيد منه الخطباء و يقرؤه الناس بمآتم الذكري التي تقام خاصة للامام موسي بن جعفر. و أخبرته بما عزمت عليه من تأليف هكذا كتاب في حياة الامام موسي بن جعفر عليه السلام. و لما عزم علي السفر الي النجف طلب مني أني أكون معه لزيارة العتبات المقدسة - كربلاء و النجف - فلبيت طلبته. و عندما حللت بالنجف صرت كعادتي أرتاد سوق الوراقين و باعة الكتب، و جئت يوما الي الشهم الأستاذ محمد كاظم الكتبي صاحب

المطبعة الحيدرية، الشاب الذي كرس حياته في احياء آثار السلف و طبع الكتب المخطوطة التي طالما ضن بها آسروها، فأظهرها من مخابئها و كنوزها و نشرها، فسدد الله خطاه و وفقه الي كل خير. نعم، جئت اليه و جلست عنده بمكتبه، فناولني كتابا، أخذته و اذا هو كتاب (وفاة الرضا عليه السلام) لمؤلفه العلامة المجاهد السيد عبدالرزاق المقرم دام تأييده، فتصفحته في تلك الجلسة و قد راق لي تنسيقه و تبويبه، و لا غرو فان مؤلفه حاز قصب السبق بمؤلفاته القيمة و كتاباته الممتعة. و سألني الفاضل محمد كاظم أن أفرغ نفسي لتأليف كتاب في حياة الامام موسي ابن جعفر، فأخبرته بما وقع في نفسي من قبل، فشجعني علي ذلك و صار يؤكد علي [ صفحه 11] بحيث أحضر لي الورق في ساعته. و عندئذ حسرت عن ساعدي و صرت أجمع المصادر القيمة و أرتاد المكتبات و البيوت التي فيها طلبتي، و كان قد طلب مني محمد كاظم أن أكتبه علي غرار كتابي (ثمرات الأعواد)، فلم يأت اليوم السادس الا و قد كمل الكتاب، و حتي أيقنت أن عملي هذا كمل بهذه الأيام القلائل ما هو الا من قدسية صاحب الكتاب باب الحوائج عليه السلام، و الحمد لله علي آلائه. 12 ذي القعدة (1370 ه) الخطيب علي بن الحسين الهاشمي [ صفحه 13]

ام الامام (حميدة)

اشاره

ورد في (الكافي) عن عبدالرحمن، قال: دخل [ابن] [1] عكاشة بن محصن الأسدي علي أبي جعفر عليه السلام - و كان أبو عبدالله عليه السلام قائما عنده - فقدم اليه عنبا، فقال له عليه السلام: «حبة حبة يأكله الشيخ الكبير و الصبي الصغير، و ثلاثة و أربعة يأكله من يظن أنه لا يشبع، و كله حبتين حبتين

فانه يستحب ذلك»، فقال ابن عكاشة لأبي جعفر عليه السلام: سيدي، لأي شي ء لا تزوج أباعبدالله فقد أدرك التزويج؟ و كان بين يدي الامام صرة مختومة، فقال عليه السلام: «أما انه سيجي ء نخاس من أهل بربر فينزل دار ميمون، فنشتري له بهذه الصرة جارية». قال: و دخلنا يوما علي أبي جعفر عليه السلام فقال: «ألا أخبركم عن النخاس الذي ذكرته لكم؟»، قلنا: بلي، فقال عليه السلام: «قد أقبل، فاذهبوا و اشتروا بهذه الصرة منه جارية». قال: فأتينا النخاس و سألناه عما معه؟ قال: قد بعت ما كان عندي الا جاريتين مريضتين احداهما أمثل من الأخري، قلنا: فأخرجهما حتي ننظر اليهما، فأخرجهما، فقلنا: بكم تبيعنا هذه المتماثلة؟ و هي حميدة، قال: ابنة صاعد، بسبعين دينارا، قلنا: أحسن، قال: لا أنقص من السبعين دينارا شيئا، فقلنا له: نشتريها منك بهذه الصرة بلغت ما بلغت و لا ندري ما فيها، و كان عنده رجل أبيض الرأس و اللحية، فقال لنا: فكوها و زنوا ما فيها، فقال النخاس: لا تفكوها، فانها ان نقصت حبة من السبعين [ صفحه 14] دينارا لن أبيعها، فقال الشيخ: ادنوا، فدنونا و فككنا الخاتم ثم وزنا الدنانير فاذا هي سبعون دينارا لا تزيد و لا تنقص. قال: فأخذنا الجارية منه و أدخلناها علي أبي جعفر عليه السلام و جعفر قائم عنده، فأخبرنا [2] أباجعفر عليه السلام بما كان، فحمد الله و أثني عليه، ثم قال لها: «ما اسمك؟» قالت: حميدة: فقال عليه السلام: «حميدة في الدنيا محمودة في الآخرة، أخبريني أبكر أنت أم ثيب؟» فقالت: بكر، فقال عليه السلام: «يا جعفر، خذها اليك» [3] . و في (الكافي) أيضا عن المعلي بن خنيس، قال: قال الصادق عليه السلام: «حميدة سيدة الاماء، مهذبة مصفاة من الأدناس كسبيكة

الذهب، ما زالت الأملاك تحرسها حتي أديت الي كرامة من الله لي و للحجة من بعدي» [4] . و لما تزوجها الصادق عليه السلام رأت رؤيا بعد تزويجه اياها، قالت: اني رأيت كأن القمر وقع في حجري، فقال الصادق عليه السلام: «انها تلد مولودا ليس بينه و بين الله حجاب» [5] .

ولادته

ولد الامام موسي بن جعفر عليه السلام بالأبواء [6] يوم الأحد سابع صفر سنة تسع و عشرين و مائة [7] . [ صفحه 15] يروي عن أبي بصير قال: حججنا مع أبي عبدالله عليه السلام في السنة التي ولد فيها ابنه موسي عليه السلام، قال: و لما نزلنا الأبواء وضع لنا الغذاء و كان عليه السلام اذا وضع الطعام لأصحابه أكثر و أطاب، قال: فبينا نحن جلوس علي الطعام اذ أتاه رسول حميدة فقال: ان حميدة تقول: قد أنكرت نفسي، و قد وجدت ما كنت أجد اذا حضرت ولادتي، و قد أمرتني ألا أسبقك بابنك هذا. فقام أبوعبدالله عليه السلام و انطلق مع الرسول، فلما انصرف اليها و رجع قال له أصحابه: سرك الله و جعلنا فداك، فما أنت صنعت من حميدة؟ فقال عليه السلام: «سلمها الله و وهب لي منها غلاما، و هو خير من برأ الله من خلقه، و لقد أخبرتني حميدة عنه بأمر ظنت أني لا أعرفه، و لقد كنت أعلم به منها». فقلنا: جعلنا الله فداك، فما الذي أخبرتك به حميدة عنه؟ قال عليه السلام: «ذكرت أنه لما سقط من بطنها علي الأرض سقط واضعا يديه علي الأرض رافعا رأسه الي السماء، فأخبرتها أن ذلك أمارة رسول الله عليه السلام و أمارة الوصي من بعده». [فقلت: جعلت فداك، و ما هذا من أمارة رسول الله صلي الله عليه و

آله و أمارة الوصي من بعده] [8] . فقال عليه السلام: «انه لما كانت الليلة التي علق فيها بجدي أتي آت جد أبي الحسين عليه السلام [9] بكأس فيه شربة أرق من الماء و ألين من الزبد و أحلي من الشهد و أبرد من الثلج و أبيض من اللبن، فسقاه اياه و أمره أن يأتي أهله، فأتي أهله فعلق بجدي. [ صفحه 16] و لما أن كانت الليلة التي علق فيها بأبي أتي آت جدي فسقاه بمثل ما سقي [جد أبي] [10] فعلق بأبي، و لما كانت الليلة التي علق فيها بي أتي آت أبي فسقاه بما سقي به جد أبي و جدي فسقاه فعلق بي، و لما كانت الليلة التي علق [فيها] [11] بابني هذا أتاني آت كما أتاهم ففعل بي كما فعل بهم، فقمت بعلم الله و اني مسرور بما يهب الله لي، فقاربت و علق بابني هذا المولود، فدونكم فهو و الله صاحبكم من بعدي، و ان نطفة الامام مما أخبرتكم، و اذا سكنت النطفة في الرحم أربعة أشهر و أنشي ء فيها الروح بعث الله تبارك و تعالي له ملكا - يقال له: حيوان - فكتب علي عضده الأيمن: (و تمت كلمة ربك صدقا و عدلا لا مبدل لكلماته و هو السميع العليم) [12] ، و اذا وقع من بطن أمه وقع واضعا يديه علي الأرض رافعا رأسه الي السماء. فأما وضعه يديه علي الأرض فانه يقبض كل علم لله أنزله من السماء الي الأرض، و أما رفعه رأسه الي السماء فان مناديا ينادي من بطنان العرش من قبل رب العزة من الأفق الأعلي باسمه و اسم أبيه يقول: يا فلان بن فلان، اثبت

تثبت، فلعظيم ما خلقت، أنت صفوتي من خلقي، و موضع سري، و عيبة علمي، و أميني علي [وحيي] [13] ، و خليفتي في أرضي، لك و لمن تولاك أوجبت رحمتي و منحت جناني و أحللت جواري، و عزتي و جلالي لأصلين من عاداك أشد عذابي و ان وسعت عليه في دنياي من سعة رزقي. [ صفحه 17] فاذا انقطع الصوت أجابه هو رافعا رأسه الي السماء: (شهد الله أنه لا اله الا هو و الملائكة و أولو العلم قائما بالقسط لا اله الا هو العزيز الحكيم) [14] ، فاذا قال ذلك أعطاه الله علم الأولين و الآخرين، و استحق زيارة الروح في ليلة القدر». قلنا: جعلنا فداك، الروح ليس هو جبرئيل؟ فقال عليه السلام: «الروح أعظم من جبرئيل، ان جبرئيل من الملائكة، و ان الروح هو خلق أعظم من الملائكة، أليس يقول الله تبارك و تعالي: (تنزل الملائكة و الروح) [15] [16] .

حليته

ذكر صاحب (العمدة) قال: كان الامام موسي بن جعفر عليه السلام أسمر اللون أزهر، الا في القيظ لحرارة مزاجه، ربع تمام خضر حالك كث اللحية [17] . الأزهر: المشرق المتلألئ، لا الأبيض. قوله: (لحرارة مزاجه) تعليل لعدم تلألئه في القيظ. الربع: المتوسط القامة [18] .

اسمه و ألقابه و كناه

جاء في (المناقب) [19] لابن شهرآشوب: أن اسمه موسي عليه السلام، كنيته أبوالحسن الأول، أبوالحسن الماضي، أبوابراهيم، أبوعلي. [ صفحه 18] ألقابه: العبد الصالح، النفس الزكية، زين المجتهدين، الوفي، الصابر، الأمين، الزاهر، الكاظم. قال الربيع بن عبدالرحمن: كان و الله من المتوسمين، فيعلم من يقف عليه بعد موته، و يكظم غيظه و لا يبدي لهم ما يعرفه منهم، فلذلك سمي الكاظم. و في (الفصول المهمة) [20] قال: فائدة [21] : كان نقش خاتمه: الملك لله وحده. و يروي: كان نقش خاتمه: حسبي الله [22] . [ صفحه 19]

دلائل امامته

اشاره

أجمع الشيعة بعد وفاة الصادق عليه السلام علي امامة أبي الحسن موسي بن جعفر عليه السلام؛ لأنه أجل ولد أبيه و أشرفهم قدرا و أعظمهم محلا و أبعدهم في الناس صيتا، و لم ير في زمانه أسخي منه و لا أكرم نفسا و عشرة، و كان أعبد أهل زمانه و أورعهم و أجلهم و أفقههم و أسخاهم كفا و أكرمهم نفسا. و اجتمع جمهور شيعة أبيه علي القول بامامته و التعظيم لحقه و التسليم لأمره، و رووا عن أبيه نصا عليه بالامامة و اشارة بالخلافة، و أخذوا عنه معالم دينهم، و رووا عنه من الآيات و المعجزات ما يقطع بها علي حجيته و صواب القول بامامته. هكذا ذكر الشيح المفيد عليه السلام في (ارشاده) [23] . قال: فمن روي صريح النص بالامامة من أبي عبدالله عليه السلام علي ابنه أبي الحسن موسي عليه السلام من شيوخ أصحاب أبي عبدالله عليه السلام و خاصته و بطانته و ثقاته الفقهاء الصالحين - رحمة الله عليهم -: المفضل بن عمر الجعفي، و معاذ بن كثير، و عبدالرحمن بن الحجاج، و الفيض بن المختار، و منصور بن

حازم، و يعقوب السراج، و سليمان بن خالد، و صفوان الجمال، و غيرهم ممن يطول الكلام بذكرهم. و قد روي ذلك من اخوته اسحاق و علي ابنا جعفر، و كانا من الفضل و الورع علي ما لا يختلف فيه اثنان [24] . [ صفحه 20] ثم ذكر المفيد رواية كل واحد من هؤلاء بأسانيدها، و نحن ننقلها بحذف الأسناد. قال المفضل بن عمر: كنت عند أبي عبدالله عليه السلام فدخل أبوابراهيم موسي عليه السلام و هو غلام، فقال لي: «استوص به، وضع أمره عند من تثق به من أصحابك» [25] . و قال معاذ بن كثير للصادق عليه السلام: أسال الله الذي رزق أباك منك هذه المنزلة أن يرزقك من عقبك قبل الممات مثلها، فقال: «قد فعل الله ذلك»، قال: من هو جعلت فداك؟ فأشار الي العبد الصالح و هو راقد، فقال: «هذا الراقد»، و هو يومئذ غلام [26] . و قال عبدالرحمن بن الحجاج: دخلت علي جعفر بن محمد عليه السلام و هو يدعو و علي يمينه موسي بن جعفر عليه السلام يؤمن علي دعائه، فقلت له: جعلني الله فداك، من ولي الأمر بعدك؟ قال: «ان موسي قد لبس الدرع و استوت عليه»، فقلت: لا أحتاج بعد هذا الي شي ء [27] . و كانت هذه درع رسول الله عليه السلام، من لبسها و استوت عليه من أولاد الأئمة عليهم السلام فهو الامام. و قال الفيض بن المختار لأبي عبدالله: خذ بيدي من النار، من لنا بعدك؟ فدخل أبوابراهيم و هو يومئذ غلام، فقال: «هذا صاحبكم فتمسك به» [28] . و قال منصور بن [حازم] [29] : قلت لأبي عبدالله عليه السلام: بأبي أنت و أمي ان الأنفس يغدي عليها و يراح، فاذا

كان ذلك فمن؟ فقال: «اذا كان ذلك فهذا [30] . [ صفحه 21] صاحبكم»، و ضرب بيده علي منكب أبي الحسن الأيمن و هو يومئذ خماسي، و عبدالله بن جعفر جالس معنا [31] . قال يعقوب السراج: دخلت علي أبي عبدالله و هو واقف علي رأس أبي الحسن موسي عليه السلام و هو في المهد، فجعل يساره طويلا، فجلست حتي فرغ فقمت اليه، فقال لي: «ادن الي مولاك فسلم عليه»، فدنوت فسلمت عليه فرد علي بلسان فصيح، ثم قال: «اذهب فغير اسم ابنتك»، و كنت سميتها بالحميراء، فقال أبو عبدالله عليه السلام: «انته الي أمره ترشد». قال: فغيرت اسمها [32] . و قال سليمان بن خالد: دعا أبو عبدالله عليه السلام أباالحسن عليه السلام يوما و نحن عنده، فقال لنا: «عليكم بهذا بعدي، فهو و الله صاحبكم بعدي» [33] . و قال صفوان الجمال: سألت أبا عبدالله عليه السلام عن صاحب هذا الأمر؟ قال: «ان صاحب هذا الأمر لا يلهو و لا يعلب»، فأقبل أبوالحسن عليه السلام و هو صغير و معه بهمة [34] مكية و هو يقول لها: «اسجدي لربك»، فأخذه أبوعبدالله و ضمه اليه و قال: «بأبي و أمي من لا يلهو و لا يلعب» [35] . و قال اسحاق بن جعفر الصادق عليه السلام: كنت عند أبي فسأله علي بن عمر بن علي، قال: جلعت فداك، الي من نفزع و يفزع الناس بعدك؟ فقال: «الي صاحب هذين الثوبين الأصفرين و الغديرتين [36] ، [ صفحه 22] و هو الطالع عليكم [37] من الباب»، قال: فما لبثنا أن طلع علينا أبوابراهيم موسي و هو صبي و عليه ثوبان أصفران [38] . و قال علي بن جعفر الصادق عليه السلام: سمعت أبي

يقول لجماعة من خاصته و أصحابه: «استوصوا بابني [موسي] [39] خيرا، فانه أفضل ولدي و من أخلف من بعدي، و هو القائم مقامي، و الحجة لله تعالي علي كافة خلقه من بعدي» [40] . قال المفيد قدس سره: (و كان علي بن جعفر عليه السلام شديد التمسك بأخيه موسي و الانقطاع اليه و التوفر علي أخذ معالم الدين منه، و له مسائل مشهورة عنه و جوابات رواها سماعا) [41] . أقول: أين هذا - علي بن الصادق - وحبه لأخيه موسي و احترامه له من علي بن اسماعيل بن الصادق ابن أخيه الذي سعي الي الرشيد بعمه موسي بن جعفر عليه السلام؟! و كان السبب الوحيد في اشخاص الرشيد للامام من المدينة الي بغداد و زجه في الحبوس حتي مضت عليه سبع سنين، و آخر الأمر أوعز الي السندي بن شاهك و سم الامام بالرطب المسموم حتي قضي نحبه صابرا مضطهدا مسموما. أفديه مسموما بسم قاتل أضمي الحشاشة من بني ياسين

فائدة

يروي أن الرشيد قال يوما لبعض ثقاته: أتعرفون لي رجلا من آل أبي طالب ليس بواسع الحال له رغبة في الدنيا فأوسع له منها، فيعرفني ما أحتاج اليه من أخبار [ صفحه 23] موسي بن جعفر؟ فأشاروا عليه علي علي بن اسماعيل بن جعفر بن محمد، فحمل اليه يحيي مالا و أرسل اليه يرغبه في قصد الرشيد و يعده بالاحسان اليه، فأجابه الي ذلك. و علم بذلك موسي بن جعفر عليه السلام و كان يأنس بعلي بن اسماعيل و يصله و يبره بالمال، و ربما أفضي اليه بأسراره، و ربما خرج الكتاب منه الي بعض شيعته بخط علي بن اسماعيل، ثم استوحش منه، فلما بلغه ذلك دعاه

و قال: الي أين تريد يابن أخي؟ قال: الي بغداد، قال: و ما تصنع؟ قال: علي دين و أنا مملق، قال: فاني أقضي دينك و أفعل بك و أصنع، قال: فتدبير عيالي؟ قال: أنا أكفيكهم، فلم يلتفت الي ذلك و أبي الا الخروج، فقال له أبوالحسن عليه السلام: أنت خارج؟ قال: نعم، لابد لي من ذلك، قال له: انظر - يا ابن أخي - و اتق الله، و لا تؤتم أولادي، و أمر له بثلاثمائة دينار و أربعة آلاف درهم. فلما قام من بين يديه قال أبوالحسن موسي عليه السلام لمن حضره: و الله ليسعين في دمي و ليؤتمن أولادي، فقالوا له: جعلنا الله فداك، أنت تعلم هذا من حاله و تعطيه و تصله؟! قال: نعم، حدثني أبي عن آبائه عن رسول الله صلي الله عليه وآله و سلم: «أن الرحم اذا قطعت فوصلت فقطعت قطعها الله، و اني أردت أن أصله بعد قطعه لي، حتي اذا قطعني قطعه الله». قال: فخرج علي بن اسماعيل حتي أتي يحيي بن خالد فتعرف منه خبر موسي ابن جعفر فرفعه الي الرشيد و زاد فيه، ثم أوصله يحيي الي الرشيد، فسأله عن عمه موسي بن جعفر، فسعي به اليه و قال له: ان الأموال تحمل اليه من المشرق و المغرب، و انه اشتري ضيعة بثلاثين ألف دينار فسماها (اليسيرة)، فقال صاحبها و قد أحضر المال: لا آخذ هذا النقد، و لا آخذ الا نقد كذا و كذا، فأمر بذلك المال فرد و أعطاه ثلاثين ألف دينار من النقد الذي سأل بعينه. [ صفحه 24] فسمع الرشيد كل ذلك منه، و أمر له بمائتي ألف درهم علي بعض النواحي، و مضت

رسله لقبض المال و أقام هو ينتظر وصولهم، فدخل يوما الي الخلاء فزحر زحرة خرجت منها حشوته [42] كلها فسقطت، و جهدوا في ردها فلم يقدروا، و جاءه المال و هو في النزاع فقال: ما أصنع به و أنا في الموت؟! [43] . فخسر الدنيا و الآخرة، و تحقق بذلك صدق حديث الكاظم عليه السلام: «ان الرحم اذا قطعت فوصلت فقطعت قطعها الله». [ صفحه 25]

اخباره بالمغيبات

اشاره

قال أرباب التاريخ: اجتمعت عصابة من الشيعة بنيشابور - بعد وفاة الصادق عليه السلام - و اختاروا محمد بن علي النيسابوري، فدفعوا اليه ثلاثين ألف دينار و خمسين ألف درهم و [ألفي] [44] شقة من الثياب، قال: و جاءت شطيطة بدرهم صحيح و شقة خام من غزل يدها تساوي أربعة دراهم، فقالت: ان الله لا يستحيي من الحق، قال محمد: فثنيت درهمها، و جاؤوا بجزوء فيه مسائل مل ء سبعين ورقة في كل ورقة مسألة، و باقي الأوراق بياض ليكتب الجواب تحتها، و قد حزمت كل ورقتين بثلاث حزم و ختم عليها بثلاث خواتيم علي كل حزام خاتم، و قالوا: ادفع الي الامام هذه ليلة و خذ منه في غد، فان وجدت الجزوء صحيح الخواتيم فاكسر منها ختما و انظره هل أجاب عن المسائل؟ و ان لم تكسر الخواتيم فهو الامام المستحق للمال فادفع اليه، و الا فرد الينا أموالنا. ثم رحل الي المدينة بهذه الأموال، و لما أن دخلها سأل عن الامام فأرشد علي الأفطح [45] ، فسأله عن مسائل و جربه فما وجد عنده شيئا، فخرج منه و هو يقول: رب اهدني الي سواء الصراط. [ صفحه 26] قال: فبينا أنا واقف اذا بغلام يقول: أجب من تريد، قال:

مضيت معه حتي اذا أتي دار أبي الحسن موسي بن جعفر عليه السلام، فلما رآني قال لي: لا تقنط يا أباجعفر، و لم تفزع؟ لا الي اليهود و لا الي النصاري، الي فأنا حجة الله و وليه، ألم يعرفك أبوحمزة علي باب مسجد جدي؟ و قد أجبت عما في الجزوء من المسائل بجميع ما سألوا منذ أمس؟ فجئني بدرهم شطيطة الذي وزنه درهم و دانقان الذي في الكيس الذي فيه أربعمائة درهم للوزوازي، و الشقة التي في رزمة الأخوين البلخيين. قال محمد: فطار عقلي من مقاله، و أتيت بما أمرني و وضعت ذلك قبله، فأخذ درهم شطيطة و أزارها، ثم استقبلني و قال: ان الله لا يستحيي من الحق. يا أباجعفر، أبلغ شطيطة سلامي و أعطها هذه الصرة، و كانت أربعين درهما، ثم قال: و أهديت لها شقة من أكفاني من قطن قريتنا صيداء - قرية فاطمة عليهاالسلام - و غزل أختي حليمة ابنة أبي عبدالله، ثم قال: قل لها ستعيشين تسعة عشر يوما من وصولك و وصول الشقة هذه و الدراهم، فأنفقي علي نفسك منها عشرة و اجعلي أربعة و عشرين صدقة منك و ما يلزم عنك، و أنا أتولي الصلاة عليك، فاذا رأيتني يا أباجعفر فاكتم علي فانه أبقي لنفسك. ثم قال عليه السلام: واردد الأموال الي أصحابها، و افتح هذه الخواتيم عن الجزوء و انظر هل أجبناك عن المسائل أم لا من قبل أن تجيئنا بالجزوء؟ قال: فوجدت الخواتيم صحيحة، ففتحت واحدا من وسطها فوجدت فيها مكتوبا: ما يقول العالم عليه السلام في رجل قال: نذرت لله لاعتقن كل مملوك كان في رقي قديما، و كان له جماعة من العبيد؟ «الجواب» - بخطه عليه السلام -:

«ليعتقن من كان في ملكه من قبل ستة أشهر، و الدليل علي صحة ذلك قوله تعالي: (و القمر قدرناه منازل حتي عاد كالعرجون القديم) [46] ، و الحديث من ليس له من ستة أشهر». [ صفحه 27] قال: و فتحت الخاتم الثاني فوجدت مكتوبا: ما يقول العالم في رجل قال: و الله، لأتصدقن بمال كثير، فبما يتصدق؟ «الجواب» - تحته بخطه عليه السلام -: «ان كان الذي حلف من أرباب شياه فليتصدق بأربع و ثمانين شاة، و ان كان من أصحاب النعم فليتصدق بأربعة و ثمانين بعيرا، و ان كان من أرباب الدراهم فليتصدق بأربعة و ثمانين درهما، و الدليل عليه قوله تعالي (لقد نصركم الله في مواطن كثيرة) [47] ، فعددت مواطن رسول الله صلي الله عليه وآله و سلم قبل نزول تلك الآية فكانت أربعة و ثمانين موطنا». قال: فكسرت الخاتم الثالث فوجدت فيه مكتوبا: ما يقول العالم في رجل نبش قبر ميت و قطع رأس الميت و أخذ الكفن؟ «الجواب» - بخطه عليه السلام -: «تقطع يد السارق لأخذ الكفن، و يلزم مائة دينار لقطع رأس الميت؛ لأنا جعلناه بمنزلة الجنين في بطن أمه قبل أن ينفخ فيه الروح، و جعلنا في النطفة عشرين دينارا». قال: ثم ودعت الامام و خرجت [48] . و عندما وصل الي نيسابور وجد الذين رد عليهم أموالهم كانوا قد ارتادوا الي الفطحية و شطيطة باقية علي الحق، فبلغها سلامه و أعطاها الصرة و شقته. قال: و عاشت كما قال عليه السلام، و لما توفيت شطيطة جاء الامام علي بعير له، فلما فرغ من تجهيزها ركب بعيره و انثني نحو البرية و قال: «عرف أصحابك و أقرئهم مني السلام و

قل لهم: اني و من جري مجراي من الأئمة عليهم السلام لابد لنا من حضور جنائزكم في أي بلد كنتم، فاتقوا الله في أنفسكم» [49] . [ صفحه 28] أقول: سيدي، كيف بقيت جنازتك علي جسر بغداد و شيعتك تنظر اليك و أنت مسجي علي الجسر؟! كم جرعتك بنو العباس من غصص تذيب أحشاءنا [ذكرا و تشجينا] [50] . قاسيت ما لم يقاس الأنبياء و قد لاقيت أضعاف ما كانوا يلاقونا [51]

المعاجز و شقيق البلخي

ذكر ابن الجوزي في كتابه (التذكرة) عن شقيق البلخي، قال: خرجت حاجا في سنة تسع و أربعين و مائة، فنزلت القادسية [52] و اذا أنا بشاب حسن الوجه شديد السمرة عليه ثوب من صوف مشتمل بشملة و في رجليه نعلان، و قد جلس منفردا عن الناس، فقلت في نفسي: أن هذا الفتي من الصوفية يريد أن يكون كلا علي الناس في طريقهم، فوالله لأمضين اليه و لأوبخنه. قال: فدنوت منه، فلما رآني مقبلا قال: يا شقيق، (اجتنبوا كثيرا من الظن ان بعض الظن اثم) [53] ، قال: فقلت في نفسي: هذا عبد صالح قد نطق باسمي و تكلم بما في خاطري، لألحقنه و لأسألنه أن يحلني، قال: فغاب عني. و لما نزلنا واقصة [54] اذا به واقف يصلي و أعضاؤه تضطرب و دموعه تتحادر، فقلت: أمضي اليه و أعتذر منه. قال: فأوجز في صلاته، و لما دنوت منه ناداني: يا [ صفحه 29] شقيق، اتل: (و اني لغفار لمن تاب و آمن و عمل صالحا ثم اهتدي) [55] ، قال: فقلت في نفسي: هذا من الأبدال [56] ، لقد تكلم بسري مرتين. قال: و لما نزلنا زبالة [57] و اذا به قائم علي البئر

و بيده ركوة [58] يريد أن يستقي الماء، فبينا هو كذلك اذ سقطت الركوة من يده في البئر، فرفع طرفه الي السماء و قال: أنت ربي اذا ظمئت الي الما ء و قوتي اذا اشتهيت الطعاما يا سيدي، لا تحرمنيها، مالي سواها. قال شقيق: فوالله، فما استتم كلامه حتي رأيت ماء البئر قد ارتفع، فمد عليه السلام يده الي الركوة و تناولها ثم ملأها ماء و توضأ و صلي أربع ركعات، ثم مال الي كثيب رمل هناك فجعل يقبض بيده من ذلك الرمل و يطرحه في الركوة و يشرب، فدنوت منه و قلت له: أطعمني من فضل ما رزقك و أنعم عليك الله، فقال: «يا شقيق، لم تزل نعم الله علينا ظاهرة و باطنة، فأحسن ظنك بربك». ثم ناولني الركوة فشربت منها فاذا هو سويق و سكر ما شربت - و الله - ألذ منه طعما و لا أطيب ريحا، فشبعت و رويت و أقمت أياما لا أشتهي طعاما و لا شرابا. قال: ثم لم أره حتي دخلت مكة، فرأيته ليلة من الليالي الي جانب قبة [ صفحه 30] الشراب و قد ذهب من الليل شطره، و هو واقف يصلي بخشوع و خضوع و بكاء و أنين، فلم يزل كذلك حتي ذهب الليل و طلع الفجر، ثم صلي صلاة الفجر و جلس في مصلاه يسبح الله و يقدسه، ثم قام و طاف بالبيت سبعا، و لما فرغ من طوافه و خرج من البيت تبعته و اذا له حاشية و خدم و غلمان و هو علي خلاف ما رأيته في الطريق، و قد تكاثر عليه الناس يسلمون عليه و يقبلون يديه و يتبركون به، فقلت لبعضهم: من

هذا؟ فقال لي: هذا الامام موسي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام. قال، فقلت في نفسي: و الله لا تكون هذه العجائب و هذه الفضائل الا لمثل هذا السيد [59] . و لله در من نظم هذه الفضائل بقوله: سل شقيق البلخي عنه و ما عا ين منه و ما الذي كان أبصر قال لما حججت عاينت شخصا شاحب اللون ناحل الجسم أسمر سائرا وحده و ليس له زا د فما زلت دائبا أتفكر و توهمت أنه يسأل النا س و لم أدر أنه الحج الأكبر ثم عاينته و نحن نزول دون فيد [60] علي الكثيب الأحمر يضع الرمل في الاناء و يحسو ه فناديته و عقلي محير اسقني شربة فناولني منه فعاينته سويقا و سكر فسألت الحجيج من يك هذا قيل هذا الامام موسي بن جعفر [61] . [ صفحه 31] أقول: هذا الذي ما زال ينقل من حبس الي حبس، و من سجن الي سجن: موسي بن جعفر سر الله و العلم ال مبين في الدين مفروضا و مسنونا باب الحوائج عندالله و السبب ال موصول بالله غوث المستغيثينا يزيدهم معجزات كل آونة و نائلا و له ظلما يزيدونا [62] .

ترجمة شقيق البلخي

قال الذهبي في (ميزان الاعتدال): شقيق البلخي: من كبار الزهاد، منكر الحديث، روي عن: اسرائيل، و أبي حنيفة، و عباد بن كثير، و كثير الأيلي. و عنه: حاتم الأصم، و محمد بن أبان البلخي، و عبدالصمد بن مردويه، و آخرون. و يقال: كان له ثلاثمائة قرية، ثم مات بلا كفن. و كان من كبار المجاهدين، استشهد في غزوة كولان سنة أربع و تسعين و مائة.

و لا يتصور أن يحكم عليه بالضعف؛ لأن [نكارة] [63] تلك الأحاديث من جهة الرواة عنه. و هو شقيق بن ابراهيم [أبو] [64] علي) [65] . قال ياقوت في المعجم: (كولان: بالضم، و آخره نون، بليدة طيبة في حدود بلاد الترك من ناحية بما وراء النهر) [66] . [ صفحه 33] الامام و شيعته روي الكليني - أعلي الله مقامه - بسنده عن هشام بن سالم، قال: كنا بالمدينة بعد وفاة الصادق عليه السلام أنا و محمد بن النعمان - صاحب الطاق - و الناس مجتمعون علي عبدالله بن جعفر الصادق عليه السلام و يزعم بعضهم أنه صاحب الأمر بعد أبيه، فدخلنا عليه و الناس عنده، فسألناه عن الزكاة في كم تجب؟ فقال: في مائتي درهم خمسة دراهم، فقلنا له: ففي مائة؟ قال: درهمان و نصف، قلنا: و الله ما تقول المرجئة هذا، فقال: و الله ما أدري ما تقول المرجئة. قال: فخرجنا ضلالا لا ندري أين نتوجه أنا و أبوجعفر الأحول، فقعدنا في بعض أزقة المدينة باكين نقول: الي المرجئة؟ الي القدرية؟ الي المعتزلة؟ الي الزيدية؟ الي الخوارج؟ قال: فبينا نحن كذلك اذ رأيت شيخا يومي بيده، فخفت أن يكون عينا للمنصور؛ لأنه كان له بالمدينة جواسيس ليعلموه علي من يجتمع بعد جعفر اليه الناس فيؤخذ و تضرب عنقه، فقلت للأحول: تنح، فتنحي و تبعته؛ لأني ظننت أني لا أقدر علي التخلص منه، حتي ورد علي باب أبي الحسن موسي عليه السلام، ثم تركني و مضي، فاذا خادم بالباب فقال: ادخل رحمك الله، فدخلت، فقال لي أبوالحسن عليه السلام ابتداء: «الي الي لا الي المرجئة، و لا الي القدرية، و لا الي المعتزلة، و لا الي الزيدية، و لا

الي الخوارج»، قلت: جعلت فداك، مضي أبوك؟ قال: «نعم»، قلت: مضي موتا؟ قال: «نعم»، قلت: فمن لنا بعده؟ قال: «ان شاء الله أن يهديك هداك». [ صفحه 34] قلت: جعلت فداك، ان عبدالله أخاك يزعم أنه الامام بعد أبيه؟ قال: «عبدالله يريد أن لا يعبد الله»، قلت: فمن لنا بعده؟ فأجابني كالأول، قلت: أفأنت هو؟ قال: «لا أقول ذلك»، قلت في نفسي: لم أصب طريق المسألة. فقلت: عليك امام؟ قال: «لا»، فدخلني شي ء لا يعلمه الا الله اعظاما له و هيبة، ثم قلت: جعلت فداك، أسألك كما كنت أسأل أباك؟ قال: «سل و لا تذع، فان أذعت فهو الذبح»، فسألته فاذا هو بحر لا ينزف، قلت: جعلت فداك، شيعة أبيك ضلال فألقي اليهم هذا الأمر و أدعوهم اليك فقد أخذت علي الكتمان؟ قال: «من آنست منه رشدا فألق اليه و خذ عليه الكتمان، فان أذاع فهو الذبح»، و أشار بيده الي حلقه. فخرجت من عنده و لقيت أباجعفر الأحول، فقال لي: ما وراءك؟ قلت: الهدي، و حدثته بالقصة، ثم لقينا زرارة و أبابصير فدخلا عليه و سألاه و قطعا عليه، ثم لقينا الناس أفواجا أفواجا فكل من دخل اليه قطع عليه الا طائفة عمار الساباطي، و بقي عبدالله لا يدخل عليه من الناس الا القليل [67] . أقول: و هؤلاء لجهلهم تبعوا الأفطح. باعوا لعمري بدنيا الغير دينهم جهلا فما ربحوا دنيا و لا دينا في كل يوم يقاسي منهم حزنا حتي قضي في سبيل الله محزونا [68] . نعم قضي في سجن السندي بن شاهك مسموما مظلوما مضطهدا. ذكر الشبلنجي في كتابه (نورالأبصار) - بحذف السند - عن أبي خالد الزبالي قال: قدم الينا أبوالحسن

موسي الكاظم عليه السلام زبالة [69] و معه جماعة من أصحاب المهدي، و قد بعثهم في احضاره لديه الي العراق من المدينة، فأتيته و سلمت عليه [ صفحه 35] فسر برؤيتي و أمرني بشراء حوائج و تبقيتها عندي له، فرآني غير منبسط قال: مالي أراك منقبضا؟ فقلت: كيف لا أنقبض و أنت سائر الي هذه الفئة الطاغية و لا آمن عليك، فقال: يا أباخالد، ليس علي بأس، فاذا كان في شهر كذا في اليوم الفلاني منه فانتظرني في آخر النهار مع دخول الليل، فاني أوافيك ان شاء الله تعالي. قال أبوخالد: فما كان لي هم الا احصاء تلك الشهور و الأيام الي ذلك اليوم الذي وعدني بالمجي ء فيه، فخرجت عند غروب الشمس فلم أر أحدا، فلما كان دخول الليل اذا أنا بسواد قد أقبل من ناحية العراق، فقصدته فاذا هو علي بغلة أمام القطار، فسلمت عليه و سررت بمقدمه و تخلصه، فقال لي: [أداخلك] [70] شك يا أباخالد؟ فقلت: الحمد لله الذي خلصك من هذا الطاغية، فقال: يا أباخالد، ان لهم الي عودة لا أتخلص منها [71] . و ذكر السبط ابن الجوزي في تذكرته، قال: فأقدمه - أي الامام موسي بن جعفر - محمد المهدي بغداد و حبسه بها، ثم رده الي المدينة لمنام رآه [72] . و لقد ذكر الخطيب البغدادي في (تاريخ بغداد) رواية عن الفضل بن الربيع عن أبيه، قال: لما حبس المهدي موسي بن جعفر عليه السلام رأي المهدي عليا في المنام، فقال له يا محمد، (فهل عسيتم ان توليتم أن تفسدوا في الأرض و تقطعوا أرحامكم - أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم و أعمي أبصارهم) [73] . قال الربيع: فأرسل الي المهدي

ليلا فراعني ذلك، فجئته فاذا هو يقرأ: (فهل عسيتم...) الي آخره، و كان من أحسن الناس صوتا، فقال: علي بموسي بن جعفر، [ صفحه 36] قال: فجئته به، فعانقه و أجلسه الي جنبه و قال: يا أباالحسن، رأيت الساعة أميرالمؤمنين عليه السلام و هو يقرأ علي هذه الآية، أفتؤمنني ألا تخرج علي و لا علي أحد من ولدي بعدي؟ فقال: «والله لا فعلت ذلك أبدا، و لا هو من شيمتي»، فقال: صدقت، ثم قال: يا ربيع، أعطه ثلاثة آلاف دينار و رده الي أهله. فقال الربيع: فأحكمت أمره ليلا، فما أصبح الا و هو علي الطريق مخافة العوائق [74] . أقول: فليت الرشيد اقتدي بسلفه عندما أشخص امامنا من مدينة جده الي بغداد و أرجعه الي أهله، ولكن أبي الرشيد الا أن يدس له السم علي يد اللعين السندي بن شاهك و يقضي عليه. بأبي من طال ظلما حبسه و هو للأعداء لو شاء محاها [75] . [ صفحه 37]

الامام و محمد المهدي

اشاره

أشخص الامام موسي بن جعفر الي العراق مرتين، ففي المرة الأولي كان اشخاصه بأمر من الخليفة محمد المهدي و أرجعه بعدها الي المدينة لرؤيا رآها، و في المرة الثانية كان اشخاصه عليه السلام بأمر من الرشيد من المدينة الي بغداد، و فيها لقي حتفه مسموما [76] .

الامام و الهادي

لما ظفر موسي الهادي بالحسين بن علي بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام و قتله بفخ [77] و قتل أكثر أصحابه و أسر جماعة منهم، و لما حمل اليه رأس الحسين و الأسري فمثلوا بين يديه فتمثل قائلا: بني عمنا لا تذكروا [78] الشعر بعدما دفنتم بصحراء الغميم القوافيا فلسنا كمن كنتم تصيبون نيله فنقبل ضيما أو نحكم قاضيا ولكن حكم السيف فينا مسلط فنرضي اذا ما أصبح السيف راضيا [ صفحه 38] و قد ساءني ما جرت الحرب بيننا بني عمنا لو كان أمرا مدانيا فان قلتم انا ظلمنا فلم نكن ظلمنا ولكن قد أسأنا التقاضيا ثم جعل يوبخ الأسري واحدا واحدا و يأمر بقتله فيسحب و يقتل، حتي قتل جماعة من ولد اميرالمؤمنين عليه السلام و من الطالبيين، و ذكر موسي بن جعفر عليه السلام فنال: منه، و قال: و الله، ما خرج الحسين الا عن أمره، و لا اتبع الا محبته؛ لأنه صاحب الوصية في أهل هذا البيت، قتلني الله ان أبقيت عليه. فقال له أبويوسف يعقوب بن ابراهيم القاضي - و كان جريئا عليه -: يا اميرالمؤمنين، أقول أم أسكت؟ فقال: قتلني الله ان عفوت عن موسي بن جعفر، و لولا ما سمعت من المهدي في ما أخبر به المنصور بما كان به جعفر من الفضل المبرز عن أهله في دينه و علمه

و فضله، و ما بلغني عن السفاح فيه من تقريظه و تفضيله، لنبشت قبره و أحرقته بالنار احراقا. فقال أبويوسف: نساؤه طوالق، و عتق جميع ما يملك من الرقيق، و تصدق بجميع ما يملك من المال، و حبس جميع دوابه، و عليه المشي الي بيت الله الحرام ان كان مذهب موسي بن جعفر الخروج، لا يذهب اليه و لا مذهب أحد من ولده، و لا ينبغي أن يكون هذا منهم. ثم ذكر الزيدية و ما ينتحلون، فقال: و ما كان بقي من الزيدية الا هذه العصابة الذين كانوا قد خرجوا مع حسين، و قد ظفر اميرالمؤمنين بهم، و لم يزل يرفق به حتي سكن غضبه [79] . قال أرباب التاريخ: و كتب علي بن يقطين الي أبي الحسن موسي بن جعفر عليهماالسلام بصورة الأمر، فورد الكتاب عليه، فلما أصبح أحضر أهل بيته و شيعته فأطلعهم [ صفحه 39] أبوالحسن عليه السلام علي ما ورد عليه من الخبر، و قال لهم: «ما تشيرون في هذا؟» فقالوا: نشير عليك - أصلحك الله - و علينا معك أن تباعد شخصك عن هذا الجبار و تغيب شخصك دونه، فانه لا يؤمن شره و عاديته و غشمه، سيما و قد توعدك و ايانا معك. قال: فتبسم موسي عليه السلام ثم تمثل ببيت كعب بن مالك: «زعمت سخينة [80] أن ستغلب ربها فليغلبن مغالب الغلاب» ثم أقبل علي من حضره من مواليه و أهل بيته فقال: «ليفرخ [81] عليكم روعكم، أنه لا يرد أول كتاب من العراق الا بموت موسي الهادي»، فقالوا: و ما ذاك أصلحك الله؟ فقال: «و حرمة هذا القبر - و أشار الي قبر رسول الله صلي الله عليه و

آله - مات في يومه هذا، و الله انه لحق مثلما أنكم تنطقون». «أحدثكم: بينما أنا جالس في مصلاي - بعد فراغي من ورودي - و قد هومت عيناي اذ سنح لي جدي رسول الله صلي الله عليه و آله في منامي، فشكوت اليه موسي بن المهدي و ذكرت ما جري منه في أهل بيته و أنا مشفق من غوائله، فقال لي: لتطب نفسك يا موسي، ما جعل الله لموسي عليك سبيلا، فبينما هو يحدثني اذ أخذ بيدي و قال لي: قد أهلك الله آنفا عدوك، فليحسن لله شكرك». ثم استقبل أبوالحسن عليه السلام القبلة و رفع يديه الي السماء يدعو، و كان خاصته و أهل بيته و شيعته يحضرون مجلسه و معهم في أكمامهم ألواح الآبنوس [82] لطاف و أميال، [ صفحه 40] فاذا نطق أبوالحسن عليه السلام بكلمة أو أفتي في نازلة أثبت القوم ما سمعوا منه في ذلك، فسمعناه و هو يقول في دعائه: «شكرا لله جلت عظمته، الهي كم من عدو انتضي علي سيف عداوته...» الي آخره [83] . قال من حضر: ثم أقبل علينا مولانا أبوالحسن عليه السلام و قال: «سمعت أبي عليه السلام يحدث عن أبيه عن جده أنه سمع رسول الله صلي الله عليه وآله يقول: اعترفوا بنعمة الله عليكم و توبوا الي الله من جميع ذنوبكم، فان الله يحب الشاكرين من عباده». قال: و تفرق القوم و ما اجتمعوا بعدها الا لقراءة الكتاب الوارد بموت موسي بن المهدي و البيعة لهارون الرشيد [84] . و في ذلك يقول بعض من حضر موسي بن جعفر من أهل بيته يصف تلك الدعوة و سرعة اجابتها [85] . و سارية لم تسر في الأرض

تبتغي محلا و لم يقطع بها البيد قاطع تمر وراء الليل و الليل ضارب بجثمانه فيه سمير و هاجع تفتح أبواب السماء و دونها اذا قرع الأبواب منهن قارع اذا أوردت لم يردد الله وفدها علي أهلها والله راء و سامع و اني لأرجوا الله حتي كأنما أري بجميل الظن ما الله صانع [86] أقول: للأئمة الأطهار جاه عند الله كبير و فضل عظيم، و كل دعواتهم مستجابة، لا سيما و هم المظلومون، و هذه الكتب زاخرة بقضاياهم و دعواتهم المستجابة عند [ صفحه 41] الله، هاك و انظر الي دعوات الحسين عليه السلام يوم عاشوراء علي أهل الكوفة، [استجابها] [87] الله سواء كانت دعواته عامة أو خاصة، و دعاؤه علي عمر بن سعد مأثور في الكتب و المقاتل، و قد استجابه الله تعالي، و ذلك حين برز ولده علي بن الحسين الأكبر الي الحرب، فصار الحسين يهرول خلفه، ثم وقف علي مرتفع من الأرض و دعا علي أهل الكوفة عامة و علي قائد جيشهم عمر بن سعد خاصة، مناديا: «يابن سعد، قطعت رحمي، قطع الله رحمك، و سلط الله عليك من يذبحك علي فراشك» [88] الي آخره.

الامام و الرشيد

ذكر أرباب السير: أن الرشيد سأل الامام موسي بن جعفر يوما فقال له: كيف قلتم: نحن ذرية رسول الله صلي الله عليه و آله و أنتم بنو علي عليه السلام، و انما ينسب الرجل الي جده لأبيه دون جده لأمه؟ فقال عليه السلام: «أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم: (و من ذريته داود و سليمان و أيوب و يوسف و موسي و هارون و كذلك نجزي المحسنين - و زكريا و يحيي و عيسي) [89] ،

و ليس لعيسي أب، و انما ألحق بذرية الأنبياء من قبل أمه، و كذلك ألحقنا بذرية النبي صلي الله عليه و آله من قبل أمنا فاطمة عليهاالسلام. و زيادة أخري يا أميرالمؤمنين، قال الله عزوجل: (فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا و أبناءكم و نساءنا و نساءكم و أنفسنا و أنفسكم [ صفحه 42] ثم نبتهل فنجعل لعنة الله علي الكاذبين) [90] ، و لم يدع صلوات الله عليه - عند مباهلة النصاري - غير علي و فاطمة و الحسن و الحسين عليهم السلام و هم الأبناء» [91] . و ذكر المدائني قال: حج الرشيد تلك السنة، و لما صار الي المدينة فاجتمع بابي ابراهيم موسي بن جعفر عند قبر رسول الله صلي الله عليه وآله، فصاح هارون: السلام عليك يابن العم، السلام عليك يا رسول الله، افتخارا علي من حوله من القواد و الوجوه، فلما سمع ذلك موسي بن جعفر عليه السلام دنا من قبر رسول الله صلي الله عليه و آله و قال: «السلام عليك يا أبه». قال: فتغير وجه هارون ثم قال: و الله يا أباالحسن، هذا هو الفخر و الشرف حقا [92] . قال أرباب التاريخ: و صار الامام موسي بن جعفر الي المسجد علي عادته، فأقام الرشيد الي الليل، فقام الي قبر رسول الله صلي الله عليه و آله فقال: يا رسول الله، اني أعتذر اليك من شي ء أريد أن أفعله، أريد أن أحبس موسي بن جعفر، فانه يريد التشتيت بين أمتك و سفك دمائها، ثم أمر به فأخذ من المسجد و قد قطعوا عليه صلاته، فأدخل عليه، فقيده، و استدعي قبتين فجعله في احداهما

علي بغل، و جعل القبة الأخري علي بغل آخر، و القبتان مستورتان، و مع كل واحدة منهما خيل، فافترقت الخيل، فمضي بعضها مع احدي القبتين علي طريق البصرة، والأخري علي طريق الكوفة - و انما فعل الرشيد ذلك ليعمي علي الناس الأمر - [ صفحه 43] و أمر من وكل علي أبي الحسن أن يسلمه الي عيسي بن جعفر بن المنصور و كان علي البصرة حينئذ، فسلم اليه و حبس عنده سنة كاملة [93] . قال أرباب التاريخ: و كتب اليه الرشيد أن يقضي عليه، فاستدعي عيسي بن جعفر بعض خاصته و ثقاته فاستشارهم في ما كتب اليه الرشيد، فأشاروا عليه بالتوقف عن ذلك و الاستعفاء منه، فكتب الي الرشيد يقول له: لقد طال أمر موسي بن جعفر و مقامه في حبسي، و قد اختبرت حاله و وضعت عليه العيون طول هذه المدة، فما وجدته يفتر عن العبادة، و وضعت من يسمع منه ما يقول في دعائه، فما دعا عليك و لا علي و لا ذكرنا بسوء، و ما يدعو الا لنفسه بالمغفرة و الرحمة، فان أنت أنفذت الي من يتسلمه مني و الا خليت سبيله، فاني متحرج في حبسه. و روي أن بعض عيون عيسي بن جعفر رفع اليه أنه يسمعه كثيرا يقول في دعائه و هو محبوس عنده: «اللهم انك تعلم أني كنت أسألك أن تفرغني لعبادتك، اللهم و قد فعلت، فلك الحمد و لك الشكر». قال: فوجه الرشيد من تسلمه من عيسي بن جعفر، و صيره الي واسط فسلمه الي الفضل بن الربيع فبقي عنده مدة طويلة، فأراده الرشيد علي شي ء من أمره فأبي، فكتب اليه باشخاصه الي بغداد و بتسليمه الي

الفضل بن يحيي، فأشخصه الي بغداد و تسلمه منه الفضل بن يحيي و جعله في بعض حجر دوره و وضع عليه الرصد، و كان عليه السلام مشغولا بالعبادة يحيي الليل كله بالصلاة و القراءة و الأوراد، و يصوم النهار في كثير الأيام، و لا يصرف وجهه عن المحراب. [ صفحه 44] قال أهل السير: فوسع عليه الفضل بن يحيي و أكرمه، فاتصل ذلك بالرشيد و هو في الرقة [94] فكتب اليه ينكر عليه و سعته علي موسي بن جعفر عليه السلام و يأمره بقتله، فتوقف عن ذلك و لم يقدم عليه، فاغتاظ الرشيد لذلك، و دعا مسرور الخادم فقال له: اخرج علي البريد في هذا الوقت الي بغداد و ادخل من ساعتك علي موسي بن جعفر، فان وجدته في دعة و رفاهية فأوصل هذا الكتاب الي عباس بن محمد و مره بامتثال ما فيه، و سلم اليه كتابا آخر الي السندي بن شاهك يأمره فيه بطاعة العباس بن محمد. قال: فقدم مسرور فنزل دار الفضل بن يحيي لا يدري أحد ما يريد، ثم دخل علي موسي بن جعفر عليه السلام فوجده علي ما بلغ الرشيد، فمضي من ساعته الي العباس ابن محمد و السندي بن شاهك فأوصل الكتابين اليهما، فلم يلبث الناس أن خرج الرسول يركض ركضا الي الفضل بن يحيي، فركب معه و خرج مشدوها حتي دخل علي العباس بن محمد، فدعا العباس بسياط و عقابين [95] ، و أمر بالفضل فجرد و ضربه السندي بين يديه مائة سوط، و خرج متغير اللون خلاف ما دخل، و جعل يسلم علي الناس يمينا و شمالا. و كتب مسرور بالخبر الي الرشيد، فأمر بتسليم موسي عليه السلام الي السندي بن

شاهك، و جلس الرشيد مجلسا حافلا و قال: أيها الناس، ان الفضل بن يحيي قد عصاني و خالف طاعتي، و رأيت أن ألعنه فالعنوه، فلعنه الناس من كل ناحية حتي ارتج البيت. [ صفحه 45] قال: و بلغ يحيي بن خالد الخبر فركب الي الرشيد، فدخل عليه من غير الباب الذي يدخل الناس منه حتي جاءه من خلفه و هو لا يشعر به، ثم قال له: التفت يا أميرالمؤمنين الي، فأصغي اليه فزعا، فقال: ان الفضل حدث، و أنا أكفيك ما تريد. قال: فانطلق وجهه و سر، و أقبل علي الناس فقال: ان الفضل كان قد عصاني و قد تاب فتولوه، فقالوا: نحن أولياء من واليت و أعداء من عاديت و قد توليناه. قال: ثم خرج يحيي بن خالد علي البريد حتي وافي بغداد، فماج الناس و أرجفوا بكل شي ء، و أظهر يحيي أنه جاء لتعديل السواد و النظر في أمور العمال، و تشاغل ببعض ذلك أياما، ثم دعا السندي بن شاهك فأمره فيه بأمره فامتثله. و كان الذي تولي به السندي قتله عليه السلام سما جعله في طعام قدمه اليه، و يقال: انه جعله في رطب فأكل منه فأحس بالسم، و لبث ثلاثا بعده موعوكا منه، ثم مات في اليوم الثالث. و لما مات موسي عليه السلام أدخل السندي بن شاهك عليه الفقهاء و وجوه أهل بغداد و فيهم الهيثم بن عدي و غيره، فنظروا اليه لا أثر به من جراح و لا خنق، و أشهدهم أنه مات حتف أنفه، فشهدوا علي ذلك. و أخرج جنازته يحملها أربعة من الحمالين، و وضع علي جسر بغداد و نودي عليه: هذا موسي بن جعفر قد مات فانظروا اليه،

فجعل الناس يتفرسون في وجهه و هو ميت [96] [97] . [ صفحه 46] ملقي علي جسر الرصافة نعشه فيه الملائك أحدقوا تعظيما و عليه روح الله أزهق روحه و حشي كليم الله بات كليما

فائدة (1)

ذكر الخطيب في تاريخه قال: بعث موسي بن جعفر عليه السلام من الحبس رسالة الي هارون يقول له: «لن ينقضي عني يوم من البلاء حتي ينقضي عنك معه يوم من الرخاء، حتي نفني جميعا [98] الي يوم ليس له انقضاء، و هنالك يخسر المبطلون» [99] .

فائدة (2)

و ذكر الزمخشري في كتابه (ربيع الأبرار) قال: ان هارون كان يقول لموسي بن جعفر عليه السلام: خذ فدكا، و هو يمتنع، فلما ألح عليه قال: «لا آخذها الا بحدودها»، قال: و ما حدودها؟ قال: «الحد الأول عدن»، فتغير وجه الرشيد، قال: و الحد الثاني؟ قال: «سمرقند»، فأربد وجهه، قال: و الحد الثالث؟ قال: «أفريقية»، فاسود وجهه، قال: و الحد الرابع؟ قال: «سيف البحر مما يلي الخزر و أرمينية»، قال هارون: فلم يبق لنا شي ء فتحول في مجلسي، فقال موسي: «قد أعلمتك أني ان حددتها لم تردها»، فعند ذلك عزم علي قتله [100] . [ صفحه 47]

المناظرة

ذكر صاحب (الدر النظيم) في الباب التاسع من كتابه في أحوال أبي ابراهيم موسي بن جعفر عليه السلام، قال: جلس المأمون ذات يوم و عنده ندماؤه و هم يتذاكرون في فضائل أهل البيت عليهم السلام، فبيناهم كذلك اذ دخل عبدالحميد بن بكار و اشترك معهم في الحديث، فقال: يا أميرالمؤمنين، حدثني أبي - بكار - أنه دخل ذات يوم علي الخليفة هارون، فابتدره الخليفة الرشيد و قال له: يا بكار، قال: لبيك يا أميرالمؤمنين، فقال له: اني عزمت علي الحج في سنتي هذه فتنشط، قال: قلت: نعم. ثم أخذنا في اعداد و احضار ما نحتاج اليه في الطريق، و لما حان الوقت صرنا جميعا حتي اذا دخلنا مكة و أتينا الي الطواف في البيت، فكان الرشيد يطوف وحده غير أن حجابه أمامه يشعرون الناس ليوسعون للخليفة، فبينا هو يطوف اذ صار أمامه أعرابي، فانتدب له بعض حجابه و قال له: تنح أيها الرجل، أما تري أميرالمؤمنين يطوف؟ فانتهره الأعرابي و قال: أما سمعت قوله تعالي: (سواء العاكف فيه و الباد) [101]

؟ فأمر الرشيد الحاجب بالكف عنه، فكان يطوف أمامه، حتي اذا جاء ليستلم الحجر و اذا بالأعرابي يتقدم و يلثم الحجر، ثم صار الرشيد الي المقام، و اذا بالأعرابي يصلي أمامه في المقام. [ صفحه 48] قال: و لما فرغ هارون من الصلاة استدعي الأعرابي، فجاءه الحاجب و قال: أجب أميرالمؤمنين، فقال: ما لي اليه حاجة فأقوم اليه، و اذا كانت الحاجة له فهو أولي بالقيام الي، فسمعه هارون فقام و هو يقول: صدق والله. قال: فمشي اليه و سلم عليه، فرد عليه السلام، فقال هارون: أأجلس؟ فقال الأعرابي: ليس المكان لي حتي تستأذن مني بالجلوس فيه، انما هو بيت الله نصبه لعباده، فان أحببت أن تجلس فاجلس، و ان أحببت أن تنصرف فانصرف. فجلس هارون و قال: يا هذا، مثلك من يزاحم الملوك؟ قال: نعم، و في مستمع، قال: فاني مسائلك، فان عجزت عن رد سؤالي نكلت بك، فقال: سؤالك هذا سؤال متعلم أم سؤال متعنت؟ قال: بل سؤال متعلم، قال: اجلس مكان السائل من المسؤول و سل، و أنت سؤل. فقال: أخبرني ما فرضك؟ قال: ان الفروض - رحمك الله - واحد و عليه خمس، و سبع عشرة، و أربع و ثلاثون، و أربع و تسعون، و مائة و ثلاث و خمسون علي سبع عشرة. و من اثني عشر واحد، و من أربعين واحد، و من مائتين خمسة، و من الدهر كله واحد، و واحد بواحد. فضحك الرشيد، و قال: يا هذا، أسألك عن فرضك و أنت تعد لي الحساب؟! قال: أما علمت أن الدين كله حساب، و لو لم يكن الدين حسابا لما اتخذ الله للخلائق حسابا، ثم قرأ: (و ان كان مثقال

حبة من خردل آتينا بها و كفي بنا حاسبين) [102] . قال: فبين لي ما قلت و الا أمرت بقتلك بين الصفا و المروة، فقال الحاجب: تهبه لله و لهذا المقام؟ فضحك الأعرابي من قوله، فقال الرشيد: مم [ صفحه 49] ضحكت؟ قال: تعجبا! الذي يستوهب أجلا قد حضر و الذي استعجل أجلا لم يحضر، قال الرشيد: أوضح لي ما قلت. قال: أما قولي: الفرض واحد، فدين الاسلام كله واحد، و عليه خمس صلوات، و هي سبع عشرة ركعة، و أربع و ثلاثون سجدة، و أربع و تسعون تكبيرة، و مائة و ثلاث و خمسون تسبيحة. و أما قولي: من اثني عشر واحد، فصيام شهر رمضان من اثني عشر شهرا. و أما قولي: من الأربعين واحد، فمن ملك أربعين دينارا أوجب الله عليه دينارا. و أما قولي: [من] [103] مائتين خمسة، فمن ملك مائتي درهم أوجب الله عليه خمسة دراهم. و أما قولي: و من الدهر كله [واحد] [104] ، فحجة الاسلام. و أما قولي: واحد [بواحد] [105] ، فمن أهرق دما من غير حق وجب اهراق دمه، قال الله تعالي: (النفس بالنفس) [106] . فقال الرشيد: لله درك، قال: و أعطاه بدرة [107] ، قال: فبم استوجبت منك هذه البدرة يا هارون؟ أبالكلام أم بالمسألة؟ قال: بل بالكلام، قال: فاني أسألك عن مسألة فان أنت أتيت بها كانت البدرة لك تصدق بها في هذا الموضع الشريف، و ان لم تجبني أضفت الي البدرة بدرة أخري لأتصدق بها علي فقراء الحي من قومي. [ صفحه 50] قال: فأمر الرشيد باحضار بدرة أخري، و قال: سل عما بدا لك، فقال: أخبرني عن الخنفساء تزق أو ترضع

ولدها؟ فخرد [108] هارون و قال: يا هذا، مثلك يسأل عن هذه المسألة؟! فقال الأعرابي: سمعت من سمع من رسول الله صلي الله عليه و آله يقول: «من ولي أقواما وهب له من العقل كعقولهم». و أنت امام هذه الأمة، يجب ألا تسأل عن شي ء من أمر دينك و من الفرائض الا أجبت عنها، فهل عندك لهذه المسألة جوابا؟ فقال هارون: كلا، فبين لي ما ذكرت و لك البدرتين. فقال: ان الله لما خلق الأرض و خلق دبابات الأرض الذي من غير فرث و لا دم فخلقها من التراب و جعل رزقها و عيشها منه، أي من التراب، فاذا فارق الجنين أمه لم تزقه و لم ترضعه، و كان عيشها من التراب. فقال هارون: و الله ما ابتلي أحد بمثل هذه المسألة. قال: فأخذ الأعرابي البدرتين و خرج، فتبعه بعض الناس و صار يسأل عن اسمه فقيل له: هذا موسي بن جعفر [109] . هذا الذي نودي عليه علي جسر بغداد: هذا امام الرافضة: أفديه محمول الجنازة لم يكن من أهله أحد هنالك يحمل عجبا لمن غر الملائك قد غدت خدما له و ببابه تتوسل تسري جنازته بذل في الملا و يقام في النادي النداء المشكل [ صفحه 51]

الامام و ابن يقطين

اشاره

كان بعض الحساد لعلي بن يقطين يذكره عند الرشيد أنه يوالي الامام موسي بن جعفر عليه السلام، و أنه من شيعته و ممن يدعي بامامته و يأخذ بأقواله، حتي تواتر عند الرشيد ذلك و كثرت السعاة له في أمره. ذكر شيخنا المفيد قدس سره في (الارشاد) عن ابن سنان، قال: حمل الرشيد في بعض الأيام الي علي بن يقطين ثيابا أكرمه بها، و كان في جملتها دراعة

خز سوداء من لباس الملوك مثقلة بالذهب، فأنفذ علي بن يقطين كل تلك الثياب الي موسي بن جعفر عليه السلام، و أنفذ من جملتها تلك الدراعة و أضاف اليها مالا كان أعده علي رسم له فيما يحمله اليه من خمس ماله، فلما وصل ذلك الي أبي الحسن عليه السلام قبل ذلك المال و الثياب و رد الدراعة الي علي بن يقطين و كتب اليه: احتفظ بها، و لا تخرجها عن يدك، فسيكون لك بها شأن تحتاج اليها معه. قال: فارتاب علي بن يقطين بردها عليه و لم يدر ما سبب ذلك، و احتفظ بها، فلما كان بعد أيام تغير علي بن يقطين علي غلام له فصرفه عن خدمته، و كان الغلام يعرف ميل علي بن يقطين الي أبي الحسن موسي عليه السلام و يقف علي ما يحمله اليه في كل وقت من مال و ثياب و ألطاف و غيرها، فسعي به الي الرشيد فقال: انه يقول بامامة موسي بن جعفر، و يحمل اليه خمس ماله في كل سنة، و قد حمل اليه الدراعة التي أكرمه بها أميرالمؤمنين في وقت كذا و كذا. [ صفحه 52] فاستشاط الرشيد لذلك و غضب غضبا شديدا، و قال: لأكشفن عن هذه الحال، فان كان الأمر كما تقول أزهقت نفسه. و أنفذ في الوقت باحضار علي بن يقطين، فلما مثل بين يديه قال له: ما فعلت بالدراعة التي كسوتك بها؟ قال: هي - يا أميرالمؤمنين - عندي في سفط مختوم فيه طيب، و كلما أصبحت فتحت السفط و نظرت اليها تبركا بها، و قبلتها و رددتها الي موضعها، و كلما أمسيت صنعت مثل ذلك، فقال: أحضرها الساعة، قال: نعم يا أميرالمؤمنين. فاستدعي بعض خدمه

فقال له: امض الي البيت الفلاني من داري فخذ مفتاحه من جاريتي و افتحه، ثم افتح الصندوق الفلاني فجئني بالسفط الذي في بختمه. قال: فلم يلبث الغلام أن جاء بالسفط مختوما فوضع بين يدي الرشيد، فأمر بكسر ختمه و فتحه، فلما فتح و نظر الرشيد الي الدراعة فيه بحالها مطوية مدفونة في الطيب سكن غضبه، ثم قال لعلي بن يقطين: ارددها الي مكانها و انصرف راشدا، فلن أصدق عليك بعدها ساعيا، و أمر أن يتبع بجائزة سنية، و أمر بضرب الساعي ألف سوط، فضرب نحو خمسمائة سوط فمات في ذلك. و يروي عن محمد بن الفضل، قال: اختلفت الرواية بين أصحابنا في مسح الرجلين في الوضوء، أهو من الأصابع الي الكعبين، أم بالعكس؟ فكتب علي بن يقطين الي أبي الحسن موسي عليه السلام: جعلت فداك، ان أصحابنا قد اختلفوا في مسح الرجلين، فان رأيت أن تكتب لي بخطك ما يكون عليه من عملي فعلت ان شاء الله. فكتب اليه أبوالحسن عليه السلام: «فهمت ما ذكرت من الاختلاف في الوضوء، و الذي آمرك به في ذلك أن تتمضمض ثلاثا، و تستنشق ثلاثا، و تغسل وجهك ثلاثا، و تخلل شعر لحيتك، و تمسح رأسك، و تمسح ظاهر أذنيك و باطنهما، و تغسل رجليك الي الكعبين ثلاثا، و لا تخالف ذلك الي غيره». [ صفحه 53] فلما وصل الكتاب الي علي بن يقطين تعجب مما رسم له فيه مما أجمعت العصابة علي خلافه، ثم قال في نفسه: مولاي أعلم بما قال: و أنا ممتثل أمره، فكان يعمل في وضوئه علي هذا الحد و يخالف ما عليه جميع الشيعة امتثالا لأمر أبي الحسن عليه السلام. قال: و سعي بعلي بن يقطين الي

الرشيد، و قيل له: انه رافضي مخالف لك، فقال الرشيد لبعض خاصته: قد كثر عندي القول في علي بن يقطين، و لست أري أن في خدمته لي تقصيرا، و قد امتحنته مرارا فما ظهرت منه علي ما [يقرف] [110] [111] به، و أحب أن أستبرئ أمره من حيث لا يشعر بذلك فيتحرز مني. فقيل له: ان الرافضة - يا أميرالمؤمنين - تخالف الجماعة في الوضوء فتخففه، و لا تري غسل الرجلين، فامتحنه من حيث لا يعلم. فتركه مدة و أناطه بشي ء من الشغل في الدار، و كان علي بن يقطين يخلو الي حجرة في الدار لوضوئه و صلاته، فلما دخل وقت الصلاة وقف الرشيد من وراء الحجرة بحيث يري علي بن يقطين و لا يراه، فتوضأ كما أمره الكاظم عليه السلام و الرشيد ينظر اليه، فلما رآه قد فعل ذلك لم يملك نفسه حتي أشرف عليه من حيث لا يراه، ثم ناداه: كذب يا علي بن يقطين من زعم أنك من الرافضة. و صلحت حاله عنده. قال: و ورد كتاب أبي الحسن عليه السلام يقول فيه: «ابتدئ من الآن يا علي بن يقطين توضأ كما أمر الله... فقد زال ما كان يخاف عليك، و السلام» [112] . [ صفحه 54] و للأستاذ اليعقوبي في ذلك من لا ميته: فلولاه ما كان ابن يقطين تاركا طريقته الأولي التي ليس تجهل علي حين قد كان الرشيد بمرصد يراقبه في أمره كيف يفعل فعاين منه غير ما كان سامعا و كذب ما عنه الوشاة تقولوا

علي بن يقطين

هو علي بن يقطين البغدادي، هو و أبوه من وجوه الشيعة، عده الشيخ رحمه الله في رجاله من أصحاب الصادق عليه السلام قائلا: (علي بن يقطين، مولي بني أسد)

[113] . و في (الفهرست) للنديم: علي بن يقطين رحمه الله، ثقة جليل القدر، له منزلة عظيمة عند أبي الحسن موسي بن جعفر، عظيم المكان في الطائفة، و كان يقطين من وجوه الدعاة، و طلبه مروان فهرب، و ابنه علي بن يقطين هذا رحمه الله ولد بالكوفة سنة أربع و عشرين و مائة، و هربت أمه به و بأخيه عبيد بن يقطين الي المدينة، فلما ظهرت الدولة الهاشمية ظهر يقطين، و عادت أم علي بعلي و عبيد، فلم يزل يقطين بخدمة أبي العباس السفاح و أبي جعفر المنصور و مع ذلك كان يتشيع و يقول بالامامة، و كذلك ولده، و كان رحمه الله يحمل الأموال الي جعفر بن محمد عليهماالسلام، و نم خبره الي المنصور و المهدي فصرف الله عنه كيدهما. و لعلي بن يقطين كتب، منها (ما سئل عنه الصادق عليه السلام من الملاحم)، و كتاب (مناظرة الشاك)، و له مسائل عن أبي الحسن موسي بن جعفر عليه السلام [114] . توفي علي بن يقطين و موسي بن جعفر في السجن. [ صفحه 55] و ذكر الكشي قال: علي بن يقطين بن موسي البغدادي، سكن بغداد و هو كوفي الأصل، روي عن أبي عبدالله حديثا واحدا [115] . روي عن داود الرقي، قال: دخلت علي أبي الحسن عليه السلام يوم النحر فقال مبتدئا: «ما عرض في قلبي أحد و أنا في المواقف الا علي بن يقطين، فانه ما زال معي و ما فارقني حتي أفضت» [116] . و عن عبدالرحمن بن الحجاج، قال: قلت لأبي الحسن عليه السلام: ان علي بن يقطين أرسلني اليك برسالة أسألك الدعاء له، قال: «في أمر الآخرة؟» قلت: نعم، قال: فوضع عليه السلام يده علي صدره ثم قال: «ضمنت لعلي بن يقطين

الجنة، و ألا تمسه النار» [117] . و عن عبدالله بن يحيي الكاهلي، قال: كنت عند أبي ابراهيم عليه السلام اذ أقبل علي بن يقطين، فالتفت أبوالحسن الي أصحابه و قال: «من سره أن يري رجلا من أصحاب رسول الله صلي الله عليه و آله فلينظر الي هذا المقبل»، فقال له رجل من القوم: هو اذن من أهل الجنة؟ فقال أبوالحسن عليه السلام: «أما أنا فأشهد له أنه من أهل الجنة» [118] . و عن محمد بن عيسي، قال: سمعت مشايخ أهل بيتي يحكون أن عليا و عبيدا ابنا يقطين أدخلا علي أبي عبدالله عليه السلام، فقال عليه السلام: قربوا مني صاحب الذؤابتين، و كان عليا، فقرب منه فضمه اليه و دعا له بخير [119] . [ صفحه 56] و لما قدم أبوابراهيم موسي بن جعفر عليه السلام العراق، قال علي بن يقطين: أما تري حالي و ما أنا فيه؟ فقال: «يا علي، ان لله تعالي أولياء مع أولياء الظلمة ليدفع بهم عن أوليائه، و أنت منهم يا علي» [120] . و روي عن الحسن بن عبدالرحيم، قال: قال أبوالحسن عليه السلام لعلي بن يقطين: «اضمن لي خصلة أضمن لك ثلاثا». فقال علي: جعلت فداك، و ما الخصلة التي أضمنها لك، و ما الثلاث اللواتي تضمنهن لي؟ فقال أبوالحسن عليه السلام: «الثلاث اللواتي أضمنهن لك: ألا يصيبك حر الحديد أبدا بقتل، و لا فاقة، و لا سقف سجن». قال: و سأل علي: و ما الخصلة التي أضمنها لك؟ فقال: «تضمن لي ألا يأتيك ولي أبدا الا أكرمته»، قال: فضمن له الخصلة و ضمن له أبوالحسن الثلاث [121] . و روي بكر بن محمد الأشعري: أن أباالحسن الأولي عليه السلام قال: «اني استوهبت علي بن

يقطين من ربي - عزوجل - البارحة فوهبه لي، فان علي بن يقطين بذل ماله و مودته، فكان لذلك منا مستوجبا» [122] . و كان يرسل جماعة في كل عام الي حج بيت الله و يعطيهم الأموال من عشرين ألفا الي عشرة آلاف، حتي أحصي له بعض السنين ثلاثمائة ملب، و أنه لم يكن يفوته من يحج عنه [123] . و يقال: ان علي بن يقطين حمل مائة ألف درهم الي أبي الحسن عليه السلام، فزوج ثلاثة بنين منها أو أربعة، منهم أبوالحسن الثاني، و كتب الي علي بن يقطين: «و اني قد صيرت مهورهم اليك» [124] . [ صفحه 57] و كان الامام موسي بن جعفر يدعو لعلي بن يقطين حتي سمع عليه السلام و هو علي الصفا يقول: «الهي في أعلي عليين، اغفر لعلي بن يقطين» [125] . و توفي علي بن يقطين بمدينة السلام - بغداد - سنة اثنتين و ثمانين و مائة، و الامام موسي بن جعفر في السجن، فكانت وفاته قبل وفاة الامام بأربع سنين، و لما توفي علي بن يقطين صلي عليه ولي العهد محمد بن الرشيد، و كان عمره آنذاك سبع و خمسون سنة، و توفي بعده أبوه يقطين بثلاث سنين، أي سنة خمس و ثمانين و مائة [126] . [ صفحه 59]

في السجون

اشارة

كان الامام موسي بن جعفر عليه السلام من رهبان بني هاشم، و كان أعبد أهل زمانه، و كان قائما ليله صائما نهاره، سواء كان في أهله أم في سفر أو حضر أم بالسجون، كان يصلي نوافل الليل و يصلها بصلاة الصبح، ثم يعقب حتي تطلع الشمس و يخر ساجدا فلا يرفع رأسه من السجود حتي يقرب زوال الشمس. روي

الصدوق قدس سره في (العيون) بسنده عن عبدالله الغروي، قال: دخلت علي الفضل بن الربيع و هو جالس علي سطح داره، فقال لي: ادن مني، فدنوت حتي حاذيته، ثم قال لي: أشرف الي البيت في الدار، فأشرفت، فقال لي: ما تري في البيت؟ قلت: ثوبا مطروحا، فقال: انظر حسنا، فتأملت و نظرت فتيقنت، فقلت: رجل ساجد، فقال لي: تعرفه؟ قلت: لا، قال: هذا مولاك، قلت: و من مولاي؟ قال: تتجاهل علي؟! فقلت: ما أتجاهل، ولكني لا أعرف لي مولي، فقال: هذا أبوالحسن موسي بن جعفر عليه السلام، اني أتفقده الليل و النهار فلم أجده في وقت من الأوقات الا علي الحال التي أخبرك بها، انه يصلي الفجر فيعقب ساعة في دبر صلاته الي أن تطلع الشمس، ثم يسجد سجدة فلا يزال ساجدا حتي تزول الشمس، و قد وكل من يترصد له الزوال، فلست أدري متي يقول الغلام: قد زالت الشمس، اذ يثب فيبتدئ بالصلاة من غير أن يجدد و ضوءا، فأعلم أنه لم ينم في سجوده و لا أغفي، فلا يزال كذلك الي أن يفرغ من صلاة العصر، فاذا صلي العصر سجد سجدة فلا يزال ساجدا الي أن تغيب الشمس، فاذا غابت وثب من سجدته فصلي المغرب من غير أن يحدث حدثا، و لا [ صفحه 60] يزال في صلاته و تعقيبه الي أن يصلي العتمة، فاذا صلي العتمة أفطر علي شوي يؤتي به، ثم يجدد الوضوء، ثم يسجد، ثم يرفع رأسه فينام نومة خفيفة، ثم يقوم فيجدد الوضوء، ثم يقوم، فلا يزال يصلي في جوف الليل حتي يطلع الفجر، فلست أدري متي يقول الغلام: ان الفجر قد طلع، اذ قد وثب هو لصلاة الفجر، فهذا

دأبه منذ حول الي. فقلت: اتق الله و لا تحدث في أمره حدثا يكون منه زوال النعمة، فقد تعلم أنه لم يفعل أحد بأحد منهم سوءا الا كانت نعمته زائلة. فقال: قد أرسلوني في غير مرة يأمرونني بقتله فلم أجبهم الي ذلك، و أعلمتهم أني لا أفعل ذلك، و لو قتلوني ما أجبتهم الي ما سألوني [127] . قال المرحوم السيد صالح القزويني: يابن النبيين كم أظهرت معجزة في السجن أزعجت فيها الرجس هارونا لم يلهك السجن عن هدي و عن نسك اذ لا تزال بذكر الله مفتونا [128] . روي اسحاق بن عمار، قال: لما حبس الرشيد موسي الكاظم عليه السلام دخل الحبس ليلا أبويوسف و محمد بن الحسن صاحبا أبي حنيفة فسلما عليه و جلسا عنده، و أرادا أن يختبراه بالسؤال لينظرا مكانه من العلم، فجاءه بعض الموكلين به من الشرطة، فقال له: ان نوبتي قد فرغت و أريد الانصراف من الخدمة و آتي غدا ان شاء الله تعالي، فان كان لك حاجة مرني أن آتيك بها غدا معي اذا جئت، فقال: «ما لي [ صفحه 61] حاجة، انصرف»، ثم قال لأبي يوسف و محمد بن الحسن: «اني أعجب من هذا الرجل يسألني أن أكلفه حاجة يأتيني بها معه غدا اذا جاء و هو ميت في هذه الليلة!». قال أبويوسف: فأمسكنا عن سؤاله. قال: و قاما و لم يسألاه عن شي ء، و قالا: أردنا أن نسأله عن الفرض و السنة فأخذ يتكلم معنا في علم الغيب، و الله لنرسلن خلف الرجل من يبيت علي باب داره و ينظر ماذا يكون من أمره. قال: فأرسلا شخصا من قبلهما جلس علي باب ذلك الرجل، فلما كان أثناء

الليل و اذا بالصراخ و الناعية، فقيل لهم: ما الخبر؟ فقالوا: مات صاحب البيت فجأة، فعاد الرسول الي أبي يوسف و صاحبه فأخبرهما الخبر، فتعجبا من ذلك غاية العجب [129] . و في (عيون الأخبار): عن عمر بن واقد في جملة خبره: أنه عليه السلام دعا المسيب بن زهير - و كان موكلا به - قبل وفاته بثلاثة أيام، و قال له: «يا مسيب»، فقال: لبيك يا مولاي، قال: «اني ظاعن في هذه الليلة الي المدينة - مدينة جدي رسول الله صلي الله عليه و آله - لأعهد الي علي ابني ما عهده الي أبي و أجعله وصيي و خليفتي و آمره بأمري». قال المسيب: قلت: يا مولاي، كيف تأمر أن أفتح لك الأبواب و أقفالها و الحرس معي علي الأبواب؟! قال: «يا مسيب، ضعف يقينك في الله عزوجل و فينا»؟ قلت: لا و الله يا سيدي، قال: «فمه»، قلت ادع الله عزوجل أن يثبتني، فقال: «اللهم ثبته»، ثم قال عليه السلام: «اني أدعو الله عزوجل باسمه العظيم الذي دعا به آصف بن برخيا حين جاء بسرير بلقيس و وضعه بين يدي سليمان قبل ارتداد طرفه اليه، حتي يجمع بيني و بين ابني علي عليه السلام بالمدينة». [ صفحه 62] قال المسيب: فسمعته عليه السلام يدعو ثم فقدته من مصلاه، فلم أزل قائما علي قدمي حتي رأيته قد عاد الي مكانه و أعاد الحديد الي رجليه، فوقعت ساجدا لوجهي شكرا علي ما أنعم به علي من معرفته، فقال لي: «ارفع رأسك يا مسيب، و اعلم أني راحل الي الله عزوجل في ثالث هذا اليوم». قال: فبكيت، فقال لي: «لا تبك يا مسيب، فان عليا ابني هو امامك و مولاك بعدي

فاستمسك بولايته، فانك لن تضل ما لزمته»، فقلت: الحمد لله [130] . يروي أن المسيب هذا كان الامام محبوسا عنده [131] . نعم، من جملة الحبوس التي حبس بها عند المسيب، ولكن أعظم علي امامنا كان حبس السندي بن شاهك. تبت يد السندي مما جاءه و لسوف يصلي في لظي سجين [ صفحه 63]

وفاته

اتفق أرباب التاريخ و أهل السير [132] علي أن الامام موسي بن جعفر عليه السلام كانت وفاته علي يد السندي بن شاهك، و قد سمه بالرطب المسموم، و قضي نحبه في ظلمة السجن - أي سجن السندي بن شاهك لعنه الله - ببغداد، و ذلك في الخامس و العشرين من شهر رجب سنة ثلاث و ثمانين و مائة [133] . ذكر صاحب (كامل التاريخ): لما حبس الامام عند السندي بن شاهك فصارت أخت السندي تتولي أمر الامام في سجنه، و كانت تتدين. روي عنها أنها قالت: كان الامام موسي بن جعفر عليه السلام اذا صلي العتمة حمد الله و مجده و دعاه الي أن يزول الليل، ثم يقوم فيصلي حتي يطلع الصبح، ثم يذكر الله تعالي حتي تطلع الشمس، ثم يجلس الي ارتفاع الضحي، ثم يرقد و يستيقظ قبل الزوال، ثم يتوضأ و يصلي حتي يصلي العصر، ثم يذكر الله حتي يصلي المغرب، ثم يصلي ما بين المغرب و العتمة، فكان هذا دأبه الي أن مات [134] . [ صفحه 64] ذكر صاحب (الخرائج) مرويا عن محمد بن الفضل الهاشمي في خبر طويل، قال: أتيت موسي بن جعفر عليه السلام قبل وفاته بيوم واحد، فقال عليه السلام: «اني ميت لا محالة، فاذا و اريتني في لحدي فلا تقيمن، و توجه الي المدينة بودائعي هذه

و أوصلها الي ابني علي الرضا عليه السلام، فهو وصيي و صاحب الأمر بعدي». قال: و لما توفي عليه السلام أتيت المدينة فدخلت علي الرضا عليه السلام فسلمت عليه بالأمر، و أوصلت اليه ما كان معي [135] . و ذكر صاحب (المناقب): أنه لما حبس الرشيد موسي بن جعفر عليه السلام و أظهر الامام الدلائل و المعجزات و هو في الحبس، دعا الرشيد يحيي بن خالد البرمكي و سأله تدبيرا في شأن موسي بن جعفر عليه السلام، فقال: الذي أراه لك أن [تمن] [136] عليه و تصل رحمه، فقال الرشيد: انطلق اليه و أطلق عنه الحديد و أبلغه عني السلام و قل له: يقول لك ابن عمك: انه قد سبق مني فيك يمين ألا أخليك حتي تقر لي بالاساءة و تسألني العفو عما سلف منك، و ليس عليك في اقرارك عار و لا في مسألتك اياي منقصة، و هذا يحيي و هو ثقتي و وزيري قل له [137] بقدر ما أخرج من يميني، و انصرف راشدا. فقال عليه السلام: «يا أباعلي، أنا ميت، و انما بقي من أجلي أسبوع، اكتم موتي، و ائتني يوم الجمعة، و صل أنت و أوليائي علي و وارني»، ثم قال له: «يا أباعلي، أبلغه عني: يقول موسي بن جعفر عليه السلام: رسولي يأتيك يوم الجمعة و يخبرك بما يري، و ستعلم غدا اذا جاثيتك بين يدي الله من الظالم و المتعدي علي صاحبه». قال: ثم خرج يحيي من عنده - و قد احمرت عيناه من البكاء - حتي دخل علي [ صفحه 65] هارون، فلما أخبره بجوابه قال هارون: ان لم يدع النبوة بعد أيام فما أحسن حالنا، فلما كان يوم الجمعة توفي أبوابراهيم [138] . و

في (الدر النظيم): يروي عن السندي بن شاهك، قال: وافي خادم من قبل الرشيد الي أبي الحسن عليه السلام و هو محبوس عندي، فدخلت معه، و قد كان قال له: تعرف خبره، فوقف الخادم، فقال ما لك؟ قال: بعثني الخليفة لأعرفه خبرك، فقال عليه السلام: «قل له: يا هارون، ما من يوم ضراء انقضي عني الا انقضي عنك من السراء مثله، حتي نجتمع أنا و أنت في دار يخسر فيها المبطلون» [139] . و ذكر صاحب (الدر النظيم) أنه روي عن الفضل بن الربيع عن أبيه، قال: بعثني هارون الي أبي الحسن عليه السلام برسالة و هو في حبس السندي بن شاهك، فدخلت عليه و هو يصلي، فهبته أن أجلس، فوقفت متكئا علي سيفي، فكان عليه السلام اذا صلي ركعتين و سلم واصل بركعتين أخري، فلما طال وقوفي و خفت أن يسألني هارون و حانت منه تسليمة فشرعت في الكلام فأمسك، و قد كان قال لي هارون: لا تقل: بعثني أميرالمؤمنين اليك، ولكن قل: بعثني أخوك و هو يقرئك السلام و يقول لك: انه بلغني عنك أشياء أقلقتني فأقدمتك الي، و فحصت عن ذلك فوجدتك نقي الجيب بريئا من العيب مكذوبا عليك في ما رميت به، ففكرت بين اصرافك الي منزلك و مقامك ببابي، فوجدت مقامك ببابي أبرأ لصدري و أكذب لقول المشرعين فيك، و لكل انسان غذاء قد اغتذاه و ألفت عليه طبيعته، و لعلك اغتذيت بالمدينة أغذية لا تجد من يصنعها لك ها هنا، و قد أمرت الفضل أن يقيم لك من ذلك ما شئت، فمره بما أحببت، و انبسط في ما تريده. [ صفحه 66] قال الربيع: فجعل الجواب في كلمتين من غير أن يلتفت الي، فقال: «لا

حاضر مالي فينفعني، و لم أخلق مسؤولا، الله أكبر»، و دخل في الصلاة، فرجعت الي هارون فأخبرته، فقال لي: فما تري في أمره؟ فقلت: يا سيدي، لو خططت في الأرض خطة فدخل فيها ثم قال: لا أخرج منها، ما خرج منها، قال الرشيد: هو كما قلت: ولكن مقامه عندي أحب الي، و اياك أن تخبر بهذا أحدا. قال الربيع: فما أخبرت به أحدا حتي مات هارون [140] . و في (عيون المعجزات): يروي أن السندي بن شاهك أحضر بين يدي الامام طبقا و فيه من الرطب المسموم، و قال له: كل يا موسي من هذا الرطب، فأكل منه عشر رطبات، فقال له السندي: تزداد؟ فقال له: «حسبك، قد بلغت ما تحتاج اليه في ما أمرت به». و لما أكل الامام من ذلك الرطب المسموم فكأنما من فمه الي سرته تقطع بالسكاكين و تشرح بالمواس. قال: ثم ان السندي أحضر القضاة و العدول قبل وفاته عليه السلام بأيام و أخرجه اليهم، و قال: ان الناس يقولون: ان أباالحسن موسي في ضنك و ضرر، و ها هو ذا لا علة به و لا مرض و لا ضرر. قال: فالتفت اليهم موسي بن جعفر و قال لهم: «أشهدكم أيها النفر أني صحيح الظاهر، ولكنني مسموم منذ ثلاثة أيام، و سأحمر في آخر يومي هذا حمرة شديدة، و أصفر غدا صفرة شديدة، و أبيض بعد غد و أمضي الي رحمة ربي»، فمضي عليه السلام كما أخبر في اليوم الثالث [141] . [ صفحه 67] قال أرباب التاريخ: فلما كان آخر النهار من ذلك اليوم احمر بدنه الشريف، و لما كان اليوم الثاني اصفر صفرة شديدة، و لما كان اليوم الثالث ابيض

لونه. و لما علم عليه السلام بدنو أجله اتجه نحو القبلة و هو يقرأ سورا من القرآن، فمد يديه، و أسبل رجليه، و غمض عينيه، و قضي نحبه مسموما صابرا مضطهدا. لهف نفسي علي ابن جعفر موسي و هو في قيده يعاني الحبوسا شيعت نعشه النفوس ولكن رزؤه شيع الأسي و النفوسا

فائدة (1)

روي الحسين بن حمدان في هدايته قال: أمر الرشيد السندي بن شاهك أن يهيئ لأبي الحسن عليه السلام محبسا في داره و يحوله اليه، و يقيده بثلاثين رطلا من الحديد، و يلزمه و يضيق عليه، و يقفل الباب في وجهه و لا يدعه يخرج الا للوضوء [142] .

فائدة (2)

و في (عمدة الطالب): أن الرشيد قبض عليه و حبسه عند الفضل بن يحيي، ثم أخرجه من عنده فسلمه الي السندي بن شاهك، و مضي الرشيد الي الشام، فأمر يحيي بن خالد السندي بقتله، فقيل بأنه سم، و قيل: بل لف في بساط و غمز حتي مات، ثم أخرج للناس، و عمل محضرا بأنه مات حتف أنفه، و تركه ثلاثة أيام علي الطريق يأتي من يأتي فينظر اليه ثم يكتب في المحضر [143] . [ صفحه 68]

فائدة (3)

و في (المناقب): فحمل علي نعش و نودي عليه: هذا امام الرافضة فاعرفوه [144] . و يروي: أنه وضع علي جسر بغداد و نودي عليه بهذا النداء [145] . قال صاحب (المناقب): فنفر بالسندي فرسه نفرة و ألقاه في الماء، و كان سليمان ابن أبي جعفر المنصور جالسا في دهليزه في ذلك اليوم اذ مرت به الجنازة و سمع الصياح و الضوضاء، فقال لولده و غلمانه: سلوا هذه جنازة من؟ فقيل: هذا موسي بن جعفر مات في الحبس و السندي ينادي عليه بهذا النداء، فقال: موسي بن جعفر يدفن هكذا؟! فان في الدنيا من كان يخاف علي الملك في الآخرة لا يوفي حقه، فقال لولده: يوشك أن يفعل هذا به في الجانب الغربي، فاذا عبر به فانزلوا مع غلمانكم و خذوه من أيديهم، فان مانعوكم فاضربوهم و خرقوا ما عليهم من السواد، فلما نزلوا اليهم و ضربوهم و خرقوا عليهم سوادهم، و وضعوه في مفرق أربعة طرق، و أقام المنادي ينادي: من أراد أن يحضر جنازة الطيب و ابن الطيب موسي بن جعفر فليحضر، فحضر الخلق من كل جانب و حملوا نعشه، و غسل و حنط و كفن،

ثم حمل الي مقابر قريش، و دفنه هناك [146] .

فائدة (4)

قبض الامام موسي بن جعفر عليه السلام و له من العمر خمس و خمسون سنة. [ صفحه 69]

فائدة (5)

و في (الدر المسلوك): و لما حضرته الوفاة سأل السندي بن شاهك أن يحضر مولي مدنيا ليتولي غسله و تكفينه ففعل ذلك. قال السندي: و كنت سألته في الاذن لي أن أكفنه فأبي و قال: «أنا من أهل بيت مهور نسائنا و حج صيرورتنا و أكفان موتانا من طاهر أموالنا، و عندي كفن و أريد أن يتولي غسلي و جهازي مولاي فلان» [147] .

فائدة (6)

ذكر الشيخ المتكلم الحسن بن موسي النوبختي في كتابه (مذاهب الفرق)، قال: و يقال في رواية: انه عليه السلام دفن بقيوده و أنه أوصي بذلك [148] .

فائدة (7)

قد قلت للرجل المولي غسله هلا أطعت و كنت من نصحائه جنبه ماءك ثم غسله بما أذرت عيون المجد عند بكائه و أزل أفاويح الحنوط و نحها عنه و حنطه بطيب ثنائه و مر الملائكة الكرام بحمله كرما ألست تراهم بازائه لا توه أعناق الرجال بحمله يكفي الذي حملوه من نعمائه [149] . [ صفحه 70]

فائدة (8)

عن مسافر، قال: أمر أبوابراهيم عليه السلام - حين أخرج - أباالحسن الرضا عليه السلام أن ينام علي بابه في كل ليلة أبدا ما كان حيا الي أن يأتيه خبره، قال: فكنا [في كل] [150] ليلة نفرش لأبي الحسن في الدهليز ثم يأتي بعد العشاء فينام، فاذا أصبح انصرف الي منزله. قال: فمكث علي هذه الحال أربع سنين، فأبطا علينا ليلة من الليالي، و لم يأت الي فراشه كما كان يأتي قبلا، فاستوحشت العائلة و ذعروا و دخلنا أمر عظيم من ابطائه، فلما كان من الغد أتي الدار و دخل الي العيال و قصد حجرة أم أحمد، فقال لها: «يا أم أحمد، هات الذي أودعك أبي»، فصرخت و لطمت وجهها و شقت جيبها، و قالت: بأبي أنت و أمي، مات أبوك و الله، فقال لها: «لا تتكلمي بشي ء و لا تظهري أمره حتي يجي ء الخبر الي الوالي». قال: و أخرجت السفط و ألفي دينار فدفعت ذلك اليه، و قالت: انه قال لي فيما بيني و بينه: يا أم أحمد، احتفظي بهذه الوديعة عندك و لا تطلعي عليها أحدا حتي أموت، فاذا مضيت انظري، فمن أتاك من ولدي و طالبك بالسفط فادفعيه اليه و اعلمي أني قد مت، و هو الامام من بعدي. قالت: و قد جاءتني - و الله - علامة سيدي. فقبض

ذلك منها و أمر أهله بالامساك جميعا عن البكاء و اظهار الأمر الي أن ورد الخبر، و اذا بسيدي ابي ابراهيم قد مات في الوقت الذي قبض فيه السفط من أم أحمد [151] .

فائدة (9)

في (الدر النظيم) قال: قال موسي بن جعفر عليه السلام لعلي بن يقطين - و كان [ صفحه 71] يتولي أمر الرشيد -: «يا علي، اضمن لي خصلة أضمن لك ثلاث خصال، اضمن لنا ألا تري مواليا لنا الا أكرمته، و أضمن لك ثلاثا: لا يصيبك حر حديد أبدا، و لا غم سجن أبدا، و لا ذل فقر أبدا» [152] . قال: فكان لا يري أحدا من محبي آل محمد عليهم السلام الا و صغر له خده.

فائدة (10)

قبض عليه السلام ببغداد في حبس السندي بن شاهك يوم الجمعة لخمس بقين من رجب، و قيل: لخمس خلون منه، سنة ثلاث و ثمانين و مائة، و له يومئذ خمس و خمسون سنة. أمه أم ولد يقال لها: (حميدة) البربرية، و يقال لها: (المصفاة). و كانت مدة امامته خمسا و ثلاثين، و قام بالأمر و له عشرون سنة، و كانت في أيام امامته بقية ملك المنصور أبي جعفر الدوانيقي، ثم ملك ابنه محمد المهدي عشر سنين و شهرا، ثم ملك ابنه موسي الهادي سنة و شهرا، ثم ملك هارون الرشيد. و استشهد بعد مضي خمس عشرة سنة من ملكه مسموما في حبس السندي بن شاهك، و دفن بمدينة السلام بالجانب الغربي في المقبرة المعروفة ب: (مقابر قريش) [153] . [ صفحه 73]

الزيارة

ذكر ابن طاووس هذه الزيارة: «اللهم صلي علي محمد و أهل بيته الطاهرين، و صل علي موسي بن جعفر وصي الأبرار، و امام الأخيار، و عيبة الأنوار، و وارث السكينة و الوقار، و الحكم و الآثار، الذي كان يحيي الليل بالسهر الي السحر بمواصلة الاستغفار، حليف السجدة الطويلة، و الدموع الغزيرة، و المناجاة الكثيرة، و التضرعات المتصلة، و مقر النهي و العدل، و الخير و الفضل، و الندي و البذل، و مألف البلوي و الصبر، و المضطهد بالظلم، و المقبور بالجور، و المعذب في قعر السجون و ظلم الطوامير، ذي الساق المرضوض بحلق القيود، و الجنازة المنادي عليها بذل الاستخفاف، و الوارد علي جده المصطفي، و أبيه المرتضي، و أمه سيدة النساء، بارث مغصوب، و ولاء مسلوب، و أمر مغلوب، و دم مطلوب، و سم مشروب. اللهم و كما صبر علي كثرة [154] المحن، و تجرع غصص

الكرب، و استسلم لرضاك، و أخلص الطاعة لك، و محض الخشوع، و استشعر الخضوع، و عادي البدعة و أهلها، و لم تلحقه في شي ء من أوامرك و نواهيك لومة لائم، صل عليه صلاة نامية منيفة [ صفحه 74] زاكية، توجب له بها شفاعة أمم من خلقك، و قرون من براياك، و بلغه عنا تحية و سلاما، و آتنا من لدنك في موالاته فضلا و احسانا، و مغفرة و رضوانا، انك ذوالفضل العميم، و التجاوز العظيم، برحمتك يا أرحم الراحمين» [155] . [ صفحه 75]

مزاياه

مزاياه لا تحصي بعد كأنها عطاياه ان وافي اليه المؤمل اتفق جمهور الشيعة [156] علي أن الامام موسي بن جعفر عليه السلام كان أعبد أهل زمانه و أعلمهم و أفقههم و أكرمهم و أحلمهم، و لقد امتاز بهذه الخصال علي غيره من الناس. أما ما ورد في عبادته فكثير عن الخاصة و العامة في كتبهم و تواريخهم، فمما جاء في عبادته صلوات الله عليه ما رواه المفيد في (الارشاد)، قال: كان أبوالحسن موسي عليه السلام أعبد أهل زمانه، حتي روي أنه كان يصلي نوافل الليل و يصلها بصلاة الصبح، ثم يعقب حتي تطلع الشمس، و يخر ساجدا فلا يرفع رأسه من السجود حتي يقرب زوال الشمس، و كان يدعو كثيرا فيقول: «اللهم اني أسألك الراحة عند الموت، و العفو عند الحساب»، و يكرر ذلك. و كان يبكي حتي تخضل لحيته بالدموع. و كان الناس بالمدينة يسمونه زين المجتهدين، و كان أحسن الناس صوتا بالقرآن، و كان اذا قرأه يحزن و يبكي و يبكي السامعون لتلاوته [157] ... الي غير ذلك من عبادته. [ صفحه 76] و أما علمه؛ فقد ذكر المفيد في

ارشاده قال: كان أبوالحسن موسي عليه السلام أفقه أهل زمانه، و أحفظهم لكتاب الله، و لقد سأله محمد بن الحسن الشيباني يوما بمكة بمحضر من الرشيد، فقال له: أيجوز للمحرم أن يظلل علي محمله؟ فقال عليه السلام: «لا يجوز له ذلك مع الاختيار»، فقال محمد بن الحسن: أفيجوز أن يمشي تحت الظلال مختارا؟ فقال له: «نعم»، فتضاحك محمد بن الحسن من ذلك، فقال له أبوالحسن موسي عليه السلام: «أفتعجب من سنة النبي صلي الله عليه وآله و تستهزئ أن رسول الله صلي الله عليه و آله كشف الظلال في احرامه و مشي تحت الظلال و هو محرم، و ان أحكام الله - يا محمد - لا تقاس، فمن قاس بعضها علي بعض فقد ضل سواء السبيل»، فسكت محمد بن الحسن لا يرجع جوابا [158] . و عن أحمد بن حنبل أنه لما روي عنه قال: حدثني موسي بن جعفر، قال: حدثني أبي جعفر بن محمد، و هكذا الي النبي صلي الله عليه و آله، ثم قال أحمد: و هذا اسناد لو قرئ علي المجنون أفاق [159] . و أما ما جاء في كرمه و سخائه عليه السلام: ذكر شيخنا المفيد قال: كان أبوالحسن موسي عليه السلام أوصل الناس لأهله و رحمه، و كان يفتقد فقراء المدينة في الليل فيحمل اليهم الزنبيل فيه العين [160] و الورق [161] و الأدقة [162] و التمور فيوصل اليهم ذلك و لا يعلمون من أي جهة هو [163] . [ صفحه 77] و يروي أنه جاء محمد بن عبدالله البكري الي المدينة، [فخرج اليه] [164] و معه غلام، فأطعمه و سأله عن حاجته، فأخبره، فقال للغلام: اذهب، و أعطاه صرة فيها ثلاثمائة دينار [165] . و

ذكر أبوالفرج الأصبهاني في كتابه (مقاتل الطالبيين) بسنده: أنه كان موسي بن جعفر عليه السلام اذا بلغه عن الرجل ما يكره بعث اليه بصرة دنانير، و كانت صراره ما بين الثلاثمائة الي المائتين دينار، فكانت صرار موسي مثلا [166] . و عن (عمدة الطالب): كان أهله يقولون: عجبا لمن جاءته صرة موسي فشكا القلة [167] . و أما حلمه؛ فقد ورد أنه عليه السلام اذا بلغه عن أحد شي ء بعث اليه بمال، حتي يروي أن رجلا من ولد عمر بن الخطاب كان بالمدينة، و كان يؤذي أباالحسن موسي عليه السلام و يسبه اذا رآه و يشتم عليا، فقال له بعض مواليه: دعنا نقتل هذا الفاجر، فقال: «لا»، ثم ركب حتي أتاه في مزرعة له و دخل مزرعته بحماره، فصاح: لا تدس زرعنا، فلم يصغ اليه، و أقبل حتي نزل عنده و باسطه و ضاحكه، و قال له: «كم غرمت في زرعك هذا؟»، فقال: مائة دينار، قال: «و كم ترجو أن تصيب؟»، قال: لست أعلم الغيب، قال: «انما قلت لك: كم ترجو؟» قال: أرجو أن يجي ء منه مائتا دينار. فأخرج أبوالحسن اليه صرة فيها ثلاثمائة دينار و قال: «هذا لك و زرعك علي حاله، يرزقك الله فيه ما ترجو». [ صفحه 78] فقام العمري و قبل رأسه و سأله الصفح عن فرطه، فتبسم اليه أبوالحسن عليه السلام و انصرف، ثم صار الي المسجد فوجد العمري جالسا، فلما رآه العمري قال: الله أعلم حيث يجعل رسالته، فقيل له: قد كنت تقول غير هذا، فقال: قد سمعتم ما قلت الآن، و جعل يدعو لأبي الحسن عليه السلام. فقال أبوالحسن عليه السلام للذين سألوه في قتل العمري: «أيما كان خيرا، ما أردتم، أو ما أردت؟»

[168] . سيد لو أردت أدني معا ليه بحصر لكنت أفني الطروسا كم له من معاجز باهرات قصرت دونها معاجز عيسي نعم، هكذا كان الامام موسي بن جعفر، و لقد كان عليه السلام المثل الأعلي لشيعته. أنا لا أدري كيف حال شيعته حين رأوه مسجي علي جسر بغداد و [للحديد] [169] خشخشة برجليه، و المنادي ينادي بذلك النداء. أفك القوم بالنداء عليه فانجلي ما تأولوا معكوسا [ صفحه 79]

اولاده

كان له من الأولاد عشرون ذكرا و عشرون أنثي [170] ، و في (الارشاد) للشيخ المفيد رحمه الله: سبعة و ثلاثون ما بين ذكر و أنثي [171] ، و قيل: ثمانية و ثلاثون [172] . 1- الامام علي بن موسي الرضا عليه السلام. 2- زيد [173] . 3- ابراهيم. 4- العباس. 5- القاسم، لأمهات أولاد. 6- اسماعيل. 7- جعفر. [ صفحه 80] 8- هارون. 9- الحسن، لأم ولد. 10- أحمد. 11- محمد [174] . 12- الحمزة [175] ، لأم ولد. 13- عبدالله. 14- اسحاق. 15- عبيدالله. 16- الحسن الأصغر. 17- الفضل. 18- الحسين. 19- سليمان، لأمهات أولاد. 20- فاطمة الكبري. 21- فاطمة الصغري. 22- رقية. 23- حكيمة. 24- أم أبيها. 25- رقية الصغري. 26- أم كلثوم. [ صفحه 81] 27- أم جعفر. 28- لبابة. 29- زينب. 30- خديجة. 31- علية. 32- آمنة. 33- حسنة. 34- بريهة. 35- عائشة. 36- أم سلمة. 37- ميمونة. 38- أم كلثوم الصغري، لأمهات شتي. [ صفحه 83]

مرقده و المعاجز

ذكر كمال الدين محمد بن طلحة الشافعي في كتابه (مطالب السؤول في مناقب آل الرسول) قال: قرع سمعي ذكر واقعة عظيمة ذكرها بعض صدور العراق أثبتت لموسي بن جعفر عليه السلام، و هي أشرف منقبة شهدت له بعلو مقامه عندالله تعالي و زلفي منزلته لديه، و ظهرت بها كرامته بعد وفاته، و لا شك أن ظهور الكرامة بعد الموت أكبر دلالة منها حال الحياة. و هي: أن من عظماء الخلفاء كان له نائب كبير الشأن في الدنيا، و كان ذا سطوة و جبروت، فلما انتقل الي الله اقتضت رعاية الخليفة له أن أمر بدفنه في ضريح مجاور لضريح الامام موسي بن جعفر بالمشهد المطهر، فدفن، و كان للمشهد المطهر نقيب

- أو سادن - معروف لدي الناس بالصلاح، و كان كثير الملازمة لضريح السيد الجليل و الخدمة له، قائم بوظائفها، فذكر هذا النقيب أن بعد دفن ذلك المتوفي رأي في منامه أن القبر قد انفتح و النار تشتعل فيه، و قد تعالي منه دخان كثيف و رائحة فملأت المشهد، و رأي الامام موسي بن جعفر واقفا، فصاح عليه السلام بالنقيب باسمه و قال له: تقول للخليفة: يا فلان - و سماه باسمه - لقد آذيتني بمجاورة هذا الظالم، و قال كلاما خشنا، فاستيقظ النقيب و هو يرعد فزعا و خوفا، فلم يلبث أن كتب ورقة ذكر فيها تفصيل الرؤيا. [ صفحه 84] قال: و لما جن الليل أقبل الخليفة الي المشهد المطهر و معه حاشيته و خدمه، و استدعي النقيب، و دخلوا الروضة و أمر بكشف القبر لينقل المقبور و يدفنه خارج المشهد، فلما كشفوه فلم يجدوا الميت، و انما شاهدوا رمادا أسود [176] . و ذكر الحسن بن محمد بن جمهور، قال: رأيت في سنة ست و تسعين و مائتين - و هي السنة التي ولي فيها علي بن الفرات وزارة المقتدر - أحمد بن ربيعة الأنباري الكاتب، و قد أعتلت يده و أكلتها [العلة] [177] الخبيثة و عظم أمرها حتي أروحت و اسودت، و أشار عليه المطبب لها بقطعها، و لم يشك أحد ممن رآه في تلفه. فرأي ذات ليلة في منامه مولانا أميرالمؤمنين عليه السلام فقال له: يا أميرالمؤمنين، [أما تستوهب] [178] لي يدي؟ فقال: أنا مشغول عنك، ولكن امض الي موسي بن جعفر فانه يستوهبها لك، فلما أصبح قال: ائتوني بمحمل [وطئوا] [179] تحتي و احملوني الي مقابر قريش، ففعلوا ما أمر بعد

أن غسلوا بدنه و طيبوه و طرحوا عليه ثيابا طاهرة، و حملوه الي قبر موسي بن جعفر صلوات الله عليه، فلاذ به و أخذ من تربته و طلي يده الي زنده و كفه و شدها، فلما كان من الغد حلها و قد تساقط كل لحم و جلد عليها حتي بقيت عظاما و عروقا مشتبكة، و انقطعت الرائحة، و بلغ خبره الوزير، فحمل اليه حتي رآه و قد برأه الله ببركة الامام موسي بن جعفر. قال: و رجع الي الديوان فكتب بها كما كان يكتب. [ صفحه 85] فقال فيه الديلمي شعرا: و موسي قد شفي الك ف من الكاتب اذ زارا [180] . و لعبد الباقي العمري: لذ و استجر متوسلا ان ضاق أمر أو تعسر بأبي الرضا جد الجوا د محمد موسي بن جعفر و له أيضا: نحن اذا ما عم خطب أودجا كرب و خفنا نكبة من حاسد لذنا بموسي الكاظم ابن الصا دق بن الباقر بن الساجد ابن الحسين بن علي بن أبي طالب بن شيبة المحامد و له أيضا: أيا بن النبي المصطفي و ابن صنوه علي و يابن الطهر سيدة النسا لئن كان موسي قد تقدس في طوي فأنت الذي واديه فيك تقدسا و لأبي الحسن المعاذ: زر ببغداد قبر موسي بن جعفر قبر مولي مديحه ليس ينكر هو باب الي المهيمن تقضي منه حاجاتنا و تحبي و تجبر هو حصني و عدتي و غياثي و ملاذي و موئلي يوم أحشر صائم القيظ كاظم الغيظ في ا لله مصفي به الكبائر تغفر كم مريض وافي اليه فعافا ه و أعمي أتاه صح و أبصر [181] . [ صفحه 86] و

للشيخ صالح الحريري البغدادي: أقول لساكن الزوراء يوما اذا جئت القيامة لست تعذر تبيت بها و لم تقصد اماما بليلة جمعة موسي بن جعفر لعبد الباقي العمري: زيارة الكاظمين في رجب تنقذ يوم اللقا من اللهب تعدل حجا و وقفة بمني و عمرة كلها بلا نصب اي و أبي لا يخاف هول غد من حازها في الزمان اي و أبي أنخ مطايا الرجا ببابهما و حط كور العنا عن النجب من شاهد الفرقدين قبلهما في سفطي قبتين من ذهب للسيد صادق الفحام رحمه الله: أري العلمين بالزوراء لاحا فعج بالعيس و اغتنم الفلاحا علي ربع يطيب لها مناخ اذا وردت و يشفعها مراحا علي وادي طوي أو نار موسي أعاد الليل ثاقبها صباحا و اذ يقري العفاة به جواد اذا سئل القري هز ارتياحا فيقري ذا الضلال هدي و رشدا و ذا الاقتار منا و امتناحا سلالة سادة سادوا البرايا جميعا من غدا منهم و راحا نجوم للهدي طبعوا رشادا و سحب للندي جلبوا سماحا هم راشوا المكارم فاستقلت و قد كانت و لم تملك جناحا فدن و اخلع به النعلين واخضع و عفر في التراب و لا جناحا و سل لمطالب الدارين نجحا بجاههما العظيم تري النجاحا [182] . [ صفحه 87]

المرقد المطهر

عبث (هولاكوخان) بمدينة المنصور، فقتل الرجال و الأعلام، و أكثر الهدم في الأسواق و الدور، و شبت النار في بعض المحلات حتي اتصل لهيبها بالمشهد المقدس (الكاظمية)، و عندما ولي العراق (علاءالدين عطاء ملك الجويني) و ذلك سنة 657 من قبل هولاكو، أخذ بترميم المشهد الشريف، و زين داخل الروضة بالقاشاني الثمين. و في سنة 765 ه طغي نهر دجلة فجرف

بعض الدور و تهدمت الأسواق، فحصلت أضرار كثيرة بالمشهد المنور، حتي اذا أقبل السلطان أويس بن الحسن الجلايري سنة 769 ه أخذ في ترميم المشهد و عمارته، و زاد في البناء أن بني رواقا للزائرين، و وضع الصندوقين علي المرقدين، و هما من أبدع ما كان من الفن و دقة الصنعة، و شيد قبتين و منارتين رفيعتين، كما أنه بني للخدم و الفقراء دورا [183] . ثم طغي ماء دجلة، فتهدمت آنئذ أكثر الأسواق و الدور، فكانت هذه الزيادة سببا لهلاك أكثر الناس الذين انهارت عليهم الجدران و السقوف، فعندها قام بتعمير المشهد المنيف و دور المجاورين الأمير وجيه الدين اسماعيل بن الأمير زكريا الوزير الوالي من قبل السلطان أويس، فشكر الناس صنيعه. [ صفحه 88] و جاء دور السادة الصفوية الموسوية، فجدد عمارة المشهد الشريف (الشاه اسماعيل الصفوي رحمه الله) سنة 926 ه، و بني القبتين الشريفتين بطراز جميل و زينهما بالقاشاني الملون، و وسع الصحن، و شيد الجامع المعروف اليوم ب: (الجامع الصفوي) شمال الروضة، و بني أيضا حجرات لرواد العلم و الزوار، و زين أبواب الروضة بألواح الفضة، و نصب علي القبرين الشريفين صندوقين من النوع المعروف ب: (الخاتم)، و فرش الروضة المطهرة بالفرش الثمينة، و علق فيها القناديل الذهبية، و اتصل العمل بالبناء و الزخرف حتي سنة 935 ه، و كان الناظر علي العمل السلطان محمد خدابنده شقيق الشاه اسماعيل الذي كان يحكم العراق حينذاك، و كان يغدق العطاء علي السدنة و الخدم و المعتكفين [184] . و عندما استرد العراق السلطان سليم العثماني [185] من أيدي الفرس، و ذلك سنة 941 ه، أمر ببناء المنبر الموجود اليوم في الجامع الصفوي. و

في سنة 978 ه جاء ولده السلطان سليم الثاني الي العراق و تشرف بزيارة الكاظمية، [و] [186] أكمل بناء المأذنة الواقعة ما بين المشرق و الشمال [187] . و لما زار الشاه عباس الصفوي الكبير العتبات المقدسة في سنة 1032 ه أمر بأن يصنع للمرقدين ضريح من الفولاذ لحفظ صندوق الخاتم، فصنع في عهده و وضع علي المرقدين الكريمين، و زين الروضة بأنواع القناديل الذهبية. [ صفحه 89] و في سنة 1042 ه طغت دجلة، و حصلت أضرار في جدران الروضة و الأروقة، فأمر عندئذ الشاه صفي الصفوي بترميمها و ارجاع الزخرف بمكانه. و لما دخل بغداد السلطان مراد الرابع بن السلطان أحمد الأول، و ذلك في سنة 1047 ه بعد أن حاصرها أربعين يوما، أوعز الي جيشه بدخولها، فصار العسكر ينهب البلدة، و دخلوا المحلات و الدور و قتلوا كل من وقف أمامهم من الناس، و هجموا علي الروضة المقدسة و انتهبوا القناديل الذهبية و جميع ما كان من النفائس بها [188] . فرحم الله الأزري حيث يقول: تدعون الاسلام افكا و زورا كذبت أمهاتهم بادعاها [189] . و جدد حسن باشا ما تضعضع من سقوف الروضة الشريفة في سنة 1111 ه الي سنة 1112 ه. و نقل العلامة النوري في مستدركه - عند ترجمة الشيخ جعفر الكمرئي القاضي - عن تاريخ الأمير اسماعيل الخاتون آبادي أنه قال: و في جمادي الثانية - أي سنة 1115 ه - حج بيت الله الحرام محمود آغا التاجر، و معه الشباك لحرم الكاظميين عليهماالسلام - الي أن قال: - و معه دراهم كثيرة لعمارة المشهد الحسيني علي مشرفه السلام [190] . و ما أدري أي شباك هذا؛

لأن الشباك الفضي المشهور، [انما] [191] نصب في زمن ناصرالدين القاجاري، و الشباك الفولاذي [زمن] [192] الشاه اسماعيل الصفوي رحمه الله؟! [ صفحه 90] و في سنة 1211 ه أمر السلطان محمد شاه - أول سلطان من سلاطين القاجارية - بتذهيب القبتين المنورتين و رؤوس المآذن، و أضاف اليها منائر أخر علي طرز المنارة التي بناها السلطان سليم العثماني، و أمر بتذهيب الايوان الصغير الذي في طريق الرواق الجنوبي، و فرش الروضة بالمرمر الأبيض الجذاب، و عمر من الصحن ما هدمته أيدي الحوادث، و اشتري دورا مجاورة للصحن الشريف و ألحقها بالصحن من الجنوب و الغرب. و قام السلطان فتح علي شاه القاجاري في سنة 1231 ه بشي ء من التعميرات في الروضة، و غشي الجدران بالمرايا الصغيرة، و زركش باطن القبتين بالنقوش الجميلة بالمينا [193] و أنواع الأصباغ. ذكر شيخنا النقدي رحمه الله قال: و في مجموعة العالم الجليل السيد علي الصدر المسماة ب: (الحقيبة): أن الزخرف الذي داخل القبة من المرايا و النقوش هو من الميرزا شفيع وزير الشاه محمد المزبور. و زخرف الوزير معتمد الدولة منوجهر خان ايوان الروضة المقابل للجنوب بالذهب الابريز [194] ، و كتب في صدر الايوان أسماء الأئمة الاثني عشر عليهم السلام، ثم عمل الصفة [195] الشرقية (طارمة باب المراد)، و بعد هذه أقيمت الصفة الجنوبية (طارمة القبلة)، و ذلك في سنة 1255 ه. [ صفحه 91] و في سنة 1282 ه تغشي الايوان الشرقي بالذهب من فاضل قبة العسكريين عليهماالسلام بأمر ناصرالدين شاه القاجاري، و ذلك قبل زيارته العتبات العالية، و كذلك رممت السقوف و المرايا و النقوش التي عليها، و زينت جدران الرواق الخارجية بالقاشاني. و في سنة 1283 ه

وضع الضريح الفضي علي المرقدين علي الضريح الفولاذي بأمر السلطان ناصرالدين، و [تذهبت] [196] بعض جدران الروضة. و لما زار السلطان ناصرالدين شاه العتبات المطهرة، و ذلك سنة 1287 ه، فقيل عن لسانه هذا التاريخ: (تشرفنا بالزيارة) 1287 ه. و له آثار خالدة في العتبات المقدسة أسداها عند زيارته. أقول: و قد نزلت يوما في (السفينة) المعروفة في وسط جامع الكوفة و دخلت الي المحراب، فنظرت الي كتابة كتبت - و لعل [كاتبها] [197] بعض الطلبة - علي لبنة فوق جبهة المحراب: لقد تشرف بهذا المكان في هذا اليوم ناصرالدين شاه، 27 جمادي الثانية سنة 1287 ه. و في سنة 1293 ه ابتدأ عماد الدولة فرهاد ميرزا بن عباس ميرزا بن فتح علي شاه القاجاري - عم السلطان ناصرالدين شاه - ببناء الصحن الكاظمي المقدس و تجديد عمارته، فقلع البنيان السابق من أساسه، و ابتاع جملة من البيوت المجاورة بأثمان غالية و أضافها الي الصحن، و وسعه طولا و عرضا. و أرخ ابتداء هذا البناء الفاضل أمام الحرمين الميرزا محمد آل داود الهمداني رحمه الله، قال: لما بني سبط ملوك الفرس صحنا يضي ء نوره للكرسي [ صفحه 92] لنور عرش الله موسي الكاظم و سبطه الجواد ذي المكارم فاق علي الفردوس و القصور قلت مؤرخا (رياض النور) و مما أنشأ في الصحن الشريف الحجر و الأواوين المزينة بالقاشاني، و نظم (السراديب) التي في الصحن و الأواوين لدفن الأموات، و فرش الصحن بالصخور التي جلبها من ايران، و نصب ساعتين كبيرتين. فهذه الخدمات مشكورة له في الدارين، و أجره علي الجوادين. و لقد أرخ انتهاء هذا البناء أيضا الميرزا محمد آل داود الهمداني رحمه الله: صحن موسي حضيرة

القدس فاق طور الكليم في سعد يالها من بنية شهدت كعبة أنها مني الوفد حرم فاق حسنه ارما ليس فيه ذكر سوي الحمد صرح هامان خر من خجل مذ بناه (فرهاد) ذو المجد قلت لما شاد البنا أرخ (هو صحن كجنة الخلد) 1297 ه و كذلك جدد (فرهاد) تذهيب المآذن، و كان وكيله علي الصرف الحاج عبدالهادي الاسترآبادي أحد وجهاء الكاظميين، و ذلك في سنة 1299 ه. و مختصر القول: تم جميع ما أنشأه فرهاد ميرزا في سنة 1301 ه، فأرخ اتمام العمل المرحوم الشيخ صادق الأعسم رحمه الله: خذا بيدي فرهاد في يوم حشره فقد تم عن سر بتاريخه (خذا) و لقد ذكر شيحنا النقدي - رحمه الله - في كتابه (تاريخ الامامين الكاظمين عليهماالسلام) و قال رحمه الله: و في المجموعة المسماة ب: (الحقيبة) للسيد الأجل العالم الفاضل السيد علي نجل آية الله السيد حسن صدرالدين: الباذل لفضة الضريح الكاظمي الموجود الآن هي الحاجة سلطان بيكم بنت المرحوم مشير الملك الشيرازي، علي يد المرحوم [ صفحه 93] الميرزا كاظم الطباطبائي الأصبهاني التاجر. و الذي صاغ هذا الضريح ثلاثة من الصاغة: السيد محسن بن السيد هاشم آل أبي الورد الكاظمي، و السيد محمد علي الصايغ الكاظمي، و الميرزا محمد الشيرازي النجفي، و كان أبوه هو الذي صاغ ضريح أميرالمؤمنين عليه السلام، الذي كان علي القبر المطهر قبل الضريح الذي أرسل من الهند، الموجود اليوم علي القبر المطهر. و أما النجار الذي صنع الخشب الذي تحت فضة الضريح فكان الحاج محمد علي النجار رحمه الله، و كان من الأخيار المعروفين بالصلاح، و كان حسينيا لا تخلو داره من تعزية الحسين عليه السلام. و تم [198] نصب هذا الضريح في السادس

من شهر جمادي الأولي سنة 1324 ه، في عهد المرحوم الشيخ عبدالحميد ابن الشيخ طالب سادن الروضة المباركة. و لم تزل الحكومة العراقية تبذل ما تحتاج اليه العتبات المقدسة من تجديد و ترميم من مديرية الأوقاف العامة، منذ تشكلت الحكومة العراقية حتي اليوم. و رأيت من المناسب أن أذكر قصيدة المرحوم شاعر العراق الفحل عبدالباقي العمري رحمه الله، واصفا بها العتبة المقدسة روضة الامامين الهمامين الكاظمين، و مادحا المرحوم فرهاد ميرزا علي خدماته الجليلة: حضرة الكاظميين منها المرايا قد حكت قلب صب أهل الطفوف صبغتها يد التجلي بكف كبرت عن تشبيهها بالكفوف وروت عن (غدير خم) صفاء فتراءت لطرفي المطروف صور الكائنات فوجا بفوج سابحات في موجها الموكوف من قناديل عسجد زينوها بصفوف تلوح اثر صفوف [ صفحه 94] رسم تعليقها الأنيق تبدي كسطور منضودة من حروف روضة للصدور فيها ورود بأكف الألحاظ ذات قطوف قد أظلت شمسا بغير كسوف و أفلت بدرا بغير خسوف و طوت (كاظما) و لفت (جوادا) فازدهت بالمطوي و الملفوف شرفت فيهما و ما كل ظرف حاز تشريفه من المظروف وغدت للقلبين مثل شفاف رق لطفا كقلبي المشغوف و هي لما علي السماء أنافت بهما قلت: يا سما المجد نوفي كلما زرتها أقول لعيني هذه كعبة الجلال فطوفي بحماها كم من ألوف من الزوا رفازت من المني بصنوف أفأخشي صروف دهر و اني بحماها يخشي الزمان صروفي؟ حرم آمن فمن كان فيه قاطنا كان آمنا من مخوف و مطاف به استنارت فطافت زمر كاستدارة الخذروف كم لرشد من (حائري) هدته و برفدكم قد كفت من (كوفي) شنفتها العلياء لما أصاخت لصرير الأقلام أبهي شنوف شمخت عزة بأنف أشم مرغم بالتراب شم

الأنوف أرعفت مارن الصباح فأجرت دمه من بروقها بشنوف ألفت نفسي الثناء عليها و هي لا تنثني عن المألوف لا تلمني علي وقوفي بباب تتمني الأملاك فيه وقوفي هو باب مجرب ذو خواص كان منها اغاثة الملهوف ملحأ العاجزين كهف اليتامي مروة المرملين مأوي الضيوف من بروم الفتوح مما سواه طرقت بابه أكف الحتوف أنا عنه حيا و ميتا بدنيا ي و أخراي لست بالمصروف [ صفحه 95] هم بنو المرتضي و عترة طه سحب الفضل أبحر المعروف فليلمني من شاء اني موال رافل من ولائهم بشفوف فعليهم مني الثنا ما اليهم قطع المدلجون كل تنوف من قصيدة للمرحوم الشيخ جعفر النقدي عطر الله مرقده: لقد بلوت هذه الدنيا فما وجدت في ربوعها من نافع الا بني طه الأولي في مدحهم خصصت دون غيرهم بدائعي لذا انفضت العشر عن جهاته ا الست بالامام السابع (موسي بن جعفر) أبي الطهر (الرضا) امام كل ساجد و راكع نور الاله من غدا بنوره يشرق كل غارب و طالع ما نور شمس الأفق الا شعلة تسطع من أنواره السواطع باب حوائج الوري من وجوده يهمي علي الراجي كغيث هامع و معدن الأسرار أسرار الهدي ذي المعجزات الغرر النواصع أمين خلاق السماء و من غدا بدين خير الرسل خير صادع و ملجأ اللاجي و من بوجهه يهدي الي النجاة كل ضائع فضائل غراء في أوج العلي زاهرة كالأنجم الطوالع مناقب لم تخفها أعداؤه عطرت الكون بنشر ذائع سل (الرشيد) لا رأي رشدا أما كان له عن قتله من رادع؟ ألم يقل خير البرايا: عترتي عطفا بهم فانهم ودائعي؟ يا رحما لأحمد كان لها (هارون) دون الناس شر قاطع جاء بها

سوداء مدلهمة و وقعة من أعظم الوقائع (هارون) فرعون (لموسي) قد غدا و ظلمه من أعظم الفظائع [ صفحه 96] لا زال في عذابه مضطهدا مقيد الساق و في فجائع ينقل مسجونا لشر بلدة من بلد و شارع لشارع حتي اذا رمت به أيدي القضا الي (ابن شاهك) بقلب خاشع دس اليه السم ظلما فاغتدت أحشاؤه و السم في تنازع مات و لم تمت له كرامة و لا له غيبن من صنائع أمثل موسي و هو سيد الوري يموت في السجن بسم ناقع؟ تلفه الأعداء في ردائه و نعشه يطاف في مجامع و في الحديد رجله وجيده مخضب من أثر الجوامع يا جسر بغداد افتخر بنعشه فقد حكيت أشرف المواضع و يا مياه دجلة غوري فقد حل عليك مخصب البلاقع يا فاجع الاسلام في ندائه لا سلمت أحشاك من فواجع لله ميت بين أقربائه ما بين راء منهم و سامع مات و لم تحزن عليه مهجة منهم و لا بكته عين دامع صلي عليه الله ما في دوحها ناحت عليه نوح السواجع للشيخ محمد الملة رحمه الله: من ربع عزة قد نشفت شميما فأعادني حيا و كنت رميما و علا فؤادي صب أي صبابة هي صيرتني بالزمان عليما و مرابع كانت مراتع للمهي راقت و رقت في العيون أديما أسهرن طرفي بالجفا من بعد ما أرقدنه في وصلهن قديما كم ليلة حتي الصباح قضيتها معهن لا لغوا و لا تأثيما فكأني في وصلهن بجنة فيها مقامي كان ثم كريما [ صفحه 97] ماذا لقيت من الغرام و انما فيه ارتكبت من الذنوب عظيما خسرت لعمرك صفقة الدهر الذي فيه السفيه غدا يعد حليما أتروم برد نسيمه

و أبي علي الأحرار الا أن يهب سموما فأقم لرزء بني النبوة مأتما و اسجم دموعك كالغمام سجيما فمن الذي يهدي المضل الي الهدي من بعدهم أو ينصف المظلوما و بسيبه يغني الوري و بسيفه يجلو عن الدين الحنيف هموما هذا قضي قتلا و ذاك مغيبا خوف العدو و ذا قضي مسموما من مبلغ الاسلام أن زعيمها قد مات في سجن الرشيد سميما فالغي بات بموته طرب الحشي و غدا لمأتمه الرشاد مقيما ملقي علي جسر الرصافة نعشه فيه الملائك أحدقوا تعظيما فعليه روح الله أزهق روحه و حشي كليم الله بات كليما منح القلوب مصابه سقما كما منع النواظر في الدجي التهويما لا تألفي لمسرة (فهر) فقد أضحي مرورك هالكا معدوما للعلامة الشيخ آل راضي أيده الله: بكيت لعافي مربع عز باكيه و لم أبكه لكن بكيت لأهليه تعفي و حاشا ربع أنسي أنه يعفي و أيدي النائبات تعفيه و أن زمانا قد يسرك يومه ففي غده من مطلع السوء ما فيه ولكنني في حب موسي بن جعفر تخلصت من أسوائه و مساويه و لكل مهم في الحوائج أن يكن يرد الي باب الحوائج يقضيه و موسي كموسي في المفاخر توأم ولكن هذا أول و هو ثانيه و هارون هذا في مساوئ خصاله كفرعون موسي في خصال مساويه [ صفحه 98] لقد أسست تيم و آل أمية أساسا بنوالعباس شادت مبانيه أمثل الامام الطهر موسي بن جعفر يشرد عن أوطانه و أهاليه؟ يطاف به رحب البلاد مشردا بلا ملجأ الا المجالس تأويه غريبا بلا فاد و لو ينفع الفدا لراحت نفوس العالمين تفاديه فسل محبس السندي أي حشاشة أذيبت و ذاك السم ما عذر

ساقيه و سل جسر بغداد عن النعش من سعي اليه و ما نادي عليه مناديه و سل ذلك الصك الذي لقضائه فكم و دعوا من زورهم في حواشيه أيحمل حمالون نعش ابن جعفر و ينعاه جهرا بالمهانة ناعيه للخطيب الأستاذ الشيخ محمد علي اليعقوبي: للكرخ سارت بنا عيس الرجا تخد و في الضلوع لظي الأشواق تتقد تؤم في وخدها باب الحوائج وال يم الذي منه هلاك الوري تردوا يابن الألي بلغوا من كل مكرمة شأوا بعيد المراقي لم تنله يد و من اذا الدهر قد هبت زعازعه عليهم الناس (بعد الله) تعتمد لم أعتقد أبدا الا مودتهم و المرء يسأل عما كان يعتقد تصرم العمر مني و انقضي أملي و ما وفت لي أيامي بما تعد و لو تعي الهضب ما في القلب ألم دكت و لم تتحمل بعض ما أجد فلذت فيك و آمالي بك انعقدت و هل سواك به الآمال تنعقد؟ ما أنصفتك بنو الأعمام اذ قطعت أواصر برسول الله تتحد أبكيك رهن السجون المظلمات و قد ضاق الفضا و توالي حولك الرصد لبثت فيهن أعواما ثمانية ما بارحتك القيود الدهم و الصفد تمسي و تغدو بنو العباس في مرح و أنت في محبس السندي مضطهد [ صفحه 99] دسوا اليك نقيع السم في رطب فاخضر لونك مذ ذابت به الكبد حتي قضيت غريب الدار منفردا لله ناء غريب الدار منفرد أبكي لنعشك و الأبصار ترمقه ملقي علي الجسر لا يدنو له أحد أبكيك ما بين حمالين أربعة تشال جهرا و كل الناس قد شهدوا نادوا عليه نداء تقشعر له ال سبع الطباق فهلا زلزل البلد لم تجتمع هاشم البطحا لديه و لا ا

لأشراف من مضر الحمراء تحتشد كأنها ما درت أن العميد مضي و من رواق علاها قد هوي العمد و له أيضا حفظه الله: حملت و سوق الهم يوم تحمل و ضل خلي القلب يلهو و يعذل نأوا ففؤادي ليس يألف بعدهم سلوي و طرفي بالكري ليس يكحل و ما جزعي يوم الفراق بنافع و صبر الفتي في البين أحجي و أجمل أحباي جرتم بالصبابة فاعدلوا بذي شغف عن حبكم ليس يعدل فان تكن الأهواء منكم تبدلت فحبي علي العلات لا يتبدل حملت العنا فيكم وفاء لعهدكم و من شيم الحر الوفا و التحمل و لولا الوفا ما اختار أن يرد ابنه حياض الردي دون الذمار السموأل عذيري من الخلان لم ألق واحدا عليه اذا جار الزمان يعول سوي من يريني في الرخاء مودة و يسلمني عند البلاء و يخذل و مذ أكدت الآمال مني و لم أجد علي الأرض من يرجي لنيل و يسأل قصدت لحاجاتي (لموسي بن جعفر) فيممت بابا عنده الصعب يسهل حمي عكفت فيه ملائكة السما فتعرج أفواج و أخري تنزل فأبت و قد بلغت أسني رغائبي و خولت من جدواه ما لا يخول [ صفحه 100] و كم رحت استجدي سواه فخيبت ظنوني و هل أجدي عن البحر جدول مزاياه لم تحصر بعد كأنها سجاياه ان وافي اليه المؤمل بدت مثلما تبدو الكواكب في السما سوي أنها أبهي سناء و أكمل فلولاه ما كان (ابن يقطين) تاركا طريقته الأولي التي ليس تجهل علي حين قد كان الرشيد بمرصد يراقبه في سره كيف يفعل فعاين منه غير ما كان سامعا و كذب ما عنه الوشاة تقولوا و سار (لنيشابور) من أرض (طيبة) لينجز

فيها موعدا ليس يمطل أتي فتولي من (شطيطة) أمرها غداة بها أودي الحمام المعجل نحا قبره العافون من كل وجهة الي الله في أعتابه نتوسل و بالأمس (بالزوراء) بانت كرامة بها فاجأتنا (صحنها) تتمثل فكم من وجوه قطبت عند ذكرها و أخري سرورا أصبحت تتهلل أتي قبره (الأعمي) الذي في علاجه أساة الوري أضحت تحار و تذهل توسل في ذاك الضريح و ياله ضريحا به أهل السما تتوسل فما حاجة الا بمغناه تنقضي و لا غلة الا بجدواه تنهل فعاد بصير المقلتين لأهله يردد آيات الثنا و يرتل بنفسي الذي من القوم صابرا أذي لو يلاقي يذبلا ساخ يذبل بعيدا عن الأوطان و الأهل لم يزل ببغداد من سجن لآخر ينقل يعاني وحيدا لوعة السجن مرهقا و يرسف بالأصفاد و هو مكبل و دس له السم ابن شاهك غيلة فأدرك منه الرجس ما كان يأمل و مات سميما حيث لا متعطف لديه و لا حان عليه يعلل قضي فغدا ملقي علي الجسر نعشه له الناس لا تدنوا و لا تتوصل [ صفحه 101] و نادوا علي جسر الرصافة حوله نداء تكاد الأرض منه تزلزل فقل لبني العباس فيم اعتذارها عن الآل لو أن المعاذير تقبل؟ بحيث رسول الله و الطهر فاطم خصيمان و الرحمن يقضي و يفصل يمينا لقد زادت بما هي قد جنت علي ما جنته (عبد شمس) و نوفل رمت قبلها حرب فأصمت سهامها و سهم بني الأعمام أدمي و أقتل فيابن الأولي عن حبهم و ولائهم جميع الوري يوم القيامة تسأل خذوا يوم حشري ان وهنت بساعدي فاني بأعباء الجرائم مثقل لبعضهم: أمعاهد الأحباب حياك الحيا و تلاعبت فيك الجنوب و شمال فيك

أهيل المجد قد قطنوا و عن ساحاتك لم يلف ندب يرحل ضربوا بمدرجة الطريق قبابهم يتسابقون علي قري من ينزل لا يسأمون من العطا لمؤمل فينال تال ما ينال الأول لا تتبع المن الأذي لكنما قبل السؤال تكرما تتفضل هم عترة المجد الذين بمجدهم و بجدهم برد الامامة أنحلوا ورثوا المفاخر كابرا عن كابر فالفخر فيهم دائر متسلسل فاليهم عنهم و فيهم منهم غرر المحامد مجمل و مفصل طمع العداة بأن تحل محلهم أين الثري أين السماك الأعزل؟! بل حاولوا اطفاء نورهم الذي عم الوجود فخاب ما قد أملوا ظعن الكرام و خلفوا بحشي الهدي نارا بذكرهم تشب و تشعل أين الهداة الماجدون أولو الحجي؟ أين الجحاجحة الكرام الكمل؟ حرم النبي علي بنيه محرم و علي الأباعد من عداه محلل [ صفحه 102] فمشرد عن أهله و دياره و مصفد في قيده و مغلل و لئن نسيت فلست أنسي من له كف الفخار تشير هذا الموئل ما أمه ذو حاجة الا له باب الحوائج بالمني متكفل منه تعلمت الكرام مكارم الأ خلاق فهو البادئ المتفضل ان الوجود قد اكتسي من جوده حللا بها ما في العوالم يرفل قد أذهلت عشر العقول صفاته فمكبر من ذكرها و مهلل هيهات أن ينسي الهدي يوما سري فيه ابن جعفر و المراسم ترقل لله ساعة قربت من داره نوق التنائي و المدامع تهمل يا ساعة التوديع كم لك في حشا الا سلام من خرق و كم لك مفصل باب الهدي و ملاذ كل مؤمل موسي بن جعفر عن بنيه يرحل يا راحلا عن طيبة أين النوي ألقت عصاك فمن سواك مؤمل؟ بل أزعجتك عصابة أبت الهدي فأخذت في أسر العدي

تتنقل الله أكبر كيف من بيمينه تدبير أمر الكائنات يكبل و يسام ضيما من علي هام السهي ضربت سرادق عزه لا تنقل و بسجنه كم من أذي قد مسه لا يستطيع له نبي مرسل لا يوسف الصديق يحكيه و ان جل البلاء فخطب موسي أشكل فليوسف عند الخروج تباشر و عليه تاج الملك و هو مكلل و ابن النبي له خروج مثله لكنه ميت بلوح يحمل و لقد تحمل من أذي فرعونه ما لم يكن موسي له يتحمل لئن ازدراه ورام قتل حماته فنجا وذا بالسم أضحي يقتل بأبي و بي أفديه مسموما قضي بالتمر ليت النخل لم يك يحمل [ صفحه 103] الله قد قتلوا النبي بقتله و قضي بذياك الوصي الأفضل أفديه محمول الجنازة لم يكن من أهله أحد هنالك يحمل عجبا لمن غر الملائك قد غدي خدما له و ببابه تتوسل تسري جنازته بذل في الملا و يقام في النادي النداء المشكل يا من له المختار يبكي من أسي يبكي له الدين الحنيف و يعول فلتندب الصلوات من أحيي به ا الليل الطويل لربه يتبتل و لتندب الأسحار من في نوره يجلو الدجي و به الكتاب يرتل قل للوفود لمن تشد رحالها موسي قضي فلمن سواه تؤمل باب الرجا باب الهدي باب الندي باب الحوائج بعد موسي مقفل فلتندب الوفاد كفا لم تزل ان أجدبت أعوامها تتهطل للشيخ أحمد الشيخ صالح البحراني: كمثل كظوم الغيظ موسي بن جعفر أبي الحسن المسموم مستودع السر و كم آنست منه السجون بمعبد بأنواره تمسي كما هالة البدر و ما زال منها في السجون رهينة يعالج فيها لاعج البؤس و النصر تقاذفه أيدي الطغاة عداوة بسجن

الي سجن و مصر الي مصر فطورا ببغداد و طورا ببصرة بقيد ثقيل مرن قوة العمر كما قيد السجاد حتي تورمت من القيد أعضاه بجامعة الأسر فأغري به الكلب العقور ابن شاهك عريق البغايا في الفجور و في الغدر فقطع أفلاذ الفؤاد عداوة بسم نقيع شاب مستعذب التمر قضي و هو شمس بالكسوف تجللت فما البدر بدر لا و لا الفجر بالفجر قضي و هو مسموم فأي موحد تري بمحياه الوري سمة البشر [ صفحه 104] فلهفي علي باب الحوائج قد بقي برغم العلي ملقي كما قيل بالجسر و لهفي علي موسي الكليم فؤاده فناح له موسي الكليم بلا فكر و لا غرو فالأملاك و الرسل نمقت عليه برود الحزن بالجدد الحمر و ان عميد الرسل سمط دمعه بصفحة خديه عقيقا مع الدر و حيدرة الكرار يبكي لشبله غداة كساه السم من حلل خضر و شقت له الزهراء حبة قلبها لسم خبا من مسه الكوكب الدري و طرح ابنها موسي علي الجسر ضحوة أهاج لها طرح الحسين علي العفر و غربته قد جددت غربة ابنها و فتكة سندي به فتكة الشمر و ذكرها سم أصاب فؤاده سهاما فرت قلب الحسين مع النحر علي أن موسي قد أصيب بنفسه و أبناؤه و الأهل في الخفر و الخدر و غسله المولي الرضا بيمينه و كفنه و الكل بالحال لا يدري و كفنه بالجهر بعض ببردة محبرة قد ضمت سور الذكر تم بعون الله الملك الوهاب

پاورقي

[1] من المصدر.

[2] يظهر من كلام ابن عكاشة أن الذين بعثهم الباقر عليه السلام لشراء حميدة كانوا جماعة، و لقد أفاضت الروايات في ذلك عن جابر كما في (الدر النظيم)، و عن هاشم بن

أحمر كما في (اعلام الوري)، و عن ابن عكاشة نفسه كما جاء في (أصول الكافي). «منه رحمه الله». اعلام الوري 2: 31. الكافي 1: 543 / 1.

[3] الكافي 1: 543 - 544 / 1.

[4] الكافي 1: 544 / 2، باختلاف يسير.

[5] أمالي الطوسي: 721 / 152. اعلام الوري 2: 32. بحارالأنوار 48: 9 / 11.

[6] الأبواء: موضع بين مكة و المدينة، و فيه توفيت آمنة أم النبي. «منه رحمه الله.» انظر: معجم البلدان 1: 102 / 152.

[7] انظر: الكافي 1: 543. أعيان الشيعة 2: 5.

[8] من المصدر.

[9] لم ترد في المصدر: (الحسين عليه السلام). [

[10] في الأصل: (جدي)، و ما أثبتناه من المصدر.

[11] من المصدر.

[12] الأنعام: 115.

[13] في الأصل: (خليقتي)، و ما أثبتناه من المصدر.

[14] آل عمران: 18.

[15] القدر: 4.

[16] الكافي 1: 448 - 449 / 1.

[17] لم نعثر عليه في نسخة العمدة التي بين أيدينا، و انما وجدناه في (مناقب آل أبي طالب) 4: 323.

[18] بحارالأنوار 48: 11.

[19] مناقب آل أبي طالب 4: 323.

[20] الفصول المهمة: 232.

[21] لم ترد في نسخة المصدر التي بين أيدينا: (فائدة).

[22] انظر: الكافي 6: 483 / 5.

[23] الارشاد (ضمن سلسلة مؤلفات الشيخ المفيد) 11 / 2: 214.

[24] الارشاد (ضمن سلسلة مؤلفات الشيخ المفيد) 11 / 2، باختلاف يسير.

[25] الارشاد (ضمن سلسلة مؤلفات الشيخ المفيد) 11 / 2: 216 - 217.

[26] الارشاد (ضمن سلسلة مؤلفات الشيخ المفيد) 11 / 2: 217.

[27] الارشاد (ضمن سلسلة مؤلفات الشيخ المفيد) 11 / 2: 217.

[28] الارشاد (ضمن سلسلة مؤلفات الشيخ المفيد) 11 / 2: 217.

[29] في الأصل: (حاتم)، و ما أثبتناه من المصدر.

[30] في المصدر: (فهو) بدل (فهذا).

[31] الارشاد (ضمن سلسلة مؤلفات الشيخ المفيد) 11 / 2: 218.

[32] الارشاد (ضمن

سلسلة مؤلفات الشيخ المفيد) 11 / 2: 219.

[33] الارشاد (ضمن سلسلة مؤلفات الشيخ المفيد) 11 / 2: 219.

[34] البهمة: أولاد الضأن. و في مصدر آخر: عناق مكية، و العناق الأنثي من أولاد المعز. «منه رحمه الله». انظر: لسان العرب 1: 524 - بهم. المصباح المنير: 64. مجمع البحرين 5: 219 - عنق.

[35] الارشاد (ضمن سلسلة مؤلفات الشيخ المفيد) 11 / 2: 219.

[36] الغديرتان: الذؤابتان اللتان تسقطان علي الصدر. لسان العرب 10: 23 - غدر.

[37] في المصدر: (عليك) بدل (عليكم).

[38] الارشاد (ضمن سلسلة مؤلفات الشيخ المفيد) 11 / 2: 220.

[39] من المصدر.

[40] الارشاد (ضمن سلسلة مؤلفات الشيخ المفيد) 11 / 2: 220.

[41] الارشاد (ضمن سلسلة مؤلفات الشيخ المفيد) 11 / 2: 220.

[42] حشوة البطن و حشوته - بالكسر و الضم - أمعاؤه، و نقول لجميع ما في البطن حشوة. لسان العرب 3: 193 - حشا.

[43] انظر: عيون أخبار الرضا 1: 95، ب 7، ح 1. الارشاد (ضمن سلسلة مؤلفات الشيخ المفيد) 11 / 2: 237 - 239. روضة الواعظين: 218. بحارالأنوار 48: 209 - 210 / 7.

[44] من المصدر.

[45] الأفطح: هو عبدالله بن الامام جعفر الصادق عليه السلام و اليه تنسب الأفطحية. «منه رحمه الله». انظر: فرق الشيعة: 77 - 78. الارشاد (ضمن سلسلة مؤلفات الشيخ المفيد) 11 / 2: 210 - 211. كشف الغمة في معرفة الأئمة 2: 392 - 393. منتهي الآمال 2: 209. مقالات الاسلاميين: 27 - 28.

[46] يس: 39.

[47] التوبة: 25.

[48] في الأصل زيادة: (و لما رجعت) بعد (خرجت)، و حذفناها لمقتضي السياق.

[49] انظر: مناقب آل أبي طالب 4: 291 - 292، الثاقب في المناقب: 439 - 446 / 376 / 5. و فيه:

(محمد ابن ابراهيم النيسابوري) بدل (محمد بن علي النيسابوري)، و (اللؤلوئي) بدل (الوزوازي)، و (صريا) بدل (صيداء).

[50] في الأصل: (ذكراه تشجينا)، و ما أثبتناه من المصدر.

[51] المجالس السنية 2: 551، و البيتان من قصيدة للسيد صالح القزويني.

[52] القادسية: هي منطقة بينها و بين الكوفة (15 فرسخا)، و فيها كان يوم القادسية المشهور الذي كان بين المسلمين بقيادة سعد بن أبي وقاص و الفرس في أيام عمر بن الخطاب، و كان الفتح فيها للمسلمين. معجم البلدان 4: 331 - 332 / 9350.

[53] الحجرات: 12.

[54] واقصة: منزل بطريق مكة بعد القرعاء نحو مكة و قبل العقبة. معجم البلدان 5: 407 / 12369.

[55] طه: 82.

[56] الأبدال: قوم يقيم لهم الله عزوجل الأرض، و هم سبعون، و قيل: أربعون، يرأسهم الحجة من آل محمد في كل زمان. «منه رحمه الله». انظر: الصحاح 4: 1632 - بدل. لسان العرب 1: 344 - بدل. القاموس المحيط: 1247 - بدل.

[57] زبالة - بضم أوله - منزل معروف بطريق مكة من الكوفة، و هي قرية عامرة بين واقصة و الثعلبية. و يوم زبالة من أيام العرب، قالوا: سميت زبالة بزبلها الماء، أي بضبطها له و أخذها منه. معجم البلدان 3: 145 - 146 / 5928.

[58] الركوة: اناء صغير من جلد يشرب فيه الماء، و هي الدلو الصغيرة. لسان العرب 5: 306. المصباح المنير 1: 238 - ركا.

[59] تذكرة الخواص: 312 - 313، باختلاف يسير.

[60] فيد: موضع بين مكة و العراق لمكة أقرب. «منه رحمه الله». انظر: معجم البلدان 4: 320 / 9315.

[61] انظر: مناقب آل أبي طالب 4: 303، كشف الغمة في معرفة الأئمة 3: 4 - 5. و فيه أن الأبيات من قصيدة لبعض المتقدمين.

[62]

المجالس السنية 2: 550، و الأبيات من قصيدة للسيد صالح القزويني رحمه الله.

[63] في الأصل: (انكاره)، و ما اثبتناه من المصدر.

[64] في الأصل: (ابن)، و ما أثبتناه من المصدر.

[65] ميزان الاعتدال 2: 279 / 3741.

[66] معجم البلدان 4: 562 / 10481.

[67] الكافي 1: 412 - 413 / 7.

[68] المجالس السنية 2: 551 - 552، و البيتان من قصيدة للسيد صالح القزويني.

[69] زبالة: موضع بين العراق و الحجاز و للعراق أقرب. «منه رحمه الله». و قد تقدمت في ص 25.

[70] في الأصل: (أأخلك)، و ما أثبتناه من المصدر.

[71] نورالأبصار في مناقب آل بيت النبي المختار 4: 303، باختلاف يسير.

[72] تذكرة الخواص: 313.

[73] محمد: 22 - 23.

[74] تاريخ بغداد 13: 30 - 31 باختلاف يسير.

[75] المجالس السنية 2: 552. و البيت لمؤلف المجالس السنية السيد محسن الأمين.

[76] انظر: الارشاد (ضمن سلسلة مؤلفات الشيخ المفيد) 11 / 2: 239 - 242. مناقب آل أبي طالب 4: 327.

[77] فخ: موضع قرب مكة المكرمة كانت فيه الواقعة الشهيرة بوقعة فخ، كانت بين الحسين بن علي الحسني و بين جيوش موسي الهادي، و لم تكن واقعة أعظم علي أهل البيت بعد واقعة الطف من واقعة فخ. «منه رحمه الله». انظر: معجم البلدان 4: 269 / 9050.

[78] في المصدر: (تنطقوا) بدل (تذكروا).

[79] انظر: مهج الدعوات: 218 - 219. بحارالأنوار 48: 150 - 151 / 25.

[80] سخينة: لقب لقريش، و أصله اسم طعام كانت تأكله قريش و تعير به. «منه رحمه الله». لسان العرب 6: 207 - سخن.

[81] فرخ الروع و أفرخ: ذهب الفزغ، يقال: ليفرخ روعك أي ليخرج عنك فزعك كما يخرج الفرخ عن البيضة. لسان العرب 10: 213 - فرخ.

[82] الآبنوس: خشب معروف،

و هو معرب و يجلب من الهند و اسمه بالعربية تأتم. المصباح المنير: 2- الابن.

[83] دعاؤه عليه السلام هذا يسمي بدعاء الجوشن الصغير، ذكره علماؤنا في كتب المزارات و الأدعية، و ذكره الكفعمي في حاشية (البلد الأمين)، و ذكره السيد ابن طاووس في (مهج الدعوات). «منه رحمه الله».

[84] انظر: عيون أخبار الرضا 1: 65. مهج الدعوات: 218 - 219. بحارالأنوار 48: 150 - 153 / 25.

[85] ذكرنا هذه الدعوة و استجابتها في كتابنا (الدعوات المستجابة) المخطوط. «منه رحمه الله».

[86] عيون أخبار الرضا 1: 65 - 66. العقد الفريد 3: 227.

[87] في الأصل: (استجابه)، و ما أثبتناه للسياق.

[88] مقتل الحسين (الخوارزمي) 2: 30.

[89] الأنعام: 84 - 85.

[90] آل عمران: 61.

[91] انظر: الاختصاص (ضمن سلسلة مؤلفات الشيخ المفيد) 12: 56. الاحتجاج 2: 391. بحارالأنوار 48: 122 / 1.

[92] تذكرة الخواص: 314. و انظر: الارشاد (ضمن سلسلة مؤلفات الشيخ المفيد) 11 / 2: 234 - 235. تاريخ بغداد 13: 31. كفاية الطالب: 457.

[93] انظر: الارشاد (ضمن سلسلة مؤلفات الشيخ المفيد) 11 / 2: 239. اعلام الوري بأعلام الهدي 2: 33. كشف الغمة في معرفة الأئمة 3: 22. منتهي الآمال في تواريخ النبي و الآل 2: 281. الفصول المهمة في معرفة أحوال الأئمة 239.

[94] الرقة: موضع فيه حدائق و حقول و هو منتزه الخلفاء، تقع شمال بغداد. «منه رحمه الله» انظر: معجم البلدان 3: 67 - 68 / 5564.

[95] العقابون: أناس يعاقبون المجرم. «منه رحمه الله».

[96] و السبب الذي حدا بالسندي أن ينادي عليه: هذا امام الرافضة، قيل: كان قوم يقال لهم الواقفية يزعمون أن موسي بن جعفر هو المهدي الغائب المنعوت في الكتب، و جعلوا حبسه هو الغيبة المذكورة للقائم؛ فنادي

هذا موسي بن جعفر الذي تزعم الرافضة أنه هو القائم لا يموت فانظروا اليه، فنظر اليه الناس ميتا. «منه رحمه الله». الارشاد (ضمن سلسلة مؤلفات الشيخ المفيد) 11 / 2: 243.

[97] انظر: الارشاد (ضمن سلسلة مؤلفات الشيخ المفيد) 11 / 2: 240 - 243. كشف الغمة في معرفة الأئمة 3: 2422. منتهي الآمال في تواريخ النبي و الآل 2: 282 - 284.

[98] في الأصل زيادة: (جميعا) بعد (جميعا)، و ما أثبتناه موافق للمصدر.

[99] تاريخ بغداد 13: 32، باختلاف يسير.

[100] ربيع الأبرار 1: 259 - 260.

[101] الحج: 25.

[102] الأنبياء: 47.

[103] زيادة اقتضاها السياق.

[104] زيادة اقتضاها السياق.

[105] في الأصل: (من واحد)، و ما أثبتناه للسياق.

[106] المائدة: 45.

[107] البدرة: كيس فيه ألف أو عشرة آلاف. لسان العرب 1: 341 - بدر. مجمع البحرين 3: 216 - بدر.

[108] خرد و أخرد الرجل: طال سكوته، أو قل كلامه، استحيا من ذل. المنجد: 173 - خرد. «منه رحمه الله».

[109] انظر: مناقب آل أبي طالب 4: 312 - 313. بحارالأنوار 48: 141 - 143 / 18.

[110] في الأصل: (يعترف)، و ما أثبتناه من المصدر.

[111] قرفت الرجل: أي عبته، و يقال: هو يقرف بكذا، أي يرمي به و يتهم، فهو مقروف. الصحاح 4: 1415 - قرف.

[112] الارشاد (ضمن سلسلة مؤلفات الشيخ المفيد) 11 / 2: 225 - 229، باختلاف يسير.

[113] رجال الطوسي: 354 / 17.

[114] كتاب الفهرست للنديم: 279. باختلاف كبير فيه، و ورد النص بلفظه كاملا في كتاب (الفهرست للشيخ الطوسي): 90 - 91 / 378.

[115] لم نعثر عليه في نسخة الكشي التي بين أيدينا، و انما وجدناه في (رجال النجاشي): 273.

[116] اختيار معرفة الرجال: 432 / 813.

[117] اختيار معرفة الرجال: 431 / 807، و

لم ترد فيه: (الجنة).

[118] اختيار معرفة الرجال: 431 - 432 / 810، و لم ترد فيه: (له).

[119] اختيار معرفة الرجال: 432 / 812.

[120] اختيار معرفة الرجال: 433 / 817.

[121] اختيار معرفة الرجال: 433 / 818.

[122] اختيار معرفة الرجال: 433 - 434 / 819.

[123] اختيار معرفة الرجال: 434 - 435 / 820، بالمعني.

[124] اختيار معرفة الرجال: 434 / 819، بالمعني.

[125] اختيار معرفة الرجال: 437 / 823، بالمعني.

[126] انظر: اختيار معرفة الرجال: 430 / 805. الفهرست (الطوسي): 91 / 378.

[127] عيون أخبار الرضا (7) 1: 86 - 87 / 10، باختلاف يسير، و فيه: (القروي) بدل (الغروي).

[128] انظر: المجالس السنية 2: 550 - 551.

[129] انظر: كشف الغمة في معرفة الأئمة 3: 38. الفصول المهمة في معرفة أحوال الأئمة عليهم السلام: 241.

[130] عيون أخبار الرضا 1: 83 - 84، باختلاف يسير.

[131] انظر: عيون أخبار الرضا 1: 83. مناقب آل أبي طالب 4: 303.

[132] انظر الارشاد (ضمن سلسلة مؤلفات الشيخ المفيد) 11 / 2: 215، 242. اعلام الوري 2: 6، 33. كشف الغمة في معرفة الأئمة 3: 6، 24. بحارالأنوار 48: 206 - 207 / 1، 2، 4، 6.

[133] و يروي من طريق آخر أن الذي تولي سم الامام هو يحيي بن خالد البرمكي، و المشهور هو السندي بن شاهك، و لعله كان يحيي يتلقي الأوامر من الرشيد و يوعز بها الي السندي، و الله أعلم. «منه رحمه الله».

[134] الكامل في التاريخ 5: 108، بالمعني.

[135] الخرائج و الجرائح 1: 341.

[136] في الأصل: (تحن)، و ما أثبتناه من المصدر.

[137] في المصدر: (فله) بدل (قل له).

[138] مناقب آل أبي طالب 4: 290، باختلاف يسير.

[139] عنه: الأنوار البهية: 194.

[140] عنه: الأنوار البهية: 194 - 195.

[141]

عيون المعجزات: 95.

[142] الهداية الكبري: 265.

[143] عمدة الطالب: 177.

[144] لم نعثر عليه في نسخة المناقب التي بين أيدينا، و انما وجدناه في (كمال الدين و تمام النعمة) 1: 38. و بحارالأنوار 48: 227 / 29.

[145] انظر: الارشاد (ضمن سلسلة مؤلفات الشيخ المفيد) 11 / 2: 242. روضة الواعظين: 220. مقاتل الطالبيين: 417.

[146] مناقب آل أبي طالب 4: 328، بالمعني.

[147] انظر: الارشاد (ضمن سلسلة مؤلفات الشيخ المفيد) 11 / 2: 243. اعلام الوري 2: 43. مقاتل الطالبيين: 417.

[148] فرق الشيعة (مذاهب الفرق): 85.

[149] انظر: موسوعة العتبات المقدسة 9: 228.

[150] من المصدر.

[151] الكافي 1: 444 / 6.

[152] انظر: رجال الكشي: 433.

[153] اعلام الوري 2: 6. بحارالأنوار 48: 1 - 2 / 1.

[154] في المصدر: (غليظ) بدل (كثرة).

[155] مصباح الزائر: 382 - 383.

[156] انظر: الارشاد (ضمن سلسلة مؤلفات الشيخ المفيد) 11 / 2: 231. الخرائج و الجرائح 2: 896. كشف الغمة في معرفة الأئمة 3: 2. منتهي الآمال في تواريخ النبي و الآل 2: 243.

[157] الارشاد (ضمن سلسلة مؤلفات الشيخ المفيد) 11 / 2: 231، 235 بتفاوت يسير.

[158] الارشاد (ضمن سلسلة مؤلفات الشيخ المفيد) 11 / 2: 231، 235 بتفاوت يسير.

[159] عيون أخبار الرضا 1: 179 / 6.

[160] العين: الذهب «منه رحمه الله». انظر: المصباح المنير 2: 440 - عين.

[161] الورق: الفضة. «منه رحمه الله». انظر: لسان العرب 15: 275 - ورق. المصباح المنير 2: 655 - ورق.

[162] الأدقة: جمع دقيق «منه رحمه الله». انظر: المصباح المنير 1: 197 - دقق.

[163] الارشاد (ضمن سلسلة مؤلفات الشيخ المفيد) 11 / 2: 231 - 232.

[164] من المصدر.

[165] انظر: الارشاد (ضمن سلسلة مؤلفات الشيخ المفيد) 11 / 2: 232. تاريخ بغداد 13: 28.

[166]

مقاتل الطالبيين: 413.

[167] عمدة الطالب: 177.

[168] الارشاد (ضمن سلسلة مؤلفات الشيخ المفيد) 11 / 2: 233. تاريخ بغداد 13: 28 - 29. مقاتل الطالبيين: 414413.

[169] في الأصل: (الحديد)، و ما أثبتناه للسياق.

[170] كما في تذكرة الخواص لسبط ابن الجوزي: 314. «منه رحمه الله».

[171] الارشاد (ضمن سلسلة مؤلفات الشيخ المفيد) 11 / 2: 244.

[172] انظر: مطالب السؤول 125:2.

[173] زيد هذا كان قد خرج علي المأمون، فظفر به فبعث به الي أخيه علي بن موسي الرضا، فوبخه و جري بينهما كلام ذكره القاضي المعافي في (الجليس و الأنيس)، و مما قال له: «يا زيد، ما أنت قائل لرسول الله صلي الله عليه و آله: اذ سفكت الدماء و أخفت السبل و أخذت المال من غير حله، غرك حمقاء أهل الكوفة في قول رسول الله صلي الله عليه و آله: «ان فاطمة أحصنت فرجها فحرم الله ذريتها علي النار»، و هذا لمن خرج من بطنها مثل الحسن و الحسين فقط، لا لي و لا لك، و الله ما نالوا ذلك الا بطاعة الله، فان أردت أن تنال بمعصية الله ما نالوه بطاعته، انك اذن لأكرم علي الله منهم». «منه رحمه الله». تذكرة الخواص: 314 - 315.

[174] محمد هذا مختلف فيه. «منه رحمه الله».

[175] الحمزة هذا مدفون في الري، قبله مرقد السيد عبدالعظيم الحسني، و له مزار مشيد تزوره الناس أفواجا أفواجا و يتبركون بقبره الزاهر. «منه رحمه الله».

[176] مطالب السؤول في مناقب آل الرسول 2: 124 - 125، بتفاوت.

[177] من المصدر.

[178] في الأصل: (استوهبت)، و ما أثبتناه من المصدر.

[179] في الأصل: (و وصلوا)، و ما أثبتناه من المصدر.

[180] بحارالأنوار 104: 6 / 27.

[181] مناقب آل أبي طالب 4: 329.

[182] انظر:

أعيان الشيعة 7: 361.

[183] انظر: موسوعة العتبات المقدسة 9: 216 - 219.

[184] انظر: موسوعة العتبات المقدسة 9: 239.

[185] الملقب بالقانوني، و انما لقب بهذا اللقب لأنه هو الذي وضع القوانين في الدولة العثمانية. «منه رحمه الله».

[186] زيادة اقتضاها السياق.

[187] موسوعة العتبات المقدسة 9: 240.

[188] انظر: موسوعة العتبات المقدسة 9: 241.

[189] الأزرية: 143.

[190] خاتمة مستدرك الوسائل 2: 53.

[191] في الأصل: (انه)، و ما أثبتناه للسياق.

[192] في الأصل: (من)، و ما أثبتناه للسياق.

[193] المينا: مادة صلبة زجاجية يطلي بها (فارسية). المنجد: 782 - مين.

[194] الابريز: الخالص. لسان العرب 1: 374 - برز.

[195] الصفة: الظلة، و صفة البنيان: طرته، و الصفة من البنيان شبه البهو الواسع الطويل السمك. لسان العرب 7: 364 - صفف.

[196] في الأصل: (تذهيب)، و ما أثبتناه للسياق.

[197] في الأصل: (و كتبها)، و ما أثبتناه للسياق.

[198] في الأصل زيادة: (و) بعد (تم)، و ما أثبتناه موافق للسياق.

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.