المجالس السنية في مناقب و مصائب العترة النبوية (علیهم السلام )

اشارة

سرشناسه : امين ، محسن ، ‫1865 - 1952م.

عنوان و نام پديدآور : المجالس السنيه في مناقب و مصائب العتره النبويه / تاليف محسن الامين .

مشخصات نشر : قم: المكتبه الحيدريه ‫، 1428ق. ‫= 2007م . ‫= 1386.

مشخصات ظاهري : ‫ج.

شابك : ‫100000ريال ‫: دوره ‫: 964-8163-83-9 ؛ 964-8163-81-2

يادداشت : چاپ دوم

يادداشت : اين كتاب در سالهاي مختلف توسط ناشرين مختلف منتشر شده است.

موضوع : چهارده معصوم -- فضايل

موضوع : چهارده معصوم -- مصائب

موضوع : وعظ

موضوع : شيعه -- تاريخ

موضوع : اسلام -- تاريخ

رده بندي كنگره : ‫BP36/5 ‮ ‮ ‫ / ‮6الف 8 م3 1386‮

رده بندي ديويي : ‫297/95

شماره كتابشناسي ملي : 1179594

زين العابدين علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب

ولد علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام بالمدينة يوم الجمعة أو يوم الخميس أو يوم الأحد لتسع أو لخمس أو سبع خلون من شعبان أو منتصف جمادي الثانية أو الأولي سنة 38 او 37 او 36 من الهجرة، و توفي بالمدينة يوم السبت في 12 من المحرم او 18 او 19 او 22 او 25 منه سنة 95 او 94 من الهجرة و له 55 سنة أو [ صفحه 393] 56 او 57 او 58 او 59 و اشهر و ايام بحسب اختلاف الأقوال و الروايات في تاريخ المولد و الوفاة، عاش منها مع جده أميرالمؤمنين «ع» سنتان او اكثر و مع عمه الحسن 12 سنة او 10 سنين و مع ابيه الحسين 23 او 24 سنة و مع ابيه بعد عمه الحسن 10 سنين و بعد ابيه 34 او 33 او 35 سنة و هي مدة امامته و هي بقية ملك يزيد بن معاوية و معاوية بن يزيد و مروان بن الحكم و عبدالملك بن مروان و توفي في ملك الوليد بن عبدالملك

و دفن بالبقيع مع عمه الحسن بن علي في القبة التي فيها قبر العباس بن عبدالمطلب. أمه قيل اسمها شهربانو او شهربانوية بنت يزدجرد آخر ملوك الفرس، و قيل غير ذلك. المشهور ان اخاه شهيد كربلا هو الأكبر و قيل انه الأصغر. تناسل ولد الحسين من زين العابدين عليهماالسلام قال المفيد في الارشاد و ابن الصباغ في الفصول المهمة: كان له من الأولاد خمسة عشر، احد عشر ذكرا و اربع بنات و هم: محمد الباقر امه فاطمة بنت الحسن السبط تكني ام عبدالله. عبدالله. الحسن. الحسين الأكبر لم يعقبا. زيد. عمر. الحسين الأصغر. [ صفحه 394] عبيدالله. سليمان لم يعقب. محمد الأصغر. علي و هو اصغر ولده. فاطمة. علية. خديجة. ام كلثوم. و في الطبقات الكبير لمحمد ابن سعد عدله عشرة ذكور و سبع بنات فقال: ولد علي الأصغر ابن حسين بن علي: الحسن بن علي درج [1] و الحسين الأكبر درج و محمد ابوجعفر الفقيه. و عبدالله و امهم ام عبدالله بنت الحسن ابن علي بن ابي طالب. و عمر. و زيد المقتول بالكوفة. و علي ابن علي. و خديجة. و حسينا الأصغر بن علي. و ام علي بنت علي و هي علية. و كلثوم بنت علي. و سليمان لا عقب له. و القاسم. و ام الحسن و هي حسنة. و ام الحسين. و فاطمة. و في كشف الغمة: قيل كان له تسعة أولاد ذكور و لم يكن له انثي و قال ابن الخشاب النحوي في مواليد أهل البيت أنه ولد له ثمان بنين و لم يكن له انثي، و هم محمد الباقر، و زيد الشهيد بالكوفة» و عبيدالله،، و الحسن،

و الحسين، و علي، و عمر. و قال ابن شهر آشوب في المناقب: أبناؤه ثلاثة عشر من أمهات الأولاد الا اثنين، محمد الباقر و عبدالله الباهر امهما أم عبدالله بنت الحسن ابن علي، و أبوالحسين زيد الشهيد بالكوفة و عمر توأم، و محمد الأصغر و عبدالرحمن و سليمان توأم، و الحسن و الحسين و عبيدالله توأم و محمدالأصغر فرد و علي و هو أصغر ولده و خديجة فرد و يقال لم يكن له بنت و يقال ولدت له فاطمة و علية و أم كلثوم. و في عمدة الطالب: أعقب منهم ستة محمدالباقر و عبدالله الباهر و زيد [ صفحه 395] الشهيد و عمر الأشرف و الحسين الأصغر و علي الأصغر. كان يأبي أن يواكل أمه فقيل له يا ابن رسول الله أنت أبر الناس و أوصلهم للرحم فيكف لا تواكل أمك؟ فقال اني أكره أن تسبق يدي الي ما سبقت اليه عينها، و قال له رجل يا ابن رسول الله اني لأحبك في الله حبا شديدا فقال اللهم اني أعوذ بك أن احب فيك و أنت لي مبغض و كان يعجبه ان يحضر طعامه اليتامي و الأضراء و الزمني و المساكين الذين لا حيلة لهم، و كان يناولهم بيده و من كان منهم له عيال حمل له الي عياله من طعامه، و كان لا يأكل طعاما حتي يهدأ فيتصدق بمثله. كان معظما مهيبا عندالقريب و البعيد و الولي و العدو، حتي ان يزيد بن معاوية لما أمر أن يبايعه أهل المدينة بعد وقعة الحرة علي أنهم عبيد رق له لم يستثن من ذلك الي علي بن الحسين و كان يحسن الي من يسي ء

اليه. كان هشام بن اسماعيل أمير المدينة يسي ء اليه و يؤذيه أذي شديدا فلما عزل أمر به الوليد أن يشهر للناس فكان الناس يمرون به فيشتمونه فمر به علي و سلم عليه و أمر خاصته أن لا يعرض أحد، و كان له ابن عم يؤذيه فكان يجيئه و يعطيه الدنانير ليلا و هو متستر فيقول لكن علي بن الحسين لا يصلني لا جزاه الله خيرا، فيسمع و يصبر فلما مات انقطع عنه [ صفحه 396] فعلم أنه هو الذي كان يصله، و لما طرد أهل المدينة بني أمية في وقعة الحرة أراد مروان بن الحكم ان يستودع أهله فلم يقبل أحد ان يكونوا عنده الا علي بن الحسين فوضعهم مع عياله و احسن اليهم مع عداوة مروان المعروفة له و لجميع بني هاشم و عال في وقعة الحرة اربعمائة امراة من بني عبد مناف الي ان تفرق جيش مسرف بن عقبة، و كان يقول لمن يشتمه: ان كنت كما قلت فأسأل الله ان يغفر لك. و كان لا يسافر الا مع رفقة لا يعرفونه و يشترط عليهم ان يكون من خدم الرفقة فيما يحتاجونه. يعتبر علي بن الحسين المؤسس الثاني المدرسة الاسلامية، اذ ان جده علي بن ابي طالب هو المؤسس الأول. و كما اتخذ جده من المسجد و من بيته مكانا يلتف حوله فيه طلاب العلم الوافدون من كل مكان، و كما كانت مجالس جده دروسا في شتي المعارف الاسامية فكان بذلك المؤسس الأول للدراسات الاسلامية. كذلك كان حفيده زين العابدين علي بن الحسين، فمنذ سنة 61 الي سنة 95، أي طيلة خمس و ثلاثين سنة كان منزله و كان المسجد مدرسته

يزدحم فيها الطلاب عليه. فبينما كانت الدولة مشغولة باستبدادها و استنزاف دماء الشعب. و سلب أمواله و اضطهاد أحراره. كان علي بن الحسين مشغولا بنشر العلم [ صفحه 397] و بعث الثقافة و انارة الافكار و تهذيب الأخلاق فكثر تلاميذه و الآخذون عنه في أنواع العلوم، و أصبح أولئك التلاميذ و تلاميذهم بناة الحضارة الاسلامية و رجال الفكر الاسلامي و التشريع الاسلامي و الأدب الاسلامي. و لقد أخذ عنه علماء الحجاز و من يأتي من البلاد البعيدة و القريبة في مواسم الحج و دونوا ما أخذوه عنه و رواه عنهم الناس. فمن روي عنه: الزهري و سفيان بن عينيه. و نافع و الأوزاعي و مقاتل و الواقدي و محمد بن اسحاق و غيرهم. و روي عمن روي عنه: الطبري و ابن البيع و أحمد بن حنبل و ابن بطة و أبوداود و صاحب الحيلة و صاحب الأغاني و صاحب قوت القلوب و صاحب شرف المصطفي و صاحب أسباب النزول و صاحب الفائق و صاحب الترغيب و الترهيب، و غيرهم. و من رجاله من الصحابة: جابر بن عبدالله الأنصاري و عامر ابن واثلة الكناني و سعيد بن المسيب بن حزن و سعيد بن جهان الكناني مولي ام هاني ء. و من التابعين أبومحمد سعيد بن جبير مولي بني أسد و محمد بن جبير بن معطم و القاسم بن عوف و اسماعيل بن عبدالله بن جعفر و ابراهيم و الحسن ابنا محمد بن الحنفية و حبيب بن أبي ثابت و أبويحيي الأسدي و ابوحازم الأعرج و سلمة بن دينار المدني الأقرن القاص و من أصحابه أبوحمزة الثمالي بقي الي أيام [ صفحه 398]

موسي «ع» و فرات بن أحنف بقي الي أيام أبي عبدالله «ع» و جابر ابن محمد بن ابي بكر و أيوب بن الحسن و علي بن رافع و أبومحمد القرشي السدي الكوفي و الضحاك بن مزاحم الخراساني و طاوس ابن كيسان ابوعبدالرحمن و حميد بن موسي الكوفي و ابان بن تغلب بن رياح و ابوالفضل سدير بن حكيم بن سهيب الصيرفي و قيس بن رمانة و عبدالله البرقي و الفرزدق الشاعر و أبوخالد الكابلي كنكر و يقال اسمه وردان و يحيي بن أم الطويل و سعيد ابن المسيب المخزومي و حكيم بن جبير و غيرهم. و من آثاره المدونة و التي تعتبر من أوائل التأليف في صدر الاسلام: 1- الصحيفة الكاملة و قد استنسخ الناس منها نسخا لا تعد و لا تحصي بالخطوط الجميلة النادرة المثيل و المزينة بجداول الذهب و طبعت في عصر الطباعة طبعات كثيرة و شرحها العلماء شروحا عديدة منها شرح الشيخ البهائي المسمي حدائق المقربين و أحسن الشروح شرح السيد علي خان الشيرازي. و قد كانت منها نسخة عند ولده زيد الشهيد ثم انتقلت الي أولاده و الي أولاده عبدالله بن الحسن، مضافا الي ما كان عند الباقر. و تعتبر من أعلي درجات البيان العربي باسلوبها و معانيها. [ صفحه 399] 2- رسالة الحقوق و هي من الأعمال الفكرية السامية في الاسلام تحتوي علي توجيهات و تعليمات و قواعد في السلوك العام و الخاص من أدق ما يعرفه الفكر الانساني. كان عمره «ع» يوم كربلاء 24 سنة علي الأكثر و 22 سنة علي الأقل. و قال محمد بن سعيد في الطبقات كان علي بن الحسين مع

أبيه بطف كربلاء و عمره اذ ذاك ثلاث و عشرون سنة لكنه كان مريضا ملقي علي فراشه و قد نهكته العلة و المرض (اه) و كان قد تزوج و ولد له الباقر فقد كان عمر الباقر يومئذ أربع سنين أو ثلاث سنين و جملة من العلماء منهم المفيد يقولون أنه أكبر من أخيه علي شهيد كربلاء هو الأوسط و انما قيل له الأكبر بالنسبة الي أخيه الأصغر الذي هو أصغر منهما. و كان زين العابدين «ع» مريضا يوم كربلاء فلذلك لم يجاهد و سلم من القتل و انحصر نسل رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم من فاطمة «ع» من الحسينيين فيه و في ذريته. و لما قتل الحسين عليه السلام أراد شمر قتل زين العابدين عليه السلام و هو مريض فدفعه عنه حميد بن مسلم. و حمله عمر بن سعد مع من حمله من أهل البيت الي الكوفة و قد نهكته العلة. حج هشام بن عبدالملك فطاف بالبيت فجهد ان يصل الي الحجر فيستلمه فلم يقدر لشدة الازدحام فنصب له منبر و جلس [ صفحه 400] عليه ينظر الي الناس و معه أهل الشام اذ أقبل علي بن الحسين فطاف بالبيت فلما بلغ الحجر تنحي له الناس حتي يستلمه فقال رجل من اهل الشام من هذا الذي قد هابه الناس هذه الهيبة فقال هشام لا أعرفه مخافة ان يرغب فيه أهل الشام و كان الشاعر الفرزدق حاضرا فقال الفرزدق و لكني أعرفه قال الشامي من هو يا ابافراس فقال الفرزدق قصيدته: هذا الذي تعرف البطحاء و طأته و البيت يعرفه و الحل و الحرم هذا ابن خير

عباد الله كلهم هذا التقي النقي الطاهر العلم يكاد يمسكه عرفان راحته ركن الحطيم اذا ما جاء يستلم اذا رأته قريش قال قائلها الي مكارم هذا ينتهي الكرم ان عد اهل التقي كانوا ذوي عدد او قيل من خير اهل الأرض قيل هم هذا ابن فاطمة ان كنت جاهله بجده أنيباء الله قد ختموا و ليس قولك من هذا بضائره العرب تعرف من انكرت و العجم يغضي حياء و يغضي من مهابته فما يكلم الا حين يبتسم ينمي الي ذروة العز التي قصرت عنها الاكف و عن ادراكها القدم من جده دان فضل الأنبياء له و فضل امته دانت له الأمم ينشق نور الهدي عن صبح غرته كالشمس تنجاب عن اشراقها الظلم [ صفحه 401] مشتقة من رسول الله نبعته طابت عناصره و الخيم و الشيم الله شرفه قدما و فضله جري بذاك له في لوحه القلم كلتا يديه غياث عم نفعهما يستو كفان و لا يعروهما العدم سهل الخليقة لا تخشي بوادره يزينه اثنان حسن الخلق و الكرم حمال أثقال أقوام اذا فدحوا رحب الفناء اريب حين يعتزم ما قال لا قط الا في تشهده لولا التشهد كانت لاؤه نعم عم البرية بالاحسان فانقشعت عنه الغيابة لا هلق و لا كهم من معشر حبهم دين و بغضهم كفر و قربهم ملجا و معتصم لا يستطيع جواد بعد غايتهم و لا يدانيهم قوم و ان كرموا هم الغيوث اذا ما أزمة أزمت و الأسد أسد الشري و الرأي محتدم لا

ينقص العسر بسطا من اكفهم سيان ذلك ان أثروا و ان عدموا يستدفع السوء و البلوي بحبهم و يسترب به الاحسان و النعم مقدم بعد ذكر الله ذكرهم في كل بدء و مختوم به الكلم يأبي لهم ان يحل الذم ساحتهم خيم كريم و أيد بالندي هضم أي الخلائق ليست في رقابهم لأولية هذا أوله نعم من يعرف الله يعرف أولية ذا الدين من بيت هذا ناله الأمم ثم قال هذا علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب فغضب هشام و أمر بحبس الفرزدق بعسفان بين مكة و المدينة فبعث اليه علي [ صفحه 402] بألف دينار فردها و قال: انما قلت ما قلت غضبا لله و لرسوله فما آخذ عليه أجرا فقال علي: نحن أهل بيت لا يعود الينا ما أعطينا فقبلها الفرزدق و هجا هشاما فقال: أيحسبني بين المدينة و التي اليها قلوب الناس يهوي منيبها يقلب رأسا لم يكن رأس سيد و عينا له حولاء باد عيوبها كان زين العابدين علي بن الحسين يمثل الانسانية علي أعلي مستوياتها، و يطبق رسالة الاسلام كما أرادها النبي محمد تطبيقا عمليا مثمرا. فالاسلام الذي وضع الأسس لالغاء الرقيق، فألغي أول ما ألغي معظم منابع الرقيق، و أوضح الطرق المؤدية في نهاية الأمر الي انهاء الرق. الاسلام هذا كان علي بن الحسين يمثله تمثيلا كاملا. ففي الحين الذي كانت تمتلي ء فيه قصور الحكام بالأرقاء نساء و رجالا و كانت الدولة تسي ء تطبيق قواعد الاسلام. كان علي ابن الحسين يقود حملة تحرير الرقيق، و يجعل من نفسه قدوة للشعب في ذلك. و

كانت خطته كما يلي: 1- عندما كان يصل الأرقاء الي يده كان يعاملهم معاملة الأنداد، فاذا أخطأوا لم يعاقبهم بل يسجل أخطاءهم في دفتر عنده و ينتظر حتي يأتي عيد الفطر فيجمعهم و يعرض عليهم [ صفحه 403] أخطاءهم ملاطفا لهم فيعترفوا بتلك الأخطاء، فيقول لهم عفوت عنكم فهل عفوتم عني ما كان مني اليكم، فيقولون قد عفونا عنك و ما اسأت. فيقول: قولوا اللهم اعف عن علي بن الحسين كما عفا عنا. ثم يحررهم و بعطيهم بعض المال ليبدأوا به حياتهم الجديدة. 2- لم يكن يبقي عنده عبدا سنة كاملة بل كان يشتريهم في الشهور التي تسبق رمضان ليسرع في تحريرهم وقت العيد. 3- و كذلك كان يفعل في عيد الأضحي، فهو يشتري العبيد و ليس له حاجة بهم فاذا جاء وقت الحج خرج بهم الي عرفات، فاذا انتهي الحج حررهم و زودهم بالمال. و لم يكن ينقص عدد المحررين في كل عيد عن العشرين انسانا. و الذي يزيد في تقديرنا لهذا العمل العظيم هو ان علي بن الحسين لم يكن ذا ثروة تساعده علي التوسع في هذه الخطة، بل كانت موارد رزقه محدودة فكان ينفق كل ما يصل الي يده في هذا السبيل و في مساعدة ذوي الحاجات كما سنذكر فيما يلي: كان يخرج في الليل حاملا معه ما استطاع جمعه من المال، و ربما حمل الطعام و الحطب أيضا، حتي يأتي أبواب الفقراء فيقرعها بابا بابا، ثم يناول من يخرج اليه. و يكون مغطيا وجهه [ صفحه 404] لئلا يعرفه أحد، فلما توفي انقطع عن الفقراء ما

كان يأتيهم فعرفوا انه هو الفاعل.

مولد زين العابدين و وفاته

الامام بعد الحسين بن علي و رابع ائمة المسلمين و خلفاء الله في العالمين ابنه علي بن الحسين زين العابدين عليهم السلام (ولد) بالمدينة يوم الجمعة أو الخميس او الاحد لتسع أو لخمس او لسبع او لثمان خلون من شعبان (و قيل) منتصف جمادي الآخرة و قيل الاولي سنة ثمان و ثلاثين او سبع و ثلاثين او ست و ثلاثين من الهجرة قبل وفاة جده اميرالمؤمنين «ع» بسنتين و قيل باكثر و قبل وفاة عمه الحسن «ع» باثنتي عشرة سنة و كان عمره يوم قتل ابيه «ع» ثلاثا و عشرين سنة و بقي بعد ابيه اربعا و ثلاثين سنة او ثلاثا و ثلاثين سنة او خمسا و ثلاثين (و توفي) بالمدينة يوم السبت في المحرم في الثاني عشر منه او في الثامن عشر او التاسع عشر او الثاني و العشرين او الخامس و العشرين سنة خمس و تسعين او اربع و تسعين من الهجرة و له خمس و خمسون سنة او ست و خمسون او سبع و خمسون او ثمان و خمسون و اشهر و ايام و ذلك بحسب اختلاف الاقوال و الروايات في تاريخ المولد [ صفحه 405] و الوفاة و دفن بالبقيع مع عمه الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام (و كانت) امامته أربعا و ثلاثين سنة او خمسا و ثلاثين أو ثلاثا و ثلاثين و هي بقية ملك يزيد بن معاوية و معاوية بن يزيد و مروان بن الحكم و عبدالملك بن مروان و توفي في ملك الوليد بن عبدالملك (و أمه) شاهزنان و قيل شهربانويه و قيل غير ذلك بنت

يزدجرد بن شهريار آخر ملوك الفرس (قال المفيد) و كان أميرالمؤمنين «ع» ولي حريث بن جابر الحنفي جانبا من المشرق فبعث اليه ببنتي يزدجرد فنحل ابنه الحسين «ع» شاهزنان منهما [2] فاولدها زين العابدين و نحل الأخري محمد بن أبي بكر فولدت له القاسم فهما ابنا خالة.

كنيته و لقبه

(و كنيته) ابومحمد و ابوالحسن (و لقبه) زين العابدين و سيد العابدين و السجاد و ذو الثفنات و غير ذلك (و السبب) في تسميته [ صفحه 406] بزين العابدين ما رواه الصدوق في العلل ان الزهري كان اذا حدث عنه يقول حدثني زين العابدين فسأله سفيان بن عينية لم تقول له ذلك قال لأني سمعت سعيد بن المسيب يحدث عن ابن عباس ان رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم قال اذا كان يوم القيامة ينادي مناد ابن زين العابدين فكأني انظر الي والدي علي بن الحسن يخطر بين الصفوف (و السبب) في تسميته بسيد العابدين ما رواه ابوعمرو الزاهد في كتاب اليواقيت من ان الزهري رأي في منامه كأن يده مخضوبة فعبرها فقيل انك تبتلي بدم خطأ و كان عاملا لبني امية فعاقب رجلا فمات في العقوبة فخرج هاربا و توحش و دخل الي غار و طال شعره و حج علي بن الحسين «ع» فقيل له هل لك في الزهري فدخل عليه فقال له اني أخاف عليك من قنوطك ما لا اخاف عليك من ذنبك فابعث بدية الي أهله و اخرج الي أهلك و معالم دينك فقال فرجت عني يا سيدي و الله أعلم حيث يجعل رسالته و كان الزهري بعد ذلك يقول ينادي مناد في القيامة ليقم سيد العابدين في زمانه

فيقوم علي بن الحسين «ع» (و السبب) في تسميته بالسجاد ما رواه الصدوق في العلل عن الباقر عليه السلام انه ما ذكر لله عزوجل نعمة عليه الا سجد و لا قرأ آية من كتاب الله عزوجل فيها سجود الا سجد و لا دفع الله عزوجل عنه سوءا يخشاه أو كيد كائد الا سجد و لا فرغ من صلاة مفروضة الا سجد و لا وفق لا صلاح بين اثنين الا سجد و كان اثر السجود في جميع مواضع سجوده فسمي السجاد لذلك [ صفحه 407] (و السبب) في تسميته بذي الثفنات ان مواضع السجود منه كانت كثفنات البعير من طول السجود و كثرته و هي ما يقع علي الأرض من البعير اذا استناخ مما غلظ كالر كبتين و غيرهما (و روي) الصدوق في العلل عن الباقر عليه السلام قال كان لأبي في موضع سجوده آثار نابتة و كان يقطعها في السنة مرتين في كل مرة خمس ثفنات فسمي ذا الثفنات لذلك (و نقش خاتمه) الحمد لله العلي (و قيل) ان الله بالغ امره (و قيل) لكل غم حسبي الله (و قيل) و ما توفيقي الا بالله (و قيل) القوة لله جميعا. (و قيل) العزة لله (و قيل) خزي و شقي قاتل الحسين بن علي (و لعله) كان بله عدة خواتيم بعدة نقوش (و شاعره) الفرزدق و كثير عزة (و بوابه) أبوجبلة و قيل يحيي بن ام الطويل و قيل أبوخالد الكابلي (و ملوك عصره) يزيد ابن معاوية و معاوية بن يزيد و مروان بن الحكم و عبدالملك بن مروان و الوليد بن عبدالملك (و منه) تناسل ولد الحسين عليه السلام (و كان) له من الأولاد خمسة

عشر 1- محمد الباقر عليه السلام أمه فاطمة المكناة بام عبدالله بنت الحسن السبط 2- عبدالله 3- الحسن 4- الحسين الأكبر لم يعقبا امهم ام ولد 5- زيد 6- عمر امهما ام ولد 7- الحسين الأصغر 8- عبدالرحمن 9- سليمان امهم ام ولد 10- علي و هو أصغر ولده 11- خديجة امهما ام ولد 12- محمد الأصغر أمه ام ولد 13- فاطمة 14- علية 15- ام كلثوم امهن ام ولد (و عن الصادق (ع) ان زين العابدين «ع» بكي علي أبيه أربعين سنة صائما نهاره قائما ليله فاذا حضره الافطار [ صفحه 408] جاء غلامه بطعامه و شرابه فيضعه بين يديه فيقول كل يا مولاي فيقول قتل ابن رسول الله جائعا قتل ابن رسول الله عطشان فلا يزال يكرر ذلك و يبكي حتي يبل طعامه من دموعه ثم يمزج شرابه بدموعه فلم يزل كذلك حتي لحق بالله عزوجل (و في كشف الغمة) عن الصادق «ع» سئل علي بن الحسين عليهماالسلام عن كثرة بكائه فقال لا تلوموني فان يعقوب فقد سبطا من ولده فبكي حتي ابيضت عيناه و لم يعلم انه مات و قد نظرت الي أربعة عشر رجلا من أهل بيتي في غداة واحدة قتلي فترون حزنهم يذهب من قلبي. لم ادر أي رزية أبكي لها أم أي نائبة لها اتوجع

صفة زين العابدين و اخلاقه و اطواره

(أما) صفته في جسمه و لباسه ففي الفصول المهمة: كان أسمر قصيرا دقيقا (روي) ابن سعد في الطبقات الكبير انه كان يخضب بالسواد. و في رواية بالحناء و الكتم. و الصبغ بالحناء و الكتم يكون أسود فلا منافاة و انه كان له جمة الي المنكب مفروقة و انه كان له كساء خز أصفر و انه رؤي عليه كساء

خز [ صفحه 409] و خبة خز. و الخز من أخفر اللباس في ذلك العصر. و انه كان يشتري كساء الخز بخمسين دينارا فيشتو فيه ثم يبيعه و يتصدق بثمنه (و في رواية) (كان يقول اني لأستحيي من ربي ان آكل ثمن ثوب عبدت الله فيه) و يصيف في ثوبين من ثياب مصر اشمونيين بدينار (و في رواية) يلبس في الصيف ثوبين بخمسمائة درهم و يلبس ما بين ذا و ذا من اللبوس و يقول من حرم زينة الله التي أخرج لعباده و انه كان يلبس في الشتاء الجبة الخز بخمسمائة درهم و المطرف الخز بخمسين دينارا و يتلو قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده و الطيبات من الرزق. و كان يلبس قلنسوة بيضاء لاطئة و يتم بعمامة بيضاء و يرخي عمامته خلف ظهره شبرا أو فويقه. و أما صفته في أخلاقه و أطواره فالمستفاد من عدة روايات انه كان أفضل أهل زمانه و أعلمهم و أفقههم و أورعهم و أعبدهم و أكرمهم و أحلمهم و أصبرهم و أفصحهم و أحسنهم أخلاقا و أكثرهم صدقة و أرأفهم بالفقراء و أنصحهم للمسلمين و كان معظما مهيبا عند القريب و البعيد و الولي و العدو. و كان يشبه جده أميرالمؤمنين عليهماالسلام في فقهه و عبادته عبدالله حتي اصفر لونه من السهر و رمصت عيناه من البكاء و دبرت جبهته و انخرم أنفه من السجود و ورمت ساقاه و قدماه من القيام في الصلاة و كان يحسن الي من يسي ء اليه و كان يقول لمن يشتمه ان كنت صادقا فأسأل الله ان يغفر لي و ان كنت كاذبا فأسأل الله

ان يغفر لك. [ صفحه 410] و لما طرد أهل المدينة بني أمية في وقعة الحرة أراد مروان بن الحكم ان يستودع أهله فلم يقبل أحد أن يكونوا عنده الا علي ابن الحسين فوضعهم مع عياله و أحسن اليهم مع عداوة مروان المعروفة له و لجميع بني هاشم و عال في وقعة الحرة أربعمائة امرأة من بني عبد مناف الي ان تفرق جيش مسرف بن عقبة. و قال ابن حجر في صواعقه: زين العابدين هو الذي خلف أباه علما و زهدا و عبادة و كان اذا توضأ للصلاة اصفر لونه فقيل له في ذلك فقال لا تدرون بين يدي من أقف. و كان عظيم التجاوز و العفو و الصفح حتي انه سبه رجل فتغافل عنه فقال له اياك اعني فقال و عنك اعرض. أشار الي آية (خذ العفو و امر بالمعروف و اعرض عن الجاهلين.) يا سيد العباد رزؤك فادح جلل تكاد له الجبال تصدع فأبوك و الأهلون و الأنصار قد أمسوا و هم في الطف حولك صرع ما فقد يعقوب ليوسف بالغ معشاره بل ما أصابك أوجع [ صفحه 411]

بعض ادلة امامة زين العابدين

من أدلة أمامة زين العابدين وصية ابيه الحسين عليهماالسلام اليه (روي) الكليني عليه الرحمة بسنده عن الباقر عليه السلام قال ان الحسين (ع) لما حضره الذي حضره دعا ابنته فاطمة الكبري فدفع اليها كتابا ملفوفا و وصية ظاهرة (و في رواية) فدفع اليها وصية ظاهرة و وصية باطنة و كان علي بن الحسين (ع) مريضا لا يرون ان يبقي بعده فلما قتل الحسين (ع) و رجع اهل بيته الي المدينة دفعت فاطمة الكتاب الي علي

بن الحسين (ع) ثم صار ذلك الكتاب و الله الينا (و روي) الكليني ايضا بسنده عن الصادق «ع» ان الحسين «ع» لما سار الي العراق استودع ام سلمة رضي الله عنها الكتب و الوصية فلما رجع علي بن الحسين «ع» دفعتها اليه (و ورد) النص علي امامته في احاديث كثيرة روتها ثقات شيعته يضيق المقام عنها (و من ادلة امامته عليه السلام) انه كان افضل اهل زمانه علما و عملا و زهدا و ورعا و عبادة و حلما و سخاء فيكون احق بالخلافة و الامامة (قال) المفيد في الارشاد كان علي ابن الحسين عليهماالسلام افضل خلق الله بعد ابيه علما و عملا و قد روي عنه فقهاء العامة من العلوم ما لا يحصي كثرة و حفظ عنه من المواعظ و الادعية و فضائل القرآن و الحلال و الحرام و المغازي و الايام ما هو مشهور بين العلماء (و قال) ابن شهر آشوب) في المناقب قلما يوجد كتاب زهد و موعظة ليس فيه قال علي بن الحسين أو قال زين العابدين. [ صفحه 412]

ما جاء في علم زين العابدين و فضله و تواضعه

و مما جاء في علم زين العابدين «ع» و فضله ما رواه المفيد في الارشاد بسنده عن عبدالله بن الحسن بن الحسن قال كانت أمي فاطمة بنت الحسين «ع» تأمرني أن أجلس الي خالي علي بن الحسين «ع» فما جلست اليه قط الا قمت بخير قد أفدته اما خشية لله تحدث في قلبي لما رأي من خشيته الله أو علم قد استفدته منه. (و مما) جاء في فضله ما رواه المفيد بسنده عن الزهري قال كان علي بن الحسين «ع» أفضل هاشمي أدركناه (وفي رواية أخري) عن الزهري لم أدرك أحدا من

أهل هذا البيت (يعني بيت النبي صلي الله عليه و آله و سلم) أفضل من علي بن الحسين (و عن) أبي حازم و سفيان بن عيينة و الزهري قال كل واحد منهم ما رأيت هاشميا أفضل من علي بن الحسين و لا أفقه منه (و روي) المفيد أيضا بسنده انه لما ولي عبدالملك بن مروان الخلافة رد الي علي بن الحسين صدقات رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و صدقات علي بن ابي طالب (أي اوقافهما) و كانتا مضمومتين فخرج عمر بن علي الي عبدالملك يتظلم اليه من ابن أخيه فقال عبدالملك أقول كما قال ابن ابي الحقيق: انا اذا مالت دواعي الهوي و أنصت السامع للقائل و اصطرع الناس [3] بالبابهم نقضي بحكم عادل فاصل لا نجعل الباطل حقا و لا نلط [4] دون الحق بالباطل نخاف أن تسفه أحلامنا فنخمل الدهر مع الخامل [ صفحه 413] جماله و تشوقوا له و جعلوا يقولون من هذا من هذا تعظيما له و اجلالا لمرتبته و كان الفرزدق هناك فأنشأ يقول: هذا الذي تعرف البطحاء و طأته و البيت يعرفه و الحل و الحرام هذا ابن خير عباد الله كلهم هذا التقي النقي الطاهر العلم يكاد يمسكه عرفان راحته ركن الحطيم اذا ما جاء يستلم يغضي حياء و يغضي من مهابته فما يكلم الا حين يبتسم اي الخلائق ليست في رقابهم لأولية هذا أوله نعم من يعرف الله يعرف أولية ذا فالدين من بيت هذا ناله الأمم اذا رأته قريش قال قائلها الي مكارم

هذا ينتهي الكرم أمثل هذا الأمام في علمه و فضله و جلالة قدره التي اعترف بها المؤالف و المخالف امام أهل البيت في عصره و وارث علوم أبيه و جده يقاء أسيرا الي أولاد البغايا تارة الي ابن مرجانه و سمية و تارة الي ابن هند و الغل في عنقه كأنما هو من اسارا الكفار أو من قطاع الطرق و هو حجة الله علي خلقه و خليفة جده في أمته و أحد الثقلين الذين لا يضل من تمسك بهما و ذلك بمرأي و مسمع من امة تدعي انها علي دين الاسلام. يعظمون له أعواد منبره و تحت أرجلهم أولاده وضعوا [ صفحه 414]

ما جاء في عبادة زين العابدين

مما جاء في عبادة زين العابدين «ع» و شدة خوفه من الله تعالي و كثرة بكائه من خشية الله و انقطاعه عن الخلق و انصرافه بكله الي الله تعالي ما ذكره غير واحد من العلماء انه كان اذا توضأ اصفر لونه (و في رواية) كان اذا فرغ من وضوء الصلاة و صار بين وضوئه و صلاته أخذته رعدته و نفضة (و في رواية) كان اذا قام الي الصلاة تغير لونه و أصابته رعدة و تغير أمره فقيل له في ذلك فقال و يحكم أتدرون الي من أقوم و من أريد أناجي أو من اريد اتأهب للقيام بين يديه (و في رواية) اني اريد الوقوف بين يدي ملك عظيم (و في رواية) كان اذا قام في صلاته غشي لونه لون آخر (و في رواية) كان اذا سجد لم يرفع رأسه حتي يرفض عرقا (و كان) اذا وقف في الصلاة لم يشتغل بغيرها و لم يسمع شيئا

لشغله بالصلاة (و في رواية) كان يقوم الي الصلاة كأنه ساق شجرة لا يتحرك منه شي ء الا ما حركت الريح منه (و في الخصال) عن الباقر «ع» كان قيام علي بن الحسين «ع» في صلاته قيام العبد الذليل بين يدي الملك الجليل كانت اعضاؤه ترتعد من خشية الله عزوجل و كان يصلي صلاة مودع يري انه لا يصلي بعدها أبدا و لقد صلي ذات يوم فسقط الرداء عن أحد منكبيه فلم يسوه حتي فرغ من صلاته [ صفحه 415] فسأله بعض أصحابه عن ذلك فقال ويحك أتدري بين يدي من كنت ان العبد لا يقبل من صلاته الا ما أقبل منها عليه بقلبه (و في كشف الغمة) كان لا يحب ان يعينه علي طهوره احد و كان يستقي الماء لطهوره و يخمره (أي يغطيه) قبل ان ينام فاذا قام من الليل بدأ بالسواك ثم توضأ ثم يأخذ في صلاته و كان لا يدع صلاة الليل في السفر و الحضر (و قال الشيخ في المصباح) كانت له خريطة فيها تربة الحسين «ع» و كان لا يسجد الا علي التراب (و روي) المفيد بسنده عن الصادق «ع» انه قال و الله ما أكل علي بن أبي طالب من الدنيا حراما قط حتي مضي لسبيله و ما عرض له أمران قط هما لله رضا الا أخذ باشد هما عليه في دينه و ما نزلت برسول الله صلي الله عليه و آله و سلم نازلة قط الا دعاه ثقة به و ما اطاق عمل رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم من هذه الأمة غيره و ان كان ليعمل عمل رجل كأن وجهه

بين الجنة و النار يرجو ثواب هذه و يخاف عقاب الآخرة و لقد اعتق من ماله الف مملوك في طلب وجه الله و النجاة من النار مما كد بيديه و رشح منه جبينه. و ما أشبهه من ولده و لا أهل بيته احد اقرب شبها به في لباسه و فقهه من علي بن الحسين (و روي) المفيد بسنده انه «ع» حج ماشيا فسار عشرين يوما من المدينة الي مكة و انه حج مرة فالتاثت عليه الناقة في سيرها (أي أبطأت) فاشار اليها بالقضيب ثم قال آه لولا القصاص ورد يده عنها (و روي) أنه «ع» حج علي ناقته عشرين حجة فما قرعها بسوط. (و كفي) في عبادته و تذلله لله تعالي الأدعية المأثورة عنه [ صفحه 416] فانها مع كثرتها و ما هي عليه من بلوغ أقصي درجات الفصاحة و البلاغة فيها من أنواع التعبد و الخضوع و الاستكانة لله تعالي و صنوف التوسل لبلوغ رضي الله تعالي ما يحير العقول و يذهب الألباب و يبين للناظر فيه امتناع صدور هذه المواهب الجليلة من غير أهل بيت النبوة و ان هذه الجواهر لا يمكن ان توجد في سوي هذه المعادن (و كفي) في ذلك الصحيفة الكاملة انجيل آل محمد و ما جمع بعدها من الصحائف الأربع من ادعيته «ع» التي جمع مؤلف هذا الكتاب احداها. و مما جاء في عبادة زين العابدين «ع» ما روي (عن طاوس) قال دخلت الحجر في الليل فاذا علي بن الحسين عليهماالسلام قد دخل فقام يصلي ما شاء الله تعالي ثم سجد سجدة فأطال فيها فقلت رجل صالح من بيت النبوة لأصغين اليه فسمعته يقول:

عبدك بفنائك مسكينك بفنائك سائلك بفنائك فقيرك بفنائك (قال طاوس) فوالله ما صليت و دعوت بهن في كرب الا فرج عني (و عن) طاوس أيضا قال رأيت علي بن الحسين «ع» يطوف من العشاء الي السحر و يتعبد فلما لم ير احدا رمق السماء بطرفه و قال الهي غارت نجوم سماواتك و هجعت عيون أنامك و أبوابك مفتحات للسائلين جئتك لتغفر لي و ترحمني و تريني وجه جدي محمد صلي الله عليه و آله و سلم في عرصات القيامة (ثم بكي و قال) و عزتك و جلالك ما أردت بمعصيتي مخالفتك و ما عصيتك اذ عصيتك و أنا بك شاك و لا بنكالك جاهل و لا لعقوبتك متعرض و لكن سولت لي نفسي [ صفحه 417] و أعانني علي ذلك سترك المرخي علي فالآن من عذابك من يستنقذني و بحبل من أعتصم ان قطعت حبلك عني فواسوأتاه غدا من الوقوف بين يديك اذا قيل للمخفين جوزوا و للمثقلين حطوا أمع المخفين أجوز. أم مع الثقلين أحط ويلي كلما طال عمري كثرت خطاياي و لم أتب أما آن لي أن أستحي من ربي ثم بكي و أنشأ يقول: أتحرقني بالنار يا غاية المني فأين رجائي ثم أين محبتي أتيت باعمال قباح رزية و ما في الوري خلق جني كجنايتي و قال: سبحانك تعصي كانك لا تري و تحلم كانك لم تعص تتودد الي خلقك بحسن الصنيع كان بك الحاجة اليهم و أنت يا سيدي الغني عنهم فقال يا طاوس يا ابن رسول الله ما هذا الجزع و الفزع و نحن يلزمنا ان نفعل مثل هذا و نحن عاصون

جانون أبوك الحسن بن علي و أمك فاطمة الزهراء وجدك رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم فالتفت الي و قال هيهات هيهات يا طاوس دع عني حديث أبي و أمي و جدي خلق الله الجنة لمن أطاعه و أحسن و لو كان عبدا حبشيا و خلق النار لمن عصاه لو كان ولدا قرشيا أما سمعت قوله تعالي: فاذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ و لا يتساءلون. و الله لا ينفعك غدا الا تقدمة تقدمها من عمل صالح. [ صفحه 418]

ما جاء في حلم زين العابدين

مما جاء في حلم زين العابدين عليه السلام ما رواه المفيد بسنده انه وقف عليه رجل من اهل بيته فاسمعه و شتمه فلم يكلمه فلما انصرف قال لجلسائه احب ان تمضوا معي اليه فتسمعوا ردي عليه فمشي و هو يقول و الكاظمين الغيظ و العافين عن الناس و الله يحب المحسنين فعلموا انه لا يقول لا شيئا فخرج اليه متوثبا للشر و هو لا يشك انه انما جاءه مكافيا له علي شتمه فقال له علي بن الحسين يا اخي انك قد وقفت علي آنفا و قلت و قلت فان كنت قد قلت ما في فأنا استغفر الله منه و ان كنت قلت ما ليس في فغفر الله لك فقبل الرجل بين عينيه و قال بل قلت فيك ما ليس فيك و انا احق به (و قال) له رجل ان فلانا قد وقع فيك بحضوري فقال انطلق بنا اليه فانطلق معه و هو يري انه يستنصر لنفسه فلما أتاه قال يا هذا ان كان ماقلت في حقا فاسأل الله ان يغفره لي و ان كان باطلا فاسأل الله

ان يغفره لك ثم ولي عنه (و انتهي) الي قوم يغتابونه فقال ان كنتم صادقين فغفر الله لي و ان كنتم كاذبين فغفر الله لكم (و شتمه) رجل فقصده غلمانه فقال دعوه فان ما اخفي عنه منا اكثر (و في رواية) اقبل عليه فقال ما ستر عنك من امرنا اكثر ثم قال الك حاجة نعينك عليها فخجل [ صفحه 419] الرجل فاعطاه ثوبه و امر له بالف درهم فانصرف صارخا يقول اشهد انك ابن رسول الله (و في رواية) اشهد انك من اولاد الرسل (و شتمه) آخر فقال له يا فتي ان بين ايدينا عقبة كؤودا فان جزت منها فلا ابالي بما تقول و ان اتحير فيها فاناشر مما تقول (و سبه) رجل فسكت عنه فقال اياك اعني فقال و عنك اغضي (و كسرت) جارية له قصعة فيها طعام فاصفر وجهها فقال لها اذهبي فأنت حرة لوجه الله (و كان) عنده ضيوف فاستعجل خادما له بشواء كان في التنور فاقبل به الخادم مسرعا فسقط السفود [5] منه علي رأس بني كان لعلي بن الحسين «ع» تحت الدرجة فأصاب رأسه فقتله فقال للغلام و قد تحير و اضطرب انت حر فانك لم تعتمده و اخذ في جهاز ابنه و دفنه (و جعلت) جارية تسكب عليه الماء ليتهيأ للصلاة فسقط الابريق من يدها عليه فشجه فرفع رأسه اليها فقالت له و الكاظمين الغيظ قال قد كظمت غيظي قالت و العافين عن الناس قال لها عفا الله عنك قالت و الله يحب المحسنين قال اذهبي فأنت حرة لوجه الله (و دعا) مملوكا له مرتين فلم يجبه و أجابه في الثالثة

فقال له يا بني أما سمعت صوتي قال بلي قال فما بالك لم تجبني قال أمنتك قال الحمد لله الذي جعل مملوكي يا منني (و كان) له ابن عم فكان علي بن الحسين عليه السلام ياتيه بالليل متنكرا فينا و له شيئا من الدنانير فيقول له لكن علي ابن الحسين لا يواصلني لا جزاه الله عني خيرا فيسمع ذلك و يحتمل [ صفحه 420] و يصبر و لا يعرفه بنفسه فلما مات عليه السلام فقدها فعلم أنه هو فجاء الي قبره و بكي عليه (و عن) تاريخ الطبري و غيره عن الواقدي أن هشام بن اسماعيل كان أمير المدينة فلقي منه علي بن الحسين أذي شديدا فلما عزل أمر به الوليد أن يوقف للناس فمر به علي بن الحسين و هو واقف عند دار مروان فسلم عليه و كان عليه السلام تقدم الي خاصته ان لا يعرض أحد له بكلمة (و في رواية) أنه أرسل اليه انظر الي ما أعجزك من مال تؤخذ به فعندنا ما يسعك فطب نفسا منا و من كل من يطيعنا فنادي هشام الله أعلم حيث يجعل رسالته (و من) حلم زين العابدين «ع» العظيم و رزانته و رجاحة عقله أنه لما أتي به و باخواته و عماته و من تخلف من أهل بيته اساري الي يزيد بالشام و أتي بهم باب دمشق فأوقفوا علي درج باب المسجد الجامع حيث يقام السبي ء جاء شيخ فدنا من نساء الحسين عليه السلام و عياله و قال الحمد الله الذي أهلككم و قتلكم و أراح البلاد من رجالكم و أمكن أميرالمؤمنين منكم فلم يقابله علي بن الحسين «ع» بمثل كلامه حلما منه و رزانة

عقل بل قال له يا شيخ هل قرأت القرآن قال نعم قال فهل عرفت هذه الآية: قل لا أسألكم عليه أجرا الا المودة في القربي قال قد قرأت ذلك فقال له علي فنحن القربي يا شيخ فهل قرأت هذه الآية: و اعلموا انما غنمتم من شي ء فان لله خمسه و للرسول و لذي القربي قال نعم فقال له علي فنحن القربي يا شيخ و لكن هل قرأت انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا قال قد قرأت [ صفحه 421] ذلك فقال علي فنحن أهل البيت الذين اختصنا الله باية الطهارة يا شيخ فبقي الشيخ ساكتا نادما علي ما تكلم به و قال بالله انكم هم فقال علي بن الحسين «ع» تالله انا لنحن هم من غير شك و حق جدنا رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم انا لنحن هم فبكي الشيخ و رمي عمامته ثم رفع رأسه الي السماء و قال اللهم اني أبرأ اليك من عدو آل محمد من جن و انس ثم قال هل لي من توبة فقال له نعم ان تبت تاب الله عليك و أنت معنا فقال أنا تائب فبلغ يزيد حديثه فأمر به فقتل. أترجو الخير من دنيا أهانت حسين السبط و اختارت يزيدا

ما جاء في سخاء زين العابدين

مما جاء في سخاء زين العابدين «ع» و بره للفقراء و كثرة صدقاته و عتقه و بذله المال في سبيل الله تعالي ما رواه أبونعيم في حلية الأولياء أنه «ع» قاسم الله ماله مرتين (و روي) المفيد بسنده أنه لما حضرت زيد بن اسامة بن زيد الوفاة (و في رواية)

محمد بن اسامة جعل يبكي فقال له علي بن الحسين «ع» ما يبكيك فقال علي خمسة عشر الف دينار و لم أترك لها وفاء فقال له علي «ع» لا تبك فهي علي و أنت منها بري ء فقضاها عنه (و في الفصول المهمة) كان علي «ع» يتصدق سرا و يقول صدقة السر تطفي ء [ صفحه 422] غضب الرب (قال) و قال ابن عائشة سمعت أهل المدينة يقولون ما فقدنا صدقة السر حتي مات علي بن الحسين «ع» (و روي) المفيد بسنده و صاحب الفصول المهمة أنه كان بالمدينة كذا و كذا أهل بيت يأتيهم رزقهم و ما يحتاجون اليه لا يدرون من أين ياتيهم فلما مات علي بن الحسين «ع» فقدوا ما كانوا يؤتون به ليلا الي منازلهم (و عن الباقر «ع») أنه كان يحمل جراب الخبز علي ظهره بالليل فيتصدق به (و عن) الباقر «ع» أيضا أنه كان يخرج في الليلة الظلماء فيحمل الجراب علي ظهره و فيه الصرر من الدنانير و الدراهم و ربما حمل علي ظهره الطعام و الحطب حتي ياتي بابا بابا فيقرعه ثم يناول من يخرج اليه و كان يغطي وجهه اذا ناول فقيرا لئلا يعرفه فلما توفي «ع» فقدوا ذلك فعلموا أنه كان علي بن الحسين (و في خبر) أنه كان اذا جنه الليل و هدأت العيون قام الي منزله فجمع ما يبقي فيه عن قوت أهله و جعله في جراب و رمي به علي عاتقه و خرج الي دور الفقراء و هو متلثم و يفرق عليهم و كثيرا ما كانوا قياما علي أبوابهم ينتظرونه فاذا رأوه تباشروا به و قالوا جاء صاحب الجراب (و

قال الزهري) لما مات زين العابدين «ع» فغسلوه وجد علي ظهره محل فبلغني أنه كان يستقي لضعفاء جيرانه بالليل (و في رواية) أنه لما مات «ع» فغسلوه جعلوا ينظرون الي آثار سواد في ظهره فقالوا ما هذا فقيل كان يحمل جرب الدقيق ليلا علي ظهره يعطيها فقراء أهل المدينة (و عن الباقر «ع») أنه لما وضع زين العابدين «ع» علي المغتسل نظروا [ صفحه 423] الي ظهره و عليه مثل ركب الابل مما كان يحمل علي ظهره الي منازل الفقراء و المساكين (و كان) يعجبه أن يحضر طعامه اليتامي و الأضراء و الزمني و المساكين الذين لا حيلة لهم و كان يناولهم بيده و من كان منهم له عيال حمل له الي عياله من طعامه (و كان) لا ياكل طعاما حتي يبدأ فيتصدق بمثله (و كان) اذا تقضي الشتاء تصدق بكسوته واذا تقضي الصيف تصدق بكسوته و كان يلبس في الشتاء ثياب الخز فقيل له تعطيها من لا يعرف قيمتها و لا تليق به لباسا فلو بعتها فتصدقت بثنها فقال اني أكره ان ابيع ثوبا صليت فيه (و في رواية) انه كان يبيعها و يتصدق بثمنها و يقول اني لأستحي من ربي ان آكل ثمن ثوب قد عبدت الله فيه (و خرج) ذات يوم و عليه مطرف خز فتعرض له سائل فتعلق بالمطرف فمضي و تركه له (و اراد) الحج فأنفذت اليه اخته سكينة ألف درهم فلحقوه بها بظهر الحرة فلما نزل فرقها علي المساكين (و اشترت) ام ولد له عنبا و كان يعجبه فقدمته اليه عند افطاره فجاء سائل قبل ان يمديده اليه فقال احمليه اليه فقالت يكفيه بغضه قال لا و

الله و أرسله اليه كله فاشترت له من الغد فوقف سائل ففعل مثل ذلك فاشترت في اليوم الثالث فلم يأت سائل فأكل و قال ما فاتنا شي ء و الحمد لله (و كان) اذا أتاه سائل يقول مرحبا بمن يحمل زادي الي الآخرة (و كان) اذا دخل شهر رمضان لا يضرب عبدا و لا أمة بل يكتب ذنوبهم عنده فاذا كان آخر ليلة منه جمعهم و قرأ عليهم تلك الذنوب فيقرون بها ثم يطلب [ صفحه 424] منهم أن يسألوه العفو عنهم فيفعلون ثم يقول: رب انك أمرتنا أن نعفو عمن ظلمنا و قد عفونا كما أمرت فاعف عنا فانك أولي بذلك منا ثم يعتقهم فاذا كان يوم الفطر أجازهم بجوائز تغنيهم عما في أيدي الناس (و ما) من سنة الا و كان يعتق في آخر ليلة من شهر رمضان ما بين العشرين الي أقل أو أكثر مثل ما أعتق في جميعه و ما استخدم خادما فوق حول حتي لحق بالله تعالي.

ما جاء في جوامع مناقب زين العابدين

مما جاء في جوامع مناقب زين العابدين «ع» و فضائله (ما رواه) المفيد في الارشاد بسنده قال سمع سائل في جوف الليل و هو يقول أين الزاهدون في الدنيا الراغبون في الآخرة فهتف به هاتف من ناحية البقيع يسمع صوته و لا يري شخصه ذاك علي بن الحسين (و نظر) عليه السلام يوم عرفة الي قوم يسألون الناس فقال ويحكم أغير الله تسألون في مثل هذا اليوم انه ليرجي في هذا اليوم لما في بطون الحبالي أن يكون سعيدا [6] (و كان) عليه السلام يابي أن يواكل أمه فقيل له يا ابن رسول الله أنت أبر الناس و

أوصلهم للرحم فكيف لا تواكل أمك فقال اني أكره أن تسبق يدي لما [ صفحه 425] سبقت عينها اليه (و قال) له رجل يان ابن رسول الله اني لأحبك في الله حبا شديدا فقال اللهم اني أعوذ بك أن أحب فيك و أنت لي مبغض (و كان) اذا جاءه طالب علم قال مرحبا بوصية رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم ثم يقول ان طالب العلم اذا خرج من منزله لم يضع رجله علي رطب و لا يابس من الأرض الا سبحت له (و قال) الباقر «ع» ان أبي ضرب غلاما له قرعة واحدة بسوط و كان بعثه في حاجة فأبطأ عليه فبكي الغلام و قال تبعثني في حاجتك ثم تضربني فبكي أبي و قال يا بني اذهب الي قبر رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم فصل ركعتين ثم قل اللهم اغفر لعلي بن الحسين خطيئته يوم الدين ثم قال له اذهب فأنت حر لوجه الله (و ضرب) مملوكا له علي ذنب ثم دخل منزله فأخرج السوط و تجرد له و قال اجلد علي بن الحسين فأبي فأعطاه خمسين دينارا (و قال عليه السلام) ما تجرعت جرعة أحب الي من جرعة غيظ أعقبها صبرا و ما أحب الي بذلك حمر النعم (و أي) صبر أعظم من صبره يوم بعثه ابن زياد أسيرا الي يزيد بالشام مع نساء أبيه و صبيانه و أمر به فغل بغل الي عنقه (و في رواية) في يديه و رقبته و سرح بهم مع محفر بن ثعلبة العائذي و شمر بن ذي الجوشن فكان من صبر زين العابدين «ع» أنه لم يكلم أحدا منهم

في الطريق بكلمة حتي بلغوا الشام فلما انتهوا الي باب يزيد رفع محفر صوته فقال هذا محفر بن ثعلبة أتي أميرالمؤمنين باللئام الفجرة فأجابه علي بن الحسين عليهماالسلام ما ولدت ام محفر أشر و الأم. [ صفحه 426] قيدوه من حلمه بقيود رب حلم يقيد الضرغاما

من كلام زين العابدين

قال ابن الصباغ المالكي في الفصول المهمة في معرفة الأئمة: من كلام زين العابدين علي بن الحسين «ع» ضل من ليس له حكيم يرشده و ذل من ليس له سفيه يعضده (و قال عليه السلام) عجبت لمن يحتمي من الطعام لمضرته كيف لا يحتمي من الذنب لمعرته (و قال عليه السلام) اياك والابتهاج بالذنب فان الابتهاج به أعظم من ركوبه (و قال عليه السلام) من ضحك ضحكة مج من عقله مجة علم (و قال عليه السلام) ان الجسد اذا لم يمرض أشر و لا خير في جسد ياشر (و قال عليه السلام) فقد الأحبة غربة و قال عليه السلام من قنع بما قسم الله له فهو من أغني الناس (و أوصي) ولده محمد الباقر «ع» فقال يا بني لا تصحب خمسة و لا تحادثهم و لا ترافقهم في طريق لا تصحبن الفاسق فانه يبيعك باكلة فما دونها قال و ما دونها قال يطمع فيها و لا ينالها والبخيل فانه يقطع بك أحوج ما تكون اليه و الكذاب فانه بمنزلة السراب يبعد منك القريب و يقرب اليك البعيد و الأحمق فانه يريد أن ينفعك فيضرك و قاطع الرحم فاني رأيته ملعونا في ثلاثة مواضع من كتاب الله تعالي (و عن) أبي حمزة الثمالي عن زين العابدين عليه السلام قال أذا كان يوم القيامة [ صفحه 427] نادي مناد ليقم أهل

الفضل فيقوم أناس فيقال انطلقوا الي الجنة قبل الحساب فتقول لهم الملائكة من أنتم فيقولون نحن أهل الفضل فتقول و ما كان فضلكم قالوا كنا اذا جهل علينا حلمنا و اذا أسي ء الينا غفرنا ثم ينادي ليقم أهل الصبر فيقوم أناس فتقول لهم الملائكة من أنتم فيقولون نحن أهل الصبر فيقال لهم و ما صبركم قالوا صبرنا أنفسنا طاعة الله و صبرنا أنفسنا عن معصية الله ثم ينادي ليقم جيران الله في داره فيقوم أناس و هم قليل فتقول لهم الملائكة من أنتم فيقولون جيران الله في داره فتقول و بما جاورتم الله في داره فيقولون كنا نتحاب في الله و نتزاور في الله فتقول لكل طائفة ادخلوا الجنة فنعم أجر العاملين (و روي) الشيخ في الأمالي أنه قيل لعلي بن الحسين «ع» كيف أصبحت يا ابن رسول الله قال أصبحت مطلوبا بثمان: الله تعالي يطلبني بالفرائض و النبي صلي الله عليه و آله و سلم بالسنن و العيال بالقوت و النفس بالشهوة و الشيطان باتباعه و الحافظان بصدق العمل و ملك الموت بالروح و القبر بالجسد فأنا بين هذه الخصال مطلوب و قال لابنه الباقر «ع» اياك و معاداة الرجال فانه لن يعدمك مكر حليم أو مفاجأة لئيم و بلغه قول نافع بن جبير في معاوية: كان يسكته الحلم و ينطقه العلم فقال كذب بل كان يسكته الحصر و ينطقه البطر. و قيل له من أعظم الناس خطرا قال من لم ير الدنيا لنفسه خطرا (و في) تحف العقول قال صلوات الله عليه من كرمت عليه نفسه هانت عليه الدنيا. و قال بحضرته رجل اللهم اغنني من خلقك فقال [ صفحه 428]

ليس هكذا انما الناس بالناس و لكن قل اللهم اغنني عن شرار خلقك. و قال عليه السلام اتقوا الكذب الصغير منه و الكبير في كل جد و هزل فان الرجل اذا كذب في الصغير اجترأ علي الكبير. كفي بنصر الله لك ان تري عدوك يعمل بمعاصي الله فيك. الزهد في آية من كتاب الله (لكيلا تأسوا علي ما فاتكم و لا تفرحوا بما آتاكم). طلب الحوائج الي الناس مذلة للحياة و مذهبة للحياء و هو الفقر الحاضر و قلة طلب الحوائج الي الناس هو الغني الحاضر ان أحبكم الي الله أحسنكم عملا و ان أنجاكم من عذاب الله أشدكم خشية لله. و ان أقربكم من الله أوسعكم خلقا و ان أرضاكم عند الله أسعاكم علي عياله. ان المعرفة و كمال دين المسلم تركه الكلام فيما لا يعنيه و قلة مرائه و حلمه و صبره و حسن خلقه. ابن آدم لا تزال بخير ما كان لك واعظ من نفسك و ما كانت المحاسبة من همك و ما كان الخوف لك شعارا و الحذر لك دثارا. يا ابن آدم انك ميت و مبعوث و موقوف بين يدي الله جل و عز فأعد له جوابا. لا حسب لقرشي و لا لعربي الا بتواضع و لا كرم الا بتقوي و لا عمل الا بنية و لا عبادة الا بالتفقه. خمس لو رحلتم فيهن لألفيتموهن و ما قدرتم علي مثلهن. لا يخاف عبد الا ذنبه. و لا يرجو الا ربه. و لا يستحي الجاهل اذا سئل عما لا يعلم أن يتعلم. و الصبر من الايمان بمنزلة الرأس من الجسد. و لا ايمان لمن لا صبر له. يا ابن آدم ارض بما

آتيتك تكن من أزهد الناس. و اعمل بما رضت عليك تكن من أعبد الناس. و اجتنب عما حرمت [ صفحه 429] عليك تكن من أورع الناس. كم من مفتون بحسن القول فيه و كم من مغرور بحسن الستر عليه. و كم من مستدرج بالاحسان اليه. يا سوأتاه لمن غلبت أحداته عشراته يريد ان السيئة بواحدة و الحسنة بعشرة. من اشتاق الي الجنة سارع الي الحسنات و سلا عن الشهوات و من أشفق من النار بادر بالتوبة الي الله من ذنوبه و من زهد في الدنيا هانت عليه مصائبها. ان الله ليبغض البخيل و السائل الملحف. ان من أخلاق المؤمن الانفاق علي قدر الاقتار و التوسع علي قدر التوسع و انصاف الناس من نفسه و ابتداؤه اياهم بالسلام. ما من شي ء أحب الي الله بعد معرفته من عفة بطن و فرج. و قال لابنه الباقر «ع»: افعل الخير الي كل من طلبه منك فان كان أهله فقد أصبت موضعه و ان لم يكن باهل كنت أنت أهله و ان شتمك رجل عن يمينك ثم تحول الي يسارك و اعتذر اليك فاقبل عذره. مجالسة الصالحين داعية الي الصلاح. و أدب العلماء زيادة في العقل. و استنماء المال تمام المروءة و ارشاد المستشير قضاء لحق النعمة و كف الأذي من كمال العقل و فيه راحة للبدن عاجلا و آجلا. و في تذكرة الخواص قال عليه السلام ان قوما عبدوا الله رهبة فتلك عبادة العبيد و ان قوما عبدوه رغبة فتلك عبادة التجار و ان قوما عبدوه شكرا فتلك عبادة الأحرار و كان يقول عجبت للمتكبر الفخور الذي كان بالأمس نطفة و هو غدا جيفة

و عجبت لمن شك في الله و هو يري عجائب مخلوقاته و عجبت لمن يشك في النشأة الأخري و هو يري النشأة [ صفحه 430] الأولي و عجبت لمن عمل الدار الفناء و ترك دار البقاء. و في كشف الغمة قال اياك و الغيبة فانها ادام كلاب النار.

ما نسب اليه من الشعر

قوله: اتحرقني بالنار يا غاية المني - البيتين المتقدمين في المجلس الخامس و قوله: نحن بنو المصطفي ذوو غصص يجرعها في الأنام كاظمنا عظيمة في الأنام محنتنا أولنا مبتلي و آخرنا يفرح هذا الوري بعيدهم و نحن أعيادنا مآتمنا و الناس في الأمن و السرور و ما يأمن طول الزمان خائفنا و ما خصصنا به من الشرف الطا ئل بين الأنام آفتنا يحكم فينا و الحكم فيه لنا جاحدنا حقنا و غاصبنا و قوله: من عرف الرب فلم تغنه معرفة الرب فذاك الشقي ما ضر ذا الطاعة ما ناله في طاعة الله و ماذا لقي ما يصنع العبد بغير التقي و العز كل العز للمتقي و قال بعد خطبة خطبها بالكوفة: لا غرو ان قتل الحسن فشيخه قد كان خيرا من حسين و أكرما فلا تفرحوا يا أهل كوفان بالذي أصاب حسينا كان ذلك أعظما [ صفحه 431] قتيل بشط النهر روحي فداؤه جزاء الذي أراده نار جهنما و نسب اليه ابن شهر آشوب في المناقب قوله: لكم ما تدعون بغير حق اذا ميز الصحاح من المراض عرفتم حقنا فجحدتمونا كما عرف السواد من البياض كتاب

الله شاهدنا عليكم و قاضينا الاله فنعم قاضي و ينسب اليه كما في مجموعة الأمثال الشعرية التي في الخزانة الرضوية: و اذا بليت بعسرة فاصبر لها صبر الكرام فان ذلك أحزم لا تشكون الي العباد فانما تشكو الرحيم الي الذي لا يرحم و عن الصادق «ع» قال بكي علي بن الحسين علي أبيه الحسين عليهماالسلام عشرين سنة أو أربعين سنة [7] و ما وضع بين يديه طعام الا بكي حتي قال له مولي له جعلت فداك يا ابن رسول الله اني أخاف عليك ان تكون من الهالكين قال انما أشكو بثي و حزني الي الله و أعلم من الله ما لا تعلمون اني لم أذكر مصرع بني فاطمة الا خنقتني لذلك عبرة. لقد تحمل من أرزائها محنا لم يحتملها نبي أو وصي نبي [ صفحه 432]

وفاة زين العابدين

في الفصول المهمة يروي ان علي بن الحسين عليهماالسلام اعتل فدخل عليه جماعة من أصحاب رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم يعودونه فقالوا كيف أصبحت يا ابن رسول الله فدتك انفسنا قال في عافية و الله المحمود علي ذلك كيف أصبحتم انتم جميعا قالوا أصبحنا لك و الله يا ابن رسول الله محبين و ادين فقال من أحبنا الله ادخله الله ظلا ظليلا يوم لا ظل الا ظله و من أحبنا يريد مكافأتنا كافأه الله عنا الجنة و من أحبنا لعرض دنيا آتاه الله رزقه من حيث لا يحتسب (و عن) الباقر «ع» قال لما حضرت أبي علي بن الحسين الوفاة ضمني الي صدره و قال يا بني اوصيك بما أوصاني به ابي

حين حضرته الوفاة و بما ذكر ان أباه أوصاه به قال يا بني اياك و ظلم من لا يجد عليك ناصرا الا الله (و عن) ابي الحسن الرضا عليه السلام ان علي بن الحسين عليه السلام لما حضرته الوفاة اغمي عليه ثم فتح عينيه و قرأ اذا وقعت و انا فتحنا و قال الحمد لله الذي صدقنا وعده و أورثنا الأرض نتبعوأ من الجنة حيث نشاء فنعم أجر العاملين ثم قبض من ساعته و لم يقل شيئا (و روي) الكليني انه لما حضرت علي بن الحسين عليه السلام الوفاة أغمي عليه فبقي ساعة ثم رفع عنه الثوب ثم قال الحمد لله الذي أورثنا الجنة نتبوأ منها حيث نشاء فنعم [ صفحه 433] أجر العاملين ثم قال احفروا الي و أبلغوا الي الرشح (أي رشح الماء من الأرض) ثم مد الثوب عليه فمات (و في رواية) انه لما حضرته الوفاه اغمي عليه ثلاث مرات فقال في المرة الأخيرة الحمد لله الذي صدقنا وعده الي آخر الآية ثم قبض صلوات الله عليه (و في الفصول المهمة) يقال انه مات مسموما سمه الوليد بن عتبه الملك بن مروان (و قال الصدوق) و ابن طاوس في الاقبال سمه الوليد بن عبدالملك (و قال) الكفعمي سمه هشام بن عبدالملك في ملك أخيه الوليد فلما توفي غسله ولده الامام محمدالباقر عليه السلام و اعانته علي غسله ام ولد له و حنطه و كفنه و صلي عليه و دفنه (قال) سعيد بن المسيب و شهد جنازته البر و الفاجر و أثني عليه الصالح و الطالح و انهال للناس يتبعونه حتي لم يبق أحد و دفن في البقيع مع عمه الحسن في القبة التي فيها

العباس عليهم السلام. فيا لامام محكم الذكر بعده تداعت له اركانه و الجوانب و يا لفقيد قد أقامت مآتما عليه المعالي فهي ثكلي نوادب [ صفحه 434]

مراثي زين العابدين

قال الشاعر المجيد السيد الصالح النجفي الشهير بالقزويني من قصيدة: الا يا أمين الله و ابن امينه علي خلقه العافي به و المعاقب لك الحجر الميمون دون محمد مقر بفرض الود جهرا مخاطب و كم لك بالقرصين بذلا لعائل و تكليمك الصحر الأصم مناقب و لما استلمت الركن لله ساعيا عليك انحنت بالاستلام الجوانب و تذهب عنك الناس بمني مهابة و يسري و قد ضاقت عليها المذاهب فدان ابن مروان لعزك خاضعا كما لك دانت عجمها و الأعارب أنست محاريبا عليها مواظبا و طرفك فيها للرقاد محارب رضاك رضي الباري و سخطك سخطه و في محكم التنزيل ودك واجب فيا ليت لا كان الطريد و لم تكن تنوبك من آل الطريد النوائب و دس اليك السم غدرا بمشرب وليد فلا ساغت لديه المشارب فيا لامام محكم الذكر بعده تداعت له اركانه و الجوانب و يا لسقيم شفه السقم و البكا و يا لنحيل انحلته المصائب و يا لفقيد قد اقامت مآتما عليه المعالي في ثكلي نوادب فلا عجب بيت النبوة ان دجا و من أفقه بدر الامامة غارب و ماد قوام للعلي و مقوم وجب سنام للفخار و غارب و لله أفلاك البقيع فكم بها كواكب من آل النبي غوارب حوت منهم ما ليس تحويه بقعة و نالت بهم ما لم تنله الكواكب

فبوركت أرضا كل يوم و ليلة تطوف من الأملاك فيها كتائب و فيها الجبال الشم حلما هوامد و فيها البحور الفعم جود أنواضب [ صفحه 435] مناقبهم مثل النجوم كأنها مصائبهم لم يحصها الدهر حاسب و هم للوري اما نعيم مؤيد و اما عذاب في القيامة واصب و قال الشيخ ابراهيم بن يحيي العاملي الطيبي رحمة الله يذم الدنيا و يرثي أهل البيت عموما. و منهم زين العابدين عليه السلام من قصيدة: ليهن المخلصين من العباد نعيم لا يروع بالنفاد و حسب العاكفين علي المعاصي عذاب النار في يوم المعاد أري الدنيا تصول علي بنيها بانياب و اظفار حداد تعرقت الجماجم من معد و حطمت القماقم من أياد و حكت بركها بدءا و عودا علي هام الملوك ملوك عاد و رجلت الفوارس من نزار و عدنان عن الخيل الجياد و حسبك عبرة غدر الليالي باكرم رائح فيها و غادي و مكنت الاراذل من اخيه و كان اعز من صل بوادي و اسلمت الزكي الي ابن هند فسلطت الضلال علي الرشاد و اغرت بالحسين فتي علي أميرالمؤمنين فتي زياد مصاب طبق الدنيا ورزء يذوب لذكره قلب الجماد و القت بعد ما بلغت مناها كلاكلها علي زين العباد ربيع المجدبين اذا رماهم زمان السوء بالعام الجماد اقر بفضله الحجر المنادي و أكرم بالمنادي و المنادي و قال رحمه الله أيضا يذم الدنيا و يرثي أهل البيت عموما [ صفحه 436] و منهم زين العابدين «ع» من قصيدة: حسب الفتي من حطام

الدهر و النشب ما صان ماء محياء عن الطلب هبني حويت كنوز المال قاطبة اليس غاية حاويها الي العطب خفض عليك فان العيش معركة و الناس ما بين مسلوب و مستلب لا خير في هذه الدنيا و ان سلمت و لا سلامة من هم و من نصب بينا تري المرء طلقا في أعنتها اذ راح يحجل في قيد من النوب اليك عن حية الوادي فقد كمنت لو كنت تعلم بين الماء و العشب فكم ترشفت سما من مراشفها و أنت تحسبه ضربا من الضرب و طالما جردت من ملكه ملكا قد كان من قبل في أثوابه القشب و كم لها من قتيل في عشيرته صبرا علي رغم ام برة و أب و حسبنا عبرة عبراء ما فعلت بانجم الدهر اهل الفضل و الحسب أودت باحمد خير الخلق ثم رمت وصيه بسهام الغدر من كثب و بزت البضعة الزهراء نحلتها وارثها بعد رد الصدق بالكذب و افرغت سمها في المجتبي حسن و مزقت صنوه بالسمر و القضب و صار في أسرها السجاد مرتهنا و اركبته علي عار من القتب زين العباد علي الشأن من شهدت بفضله السن الأقلام و الكتب بدر التمام الذي مولاه كونه من نوره قبل خلق السبعة الشهب اغر ابلج لا تعزي نقيبته يوما لغير نبي أو وصي نبي تقول حساده ان قلت والده محمد ان هذا أشرف النسب

پاورقي

[1] درج لم يعقب.

[2] وقيل ان ذلك كان في خلافة عثمان بعث اليه عبدالله بن عامر بن كريز لما فتح خراسان بابنتين أصابهما ليزدجرد فوهب

احداهما الحسن و الأخري الحسين فماتتا نفساوين (و قيل) كان ذلك في خلافة عمر و استبعده صاحب البحار لأن تولد علي بن الحسين «ع» كان في خلافة أميرالمؤمنين «ع» و عدم تولد ولد منها الا بعد أكثر من عشرين سنة بعيد (و يمكن) تعدد هذه الواقعة ثلاث مرات و تكون ولادة زين العابدين من المأخوذة في زمن جده. المؤلف.

[3] القوم خ ل.

[4] نستر و نحجب من باب فعل كضرب و افعل المؤلف.

[5] كتنور حديدة يشوي بها.

[6] أي و ان لم يكن له عمل و لا سؤال.المؤلف.

[7] هذا ينافي ما تقدم في المجلس الأول من أن بقاءه بعد أبيه كان أربعا و ثلاثين سنة أو ثلاثا و ثلاثين سنة و الله أعلم. المؤلف.

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.