وقعة الطف

اشارة

سرشناسه : ابومخنف، لوطبن يحيي، - ق 157

عنوان قراردادي : [مقتل الحسين (ع)]

عنوان و نام پديدآور : وقعه الطف/ لوط بن يحيي الازدي الغامدي الكوفي (ابي مخنف)؛ تحقيق محمدهادي اليوسفي الغروي

وضعيت ويراست : [ويراست ]2

مشخصات نشر : قم : مجمع جهاني اهل بيت (ع)، 1427ق. = 1385.

مشخصات ظاهري : ص 334

شابك : 964-529-096-1

وضعيت فهرست نويسي : فهرستنويسي قبلي

يادداشت : عربي

يادداشت : فهرست نويسي براساس اطلاعات فيپا

يادداشت : كتابنامه: ص. 324 - 319؛ همچنين به صورت زيرنويس

عنوان ديگر : مقتل الحسين (ع)

موضوع : واقعه كربلا، ق 61

موضوع : حسين بن علي(ع)، امام سوم، ق 61 - 4

شناسه افزوده : يوسفي غروي، محمدهادي ، 1327 - ، محقق

شناسه افزوده : مجمع جهاني اهل بيت (ع)

رده بندي كنگره : BP41/5/الف 23م 7 1385

رده بندي ديويي : 297/9534

شماره كتابشناسي ملي : م 85-14695

المقدمه

بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام علي أشرف بريته و خاتم رسله محمد و آله الأنجبين الأطهرين.ان قضية سيد الشهداء أبي عبدالله عليه السلام لهي من أعظم الأحداث التاريخية و الذكريات الخالدة، التي أنارت الطريق للبشرية كافة، و علمتهم بأن العزة و الحياة الواقعية في المقابلة مع الطغاة و الجبابرة، و ان أدت الي تضحية النفوس و اراقة الدماء بيد الظلمة كما نادي بها صاحب هذه الذكري الامام الحسين عليه أفضل الصلاة و السلام حيث قال «فاني لا أري الموت الا شهادة و الحياة مع الظالمين الا برما» [1] .فعلي جميع طالبي السعادة الأبدية أن يجعلوا هذه الذكري نصب أعينهم و يعاملوا الطغاة و فراعنة زمانهم كما عاملهم هو عليه السلام.و لأهمية هذه الحادثة العظمي الفت كتب كثيرة في مقتل سيد الشهداء عليه السلام من قبل المحققين -

و أولهم - لوط بن يحيي بن سعيد «أبومخنف» حيث ألف كتابا في ذلك عرض فيه الحوادث التي جرت علي الحسين و أولاده و اخوانه و أصحابه سلام الله عليهم أجمعين بصورة تفصيلية، و قد عرفة الشيخ النجاشي في رجاله بأنه «شيخ أصحاب الأخبار بالكوفة و وجههم» [2] .و قد قام سماحة العلامة الحاج الشيخ محمد هادي اليوسفي الغروي بتحقيقه و تنقيحه و لأجل افادة رواد العلم و الفضيلة من هذا الكتاب المبارك اهتمت المؤسسة و الحمد الله بطبعه و نشره شاكرة الله سبحانه علي ما وفقها في هذا المضمار. كما و تشكر فضيلة المحقق علي مساعيه الوافرة، سائلة المولي و علا التوفيق له و لهاه لبث المعارف الاسلامية انه سميع مجيب.مؤسسة النشر الاسلاميالتابعة لجماعة المدرسين ب «قم المشرفة» [ صفحه 4] ان لم يكن لكم دين و كنتم لا تخافون يوم المعاد فكونوا في أمر دنياكم أحرارا.سيد الشهداء الامام الحسين عليه السلام [ صفحه 5]

تقديم

بسم الله الرحمن الرحيم تعلم الانسان الكتابة، فكتب ما فعل و فعل الآخرون؛ فكان التاريخ...و كان التاريخ في العرب عند ظهور الاسلام يقتصر علي اناس يحفظون أنساب العرب و أيام الجاهلية؛ فيسمونه: علامة [3] .فمن هؤلاء: النضر بن الحارث بن كلدة حيث كان يسافر الي بلاد العجم فكان يشتري منها كتبا فيها أحاديث الفرس، من حديث رستم و غيره، فكان يلهي الناس بذلك ليصدهم عن سماع القرآن الكريم، فنزلت فيه الآية المباركة: «و من الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم، و يتخذها هزوا اولئك لهم عذاب مهين، و اذا تتلي عليه آياتنا ولي مستكبرا كأن لم يسمعها، كأن في أذنيه و قرا، فبشره بعذاب

اليم» [4] .و من هؤلاء من أهل المدينة من تلقي مما عند أهل الكتاب من اليهود بعض [ صفحه 6] قصص الأنبياء و المرسلين: سويد بن الصامت، فانه قدم مكة بعد بعثة رسول الله صلي الله عليه وآله حاجا أو معتمرا، فبلغه أمر رسول الله صلي الله عليه وآله فلقيه، فدعاه رسول الله صلي الله عليه وآله الي الله، فقال له سويد: ان معي مجلة لقمان، قال صلي الله عليه وآله: فأعرضها علي، فعرضها عليه فقال رسول الله صلي الله عليه وآله: ان هذا لكلام حسن، و الذي معي أحسن منه؛ قرآن أنزله الله علي؛ هدي و نور [5] .و من هذه الأحاديث أحاديث ما قبل الاسلام من قصص الأنبياء و الامم السالفة، التي رواها الطبري و محمد بن اسحاق و التي تنتهي أسنادها الي عبارة: بعض أهل العلم من أهل الكتاب الأول.و جاء الاسلام و أتي بالقرآن؛ كتابا و قرآنا يتلي آناء الليل و أطراف النهار... فاحتاج الي كتاب يكتبونه، بالاضافة الي حفاظ يحفظونه... فكتب القرآن الكريم علي عهد الرسول الأكرم صلي الله عليه وآله و حفظه آخرون علي ظهر القلب.و أما أحاديث الرسول صلي الله عليه وآله في تفسير القرآن و أخبار الشرائع و الأديان، و تفصيل المسائل و الأحكام الشرعية، و سيرته و سنته و أخباره و مغازيه... فانها بقيت هكذا غير مدونة، حتي ارتحل الرسول الأكرام صلي الله عليه وآله الي الرفيق الأعلي.. و انما يحفظها و يحدث بها عن ظهر الغيب صحابته ممن رآه و سمع حديثه.و ارتد عن الاسلام بعد وفاة الرسول الأكرم صلي الله عليه وآله جماعة ممن كان قد استسلم له أيام حياته، فخرج أصحابه في الحروب

و المغازي حتي قتل منهم يوم اليمامة أكثر من ثلاثمائة رجل [6] ، فأحسوا بعد هذا بالحاجة الي تدوين [ صفحه 7] الحديث.و لكهنم اختلفوا فيه؛ فمنهم من أجازه و منهم من منعه.. و ترجح جانب المنع بنهي الخليفة الأؤل [7] و الثاني [8] و الثالث [9] عنه.. و استمر أثر هذا النهي و الكراهية الي أوائل المائة الثانية للهجرة، حتي أجمع علي اباحته المسلمون.و أباحه أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه الصلاة و السلام، و أول شيء سجله أميرالمؤمنين عليه السلام كتاب الله العزيز، فانه بعد الفراغ من أمر النبي [صلي الله عليه وآله] آلي علي نفسه أن لا يرتدي الا للصلاة أو يجمعه، فجمعه مرتبا علي حسب ترتيبه في النزول، و أشار الي عامه و خاصه، و مطلقه و مقيده، و مجمله و مبينه، و محكمه و متشابهه، و ناسخه و منسوخه، و رخصه و عزائمه، و آدابه و سننه، و نبه علي أسباب النزول في آياته، و أوضح ما عساه يشكل من بعض الجهات.و بعد فراغه من الكتاب العزيز ألف كتابا في الديات كان يومئذ يعرف ب «الصحيفة» أوردها ابن سعيد في آخر كتابه المعروف ب «الجامع»، و يروي عنها البخاري في مواضع من صحيحه منها في أول كتاب العلم من الجزء الأول.و اقتدي به في جمع الحديث في ذلك العصر جماعة من شيعته، منهم أبورافع ابراهيم القبطي و ابناؤه: علي بن أبي رافع و عبيدالله بن أبي رافع.و لهذا الأخير كتاب في تسمية من شهد الجمل و صفين و النهروان [10] ، [ صفحه 8] فيكون هذا أول كتاب في التاريخ من شيعته عليه السلام.و هكذا سبق الشيعة سائر المسلمين في

كتابة التاريخ أيضا؛ فكان محمد بن السائب الكلبي 146 ه و أبومخنف لوط 158 ه و هشام الكلبي 206 ه و غيرهم من مصادر التاريخ الاسلامي [11] .

كربلاء

و في كربلاء وقعت تلك الحادثة التي خلدها التاريخ؛ و التي أتت فيما أتت عليه علي حياة الامام العظيم سبط الرسول الكريم، سيد الشهداء أبي عبدالله الحسين عليه الصلاة و السلام.و كذلك بقيت هذه الحادثة الأليمة في سنة 61، أحاديث شجون تتناقلها الألسن نقلا عن الذين كانوا قد شهدوا المعركة أو الحوادث السابقة عليها أو التالية لها، كسائر أحاديث المغازي و الحروب في الاسلام... حتي انبري لها في اوائل المائة الثانية للهجرة أبومخنف لوط بن يحيي بن سعيد بن مخنف بن سليم الأزدي الغامدي الكوفي، (ت 158 ه) [12] ، فجمعها من أفواه الرواة و أعودها كتابا أسماه: (كتاب مقتل الحسين عليه السلام) كما في قائمة كتبه، فكان أول كتاب في تاريخ هذه الحادثة العظمي علي الاطلاق.و تلمذ علي يد أبي مخنف في أحاديث تاريخ الاسلام كوفي آخر هو هشام بن محمد بن السائب الكلبي الكوفي النسابة، المتوفي 206 ه [13] ، فقرأ علي [ صفحه 9] شيخه الكوفي أبي مخنف كتبه ثم كتبها، وحدث بها عنه يقول: حدثني أبومخنف لوط بن يحيي الأزدي عن...و مما كتب من كتبه و قرأه عليه وحدث به عنه كتابه في مقتل الحسين عليه السلام - كما نراه في قائمة كتبه - الا أنه لم يقتصر في كتابه في المقتل علي آحاديث شيخه أبي مخنف فقط، بل جمع اليها أحاديث اخري عن شيخه الآخر في التاريخ عوانة بن الحكم 158 ه.و لا يخفي علي من يراجع تاريخ صدر الاسلام أنه يجد

المؤرخين بأسرهم عيالا علي هذين العلمين العالمين المتقدمين، و لا سيما أبي مخنف، و لقد كان هذا بسبب قرب زمنه ينقل القضايا و الحوادث بجميع حذافيرها، و يوردها علي وجهها.و اختصر كثير من المؤرخين كتبه في مؤلفاتهم في التاريخ، مما يدل علي وجود كتبه لديهم الي عهدهم: كمحمد بن عمر الواقدي 207 ه، و الطبري 310 ه، و ابن قتيبة في كتابه (الامامة و السياسة) 322 ه، و ابن عبدربه الأندلسي في (العقد الفريد) حيث أتي علي ذكر السقيفة 328 ه، و علي بن الحسين المسعودي في قضية اعتذار عروة بن الزبير عن أخيه عبدالله في تهديد بني هاشم بالاحراق حيث تخلفوا عن بيعته، 345 ه، و الشيخ المفيد في (الارشاد) في مقتل الحسين عليه السلام 413 ه، و في كتاب (النصرة في حرب البصرة) و الشهرستاني في (الملل و النحل) عند ذكر الفرقة النظامية 548 ه، و الخطيب الخوارزمي في كتابه في (مقتل الحسين) عليه السلام 568 ه، و ابن الأثير الجزري في (الكامل في التاريخ) 630 ه، و سبط ابن الجوزي في (تذكرة الخواص) 654 ه.. و آخر من نراه من المؤرخين يسند في كتابه الي أبي مخنف بلا اسناد الي محدث أو كتاب آخر، مما ظاهره مباشرة النقل عن كتابه هو: أبوالفداء في تاريخه 732 ه. [ صفحه 10] و لا علم لنا الآن بما يوجد من كتب أبي مخنف عامة، و كتابه في المقتل خاصة و الظاهر أنها مفقودة لا توجد الا في مطاوي هذه الكتب بصورة أحاديث متفرقة.و أقدم نص معروف لدينا ممن نقل أحاديث هشام الكلبي في كتابه عن أبي مخنف: هو تاريخ أبي جعفر محمد بن جرير الطبري

310 ه، و هو لم يفرد لها تأليفا خاصا، و انما ذكر الوفعة في أثناء تاريخه لحوادث سنة 60 و 61 ه [14] .و هو لا يرويها عنه بالتحدث مباشرة، و انما يرويها عن كتبه معزرة بقوله: حدثت عن هشام بن محمد، ثم لا يعين من حدثه عنه...، و يدلنا علي عدم دركه لهشام و عدم مباشرته السماع عنه: قياس تاريخ ولادة الطبري 224 ه بوفاة الكلبي 206 ه...، و قد صرح بنقله عن كتبه عند ذكره لوقعة الحرة اذ يقول «هكذا وجدته في كتابي...» [15] .و أقدم نص بعد الطبري ممن يروي عن كتاب هشام الكلبي بلا واسطة هو كتاب (الارشاد) الشيخ المفيد (ت 413 ه) فانه قال قبل نقله أخبار كربلاء في كتابه ما نصه: «فمن مختصر الأخبار... ما رواه الكلبي...» [16] .ثم كتاب (تذكرة الامة بخصائص الأئمة) لسبط ابن الجوزي 654 ه، فانه أيضا نقل كثيرا مما ذكره في أخبار الامام الحسين عليه السلام عن هشام الكلبي مصرحا بذلك.و عند مقابلة ما نقله الطبري بما نقله الشيخ المفيد (ره) و السبط؛ يظهر التوافق [ صفحه 11] الكثير بين نصوص النقول، الا ما شذ من بعض الحروف او الكلمات: كالواو بدل الفاء أو العكس أو ما شابه هذا، كما ستري ذلك في طيات الكتاب.

ابومخنف

لم تذكر لنا التواريخ مولده، الا أن الشيخ الطوسي رحمه الله عده في رجاله في طبقة من روي عن أميرالمؤمنين عليه السلام، نقلا عن الكشي رحمه الله، ثم قال: «و عندي أن هذا غلط؛ لأن لوط بن يحيي لم يلق أميرالمؤمنين عليه السلام، بل كان أبوه يحيي من أصحابه» [17] ، ثم لم يذكر أباه يحيي في أصحاب أميرالمؤمنين

عليه السلام، و انما ذكر جده مخنف بن سليم الأزدي و قال: «ابن خالة عائشة، عربي كوفي» [18] .و الشيخ رحمه الله انما نقل هذا عن كتاب الكشي رحمه الله لا عنه مباشرة؛ فان الكشي من المائة الثالثة و قد ولد الشيخ الطوسي سنة 385 ه.و كان اسم هذا الكتاب للكشي: (معرفة الناقلين عن الائمة الصادقين) علي ما ذكره ابن شهراشوب في (معالم العلماء) [19] ، و هو الآن مفقود، و انما الموجود منه هو ما اختاره الشيخ الطوسي منه سنة 456 ه علي ما ذكره السيد ابن طاووس في (فرج المهموم) [20] ، و ليس في مختار الشيخ - هذا - ما نقله عنه من عد أبي مخنف في أصحاب أميرالمؤمنين عليه السلام.و ذكره الشيخ رحمه الله في رجاله في طبقة أصحاب الامام الحسن بن علي [ صفحه 12] عليه السلام [21] ثم في طبقة أصحاب الامام الحسين عليه السلام [22] ثم في طبقة أصحاب الامام الصادق عليه السلام [23] ، لم يذكره في طبقة أصحاب الامام علي بن الحسين و لا في طبقة أصحاب الامام الباقر عليهماالسلام.و نقل الشيخ في (الفهرست) أيضا ما زعمه الكشي، ثم قال: «و الصحيح أن أباه كان من أصحاب علي عليه السلام، و هو لم يلقه» [24] ، ثم ذكر طريقه اليها عن هشام بن محمد بن السائب الكلبي و نصر بن مزاحم المنقري.و ذكره الشيخ النجاشي في رجاله فقال: «لوط بن يحيي بن سعيد بن مخنف بن سالم [25] الأزدي الغامدي أبومخنف، شيخ أصحاب الأخبار بالكوفة و وجههم، و كان يسكن الي ما يرويه، روي عن جعفر بن محمد عليه السلام، و قيل روي عن أبي جعفر،

و لم يصح» [26] ، ثم عد كتبه وعد منها كتاب مقتل الحسين عليه السلام، ثم ذكر طريقه اليها عن هشام بن محمد بن السائب الكلبي، عنه.و بهذه النصوص لحد الآن نكون قد أتينا علي ما في ثلاثة من الاصول الأربعة في (الرجال) عندنا، في صاحبنا أبي مخنف، من غير ذكر لمولده و لا وفاته.

ما يرويه الطبري في آل أبي مخنف

و ذكر الطبري في كتابه (ذيل المذيل) فيمن توفي من الصحابة سنة [ صفحه 13] 80 ه: «مخنف بن سليم بن الحارث... بن غامد بن الأزد... أسلم مخنف و صحب النبي صلي الله عليه وآله، و هو بيت الأزد بالكوفة، و كان له اخوة ثلاثة يقال لأحدهم: عبدشمس، قتل يوم النخيلة، و الصقعب، قتل يوم الجمل، و عبدالله، قتل يوم الجمل...، و كان من ولد مخنف بن سليم، أبومخنف لوط بن يحيي بن سعيد بن مخنف بن سليم، يروي عنه أيام الناس» [27] .و ذكره في أخبار البصرة عن غير أبي مخنف فقال: «و علي سبع بجيلة و أنمار و خثعم و الأزد: مخنف بن سليم الأزدي» [28] .و هذان النقلان ليس فيهما ما يدل علي أن مخنف بن سليم قتل يوم الجمل، و لكنه روي في أخبار الجمل أيضا رواية اخري عن أبي مخنف عن عمه محمد بن مخنف قال: «حدثني عدة من أشياخ الحي كلهم شهد الجمل قالوا: كانت راية الأزد من أهل الكوفة مع مخنف بن سليم، فقتل يومئذ، فتناول الراية من أهل بيته الصقعب و أخوه عبدالله بن سليم فقتلو [هما] » [29] .و هذا يشترك مع ما ذكره في (ذيل المذيل) في مقتل أخوي مخنف. الصقعب و عبدالله، فلعله انما نقله فيه من تاريخه، و

يختلف معه في مقتل مخنف بن سليم، اذ تقول هذه الرواية أنه قتل يوم الجمل، و هذا ينا في ما رواه الطبري عن الكلبي عن أبي مخنف نفسه في أخبار صفين، فانه روي عن الكلبي عن أبي مخنف قال: «حدثني أبي يحيي بن سعيد عن عمه محمد بن مخنف قال: كنت مع أبي (مخنف بن سليم) يومئذ و أنا ابن سبع عشرة سنة...» [30] .و كذلك روي عنه قال: «حدثني الحارث بن حصيرة الأزدي عن أشياخ [ صفحه 14] من النمر و الأزد: أن مخنف بن سليم لما ندبت الأزد للأزد [كره ذلك...] ...» [31] .و كذلك روي عن المدائني 225 ه و عوانة بن الحكم 158 ه و هو باسناده الي شيخ من بني فزارة قال: «بعث معاوية النعمان بن بشير [الأنصاري] في ألفين، فأتوا (عين التمر) فأغاروا عليها، و بها عامل لعلي عليه السلام يقال له: [مالك بن كعب] الأرحبي في ثلاثمائة، فكتب الي علي عليه السلام يستمده».«و كتب الي مخنف بن سليم - و هو قريب منه - يسأله أن يمده... فوجه اليه مخنف ابنه عبدالرحمن في خمسين رجلا، فانتهوا الي مالك و أصحابه...، فلما رآهم أهل الشام ظنوا أن لهم مددا فانهزموا و مضوا علي وجوههم» [32] .فهذه الأحاديث كلها تصرح بحياة جده مخنف بن سليم بعد الجمل، بل حتي بعد صفين، فان غارات معاوية انما كانت سنة 39 ه بعد وقعة صفين 37 ه، بينما تنفرد تلك الرواية بأنه قتل يوم الجمل كما سلف آنفا، و لم يفطن الطبري لذلك فلم يعلق عليه بشي ء مع تصريحه في (ذيل المذيل) بحياته الي سنة 80 ه [33] .

ما يرويه نصر بن مزاحم المنقري في آل أبي مخنف

علي أن في

غير الطبري أيضا ما يدل علي حياة مخنف بن سليم بعد الجمل و صفين؛ فيما يرويه نصر بن مزاحم المنقري 212 ه في كتابه (وقعة صفين):عن يحيي بن سعيد عن محمد بن مخنف قال: «نظر علي عليه السلام الي أبي [ صفحه 15] - بعد رجوعه من البصرة - فقال: لكن مخنف بن سليم و قومه لم يتخلفوا...» [34] .و قال، قال أصحابنا: «و بعث مخنف بن سليم علي اصبهان و همذان، و عزل عنها جرير بن عبدالله البجلي...» [35] .و قال: «لما أراد المسير الي الشام كتب الي عماله، فكتب الي مخنف بن سليم كتابا، كتبه عبيدالله بن أبي رافع (سنة 37 ه)، فاستعمل مخنف علي عمله رجلين من قومه و أقبل حتي شهد مع علي صفين» [36] .و قال: «و كان مخنف بن سليم علي الأزد و بجيلة و الأنصار و خزاعة» [37] .و قال: «و كان مخنف يساير عليا [عليه السلام] ببابل» [38] .و روي عن أشياخ من الأزد: «ان مخنف بن سليم لما ندب أزد العراق الي أزد الشام عظم عليه ذلك و كره، و خطب فعظمه و كرهه اليهم» [39] .و لنا في حديث أبي مخنف عن عم أبيه محمد بن مخنف حيث قال: «كنت مع أبي مخنف بن سليم يومئذ، و أنا ابن سبع عشرة سنة» [40] استفادة كبري! فان ظاهر هذا الخبر أن سعيدا كان أصغر من أخيه محمد فلم يشهد صفين و انما نقل خبره عن أخيه محمد، و هذا الخبر يدل علي أن محمد بن مخنف ولد سنة 20 ه فيكون أخوه سعيد جد لوط أيضا قريبا منه، فيكون الذي من أصحاب علي عليه السلام جد

لوط: سعيد، و ليس حتي أبوه يحيي... فنقول علي أقل [ صفحه 16] تقدير ليكن سعيد قد تزوج و أنجب ابنه يحيي في العشرين من عمره أي في سنة 40 ه [41] ، فلا مجال بعد لوجود لوط قطعا، و لا مجال لعد يحيي في أصحاب علي عليه السلام، و لنفترض أن يحيي أبالوط أيضا تزوج و أنجب في العشرين مر عمره أي في سنة 60 ه، هذا أقل ما يكون.. و لنفترض أنه بدأ بسماع الحديث في العشرين من عمره أي في سنة 80 ه، و أنه جمع أحاديث كتابه هذا في غضون عشرين سنة أي فرغ من تأليفه قرب المائة الاولي للهجرة.. و لكن يبعد جدا أن يكون قد كتبه و أملاه علي الناس اذ ذاك؛ و تدوين الحديث بعد مكروه جدا بل ممنوع فضلا عن التاريخ؛ و السلطة بعد مروانية اموية، و الظروف للشيعة و أخبارهم ظروف خوف و تقية.و لنا في اشارة أبي مخنف في خبر دخول مسلم بن عقيل عليه السلام الي الكوفة الي دار المختار بن أبي عبيد الثقفي بقوله: «و هي التي تدعي اليوم دار مسلم بن المسيب» افادة: انه ألف كتابه في المقتل في حدود الثلاثينات بعد المائة من الهجرة؛ حيث ان مسلم بن مسيب هذا كان في سنة 129 ه عامل ابن عمر [ صفحه 17] علي شيراز كما في (ج 7 ص 372) و هو عهد ضعف الامويين و قيام العباسيين بالدعوة الي الرضا من أهل البيت و الطلب بثارات الحسين و أهل بيته عليهم السلام، و من يدري لعل دعاة العباسيين دعوا أبامخنف الي تأليف أخبار مقتل الحسين عليه السلام لتأييد دعوتهم، ثم لما بلغوا

ما أرادوا تركوه و مقتله، كما تركوا أهل البيت عليهم السلام بل حاربوهم.

مصنفاته

ذكر الشيخ النجاشي له من المصنفات:كتاب المغازي، كتاب الردة، كتاب فتوح الاسلام، كتاب فتوح العراق، كتاب فتوح خراسان، كتاب الشوري، كتاب قتل عثمان، كتاب الجمل، كتاب صفين، كتاب الحكمين، كتاب النهروان، كتاب الغارات، كتاب أخبار محمد بن أبي بكر، كتاب مقتل محمد بن أبي بكر، كتاب مقتل أميرالمؤمنين عليه السلام، كتاب أخبار زياد، كتاب مقتل حجر بن عدي، كتاب مقتل الحسن عليه السلام، كتاب مقتل الحسين عليه السلام، كتاب أخبار المختار، كتاب أخبار ابن الحنفية، كتاب أخبار الحجاج بن يوسف الثقفي، كتاب أخبار يوسف بن عمير، كتاب أخبار شبيب الخارجي، كتاب أخبار مطرف بن مغيره بن شعبة، كتاب أخبار الحريث بن الأسدي الناجي، كتاب أخبار آل مخنف بن سليم... ثم ذكر طريقه اليها: عن تلميذه هشام الكلبي [42] .و ذكر له الشيخ الطوسي في (الفهرست) بعض هذه الكتب، ثم أضاف:و له كتاب خطبة الزهراء عليهاالسلام، ثم ذكر طريقه اليه [43] . [ صفحه 18] و ذكر له ابن النديم في (الفهرست) بعض هذه الكتب وعد منها مقتل الحسين عليه السلام.و من الملاحظ عليه في قائمة كتبه: أنه كان جل جهده موجها الي التصنيف في أخبار الشيعة، و في أخبار الكوفة بالخصوص، و ليس فيها كتاب في أخبار بني امية أو بني مروان و لا فيها كتاب عن قيام أبي مسلم الخراساني و الدولة العباسية، مع أنه توفي بعد كل هذا بخمس و عشرين سنة 158 ه، بل آخر ما نري في قائمة كتبه من تواريخه: كتاب أخبار الحجاج بن يوسف الثقفي، و أخباره تنتهي بموته سنة: 95 ه، الا أن الطبري يروي عنه

في تاريخه أخبارا الي أواخر أيام الامويين، و بالتعيين الي حوادث سنة: 132 ه [44] .و الملاحظ في أخباره المتناثرة في الكتب و لا سيما في الطبري: انه يروي كثيرا منها: عن أبيه أو عمه أو أحد بني عمومته أو أشياخه من حي الأزد من الكوفيين؛ و هذا يدلنا علي أن كثرة وجود الأخبار في قومه هو الذي بعثه علي جمعها و تأليف الكتب منها، و لهذا نراه قد اقتصر علي أخبار الكوفيين حتي أنه عد فيها أعلم من غيره بها.

مذهبه و وثاقته

و الملاحظ في أخباره، عامة - أيضا - أنه لم يرو عن الامام زين العابدين عليه السلام ت: 95 ه، و لا عن الامام الباقر عليه السلام ت: 115 ه مباشرة و لا خبرا واحدا، بل روي عن الامام الباقر عليه السلام بواسطة [45] و عن الامام علي بن الحسين عليهماالسلام بواسطتين [46] ، و له بضع روايات عن الامام [ صفحه 19] الصادق عليه السلام 148 ه بلا واسطة [47] ، و هذا مما يؤيد النجاشي (ره) اذ قال: «و قيل انه روي عن أبي جعفر عليه السلام، و لم يصح» [48] ، و لم يرو عن الامام موسي بن جعفر الكاظم عليه السلام، مع أنه عاش بعد الامام الصادق عليه السلام ت: 148 ه معاصرا للامام الكاظم عليه السلام عشر سنين، و لهذا لم يعده أحد من أصحابه.و هذا مما قد يدلنا علي أنه لم يكن شيعيا و من صحابة الائمة بالمعني المصطلح الشيعي الامامي، الذي يعبر عنه العامة بالرافضي، و انما كان شيعيا في الرأي و الهوي كأكثر الكوفيين غير رافض لمذهب عامة المسلمين آنذاك.و قد يكون مما يؤيد هذا: أن

أحدا من العامة لم يرمه بالرفض، كما هو المعروف من مصطلحهم: انهم لا يقصدون بالتشيع سوي الميل الي أهل البيت عليهم السلام، و أما من علموا منه اتباع أهل البيت عليهم السلام في مذهبه فانهم يرمونه بالرفض لا التشيع فحسب، و هذا هو الفارق في مصطلحهم بين الموردين.قال فيه الذهبي: «أخباري تالف لا يوثق به، تركه أبوحاتم و غيره، و قال ابن معين: ليس بثقة، و قال مرة: ليس بشي ء، و قال ابن عدي: شيعي محترق صاحب أخبارهم» [49] فلم يرمه أحد منهم بالرفض بينما نراهم يرمون من ثبت أنه علي مذهب أهل البيت عليهم السلام بالرفض.و يصرح ابن ابي الحديد بهذا فيقول: و أبومخنف من المحدثين، و ممن يري صحة الامامة بالاختيار، و ليس من الشيعة و لا معدودا من رجالها [50] . [ صفحه 20] نقل هذا السيد الصدر في (تأسيس الشيعة لعلوم الاسلام) ثم علق عليه يقول: «قلت: لا يرمونه بغير التشيع؛ و هو عند أهل العلم منهم لا ينافي الوثاقة، و قد اعتمد عليه ائمة السنة كأبي جرير الطبري، و ابن الأثير، خصوصا ابن جرير قد شحن تاريخه الكبير من رواية أبي مخنف» [51] .و قد عقد الامام شرف الدين رحمه الله في كتابه (المراجعات) فصلا خاصا عد فيه مائة من رجال الشيعة في أسناد السنة بل حتي صحاحهم و عين مواضعه [52] .و خلاصة القول فيه: انه لا ينبغي التأمل في كونه شيعيا لا اماميا، كما صرح به ابن أبي الحديد فهو كلام متين، و انما عده بعض العامة شيعييا علي ما تعودوا عليه بالنسبة الي من يمبل الي أهل البيت عليه السلام بالمودة و المحبة و الهوي، و لم يصرح أحد

من علماء الشيعة السابقين بتشيعه، و انما وصفه النجاشي رحمه الله و هو خريت هذا الفن بأنه «كان شيخ أصحاب الأخبار بالكوفة» لا شيخ أصحابنا، أو حتي شيخ أصحاب أخبارنا، و لا عجب في تصريح ابن أبي الحديد بذلك و هو يروي عنه أرجازا في وقعة الجمل في وصاية علي عليه السلام لرسول الله صلي الله عليه وآله، فان نقله لهذه الأراجيز لا يشهد بأكثر من تشيعه في الرأي و الهوي لا العقيدة بالامامة، كما يروي ذلك كثير من أهل السنة.و الخلاصة: أن كون الرجل شيعيا مما لا ينبغي الريب فيه، أما كونه اماميا فلا دليل عليه. [ صفحه 21] و أحسن ما قال فيه أصحابنا هو ما مدحه به النجاشي: انه «شيخ أصحاب الأخبار بالكوفة و وجههم، و كان يسكن الي ما يرويه» فهو مدح معتد به يثبت به حسنه، و لذا عد أخباره في (الوجيزة) و (البلغة) و (الحاوي)، و غيرها من الحسان.

هشام الكلبي

ذكره الشيخ النجاشي و سرد نسبه، ثم قال: «العالم بالأيام، المشهور بالفضصل و العلم، و كان يختص بمذهبنا، و له الحديث المشهور، قال: اعتللت علة عظيمة نسيت علمي؛ فجئت الي جعفر بن محمد عليه السلام فسقاني العلم في كأس فعاد الي علمي و كان أبوعبدالله يقربه و يدنيه و ينشطه، و له كتب كثيرة» [53] ثم عد كتبه، و ذكر طريقه اليها، وعد من كتبه: مقتل الحسين عليه السلام، و لعله هو ما يرويه أو أكثره عن شيخه أبي مخنف.و من الغريب أن الشيخ الطوسي نقل في مختاره من (رجال الكشي) أنه يقول: «الكلبي من رجال العامة؛ الا أن له ميلا و محبة شديدة، و قد قيل: ان الكلبي كان

مستورا (أي في التقية) و لم يكن مخالفا» [54] . [ صفحه 22] ثم لم يذكره الشيخ في (الرجال) و لا في (الفهرست) الا طريقا لما يرويه من كتب أبي مخنف [55] ، و لعل السبب في ذلك يرجع الي أن كتبه التي كانت تخص تاريخ الشيعة هي ما يرويه عن شيخه أبي مخنف، و أما سائر كتبه فليس فيها ما يخص تاريخ الشيعة.و قد نص كثير من علماء السير و التراجم من العامة علي علمه و حفظه و تشيعه؛ قال ابن خلكان: «كان واسع الرواية لأيام الناس و أخبارهم، و كان أعلم الناس بعلم الأنساب، و كان من الحفاظ المشاهير، توفي 206 ه» [56] .و قال أبوأحمد بن عدي في كتابه (الكامل): «للكلبي أحاديث صالحة، و رضوه في التفسير، و هو معروف به، بل ليس لأحد تفسير أطول منه و لا أشبع، و هو يفضل علي مقاتل بن سليمان لما في مقاتل من المذاهب الرديئة، و ذكره ابن حبان في الثقات» [57] .

هذا المقتل المتداول

تتداول الأيدي و المطابع في هذه العهود المتأخرة كتابا في مقتل الحسين [ صفحه 23] عليه السلام، نسب الي أبي مخنف، و من المعلوم الواضح أنه ليس لأبي مخنف، و انما هو من جمع جامع غير أبي مخنف، و لا يدري بالضبط متي؟ و أين؟ و ممن وجد هذا الكتاب؟ و متي طبع لأول مرة؟.يقول الامام شرف الدين (قده): «و لا يخفي أن الكتاب المتداول في مقتله عليه السلام، المنسوب الي أبي مخنف، قد اشتمل علي كثير من الأحاديث التي لا علم لأبي مخنف بها! و انما هي مكذوبة علي الرجل، و قد كثرت عليه الكذابة، و هذا شاهد علي جلالته»

[58] .و قال المحدث القمي: «و ليعلم أن لأبي مخنف كتبا كثيرة في التاريخ و السير، منها كتاب: (مقتل الحسين عليه السلام) الذي نقل عنه أعاظم العلماء المتقدمين و اعتمدوا عليه. و لكن الأسف أنه فقد و لا يوجد منه نسخة، و أما المقتل الذي بأيدينا و ينسب اليه فليس له بل و لا لأحد من المؤرخين المعتمدين، و من أراد تصديق ذلك فليقابل ما في هذا المقتل و ما نقله الطبري و غيره عنه حتي يعلم ذلك، و قد بينت ذلك في (نفس المهموم) في: طرماح بن عدي، و الله العالم» [59] .فلم يكن لي بد - و أنا اريد تحقيق الكتاب - أن أنظر ما في هذا المقتل الموضوع؛ فمن المقطوع به أن الكتاب من جمع جامع غير أبي مخنف، و لا يدري من هو هذا الجامع و متي جمعه؟، و الذي يبدو لي أنه كان من العرب المتأخرين غير عارف بالتاريخ و الحديث و الرجال و حتي الأدب العربي، فانه يستعمل في الكتاب كلمات هي من استعمال العرب المتأخرين باللغة الدراجة العامية.و الكتاب يشتمل علي (مائة و خمسين حديثا) يتخللها ست أحاديث مرسلة [ صفحه 24] فحديث عن الامام علي بن الحسين عليه السلام: 49: و آخر عن عبدالله بن عباس: 94، و ثالث عن عمارة بن سليمان عن حميد بن مسلم: 82، و رابع عمن يدعي عبدالله بن قيس: 96، و خامس عمن يدعي عمار و مرفوعة عن الكليني المتوفي 329 ه لا توجد في الكافي: 70.و يبتدي من بعد الحديث 105 [60] باكثار النقل عمن يدعي: سهل الشهرزوري، فيحشره مع أهل البيت من الكوفه الي الشام و حتي رجوعهم الي

المدينة! و ينقل عنه 31 حديثا مرسلا، و يذكر منها خبر (سهل بن سعد الساعدي) باسم (سهل بن سعيد الشهرزوري)! [61] .و تبقي سائر أحاديث الكتاب منسوبة الي أبي مخنف نفسه و هي) 138 (حديثا.و الكتاب يشتمل علي عدة أغلاط فاحشة، هي كما يلي:الأخطاء الفاحشة في هذا المقتل المتداول:1 - يفاجأ القاري البصير في أول سطر من أول صفحة من هذا المقتل المتداول بهذه الغلطة الفاضحة: «قال أبومخنف: حدثنا أبوالمنذر هشام عن محمد بن سائب الكلبي»!، فتري أبامخنف هنا - و هو شيخ هشام - ناقلا عن هشام تلميذه! و هو بدوره محدثا له عن أبيه محمد بن السائب الكلبي!، فيا تري كم كان جامع هذا الكتاب جاهلا بتراجم الرجال حتي خفي عليه هذا! [62] . [ صفحه 25] 2 - و تقلب بعد هذا ثلاثة من صحائف الكتاب فتجده يقول: «و روي الكليني في حديث» [63] ، فليث شعري من هذا الذي يروي عن الكليني المتوفي 329 ه، و قد توفي أبومخنف 158 ه؟! و الرواية بعد غير موجودة في الكافي.3 - ثم تقلب صفحات اخري فتجده يقول: «قال: فأنفذ (يزيد) الكتاب الي الوليد، و كان قدومه لعشرة أيام خلون من شعبان» [64] .هذا و قد اجمع المؤرخون - و منهم أبومخنف برواية الطبري - علي أن الحسين عليه السلام دخل مكة لثلاث خلون من شعبان! فكيف التوفيق؟!.4 - و ينفرد في حديث مقتل مسلم بن عقيل، بنقل خبر حفر حفيرة له وقع فيها فاخذ مكتوفا الي ابن زياد، فيقول: «و أقبل عليهم لعين! و قال لهم: أنا أنصب لهم! شركا: نحفر له بئرا في الطريق و نطمها! بالدغل! و التراب، و نحمل عليه

و ننهزم قدامه! و أرجو أن لا يفلت منها» [65] .5 - و ينفرد في حديث مقتل مسلم أيضا بقوله: «لما قتل مسلم و هاني انقطع خبر هما عن الحسين عليه السلام! فقلق قلقا عظيما! فجمع أهله.. و أمرهم بالرحيل الي المدينة! فخرجوا سايرين بين يديه الي المدينة حتي دخلوها! فأتي قبر رسول الله صلي الله عليه وآله و التزمه! و بكي بكاء شديدا، فهومت عيناه بالنوم» [66] ، و ليس لهذا الخبر أي أصل أو أثر في أي كتاب أو سفر.6 - و ينفرد في حديث نزول الامام الحسين عليه السلام بكربلاء بنقل خبر ركوب الامام سبعة أفراس و نزوله منها و توقفها و عدم تقدمها [67] .7 - و ينفرد بنقل حديث الامام علي بن الحسين عليه السلام ليلة العاشر من المحرم، في يوم نزول الامام بكربلاء [68] . [ صفحه 26] 8 - و ينفرد بذكر عدد عساكر ابن سعد في كربلاء: ثمانين ألفا! [69] .9 - و ينفرد بنقل خطبة زهير بن القين يوم نزول العساكر بكربلاء، و يقول: «ثم أقبل علي أصحابه و قال: معاشر المهاجرين و الأنصار! لا يغرنكم كلام هذا الكلب الملعون و أشباهه!! فانه لا ينال شفاعة محمد صلي الله عليه وآله، ان قوما قتلوا ذريته و قتلوا من نصرهم فانهم في جهنم خالدون أبدا»! [70] .10 - و ينفرد بنقل خبر حفر الحسين عليه السلام بئرا و يقول: «فلم يجد فيها ماء» [71] .11 - و ينفرد بتكرير حديث ليلة عاشوراء و صبيحتها ثلاث مرات: فيذكر في الاولي خطبة للامام الحسين عليه السلام و مقتل أخيه العباس عليه السلام!، و ينفرد فيه بقوله: «فأخذ السيف بفيه»،

ثم يقول: «و نزل اليه و حمله علي ظهر جواده و أقبل به الي الخيمة و طرحه و بكي عليه بكاء شديدا حتي بكي جميع من كان حاضرا» [72] .ثم يكر علي ليلة عاشوراء فيقول: «ثم أقبل علي أصحابه و قال لهم: يا أصحابي؛ ليس طلب القوم غيري! فاذا جن عليكم الليل فسيروا في ظلمته»، ثم يقول: «و بات تلك الليلة، فلما أصبح...» [73] .ثم يعود علي صبيحة عاشوراء و يذكر فيها خطبة اخري للامام عليه السلام، و ينفرد بذكر ارسال رسول من قبل الحسين عليه السلام باسم أنس بن كاهل الي ابن سعد [74] .بينما الرسول هو أنس بن الحرث بن كاهل الأسدي.ثم يكر ثالثة علي ليلة عاشوراء فيذكر الخطبة المعروفة اللامام عليه السلام علي أصحابه و أهل بيته في تلك الليلة... ثم يعود علي تعبئة الحسين عليه السلام. [ صفحه 27] و ابن سعد [75] .12 - و ينفرد في أصحاب الامام الحسين عليه السلام بذكر ابراهيم بن الحسين [76] .13 - و يذكر الطرماح مع من قتل مع الامام عليه السلام، بينما يروي الطبري عن الكلبي عن أبي مخنف: انه لم يحضر كربلاء و لم يقتل مع الامام عليه السلام [77] .و علي هذا يعلق المحدث القمي في كتابه: (نفس المهموم: 195 (.14 - و يذكر في قصة الحر الرياحي أبياتا هي لعبيدالله بن الحر الجعفي صاحب قصر بني مقاتل، و لا يتنبه الي عدم تناسبها مع حال الحر اذ يقول فيها: «وقفت علي أجسادهم و قبورهم» [78] ، فواجهلا من جامع هذا الكتاب!.15 - و ينسب الي الامام الحسين عليه السلام أبياتا في رثاء الحر لا تناسب أن تكون للامام، منها:و

نعم الحر اذ واسي حسينا لقد فاز الذي نصروا حسينا! [79] .16 - و ينسب الي الامام الحسين عليه السلام أبياتا ثلاثة في رثاء أصحابه، و هي صريحة في أنها ليست للامام عليه السلام، و انما هي لأحد من الشعراء [ صفحه 28] المتأخرين، حيث يقول فيها: «نصروا الحسين فيالها من فتية» هكذا [80] .17 - و ينفرد في تعيين يوم نزول الامام الحسين عليه السلام انه كان يوم الأربعاء [81] ، و يقول في شهادته عليه السلام أنها كانت يوم الاثنين [82] ، و هذا يقتضي أن يكون نزوله بكربلاء في اليوم الخامس من المحرم! و قد أجمع المؤرخون - و منهم أبومخنف برواية الطبري - علي أن نزوله كان في اليوم الثاني من المحرم و أنه كان يوم الخميس [83] ، و مقتله كان يوم الجمعة.18 - يبتدي من الحديث رقم (105) [84] باكثار النقل عمن يدعي: سهل الشهرزوري فيحشره مع اهل البيت عليه السلام من الكوفة الي الشام الي المدينة، فينسب اليه في الكوفة أبيات سليمان بن قتة الهاشمي [85] ، علي قبر الامام الحسين عليه السلام: «مررت علي أبيات آل محمد» [86] ، و ينسب اليه في الشام خبر سهل بن سعد الساعدي باسم: سهل بن سعيد الشهرزوري [87] ، فكأنه يحسبه هو!.19 - و ينسب الي الامام الحسين عليه السلام يوم عاشوراء ارجوزة تشتمل [ صفحه 29] علي نيف و ثلاثين بيتا [88] ، و الي عبدالله بن عفيف الأزدي عند عبيدالله بن زياد قصيدة تشتمل علي نحو من ثلاثين بيتا [89] .20 - و يحتوي الكتاب في طياته علي كلمات من استعمال المتأخرين من العرب الناطقين باللغة الدارجة، مما

لا يناسب أبامخنف، كقوله فيما سبق من خبر حفر بئر لمسلم: «و أقبل عليهم لعين! و قال لهم.. و نطمها بالدغل و التراب.. و ننهزم قدامه» [90] و «راحت أنصاره» [91] و «يقظانه» [92] و «يتحرش» [93] .و ليس بعد كل هذا لأحد أن يحتمل صحة نسبة هذا الكتاب الي أبي مخنف.

اسناد أبي مخنف

اشارة

سنسرد عليك فيما يلي قوائم تفصيلية بأسماء الرواة الوسائط بين أبي مخنف و الأحداث، و نضع أمام اسم كل راو منهم الحديث الذي رواه، فتكون القائمة هي في حد ذاتها فهرسا لأحاديث الكتاب أيضا.تنقسم قوائم أسماء هؤلاء الرواة - حسب اختلاف كيفية روايتهم أو رواية أبي مخنف عنهم - الي ستة قوائم: [ صفحه 30] الاولي: تحتوي علي أسماء (من شهد المعركة)، وحدث عنها لأبي مخنف مباشرة و بلا واسطة، فأبومخنف يروي عنه المعركة؛ أي بواسطة واحدة، و هم ثلاثة.الثانية: أيضا تحتوي علي أسماء (من شهد المعركة)، و أبومخنف يروي عنه بواسطة أو واسطنين، أي يروي المعركة بواسطتين أو ثلاث، و هم خمسة عشر رجلا، فمجموع من شهد المعركة من رواة أبي مخنف ثمانية عشر رجلا.الثالثة: تحتوي علي أسماء (من باشر الأحداث) من قبل كربلاء أو بعدها، و حدث عنها لأبي مخنف مباشرة، فأبومخنف يروي عنه الأحداث بواسطة واحدة، و هم خمسة أشخاص.الرابعة: تحتوي علي أسماء (من باشر الأحداث) من قبل كربلاء أو بعدها، و أبومخنف يروي عنه بواسطة أو واسطتين، و هم واحد و عشرون شخصا.الخامسة: تحتوي علي أسماء (الرواة الوسائط) الذين لم يشهدوا المعركة و لم يباشروا الأحداث، و انما هم وسائط لحديث أبي مخنف عن اولئك، فأبومخنف يروي عنهم المعركة أو الحوادث بواسطتين، و هم تسع و عشرون شخصا.السادسة: تحتوي

علي أسماء (الرواة العدول) من أصحاب الائمة أو الائمة أنفسهم عليهم السلام، و ليسوا ممن شهد المعركة و لا من باشر الأحداث، فهؤلاء أيضا من (الرواة الوسائط) الا أنهم لم يحدثوا بواسطة، أو لم يصرحوا بالواسطة، و هم أربعة عشر رجلا.و قد تبين من هذا الجدول:أن مجموع من روي أحداث كربلاء و وقايعها لأبي مخنف مباشرة و بالواسطة يبلغ (39) رجلا، حدثوا ب (65) حديثا مسندا هي مجموع أحاديث الكتاب.و قد استخرجنا تراجم هؤلاء الرجال اما من كتب الرجال أو من تتبع [ صفحه 31] موارد رواياتهم في الطبري، و بقي بعضهم لم نعثر لهم علي شي ء، و اليك القوائم بالتفصيل:القائمة الاولي:(من شهد المعركة) و باشر التحدث لأبي مخنف، و هم ثلاثة:1 - ثابت بن هبيرة: مقتل عمرو بن قرظة بن كعب الأنصاري و خبر أخيه علي بن قرظة (434: 5).له هذا الخبر فقط، و لم نعثر له علي ذكر في الرجال، و النص: قال أبومخنف؛ عن ثابت بن هبيرة: فقتل عمرو بن قرظة بن كعب.. و ظاهره المباشرة.2 - يحيي بن هاني بن عروة المرادي المذحجي: مقتل نافع بن هلال الجملي، و النص: حدثني يحيي... أن نافع.. و هو صريح في المباشرة (435: 5).امه: روعة بنت الحجاج الزبيدي اخت عمرو بن الحجاج الزبيدي فهو خاله، (الطبري 363: 5)، و لقد حضر مع خاله هذا كربلاء في عسكر عمر بن سعد، و روي مقتل نافع بن هلال الجملي، و سمع مقالة خاله عمرو بن الحجاج الزبيدي بعد مقتله لعسكره يمنعهم عن المبارزة، و يأمرهم برضخ الحسين عليه السلام و أصحابه بالحجارة، و لا يرجع يحيي عن خاله (435: 5)، و يروي مقالة خاله أيضا لعبدالله

بن المطيع العدوي و الي الكوفة من قبل ابن الزبير يثبته علي قتال المختار بن أبي عبيد الثفقي، و هو مع خاله في قتاله ضد المختار) 28: 6).و ذكره ابن حبان في الثقات، و قال الدار قطني: يحتج به، و قال النسائي: ثقة، و زاد أبوحاتم: صالح من سادات أهل الكوفة، و قال شعبة: كان سيد [ صفحه 32] أهل الكوفة، كما في (تهذيب التهذيب).3 - زهير بن عبدالرحمن بن زهير الخثعمي: مقتل سويد بن عمرو بن أبي مطاع الخثعمي، و النص: حدثني... قال: كان... (446: 5) له هذا الخبر فقط، و لم نعثر له علي ذكر في الرجال.القائمة الثانية:(من شهد المعركة) و روي عنه أبومخنف بواسطة أو واسطتين و هم خمسة عشر رجلا.1 - عقبة به سمعان [94] خبر نزول الحسين بكربلاء، و كتاب ابن زياد الي الحر في ذلك (407: 5) بواسطة واحدة.2 - هاني بن ثبت الحضرمي السكوني: ملاقاة ابن سعد للامام الحسين عليه السلام بين العسكرين بعد نزول الامام بكربلاء و قبل يوم عاشوراء و النص: حدثني أبوجناب عن هاني.. و كان قد شهد قتل الحسين عليه السلام (413: 5)، و قد اشترك هذا في قتل عبدالله بن عمير الكلبي و هو القتيل الثاني من أصحاب الحسين عليه السلام (436: 5)، و قتل عبدالله بن علي بن أبي طالب عليه السلام، و جعفر بن علي عليه السلام، و غلاما آخر من آل الحسين عليه السلام (448: 5)، و عبدالله بن الحسين بن علي عليه السلام من الرباب ابنة امري القيس الكلبي (468: 5).3 - حميد بن مسلم الأزدي: كتاب ابن زياد لابن سعد يأمره بمنع الماء عن الحسين و أصحابه عليهم السلام،

و طلب العباس للماء ليلة السابع (412: 5)، [ صفحه 33] و بعث شمر الي كربلاء (414: 5)، و بدء القتال (429: 5)، و مقالته لشمر عند هجومه علي المخيم قبل مقتل الحسين عليه السلام، و صلاة الظهر، و مقتل حبيب بن مظاهر الأسدي (439: 5)، و مقالة الامام عند مقتل ولده علي عليه السلام، و خروج زينب عند مقتله عليه السلام، و مقتل القاسم بن الحسن عليه السلام، و مقتل عبدالله بن الحسين عليه السلام في حجره (448 - 446: 5)، و حالة الحسين عليه السلام بعدهم الي مقتله (451: 5 و 452)، و اختلاف القوم بعده في قتل ابنه علي عليه السلام، و خبر عقبة بن سمعان و اطلاق سراحه، و وطي الخيل علي جسد الحسين عليه السلام، و حمل (حميد) مع خولي بن يزيد الأصبحي رأس الامام الي ابن زياد (455: 5)، و ارسال عمر بن سعد اياه الي أهله ليبشرهم بعافيته، و مجلس ابن زياد، و ضربه بالقضيب شفتي الحسين عليه السلام، و حديث زيد بن أرقم له عن رسول الله صلي الله عليه وآله و جواب ابن زياد له، و مقالة زيد بن أرقم في ابن زياد، و دخول زينب الي مجلس ابن زياد و كلامه لها و جوابها له، و محاولة ابن زياد ضربها و مقالة عمرو بن حريث، و كلام ابن زياد للامام زين العابدين عليه السلام و جوابه له، و محاولته قتله و تعلق عمته به، و خطبة ابن زياد في المسجد و جواب ابن عفيف له و مقتله (459 - 456: 5).و واسطته في هذه الأخبار لها:سليمان بن أبي راشد، و يظهر للمتتبع أن أبامخنف يقطع

فيها حسب المناسبات، و الملاحظ أن أخباره تبدأ من بعث شمر الي كربلاء و تنتهي بأخبار مجلس ابن زياد و مقتل ابن عفيف الأزدي.و من هنا يظهر للنظر أنه كان مع جيش شمر بن ذي الجوشن الكلابي، خصوصا مع ملاحظة مكالماته المتكررة مع شمر يعاتبه في امور، و وجوده في المخيم [ صفحه 34] بعد مقتل الحسين عليه السلام مع العلم أنه لم يحمل علي المخيم الا شمر بن ذي الجوشن برجالته.و نراه بعد هذا يشترك مع التوابين في ثورتهم (555: 5)، و يزور المختار في السجن، و لكنه يحذر سليمان بن صرد الخزاعي عن المختار و يخبره أن المختار يخذل الناس عنه، فيصفح عنه سليمان (581: 5 و 584)، و يرجع منهزما مع فلول التوابين (606: 5) و كان صديقا لابراهيم بن الأشتر النخعي، و كان يختلف اليه و يذهب معه الي المختار - بعد التوابين - كل عشية، يدبرون امورهم حتي تصوب النجوم ثم ينصرفون (18: 6)، و خرج مع ابراهيم من منزله بعد المغرب ليلة الثلاثاء في كتيبة نحو المائة متقلدي السيوف قد ستروا الدروع بأقبيتهم (19: 6) حتي أتوا دار المختار ليلة خرج) 23: 6).لكنه حينما علم أن المختار صمم علي قتل قتلة الحسين عليه السلام خرج مع عبدالرحمن بن مخنف الأزدي - عم أبي مخنف - علي المختار، فلما جرح عبدالرحمن رثاه حميد بأبيات (51: 6)، و لما فر عبدالرحمن بن مخنف من الكوفة الي المصعب بن الزبير بالبصرة لحق به حميد أيضا (58: 6)!.و آخر عهدنا به في الطبري) 213: 6) أنه يرثي عبدالرحمن بن مخنف حينما قتله الازارقة الخوارج قرب (كازرون) سنة 75 ه محاربا لهم مع المهلب

بن صفرة من قبل الحجاج بن يوسف الثقفي.ذكره الذهبي في ميزان الاعتدال (616: 1)، و ابن قدامة في المغني (195: 1).4 - الضحاك بن عبدالله المشرقي الهمداني: حديث ليلة عاشوراء و يوم عاشوراء، و تعبئته للقتال، و خطبته الكبري يوم عاشوراء (418: 5 و 419 و 421 و 423 و 425 و 444).روي أبومخنف عن هذا الرجال بواسطة عبدالله بن عاصم الفائشي [ صفحه 35] الهمداني - و لا يخفي أن الرجل أيضا من همدان -: أنه اشترط علي الامام الحسين عليه السلام أن يكون في حل من الانصراف عنه بعد مقتل أصحابه، فقبل الامام ذلك! فهرب من المعركة (418: 5 و 444)، و ذكره الطوسي في رجاله في أصحاب الامام زين العابدين عليه السلام!5 - الامام علي بن الحسين عليه السلام: حديث ليلة عاشوراء بواسطتين:أ - الحارث بن حصيرة، عن عبدالله بن شريك العامري، عنه عليه السلام،(418: 5).ب - و عن الحارث بن كعب الوالبي الأزدي الكوفي و أبي الضحاك (البصري)، عنه عليه السلام (420: 5).6 - عمرو الحضرمي: تكتيب الكتائب لعسكر عمر بن سعد (422: 5) بواسطتين، و هو لا يعرف.7 - غلام لعبدالرحمن بن عبدربه الأنصاري: خبر مهازلته لبرير بن خضير الهمداني، بواسطتين: عن عمرو بن مرة الجملي عن أبي صالح الحنفي عنه، و في آخره: «فلما رأيت القوم قد صرعوا أفلت و تركتهم» (421: 5 و 422).8 - مسروق بن وائل الحضرمي: خبر ابن حوزة عند بدء القتال، بواسطتين عن عطاء بن السائب، عن عبدالجبار بن وائل الحضرمي، عنه قال: كنت في أوائل الخيل ممن سار الي الحسين... لعلي أصيب رأس الحسين فأصيب به منزلة عند عبيدالله بن زياد... فرجع مسروق..

و قال: لقد رأيت من أهل هذا البيت شيئا لا اقاتلهم أبدا (421: 5).9 - كثير بن عبدالله الشعبي الهمداني: خطبة زهير بن القين، عن علي بن حنظلة بن أسعد الشبامي عن رجل من قومه شهد مقتل الحسين حين قتل، يقال له كثير بن عبدالله الشعبي (426: 5).روي الطبري عن هشام عن عوانة: انه كان فارسا شجاعا ليس يرد وجهه [ صفحه 36] شي ء، فلما عرض عمر بن سعد علي الرؤساء أن يأتوا الحسين عليه السلام فيسألوه ما الذي جاء به؟ و ماذا يريد؟ «فكلهم أبي وكرهه، و قام اليه كثير بن عبدالله الشعبي فقال: أنا أذهب اليه، و الله لئن شئت لأفتكن به!... فأقبل... فقام اليه فقال: ضع سيفك، قال: لا و الله و لا كرامة... فاستبا» (410: 5)، «وشد هو و مهاجر بن اوس علي زهير بن القين البجلي فقتلاه» (441: 5).10 - الزبيدي: الحملة الثانية (435: 5)، رجل من زبيد اليمن يروي مآثر أميره من عشيرته: عمرو بن الحجاج الزبيدي!.11 - أيوب بن مشرح الخيواني: امرأة الكلبي، و عقر فرس الحر فاتهمه قومه بعد ذلك بقتل الحر فقال: «لا و الله ما أنا قتلته و لكن قتله غيري، و ما احب أني قتلته، فقال له أبو الوداك جبر بن نوف الهمداني: و لم لا ترضي بقتله؟ قال: زعموا أنه كان من الصالحين، فو الله لئن كان آثما فلئن ألقي الله باثم الجراحة و الموقف أحب الي من أن ألقاه باثم قتل أحد منهم! فقال له أبو الوداك: ما أراك الا ستلقي الله باثم قتلهم أجمعين... أنتم شركاء كلكم في دمائهم» (437: 5).12 - عفيف بن زهير بن أبي الأخنس: مقتل برير

بن خضير الهمداني (ره) و كان ممن شهد قتل الحسين عليه السلام، و يقول في خبره هذا، ان بريرا كان يقرؤهم القرآن في المسجد الجامع بالكوفة (431: 5).13 - ربيع بن تمم الهمداني: مقتل عابس بن أبي شبيب الشاكري، و كان ممن شهد ذلك اليوم (444: 5).14 - عبدالله بن عمار البارقي: خبر حالة الحسين عليه السلام في حملاته علي القوم، و كان ممن شهد قتل الحسين عليه السلام، فعتب عليه مشهده قتل الحسين عليه السلام فقال: ان لي عند بني هاشم ليدا!! قلنا له: و ما يدك [ صفحه 37] عندهم؟! قال: حملت علي حسين بالرمح فانتهيت اليه... ثم انصرفت عنه غير بعيد! (451: 5).15 - قرة بن قيس الحنظلي التميمي: قطع الرؤوس، و السبايا (455: 5) كان قد خرج مع أميره من عشيرته: الحر بن يزيد الرياحي التميمي في مقدمة ابن زياد الي الحسين عليه السلام، (427: 5)، و هو الذي بعثه ابن سعد الي الحسين عليه السلام ليسأله ما الذي جاء به و ما يريد؟! فلما جاء الي الحسين عليه السلام سلم عليه، فدعاه حبيب بن مظاهر الأسدي الي نصرة الحسين عليه السلام فأبي (411: 5)، و هو الذي ما يروي ان الحر قال له: ألا تريد أن تسقي فرسك؟ فتنحي عنه حتي سار الي الحسين عليه السلام، و هو يدعي أن الحر لو كان يطلعه علي الذي أراد لكان يخرج معه الي الحسين عليه السلام! (427: 5).فهؤلاء خمسة عشر رجلا ممن شهد قتل الحسين عليه السلام، و روي عنهم أبومخنف بواسطة أو واسطتين.القائمة الثالثة:من باشر الأحداث و حدث بها أبامخنف مباشرة، و هم خمسة أشخاص:1 - أبوجناب يحيي بن أبي حية

الوداعي الكلبي: مقابلات أصحاب مسلم لابن زياد (369: 5 و 370)، و بعث ابن زياد برؤوس مسلم و هاني الي يزيد، و كتابه اليه في ذلك (380: 5)، و يبدو لي أنه يروي هذه الأخبار عن أخيه هاني بن أبي حية الوداعي الكلبي، اذا أنه هو الذي بعثه ابن زياد بكتابه.له في الطبري) 23) خبرا، تسعة منها عن حرب الجمل و صفين و النهروان بالواسطة، و تسعة منها عن كربلاء خمسة منها بالواسطة و ثلاثة بالارسال.و آخر عهدنا به روايته - بالارسال - كتاب مصعب بن الزبير الي ابراهيم بن [ صفحه 38] الأشتر بعد المختار يدعوه الي نفسه سنة 67 ه (111: 6) ترجمه في تهذيب التهذيب) 201: 11)، و قال: كوفي صدق مات 147، (فلم يكن مباشرا).2 - جعفر بن حذيفة الطائي: كتاب مسلم الي الحسين قبل مقتله ببيعة أهل الكوفة، و كتاب محمد بن الأشعث بن قيس الكندي مع أياس بن العثل الطائي الي الامام الحسين عليه السلام يخبره بخبر أسر مسلم بن عقيل و قتله (375: 5).ذكره الذهبي في (ميزان الاعتدال) و قال: يروي عن علي، و عنه أبومخنف و كان مع علي يوم صفين، و ذكره ابن حبان في الثقات، ثم قال: لا يدري من هو؟.و له في الطبري خمسة أخبار: خبران عن صفين، و خبران عن الخوارج من طيي ء، و هذا الخبر فقط.3 - دلهم بنت عمرو - زوجة زهير بن القين -: حديث التحاقة بالحسين عليه السلام، و النص: قال أبومخنف: «حدثتني دلهم... قالت: فقلت له...» (396: 5).4 - عقبة بن أبي العيزار: خطبتين للامام عليه السلام بالبيضة، و ذي حسم، و مقالة زهير بن القين في

جواب الامام، و أبيات الامام عليه السلام و أبيات الطرماح بن عدي (403: 5) لعله كان من أصحاب الحر فنجي، و لم نجد له ذكرا في رجالنا، و ذكره في لسان الميزان، و قال: يعتبر حديثه، ثم قال: ابن حبان في الثقات [95] .فهؤلاء أربعة ممن باشر الأحداث و حدث بها لأبي مخنف مباشرة (و لو ظاهرا). [ صفحه 39] القائمة الرابعة:من باشر الأحداث أو عاصرها و رواها، و روي عنه أبومخنف بواسطة أو واسطتين، و هم: واحد و عشرون شخصا:1 - أبوسعيد دينار، او: كيسان، او: عقيصا المقبري: أبيات الامام الحسين عليه السلام عند خروجه من المدينة، بواسطة واحدة: عبدالملك بن نوفل بن مساحق بن مخرمة (342: 5)، ذكره الذهبي في (ميزان الاعتدال) و قال: صاحب أبي هريرة و ابن صاحبه، ثقة حجة، شاخ و وقع في الهرم و لم يختلط... مات سنة 125 ه، هو من موالي بني تيم، ذكره ابن حبان في الثقات، و قال الحاكم: ثقة مأمون [96] .و في (تهذيب التهذيب): قال الواقدي: ثقة كثير الحديث، توفي سنة مائة، و قيل في خلافة الوليد بن عبدالملك، قيل: ان عمر جعله علي حفر القبور، فكان ينزل ناحية المقابر فسمي المقبري [97] .و ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب علي عليه السلام و الحسين باسم دينار، يكني أباسعيد، و لقبه عقيصا، و انما لقب بذلك لشعر قاله [98] .و قال ابن قدامة في (المغني): هو المقدسي نسبة الي المقدس و هي مدينة ايليا النبي.و روي الصدوق في أماليه مسندا الي أبي سعيد عقيصا: عن الحسين، عن أبيه، عن النبي صلي الله عليه وآله أنه قال لعلي عليه السلام: يا علي! أنت أخي

و أنا أخوك، أنا المصطفي للنبوة، و أنت المجتبي للامامة، و أنا صاحب [ صفحه 40] التنزيل، و أنت صاحب التأويل، و أنا و أنت أبوا هذه الامة، أنت وصيي و خليفتي و وزيري و وارثي و أبو ولدي، و شيعتك شيعتي.2 - عقبة بن سمعان: خروج الامام عليه السلام من المدينة، و ملاقاته لعبدالله بن مطيع العدوي، و نزوله مكة (351: 5)، و مقالة ابن عباس للامام عند خروجه من مكة، و مقالة ابن الزبير للامام عند خروجه من مكة (383: 5)، و خبر رسل عمرو بن سعيد بن العاص الأشدق و الي مكة آنذاك الي الامام الحسين عليه السلام ليروده الي مكة، و خبر ورس اليمن بمنزل التنعيم (385: 5)، و مقالة علي بن الحسين الأكبر لأبيه بعد قصر بني مقاتل، و انتهائهم الي نينوي و وصول رسول ابن زياد الي الحر بكتابه، و نزول الامام عليه السلام، و نزول عمر بن سعد (409 - 407: 5)، و الخصال التي عرضها الامام علي ابن سعد (413: 5).و جميعها بواسطة واحدة هو الحارث بن كعب الوالبي الهمداني، و هذا مما يؤيد أن أبامخنف كان يقطع في الخبر حسب المناسبات، و قد مضت ترجمة) عقبة (قبل فراجع.3 - محمد بن بشر الهمداني: اجتماع الشيعة في الكوفة في منزل سليمان بن صرد الخزاعي بعد موت معاوية، و خطبة سليمان بن صرد، و كتابهم الي الحسين عليه السلام، و جواب الامام اليهم مع مسلم بن عقيل (352 - 3: 5)، و كتاب مسلم الي الحسين عليه السلام من الطريق، و جواب الامام عليه السلام، و وصول مسلم الي الكوفة، و اختلاف الشيعة اليه في دار المختار (355

- 354: 5)، و خطبة ابن زياد بعد مقتل هاني بن عروة (368: 5)، جميعها بواسطة واحده هو: الحجاج بن علي البارقي الهمداني.كان حاضرا في اجتماع الشيعة في بيت سليمان بن صرد، اذ يقول: «فذكرناه هلاك معاوية فحمدنا الله عليه، فقال لنا سليمان بن صرد... ثم [ صفحه 41] سرحنا بالكتاب.. و أمرنا هما بالنجاء... ثم سرحنا اليه... ثم لبثنا يومين آخرين ثم سرحنا اليه.. و كتبنا معهما» (355 - 354: 5).و كان حاضرا في اجتماع الشيعة عند مسلم في دار المختار، فلم يبايعه كراهة القتال: اذ يقول الراوي الحجاج بن علي: «فقلت لمحمد بن بشير: فهل كان منك أنت قول؟ فقال: ان كنت لأحب أن يعز الله أصحابي بالظفر، و ما كنت لأحب أن اقتل! و كرهت أن أكذب!» (355: 5).و ذكر في (لسان الميزان): ان أبا حاتم كان يقول: انه هو محمد بن السائب الكلبي الكوفي نسب الي جده فانه محمد بن السائب بن بشر [99] ، و ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الامامين الباقر و الصادق عليهماالسلام [100] .4 - أبو الوداك جبر بن نوف الهمداني: خطبة النعمان بن بشير الأنصاري - والي الكوفة من قبل معاوية و يزيد - بالكوفة، و كتب أهل الكوفة الي يزيد (356 - 355: 5)، و خطبة ابن زياد بالكوفة (359 - 358: 5)، و انتقال مسلم الي دار هاني بن عروة، و تجسس معقل الشامي عليه من قبل ابن زياد و عيادة ابن زياد لهاني بن عروة، و اشارة عمارة بن عبيد السلولي بقتل ابن زياد، و كراهة هاني ذلك، و عيادة ابن زياد لشريك بن الأعور الحارثي الهمداني في دار هاني، و اشارته

علي مسلم بقتل ابن زياد، و امتناع مسلم لكراهة هاني لذلك، و طلب ابن زياد هانئا و ضربه و حبسه، و مجي ء عمرو بن الحجاج الزبيدي بوجوه مذحج و فرسانها، و دخول شريح القاضي الي هاني و اخبارهم بسلامته و انصرافهم (367 - 361: 5)، بواسطة نمير بن وعلة الهمداني، و الأخير [ صفحه 42] عن المعلي بن كليب.و قد ورد اسمه الكامل في روايته خطبة الامام عليه السلام بالنخيلة بعد يأسه من هداية الخوارج (78: 5)، و يظهر أنه كان بالكوفة بعد مقتل الحسين عليه السلام، فعتب علي أيوب بن مشرح الخيواني عقره لفرس الحر (ره)، فقال له «ما أراك الا ستلقي الله باثم قتلهم أجمعين؛ أرأيت لو أنك رميت ذا، فعقرت ذا، و رميت آخر، و وقفت موقفا، و كررت عليهم، و حرضت أصحابك، و كثرت اصحابك، و حمل عليك فكرهت أن تفر، و فعل آخر من أصحابك كفعلك، و آخر، و آخر، كان هذا و أصحابه يقتلون؟! أنتم شركاء كلكم في دمائهم!» (437: 5).و ذكره الذهبي في (ميزان الاعتدال) فقال: صاحب أبي سعيد الخدري، صدوق مشهور [101] .و في (تهذيب التهذيب): ذكره ابن حبان في الثقات، و قال ابن معين: ثقة، و قال النسائي: صالح، و أخرج حديثه في السنن [102] .5 - أبوعثمان النهدي: كتاب الامام الحسين عليه السلام الي أهل البصرة، و استخلاف ابن زياد لأخيه عثمان علي البصرة، و دخوله الكوفة (358 - 357: 5)، بواسطة واحدة هو الصقعب بن زهير.كان من أصحاب المختار، و استخلفه، علي الضعفاء بالسبخة حين دخوله الكوفة علي ابن مطيع) 22: 5 و 29).و ذكره في (تهذيب التهذيب)؛ فروي أنه كان قضاعة و

أدرك النبي صلي الله عليه وآله و لم يره، و سكن الكوفة، فلما قتل الحسين عليه السلام تحول [ صفحه 43] الي البصرة و كان عريف قومه، و حج ستين حجة و عمرة، و كان ليله قائما و نهاره صائما، ثقة، مات سنة 95 و هو ابن 130 سنة [103] .6 - عبدالله بن خازم الكثيري الأزدي: خروج مسلم عليه السلام و عقده الألوية (369 - 367: 5)، بواسطة يوسف بن يزيد، و تخاذل الناس عن مسلم عليه السلام (371 - 370: 5)، بواسطة سليمان بن أبي راشد.كان ممن بايع مسلما عليه السلام، و بعثه مسلم ليعلم خبر هاني في القصر، ثم كان فيمن خذل مسلما و حسينا عليهماالسلام (369 - 368: 5)، ثم تاب مع التوابين فخرج معهم (583: 5) حتي قتل (601: 5).7 - عباس - او عياش - بن جعدة الجدلي: خروج مسلم عليه السلام و تخاذل الناس عنه، و موقف ابن زياد (369: 5)، بواسطة واحدة هو يونس بن أبي اسحاق السبيعي الهمداني.كان ممن بايع مسلما و خرج معه ثم يفتقد و النص: «خرجنا مع مسلم...».8 - عبدالرحمن بن أبي عمير الثقفي: دعوة المختار الي الدخول تحت راية الأمان لابن زياد.9 - زائدة بن قدامة الثقفي: خروج محمد بن الأشعث لقتال مسلم بن عقيل و أسره (373: 5)، و استسقاء علي باب القصر و سقيه (375: 5).ذكره الطبري: قدامة بن سعيد بن زائدة بن قدامة الثقفي، و قد وجدنا أن زائدة بن قدامة جد قدامة بن سعيد هو الذي كان مباشرا لأحداث الكوفة و أما حفيده قدامة بن سعيد فقد ذكره الشيخ الطوسي في طبقة أصحاب الامام الصادق عليه السلام (ص

275 ط النجف) فرجحنا أن يكون [ صفحه 44] الصحيح: قدامة بن سعيد عن زائدة بن قدامة الثقفي.كان جده: زائدة بن قدامة الثقفي قائد شرطة الكوفة سنة: 58 ه بولاية عبدالرحمن بن ام الحكم الثقفي من قبل معاوية بن أبي سفيان، بعد عام الجماعة (310: 5) و كان مع عمرو بن حريث لما رفع راية الأمان لعبيدالله بن زياد بالكوفة بعد خروج مسلم بن عقيل عليه السلام فشفع لابن عمه المختار (570: 5)، و هو الذي سار بكتاب المختار من سجن ابن زياد بالكوفة الي عبدالله بن عمر زوج أخت المختار صفية بنت أبي عبيد الثقفي ليشفع له عند يزيد، فأطلق ابن زياد المختار، و أراد ابن زياد ليعاقب ابن قدامة علي فعله فهرب حتي اخذ له الأمان (571: 5) و بايع - فيمن بايع من أهل الكوفة - عبدالله بن مطيع العدوي والي الكوفة من قبل عبدالله بن الزبير، فبعثه ابن مطيع ليطلب المختار، فأخبر ابن قدامة المختار بذلك فتثاقل المختار (11: 6) و كان خروج المختار بالكوفة من بستان هذا الرجل بالسبخة) 22: 6)، و بعثه المختار ليرد عنه عمر بن عبدالرحمن المخزومي والي الكوفة من قبل ابن الزبير، فرده عنه بالمال و التهديد (72: 6)، ثم التحق بعبدالملك بن مروان فحارب معه مصعب بن الزبير فقتله بثار المختار بدير الجاثليق (159: 6)، فبعثه الحجاج مع ألفي رجل الي حرب شبيب الخارجي في (رودبار) فقاتله حتي قتل و أصحابه ربضة حوله سنة 76 ه) 246: 6).فهذا يدل صريحا علي أن قدامة بن سعيد بن زائدة الذي يروي عنه أبومخنف هذا الخبر لم يكن مباشرا لأحداث الكوفة حين خروج مسلم بن عقيل عليه السلام

بها، قطعا، فلعل الصحيح حدثني قدامة بن سعيد عن زائدة بن قدامة، فان زائدة - كما رأينا - كان مع عمرو بن حريث فهو يروي خبر بعث ابن زياد محمد بن الأشعث الي مسلم عليه السلام، لحفيده قدامة بن سعيد.10 - عمارة بن عقبة بن أبي معيط الاموي: خبر استسقاء مسلم و سقيه [ صفحه 45] (375: 5)، يرويه عنه حفيده سعيد بن مدرك بن عمارة بن عقبة.قال في (تقريب التهذيب): ثقة، مات سنة 116 ه.11 - عمر بن عبدالرحمن بن الحارث بن هشام المخزومي: مقالته للامام الحسين عليه السلام عند خروجه من مكة، بواسطة الصقعب بن زهير (382: 5) ولاه عبدالله بن الزبير الكوفة علي عهد المختار، فرده المختار عنها بالمال و التهديد (71: 6) ود كره في (تهذيب التهذيب) فقال: ذكره ابن حبان في الثقات و قال: روي عن جماعة من الصحابة [104] .12 - عبدالله بن سليم، و المذري بن المشمعل الأسديان، مقابلة ابن الزبير للامام الحسين عليه السلام فيما بين الحجر الأسود و الباب (384: 5)، و ملاقاة الفرزدق للامام عليه السلام (386: 5)، و نقلا خبر مقتل مسلم بن عقيل للامام عليه السلام في الثعلبية (398 - 397: 5)، بواسطتين: أبي جناب يحيي بن أبي حية الوداعي الكلبي، عن عدي بن حرملة الأسدي.. و كلا الرجلين سمعا واعية الامام فلم ينصراه، و كان عبدالله بن سليم الأسدي حيا الي سنة 77 ه) 295: 6).13 - الامام علي بن الحسين عليه السلام: كتاب عبدالله بن جعفر الي الامام مع ولديه عون و محمد، و كتاب عمرو بن سعيد الأشدق الي الامام مع أخيه يحيي، و جواب الامام، بواسطة واحدة: هو الحارث

بن كعب الوالبي (388 - 387: 5).14 - بكر بن مصعب المزني: مقتل عبدالله بن بقطر و خبر منزل زبالة، بواسطة واحدة هو أبوعلي الأنصاري (399 - 398: 5)، لا يعرفان.15 - فزاري: خبر التحاق زهير بن القين بالحسين عليه السلام، بواسطة [ صفحه 46] السدي و النص: رجل من بني فزارة (396: 5).16 - الطرماح بن عدي: خبره، بواسطة واحدة هو جميل بن مرثد الغنوي (406: 5) لقي الحسين عليه السلام فاستنصره الامام فاعتذر أن يمتار لأهله ميرة أي رزقا فلم يمنعه الامام، و لم يدرك نصرته عليه السلام، و ذكره الشيخ في أصحاب أميرالمؤمنين و الحسين عليهماالسلام، و ذكره المامقاني و وثقة أنه أدرك نصرة الامام عليه السلام و جرح و برء ثم مات بعد ذلك و لم يذكر المصدر [105] .17 - عامر بن شراحيل بن عبدالشعبي الهمداني: خبر قصر بني مقاتل، بواسطة المجالد بن سعيد (407: 5).ولد سنة 21 ه (145: 4)، و امه من سبي جلولاء سنة 16 ه، و هو و أبوه أول من أجاب المختار (15: 6)، و شهد هو و أبوه للمختار بالحق (17: 6)، و خرج هو و أبوه مع المختار الي ساباط المدائن سنة 67 ه (91: 6) ثم لحق بالحجاج بعد المختار و جلس معه (327: 6) ثم خرج علي الحجاج مع عبدالرحمن بن الأشعث بن قيس الكندي سنة 82 ه (350: 6)، فلما هزم ابن الأشعث لحق بقتيبة بن مسلم والي الحجاج علي) الري (فاستأمنه فآمنه الحجاج (374: 6)، ثم بقي حتي ولي قضاء الكوفة أيام عمر بن عبدالعزيز سنة 99 الي 101 ه من قبل يزيد بن عبدالملك بن مروان.و هو ممن

خذل مسلما و الحسين عليهماالسلام، و لم يكن مع الحسين عليه السلام، و انما حدث عنه أبومخنف مرسلا، مات بالكوفة فجأة سنة 104 ه، كما في الكني و الألقاب (328: 2)، له في الطبري 114 خبرا، و ذكره في (تهذيب التهذيب) فروي عن العجلي: أن الشعبي سمع من ثمانية و أربعين [ صفحه 47] من الصحابة و أدرك عليا عليه السلام، قيل: مات سنة 110 ه [106] .18 - حسان بن فائد بن بكير العبسي: كتاب ابن سعد الي ابن زياد و جوابه اليه، بواسطة النضر بن صالح بن حبيب بن زهير العبسي، و النص:) أشهد أن كتاب عمر بن سعد جاء الي عبيدالله بن زياد و أنا عنده، فاذا فيه... ((411: 5).كان فيمن قاتل المختار و أصحابه مع راشد بن أياس صاحب شرطة عبدالله بن مطيع العدوي والي الكوفة من قبل عبدالله بن الزبير) 26: 6)، و كان مع ابن مطيع في حصار القصر (31: 6)، و قتل أخيرا مع أصحاب ابن مطيع في مضر، في كناسة الكوفة 64 ه (49: 6).قال في (تهذيب التهذيب): ذكره ابن حبان في الثقات، و روي (البخاري) في تفسير الجبت في سورة النساء عن شعبة عن أبي اسحاق السبيعي عنه عن عمر بن الخطاب: أن الجبت هو السحر، و قال: يعد في الكوفيين [107] .19 - أبوعمارة العبسي: مقالة يحيي بن الحكم، و مجلس يزيد، بواسطة أبي جعفر العبسي (461 - 460: 5).20 - القاسم بن بخيت: الرؤوس في دمشق، و مقالة يحيي بن الحكم بن العاص أخي مروان، و مقالة هند زوجة يزيد، و قضيب يزيد، بواسطتين: أبي حمزة الثمالي، عن عبدالله الثمالي عن القاسم (465: 5).21

- أبوالكنود عبدالرحمن بن عبيد: أبيات ام لقمان بنت عقيل بن أبي طالب، بواسطة سليمان بن أبي راشد (466: 5).كان يلي الكوفة من قبل زياد بن أبيه) 246: 5)، و كان من أصحاب [ صفحه 48] المختار، و ادعي أنه هو الذي قتل شمرا (53: 6)، و له في الطبري تسعة أخبار عن أبي مخنف عنه، كما في الأعلام.22 - فاطمة بنت علي - كما ذكرها الطبري -:مجلس يزيد، بواسطة الحارث بن كعب الوالبي الأزدي (462  461: 5).فهؤلاء واحد و عشرون شخصا ممن باشر الأحداث أو عاصرها و رواها، و رواها عنهم أبومخنف بواسطة أو واسطتين.القائمة الخامسة:(الرواة الوسائط) و هم تسع و عشرون شخصا.1 - عبدالملك بن نوفل بن مساحق بن عبدالله بن مخرمة، عن أبي سعد سعيد بن أبي سعيد المقبري: أبيات الامام عليه السلام عند خروجه من المدينة، (342: 5).و يروي - بدون تصريح بالواسطة - عهد معاوية لابنه يزيد عند موته، و حديث الضحاك بن قيس الفهري صاحب شرطة معاوية و ولي دفنه، و أبيات يزيد عند وصول البريد اليه بهلاك أبيه معاوية.و له في الطبري خمسة عشر خبرا عن أبي مخنف عنه عن رجل، أكثرها عن خروج ابن الزبير بمكة، و عبدالله بن حنظة بالمدينة، و وقعة الحرة، احداها عن أبيه نوفل (474: 5)، و اخري عن عبدالله بن عروة (478: 5)، و اخري عن حميد بن حمزة من موالي بني امية (479: 5)، و سبعة منها عن حبيب بن كرة من موالي بني امية أيضا و صاحب راية مروان بن الحكم (482: 5 و 539)، و أخيرها عن سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص الأشدق (577: 5).فمن المرجح

أن يكون قد روي مراسيله في وصية معاوية و دفنه عن موالي بني امية هؤلاء، و ان لم يصرح بأسمائهم. [ صفحه 49] و قد كان أبوه نوفل بن مساحق علي ألفين أو خمسة آلاف لابن مطيع لابن الزبير، و انتهي ابن الأشتر النخعي اليه فرفع عليه السيف ثم خلي سبيله (30: 6).و وثقه في تهذيب التهذيب (428: 6) و الكاشف للذهبي) 216: 2).2 - أبوسعيد عقيصا، عن بعض أصحابه: مقابلة الامام الحسين عليه السلام لابن الزبير بمكة في المسجد الحرام محرما (385: 5).عدة العلامة رحمه الله من أصحاب أميرالمؤمنين عليه السلام في القسم الأول من (الخلاصة) [108] و ذكره الذهبي في (ميزان الاعتدال) فقال: روي عن علي عليه السلام، ثم قال: قال ابن سعد: ثقة، اسمه دينار، شيعي، مات (125 ه) [109] .و قال في تهذيب التهذيب: قال الواقدي: كان ثقة كثير الحديث توفي سنة مائة، و قال ابن سعد: توفي في خلافة الوليد بن عبدالملك، قيل: ان عمر جعله علي حفر القبور، و قيل: كان ينزل ناحية المقابر فسمي المقبري (453: 8) و في لسان الميزان (422: 2).3 - عبدالرحمن بن جندب الأزدي، عن عقبة بن سمعان: جميع أخباره. له في الطبري زهاء ثلاثين حديثا عن حرب الجمل و صفين و النهروان، و عن كربلاء بواسطة عقبة بن سمعان، و يروي أحداث الحجاج مباشرة، و حارب [ صفحه 50] في جيشه مع زائدة بن قدامة الثقفي: شبيب الخارجي ب «رودبار» سنة 76 ه) 244: 6)، و اسر فبايع شبيبا خوفا) 246: 6)، ثم لحق بالكوفة، فكان فيها اذا خطب الحجاج ليبعث الي شبيب مرة اخري سنة 262: 6 (77).ذكره الأردبيلي عن (الرجال الوسيط)

للاسترابادي: في أصحاب أميرالمؤمنين عليه السلام [110] ، و ذكره العسقلاني في (لسان الميزان) فقال: روي عن كميل بن زياد، و عنه أبوحمزة الثمالي [111] .4 - الحجاج بن علي البارقي الهمداني، عن محمد بن بشر الهمداني: أخباره كلها، فراجع محمد بن بشر، و ليس له في الطبري عن غيره شي ء و ذكره في (لسان الميزان) و قال: شيخ روي عنه أبومخنف [112] .5 - نمير بن وعلة الهمداني اليناعي، عن أبي الوداك جبر بن نوف الهمداني، و أيوب بن مشرح الخيواني، و ربيع بن تميم الهمداني: أخبارهم.له في الطبري عشرة اخبار، آخرها عن الشعبي عن مجلس الحجاج سنة ثمانين (328: 6).ذكره العسقلاني في (لسان الميزان) فقال: روي عن الشعبي و عنه أبومخنف [113] و كذلك في (المغني) [114] .6 - الصعقب بن زهير الأزدي، عن أبي عثمان النهدي، و عون بن أبي جحيفة السوائي، و عبدالرحمن بن شريح المعافري الاسكندراني (مات بالاسكندرية سنة 167 كما في تهذيب التهذيب 193: 6) و عمر بن عبدالرحمن [ صفحه 51] بن الحارث بن هشام المخزومي، و حميد بن مسلم: أخبارهم.له في الطبري عشرون خبرا، جميعها عن أبي مخنف عنه، ثلاثة منها عن وفاة رسول الله صلي الله عليه وآله، و كان حاضرا بصفين مع علي عليه السلام، فروي مقالة عمار بن ياسر (38: 5)، و روي حديث مقتل حجر بن عدي) 253: 5)، و تسعة منها عن كربلاء و ثلاثة منها من أخبار المختار.قال في (تهذيب التهذيب): ذكره ابن حبان في الثقات، و قال أبوزرعة: ثقة، و قال أبوحاتم: شيخ ليس بالمشهور [115] .و في هامش (خلاصة تذهيب تهذيب الكمال): وثقه أبوزرعة [116] .7 - المعلي

بن كليب الهمداني، عن أبي الوداك جبر بن نوف الهمداني: أخباره فراجع.8 - يوسف بن يزيد بن بكر الأزدي، عن عبدالله بن خازم الأزدي، و عفيف بن زهير بن أبي الأخنس: أخبارهم.ورد اسمه الكامل في الطبري) 284: 6)، و له في الطبري خمسة عشر خبرا، وعاش الي بعد سنة (77 ه)، و ذكره الذهبي في (ميزان الاعتدال) فقال: صدوق نبيل، بصري، روي عنه جماعة، و أثني عليه غير واحد، يكتب جديثه [117] .و قال في (تهذيب التهذيب): ذكره ابن حبان في الثقات، و قال المقدسي: كان ثقة، و قال أبوحاتم: يكتب حديثه [118] ، و كذلك ذكره في (خلاصة تذهيب تهذيب الكمال) [119] . [ صفحه 52] 9 - يونس بن أبي اسحاق عمرو بن عبدالله السبيعي الهمداني الكوفي، عن عباس بن جعدة الجدلي: خبره في خروجه مع مسلم بن عقيل في أربعة آلاف.قال سيدنا شرف الدين في كتابه القيم) المراجعات (: نص علي تشيع أبيه أبي اسحاق عمرو بن عبدالله السبيعي الهمداني الكوفي: كل من ابن قتيبة في معارفه، و الشهرستاني في الملل و النحل و كان من رؤوس المحدثين الذين لا يحمد النراصب مذاهبم في الفروع و الاصول، اذ نسجوا فيها علي منوال أهل البيت، و تعبدوا باتباعهم في كل ما يرجع الي الدين، و لذا قال الجوزجاني - كما في ترجمة زبيد من) الميزان (- [120] : كان من أهل الكوفة قوم لا يحمد الناس مذاهبهم، هم رؤوس محدثي الكوفة مثل أبي اسحاق، و منصور، و زبيد اليامي، و الأعمش، و غيرهم من أقرانهم، احتملهم الناس لصدق ألسنتهم في الحديث، و توقفوا عندما أرسلوا، و مما توقف النواصب فيه من مراسيل أبي

اسحاق: ما رواه عمر بن اسماعيل - كما في ترجمته في الميزان - [121] ، عن أبي اسحاق، قال: قال رسول الله صلي الله عليه وآله: «مثل علي كشجرة أنا أصلها، و علي فرعها، و الحسن و الحسين ثمرها، و الشيعة ورقها».ثم قال السيد: و ما المغيرة - كما في الميزان -: ما أفسد حديث أهل الكوفة غير أبي اسحاق و الأعمش [122] ، أو أهلك أهل الكوفة أبواسحاق و اعيمشكم هذا [123] ، الا لكونهما شيعيين مخلصين لآل محمد صلي الله عليه وآله، حافظين ما جاء في السنة من خصائصهم عليهم السلام.ثم قال: احتج بكل منهما أصحاب الصحاح الستة و غيرهم [124] .ولد - كما في الوفيات - لثلاث سنين بقين من خلافة عثمان، أي في سنة [ صفحه 53] 33 ه، و توفي سنة 132 ه كما عن ابن معين و المدائني.روي عنه ابنه يونس بن أبي اسحاق المتوفي 159 ه، و هو في عشر التسعين ان لم يكن تجاوزها - كما في الميزان - [125] ، و هذا هو الذي روي عن عباس بن جعدة، لأبي مخنف خبر خروج مسلم في الكوفة، و له في الطبري غير هذا الخبر خبر آخر لم يسنده الي أحد، في بعث ابن زياد الجيوش لحصر الحسين عليه السلام قبل دخوله الكوفة (394: 5)، و له في الطبري أحد عشر خبرا آخر عن أبي مخنف عنه، و ثلاثة عشر خبرا آخر عن غير أبي مخنف عنه.و قال في (تهذيب التهذيب): ذكره ابن حبان في الثقات، و قال ابن معين: ثقة، و قال أبوحاتم: كان صدوقا، و قال النسائي: لا بأس به، و قال ابن عدي: له أحاديث

حسان روي عنه الناس، و قال: مات سنة 159 ه [126] .10 - سليمان بن أبي راشد الأزدي، عن عبدالله بن خازم البكري الأزدي، و حميد بن مسلم الأزدي، و أبي الكنود عبدالرحمن بن عبيد، أخبارهم.له في الطبري عشرون خبرا أكثرها بواسطة، كان حيا الي سنة 85 ه (360: 6).11 - المجالد بن سعيد الهمداني، عن عامر الشعبي الهمداني: خبره عن قصر بني مقاتل (407: 5) و له خبر آخر مرسل لم يسنده الي أحد، في تخاذل الناس عن مسلم بن عقيل، و غربة مسلم، و دخوله بيت طوعة، و خطبة ابن زياد، و خبر بلال بن طوعة، و بعث ابن زياد ابن الأشعث لقتال مسلم عليه السلام (373 - 371: 5).له في الطبري (سبعون) خبرا أكثرها عن الشعبي عنه، و عبر عنه أبومخنف [ صفحه 54] بالمحدث (413: 5).و ذكره الذهبي في(ميزان الاعتدال) فقال: مشهور، صاحب حديث، و ذكر الأشبح انه شيعي، مات مجالد سنة 143 ه.ثم روي الذهبي عن البخاري أنه روي في ترجمة مجالد عنه، عن الشعبي، عن ابن عباس، قال: لما ولدت فاطمة بنت رسول الله صلي الله عليه وآله سماها المنصورة، فنزل جبرائيل فقال: يا محمد؛ الله يقرؤك السلام، و يقري مولودك السلام، و هو يقول: ما ولد مولود أحب الي منها، و أنه قد لقبها باسم خير مما سميتها: سماها فاطمة؛ لأنها تفطم شيعتها من النار [127] .ثم كذب الذهبي الحديث بحجة انها ولدت قبل البعثة و لهذا الحديث قال عنه: انه شيعي!.12 - قدامة بن سعيد بن زائدة بن قدامة الثقفي، عن جده زائدة بن قدامة: خبره عن خروج محمد بن الأشعث لقتال مسلم بن عقيل عليه السلام

و أسره، و عن استسقائه علي باب القصر و سقيه (373: 5 و 375).ذكره الطبري و لم يسند خبره عن أبيه أو جده، و هو لا يصح - ظاهرا - اذ أنه لم يدرك أحداث الكوفة، و انما أدركها و باشرها جده زائدة، و كان في جماعة عمرو بن حريث مع راية الأمان لابن زياد في المسجد الجامع بالكوفة، اذ وجه اليهم ابن زياد أن يبعثوا مع محمد بن الأشعث لقتال مسلم سبعين رجلا من قيس (373: 5)، فشفع لابن عمه المختار (570: 5).و أما قدامة بن سعيد، فقد ذكره الشيخ (ره) في طبقة أصحاب الامام الصادق عليه السلام [128] و سبقت ترجمته قبل هذا فراجع. [ صفحه 55] 13- سعيد بن مدرك بن عمارة بن عقبة بن أبي معيط الاموي، عن جده عمارة بن عقبة: خبر ارساله غلامه (قيسا) الي بيته ليأتيه بماء يسقي منه مسلم بن عقيل علي باب قصر الامارة قبل ادخاله علي ابن زياد (376: 5)، و النص: «حدثني سعيد... أن عمارة بن عقبة...»، و ظاهره المباشرة من دون اسناد، و ذلك بعيد جدا و الظاهر أنه يروي عن جده عمارة، و رجحنا عليه خبر قدامة بن سعيد أن الذي أتي بالماء هو عمرو بن حريث و ليس عمارة لما ذكرناه في موضعه من الكتاب.14 - أبوجناب يحيي بن أبي حية الوداعي الكلبي، عن عدي بن حرملة الأسدي عن عبدالله بن سليم و المذري بن المشمعل الأسديين، و عن هاني بن ثبيت الحضرمي: أخبارهم.و قد يرسل من دون اسناد، فمن ذلك خبر مقابلات أصحاب مسلم لابن زياد (369: 5 و 370) و بعث ابن زياد برؤوس مسلم و هاني (ره) الي

يزيد و كتابه اليه في ذلك (380: 5)، و الظاهر - كما سبق - أنه يرويها عن أخيه هاني بن أبي حية الوداعي الكلبي الذي بعثه ابن زياد و برأس مسلم الي يزيد (380: 5).و له في الطبري ثلاثة و عشرون خبرا، 9 منها عن حرب الجمل و صفين و النهروان بالواسطة، و تسعة منها عن كربلاء خمسة منها بالواسطة و ثلاث بالارسال، فالظاهر أنها أيضا مسندة في الواقع، و أنه لم يكن ممن باشر الأحداث و ان كان قد عاصرها كما يبدو.و آخر عهدنا به روايته - بالارسال - كتاب مصعب بن الزبير الي ابراهيم بن الأشتر، بعد المختار، يدعوه الي نفسه سنة 67 ه (111: 6).قال في (تهذيب التهذيب): ذكره ابن حبان في الثقات، و قال ابن نمير و ابن خراش و أبوزرعة و الساجي: كوفي صدوق، و قال أبونعيم: لا بأس به، [ صفحه 56] مات سنة خمسين و مائة، و قال ابن معين: مات سنة 147 [129] .15 - الحارث بن كعب بن فقيم الوالبي الأزدي الكوفي، عن عقبة بن سمعان، و عن علي بن الحسين، و عن فاطمة بنت علي عليهماالسلام.كان هذا من أصحاب المختار) 23: 6)، و لكنه انتقل بعده الي القول بامامة علي بن الحسين عليه السلام و الرواية عنه (387: 5)، و يبدو أنه كان قد انتقل من الكوفة الي المدينة حيث سمع من الامام زين العابدين، و من فاطمة بنت علي عليهماالسلام (461: 5).ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب علي بن الحسين عليه السلام الا أنه (في ط النجف) ذكره: الحر بن كعب الازدي الكوفي، و ذكر المحقق الحارث عن نسخة اخري في الهامش، و هو

الصحيح.16 - اسماعيل بن عبدالرحمن بن أبي كريمة السدي الكوفي، عن فزاري: خبر زهير بن القين.ذكره الذهبي في (ميزان الاعتدال) و قال: رمي بالتشيع، و أنه كان يشتم أبابكر و عمر، و قال ابن عدي: هو عندي صدوق، و قال أحمد: ثقة، و قال يحيي بن سعيد: ما رأيت أجدا يذكر السدي الا بخير، و ما تركه أحد، روي عنه شعبة و الثوري [130] .و له في الطبري اربع و ثمانون خبرا الي ما بعد المائة من الهجرة.و ذكر في (تهذيب التهذيب) [131] و (الكاشف): [132] مات سنة (127)، كان يقعد في سدة باب الجامع بالكوفة فسمي السدي، و هو مولي قريش، روي عن [ صفحه 57] الحسن عليه السلام.17 - أبوعلي الأنصاري، عن بكر بن مصعب المزني: خبره عن مقتل عبد الله بن بقطر، ليس له في الطبري غير هذا، و ليس له في الرجال شي ء.18 - لوذان، عن عمه: خبر لقائه الحسين عليه السلام في الطريق، لا يعرف.19 - جميل بن مرثد الغنوي، عن الطرماح بن عدي الطائي: خبره.20 - أبوزهير النضر بن صالح بن حبيب العبسي، عن حسان بن فائد بن بكير العبسي، كتاب ابن سعد الي ابن زياد و جوابه اليه، و عن قرة بن قيس التميمي: خبره عن الحر.له في الطبري واحد و ثلاثون خبرا، و قد أدرك أيام المختار (81: 6) ثم خرج مع عسكر مصعب بن الزبير لحرب قطري الخارجي سنة 68 ه (127: 6) ثم صار بوابا للمطرف بن المغيرة بن شعبة الثقفي الخارجي، في المدائن سنة 77 ه و كان شابا أغيد يقف علي رأسه بالسيف) 287: 6 و 289)، و حارب مع مطرف جيش

الحجاج سنة 77 ه) 298: 6)، ثم رجع الي الكوفة) 299: 6).ذكره الامام الرازي في (الجرح و التعديل) و قال: سمعت أبي يقول: ان أبامخنف روي عنه، و هو روي عن علي عليه السلام بواسطة [133] .21 - الحارث بن حصيرة الأزدي، عن عبدالله بن شريك العامري النهدي، و عنه عن علي بن الحسين عليه السلام.ذكره الذهبي في (ميزان الاعتدال) و قال: قال أبوأحمد الزبيري: كان يؤمن بالرجعة، و قال يحيي بن معين: ثقة خشبي منسوب الي خشبة صلب عليها زيد بن علي، و قال ابن عدي: هو من المحترقين - بالكوفة - في التشيع، و قال أبو [ صفحه 58] حاتم الرازي: هو من الشيعة العتق، لو لا أن الثوري روي عنه لترك [134] .و روي الذهبي - في ترجمة نفيع بن الحارث النخعي الهمداني الكوفي الأعمي، عن الحارث بن حصيرة - و قال: صدوق لكنه رافضي. عن عمران بن حصين قال: كنت جالسا عند النبي صلي الله عليه وآله و علي الي جنبه، اذ قرأ النبي صلي الله عليه وآله (أمن يجيب المضطر اذا دعاه و يكشف السوء، و يجعلكم خلفاء الأرض) [135] فارتعد علي، فضرب النبي صلي الله عليه وآله بيده علي كتفه، فقال: و لا يحبك الا مؤمن، و لا يبغضك الا منافق الي يوم القيامة [136] .و له عشرة أخبار في الطبري، كلها عن أبي مخنف عنه.و ذكره الشيخ الطوسي في (الرجال) في طبقة أصحاب أميرالمؤمنين عليه السلام [137] .22 - عبدالله بن عاصم الفائشي الهمداني، عن الضحاك بن عبدالله المشرقي الهمداني أخباره.ذكر الأردبيلي في (جامع الرواة): أن له رواية في (الكافي) في وقت التيمم عن الامام الصادق عليه السلام،

و ذكره العسقلاني في (التهذيب) و في (بصائر الدرجات (روي عنه أبان بن عثمان و جعفر بن بشير [138] .23 - أبوالضحاك، عن علي بن الحسين عليه السلام: حديث ليلة عاشوراء. [ صفحه 59] و ذكره الذهبي في ميزان الاعتدال (540: 4 ط حيدرآباد (، و العسقلاني في تهذيب التهذيب (136: 12)، روي عنه شعبة.24 - عمرو بن مرة الجملي، عن أبي صالح الحنفي، عن غلام عبد ربه الأنصاري: خبره عن مهازلة مولاه لبرير بن خضير (423: 5).ذكره الذهبي في ميزان الاعتدال) 288: 3)، و العسقلاني في تهذيب التهذيب (102: 8)، و قال: ذكره ابن حبان في الثقات، و قال: مات سنة 116، و زكاه أحمد بن حنبل قال: مات سنة 118 ه، و قال البخاري: له عن علي [عليه السلام] نحو من مائتي حديث، و قال شعبة: هو أكثرهم علما، و قال أبوحاتم: هو صدوق ثقة، و قال ابن معين: هو ثقة.25 - عطاء بن السائب، عن عبدالجبار بن وائل الحضرمي، عن أخيه مسروق بن وائل الحضرمي: خبره عن مقتل ابن حوزة في بدء القتال (431: 5).و ذكر العسقلاني في (تهذيب التهذيب): عبدالجبار بن وائل و قال: روي عن أخيه، و ذكره ابن حبان في الثقات، و قال: مات سنة 112 ه و عطاء مكي أدرك هدم عبدالله بن الزبير للكعبة و بناءه لها سند 64 ه (582: 5)، و لم يقتله الحجاج سنة 488: 6) 94).قال في (تهذيب التهذيب): ذكره ابن حبان في الثقات، و ابن سعد في الطبقات، و قال: مات سنة 137 ه.26 - علي بن حنظلة بن أسعد الشبامي الهمداني، عن كثير بن عبدالله الشعبي الهمداني: خبره عن خطبة زهير

بن القين (426: 5).و علي بن حنظلة هو ابن حنظلة بن أسعد الشبامي المقتول من أصحاب الحسين عليه السلام، و يظهر أنه اما لم يكن حاضرا كربلاء، أو استصغر فلم يقتل، و لم يرو شيئا مباشرة، و روي هذا الخبر هنا عن كثير بن عبدالله الشعبي [ صفحه 60] قاتل زهير بن القين.27 - الحسين بن عقبة المرادي، عن الزبيدي: حملة عمرو بن الحجاج الزبيدي.28 - أبوحمزة؛ ثابت بن دينار الثمالي، عن عبدالله الثمالي، عن القاسم بن بخيت: خبره عن السبايا في الشام (465: 5)، و أبوحمزة أشهر من أن يذكر.29 - أبوجعفر العبسي، عن أبي عمارة العبسي: خبره عن أبيات يحيي بن الحكم.فهؤلاء تسع و عشرون شخصا من الرواة الوسائط بين أبي مخنف و المباشرين.القائمة السادسة:روايات الائمة عليهم السلام أو الرواة من أصحابهم و المؤرخين، و هم خمسة عشر رجلا:1 - الامام علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام: كتاب عبدالله بن جعفر الي الامام الحسين عليه السلام مع ولديه عون و محمد، و كتاب عمرو بن سعيد بن العاص الأشدق مع أخيه يحيي بن سعيد بن العاص الي الامام و جوابه اليه، عند خروجه من مكة بواسطة الحارث بن كعب الوالبي الازدي، عنه عليه السلام (388 - 387: 5)، و استمهال الامام عليه السلام ليلة عاشوراء، و خطبته علي أصحابه، بواسطة الحارث بن كعب الوالبي الأزدي، عن عبدالله بن شريك العامري النهدي، عنه عليه السلام (418: 5)، و أبيات الامام الحسين عليه السلام ليلة عاشوارء، و مقالة زينب عليهاالسلام و جواب الامام لها، بواسطة الحارث بن كعب الوالبي الأزدي، و أبي الضحاك (421 - 420: 5). [ صفحه 61] 2 - الامام محمد

بن علي بن الحسين عليه السلام: مقتل الرضيع، بواسطة عقبة بن بشير الأسدي (448: 5).3 - الامام جعفر بن محمد بن علي بن الحسين: عدد طعنات و ضربات جسد الامام الحسين عليه السلام مرسلا (453: 5).4 - زيد بن علي بن الحسين عليه السلام، و داود بن عبيدالله بن عباس مقالة أولاد عقيل (397: 5).و الراوي عنهما هو عمرو بن خالد الواسطي، مولي بني هاشم، كان بالكوفة ثم انتقل الي واسط، روي عن زيد و الامام الصادق عليه السلام.ذكره النجاشي و قال: له كتاب كبير رواه عنه نصر بن مزاحم المنقري و غيره) 205 ط الهند (، وعده الشيخ في أصحاب الامام الباقر عليه السلام (128 ط النجف (، و ذكره المامقاني في التنقيح (330: 2)، و كذلك العسقلاني في تهذيب التهذيب (36: 8).5 - فاطمة بنت علي - كما ذكرها الطبري -: مجلس يزيد، بواسطة الحارث بن كعب الوالبي الأزدي، عنها (462 - 461: 5)، و لا يخفي أن الراوي عنها و عن الامام السجاد عليه السلام واحد.6 - أبوسعيد عقيصا، بواسطة بعض أصحابه: مقابلة ابن الزبير للامام بالمسجد الحرام محرما (385: 5).عده العلامة في القسم الأول من (الخلاصة) في طبقة أصحاب أميرالمؤمنين عليه السلام [139] ، و ذكره الذهبي في (ميزان الاعتدال) فقال: روي عن علي عليه السلام، ثم قال: قال شعبة: ثقة، اسمه دينار، شيعي مات 125 ه [140] . [ صفحه 62] و قد سبقت ترجمته فراجع.7 - محمد بن قيس: خبر كتاب الامام عليه السلام مع قيس بن مصهر الصيداوي الي أهل الكوفة، و مقتله، و كتاب مسلم بن عقيل الي الامام، و مقالة عبدالله بن مطيع العدوي للامام عليه

السلام، و جوابه، مرسلا (396 - 394: 5)، و مقتل حبيب بن مظاهر، مرسلا (440: 5).ذكر الكشي: أنه أبلغ الامام الباقر عليه السلام، فنهاه عن السماع عن فلان و فلان [141] ، و ذكره مدافعا عن امامة الامام الباقر عليه السلام [142] .و ذكره النجاشي؛ فقال: ثقة عين، كوفي، روي عن أبي جعفر، و أبي عبدالله [143] .و ذكره الشيخ في (الفهرست) برقم 591 و 644 [144] ، و في (الرجال)في طبقة أصحاب الامام الصادق عليه السلام ذكر أربعة بهذا الاسم [145] ، و كذلك العلامة في الخلاصة [146] .8 - عبدالله بن شريك العامري النهدي: عن علي بن الحسين عليه السلام استمهال الحسين عليه السلام ليلة عاشوراء، و خطبة الامام علي أصحابه، و أبيات الامام الحسين ليلة عاشوراء، و مقالة زينب عليهاالسلام، و جواب الامام لها (418: 5 و 420)، و روي مرسلا: قدوم شمر الي كربلاء بكتاب الأمان لاخوة العباس عليه السلام، و زحف ابن سعد الي الامام عليه السلام عشية [ صفحه 63] التاسع من المحرم (415: 5 و 416).ذكر الكشي: أنه من حواري الصادقين عليهماالسلام [147] ، و في حديث أنه يكربين يدي القائم عجل الله فرجه [148] ، و في حديث: أنه يكون يومذاك صاحب لواء [149] .و يظهر من الطبري: أنه كان رؤساء أصحاب المختار (49: 6 و 51 و 104) ثم صار في أصحاب مصعب (161: 6)، ثم خرج من عنده بأمان عبدالملك بن مروان سنة 72 ه (161: 6)، فلعله تاب بعد هذا و صار من أصحاب الائمة عليهم السلام.9 - أبوخالد الكابلي: دعاء الامام الحسين عليه السلام صبيحة عاشوراء، مرسلا (423: 5).ذكره الطبري: أباخالد الكاهلي، و

لا يوجد له ذكر بهذا الاسم في كتب الرجال و المشهور الموجود ما ذكرناه، و هو الصحيح.ذكر الكشي: أنه هرب من الحجاج الي مكة و أخفي بها نفسه فنجا من الحجاج و خدم محمد بن الحنفية قائلا بامامته، ثم عدل عنه الي الامام السجاد عليه السلام [150] و أصبح من حواري أصحابه عليه السلام [151] ، و خدمه دهرا من عمره، ثم خرج الي بلاده [152] .و ذكره الشيخ في) الرجال (في طبقة أصحاب الامام السجاد [ صفحه 64] عليه السلام [153] .و يبدو لي أنه كان من الموالي الذين كانوا مع المختار، و لهذا كان قائلا بامامة محمد بن الحنفية، و هرب من الحجاج، و لا داعي لهروبه من الحجاج الا ذلك.10 - عقبة بن بشير الأسدي، عن الامام الباقر عليه السلام: مقتل الرضيع (453: 5).ذكره الكشي، و قال: استأذن الامام الباقر عليه السلام أن يكون عريفا للسلطان علي قومه، فلم يأذن له، و روي خبره هذا في مقتل الرضيع [154] .و ذكره الشيخ في) الرجال (في طبقة أصحاب علي بن الحسين [155] و الباقر عليهماالسلام [156] .و لعقبة الأسدي في الطبري مقطوعة يرثي بها أصحاب المختار (116: 6).11 - قدامة بن سعيد بن زائدة بن قدامة الثقفي، عن جده زائده: خبر خروج محمد بن الأشعث بن قيس الكندي لقتال مسلم بن عقيل و أسره (373: 5)، و عن استسقائه علي باب القصر وسقيه (375: 5).ذكره الشيخ في طبقة أصحاب الامام الصادق عليه السلام [157] .12 - الحارث بن كعب الوالبي الأزدي، عن عقبة بن سمعان، و عن علي بن الحسين عليه السلام، و عن فاطمة بنت علي عليهاالسلام.كان من أصحاب المختار) 23: 6)،

ثم انتقل الي المدينة فسمع من الامام [ صفحه 65] عليه السلام.ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب علي بن الحسين عليه السلام [158] .13 - الحارث بن حصيرة الأزدي، عن عبدالله بن شريك العامري النهدي، و عنه عن علي بن الحسين عليه السلام، مضت ترجمته.ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب علي و الباقر عليهماالسلام [159] .14 - أبوحمزة ثابت بن دينار الثمالي الأزدي بالولاء، عن عبدالله الثمالي الأزدي، عن القاسم بن بخيت: خبره عن السبايا في الشام (465: 5).ذكره الشكي، فروي عن الامام الرضا عليه السلام أنه قال: أبوحمزة الثمالي في زمانه كلقمان في زمانه، و ذلك أنه خدم أربعة منا: علي بن الحسين، و محمد بن علي، و جعفر بن محمد، و برهة من عصر موسي بن جعفر [160] .و سأل عامر بن عبدالله بن جذاعة الأزدي أباعبدالله عليه السلام عن المسكر؟ فقال: كل مسكر حرام، ثم قال: و لكن أباحمزة يشرب، فلما بلغ ذلك أباحمزة تاب و قال: أستغفر الله منه الآن و أتوب اليه [161] .و دخل أبوبصير علي الامام الصادق عليه السلام فسأله عن أبي حمزة؟ فقال: خلفته عليلا، فقال: اذا رجعت اليه فاقرأه مني السلام و أعلمه أنه يموت في شهر كذا في يوم كذا [162] .و قال علي بن الحسن بن فضال: ان أباحمزة، و زرارة، و محمد بن مسلم ماتوا في سنة واحدة، بعد أبي عبدالله عليه السلام بسنة أو بنحو منه [163] .و ذكره النجاشي فقال:«مولي كوفي ثقة، قال محمد بن عمر الجعابي التميمي: هو مولي المهلب بن [ صفحه 66] أبي صفرة، و أولاده: حمزة و منصور و نوح قتلوا مع زيد بن علي بن الحسين

عليه السلام.لقي علي بن الحسين و أباجعفر و أباعبدالله و أباالحسن عليهم السلام، و روي عنهم، و كان من خيار أصحابنا و ثقاتهم و معتمديهم في الرواية و الحديث [164] .و ذكره الشيخ في (الفهرست) [165] ، و في الرجال في طبقة أصحاب الامام السجاد [166] و الامام الباقر [167] و الامام الصادق [168] و الامام الكاظم عليه السلام [169] .و ذكره الذهبي في ميزان الاعتدال [170] ، و العسقلاني في تهذيب التهذيب [171] .فهؤلاء أربعة عشر شخصا من الائمة عليهم السلام و أصحابهم ممن وقع في أسناد الكتاب.و هناك من روي عنه أبومخنف شيئا من التاريخ من دون أن يكون مشاهدا بل مؤرخا: كعون بن أبي جحيفة السوائي الكوفي المتوفي 116 ه، كما في (تقريب التهذيب): تاريخ خروج الامام عليه السلام من المدينة الي مكة و مدة مكثه بها و خروجه منها... بواسطة الصقعب بن زهير.نكتفي بهذا المقدار من تقديمنا لهذا الكتاب راجين الله العزيز أن يوفقنا المراضية و خدمة أبي الضيم سيد الشهداء الحسين بن علي عليهماالسلام و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. [ صفحه 67]

الحسين في المدينة

وصية معاوية

معاوية بن صخر بن حرب بن امية بن عبدشمس، ولد قبل الهجرة بخمس و عشرين سنة (325: 5)، و قاتل رسول الله صلي الله عليه وآله مع أبيه أبي سفيان في حروبه، ثم أسلم مع أبيه عالم الفتح سنة ثمانية من الهجرة، فجعله النبي صلي الله عليه وآله و أباه علي المؤلفة قلوبهم (90: 3)، و استعمله عمر علي الشام (604: 3)، فكان عليها حتي قتل عثمان، فطالب بدمه أميرالمؤمنين عليا عليه السلام، و حاربه علي ذلك في صفين حتي قتل أميرالمؤمنين عليه السلام،

فحارب الحسن بن علي عليه السلام حتي صالحه في جمادي الاولي سنة: 41 ه فسمي: عام الجماعة، فولي تسع عشرة سنة و ثلاثة أشهر الا أياما، ثم مات لهلال رجب سنة ستين، و هو ابن خمس و ثمانين عاما؛ علي ما ذكره الطبري عن الكلبي عن أبيه (325: 5).ذكر الطبري في تاريخه (322: 5): ثم دخلت سنة ستين.. و فيها كان آخذ معاوية علي الوفد الذين وفدوا اليه مع عبيدالله بن زياد - البيعة ليزيد حين دعاهم الي البيعة.. و كان عهده الذي عهد: ما ذكره هشام بن محمد، عن أبي مخنف قال: حدثني عبدالملك بن نوفل بن مساحق بن عبدالله بن مخرمة:ان معاوية لما مرض مرضته التي هلك فيها، دعا يزيد ابنه [172] ، فقال: يا [ صفحه 68] بني؛ اني قد كفيتك الرحلة و الترحال، و طأت لك الأشياء، و ذللت لك الأعداء، و أخضعت لك أعناق العرب، و جمعت لك من جمع واحد [173] ، و اني لا أتخوف أن ينازعنك هذا الأمر الذي استتب لك الا أربعة نفر من قريش: الحسين بن علي [174] ، [ صفحه 69] و عبدالله بن عمر [175] ، و عبدالله بن الزبير [176] ، و عبدالرحمن بن أبي بكر [177] .فأما عبدالله بن عمر: فرجل قد وقذته [178] العبادة، و اذا لم يبق أحد غيره بايعك.و أما الحسين بن علي: فان أهل العراق لن يدعوه حتي يخرجوه [179] فان [ صفحه 70] خرج عليك فظفرت به فاصفح عنه [180] فان له رحما ماسة و حقا عظيما!و أما ابن أبي بكر: فرجل ان رأي أصحابه صنعوا شيئا صنع مثلهم، ليس له همة الا في النساء و

اللهو.و أما الذي يجثم لك جثوم الأسد و يراوغك مراوغة الثعلب، فاذا أمكنته فرصة وثب، فذاك ابن الزبير؛ فان هو فعلها بك فقطعه اربا اربا [181] .

هلاك معاوية

[ثم مات معاوية لهلال رجب من سنة ستين من الهجرة] [182] . [ف] خرج الضحاك بن قيس [الفهري] [183] حتي صعد المنبر، و أكفان معاوية علي يديه تلوح، فحمد الله و أثني عليه، ثم قال: ان معاوية كان عود العرب و حد العرب، قطع الله به الفتنة، و ملكه علي العباد، و فتح به البلاد، ألا انه قد مات، فهذه أكفانه، فنحن مدرجوه فيها و مدخلوه قبره، و مخلون بينه و بين عمله، ثم هو البرزخ الي يوم القيامة، فمن كان منكم يريد أن يشهده فليحضر عند [الزوال] . [ صفحه 71] و بعث البريد الي يزيد بوجع معاوية [184] فقال يزيد في ذلك:جاء البريد بقرطاس يخب به فأوجس القلب من قرطاسه فزعاقلنا لك الويل ما ذا في كتابكم؟ كأن أغبر من أركانها انقطعا [ صفحه 72] من لا تزل نفسه توفي علي شرف توشك مقاليد تلك النفس أن تقعالما انتهينا و باب الدار منصفق و صوت (رملة) ريع القلب فانصدعا [185] .

كتاب يزيد الي الوليد

ولي يزيد في هلال رجب سنة ستين، و أمير المدينة الوليد بن عتبة بن أبي سفيان [186] ، و أمير مكة عمرو بن سعيد بن العاص [187] ، [ صفحه 73] و أمير الكوفة [188] . [ صفحه 74] النعمان بن بشير الأنصاري [189] ، و أمير البصرة عبيدالله بن زياد [190] . [ صفحه 75] و لم يكن ليزيد همة الا بيعة النفر الذين أبوا علي معاوية الاجابة الي بيعة يزيد، حين دعا الناس الي بيعته و أنه ولي عهده من بعده، و الفراغ من أمرهم.فكتب الي الوليد: «بسم الله الرحمن الرحيم، من يزيد - أميرالمؤمنين - الي الوليد بن عتبة...

أما بعد فان معاوية كان عبدا من عباد الله، أكرمه الله و استخلفه، و خوله و مكن له، فعاش بقدر و مات بأجل، فرحمه الله! فقد عاش محمودا! و مات برا تقيا! و السلام».و كتب اليه في صحيفة كأنها اذن فارة: «أما بعد فخذ حسينا، و عبدالله بن عمر، و عبدالله بن الزبير بالبيعة أخذا شديدا ليست فيه رخصة حتي يبايعوا، و السلام» [191] و [192] . [ صفحه 76] فلما أتاه نعي معاوية [193] فضع به و كبر عليه، فبعث الي مروان بن الحكم [194] . [ صفحه 77] فدعاه اليه [195] .

استشارة مروان

فلما قرأ عليه كتاب يزيد استرجع و ترحم عليه، و استشاره الوليد في الأمر، و قال: كيف تري أن نصنع؟.قال: فاني أري أن تبعث الساعة الي هؤلاء النفر فتدعوهم الي البيعة و الدخول في الطاعة، فان فعلوا قبلت منهم و كففت عنهم، و ان أبوا قدمتهم و ضربت أعناقهم قبل أن يعلموا بموت معاوية، فانهم ان علموا بموت معاوية وثب كل امري منهم في جانب و أظهر الخلاف و المنابذة، و دعا الناس الي نفسه [196] .

رسول البيعة

فأرسل [الوليد] عبدالله بن عمرو بن عثمان - و هو اذ ذاك غلام حدث [197] - اليهما يدعوهما، فوجدهما في المسجد و هما جالسان، فأتاهما في ساعة لم [ صفحه 78] يكن الوليد يجلس فيها للناس و لا يأتيانه في مثلها [198] ، فقال: أجيبا، الأمير [ صفحه 79] يدعوكما!، فقالا له: انصرف، الآن نأتيه [199] .ثم أقبل أحدهما علي الآخر فقال عبدالله بن الزبير للحسين عليه السلام: و ظن فيما تراه بعث الينا في هذه الساعة التي لم يكن يجلس فيها؟فقال الحسين عليه السلام: قد ظننت [أن [4] ] طاغيتهم قد هلك، فبعث [ صفحه 80] الينا ليأخذنا بالبيعة قبل أن يفشو في الناس الخبر.فقال [ابن الزبير] : و ما أظن غيره، فما تريد أن تصنع؟قال [الحسين عليه السلام] : أجمع فتياني الساعة، ثم امشي اليه، فاذا بلغت الباب احتبستهم عليه ثم دخلت عليه.قال [ابن الزبير] : فاني أخافه عليك اذا دخلت.قال [الحسين عليه السلام] : لا آتيه الا و أنا علي الامتناع قادر.فقام فجمع اليه مواليه و أهل بيته، ثم أقبل يمشي حتي انتهي الي باب الوليد، و قال لأصحابه: اني داخل، فان دعوتكم أو سمعتم

صوته قد علا فاقتحموا علي بأجمعكم، والا؛ فلا تبرحوا حتي أخرج اليكم [200] .

الحسين عند الوليد

فدخل عليه، فسلم بالامرة، و مروان جالس عنده [و كان مروان قد جلس عن الوليد و صرمه من قبل - كما سبق -] .فقال الحسين [عليه السلام] - كأنه لا يظن ما يظن من موت معاوية -: الصلة خير من القطيعة، أصلح الله ذات بينكما، فلم يجيباه في هذا بشي ء.و جاء حتي جلس، فأقرأه الوليد الكتاب و نعي له معاوية، و دعاه الي البيعة. فقال الحسين [عليه السلام] : انا لله و انا اليه راجعون... أما ما سألتني من البيعة؛ فان مثلي لا يعطي بيعته سرا، و لا أراك، تجتزي بها مني سرا دون أن تظهرها علي رؤوس الناس علانية؟ قال: أجل، قال: فاذا خرجت الي الناس فدعوتهم الي البيعة دعوتنا مع الناس فكان أمرا واحدا [201] . [ صفحه 81] و كان [الوليد] يحب العافية [من أمر الحسين] ، فقال له: فانصرف علي اسم الله حتي تأتينا مع جماعة الناس.فقال له مروان: و الله لئن فارقك الساعة و لم يبايع؛ لا قدرت منه علي مثلها أبدا، حتي تكثر القتلي بينكم و بينه!، احبس الرجل و لا يخرج من عندك حتي يبايع، أو تضرب عنقه! [202] .فوثب عند ذلك الحسين [عليه السلام] فقال: يابن الزرقاء [203] أنت تقتلني أم هو؟! كذبت - والله - و أثمت [204] ، ثم خرج، فمر بأصحابه فخرجوا معه حتي أتي منزله [205] . [ صفحه 82]

الحسين في مسجد المدينة

و تشاغلوا عن الحسين [عليه السلام] بطلب عبدالله [ابن الزبير اليوم الأول [ صفحه 83] ثم صبيحة خروجه] حتي أمسوا.ثم بعث [الوليد] الرجال الي الحسين [عليه السلام] عند المساء [من هذا اليوم الثاني السبت الثامن و العشرين من شهر رجب] ،

فقال: أصبحوا ثم ترون و نري، فكفوا عنه الليلة [الثانية، أي ليلة الأحد التاسع و العشرين من شهر رجب] و لم يلحوا عليه [206] . [ففي أول يوم من هذين اليومين خرج الحسين عليه السلام الي مسجد المدينة معتمدا علي رجلين كما] عن أبي سعيد المقبري قال: نظرت الي الحسين [عليه السلام] داخلا مسجد المدينة، و انه ليمشي و هو معتمد علي رجلين، يعتمد علي هذا مرة و علي هذا مرة، و هو يتمثل بقول [يزيد] ابن المفرغ [الحميري] :لا ذعرت السوام في فلق الصبح مغيرا، و لا دعيت يزيدايوم اعطي من المهابة ضيما و المنايا يرصدنني أن أحيدا [207] .قال: فقلت في نفسي: والله ما تمثل بهذين البيتين الا لشي ء يريده.فما مكث الا يومين حتي بلغني أنه سار الي مكة [208] .

موقف محمد بن الحنفية

(امه: خولة بنت جعفر بن قيس من بني بكر بن وائل (154: 5) و كان مع أبيه علي عليه السلام يوم الجمل فأعطي بيده اللواء (445: 5) و قاتل فقطع يد رجل من الأزد كان يحثهم علي القتال دون الجمل (512: 4)، و اشترك في صفين فبارزه عبيدالله بن عمر فمنعه علي عليه السلام عنه اشفاقا عليه أن يقتل (13: 5)، و كان يوم خروج الحسين عليه السلام من مكة الي العراق مقيما بالمدينة (394: 5)، و ادعي المختار أنه قد أتي أهل الكوفة من قبله (561: 5)، فأخبر بذلك ابن الحنفية و سئل عنه فقال: «لوددت أن الله انتصر لنا من عدونا بمن شاء من خلقه»، فبلغ ذلك المختار فلقبه بالامام المهدي (14: 6)، و أخرج المختار كتابا لابراهيم بن مالك الأشتر يدعوه الي اتباعه منسوبا الي ابن الحنفية (46:

6)، فذكر ذلك عند ابن الحنفية فقال: «يزعم أنه لنا شيعة و قتلة الحسين جلساؤه علي الكراسي يحدثونه»!، فقتل المختار عمر بن سعد و ابنه و بعث برأسيهما الي ابن الحنفية (62: 6)، و حاول أن يبعث الي ابن الحنفية جندا يقابل بها ابن الزبير فرفض ذلك ابن الحنفية و نهاه عن سفك الدماء (74: 6)، فبلغ ذلك ابن الزبير فحبس ابن الحنفية و سبعة عشر رجلا من أهل بيته و من رجال أهل الكوفة معه في زمزم حتي يبايعوا أو يحرقوا بالنار!، فوجه ابن الحنفية ثلاثة نفر من أهل الكوفة الي المختار يستنجده، فبعث المختار أربعة آلاف رجل و معم مال كثير فدخلوا مكة و المسجد الحرام حتي أخرجوهم من حبسهم و استأذنوا محمد بن الحنفية في قتال ابن الزبير فلم يأذن لهم، و فرق فيهم الأموال (67: 6)، و كان ينهي الشيعة من الغو (103: 6)، و كانت له راية مستقلة في الحج سنة 68 ه، و كان يقول: اني رجل أدفع عن نفسي من ابن الزبير و ما يروم مني، و ما اطلب هذا الأمر أن يختلف علي فيه اثنان (138: 6)، و كان حيا الي سنة الجحاف: 81 و له اذ ذلك 65 سنة (152: 5) و توفي بالطائف فصلي عليه ابن عباس (154: 5)) [و أما محمد بن الحنفية: فانه لما سمع بالأمر جاء الي أخيه الحسين [ صفحه 84] عليه السلام و] قال له: يا أخي؛ أنت أحب الناس الي، و أعزهم علي، و لست أدخر النصيحة لأحد من الخلق أحق بها منك؛ تنح ببيعتك عن يزيد بن معاوية و عن الأمصار ما استطعت، ثم ابعث رسلك الي الناس

فادعهم الي نفسك، فان بايعوك حمدت الله علي ذلك و ان أجمع الناس علي غيرك لم ينقص الله بذلك دينك و لا عقلك، و لا يذب به مرؤتك و لا فضلك، اني أخاف أن تدخل مصرا من هذه الأمصار و تأتي جماعة من الناس، فيختلفون فيما بينهم؛ فطائفة معك و اخري عليك؛ فيقتتلون؛ فتكون لأول الأسنة [غرضا] فاذن خير هذه الامة كلها نفسا و أبا و اما أضيعها دما و أذلها أهلا»!فقال له الحسين [عليه السلام] : فاني ذاهب يا أخي.فقال [محمد بن الحنفية] : فانزل مكة، فان اطمأنت بك الدار فسبيل ذلك، و ان نبت بك لحقت بالرمال و شعف [209] ، و خرجت من بلد الي [ صفحه 85] بلد حتي تنظر الي ما يصير الناس، و تعرف عند ذلك الرأي، فانك أصوب ما تكون رأيا و أحزمه عملا [حين] تستقبل الامور استقبالا، و لا تكون الامور عليك - أبدا - أشكل منها حين تستدبرها استدبارا.فقال [له الحسين عليه السلام] : يا أخي قد نصحت فأشفقت، فأرجو أن يكون رأيك سديدا موفقا [210] .

خروج الحسين من المدينة

[و قد كان الحسين عليه السلام قال للوليد] : كف حتي تنظر و ننظر، و تري و نري. فتشاغلوا عن الحسين [عليه السلام] بطلب عبدالله [بن الزبير اليوم الأول ثم يوم خروجه] حتي أمسوا. [فلما أمسوا] بعث [الوليد] الرجال الي الحسين [عليه السلام] عند المساء [من هذا اليوم الثاني: السبت، السابع و العشرين من شهر رجب] فقال [عليه السلام] : أصبحوا ثم ترون و نري، فكفوا عنه تلك الليلة [الثانية أي ليلة الأحد: الثامن و العشرين من شهر رجب] و لم يلحوا عليه.فخرج الحسين [عليه السلام] من تحت ليلته

هذه [الثانية] و هي ليلة الأحد ليومين بقيا من رجب سنة ستين [من الهجرة] ببنيه و اخوته و بني أخيه و جل أهل بيته، الا محمد بن الحنفية [211] ، و هو يتلو هذه الآية: «فخرج منها [ صفحه 86] خائفا يترقب قال: رب نجني من القوم الظالمين» [212] ، فلما دخل مكة تلا هذه الآية: «فلما توجه تلقاء مدين قال: عسي ربي أن يهديني سواء السبيل» [213] و [214] . [ صفحه 87]

الامام الحسين في مكة

الحسين في طريقة الي مكة9

قال عقبة بن سمعان: خرجنا [من المدينة] فلزمنا الطريق الأعظم، فقال للحسين [عليه السلام بعض] أهل بيته: لو تنكبت الطريق الأعظم، كما فعل ابن الزبير، لا يلحقك الطلب؟!، قال [عليه السلام] : «لا والله لا افارقه حتي يقضي الله ما هو أحب اليه» [215] .

عبدالله بن مطيع العدوي

قرشي ولد علي عهد النبي صلي الله عليه وآله و كان علي قريش مع أهل المدينة في خروجهم علي يزيد (481: 5)، ثم لحق بابن الزبير في مكة فحارب معه، ثم ولي من قبله علي الكوفة (622: 5)، و اليعقوبي (3: 3 و 5)، و المسعودي (83: 3)، و الخوارزمي) 202: 2)، نقلا عن محمد بن اسحاق، و كان يعارض المختار حتي أخرجه المختار من الكوفة (31: 6)، و سيروي الطبري عن هشام عن أبي مخنف عن محمد بن قيس (395: 5) لقاء آخر لابن مطيع مع الامام عليه السلام في بعض مياه العرب بعد الحاجر و قبل زرودفاستقبلنا عبدالله بن مطيع، فقال للحسين [عليه السلام] : جعلت فداك، أين تريد؟ قال [عليه السلام] : أما الآن فاني اريد مكة، و أما بعدها [ صفحه 88] فاني أستخير الله. [ف] قال [عبدالله] : خار الله لك، و جعلنا فداك... فاذا أنت أتيت مكة فاياك أن تقرب [الكوفة] فانها بلدة مشؤومة؛ بها قتل أبوك و خذل أخوك و اغتيل بطعنة كادت تأتي علي نفسه، الزم الحرم، فانك سيد العرب، لا يعدل بك - والله - أهل الحجاز أحدا، و يتداعي اليك الناس من كل جانب، لا تفارق الحرم، فداك عمي و خالي، فوالله لئن هلكت لنسترقن بعدك [216] .

الحسين في مكة

فأقبل حتي نزل مكة، [217] و دخل مكة الجمعة لثلاث مضين من شعبان [218] فأقام بمكة شعبان و شهر رمضان و شوال و ذا العقدة الي ثماني ذي الحجة [219] .فأقبل أهلها يختلفون اليه و يأتونه و من كل بها من المعتمرين و أهل الآفاق.و ابن الزبير بها قد لزم الكعبة، فهو قائم يصلي عامة النهار، و

يطوف.. و يأتي حسينا عليه السلام فيمن يأتيه، فيأتيه اليومين المتواليين، و يأتيه بين كل [ صفحه 89] يومين مرة.. و لا يزال يشير عليه بالرأي، و هو عليه السلام أثقل خلق الله علي ابن الزبير، [لأنه] عرف أن أهل الحجاز لا يبايعونه و لا يتابعونه أبدا ما دام الحسين عليه السلام بالبلد، و أن حسينا عليه السلام أعظم في أعينهم و أنفسهم، و أطوع في الناس منه [220] .

كتب أهل الكوفة

و كان بالكوفة ممن شهد القادسية ثلاثون ألفا (75: 4)، و استقضي عمر شريح بن الحارث الكندي علي الكوفة سنة ثمانية عشر (101: 4)، و في سنة عشرين عزل عمر سعدا عن الكوفة لشكايتهم اياه، و قالوا: لا يحسن أن يصلي!، و فيها أجلي عمر يهود نجران الي الكوفة (112: 4)، و في سنة احدي و عشرين ولي عمار بن ياسر علي الكوفة، و ابن مسعود علي بيت المال، و عثمان بن حنيف علي مساحة الأرض و الخراج فشكا أهل الكوفة عمارا فاستعفي عمار (144: 4)، و أمر أباموسي الأشعري عليهم بعد عمار، فأقام عليهم سنة فشكوه، فعزله و استعمل المغيرة بن شعبة و في الكوفة مائة ألف مقاتل (165: 4)، و كان في الكوفة اذ ذاك أربعون ألف مقاتل و كان يغزو الثغر منهم في كل سنة عشرة آلاف فكان الرجل يصيبه في كل أربع سنين غزوة) 246: 4).و في سنة 37 أمرهم أميرالمؤمنين عليه السلام: أن يكتب رئيس كل قوم ما في عشيرته من المقاتلة و أبناء المقاتلة الذين أدركوا القتال و عبدان عشيرتهم و مواليهم فيرفعون ذلك اليه عليه السلام فرفعوا اليه أربعين ألف مقاتل، و سبعة عشر من الأبناء ممن أدرك،

و ثمانية آلاف من مواليهم و عبيدهم، فهؤلاء خمس و ستون ألف مقاتل (79: 5)، فيهم ثمان مائة من أهل المدينة (85: 4)، و جعلهم سعد أسباعا فصارت كنانة و حلفاؤها من الأحابيش و جديلة سبعا، و قضاعة و بجيلة و خثعم و كندة و حضرموت و الأزد سبعا، و مذحج و حمير و همدان و حلفاؤهم سبعا، و تميم و هوازن و الرباب سبعا، و أسد و غطفان و محارب و النمر و ضبيعة و تغلب سبعا، و أياد وعك و عبدالقيس و أهل هجر و حمراء الديلم سبعا، فلم يزالوا كذلك زمان عمر و عثمان و علي حتي ربعهم زياد (48: 4).فكان عمرو بن حريث علي ربع أهل المدينة، و خالد بن عرفطة علي ربع تميم و همدان، و قيس بن الوليد بن عبدشمس علي ربع ربيعة و كندة، و أبوبردة بن أبي موسي الأشعري علي مذحج و أسد، و كلهم شهدوا علي حجر و أصحابه) 268: 5).فلما بلغ أهل الكوفة هلاك معاوية؛ أرجف أهل العراق بيزيد، و قالوا: [ صفحه 90] قد امتنع حسين عليه السلام و ابن الزبير و لحقا بمكة [221] . [222] [قال] محمد بن بشر الهمداني: اجتمع [نا] في منزل سليمان بن صرد [الخزاعي [3] فخطبنا] فقال: ان معاوية قد هلك، و ان حسينا [عليه السلام] قد تقبض علي القوم ببيعته، و قد خرج الي مكة، و أنتم شيعته و شيعة أبيه؛ فان كنتم تعلمون أنكم ناصروه و مجاهدو عدوه؛ فاكتبوا اليه، و ان خفتم الوهل [223] و الفشل فلا تغروا الرجل من نفسه! [ف] قالوا: لا؛ بل نقاتل عدوه، و نقتل أنفسنا دونه! قل: فاكتبوا اليه [224]

، فكتبوا اليه:«بسم الله الرحمن الرحيم، للحسين بن علي، من سليمان بن صرد، و المسيب بن نجبة [225] ، [ صفحه 91] و رفاعة بن شداد [226] ، و حبيب بن مظاهر [227] ، و شيعته من المؤمنين و المسلمين من أهل الكوفة، سلام عليك، فانا بحمد اليك الله الذي لا اله الا هو، أما بعد: فالحمد لله الذي قصم عدوك الجبار العنيد، الذي انتزي علي هذه الامة، فابتزها، و غصبها فيئها، و تأمر عليها بغير رضي منها؛ ثم قتل خيارها، و استبقي شرارها، و جعل ما الله دولة بين جبابرتها و أغنيائها، فبعدا له كما بعدت ثمود. [ صفحه 92] انه ليس علينا امام؛ فأقبل لعل الله أن يجمعنا بك علي الحق، و النعمان بن بشير في) قصر الامارة (لسنا نجتمع معه في جمعة و لا نخرج معه الي عيد، و لو قد بلغنا أنك قد أقبلت الينا أخرجناه حتي نلحقه بالشام، ان شاء الله، و السلام عليك و رحمة الله» [228] .ثم سرحنا بالكتاب مع عبدالله بن سبع الهمداني [229] و عبدالله بن وال [التميمي] [230] .فخرج الرجلان مسرعين حتي قدما علي الحسين عليه السلام بمكة، لعشر مضين من شهر رمضان [231] .ثم لبثنا يومين، ثم سرحنا اليه: قيس بن مسهر الصيداوي [232] و عبدالرحمن بن عبدالله بن الكدن الأرحبي [233] و عمارة بن عبيد السلولي [234] ، فحملوا معهم [ صفحه 93] نحوا من [مائة] و خمسين صحيفة [235] من الرجل و الاثنين و الأربعة.قال: ثم لبثنا يومين آخرين، ثم سرحنا اليه هاني بن هاني السبيعي و سعيد بن عبدالله الحنفي [236] و كتبنا معهما:«بسم الله الرحمن الرحيم، للحسين بن علي، من

شيعته من المؤمنين و المسلمين، أما بعد: فحي هلا؛ فان الناس ينتظرونك، و لا رأي لهم في غيرك، فالعجل العجل! و السلام عليك» [237] .و كتب شبث بن ربعي [238] . [ صفحه 94] و حجار بن أبجر [239] و يزيد بن الحارث بن يزيد بن رويم [240] و عزرة بن قيس [241] . [ صفحه 95] و عمرو بن الحجاج الزبيدي [242] و محمد بن عمر التميمي [243] :«اما بعد فقد اخضر الجنان، و أينعت الثمار، و طمت الجمام [244] ، فاذا شئت فأقدم علي جند لك مجند؛ و السلام عليك» [245] . [ صفحه 96]

جواب الامام الحسين

و تلاقت الرسل كلها عنده، فقرأ الكتب، و سأل الرسل عن أمر الناس.ثم كتب مع هاني بن هاني السبيعي، و سعيد بن عبدالله الحنفي - و كانا آخر الرسل -:«بسم الله الرحمن الرحيم، من الحسين بن علي، الي الملأ من المؤمنين و المسلمين، أما بعد: فان هانئا و سعيدا قدما علي بكتبكم - و كانا آخر من قدم علي من رسلكم -، و قد فهمت كل الذي اقتصصتم و ذكرتم، و مقالة جلكم: انه ليس علينا امام فأقبل، لعل الله أن يجمعنا بك علي الهدي و الحق.و قد بعثت اليكم أخي و ابن عمي وثقتي من أهل بيتي (مسلم بن عقيل) و أمرته أن يكتب الي بحالكم و أمركم و رأيكم.فان كتب الي: أنه قد أجمع رأي ملئكم، و ذوي الفضل و الحجي منكم، علي مثل ما قدمت علي به رسلكم، وقرأت في كتبكم، اقدم عليكم و شيكا، ان شاء الله، فلعمري ما الامام الا العامل بالكتاب، و الآخذ بالقسط، و الدائن بالحق، و الحابس نفسه علي

ذات الله، و السلام» [246] .

سفر مسلم

ثم دعا مسلم بن عقيل فسرحه مع قيس بن مسهر الصيداوي [247] و عمارة بن عبيد السلولي [248] و عبدالرحمن عبدالله بن الكدن الأرحبي [249] فأمره بتقوي الله، [ صفحه 97] و كتمان أمره، و اللطف، فان رأي الناس مجتمعين مستوسقين عجل اليه بذلك.فأقبل مسلم حتي أتي المدينة، فصلي في مسجد رسول الله صلي الله عليه [و آله] و سلم، و ودع من أحب من أهله، ثم استأجر دليلين من قيس، فأقبلا به، فضلا الطريق و جارا، و أصابهم عطش شديد، و قال الدليلان: هذا الطريق [خذه] حتي تنتهي الي الماء.. و ذلك بالمضيق من بطن الخبيت [250] .

كتاب مسلم الي الامام من الطريق

فكتب مسلم بن عقيل مع قيس بن مسهر الصيداوي الي الحسين عليه السلام:«أما بعد: فاني أقبلت من المدينة مع دليلان لي، فجارا عن الطريق و ضلا، و اشتد علينا العطش، فلم يلبثا أن ماتا، و أقبلنا حتي انتهينا الي الماء، فلم ننج الا بحشاشة أنفسنا، و ذلك الماء بمكان يدعي المضيق من بطن الخبيت [251] ؛ و قد تطيرت من وجهي هذا، فان رأيت أعفيتني منه و بعثت غيري، و السلام» [252] .

جواب الامام اليه

فكتب اليه الحسين عليه السلام:«أما بعد: فقد خشيت أن لا يكون حملك علي الكتاب الي في الاستعفاء [ صفحه 98] من الوجه الذي وجهتك له الا الجبن، فامض لوجهك الذي وجهتك له؛ و السلام عليك».فقال مسلم عليه السلام لمن قرأ الكتاب: هذا ما لست أتخوفه علي نفسي.فأقبل... حتي مر بماء لطيي، فنزل بهم ثم ارتحل منه، فاذا رجل... قد رمي صيدا - حيث أشرف له - فصرعه، فقال مسلم عليه السلام: يقتل عدونا ان شاء الله. [ صفحه 99]

دخول مسلم الكوفة

اشاره

ثم أقبل مسلم [عليه السلام] حتي دخل الكوفة [و معه أصحابه الثلاثة: قيس بن مصهر الصيداوي و عمارة بن عبيد السلولي و عبدالرحمن بن عبدالله بن الكدن الأرحبي] [253] ، فدخل دار المختار بن أبي عبيد [254] . [ صفحه 100] و أقبلت الشيعة تختلف اليه، فلما اجتمعت اليه جماعة منهم قرأ عليهم كتاب الحسين [عليه السلام] فأخذوا يبكون. [و] قام عابس بن أبي شبيب الشاكري [255] ، فحمدالله و أثني عليه ثم قال:«أما بعد: فاني لا أخبرك عن الناس، و لا أعلم ما في أنفسهم: و ما اغرك منهم، والله لا حدثنك عما أنا موطن نفسي عليه؛ والله لاجيبنكم اذا دعوتم، و لا قاتلن معكم عدوكم، و لا ضربن بسيفي دونكم حتي ألقي الله، لا اريد بذلك الا ما عندالله».فقام حبيب بن مظاهر الفقعسي [الأسدي] فقال:«رحمك الله؛ قد قضيت ما في نفسك بواجز من قولك».ثم قال:«و أنا - والله الذي لا اله الا هو - علي مثل ما هذا عليه».ثم قال الحنفي [256] مثل ذلك.و اختفت الشيعة اليه حتي علم مكانه، فبلغ ذلك النعمان بن بشير [257] ، [ صفحه 101] [فخرج] فصعد المنبر،

فحمد الله و أثني عليه ثم قال:«أما بعد؛ فاتقوا الله عباد الله، و لا تسارعوا الي الفتنة و الفرقة، فان فيهما يهلك الرجال، و تسفك الدماء، و تغصب الأموال... اني لم اقاتل من لم يقاتلني، و لا أثب علي من لا يثب علي، و لا اشاتمكم، و لا أتحرش بكم، و لا آخذ بالقذف و لا الظنة و لا التهمة، و لكنكم ان أبديتم صفحتكم لي، و نكثتم بيعتكم و خالفتم امامكم، فوالله الذي لا اله غيره لأضربنكم بسيفي ما ثبت قائمه في يدي و لو لم يكن لي منكم ناصر! أما اني أرجو أن يكون من يعرف الحق منكم أكثر ممن يرديه الباطل».فقام اليه عبدالله بن مسلم بن سعيد الحضرمي [258] - حليف بني امية - فقال:انه لا يصلح ما تري الا الغشم [أي الظلم] ، ان هذا الذي أنت عليه فيما بينك و بين عدوك رأي المستضعفين»!.فقال [النعمان بن بشير] :«أن أكون من المستضعفين في طاعة الله أحب الي من أن أكون من الأعزين في معصية الله»! ثم نزل.و خرج عبدالله بن مسلم و كتب الي يزيد بن معاوية:«أما بعد: فان مسلم بن عقيل قد قدم الكوفة، فبايعته الشيعة للحسين بن علي، فان كان لك بالكوفة حاجة فابعث اليها رجلا قويا ينفذ أمرك، و يعمل مثل عملك في عدوك، فان النعمان بن بشير رجل ضعيف؛ أو هو يتضعف».ثم كتب اليه عمارة بن عقبة [259] بنحو من كتابه. [ صفحه 102] ثم كتب اليه عمر بن سعد بن أبي وقاص [260] بمثل ذلك [261] . [ صفحه 103]

كتب الامام الي أهل البصرة

كتب حسين مع مولي لهم يقال له: سليمان [262] بنسخة [واحدة] الي [ صفحه 104]

رؤوس الأخماس بالبصرة [263] ، و الي الأشراف: مالك بن مسمع البكري [264] ، و الأخنف بن قيس [265] ، [ صفحه 105] و المنذر بن الجارود [266] ، [ صفحه 106] و مسعود بن عمرو [267] ، و قيس بن الهيثم [268] ، و عمرو بن عبيدالله بن معمر: [ صفحه 107] «أما بعد: فان الله اصطفي محمد صلي الله عليه [و آله] و سلم علي خلقه، و أكرمه بنبوته، و اختاره لرسالته، ثم قبضه الله اليه و قد نصح لعباده و بلغ ما أرسل به صلي الله عليه [و آله] و سلم و كنا أهله و اولياءه و أوصياءه و ورثته و أحق الناس بمقامه في الناس، فاستأثر علينا قومنا بذلك، فرضينا و كرهنا الفرقة و أحببنا العافية، و نحن نعلم أنا أحق بذلك الحق المستحق علينا ممن تولاه [269] و قد أحسنوا و أصلحوا و تحروا الحق.و قد بعثت رسولي اليكم بهذا الكتاب، و أنا أدعوكم الي كتاب الله و سنة نبيه صلي الله عليه [و آله] و سلم فان السنة قد اميتت، و ان البدعة قد احييت، و ان تسمعوا قولي و تطيعوا أمري اهدكم سبيل الرشاد، و السلام عليكم و رحمة الله».فكل من قرأ ذلك الكتاب من أشراف الناس كتمه.غير المنذر بن الجارود، فانه خشي بزعمه أن يكون [رسول الحسين عليه السلام: سليمان] دسيسا من قبل عبيدالله، فجاءه بالرسول من العشية التي يريد أن يسبق في صبيحتها الي الكوفة، و أقرأه كتابه اليه.فقدم [عبيدالله] الرسول فضرب عنقه.و صعد منبر البصرة... [ صفحه 108]

خطبة ابن زياد بالبصرة

فحمد الله و أثني عليه، ثم قال: أما بعد؛ فوالله ما تقرن بي الصعبة [270] ،

و لا يقعقع [271] لي، و اني لنكل [272] لمن عاداني، و سم لمن حاربني أنصف القارة من راماها [273] .يا أهل البصرة! ان أميرالمؤمنين و لاني الكوفة و أنا غاد اليها الغداة، و قد استخلفت عليكم: عثمان بن زياد بن أبي سفيان، و اياكم و الخلاف و الارجاف، فوالذي لا اله غيره لئن بلغني عن رجل منكم خلاف لأقتلنه و عريفه و وليه، و لآخذن الأدني بالأقصي حتي تستمعوا لي، و لا يكون فيكم مخالف و لا مشاق!.أنا ابن زياد اشبهه من بين من وطأ الحصي، و لم ينتزعني شبه خال و لا ابن عم [274] . [ صفحه 109]

دخول ابن زياد الي الكوفة

ثم خرج من البصرة و أقبل الي الكوفة و معه مسلم بن عمرو الباهلي [275] و شريك بن الأعور الحارثي [276] و حشمه و أهل بيته بضعة عشر رجلا [277] حتي دخل الكوفة و عليه عمامة سوداء و هو متلثم، و الناس قد بلغهم اقبال حسين [عليه السلام] اليهم فهم ينتظرون قدومه، فظنوا - حين قدم عبيدالله - أنه الحسين [عليه السلام] فأخذ لا يمر علي جماعة من الناس الا سلموا عليه و قالوا: مرحبا بك يابن رسول الله! قدمت خير مقدم، فرأي من تباشيرهم بالحسين عليه السلام ماساءه، و غاضه ما سمع منهم، و قال: ألا أري هؤلاء كما أري! فلما أكثروا قال مسلم بن عمرو [الباهلي] : تأخروا، هذا الأمير عبيدالله بن زياد.فلما دخل القصر و علم الناس أنه عبيدالله بن زياد دخلهم من ذلك كآبة و حزن شديد! [278] . [ صفحه 110]

خطبة ابن زياد عند دخوله الكوفة

[و] لما نزل القصر [و أصبح] نودي: الصلاة جامعة، فاجتمع الناس فخرج فحمدالله و أثني عليه ثم قال:أما بعد؛ فان أميرالمؤمنين - أصلحه الله - ولاني مصركم و ثغركم، و أمرني بانصاف مظلومكم، و اعطاء محرومكم، و بالاحسان الي سامعكم و مطيعكم، و بالشدة علي مريبكم و عاصيكم، و أنا متبع فيكم أمره، و منفذ فيكم عهده، فأنا لمحسنكم و مطيعكم كالوالد البر، و سوطي و سيفي علي من ترك أمري و خالف عهدي! فليبق امرؤ علي نفسه! الصدق ينبي عنك لا الوعيدثم نزل فأخذ العرفاء و الناس أخذا شديدا، فقال: اكتبوا الي الغرباء و من فيكم من طلبة أميرالمؤمنين و من فيكم من الحرورية [279] و أهل الريب الذين رأيهم الخلاف و الشقاق، فمن كتبهم لنافبري، و

من لم يكتب لنا أحدا فيضمن لنا ما عرافته ألا يخالفنا منهم مخالف و لا يبغي علينا منهم باغ، فمن لم يفعل برءت منه الذمة، و حلال لنا ماله وسفك دمه! و أيما عريف وجد في عرافته من بغية أميرالمؤمنين أحد لم يرفعه الينا صلب علي باب داره! و القيت تلك العرافة من العطاء، و سير الي موضع بعمان الزارة [280] . [ صفحه 111]

انتقال مسلم من دار المختار الي دار هاني

قال المسعودي: «هو شيخ مراد و زعيمها، و هو يومئذ يركب في أربعة آلاف دارع و ثمانية آلاف راجل، و اذا أجابتها أحلافها من كندة و غيرها كان في ثلاثين الف دارع» (مروج الذهب 69: 3)و من هنا يعلم لماذا خرج مسلم من دار المختار الي دار هاني بن عروة شيخ العشيرة، و لكنه كان كما قال المسعودي: «فلم يجد زعيمهم منهم أحدا، فشلا و خذلانا»! كان هو و أبوه من الصحابة و قتل و هو ابن ثمانين أو تسعين ستة، كما في طبقات ابن سعد.و ذكر المبرد في الكامل: ان أباه كان من الخارجين مع حجر بن عدي فشفع فيه زياد بن أبيه، و لذلك قال له ابن زياد - كما روي الطبري -: يا هاني؛ أما تعلم أن أبي قدم هذا البلد فلم يترك احدا من هذه الشيعة الاقتله غير ابيك و غير حجر، و كان من حجر ما قد علمت؛ ثم لم يزل يحسن صحبتك، ثم كتب الي أمير الكوفة: ان حاجتي قبلك هاني. قال: نعم. قال: فجزائي أن خبأت في بيتك رجلا ليقتلني! (361: 5)و سمع مسلم بن عقيل مجي عبيدالله و مقالته التي قالها و ما أخد به العرفاء و الناس، فخرج من دار

المختار - و قد علم به - حتي انتهي الي دار هاني بن عروة المرادي فدخل بابه و أرسل اليه أن اخرج، فخرج اليه هاني و كره مكانه حين رآه، فقال له مسلم: «أتيتك لتجيرني و تضيفني» فقال: «رحمك الله! لقد كلفتني شططا! و لو لا دخولك داري، وثقتك، لأحببت - و لسألتك - أن تخرج عني! غير أنه يأخذني من ذلك ذمام! و ليس مردود مثلي علي مثلك عن جهل! ادخل» فآواه.و أخذت الشيعة تختلف اليه في دار هاني بن عروة [281] .و قد كان مسلم بن عقيل حيث تحول الي دار هاني بن عروة و بايعه ثمانية عشر ألفا قدم كتابا الي حسين [عليه السلام] مع عابس بن أبي شبيب الشاكري: [282] . [ صفحه 112] «أما بعد فان الرائد لا يكذب أهله، و قد بايعني من أهل الكوفة ثمانية عشر ألفا، فعجل الاقبال حين يأتيك كتابي، فان الناس كلهم معك، ليس لهم في آل معاوية رأي و لا هوي؛ والسلام».و كان [ذلك] قبل أن يقتل لسبع و عشرين ليلة [283] .

تجسس معقل الشامي علي مسلم

و دعا ابن زياد مولي له يقال له معقل [284] ، فقال له: خذ ثلاثة آلاف درهم، ثم اطلب مسلم بن عقيل، و اطلب لنا أصحابه، ثم أعطهم هذه الثلاثة آلاف؛ فقل لهم: استعينوا بها علي حرب عدوكم، و أعلمهم أنك منهم، فانك لو أعطيتها اياهم اطمانوا اليك، و وثقوا بك، و لم يكتموك شيئا من أخبارهم؛ ثم اغد عليهم ورح.فجاء [معقل] حتي أتي الي مسلم بن عوسجة الأسدي [285] في المسجد الأعظم و هو يصلي، و [كان] سمع الناس يقولون: ان هذا يبايع للحسين [عليه السلام] فجاء حتي فرغ من

صلاته ثم قال: يا عبدالله، اني امرؤ من أهل الشام مولي لذي الكلاع، أنعم الله علي بحب أهل هذا البيت و حب من أحبهم، فهذه ثلاثة آلاف درهم أردت بها لقاء رجل منهم بلغني أنه قدم الكوفة [ صفحه 113] يبايع لابن بنت رسول اله صلي الله عليه [و آله] و سلم، و كنت اريد لقاءه فلم أجد أحدا يدلني عليه و لا يعرف مكانه، فاني لجالس آنفا في المسجد اذ سمعت نفرا من المسلمين يقولون: هذا رجل له علم بأهل هذا البيت؛ و اني أتيتك لتقبض هذا المال و تدخلني علي صاحبك فابايعه، و ان شئت أخذت بيعتي له قبل لقائه.فقال [له مسلم بن عوسجة] : «أحمد الله علي لقائك اياي، فقد سرني ذلك لتنال ما تحب، و لينصر الله بك أهل بيت نبيه، و لقد ساءني معرفتك اياي بهذا الأمر من قبل أن ينمي مخافة هذا الطاغية و سطوته» فأخذ بيعته قبل أن يبرح و أخذ عليه المواثيق المغلظة لينا صحن و ليكتمن، فأعطاه من ذلك ما رضي به. ثم قال: «اختلف الي أياما في منزلي فأنا طالب لك الاذن علي صاحبك» فطلب له الأذن، فأخذ يختلف مع الناس [286] .

مؤتمر قتل ابن زياد

مرض هاني بن عروة فجاء عبيدالله [ابن زياد] عائدا له، فقال له عمارة بن عبيد السلولي: [287] انما جماعتنا وكيدنا قتل هذا الطاغية، فقد أمكنك الله منه فاقتله. قال هاني: ما أحب أن يقتل في داري [فعاده ابن زياد و] خرج.فما مكث الا جمعة حتي مرض شريك بن الأعور [الحارثي] و كان كريما علي ابن زياد و علي غيره من الامراء، و كان شديد التشيع، فأرسل اليه عبيدالله [ابن زياد] : اني

رائح اليك العشية، فقال [شريك] لمسلم: ان هذا الفاجر [ صفحه 114] عائدي العشية، فاذا جلس فاخرج اليه فاقتله، ثم اقعد في القصر ليس أحد بحول بينك و بينه، فان برءت من وجعي هذا أيامي هذه سرت الي البصرة و كفيتك أمرها.فلما كان من العشي أقبل عبيدالله [ابن زياد] لعيادة شريك [الحارثي] فقام مسلم بن عقيل ليدخل، و قال له شريك: لا يفوتنك اذا جلس؛ فقام هاني بن عروة اليه فقال: اني لا احب أن يقتل في داري - كأنه استقبح ذلك -!فجاء عبيدالله بن زياد فدخل فجلس، فسأل شريكا عن وجعه و قال: ما الذي تجد؟ [و] طال سؤاله اياه.و [لما] رأي [شريك] أن [مسلما] لا يخرج، خشي أن يفوته فأخذ يقول: «ما تنظرون بسلمي أن تحيوها»؟! أسقنيها و ان كانت فيها نفسي! قال ذلك مرتين أو ثلاثا.فقال عبيدالله: ما شأنه أترونه يهجر؟فقال له هاني: نعم أصلحك الله! ما زال هذا ديدنه قبيل عماية الصبح حتي ساعته هذه. [ف] قام [ابن زياد و] انصرف.فخرج مسلم، فقال له شريك: ما منعك من قتله؟ فقال: خصلتان.أما أحدهما: فكراهة هاني أن يقتل في داره.و أما الاخري: فحديث حدثه الناس عن النبي صلي الله عليه [و آله] و سلم: «ان الايمان قيد الفتك، و لا يفتك مؤمن».فقال هاني: أما والله لو قتلته لقتلت فاسقا فاجرا كافرا غادرا! و لكن كرهت أن يقتل في داري! [288] . [ صفحه 115]

معقل يدخل علي مسلم

ثم ان معقلا اختلف الي مسلم بن عوسجة أياما ليدخله علي ابن عقيل، فأقبل به حتي أدخله عليه، فأخبره خبره، فأخذ بيعته و أمر أباثمامة الصائدي [289] ، فقبض ماله الذي جاء به، و أقبل يختلف اليهم فهو

أول و آخر خارج، يسمع أخبارهم و يعلم أسرارهم ثم ينطلق بها حتي يقرها في اذن ابن زياد [290] .

احضار هاني عند ابن زياد

قال ابن زياد لجلسائه: مالي لا أري هانئا؟ فقالوا: هو شاك [و] دعا عبيدالله [بن زياد] محمد بن الأشعث [291] و أسماء بن [ صفحه 116] خارجة [292] و عمرو بن الحجاج [293] - و كانت روعة اخت عمرو بن الحجاج تحت هاني بن عروة - فقال لهم: ما يمنع هاني بن عروة من اتياننا؟ قالوا: ما ندري أصلحك الله! و انه ليتشكي [294] ، قال: بلغني أنه قد برأ، و هو يجلس علي باب داره، فالقوه فمروه ألا يدع ما عليه في ذلك من الحق، فاني لا أحب أن يفسد عندي مثله من أشراف العرب [295] . [ صفحه 117]

هاني يدعي الي ابن زياد

فأتوه حتي وقفوا عليه عشية، و هو جالس علي بابه، فقالوا: ما يمنعك من لقاء الأمير، فانه قد ذكرك و قال: لو أعلم أنه شاك لعدته؟، فقال لهم: الشكوي تمنعني، فقالوا له: يبلغه أنك تجلس كل عشية علي باب دارك، و قد استبطأك، و الابطاء و الجفاء لا يحتمله السلطان، أقسمنا عليك لما ركبت معنا!.فدعا بثيابه فلبسها، ثم دعا ببغله فركبها، حتي اذا دنا من القصر؛ كأن نفسه أحست ببعض الذي كان، فقال لحسان بن خارجة: يابن أخي اني - والله - لهذا الرجل لخائف! فما تري؟ قال: أي عم - والله - ما أتخوف عليك شيئا، و لم تجعل علي نفسك سبيلا و أنت بري ء؟.فدخل القوم علي ابن زياد و دخل معهم، فلما طلع [علي ابن زياد] قال عبيدالله [ابن زياد] : أتتك بحائن رجلاه [296] ، فلما دنا من ابن زياد - و [كان] عنده شريح القاضي [297] - التفت نحوه فقال: [ صفحه 118] اريد حباءه و يريد قتلي

عذيرك من خليلك من مراد [298] .

هاني عند ابن زياد

فقال له هاني: و ما ذاك أيها الامير؟ قال: ايه يا هاني بن عروة! ما هذه الامور التي تربص في دورك لأميرالمؤمنين و عامة المسلمين!، جئت بمسلم بن عقيل فأدخلته دارك، و جمعت له السلاح و الرجال في الدور حولك، و ظننت أن ذلك يخفي علي لك!قال: ما فعلت، و ما مسلم عندي.قال: بلي قد فعلت.قال: ما فعلت.قال: بليفلما كثر ذلك بينهما و أبي هاني الا مجاحدته و مناكرته دعا ابن زياد معقلا - ذلك العين - [299] فجاء حتي وقف بين يديه.فقال: أتعرف هذا؟قال: نعم و علم هاني عند ذلك أنه كان عينا عليهم و أنه قد أتاه بأخبارهم. فقال له: اسمع مني و صدق مقالتي، فوالله لا أكذبك، والله الذي لا اله غيره، ما دعوته الي منزلي و لا علمت بشي ء من أمره، حتي رأيته جالسا علي بابي، فسألني النزول علي فاستحييت من رده، و دخلني من ذلك ذمام، [ صفحه 119] فأدخلته داري و ضفته و آويته، و قد كان من أمره الذي بلغك، فان شئت أعطت الآن موثقا مغلظا و ما تطمئن اليه ألا أبغيك سوا، و ان شئت أعطيتك رهينة تكون في يدك حتي آتيك و أنطلق اليه فآمره أن يخرج من داري الي حيث شاء من الأرض، فأخرج من ذمامه و جواره!فقال: لا والله لا تفارقني أبدا حتي تأتيني به!فقال: لا والله لا أجيئك [به] أبدا! أنا أجيئك بضيفي تقتله!قال: والله لتأتيني به.قال: والله لا آتيك به.فلما كثر الكلام بينهما قام مسلم بن عمرو الباهلي فقال: أصلح الله الأمير خلني و اياه حتي اكلمه و قال لهاني: قم الي هاهنا حتي

اكلمك؛ فقام فخلا به ناحية من ابن زياد و هما منه علي ذلك قريب حيث يراهما اذا رفعا أصواتهما سمع ما يقولان و اذا خفضا خفي عليه ما يقولان. فقال له مسلم [بن عمرو الباهلي] : يا هاني؛ اني انشدك الله أن تقتل نفسك و تدخل البلاء علي قومك و عشيرتك! فوالله اني لأنفس بك عن القتل، ان هذا الرجل [مسلم بن عقيل] ابن عم القوم و ليسوا قاتليه و لا ضائريه، فادفعه اليه فانه ليس عليك بذلك مخزاة و لا منقصة، انما تدفعه الي السلطان.قال: بلي والله، ان علي في ذلك للخزي و العار، أنا أدفع جاري و ضيفي و أنا حي صحيح أسمع و أري، شديد الساعد، كثير الأعوان! والله لو لم أكن الا واحدا ليس لي ناصر لم أدفعه اليه حتي أموات دونه و هو يري أن عشيرته ستحرك في شأنه فأخذ يناشده و هو يقول: لا والله لا أدفعه اليه أبدا!فسمع ابن زياد ذلك فقال: ادنوه مني، فأدنوه منه.فقال: والله لتأتيني به أو لأضربن عنقك. [ صفحه 120] قال: اذا تكثر البارقة حول دارك [300] - و هو يظن أن عشيرته يسمعونه -.فقال: و الهفاه عليك! أبا لبارقة تخوفني! آدنوه مني، فادني، فاستعرض وجهه بالقضيب فلم يزل يضرب أنفه وجبينه و خده حتي كسر أنفه و سيل الدما علي ثيابه لحم خديه وجبينه علي لحيته حتي كسر القضيب!و ضرب هاني بيده الي قائم سيف شرطي من تلك الرجال و جاذبه الرجال و منع.فقال عبيدالله [بن زياد] : أحروري سائر اليوم! [301] احللت بنفسك، قد حل لنا قتلك، خذوه فألقوه في بيت من بيوت الدار و أغلقوا عليه بابه و اجعلوا عليه

حرسا، ففعل ذلك به.فقام اليه أسماء بن خارجة فقال: أرسل غدر سائر اليوم! أمرتنا أن تحيئك بالرجال حتي اذا جئناك به و أدخلناه عليك هشمت وجهه وسيلت دمه علي لحيته و زعمت أنك تقتله! فقال له عبيدالله: و انك لها هنا! فأمر به فلهز و تعتع به [302] فحبس. [ صفحه 121] أما محمد بن الأشعث فقال: قد رضينا بما رأي الأمير؛ لنا كان أم علينا، انما الأمير مؤدب! [303] .و قام الي عبيدالله بن زياد فكلمه و قال: انك قد عرفت منزلة هاني بن عروة في المصر و بيته في العشيرة، و قد علم قومه أني و صاحبي سقناه اليك، فانشدك الله لما وهبته لي، فاني أكره عداوة قومه، هم أعز أهل المصر و عدد أهل اليمن [304] ، فوعده أن يفعل [305] .و بلغ عمرو بن الحجاج أن هانئا قد قتل، فأقبل في مذحج و معه جمع عظيم حتي أحاط بالقصر ثم نادي: أنا عمرو بن الحجاج؛ هذه فرسان مذحج و وجوهها لم تخلع طاعة و لم تفارق جماعة! و قد بلغهم أن صاحبهم يقتل فأعظموا ذلك!فقيل لعبيدالله هذه مذحج بالباب.فقال لشريح القاضي: أدخل علي صاحبهم فانظر اليه، ثم اخرج فأعملهم أنه حي لم يقتل و أنك قد رأيته [306] .قال [شريح] : دخلت علي هاني لما رآني قال: يا لله يا للمسلمين! أهلكت عشيرتي؟ فأين أهل الدين! و أين أهل المصر! تفاقدوا! و يخلوني و عدوهم و ابن عدوهم! و الدماء تسيل علي لحيته. اذ سمع الرجة علي باب القصر و خرجت و اتبعني فقال: يا شريح، اني لأظنها أصوات مذحج و شيعتي [ صفحه 122] من المسلمين، ان دخل علي عشرة

نفر أنقذوني.قال: فخرجت اليهم، و معي حميد بن بكير الأحمري [307] - أرسله معي ابن زياد، و كان من شرطته ممن يقوم علي رأسه - فلما خرجت اليهم قلت: ان الأمير لما بلغه مكانكم و مقالتكم في صاحبكم أمرني الدخول اليه فأتيته فنظرت اليه، فأمرني أن ألقاكم و أن أعلمكم أنه حي! و أن الذي بلغكم من قتله كان باطلا.فقال عمرو [بن الحجاج] و أصحابه: فأما اذ لم يقتل فالحمد لله، ثم انصرفوا! [308] .

خطبة ابن زياد بعد القبض علي هاني

و خشي عبيدالله أن يثب الناس به، فخرج و معه أشراف الناس و شرطه و حشمه، فصعد المنبر، فحمدالله و أثني عليه، ثم قال:أما بعد - أيها الناس - فاعتصموا بطاعة الله و طاعة أئمتكم، و لا تختلفوا و لا تفرقوا، فتهلكوا، و تذلوا، و تقتلوا و تجفوا، و تحرموا! ان أخاك من صدقك! و قد أعذر من أنذر! [309] .

خروج مسلم

(و أرسل مسلم بن عقيل، عبدالله بن خازم رسولا الي القصر لينظر الي ما [ صفحه 123] صار أمر هاني) قال: فلما ضرب و حبس ركبت فرسي و كنت أول أهل الدار دخل علي مسلم بن عقيل بالخبر، و اذا نسوة لمراد مجتمعات ينادين يا عشيرتاه! يا ثكلاه!، فدخلت علي مسلم بن عقيل بالخبر، فأمرني أن انادي في أصحابه: يا منصور أمت - و قد ملأ الدور حوله و قد بايعه ثمانية عشر ألفا و في الدور أربعة آلاف رجل - فناديت يا منصور أمت، و تنادي أهل الكوفة، فاجتمعوا اليه.فعقد مسلم عليه السلام لعبيدالله بن عمرو بن عزيز الكندي علي ربع كندة و ربيعة و قال: سر أمامي في الخيل، ثم عقد لمسلم بن عوسجة الأسدي علي ربع مذحج و أسد و قال: انزل في الرجال فأنت عليهم، و عقد لأبي ثمامة الصائدي علي ربع تميم و همدان، و عقد لعباس بن جعدة الجدلي [310] علي ربع المدينة، و أقبل مسلم يسير في الناس من مراد.

اجتماع الأشراف بابن زياد

و أقبل أشراف الناس يأتون ابن زياد من قبل الباب الذي يلي دار الروميين [311] .و دعا عبيدالله [ابن زياد] كثير بن شهاب بن الحصين الحارثي [312] ، فأمره [ صفحه 124] أن يخرج فيمن أطاعه من مذحج فيسير بالكوفة و يخذل الناس عن ابن عقيل و يخوفهم الحرب و يحذرهم عقوبة السلطان.و أمر محمد بن الأشعث أن يخرج فيمن أطاعه من كندة و حضرموت فيرفع راية أمان لمن جاءه من الناس.و قال مثل ذلك للقعقاع بن شور الذهلي [313] و شبث بن ربعي التميمي و حجار بن أبجر العجلي و شمر بن ذي الجوشن العامري [314] .و

عقد لشبث بن ربعي لواء فاخرجه [و] قال: أشرفوا علي الناس فمنوا أهل الطاعة الزيادة و الكرامة، و خوفوا أهل المعصية الحرمان و العقوبة [ صفحه 125] و أعلموهم فصول الجنود من الشام اليهم [315] .

خروج الأشراف برايات الأمان للتخذيل عن مسلم

فتكلم كثير بن شهاب أول الناس... فقال: أيها الناس الحقوا بأهاليكم و لا تعجلوا الشر و لا تعرضوا أنفسكم للقتل، فان هذه جنود أميرالمؤمنين يزيد قد أقبلت، و قد أعطي الله الأمير عهدا لئن أتممتم علي حربه و لم تنصرفوا من عشيتكم أن يحرم ذريتكم العطاء، و يفرق مقاتلتكم في مغازي أهل الشام علي غير طمع، و أن يأخذ البري بالسقيم و الشاهد بالغائب، حتي لا يبقي فيكم بقية من أهل المعصية الا أذاقها و بال ما جرت أيديها.و تكلم الأشراف بنحو من كلام هذا.فلما سمع مقالتهم الناس أخذوا يتفرقون... [316] [و] ان المرأة كانت تأتي ابنها أو أخاها فتقول انصرف؛ الناس يكفونك، و يجي الرجل ابنه أو أخيه فيقول: غدا يأتيك أهل الشام فما تصنع بالحرب و الشر، انصرف، فيذهب به [317] .و خرج محمد بن الأشعث حتي وقف عند دور بني عمارة، و جاءه عمارة بن صلخب الأزدي عليه سلاحه و هو يريد ابن عقيل فأخذه فبعث به الي ابن زياد فحبسه. فبعث ابن عقيل اليه من المسجد [لقتاله] : عبدالرحمن بن شريح الشبامي [318] [و معه ناس كثير، و جال القعقاع بن شور الذهلي علي مسلم و أصحابه [ صفحه 126] من موضع بالكوفة يقال له: العرار] [319] و أرسل الي محمد بن الأشعث: قد جلت علي ابن عقيل من العرار، فتأخر عن موقفه [320] [و قاتلهم شبث بن ربعي ثم جعل يقول: انتظروا بهم الليل

يتفرقوا، فقال له القعقاع بن شور: انك سددت علي الناس وجه مصيرهم فأخرج لهم ينسربوا] [321] .

غربة مسلم

قال عباس الجدلي: خرجنا مع ابن عقيل أربعة آلاف، فما بلغنا القصر الا و نحن ثلاثمائة [322] ، فما زالوا يتفرقون و يتصدعون حتي أمسي ابن عقيل و ما معه ثلاثون نفسا في المسجد؛ فما صلي مع ابن عقيل الا ثلاثون نفسا؛ فلما رأي [ذلك] خرج متوجها نحو أبواب كندة و بلغ الأبواب و معه منهم عشرة؛ ثم خرج و اذا ليس معه انسان؛ و التفت فاذا هو لا يحس أحدا يدله علي الطريق و لا يدله علي منزل و لا يواسيه بنفسه ان عرض له عدو!، فمضي علي وجهه يتلدد في أزقة الكوفة لا يدري أين يذهب! حتي خرج الي دور بني جبلة من كندة، فمشي حتي انتهي الي باب امرأة يقال لها (طوعة) ام ولد كانت للأشعث بن قيس [323] . [ صفحه 127] فأعتقها، فتزوجها اسيد الحضرمي [324] ، فولدت له بلالا، و كان بلال قد خرج مع الناس و امه قائمة تنتظره، فسلم عليها ابن عقيل، فردت عليه، فقال لها: يا أمة الله أسقيني ماء، فدخلت فسقته، فجلس، و أدخلت الاناء ثم خرجت.فقالت: يا عبدالله ألم تشرب! قال: بلي، قالت: فاذهب الي أهلك؛ [ صفحه 128] فسكت؛ ثم عادت فقالت مثل ذلك، فسكت؛ ثم قالت له: في الله [325] سبحان الله يا عبدالله! فمر الي أهلك عافاك الله؛ فانه لا يصلح لك الجلوس علي بابي و لا أحله لك.فقام فقال: يا أمة الله، مالي في المصر منزل و لا عشيرة فهل لك الي أجر و معروف، و لعلي مكافؤك به بعد اليوم؟!فقالت: يا عبدالله

و ما ذاك؟قال: أنا مسلم بن عقيل، كذبني هؤلاء القوم و غروني!قالت: أنت مسلم.قال: نعم.قالت: ادخل، فأدخلته بيتا في دارها - غير البيت الذي تكون فيه - و فرشت له، و عرضت عليه العشاء فلم يتعش.و لم يكن بأسرع من أن جاء ابنها، فرآها تكثر الدخول في البيت و الخروج منه، فقال: والله انه ليريبني كثرة دخولك هذا البيت منذ الليلة و خروجك منه! ان لك لشأنا؟ قالت: يا بني أله عنه هذا، قال لها: والله لتخبرني! قالت: أقبل علي شأنك و لا تسألني عن شي ء، فألح عليها، فقالت: يا بني لا تحدثن أحدا من الناس بما اخبرك به و أخذت عليه الأيمان، فحلف لها، فأخبرته، فاضطجع و سكت [326] . [ صفحه 129]

موقف ابن زياد

و لمان طال علي ابن زياد و أخذ لا يسمع لأصحاب ابن عقيل صوتا كما كان يسمعه قبل ذلك، قال لأصحابه: أشرفوا فانظروا هل ترون منهم أحدا؟ فأشرفوا فلم يروا أحدا؛ قال: فانظروا لعلهم تحت الظلال [327] قد كمنوا لكم؛ ففزعوا بحابح المسجد [328] و جعلوا يخفضون شعل النار في أيديهم ثم ينظرون هل في الظلال أحد؟ و كانت أحيانا تضي ء لهم و احيانا لا تضي ء لهم كما يريدون، فدلوا القناديل و أنصاف الطنان [329] تشد بالحبال ثم تجعل فيها النيران ثم تدلي حتي تنتهي الي الأرض، ففعلوا ذلك في أقصي الظلال و أدناها و أوسطها، حتي فعلوا ذلك بالظلة التي فيها المنبر، فلما لم يروا شيئا أعلموا ابن زياد، [ف] أمر [كاتبه] عمرو بن نافع [330] فنادي: ألا برءت الذمة من رجل من الشرطة و العرفاء أو المناكب أو المقاتلة صلي العتمة الا في المسجد!فلم يكن

الا ساعة حتي امتلا المسجد من الناس.فقال [له] الحصين بن تميم [التميمي] - و كان علي شرطته [331] -: ان شئت [ صفحه 130] صليت بالناس، او يصلي بهم غيرك، فاني لا آمن أن يغتالك بعض أعدائك!فقال: مر حرسي فليقوموا ورائي كما كانوا يقفون، و در فيهم. ففتح باب السدة التي في المسجد، ثم خرج و خرج أصحابه معه... فصلي بالناس.

خطبة ابن زياد بعد غربة مسلم

ثم صعد المنبر [و] قام فحمد الله و أثني عليه ثم قال:أما بعد؛ فان ابن عقيل السفيه الجاهل! قد أتي ما قد رأيتم من الخلاف و الشقاق! فبرءت ذمة الله من رجل وجدناه في داره! و من جاء به فله ديته!اتقوا الله عباد الله و الزموا طاعتكم و بيعتكم! و لا تجعلوا علي أنفسكم سبيلا!يا حصين بن تميم! ثكلتك امك ان صاح باب سكة من سكك الكوفة، أو خرج هذا الرجل و لم تأتني به! و قد سلطتك علي دور أهل الكوفة! فابعث مراصدة علي أفواه السكك.و اصبح غدا و استسبر الدور وجس [332] خلالها حتي تأتيي بهذا الرجل! [ صفحه 131]

ابن زياد في طلب مسلم

ثم نزل ابن زياد فدخل، و عقد لعمرو بن حريث [333] راية و أمره علي الناس [334] ، و أمره أن يقعد لهم في المسجد. [و] جاء المختار بن أبي عبيد خبر ابن عقيل أنه قد ظهر بالكوفة، و المختار في قريه له بخطرنية تدعي: لقنا [و كان] فيمن بايع [مسلما] من أهل الكوفة و ناصحه و دعا اليه من أطاعه، فأقبل في موال له حتي انتهي الي باب الفيل بعد الغروب، و قد عقد عبيدالله بن زياد لعمرو بن حريث راية علي جميع الناس.فلما كان المختار علي باب الفيل مر به هاني بن أبي حية الوداعي [335] ، فقال [ صفحه 132] المختار: ما وقوفك هاهنا! لا أنت مع الناس و لا أنت في رحلك؟ قال: أصبح رأيي مرتجا لعظم خطيئتكم؛ فقال له: أظنك و الله قاتلا نفسك، ثم [أقبل الي] عمرو بن حريث فأخبره [خبره] [336] .

موقف المختار

قال عبدالرحمن بن أبي عمير الثقفي [337] كنت جالسا عند عمرو بن حريث حين بلغه هاني بن أبي حية عن المختار هذه المقالة، فقال لي [ابن حريث] : قم الي عمك فأخبره أن صاحبه [يعني مسلم بن عقيل عليه السلام] لا يدري أين هو؟ فلا يجعلن علي نفسه سبيلا. فقمت لآتيه.و وثب اليه زائدة بن قدامة بن مسعود [338] فقال له: يأتيك علي أنه آمن؟فقال له عمرو بن حريث: أما مني فهو آمن، و ان رقي الي الأمير عبيدالله بن زياد شي ء من أمرة أقمت له بمحضره الشهادة و شفعت له أحسن الشفاعة.فقال له زائدة بن قدامة: لا يكونن مع هذا - ان شاء الله - الا خيرا.قال عبدالرحمن: فخرجت - و خرج معي زائدة

- الي المختار فأخبرناه و ناشدناه - بالله - أن لا يجعل علي نفسه سبيلا. [ صفحه 133] فنزل الي ابن حريث فسلم عليه و جلس تحت رايته حتي أصبح [339] .و ان كثير [بن شهاب الحارثي] ألفي رجلا في بني فتيان [موضع بالكوفة] من كلب يقال له (عبد الأعلي بن يزيد) قد لبس سلاحه يريد ابن عقيل، فأخذه حتي أدخله علي ابن زياد فأخبره خبره، فقال [الكلبي لابن زياد] : انما أردتك! قال [ابن زياد] : و كنت وعدتني ذلك من نفسك! فأمر به فحبس [340] .

و لما أصبح ابن زياد

فلما أصبح جلس مجلسه و أذن للناس فدخلوا عليه.و أقبل محمد بن الأشعث، فقال: مرحبا بمن لا يستغش ولايتهم! ثم أقعده الي جنبه.و أصبح ابن تلك العجوز [التي] آوت ابن عقيل و هو بلال بن اسيد فغدا الي عبدالرحمن بن محمد بن الأشعث فأخبره بمكان ابن عقيل عند امه، فأقبل عبدالرحمن حتي أتي أباه فساره و هو عند ابن زياد، فقال له ابن زياد، ما قال لك؟ قال: أخبرني أن ابن عقيل في دار من دورنا، فنخس بالقضيب في جنبه، ثم قال: قم فأتني به الساعة [341] .

خروج محمد بن الأشعث لفتال مسلم

[و] بعث [ابن زياد] الي عمرو بن حريث - و هو خليفة علي الناس في المسجد - أن ابعث مع ابن الأشعث ستين أو سبعين رجلا من قيس - و انما كره [ صفحه 134] أن يبعث معه قومه [342] لأنه قد علم أن كل قوم يكرهون أن يصادف فيهم مثل ابن عقيل - فبعث معه [عمرو بن حريث] : عمرو بن عبيدالله بن عباس السلمي في ستين أو سبعين من قيس، حني أتوا الدار التي فيها ابن عقيل.

خروج مسلم لقتال الأشعث

فلما سمع [مسلم عليه السلام] وقع حوافر الخيل و أصوات الرجال عرف أنه قد اتي، فخرج اليهم بسيفه، و اقتحموا عليه الدار، فشد عليهم يضربهم بسيفه حتي أخرجهم من الدار، ثم عادوا اليه فشد عليهم كذلك.فضرب بكير [بن حمران الأحمري الشامي] فم مسلم فقطع شفته العليا، و أشرع السيف في السفلي و فصلت ثنيتاه، فضربه مسلم ضربة في رأسه منكرة وثني باخري علي حبل العاتق كادت أن تطلع علي جوفه.

قصبات النيران، و الحجارة، و الآمان

فلما رأوا ذلك أشرفوا عليه من فوق ظهر البيت فأخذوا يرمونه بالحجارة و يلهبون النار في أطنان القصب ثم يقلبونها عليه من فوق البيت!فلما رأي ذلك خرج عليهم مصلتا بسيفه في السكة فقاتلهم...فأقبل عليه محمد بن الأشعث فقال: يا فتي! لك الأمان، لا تقتل نفسك، فأقبل يقاتلهم و هو يقول:أقسمت لا اقتل الا حرا و ان رأيت الموت شيئا نكراكل امري ء يوما ملاق شرا و يخلط البارد سخنا مرا [ صفحه 135] رد شعاع النفس [343] فاستقرا أخاف أن أكذب أو اغرا

اسر مسلم بجيلة الأمان

فقال له محمد بن الأشعث: انك لا تكذب و لا تخدع و لا تغر، ان القوم بنو عمك و ليسوا بقاتليك و لا ضاربيك! و اثخن بالحجارة و عجز عن القتال، فأسند ظهره الي جنب تلك الدار، فدنا محمد بن الأشعث فقال: لك الأمان، فقال [مسلم] : آمن أنا؟ قال: نعم، و قال القوم: [نعم] أنت آمن و قال ابن عقيل: أما لولم تؤمنوني ما وضعت يدي في أيديكم، [فعلم أنه استسلم للأمان] .و اتي ببغلة فحمل عليها، و اجتمعوا حوله و انتزعوا سيفه من عنقه، فكأنه ايس من نفسه، فدمعت عيناه ثم قال: هذا أول الغدر.قال محمد بن الأشعث: أرجو أن لا يكون عليك بأس!قال ما هو الا الرجاء، أين أمانكم! انا لله و انا اليه راجعون! و بكي.فقال له عمرو بن عبيدالله بن عباس [السلمي الذي كان علي الرجال المبعوثين اليه] : ان من يطلب مثل الذي تطلب، اذا نزل به مثل الذي نزل بك لم يبك!قال: اني والله ما لنفسي أبكي، و لا لها من القتل أرثي - و ان كنت لم أحب لها طرفة عين تلفا - و

لكن أبكي لأهلي المقبلين الي، أبكي لحسين و آل [ صفحه 136] حسين [عليه السلام] .

وصية مسلم الي ابن الأشعث

ثم أقبل [عليه السلام] علي محمد بن الأشعث فقال: يا عبدالله، اني أراك والله - ستعجز عن أماني، فهل عندك خير! تستطيع أن تبعث من عندك رجلا علي لساني يبلغ حسينا، فاني لا أراه الا قد خرج اليكم اليوم مقبلا أو هو خارج غدا هو و أهل بيته، و ان ما تري من جزعي لذلك، فيقول [الرسول] : ان ابن عقيل بعثني اليك و هو في أبدي القوم أسير لا يري أن يمشي حتي يقتل، و هو يقول: ارجع بأهل بيتك، و لا يغرك أهل الكوفة! فانهم أصحاب أبيك الذي كان يتمني فراقهم بالموت أو القتل! ان أهل الكوفة كذبوك و كذبوني! و ليس لمكذب رأي! فقال ابن الأشعث: والله لأفعلن، و لا علمن ابن زياد أني قد آمنتك [344] .

مسلم علي باب القصر

و أقبل محمد بن الاشعب بابن عقيل الي باب القصر، و هو عطشان، و علي باب القصر ناس جلوس ينتظرون الاذن، منهم عمارة بن عقبة بن أبي معيط، و عمرو بن حريث، و مسلم بن عمرو، و كثير بن شهاب [345] . [و كانت] قلة باردة موضوعة علي الباب.فقال ابن عقيل: اسقوني من هذا الماء. [ صفحه 137] فقال له مسلم بن عمرو [الباهلي] : أتراها ما أبردها! لا والله تذوق منها قطرة أبدا حتي تذوق الحميم في نار جهنم!قال له ابن عقيل: ويحك من أنت؟قال: أنا (ابن) [346] من عرف الحق اذ أنكرته! و نصح لامامه اذ غششته! و سمع و أطاع اذ عصيته و خالفت! أنا مسلم بن عمرو الباهلي!فقال ابن عقيل: لامك الثكل! ما أجفاك و ما أفظك، و أقسي قلبك أغلظك! أنت - يابن باهلة - أولي بالحميم و الخلود

في نار جهنم مني!ثم جلس متساندا الي الحائط. [ف] بعث عمرو بن حريث [المخزومي] غلاما له يدعي سليمان فجاءه بماء في قلة [347] عليها منديل و معه قدح، فصب فيه ماء ثم سقاه، فأخذ كلما شرب امتلا القدح دما، فلما ملأ القدح المرة الثالثة ذهب ليشرب فسقطت ثناياه فيه، فقال: الحمدلله! لو كان لي من الرزق المقسوم شربته [348] . [ صفحه 138] فاستأذن [ابن الأشعث] فأذن له [349] ، و ادخل مسلم علي ابن زياد، فلم يسلم عليه بالامرة!فقال له الحرسي: ألا تسلم علي الأمير؟!فقال له: ان كان يريد قتلي فما سلامي عليه! و ان كان لا يريد قتلي فلعمري ليكثرن سلامي عليه.فقال له ابن زياد: فلعمري لتقتلن.قال: كذلك؟قال: نعم.قال: فدعني أوص الي بعض قومي.

وصية مسلم الي عمر بن سعد

فنظر الي جلساء عبيدالله، و فيهم عمر بن سعد، فقال: يا عمر! ان بيني و بينك قرابة [350] ولي اليك حاجة، و قد يجب لي عليك نجح حاجتي و هو سر، فأبي أن يمكنه من ذكرها!فقال له عبيدالله: لا تمتنع أن تنظر في حاجة ابن عمك!فقام معه فجلس حيث ينظر اليه ابن زياد، فقال له: ان علي بالكوفة دينا استدنته منذ قدمت الكوفة سبعمائة درهم فاقضها عني؛ وانظر جثتي فاستوهبها من ابن زياد فوارها، و ابعث الي حسين [عليه السلام] من يرده فاني كتبت اليه أعلمه أن الناس معه، و لا أراه الا مقبلا [351] . [ صفحه 139]

مسلم أمام ابن زياد

ثم قال ابن زياد: ايه يابن عقيل! أتيت الناس و أمرهم جميع و كلمتهم واحدة لتشتتهم و تفرق كلمتهم، و تحمل بعضهم علي بعض!قال: كلا، لست أتيت، و لكن أهل المصر زعموا أن أباك قتل خيارهم وسفك دماءهم، و عمل فيهم أعمال كسري و قيصر، فأتيناهم فأتيناهم لنأمر بالعدل و ندعو الي حكم الكتاب.قال: و ما أنت و ذاك يا فاسق! أو لم نكن نعمل بذلك فيهم اذ أنت بالمدينة تشرب الخمر! قال: أنا أشرب الخمر! والله ان الله ليعلم أنك غير صادق، و انك قلت بغير علم، و اني لست كما ذكرت، و ان أحق بشرب الخمر مني و أولي بها من يلغ في دماء المسلمين و لغا فيقتل النفس التي حرم الله قتلها، و يقتل النفس بغير النفس، و يسفك الدم الحرام، و يقتل علي الغضب و العداوة و سوء الظن، و هو يلهو و يلعب كأن لم يصنع شيئا!قال له ابن زياد: يا فاسق! ان نفسك تمنيك ما حال الله دونه و

لم يرك أهله.قال: فمن أهله؟ يابن زياد؟قال: أميرالمؤمنين يزيد.فقال: الحمدلله علي كل حال، رضينا بالله حكما بيننا و بينكم.قال: كأنك تظن أن لكم بها شيئا!.قال: والله ما هو بالظن و لكنه اليقين!قال: قتلني الله ان لم أقتلك قتلة لم يقتلها أحد في الاسلام!قال: أما انك لا تدع سوء القتلة و قبح المثلة و خبث السيرة و لؤم الغلبة، و لا أحد من الناس أحق بها منك. [ صفحه 140] و أقبل ابن سمية [352] يشتمه و يشتم حسينا و عليا و عقيلا.

مقتل مسلم

ثم قال: اصعدوا به فوق القصر فاضربوا عنقه ثم أتبعوا جسده رأسه.فقال [مسلم لابن الأشعث] : يابن الأشعث؛ أما والله لو لا أنك آمنتني ما استسلمت؛ قم بسيفك دوني فقد اخفرت ذمتك! [353] .و أقبل محمد بن الأشعث... فأخبر عبيدالله خبر ابن عقيل و ضرب بكير [بن حمران] اياه، [و] أخبره بما كان منه و ما كان من أمانه اياه.فقال عبيدالله: ما أنت و الأمان! كأنا أرسلناك تؤمنه! انما أرسلناك لتأتينا به؛ فسكت [354] .ثم قال ابن زياد: أين هذا الذي ضرب ابن عقيل رأسه بالسيف و عاتقه؟ فدعي، فقال: اصعد فكن أنت الذي تضرب عنقه.فصعد به و هو يكبر و يستغفر و يصلي علي ملائكة الله و رسله، و يقول اللهم احكم بيننا و بين قوم غرونا و كذبونا و أذلونا.و أشرف به [بكير الأحمري] علي موضع الجزارين اليوم [355] فضربت عنقه، [ صفحه 141] و أتبع جسده رأسه [356] . [و] نزل بكير بين حمران الأحمري الذي قتل مسلما فقال له ابن زياد: قتلته؟ قال: نعم، قال: فما كان يقول و أنتم تصعدون به؟ قال: كان يكبر و يسبح و يستغفر

فلما أدنيته لاقتله قال: اللهم احكم بيننا و بين قوم كذبونا و غرونا و خذلونا و قتلونا، فقلت له: ادن مني، فضربته ضربة لم تغن شيئا، ثم ضربته الثانية فقتلته.ثم جي ء برأسه الي ابن زياد [357] .فقال عمر [ابن سعد] لابن زياد: أتدري ما قال لي؟ انه ذكر كذا و كذا.قال له ابن زياد: انه لا يخونك الأمين و لكن قد يؤتمن الخائن [358] ، أما مالك فهو لك و لسنا نمنعك أن تصنع فيه ما أحببت [359] ، و أما حسين فانه ان لم يردنا لم نرده؛ و ان أرادنا لم نكف عنه، و أما جثته فانا لا نبالي اذ قتلناه ما صنع بها [360] .

مقتل هاني بن عروة

لما كان من أمر مسلم بن عقيل ما كان، أبي [ابن زياد] أن يفي [لمحمد [ صفحه 142] بن الأشعث بما وعده بان يهب له هانئا، حذرا من عداوة قومه، لأنه هو الذي ذهب به اليه] ، فأمر بهاني بن عروة فقال: أخرجوه الي السوق فاضربوا عنقه!فاخرج بهاني - و هو مكتوف - حتي انتهي به الي مكان من السوق يباع فيه الغنم فجعل يقول: وامذحجاه! و لا مذحج لي اليوم! وامذحجاه! و أين مني مذحج!فلما رأي أن أحدا لا ينصره جذب يده فنزعها من الكتاف ثم قال: اما من عصا أو سكين أو حجر أو عظم يجاحش [361] به رجل عن نفسه!و وثبوا اليه فشدوه وثاقا ثم قيل له: امدد عنقك!فقال: ما أنا بها مجد سخي، و ما أنا بمعينكم علي نفسي! [فتقدم] مولي تركي لعبيدالله بن زياد يقال له: رشيد [362] فضربه بالسيف فلم يصنع سيفه شيئا.و قال هاني: الي الله المعاد! اللهم الي رحمتك

و رضوانك!ثم ضربه اخري فقتله [363] [رحمة الله عليه و رضوانه و ذهبوا برأسه الي ابن زياد] [364] . [ صفحه 143]

من قتل بعدهما

ثم ان عبيدالله بن زياد لما قتل مسلم بن عقيل و هاني بن عروة دعا بعبد الأعلي الكلبي الذي كان أخذه كثير بن شهاب في بني فتيان، فاتي به، فقال له: أخبرني بأمرك.فقال: أصلحك الله! خرجت لأنظر ما يصنع الناس! فأخذني كثير بن شهاب.فقال له: فعليك و عليك - من الايمان المغلظة - ان كان أخرجك الا ما زعمت! فأبي أن يحلف.فقال عبيدالله: انطلقوا بهذا الي جبانة السبيع فاضربوا عنقه بها! فانطلقوا به فضربت عنقه!و اخرج عمارة بن صلخب الأزدي - و كان ممن يريد أن يأتي مسلم بن عقيل بالنصرة لينصره - فاتي به عبيدالله فقال له: ممن أنت؟ قال: من الأزد، قال: فانطلقوا به الي قومه، فضربت عنقه فيهم [365] .

حبس المختار

فلما ارتفع النهار فتح باب عبيدالله بن زياد و أذن للناس، فدخل المختار فيمن دخل، فدعاه عبيدالله فقال له: أنت المقبل في الجموع لتنصر ابن عقيل؟ فقال له: لم أفعل، و لكني أقبلت و نزلت تحت راية عمرو بن حريث و بت معه و أصبحت، فقال عمرو [بن حريث] : صدق أصلحك الله.فرفع القضيب [ابن زياد] فاعترض به وجه المختار فخبط عينه فشترها [366] ، [ صفحه 144] و قال: أولي لك! أما والله لو لا شهادة عمرو لضربت عنقك؛ انطلقوا به الي السجن، فانطلقوا به الي السجن، فحبس فيه حتي قتل الحسين [عليه السلام] [367]

بعث الرؤوس الي يزيد

ان عبيدالله بن زياد بعث برؤوسهما مع هاني بن أبي حية الوادعي [الكلبي الهمداني] و الزبير بن الأروح التميمي الي يزيد بن معاوية و أمر كاتبه عمرو بن نافع، أن يكتب الي يزيد بن معاوية بما كان من مسلم و هاني، فكتب اليه كتابا أطال فيه، فلما نظر فيه عبيدالله بن زياد كرهه و قال: ما هذا التطويل و هذه الفضول؟ اكتب:«أما بعد، فالحمد لله الذي أخذ لأميرالمؤمنين بحقه و كفاه مؤونة عدوه، اخبر أميرالمؤمنين - أكرمه الله - أن مسلم بن عقيل لجأ الي دار هاني بن عروة المرادي، و اني جعلت عليهما العيون و دسست اليهما الرجال وكدتهما حتي استخرجتهما و أمكن الله منهما، فقدمتهما فضربت أعناقهما، و قد بعثت اليك برؤوسهما مع هاني بن أبي حية الهمداني و الزبير بن الأروح التميمي و هما من أهل السمع و الطاعة و النصيحة، فليسأ لهما أميرالمؤمنين عما أحب من أمر، فان عندهما علما و صدقا و فهما و ورعا، و السلام».فكتب اليه يزيد: «أما بعد، فانك لم

تعد أن كنت كما احب! عملت عمل الحازم وصلت صولة الشجاع الرابط الجأش، فقد أغنيت و كفيت و صدقت ظني بك و رأيي فيك، و قد دعوت رسوليك فسألتهما و ناجيتهما فوجدتهما في رأيهما و فضلهما كما ذكرت، فاستوص بهما خيرا.و انه قد بلغني أن الحسين بن علي توجه نحو العراق، فضع المناظر [ صفحه 145] و المسالح [368] و احترس علي الظن و خذ علي التهمة، غير أن لا تقتل الا من قاتلك، و اكتب الي في كل ما يحدث من الخبر، و السلام عليك و رحمة الله» [369] . [و] كان مخرج مسلم بن عقيل بالكوفة يوم الثلاثاء لثمان ليال مضين من ذي الحجة سنة ستين.. و كان مخرج الحسين [عليه السلام من مكة] يوم الثلاثاء يوم التروية في اليوم الذي خرج فيه مسلم بن عقيل [370] .فقال عبدالله بن الزبير الأسدي في قتلة مسلم بن عقيل و هانئا بن عروة المرادي، و يقال الفرزدق: [ف] ان كنت لا تدرين ما الموت فانظري الي هاني في السوق و ابن عقيل الي بطل قد هشم السيف وجهه و آخر يهوي من طمار [371] قتيل أصابهما أمر الأمير فأصبحا أحاديث من يسري بكل سبيل تري جسدا قد غير الموت لونه و نضح دم قد سال كل مسيل فتي هو أحيي من فتاة حيية و أقطع من ذي شفرتين صقيل أيركب أسماء [372] الهماليج آمنا و قد طلبته مذحج بذحول تطيف حواليه مراد و كلهم علي رقبة من سائل و مسول [ صفحه 146] فان أنتم لم تثأروا بأخيكم فكونوا بغايا ارضيت بقليل [373] و [374] . [ صفحه 147]

خروج الحسين من مكة

اشاره

قال الطبري: و في هذه السنة - سنة ستين - عزل

يزيد الوليد بن عتبة في شهر رمضان، فأمر عليها. عمرو بن سعيد بن العاص الأشدق، فقدمها في شهر رمضان، و كان رجلا عظيم الكبر مفوها: 343: 5 و قيل: قدمها في شهر ذي القعدة من سنة ستين: 346: 5 و قال أيضا: نزع يزيد بن معاوية في هذه السنة (سنة ستين) الوليد بن عتبة عن مكة و ولاهما عمرو بن سعيد بن العاص، و ذلك في شهر رمضان منها، فحج بالناس عمرو بن سعيد في هذه السنة، و كان عامله علي مكة و المدينة في هذه السنة: 399: 5. كان مخرج الحسين [عليه السلام] من المدينة الي مكة يوم الأحد لليلتين بقيتا من رجب سنة ستين، و دخل مكة ليلة الجمعة لثلاث مضين من شعبان، فأقام بمكة شعبان و شهر رمضان و شوالا و ذا القعدة، ثم خرج منها لثمان مضين من ذي الحجة يوم الثلاثاء يوم التروية في اليوم الذي خرج فيه مسلم بن عقيل [عليه السلام] . [و لما] نزل مكة، أقبل أهلها يختلفون اليه و يأتونه و من كان بها من المعتمرين و أهل الآفاق.

موقف ابن الزبير مع الامام

[و كان] فيمن يأتيه بن الزبير، فيأتيه اليومين المتواليين و يأتيه بين كل يومين مرة، و قد عرف أن أهل الحجاز لا يتابعونه و لا يبايعونه أبدا مادام حسين [عليه السلام] بالبلد، و أن حسينا أعظم في أعينهم منه و أطوع في الناس منه [375] . [ صفحه 148] فحدثه [يوما] ساعة ثم قال: ما ادري ما تركنا هؤلاء القوم و كفنا عنهم و نحن أبناء المهاجرين و ولاة هذا الامر دونهم! خبرني ما تريد أن تصنع؟فقال الحسين [عليه السلام] : والله لقد حدثت نفسي باتيان الكوفة،

و لقد كتب الي شيعتي بها و أشراف أهلها، و استخير الله [376] .فقال له ابن الزبير: أما لو كان لي بها مثل شيعتك ما عدلت بها!.ثم انه خشي أن يتهمه فقال: أما انك لو أقمت بالحجاز ثم اردت هذا الامر هاهنا ما خولف عليك ان شاء الله. ثم قام فخرج من عنده.فقال الحسين [عليه السلام] : ها ان هذا ليس شي يؤتاه من الدنيا أحب اليه من أن اخرج من الحجاز الي العراق، و قد علم أنه ليس له من الأمر معي شي ء، و أن الناس لا يعدلوه بي، فود أني خرجت منها لتخلو له! [377] و [378] .

محادثة ابن عباس

[و] لما أجمع المسير الي الكوفة أتاه عبدالله بن عباس فقال: يابن عم، قد أرجف الناس أنك سائر الي العراق، فبين لي ما أنت صانع؟ قال اني قد أجمعت المسير في أحد يومي هذين [379] ان شاء الله تعالي. [ صفحه 149] فقال له ابن عباس: فاني اعيذك بالله من ذلك، أخبرني رحمك الله أتسير [ صفحه 150] الي قوم قد قتلوا أميرهم و ضبطوا بلادهم و نفوا عدوهم؟ فان كانوا قد فعلوا ذلك فسر اليهم، و ان كانوا انما دعوك اليهم و أميرهم قاهر لهم و عماله تجبي بلادهم، فانهم انما دعوك الي الحرب و القتال، و لا آمن عليك أن يغروك و يكذبوك، و يخالفوك و يخذلوك، و أن يستنفروا اليك فيكونوا أشد الناس عليك!فقال له حسين [عليه السلام] : و اني أستخير الله [380] و أنظر ما يكون [381] .

محادثة ابن عباس ثانية

فلما كان من العشي أو من الغد أتي عبدالله بن العباس فقال: يابن عم! اني أتصبر و ما أصبر، اني أخاف عليك في هذا الوجه الهلاك و الاستئصال! ان العراق قوم غدر فلا تقربنهم! أقم بهذا البلد فانك سيد أهل الحجاز، فان كان أهل العراق يريدونك - كما زعموا - فاكتب اليهم فلينفوا عدوهم ثم أقدم عليهم، فان أبيت الا أن تخرج فسر الي اليمن فان بها حصونا و شعابا، و هي أرض عربضة طويلة، و تبث دعاتك، فاني أرجو أن يأتيك عند ذلك الذي تحب في عافية.فقال له الحسين [عليه السلام] : يابن عم؛ اني والله لأعلم أنك ناصح [382] . [ صفحه 151] مشفق، و لكني أزمعت و أجمعت علي المسير!.فقال له ابن عباس: فان كنت سائرا فلا تسر بنسائك

وصبيتك، فوالله اني لخائف أن تقتل... [383] .

محادثة عمر بن عبدالرحمن المخزومي

قال عمرو بن عبدالرحمن بن الحارث بن هشام المخزومي: [384] لما تهيأ الحسين [عليه السلام] للمسير الي العراق أتيته فدخلت عليه فحمدت الله و أثنيت عليه ثم قلت: أما بعد؛ فاني أتيتك يابن عم لحاجة اريد ذكرها نصيحة، فان كنت تري أنك تستنصحني، و الا كففت عما اريد أن أقول.فقال [الحسين عليه السلام] : قل فوالله ما أظنك بسي ء الرأي و لا هو [385] للقبيح من الأمر و الفعل.قال: انه قد بلغني أنك تريد المسير الي العراق و اني مشفق عليك من مسيرك، انك تأتي بلدا فيه عماله و امراؤه و معهم بيوت الأموال، و انما الناس عبيد لهذا الدرهم و الدينار، و لا آمن عليك أن يقاتلك من وعدك نصره و من أنت أحب اليه ممن يقاتلك معه.فقال الحسين [عليه السلام] : جزاك الله خيرا بابن عم؛ فقد والله علمت أنك مشيت بنصح و تكلمت بعقل و مهما يقض من أمر يكن، اخذت [ صفحه 152] برأيك أو تركته، فأنت عندي أحمد مشير و أنصح ناصح [386] .

محادثة ابن الزبير مع الامام، الأخيرة

[و قال] عبدالله بن سليم [الأسدي] و المذري بن المشمعل [الأسدي] : قدمنا مكة حاجين فدخلنا يوم التروية فاذا نحن بالحسين [عليه السلام] و عبدالله بن الزبير قائمين عند ارتفاع الضحي فيما بين الحجر و الباب، فتقربنا منهما فسمعنا ابن الزبير و هو يقول للحسين [عليه السلام] : ان شئت أن تقيم أقمت فوليت هذا الأمر فآزرناك و ساعدناك و نصحنا لك و بايعناك.فقال له الحسين [عليه السلام] : ان أبي حدثني: «أن بها كبشا يستحل حرمتها»! فما احب أن أكون أنا ذلك الكبش! [387] و [388] .فقال له الزبير: الي يابن فاطمة؛ فأصغي اليه

فساره، ثم التفت الينا الحسين [عليه السلام] فقال:أتدرون ما يقول ابن الزبير؟فقلنا: لا ندري؛ جعلنا الله فداك!فقال: قال: أقم في هذا المسجد أجمع لك الناس.ثم قال الحسين [عليه السلام] : والله لئن اقتل خارجا منها بشبر أحب الي من أن اقتل داخلا منها بشبر! و أيم الله لو كنت في جحر هامة من هذه الهوام لاستخرجوني حتي يقضوا في حاجتهم، و الله ليعتدن علي كما اعتدت اليهود في [ صفحه 153] السبت [389] و [390] .

موقف عمرو بن سعيد الأشدق

[و] لما خرج الحسين [عليه السلام] من مكة اعترضه رسل عمرو بن سعيد بن العاص [391] عليهم يحيي بن سعيد [392] . [ صفحه 154] فقالوا له: انصرف! أين تذهب! فأبي عليهم.و تدافع الفريقان فاضطربوا بالسياط، و مضي الحسين [عليه السلام] علي وجهه.فنادوه: يا حسين! ألا تتقي الله! تخرج من الجماعة و تفرق بين هذه الامة!فتأول حسين [عليه السلام] قول الله عزوجل: «لي عملي و لكم عملكم، انتم بريئون مما أعمل و أنا بري ء مما تعملون» [393] و [394] .قال علي بن الحسين بن علي [عليه السلام] : لما خرجنا من مكة كتب عبدالله بن جعفر ابن أبي طالب [395] الي الحسين بن علي [عليه السلام] مع ابنيه: عون و محمد [396] :«أما بعد، فاني أسألك بالله لما انصرفت حين تنظر في كتابي، فاني مشفق عليك من الوجه الذي تتوجه له أن يكون فيه هلاكك و استئصال أهل بيتك، ان هلكت اليوم طفي ء نور الأرض، فانك علم المهتدين و رجاء المؤمنين، فلا تعجل بالسير، فاني في أثر الكتاب؛ و السلام». [ صفحه 155] و قام عبدالله بن جعفر الي عمرو بن سعيد بن العاص فكلمه و قال:

اكتب الي الحسين [عليه السلام] كتابا تجعل له فيه الأمان، و تمنيه فيه البر و الصلة، و توثق له في كتابك، و تسأله الرجوع، لعله يطمئن الي ذلك فيرجع؛ و ابعث به مع أخيك يحيي بن سعيد فانه أحري أن تطمئن نفسه اليه و يعلم أنه الجد منك.فقال عمرو بن سعيد: اكتب ما شئت و اتني به حتي أختمه، فكتب عبدالله بن جعفر الكتاب:«بسم الله الرحمن الرحيم، من عمرو بن سعيد الي الحسين بن علي، أما بعد، فاني أسأل الله ان يصرفك عما يوبقك، و أن يهديك لما يرشدك؛ بلغني أنك قد توجهت الي العراق، و اني اعيذك من الشقاق، فاني أخاف عليك فيه الهلاك، و قد بعثت اليك عبدالله بن جعفر و يحيي بن سعيد، فأقبل الي معهما، فان لك عندي الأمان و الصلة و البر و حسن الجوار، لك الله بذلك شهيد و كفيل، و مراع و وكيل، و السلام عليك».ثم أتي به عمرو بن سعيد فقال له: اختمه، ففعل، فلحقه عبدالله بن جعفر و يحيي [بن سعيد] فأقرأه يحيي الكتاب، و كتب اليه الحسين [عليه السلام] :«أما بعد؛ فانه لم يشقاقق الله و رسوله من دعا الي الله عزوجل و عمل صالحا و قال انني من المسلمين؛ و قد دعوت الي الأمان و البر و الصلة، فخير الأمان أمان الله، و لن يؤمن الله يوم القيامة من لم يخفه في الدنيا، فنسأل الله مخافة في الدنيا توجب لنا أمانه يوم القيامة، فان كنت نويت بالكتاب صلتي و بري فجزيت خيرا في الدنيا و الآخرة، و السلام».ثم انصرفا [الي عمرو بن سعيد] فقالا: أقرأناه الكتاب وجهدنا به، و كان مما اعتذر الينا أن

قال: «اني رأيت رؤيا فيها رسول الله صلي الله عليه [و آله] و سلم و امرت فيها بأمرنا أنا ماض له، علي كان أولي»، فقالا له: فما تلك [ صفحه 156] الرؤيا؟ قال: ما حدثت بها أحدا و ما أنا محدث بها حتي ألقي ربي! [397] و [398] . [ صفحه 157]

منازل الطريق

التنعيم

موضع علي فرسخين من مكة - كما في معجم البلدان 416: 2 - عن يمينه جبل اسمه نعيم و عن شماله آخر اسمه ناعم، و الوادي نعيمان و به مسجد و هو أدني المواقيت و أدني الحل للحرم، و هو اليوم عن مركز مكة ست كيلومترات، فهو فرسخ لا فرسخين، متصل بالبلد في بدايته للداخل اليه من طريق المدينة وجدة.ثم ان الحسين [عليه السلام] أقبل حتي مر بالتنعيم فلقي بها عيرا قد بعث بها بحير بن ريسان الحميري [399] الي يزيد بن معاوية، و كان عامله علي اليمن، و علي العير الورس [400] و الحلل ينطلق بها الي يزيد، فأخذها الحسين [عليه السلام] فانطلق بها.ثم قال لأصحاب الابل: لا اكرهكم، من أحب أن يمضي معنا الي العراق أوفينا كراءه و أحسنا صحبته، و من أحب أن يفارقنا من مكاننا هذا أعطيناه من الكراء علي قدر ما قطع من الأرض.فمن فارقه منهم حوسب فأوفي حقه، و من مضي منهم معه أعطاه كراءه و كساه [401] . [ صفحه 158]

الصفاح

الصفاح: بين حنين و أنصاب الحرم يسرة الداخل الي مكة.عن عبدالله بن سليم [الأسدي] و المذري [بن المشمعل الأسدي] قالا: أقبلنا حتي انتهينا الي الصفاح فلقينا الفرزدق بن غالب الشاعر [402] فواقف حسينا [عليه السلام] فقال له: أعطاك الله سؤلك و أملك فيما تحبه.فقال له الحسين [عليه السلام] : بين لنا نبأ الناس خلفك.فقال له الفرزدق: من الخبير سألت؛ قلوب الناس معك و سيوفهم مع بني امية و القضاء ينزل من السماء، والله يفعل ما يشاء!فقال له الحسين [عليه السلام] : صدقت، لله الأمر، والله يفعل ما يشاء، و كل يوم ربنا في شأن، ان نزل

القضاء بما نحب فنحمد الله علي نعمائه، و هو المستعان علي أداء الشكر، و ان حال القضاء دون الرجاء، فلم يعتد من كان الحق نيته و التقوي سريرته. [ صفحه 159] ثم حرك الحسين [عليه السلام] راحلته فقال: السلام عليك، ثم افترقا [403] .و لما بلغ عبيدالله [ابن زياد] اقبال الحسين [عليه السلام] من مكة الي الكوفة، بعث الحصبن بن تميم [التميمي] صاحب شرطه حتي نزل القادسية و نظم الخيل ما بين القادسية [404] الي خفان [405] ، و ما بين القادسية الي القطقطانة [406] و الي لعلع [407] .

الحاجر

واد بعالية نجد و بطن الرمة: منزل يجتمع فيه أهل الكوفة و البصرة اذ أرادوا المدينة، كما في معجم البلدان: 290: 4 و تاج العروس: 139: 3. [و] أقبل الحسين [عليه السلام] حتي اذا بلغ الحاجر من بطن الرمة بعث [ صفحه 160] قيس بن مسهر الصيداوي الي أهل الكوفة و كتب معه اليهم:«بسم الله الرحمن الرحيم؛ من الحسين بن علي الي اخوانه من المؤمنين و المسلمين - سلام عليكم، فاني أحمد اليكم الله الذي لا ال الا هو، أما بعد، فان كتاب مسلم بن عقيل جاءني يخبرني فيه بحسن رأيكم، و اجتماع ملئكم علي نصرنا، و الطلب بحقنا، فسألت الله أن يحسن لنا الصنع، و أن يثيبكم علي ذلك أعظم الأجر، و قد شخصت اليكم من مكة يوم الثلاثاء لثمان مضين من ذي الحجة يوم التروية، فاذا قدم عليكم رسولي فاكمشوا أمركم و جدوا، فاني قادم عليكم في أيامي هذه ان شاء الله؛ و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته».و أقبل قيس بن مسهر الصيداوي الي الكوفة بكتاب الحسين [عليه السلام] حتي اذا

انتهي الي القادسية أخذه الحصين بن تميم فبعث به الي عبيدالله بن زياد، فقال له عبيدالله: اصعد الي القصر فسب الكذاب ابن الكذاب!فصعد ثم قال: أيها الناس! ان هذا الحسين بن علي - خير خلق الله - ابن فاطمة بنت رسول الله، و أنا رسوله اليكم، و قد فارقته بالحاجر، فأجيبوه، ثم لعن عبيدالله بن زياد و أباه، و استغفر لعلي بن أبي طالب.فأمر به عبيدالله بن زياد أن يرمي به من فوق القصر، فرمي به فتقطع فمات [رحمه الله] [408] .

ماء من مياه العرب

ثم أقبل الحسين [عليه السلام] سيرا الي الكوفة فانتهي الي ماء من مياه [ صفحه 161] العرب فاذا عليه عبدالله بن مطيع العدوي [409] و هو نازل هاهنا، فلما رأي الحسين [عليه السلام] قام اليه فقال: بأبي أنت و امي يابن رسول الله ما أقدمك؟! فقال له الحسين [عليه السلام] : كتب الي أهل العراق يدعونني الي أنفسهم، فقال له عبدالله بن مطيع: اذكرك الله يابن رسول الله و حرمة الاسلام أن تنهتك! انشدك الله في حرمة رسول الله صلي الله عليه [و آله] و سلم! انشدك الله في حرمة العرب! فوالله لئن طلبت ما في أيدي بني امية ليقتلنك، و لئن قتلوك لا يهابون بعدك أحدا أبدا [410] والله انها لحرمة الاسلام تنتهك، و حرمة قريش، و حرمة العرب، فلا تفعل، و لا تأت الكوفة، و لا تعرض لبني امية. فأبي الا أن يمضي.

منزل قبل زرود و هي الخزيمية

تقع قبل زرود من مكة، و بعدها للذاهب من الكوفة، كما في معجم البلدان و قيل: بينها و بين الثعلبية اثنان و ثلاثون ميلا و هو من منازل الحجاج بعد الثعلبية من الكوفة.فأقبل الحسين [عليه السلام] حتي كان بالماء فوق زرود [411] [و هي الخزيمية] .

لحوق زهير بن القين بالامام الحسين

عن رجل من بني فزارة، قال: كنا مع زهير بن القين البجلي حين أقبلنا من مكة نساير الحسين [عليه السلام] ، فلم يكن شي ء أبغض الينا من أن نسايره [ صفحه 162] في منزل، فاذا سار الحسين تخف زهير بن القين، و اذا نزل الحسين تقدم زهير، حتي نزلنا في منزل لم نجد بدا من أن ننازله فيه، فنزل الحسين [عليه السلام] في جانب، و نزلنا في جانب، فبينا نحن جلوس نتغدي من طعام لنا اذ أقبل رسول الحسين حتي سلم ثم دخل فقال: يا زهير بن القين؛ ان أباعبدالله الحسين بن علي بعثني اليك لتأتيه. فطرح كل انسان ما في يده حتي كأن علي رؤوسنا الطير! [412] .قالت دلهم بنت عمرو امرأة زهير بن القين: فقلت له: أيبعث اليك ابن رسول الله ثم لا تأتيه! سبحان الله! لو أتيته فسمعت كلامه، ثم انصرفت. فأتاه زهير بن القين، فما لبث أن جاء مستبشرا قد أسفر وجهه.ثم قال لأصحابه: من أحب منكم أن يتيعني؛ و الا فانه آخر العهد! اني ساحدثكم حديثا: غزونا بلنجر [413] ففتح الله علينا و أصبنا غنائم، فقال سلمان الباهلي: [414] أفرحتم بما فتح الله عليكم و أصبتم من الغنائم؟ فقلنا: نعم، فقال لنا:» اذا أدركتم شباب آل محمد [صلي الله عليه وآله] فكونوا أشد فرحا بقتالكم [ صفحه 163] معهم منكم بما أصبتم من

الغنائم» فأما أنا فاني أستودعكم الله!ثم قال لامرأته: أنت طالق، الحقي بأهلك، فاني لا أحب أن يصيبك من سبي الا خير [415] و [416] .و سرح الحسين [عليه السلام] عبدالله بن بقطر الحميري [417] من بعض الطريق الي مسلم بن عقيل [418] فتلقاه خيل الحصين بن تميم بالقادسية فسرح به الي عبيدالله بن زياد، فقال: اصعد فوق القصر فالعن الكذاب ابن الكذاب، ثم انزل حتي أري فيك رأيي! فصعد، فلما أشرف علي الناس قال: أيها الناس؛ اني رسول الحسين بن فاطمة بنت رسول الله صلي الله عليه [و آله] و سلم لتنصروه و توازروه علي ابن مرجانة ابن سمية الدعي! فأمر به عبيدالله [ابن زياد] فالقي من فوق القصر الي الأرض فكسرت عظامه، و [كان] به رمق، فأتاه عبدالملك بن عمير اللخمي [419] فذبحه!. [ صفحه 164]

زرود

بين الخزيمية و الثعلبية بطريق الكوفة كما في معجم البلدان: 327: 4.عن عبدالله بن سليم و المذري بن المشعل الأسديين؛ قالا: لما قضينا حجنا لم يكن لنا همة الا اللحاق بالحسين [عليه السلام] في الطريق، لننظر ما يكون من أمره و شأنه، فأقبلنا ترقل بنا ناقتانا مسرعين حتي لحقنا بزرود [420] فلما دنونا منه اذا نحن برجل من أهل الكوفة قد عدل عن الطريق حين رأي الحسين [عليه السلام] ، فوقف الحسين كأنه يريده، ثم تركه و مضي، فقال أحدنا لصاحبه: اذهب بنا الي هذا فلنسأله، فان كان عنده خبر الكوفة علمناه. فمضينا حتي انتهينا اليه فقلنا: السلام عليك. قال: و عليكم السلام و رحمة الله. ثم قلنا: فمن الرجل؟ قال: أسدي. فقلنا: فنحن أسديان، فمن أنت؟ قال: أنا بكير بن المثعبة. فانتسبنا له، ثم قلنا: أخبرنا

عن الناس وراءك؟ قال: نعم، لم أخرج من الكوفة حتي قتل مسلم بن عقيل و هاني بن عروة فرأيتهما يجران بأرجلهما في السوق! قالا: فأقبلنا حتي لحقنا الحسين [عليه السلام] فسايرناه حتي نزل.

الثعلبية

هي بعد الشقوق للذاهب الي مكة من الكوفة، نسبة الي ثعلبة رجل من بني أسد كما في المعجم.الثعلبية ممسيا، فجئناه حين نزل، فسلمنا عليه، فرد علينا، فقلنا له: يرحمك [ صفحه 165] الله؛ ان عندنا خبرا، فان شئت حدثنا علانية، و ان شئت سرا. فنظر الي أصحابه و قال: ما دون هؤلاء سر. فقلنا له: أرأيت الراكب الذي استقبلك عشاء أمس؟ قال: نعم، و قد أردت مسألته. فقلنا قد استبر أنا لك خبره و كفيناك مسألته، و هو امرؤ من أسد منا ذو رأي و صدق و فضل و عقل، و انه حدثنا: أنه يخرج من الكوفة حتي قتل مسلم بن عقيل و هاني بن عروة! و حتي رآهما يجران في السوق بأرجلهما! فقال: انا لله و انا اليه راجعون! رحمة الله عليهما، فردد ذلك مرارا [421] .فقلنا: ننشدك الله في نفسك و أهل بيتك الا انصرفت من مكانك هذا، فانه ليس لك بالكوفة ناصر و لا شيعة، بل نتخوف أن تكون عليك! فوثب عند ذلك بنوعقيل بن أبي طالب [422] . [و] قالوا: لا والله لا نبرح حتي ندرك ثارنا، أو نذوق ما ذاق أخونا! [423] .قالا: فنظر الينا الحسين [عليه السلام] فقال: لا خير في العيش بعد هؤلاء! فعلمنا أنه قد عزم له رأيه علي المسير، فقلنا: خارالله لك، فقال: رحمكما الله.ثم انتظر حتي اذا كان السحر قال لفتيانه و غلمانه: أكثروا من الماء، فاستقوا و أكثروا ثم ارتحلوا و

ساروا حتي انتهو الي: [ صفحه 166]

زبالة

تقع قبل الشقوق للذاهب الي مكة من الكوفة و فيها حصن و جامع لبني أسد، و زبالة اسم امرأة من العمالقة كما في معجم البلدان.زبالة [424] [ف] سقط اليه [خبر] مقتل أخيه من الرضاعة عبدالله بن يقطر [425] ، فأخرج للناس كتابا [و نادي] بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد؛ فقد أتانا خبر فضيع! قتل مسلم بن عقيل و هاني بن عروة و عبدالله بن يقطر، و قد خذلتنا شيعتنا [426] فمن أحب منكم الانصراف فلينصرف، ليس عليه منا ذمام.فتفرق الناس عنه تفرقا، فأخذوا يمينا و شمالا، حتي بقي في أصحابه الذين جاؤا معه من المدينة.و انما فعل ذلك لأنه انما تبعه الاعراب لأنهم ظنوا أنه ياتي بلدا قد استقامت له طاعة أهله، فكره أن يسيروا معه الا و هم يعلمون علام يقدمون، و قد علم أنهم اذا بين لهم لم يصحبه الا من يريد مواساته و الموت معه! [427] .فلما كان من السحر أمر فتيانه فاستقوا الماء و أكثروا، ثم سار حتي مر ب: [ صفحه 167]

بطن العقبة

منزل في طريق مكة بعد واقصة و قبل القاع لمن يريد مكة.بطن العقبة، فنزل بها [428] [فسأله أحد بني عكرمة] : اني انشدك الله لما انصرفت، فوالله لا تقدم الا علي الأسنة و حد السيوف، فان هؤلاء الذين بعثوا اليك لو كانوا كفوك مؤونة القتال و وطئوا لك الأشياء فقدمت عليهم كان ذلك رأيا، فأما علي هذه الحال التي تذكرها فاني لا أري لك أن تفعل!.فقال له: يا عبدالله! انه ليس يخفي علي، الرأي ما رأيت، و لكن الله لا يغلب علي أمره [429] ثم ارتحل منها [430] .

شراف

بينها و بين واقصة ميلان و هي قبل العراق، نزل بها سعد قبل القادسية، منسوبة الي رجل يدعي شراف استخرج بها عينا ثم احدثت آبار كبار كثيرة عذبة - كما في معجم البلدان -. [و] أقبل الحسين [عليه السلام] حتي نزل شراف، فلما كان في السحر أمر فتيانه فاستقوا من الماء فأكثروا، ثم ساروا منها، فرسموا صدر يومهم حتي انتصف النهار.ثم ان رجلا قال،: الله أكبر! فقال الحسين [عليه السلام] : الله أكبر، مم كبرت؟ قال: رأيت النخل، فقال له الأسديان [عبدالله بن سليم و المذري بن المشمعل] : ان هذا المكان ما رأينا به نخلة قط، فقال الحسين [عليه السلام] : فما [ صفحه 168] بريانه رأي؟ قلنا: نراه رأي هوادي الخيل [أي رؤوسها] ، فقال [الرجل] : و أنا والله أري ذلك.

ذو حسم

بضم ففتح؛ اسم جبل، كان النعمان يصطاد فيه، كما في معجم البلدان، و بينه و بين عذيب الهجانات الي الكوفة ثلاث و ثلاثون ميلا، كما في الطبري و روي سبط ابن الجوزي عن علماء السير: ان الامام عليه السلام لم يكن له علم بما جري علي مسلم بن عقيل حتي اذا كان بينه و بين القادسية ثلاثة اميال تلقاه الحر بن يزيد الرياحي فاخبره بقتل مسلم بن عقيل و هاني بن عروة و قدوم ابن زياد الكوفة و استعداد لهم، و قال له: ارجع!: 245 ط نجف.فقال الحسين [عليه السلام] : أما لنا ملجأ نلجأ اليه نجعله في ظهورنا و نستقبل القوم من وجه واحد؟ فقلنا له: بلي هذا ذوحسم الي جنبك تميل اليه عن يسارك، فان سبقت القوم اليه فهو كما تريد. فأخذ اليه ذات اليسار و ملنا معه، فاستبقنا

الي ذي حسم فسبقناهم اليه، فلما رأونا و قد عدلنا عن الطريق عدلوا الينا، فنزل الحسين [عليه السلام] فأمر بأبنيته فضربت.فما كان بأسرع من أن طلعت علينا هوادي الخيل، و كأن راياتهم أجنحة الطير، و جاء القوم و هم ألف فارس مع الحر بن يزيد التميمي اليربوعي حتي وقف هو و خيله مقابل الحسين [عليه السلام] في حر الظهيرة، و الحسين و أصحابه معتمون متقلدون أسيافهم.فقال الحسين [عليه السلام] لفتيانه: اسقوا القوم وارووهم من الماء، و رشفوا الخيل ترشيفا.فقام فتيانه، و سقوا القوم من الماء حتي ارووهم، و اقبلوا يملاون القصاع و الطساس و الاتوار [431] من الماء ثم يدنونها من الفرس، فاذا عب فيه ثلاثا أو [ صفحه 169] أربعا أو خمسا [432] عزلت عنه و سقوا آخر حتي سقوا الخيل كلها [433] . [434] [و حضرت الصلاة الظهر، فأمر الحسين الحجاج بن مسروق الجعفي أن يؤذن، فأذن، فلما حضرت الاقامة خرج الحسين [عليه السلام] في ازار في ورداء و نعلين.فحمد الله و أثني عليه، ثم قال: أيها الناس؛ انها معذرة الي الله عزوجل و اليكم، اني لم آتكم حتي أتتني كتبكم و قدمت علي رسلكم، أن أقدم علينا فانه ليس لنا امام، لعل الله يجمعنا بك علي الهدي. فان كنتم علي ذلك فقد جئتكم، فان تعطوني ما أطمئن اليه من عهودكم و مواثيقكم أقدم مصركم، و ان لم تفعلوا و كنتم لمقدمي كارهين انصرفت عنكم الي المكان الذي أقبلت منه اليكم!.فسكتوا عنه، و قالوا للمؤذن: أقم، فأقام للصلاة.فقال الحسين [عليه السلام] للحر: أتريد أن تصلي بأصحابك؟ قال: لا، بل تصلي أنت و نصلي بصلاتك. فصلي بهم الحسين [عليه السلام] . ثم انه [

صفحه 170] دخل، و اجتمع اليه أصحابه.و انصرف الحر الي مكانه الذي كان به، فدخل خيمة قد ضربت له، فاجتمع اليه جماعة من أصحابه، و عاد أصحابه الي صفهم الذي كانوا فيه فأعادوه، ثم أخذ كل رجل منهم بعنان دابته و جلس في ظلها.فلما كان وقت العصر أمر الحسين [عليه السلام] أن يتهيئوا للرحيل، ثم خرج فأمر مناديه فنادي بالعصر و أقام، فاستقدم الحسين [عليه السلام] فصلي بالقوم ثم سلم و انصرف الي القوم بوجهه.فحمدالله و أثني عليه، ثم قال: أما بعد؛ أيها الناس! فانكم ان تتقوا و تعرفوا الحق لأهله يكن أرضي لله، و نحن أهل البيت أولي بولاية هذا الأمر عليكم من هؤلاء المدعين ما ليس لهم، و السائرين فيكم بالجور و العدوان! و ان أنتم كرهتمونا و جهلتم حقنا، و كان رأيكم غير ما أتتني كتبكم و قدمت به علي رسلكم، انصرفت عنكم!.فقال له الحر بن يزيد: انا - والله- ما ندري ما هذه الكتب التي تذكر!.فقال الحسين [عليه السلام] : يا عقبة بن سمعان! أخرج الخرجين [5] اللذين فيهما كتبهم الي.فأخرج خرجين مملوئين صحفا فنشرها بين أيديهم.فقال الحر: فانا لسنا من هؤلاء الذين كتبوا اليكم، و قد امرنا اذا نحن لقيناك ألا نفارقك حتي نقدمك علي عبيدالله بن زياد!.فقال له الحسين [عليه السلام] : الموت أدني اليك من ذلك!. [ صفحه 171] ثم قال لأصحابه: قوموا فاركبوا.فركبوا، و انتظروا حتي ركبت نساؤهم.فلما ذهبوا لينصرفوا حال القوم بينهم و بين الانصراف.فقال الحسين [عليه السلام] للحر: ثكلتك امك! ما تريد؟!.قال: أما والله لو غيرك من العرب يقولها لي و هو علي مثل الحال التي أنت عليها ما تركت ذكر امه بالثكل أن أقوله

كائنا من كان، و لكن - والله - ما لي الي ذكر امك من سبيل الا بأحسن ما يقدر عليه! [6] .فقال له الحسين [عليه السلام] : فما تريد؟قال الحر: اريد - والله - أن أنطلق بك الي عبيدالله بن زياد!.قال له الحسين [عليه السلام] : اذن والله لا اتبعك!.فقال له الحر: اذن والله لا أدعك!.و لما كثر الكلام بينهما قال له الحر: اني لم اؤمر بقتالك، و انما امرت ألا أفارقك حتي اقدمك الكوفة، فاذا أبيت فخذ طريقا لا تدخلك الكوفة و لا تردك الي المدينة تكون بيني و بينك نصفا حتي أكتب الي ابن زياد، و تكتب انت الي يزيد بن معاوية ان أردت أن تكتب اليه، أو الي عبيدالله بن زياد ان شئت، فلعل الله الي ذلك أن يأتي بأمر يرزقني فيه العافية من أن ابتلي بشي ء من أمرك، فخذها هنا فتياسر عن طريق العذيب و القادسية [كان هذا و هم بذي حسم] و بينه و بين العذيب ثمانية و ثلاتون ميلا، [ف] سار الحسين في أصحابه و الحر يسايره] [435] . [ صفحه 172]

البيضة

ما بين واقصة الي عذيب الهجانات، كما في معجم البلدان. [و] بالبيضة خطب الحسين [عليه السلام] أصحابه و أصحاب الحر:فحمدالله و أثني عليه، ثم قال: أيها الناس؛ ان رسول الله صلي الله عليه [و آله] و سلم قال: «من رأي سلطانا جائرا مستحلا لحرم الله؛ ناكثا لعهد الله؛ مخالفا لسنة رسول الله؛ يعمل في عباد الله بالاثم و العدوان فلم يغير عليه بفعل و لا قول، كان حقا علي الله أن يدخله مدخله» ألا و ان هولاء قد لزموا طاعة الشيطان، و تركوا طاعة الرحمن،

و اظهروا الفساد، و عطلوا الحدود، و استأثروا بالفي ء، و أحلوا حرام الله، و حرموا حلال الله، و أنا أحق من غير.قد أتتني كتبكم و قدمت علي رسلكم ببيعتكم أنكم لا تسلموني و لا تخذلوني، فان تممتم علي بيعتكم تصيبوا رشدكم، فأنا الحسين بن علي، و ابن فاطمة بنت رسول الله صلي الله عليه [و آله] و سلم، نفسي مع أنفسكم، و أهلي مع أهليكم، فلكم في اسوة، و ان لم تفعلوا و نقضتم عهدكم، و خلعتم بيعتي من أعناقكم فلعمري ما هي لكم بنكر، لقد فعلتموها بأبي و أخي و ابن عمي مسلم! و المغرور من اغتربكم؛ فحظكم أخطأتم، و نصيبكم ضيعتم «و من نكث فانما ينكث علي نفسه» [436] و سيغني الله عنكم، و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته [437] .و أقبل الحر يسايره و هو يقول له: يا حسين اني اذكرك الله في نفسك، فاني شهد لئن قاتلت لتقتلن، و لئن قوتلت لتهلكن فيما أري!فقال له الحسين [عليه السلام] : أفبالموت تخوفني! و هل يعدو بكم الخطب [ صفحه 173] أن تقتلوني! ما أدري ما أقول لك! و لكن أقول كما قال أخو الأوس لابن عمه و لقيه و هو يريد نصرة رسول الله صلي الله عليه [و آله] و سلم، فقال له: أين تذهب؟ فانك مقتول! فقال:سأمضي و ما بالموت عار علي الفتي اذا ما نوي حقا و جاهد مسلماو آسي الرجال الصالحين بنفسه و فارق مثبورا يغش و يرغما [438] .فلما سمع ذلك الحر منه تنحي عنه و كان يسير بأصحابه في ناحية، و حسين [عليه السلام] في ناحية اخري، حتي انتهوا الي:

عذيب الهجانات

العذيب بالتصغير واد لبني

تميم، و هو حد السواد اي العراق، و كانت فيه مسلحة للفرس، بينه و بين القادسية ست أميال، و كانت حيل النعمان ملك الحيرة ترعي فيه فقيل عذيب الهجانات، جمع الهجين بمعني ذي الدم الخليط.عذيب الهجانات، فاذا هم بأربعة نفر قد أقبلوا من الكوفة علي رواحلهم، يجنبون فرسا لنافع بن هلال، و معهم دليلهم الطرماح بن عدي علي فرسه، فلما انتهو الي الحسين [عليه السلام] انشدوه هذه الأبيات:يا ناقتي لا تذعري من زجري و شمري قبل طلوع الفجربخير ركبان و خير سفر حتي تحلي بكريم النجرالماجد الحر رحيب الصدر اتي به الله لخير أمرثمة أبقاه بقاء الدهر [ صفحه 174] فقال [الحسين عليه السلام] : أما والله اني لأرجو أن يكون خيرا ما أراد الله بنا قتلنا أم ظفرنا!.و أقبل الحر بن يزيد فقال [للامام عليه السلام] : ان هؤلاء النفر الذين من أهل الكفوة ليسوا ممن اقبل معك، و انا حابسهم أو رادهم.فقال له الحسين [عليه السلام] : لأمنعنهم مما أمنع منه نفسي، انما هؤلاء أنصاري و أعواني، و قد كنت أعطيتني أن لا تعرض لي بشي ء حتي يأتيك كتاب من ابن زياد.فقال [الحر] : أجل، لكن لم يأتوا معك.قال [الحسين عليه السلام] : هم أصحابي و هم بمنزلة من جاء معي، فان تممت علي ما كان بيني و بينك و الا ناجزتك! فكف عنهم الحر.ثم قال لهم الحسين [عليه السلام] : أخبروني خبر الناس وراءكم؟فقال له مجمع بن عبدالله العائذي - و هو أحد النفر الأربعة الذين جاؤوه [439] : أما أشراف الناس فقد اعظمت رشوتهم و ملئت غرائرهم، يستمال ودهم و يستخلص به نصيحتهم، فهم ألب [440] واحد عليك! و أما

سائر الناس بعد فان أفئدتهم تهوي اليك و سيوفهم غدا مشهورة عليك!.قال: اخبروني فهل لكم برسولي اليكم؟ قالوا: من هو؟ قال: قيس بن مسهر الصيداوي، قالوا: نعم، أخذه الحصين بن تميم فبعث به الي ابن زياد، فأمره ابن زياد أن يلعنك و يلعن أباك فصلي عليك و علي أبيك و لعن ابن زياد و أباه، و دعا الي نصرتك و أخبرهم بقدومك، فأمر به ابن زياد فالقي من طمار [441] القصر!. [ صفحه 175] فترقرقت عينا حسين [عليه السلام] و لم يملك دمعه، ثم قال: «منهم من قضي نحبه و منهم من ينتظر و ما بدلوا تبديلا» [442] اللهم اجعل لنا و لهم الجنة نزلا، و اجمع بيننا و بينهم في مستقر رحمتك و غائب مذخور ثوابك [443] . [ثم ان] الطرماح بن عدي دنا من الحسين فقال له: اني والله لأنظر فما أري معك أحدا، ولو لم يقاتلك الا هؤلاء الذين أراهم ملازميك لكان كفي بهم، و قد رأيت - قبل خروجي من الكوفة اليك بيوم - ظهر الكوفة، و فيه من الناس ما لم ترعيناي - في صعيد واحد - جمعا أكثر منه، فسألت عنهم، فقيل: اجتمعوا ليعرضوا ثم يسرحون الي الحسين. فانشدك ان قدرت علي أن لا تقدم عليهم شبرا الا فعلت! فان أردت أن تنزل بلدا يمنعك الله به حتي تري من رأيك و يستبين لك ما أنت صانع، فسر حتي انزلك مناع جبلنا الذي يدعي «أجا» [444] فأسير معك حتي انزلك «القرية» [445] .فقال له [الحسين عليه السلام] : جزاك الله و قومك خيرا! انه قد كان بيننا و بين هؤلاء القوم قول لسنا نقدر معه علي الانصراف، و لا

ندري علام تنصرف بنا و بهم الامور في عاقبة!.قال الطرماح بن عدي: فودعته و قلت له: دفع الله عنك شر الجن و الانس [446] . [ صفحه 176] و مضي الحسين (عليه السلام) حتي انتهي الي

قصر بني مقاتل

في المعجم: يقع بين القريات و القطقطانة و عين التمر.قصر بني مقاتل، فنزل به، فاذا هو بفسطاط مضروب [447] . [ف] قال: لمن هذا الفسطاط؟ فقيل: لعبيدالله بن الحر الجعفي [448] قال ادعوه لي، و بعث اليه [رسولا] ، فلما أتاه الرسول قال [له] : هذا الحسين بن علي يدعوك. قال عبيدالله بن الحر: انا لله و انا اليه راجعون! و الله ما خرجت من الكوفة الا كراهة أن يدخلها الحسين و أنا بها، و الله ما اريد أن أراه و لا يراني!.قأتاه الرسول فأخبره، فأخذ الحسين [عليه السلام] نعليه فانتعل ثم قام فجاءه حتي دخل عليه فسلم و جلس ثم دعاه الي الخروج معه، فأعاد ابن الحر تلك المقالة! فقال [عليه السلام] : فان لا تنصرنا فاتق الله أن تكون ممن يقاتلنا، فوالله لا يسمع و اعيتنا أحد ثم لا ينصرنا الا هلك! ثم قام من عنده [449] .قال عقبة بن سمعان: لما كان في آخر اليل أمر الحسين [عليه السلام] بالاستقاء من الماء، ثم أمرنا بالرحيل ففعلنا، فلما ارتحلنا من قصر بني مقاتل و سرنا ساعة خفق الحسين [عليه السلام] برأسه خفقة ثم انتبه و هو يقول: انا لله و انا اليه راجعون، و الحمدلله رب العالمين؛ ففعل ذلك مرتين أو ثلاثا.فأقبل اليه ابنه علي بن الحسين [عليه السلام] علي فرس له فقال: انا لله و انا اليه راجعون، و الحمدلله رب العالمين، يا أبت جعلت فداك

ممم حمدت الله [ صفحه 177] و استرجعت؟.قال [عليه السلام] : يا بني اني خفقت برأسي خفقة فعن لي فارس علي فرس فقال: القوم يسيرون و المنايا تسري اليهم. فعلمت أنها أنفسنا نعيت الينا.قال له: يا أبت - لا أراك الله سوأ - ألسنا علي الحق؟!.قال [عليه السلام] : بلي و الذي اليه مرجع العباد!.قال: يا أبت اذا لا نبالي؛ نموت محقين!.فقال له: جزاك الله من ولد خير ما جزي ولدا عن والده.فلما أصبح نزل فصلي الغداة، ثم عجل الركوب فأخذ يتياسر بأصحابه يريد أن يفارقهم فيأتيه الحر بن يزيد فيردهم، فاذا ردهم الي الكوفة ردا شديدا امتنعوا عليه فارتفعوا، فلم يزالوا يتياسرون حتي انتهوا الي:

نينوي

كانت من قري الطف العامرة حتي أواخر القرن الثاني.نينوي؛ المكان الذي نزل به الحسين [عليه السلام] فاذا راكب علي نجيب له و عليه السلاح، متنكب قوسا مقبل من الكوفة، فوقفوا جميعا ينتظرونه، فلما انتهي اليهم سلم علي الحر بن يزيد و أصحابه و لم يسلم علي الحسين [عليه السلام] و أصحابه، فدفع الي الحر كتابا من عبيدالله بن زياد، فاذا فيه:أما بعد؛ فجعجع [450] بالحسين حين يبلغك كتابي، و يقدم عليك رسولي، فلا تنزله الا بالعراء في غير حصن و علي غير ماء، و قد أمرت رسولي أن يلزمك و لا يفارقك حتي يأتيني بانفاذك أمري؛ والسلام.فلما قرأ الكتاب قال لهم الحر: هذا كتاب الأمير عبيدالله بن زياد يأمرني [ صفحه 178] فيه أن اجعجع بكم في المكان الذي يأتيني فيه كتابه، و هذا رسوله، و قد أمره أن لا يفارقني حتي انفذ رأيه و أمره.فنظر الشعثاء يزيد بن زياد المهاصر الكندي البهدلي [451] الي رسول عبيدالله [ابن زياد]

فعن له فقال: أمالك بن النسير البدي [452] [من كندة] ؟ قال: نعم، فقال له يزيد بن زياد: ثكلتك امك! ماذا جئت فيه؟ قال: و ما جئت فيه! أطعت امامي و وفيت ببيعتي! فقال له أبو الشعثاء: عصيت ربك و أطعت امامك في هلاك نفسك! كسبت العار و النار! قال الله عزوجل: «و جعلنا هم أئمة يدعون الي النار، و يوم القيامة لا ينصرون» [453] فهو امامك!.و أخذ الحر بن يزيد القوم بالنزول في ذلك المكان علي غير ماء و لا في [ صفحه 179] قرية [454] ، فقالوا: دعنا ننزل في هذه القرية - يعنون نينوي - أو هذه القرية - يعنون الغاضرية - [455] أو هذه الاخري - يعنون شفية - [456] ، فقال: لا والله لا أستطيع ذلك، هذا رجل قد بعث الي عينا.فقال له زهير بن القين: يابن رسول الله؛ ان قتال هؤلاء أهون من قتال من يأتينا من بعدهم، فلعمري ليأتينا من بعد من تري ما لا قبل لنا به.فقال له الحسين [عليه السلام] : ما كنت لأبدأهم بالقتال.فقال له زهير بن القين: سربنا الي هذه القرية حتي تنزلها فانها حصينة، [ صفحه 180] و هو علي شاطي الفرات، فان منعونا قاتلناهم، فقتالهم أهون علينا من قتال من يجي ء من بعدهم.فقال له الحسين [عليه السلام] : و أية قرية هي؟ قال: هي العقر [457] ، فقال الحسين [عليه السلام] : اللهم اني أعوذبك من العقر، ثم نزل، و ذلك يوم الخميس، و هو اليوم الثاني من المحرم سنة احدي و ستين.فلما كان من الغد قدم عليهم عمر بن سعد بن أبي وقاص [458] من الكوفة في أربعة آلاف. [

صفحه 181]

خروج ابن سعد الي الحسين

اشاره

و كان سبب خروج ابن سعد الي الحسين [عليه السلام] أن عبيدالله بن زياد بعثه علي أربعة آلاف من أهل الكوفه يسير بهم الي دستبي [459] ، و كانت الديلم قد خرجوا اليها و غلبوا عليها، فكتب اليه ابن زياد عهده علي الري و أمره بالخروج.فخرج معسكرا بالناس بحمام أعين [460] ، فلما كان من أمر الحسين [عليه السلام] ما كان و أقبل الي الكوفة دعا ابن زياد عمر بن سعد فقال: سر الي الحسين، فاذا فرغنا مما بيننا و بينه سرت الي عملك، فقال له عمر بن سعد: ان رأيت - رحمك الله - أن تعفيني فافعل، فقال له عبيدالله: نعم، علي أن ترد لنا عهدنا، فلما قال له ذلك قال عمر بن سعد: أمهلني اليوم حتي أنظر.فانصرف عمر [ابن سعد] يستشير نصحاءه، فلم يكن يستشير أحدا الا نهاه.و جاء حمزة بن المغيرة بن شعبة [461] - و هو ابن اخته - فقال: انشدك الله [ صفحه 182] - يا خال - أن تسير الي الحسين فتأثم - بربك - و تقطع رحمك! فوالله لئن تخرج من دنياك و مالك و سلطان الأرض كلها - لو كان لك - خير لك من أن تلقي الله بدم الحسين! فقال له: عمر بن سعد فاني أفعل ان شاء الله [462] .و تصاب سلسلة أخبار أبي مخنف هنا في رواية الطبري بالانقطاع و الانتقال الي نزول ابن سعد بكربلاء، و يملأ الطبري هذا الفراغ بخبر عن عوانة بن الحكم، لابد لنا منه لوصل الحلقات:قال هشام: حدثني عوانة بن الحكم، عن عمار بن عبدالله بن يسار الجهني، عن أبيه قال:دخلت علي عمر بن سعد و

قد امر بالمسير الي الحسين [عليه السلام] فقال لي: ان الأمير أمرني بالمسير الي الحسين فأبيت ذلك عليه فقلت له: أصاب الله بك، أرشدك الله، أحل، فلا تفعل و لا تسر اليه!قال: فخرجت من عنده فأتاني آت و قال: هذا عمر بن سعد يندب الناس الي الحسين، قال: فأتيته، فاذا هو جالس، فلما رآني اعرض بوجهه، فعرفت أنه قد عزم علي المسير اليه، فخرجت من عنده.قال: فأقبل عمر بن سعد الي ابن زياد فقال: أصلحك الله انك وليتني هذا العمل و كتبت لي العهد و سمع الناس به [يعني عهد الري] ، فان رأيت أن تنفذ لي ذلك فافعل، و ابعث الي الحسين في هذا الجيش من أشراف الكوفة من لست بأغني و لا أجرأ عنك في الحرب منه، فسمي له اناسا. [ صفحه 183] فقال له ابن زياد: لا تعلمني بأشراف أهل الكوفة و لست أستأمرك فيمن اريد أن أبعث، ان سرت بجندنا و الا فابعث الينا بعهدنا! فلما رآه قد لج قال: فاني سائر.قال: فأقبل في أربعة آلاف [463] حتي نزل بالحسين من الغد من يوم نزل الحسين نينوي.قال: فبعث عمر بن سعد الي الحسين [عليه السلام] عزرة بن قيس الأحمسي [464] ، فقال: ائتته فسله ما الذي جاء به؟ و ماذا يريد؟ و كان عزرة ممن كتب الي الحسين، فاستحيا منه أن يأتيه.قال: فعرض ذلك علي الرؤساء الذين كاتبوه فكلهم أبي و كرهه.قال: و قام اليه كثير بن عبدالله الشعبي - و كان فارسا شجاعا لا يرد وجهه شي ء - فقال: أنا أذهب اليه، والله لئن شئت لأفتكن به [465] ، فقال عمر بن سعد: ما اريد أن يفتك به، و

لكن ائته فسله ما الذي جاء به؟. [ صفحه 184] قال: فأقبل اليه، فلما رآه أبوثمامة الصائدي [466] قال للحسين [عليه السلام] : أصلحك الله أباعبدالله! قد جاءك شر أهل الأرض و أجرؤه علي دم و أفتكه، فقام اليه فقال: ضع سيفك؛ قال: لا والله و لا كرامة، انما أنا رسول فان سمعتم مني أبلغتكم ما ارسلت به اليكم، و ان أبيتم انصرفت عنكم، فقال له: فاني آخذ بقائم سيفك ثم تكلم بحاجتك، قال: لا والله لا تمسسه!، فقال له: أخبرني ما جئت به و أنا ابلغه عنك و لا أعدك تدنو منه فانك فاجر، فاستبا، ثم انصرف الي عمر بن سعد فأخبره الخبر.قال: فدعا عمر قرة بن قيس الحنظلي، فقال له: ويحك يا قرة! الق حسينا فسله ما جاء به؟ و ماذا يريد؟.قال: فأتاه قرة بن قيس، فلما رآه الحسين مقبلا قال: أتعرفون هذا؟ فقال حبيب بن مظاهر [467] : نعم هذا رجل من حنظلة تميمي و هو ابن اختنا و لقد كنت أعرفه بحسن الرأي و ما كنت أراه يشهد هذا المشهد [468] .قال: فجاء حتي سلم علي الحسين [عليه السلام] و أبلغه رسالة عمر بن سعد اليه، له.فقال الحسين [عليه السلام] : كتب الي أهل مصركم هذا: أن أقدم، فأما [ صفحه 185] اذ كرهوني فأنا أنصرف عنهم.فال: فانصرف الي عمر بن سعد فأخبره الخبر.فقال له عمر بن سعد: اني لأرجو أن يعافيني الله من حربه و قتاله [و كتب الي ابن زياد بذلك و هذه نهاية التتمة من رواية غير أبي مخنف] .

كتاب عمر بن سعد الي ابن زياد

جاء كتاب عمر بن سعد الي عبيدالله بن زياد، فاذا فيه:«بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد؛ فاني حيث

نزلت بالحسين بعثت اليه رسولي، فسألته: عما أقدمه، و ماذا يطلب و يسأل؟ فقال: كتب الي أهل هذه البلاد و أتتني رسلهم فسألوني القدوم ففعلت، فاما اذ كرهوني فبدا لهم غيرما أتتني رسلهم فأنا منصرف عنهم».فلما قري الكتاب علي ابن زياد قال:الآن اذ علقت مخالبنا به يرجو النجاة ولات حين مناص!

كتاب ابن زياد الي ابن سعد جوابا

و كتب الي عمر بن سعد:«بسم الله الرحمن الرحيم؛ أما بعد، فقد بلغني كتابك، وفهمت ما ذكرت، فاعرض علي الحسين أن يبايع ليزيد بن معاوية هو و جميع أصحابه، فاذا فعل ذلك رأينا رأينا، والسلام».فلما أتي عمر بن سعد الكتاب قال: قد حسبت أن لا يقبل ابن زياد العافية [469] . [ صفحه 186]

لقاء ابن سعد مع الامام

[و] بعث الحسين [عليه السلام] الي عمر بن سعد: عمرو بن قرظة بن كعب الأنصاري [470] أن القني الليل بين عسكري و عسكرك.فخرج عمر بن سعد في نحو من عشرين فارسا، و أقبل حسين [عليه السلام] في مثل ذلك، فلما التقوا أمر حسين [عليه السلام] أصحابه: أن يتنحوا عنه، و أمر عمر بن سعد أصحابه بمثل ذلك.فتكلما فأطالا حتي ذهب من الليل هزيع، ثم انصرف كل واحد منهما الي عسكره بأصحابه.و تحدث الناس فيما [دار] بينهما ظنا، يظنون أن حسينا [عليه السلام] قال لعمر بن سعد: اخرج معي الي يزيد بن معاوية و ندع العسكرين؛ قال عمر: اذن تهدم داري؛ قال: أنا أبنيها لك، قال: اذن تؤخذ ضياعي؛ قال: اذن أعطيك خيرا منها من مالي بالحجاز، فتكره ذلك عمر.تحدث الناس بذلك و شاع فيهم، من غير أن يكونوا سمعوا من ذلك شيئا و لا علموه [471] . [و] قالوا: انه قال: اختاروا مني خصالا ثلاثا: [ صفحه 187] 1 - اما أن أرجع الي المكان الذي أقبلت منه.2 - و اما أن أضع يدي في يدي يزيد بن معاوية فيري فيما بيني و بينه رأيه.3 - و اما أن تسيروني الي أي ثغر من ثغور المسلمين شئتم، فأكون رجلا من أهله لي ما لهم و علي ما عليهم [472] .

[و] قال عقبة بن سمعان: صحبت حسينا فخرجت معه من المدينة الي مكة، و من مكة الي العراق و لم افارقه حتي قتل، و ليس من مخاطبة الناس كلمة بالمدينة و لا بمكة و لا في الطريق و لا بالعراق و لا في عسكره الي يوم مقتله الا سمعتها، ألا - والله - ما أعطاهم ما يتذاكر الناس و ما يزعمون: من أن يضع يده في يد يزيد بن معاوية، و لا أن يسيروه الي ثغر من ثغور المسلمين، و لكنه قال: دعوني فلأذهب في هذه الأرض العريضة حتي ننظر ما يصير أمر الناس [473] .

كتاب عمر بن سعد الي ابن زياد ثانيا

فكتب عمر بن سعد الي عبيدالله بن زياد:«أما بعد؛ فان الله قد أطفأ النائرة، و جمع الكلمة، و أصلح أمر الامة؛ هذا حسين قد أعطاني أن يرجع الي المكان الذي منه أتي، أو أن نسيره الي أي ثغر من ثغور المسلمين شئنا، فيكون رجلا من المسلمين له ما لهم و عليه ما عليهم، أو أن يأتي يزيد أميرالمؤمنين فيضع يده في يده، فيري فيما بينه و بينه رأيه، و في هذا لكم رضا و للامة صلاح».فلما قرأ عبيدالله الكتاب قال: هذا كتاب رجل ناصح لأميره مشفق علي [ صفحه 188] قومه؛ نعم قد قبلت.فقام اليه شمر بن ذي الجوشن [474] فقال: أتقبل هذا منه و قد نزل بأرضك الي جنبك! والله لئن رحل من بلدك و لم يضع يده في يدك ليكون أولي بالقوة و العزة، و لكتونن أولي بالضعف و العجز فلا تعط هذه المنزلة فانها من الوهن، و لكن ينزل علي حكمك [475] .هو و أصحابه، فان عاقبت فأنت ولي العقوبة، و ان غفرت كان ذلك لك،

والله لقد بلغني أن حسينا و عمر بن سعد يجلسان بين العسكرين فيتحدثان عامة الليل!فقال له ابن زياد: نعم ما رأيت! الرأي رأيك [476] .

كتاب ابن زياد الي ابن سعد و جوابه ثانيا

ثم كتب عبيدالله بن زياد الي عمر بن سعد:«أما بعد، فاني لم ابعثك الي حسين [عليه السلام] لتكف عنه، و لا لتطاوله، و لا لتمنيه السلامة و البقاء، و لا لتقعد له عندي شافعا... انظر فان نزل حسين و اصحابه علي الحكم و استسلموا، فابعث بهم الي سلما، و ان أبوا فازحف اليهم حتي تقتلهم و تمثل بهم! فانهم لذلك مستحقون! فان قتل حسين فاوطي الخيل صدره و ظهره! فانه عاق شاق، قاطع ظلوم! و ليس دهري في هذا أن يضر بعد الموت شيئا، و لكن علي قول: لو قد قتلته فعلت هذا به! ان أنت مضيت لامرنا فيه جزيناك جزاء السامع المطيع، و ان أبيت فاعتزل عملنا و جندنا، و خل بين شمر بن ذي الجوشن و بين العسكر، فاناقد أمرناه بأمرنا، [ صفحه 189] والسلام [477] .ثم ان عبيدالله بن زياد دعا شمر بن ذي الجوشن فقال له: اخرج بهذا الكتاب الي عمر بن سعد، فليعرض علي الحسين و اصحابه النزول علي حكمي، فان فعلوا فليبعث بهم الي سلما، و ان هم أبوا فليقاتلهم، فان فعل فاسمع له و أطع، و ان هو ابي فقاتلهم، فانت أمير الناس، وثب عليه فاضرب عنقه و ابعث الي برأسه [478] [يعني ابن سعد] . [و] لما قبض شمر بن ذي الجوشن الكتاب قام هو و عبدالله بن أبي المحل بن حزام (الكلابي) فقال عبدالله:اصلح الله الامير! ان بني اختنا [ام البنين: العباس و عبدالله و جعفرا و عثمان] مع الحسين [عليه

السلام] فان رأيت ان تكتب لهم أمانا فعلت.قال [ابن زياد] : نعم، و نعمة عين!فأمر كاتبه فكتب لهم أمانا...فبعث به عبدالله بن أبي المحل [بن حزام الكلابي] مع مولي له يقال له: كزمان.

قدوم شمر بالكتاب الي ابن سعد

[و] اقبل شمر بن ذي الجوشن بكتاب عبيدالله بن زياد الي عمر بن سعد، فلما قدم به عليه [و] قرأه قال له عمر: ويلك مالك! لا قرب الله دارك، و قبح الله ما قدمت به علي! والله لأظنك أنت ثنيته أن يقبل ما كتبت به اليه، أفسدت علينا أمرا كنا رجونا أن يصلح، لا يستسلم والله حسين، ان نفسا أبية [ صفحه 190] لبين جنبيه!فقال له شمر: أخبرني ما أنت صانع! أتمضي لأمر أميرك و تقتل عدوه؟! و الا فخل بيني و بين الجند و العسكر.قال: لا، و لا كرامة لك، و أنا أتولي ذلك، فدونك و كن أنت علي الرجال.

امان ابن زياد للعباس و اخوته

قال: و جاء شمر حتي وقف علي أصحاب الحسين [عليه السلام] فقال: أين بنو اختنا؟ فخرج اليه العباس و جعفر و عثمان بنو علي [عليه السلام] فقالوا: مالك و ما تريد؟قال: انتم يا بنو اختي - آمنون!قال له الفتية: لعنك الله و لعن أمانك - لئن كنت خالنا - أتؤمننا و ابن رسول الله لا أمان له! [و] لما قدم عليهم كزمان مولي عبدالله بن ابي المحل [بن حزام الكلابي] دعاهم فقال: هذا أمان بعث به خالكم!فقال له الفتية: أقري خالنا السلام و قل له: أن لا حاجة لنا في أمانكم امان الله خير من أمان ابن سمية! [479] .

منع الامام و اصحابه عن الماء

[و] جاء كتاب من عبيدالله بن زياد الي عمر بن سعد:«أما بعد، فحل بين الحسين و اصحابه و بين الماء، و لا يذوقوا منه قطرة كما [ صفحه 191] صنع بالتقي الزكي المظلوم أميرالمؤمنين عثمان بن عفان»!قال: فبعث عمر بن سعد: عمرو بن الحجاج [480] علي خمسمائة فارس، فنزلوا علي الشريعة و حالوا بين حسين و اصحابه و بين الماء أن يسقوا منه قطرة، و ذلك قبل قتل الحسين [عليه السلام] بثلاث.قال: و لما اشتد علي الحسين و اصحابه العطش دعا العباس بن علي بن أبي طالب أخاه، فبعثه في ثلاثين فارسا و عشرين راجلا، و بعث معهم بعشرين قربة. فجأوا حتي دنوا من الماء ليلا، و استقدم أمامهم باللواء نافع بن هلال الجملي [481] فقال عمرو بن الحجاج الزبيدي: من الرجل؟ [فقال: نافع بن هلال] .فقال: ما جاء بك؟ قال: جئنا نشرب من هذا الماء الذي حلأ تمونا عنه. قال: فاشرب هنيئا: قال: لا والله لا أشرب منه قطرة و حسين عطشان و من

تري من أصحابه [و أشار الي اصحابه] فطلعوا عليه، فقال: لا سبيل الي سقي هؤلاء، انما وضعنا بهذا المكان لنمنعهم الماء.(و) لما دنا من [نافع الرجالة من] أصحابه قال [لهم] : املأوا قربكم! فشد الرجالة فملأوا قربهم.و ثار اليهم عمر بن الحجاج و أصحابه، فحمل عليهم العباس بن علي و نافع بن هلال فكفوهم ثم انصرفوا الي رجالهم فقالوا [لهم] : امضوا، و وقفوا [ صفحه 192] دونهم، فعطف عليهم عمرو بن الحجاج و أصحابه و اطردوا قليلا، و جاء أصحاب حسين [عليه السلام] بالقرب فأدخلوها عليه.و طعن نافع بن هلال [في تلك الليلة] رجلا من أصحاب عمرو بن الحجاج [و] انتقضت [الطعنة] بعد ذلك فمات منها [482] [فهو أول فتيل من القوم جرح تلك الليلة] . [ صفحه 193]

زحف ابن سعد الي الحسين

قال: ثم ان عمر بن سعد نادي بعد صلاة العصر: يا خيل الله اركبي و ابشري! فركب الناس، ثم زحف نحو [الحسين و اصحابه عليهم السلام] .و [كان] حسين [عليه السلام] جالسا أمام بيته محتبيا بسيفه، اذ خفق برأسه علي ركبته.و سمعت اخته زينب الصيحة فدنت من أخيها فقالت: يا أخي أما تسمع الاصوات قد اقتربت!فرفع الحسين [عليه السلام] رأسه فقال: اني رأيت رسول الله صلي الله عليه [و آله] و سلم في المنام فقال لي: انك تروح الينا! فلطمت اخته وجهها و قالت: يا ويلتا! فقال: ليس لك الويل يا اخية، اسكتي رحمك الرحمن!و قال العباس بن علي [عليه السلام] : يا اخي: أتاك القوم!فنهض [الحسين عليه السلام] ثم قال: يا عباس: اركب بنفسي أنت - يا أخي - حتي تلقاهم فتقول لهم: مالكم؟ و ما بدالكم؟ و تسألهم عما جاء بهم؟فاستقبلهم العباس

في نحو من عشرين فارسا فيهم زهير بن القين، و حبيب بن مظاهر [483] فقال لهم العباس: ما بدالكم؟ و ماذا تريدون؟ [ صفحه 194] قالوا: جاء أمر الأمير بأن نعرض عليكم ان تنزلوا علي حكمه أو ننازلكم.قال: فلا تعجلوا حتي ارجع الي أبي عبدالله فأعرض عليه ما ذكرتم.فوقفوا [و] قالوا: القه فاعلمه ذلك ثم القنا بما يقول.فانصرف العباس راجعا يركض الي الحسين يخبره بالخبر و وقف أصحابه يخاطبون القوم... فقال حبيب بن مظاهر لزهير بن القين: كلم القوم ان شئت، و ان شئت كلمتهم فقال له زهير: أنت بدأت بهذا فكن أنت تكلمهم.فقل له حبيب بن مظاهر: أما والله لبئس القوم عندالله غدا قوم يقدمون عليه قد قتلوا ذرية نبيه عليه السلام و عترته و أهل بيته صلي الله عليه [و آله] و سلم و عباد أهل هذا المصر المجتهدين بالأسحار و الذاكرين الله كثيرا [قال هذا لزهير بن القين بحيث يسمعه القوم، فسمعه منهم عزرة بن قيس] .فقال له عزرة بن القيس [484] : انك لتزكي نفسك ما استطعت!فقال له زهير: يا عزرة: ان الله قد زكاها و هداها، فاتق الله - يا عزرة - فاني لك من الناصحين، انشدك الله يا عزرة - أن تكون ممن يعين الضلال علي قتل النفوس الزكية!قال [عزرة بن قيس] : يا زهير! ما كنت - عندنا - من شيعة أهل هذا البيت، انما كنت عثمانيا! [485] .قال: افلست تستدل بموقفي هذا أني منهم! أما والله ما كتبت اليه كتابا قط، و لا أرسلت اليه رسولا قط، و لا وعدته نصرتي قط، و لكن الطريق جمع بيني و بينه، فلما رأيته ذكرت به رسول الله صلي الله

عليه [و آله] و سلم و مكانه منه، [ صفحه 195] و عرفت ما يقدم عليه من عدوه و حزبكم فرأيت أن انصره و أن اكون في حزبه، و ان أجعل نفسي دون نفسه، حفظا لما ضيعتم من حق الله و حق رسوله عليه السلام.و حين أتي العباس بن علي حسينا [عليهماالسلام] بما عرض عليه عمر بن سعد، قال [له الحسين عليه السلام] : ارجع اليهم فان استطعت أن تؤخرهم الي غدوة و تدفعهم عنا العشية، لعلنا نصلي لربنا الليلة و ندعوه و نستغفره، فهو يعلم أني كنت احب الصلاة له و تلاوة كتابه و كثرة الدعاء و الاستغفار و انما أراد بذلك أن يردهم عنه تلك العشية حتي يأمره بأمره و يوصي اهله.و أقبل العباس بن علي [عليه السلام] يركض [فرسه] حتي انتهي اليهم فقال:يا هؤلاء! ان أباعبدالله يسألكم أن تنصرفوا هذه العشية حتي ينظر في هذا الامر، فان هذا أمر لم يجر بينكم و بينه فيه منطق، فاذا اصبحنا التقينا ان شاء الله، فاما رضيناه فأتينا بالامر الذي تسألونه و تسومونه، أو كرهنا فرددناه و انما أراد بذلك أن يردهم عنه تلك العشية حتي يأمر بأمره و يوصي أهله. [ف] قال عمر بن سعد: يا شمر ما تري؟قال: ما تري أنت، أنت الأمير و الرأي رأيك.قال: أردت ان لا أكون! ثم أقبل علي الناس فقال: ماذا ترون؟فقال عمرو بن الحجاج بن سلمة الزبيدي: سبحان الله! والله لو كانوا من الديلم ثم سألوك هذه المنزلة لكان ينبغي لك أن تجيبهم اليها!و قال قيس بن الأشعث [486] : أجبهم الي ما سألوك، فلعمري ليصبحنك [ صفحه 196] بالقتال غدوة!فقال: والله لو أعلم أن يفعلوا ما

أخرتهم العشية! [487] .قال علي بن الحسين (عليه السلام ف) أتانا رسول من قبل عمر بن سعد فقام حيث يسمع الصوت فقال: انا قد اجلناكم الي غد، فان استسلمتم سرحنا بكم الي أميرنا عبيدالله بن زياد، و ان أبيتم فلسنا بتاركيكم! [488] . [ صفحه 197]

حوادث ليلة عاشوراء

خطبة الامام ليلة عاشوراء

عن علي بن الحسين (عليه السلام) قال: جمع الحسين أصحابه بعد ما رجع عمر بن سعد و ذلك عنه قرب المساء، فدنوت منه لأسمع و أنا مريض، فسمعت أبي يقول لأصحابه:اتني علي الله - تبارك و تعالي - أحسن الثناء، و أحمده علي السراء و الضراء، اللهم اني أحمدك علي أن اكرمتنا بالنبوة، و علمتنا القرآن وفقهتنا في الدين، و جعلت لنا أسماعا و أبصارا و أفئدة، و لم تجعلنا من المشركين.أما بعد؛ فاني لا أعلم أصحابا أولي و لا خيرا من أصحابي، و لا أهل بيت أبر و لا أوصل من أهل بيتي، فجزاكم الله عني جميعا خيرا.ألا و اني أظن يومنا من هؤلاء الأعداء غدا، ألا و اني قد رأيت لكم فانطلقوا جميعا في حل، ليس عليكم مني ذمام، هذا ليل قد غشيكم فاتخذوه جملا [489] .ثم ليأخذ كل رجل منكم بيد رجل من أهل بيتي، [و] تفرقوا في سوادكم و مدائنكم حتي يفرج الله، فان القوم انما يطلبوني، و لو قد أصابوني لهوا عن طلب غيري. [ صفحه 198]

موقف الهاشميين

[ف] بدأ القول العباس بن علي [عليه السلام] فقال له:لم نفعل [ذلك] ؟ النبقي بعدك؟! لا أرانا الله ذلك أبدا!ثم ان اخوته و أبناء [الحسين عليه السلام] و بني أخيه [الحسن عليه السلام] و ابني عبدالله بن جعفر [محمد و عبدالله] تكلموا بهذا و نحوه.فقال الحسين عليه السلام: يا بني عقيل: حسبكم من القتل بمسلم، اذهبوا، قد أذنت لكم!قالوا: فما يقول الناس! يقولون انا تركنا شيخنا و سيدنا و بني عمومتنا خير الأعمام، و لم نرم معهم بسهم، و لم نطعن معهم برمح، و لم نضرب معهم بسيف، و لا ندري ما

صنوا! لا والله نفعل، و لكن تفديك أنفسنا و أموالنا و أهلونا، و نقاتل معك حتي نرد موردك! فقبح الله العيش بعدك! [490] .

موقف الأصحاب

[و] قام اليه مسلم بن عوسجة الأسدي [491] فقال:أنحن نخلي عنك و لما نعذر الي الله في أداء حقك! أما والله حتي اكسر في صدورهم رمحي، و أضربههم بسيفي ما ثبت فائمه في يدي، و لا افارقك، و لو لم يكن مع سلاح اقاتلهم به لقذفتهم بالحجارة دونك حتي اموت معك! [ صفحه 199] و قال سعيد بن عبدالله الحنفي: والله لا نخليك حتي يعلم أنا حفظنا غيبة رسول الله صلي الله عليه [و آله] و سلم فيك، والله لو علمت اني اقتل ثم احيا ثم احرق حيا ثم اذر، يفعل ذلك بي سبعين مرة ما فارقتك حتي ألقي حمامي دونك، فكيف لا افعل ذلك و انما هي قتلة واحدة ثم هي الكرامة التي لا انقضاء لها ابدا.و قال زهير بن القين: والله لوددت اني قتلت ثم نشرت ثم قتلت، حتي اقتل كذا ألف قتله، و أن الله يدفع بذلك القتل عن نفسك و عن أنفس هؤلاء الفتية من أهل بيتك!و تكلم جماعة أصحابه فقالوا: والله لا نفارقك، و لكن أنفسنا لك الفداء، نقيك بنحورنا وجباهنا و أيدينا، فاذا نحن قتلنا كنا و فينا و قضينا ما علينا.و تلكم جماعة أصحابه في وجه واحد بكلام يشبه بعضه بعضا [492] . [ صفحه 200]

الامام ليلة عاشوراء

عن علي بن الحسين بن علي (عليه السلام) قال: اني جالس في تلك العشية التي قتل أبي صبيحتها، و عمتي زينب عندي تمرضني، اذ اعتزل أبي بأصحابه في خباء له، و عنده حوي [493] مولي أبي ذر الغفاري، و هو يعالج سيفه و يصلحه، و أبي يقول:يا دهر اف لك من خليل كم لك بالاشراق و الاصيل من صاحب أو طالب قتيل

و الدهر لا يقنع بالبديل و انما الأمر الي الجليل و كل حي سالك سبيليفأعادها مرتين أو ثلاثا حتي فهمتها فعرفت ما أراد، فخنقتني عبرتي، فرددت دمعي و لزمت السكون، فعلمت أن البلاء قد نزل.فأما عمتي فانها سمعت ما سمعت - و هي امرأة، و في النساء الرقة و الجزع - فلم تملك نفسها أن و ثبت تجر ثوبها - و انها لحاسرة - حتي انتهت اليه، فقالت: واثكلاه! ليت الموت أعدمني الحياة! اليوم ماتت فاطمة امي، و علي أبي، و حسن أخي، يا خليفة الماضي و ثمال الباقي! [494] .فنظر اليها الحسين عليه السلام فقال: يا اخية! لا يذهبن بحلمك الشيطان!قالت: بأبي انت و امي يا أباعبدالله! أستقتلت؟ نفسي فداك. [ صفحه 201] فرد غصته و ترقرقت عيناه و قال:لو ترك القطا ليلا لنام!قالت: يا ويلتي! أفتغصب نفسك اغتصابا؟! فذلك أقرح لقلبي و أشد علي نفسي! و لطمت وجهها، و أهوت الي جبيها و شقته و خرت مغشيا عليها!فقام اليها الحسين [عليه السلام] فصب علي وجهها الماء و قال لها:يا اخية: اتقي الله و تعزي بعزاء الله، و اعلمي أن أهل الارض يموتون، و أن أهل اسماء لا يبقون، و أن كل شي ء هالك الا وجه الله الذي خلق الأرض بقدرته، و يبعث الخلق فيعودون، و هو فرد وحده، أبي خير مني، و امي خير مني، و أخي خير مني، ولي و لهم و لكل مسلم برسول الله اسوة.فعزاها بهذا و نحوه و قال لها:يا اخية! اني اقسم عليك فأبري قسمي: لا تشقي علي جيبا و لا تخمشي علي وجها، و لا تدعي علي بالويل و الثبور اذا انا هلكت!ثم جاء بها حتي اجلسها

عندي.و خرج الي اصحابه فأمرهم ان يقربوا بعض بيوتهم من بعض، و أن يدخلوا الأطناب بعضها في بعض، و أن يكونوا هم بين البيوت الا الوجه الذي يأتيهم منه عدوهم [495] .و اتي [الحسين عليه السلام] بقصب و حطب الي مكان من ورائهم منخفض كأنه ساقية، فحفروه في ساعة من الليل فجعلوه كالخندق، ثم ألقوا فيه ذلك الحطب و القصب و قالوا: اذا عدوا علينا فقاتلونا ألقينا فيه النار، كي لا نؤتي من ورائنا و قاتلنا القوم من وجه واحد [496] . [ صفحه 202]

الحسين و اصحابه ليلة عاشوراء

[و] لما امسي حسين و أصحابه قاموا الليل كله يصلون و يستغفرون، و يدعون و يتضرعون. [قال الضحاك بن عبدالله المشرقي الهمداني و هو الذي نجا من أصحاب الحسين عليه السلام] : [فمرت] بنا خيل لهم تحرسنا و ان حسينا [عليه السلام] يقرأ: «ولا يحسبن الذين كفروا: أن ما نملي لهم خير لأنفسهم، انما نملي لهم ليزدادوا اثما و لهم عذاب مهين. ما كان الله ليذر المؤمنين علي ما أنتم عليه حتي يميز الخبيث من الطيب» [497] فسمعها رجل من تلك الخيل التي كانت تحرسنا فقال: نحن و رب الكعبة الطيبون ميزنا منكم! فعرفته، فقلت لبرير بن حضير [الهمداني] [498] : تدري من هذا؟ قال: لا، قلت: هذا أبوحرب السبيعي [ صفحه 203] [الهمداني] عبدالله بن شهر، و كان مضحاكا بطالا، و كان شريفا شجاعا فاتكا، و كان سعيد بن قيس [499] ربما حبسه في جناية!فقال له برير بن حضير: يا فاسق! أنت يجعلك الله في الطيبين؟!فقال له [ابوحرب] : من أنت؟قال: أنا برير بن حضير.قال [ابوحرب] : انا لله: عز علي، هلكت والله، هلكت والله يا برير!قال [برير]

: يا أباحرب! هل لك أن تتوب الي الله من ذنوبك العظام! فوالله انا لنحن الطيبون، و لكنكم لأنتم الخبيثون!قال [ابوحرب مستهزأ] : و أنا علي ذلك من الشاهدين!قلت [له] : ويحك! أفلا ينفعك معرفتك!قال [ابوحرب] : جعلت فداك، فمن ينادم يزيد بن عذرة العنزي [و] ها هو ذا معي.قال [برير] : قبح الله رأيك، علي كل حال أنت سفيه! [ف] انصرف عنا [500] . [ صفحه 204]

صبيحة يوم عاشوراء

اشاره

فلما كان يوم عاشوراء - يوم السبت - صلي عمر بن سعد [صلاة] الغداة [و] خرج فيمن معه من الناس [501] . [و] كان علي ربع أهل المدينة يومئذ: عبدالله بن زهير الأزدي [502] و علي ربع مذحج و أسد: عبدالرحمن بن أبي سبرة الجعفي [503] ، و علي ربع ربيعة و كندة: قيس بن الأشعث بن قيس [الكندي] ، و علي ربع تميم و همدان: الحر بن يزيد الرياحي [التميمي اليربوعي] .و جعل عمر علي ميمنته: عمرو بن الحجاج الزبيدي، و علي ميسرته شمر بن ذي الجوشن الضباب [ي] الكلاب [ي] و علي الخيل: عزرة بن قيس الاحمسي، و علي الرجال: شبث بن ربعي الرياحي [التميمي] ، و أعطي الراية ذويدا مولاه [504] . [ صفحه 205] [و] لما صبحت الخيل الحسين [عليه السلام] رفع الحسين يديه فقال: اللهم أنت ثقتي في كل كرب، و رجائي في كل شدة، و أنت لي في كل أمر نزل بي ثقة و عدة، كم من هم يضعف فيه الفؤاد و تقل فيه الحيلة، و يخذل فيه الصديق و يشمت فيه العدو، انزلته بك و شكوته اليك، رغبة مني عمن سواك، ففرجته و كشفته، فانت ولي كل نعمة، و

صاحب كل حسنة و منتهي كل رغبة [505] [و قال الضحاك بن عبدالله المشرقي الهمداني، و هو الذي نجا من أصحاب الحسين عليه السلام] :لما اقبلوا نحونا فنظروا الي النار تضطرم في الحطب و القصب الذي كنا الهبنا فيه النار من ورائنا لئلا يأتونا من خلفنا، اذ أقبل الينا منهم رجل يركض [فرسه و هو] كامل الأداة، فلم يكلمنا حتي مر علي أبياتنا، فنظر الي أبياتنا فاذا هو لا يري الا حطبا تلتهب النار فيه، فرجع [و] نادي بأعلي صوته.يا حسين! استعجلت النار في الدنيا قبل يوم القيامة!فقال الحسين [عليه السلام] : من هذا؟ كأنه شمر بن ذي الجوشن؟!فقالوا: نعم أصلحك الله، هو هو.فقال: يابن راعية المعزي! أنت أولي بها صليا!فقال له مسلم بن عوسجة: يابن رسول الله جعلت فداك ألا أرميه بسهم، فانه قد امكنني، و ليس يسقط سهم [مني] فالفاسق من أعظم الجبارين!فقال له الحسين [عليه السلام] : لا ترمه، فاني اكره أن أبدأهم [506] . [ صفحه 206]

الخطبة الامام، الاولي

[و] لما دنا منه القوم [دعا] براحلته فركبها، ثم نادي بأعلي صوته يسمع جل الناس:أيها الناس! اسمعوا قولي، و لا تعجلوني حتي أعظكم بما [ي] حق لكم علي، و حتي اعتذر اليكم من مقدمي عليكم، فان قبلتم عذري و صدقتم قولي، و اعطيتموني النصف، كنتم بذلك أسعد، و لم يكن لكم علي سبيل، و ان لم تقبلوا مني العذر، و لم تعطوا النصف من أنفسكم «فأجمعوا أمركم و شركاءكم ثم لا يكن أمركم عليكم غمة ثم اقضوا الي و لا تنظرون» [507] «ان وليي الله الذي نزل الكتاب و هو يتولي الصالحين» [508] .فلتما سمع أخواته كلامه هذا صحن و بكين، و بكي

بناته [و] ارتفعت أصواتهن، فأرسل اليهن أخاه العباس بن علي و عليا ابنه و قال لهما: سكتا هن فلعمري ليكثرن بكاؤهن.فلما سكتن، حمد الله و اثني عليه و ذكر الله بما هو أهله، و صلي علي محمد صلي الله عليه [وآله] و علي ملائكته و أنبيائه [قال الراوي] : فوالله ما سمعت متكلما قط قبله و لا بعده أبلغ في منطق منه. ثم قال:أما بعد: فانسبوني فانظروا من أنا؟! ثم ارجعوا الي أنفسكم و عاتبوها، فانظروا هل يحل لكم قتلي و انتهاك حرمتي؟! ألست ابن بنت نبيكم صلي الله عليه [و آله] و سلم، و ابن وصيه و ابن عمه، و أول المؤمنين بالله و المصدق لرسوله بما جاء به من عند ربه، أو ليس حمزة سيد الشهداء عم أبي؟ او ليس جعفر الشهيد الطيار ذو الجناحين عمي؟! [ صفحه 207] أو لم يبلغكم قول مستفيض فيكم: أن رسول الله صلي الله عليه وآله و سلم قال لي و لأخي: «هذان سيدا شباب أهل الجنة»؟!فان صدقتموني بما أقول، و هو الحق، فوالله ما تعمدت كذبا مذ علمت أن الله يمقت عليه أهله، و يضر به من اختلقه...و ان كذبتموني فان فيكم من ان سألتموه عن ذلك أخبركم، سلوا جابر بن عبدالله الأنصاري [509] .أو أباسعيد الخدري [510] .أو سهل بن سعد الساعدي [511] .أو زيد بن ارقم [512] .أو أنس بن مالك [513] . [ صفحه 208] يخبروكم: أنهم سمعوا هذه المقالة من رسول الله صلي الله عليه [وآله] و سلم لي و لأخي، أفما في هذا حاجز لكم عن سفك دمي؟!فقال له شمر بن ذي الجوشن: هو يعبد الله علي حرف ان كان يدري

ما يقول! [514] .فقال حبيب بن مظاهر: والله اني لأراك تعبد الله عن سبعين حرفا، و أنا أشهد أنك صادق ما تدري ما يقول، قد طبع الله علي قلبك.ثم قال لهم الحسين [عليه السلام] : فان كنتم في شك من هذا القول، أفتشكون أثرا بعد؟ أما اني ابن بنت نبيكم؟ فوالله ما بين المشرق و المغرب ابن بنت نبي غيري منكم و لا من غيركم، انا ابن بنت نبيكم خاصة.أخبروني، أتطلبوني بقتيل منكم قتلته؟ أو مال استهلكته؟ أو بقصاص من جراحة؟ فأخذوا لا يكلمونه...فنادي: يا شبث بن ربعي، و يا حجار بن أبجر، و يا قيس بن الاشعث و يا يزيد بن الحارث، ألم تكتبوا الي: أن قد اينعت الثمار و اخضر الجناب، و طمت الجمام [515] و انما تقدم علي جند لك محند، فاقبل؟!قالوا له: لم نفعل! [516] . [ صفحه 209] فقال: سبحان الله! بلي والله لقد فعلتم. ثم قال:أيها الناس! اذكرهتموني فدعوني انصرف عنكم الي مأمني من الارض!فقال له قيس بين الاشعث: أو لا تنزل علي حكم بني عمك! فانهم لن يروك الا ما تحب، و لن يصل اليك منهم مكروه!فقال الحسين [عليه السلام] : أنت أخو أخيك [محمد بن الاشعث] أتريد ان يطلبك بنوهاشم بأكثر من دم مسلم بن عقيل؟! لا والله لا اعطيهم بيدي اعطاء الذليل، و لا اقر اقرار العبيد! [517] .عباد الله «و اني عذت بربي و ربكم ان ترجمون» [518] «اعوذ بربي و ربكم من كل متكبر لا يؤمن بيوم الحساب» [519] .ثم [رجع ف] أناخ راحلته، و أمر عقبة بن سمعان فعقلها [520] .

خطبة زهير بن القين

[ثم] خرج زهير بن القين علي فرس ذنوب [521] شاك في السلاح،

فقال: [ صفحه 210] يا اهل الكوفة! نذار لكم من عذاب الله نذار! ان حقا علي المسلم نصيحة أخيه المسلم، و نحن حتي الآن اخوة و علي دين واحد و ملة واحدة ما لم يقع بيننا و بيكم السيف، و انتم للنصيحة منا أهل، فاذا وقع السيف انقطعت العصمة و كنا امة و أنتم امة.ان الله قد ابتلانا و اياكم بذرية نبيه محمد صلي الله عليه [و آله] و سلم لينظر ما نحن و أنتم عاملون، انا ندعوكم الي نصرهم و خذلان الطاغية عبيدالله بن زياد، فانكم لا تدركون منهما الا بسوء عمر سلطانهما كله، ليسملان اعينكم، و يقطعان ايديكم و ارجلكم، و يمثلان بكم، و يرفعانكم علي جذوغ النخل، و يقتلان أماثلكم و قراءكم: أمثال حجر بن عدي [522] و اصحابه، و هاني بن عروة [523] و اشباهه.فسبوه و أثنوا علي عبيدالله بن زياد و دعوا له و قالوا: والله لا نبرح حتي نقتل صاحبك و من معه، أو نبعث به و بأصحابه الي الامير عبيدالله سلما!فقال لهم: عباد الله، ان ولد فاطمة رضوان الله عليها أحق بالود و النصر [ صفحه 211] من ابن سمية [524] فان لم تنصروهم فاعيذكم بالله أن تقتلوهم، فخلوا بين الرجال [ صفحه 212] و بين ابن عمه يزيد بن معاوية، فلعمري ان يزيد ليرضي من طاعتكم بدون قتل الحسين [عليه السلام] .فرماه شمر بن ذي الجوشن بسهم و قال: أسكت، اسكت الله نأمتك [525] أبرمتنا بكثرة كلامك!فقال له زهير: يابن البوال علي عقبيه ما اياك اخاطب، انما أنت بهيمة! و الله ما اظنك تحكم من كتاب الله أيتين! فابشر بالخزي يوم القيامة و العذاب الأليم! [ صفحه

213] فقال له شمر: ان الله قاتلك و صاحبك عن ساعة!قال: أفبالموت تخوفني! فوالله للموت معه أحب الي من الخلد معكم!ثم أقبل علي الناس رافعا صوته فقال:عباد الله! لا يغرنكم من دينكم هذا الجلف الجافي و اشابهه، فوالله لا تنال شفاعة محمد صلي الله عليه [وآله] و سلم قوما هراقوا دماء ذريته و أهل بيته، و قتلوا من نصرهم و ذب عن حريمهم!فناداه رجل فقال له: ان أباعبدالله يقول لك: أقبل، فلعمري لئن كان مؤمن آل فرعون [526] نصح لقومه و أبلغ في الدعاء، لقد نصحت لهؤلاء و ابلغت، لو نفع النصح و الابلاغ! [527] .

توبة الحر الرياحي

[و] لما زحف عمر بن سعد قال له الحر بن يزيد: أصلحك الله! مقاتل انت هذا الرجل؟ قال: اي والله قتالا أيسره ان تسقط الرؤوس و تطيح الأيدي!قال: أفمالكم في واحدة من الخصال التي عرض عليكم رضا؟قال عمر بن سعد: أما والله لو كان الامر الي لفعلت، و لكن أميرك قد أبي ذلك!فأقبل [الحر] حتي وقف من الناس موقفا، و معه رجل من قومه يقال له: قرة بن قيس [528] فقال: يا قرة! هل سقيت فرسك اليوم؟ قال: لا، قال: انما [ صفحه 214] تريد ان تسقيه؟قال (قرة): فظننت - والله - أنه يريد أن يتنحي فلا يشهد القتال، و كره أن أراه حين يصنع ذلك فيخاف أن ارفعه عليه، فقلت له: لم أسقه و أنا منطلق فساقيه. فاعتزلت ذلك المكان الذي كان فيه، فوالله لو أنه أطلعني علي الذي يريد لخرجت معه الي الحسين [عليه السلام] . [و أما الحرفانه] أخذ يدنو من حسين [عليه السلام] قليلا قليلا، فقال له رجل من قومه يقال له: المهاجر بن أوس

[529] : ما تريد يابن يزيد؟ أتريد ان تحمل؟ فسكت و اخذه مثل العرواء [530] فقال له: يابن يزيد! والله ان أمرك لمريب، والله ما رأيت منك في موقف قط مثل شي ء أراه الآن، و لو قيل لي: من أشجع أهل الكوفة رجلا ما عدوتك، فما هذا الذي أري منك!؟قال: اني - والله - اخير نفسي بين الجنة و النار، و والله لا أختار علي الجنة شيئا و لو قطعت و حرقت!ثم ضرب فرسه فلحق بحسين [عليه السلام] فقال له:جعلني الله فداك يابن رسول الله! أنا صاحبك الذي حبستك عن الرجوع و سايرتك في الطريق، و جعجعت بك في هذا المكان، و الله الذي لا اله الا هو ما ظننت أن القوم يردون عليك ما عرضت عليهم أبدا، و لا يبلغون منك هذه المنزلة فقلت في نفسي: لا ابالي ان اطيع القوم في بعض أمرهم، و لا يرون أني خرجت من طاعتهم، و أماهم فسيقبلون من حسين هذه الخصال التي يعرض عليهم، و والله لو ظننت أنهم لا يقبلونها منك ماركبتها منك، و اني قد جئتك تائبا مما كان مني الي ربي و مواسيا لك بنفسي حتي أموت بين يديك، أفتري [ صفحه 215] ذلك لي توبة؟!قال [الامام عليه السلام] : نعم: يتوب الله عليك، و يغفر لك، ما اسمك؟قال: أنا الحر بن يزيد [531] .قال: أنت الحر كما سمتك امك، انت الحر ان شاء الله في الدنيا و الآخرة. إنزل.قال: أنا لك فارسا خير مني لك راجلا، اقاتلهم علي فرسي ساعة و الي النزول ما يصير آخر أمري!قال الحسين [عليه السلام] فاصنع ما بدا لك.فاستقدم أمام أصحابه ثم قال:

خطبة الحر بن يزيد الرياحي

أيها القوم! ألا تقبلون

من حسين خصلة من هذه الخصال التي عرض عليكم فيعافيكم الله من حربه و قتاله؟قالوا: هذا الامير عمر بن سعد فكلمه.فكلمه بمثل ما كلمه به قبل، و بمثل ما كلم به أصحابه.قال عمر [بن سعد] : قد حرصت، لو وجدت الي ذلك سبيلا فعلت.فقال: يا أهل الكوفة! لامكم الهبل و العبر [532] ، اذ دعوتموه حتي اذا أتاكم أسلمتموه! و زعمتم أنكم قاتلوا أنفسكم دونه، ثم عدوتم عليه لتقتلوه! أمسكتم بنفسه و أخذتم بكظمه، و أحطتم به من كل جانب، فمنعتموه التوجه في بلاد الله [ صفحه 216] العريضة حتي يأمن و يأمن أهل بيته، و أصبح في أيديكم كالأسير، لا يملك لنفسه نفعا و لا يدفع ضرا، و حلا تموه و نساءه و صبيته و أصحابه عن ماء الفرات الجاري، الذي يشربه اليهودي و المجوسي و النصراني، و تمرغ فيه خنازير السواد و كلابه، و هاهم اولاء قد صرعهم العطش، بئسما خلفتم محمدا في ذريته! لا سقاكم الله يوم الظمأ ان لم تتوبوا و تنزعوا عما أنتم عليه من يومكم هذا في ساعتكم هذه [533] .فحملت عليه رجالة لهم ترميه بالنبل، فأقبل حتي وقف أمام الحسين [عليه السلام] [534] .و كان يزيد بن زياد بن المهاصر ممن خرج مع عمر بن سعد الي الحسين، فلما ردوا الشروط علي الحسين [عليه السلام] مال اليه [535] [فهو ممن اهتدي يوم عاشوراء بخطبة الحر الرياحي] . [ صفحه 217]

بدء القتال

اشاره

و زحف عمر بن سعد نحوهم، ثم نادي: يا ذويد! [536] أدن رايتك، فادناها، [ف] وضع سهمه في كبد قوسه ثم رمي فقال: اشهدوا أني أول من رمي [537] .فلما دنا عمر بن سعد و رمي بسهم

ارتمي الناس. [ثم] خرج يسار مولي زياد بن أبي سفيان، و سالم مولي عبيدالله بن زياد، فقالا: من يبارز؟ ليخرج الينا بعضكم.فوثب حبيب بن مظاهر، و برير بن حضير، فقال لهما حسين [عليه السلام] : اجلسا.فقام عبدالله بن عمير الكلبي [538] فقال: أباعبدالله - رحمك الله - ائذن لي [ صفحه 218] فلأخرج اليهما. فرأ [ه] حسين [عليه السلام] رجلا طويلا شديد الساعدين، بعيد ما بين المنكبين، فقال حسين [عليه السلام] : اني لأحسبه للأقران قتالا! اخرج ان شئت، فخرج اليهما.فقالا له: من أنت؟ فانتسب لهما، فقالا: لا نعرفك، ليخرج الينا زهير بن القين أو حبيب بن مظاهر أو برير بن خضير!.و [كان] يسار [مولي زياد] مستنتلا [مستعدا] أمام سالم [مولي عبيدالله بن زياد] فقال الكلبي [ليسار] : يابن الزانية! و بك رغبة عن مبارزة أحد من الناس، و ما يخرج اليك أحد من الناس الا و هو خير منك!ثم شد عليه فضربه بسيفه حتي برد. [فبينما هو] مشتغل به يضربه بسيفه اذ شد عليه سالم [مولي عبيدالله] ، فصاح به [اصحاب الحسين عليه السلام] : قد رهقك العبد! فلم يابه له حتي غشيه فبدره الضربة، فاتقاه الكلبي بيده اليسري فأطار اصابع كفه اليسري، ثم مال عليه الكلبي فضربه حتي قتله.و اقبل الكلبي و قد قتلهما جميعا، مرتجزا يقول:ان تنكروني فأنا ابن كلب حسبي بيتي في عليم حسبياني امرؤ ذو مرة و عصب [539] . و لست بالخوار عند النكب اني زعيم لك ام وهب بالطعن فيهم مقدما و الضرب ضرب غلام مؤمن بالرب فأخذت امرأته ام وهب عمودا، ثم اقبلت نحو زوجها تقول له: فداك أبي و امي قاتل دون الطيبين ذرية محمد!فاقبل اليها يردها نحو

النساء، فاخذت تجاذبه ثوبه ثم قالت:اني لن ادعك دون أن أموت معك! [ صفحه 219] فناداها حسين [عليه السلام] فقال: جزيتم من أهل بيت خيرا، ارجعي رحمك الله الي النساء فاجلسي معهن، فانه ليس علي النساء قتال.فانصرفت اليهن.

الحملة 1

اشاره

و حمل عمرو بن الحجاج - و هو علي ميمنة الناس - في ميمنة [الحسين عليه السلام] فلما أن دنا من حسين [عليه السلام] جثوا له علي الركب، و أشرعوا الرماح نحوهم فلم تقدم خيلهم علي الرماح [و] ذهبت لترجع، فرشقوهم بالنبل، فصرعوا منهم رجالا و جرحوا منهم آخرين [540] .

كرامة و هداية

[و] جاء رجل من بني تميم يقال له عبدالله بن حوزة، حتي وقف أمام الحسين [عليه السلام] فقال:يا حسين! يا حسين!فقال حسين [عليه السلام] : ما تشاء؟قال: أبشر بالنار!قال: كلا، اني اقدم علي رب رحيم، و شفيع مطاع، من هذا؟قال له أصحابه: هذا ابن حوزة.قال: رب حزه الي النار!فاضطرب به فرسه في جدول فوقع فيه، و تعلقت رجله بالركاب، و وقع رأسه في الارض، و نفر الفرس، فأخذ يمر به فيضرب برأسه كل حجر و كل [ صفحه 220] شجرة حتي مات! [541] .قال مسروق بن وائل: كنت في أوائل الخيل ممن سار الي الحسين [عليه السلام] فقلت: اكون في اوائلها لعلي اصيب رأس الحسين فاصيب به منزلة عند عبيدالله بن زياد! فلما انتهينا الي حسين [عليه السلام] تقدم رجل من القوم يقال له: ابن حوزة فقال: أفيكم حسين؟فسكت حسين [عليه السلام] .فقالها ثانية، فسكت.حتي اذا كانت الثالثة، قال [عليه السلام] : قولوا له: نعم، هذا حسين فما حاجتك؟قال: يا حسين! أبشر بالنار!قال: كذبت، بل اقدم علي رب غفور و شفيع مطاع، فمن أنت؟قال: ابن حوزة.فرفع الحسين [عليه السلام] يديه حتي رأينا بياض ابطيه من فوق الثياب ثم قال: اللهم حزه الي النار!فغضب ابن حوزة، فذهب ليقحم اليه الفرس و بينه و بينه نهر، فعلقت قدمه بالركاب و جالت به الفرس فسقط عنها فانقطعت

قدمه و ساقه و فخذه، و بقي جانبه معلقا بالركاب. [قال] عبدالجبار بن وائل الحضرمي: فرجع مسروق و ترك الخيل من ورائه، فسألته [عن ذلك] فقال: لقد رأيت من أهل هذا البيت شيئا لا اقاتلهم أبدا! [542] . [ صفحه 221]

مباهلة برير، و مقتله

و خرج يزيد بن معقل [من عسكر عمر بن سعد] فقال:يا برير بن حضير [543] ! كيف تري الله صنع بك؟!قال [برير] : صنع الله - والله - بي خيرا، و صنع الله بك شرا!قال [يزيد بن معقل] : كذبت و قبل اليوم ما كنت كذابا! هل تذكر - و أنا اما شيك في بني لوذان - و أنت تقول: ان عثمان بن عفان كان علي نفسه مسرفا، و ان معاوية بن أبي سفيان ضال مضل، و ان امام الهدي و الحق علي بن أبي طالب؟!فقال له برير: أشهد أن هذا رأيي و قولي!فقال له يزيد بن معقل. فاني أشهد أنك من الضالين!فقال له برير بن حضير: هل لك فلا باهلك [544] و لندع الله أن يلعن الكاذب، و أن يقتل المبطل، ثم اخرج فلا بارزك!فخرجا فرفعا أيديهما الي الله يدعوانه: أن يلعن الكاذب و أن يقتل المحق المبطل.ثم برز كل واحد منها لصحابه فاختلفا ضربتين، فضرب يزيد بن معقل برير بن حضير ضربة خفيفة لم تضره شيئا، و ضربه برير بن حضير ضربة قدت المغفر و بلغت الدماغ، فخر كأنما هوي من حالق [مرتفع] و ان سيف ابن حضير لثابت في رأسه، فكأني انظر اليه ينضنضه من رأسه [545] .و حمل عليه رضي بن منقذ العبدي [من عسكر عمر بن سعد] فاعتنق [ صفحه 222] بريرا، فاعتركا ساعة، ثم ان بريرا قعد

علي صدره، فقال رضي: أين أهل المصاع و الدفاع [546] !فحمل عليه كعب بن جابر الازدي بالرمح حتي وضعه في ظهر [برير] فلما وجد [برير] مس الرمح برك علي [رضي بن منقذ العبدي] فعض بوجهه و قطع طرف انفه، فطعنه كعب بن جابر حتي ألقاه عن [العبدي] و قد غيب السنان في ظهر [برير] ثم أقبل عليه يضربه بسيفه حتي قتله [رحمة الله عليه] [547] و [548] . [ صفحه 223] و خرج عمرو بن قرظة الأنصاري يقاتل دون حسين [عليه السلام] و هو يقول:قد علمت كتيبة الأنصار أني ساحمي حوزة الذمارضرب غلام غير نكس شاري دون حسين مهجتي و داري [549] .فقتل [رحمة الله عليه] و كان اخوه علي [بن قرطة] مع عمر بن سعد، فنادي؛ يا حسين! يا كذاب ابن الكذاب! اضللت اخي و غررته حتي قتلته؟! قال [الحسين عليه السلام] ان الله لم يضل اخاك و لكنه هدي أخاك و أضلك! قال: قتلني الله ان لم أقتلك أو أموت دونك! [و] حمل علي [الامام عليه السلام] .فاعترضه نافع بن هلال المرادي فطعنه فصرعه، فحمله أصحابه فاستنقذوه [550] . [و كان] الناس يتجاولون و يقتتلون، و [فيهم] الحر بن يزيد [الرياحي] يحمل علي القوم و يتمثل قوله:ما زلت أرميهم بثغرة نحره و لبانه حتي تسر بل بالدم [551] .و ان فرسه لمضروب علي اذنيه و حاجبه، و دماؤه تسيل. [و كان] يزيد بن سفيان [التميمي يقول] : أما والله لو أني رأيت الحر بن [ صفحه 224] يزيد حين خرج لاتبعته السنان! فقال [له] الحصين بن تميم [552] : هذا الحر بن يزيد الذي كنت تتمني! قال: نعم، فخرج اليه فقال له: هل

لك يا حر بن يزيد في المبارزة؟! قال: نعم قد شئت. فبرز له، فكأنما كانت نفسه في يده، ما لبث الحر حتي خرج اليه أن قتله [553] . [و كان] نافع بن هلال [المرادي الجملي] يقاتل و هو يقول: أنا الجملي، أنا علي دين علي [عليه السلام] .فخرج اليه رجل يقال له مزاحم بن حريث فقال: أنا علي دين عثمان! فقال له: أنت علي دين شيطان! ثم حمل عليه فقتله!فصاح عمرو بن الحجاج [الزبيدي] : يا حمقي! أتدرون من تقاتلون؟! فرسان المصر، قوما مستميتين، لا يبرزن لهم منكم أحد، فانهم قليل، و قلما يبقون، والله لو لم ترموهم الا بالحجارة لقتلتموهم!فقال عمر بن سعد: صدقت، الرأي ما رأيت.و أرسل الي الناس يعزم عليهم أن لا يبارز رجل منكم رجلا منهم! [554] .

الحملة 2

اشاره

[ثم] دنا عمر بن الحجاج من أصحاب الحسين [و هو] يقول:يا أهل الكوفة! الزموا طاعتكم و جماعتكم، و لا ترتابوا في مقتل من مرق من الدين و خالف الامام!فقال له الحسين [عليه السلام] : يا عمرو بن الحجاج! أعلي تحرض الناس؟! أنحن مرقنا و أنتم ثبتم عليه! أما والله لتعلمن - لو قد قبضت أرواحكم [ صفحه 225] و متم علي أعمالكم - أينا مرق من الدين و من هو أولي بصلي النار!ثم ان عمرو بن الحجاج حمل علي الحسين [عليه السلام] في ميمنة عمر بن سعد من نحو الفرات، فاضطربوا ساعة.فصرع [جماعة من أصحاب الحسين عليه السلام منهم] :

مسلم بن عوسجة

جاء في هذا الخبر «فصرع مسلم بن عوسجة الاسدي أول أصحاب الحسين» بينما ذكر قبله مقتل برير و عمرو بن قرظة بالمبارزة، ثم توقيف المبارزة و بدء الحملات، فهو اول من قتل في الحملة الاولي، كان يبايع لحسين عليه السلام و من طريقه دخل معقل علي مسلم بن عقيل: 362: 5 و عقد له مسلم بن عقيل علي ربع مذحج و أسد: 369: 5 و هو الذي قام بعد خطبة الامام عليه السلام ليلة عاشوراء فقال: أنحن نخلي عنك و لما نعذر الي الله في أداء حقك؟! أما والله حتي اكسر في صدورهم رمحي، و أضربهم بسيفي ما ثبت قائمه بيدي، و لا افارقك، و لو لم يكن معي سلاح اقتلهم به لقذفتهم بالحجارة دونك حتي أموت معك: 419: 5 و هو الذي استأذن الامام عليه السلام ليرمي شمرا و قال: يابن رسول الله جعلت فداك! ألا أرميه بسهم فانه من أعظم الجبارين، فقال له الحسين عليه السلام: لا ترمه فاني اكره أن أبدأهم: 424:

5 و لا يدري كيف لحق بالحسين عليه السلام من الكوفة فلم يذكر التاريخ شيئا عنه. [قتله من أصحاب عمرو بن الحجاج] : عبدالرحمن البجلي و مسلم بن عبدالله الضبابي، فنادي أصحاب عمرو بن الحجاج: قتلنا مسلم بن عوسجة الأسدي! ثم انصرف عمرو بن الحجاج و أصحابه و ارتفعت الغبرة، فاذا هم به صريع!فمشي اليه الحسين [عليه السلام] فاذا به رمق فقال: رحمك ربك يا مسلم بن عوسجة «فمنهم من قضي نحبه و منهم ممن ينتظر و ما بدلو تبديلا» [555] .ودنا منه حبيب بن مظاهر فقال: عز علي مصرعك يا مسلم، أبشر بالجنة.فقال له مسلم قولا ضعيفا: بشرك الله بخير. [ صفحه 226] فقال له حبيب: لو لا أني أعلم أني في أثرك لا حق بك من ساعتي هذه، لأحببت أن توصيني بكل ما أهمك حتي احفظك في كل ذلك بما أنت اهل له في القرابة و الدين.قال [مسلم] : بل أنا اوصيك بهذا رحمك الله - و اهوي بيده الي الحسين - أن تموت دونه.قال [حبيب] : أفعل و رب الكعبة.فما كان بأسرع من أن مات في أيديهم [رحمه الله] .فصاحت جارية له: يابن عوسجتاه! يا سيداه! [556] .

الحملة 3

اشاره

و حمل شمر بن ذي الجوشن في الميسرة علي أهل الميسرة [من أصحاب الحسين عليه السلام] فثبتوا له [و] طاعنوه و أصحابه، فحمل هاني بن ثبيت الحضرمي و بكير بن حي التيمي [علي عبدالله بن عمير] الكلبي فقتلاه [رحمه الله] [557] . [ صفحه 227]

حملات أصحاب الحسين و مبارزاتهم

و قاتل أصحاب الحسين [عليه السلام] قتالا شديدا و أخذت خيلهم تحمل، و انما هم: اثنان و ثلاثون فارسا [558] و أخذت لا تحمل علي جانب من خيل أهل الكوفة الا كشفته.فلما رأي عزرة بن قيس [التميمي] - و هو علي خيل أهل الكوفة - أن خيله تنكشف من كل جانب، بعث عبدالرحمن بن حصن الي عمر بن سعد [يقول] : أما تري ما تلقي خيلي منذ اليوم من هذه العدة اليسيرة! ابعث اليهم الرجال و الرماة!فقال لشبت بن ربعي [التميمي] : ألا تقدم اليهم؟فقال: سبحان الله! أتعمد الي شيخ مضر و أهل المصرعامة! تبعثه في الرماة! لم تجد غيري من تندب لهذا و يجزي عنك؟! [ف] دعا عمر بن سعد: الحصين بن تميم، فبعث معه المجففة، و خمسمائة من المرامية، فاقبلوا [فما] دنوا من الحسين و أصحابه رشقوهم بالنبل، فلم يلبثوا أن عقروا خيولهم و صاروا رجالة كلهم [559] . [و عقر فرس الحر بن يزيد الرياحي] فما لبث أن ارعد الفرس و اضطرب وكبا، فوثب عنه الحر كأنه ليث و السيف في يده و هو يقول: [ صفحه 228] ان تعقروا بي فانا ابن الحر اشجع من ذي لبد هزبر [560] .و قاتلوهم حتي انتصف النهار، أشد قتال! و [هم] لا يقدرون علي أن يأتوهم الا من وجه واحد، لاجتماع ابنيتهم و تقارب بعضها من بعض.فلما رأي

ذلك عمر بن سعد أرسل رجالا يقوضونها عن أيمانهم و عن شمائلهم ليحيطوا بهم، فأخذ الثلاثة و الاربعة من أصحاب الحسين [عليه السلام] يتخللون البيوت فيشدون علي الرجل و هو يقوض فيقتلونه و يرمونه و يعقرونه. [ف] عند ذلك أمر بها عمر بن سعد فقال: أحرقوها بالنار!فقال حسين [عليه السلام] : دعوهم فليحرقوها فانهم لو حرقوها لم يستطيعوا أن يجوزوا اليكم منها و كان كذلك. [ف] أخذوا لا يقاتلونهم الا من وجه واحد.

الحملة 4

و حمل [فيمن حمل] شمر بن ذي الجوشن حتي طعن فسطاط الحسين [عليه السلام] برمحه و نادي: علي بالنار حتي احرق هذا البيت علي أهله!فصاح النساء و خرجن من الفسطاط!و صاح بن الحسين [عليه السلام] : يابن ذي الجوشن: أنت تدعو بالنار لتحرق بيتي علي أهلي؟ حرقك الله بالنار! [561] . [ صفحه 229] قال حميد بن مسلم [الازدي ف] قلت لشمر. سبحان الله! ان هذا لا يصلح لك، أتريد أن تجمع علي نفسك خصلتين: تعذب بعذاب الله، و تقتل الولدان و النساء! والله ان في قتلك الرجال لما ترضي به أميرك! [562] .(و) جاءه شبث بن ربعي [التميمي] فقال: ما رأيت مقالا اسوأ من قولك، و لا موقفا أقبح من موقفك، أمرعبا للنساء صرت؟!و حمل عليه زهير بن القين في عشرة رجال من اصحابه فشد علي شمر و أصحابه، فكشفهم عن البيوت حتي ارتفعوا عنها.(ثم) تعطف الناس عليهم فكثروهم، فلا يزال الرجل من اصحاب الحسين [عليه السلام] يقتل: فاذا قتل منهم الرجل و الرجلان تبين فيهم، و اولئك كثير لا يتبين فيهم ما يقتل منهم.

الاستعداد لصلاة الظهر

فلما رأي ذلك أبوثمامة عمرو بن عبدالله الصائدي [563] قال للحسين:يا أباعبدالله! نفسي لك الفداء، اني أري هؤلاء قد اقتربوا منك، و لا والله لا تقتل حتي اقتل دونك ان شاء الله، و احب أن القي ربي و قد صليت هذه الصلاة التي دنا وقتها.فرفع الحسين [عليه السلام] رأسه ثم قال:ذكرت الصلاة، جعلك الله من المصلين الذاكرين! نعم، هذا اول وقتها. [ صفحه 230] ثم قال: سلوهم أن يكفوا عنا حتي نصلي.فقال لهم الحصين بن تميم: انها لا تقبل!فقال له حبيب بن مظاهر: زعمت [أن] الصلاة من آل رسول

الله صلي الله عليه [و آله] و سلم لا تقبل و تقبل منك يا حمار؟!

مقتل حبيب بن مظاهر

كان ممن كتب الي الامام عليه السلام من زعماء الشيعة من أهل الكوفة: 352: 5 و كان ممن اجاب مسلم بن عقيل للبيعة للامام عليه السلام قائلا: انا والله الذي لا اله الا هو علي مثل ما هذا عليه، مشيرا الي عابس بن أبي شبيب الشاكري: 355: 5 و قال لقره بن قيس الحنظلي التميمي رسول عمر بن سعد الي الامام عليه السلام بكربلاء: ويحك يا قرة بن قيس! أني ترجع الي القوم الظالمين! انصر هذا الرجل الذي بآبائه أيدك الله بالكرامة و ايانا معك: 411: 5 و لما نهض ابن سعد الي الحسين عليه السلام عشية التاسع من المحرم و زحف نحوهم بعد صلاة العصر، فاستقبلهم العباس بن علي عليه السلام في نحو من عشرين فارسا كان منهم حبيب بن مظاهر، فلما ذهب العباس الي الامام عليه السلام يخبره الخبر و وقف اصحابه يخاطبون القوم قال حبيب: أما والله لبئس القوم عندالله غدا قوم يقدمون عليه قد قتلوا ذرية نبيه و عترته و أهل بيته و عباد أهل هذا المصر المجتهدين بالاسحار و الذاكرين الله كثيرا: 416: 5 و جعله الامام عليه السلام علي ميسرة اصحابه: 422: 5 و لما وقف علي مسلم بن عوسجة فأوصاه مسلم بنصرة الامام عليه السلام قال: افعل و رب الكعبة: 436: 5 و تفاخر بقتله الحصين بن تميم فعلق رأسه بلبان فرسه، و قتل ابنه القاسم بن حبيب قاتله بديل بن صريم التميمي قصاصا و هما في عسكر مصعب بن الزبير في غزو باجميرا: 440: 5.فحمل عليهم الحصين بن تميم [التميمي] و خرج

اليه حبيب بن مظاهر [الاسدي] فضرب وجه فرسه بالسيف فشب و وقع عنه، و حمله أصحابه فاستنقذوه.و اخذ حبيب يقول:أنا حبيب و أبي مظاهر فارس هيجاء و حرب تسعرأنتم أعد عدة و اكثر و نحن أوفي منكم و أصبرو نحن أعلي حجة و أظهر حقا، و أتقي منكم، و أعذر [ صفحه 231] و يقول:اقسم لو كنا لكم اعدادا أو شطركم وليتم أكتادا [564] .يا شر قوم حسبا و آدا [565] و قاتل قتالا شديدا، فحمل عليه رجل من بني تميم يقال له: بديل بن صريم فطعنه فوقع، فذهب ليقوم، فضربه الحصين بن تميم [التميمي] علي رأسه بالسيف فوقع و نزل اليه التميمي فأحتز رأسه [566] و [567] .و لما قتل حبيب بن مظاهر هذ ذلك حسينا و قال: احتسب نفسي و حماة اصحابي.

مقتل الحر بن يزيد الرياحي

[و برز الحر] فأخذ يرتجز و يقول: [ صفحه 232] [اني أنا الحر و مأوي الضيف] أضرب في أعراضهم بالسيف عن خير من حل مني و الخيف [أضربهم و لا رأي من حيف] و يقول أيضا:آليت لا اقتل حتي اقتلا و لن اصاب اليوم الا مقبلاأضربهم بالسيف ضربا مقصلا لانا كلا عنهم و لا مهللا [و خرج معه زهير بن القين ف] قاتلا قتالا شديدا، فكان اذا شد أحد هما فان استلحم [568] شد الآخر حتي يخلصه، ففعلا ذلك ساعة، ثم شدت رجالة علي الحر بن يزيد فقتل [رحمة الله عليه] .

صلاة الظهر

ثم صلي بهم الحسين [عليه السلام] صلاة الخوف [569] فاستقدم [سعيد بن عبدالله الحنفي] أمامه، فاستهدف لهم يرمونه بالنبل يمينا و شمالا، فمازال يرمي قائما بين يديه حتي سقط [رحمة الله عليه] .

مقتل زهير بن القين

[و خرج زهير بن القين ف] أخذ يضرب علي منكب حسين [عليه السلام] و يقول:أقدم هديت هاديا مهديا فاليوم تلقي جدك النبياو حسنا و المرتضي عليا و ذا الجناحين الفتي الكمياو أسد الله الشهيد الحيا [ صفحه 233] و قاتل قتالا شديدا [و هو] يقول:أنا زهير و انا ابن القين اذودهم بالسيف عن حسين [570] .فشد عليه كثير بن عبدالله الشعبي و مهاجر بن أوس، فقتلاه [رحمة الله عليه] .

مقتل نافع بن هلال الجملي

هو الذي كان قد بعث فرسه مع الطرماح بن عدي الي الامام عليه السلام في طريقه الي الكوفة 405: 5 و لما اشتد العطش بالامام عليه السلام و اصحابه دعا اخاه العباس بن علي عليه السلام فبعثه في ثلاثين فارسا و عشرين راجلا و استقدم امامهم نافع بن هلال و رحب به عمرو بن الحجاج و قال: اشرب هنيئا، فقال: لا والله اشرب منه قطرة و حسين عطشان: 412: 5 و لما خرج علي بن قرظة اخو عمرو بن قرظة الانصاري فحمل علي الحسين عليه السلام اعترضه نافع بن هلال المرادي فطعنه فصرعه: 434: 5.و كان نافع بن هلال الجملي قد كتب اسمه علي أفواق نبله، فجعل يرمي بها مسومة و هو يقول: «أنا الجملي، أنا علي دين علي» فقتل اثني عشر من أصحاب عمر بن سعد سوي من جرح. [و جرح و] كسرت عضداه فأخذه شمر بن ذي الجوشن و معه أصحاب له أسيرا يسوقون [ه] حتي أتي به عمر بن سعد، و الدماء تسيل علي لحيته!فقال له عمر بن سعد: ويحك يا نافع! ما حملك علي ما صنعت بنفسك؟قال: ان ربي يعلم ما أردت، والله لقد قتلت منكم اثني عشر سوي من جرحت،

و ما ألوم نفسي علي الجهد، و لو بقيت لي عضد و ساعد ما أسرتموني!فقال له شمر: اقتله اصلحك الله!قال: ان شئت فاقتله. فانتضي شمر سيفه.فقال له نافع: أما والله أن لو كنت من المسلمين لعظم عليك أن تلقي الله [ صفحه 234] بدمائنا! فالحمد الله الذي جعل منايانا علي يدي شرار خلقه!فقتله [رحمة الله عليه] .

الاخوان الغفاريان

فلما رأي أصحاب الحسين [عليه السلام] أنهم لا يقدرون علي أن يمنعوا حسينا و لا أنفسهم، تنافسوا في أن يقتلوا بين يديه.فجاءه عبدالله و عبدالرحمن ابنا عزرة الغفاريان فقالا:يا أياعبدالله! عليك السلام، حازنا العدو اليك، فاحببنا أن نقتل بين يديك، نمنعك و ندفع عنك:قال [عليه السلام] : مرحبا بكما، ادنوا مني.فدنوا منه فجعلا يقاتلان و أحدهما يقول:قد علمت حقا بنو غفار و خندف بعد بني نزارلنضر بن معشر الفجار بكل عضب صارم بتاريا قوم ذودوا عن بني الاحرار بالمشرفي و القنا الخطار [فقاتلا بين يديه قتالا شديدا حتي قتلا رحمهما الله]

الفتيان الجابريان

و جاء الفتيان الجابريان: سيف بن الحارث بن سريع، و مالك بن عبد بن سريع، و هما ابناعم و اخوان لام، فأتيا حسينا فدنوا منه و هما يبكيان.فقال [عليه السلام] : أي ابني أخي، ما يبكيكما؟ فوالله انا لأرجوأن تكونا قريري عين عن ساعة.قالا: جعلنا الله فداك! لا والله ما علي أنفسنا نبكي و لكنا نبكي عليك، نراك قد احيط بك و لا نقدر علي أن نمنعك. [ صفحه 235] فقال [عليه السلام] فجزاكما الله يا ابني اخي بوجد كما من ذلك و مواساتكما اياي بأنفسكما، أحسن جزاء المتقين.ثم استقدم الفتيان الجابريان يلتفتان الي حسين [عليه السلام] و يقولان: السلام عليك يابن رسول الله، فقال: و عليكما السلام و رحمة الله. فقاتلا حتي قتلا [رحمهما الله] .

مقتل حنظلة بن أسعد الشبامي

و جاء حنظلة بن أسعد الشبامي فقام بين يدي حسين [عليه السلام] : فأخذ ينادي: «يا قوم اني أخاف عليكم مثل يوم الاحزاب، مثل دأب قوم نوح و عاد و ثمود و الذين من بعدهم، و ما الله يريد ظلما للعباد، و يا قوم اني اخاف عليكم يوم التناد، يوم تولون مدبرين مالكم من الله من عاصم، و من يضلل الله فما له من هاد» [571] يا قوم لا تقتلوا حسينا فيسحتكم الله بعذاب «و قد خاب من افتري» [572] .فقال له حسين [عليه السلام] يابن أسعد! رحمك الله! انهم قد استوجبوا العذاب حيث ردوا عليك ما دعوتهم اليه من الحق، و نهضوا اليك ليستبيحوك و أصحابك، فكيف بهم الآن و قد قتلوا اخوانك الصالحين!قال: صدقت، جعلت فداك! أنت أفقه مني و أحق بذلك. أفلا نروح الي الآخرة و نلحق باخواننا؟فقال: رح الي خير من الدنيا و ما

فيها، والي ملك لا يبلي.فقال: السلام عليك أباعبدالله، صلي الله عليك و علي أهل بيتك، [ صفحه 236] و عرف بيننا و بينك في جنته.فقال [عليه السلام] : آمين، أمين.فاستقدم [حنظلة الشبامي] فقاتل حتي قتل [رحمة الله عليه] .

مقتل عابس بن أبي شبيب الشاكري و شوذب مولاه

عابس: هو الذي قام في الكوفة بعد ما قرأ عليهم مسلم بن عقيل كتاب الامام عليه السلام، فحمد الله و اثني عليه ثم قال: اما بعد، فاني لا اخبرك عن الناس و لا اعلم ما في أنفسهم، و ما اغرك منهم والله لاحدثنك عما أنا موطن نفسي عليه، والله لاجيبنكم اذ دعوتم، و لا قاتلن معكم عدوكم، و لا ضربن بسيفي دونكم حتي القي الله، لا اريد بذلك الا ما عندالله!فقال له حبيب بن مظاهر: رحمك الله! قد قضيت ما في نفسك بواجز من قولك!: 355: 5 و حيث تحول مسلم بن عقيل الي دار هاني بن عروة و بايعه ثمانية عشر ألفا، قدم كتابا الي الحسين عليه السلام مع عابس بن ابي شبيب الشاكري: أن عجل الاقبال: 375: 5.و جاء عابس بن أبي شبيب الشاكري و معه شوذب مولي شاكر، فقال [له] يا شوذب! ما في نفسك أن تصنع؟قال: ما أصنع! اقاتل معك دون ابن بنت رسول الله صلي الله عليه [و آله] و سلم حتي اقتل!قال: ذلك الظن بك، أما لا [573] فتقدم بين يدي أبي عبدالله حتي يحتسبك كما احتسب غيرك من أصحابه، و حتي احتسبك أنا، فانه لو كان معي الساعة أحد أنا أولي به مني بك لسرني أن يتقدم بين يدي حتي أحتسبه، فان هذا يوم ينبغي لنا أن نطلب الأجر بكل ما قدرنا عليه، فانه لا عمل بعد اليوم و

انما هو الحساب.فتقدم [شوذب] فسلم علي الحسين [عليه السلام] ثم مضي فقاتل حتي قتل [رحمة الله عليه] . [ صفحه 237] ثم قال عابس بن أبي شبيب: يا أباعبدالله! أما والله ما أمسي علي وجه الارض قريب و لا بعيد أعز علي و لا أحب الي منك، و لو قدرت علي أن أدفع عنك الضيم و القتل بشي ء أعز علي من نفسي و دمي لعملته، السلام عليك يا أباعبدالله، أشهد الله أني علي هديك و هدي أبيك.ثم مشي بالسيف مصلتا نحوهم و به ضربة علي جبينه [574] .قال ربيع بن تميم [الهمداني] : لما رأيته مقبلا عرفته فقلت:أيها الناس! هذا الأسد الأسود، هذا ابن أبي شبيب، لا يخرجن اليه أحد منكم!فأخذ ينادي: ألا رجل لرجل؟!فقال عمر بن سعد: ارضخوه بالحجارة!فرمي بالحجارة من كل جانب!فلما رأي ذلك ألقي درعه و مغفره، ثم شد علي الناس، فوالله لرأيته يكرد [575] اكثر من مائتين من الناس!ثم انهم تعطفوا عليه من كل جانب، فقتل [رحمة الله عليه] [576] و [577] .

مقتل يزيد بن زياد أبي الشعثاء الكندي

و كان يزيد بن زياد بن المهاصر - و هو ابوالشعثاء الكندي - ممن خرج مع عمر بن سعد الي الحسين [عليه السلام] فلما ردوا الشروط علي الحسين مال اليه [ صفحه 238] فقاتل [معه] و كان رجزه يومئذ:أنا يزيد و أبي مهاصر أشجع من ليث - بغيل - خادر [578] .يا رب اني للحسين ناصر و لا بن سعد تارك و هاجر [579] .و كان راميا، [ف] جثا علي ركبته بين يدي الحسين [عليه السلام] فرمي بمائة سهم، ما سقط منها الا خمسة أسهم، فكلما رمي قال: أنا ابن بهدلة، فرسان العرجلة و يقول حسين [عليه

السلام] : اللهم سدد رميته، واجعل ثوابه الجنة. [ثم] قاتل حتي قتل [رحمة الله عليه] .

الرجال الاربعة

[الرجال الاربعة الذين جاؤا الذين جاؤا مع الطرماح بن عدي الي الحسين عليه السلام، و هم] : جابر بن الحارث السلماني، و مجمع بن عبدالله العائذي [580] و عمر بن خالد الصيداوي و سعد مولي عمر بن خالد، فشدوا مقدمين بأسيافهم علي الناس، فلما و غلوا عطف عليهم الناس يحوزونهم و قطعوهم من أصحابهم، [ صفحه 239] فحمل عليهم العباس بن علي فاستنقذهم، [ثم] شدوا بأسيافهم فقاتلوا حتي قتلوا في مكان واحد [581] [رحمهم الله] .

سويد الخثعمي و بشر الحضرمي

[و] كان آخر من بقي مع الحسين من اصحابه: سويد بن عمر بن أبي المطاع الخثعمي [582] و بشير بن عمر و الحضرمي [فأما بشير فقد تقدم و قاتل حتي قتل رحمه الله، و أما سويد فقد تقدم و قاتل حتي اثخن فصرع] [583] فوقع بين القتلي مثخنا و اخذ سيفه [فلما] قتل الحسين [عليه السلام] سمعهم يقولون قتل الحسين، وجد افاقة، و معه سكين، فقاتلهم بسكينه ساعة [حتي] قتله زيد بن رقاد الجنبي [584] و عروة بن بطار التغلبي.و كان آخر قتيل [585] و [586] . [ صفحه 241]

علي بن الحسين الاكبر

اشاره

و كان أول قتيل من بني أبي طالب يومئذ: علي الاكبر [587] بن الحسين بن علي [عليه السلام] .و امه ليلي ابنة أبي مرة بن عروة بن مسعود الثقفي [588] . [ صفحه 242] اخذ يشد علي الناس و هو يقول:أنا علي بن حسين بن علي نحن و رب البيت اولي بالنبيتا لله لا يحكم فينا ابن الدعي [589] ففعل ذلك مرارا، فبصر به مرة بن منقذ بن النعمان العبدي [590] فقال: علي [ صفحه 243] آثام العرب ان مربي يفعل مثل ما كان يفعل ان لم اثكله أباه! فمر يشد علي الناس بسيفه، فاعترضه مرة بن منقذ، فطعنه فصرع، و احتواه الناس فقطعوه بأسيافهم [591] و [592] . [فجاءه] الحسين [عليه السلام] يقول: قتل الله قوما قتلوك يا بني! ما أجرأهم علي الرحمن، و علي انتهاك حرمة الرسول! علي الدنيا بعدك العفاء!و خرجت امرأة مسرعة تنادي: يا اخياه! و يابن اخياه! فجاءت حتي كبت عليه! فجاءها الحسين [عليه السلام] فأخذ بيدها فردها الي الفسطاط، و أقبل [علي] فتيانه فقال: احملوا أخاكم، فحملوه من

مصرعه حتي وضعوه بين يدي الفسطاط الذي كانوا يقاتلون أمامه [593] .

القاسم بن الحسن

قال حميد بن مسلم: خرج الينا غلام كأن وجهه شقه قمر، في يده السيف عليه قميص و ازار و نعلان قد انقطع شسع احدهما ما أنسي أنها اليسري. [ صفحه 244] فقال لي عمرو بن سعد بن نفيل الازدي [594] : والله لأشدن عليه، فقلت له: سبحان الله! و ما تريد الي ذلك! يكفيك هؤلاء الذين تراهم قد احتووه، فقال: و الله لا شدن عليه!فشد عليه فما ولي حتي ضرب رأسه بالسيف، فوقع الغلام لوجهه فقال: يا عماه!فجلي الحسين [عليه السلام] كما يجلي الصقر، ثم شد شدة ليث اغضب، فضرب عمروا بالسيف فاتقاه بالساعد فاطنها من لدن المرفق، و جالت الخيل فوطئته حتي مات.و انجلت الغبرة، فاذا بالحسين [عليه السلام] قائم علي رأس الغلام، و الغلام يفحص برجليه، و حسين [عليه السلام] يقول:بعدا لقوم قتلوك، و من خصمهم يوم القيامة فيك جدك. عز والله علي عمك أن تدعوه فلا يجيبك، أو يجيبك ثم لا ينفعك، صوت و الله كثرواتره و قل ناصره!ثم احتمله، فكأني انظر الي رجلي الغلام يخطان في الارض و قد وضع الحسين صدره علي صدره، فجاء به حتي ألقاه مع ابنه علي بن الحسين و حوله قتلي من أهل بيته.فسألت عن الغلام فقيل: هو القاسم بن الحسن بن علي بن أبي طالب [595] [عليه السلام] . [ صفحه 245]

العباس بن علي و اخوته

[ثم] ان العباس بن علي [عليه السلام] قال لاخوته من امه: عبدالله، و جعفر، و عثمان: يا بني امي تقدموا حتي [ارثيكم] فانه لا ولدلكم!ففعلوا [و تقدموا فقاتلوا قتالا شديدا حتي] قتلوا [رحمهم الله] [596] و [597] .

رضيع الحسين

و قعد الحسين [عليه السلام ف] اتي بصبي له، [هو الرضيع أو اكبر منه] [ صفحه 246] عبدالله بن الحسين [598] ، فأجلسه في حجره [599] فهو في حجره اذ رماه أحد بني أسد [حرملة بن كاهل أو هاني بن ثبيت الحضرمي] بسهم فذبحه، فتلقي الحسين [عليه السلام] دمه، فلما ملأ كفه صبه في الارض ثم قال:رب ان تك حبست عنا النصر من السماء فاجعل ذلك لما هو خير، و انتقم لنا من هؤلاء الظالمين [600] و [601] .

ابنا عبدالله بن جعفر

فاعتورهم الناس من كل جانب:فحمل عبدالله بن قطبة النبهاني الطائي علي: عون بن عبدالله بن جعفر بن أبي طالب، فقتله [602] . [ صفحه 247] و حمل عامر بن نهشل التميمي علي: محمد بن عبدالله بن جعفر بن أبي طالب، فقتله [603] .

آل عقيل

و شد عثمان بن خالد بن اسير الجهني و بشر بن حوط القابضي الهمداني علي عبدالرحمن بن عقيل بن أبي طالب فقتلاه [604] و اشتركا في سلبه.و رمي عبدالله بن عزرة الخثعمي: [605] جعفر بن عقيل بن عقيل بن ابي طالب فقتله.ثم ان عمرو بن صبيح الصدائي [606] رمي عبدالله بن مسلم بن [ صفحه 248] عقيل [607] بسهم فوضع كفه علي جبهته، فأخذ لا يستطيع أن يحرك كفيه، ثم بسهم اخر ففلق قلبه! [608] .و قتل لبيط بن ياسر الجهني: محمد بن أبي سعيد ابن عقيل [609] .

ابناء الحسن بن علي

و رمي عبدالله بن عقبة الغنوي: [610] أبابكر بن الحسن [611] بن علي بسهم [ صفحه 249] فقتله [612] .و قتل عبدالله بن الحسن بن علي بن أبي طالب، رماه حرملة بن كاهل [613] بسهم فقتله [614] . [ صفحه 250]

الحسين

اشاره

و لما بقي الحسين [عليه السلام] في ثلاثة رهط أو أربعة، دعا بسراويل يمانية محققة يلمع فيها البصر، ففرزه و نكثه لكيلا يسلبه [615] و [616] .و مكث طويلا من النهار كلما انتهي اليه رجل من الناس انصرف عنه، و كره ان يتولي قتله و عظيم اثمه عليه!و أتاه مالك بن النسير [البدي الكندي [3] ] فضربه علي رأسه بالسيف فقطع البرنس [الذي] عليه و أصاب رأسه فأدما [ه و] امتلأ البرنس دما فقال له الحسين: لا اكلت بها و لا شربت، و حشرك الله مع الظالمين! [ثم] القي ذلك البرنس [و] دعا بقلنسوة فلبسها و اعتم [عليها] [617] . [ صفحه 251] [ف] كان معتما [علي القلنسوة بالخز الأسود] و عليه قميص [618] [أو] جبة من خز، و كان مخضوبا بالوسمة، و هو يقاتل قتال الفارس الشجاع، يتقي الرمية، و يفترص العورة، و يشد علي الخيل [619] .و أقبل شمر بن ذي الجوشن في نفر نحو من عشرة من رجالة أهل الكوفة قبل منزل الحسين الذي فيه ثقله و عياله، فمشي نحوه، فحالوا بينه و بين رحله [ صفحه 252] فقال الحسين [عليه السلام] : ويلكم! ان لم يكن لكم دين، و كنتم لا تخافون يوم المعاد فكونوا في أمر دنياكم احرار ذوي أحساب! امنعوا رحلي و أهلي من طغامكم و جهالكم!فقال ابن ذي الجوشن: ذلك لك يابن فاطمة! و اقدم عليه

بالرجالة، فأخذ الحسين [عليه السلام] يشد عليهم فينكشفون عنه [620] .قال عبدالله بن عمار البارقي: [621] شدت عليه رجالة ممن عن يمينه و شماله، فحمل علي من عن يمينه حتي ذعروا، و علي من شماله حتي ذعروا! فوالله ما رأيت مكسورا قط - و قد قتل ولده و أهل بيته و أصحابه - أربط جأشا ولا أمضي جنانا و لا أجرأ مقدما منه! والله ما رأيت قبله و لا بعده مثله! ان كانت الرجالة لتنكشف من عن يمينه و شماله انكشاف المعزي اذ شد فيها الذئب!و قد دنا عمر بن سعد من حسين [عليه السلام] اذ خرجت زينب ابنة فاطمة اخته: فقالت: يا عمر بن سعد! أيقتل أبوعبدالله و أنت تنظر اليه! [ف] صرف بوجهه عنها [622] [و] كأني انظر الي دموع عمر و هي تسيل علي خديه و لحيته! [623] .و هو [عليه السلام] يشد علي الخيل و يقول:اعلي قتلي تحاثون: أما والله لا تقتلون بعدي عبدا من عباد الله أسخط [ صفحه 253] عليكم لقتله مني! و أيم الله اني لأرجو أن يكرمني الله بهوانكم ثم ينتقم لي منكم من حيث لا تشعرون [624] أما والله لو قد قتلتموني لقد الفي الله بأسكم بينكم وسفك دمائكم، ثم لا يرضي لكم حتي يضاعف لكم العذاب الاليم! [625] .ثم ان شمر بن ذي الجوشن اقبل في الرجالة نحر الحسين [عليه السلام] ، و فيهم سنان بن انس النخعي، و خولي بن يزيد الاصبحي [626] ، و صالح بن وهب اليزني، و القشعم بن عمرو الجعفي، و عبدالرحمن الجعفي [627] ، فجعل شمر بن ذي الجوشن يحرضهم [ف] أحاطوا [بالحسين عليه السلام] احاطة!و اقبل الي الحسين

[عليه السلام] غلام من أهله [628] فقال الحسين [عليه السلام ل] اخته زينب ابنة علي: احبسيه، فأخذته زينب ابنة علي لتحبسه، فأبي الغلام و جاء يشتد الي الحسين [عليه السلام] . [ صفحه 254] و قد أهوي بحر بن كعب الي الحسين [عليه السلام] بالسيف، فقال الغلام يابن الخبيثة! اتقتل عمي [629] ! فضربه بالسيف، فاتقاه الغلام بيده فاطنها الي الجلدة، فاذا يده معلقة، فنادي الغلام! يا امتاه!فاخذه الحسين [عليه السلام] فضمه الي صدره و قال: يابن أخي [630] اصبر علي ما نزل بك، و احتسب في ذلك الخير، فان الله يلحقك بآبائك الصالحين برسول الله و علي بن أبي طالب و حمزة و الحسن بن علي [631] صلي الله عليهم اجمعين.اللهم أمسك عنهم قطر السماء، و امنعهم بركات الارص، اللهم فان متعتهم الي حين ففرقهم فرقا، و اجعلهم طرائق قددا، و لا ترضي عنهم الولاة أبدا، فانهم دعونا لينصرونا فعدوا علينا فقتلونا! [632] .و لقد مكث طويلا من النهار و لو شاء الناس أن يقتلوه لفعلوا، ولكنهم كان يتقي بعضهم ببعض، و يحب هؤلاء أن يكفيهم هؤلاء!فنادي شمر في الناس: ويحكم! ما ذا تنظرون بالرجل! اقتلوه! ثكلتكم امهاتكم! فحمل عليه من كال جانب!

مصرع الحسين

فضرب زرعة بن شريك التميمي ضربة [علي] كفه اليسري [633] ، و ضرب [ضربة اخري] علي عاتقه، [فاخذ] ينوء و يكبو [علي وجهه الشريف] و في تلك الحال حمل عليه سنان بن أنس النخعي فطعنه بالرمح فوقع [عليه السلام] [ صفحه 255] فجعل لا يدنو أحد من الحسين [عليه السلام] الا شد عليه سنان بن أنس مخافة أن يغلب علي رأس [الحسين عليه السلام حتي] نزل اليه فذبحه واحتز رأسه! [634]

و دفعه الي خولي بن يزيد [الاصبحي] .و سلب ما كان علي الحسين [عليه السلام] فأخذ فيس ابن الاشعث [635] قطيفته [636] و سلب اسحاق بن حيوة الحضرمي قميص الحسين [637] و اخذ سيفه رجل من بني نهشل، و أخذ نعله الاسود [الاودي] و أخذ بحر بن كعب سراويله [638] و تركه مجردا [639] . [ صفحه 256]

نهب الخيام

و مال الناس علي نساء الحسين [عليه السلام] و ثقله و متاعه: [و] الورس [640] و الحلل و الابل فانتهبوها، [و] ان كانت المرأة تنازع ثوبها عن ظهرها حتي تغلب عليه فيذهب به منها! [641] . [و] قال الناس لسنان بن أنس: قتلت حسين بن علي و ابن فاطمة ابنة رسول الله صلي الله عليه [و آله] و سلم، قتلت اعظم العرب خطرا، جاء الي هؤلاء يريد أن يزيلهم عن ملكهم، فأت امراءك فاطلب ثوابك منهم! لو أعطوك بيوت أموالهم في قتل الحسين كان قليلا!و كانت به لوثة [642] ، فأقبل علي فرسه حتي وقف علي باب فسطاط عمر بن سعد ثم نادي بأعلي صوته:أوقر ركابي فضة و ذهبا أنا قتلت الملك المحجبا [ صفحه 257] قتلت خير الناس اما و أبا و خيرهم اذ ينسبون نسبا [643] .فقال عمر بن سعد: أدخلوه علي، فلما ادخل خذفه بالقضيب ثم قال:يا مجنون! أشهد انك لمجنون ما صححت قط، أتتكلم بهذا الكلام! أما و الله لو سمعك ابن زياد لضرت عنقك! [و حمل] شمر بن ذي الجوشن في رجالة معه [علي ثقل الحسين عليه السلام فانتهوا] الي علي بن الحسين الاصغر و هو مريض منبسط علي فراش له: و [ال] رجالة معه يقولون: ألا نقتل هذا؟قال حميد بن

مسلم: فقلت: سبحان الله! أنقتل الصبيان؟ انما هذا صبي! [644] .حتي جاء عمر بن سعد فقال: ألا لا يعرضن لهذا الغلام المريض احد، و لا يدخلن بيت هؤلاء النسوة، و من أخذ من متاعهم شيئا فليرده عليهم. فما رد أحد شيئاو أخذ عمر بن سعد: عقبة بن سمعان، فقال له: ما انت؟قال: أنا عبد مملوك، فخلي سبيله، فلم ينج أحد منهم غيره [645] . [ صفحه 258]

وطي الخيل

اشارة

ثم ان عمر بن سعد نادي في أصحابه: من ينتدب للحسين و يوطئه فرسه! فانتدب عشرة، منهم: اسحاق بن حيوة الحضرمي، و احبش بن مرثد الحضرمي فأتوا فداسوا الحسين [عليه السلام] بخيولهم حتي رضوا ظهره و صدره. [646] .و صلي عمر بن سعد علي [من] قتل من اصحاب [ه] و دفنهم.و سرح برأس [الامام عليه السلام] من يومه ذلك مع خولي بن يزيد الي عبيدالله بن زياد، فاقبل خولي دار القصر فوجد باب القصر مغلقا، فأتي منزله فوضعه تحت اجانة في منزله [647] فلما اصبح غدا بالرأس الي عبيدالله بن زياد. [ صفحه 259]

حمل عيال الامام الي الكوفة

اشاره

و أقام عمر بن سعد يومه ذلك و الغداة [648] .و قطف رؤوس الباقين فسرح باثنين و سبعين رأسا [649] مع شمر بن ذي الجوشن، و قيس بن الاشعث، و عمرو بن الحجاج، و عزرة بن قيس، فاقبلوا حتي قدموا بها علي عبيدالله بن زياد.ثم امر حميد بن بكير الاحمري [650] فاذن في الناس بالرحيل الي الكوفة.و حمل معه بنات الحسين و اخواته و من كان من الصبيان، و علي بن الحسين مريض [651] .قال قرة بن قيس التميمي: لا أنسي زينب ابنة فاطمة حين مرت بأخيها الحسين [عليه السلام] صريعا، و هي تقول: يا محمداه! يا محمداه! صلي عليك ملائكة السماء، و هذا الحسين بالعراء، مرمل بالدماء، مقطع الاعضاء، يا محمداه! و بناتك سبايا، و ذريتك مقتلة تسغي عليها الصبا! فأبكت و الله كل [ صفحه 260] عدو و صديق! [652] و صحن النسوة و لطمن وجوههن! [653] .و دفن الحسين و اصحابه اهل الغاضرية من بني اسد، بعدما قتلوا بيوم [654] و [655] .

رأس الامام عند ابن زياد

قال حميد بن مسلم: دعاني عمر بن سعد فسرحني الي أهله لابشرهم بفتح الله عليه و بعافيته!فأقبلت حتي أتيت اهله فأعلمنهم بذلك. [ثم وجدت] ابن زياد قد جلس و قد قدم الوفد [بالرؤوس] عليه.فجاءت كندة بثلاثة عشر رأسا، و صاحبهم قيس بن الاشعث، و جاءت هوازن بعشرين رأسا و صاحبهم شمر بن ذي الجوشن، و جاءت تميم بسبعة عشر رأسا،و جاءت بنو أسد بستة ارؤس، و جاءت مذحج بسبعة ارؤس، و جاء سائر الجيش بسبعة ارؤس، فذلك سبعون رأسا.فادخلهم، و اذن للناس، فدخلت فيمن دخل، فاذا رأس الحسين [عليه السلام] موضوع بين يديه، و اذا هو ينكت بقضيب بين

ثنيتيه.فلما رآه زيد بن ارقم [656] لا ينجم عن نكته بالقضيب، قال له: اعل بهذا [ صفحه 261] القضيب عن هاتين الثنيتين، فوالذي لا اله غيره لقد رأيت شفتي رسول الله صلي الله عليه [و آله] و سلم علي هاتين الشفتين يقبلهما! ثم انفضخ الشيخ يبكي!فقال له ابن زياد: أبكي الله عينيك! فوالله لو لا أنك شيخ قد خرفت و ذهب عقلك لضربت عنقك! فنهض [زيد بن ارقم] فخرج [657] و هو يقول: ملك عبد عبدا، فاتخذهم تلدا! أنتم يا معشر العرب العبيد بعد اليوم! قتلتم ابن فاطمة و أمرتم ابن مرجانة! فهو يقتل خياركم و يستعبد شراركم، فرضيتم بالذل! فبعدا لمن رضي بالذل! [658] .فلما خرج سمعت اناس يقولون: و الله لقد قال زيد بن ارقم قولا لو سمعه ابن زياد لقتله!

السبايا في مجلس ابن زياد

فلما ادخل اخواته و نساؤه و صبيانه علي عبيدالله بن زياد، لبست زينب [ صفحه 262] ابنة فاطمة ارذل ثيابها، و تنكرت و حفت بها اماؤها، [و] جلست.فقال عبيدالله بن زياد: من هذه الجالسة؟ فلم تكلمه، فقال ذلك ثلاثا، كل ذلك لا تكلمه.فقال بعض امائها: هذه زينب ابنة فاطمة!فقال لها عبيدالله: الحمد الذي فضحكم و قتلكم و اكذب احدوثتكم!فقالت: الحمد لله الذي اكرمنا بمحمد صلي الله عليه [و آله] و سلم و طهرنا تطهيرا، لا كما تقول انت، انما يفتضح الفاسق، و يكذب الفاجر!فال: فكيف رأيت صنع الله بأهل بيتك؟!قالت كتب عليهم القتل فبرزوا الي مضاجعهم، و سيجمع الله بينك و بينهم فتحاجون اليه و تخاصمون عنده! [659] .فغضب ابن زياد و استشاط فقال لها:قد أشفي الله نفسي من طاغيتك و العصاة المردة من أهل بيتك!فبكت ثم قالت: لعمري لقد قتلت كهلي،

و أبرت اهلي، و قطعت فرعي، و اجتثثت أصلي! فان يشفيك هذا فقد اشتفيت!فقال عبيدالله: هذه سجاعة [660] [و] لعمري قد كان ابوك شاعرا سجاعاقالت: ما للمرأة و السجاعة! ان لي عن السجاعة لشغلا، و لكني نفثي بما أقول [661] . [ثم] نظر عبيدالله بن زياد الي علي بن الحسين، فقال له: ما اسمك؟ [ صفحه 263] قال: أنا علي بن الحسين!قال: أو لم يقتل الله علي بن الحسين!فسكت.فقال له ابن زياد: مالك لا تتكلم؟!قال: قد كان لي اخ يقال له ايضا: علي، فقتله الناس!قال: ان الله قد قتله!فسكت علي [بن الحسين عليه السلام] .فقال له: مالك لا تتكلم؟!قال: «الله يتوفي الانفس جين موتها» [662] «و ما كان لنفس ان تموت الا باذن الله [663] .قال: أنت - و الله - منهم. [ثم قال لمري بن معاذ الاحمري] : ويحك اقتله! [ف] تعلقت به عمته زينب فقالت: يابن زياد! حسبك منا! أما رويت من دمائنا! و هل أبقيت منا أحدا! [و] اعتنقته [و] قالت: أسألك بالله - ان كنت مؤمنا - ان قتلته لما قتلتني معه!و ناداه علي [بن الحسين] : ان كانت بينك و بينهن قرابة فابعث معهن رجلا تقيا يصحبهن بصحبة الاسلام!فنظر اليهما ثم قال: عجبا للرحم! والله ودت لو اني قتلته اني قتلتها معه! دعوا الغلام: [664] و [665] . [ صفحه 264] ثم ان عبيدالله بن زياد نصب رأس الحسين [عليه السلام علي رمح] فجعل يداريه في الكوفة! [666] . [ صفحه 265]

موقف عبدالله بن عفيف

[و] نودي: الصلاة جامعة! فاجتمع الناس في المسجد الاعظم، فصعد ابن زياد المنبر فقال:الحمد لله الذي اظهر الحق و اهله، و نصر أميرالمؤمنين يزيد بن معاوية و

حزبه و قتل الكذاب ابن الكذاب: الحسين بن علي و شيعته!قلم يفرغ ابن زياد من مقالته حتي وثب اليه عبدالله بن عفيف الازدي الغامدي - و كان من شيعة علي كرم الله وجهه [و] كان لا يكاد يفارق المسجد الاعظم يصلي فيه الي الليل [667] - فلما سمع مقالة ابن زياد قال:ان الكذاب ابن الكذاب انت و ابوك، و الذي ولاك و ابوه، يابن مرجانة [668] اتقتلون أبناء النبيين و تتكلمون بكلام الصديقين!فقال ابن زياد: علي به!فوثبت عليه الجلاوزة [669] فأخذوه. [ صفحه 266] فنادي بشعار الازد: يا مبرور! فوثب اليه فتية من الازد فانتزعوه فاتوا به اهله [670] .فارسل اليه [ابن زياد] من أتاه به، فقتله و أمر بصلبه في السبخة، فصلب هنالك [671] . [ صفحه 267]

الرؤوس و السبايا الي الشام

ثم دعا [ابن زياد: زحر بن قيس [1] و معه] ابوبردة بن عوف الازدي و طارق بن ظبيان الازدي، فسرح مع [هم] برأس الحسين [عليه السلام] و رؤوس اصحابه الي يزيد بن معاوية [672] .ثم أمر بنساء الحسين و صبيانه فجهزن، و أمر بعلي بن الحسين [عليه السلام] [ صفحه 268] فغل بغل الي عنقه، ثم سرح بهن مع محفز بن ثعلبة العائذي [القرشي] [673] و شمر بن ذي الجوشن، فانطلقا بهم حتي قدموا علي يزيد [674] . [و] لما وضعت الرؤوس - رأس الحسين و اهل بيته و اصحابه - بين يدي يزيد قال:يفلقن هاما من رجال اعزة علينا و هم كانوا أعق و أظلما [675] و [676] .فقال يحيي بن الحكم أخو مروان بن الحكم [677] . [ صفحه 269] لهام بجنب الطف أدني قرابة من ابن زياد العبد ذي الحسب الوغل سمية أمسي

نسلها عدد الحصي و بنت رسول الله ليس لها نسل!فضرب يزيد بن معاوية في صدر يحيي بن الحكم و قال: اسكت! [678] .ثم أذن اللناس فدخلوا و الرأس بين يديه، و مع يزيد قضيب فهو ينكت به في ثغره!فقال ابوبرزة الأسلمي [679] من اصحاب رسول الله صلي الله عليه [و آله] و سلم:اتنكت بقضيبك في ثغر الحسين! أما لقد أخذ قضيبك من ثغره مأخذا لربما رأيت رسول الله صلي الله عليه [و آله] و سلم يرشفه! أما انك يا يزيد تحبي ء يوم القيامة و شفيعك ابن زياد! و يجي ء هذا يوم القيامة و شفيعه محمد صلي الله عليه [و آله] و سلم: ثم قام فولي.فسمعت دور الحديث هند بنت عبدالله بن عامر بن كريز [680] [و هي [ صفحه 270] زوجة] يزيد، فتقنعت بثوبها و خرجت فقالت:يا أميرالمؤمنين! أرأس الحسين بن فاطمة بنت رسول الله!قال: نعم! فأعولي عليه و حدي علي ابن بنت رسول الله و صريخة قريش! عجل عليه ابن زياد فقتله! قتله الله! [و] قال يحيي بن الحكم: حجبتم عن محمد يوم القيامة، لن اجامعكم علي أمر أبدا! ثم قام فانصرف [681] .و لما جلس يزيد بن معاوية، دعا أشراف أهل الشام فأجلسهم حوله، ثم [ صفحه 271] دعا بعلي بن الحسين و صبيان الحسين و نسائه، فادخلوا عليه و الناس ينظرون، فاجلسوا بين يديه فرأي هيئة قبيحة! فقال: قبح الله ابن مرجانة! لو كانت بينه و بينكم رحم أو قرابة ما فعل هذا بكم و لا بعث بكم هكذا! [ثم] قال يزيد لعلي [ابن الحسين] : يا علي! ابوك الذي قطع رحمي و جهل حقي و نازعني سلطاني! فصنع الله

به ما قد رأيت!.فقال علي [عليه السلام] : «ما أصاب من مصيبة في الارض و لا في أنفسكم الا في كتاب من قبل أن نبرأها» [682] .فقال له يزيد: «و ما اصابكم من مصيبة فبما كسبت ايديكم و يعفو عن كثير» [683] و [684] .عن فاطمة بنت علي [عليه السلام] [685] قالت: لما اجلسنا بين يدي يزيد بن معاوية قام رجل أحمر من أهل الشام الي يزيد فقال: يا أميرالمؤمنين! هب لي هذه [و هو] يعنيني! فارعدت و فرقت، و ظننت أن ذلك جائز لهم، و أخذت بثياب اختي زينب، و كانت اكبر مني و أعقل و تعلم أن ذلك لا يكون، فقالت [له] :كذبت - والله - و لؤمت! ما ذلك لك و لا له!فغضب يزيد فقال: كذبت والله! ان ذلك لي و لو شئت أن أفعله لفعلت! [ صفحه 272] قالت: كلا والله، ما جعل الله ذلك لك الا أن تخرج من ملتنا و تدين بغير ديننا!فغضب يزيد و استطار ثم قال: اياي تستقبلين بهذا! انما خرج من الدين أبوك و أخوك!فقالت زينب: بدين الله و دين أبي و أخي و جدي اهتديت أنت و أبوك و جدك!قال: كذبت يا عدوة الله!قالت: أنت أمير مسلط تشتم ظالما تقهر بسلطانك! فسكت!ثم عاد الشامي فقال: يا أميرالمؤمنين! هب لي هذه الجارية!قال: اعزب! وهب الله لك حتفا قاضيا! [686] .ثم أمر بالنسوة أن ينزلن في دار علي حدة، [و] معهن علي بن الحسين [عليه السلام، و] معهن يصلحهن، فخرجن حتي دخلن [تلك الدار] فلم تبق من آل معاوية امرأة الا استقبلتهن تبكي و تنوح علي الحسين [عليه السلام] فأقاموا عليه المناحة ثلاثا!و لما أرادوا أن يخرجوا،

قال يزيد بن معاوية: يا نعمان بن بشير! جهزهم بما يصلحهم، و ابعث معهم رجلا من أهل الشام أمينا صالحا، و ابعث معه خيلا و أعوانا فسير بهم الي المدينة فخرج بهم، و كان يسايرهم بالليل فيكونون أمامه حيث لا يفوتون طرفه، فاذ نزلوا تنحي عنهم، و تفرق هو أصحابه حولهم كهيئة الحرس لهم، و ينزل منهم بحيث اذا أراد انسان منهم وضوأ او قضاء حاجة لم يحتشم، فلم يزل ينازلهم في الطريق هكذا، و يلطفهم و يسألهم عن حوائجهم، حتي دخلوا المدينة [687] . [ صفحه 273]

اهل البيت في المدينة

و لما أتي أهل المدينة مقتل الحسين خرجت [ام لقمان] [688] ابنة عقيل بن أبي طالب و معها نساؤها و هي حاسرة تلوي بثوبها و هي نقول:ما ذا تقولون ان قال النبي لكم ماذا فعلتم و أنتم آخر الاممبعترتي و بأهل بعد مفتقدي منهم اساري و منهم ضرجوا بدم [689] . [و] لما بلغ عبدالله بن جعفر بن أبي طالب [690] مقتل ابنيه [محمد و عون] مع [ صفحه 274] الحسين [عليه السلام] دخل عليه الناس يعزونه [ف] أقبل علي جلسائه فقال:الحمد لله - عزوجل - علي مصرع الحسين [عليه السلام] ان لا تكن آست حسينا يدي فقد آساه ولدي، والله لو شهدته لا حببت ان لا افارقه حتي اقتل معه! والله انه لمما يسخي بنفسي عنهما، و يهون علي المصاب بهما: أنهما اصيبا مع أخي و ابن عمي مواسيين له، صابرين معه [691] و [692] . [ صفحه 276]

اول زائر للحسين من أهل الكوفة

[ثم] ان عبيدالله بن زياد تفقد أشراف أهل الكوفة، فلم ير عبيدالله بن لحر [الجعفي] ثم جاءه بعد أيام حتي دخل عليه، فقال: أبن كنت يابن الحر؟ قال: كنت مريضا، قال: مريض القلب، او مريض البدن! قال: أما قلبي فلم يمرض، و أما بدني فقد من الله علي بالعافية!فقال له ابن زياد: كذبت، و لكنك كنت مع عدونا.قال: لو كنت مع عدوك لرئي مكاني، و ما كان مثل مكاني يخفي.و غفل عنه ابن زياد غفلة فخرج ابن الحر فقعد علي فرسه.فقال ابن زياد: اين ابن الحر؟ قالوا: خرج الساعة، قال: علي به.فاحضرت الشرطة فقالوا له: أجب الامير! فدفع فرسه ثم قال: أبلغوه أني لا آتيه - والله - طائعا أبدا!ثم خرج حتي أتي كربلاء

و قال في ذلك:يقول امير غادر و ابن غادر: ألا كنت قاتلت الشهيد ابن فاطمةفياندمي أن لا اكون نصرته ألاكل نفس لا تسدد نادمةو اني - لاني لم اكن من حماته - لذو حسرة ما ان تفارق لازمةسقي الله ارواح الذين تأزروا علي نصره، سقيا من الغيث دائمةوقفت علي اجداثهم و مجالهم فكاد الحشا ينقض و العين ساجمةلعمري لقد كانوا مصاليت في الوغي سراعا الي الهيجا، حماة ضراغة [ صفحه 277] فان يقتلوا فكل نفس تقية علي الارض قد اضحت لذلك واجمةو ما ان رأي الراؤون افضل منهم لدي الموت سادات و زهرا قماقمةأتقتلهم ظلما و ترجو ودادنا فدع خطة ليست لنا بملائمةلعمري لقد راغمتمونا بقتلهم فكم ناقم منا عليكم و ناقمةاهم مرارا أن أسير بجحفل الي فئة زاغت عن الحق ظالمةفكفوا و الاذدتكم في كتائب اشد عليكم من زحوف الديالمة [693] و [694] .خاتمة:برحمته - تعالي ذكره - انتهت أخبار الامام الحسين عليه السلام الموجودة في تاريخ الطبري عن هشام الكلبي عن أبي مخنف عن رواته و محدثيه، مع تحقيقها و التعليق عليها، و اتفق أن جعلنا المصدر الأول للتعليق تاريخ الطبري أيضا الا ما لم نجده فيه، و الحمد لله رب العالمين.

پاورقي

[1] انظر النص في هذا المقتل بهذه الصورة.

[2] انظر ترجمته في مقدمة هذا الكتاب.

[3] روي الكليني في الكافي بسنده عن الامام موسي بن جعفر عليه السلام قال: دخل رسول الله صلي الله عليه وآله المسجد فاذا جماعة قد أطافوا برجل، فقال: ما هذا؟ فقيل: علامة، فقال: و ما العلامة؟ فقالوا له: أعلم الناس بأنساب العرب و وقائعها، و أيام الجاهلية، و الأشعار العربية. قال: فقال النبي صلي الله عليه وآله: ذاك

علم لا يضر من جهله، و لا ينفع من علمه، ثم قال النبي صلي الله عليه وآله: انما العلم ثلاثة: آية محكمة، أو فريضة عادلة، أو سنة قائمة، و ما خلاهن فهو فضل (32: 1).

[4] سورة لقمان، 6 و 7 تفسير القمي 161: 2 ط النجف، و تفسير ابن عباس ص 344 ط مصر.

[5] الطبري 353: 2 ط دار المعارف، و اليعقوبي 30: 2 ط النجف.

[6] الطبري 269: 3 ط دار المعارف.

[7] تذكرة الحفاظ 3: 1 و 5.

[8] المصدر السابق 3: 1 و 4 و 7، و البخاري ج 6 باب الاستيذان، و طبقات ابن سعد 206: 2.

[9] مسند أحمد 636: 1، و راجع في ذلك الكتاب: السنة قبل التدوين. [

[10] رجال النجاشي: 5 - 1 الهند، و الفهرست: 122 ط النجف.

[11] راجع للزيادة: مؤلفو الشيعة في الاسلام، و الشيعة و فنون الاسلام، و تأسيس الشيعة لعلوم الاسلام: 287 - 91، و أعيان الشيعة 148 - 8: 1، و الغدير 297 - 290: 6.

[12] فوات الوفيات 140: 2، و الأعلام للزركلي 821: 3.

[13] مروج الذهب 24: 4 ط مصر.

[14] الطبري 467 - 338: 5 ط دار المعارف.

[15] الطبري 487: 5، و يدل علي هذا أيضا اختلاف الطبري في بعض الأعلام مما يدل علي أنه لم يسمعها رواية، كما في اسم مسلم بن المسيب حيث ذكره في موضعين مسلم بن المسيب و في آخرين سلم بن المسيب و هو شخص واحد، كما في خبر المختار.

[16] الارشاد 200 ط النجف.

[17] رجال الشيخ: 57 ط النجف.

[18] المصدر السابق: 58.

[19] معالم العلماء: 102 ط النجف.

[20] فرج المهموم: 130 ط النجف.

[21] رجال الشيخ الطوسي: 70.

[22] المصدر السابق: 79.

[23] المصدر السابق:

279.

[24] الفهرست للطوسي: 155 ط النجف.

[25] من الغريب أنه ذكره هكذا، ثم ذكر له كتاب أخبار آل مخنف بن سليم! فالمرجح أن يكون من تحريف النساخ.

[26] رجال النجاشي: 224 ط حجر هند.

[27] المطبوع مع التاريخ ط دار القاموس 36: 13، و ط دار سويدان ج 11، ص 547.

[28] الطبري ج 500: 4، ط دار المعارف.

[29] المصدر السابق 521: 4.

[30] المصدر السابق 246: 4.

[31] المصدر السابق 26: 5.

[32] الطبري ج 5 ص 133 ط دار المعارف.

[33] ذيل المذيل ص 547 ط دار سويدان ج 11 من تاريخ الطبري.

[34] وقعة صفين ص 8 ط المدني.

[35] المصدر السابق ص 11.

[36] المصدر السابق ص 104.

[37] صفين: 117.

[38] المصدر السابق ص 135.

[39] المصدر السابق: 262 و في تقريب التهذيب: أنه استشهد بعين الوردة مع التوابين سنة 64 ه! و هو غلط.

[40] الطبري 246: 4.

[41] فكيف يكون يحيي أبو أبي مخنف من أصحاب أميرالمؤمنين عليه السلام كما ذكر الشيخ الطوسي قدس سره في كتابيه! و قد سبقنا الي هذا القول الفاضل الحائري في كتابه (منتهي المقال) فاستدل علي عدم ملاقاة أبي مخنف لأميرالمؤمنين عليه السلام و ضعف قول الشيخ الطوسي في كتابيه بدرك يحيي (أبي لوط) له عليه السلام، بدليل ان جد أبيه مخنف بن سليم كان من أصحابه عليه السلام، كما صرح به الشيخ و غيره، قائلا: ان ذلك مما يشهد للشيخ بعدم درك لوط اياه عليه السلام، بل لعله يضعف درك أبيه يحيي أيضا اياه، انتهي. فكون أبي مخنف من أصحاب الامير عليه السلام - كما ذكره الكشي - غير ممكن، و لا موجب لما صدر من الشيخ الغفاري في مقدمة مقتله من الاستدلال لامكان اجتماع أبي مخنف حتي

مع جد أبيه مخنف بن سليم بكون عمر لوط خمس عشرة و عمر أبيه يحيي خمسا و ثلاثين و عمر جده سعيد خمسا و خمسين وجد أبيه مخنف بن سليم خمسا و سبعين سنة، فان فيه ما عرفت من خبر أبي مخنف عنعم أبيه محمد بن مخنف أنه كان يوم صفين سبع عشرة سنة و أن أخاه سعيدا لم ين أكبر منه بل أصغر و لذلك لم يشهد صفين و انما نقل خبره عن أخيه محمد، فيكون عمره زهاء خمس عشرة سنة لا خمسا و خمسين.

[42] رجال النجاشي: 224 ط حجر هند.

[43] الفهرست: 155 ط النجف.

[44] في خروج محمد بن خالد بالكوفة سنة 132 ه 417: 7.

[45] انظر خبر مقتل الرضيع في الطبري 448: 5.

[46] انظر خبر ليلة عاشورا 488: 5.

[47] انظر خبر مصرع الحسين عليه السلام 453: 5.

[48] ص 224 ط حجر هند.

[49] ميزان الاعتدال 420: 3 ط الحلبي، و المحترق بمعني المتعصب كما جاء في الميزان بشأن الحارث بن حصيرة: هو من المحترقين، و ليس المخترق كما قد يتوهم.

[50] تأسيس الشيعة: 235 ط بغداد، و قد عددت موارد رواية الطبري عن أبي مخنف فكان زهاء) 400 (موردا، كما في فهرس الأعلام ط دار المعارف، آخرها ص 417 ج 7 في خروج محمد بن خالد بالكوفة سنة 132 ه.

[51] تأسيس الشيعة: 235 ط بغداد.

[52] المراجعة: 16 الي: 17 من صفحة 52 الي صفحة 118 ط دار الصادق.

[53] ص 305 ط حجر هند.

[54] ص 390 الحديث 733 ط مشهد، و لا يخفي أن بناء علمائنا الرجاليين علي تقديم قول النجاشي عند المعارضة؛ فقد قال الشهيد قدس سره في (المسالك): «و ظاهر حال النجاشي أنه أضبط

الجماعة و أعرفهم بحال الرواة»، و قال سبطه في (شرح الاستبصار): «و النجاشي مقدم علي الشيخ في هذه المقامات كما يعلم بالممارسة»، و قال شيخه المحقق الاسترابادي في (الرجال الكبير) في ترجمة سليمان بن صالح: «و لا يخفي تخالف ما بين طريقي الشيخ و النجاشي، و لعل النجاشي أثبت»، و قال السيد بحر العلوم في (الفوائد الرجالية): «أحمد بن علي النجاشي أحد المشايخ الثبات و العدول الأثبات، و من أعظم أركان الجرح و التعديل و أعلم علماء هذا السبيل، أجمع علماؤنا علي الاعتماد و أطبقوا علي الاستناد في أحوال الرجال اليه.. و بتقديمه صرح جماعة من الأصحاب، نظرا الي كتابه الذي لا نظير له في هذا الباب، و الظاهر أنه الصواب». هذا، و قد صرح النجاشي في كتابه في ترجمة الشيخ الكشي يقول «كان ثقة عينا... له كتاب الرجال، كثير العلم، و فيه أغلاط كثيرة... صحب العياشي و أخذ عنه، و روي عن الضعفاء» ص: 363 و قال في ترجمة العياشي: «ثقة صدوق، عين من عيون هذه الطائفة، و كان في أول أمره عامي المذهب ثم تبصر، و كان يروي عن الضعفاء كثيرا»: 247 فلعل الكشي أخذ قوله هذا من العياشي، و هو قال بأن الكلبي من العامة لكونه هو عاميا بادي أمره، و أن الكلبي كان مستورا يعمل بالتقية كما ذكره الكشي.

[55] ص 155 ط النجف.

[56] و قد نقل الطبري عن الكلبي في تاريخه في ثلاثمائة و ثلاثين موردا، و مع ذلك لم يتعرض لترجمته في (ذيل المذيل) و انما ذكر أباه: ص 101 فقال: ان جده بشر بن عمرو الكلبي و بنيه السائب، و عبيد، و عبدالرحمن؛ شهدوا الجمل و صفين مع علي

عليه السلام.

[57] لسان الميزان 359: 2.

[58] مؤلفو الشيعة في صدر الاسلام: 42 ط النجاح.

[59] الكني و الألقاب: 148: 1 و نفس المهموم: 195 و مقدمته: 8 ط بصيرتي.

[60] 102 ط نجف.

[61] 123 ط نجف.

[62] و قد روي مثله السيد المرتضي رحمه الله في: تنزيه الأنبياء: 171 ط قم، عمن أسماه ابن عباس بن هشام عن أبيه عن أبي مخنف عن أبي الكنود عبدالرحمن بن عبيد، فلعل جامع هذا الكتاب نقله عن كتاب السيد أو غيره بتصحيف و تحريف و زيادات!.

[63] ص 7.

[64] ص 11.

[65] ص 35.

[66] ص 39.

[67] ص 48.

[68] ص 49.

[69] ص 52.

[70] ص 56.

[71] ص 57.

[72] ص 59.

[73] ص 60 - 59.

[74] ص 61 - 60.

[75] 62 - 61.

[76] ص 70.

[77] ص 72.

[78] ص 77، و قد ذكرها الطبري 470: 5 ط دار المعارف عن أبي مخنف عن عبدالرحمن بن جندب: ان عبيدالله بن الحر قالها في المدائن، و هي: و يقول أمير غادر و ابن غادر ألا كنت قاتلت الشهيد ابن فاطمة؟! فيلاحظ أن هذا الجامع الخائن! قد غير منها كلمات لتناسب الحر الرياحي و هي لم تناسبه مع ذلك!.

[79] ص 79.

[80] ص 85.

[81] ص 48.

[82] ص 93.

[83] 409: 5 و يؤيده ما رواه الأربلي في (كشف الغمة 252: 2) باسناده عن الامام الصادق عليه السلام: «و قبض يوم عاشوراء الجمعة».

[84] ص 102.

[85] علق عليه الشيخ محمد السماوي فقال: هو هاشمي الولاء، امه قتة، و أبوه حبيب، توفي بدمشق سنة: 126 ه و ذكره (المسعودي 74: 4) باسم ابن قتة عن كتاب (أنساب قريش) للزبير بن بكار.

[86] ص 103 - 102.

[87] ص 123.

[88] و قتل منهم (ألفا و خمسمائة فارسا)! رجع الي

الخيمة و هو يقول:...، و صرح الأربلي: 250 يقول: «و الأبيات النونية التي أولها: غدر القوم... لم يذكرها أبومخنف، و هي مشهورة، و الله أعلم»، و ذكر ثلاثة منها الخوارزمي: 568 ه 33: 2 عن ابن أعثم أيضا.

[89] ص 109 - 108.

[90] ص 35.

[91] ص 135.

[92] ص 129.

[93] ص 132.

[94] كان مولي للرباب ابنة امري القيس الكلبية ام سكينة ابنة الحسين عليه السلام، فاخذ يوم عاشوراء الي عمر بن سعد فقال له: ما أنت؟ فقال: أنا عبدمملوك فخلي سبيله (454: 5).

[95] لسان الميزان 88: 3، 179: 4، و 433: 2.

[96] 139: 2.

[97] 453: 8.

[98] رجال الشيخ 40 ط النجف.

[99] لسان الميزان 94: 5. [

[100] رجال الشيخ: 136 و 289 ط النجف، و ذكره الطبري في (ذيل المذيل) ص 651 ط دار سويدان، عن طبقات ابن سعد 358: 6، و أنه توفي في الكوفة سنة 146 ه في خلافة المنصور.

[101] 584: 4 ط الحلبي.

[102] 60: 2 و في تنقيح المقال 27: 3.

[103] 277: 6.

[104] 472: 7، و ذكر في خلاصة تذهيب تهذيب الكمال: 284.

[105] تنقيح المقال 109: 2 و قد سبق أن المصدر هو المقتل المتداول المنسوب الي أبي مخنف و هو الخبر الذي علق عليه المحدث القمي في نفس المهموم ص 195.

[106] تهذيب التهذيب 65: 5.

[107] تهذيب التهذيب 251: 2.

[108] ص 193.

[109] ج 2 ص 139 و ج 3 ص 88، و في كامل الزيارة، ص 23، باسناده اليه قال: «سمعت الحسين بن علي عليه السلام، و خلا به عبدالله بن الزبير و ناجاه طويلا، قال: ثم أقبل الحسين عليه السلام بوجهه اليهم و قال: ان هذا يقول لي: كن حماما من حمام الحرم و لئن

اقتل بيني و بين الحرم باع احب الي من أن اقتل و بيني و بينه شبر، و لئن اقتل بالطف أحب الي من ان اقتل بالحرم»، فهو علي هذا الاسناد مباشر للسماع عن الامام عليه السلام لا كما أسند عنه أبومخنف، و الكامل أكمل.

[110] جامع الرواة 447: 1.

[111] لسان الميزان 408: 3 ط حيدرآباد.

[112] ج 2 ص 178.

[113] 171: 6 ط حيدرآباد.

[114] 701: 2 ط دار الدعوة.

[115] تهذيب التهذيب 432: 4.

[116] الخلاصة: 176 ط دار الدعوة.

[117] 475: 4.

[118] تهذيب التهذيب 429: 11.

[119] الخلاصة: 440.

[120] 66: 2 ط الحلبي.

[121] 246: 3.

[122] 270: 3.

[123] 224: 2.

[124] المراجعات: 100 ط دار الصادق.

[125] 483: 4.

[126] تهذيب التهذيب 433: 1.

[127] 438: 3، قيل: مات في ذي الحجة لسنة ثلاث أو أربع و أربعين و مائة كما في تهذيب التهذيب.

[128] رجال الشيخ: 275 ط النجف.

[129] تهذيب التهذيب 201: 11.

[130] 236: 1 ط الحلبي.

[131] 313: 1.

[132] 236: 1.

[133] الجرح و التعديل للرازي 477: 8.

[134] 432: 1 ط الحلبي.

[135] النمل: 62.

[136] 272: 4.

[137] ص 39 ط النجف، و في أصحاب الامام الباقر عليه السلام باسم: الحارث بن حصين الأزدي و هو خطأ.

[138] 494: 1.

[139] 193 ط النجف.

[140] 139: 2.

[141] 340 حديث رقم 630.

[142] 237 الحديث 430.

[143] 226 ط الهند.

[144] 157 و 176.

[145] 298 برقم 294 ط النجف.

[146] 150 برقم 60 بعد ط النجف.

[147] 10 الحديث 20.

[148] 217 الحديث 390.

[149] 217 الحديث 391.

[150] 124 الحديث 195.

[151] 9 الحديث 20.

[152] 121 الحديث 193.

[153] 100 برقم 2 باسم كنكر.

[154] 203 الحديث 358.

[155] 99 برقم 32.

[156] 129 برقم 29 ط النجف.

[157] 275 ط النجف.

[158] رجال الطوسي ط النجف: 87.

[159] 39 و ص 118 ط النجف.

[160] 203 الحديث:

357 و 485 الحديث 919.

[161] 201 الحديث: 354 ط مشهد.

[162] 202 الحديث: 356 ط مشهد.

[163] 201 الحديث: 353 ط مشهد.

[164] 83 ط الهند.

[165] 66 ط النجف.

[166] 84 ط النجف.

[167] 110.

[168] 160 ط النجف.

[169] 345 ط النجف.

[170] ميزان الاعتدال 363: 1.

[171] تهذيب التهذيب 7: 2.

[172] ولد سنة 28 ه، و امه: ميسون بنت بجدل الكلبي، و دعا معاوية الناس الي بيعته بولاية العهد من بعده سنة 56 ه، و في سنة 59 أخذ البيعة من الوفود، و ولي الأمر في هلال رجب سنة 60 ه و هو ابن اثنين و ثلاثين سنة و أشهر، و مات لأربع عشرة ليلة خلت من ربيع الأول سنة 64 ه في حوارين (499: 5)، فتكون مدة ملكه ثلاث سنين و ثمانية أشهر و 14 يوما، و عمره (36) عاما. و سعلق فيما يأتي علي وجود يزيد عند أبيه حين موته، و قد وافق علي وجوده عنده سبط ابن الجوزي في تذكرته (ص 235)، و رواه الشيخ الصدوق في أماليه مسندا الي الامام علي بن الحسين عليه السلام؛ و قد نقل الخوارزمي في مقتله (ص 177) عن أحمد بن الأعثم الكوفي المتوفي سنة 314 ه انه كان حاضرا ثم غاب للصيد، ثم لم يحضر الا بعد ثلاثة أيام، ثم دخل القصر فلم يخرج منه الا بعد ثلاث، فلعله كان كذلك، أو لعله كانت لمعاوية وصيتان: الاولي مع حضور يزيد، و الثانية في غيبته بواسطة الرجلين الآتي ذكرهما، و من هنا كان الاختلاف بين الوصيتين.

[173] و كان ذلك خلال عشرة أعوام؛ ابتداء من سنة خمسين الي هلاكه سنة ستين. و قد ذكر الطبري السبب في ذلك (301: 5): ان المغيرة بن شعبة

قدم علي معاوية من الكوفة سنة 49 ه فرارا من الطاعون بها - و كان واليه عليها من عام الجماعة سنة 41 ه - يشكو اليه الضعف و يستعفيه، فأعفاه معاوية، و أراد أن يوليها سعيد بن العاص، فغار المغيرة من ذلك، فدخل علي يزيد و عرض له البيعة بولاية العهد، فأدي ذلك يزيد الي أبيه، فرد معاوية المغيرة الي الكوفة و أمره أن يعمل في بيعة يزيد، فرجع المغيرة الي الكوفة و عمل في بيعة يزيد و أوفد في ذلك و فدا الي معاوية. فكتب معاوية الي زياد بن سمية - و هو يوم اذ ذاك و اليه علي البصرة منذ سنة 45 ه - بعنوان أنه يستشيره في الأمر، فبعث زياد بعبيد بن كعب النميري الأزدي الي يزيد ليبلغه أنه يري له أن يترك ما ينقم عليه ليسهل علي الولاة الدعوة اليه... ثم مات زياد بالكوفة في شهر رمضان سنة 53 ه، و هو وال علي العراقين، و اعتمر معاوية في رجب من سنة 56 ه، فأعلن للناس ولاية عهد يزيد، و دعا الناس الي بيعته، فدخل عليه سعيد بن عثمان بن عفان و استنكر عليه ذلك فشفع له يزيد أن يوليه خراسان، فولاه اياها، و دخل عليه مروان فاستنكر منه ذلك، و كان واليه علي المدينة منذ سنة 54 ه، فوجد عليه معاوية حتي عزله عن المدينة سنة 57 ه، كما في الطبري (309: 5)، و قد فصل المسعودي استنكار مروان في كتابه (38: 3) و في سنة 60 ه بعث عبيدالله بن زياد - و كان واليه علي البصرة منذ سنة 55 ه - وفدا الي معاوية فأخذ منهم معاوية البيعة

علي عهد يزيد (322: 5).

[174] ولد عليه السلام لليال خلون من شعبان سنة أربع من الهجرة كما في الطبري (555: 3)، فعاش مع جده رسول الله صلي الله عليه وآله ست سنين، ثم مع أبيه أميرالمؤمنين عليه السلام ثلاثين سنة، و في سنة ثلاثين خرج مع أخيه الحسن و حذيفة بن اليمان و عبدالله بن العباس و ناس من أصحاب رسول الله صلي الله عليه وآله بقيادة سعيد بن العاص لغزو خراسان علي عهد عثمان) 269: 4). و عاش مع أخيه الحسن عليه السلام عشر سنين، و كانت مدة امامته بعد أخيه الحسن عليه السلام أيضا عشر سنين عاصر فيها معاوية بن أبي سفيان حتي هلك، و استشهد في كربلاء المقدسة يوم الجمعة العاشر من المحرم سنة 61 ه، فيكون عمره الشريف يوم قتله ستا و خمسين سنة و ستة أشهر.

[175] تخلف عن بيعة علي عليه السلام بعد عثمان، و قال له علي عليه السلام: «انك لسي ء الخلق صغيرا و كبيرا» (428: 4)، أو قال عليه السلام: «لو لا ما أعرف من سوء خلقك صغيرا و كبيرا لأنكرتني» (436: 4)، لكنه منع اخته حفص من الخروج مع عائشة (451: 4)، و امتنع من اجابة طلحة و الزبير للخروج معهما علي علي عليه السلام (460: 4) و كان صهر أبي موسي الأشعري، فلما دعي الي التحكيم دعاه أبوموسي و دعا معه جماعة و دعا عمرو بن العاص الي تاميره فأبي عليه، فلما صار الأمر الي معاوية ذهب اليه (58: 5)، و هو و ان لم يبايع يزيد الآن و لكنه كتب اليه كتابا بعد مقتل الحسين عليه السلام في تخلية سبيل المختار صهره، فأجابه يزيد

الي ما يريد، فلعله كان قد بايع بعد هذا (571: 5)، و ينص المسعودي علي أنه قد بايع بعد هذا الوليد ليزيد، و الحجاج لمروان) مروج الذهب 316: 2).

[176] ولد في السنة الاولي أو الثانية من الهجرة، و دافع عن عثمان يوم الحصار حتي جرح (382: 4) و ذلك بأمر أبيه الزبير (385: 4)، و كان عثمان قد أوصي الي الزبير بوصية (387: 4) و اشترك مع أبيه في حرب الجمل و منع أباه من التوبة و الرجوع (502: 4) و قد امرته عائشة علي بيت المال بالبصرة، و هو اخوها من امها: ام رومان (377: 4) و جرح فاستخرج فطاب (509: 4)، و عبر عنه علي عليه السلام: «ابن السوء» (509: 4) و كان مع معاوية فأرسله مع عمرو بن العاص لمقاتلة محمد بن أبي بكر، فلما اراد عمرو بن العاص قتل محمد تشفع فيه فلم يشفعه معاوية (104: 5) و خرج بمكة بعد مقتل الحسين عليه السلام (474: 5)، و أخذ يجالد بها اثني عشرة سنة حتي قتله الحجاج علي عهد عبدالملك بن مروان، في جمادي الاولي سنة 73 ه (187: 6)، و قتل أخوه (مصعب) في (الأنبار) قبله بسنة، سار اليه عبدالملك بنفسه.

[177] قال في اسد الغابة: خرج عبدالرحمن بن أبي بكر الي مكة قبل أن تتم البيعة ليزيد، فمات بمكان اسمه (حبشي) علي نحو عشرة أميال من مكة سند: 55 ه و هذا لا يتفق مع هذه الوصية، والله أعلم.

[178] أي أنهكته و أتعبته.

[179] عرف هذا مما كاتب به أهل العراق الي الامام عليه السلام و هو بالمدينة بعد وفاة أخيه الامام الحسن عليه السلام، كما رواه اليعقوبي) 216: 2) و

فيه: أنهم ينتظرون قيام الامام بحقه و قد سمع بذلك معاوية فعاتب الامام علي هذا، فكذبه، فسكت عنه.

[180] لا يخفي أنه قال: فان خرج عليك فظفرت به، أي: فان خرج عليك فحاربه حتي تظفر به، و لكن لا تقتله، و بهذا يجمع له بين الحسنيين بين الظفر و عدم النقمة عليه و مما يدل علي تمهيد معاوية لقتال الحسين عليه السلام كتابه المودع عند غلامه سرجون الرومي بولاية ابن زياد للعراق ان حدث حادث كما يأتي.

[181] و رواه الخوارزمي: 175 بزيادات.

[182] 324: 5: قال هشام بن محمد و في ص 338: قال هشام بن محمد عن أبي مخنف: ولي يزيد في هلال رجب سنة 60 ه.

[183] كان مع معاوية في صفين فجعله علي الرجالة أو القلب من أهل دمشق، ثم ولاه علي ما في سلطانه من أرض الجزيرة ب (حران) فاجتمع اليه (عثمانية) البصرة و الكوفة، فبعث اليه علي عليه السلام مالك الأشتر النخعي فحاربه سنة 36 ه، فجعله معاوية علي شرطته بدمشق، حتي بعثه الي الكوفة سنة 55 ه حينما أراد الدعوة الي بيعة يزيد بولاية العهد، ثم استدعاه منها سنة 58 ه (309: 5) فولاه الشرطة أيضا، فكان عنده علي شرطته سنة 60 ه حينما وفد اليه وفد عبيدالله بن زياد من البصرة و أخذ عليهم البيعة لابنه يزيد (المسعودي 328: 2). و من الطبيعي أن يكون باقيا علي عمله عند دخول اساري آل محمد الي الشام، و لما هلك معاوية بن يزيد سنة 64 ه دعا الضحاك الناس الي نفسه ثم الي ابن الزبير! حتي قدم مروان الشام و التقي به عبيدالله بن زياد من العراق فأطمعه ابن زياد في الخلافة فدعا

الناس الي نفسه فبايعه الناس، فتحصن الضحاك في دمشق ثم خرج لمحاربة مروان ب (مرج راهط) علي أميال من دمشق، فاستطال القتال عشرين يوما ثم هزم أصحابه و قتل، واتي الي مروان برأسه في (المحرم سنة 64 أو 65 ه 544 - 535: 5). و كان أميرالمؤمنين عليه السلام يقنت عليه باللعن في صلاته (71: 5) و وقعة صفين: 62.

[184] هكذا تنتقل زواية الطبري من الوصية الحاضرة الي البريد الي يزيد، من دون ذكر لسفره و لا لموضع غيبته، و لذلك روي الطبري بعد هذه الرواية رواية اخري عن هشام عن عوانة بن الحكم) ت 157 ه): «ان يزيد كان غائبا، فدعي معاوية بالضحاك بن قيس الفهري - و كان صاحب شرطته - و مسلم بن عقبة المري صاحب وقعة الحرة بالمدينة، فأوصي اليها، قال: بلغنا يزيد وصيتي». و تختلف رواية هذه الوصية عن رواية أبي مخنف بعض الاختلاف في الألفاظ و المعاني، فبينما رواية أبي مخنف تذكر أربعة رجال خاف منهم معاوية التخلف عن بيعة يزيد منهم عبدالرحمن بن أبي بكر، اذ لا تذكره هذه الرواية، و بينما تلك تأمر بالعفو و الصفح عن الحسين عليه السلام، اذ هذه تذكر انه يرجو ان يكفيه الله بمن قتل أباه و خذل أخاه - أي الكوفيين - و بينما تلك تأمر بقطع ابن الزبير اربا اربا، اذ هذه توصي بالصلح و عدم الولوغ في دماء قريش! و يؤيد هذه الرواية عدم ذكر ابن ابي بكر في كتاب يزيد الي الوليد، و أنه توفي في 55 ه كما في اسدالغابة، كما سبق و كذا يؤيد هذه الرواية ما عهده معاوية لابن زياد من ولايته علي العراق فيما

أودعه عند سرجون الرومي، كما يأتي. و أما موضع الغيبة: فقد روي الطبري عن علي بن محمد 10: 5 أنه كان ب (حوارين)، و ذكر الخوارزمي ص 177 عن ابن الأعثم: ان يزيد كان قد خرج في نفس اليوم بعد الوصية الي (حوران) للصيد، و بذلك وفق بين الوصية الحاضرة و الغيبة عند الموت.

[185] 327: 5: حدثت عن هشام بن محمد، عن أبي مخنف قال: حدثني عبدالملك بن نوفل بن مساحق بن عبدالله بن مخرمة قال: لما مات معاوية خرج...

[186] ولي المدينة من قبل معاوية سنة 58 ه (309: 5)، فلما تهاون في أمر الامام الحسين عليه السلام، عزله يزيد في رمضان من نفس السنة و ولي عليها عمرو بن سعيد الاشدق (343: 5)، و أبوه الوليد بن عتبة من أنصار معاوية في صفين، و كان علي عليه السلام قد قتل جده) وقعة صفين: 417). و آخر عهدنا به في الطبري: أن الصحاك بعد هلاك يزيد دعا الي ابن الزبير فسبه الوليد فحبسه الضحاك (533: 5). و ذكر المحدث القمي في: تتمة المنتهي: 49 أنه صلي علي معاوية بن يزيد بن معاوية فطعن فمات.

[187] ولاه يزيد المدينة في رمضان سنة 60 ه، ثم ولاه أمر الموسم و الحج، فحج بالناس سنة 60 ه، و هذا مما يؤيد ما يروي: ان يزيد أوصا بالفتك بالحسين أينما وجد و لو كان متعلقا بأستار الكعبة. و بويع له بولاية العهد بعد خالد بن معاوية بن يزيد من بعد مروان بن الحكم يوم البيعة له في (الجابية) من أرض (الجولان) بين دمشق و الأردن، يوم الأربعاء أو الخميس لثلاث أو أربع خلون من ذي القعدة سنة 64 ه بعد

هلاك معاوية بن يزيد، علي أن تكون امارة دمشق لعمرو بن سعيد من نفس ذلك اليوم. فلما خرج اليهم الضحاك بن قيس الفهري من دمشق داعيا الي نفسه أو ابن الزبير، و عزم مروان علي محاربته كان عمرو بن سعيد علي ميمنته (527: 5)، ثم فتح لمروان مصر، و حارب مصعب بن الزبير في فلسطين حتي هزمه (540: 5)، فلما انصرف راجعا الي مروان بلغ مروان أن حسان بن بجدل الكلبي خال يزيد بن معاوية و كبير بني كلاب - و هو الذي دعا الناس الي مروان فبايعوه - قد بايع لمعرو بن سعيده مباشرة، فدعا مروان بحسان و أخبره بما بلغه عنه، فأنكر و قال: أنا أكفيك عمروا، فلما اجتمع الناس العشية قام خطيبا فدعا الناس الي بيعة عبدالملك بالعهد بعد مروان، فبايعوه عن آخرهم!. و خرج عبدالملك بن مروان سنة (69) أو (70) أو (71) ه الي زفر بن الحارث الكلابي يريد حربه، أو الي دير الجاثليق يريد حرب مصعب بن الزبير، و خلف علي دمشق عبدالرحمن الثقفي، فقال الأشدق لعبدالملك: انك خارج الي العراق فاجعل لي هذا الأمر من بعدك، فأبي عليه، فرجع الأشدق الي دمشق و هرب منها الثقفي، فرجع اليها عبدالملك و صالحه حتي دخلها، ثم اغتاله في قصره فقتله بنفسه (148 - 140: 6) و أبوه سعيد بن العاص هو الذي ولي الكوفة لعثمان فشرب الخمر، فشكاه أهل الكوفة الي عثمان، فحده أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام. و في مجمع الزوائد لابن حجر الهيثمي) 240: 5) و تطهير الجنان بهامش الصواعق المحرقة: عن أبي هريرة، قال: سمعت رسول الله صلي الله عليه وآله يقول: «ليرعفن علي منبري

جبار من جبابرة بني امية فيسيل رعافة»، و قد رعف عمرو بن سعيد و هو علي منبره صلي الله عليه وآله حتي سال رعافه!.

[188] كتب سعد بن أبي وقاص الي عمر بما فتح الله علي المسلمين الي جلولاء، فكتب اليه عمر: أن قف مكانك و لا تتبعهم و اتخذ للمسلمين دار هجرة و منزل جهاد، فنزل سعد بالأنبار، فأصابتهم الحمي، فكتب الي عمر يخبره، فكتب الي سعد: انه لا تصلح العرب الا حيث يصلح البعير و الشاة في منابت العشب، فانظر فلاة في جنب البحر فارتد للمسلمين بها منزلا، فرجع سعد حتي نزل الكوفة (579: 3)، و الكوفة: كل سهلة و حصباء حمراء مختلطتين (619: 3)، و كل رملة حمراء يقال لها: سهلة، و كل حصباء و رمل هكذا مختلطين فهو كوفة (41: 4)، و فيها ديرات ثلاثة: دير حرقة، ودير ام عمرو، و دير سلسلة (41: 4)، فابتنوا بالقصب في المحرم سند سبع عشرة، ثم ان الحريق وقع بالكوفة و كان حريقا شديدا فاحترق ثمانون عريشا و لم يبق فيها قصبة في شوال، فبعث سعد نفرا الي عمر يستأذ نون في البناء باللبن، فقال: افعلوا و لا يزيدن أحدكم علي ثلاثة أبيات، و لا تطاولوا في البنيان، و كان علي تنزيل أهل الكوفة أبوالهياج بن مالك، فأرسل سعد اليه يخبره بكتاب عمر في الطرق و أنه أمر بالمناهج: أربعين ذراعا، و مايليها: ثلاثين ذراعا، و ما بين ذلك: عشرين، و بالأزقة: سبع أذرع، ليس دون ذلك شي ء، فاجتمع أهل الرأي للتقدير حتي اذا قاموا علي شي ء قسم أبو الهياج عليه، فأول شي ء خط بالكوفة و بني هو المسجد فوضع من السوق

في موضع التمارين و أصحاب الصابون، قام رجل رام شديد الرمي في وسطه فرمي عن يمينه و من بين يديه و من خلفه فأمر من شاء ان يبني وراء موقع السهام من كل جانب، و بنيت ظلة في مقدمته مائتي ذراع علي أساطين رخام كانت للأكاسرة، سقفها كسقف الكنائس الرومية، و أعلموا أطرافه بخندق لئلا يقتحمه أحد ببنيان، و بنوا لسعد دارا بحياله بينهما طريق منقب مائتي ذراع، و جعل فيها بيوت الأموال، و هي قصر الكوفة، بني ذلك له (روزبه) من آجر بنيان الأكسرة بالحيرة (44: 4 و 45). و سكن سعد في القصر بحيال محراب المسجد، و جعل فيه بيت المال فنقب عليه نقبا و أخذ المال، فكتب سعد بذلك الي عمر، و نقل المسجد و أراغ بنيانه، ثم أنشأه من نقض آجر قصر كان للأكاسرة في ضواحي الحيرة، و جعل المسجد بحيال بيوت الأموال منه الي منتهي القصر علي القبلة، فكانت قبلة المسجد الي ميمنة القصر و كان بنيانه علي رخام كانت لكسري (46: 4). و نهج في قبلة المسجد أربعة مناهج و في شرقية و غريبة ثلاثة مناهج، و مما يلي صحن المسجد و السوق خمسة مناهج، فأنزل في القبلة بني أسد علي طريق، و بين بني أسد و النخع طريق، و بين النخع كندة طريق، و بين كندة و الأزد طريق، و أنزل في شرقي الصحن الأنصار و مزينة علي طريق، و تميما و محاربا عل طريق، و أسدا و عامرا علي طريق،، و أنزل في غربي الصحن بجلة و بجيلة علي طريق، و جديلة و أخلاطا علي طريق، و سليما و ثقيفا علي طريقين مما يلي صحن المسجد، و

همدان علي طريق، و بجيلة علي طريق، و تيم اللات و تغلب علي آخرهم، فهذه مناهجها العظمي و بنوا مناهج دونها تحاذي هذه ثم تلاقيها، و اخر تتبعها دونها في الذرع، و المحال من ورائها، و كانت الأسواق علي سنة المساجد من سبق الي مقعد فهو له حتي يقوم منه أو يفرغ من بيعه (46 - 45: 4) و كان بها أربعة آلاف فرس عدة لكون ان كان (51: 4).

[189] الخزرجي؛ عده الشيخ في رجاله (ص 30) من أصحاب رسول الله صلي الله عليه وآله، وعده الطبري (430: 4) فيمن تخلف عن بيعة علي عليه السلام بعد عثمان و لحق بمعاوية، فكان معه في صفين، ثم بعثه معاوية ليغير علي (عين تمر) فأغار عليها، كما في الطبري (133: 5 حوادث سنة 39 ه) ثم ولاه معاوية الكوفة سند 58 ه فكان عليها حتي هلك معاوية و قام بالأمر يزيد حتي جاءها عبيدالله بن زياد أميرا عليها من قبل يزيد سنة 60 ه، فخرج الي يزيد فكان عنده حتي قتل الامام الحسين عليه السلام، فذهب بأهله عليه السلام بأمر يزيد الي المدينة (462: 5) و رجع الي الشام فكان عند يزيد حتي بعثه الي الأنصار بالمدينة يخذلهم عن عبدالله بن حنظلة و يحذرهم من مخالفة يزيد فلم يسمعوا له (481: 5).

[190] عبيدالله بن زياد ولد سنة 20 ه 297: 5 حبسه بسر بن أرطاة في البصرة سنة: 41 ه مع أخويه عباد و عبدالرحمن، و كتب الي زياد: لتقدمن علي معاوية أو لأقتلن بنيك 168: 5 و هلك أبوه زياد سنة 53 ه 288: 5 فوفد ابنه عبيدالله علي معاوية فولاه خراسان سنة: 54 ه و

297: 5 ثم ولاه البصرة سنة: 55 ه فترك علي خراسان أسلم بن زرعة الكلابي و رجع الي البصرة 306: 5 و لما كان علي خراسان غزا جبال بخاري ففتح مدينتي: راميثنة و بيكند، فأصاب منهما الفين من رماة البخارية فاستألفهم و قدم بهم البصرة 298: 5 و ولي عباد بن زياد علي سجستان، و عبدالرحمن بن زياد خراسان مع أخيه عبيدالله 315: 5 فكان عليها سنتين 316: 5 - ثم ولي عبيدالله بن زياد علي كرمان أيضا فبعث اليها شريك بن الأعور الحارثي الهمداني 321: 5. و عزل يزيد عبادا عن سحستان و عبدالرحمن عن خراسان و ولاهما سلم بن زياد أخاهما فبعث الي سجستان أخاه يزيد بن زياد 471: 5 ثم ولاه يزيد الكوفة أيضا فذهب اليها سنة 60 ه و خلف، البصرة أخاه عثمان بن زياد 358: 5 و قتل الحسين عليه السلام و له 40 سنة، ثم رجع من الكوفة الي البصرة سنة 61 ه فلما هلك يزيد و معاوية ابنه بايعه أهل البصرة حتي يصطلح الناس علي خليفة، ثم خالفوه فلحق بالشام 530: 5 و معه أخوه عبدالله سنة 64 ه 513: 5 فبايع مروان بن الحكم و حرضه علي حرب العراق فبعثه اليها 530: 5 فحارب التوابين سنة 65 ه فهزمهم 598: 5 ثم حارب المختار سنة 81: 66 فقتل و من معه من أهل الشام سنة 67 ه 87: 6.

[191] 338: 5، قال هشام بن محمد بن أبي مخنف.. و هذا أول أخبار متعددة يعطف الطبري بعضها علي بعض فيقول في اول كل خبر قال، و الخبر موقوف علي أبي مخنف.

[192] هكذا اقتصرت رواية الطبري عن هشام عن

أبي مخنف علي ذكر الشدة فحسب، دون ذكر القتل، و هكذا رواية سبط ابن الجوزي عن هشام أيضا (ص 235)، و كذلك رواية الشيخ المفيد في الارشاد (ص 200) عن هشام أو المدائني، بينما يذكر اليعقوبي في تاريخه) 229: 2) نص الكتاب هكذا: «اذا أتاك كتابي هذا فأحضر الحسين بن علي، و عبدالله بن الزبير، فخذهما بالبيعة، فان امتنعا فاضرب أعناقهما، و ابعث الي برؤوسها، وخذ الناس بالبيعة، فمن امتنع فأنفذ فيه الحكم، و في الحسين بن علي، و عبدالله بن الزبير، والسلام»، و الخوارزمي في مقتله (ص 180) يذكر الكتاب عن ابن الاعثم كما بذكره الطبري عن هشام، و يضيف: «.. و من أبي عليك منهم فاضرب عنقه، وابعث الي برأسه» و كان وصول الكتاب الي الوليد ليلة الجمعة السادس و العشرين من شهر رجب، كما يستفاد من تاريخ خروج الامام عليه السلام من المدينة، فيما يأتي.

[193] لم يصرح المؤرخون متي كتب يزيد هذا الكتاب؟ و متي سرح به الي المدينة؟ ليدري كم استغرق مدة المسافة بين المدينة و الشام، و لنا أن نستظهره مما ذكره الطبري (482: 5) عن هشام عن أبي مخنف: أن عبدالملك بن مروان قال لمن أرسله بكتاب بني امية حين حصارهم في المدينة قبل واقعة الحرة الي يزيد بالشام: «وقد اجلتك اثني عشرة ليلة ذاهبا و اثني عشرة ليلة مقبلا؛ فوافني لأربع و عشرين ليلة في هذا المكان»، ثم يقول الرسول بعد هذا: «فأقبلت حتي وافيت عبدالملك بن مروان في تلك الساعة أو بعدها شيئا». و يؤيد هذا أيضا ما نقله الطبري (498: 5) عن الواقدي (ت 207 ه): ان نعي يزيد وصل الي المدينة لهلال ربيع الآخر، و

قد مات يزيد لأربع عشرة ليلة خلت من ربيع الأول سنة 64 ه، كما في نفس الصفحة، فيكون نعي يزيد قد وصل اليهم بعد (61) يوما.

[194] كان قد طرده رسول الله صلي الله عليه وآله من المدينة مع أبيه الحكم بن العاص بن امية حيث كان من المستهزئين به صلي الله عليه وآله، ففربه عثمان بن عفان و تزوج ابنته نائلة، و وهبه أموال مصالحة أفريقيا و هي ثلاثمائة قنطار ذهب) 256: 4) فاشتري بها (نهر مروان) و هي أجمة بالعراق) 280: 4) و كان قد أعطي مروان خمسة عشر ألفا أيضا (345: 4) و قد صار عثمان سيقة لمروان يسوقه حيث شاء - كما قال علي عليه السلام - (364: 4)، و قاتل عن عثمان فضرب بالسيف علي علباته و سقط، فأرادوا قتله فوثبت عليه مرضعته و هي عجوز فقالت: ان كنت انما تريد قتل الرجل فقد قتل، و ان كنت تريد أن تلعب بلحمه فهذا قبيح، فكفوا عنه (381: 4) فاحتمله مولاه أبوحفصة اليماني فأدخله بيتها (380: 4) فعاش مروان بعد هذا قيصر العنق (394: 4) و اشترك في حرب الجمل فكان يؤذن لصلاتهما (454: 4)، و رمي طلحة يوم الجمل رمية قتلته (509: 4)، و جرح يوم الجمل (530: 4)، ففر و استجار بمالك بن مسمع الغزاري فأجاره (536: 4)، فلما رجع لحق بمعاوية (541: 4) فولاه معاوية المدينة بعد عام الجماعة (172: 5) فابتدع بها المقصورة للصلاة سنة 44 ه) 215: 5)، و وهبه فدك ثم ارتجعها منه) 231: 5) و عزله عن المدينة سنة 49 ه) 232: 5)، ثم أعاده عليها سنة 54 ه) 293: 5)، و علي عهده حج

معاوية فاستوسق لابنه يزيد سنة 56 ه (304: 5)، و لكنه صرفه عنها سنة 57 أو 58 و أمر عليها الوليد بن عتبة بن أبي سفيان، و لذلك كان يكرهه مروان (309: 5). و كان في دمشق حين وصول السبايا و الرؤوس (465: 5)، و كان في المدينة حين وقعة الحرة سنة 62 ه، و كان هو الذي استغاث بيزيد فأغاثة بمسلم بن عقبة المرني (482: 5)، فلما بلغ أهل المدينة اقبال مسلم بن عقبة حاصروا بني امية - و هم ألف رجل - في دار مروان ثم أخرجوهم من المدينة، فترك أهله عند علي بن الحسين عليه السلام (بينبع) فقبل اعالتهم و حمايتهم!، و كان عليه السلام قد اعتزل المدينة اليها كراهية أن يشهد شيئا من امورهم (485: 5)، ثم ولي المدينة عبيدة بن الزبير لأخيه عبدالله بن الزبير سنه 64 ه فأخرج منها بني امية الي الشام، فبويع لمروان بها بالخلافة سنة 64 ه (530: 5)، و مات في رمضان سنة 65 ه.

[195] فلم يزل كذلك حتي جاء نعي معاوية الي الوليد، فلما عظم علي الوليد هلاك معاوية؛ و ما امر به من أخذ هؤلاء الرهط بالبيعة، فزع عند ذلك الي مروان و دعاه (325: 5).

[196] 339: 5، قال هشام بن محمد عن أبي مخنف.. و رواه الخوارزمي: 181.

[197] كان حيا الي سنة (91 ه(، حيث كان فيمن استقبل الوليد بن عبدالملك بالمدينة من رجال قريش (465: 6) و يلقب بالمطرف، مات سنة 96 ه) القمقام: 270). و عمرو أبوه ابن عثمان بن عفان الخليفة، و امه ام عمرو بنت جندب الازدي (420: 4). و قال في (494: 5): امه من دوس، و

اتهمه مسلم بن عقبة في وقعة الحرة: أنه لم يكن فيها مخلصا لبني امية، فلما اتي به شتمه و أمر به فنتفت لحيته (494: 5).

[198] حتي أمسوا، فبعث الي الحسين عليه السلام عند المساء فقال: أصبحوا ثم ترون و نري. فكفوا عنه تلك الليلة و لم يلحوا عليه فخرج من تحت ليلته، و هي ليلة الأحد ليومين بقيا من رجب» (341: 5). فالنتيجة: أن ابن الزبير بقي بالمدينة بعد بدء الدعوة يوما و في الليل خرج، و الامام عليه السلام بقي بها بعد الدعوة يومين و في الليلة الثانية خرج. و حيث كانت ليلة خروجه عليه السلام ليلة الأحد يكون يوم مكثه يوم الجمعة و ليلة السبت و يوم السبت، و تكون الدعوة مبدؤا بها في ساعة مبكرة من صباح يوم الجمعة، و حينئذ فيصح وصفها بأنها: «ساعة لم يكن الوليد يجلس فيها للناس»، و يكون اجتماع ابن الزبير بالامام عليه السلام في مسجد رسول الله صباح يوم الجمعة، و لعله كان بعد صلاة الصبح، و كان دخوله عليه السلام الي مسجد رسول الله صلي الله عليه وآله - الذي يرويه أبومخنف عن المقبري - مع رجلين يعتمد عليهما، بعد رجوعه من دار الوليد مع رجلين من رجاله الذين كان قد ذهب بهم الي دار الوليد. فالنتيجة: أن الدعوة كانت في ساعة مبكرة من صباح يوم الجمعة - لأربع بقين من رجب - لم يكن يجلس فيها الوليد للناس لأنها يوم الجمعة، و لم تكن الجمعة يوم عمله.

[199] 339: 5 قال هشام بن محمد بن أبي مخنف.. و رواه السبط بنصه: 203 و الخوارزمي: 181 بمعناه، و لا يدري لماذا الضمير مثني و الرسالة الي

ثلاثة؟ و الذي يظهر من نهاية الرواية أنهما: الحسين عليه السلام و عبدالله بن الزبير فقط، و لا ذكر لعبدالرحمن بن أبي بكر، و لا لعبدالله بن عمر، فلعل عدم ذكر الأول كان لوفاته قبل هذا - كما سبق -، و الثاني لغيبته عن المدينة كما رواه الطبري عن الواقدي (343: 5). و الرسول في رواية الخوارزمي عن ابن الأعثم: 181 و كذلك السبط: 235: عمرو بن عثمان، و في تاريخ ابن عساكر (327: 4) أنه هو: عبدالرحمن بن عمرو بن عثمان بن عفان.

[200] النص: قد ظننت أري طاغيتهم، و المرجح ما ذكرناه.

[201] و رواه المفيد باختصار: 200 و السبط: 236 و الخوارزمي: 183.

[202] و رواه الخوارزمي: 183 بلفظ آخر.

[203] و رواه الخوارزمي: 184.

[204] هي الورقاء بنت موهب، كانت من المومسات من ذوات الرايات كما في الكامل (75: 4)، فليس هذا من الامام قذفا، و النبز باللقب السوء هنا كما في القرآن الكريم في شأن الوليد بن المغيرة المخزومي: «عتل بعد ذلك زنيم» و الزنيم في اللغة: الدعي في النسب اللصيق به.

[205] و رواه الخوارزمي: 184، و أضاف: «انا أهل بيت النبوة، و معدن الرسالة، و مختلف الملائكة، و مهبط الرحمة، بنا فتح الله و بنا يختم، و يزيد رجل فاسق، شارب الخمر، قاتل النفس، معلن بالفسق، فمثلي لا يبايع مثله!، و لكن نصبح و تصبحون، و ننظر و تنظرون أينا أحق بالخلافة و البيعة»، و سمع من بالباب صوت الحسين عليه السلام و قد علا، فهموا أن يقتحموا عليهم بالسيوف! و لكن خرج اليهم الحسين عليه السلام فأمرهم بالانصراف الي منازلهم. و رواه السيد ابن طاووس (ت 693 ه) في اللمهوف، و ابن نما

(ت 645 ه) في مثير الأحزان.

[206] : فذاك - والله - أكره الي أن يكون جاء علي لسانك من غير تعمد، و كأنه تطير منه. و مضي ابن الزبير حتي أتي مكة، و عليها عمرو بن سعيد، فلما دخل مكة قال: انما أنا عائذ، و لم يكن يصلي بصلاتهم، و لا يفيض بافاضتهم، كان يقف هو و أصحابه ناحية، ثم يفيض بهم وحده، و يصلي بهم وحده (343: 5) قال هشام بن محمد عن أبي مخنف و رواه المفيد: 201، و كذلك السبط: 236 و يقول: و خرج الحسين عليه السلام في الليلة الآتية بأهله و فتيانه و قد اشتغلوا عنه بابن الزبير، و يرويه: 245 عن هشام و محمد بن اسحاق: يوم الأحد لليلتين بقيتا من رجب، و قال الخوارزمي: 189 لثلاث مضين من شهر شعبان!.

[207] 341 - 338: 5، قال هشام بن محمد عن أبي مخنف، و المفيد: 201.

[208] أي: لا كنت حيا - ادعي باسمي و احرك السوائم بعزمي - اذا كنت اعطي من المهابة ذلة و صغارا و أنا أستطيع أن ألقي منيتي دون الذلة، و رواها الخوارزمي الي هنا: 186.

[209] 342: 5، قال أبومخنف: و حدثني عبدالملك بن نوفل بن مساحق عن أبي سعيد المقبري، و قد سبقت ترجمته في المقدمة، و رواه السبط: 237 بلفظ آخر.

[210] رؤوس الجبال - مجمع البحرين - و لا يصح شعب الجبال.

[211] 341: 5: قال هشام بن محمد، عن أبي مخنف.. و رواه المفيد: 202، و الخوارزمي: 188 بزيادات، و أضاف الخوارزمي عن ابن الأعثم وصية الامام عليه السلام لابن الحنفية: «أما بعد فاني لم أخرج...» و زاد: «و سيرة الخلفاء الراشدين»!.

[212] 340: 5

و 341 و تاريخ الخروج في: 381 أيضا عن أبي مخنف عن الصقعب بن زهير عن عون بن أبي جحيفة و المفيد: 209، و السبط: 236 يقول: و خرج الحسين عليه السلام في الليلة الآتية بأهله و فتيانه، و قد اشتغلوا عنه بابن الزبير، و يرويه أيضا: 245 عن محمد بن اسحاق و هشام: يوم الأحد لليلتين بقيتا من رجب، و قال الخوارزمي: 189: لثلاث مضين من شهر شعبان!.

[213] القصص الآية 21.

[214] القصص الآية 22.

[215] قال عبدالله: ما أحببت أن يقتتلوا و لا يختلفوا و لا يتفانوا، و لكن اذا بايع الناس و لم يبق غيري بايعت، فتركوه و كانوا لا يتخوفونه!.

[216] 351: 5: حدثت عن هشام بن محمد عنه (أي أبي مخنف) قال: حدثني عبدالرحمن بن جندب، قال: حدثني عقبة بن سمعان - مولي الرباب ابنة امري القيس الكلبية امرأة الحسين عليه السلام و ام سكينة ابنة الحسين عليه السلام - و قد سبقت ترجمته. و رواه المفيد: 202، و الخوارزمي: 189 ينسب الكلام الي مسلم بن عقيل عليه السلام.

[217] و رواه السبط ص 243، عن هشام و محمد بن اسحاق، و الخوارزمي ص 189 عن ابن الأعثم.

[218] 351: 5 من خبر عقبة أيضا.

[219] 387: 5، قال أبومخنف حدثني الصقعب بن زهير، عن عون بن أبي جحيفة. و قد كان خروجه عليه السلام من المدينة ليومين بقيا من رجب، و علي هذا يكون قد قطع المسافة من المدينة الي مكة في خمسة أيام فقط، و المسافة (500) كيلومتر تقريبا فيكون قد قطع عليه السلام في كل يوم و ليلة مائة كيلومتر تقريبا، أي ما يقرب من (18) فرسخا، و هذا ضعف مقدار المسافة اليومية

العادية (8 فراسخ) و يستفاد من هذا: أنه عليه السلام و ان لم يتنكب الطريق الأعظم مخافة الطلب - كما سلف - لما فيه من الخوف و الفرار المشين علي الامام عليه السلام، الا أنه أسرع في سفره.

[220] 381: 5 من خبر عون بن أبي جحيفة أيضا و رواه السبط ايضا عن هشام: 245.

[221] 351: 5 من خبر عقبة أيضا و رواه المفيد: 202.

[222] 351: 5 من خبر عقبة أيضا.

[223] 352: 5، قال أبومخنف: فحدثني الحجاج بن علي، عن محمد بن بشر الهمداني قال...

[224] ذكره الكشي في رجاله: 69 حديث: 124 عن الفضل بن شاذان تحت عنوان من التابعين الكبار و رؤسائهم و زهادهم، و ذكره الشيخ في رجاله: 43 في أصحاب النبي صلي الله عليه وآله و أميرالمؤمنين عليه السلام، الا أنه قال: المتخلف عنه يوم الجمل المروي كذبا عذره!، و قد روي التخلف و العذر نصر بن مزاحم في كتابه: 6، فقال: قال له علي عليه السلام: «ارتبت و تربصت و راوغت، و قد كنت من أوثق الناس في نفسي و أسرعهم فيما أظن الي نصرتي...» فقال: يا أميرالمؤمنين.... استبق مودتي تخلص لك نصيحتي، و قد بقيت امور تعرف فيها وليك من عدوك، فسكت عنه، ثم جعله علي عليه السلام علي رجالة الميمنة في صفين (صفين: 205)، فبارز حوشب سيد اليمن من أهل الشام فقتله و هو يقول: أمسي علي عندنا محببا - نفديه بالام و لا نبغي أبا (صفين: 401)، و ضرب وجهه بالسيف في صفين (صفين: 519)، وعده أبومخنف من الصحابة و من رؤساء الشيعة) الطبري: 552: 5)، و كان قائد التوابين سنة 64 ه (555: 5)، و كان اعتذاره: ادهنا

و تربصنا و انتظرنا ما يكون، حتي قتل! (554: 5).

[225] أي الفزع - مجمع البحرين.

[226] و رواه الخوارزمي بتفصيل: 193.

[227] ذكره الكشي في رجاله: 69 الحديث 124 بعنوان: من التابعين الكبار و رؤسائهم و زهادهم، و ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب أميرالمؤمنين 58 برقم (8)، و في أصحاب الامام الحسن: 70 برقم (4) و أضاف: الفزاري و كان من رؤساء الجماعة الذين خفوا لنصرة علي عليه السلام من الكوفة الي البصرة، كما في الطبري (448: 4)، و وجهه الامام علي عليه السلام مع بشر كثير من قومه لمقاومة غارة عبدالله بن مسعدة الفزاري (135: 5)، و كان قائد التوابين بعد سليمان بن صرد فقتل معهم سنة 65 ه (599: 5).

[228] ذكره الكشي في رجاله: 65 الحديث: 118: ممن دفن أباذر من الصالحين، و ذكره الشيخ في رجاله: 41 في أصحاب أميرالمؤمنين عليه السلام، و ص 68 في أصحاب الامام الحسن عليه السلام و زاد: البجلي و كان في صفين مع علي عليه السلام علي بني بجلة (بجبيلة) (صفين: 205)، ثم أصبح من أصحاب حجر بن عدي و عمرو بن الحمق فذهب مع عمرو لما طلبه زياد بن أبيه الي جبال الموصل فاخذ عمرو، و فر شداد بفرسه) 265: 5)، و كان ثاني من خطب من رؤساء التوابين (553: 5)، و اليه فوض تعبئة التوابين (587: 5)، و كان الأمير الأخير للتوابين (596: 5)، و كان قصاصا يقص علي أهل الميمنة يحثهم علي القتال (598: 5)، و كان يقاتل (601: 5) و لكنه رجع بالناس ليلا حتي دخل الكوفة (605: 5)، فتراسل المختار (8: 6)، و أخذ له البيعة (9: 6)، و لكنه خرج عليه

مع اليمنيين بالكوفة فكان يصلي بهم (47: 6)، ثم لما سمع رجلا من همذان يقول: يا لثارات عثمان في جواب أصحاب المختار: يا لثارات الحسين عليه السلام، قال لهم رفاعة بن شداد: ما لنا و لعثمان! لا اقاتل مع قوم يبغون دم عثمان، فعطف عليهم يقول: أنا ابن شددا علي دين علي لست لعثمان بن أروي بولي! فقتل عند حمام المهبذان بالسبخة، و كان ناسكا (50: 6).

[229] كان علي ميسرة أصحاب الحسين عليه السلام، (422: 5) و تفاخر بقتله الحصين بن تميم فعلق رأسه في لبان فرسه و قتل ابنه القاسم بن حبيب قاتله بديل بن صريم التميمي قصاصا و هما في عسكر مصعب بن الزبير في غزو باجميرا (440: 5).

[230] و رواه الخوارزمي: 194.

[231] ذكره المفيد: عبدالله بن مسمع: 203، و الخوارزمي: عبدالله بن سبيع) ص 194)، و قتل مع الحسين عليه السلام.

[232] ذكره السبط: عبدالله بن مسمع البكري: 194 و اكتفي بذكر اسمهما الشيخ الطوسي (ره) فقال: عبدالله، و عبيدالله، معروفان) رجال الشيخ: 77)، و عبدالله بن وال التميمي كان القائد الثالث للتوابين فقتل (602: 5).

[233] و رواه المفيد: 203 و السبط: 244.

[234] الأسدي، رجع الي العراق مع مسلم بن عقيل عليه السلام، فلما تضايق به الأمر في بطن المضيق أرسله بكتابه الي الحسين عليه السلام (354: 5)، فرجع مع الامام عليه السلام حتي بلغ بطن الحاجر، فبعثه بكتابه الي أهل الكوفة حتي انتهي الي القادسية فأخذه الحصين بن تميم التميمي فبعث به الي ابن زياد فأمر به فرمي من فوق القصر فقطع فمات رحمه الله (395: 5)، فلما بلغ الحسين عليه السلام الي عذيب الهجانات بلغه خبره فترقرقت عيناه و لم يملك

دمعه و قال: «منهم من قضي نحبه...» اللهم اجعل لنا و لهم الجنة نزلا، و اجمع بيننا و بينهم في مستقر رحمتك و رغائب مذخور ثوابك (405: 5).

[235] ذكره المفيد: 203 باسم: عبدالله و عبدالرحمن شداد الأرحبي! و السبط: 194: عبدالله بن عبدالرحمن!، و كان مع مسلم الي العراق (354: 5).

[236] ذكره الخوارزمي: 195: عامر بن عبيد، و ذكره المفيد: 203 و السبط: 244: عمارة بن عبدالله بن السلولي، و كان مع مسلم الي العراق (354: 5) و في بيت هاني (363: 5) ثم لم يعلم أثره بعد.

[237] النص في الطبري: نحوا من ثلاثة و خمسين، و لكن الشيخ المفيد ذكر العدد: 203: مائة و خمسين، و كذلك السبط: 244 عن هشام و محمد بن اسحاق، و كذلك الخوارزمي: 195 عن ابن الأعثم، فالظاهر أن (الثلاثة) في الطبري تصحيف ل (المائة).

[238] سيأتي أنهما رجعا الي أهل الكوفة بجواب الامام عليه السلام، فأما هاني قلم يعلم اثره، و أما الحنفي فانه لحق بالامام عليه السلام فقتل معه.

[239] و رواه المفيد: 203، و السبط: 244.

[240] اليربوعي التميمي 369: 5 كان مؤذن سجاح المضرية مدعية النبوة) 273: 3)، ثم أسلم، و كان ممن أعان علي عثمان ثم صحب عليا عليه السلام، فكان في صفين معه علي بني عمرو بن حنظلة في الكوفة (صفين: 205)، و في النهروان علي ميسرة علي عليه السلام (طبري: 85: 5)، و كان الرسول بين علي عليه السلام و معاوية مع جماعة (صفين: 97) شهدذ علي حجر بن عدي بالخروج علي زياد) 269: 5) ثم حضر قتل الحسين عليه السلام و كان علي الرجالة يوم عاشوراء (422: 5) و كانوا يرون منه الكراهة لقتال

الامام عليه السلام، فانه لما قال له ابن سعد: ألا تقدم الي الرماة تكون عليهم فترمي الحسين عليه السلام، قال له: سبحان الله أتعمد الي شيخ مضر و أهل المصر عامة تبعثه في الرماة! لم تجدمن تندب لهذا و يجزي عنك غيري؟ و كان يقول بعد ذلك: لا يعطي الله أهل هذا المصر خيرا أبدا، و لا يسددهم لرشد، ألا تعجبون أنا قاتلنا مع علي بن أبي طالب و مع ابنه من بعده آل أبي سفيان خمس سنين، ثم عدونا علي ابنه و هو خير أهل الأرض نقاتله مع آل معاوية و ابن سمية الزانية! ضلال يا لك من ضلال (437 - 432: 5)، و هو الذي لام أهل الكوفة لفرحهم بقتل ابن عوسجة (436: 5) و لكنه خاف ابن زياد من مواقفه هذه فبني مسجدا اظهارا للفرح بقتل الحسين!) 22: 6) ثم حارب المختار في ثلاثة آلاف لابن المطيع عن ابن الزبير) 23: 6).

[241] العجي (369: 5) كان أبوه نصرانيا، و كان له منزلة فيهم (145: 5)، و كان ممن شهد علي حجر بن عدي لزياد) 270: 5)، و رفع راية الأمان لابنه يوم خروج مسلم (369: 5)، و أنكر كتابه للامام عليه السلام يوم عاشوراء (425: 5) ثم حارب المختار) 22: 6)، ثم حارب عبدالله بن الحر لمصعب فانهزم أمامه، فشتمه مصعب ورده (136: 6)، ثم كان فيمن كتب اليهم عبدالملك بن مروان من أهل الكوفة، فشرطوا عليه ولاية اصبهان، فأنعم بها لهم كلهم (156: 6)، و لكنه كان قد خرج مع مصعب متظاهرا بقتال عبدالملك، فلما دعاه مصعب للحرب قال: الي هذه العذرة؟! (158: 6) و كان حيا الي سنة 71 ه

ثم لم يعلم أثره.

[242] أبوحوشب الشيباني، أنكر كتابه يوم عاشوراء (425: 5)، فلما قتل يزيد و خلف عبيدالله بن زياد علي الكوفة: عمرو بن حريث فدعا الي بيعة ابن زياد، قام يزيد بن الحارث هذا فقال: الحمد لله الذي أراحنا من ابن سمية، لا و لا كرامة. فأمر به عمرو بن حريث أن يسجن فحالت بنوبكر بن وائل دون ذلك (524: 5)، ثم أصبح من أصحاب عبدالله بن يزيد الخطمي الأنصاري والي الكوفة لابن الزبير قبل ابن مطيع، فكان يحثه علي قتال سليمان بن صرد و أصحابه قبل خروجهم (563 - 561: 5) ثم كان يحثه علي حبس المختار (580: 5)، ثم بعثه ابن مطيع الي جبانة مراد لقتال المختار (18: 6)، و في ألفين الي سكة لحام جرير فوقفوا في أفواه السكك) 26: 6)، و وضع رامية علي أفواه السكك فوق البيوت فمنع المختار من دخول الكوفة) 28: 6)، ثم ثار علي المختار في امارته ببني ربيعة (45: 6)، فانهزم بأصحابه (52: 6)، ثم كان فيمن حارب الأزارقه الخوارج مع الحارث بن أبي ربيعة والي ابن الزبير علي الكوفة سنة 68 ه (124: 6)، فأمره مصعب علي المدائن (134: 6)، ثم ولي لعبدالملك بن مروان علي الري سنة 70 ه (164: 6)، فقتله الخوارج) ابصار العين: 15). و كان جده يزيد بن رويم الشيباني علي ذهل الكوفة مع علي عليه السلام بصفين) صفين: 205).

[243] الأحمسي: كان من الشهود علي حجر بن عدي) 270: 5)، و لهذا كتب الي الامام عليه السلام ليكفر ذلك، و لهذا استحيا أن يأتي الامام عليه السلام من قبل ابن سعد فيسأله: ما الذي جاء به (410: 5)، و لهذا

أيضا أجابه زهير بن القين عشية التاسع من المحرم يعرض به: «أما والله ما كتبت اليه كتابا قط، و لا أرسلت اليه رسولا قط، ولا وعدته نصرتي قط». و كان عزرة عثمانيا فقال لزهير: ما كنت عندنا من شيعة أهل هذا البيت، انما كنت عثمانيا (417: 5) و جعله عمر علي الخيل يوم عاشوراء، و كان يحرسهم بالليل (422: 5)، فكان أصحاب الامام عليه السلام لا يحملون علي خيله الا و يكشفونه، فشكي ذلك الي ابن سعد و طلب منه أن يعفيه من ذلك و يبعث اليهم الرجالة و الرماة، ففعل (436: 5). هم كان فيمن حمل رؤوس أصحاب الامام عليهم السلام الي ابن زياد (456: 5)، ثم لم يعلم أثره.

[244] كان فيمن شهد علي حجر بن عدي) 270: 5)، و كانت اخته روعة بنت الحجاج تحت هاني بن عروة و هي ام يحيي بن هاني (364: 5)، فلما قتل هاني أقبل في جمع عظيم من مذحج، فلما أخبرهم شريح بحياة هاني تفرقوا (367: 5). ثم حضر كربلاء فبعثه عمر بن سعد علي خمسمائة فارس فنزلوا علي الشريعة و حالوا بين الامام و أصحابه و بين الماء، و ذلك قبل القتل بثلاث (412: 5). و لام ابن سعد علي تريثه عن اجابة الامام الي استمهال ليلة العاشر (417: 5) ثم كان علي ميمنة عمر بن سعد يوم العاشر (422: 5) من نحو الفرات، فحمل بهم علي الحسين و أصحابه و كان يحرضهم علي قتلهم (435: 5)، ثم كان ممن حمل رؤوسهم الي الكوفة (456: 5)، ثم كان مع ابن مطيع علي المختار) 28: 6)، و في ألفي رجل من سكة الثوريين) 29: 6)، ثم في

جبانة مراد بمن تبعه من مذحج (45: 6)، فلما غلب المختار ركب راحلة فأخذ طريق شراف و واقصة فلم يربعد ذلك (52: 6).

[245] ابن عطارد، كان ممن شهد علي حجر بن عدي) 270: 5)، و كان علي مضر في محاربة المختار (47: 6)، ثم بايع المختار فبعثه واليا علي آذربايجان (34: 6) و كان مع الحارث بن أبي ربيعة والي الكوفة لابن الزبير في قتال الأزارقة الخوارج (124: 6)، و كان ممن كاتبه عبدالملك بن مروان من مروانية الكوفة (156: 6) ثم ولاه همدان (164: 6)، ثم رجع الي الكوفة فكان بها في ولاية الحجاج سنة 75 ه) 204: 6) ثم لم يعلم أثره. و كان أبوه عمير بن عطارد علي تميم الكوفة مع علي عليه السلام بصفين (صفين: 205). ثم هو ممن سعي في دم عمرو بن الحمق الخزاعي عند زياد حتي لامه علي ذلك عمرو بن حريث و زياد (الطبري 236: 5).

[246] الجمام: جمع جمة، و هي مجتمع الماء، و طمت أي علت المياه و غمرت، و انظر أهل الدنيا كيف يحسبون أن الدنيا من دواعي اقبال الامام عليه السلام اليهم! يا لقصر العقول!.

[247] و رواه المفيد: 203، و السبط 244.

[248] 353: 5، قال أبومخنف: فحدثني الحجاج بن علي عن محمد بن بشر الهمداني قال.. و رواه المفيد 204، و السبط: 196.

[249] هم الذين حملوا الي الامام عليه السلام الصحائف المائة و الخمسين من أهل الكوفة، و قد ترجمنا لهم، و عمارة بن عبيد ذكره المفيد و السبط: ابن عبدالله، و عبدالرحمن بن عبدالله ذكره المفيد هكذا: عبدالله و عبدالرحمن ابنا راشد الأرحبي: 204.

[250] هم الذين حملوا الي الامام عليه السلام الصحائف المائة

و الخمسين من أهل الكوفة، و قد ترجمنا لهم، و عمارة بن عبيد ذكره المفيد و السبط: ابن عبدالله، و عبدالرحمن بن عبدالله ذكره المفيد هكذا: عبدالله و عبدالرحمن ابنا راشد الأرحبي: 204.

[251] هم الذين حملوا الي الامام عليه السلام الصحائف المائة و الخمسين من أهل الكوفة، و قد ترجمنا لهم، و عمارة بن عبيد ذكره المفيد و السبط: ابن عبدالله، و عبدالرحمن بن عبدالله ذكره المفيد هكذا: عبدالله و عبدالرحمن ابنا راشد الأرحبي: 204.

[252] 354: 5 بعد رواية عن أبي مخنف عن أبي المخارق الراسبي.

[253] أصل خبت واقع حوالي المدينة الي جهة مكة، فكأن الدليلين ضلا حتي مالا الي مكة، كما في ابصار العين: 16.

[254] و رواه المفيد: 204، و الخوارزمي: 197 بلفظ قريب الا يسيرا، و رواه الطبري أيضا عن معاوية بن عمار عن الامام الباقر عليه السلام: 347: 5.

[255] 355: 5 و ذلك لخمس خلون من شوال، كما في مروج الذهب 86: 2.

[256] الثقفي، ولد في السنة الاولي للهجرة (402: 2)، و استخلفه علي المدائن عمه سعد بن مسعود الثقفي سنة 76: 5) 37)، و كان بها عند عمه الي بعد عام الجماعة سنة 40 ه (159: 5) و أشار الطبري الي ما أشار به المختار علي عمه بتسليم الحسن عليه السلام الي معاوية (569: 5) و في ولاية زياد علي الكوفة دعاه الي الشهادة علي حجر بن عدي فراغ عنها) 270: 5)، و كان صاحب راية يوم خروج مسلم (381: 5) و لكنه كان قد خرج برايته و مواليه اذ علم بحبس هاني و قبل خروج مسلم عليه السلام علي غير ميعاد من اصحابه، فاستسلم لدعوة عمرو بن حريث المخزومي اياه

الي الدخول تحت راية الأمان لابن زياد، و ادخل عليه فعرض وجهه بقضيبه فخبط عينه فشترها، و حبس حتي قتل الحسين عليه السلام، و كانت اخته: صفية زوجة عبدالله بن عمر، فبعث بابن عمه زائدة بن قدامة الثقفي الي ابن عمر يسأله ليكتب الي يزيد فيكتب الي ابن زياد باخراجه من السجن، ففعل و أخرجه ابن زياد من الكوفة فخرج الي الحجاز، فبايع ابن الزبير و قاتل معه أهل الشام قتالا شديدا و بعد موت يزيد بخمسة اشهر ترك ابن الزبير و اقبل الي الكوفة (578 - 570: 5) فدخلها و سليمان بن صرد الخزاعي يدعو الشيعة الي التوبة و الطلب بدم الحسين عليه السلام، فادعي المختار انه جاءهم من قبل محمد بن الحنفية، و أن سليمان لاعلم له بالحرب يقتل نفسه و أصحابه (560: 5 و 580) فلما خرج التوابون حبسه ابن مطيع عامل ابن الزبير (605: 5) فبعث المختار غلامه: زربيا الي ابن عمر يسأله أن يكتب له الي عامل ابن الزبير ليخرجه فكتب فاخرجه بضمان و يمين (8: 6) فخرج و غلب علي الأمر، و قاتل ابن زياد فقتله، و قتل قتلة الحسين عليه السلام، حتي قتله مصعب بن الزبير سنة 107: 6) 67) و أمر مصعب بكف المختار فسمرت بمسمار الي جانب المسجد حتي نزعها الحجاج الثقفي (110: 6) و قتل مصعب زوجته: عمرة بنت النعمان بن بشير، و اطلق زوجته الاخري: ام ثابت بنت سمرة بن جندب (112: 6) و في سنة 71 حارب مصعب: عبدالملك، و كان زائدة بن قدامة الثقفي حاضرا فقتل مصعبا و قال: يا لثارات المختار (159: 6) و كانت دار المختار لزيقة المسجد - أي

بجانبه - فابتاعها عيسي بن موسي العباسي من ورثة المختار سنة 122: 8 (159). و يبدوا أن علة اتخاذ داره مقرا لمسلم عليه السلام كونه صهر النعمان بن بشير أمير الكوفة، و كفي بهذا ستمرا، هذا و لا سيما اذا اصفنا الي ذلك، خبر الطبري: كانت الشيعة تشتم المختار و تعتبه لما كان منه في أمر الحسن بن علي يوم طعن في مظلم ساباط فحمل الي ابيض المدائن (569: 5).

[257] و بعد هذا ذهب بكتاب مسلم بن عقيل عليه السلام الي الامام عليه السلام (375: 5) ثم كان معه حتي قتل (444: 5)، و هو من همدان.

[258] هو سعيد بن عبدالله الحنفي رسول أهل الكوفة الي الامام عليه السلام، و كان قد رجع الي الكوفة بجواب الامام اليهم.

[259] 355: 5: قال أبومخنف: حدثني نمير بن وعلة، عن أبي الوداك قال: خرج الينا النعمان بن بشير فصعد المنبر...

[260] جاء اسمه في الشهود علي حجر بن عدي: عبدالله بن مسلم بن شعبة الحضرمي 269: 5.

[261] هو أخو الوليد بن عقبة بن أبي معيط، خرج هو و أخوه الوليد من مكة الي المدينة يسألان رسول الله صلي الله عليه وآله أن يريد عليهما اختمها ام كلثوم المهاجرة، الحديبية، فأبي (640: 2)، و كان منزله مع أخيه برحبة الكوفة) 274: 4) و كانت ابنته ام أيوب تحت المغيرة بن شعبة، فلما مات تزوجها زياد بن أبيه (180: 5)، و هو الذي سعي عند زياد علي عمرو بن الحمق الخزاعي) 236: 5) جي بأبيه عقبة بن أبي معيط الي رسول الله صلي الله عليه وآله كافرا، فأمر به أن يضرب عنقه، فقال: يا محمد من للصبية؟ قال: النار (349: 5)

و كان حاضرا في القصر يوم مقتل مسلم (376: 5) و هو الذي سعي بالمختار الي ابن زياد يوم خروج مسلم (570: 5)، ثم تخفي اخباره بعد هذا.

[262] امه بشري بنت قيس بن أبي الكيسم من سبي المرتدين بعد رسول الله: 341: 3، فيكون من مواليد أوائل العشر الثاني من الهجرة و له يوم كربلاء زهاء خمسين سنة، و في سنة سبعة عشر أو تسعة عشر بعثه أبوه سعد مع عياض بن غنم لفتح أرض الجزيرة أي شمال العراق و سورية، و هو يومئذ غلام حدث السن 53: 4، و في سنة (37) لم يدع عمر أباه حتي أطمعه في حضور التحكيم، فأحضره في أذرخ في دومة الجندل، و كان أبوه علي ماء لبني سليم بالبادية، فقال: يا أبت اشهدهم فانك صاحب رسول الله و أحد الشوري، فاحضر فانك أحق الناس بالخلافة: (66 - 7: 5)، و كان ممن شهد عل حجر: 269: 5، و ممن كتب الي يزيد ليدرك أمر الكوفة: 356: 5 و كره وصية مسلم بن عقيل اليه، و أفشاه لابن زياد فقال ابن زياد: انه لا يخونك الأمين و لكن قد يؤتمن الخائن: 377: 5، و أراد محمد بن الأشعث الكندي أن يؤمره علي الكوفة بعد قتل ابن زياد، فجاء رجال بني همدان متقلدين السيوف و جاءت نساؤهم يبكين حسينا عليه السلام: 524: 5 و بعث اليه المختار أباعمرة فقتله و جاءه برأسه ثم قتل ابنه حفص بن عمر، و قال: والله لو قتلت ثلاثة أرباع قريش ما وفوا بأنملة من أنامل الحسين عليه السلام، و بعث برأسيهما الي المدينة الي محمد بن الحنفية: 61 - 2: 6.

[263] قال هشام: قال

عوانة: فلما اجتمعت الكتب عند يزيد ليس بين كتبهم الا يومان، دعا يزيد بن معاوية: سرجون (سرجون بن منصور الرومي كان كاتب معاوية و صاحب أمره في الديوان 230: 5 و 180: 6.) مولي معاوية، فقال: ما رأيك؟ فان حسينا قد توجه نحو الكوفة، و مسلم بن عقيل بالكوفة يبايع للحسين، و قد بلغني عن النعمان ضعف و قول سيي ء.. فما تري؟ من أستعمل علي الكوفة؟ و كان يزيد عاتبا علي عبيدالله بن زياد. فقال سرجون: أرأيت معاوية لو نشر لك أكنت آخذا برأيه؟ قال: نعم، فأخرج عهد عبيدالله علي الكوفة، فقال: هذا رأي معاوية، و مات و قد أمر بهذا الكتاب. فأخذ برأيه، ثم دعا مسلم بن عمرو الباهلي (مسلم بن عمرو الباهلي: كان مع زياد بن أبيه في البصرة شريفا في باهلة عريفا سنة 46 ه عليها معه 228: 5 ثم سكن الشم فكان بصريا شاميا، و رجع من الشام الي البصرة بكتاب يزيد الي ابن زياد، تم معه الي الكوفة، و تكلم مع هاني بن عروة اذ ادخل علي ابن زياد ليسلم اليه مسلم بن عقيل عليه السلام 366: 5 و شتم مسلم بن عقيل حين انتهائه الي باب القصر و طلبه ماء 376: 5 ثم ازدلف الي مصعب بن الزبير فبعثه لحرب ابن الحر الجعفي فهزم سنة 68 ه 132: 6 و كان كالوزير لمصعب 136: 6 و قتل معه بدير الجاثليق في الحرب مع مروان سنة 71 ه 158: 6 و كان يحب المال حبا جما 432: 5 و كان له سبعة بنون: قتيبة و عبدالرحمن و عبدالله و عبيدالله و صالح و بشار محمد 516: 6 و صاروا

هولاء بعده الي الحجاج بن يوسف، قولي قتيبة علي خراسان سنة 86 ه 424: 6 فغزا و فتح بيكند، و نوشكث ورامثين، و بخاري، و شومان، و كش، و نسف، و خام جرد، و سمرقند، و شاش، و فرغانة، و كاشغر، و حدود الصين، و صالح نيزك، و السغد، و خوارزم شاه، و قتل مع اخوته سنة 96 ه 506 - 429: 6.)، فبعثه الي عبيدالله بعهده، الي البصرة، و كتب اليه «أما بعد فانه كتب الي شيعتي من أهل الكوفة يخبرونني أن ابن عقيل بالكوفة يجمع الجموع لشق عصا المسلمين، فسرحين تقرأ كتابي هذا حتي تأتي أهل الكوفة فتطلب ابن عقيل كطلب الخرزة حتي تثقفه، فتوثقه أو تقتله أو تنفيه، و السلام». فأقبل مسلم بن عمرو حتي قدم علي عبيدالله بالبصرة، فأمر عبيدالله بالجهاز و التهيؤ و المسير الي الكوفة من الغد (357: 5). و روي بسنده بن عمار الدهني (عمار الدهني: أبومعاوية بن عمار من أصحاب الامام الصادق و الامام الكاظم عليهماالسلام و كان أبوه عمار ثقة في العامة وجها يكني أبامعاوية، و روي أحيانا عن أبي جعفر الباقر عليه السلام) رجال العلامة: 166)، و لعمار كتاب كما في (الفهرست: 235 ط أورپا) لابن النديم. (عن أبي جعفر الباقر عليه السلام: «فدعا مولي له يقال له: سرجون - و كان يستشيره - فأخبره الخبر، فقال له: أكنت قابلا من معاوية لو كان حيا؟ قال: نعم، قال: فاقبل مني، فانه ليس للكوفة الا عبيدالله بن زياد، فولها اياه، و كان يزيد عليه ساخطا، و كان هم بعزله عن البصرة - فكتب اليه برضائه، و أنه ولاه الكوفة مع البصرة، و كتب اليه أن يطلب

مسلم بن عقيل فيقتله ان وجده» (348: 5).

[264] اختلفوا في اسم رسول الحسين عليه السلام هذا الي البصرة بكتابه، فهو هنا سليمان و كذلك في مقتل الخوارزمي عن ابن الأعثم 199: 1 و اللهوف، الا أنه كناه بأبي رزين، و هو اسم أبيه، و امه كبشة جارية للحسين عليه السلام كانت تخدم في بيت ام اسحاق التميمية من زوجات الحسين عليه السلام فتزوجها أبورزين فولدها سليمان. و في (مثير الأحزان) لابن نما: 12 انه أرسل الكتاب مع ذريع السدوسي، و ذكر الاثنين معا السيد الأمين في (لواعج الأشجان: 36).

[265] كانت البصرة قد قسمت خمسة أخماس، و لكل خمس منها رئيس من الأشراف.

[266] مالك بن مسمع البكري الجحدري: كان علي بني بكر بن وائل في البصرة 505: 4. ثم آوي مروان بن الحكم يوم الهزيمة، و حفظ لهم بنومروان ذلك بعد و انتفعوا به عندهم و شرفوهم بذلك! 536: 4 و كان رأيه مائلا الي بني امية، فلم ينصر زيادا علي ابن الحضرمي الذي كان وجهه معاوية الي البصرة للدعاء الي نفسه 110: 5 و هو الذي بايع ابن مرجانة بعد هلاك يزيد، و لكنه نكث بيعته له فعدي مع جماعة علي بيت المال فنهبوه 505: 5. ثم اتهم بعد هذا أنه كان يحاول أن يرد ابن زياد الي دار الامارة بالبصرة 512: 5 و قد كان مالك بن مسمع مملكا علي بكر بن وائل من ربيعة اليمن و هم اللهازم و هم بنوقيس بن ثعلبة و حلفاؤهم: غزة، وشيع اللات و حلفاؤها: عجل، و آل ذهل بن ثعلبة، و حلفاؤها: يشكر، وضيعة بن ربيعة بن نزار، فهؤلاء من أهل الوبر و حنيفة من أهل المدر

515: 5، ثم لما لحق الأزد بالبصرة في آخر خلافة معاوية و أول خلافة يزيد بن معاوية أتاهم مالك بن مسمع فجدد معهم الحلف 516: 5 و في سنة 64 ه جدد الحلف معهم و عليهم مسعود بن عمرو المعني، فخرجوا علي عبدالله بن الحارث بن نوفل بن عبدالمطلب القرشي الهاشمي ليردوا ابن زياد الي دار الامارة، فهزموا و احرق دار مالك بن مسمع 521: 5، و دافع عن أصحاب المختار بالبصرة حمية من دون أن يكون علي رأيهم 68: 6 ثم كان علي خمس بكر بن وائل مع مصعب في حربه المختار 95: 6 ثم أجار خالد بن عبدالله بن خالد بن اسيد الذي قد وجهه عبدالملك بن مروان داعيا له الي البصرة، و قاتل دونه حتي اصيبت عينه فضجر من الحرب فاستأمن عبيدالله بن عبيدالله بن معمر خليفة مصعب فآمنه فأخرج خالدا من البصرة، ثم خاف من المصعب فلحق مع قومه بثاج 155 - 152: 6 فهدم المصعب داره 155: 6 ثم تخفي أخباره.

[267] الأحنف صخر بن قيس أبوبحر السعدي: روي عن العباس بن عبدالمطلب 263: 1 و أوفده عتبة بن غزوان سنة: 17 ه الي عمر مع وفد أهل البصرة 74: 4 و حارب فيمن حارب من أهل البصرة أهل فارس سنة 17 ه 81: 4 و دفع اليه عمر لواء خراسان لفتحه نزولا علي رأيه 94: 4 فطارد يزدجرد حتي قتل 171: 4 و فتح هراة سنة 31 ه 301: 4 و صالح مرودود 310: 4 و أهل بلخ 313: 4، و كان ممن كتبت اليه عائشة من أهل البصرة 461: 4. و خرج الي علي عليه السلام في فتنة البصرة،

فدعاه علي عليه السلام الي القعود بقومه من أهل البصرة عن قتاله، فدعاهم فأجابوه فاعتزل بهم، فلما ظفر علي عليه السلام دخل معه و هم عشرة آلاف رجل 497: 4 أو ستة آلاف 468: 4 أو أربعة آلاف 501: 4 و بايعه من جديد في العشي 541: 4. ثم قدم الكوفة علي عليه السلام و كتب الي عشيرته بالبصرة أن يشخصوا الي الكوفة ليصيروا الي صفين فقدموا (وقعة صفين: 24) فكان علي تميم وضبة و الرباب (صفين: 117) و لكنه كان يتخوف من ذهاب العرب (صفين: 387). و رشح نفسه علي علي عليه السلام للتحكيم، و ذكر لين أبي موسي فأبي الأشعث بن قيس (صفين: 501) و أبي علي علي عليه السلام محو اسمه من امرة المؤمنين في صفين (صفين: 508) فلما جاء الأشعث يقرأ علي الناس قرار التحكيم رد عليه و تناوشه بسيفه رجل من بني تميم فجاء أهل اليمن لينتقموا من بني تميم، فمضي الأحنف اليه و اعتذر منه (صفين: 513) و نصح أباموسي أن لا ينخدع (صفين: 536)، و كان يدخله علي عليه السلام في المشورة مع بني هاشم (ط 53: 5) و خرج للخروج الثاني الي صفين ببني تميم في ألف و خمسمائة 78: 5 و وفد علي معاوية سنة: 50 ه فأجازه مائة ألف 242: 5. و أوفده ابن زياد سنة: 59 ه الي معاوية فأدخله عليه في آخر الناس 317: 5 و بايع عبيدالله بن زياد بعد يزيد ليكون أميرا علي البصرة 507: 5 و تعهد له أن يأتيه بداعية ابن الزبير، فلما رأي امتناعه امتنع وقعد عنه 508: 5. و لما أراد الأزد رد ابن زياد الي دار

الامارة بعد هربه اجتمع بنو تميم علي الأحنف يشكون اليه رجوع ابن زياد الي الحكم، و مقتل رجال من تميم علي يد ألازد، فثاربهم علي الأزد حتي قتلوا مسعود بن عمرو زعيم الأزد و مجير ابن زياد، ففر ابن زياد الي الشام 519: 5 ثم بايع لابن الزبير 615: 5. ثم حارب المختار مع مصعب بن الزبير سنة: 67 ه 95: 6 و هو الذي أشار علي مصعب بقتل جمع من استسلم من أصحاب المختار 116: 6. و كأنه كان ميتا سنة 71 ه 157: 6.

[268] كان علي جذعة و بكر من عبد القيس يوم الجمل مع علي عليه السلام 505: 5 و كانت بحرية بنته عند عبيدالله بن زياد، فلما هجا يزيد بن المفرغ الحميري آل زياد أجازه المنذر فلم يجره ابن زياد 318: 5 ثم ولاه ابن زياد السند من بلاد الهند فمات بها سنة 62 كما في (الاصابة 480: 3).

[269] مسعود بن عمرو بن عدي الأزدي قائد الأزد يوم البصرة 505: 4. و هو الذي أجار ابن مرجانة لما نابذه الناس و منع عنه فمكث تسعين يوما بعد موت يزيد ثم خرج الي الشام 525: 5 و بعث مسعود مع ابن زياد مائة من الأزد عليهم قرة بن عرو بن قيس حتي قدموا به الشام 522: 5 و استخلف حين توجه الي الشام مسعود بن عمرو علي البصرة، فخرج في قومه حتي انتهي الي القصر فدخله 525: 5 فجاءت عصابة من الخوارج حتي دخلوا المسجد و مسعود علي المنبر يبايع من أتاه، فرماه منهم مسلم من أهل فارس دخل البصرة فأسلم ثم دخل في الخوارج 525: 5 و كان هؤلاء أربعمائة من

الأساورة (أي الآشوريين) 519: 5 أو خمسمائة مع (ماه أفريدون) انتدبوا الي بني تميم فقال له سلمة: أين تريدون؟ قالوا: اياكم أردنا، قال: فتقدموا، فكانوا أمامهم 518: 5 فأصابوا قلبه فقتلوه و خرجوا، و خرجت الأزد اليهم فقتلوا منهم و جرحوا حتي طردوهم عن البصرة، و صدق اناس من بني تميم أنهم هم الذين بعثوا اليهم فقدموا بهم البصرة، فازدلف الأزد الي بني تميم، فقتل من الفريقين قتلي كثيرون، ثم اصطلحوا علي ديته بمائة ألف درهم عشرديات 526: 5.

[270] القيس بن الهيثم السلمي، استخلفه عبدالله بن عامر علي خراسان مع ابن عمه عبدالله بن حازم سنة: 32 ه فلما خرج منها عبدالله بن عامر جمع قارن أربعين ألفا من هراة و قهستان و طبس و بادغيس، فأخرج ابن خازم عهدا من ابن عامر أنه هو أمير خراسان ان كانت حرب، و كان قد افتعله عمدا، فخلاه و البلاد 314: 4 و أتي الي البصرة، فكانت الفتنة علي عثمان، و استنصر عثمان بأهل البصرة من عبدالله بن عامر فاستنصرهم ابن عامر، فقام قيس بن الهيثم فخطب و حرض الناس علي نصر عثمان، فسارع الناس الي ذلك و أتاهم قتل عثمان فرجعوا 369: 5 و قد قيل: انه ولي شرطة البصرة علي عهد معاوية لعبدالله بن عامر أيضا سنة 41 ه 170: 5 ثم بعثه واليا علي خراسان سنتين 172: 5 فاستبطأه في الخراج فأراد عزله فطلب اليه عبدالله بن خازم أن يوليه اياها، فهم أن يكتب له فبلغ ذلك قيسا فترك خراسان و أقبل فضربه ابن عامر 209: 5 مائة، و حلقه و حبسه، و كان من أخواله فطلبت اليه امه فأخرجه 210: 5 و بعث

علي خراسان رجلا من بني يشكر 209: 5 و هو طفيل بن عوف اليشكري أو عبدالله بن أبي شيخ اليشكري سنة 44 ه 213: 5 ثم عطف علي قيس بن الهيثم فاستخلفه علي البصرة اذ أراد القدوم علي معاوية 213: 5 فأنكحه معاوية ابنته هندا ثم عزله عن البصرة سنة 44 ه 214: 5 صم ولي معاوية علي البصرة سنة 45 ه زياد بن سمية فبعث قيس بن الهيثم علي مرود الروذ و الفارياب و الطالقان 224: 5. ثم ولي خراسان خليفة عن عبدالرحمن بن زياد سنة 61 ه أي بعد مقتل الحسين عليه السلام من قبل يزيد بن معاوية، حينما أراد عبدالرحمن القدوم علي يزيد فعزله يزيد فانعزل قيس بن الهيثم 316: 5 فلما هلك يزيد كان قيس بالبصرة، فكتب اليه الضحاك بن قيس يدعوه الي نفسه 504: 5 و كان رأي قيس ابن الهيثم مع النعمان بن صهبان الراسبي اذ حكمهما أهل البصرة فيمن يتولي أمرهم بعد ابن زياد في بني امية، ثم اتفق رأيهما علي مضري هاشمي 512: 5 و كان علي الشرط و المقاتلة في البصرة لابن الزبير في مقاتلة مثني بن مخربة العبدي البصري الداعي الي المختار سنة 66 ه 67: 6 و كان علي خمس أهل العالية مع مصعب بن الزبير لمقاتلة المختار سنة 67 ه 95: 6 و كان سنة 71 يستأجر الرجال يقاتلون معه خالد بن عبدالله داعية عبدالملك بن مروان معينا لابن الزبير 71: 6 و كان يحذر أهل العراق من الغدر بمصعب 157: 6 و هذا آخر عهدنا به، فلعله قتل مع أصحاب بيد عبدالملك بن مروان سنة: 71 ه.

[271] و هذا يدل علي أن

رضاهم به انما كان خشية الفرقة و دفعا للشر، لا رضا طوع و رغبة.

[272] الصعبة: الناقة صبعة القياد، كأنه يقول: أنا راكب البصرة و قائدها فلا أجعلها تكون لي صعبة القياد.

[273] القعقعة: الصوت، كأنه يقول: لا أدع الناس يتكلمون ببغضي و كراهتي.

[274] أي معذب، من النكال أي العذاب و الانتقام.

[275] كذا في الطبري، و هو رجز لرجل من قبيلة تدعي القارة، و كانوا حذقا في الرماية في الجاهلية، فالتقي رجل منهم بآخر من غيرهم فقال له القاري: ان شئت صارعتك، و ان شئت سابقتك، و ان شئت راميتك، فقال الآخر: قد اخترت المراماة، فقال الرجل القاري: قد أنصف القارة من راماها انا اذا ما فئة نلقاها نرد اولاها علي اخراها ثم رماها بسهم فشك به فؤاده، فلعل ابن زياد قال: قد أنصفت القارة من راماها، يشير الي أن من اختار المراماة معنا - بني امية - كان كمن اختار المراماة مع الرجل القاري، فان بني امية حذاق في المراماة كما كانت قبيلة القارة حذقا فيها!.

[276] يريد أنه يشبه أباه في نكاله و نقمته و شدة و طأته و بطشه، و لا يشبه خاله العجم، و لا ابن عمه يزيد فيما اشتهر فيه من الغناء و الطرب والمجون و الصيد و العبث و اللهو، و ذكر الخبر السبط في تذكرته: 199.

[277] سبقت ترجمته في هامش الهامش الثاني لصفحة 102.

[278] استعمل علي اصطخر فارس فبني مسجدا بها سنة: 31 ه 301: 4، و شهد صفين مع علي 361: 5 و بعثه علي عليه السلام مع جارية بن قدامة السعدي في رجال من بني تميم الي البصرة لقتال ابن الحضرمي و من معه ممن أجاب دعوة الي معاوية

سنة 38 ه 112: 5 و بعثه عبدالله بن عامر الي البصرة مع ثلاثة آلاف من فرسان ربيعة لقتال المستورد بن علفة الخارجي 193: 5 و ولي كرمان من قبل عبيدالله بن زياد سنة: 59 ه 321: 5 و لبث بعد وصوله الكوفة أياما فمات فصلي عليه ابن زياد 364: 5.

[279] و روي الطبري عن عيسي بن يزيد الكناني أنه قال: لما جاء كتاب يزيد الي عبيدالله ابن زياد انتخب من أهل البصرة خمسمائة فيهم عبدالله بن الحارث بن نوفل و شريك بن الأعور. 359: 5.

[280] 357: 5، قال أبومخنف: حدثني الصقعب بن زهير، عن أبي عثمان الهندي قال: و الارشاد: 206 و الخوارزمي: 200.

[281] أي الخوارج، نسبته الي حروراء من نواحي الكوفة أول موضع اجتمع به الخوارج في منصرفهم من صفين قبل وصولهم الي الكوفة و العرافة كانت من وظائف كانت من وظائف الدولة لمعرفة الرعية و تنظيم عطائهم من بيت المال، و قد كان بالكوفة (مائة عريف) و كان العطاء يدفع الي امراء أرباع الكوفة الأربعة فيدفعونه الي العرفاء، و النقباء، و الامناء، فيدفعونه الي اهله في دورهم 49: 4 و كان يؤمر لهم بعطائهم في المحرم من كل سنة، و بفيئهم عند طلوع الشعري في كل سنة و ذلك ادراك الغلات 43: 4 و كانت العرافة حتي علي عهد النبي صلي الله عليه وآله 448: 3.

[282] عمان الزارة هي عمان المعروفة علي ساحل الخليج قرب بحر عمان و هي حارة شديدة الحرارة و لذلك يوعد ابن زياد بتبعيد المخالفين اليها لشدة العيش بها. و الخبر: 358: 5: قال ابومخنف: حدثني للعي بن كليب عن أبي وداك قال.. و الارشاد: 202 و الخواص:

200.

[283] عن أبي مخنف عن المعلي بن كليب عن أبي الوداك 361: 5.

[284] قال ابومخنف: حدثني جعفر بن حذيفة الطائي: 375: 5.

[285] قال أبومخنف: و حدثني محمد بن قيس: 395: 5.

[286] و روي الطبري عن عيسي بن يزيد الكناني أن مسلم بن عقيل قدم قبل ابن زياد بليلة، و اخبر ابن زياد بذلك و انه بناحية الكوفة، فدعا مولي لبني تميم فأعطاه مالا و قال: انتحل هذا الامر و أعنهم بالمال و اقصد لهاني و مسلم و أنزله عليه 360: 5.

[287] قال شبث بن ربعي لبعض من حوله من أصحابه اذ تنادوا بقتل مسلم بن عوسجة: ثكلتم امهاتكم، انما تقتلون أنفسكم بأيديكم و تذللون أنفسكم لغيركم، تفرحون أن يقتل مثل مسلم بن عوسجة! أما و الذي أسلمت له، لرب موقف له قد رأيته في المسلمين كريم! لقد رأيته يوم سلق آذربايجان قتل ستة من المشركين قبل تتام خيول المسلمين، أفيقتل منكم مثله و تفرحون! 436: 5.

[288] عن أبي مخنف عن المعلي بن كليب، عن أبي السواك قال: 361: 5، و الارشاد: 207 و الخواص: 201.

[289] هو من رسل اهل الكوفة الي الامام عليه السلام بمكة بثلاث و خمسين صحيفة و سرحه الامام مع مسلم بن عقيل و قيس بن مسهر الصيداوي و عبدالرحمن الارحبي الي الكوفة 344 - 343: 5.

[290] عن أبي مخنف عن المعلي بن كليب عن أبي الوداك قال: 361: 5.

[291] كان يقبض أموالهم و ما يعين به بعضهم بعضا و يشتري لهم السلاح، و كان بصيرا به، و كان من فرسان العرب و وجوده الشيعة 364: 5 و عقد له مسلم علي ربع تميم و همدان 369: 5، و حضر كربلاء فكان

بواب الحسين عليه السلام 410: 5 و هو الذي سأل الحسين عليه السلام أن يصلي بهم ظهيرة عاشوراء فدعا له الامام عليه السلام بخير فقال: ذكرت الصلاة، جعلك الله من المصلين الذاكرين 439: 5 و بارزه قبل الصلاة ابن عم له كان مع عسكر عمر بن سعد فقتله ابوثمامة 441: 5.

[292] عن أبي مخنف عن المعلي بن كليب عن أبي الوادك 361: 5 و في الارشاد: 208.

[293] محمد بن الأشعث بن قيس الكندي: هو الذي طلب زياد منه حجرا فطلب منه حجر أن يطلب له الأمان من زياد حتي يذهب الي معاوية فيري فيه رأيه، ففعل 264 - 263: 5 فقال عبيدة الكندي: يعير محمد بن الأشعث بخذلانه حجرا و قتاله مسلما عليه السلام. أسلمت عمك لم تقاتل دونه فرقا و لو لا أنت منيعا و قتلت وافد آل بيت محمد و سلبت أسيافا له و دروعا (285: 5) و رفع راية الأمان فيمن أطاعه من كندة و حضرموت يخذل الناس عن ابن عقيل 369: 5 لكنه لقتاله بعث معه رجالا من قيس لكراهة كل قوم أن يقتل فيهم ابن عقيل 373: 5 و آمنه ابن الأشعث 374: 5 و أخبر ابن زياد بأمانه فلم يمضه 375: 5 و شفع هاني بن عروة فلم يشفعه فيه 378: 5 و كانت كندة تقوم بأمر عمر بن سعد لأنهم أخواله، فلما هلك يزيد بن معاوية و دعاهم ابن زياد الي نفسه رفضوه و لكنهم أمروا عمر بن سعد، فلما تقلد رجال همدان السيوف و بكت نساؤهم حسينا عليه السلام انصرف ابن الأشعث و قال: جاء أمر غير ما كنا فيه 525: 5 و كتبوا الي ابن الزبير

بمكة، فبعث ابن الزبير محمد بن الأشعث بن قيس علي الموصل، فلما قدم عليه عبدالرحمن بن سعيد بن قيس من قبل المختار أميرا تنحي له عن الموصل، و أقبل حتي نزل تكريت و أقام بها مع أشراف من قومه و غيرهم، ينظر ما يصنع الناس، ثم شخص الي المختار فبايعه (ج 36: 6)، و لما أقبل ابن زياد بجيش الشام الي الموصل و خرج أصحاب المختار لحربه التقي أشراف الكوفة فأرجفوا به و فيهم محمد بن الأشعث، و خرج ابنه اسحاق بن محمد بن الأشعث في جبانة كندة واثبين علي المختار (45 - 39: 6)، و انكسروا فخرج محمد بن الأشعث بن قيس الي قريته بجنب القادسية، فبعث اليه المختار في مائة من الموالي و غيرهم، و خرج محمد بن الأشعث فلحق بمصعب بن الزبير، فهدم داره (66: 6) فأمره مصعب أن يذهب الي المهلب بن أبي صفرة فيقبل به بكتاب مصعب اليه، فذهب و جاء بالمهلب لحرب المختار 94: 6، و سرح محمد بن الأشعث في خيل عظيمة من خيل أهل الكوفة ممن كان المختار طردهم فكانوا أشد عليهم من أهل البصرة لا يدركون مهزوما أسيرا الا قتلوه 97: 6، فقتل في حرب المختار مع مصعب، فبعث مصعب ابنه عبدالرحمن بن محمد بن الأشعث الي كناسة الكوفة 104: 6.

[294] الفزاري: و هو ممن كتبت شهادته علي حجر بن عدي الكندي (207: 5)، و هو الذي ذكر الحجاج بكميل بن زياد النخعي و عمير بن ضابي انهما ممن خرج الي عثمان فقتلهما الحجاج 404: 4. و اعترض علي ابن زياد لضربه و حبسه لهاني بن عروة فأمره به الي الحبس 367: 5 ثم كان مع

أصحاب ابن مطيع العدوي 31: 6 و مع أصحاب مصعب بن الزبير سنة 68 ه 124: 6.

[295] سبقت ترجمته فيمن كتب الي الامام عليه السلام من أهل الكوفة، فراجع.

[296] يتشكي أي يشتكي مما به من السقم و المرض.

[297] عن أبي مخنف عن المعلي بن كليب عن أبي الوداك و المجالد بن سعيد، و الحسن بن عقبة المرادي، و نمير بن وعلة عن أبي الوداك 361: 5 و 364، و في الارشاد: 208.

[298] الحائن: الأحمق، و هو مثل يضرب لمثل المقام، و أخطأ من كتب بخائن، و انظر الفاخر: 251.

[299] شريح بن الحارث الكندي: استقضاه عمر علي الكوفة سنة: 18 ه 101: 4 و كان من المحرضين لنصرة عثمان في أهل الكوفة: 352: 4 و كتب في الشهود علي حجر بن عدي شريح بن الحارث القاضي فكان يقول: سألني زياد عنه فأخبرته أنه كان صواما قواما: 270: 5 و استشاره زياد لقطع يده المجذومة، فأشار عليه بعدم القطع فلاموه فقال: قال رسول الله: «المستشار مؤتمن» 289: 5 و أراده ابن الزبير لقضاء الكوفة فأبي عليه: 582: 5 و لكنه قبل القضاء للمختار، فلما سمع أن أصحاب المختار يقولون فيه: أنه كان (عثمانيا) و أنه ممن شهد علي حجر بن عدي، و أن علي بن أبي طالب عزله عن القضاء، و أنه لم يبلغ عن هاني ما أرسله به، تمارض، فجعل المختار مكانه عبدالله بن عتبة بن مسعود، ثم عبدالله بن مالك الطائي: 34: 6 و بعد المختار قبل القضاء لابن الزبير: 149 و استعفي الحجاج من القضاء، و اشار عليه بأبي بردة بن أبي موسي الأشعري سنة: 79 ه فأعفاه الحجاج و ولي أبابردة: 324: 6

فقضي نحوا من ستين سنة!.

[300] لعمرو بن معد يكرب الزبيدي، و الحباء بكسر الحاء من الحبوة أي العطاء، و في الكامل و الارشاد: 208: اريد حياته، و هو تحريف.

[301] العين: الجاسوس.

[302] الذي كان عينا عليهم، فلما رآه هاني علم أن قد أخبره الخبر، فقال: أيها الأمير! قد كان الذي بلغك، و لن أضيع يدك عني، فأنت آمن و أهلك فسر حيث شئت! و كان مهران (مولاه) قائما علي رأسه في يده معكزه فقال: واذلاه! هذا العبد الحائك يؤمنك في سلطانك! و طرح اليه المعكزة و قال: خذه و أخذ بضفيرتي هاني، و أخذ عبيدالله المعكزة فضرب بها وجه هاني حتي كسر أنفه وجبينه، و ندر الزج فارتز في الجدار 361: 5.

[303] نسبة الي حروراء من نواحي الكوفة و هو أول موضع خرج فيه الخوارج علي علي عليه السلام.

[304] التعتعة: الحركة العنيفة، و اللهز: الضرب في اللهازم أي مجامع ثيابه فوق صدره الي عنقه.

[305] 367: 5: قال ابومخنف: حدثني غير بن وعلة، عن أبي الوداك، قال...

[306] لأن كندة كانت من قبائل اليمن بالكوفة، و مراد و مذحج من قبائل كندة.

[307] قال أبومخنف: حدثني الصقعب بن زهير عن عون بن أبي جحيفة قال: 378: 5 و الارشاد: 210 و الخوارزمي: 205.

[308] 367: 5: قال ابومخنف: حدثني نمير بن وعلة، عن أبي الوداك قال.. و الارشاد: 210 و الخوارزمي: 205.

[309] كان مع زياد و كان تبيع العمال أي من يتتبع أثرهم، فبعثه زياد في اناس من أصحابه في طلب أصحاب حجر بن عدي و هو ضارب ابن عقيل علي شفته العليا و قاتله: 373: 5 و 378 و كان عبدا شاميا.

[310] قال ابومخنف: فحدثني الصقعب بن زهير، عن

عبدالرحمن بن شريح قال: سمعته يحدث اسماعيل بن طلحة قال: 367: 5.

[311] قال ابومخنف: حدثني الحجاج بن علي، عن محمد بن بشر الهمداني قال: 368: 5.

[312] نري علي ميسرة جيش المختار المبعوث الي المدينة لقتال ابن الزبير من يدعي عياش بن جعدة الجدلي، و عند انهزامهم أمام أصحاب ابن الزبير لم يدخل في راية أمانه هو و ثلاثمائة معه، فلما وقعوا في أيديهم قتلوا الا نحوا من مائتي رجل مات أكثرهم في الطريق 74: 6. و حيث لم نجد لعباس أو عياش الجدلي أي ذكر غير هذا و بقرينة و فائه للمختار يستبعد أن يكونا شخصين، و يرجع أن يكون شخصا واحدا اما باسم العباس أو العياش، بقي بعد مسلم حتي خرج مع المختار فقتل أو مات هناك.

[313] من هنا يعلم ان دار الروميين كان يلي خلف دار الامارة، و حيث كانوا من أهل الذمة تستر بهم ابن زياد للخروج و الولوج الي القصر، وفات أصحاب مسلم عليه السلام أن يسدوا ذلك الوجه و المنفذ.

[314] كان ممن كتبت شهادته علي حجر بن عدي: 269: 5 و حمل حجر و أصحابه الي معاوية: 270: 5 و هو أول من عقد له ابن زياد و أشرف علي الناس يخذلهم عن مسلم عليه السلام: 370: 5.

[315] كان ممن كتبت شهادته علي حجر بن عدي (ج 5 ص 269)، و حارب مسلما عليه السلام (ج 5 ص 270 و 381).

[316] 368: 5: قال ابومخنف: حدثني يوسف بن يزيد، عن عبدالله بن خازم قال...، كان مع علي عليه السلام بصفين: 28: 5 و فيمن كتبت شهادته علي حجر بن عدي: 270: 5. و هو الذي حرض ابن زياد علي قتل

الحسين عليه السلام: 414: 5 و حضر كربلاء و دعا بني ام البنين اخوة العباس عليه السلام الي أمان ابن زياد و خذلان الامام عليه السلام: 415: 5 و استشاره ابن سعد لامهال الحسين عليه السلام ليلة عشارواء فلم يجبه بشي ء 417: 5 و كان علي ميسرة ابن سعد: 422: 5 و أجاب خطبة الامام الحسين عليه السلام بكلام بذي ء فشتمه ابن مظاهر: 425: 5 و أجاب خطبة زهير بن القين بسهم رماه بن فشتمه ابن القين: 436: 5 و حمل في ميسرة ابن سعد علي أهل ميسرة الحسين عليه السلام: 436: 5 و طعن فسطاط الحسين برمحه و نادي بالنار ليحرق الخباء علي أهله، فصاح النساء و خرجن من الفسطاط فدعا عليه الامام: 438: 5 و هو الذي قتل نافع بن هلال الجملي: 442: 5 و اراد قتل الامام السجاد عليه السلام فمنعه الناس: 454: 5 و كان فيمن قدم بالرؤوس علي ابن زياد: 456: 5 و بها و السبايا الي يزيد: 460: 5 و 463 و كانت الرؤوس معه عشرون رأسا مع هوازن: 468: 5 و بعثه ابن مطيع علي جبانة سالم بالكوفة لحرب المختار 18: 6 و معه ألفان 29: 6 و كان ممن ثار مع أشراف الكوفة لقتال المختار 44: 6 و فر من الكوفة منهزما 52: 6 و قتله منهزما: عبدالرحمن بن أبي الكنود سنة 66 ه 53: 6 و كلمة شمر عبرية اصلها شامر بمعني سامر، كما يقال اليوم اسحاق شامير. قال أبومخنف: و حدثني يونس بن اسحاق عن عباس الجدلي قال: 369: 5.

[317] قال ابومخنف: فحدثني أبوالجناب الكلبي: 369: 5.

[318] قال أبومخنف: حدثني سليمان بن أبي

راشد، عن عبدالله بن خازم الكثيري من الأزد قال: 370: 5.

[319] قال أبومخنف: فحدثني المجالد بن سعيد: 371: 5.

[320] قال ابومخنف: فحدثني أبوحاب الكلبي: 369: 5.

[321] ذكره هارون بن مسلم عن علي بن صالح عن عيسي بن يزيد: 381: 5 و حيث لم يكن من اخبار أبي مخنف لذلك جعلناه بين معقوفين.

[322] راجع الهامش رقم 2 من الصفحة السابقة.

[323] راجع الهامش رقم 3 من الصفحة السابقة.

[324] قال أبومخنف: و حدثني يونس بن أبي اسحاق: 369: 5.

[325] وفد الأشعث بن قيس في ستين راكبا من كندة علي رسول الله صلي الله عليه وآله سنة: 10 ه و انتسب الي آكل المرار من قبل امه، اذ كانوا ملوكا و أراد أن ينسب النبي صلي الله عليه وآله لذلك، فانتسب صلي الله عليه وآله الي النضر بن كنانة فلم يعجب ذلك الأشعث: 137: 3 و تزوج رسول الله صلي الله عليه وآله اخته (قتيلة) فتوفي قبل أن يدخل بها، فارتدت عن الاسلام مع أخيها الأشعث! 168: 3، و ارتد بعد رسول الله صلي الله عليه وآله و حارب فهزم: 335: 3 و طلب الأمان فآمنوه: 337: 3 ثم سرحوا به مع الاساري و السبايا الي أبي بكر، و كان قد خطب اخته (ام فروة) فزوجه و لم يدخل بها، ثم ارتد، فأطلق أبوبكر أساره و أقاله و قبل اسلامه ورد عليه أهله: 339: 3 و عند وفاته قال: لوددت أني يوم اتيت بالأشعث بن قيس أسيرا كنت ضربت عنقه، فانه تخيل الي أنه لا يري شرا الا أعان عليه: 430: 3. و لحق الاشعث بن قيس بجيش القادسية في ألف و سبعمائة من أهل اليمن: 487: 3 و

رآه سعد فيمن لهم منظر لأجسامهم و عليهم مهابة و لهم آراء فبعثهم دعاة الي ملك الفرس: 496: 3. و كان يحرض قومه علي حرب الفرس في القادسية لاسوة العرب! و ليس فيه كلام لله!: 539: 3 و 560 و زحف في سبعمائة من كندة و قتل قائد فيلق الفرس: ترك الطبري: 563: 3 و طمع فيما أصاب خالد بن الوليد من الغنائم و الأنفال فانتجعه - أي طلب منه شيئا - فأجازه بعشرة آلاف: 67: 4. و اشترك في وقعة نهاوند: 129: 4 و اشتري سنة ثلاثين من عثمان ما كان من ألانفال في طيرناباد بالعراق بمال له في حضرموت: 280: 4، و بعثه سعيد بن العاص من الكوفة واليا علي آذربايجان سنة: 34 ه: 331: 4 فمات عثمان و هو علي آذربايجان: 422: 4 فدعاه علي عليه السلام الي بيعته و الانصراف اليه لنصرته فبايعه و انصرف اليه: 561: 4 و انتدب في صفين لاسترجاع الماء من أصحاب معاوية: 569: 4 و هو الذي عصي أميرالمؤمنين عليه السلام فرضي بالتحكيم و رشح الأشعري و أبي من رضي به الأمير عليه السلام من ابن عباس أو الأشتر، مصرا علي الأشعري متبرما من القتال: 51: 4 و هو أول من كتبت شهادته علي صحيفة التحكيم، و دعا الأشتر للامضاء فأبي الأشتر و شتمه و سبه، و خرج الاشعث بالكتاب يقرؤه علي الناس: 55: 5. و أبي علي أميرالمؤمنين عليه السلام بعد النهروان التوجه الي معاوية و أصر علي الرجوع الي الكوفة بحجة الاستعداد: 89: 5. و كان عثمان قد أطعمه خراج آذربايجان مائة ألف سنة: 130: 5 و كان قد بني مسجدا بالكوفة: 22: 5.

[326]

هو اسيد بن مالك الحضرمي، قيل هو الذي قتل عبدالله بن مسلم في كربلاء، و ابنه بلال دل علي موضع مسلم بمنزلهم فأدي الي قتله عليه السلام.

[327] يقال: في الله، أي اتق في الله.

[328] قال أبومخنف: فحدثني المجالد بن سعيد: 371: 5 و في الارشاد: 212 و الخوارزمي: 208. و روي الطبري عن عمار الدهني عن الامام الباقر عليه السلام أنه قال: فلما رأي مسلم أنه قد بقي وحده يتردد في الطرق، أتي بابا فنزل عليه، فخرجت اليه امرأة، فقال لها: اسقيني، فسقته، ثم دخلت فمكثت ما شاء الله ثم خرجت فاذا هو علي الباب، قالت: يا عبدالله! ان مجلسك مجلس ريبة، فقم؛ قال: اني أنا مسلم بن عقيل عندك مأوي؟ قالت: نعم ادخل. و كان ابنها مولي لمحمد بن الأشعث، فلما علم به الغلام انطلق الي محمد فأخبره، فانطلق محمد الي عبيدالله فأخبره، فبعث عبيدالله: عمرو بن حريث المخزومي اليه - و كان صاحب شرطه - و معه عبدالرحمن بن محمد بن الأشعث، فلم يعلم مسلم حتي احيط بالدار: 350: 5 و يأتي قريبا أن صاحب شرطته كان الحصين بن تميم.

[329] الظلال: جمع الظلة و هي السقيفة.

[330] جمع بحبوحة: الساحة الفسيحة و افنيتها.

[331] الطنان: جمع طن و هو الحزمة من القصب.

[332] هو كاتبه الذي كتب له كتابه الي يزيد بقتل مسلم عليه السلام، و كان أول من أطال في الكتب فكرهه ابن زياد: 380: 5.

[333] بعثه ابن زياد الي القادسية لينظم الخيل ما بينها الي خفان و القطقطانة و لعلع: 394: 5 و هو الذي بعث رسول الحسين عليه السلام فيس بن مسهر الصيداوي الي ابن زياد فقتله: 395: 5 و كذلك عبدالله بن

بقطر 398: 5 و هو الذي قدم الحر بين يديه في ألف من بني تميم من القادسية ليستقبل الحسين عليه السلام و كان في كربلاء علي الشرطة و يحرض علي قتل الحر: 434: 5 و بعث معه ابن سعد خمسمائة من المرامية فبعثهم ليرشقوا أصحاب الحسين عليه السلام فذنوا و رشقوهم بالنبال فعقروا خيولهم: 437: 5 و حمل علي أصحاب الحسين عليه السلام و هم يتأهبون للصلاة، فخرج اليه حبيب بن مظاهر و ضرب وجه فرسه بالسيف فشب و وقع عنه، فحمل علي حبيب: بديل بن صريم العقفاني التميمي فضرب حبيبا بالسيف علي رأسه، و حمل عليه آخر من بني تميم فطعنه بالرمح، ثم رجع اليه الحصين بن تميم فضربه، علي رأسه بالسيف فوقع، و نزل اليه التميمي فاحتز رأسه و دفعه الي الحصين، فعلقه في عنق فرسه و جال به في العسكر ثم دفعه الي قاتله: 440: 5 و رمي الحسين بسهم وقد دنا ليشرب ماء فوقع السهم في فمه عليه السلام فدعا عليهم: 449: 5.

[334] من قولهم: سبر غوره اي تعمق فيه و جس أي تجسس.

[335] المحزومي، هو الذي اشتري من السائب بن الأقرع الثقفي الكاتب الحاسب في جيش المسلمين في فنح نهاوند، سفطين عظيمين من الغنائم فيهما اللؤلؤ و الزبرجد و الياقوت بألفي ألف، ثم خرج بهما الي أرض العجم فباعها بأربعة آلاف ألف (أربعة ملايين)، فما زال أكثر أهل الكوفة مالا سنة: 21 ه: 117: 5. و كان خليفة سعيد بن العاص علي الكوفة، و يسكن الناس عن عثمان سنة: 34 ه 332: 4 و كان خليفة زياد بن سمية علي الكوفة سنة: 51 ه فحصبه أصحاب حجر: 265: 5 و

كان علي ربع أهل المدينة، و شهد علي حجر و أصحابه: 268: 5 و كان خليفة ابن زياد علي الكوفة سنة: 64 ه، فلما هلك يزيد و دعا ابن زياد الناس الي نفسه تبعه ابن حريث و دعا الناس اليه، فحصبه أهل الكوفة: 524: 5 و أخرجوه من القصر: 560: 5 و اعتزل الناس و نزل في البر في نهضة المختار سنة: 66 ه 30: 6 و كان له حمام بالكوفة: 48: 6 و قربه عبدالملك و أدناه سنة: 71 ه 167: 6 و كان خليفة بشر بن مروان علي الكوفة سنة: 73 ه: 194: 6 و لم يأت بالماء لمسلم بن عقيل: 367: 5 و لم يشفع لزينب عند ابن زياد: 457: 5 الا حمية قرشية، و مات سنة 85 ه و كان عمره يوم وفاة النبي صلي الله عليه وآله اثنتي عشرة سنة كما في ذيل المذيل: 527 طبع سويدان.

[336] قال أبومخنف: فحدثني المجالد بن سعيد: 373 - 371: 5.

[337] كان ممن كتبت شهادتهم علي حجر و أصحابه: 270: 5 و ممن ذهب برأس مسلم و هاني الي يزيد: 38: 5 و التقي بالمختار في مكة علي عهد ابن الزبير سنة: 64 ه، و علم من المختار أنه يريد الرجوع الي الكوفة و الوثوب بها، فحذره من فتنة الضلال: 578: 5.

[338] 569: 5: قال أبومخنف: قال النضر بن صالح...

[339] كان مع المختار في نهضته سنة 67 ه 98: 6 و الظاهر أنه هو عبدالرحمن بن عبدالله بن عثمان الثقفي ابن اخت معاوية ام الحكم، الذي استعمله معاويه علي الكوفة سنة: 58 ه بعد الضحاك بن قيس، و كان علي شرطته زائدة بن قدامة

الثقفي 310: 5 و قبل ذلك كان عامل الموصل لمعاوية سنة: 51 ه و هو الذي قتل عمرو بن الحمق الخزاعي يزعم قصاصا لعثمان، و كان مريضا 265: 5. و أساء السيرة في أهل الكوفة فطردوه فلحق بمعاوية خاله فولاه مصرا فطردوه عنها فرجع الي معاوية (ج 5 ص 312)، و لو لا قرابته من يزيد لما نفعه ابن حريث.

[340] سبقت ترجمته في المقدمة، فراجع.

[341] قال أبومخنف: فأخبرني النضر بن صالح، عن عبدالرحمن بن أبي عمير الثقفي قال: 570: 5.

[342] قال أبومخنف: فحدثني أبوجناب الكلبي: 369: 5.

[343] قال أبومخنف: فحدثني المجالد بن سعيد: 373 - 371: 5 و في الارشاد: 213 و الخواص: 208.

[344] أما نفس ابن الأشعث فلعله كان يبرر ذلك بأنه انما يخرج مسلما من بيت مسلما من بيت مولاتهم طوعة و ابنها بلال، و من هنا يعلم كيف كان ابن زياد بصيرا بامور العشائر خبيرا بها يرعاها و يستخدمها في أهدافه.

[345] فيما بأيدينا من نسخ الطبري و غيره من الكتب جاء شعاع النفس: شعاع الشمس، و ذكر الشيخ السماوي في (ابصار العين: 49) ان ذلك تصحيف ممن لم يفهم شعاع النفس، فرأي أن الشعاع بالشمس أليق، و المراد بشعاع النفس خوف النفس، يقال: مرات نفسه شعاعا أي تفرقت نفسه كالشعاع الدقيق من الخوف، فان الشعاع هو المتفرق من الشي ء تفرقا دقيقا، و قد جاء في الشعر: أقول لها و قد طارت شعاعا من الأبطال ويحك لا تراعي فالمعني في الرجز: ان النفس استقرت بعد ما خافت.

[346] قال أبومخنف: فحدثني قدامة بن سعيد بن زائدة بن قدامة الثقفي: 372: 5 عن جده زائدة و انظره في المقدمة.

[347] قال أبومخنف: فحدثني جعفر بن

حذيفة الطائي، و عرف سعيد بن شيبان الحديث: 375: 5.

[348] هكذا النص، و الصحيح: انا من عرف، و ليس: ابن من عرف.

[349] يقطع أبومخنف هنا حديثه عن قدامة بن سعيد ليحدث عن سعيد بن مدرك بن عمارة بن عقبة بن أبي معيط أنه هو الذي بعث غلامه قيسا فجاءه بقلة.. و يرجع الحديث في الظاهر الي حديث قدامة، و نحن رجحنا حديث قدامة بن سعيد عن جده زائدة بن قدامة الثقفي اذ اتهمنا سعيد بن مدرك أنه وضع الحديث كفضيلة لجده عمارة، بينما لا يرد مثل هذا علي حديث قدامة اذ لم ينسب ذلك لجده زائدة مع حضوره هناك بل نسبه الي عمرو بن حريث، و لعمرو بن حريث موقفان آخر ان يتسامح في أولهما للمختار فيشهد له عند ابن زياد بما ينجو به من القتل، و يشفع في الثاني لزينب عند ابن زياد اذ هم بها أن يضربها، و ان كان كل ذلك بحمية قرشية. أما عمارة بن عقبة بن أبي معيط الاموي فهو من أعداء آل البيت عليه السلام و قد سبقت ترجمته في المقدمة فراجع. و اختاره الشيخ في الارشاد: 215 و الخوارزمي: 210 و جمع السماوي بين الخبرين بالعطف أي أن كليهما بعثا للماء، و هو خطأ، انظر السماوي: 45.

[350] قال أبومخنف: فحدثني قدامة بن سعيد: 375: 5.

[351] 375: 5 حدثني جعفر بن حذيفة الطائي قال...

[352] و القرابة و بين ابن سعد هي القرابة القرشية و من طرف الام الي بني زهره عشيرة ابن سعد.

[353] كرر الوصية بهذا الي ابن سعد بعد ابن الاشعث تأكيدا للأمر و عسي و لعل أحدهما يفعل ذلك.

[354] سمية ام زياد ذات علم بالفحشاء بالجاهلية، زني

بها أبوسفيان و غيره فولدت زيادا فاقترعوا عليه بسهام الأزلام فخرج أبوسفيان فادعاه، و لكنه عرف بزياد بن سمية باسم امه، حتي ألحقه معاوية بأبيه فكان من أنكر منكراته في الدين و العرف.

[355] قال ابومخنف: و حدثني سعيد بن مدرك بن عمارة: 376: 5 عن جده عمارة بن عقبة بن ابي معيط.

[356] قال أبومخنف: فحدثني جعفر بن حذيفة الطائي، و عرف سعيد بن شيبان الحديث: 375: 5.

[357] و في الارشاد: 216: الحذائيين، و في الخوارزمي: 215: سوق القصابين، و في: 214: في موضع يباع فيه الغنم، و هذا يرجح نص الطبري، و المراد (باليوم) علي عهد الراوي أبي مخنف.

[358] قال أبومخنف: و حدثني سعيد بن مدرك بن عمارة: 376: 5.

[359] قال أبومخنف: حدثني الصقعب بن زهير عن عون بن أبي جحيفه: 378: 5.

[360] لما رأي ابن سعد أن ابن زياد سأل ابن حمران عن مقالة مسلم عليه السلام عند القتل، بادر الي افشاء سر ما أوصي به ليتزلف اليه بذلك، فجابهه ابن زياد بوصفه بالخيانة، و هكذا يجازي المتزلفون!.

[361] يقول له: مالك، كأنه يجعله وارث مسلم عليه السلام!.

[362] أو قال: فانا لن نشفعك فيها، انه ليس بأهل منا لذلك، قد جاهدنا و خالفنا وجهد علي هلاكنا: 377: 5 في نفسي رواية أبي مخنف، بعبارة: و زعموا أنه قال...

[363] أي يدافع.

[364] بصر به عبدالرحمن بن الحصين المرادي بحازر مع عبيدالله بن زياد، فقال الناس: هذا قاتل هاني بن عروة، فحمل عليه ابن الحصين بالرمح فطعنه فقتله: 379: 5 و في الارشاد: 217 و في الخواص: 214.

[365] قال أبومخنف: حدثني الصقعب بن زهير عن عون بن ابي جحيفة: 378: 5.

[366] لم ينقل الطبري هنا انهما جرا بأرجلهما

في الأسواق، و لكنه بعد هذا نقل ذلك عن نفس أبي مخنف عن أبي جناب الكلبي عن عدي بن حرملة الأسدي عن عبدالله بن سليم و المذري بن المشمعل الأسديين عن بكير بن المثعبة الأسدي قال: لم أخرج من الكوفة حتي قتل مسلم بن عقيل و هاني بن عروة، فرأيتهما يجران بأرجلهما في السوق: 397: 5 و ذكر الخوارزمي: 215: 2 و ابن شهراشوب: 212: 2: ان ابن زياد صلبهما بالكناسة منكوسين.

[367] 378: 5: قال ابومخنف: حدثني الصقعب بن زهير، عن عون بن أبي جحيفة.

[368] أي: قلب جفن عينه من أعلي الي أسفل.

[369] قال أبومخنف: قال النضر بن صالح: 561: 5.

[370] المناظر: جمع منظرة و هي الموضع يراقب منه العدو، و المسالح جمع مسلحة، و هي محل رجال مسلحين مراقبين للعدو لئلا يفاجأوا، و في الارشاد: 217، و في الخواص: 245.

[371] قال أبومخنف: عن أبي جناب يحيي بن أبي حية الكلبي: 380: 5 و هو أخو هاني بن أبي حية حامل رأس مسلم و هاني الي يزيد، و أخوه كأنما يروي خبره مفتخرا بوصفه من ابن زياد، بأن عنده علم و صدقا و فهما و ورعا! و تصديق فضلهما من قبل يزيد، و ليس هذا من الكلابيين ببعيد.

[372] قال أبومخنف: حدثني الصقعب بن زهير، عن عون بن أبي جحيفة: 378: 5.

[373] طمار القصر: أعلاه.

[374] يعني أسماء بن خارجة الفزاري الذي ذهب بهاني بن عروة الي ابن زياد و الهاليج جمع الهملاج و هم البرذون اذ يمشي الهملجة و هي ضرب من المشي، و هي معربة من الفارسية، كما في المجمع.

[375] قال ابومخنف: حدثني الصقعب بن زهير، عن عون بن أبي جحيفة: 381: 5.

[376] و روي

الطبري عن عمار الدهني عن الامام الباقر عليه السلام قال: قال شاعرهم في ذلك، و ذكر ثلاث أبيات منها أولها: «فان كنت لا تدرين ما الموت فانظري»: 350: 5 و هنا ذكر صدر البيت هكذا: «ان كنت لا تدرين»، و هو كما تري غلط يقل به وزن البيت، و الزبير ضبطه المحقق: الزبير بفتح الزاي، و لعله أخذه عن ابن الأثير في الكامل: 36: 4 و مقاتل الطالبيين: 108 و قال الاصفهاني بشأنه: كان من وجوه محدثي الشيعة، روي عنه عباد بن يعقوب الرواجني المتوفي: 205 ه و نظراؤه و من هو أكبر منه: 290 و روي عنه أنه كان من أصحاب محمد بن عبدالله بن الحسن ذي النفس الزكية الشهيد علي عهد المنصور سنة: 145 ه ثم قال: هو أبو أبي أحمد الزبيري المحدث: 290 و هو محمد بن عبدالله بن الزبير. و روي الكشي عن عبدالرحمن بن سيابة قال: دفع الي أبوعبدالله عليه السلام دنانير و أمرني أن اقسمها في عيالات من اصيب مع عمه زيد فقسمتها، فأصاب عيال عبدالله بن الزبير الرسان أربعة دنانير (رقم 621). و روي الشيخ المفيد في (الارشاد) عن أبي خالد الواسطي قال: سلم الي أبوعبدالله عليه السلام ألف دينار و أمرني أن اقسمها في عيال من اصيب مع زيد، فأصاب عيال عبدالله بن الزبير أخي فضيل الرسان منها أربعة دنانير: 269 و لعلهما شخصان بهذا الاسم، اذ نري الاصفهاني بعد أن عده من وجوه محدثي الشيعة، نص في الاغاني 31: 13 علي أنه من شيعة بني امية و ذوالهوي فيهم و التعصب و النصرة لهم علي عدوهم، و أنه لا يمالي أحدا عليهم و لا علي عمالهم،

و كان عبيدالله بن زياد يصله و يكرمه و يقضي ديونه، و لابن الزبير فيه مدائح و كذلك في مدح أسماء بن خارجة الفزاري (الأغاني: 33: 13 و 37). ذكر ذلك السيد المقرم (ره) في كتابه (الشهيد مسلم) ثم قال: و هل لأحد أن ينسب هذه الأبيات في مسلم و هاني الي هذا الرجال بعد علمه بنزعته الاموية و مدائحه هذه فيهم؟!، ثم رجح نسبة الأبيات الي الفرزدق، و انه أنشأها بعد رجوعه من الحج سنة ستين: 201. و ذكر الاصفهاني الأبيات منسوبة الي ابن الزبير الأسدي هذا، نقلا عن المدائني عن أبي مخنف عن يوسف بن يزيد.

[377] قال ابومخنف: حدثني عبدالرحمن بن جندب، قال: حدثني عقبة بن سمعان مولي الرباب ابنة امري ء القيس الكلبية امرأة حسين عليه السلام: 351: 5.

[378] الاستخاره هنا بمعناها اللغوي، أي: طلب الخير، و ليس بالمعني المصطلح عليه المتأخر.

[379] قال أبومخنف: و حدثني الحارث بن كعب الوالبي عن عقبة بن سمعان: 383: 5.

[380] غير خاف علي الامام عليه السلام نفسيات القوم و ما شيبت به من الغدر و النفاق، و لكن لا تسعه المصارحة بما عنده من العلم بمصير أمره لكل من قابله، اذا: لا كل ما يعلم يقال، لا سيما بعد تفاوت المراتب و اختلاف الأوعية سعة و ضيقا؛ فكان يجيب كل واحد بما يسعه ظرفه و تتحمله معرفته و الملاحظ هنا: ان ابن الزبير غير مخالف لقيام الامام عليه السلام: بل هو مرغب للامام فيه، و انما كلامه في زمانه و مكانه.

[381] و بما ان خروجه عليه السلام من مكة كان في يوم التروية بعد الظهر و الناس رائحين الي مني: 385: 5 يعلم أن هذه المحادثة

بينه عليه السلام و ابن عباس كان في يوم السادس من ذي الحجة، و ان ارجاف الناس و شيوع الخبر فيهم بذلك كان علي الأكثر منذ يومين من قبل ذلك أي منذ اليوم الرابع من ذي الحجة، و أما قبل ذلك فلا شي ء يدل علي هذا، فما الذي حدث في هذه الأيام بعد بقائه بمكة أربعة أشهر مما جعله يخرج يوم التروية قبل تمام الحج؟ و كان مسلم عليه السلام قد أرسل الكتاب قبل سبع و عشرين يوما من مقتله أي في العشرين من ذي القعدة و مدة وصول الكتاب اذ ذاك عشرة أيام تقريبا، و علي هذا يكون الكتاب قد وصل اليه عليه السلام في أواخر ذي القعدة أو أوائل ذي الحجة، و لكن ذلك لا يكفي لعدم اتمام الحج في أربعة أيام!. و نجد الفرزدق الشاعر قد سأل الامام عليه السلام عن هذا اذ قال له: ما أعجلك عن الحج؟ فقال عليه السلام: لو لم أعجل لاخذت: 386: 5 و لذلك قال الشيخ المفيد (قده): لما أراد الحسين عليه السلام التوجه الي العراق طاف بالبيت و سعي بين الصفا و المروة و أحل من احرامه و جعلها عمرة، لأنه لم يتمكن من تمام الحج، مخافة أن يقبض عليه بمكة فينفذ به الي يزيد بن معاوية، فخرج عليه السلام مبادرا (الارشاد: 218). و روي معاوية بن عمار عن الامام الصادق عليه السلام قال: و قد اعتمر الحسين في ذي الحجة ثم راح يوم التروية الي العراق و الناس يروحون الي مني، و لا بأس بالعمرة في ذي الحجة لمن لا يريد الحج. و روي ابراهيم بن عمر اليماني أنه سأل الصادق عليه السلام

عن رجل خرج في أشهر الحج معتمرا ثم خرج الي بلاده؟ قال: لا بأس، الي أن قال: و ان الحسين بن علي عليه السلام خرج يوم التروية الي العراق و كان معتمرا الوسائل: 246: 10. و لهذا قال الشيخ الشوشتري: انهم جدوا في القاء القبض عليه أو قتله غيلة و لو وجد متعلقا بأستار الكعبة! فالتزم بأن يجعل احرامه عمرة مفردة و ترك التمتع بالحج (الخصائص: 32 ط تبريز). و نجد الشيخ الطبرسي في اعلام الوري في الفصل الخاص بأخبار مسيرة الامام عليه السلام و مقتله ينقل نفس الفصل الخاص في ارشاد الشيخ المفيد (قده) تقريبا بدون تصريح بذلك، و فيه ينقل ما ذكره الشيخ المفيد الا أنه يغير كلمة: «تمام الحج» الي: «اتمام الحج» و هذا خطأ و لعله من النساخ لما بينهما من الفرق الواضح، اذ أن كلمة الاتمام يفيد أنه عليه السلام قد تلبس باحرام الحج دون كلمة: «تمام الحج». و لعل نسخ الارشاد تختلف، فقد نقل الشيخ القرشي كلام الشيخ المفيد كما نقله الطبرسي: «اتمام الحج»: 50: 3 عن الارشاد: 243 و نحن نجد الكلمة في: 218 من الارشاد في الطبعة الحيدرية. «تمام الحج» و هو الصحيح.

[382] الاستخارة هنا بمعناها اللغوي، اي طلب الخير، و ليس بالمعني المصطلح عليه المتأخر، كما سبق.

[383] قال أبومخنف: و حدثني الحارث بن كعب الوالبي عن عقبة بن سمعان: 383: 5. و الملاحظ هنا: أن ابن عباس غير مخالف لقيام الامام عليه السلام، و انما يشكك للامام في توفر الأرضية اللازمة لذلك، و الامام عليه السلام لا يرده في ذلك طبعا.

[384] النصح هنا بمعني الاخلاص و ليس بمعني الوعظ و الارشاد - فهو المعني الحادث الخير

للكلمة و ليس معناها الاصيل - فالامام عليه السلام يقول: انه يعلم انه يقول ما يقوله عن اخلاص و شفقة و عاطفة و مودة، فهو لا يخالف الامام عليه السلام في قيامه، و انما يشكك في توفر الارضية اللازمة له، و الامام عليه السلام لا يرده في هذا، بل يقول انه عازم علي القيام مع ذلك، و ذلك لما يري من لزومه و ضرورته لحياة الشريعة المقدسة.

[385] قال أبومخنف: حدثني الحارث بن كعب الوالبي، عن عقبة بن سمعان (ج 5 ص 383).

[386] هو الذي ولاه ابن الزبير الكوفة علي عهد المختار سنة (66 ه)، فبعث اليه المختار زائدة بن قدامة الثقفي في خمسمائة رجل و معه سبعين ألف درهم، ليرد المختار بالدراهم و الا فيقاتله بالرجال، فقبل الدراهم و ذهب الي البصرة (ج 6 ص 71) و ما يحدث به من ثناء الامام عليه السلام له فانما هو بنقله، و جده الحارث بن هاشم أخويي جهل بن هشام عدو الرسول (ص) و ذكرناه في المقدمة.

[387] هو: اي: هاويا، من الهوي، اي مريدا للقبيح.

[388] 382: 5: قال هشام عن أبي مخنف: حدثني الصقعب بن زهير، عن عمر بن عبدالرحمن.

[389] قال أبومخنف: قال أبوجناب يحيي بن أبي حية، عن عدي بن حرملة الأسدي عن عبدالله ج 5 ص 384.

[390] الكبش: الذكر من الغنم الذي يتقدم القطيع غالبا، و لذلك شبه به القواد، و بهذا الحديث ذكر الامام عليه السلام ابن الزبير لو كانت تنفعه الذكري، فان الذكري تنفع المؤمنين.

[391] قال أبومخنف: عن أبي سعيد عقيصا عن بعض أصحابه قال (ج 5 ص 385).

[392] كل الأسئلة المطروحة: بأنه مطلوب أينما كان، و ليعتدن عليه، فليخرج من مكة، لئلا

يكون الكبش الذي ذكره له واده أميرالمؤمنين عليه السلام، و لذلك خرج منها هاربا بنفسه و أهله لئلا تستحل به حرمتها، و اذا خرج من مكة فخير له أن يمضي في قضاء حاجة شيعته من أهل الكوفة اتماما للحجة عليهم «لئلا يكون للناس علي الله حجة بعد الرسل» «و لا يقول أحد: لولا أرسلت الينا رسولا منذرا و أقمت لنا علما هاديا، فنتبع آياتك» و ان لم يذهب الي الكوفة فالي اين يتوجه؟ و قد ضاقت عليه الارض بما رحبت!.

[393] - و كان أبورافع لأبي أحيحة سعيد بن العاص الأكبر فورثه بنوه فأعتق ثلاثة منهم نصيبهم منه و قتلوا يوم بدر جميعا، و وهب خالد بن سعيد نصيبه منه لرسول الله صلي الله عليه وآله فأعتقه رسول الله (ص) - فضربه مائة سوط و قال: مولي من أنت؟ قال: مولي رسول الله، فضربه مائة سوط، فلم يزل يفعل به ذلك كلما سأله: مولي من أنت؟ قال: مولي رسول الله، حتي ضربه خمسمائة سوط ثم قال: مولي من أنت؟ قال: مولاكم، فلما قتل عبدالملك: عمرو بن سعيد، قال عبيدالله بن أبي رافع شعرا يشكر قاتله (ج 3 ص 170). و هو الذي حارب ابن الزبير (ج 5 ص 343) و ضرب بالمدينة كل من كان يهوي هوي ابن الزبير، منهم: محمد بن عمار بن ياسر، ضربهم الأربعين الي الخمسين الي الستين (ج 5 ص 344) و استبشر حين بلغه خبر قتل الحسين عليه السلام؛ و لما سمع واعية نساء بني هاشم عليه قال: هذه واعية بواعية عثمان بن عفان! ثم صعد المنبر فأعلم الخبر (ج 5 ص 466) و اعلم يزيد أن عمرو بن سعيد يترفق

بابن الزبير و لا يتشدد عليه فعزله لأول ذي الحجة سنة 61 ه (ج 5 ص 477) فقدم علي يزيد و اعتذر اليه (ج 5 ص 479) و كان أبوه سعيد بن العاص والي المدينة لمعاوية (ج 5 ص 241).

[394] أخو عمرو بن سعيد، نصره يوم قتله في قصر عبدالملك بالشام مع ألف ممن تبعه من رجاله و مواليه و عبيده فهزموا و حبس، ثم اطلق فلحق بابن الزبير (ج 6 ص 147 - 143)، ثم ذهب الي الكوفة فلجا الي أخواله الجعفيين، فلما دخل عبدالملك الكوفة و بايعوه بايعه و استأمن (ج 6 ص 162).

[395] سورة يونس/ الآية 41.

[396] 385: 5: قال ابومخنف: حدثني الحارث بن كعب الوالبي، عن عقبة بن سمعان قال....

[397] كان مع أميرالمؤمنين عليه السلام في الجمل و أعانه علي حمل عائشة الي المدينة: 510: 4 و كان ممن يستشيرهم أميرالمؤمنين عليه السلام بالكوفة و هو الذي أشار اليه بتولية محمد بن أبي بكر مصرا و هو أخوه لامه: 554: 4، و كان معه في صفين يتقدم عليه مفادا له: 148: 5، و كان مع الحسن عليه السلام في نهضته: 160: 5، و رجع معهما الي المدينة: 165: 5، و كان ولداه محمد و عون مع الحسين عليه السلام فلما بلغة مقتلهم قال: و الله لو شهدته لأحببت ألا أفارقه حتي اقتل معه: 466: 5.

[398] قتلا مع الحسين عليه السلام، اما عون فأمه: جمانة بنت المسيب بن نجبته الفزاري (الذي كان من زعماء التوابين) و أما محمد فأمه: الخوصاء بنت خصفة بن ثقيف من بكر بن وائل (469: 5).

[399] قال ابومخنف: حدثني الحارث بن كعب الوالبي، عن علي بن الحسين قال:

388: 5.

[400] لم يسع الامام عليه السلام المصارحه بما عنده من العلم بمصير أمره لكل من قابله، اذ لا كل ما يعلم يقال، و لا سيما بعد تفاوت المراتب و اختلاف الأوعية و الظروف سعة وضيقا، فكان عليه السلام يجيب كل واحد بما يسعه ظرفه و تتحمله معرفته و قد أشار الامام عليه السلام لهؤلاء الي الجواب الواقعي بقوله: «لم يشاقق الله و رسوله من دعا الي الله و عمل صالحا.. و خير الأمان أمان الله، و لن يؤمن الله يوم القيامة من لم يخفه في الدنيا، فنسأل الله مخافة في الدنيا توجب لنا أمانه يوم القيامة» و لكن حيث لم يقتنع هؤلاء لهذه الاجابة أجابهم بأنه مأمور بأمر في رؤيا رأي فيها رسول الله صلي الله عليه وآله ثم لم يحدثهم بها بل قال: «و ما أنا محدث بها حتي القي ربي»! و لعل أحمد بن الاعثم الكوفي المتوفي 310 ه من هنا حديث بحديث رؤياه عليه السلام علي قبره جده رسول الله صلي الله عليه وآله بالمدينة، و لكنه من أين؟ و قد قال الامام عليه السلام: انه غير محدث بها حتي يلقي ربه! فهذا ما عهدته عليه؛ والله أعلم به.

[401] كأنه كان ينظر في النجوم فتطير لعبدالله بن مطيع العدوي لما بعثه ابن الزبير واليا علي الكوفة 9: 6 و كان طاووس اليماني المعروف مولاه، فمات طاووس بمكة سنة: 105 ه: 29: 6.

[402] الورس: نبات كالسمسم يصبغ به و يتخذ منه الغمرة و ليس الا باليمن.

[403] قال أبومخنف: حدثني الحارث بن كعب الوالبي، عن عقبة بن سمعان 385: 5.

[404] هو همام بن غالب بن صعصعة، و عماه: ذهيل و الزحاف كانا في

ديوان زياد بن سمية في البصرة علي ألفين ألفين، و هجا بني نهشل و فقيم فاستعدوه عند زياد فطلبه فهرب، فكان اذا نزل زياد البصرة نزل هو الكوفة و اذا نزل زياد الكوفة نزل زياد الفرزدق البصرة، و كان زياد ينزل البصرة ستة أشهر و الكوفة ستة أشهر، ثم ذهب الي الحجاز فلم يزل بمكة و المدينة لاجئا من زياد الي سعيد بن العاص حتي هلك زياد: 250 - 242: 5، فهجاه و هجاراثيه، يقول: بكيت امرءا من آل سفيان كافرا ككسري علي عدوانه أو كقيصرا (290: 5) ثم رجع الي البصرة فكان بها و حج سنة ستين بامه و لذلك لم يصحب الحسين عليه السلام: 386: 5 و نظم الشعر للحجاج! 380: 6 و 394 و كان في بلاط سليمان بن عبدالملك: 548: 5 و كان حيا الي سنة: 616: 6: 102 و كان في هجائه لبني نهشل شابا بل غلاما حدثا أعرابيا نزل البادية: 242: 5 فيكون في لقائه الامام عليه السلام علي أقل من ثلاثين سنة.

[405] دخلت الحرم في أيام الحج، اذ لقيت الحسين بن علي خارجا من مكة، فأتيته فقلت: بأبي انت و امي يابن رسول الله! ما أعجلك عن الحج؟ فقال: لو لم أعجل لاخذت، قال: ثم سألني: ممن أنت؟ فقلت له: امرؤ من العراق، فو لله ما فتشني أكثر من ذلك، فقال: أخبرني عن الناس خلفك، فقلت له: القلوب معك و السيوف مع بني امية، و القضاء بيدالله، فقال لي: صدقت، فسألته عن أشياء من نذور و مناسك فاخبرني بها: 386: 5.

[406] بينها و بين الكوفة خمسة عشر فرسخا و بينها و بين العذيب اربعة اميال، و تسمي الديوانية، و

كانت أول مدينة كبيرة من العراق الي بادية الحجاز، و فيها اولي فتوحات العراق: وقعة القادسية بقيادة سعد بن أبي وقاص.

[407] قرية قرب الكوفة فيها عين لبني العباس كما في معجم البلدان: 451: 3.

[408] القطقطانة: تبعد عن الرهيمة الي الكوفة نيفا و عشرين ميلا: 125: 7، و قال اليعقوبي: ان خبر مقتل مسلم أتي الامام و هو بالقطقطانة: 230: 2.

[409] قال ابومخنف: حدثني يونس بن أبي اسحاق السبيعي: 394: 5.

[410] قال أبومخنف: و حدثني محمد بن قيس: 394: 5 و الارشاد: 220 و خلط خبره بخبر عبدالله بن بقطر و ذكره في تذكرة الخواص: 245 ط نجف.

[411] مضت ترجمته في أسناد الكتاب.

[412] لم تنتهك حرمة الاسلام و لا رسول الله و لا العرب و لا قريش بفعل الامام عليه السلام بل بفعل أعداء الاسلام، و لقد أخطأ ابن مطيع اذ قال: و لئن قتلوك لا يهابون بعدك أحدا أبدا، بل تجرأ عليهم من لم يكن يتجرأ قبل ذلك من أهل مكة و المدينة و الكوفة بما فيهم نفس ابن مطيع اذ ولي الكوفة من قبل ابن الزبير، بل ان لم يكن يخرج الحسين عليه السلام لم يكن يجرأ علي بني امية أحد فكانوا يفعلون ما يشاؤون من هدم الاسلام.

[413] 394: 5: قال ابومخنف: حدثني محمد بن قيس، و لعله ابن قيس بن مسهر.

[414] قال أبومخنف: فحدثني السدي، عن رجل من بني فزارة قال (السدي): لما كان زمن الحجاج بن يوسف، كنا مختبئين في دار زهير بن القين البجلي، و كان أهل الشام لا يدخلونها، فقلت للفزاري: حدثني عنكم حين أقبلتم مع الحسين بن علي؟ قال: 396: 5 و الارشاد: 221 و الخوارزمي: 325.

[415] مدينة الخزر

عند باب الأبواب فتحت سنة (33) علي يد سلمان بن ربيعة الباهلي علي عهد عثمان بن عفان، كما في معجم البلدان.

[416] و في الطبري: 305: 4: ان سلمان الفارسي و أبوهريرة كانا معهم، و نص ابن الأثير في الكامل: 17: 4 أن الذي حدثهم هو سلمان الفارسي و ليس الباهلي في حين أن ابن الأثير انما أراد بكتابه «الكامل في التاريخ» أن يكمل تاريخ تاريخ الطبري فهو في أكثر أخباره ناقل عنه و نص علي أنه الفارسي أيضا الشيخ المفيد في: الارشاد، و الفتال في: روضة الواعظين: 153، و ابن نما في: مثير الأحزان: 23، و الخوارزمي في المقتل: 225: 1، و البكري في: المعجم مما استعجم: 376: 1. و يؤيد هذا نص الطبري علي وجود سلمان الفارسي في هذه الغزوة و لكن الظاهر ان سلمان الفارسي كان واليا علي المدائن بعد فتحها سنة: 17 ه، حتي توفي بها بدون أن يخرج منها الي غزو، و أنه توفي قبل هذا علي عهد عمر.

[417] قال أبومخنف: فحدثتني دلهم بنت عمرو امرأة زهير بن القين قالت: 396: 5 و في الارشاد: 221.

[418] و سيعلم من خطبة زهير بكربلاء أنه كان ناقما من قبل علي استلحاق معاوية زياد و قتله حجر بن عدي.

[419] كانت امه حاضنة للحسين عليه السلام فلذلك قيل فيه: أنه أخوه من الرضاعة و جاء بقطر في الطبري بالباء الموحدة و كذلك ضبطه الجزري في الكامل الا أن مشايخنا ضبطوه بالياء المثناة، كما في ابصار العين للسماوي: 52.

[420] قال أبومخنف: حدثني أبوعلي الأنصاري عن بكر بن مصعب المزني: 398: 5 و الارشاد: 220 و خلط خبره بخبر قيس بن مسهر الصيداوي.

[421] ولي القضاء في الكوفة

بعد الشعبي توفي سنة: 136. عن مائة و ثلاث سنين، كما في ميزان الاعتدال: 151: 1 و تهذيب الأسماء: 309. و سيأتي آن خبر شهادته بلغ الامام عليه السلام بمنزل زبالة، قبل خبر الصيداوي، فالظاهر أن ابن يقطر كان مبعوثا قبل الصيداوي.

[422] و هذا مما يتنا في مع ما مر عنهما من خبر الفرزدق في منزل الصفاح قبل زرود بعدة منازل، اذ ظاهر الخبر بل نصه أنهما انما لحقا به في زرود، و ليس قبل ذلك، بل لا يمكن ذلك مع أدائهما الحج فان منزل الصفاح في أوائل الطريق و قد خرج الامام عليه السلام يوم التروية فلو لحقا به لم يمكنهما الحج، و العجب أن الرواة هم الرواة في الخبرين و لم يتنبهوا لذلك لا أبوجناب و لا أبومخنف و لا الطبري. اللهم الا ان يكونا لقياه في الصفاح قبل حجهما، ثم لحقابه بعد حجهما بزرود.

[423] ظاهر هذه الرواية أن خبر مقتل مسلم بن عقيل هنا كان عاما، و سيأتي أن الامام عليه السلام أعلن ذلك لأصحابه بكتاب أخرجه للناس في منزل زبالة، و من هنا يترجح أن يكون قوله عليه السلام: ما دون هؤلاء سر؛ يعني أما دون هؤلاء الحاضرين فليكن الخبر سرا، و كذلك بقي الخبر سرا حتي زبالة و أما اليعقوبي فقد قال: ان خبر قتل مسلم اتي الامام بالقطقطانة: 230: 2 ط نجف.

[424] قال أبومخنف: حدثني أبوجناب الكلبي عن عدي بن حرملة الأسدي عن عبدالله: 397: 5 و في الارشاد: 222: روي عبدالله بن سليمان... ط نجف.

[425] قال أبومخنف: حدثني عمر بن خالد - هكذا، و الصحيح عمرو بن خالد - عن زيد بن علي بن الحسين، و عن داود

بن علي بن عبدالله بن عباس: أن بني عقيل قالوا: 397: 5، و الارشاد: 222 و المسعودي: 70: 3، و الخواص: 245 ط نجف.

[426] قال ابومخنف: عن أبي جناب الكلبي عن عدي بن حرملة، عن عبدالله بن سليم: 398: 5 و الارشاد: 222 ط نجف.

[427] سبقت ترجمته و ان امه كانت حاضئة للحسين عليه السلام فلذلك قيل فيه: انه أخوه.

[428] هذا تصريح من الامام عليه السلام بخذلان شيعته بالكوفة، و هو أول اعلان باخبار الكوفة و مقتل مسلم عليه السلام، و ان كان بلغه الخبر قبل هذا في منزل زرود و لكن الظاهر أنه بقي سرا ما دون الحاضرين بمجلس الخبر اذ ذاك بأمر الامام عليه السلام حتي أعلنه لهم هنا.

[429] هذا تمام الكلام في أن الامام عليه السلام لماذا كان يأذن لهم بالانصراف عنه؟، و فيه الكفاية عن كل كلام.

[430] قال أبومخنف: حدثني أبوعلي النصاري، عن بكر بن مصعب المزني قال: 398: 5 و الارشاد: 222 ط نجف.

[431] و في الارشاد: 223: ثم قال: والله لا يدعوني حتي يستخرجوا هذه العلقه من جوفي فاذا فعلوا ذلك سلط الله عليهم من يذلهم حتي يكونوا أذل فرق الامم، و كذلك عنه في اعلام الوري: 232.

[432] قال أبومخنف: فحدثني لوذان أحد بني عكرمة: ان أحد عمومته حدثه: 399: 5.

[433] القصاع: جمع القصعة، و الطساس: جمع الطاس، و الاتوار: جمع تور و هو اناء من صفر أو حجارة.

[434] و هذا هو معني الترشيف.

[435] فخنثه فشربت و سقيت فرسي: 401: 5 و الارشاد: 224، و الخوارزمي: 230.

[436] هنا تصاب سلسلة أخبار أبي مخنف بالانقطاع، فلم يكن لنا بد من أن نسد الخلة بخبر هشام الكلبي عن لقيط عن علي

بن طعان المحاربي: 401: 5، و الارشاد: 224 و الخواص: 231.

[437] مثني الخرج و هو جوال ذو اذنين - كما في مجمع البحرين - و سيأتي عن سبط ابن الجوزي: ان الامام عليه السلام حينما خطب القوم يوم عاشوراء فناشدهم انهم كتبوا اليه قالوا: ما ندري ما تقول، فقال الحر: بلي والله لقد كاتبناك و نحن الذين اقدمناك، فابعد الله الباطل و اهله، و الله لا أختار الدنيا علي الآخرة ثم ضرب فرسه و دخل في عسكر الحسين عليه السلام: 251.

[438] و نقله في مقاتل الطالبين أبوالفرج عن أبي مخنف: 74 ط نجف.

[439] انتهي ما نقلناه عن هشام، و الارشاد: 225 و الخواص: 232.

[440] سورة الفتح: 10.

[441] قال أبومخنف: عن عقبة بن أبي العيزار: 403: 5.

[442] و نقلها ابن الأثير في الكامل و المفيد في الارشاد: 225 بزيادة: فان عشت لم اندم و ان مت لم الم كفي بك ذلا أن تعيش و ترغما.

[443] لعلهم: جابر بن الحارث السلماني و عمر بن خالد الصيداوي و سعد مولاه، الذين ذكرهم أبومخنف أنهم قاتلوا معا في أول القتال حتي قتلوا في مكان واحد: 446: 5.

[444] اي: اجتماع.

[445] أعلاء.

[446] سورة الاحزاب: 23.

[447] قال أبومخنف: و قال عقبة بن أبي العيزار: 403: 5 و الارشاد: 225 ط نجف.

[448] علي وزن فعل اسم رجل سمي جبل طي باسمه و هو غربي فيه عن يسار جبل سميراء.

[449] و هو تصغير القرية، من مواضع طي.

[450] : فان كنت فاعلا فعجل رحمك الله. قال: فلما بلغت أهلي وضعت عندهم ما يصلحهم و أوصيت و أخبرتهم بما أريد، و أقبلت حتي اذا دنوت من عذيب الهجانات، استقبلني سماعة بن بدر فنعاه الي، فرجعت: 406:

5.

[451] قال أبومخنف: 407: 5.

[452] ستاتي ترجمته في آخر الكتاب.

[453] قال أبومخنف: حدثني المجالد بن سعيد عن عامر الشعبي: 407: 5 و الارشاد: 226.

[454] نقل ابن منظور في لسان العرب عن الأصمعي جعجع به أي احبسه، و قال ابن فارس في مقاييس اللغة: 416: 1: أي ألجئه الي مكان خشن.

[455] من رماة أصحاب الحسين عليه السلام، و كان في أوائل من قتل، رمي بمائة سهم و قام فقال: ما سقط منها الا خمسة أسهم، و قد تبين لي أني قد قتلت خمسة نفر. و قد روي أبومخنف ايضا عن فضيل بن خديج الكندي: أن يزيد بن زياد كان ممن خرج مع عمر بن سعد، فلما ردوا الصلح علي الحسين عليه السلام مال اليه فقاتل حتي قتل و لكنه لا يتفق مع هذا الخبر هنا.

[456] مالك بن النسير من بني بداء، حضر كربلاء فضرب رأس الامام عليه السلام بالسيف فقطع البرنس و أصاب رأسه و أدماه، فقال له الحسين عليه السلام: لا أكلت بها و لا شربت و حشرك الله مع الظالمين، و أخذ مالك برنس الامام عليه السلام، فلم يزل فقيرا حتي مات: 448: 5 عن أبي مخنف و البرنس: كلمة غير عربية، و هو قلنسوة طويلة من قطن كان يلبسها عباد النصاري فلبسها عباد المسلمين في صدر الاسلام، كما في مجمع البحرين. و روي أيضا أن عبدالله بن دباس دل المختار علي نفر ممن قتل الحسين عليه السلام منهم مالك بن النسير البدي، فبعث اليهم المختار مالك بن عمرو النهدي، فأتاهم و هم بالقادسية، فأخذهم و أقبل بهم حتي أدخلهم علي المختار عشاء، فقال المختار للبدي: أنت صاحب برنسه؟ فقال عبدالله بن كامل: نعم،

هو هو، فقال المختار: اقطعوا يدي هذا و رجليه و دعوه فليضطرب حتي يموت، ففعل به ذلك و ترك، فلم يزل ينزف الدم حتي مات سنة: 66 ه 57: 6.

[457] سورة القصص: 32.

[458] و يظهر من هذا أن كربلاء لم تكن اسم قرية بل اسم المنطقة و هي كور بابل أي قراها - كما في كتاب الدلائل و المسائل للسيد هبة الدين الشهرستاني (قده) و قال سبط ابن الجوزي: ثم قال الحسين: ما يقال لهذه الأرض؟ قالوا: كربلاء و يقال لها نينوي و هي قرية بها. فبكي و قال: كرب و بلاء. ثم قال: اخبرتني ام سلمة قالت: كان جبرئيل عند رسول الله و انت معي فبكيت، فقال رسول الله: دعي ابني فتركتك فأخذك و وضعك في حجره، فقال جبرئيل: اتحبه؟ قال: نعم. قال: فان امتك سنقتله، و ان شئت أن اريك تربة ارضه التي يقتل فيها؟ قال: نعم. قالت: فبسط جبرئيل جناحه علي ارض كربلاء فأراه اياها. ثم شمها و قال: هذه والله هي الارض التي اخبر بها جبرائيل رسول الله و انني اقتل فيها. ثم قال: و ذكر ابن سعد في الطبقات عن الواقدي بمعناه قال: و ذكر ابن سعد ايضا عن الشعبي قال: لما مر علي عليه السلام بكربلاء في مسيره الي صفين و حاذي نينوي - قرية علي الفرات - وقف و نادي صاحب مطهرته: اخبرني أباعبدالله ما يقال لهذه الارض؟ فقال: كربلاء فبكي حتي بل الارض من دموعه، ثم قال: دخلت علي رسول الله صلي الله عليه وآله و هو يبكي، فقلت له: ما يبكيك؟ فقال: كان عندي جبرئيل آنفا، و أخبرني: أن ولدي الحسين يقتل بشط الفرات بموضع يقال

له: كربلاء ثم قبض جبرئيل قبضة من تراب فشمني اياها فلم املك عيني ان فاضتا. قال: و قدروي الحسن بن كثير و عبدخير قالا: لما وصل علي عليه السلام الي كربلاء وقف و بكي و قال: بأبي اغيلمة يقتلون هاهنا، هذا مناخ ركابهم، هذا موضع رحالهم، هذا مصرع الرجال! ثم ازداد بكاؤه: 250 ط نجف و رواه ابن مزاحم بأربعة طرق (صفين: 142 - 140) ط هارون.

[459] الغاضرية منسوبة الي غاضرة من بني أسد و هي أراضي حوالي قبر عون الآن علي فرسخ من كربلاء و بها آثار قلعة تعرف اليوم بقلعة بني أسد.

[460] هي أيضا آبار لبني أسد قرب كربلاء.

[461] كانت بها منازل نبوخذ نصر من كور بابل التي صحفت فقيل كربلاء.

[462] سبقت ترجمته في ص 102.

[463] كورة كبيرة بين همدان و الري ثم اضيفت الي قزوين كما في معجم البلدان. 58: 4 و هي معرب دشتبه يعني: الواحة الحسناء.

[464] كورة من كور الكوفة فيها حمام لعمر بن سعد بيد مولاه اعين، سمي باسمه - كما في القمقام: 486.

[465] استعمله الحجاج بن يوسف الثقفي علي همذان سنة (284: 5:) 77 و كان أخوه مطرف بن المغيرة علي المدائن فخرج علي الحجاج فأمده حمزة بالمال و السلاح سرا: 292: 5، فبعث الحجاج الي قيس بن سعد العجلي - و هو يومئذ علي شرطة حمزة بن المغيرة - بعهده علي همذان و أن يوثق حمزة بن المغيرة في الحديد و يحبسه فأوثقه و حبسه: 294: 5.

[466] قال أبومخنف: حدثني عبدالرحمن بن جندب، عن عقبة بن سمعان قال: 407: 5 و بنفس السند أبوالفرج في مقاتل الطالبين: 74 ذكر عقبة: عتبة بن سمعان الكلبي! و روي المفيد

الخبر في الارشاد: 226.

[467] و كذلك الارشاد: 227 و نقل عن مقتل محمد بن أبي طالب ما حاصله: أن ابن زياد سير ابن سعد الي الحسين عليه السلام في تسعة الاف، ثم يزيد بن ركاب الكلبي في الفين، و الحصين بن تميم السكوني في اربعة الآف، و فلان المازني في ثلاثة الاف، و نصر بن فلان في الفين، فذلك عشرون الفا ما بين فارس و راجل و ذكر الشافعي في كتابه (مطالب السؤول) انهم كانوا اثنين و عشرين الفا و روي الشيخ الصدوق في اماليه بسنده عن الصادق عليه السلام أنهم ثلاثون الف. الأمالي: 101 ط بيروت. الفا.. و روي سبط ابن الجوزي عن محمد بن سيرين انه كان يقول: و قد ظهرت كرامة علي بن أبي طالب عليه السلام في هذا، فانه لقي عمر بن سعد يوما و هو شاب، فقال: ويحك يابن سعد كيف بك اذا قمت يوما مقاما تخير فيه بين الجنة و النار فتختار النار!: 247. ط نجف.

[468] و ذكره المفيد في الارشاد: عروة بن قيس و قد مضت ترجمته فيمن كتب الي الامام عليه السلام من أهل الكوفة من المنافقين الامويين.

[469] شهد مقتل الحسين عليه السلام و روي خطبة زهير بن القين: 426: 5. و هو الذي الذي شرك مع المهاجر بن أوس في قتله: 441: 5، و هو الذي تبع الضحاك بن عبدالله المشرقي الهمداني ليقتله، فلما عرفه أنه من همدان قال: هذا ابن عمنا فكف عنه: 445: 5.

[470] سبقت ترجمة صفحة: 115.

[471] هذا اول ذكره في اخبار كربلاء و لم يذكر كيف وصل اليها، و قد مضت ترجمته في زعماء الشيعة الذين كتبوا الي الامام عليه السلام من

الكوفة، و سيأتي في مقتله ذكر جوانب من حياته.

[472] كان مع الحر بن يزيد الرياحي فيروي عنه عدي بن حرملة الأسدي أنه كان يقول: والله لو انه أطلعني علي الذي يريد لخرجت معه الي الحسين عليه السلام: 427: 5، و يروي عنه أبوزهير العبسي خبره عن مرور نساء الحسين عليه السلام علي مقتله و أهل بيته، و رثاء زينب لأخيها عليهماالسلام: 456: 5. و قد دعاه حبيب بن مظاهر الي نصرة الامام عليه السلام و أن لا يرجع الي الظالمين، فقال له قرة: أرجع الي صاحبي بجواب رسالته و أري رأيي و لكنه انصرف الي عمر بن سعد فلم يرجع عنه الي الحسين حتي قتل عليه السلام: 411: 5 و الارشاد: 228.

[473] قال أبومخنف: حدثني النضر بن صالح بن حبيب بن رهير العبسي: عن حسان بن فائد بن بكير العبسي، قال: أشهد أن كتاب عمر بن سعد جاء: 411: 5 و الارشاد: 228.

[474] كان مع الحسين عليه السلام و كان أخوه علي بن قرظة مع عمر بن سعد، فلما قتل أخوه عمرو، حمل علي أصحاب الحسين عليه السلام لينتقم لأخيه فطعنه نافع بن هلال المرادي فصرعه، فحمله أصحابه و دوودي بعد فبرأ: 434: 5.

[475] حدثني أبوجناب، عن هاني بن ثبيت الحضرمي و كان قد شهد قتل الحسين مع عمر بن سعد، و يظهر من نفس هذا الخبر أنه كان من الفرسان العشرين الذين خرجوا مع عمر بن سعد في الليل للقاء الامام عليه السلام، قال: فانكشفنا عنهما بحيث لا نسمع أصواتهما و لا كلامهما: 413: 5 و الارشاد: 229 و قال سبط ابن الجوزي: ان عمر هو الذي بعث اليه يطلب الاجتماع به، قاجتمعا خلوة:

248 ط نجف.

[476] ما عليه جماعة المحدثين و حدثنا به المجالد بن سعيد، و الصقعب بن زهير الازدي، و غير هما قالوا: 413: 5 و ابوالفرج: 75 ط نجف.

[477] فأما عبدالرحمان بن جندب فحدثني عن عقبة بن سمعان قال: 413: 5 و الخواص: 248 مختصرا.

[478] مضت ترجمته فيمن كان من الأشراف مع ابن زياد في القصر.

[479] و رواه السبط مختصرا: 248 وزاد: انه كتب في اسفل الكتاب: الآن حين تعلقته حبالنا يرجو النحاة، ولات حين ماص.

[480] حدثني المجالد بن سعيد الهمداني و الصقعب بن زهير: 414: 5 و الارشاد: 229.

[481] حدثني ابوجناب الكلبي قال: 415: 5 و الارشاد: 229 و الخواص: 248.

[482] حدثني سليمان بن ابي راشد، عن حميد بن مسلم قال: 414: 5 و الارشاد: 229.

[483] و في الارشاد: 230 و التذكرة: 249.

[484] مضت ترجمته فيمن كان من الاشراف مع ابن زياد في القصر.

[485] كان قد بعث بفرسه مع الاربعة نفرا من الكوفة الي الامام عليه السلام في الطريق مع الطرماح بن عدي، و هذا أول خبر يعلم منه وصوله الي الامام عليه السلام في كربلاء، و هو الذي طعن علي بن قرظة الانصاري - أخا عمرو بن قرظة - و كان مع عمر بن سعد: 434: 5 و كان قد كتب اسمه علي أفواق نبله فقتل بسهامه اثني عشر رجلا منهم حتي كسرت عضدا و أخذه شمر أسيرا ثم قتله بعد أن مضي به الي ابن سعد: 442: 5.

[486] حدثني سليمان بن ابي راشد، عن حميد بن مسلم الازدي قال: 412: 5 و ابوالفرج عن ابي مخنف بنفس السند: 78 و المفيد في الارشاد: 288 عن حميد بن مسلم.

[487] مضت ترجمته فيمن كتب

الي الامام عليه السلام من شيعته من أهل الكوفة.

[488] مضت ترجمته فيمن كتب الي الامام عليه السلام من اهل الكوفة من المنافقين.

[489] هذا اول مرة يرد فيه هذا اللقب لزهير بن القين في حديث كربلاء، و هو اول عنوان للتفرقة بين. المسلمين في الاختلاف في عثمان بن عفان أهو علي الحق او الباطل، فكان يقال لمن يتولي عليا عليه السلام: علوي او شيعي، و لمن يتولي عثمان و يقول أنه كان علي حق و قتل مظلوما يقال له: عثماني.

[490] كان يوم عاشوراء علي ربع ربيعة و كندة: 422: 5 و هو الذي اخذ قطيفة الامام الحسين (عليه السلام) و كانت من خز، فكان يلقب بعد ذلك، قيس قطيفة: 453: 5 و كام مع شمر بن ذي الجوشن و عمرو بن الحجاج و عزرة بن قيس علي حمل رؤوس اصحاب الامام عليه السلام الي الكوفة الي ابن زياد: 456: 5 و هو علي كندة يحملون ثلاثة عشر رأسا: 468: 5 و هو اخو محمد بن الاشعث قاتل مسلم و اخو جعدة قاتلة الامام الحسن عليه السلام.

[491] عن الحارث بن حصيرة، عن عبدالله بن شريك العامري قال: 415: 5 و الارشاد: 230.

[492] حدثني الحارث بن حصيرة، عن عبدالله بن شريك العامري عن علي بن الحسين عليه السلام: 417: 5.

[493] حدثني الحارث بن حصيرة، عن عبدالله بن شريك العامري، عن علي بن الحسين عليه السلام: 418: 5 و ابوالفرج: 74 و الارشاد: 231 عن الامام السجاد عليه السلام.

[494] و ابوالفرج في مقاتل الطالبيين: 74 و الارشاد: 231 و الخواص: 249.

[495] مضت ترجمته في اشراف الشيعة من اهل الكوفة مع مسلم بن عقيل، و هذا اول مرة يرد ذكره

في احاديث كربلاء من دون أن يذكر التاريخ شيئا عن كيفية وصوله اليها.

[496] حدثني عبدالله بن عاصم الفائشي، عن الضحاك بن عبدالله المشرقي الهمداني قال: 418: 5 و ابوالفرج: 74 ط نجف و اليعقوبي: 231: 2 و الارشاد: 231.

[497] في الارشاد: 232: جوين و في مقاتل الطالبيين: 75: جون، و كذلك في مناقب ابن شهراشوب: 218: 2 و في تذكرة الخواص: 2: 19 و الخوارزمي ج 237: 1 و لا ذكر له في الطبري قبل هذا و لا بعده لا كيفية مقتله مع الامام عليه السلام.

[498] و في الارشاد: 232: يا خليفة الماضين و ثمال الباقين و كذلك التذكرة بزيادة: ثم لطمت وجهها: 250 ط نجف.

[499] حدثني الحارث بن كعب، و ابوالضحاك، عن علي بن الحسين قال: 420: 5 و ابوالفرج: 75 ط نجف و اليعقوبي: 230: 2 و المفيد في الارشاد: 232 ط نجف. كلهم عن الامام السجاد عليه السلام.

[500] عن عبدالله بن عاصم، عن الضحاك بن عبدالله المشرقي قال: 421: 5 و المفيد في الارشاد: 233 عن الضحاك بن عبدالله.

[501] آل عمران: 179 - 178.

[502] و المشهور المذكور في الارشاد: 233 و سائر الكتب: خضير، و كان سيد القراء بالكوفة: 431: 5. عابدا ناسكا، و هذا أول ذكره في اخبار كربلاء و لم يذكر كيف التحق بالامام عليه السلام، و هو اول من قام للمبارزة في اول القتال فاجلسه الامام عليه السلام: 429: 5 و هو القائل لعبدالرحمن بن عبد ربه الانصاري: والله لقد علم قومي اني ما احببت الباطل شابا و لا كهلا، و لكن - والله - اني لمستبشر بما نحن لاقون! والله ان بيننا و بين الحور العين الا أن

يميل علينا هؤلاء باسيافهم، و لوددت انهم قد مالوا علينا: 423: 5 و كان يقول: ان عثمان بن عفان كان علي نفسه مسرفا، و ان معاوية بن أبي سفيان ضال مضل، و ان امام الهدي و الحق علي بن أبي طالب عليه السلام، و باهل رجلا من عسكر عمر بن سعد يدعي يزيد بن معقل علي حقانية هذه المعاني و دعا: أن يقتل المحقق منهما المبطل، ثم بارزه فقتله: 431: 5.

[503] كان سعيد بن قيس الهمداني علي همذان فعزله سعيد بن العاص الاشرق والي الكوفة و جعله علي الري سنة 33 ه: 330: 5 و بعثه أميرالمؤمنين عليه السلام مع شبث بن ربعي و بشير بن عمرو الي معاوية قبل القتال يدعونه الي الطاعة و الجماعة: 573: 4 و كان يقاتل مع علي بصفين: 574: 4 و كان من أول الناس في اجابة أميرالمؤمنين الي ما يريد: 79: 5 و سرحه أميرالمؤمنين عليه السلام في اثر غارة سفيان بن عوف علي الانبار و الهيت فخرج في طلبهم حتي جاز هيت فلم يلحقهم: 134: 5 ثم لا نعثر له علي ذكر و لا أثر في التاريخ، فلعل حبسه لابي حرب السبيعي كان يوم عمله علي همدان او الري علي عهد عثمان.

[504] 421: 5: قال أبومخنف: عن عبدالله بن عاصم عن الضحاك بن عبدالله المشرقي.

[505] 422 - 421: 5: قال أبومخنف: عن عبدالله بن عاصم، عن الضحاك بن عبدالله المشرقي. و الارشاد: 233 عن الضحاك بن عبدالله.

[506] كان علي ميمنة عدي بن وتاد امير الري للحجاج في حربه مع مطرف بن المغيرة بن شعبة باصبهان: 296: 6 و آخر عهدنا به في الطبري أنه كان في حرس

السغد سنة: 102 ه فأصابته جراحة كثيرة حتي اصبح كأنه قنفذ من النشاب: 613: 6 و لا ذكر له قبل كربلاء.

[507] كان ممن كتب شهادته علي حجر بن عدي الكندي سنة 270: 5: 51 و كان علي الرجالة من مذحج و أسد، و حضره شمر علي ذبح الحسين عليه السلام فأبي و سبه: 450: 5.

[508] حدثني فضيل بن فديج الكندي، عن محمد بن بشر، عن عمرو الحضرمي قال: 422: 5.

[509] عن بعض اصحابه عن ابي خالد الكاهلي قال: 423: 5 و المفيد في الارشاد: 233 قال: فروي عن علي بن الحسين و ابوخالد الكاهلي من اصحابه فهو يروي الخبر عنه عليه السلام و ان لم ينص عليه في الطبري.

[510] فحدثني عبدالله بن عاصم، قال: حدثني الضحاك المشرقي: 423: 5 و الارشاد: 234.

[511] سورة يونس: 71.

[512] سورة الاعراف: 196.

[513] امتنع عن البيعة لمعاوية علي يد بسر بن ارطاة سنة اربعين قبل مقتل أميرالمؤمنين عليه السلام و قال: هذه بيعة ضلالة، حتي اضطره اليها بسر فبايعه خوف نفسه: 139: 5 و في سنة خمسين حين حج معاوية و اراد نقل منبر رسول الله و عصاه من المدينة الي الشام منعه جابر فامتنع: 239: 5 و في سنة اربع و سبعين اذ دخل الحجاج المدينة من قبل عبدالملك، استخف فيها بأصحاب رسول الله فختم في اعناقهم منهم جابر بن عبدالله الأنصاري: 195: 6.

[514] رده رسول الله صلي الله عليه وآله حين استعرض اصحابه لاحد، لصغره: 505: 2 و كان يروي الحديث عن رسول الله صلي الله عليه وآله في فضل علي عليه السلام: 149: 3 و لكنه كان من الممتنعين عن بيعة علي عليه السلام بعد مقتل عثمان

و كان عثمانيا: 430: 4.

[515] كان يروي الحديث عن رسول الله صلي الله عليه وآله في فضل علي عليه السلام: 409: 3، و روي ان عائشة أمرت بقتل عثمان بن حنيف ثم بحبسه: 468: 4 و يروي أخبار علي عليه السلام: 547: 4 و في سنة اربع و سبعين حين دخل الحجاج المدينة من قبل عبدالملك استخف باصحاب رسول اله فخنم اعناقهم منهم سهل بن سعد، و اتهمهم بخذلان عثمان: 195: 6.

[516] كان يروي فضل علي عليه السلام: 310: 2 و هو الذي اخبر رسول الله صلي الله عليه وآله و سلم بمقالة عبدالله بن ابي بن سلول المنافق: 605: 2 و هو الذي اعترض علي ابن زياد و نهاه عن ضرب شفتي ابي عبدالله عليه السلام: 456: 5 توفي سنة 68 كما في الاعلام: 188: 4.

[517] لما ولي عمر أباموسي الاشعري البصرة سنة 17 استعان بأنس بن مالك: 71: 4 و اشترك في فتح تستر: 86: 4 و كان ممن حرض الناس بالبصرة سنة 35 لنصرة عثمان: 352: 4 و كان ممن استعان بهم زياد بن ابيه بالبصرة سنة 45 ه: 224: 5 و كان يوم عاشوراء بالبصرة، و في سنة 64 بعد مقتل ابن زياد أمره ابن الزبير علي البصرة فصلي بالناس أربعين يوما: 528: 5. فلما ولي الحجاج المدينة سنة 64 لعبد الملك و استخف اصحاب رسول الله فختم في اعناقهم ختم في عنق انس يزيد ان يذله بذلك انتقاما لتوليه لابن الزبير: 195: 6.

[518] و رواه السبط: 252 ط نجف و علي حرف اي: علي طرف من الايمان لاصلبه.

[519] الجمام: جمع جمة و هو المكان الذي يجتمع فيه الماء، و طم

اي امتلأ و قد مضت ترجمة هؤلاء فيمن كتب الي الامام عليه السلام من اهل الكوفة من المنافقين.

[520] و قال سبط ابن الجوزي: انهم قالوا: ما ندري ما تقول، و كان الحر بن يزيد اليربوعي من ساداتهم، فقال: بل والله لقد كاتبناك، و نحن الذين أقدمناك، فأبعد الله الباطل و أهله، و الله لا أختار الدنيا علي الآخرة: 251.

[521] و رواه المفيد في الارشاد: 235 و بعده ابن نما في مثير الاحزان: 26: ولا أفرفرار العبيد و رحجه المقرم: 280 و الانسب بجواب ابن الاشعث هو الاقرار لا الفرار، فان ابن الاشعث لم بعرض عليه الفرار بل الاقرار و استشهد له المقرم بكلام الامام اميرالمؤمنين عليه السلام في مصقلة بن هبيرة: و فر فرار العبد و لكن فعل مصقلة لا تناسب حال الامام الحسين عليه السلام هنا، كما هو واضح، فراجع.

[522] سورة الدخان: 20.

[523] سورة المؤمن: 27.

[524] 426 - 423: 5: قال ابومخنف: فحدثني عبدالله بن عاصم قال: حدثني الضحاك المشرقي.

[525] الذنوب: الفرس الذي شعر ذنبه وافر كثير.

[526] كان من امداد حرب القادسية من أهل اليمن سنة 27: 4: 16 و كان من اول من أجاب عليا عليه السلام لنصرته في حرب البصرة من الكوفة: 485: 4 و كان هو من قبل من الثائرين علي عثمان: 488: 4 و كان علي سبع مذحج و الأشعريين من اهل اليمن بالكوفة: 500: 4 و كان مع علي عليه السلام بصفين يخرج للقتال: 574: 4 و كان ممن شهد علي صحيفة الموادعة لتحكيم الحكمين في صفين: 54: 5 و كان علي ميمنة علي عليه السلام في وقعة النهروان مع الخوارج: 85: 5 و أخرجه علي عليه السلام سنة

39 ه علي أربعة الآف رجل من الكوفة لمقابلة غارة الضحاك بن قيس في ثلاثة الاف، فلحقه بتدمر في حدود الشام فقتل منهم عشرين رجلا و حال الليل فهرب الضحاك و رجع حجر: 135: 5 و لما دخل معاوية الكوفة عام الجماعة و ولي عليهما المغيرة بن شعبة و كان المغيرة يسب عليا عليه السلام كان حجر يرد عليه ردا شديدا حتي مات المغيرة فولي عليها معاوية: زياد بن ابيه، فعاد حجر الي ما كان عليه، فأخذه زياد و بعث به الي معاوية فقتله: 270: 5.

[527] مضت ترجمته في أول أمر مسلم بن عقيل عليه السلام.

[528] فحدثني علي بن حنظلة بن اسعد الشبامي، عن رجل من قومه شهد مقتل الحسين حين قتل يقال له: كثير بن عبدالله الشعبي، قال: لما زحفنا قبل الحسين خرج الينا زهير بن القين: 426: 5 و روي الخطبة اليعقوبي: 230: 2 ط نجف.

[529] مضت ترجمته في اول نزول الامام عليه السلام بكربلاء و قد دعاه حبيب الي نصرة الامام عليه السلام، فوعده النظر في ذلك و لكنه لم يرجع، و الظاهر أنه هو ناقل الخبر و مدعيه.

[530] هو قاتل زهير بن القين، مع الشعبي: 441: 5.

[531] العرواء: رعدة الحمي.

[532] فلعله كان شاكيا في السلاح مطرقا مطأطئا من الخجل و لذلك لم يعرف فسأله، و الا فقد كان يعرفه من قبل.

[533] الهبل و العبر بمعني الهلاك و الموت.

[534] و في الارشاد: 235 و التذكرة: 252.

[535] عن ابي جناب الكلبي، عن عدي بن حرملة قال: 427: 5 و المفيد في الارشاد: 235.

[536] حدثني فضيل بن خديج الكندي: ان يزيد بن زياد و هو ابو الشعثاء الكندي من بني بهدلة: 445: 5.

[537] ذكره

المفيد في الارشاد: دريد: 233 و 236 ط نجف.

[538] عن الصقعب بن زهير، و سليمان بن أبي راشد، عن حميد بن مسلم: 429: 5. الارشاد: 236.

[539] فاقام معه: 429: 5.

[540] مرة و عصب: اي القوة.

[541] حدثني ابوجناب، قال: 429: 5 و المفيد في الارشاد: 236 ط نجف.

[542] فحدثني ابوجعفر حسين قال: 430: 5.

[543] عن عطاء بن السائب، عن عبدالجبار بن وائل الحضرمي، عن أخيه مسروق بن وائل: 421: 5.

[544] مضت ترجمته من قبل في حوادث عشية التاسع من المحرم.

[545] المباهلة: الملاعنة، بان يدعو الله كل من الطرفين أن يلعن المبطل الظالم.

[546] ينضنضه: يحركه.

[547] المصاع: الصراع.

[548] حدثني يوسف بن يزيد، عن عفيف بن زهير بن أبي الأخنس، و كان قد شهد مقتل الحسين عليه السلام: 431: 5 و تمام الخبر في الهامش رقم 3.

[549] فلما رجع كعب بن جابر الازدي قالت له امرأته و اخته النوار بنت جابر: اعنت علي ابن فاطمة و قتلت سيد القراء؟! لقد اتيت عظيما من الأمر! والله لا اكلمك من رأسي كلمة أبدا! و قال كعب بن جابر: سلي تخبرني عني، و أنت ذميمة غداة حسين و الرماح شوارع الم آت اقصي ما كرهت، و لم يخل علي غداة الروع ما أنا صانع معي يزني لم تخنه كعوبه و ابيض مخشوب الغرارين قاطع (يزني: رمح منسوب الي سيف بن ذي يزن اليمني. محشوب: مفعول من الخشب أي مغمد بالخشب، و لا يكون ذلك الا للسيف القاطع الحاد. الغرارين: الحدين.). فجردته في عصبة ليس دينهم بديني، و اني بابن حرب لقانع و لم ترعيني مثلهم في زمانهم و لا قبلهم في الناس اذ أنا يافع اشد قراعا بالسيوف لدي الوغي ألاكل من

يحمي الذمار مقارع و قد صبروا للطعن و الضرب حسرا و قد نازلوا، لوأن ذلك نافع فابلغ (عبيدالله) اما لقيته بأني مطيع للخليفة سامع قتلت بريرا ثم حملت نعمة أبا منقذ لمادعي: من يماصع (يماصع: يناصح و يخلص في النصرة و الامداد و الاغاثة و أبو منقذ هو الذي صارعه برير فدعا الناس الي انقاذه فأنقذه كعب بن جابر الأزدي. قال ابومخنف: فاجابه رضي بن منقذ العبدي: و لو شاء ربي ما شهدت قتالهم و لا جعل النعماء عندي ابن جابر لقد كان ذاك اليوم عارا و سبة يعيره الأبناء بعد المعاشر فياليت أني كنت من قبل قتله و يوم حسين، كنت في رمس قابر).

[550] حدثني عبدالرحمن بن جندب، قال: 433: 5.

[551] عن ثابت بن هبيرة: 434: 5.

[552] اللبان: الصدر و الشعر من عنترة.

[553] و كان علي شرطة عبيدالله بن زياد، فبعثه مع عمر بن سعد الي الحسين عليه السلام فولاه عمر علي الشرطة المجفقة، و هم اللابسون التجاف، و هي آلة للوقاية.

[554] حدثني ابوزهير النضر بن صالح العبسي: 434: 5.

[555] حدثني يحيي بن هاني بن عروة المرادي: 435: 5.

[556] سورة الاحزاب: 23.

[557] فتنادي اصحاب عمرو بن الحجاج: قتلنا مسلم بن عوسجة الأسدي! فقال شبث بن ربعي التميمي لبعض من حوله من أصحابه: ثكلتكم امهاتكم! ءانما تقتلون أنفسكم بأيديكم، و تذللون أنفسكم لغيركم، تفرحون أن يقتل مثل مسلم بن عوسجة! أما والذي اسلمت له لرب موفف له قد رأيته - في المسلمين - كريم! لقد رأيته يوم سلق (سلق: هي جبال في حدود آذربايجان الي الموصل في شمال العراق و غربي ايران - كما في القمقام: 494.) آذربايجان قتل ستة من لمشركين قبل تتام خيول

المسلمين. افيقتل منكم مثله و تفرحون!: 436: 5.

[558] جاء في هذا الخبر «و كان القتيل الثاني من اصحاب الحسين» و هو و هم.

[559] لعل هذا ما تبقي من فرسان اصحابه عليه السلام و الا فالمسعودي يقول: انه عليه السلام عدل الي كربلاء و هو في مقدار خمسمائة فارس من أهل بيته و اصحابه و نحو مائة راجل. ثم هو يقول: و كان جميع من قتل مع الحسين في يوم عاشوراء بكربلاء: سبعة و ثمانين: 70: 3 و 71 و روي السيد ابن طاووس في الملهوف ص 88 عن الامام الباقر عليه السلام: انهم كانوا خمسة و اربعين فارسا و مائة راجل و كذلك ذكر سبط ابن الجوزي: 246 و 251 و العجيب انه نقل عن المسعودي أنه ذكرهم الف رجل! و ليس في مروج الذهب هذا.

[560] حدثني الحسين بن عقبة المرادي قال الزبيدي: 436 - 435: 5.

[561] هزبر كلمة فارسية اصلها هژبر بمعني الاسد، و لا يخفي أن الرجز يقول: انا ابن الحر، و النقل عن الحر نفسه، و لم يعقبه أبومخنف و لا الكلبي و لا الطبري و غيره بشي ء، و لعل من قال بحضور ابن الحر و توبته و قتله مع الحسين عليه السلام اخذه من هنا، و لعل الحر اسم جده اوأحد اجداده، او قصد معناه و كذلك ذكر الرجز المفيد و لم يعقبه بشي ء: 237.

[562] 437: 5: قال ابومخنف: حدثني نمير بن وعلة: ان أيوب بن مشرخ الخيواني كان يقول.

[563] فقال: من انت؟ فخشيت أن لو عرفني أن يضرني عند السلطان فقلت: لا اخبرك من أنا.

[564] الهمداني كان بالكوفة يقبض ما يعين به الشيعة مسلم بن عقيل و يشتري

لهم السلاح بأمر مسلم: 364: 5 و عقد له مسلم يوم خروجه علي ربع تميم و همدان: 369: 5 و هو الذي عرف رسول عمر بن سعد في كربلاء الي الامام عليه السلام: عزرة بن الاحمسي، فقال للامام: يا أباعبدالله: قد جاءك شر أهل الارض و اجرؤه علي دم وافتكه، و منعه عن الوصول اليه خوفا منه علي الامام عليه السلام: 410: 5.

[565] اكتادا: جماعات.

[566] آدا: اصلا.

[567] حدثني سليمان بن أبي راشد عن حميد بن مسلم. 439 - 438: 5.

[568] فقال له الحصين: ابي لشريك في قتله، فقال الآخر: و الله ما قتله غيري، فقال الحصين: اعطنيه اعلقه في عنق فرسي كما يري الناس و يعلموا أني شركت في قتله ثم خذه أنت بعد فامض به الي عبيدالله بن زياد، فلا حاجة لي فيما تعطاه علي قتلك اياه. فأبي عليه فأصلح قومه فيما بينهما علي هذا، فدفع اليه رأس حبيب بن مظاهر، فجال به في العسكر قد علقه في عنق فرسه، ثم دفعه بعد ذلك اليه، فلما رجعوا الي الكوفة أخذ الآخر رأس حبيب فعلقه في لبان فرسه فاقبل به الي ابن زياد في القصر. فبصر به القاسم بن حبيب بن مظاهر و هو يؤمئذ قد راهق، فأقبل مع الفارس لا يفارقه، فارتاب به، فقال: مالك يا بني تتبعني؟ قال: ان هذا الرأس الذي معك رأس أبي افتعطينيه حتي ادفنه؟ قال: يا بني لا يرضي الأمير أن يدفن، و أنا اريد أن يثيبني الامير علي قتله ثوابا حسنا، فقال له الغلام: لكن الله لا يثيبك علي ذلك الا أسوأ الثواب، أما والله لقد قتلت خيرا منك، و بكي. و لما غزا مصعب بن الزبير باجميرا

دخل القاسم بن حبيب عسكر مصعب فوجد قاتل ابيه في فسطاط فدخل عليه نصف النهار و هو قائل، فضربه بالسيف حتي برد: 440: 5.

[569] اي اشتد القتال و تداخل.

[570] هذا، و لعله صلي قصرا لا خوفا: و روي الصلاة المفيد: 238 و السبط 252 و 256.

[571] رواها السبط: 253 ط نجف.

[572] سورة غافر: 32 - 30.

[573] سورة طه: 61.

[574] اي أما ان كنت تأبي الانصراف و تقول انك لا تنصرف....

[575] حدثني نمير بن وعلة، عن رجل من بني عبد من همدان شهد ذلك اليوم: 444: 5.

[576] يكرد: اي يطرد.

[577] حدثني محمد بن قيس قال: 440: 5.

[578] فرأيت رأسه في أيدي رجال ذوي عدة هذا يقول: أنا قتلته، و هذا يقول: أنا قتلته! فأتوا عمر بن سعد فقال: لا تختصموا، هذا لم يقتله سنان واحد! ففرق بينهم بهذا القول.

[579] الغيل: الشجر الكثير الملتف، و خادر: أي نائم.

[580] هذه رواية فضيل بن خديج الكندي، و لعله استنتج تركه و هجره لابن سعد و نصرته للامام عليه السلام بعد رد الشروط عليه من رجزه هذا، و قد سبقت رواية عبدالرحمن بن جندب عن عقبة بن سمعان: أن رسول ابن زياد بكتابه الي الحر في كربلاء كان المالك بن النسير البدي الكندي، فقال له يزيد بن زياد: ثكلتك امك! ماذا جئت فيه! قال: و ما جئت فيه! اطعت امامي و وفيت ببيعتي فقال له أبوالشعثاء: عصيت ربك و أطعت امامك في هلاك نفسك، كسبت العار و النار، قال الله عزوجل «و جعلناهم ائمة يدعون الي النار و يوم القيمامة لا ينصرون» فهو امامك: 408: 5 فهذه الرواية تدل علي كونه مع الامام عليه السلام قبل نزوله بكربلاء بل قبل

لقائه بالحر (ره) و الطبري و ابومخنف لم يلتفتا لذلك.

[581] هو الذي قال للحسين عليه السلام: أما أشراف الناس فقد اعظمت رشوتهم و ملئت غرائرهم، يستمال ودهم، و يستخلص به نصيحتهم، فهم ألب واحد عليك، و أما سائر الناس بعد فان أفئدتهم تهوي اليك و سيوفهم غدا مشهورة عليك!: 405: 5.

[582] حدثني فضيل بن خديج الكندي أن: 445: 5.

[583] حدثني زهير بن عبدالرحمن بن زهير الخثعمي قال: 446: 5.

[584] حدثني عبدالله بن عاصم عن الضحاك بن عبدالله المشرقي قال: 444: 5.

[585] هو قاتل العباس بن علي عليه السلام: 468: 5 و هو الرمي عبدالله بن مسلم بن عقيل بسهم، و كان يقول: لقد رميت فتي منهم بسهم و انه لواضع كفه علي جبهته يتقي النبل فاثبت كفه في جبهته، فما استطاع أن يزيل كفه عن جبهته! ثم انه رمي الغلام بسهم آخر فقتله و كان يقول: جئته ميتا فلم أزل انضنض السهم من جبهته حتي نزعته، و بفي النصل في جبهته مثبتا ما قدرت علي نزعه! و بعث المختار اليه: عبدالله بن كامل الشاكري، فأتي داره و أحاط بها و اقتحم الرجال عليه، فخرج مصلتا بسيفه، فقال ابن كامل: ارموه بالنبل و ارجموه بالحجارة، ففعلوا ذلك به حتي سقط، فدعا بنار فحرقه بها و هو حي لم تخرج روحه: 64: 6 و هو رجل من جنب: 64: 6 و في غير الطبري يذكر: الجهني، و الحنفي.

[586] حدثني زهير بن عبدالرحمن الخثعمي أن: 453: 5.

[587] : صدقت، و كيف بالنجا! ان قدرت علي فأنت في حل. فلما اذن استخرجت الفرس من الفسطاط، ثم استويت علي متنها، ثم ضربتها حتي اذا قامت علي السنابك رميت بها عرض

القوم، فاخرجوا لي، و اتبعني منهم خمسة عشر رجلا حتي انتهيت الي شفية - قرية قريبة من شاطي الفرات - فلما لحقوني عطفت عليهم، فعرفني كثير بن عبدالله الشعبي و ايوب بن مشرح الخيواني و قيس بن عبدالله الصائدي فقالوا: هذا الضحاك بن عبدالله المشرقي، هذا ابن عمنا، ننشدكم الله لما كففتم عنه! فقال ثلاثة نفر من بني تميم كانوا معهم: بلي والله لنجيبن اخواننا و أهل دعوتنا الي ما احبوا من الكف عن صاحبهم، فلما تابع التميميون اصحابي كف الآخرون فنجاني الله: 445: 5.

[588] و يصف ابومخنف في روايته عن سليمان بن أبي راشد عن حميد بن زياد، يصف الامام السجاد عليه السلام بقوله: علي بن الحسين الاصغر: 454: 5 و يسمي ولدا آخر للامام عليه السلام قتل في حجره: عبدالله بن الحسين، بنفس السند: 448: 5 و قال الطبري في كتابه «ذيل المذيل»: و أما علي بن الحسين الاكبر فقتل مع ابيه بنهر كربلاء، و ليس له عقب و شهد علي بن الحسين الاصغر مع ابيه كربلاء، و هو ابن ثلاث و عشرين سنة، و كان مربضا نائما علي فراش: قال علي: فلما ادخلت علي ابن زياد قال: ما اسمك؟ قلت علي بن حسين، قال: أو لم يقتل الله عليا؟ قلت: كان لي اخ اكبر مني يقال له علي قتله الناس، قال: بل الله قتله، قتل «الله يتوفي الأنفس حين موتها»: 630 ط دار المعارف و رواه أبوالفرج: 80 ط نجف و كذلك وصفه اليعقوبي بالاكبر و وصف الامام السجاد عليه السلام بالاصغر: 233: 2 ط نجف و كذلك المسعودي: 71: 3 و سبط ابن الجوزي: 225 و ذكره المفيد في الارشاد: 238

بدون لقب الاكبر.

[589] و سلم قبل أن يرتحل عنكم فادفنوني معهم، فدفنوه معهم. فروي ان رسول الله قال فيه: ان مثله في قومه كمثل صاحب يس في قومه: 97: 3، كما في سيرة ابن هشام: 325: 2 و قضي رسول الله دينه و دين اخيه الاسود بن مسعود من حلي اللات: وثن ثقيف: 100: 3.

[590] و روي ابوالفرج: انه جعل يشد عليهم ثم يرجع الي ابيه فيقول: يا ابة العطش! فيقول له الحسين: اصبر حبيبي فانك لا تمسي حتي يسقيك رسول الله بكأسه. فجعل يكر كرة بعد كرة: 77.

[591] نسبته بني عبدالقيس، كان مع أبيه منقذ بن النعمان في صفين مع أميرالمؤمنين عليه السلام و أخذ راية عبدالقيس من ابيه فكانت معه: 522: 4 و في سنة: 66 بعث المختار اليه عبدالله بن كامل الشاكري فأحاط بداره فخرج و بيده الرمح و هو علي فرس جواد، فضربه ابن كامل بالسيف فاتقاه بيده اليسري فأصابها و أفلت، و لحق بمصعب بن الزبير و قد شلت يده: 64: 6.

[592] حدثني زهير بن عبدالرحمن بن زهير الخثعمي قال 446: 5 و ابوالفرج علي أبي مخنف عن زهير بن عبدالله الخثعمي: 76 و روي بسند آخر: لما برز علي بن الحسين اليهم ارخي الحسين - صلوات الله عليه - عينيه فبكي ثم قال: اللهم كن انت الشهيد عليهم فقد برز اليهم غلام أشبه الخلق برسول الله صلي الله عليه وآله.

[593] و روي ابوالفرج: انه نادي: يا ابتاه! عليك السلام، هذا جدي رسول الله يقرئك السلام و يقول: عجل القدوم الينا. ثم شهق شهقة و فارق الدنيا: 77.

[594] حدثني سليمان بن ابي راشد عن حميد بن مسلم الازدي قال: 446:

5 و ابوالفرج بنفس السند: 76 و 77.

[595] و جاء اسمه في: 468: 5: سعد بن عمرو بن نفيل الازدي و كلاهما برواية ابي مخنف.

[596] حدثني سليمان بن ابي راشد عن حميد بن مسلم قال: 447: 5 و المفيد في الارشاد: 239.

[597] قال ابومخنف: و زعموا...: 448: 5.

[598] ثم لم يذكر مقتل العباس بن علي عليه السلام فننقله عن الارشاد للشيخ المفيد (قده) قال: «و اشتد العطش بالحسين عليه السلام فركب المسناة يريد الفرات و بين يديه العباس اخوه، فاعترضه خيل ابن سعد لعنه الله و فيهم رجل من بني دارم فقال لهم: ويلكم حولوا بينه و بين الفرات و لا تمكنوه من الماء! فقال الحسين عليه السلام: اللهم اظمئه! فغصب الدارمي و رماه بسهم فأثبته في حنكه، فانتزع الحسين عليه السلام السهم و بسط يده تحت حنكه فامتلأت راحتاه من الدم فرمي به ثم قال: اللهم اني اشكو اليك ما يفعل بابن بنت نبيك! ثم رجع الي مكانه و قد اشتد به العطش. و أحاط القوم بالعباس فاقتطعوه عنه، فجعل يقاتلهم وحده حتي قتل رحمة الله عليه و كان المتولي لقتله زيد بن ورقاء الحنفي (و ذكره الطبري زيد بن رقاد الجنبي: 468: 5 و في: 64: 6: انه رجل من جنب، و هو قاتل عبدالله بن مسلم بن عقيل و سويد بن عمرو الخثعمي من اصحاب الحسين عليه السلام و قد مضت ترجمته في مقتل سويد، احرقه المختار بالنار حيا و الحنفي تحريف واضح.) و حكيم بن الطفيل السنسي، بعد أن اثخن بالجراح فلم يستطع حراكا» الارشاد: 240 ط النجف الاشرف.

[599] و امه: الرباب ابنة امري القيس الكلبي: 468: 5 و ذكره المفيد

في الارشاد: 240 و قال: و هو طفل.

[600] قال عقبة بن بشير الاسدي: قال لي ابوجعفر محمد بن علي بن الحسين: 448: 5.

[601] حدثني سليمان بن أبي راشد، عن حميد بن مسلم قال: 448: 5.

[602] و روي الطبري، عن عمار الدهني، عن الباقر عليه السلام أنه قال: و جاء سهم فأصاب ابنا له معه في حجره، فجعل يمسح الدم عنه و يقول: اللهم احكم بيننا و بين قوم دعونا لينصرونا فقتلونا: 389: 5 و قال اليعقوبي: ثم تقدموا رجلا رجلا حتي بقي وحده مامعه أحد من أهله و لا ولده و لا أقاربه، فانه لواقف علي فرسه اذ اتي بمولود قدولد في تلك الساعة، فاذن في اذنه و جعل يحنكه، اذأتاه سهم فوقع في حلق الصبي فذبحه، فنزع الحسين عليه السلام السهم من حلقه و جعل يلطخه بدمه و يقول: والله لأنت اكرم علي الله من الناقة، و لمحمد اكرم علي الله من صالح. ثم اتي فوضعه مع ولده و بني اخيه: 232: 2 ط نجف و قال السبط: فالتفت الحسين فاذا طفل له يبكي عطشا، فاخده علي يده و قال: يا قوم ان لم ترحموني فارحموا هذا الطفل! فرماه رجل منهم بسهم فذبحه. فجعل الحسين يبكي و يقول: اللهم احكم بيننا و بين قوم دعونا لينصرونا فقتلونا. فنودي من الهواء: دعه يا حسين - فان له مرضعا في الجنة! 252 ط نجف.

[603] و امه: جمانة ابنة المسيب بن نجبة الغزاري: 469: 5 من زعماء التوابين من شيعة الكوفة و قال ابوالفرج: امه زينب العقيلة بنت علي بن أبي طالب عليه السلام: 60 ط نجف.

[604] و امه: الخوصاء ابنة خصفة بن ثقيف التميمي من بكر

بن وائل: 469: 5 و كذا ابوالفرج: 60 ط نجف و ذكرها سبط ابن الجوزي: حوط بنت حفصة التميمي: 255 ط نجف.

[605] فبعث المختار اليهما عبدالله بن كامل، و كانا يريدان أن يخرجا الي الجزيرة - أي الموصل - فخرجوا في طلبهما فوجودهما في الجبانة فاتي بهما فخرج بهما الي بئر الجعد فضرب اعناقهما و احرقهما بالنار، ورثيهما اعشي همدان: 59: 6 و في: 469: 5 قتله عثمان بن خالد الجهني، فقط، و لم يشرك معه بشر بن حوط الهمداني و ذكرهما ابوالفرج بنفس السند: 61 ط نجف.

[606] و قال في: 469: 5 قتله بشر به حوط الهمداني، و ذكر الخثعمي في: 65: 6: عبدالله بن عروة الخثعمي طلبه المختار ففاته و لحق مصعب و ذكره ابوالفرج: عبدالله بن عروة الخثعمي بنفس السند: 61 ط نجف.

[607] طلبه المختار، فاتي ليلا بعد ما هدأت العيون و هو علي سطحه لا يشعر فاخذ و سيفه تحت رأسه، فقال: قبحك الله سيفا! ما أقربك و أبعدك! و كان يقول: لقد طعنت فيهم و جرحت و ما قتلت احدا! فجي ء به الي المختار فحبسه معه في القصر. فلما أن اصبح اذن للناس، فدخلوا، و جي ء به مقيدا، فقال: أما والله يا معشر الكفرة الفجرة أن لو بيدي سيفي لعلمتم أني بنصل السيف غير رعش و لا رعديد، ما يسرني - اذ كانت منيتي قتلا - أنه قتلني من الخلق احد غيركم! لقد علمت أنكم شرار خلق الله! فير أني وددت أن بيدي سيفا اضرب به فيكم ساعة! ثم رفع يده فلطم عين ابن كامل و هو الي جنبه فضحك ابن كامل، ثم اخذ يده و امسكها ثم

قال: انه يزعم أنه قد جرح في آل محمد و طعن فمرنا بأمرك فيه. فقال المختار: علي بالرماح فاتي بها، فقال: اطعنوه حتي يموت! فطعن بالرماح حتي مات: 65: 6 و روي في: 469: 5: عن أبي مخنف: انه قتل عبدالله بن عقيل بن ابي طالب عليه السلام. و روي في: 64: 6: أن الذي رمي عبدالله بن مسلم بن عقيل هو زيد بن رقاد الجنبي، و انه كان يقول: لقد رميت فتي منهم بسهم و انه لواضع كفه علي جبهته يتقي النبل فأثبت كفه في جبهته، فما استطاع أن يزيل كفه عن جبهته! و انه حيث اثبت كفه في جبهته قال: اللهم انهم استقلونا و استذلونا، اللهم فاقتلهم كما قتلونا، و اذلهم كما استذلونا. ثم انه رمي الغلام بسهم آخر فقتله، فكان يقول جئته ميتا فلم ازل انضنض السهم من جبهته حتي نزعته، و بقي النصل مثبتا في جبهته ما قدرت علي نزعه. فبعث المختار خلفه عبدالله بن كامل الشاكري فلما أتي داره احاط بها، و اقتحم الرجال عليه، فخرج مصلتا سيفه، فقال ابن كامل: ارموه بالنبل و ارجموه بالحجارة، ففعلوا به ذلك حتي سقط و به رمق، فدعا بنار فأحرقه و هو حي لم تخرج روحه: 64: 6.

[608] و امه رقية بنت علي بن ابي طالب عليه السلام: 469: 5 و ابوالفرج: 62 ط نجف.

[609] قال ابومخنف: 469: 5 و ابوالفرج: 62 ط نجف.

[610] حدثني سليمان بن ابي راشد، عن حميد بن مسلم الازدي قال: 447: 5.

[611] كان ممن خرج مع المستورد بن علفة سنة: 43 في امارة المغيرة بن شعبة بالكوفة و كان كاتب فأمره المستورد أن يكتب له تم يحمل الكتاب

الي سماك بن عبيد والي المدائن يدعوه اليه ففعل و رجع اليه: 190: 5 و لما اصيب اصحاب المستورد فر الغنوي حتي دخل الكوفة علي شريك بن نملة و سأله أن يلقي المغيرة بن شعبة فيأخذ له منه أمانا، ففعل فقال المغيرة: قد آمنته: 206: 5 و بعد كربلاء فر من المختار فلحق بمصعب بن الزبير ثم صار مع عبدالرحمن بن محمد بن الاشعث: 205: 5 و طلبه المختار فوحده قد هرب فهدم داره: 65: 6.

[612] كما في: 468: 5 و طبع في: 448: ابوبكر بن الحسين بن علي، و هو خطأ.

[613] قال عقبة بن بشير الاسدي قال لي ابوجعفر محمد بن علي بن الحسين: 448: 5 و ابوالفرج رواه عن المدائني عن أبي مخنف عن سليمان بن أبي راشد و عن عمرو بن شمر عن جابر عن ابي جعفر الباقر عليه السلام. مقاتل الطالبيين: 57 ط نجف.

[614] كما في: 65: 6، و ذكره هنا في: 468: 5: حرملة بن كاهن، و هو خطا، و لم يذكر طلب المختار له و كيفية قتله. قال هشام: حدثني ابو الهذيل - رجل من السكون - قال: رأيت هاني بن ثبيت الحضرمي في مجلس الحضرميين في زمان خالد بن عبدالله و هو شيخ كبير، فسمعته يقول: كنت ممن شهد قتل الحسين فوالله اني لواقف عاشر عشرة ليس من رجل الا علي فرس و قد جالت الخيل و تصعصعت، اذ خرج غلام من آل الحسين من تلك الابنية و هو ممسك بعمود، عليه ازار و قميص و هو مذعور يتلفت يمينا و شمالا، و كأني انظر الي درتين في اذنه تذبذبان كلما التفت. اذ أقبل رجل يركض، حتي اذا

دنا منه مال عن فرسه، ثم اقتصد بالسيف فقطعه! و رواه ابوالفرج عن المدائني: 79 ط نجف. قال ابومخنف و استصغر الحسن بن الحسن و عمر بن الحسن فلم يقتلا: 449: 5. و قتل من الموالي سليمان مولي الحسين و منجح مولي الحسين عليه السلام: 469: 5.

[615] كما في: 468: 5 و ابوالفرج: 58 ط نجف عن المدائني و المشهور أنه هو الذي فر من المخيم الي مصرع عمه فقتل عنده كما سيأتي حديثه و نص عليه المفيد في الارشاد: 241 ط نجف.

[616] قال: ذلك ثوب مذلة، و لا ينبغي لي أن ألبسه! فلما قتل سلبه اياه بحر بن كعب!: 451: 5. قال ابومخنف: فحدثني عمرو بن شعيب عن محمد بن عبدالرحمن: أن يدي بحر بن كعب كانتا في الشتاء تنضحان الماء، و في الصيف تيبسان كالعود!: 451: 5.

[617] حدثني سليمان بن ابي راشد، عن حميد بن مسلم قال: 451: 5 و المفيد في الارشاد: 241.

[618] هو رسول ابن زياد بكتابه الي الحر في الطريق بانزال الحسين عليه السلام: 408: 5 و مضت ترجمته في نزول الامام عليه السلام.

[619] حتي اشتد عليه العطش، فدنا ليشرب من الماء، فرماه حصين بن تميم بسهم فوقع في فمه، فجعل يتلقي الدم من فمه، و يرمي به الي السماء، فقال: اللهم احصهم عددا، و اقتلهم بددا، و لا تذر علي الارض منهم احدا: 450 - 449: 5. حدثني سليمان بن ابي راشد عن حميد بن مسلم قال: 448 - 447: 5.

[620] حدثني الصقعب بن زهير، عن حميد بن مسلم قال: 452: 5.

[621] عن الحجاج، عن عبدالله بن عمار البارقي قال: 452: 5.

[622] قال ابومخنف في حديثه: 450: 5 و

رواه ابوالفرج: 79.

[623] هو راوي خبر امر أميرالمؤمنين عليه السلام بعمل الجسر علي الفرات حين مضيه الي صفين سنة 565: 4: 26.

[624] و رواه المفيد في الارشاد: 242 ط نجف.

[625] عن الحجاج عن عبدالله بن عمار البارقي: 451: 5 و رواه المفيد في الارشاد عن حميد بن مسلم: 241.

[626] و لقد اجيبت دعوة الامام عليه السلام، فاصبح المختار و بعث أباعمرة الي عمر بن سعد و أمره أن يأتيه به، فجاءه حتي دخل عليه فقال: اجب الامير، فقام عمر فعثر في جبة له، فضربه ابوعمرة بسيفه فقتله و جاء برأسه في أسفل قبائه حتي وضعه بين يدي المختار! و كان حفص بن عمر بن سعد جالسا عند المختار فقال له المختار: أتعرف هذا الرأس؟! فاسترجع و قال: نعم، و لا خير في العيش بعده! فقال المختار: فانك لا تعيش بعده و أمر به فقتل و جعل رأسه مع رأس أبيه: 61: 6.

[627] حدثني الصقعب بن زهير، عن حميد بن مسلم قال: 452: 5.

[628] بعث المختار اليه: بن هاني بن عدي الكندي ابن اخي حجر، و معه اباعمرة صاحب حرسه فاختبأ خولي في مخرجه، فأمر معاذ أباعمرة ان يطلبه في الدار فدخلوا فخرجت اليهم امرأته، فقالوا لها: اين زوجك؟ قالت: لا أدري، و أشارت بيدها الي المخرج قدخلوا فوجدوه قد وضع علي رأسه قوصرة التمر فأخرجوه فأحرقوه 59: 6.

[629] كان من الشهود علي حجر بن عدي الكندي: 270: 5 و كان يوم عاشوراء علي ربع مذحج و أسد لعسكر عمر بن سعد: 422: 5 كما سبق.

[630] ذكره المفيد في الارشاد: 241 انه: عبدالله بن الحسن، و موارد الاشارة تشير الي ذلك، و قد سبق عن أبي

مخنف أنه رماه حرملة بن كاهل بسهم فقتله و روي هذه الرواية هنا ابوالفرج عن ابي مخنف، عن سليمان بن ابي راشد، عن حميد بن مسلم، قال: 77 ط نجف.

[631] راجع هامش رقم 5 من الصفحة السابقة.

[632] راجع هامش رقم 5 من الصفحة السابقة.

[633] راجع هامش رقم 5 من الصفحة السابقة. قال ابومخنف في حديثه: 450: 5 و رواها ابوالفرح عن أبي مخنف عن سليمان بن أبي راشد عن حميد بن مسلم: 77 ط نجف.

[634] حدثني سليمان بن ابي راشد، عن حميد بن مسلم قال: 451: 5 و في الرشاد: 241.

[635] و في الارشاد: كتفه اليسري: 242 و في الخواص: كتفه الأيسر: 253 و نقله المقرم عن الاتحاف بحب الاشراف: 16.

[636] و نقل السبط خمسة اقوال في قاتله عليه السلام و رجح انه سنان، ثم روي انه دخل علي الحجاج فقال له: انت قاتل الحسين؟ قال: نعم، قال: ابشر، فانك انت و اياه لا تجتمعان في دار أبدا. قالوا: فما سمع من الحجاج كلمة خيرا منها! قا ل: ثم عدوا ما في جسده فوجدوه: ثلاثا و ثلاثين طعنة برمح و اربعا و ثلاثين ضربة بسيف، و وجدوا في ثيابه: مائة و عشرين رمية بسهم.

[637] مضت ترجمته في حوادث ليلة العاشر.

[638] حدثني الصقعب بن زهير، عن حميد بن مسلم قال: 453: 5.

[639] حدثني سليمان بن أبي راشد عن حميد بن مسلم قال: 455: 5.

[640] حدثني الصقعب بن زهير، عن حميد بن مسلم قال: 452: 5.

[641] حدثني سليمان بن أبي راشد، عن حميد بن مسلم قال: 451: 5 و كذلك صرح به السبط: سلبوه جميع ما كان عليه حتي سرواله اخذه بحر بن كعب التميمي: 253: و

المفيد في الارشاد: و زاد: و كانت يدا بحر بن كعب لعنه الله بعد ذلك تيبسان في الصيف حتي كأنهما عودان، و تترطبان في الشتاء فتنضحان دما وقيحا الي أن أهلكه الله: 241 و 242.

[642] هو ورد اصفر مثل الزعفران طيب الرائحة كان يوتي به من اليمن، و قد اخذها الامام عليه السلام من الركب الذين كانوا يحملونها الي يزيد، في منزل التنعيم مبتدأ خروجه من مكة و كان ممن اصاب من هذا الورس يوم عاشوراء: زياد بن مالك الضبيعي، و عمران بن خالد و العنزي، و عبدالرحمن البجلي، و عبدالله بن قيس الخولاني، فدل عليهم المختار فطلبهم فجاؤوا بهم اليه فقال لهم: ياقتلة الصالحين، و قتلة سيد شباب أهل الجنة، ألا ترون الله قد اقادمنكم اليوم! لقد جاءكم الورس بيوم نحس! فأخرجهم الي السوق فضرب رقابهم: 58: 6.

[643] حدثني القعب بن زهير، عن حميد بن مسلم قال: 453: 5 و قال اليعقوبي: و انتهبوا مضاربه و ابتزوا حرمه: 232: 2 و روي المفيد الخبر: 242 و قال السبط: و عرو انساءه و بناته من ثيابهن: 254.

[644] بالضم: البطؤ و الاسترخاء - مجمع البحرين.

[645] و رواها ابوالفرج: 80 ط نجف و سبط ابن الجوزي: 254 ط نجف و المسعودي: 70: 3.

[646] ، و قال شمر بن ذي الجوشن: اقتلوا هذا، فقال له رجل من اصحابه: سبحان الله اتقتل فتي حدثا مريضا لم يقاتل! و جاء عمر بن سعد فقال! لا تعرضوا لهؤلاء النسوة، و لا لهذا المريض: 630 ط درا المعارف، بتحقيق محمد ابوالفضل ابراهيم و قريبا منه المفيد: 242. السبط 256 و 258 ط نجف.

[647] الا ان المرقع بن ثمامة الاسدي كان قد نثرنبله

وجثا عل ركبتيه فقاتل، فجاءه نفر من قومه فقالوا له: أنت آمن، اخرج الينا، فخرج اليهم. فلما قدم بهم عمر بن سعد علي ابن زياد و اخبره خبره، سيره الي الزارة: 454: 5 و الزارة موضع حاربعمان الخليج كان منفي ينفون اليها المحكومين عليهم بالنفي و قد سبق قبل هذا خبر خروج الضحاك بن عبدالله المشرقي الهمداني باذن الامام عليه السلام حسب شرطه علي الامام و أما النجاة من القتل فلفظ أبي مخنف: استصغر علي بن الحسين فلم يقتل: 468: 5 و استصغر الحسن بن الحسن بن علي و عمر بن الحسن بن عل فتركا و لم يقتلا: 469: 5 و أما عبدالله بن الحسن فقد قتل ايضال 468: 5 و قال ابوالفرج: و كان الحسن بن الحسن بن علي قد ارتث جريحا فحمل: 79 ط نجف.

[648] ففلق قلبه فمات! و روي وطي الخيل ابوالفرج: 79 و المسعودي: 72: 3 و المفيد في الارشاد: 242 ط نجف و سبط ابن الجوزي: 254 ثم قال: و وجدوا في ظهره آثارا سودا فسألوا عنها فقيل، كان ينقل الصعام علي ظهره في الليل الي مساكين اهل المدينة.. و انما ارتكب بن سعد هذا الشقاء لقول ابن زياد في كتابه اليه «فان قتل حسين فاوطي الخيل صدره و ظهره! فانه عاق شاق، قاطع ظلوم! و ليس دهري في هذا أن يضر بعد الموت شيئا، ولكن علي قول لوقد قتلته فعلت به هذا»! 415: 5.

[649] و سلم، لا و الله يجمع رأسي و رأسك بيت ابدا. فهمت من فراشي فخرجت الي الدار و جلست انظر، فوالله ما زلت انظر الي نور يسطع مثل العمود من السماء الي الاجانة، و رأيت

طيرا ابيضا ترفرف حولها: 455: 5.

[650] و كذلك في الارشاد: 243.

[651] و الارشاد: 243 و قال السبط: اثنان و تسعون رأسا: 256 و لعله مصحف عن سبعين، و يدل عليه انه بنفسه قال: و كانت زيادة علي سبعين رأسا: 259 ط نجف.

[652] كان من شرط ابن زياد ممن يقوم علي رأسه، و قد بعثه ابن زياد مع شريح القاضي ناظرا مراقبا له مشرفا عليه حينما ارسله ليشاهد هانئا و يخبر قومه و بسلامته، فكان شريح يقول: ايم الله لو لا مكانه معي لكنت ابلغت اصحاب هاني بما أمرني هاني به: 368: 5.

[653] 455 - 453: 5 حدثني سليمان بن ابي راشد عن حميد بن مسلم قال:.

[654] و رواه السبط: 256.

[655] فحدثني ابوزهير العبسي، عن قرة بن قيس التميمي: 455: 5.

[656] حدثني سليمان بن ابي راشد عن حميد بن مسلم قال: 455 - 453: 5.

[657] و المفيد في الارشاد: 243 و 249 و المسعودي في مروج الذهب: 72: 3 و المشهور انه كان بعد ما قتلوا بثلاثة ايام، و ذلك مع الامام السجاد عليه السلام كما تشهد به مناظرة علي بن حمزة مع الرضا عليه السلام، فراجع مقتل الحسين للمقرم: 415.

[658] مضت ترجمته في خطبة الحسين عليه السلام علي اهل الكوفة يوم عاشوراء و روي السبط عن البخاري عن ابن سيرين انه قال: لما وضع رأس الحسين بين يدي ابن زياد جعل في طست، و جعل يضرب ثناياه بالقضيب و كان عنده انس بن مالك فبكي و قال: اشبههم برسول الله: 257.

[659] و رواه المفيد في الارشاد: 243.

[660] و رواه سبط ابن الجوزي: 257 و زاد: ثم قال: يابن زياد لا حدثنك حديثا اغلظ عليك من

هذا: رأيت رسول الله صلي عليه و آله اقعد حسنا علي فخذه اليمني و حسينا علي فخذه اليسري ثم وضع يده علي يافوخيهما ثم قال: اللهم اني استودعك اياهما و صالح المومنين! فكيف كانت وديعة رسول الله صلي الله عليه وآله عندك يابن زياد؟! ثم قال: و قال هشام بن محمد: لما وضع الرأس بين يدي ابن زياد قال له كاهنه: قم فضع قدمك علي فم عدوك! فقام فوضع قدمه علي فيه! ثم قال لزيد بن ارقم: كيف تري؟ قال: و الله لقد رأيت رسول الله صلي الله عليه وآله واضعا فاه حيث وضعت قدمك. ثم قال: و قال الشعبي: كان عند ابن زياد، قيس بن عباد فقال له: ما تقول في و في حسين؟ فقال: ياتي يوم القيامة جده و أبوه و امه فيشفعون فيه، و يأتي جدك و أبوك و امك فيشفعون فيك! فغضب ابن زياد و أقامه من المجلس!. و روي السبط عن طبقات ابن سعد انه قال: قالت مرجانة ام ابن زياد لابنها: يا خسث! قتلت ابن رسول الله! و الله لا تري الجنة ابدا: 259 و رواه ابن الاثير في الكامل: 265: 4.

[661] و رواه المفيد في الارشاد: 243 و السبط: 258 و 259 ط نجف.

[662] وردت الكلمة في الطبري شجاعة و شجاعا و رواها المفيد في الارشاد كما ذكرناه: 244 ط نجف و هو الانسب الاوفق بالسياق.

[663] حدثني سليمان بن ابي راشد، عن حميد بن مسلم قال: 457 - 456: 5.

[664] سوره الزمر: 42.

[665] سورة آل عمران: 145.

[666] و أما سليمان بن ابي راشد فحدثني عن حميد بن مسلم قال (457: 5).

[667] يتقرب الي عدونا بشتمه او سبه علي

المنابر، و اصبحت قريش تعد آن لها الفضل علي العرب لان محمدا منها لا تعدلها فضلا الا به، و اصبحت العرب مقرة لهم لذلك، و اصبحت العرب تعد أن لها فضلا علي العجم لأن محمدا منها لا تعد لها فضلا الا به، و اصبحت العجم مقرة لهم بذلك، فلئن كانت العرب صدقت أن لها فضلا علي العجم و صدقت قريش أن لها الفضل علي العرب لأن محمدا منها، فان لنا أهل البيت الفضل علي قريش لان محمدا منا، فاصبحوا يأخذون بحقنا و لا يعرفون لنا حقا! فهكذا اصبحنا اذ لم تعلم كيف اصبحنا. قال ابن سعد: و اخبرنا عبدالرحمن بن يونس، عن سفيان، عن جعفر بن محمد عليه السلام قال: مات علي بن الحسين و هو ابن ثمان و خمسين سنة و هذا يدلك علي أن علي بن الحسين كان مع ابيه و هو ابن ثلاث او اربع و عشرين سنة، و ليس قول من قال: انه كان صغيرا و لم يكن انبت - بشي ء، و لكنه كان يومئذ مريضا فلم يقاتل، و كيف يكون يومئذ لم ينبت و قد ولد له ابوجعفر محمد بن علي عليه السلام: ذيل المذيل: 630 ط دار المعارف عن طبقات ابن سعد: 218 - 211: 5 و الارشاد: 244 و روي السبط خبر الاصل مختصرا: 258 ط نجف.

[668] قال ابومخنف: 459: 5.

[669] كانت عينه اليسري ذهبت يوم الجمل مع علي عليه السلام و في صفين ضرب ضربة علي رأسه و اخري علي حاجبه فذهبت عينه الاخري: 458: 5 و الارشاد: 244 و روي السبط خبره مختصرا: 259.

[670] مرجانة: معرب مهرگان بالفارسية، ام ابن زياد، سبية قيل من خورستان.

[671]

الجلاوزة جمع الجلواز معرب: گلوباز، الشرطي كان يفتح صدره استعدادا الامر.

[672] و كان عبدالرحمن بن مخنف الازذي جالسا فقال: ويح غيرك! اهلكت نفسك، و اهلكت قومك: 459: 5 و هو عم والد ابي مخنف اذ هو اخو سعيد جد ابي مخنف، و قد شارك من قبل في صفين و دفع غارات معاوية كمنا في: 133: 5. و كان في قيام المختار سنة 66 مع عبدالله بن المطيع العدوي عامل ابن الزبير علي الكوفة فبعثه في خيل الي جبانة الصائديين: 18: 6 و كان من اصحاب المشورة معه الذين أشاروا عليه بذهابه من الكوفة الي الحجاز: 31: 6 و كان يكره الخروج علي المختار ولكنه خرج فيمن خرج عليه لما الحوا عليه: 44: 6 فقاتل علي الفرات حتي ارتث و حملته الرجال: 51: 6 فلحق بمصعب بن الزبير بالبصرة فيمن خرج من اشراف الكوفة: 55: 6 فبعثه المصعب الي الكوفة سنة 67 ليدعوهم الي بيعة ابن الزبير و يخرجهم الي المصعب: 95: 6 و كان مع المصعب في حربه مع المختار: 104: 6 و في أيام عبدالملك بن مروان سنة 74 حارب الازارقة من الخوارج من قبل بشر بن مروان والي البصرة: 197: 6 و طاردهم الي كازرون فقاتلوه فانهزم اصحابه الا اناس منهم فقاتل حتي قتل سنة 212: 6: 75.

[673] قال حميد بن مسلم: 458: 5.

[674] الجعفي الكندي، هو ممن شهد علي حجر بن عدي الكندي: 270: 5 و كان مع ابن المطيع علي المختار سنة 66 فبعثه اليه في خيل الي جبانة كندة: 18: 6 فقاتل حتي ارتث هو و ابنه الفرات: 51: 6 و في سنة 67 كان مع المصعب بن الزبير في

حرب المختار فبعثه في خيل الي جبانة مراد: 105: 6 فنزل عند الحد ادين حيث تكري الدواب: 106: 6 و كان سنة 71 ممن كتب اليهم عبدالملك من المروانية من اهل العراق فاجابوه و خذلوا المصعب: 156: 6 و في سنة 74 كان علي ربع مذحج و اسد في حرب الخوارج: 197: 6 و في سنة 76 وجهه الحجاج في جريدة خيل نقاوة: الف و ثمانمائة فارس لقتال شبيب الخارجي فالتقيا و قاتله شبيب فجرحه و صرعه و رجع الي الحجاج جريحا 242: 6 و هذا آخر عهدنا به. لعنه الله.

[675] في ثمانية عشر من أهل بيته و ستين من شيعته، فسرنا اليهم، فسألناهم أن يستسلموا و ينزلوا علي حكم الامير عبيدالله بن زياد او القتال، فاختاروا القتال علي الاستسلام، فعدونا عليهم مع شروق الشمس فأحطنا بهم من كل ناحية، حتي اذا اخذت السيوف مأخذها من هام القوم حتي اتينا علي آخرهم، فهاتيك اجسادهم مجردة، و ثيابهم مرملة، و خدودهم معفرة، تصهرهم الشمس، و تسفي عليهم الريح، زوارهم العقبان و الرخم، بقي سبسب: 460: 5 و المفيد في الارشاد: 254 و السبط في التذكرة: 260.

[676] كان في حروب القادسية و قبلها من سنة 13 ه و يروي عنه أخبارها: 477 - 465: 3 و المفيد في الارشاد: 254.

[677] قال ابومخنف: 459: 5.

[678] من القصائد المفضليات، للحصين بن همام المري كما في ديوان الحماسة: 193: 1.

[679] حدثني الصقعب بن زهير، عن القاسم بن عبدالرحمن مولي يزيد: 460: 5 و المفيد في الارشاد: 246 ط نجف و المسعودي: 70: 3 و الخواص: 262 و روي السبط عن الزهري انه قال: لما جاءت الرؤوس كان يزيد في منظره

علي جيرون فأنشد لنفسه: لما بدت تلك الحمول و اشرقت تلك الشموس علي ربي علي ربي جيرود نعب الغراب فقتل نح او لا تنح فلقد قضيت من الغريم ديوني! و قال: و المشهور عن يزيد في جميع الروايات: انه لما حضر الرآس بين يديه جمع أهل الشام، و جعل ينكت عليه بالخيزران و يقول بأبيات ابن الزبعري: ليت أشياخي ببدر شهدوا جزع الخزرج من وقع الأسل قد قتلنا القرن من ساداتهم و عدلناه ببدر فاعتدل قال: و زاد الشعبي: لعبت هاشم بالملك فلا خبر جاء و لا وحي نزل لست من خندف ان لم انتقم من بني أحمد ما كان فعل ثم حكي عن القاضي ابن يعلي عن أحمد بن حنبل انه قال: ان صح ذلك عن يزيد فقد فسق و قال مجاهد: قد نافق: 261.

[680] كان مع اخيه مروان بن الحكم حاضرا في حرب الجمل بالبصرة و جرح وفر منهزما حتي لحق بمعاوية في الشام سنة: 535: 4: 37 و تولي المدينة: لابن اخيه عبدالملك بن مروان سنة 202: 6: 75 فكان عليها حتي سنة 78 بعثه عبدالملك في غزاة: 321: 6 و هذا آخر عهدنا به، و قد تزوج هشام بن عبدالملك ابنته ام حكم: 67: 7.

[681] حدثني ابوجعفر العبسي، عن أبي عمارة العبسي، قال: 460: 5 و رواها ابوالفرج في الاغاني: 74: 12 و المفيد في الارشاد: 246 ط نجف. و روي السبط: 262، عن الحسن البصري أنه قال: ضرب يزيد رأس الحسين و مكانا كان يقبله رسول الله صلي الله عليه وآله. ثم تمثل الحسن البصري: سمية امسي نسلها عدد الحصي و بنت رسول الله ليس لها نسل.

[682] و سلم يضع

فمه علي فمه يلثمه! و رواه سبط ابن الجوزي ثم ذكر عن البلاذري: أن الذي كان عند يزيد و قال هذه المقالة انس بن مالك. ثم قال: و هو غلط، لأن انسا كان بالكوفة عند ابن زياد كما ذكرناه: 262 ط نجف.

[683] بعثه عثمان من سجستان الي كابل ففتحها 244: 4: 24 ثم عزله عنها و ولاه البصرة بعد أبي موسي الاشعري سنة 29 و هو يومئذ ابن خمس و عشرين سنة و هو ابن خال عثمان بن عفان: 264: 4 ففتح فارس: 265: 4 و في سنة احدي و ثلاثين شخص الي خراسان ففتح ابرشهو و طوس و ابيورد و نساحتي بلغ سرخس و صالح أهل مرو: 300: 4 و استخلف علي البصرة زياد بن سمية: 301: 4 و في سنة 23 فتح ابن عامر مرو و الطالقان و الفارياب و الجوزجان و طخارستان: 309: 4 و فتح هراة و بادغيس: 314: 4 و استشاره عثمان سنة 34 في أمر الثائرين عليه فأشار عليه ببعثهم في الحروب: 333: 4 و في سنة 35 كتب اليه عثمان: ان يندب له أهل البصرة للدفاع عنه فقرأ ابن عامر كتابه عليهم فسارع الناس الي ذلك فساروا حتي نزلوا الربذة فأتاهم قتل عثمان فرجعوا: 368: 4 و قتل عثمان سنة 35 و ابن عامر علي البصرة: 421: 4 و قدم الحجاز و قدم طلحة و الزبير و سعيد بن العاص و الوليد بن عقبة و سائر بني امية، و بعد نظر طويل في امرهم اجتمع رأي ملأهم علي ان يأتوا البصرة، و قد كانوا يرون ان يذهبوا الي الشام فردهم ابن عامر و قال: قد كفاكم الشام من

يستمر في حوزته، و اتوا البصرة فان لي بها صنائع و لهم في طلحة هوي، و اجابتهم عائشة و حفصة و لكن منعها عبدالله بن عمر، و قال ابن عامر: معي كذا و كذا فتجهزوا به: 451: 4 فجرح في حرب الجمل وفر الي الشام: 536: 4 و هو الذي أو فده معاوية الي المدائن لصلح الحسن عليه السلام: 159: 5 فرده معاوية واليا علي البصرة: 212: 5 و زوجه ابنته هند بنت معاوية وعاب زيادا في نسبه فغضب عليه معاوية فشفع له يزيد: 214: 5 و لم يذكر الطبري متي تزوج يزيد ابنته هند ولكن الظاهر ان ذلك كان حينما تزوج باخته هند، و ليزيد منها عبدالله، و كانت تكني ام كلثوم: 500: 5. و في سنة 64 بعد هلاك يزيد و فرار ابن زياد اختار جمع من اهل البصرة عليهم ابنه عبدالملك بن عبدالله بن عامر شهرا قبل ولاية ابن الزبير: 527: 5.

[684] حدثني ابوحمزة الثمالي، عن عبيدالله الثمالي عن القاسم بن بخيت: 465: 5.

[685] سورة الحديد: 22 و تمامها «ان ذلك علي الله يسير، لكيلا تأسوا علي ما فاتكم و لا تفرحوا بما آتاكم، والله لا يحب كل مختال فخور» و رواها ابوالفرج بتمامها: 80 و رواها السبط ثم قال: و كان علي بن الحسين و النساء موثقين في الحبال فناداه علي: يا يزيد! ما ظنك برسول الله لورآنا موثقين في الحبال عزايا علي اقتاب الجمال؟! فلم يبق في القوم الا من بكي: 262.

[686] سورة الشوري: 30 و روي ابوالفرج: أن يزيد بدأ بهذه الآية فأجابه الامام عليه السلام بآية سورة الحديد، و هو الأنسب.

[687] قال ابومخنف: 461: 5 و الارشاد: 246

ط نجف.

[688] هكذا النص، و المفيد في الارشاد: 246 و السبط في التذكرة: 264 ذكراها: بنت الحسين.

[689] و روي هذا الخبر الطبري عن عمار الدهني عن الباقر عليه السلام: 390: 5.

[690] عن الحارث بن كعب، عن فاطمة: 461: 5 و رواه ابوالفرج: 80 و السبط: 264.

[691] قال الشيخ المفيد فخرجت ام لقمان بنت عقيل بن أبي طالب رحمة الله عليهم حين سمعت نعي الحسين عليه السلام حاسرة و معها أخواتها: ام هاني و اسماء و رملة و زينب بنات عقيل بن أبي طالب رحمة الله عليهم، تبكي قتلاها بالطف و هي تقول: الارشاد: 248. و رواها السبط في تذكرته عن الواقدي عن زينب بنت عقيل: 267.

[692] و روي الطبري الأبيات عن عمار الدهني عن الامام الباقر عليه السلام قال: فجهزهم و حملهم الي المدينة فلما دخلوها خرجت امرأة من بني عبدالمطلب ناشرة شعرها واضعة كمها علي رأسها تتلقاهم و هي تبكي و تقول: ماذا تقولون قال النبي لكم ما ذا فعلتم و انتم آخر الامم! بعترتي و بأهلي بعد مفتقدي منهم اساري و منهم ضرجوا بدم ما كان هذا جزائي اذ نصحت لكم أن تخلفوني بسوء في ذوي رحمي!.

[693] هو الذي روي خبر حليمة السعدية: 158: 2، و في سنة 8 حيث رجع الباقون من غزوة مؤتة، طلبه رسول الله فأخذه و حمله علي يديه: 42: 3، و هو الذي اشار علي علي عليه السلام بعزل قيس ابن سعد عن مصر و تولية اخيه من امه محمد بن ابي بكر عليها ففعل عليه السلام: 36: 4، و كان مع علي (ع) بصفين: 61: 5 و تولي تجهيز علي (ع) و دفنه مع الحسن و الحسين

ثم عاد معهم الي المدينة: 165: 5، و قد مضت ترجمته في كتابه مع ولديه محمد و عون من مكة الي الحسين عليه السلام.

[694] عن سليمان بن ابي راشد، عن عبدالرحمن بن عبيد أبي الكنود قال: 466: 5.

[695] قال: عجت نساء بني زياد عجة كعجيع نسوتنا غداة الارنب (البيت لعمر بن معد يكرب الزبيدي و كانت لهم وقعة علي بني زياد انتقاما منهم لوقعة لهم علي بني زبيد و رواها السبط مختصرا: 266 و ذكر عن الشعبي: أن مروان بن الحكم كان بالمدينة فأخذ الرأس و تركه بين يديه و تناول ارنبة انفه و قال: يا حبذا بردك في اليدين ولونك الاحمر في الخدين! ثم قال: والله لكاني انظر الي أيام عثمان! و قال ابن ابي الحديد في شرح لنهج البلاغة: 72: 4: و الصحيح: أن عبيدالله بن زياد كتب الي عمرو بن سعيد بن العاص يبشره بقتل الحسين عليه السلام فقرأ كتابه علي المنبر و انشد الرجز المذكور و اومي الي القبر و قال: يوم بيوم بدر! فانكر عليه قوم من الانصار. ذكر ذلك ابوعبيدة في كتاب المثالب.)! ثم قال عمرو: هذه واعية بواعية عثمان بن عفان! ثم صعد المنبر فاعلم الناس قتله! و رواه المفيد في الارشاد: 247 ط نجف. قال هشام: عن عوانة، قال: قال عبيدالله بن زياد لعمر بن سعد: يا عمر! اين الكتاب الذي كتبت به اليك في قتل الحسين؟ قال: مضيت لأمرك، و ضاع الكتاب، قال: لتجيئن به! قال: ضاع، قال: والله لتجيئني به! قال: ترك - والله - يقرأ علي عجائز قريش اعتذارا اليهن بالمدينة! أما والله لقد نصحتك في حسين نصيحة (المقصود بالنصيحة هنا هو النصح بمعني

الاخلاص لا الارشاد.) لو نصحتها ابي سعد بن ابي وقاص كنت قد اديت حقه. قال عثمان بن زياد - اخو عبيدالله -: صدق و الله، لوددت أنه ليس من بني زياد رجل الا و في انفه خزامة الي يوم القيامة و أن حسينا لم يقتل! قال هشام: حدثني عمرو بن حيزوم الكلبي عن أبيه أنه سمع مناديا ينادي يقول: أيها القاتلون جهلا حسينا أبشروا بالعذاب و التنكيل كل اهل السماء يدعوا عليكم من نبي و ملاك و قبيل قد لعنتم علي لسان ابن داود وموسي و حامل الانجيل و روي الخبر المفيد في الارشاد: 248 و السبط في تذكرته: 270 ط نجف.

[696] حدثني عبدالرحمن بن جندب الازدي قال: 469: 5.

[697] و انما كان يضرب المثل بالديالمة لشدة بطشهم في حروب المقاومة بعد سقوط الساسانيين و كان ابن الحر من شيعة عثمان فلما قتل خرج من الكوفة الي معاوية و لم يزل معه حتي قتل علي عليه السلام: 128: 5 فقدم الكوفة. و كان عند أخذ حجر يتمني لو ساعده عشرة او خمسة ليستنقذ بهم حجرا و أصحابه: 271: 5 و دعاه الحسين عليه السلام، الي الخروج معه، فقال: والله ما خرجت من الكوفة الا كراهة ان تدخلها و أنا بها! فقال الحسين عليه السلام: فان لا تنصرنا فاتق الله ان تكون ممن يقاتلنا، فوالله لا يسمع واعيتنا احد ثم لا ينصرنا الا هلك: 407: 5. فلما مات يزيد و هرب ابن زياد و ثار المختار خرج في سبعمائة فارس الي المدائن فكان يأخذ الأموال، فحبس المختار امرأته بالكوفة و قال: لا قتلن اصحابه: 129: 5 فلحق ابن الحر بمصعب بن الزبير و حارب المختار: 105:

5 و هو الذي أشار علي مصعب بعد قتل المختار بقتل الموالي من اصحابه و ترك العرب ففعل: 116: 5 ثم خافه مصعب علي نفسه فحبسه فشفع فيه قوم من فأطلقه فخرج عليه: 131: 5 و قد سبقت ترجمته عند ذكر خبر ملاقاته الامام عليه السلام له في قصر بني مقاتل في الطريق الي كربلاء.

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.