الحسين عليه السلام لغة الثانية

اشارة

نويسنده : جمعي از نويسندگان مجله حوزه
ناشر : مجله حوزه

الاهداء

لن أهديه لأحد!لأنّ (ألمْ) مازالت خائفة،والأخضر الذي ارتدي الغياب،لم يعد بعد!

البداية

يبدو الحسينُ يُغطّي سيفَهُ بورودِ النّهرِ ثمَّ يرشُّ الماءَ فوقَ دم القتلي، فتظهرُ خلفَ الأفْقِ عاصفةٌ.ما زلتُ أحملُ أكفاناً.. ممزَّقةً وحفنةً من رمال خبّأت وجَعيأمشي وخلفيَ تمشي ألفُ عاصفة كأنّها وُلِدت في كربلاءَ معي!صوتٌ يجيءُ: رأينا غيمةً هبَطت ليلا تُفَتِّشُ بينَ الرملِ عن دمهِ الضمآنِ، ثمَّ توارتْ وهيَ حائرةٌ..وَجهي ووجهُكَ شيءٌ واحدٌ ولنا ظلُّ فَمَن أنتَ، هل أنتَ الذي قُتِلا؟بالأمسِ أَغلَقَني يأسي، وغادرني لوني، فهلْ جئتَ ضوءً تفتحُ الأملا؟تركتُ قلبيَ عندَ النهرِ نورسةً ظمأي تشظّي لَدَيها الماءُ واشتعلاخطوي يطاردُ صحرائي، وقد تعبت أشلاؤُهُ وانتهي المسري وما وصلافكيفَ جئت ربيعاً، رملُ واحتِهِ تلوّنَ النجمُ من رؤياهُ، واكتحلا؟«السيفُ ينزفُ ماءً» قلتَ، وارتجفتْ كفُّ الزمانِ، فهل أنتَ الذي قُتِلا؟صوتٌ يجيءُ: هيَ الأشياءُ تُولدُ في كفَّيِه، والرّيحُ طفلٌ خلفَ قامتهِ يبكي، وللشَّمِس خيطٌ من توهّجهِ...لِجثّتي أمسُها نهراً وسنبلةً وسوفَ يحملُ أعراسَ الحصادِ غدُوفي ارتجافِة موتي غَيمةٌ، وبأشلائي مخاضاتُ صبح لَمَّها جَسدُعيناي صمتٌ غريبٌ، خلفهُ لغةٌ أُخري.. وأشرعةٌ تنأي وتبتعدُصوتٌ يجيءُ: رأينا الشَّمسَ تحملُهُ في لحظة قد تواري عندها الأَبدُ!

الرؤي

الرؤيا 01

أرادَ أن يقولْشيئاً عن الفاصلةِ البلهاءِبينَ النومِ واليقظةِ،فاستسلمت الأشياءُ للذهولْ!أرادَ أن يقولْشيئاً عن الخصبِ،فصلَّت وردةٌ.. موبوءةٌ،واستغفرت آلهة الذبولْ!أرادَ أن يُطفي عواءَ الريحِ،أو يسترَ عُريَ هذهِ الخيولْفصاحَ: يا أمطارَ هذاالأُفُقِ المسلولْ،مُرّي علي خيمتنا،فَخبَّأت خلفَ الضبابِ وجهَها،وسمَّرت غيومَها الفصولْ!وبعدَها.. أرادَ أن يقولْ:لا تولدوا..لا تولدوا في زمن مقتولْ!

الرؤيا 02

هل كانَ للأشجارِ أوردةٌ فيها لموجِ النّارِ ميناءٌ؟هل كانَ للغيمِ احتراقتُهُ، وله توابيتٌ.. وأشلاءُ؟وهل التوي جسدُ النهار علي طعناتِهِ.. والشمسُ عمياءُ؟اَلريحُ قافلةٌ.. وصرختُها، جَرَسٌ.. وهذا الكونُ صحراءُ!لهدوئهِ لُغةٌ.. ملوّنةٌ، ولموتِهِ صورٌ.. وأسماءُولوجهِهِ رغمَ انطفاءتِهِ، أشياءُ بارقةٌ.. وأشياءُ!بعيونِهِ تبكي ملائكةٌ، وبجرحهِ يتوضأ الماءُ!!

الرؤيا 03

«صمتُهُ مئذنَهْوالجراحُ قناديلُ من وهج،والسيوفُ انطفاءْ»هكذا قالت الريحُ،ثمّ رَمَتْ وجهها في العراءْهكذا تخشعُ الأزمنَة،فوق أقدامِهِ،وتؤدّي الفصولُ طقوسَ البكاءْصمتُهُ مئذنَهْكلَّما فَرشَت ظلَّها،هوَّمت فيه عصفورةٌ،وغَفَت سوسنَهْ!

الرؤيا 04

يبدأُ الحزنُ فجأةً، تبدأُ الدمعةُ فصلَ الطفولةِ الأبَديَّهْترتدي لحظةُ البكاءِ عمي الليلِ، وبُقيا نجومِهِ الخَزفيَّهْليسَ في البحرِ أوردةِ الملحِ، وصمتِ المرافيءِ المنسّيهْليسَ فيهِ سوي غموض رماديٍّ وما خبَّئتْ عيونُ الضحيَّهْرمَّلت وجههَا الحكايا، وراحَ الضوءُ ينسي أشباحَها الهمجيَّهْفهي حيري، هل طاعنوهُ برمح أمويٍّ، أمْ مُدية وثنيَّهْ؟ينتهي الحزنُ فجأةً، تأخذُ الدمعةُ بعدَ الرؤيا، ولونَ الشظيَّهْويكونُ الحسينُ أوّلَ حرف جرحَ الصمتَ في دمِ الأبجديَّهْ!!

الرؤيا 05

عائدٌ والفراتُ رحيلْحَمَلَتهُ الخطي الخائفَهْعائدٌ خطوتي عاصفَهْ،ودمي المستحيلْ،ربّما ينحني زمنٌ.. ربّماأو تضيعُ مرايا النهارْعائدٌ إنْ محاني الظما،رَسَمتني البحارْ!وجهُ طفلي كلامٌ جريحْورؤي كَركَرتْ في رذاذِ الوضوءْالصحاري انهيارٌ.. وليلٌ.. وريحْوهوَ يبني الهدوءْ!عائدٌ والزمانُ الكسيحْ،خلفَ خطوي يموءْ!!

الرؤيا 06

خطوتهُ تطاردُ الغيابْووجهُهُ فراشةٌ،حطَّت علي بوّابةِ العذابْوفي عيونِ طفلِهِ تدافعَ الضبابْوفي الشفاهِ الراحلاتِ،في قوافلِ الردي،تَيبَّست جنازةُ السحابْ!يا أنتِ، يا مواسمَ الترابْرشّي علي جراحِهِ،رشّي ولو شيئاً من السرابْ!

الرؤيا 07

لنْ أكونَ كما تشتهينْ،يا سيوفاً من الخزفِ الهامشيِّ،ويا أوجهاً طلعت،من ثقوبِ السنينْلن تكونَ نوافذُ جُرحي،ممرَّاً إلي مُدُنِ الميّتينْ!إنني أبتني خيمةً لجراحي،وأعزفُ من آهةِ المتعبينْ،مواويلَ منقوعةً بالتمرُّدِ،مشدودةً بالتشرُّدِ،مشبوبةً...لا كما تشتهينْ،أن تكونَ مرقَّعةً من رماد وطينْ!أَنْ اكونَ كما تشتهينْ،أنتِ لابدَّ أنْ تحصدي سنبلا،مِن حكايا المواويلِ،أو أنجماً من شظايا القناديلِ،أو فرحاً من زوايا الأنينْ...ثمَّ قد لا أكونُ كما تشتهينْ!

الرؤيا 08

كيفَ يجيءُ الماءْ؟وتحتَ كلِّ قطرة،محرقةٌ حمراءْ؟وخلفَ كلِّ قطرة،جزيرةٌ منقوعةٌ بالملحِ والخواءْ؟كيفَ يجيء الماءْ؟وليسَ في زوّادةِ القتلي سوي الدماءْوليسَ في عباءةِ الحسينْ،غير بقايا جسد مجرَّح، وصمتِ كبرياءْكيفَ يجيء الماءْ؟والنهرُ صارَ فجأةً...مقبرةً لألفِ ألفِ موجة بلهاءْ؟!

الرؤيا 09

خلفَ عينيهِ نجمتانْ وعلي صدرهِ قمرْكيف يبكي له الدخانْ أو يغنّي لهُ الحجرْ؟وعلي وجهِهِ رمتْ لونَها ألفُ عاصفَهْيا تري أين هوّمتْ؟ فالعصافيرُ خائفَهْ!عُنْقهُ حاصرَ السيوفْ فتهاوتْ، مهشَّمَهْهيَ في عُريِها تطوفْ وهوَ مليونُ ملحمَهْ!حائراً هَمْهمَ المساءْ لخيول.. مقنّعهْكيف لا تحملُ الضياءْ غيرُ كفٍّ.. مقطّعَهْ؟قد توكَّأْتَ يا جبلْ فوقَ رمح.. محطَّمِهكذا يُصلبُ الأملْ بمساميرَ من دمِ!

الرؤيا 10

كانَ لابدَّ أنْ ترتديوجهَكِ المستعارْيا رماحاً من الوهمِ،تعلو.. وتعلو لتبلغَ في القِمَّةِ الأنحدارْ!رئتي عالَمٌ من دخانْ،وعيوني أراجيحُ للصبرِ،يغفو عليها الهدوءُ.. فتحرسُهُ نجمتانْ!عاصفاتٌ رماديّةٌ سكنت غمدَ سيفيوالأكفُّ التي بايعتني..تَعرَّت علي بركة،من خواء وزيفِ!يا تري.. أينَ أُخفي روايَ وحبِّي؟والرماحُ الصديئاتُ...تعرفُ ألفَ طريق لقلبي!

الرؤيا 11

اَلقمرُ المخبوءُ خلفَ حزِنهِ،اَلقمرُ المخبوءْأطلَّ ذاتَ ليلة،في زمن موَبوءْليلمحَ ابتسامةً من جبل،بألفِ.. ألفِ طعنة ينوءْتموتُ أظفارُ الرماحِفي شغافِ قلبِهِ مرعوبةً،وهو كقطرةِ الندي..يموتُ في هدوءْ!اَلقمرُ المخبوءْغادرَ كربلاءَ ذاتَ ليلةوضوءُهُ محنّطٌ.. ووجهُهُ مفقوءْ!

الرؤيا 12

لم نكنْ نسمعُ ما قالَ،ولكنّا رأَينا قمراً غادرَ كفَّيهِ.. ونورَسْورأينا ظلَّهُ الأخضرَ،منقوشاً علي الرملِ المدمّي،ورأينا بينَ عينيهِ صلاةً تَتَيَبَّسْ!لا تموتي فجأةً.. أيّتها الريحُ،ولا تختصري صيحتَهُ الأولي،ولا تحترفي الصمتَ،ولا تطوي الشراعاأسمعينا كلمةً.. نُوقظْ بها الموتي،ونُطعِمْها الجياعاأسمعينا كلمةً واحدة منه،وإنْ كانت «وداعا»!

الرؤيا 13

شَفتي ضفَّةٌ من الموتِ، مسَّتهُ رماداً وعانقتهُ تراباما بها غيرُ رجفةِ الظمإِ المخبوءِ في القلبِ حرقةً وعذاباكلَّما لَملَمتْ من الماءِ طيفاً ماتَ في كفِّها، وعادَ سراباشَفتي عالَمٌ من الغضبِ المصلوبِ مسَّ الموتي، فهبَّت غِضاباوصلاتي همسٌ معَ الله كانَ القلبُ صحواً، والكونُ كانَ ضباباوأنا أصهرُ السيوفَ بقلبي وبأُنشودتي أُذيبُ الحرابا!اَلسحابُ استضافَ كفِّي ولكنْ نَهَشَ الملحُ في يَديَّ السحاباكانَ للماءِ وجهُ عصفورة بيضاءِ أغري الوادي عليها الذئاباألفُ سيف يفاجيءُ الجرحَ والجرحُ يلفُّ الردي ويطوي الغيابالا الرمالُ الشوهاءُ تقدرُ أنْ تغتالَ خطوي، مسافةً.. واغترابالا ولا الليلُ وهوَ سورٌ من القارِ المدمّي حطَّمتُ منهُ البابافأطلّت قوافلٌ تنهبُ المجدَ وتُعطي جماجماً.. ورقاباشَفتي جمرةٌ تشظَّتْ فقدْ تخطفُ برقاً، وقدْ تجيءُ شهاباتغمرُ الشاطيءَ الفراتيَّ بالضوءِ وتُؤوي لجرفِهِ الأسراباوتُغطّي بالدفءِ ما عرَّتِ الريحُ وترفو من رمشِها الأثواباشَفتي والغبارُ رشَّ عليها النوحَ حزناً.. فجاذبتهُ الرباباثمَّ أنّت فاستيقظَ الخصبُ، والنخلُ يصلّي، يلثمُ المحرابايا جراحي للوردِ أسئلةٌ حيري تَلَظَّت بهِ فكوني الجواباكيفَ أضحت للماءِ رائحةُ الجمرِ وصارت مواسمُ اللفحِ غابا؟

الرؤيا 14

هل يلْتَوي السّكَّينُ فوقَ دمي،ويرتجفُ الفراتذ؟هل تنحني الأمطارُ،هل تتكسّرُ الألوانُ،هل تَلتفُّ بالخجلِ الصلاةُ؟ظّلانِ خلفَ خطايَ،مَنْ في الضوءِ قد وُلِدوا،ومَن في الجرحِ قد وُلِدوا..وماتوا!أمضي ولي وَهَجُ الجذورِ،ولي بداياتُ التمرُّدِ،لي مخاضُ الرفضِ،لي شمسٌ،وذاكرةٌ قديمَهْخَطَفَت حكاياها السيوفُ،وَرَظَّها وهْمُ الجريمَهْ!أمضي وَلي في الماءِ مملكةٌ،وللموتِ الهزيمَهْ!

الرؤيا 15

اَلحسينُ انحني علي صدرهِ الرمحُ وصلّتْ علي يدَيهِ الجروحُوتلوّي النخيلُ، يا شَجَرَ الجمرِ المُدمّي، هل أيقَظتكَ الريحُ؟هل تلثّمتَ بالغبارِ؟ لماذا عُدْتَ شلواً، مُصَمَّغاً، لا يبوحُ؟لستَ وجهاً من الرمادِ، ولا الارضُ دخاناً، حتي تضيعَ السفوحُهبَطَت لحظةُ الفجيعةِ... جرحٌ دَبِقٌ يغتلي... وتخفقُ روحُوخيولٌ تُمزِّقُ الجَسدَ الأخضرَ... تغدو مخبولةً، وتروحُالنهارُ انكسارةٌ، وشحوبُ الأفْقِ ظمآنُ، والفضاءُ جريحُ!غادري يا نوارسَ الماء، هذا زمنٌ ميّتُ الرؤي، مذبوحُاَلضحايا تدقُّ بوّابةَ الوحشةِ فيهِ، تدقّها... وتصيحُسيجيءُ الحسينُ يوماً، يجيءُ البحرُ في خطْوهِ.. يجيءُ المسيحُ

المشاهد

المشهد 01

يا سيوفُ خذيني،وكانت يداهُ سواقيَ قمح،تنادي الجياعْفاعبري من دروبِ الضياعْيا وجوهَ الرمادْواعبري يا بقايا الجيادْجسداً.. واحةً ثرَّةَ الضوءِ..ممطورةً بالشعاعْيا سيوفُ خذيني،الي شرفة من جراح مسوَّرة بالعنادْ!أنّتي وجع الانبياءْوانهيارتُها كبرياءْيا سيوفُ خذيني،فخلفَ اشتعالِ الدماءْ،ربَّما رفَّ في شفتي طيفُ ماءْ!

المشهد 02

مَن يمنحُ الطفلا،قطرةَ ماء مرّة؟مَن يمنحُ الطفلا؟فليس في خيمتنا شيءٌ،سوي جنائِز القتلي!وقبل أن أملأَ كفِّي من دمِ الرضيعْرأيتُ خلفَ وجهِهِ،نافورةً من ألم فظيعْرأيتُ في عيونِهِ،فراشةً تُصلبُ في مقبرِة الربيعْرأيتُ كلَّ رملة، مجنونةً... رعناءْ،تهزأُ من شفاهِنا، تدقُّ فيها ألفَ مسمار،لصلبِ قطرة من ماءْ!!

المشهد 03

مسافرٌ يدري بأنَّ الزمانْ أشلاءُ أيام رماديَّهْوهمٌ رؤاها، ويداها دخانْ تقطفُ أشجاراً خرافيّهْ!في وجهِهِ يمتدُّ صمتُ السماءْ وتنبضُ الأنجمُ في رِمشهِما زالَ يسقي الغيمَ ورداً وماءْ وتطلعُ الأغصانُ من نعشهِ!كلُّ الذي قال: خذي يا سيوفْ من وَهَجِ الجرحِ، ونهرِ الضلوعْأريدُ أنْ أشعلَ موتَ الكهوفْ حرائقاً.. تمضغُ خوفاً وجوعْ!وكانَ في عينيهِ شيء جميلْ كالمطرِ المنقوشِ فوقَ اللّهبْأكفانُهُ أشرعةٌ للرحيلْ وموتُهُ يكتبُ بدءَ الغضبْ!

المشهد 04

لهُ أنْ يْضيءْلهُ أنْ يفاجيءَ حدَ السيوفِ،بجرح بريءْلهُ أنْ يكونَ الغريبَ الذي اختطفَ النهرَ،والعابرَ المتمرّدَ في قافلاتِ الرمادِ،ووجهاً تبادلُهُ الشمسُ سحنَتها،في انطفاءِ الزمانِ الرديءْلهُ أنْ يُضيءْليكسرَ صمتَ الفضاءِ،جناحُ جريءْ!لهُ أنْ يكونَ جذورَ الغيومِ،وبدءَ المطرْليستيقظَ الخصبُ.. يحكي الحجرْلهُ أنْ يكونَ المدي والسفرْلهُ أنْ يُضيءْويُعلنَ أنَّ الشجرْينثُّ النجومَ،وأنّ زماناً شهيداً يجيءْ!لهُ أنْ يكونَ...ويهربُ وجهُ السحابَهْلنبقي نحوك الدموعَ،ونحصدُ عُشبَ الكآبَهْ!

المشهد 05

كانهيار سمعتُ صوتكَ، لا البحرُ يَردُّ الصدي، ولا الأشجارُجَفَلَت منهُ جثّةُ الشمسِ، وانسلَّ بخيط من الظلامِ النهارُظاميءٌ.. قلتَ وابتسمتَ لموت صُلِبت فوقَ كفِّهِ الأنهارُوحملتَ الجراحَ، والجسدَ المكسورَ حزناً، وما طواهُ الغبارُوعذاباً، ملامحُ الجمرِ تبنيهِ، وتنهلُّ من رؤاهُ النارُواكتشفتَ احتضارنا، وانهزام الماءِ واستسلَمَتْ لكَ الأسرارُورأيتَ القلاعَ شيئاً خرافياً، فللريحِ تنحني الأسوارُحيثُ عصفُ الطوفانِ أغنيةٌ حمقاءُ كالصمتِ، والسيوفُ انكسارُفامحُ زيفَ التأريخِ واكتبْ...تناسي الماءُ وجهي، وخانتِ الأمطارُ!

المشهد 06

اشاره

لِعينيكَ كلُّ النوافذِ مشرعةً،أنتَ وحدَكَ تعرفُ عشبَ الطريقِ،وتعرفُ سرَّ المسافَهْوأنت اغترفتَ من النهرِ كلَّ الحكاياوغادَرتَهُ ورؤاهُ خرافَهْوقلتَ: المرايا صحاري من الوهمِ،فانتحرتْ في يديهِ المراياوقلتَ: الشواطيءُ مجنونةُ الصخرِ،والموجُ أُرجوحةٌ من سراب،وأنشودةُ النخلِ مرثيةٌ،والعصافيرُ منحوتةٌ من رمادْوقلتَ: الفراتُ المكفَّنُ يصلبُهُ ظمئي،والنجومُ ثقوبٌ معبّأةٌ بالحدادْحنانيكَ.. ما عادَ للطينِ معنيً،ولا البحرُ أزرقْلأنَّكَ غيّرتَ أشياءَها،وتَمَرَّدتَ في زمن يتمزّقْغريبٌ أتفقِدُ أبعادَها الكلماتُ؟،غريبٌ.. أتصمتُ أنتَ.. وجرحُكَ يشهقْ؟لِعينيكَ سافرَ نهرُ الغناءْوغادَرتِ الأشرعَهْلِعينيكَ مرَّ المساءْعلي كِتَفَيْ زوبعَهْ!

كورس

يَنْحَني الماءُ، تَنْحَني قامةُ الموجِ خشوعاً.. وتصمتُ الشُّطآنُعُمُرُ النهرِ لحظةٌ من عذاب تنطفي فجأةً، ويخبو الزمانُليظلَّ الحسينُ صمتُ حكاياهُ مخاضٌ.. وصوتُهُ طوفانُ

المشهد 07

اشاره

في الطريقِ الي الماءِ،هاويةٌ من دم،ضفّةٌ ترتدي الملحَ:عشبٌ من الجمرِ.. أو شجرٌ من حديدْكانَ شيءٌ يهزُّ بكائي القديمَ،ويفتحُ في القلبِ نافذةً لبكاء جديدْكانَ شيءٌ يسائلني:أينَ خطوكَ؟للماءِأين مرايا رؤاكَ؟علي الماءِ،أين القناديلُ؟في الماءِ،هل كانَ شيءٌ يسائلني،صوتُهُ بحّةٌ، والحروفُ جليدْ؟لم أعدْ أذكرُ الآنَ،غير الرماحِ العنيداتِ،تضري علي نبضِ هذا الفؤادِ العنيدْ!في الطريقِ رأيتُ الرمادَ وجوهاً،مغلّفةً بالدخان البليدْ!في الطريقِ البعيدْلم يعدْ غيرُ وجهي،ووجهِ الزمانِ الشريدْ!

كورس

يَنْحَني الرملُ، تلبسُ الأرضُ وجهاً من رماد، وجُرحُها عُريانُيغزلُ الملحُ في يَدَيها المسافاتِ ويغفو في قلبِها النسيانُفهي بعدَ الحسينِ ماتَ ليهبُ الخصب فيها.. ومات حتّي الدخانُ!

المشهد 08

اشاره

عندما ماتَ الحسينْ،ظامئاً،صارت عصافيرُ البحارْ،تتمنّي الأنتحارْوتمنّي الغيمُ لو أصبحَ شيئاً هامشياً،كالغبارْ!يومَها كانت عيونُ الخيلِ حمراءَ،وكانت في شبابيكِ النهارْذئبةٌ،من عُريها تنسجُ كبريتاً... ونارْ!يومَها كنّا بلا معني،كمن يحفرُ قلباً في الجدارْ!

كورس

يَنْحَني الضوءُ، لا جدائِلُهُ البيضُ تشدُّ الرؤي ولا الألوانُأَطفأَتْ مقلتيهِ زِنزانةُ الليلِ، وأَخفتْ ذبولَهُ الجدارنُويمرُّ الحسينُ، قِنديلُهُ الدمعُ، وأدراجُ حلمِهِ الأحزانُ

المشهد 09

اشاره

لِتفرحْ خيولُ الغبارْفَمِن أيّ خطو بدأْ،أطلّت بعينيهِ بوّابةٌ للظمأْوضاعت علي راحتيهِ البحارْ!لِتهربْ خيولُ الغبارْفحينَ دفنتُ الحسينَ رأيتُ النجومْتسيلُ علي وجههِ، والغيومْتلفُّ جراحاتِهِ،والنهارْ،تضاءلَ حتي تواري بجفنِ الحسينْ!

كورس

يَنْحَني السيفُ جثّةً يسخرُ التابوتُ منها.. وتهزأُ الأكفانُكَرِهَتهُ الخيلُ الجريحةُ واشّاءَمَ من غمدِهِ المدي الضمآنُوَبِجُرحِ الحسينِ نبعٌ يغنّي وبرؤياهُ يختفي بركانُ

المشهد 10

اشاره

كانوا يمرّونَ ولا يتركونْ،شيئاً سوي الأضرحَهْفكيفَ صيَرتَ رؤانا جنونْ،وجرحَنا بوّابةَ المذبحَهْ؟يا أنتَ.. يا أشياءُ.. أصداؤهاتكسرُ صمتَ اللحظةِ المقفلَهْوتحفرُ الأسئلَهْفي شَفَةِ الرملِ، وَوَجهِ الصخورْتسألُ عن مقتولة لا تثورْعن أمّة مهملَهْمسكونة بالقبورْ!كانوا يمرّون وما في الطريقْغيرُ رماد عتيقْوخطوة تائهَهْتحلمُ أنْ تعبرَ زيفَ الحريقْتحلمُ أنْ تدنو من الآلهَهْفتختفي فجأةً،بين نهاياتِ الزمانِ الغريقْ!!كانوا يمرّون بلا ظلٍّ،وكان الحسينْيزرع أقماراً علي الشاطئينْ!

كورس

يَنْحَني الموتُ بينَ كفّيهِ مذعوراً، وتبكي الخيولُ والنيرانُغَيرَ أنَّ الحسينَ قلبٌ يرفُّ النهرُ فيهِ، وينبضُ الريحانُ

الابعاد

البعد الثابت

نموذج هذا البعد الرجال الذين قاتلوا مع الحسين بعناد، فاكتشفوا ان قطرة الدم أكثر بريقاً من قطرة الضوء.واحةٌ من جراحِنا كانتِ البدءَ اكتشفنا بها المدي المجهولاوَطوَينا وجهَ الصحاري، حَمَلنا لهبَ الأمسِ والزمانَ القتيلالم يعدْ غيرُ خطوِنا، والمسافاتِ، وحُلْم يُخبِّيءُ المستحيلاونثار من الدمِ المرِّ، شدَّ الغَيمَ في خيطهِ، وشدَّ الفصولافَرُؤانا تمرُّدٌ أشعلَ الصخرَ وردَّ الطوفانَ همساً خجولاكيفَ لا ينحني النهارُ وخلفَ الشمسِ عصفورةٌ تُفدّي الخيولا؟والنجومُ ارتعاشةٌ في مآقينا وأحداقُنا المرايا الأولينحنُ وعدُ الماءِ الأسيرِ الذي يطلعُ من شفرة تحزُّ الذبولافي يَدينا أشياءُ من صخبِ البحرِ رَجَمنا بها السكوتَ الطويلاسافري يا رماحُ في ظلمةِ الأضلاعِ منّا، وأوقدي القنديلاأوقديهِ، نريدُ أنْ يتواري الدربُ في لحظة، نريدُ الوصولا!كانَ صوتُ الحسينِ مرفأنا الموعودَ والدفءَ، والهروبَ الجميلاحيثُ ننسي ضياعَنا، وانكساراتِ رؤانا، وخَطْوَنا، والرّحيلاونغطّي أسماءَنا.. ونعودُ الصلبَ والشوكَ، والقري، والرسولافاصرخي يا قبورَنا، علّمي الريحَ سُراها، وعلِّميها الصهيلاواحصدي الضوءَ، واتركي غبشَ الطفِّ وسيّافَهُ يَلُمُّ النصولاوابدئي، فالحسينُ قد أيقظَ الموتي، وناغي الأسي، ومسَّ الذهولا!

البعد المتغير

نموذج هذا البعد «الحر بن يزيد الرياحي»، أحد قادة الجيش الأموي، الذي انتقل الي جانب الحسين في اللحظات الأخيرة، ليكتشف الجراح والورد.يوقظُ الصبحَ صوتُهُ، يشربُ الوردُ حكاياهُ، ترتديهِ الجداولْيتمشّي علي مدارجِهِ النجمُ وتغفو علي صداهُ القوافلْهو للريحِ هدأةٌ، ولصمتِ الصخرِ همسٌ، وللغيومِ جدائلْرافقتهُ الأشجارُ في رحلةِ الذبحِ، ومرّت علي خطاهُ السنابلْفاعبري بركةَ الخطيِئةِ يا روحي ومسّي ظلالَهُ يا أناملْأنا حاصرتُهُ زرعتُ الصحاري بالمساميرِ، بالمُدي، بالسلاسلْأنا حاصرتُ في يديهِ السواقي والينابيعَ، واعتصرتُ السواحلْكانَ يبكي فينطوي الخصبُ في الدمعِ وأبكي معَ الذبولِ القاحلْأنا بعضي يحاولُ الموتَ، والآخرُ يطوي غموضَهُ، ويحاولْكلَّما لمّني احتضارٌ تمزّقتُ علي خنجرِ احتضار قاتلْ!ويحَ أُمّي ماذا يخبّيء جلدي ذئبَ يأس، أم نورساً متفائلْ؟كلُّ شيء منّي يفتّشُ عن وجهيَ سرّاً، يدورُ حولي، يسأئلْ:هل أنا ذلكَ الذي شبّتِ «الكوفةُ» فيه، أم رُمحُها المتخاذلْ؟هل أنا الجمرُ؟ أم أنا القصبُ الخاوي دخاناً، أمِ الرمادُ الفاشلْ؟ليسَ وهماً.. ففي عروقيَ موتٌ وهدوءٌ، ومولدٌ، وزلازلْ!الحسينُ، الحسينُ سدَّ عليَّ الأفْقَ في كلِّ وُجهة هوَ ماثلْلم يعدْ غيرُهُ أمامي، دعيني أبدأ الموتَ يا سيوفَ القبائلْهكذا قالَ، ثمّ جرَّ علي الرملِ خطاهُ.. وظلَّهُ المتثاقلْليجيءَ الصباحُ يحملُ من كفّيهِ ورداً، ومن رؤاهُ مشاعلْ!

البعد الخائف

نموذج هذا البعد «عبد الله الجعفي»، الرجل الذي ادرك الحسين قبل المذبحة. فخاف القتل وقبل أن يهرب أهدي الحسين سيفه وفرسه، فرفض الحسين الهدية لانها لم تكن منقوعةً بالدملم أشأْ أنْ يجفَّ قلبيَ في الرملِ ويغفو بمسمعيَّ السكوتُوتلفَّ ابتسامتي صرخاتُ الخيلِ ذعراً، ووجهُها الممقوتُأنا أخشي أنْ يلعقَ الذئبُ أحلامي ويرفو جراحيَ العنكبوتُفتركتُ الحسينَ يختصرُ الرحلةَ.. والموتُ ذاهلٌ مبهوتُهاكَ سيفي.. فقالَ لي: الخزفُ المنخورُ خوفاً، أم غمدُهُ التابوتُ؟وجوادي.. فقالَ لا اَصحبُ الريحَ ولا يهربُ الفتي المستميتُويحَ هذي الصحراءِ ينبضُ فيها صخبٌ لاحتراقَتي وخفوتُمن عرائي وغربتي يرجفُ النخلُ وللدودِ في رؤايَ بُيوتُعطشٌ كلُّها حكاياتُ روحي وصدي أنّتي بها مكبوتُفاحفري في الرمادِ بئراً لكي يطلعَ ماءٌ من ملحِهِ منحوتُربَّما قطرةٌ تمرُّ بشرياني فأنسي.. وأنطفي.. وأموتُ!

البعد الأسود

نموذج هذا البعد «شمر بن ذي الجوشن»، الرجل الذي ارتداه الشيطان وهو يذبح الحسين بسكّينة صدئة.لا لشيء، إلاّ لكي أحصدَ الريحَ وأجني مِنَ الغيومِ البروقالا لشيء إلاّ لأنثرَ أشلائي رماداً مفتَّتاً محروقاحملتني خطايَ اَقتطعُ الشمسَ واَغتالُ في يَدَيها الشروقاجئتُ والرملُ مثلُ قيثارة يولدُ فيهِ الظِّلالُ والموسيقيجئتُ والماءُ ألفُ نافورة، والنهرُ سربٌ من الغيومِ أُريقاكانَ لونُ الفراتِ لونَ المرايا والعصافيرِ، مخمليّاً.. رقيقاثمّ ماذا؟ أضعتُ وجهيَ في الصحراءِ في لحظة، أضعتُ الطريقاعابراً مرّةً علي جسدِ الخوفِ، وأخري أري السرابَ حريقامتعباً تهزأُ الرمالُ بأقدامي وقد راوَدَتْ مكاناً سحيقاكلَّما قلتُ ها وصلتُ رأيتُ الصخرَ غطّي المدي وسدَّ المضيقاثمّ ماذا؟ قتلتهُ فرأيتُ الارضَ تبكي ربيعَها المخنوقاورأيتُ السماءَ تهوي الي القاعِ جنوناً، والأفقَ شلواً غريقاوبكاءً لم أدرِ من أين يأتي؟ يجلدُ القلبَ، أو يخضُّ العروقاوصهيلَ الخيولِ يحفرُ كالإعصارِ في جثّةِ الظلامِ شقوقاوأنا الآن حفنةٌ من غبار كفَّنَ العارُ خدَّها المعروقاوالحسينُ، الحسينُ يكتشفُ الماءَ ويهدي إليهِ جرحاً عميقايتبعُ الموجُ خطوَهُ، والفراتُ امتدَّ في ثوبِهِ وصارَ صديقا!لا لشيء، إلاّ لكي تحملَ الأشياءُ من جبهةِ الحسينِ بريقا!

البعد الوهمي

نموذج هذا البعد «عمر بن سعد» قائد الجيش الأموي، الذي كان يحلم ان يولّيه «يزيد بن معاوية» ولاية الري بعد قتل الحسين، الا أن حلمه هذا لم يتحقق.. فظلَّ يري الورد بقعاً من الدم المتخثّر.جلدُ أفعي وجهي، وخلفَ عيوني ذئبةٌ في أواخرِ الليلِ تعويوخيولٌ مجنونةٌ تعبرُ الشاطيءَ في لحظة، وتركضُ نحويطَحَنَتني أشداقُها، خطَفَت لوني، تَهرَّبتُ من صداها المدوّيلنسور من الرمادِ أتتني في جنونِ الطوفانِ تنهشُ شلويحيثُ كان الحسين يضحكُ من خوفي ويعلو، فأنحني ثمَّ أهوي!

البعد المشوه

نموذج هذا البعد «مالك بن النسر»، الرجل الذي شتم الحسين وطعنه وهو يحتضر، وظل حتي آخر عمره يحس ان بين اذنيه ما يُشبه فحيح الافاعي.في كفِّهِ الشوهاءْغمامةٌ مجدورةٌ،وحفنةٌ من مَطر سوداءْوكلَّما حاولَ أنْ يدنوَ (للفراتِ)،أو يمسَّ منهُ قطرة،يسقطُ وجهُ الماءْ!في وجهِهِ جنازةٌ،وخلفَ كلِّ بقعة من جلدهِ عواءْيصرخُ:يا مواسمَ الموتِ الذي يحصدُني،يا ريحُ.. يا أشلاءْهذا الذي تهربُ منهُ خطوتي،قلبي.. أمِ الصحراءْ؟وبعدَها سافرتِ الأشياءُ،وهو ذاهلٌ،سافرتِ الأشياءْ!ولم يَزَلْ ينزعُ لونَ جلدهِ،ويرتدي العراءْ!

البعد الرمادي

نموذج هذا البعد «شبث بن ربعي»، الرجل الذي بايع الحسين ثمّ نقض بيعته، واصبح أحد قوّاد الجيش الأموي، الاّ أنّه ظل مسكوناً بالخوف والجنون قبل أن يتحوَّل الي رماد.دائماً في يديَّ ينهدمُ الحلمُ وينهارُ في ضُلوعي الحنينُويفرُّ الماءُ الرماديُّ عن وجهي الي أينَ أيُّها المجنونُ؟خشبٌ هذه الشرايينُ ماتَ الوردُ فيها، وصوَّحَ الزيتونُسأُسمّي النهرَ انطفاءً، أسمّي الدمَ ماءً; لِيورقَ السكّينُوأُسمّي الحسينَ بوّابةَ البحرِ، ليغفو معي غبارٌ وطينُأنا جرحُ الدخانِ والصدأُ العاري ونعشٌ بِغُربتي مسكوُنسَلَخَتني مواسمُ العارِ، هيّا.. أمطري، يهطل الصدي والأنينُ!وتطلُّ الامواتُ من ثقبِ تأريخيَ يستيقظُ الأسي المدفونُوأراني علي ممرٍّ قديم وُلدتْ دَهشتي، وكانَ السكونُ!

البعد الدموي

نموذج هذا البعد «حرملة بن كاهل»، الرجل الذي رمي بسهم طفلا رضيعاً للحسين فذبحه، وبقي بعد ذلك هارباً في ازفة الكوفة خائفاً من عيون الأطفال.ذاكرةٌ مشدودةٌ.. بخيطِ عنكبوتْونظرةٌ كالقبرِ..في فراغها ينطفيءُ الياقوتْوفي شراييني دمٌ.. رمادُوجثّةً للحُلُمِ المجدورِ،صمتٌ للخرافاتِ، دخانٌ باردٌ،أنشودةٌ مخصوبةٌ بالعارِ،شيءٌ باهتٌ.. سوادُ!هذا أنا..ما زلتُ أنحتُ المني..مِن خشبِ التابوتْ!ومنذُ أنْ قتلتهُ..،غرقتُ في بُحيرة من دمِهِ المرِّ..،فلا أقدرُ أنْ أحيا..ولا أقدرُ أنْ أموتْ!!

البعد المظلم

نموذج هذا البعد «سنان بن أنس»، الرجل الذي حمل رؤوس القتلي الي الكوفة، وكان يشعر أن جسده يتحوَّل شيئاً فشيئاً الي عقرب كبير.مراياكَ سوداءُ.. والشمسُ تهربْ وفي محجريكَ تثاءَبَ عقربْشفاهُكَ مجدورةٌ بالذهولْ ورؤياكَ تحصدُ موتَ الفصولْفماذا تُري في يديك الأثيمَهْ رمادُ الندي أم لهاثُ الجريمهْ؟أم انكَ تحملُ رأسَ الحسينْ ووجهَ الحسين.. وقلبَ الحسينْ؟وأغضيتَ حينَ رأيتَ القمرْ تدلّي.. وقبّلَهُ.. وانتحرْ!وماذا؟... تلاشيتَ بينَ الحطامْ تلاشيتَ يا نقطةً من ظلامْ!

البعد المجنون

نموذج هذا البعد رجال الجيش الاموي، الذين شعروا بالهزيمة بعد قتل الحسين، وأحّسوا ان سيوفهم ورماحهم تتحوَّل الي قطع من الخزف المهّشم.مَن عسانا نكونْ؟حينَ نغمدُ هذي السيوفَ الصديئاتِ،في قلبهِ المخمليِّ،ونطفيءُ رغبتَنا في اشتعالِ الجنونْ،من عسانا نكونْ؟لم يكنْ غيمةً عابرَهْلم يكنْ وجهُهُ يُشبهُ الآخرينَ،ولا خطوهُ يُشبهُ الآخرينَ،وعيناهُ كانت تخبِّيءُ سرّاً غريباً،وتحفرُ.. تحفرُ في الذاكرَهْ!كيف نُخفي انكساراتِنا؟،ربَّما نستطيعُ الهروبَ معَ الريحِ،أو نستطيعُ الرحيلَ معَ الوهمِ،أو نختفي في الضبابِ البريءْ،غيرَ أنّا سنصحو علي عارِنا ذاتَ يوم،لنغفو علي ألفِ سيف صديءْ!

النبوءات

النبوءة 01

كان الحسينُ غيمةً،حاصرها العطَشْوكان نقطةً من الضّوءِ،علي نافذةِ الغبَشْ!وكان في وريدهِ نهرٌ،وقبضتاهْنبعانِ من رفض ومن صلاهْ!وفي فم الحسين شاطئانْيبتكران الوردَ والامطارَ والبركانْيَضيعُ فيهما المدي... ويكتبُ الزمانْتأريخَ موتِ الماء فوق جثّةِ الدخانْ!جرّحَ قلب الأمسْ بأنّة، أو آهْلكنْ جذور الشمسْ تطلعُ من رؤياهْ!رغمَ جنونِ الخيلْ ما برحت عيناهْتطوفُ أُفْقَ الليلْ تلمحُ وجهَ اللهْ!!

النبوءة 02

وكان الحسينُ طويلا كرمحِوكان الفراتُ ضئيلا.. ضئيلا،بدي خلف خيمتهِ، خيطَ ملحِوكان يقولُ: إذا ما تكسَّرَ جُرحي،فصارَ مراياوأمست عيوني شظاياستولدُ ساعةَ ذبحي،عصافيرُ ماء عراياتُقبِّلُ جثّةَ طفلي القتيلِ،وتغمرُها بالرؤي والحكايا!ويوم تواري الحسينُ،رأينا خيولا ملطّخةً بالخطايارأينا سكاكينَ بيضاءَ... بيضاءَ...تولدُ خلفَ دموعِ السبايا!

النبوءة 03

لو أنّهُ دمعَهْ لباحَ بالأسرارْلكنَّهُ شمعَهْ ماذا تبوحُ النارْ؟يكتبُ بالسكَينْ ميلادَهُ المخنوقْيا قافلاتِ الطينْ ردِّي وجوهَ النوقْمَن قالَ إنّ الليلْ قد دفنَ الوادي؟هذا صهيلُ الخيلْ يعلنُ ميلادي!حينَ أفاقَ الصبحْ كفَّنهُ الأمسُوحينَ صاحَ الجرحْ غادرتِ الشمسُ!خبَّأتُ لي صوتا ينسلُّ كالطّيفِيا أيّها الموتي لا تكسروا سيفي!

النبوءة 04

اَلضوءُ في عينيَّ يغفو ويضيعُ بينَ يديَّ سيفُويُبَحُّ قرآنٌ علي شفةِ الظما ويباحُ نزفُوتُجَنُّ قافلةُ السري حزناً ويحدو النوقَ خوفُمليونُ بحر جفَّ من عطش وجرحيَ لا يجِفُّاَلموجةُ الزرقاءُ خجلي والغيومُ إليَّ تهفوليعودَ لفحُ الرملِ ورداً أو فراشات ترفُّيا أنتَ حين تكسَّرت أُنشودتي واندقَّ حرفُوتناهبَ الإعصارُ أشرعتي ورشَّ الرعبَ عصفُناديتَني فرأيتُ من خلفِ الضبابِ تُمدُّ كفُّوبدي لعيني من بعيد ضوءُ ميناء وجرفُوتنهَّدتْ قيثارتي فالعمرُ بين يديكَ عزفُ!

النبوءة 05

لا تسرقي خطوَتنا،يا قافلاتِ الوحلِ والصدَأْلا تسرقي دمعةَ أطفالي،فأنتِ يا خاويةً،هيهاتَ أن تَكشفي عذوبةَ الظمَأْ!لا تبحثوا عني،في مدن صخرية،ممطورة بالدمعِ.. والحزنِفإِنني ما زلتُ منذُ رحلتي أطوفْفي مدن مسكونة، دونَ سواها،بالسكاكينِ.. وبالسيوفْ!لا تبحثوا فخلفَ كلِّ جرحْعصفورةٌ تُنبئكُم عن صبحْ!

النبوءة 06

نحوَ أُفْق كلونِ الرمادْكانت الشمسُ تحملُ أشلاءَها،وصهيلُ الجيادْعادَ محترقاً،والسيوفُ التي شَربتْ قلبَهُ باشتهاءْظمِئت فجأةً.. لا لِماءْ،بل إلي قطرة من حياءْ!يا عيوناً خرافيّةَ الحلمِ، مسكونةً بالجرادْأطفئي في الربيعِ الفتيِّ قناديلَهُ،أطفئيهنَّ فالضوءُ متَّشحٌ بالسوادْ!نحوَ أُفْق كلونِ الرمادْعَبَرت أمسِ اشباحُهم وهي مذعورةٌ...لم تعدْ في الرمالِ سوي جثّة للحسينِ،وعينينِ حَدَّقتا في عنادْ!

النبوءة 07

أيُّ خيط من الماءِ،هذا الذي يرسمُ القاحلَةْ؟أيُّ خيط من الدمِ،هذا الذي يفرشُ الوردَ للقافلَهْ؟كان للماءِ لونُ الترابِ،مساحةُ قبر قديم،غموضُ الصحاري الخرافيُّ،مرثيّةٌ... ونهايَهْ!كان للدمِ لونُ النجومِ،وشكلُ العصافيرِ،وَهْجُ المراسي المضاءةِ،انشودةٌ... وبدايَهْ!كيفَ تفقدُ هذي المعاني انتماءاتِها؟إنّها تتشكَّلُ ثانيةً، واللّغَهْهوّةٌ مُفرَغَهْ!عندما يتقاطعُ خيطٌ من الماءِ،في كربلاءَوخيطٌ من الدمِ، تَدفُنُ كلُّ الحروفْذُلَّها في رمادِ السيوفْ!هكذا صارتِ الشمسُ في رمشِهِ تتكسَّرْهكذا صارَ ظلُّ الحسينِ،علي الماءِ.. أحمرْ!

النبوءة 08

اَلفراتُ المسافرُيُشبهُ خابيةً من دموعْاَلفراتُ المسافرُ غادَرَنا،وهو يحملُ وجهَ المساءاتِ،ينسابُ ما بينَ مقبرة للسيوفِ،ومقبرة للشموعْيومَها كانَ صوتُ الحسينِ،يهزّ القلوبَ الصديئَهْيا إلهيَ قطرةَ ماء جريئَهْلا لأُطفي الحرائقَ في رئتيَّ،ولكن لأمسحَ لونَ الخطيئَهْ!اَلفراتُ المسافرُ... والخوفُ،يبتكرانِ الهزيمةَ،مَن قالَ إنَّ الرماحَ التي خَطَفت قلبَهُ،انتصرتْ؟،لم يزلْ في خيامِ الحسينِ رمادٌ،وكسرةُ سيف،ورفضْ!لم يزلْ في وريدِ الحسينِ المقطّعِ نبضْ!اَلمسافاتُ تُفقدُ أبعادَها،والحسينْلم يزلْ يحرسُ الضفَّتَينْ!

النبوءة 09

هوَ وحدَهُ الممتدُّ بينَ الضوءِ والدمْ،هوَ وحدَهُ المصلوبُ خلفَ جنازة للماءِ،في زمن رماديٍّ.. مهشَّمْشَفَةٌ لجرحِ القلبِ،أُغنيةٌ لشهقِتهِ الأخيرَهْعصفورةٌ خضراءُ،تخشعُ فوقَ رايتِهِ الأسيرَهْ!اَلشمسُ تعرفُ وجههُ النبويَّ،والصحراءُ قد خَطَفت عذابَهْوبكفِّهِ اشتعلَ الندي المجنونُ،واحترقت سَحابَهْ!لا تحملي يا ريحُ صرخَتَهُالي زمنِ الترابِ،أقولُ:لا تتسمرَّي كالظلِّ،في بوّابةِ الندمِ القديمِ،ولا تكوني كسرةً من رمحهِ القرشيِّ،لا يا ريحُ،صيري قطرتينِ، دماً سماويّاً.. وماءا،فالدمُّ يرسمُ وجهَهُ،والماءُ يرسمُ أنبياءا!!يا أيُّها الممتدُّ بينَ الضوءِ والدمِ،والمكفَّنُ بالغبارْ،ظمِئتْ إليكَ الأنهرُ الخجلي،وأومأتِ البحارْ!يا أيُّها الممتدُّ بينَ جراحِنا والأمسِ،علِّمْنا الرحيلَ معَ النهارْ،وجعٌ.. ونحنُ مُسَمَّرونَعلي صليبِ الإنتظارْ!

النبوءة 10

شيءٌ منَ الحزنِ يطفو علي بقايا شُموعيوفي عيونيَ صمتٌ ملوَّنٌ بالخشوعِما للشواطيء تبكي جنازةَ الينبوعِ؟وهيَ الّتي قتلتني ولم تُلَملِمْ دموعيومزَّقت بِيدَيْها.. مرافِئي.. وقُلوعيوفي الظما.. سمرَّتني ظلا، لتصلبَ جوعيما للشواطيءِ تبكي جنازةَ الينبوعِ؟هل سافرتْ في جراحي ورمِلها المنقوعِ؟أم اكتوي الخطوُ منها علي المدي الموجوعِ؟إنْ راعَها تمتماتٌ من رأسيَ المقطوعِففي يديَّ نهارٌ وغابةٌ في ضلوعي!

النبوءة 11

وهذهِ الصحراءْتعرفُ أنّي عاشقٌ،يخبّيءُ البحارَ في تابوتهِ،وأنَّ بيتي الماءْ!وهذهِ الصحراءْتَقمَّصتني فجأةً،فاتخذتْ من وَجَعي مرسيً،ومن تمرُّدي ميناءْ!وهذهِ الصحراءْتتفتحُ في وجهيَ عينيها،وتحكي عن سقوطِ المدنِ العمياءْ!وهذهِ الصحراءْتفتَّحت من عَطشي ورداً،وإصراراً، وكبرياءْولم تعدْ تذكرُ، لا قوافلَ التيهِ،ولا مواسمَ العراءْ!

النبوءة 12

وَمَن يدري؟ لعلَّ دمي سيفتحُ ألفَ بوّابَهْيضيعُ وراءَها زمنٌ وتُصلبُ خلفَها غابَهْعلي عطشي سأضفرُ من خيوطِ النهرِ أُرجوحَهْوشّلالا ينثُّ الضوءَ فالواحاتُ مذبوحَهْهناكَ وراءَ ظلِّ النخلِ قبّرةٌ تحبُّ الماءْرأيتُ عيونَها بُقَعاً من الدمِ تملأُ الصحراءْ!رأيتُ البحرَ يكي خلفَ خيمتِنا... ويرتجفُشواطئُهُ محنَّطةُ الرمالِ وموجُهُ خزفُ!رأيتُ الغيمَ يرقدُ في البراري يرتدي المِلْحايُكسِّرُ موسمَ الأمطارِ ثمَّ يُقبّلُ الجرحا!رأيتُ الشمسَ تغرفُ من وريدي دفئَها المسحورْلتمتدَّ اشتعالتُها رؤيً، ورمادُها عصفورْ!

النبوءة الأخيرة

لغةٌ واحدَهْ،كيفَ تُلغي المسافاتِ،بين التوهُّجِ.. واللحظةِ الباردَهْ؟لم تزلْ بين جرحِ الحسينِ،وبين قصائدِنا..مدنٌ قانيَهْولكي نقرأَ الجرحَ، لابدَّ من لغة ثانيَهْ!!

تعريف مرکز القائمیة باصفهان للتحریات الکمبیوتریة

جاهِدُوا بِأَمْوالِكُمْ وَ أَنْفُسِكُمْ في سَبيلِ اللَّهِ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (التوبة/41).
قالَ الإمامُ علیّ ُبنُ موسَی الرِّضا – علـَیهِ السَّلامُ: رَحِمَ اللّهُ عَبْداً أحْيَا أمْرَنَا... َ يَتَعَلَّمُ عُلُومَنَا وَ يُعَلِّمُهَا النَّاسَ؛ فَإِنَّ النَّاسَ لَوْ عَلِمُوا مَحَاسِنَ كَلَامِنَا لَاتَّبَعُونَا... (بَــنـادِرُ البـِحـار – فی تلخیص بحـار الأنوار، للعلاّمة فیض الاسلام، ص 159؛ عُیونُ أخبارِ الرِّضا(ع)، الشـَّیخ الصَّدوق، الباب28، ج1/ ص307).
مؤسّس مُجتمَع "القائمیّة" الثـَّقافیّ بأصبَهانَ – إیرانَ: الشهید آیة الله "الشمس آباذی" – رَحِمَهُ اللهُ – کان أحداً من جَهابـِذة هذه المدینة، الذی قدِ اشتهَرَ بشَعَفِهِ بأهل بَیت النبیّ (صلواتُ اللهِ علـَیهـِم) و لاسیَّما بحضرة الإمام علیّ بن موسَی الرِّضا (علیه السّلام) و بـِساحة صاحِب الزّمان (عَجَّلَ اللهُ تعالی فرجَهُ الشَّریفَ)؛ و لهذا أسّس مع نظره و درایته، فی سَنـَةِ 1340 الهجریّة الشمسیّة (=1380 الهجریّة القمریّة)، مؤسَّسة ًو طریقة ًلم یـَنطـَفِئ مِصباحُها، بل تـُتـَّبَع بأقوَی و أحسَنِ مَوقِفٍ کلَّ یومٍ.
مرکز "القائمیّة" للتحرِّی الحاسوبیّ – بأصبَهانَ، إیرانَ – قد ابتدَأَ أنشِطتَهُ من سَنـَةِ 1385 الهجریّة الشمسیّة (=1427 الهجریّة القمریّة) تحتَ عنایة سماحة آیة الله الحاجّ السیّد حسن الإمامیّ – دامَ عِزّهُ – و مع مساعَدَةِ جمع ٍمن خِرّیجی الحوزات العلمیّة و طلاب الجوامع، باللیل و النهار، فی مجالاتٍ شتـَّی: دینیّة، ثقافیّة و علمیّة...
الأهداف: الدّفاع عن ساحة الشیعة و تبسیط ثـَقافة الثـَّقـَلـَین (کتاب الله و اهل البیت علیهـِمُ السَّلامُ) و معارفهما، تعزیز دوافع الشـَّباب و عموم الناس إلی التـَّحَرِّی الأدَقّ للمسائل الدّینیّة، تخلیف المطالب النـّافعة – مکانَ البَلاتیثِ المبتذلة أو الرّدیئة – فی المحامیل (=الهواتف المنقولة) و الحواسیب (=الأجهزة الکمبیوتریّة)، تمهید أرضیّةٍ واسعةٍ جامعةٍ ثـَقافیّةٍ علی أساس معارف القرآن و أهل البیت –علیهم السّلام – بباعث نشر المعارف، خدمات للمحققین و الطـّلاّب، توسعة ثقافة القراءة و إغناء أوقات فراغة هُواةِ برامِج العلوم الإسلامیّة، إنالة المنابع اللازمة لتسهیل رفع الإبهام و الشـّـُبُهات المنتشرة فی الجامعة، و...
- مِنها العَدالة الاجتماعیّة: التی یُمکِن نشرها و بثـّها بالأجهزة الحدیثة متصاعدة ً، علی أنـّه یُمکِن تسریعُ إبراز المَرافِق و التسهیلاتِ – فی آکناف البلد - و نشرِ الثـَّقافةِ الاسلامیّة و الإیرانیّة – فی أنحاء العالـَم - مِن جـِهةٍ اُخرَی.
- من الأنشطة الواسعة للمرکز:
الف) طبع و نشر عشراتِ عنوانِ کتبٍ، کتیبة، نشرة شهریّة، مع إقامة مسابقات القِراءة
ب) إنتاجُ مئات أجهزةٍ تحقیقیّة و مکتبیة، قابلة للتشغیل فی الحاسوب و المحمول
ج) إنتاج المَعارض ثـّـُلاثیّةِ الأبعاد، المنظر الشامل (= بانوراما)، الرّسوم المتحرّکة و... الأماکن الدینیّة، السیاحیّة و...
د) إبداع الموقع الانترنتی "القائمیّة" www.Ghaemiyeh.com و عدّة مَواقِعَ اُخـَرَ
ه) إنتاج المُنتـَجات العرضیّة، الخـَطابات و... للعرض فی القنوات القمریّة
و) الإطلاق و الدَّعم العلمیّ لنظام إجابة الأسئلة الشرعیّة، الاخلاقیّة و الاعتقادیّة (الهاتف: 00983112350524)
ز) ترسیم النظام التلقائیّ و الیدویّ للبلوتوث، ویب کشک، و الرّسائل القصیرة SMS
ح) التعاون الفخریّ مع عشراتِ مراکزَ طبیعیّة و اعتباریّة، منها بیوت الآیات العِظام، الحوزات العلمیّة، الجوامع، الأماکن الدینیّة کمسجد جَمکرانَ و...
ط) إقامة المؤتمَرات، و تنفیذ مشروع "ما قبلَ المدرسة" الخاصّ بالأطفال و الأحداث المُشارِکین فی الجلسة
ی) إقامة دورات تعلیمیّة عمومیّة و دورات تربیة المربّـِی (حضوراً و افتراضاً) طیلة السَّنـَة
المکتب الرّئیسیّ: إیران/أصبهان/ شارع"مسجد سیّد"/ ما بینَ شارع"پنج رَمَضان" ومُفترَق"وفائی"/بنایة"القائمیّة"
تاریخ التأسیس: 1385 الهجریّة الشمسیّة (=1427 الهجریة القمریّة)
رقم التسجیل: 2373
الهویّة الوطنیّة: 10860152026
الموقع: www.ghaemiyeh.com
البرید الالکترونی: Info@ghaemiyeh.com
المَتجَر الانترنتی: www.eslamshop.com
الهاتف: 25-2357023- (0098311)
الفاکس: 2357022 (0311)
مکتب طهرانَ 88318722 (021)
التـِّجاریّة و المَبیعات 09132000109
امور المستخدمین 2333045(0311)
ملاحَظة هامّة:
المیزانیّة الحالیّة لهذا المرکز، شـَعبیّة، تبرّعیّة، غیر حکومیّة، و غیر ربحیّة، اقتـُنِیَت باهتمام جمع من الخیّرین؛ لکنـَّها لا تـُوافِی الحجمَ المتزاید و المتـَّسِعَ للامور الدّینیّة و العلمیّة الحالیّة و مشاریع التوسعة الثـَّقافیّة؛ لهذا فقد ترجَّی هذا المرکزُ صاحِبَ هذا البیتِ (المُسمَّی بالقائمیّة) و مع ذلک، یرجو مِن جانب سماحة بقیّة الله الأعظم (عَجَّلَ اللهُ تعالی فرَجَهُ الشَّریفَ) أن یُوفـِّقَ الکلَّ توفیقاً متزائداً لِإعانتهم - فی حدّ التـّمکـّن لکلّ احدٍ منهم – إیّانا فی هذا الأمر العظیم؛ إن شاءَ اللهُ تعالی؛ و اللهُ ولیّ التوفیق.