موقع خيبر و تأريخها

اشارة

المولف : مجله حوزه
الناشر : مجله حوزه

موقع خيبر

اشاره

تقع خيبر شمال المدينة المنوّرة، علي نحو (160) كيلاً. ويشقّ خيبر الطريق المزفّت، بين المدينة المنوّرة وتبوك. ومنها إلي تبوك نحو (544) كيلاً. والطريق التي تمرّ في خيبر تستمرّ إلي تبوك فعمّان فدمشق، فإلي تركية.

تاريخ خيبر

من نافلة القول: إنّ خيبر وجدت بهذا التكوين، منذ أن خلق الله السماوات والأرض. غير أنّ تاريخها الموغل في القدم لم يصل إلينا إلاّ في إيحاءات، واستنتاجات، لم تستند علي مصادر موثوقة. فلا شكّ أنّها كانت تحت نفوذ ثمود قوم صالح(عليه السلام)، ثمّ دانت للدولة اللحيانية، التي كانت قاعدتها ما يعرف اليوم بالعلا (وادي القري قديماً) والتي تبعد عن خيبر (142) كيلاً شمالاً غربياً، ثمّ دخلت تحت نفوذ العماليق، الذين حكموا الحجاز والشام زمناً طويلاً. وكان من ملوكهم: أبيجاد، وهوّز، وحطّي، إلي آخر الأسماء، التي اتّخذت منها حروف (الجُمَّل). وبعد هذه الدولة أو هذا الشعب (العماليق)، توزّعت (البلاد العربية بين نفوذ الامبراطوريات: الفارسية، والرومانية، واليمنية (في عنفوان التّبابعة) ولاشكّ أنّ خيبر ظلّت تدين لمن تدين له المدينة المنوّرة، وأنّها كانت جزءاً لا يتجزأ من هذه المنطقة التي تتوسّطها المدينة.

طروء اليهود علي شمال الحجاز

في زمن يختلف المؤرِّخون في تحديده ؛ لأنّه غير موثّق، ويخضع للروايات الإسرائيليّة، طرأ علي هذه البلاد شعب غريب، هم اليهود.قالوا: إنّهم بقايا جيش أرسله نبيّ الله موسي(عليه السلام)، ويروّجون لأمر نبيّ الله. موسي منه براء، ولا نريد إيراده.وقالوا: بل جيش أرسله يوشع.وقالوا: بل هم الفرار من غزوة بختنصّر، الذي دمّر دولتهم، وسباهم إلي العراق.والأقوال في هذا الموضوع كثيرة، وإنّما الذي يهمّنا هذا القول: إنّ اليهود احتلّوا شمال الحجاز: تبوك، وتيماء، ووادي القري، وخيبر، حتّي استوطنوا المدينة النبويّة، وصاهروا العرب، وراضعوهم، وأتقنوا لغتهم، وتسمّوا بأسمائهم.

في عهد رسول لله

أرسل الله رسوله محمّداً بالهدي ودين الحقّ، فأنذر قومه، وبلّغهم رسالة ربّه، ولم يألو جهداً في نصحهم، والبرّ بهم، غير أنّ قريشاً منها من آمن ومنها من كفر، ممّا اضطرّ رسول الله(صلي الله عليه وآله وسلم)، إلي الهجرة إلي المدينة المنوّرة. فوصل إليها في السنة الأولي من الهجرة سنة 622م.لكن اليهود ناصبوه العداء، وظاهروا عليه كفّارالعرب، وتآمروا مع الأحزاب. فحمل عليهم رسول الله(صلي الله عليه وآله وسلم) بالمؤمنين، فأجلاهم عن المدينة، قبيلة إثر قبيلة، فمنهم من ذهب إلي الشام، ومنهم من انضمّ إلي يهود خيبر، ونزل معهم، وتناصروا معهم ضدّ الدعوة الإلهية، ونابذه رجال منهم بالأذي والأشعار الهجائية، فتسلّط عليهم العرب بالقتل، بإذن من رسول الله(صلي الله عليه وآله وسلم).

بدء الحرب مع يهود خيبر

سرية قتل كعب بن الأشرف

وبدأت المناوشات مع يهود خيبر بأن انتدب نفر من الأنصار رضي الله عنهم لقتل كعب بن الأشرف اليهودي، وسبب ذلك أنّ كعباً كان يحرّض ضدّ رسول الله ويقول الأشعار الحماسية، ويثير الثارات فدعا عليه(صلي الله عليه وآله وسلم) قائلاً: (اللّهمَّ اكفني ابن الأشرف بما شئت) في إعلانه الشرّ وقول الأشعار، ثمّ قال: من لي بابن الأشرف فقد آذاني؟ فقال محمّد بن مسلمة: أنا به يارسول الله، وأنا أقتله.فقال: افعل وشاور سعد بن معاذ في أمره.فقتلوه وحملوا رأسه إلي رسول الله(صلي الله عليه وآله وسلم) وكان مقتله في الرابع عشر من ربيع الأوّل من السنة الثالثة للهجرة [1] .

سرية عبدالله بن عتيك إلي أبي رافع

ثمّ سرية عبدالله بن عتيك إلي أبي رافع سلام بن أبي الحُقيق النضري، في شهر رمضان سنة ست من مهاجرة رسول الله(صلي الله عليه وآله وسلم)، قالوا: كان أبو رافع بن أبي الحُقيق قد أجلب في غطفان، ومن حوله من مشركي العرب، فكثر شرّه، واجتمع له عدد منهم، فبعث رسول الله عبدالله بن عتيك ونفراً من المسلمين فقتلوه [2] 2.وقال حسّان بن ثابت الأنصاري(رضي الله عنه) يمدح هذا الفعل الجهادي:لله دَرّ عــصابةٍ لاقــيتهم ياابن الحقيق وأنت ياابـن الأشرف يسيرون بالبيض الخفاف إليكم مـرحـا كأسد في عـرين مغرف حتّي أتـوكم في محلّ بلادكم فسـقوكم خـنقاً بـبيض دفـف

فتح خيبر

في السنة السابعة للهجرة = 629 م في شهر جمادي الأولي [3] .ويتوّج(صلي الله عليه وآله وسلم) هذه الأعمال الخفيفة في ظاهرها، القاصمة في نتائجها ظهور أعداء الله ورسوله، يتوّجها بفتح عظيم يقضي به علي بؤرة الفساد، ويدكّ حصون بني صهيون، فلا تقوم لهم بعده قائمة أبداً، فيسير إليهم، في السنة السابعة من الهجرة في شهر جمادي الأولي، فحاصرهم وقاتلهم حتّي استولي علي حصونهم وضياعهم، وكانت لهم حصون منيعة إلاّ من الله، ومن تلك الحصون: النطاة، وناعم، وحصون الكتيبة مثل: القموص والوطيح وسلالم، وقتل منهم عدداً كثيراً وسبا وغنم، وتزوّج صفية بنت حيي بن أخطب.ويحدّثنا ابن هشام: أنّ بعضهم أسلم في المدينة، وأسلم بعضهم في خيبر.ويصف مسيره إليهم من المدينة، فيقول: ثمّ خرج في بقيّة المحرّم إلي خيبر..واستعمل علي المدينة نميلة بن عبدالله اللّيْثي، ودفع الراية إلي عليّ بن أبي طالب(رضي الله عنه) وكانت بيضاء.ورجز عامر بن الأكوع ـ بأمر من رسول الله ـ بين يديه وهو سائر:والله لولا الله مــا اهـتدينا ولا تــصدّقنا ولا صـلّينا إنّـا إذا قـوم بـغوا عـلينا وإن أرادوا فـتنة أبـــينا [4] فــانـزلن سكـينة عـلينا وثـبت الأقـدام إن لاقـينافلمّا أشرف رسول الله(صلي الله عليه وآله وسلم) علي خيبر ـ وكانت تسمّي قرية الحجاز ـ قال: اللّهمّ ربّ السماوات وما أظللن، وربّ الأرضين وما أقللن، وربّ الشياطين وما أضللن، وربّ الرياح وما أذرين، فإنّا نسألك خير هذه القرية وخير أهلها وخير ما فيها، ونعوذ بك من شرّها وشرّ أهلها وشرّ ما فيها، أقدموا بسم الله، وكان يقولها(صلي الله عليه وآله وسلم) لكلّ قرية دخلها.وصبّح رسول الله بجيشه خيبر، فكبّر، قائلاً: الله أكبر خربت خيبر، إنّا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المُنذرين.يقول ابن إسحاق [5] : ثمّ أقبل رسول الله(صلي الله عليه وآله وسلم) حتّي نزل بواد يقال له الرجيع، وتدنّي رسول الله(صلي الله عليه وآله وسلم) الأموال يأخذها مالاً مالاً، ويفتحها حصناً حصناً، فكان أوّل حصونهم افتُتح حصن ناعم، وعنده قُتل محمود بن مسلمة.

قتل مرحب اليهودي (الحميري)

قال ابن إسحاق: ولمّا افتتح رسول الله(صلي الله عليه وآله وسلم) من حصونهم ما افتتح، وحاز من الأموال ما حاز، انتهوا إلي حصنيهم الوطيح والسُلالم، وكان آخر حصون أهل خيبر افتتاحاً، فحاصرهم رسول الله(صلي الله عليه وآله وسلم) بضع عشرة ليلة.خرج مرحب اليهود من حصونهم، وهو يقول: من يبارز؟قال ابن هشام: ومرحب من حِمْير.فقال رسول الله(صلي الله عليه وآله وسلم): مَن لهذا؟ قال محمّد بن مَسْلمة: أنا له يارسول الله، أنا والله الموتور الثائر، قُتل أخي بالأمس ؛ فقال: فقم إليه، فقام إليه محمّد بنمسلمة، فقتله.فخرج بعده أخوه ياسر، فخرج إليه الزبير بن العوّام، فقتله [6] .فاستعصي حصن علي الفتح [7] ، فقال رسول الله(صلي الله عليه وآله وسلم): لأعطين الراية غداً رجلاً يحبّ الله ورسوله، يفتح الله علي يديه، ليس بفرّار. قال: يقول سلمة، فدعا رسول الله(صلي الله عليه وآله وسلم) عليّاً(رضي الله عنه) وهو أرمد، فتفل في عينه، ثمّ قال: خُذ هذه الراية، فامض بها حتّي يفتح الله عليك.قال: يقول سلمة: فخرج والله بها يأنح، يهرول هرولة، وإنّا لخلفه نتبع أثره، حتّي ركز رايته في رضم من حجارة تحت الحصن، فاطلع إليه يهودي من رأس الحصن، فقال: مَن أنت؟ قال: أنا عليّ بن أبي طالب. قال: يقول اليهودي: علوتم، وما أنزل علي موسي، أو كما قال. قال: فما رجع حتّي فتح الله علي يديه.قال ابن إسحاق: حدّثني عبدالله بن الحسن، عن بعض أهله، عن ابن رافع، مولي رسول الله(صلي الله عليه وآله وسلم)، قال: خرجنا مع عليّ بن أبي طالب(رضي الله عنه)، حين بعثه رسول الله(صلي الله عليه وآله وسلم) ؛ فلمّا دنا من الحصن خرج إليه أهله فقاتلهم، فضربه رجل من اليهود، فطاح ترسه من يده، فتناول عليّ(عليه السلام) باباً كان عند الحصن، فترس به عن نفسه، فلم يزل في يده وهو يقاتل حتّي فتح الله عليه، ثمّ ألقاه من يده حين فرغ، فلقد رأيتني في نَفَر سبعة معي، أنا ثامنهم، نَجْهد علي أن نقلب ذلك الباب، فما نقلبه.

مصالحة الرسول أهل خيبر

وحاصر رسول الله(صلي الله عليه وآله وسلم)، أهل خيبر في حصنيهم الوطيح والسلالم، حتّي إذا أيقنوا بالهلكة، سألوه أن يسيّرهم، وأن يحقن لهم دماءهم، ففعل. وكانرسول الله(صلي الله عليه وآله وسلم) قد حاز الأموال كلّها: الشّق ونَطاة والكتيبة وجميع حصونهم، إلاّ ما كان من ذينك الحصنين.فلمّا سمع بهم أهل فَدَك قد صنعوا ما صنعوا. بعثوا إلي رسول الله(صلي الله عليه وآله وسلم) يسألونه أن يسيّرهم، وأن يحقن دماءهم، ويخلوا له الأموال، ففعل. وكان فيمن مشي، فلمّا نزل أهل خيبر علي ذلك، سألوا رسول الله(صلي الله عليه وآله وسلم) أن يعاملهم في الأموال علي النصف، وقالوا: نحن أعلم بها منكم، وأعمر لها ؛ فصالحهم رسول الله(صلي الله عليه وآله وسلم) علي النصف، علي أنّا إذا شئنا أن نخرجكم أخرجناكم ؛ فصالحه أهل فدك علي مثل ذلك. فكانت خيبر فيئاً بين المسلمين، وكانت فدك خالصة لرسول الله(صلي الله عليه وآله وسلم)؛ لأنّهم لم يجلبوا عليها بخيلٍ ولا ركاب.قال معدّ البحث: كان صلح أهل خيبر علي الثمرة فقط، أمّا صلح أهل فدك، فكان علي الأرض والثمرة.وفي سيرة ابن هشام 3: 341: كان فتح خيبر في صفر.قلت: وهو أقرب إلي الصواب ؛ لأنّه خرج(صلي الله عليه وآله وسلم) من المدينة في شهر المحرّم سنة سبع للهجرة، كما تقدّم.

جلاء اليهود من خيبر

قال مالك: أوّل من جلّي يهود خيبر عمر(رضي الله عنه)، فقال له رئيس من رؤوسائهم: أتجلينا وقد أقرّنا محمّد؟ فقال عمر(رضي الله عنه): أتراني نسيت قوله: كيف بك لو قد رقصت بك قلوصك نحو الشام ليلة بعد ليلة؟ فقال: إنّما كانت هُزَيْلَة من أبي القاسم. فقال له عمر(رضي الله عنه): كذبت، كلاَّ والذي نفسي بيده، إنّه لفصل وما هو بالهزل.قال ابن جريج: وأخبرني عامر بن عبدالله بن نسطاس قال: بعث النبيّ(صلي الله عليه وآله وسلم) عبدالله بن رواحة(رضي الله عنه) فخرص بينهم، فلمّا خُيّروا أخذت اليهود التمر، فلم يزل بيد يهود حتّي أخرجهم عمر(رضي الله عنه) منها، فقالت اليهود: ألم يصالحنا النبيّ(صلي الله عليه وآله وسلم) علي كذا وكذا؟ فقال: إنّ غدركم ما بدا لله ولرسوله، فهذا حين بدا لي إخراجكم منها. ثمّ قسّمها بين المسلمين، ولم يعط منها أحداً لم يحضر فتحها، فأهلها الآن المسلمون ليس فيها اليهود، أي في عهد ابن جريج.وعن سليمان بن يسار: أنّ النبيّ(صلي الله عليه وآله وسلم) بعث عبدالله بن رواحة(رضي الله عنه) إلي أهل خيبر خارصاً عليهم، فلمّا جاءهم تلقّوه بالهدايا، فقال: لا أرب لي بهداياكم، تعلمون معشر اليهود ما خلق الله قوماً أبغض إليَّ منكم، وما خلق الله قوماً أحبّ إليّ من قوم خرجت منهم، وإنّي والله لا يحملني حبّهم ولا بغضي إيّاكم أن لا تكونوا في الحقّ عندي سواء.قال الزهري: فأخبرني عبدالله بن عبيدالله: أنّ عمر(رضي الله عنه) بلغه أنّ النبيّ(صلي الله عليه وآله وسلم) قال في مرضه الذي مات فيه: (لا يجتمع في جزيرة العرب دينان)، ففحص عمر(رضي الله عنه) عن الخبر في ذلك حتّي وجد عليه الثبت عن رسول الله(صلي الله عليه وآله وسلم)، فقال عمر(رضي الله عنه): من كان من أهل الحجاز ـ يعني من أهل الكتاب ـ عنده عهد من رسول الله(صلي الله عليه وآله وسلم) فليأت به أنفذ له عهده وأقرّه، ومن لا فإنّ الله تعالي قد أذن في إجلائكم ـ أو بجلائكم ـ فأجلي عمر(رضي الله عنه) يهود الحجاز إلي الشام.عن عثمان بن محمّد الأخنسي، قال: غزا النبيّ(صلي الله عليه وآله وسلم) خيبر ففتحها الله له، فقال للمسلمين: (إنّ خيبر كانت لمن شهد الحديبيّة خاصّة، وإنّ إخوانكم هؤلاء شهدوا معكم، فألاّ تشركونهم؟) وكان قد أدركه بها ركب من شنوءة، فيهم الطُّفيل بن عمرو، وأبو هريرة، فقال المسلمون: (نعم، افعل يارسول الله، فأسهمهم معهم، وكانت قُسّمت نصفين، فكانت الشق ونطاة نصفاً، وكانت الوطيح وسُلالم ووحيدة [8] نصفاً، فهذا النصف لرسول الله(صلي الله عليه وآله وسلم)، وكان للمسلمين الشقّ ونطاة.عن بشير بن يسار قال: لمّا أفاء الله علي رسوله(صلي الله عليه وآله وسلم) خيبر، قسّمها علي ستّة وثلاثين سهماً، جمع كلّ مائة سهم، وعزل نصفها لنوائبه وما ينزل به، وقسّم بين المسلمين الشقّ ونطاة وما حيز معهما، وكان فيما وقف الوطيح والكتيبة وسُلالم وما حيز معهنّ، فلمّا صارت الأموال بيد النبيّ(صلي الله عليه وآله وسلم) والمسلمين، لم يكن لهم من العمّال ما يكفون عمل الأرض، فدفعها النبيّ(صلي الله عليه وآله وسلم) إلي اليهود، ويعملونها علي نصف ما خرج منها، فلم يزل كذلك علي عهد النبيّ(صلي الله عليه وآله وسلم) وأبي بكر(رضي الله عنه)، حتّي كان عمر(رضي الله عنه)، وكثر العمّال في أيدي المسلمين، وقووا علي عمل الأرض، فأجلي عمر(رضي الله عنه) اليهود إلي الشام، وقسّم المال بين المسلمين إلي اليوم.ومن شأن خيبر: أنّ النبيّ(صلي الله عليه وآله وسلم) نزل في وادي السُّرير ؛ الوادي الأدني، وبه الشقّ والنّطاة، فبرز إليه أهلها لقتاله، ثمّ إنّ الله هزمهم، ثمّ نزلوا علي حصن بني نزار، ففتحه الله بغير صلح، وأنّ النبيّ(صلي الله عليه وآله وسلم) جعله لأهل الحديبية، ولخيل كانت معه عشرين ومائة فرس، ولامرأتين حضرتا القتال: امرأة من بني حارثة يقال لها أمّ الضحّاك بنت مسعود أخت حُويّصَة ومُحَيّصَة، والاُخري أُخت حذيفة بن اليمان، أعطي كلّ واحدة مثل سهم رجُل. وقدِم عليه هناك وفد الطُّفيل بن عمرو الدوسي، وفيهم أبو هريرة، وذلك حين هاجروا، فزعموا أنّ رسول الله(صلي الله عليه وآله وسلم) قال: (إنّ خيبر لم تكن إلاّ لمن شهد الحديبية) ثمّ ذكر إعطاء الدوسيّين كما تقدّم. وخيبر موصوفة بكثرة النخل والتمر ؛ قال حسّان بن ثابت:أتــفخرُ بــالكتّان لـمّا لبسـته، وقـد تـلبس الأنـباط ريـطاً مـقصرا فـلا تكُ كـالعاوي، فأقـبل نـحرُه ولـم تخشه سـهماً مـن النبل مـضمرا فـإنّا، ومـن يهدي القصائد نـحوه، كـمستبضع تـمراً إلـي أرض خيبـراونقل البكري: وقال ابن لُقَيْم العبسي في الشّق ونطاة، وذلك عند فتح خيبر:رُمَـيتْ نَـطاة من الرسـول بـفليقِ شَــهْباءَ ذاتِ مَــناكبِ وفِــقارِ واسْـتَيْقَنَتْ بـالذلّ لـمّا أصـبحتْ ورجــالُ أسْـلَم وسْـطها وغِـفار ولكـلّ حِـصن شـاغلٌ من خَـيْلِهمْ مـن عـبد أشْـهَلَ أو بَنـي النّـجّار صَـبَحَتْ بنـي عمرو بن زُرْعة غُدوةً والشّــق أظــلمَ ليــلُهَا بنـهار

عمالة خيبر

خيبر كما تقدّم في فتحها، وكثافة سكّانها، ويذكر المؤرِّخون، ومنهم ياقوت: إنّها ولاية. ومن المؤكّد أنّهاكانت تتبع المدينة المنوّرة عبر عصور الجاهلية والإسلام.ولكن ما بين يدي من مراجع، لا يذكر شيئاً عن ولاية وولاة خيبر. والمعتقد أنّها كانت كأقسام الجزيرة، كان يكتفَي منها بالحاصلات الشرعية كالزكاة، ونحو ذلك، وأنّ هذا كان يقوم عظيم المنطقة بموجب شيء معيّن يؤدّيه كلّ سنة.فما استقام به استقام أمره، وستري فيما يلحق خمول ذكر خيبر، ولم نجد أنّ أميراً من الحجاز، أو من المدينة خاصّة جيّش علي خيبر.

ثم خبأ ذكر خيبر

فلم نجد لها ـ بعد الخلفاء ـ ذكراً، إلاّ إلمامات لا تكاد تري. وهذا في نظري، يعود إلي عوامل، منها:1 ـ وجود خيبر في معزل عن طريق الحجّاج، الذين غالب ما ينبه ذكر البلاد التي يمرّون بها، فطريق العراق يمرّ شرقها بعيداً، والدرب الشامي يمرّ غربها، وبينها وبينه جبال وأودية.2 ـ إنّها منطقة وعرة، لا يوصل إليها ـ آنذاك ـ إلاّ بمشقّة، وقد انقطعت ريادة الريف.3 ـ عدم وجود والي لها، يذكره مؤرِّخو المدينة، أو تثور بينه وبين أهل خيبر منازعات.4 ـ يبدو أنّ أهلها ليسوا سريعين إلي نجدة الأمراء في حالة حربهم كبيشة وزهران، وحرب، وغيرهم، فلم يرد لهم اسم في الحروب. أمّا القبائل فإنّ اسمهم إذا ورد، فإنّما يرد باسم القبيلة لا البلد. حتّي في العهد الحديث، لم يتحرّك اسم خيبر حتّي زارها بعض الدارسين، ومرّ فيها الطريق بين المدينة والشام.بعد إتمام هذا البحث، وردت إليّ معلومات عن بعض ولاة لخيبر، سأثبتها في الأصل.

فدك

تعرف اليوم بالحائط.هي إحدي القري المهمّة في منطقة خيبر، ولها نصيب من وصف خيبر، من استولي علي خيبر استولي عليها.قال ابن شبة: بقيت بقيّة من أهل خيبر تحصّنوا، فسألوا رسول الله(صلي الله عليه وآله وسلم) أن يحقن دماءهم ويسيّرهم. ففعل، فسمع بذلك أهل فدك، فنزلوا علي مثل ذلك، فكانت للنبيّ(صلي الله عليه وآله وسلم) خالصة ؛ لأنّه لم يوجف عليها بخيل ولا ركاب [9] .وقال ابن إسحاق: لمّا فرغ رسول الله(صلي الله عليه وآله وسلم) من خيبر، قذف الله في قلوب أهل فدك حين بلغهم ما أوقع الله بأهل خيبر، فبعثوا إلي رسول الله(صلي الله عليه وآله وسلم) يصالحونه علي النصف من فدك، فقدمت عليه رسلهم بخيبر، أو بالطريق، أو بعدما قدم إلي المدينة، فقبل منهم. فكانت فدك لرسول الله(صلي الله عليه وآله وسلم) خالصة ؛ لأنّه لم يوجف عليها بخيل ولا ركاب، فهي من صدقة رسول الله(صلي الله عليه وآله وسلم) فالله أعلم علي النصف صالح أهلها أم عليها كلّها، فكلّ ذلك قد جاءت به الأحاديث.

جغرافية خيبر و سكانها

اشاره

خيبر محافظة من محافظات المدينة، اليوم. وكانت ولاية من ولاياتها كما تقدّم.تقع خيبر في منطقة جبلية، يتكوّن جلّها من الحرار السود، وفي الشمال عدد من الجبال الشوامخ، وتتوسّط قاعدتها قري الحرّة، المعروفة بحرّة خيبر، وتقع القاعدة، وتسمّي الشُّريف أو قرية بشر، علي بُعد (160) كيلاً من المدينة المنوّرة شمالاً علي الطريق الذاهب إلي الشام.وتتبعج من هذه الحرار العيون الغزيرة الماء، فتجري في أودية صالحة للزراعة، يغرس فيها النخيل، وتجود بالتمر الذي كان يوماً مثوبة للناس في تلك الديار.تقدّر عيون خيبر بمائة وثمانين عيناً، تسقي نحو ثلاثة ملايين نخلة، عدا زراعات أُخر، كان أهمّها الشعير، وقد زرعت اليوم زراعات كثيرة، منها الخضار، لبيعها في المدينة بعد تحسّن المواصلات.

التكوين الجغرافي لخيبر

اشاره

رحلات في بلاد العرب: 21.

الحرة

حرّة خيبر حرّة واسعة تتخلّلها الأودية، التي تجعل منها حراراً عديدة ذات أسماء متفرّقة، وتبدأ هذه الحرّة من مشارف الصويدرة والشقرة في الجنوب عند طريق المدينة إلي القصيم ثمّ تمتدّ شمالاً. وكانت هذه تسمّي حرّة النار، فتمرّ بالصلصلة وخيبر، ثمّ شرق سلاح إلي أن تنتهي بضرغط شمال شرقي سلاح وكان القسم الشرقي الشمالي منها يسمّي حرّة ليلي.وتسيل مياه هذه الحرة في ثلاث جهات:أ ـ شرقاً في وادي الرمة. كأودية: الحائط (فدك قديماً) والحويّط (بديع قديماً) والحليفة.ب ـ جنوباً كأودية: نجار (وادي الصويدرة) والشقرة، ووادي الحناكية (نخل قديماً).جـ ـ أودية خيبر، وهذه أفردنا لها فصلاً فيما يتبع.وكانت خيبر سوقاً من أسواق العرب في الجاهلية تحت حماية قبيلة غطفان.وتشمل اليوم مكاناً إدارياً يمتدّ من مشارق الصلصلة جنوباً إلي حفيرة الأيدا شمالاً، وتضمّ في الشرق الحائط والحويط، وغرباً برمة وما حولها.

اودية خيبر

الأودية الرئيسية التي تتكوّن منها أمارة خيبر [10] هي ستّة أودية، وهي من الجنوب إلي الشمال:1 ـ وادي الغَرَس: بفتح الغين المعجمة، والراء المهملة: وادٍ يأخذ أعلي مساقط مياهه من جنوب الحرة ومن جبلي أشْد ثمّ يتّجه شمالاً. فإذا مرّ عند البحرة المتقدّمة سمّي وادي الثمد وقد يسمّي وادي الدوم، ثمّ ينحرف غرباً مارّاً بقرية زَبَران جاعلاً الصهباء بينه وبين الشريف قاعدة خيبر، ثمّ يدفع في المجامع حيث تصبّ كلّ أودية خيبر.2 ـ وادي السلمة: وادٍ ليس كبيراً، ينشأ من قرب الطريق، ثمّ يمرّ بين عطوة (الصهباء) جنوباً والشريف شمالاً، وفيه بلدة (مكيدة) ثمّ يتّجه غرباً إلي المجامع.3 ـ وادي الصوير: أحد الأودية الزراعية الرئيسية، يمرّ تحت الشريف من الشمال آتياً مطلباً من بعيد، وهو كثير العيون والنخيل، وقيل: إنّ ما يقرب من 50% من نخل خيبر هو في هذا الوادي، يذهب مغرباً فيتجمّع بسابقيه في المجامع.4 ـ وادي أبي وشيع: وادٍ يقرب من وادي الصوير في كثرة النخل والمياه سمّي بالقرية الرئيسية فيه، يقطعه الطريق بعد الصوير مباشرة شمالاً بينهما حرّة ممتدّة بامتدادهما من الشرق إلي الغرب، ثمّ يعانق سابقاته في المجامع.5 ـ وادي المضاويح: قليل القري والمزارع يقطعه الطريق شمال أبي وشيع، وفي صدره قرية العين ليست بعيدة من الطريق يميناً، لها ذكر في محطّات الطريق قديماً، وهو أيضاً يجتمع مع السابقة. وأظنّه سمّي لبياض تربته ؛ لأنّ الضحية عند العرب البياض أو الضوء.6 ـ وادي الزهيراء: من أطول أودية خيبر مدي ومن أقلّها خصباً، يأتي من الأطراف الجنوبية للجانب متّجهاً جنوباً حتّي يصل إلي بلدة (العشاش) سلاح قديماً، ثمّ يأخذ في الانحراف جنوباً غربياً حيث يقطعه الطريق بين العشاش والشريف، وقد تسمّيه العامّة وادي غَمْرة ؛ لأنّ جبل غَمْرة ؛ يشرف علي العشاش من الجنوب. ومن روافد هذا الوادي وادياً يمن وجبار الآتي ذكرهما.وإذا اجتمعت أودية خيبر في المجامع تكوّن وادي الطّبْق: وادٍ فحل كثير الروافد تقع فيه آثار برمة، يستمرّ مغرباً من خيبر حتّي يدفع في وادي الحمض (إضم) ولا صحّة للقول: إنّ هذه الأودية تذهب إلي وادي القري، أو أنّ مياه الحرّة الغربية تذهب إلي هناك، ولا تقربه كما أشار بعض الباحثين، فجميع المياه المنحدرة من الحرّة غرباً، أو من سلسلة حَجَر الواقعة غرب العشاش، تتحوّل إلي هذا الوادي الفحل ثمّ تصبّ في إضم. ومن تلك الأودية وادي الصحن، الذي يمرّ الطريق به بين خيبر والعلا، أمّا وادي القري، فأوّل سيول تتّجه إليه من الشرق هي سيول الهضب الآتي ذكره، والذي يبعد من هنا قرابة تسعين كيلاً.

القري الرئيسية في خيبر

تتكوّن خيبر من قري عديدة أهمّها: الشُّريْف، وقد تقدّم الحديث عنها، ثمّ أبو وشيع، ومكيدة وزَبَرَان، والعين، والعِشَاش، وسيأتي الحديث عنها.ونظراً لافتراق أودية خيبر في رؤوسها، واجتماعها في مصابّها، فقد أطلقنا عليها اسم:

التاج الخيبري

إذا ألقيت نظرة علي أودية خيبر ألفيتها تشبه التاج في تكوينها، فوادي الغرس ـ كما تقدّم ـ يأتي من الجنوب متّجهاً شمالاً ثمّ يعدل إلي الغرب، ووادي الزهيراء يأتي من الشمال متّجهاً جنوباً، ثمّ يعدل غرباً وهما يكوّنان طرفي التاج، وواديا الصوير وأبي وشيع يسيران في الوسط فيشبهان رأس التاج، ثمّ وادي السلمة ووادي المضاويح وهما كالضلعين القصيرين في التاج، ثمّ تجتمع هذه الأودية جميعها في المجامع كقاعدة التاج.

سكان خيبر

كأيّ بلدة عريقة لها ضواحي كثيرة يكون سكّانها مزيجاً من الحضر والبدو، فالسكّان الذين لهم الاسم والشهرة هما قبيلتا عنزة وبني رشيد، فالأولي تمتلك جلّ نخيل خيبر وتمتدّ ديارها من جنوب خيبر إلي الجناب فتيماء ثمّ مشرقة إلي قرب حائل، والثانية تمتدّ ديارها من شمال المدينة شاملة جلّ الحرار حيث لها الصلصلة والبحرة ومارّة شرق نخيل خيبر إلي جبل جرس ثمّ شمالاً شرقياً إلي حرّة ضرغط، مائلة شرقاً علي فروع وادي الرمة، ولها هناك الحائط والحويط والحليفة. أمّا السكّان الحضر في قري خيبر فجلّهم من السود المولدين.وإليهم العناية بتلك النخيل كالتأبير والسقي والجداد، فصاروا بيوتاً لها أسماء وأنساب، وأصبحوا يشاركون الملاّك في المزارع علي نظام المعامرالمعروف في الحجاز.ونوع آخر كثر في هذا العهد يتكوّن من الوافدين المستوطنين كالتجّار وموظّفي الدولة وغيرهم، وقد فضّل بعضهم الإقامة الدائمة هنا، وصارت لهم ضياع وأملاك. وكان خيبر ـ من قديم الزمن ـ مشهوراً بحمي الملاريا التي كانت تفتك بالسكّان غير أنّ سود البشرة لديهم مناعة طبيعيّة ضدّ الحمي. وكان العرب الأقدمون إذا أمّ أحدهم خيبر عَشر كما يُعشّر الحمار، اعتقاداً منهم أنّ من يفعل ذلك لا تصبه الحمي، غير أنّ بعضهم كان يأنف ذلك ويرفضه.

مساحة خيبر

من السير علي هذه الطريق، واستعلام أهل الخبرة من السكّان. تقدّر مساحة خيبر (المحافظة) بنحو (160) كيلاً طولاً، من الجنوب إلي الشمال، ولعلّها في نحو (100) كيل عرضاً من الشرق إلي الغرب، أي أنّ مساحة محافظة خيبر تقارب (16000) ستّة عشر ألف كيل.

الآثار في خيبر

المساجد

1ـ مسجد رسول الله(صلي الله عليه وآله وسلم) حين افتتح خيبر.جاء في معجم البكري ـ خيبر ـ: مسجد رسول الله(صلي الله عليه وآله وسلم) الذي كان طول مقامه بخيبر يصلّي فيه، وبني عيسي بن موسي هذا المسجد، وأنفق عليه مالاً جليلاً، وهو علي طاقات معقودة، له رحاب واسعة، وفيه الصخرة التي صلّي إليها(صلي الله عليه وآله وسلم)، وقد تقدّم فيما أحلناه علي معجم البكري. قال ذلك فيما نقله عن السكوني.2 ـ مسجد عليّ(رضي الله عنه): لازال ماثلاً يصلّي فيه تحت الحصن، الذي فتحه عليّ كرّم الله وجهه، والشيعة يزورونه...3 ـ مسجد رسول الله(صلي الله عليه وآله وسلم)، بسفح الصهباء، حيث بني بصفية مرجعه من خيبر، وهذا قد اندثر اليوم.4 ـ مسجد: لم تبقَ إلاّ آثار، بجوار سد الحصيد، ذكر في القري الأثرية التالي ذكرها، ولا أعتقد أنّ له علاقة بفتح خيبر، ولا زمنه، وذلك أنّه بعيد عن المكان، الذي جرت فيه المعارك.

الحصون

الحصون المشهورة في خيبر، والمعروفة إلي يومنا هذا، هي:1 ـ حصن النطاة.2 ـ حصن ناعم.3 ـ حصن الشّق.4 ـ حصون الكتيبة، ومنها:أ ـ القموص.ب ـ الوطيح.جـ ـ سلالم.5 ـ حصن الصَّعب بن معاذ.ومن هذه الحصون، ما هو قائم، شبه صالح للعمل، ولكن بأسها واستعمالها أذهبه الله منذ افتتاحها.

القري أثرية، والمآثر، والسدود

من القري ذات الأثر في خيبر:1 ـ قرية مكيدة.2 ـ قرية زبران.3 ـ قرية الشُّريف نفسها، قاعدة خيبر.4 ـ هناك كثير من الآثار في جنبات الحرار، وبين الحصون، وبعضها يشبه القري، ولكن لا تعرف أسماء كثير منها. وهي تحتاج إلي مسح من دائرة الآثار، وتحتاج إلي وجود أدلاّء متمكِّنين، يدلّون الباحث والسائح علي الآثار.5 ـ وغير بعيد غرباً من خيبر: آثار بُرْمة، وهي تابعة لخيبر، وكانت قرية داثرة، فيها آثار المباني وأفلاج العيون، ثمّ أُحييت في العهد الحالي.6 ـ قرية سلاح: وتعرف اليوم بالعشاش، كانت داثرة، فأحياها الشيخ فرحان الأيدي، وشيخ ولد علي من عنزة، وعياله فيها اليوم، منهم فهد بن فرحان المذكور، فيها فُلُج ظاهرة، يحاولون إحياءها.7 ـ وهناك ما يمكن أن يسمّي (قرية أثرية)، ذلكم هو (سد الحصيد) وما حوله من آثار منها: قصر البنت، قلعة مهدّمة، ومسجد، وآثار متناثرة ذكرها سنت فلبي في رحلة (أرض الأنبياء).وكلّ هذه الآثار تقع في وادي يسمّي: وادي الحصيد، أحد فروع وادي الثمد، الذي هو جزء من وادي الغرس أحد أودية خيبر الرئيسيّة.

خيبر في عصرنا لحالي

اشاره

خيبر في العصر الحالي:

المحافظة

(1) حدودها: تمتدّ محافظة خيبر كما تقدّم من جنوب قرية الصلصلة علي (118) كيلاً شمال المدينة المنوّرة، إلي ما وراء حفيرة الأدي شمالاً وتقدّمت مساحتها توّاً.(2) عددمراكزها: يتبع محافظة خيبر عدد من المراكز، وأهمّها: مراكز الحائط (فدك قديماً). ومركز الصلصلة، المتقدّمة. ومركز العشاش (سلاح قديماً). ومركز آخر لعلّه في برمة.

الدوائر الحكومية في محافظة خيبر

محكمة شرعية، وأشراف من وزراء المعارف، وآخر من تعليم البنات، ومندوبية زراعية، وشرطة.وجميع المرافق التي تعني بشؤون الناس والأمن.وبها مستشفي متوسّط، ومراكز صحّية عديدة.وكلّ دوائرها وقطّاعاتها، تراجع فروع الوزارات المختصّة في المدينة المنوّرة.

القري العامرة

في خيبر نحو خمسين قرية من أهمّها:1 ـ القاعدة (الشُّريف) فيها جميع الدوائر الحكومية.2 ـ قرية الصلصلة، والمتقدّم تحديدها.3 ـ قرية البحرة، وهم يسكنون الباء، بين الصلصلة والشريف.4 ـ قرية زبران. في وادي الغرس يسار الطريق.5 ـ العشاش: سلاح قديماً.6 ـ الحائط: قرية كبيرة في وادٍ يذهب إلي وادي الرمّة. وغيرها من القري التي أخذت تنمو بسرعة.7 ـ الحُويّط: يديع قديماً، قرية عامرة شرق الحرّة.

الزراعة و نشاط السكان

يدلّ ما فيها من المزروعات وخاصّة النخيل أنّها بلد خصب كثير المياه، وأنّ أهلها في الزراعة يتوارثونها كابراً عن كابر.(1) أنواع المزروعات: أصل الزراعة في خيبر النخل، ذلك لبعدها وقلّة المواصلات مع المدينة في الزمن السابق، أمّا اليوم فقد أصبح الزمن بين خيبر والمدينة نحو ساعتين بل أقلّ، لذا أخذوا يزرعون إلي جانب النخل جميع أنواع الخضار.(2) عدد العيون الجارية: يقول أهل خيبر: إنّ بها مائة وثمانين عيناً (180) لازالت كلّها جارية.(3) عدد الآبار الزراعية: لم أجد من أحصي الآبار الزراعية، غير أنّني في رحلتي إلي هناك قبل نيف وعشرين سنة، رأيت كثيراً من الآبار في المحافظة (الإمارة آنذاك) وعليها زرائع.(4) عدد النخيل: يتوارث الناس، ومنهم أهل خيبر أنّ بخيبر ثلاثة ملايين نخلة. ولم أرَ إحصاءً يركن إليه، وأعتقد أنّ العدد أقلّ من هذا، ولكنّه كثير كثير.وإذ نحن ننتهي من هذه المقالة القيّمة، التي حازت علي جائزة مؤسسة السيّد أمين مدني الرابعة، في مكّة المكرّمة عام 1422هـ، لابدّ لنا من أن نقدّم جزيل شكرنا وتقديرنا للأستاذ المؤرّخ الشيخ عاتق بن غيث البلادي، الذي طالما تشرفت مجلّتنا بجزء ثمين من عطائه العلمي الوفير.نسأل الله سبحانه وتعالي أن يثري ساحتنا الإسلامية والعلمية بأمثاله، وأن يوفّق اُستاذنا المؤرّخ لمزيد من العطاء والجهود العلميّة المثمرة.

پاورقي

[1] رحلات في بلاد العرب، عن الطبقات، ج2، وسيرة ابن هشام ج3.
[2] نفس المصدرين السابقين: ج2، ج3، وسيرة ابن هشام مج3.
[3] نفس المراجع السابقة.
[4] لم يظهر في هذا البيت جواب الشرط.
[5] سيرة ابن هشام، غزوة خيبر.
[6] ببعض التصرّف عن ابن هشام، ج3.
[7] هو حصن القموص.
[8] المؤلّف: ـ أخذ هذا البحث عن تأريخ المدينة المنوّرة لابن شبة، وحذفنا العنعنة اختصاراً، فإن شئت راجع الجزء الأول من المصدر المذكور. وحيدة هنا صوابها مكيدة، والله أعلم.
[9] تاريخ ابن شبة 10: 193.
[10] قبل نظام المحافظات.

تعريف مرکز القائمیة باصفهان للتحریات الکمبیوتریة

جاهِدُوا بِأَمْوالِكُمْ وَ أَنْفُسِكُمْ في سَبيلِ اللَّهِ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (التوبة/41).
قالَ الإمامُ علیّ ُبنُ موسَی الرِّضا – علـَیهِ السَّلامُ: رَحِمَ اللّهُ عَبْداً أحْيَا أمْرَنَا... َ يَتَعَلَّمُ عُلُومَنَا وَ يُعَلِّمُهَا النَّاسَ؛ فَإِنَّ النَّاسَ لَوْ عَلِمُوا مَحَاسِنَ كَلَامِنَا لَاتَّبَعُونَا... (بَــنـادِرُ البـِحـار – فی تلخیص بحـار الأنوار، للعلاّمة فیض الاسلام، ص 159؛ عُیونُ أخبارِ الرِّضا(ع)، الشـَّیخ الصَّدوق، الباب28، ج1/ ص307).
مؤسّس مُجتمَع "القائمیّة" الثـَّقافیّ بأصبَهانَ – إیرانَ: الشهید آیة الله "الشمس آباذی" – رَحِمَهُ اللهُ – کان أحداً من جَهابـِذة هذه المدینة، الذی قدِ اشتهَرَ بشَعَفِهِ بأهل بَیت النبیّ (صلواتُ اللهِ علـَیهـِم) و لاسیَّما بحضرة الإمام علیّ بن موسَی الرِّضا (علیه السّلام) و بـِساحة صاحِب الزّمان (عَجَّلَ اللهُ تعالی فرجَهُ الشَّریفَ)؛ و لهذا أسّس مع نظره و درایته، فی سَنـَةِ 1340 الهجریّة الشمسیّة (=1380 الهجریّة القمریّة)، مؤسَّسة ًو طریقة ًلم یـَنطـَفِئ مِصباحُها، بل تـُتـَّبَع بأقوَی و أحسَنِ مَوقِفٍ کلَّ یومٍ.
مرکز "القائمیّة" للتحرِّی الحاسوبیّ – بأصبَهانَ، إیرانَ – قد ابتدَأَ أنشِطتَهُ من سَنـَةِ 1385 الهجریّة الشمسیّة (=1427 الهجریّة القمریّة) تحتَ عنایة سماحة آیة الله الحاجّ السیّد حسن الإمامیّ – دامَ عِزّهُ – و مع مساعَدَةِ جمع ٍمن خِرّیجی الحوزات العلمیّة و طلاب الجوامع، باللیل و النهار، فی مجالاتٍ شتـَّی: دینیّة، ثقافیّة و علمیّة...
الأهداف: الدّفاع عن ساحة الشیعة و تبسیط ثـَقافة الثـَّقـَلـَین (کتاب الله و اهل البیت علیهـِمُ السَّلامُ) و معارفهما، تعزیز دوافع الشـَّباب و عموم الناس إلی التـَّحَرِّی الأدَقّ للمسائل الدّینیّة، تخلیف المطالب النـّافعة – مکانَ البَلاتیثِ المبتذلة أو الرّدیئة – فی المحامیل (=الهواتف المنقولة) و الحواسیب (=الأجهزة الکمبیوتریّة)، تمهید أرضیّةٍ واسعةٍ جامعةٍ ثـَقافیّةٍ علی أساس معارف القرآن و أهل البیت –علیهم السّلام – بباعث نشر المعارف، خدمات للمحققین و الطـّلاّب، توسعة ثقافة القراءة و إغناء أوقات فراغة هُواةِ برامِج العلوم الإسلامیّة، إنالة المنابع اللازمة لتسهیل رفع الإبهام و الشـّـُبُهات المنتشرة فی الجامعة، و...
- مِنها العَدالة الاجتماعیّة: التی یُمکِن نشرها و بثـّها بالأجهزة الحدیثة متصاعدة ً، علی أنـّه یُمکِن تسریعُ إبراز المَرافِق و التسهیلاتِ – فی آکناف البلد - و نشرِ الثـَّقافةِ الاسلامیّة و الإیرانیّة – فی أنحاء العالـَم - مِن جـِهةٍ اُخرَی.
- من الأنشطة الواسعة للمرکز:
الف) طبع و نشر عشراتِ عنوانِ کتبٍ، کتیبة، نشرة شهریّة، مع إقامة مسابقات القِراءة
ب) إنتاجُ مئات أجهزةٍ تحقیقیّة و مکتبیة، قابلة للتشغیل فی الحاسوب و المحمول
ج) إنتاج المَعارض ثـّـُلاثیّةِ الأبعاد، المنظر الشامل (= بانوراما)، الرّسوم المتحرّکة و... الأماکن الدینیّة، السیاحیّة و...
د) إبداع الموقع الانترنتی "القائمیّة" www.Ghaemiyeh.com و عدّة مَواقِعَ اُخـَرَ
ه) إنتاج المُنتـَجات العرضیّة، الخـَطابات و... للعرض فی القنوات القمریّة
و) الإطلاق و الدَّعم العلمیّ لنظام إجابة الأسئلة الشرعیّة، الاخلاقیّة و الاعتقادیّة (الهاتف: 00983112350524)
ز) ترسیم النظام التلقائیّ و الیدویّ للبلوتوث، ویب کشک، و الرّسائل القصیرة SMS
ح) التعاون الفخریّ مع عشراتِ مراکزَ طبیعیّة و اعتباریّة، منها بیوت الآیات العِظام، الحوزات العلمیّة، الجوامع، الأماکن الدینیّة کمسجد جَمکرانَ و...
ط) إقامة المؤتمَرات، و تنفیذ مشروع "ما قبلَ المدرسة" الخاصّ بالأطفال و الأحداث المُشارِکین فی الجلسة
ی) إقامة دورات تعلیمیّة عمومیّة و دورات تربیة المربّـِی (حضوراً و افتراضاً) طیلة السَّنـَة
المکتب الرّئیسیّ: إیران/أصبهان/ شارع"مسجد سیّد"/ ما بینَ شارع"پنج رَمَضان" ومُفترَق"وفائی"/بنایة"القائمیّة"
تاریخ التأسیس: 1385 الهجریّة الشمسیّة (=1427 الهجریة القمریّة)
رقم التسجیل: 2373
الهویّة الوطنیّة: 10860152026
الموقع: www.ghaemiyeh.com
البرید الالکترونی: Info@ghaemiyeh.com
المَتجَر الانترنتی: www.eslamshop.com
الهاتف: 25-2357023- (0098311)
الفاکس: 2357022 (0311)
مکتب طهرانَ 88318722 (021)
التـِّجاریّة و المَبیعات 09132000109
امور المستخدمین 2333045(0311)
ملاحَظة هامّة:
المیزانیّة الحالیّة لهذا المرکز، شـَعبیّة، تبرّعیّة، غیر حکومیّة، و غیر ربحیّة، اقتـُنِیَت باهتمام جمع من الخیّرین؛ لکنـَّها لا تـُوافِی الحجمَ المتزاید و المتـَّسِعَ للامور الدّینیّة و العلمیّة الحالیّة و مشاریع التوسعة الثـَّقافیّة؛ لهذا فقد ترجَّی هذا المرکزُ صاحِبَ هذا البیتِ (المُسمَّی بالقائمیّة) و مع ذلک، یرجو مِن جانب سماحة بقیّة الله الأعظم (عَجَّلَ اللهُ تعالی فرَجَهُ الشَّریفَ) أن یُوفـِّقَ الکلَّ توفیقاً متزائداً لِإعانتهم - فی حدّ التـّمکـّن لکلّ احدٍ منهم – إیّانا فی هذا الأمر العظیم؛ إن شاءَ اللهُ تعالی؛ و اللهُ ولیّ التوفیق.