خطبة رسول الله

اشارة

المولف : مجله حوزه
الناشر : مجله حوزه

خطبة رسول الله حول شهر رمضان المبارك

قال الإمام علي (عليه السلام): إنّ رسول الله (صلي الله عليه وآله) خطبنا ذات يوم ـ في آخر جمعة من شهر شعبان ـ فقال: (أيّها الناس: إنّه قد أقبل إليكم شهر الله بالبركة والرحمة والمغفرة، شهر هو عند الله أفضل الشهور، وأيامه أفضل الأيام، ولياليه أفضل الليالي، وساعاته أفضل الساعات، هو شهر دعيتم فيه إلي ضيافة الله، وجعلتم فيه من أهل كرامة الله، أنفاسكم فيه تسبيح، ونومكم فيه عبادة، وعملكم فيه مقبول، ودعاءكم فيه مستجاب.فاسألوا الله ربّكم بنيّات صادقة، وقلوب طاهرة أن يوفّقكم لصيامه، وتلاوة كتابه، فإنّ الشقي كل الشقي من حرم غفران الله في هذا الشهر العظيم، واذكروا بجوعكم وعطشكم فيه جوع يوم القيامة وعطشه، وتصدّقوا علي فقرائكم ومساكينكم، ووقّروا كباركم، وارحموا صغاركم، وصلوا أرحامكم، واحفظوا ألسنتكم، وغضوا عمّا لا يحل النظر إليه أبصاركم، وعما لا يحل الاستماع إليه أسماعكم، وتحنّنوا علي أيتام الناس، يتحنّن علي أيتامكم.وتوبوا إلي الله من ذنوبكم، وارفعوا إليه أيديكم بالدعاء، في أوقات صلاتكم، فإنّها أفضل الساعات ينظر الله فيها إلي عباده بعين الرحمة، يجيبهم إذا ناجوه، ويلبيهم إذا نادوه، ويعطيهم إذا سألوه، ويستجيب لهم إذا دعوه.أيّها الناس: إنّ أنفسكم مرهونة بأعمالكم ففكّوها باستغفاركم، وظهوركم ثقيلة من أوزاركم، فخفّفوا عنها بطول سجودكم، واعملوا أنّ الله أقسم بعزته أن لا يعذّب المصلّين والساجدين، وأن لا يروّعهم بالنار يوم يقوم الناس لرب العالمين.أيّها الناس: من فطّر منكم صائماً مؤمناً في هذا الشهر، كان له بذلك عند الله عتق رقبة، ومغفرة لما مضي من ذنوبه).فقيل: يا رسول الله، وليس كلّنا يقدر علي ذلك؟فقال (صلي الله عليه وآله): (اتقوا الله ولو بشربة من ماء، واتقوا النار ولو بشق تمرة.أيّها الناس: من حسّن منكم في هذا الشهر خلقه، كان له جواز علي الصراط يوم تزل فيه الأقدام، ومن خفّف فيه عمّا ملكت يمينه خفّف الله عليه حسابه، ومن كف فيه شرّه كف الله عنه غضبه يوم يلقاه، ومن أكرم فيه يتيماً أكرمه الله يوم يلقاه، ومن وصل فيه رحمه وصله الله برحمته يوم يلقاه، ومن قطع فيه رحمه قطع الله عنه رحمته يوم يلقاه.ومن تطوّع بصلاة كتب الله له براءة من النار، ومن أدّي فيه فرضاً كان له ثواب من أدّي سبعين فريضة في ما سواه من الشهور، ومن أكثر فيه من الصلاة عليّ، ثقّل الله ميزانه يوم تخف الموازين، ومن تلا فيه آية من القرآن، كان له مثل أجر من ختم القرآن في غيره من الشهور.أيّها الناس: إنّ أبواب الجنان في هذا الشهر مفتّحة، فاسألوا ربّكم أن لا يغلقها عليكم، وأبواب النيران مغلقة، فاسألوا الله أن لا يفتحها عليكم، والشياطين مغلولة، فاسألوا ربّكم أن لا يسلّطها عليكم).قال الإمام علي (عليه السلام) فقمت، فقلت: يا رسول الله ما أفضل الأعمال في هذا الشهر؟فقال: (يا أبا الحسن أفضل الأعمال في هذا الشهر الورع عن محارم الله).يقول أمير المؤمنين (عليه السلام): ثمّ بكي رسول الله (صلي الله عليه وآله)، فقلت: ما يبكيك؟فقال: (أبكي لما يستحل منك في هذا الشهر، كأنّي بك وأنت تصلّي لربّك، وقد اتبعك أشقي الآخرين، يتبع أشقي الأوّلين، شقيق عاقر ناقة ثمود، فضربك ضربة علي قرنك، فخضب منها لحيتك).فقلت: يا رسول الله وذلك في سلامة من ديني؟فقال: (نعم في سلامة من دينك).ثمّ قال (صلي الله عليه وآله): (يا علي أنت منّي كنفسي، حربك حربي وسلمك سلمي، من أحبّك فقد أحبّني، ومن جفاك فقد جفاني).

خطبة رسول الله عند وفاته

قال عيسي الضرير: سألت الإمام الكاظم (عليه السلام) وقلت: إنّ الناس قد أكثروا في أنّ النبي (صلي الله عليه وآله) أمر أبا بكر أن يصلّي بالناس، ثمّ عمر، فأطرق عنّي طويلاً، ثمّ قال: (ليس كما ذكروا، ولكنّك يا عيسي كثير البحث عن الأمور، ولا ترضي عنها إلاّ بكشفها).فقلت: بأبي أنت وأمي إنّما أسأل عمّا أنتفع به في ديني وأتفقّه مخافة أن أضل، وأنا لا أدري، ولكن متي أجد مثلك يكشفها لي.فقال (عليه السلام): (إنّ النبي (صلي الله عليه وآله) لمّا ثقل في مرضه دعا علياً، فوضع رأسه في حجره، وأُغمي عليه، وحضرت الصلاة فأوذن بها، فخرجت عائشة، فقالت: يا عمر أخرج فصلّ بالناس، فقال: أبوك أولي بها، فقالت: صدقت، ولكنّه رجل ليّن، وأكره أن يواثبه القوم فصلّ أنت.فقال لها عمر: بل يصلّي هو وأنا أكفيه إن وثب واثب، أو تحرّك متحرّك، مع أنّ محمّداً (صلي الله عليه وآله) مغمي عليه لا أراه يفيق منها، والرجل مشغول به لا يقدر أن يفارقه، يريد علياً (عليه السلام)، فبادره بالصلاة قبل أن يفيق، فإنّه إن أفاق خفت أن يأمر علياً بالصلاة، فقد سمعت مناجاته منذ الليلة، وفي آخر كلامه: الصلاة الصلاة).قال: (فخرج أبو بكر ليصلّي بالناس، فأنكر القوم ذلك، ثمّ ظنّوا أنّه بأمر رسول الله (صلي الله عليه وآله)، فلم يكبّر حتّي أفاق (صلي الله عليه وآله)، وقال: ادعو لي العباس، فدعي فحمله هو وعلي، فأخرجاه حتّي صلّي بالناس، وإنّه لقاعد، ثمّ حمل فوضع علي منبره، فلم يجلس بعد ذلك علي المنبر، واجتمع له جميع أهل المدينة من المهاجرين والأنصار، حتّي برزت العواتق من خدورهنّ، فبين باك وصائح وصارخ ومسترجع، والنبي (صلي الله عليه وآله) يخطب ساعة، ويسكت ساعة، وكان ممّا ذكر في خطبته أن قال:يا معشر المهاجرين والأنصار، ومن حضرني في يومي هذا وفي ساعتي هذه من الجن والإنس، فليبلغ شاهدكم الغائب، ألا قد خلّفت فيكم كتاب الله، فيه النور والهدي والبيان، ما فرّط الله فيه من شيء، حجّة الله لي عليكم، وخلّفت فيكم العلم الأكبر علم الدين ونور الهدي، وصيي علي بن أبي طالب، ألا هو حبل الله فاعتصموا به جميعاً ولا تفرّقوا عنه، واذكروا نعمة الله عليكم اذ كنتم أعداء فألّف بين قلوبكم، فاصبحتم بنعمته إخواناً.أيها الناس: هذا علي بن أبي طالب، كنز الله اليوم وما بعد اليوم، من أحبّه وتولاه اليوم وما بعد اليوم، فقد أوفي بما عاهد عليه الله، وأدّي ما وجب عليه، ومن عاداه اليوم وما بعد اليوم، جاء يوم القيامة أعمي وأصم، لا حجّة له عند الله.أيّها الناس: لا تأتوني غداً بالدنيا تزفونها زفاً، ويأتي أهل بيتي شعثاً غبراً، مقهورين مظلومين، تسيل دماؤهم أمامكم، وبيعات الضلالة والشوري للجهالة، ألا وإنّ هذا الأمر له أصحاب وآيات، قد سمّاهم الله في كتابه، وعرّفتكم وبلّغتكم ما أُرسلت به إليكم، ولكنّي أراكم قوماً تجهلون، لا ترجعنّ بعدي كفّاراً مرتدّين، متأوّلين للكتاب علي غير معرفة، وتبتدعون السنّة بالهوي، لأنّ كلّ سنّة وحدث وكلام خالف القرآن فهو ردّ وباطل.القرآن إمام هدي، وله قائد يهدي إليه، ويدعو إليه بالحكمة والموعظة الحسنة، وليّ الأمر بعدي وليه، ووارث علمي وحكمتي وسرّي وعلانيتي، وما ورثه النبيّون من قبلي، وأنا وارث ومورّث، فلا تكذبنّكم أنفسكم.أيها الناس: الله الله في أهل بيتي، فإنّهم أركان الدين، ومصابيح الظلم، ومعدن العلم، عليّ أخي ووارثي، ووزيري وأميني والقائم بأمري، والموفي بعهدي علي سنّتي.أوّل الناس بي ايماناً، وآخرهم عهداً عند الموت، وأوسطهم لي لقاء يوم القيامة، فليبلغ شاهدكم غائبكم، ألا ومن أمّ قوماً إمامة عمياء، وفي الأمّة من هو أعلم منه فقد كفر.أيّها الناس: ومن كانت له قبلي تبعة فها أنا، ومن كانت له عدّة فليأت فيها علي ابن أبي طالب، فإنّه ضامن لذلك كلّه، حتّي لا يبقي لأحد عليّ تباعة).

خطبة رسول الله في أول جمعة

أوّل خطبة جمعة خطبها رسول الله (صلي الله عليه وآله) في الإسلام، هي في المدينة المنوّرة في بداية هجرته إليها، ولم يخطب الجمعة في مكّة قبل الهجرة.الخطبة الأولي:قال (صلي الله عليه وآله) فيها: (الحمد لله أحمده وأستعينه، وأستغفره وأستهديه، وأومن به ولا أكفره، وأُعادي من يكفره، وأشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمّداً عبده ورسوله، أرسله بالهدي والنور والموعظة علي فترة من الرسل، وقلّة من العلم، وضلالة من الناس، و إنقطاع من الزمان، ودنوّ من الساعة، وقرب من الأجل، من يطع الله ورسوله فقد رشد، ومن يعصهما فقد غوي وفرط وضلّ ضلالاً بعيداً.أُوصيكم بتقوي الله، فإنّه خير ما أوصي به المسلم المسلم أن يحضّه علي الآخرة، وأنّ يأمره بتقوي الله، فاحذروا ما حذّركم الله من نفسه، وإنّ تقوي الله لمن عمل بها علي وجل ومخافة من ربّه عون صدق علي ما تبغون من أمر الآخرة، ومن يصلح الذي بينه وبين الله من أمره في السر والعلانية لا ينوي بذلك إلاّ وجه الله، يكن له ذكراً في عاجل أمره، وذخراً فيما بعد الموت حين يفتقر المرء إلي ما قدّم، وما كان من سوي ذلك يودّ لو أنّ بينها وبينه أمداً بعيداً، ويحذّركم الله نفسه، والله رؤوف بالعباد.والذي صدّق قوله ونجّز وعده لا خلف لذلك فإنّه يقول: (مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ)، فاتّقوا الله في عاجل أمركم وآجله، في السر والعلانية، فإنّه من يتّق الله يكفّر عنه سيئاته، ويعظم له أجراً، ومن يتّق الله فقد فاز فوزاً عظيماً، وإنّ تقوي الله توقّي مقته، وتوقّي عقوبته، وتوقّي سخطه، وإنّ تقوي الله تبيّض الوجوه، وترضي الرب، وترفع الدرجة.خذوا بحظكم، ولا تفرّطوا في جنب الله، فقد علّمكم الله كتابه، ونهج لكم سبيله، ليعلم الذين صدقوا ويعلم الكاذبين، فأحسنوا كما أحسن الله اليكم، وعادوا أعداءه، وجاهدوا في الله حقّ جهاده، هو إجتباكم وسمّاكم المسلمين، ليهلك من هلك عن بيّنة، ويحيي من حيّ عن بينة، ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله.فأكثروا ذكر الله، واعملوا لما بعد الموت، فإنّ من يصلح ما بينه وبين الله يكفه الله ما بينه وبين الناس، ذلك بأنّ الله يقضي علي الناس ولا يقضون عليه، ويملك من الناس ولا يملكون منه، الله أكبر ولا حول ولا قوّة إلاّ بالله العليّ العظيم).الخطبة الثانية:ثمَّ خطب (صلي الله عليه وآله) ثانية فقال: (إنّ الحمد لله أحمده وأستعينه، نعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلّ له، ومن يُضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، إنّ أحسن الحديث كتاب الله تبارك وتعالي، قد أفلح من زيّنه الله في قلبه، وأدخله في الإسلام بعد الكفر، وإختاره علي ما سواه من أحاديث الناس، إنّه أحسن الحديث وأبلغه.أحبّوا ما أحبّ الله، أحبوا الله من كل قلوبكم، ولا تملّوا كلام الله وذكرَه، ولا تَقْسُ عنه قلوبكم، فإنّه من كلِّ ما يخلق الله يختار ويصطفي، قد سمّاه الله خِيرتَه من الأعمال، ومصطفاه من العباد، والصالَح من الحديث، ومن كلّ ما أُوتي الناس من الحلال والحرام، فاعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً، وإتقوه حقّ تقاته، وأصدُقوا الله صالح ما تقولون بأفواهكم، وتحابّوا بروح الله بينكم إنّ الله يغضب ان يُنكَث عهده، والسلام عليكم).

خطبة رسول الله في حجة الوداع

شعر الرسول (صلي الله عليه وآله) بأن حياته قد انطوت، وأيامه قد انتهت، لأنه أدَّي ما عليه، وأقام دينه العظيم يؤدي فعالياته في توجيه الإنسان وإقامة سلوكه.فإذن لابد له (صلي الله عليه وآله) من الرحيل عن هذه الحياة، فقد كانت هناك إنذارات متوالية تدل علي ذلك، وهي كما يلي:أولها:أن القرآن الكريم نزل علي الرسول (صلي الله عليه وآله) مَرَّتين، فاستشعر (صلي الله عليه وآله) بذلك حضور الأجل المحتوم، وأخذ ينعي نفسه، ويذيع بين المسلمين مفارقته لهذه الحياة.وكان يقول لبضعته سيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء (عليها السلام):(إِنَّ جِبرائيلَ كَانَ يُعارضُني بالقُرآنِ في كُلِّ سَنَة مَرَّة، وإِنَّه عارضني به العام مرتين، وَما أرَي ذَلك إِلاَّ اقتِرَاب أَجَلي).ثانيها:أنه نزل عليه الوحي بهذه الآية الكريمة: (إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُم مَيِّتُونَ) الزمر 30.وكانت هذه الآية إنذاراً له (صلي الله عليه وآله) بمفارقة الحياة، فأثارت كَوامِنَ التَوَجُّسِ في نفسه (صلي الله عليه وآله).ثالثها:أنه نزلت عليه سورة (النصر)، فكان (صلي الله عليه وآله) يَسكُتُ بين التكبير والقراءة ويقول: (سُبحَانَ اللهِ وَبِحَمدِهِ، أَستَغفِرُ اللهَ وَأتُوبُ إِلَيه).فَفَزع المسلمون وذهلوا، وانطلقوا إليه يسألونه عن سبب ذلك، فأجابهم (صلي الله عليه وآله): (إِنَّ نَفسِي قَد نُعِيَتْ إِلَيَّ).وكان وَقْعُ ذلك عليهم كالصاعقة، فلا يعلمون ماذا سيجري عليهم إن خلت هذه الدنيا من النبي (صلي الله عليه وآله).حِجَّة الوَداع:فلما أَحسَّ النبي محمد (صلي الله عليه وآله) بِدُنُوِّ الأجل المحتوم منه، رأي أن يَحِجَّ إلي بيت الله الحرام ليلتقي بعامة المسلمين، ويعقد هناك مجلساً عاماً يضع فيه الخطوط السليمة لِنَجَاة أُمَّتِه، ووقايتها من الزيغِ والانحراف.فحج (صلي الله عليه وآله) حِجَّتَه الأخيرة الشهيرة بـ (حِجَّة الوَداع) في السنة العاشرة من الهجرة، وسميت تلك الحجة بـ (حجة الوداع)، لأن الرسول (صلي الله عليه وآله)، انتقل إلي الرفييق الأعلي، بعد حوالي ثلاثة أشهر من خطبته.فأشاع فيها بين الوافدين لبيت الله الحرام أن التقاءه (صلي الله عليه وآله) بهم في عَامِهم هذا هو آخر عَهدِهم به، فقال (صلي الله عليه وآله):(إِنِّي لا أَدْرِي لَعَلِّيْ لا أَلقَاكُم بَعدَ عَامِي هَذا بِهَذا المَوقِفِ أبَداً).وجعل يطوف علي الجماهير، وَيُعَرِّفُهم بما يَضمِنُ لهم نَجَاحَهُم وسعادتهم في الدنيا والآخرة، فقال (صلي الله عليه وآله):(يَا أَيُّهَا النَّاس، إِنِّي تَركتُ فيكُم الثَّـقَلين، كِتابَ اللهِ وَعِترَتِي أهلَ بَيتي).فكانت الركيزَةُ الأولي لِسَلامة الأُمَّة وصِيانَتِها عن أي زَيغٍ عقائدي هو تَمسُّكُها بكتاب الله تعالي، والتمسُّكُ بالعترة الطاهرة، فَهُما أساسُ سعادتِهَا وَنجاحِهَا.ولما انتهي (صلي الله عليه وآله) من مراسيم الحج، وقف عند بئر زَمْزَم، وأمر ربيعة بن أمية بن خلف – وكان صبيّاً – فوقف تحت صَدرِ رَاحِلَته، فقال (صلي الله عليه وآله):(يا ربيعة، قُل: يَا أَيُّهَا النَّاس، إنَّ رَسولَ اللهِ يَقول لَكُم: لَعَلَّكُم لا تَلقونَنِي عَلي مِثلِ حَالي هَذه، وَعَليكم هَذا، هَل تَدرُونَ أَيَّ بَلَدٍ هَذا؟ وهَل تَدرُونَ أيَّ شَهرٍ هَذا؟ وهَل تَدرُونَ أَيَّ يَومٍ هَذا؟).فقال ربيعة مثل ما أمره النبي (صلي الله عليه وآله).فقال الناس: نعم هذا البلد الحرام، والشهر الحرام، واليوم الحرام.وبعدما أقرُّوا بذلك قال (صلي الله عليه وآله):(إِنَّ اللهَ حَرَّمَ عَليكُم دِمَاءَكُم وَأَموَالَكُم كَحُرمَةِ بَلَدِكُم هَذا، وَكَحُرمَةِ شَهرِكُم هذا، وَكَحُرمَةِ يَومِكُم هَذا).ثم قال (صلي الله عليه وآله): (أَلاَ هَلْ بَلَّغْتُ؟).قالوا: نعم.فقال (صلي الله عليه وآله): (اللَّهُمَّ اشْهَدْ).ثم قال (صلي الله عليه وآله):(وَاتَّقُوا اللهَ وَلا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشيَاءَهُم، وَلا تَعثَوا في الأَرضِ مُفسِدِين، فَمَنْ كَانَت عِندَهُ أمانَةً فَلْيُؤَدِّهَا).ثم قال (صلي الله عليه وآله):(النَّاسُ في الإِسْلاَمِ سَواءٌ، النَّاسُ طَف الصَّاعِ لآدمَ وَحَوَّاءَ، لا فَضْلَ لِعَرَبِيٍّ علي عَجمِي، ولا عَجمِي عَلي عَرَبِي إِلاَّ بِتَقوَي اللهِ).ثم قال (صلي الله عليه وآله): (أَلاَ هَلْ بَلَّغْتُ؟).فقالوا: نعم.فقال (صلي الله عليه وآله): (اللَّهُمَّ اشْهَدْ).ثم قال (صلي الله عليه وآله): (لاَ تَأتُونِي بِأَنْسَابِكُم، وَأْتونِي بِأَعمَالِكُم).ثم قال (صلي الله عليه وآله): (أَلاَ هَلْ بَلَّغْتُ؟).فقالوا: نعم.فقال (صلي الله عليه وآله): (اللَّهُمَّ اشْهَدْ).ثم قال (صلي الله عليه وآله):(كُلُّ دَمٍ كَانَ في الجاهِليَّة مَوضوعٌ تَحتَ قَدَمي، وَأوَّلُ دَمٍ أَضَعُهُ دَمَ آدمَ بنَ ربيعة بنَ الحَارِثَ بنَ عبد المُطَّلب).ثم قال (صلي الله عليه وآله): (أَلاَ هَلْ بَلَّغْتُ؟).فقالوا: نعم.فقال (صلي الله عليه وآله): (اللَّهُمَّ اشْهَدْ).ثم قال (صلي الله عليه وآله):(وَكُلُّ رِبا كانَ في الجاهلِيَّة مَوضوعٌ تَحتَ قَدمي، وَأوَّلُ رِبا أَضعُهُ رِبا العبَّاس بنَ عَبد المُطَّلِب).ثم قال (صلي الله عليه وآله): (أَلاَ هَلْ بَلَّغْتُ؟).فقالوا: نعم.فقال (صلي الله عليه وآله): (اللَّهُمَّ اشْهَدْ).ثم قال (صلي الله عليه وآله):(أَيُّهَا النَّاس، إِنَّمَا النَّسيءُ زِيادةٌ في الكُفرِ، يضلُّ به الذينَ كَفَروا، يُحِلُّونَهُ عاماً، وَيُحَرِّمُونَهُ عاماً، لِيوَاطِئُوا عِدَّة مَا حَرَّمَ اللهُ).ثم قال (صلي الله عليه وآله):(أُوصِيكُم بالنِّساءِ خَيراً، فَإِنَّما هُنَّ عَوَارٍ عِندَكُم، لا يَملُكْنَ لأَنفُسِهِنَّ شَيئاً، وإنَّما أَخَذْتُمُوهُنَّ بِأمَانَةِ الله، وَاستَحلَلْتُم فُروجَهُنَّ بِكتَابِ الله، وَلَكُم عَلَيهنَّ حَقٌّ، وَلَهُنَّ عَليكُم حَقٌّ، كسْوَتَهُنَّ، وَرِزقَهُنَّ بالمعروف، وَلَكُم عَلَيهنَّ أَنْ لا يُوطِئْنَ فِراشَكُم أَحَداً، ولا يأذَنُ في بيوتِكُم إِلاَّ بِعلمِكُم وإِذنِكُم، فَإِنْ فَعَلْنَ شيئاً من ذلك فَاهْجرُوهُنَّ في المَضَاجِع، واضرِبُوهُنَّ ضَرباً غَير مُبرِحٍ).ثم قال (صلي الله عليه وآله): (أَلاَ هَلْ بَلَّغْتُ؟).فقالوا: نعم.فقال (صلي الله عليه وآله): (اللَّهُمَّ اشْهَدْ).ثم قال (صلي الله عليه وآله):(فَأوصِيكُم بِمَن مَلَكتْ أَيْمَانِكُم، فَأطعِمُوهُمْ مِمَّا تَأكُلُون، وَأَلبِسُوهُم مِمَّا تَلبِسُون، وإِنْ أَذْنَبوا فَكَالُوا عُقوبَاتِهِم إِلي شِرَارِكُم).ثم قال (صلي الله عليه وآله): (أَلاَ هَلْ بَلَّغْتُ؟).فقالوا: نعم.فقال (صلي الله عليه وآله): (اللَّهُمَّ اشْهَدْ).ثم قال (صلي الله عليه وآله):(إِنَّ المُسلمَ أخو المُسلم، لا يَغُشُّهُ، ولا يَخُونُه، ولا يَغْتَابُه، ولا يَحُلُّ لَهُ دَمُهُ، ولا شَيءٌ من مَالِهِ إِلاَّ بِطِيبِ نَفسِه).ثم قال (صلي الله عليه وآله): (أَلاَ هَلْ بَلَّغْتُ؟).فقالوا: نعم.فقال (صلي الله عليه وآله): (اللَّهُمَّ اشْهَدْ).ويستمر النبي (صلي الله عليه وآله) في خِطَابِه الحافل، بما تَضَمَّنَتْهُ الرسالة الإسلامية من البنود المشرقة في عالم التشريع.ثم ختمه – أي: الخِطَاب – بقوله (صلي الله عليه وآله):(لاَ تَرجعُوا بَعدي كُفَّاراً مُضَلِّلينَ، يَملِكُ بَعضَكُم رِقابَ بَعضٍ، إِنِّي خَلَّفتُ فِيكم مَا أَنْ تَمَسَّكْتُمْ بِه لَنْ تَضِلُّوا كِتَابَ اللهِ وَعِترَتِي أَهْلَ بَيتِي).ثم قال (صلي الله عليه وآله): (أَلاَ هَلْ بَلَّغْتُ؟).فقالوا: نعم.فقال (صلي الله عليه وآله): (اللَّهُمَّ اشْهَدْ).ثم التفت (صلي الله عليه وآله) إليهم، فطالبهم بالالتزام بما أعلنه وأذاعه فيهم قائلاً:(إِنَّكُم مَسْؤُولُون، فَلْيُبَلِّغ الشَّاهِدُ مِنكُم الغَائِبَ).وبذلك انتهي خِطَابه (صلي الله عليه وآله).وهذا الخطاب الرائع حَفلَ بما تحتاجه الأمة في الصعيد الإجتماعي والسياسي، كما عَيَّنَ لها القادة من أهلِ بيته (عليهم السلام)، الذين يُعنَوْنَ بالإصلاح العام، وَبِبِلُوغِ أهداف الأمة في مجالاتها الإقتصادية والإجتماعية.

خطبة رسول الله في مرضه الذي توفي فيه

عن عبد الله بن عباس قال: إنّ علي بن أبي طالب (عليه السلام)، والعباس بن عبد المطلّب، والفضل بن العباس دخلوا علي رسول الله (صلي الله عليه وآله) في مرضه الذي قبض فيه، فقالوا: يا رسول الله هذهِ الأنصار في المسجد تبكي رجالها ونساؤها عليك، فقال: (وما يبكيهم؟) قالوا: يخافون أن تموت.فقال: (أعطوني أيديكم)، فخرج من ملحفة وعصابة حتّي جلس علي المنبر، فحمد الله وأثني عليه، ثمَّ قال:(أمّا بعد، أيّها الناس فما تنكرون من موت نبيّكم؟ ألم أنع اليكم وتنع اليكم أنفسكم، لو خلّد أحد قبلي ثمَّ بعث اليه لخلّدت فيكم، ألا إنّي لاحق بربّي، وقد تركت فيكم ما إن تمسّكتم به لن تضلّوا: كتاب الله تعالي بين أظهركم تقرؤونه صباحاً ومساءً، فلا تنافسوا ولا تحاسدوا ولا تباغضوا، وكونوا إخواناً كما أمركم الله.وقد خلّفت فيكم عترتي أهل بيتي، وأنا أُوصيكم بهم، ثمَّ أوصيكم بهذا الحيّ من الأنصار، فقد عرفتم بلاءهم عند الله عزّ وجلّ وعند رسوله وعند المؤمنين، ألم يوسّعوا في الديار، ويشاطروا الثمار، ويؤثروا وبهم الخصاصة؟فمن وليّ منكم أمراً يضرّ فيه أحداً أو ينفعه فليقبل من محسن الأنصار، وليتجاوز عن مسيئهم).

تعريف مرکز القائمیة باصفهان للتحریات الکمبیوتریة

جاهِدُوا بِأَمْوالِكُمْ وَ أَنْفُسِكُمْ في سَبيلِ اللَّهِ ذلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (التوبة/41).
قالَ الإمامُ علیّ ُبنُ موسَی الرِّضا – علـَیهِ السَّلامُ: رَحِمَ اللّهُ عَبْداً أحْيَا أمْرَنَا... َ يَتَعَلَّمُ عُلُومَنَا وَ يُعَلِّمُهَا النَّاسَ؛ فَإِنَّ النَّاسَ لَوْ عَلِمُوا مَحَاسِنَ كَلَامِنَا لَاتَّبَعُونَا... (بَــنـادِرُ البـِحـار – فی تلخیص بحـار الأنوار، للعلاّمة فیض الاسلام، ص 159؛ عُیونُ أخبارِ الرِّضا(ع)، الشـَّیخ الصَّدوق، الباب28، ج1/ ص307).
مؤسّس مُجتمَع "القائمیّة" الثـَّقافیّ بأصبَهانَ – إیرانَ: الشهید آیة الله "الشمس آباذی" – رَحِمَهُ اللهُ – کان أحداً من جَهابـِذة هذه المدینة، الذی قدِ اشتهَرَ بشَعَفِهِ بأهل بَیت النبیّ (صلواتُ اللهِ علـَیهـِم) و لاسیَّما بحضرة الإمام علیّ بن موسَی الرِّضا (علیه السّلام) و بـِساحة صاحِب الزّمان (عَجَّلَ اللهُ تعالی فرجَهُ الشَّریفَ)؛ و لهذا أسّس مع نظره و درایته، فی سَنـَةِ 1340 الهجریّة الشمسیّة (=1380 الهجریّة القمریّة)، مؤسَّسة ًو طریقة ًلم یـَنطـَفِئ مِصباحُها، بل تـُتـَّبَع بأقوَی و أحسَنِ مَوقِفٍ کلَّ یومٍ.
مرکز "القائمیّة" للتحرِّی الحاسوبیّ – بأصبَهانَ، إیرانَ – قد ابتدَأَ أنشِطتَهُ من سَنـَةِ 1385 الهجریّة الشمسیّة (=1427 الهجریّة القمریّة) تحتَ عنایة سماحة آیة الله الحاجّ السیّد حسن الإمامیّ – دامَ عِزّهُ – و مع مساعَدَةِ جمع ٍمن خِرّیجی الحوزات العلمیّة و طلاب الجوامع، باللیل و النهار، فی مجالاتٍ شتـَّی: دینیّة، ثقافیّة و علمیّة...
الأهداف: الدّفاع عن ساحة الشیعة و تبسیط ثـَقافة الثـَّقـَلـَین (کتاب الله و اهل البیت علیهـِمُ السَّلامُ) و معارفهما، تعزیز دوافع الشـَّباب و عموم الناس إلی التـَّحَرِّی الأدَقّ للمسائل الدّینیّة، تخلیف المطالب النـّافعة – مکانَ البَلاتیثِ المبتذلة أو الرّدیئة – فی المحامیل (=الهواتف المنقولة) و الحواسیب (=الأجهزة الکمبیوتریّة)، تمهید أرضیّةٍ واسعةٍ جامعةٍ ثـَقافیّةٍ علی أساس معارف القرآن و أهل البیت –علیهم السّلام – بباعث نشر المعارف، خدمات للمحققین و الطـّلاّب، توسعة ثقافة القراءة و إغناء أوقات فراغة هُواةِ برامِج العلوم الإسلامیّة، إنالة المنابع اللازمة لتسهیل رفع الإبهام و الشـّـُبُهات المنتشرة فی الجامعة، و...
- مِنها العَدالة الاجتماعیّة: التی یُمکِن نشرها و بثـّها بالأجهزة الحدیثة متصاعدة ً، علی أنـّه یُمکِن تسریعُ إبراز المَرافِق و التسهیلاتِ – فی آکناف البلد - و نشرِ الثـَّقافةِ الاسلامیّة و الإیرانیّة – فی أنحاء العالـَم - مِن جـِهةٍ اُخرَی.
- من الأنشطة الواسعة للمرکز:
الف) طبع و نشر عشراتِ عنوانِ کتبٍ، کتیبة، نشرة شهریّة، مع إقامة مسابقات القِراءة
ب) إنتاجُ مئات أجهزةٍ تحقیقیّة و مکتبیة، قابلة للتشغیل فی الحاسوب و المحمول
ج) إنتاج المَعارض ثـّـُلاثیّةِ الأبعاد، المنظر الشامل (= بانوراما)، الرّسوم المتحرّکة و... الأماکن الدینیّة، السیاحیّة و...
د) إبداع الموقع الانترنتی "القائمیّة" www.Ghaemiyeh.com و عدّة مَواقِعَ اُخـَرَ
ه) إنتاج المُنتـَجات العرضیّة، الخـَطابات و... للعرض فی القنوات القمریّة
و) الإطلاق و الدَّعم العلمیّ لنظام إجابة الأسئلة الشرعیّة، الاخلاقیّة و الاعتقادیّة (الهاتف: 00983112350524)
ز) ترسیم النظام التلقائیّ و الیدویّ للبلوتوث، ویب کشک، و الرّسائل القصیرة SMS
ح) التعاون الفخریّ مع عشراتِ مراکزَ طبیعیّة و اعتباریّة، منها بیوت الآیات العِظام، الحوزات العلمیّة، الجوامع، الأماکن الدینیّة کمسجد جَمکرانَ و...
ط) إقامة المؤتمَرات، و تنفیذ مشروع "ما قبلَ المدرسة" الخاصّ بالأطفال و الأحداث المُشارِکین فی الجلسة
ی) إقامة دورات تعلیمیّة عمومیّة و دورات تربیة المربّـِی (حضوراً و افتراضاً) طیلة السَّنـَة
المکتب الرّئیسیّ: إیران/أصبهان/ شارع"مسجد سیّد"/ ما بینَ شارع"پنج رَمَضان" ومُفترَق"وفائی"/بنایة"القائمیّة"
تاریخ التأسیس: 1385 الهجریّة الشمسیّة (=1427 الهجریة القمریّة)
رقم التسجیل: 2373
الهویّة الوطنیّة: 10860152026
الموقع: www.ghaemiyeh.com
البرید الالکترونی: Info@ghaemiyeh.com
المَتجَر الانترنتی: www.eslamshop.com
الهاتف: 25-2357023- (0098311)
الفاکس: 2357022 (0311)
مکتب طهرانَ 88318722 (021)
التـِّجاریّة و المَبیعات 09132000109
امور المستخدمین 2333045(0311)
ملاحَظة هامّة:
المیزانیّة الحالیّة لهذا المرکز، شـَعبیّة، تبرّعیّة، غیر حکومیّة، و غیر ربحیّة، اقتـُنِیَت باهتمام جمع من الخیّرین؛ لکنـَّها لا تـُوافِی الحجمَ المتزاید و المتـَّسِعَ للامور الدّینیّة و العلمیّة الحالیّة و مشاریع التوسعة الثـَّقافیّة؛ لهذا فقد ترجَّی هذا المرکزُ صاحِبَ هذا البیتِ (المُسمَّی بالقائمیّة) و مع ذلک، یرجو مِن جانب سماحة بقیّة الله الأعظم (عَجَّلَ اللهُ تعالی فرَجَهُ الشَّریفَ) أن یُوفـِّقَ الکلَّ توفیقاً متزائداً لِإعانتهم - فی حدّ التـّمکـّن لکلّ احدٍ منهم – إیّانا فی هذا الأمر العظیم؛ إن شاءَ اللهُ تعالی؛ و اللهُ ولیّ التوفیق.