الامام جعفر الصادق عليه السلام

اشارة

سرشناسه : جندي ، عبد الحليم

عنوان و نام پديدآور : الامام جعفر الصادق عليه السلام/عبد الحليم الجندي ؛ تحقيق احمد جاسم المالكي

مشخصات نشر : تهران: المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلاميه - المعاونيه الثقافيه، 1427ق، =2006م، =1385.

مشخصات ظاهري : 495ص.

فروست : اهل البيت عند اهل السنه

شابك : :9648889694

وضعيت فهرست نويسي : در انتظار فهرستنويسي

يادداشت : الطبعه الثانيه

شماره كتابشناسي ملي : 1061587

مقدمة المجمع

كما أن تراث الاسلام حافل بأسماء لامعة من الكتاب و الباحثين الذين طووا بعض صفحاته باتجاه توثيق عري المحبة و التقارب بين المذاهب الاسلامية، كذلك زخزت مكتبته بكتب جادة و هادفة أخذت موقعها في مظان رفوفها، و احتلت مكانة عند القراء، لمساهمتها الواعية في ضخ هذا التراث بموضوعات علمية و ثقافية و تاريخية من شأنها تعزيز أواصر الاخاء و المودة بين المسلمين. ذلك لما اتسمت بها من موضوعية في الطرح، و صدق في العبارة، و محاولة التماس الحقيقة من منابعها الأصلية، و التقاط الكلمة المجردة عن كل الأهواء و الميول، نحو رحاب الصدق و الانصاف و الكلمة الطيبة، و هو ترجمة حقيقية لرغبة صادقة في تصعيد الوحدة، و توثيق الصداقة الحقة و التقارب بين طوائف المسلمين. فليس المهم أن تكون هذه الكتب قد خطتها أقلام عراقية او ايرانية او مصرية أو سعودية أو...، أو أن تكون شيعية أو سنية، بل المهم أن تكون موضوعية و هادفة، تتخذ من «التقريب» منهجا لها، و تساهم مساهمة جادة علي هذا الصعيد. و من هنا رأي المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية أن يخطو الخطوة الأولي في هذا الاتجاه، و هو يتأمل المزيد من باقي الأطراف، فقام مركز التحقيقات و

الدراسات العلمية التابع له بتبني بعض من هذه الكتب التي تعني بالسيرة و المناقب، و كانت قد انطوت علي أفكار تقريبية جادة، لغرض طبعها و نشرها بحلة جديدة بعد توثيق مصادرها الواردة علي يد محققين شمروا سواعدهم لهذا الغرض الشريف. و من أبرز هذه الكتب: هذا الكتاب الماثل بين يديك عزيزنا القاري و الذي يحمل عنوان [ صفحه 10] «الامام جعفر الصادق» للمستشار عبد الحليم الجندي الذي لمع اسمه علي هذا الصعيد، بعد ما أتحف المكتبة الاسلامية بمجموعة كتب هادفة، اتسمت بالصدق و الرغبة في تصعيد الوحدة بين فرق المسلمين، فضلا عن أنها اشتملت علي جملة أفكار جديرة بمطالعتها و نشرها في الوسط الثقافي. و في الوقت الذي نقدم شكرنا و تقديرنا للمحقق الكريم الذي قدم ما بوسعه في هذا السبيل، فاننا نكرر دعوتنا لكافة الأطراف المخلصة الي تبني هكذا مشروع من أجل الوحدة و الاتحاد، و نبذ الفرقة و الاختلاف، و الله الموفق. مركز التحقيقات و الدراسة العلمية التابع للمجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الاسلامية [ صفحه 11]

تقديم

كان من المنطق أن يظهر هذا الكتاب قبل - أو مع - كتابنا «أبي حنيفة بطل الحرية و التسامح في الاسلام» سنة 1945 م، أو كتاب «مالك بن أنس». فلقد تتلمذ أبوحنيفة و مالك للامام الصادق، و تأثرا كثيرا به، سواء في الفقه أو في الطريقة. و مالك شيخ الشافعي، و الشافعي يدلي الي أبناء النبي صلي الله عليه و آله و سلم بأسباب من العلم و الدم، و قد تتلمذ له أحمد بن حنبل سنوات عشرة. فهؤلاء أئمة أهل السنة الأربعة، تلاميذ مباشرون أو غير مباشرين للامام الصادق. غير أن تعاقب الأئمه الأربعة لأهل السنة،

و تقارب مذاهبهم في تعبيرها عن فقه «أهل السنة»، دفعا الي وجه آخر، فظهرت كتبنا عنهم بين سنتي 1945 ، 1970 للميلاد. و الي ذلك فقد تأكد في كتابنا «توحيد الأمة العربية» سنة 1965: أن «وحدة القاعدة القانونية» هي الطريقة المثلي لربط المسلمين، في شتي أقطارهم، بتشريع اسلامي شامل، تضؤل دونه التشريعات المعاصرة في الغرب أو في الشرق. و الفقه «الشيعي» واحد من النهرين اللذين تسقي منهما حضارة أهل الاسلام، و اليه لجأ الشارع المصري في هذا القرن؛ لاجراء اصلاحات ذات بال في نظم الأسرة المصرية. [ صفحه 12] و الامام جعفر الصادق يقف شامخا في قمة فقه أهل بيت النبي عليه الصلاة و السلام، هو في الفقه امام، و حياته للمسلمين امام، و المسلمون اليوم يلتمسون في كنوز هم الذاتية مصادر أصلية للنهضة؛ مسلمة غير مخلطة و لا مستوردة. هو الامام الوحيد [1] من «أهل البيت» الذي أتيحت له امامة دامت أكثر من ثلث قرن، تمحض فيها مجلسه للعلم، دون أن يمد عينيه الي السلطة في أيدي الملوك. و بهذا التخصص سلم الأمة مفاتح العلم النبوي، و منه يبدأ التأصيل الواضح لمنهج علمي عام للفكر الاسلامي، نقلته أمم الغرب فبلغت به مبالغها الحالية، و عمل به بين يديه، ثم أعلنه، تلميذه جابر بن حيان أول كيمائي كما تبايع له أوروبة الحديثة، و هو «منهج التجربة و الاستخلاص» أي الاعتبار بالواقع و تحكيم العقل، مع النزاهة العلمية. فالامام الصادق هو فاتح العالم الفكري الجديد، بالمنهج العقلاني و التجريبي، كأصحاب الكشوف الذين فتحوا أرض الله لعباده فدخلوها آمنين. و الامام الصادق هو الامام الوحيد [2] في التاريخ الاسلامي، و العالم الوحيد في التاريخ العالمي، الذي قامت

علي أسس مبادئه الدينية و الفقهية و الاجتماعية و الاقتصادية دول عظمي. و مصر تذكر منها، أكبر دولة عرفها التاريخ فيها، من عهد الفراعنة - الدولة الفاطمية - التي امتد سلطانها من المحيط الأطلسي الي برزخ السويس، و لولا هزيمة جيوشها أمام الأتراك لخفقت أعلامها علي جبال الهملايا في وسط آسيا. و العالم كله مدين لها بمدينة القاهرة، [ صفحه 13] والمسلمون يدينون لها بالجامع الأزهر، الذي حفظ القرآن و السنة، و اللغة العربية و علومها كافة، و يدينون لتعاليم الامام بقيام دولة كبيرة في ايران، و مجتمع عظيم بالعراق. و معاهد علمية يتصدرها النجف الأشرف، و شعوب قوية في الهند و باكستان و اليمن و أفغانستان و وسط آسيا و لبنان و سورية، و كثير سواها. و هو الامام الذي علم بالمواقف التي وقفت، قدر ما علم بالمبادئ التي أرساها. فالمواقف أعمال، و هي أعلي صوتا من الأقوال، و لقد يعدل الموقف الواحد جهاد عمر كامل، أو مهمة حياة رجل. و هو، بمكانه من أهل البيت، و حقه في الخلافة، و امامته للفقهاء بلا استثناء، كان غرضا يطلبه معظم خلفاء بني العباس ليضيفه الي قوائم القتلي من صناديد القواد، أو الشهداء من أهل البيت. و كان درسا من السماء أن يسيطر الامام علي الميزان اذ يلتقيان، فيضعف الطالب عن المطلوب، و يرتفع الامام الصادق بالخليفة القاتل الي مستوي الحاكم العادل. [3] . و المستقبليون الذين يتكلمون اليوم عن الأخذ بأسباب النهضة العلمية، كمثل السياسيين الذين لا يرون النهضة بالغة شأوها الا أن تكون شاملة لأمور الدين و الدنيا، هؤلاء و أولاء، بحاجة الي أن يظهروا علي حياة الامام الصادق، ليروا مقدار ما تفلح الدعوة

الصادقة بالمبادئ الصحيحة و الخطط المنجحة في اقامة دول و مجتمعات قوامها الدين و العلم و العدل و الاقتصاد العصري. و كمثلهم دعاة الاصلاح الذين يمثلهم الشيخ عبد المجيد سليم [4] شيخ الأزهر في النصف [ صفحه 14] الأول من هذا القرن عندما قال: «ان الأمم ليست بكثرة أفرادها و عديدها، و لكن بروحها و ايمانها و خلقها. و لعمري ان سبيل ذلك لهو العلم» و قال: «ان كل اصلاح لا يقوم علي أساس تقوية الروح الديني في الأمة لا بقاء له، و لا خير فيه، و اذا قلت: الروح الديني، فانما أريد: الأخذ العملي بالشريعة عن ايمان و ثقة، لا أن نكتفي بما ينص عليه الدستور من أن دين الدولة هو الاسلام، ثم نكون في أكثر أحوالنا و تشريعاتنا و أخلاقنا علي خلاف ما يأمر به الاسلام، و ينهي عن الاسلام». و الله نحمد، لقد غيرت مصر في سنة 1971 دستورها الذي أشار الشيخ اليه. و نصت علي أن «الشريعة الاسلامية مصدر رئيسي للتشريع» و هي دعوة صادقة لتقوم القوانين المطبقة جميعا علي أساس الشريعة. و بعد: فالكتاب الحالي يبلغ غرضه اذا كان صوتا يدعو الي الوحدة، و المسلمون تجمعهم أصول فكرية واحدة و ان اختلفت الفروع أو تعددت الآراء، و في تعدد الآراء ثراء، و لما عرض تلميذ لأحمد بن حنبل تسمية كتاب له «كتاب الاختلاف» قال له: سمه «كتاب السعة». ألا وانه لا صلاح للمسلمين و العرب اليوم في مواجهة التحدي العالمي الا بالوحدة. و العالم الغربي الذي تهز الأفكار المادية و الالحادية عقائده، و يزعزع الرعب النووي اطمئنانه، بحاجة الي مبادئ الاسلام، و عرض شريعته علميا، كهيئة ما عرضها الامام الصادق

علي الملاحدة في عصره فكانوا يسلمون، و كمثل ما علم تلاميذه و معاصريه قواعد العلم و الفقه و الاقتصاد التي تكفل للمسلمين النماء الفكري و الاجتماعي و الاقتصادي. [ صفحه 15] و العالم الغربي، الذي يحسب للعالم الاسلامي حساب الطاقة التي خزنتها السماء في الأرض الاسلامية، التي جعلها الله مقرا لبيته العتيق، و حساب المعادن التي تعكس الأقمار الصناعية لمعانها و اشراقها كلما صورت أرض العرب، هذا العالم الغربي الذي جمعته الحروب الصليبية في مقابلة العالم الاسلامي، و الذي خططت حدوده الحالية حروب و معاهدات دينية، و ازدهرت قاراته الجديدة بعد هجرات تجري في جذورها النوازع الدينية، هذا العالم الغربي جدي بأن يواجهه المسلمون كالبنيان المرصوص، لا كهيئة الحجارة المتناثرة، قد بعثرتها في مهاب الرياح الأربعة أمم غلبت عليها بالقوة من الخارج، و بالتخلف الاجتماعي و العسكري و الاختلاف الديني في الداخل. و المسلمون اليوم لا يتنازعون سلطة كما كان الأقدمون منهم يتنازعون من أجل السلطة، و انما يتنازع غيرهم السلطة عليهم. و هم اليوم لا يتقاسمون القوة و انما يتقاسمون الضعف المادي، في حين يختزنون القيم العليا للتقدم، و القوي التي تحصي و تعد، فحيثما ابتغوا الوسيلة و جدوا نصر الله. و يوم توجد فينا ارادة الانتصار سننتصر، و الله متم نوره. حياة الامام تنقسم في ترجمتها قسمين: الأول عن الرجل، و الثاني عن علمه. و علي ذلك وردت الصورة التي صورنا فيها هذه الحياة في قسمين، كل منهما في ثلاثة أبواب. القسم الأول: يدور حول ظهور الاسلام و تألق علي و أولاده من فاطمة الزهراء في الصدارة من الأشخاص و الأحداث، و البيئة التي نتج فيها الامام الصادق، فتعاونت علي اعداده ظروف الوفاء

أو العداء لأهل البيت، لتهي ء منه اماما خصيصته تعليم العلم الذي تلقاه عن جديه، و طريقته الأسوة الحسنة في أعمال حياته، و تحمل التبعات حيث تزوغ الأبصار. و القسم الثاني من الكتاب: يعرض تصور المؤلف للعلم الذي علمه الامام، و المدرسة التي [ صفحه 16] أنتجته، و المنهج العلمي العالمي الذي أخذ به العلماء الدينيون و الفقهيون، و الرياضيون و الفلكيون و الكيمائيون و علماء الطبيعة الاسلاميون، و نقله عنهم رياضيو العصور الوسيطة في أوربة، ليصير «منهج التجربة و الاستخلاص» الذي يعمل به الفكر المعاصر، بعد اذ ترجم من العربية في جنوب فرنسا و اسبانيا و صقلية و سواها من جامعات أوروبة، و سبق الي التنويه به «روجير بيكون» ثم نسب الي «فرنسيس بيكون» بعد ثلاثة قرون. و كذلك المنهج السياسي و الاجتماعي و الاقتصادي الذي أقام الدول العظمي و المجتمعات الاسلامية التي يباهي بها المسلمون في العصر الوسيط، و في العصور الحديثة. و في هذا القسم باب أخير تبدو فيه عدالة التاريخ مصححة لانحراف الأعداء وافتياتهم علي أبناء علي، كما يظهر فيه نصر الله للمسلمين اذ يتحدون. و الله نسأل أن يقينا الزلل. [ صفحه 20]

ظهور الاسلام

اشاره

«لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله و رسوله، و يحبه الله و رسوله، ليس بفرار، يفتح الله عز و جل علي يديه» [5] . «حديث شريف» [ صفحه 21]

مقدمة

اشارة

الامام جعفر الصادق نتاج قرن كامل من العظائم، يحني لها الوجود البشري هاماته، و يدين بحضاراته. علي رأسها نبي الاسلام عليه الصلاة و السلام، و فيها بطولات الامام علي الي جوار النبي، و أثرها في ظهور الاسلام، و مشاركته في ابان خلافة الخلفاء الراشدين الثلاثة الذين سبقوه، و آيات نبوغه و تبريزه في السياسية و الادارة و القضاء و الفقه و التشريع و البيان العربي و العلم بوجه عام، و اجلال جميع المسلمين لمكانته، و التفاف شيعته حوله، و تفضيلهم له علي سائر الخلفاء الراشدين. ثم قيام الفتنة في أخريات خلافة عثمان و اغتياله و بيعة المسلمين لعلي، و خروج معاوية عليهم بأهل الشام، و قيام الحرب بين أميرالمؤمنين و بين جيش معاوية، و خروج الخوارج و اغتيال علي، و البيعة لابنه الحسن، ثم تصالح الحسن و معاوية حقنا للدماء، و استقرار الأمور للأخير نحو عشرين عاما. و لما آلت الأمور الي ابنه يزيد استفتح حكمه بمذبحة كربلاء، حيث استشهد الحسين بن علي أبوالشهداء، و أعقبتها و قعة الحرة، حيث سفك دم الصحابة و التابعين، ثم ضربت جيوشه الكعبة بالمنجنيق، و مات و جيوشه تضرب الكعبة، فتولي بعده ابنه معاوية، فتنازل عن الخلافة، و ولي بنو أميه مروان بن الحكم و تتابع بعده بنوه. [ صفحه 22] أما أبناء الحسين فتتابعوا علي حمل هموم المسلمين، و اعلاء كلمة الدين، و القيام في الأمة مقام جدهم الامام علي بن أبي طالب، و النهوض بتبعات الامامة بتوفيق الله

سبحانه، من علي بن الحسين زين العابدين، الي ابنه الامام الباقر، الي حفيده الامام الصادق. و الاشارات السريعة الي كل أولئك، مع الوجازة المفروضة، موضوع الفصلين: الأول و الثاني في هذا الباب، و فيهما مدخل الكتاب. [ صفحه 23]

اخو النبي

اشاره

«أنت أخي و صاحبي» [6] . «حديث شريف» أول من آمن بالله و رسوله أم المؤمنين خديجة بن خويلد [7] و أبوبكر الصديق و علي بن أبي طالب. و اختلف في الأول منهما، و الأكثرون يقولون: عليا [8] و اختلفوا في سن علي [ صفحه 24] يومئذ [9] قال ابن اسحاق: ان عليا أول من آمن بالله، و صدق رسول الله [10] ، و هو ابن عشر سنين يومئذ [11] . لكن حسان بن ثابت [12] و طائفة قالوا: ان أبابكر هو الأول [13] . [ صفحه 25] و روي ابن اسحاق [14] كيف أسلم علي بن أبي طالب بعد اسلام خديجة و صلاتها مع النبي بيوم واحد، اذ جاء فوجدهما يصليان، فقال علي: يا محمد ما هذا؟ فقال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: «دين الله الذي اصطفي لنفسه، و بعث به رسله، فأدعوك الي عبادة الله، و كفر باللات و العزي». فقال علي: هذا أمر لم أسمع به قبل اليوم، فلست بقاض أمرا حتي أحدث أباطالب، فكره رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم أن يفشي عليه سره قبل أن يستعلن أمره، فقال له «يا علي، ان لم تسلم فاكتم». فمكث علي تلك الليلة، ثم ان الله أوقع في قلبه الاسلام، فأصبح غاديا الي رسول الله، حتي جاءه فقال: ماذا عرضت علي يا محمد؟ فقال: «تشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك

له، و تكفر باللات و العزي، و تبرأ من الأنداد» ففعل علي و أسلم. و مكث علي يأتيه سرا خوفا من أبي طالب [15] و كان مما أنعم الله به علي علي أنه ربي في حجر رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم قبل الاسلام. و من رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و خديجة - أول مسلمين - ولدت فاطمة الزهراء، و من أبنائها و من [ صفحه 26] أبناء علي و أبي بكر الصديق، أي من أبناء نبي الاسلام و المسلمين الثلاثة الأولين، ولد جعفر بن محمد الامام الصادق [16] . و بدعوة أبي بكر أسلم خمسة من العشرة [17] الذين بشرهم رسول الله بالجنة [18] ، و مات و هو عنهم راض: عثمان بن عفان، و الزبير بن العوام، و طلحة ابن عبيدالله، و عبد الرحمان بن عوف، و سعد بن أبي وقاص. و هؤلاء الخمسة هم أهل الشوري، الذين جعل عمرالخلافة فيهم و في علي بن أبي طالب، ليختاروا واحدا منهم فيبايعه المسلمون. فعلي بن أبي طالب يجي ء دائما في صدارة أهل الاسلام، و أبوه و أمه في الصدارة كذلك: لقد كفل أبوه محمدا ابن أخيه عبدالله و هو ابن ثماني سنين [19] ، و خرج به الي الشام و هو ابن اثنتي عشرة [20] ، و هو الذي مثله في الزواج من أم المؤمنين خديجة [21] و لما ماتت فاطمة بنت أسد [22] - أم علي - نزل النبي في لحدها و ألبسها قميصه صلي الله عليه و آله و سلم [23] و قال «لم يكن أحد أبر بي بعد أبي طالب منها» [24] . و جزي النبي صنيعهما في علي، اذ كفله

و هو ابن ست سنين [25] ، ثم جعله سابقا في [ صفحه 27] الاسلام. فلما كان النبي يعبد الله في غار حراء، كان علي يعبد الله و هو صبي مميز، ثم بسق الفرع و سمق في جوار أخيه [26] و مربيه و علي عين أبيه. و في سنة سبع من المبعث تآمرت قريش علي قتل الرسول، و أبي قومه بنوهاشم، و ظاهرهم بنو عمهم المطلب بن عبد مناف [27] ، فأجمع المشركون من قريش علي اخراجهم من مكة الي الشعب، فخرجوا مؤمنهم و كافرهم. فلما عرفت قريش أن رسول الله قد منعه قومه أجمعت ألا تدخل اليهم شيئا، و قطعت عنهم الأسواق ثلاث سنين [28] . و كان أبوطالب يأمر رسول الله أن يأتي فراشه كل ليلة، حتي يراه من أراد به شرا، فاذا نام الناس أمر أحد بنيه أو اخوته أو بني عمه فاضطجع علي فراش الرسول، و أمره أن يرقد علي بعض فرشهم، فيرقد عليها [29] حتي اذا أكملوا ثلاث سنين أخبر الله رسوله أن العهد الذي تعاهدته قريش في صحيفة علقوها بالكعبة قد أكلته الأرضة، و لحست باقي الصحيفة، فخرجوا من الشعب الي قريش، و أنبأ أبوطالب قريشا أن الصحيفة قد أكلت، و أسماءهم قد لحست، كما أخبره ابن أخيه، و أنبأهم أنه و أهله سيحمونه عن آخرهم [30] . و ذات يوم سأل النبي أهله: أيكم يواليني في الدنيا و الآخرة؟ - وعلي جالس - فسكتوا، و قال علي: أنا أواليك في الدنيا و الآخرة. فكانت هذه أول موالاة من النبي لعلي [31] . و لما حضرت الوفاة أباطالب في السنة العاشرة من المبعث عن بضع و ثمانين، جمع اليه وجوه قريش فقال

بين ما قال: «... و اني أوصيكم بمحمد، فانه الأمين في قريش، و الصديق للعرب، و هو الجامع لكل ما وصيتكم به. و قد جاءنا بأمر قبله الجنان و أنكره اللسان مخافة [ صفحه 28] الشنآن...، يا معشر قريش كونوا له ولاة...» [32] . و النبي يقول: «ما زالت قريش كاعة حتي مات عمي أبوطالب» [33] . و ماتت خديجة بعد أبي طالب بأيام أو أشهر أو أكثر [34] و أذن الله للرسول في الهجرة الي المدينة، و كان قد أمر أصحابه بالهجرة الي الحبشة ثم الي المدينة، و لم يبق فيها الي جواره الا أبابكر و عليا، و الأول هو الصديق، و الثاني هو الفدائي الأول. فلقد رأيت قريش ذلك، فأجمعت علي قتل النبي، فبيتوه و رصدوه طول ليلهم ليقتلوه اذا خرج، فأمر عليا أن ينام علي فراشه، و دعا ربه أن يعمي علي قريش أثره، و خرج و قد غشي أبناءها النوم، فلما أصبحوا خرج علي عليهم و قال: ليس في الدار ديار، فعلموا أن رسول الله نجا [35] . و كان الفدائي الأول قد شارف العشرين من العمر، استبقاه الرسول لأمر يتعلق بحياة الرسول، ليضحي من أجله بحياته، و سلمت الحياتان؛ لأن الأولي حياة الاسلام، و لأن الثانية سوف تفديها و تحرسها مرة اثر أخري [36] .

اخو النبي

أقام علي بمكة أياما ليرد فيها ودائع كانت عند الرسول، ثم لحق به في المدينة، فنزل مع [ صفحه 29] بقباء، حيث أقام رسول الله مسجدها، ثم خرج الي دور أخواله بني عدي بن النجار، فأقام بها أشهرا بني فيها مسجده و آخي بين تسعين من المهاجرين و الأنصار علي الحق و المساواة و التوارث،

حتي نزل قوله تعالي: (و أولو الأرحام بعضهم أولي ببعض) [37] . أما أبوبكر فآخي بينه و بين خارجة بن زيد [38] ، و أما عمر فآخي بينه و بين عتبان بن مالك [39] ، و أما عثمان فآخي بينه و بين أوس بن ثابت أخي حسان [40] . أما علي فآخي بينه و بين نفسه صلي الله عليه و آله و سلم [41] ، بل هو قال له: «أنت أخي و صاحبي» [42] و في ذلك رواية ابن عباس [43] أن عليا كان يقول: «و الله، اني لأخو رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و وليه» [44] و هذه هي المؤاخاة الثانية، فالأولي كانت بمكة. ثم خرج المسلمون ليوم بدر، فدفع رسول الله الراية الي علي، و راية أخري لرجل من [ صفحه 30] الأنصار [45] فهذه أولي معارك الاسلام و كبراها. و فعل علي الأفاعيل بالعدو: قتل من المشركين بيده أربعة، و قيل: خمسة [46] و قيل: ستة، أكثرهم من أهل معاوية بن أبي سفيان، و هو ما يزال بين المشركين. ثم قدم الرسول فلذة كبده لبطل بدر، فبني بفاطمة الزهراء و هي في الثامنة عشرة [47] . روي ابن الأثير في أسد الغابة: أخبرنا... عن الحارث، عن علي، فقال: خطب أبوبكر و عمر - يعني فاطمة - الي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، فأبي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم عليهما، فقال عمر: أنت لها يا علي، فقلت: مالي من شي ء الا درعي أرهنها، فزوجه رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم فاطمة، فما بلغ ذلك فاطمة بكت، قال: فدخل عليها رسول الله

صلي الله عليه و اله و سلم فقال: «مالك تبكين يا فاطمة! فو الله لقد أنكحتك أكثرهم علما، و أفضلهم خلقا، و أولهم سلما» [48] . أما العلم و الحلم و السلم فهي التي احتاج فيها علي - و هو في فتاء السن - الي الشهادة بها من النبي لدي زهراء النبي. و أما ميادين الوغي فقد شهدت له فيها رايات بدر، وستشهد له فيها الرايات الأخر: في يوم أحد - أخطر معارك الاسلام - كان علي في الحرس الي جوار النبي، حين أصيب النبي في المعركة، و كان طبيعيا أن يصاب علي بستة عشر ضربة [49] ، كل ضربة تلزمه الأرض! و كما يقول سعيد بن المسيب [50] سيد التابعين: فما كان يرفعه الا جبريل عليه السلام [51] فلما اشتد [ صفحه 31] الخطب، و قتل حامل الراية مصعب بن عمير [52] ، دفع الرسول الراية لعلي [53] ، فقتل علي يومذاك واحدا، و قيل: ثلاثة مشركين [54] . و في يوم الخندق أزفت الآزفة [55] حيث تيمم المشركون مكانا ضيقا فاقتحموه بخيلهم، فخرج لهم علي بن أبي طالب في نفر من المسلمين، حتي أخذوا عليهم الثغرة التي اقتحموا منها، و كان عمرو بن عبدود [56] - فارس العرب - يريد أن يعرف مكانه يوم الخندق، فنادي من فوق الخيل هل من مبارز؟ فبرز له علي، قال له عمرو: ما أحب أن أقتلك لما بيني و بين أبيك [57] ، و أصر علي، و نزل عمرو عن فرسه، و تجاولا، فما انجلي النقع حتي قتله علي، وفر أصحاب الثغرة بخيولهم منهزمين [58] . [ صفحه 32] و في غزوة بني قريظة كانت له راية المسلمين [59]

. و في صلح الحديبية كان «كاتب» صحيفة الصلح علي بن أبي طالب [60] ، يملي عليه رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم! فلذلك كان أيمن صلح عرفه التاريخ البشري، فقد أصبح الذين أسلموا بعده و قبل فتح مكة أكثر ممن أسلموا قبله، و به حفظت دماء الذين بايعوا تحت الشجرة، ليظهر الاسلام علي أعدائه، و ييسر فتح مكة. و في غزوة خيبر فتح الله علي المسلمين حصنا، و استعصي اثنان: علي أبي بكر و عمر، فقال عليه الصلاة و السلام: «لأعطين الراية غدا رجلا يحب الله و رسوله، و يحبه الله و رسوله، ليس بفرار، يفتح الله عزوجل علي يديه». و لما أصبح دعا عليا و قال: «خذ الراية و امض حتي يفتح الله عليك» [61] . و حمي الوطيس، و سقط ترس علي، فتناول بابا و ترس به نفسه، و لم يزل يقاتل حتي فتح الله عليه. و صدق أبوبكر بعد سنين في وصف علي، عندما حدث المسلمين عن علي و عمر: ان عليا اذا اعترضته عقبة حاول اقتحامها، فاما كسرته أو كسرها. أما عمر فانه اذا صادفته عقبة دار لها. وحمي الله فضائل الاسلام علي يد علي، فلم يره أحد في موقف المنكسر، و لما استشهد في دفاعه عن هذه الفضائل كان الاسلام ينتصر. و في يوم حنين أعجبت المسلمين كثرتهم، فكادوا ينهزمون، و ثبت الرسول، و قتل علي صاحب راية المشركين و أخذها منه، و كر المسلمون عليهم فهزموهم باذن الله [62] . و لما قتل خالد بني خزيمة خطأ، و سباهم و هم مسلمون، بعث الرسول عليا فوداهم، و رد اليهم [ صفحه 33] أموالهم، و قال لهم: انظروا

ان فقدتم عقالا لأدينه، فبهذا أمرني رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم [63] . و في السنة التاسعة خرج رسول الله الي تبوك، و استعمل عليا علي المدينة، فسأل علي النبي في ذلك، فأجابه: «انما خلفتك لما تركت ورائي، فارجع فاخلفني في أهلي و أهلك، فأنت مني بمنزلة هارون من موسي، الا أنه لا نبي بعدي [64] » فكان تخليفه عن هذه الغزوة تقديما له، اذ وضعه موضع هارون من موسي عليه السلام، أي في منزلة أخ الرسول من الرسول. و تتابع القديم، اذ نزلت عشر آيات من صدر سورة «براءة» من عهد كل مشرك لم يسلم أن يدخل المسجد الحرام بعد هذا العام، فقالوا للرسول: ابعث بها الي أبي بكر - و كان علي الناس في حج بيت الحرام - فقال عليه الصلاة و السلام «لا يؤديها عني الا رجل من أهل بيتي» [65] و بعث عليا علي ناقته صلي الله عليه و آله و سلم، فأدرك أبابكر في الطريق، فسأله أبوبكر: هل جاء أميرا أو مأمورا؟ قال علي: بل مأمورا، فهو قد جاء بغرض خاص بتبليغ القرآن. أما امارة الحاج فكانت لأبي بكر. و في كتب السنن: أن النبي بعد عودته من حجة الوداع نزل بغدير خم [66] و أعلن أنه يترك القرآن و «عترته» للمسلمين [67] ، ثم أخذ بيد علي و دعا ربه: «اللهم وال من والاه، و عاد من [ صفحه 34] عاداه» [68] . و كان للرسول كتابه، و المنفذون لأمره، و المفتون في حياته، ثقة من الله و الرسول في شجاعتهم و حكمتهم و سداد رأيهم، و في كل صفة و كل طائفة كان علي، فامتاز بهذه

الخصيصة التي تحوي جماع خصائص أصحاب النبي. فكتاب النبي: أبي بن كعب [69] ، و أبوبكر، و عمر، و عثمان، و علي، و زيد بن ثابت [70] ، و معاوية بن أبي سفيان [71] و حنظلة بن الربيع [72] . [ صفحه 35] و المنفذون لأحكام - و منها ضرب الأعناق بين يدي النبي -: علي، و الزبير [73] ، و محمد بن مسلمة [74] . و المفتون في عهده: أبوبكر، و عمر، و عثمان، و علي، و أبي بن كعب، و ابن مسعود [75] ، و معاذ بن جبل [76] ، و عمار بن ياسر [77] ، و زيد بن ثابت، و سلمان [78] ، و أبوالدرداء [79] ، و أبوموسي [ صفحه 36] الأشعري [80] . و لما بعث النبي عليه الصلاة و السلام عليا الي اليمن، قال علي: يا رسول الله، تبعثني الي اليمن و يسألونني عن القضاء و لا علم لي به، فضرب النبي بيده علي صدره ثم قال: «اللهم ثبت لسانه واهد قلبه» قال علي: فو الذي خلق الحبة و برأ النسمة، ما شككت في قضاء بين اثنين بعد [81] و هي خصيصة يدرك جلال اليقين فيها من ولي القضاء. [ صفحه 37]

بين الخلفاء الراشدين

صعدت روح رسول الله الي الرفيق الأعلي و علي بطل جيوشه غير منازع، و كان قد دربه علي القضاء و الافتاء، فهاتان الوظيفتان هما أسمي عمل في الدول، و بخاصة في الدولة المسلمة، حيث الحفاظ علي الشريعة و ادارة الدول و سياسة الأمم، و استقرار النظم، و اطمئنان الجماعة واجبات دينية، و الافتاء يعدل التشريع في أيامنا هذه، و القضاء هو توزيع العدالة، و العدل صفة الله

سبحانه. لقد بعثه الي اليمن، فقضي، و له قضاء مشهور عرض علي النبي فاستحسنه، و له السؤال المشهور يومذاك اذ سأل: أكون كالسكة [82] المحماة أو الشاهد يري ما لا يراه الغائب؟ فأجابه عليه الصلاة و السلام: «بل الشاهد يري ما لا يراه الغائب» [83] فدل بذلك علي تفويضه في أن يجتهد، و أن يعمل بمقاصد الشريعة...، و كان أيامئذ في عنفوان شبابه، فلم يفارقه الاجتهاد العظيم للأمة في كل مناسبة تقتضي الاجتهاد. و بالتربية النبوية في القضاء و الافتاء نفذ علي الي صميم الفكر التشريعي في الأمة، أي صميم شريعة الاسلام، فاحتاج أبوبكر و عمر اليه في جوارهما، ليشير عليهما و يقضي و يفتي. أما فتاواه التشريعية فستبقي مثلا أعلي للفكر الاسلامي في سياسة الدولة و سياسة الناس. اذا اشتهر عمر بأنه المجتهد الأكبر من كثرة ما واجه من ظروف طارئة علي الدولة المنتصرة في الشرق و الغرب، و من طول ما حكم و هو خليفة، و اتساع ما فتح من الفتوح، و اختلاف من أسلم من أهل البلاد المفتوحة، فعلي كان يصحح الكثير للمجتهد الأكبر، و في ذلك الحجة القاطعة علي أنه في أسمي وظائف الفكر، و هما التشريع و القضاء، كان بدوره مجتهدا أكبر. اليك قليلا من الأمثال، تخيرناها من أمور معلمة في الدين و الفقه و السياسة: [ صفحه 38] - منع عمر تدوين الحديث [84] مخافة أن يخلط القرآن بشي ء، و بهذا أبطأ التدوين عند أهل السنة قرنا بتمامه، و انفتحت أبواب للجرح و التعديل، و للوضع، و للضياع. أما علي فدون من أول يوم مات فيه الرسول، و لعله اذ دون صار مرجع الصحابة، بما فيهم عمر. و هذا

الا تجاه العلمي للتدوين، يؤازره اتجاه ديني و فقهي و سياسي و اقتصادي؛ لتوزيع الحقوق. - قال عمر للناس يوما: ما ترون في فضل فضل عندنا من هذا المال (مال الصدقة)؟ قالوا: يا أميرالمؤمنين، قد شغلناك عن أهلك و ضيعتك، فهو لك، فالتفت الي علي و قال: ما تقول؟ قال: قد أشاروا عليك، قال عمر: قل، قال علي: لم تجعل يقينك ظنا؟ أتذكر حين بعثك رسول الله صلي الله عليه و سلم ساعيا، فأتيت العباس بن المطلب فمنعك صدقته، فقلت لي: انطللق الي رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، فوجدناه خاثرا [85] ، فرجعنا، ثم غدونا عليه فوجدناه طيب النفس، فأخبرناه بالذي صنع، فقال لك: أما علمت أن عم الرجل صنو أبيه؟ و ذكرنا الذي كان من طيب نفسه في اليوم التالي، فقال: أما أنكما أتيتماني اليوم و كان عندي من الصدقة ديناران، فكان الذي رأيتماه من خثوري له، و أتيتماني اليوم و قد وجهتهما غدا (صباح اليوم) فذاك الذي رأيتما من طيب نفسي [86] . - و دعا عمر امرأة فأجهضت ما في بطنها بفزعها، فاستشار في الدية، فقال له عثمان و عبدالرحمان: لا عليك، انما أنت مؤدب، و قال علي: ان كانا قد اجتهدا فقد أخطآ، و ان لم يجتهدا فقد غشاك. أري عليك الدية، فقال عمر: عزمت عليك ألا تبرح حتي تفرضها علي بني عدي [87] و هذه الفتوي تعتبر تقدما تحاول أن تبلغه الحضارة المعاصرة، و لا تكاد. - و رأي عمر ذات يوم رجلا مع امرأة علي معصية، فاستشار في أن يقضي بعلمه أم لابد من شهادة غيره؟ قال علي: يأتي بأربعة شهداء، أو يجلد حد القذف،

شأنه في ذلك شأن [ صفحه 39] سائر المسلمين [88] . - و لما فتح المسلمون الأمصار، طلب الفاتحون لأنفسهم أربعة أخماس الأراضي المفتوحة؛ أخذا بظاهر الآية، فاستشار عمر الصحابة، فاختلفوا، لكن عليا كان من الرأي الذي أخذ به عمر، و هو ابقاء الأرض في أيدي أصحابها، و تكليفهم الخراج تسد من حصيلته حاجات الدفاع عن الأمة، و الانفاق علي المحتاجين [89] و في بقاء الأرض في أيدي أصحابها بقاء لهم أو لمن يجيئون بعدهم، و أثر هذه الفتوي في نشر الاسلام يذكر و يشكر. - وعلي صاحب الرأي الشهير بتضمين الصناع ما يتلفونه، الا أن يثبتوا أنه من عمل غيرهم بعد اذ كانوا لا يضمنون؛ لأن يدهم يد الأمين [90] ، لكن الزمان تغير فاقتضي تغير الناس التضمين، و في ذلك قول علي: لا يصلح الناس الا ذاك [91] و هذا مضرب المثل علي العمل بقصد الشارع من حفظ مصالح المسلمين و توخي المصلحة الاسلامية حيث تكون. - و رفعت الي عمر قضية رجل قتلته امرأة و خليلها، فتردد هل يقتل الكثيرين بالواحد؟ قال علي: أرأيت لو أن نفرا اشتركوا في سرقة جزور، هذا عضوا و هذا عضوا، أكنت قاطعهم؟ قال: نعم، قال علي: فكذلك. فكتب عمر الي عامله: أن اقتلهما، فوالله لو اشترك أهل صنعاء كلهم لقتلتهم [92] . - و جي ء عمر يوما بأمراة زنت و أقرت، فأمر برجمها، لكن عليا قال: لعل بها عذرا، ثم سألها: ما حملك علي ما فعلت؟ قالت: كان لي خليط و في ابله ماء و لبن، و لم يك في ابلي ماء و لا لبن، و ظمئت و استسقيته، فأبي أن يسقيني حتي أعطيه نفسي، فأبيت

عليه ثلاثا، فلما ظمئت و ظننت نفسي ستخرج أعطيته الذي أراد، فسقاني، قال علي: الله أكبر (فمن اضطر غير باغ و لا عاد فلا اثم عليه ان الله غفور رحيم) [93] . [ صفحه 40] - لقد كان عمر علي الحق، اذ أمر ألا يفتي أحد بالمسجد و علي حاضر، فجعل القضاء وقفا عليه في ساحة القضاء. - و كان يقول: اللهم لا تنزل بي شديدة الا و أبوالحسن الي جنبي [94] و [95] بل يحيل سائليه علي علي، و يجيب أذينة العبدي [96] اذ يسأله: من أين أعتمر؟ ايت علي بن أبي طالب فاسأله [97] بل يقول: لولا علي لهلك عمر [98] . و لعلي عهده المشهور الي الأشتر [99] النخعي [100] اذ ولاه مصر، فهو دستور سياسي و ديني [ صفحه 41] و عالمي، يضؤل دونه كل العهود، بما فيه من شمول و تفصيل لقواعد الحكم الصالح، و اليه يرجع كل من أراد نجاحا للحكم بصلاح الدنيا و الدين. و المصريون - مسلمين و مسيحيين - يحفظون قوله فيه لواليه: «و اشعر قلبك الرحمة بهم، و المحبة لهم، و اللطف بهم، و لا تكونن عليهم سبعا ضاريا تغتنم أكلهم، فانهم: اما أخ لك في الدين، أو نظير لك في الخلق، يفرط منهم الزلل و تعرض لهم العلل» [101] . - و علي هو الذي يضبط فحوي الشرع و يرفعه الي مقامه الحق في تعريفه للفقيه، فيقول للمسلمين: «ألا أنبئكم بالفقيه، حق الفقيه؟ من لم يقنط الناس من رحمة الله، و لم يرخص لهم في معاصي الله، و لم يؤمنهم من مكر الله» [102] . كان منذ شبابه الذي أنضجته أحداث النزال و الطعان في

الميدان، أعبد الناس، و أكثرهم في عبادته جمعا مع الله، لا يقطع صلاته و السهام تقع بين يديه يمينا و شمالا، يربط علي بطنه من الجوع في حين يتصدق بأربعة آلاف درهم، و عليه ازار غليظ اشتراه بخمسة دراهم. أما قوته فمن دقيق الشعير، يأخذ قبضة فيضعها في الماء فيصب عليها قدحا فيشربه... و في يده كل مال المسلمين! و لما أصهر عمر اليه في «أم كلثوم» [103] كان يتوسل الي الآخرة بلحمة النسب، فلقد كان [ صفحه 42] يقول: لقد أعطي علي بن أبي طالب ثلاث خصال، كل خصلة منها أحب الي من حمر النعم: تزويجه فاطمة بنت رسول الله صلي الله عليه و سلم، و سكناه المسجد مع رسول الله يحل فيه ما يحل له... [104] . و لم يبرح عمر المدينة في خلافته الا استخلف عليا عليها، فلقد كان ذلك سنة عنده. أليس صاحبهما صلي الله عليه و آله و سلم كان يستخلفه اذا برح المدينة؟ و علي باب مدينة العلم، يقول الرسول عليه الصلاة و السلام «أنا مدينة العلم و علي بابها، فمن أراد العلم فليأت بابه» [105] . و هو امام البلاغة، يجي ء معاوية رجل من الكذبة [106] فيقول له: جئتك من عند أعيا الناس - يقصد عليا - فيجيب معاوية، و هو أعدي الناس لعلي: و يحك، فو الله ما سن الفصاحة للناس غيره [107] كيف لا و بلاغته من بلاغة النبي؟ مذ كان فكره من فكره، و كان قد رباه فأحسن [ صفحه 43] تأديبه، حتي ليعيا بلغاء العرب عن فهم المعني النبوي ويراه علي بادي الرأي. شكا العباس بن مرداس [108] للنبي قسمه من الفي ء بقوله: أتجعل نهبي و

نهب العبيد كنهب عيينة و الأقرع و العبيد فرس الشاعر، و عيينة بن حصن [109] و الأقرع بن حابس [110] من المؤلفة قلوبهم، قال عليه الصلاة و السلام: «يا علي اقطع لسانه» فأخذه علي و مضي، قال العباس: أقاطع أنت لساني يا أباالحسن؟ قال علي: اني لممض فيك ما أمر. ثم مضي به الي ابل الصدقة و قال له: خذ ما أحببت [111] . و من نهج بلاغته يسقي بلغاء العربية و حكماء الاسلام، و من تعليمه وضع النحو العربي [112] . [ صفحه 44] و وضع النحو بتعليم علي يذكر بالمكانة الخاصة لعلي في علوم الاسلام، فالنحو العربي هو الذي حفظ العربية، لغة القرآن، و هو أمر أصولي للغة، كأصول الفقه، و سنري موقفه المبدع فيها. و كذلك كانت مواقف علي بعد ظهور الاسلام، و في خلافة سابقيه، تتصدي للأساسيات في الاسلام. لقد كان أطول الراشدين حياة في الاسلام، مما يظهر أثره عميقا، عمق الحوادث و العلوم و أثرها في الاسلام، و طويلا لطول المدة التي حييها في المراكز الأولي منذ ظهور الاسلام. و ربما أجمل القول في مكان علي بين المسلمين قول ابن عباس: «لعلي أربع خصال ليست لأحد غيره: هو أول عربي أو أعجمي صلي مع رسول الله صلي الله عليه و سلم، و هو الذي كان لواؤه معه يوم الزحف، و هو الذي صبر معه يوم فر غيره، و هو الذي غسله فأدخله قبره» [113] . [ صفحه 45] أما عن العلم فيقول ابن عباس: «اذا ثبت لنا الشي ء عن علي لم نعدل الي غيره» [114] و أما عن العدل فيقول ابن مسعود معلم الكوفة و سادس المسلمين: «كنا نتحدث أن أقضي أهل المدينة

علي» [115] . من أجل هذا و كثير غيره، صح عند الشيعة: أن النبي أفضي اليه بظاهر الشريعة و خافيها، و أنه أفضي بها الي من خلفه. و ليس يملك أحد أن يفاضل بين الخلفاء الراشدين الأربعة الا باجتهادات تحتمل الخطأ و الصواب، لقد بايعهم المسلمون بيعة صحيحة، و بايع علي الثلاثة السابقين عليه، فكانت بيعته شهادة لهم و له، فلهم جميعا مكانة الراشدين التي بوأهم الله اياها في الزمن الذي أراده. و من الحكمة أن ندرأ أسباب المراء و الشحناء، فننتهي عن المفاضلة بين السابقين الأولين الا لحاجة، و أولي الناس بذلك الصحابة الذين أمرنا بالاستغفار لهم، و ألا نجعل في قلوبنا غلا لهم. و لئن فاضل الأشعري و الغزالي و بعض المتكلمين بين الخلفاء الراشدين، فرتبوهم علي حسب ترتيب استخلافهم [116] ، فربما كان الأرجح أن مجي ء علي في آخر الخلفاء الأربعة تنحصر دلالته في أن الله تعالي أجاءه الي حيث كان دوره - لا مرتبته - هو الرابع، ولله الحكمة البالغة. و علي في كثير من الأمور هو الأوحد، فالنبي هو الذي رباه، و آخاه، و أعده للعظائم فصنعها، و عهد اليه في تبليغ آي القرآن...، و هي جميعا خصوصيات لا يرقي رقيه فيها أحد. أما ما لم يشركه فيه بشر فهو ما أجمعت عليه كتب الشيعة، و شاركها فيه كثيرون من علماء أهل السنة منذ القرون الأولي؛ كالسعودي [117] و الحاكم [118] و الكنجي [119] ، حتي القرون الحديثة؛ [ صفحه 46] كالآلوسي [120] ، و هو أن علينا ولد بالكعبة [121] . و اذا كان للصديق مكان الصديقية، فلعلي قوله عليه الصلاة و السلام: «علي مني و أنا منه» [122]

. و اذا كانت لعمر مكانة الفاروق، فعمر نفسه كان يتمني لو كان له واحدة من ثلاثة من خصال علي [123] . و اذا كان عثمان ذا النورين باصهاره الي النبي في زوجتين لعثمان، فعلي وحده صاحب النسب و العقب الباقي من رسول الله. لقد كان الحسن و الحسين يسميان الرسول أباهما، كما كان الرسول يسميهما ابنيه طول حياته. و لم يناديا عليا بأنه أبوهما الا بعد أن انتقل الي الرفيق الأعلي رسول الله صلي الله عليه و سلم.

الشيعة

لعلي - علي ما رأينا - من فضل الله ما سلمه الجميع له، و تؤثره من جرائه الشيعة منذ القرن الأول، أي جيل الصحابة، ثم تلاحق عليه الجيلان التاليان، و هي الأجيال الثلاثة [ صفحه 47] المفضلة بقوله صلي الله عليه و سلم: «خير القرون قرني - جيلي - ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم» [124] ، و توالت علي تكريمه به جماعة المسلمين الا من ظلم، و هو موقعه الخاص من النبي و من علوم الاسلام. اذ تتفرع عنه فروع النسب من أهل البيت، و تنبع منه بحار شتي للمعرفة، تسقي منها المذاهب كافة، و فيها المتصوفة و المعتزلة، و تفيد منها العلوم كافة، و منها العبادات و المعاملات، و الحرب و السلم، و السياسة و الاقتصاد و الادارة، فتطبع بطابعه العلوم السلامية عند الشيعة، و تظهر آثاره في علوم أهل السنة. و «الشيعة» كلمة قرآنية (و ان من شيعته لابراهيم اذ جاء ربه بقلب سليم) [125] . و التشيع لعلي مكانة للفوز تقررت بالسنة، روي السيوطي عم جابر بن عبدالله قال: كنا عند النبي فأقبل علي، فقال النبي: «و الذي نفسي بيده، ان

هذا و شيعته لهم الفائزون يوم القيامة» [126] . و عن ابن عباس قال: لما نزلت (ان الذين آمنوا و عملوا الصالحات...) [127] قال رسول الله لعلي: «هو أنت و شيعتك يوم القيامة راضين مرضيين» [128] . و عن أم سلمة رضي الله عنها: أن النبي قال لعلي: «أنت و أصحابك في الجنة» [129] . [ صفحه 48] و في نهاية ابن الأثير ما نصه، في مادة «لواقح»: و في حديث علي قال له النبي: «ستقدم علي الله أنت «و شيعتك» راضين مرضيين، و يقدم عليك عدوك غضابا مقمحين» [130] [131] . و الزمخشري يروي في ربيع الأبرار [132] حديث النبي عن «شيعة ولدك» و هو يتحدث الي علي. و في مسند أحمد بن حنبل، و خصائص النسائي كثير في الدلالة علي شيعة علي [133] . و يخصص المسلمون «الشيعة» بأنهم هم التابعون و المقتدون و المتميزون باتباعهم و اقتدائهم الكامل بالامام علي و الأئمة من بنيه. و ربما كان تعريف ابن حزم للشيعة جامعا مانعا، فهو يقول: «من وافق الشيعة في أن عليا «أفضل» الخلق بعد رسول الله، و «أحقهم» بالامامة، و ولده من بعده، فهو شيعي، و ان خالفهم فيما عدا ذلك فيما اختلف فيه المسلمون، فان خالفهم فيما ذكر فليس شيعيا» [134] . ظهر تفضيل الشيعة لعلي علي جميع الصحابة بمجرد وفاة النبي عليه الصلاة و السلام، اذ دعت الي ذلك دواع سياسة. فقد اجتمع المهاجرون و الأنصار - و علي مشغول بتجهيز رسول الله لقبره - فبايعوا أبابكر باقتراح عمر، و ثقل علي بطل الاسلام علي أن يمضي الصحابة الأمور دونه، و ثقل علي الزهراء [135] و علي «شيعة علي» من صحابة الرسول، كما رأي

البعض [ صفحه 49] أحقية علي بالخلافة [136] . و لكن عليا لم يلبث أن كمل اجماع المسلمين بالبيعة للصديق، و جعل خلافة الصديق بالمشاركة و المشورة، و تحمل في خلافة الفاروق أعباء في أخطر شؤون الدولة و الدين و الناس و الخليفة. لقد كان كله شجاعة نفس و سداد رأي يوم الردة، قالت عائشة رضي الله عنها: خرج أبي يوم الردة شاهرا سيفه راكبا راحلته، فجاء علي رضي الله عنه فأخذ بزمام راحلته و قال: أقول لك ما قال لك رسول الله صلي الله عليه و سلم يوم أحد: «شم [137] سيفك، لا تفجعنا بموتك» فو الله ان أصبنا بك لا يكون للاسلام بعدك نظام أبدا [138] . و لقد كان كله شجاعة فكر، و براعة فقه، يوم استشاره عمر في غزو الفرس بنفسه، و كرر «أخو النبي» نصحه في بلاغة معلمة و أسانيد تتري، لكنه لم يذكر (السابقة) لعمر كما صنع مع أبي بكر. فالصديق هو امام (الاتباع) الذي بلغ به مراتبه، أما عمر فهو «يجتهد» و يتبع، و عند علي من (الاتباع) و (الاجتهاد) ما يروي الشيخين معا: قال لعمر بين ما قال: «ان هذا الأمر لم يكن نصره و لا خذلانه بكثرة و لا قلة، و هو دين الله الذي أظهره...، و مكان القيم بالأمر مكان النظام من الخزر يجمعه و يضمه، فاذا انقطع [ صفحه 50] النظام تفرق الخرز و ذهب، ثم لم يجتمع بحذافيره أبدا، و العرب اليوم وان كانوا قليلا فهم كثيرون بالاسلام، عزيزون بالاجتماع، فكن قطبا و استدر الرحي بالعرب، و أصلهم دونك نار الحرب. انك ان شخصت من هذه الأرض انتقضت عليك العرب من أطرافها و أقطارها، حتي

يكون ما تدع من الفورات أهم اليك مما بين يديك. ان الأعاجم ان ينظروا اليك غدا يقولون: هذا أصل العرب، فان قطعتموه استرحتم، فيكون ذلك أشد لكلبهم عليك و مطمعهم فيك...» [139] . فلنلاحظ هذه الخطة المتعددة الغايات بالحركة الواحدة: أن يبقي قطبا للرحي، و أن يستديرها بالعرب، و أن يجعلهم يحاربون العدو بدلا من الخليفة، و أن يحميهم من تنازعهم و لم يكن قد مضي علي توبة بعضهم من الردة الا شهور. و لنلاحظ ذلك الاحتياط في الحرب حتي لا يجد العدو الخليفة غرضا قريبا في متناوله، يستميت في اصابته. و لنلاحظ تشبيه الخليفة بنظام العقد الذي يمسكه أن ينتثر. و لنلاحظ الوجازة، و النصاعة، و البلاغة «العلوية» و مستواها في لسان العرب. و لما قبل الصديق و الفاروق نصيحته في الحالين، وضعته النصيحتان في موضعه معهما و من المسلمين - وهو في صدر شبابه - في الصدارة. و لا ينال من هذه العبقرية في وضع الخطط، ما سيصيبه و المسلمين معه يوم يستحبون الدعة، بعد ربع قرن، عندما آلت اليه المقاليد، و جاء الي الوجود جيل جديد، فعلت الفتن فيه أفاعيلها، فأتاحت لعلي بدلا من انفاذ خططه، أن يلقي خطبه الخالدة التي تعتبر مصادر للبلاغة العربية، و الحكمة السياسية و الفلسفية علي مر الزمان، فتخص الامام بمقام بين خطباء التاريخ لا يرقي اليه أحد. [ صفحه 51] عهد الصديق لعمر، فكان عهده له فتحا من الفتوح علي أبي بكر و الأمة، منذ كان عمر كأبي بكر مطلوبين للأحداث، و لم يكن لدي المسلمين ساعة ليشتوروا، فأرواح الشهداء تساقط في الميادين، في الشرق و الشمال، بالعراق و الشام، لتضي ء العالم بأنوار الاسلام. و لا يمكن

أن يرد علي الذهن أن أبابكر في عهده لعمر، فكر لحظة واحدة تفكير بعض قريش في أن تصرف الخلافة عن بني هاشم، مخافة أن تبقي وارثة فيهم، فلا تنال قريش حظوظها من السلطة، فانما كانت هذه الفئة في فكرها ظالمة لنفسها و لبني هاشم، بمثل ما قد طالما ظلمت الصديق و الفاروق معا. فلقد عهد الفاروق لعلي بين الستة الذين عهد اليهم أن يختاروا للمسلمين من يبايعونه، و هو القائل عن علي: «لو ولوه لحملهم علي الجادة» [140] و كان الجميع يعلمون أن الخلافة دائرة بينه و بين عثمان، و لم يشأ عمر أن يحمل مسؤولية الاختيار - و هو طعين - و كانت المشورة ممكنة، لا خطرة كما كانت عند وفاة أبي بكر. و لما جاء دور علي - و هو طعين - لم يفكر في أن يعهد لواحد من بني هاشم، بل قيل له: «ان فقدناك - و لا نفقدك - هل نبايع الحسن؟» فأجاب: «لا آمركم و لا أنهاكم، أنتم أبصر» [141] و ترك الأمر شوري للمسلمين [142] . و كذلك ليس من الدقة أن يستنتج من تقدير عمر لعلي، أو لأهل البيت، أو لأم كلثوم بنت علي - و هي تحت جناح عمر - أن عمر كان يتمني شيئا خاصا لعلي في صدد الخلافة، فلقد [ صفحه 52] كان عمر ينظر لمصلحة المسلمين أجمعين يوم عهد الي الستة أن يختاروا واحدا منهم يبايعه المسلمون. كان عمر ينظر لمصلحة المسلمين يوم دون الديوان، فدعا الأخ الأكبر لعلي، عقيل بن أبي طالب [143] ، و مخرمة بن نوفل [144] و جبير بن مطعم [145] ، و قال لهم: «اكتبوا الناس علي قدر منازلهم» فكتبوهم مبتدئين ببني

هاشم، ثم ببني تيم - قبيلة أبي بكر - ثم بني عدي - قبيلة عمر - فقال: وددت أنه هكذا، و لكن ابدأوا بقرابة النبي صلي الله عليه و سلم، الأقرب فالأقرب حتي تضعوا عمر حيث وضعه الله [146] . و يوم فضل بعض الناس في العطاء جزاء ما قدموا للاسلام، فلما ذكر له صنيع أبي بكر يوم رفض التفضيل و قال: انما أسلموا لله، و وجب أجرهم عليه، يوفيهم ذلك في الأخرة، و انما هذه الدنيا بلاغ، أجاب عمر: «لا أجعل من قاتل رسول الله كمن قاتل معه...» [147] . و يوم فضل أهل بدر علي من عداهم، ثم جعل الباقين درجات، و مع ذلك قدم الأدنين من [ صفحه 53] رسول الله دون نظر الي جهاد أو سابقة اسلام، ففرض للعباس [148] عم النبي اثني عشر ألف درهم، و لأخته صفية [149] عمة النبي و علي ستة آلاف...، و لكل واحدة من زوجات النبي عشرة آلاف، و ميز عائشة لمحبة رسول الله اياها فجعل لها اثني عشر ألفا. و يوم فضل الحسن و الحسين، اذ فرض لكل واحد شهد بدرا خمسة آلاف، و لأبنائهم ألفين ألفين، الا الحسن و الحسين ابني علي من فاطمة الزهراء، ألحقهما بفريضة أبيهما لقرابتهما من رسول الله، ففرض لكل منهما خمسة آلاف، حتي أسامة [150] بن زيد بن حارثة - مولي الرسول - فرض له أربعة آلاف. و أجاب ابنه عبدالله [151] - فقيه المسلمين و محدثهم - اذ [ صفحه 54] راجعه قائلا: فرضت لي ثلاثة و لأسامة أربعة، و قد شهدت ما لم يشهد أسامة؟! فقال لابنه: زدته لأنه كان أحب الي رسول الله منك، و لأن أباه

كان أحب الي رسول الله من أبيك [152] . و عبدالله أخ شقيق لحفصة أم المؤمنين. و لما فرض لعمر بن أم سلمة [153] - أم المؤمنين - أربعة آلاف، و كان من شيعة علي، استعتب البعض الخليفة لحداثته، فأجاب: فليأتني الذي استعتب بأم مثل أم سلمة أعتبه [154] . و أم المؤمنين أم سلمة أعلي الأصوات في الدفاع عن علي. و لقد كان عمر صادقا يوم عدل الي رأي أبي بكر و قال: لئن بقيت الي العام المقبل لألحقن آخر الناس بأولهم، و لأجعلنهم رجلا واحدا [155] . [ صفحه 55] و جري قضاء الله بأن يطعن أبولؤلؤة المجوسي [156] عمر في المسجد، فبعث عمر الي قوم كانوا يجلسون بين منبر الرسول و قبره من يقول لهم: يقول لكم عمر: أنشدكم الله، أكان ذلك عن رضي؟ فتلكأ قوم، فقال علي: «وددنا أنا زدنا في عمره من أعمارنا» [157] ، هكذا أصاب البعض الحصر، و واتت عليا الاجابة المواسية، و هي يقين عند عمر. أوصي عمر أن تكون الخلافة لواحد من الستة الذين مات النبي و هو عنهم راض، ثم اختاره الله الي جواره. و اجتمع أصحاب الشوري و أدار المداولات عبدالرحمان بن عوف [158] مذ أعلن أنه لن يكون له في الخلافة أرب، و استجوب الناس حتي استيقن من تحقيقاته أن لكل من علي و عثمان مؤيدين في جماعة المسلمين، فرقي المنبر و جلس مجلس النبي، [ صفحه 56] و أخذ بيد علي و قال: هل أنت مبايعي علي كتاب الله و سنة رسوله و فعل أبي بكر و عمر؟ قال علي: اللهم لا، و لكني أحاول من ذلك جهدي و طاقتي [159] فأرسل عبدالرحمان يده و قال: هلم الي يا عثمان،

فأخذ بيده و قال: هل أنت مبايعي علي كتاب الله و سنة رسوله و فعل أبي بكر و عمر؟ قال عثمان: اللهم نعم، قال عبدالرحمان: اللهم اشهد، اللهم اشهد. و بايع عبدالرحمان عثمان، و قام الناس فبايعوا، و فيهم علي بن أبي طالب. و ظاهر أن فيصل التفرقة بين الجوابين هو قول علي: أحاول جهدي و طاقتي، و هو جواب رجل طالما حاول جهده و طاقته للنبي، و لأبي بكر و عمر، كما صنع أبوبكر و عمر، و كما سيصنع علي في خلافته، و سيصنع عثمان في خلافته، فلا عليه ان أجاب ذلك الجواب الفقهي الصادق من كل وجه، لكن السماء لم ترد أن يرضي ذلك الجواب عبدالرحمان، لتكون الخلافة يومئذ لعثمان بن عفان، باختيار من المسلمين، في حدود ما قدرته السماء، و كان في المسلمين يومئذ شبه اجماع علي أن الخلافة آيلة الي علي بحكم سنه. [ صفحه 57]

ابوالشهداء

اشاره

«هذان ابناي و ابنا بنتي، اللهم اني أحبهما، فأحبهما و أحب من أحبهما» [160] . حديث شريف «هما ريحانتاي [161] من الدنيا» [162] . حديث شريف مضت سنوات ست علي عثمان في الخلافة و هو راض مرضي، يحدر الي الثمانين أو منها، أعقبتها ست أخري، منها أربعة تتناهي الي سمعه فيها و شوشة الشكوي من كل صوب، و منها اثنتان يتعالي فيهما تشويش المشوشين ممن لا يصبرون، و مراجعة الذين يتحملون المسؤولية معه. [ صفحه 58] غاضبه عبدالرحمان بن عوف الذي اختاره للمسلمين، و غضب هو علي عبدالله بن مسعود و علي أبي ذر [163] أصدق الناس لهجة [164] ، و علي عمار بن ياسر الذي واعده الرسول و أباه و أمه علي الجنة [165] ، و

هذان الأخيران منذ انفجر فجر الاسلام شيعة علي. أما ابن مسعود فهو القائل يوم اختيار عثمان: بايعنا أفضلنا و لم نأل [166] و أما عبدالرحمان فقد أوصي لعثمان بين أهل بدر، و لما مات أخذ نصيبه. و نفي عثمان أباذر من المدينة الي الربذة [167] أو نفي أبوذر نفسه؛ احتجاجا علي ما صار اليه أمر معاوية و عثمان. في هذه الفترة الأخيرة اجمع الناس فتذاكروا الأحداث، و كلفوا عليا أن يكلم عثمان، كما روي الطبري في أحداث سنة 34، و عل و عثمان صهران للرسول، الأول في زهراء الرسول، و الثاني في ابنتي الرسول. و الرسول يقول و هو يزوجه: «لو كن عشرا لزوجتهن عثمان» [168] و نصح علي عثمان أغلي النصيحة، و أجابه عثمان بمبرراته في تعيين الولاة من أهله، و مما قال: ان معاوية عينه عمر، قال علي: لكنه كان أخوف له من خادمه يرفأ [169] . [ صفحه 59] و استمر الناس في ضيقهم بالأمور، حتي اذا كان الموسم حج الولاة، فجمعهم عثمان للمشورة، فكانوا: معاوية بن أبي سفيان (الشام)، و سعيد بن العاص [170] (الكوفة) و كلاهما ابن عم لعثمان [171] ، و عبدالله بن سعد ابن أبي سرح [172] (مصر) و هو أخو عثمان من الرضاع، و عبدالله بن عامر [173] (البصرة) و هو ابن خال عثمان [174] فلما انصرفوا الي [ صفحه 60] أقاليمهم رد أهل الكوفة سعيد بن العاص، و طلبوا أن يتولي عليهم أبوموسي الأشعري، فولاه عثمان و أرسل المصريون في سنة 35 وفدا للعمرة يناظرون عثمان في سياسة ولاته، و كان علي [175] و محمد ابن مسلمة رسولي السلام بين الخليفة [176] و بين الناس [177] . و انضم بعض أهل

المدينة الي الناقدين في نقدهم، و عنفوا علي عثمان بالمسجد، فقنع بالبقاء في داره، و أحاط القوم بالدار. و أقبل بعض بني أمية يحرسونها، لكن الحراسة الحق كانت حراسة أبناء الصحابة: الحسن بن علي، و الحسين بن علي، و عبدالله بن عمر، و محمد بن طلحة [178] و علي امرتهم عبدالله ابن الزبير [179] اذ عينه الخليفة، و أمر الرجال ألا يحاربون أحدا. و لم يخرج الخليفة للحج و أمر عليه عبدالله بن العباس. و لم يقدم للحج أحد من ولاة عثمان هذا العام، فلم يكن ذلك مفهوما لأحد، الا أن يكون تقصيرا من الولاة، و ليس في المدينة جند، فهي كما يقول الرسول: «حرم آمن» [180] و انما الجند في الأقاليم و بخاصة في الشام حيث معاوية. و لما تلا ابن عباس خطاب الخليفة علي الحجيج لم يخفوا لنصرته، و أصبح عثمان صائما غداة ليلة، و بقي يحدث الحرس ألا يقاتلوا، حتي أقبل الثوار و قتلوه. [ صفحه 61] اجتمع أصحاب الرسول بعد مقتل عثمان يشتورون، و فيهم طلحة بن عبيدالله [181] و الزبير بن العوام، فأتوا عليا و قالوا: لا بد للناس من امام، فقال لهم و الضيق يغلب علي نفسه: «لا حاجة لي في أمركم فمن اخترتم رضيت به» [182] قالوا: ما نختار غيرك، و ألحوا، و هو يرفض و يقول: «لأن أكون وزيرا خير من أن أكون أميرا» [183] قالوا: والله ما نحن منصرفين عنك حتي نبايعك. و لما رأي الحاح القوم خرج الي المسجد و بايعه الناس، فصعد المنبر و قال: «أيها الناس - عن ملأ و أذن - ان هذا أمركم ليس لأحد فيه حق الا من أمرتم، و قد افترقنا

أمس علي أمر، و كنت كارها لأمركم، فأبيتم الا أن أكون عليكم، ألا و انه ليس لي دونكم الا مفاتيح أموالكم معي، و ليس لي أن آخذ درهما دونكم» [184] . و فرق أميرالمؤمنين عماله في الأمصار، و توقف بعض الناس في بعض الأمصار، فجمع رجلي شوراه: طلحة و الزبير، فقال: [185] «ان الأمر الذي كنت أحذركم قد وقع، و افترق المسلمون، و سأمسك الأمر ما استمسك، فاذا لم أجد بدا فآخر الدواء الكي» [186] وكتب الي الأمصار فأجمعت الطاعة، الا معاوية بن أبي سفيان بالشام، حبس رسول أميرالمؤمنين اليه ثلاثة أشهر، ثم بعث برده يصدره بقوله: من معاوية الي علي! كأنه ندله، بل طالبه فيه بدم عثمان! كأنما علي هو الذي قتله! و كأنما معاوية صاحب دمه! و هو واحد من تاركيه بالمدينة [ صفحه 62] للثوار، بلا نجدة! و عبأ معاوية جيشه لقتال علي. و فيما كان علي يتجهز لقتال معاوية أتاه الخبر أن طلحة و الزبير قد نقضا البيعة، و أنهما و معهما أم المؤمنين عائشة و أهل مكة خالفوه، و خرجوا عليه قاصدين الي البصرة، فنهد للحرب، و كانت وقعة الجمل حيث انتصر، و ذكر يوم ذاك الزبير بقول النبي للزبير: «لتقاتلنه و أنت ظالم له» [187] فترك الزبير حربه، و ندم طلحة قبل أن يستشهد. ثم رجع أميرالمؤمنين يسوي حسابه مع جيش الشام بقيادة معاوية، و تلاقي الجيشان في صفين [188] و فيها استشهد عمار بن ياسر و هو في التسعين من العمر. و فيه قول الرسول: «تقتلك الفئة الباغية» [189] و هو حكم علي جيش معاوية. أما أميرالمؤمنين يومئذ ففيه يقول ابن عباس جوابا لرجل سأله: أكان علي يباشر القتال في صفين؟:

[190] «و الله ما رأيت رجلا أطرح لنفسه في متلفة مثل علي، رضي الله تعالي عنه، و لقد كنت أراه يخرج حاسرا عن رأسه بيده السيف الي الرجل الدارع، فيقتله» [191] . تراءت بشريات النصر للبطل الذي تعود النصر، فرفع جيش الشام المصاحف علي أسنة الرماح طالبين تحكيم كتاب الله بينهم، فأبي علي أن يحارب و المصاحف مرفوعة و تمت [ صفحه 63] خدعة التحكيم باختيار معاوية عمرو بن العاص [192] حكما يمثله، و اختار أصحاب علي أباموسي الأشعري، و خديعة عمرو لأبي موسي، اذ راوده علي أن يخلع كل منهما صاحبه و يتركا الأمر للمسلمين يختارون من يشاءون، فقبل، ثم قدم عمرو أباموسي فخلع صاحبه، فلما جاء دور عمرو ثبت صاحبه! و خرج من أصحاب علي جماعة لقبوله التحكيم فيما هو حق له، فحاربهم و انتصر عليهم في «النهروان» [193] و أطلق عليهم المسلمون اسم: الخوارج. و أخذ يعبي ء جنده لمنازلة جيش الشام، و بدا علي جنده آثار التعب من القتال، و علي جيش معاوية آثار شرائه للرجال، و انقسم المسلمون: فهذا حزب علي، و هذا حزب معاوية! و الذين عاصروا الاسلام منذ ظهوره، كالذين درسوه و الذين صدقوا فيه، يفهمون المرارة في قول أميرالمؤمنين: «نزلني الدهر حتي قيل: علي و معاوية [194] . رضي الله عن أميرالمؤمنين و أرضاه، فما كان ذلك ليقع الا في آخر الزمان الذي قدره الله للخلفاء الراشدين [195] ، و في آخر الأيام لاتي قدرها الله لحياته. [ صفحه 64] لقد طعنه عبدالرحمان بن ملجم [196] في السابع عشر من رمضان سنة 40، باتفاق بينه و بين زميلين من «الخوارج» أن يقتلوا عليا و معاوية و عمرا، فأصيب

معاوية في عجزه، و لم يصب عمرو اذ لم يخرج للصلاة و أناب نائبا عنه فقتل. أمر معاوية بالرجل فقتل، و أمر عمرو برجله فقتل، لكن أميرالمؤمنين أمر باستبقاء قاتله قائلا - و هو الطعين المشرف -: انه اذا عاش فهو ولي دمه، و اذا مات فانه ينهي عن المثلة [197] ليلعلم الناس الدين، كمثل ما علم العالم جميعه قوانين الحرب و السلام في حروبه في «الجمل» سنة 35، و «صفين» سنة 36، و «النهروان» سنة 37، فتداولتها المذاهب الأربعة [ صفحه 65] لتقدمها هدية من فقه الاسلام للقوانين المعاصرة. و مات أميرالمؤمنين بعد يومين عن 65 أو 63 عاما، و أربعة أعوام و تسعة أشهر و يوم واحد في خلافة كلها معارك. و لما مات لم يوجد بخزائنه الا ستمائة درهم استبقاها ليشتري بها خادما. بل و كما لخص حياته سفيان الثوري: ما بني لبنة علي لبنة، و لا قصبة علي قصبة، و ان كان ليؤتي بحبوته في جراب [198] الحبوة: الخراج. و كما يقول محمد بن كعب القرظي: سمعت علي بن أبي طالب يقول: «لقد رأيتني و أنا أربط الحجر علي بطني من الجوع و ان صدقتي لتبلغ اليوم أربعة آلاف دينار» [199] . و لما قال معاوية لضرار من ضمرة: صف لي عليا، قال فيما قال: كان بعيد المدي شديد القوي، يقول فصلا و يحكم عدلا، يتفجر العلم من جوانبه و تنطق الحكمة من لسانه، يستوحش من الدنيا و زهرتها و يستأنس بالليل و وحدته. و كان - والله - غزير الدمعة طويل الفكرة، يعجبه من اللباس ما قصر و من الطعام ما خشن. و كان فينا كأحدنا، يجيبنا اذا سألناه و يبتدئنا

اذا أتيناه...، و نحن - و الله - مع تقريبه لنا و دنوه منا لا نكلمه هيبة له، لا يطمع القوي في باطله، و لا ييأس الضعيف من عدله...، يبكي بكاء الحزين و يقول: يا دنيا الي تعرضت أم الي تشوقت، فهيهات هيهات، غري غيري [200] . بايع المسلمون الحسن بن علي أميرا للمؤمنين، فخرج بجيش قوامه أربعون ألفا للقاء جيش معاوية، و تخاذل جنده كهيئة تخاذل الجند بين يدي أبيه، و جرت البرد بينه و بين [ صفحه 66] معاوية، فأحدث بينه و بين معاوية صلحا بعد خلافة دامت ستة أشهر و خمسة أيام «لعل الله أين يصلح به بين فئتين من المسلمين» [201] فذلك قول جده عليه الصلاة و السلام. و دخل المتصالحان الكوفة، فسمي البعض عامهما هذا عام الجماعة. و أسماء الجاحظ: [202] عام فرقة و قهر و جبرية و غلبة [203] . حدث الشعبي [204] قال: شهدت خطبة الحسن رضي الله عنه حين صالح معاوية و خلع نفسه، فحمد الله و أثني عليه ثم قال: «أما بعد، فان أكيس الكيس التقي، و ان هذا الأمر الذي اختلفت أنا و معاوية فيه، ان كان له فهو أحق به مني، و ان كان لي فقد تركته ارادة لاصلاح الأمة و حقن دماء المسلمين (و ان أدري لعله فتنة لكم و متاع الي حين) [205] [206] و رجع الحسن الي المدينة، و عوتب علي صلحه فقال: «اخترت ثلاثا علي ثلاث: الجماعة علي الفرقة، و حقن الدماء علي سفكها، و العار علي النار» [207] . [ صفحه 67] وليس بغير هذا يتكلم الحسن، فلقد كان رجل عبادة و سلام للناس، خرج من ماله مرتين، و

قاسم الله ماله ثلاث مرات. و حج عشرين حجة ماشيا من المدينة الي مكة. و في ربيع الأول سنة 49 ه شعر بالسم يسري في جسده، لتبدأ به سلسلة أئمة أهل البيت الذين يموتون مسمومين علي أيدي بني أمية و بني العباس، فأوصي للحسين، و قال: «اذا مت فادفني مع جدي ما وجدت لذلك سبيلا» [208] لكن مروان بن الحكم [209] و الي معاوية علي المدينة منع من تنفيذ الوصية، فدفن الحسن بالبقيع، و سيدفن معه في قبره أئمة أهل البيت: الرابع و الخامس و السادس، فأكرم به قبرا! فيه أميرالمؤمنين الحسن، و علي زين العابدين ابن الحسين، و ابنه محمد الباقر، و ابن الباقر: جعفر الصادق. لما مات الحسن كبر أهل الشام، فقالت فاختة بنت قريظة [210] لمعاوية: أعلي موت ابن فاطمة تكبر؟ قال: ما كبرت شماتة بموته، و لكن استراح قلبي [211] و قال له ابن عباس: «و الله يا معاوية، لا تسد حفرته حفرتك، و لا يزيد عمره في عمرك...» [212] . [ صفحه 68] و طلب معاوية البيعة لنفسه من محمد بن مسلمة الفدائي الثاني من أصحاب الرسول - اذ علي الفدائي الأول [213] - فقال له: لعمري يا معاوية ما طلبت الا الدنيا، و لا اتبعت الا الهوي، و لئن كنت نصرت عثمان ميتا لقد خذلته حيا، و نحن و من قبلنا من المهاجرين و الأنصار [ صفحه 69] أولي بالصواب [214] . و لما دخل سعد بن أبي وقاص [215] علي معاوية قال: السلام عليك أيها الملك، قال معاوية: ما كان عليك يا أبااسحاق ان قلت: أميرالمؤمنين؟ [216] . كتب معاوية الي عماله بنسخة واحدة: انظروا من قامت عليه البينة أنه يحب عليا و أهل بيته، فامحوه

من الديوان، و أسقطوا عطاءه [217] و أمر من يأتمرون بأمره ألا يرووا أحاديث فضائل علي و شيعته، ثم تمادي فكلف ولاته أن يلعنوا عليا و من أحبه علي المنابر، فكتبت اليه أم المؤمنين أم سلمة تقول: انكم تلعنون الله و رسوله علي منابركم لأنكم تلعنون عليا و من أحبه، و أشهد أن رسول الله صلي الله عليه و سلم أحبه [218] . و لما دانت الدنيا لمعاوية قيل له: قد بلغت ما بلغت، فلو كففت عن الرجل؟ فقال: لا و الله حتي يربو عليها الصغير، و يهرم الكبير [219] . [ صفحه 70] و لو عاش بضع سنين بعد عام موته لشهد انهيار دولته، وانتهاء أسرته، أما الذين جاءوا بعده فسيشهدون صعود الشمس في السماء معلنة حق علي، مؤذنة بظهور أهل بيت النبي. جعل معاوية الخلافة ميراثا لابنه يزيد، بالسيف علي رؤوس أبناء الصحابة جهرة، و بالرعب في قلوب المستضعفين، و بالرشي في جيوب الآخرين! [220] . أما الحسين بن علي فلم يستدرج و لم يستضعف، و أبي أن يبايع ليزيد. و أما عبدالرحمان بن أبي بكر [221] فقال لمعاوية كلمته الخالدة في خلافته و خلافة ابنه و من جاءوا بعده: انهم جعلوها «هرقلية، كلما مات هرقل قام هرقل» [222] . و عبدالرحمان بن أبي بكر هو جد «جعفر الصادق» من ناحية أمه و أمها [223] ، أما الحسين فجده من ناحية أبيه. كان رأي محمد بن مسلمة و سعد بن أبي وقاص: أن معاوية صاحب ملك...، و لكن ملك معاوية كان بصلح مشروط، فلما خرج علي الشروط أمسي حقا لكل مجتهد أن يقول فيه باجتهاده، في المرة الأولي والمرة الآخرة. و لقد قال أميرالمؤمنين علي قوله فيه، و

كشف الله لحكمة الامام وجه الحق فيما صار اليه أمر معاوية و أمور المسلمين، فحسبنا و حسبه قول علي فيه - وقد أسلفناه - بل قول النبي لعمار عن جيش معاوية: «تقتلك الفئة الباغية» [224] . [ صفحه 71] أما عمرو فلائمة السنة فيه ما يكفيه، و حسبه قول الشافعي [225] فيه، حول أساطين جامعه، حيث راح الشافعي يروي بعد قرن و نصف قرن في جامع عمرو بفسطاط مصر، دخول ابن عباس علي عمرو، و هو ابن بضع و ثمانين، و قول عمرو: أصبحت و قد ضيعت من ديني كثيرا، و أصلحت من دنياي قليلا، فلو كان الذي أصلحت هو الذي أفسدت، و الذي أفسدت هو الذي أصلحت لقد فزت...، فعظني بعظة انتفع بها يا ابن عباس، قال ابن عباس: هيهات...، قال عمرو: ابن بضع و ثمانين و تقنطني من رحمة الله! ثم رفع يديه و قال: اللهم ان ابن عباس يقنطني من رحمتك، فخذ مني حتي ترضي، قال ابن عباس: هيهات يا أباعبدالله، تأخذ جديدا و تعطي خلقا، قال: من لي منك يا ابن عباس، ما أرسل كلمة الا أرسلت نقيضها! [226] و المسلمون يتناقلون قول الشافعي في جامع عمرو عن عمرو: قدم ابن عمامة علي عمرو فألفاه صائما و قد أحضر اخوانه طعاما، و صلي صلاة فأتقنها، ثم أتي بمال فأمر بتفريقه، قال ابن عمامة: يا أباعبدالله و أتاك مال أنت به أحق من غيرك ففرقته، بم ذاك يا أباعبدالله؟ قال: ويحك يا ابن عمامة، فلو كانت الدنيا مع الدين أخذناها و اياه، ولو كانت تنحاز عن الباطل أخذناها و تركناه، فلما رأينا ذلك كذلك خلطنا عملا صالحا و آخر سيئا عسي أن يرحمنا الله [227] . وسمع العالم الشافعي في جامع عمرو يهتز

تحتانا الي أبناء علي في الحجاز، فينشد: يا راكبا قف بالمحصب من مني و اهتف بقاعد خيفها و الناهض [ صفحه 72] ان كان رفضا حب آل محمد فليشهد الثقلان أني رافضي [228] .

ريحانة النبي في كربلاء

انتهي عصر معاوية بعد خلافة طالت تسعة عشر عاما و ثلاثة أشهر و خمسة أيام [229] ليبدأ عصر يزيد [230] (61-64) فكان أفسد حكم، وقع فيه أفظع ظلم، و أعمق جرح في قلوب أهل الاسلام، أنهاه الله بانهاء عمره، و انقطاع عقبه و عقب أبيه من سجل الدولة التي سعيا لها كل ذلك المسعي! و سيخلفه ابنه معاوية بن يزيد [231] ، فيعلن أنه و أهله لا يستحقون الخلافة [232] ، و يعتزل بعد نحو [ صفحه 73] أشهر ثلاثة، فكان اعتزاله من تلقاء نفسه، و عباراته و هو يعتزل: شهادتين بالفعل و بالقول، من نفس بني أمية، بأنه جائرون. أنهي يزيد سنوات حكمه بتجريد جيش علي المدينة، يسفك دمها، و ينتهك حرمها، في وقعة الحرة سنة 63، ليقتل فيها ثمانين من صحابة الرسول، فلم يبق بعدهم علي ظهر الأرض بدري واحد! و قتل من قريش و الأنصار ثمانمائة! و من الموالي و التابعين و سائر الناس عشرة آلاف، ثم لفظ آخر أنفاسه و جيشه يحاصر الكعبة بعد أن أحرقها! و أي نهاية لبشر أفظع من هذه النهاية! بل أي نهاية لدولة أبلغ في الدلالة علي غضب السماء عليها! فما كان حرق الكعبة، و لا قتل الصحابة، و تذبيح الآلاف، الا تتابعا للأحداث التي بدأ بها السنوات الثلاثة، و ختاما طبيعيا للبداية المفظعة لحكمه، و جزاء له و لدولته، ينزله بها و بنفسه. لقد استفتح حكمه بجريمة كربلاء في يوم

عاشوراء! في العاشر من المحرم سنة 61، فوقع فيها ما لا عين رأت و لا أذن سمعت مثله أو قريبا منه، من استشهاد أبي الشهداء: الحسين بن علي الذي دعا له النبي «اللهم اني أحبه، فأحب من يحبه» [233] ، و الذي عظمه الخلفاء الراشدون و الناس جميعا علي مدار العصور، و هو القدوة في عطائه و عبادته و تواضعه و شجاعته في كل موقف: في «الجمل» و «صفين» و «النهروان» الي جوار أميرالمؤمنين علي، و في غزوة أفريقية و خراسان و جرجان و القسطنطينية، متصدرا جيوش المسلمين في عهد معاوية. كان بقية الرسول صلي الله عليه و سلم، و كانت آمال الأمة فيه آمالها في بقية الرسول. و كان أبعد الناس عن أن يستخلف علي المسلمين: يزيد، يزيد الصقور، يزيد الخمور، كما لقبه معاصروه [234] فلم يكن أحد ليأمل شيئا من عهد يزيد، الا دنيا يصيبها، أو أموالا يجمعها، و لذلك رفض الحسين أن يبايعه. و دعا أهل الكوفة الحسين اليهم، فبعث قبله مسلما [235] ابن عمه عقيل، و خرج في أثره، [ صفحه 74] فقتل عبيد الله بن زياد [236] و الي الكوفة مسلما، و تخاذل أهل الكوفة عن نصرة الحسين، فمضي حتي بلغ كربلاء علي مبعدة خمسة و عشرين ميلا من الكوفة، و في ركبه ثمانية عشر رجلا من أهل بيته، و ستون من شيعته. هنا لك لقيهم جيش عبيد الله بن زياد، علي رأسه عمر بن سعد [237] والي عبيد الله علي الري، فأعلن لهم الحسين أنه لا يريد الحرب، و خيرهم بين ثلاث: «أن تتركوني ألحق بيزيد، أو أن أعود من حيث جئت، أو أمضي الي بعض ثغور المسلمين فأقيم فيها» [238]

و رفض ابن زياد الا أن ينزل الحسين علي حكمه، أي أن يستسلم ليصير أسيرا لابن زياد و يزيد! ليصنعا فيه ما صنعاه بأهل المدينة، بعد عامين من استرقاق الرجال و النساء. و حاول ابن بنت رسول الله أن يسير بأهله في أرض الله الواسعة، فسدت الجيوش أمامه كل مخرج! و انقضت عليه سهام الآلاف و سيوفهم، و هو يحارب كالأسد، و تسيل جراحات جسمه و هو في السابعة و الخمسين حتي استشهد [239] ، و استشهد رجال أهل البيت جميعا، [ صفحه 75] و الرجال الستون الذين يتألف منهم ركبه، الا غلاما مريضا عاجزا أن يتحرك، هو ابنه زين العابدين علي بن الحسين! و ساق المجرمون الحريم، و جهز عبيدالله بن زياد، زينب بنت علي [240] و هذا الابن الوحيد الباقي من ذرية النبي و من معهما من الحريم، مع الرأس التي طالما مسح عليها و قبل فاها رسول الله صلي الله عليه و سلم، الي يزيد بن معاوية في دمشق. و أعاد يزيد الوفد الي المدينة. ان في انسانية البشر قابلية للفساد، كهيئة قابلية المواد للهبوط الي الأرض بقانون الجاذبية، و الاسلام لذلك يرفع الناس الي أعلي، اذ يدفع الأنفس الي ماهو أقوم، بالعبادة اليومية علي مدار الليل و النهار، و تطهير النفس علي مدار العمر. و من الفساد ما يستغلظ فيحوج اصلاحه الي آية من السماء، مثل: كسوف الشمس [ صفحه 76] و خسوف القمر، و في استشهاد أبي الشهداء آية من الآيات. كانت كربلاء قارعة رجت الأرض رجا يعيد الاسلام غضا في الأنفس، بما كان فيها من التصميم و الاجماع علي الاستشهاد في سبيله. لقد انقضي بين يوم وفاة النبي و بين كربلاء خمسون عاما،

كانت ضرورية لتدهور احساس بعض الرجال في أجيال، تدهورا كافيا ليقتلوا ابن نبيهم! و هم يصلون عليه و علي آله الذين يقتلونهم! و حسب هؤلاء المجرمين حكما عليهم أن يقول لهم كبيرهم يزيد بن معاوية و عيناه تدمعان: قد كنت أرضي من طاعتكم بدون قتل الحسين!! [241] . و انما أطلق الروع دموعه، و أنطق الفزع لسانه، مقالة رياء، فلقد كرر جنده يوم «الحرة» ما فعلوه منذ عامين في كربلاء، كما صنعوه مرة ثالثة اذ قذفوا الكعبة بالمنجنيق من أعلي جبل أبي قبيس. فالجريمة الأولي تدفع الي الثانية فالثالثة و غيرها، و الجرائم يصنعها المجرمون، و تصنع المجرمين. و يبقي هذا الرياء من يزيد، صيحة استهزاء بقوم باعوا أنفسهم للشياطين، لقاء متاع قليل لا يلبث أن يزول، قد لا يرضي عنه من ارتكب لأجله، لكنه مأخوذ به ولو لم يرض عنه، فالقائد الظالم مسؤول عما يقع من جنده، فما يظلمون الا بظلمه، ان لم يظلموا بأمر صريح منه. قالوا: كان الحسين يستطيع بالمداورة أو المناورة أن يكسب الزمن، أو يستطيع بالاستسلام أن يكسب الحياة، لكنه الذي قال فيه و في أمه و أبيه و جده اقبال: [242] . هي بنت من! هي زوج من! هي أم من! من ذا يداني في الفخار أباها؟! [ صفحه 77] و من قبله رفض أبوه رأي المغيرة بن شعبة أن يكسب الزمن بترك معاوية علي الشام حتي يبايع، فلم يقبل علي أن يناور أو يكسب الزمن، و ناور المغيرة فصار عاملا لمعاوية! الحق أن الحسين قدم للمسلمين الذين تعاقبوا في آثاره علي مدار الزمان حجة بالغة من أهل بيت الرسول، اذ ينفردون في التاريخ بهذه الخصيصة التي لم يماثلهم أو يقاربهم

فيها أهل بيت آخر في تاريخ الانسانية: الاستشهاد في سبيل هداية البشر لما هو أقوم، و هي بعض خصائص الرسل. منح الاستشهاد اسما لكربلاء، و خلد الأسماء التي تساقط أصحابها كالكواكب المنتثرة من السماء فوق الصحراء، لا لتنكدر، و لكن لتقدم للبشر درس الدفاع عن الحق، من فئة قليلة واثقة في الحق سبحانه، لا تهمها أرواحها، و انما يهمها العمل الصالح في ذاته، و لا تنظر الي الساعة التي هي فيها، و انما تمد أبصارها الي مستقبل الانسانية كله، لترتفع بالدنيا الي مستوي أفكار الائمة. ولقد صدق الحسين المسلمين في كل موقف وقفه، و كان عند وصية أبيه له و لأخيه الحسن و هو يجود بأنفاسه الأخيرة: «أوصيكما بتقوي الله، و لا تبغيا الدنيا و ان بغتكما» [243] فلم يبتغ الدنيا و اشتري بها الآخرة، فأمس يقول: «اني لا أري الموت الا سعادة، و الحياة مع الظالمين الا برما» [244] . و شملت السماء ابن النبي في كربلاء بمزيد من التأييد، بمعان جليلة من جلال الاسلام، تختار منها هنا واقعة منه و واقعة من عدوه: في الأولي أخذ اخذ أبيه، فسقي جيش العدو من العين التي نزل عندها [245] و لم يحرم الماء قاتليه [246] و في الأخري ترك قائدان من القواد جيش [ صفحه 78] ابن زياد، في وطيس المعركة [247] الي الجماعة العزلاء حول الحسين، ليستشهدوا في الدفاع عن سيدالشهداء بين رجاله الذين ماتوا عن آخرهم، و هم عليمون أنهم يخوضون معركة خاسرة بكل المقاييس التي يتقايس بها المتحاربون، مظفرة بمقاييس المؤمنين. ولو عاش هؤلاء الشهداء العظماء سنوات أو أشهرا أخري، لماتوا كما يموت الآخرون، لكنهم ماتوا شهداء «كربلاء» ليحيوا في ضمير الزمان كله أمثالا

للحق، و عناوين علي عظمة الاسلام. كانت كربلاء رسالة من ابن النبي للمسلمين، هي الأولي من نوعها، بما تحتويه من دروس لا تحصي، فحسبنا أن نشير الي البعض منها، و في الدرس الواحد جماع دروس: و أول الدروس يتعلق بالحق ذاته، و في الحق أعظم الدروس: أن لا يقر أحد الباطل، و أن يقدم في سبيل ذلك نفسه، و أن يكون قدوة، و ألا يهاب المكثورون كثرة الظلمة، فالأمم تبقي بالمقاومة، و لا تصيبها الهزيمة ان فقدت معركة، ما دامت فيها ارادة النصر، يسعي ايمانها بين يديها لتبلغ غرضها كله ان لم يكن من فورها، فمرحلة بعد مرحلة. و أول من تعلم علي الحسين بن علي درس سنة 61: كان عبدالله بن الزبير باستشهاده بمكة بعد أعوام عشرة، و هو مكثور بجند عبد الملك بن مروان [248] بعد اذ حرقوا الكعبة، كما حرقها جند يزيد بن معاوية. [ صفحه 79] و تعلم عمر بن عبدالعزيز [249] و علم المسلمين - في مدة خلافته -: أن الكلام أو الصياح ليس الأداة المثلي للاصلاح، و انما المواقف هي التي تهز وجدان الشعوب، فكان له أعظم المواقف اذ بدأ بنفسه و أهله فضحي، فكانت فيه الأسوة الحسنة، و كلل الله سعيه في أقصر مدة: ثلاثين شهرا كانت كافية لاصلاح دولة أدماها نحو قرن من الفساد، و لاسعاد أمة تنتظر القدوة من حكامها فلا تجدها. و الدرس الثاني يتعلق بجزاء السماء و بمصائر الطغاة و طرائقهم. انهم يحسبون الدنيا تدوم و لا تدور، و لا يدركون أن «الدهر بالانسان دواري» كما يقول الشاعر العربي، و تركبهم شياطين الشهوة فيخالون أنهم يمسكون كرة الأرض في قبضتهم، يصطنعون أسباب الوثوب علي أعدائهم

من حين لآخر، و يتحينون الفرص المؤاتية، و يختلقون الأعذار الزيوف ليقطعوا دابر العدو، وكلما جد جيل جدت لهم الأعذار، و لم تغنهم النذر...، فالذي حاوله فريق معاوية مع علي في صفين و لم يظفر به - من افناء شيعة علي، أو من الاطاحة بأخصامه بالسم من الوجود [250] - قد أتاحته ليزيد فرصة في كربلاء. و للطغيان طبيعة و منهج، و من طبيعته أن يعمي و يصم، فلا ينظر و لا يسمع الا ذاته و أصواته. و أما المنهج فهو الغيلة مرة واحدة ان أمكنه، و الا فوثبة و ثبة، و لكل واحدة ما بعدها. والذي قارفه يزيد ليس مجرد سقطة، و انما كانت أم السقطات، فمن بعد كربلاء كانت وقعة الحرة، ثم كان حريق الكعبة، في سنوات ثلاثة متعاقبة، فحق عليها جزاء السماء فأوردته حتفه، و اسماء تملي للظالم، حتي اذا أخذته لم تفلته. و الدرس الثالث: يتعلق بأهل البيت أنفسهم. 1- فهم العترة الطاهرة، يدخلون الجنة مع جدهم بعملهم، فلا يعملون الا العمل الأصلح، [ صفحه 80] والذي صنعوه في كربلاء هو الذي كان يصنعه جدهم، والذي صنعه أصحابهم معهم هو الذي كان يصنعه الصحابة، و أعظم به و بهم صنيعا و صناعا! فما هو الا صفحات جديدة يضيفونها الي السيرة العطرة. 2- و هم مثل جميع المسلمين ان لم يكن قبل جميع المسلمين، مطالبون بالجهاد و التضحية، و ليس فضلهم ليسقط التكليف عنهم، كما يزعم بعض المتصوفة عن رجال من المتصوفين. و هذا درس للمتواكلين الذين لا يقبل الاسلام تواكلهم. 3- و هم يبلغون الذروة فيما يعملون: اذا حاربوا ماتوا شهداء، و لم يعطوا الدنية أو يستسلموا، لأن للمسلمين فيهم كما كان

لهم في جدهم: الأسوة الحسنة، و في بيتهم سمقت المبادي ء الكبري، فمنهم يطلب البلاء الممتاز، و من هذا كان صغارهم - كالكبار منهم - أبطالا يستشهدون و لا يتراجعون. لقد أذن الحسين لصحبه في أن يعودوا تحت جنح الليل، و يدعوه وحده يواجه مصيره، فلم يقبل ذلك واحد منهم، و لم يرجف المرجفون من خصومهم - حتي اليوم - بأن واحدا منهم قد تردد، بل قال له ابنه زين العابدين، و هو مريض طريح علي الثري لا يقدر علي الحركة: «ألسنا علي الحق؟» قال: «بلي والله الذي يرجع اليه العباد» قال الفتي: «فاذن لا نبالي» [251] . و الدرس الرابع: يدور حول وحدة العمل الصالح، و فيه يجتمع الحق و الحقيقة في المبدأ و المنتهي و ما بينهما. فاذا كانت الحقيقة أن أبناء الرسول رجال سلم و علم و قيادة، فهم لا يدارئون وراء هذه الحقيقة، فيقعدون عن الجهاد - جنودا - للحق، أو يكتفون دونه بالعلم اذا دعا الداعي الي الجهاد، أو يوصون بالسلم حيث الحرب واجبة لاعلاء كلمة الله، بل يستمسكون بالحق، و يضعون الحقيقة كلها في خدمته. والحق والحقيقة و العمل الصالح كل لا ينقسم، والأهداف العظيمة لا يبلغها الناس الا [ صفحه 81] بأعمال عظيمة و وسائل سليمة. والدرس الخامس: درس في الواجب و أدائه في كل الظروف. و ان و هم المطالب به أنه غير مجد عليه أو علي غيره، فهو لم يصبح واجبا الا لأن التكليف به يحقق المصلحة العامة أو الخاصة، ان حالة و ان مؤجلة، منظورة أو غير منظورة، و هو قد أصبح واجبا لأنه فضيلة، واذا لم يكن مجديا في لحظة أو لرجل، ففي القيام به

خير للناس و للدنيا، في الظروف ذاته أو في ظروف أخري. و الظروف غير المؤاتية لا تجعل الفضائل غير مؤاتية، فالفضائل مؤاتية أبدا، مطلوبة دائما. و اذا كانت القدرة - شرط التكليف و الرخص - متروكا تقديرها للرجل، فبالمعاناة أو التضحية ينسلخ الأقوياء من مسلاخ الضعفة، و يخلع الناس علي العظماء وصف العظمة. و ما المعاناة و التضحية الا محاولات للثبات في وجه الخطر أو لاقتحامه، فهي درجات فضل و أدوات تقدم في معترك الوجود الانساني، تضيف الي تياره المتدفق أسباب طهر و نقاء، و أساليب بقاء، منظورة للكثيرين و ان عمي عنها آخرون. والدرس السادس: يتعلق بوظيفة التاريخ، فهو يصحح العوج، و يصوب الانحراف، بالاستقامة علي الجادة؛ خضوعا للعدل، و هو قانون السماء. ان الغلام المريض الذي بقي في خيمة أبيه يوم كربلاء (زين العابدين) سيحيا ثلاثة و ثلاثين عاما حتي عام 94، لتتسلسل في عقبه ذرية ترفع أعلام الاسلام عالية في ضمائر البشر، في حين أن الطاغية الذي يرسل النار و الدمار علي البيت العتيق بالحجاز، و علي أهل البيت في صحراء العراق، سيزول ملكه هو، و ينقطع دابره هو بعد ثلاث سنين بتنازل من ابنه عن ذلك الملك، لينقطع اسم معاوية بن أبي سفيان، و يزيد بن معاوية، من سجل الحوادث، و تخلد آثار أهل البيت ما تعاقب الجديدان. آية من السماء علي أن دولة القتلة لم تعش، و أن دولة القتلي ستعيش أبدا. و أن دولة الظلم لا تبقي بمقاييس الزمن الا ساعة أو هنية، أما دولة العدل فتبقي الي قيام الساعة. و أنه [ صفحه 82] تعالي صادق الوعد (كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة باذن الله و الله مع

الصابرين) [252] . و ما أكثر ما كانت الغلبة ببقاء أسباب الانتصار، يتحقق بها النصر في مكان آخر أو زمان آخر، بقوم يحبهم الله فينصرهم مهما كان عددهم، و يحبونه فيجودون بأرواحهم. و الدرس السابع: درس في مبلغ ما تنجح الاستقامة و يفلح الاخلاص. فاذا كان أقرب الخطوط الي الهدف هو الخط المستقيم و ان كان ترسيمه أشد رهقا، فان استشهاد أبي الشهداء كان الأساس السليم لقيام الصرح العظيم الذي جمع بين عمله و بين اسمه، فصيرهما مبدأ، يحدث أثره في عمارة الدنيا و اصلاح الجماعة، في شكل قيام دولة، أو غلبة مذهب، أو وجود قدوة، أو ازدهار أمل في بعث منتظر. بهذا دارت الأفكار الدينية و المذاهب الفقهية للشيعة، سواء الامامي منها أو الاسماعيلي أو الزيدي، في آفاق الحسين العالية، و بلغت أوجها في الفقه العملي القدير علي التطور وفق حاجات البشر، في العبادات و المعاملات و الأخلاق و النهج العلمي. و استمسك المسلمون عموما، و الشيعة خصوصا، بالحسين و آله و أبنائه، واقتدوا ببطولاتهم و مقولاتهم، فاستخرجوا منها أصولا زخارة، و بنوا عليها فروعا في الدين و الاقتصاد والسياسة و الاجتماع، لتقيم نظما سياسية و علمية و فكرية و اقتصادية متكاملة، هي كالنهر العظيم يجري الي جوار النهر الذي يسبح في تياره أهل السنة. و النهران يتجاريان، كأنهما البحران يلتقيان علي أصول الاسلام، و يعملان - كل علي شاكلته - في تدعيم مبادئه. و في استشهاد علي بطعنة خارجي ركبته الشياطين، و في ظلم معاوية و قومه له، حيا و ميتا، و في استشهاد الحسين و بنيه و بني أخيه، و من كانوا معه من الشهداء الذين ذكرناهم، و الذين سنذكر البعض منهم، علي

أيدي الكثيرين ممن سنري فظائعهم بعد، نمت و ترعرعت [ صفحه 83] عقيدة أهل الاسلام: 1- أن عليا قبل التضحية دائما، في جوار النبي و بعده، هو و بنوه، و أنهم ضربوا الأمثال من أنفسهم، لا بمجرد النصيحة أو الفصاحة أو السياسة، و لكن بالدم الذي يتكلم، فتكون له بلاغة الشهادة بين يدي الله سبحانه، فأصبحوا عنوانا علي العدل المفتقد، و الأمل المنتظر، و بابا للرجاء في عدل السماء، لتتدارك المسلمين برحمتها و مغفرتها. 2- أن المسلمين يضيفون الي حساب الحسين من حساب بني أمية و عمالهم و سفاحيهم، اذ أرادوا السلطة و المال و شفاء صدور قوم مبطلين، فقطعوا صلتهم بالله يوم قطعوا رأس ابن بنت رسول الله، و في حين يتراءي قتلة أميرالمؤمنين علي «خوارج» كما تضافرت الأمة علي وصفهم [253] ، أو «بغاة» كما سماهم أميرالمؤمنين نفسه، اذ لم يخرجوا عليه الا لفهم مخالف من أجل الدين، يتدلي قتلة الحسين الي أدني درك في جهنم، سفاحين أجراء، و تتعالي بطولات الحسين قدر ما تتعمق الحسرة من أجل استشهاده، فتبرز في اجماع المسلمين عليه بطلا، و في الفكر الشيعي حيث يضاف جهاده الي الوصية له بالامامة. فهذا يوم للحسين وحده، ناله بحقه، و فيه سند لامامة الأئمة من أبنائه: علي زين العابدين، فمحمد الباقر، فجعفر الصادق، فالباقين من الأئمة. ظلت شجرة العدل و العلم و الأمل تسقي بدماء الشهداء كلما رأت السماء مصلحة للأمة، فلم تلبث الكوفة بعد نحو عام واحد من وقعة الحرة، أو ثلاثة أعوام من يوم كربلاء أن هز ضميرها تقصيرها، فقامت من الفور حركة التوابين [254] سنة 64 [255] بين أهل الكوفة الندامي علي [ صفحه 84] ما فرط منهم من

تقصير، فقتلوا قتلة الحسين و قواد جيش عبيدالله بن زياد، و لم تنته الندامة بقتل المختار بن عبيد [256] زعيم التوابين سنة 67، بل توالت الحروب علي دولة بني مروان: بقيام دولة عبدالله بن الزبير، و خروج الخوارج، و قيام الفتن، و منها: فتنة ابن الأشعث [257] و قد انضم اليها العلماء، و خروج زيد [258] بن علي زين العابدين، و خذلان أهل الكوفة له سنة 121، [ صفحه 85] كما خذلوا جده سنة 61، فاستشهد زيد و مثل برأسه [259] الخليفة هشام بن عبدالملك [260] ، ثم استشهد ابنه يحيي [261] سنة 125. و كان جعفر الصادق ابن محمد الباقر ابن زين العابدين شجرة باسقة تترعرع في كل ورقة من أوراقها خصيصة من خصائص أهل البيت في عصر جديد للعلم، تعاونت فيه أجيال ثلاثة متتابعة منه و من أبيه و جده. و لما استمسك بامامته و قنع بمنصبه التعليمي، علا قدره في أعين طلاب السلطة، و أمنوا جانبه، و اتخذوا من زهده فيها شهادة لهم ضد من ينازعونهم. لكنه كان الغرض الذي تنجذب اليه الأنظار، فهو يمثل العقيدة الدينية التي يقاس بفضائلها عمل الحكام في الاسلام، و ما يتبعه من رضا العامة عنهم أو سخطها عليهم. و هو - بوجه خاص - حجر الزاوية من صرح أهل البيت، ترنو اليه أبصار الذين يدعون الخلافة بدعوي أنهم من «أهل البيت». و هو مقيم في المدينة، العاصمة الأولة و الدائمة للاسلام، يتحلق فيها المتفقهة حول علماء الاسلام في مسجد الرسول، يحملون بأيديهم مصابيح السنة، أو يعلنون شرعية الحكومة أو عدمها، و حسن السيرة أو فسادها، و اقرار أهل العلم أو انكارهم. و هي أمور أساسية تحرص [ صفحه 86] عليها

الدولة، و تتجنب الاتهام بمخالفتها أي دولة. و اذا كانت دمشق قد أدارت ظهرها لمدينة الرسول، أو كانت بغداد قد فتحت أبوابها علي العالم، و أوصدتها دون أهل المدينة، فالمسلمون يأتون الي مدينة الرسول كل عام، خفافا و علي كل ضامر، اذ يحجون الي البيت العتيق بمكة، و يزورون قبر الرسول، و يشهدون آثاره في المدينة. و اذا كان الخليفة المنصور يقول عن نفسه: انما أنا سلطان الله في الأرض [262] ، فهو يحس وطأة سلطان الدين والعلم في المدينة، حيث امام المسلمين غير منازع «جعفر بن محمد» الذي يصفه الناس - و أبوجعفر المنصور [263] في طليعتهم - بالصادق [264] . و من أوصافه [265] كذلك: الطاهر، و الفاضل، و الصابر. [ صفحه 89]

السلطان و الامام

مقدمة

اشارة

«السلطان كراكب الأسد، يهابه الناس، و هو لمركوبه أهيب». (أفلاطون) آل الخلافة الي بني العباس سنة 132، و كان «السفاح» [266] أول خلفائهم، ثم مات فخلفه أبوجعفر المنصور [267] ، ليبقي في الخلافة اثنين و عشرين عاما (136 - 158). وطد فيها أركان الدولة العباسية، و أخضع الخارجين عليها في كل أرجاء «الامبراطورية»، فهي لم تعد دولة دينية كما دعوا لها منذ بثوا دعاتهم من فاتحة القرن، و لم تصر «للرضا من آل محمد» كما كانوا يدعون، بل غصبوا حق أبناء علي، كما كان بنو علي عند قيامها عاجزين عن تولي السلطة، و كان أحقهم بها - و هو جعفر بن محمد - عازفا عنها [268] ، عارفا أن مهمة حياته هي [ صفحه 90] تعليم المسلمين. وجرت الأمور مجراها الطبيعي للغالبين علي السلطة، يطوون أضالعهم علي الخوف و الحقد و الحذر، و يشرعون أسلحتهم في كل مكان للدفاع

عن دولتهم، و كان ذوو القربي في طليعة الأعداء، فاستعرت الشحناء بين الأقرباء، ثم سالت الدماء، و جعفر الصادق بعزوفه و استعلائه بعيد عن المذابح، لكن بعده عنها لا يقيه بطش خليفة حذر متنمر، تدعوه الي المواجهة الشرسة ما توسوس له هواجسه؛ مخافة أهل البيت و شيعتهم. و كان توفيق السماء حليف الامام في مواجهاته و ان بقيت الدولة علي حذرها، تنزل بأهل البيت العذاب و الاسترهاب، و الحبس و القتل، للخلاص منهم، مع التظاهر بالعدل فيهم، حتي تقطع دابرهم. [ صفحه 91]

بين السلطان و الامام

اهل البيت

«انما أنا سلطان الله في الأرض» [269] . (أبوجعفر المنصور) اختلف أهل التأويل في صدد «أهل البيت»، و هم يفسرون قوله تعالي في سورة الأحزاب: (يا أيها النبي قل لأزواجك ان كنتن تردن الحياة الدنيا و زينتها فتعالين أمتعكن و أسرحكن سراحا جميلا - و ان كنتن تردن الله و رسوله و الدار الآخرة فان الله أعد للمحسنات منكن أجرا عظيما) [270] ثم يوجه الخطاب في الآيات: 31 و 32 و 33 و 34، و في الأخيرتين يقول لنساء النبي: (و قرن في بيوتكن و لا تبرجن تبرج الجاهلية الأولي و أقمن الصلاة و آتين الزكاة و أطعن الله و رسوله انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا - و اذكرن ما يتلي في بيوتكن من آيات الله و الحكمة ان الله كان لطيفا خبيرا). و اذ كان التطهير هو الدرجة العليا للبشر [271] ، و الاختصاص به بين المسلمين يجعل لأهل البيت حقوقا و امتيازات تؤهل لامامة الدين و امامة الدنيا، أي خلافة الدين و الدنيا، و كان ثمة سنن مروية في تفضيل علي و بنيه،

و جعلهم من الأمة مجعل الأوصياء أو الائمة، و هذا شأن لا يسلمة بنو أمية، و لا بنو مروان، و لا بنو العباس، و لا كثير من قريش. فقد ذهب الفقهاء عموما، و المفسرون خصوصا، مذاهب شتي في تعريف «أهل البيت» [ صفحه 92] يمكن تحصيلها فيما يلي: (1) قال الشيعة: ان أهل البيت هم رسول الله صلي الله عليه و سلم و علي و فاطمة و الحسن و الحسين [272] . [ صفحه 93] يؤيدهم في ذلك حديث أم سلمة أم المؤمنين: أن النبي أجلس الأربعة حوله علي كساء له وضعه فوق رؤوسهم، و أومأ بيده اليمني الي ربه، ثم قال: «اللهم هؤلاء أهل البيت، فأذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا» [273] . و عن أم سلمة: أن الآية نزلت و الرسول صلي الله عليه و سلم في بيتها، و أنها عندئذ كانت علي باب البيت فقالت: أنا يا رسول الله من أهل البيت؟ و أنه قال: «و انك الي خير، و أنت من أزواج النبي» [274] و عنها أنها قالت: يا رسول الله أدخلني معهم، و أنه قال «انك من أهلي» [275] . (2) و قال البعض: بل عني الله بذلك أزواج النبي، والحجة في ذلك توجيه الخطاب اليهن، و نقلوا ذلك عن ابن عباس تلميذ علي و شيعته و عامله، و ذهبوا الي أن «البيت» أريد به مساكن النبي صلي الله عليه و سلم [276] . [ صفحه 94] (3) و قال فريق: بل أن (أهل النبي) هم أهل بيته، و لو كان أهل البيت هم زوجاته فقط لكان النص: (ليذهب عنكن الرجس) لا (عنكم) كما هو النص في الآية، فدخل في ذلك رجال، و أهل

النبي - بدلالة السنن التي أشرنا الي بعضها - هم: فاطمة و علي و الحسن و الحسين، و يؤيد ذلك قول الآية (و يطهركم). و هذا يوافق الرأي الأول. (4) و اذا دخل الرجال فهم - كما قال فريق آخر - بنو هاشم. و «البيت» يراد به بيت النسب، فيدخل في ذلك أعمام النبي، و فيهم بنو العباس و بنو أبي طالب [277] . (5) و يتوسع محيي الدين بن عربي [278] (560) في الفتوحات المكية [279] فيدخل «الفارسي» [ صفحه 95] في أهل البيت، اذ الرسول يقول: «سلمان منا أهل البيت» [280] و يضيف ابن عربي: «أن جميع ما يصدر عن أهل البيت معفو عنهم فيه، فهم مطهرون بالنص، معصومون و ان توجهت عليهم الأحكام الشرعية». و يذكر البعض قول الرسول: «سألت ربي أن لا يدخل النار أحدا من أهل بيتي، فأعطانا ذلك» [281] و قوله: «يا فاطمة، تدرين لم سميت فاطمة؟ فقال علي: لم سميت؟ قال عليه الصلاة و السلام: «ان الله عزوجل قد فطمها و ذريتها من النار يوم القيامة» [282] . (6) و فريق يري أن أبناء علي من الزهراء هم الذرية المقصودة في سورة الطور، حيث قوله جل ثناؤه: (و الذين آمنوا و اتبعتهم ذريتهم بايمان ألحقنا بهم ذريتهم و ما ألتناهم من عملهم من شي ء) [283] . و رووا عن ابن عباس: أن رسول الله صلي الله عليه و سلم قال: «ان الله ليرفع ذرية المؤمن اليه في درجته» [284] . و بهذا ترتفع ذرية النبي - و هي ذرية علي من الزهراء - فتلتحق بالنبي، و هذا المعني تفيده الآية: 23 من سورة الرعد: (جنات عدن يدخلونها و من صلح من

آبائهم و أزواجهم و ذرياتهم). فأهل البيت ذرية داخلة الجنة مع جدها عليه الصلاة و السلام. [ صفحه 96] (7) و هذا فريق يوسع فيشمل ذوي القربي، و تشمل آل محمد، بقوله تعالي في سورة الشوري: (قل لا أسألكم عليه أجرا الا المودة في القربي) [285] . و قال قوم: ان للنبي قرابة في كل بطن من بطون قريش، و ان كان أخص القرابة هم الذرية. و ظاهر أن كل هذه الأفراق علي أن ذرية علي من فاطمة من أهل البيت، و أن الخلاف فيما عدا ذلك، فيرجح البعض أن القرآن و السنة الشارحة يجعلان أهل البيت هم ذرية النبي من علي و فاطمة، و هما و معهما أمهات المؤمنين رضوان الله عليهن. لكن الشيعة يقولون قولا واحدا: ان الذرية و حدها و عليا و فاطمة هم أهل البيت، بدلالات شتي من الحديث [286] ، ثابت منها: أن النبي طفق ستة أشهر - بعد نزول آية التطهير - يمر وقت صلاة الفجر علي بيت فاطمة فينادي «الصلاة يا أهل البيت، انما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت و يطهركم تطهيرا» [287] فهذا نص، و أنص منه حديث أم سلمة، اذ أفصح عنهم، و استبعد سواهم. و في بعض الروايات: أن النبي صلي الله عليه و سلم أدخل عليا و فاطمة و ابنيهما تحت الكساء، ثم جعل يقول: «اللهم اليك لا الي النار، و أنا و أهل بيتي [288] اللهم هؤلاء أهل بيتي و خاصتي - و في رواية: و حامتي [289] - اللهم أذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا» [290] . و سيظل وصف «أهل البيت» قضية بين بني العباس و بني علي، فهو من

مسوغات الخلافة [ صفحه 97] و استمرار الرضي عنها. سأل الرشيد [291] يوما الامام موسي الكاظم بن جعفر الصادق: بم قلتم نحن ذرية رسول الله و أنتم بنو علي؟ قال: قال تعالي: (و من ذريته داوود و سليمان و أيوب و يوسف و موسي و هارون و كذلك نجزي المحسنين - و زكريا و يحيي و عيسي) [292] و ليس لعيسي أب، و انما ألحق بذرية الأنبياء من قبل أمه، و كذلك ألحقنا بالنبي أمنا فاطمة، و زيادة علي ذلك قال عزوجل: (فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا و أبناءكم و نساءنا و نساءكم و أنفسنا و أنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله علي الكاذبين) [293] و لم يدع رسول الله صلي الله عليه و سلم عند مباهلة النصاري غير علي و فاطمة و الحسن والحسين [294] . و لم يكن لوصف أهل البيت كبير خطر في دنيا الملوك من بني أمية، فلقد غلبوا أهل البيت علي أمرهم جهارا نهارا برماحهم، و استقرار الأمور لهم، لكن الدولة في عهد بني العباس قامت علي شعار الدعوة «للرضا من آل محمد» دون تسمية أحد بذاته. و لما أقبلت جيوش خراسان يقودها أبومسلم الخراساني [295] بالدولة الجديدة، بعد ربع قرن [ صفحه 98] من الاعداد السري، كان مقدمها استجابة لهذا الشعار. كتب أبومسلم الخراساني أيامئذ الي الامام جعفرالصادق: اني قد أظهرت الكلمة، و دعوت الناس عن بني أمية الي موالاة «أهل البيت»، فان رغبت فلا مزيد عليك. و أجاب جعفر الصادق معلنا فلسفته: «ما أنت من رجالي، و لا الزمان زماني» [296] [297] . و في الوقت ذاته بعث أبوسلمة الخلال

[298] - الملقب بوزير آل محمد، والذي سيصبح وزيرا للسفاح أول خلفاء بني العباس - الي جعفر الصادق، و عبدالله [299] بن... «الحسن»، و عمرو الأشرف [300] ، من أبناء علي مع رجل من موالي أبي سلمة [301] قائلا له: ان أجاب جعفر فلا تذهب الي غيره، و ان لم يجب فاقصد الي عبدالله، فان أجاب فأبطل كتاب عمرو. و ذهب الرسول الي جعفر فقال: مالي و لأبي سلمة و هو شيعة لغيري، و وضع الكتاب في النار حتي احترق، [ صفحه 99] و أبي أن يقرأه، قال الرسول: ألا تجيبه؟ قال: قد رأيت الجواب [302] . ثم مضي الرسول الي عبدالله، فقرأ الكتاب، و قصد الي جعفر الصادق ينبئه بورود الكتاب اليه من شيعته بخراسان، قال الصادق له: و متي كان لك شيعة بخراسان؟ أأنت وجهت أبامسلم اليهم؟ هل تعرف أحدا منهم باسمه؟ فكيف يكونون شيعتك، و هم لا يعرفونك و أنت لا تعرفهم؟! قال عبدالله: كأن هذا الكلام منك لشي ء؟ قال الصادق: قد علم الله أني أوجب النصح علي نفسي لكل مسلم، فكيف أدخره عنك؟ فلا تمن نفسك، فان الدولة ستتم لهؤلاء [303] . و ذات يوم دخل علي جعفر الصادق سدير الصيرفي [304] قال: يا أباعبدالله، ما يسعك القعود، قال: لم؟ قال: لكثرة أنصارك... مائة ألف، مائتي ألف [305] فتساءل الامام عن عدد المخلصين منهم، و أبدي زهدا، و بصرا بالعواقب. و الحق أن زين العابدين و ابنه و حفيده و بنيهم لم يتجهوا الي أن تكون لهم «دولة»، و من ذلك قول الكاظم لهشام بن الحكم: [306] «يا هشام، كما تركوا لكم الحكمة اتركوا لهم الدنيا» [307] . و لما خرج زيد بن زين العابدين علي

هشام، كان خروجه ثورة طارئة، والمنهج الزيدي غير منج الامام جعفر، و ثورة زيد لم يسبقها اعداد، بل استجاب لأهل الكوفة فخذلوه كما خذلوا جده، و انما الذي فكر و دبر، و أنفذ الدعاة، و تابع الدعوة، هم بنو العباس. [ صفحه 100] و ابراهيم الامام [308] يكتب الي واحد من دعاته في خراسان: «.. و ان استطعت ألا تبقي في خراسان من يتكلم العربية فافعل» و هو تعطش للدم في سبيل السلطة، و سفك لدماء العرب خاصة، لا يقول به واحد من الأئمة. و كان بنوهاشم قد اجتمعوا قبل ذلك بالأيواء - مكان في أعلي المدينة - و القدور تغلي في خراسان، والجو يزخر بالنذر، فعلي الذين يرسلون الدعاة الي خراسان، والذين تجري الدعوة لهم، أن يتدارسوا أمورهم، ليعرفوا لمن تؤول الأمور. فمثل فرع العباس بن عبدالمطلب عم النبي: ابراهيم الامام بن محمد بن علي بن عبدالله بن عباس، و أخوه أبوجعفر المنصور، و عمهما صالح بن علي [309] و مثل فرع بني علي بن أبي طالب: عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي و ابناه: محمد [310] و ابراهيم [311] ، و محمد بن عبدالله بن [312] عثمان بن عفان، لأن [ صفحه 101] أمه من بني الحسن بن علي، و هو أخو عبدالله لأمه. و أجمع الفرعان علي «محمد بن عبدالله بن الحسن» الملقب بالنفس الزكية؛ لورعه الكامل، و علمه المشهود به، بل قد تحمس له أبوجعفر، و كان يومئذ يلبس قباء أصفر، و لما حج محمد لقي أباجعفر، فبايعه مرة أخري بالمسجد الحرام ذاته، و أمسك أبوجعفر بركابه يومذاك وراح يقول للناس: هذا مهدينا أهل البيت [313] . و اذ لم يكن

لبيت الحسين ممثل في اجتماع يوم الأبواء، بعث عبدالله بن الحسن الي كبيرهم جعفر بن محمد، فحضر و اعترض علي بيعة محمد بن عبدالله، قال لا تفعلوا، فان هذا الأمر لم يأت بعد، لا ندعك و أنت شيخنا و نبايع ابنك. و في رواية أخري أنه أضاف: ان كنت تري أن ابنك هذا هو المهدي فليس به، و ان كنت انما تريد أن تخرجه غضبا لله، وليأمر بالمعروف و ينهي عن المنكر، فانا والله لا ندعك و أنت شيخنا و نبايع ابنك [314] فغضب عبدالله و قال: لقد علمت خلاف ما تقول، و لكن يحملك علي هذا الحسد لا بني [315] قال جعفر: والله ماذاك يحملني، و لكن هذا و أخوته و أبناؤهم دونكم، انها والله ماهي اليك، و لكن لهم، و ان ابنيك لمقتولان، ثم نهض و توكأ علي يد عبدالعزيز بن عمران الزهري [316] فقال: أرأيت صاحب القباء الأصفر «أباجعفر»؟ قال: نعم، قال: فانا والله نجده يقتله، قال عبدالعزيز: أيقتل محمدا؟ قال: نعم. قال عبدالعزيز فيما بعد: فقلت في نفسي: حسده و رب الكعبة، ثم قال عبدالعزيز: ثم والله ما خرجت من الدنيا حتي رأيته قتلهما (محمدا و أباه). قال: فلما قال جعفر ذلك انفض القوم فافترقوا، و لم يجتمعوا بعدها. و تبعه أبوجعفر و عبدالصمد (من أعمام أبي جعفر) فقالا: يا أباعبدالله (جعفر الصادق) أتقول هذا؟ قال:نعم، أقول و الله و أعلمه [317] . [ صفحه 102] قالوا: كان أبوجعفر يسميه الصادق؛ لصدق نبوءته. و قالوا: دعا محمد عمرو بن عبيد [318] زعيم المعتزلة لمبايعته، فاعتل عليه و قال: لا أبايع أحدا حتي اختبر عدله. و لقد ظل أبوجعفر المنصور يذكر هذا لعمرو.

و كان جعفر الصادق اذا رأي محمد بن عبدالله بعد ذلك تغرغرت عيناه و قال: بنفسي هو، ان الناس ليقولون: انه المهدي، و انه لمقتول، ليس في «كتاب علي» [319] من خلفاء هذه الأمة [320] . بايع أبوسلمة الخلال للسفاح، و لم يبايع لأبي جعفر الأخ الأكبر، لأن أمه كانت أم ولد بربرية تدعي سلامة [321] ، و بدأ حكم بني العباس في سنة 132. و أذيع في الملأ أن محمد بن علي [322] - أباالسفاح - موصي له بوصية [323] من أبي هاشم [324] عبد [ صفحه 103] الله بن محمد بن الحنفية بن علي بن أبي طالب، اذ أحس عبدالله أثر السم [325] الذي سقاه دسيس من الخليفة سليمان [326] بن عبدالملك بن مروان (98 ه) فمال في الطريق الي حيث مات عند محمد بالحميمة [327] و ثمة من يعتقد أن الامامة قد انتقلت بعد استشهاد الحسين الي أخيه محمد بن الحنفية، أمه خولة بنت جعفر من بني حنيفة [328] . و هذه الوصية تغني بني العباس عن الخلاف مع أبناء علي، في أن يكون العباسيون من أهل البيت أو لا يكونون. بهذا صير بنو العباس محمد بن علي بن عبدالله بن العباس اماما، فلما مات آلت الامامة الي ابنه ابراهيم، فنودي بأنه «ابراهيم الامام»، فلما قتل ابراهيم بايعوا للسفاح سنة 132.

بين ابناء علي و بني العباس

قضي السفاح علي الأحياء من بني أمية و بني مروان، فاستحق في التاريخ لقبه، و أدار وجهه للآخرين، فسأل عبدالله بن الحسن عن ابنه محمد (النفس الزكية) و أخيه ابراهيم، فلما علم باختفائهما سكت عن الطلب حينا، ثم عاجله أجله. و ولي أبوجعفر سنة 136، و ألح في طلبهما، فأعجزاه هربا. و للأقرباء

أو الأصدقاء أولية في سورة السلطة اذا عريت من خشية الله، و أولي الناس [ صفحه 104] بالفتكة البكر منها: الأقرباء اذا خيف أن يصيروا أعداء، و الأصدقاء الذين يحتمل أن يقدروا علي الايذاء. فالأولون يغري السلطان بهم الحسد أو الحقد أو الخوف من جانبه؛ لما يعرفون من دخائل يخشاها، أو لما يتضح لهم من عورات، أو فيهم من مطامع أو استخفاف بالسلطان الذي رأوه و هو سوقة، أو مطالبة السلطان لهم باعطائه حقه أو أكثر من حقه. و الآخرون أحري بالخوف و الحذر؛ سدا لذريعة الوثوب و افتراص الفرص، أو شغلا لهم بأنفسهم، أو معالجة من السلطان لما يكابده من الشجن أو الفزع من جراء الحكم، أو من العجز أو الجشع أو ضيق الصدر أو الأفق، و كالسلطان أعوانه. و لا يتوازن في سدة السلطة الا القليلون، و قل ما يتوازنون. و للامام الصادق في ذلك مقولة معلمة: «اذا كان لك صديق فولي ولاية، فأصبته علي العشر مما كان لك عليه قبل ولايته، فليس بصديق سوء» [329] . قيل لأبي جعفر: [330] لقد هجمت بالعقوبة حتي كأنك لم تسمع بالعفو! فقال: لأن بني مروان لم تبل رممهم بعد، ونحن بين قوم قد رأونا بالأمس سوقة و نحن اليوم خلفاء، فليس تتمهد هيبتنا في نفوسهم الا بنسيان العفو و استعمال العقوبة [331] . و صاحب السلطة كراكب الأسد - علي ما قال أفلاطون - يهابه الناس و هو لمركوبه أهيب. لهذا أخذ بنوالعباس أبناء علي أخذ ظلوم غشوم، و بطشوا، و غدروا بمن حذروهم من أنصارهم و ذويهم؛ كعبدالله بن علي [332] عم المنصور، و أبي مسلم الخراساني قائدهم، و أبي سلمة الخلال وزيرهم، بمثل ما غدروا

بأعدائهم بعد أن أمنوهم. ولما أعطي أبوجعفر المنصور محمد بن عبدالله أمانا، كتب اليه محمد ساخرا: أي [ صفحه 105] أماناتك هو؟ أأمان ابن هبيرة [333] ، أو أمان عمك عبدالله، أو أمان أبي مسلم [334] فقد أعطي أبوجعفر عهودا للكل، و قتل الأول و الثالث و لم يكن قد قتل الثاني بعد، لكنه كان قد حبسه من سبع سنين ليقتله بعد أن يقتل محمد بن عبدالله ابن الحسن ذاته، فصير خلافته كالمسبعة [335] ، لا يأمن فيها الصديق أو العدو أو الصياد أو الفريسة! و زاد ضراوة أبي جعفر علي أقربائه أن لواحد منهم في عنقه بيعة، علي ملأ منهم، كانت حرية أن تمنعهم و تمنعه، لولا ما للشهوة من خدر يطيح بالتوازن، فسولت له نفسه أن يتخلص من البيعة بالخلاص ممن بايعه و ان كان من قبل يمسك بركابه، بل طوعت له شهوته أن يتخلص ممن قد يشهد ضده، حتي لا يراه الناس أو يسمعوه يحكي لهم ما قد رأي و قد سمع! قال يعقوب بن عربي: [336] سمعت أباجعفر يقول في أيام بني أمية: ما في آل محمد أعلم بدين الله، و لا أحق بولاية الأمر من محمد بن عبدالله. و بايع له، و كان يعرفني بصحبته و الخروج معه، فلما قتل حبسني عشرين سنة [337] . طلب أبوجعفر من عبدالله بن الحسن ابنيه: محمدا و ابراهيم، فأنكر مكانهما، فتقاولا، و أغلظ كل لصاحبه، و انصرف الخليفة من المدينة، فبث الجواسيس يأتونه من كل مكان بأخبار بني الحسن. و في سنة 140 قصد أبوجعفر للحج، فنزل بالمدينة، و دعا عبدالله بن الحسن و طالبه بولديه. و كانا يأتيان أباهما معتمين في هيئة الأعراب، فيستأذنانه في الخروج، فيقول:

«لا [ صفحه 106] تعجلا حتي تملكا، ان منعكما أن تعيشا كريمين فلا يمنعكما أن تموتا كريمين» [338] . و لما لم ينل أبوجعفر منالا انصرف من المدينة، و أمر بحبس عبدالله و أهل بيته، فبقوا في السجن ثلاث سنين في دار مروان - دار الامارة في حكم بني أمية - حتي اذا كانت سنة 144 ولي أبوجعفر المنصور رباح بن عثمان [339] عاملا علي المدينة [340] . و حج في العام ذاته، فتلقاه عامله بالربذة فرده الي المدينة لاشخاص عبدالله بن الحسن و أهل بيته - بما فيهم محمد بن عبدالله.. بن عثمان - شاهد البيعة يوم الأبواء، فكانوا خمسة عشر أخذوا في محامل الي الربذة، و نظر الامام الصادق اليهم و عيناه تهملان حتي جرت دموعه علي لحيته [341] و اقتيدوا الي الربذة في الأغلال، و مزقت السياط جسد (محمد بن عبدالله.. بن عثمان) حتي اذا خرج أبوجعفر في محمل ناداه عبدالله بن الحسن قائلا: يا أباجعفر، و الله ما هكذا فعلنا بأسراكم يوم بدر [342] ، فلوي أبو جعفر رأسه كبرا و لم يعرج. وحمل أهل البيت تلقاء النجف، حتي اذا دخلوا الكوفة حبسوا في قصر كان لابن هبيرة في شرقي الكوفة، و هدم عليهم البيت بعد ستين يوما! فمات الذين لم يموتوا في أثنائها، و دفن الجميع تحت الأنقاض، و شيخهم عبدالله في الخامسة و السبعين [343] . و خرج محمد بن عبدالله لليلتين بقيتا من جمادي سنة 145، فاستولي علي المدينة، و خرجت المدينة بأسرها مع محمد، فكان في جيشه علماؤها الفحول، فيهم ابن هرمز [344] شيخ [ صفحه 107] مالك، و ابن عجلان [345] ، وابن أبي سبرة [346] ، و عبدالله بن

عمر العمري [347] ، و مصعب بن ثابت الزبيري [348] أما مالك [349] فاكتفي في الحرب بفتياه: أن بيعة المنصور كانت مكرهة [350] ، و من أجلها أصابه ما أصابه [351] من والي أبي جعفر و ابن عمه سنة 146. و خرج مع محمد موسي [352] و عبدالله [353] ابنا الامام جعفر الصادق. و قصد جعفر الصادق الي محمد في مجلس حربه قال: أتحب أن يصطلم أهل بيتك (يستأصل)؟ قال: ما أحب ذلك، قال: فان رأيت أن تأذن لي، فانك تعرف علتي، قال محمد: قد أذنت لك [354] . [ صفحه 108] و مضي جعفر الصادق، فالتفت محمد الي ابني جعفر و قال لهما: الحقا بأبيكما فقد أذنت لكما، و التفت جعفر فقال: ارجعا، فما كنت لأبخل بنفسي و بكما [355] فحاربا مع محمد أعظم حرب، و كان لعبد الله بلاء ممتاز. و وجه المنصور الي المدينة جيشا بقيادة ابن عمه و ولي عهده: عيسي بن موسي [356] . و في غرة رمضان خرج ابراهيم أخومحمد و استولي علي أكثر من مكان في اقليم البصرة، ثم استشهد محمد في 14 من رمضان سنة 145 ه، و استشهد ابراهيم [357] عند باخمري [358] لخمس بقين من ذي القعدة، و أرسلت رأسه الي أبي جعفر المنصور، فطوف بها في الآفاق. واستولي عيسي بن موسي علي عين أبي زياد [359] ، ضيعة جعفر الصادق التي يقتات منها [360] ، و يشرك في ثمرها أهل المدينة. [ صفحه 109] و سنري المنصور بعد عامين من انتصار عيسي بن موسي يخلعه من ولاية العهد، و يولي ابنه المهدي سنة 147، و كان قد حبس عمه عبدالله بن علي من سنة 138 في دار لتخر عليه

فيموت سنة 147! و عبدالله عمه و قائده المنتصر علي آخر ملوك بني أمية يوم الزاب، لكنه خرج عليه، فأرسل اليه جيشا بقيادة أبي مسلم الخراساني، و لجأ عبدالله الي أخويه سليمان و عيسي، فأخذا له عهدا علي المنصور كتبه «ابن المقفع» [361] و فيه: «و متي غدر أميرالمؤمنين بعمه فنساؤه طوالق، و دوابه حبس، و عبيده أحرار، و المسلمون في حل من بيعته!» [362] فأما أبومسلم فسيدعوه أبوجعفر الي قصره بعد أمان يعطيه اياه، ثم يخرج عليه عبيده فيقتلونه أمامه. و أما عبدالله بن المقفع فسيقتله والي أبي جعفر سنة 142، فيشفي صدر أبي جعفر!! روي الامام الصادق ما كان بعد أن هدأت الأحوال، قال: «لما قتل ابراهيم ابن عبدالله بباخمري، حسرنا عن المدينة، و لم يترك فينا محتلم حتي قدمنا الكوفة، فمكثنا فيها شهرا نتوقع القتل، ثم خرج الينا الربيع الحاجب فقال: أين هؤلاء العلوية؟ أدخلوا علي أميرالمؤمنين رجلين منكم من ذوي الحجي، فدخلنا اليه أنا و الحسن بن زيد، فلما دخلنا عليه قال: أأنت الذي تعلم الغيب؟! قلت: لا يعلم الغيب الا الله، قال: أنت الذي يجبي اليه هذا الخراج؟ قلت: اليك يجبي - يا أميرالمؤمنين - الخراج، قال: أتدرون لم دعوتكم؟ قلت: لا، قال: أردت أن أهدم رباعكم، و أروع قلوبكم، و أعقر نخلكم، و أترككم بالسراة لا يقربكم أحد من أهل الحجاز و أهل العراق، فانهم لكم مفسدة!! قلت له: يا أميرالمؤمنين، ان سليمان أعطي فشكر، و ان أيوب ابتلي فصبر، و ان يوسف ظلم فغفر، و أنت من ذلك النسل [363] . [ صفحه 110] فتبسم و قال: أعد علي ما قلت، فأعدت، فقال: مثلك فليكن زعيم القوم، و قد عفوت عنكم، و وهبت

لكم جرم أهل البصرة. حدثني الحديث الذي حدثتني عن أبيك عن آبائه عن رسول الله صلي الله عليه و آله. قلت: حدثني أبي، عن آبائه عن علي، عن رسول الله صلي الله عليه و آله: «صلة الرحم تعمر الديار، و تطيل الأعمال و ان كانوا كفارا» قال: ليس هذا. قلت: حدثني أبي... عن رسول الله صلي الله عليه و آله: «الأرحام معلقة بالعرش تنادي: اللهم صل من وصلني، و اقطع من قطعني» قال: ليس هذا. قلت: حدثني أبي: أن الله عزوجل يقول: «أنا الرحمان، خلقت الرحم و شققت لها اسما من اسمي، فمن وصلها وصلته، و من بتها بتته» قال: ليس هذا الحديث. قلت: حدثني أبي...: «أن ملكا من الملوك كان في الأرض، كان بقي من عمره ثلاث سنين، فوصل رحمه، فجعلها الله ثلاثين سنة. قال: هذا الحديث أردت، أي البلاد أحب اليك؟ فو الله لأصلن رحمي اليكم. قلنا: المدينة، فسرحنا الي المدينة، و كفي الله مؤونته» [364] . في هذا اللقاء دليل علي ما يخشاه من بني علي، و من الصادق بالذات، فما يخشاه من بني علي هو فتنة الناس اذ يجتمعون اليهم، أما ما ينعاه علي الصادق - و هو الوحيد الباقي ممن يمكن أن يجتمع بنو علي و الناس حولهم - فلقد كان خليقا أن تطيب به نفسه؛ لما فيه من مصلحة له، و هو الادعاء علي الصادق بأنه يعلم الغيب، فانه لم يبايع لأحد يوم الأبواء، بل ذكر أنها (الخلافة) ستكون لصاحب القباء الأصفر، و هو أبوجعفر. لكن الصادق كان حاسما في رده عليه بأنه لا يعلم الغيب الا الله. و كان مما يخشاه أن يجبي الي الصادق خراج بعض الرعية،

مما يعطي للامام، و كان الصادق في ذلك حاسما أيضا، اذ أعلن أن الخراج لا يجبي الا لأبي جعفر، لأنه أميرالمؤمنين، قال: اليك يجبي - يا أميرالمؤمنين - الخراج، و جعل التسليم بامارة المؤمنين يسبق كلمة الخراج، فهذه العبارة بيعة بتمامها [365] ، و الخراج حق من بويع له. و كان انتقال أبي جعفر من استجوابهم الي الخبارهم بأسباب دعوتهم، نقلة من الغضب الي غيره، و من الاستجواب الي الوعيد، و الي الاستعلاء. لكن الصادق نقله من عالم الكبرياء [ صفحه 111] المظلم، الي آيات الله التي تطمئن لها القلوب، فجعله - دون أن يشعر - مقارنا في موقفه بمواقف الأنبياء، لعله يهتدي بهم، و ذكره كلام ربه جل و علا، و ذكره الشكر و الصبر والمغفرة، و ذيل ذلك كله بأنه من نسل الذين يغفرون و يشكرون و يصبرون. بهذا أمكن الرجل الذي قد قلبه [366] من الصخر أن يبتسم، بل أقبل يسأل أن يتعلم، فحدثه الامام الأحاديث، واحدا بعد واحد، حتي وقف منها عند حديث طول العمر، فلقد كان يرجو أن يطول عمر دولته، التي يخسر من أجلها في كل يوم آخرته، الا أن يغفر الله له، فظن أنه بهذا الحديث يجد أمانا لنفسه، أو تخفيفا لما تكابده، و عندئذ ظهر ضعف نفسه، و جلال شأن المعلم الذي يتعلم عليه. و لم يكد الامام يأخذ زمام الكلام حتي راح يعلمه درسا من الدروس في البداء: و هو أن القضاء [367] الذي يتوقف علي الشرط يتحقق عند وقوع الشرط، فهذا ملك وصل رحمه فطالت عمره من ثلاث الي ثلاثين، و كان أبوجعفر ملكا، و لكم طالت العمر علي ملك بنيه و حفدته، فلقد كان كل

خلفاء بني العباس بعده منهم، ملكوا خمسة قرون، حتي دمر الظلم دولتهم. انما كان أبوجعفر يتداول الامام الصادق بحذر خليق بما للصادق من كرامة عندالله و الناس، و هو صاحب أكبر مدرسة شهدتها حواضر الاسلام في ذلك الزمان: المدينة و مكة و الكوفة و بغداد و الفسطاط، و كان في الستين من العمر، يروي عنه الآلاف حديث النبي و فقه الصادق و أبيه و أجداده [368] . و الذين يحسنون الظن بالمنصور لا يتصورون حلمه يطيش فيفقد الأمة الامام الذي لا ينازعه ملكه، و ربما جاز للذين لا يحسنون الظن أن يخالوه يحسب حسبا للأعداد التي لا تحصي من تابعي الامام، و قد كان أبوجعفر يحسب حساب العلماء. و من بطش الحكام بالعلماء ما يدمر الدول. [ صفحه 112] و من فداء الأتباع ما يستهان فيه بعرين الأسد، لقد اقتحم الفدائيون من أتباع سنان (شيخ الجبل) [369] خيمة صلاح الدين و هو في عسكره ليصيبوه بخناجرهم في وجهه. ظاهر من حديث الامام أنه حدثه في صلة ذوي الأرحام و ان كانوا كفارا، فما أحراهم بالصلة ان كانوا غير ذلك. و يظهر مما يرويه الطبري أن أباجعفر كان يود أيامئذ لو نسي الناس ما كان من أهل البيت في حقه، و ما كان منه في حقهم. روي الطبري: لما أتي المنصور برأس ابراهيم بن عبدالله وضعه بين يديه، و جلس مجلسا عاما و أذن للناس، فكان الداخل يدخل فيسلم و يتناول ابراهيم فيسي ء القول فيه، و يذكر منه القبيح؛ التماسا لرضي أبي جعفر، و أو جعفر ممسك متغير لونه، حتي دخل جعفر بن حنظلة البهراني فسلم ثم قال: «عظم الله أجرك يا أمير المؤمنين في ابن عمك،

و غفر له ما فرط فيه من حقك» فاصفر لون أبي جعفر و أقبل عليه فقال: أبا خالد، مرحبا و أهلا، فعلم الناس أن ذلك قد وقع منه، فدخلوا فقالوا مثل ما قاله جعفر بن حنظلة [370] . و ربما دل علي ذلك الميل ما يرويه عيسي بن رؤبة: [371] لما جي ء برأس ابراهيم فوضع بين يدي أبي جعفر بكي، حتي رأيت دموعه علي خدي ابراهيم، ثم قال: أما والله ان كنت لهذا لكارها، لكنك ابتليت بي وابتليت بك [372] . [ صفحه 113] و لقد ترك أبوجعفر الذين تواروا عنه ممن خرجوا مع محمد و ابراهيم، و منهم: الحسين بن زيد [373] ، و كان الحسين قد تربي في بيت جعفر الصادق بعد قتل زيد، و كان يسمي: «ذا الدمعة الكبيرة» لكثرة بكائه علي أبيه و أخيه يحيي، و لم يسائل أبوجعفر ولدي جعفر الصادق «عبدالله و موسي» و قد خرجا مع محمد، و ترك علماء المدينة، و ترك عيسي بن زيد [374] اذ تواري عنه، و لما قيل له - من حرسه أو من المنافقين -: ألا تطلبه؟ قال: لا، و الله لا أطلب منهم رجلا بعد محمد و ابراهيم، أنا أجعل لهم ذكرا؟ [375] . و من ناحية أخري ففقه الامام الصادق يعلم الناس طاعة الامام العادل، و الصادق هو القائل: «لا يستغني أهل بلدة عن ثلاثة، يفزع اليهم في أمر دنياهم و آخرتهم: فقيه عالم ورع، و أمير خير مطاع، و طبيب بصير ثقة، فان عدموا ذلك كانوا همجا» [376] . و هو فقه في طاعة الخليفة العادل أو الأمير الخير، و أبوجعفر يتمني أن يظهر في الناس كذلك. و الصادق يقول

- و لا نحسبه يقصد الا أباجعفر و أبناء عمه -: «ما تثبت الدنيا الا علي بني العم، المتعاطفين بالبر، المتعلقين بالأدب، المجتمعين علي التناصر» [377] فهذه يد ممدودة [ صفحه 114] بالسلام من الامام، و درس للرعية لتسلم العنان لأمير خير، و ما أحري أبي جعفر أن يكونه. و في سنة 147 عزم المنصور و هو راجع من موسم الحج أن يسير الامام الصادق من المدينة الي العراق، فاستعفاه الامام، فلم يعفه و حمله معه، و لكن الصادق كان يقبل عليه بمقدار، فليست دنيا أبي جعفر لتجدر بالمقاربة. و في ذات يوم أرسل الي الصادق: لماذا لا تغشانا كما يغشانا سائر الناس؟ فأجابه: «ما عندنا ما نخافك عليه، ولا عندك من الآخرة ما نرجوك له، و لا أنت في نعمة فنهنئك عليها، و لا نعدها نقمة فنعزيك عليها، فلم نغشاك؟» و يجيب أبوجعفر: تصحبنا لتنصحنا، و يجيب الامام: «من أراد الدنيا فلا ينصحك، و من أراد الآخرة فلا يصحبك» [378] فالذي يريد الدنيا يسير في ركب صاحبها، فلا يقول كلمة لله، والذي يريد الآخرة يعتزل مجالس رجل يعجزه عمله و يعميه أمله عن طريق الآخرة. و صدق جعفر الصادق، و لم يكذب أبوجعفر المنصور، فلقد كان أحوج الناس الي النصيحة، و كانت صحبة الصادق له أمانا من النار. دخل عليه سفيان الثوري [379] يوما فقال له: اتق الله، فقد ملأت الأرض ظلما و جورا، فطأطأ رأسه و قال: ارفع حاجتك! قال سفيان: حج عمر، فقال للخازن: كم أنفقنا من بيت المال؟ قال: بضعة عشر درهما! و أري هنا أموالا لا تطيق الجمال حملها [380] . و خرج سفيان، و لما راجع المنصور كاتبه ليقتل سفيان، قال

له: أسكت يا أنوك (أحمق)، [ صفحه 115] فما بقي علي الأرض من يستحي منه غير مالك [381] و سفيان [382] . [ صفحه 116] و اذا كان هذان الامامان اللذان ليس في الأرض غيرهما، تلميذين في مجلس الامام الصادق، يلتمسان علمه، و يترسمان هديه، فما أحوج الخليفة الي أن يقارب مجلس الصادق بأن يدعوه الي مجلسه. الحق أن أباجعفر كان من فزعه من الآخرة، و حاجته الي رضي الرعية، صادق الرغبة في التقرب الي العلماء، و من أجل ذلك كان يرضي منهم ما يصك مسامعه من النقد و ان كان لا يستجيب له. طلب ذلك من صديقه عمرو بن عبيد. والمعافري [383] ، فاعتزلاه لكثرة الظلم علي بابه كما قالا له، وهز ضميره ابن أبي ذؤيب و توعده بجهنم، و كمثله صنع ابن طاوس، فقبل استعفاء الصديقين، و أقر صدق ابن أبي ذؤيب [384] فقال له: لولا أنني أعلم أنك صادق لقطعت عنقك. كما ارتاح لابن طاوس مع رفضه أن يطيعه مخافة أن تؤدي طاعته الي المشاركة في معصية. [ صفحه 117] و لقد رفض أبوحنيفة أن يجلس للقضاء في دولته بحجة الخوف من أن يظلم الناس ارضاء لحاشية يحب أبوجعفر أن يكرمها، و ما اكرام الحاشية الا الحكم لمصلحتها فيما ترتكب من مظالم لحساب صاحب السلطان أو نتيجة اغضائه، و هذا رد فقهي من امام أهل الرأي يتضمن التنديد بأبي جعفر و صحبته. و صحبة الظالم وجه مشاركة في الحكم، و ربما في الظلم، بتوطيد الأمور للظلام أو بتمكينه أن يبلغ غرضه، أو تقديم مصلحته علي مصلحة المحكومين، و فيها شهادة له في الناس، فهي شركة خاسرة في الدنيا و الآخرة. و الامام الصادق هو القائل:

«أيما مؤمن قدم مؤمنا الي قاض أو سلطان جائر، فقضي عليه بغير حكم الله، فقد شركه في الاثم» [385] . و علي يقول: «كفاك خيانة أن تكون أمينا للخونة» [386] . و ذات يوم دخل زياد القندي [387] علي الصادق فقال له: «و ليت لهؤلاء؟» - يقصد أصحاب السلطان - قال: نعم، لي مروة و ليس وراء ظهري مال، و انما أواسي اخواني من عمل السلطان، فقال: «يا زياد، أما اذ كنت فاعلا، فاذا دعتك نفسك الي ظلم الناس عند القدرة علي ذلك، فاذكر قدرة الله عز و جل علي عقوبتك و ذهاب ما أتيت اليهم عنهم، و بقاء ما أتيت الي نفسك عليك» [388] . و في واحد من اللقاءات يقول الصادق لأبي جعفر: «لقد بلغت ثلاثة و ستين، و فيها مات أبي و جدي» [389] ليعلن له الاستخفاف بالموت الذي يتهدد الناس به، و أن الامامين اللذين قضيا - زين العابدين و الباقر - لم يعمرا أكثر مما عمر، و لكل أجل كتاب، فماذا يهاب؟ انه يطلق اعلانه بلغة عالية، و في هدوء قادر علي أن يطفي ء جذوة رجل خصم، و في توكل علي الله [ صفحه 118] يبلغه مأمنه، فهو اذا واجهه واجهه والله معه. أرسل اليه أبوجعفر ذات يوم رزام بن قيس [390] يدعوه للقائه، ففصلا عن المدينة، حتي بلغا النجف، فنزل جعفر عن راحلته فأسبغ الوضوء و صلي ركعتين ثم رفع يديه و هو يقول: «اللهم بك أستفتح و بك أستنجح، و بمحمد عبدك و رسولك أتوسل، اللهم سهل حزونته، و ذلل لي صعوبته، و أعطني من الخير أكثر مما أرجو، واصرف عني من الشر أكثر مما أخاف» [391] ثم ركب

راحلته حتي اذا بلغا قصر المنصور، أعلم المنصور بمكانه، فلم يحجبه قليلا أو كثيرا، بل تفتحت الأبواب و رفعت الستر، فلما قرب من المنصور قام اليه فتلقاه، و أخذ بيده و ماشاه، حتي انتهي به الي مجلسه، ثم أقبل عليه يسأله عن حاله. و ذات يوم عزم المنصور علي حاجبه الربيع بن يونس [392] أن يدعوه، و كانت تبرق في أساريره بوارق الخطر، فلما خرج من اللقاء بسلام سأل الربيع الامام الصادق عن الدعاء الذي دعا به ربه فأكرمه الله في لقاء المنصور، فأخبره به، فالصادق يستحضر رضي بارئ السماء في كل آونة، وتعينه السماء [393] . و مع ذلك السلام الذي نشده الصادق و علمه، يروي الطبري: [394] أن المنصور لما عزم الحج - في آخر أيامه - دعا ريطة بنت أبي العباس؛ زوج المهدي، و كان زوجها بالري، فأوصاها بما شاء و دفع اليها مفاتيح غرفة بها خزانته، و أمرها ألا تسلمها الي المهدي الا عندما يجي ء نبأ موت المنصور،فلما مات ذهبت ريطة و المهدي ففتحا الغرفة، فاذا بقتلي من بني علي في آذانهم رقاع، فيها أنسابهم، و هم بين شيوخ و شباب و أطفال! فلما رأي المهدي ذلك ارتاع، [ صفحه 119] فحفرت لهم مقبة دفنوا فيها، ثم بني عليها دكانا. لم يكن المنصور يكتفي بأن يقول مقالة لويس الرابع عشر [395] بعد ثمانية قرون: «أنا الدولة»!! ذلك المقال الذي نبذه و استهجنه الساسة و المؤرخون في الشرق و الغرب، بل كان المنصور يدعي دعوي أبعد و أشد، كان يخطب فيقول: «انما أنا سلطان الله في الأرض» [396] فيجمع في يده ما عجز عنه الأباطرة و البابوات جميعا! فانما تقاسم الامبراطور و الكنيسة

الأشياء في القرن التاسع للميلاد، فصار لقيصر ملك الأرض، و الكنيسة مملكة السماء، أما أبوجعفر المنصور فادعي في الأرض سلطان السماء، و أي شي ء يستبعد علي صاحب هذه الدعوي؟! و أبوجعفر - مع ذلك - ليس الا واحد من المستبدين الذين يزخر ثبت التاريخ بخطاياهم أو ضحاياهم. اليك مثلا واحدا من تاريخ الدولة التي تلقي اليها الديمقراطية الغربية مقاليدها: لقد أرسل هنري الأول [397] ملك انجلترا فرسانه يقتلون توماس بيكت [398] رئيس أساقفة لندن، من أجل خلافه معه في ولاية العهد لابنه في الثلث الأخير من القرن الثاني عشر [399] و في الثلث الأول من [ صفحه 120] القرن السادس عشر بعث هنري الثامن [400] ملك انجلترا توماس ولزي [401] رئيس أساقفة يورك الي السجن ريثما يصدر عليه حكم الاعدام، فمات قبل أن يعدم، ثم أرسل الي المقصلة توماس مور [402] كبير قضاته من أجل خلافهما له في زواجه و طلاقه. و لقد كان فزع المنصور من أجل دولته حريا أن يخرجه عن الاتزان فيستحوذ عليه الشيطان، لولا امساك الامام الصادق بالأعنة كلها كلما لقيه، فكان يضعه في موضع النصفة. والذين يهابون لقاء الملوك ضعفاء عن اخفاء دخائلهم من البغض أو الحسد أو الخوف، والذين ليس في قلوبهم من ذلك شي ء يشجعون، أما الائمة فالله معهم، و هو حسبهم...، و أين من هذا الذي معه مالك الأرض و السماء، ملوك دولة أو اقليم! من أجل ذلك يشجع الرجال الصدق اذ يستشهدون، و من أجله نظر الصادق الي أبي جعفر في شجاعة و صدق، فكان يلزمه القصد و النصفة. و لا عجب اذا كان أبوجعفر في دخيلة نفسه يريد ليحفظ ظاهر الأمر في وقار من لا يسفك

الدم الا بقدر، و الصادق حجة له في ثبات حكمه، مذ كان لا يري بيعة غيره. [ صفحه 121] و أبوجعفر عليم بما يجري في ملكه، و هو من مطالع حكمه يستعمل العسس [403] في كل اتجاه، فلم يلبث سنين حتي أصبح يعلم بكاء بنت مالك بن أنس من الجوع في داخل الدار، و هي و أبوها يكتمانه الا علي الله سبحانه! و أبوجعفر هو القائل عن أوتاد حكمه: ما أحوجني الي أن يكون علي بابي أربعة نفر لا يكون علي بابي أعف منهم، و هم أركان الدولة، لا يصلح الملك الا بهم: أما أحدهم: فقاض لا تأخذه في الله لومة لائم، و الآخر: صاحب شرطة ينصف الضعيف من القوي، و الثالث: صاحب خراج يستقصي و لا يظلم الرعية، ثم عض علي اصبعه السبابة ثلاث مرات يقول: آه آه، قيل: ما هو يا أميرالمؤمنين؟ قال: صاحب بريد يكتب خبر هؤلاء علي الصحة [404] . [ صفحه 123]

الرجلان

«يا بني: ان الذين حولنا لو يعلمون عن علي ما نعلم، تفرقوا عنا الي أولاده» [405] . (عبد العزيز بن مروان) الحق أن الاختلاف كان شديدا بين الامام جعفر الصادق و بين الخليفة أبي جعفر المنصور: في طبيعتهما و طريقتهما و غاياتهما. هذا صاحب سلطان، فيه شركاء متشاكسون، تركبه هموم الدنيا، و تلبس جلده شياطينها، يترافع لينحني الناس له، و يجمع دنياهم في قبضته، شحيح النفس منقبض اليد، «دوانيقي» يحسب بالدرهم و الدانق [406] ، تبدو منه صعقات السلطان عند الفزع، و تحوله مطامعه من الدماثة الي الشراسة، فلا يطمئن له أحد، أقام دولته علي أشلاء الأعداء، و فزع الأقرباء، و جماجم أهل البيت في خزائنه! أما الامام

فرجل سلم لكل رجل، يتواضع ليرفع الناس كلهم، ولا تستعبده الدنيا قيد أنملة، يعطي و لا يأخذ، و يحيي أنفس الناس بالعطاء المسماح من العلم و الجاه و المال «ما قال لا قط الا في تشهده» [407] فهكذا كان أبوه وجده. والحق كذلك أن المنصور - بنجاحه في اقامة أكبر دولة في التاريخ الوسيط - يعتبر واحدا [ صفحه 124] من ثلاثة لا يعرف لهم التاريخ الاسلامي رابعا، و لا ينزل بهم التاريخ العالمي عن أعظم المؤسسين للدول. أولهم: معاوية بن أبي سفيان، و ثانيهم: عبد الملك بن مروان، مصائرهم متشاكلة، و وسائلهم متشابهة، و خصامهم لأهل البيت أساس دولتهم، و نجاحهم في دنيا السلطة مقطوع القرين: بدأوا علماء، وانتهوا ملوكا؛ كالملوك الأعاجم! والاسلام فضل من الله، يسخر لخدمته من يشاء، ولو مال عن الجادة رجل فانما يخذل نفسه، و لا يصيب الاسلام بسوء. لقد أخطأ معاوية في اقامة دولته و في حربه، و كان لزاما أن يقوده خطؤه الي أن يجعل الدولة «هرقلية، كلما مات هرقل قام هرقل» [408] فيكون ابنه يزيد أشأم و ألأم خلف لسلف، لكن أحدا لا يتنازع في أن دولته - و ان لم تمثل دولة الدين - قد انتشرت في البر و البحر، و نشرت الاسلام، و جاهد في غزواتها الصحابة و بنوهم والعلماء و الفقهاء، بل غزا و جاهد فيها بين جيوش المسلمين أبوالشهداء: الحسين بن علي، في فتح أفريقية، و غزو جرجان و طبرستان و القسطنطينية. و معاوية هو الذي مهد لدولة ابن عمه مروان بن الحكم. و عبدالملك بن مروان هو المؤسس الحقيقي للدولة المروانية التي أينعت فروعها بالأندلس، و أبقت الاسلام في أوربة ثمانمائة عام، لتهيي ء

للحضارة الحديثة أن تنطلق من جامعات الأندلس و جوامعها، و هو عم عمر بن عبدالعزيز و صهره. و عمر - خامس الراشدين في مدة خلافته - الذي كتب لعامله علي المدينة يوم ولي الخلافة: أقسم في ولد فاطمة رضوان الله عليهم عشرة آلاف دينار، فقد طالما تخطتهم حقوقهم. و قال معلنا حق علي و باطل بني أمية و مروان: «كان أبي [409] اذا خطب فنال من علي تلجلج، فقلت: يا أبت، انك تمضي في خطبتك، فاذا أتيت علي ذكر علي عرفت منك تقصيرا؟ قال: أو فطنت الي ذلك؟ يا بني ان الذين حولنا لو يعلمون من علي ما نعلم تفرقوا [ صفحه 152] عنا الي أولاده...» [410] . لكن أباجعفر كان أثقل الثلاثة حملا، اذا كان معاوية و عبدالملك قد سبقاه ففصلا بين الدين والدولة، فجزءا نظرية الدولة الاسلامية، كان هو قد سار علي الدرب الذي اختطاه. ان المعارك التي خاضها من أجل دولته كانت أوسع مدي. ففزعه من أبي مسلم و جنده لم يكن الا رجع الصدي لصوت يتصايح في آفاق حياته، و أعماق ذاته: أنهم سرقوا الدولة من أبناء علي، و من هنا خوفه المستمر من انتقاض أهل خراسان الذي جاءوا لمبايعة «الرضا من آل محمد»، و أهل البيت أولي منه في أنظار الذين جاءوا به و بأخيه الي السلطة. و خوفه من أعضاء بيته أشد، فلقد كان عمه عبدالله بن علي قائد جيش الشام، لكنه خرج عليه، و أخمد فتنته أبومسلم الخراساني، حتي اذا استسلم علي عهد حبسه أبوجعفر ليقتله بعد زمن من قتله أبامسلم ذاته، و كذلك غدر بعيسي بن موسي الذي انتصر علي محمد و ابراهيم فسلبه حقه في ولاية العهد، و

ولي ابنه المهدي عهده، فكان غدره كهيئة ما غدر عبد الملك بعمرو بن سعيد الأشدق في ولاية العهد، قائلا: ما اجتمع فحلان في شول الا أخرج أحدهما صاحبه! [411] . و ما كان نقض معاوية عهده مع الحسن بن علي الا درس المعلم الأول للرجلين: أن يستعملا الزمن، و أن ينتهزا الفرص، و أن يحركا الحوادث بدهاء، و أن يقطفا الثمر: ثمرة ثمرة. و أبوجعفر لا يتردد في اعلان التشابه بينهم، و في تعطشه للدم، فيعلن في الناس أن «الملوك ثلاثة: معاوية و كفاه زياده، و عبدالملك و كفاه حجاجه، و أنا ولا كفاة لي» [412] . كأنما لم يكن فيما سفكه كفاية، فكان يريد أن يسفك له دما أكثر، سفاحون أصغر! الواقع أن أزمات أبي جعفر كانت آخذة بخناقه من كل صوب، فهي في نفسه، و في بيته، و في دولته، و في صلته بالأمة: أن كانت القوة العسكرية التي أجاءته الي الحكم قد تخلت [ صفحه 126] عنه، بل حملت السلاح ضده، و كانت القوة الفكرية التي قامت عليها الدولة قد صار أصحابها فرائس له، و كانت القوة العصبية: قوة أسرته، تترنح بخروج عمه عبدالله و قتله، و بمغامرته للاستئثار لبنيه بالخلافة دون سائر أهله. فاذا كان ثمة من أحبه، فان حبهم كان أقبح من البغض، مذ كانوا يؤلهونه، فيكفرون أنفسهم و يفضحونه، بل كادوا يقتلونه، يوم أحاط الراوندية [413] بقصره، فلم يمكنه الله منهم الا بمساعدة عدو كان يطلب رأسه [414] ، هو معن بن زائدة الشيباني [415] و كان معن حريا أن يقتله في وطيس المعركة. حتي الذي أنجاه كان عدوا له! و في سنة 145 انتفضت خراسان، فقتلت جيوشه من أهلها

سبعين ألفا، و أسرت بضعة عشر ألفا. و لم يكن شغله بالجيوش المحاربة في المشرق أو في جزيرة العرب أهم أشغاله، ففي افريقية خرج عليه محمد بن الأشعث والي افريقية، فجرد عليه جيشا بقيادة الأغلب بن سالم [416] و، و سيقتل الأغلب بعد سنين، سنة 150!! و لم ينهزم الخوارج الا بعد أن خاضوا ثلثمائة و خمسة و سبعين وقعة! و أمام جيش قوامه خمسون ألفا. كل أولئك و هو من شح نفسه، و من اصطحاب جماجم أهل البيت في خزائنه، في أمر مريج، يحسب أن كل صيحة عليه هي العدو، و أن كل خروج عليه يدعو الجميع ليخرجوا، و هم علي خروج قادرون. مع كل ذلك نجح أبوجعفر بالحذر و الغدر و معالجة الخصوم، فاستبقي دولته لتكون أطول [ صفحه 127] الدول الاسلامية عمرا، و أبعدها في الحضارة العالمية أثرا. لكن التاريخ - و قانونه: الاستقامة - و طبيعة الأشياء - و قانونها: لكل فعل رد فعل، مساو له في المقدار، و مضاد له في الاتجاه - لم يتركا أبناءه و حفدته دون عقاب، و كأنما كان طول عمر دولته تطويلا للعقاب عليهم، و تكثيرا لمن ينزل بهم. كان من لوازم السلطة، أو علامات عدم الثقة بالنفس أو بالغير: أن تتراءي من أبي جعفر في لقائه لأهل البيت أو التعامل معهم نزعات المستوفر الحذر، أو مظاهر الاستعلاء عند مواجهة الأعداء، أو من يضعهم في مواضع الأعداء. لكن الامام الصادق كان يمسك بالزمام، فيرد الخليفة دائما الي حيث يطلب الموعظة أو العلم. و من امساك الزمام في أحد هذه اللقاءات امساك الخليفة ذاته أن يميل علي أهل البيت، فيقول له: «لا تقبل في رحمك و أهل

الرعاية من أهل بيتك من حرم الله عليه الجنة و جعل مأواه النار، فان النمام شاهد زور و شريك ابليس في الاغراء بين الناس، فقد قال الله تعالي: (يا أيها الذين آمنوا ان جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا علي ما فعلتم نادمين) [417] و نحن أنصار و أعوان، و للملك دعائم و أركان، ما أمرت بالمعروف و نهيت عن المنكر، و أمضيت في الرعية أحكام القرآن، و أرغمت بطاعتك الله أنف الشيطان، و ان كان يجب عليك في سعة فهمك و كثرة علمك، و معرفتك بآداب الله: أن تصل من قطعك، و تعطي من حرمك، و تعفو عمن ظلمك، فان الكافي ليس بالواصل، انما الواصل من اذا قطعته رحمه وصلها، فصل رحمك يزد الله في عمرك، و يخفف عنك الحساب يوم حشرك» [418] . و يقول المنصور: قد صفحت عنك لقدرك، و تجاوزت عنك لصدقك، فحدثني عن نفسي بحديث أتعظ به، و يكون لي زاجر صدق عن الموبقات. و بهذا السؤال انتشل المنصور نفسه من موقع قاطع الرحم، الي موضع المواسي لذوي القرابة، و مكانة طالب الموعظة، فأدلي بها اليه الامام. قال: «عليك بالحلم فانه ركن العلم، و املك نفسك عند أسباب القدرة، فانك ان تفعل ما [ صفحه 128] قدرت عليه كنت كمن شفي غيظا و داوي حقدا، و أحب أن يذكر بالصولة. و أعلم أنك ان عاقبت مستحقا لم يكن غاية ما توصف به الا العدل، و الحال التي توجب الشكر أفضل من الحال التي توجب الصبر» تلك آداب الله، و أسباب الحكم الصالح، و ملاك السيطرة للحاكم المسلم علي قلوب الرعية. و ظاهر أن أباجعفر كان يتظاهر بالاستعلاء

اذ يدعي الصفح، و ليس لديه تهمة، ولو كانت عنده تهمة للصادق لما طلب الموعظة اليه. و للملوك سماعات أو أبواق دعايات، منتشرة في الرعية، تلتقط موجات الرضا و الغضب، و الهدوء و القلق، و تبث نظائرها حسب الحاجة. و النمامون كثر؛ كالفراشات التي تدور حول النور، تلتمس الدف ء أو الظهور. و لأبي جعفر جهاز لايني عن استعماله ليروع خصومه، أو ليجعلهم في قبضة يده. فلقد يدس من أجهزته دسيسا بعد دسيس علي بن الحسن و الحسين، مثل أن يدعو ابن مهاجر [419] ذات يوم فيقول له: خذ هذا المال وائت المدينة، والق عبدالله بن الحسن و جعفر بن محمد (الصادق) و أهل بيتهم، و قل لهم اني رجل من خراسان، من شيعتكم، و قد وجهوا اليكم هذا المال، فادفع الي كل واحد منهم علي هذا الشرط، كذا و كذا، فاذا قبض المال فقل: اني رسول، و أحب أن تكون معي خطوطكم بقبض ما قبضتموه مني. و ذهب ابن مهاجر، فلما رجع قال له أبوجعفر: ما وراءك؟ قال: أتيت القوم و هذه خطوطهم، ما خلا جعفر بن محمد، قال لي: يا هذا اتق الله و لا تغرن أهل بيت محمد، فانهم قريبو العهد بدولة بني مروان، و كلهم محتاج، فقلت: و ما ذاك أصلحك الله، فقال: ادن مني، فدنوت، فأخبرني بجميع ما جري بيني و بينك؛ كأنه ثالثنا! قال المنصور: يا ابن مهاجر، انه ليس من أهل بيت نبوة الا و فيهم محدث، و ان جعفر بن محمد محدثنا اليوم [420] . فالصادق يكشف للمنصور و دسيسه حقائق يعلمونها، و ينبههما علي ألا يورطا أهل البيت من جراء حاجاتهم، يريد لأهله السلامة، و للخليفة الاستقامة، و للأمة الطمأنينة،

و في كل [ صفحه 129] ذلك خير لأبي جعفر المنصور. و لقد كان المنصور نفسه يجعل الصادق حجة من حججه، و اذا فاخر أهل البيت فاخرهم به! كتب اليه محمد بن عبدالله (النفس الزكية) يدعوه ليبايعه، و عيره بأمهات العباسيين لأنهن أمهات ولد، و أم المنصور بربرية تدعي «سلامة»، يتردد اسمها علي ألسنة الذين فاخروه، فتولي المنصور كبره في الرد علي محمد، و لم يدع الفرصة تفوته ليستفيد حجة من مكانة الامام الصادق، قال فيما قال: «و ما ولد فيكم بعد وفاة رسول الله صلي الله عليه و سلم أفضل من علي بن الحسين زين العابدين، و هو لأم ولد، و لهو خير من جدك حسن بن حسن، و ما كان فيكم بعده مثل محمد بن علي الباقر وجدته أم ولد، و لهو خير من أبيك، و لا مثل ابنه جعفر، وجدته أم ولد، و هو خير منك» [421] . و غض المنصور طرفه عن أن أم الولد في شجرة الباقر «شاه زنان» [422] بنت كسري ملك الفرس. و أين منها - بعد اذا أسلمت - سلامة! علي أن اللقاءات - أو الاحتكاكات - بين الرجلين لا تتوقف. فهذان قطبان، لكل منهما عالمه، و هما ضدان لهما مستويان، و الشرف فيهما لرجل الدين و الزهد و العلم، و الملوك أحوج الي العلماء من العلماء الي الملوك. و أبوجعفر حريص غدر، يسلط علي الصادق من وقت لآخر، و في مكان بعد آخر، وجوها من التهديد لشخصه، و الاتهام لولائه، و الازراء بعلمه. يقول له ذات يوم في لقاء له بالكوفة: أنت يا جعفر ما تدع حسدك و بغيك و فسادك علي أهل البيت من بني

العباس، و ما يزيدك الله بذلك الا شدة حسد و نكد، و ما تبلغ به ما تقدره. فيجيبه الصادق: «والله، ما فعلت شيئا من ذلك، و لقد كنت في ولاية بني أمية، و أنت تعلم [ صفحه 130] أنهم أعدي الخلق لنا و لكم، و أنه لا حق لهم في هذا الأمر، فو الله ما بغيت عليهم، و لا بلغهم عني شي ء مع جفائهم الذي كان لي، و كيف أصنع هذا الآن، و أنت ابن عمي، و أمس الخلق بي رحما، و أكثر عطاء و برا؟ فكيف أفعل هذا؟!» [423] . والصادق بهذا يسجل للخليفة بره، و يقدر له أولية ذوي الأرحام عنده في البر بهم، و يقرر له حقه في الخلافة، و ليس للمنصور فوق ذلك طلبات، و بهذا يستل الضغن من صدره، ليدعه في ميدانه الذي يسره الله له. و مع ذلك يعاد المشهد في بغداد، بعد سنة 145، فيستحضره المنصور لمواجهة جديدة. يقول له: يا جعفر، ما هذه الأموال التي يجبيها لك المعلي بن خنيس؟ [424] قال الصادق: معاذ الله، ما كان من ذلك شي ء، قال المنصور: تحلف علي براءتك بالطلاق و العتاق، قال الصادق: نعم، أحلف بالله ما كان من ذلك شي ء، قال المنصور: بل تحلف بالطلاق و العتاق، قال الصادق: ألا ترضي بيميني: الله الذي لا اله الا هو! قال أبوجعفر: لا تتفقه علي، قال الصادق: و أين يذهب الفقه مني؟ قال المنصور: دع عنك هذا، فاني أجمع الساعة بينك و بين الرجل الذي رفع عنك هذا حتي يواجهك، فأتوه بالرجل، قال الصادق: تحلف أيها الرجل أن الذي رفعته صحيح؟ قال: نعم، ثم بدأ باليمين، قال: و الله الذي لا اله

الا هو الغالب الحي القيوم، قال الصادق: لا تعجل في يمينك فاني استحلفك، قال أبوجعفر: ما أنكرت من هذه اليمين؟ قال الصادق: ان الله تعالي حي كريم، اذا أثني عليه عبده لا يعاجله بالعقوبة، و لكن قل أيها الرجل: أبرأ الي الله من حوله و قوته، و ألجأ الي حولي و قوتي، اني لصادق بر فيما أقول، قال المنصور للرجل: احلف بما استحلفك به أبوعبدالله. قال راوي الخبر: فحلف الرجل، فلم يتم الكلام حتي خر ميتا، فارتعدت فرائص المنصور، و قال للصادق: سر من عندي الي حرم جدك ان اخترت ذلك، و ان اخترت المقام عندنا لم نأل جهدا في اكرامك، فو الله لا قبلت بعدها قول أحد أبدا [425] . [ صفحه 131] و أين يذهب الفقه من امام المسلمين، و هو الذي يوجه اليمين، و من حقه صياغتها! و في الصيغة ما ذكر المفتري بعظم افترائه، و بالخالق سبحانه (و من أظلم ممن افتري علي الله كذبا) [426] و من الانساني، و من جلال مقام الامام عند الله والناس أن يخر صريعا من يفتري علي الله و علي الامام في مجلس الخليفة. بهذه الآية هدي جبار السموات جبارا علي الأرض لا يطأطي ء رأسه، فاذا حركها عند ما يناوشه الذباب، سأل حضاره كالمستنكر: لم خلق الله الذباب؟! و كان الصادق حاضرا يوما فأجاب: ليذل الله به الجبابرة [427] . و لئن كان في وجود الذباب في المجلس تذكرة للجبابرة، ففي سقوط المفتري علي الامام بين أيديهم آية ما بعدها آية. و كما يضمن أبوجعفر طاعة الامام بالبغتات يصطنعها من حين لآخر، لا يتورع عن محاولة افحام الامام بين علماء العصر، أو تسخير أعظم علماء

العراق لينصب منه شركا يوقع فيه الامام! و ليس هوي أبي جعفر مع أي منهما، و لا بأس عنده اذا أعجز كل منهما أو أحدهما صاحبه. و ان المرء ليلمس خساسة الحيل الظاهرة من أبي جعفر، باتخاذ العلم و الفقه أداة للشر المدبر، و عظماء العلماء وسائل للاساءة للمسالمين الذين يأمن جانبهم، فلنقس عليها فظاعة تدابيره السرية لمن يخشي العواقب منهم، و لندرك جلالة الحق اذ ينتصر علي الحيلة، و جلجلة الحقيقة اذ تظهرها وسيلة أريد بها طمس معالمها، و مكانة الامام الصادق في العلم اذ يتواضع أمامه العظماء من الفقهاء، في مجلس علمي يسيطر عليه خليفة عالم. أقدم المنصور الامام الصادق من المدينة الي العراق، و بعث الي أبي حنيفة [428] فقال له: ان [ صفحه 132] الناس قد افتتنوا بجعفر، فهيي ء له المسائل الشداد. و يقول أبوحنيفة عن لقائه بعد ذلك: بعث الي أبوجعفر و هو بالحيرة، فأتيته، فدخلت عليه و جعفر بن محمد جالس عن يمينه، فلما أبصرت به دخلتني من الهيبة لجعفر بن محمد الصادق ما لم يدخلني لأبي جعفر، فسلمت عليه، فأومأ الي، فجلست، ثم التفت اليه فقال: يا أباعبدالله، هذا أبوحنيفة، قال جعفر: انه قد أتانا، ثم التفت الي المنصور و قال: يا أباحنيفة، ألق علي أبي عبدالله (الصادق) مسائلك، فجعلت ألقي عليه فيجيبني، فيقول: أنتم تقولون كذا، و أهل المدينة يقولون كذا، و نحن نقول كذا، فربما تابعهم، و ربما خالفنا جميعا، حتي أتيت علي أربعين مسألة [429] . و لقد قال أبوحنيفة في مقام آخر: «ألسنا روينا أن أعلم الناس أعلمهم باختلاف الناس» [430] . و انما يقصد أبوحنيفة باختلاف الناس: الاجتهاد الفقهي للمقارنة بين مذاهب المجتهدين، فأبو حنيفة - و

هو الامام الأعظم عند أهل السنة - يقرر أن الامام الصادق أعلم الناس باختلاف الناس في المدينة حيث علم المحدثين، و في الكوفة حيث علم أهل الرأي، و كانتا قد بلغتا أوجهما علي أيدي أبي حنيفة و مالك، و هما التلميذان في مجالس الامام الصادق، و كمثلهما كان امام العراق الآخر: سفيان الثوري. و أبوحنيفة أكبر سنا من جعفر الصادق، و لد قبله بأعوام، و سيموت بعده، و كان أبوحنيفة كما قال مالك: لو حدثك أن السارية من ذهب لقام بحجته [431] . و الجاحظ كبير النقدة، يقول بعد مائة عام: «جعفر بن محمد الذي ملأ الدنيا علمه و فقهه، و يقال: ان أباحنيفة من تلاميذه، و كذلك سفيان الثوري، و حسبك بهما في هذا الباب» [432] والجاحظ يذكر تلاميذ العراق، ولو ذكر تلاميذ المدينة لما نسي مالك بن أنس. [ صفحه 133] بلغ الامام الصادق بمسالمته للمنصور بعض آماله لأهل بيته، بقية أيام حياته، بل طوال خلافة أبي جعفر المنصور، فكان ميمون النقيبة بالسلام الذي نشده، و الأمان الذي دعا له و أطال زمانه، و منع كثيرا من الطغيان الذي طالما شكاه أبوه، علي ما سيروي ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة: «ثم لم نزل أهل البيت نستذل و نستضام، و نقصي و نمتهن، و نحرم و نقتل، و لا نأمن علي دمائنا و دماء أوليائنا، و وجد الكاذبون و الجاحدون لكذبهم و جحودهم موضعا...، فحدثوهم بالأحاديث الموضوعة المكذوبة، و رووا عنا ما لم نقله و ما لم نفعله ليبغضونا الي الناس. و كان عظم ذلك و كبره زمن معاوية بعد موت الحسن، فقتلت شيعتنا بكل بلدة، و قطعت الأيدي و الأرجل علي الظنة، و من يذكر

بحبنا و الانقطاع الينا سجن أو نهب ماله أو هدمت داره، ثم لم يزل البلاء يزداد الي زمان عبيدالله بن زياد قاتل الحسين، ثم جاء الحجاج [433] فقتلهم [434] كل قتلة، و أخذهم بكل ظنة و تهمة، حتي أن الرجل يقال له: زنديق أحب اليه من أن يقال: شيعة علي» [435] . و في عصر الباقر، كان الحسن البصري [436] (110) الجسور، قاضي عمر بن عبدالعزيز و شيخه الذي لا يهاب الخلفاء، اذا روي عن أميرالمؤمنين علي قال: «قال أبوزينب» [437] ليخفي الاسم الذي لا خفاء له! بل كان الشعبي (104) شيخ المحدثين بالعراق يقول: «ماذا لقينا من آل علي: اذا [ صفحه 134] أحببناهم قتلنا، و اذا أبغضناهم دخلنا النار» [438] . و كان طبيعيا في دولة «هرقلية» أن يكون همها الملك لا الدين، تعاقب من تتوهم خطره عليها و تترك من تزندق، أن تزداد الاستهانة بالدين في مقابل السلام الذي تنشده الدولة، و البلهنية التي يؤثرها دعاة الدعة. بدأ ذلك من عهد معاوية و سيستمر استمرار فساد الدولة، و ستستبقيه لتصرف الناس عن الاهتمام بأهل بيت النبي، أو توقع بهم لفرطات تفرط من أحدهم، أو تعزي كذبا اليهم، منتهزة للفرص حينا، أو مفتعلة لها في أغلب الأحيان. كانت الأوامر تصدر من بغداد الي أرجاء الامبراطورية التي تدين لبني العباس، و منها مصر: أن «لا يقبل علوي ضيعة، و لا يسافر من الفسطاط الي طرف من أطرافها، و أن يمنعوا من اتخاذ العبيد الا العبد الواحد - و الرقيق يومذاك قوة العمل - و ان كانت بين العلوي و بين أحد خصومة فلا يقبل قول العلوي، و يقبل قول خصمه بدون بينة» [439] .

و كانوا يسفرون من الأطراف اللي العاصمة! ليكونوا تحت الرقابة، بل أمر الرشيد أن يضمن العلويون بعضهم بعضا، و كانوا يعرضون علي السلطان كل يوم، فمن غاب عوقب [440] ، و كأن أهل بيت النبي جالية من العدو، أو شرذمة من المشبوهين. و لقد كان يكفي للحيطة أقل القليل من حاكم يريد أن يطمئن، و انما كان ذلك الكيد سياسة ابادة مستمرة، يشترك في تنفيذها الخلفاء و الأشياع الظلمة، تدفع الثائرين الي أن يثوروا، فيؤخذوا بثوراتهم، أو يؤخذ غيرهم بجرائر تنسب اليهم. أما سياسة أهل البيت فواضحة من شعار أبناء علي في كلمة مسلم بن عقيل: «انا أهل بيت نكره الغدر» [441] قالها عندما عرض عليه البعض قتل عبيدالله ابن زياد في احدي زياراته، فنجا ابن زياد بهذا الشعار ليقتل مسلما [ صفحه 135] فيما بعد، أما شعار حاشية معاوية فكان «ان لله جنودا من عسل» [442] يقصدون دس السم الي أعدائهم فيه. و لقد طالما استعمل الطغاة السم في أهل البيت في القرون التالية، فان لم يكن سم في خفاء فالقتل جهرة. و من الروايات: أن ائمة أهل البيت - الاثني عشر - ماتوا مسمومين [443] ،ما عدا أميرالمؤمنين عليا و أباالشهداء الحسين ماتا شهيدين. في أيام الخليفة الهادي [444] (سنة 169) كان أهل بيت النبي في المدينة يستعرضون كل يوم! لكل واحد منهم كفيل من نسيب أو قريب، بل ولي عليهم واحد من ذرية عمر بن الخطاب هو عبدالعزيز بن عبدالله [445] ، فولي بدوره علي أهل البيت رجلا يقال له: عيسي الحائك [446] ، فحبسهم الحائك في المقصورة، فثارت لأجلهم المدينة اذ ثاروا، و كسرت السجون، و أخرج المسجونون، و بويع للحسين بن

علي بن الحسن [447] ، فبقي واحدا و عشرين يوما بالمدينة، ثم ارتحل الي مكة فأقام بها الي زمن الحج. و كرر التاريخ نفسه في خروج الحسين و من معه من أهل المدينة، اذ جاءه الامام موسي الكاظم يستقيله من الخروج معه، كما صنع أبوه مع النفس الزكية محمد بن عبدالله، قال [ صفحه 136] الكاظم للحسين: «أحب أن تجعلني في حل من تخلفي عنك» قال: أنت في سعة، قال الكاظم: «أنت مقتول، و عند الله عز وجل أحتسبكم من عصبة...» [448] . و جهز الهادي جيشا لاقاه، حيث استشهد في موقع يقال له: (فخ) [449] و معه كثير من العلويين، و حملت رأس (الحسين شهيد فخ) الي القائد العباسي بالبشري! مع رؤوس مائة آخرين. و استعرض القائد الرؤوس بالمدينة، فقال الامام الكاظم عندما عرضوا رأس الحسين: «انا لله و انا اليه راجعون، مض والله مسلما صالحا، صواما قواما، آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر، ما كان في أهل بيته مثله» [450] . و كان مع الحسين يحيي [451] بن عبدالله بن الحسن (أخي محمد و ابراهيم و ادريس أبناء عبدالله بن الحسن) فلما انتهت المعركة استتر، ثم ظهر، فخرج علي الرشيد في بلاد الديلم، و وجه اليه الرشيد جيشا بقيادة الفضل بن برمك حتي استسلم بعهد مكتوب، و مع ذلك استفتي الرشيد العلماء لقتله، فأبي ذلك محمد بن الحسن [452] صاحب أبي حنيفة و صاح: ماذا تصنع لو كان محاربا و ولي كان آمنا. لكن الرشيد وجد من علماء السوء من أفتاه بقتله، و كان هو أقدر علي النفاق السياسي من مفتيه، أخذ من المفتي ما يملكه، ليصنع هو ما يقدر عليه، فسجن يحيي [ صفحه

137] و ضيق عليه الخناق حتي مات في سجنه، كمثل ما سيموت في سجن الرشيد الامام موسي الكاظم، و يشهد الرشيد الناس عليه، ليبري ء نفسه من تهمة اغتياله. أما الأخ الرابع ادريس [453] فأفلت هاربا الي مصر، ثم الي المغرب، و قيل: دس اليه الرشيد هناك من سمه، فأسس ابنه دولة الأدارسة. و سيموت في حبس الرشيد كذلك عبدالله بن الحسن الأفطس [454] ، قتله جعفر بن برمك [455] وزير الرشيد، و سيموت في حبسه محمد بن يحيي بن محمد ابن عبدالله بن الحسن، و العباس بن محمد بن عبدالله، و كذلك الحسين بن... عبدالله بن جعفر [456] . و في عهد المأمون وجه الي جماعة من آل أبي طالب، فحملوا اليه في مرو عاصمة خراسان، و فيهم الامام علي الرضا ابن الكاظم ابن الصادق، فخاطبه في أن يكون ولي عهده، فأبي، فتهدده بقوله: «ان عمر جعل الشوري في ستة آخرهم جدك، و قال: من خالف فاضربوا عنقه، و لابد من قبول ذلك» [457] فقبل، وبايع له المأمون، و العباس بن المأمون. [ صفحه 138] ثم دعاه المأمون للخطبة، فأوجز، و كأنه يتوقع و جازة أيامه، فاكتفي بعد أن حمد الله بقوله: «ان لنا عليكم حقا برسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، و لكم علينا حق، فاذا أديتم الينا ذلك وجب علينا الحق لكم» [458] لكنه مات بعد قليل في ظروف مبهمة، لا يستبعد منها دس السم كما تؤكد الشيعة، فموت علي الرضا كان حلا لاشكالات بني العباس، سواء من يحبون المأمون، أو الكارهين للرضا أو للمأمون ذاته [459] . و لا نستطرد للسرد، فليس في تاريخ البشرية كلها أسرة شردت و جردت، و ذاقت العذاب

و الاسترهاب، مثل أهل بيت النبي صلي الله عليه و سلم. بدأ بهم تاريخ الاسلام مجده، و استمر فيهم بعبرته و عظمتها، قدم أبوهم للبشرية أسباب خلاصها بكتاب الله و سنة الرسول، و قدم أهل بيته أرواحهم في سبيل القيم التي نزل بها [ صفحه 139] القرآن و جاء ت بها السنة. كانت مصابيحهم تتحطم لكن شعلتهم لا تنطفي ء، لتخلد الجهاد و الاستشهاد و الارشاد بالمثل العالي الذي كانوه، والضوء الذي لم تمنع الموانع من انتشاره، و علم فيه أبناء النبي أمته بعض علومه: أن الاستشهاد حياة، للمستشهدين و للأحياء جميعا [460] . [ صفحه 142]

امام المسلمين

اشاره

أنت يا جعفر فوق ال_ مدح و المدح عناء جاز حد المدح من قد ولدته الأنبياء [461] . (عبدالله بن المبارك) [ صفحه 143]

مقدمة

اشارة

قامت الدولة الاسلامية بالمدينة المنورة، حيث طبق الدين أكمل تطبيق، فلم تكن العاصمة المناسبة لدول ثلاثة أقامها أصحابها من أجل خلافة الدنيا لا خلافة الدين. و المدينة هي المقر الأمثل لأهل بيت الرسول، حيث يرتبطون بكل أثر فيها، و ترتبط بهم المعاني التي خلد بها الاسلام، و انتصر المسلمون. و السنة هي الشجرة المباركة و فروعها، في ثمرها اليانع رحمة و يسر و معرفة، و في ظلالها الوارفة مودة و ايلاف و تواصل، و من هذه العناصر نتج الفكر الرفيع للمجتمع العظيم، يسقي من القرآن و يحيا به. و بالقران و السنة، و الفكر الرفيع، و الفقه المحيط، اعتصم أهل البيت في المدينة، فاختصم و اياهم خلفاء الدول الثلاثة: الأموية و المروانية و العباسية، و ولاتهم علي المدينة، لكنها ظلت مدرسة السنة و الفقه، و تتابع فيها ائمة أهل البيت: زين العابدين، و الباقر، والصادق. و الفصل الثاني من الباب الحالي مداره مجلس امام المسلمين جعفر الصادق، و أمثال لما يجري فيه من أقوال، و من يشرف بالانتهاء اليه من رجال، ليسوا كسائر الرجال، فهم ائمة الفكر الاسلامي جميعه، من سنن وقفه، و زهد و كلام، و علوم تطبيقية، منذ القرن الثاني للهجرة حتي يرث الله الأرض و من عليها. [ صفحه 145]

في المدينة المنورة

اشاره

«اللهم ان ابراهيم عبدك و خليلك و نبيك، و انه دعاك لمكة، و اني أدعوك للمدينة بمثل ما دعاك لمكة، و مثله معه» [462] . ولي مروان بن الحكم امرة المدينة لمعاوية سنة 42، و كان مروان طلبة الثوار علي عثمان، لو تسلموه لما قتلوا الخليفة كما قيل، و كان مروان يبحث لنفسه في الفتنة عن مكان [463] ، و من

أجل ذلك رمي معاوية المدينة به، أو رماه بها، من فور ولايته للسلطة، و هو ابن عمه و ابن عم عثمان. كان معاوية يصرفه عن الامرة ثم يعيده، و آثر مروان و أهله الاقامة بالمدينة في الحالين علي الذهاب الي دمشق عاصمة بني أمية، حيث الصدارة لغيره، و حسن صلاته بأهل المدينة، فلما وقعت مجزرة كربلاء كانت عواطفه مع أهل بلدته. ثم أجاءته الرياح الي حيث نصبه أهله خليفة سنة 64، بعد اعتزال معاوية ابن يزيد، ثم خلف مروان ابنه عبدالملك لتبقي خلافته عشرين عاما، من سنة 66 الي سنة 86. و في عبدالملك يقول عبدالله بن عمر: «ان لمروان ابنا فقيها فاسألوه» [464] لكنه بعد الخلافة صار ظلوما غشوما. [ صفحه 146] أدخل عليه الأسري ذات يوم، فأمر بضرب أعناقهم دون استجواب! فقال له رجل من أهل الشام كان يعرفه أيام تنسكه: لقد أقست الخلافه قلبك، و كنت رؤوفا! فأجاب: كلا، و لكن أقساه الضغن بعد الضغن. كان يستنكر ضرب جيوش يزيد بن معاوية للكعبة سنة 63 في حصار مكة، حتي اذا ولي الخلافة ضربها الحجاج له في سنة 73!! و لما سئل الحسن البصري أن يقول قوله في عبد الملك بن مروان، أجاب: ماذا أقول في رجل الحجاج احدي سيئاته!! [465] . و لم يتمهد الملك لابنه الوليد [466] الا بعد عشرين عاما من حكم عبدالملك، فلقد بويع لابن الزبير بمكة سنة 64 من أهل الحجاز و العراق و مصر، فدارت رحي الحرب، و استمرت بيعة العراق لابن الزبير حتي سنة 71 عندما قتل جند عبدالملك مصعب بن الزبير، و هدموا قصر الخلافة الزبيرية بالكوفة. و في العام التالي استرجع «المدينة» لعبد الملك طارق بن

عمر [467] ، و في سنة 73 قتل عبدالله بن الزبير، و استسلم للحجاج أهل مكة. و في حياة الامام جعفر كان علي امرة المدينة أبان بن عثمان [468] حتي سنة 82 حين عزله عبدالملك بهشام بن اسماعيل [469] الذي ضرب سعيد بن المسيب سنة 85 من جراء رفضه بيعة [ صفحه 147] الوليد و سليمان ابني عبد الملك، و طاف به في المدينة. ثم عزل الوليد هشاما بعمر بن عبدالعزيز سنة 87، و عمر زوج أخته و هو زوج أخت عمر، و الأربعة حفدة مروان. وأمر الوليد عمر أن يوقف هشاما للناس أمام دار مروان، و لكل عنده مظلمة، فمر الناس به يلمزونه و يغمزونه، فصاحب المعروف لا يقع، و ان وقع وجد متكأ. و كان هشام من كثرة ما أساء الي علي بن الحسين زين العابدين يقول: ما أخاف الا من علي زين العابدين، فلو أزري به زين العابدين لحق عليه الدمار من العابدين و من العامة، لكن زين العابدين و مواليه و خاصته مروا به لا يتعرضون له بكلمة، فلما مروا و سلم هشام، صاح: الله يعلم حيث يجعل رسالته [470] . ورد عمر بن عبدالعزيز لأهل البيت فدكا [471] ، و كان النبي قد أعطاها لفاطمة الزهراء، و لم يورثها أبوبكر و عمر لها [472] فكان اجتهاد عمر بن عبدالعزيز خلافا في الفقه مع أبي بكر و مع جده عمر بن الخطاب. و منع عمر الشعار الأموي الآثم، و هو سب علي، و زاد انصافا فاستعاض عنه شعارا تبدو فيه معاني التوبة النصوح و الاستغفار من الذنوب، و هو الآية الكريمة: [473] (ربنا اغفرلنا [ صفحه 148] و لاخواننا الذين سبقونا بالايمان) [474] و

كان معاوية قد استحدث نظام القصص ليثني القصاص علي الخلفاء من بني أمية، و يزينوا للناس حالهم [475] ، فأمرهم عمر أن يقصروا الثناء علي المؤمنين [476] . و في عمر يقول أحمد بن حنبل: «ليس أحد من التابعين قوله حجة، الا عمر بن عبد العزيز» و يخاطبه كثير [477] - و هو من شعراء الشيعة - بقوله: و ليت و لم تسبب عليا و لم تخف مريبا و لم تقبل مقالة مجرم و صدقت بالقول الفعال مع الذي أتيت فأمسي راضيا كل مسلم [478] . و في العام التالي لولاية عمر علي المدينة حج الوليد، و بدا له أن يأمر بتوسعة المسجد، لتدخل فيه حجرات أمهات المؤمنين، و بيت علي الذي أذن له به النبي في حين ردم أبواب سائر الصحابة، فنصح الناس الخليفة أن يعود الي مقر الملك في دمشق و يصدر أوامره منها بتوسيع المساجد عامة في مكة و المدينة و بيت المقدس، و أن يبني مسجدا بدمشق، و بهذا يتحقق غرضه دون أن يلومه الناس، فرجع الي دمشق و أصدر منها أوامره [479] . و شق الأمر علي أهل المدينة، و تظاهروا عليه طالبين ترك «الحجرات» كما تركها صاحب الشريعة، فأصر الوليد و أنفذ - لتنفيذ أمره - بعثة من العمال من بلاد الروم [480] . قال خبيب بن عبدالله بن الزبير لعمر: نشدتك الله يا عمر أن تذهب بآية من آيات الله تقول: (ان الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون) [481] ، و طعن في بني أمية، و بلغ [ صفحه 149] خبره الوليد بدمشق فأمر بجلده، فجلد [482] ، و مضي زمن و مات خبيب [483] فكان

عمر يقول كلما بشره بالجنة أحد: كيف! و خبيب علي الطريق! [484] . و في سنة 91 حج الوليد فزار المسجد، و خطب علي منبر الرسول قاعدا في كبرياء! فنفر الفقهاء، و ترضي السادات، فاستفز الفقراء [485] . و كان عمر يؤوي بالمدينة من يتهددهم بطش الحجاج في العراق، لكن الوليد ولي الحجاج علي الحج سنة 92،فاستعفاه عمر من مرور الطاغية بمدينة الرسول، فقبل. و لم يكن عدل عمر مانعا، بل ربما صار مقتضيا أن يعزله الوليد بعثمان بن حيان المري [486] سنة 93، فأنزل الوالي الجديد النكال بالعلماء، و منهم: ناسك المدينة محمد بن المنكدر [487] فقيه بني تيم قبيلة أبي بكر و أخوال جعفر الصادق، و قذف أهل المدينة من فوق المنبر بقوله: أيها الناس، انا وجدناكم أهل غش لأميرالمؤمنين في قديم الدهر و حديثه [488] . [ صفحه 150] و امتدت يد البطش الي أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري [489] (وجده عمرو عامل الرسول)، فأمر بحلق لحيته لولا أن عزل الخليفة الجديد سليمان بن عبدالملك عثمان بأبي بكر ذاته سنة 96 [490] ، و بقي أبوبكر أميرا علي المدينة حتي سنة 101، و اجتمع له القضاء و الامرة عليها في خلافة عمر بن عبدالعزيز. و لما عزله يزيد بن عبدالملك [491] بعد وفاة عمر بعبد الرحمان بن الضحاك ابن قيس [492] ، عذب الوالي الجديد أبابكر [493] ، فلما عزل عبدالرحمان سنة 104، حاقت البأساء و الضراء بعبدالرحمان، حتي صادر يلتمس الصدقة من سوء حاله [494] . و في سنة 106 تولي ابراهيم [495] بن هشام بن اسماعيل، و هو خال الخليفة هشام ابن عبدالملك، فبقي ابراهيم واليا الي سنة 114،

ثم عزل بخالد [496] بن عبدالملك بن الحارث بن أبي العاص، فبقيت له الامرة حتي سنة 118. [ صفحه 151] و خطب خالد علي منبر الرسول، فانتقص أولاد الرسول و أباهم عليا! فقام اليه داود بن قيس [497] فبرك علي ركبتيه و قال: كذبت كذبت، حتي حيل بينهما [498] ثم عزل بمحمد بن هشام بن اسماعيل [499] أخي ابراهيم، فبقي حتي سنة 125. و كما ولي محمد و ابراهيم ابنا هشام؛ لخؤلتهما لهشام بن عبدالملك، ولي الوليد [500] بن يزيد امرة المدينة خاله محمد [501] بن يوسف الثقفي، و أمره أن يعذبهما [502] ، و أن يقيمهما للناس، و أن يبعث بهما الي والي العراق [503] ليذيقهما الهوان حتي يموتا من العذاب، ففعل، و بقي حتي سنة 126، فعزل بعبد العزيز بن عمر بن عبدالعزيز [504] ليبقي ثلاث سنوات حتي سنة 129، فيحل [ صفحه 152] محله عبدالواحد [505] بن سليمان بن عبدالملك [506] . و في ولاية عبدالواحد كانت شمس بني أمية في الغروب، لقد طرد الحارث بن سريج [507] عاملهم نصر بن سيار [508] من أقصي الشرق في مرو، و أقبل أبوحمزة «الخارجي» [509] يخرجهم من قلب الاسلام في المدينة سنة 130 بعد وقعة قديد [510] ، و فيها قتل من أهل المدينة خلق [ صفحه 153] كثير، و هرب عبدالواحد. و سفر الي أبي حمزة - و هو علي أبواب المدينة - السفراء: شيخ بني هاشم عبدالله بن الحسن، و محمد بن عبدالله بن عمرو بن عثمان؛ و كان محسوبا مع بني هاشم لما يجمعه بهم من رحم، و عبدالرحمان [511] بن القاسم بن محمد بن أبي بكر خال الامام جعفر، و عبدالله بن عمر بن.. عمر،

و معهم ربيعة الرأي [512] شيخ مالك بن أنس في رجال آخرين، فعامل أبوحمزة الوفد معاملة الخوارج للصحابة: عبس و بسر في وجه الأولين حفيدي علي و عثمان، و بشر في وجه الثالث و الرابع حفيدي الشيخين: أبي بكر و عمر، و قال لهما: و الله ما جئنا الا لنسير بسيرة أبويكما. قال شيخ بني هاشم: و الله ما جئناك لتفضل بين آبائنا، ولكن بعثنا اليك الأمير برسالة، و هذا ربيعة يخبرك بها... [513] . أقام أبوحمزة بالمدينة ثلاثة أشهر، ثم خرج لقتال جند الشام فانهزم. ثم جاءت دولة بني العباس، وتولي امرة المدينة للسفاح عمه داود بن علي [514] ، فقام فخطب فقال: أيها الناس أغركم الامهال حتي حسبتموه الاهمال؟! و السيف مشهر: [515] . حتي يبيد قبيلة فقبيلة و يعض كل مثقف بالهام و يقمن ربات الخدور حواسرا يمسحن عرض ذوائب الأيتام! لكن الله عاجله بعد ثلاثة أشهر فلقي حتفه، و ولي بعده زياد بن عبدالله بن المدان خال [ صفحه 154] السفاح [516] . و أحاط السفاح ببني أمية، دعاهم و منحهم الأمان، حتي اذا اجتمعوا به أعمل رجاله السيوف فيهم، و كانوا نيفا و ثمانين رجلا، و في سنة 133 قتل عماله من أشياعهم ثلاثين ألفا بالشام. و استدعي عبدالله بن علي [517] - أخو داود، و قائد جيش الشام - الامام الأوزاعي [518] امام الشام الي عسكره فسأله: ما تقول في بني أمية؟ قال: لقد كانت بينك و بينهم عهود، و كان ينبغي أن تفوا بها، قال: ويحك، اجعلني و اياهم لا عهد بيننا. يقول الأوزاعي: فأجهشت نفسي و كرهت القتل، فذكرت مقامي بين يدي الله فقلت: دماؤهم عليك حرام، فانتفخت عيناه

و أوداجه و قال: ويحك لم؟ قلت: قال رسول الله: «لا يحل دم امري ء مسلم الا بثلاث: ثيب زان، و نفس بنفس، و تارك دينه» قال: ويحك أوليس الأمر لنا ديانة؟ أليس رسول الله صلي الله عليه و سلم قد أوصي لعلي؟ فسكت، و جعلت أتوقع رأسي يسقط... و قال: أخرجوه، فخرجت [519] . و روي عبدالله بن علي رماحه من الدم بما لم يسمع التاريخ بمثله! حتي اذا ولي أبوجعفر المنصور (136 - 158) عزل زياد بن عبدالله بن المدان [520] عن المدينة بمحمد بن خالد القسري، و أمر بحمل زياد بن عبدالله الي العراق مكبلا بالحديد. ثم عزل محمد بن خالد [521] و ولي مكانه رباح بن عثمان بن حيان سنة 141 [522] و هو ابن عم [ صفحه 155] مسلم بن عقبة [523] الذي يسميه البعض: مجرم بن عقبة، فهو قائد الجيش الذي دمر المدينة و ارتكب الفظائع في معركة الحرة سنة 63، ففاخر الناس بنقائصه قال: أنا الأفعي بن الأفعي، أنا ابن عثمان بن حيان و ابن عم مسلم ابن عقبة المبيد خضراءكم، المفني رجالكم [524] فوثب عليه الناس فحصبوه بالحصي و رموه بالحجارة [525] . و في امرته اقتحم الجند منازل أهل البيت، فأخرجوا منها رجالهم الي السجون، و مرت مواكب أهل البيت في شوارع المدينة و هم في الأصفاد، هزلهم العذاب و الأيام الشداد، ثم سيقوا الي الكوفة، ليودعوا السجن حيث حبسوا [526] - كما يقول المسعودي في مروج الذهب - في سرداب تحت الأرض، لا يعرفون الليل من النهار، حتي مات أكثرهم، ثم خر عليهم ليموت تحت أنقاضه الأحياء منهم، و يدفن الذين سبقوهم الي الموت دون أن يعني بهم أحد!

و بقي رباح حتي خرج محمد بن عبدالله (النفس الزكية) علي المنصور و قبض الخارجون علي رباح و أدخلوه سجن المدينة هو و أخاه. و لما انتهت الحرب عين المنصور علي المدينة عبد بن الربيع الحارثي [527] فبقي حتي سنة 147 ثم عزل [528] فولي مكانه جعفر [529] بن سليمان بن سليمان بن علي بن عبدالله بن عباس، فبقي واليا حتي سنة 149، و هو الذي أمر بضرب مالك بن أنس حتي انخلعت كتفه و طافوا به في المدينة [530] . [ صفحه 156] و في ولاية جعفر بن سليمان مات الامام الصادق [531] . بهذه الوجازة العجلي لأمر الولاة في نحو قرن من الحكم الأموي و المرواني و العباسي للمدينة، عاش فيه الامام الصادق، تتكشف أمور حسبنا أن ننبه علي بعضها الآن: (1) في حكم بني مروان، لم يكن لأهل البيت - بخاصة - مشكلة مع الدولة، و انما كانت المشكلة لأهل المدينة عامة مع العاصمة. أما خروج زيد بن علي زين العابدين سنة 121 وابنه يحيي سنة 125 [532] فكان في أواخر أيام بني مروان، و كذلك كان خروج عبدالله [533] بن معاوية بن عبدالله بن جعفر سنة 127، بعد عامين من استشهاد يحيي بن زيد. و لقد سلم عبدالله نفسه لأبي مسلم الخراساني بعد أن انهزم نصر بن سيار والي خراسان لبني مروان، فقضي أبومسلم عليه بعد أن استسلم. بهذا يمكن القول: ان زين العابدين و ابنه محمدا الباقر عاشا أكثر من نصف قرن في سلام مع السلطة، و بهذا السلام تبوءآ الذروة من الاحترام و الطمأنينة اللذين يمهدان للعلم أن ينتشر، و للقدوة الصالحة أن يشيع هداها، كالشعاع ينشر النور في

المدينة، و يحمل الدف ء الي الأفئدة الوافدة من شتي الأقطار. (2) كان الأمراء علي المدينة: اما أقرباء للخلفاء في دمشق و الأنبار و الكوفة، و اما صنائع [ صفحه 157] لهم. لكنهم كانوا - عدا عمر بن عبدالعريز - مستضعفين من الجميع، يعزلون و يقامون للناس؛ ليتخذوهم سخريا أو ينكلوا بهم. و في أواخر أيام بني مروان سخر الناس منهم علانية، و اشتجروا معهم اذا مسوا أميرالمؤمنين عليا بسوء. و كان عبدالملك قد أوصي عامله علي المدينة بقوله: «جنبني دماء بني هاشم، فاني رأيت آل حرب لما تهجموا عليهم لم ينصروا» [534] و هو الباطش، الذي تولي له بالعراق: الحجاج، و بخراسان: المهلب بن أبي صفرة، و بمصر: هشام بن اسماعيل و ابنه عبدالله، و باليمن: محمد أخو الحجاج، و بالجزيرة: محمد بن مروان (أخو عبدالملك). و كل من هؤلاء ظالم فاتك. و لما سئل عبدالله بن المبارك: أبومسلم خير أم الحجاج؟ أجاب: لا أقول أبومسلم خير من أحد، لكن الحجاج شر منه [535] . (3) أما في عهد العباسيين - أبناء العمومة - فقد هبت علي بني علي ريح صرصر، من الطغيان المدمر، لتنزل بهم و بأحفاد الصحابة و التابعين الفزع الأكبر، كهيئة ما صنع بنو أمية في كربلاء و الحرة، و طبائع الطغيان واحدة.

اهل المدينة

غاضبت دمشق العراق و الحجاز أيام صيرها معاوية حاضرة بني أمية، و تابعته علي ذلك دولة بني مروان، لكن المدينة بلدة طيبة و شعب كريم، و ثبت أهلها بالأمويين بعد كربلاء، ثم تركوهم يجلون عنها، علي موثق من أهلها، ألا يدلوا جند يزيد علي عوراتها، و جلا الأمويون الي الشام الا زوج مروان بن الحكم: عائشة بنت عثمان بن عفان،

توجهت الي الطائف في حماية علي زين العابدين [536] . والمدينة واحة في قفر، والرزق نزر في الصحاري الساخنة، الا ما يرد الي الناس من [ صفحه 158] تجارة أو عطاء متقطع كسحائب الصحراء، يجري و يجف، حسب الشهوات في دمشق. و أهل البيت تجيئهم حقوقهم في بيت المال أو لا تجي، لكنهم ينفقون المال خفيفة و علانية ولو كان بهم خصاصة. فعلي زين العابدين مصدر من مصادر الرزق المجهولة للناس، لا يعرف الا بعد أن يموت، فيتفقد الناس المصدر فيعرفونه [537] و كذلك أبناؤه، يتزعمهم الباقر، و هو القائل: «ان استطعت ألا تقابل أحدا الا ولك الفضل عليه، فافعل» [538] . أما ابن عمهم عبدالله بن جعفر بن أبي طالب فكان وثيق العري بالخلفاء، سأله يزيد بن معاوية يوما: كم عطاؤك؟ قال: ألف ألف درهم، قال يزيد: قد أضعفناها لك. قال ابن جعفر: فداك أبي و أمي، و ما قلتها لأحد قبلك! فضاعف يزيد عطاءه مرة ثانية. و لما خرج عبدالله من المجلس، قال جلساء يزيد: تعطي رجلا واحدا أربعة آلاف ألف درهم! قال: ويحكم، اني أعطيتها أهل المدينة أجمعين، فما يده فيها الا عارية [539] . و الحق: أن الفقراء كان لهم في أمواله حق معلوم، فكانوا يستدينون في انتظار ورود عطاء عبدالله بن جعفر من العاصمة. و كان الخلفاء يحجرون علي شباب قريش أن يبرحوا الحجاز الا باذن، فأمسي سجنا واسعا لمن فيه منهم، وازداد أهله انعزالا و ارتباطا، فتراحموا و تصاهروا، لتصير المدينة مجتمعا مقطوع القرين، نري فيه: سكينة بنت الحسين [540] يبني بها [541] مصعب بن الزبير، ثم يبني [ صفحه 159] بضرة لها عائشة بنت طلحة [542] ، أي أطراف يوم الجمل

تجتمع في بيت واحد. و اليك أطرافا أخري في أختها فاطمة: [543] ولدتها أم اسحاق بنت طلحة [544] ، و تزوجها [545] عبد الله بن عمرو بن عثمان بن عفان، و يرزقان محمدا [546] ، و له بنت من خديجة بنت عثمان بن عروة بن الزبير تدعي حفصة [547] ، و أم عروة أسماء بنت أبي بكر. فهؤلاء: رسول الله، و خمسة من العشرة المبشرين بالجنة علي و أبوبكر و عثمان و طلحة و الزبير، يجتمعون في حفصة! أما الامام جعفر الصادق فآية من الآيات: جده لأبيه: زين العابدين، و زين العابدين و سالم بن عبدالله بن عمرو القاسم بن محمد بن أبي بكر أولاد خالات ثلاثة، هن بنات كسري يزدجرد [548] . و أبوه الباقر، ولدته لزين العابدين بنت عمه فاطمة بنت الحسن. و أمه: أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر، و قد تزوج أميرالمؤمنين علي أم [ صفحه 160] محمد؛ أسماء بنت عميس بعد موت أبي بكر، فصار ربيبه، و ترعرع في كنفه حتي شهد معه الجمل، و كان علي الرجالة، و شهد معه صفين. و ولاه مصر حتي قتلته جيوش معاوية في مصر. و أمها أسماء بنت عبدالرحمان بن أبي بكر، عم القاسم و شقيق عائشة، شهد اليمامة مع خالد، و قتل محكم اليمامة في الحصن فاقتحمه المسلمون. و بعث اليه معاوية بمائة ألف درهم فردها و قال: (لا أبيع ديني بدنياي) [549] . و عبدالرحمان هو القائل و هو يرفض البيعة ليزيد: جعلتموها هرقلية، كلما مات هرقل قام هرقل [550] . فجعفر قد ولده النبي عليه الصلاة و السلام مرتين، و علي مرتين، والصديق مرتين، ليدل بهذا المجد الذي ينفرد به في الدنيا علي

أنه نسيج وحده. و من الناحية الأخري ولده كسري مرتين، ليدل الدنيا - من أعلي مواقعها - علي أن الاسلام للموالي و العرب، فذلك هو الدين الذي جاء به رسول الله صلي الله عليه و سلم، و الذي دافع من أجله عن المساواة بين المسلمين كافة أميرالمؤمنين علي. هكذا وجدت المدينة مجتمعها، و رفعت أبناء الصحابة الي أعلي مقام، و أهل البيت الي صدارة المجتمع، يمدون أنسابهم الي هاماته، و أسبابهم الي طبقاته. و ذا يوم أصهر الحجاج الي عبدالله بن جعفر في بنته أم كلثوم [551] ، فأبرد اليه الخليفة عبد الملك ليسوغ أباها المهر و يعجل طلاقها، لأنه تجاوز قدره، و هي حجة ظاهرة، قد تخفي حجة [ صفحه 161] حقيقية، اذ كان يخشي أن يمد الحجاج بسبب الي أسرة قد يشمله هداها، أو يأسره الاخلاص لها، أو يبعده عن أن يكون بجمعه لعبد الملك، و بقسوته علي من عداه. لكن العلم ظل الخصيصة الكبري للمدينة، ففيها وضعت القواعد العامة لتطبيق المبادي ء الالهية التي بعثت بها السماء آخر رسلها لاصلاح البشر، و وضعت أسس الدولة و مبادئ الجماعة، وانتشر الدين في القارات الثلاثة المعروفة، لتقدم الحضارة الاسلامية، سياسة و ادارة، و تشريعا دوليا و مدنيا و جنائيا و اقتصاديا، و قواعد علمية، و علوما تطبيقية و رياضية، لم تشهدها القرون قبل، و ستبني عليها الحضارات جميعا، فتكون مجازا للبشرية من جهالات القرون الأولي الي حضارات العصور الحديثة العلمية و الاقتصادية و التشريعية و الاجتماعية. و لما انقضي عهد الرسالة والراشدين الأربعة، تابعت عاصمة الاسلام - و ان لم تعد عاصمة الدولة - رسالتها بالفقه، و هو في الحضارة الاسلامية كحجارة الأساس في البنيان: أن

كانت منه قواعد الفكر الاسلامي كافة، و كانت الحرية الفكرية لحمته و سداه، و الفضيلة الانسانية مبدأه و منتهاه، و فيه صلاح الناس، و التخفيف عليهم، و فتح أبواب الرجاء لهم، و تمكينهم من التطور لملاحقة حاجات الأعصر، بأداته الديناميكية المحركة نحو التقدم، و هي اجتهاد الرأي. و في أهل البيت كان النبي مدينة العلم و علي بابها [552] ، و ريحانتا الرسول [553] من الدنيا: الامام الحسن و الامام الحسين يمثلون الجيل الأول، و في الجيل الثاني كان السجاد - من كثرة السجود [554] - أو زين العابدين [555] - من كمال عبادته - وابناه: الامام الباقر و زيد، و كان لزيد [ صفحه 162] مذهبه. أما الجيل الثالث من القرون المفضلة فقد تراءي فيه للمسلمين: جعفر بن محمد الصادق، بدر تمام، لجيل كان ختام أجيال. و أما من عدا أهل البيت فقد نهض عنهم الصحابة و أبناؤهم و أحفادهم بعب ء العلم نهضة جديرة بدين يجعل طلب العلم فريضة علي كل مسلم و مسلمة، فاشتهرت بينهم: أما المؤمنين: عائشة [556] و أم سلمة، و زينب بنت أبي سلمة [557] و العبادلة الأربعة: أبناء العباس و عمر و الزبير و عمرو، و أبوسلمة بن عبدالرحمان بن عوف [558] ، و عبدالرحمان بن أبي بكر، و بنته حفصة [559] ، و عروة [560] بن الزبير ابن أخت عائشة، و ابن أخيها القاسم [561] بن محمد بن أبي بكر، [ صفحه 163] و راويتها عمرة [562] بنت عبدالرحمان، و هؤلاء الثلاثة أعلم الناس بحديث عائشة و سالم [563] ابن عبدالله بن عمر، و سعيد بن المسيب، و خارجة بن زيد، و عبيد الله [564] ابن عبدالله بن عتبة بن مسعود، و أبوبكر بن

عبدالرحمان، و سليمان بن يسار [565] . و تعلم عليهم جيل جديد، فيه: محمد بن شهاب الزهري [566] ، و أبوبكر بن محمد بن عمرو بن حزم، و محمد بن المنكدر، و محمد و عبدالله ابنا أبي بكر بن حزم، و ربيعة الرأي، و هؤلاء مشيخة مالك بن أنس. و مالك يعاصر في النصف الثاني من القرن الثاني نهاية الأجيال المفضلة. ثم هو شيخ المدرسة التي نجب فيها محمد بن ادريس الشافعي و تلميذه أحمد بن حنبل. [ صفحه 164] و لقد طالما زاحم التلاميذ أشياخهم في العلم و ان لم يزاحموهم في مكانتهم عندالله و الناس. و من المدينة انطلق الفقه الاسلامي الي العراق، حيث أقام عبدالله بن مسعود زمانا معلما و وزيرا كما سماه عمر، و تعلم عليه تلاميذه و تلاميذ علي؛ كعبيدة و علقمة و الحارث. و عن طريق علقمة تعلمت مدرسة النخعيين يتقدمها الأسود و عبدالرحمان، و يتوسط عقدها ابراهيم بن يزيد [567] شيخ حماد بن أبي سليمان [568] . و في حلقة حماد بالكوفة قضي أبوحنيفة عشرين عاما يتعلم، ليصبح علما علي مدرسة الرأي و القياس الذي قعد قواعده الشافعي فانتشر في كل فروع العلم الاسلامي. و هوي أبي حنيفة مع أبناء علي معروف، وصلة فكرة بزعماء أهل البيت واضحة، و أن مذهبه ليقارب المذهب الزيدي أكثر مما يقارب المذهب الحنفي غيره من مذاهب أهل السنة، كما قيل [569] . و لقد استشهد زيد بن زين العابدين سنة 121، و في ذلك العهد جلس أبوحنيفة مجلس حماد بن أبي سليمان بعد وفاته، و شرع يدون بعض مذهبه و كثيرا من الفروع، ثم مكن أبويوسف [570] للمذهب [571] بتولية زملائه القضاء؛ ليلزموا الناس به، ثم نشره

محمد بن الحسن [572] . [ صفحه 165] بتدوينه في كتبه الشهيرة. و تدوين الفقه في كتاب «المجموع» قد سبق به زيد مدرسة أبي حنيفة، و لعل أباحنيفة تعلم تدوين الفقه عليه، بل أن الجميع قد قلدوا فيه صنيع أهل البيت أنفهسم، ولديهم الكتب فيها العلم: أحاديث و فقها، يتعلمونه كابرا عن كابر. فالحجاز و العراق قد تضامنا في انتاج الفقه، لتتابعهما بعد ذلك شتي الحواضر، في الفسطاط و دمشق و قرطبة و القيروان، و في المغرب، و في المشرق، و في الاندلس، و وسط آسيا. و ظاهر من هذا التأريخ أمور: (1) أن المذاهب الفقهية جميعا، بما فيها المذاهب الباقية الي اليوم لأهل السنة، يتصدرها في الظهور مذهب أهل البيت علي يد زيد بن علي زين العابدين. و كذلك يسبق المذهب الزيدي مذهب الامام جعفر الصادق، الذي تبعه الائمة من نسله، و صار يسمي مذهب الامامية. فالصادق صار اماما بموت أبيه الباقر في العقد الثاني من المائة الثانية، ثم كانت وفاته بعد استشهاد عمه زيد سنة 121 بسبعة و عشرين عاما، سنة 148. أما أبوحنيفة فمات في سجن أبي جعفر المنصور سنة 150، و أما مالك فمات بعد أبي حنيفة بتسعة و عشرين عاما سنة 179، و الشافعي مات بعد أبي حنيفة بأربعة و خمسين عاما سنة 204، و لحق بهم ابن حنبل سنة 241. و أصحاب المذاهب الأخري بين معاصرين لهم أو لاحقين. (2) أن الامام جعفر - كما سنري - ينهي عن استعمال القياس [573] كمثل ما يرفضه فقهاء المدينة عموما، و المحدثون خصوصا، و هم زعماء الفقه في المائة الأولي. و سنري بعد أن نهي الصادق عن القياس، لا يعارض الاجتهاد، بل انه ليأمر به، و

يبلغ بمنهاجه في الاجتهاد ما يبلغه سواه. [ صفحه 166] و سنري أن منهاجه في الاعتبار و الاستخلاص هو منهج الفكر الاسلامي، نقله عنه الفكر العالمي. (3) أن البيئة التي عاش فيها أهل البيت ستين عاما بعد مجزرة كربلاء كانت منجبة، بظهور العلم و العلماء من الرجال و النساء، فشاركت المرأة في العلم من عهد أمهات المؤمنين، و وجدت الفقيهات في جيل التابعين و تابعي التابعين من أهل السنة، فتصدرت نساء أهل البيت: سكينة بنت الحسين (117) رضي الله عنهما، و كانت برزة، تساجل فحول الشعراء [574] ، بل الفقهاء. و هي بهذه المساجلات امام في استعمال الحرية الشخصية و الفكرية [575] ، تعلم المسلمين و المسلمات أن المرأة نصف الناس، و أن اظهار مواهبها، و صقلها و تنميتها، خير للنصف الذي هو المرأة، و خير للنصف الآخر. و من المساواة بينهما تقررت للمرأة حقوقها كاملة، و سلم لها [ صفحه 167] بالحرية الفكرية التي قد تفهم من كلمات الامام علي بن أبي طالب يوم لقي عائشة، في اثر انتصاره يوم الجمل، فقال لها: «غفر الله لك» قالت: ولك [576] و ما استغفر لها الا لخطأ منها في الاجتهاد رآه. و اذا كان النصفان يجتهدان و يجاهدان، فالأمة كلها في حالة تقدم، أو محاولة تقدم - والاجتهاد في ذاته تقدم - بالعلم أو السعي اليه، و هو بعض الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، و بهما و بالتقوي (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف و تنهون عن المنكر و تؤمنون بالله) [577] . (4) و في الهدأة الوقور في هذه البيئة ازدهر العلم علي النحو الذي كان حريا بالمدينة، و بأهل البيت، من حفظ لحديث

الرسول، و تريث في النظر و المناظرة، و تلبث في ابداء الآراء، لما فيها من شبهة المخاطرة، و صدق في خدمة حديث النبي بالعمل به، و تعليم الناس اياه. و انما اشتعلت الثورات، و شققت الفلسفات في العراق، ففيها تعاقبت ثورات: التوابين، والخوارج، و الخارجين؛ كابن الزبير و ابن الأشعث و الآخرين، و من غليان المراجل هنا لك أحدثت المبادي ء الهدامة أو الغلواء أو الخصومات آثارها، كمثل ما نسب الي عبدالله بن سبأ [578] أو غيره من عقائد الغلاة الذين تبرأ منهم الشيعة [579] ، كما تبرأ الامام علي ممن ألهوه فحرقهم بالنار [580] . لكن آراء الغلاة و أعداء الاسلام لم تكن تكاد تفد علي المدينة حتي تخرج منها واهنة أو [ صفحه 168] محطمة. فقي جوها النقي تفتحت أبواب بيت النبي، و تخرج في علومها الأئمة.

زين العابدين

(38 - 94 ه) تعاظم بيت زين العابدين في عدد أفراده يوما بعد يوم، و قدم «السجاد» لنا ابنه «الباقر» ثم قدم «الباقر» ابنه «الصادق»، فكانوا مثلا عليا في العزوف عن السلطة، و الانصراف الي تعليم الناس العلم الصحيح و العمل الصالح و الأسوة الحسنة. روي [581] عن جابر بن عبدالله [582] و ابن عمر، الي جوار روايته علم أهل البيت و حديثهم عن أبيه الحسين و أم المؤمنين أم سلمة، و سمع ابن عباس، ليروي عنه فيما بعد ابناه: عبدالله و الباقر، و خلق كثير. و رأي بعيني المريض العاجز عن الاستشهاد مصائر أبيه العظيم، و اخوته و أعمامه و أولادهم يوم كربلاء. و تجلت فيه الفضائل المنبثقة من الورع و الرحمة: يصلي لله في اليوم و الليلة ألف ركعة [583] ، و لهذا سمي:«السجاد» اذ توضأ اصفر لونه، و

اذا قام أرعد من الفرق، و لما سألوه قال، أتدرون من أريد أن أقف بين يديه و من أناجي؟ [584] . و مع تألق عبدالله بن جعفر بالمدينة، و هو الصحابي الذي يحرص الخلفاء في دمشق علي [ صفحه 169] مرضاته، و تفريق عبدالله عطاء ه الجزل في فقراء المدينة، و استشهاد ابنين له يوم الحرة، و ثالث في كربلاء، و مع أنه زوج زينب بنت علي، عمة زين العابدين، مع هذا كله كان زين العابدين يحتل مكانه في الصدارة، و يحمل و صفه بجدارة. و في ذلك نص يروي عن مالك بن أنس قال: «سمي زين العابدين لعبادته» [585] . علمته المحنة و الورع: الحكمة و حسن الخطاب، فكان في باكورة حياته علي علم عظيم. قال له يزيد يوم أدخل عليه مريضا مع نساء أهل البيت الناجيات من كربلاء: أبوك الذي قطع رحمي، و جهل حقي، و نازعني سلطاني، فصنع الله به ما قد رأيت! قال زين العابدين: (ما أصاب من مصيبة في الأرض و لا في أنفسكم الا في كتاب من قبل أن نبرأها) [586] قال يزيد: (و ما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم) [587] قال زين العابدين: «هذا في حق من ظلم لا من ظلم» [588] [589] . تتابع علي الكذب ولاة الشام و الأمصار من عهد معاوية، يشتمون عليا بأمر بني أمية، فكان يبقي من كذبهم شي ء في عقول العامة أو الصبية الذين لا يعلمون. كان عبيد الله بن مسعود من فقهاء المدينة السبعة، و كان معلم عمر بن عبد العزيز و هو صبي، أودعه أبوه أخواله بني عدي - قوم عمر بن الخطاب - بالمدينة، فسمع يوما شتم علي،

فقال لعمر: يا بني، متي علمت أن الله غضب علي أهل بدر؟ قال الصبي: و هل كان علي في [ صفحه 170] بدر؟ قال عبيدالله: و هل كانت بدر كلها الا لعلي؟! [590] فلما ولي عمر الخلافة أبطل شتم أهل البيت، ورد اليهم حقوقهم. و قال رجل من أنصار الأمويين بالشام: دخلت المدينة فرأيت رجلا راكبا علي بغلة، لم أر أحسن وجها و لا ثوبا و لا سمتا و لا دابة منه، فسألت، فقيل: هذا علي بن الحسين بن علي، فأتيته - و قد امتلأ قلبي له بغضا - فقلت له: أنت ابن علي بن أبي طالب؟ قال: أنا ابن ابنه، فقلت: بك و بأبيك أسب عليا، فلما انقضي كلامي قال: أحسبك غريبا، مل بنا الي الدار، فان احتجت منزلا أنزلناك، أو الي مال واسيناك، أو الي حاجة عاوناك علي قضائها، فانصرفت من عنده و ما علي الأرض أحد أحب الي منه [591] . و يروي أنه احترق البيت الذي هو فيه و هو قائم يصلي، فلما انصرف (من الصلاة) قيل له: ما بالك لم تنصرف حين اشتعلت النار؟ قال: اشتغلت عن هذه النار بالنار الأخري [592] . و أنه لما حج و أراد أن يلبي أرعد و اصفر و خر مغشيا عليه، فلما أفاق سئل، فقال: اني لأخشي أن أقول: لبيك اللهم لبيك، فيقول: لا لبيك و لا سعديك، فشجعوه حتي لبي، فغشي عليه حتي خر من راحلته [593] و كان يرحل من المدينة الي مكة، فلا يقرع راحلته مرة واحدة! [594] . يقول الأصمعي: لم يكن للحسين رضي الله عنه عقب الا من ابنه زين العابدين، و لم يكن لزين العابدين نسل الا من

ابنة عمه الحسن، فجميع الحسينيين من نسله [595] . أما أكبر صدقته فبالليل، يقول: «صدقة الليل تطفئ غضب الرب» [596] . و مع عظم مكانه كان اذا دخل المسجد تخطي الرقاب حتي يجلس في حلقة زيد بن أسلم [ صفحه 171] اذا كان هنالك، فيقول له نافع بن جبير بن مطعم: أنت سيد الناس، تأتي تتخطي خلق الله و أهل العلم من قريش حتي تجلس مع هذا العبد الأسود؟! فيجيب: «انما يجلس الرجل حيث ينتفع، و ان العلم يطلب حيث كان» [597] . و لقد كان يريد أن يجلس الي سعيد بن جبير، و قيل له: ماذا تصنع بلقاء سعيد؟ فأجاب: «أريد أن أسأله عن أشياء ينفعنا الله بها» [598] [599] . و زين العابدين لا ينسي أن النبي أمر زيد بن حارثة - و كان مولي للنبي - علي جعفر بن أبي طالب، و جعل له القيادة [600] ، فان قتل كانت لجعفر، فان قتل كانت للصحابي عبدالله بن رواحة. و زين العابدين بهذا يضع السوابق لأهل البيت ليتعلموا العلم المقارن من فقه المسلمين كافة، و لذلك سيجلس ابنه الباقر الي نافع مولي ابن عمر [601] و سيجلس حفيده الصادق الي [ صفحه 172] عكرمة [602] (103) مولي ابن عباس والي عطاء بن أبي رباح [603] (114) مولي قريش، يجلس في المسجد الحرام مجلس ابن عباس، كما يجلس الصادق الي عبدالله [604] بن أبي رافع مولي أميرالمؤمنين علي. فاذا جلس زين العابدين في المسجد جلس بين القبر و المنبر، و انعقدت حلقة كحلقة أبيه في روضة كرياض الجنة [605] ، يقول عنها القائل: [606] «اذا دخلت مسجد رسول الله، فرأيت حلقة كأن علي رؤوسهم الطير، فتلك حلقة أبي عبدالله، مؤتزرا الي

أنصاف ساقيه» [607] . و لقد يتحدث مع سليمان بن يسار (107) مولي أم المؤمنين ميمونة [608] الي ارتفاع الضحي، فاذا أرادا أن يقوما قرأ عليهما عبدالله بن أبي سلمة [609] سورة، فاذا فرغ عبدالله من التلاوة دعوا الله سبحانه. و لقد يدخل ابن شهاب الزهري (124) و صحبه فيسأله: فيم كنتم؟ فيجيبه: أنهم كانوا يتذاكرون الصوم، و أنهم لم يروه واجبا الا في رمضان، فيقول السجاد: «الصوم علي أربعين [ صفحه 173] وجها» [610] ثم يشرحها له وجها وجها، فمنها ما يجب، و منها ما هو بالخيار أو الاباحة... الخ. و في علمه يقول محمد بن سعد - صاحب الطبقات -: «كان زين العابدين ثقة مأمونا، كثير الحديث عن رسول الله صلي الله عليه و سلم، عالما، و لم يكن من أهل البيت مثله» [611] . و يقول الزهري: «ما رأيت أفقه من زين العابدين لولا أنه قليل الحديث» [612] و هذه الشهادة بالفقه من شيخ مالك بن أنس تعلن رأي جيل التابعين. بل أن الزهري يعلن مكانة زين العابدين بين كل الأحياء بقوله: «ما رأيت قرشيا أفضل منه» [613] قصد اليه يوما، و نفسه تكاد تبسل من ذنب ألم به، فرده الامام الي صميم الاسلام، قال: «قنوطك من رحمة الله التي وسعت كل شي ء أعظم من ذنبك» [614] . والشافعي الذي يقول في ابن شهاب الزهري: «لولا الزهري لذهبت السنن من المدينة» يضع زين العابدين في أعلي مكان، فيعده أعلم أهل المدينة [615] . كان كثير البكاء من يوم كربلاء، فقيل له في ذلك، فقال: «ان يعقوب عليه السلام بكي حتي ابيضت عيناه من الحزن علي يوسف - و لم يتحقق موت يوسف - و قد رأيت بضعة

عشر رجلا [ صفحه 174] من أهلي يذبحون في غداة واحدة». و ربما فسر لنا هذا المقال بعض أسباب انصرافه الي تعليم المسلمين دينهم؛ لصلاح دنياهم، واجماع المسلمين علي اجلاله [616] . و في سنة 94، سنة الفقهاء، مات جمع من فقهاء المدينة: عروة بن الزبير، و السعيدان: ابن جبير و ابن المسيب، و أبوبكر بن عبدالرحمان. و ارتفعت فيها أو في سنة 95 روح زين العابدين الي الرفيق الأعلي، مخلفا أربعة عشر ولدا، منهم عشرة رجال، كبيرهم: محمد؛ أبوجعفر، المكني بالباقر، و فيهم: زيد بن علي.

الباقر

(57 - 114 ه) انصرف الامام محمد الباقر للعلم بكله، فهذا أول دروس أبيه له، بقر العلم أي تبحر فيه، فسمي الباقر [617] . [ صفحه 175] روي علم أبيه و جديه: الحسين و الحسن، وجد أبيه: علي، و جادل عبدالله بن عباس. و عنه روي بقايا الصحابة و التابعين، و كان يقصد الحسن البصري و نافعا مولي ابن عمر. سأل سائل عبدالله بن عمر في مسجد الرسول، فأشار الي حيث يجلس الباقر، و قال: اذهب الي هذا الغلام وسله، و أعلمني عما يجيبك، فلما عاد اليه بالجواب قال: انهم أهل بيت مفهمون [618] . و روي عنه الفطاحل: أخوه زيد، و ابنه جعفر الصادق، ثم الأوزاعي امام الشام، و ابن جريح [619] امام مكة، و أبوحنيفة، و عبدالله بن أبي بكر بن حزم شيخ مالك امام المدينة، و حجاج بن أرطأة [620] (145) و مكحول بن راشد [621] ، و عمرو بن دينار [622] (115)، و يحيي بن كثير (129)، و الزهري (124) و ربيعة الرأي (136)؛ شيخا مالك، و الأعمش [623] (148)، و القاسم [ صفحه 176] بن محمد بن

أبي بكر (106)، و أبان بن تغلب [624] (141)، و جابر الجعفي (128)، و زرارة بن أعين [625] (150)، و الثلاثة الأخيرون من كبار علماء الشيعة و رواة ابنه جعفر الصادق. يقول محمد بن المنكدر - شيخ مالك بن أنس - في الباقر: «ما كنت أري أن مثل علي بن الحسين يدع خلفا يقاربه في الفضل، حتي رأيت ابنه محمدا الباقر» [626] . و ما هو في سجاياه الا خليفة «السجاد»، يطوف بالبيت فيركع و يسجد، فاذا مكان سجوده قد بلله الدمع. يقول عنه الحسن البصري: «ذلك الذي يشبه كلامه كلام الأنبياء» [627] . عايش الباقر أباه زمانا طويلا، و لم يمتحن محنة أبيه في كربلاء [628] ، أو محنة أخيه زيد اذ أخرجه أهل الكوفة و خذلوه، و لم تعتور حياته الامتحانات المتعاقبة التي اعتورت حياة ابنه الامام الصادق، أو خلافات بني عمومته - أبناء الحسن - أو الارهاب الفكري أو الفعلي من الخليفة المنصور. فأتيح للباقر أن يبلور اتجاه أهل البيت - من نسل الحسين - الي العلم و التعليم، ويبرز فيه العناية بفقه العبادات و المعاملات، و كثر ترديد اسمه مصاحبا لاسم ابنه الامام الصادق في كتب الفقه الشيعي [629] ، و اليه يرجع أصحاب الكلام في العقائد الشيعية، و كثير [ صفحه 177] من الفقه المستنبط من القرآن و السنة. روي عنه جابر الجعفي [630] أكثر من خمسين ألف [631] حديث، و روي عنه محمد بن مسلم [632] ثلاثين ألفا. و كان عبد الملك بن مروان يعرف له حقه و هو في صدر شبابه، في حياة أبيه. اليك أمثالا لفكره في السياسة و الفقه و التفسير: - روي الكسائي: [633] دخلت علي

الرشيد فقال: هل علمت أول من سن الكتابة علي الذهب و الفضة؟ قلت: عبدالملك بن مروان، قال: ما السبب؟ قلت: لا أعرف، قال: كانت القراطيس للروم، و كان أكثر من بمصر علي دينهم، و كانت تطرز «أبا و ابنا و روحا» و تخرج من مصر تدور في الآفاق، فأمر عبدالعزيز - و كان عامله علي مصر - بابطال ذلك، و أن تطرز بصورة التوحيد،مشهدا الله ألا اله الا هو، فلما وصلت القراطيس الي ملك الروم كتب الي عبدالملك: ان لم يرد هذا الطراز علي ما كان عليه فسينقش علي القراطيس شتم النبي! فاستشار عبد الملك، فلم يجد عند أحد رأيا، فاستشار الباقر، فقال له: لا يعظم عليك هذا الأمر من جهتين: الأولي: أن الله عزوجل لم يكن ليطلق ما تهدد به صاحب الروم، و الثانية: أن تهدد من يتعامل بغير دنانيرك. فلما علم الروم أن دنانيره سيبطل التعامل بها ان حوت [ صفحه 178] شتما كف عما تهدد به [634] . - و في الاحتكار و رفع الأسعار، يقول في مسجد الرسول: قال رسول الله صلي الله عليه و آله: «أيما رجل اشتري طعاما فكبسه أربعين صباحا، يريد غلاء المسلمين ثم باعه، فتصدق بثمنه، لم يكن كفارة لما صنع» [635] . - واليمين عند الشيعة لا تنعقد الا قسما بالله و أسمائه الحسني و صفاته الدالة عليه صراحة، فمن حلف بغيرها لا يحنث اذا لم يفعل، سئل الباقر عن قوله تعالي: (والليل اذا يغشي) [636] (و النجم اذا هوي) [637] و ما الي ذلك، فأجاب: «ان لله عزوجل أن يقسم بما شاء من خلقه، و ليس لخلقه أن يقسموا الا به» [638] . - وسئل:

أبالناس حاجة الي الامام؟ فأجاب: أجل؛ ليرفع العذاب عن أهل الأرض [639] و ذكر قوله تعالي: (و ما كان الله ليعذبهم و أنت فيهم) [640] . تعاقب علي الخلافة في حياة الباقر أربعة من أبناء عبدالملك [641] ، و زوج ابنته عمر بن عبد العزيز - خامس الراشدين في مدة خلافته - و كان عمر يتردد علي الامام الباقر يستنصحه، و الباقر يوصيه بالمسلمين أجمعين، فيقول له بين ما يقول: «أوصيك أن تتخذ صغير المسلمين ولدا، و أوسطهم أخا، و أكبرهم أبا. فارحم ولدك، وصل أخاك، و بر والدك. فاذا [ صفحه 179] صنعت معروفا فربه» [642] أي: تعهده. و كان نشر التشيع لأهل البيت همه، قال سعد الاسكافي: [643] قلت لأبي جعفر الباقر: اني أجلس فأقص و أذكر حقكم و فضائلكم، قال: «وددت لو أن علي كل ثلاثين ذراعا قاصا مثلك» [644] . و حج هشام بن عبدالملك في أيام ملكه (105 - 125) فرأي الباقر بالمسجد يعلم الناس في مهابة و جلال تعاليم الاسلام و آدابه و فرائضه و أحكامه، و الناس خشع في مجلسه، و غلبت هشاما غريزة المعاجزة لأهل البيت، فبعث اليه [645] من يسأله: ما طعام الناس و شرابهم يوم المحشر؟ و أجابه الباقر بآيات الكتاب الكريم، و استطرد في تعليمه و تعليم من أرسله. و سمعه الحجيج - عامئذ - يقول للناس: «الحمد لله الذي بعث محمدا بالحق نبيا، و أكرمنا به، فنحن صفوة الناس من خلقه، و خيرته من عباده و خلفائه، فالسعيد من تبعنا، والشقي من عادانا» [646] . و رجع هشام الي عاصمته، فأرسل في دعوة الباقر و ابنه الصادق الي قصبة الملك في [ صفحه

180] دمشق. يقول الصادق: «لما وردنا دمشق حجبنا ثلاثا، ثم أدخلنا في اليوم الرابع» [647] و كأنما أراد هشام أن يظهرهما علي أنه اذا لم تكن له مكانة في جوار البيت العتيق و مسجد الرسول، أو كانت الكرامة كلها في الحج الأكبر لأهل البيت، فان له بيتا في دمشق و حجابا و مواعيد! والباقر، كالائمة من أبنائه، يفضلون عليا علي سائر الصحابة، لكنهم لا يبرأون من الشيخين، يقول لجابر الجعفي: «يا جابر، بلغني أن قوما بالعراق يزعمون أنهم يحبوننا و يتناولون أبابكر و عمر رضي الله عنهما، و يزعمون أني أمرتهم بذلك، فأبلغهم أني الي الله منهم بري ء، و الذي نفس محمد بيده، لو وليت لتقربت الي الله بدمائهم، لانالتني شفاعة محمد أبدا ان لم أكن أستغفر لهما و أترحم عليهم» [648] . و هو لا يترحم عليهما فحسب، و لكنه يأمر تلميذه بأن يتولاهما، و أن يبرأ من أعدائهما، يقول لتلميذه سالم: «يا سالم، تولهما، و ابرأ من عدوهما، فانهما كانا امامي هدي، رضي الله عنهما». بل أنه يتخذ عمل أبي بكر حجة في الفقه، سئل عن حلية السيف فجوزها، قال: «لا بأس به، قد حلي أبوبكر الصديق رضي الله عنه سيفه». قال السائل: و تقول الصديق؟! فوثب وثبة واستقبل القبلة ثم قال: «نعم، الصديق، فمن لم يقل الصديق فلا صدق الله له قولا في الدنيا و الآخرة» [649] . و في سنة 114 ه اختاره الله الي جواره، لتبدأ امامة ابنه جعفر الصادق. [ صفحه 181]

امام المسلمين

اشاره

«ان الله أراد منا شيئا، و أراد بنا شيئا. فما أراده بنا طواه عنا، و ما أراده منا أظهره لنا، فما بالنا نشتغل بما أراده بنا عما

أراده منا» [650] . (الامام الصادق) ولد الامام الصادق في السابع عشر من ربيع الأول سنة 82 علي قول أو غرة رجب، و في أقوال أخري: انه ولد سنة 80 أو سنة 83. و تتابع بعده أبناء الباقر، و لهذا يكني الباقر: أباجعفر، أما أخوه الشقيق: فعبد الله. و أما أولاد الصادق: فاسماعيل و عبدالله - و به يكني أباعبدالله - و أم فروة من زوجته فاطمة بنت الحسين... بن الحسين بن علي، و موسي (الكاظم)، و اسحاق، و محمد. و أمهم أم ولد، تدعي: «حميدة»، والعباس وعلي و أسماء من أمهات متفرقات. و اسم جعفر في بيت زين العابدين مذكر بأول الشهداء من بيت أبي طالب، فعلي هو الثاني فيه، و الحسين هو الثالث. أما الأول فجعفر بن أبي طالب قائد جيش مؤتة و شهيدها، الطيار في الجنة، و ذوالجناحين، كما وصفه رسول الله صلي الله عليه و سلم، و كما روي البخاري و مسلم: قال له رسول الله: [ صفحه 182] «أنت أشبهت خلقي و خلقي» [651] . و هو أول زوج لأسماء بنت عميس [652] جدة أم فروة: أم جعفر الصادق. و لقد مر بنا كيف ولده رسول الله مرتين، و علي مرتين، و الصديق مرتين، ليدل التاريخ علي أنه نسيج وحده، و أن كسري يزدجرد ملك الفرس قد ولده مرتين، ليدل علي أن الاسلام للموالي و العرب. فالباقر - و هو من هو - أكفأ الناس لأم فروة [653] المنحدرة من صلب أبي بكر أول الخلفاء الراشدين، و القاسم بن محمد [654] الذي يرشحه للخلافة عمر بن عبد العزيز؛ خامس الخلفاء الراشدين. و كأنما سلم الباقر ابنه شعار حياته في مقولتين صيرتاه ربانيا من كل وجه: الأولي:

«شيعتنا من أطاع الله» [655] و الثانية: «ان الله خبأ رضاه في طاعته، فلا تحقرن من الطاعات شيئا [ صفحه 183] فلعل رضاه فيه، و خبأ سخطه في معصيته، فلا تحقرن من معصية شيئا فلعل سخطه فيه، و خبأ أولياءه في خلقه، فلا تحقرن أحدا فلعله ذلك الولي» [656] . تلقي الصادق من أبيه كل ما وعاه قلبه، وقرأ كل ما حوته كتبه، واستمع الي علماء العصر، و انتفع بعلوم جده لأمه القاسم بن محمد بن أبي بكر (106)، و كان مثلا عاليا للأمة، و واحدا من الأعمدة السبعة المسمين «علماء المدينة السبعة» [657] يعلن عمر بن عبدالعزيز أنه «لولا خوف الفتنة من بني أمية لاستخلفه علي الأمة»، و يوصي عمر عماله أن يكتبوا السنن من عنده. فهذا رجل له ورع عمر بن عبدالعزيز، و عنده كل علم المدينة، و أنه ليستطيع أن يقول - من صلة علي الوثقي بأبيه محمد بن أبي بكر -: انه أوثق أهل بيته صلة برسول الله صلي الله عليه و سلم، و بأول من تبعه، عليا كان أو أبابكر، بل بهما معا. و عندما نذكر أن القاسم بن محمد ظل مصدرا للعلم حتي شارف الصادق ربع القرن من حياته، و أن الصادق شهد حلقات عكرمة مولي ابن عباس، (104) و عطاء بن أبي رباح بمكة حيث كان يجلس ابن عباس، و أن أوامر الولاة في الموسم كانت «لا يفتي الناس الا عطاء» [658] ، كما شهد بالمدينة حلقة عبدالله ابن أبي رافع - مولي أميرالمؤمنين علي - الذي أملي علي عليه كتابه الي معاوية، و حلق خاله عبدالرحمان بن القاسم [659] ، و عروة بن الزبير (94) الراوية عن خالته عائشة، و محمد بن المنكدر

(130) شيخ مالك، فليس علينا أن نحاول البحث عما تلقاه جعفر بن محمد الصادق في صباه. [ صفحه 184] و لقد كان علم أهل البيت حسبه، فكيف اذا اجتمع اليه علوم هؤلاء، ليملأ بالفقه الشيعي و بالفقه المقارن مدينة الرسول، من يوم مات أبوه و هو بعد في ثلاثيناته؟ والصبي من أهل البيت لا ينفق صباه في عمل لا شي ء، فذلك هو اللهو، أو في عدم عمل شي ء، فهذا هو الفراغ، و علي الأجيال المتعاقبة منهم تبعات في تعاقب الامامة، لا تدع لهم محيصا عن الاحاطة الكاملة بما لدي غيرهم من علم فوق علمهم، و ما هو الا القرآن والسنة و السيرة. و القرآن كما يقول ابن عباس: «في بيتهم نزل» [660] ، و السنة من بيتهم صدرت، والسيرة سيرتهم. واللغة طريق ذلك كله، و هي بعد حصيلته، و انك لتدرك منزلة جعفر بن محمد في البيان العربي من تداوله للتفسير في اقتدار علي تخريج المعاني لا قرين له، و سنراه غدا عمدته النصوص في الفقه و الدين، يستخرج منها أعمق المعاني بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، شأن أمراء البيان، و من تكن النصوص عمدته الأولي فالبلاغة عدته الكبري. و لئن لم يتميز الأطفال أو الصبية في بيت زين العابدين و الباقر بخصوصيات تكبر و تنمو، فتبرز اذ هم شيوخ و ائمة. ان بيت زين العابدين ذاته كان «خصوصية» في مجتمع الاسلام، فيه المثل الأعلي من العلم المحيط، و الورع الكامل، والتفرغ للخدمة العامة، و تعلق القلوب به، و اتجاه الأبصار تلقاءه. علي هذا درج بيت زين العابدين، مع الاستمرار و الاستقرار، فلم يعكر الصفو فيه غير مصرع زيد في سنة 121، بعد اذ خذله أهل

الكوفة في مخرجه، فمصرع ابنه يحيي. و حمل الصادق الأمانة في ذوي رحمه - منذ صار اماما بوفاة الباقر سنة 114 - فكان يحنو علي الأحياء من أبناء عمه زيد، و يأسو جراحات من سقط أباؤهم في الحرب من رجال زيد، فبعث ألف دينار فرقت في ورثتهم [661] . و ليس أحد بحاجة في ترجمة أئمة أهل البيت ليسترسل في وصف خصال من يرث [ صفحه 185] أخلاق الأنبياء و يعلمها. فلنستحضر و نحن في بيت النبي، ما كان يصنعه النبي، و لنتيقن أن الامام الصادق كان يحاول أن يصنع نظيره، و لنستحضر فعال علي و زهراء النبي، و الحسن و الحسين، و زين العابدين، والباقر. فهي أصول يتلقاها الخلف عن السلف، ليعملوا بها، ثم يعلموا بها. و ربما أجزأ في هذا المقام ذكر أمثال عادية من الحوادث اليومية تصور صميم «الشخصية»، و فيما نذكره دلائل علي كثير لم نذكره. فحياة الامام مدرسة و تطبيقاتها، و العمر أيام تتكرر، و الحياة جماع أعمال يدل بعضها علي البعض الآخر، و منها الجزئي الذي يستنبط منه الكلي، و كثيرا ما كان العمل الواحد (رد فعل) عفوي أو فوري، صادرا عن عدة قواعد يجري عليها العقل أو الشعور أو السليقة أو الطريقة، فردود الأفعال شهادات عيان بدخائل الانسان. (1) مات بين يدي الامام ولد صغير، فبكي، وقال: «سبحانك ربي لئن أخذت لقد أبقيت، و لئن ابتليت لقد عافيت». و حمله الي النساء، و عزم عليهن ألا يصرخن، و قال: «سبحان من يقبض أولادنا و لا نزداد له الا حبا، انا قوم نسأل الله ما نحب فيعطينا، فاذا نزل ما نكره فيمن نحب رضينا» [662] . فأي قلب في اطمئنانه

و اتزانه، كمثل ذلك الذي يفيض بالشكر، حيث يغيض الصبر عند الغير! (2) و نهي أهل بيته عن الصعود، فدخل يوما فاذا جارية من جواريه تربي بعض ولده، قد صعدت السلم والصبي معها، فلما نظرت الامام ارتعدت لعصيانها و سقط الصبي من يدها، فمات! فخرج الصادق متغير اللون، فسئل عن ذلك فقال: «ما تغير لوني لموت الصبي، و انما تغير لوني لما أدخلت علي الجارية من الرعب» ثم قال لها بعد ذلك: «أنت حرة لوجه الله، لا بأس عليك» [663] . فهذا أمر واحد عادي، تبعته وقائع ثلاثة غير عادية، أعقبها من الامام تصرفات لا تصدر [ صفحه 186] الا عن الامام، في كل واحدة منها أنواع فضائل: تبدأ باحترام انسانية الانسان، و تنتهي بعطاء، دونه كل عطاء، يختمه بالكلمة الطيبة - لا بأس - و يبدؤه بأعلي القيم الانسانية، اذ يمنحها حريتها. (3) و ذهب مرة يعزي أحد المصابين بفقد ولده، و انقطع في الطريق شسع [664] نعله، فتناوله من رجله و مشي حافيا، فخلع ابن يعفور شسع نعله و قدمه له، فأعرض عنه كهيئة المغضب و قال: «لا، فصاحب المصيبة أولي بالصبر عليها» [665] فالامام لا يلقي متاعبه علي من دونه، بل يتحمل الأذي ليتعلم الناس وجوب العمل، و لزوم التحمل، وليعلم الكبراء أنهم كبراء بما يضربونه من المثل، و ليدرك الجميع أن الصبر علي المصيبة شطر الايمان، و أحق الناس به من أتيحت الفرصة له. (4) و ذات يوم دعا للطعام عابر سبيل لم يقرئه السلام، فراجعه حضاره متسائلين بين يديه: أليست السنة أن يسلم الرجل أولا ثم يدعي للطعام؟ فأجاب الامام: «هذا فقه عراقي فيه بخل» [666] . ففقه الامام «علوي» يبدأ

بالعطاء، و عملي فيه مبادرة، و اجتماعي يسعي به المعطي الي الآخذ، و اسلامي انساني، كله كرامة. لقد ولد في دار شعارها البدار بالعطاء مع الاخفاء، حتي الصدقة يقول فيها الباقر: «أعط و لا تسم، ولا تذل المؤمن» [667] . و في ذلك السنة...، و سنري تطبيقات شتي من الامام لهذا الفقه في المنهج الاقتصادي. (5) و صحا رجل من الحاج فلم يجد هميانه (الكمر الذي يلفه المحرم حول بطنه و فيه نفقته من النقود) فخرج فوجد الامام الصادق يصلي، فتعلق به و هو يقول: أنت أخدت همياني! قال الصادق: كم كان فيه؟ قال: ألف دينار، فأعطاه ألف دينار، و مضي الرجل فوجد هميانه، فرجع يعتذر و يرد ألف دينار، فأبي الصادق أن يأخذها و قال: «شي ء خرج من يدي [ صفحه 187] فلا يعود»، قال الرجل لمن حوله: من هذا؟ قالوا: جعفر الصادق، قال: لا جرم، هذا فعال مثله [668] . فامام المسلمين لا ينعزل عنهم، فلا ينماز منهم، حتي ليخطئ الجاهلون منهم في شخصه، فيعرض عن الجاهلين، و يخف ليخفف كرب المكروب، لا يحزنه و همه أو اتهامه، و انما تحزنه همومه، فيشركه فيها بالصنيع النابه مرة اثر أخري. و الناس أسمع للصوت الذي لا صرير له، و أبصر بالاخلاص الذي لا يتصايح صاحبه به، و الأفضال أفعال تدرك آثارها الحواس الخمسة. و لا نستطرد في السرد، ففي كل واقعة سلفت «عدسة» صغيرة تريك العالم الكبير الذي وراءها، من مناقب كالنجوم و ان كان أصحابها من البشر. هذه سماء تسعي علي الأرض، و هؤلاء بقية النبي عليه الصلاة والسلام، يعيشون في الدنيا!

مجالس العلم

شهد الامام الصادق انحدار الناس بعد عصر الخلفاء الراشدين، و

رأي بعين الصبي المأمول من أهل بيت الرسول ما صنعه عمر بن عبدالعزيز في خلافته بين سنتي 98 و 101، اذ أعاد الدين غضا في نحو من ثلاثين شهرا، و أثبت للدنيا أن المدة - كما سمي الناس خلافته - كانت كافية لتعيد الناس الي الاسلام الصحيح، عندما يوجد خليفة صادق العزم، يتخذ الخلافة - كما قال - سبيلا الي الجنة. و كان بعض الصالحين يستعجلون عمر ليصنع كل ما صنع في أول يوم ولي الخلافة، قال له ابنه عبد الملك: «يا أبت، ما بالك لا تنفذ الأمور، فو الله لا ابالي في الحق لو غلت بي القدور» لكن عمر كان يتأتي للأمور في رفق و أناة و اصرار، قال: «لا تعجل يا بني، ان الله تعالي ذم الخمر مرتين، و حرمها في الثلاثة، و اني أخاف أن أحمل الناس علي الحق جملة، فيدفعوه جملة، فتكون فتنة». و بهذا قدر علي أن يرد المظالم، و أغني الله الناس علي يديه، فأصبح عمر لا يجد فقراء يوزع المال عليهم، في المدينة أو في القرية. [ صفحه 188] لكن الامام الصادق تعلم من حياة الخليفة الصادق العزم: أن اصلاحاته لم تؤت ثمارها بعد مماته، اذ دمرها الخلفاء الذين جاءوا بعده، و تتابع الباقون يدمرون. و شهد الامام الصادق مقدم بني العباس، و كيف ناقضوا شعارات دولتهم، و حكموا حكم جاهلية. هكذا رأي رأي العيان: أن صلاح الأمر لا يكون بتولي السلطة، أو بمجرد اصلاحها مدة قصيرة أو طويلة، و كل عمر قصيرة، و انما الصلاح في اصلاح الأمة، فكيفما تكونوا يولي عليكم، و لكل أمة الحكومة التي تستحقها. و استيقنت نفسه الصواب فيما صنعه أبوه وجده، و

هو أن يعلموا الأمة، فاذا تعلمت صلحت، فلم يستضعفها حكامها، و هي عندئذ تأمرهم بالمعروف و تنهاهم عن المنكر، و تشركهم تبعاتهم، فالأمة القوية لا تظلم حكامها و لا يظلمونها. و بشعار الثقة بالله سبحانه: «الله وليي و عصمتي من خلقه» [669] و بنقش الخاتم الذي يعلن مصدر قوته: «ما شاء الله، لا قوة الا بالله، استغفر الله» [670] . قصد الي مجلس العلم، في مسجد النبي أو في داره، يستعمل البعد المكاني حيث يجلس للتعليم في مدينة الرسول، و البعد الزماني فهو تابعي يعيش في جيل التابعين و تابعي التابعين، و البعد الثالث و هو ارتفاع نسبه الي النبي و علي، أما البعد الرابع فعمق علمه و علم أبيه و جده. في هذه المجلس المهيب بالمدينة أو بالكوفة، يجلس رجل ربعة، ليس بالطويل و لا بالقصير، أزهر، له لمعان كالسراج، يسعي نوره بين يديه، رقيق البشرة، أسود الشعر جعده، أشم الأنف، أنزع، قد انحسر الشعر عن جبينه فبدا مزهرا، له اشراق، و علي خده خال أسود [671] . [ صفحه 189] المسلمون أيامئذ أحوج اليه ليعلمهم، منهم اليه ليحكمهم، كل ما يحيط به يوحي بالرجاء في فضل الله، فلما طعن في السن زاد جلالا و سناء و احياء للأمل. يلبس الملابس التي عناها جده عليه الصلاة و السلام حينما قال: «كلوا و اشربوا و البسوا في غير سرف و لا مخيلة» [672] . رآه سفيان الثوري و عليه جبة خز دكناء، فقال: يا ابن رسول الله، ما هذا لباسك! فقال: «يا ثوري، لبسنا هذا لله» ثم كشف عن جبة صوف يلبسها، و قال: «و لبسنا هذا لكم» [673] . كان جده علي يختار الخشن

من الألبسة، و يلح الجوع عليه فيعلل معدته بقرص شعير، بخيط نعله ان لم يكن مشغولا، أو يتركه لمن يخيطه بأجر اذا انشغل، لكن الزمان يتغير فيغير الصادق، ليظهر أثر النعمة، و يقول للناس: «اذا أنعم الله علي عبده بنعمة أحب أن يراها عليه، لأن الله جميل يحب الجمال» [674] و يقول «ان الله يحب الجمال و التجمل، و يكره البؤس و التباؤس...» [675] . والنظافة من الايمان، فيها الكرامة و السلامة للنفس و للأسرة و للمدينة، فعلي المرء كما يقول الامام: «أن ينظف ثوبه، و يطيب ريحه، و يجصص داره، و يكنس أفنيته» [676] . و ذات يوم رآه عباد بن كثير البصري [677] في الطواف، فقال له: تلبس هذه الثياب في هذا [ صفحه 190] الموضع، و أنت في المكان الذي أنت فيه من علي؟! فأجاب كما يروي الامام نفسه: (فقلت: فرقبي [678] - نسبة الي «فرقب» حيث تصنع ثياب كتان أبيض - اشتريته بدينار، و قد كان علي في زمن يستقيم له ما لبس فيه، و لو لبس مثل ذلك اللباس في زماننا لقال الناس: هذا مرائي مثل عباد...» [679] . قيل له يوما: كان أبوك و كان...، فما لهذه الثياب المروية (حرير مرو)؟! فأجاب: «ويلك فمن (حرم زينة الله التي أخرج لعباده و الطيبات من الرزق)؟» [680] . و انك لتري آثار النعمة علي مالك و أبي حنيفة، و اجابات مشتقة بدقة من هذه الاجابات، في ردود الرجلين بشأن ملابسهما و أنعم الله عليهما - و كان كلاهما لباسا - فالمذموم من الثياب مافيه خيلاء، و المحمود ما كان اظهارا لنعمة الله علي عبده، حتي تلميذه العظيم الثالث سفيان الثوري - و

هو امام الزهد و الورع والحديث والفقه - قد انتفع بدروس الامام في الملبس، فأمسي يقول: [681] «الزهد في الدنيا هو بقصر الأمل، ليس بأكل الخشن و لا بلبس الغليظ»، «ازهد في الدنيا ثم نم، لا لك و لا عليك»، «ان الرجل ليكون عنده المال و هو زاهد في الدنيا: و ان الرجل ليكون فقيرا و هو راغب فيها». و كان الرسول عليه الصلاة و السلام يلبس ما تيسر من الصوف تارة، و من القطن تارة، و من الكتان تارة، و كانت مخدته من أدم حشوها ليف نخل، و لما قال له رجل: يا رسول الله، أنا أحب أن يكون ثوبي حسنا و نعلي حسنة، أفمن الكبر ذاك؟ قال «لا، ان الله جميل يحب الجمال، الكبر بطر الحق و غمط الناس» [682] . و لم يعب الصحابة بعضهم علي بعض الملابس من أعلي و أدني، لا يعيب صاحب الخز [ صفحه 191] علي صاحب الصوف، و لا صاحب الصوف يعيب علي صاحب الخز. في هذا المجلس تتلمذ للامام جعفر، وروي عنه - كما يقول أرباب الاحصاءات [683] - أربعة آلاف من الرواة، و كتب عنه أربعمائة كاتب، كلهم يقول: قال جعفر بن محمد [684] . فأي مجلس كان ذلك المجلس! تتراءي فيه أشياء من رسول الله صلي الله عليه و سلم، بعضها مادي يجري في أصلاب رجل بعد رجل، و بعضه معنوي يتراءي في معانيه و فحوي مقولاته لكل هؤلاء. ليس بالمجلس لجاجة و لا حجاج عقيم، يقول للتلامذة: «من عرف شيئا قل كلامه فيه، وانما سمي البليغ بليغا لأنه يبلغ حاجته بأدني سعيه» [685] . اذا سأل سائل عن خلافات الصحابة أجاب: (علمها عند

ربي في كتاب لا يضل ربي و لا ينسي) [686] . يهتدي بهديه الكبراء في الامتناع عن الجواب في خلاف الصحابة، يقول أحمد بن حنبل اذ يسأل عما كان بين الصحابة: كان بينهم شي ء الله أعلم به [687] و مع ذلك يعجب و يتساءل عن طلحة و الزبير: أكانا يريدان أعدل من علي [688] . و لا يضيع الحق في المجلس: سمع أن أحد الولاة نال من أميرالمؤمنين علي! فوقف الصادق فقال: «ألا أنبئكم بأعلي الناس ميزانا يوم القيامة، و أبينهم خسرانا؟ من باع آخرته لغيره، و هذا هو الفاسق» [689] و عرف الناس الفاسق: الذي باع آخرته لمن يشتهون أن يقدح لهم [ صفحه 192] في علي بن أبي طالب. و المقياس عند صاحب المجلس هو الاخلاص لله و الرسول، يقول ويروي عن آبائه عن أميرالمؤمنين علي: «قال رسول الله صلي الله عليه و سلم: لا قول الا بعمل، و لا قول و لا عمل الا بنية، و لا قول و لا عمل و لا نية الا باصابة السنة» [690] . والقاعدة هي المساواة بين الناس، مساواة فطرية - مهما اختلفت العقائد و الأجناس - يقول: «الناس في آدم مستوون» [691] حتي عبدة النار يقول فيهم: «سنوا بهم سنة أهل الكتاب» [692] . و للنساء و البنات عنده المكانة العالية، قياما بوصية جده بالنساء في آخر خطبه عليه الصلاة و السلام - روي الجارود بن المنذر: قال لي أبوعبدالله الصادق: «بلغني أن لك ابنة فتسخطها، ما عليك منها؟ ريحانة تشمها، قد كفيت رزقها، و قد كان رسول الله أبابنات» [693] . و أي مثل في الاسلام كمثل رسول الله! و أي نعمة أن يكون للمرء

ريحانة أو رياحين! و أي فضل كفضل البنات يكفي رزقهن الله! يقول الصادق: «ان ابراهيم سأل ربه ابنة تبكيه و تندبه بعد موته» [694] لينبه علي بقاء الوفاء في أفئدة البنات بعد الممات. و من الدروس الأولية في هذا المجلس تعليم الناس أن يسعوا لعمارة الدنيا بالعمل للرزق، و مجانبة الخلائق الفاقرة بالتواكل أو البطالة، و بهذا المبدأ أصبح المجتمع الشيعي مجتمع العاملين، و بلغ حظه - حيثما كان - من النماء و الاستغناء، و الانتفاع بما منحه الله للبشر من مواهب، و أتاح لهم من وسائل. جاء مجلس الامام يوما جماعة من الزهاد يريدون منه اظهار التقشف و الزهد الكامل، [ صفحه 193] فقال لهم: «حدثني أبي: أن رسول الله صلي الله عليه و سلم قال: ابدأ بمن تعول، الأدني فالأدني...، هذا ما نطق به الكتاب ردا لقولكم...، قال العزيز الحكيم: «و الذين اذا أنفقوا لم يسرفوا و لم يقتروا و كان بين ذلك قواما) [695] أفلا ترون أن الله تعالي قال [696] غير ما أراكم تدعونني اليه؟...». فنهاهم عن الاسراف، و نهاهم عن التقتير، فلا يعطي جميع ما عنده ثم يدعو الله أن يرزقه فلا يستجيب له، للحديث الذي جاء عن النبي: «ان أصنافا من أمتي لا يستجاب دعاؤهم: رجل يدعو علي والديه، و رجل يدعو علي غريم ذهب له بمال فلم يكتب عليه و لم يشهد عليه، و رجل يدعو علي زوجته و قد جعل الله تخلية سبيلها بيده، و رجل يقعد في بيته و يقول: رب ارزقني، و لا يطلب الرزق، فيقول الله عزوجل: يا عبدي: ألم أجعل لك السبيل الي الطلب، ألم أرزقك رزقا واسعا؟ فهلا اقتصدت كما أمرتك و

لم تسرف فيه، و قد نهيتك عن الاسراف، و رجل يدعوني في قطيعة رحم...» ثم علم الله عزوجل كيف ينفق، فقال: (و لا تجعل يدك مغلولة الي عنقك و لا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا) [697] فهذه أحاديث رسول الله يصدقها الكتاب، والكتاب يصدقه أهله من المؤمنين [698] ، و فيهم سلمان الفارسي و أبوذر رضي الله عنهما. فأما سلمان فكان اذا أخذ عطاءه رفع منه قوته حتي يحضر عطاؤه من قابل، فقيل له: يا أباعبدالله، أنت في زهدك تصنع هذا و أنت لا تدري لعلك تموت اليوم أو غدا؟ فكان جوابه أنه قال: ترجعون لي البقاء و قد خفتم علي الفناء، أما علمتم أن النفس قد تلتاث علي صاحبها مالم يكن لها من العيش ما تعتمد عليه، فاذا أحرزت معيشتها اطمأنت. و أما أبوذر فكانت له نويقات و شويهات يحلبها، و يذبح منها اذا اشتهي اللحم أو نزل به الضيف... و من أزهد من هؤلاء و قد قال فيهما رسول الله ما قال؟ و لم يبلغا من الزهد أن صارا لا يملكان شيئا ألبتة، كما تأمرون الناس بالقاء أمتعتهم و شيئهم... و يؤثرون علي أنفسهم [ صفحه 194] و عيالهم...» [699] . فالامام يريد مجتمعا عاملا متواصلا، فيه قصد وجد. فبهذا يعين الله من يعين نفسه من عباده.

التلاميذ الائمة

كان سفيانالثوري امام العصر في الورع و السنن والفقه للعراق كافة، و كانت له في مجابهة الخليفة مواقف لا يمل الحديث فيها، و كان كثيرون من رواد المجلس كسفيان لهم مكانة في المسلمين: منهم عمرو بن عبيد الذي نشأت علي يديه فرقة المعتزلة، و أبوحنيفة، و محمد بن عبدالرحمان بن أبي ليلي ترب أبي حنيفة، و

امام المدينة مالك بن أنس. و أبوحنيفة هو الامام الأعظم لأهل السنة، و مالك أكبر من تلقي عليه الشافعي علما. و أطولهم في تعليمه زمانا، والشافعي شيخ أحمد بن حنبل. و كمثلهم كان المحدثون العظماء: يحيي بن سعيد محدث المدينة، و ابن جريح و ابن عيينة محدثا مكة، و ابن عيينة هو المعلم الأول للشافعي في الحديث. فلندع للائمة وصف مكانهم من الامام، و فيه وصف مجالس علمه: يقول مالك بن أنس: «كنت أري جعفر بن محمد، و كان كثير الدعابة و التبسم، فاذا ذكر عنده النبي اخضر و اصفر، و لقد اختلفت اليه زمانا، فما كنت أراه الا علي ثلاث خصال: اما مصليا واما قائما و اما يقرأ القرآن، و منا رأيته يحدث عن رسول الله الا علي الطهارة، و لا يتكلم فيما لا يعنيه، و كان من العلماء و العباد و الزهاد الذين يخشون الله، و ما رأيته قط الا و يخرج و سادة من تحته و يجعلها تحتي» [700] . و في مقولة أخري يضيف مالك: «و كان كثير الحديث، طيب المجالسة، كثير الفوائد، اذا قال: (قال رسول الله) اخضر مرة واصفر أخري، حتي ينكره من يعرفه، و لقد حججت معه سنة فلما استوت به راحلته عند الاحرام، كلما هم بالتلبية انقطع الصوت في حلقه، و كاد أن يخر عن [ صفحه 195] راحلته، فقلت: يا ابن رسول الله، أو لابد لك أن تقول! قال: كيف أجرؤ أن أقول: لبيك و أخشي أن يقول الله عز و جل: لا لبيك و لا سعديك» [701] [702] . و انا لنذكر ما كان يصنعه جده زين العابدين في هذا المقام [703] . و أصبح مالك اذا ذكر النبي

اصفر لونه، فاذا تساءل جلساؤه قال: لو رأيتم ما رأيت لما أنكرتم علي ما ترون، و يذكر لهم حال ابن المنكدر [704] ، ثم يعقب بحال جعفر. انما كان مالك يجد ريح الرسول في مجلس ابن بنته، و يحس أو يكاد يلمس شيئا ماديا، يتسلسل من الجد لحفيده، و أشياء غير مادية تملك اللب والقلب، فالرؤية متعة و السماع نعمة، و الجوار - مجرد الجوار - تأديب و تربيب، و في كل أولئك طرائق قاصدة الي الجنة. و صاحب المجلس طهر كله، لا يتحدث عن جده الا علي الطهارة، يقول: «الوضوء شطر الايمان» [705] ، و من أجل ذلك لم يعد الوضوء عنده أو في مذهبه مجرد وسيلة لغيره - أي للصلاة - بل أمسي مستحبا لذاته كالصلاة المستحبة، يتهيأ به المتوضي ء لدخول المساجد [706] ، و قراءة [ صفحه 196] القرآن [707] ، بل الزوجان ليلة زفافهما [708] ، و المسافر الي أهله [709] ، و القاضي ليجلس للقضاء [710] ، والامام الذي يفتي أو يعلم. و ما هو بدع أن يشغف به مالك - وهو الأموي بهواه - فانما هو حب الرسول و أهل بيته، فحبهم ايمان، و ما كان تعبير مالك الا حبا، و هو - بعد - التلميذ النجيب لفقهاء بني تيم (قبيلة أبي بكر) سواء كانوا من مواليهم كربيعة الرأي أو من أنفسهم كمحمد بن المنكدر، أو أمهم منهم كالامام جعفر. و أبوبكر الصديق يقف في قمة التاريخ العلمي لمصادر مالك باتباعه و اجتهاده، و أبنائه و بني تيم. تعلم مالك الكثير من السلوك علي الامام جعفر، فكان اذا حدث لا يحدث الا علي الطهارة، و يحمي مجلسه ممن يخرجونه عن قصده، كما يكرم

تلامذته، بل صار اماما لليسر الذي تتمثل فيه خصائص المدينة، و أمسي عنوانا علي العلم: فاذا خاصم السلطة خاصمها من أجل النزاهة العلمية فحسب، و في منهجه: الاحتفال الكامل بالواقع، و في طريقته: العمل للرزق؛ حتي لا يحتاج لأحد، مما يعبر عن اقتداء كامل بالامام الصادق. و كهيئة الامام الصادق، لم يجار فقهاء العراق في قولهم: أرأيت... أرأيت، أي: افتراض الفروض، و استباق الحوادث، وابداء الرأي فيما لم يحدث، حتي سماهم خصومهم: «الأرأيتيين». و من رضا الامام عن التلميذ كان الصادق يشير باتيان حلقة مالك. روي عنوان البصري أنه كان يختلف الي الامام جعفر يتعلم عليه، فغاب الامام عن المدينة، فاختلف الي مالك سنتين، ثم عاد الصادق، فعاد عنوان الي مجلسه، فنصحه أن يجلس الي مالك [711] . [ صفحه 197] و لقد يدخل الامام المسجد، فيقدم اليه تلميذ من تلاميذه ابن أبي ليلي [712] (148) قاضي الكوفي، فيقول الامام: أنت ابن أبي ليلي القاضي؟ و يجيب: نعم، فينبهه الامام علي جلال خطر القضاء بقوله: «... تأخذ مال هذا و تعطيه هذا، و تفرق بين المرء و زوجه، لا تخاف في ذلك أحدا...، فما تقول اذا جي ء بأرض من فضة و سماء من فضة، ثم أخذ رسول الله بيدك فأوقفك بين يدي ربك فقال: يا ربي هذا قضي بغير ما قضيت؟!» [713] واصفر وجه ابن أبي ليلي مثل الزعفران، لكنه خرج من المسجد مزودا بزاد من خشية الله، زوده به ابن رسول الله. و لما سئل [714] مرة: أكنت تاركا قولا أو قضاء لرأي أحد؟ أجاب: لا، الا لرجل واحد، هو جعفر بن محمد الصادق [715] . و ابن أبي ليلي قاضي بني أمية و بني العباس، و هم أعداء الامام! في

هذا المجلس بالمدينة، أو بالكوفة في احدي قدمات الامام جعفر الي العراق، دخل أئمة الكوفة مجتمعين: أبوحنيفة و ابن أبي ليلي و ابن شبرمة (144) علي الامام جعفر، فجعل الصادق ينبه أباحنيفة مكتشف أداة «القياس» علي خطرها في حضور العالمين الآخرين، و في مواجهة هذين يقول الامام الصادق لأبي حنيفة: «اتق الله و لا تقس الدين برأيك» [716] . [ صفحه 198] و لقد يكون أبوحنيفة في حلقته بالكوفة أو في المدينة فيقف عليها الامام الصادق، و لا تقع عليه عين أبي حنيفة، فاذا لمحته عيناه هب أبوحنيفة واقفا و هو في مجلس الدرس، فقال: «يا ابن رسول الله، لو شعرت بك أول ما وقفت ما رآني الله أقعد و أنت قائم» [717] ليشهد الله علي دخيلة نفسه أنها لا تقبل الجلوس والامام قائم. و أبوحنيفة (80 - 150) أكبر عمرا من الامام الصادق، لكن الصادق يشد أزره بعبارات مشجعة، فيقول له: «اجلس يا أباحنيفة، فعلي هذا أدركت آبائي» [718] يريد بذلك: اعظام مجالس العلم، و وقوف الجميع، و جلوس الأستاذ. انقطع أبوحنيفة الي مجالس الامام طوال عامين قضاهما بالمدينة، و فيهما يقول: «لولا العامان لهلك النعمان» [719] و كان لا يخاطب صاحب المجلس الا بقوله: «جعلت فداك يا ابن بنت رسول الله». و لقد يتحدي الامام الصادق في مجلسه أباحنيفة ليختبر رأي صاحب الرأي، فيسأل: ما تقول في محرم كسر رباعية الظبي؟ و يجيب أبوحنيفة: يا ابن رسول الله، لا أعلم مافيه، فيقول له الامام الصادق: أنت تتداهي! أولا تعلم أن الظبي لا تكون له رباعية [720] و انما سكت أبوحنيفة لأنه لم يعلم كما قال، أو لأنه يمتنع عن أن يصحح للامام السؤال، و ما كان أعظم أدب أبي حنيفة

بين نظرائه! فما بالك به بين يدي الامام؟! فاذا جاء ابن شبرمة وحده يسأل عما لم يقع - كدأب تلاميذ أبي حنيفة و مدرسة الكوفة - لم يتردد الامام في دفعه بالحسني. ذهب اليه ذات يوم يسأله عن القسامة في الدم، فأجابه بما صنع النبي، فقال ابن شبرمة: أرأيت لو أن النبي لم يصنع هذا، كيف كان القول فيه؟ فأجابه: «أما ما صنع النبي فقد أخبرتك به، و أما مالم يصنع فلا علم لي به». و الصادق عليم بالاختلاف بين آراء الفقهاء، أي بعلم المدينة و علم الشام و علم الكوفة، و هو يروي عشرات الآلاف من الأحاديث، في حين كانت قلة ما سلمه أهل العراق من الحديث آفة علمائه، [ صفحه 199] حتي صوبهم الشافعي في نهاية القرن، بالقوة التي لا نزاع فيها لخبر الواحد، و بوضع قواعد القياس. و الحسن بن زياد اللؤلؤي [721] يعلن رأي صاحبه في احاطة الامام الصادق فيقول: «سمعت أباحنيفة و قد سئل: من أفقه الناس ممن رأيت؟ فقال: جعفر بن محمد» [722] . و لما استفتي أبوحنيفة في رجل أوصي «للامام» باطلاق الوصف، قال: انها لجعفر بن محمد. فهذا اعلان لتفرده بالامامة في عصره. و لم تكن السنتان اللتان حيي بسبيهما النعمان بن ثابت (أبوحنيفة) و لم يهلك، الا تكملة لسنين سابقة كان يتدارس فيها فقه الشيعة، و من ذلك كان يشد أزر زيد بن علي في خروجه علي هشام بن عبد الملك [723] و قيل: مال الي محمدو ابراهيم؛ ولدي عبدالله بن الحسن في خروجهما علي المنصور. و أن قد جاءته امرأة تقول: ان ابنها يريد الخروج مع هذا الرجل - في ابان خروج ابراهيم - و أنا أمنعه، فقال

لها: لا تمنعيه [724] . و يروي أبوالفرج الاصفهاني عن أبي اسحاق الفزاري: جئت الي أبي حنيفة فقلت له: أما اتقيت الله؟ أفتيت أخي بالخروج مع ابراهيم حتي قتل!! فقال: «قتل أخيك حيث قتل، يعدل قتله لو قتل يوم بدر، و شهادته مع ابراهيم خير له من الحياة» [725] . [ صفحه 200] و لئن كان مجدا لمالك أن يكون أكبر أشياخ الشافعي، أو مجدا للشافعي أن يكون أكبر أساتذة ابن حنبل، أو مجدا للتلميذين أن يتلمذا لشيخيهما هذين، ان التلمذة للامام الصادق قد سربلت بالمجد فقه المذاهب الأربعة لأهل السنة. أما الامام الصادق فمجده لا يقبل الزيادة و لا النقصان، فالامام مبلغ للناس كافة علم جده عليه الصلاة و السلام، و الامامة مرتبته، و تلمذة أئمة السنة له تشوف منهم لمقاربة صاحب المرتبة. أما يجي ء للمناظرة عمرو بن عبيد (144) زعيم المعتزلة، الذي لم يضحك أبوحنيفة طول حياته بعد أن قال له عمرو اذ ضحك مرة في ابان مناظرته: يا فتي، تتكلم في مسألة من مسائل العلم و تضحك؟! [726] والذي يبلغ من وقاره أن يراه الرائي فيحسبه أقبل من دفن والديه! فاذا انتهي الكلام قال عمرو للامام: «هلك من سلبكم تراثكم، و نازعكم في الفضل و العلم» [727] . و يجي امام خراسان عبدالله بن المبارك، و هو امام فقه، و بطل معارك، تلمذ للامام زمانا، و لأبي حنيفة، فتعلم ما جعله يخفي بطولاته في الفتوح «لأن من صنعها لأجله - سبحانه - مطلع عليها [728] و في الامام جعفر شعره الذي ورد فيه: أنت يا جعفر فوق ال مدح، و المدح عناء انما الأشراف أرض و لهم أنت سماء جاز حد المدح من قد ولدته

الأنبياء [729] . [ صفحه 201] فاذا كان الصادق في مواجهة مع المنصور، حيث القواد و العلماء يجلسون علي مبعدة منه، فان مجلس الامام عن يمينه... حتي ولو دعاه يخوفه، فلقد طالما انتهت اللقاءات بالموعظة يلقيها الامام من حديث رسول الله، و لحديث رسول الله شرف المجلس، و لابن رسول الله شرف من رسول الله. ولو جلس الصادق علي مبعدة أو مقربة من الخليفة، لكان الشرف حيث يجلس، و ربما قربه الخليفة ليلتمس لنفسه القربي الي الناس في الدنيا، و يوم لا تملك نفس لنفس شيئا، و عندما تلتمس الشفاعة. و أبوجعفر المنصور يقر بمكانه من العلم و التقوي مع ضيق صدره بمكانته في الأمة، يقول: «هذا الشجي المعترض في حلقي أعلم أهل زمانه، و انه ممن يريد الآخرة لا الدنيا» [730] . و من نص الاقرار ما يدل علي أن مجلس «الصادق» للعلم، لم يكن ليسلم من مراقبة أعوان السلطان، و صاحب المجلس شجي معترض في حلقه! و هو قد ينبئ عن أن الفرصة متاحة للامام ليلقي دروسه، مع الحيطة الواجبة، حتي لا يغص الخليفة بريقه مما ينقل اليه و ان كان المؤكد أن مجرد وجود الامام كان فيه الشجي المعترض.

كل العلوم

و المجلس مورد عذب، كثير الزحام، لكل فيه ما يغنيه، فالامام في مجلسه الرفيع يروي السنة عن آبائه، و ما يقوله يجري عند الشيعة مجري الأصول، فاذا أبدي الرأي في واقعة معينة جعله الشيعة مجعل السنة، والتزموها باعتبارها نصا عنه. أما أهل السنة فيأخذونه مأخذ اجتهاد الائمة. و اللسان العربي علم العلوم، و امام المسلمين امام في البلاغة العربية، عبر عن أسلوبه أبوعمرو بن العلاء [731] حين قال عن أساليب العربية: «العرب

تطيل ليسمع منها، و توجز ليحفظ [ صفحه 202] عنها» [732] . و عند الصادق: لكل مقام مقال، يسهب و يستطرد - كما ستقرأ بعد - أو يوجز ليحفظ عنه، و يتذوق منه بحروف لها جرس في الأذن، و نغم في الفم، كأن يقول: «لا تصل فيما خف أو شف» و كلاهما كاشف. و يجري علي لسانه الشعر الرفيع، مثل الذي يرويه عنه سفيان الثوري: لا اليسر يطرؤنا يوما فيبطرنا و لا لأزمة دهر نظهر الجزعا ان سرنا الدهر لم نبهج لصحبته أو ساءنا الدهر لم نظهر له الهلعا مثل النجوم علي مضمار أولنا اذا تغيب نجم، آخر طلعا [733] . أو مثل قوله جوابا لسفيان اذ يسأل: يا ابن رسول الله، لم اعتزلت الناس؟ قال: «يا سفيان، قد فسد الزمان و تغير الاخوان، فرأيت الانفراد أسكن للفؤاد» و أنشد: ذهب الوفاء ذهاب أمس الذاهب و الناس بين مخاتل و موارب يفشون بينهم المودة و الصفا و قلوبهم محشوة بعقارب [734] . و مثل قوله: فلا تجزع و ان أعسرت يوما فقد أيسرت في زمن طويل و لا تيأس فان اليأس كفر لعل الله يغني عن قليل و لا تظنن بربك ظن سوء فان الله أولي بالجميل [735] . و مثل قوله: لا تجزعن من المداد فانه عطر الرجال و حلية الآداب [736] . [ صفحه 203] فاذا جاءه المناظرون من كل فج عميق، أو التلاميذ الفقهاء، يمثلون أقطار الاسلام، و يجادلون في الأصول أو الفروع، فهو البحر لا تنزفه الدلاء، يروي العقول و يشفي الصدور. فالديصاني [737] زعيم فرقه ملحدة، و صاحب الاهليلجة [738] طبيب هندي، و عبد الكريم [739] بن أبي العوجاء [740] عربي ملحد،

و عبد الملك مصري يتزندق [741] ، و عمرو بن عبيد شيخ المعتزله، [ صفحه 204] و أبوحنيفة امام الكوفة، و مالك امام المدينة، و سفيان الثوري، و غيرهم. كل هؤلاء تملأ مجادلاته معهم الكتب، و لا يضيق صدرا بجدالهم، بل يضرب الأمثال بمسلكه معهم و اتساع صدره لهم، علي الحرية الفكرية التي يتيحها الامام للناس في مجلسه، ليفهموا العلم، أو ليؤمنوا عن فهم، دون اكراه أو اعنات، و علي سعة الخلاف الفقهي لكل اتجاهات المسلمين، و علي اليسر و الرحمة في الشريعة، فكل هذه أسباب لنشر الاسلام و خلود فقهه. يقول ابن المقفع - و هو متهم بالمجوسية، أو بالزيغ علي الأقل - اذ يومي ء الي «الصادق» في موضع الطواف: «هذا الخلق ما منهم أحد أوجب له بالانسانية الا ذلك الشيخ الجالس» [742] . و يذهب ابن أبي العوجاء ليناظره فتعتريه سكتة، فيسأله الامام: ما يمنعك من الكلام؟ فيقول: «اجلالا لك، و مهابة منك، و ما ينطق لساني بين يديك، فاني شاهدت العلماء، و ناظرت المتكلمين، فما تداخلني من هيبة أحد منهم ما تداخلني من هيبتك» [743] . رآه الامام مرة بالحرم، فقال له: ما جاء بك؟ قال: عادة الجسد و سنة البلد، و لنبصر ما الناس فيه من الجنون و الحلق ورمي الحجارة! قال الصادق: أنت بعد علي عتوك و ضلالك يا عبدالكريم؟ فذهب يتكلم، فقال الامام: لا جدال في الحج، و نفض رداءه من يده و قال: ان يكن الأمر كما تقول و ليس كما نقول نجونا و نجوت، و ان يكن الأمر كما نقول و ليس كما تقول نجونا و هلكت [744] و أي صبر في حرية الفكر كمثل هذا الصبر من الامام

الصادق؟ و حيث تؤدي المناسك! و انما ترك الامام رجلا ملحدا سيقتل بعد في الحاده سنة 161. و اذا لم يأخذ الملحدين بالشدة؛ فتحا لأبواب الهداية لهم، فهو صارم في صدد المغالين [ صفحه 205] في علي أو فيه، ليكفهم عن غلوائهم، و منهم: بيان بن سمعان التميمي [745] ، كان يعتقد ألوهية علي و الحسن و الحسين، ثم محمد بن الحنفية، ثم ابنه أبي هاشم، بل زعموا أنه قال: انه - بيانا - المراد بقوله تعالي: (هذا بيان الناس) [746] و ادعي المغيرة بن سعيد الانتماء الي الباقر! و صار يؤله عليا، ثم جعفر الصادق، و يكفر أبابكر وعمر و من لم يوال عليا [747] . و كذلك كان بشار الشعيري [748] . يقول جعفر الصادق لمرازم: [749] «تقربوا الي الله، فانكم فساق كفار مشركون» [750] و يقول له: «اذا قدمت الكوفة فأت بشار الشعيري و قل له: يا كافر يا فاسق، أنا بري ء منك» [751] . [ صفحه 206] دخل عليه بشار يوما فصاح به: «اخرج عني لعنك الله، و الله لا يظلني و اياك سقف أبدا» فلما خرج قال: «ويحه، ما صغر الله أحد تصغير هذا الفاجر، والله اني عبدالله و ابن أمته» [752] . و يقول عن المغيرة بن سعيد: «لعن الله المغيرة بن سعيد، لعن الله يهودية كان يختلف اليها يتعلم منها الشعر و الشعبذة و المخاريق، فوالله ما نحن الا عبيد، خلقنا الله و اصطفانا، ما نقدر علي ضرر و لا نفع الا بقدرته...، و لعن الله من قال فينا ما لا نقول في أنفسنا» [753] . و يقول: «من قال: اننا أنبياء، فعليه لعنة الله، و من شك في ذلك

فعليه لعنة الله» [754] . و ينبه الأذهان علي دسائس خصوم الشيعة بالاختلاق عليهم، فيقول: «انا أهل بيت صادقون، لا نعدم من يكذب علينا عند الناس، يريد أن يسقط صدقنا بكذبه علينا» [755] . و يقول لخيثمة: [756] «أبلغ شيعتنا أننا لا نغني من الله شيئا، و أنه لا ينال ما عند الله الا بالعمل، و أن أعظم الناس يوم القيامة حسرة من وصف عدلا ثم خالفه الي غيره...» [757] . و هي مقولات لا تترك مجالا لدعاوي المغالين في جعفر الصادق و آبائه و بنيه من الأئمة، و تنفي عنه ما ادعوه من علم الغيب، فلا يعلم الغيب الا الله، كما تجعل الائمة مجعل البشر، و هي آراء أبيه و جده. سأل سائل جده زين العابدين: متي يبعث علي؟ فأجاب: «يبعث و الله يوم القيامة، و تهمه [ صفحه 207] نفسه» [758] أي: أنه يحاسب يوم الحساب كما يحاسب غيره. و أما تعبير الأحلام فالصادق يري أنها «لو كانت كلها تصدق كان الناس كلهم أنبياء، ولو كانت كلها تكذب لم يكن فيها منفعة، بل كانت فضلا لا معني لها، فكانت تصدق أحيانا لينتفع بها الناس في مصلحة يهتدي لها، أو مضرة يحذر منها، و تكذب كثيرا لئلا يعتمد عليها كل الاعتماد) [759] . فرؤي الأنبياء حقائق من هدي النبوة، أما رؤي الآخرين فأصداء أفكار تتحرك في باطنهم، منها ما يصدقه الواقع و منها ما يكذبه. روي هشام بن الحكم: (كان بمصر زنديق يبلغه عن أبي عبدالله (الامام الصادق) أشياء، فخرج الي المدينة ليناظره، فلم يصادفه و قيل له: انه خارج بمكة، فخرج الي مكة، و نحن مع أبي عبدالله، فصادفنا في الطواف، و كان اسمه عبدالملك،

وكنيته: أبوعبدالله، فضرب كتفه كتف أبي عبدالله... فقال له أبوعبدالله:... فمن هذا الملك الذي أنت عبده؟ من ملوك الأرض أو من ملوك السماء؟ و أخبرني عن ابنك عبد اله السماء أم عبد اله الأرض؟ قل ما شئت تخصم... اذا فرغت من الطواف فائتنا. فلما فرغ أتاه الزنديق فقعد بين يديه، قال أبوعبدالله: أيها الرجل، ليس لمن لا يعلم حجة علي من يعلم، و لا حجة للجاهل...، يا أخا مصر، ان الذين يذهبون اليه و يظنون انه الدهر، ان كان الدهر يذهب بهم لم لا يردهم؟ و ان كان يردهم لم لا يذهب به؟ يا أخا مصر لم السماء مرفوعة، و الأرض موضوعة؟ لم لا تنحدر السماء علي الأرض؟ لم لا تنحدر الأرض فوق طبقاتها؟ و لا يتماسكان و لا يتماسك من عليها؟ قال الزنديق: أمسكهما الله ربهما و سيدهما...، فآمن الزنديق، فقال: اجعلني من تلامذتك، فقال: يا هشام بن الحكم، خذه اليك، فعلمه هشام، فسار يعلم أهل الشام و أهل [ صفحه 208] مصر الايمان [760] . و يروي هشام: «أن زعيم [761] الديصانية [762] و فد علي مجلس الامام فقال له: دلني علي معبودي و لا تسألني عن اسمي، فاذا غلام له صغير في كفه بيضة يلعب بها.. فقال: يا ديصاني، هذا حصن مكنون له جلد غليظ، و تحت الجلد الغليظ جلد رقيق، و تحت الجلد الرقيق ذهبة مائعة و فضة ذائبة، فلا الذهبة المائعة تختلط بالفضة الذائبة، و لا الفضة الذائبة تختلط بالذهبة المائعة، فهي علي حالها، لم يخرج بها مصلح فيخبر عن صلاحها، و لا دخل فيها مفسد فيخبر عن فسادها، و لا يدري أللذكر خلقت أم الأنثي، تنفلق عن مثل ألوان الطواويس،

أو لا تري لها مدبرا؟ فأطرق الديصاني ثم قال: أشهد أن لا اله الا الله وحده لا شريك له، و أن محمدا عبده و رسوله، و أنك امام و حجة من الله علي خلقه، و أنا تائب مما كنت فيه» [763] . قصد اليه في مجلسه ذات يوم نفر من المعتزله، يطلبون اليه بيعة محمد بن عبدالله النفس الزكية، فطلب اليهم أن يختاروا واحدا منهم ليناظره، فاختاروا زعيم المعتزلة عمرو بن عبيد. و ظاهر أن تاريخ ذلك المجلس كان معاصرا لرفض الامام الصادق أن يبايع يوم الأبواء قبل قيام الدولة العباسية سنة 133، فلقد كان عمرو بن عبيد من أنصارها، له صلة خاصة بالمنصور، واشتهر عنه أنه لم يبايع محمدا، و قال: انه لم يختبر عدله، و ربما كان ذلك المجلس في اثر مقتل الوليد بن يزيد سنة 126، أو فترة الحروب الأخيرة لبني مروان التي قامت علي أثرها الدولة العباسية. قال عمرو: قتل أهل الشام خليفتهم، و ضرب الله بعضهم بقلوب بعض و شتت أمرهم، [ صفحه 209] فنظرنا فوجدنا رجلا له دين و عقل و مروءة، و هو محمد بن عبدالله بن الحسن، فأردنا أن نجتمع معه فنبايعه، و قد أحببنا أن نعرض ذلك عليك، فانه لا غناء لنا عنك لفضلك، قال الصادق: انا نسخط اذا عصي الله، فاذا أطيع الله رضينا، أخبرني يا عمرو: لو أن الأمة قلدتك أمرها، فملكته بغير قتال و لا مؤونة، فقيل لك و لها من شئت: من كنت تولي؟ قال عمرو: كنت أجعلها شوري بين المسلمين، قال الصادق: بين كلهم؟ قال: نعم، قال: قريش و غيرهم؟ قال عمرو: العرب و العجم، قال الصادق: يا عمرو، أتتولي أبابكر

و عمر أم تتبرأ منهما؟ قال: أتولاهما. قال الصادق: يا عمرو، ان كنت رجلا تتبرأ منهما فانه يجوز الخلاف عليهما، و ان كنت تتولاهما فقد خالفتهما، فقد عمد عمر الي أبي بكر فبايعه و لم يشاور أحدا، ثم ردها أبوبكر عليه و لم يشاور أحدا، ثم جعلها عمر شوري بين ستة فأخرج منها الأنصار، ثم أوصي الناس بشي ء، و ما أراك ترضي به أنت و لا أصحابك، قال عمرو: و ما صنع؟ قال الصادق: أمر صهيبا أن يصلي بالناس ثلاثة أيام، و أن يتشاور أولئك الستة ليس فيهم أحد سواهم، الا ابن عمر يشاورونه و ليس له من الأمر شي ء، و أوصي من بحضرته من المهاجرين و الأنصار ان مضت الثلاثة و لم يفرغوا و لم يبايعوا أن يضرب أعناق الستة، و ان اجتمع أربعة قبل أن يمضي ثلاثة أيام و خالف اثنان أن يضرب أعناق الاثنين، أفترضون بهذا فيما تجعلون من الشوري في المسلمين؟ قال: لا، قال الصادق: أرأيت لو بايعت صاحبك الذي تدعو اليه، ثم اجتمعت لكم الأمة، و لم يختلف منهم رجلان، أفمضيتم الي المشركين؟ قال: نعم، قال الصادق: فتفعلون ماذا؟ قال عمرو: ندعوهم الي الاسلام، فان أبوا دعوناهم الي الجزية، قال الصادق: فان كانوا مجوسا و عبدة النار و البهائم، وليسوا أهل الكتاب؟ قال عمرو: سواء... و بعد محاورة في شأن الجزية و الصدقات أقبل علي عمرو و الناس و قال: (اتق الله يا عمرو، و أنتم أيها الرهط فاتقوا الله، فان أبي حدثني، و كان خبير أهل الأرض و أعلم بكتاب الله و سنة رسول الله: أن رسول الله قال: «و من ضرب بسيفه و دعاهم الي نفسه، و في المسلمين من هو

أعلم منه، فهو ضال متكلف» [764] . [ صفحه 210]

مع القرآن

كان جده علي يقول: «سلوني عن كتاب الله، فو الله ما من آية الا أنا أعلم بليل نزلت أم بنهار، في سهل نزلت أم في جبل» [765] فلقد كان دائما الي جوار الرسول، و هو باب مدينة العلم، و الامام جعفر يصدر من المنبع ذاته. يقول مثل جده علي: «كان أصحاب محمد يقرأ أحدهم القرآن في شهر أو أقل، ان القرآن لا يقرأ هذرمة [766] و لكن يرتل ترتيلا، و اذا مررت بآية فيها ذكر الجنة فقف عندها و أسأل الله تعالي، و اذا مررت بآية فيها ذكر النار فقف عندها و تعوذ بالله من النار» [767] . للقرآن عنده المقام الأول، يسأل عمن يؤم القوم، فيجيب: «أن النبي صلي الله عليه و سلم قال: يتقدم القوم أقرؤهم للقرآن، فان كانوا في القراءة سواء فأقدمهم هجرة، فان كانوا في الهجرة سواء فأكبرهم سنا، و ان كانوا في السن سواء فأعلمهم بالسنة، و أفقههم في الدين، و لا يتقدمن أحد الرجل في منزله، و صاحب السلطان في سلطانه» [768] . و نصوص القرآن حاضرة كلما أراد أن يدلي بحجة، و هو في قمة البلاغة العربية تسعفه اللغة، لا يلجأ الي التأويل بديلا من التفسير، فهو في فهم النصوص أنفذ بصيرة، لم يعلم له تفسير نوقض فيه، و التفسير بتخريج مجازات القرآن لا يقدر عليه الا البلغاء [769] . [ صفحه 211] و من القرآن ينبثق فقه الامام في كل باب: - يسأله سائل عن قوله تعالي (من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا و من أحياها فكأنما أحيا الناس

جميعا) [770] فيجيب: «من أخرجها من هدي الي ضلال فقد - والله - قتلها» [771] . - و يجيئه زنديق يسأله عن تفسير قوله تعالي: (فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثني و ثلاث و رباع فان خفتم ألا تعدلوا فواحدة) [772] و قوله تعالي في آخر السورة: (و لن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء و لو حرصتم فلا تميلوا كل الميل) [773] فيفحم الامام الزنديق فيقول: «أما قوله: (فان خفتم ألا تعدلوا فواحدة) فانما عني النفقة، و أما قوله: (و لن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء و لو حرصتم) فانما عني المودة، فانه لا يقدر أحد أن يعدل بين امرأتين في المودة» [774] . - ويقول عن الرزق الذي يحض الله علي الانفاق منه: (و مما رزقناهم ينفقون) [775] فيفسرها «و مما علمناهم يبثون» فالعلم رزق، و اذاعته انفاق واجب [776] . [ صفحه 212] - و من تعبيره عن حجية القرآن أبدا يسأله السائل: لم صار الشعر و الخطب يمل ما أعيد منها، و القرآن لا يمل؟ فيجيب: «لأن القرآن حجة علي أهل العصر الثاني كما هو حجة علي أهل العصر الأول، فكل طائفة تراه عصرا جديدا، و لأن كل امري ء في نفسه، متي أعاده و فكر فيه تلقي منه في كل مدة علوما غضة، وليس هذا كله في الشعر و الخطب» [777] . - و يقول المفضل [778] قلت: أخبرني عن قول الله عزوجل: (و جعلها كلمة باقية في عقبه) [779] قال: «يعني بذلك الامامة، جعلها في عقب الحسين الي يوم القيامة» فقلت: فكيف صارت الامامة في ولد الحسين دون ولد الحسن، و هما جميعا ولدا رسول الله صلي الله عليه و

سلم، و سبطاه، و سيدا شباب أهل الجنة؟ فقال: «ان موسي و هارون كانا نبيين مرسلين أخوين، فجعل الله النبوة في صلب هارون دون صلب موسي، و لم يكن لأحد أن يقول: لم فعل الله ذلك؟ فان الامامة خلافة الله عزوجل، جعلها في صلب الحسين دون صلب الحسن، لأن الله هو الحكيم في أفعاله، لا يسأل عن فعله و هم يسألون» [780] . - و يعلن الامام رأيه بوجوب الامامة، فيسأله السائل عن منزلة الائمة، و من يشبهون؟ [ صفحه 213] فيقول: «كصاحب موسي و ذي القرنين، كانا عالمين، و لم يكونا نبيين» [781] [782] . - و في قوله تعالي: (يمحو الله ما يشاء و يثبت) [783] يقول الامام: «و هل يمحو الله الا ما كان ثابتا، و هل يثبت الله الا ما لم يكن» [784] ، و يقول: «لو علم الناس ما في القول بالبداء من الأجر ما فتروا عن الكلام فيه» [785] و انما يقصد استجابة الله لدعاء العباد، و في ذلك قوله: «ما عظم الله بشي ء مثل البداء» [786] . - ويسأله عمرو بن عبيد عن الكبائر من كتاب الله، فيسردها، و يضع في جوار كل كبيرة النص عليها من الكتاب العزيز، فهي: [ صفحه 214] الشرك: (ان الله لا يغفر أن يشرك به) [787] . اليأس من روح الله: (لا ييأس من روح الله الا القوم الكافرون) [788] . عقوق الوالدين: (و برا بوالدتي و لم يجعلني جبارا شقيا) [789] . قتل النفس: (و من يقتل مؤمنا متعمدا فجزآؤه جهنم خالدا فيها) [790] . قذف المحصنات: (ان الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا و الآخرة) [791] . أكل

مال اليتيم: (ان الذين يأكلون أموال اليتامي ظلما انما يأكلون في بطونهم نارا و سيصلون سعيرا) [792] . أكل الربا: (الذين يأكلون الربا لا يقومون الا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس) [793] . الفرار من الزحف: (و من يولهم يومئذ دبره الا متحرفا لقتال أو متحيزا الي فئة فقد باء بغضب من الله و مأواه جهنم و بئس المصير) [794] . السحر: (و لقد علموا لمن اشتراه ما له في الآخرة من خلاق) [795] . الزنا: (و لا تقربوا الزني انه كان فاحشة و ساء سبيلا) [796] . اليمين الغموس: (ان الذين يشترون بعهد الله و أيمانهم ثمنا قليلا أولئك لا خلاق لهم في الآخرة و لا يكلمهم الله و لا ينظر اليهم يوم القيامة و لا يزكيهم و لهم عذاب أليم) [797] . الغلول: (و من يغلل يأت بما غل يوم القيامة) [798] . [ صفحه 215] منع الزكاة: (و الذين يكنزون الذهب و الفضة و لا ينفقونها في سبيل الله فبشرهم بعذاب أليم) [799] . كتمان الشهادة: (و من يكتمها فانه آثم قلبه) [800] . شهادة الزور: (و الذين لا يشهدون الزور) [801] . نقض العهد و قطيعة الرحم: (الذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه و يقطعون ما أمر الله به أن يوصل و يفسدون في الأرض أولئك هم الخاسرون) [802] . كفران النعمة: (و لئن كفرتم ان عذابي لشديد) [803] . بخس الكيل: (ويل للمطففين) [804] . و ترك الصلاة: (.....) [805] و اللواط: (....) [806] و قول الزور: (.......) [807] و شرب الخمر: (.......) [808] و البدعة: (........) [809] [810] . - و من علم الامام جعفر بالقرآن

أخذ القراءات عليه حمزة بن حبيب التيمي [811] ، و فيها مد [ صفحه 216] و اطالة و سكت علي الساكن قبل الهمز. - وفي صفات الله يقول الامام لعبد الملك بن أعين: [812] «تعالي الله الذي ليس كمثله شي ء و هو السميع البصير، تعالي عما يصفه الواصفون المشبهون لله بخلقه...، ان المذهب الصحيح في التوحيد مانزل به القرآن من صفات الله عز و جل، فانف عن الله تعالي البطلان و التشبيه، فلا نفي و لا تشبيه، هو الله الثابت الموجود» [813] . - و يقول لمن سأله: هل رأي رسول الله ربه: «نعم، لقد رآه بقلبه، أما ربنا جل جلاله فلا تدركه أبصار الناظرين، و لا تحيط به أسماع السامعين» [814] . - و سأله الأعمش - شيخ المحدثين - عن مكان الله، فقال: «لو كان في مكان لكان محدثا» [815] و لما سئل عن استوائه علي العرش، قال: «انه يعني أنه لا شي ء أقرب اليه من شي ء» [816] . [ صفحه 217] - سئل عن قوله تعالي: (وسع كرسيه السموات و الأرض) [817] فقال: «العرش في وجه: هو جملة الخلق، والكرسي و عاؤه، و في وجه آخر: هو العلم الذي أطلع الله عليه أنبياءه و رسله و حججه، و الكرسي هو العلم الذي لم يطلع عليه أحدا من أنبيائه و رسله و حججه» [818] . - و سئل عن قوله تعالي: (و كان عرشه علي الماء) [819] و قول البعض: ان العرش كان علي الماء و الرب فوقه! فأجاب «كذبوا، من زعم هذا فقد صير الله محمولا، و وصفه بصفة المخلوق، و لزمه أن الشي ء الذي يحمله أقوي منه» [820] . و واضح

من ذلك نهي الامام عن التجسيد و التشبيه، و تصحيحه أفهام تلاميذه، كيوم جاءه يونس بن ظبيان [821] يقول: ان هشام بن الحكم يقول قولا عظيما.. يزعم أن الله تعالي جسم! قال الامام: «ويله، أما علم أن الجسم محدود متناه، فاذا احتمل الحد احتمل الزيادة و النقصان، فاذا احتمل الزيادة و النقصان كان مخلوقا!» [822] . - و واضح منحي الامام في الاحتجاج بنظام الكون، و نظام الجسم الانساني، و بالعقل، و هو درس من جده علي يلفت النظر الي بديع صنع المبدع جل جلاله، و في ذلك قول علي [823] . أتحسب أنك جرم صغير و فيك انطوي العالم الأكبر [824] . [ صفحه 218] - يجي الامام رجل من أهل مصر أوصي أخوه للكعبة بجارية مغنية فارهة كانت له، فقيل له: ادفعها الي بني شيبة، و فيهم سدانة الكعبة، و اختلف الناس في أداء الوصية، و أخيرا أشاروا عليه أن يأتي الامام، قال الامام: «ان الكعبة لا تأكل و لا تشرب، و ما أهدي اليها فهو لزوارها، فبع الجارية و ناد: هل من محتاج؟ فاذا أتوك فسل عنهم و أعطهم» [825] . - و يسأل عن القضاء و القدر فيجيب: «هو أمر بين أمرين: لا جبر و لا تفويض» [826] [827] و يحسم القضية بين الجبرية و القدرية، فيقول: «ما من قبض و لا بسط الا الله، فيه مشيئة و رضاء و ابتلاء» [828] . - يسأل عن الجبر و التفويض: جعلت فداك، أجبر الله العباد علي المعاصي؟! فيجيب: [ صفحه 219] «الله أعدل من أن يجبرهم علي المعاصي ثم يعذبهم عليها». فيقول السائل: جعلت فداك ففوض اليهم؟ فيجيبه: «لو فوض اليهم لم

يحصرهم بالأمر و النهي». فيقول السائل: جعلت فداك، فبينهما منزلة؟ فيجيب «نعم، ما بين السماء و الأرض» [829] . و في مجلس آخر يسأله السائل: و ما أمر بين أمرين؟ فيجيب: «مثل ذلك رجل رأيته علي معصية، فنهيته فلم ينته، فتركته، ففعل تلك المعصية. فليس حيث لم يقبل منك فتركته، كنت أنت الذي أمرته بالمعصية» [830] و [831] . و يقول لسائل آخر: «قال رسول الله صلي الله عليه و سلم: من زعم أن الله يأمر بالسوء و الفحشاء فقد كذب علي الله، و من زعم أن الخير و الشر بغير مشيئة الله فقد أخرج الله من سلطانه، و من زعم أن المعاصي بغير قوة الله فقد كذب علي الله، و من كذب علي الله أدخله النار» [832] [833] . [ صفحه 220] و يقول: «ان الله أراد منا شيئا، و أراد بنا شيئا، و ما أراده منا أظهره لنا، فما بالنا نشتغل بما أراده بنا عما أراده منا» [834] .

مع أهل الكوفة و أبي حنيفة

و لقد يقول له قائل: ان لي جارا يزعم أنك تبرأ من أبي بكر و عمر! فيجيب: «بري ء الله من جارك. و الله اني لأرجو أن ينفعني الله بقرابتي من أبي بكر» [835] . أو يسأله السؤال ذاته سالم بن أبي حفصة، فيجيب بما أجاب أبوه الباقر: «يا سالم تولهما و ابرأ من عدوهما، فانهما كانا امامي هدي رضي الله عنهما» [836] . يقول سالم: قال لي جعفر: «أيسب الرجل جده؟ أبوبكر جدي، لا نالتني شفاعة محمد يوم القيامة ان لم أكن أتولاهما و أبرأ من عدوهما» [837] . و لقد كان لجده زين العابدين ابن أسماه عمر [838] ، و كان زين العابدين يترحم علي أبي بكر

و عمر و عثمان. [ صفحه 221] و يقول أبوحنيفة: استأذنت عليه فحجبني، و جاء قوم من أهل الكوفة استأذنوا لهم فدخلت معهم، فلما صرت عنده قلت: يا ابن رسول الله، لو أرسلت الي أهل الكوفة فنهيتهم أن يشتموا أصحاب رسول الله صلي الله عليه و سلم، فاني تركت فيها أكثر من عشرة آلاف يشتمونهم! فقال: لا يقبلون مني، فقلت: و من لا يقبل منك و أنت ابن رسول الله؟ فقال الصادق: أنت أول من لا يقبل مني، دخلت بغير اذني، و جلست بغير أمري، و تكلمت بغير رأيي، و قد بلغني أنك تقول بالقياس، فقلت: نعم أقول به، فقال: ويحك يا نعمان، أول من قاس ابليس حين أمر بالسجود لآدم فأبي و قال: خلقتني من نار و خلقته من طين! أيهما أكبر يا نعمان: القتل أم الزنا؟ قلت: القتل، قال: فلم جعل الله في القتل شاهدين و في الزنا أربعة؟ أيقاس لك هذا؟ قلت: لا، قال: فأيهما أكبر: البول أو المني؟ قلت: البول، قال: فلماذا أمر في البول بالوضوء و أمر في المني بالغسل؟ أيقاس لك هذا؟ قلت: لا، قال: أيهما أكبر الصلاة أم الصوم؟ قلت: الصلاة، قال: فلم وجب علي الحائض أن تقضي الصوم و لا تقضي الصلاة؟ أيقاس ذلك؟ قلت: لا، قال: فأيهما أضعف: المرأة أم الرجل؟ قلت: المرأة، قال: فلم جعل الله للرجل سهمين في الميراث و للمرأة سهما أيقاس ذلك؟ قلت: لا. قال: و قد بلغني أنك تقرأ آية من كتاب الله (ثم لتسألن يومئذ عن النعيم): أنه الطعام الطيب و الماء البارد في اليوم الصائف، قلت: نعم، قال: لو دعاك رجل و أطعمك و سقاك ماء باردا، ثم امتن عليك، ما

كنت تنسبه اليه؟ قلت: البخل، قال: أفبخل علينا؟ قلت: فما هو؟ قال: حبنا أهل البيت [839] [840] . [ صفحه 222] والمسلمون يرفعون أباحنيفة الي مكانته العليا بين كبار المجادلين من أهل الاسلام، و لا يجدونه ساكتا في يوم من الأيام، كهيئة ما كان في ذلك المقام. فأما تفسير القرآن بما ينفي البخل عن المعطي جل شأنه فحجة الصادق فيه لا راد لها، و أما حجاجه بعدم طاعة أهل الكوفة فظاهر لأبي حنيفة، امام الكوفة في الفقه و الأدب الديني و الاجتماعي، الذي دخل و جلس و تكلم دون أن يطيع، ثلاث مرات. أما أسئلته عن القياس فقد وضعت القياس موضع التهمة، و لم يحر أبوحنيفة جوابا، و هو [ صفحه 223] المقتدر. و لو سأل الصادق أباحنيفة عن حكمة كل حكم لأجاب، و أضاف: أن كل ذلك ليس يمنع القياس عنده. و ربما كان أبوحنيفة يومذاك كهيئته يوم سكت عن الرد بأن الظبي لا تكون له رباعية [841] ، مخافة أن يظن به ظان أنه يريد ردا علي الامام، في حين أنه قد جاء الي مجلسه ليتعلم، أو اجلالا منه لمقام الامام و هو بين يديه، فذلك أدب الأئمة الذي جعل الشافعي و هو يصلي عند قبر أبي حنيفة [842] لا يرفع يديه، و يقول: أدبا مع هذا الامام أن أظهر خلافه بحضرته. طعم أبوحنيفة يوما مع الامام الصادق، فرفع الامام يده حمدا لله، ثم قال: «اللهم هذا منك و من رسولك»، قال أبوحنيفة: يا أباعبدالله، أجعلت مع الله شريكا؟ قال الامام: ان الله يقول في كتابه: (و ما نقموا الا أن أغناهم الله و رسوله من فضله) [843] فقال أبوحنيفة: لكأني ما قرأتها قط

في كتاب، و لا سمعتها الا في هذا الموقف [844] . و لقد يدخل عليه سفيان الثوري و فيه قول القائل: «ما رأيت الغني أذل منه في مجلس الثوري، و لا الفقير أعز منه في مجلس الثوري» [845] و الذين يجلون ورع الامام أحمد بن حنبل يشبهونه فيه بسفيان الثوري، و سفيان الثوري يسمي أميرالمؤمنين في الحديث [846] ، و حسبه أن [ صفحه 224] يكون من تلاميذه في الحديث ابن جريج امام مكة، والأوزاعي امام الشام، و مالك بن أنس امام المدينة، و ابن اسحاق [847] امام المحدثين في السيرة، و هو فوق كل ذلك امام عامل، رمي كتاب المهدي له في دجلة - و فيه توليته للقضاء - و هرب من السلطان، فولي شريكا [848] بدله. و كان سفيان كثير المغاضبة للخلفاء، و لهذا كثر ما كان الخليفة يطلب دمه، و كان يختفي عن عيونه. يستأذن سفيان علي الامام، فلا يرفض الاذن بل يدخله ليعلن له أن ظهوره في المجلس العلمي و هو مختف أمر غير سائغ؛ صيانة للمجلس العلمي من أن يكون مجلس المطلوبين، و حماية للمطلوب ذاته، و حفظا لعلاقة الامام بالخليفة، و مع ذلك لا يضن الامام عليه بالحكمة، يقول ابن أبي حازم [849] كنت عند جعفر الصادق يوما و اذا بسفيان الثوري بالباب، فقال: ايذن لي، فدخل، فقال له جعفر: انك رجل يطلبك السلطان في بعض الأحيان، و نحضر عنده، و أنا أتقي السلطان، فاخرج عني غير مطرود [850] قال سفيان: حدثني حديثا أسمعه و أقوم. قال الامام: حدثني أبي، عن جدي، عن أبيه، عن رسول الله صلي الله عليه و سلم قال: «من أنعم الله عليه نعمة فليحمد الله، و

من استبطأ الرزق فليستغفر الله، و من حزنه أمر فليقل: لا حول و لا قوة الا بالله» [851] . طلب اليه سفيان يوما أن يعظه، فقال: «يا سفيان، لا مروءة لكذوب، و لا أخ لملول، و لا راحة لحسود، و لا سؤدد لسي ء الخلق». فقال سفيان: زدني، قال: «يا سفيان، ثق بالله تكن [ صفحه 225] مؤمنا، و ارض بما قسم الله تكن غنيا، و أحسن مجاورة من جاورك تكن مسلما، و لا تصحب الفاجر يعلمك فجوره، و شاور في أمرك الذين يخشون الله عز و جل» فاستزاده سفيان، فقال: «من أراد عزا بغير عشيرة، و غني بغير مال، فلينتقل من ذل معصية الله الي عز طاعته» [852] . فاذا أوصي زرارة عندما ولي القضاء، ذكره حساب السماء، قال: «انه اذا كان يوم القيامة و جمع الله الخلائق سألهم عما عهد اليهم، و لم يسألهم عما قضي عليهم» [853] فالقضاء أمانة الله، و اذا كان القاضي يجري عليه قضاء الله فهو مسؤول عما يجري به قضاؤه علي غيره. و يوصي الامام ابنه موسي الكاظم فيقول: «يا بني، من رضي بما قسمه الله له استغني، و من مد عينه الي ما في يد غيره مات فقيرا، و من لم يرض بما قسمه الله له اتهم الله في قضائه، و من استصغر زلة نفسه استعظم زلة غيره. يا بني: من كشف حجاب غيره انكشفت عورات بيته، و من سل سيف البغي قتل به، و من احتفر لأخيه بئرا سقط فيها، و من داخل السفهاء حقر، و من خالط العلماء و قر، و من دخل مداخل السوء اتهم. يا بني، اياك أن تزري بالرجال فيزري بك، و اياك

و الدخول فيما لا يعنيك فتذل لذلك. يا بني، قل الحق لك أو عليك. يا بني، كن لكتاب الله تاليا، و للاسلام فاشيا، و بالمعروف آمرا، و عن المنكر ناهيا، و لمن قطعك واصلا، و لمن سكت عنك مبتدئا، و لمن سألك معطيا، و اياك و النميمة فانها تزرع الشحناء في قلوب الرجال، و اياك و التعرض لعيوب الناس، فمنزلة المتعرض لعيوب الناس بمنزلة الهدف» [854] . [ صفحه 226] و تصبح هذه الوصية تراثا للائمة بعده، فيعلن الامام الثامن علي الرضا: أنه «» ما ترك هذه الوصية الي أن توفي» [855] . ولقد يفد علي المجلس الكميت [856] - شاعر أهل البيت - كما كان يدخل علي زين العابدين [857] و الامام يعرف انبعاث الشاعر، و يخشي عليه من الخيال الصادق في تصوير ظلم يعانيه أهل البيت. و شعر الكميت من أسير الشعر في الأدب العربي - و البرد تنقل للخليفة [ صفحه 227] الخب ء من أي شي ء - فيستأذن الكميت الامام قائلا: جعلت فداك، ألا أنشدك؟ فينبهه الامام قائلا: «انها أيام عظام» [858] فيقول الكميت عن القصيدة: انها فيكم، و يقول الامام: هات، فينشده قصيدته التي مطلعها: ألاهل عم في رأيه متأمل و هل مدبر بعد الاساءة مقبل الي أن قال: كلام النبيين الهداة كلامنا و أفعال أهل الجاهلية تفعل رضينا بدنيا لا نريد فراقها علي أننا فيها نموت و نقتل و نحن بها مستمسكون كأنها لنا جنة مما نخاف و نعقل فكثر البكاء و ارتفعت الأصوات، الي أن قال: كأن حسينا و البهاليل حوله لأسيافهم ما يختلي المتبقل فلم أر مخذولا أجل مصيبة و أوجب منه نصرة حين يخذل فرفع جعفرالصادق يديه

و قال: «اللهم اغفر للكميت ما قدم و ما أخر، و ما أسر و ما أعلن، و أعطه حتي يرضي» ثم أعطاه ألف دينار و كسوة، قال الكميت: والله ما أحببتكم للدنيا، ولو أردتها لأتيت من هي لديه، و لكني أحببتكم للآخرة، فأما الثياب التي أصابت أجسامكم فاني أقبلها لبركتها، أما المال فلا أقبله [859] .

المذهب الجعفري

أخرج الحاكم في تاريخه بالاسناد الي أبي بكر، عن رسول الله قال: «من كتب علي علما أو حديثا، لم يزل يكتب له الأجر ما بقي ذلك العلم أو الحديث» [860] . و أجمع أبوبكر أيام خلافته علي تدوين الحديث، فجع خمسائة حديث، فبات ليلته يتقلب كثيرا، قالت عائشة: فغمني تقلبه، فلما أصبح قال لي: أي بنية، هلمي الأحاديث التي [ صفحه 228] عندك، فجئت بها فأحرقها [861] . و عن الزهري، عن عروة: أن عمر أراد أن يكتب السنن، فاستفتي أصحاب رسول الله صلي الله عليه و سلم، فأشاروا عليه أن يكتبها، فطفق عمر يستخير الله فيها شهرا، ثم أصبح يوما فقال: اني كنت أريد أن أكتب السنن، و اني ذكرت قوما قبلكم كتبوا كتبا فأكبوا عليها و تركوا كتاب الله، و اني والله لا أشوب كتاب الله بشي ء أبدا [862] . لكن عليا دون، و خلف في شيعته طريقة التدوين، فلقد كان علي ثقة من طريقته، و هو الذي يقول فيه الرسول: «علي مع القرآن و القرآن مع علي، و لن يفترقا حتي يردا علي الحوض» [863] . و عنه قال الرسول: «يا معشر قريش، والله ليبعثن الله عليكم رجلا منكم، امتحن الله قلبه للايمان، فيضربكم علي الدين» قال أبوبكر: أنا هو يا رسول الله؟ قال: «لا»، قال

عمر: أنا [ صفحه 229] هو يا رسول الله؟ قال: «لا، و لكن ذلك الذي يخصف النعل» [864] و كان علي يخصف نعلا للنبي عند ذلك. و بالتدوين الفقهي استقر المذهب في صدور الحفظة و النقلة، من علي الي بنيه، فبنيهم، و بخاصة زين العابدين و زيد و الباقر و الصادق، ثم عملت مجالس الامام الصادق في نشره كمثل عمل التدوين في استقراره، و أدرك الائمة الذين تلمذوا له و تلاميذهم أمورا ترفع مجلس الصادق فوق المجالس، سواء مجالس أهل السنة أو «أهل البيت»، منها: (1) أن الذي يلقي هذا العلم امام موصي اليه «باسمه» من أبيه [865] ،و بهذا ينماز من عمه زيد بن علي صاحب المذهب الزيدي، و من غيره من الشيعة. (2)أن هذا الامام يقف بين العلماء جميعا في مكان خاص. فالسنة عند الشيعة بعد موته تثبت عن طريقه، الا ما ندر، فعنه يروي آلاف، و عنهم جاء ت الأحاديث المروية في كتبهم [866] . (3) أن الآراء الفقهية في أصول الدين و أصول الفقه و فروع المعاملات و العبادات سيراها اللاحقون منسوبة اليه، و ربما اقترن به أبوه الباقر، أو أشير الي رأي جده السجاد، لكن نبع العلم منه هو الأشهر و الأكثر. و اذا لم يعرف التاريخ اماما في السنن من درجته، أو اماما في الفقه من مرتبته، فالتاريخ - كذلك - لا يعرف اماما اجتمعت له الامامتان مثله. [ صفحه 230] (4) أنه الامام الذي يوثقه ائمة المسلمين جميعا، و يستوي في ذلك من أهل السنة أئمة الرأي فهم تلاميذه، و أئمة الحديث فهو في القمة منهم. و روايته للحديث يوثقها واضع الأساس العلمي لقبول الحديث: الشافعي، و علماء

الجرح و التعديل؛ كيحيي بن معين، و أبي حاتم، و الذهبي، و ابن حنبل و الآخرين، و تتردد في كتب الصحاح أحاديثه. كما يبايعه امام أهل البيت الذي سبق بفرقه عظيمة و فقه خالد: عمه زيد بن علي زين العبادين، صاحب «المذهب الزيدي»، و يضعه موضع الامامة فيقول: «في كل زمان رجل من أهل البيت يحتج به الله علي خلقه، و حجة زماننا ابن أخي جعفر، لا يضل من كان من شيعته، و لا يهتدي من خالفه» [867] . (5) أن هذا الامام هو أول و آخر واحد من صلب آبائه و أجداده من الله عليه بهذه الفرصة: أواخر الدولة المروانية المشغولة عنه بتثبيت دعائمها المهتزة، و أوائل عهد الدولة العباسية التي تمد اليه بسبب من السلام أو الخصام، و آصرة من النسب، تخدمانه أو تخدمانها و هي ترفع شعار أهل البيت و الدفاع عن الدين، و بهذا أتيحت له حرية الجلوس لكل الناس، و التدريس لكل العلوم ، و أن تسيل الأباطح بأعناق المطي اليه من بقاع العالم، في حقبة ممتازة من التاريخ العالمي و الاسلامي. (6) أنه الامام الذي طمأن الخلفاء (الملوك) في الدولتين، و كانوا سفاحين غلاظ الأكباد، فهو كما يقول الشهرستاني و أبونعيم في الملل و النحل و حلية الأولياء: «ما تعرض للامامة قط، و لا نازع في الخفلافة أحدا. و من غرق في بحر المعرفة لم يطمع في شط، و من تعلي الي ذروة الحقيقة لم يخف من حط» [868] . (7) أنه الامام الذي أتيح له علي مدار ثلث قرن [869] من الزمان بعد موت أبيه سنة 114 أن يكون «الامام»، فامتد به عصر سلام، ضروري لنشر العلم، باطمئنان طالبه و واهبه،

و الدولة [ صفحه 231] التي ينتشر في رعاياها. هذه العناصر التي لم تجتمع لواحد من آبائه أو أبنائه جميعا هي التي سوغت لمن تبع فقه من الشيعة أن يطلقوا علي مذهبه: «المذهب الجعفري»، و ما هو في صميمه الا «مذهب علي»، وانما تخول السماء بركاتها لبعض الأسماء في شكل حظوظ، و كان الامام جعفر الصادق جديرا بنعمة السماء قدر ما صدق و كافح في خدمة الاسلام. و ما كان علي بحاجة الي ما يخلد اسمه، فالاسلام في أعظم أيامه يقترن باسم علي، قدر ما اقترن اسم علي بالنبي و بيت النبي. والمذهب يحمل اسم جعفر؛ لأنه صاحب مدرسة سقيت منه السنة الصحيحة، و مصادر الفقه العظيم، والمنهاج السياسي والاجتماعي و الاقتصادي الذي نهجه تابعوه، و روي ذلك كله الآلاف، و روي عنهم أمثالهم. و في الجدود - بمعني: الحظوظ - جد و جد، لكنها ليست خبط عشواء، فاسم «أمريكا» قد خلد اسم أمريجو فسپوتشي، لأن أمريجو فسپوتشي كان كاشفا حقيقيا لبعض شواطئها سنة 1499. و لم يغمط حظ الكاشف الثاني حق كرستوفو كولمبس [870] الكاشف الأول لها في سنة 1493، فاسم «كولومبوس» ما يزال يجري علي كل لسان، علي أنه كاشف العالم الحديث، و التاريخ كله يقدمه علي فسپوتشي. ولسنا في مقام مقارنات برجال، فعلي و جعفر فوق المقارنات، بما قدموا للعالم كله - وسيطه و حديثه - من عناصر الحضارة التي نقلت العالم من جهالات العصور القديمة و ظلمات العصور الوسطي الي الحضارة المعاصرة، علي عجلات التقدم، يحركها العلم [ صفحه 232] الصحيح، والاجتهاد الذي لا يتوقف. و كسب الأمم من علم الائمة، كاقتران أسماء أصحاب الكشوف بكشوفهم، و أرباب الابتكارات بفتوحهم، ليس

صدفة، و لا محض جزاء، و انما هو توفيق من الله للانسانية و للناس، لتكريم أمم و رجال فتحوا أرض الله لعباده، أو مكنوهم من أنعم السماء أو سنن الأنبياء، ليشجع الشجعان، و يستمر ضوء الفكر الانساني في اشراقه؛ حفزا للعزائم؛ و ظهورا للعلم. و منذ القرن الميلادي الماضي يطلق العلماء أسماء الرجال الذين يسروا للناس أسرار الطبيعة علي «مقاييس الطبيعة»: «الوات» [871] نسبة الي Watt، و الفرد نسبة الي Fataday، و الأمبير [872] نسبة الي Ampere، و الفولت [873] نسبه الي Volta، والأهم نسبة الي Ohm، و الميجاهرتز نسبة لهرتز Hartz، و رونتجن [874] نسبة الي Rontigen. و هم: انجليزيان، و فرنسي، و ايطالي ، و ثلاثة من الألمان. و أين تجربة أو تجارب، أو كشف أو كشوف، من شريعة بتمامها، و امام في الصدر من أئمتها، وطأ نصوصها، و أصل أصولها، و قعد القواعد لها، و أقام عليها دولا باقية بقاء الزمان، و مجتمعات خالدة بخلود الاسلام ، ينسب المذهب فيها الي صاحبه، فيكون المذهب «الجعفري» أو المذهب «الامامي» المنسوب الي الامام جعفر، والي القول بامامة الائمة الاثني عشر. [ صفحه 236]

المدرسة الكبري

اشاره

يا أهل بيت رسول الله حبكمو فرض من الله في القرآن أنزله كفاكمو من عظيم القدر منزلة من لم يصل عليكم لا صلاة له [875] . [ صفحه 237]

مقدمة

اشارة

في هذا الباب محاولة لرسم خطوط تقريبية للبنيان العظيم لفكر الشيعة الجعفرية (الاثني عشرية أو الامامية) الذي كان الامام الصادق في طليعة بناته، والذي يحمل اسمه ، و ان شاركت في رفع صرحه مدرسة كاملة من السابقين عليه، و الآخذين اخذه، من تلاميذه و تلاميذهم. بدأت بالنبي عليه الصلاة و السلام مدينة العلم، و علي بابها، و تتابع فيها الصحابة العظماء، و التابعون، و تابعوا التابعين، و في الأجيال الثلاثة: الامام علي و الحسن و الحسين، ثم زين العابدين فالباقر فالصادق. ثم تلمذ للامام الصادق فريق المخضرمين ممن تعلموا علي أبيه أو أبيه وجده، و من الشباب الذين تعاونت قرائحهم فيب تفتيق الكلام في العقيدة، و تشقيق المعاني في الفقه، ليصبحوا للذين جاء وا بعدهم - حتي اليوم - علامات علي الطريق. و في مشيخة هذه المدرسة ورد الفصل الأول. والفصل الثاني يتناول أمورا أساسية في فكر المدرسة، دون حصر لتفاصيله، أو تطرق للاختلاف عليه بينهم و بين أهل السنة، أو بينهم و بين فرقهم، حتي لا نخرج من اطار الصورة التي نحاول رسمها، و تنقيتها مما تبرأ منه الشيعة، و تقع التبعات فيه علي الغلاة المطرودين. و قد خصصنا بالبيان في هذا الفصل مسألتين أصوليتين، لكل منهما أثر في الفقه، سواء [ صفحه 238] أكان فقه معاملات أم فقه عبادات، فبدأنا ب «الحديث» و شروط قبوله، و ثنينا ب «الامامة». و أضفنا كلمات عن مسائل خلافية بين المذهب الجعفري و بين غيره المذاهب التي

تتقاسم أهل السنة، تخيرناها من شتي مناحي التفكير الفقهي، لتتم أبعاد الصورة للقاري ء، و يزداد جانبها الخلفي جلاء: أن الدين واحد عند أهل السنة و الشيعة. [ صفحه 239]

المدرسة الكبري

اشاره

«ما ذا لقينا من أبناء علي، اذا أحببناهم قتلنا، و اذا عاديناهم دخلنا النار» [876] . (الشعبي) أخذ الفروع و الأصول عن الامام جعفر جمع غفير من ثقات الشيعة، و رووا ذلك لمن بعدهم علي سبيل التواتر القطعي، ورواه هؤلاء لمن خلفوهم قرنا بعد قرن. فالصادق يروي علم من قبله، و يروي الائمة من أبنائه علمه، كما يرويه تلامذته، فهو الحلقة التي تتوسط السلسلة، أو العروة الوثقي بين كتب آبائه و بين ما كتب بعده «الامامية».

المصحف الخاص أو كتاب الأصول

آلي أميرالمؤمنين علي نفسه بعد الفراغ من تجهيز الرسول صلي الله عليه و آله، ألا يرتدي الا للصلاة أو يجمع القرآن [877] ، فجمعه مرتبا علي حسب النزول، و أشار الي عامه و خاصه، و مطلقه و مقيده، و محكمه و متشابهه، و ناسخه و منسوخه، و عزائمه و رخصه، و سننه و آدابه، و نبه علي أسباب النزول فيه. و من جلال شأن هذا الكتاب قال فيه محمد بن سيرين : «لو أصبت هذا الكتاب كان فيه [ صفحه 240] العلم» [878] فهو كما يظهر من محتوياته مصحف خاص، و كتاب أصول من صنع علي. و الجامعة [879] : كتاب طوله سبعون ذراعا، من املاء النبي و خط علي، فيه ما يحتاجه الناس من حلال و حرام و غيره، حتي ليصل في التفصيل الي أرش الخدش (التعويض عنه). و قد وصفها بذلك الباقر و الصادق، و شهدها عندهما الثقات من أصحابهما، و منهم: أبوبصير. قال الصادق: «أما والله عندنا ما لا نحتاج الي أحد، والناس يحتاجون الينا، ان عندنا الكتاب باملاء رسول الله صلي الله عليه و سلم و خط علي بيده، صحيفة طولها سبعون ذراعا، فيها

كل حلال و حرام» [880] . و قال: «ان الجامعة لم تدع لأحد كلاما، فيها الحلال والحرام، ان أصحاب القياس طلبوا العلم بالقياس، فلم يزدهم من الحق الا بعدا، و ان دين الله لا يصاب القياس» [881] . و لقد دعا الخليفة أبوجعفر المنصور بكتاب علي هذا، فجاء به الامام الصادق وقرأ فيه: «أن النساء ليس لهن من عقار الرجل اذا توفي عنهن شي ء» و قال أبوجعفر: هذا والله خط [ صفحه 241] علي و املاء رسول الله صلي الله عليه و سلم [882] . و أبوجعفر من العلماء كما قال عنه مالك امام المدينة، و كما أقر له الجاحظ كبير النقدة، فهو قد يقسم لأنه قرأ كتابة قبل ذلك لعلي، أو لأن لديه من العلم ما يعرفه أنها باملاء النبي. و كتاب الديات: و هو يغطي ما يسمي في الفقه المعاصر المسؤولية المدنية عن الفعل الضار بالجسم، أورد محتوياته ابن سعد في كتابه المعروف بالجامع، وروي عنه أحمد بن حنبل في المسند الأعظم، و ذكره البخاري و مسلم، ورويا عنه.

مصحف فاطمة

و من التراث العلمي عند الشيعة ما يسمي مصحف فاطمة [883] حدثوا عن الصادق اذ سئل عنه: «أن فاطمة مكثت بعد رسول الله خمسة و سبعين يوما، و كان قد دخلها حزن علي أبيها، و كان جبريل يأتيها فيحسن عزاءها و يطيب نفسها، و يخبرها بما يكون بعدها في ذريتها، و كان علي يكتب ذلك، فهذا مصحف فاطمة» [884] . فليس هذا مصحفا بالمعني الخاص بكتاب الله تعالي، و انما هو أحد المدونات.

التدوين

يروي «الصدوق» في الأماني: أن رسول الله صلي الله عليه و آله قال: «المؤمن من اذا مات ترك ورقة واحدة عليها علم، تكون تلك الورقة يوم الاقيامة سترا بينه و بين النار» [885] . [ صفحه 242] و في حياة النبي أو حياة علي، اقتدت بعلي شيعته في التدوين، أو قل: هديت لتنفيذ أمر الرسول، يقول ابن شهرآشوب: «أول من صنف في الاسلام علي بن أبي طالب، ثم سلمان الفارسي، ثم أبوذر» [886] و الاثنان شيعة علي. و السيوطي يروي: أن عليا و الحسن بن علي ممن أباحوا كتابة العلم بين الصحابة و فعلوها [887] . و ألف أبورافع - مولي الرسول، و صاحب بيت مال علي باكوفة - كتاب السنن و الأحكام و القضايا [888] يقول موسي [889] بن عبدالله بن الحسن: سأل أبي رجل عن التشهد، فقال أبي: هات كتاب أبي رافع، فأخرجه فأملاه علينا [890] . أما علي بن أبي رافع فكتب كتابا في فنون الفقه علي مذهب أهل البيت - أي آراء علي بن أبي طالب - و كانوا يعظمون شأن هذا الكتاب، و يحملون شيعتهم عليه [891] . و من الشيعة: زيد الجهضمي، حارب مع علي، و ألف كتابا يحوي خطبه. و

منهم : ربيعة بن سميع، له كتاب في زكاة النعم [892] . [ صفحه 243] و منهم: عبدالله بن الحر الفارسي، له لمعة في الحديث، جمعها في عهد رسول الله [893] . و منهم: الأصبغ بن نباته [894] صاحب علي، روي عنه عهده [895] الي الأشتر النخعي [896] ، و وصيته الي ابنه محمد بن الحنفية [897] . و منهم: سليم بن قيس الهلالي [898] صاحب أميرالمؤمنين، له كتاب في الامامة، و له مكانة عليا في المذاهب من حيث الأصول [899] . [ صفحه 244] و ذات يوم كان الحكم بن عيينة [900] عند الباقر يسأله فقال: «يا بني، قم فأحضر كتاب علي، فأحضر كتابا مدرجا عظيما ففتحه، و جعل ينظر حتي أخرج المسألة، و قال: «هذا خط علي، و املاء رسول الله» و أقبل علي الحكم و قال: «اذهب أنت و سلمة و المقداد حيث شئتم يمينا و شمالا، فو الله لا تجدون العلم أوثق منه عند قوم كان ينزل عليهم جبريل» [901] . و من قبل الامام الباقر وجدت عند الامام زين العابدين الصحيفة المسماة الصحيفة الكاملة [902] و عن زين العابدين آلت الي الشيعة رسائل عدة، منها: رسالة الحقوق [903] ، و رسالة [904] الي ابن شهاب الزهري [905] . [ صفحه 245] و كذلك ألف عمرو بن أبي المقدام [906] جامعا في الفقه، يرويه عن الامام زين العابدين [907] . فلما صارت الامامة للصادق حض علي تدوين العلم أيا كان موضوعه [908] ، دينيا أو دنيويا، فقه عبادات أو معاملات أو علوما تطبيقية، و كان يقول: «القلب يتكل علي الكتابة» [909] . و كان يملي علي تلاميذه، و يجيئهم بالدواة و القرطاس، و يقول:

«اكتبوا فانكم لا تحفظون حتي تكتبوا» [910] . و يلتمس سفيان الثوري اليه أن يحدثه بحديث خطبة الرسول بمسجد الخيف، و يرجوه ليأمر له بقرطاس و دواة ليثبته، فيأمر له، ثم يمليه: «بسم الله الرحمن الرحيم، خطبة رسول الله في مسجد الخيف، نضر الله عبدا سمع مقالتي فوعاها، و بلغها من لم تبلغه: يا أيها الناس، ليبلغ الشاهد منكم الغائب، فرب حامل فقه ليس بفقيه، و رب حامل فقه الي من هو أفقه منه» [911] . [ صفحه 246] و كتب عبدالله الحلبي [912] كتابا عرضه علي الصادق، فصححه و استحسنه، و سنري حفيده الامام العسكري يعرض عليه يونس بن عبدالرحمان [913] كتاب «يوم و ليلة» [914] فيصححه و يأمر بالعمل به. و لما غاب «المهدي» في النصف الثاني من القرن الثالث، أحوجت «الغيبة» الي الرجوع للمدونات التي تزخر بها خزائن الشيعة، اذ لم يكن لديهم امام ظاهر يسألونه، و كثرت الكتابة عندهم في القرن الرابع. كان أول المستفيدين بالتدوين الباكر أولئك الذين يلوذون بالائمة من أهل البيت، فيتعلمون شفاها أو تحريرا، أي من فم لفم أو بالكتابة . فما تناقلته كتب الشيعة من الحديث [ صفحه 247] هو التراث النبوي في صميمه، بلغ الشيعة في يسر طوع لعلمهم الازدهار، في حين لم يجمع أهل السنة هذا التراث الا بعد أن انكب عليه علماؤهم قرنا و نصف قرن حتي حصلوا ما دونوه في المدونات الأولي، ثم ظلوا قرونا أخري يجوبون الفيافي و القفار في كل الأمصار، فتطابقت السنة - في مجموعها - عند هؤلاء و أولاء، الا أمورا لا تتصل بأصل الدين، و خلافات في الفروع ليست بدعا في الأمة. و ربما كان اختلاف مذاهب

أهل السنة فيما بينهم و بين أنفسهم أكثرا ظهورا في بعض المسائل من خلافهم فيها مع فقهاء الشيعة. و اذا لا حظنا أن من الرواة من قيل: انه روي عشرات الآلاف من الحديث عن الامام [915] ، تجلت كفاية التراث الموثوق به عند الشيعة لحاجات الأمة. و اذا لا حظنا توثيق الشافعي و مالك و أبي حنيفة و يحيي بن معين و أبي حاتم و الذهبي للامام الصادق [916] - و هم واضعوا شروط المحدثين، و قواعد قبول الرواية و صحة السند - فمن الحق التقرير بأن حسبنا أن نقتصر علي التفتيش عن رواة السنة عن الامام الصادق. و الشيعة يكفيهم أن يصلوا بالحديث الي الامام، لا يطلبون اسنادا قبل الامام جعفر، بل لا [ صفحه 248] يطلبون اسنادا قبل الائمة عموما؛ لأن الامام بين أن يكون يروي عن الامام الذي أوصي له، و بين أن يكون قرأ الحديث في كتب آبائه، الي ذلك فان ما يقوله سنة عندهم، فهو ممحص من كل وجه، فليست روايته للحديث مجرد شهادة به، بل هي اعلان لصحته. و اذ كان ما رواه الصادق، رواية الباقر، و رواية السجاد عن الحسين عن الحسن، أو عن علي عن النبي [917] ، فهذا يصحح الحديث علي كل منهج، فالثلاثة الأخيرون من الصحابة المقدمين، يروون عن صاحب الرسالة، اذ يروي الحسن و الحسين عن علي عنه. و لا مرية كان منهج علي و من تابعه في التدوين خيرا كبيرا للمسلمين، منع المساوئ المنسوبة الي بعض الروايات، و أقفل الباب دون افتراء الزنادقة والوضاعين، فالسبق في التدوين فضيلة الشيعة، و لما أجمع العلماء بعد زمان طويل علي الالتجاء اليه كانوا يسلمون بهذه الفضيلة - بالاجماع

- لعلي و بنيه. و السنة شارحة للكتاب العزيز، و هو مكتوب باملاء صاحب الرسالة. فهي كمثله حقيقة بالكتابة. انما كان المحدثون من أهل السنة في القرون الأولي مضطرين لسماع لفظ الحديث من الأشياخ أو عرضه عليهم، لأن السنن لم تكن مدونة [918] ، فكانت الرحلة الي أقطار العالم لتلقي [ صفحه 249] الحديث علي العلماء وسيلتهم الأكيدة، و لم يغير ذلك النظر انتشار التدوين في نهاية القرن الثاني و منتصف الثالث، و كثرة الحديث المدون في المسانيد و المجاميع و الصحاح التي ألفت بعد تلك الفترة، و منها: مسند أحمد بن حنبل (241) حوي ثلاثين ألفا دون المكرر، اختارها من ثلاثة أرباع مليون، جمعها من أفواه العلماء من أقصي الأرض و أدناها، و حدث بها تلاميذه لينقلوها الي الأجيال التالية. و كان في أواخر أيامه يستوثق لنفسه، فيروي للناس الحديث و يطلب المسند يقرأ فيه. ثم جاءت أجيال تأخذ الحديث من الصحف الموثوق بصحة صدورها من صاحبها دون أن يرتحل اليه، و هذا ما أطلقوا عليه الوجادة [919] - (لفظ مولد من «وجد» غير مسموع من العرب) يقولون: وجدنا بخط فلان. و في القرن الرابع اعتبر ابن يونس الصفدي [920] (347) اماما حافظا للحديث و ان لم يرحل. قلنا في كتابنا «أحمد بن حنبل امام أهل السنة»: [921] و البعض من المحدثين لم يكونوا [ صفحه 250] يروون عن الامام جعفر الصادق؛ لأنه يحدث بما قرأه في الكتب...، سئل أبوبكر بن عياش، و هو من أول أشياخ أحمد: لماذا لم تسمع من جعفر و قد أدركته؟ قال: سألناه عما يحدث من الأحاديث، أشي ء سمعته؟ قال: «لا، لكنها رواية رويناها عن آبائنا» [922] ، و عقبنا

ذلك بقولنا: والشافعي [923] و يحيي بن معين [924] متفقان علي توثيقه [925] ، و هو شيخ مالك. و ليس بعد هؤلاء أدلة علي جواز طريقة الامام جعفر مع علمه الضخم في كل باب. و في كتابنا «الامام الشافعي» [926] أجملنا الكلام عن موضع الامام من الاسلام كله في كلمات: «الامام جعفر... يمثل صميم الاسلام.. يجتمع في نسبه النبي عليه الصلاة و السلام و أبوبكر و علي، و هو امام في الدين و الفقه، و بحر في العلوم الطبيعية.» و هذا البحر، و القطعة من الاسلام و المسلمين الثلاثة الأولين - بل الأربعة الأولين و فيهم أم المؤمنين خديجة - امام يهتدي بهديه و اجتهاده أئمة أهل السنة كافة. أما الشيعة الامامية فقول الامام المعصوم يجري عندهم مجري قول النبي من كونه حجة علي العباد، و لقد توسع علماؤهم في اصطلاح السنة الي ما يشمل «قول كل واحد من المعصومين و فعله و تقريره» [927] . [ صفحه 251] فالائمة المعصومون ليسوا بهذه المثابة من قبيل رواة السنن، بل هم منصوبون من الله تعالي، علي لسان النبي، لتبليغ الأحكام عن طريق الالهام، كالنبي بطريق الوحي اليه و هو خاص به، أو عن طريق التلقي من المعصوم الذي يسبق. أما فعل المعصوم فدليل علي الاباحة، و أما تركه فدليل علي عدم الوجوب [928] . و تآليف الامام الصادق كثيرة، منها: رسالة في شرائع الدين، و وصاياه للامام الكاظم و رسالة في الغنائم و وجوب الخمس [929] ، و توحيد المفضل [930] ، و كتاب الاهليلجة [931] ، و كتاب مصباح الشريعة، و كتاب مفتاح الحقيقة، و رسالة الي أصحابه [932] ، و رسالة الي أصحاب الرأي

و القياس، و رسالة لمحمد بن النعمان [933] ، و أخري لعبدالله بن جندب [934] و رسالة في وجوه المعايش [ صفحه 252] للعباد [935] و وجوه اخراج الأموال [936] ، و رسالة في احتجاجه علي الصوفية فيما ينهون عنه من طلب الرزق [937] ، و رسالة حكم قصيرة [938] . و الرسالتان الأخيرتان عملان أساسيان في الاقتصاد و الاجتماع، يدلان علي منهاج الامام في صلاح الدنيا بالعمل و العبادة معا. و ثمة الرسائل العلمية [939] المقترنة بجابر بن حيان [940] . أما كتاب الجفر [941] المنسوب الي الامام الصادق، فيقول عنه ابن خلدون ((732-806)(1332 [ صفحه 253] - 1406): «و اعلم أن كتاب الجفر كان أصله أن هارون ابن سعيد البجلي [942] - و هو رأس الزيدية - كان له كتاب يرويه عن جعفر الصادق، و فيه علم ما سيقع لأهل البيت علي العموم، و لبعض الأشخاص منهم علي الخصوص. وقع ذلك لجعفر ونظائره من رجالاتهم علي طريق الكرامة و الكشف الذي يقع لمثلهم، و كان مكتوبا عند جعفر في جلد ثور صغير، فرواه عنه هارون البجلي و كتبه و سماه الجفر باسم الجلد الذي كتب عليه، لأن الجفر في اللغة هو الصغير، و صار هذا الاسم علما علي الكتاب عندهم، و كان فيه تفسير القرآن، و ما في باطنه من غرائب المعاني مروية عن جعفر الصادق، و هذا الكتاب لم تتصل روايته، و لا عرف عينه، و انما يظهر منه شواذ من الكلمات لا يصحبها دليل، ولو صح السند الي جعفر الصادق لكان نعم المستند من نفسه أو من رجال قومه، فهم أهل الكرامات، و قد صح عنه أنه كان يحذر بعض قرابته بوقائع تكون

لهم، فتصبح كمال يقول» [943] . و الروايات متضافرة علي أن «الجفر» غير «الجامعة» [944] ، و البعض يقول: ان الجفر من مؤلفات علي أملاه عليه النبي [945] . و هو جفران [946] الأبيض و هو وعاء [947] من أدم فيه علوم الأنبياء و الوصيين و الذين مضوا من [ صفحه 254] علماء بني اسرائيل، والأحمر [948] فيه علم الحوادث والحروب. كان تلاميذ الصادق مدونين كبارا، فلقد عاشوا في عصر نهضة علمية كبري أعجب بها العالم، تبارت فيها يراعات المدونين، و دارت عجلات التدوين كهيئة مادارت عجلات الطباعة عند ظهور المطبعة، بدأها عمر بن عبد العزيز علي رأس القرن اذ أمر بتدوين السنة، و تابعها علماء الأمة من أهل السنة. و من بعد وفاة الصادق في عام 148 دون أربعة آلاف من التلاميذ في كل علومه، و من جملتها ما يسمي «الأصول الأربعمائة»، و هي أربعمائة مصنف لأربعمائة مصنف من فتاوي الصادق، و عليها مدار العلم و العمل من بعده، و خير ما جمع منها كتب أربعة هي مرجع الامامية في أصولهم و فروعهم الي اليوم، و هي: «الكافي» و «من لا يحضره الفقيه» و «التهذيب» و «الاستبصار» [949] . [ صفحه 255] - «و الكافي» [950] للكليني، أبي جعفر محمد بن يعقوب الكليني (329)، أعظمها و أقومها، و أحسنها و أتقنها، فيه (16190) حديثا ألفه الكليني في عشرين سنة. - و أما كتاب «من لا يحضره الفقيه» [951] فوضعه ابن بابويه القمي، محمد بن علي بن موسي بن بابويه القمي [952] الملقب بالصدوق (دخل بغداد سنة 350، و مات بالري سنة 381)، و فيه (5963) حديثا، و هذا الكتاب أهم مؤلفاته، مع أنه ألف ثلاثمائة كتاب.

- و أما «التهذيب» [953] و «الاستبصار» [954] فوضعهما بعد نحو قرن محمد بن الحسن بن علي [ صفحه 256] الطوسي (460) الملقب ب «شيخ الطائفة». و كان فقيها في مذهبي الشيعة و أهل السنة. و في التهذيب (13590) حديثا، و في الاستبصار (5511) حديثا. دخل الطوسي [955] بغداد سنة 408 و استقر بها في أيام الشيخ المفيد [956] محمد بن النعمان (336 - 411) صاحب «شرح عقائد الصدوق» و «أوائل المقالات». و نحو مائتي مؤلف. و تلمذ الطوسي بعد موت الشيخ المفيد للشريف المرتضي [957] ، فنجب في مدرسة الشرف، و في «دار العلم» [958] التي أنشأها، و كان يجري عليه اثني عشر دينارا في الشهر طوال ملازمته له حتي وفاة المرتضي، و انتفع بكتب المرتضي و الكتب التي حوتها مكتبته، فألف في كل [ صفحه 257] علوم الاسلام، و اجتهد الاجتهاد المطلق، فكان حجة في فقه الشيعة و السنة. و من أجل آثاره: تدريسه في مجالسه، و أماليه بالنجف الأشرف في جوار مشهد أميرالمؤمنين علي. و بهذا افتتح عصر العلم النجف الأشرف، فصار صنوا للأزهر الأغر - الذي أقامته دولة من دول الشيعة - و المعهدان هما اللذان حفظا علوم الاسلام. فالطوسي، و الشريفان: الرضي و المرتضي، و الشيخان: المفيد و الصدوق [959] ، و الكليني [960] ، قد وصلوا ما انقطع من التأليف منذ عصر الامام الاصادق حتي منتصف القرن الخامس، ليستمر التيار في التدفق. و الشريفان في مدرسة جدهما صنوان، أبوهما أبوأحمد الموسوي [961] (نسبة الي جده الامام موسي الكاظم). و فيه قول ابن أبي الحديد شارح نهج البلاغة للشريف الرضي: كان أبوه: أبوأحمد، جليل القدر، عظيم المنزلة في دولة بني العباس و بني

بويه، و لقب بالطاهر ذي المناقب، و لقبه أبونصر بن بويه [962] بالطاهر الأوحد، ولي نقابة الطالبيين عدة دفعات، كما ولي النظر في المظالم، و حج بالناس مرارا علي الموسم. عاش أبوأحمد طوال القرن الرابع (304 - 400) و كان يستخلف علي الحج ولديه: الرضي و المرتضي. [ صفحه 258] والشريف الرضي [963] (358-406) هو شاعر العربية الشهير، و جامع «نهج البلاغة» الأشهر، من خطب أميرالمؤمنين علي، تولي نقابة الطالبيين في حياة أبيه و من بعده، و تولي النيابة عن الخليفة العباسي. فهذه ولاية ينفرد بها في التاريخ، تجمع بين نقابة الطالبيين و بين نيابة الخلافة السنية. و للشريف الرضي تآليف عظيمة في تفسير القرآن منها: (1) تلخيص البيان في معجزات القرآن (2) حقائق التأويل و متشابه التنزيل (3) معاني القرآن، كذلك له (4) مجازات الآثار النبوية (5) خصائص الأئمة. أما الشريف المرتضي (436) فيقول عنه الثعالبي [964] في «يتيمة الدهر» [965] - و هما متعاصران -: «انتهت الرئاسة اليوم ببغداد الي المرتضي في المجد و الشرف و العلم و الأدب و الفضل و الكرم، وله شعر نهاية في الحسن، و مؤلفاته كثيرة، منها: أمالي المرتضي، الشافي، تنزيه الأنبياء، المسائل الموصلية الأولة، مسائل أهل الموصل الثانية، مسائل أهل الموصل الثالثة، المسائل الديلمية، المسائل الطرابلسية الأخيرة، المسائل الحلبية الأولة، المسائل الجرجانية، المسائل الصيداوية، و تآليف أخري كبيرة في الفقه و القياس و رفضه. و قد شرح تلميذه الطوسي أكثر من مؤلف له». و من أعظم آثاره انشاء «دار العلم» ببغداد، و رصده الأموال عليها، و اجراؤه العطاء علي التلاميذ و اطعامهم و اسكانهم، و كان يتبع «دار العلم» هذه مكتبته التي تحوي أكثر من ثمانين ألف مجلد.

و حسبه أن يكون الطوسي من تلاميذه. [ صفحه 259] و في آثار هذا السلف العظيم تتابع ركب العلماء و المؤلفين الفحول يخلدون فقه الاسلام.

مشيخة العلماء

كان مع الكتاب التي آلت عن علي و معاصريه مؤلفات، كبيرة أو صغيرة، وضعها من جاءوا بعده، و سير لهذا الثبت الضخم من شيعته من الصحابة و التابعين و تابعي التابعين. فهذا هو التراث التاريخي للشهداء و أشياع الشهداء، لا تكف الأمة عن ترديده، جهرة و خفيفة، يتصدرهم الصحابة العظماء، و اليك بعض الأسماء: سلمان الفارسي، (و الذي يطلق عليه سلمان المحمدي [966] ، و أبوذر أصدق الناس لهجة [967] ، و عمار الذي تقتله الفئة الباغية [968] ، و هو في التسعين يحارب مع علي، والعباس بن عبدالمطلب، و أبوأيوب الأنصاري [969] ، و المقداد بن الأسود الكندي [970] الذي قال لعلي يوم [ صفحه 260] بيعة السقيفة: «ان أمرتني ضربت بسيفي، و ان أمرتني كففت»، قال: «اكفف» [971] و خزيمة ذو الشهادتين [972] ، و أبوالتيهان [973] و عبدالله و الفضل [974] ابناالعباس، و بلال بن رباح [975] ، و هاشم بن عتبة المرقال [976] ، و أبان [977] و خالد [978] ابنا سعيد بن العاص، و أبي بن كعب [979] سيد القراء. [ صفحه 261] و أنس بن الحارث بن نبيه [980] ، و عثمان [981] و سهل [982] ابنا حنيف، و بريدة [983] ، و حذيفة [984] ، و قيس بن [ صفحه 262] سعد بن عبادة [985] رئيس الأنصار، و هند بن أبي هالة [986] - أمه أم سلمة [987] أم المؤمنين - و جعد بن هبيرة المخزومي [988] - أمه أم هاني ء بنت أبي طالب - و جابر

بن عبدالله الأنصاري. و سيجري في آثار الصحابة: التابعون لهم و تابعو التابعين، فيضيفون الي التراث العظيم آثار رجال عظماء منهم، من أشياع علي: الأحنف بن قيس، سويد بن غفلة، الحكم بن عيينة، سالم بن أبي الجعد، علي بن أبي الجعد، السعيدان [989] ابن جبير و ابن المسيب، يحيي بن [ صفحه 263] نظير العدواني [990] ، الخليل بن أحمد الفراهيدي [991] مؤسس علم العروض، أبومسلم معاذ بن مسلم الهراء مؤسس علم الصرف. و في مدرسة التابعين هذه برز أبوهاشم؛ عبدالله بن محمد بن الحنفية ابن أميرالمؤمنين. و أبوهاشم أول من تكلم في علم الكلام، و من بعده نشأت مدرسة المعتزلة، يتزعمها واصل بن عطاء و عمرو بن عبيد، و بأبي هاشم تبدأ مدرسة المتكلمين من الشيعة. و من جيل التابعين: هشام بن محمد بن السائب الكلبي [992] ، و أبومخنف الأزدي [993] المؤرخان. و يتوالي موكب العلم العظيم من عهد علي، و تتعالي أصوات الدعاة العظماء للمذهب [ صفحه 264] الشيعي؛ كالنابغة الجعدي [994] : شهد صفين مع أميرالمؤمنين، و له فيها أشعاره المشهورة، و كان معه عروة بن زيد الخيل [995] ، و لبيد بن ربيعة [996] ، و كعب بن زهير [997] صاحب قصيدة «بانت سعاد»، و من بعدهم: الفرزدق و كثير عزة من شعراء القرن الأول، ثم الكميت، و قيس بن ذريح [998] ، و السيد الحميري [999] ، و دعبل الخزاعي، و أبوتمام [1000] ، و البحتري [1001] ، وديك الجن [1002] . [ صفحه 265] و الحسين بن الضحاك [1003] ، و ابن الرومي [1004] ، و الأشجع [1005] السلمي [1006] . [ صفحه 266] و علم أهل البيت علم كل الأمة، فأمير المؤمنين علي

في قمة السند عند الجميع، من سنة و شيعة، لكن الذين ينقلون عنه - من الشيعة أو أهل السنة - محل تفاوت. فالشيعة لا يقبلون كلمة ممن حارب عليا أو ظلمه من اصحابة أو التابعين، و أهل السنة، مع اختلافهم من ناحية شروط الرواية و الراوي، لا يقبل بعضهم ما لا يصل اليه بطريقته، و يتشكك بعضهم في بعض ما يرويه الشيعة؛ لأمور تتعلق بالسند أو بالمتن أو براويه من الشيعة. و في أسناد الشيعة فحول - بكل المقاييس - في العدالة و النزاهة و العلم، تتردد أسماؤهم عالية في كتب الحديث و الصحاح التي يقوم عليها العلم عند أهل السنة. و الحق أن «جوهر الحديث النبوي» واحد عند هؤلاء و أولاء، مع تعدد الطرق.

و من هؤلاء

- الحارث بن عبدالله الهمداني [1007] (65) صاحب أميرالمؤمنين علي و خاصته، حديثه في [ صفحه 267] كتب السنن الأربعة، قال ابن سيرين: «كان من أصحاب ابن مسعود، خمسة يؤخذ عنهم، أدركت أربعة منهم وفاتني الحارث، فلم أره. و كان يفضل عليهم، و كان أحسنهم، و يختلف في هؤلاء أيهم أفضل: علقمة و مسروق و عبيدة» [1008] . - علقمة بن قيس النخعي [1009] (62) عم الأسود و أخويه أبناء يزيد، كان من أولياء آل محمد، و الشهرستاني يعده من الشيعة، فهو قد شهد صفين مع أميرالمؤمنين، و استشهد فيها أخوه أبي [1010] ، و خضب علقمة سيفه من دماء الخوارج، و لم يزل عدوا لمعاوية حتي مات. و مكانة علقمة عند أهل السنة من المسلمات، كان عنده كل علم ابن مسعود [1011] . و في بيت علقمة نشأت مدرسة النخعيين، و فيها نجب ابراهيم بن يزيد [1012] ، واسطة العقد في

فقه العراق [1013] . [ صفحه 268] - ظالم بن عمرو [1014] ، قاضي البصرة لعلي (أبوالأسود الدؤلي) (69). احتج به أصحاب الصحاح الستة [1015] ، و هو واضع علم النحو. و مكان النحو من اللغة، و مكانة اللغة من القرآن و السنة و كل علوم الأمة، يضعان أباالأسود في أعلي مكان. - عبدالله بن شداد بن الهاد [1016] (81)، أمه سلمي بنت عميس أخت أسماء أم عبدالله بن جعفر و محمد بن أبي بكر و يحيي بن علي. و هو أخو عمارة بن حمزة لأمه، و حمزة بطل أحد و شهيدها. روي عن علي و أمي المؤمنين: عائشة و ميمونة. خرج مع القراء أيام ثورة ابن الأشعث فقتل يوم دجيل [1017] . احتج بحديثه أصحاب الصحاح، و سائر الأئمة أصحاب المسانيد [1018] . - سليمان بن صرد الخزاعي [1019] (65) كبير الشيعة في عصره [1020] ، و بطل من أبطال صفين. يحتج به المحدثون، و حديثه عن رسول الله بلا واسطة، [ صفحه 269] أو بواسطة الصحابي جبير بن مطعم، موجود في صحيحي البخاري و مسلم. و حديثه في غيرهما كثير [1021] . و هو أميرالتوابين [1022] الخارجين للثأر لدم الحسين، و كانوا أربعة آلاف، ساروا الي عبيدالله بن زياد و هو في سبعين ألفا، فتلاقوا في موضع يقال له: «عين الوردة» حيث استشهد سليمان عن ثلاثة و تسعين عاما و هو يحارب جيش عبيدالله بن زياد [1023] . أما عبيدالله بن زياد فقتله ابراهيم بن الأشتر النخعي بيده [1024] . - صعصعة بن صوحان العبدي [1025] ، أسلم في عهد النبي و لم يره، و هومن مشاهير خطباء العربية الذين خلدت بلاغتهم [1026] ، فهو تلميذ

في مدرسة أميرالمؤمنين، شهد معه «الجمل» و معه أخواه زيد و سيحان، و كانت الراية بيد سيحان يوم ذاك، فقتل، فأخذها زيد فقتل، فأخذها صعصعة و انتصر [1027] ، ثم شهد صفين مع أميرالمؤمنين. روي عن علي و ابن عباس، ونفاه المغيرة بن شعبة والي العراق بأمر معاوية الي الجزيرة في البحرين فمات، احتج به النسائي [1028] . [ صفحه 270] - عمرو بن وائلة [1029] أبوالطفيل (110)، كان صاحب راية المختار بن عبيد الثقفي، و هو آخر الصحابة موتا. قدم علي معاوية يوما فقال له: كيف وجدك علي خليلك أبي الحسن؟ (يقصد أميرالمؤمنين عليا) فأجاب: كوجد أم موسي علي موسي، و أشكو الي الله التقصير. قال معاوية: كنت فيمن حصر عثمان؟ قال: لا، ولكن فيمن حضره، قال معاوية: فما منعك من نصره؟! قال: فما منعك أنت من نصر عثمان؟ قال: لا، و لكن فيمن حضره، قال معاوية: فما منعك من نصره؟! قال: فما منعك أنت من نصر عثمان؟ كنت في أهل الشام وكلهم تابع لك فيما تريد؟ قال معاوية: أو ما تري طلبي لدمه نصرة له؟ قال: انك لكما قال أبوجعفر: لألفينك بعد الموت تطلبني و في حياتي ما زودتني زادا [1030] . و حديثه في صحيح مسلم، روي عن رسول الله، و عن علي و ابن مسعود و حذيفة بن اليمان و حذيفة بن سعد و ابن عباس و عمر و معاذ [1031] . - ابراهيم بن يزيد النخعي (95)، أبوه يزيد بن عمرو بن الأسود النخعي، و أخواله: الأسود [1032] و ابراهيم [1033] . [ صفحه 271] و عبدالرحمان [1034] أبناء يزيد بن قيس، يؤلفون - مع علقمة بن قيس - مدرسة النخعيين. وابن قتيبة يعتبر

ابراهيم من الشيعة [1035] و روايته في الصحيحين [1036] و عنه يروي حماد بن أبي سليمان، و عن حماد يروي أبوحنيفة. و من فحول القرن الثاني كثيرون، نختار منهم بعض الأسماء: - عطية العوفي [1037] (111) كان أبوه من أصحاب علي، و علي هو الذي أعطاه اسمه، ضربه الحجاج 400 سوطا لامتناعه عن سب علي (وحد الجلد مائة!) له ذرية نبلاء من الشيعة، منهم: الحسين بن الحسن بن عطية الذي ولي القضاء [1038] يحتج به أبوداود و الترمذي [1039] . [ صفحه 272] - جابر بن يزيد الجعفي [1040] (127) قالوا: انه كان يؤمن بالرجعة، و أحاديثه في مسلم [1041] ، و روي عنه النسائي [1042] و الترمذي [1043] و أبوداود [1044] و أخذ عنه شعبة. و من أجل قولهم عنه و وثاقته يروي ابن عبدالحكم عن الشافعي: «أن سفيان (بن عيينة) قال لشعبة: لئن تكلمت في جابر لأتكلمن فيك» [1045] . [ صفحه 273] - شعبة بن الحجاج [1046] (160) أول من فتش بالعراق عن أمر المحدثين. - عبدالرزاق بن همام [1047] (210) شيخ أحمد بن حنبل، و يحيي بن معين [1048] ، و اسحاق بن راهويه [1049] سئل يحيي - و هو أستاذ الجرح و التعديل - عن الرواية عن عبدالرزاق مع تشيعه، فقال: لو ارتد عن الاسلام ما تركنا حديثه [1050] . و كان عبدالرزاق يتكلم في عثمان. و ذكر أمامه معاوية مرة فقال: [1051] لا تقذروا مجالسنا [ صفحه 274] بذكر ولد أبي سفيان [1052] . - الأعمش: سليمان بن مهران الأسدي الكوفي [1053] (148). يحتج بن أصحاب الصحاح الستة [1054] و يروي عنه شعبة و جرير و السفيانان (الثوري امام الكوفة، و ابن عيينة

امام المدينة) بعث اليه هاشم بن عبدالملك ليكتب له مناقب عثمان و مساوئ علي، فأخذ القرطاس و أدخلها في فم شاة و قال للرسول: قل له هذا جوابه، قال الرسول: لقد أقسم أن يقتلني ان لم آت بجوابك! فكتب: «أما بعد، فلو كان لعثمان مناقب أهل الأرض ما نفعتك، ولو كان لعلي مساوئ أهل الأرض ما ضرتك، فعليك بخويصة نفسك، و السلام» [1055] . - ابن لهيعة (174) قاضي مصر [1056] يقول عنه سفيان: «عند ابن لهيعة الأصول، و عندنا [ صفحه 275] الفروع» [1057] . - شريك بن عبدالله النخعي القاضي [1058] (177). كان يقول: «علي خير البشر، فمن أبي فقد كفر» [1059] سأله الخليفة المهدي يوما: ماذا تقول في علي بن أبي طالب؟ قال: ما قال فيه جداك العباس و عبدالله، قال: ما لا قالا؟ قال شريك: أما العباس فمات و علي عنده أفضل الصحابة، و كان يري المسلمين يسألنه عما ينزل من النوازل، و ما احتاج هو الي أحد حتي لحق بالله. و أما عبدالله فانه كان يضرب بين يديه بسيفين، و كان في حروبه سيفا منيعا، و قائدا مطاعا. فلو كانت امامته علي جور كان أول من يقعد عنها أبوك لعلمه و فقهه في أحكام الله [1060] و لم يمض طويل وقت حتي عزل شريك [1061] . [ صفحه 276] - خالد بن مخلد القطواني (213) شيخ البخاري [1062] قال عنه أبوداود: صدوق، و لكن يتشيع [1063] . - هشيم بن بشير [1064] ، أول أشياخ أحمد بن حنبل المحدثين (163). - عبيدالله بن موسي العبسي [1065] (263) من مشايخ البخاري. [ صفحه 277] - معروف الكرخي [1066] (200) زعيم الصوفية. وصف ابن حنبل معروفا لابنه

عبدالله بن حنبل عندما سأله: هل عنده علم؟ فقال: كان عنده رأس الأمر كله: تقوي الله [1067] .

التلاميذ من الشيعة

صنف الحافظ أبوالعباس ابن عقدة [1068] كتابا جمع فيه رجال الصادق و رواة حديثه، و أنهاهم الي أربعة آلاف، و كتب من أجوبته أربعمائة مصنف. و أنما أمكنه من ذلك انقطاعه المخلص للتعليم عامة، و تعليم السنن و الفقه و التفسير خاصة، للشيعة و لغيرهم. كان الرواة من تلامذته [1069] و من غيرهم - كما يقول اليعقوبي - يروون عنه فيقولون: قال العالم. و كثيرا ما جلس في مجلس الامام المخضرمون الي جوار الجيل الجديد من المتفقهة، [ صفحه 278] و من الأولين: قيس الماصر [1070] ، و أبان بن تغلب؛ و مؤمن الطاق. و كثيرا ما درب التلاميذ بين يديه ليصنعوا علي عينيه: يفد علي المدينة وافد من الشام، فيعدو الي المجلس يناقشهم في «وجوب تنصيب الامام» فيتجارون في جداله حتي يسلم لهم. ثم يعلق الامام الصادق علي طريقتهم أو قدرتهم، فيقول لحمران بن أعين: «تجري الكلام علي الأثر فتصيب». ثم يلتفت لهشام بن سالم فيقول له: «تريد الأثر و لا تعرفه». و يلتفت الي الأحول (الطاقي) و يقول: «قياس رواغ، تكسر باطلا بباطل، لكن باطلك أظهر». و يقول لقيس الماصر: «تتكلم و أقرب ما تكون الي الخبر عن رسول الله. أنت و الأحوال قفازان حاذقان».. و أخيرا يقول لهشام بن الحكم: «يا هشام، لا تكاد تقع تلوي رجليك، اذا هممت بالأرض طرت، مثلك يكلم الناس، فاتق الزلة...» [1071] . و لقد يلاحظ المرء من ذلك تعدد طرقهم، و تفاوت علمهم، و نفاذ بصر الامام الي خصائصهم، و دوره في تصويب و تدريب كل منهم. و

هو لا يتركهم دون تشجيع: يشير الي زرارة بن أعين [1072] و بريد العجلي [1073] و أبي بصير المرادي [1074] و محمد بن مسلم [1075] فيقول: «لولا [ صفحه 279] هؤلاء لانقطعت آثار النبوة و اندرست» [1076] و كان في أسرة زرارة الحفاظ المدققون، يتصدرهم تلميذا الامام: الحسن و الحسين ابنا زرارة. و الامام يهب الأسرة جلال الذكري في التاريخ، فيقول: «لولا أسرة زرارة و نظرائه لانقطعت أحاديث أبي» [1077] . و هو اذ يثني علي أسرة زرارة، يشجع النظراء، و ربما لا يتركهم الامام دون تضييف: فالمستشرق رونلدسن [1078] يصور بعض مجالس الامام مع تلاميذه، فيقول ما تعريبه: و من الوصف الذي نقرؤهم عن اكرام جعفر الصادق ضيوفه في بستانه الجميل في المدينة، و استقباله الناس علي اختلاف مذاهبهم، يظهر لنا أنه كانت له مدرسة شبه سقراطية. و قد ساهم تلاميذه مساهمة عظمي في تقدم علمي: الفقه و الكلام، و صار اثنان من تلامذته و هما أبوحنيفة و مالك فيما بعد من أصحاب المذاهب الفقهية، و أفتوا بالمدينة أن اليمين التي أعطيت في بيعة المنصور لا تعتبر، ما دامت أعطيت بالاكراه. و يروي: أن تلميذا آخر من تلامذته و هو واصل ابن عطاء رئيس المعتزلة، جاء بنظريات في الجدل مما أدي الي اخراجه من حلقة تدريس الامام جعفر. و كان جابر بن حيان الكيماوي الشهير من تلامذته أيضا [1079] . [ صفحه 280]

اليك بعض الأسماء

- أبا بن تغلب [1080] (141) تلميذ زين العابدين و الباقر و الصادق، قال له الباقر: «اجلس في المسجد و أفت الناس، فأنا أحب أن يري في شيعتي مثلك» [1081] و قال له الصادق: «ناظر أهل المدينة، فأنا أحب أن يكون مثلك

من رواتي و رجالي» [1082] . كان اذا دخل علي الصادق عانقه، و أمر بوسادة تثني له، و أقبل عليه بكله [1083] و لما مات قال: «أما والله لقد أوجع قلبي موت أبان» [1084] . روي عن الصادق ثلاثين ألف حديث [1085] و هو - بهذه المثابة - شاهد علي التعاقب و الاستمرار و الشمول في علم أهل البيت. يعرف الشيعة بأنهم (الذين اذا اختلف الناس أخذوا بقول علي، و اذا اختلف الناس عن علي أخذوا بقول جعفر ابن محمد) [1086] فهو القائل في جعفر بن محمد: (ما سألته عن شي ء الا قال: قال رسول الله) [1087] . كان اذا جلس بالمسجد تقوضت اليه الحلق، و أخليت له سارية النبي، فيجيئه الناس يسألونه، فيجيئهم بمختلف الأقوال. ثم يذكر قول أهل البيت و يورد حججه [1088] و من أجل هذا [ صفحه 281] المنهج في التدريس كان الصادق يوصي التلاميذ بأن يعبوا من منابعه. يقول لأبان بن عثمان: [1089] «ايت أبان، فانه سمع عني ثلاثين ألف حديث، فاروها عنه» [1090] فهو لا يتردد في تفضيله حتي ليجعله طبقة بينه و بين سميه في الرواية عنه. و قد احتج بحديثه مسلم بن الحجاج في صحيحه، و أصحاب السنن الأربعة، و روي عنه سفيان بن عيينة شيخ الشافعي [1091] و له كتب شتي منها: كتاب في الأصول [1092] . - ثابت بن دينار [1093] (150)؛ أبوحمزة الثمالي، تلميذ الصادق [1094] و السدي المفسر [1095] يقول [ صفحه 282] فيه الرضا حفيد الصادق: أبوحمزة في زمانه كلقمان في زمانه [1096] . استشهد بنوه الثلاثة: حمزة و نوح و منصور في خروجهم مع زيد بن علي [1097] روي عنه الترمذي [1098]

. - و مؤمن الطاق [1099] كما يسميه الشيعة، نسبة الي «طاق المحامل» حيث كان متجره، أو «شيطان الطاق» [1100] كما يسميه فقهاء السنة، هو محمد بن علي بن النعمان الأحول، و يقال: ان أباحنيفة هو الذي لقبه بشيطان الطاق؛ لمناظرة جرت بين الخوارج و بينه أمام أبي حنيفة [1101] و الراجح أن خصومه سموه كذلك لعبقريته، أما الامام الصادق فيناديه بعبارة بارعة يرضاها الجميع: «يا طاقي» [1102] أو يقول: «صاحب الطاق» [1103] . [ صفحه 283] كان مناظرا لا يشق له غبار، رآه تلميذ آخر [1104] يناظر، و أهل المدينة يضيقون بمناظرته حتي قطعوا آراءه، و هو لا ينكف عن الجدل، فنبهه علي أن الامام ينهاهم عن الكلام، فالتفت اليه و قال: أو أمرك أن تقول لي؟ قال: لا، و لكنه أمرني أن لا أكلم أحدا، قال: اذهب فأطعه فيما أمرك. و سمع الصادق بالواقعة من التلميذ، فتبسم، بل هو قال له: «ان صاحب الطاق يكلم الناس فيطير، أما أنت ان قصوك لن تطير» [1105] . و يروي أنه ناظر زيد بن علي في امامة الامام الصادق [1106] . كان أبوحنيفة يتهمه بالرجعة، و هو يتهم أباحنيفة بالقول بالتناسخ [1107] تلاقيا بالسوق يوما و مع صاحب الطاق ثوب يبيعه، قال أبوحنيفة: أتبيعه الي حين رجعة؟ قال: ان أعطيتني كفيلا أن لا تمسخ قردا [1108] . و لما مات الامام الصادق قال له أبوحنيفة: مات امامك، فأجابه: لكن امامك لا يموت الا يوم القيامة، امامك ابليس [1109] . و له كتاب في مناظراته لأبي حنيفة [1110] . [ صفحه 284] - أبان بن عثمان بن أحمر البجلي [1111] ، يروي عن الصادق ثم عن الكاظم، وله

مؤلفات شتي، و ذكره ابن حبان في «الثقات». و هو علي رأس الستة الذين أجمع الشيعة علي تصحيح ما يصح عنهم، و الاقرار بالفقه لهم [1112] و هم: أبان، و جميل بن دراج، و عبدالله بن مسكان، وعبدالله بن بكير، و حماد بن عيسي، و حماد بن عثمان. - هشام بن الحكم (179)، نشأ بالكوفة، و دخل بغداد للتجارة و استقر بها، و لزم الامام الصادق، ثم صار خصيصا بالامام الكاظم. يقول عنه ابن النديم: هو من جلة أصحاب جعفر، و هو من متكلمي الشيعة ممن فتقوا الكلام في «الامامة» [1113] . عمل مدة من الزمان قيما بمجالس الكلام عند يحيي بن برمك وزير الرشيد، و كان أول أمره من أصحاب جهم بن صفوان [1114] ، ثم انتقل الي القول بالامامة في شبابه، فكان الصادق يدعو له: «لا تزال مؤيدا بروح القدس ما نصرتنا بلسانك» [1115] . و نفذ هشام الي المعتزلة من خلال (النظام)، و ظل أثره قويا في غير المعتزلة حتي ظهر المذهب الأشعري. و هشام هو الذي يقول: «ما رأيت مثل مخالفينا، عمدوا الي من ولاه الله من سمائه فعزلوه، و الي من عزله الله من سمائه فولوه» [1116] يقصد تبليغ علي سورة براءة بدلا [ صفحه 285] من أبي بكر، و قول جبريل للرسول: «لا يؤديها عنك الا أو رجل منك» [1117] . كان اذا قصد افحام معارضيه لم يثبت أمامه رجل، سمعه الرشيد في بعض مجالس يحيي بن برمك، و كان يحضرها من وراء ستر، فقال: «ان لسان هشام أوقع في نفوس الناس من ألف سيف» [1118] و لما فتك الرشيد بالبرامكة طلب هشاما، فاختفي، فأخذ به خلقا كثيرا، ثم أطلقهم بعد أن

مات هشام مستترا [1119] . و لم تكن مجالس المناظرات خالية من الخطر، يسأل هشاما سائل ذات يوم: أما علمت أن علينا نزاع العباس - جد الرشيد - الي أبي بكر؟ فأيهما كان الظالم لصاحبه؟ قال هشام فيما بعد: «قلت في نفسي: ان قلت: العباس بلغ ذلك الرشيد، و ان قلت: عليا ناقضت نفسي» قال هشام: لم يكن فيهما ظالم، قال السائل: أفيختصم اثنان، و هما محقان؟! قال هشام: نعم اختصم الملكان الي داود، و ليس فيهما ظالم، و انما أراد أن ينبهاه، كذلك اختصم هذان الي أبي بكر ليعلماه ظلمه [1120] فهو ينجو من المزالق، و يكرم الرجلين، و يفضل عليا علي أبي بكر. و من وصية الامام الصادق له قوله: «يا هشام، من أراد الغني بلا مال، وراحة القلب من الحسد، و السلامة في الدين، فليفزع الي الله في مسألته. ان كل له عقل، فمن عقل قنع بما يكفيه، و من قنع استغني، و من لم يقنع لم يدرك الغني أبدا...، يا هشام كما تركوا لكم الحكمة اتركوا لهم الدنيا...، العاقل لا يحدث من يخاف تكذيبه، ان الزرع ينبت في السهل....، من أحب الدنيا ذهب خوف الآخرة من قلبه» [1121] . و كان يحذره من التشبيه و التجسيم [1122] ، و قد كانت تبلغه عنه زلات في هذا الشأن، و مع [ صفحه 286] ذلك لا يكف عن تشجيعه، فيستعيده رواية ما وقع منه مع عمرو بن عبيد زعيم المعتزلة، و يستحي هشام، فيقول له الامام: «اذا أمرتكم بشي ء فافعلوا»، فيقول هشام: بلغني ما كان فيه عمرو بن عبيد و جلوسه في مسجد البصرة، فعظم ذلك علي، فخرجت اليه، و دخلت البصرة يوم الجمعة، و

أتيت المسجد، و اذا بحلقة عظيمة فيها عمرو...، و الناس يسألونه...، فقعدت في آخر القوم علي ركبتي، ثم قلت: أيها العالم، اني رجل غريب، تأذن لي في مسألة...، قلت: ألك عين؟ قال: نعم، فقلت: ألك أنف؟... ألك لسان؟... ألك أذن؟ قال: نعم، قلت: ألك قلب؟ قال: نعم، قلت: فما تصنع به؟ قال: أميز به كل ماورد علي هذه الجوارح و الحواس، قلت: أو ليس في هذه الجوارح غني عن القلب؟ قال: لا، قلت: لابد من القلب و الا لم تستيقن الجوارح؟ قال: نعم، فقلت: يا أبامروان، والله تعالي لم يزل جوارحك حتي جعل لها اماما يصحح لها الصحيح، و تتيقن به مما شكت فيه، و يترك هذا الخلق كلهم في حيرتهم و شكهم و اختلافهم، لا يقيم لهم اماما يردون اليه شكهم و حيرتهم، و يقيم لك اماما لجوارحك ترد اليه شكك و حيرتك؟! فسكت، ثم التفت الي و قال: أنت هشام بن الحكم...، فضحك الامام و قال: «من علمك هذا؟» قال: شي ء أخذته منك... قال: «هذا والله مكتوب في صحف ابراهيم و موسي» [1123] . و ظاهر أن طريقته كانت طريقة الامام في استعمال المحسوسات، و الاعتبار بها في الاثبات، و استعمال العقل بنزاهة في الاستدلال، و سنعرض لها فيما بعد. بلغت مؤلفات هشام سبعة عشر مؤلفا [1124] ، منها: كتاب «الامامة»، كتاب الوصية والرد علي من يطلبها، و كتاب الحكمين. - جابر بن حيان، أول من استحق في التاريخ لقب: كيميائي، كما تسميه أوربة المعاصرة [1125] و هو الذي يشير اليه الرازي [1126] (240-320) جالينوس العرب [1127] فيقول: «استأذنا [ صفحه 287] أبوموسي جابر بن حيان» [1128] و المؤرخون - الا بعضا غير

المسلمين [1129] - متفقون علي تلمذته للامام [1130] ، و علي صلته أو تأثره به في العلم و العقيدة، و أكثرهم علي أنه صار بعد موت الامام من الشيعة الاسماعيلية، يقول في كتابه «الحاصل»: (ليس في العالم شي ء الا و فيه من جميع الأشياء، و الله لقد و بخني سيدي (يقصد الامام الصادق) علي عملي فقال: «والله يا جابر، لولا أني أعلم أن هذا العلم لا يأخذه عنك الا من يستأهله، و أعلم علما يقينا أنه مثلك، لأمرتك بابطال هذه الكتب من العلم» [1131] . و كانت كتب رياضة و كيمياء تسبق العصور بجدتها، قيل: انه أخذ علمه عن خالد بن يزيد [1132] ، ثم أخذ عن الامام جعفر. [ صفحه 288] و هو يشير الي الامام دائما بقوله: «سيدي»، و يحلف به، و يعتبره مصدر الالهام له، يقول في مقدمة كتابه «الأحجار»: «و حق سيدي، لولا أن هذه الكتب باسم سيدي - صلوات الله عليه - لما وصلت الي حرف من ذلك الي الأبد» [1133] . ذكر له المستشرق كراوس Kraus ناشر كتبه في العصر الحديث أربعين مؤلفا [1134] و أضاف ابن النديم في القرن الرابع للهجرة عشرين كتابا أخري، و ينقل ابن النديم قوله: «ألفت ثلاثمائة كتاب في الفلسفة، و ألفا و ثلاثمائة رسالة في صنائع مجموعة و آلات الحرب، ثم ألفت في الطب كتابا عظيما، ثم ألفت كتبا صغارا و كبارا، و ألفت في الطب نحو خمسمائة كتاب، ثم ألفت في المنطق علي رأي أرستطاليس، ثم ألفت كتاب الزيج أيضا نحو ثلاثمائة ورقة، ثم ألفت كتابا في الزهد و المواعظ. و ألفت كتبا في العزايم كثيرة حسنة، و ألفت في الأشياء التي يعمل بخواصها

كتبا كثيرة، ثم ألفت بعد ذلك نحو خمسمائة كتاب نقضا علي الفلاسفة، ثم ألفت كتابا في الصنعة يعرف بكتب الملك، و كتابا يعرف بالرياض» [1135] . و تلاميذ الصادق المشهورون، فيما عدا من سلف ذكرهم، من كبار أهل السنة أشياخ للفقهاء في جميع المذاهب، منهم: سفيان بن عيينة، و سعيد بن سالم القداح، و ابراهيم بن [ صفحه 289] محمد بن أبي يحيي، و عبد العزيز الدراوردي [1136] ، و قد روي الشافعي عن كل هؤلاء. و جرير بن عبدالحميد [1137] ، و ابراهيم بن طهمان [1138] ، و عاصم بن عمر... بن عمر بن الخطاب، و أبوعاصم النبيل [1139] (212) شيخ أحمد ابن حنبل، و أبوعاصم آخر تلاميذ الصادق وفاة [1140] ، و قد روي عنه كتابا [1141] و الكسائي عالم اللغة، و عبدالعزيز بن عبدالله الماجشون [1142] زميل مالك في الفتيا في موسم الحج، و عبدالعزيز بن عمران... بن عبدالرحمان بن عوف، و ابن جريج [1143] امام مكة، و الفضيل بن عياض [1144] ، و القاسم بن معن [1145] ، و حفص بن غياث [1146] و الثلاثة أصحاب أبي حنيفة، [ صفحه 290] و منصور بن المعتبر [1147] ، و مسلم بن خالد الزنجي [1148] شيخ الشافعي بمكة، و يحيي بن سعيد القطان [1149] . و انما أحدثت السياسة الخلافات بين فقهاء السنة و الشيعة، فأنتجت وجوها لخلافات فقهية و حديثية، فوجدنا للشيعة رواة ليسوا من رواة الكتب التي يتداولها أهل السنة و منها: الصحاح الستة المشهورة، فالشيعة لا يقبلون أحاديث من حاربوا عليا، أو أخطأوا في حقه. و من الناحية الأخري وجدنا في بعض كتب الحديث لأهل السنة أوصافا للرواة من الشيعة، تتضح منها جذور هذه

الخلافات، و اليك بعض أمثال: - كان الشعبي - شيخ المحدثين بالكوفة علي رأس المائة الأولي - يكذب الحارث الهمداني صاحب علي، فيسلط الله علي الشعبي ثقات أثباتا من الرواة يستخفون به [1150] . [ صفحه 291] - و أبان بن تغلب نجبة مدرسة السجاد و الباقر والصادق، يقول فيه الحافظ السعدي: زائغ مجاهر [1151] و يقول فيه الجوزجاني: زائغ مذموم المذهب [1152] و يقول عنه الحافظ الذهبي في ميزان الاعتدال: [1153] شيعي جلد، و لكنه صدوق، فلنأخذ صدقه و عليه بدعته [1154] . - و علي هذا النحو نجد خالد بن مخلد القطواني (213)، و هو من مشايخ البخاري، يقول عنه ابن سعد: انه كان مفرطا في التشيع [1155] و يقول عنه أبوداود: صدوق لكنه يتشيع [1156] . - و تجد تليد بن سليمان، يقول فيه أبوداود - تلميذ أحمد -: رافضي يشتم أبابكر و عمر، فلنا «صدقه» و عليه «بدعته». لكن ابن حنبل يأخذ عنه [1157] و حسب الرجل شهادة ابن حنبل. [ صفحه 292] - و جعفر بن سليمان يقول فيه ابن عدي: «أرجو أنه لا بأس به» [1158] ، في حين أن أحمد ابن حنبل عندما يقال له: ان سليمان بن حرب يقول: لاتكتبوا حديث جعفر بن سليمان، يرد أحمد: «لم يكن ينهي عنه، انما كان جعفر يتشيع» [1159] فيبين سبب ظلم سليمان له. - ولقد تجد الراوية يقول بالرجعة، فيضعفه يحيي بن معين، أستاذ الجرح و التعديل، و زميل أحمد بن حنبل، لكنك تجد عبدالرزاق بن همام يقول بالرجعة [1160] ، و مع ذلك يروي عنه: الأعمش، و سفيان، و شعبة، و ابن حنبل، و يحيي نفسه، و سفيان بن عيينة؛ شيخ المحدثين بمكة و

أستاذ الشافعي [1161] ، و أحمد بن حنبل صاحب المسند الأعظم [1162] . - أو تجد زبيد بن الحارث [1163] ، يقول فيه الجوزجاني: كان ممن لا يحمد الناس مذاهبهم. و يضيف: احتملهم الناس لصدق ألسنتهم في الحديث [1164] لذلك يحتج به أصحاب الصحاح [ صفحه 293] و أرباب السنن [1165] ، و كمثلهم: الشعبي و ابراهيم بن يزيد النخعي. و الحافظ ابن حجر في تهذيب التهذيب [1166] يقول في الجوزجاني: «و أما الجوزجاني فلا عبرة بحطه علي الكوفيين، فالتشيع في عرف الأقدمين هو... [1167] أن عليا كان مصيبا في حروبه، و أن مخالفه مخطي ء، مع عدم تقديم الشيخين [1168] و ربما اعتقد بعضهم أن عليا أفضل الخلق بعد رسول الله، و اذا كان معتقد ذلك ورعا دينا، صادقا، مجتهدا، فلا ترد روايته». و هذا هو الذي جعل روايات الرواة الذين ذكرناهم و أمثالهم، تتردد في كتب الصحاح و السنن. هكذا كان انقسام الأمة نقمة علي العلم، و كان الوقوف علي أبواب السلاطين نقمة أخري، و الوسائل طبعة، من ترهيب و ترغيب و بث للعيون و الأرصاد، و بخاصة علي الشيعة، مما أورث هؤلاء العمل بالتقية، و التقية أو الحذر يوجبان الانطواء أو التباعد. و في عصر الخلافة العباسية كان «مذهب السلطان» مذهب أبي حنيفة في المشرق، و مذهب مالك بافريقية في المغرب، في حين كانت المعتزلة تتزعم التجديد و تلتصق بالخلفاء. و كان الشافعية - كامامهم - أساتيذ جدل، و كمثلهم كان أهل الظاهر أتباع داود [1169] ، و قد بدأ شافعيا. و أما المحدثون فقد كانوا يمثلون السلف و الدفاع عن السنة. و كانت خلافات المتفقهة سمة العصر، و مثلهم المالكية. [ صفحه 294] و

في القرن الرابع الهجري جاب المقدسي [1170] (380) العالم الاسلامي، فذكر: «أن أهل الأندلس كانوا اذا وقعوا علي معتزلي أو شيعي قتلوه!» ثم وصف تناحر الوسط العلمي في عصره بعبارات حادة، قال: «قلما رأيت في بغداد من فقهاء أبي حنيفة الا رأيت أربعا: الرياسة مع لباقة فيها، و الحفظ، و الخشية، و الورع. و في أصحاب مالك أربعا: النقل، و البلادة، و الديانة، و السنة. و في أصحاب الشافعي: النظر، و الشغب، و المروءة، و الحمق. و في أصحاب داود: الكبر، والحدة، والكلام، و اليسار. و في الشيعة: البغضة، والفتنة، و اليسار، والصيت». أما الصفتان الأوليان اللتان يصف بهما الشيعة فمردهما الي التمسك بمقدساتهم و علومهم في مواجهة المتعصبين الذين لا يكفون عن التناؤش معهم من قريب أو بعيد. و أماالصيت، فأي صيت في الأمة أبعد من صيت أهل البيت أو محبيهم؟! و أما اليسار فمرده الي فتوح الله عليهم بالعلم الذي طالما علمهم الامام جعفر الصادق، في منهج كامل في الاقتصاد، سنعرض له فيما بعد. [ صفحه 295]

الدرس الكبير

اشاره

«لكل نبي وصي و وارث، و ان وصيي و وارثي علي بن أبي طالب» [1171] . (حديث شريف) أحدث انقسام الأمة بفعل بني أمية أثره في الفقه، و ليس كلام بعض المسلمين في أفراد [ صفحه 296] من الصحابة الا أثر من آثار هذا الانقسام. و من الطبيعي ألا تمتنع الألسنة عما لم تمتنع عنه الأسلحة، و أن تستمر معارك الكلام و ان توقفت رحي الحرب. شق أهل الشام عصا الطاعة لأميرالمؤمنين منذ استخلف، و انتهت يوم «وقعة الجمل» فتنة عمياء، فيومئذ قال محمد بن الحنفية و هو يحمل الراية: هذه والله الفتنة الكاملة العمياء. و ناداه

أميرالمؤمنين: «هل عندك في جيش، مقدمه أبوك، شي ء؟!». و نفر ابطل للقاء أهل الشام في صفين، و رفع جيش معاوية المصاحف، ثم كانت خدعة التحكيم و خروج الخوارج و هزيمتهم، لكنهم ظلوا يمثلون التعصب العميق لفكر لم يتمرس بالسياسة و تبعات القيادة و حقن الدماء، فلاموا عليا لقبوله التحكيم مع معاوية [1172] و عندئذ لم يوالوا عليا و لا من والاه، لكن الدولة لم تؤل اليهم و لهذا قل أثرهم في الاتجاه العام للأمة. و انما الذي أحدث أثره العظيم في الأمة خلاف معاوية، اذ ولي الحكم و ألزم ولاته بالطعن في علي [1173] ، و التنكيل بمن والاه. و نظرت العامة الي مصلحتها العاجلة في توقي الشرور من السلطة، و نظر المتفقهون - و معهم جمهور الأمة - بفقه طابعه الشمول، أنزل الخلفاء الراشدين الأربعة منازلهم، و سبحت ثلة منهم بزوارق السلطة خوفا أو طمعا، و رأي البعض ارجاء ابداء الآراء، و بطش بنو أمية جبارين، فقل عدد الشيعة أو تواري بعضهم تقية، كما قل اتصال أهل [ صفحه 297] البيت بالعامة و فقهاء الجمهور، و استمسك الشيعة بفقههم و روايات الأحاديث من أئمتهم أو عن أئمتهم. و لما قتل معاوية حجر بن عدي [1174] ، لغضب الصحابي الجليل من القدح في أهل البيت، كان معاوية يقتل استقلال الآراء عن السلطة! ثم كانت البطشة الكبري بأهل البيت في كربلاء (سنة 61)، متابعة من يزيد لأبيه في حماية «العرش» الأموي بغير حساب، ثم صفت وقعة الحرة (63) جيل الصحابة من المهاجرين و الأنصار. و فصلت حروب المختار بن عبيد بين أشياع السلطة و بين علي من جديد، و لم تكن حرب ابن الزبير مع أهل الكوفة،

ولا حربهم لبني مروان، الا أسبابا جديدة لانكماش الشيعة، و الحجاج - والي عبدالملك بن مروان - مصلت سيفه، و كمثله الولاة بعده. في أخريات هذا العهد كان زين العابدين قد ملأ الأفق بورعه و علمه و سخائه حتي مات، و بزغ نجم الباقر في سماء المدينة، و أعقبه الصادق، ليبدأ امامة مهد لها أبوه، و مكن لهم أن ينشروا العلم: الانصراف عن السياسة أو المطالبة بالحكم، فأشرق الفجر الجديد. لكن خروج زيد بن علي، ثم هجوم الخوارج علي المدينة، ثم هزيمتهم، ثم هزيمة بني مروان أمام العباسيين، ثم فتكات العباسيين بأبناء علي، و قد تضاءلت بالنسبة لها صعقات الأمويين، كل أولئك زاد القطيعة بين أصحاب السلطة و بين أهل البيت، و الانطواء من الشيعة علي أنفسهم، و الانفصال بين معظم الرواة من أهل السنة و بينهم. فرأينا عامر بن شراحبيل الشعبي (104) شيخ المحدثين في العراق، و قاضي بني مروان، يقول: «ماذا لقينا من آل علي؟ اذا أحببناهم قتلنا، و ان عاديناهم دخلنا النار» [1175] . و من كثرة ما عمل للخفاء، صار دربا علي معاملة الأمراء: سأله الحجاج كم عطاءك؟ [ صفحه 298] قال: ألفين، فاستدرك الحجاج و قال: ويحك كم عطاؤك؟ قال: ألفان، قال: لم لحنت؟ قال: لما لحن الأمير لحنت، و لما أعرب أعربت.. و سمعنا الحسن البصري (110) الجسور، اذ يروي عن علي، يقول: «قال أبوزينب» [1176] و لما سأله ابن عياش: [1177] ما هذا الذي يقال عنك انك قلته في علي؟ أجاب: «يا ابن أخي، احقن دمي من هؤلاء الجبابرة، لولا ذلك لسالت بي أعشب» [1178] . و لما تقطعت بين الشيعة و غيرهم الأسباب، اضمحلت أو قلت المشاركة العلمية، و

صار هنالك عالمان فقيهان متقعاطعان. و لم يكن غريبا في هذه القطيعة أن تقل رواية أهل السنة عن أهل البيت، أو أن نري مالك بن أنس - في المدينة ذاتها - يسأل [1179] عن سبب ندرة الرواية منه عن علي و ابن عباس، فيجيب: «لم يكونا ببلدي» [1180] يقصد: أن عليا كان بالكوفة، و ابن عباس بمكة، أو نراه يقتصر، فيما يرويه عن الامام الصادق، علي أحاديث قليلة جدا في الموطأ، و فيه نحو من ألف حديث [1181] . [ صفحه 299] و لما قال البخاري - بعد أكثر من مائة عام من قيام الدولة العباسية - عن صحيحه: «ما وضعت فيه الا الصحيح، و ما تركت من الصحاح أكثر»، كان في هذا القول دلالة علي الاحتياط العلمي، و علي أن أحاديث صحاحا قد أغفلت، و أنها أكثر مما تضمنه كتابه من الصحيح. و لعله بهذا يقصد، - فيما يقصد - أحاديث «علي» و أهل البيت فيما تركه من صحاح، فهو لم يرو أحاديث أهل البيت، في حين احتج بها الجميع [1182] ، وورد الكثير منها في سائر الصحاح و المسانيد [1183] . [ صفحه 300] و مع أن الحرب الكلامية، والافتراءات الموجهة للرواة كانت ضروسا، فقد وثق الأئمة الفقهاء و المحدثون - أعظم التوثيق - الامام جعفر الصادق، و شرفوا بالرواية عنه. و وقفت المذاهب الأربعة موقف الاجلال له، فكان ذلك اعلانا من أهل العلم أن ائمة أهل البيت للجميع، لا للشيعة وحدهم، و أن الحديث متي ثبت عنهم هو حديث جدهم صلي الله عليه و سلم. كان يوسف بن أبي يوسف [1184] يروي عن أبيه، عن أبي حنيفة، عن «جعفر بن محمد» عن سعيد بن جبير، عن

ابن عمر حديث رسول الله. و في الوقت ذاته يروي عن أبيه، عن أبي حنيفة، عن اسحاق بن ثابت، عن أبيه، عن علي بن الحسين حديث رسول الله، مع أن علي بن الحسين (زين العابدين) لم ير جده [1185] ، و اللقاء من شروط البخاري. و يروي يوسف عن أبيه، عن أبي حنيفة، عن «جعفر بن محمد» حديث رسول الله، مع أن الصادق حفيد زين العابدين. فهذا أبوحنيفة و من روي عنهم - كمثل مالك و غيره - يروون عن أئمة أهل البيت، و يأخذون بحديثهم عن رسول الله، مع أنهم لم يلقوه، أو لم يكن بينهم و بين الرسول صحابي. و الكتب التي يقوم عليها الفقه الشيعي تروي كلها عن الامام جعفر الصادق أو الأئمة المعصومين، يستوي في ذلك الكتاب الأربعة الشهيرة و غيرها. في هذه الأضواء نستطيع أن نفهم انقسام العلم بانقسام مصادره، و انحسار هذا البحر من بحاره عن الجمهور، باقتصاره علي الشيعة. ولا جرم كانت فيه كفاية لانتاج دق الفقه و جله، بما فيه عن غزارة، و باعتماده علي النقل و العقل معا. و باقبال الشيعة - شأن الأقليات جميعها - علي تعميق علومها، و تقوية شعوبها، و ساعدهم انفتاح الفكر و اجتهاد الرأي في تطهير وسطهم العلمي و الاجتماعي ممن ينتسبون، أو ينسبهم الخصوم اليهم، من الغلاة في علي بن [ صفحه 301] أبي طالب [1186] ، ثم تمييز علمهم من علم المخالفين الذين يتولون غير الامام جعفر و غير أبيه؛ كالزيدية [1187] . [ صفحه 302] أو من علم الذين يتولون غيره و غير أبيه وجده؛ كالكيسانية [1188] . يقول الشيخ المفيد في غلاة الشيعة: «و هم الذين نسبوا أميرالمؤمنين و الأئمة من

ذريته عليهم السلام الي الألوهية و النبوة، و وصفوهم [1189] في الدين و الدنيا بما تجاوزوا فيه الحد، و خرجوا عن القصد، فهم ضلال و كفار» [1190] . و الامامية لا يجيزون القدح في الصحابة [1191] فاذا وجد قادحون منهم فآراؤهم فردية، في أفراد من الصحابة، يبديها المتطرفون، و أشباههم موجودون في أهل السنة، ممن قدحوا في [ صفحه 303] بطل الاسلام علي، و ريحانتي النبي: الحسن و الحسين. و القدح «معصية» لا تخرج من الاسلام. و لا يعتبر معصية اجتهاد «مجتهد» تأول فأخطأ. و قد نظر علماء السنة هذا النظر الأخير الي خلافات المعتركين من الصحابة في الجمل و صفين، فاعتبروها اجتهادات فيها الخطأ و الصواب. و الامام علي معلم أول للأصول و الفقه و أدب الدنيا و الدين، يقول عن الخوارج الذين كفروه! و طلبوا اليه التوبة [1192] «اخواننا بغوا علينا» [1193] . و الامامية يقولون: ان رسول الله صلي الله عليه و سلم أوصي الي اثني عشر اماما بأسمائهم. كل منهم يبين خلفه باسمه، اذ يكشفه الله له، أولهم علي الذي أوصي للحسن، و أوصي الحسن للحسين و تتابعت لزين العابدين، و منه للباقر الذي أوصي للصادق، و تتابعت الوصية من الصادق الي ابنه موسي الكاظم (183)، فابن الكاظم علي الرضا (203)، فابن الرضا محمد الجواد (220)، فابن الجواد علي الهادي (254)، فابن الهادي الحسن العسكري (260)، فابن العسكري محمد المهدي المولود بسامرا سنة 256، و المختفي بعد عام 260، و المنتظر ظهوره ليملأ الدنيا عدلا. [ صفحه 304]

السنة

يروي الحارث الأعور: قلت: يا أميرالمؤمنين، اذا كنا عندك سمعنا منك ما يشد ديننا، و اذا خرجنا من عندك سمعنا أشياء مختلفة و

لا ندري ماهي؟ قال: أو فعلتموها؟... سمعت رسول الله صلي الله عليه و اله و سلم يقول: «أتاني جبريل فقال: يا محمد ستكون في أمتك فتن، قلت: فما المخرج منها؟ فقال: كتاب الله» [1194] و اذا كان في الكتاب حل لكل مشكلة، فالسنن موضحة و منفذة لأحكامه. و السنن اذ تروي عن جعفر بن محمد الصادق، أو عنه عن آبائه، أو تروي عن الأئمة عامة لا يوجد فيها صحابي يختلف الشيعة معه، علي أساس هذه الأحاديث قام فقه الشيعة الامامية، مرويا عن الامام فلا يناقشونه، فكلامه نصوص، أي هو سنة، في غني عن الاسناد، تغني عن الاجتهاد، و في كتبهم كما قيل: ما يكفي الأمة حتي أرش الخدش [1195] . و قد دون علم الأئمة و فقههم في كتبهم، و منه علم لدني عن الامام المعصوم، و منه تفسيرهم للقرآن [1196] و الأئمة - عندهم - قد اختصوا بعلم ما لم ينص عليه و ما لم يعلنه النبي صلي الله عليه و سلم. و أقوال الأئمة حجة تلي الكتاب و السنة، و الفقهاء الشيعة لا يتجهون الي الأدلة الا في غيبة الامام أو حديث الامام. و السنة أساسها القرآن، يقول الامام الصادق: «اذا رويت لكم حديثا فسلوني أين أصله من القرآن» [1197] روي [1198] يوما نهي النبي عن «القيل و القال، و فساد المال، و كثرة السؤال» فقيل له: أين هذا من كتاب الله؟ فأجاب: «ان الله تعالي يقول: (لا خير في كثير من نجواهم الا من [ صفحه 305] أمر بصدقة أو معروف أو اصلاح بين الناس) [1199] و قال تعالي: (و لا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياما) [1200] و قال

تعالي: (لا تسألوا عن أشياء ان تبدلكم تسؤكم) [1201] . فهذه أصول قرآنية ثلاثة لحديث واحد في السلوك، و هو عليه الصلاة و السلام لا ينطق عن الهوي. و اذا لم يكشف الاجماع عن رأي الامام المعصوم فباب الاجتهاد مفتوح لطلب الحكم الشرعي فيما ليس فيه نص، و العقل - مع الضوابط التي يضعونها من قواعد و أصول - قدير علي أن يبلغ المجتهد طلبه. روي هشام بن سالم قول الصادق: «انما علينا أن نلقي اليكم الأصول، و عليكم أن تفرعوا» [1202] و في نهج البلاغة جملة من الأصول التي نبه عليها أميرالمؤمنين علي، و تكلم فيها الأئمة الباقر و الصادق و الرضا؛ كالكلام عن الناسخ و المنسوخ، و العام و الخاص، و النوافل و الفرائض، و الرخصة و العزيمة، و المطلق و المقيد، و المحكم و المتشابه، و الواجب و غير ذلك. و مما ردده الأئمة الثلاثة قواعد الجمع بين الحديثين المتعارضين، و الترجيح بينهما، و التخيير، و أحكام النسخ، و لزوم رد المتشابه الي المحكم، و جواز الأخذ بخبر الواحد، و العمل بالظاهر، و منع القياس أو تفسير القرآن بالرأي، و العمل بالستصحاب، و أصالة الحل و الاباحة، و الطهارة و البراءة و الصحة، و قواعد الفراغ واليد و القرعة. و كلام الامام الصادق في هذه الأبواب كثير، و لهشام بن الحكم كتاب في مباحث الألفاظ [1203] ، و في الأصول [1204] . [ صفحه 306] والسنة المتواترة هي التي يتكاثر رواتها و يتفرقون الي حد لا يمكن معه اتفاقهم علي الكذب، و بهذا يتحصل علي قاطع بأنهم لم يجمعهم جامع علي الكذب، و التواتر عن الرسول كالتواتر عن الامام المعصوم. و الامام الصادق

يقول: «حديثي حديث أبي، و حديث أبي حديث جدي، و حديث جدي حديث الحسين، و حديث الحسين حديث الحسن، و حديث الحسن حديث أميرالمؤمنين، و حديث أميرالمؤمنين حديث رسول الله، و حديث رسول الله قوله تعالي» [1205] . و التعبير بأن حديث الرسول هو قوله تعالي يعدل القول بأن السنة هي الحكمة التي ذكر القران أن الرسول يعلمها للمسلمين. و خبر الواحد مقبول لدي جمهور الفقهاء عندهم، و حجتهم في ذلك - علي الجملة - كحجج أهل السنة [1206] . و الصادق لا يري بأسا في رواية الحديث بالمعني، سأله تلميذه: أسمع منك الحديث، فأزيد و أنقص؟ فأجاب: «أن تريد معانيه فلا بأس» [1207] . و لا يضيقون صدرا بالارسال من الثقات [1208] ، بغير معارض، فلقد تقرأ: «صحيح فلان عن بعض أصحابنا عن الصادق عليه السلام» [1209] . [ صفحه 307] و يمكن القول اجمالا: ان الحديث عندهم: صحيح، و حسن، و موثق، و ضعيف. فالحديث الصحيح: هو الذي ينقله العدل الضابط عن مثله في جميع الطبقات حتي الامام المعصوم [1210] . و الحديث الحسن: هو المتصل السند بالامام المعصوم، فان انقطع السند لم يعد حسنا. و يتشرط أن يكون الراوي ممدوحا من غير معارضة ذم و ان لم تثبت العدالة، فلو ثبتت لكان صحيحا [1211] . و لا يمكن أن تصل رواية غير الامامية الي احدي هاتين الدرجتين مهما كانت منزلته من التقي و الفقه. و الحديث الموثق: هو ما دخل في طريقه غير امامي اذا كان الأصحاب الامامية يوثقونه. و هنا لا يشترط الاتصال بالامام المعصوم، و هناك من يشترط أن يتوسط غير الامامي اماميين، وهناك من يرفضه. و الحديث الضعيف: غير هذه الأقسام

الثلاثة [1212] . و ما لا يبلغ حد التواتر يسمي خبر الواحد، فوصف الواحد يراد به عدم التواتر، و قد يكون عن متعددين. فالخبر المستفيض و المشهور نوع من خبر الواحد، المستفيض: ما رواه أكثر من اثنين [1213] ، و المشهور: ما اشتهر علي الألسن و في الكتب و ان كان رواية واحد [1214] . [ صفحه 308] أما الشهادة فيقول فيها الامام جعفر: «لو لم تقبل شهادة المقترفين للذنوب لما قبلت الا شهادة الأنبياء و الأوصياء، فمن لم تره بعينيك يرتكب ذنبا و لم يشهد عليه بذلك شاهدان فهوا من أهل العدالة و الستر، و شهادته مقبولة وان كان في نفسه مذنبا» [1215] . و اذا كان في بعض المذاهب من لا يقبل شهادة أصحاب الصنائع التي يسمونها «دنيئة» [1216] ، فالامامية يرون قبول شهادتهم، والله يقول: (ان أكرمكم عند الله أتقاكم) [1217] فليس في الصناعات شريف و مشروف، و انما الصناع فيهم من هؤلاء و هؤلاء. والشيعة - مع هذا - ضائق صدرهم بالطفيليين و المستجدين، فهؤلاء متساهلون في عزة النفس التي أمر الله بها المسلمين. والصادق يقول: «ان الاجماع لا ريب فيه» [1218] و هو عند الامامية: «اتفاق جماعة يكشف اتفاقهم عن رأي المعصوم» [1219] فلا يخلو عصر من وجود الامام ظاهرا أو خافيا [1220] و اذا كان [ صفحه 309] اتفاق جماعة من الامامية فيخرج غيرهم، و من أجل ذلك عرفت آراء الصادق من خلال اتفاق تلاميذه. و ليست الحجة للاجماع، بل هي لرأي الامام المعصوم الذي يكشف عنه الاجماع [1221] . و الاجماع يثبت بالتواتر و المشاهدة و بخبر الواحد. و ليس اجتماع الرجال شرطا عندهم. و الاجماع من عصر

أو عصرين لا يجعل الحكم ضرورة دينية أو مذهبية، بل يكون اجتهاديا يقبل الجدال، أما اجماع الأمة في كل عصر و مصر، من عهد الرسول للآن، فيجعل الحكم من ضرورات الدين. والاجماع من الصحابة يدخل فيه علي بن أبي طالب، فهو الامام المعصوم. و العقل يكشف عن نظر الامام ان لم يوجد نص أو اجماع. فالاجتهاد [1222] مفتوح أبدا في الظنيات التي ليس فيها دليل من الشرع يفيد اليقين، و ليس للعقل فيها حكم واجب حتم؛ كخلاف الصحابة في العول في المواريث، و عدة الحامل المتوفي عنها زوجها، و كالمعاملات. أما القطعيات فلا اجتهاد فيها؛ كالعقائد الواجبة، و ما ثبت من الأحكام العملية بالتواتر، و العقائد؛ كاتصاف الله بالكمال و ارسال الرسل و انزال الكتب و البعث و الحساب، و الأحكام العملية؛ كالصلاة و الصوم و الحج. و ليس من وسائل اجتهاد الشيعة: القياس، فالامام الصادق يقول: «ان السنة اذا قيست محق الدين» [1223] و لما قيل له: أرأيت ان كان كذا و ذا ما يكون القول فيها؟ قال: «ما أجبتك [ صفحه 310] فيه من شي ء فهو عن رسول الله صلي الله عليه و سلم، لسنا من أرأيت في شي ء» [1224] لكن وسائل استعمال العقل مباحة للمجتهد. و الامام الصادق يقول: «ما من أمر يختلف فيه اثنان الا و له أصل في كتاب الله، و لكن لا تبلغه عقول الرجال» [1225] . و آيات الأحكام قليلة، و كمثلها قلة أحاديث أصول الأحكام [1226] ، فوجب الاجتهاد. و نحن مأمورون باستعمال العقل، و حكم السماء تظهر للعقول بالتدريج. و كان أصحاب النبي يجتهدون في وجوده، و ازدادت حاجتهم للاجتهاد بعد موته، و الدنيا أطوار تحتاج للفقه

الذي يطبق عليها حكم الشريعة؛ لتبقي الحياة محكومة بالدين، و تتطور في حدود مقاصد الشارع. و حكم الله في كل مسألة معين، نصب الله دليلا عليه، فمن المجتهدين من يصل اليه و يصيبه، و منهم من لا يصل اليه و يظن غيره، فهو مخطئ معذور، مغفور له خطؤه ما دام قد بذل جهده دون هوي، و للمصيب أجران؛ لصوابه و اجتهاده، و للمخطي ء أجر واحد علي اجتهاده [1227] فلذلك حكمه صلي الله عليه و سلم [1228] و من أجله كانت السماحة التي اتصف بها الصحابة اذ [ صفحه 311] يختلفون. و المنصفون من كل المذاهب يعلنون أن في المذاهب الفقهية المعتبرة خطأ و صوابا، و ليس منها مذهب واحد كله خطأ أو كله صواب. لذلك كان التعصب المطلق آفة تؤوف الفقهاء. لقد كثرت مخالفات علي لعمر، و نزول عمر عنده رأي علي. و علي هو القائل بأنه ترك لعمر تنفيذ رأيه في «بيع أمهات الأولاد» في حياة عمر، و لما آل اليه الأمر أنفذ رأيه. فعلمنا أمورا، منها: 1- أن المذهب الشيعي و هو يدور حول آراء علي، انما هو مذهب حي في حياة الخلفاء الراشدين أنفسهم، فلما آل اليه الأمر، و أتيحت له الفرصة التي أتيحت لغيره تطبيق اجتهاداته، أنفذها، و لكن المكان و الزمان ضاقا عليه؛ لتوزع جهده في الحروب، و انحصار سلطانه علي الأرض، و معاجلته بيد الخوارج. 2- حق الخليفة في انفاذ رأيه، و من ثمة أنفذ عمر رأيه في أمور شتي، كما أنفذ أبوبكر رأيه من قبل، والرأي اجتهاد. 3- مشروعية الخلاف، و هو درس تعلمه الصحابة من صاحبهم صلي الله عليه و سلم، مطلوب من الجميع أن يتعلموه، و

أن يعلموا الناس أنه وسيلة التقدم. روي النسائي: [1229] أن رجلا أجنب فلم يصل، فذكر ذلك للنبي فقال: «أصبت»، و أجنب رجل فتيمم وصلي، فذكر ذلك للنبي فقال: «أصبت». و روي البخاري [1230] عن عمران بن حصين أنه قال للرجل الذي اعتزل فلم يصل في القوم: [ صفحه 312] «فما يمنعك أن تصلي؟» فقال: أصابتني جنابة و لا ماء، قال: «عليك بالصعيد، فانه يكفيك». و رأي عمرو بن العاص فيما فهم من قوله تعالي: (و لا تلقوا بأيديكم الي التهلكة) [1231] جواز التيمم للجنب اذا خاف علي نفسه البرد. و الآثار في الخلاف بين الصحابة كثيرة جدا [1232] ، و الخلاف بين المجتهدين أجل من أن يحصر، و فيه ثراء للفكر، وسعة في الدنيا. و رحمة بالأمة. كان أحمد بن حنبل يري الوضوء من الفصد و الحجامة و الرعاف، فقيل له: فان كان الامام قد خرج منه الدم و لم يتوضأ، هل تصلي خلفه؟ فقال: كيف لا أصلي خلف مالك و سعيد بن المسيب؟ و كان مالك يفتي الرشيد أنه لا وضوء عليه اذا هو احتجم، فصلي يوما بعد الحجامة، و صلي خلفه أبويوسف صاحب أبي حنيفة و هو يري الوضوء من الحجامة. و اغتسل أبويوسف في الحمام، و أخبر بعد صلاة الجمعة أنه كان في بئر الحمام فأرة ميتة، فلم يعد صلاته و قال: نأخذ بقول اخواننا من أهل المدينة: اذا بلغ الماء قلتين لم يحمل خبثا [1233] . فهؤلاء أئمة المذاهب لا يتسامحون في خلافاتهم فحسب، بل يتجاوزون الخلاف العلمي الي التطبيق العملي. من أجل ذلك يقول أحمد لتلميذه اسحاق بن بهلول [1234] اذ ألف كتابا يريد [ صفحه 313] أن يسميه كتاب الاختلاف

[1235] «سمه كتاب السعة». و يقول عمر بن عبدالعزيز «ما سرني باختلافهم حمر النعم».

الامامة

اشارة

الاسلام دين و دولة. فالدولة تكفل لمبادئ الاسلام التطبيق و الانتشار و انتفاع الجماعة و الأفراد به، و بالدين عزة الفرد و الجماعة و رسوخ أركان الدولة. و الدين للدولة روح للجسد، و هو للفرد دم نقي يجري في عروقه، أو هواء صحي يتنفسه، ولا حياة الا بالدم و التنفس. و كان من آيات الاعجاز الاسلامي أن يبلغ المسلمون الذروة أفرادا أو دولا أو مجتمعات، في عصر أو في أشهر بل في ساعات، بمجرد اخلاصهم في التمسك بالاسلام. لقد بلغوا ما يدعو اليه الاسلام في «خلافة» أبي بكر و عمر، و السنين الستة الأولي من «خلافة» عثمان، و في أقل من ثلاثين شهرا في «خلافة» عمر ابن عبد العزيز. و الخلافة الراشدة قيادة مسددة. و لقد بلغ المحاربون مبالغهم، في يوم واحد، هو العاشر من رمضان سنة 1393 [1236] ، اذ كانوا يقتحمون حصون اسرائيل و هم يتنادون: الله أكبر، الله أكبر. والامامة - أو الخلافة - قد تكون خلافة عن النبي في تبليغ الأمور الدينية، أو في الولاية السياسية، أو فيهما جميعا. و هي عند الشيعة دينية و سياسية محصورة في أهل البيت [1237] لكنها عند جمهور أهل السنة تجوز لأي قرشي عادل، يختاره المسلمون بشوري صحيحة، و بيعة [ صفحه 314] عامة. و لا تبقي الخلافة الا ما بقي الخليفة قائما بالعدل، فاذا انحرف لم تبق خلافة نبوية، بل استحالت سلطة دنيوية، أي ملكا. و الشافعية و المالكية و الحنابلة يرون القرشي العادل اذا تغلب، فبايعه المسلمون بيعة صحيحة راضين مرضيين، تكون البيعة له صحيحة و ان تأخرت عن الولاية

التي نالها بالغلبة، أما الحنفية فيشترطون سبق البيعة ضمانا للحرية، و كفالة للمشورة. و الشيعة الامامية يرون الامامة ثابتة لاثني عشر اماما بذواتهم، لا بالبيعة لهم، و لكن بالوصية اليهم، و هم علي و بقية الاثني عشر، والله يعلن الامامة لمن قبله فيوصي السلف للخلف، و ليست بيعة الجماعة لهم الا اعلان رضا المسلمين بهم، لا ترشيحهم أو اختيارهم. و الشيعة الامامية يرون واجبا علي الله تعالي أن ينصب اماما للناس؛ لطفا منه بعباده. و أهل السنة يرون نصب الامام واجبا علي الناس. أما الخوارج فلا يرون واجبا نصب الامام، بل يرونه «جائزا»، الا اذا قامت الحاجة اليه فيجب. و هم كالمعتزلة يرون أن الخلافة يصلح لها أصلح رجل في الأمة، عربيا أو غير عربي، ويرون أنها تكون بانتخاب حر، و يؤثرون أن ينتخب غير قرشي، لييسر نزعه ان أخطأ. يقول الامام الصادق: «لا يموت الامام حتي يعلم من يكون من بعده فيوصي له» و يقول: «أترون الموصي منا يوصي الي من يريد؟ لا والله، ولكن عهد من الله و رسوله لرجل فرجل، حتي ينتهي الأمر الي صاحبه» [1238] . و يقول للتلميذ له: يا أبامحمد، ان الله افترض علي أمة محمد صلي الله عليه و سلم خمس فرائض: الصلاة و الزكاة و الصيام و الحج و ولايتنا. فرخص لهم في أشياء من الفرائض الأربعة [1239] ، ولم يرخص لأحد من المسلمين في ترك ولايتنا، لا والله ما فيها رخصة [1240] و قال النبي عليه الصلاة [ صفحه 315] والسلام: «من مات و ليس عليه امام مات ميتة جاهلية» [1241] عليكم الطاعة فقد رأيتم [1242] أصحاب علي [1243] . و من توفيق الامام جعفر و

أبنائه، أنهم لم يطلبوا لأنفسهم خلافة دنيوية، و بهذا يتميز تاريخ الشيعة الامامية من الشيعة الاسماعيلية، التي ستظهر بعد موت الامام بوقت طويل، والتي كان من أهدافها ولاية السلطة، و اقامة الدول. قال سليمان بن خالد للامام الصادق: ان الزيدية قوم عرفوا و خرجوا و شهدهم الناس، و ما علي الأرض محمدي أحب اليهم منك، فان أردت أن تدنيهم و تقربهم منك فافعل، فأجاب: «ان كان هؤلاء السفهاء يريدون أن يصدونا عن علمنا الي جهلهم [1244] فلا مرحبا بهم، و ان كانوا يسمعون قولنا و ينظرون أمرنا فلابأس» [1245] . و مع أن مؤمن الطاق - تلميذ الامام الصادق - ثبط زيدا عن الخروج، فالصدوق يروي عن الامام الكاظم قول أبيه: «رحم الله عمي زيدا، انه دعا الي الرضا من آل محمد، ولو ظفر لوفي» [1246] فزيد لم يدع لنفسه، لأن الامامة كانت للباقر، و انما كان خروجه تجديدا للاستشهاد عندما تدعو دواعيه. يقول الصادق: «مضي والله عمي زيد و أصحابه شهداء علي مثل ما مضي عليه الحسين بن علي بن أبي طالب و أصحابه» [1247] بل هو يعلن الاستعداد للاستشهاد، ويراه واجبا من [ صفحه 316] واجبات أهل البيت عامة، والأئمة خاصة، و أبوبصير يروي عنه قوله: «ان الله تعالي أعفي [1248] نبيكم أن يلقي من أمته ما لقيت الأنبياء من أممها، و جعل ذلك علينا» [1249] . و الشيعة مجمعون أن عليا أولي بالخلافة - دينية أو دنيوية - من الصديق و من عمر و من عثمان، لكن عليا سما عن أن يترك في الأمة صدعا يوم بايع لأبي بكر [1250] ، و قبل استخلاف أبي بكر لعمر، و بايع لعثمان مع المسلمين. و تسبيب

البيعة بأنها كانت لرأب الصدع، فيه تسليم بأن ولاية شؤون الدولة يمكن أن تنفصل عن الخلافة الدينية [1251] فلو كانت غير ذلك لما سلم علي في أمر يخالف الدين، و لقد طالما عالن الخلفاء الثلاثة برأيه الشجاع، و أجمعوا دائما علي تقديره، و نزلوا عنده، و سيبقي له في ضمير التاريخ و صحفه أنه دخل في اجماع المسلمين، فذلك درس لهم - من دروسه التي لا تكاد تحصي - ليعتصموا بحبل الله جميعا و لا يتفرقوا. و الذين يقولون - من أي فريق -: ان عليا بايع «مرغما» يتأولون [1252] فعلي أعلي صوتا [ صفحه 317] و مكانا من أن يرغم، أو لا يعلن رأيه مواجهة، و لما بايع عمر لأبي بكر يوم السقيفة، كان يومئذ - كعلي يوم بايع - يرأب الصدع بين المهاجرين و الأنصار، و هم بين أظهرهم، و لما جعل عمر الخلافة شوري في الستة بعده، كان مسؤولا عن المسلمين، كما كان أبوبكر يوم استخلفه، و علي في طليعة المسؤولين، و كمثله الأئمة بعده. و الذين ينسبون الي الشيعة ما صنعه أو فهمه الدهماء منهم من قدح في أبي بكر أو في عمر ظالمون، و من الشيعة مفكرون يعلنون أن من تعود البعض من الشيعة أن يلعنوه في احتفالات مآتم عاشوراء - و قد ظهرت بعد موت الامام جعفر الصادق بقرن، في عهد دولة بني بويه - هو عمر بن سعد قائد الجيش الذي قتل الحسين. جاء في كتاب الأستاذ أحمد مغنية عن الامام جعفر الصادق: «و قد حورب المذهب الجعفري في عهد العثمانيين والأتراك...، كما أن المفرقين أنفسهم وجدوا في اتفاق الاسمين: عمر بن الخطاب و عمر بن سعد قاتل الحسين،

ميدانا واسعا يتسابقون فيه في تشويه الحقائق.. [يعرف الناس جميعهم أن الشيعة يعنون عناية تامة في المآتم الحسينية التي تقام أيام عاشوراء و غير عاشوراء من أيام السنة... و الحسين هو موضوع تلك المآتم...] و كان طبيعيا أن يكون لعنة اللعنات عمر بن سعد، و من من المسلمين و غير المسلمين لا يلعن عمر بن سعد قاتل ابن بنت رسول الله؟... لا أنكر وجود أفراد - بالأمس - من سواد الشيعة و بسطائهم لا يفرقون بين هذين الاسمين، بل لا يعرفون أن في الدنيا التاريخ الاسلامي (عمرين: تقيا و شقيا) [1253] و ساعد علي بعد الشقة و توسيع نطاق الفتنة شيوخ جهلة مرتزقة، أئمة من كلتا الطائفتين: السنية و الشيعة...». و أيا كانت الجهالة أو العصبية فهي بلاء ابتليت به الأمة، يتفجر بذاء و خصومات في المناسبات، و فيما كان يقع بين مذاهب أهل السنة مشابه منها، و المؤكد أن أئمة المذاهب منها براء، و أن الجيل الذي تعلم عليهم بري ء من التعصب أو الافتراء، و أن العلماء الصدق بعيدون [ صفحه 318] عن متابعة السواد و البسطاء [1254] . و فقه المذهب غزير في الامامة مذ فتق الكلام فيها التلاميذ في حياة الامام و بعد مماته، مستندين الي أحاديث للنبي صلي الله عليه و سلم و علي آله، وردت في كتبهم و في كتب أهل السنة ذاتها، و يرتبون عليها نظرية الامامية. أما أهل السنة فلهم في شأن هذه الأحاديث و جهات نظر أخري حول السند، و حول المعني اللازم. اليك «بعض» الأحاديث: يقول عليه الصلاة والسلام: «يا أيها الناس، اني تركت فيكم ما ان أخذتم به لن تضلوا: كتاب الله، و عترتي أهل

بيتي» [1255] . و يقول: «اني تركت فيكم ما ان تمسكتم به لن تضلوا بعدي: كتاب الله حبل ممدود من السماء، و عترتي أهل بيتي، و لن يفترقا حتي يردا علي الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما» [1256] . [ صفحه 319] و يقول: «اني تارك فيكم خليفتين: كتاب الله... و عترتي أهل بيتي» [1257] . و يقول: «اني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله عزوجل و عترتي... فانظروا كيف تخلفوني فيهما» [1258] أو «اني تارك فيكم الثقلين: كتاب الله و أهل بيتي، و أنهما لن يفترقا...» [1259] . ذلك أنه لما رجع عليه الصلاة و السلام من حجة الوداع نزل بغدير خم يوم 18 ذي الحجة في السنة العاشرة - والشيعة تعتبره عيدا يسمي عيد الغدير - و كان قد نزل عليه الوحي (يا أيها الرسول بلغ ما أنزل اليك من ربك و ان لم تفعل فما بلغت رسالته والله يعصمك من الناس) [1260] . [ صفحه 320] فأمر بدوحات فقممن [1261] ، فقال: «كأني دعيت فأجبت، اني قد تركت فيكم الثقلين، أحدهما أكبر من الآخر: كتاب الله تعالي وعترتي، فانظروا كيف تخلفوني فيهما، فانهما لن يفترقا حتي يردا علي الحوض... ثم قال: ان الله عزوجل مولاي، و أنا مولي كل مؤمن، ثم أخذ بيد علي و قال: اللهم وال من والاه، و عاد من عاداه» [1262] و [1263] . و ابن حجر في صواعقه يقرر أن لهذا الحديث طرقا كثيرة وردت عن نيف و عشرين صحابيا مع اختلاف في المكان، أهو غدير خم أم الطائف أم المدينة [1264] أما طرقه عن أهل البيت فنحو ثمانين طريقا [1265] . و في علي قوله صلي الله عليه و

سلم: «من أحب أن يحيا حياتي، و يموت ميتتي، و يدخل الجنة التي [ صفحه 321] و عدني ربي، فليوال عليا و ذريته من بعده، فانهم لن يخرجوكم من باب هدي، و لن يدخلوكم في باب ضلالة» [1266] و [1267] . و في أهل البيت قوله صلي الله عليه و سلم: «ألا ان مثل أهل بيتي فيكم مثل سفينة نوح، من ركبها نجا، و من تخلف عنها غرق» [1268] . و «انما مثل أهل بيتي فيكم مثل باب حطة في بني اسرائيل، من دخله غفر له» [1269] [1270] . [ صفحه 322] و قوله: «النجوم أمان لأهل الأرض من الغرق، و أهل بيتي أمان لأهل الأرض من الاختلاف» [1271] [1272] . و الشيعة مؤمنون بأنه لا ينقض حجة هذه الأحاديث علي منزلة أهل البيت و مكانة علي، تأويلها من بعض أهل السنة أو التشكيك فيها من البعض الآخر. و الآخرون يرونها سندا صحيحا في تكريم علي، و لا يرونها سندا في الامامة بالمعني الذي يريده الشيعة. و لقد كان الصحابة يجلون عليا كل الاجلال، و الكثرة منهم لا تسلم له بأولوية الخلافة [ صفحه 323] علي سابقيه من الخلفاء، ثم جاء جيل جديد أصبح فيه انكار هذه الأولوية وسيلة للسلطة لتثبيت شرعيتها، بل طريقا الي أصحاب السلطة، يسلكه من يلتمسون المصلحة أو الجاه أو الراحة. لكن الأمة بقيت علي حب علي و أبنائه، و كثرتها ككثرة الصحابة في اجلاله، فالشافعي - أكبر عقل علمي - يضع حب أهل البيت بين فرائض الدين، و يذكر المسلمين بأن الصلاة علي أهل البيت جزء من الصلاة لله، يقول: يا أهل بيت رسول الله حبكمو فرض من الله في

القرآن أنزله كفاكمو من عظيم القدر أنكمو من لم يصل عليكم لا صلاة له [1273] . والامام أحمد يقول: «ما جاء لأحد من أصحاب رسول الله من الفضائل ما جاء لعلي» [1274] و تشيع أبوحنيفة محل اقرار أو انكار، و هو القائل: «لولا السنتان لهلك النعمان» [1275] قاصدا مدة دراسته علي الامام الصادق، و مالك بن أنس من أنبه تلاميذ الامام جعفر ذكرا [1276] والأربعة أئمة أهل السنة. أخرج أحمد بن حنبل عن عائشة: جاء رجل فوقع في علي و عمار عند عائشة، فقالت: أما علي فلست قائلة لك فيه شيئا، و أما عمار فاني سمعت رسول الله صلي الله عليه و سلم يقول فيه: «لا يخير [ صفحه 324] بين أمرين الا اختار أرشدهما» [1277] . و لقد كان عمار من أول حياته في الاسلام، حيث كان في آخر يوم في حياته في الدنيا، مع علي و في جنده، مات في صفين و هو في التسعين، قتلته الفئة الباغية عليه و علي علي معه. و لقد أوصي [1278] النبي لعلي أن يغسله صلي الله عليه و سلم و يجهزه و يدفنه، و يفي دينه، و ينجز وعده، و يبرئ ذمته، و يبين للناس ما اخلتفوا فيه، و ما ذلك الا لأن عليا منه و من أهل بيته حيث هو. من هذه المكانة لعلي كان معه في صفين ثمانون من الصحابة الأحياء كلهم بدري، و هؤلاء من أهل الجنة. أما معاوية فمعه الواهمون أو أهل الدنيا الذين يعدهم و يمنيهم، لتصير الأمور الي ما انتهت اليه في أيامه و ما بعد أيامه. و أما الأمة فجعلت مكان معاوية من علي، مثلا سائرا في اللسان العربي:

«و أين معاوية من علي» [1279] . [ صفحه 325] يقول الأحنف بن قيس: دخلت علي معاوية فقدم الي الحار و البارد، والحلو والحامض مما كثر تعجبي منه، ثم قدم لونا لم أعرف ماهو، فقلت: ما هذا؟ قال: هذا مصارين البط محشوة بالمخ!! قد قلي بدهن الفستق، و ذر عليه بالطبرزد [1280] فبكيت، فقال: ما يبكيك؟ قلت: ذكرت عليا...، بينا أنا عنده و حضر وقت الطعام و افطاره (اذا كان صائما) وسألني المقام، فجي ء له بجراب مختوم، فقلت ما في الجراب؟ قال: سويق شعير، قلت: خفت عليه أن يؤخذ أو بخلت به؟ قال: لا، و لا أحدهما، و لكني خفت أن يلته الحسن و الحسين بسمن أو زيت، فقلت: محرم هو يا أميرالمؤمنين؟ قال: لا، و لكن يجب علي أئمة الحق أن يعتدوا أنفسهم من ضعفة الناس لئلا يطغي الفقير فقره، فقال معاوية: ذكرت من لا ينكر فضله [1281] . يري الشيعة أهل البيت ثاني الثقلين، و أولهما القرآن، و الثقل: كل خطير نفيس، و هم عدل القرآن في الأمة، و خلفاء الرسول في الحفاظ علي الشريعة. فللأئمة جميع ماله من المناصب، ما عدا رتبة النبوة، ولديهم الكتب التي دون فيها علم النبوة، و فيهم ينحدر الهدي النبوي، و تنحصر الامامة. و أن الله سبحانه و تعالي يختار للنبوة من يشاء، و يختار للامامة من يشاء، و يأمر نبيه بالنص عليه و تنصيبه للناس بعده للقيام بوظائفه [1282] ، الا أن الامام لا يوحي اليه، بل يتلقي الأحكام عن النبي مع تسديد السماء له، فهو مبلغ عن النبي، في حين أن النبي مبلغ عن الله جل شأنه. [ صفحه 326] و الامامية يرون الامام انسانا

من البشر، لكنه أفضل أهل زمانه، و لا تجوز عبادته، فهذا عمل من خداع ابليس. و أن من هذا شأنه يجب أن يكون معصوما من الخطأ، فالناقص لا يكمل غيره. و وجه الحاجة الي العصمة فيه و في النبي واحد [1283] ، و هو حفظ الأحكام عن الخطأ، و اذ كان ذلك كذلك، فما يرد عن الامام سنة، سواء أكان رواية عن النبي أم كان رأيه؛ لأنه نص، أما مالا لا يرد عن الامام فهو محل للاجتهاد وفق القرآن و السنة و الاجماع و الدليل العقلي. و أما ولاية الحكم، فقد رأينا الامام الصادق و آباءه لم يطلبوها، كما لم يطلبها الأئمة بعده. يقول الكاظم لهشام: «كما تركوا لكم الحكمة اتركوا لهم الدنيا» [1284] فما أحراهم أن يتركوا للملوك ما يتناحرون عليه. و يعتبر الشيعة الاعتقاد بامامة الأئمة الاثني عشر من أصول الدين عندهم، و أنها «رديفة» التوحيد و النبوة [1285] ، و في حين لا يوافق أهل السنة علي ذلك، لا تكفر الشيعة أهل السنة في انكارها هذا الأصل، و لا يكفر أهل السنة الشيعة باعتقادها في الامامة. و انما يشتد الخلاف من جراء الغلو في الأئمة، و نسبة أشياء اليهم يختلف في بعضها أهل السنة أنفسهم؛ كالرجعة [1286] ، أو القدح في بعض الصحابة؛ كعمرو و معاوية و المغيرة، أو يختلف فيها الشيعة أنفسهم؛ كولاية المفضول، والنص علي الامام بالاسم لا بالوصف، مما حدا بالأضداد و الأشياع الي تبادل أزمة الثقة، أما الفاقهون فأدخلوا خلافاتهم في اطار ما يختلف فيه المجتهدون، و أما المتعصبون من كل ملة فيتقاطعون، و ما يتقاطعون الا للمصلحة أو [ صفحه 327] للغلواء أو لضيق الأفق [1287] .

[ صفحه 328] و مرد عدم التكفير [1288] بين الشيعة و أهل السنة مع الخلاف في الاعتقاد بالامامة، الي أن الأصول - كما يقول الشيعة - ثلاثة: التوحيد، و النبوة، و البعث. و يكفي من التوحيد الايمان بوحدانية الله تعالي، و يكفي من النبوة الايمان بأن محمدا صلي الله عليه و سلم رسول الله صادق فيما أخبر به معصوم، و يكفي من المعاد الاعتقاد بأن كل مكلف يحاسب بعد الموت. أما الفروع التي هي من ضرورات الدين فهي كل حكم اتفقت عليه المذاهب الاسلامية كافة، من غير فرق بين مذهب و مذهب؛ كوجوب الصلاة، فانكار حكم من هذه الأحكام انكار للنبوة، و تكذيب لما ثبت في دين الاسلام بالضرورة. و ضرورات المذهب الشيعي نوعان: نوع يعود للأصول و هو الامامة، فيجب أن يعتقد كل شيعي امامة الاثني عشر اماما، و النوع الثاني يرجع الي الفروع؛ كنفي العول [1289] و نفي [ صفحه 329] التعصيب [1290] ، فمن أنكر فرعا منها كان غير شيعي و ان كان مسلما. والايمان و الاسلام عند الشيعة مترادفان، يثبتان لمن آمن بالتوحيد و النبوة و البعث، ويطلقان علي معني أخص هو هذه الأركان، و معها ركن العمل بدعائم الاسلام - و هي الصلاة و الزكاة و الصوم و الحج و الجهاد - و يزيدون ركنا خامسا هو الاعتقاد بالامامة، و أنها منصب الهي كالنبوة، منصوص علي من يليها، و أن الامام أفضل أهل زمانه، و معصوم. فمن اقتصر علي الأركان الأربعة الأوي مسلم مؤمن، و انما الاعتقاد بالامامة له أثر في منازل القرب والكرامة يوم القيامة. يقول الامام محمد الحسين آل كاشف الغطاء» [1291] نعم يظهر أثر التدين «بالامامة» في

منازل القرب و الكرامة يوم القيامة، أما في الدنيا فالمسلمون بأجمعهم سواء، و بعضهم لبعض أكفاء، و أما في الآخرة فلا شك أن المسلمين تتفاوت درجاتهم و منازلهم حسب نياتهم و أعمالهم، و أمر ذلك و علمه عند الله سبحانه، و لا مساغ للبت به لأحد من الخلق. و الغرض أن أهم ما امتازت به الشيعة عن سائر فرق المسلمين هو القول بامامة الأئمة الاثني عشر، و به سميت هذه الطائفة الامامية، اذ ليس كل الشيعة تقول بذلك...، و القول بالاثني عشر ليس بغريب عن أصول الاسلام و صحاح كتب المسلمين. فقد روي البخاري و غيره في صحاحه حديث الاثني عشر خليفة بطرق متعددة فيها بسنده عن النبي صلي الله عليه و سلم «أن هذا الأمر لا ينقضي حتي يمضي فيهم اثنا عشر خليفة...» [1292] . [ صفحه 330] والشيعة يعتقدون أن الأرض لا تخلو من حجة علي العباد، من نبي أو وصي، ظاهر أو مستور، فالامام المهدي الثاني عشر غائب منتظر [1293] . [ صفحه 331] و الامامة منصب ديني لا يجوز التنازل عنه؛ لأنه من الله [1294] و لما تنازل علي للخلفاء السابقين عليه، كان التنازل عن الخلافة الدنيوية وحدها، و بناء علي أسباب.

امور خلافية في الفقه

اشاره

يظهر من استعراض كبريات مسائل الخلاف بين الشيعة و بين المذاهب أهل السنة في الفقه، أنها لا تمس أصل الدين، و أنها تحتمل الاجتهاد، و تتسع للخلاف عليها، كما اتسعت أمور أمثالها للخلاف بين مذاهب أهل السنة ذاتها، الا زواج المتعة، فالخلاف فيه يتميز مما عداه. أما الفرائض الدينية فواحدة عندهم و عند أهل السنة: في الصلاة: الفروض واحدة لدي أهل السنة ولديهم، و عدد الركعات فيها واحد،

أما المندوب عندهم فلا حصر له، و أفضله عندهم «الرواتب»، و عددها علي المشهور: ثمانية للظهر، و ثمانية للعصر قبل الفريضة، و أربع للمغرب بعد الفريضة، و للعشاء ركعتان جالسا، و يجوز قائما، و ثمانية ركعات صلاة الليل، و ركعتا الشفع، و ركعة الوتر، و ركعتا الصبح قبل الفريضة. فالرواتب عندهم كثيرة [1295] و يشترطون القراءة في الصلاة باللغة العربية، و لا يجيزون الترجمة [1296] ، و يشترطون الجهر بالبسملة [1297] . و في الزكاة، و وجوه البر: لا يختلفون عن جمهور المسلمين، بل هم يضيفون اليها «خمس» الدخل الذي يجبي للامام، لانفاقه في مصارفه الدينية [1298] . [ صفحه 332] و في الصوم: يرون الكذب علي الرسول [1299] يفطر الصائم. و في الحج: جهاد [1300] لا يسقط بالموت، بل يؤديه الوارث عن مورثه، و للغير أن يؤديه عن من مال للمورث قبل أن تقسم التركة [1301] . و يكثرون من مظاهر «الروح الاسلامي» في العقود، فيستحبون البدء بالبسملة في كل معاملة [1302] ، و يحرصون علي الصيغة العربية [1303] ، و يكرهون معاملة تارك الصلاة و المستهتر [1304] ، و يحرمون الاتجار بما يترتب عليه فساد المجتمع [1305] . و فيما يلي أنواع خلاف بينهم و بين أهل السنة، لعلها تبين الاطار العام أو المعالم المهمة، للوفاق و للخلاف بين الفريقين:

الجمع بين الصلاتين

المسلمون مجمعون علي جواز الجمع في الحج، في جبل عرفة بين الظهر و العصر، و في المزدلفة بين المغرب و العشاء للحجاج خاصة، أما غير ذلك فمحل خلاف [1306] . فالشيعة يجيزون الجمع مطلقا جمع تقديم و تأخير، لعذر و غير عذر، في السفر و الحضر و ان كان التفريق عندهم أفضل،

الا اذا حدث حرج [1307] . [ صفحه 333] و حجة الشيعة مشتقة من صحاحهم [1308] ، و من تفسير الامام الصادق لقوله تعالي: (أقم الصلاة لدلوك الشمس الي غسق الليل و قرآن الفجر ان قرآن الفجر كان مشهودا) [1309] فالغسق: هو تراكم الليل و اشتداد الظلمة، و بهذا تكون أوقات الصلاة الأربعة ممتدة من الزوال الي نصف الليل [1310] ، فالظهر و العصر ينتهيان في الغروب، و المغرب و العشاء الي نصف الليل. أما الصبح فقد اختصها الله بقوله: (و قرآن الفجر ان قرآن الفجر كان مشهودا).

الأذان

كان بلال - مؤذن الرسول - يؤذن لصلاة الصبح، فيقول بعد «حي علي الفلاح»: «الصلاة خير من النوم»، و أقره الرسول علي ذلك [1311] . و الشيعة يقولون: ان الاذان كان فيه «حي علي خير العمل» حتي عهد عمر، كما قال [ صفحه 334] الامام الباقر، و سبب رفعها من الأذان: أن المؤذن وجد عمر نائما عند أذان الصبح، فأضاف «الصلاة خير من النوم» - كما أورد الزرقاني في تعليقه علي الموطأ [1312] - فاستحسنها عمر، فأمر أن تضاف الي أذان الصبح [1313] و أخرج ذلك ابن أبي شيبة [1314] . و علماء الشيعة متفقون علي أن قول: «أشهد أن عليا ولي الله» ليس من فصول الأذان و أجزائه، و أن من يأتي به بنية أنه من الأذان فقد أبدع في الدين، أي أدخل فيه ما هو خارج عنه [1315] . و يقول الشيعة: ان اسقاط «حي علي خير العمل» كان بأمر من أولي الأمر في عهد عمر [1316] ، حرصا منهم علي أن تفهم العامة أن الجهاد في سبيل الله هو خير العمل، و أن النداء

[ صفحه 335] علي الصلاة بخير العمل مقدمة لفرائضها الخمسة ينافي التحريض المطلوب للجهاد، فخطب عمر فنهي عنه [1317] .

المسح علي الرجلين

اشارة

يختلف الناس في أن مسح القدمين هو الفرض، أو الغسل هو الفرض، لأن رسول الله صلي الله عليه و سلم توضأ و مسح علي قدميه. و الشيعة تستدل يمسح الرسول علي قدميه علي أن المسح هو الفرض [1318] و مروي عن ابن عباس أنه قال: «ما صح عن رسول الله الا غسلتين و مسحتين» [1319] . [ صفحه 336] و يفسرون الآية (و امسحوا برؤوسكم و أرجلكم) [1320] بما يسعفهم في المسح [1321] .

الزواج و الطلاق
في الزواج

- المهر لا يقدر قلة و لا كثرة، الا أن يقصر عن التقويم، كأن يقول: حبة قمح! أما الكثرة ففيها قول الله: (و آتيتم احداهن قنطارا) [1322] و ان كان يكره تجاوز مهر السنة الذي أصدقه النبي زوجاته، و هو خمسمائة درهم [1323] . - و يجوز النظر الي وجه المطلوب زواجها دون استئذان، و مع الوجه الكفين، و ينظرها قائمة و ماشية. و للمرأة أن تنظر الي الرجل [1324] و لا يجوز العزل عن المرأة الا باذنها [1325] . - و للمرأة - بكرا أو ثيبا - أن تزوج نفسها ممن تريد اذا بلغت رشدها و ان كان من المستحسن أن تستأذن وليها في ذلك [1326] .

في الطلاق

- أما الطلاق الثلاث بفم واحد: فجعله عمر ثلاثا زجرا للناس [1327] و بقي الأمر كذلك ثلاثة [ صفحه 337] عشر قرنا، ظهر فيها ما أحوج الي العودة الي الأمر الأول. والشيعة لم يقبلوا عمل عمر من بادئ الأمر، فالطلاق الثلاث في مجلس واحد يقع مرة واحدة [1328] ، و لا حلف عندهم بالطلاق علي عمل [1329] و هذان اصلاحان أحدثتهما مصر في سنة 1929 [1330] . - و هم يوجبون حضور شاهدين للطلاق، في حين لا يوجبون حضور شاهدين للزواج. فالزوجية تنشأ دون شهود، لكن الطلاق واجب له الشهود [1331] و المتفقهة الآن من أهل السنة في مصر يستحسنون ايجاب حضور شاهدين للطلاق، بل هذا تعديل مطلوب في مشروع قانون للأحوال الشخصية. - و هم يمنعون طلاق المغضب، و المتهيج و المنزعج [1332] ، و يقررون أن الطلاق الذي أمر به الله و رسوله هو الذي يقع اذا حاضت المرأة و طهرت من حيضتها، فأشهد

الرجل شاهدين عدلين قبل أن يجامعها علي تطليقه، ثم هو أحق برجعتها مالم تحض ثلاثا، فان مضت ثلاثة قروء قبل أن يراجعها فهي أملك لنفسها، فان أراد أن يخطبها من الخطاب خطبها، فان تزوجها كانت عنده [1333] . - وليس للمريض أن يطلق، و له أن يتزوج، فان تزوج و دخل بها فجائز، و ان لم يدخل و مات بطل الزواج، و لا مهر و لا ميراث للزوجة [1334] . فلنلاحظ اليسر في الزواج عندهم، والتشدد في الطلاق، و رعاية المرأة في كل حال، [ صفحه 338] والحرص علي الأسرة.

زواج المتعة (الي أجل معين)

والشيعة يسمونه الزواج المؤقت، و يرجعونه الي قوله تعالي: (فما استمتعتم به منهن فآتوهن أجورهن» [1335] والمفسرون متفقون علي أن جماعة من الصحابة العظماء أفتوا باباحتها، منهم: ابن مسعود [1336] ، و أبي بن كعب [1337] ، و ابن عباس [1338] ، و جابر بن عبدالله [1339] ، و عمران بن حصين [1340] ، بل [ صفحه 339] كانوا و هم يتلون الآية ينطقون بتفسيرها فيقرأون: «فما استمعتم به منهن الي أجل مسمي». فالمشروعية ثابتة، و العمل بها ثابت. و انما يجزم أهل السنة بأنها أبيحت لدواعيها، ثم نسخت بأحاديث جازمة [1341] و الشيعة لا يرونها أحاديث ثابتة، و يقولون: ان الحلال القطعي الثبوت لا ينفيه تحريم غير قطعي [1342] . و هم يقولون: ان المتعة سائغة في السفر لطلب العلم و التجارة و الجهاد، فلقد كانت مشروعيتها للسفر و للجهاد، و انها زواج عادي، لولا أنه الي أجل، فالزوجة في زواج المتعة تعتد اذا انتهي الأجل؛ ككل طلاق، و لابد من المهر..، و الابن من الزواج هو ابن عادي، له الميراث والنفقة، أما الزوجة فلا نفقة

و لا ميراث لها، الا اذا اشترطت، و ليست النفقة من لوازم الزوجية، فالناشز زوجة و لكنها بلا نفقة، و من النساء من ترث و ليست زوجة، كمن طلقت في مرض الموت، و مات زوجها قبل مضي سنة [1343] . و الثابت أن عمر أعلن تحريم المتعة، اذ خطب الناس فقال: «متعتان كانتا علي عهد رسول الله صلي الله عليه و سلم، و علي عهد أبي بكر رضي الله عنه، و أنا أنهي عنهما» [1344] و أنه حرمها و هو بصدد قضية [ صفحه 340] لعمرو بن حريث، ثم أطلق النهي [1345] . و أهل السنة يقررون أن نهي عمر عنها كان اعلانا لتحريم ثابت قبل ذلك، و لم تقبل الشيعة نهي عمر من بادي ء الأمر، بل قال علي: «لولا نهي عمر عن المتعة ما زني الا شفا (قليل أو مشف علي الهلكة) أو شقي» [1346] . و ثبت عن الامام الصادق قوله: «ثلاث لا أتقي فيهن أحدا: متعة الحج، و متعة النساء، و المسح علي الخفين» [1347] . و من نوادر يحيي بن أكثم [1348] قاضي المأمون أنه سأل شيخا من أهل البصرة: بمن اقتديت [ صفحه 341] في جواز المتعة؟ قال: بعمر! قال: كيف و كان من أشد الناس فيها؟ [1349] قال، انه صعد المنبر فقال: أيها الناس، متعتان أحلهما الله و رسوله لكم، و أنا أحرمهما عليكم و أعاقب عليهما! فقبلنا شهادته و لم نقبل تحريمه [1350] .

الميراث

للشيعة تفسير في المواريث في صالح البنات، لذواتهن، و لمن يتوسل للميراث بهن. [ صفحه 342] يقول تعالي: (يستفتونك قل الله يفتيكم في الكلالة ان امرؤ هلك ليس له ولد و له أخت فلها

نصف ما ترك و هو يرثهآ ان لم يكن لها ولد فان كانتا اثنتين فلهما الثلثان مما ترك و ان كانوا اخوة رجالا و نساء فللذكر مثل حظ الأنثيين) - [1351] و هم يرون البنت ولدا في اللغة و العرف، و لذلك يعطون البنت دائما، و لا يعطون الأخت أو الأخ ان كان هناك بنت أو ابن، فكلاهما ولد [1352] وهم يسقطون الوصية مادام هناك ولد، ابن أو بنت [1353] . و للشيعة قاعدة: أن كل فريضة يهبطها الله الا الي فريضة، تكون مقدمة عند «العول» و كل فريضة اذا زالت عن فرضها، لم يكن لها الا ما بقي، تكون مؤخرة. مثال ذلك: للزوج النصف، فان هبط له الربع، فان دخل عليه في التقسيم ما يزيد عن السهام رجع الي الربع المفروض، و لا يزيله عن الفرض شي ء، و مثله: الزوجة و الأم. أما البنات و الأخوات فلهن النصف و الثلثان، فاذا أزالتهن الفرائض عن ذلك لم يكن لهن الا ما بقي، فاذا اجتمع ما تقدم الله و ما أخر بدي ء بما قدم الله فأعطي حقه كاملا، فان بقي شي ء كان لما أخر [1354] . و هو تطبيق لحديث ثابت عندهم [1355] ، أورده الشهيد الثاني [1356] ، و أورده الحاكم في المستدرك و قال: انه صحيح علي شرط مسلم [1357] و يستشهد أهل السنة بآيات، و يستشهد الشيعة بآيات [1358] . [ صفحه 343] و هم ينفردون بما يسمي «الحبوة» [1359] للولد الأكبر: ملابس أبيه و ثيابه و مصحفه و خاتمه، زيادة علي حصته في الميراث [1360] ، كما ينفردون بعدم توريث الزوجة من عقار الزوج و رقبة الأرض عينا و قيمة [1361] ، لأخبار

وردت عن الأئمة مروية عن النبي [1362] .

متعة الحج

ينشي ء الحاج احرامه من ميقاته (أماكن القصد الي البيت الحرام) و المتمتع يأتي مكة و يطوف بالبيت، ثم يقصر و يحل من احرامه و يقيم بعد ذلك حلالا، ثم يفيض الي المشعر الحرام، ثم يأتي بأفعال الحج باحرام جديد. و هذان: التقصير و الاحلال، تيسير باباحة محظورات الاحرام في المدة المتخللة بين الاحرامين [1363] و هذا ما كرهه عمر و حرمه قائلا: هي سنة رسول الله، لكني أخشي أن يعرسوا بهن - نسائهم - تحت الأراك [1364] ، ثم يروحون بهن حجاجا، فخطب و نهي عن هذه المتعة مع متعة الزواج [1365] . [ صفحه 344] و مع ذلك فابن عمر يقول عن عمل أبيه: أرأيت ان نهي عنها أبي و صنعها رسول الله، أأمر أبي أتبع أم أمر رسول الله؟ [1366] و ابن عباس كعلي لا يحرمان ما حرمه عمر [1367] . و لما قدم علي من اليمن وجد فاطمة الزهراء قد حلت و لبست صبيغا، و اكتحلت، فأنكر ذلك عليها، فقالت: ان أبي أمرني بهذا، فذهب الي رسول الله، فقال: «صدقت صدقت» [1368] والشيعة لهذا يرون متعة الحج [1369] .

التفسير بالتأويل

يروي الشيعة عن النبي أنه قال: «ان للقرآن ظاهرا و باطنا، و لبطنه بطن الي سبعة أبطن» [1370] ويروون عن علي أنه قال: «ما من آية قرآنية الا ولها ظاهر و باطن، و حد و مطلع» [1371] ويروي هذا البيان عن سهل التستري [1372] ، من المفسرين الصوفيين. و أنه أضاف: [ صفحه 345] فالظاهر: التلاوة، والباطن: الفهم، و الحد: حلالها و حرامها، والمطلع: اشراف القلب علي المراد به فقها عن الله عزوجل... قيل له: ما الباطن؟ قال: فهمه [1373] . و يروون عن

الامام الصادق أنه قال: «ان في كتاب الله أمورا أربعة: العبارات، و الاشارات، و الحقائق، و اللطائف. فالعبارات: للعوام. و الاشارات: للخواص، و اللطائف: للأولياء، و الحقائق: لأنبياء الله» [1374] . و المتتبع لتفسيرات الامام الصادق و أجوبته علي المسائل يجدها تنبع من بحر عميق في فهم القرآن و اللسان العربي، أمكنه أن يكشف للناس بين الفينة و الفينة ما فيه من شمول، و ما بينه و بين السنة من صلة الأصل بفرعه، و بذلك قدر الامام أن يفسر القرآن بالقرآن - ففي بيته نزل - و أن يجد للحديث الواحد أصولا عدة، في آيات متفرقة، بمجرد أن يدلي اليه سائل بسؤال! و هو منهج سيتتابع عليه عظماء الأئمة من أهل السنة، و في طليعتهم أحمد بن حنبل. ولا يسوغ لنا أن نعتبر تفسيرات الصادق من أضرب التفسير بالرأي، أو بالمأثور، أو بهما - و هي مصنفة بين عقلي و نقلي و صوفي و رمزي و قصصي و... الخ - و في البعض منها تأويل باطني. و ابن عطية [1375] من كبار مفسري أهل السنة، ينفي صحة نسبة تفسير باطني أو رمزي الي [ صفحه 346] الامام الصادق، و يقول «... و هذا قول جار علي طريقة الرموز، و لا يصح عن جعفر بن محمد رضي الله عنه، و لا ينبغي أن يلتفت اليه» [1376] . اليك مثلا - بين نظائر تجل عن الحصر - لاستعمال اللسان العربي في التفسير: يقول زرارة للامام الصادق: من أين علمت أن المسح ببعض الرأس؟ و يجيب الامام: لمكان الباء في قوله تعالي [1377] (وامسحوا برؤوسكم) [1378] يقصد: أن الباء للبعضية [1379] . و لقد تتابع علي هذا التفسير الأئمة

في اللغة و الفقه [1380] جاء في المصباح المنير في مادة «بعض»: أن الباء في قوله تعالي: «وامسحوا برؤوسكم) للتبعيض...، و نص علي مجيئها للبعض ابن قتيبة...، و أبوعلي الفارسي و ابن جني...، و ذهب الي مجي ء الباء بمعني البعض الشافعي و هو من أئمة اللسان، و قال بمقتضاه أحم و أبوحنيفة. و من استعمال ظاهر اللسان العربي تفسير «الكوثر» بأنه الذرية الكثيرة، في قوله تعالي: (انا أعطيناك الكوثر) فهي صيغة مبالغة من الكثرة «فوعل»، يؤيد ذلك الآية التي تجي ء فيما بعد (ان شانئك هو الأبتر) و الأبتر: من لا عقب له. و بهذا ساغ تفسير الشيعة بأن الكوثر هو الذرية [1381] ، و قد رزق الله النبي الذرية الكثيرة من فاطمة، فهي الكوثر المقصود. و الآخرون [ صفحه 347] يقولون: ان الكوثر نهر في الجنة [1382] و غيرهم يؤولونه بأنه النبوة [1383] . و لقد أسلفنا طائفة من تفسيرات الامام؛ كالخوف من عدم العدل بين النساء، والانفاق من رزق الله، و رؤية الله جل شأنه، و قتل النفس باخراجه من الهدي الي الضلال، و التفسيرات التي جعلت أباحنيفة يقول عن آية (و ما نقموا الا أن أغناهم الله و رسوله من فضله) [1384] لكأني ما قرأتها قط في كتاب الله، و لا سمعتها الا في هذا الموقف [1385] و هي جميعا صادرة عن فهم دقيق للسان العربي الذي نزل به القرآن. و التفسير بالظاهر ممن يفهم البلاغة العربية و مجازاتها المتعددة، و الاستعارة، و الايجاز اللفظي، و هو بعض خصائص الاعجاز البياني في القرآن، لا ينفي استعمال العقل، بل فيه مجال واسع له، و لا ينفي القيمة العظيمة لتفسير الزمخشري المعتزلي [1386] ، و هو حجة

في اللغة، و حجة في الجمع بين الظاهر و بين وجوه الرأي بالمعاني الدقيقة و أسرار البلاغة [1387] . [ صفحه 348] و ممن أثارهم الاعجاب به: الامام يحيي بن حمزة العلوي [1388] (749) صاحب كتاب «الطراز». و ما من تفسير ثبت عن امام عن أهل البيت الا تلقته العقول بالقبول، لأنه لا يغاير النص من القرآن و السنة، و انما يشرحهما في نورانية باهرة [1389] ، في حين أن المعتزلة يؤولون ليخضعوا المعني لأصولهم الخمسة [1390] و هذا خلاف عظيم بين المؤولين و بين الامام جعفر والشيعة الامامية. أما الاسماعيلية فلهم بعض التأويلات الباطنية التي تهمل المعني الظاهر، و تحمل الألفاظ ما لا تحتمله. والاسماعيلية فرقة شيعية، لم تظهر الا بعد موت الامام جعفر بقرن أو أكثر.

البداء (و مفهومه الشائع: الظهور بعد الخفاء)

نسب الي الشيعة القول بأن الله يبدو له فيغير ما قرره لظهور طاري ء، و أطلقوا علي ذلك لفظ [ صفحه 349] البداء [1391] والشيعة الامامية لا تقول شيئا بهذا المعني، بل تعتقد أن الله عالم بكل شي ء، و علمه أزلي بما كان و ما يكون [1392] . يقول الامام الصادق: «ما بدالله في شي ء الا كان في علمه قبل أن يبدو له» [1393] . وسأله منصور بن حازم [1394] هل يكون اليوم شي ء لم يكن في علم الله بالأمس؟ قال: «لا، من قال هذا فقد أخزاه الله» قال منصور: ما كان و ما هو كائن الي يوم القيامة أليس في علم الله؟ قال: «بلي، قبل أن يخلق الخلق» [1395] . و يروي عنه قوله: «ان الله لم يبد له عن جهل» [1396] . فجميع الكائنات الممكنة، قبل أن تخلق، قدرها الله تعالي و كتبها بمشيئته و

ارادته في اللوح المحفوظ، والله تعالي يقول: (يمحو الله ما يشاء و يثبت) [1397] ، و كل ما يتعلق به القضاء و التقدير لابد له من تعلق الارادة و المشيئة به، و ما لا يكون قضاؤه و تقديره حتميا مما هو مورد المحو و الاثبات تتعلق المشيئة بمحوه و اثباته. و قد يكون وجوده و تكوينه بارادة الله تعالي منوطا، أي مشروطا بتحقق أمر آخر، فيكون [ صفحه 350] قد جري في علمه تعالي أن يوجد اذا حصل ما اقتضت المصلحة التي يعلمها الله أن تكون شرطا، والله تعالي يقول: (فقلت استغفروا ربكم انه كان غفارا - يرسل السماء عليكم مدرارا) [1398] ، و يقول: (و لو أن أهل القري آمنوا و اتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء و الأرض و لكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يسكبون) [1399] . و روي أحمد في المسند: أن النبي قال: «ان الرجل ليحرم الرزق بالذنب يصيبه، و لا يرد القدر الا الدعاء، و لا يزيد في العمر الا البر» [1400] . و عن أبي سعيد: أن النبي قال: «ما من مسلم يدعو الله بدعوة ليس فيها اثم و لا قطيعة رحم الا أعطاه احدي ثلاث: اما أن يستجيب لدعوته، أو يصرف عنه من السوء مثلها، أو يدخر له من الأجر مثلها» قالوا: يا رسول الله، اذن نكثر، قال: «الله أكثر» [1401] . و من القضاء علم مخزون لا يطلع الله عليه أحدا، فلا بداء فيه، و قضاء أخبر به ملائكته و رسله، فهذا أيضا لا بداء فيه، و قضاء معبر عنه بلوح المحو والاثبات، و في هذا القسم يرد قول الشيعة بالبداء: (يمحو الله ما يشاء و يثبت) [1402]

. و الشهرستاني ينفي عن الامام جعفر ما ينسب اليه من أقوال في الغيبة و البداء بمعني تغيير ارادة الله. [ صفحه 351]

الرجعة

لقد خلط المؤلف بين مفهوم «الرجعة» و مفهوم «المهدي». و الرجعة كما يعرفها الشيخ المفيد في أوائل المقالات: ص 77، «هي أن الله تعالي يرد قوما من الأموات الي الدنيا في صورهم التي كانوا عليها، فيعز فريقا و يذل فريقا، و يديل المحقين من المبطلين، و المظلومين منهم من الظالمين، و ذلك عند قيام مهدي آل محمد عليهم السلام، و الراجعين الي الدنيا فريقان: أحدهما: من علت درجته في الايمان و كثرت أعماله الصالحات...، فيريه الله دولة الحق و يعزه بها...، و الآخر: من بلغ الغاية في الفساد...، و كثر ظلمه لأولياء الله...، فينتصر الله - تعالي - لمن تعدي عليه قبل الممات». و قال في ص 46: «و اتفقت الامامية علي وجوب رجعة كثير من الأموات الي الدنيا قبل يوم القيامة و ان كان بينهم في معني الرجعة اختلاف». و قد شرح الاختلاف في ص 152 فراجع. و قد استدل لها الشيعة بعدة آيات و روايات و الفت في ذلك الكتب و الرسائل، و هي ليست قضية المهدي المنتظر عليه السلام. فان منكر الرجعة عند الشيعة ليس بكافر، و ان منكر المهدي كافر. القول «برجعة» المهدي المنتظر ليس مجمعا عليه في الفكر الشيعي، فمنهم من لا يعتبرها عقيدة، و منهم من يأخذ بها، كما أخذ بعض أهل السنة ببعض أنباء الغيب و حوادث المستقبل و أشراط الساعة، مثل: نزول عيسي من السماء، و ظهور الدجال الذي يظهر قبل الامام بقليل فيقتله الامام، و خروج السفياني الذي يخرج من الوادي اليابس حتي ينزل

بدمشق، فلذلك اختراع لحساب بني أمية في الأندلس. و ثمة سفياني قيل: ان خالد بن يزيد اخترعه لحساب بني أمية ضد بني مروان، و من قبلهم وجد (القحطاني) المنتظر - رجل في قحطان - يسوق العرب بعصاه، بل ادعي عبدالرحمان بن الأشعث أنه القحطاني المنتظر [1403] . بل أن سعيد بن المسيب - علامة التابعين - يعتبر عمر بن عبدالعزيز المهدي المنتظر للمدينة [1404] و قد سمي العباسيون لهم مهديا (الخليفة المهدي بن المنصور) [1405] . [ صفحه 352] و أبوجعفر المنصور يقول عن محمد النفس الزكية: «هذا مهدينا أهل البيت» [1406] ولقد سمي الكثيرون من يتولونهم بالمهدي: فأتباع محمد بن الحنفية لقبوه بالمهدي [1407] ، و ابن صرد يلقب الحسين بالمهدي، و أشياع المختار الثقفي لقبوه بالمهدي، بل أن كثرة الزيدية يقولون: ان كل واحد من الأئمة مهدي! فزيد مهدي، و ابنه يحيي مهدي، و محمد بن عبدالله ابن الحسن «النفس الزكية» مهدي، و كل فاطمي شجاع عالم زاهد يدعو الي الحق بالجهاد فهو لدي الزيدية امام [1408] مهدي [1409] و من الناس من ينتظر عودة من يسمونهم كذلك. و في مسند أحمد بن حنبل: سمعت عليا يقول: قال رسول الله: «لو لم يبق من الدنيا الا يوم لبعث الله عز و جل رجلا منا يملؤها عدلا كما ملئت جورا» [1410] . [ صفحه 353] و يقول بعض الشيعة: ان عقيدة البعث أصل مجمع عليه، و انه عندما يؤخذ القول بالرجعة علي أنها بعث فلا وجه لنفي العدالة عمن يفهمها كذلك [1411] . و لقد رددت كتب السنن الكلام في المهدي و ظهوره، و منها: سنن أبي داود [1412] و الترمذي [1413] و النسائي [1414] و

ابن ماجة [1415] ، و لم يرد ذكره في صحيحي البخاري و مسلم، و تكلم البعض في أسناد الأحاديث المروية في السنن. و في الوقت ذاته نجد السيوطي في كتابه «العرف الوردي في خبار المهدي» [1416] و ابن حجر في كتابه «القول المختصر في أخبار المهدي» [1417] و هما من فحول علماء أهل السنة، و آخرين غيرهم، يكتبون عن المهدي، و يروون أحاديث في ظهوره. و في تفسير الأحاديث اذا صحت تتغاير الأنظار [1418] . [ صفحه 354] و ابن الجوزي الحنبلي يسمي القائلين بالرجعة في كتابه «تلبيس ابليس»: الرجعية [1419] و لقد أسلفنا تضعيف بعض محدثي أهل السنة للقائلين بالرجعة. [ صفحه 357]

المنهج العلمي

مقدمة

«ان العلم هو علم محمد صلي الله عليه و سلم، في ميراث محمد صلي الله عليه و سلم» [1420] . (ابن تيمية) في الباب الحالي فصول ثلاثة تحاول تصوير منهج الامام الصادق العلمي و الحضاري و السياسي و الاقتصادي، كما رسم خطوطه بالفعل و بالقول، و كما اقتفي آثاره و بني عليه علماء الاسلام، الفقهاء منهم و الرياضيون و التطبيقيون، مستمتعين بحرية الفكر و البحث التي وردت بها نصوص الكتاب العزيز و أمرت بها السنة. و كان الامام الصادق من الأوائل في تعليمها للمسلمين، ممن انتسبوا اليه، و ممن أخذوا عنهم، يستوي في ذلك الشيعة و فقهاء أهل السنة. علي هؤلاء الفقهاء و العلماء تعلم أهل أوربة منهج النزاهة العلمية و الواقعية الذي تبلور في طريقة «التجربة و الاستخلاص»، و الذي أعلنه جابر بن حيان، أول من استحق في العالم لقب «كيميائي» كما يعبر عنه الأوربيون [1421] . و من المنهج الحضاري: المنهج السياسي و الاقصادي الذي يستهدف عمارة الدنيا بالعدل في الناس، و

العمل للحياة، و التكافل بين أعضاء الجماعة، والسعي لاستثمار طاقات الناس و أموالهم. و هي قواعد بلغ بها الفقه الشيعي غايته، ابتداء من منهج أميرالمؤمنين علي، معمولا به في حياته أو خلافته، أو منصوصا في عهده للأشتر النخعي، و كله سياسة و اجتماع و اقتصاد، الي رسالة حفيده زين العابدين في الحقوق، و هي تجري في آثاره، الي برنامج [ صفحه 358] حفيده جعفر الصادق العلمي و الحضاري، السياسي و الاقتصادي، يدلي به للناس، و يطبقه بنفسه، و يضع به الأسس لدول، أو مجتمعات، أو جماعات، أو جمعيات، تعمل بمنهاجه لتبلغ أوجها به. و هذه خصيصة لا يجاري الصادق فيها عالم من العلماء في التاريخ. و حسبنا في هذا المقام كلمات، كالاشارات، تضمنتها الفصول الثلاثة التي حواها هذا الباب. [ صفحه 359]

التجربة و الاستخلاص

اشارة

«أما اذا خرجت من الانكار الي منزلة الشك، فاني أرجو أن تخرج الي المعرفة» [1422] . (جعفر الصادق) «لو أتيح لي الأمر لحرقت كتب أرسطو كلها، لأن دراستها يمكن أن تؤدي الي ضياع الوقت، و احداث الخطأ، و نشر الجهالة». (روجير بيكون 129 ميلادية) «لم يكن روجير بيكون في الحقيقة الا واحدا من رسل العلم الاسلامي و المنهج الاسلامي الي أوربة المسيحية». (روبر بريفو) أتيحت للامام الصادق حقبة طويلة للتعليم، يتلقاه أو يلقيه، فلم يحبس كمثل ما حبس الكثيرون من أهل بيته. أو يقتل كما قتل عظماؤهم. و لم يصطدم مذهبه الفقهي بمذهب فقهي للسلطان، فبنو أمية و بنو العباس حتي عهده لم يكن لهم مذهب فقهي، اذ لم تظهر المذاهب «رسميا» الا في أخريات القرن الثاني للهجرة، عندما صير أبويوسف مذهب أبي حنيفة مذهب السلطان [1423] ، و استعصمت المدينة بفقهها [1424]

، ثم [ صفحه 360] ظهر الشافعي في أواخر القرن الثاني [1425] . و لم يصطدم الامام بمذهب سياسي للخليفة، اذ لم يظهر اعتناق الدولة للاعتزال الا في عصر المأمون، في فاتحة القرن الثالث. و كان الجهميون [1426] و القدريون [1427] مستضعفين، و لم يكن لمناقشات أصحاب الملل و النحل شأن يستلفت النظر. بهذا أتيح للامام في مجلسه العلمي، و اقتداره الذي يسلم به الجميع، أن يرسي في أمنة واطمئنان قواعد «منهج علمي» ما يزال يعبر القرون، باعتباره فتحا من الفتوح التي فتحها الله علي البشر. و فحوي المنهج: أن العلم «مشاهدة» و «نزاهة فكرية» في «استخلاص» النتائج، لا يقبل الله سواها من عالم أو متعلم. في هذا الفحوي قول الامام: «اطلبوا العلم، فانه السبب بينكم و بين الله» [1428] ، و السبب الي الله لا يقوي الا بقلب خاشع، و من ثم وجب اخلاص النية فيه، و صدق الهمة في تلقيه، و قبول حقائقه دون تلويثها بشوائب الهوي أو الغرض أو المقررات السابقة، أو العوامل الخارجية. و بهذه الخصائص تصبح «النزاهة العلمية» سمتا للعبادة، و شأوا للسيادة، يقول الامام: «الملوك حكام علي الناس، و العلم حاكم عليهم... حسبك من العلم أن تخشي الله، و حسبك من الجهل أن تعجب بعلمك» [1429] . [ صفحه 361] و لتحقيق ذلك يأمر الامام طالب العلم - من بدء أمره - بالتحلي بخصال، و ينهاه عن نقيضها، يقول: «لا تطلب العلم لثلاث: لترائي به، و لا لتباهي به، و لا لتماري به. و لا تدعه لثلاث: رغبة في الجهل، و زهادة في العلم، و استحياء من الناس» [1430] و ما المراء أو الاصرار علي عدم المعرفة أو تحقير

العلم أو خوف النقد، الا خروق واسعة تتساقط منها كنوز العلماء، و مواهب المتعلمين، و واجب الفرد في أن يتعلم، في أمة فرض رسولها العلم علي كل مسلم و مسلمة [1431] ، فالعلم في الاسلام طريق للبقاء و التقدم. و يقول لمحمد بن النعمان (مؤمن الطاق)، و هو المناضل الجدل: «يا ابن النعمان، اياك و المراء فانه يحبط عملك، و اياك والجدل فانه يوبقك، و اياك و كثرة الخصومات فانها تبعدك من الله. و ان من قبلكم كانوا يتعلمون الصمت و أنتم تتعلمون الكلام...، انما ينجو من أطال الصمت عن الفحشاء... ان أبغضهم الي المترئسون، المشاؤون بالنمائم، الحسدة لاخوانهم، و انما أوليائي الذين سلموا لأمرنا، و اتبعوا آثارنا. و ليست البلاغة بحدة اللسان، و لا بكثرة الهذيان، و لكنها اصابة المعني و قصد الحجة». و يضيف: «يا ابن النعمان، ان أردت أن يصفو لك ود أخيك فلا تمازحنه و لا تجارينه و لا تباهينه، لا تطلع صديقك من سرك الا علي مالو اطلع عليه عدوك لم يضرك، فان الصديق قد يكون عدوك يوما...» [1432] . و من أدوات المنهج: طمأنينة المعلم و المتعلم بالاستغناء عن الناس، فالامام يحث تلاميذه علي العمل للرزق، و يمدهم بالمال ليتجروا، و يستغنوا عن الناس؛ ليستمع اليهم [ صفحه 362] الناس، و ليقدروا علي الاستمرار في التلقي و في الالقاء. و من أدواته: التعمق و التخصص، «فالعلم لا يعطيك بعضه الا أن تعطيه كلك» [1433] كما يقول أبويوسف. فأبان بن تغلب وزرارة بن أعين متخصصان للفقه، يفتيان الناس في مسجد الرسول، و حمران بن أعين حجة في علوم القرآن، و مؤمن الطاق للكلام - علم التوحيد - و هشام بن الحكم للكلام

في العقائد و في الامامة، و أبان بن عثمان للكلام في الاستطاعة و ما اليها. و المنهج شامل: يسأل الامام عن قوله تعالي: (و من يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا) [1434] فيقول: «الحكمة هي المعرفة و التفقه في الدين» [1435] . و لما جمع للحكمة: المعرفة و التفقه في الدين، كان يعلم الناس أن الفقه وحده ليس الحكمة، و انما هو درجة فيها [1436] و هو القائل: «تفقهوا في الدين، فان من لم يتفقه منكم فهو أعرابي» [1437] . [ صفحه 363] و لما جعل مطلق المعرفة بعض الحكمة، فتح الباب لكل أنواع العلوم، فليست المعرفة قاصرة علي العلم الديني، فهذا ينفيه نصه علي التفقه في الدين معها. وانما قصد الامام العلم عموما، و منه العلوم التطبيقية، و الفلسفات الاجتماعية و السياسية و الاقتصادية التي كان لها في مجالس الامام الصادق مكان، هو أول مكان تلقاه في حلقة امام للدين في مدارس الاسلام؛ كمكان جابر بن حيان. و هذه التفرقة بين ألوان المعرفة يوجبها المنهج العلمي علي الدارسين، و هذا الجمع لشتي العلوم ايذان بتطبيق المنهج الاسلامي في فنون العلم العالمي، كما سنري بعد. و للمنهج - بعد - شعار من حب رسول الله، و تقدير أصحابه (محمد رسول الله والذين معه) [1438] ، فلا يقبل العلم من رجل، أو يقبل العلم علي رجل، قصر ايمانه عن صيانتهم، يقول الامام لجابر الجفي: «أبلغ أهل الكوفة أني برئ ممن يتبرأ من أبي بكر و عمر رضي الله عنهما و أرضاهما» [1439] . فهذا العلم دين، و المجلس العلمي كمجالس العابدين، والشيخان و ان خالفتهما نظريات الشيعة، محل اجلال المسلمين. و كمثل الشيخين في حفظ الكرامة: عثمان

بن عفان، و هم جميعا كعلي بن أبي طالب، أصحاب بل أصهار لصاحب الشريعة، و تعليم الشريعة أول أعمال الامام، و الامام سيد عصره، لا تسقط من حضار مجلسه كلمة نابية. بهذه النزاهة الفعلية و الفكرية، و بالاخلاص للمعرفة، و التزام قيم الاسلام، استعمل الامام الصادق «العقل» أصلا من الأصول، الي جوار القرآن و السنة و الاجماع. و النص علي العقل و استعماله مستمد من القرآن الذي طالما خاطب فطرة البشر «لتعتبر» بما تدركه الحواس من آيات الله [1440] و تتدبرها، و تستصحبها، لتري آلاءه علي عباده، و تشهد [ صفحه 364] تقديره و تدبيره، فتقنعهم بوجوده و وحدانية و قدرته، فتصبح الدليل ما بعده دليل [1441] . و كما استعمل الصادق «العقل»، استعمل «الحرية» التي منحها القرآن للانسان: لا يكره الناس علي أن يكونوا مؤمنين [1442] ، و لا يستعمل في جدالهم الا التي هي أحسن، و لا في وعظهم الا الموعظة الحسنة، حتي ثبوت الألوهية لا يرضاه الله باكراه. و العقل لا يعمل الا حرا، و اذا أكره تعطل أو انحرف، والجدال بعنف تعسف، و للعقل كرامة، و الكرامة هي الحرية. و الاعتبار بالآثار و الأشياء المحيطة بالناس، بالمشاهدة و الاستخلاص، ثم الحرية والأمانة في التفكير و التقدير، أي النزاهة الفكرية، هما صميم المنهج. و هو لا يتجلي قدر ما يتجلي في الدلالة علي الله جل ثناؤه. اليك مثلا من زنديق تحداه بقوله: كيف يعبد الله الخلق و لم يروه؟ قال الصادق: «رأته القلوب بنور الايمان، و أثبتته العقول بيقظتها اثبات العيان، و أبصرته الأبصار بما رأته من حسن التركيب و احكام التأليف، ثم الرسل و آياتها، و الكتب و محكماتها، و اقتصر العلماء

علي ما رأوه من عظمته دون رؤيته» [1443] . فلنلاحظ أنه يبدأ بآثار الله التي يراها الناس في نور الايمان، و يثبتها العقل و البصر، ثم يثني بالرسل اللافتين أنظار الناس الي آيات الله، و بالنصوص المحكمة التي جاءوا بها، و أخيرا يذكر ما يحصله العلم المحدود بما يراه العلماء من آثار ذلك. لكن الزنديق يستمر: أليس هو قادرا أن يظهر لهم، فيعرفوه، فيعبد علي يقين؟ قال الصادق: «ليس للمحال جواب»، قال الزنديق: فمن أين أثبت أنبياء و رسلا؟ قال الصادق: «انا لما أثبتنا أن لنا خالقا صانعا متعاليا عن جميع ما خلق، و كان ذلك الصانع حكيما، لم يجز أن يشاهده خلقه أو يلامسوه...، ثبت أن له سفراء في خلقه و عباده يدلونهم علي مصالحهم...» [1444] . [ صفحه 365] و مثلا مما يروي محمد بن سنان: حدثني المفضل بن عمر قال: كنت ذات يوم بين القبر و المنبر - قبر الرسول بالمدينة - و أنا أفكر فيما خص به الله تعالي سيدنا محمدا صلي الله عليه و سلم...، اذ جاء ابن أبي العوجاء فجلس بحيث أسمع كلامه، فخرجت من المجلس محزونا متفكرا فيما بلي به الاسلام و أهله من كفر هذه العصابة و تعطيلها، فدخلت علي مولاي عليه السلام منكسرا، فقال: مالك؟ فأخبرته، فقال: بكر علي غدا...، فلما أصبحت غدوت، فاستؤذن لي، فجلست و قمت بين يديه فقال: «ان الشكاك جهلوا الأسباب و المعاني في الخلقة، و قصرت أفهامهم عن تأمل الصواب و الحكمة، فخرجوا بقصر علومهم الي الجحود...، فهم في ضلالهم و تجبرهم بمنزلة عميان دخلوا دارا قد بنيت أتقن بناء، و فرشت بأحسن الفرش...، و وضع كل شي ء من ذلك موضعه...، فجعلوا

يترددون فيها يمينا و شمالا...، محجوبة أبصارهم عنها...، و الانسان كالمالك لهذا البيت...، ففي هذا دلالة علي أن العالم مخلوق بتقدير و حكمة، و نظام و ملاءمة، و أن الخالق له واحد...» [1445] . و هو هنا يدلل بما تلمسه الحواس علي لزوم وجود مالا تلمسه، فهو يستعمل العقل و الواقع معا. ويروي ابن بابويه القمي (381): كان ابن أبي العوجاء و ابن المقفع يلاحظان الجمع الذي كان يطوف بالكعبة، فقال ابن المقفع لأصحابه: لا واحد من هؤلاء يستحق اسم الانسانية الا هذا الشيخ الجالس - و أشار الي جعفر بن محمد - فقام ابن أبي العوجاء الي الشيخ، و تحدث معه، ثم رجع الي صاحبه و قال: ما هذا ببشر، ان كان في الدنيا روحاني يتجسد اذا شاء ظاهرا، أو يتروح اذا شاء باطنا، فهو هذا!... ظل يحصي لي قدرة الله التي في نفسي، و التي لم أستطع رفضها، حتي ظننت أن الله قد نزل بيني و بينه [1446] . و نزول الله بين الامام و بين ملحد، باعتراف الملحد، آية باقتدار المنهج علي بلوغ غرضه، [ صفحه 366] و قدرة مجادل جمع الآيات الربانية حججا بين يدي منكر أخذته حجة الأمر الواقع فأبلس. فاذا تصدي الامام لأصحاب الأغلوطات أزري بالسفسطات، و بدههم - كدأبه - بالواقع فبهتتهم - كأن لم يشهدوها قبل - حقائق الأمر الواقع. طلب واحد من تلاميذه بيانا عن قول أبي شاكر الديصاني رئيس الطائفة الديصانية [1447] - و هي طائفة ملحدة تنعم بحرية العقيدة في بلدان الاسلام -: ان في القرآن ما يدل علي أن الاله ليس واحدا: ففيه (و هو الذي في السماء اله و في الأرض اله) [1448] فأجاب الامام بقوله: «قل له:

ما اسمك في الكوفة؟ فيقول: فلان، فقل له: ما اسمك في البصرة؟ فيقول: فلان، فقل له: فكذلك ربنا في السماء اله، و في الأرض له، و في البحار اله، و في كل مكان اله» [1449] . و في كتاب الاهليلجة المروي عن طريق المفضل بن عمر، يستعمل الجدل العلمي في تنبيه الشكاك علي أنهم في بداية الطريق نحو المعرفة، يقول: «.. أخبرني هل رقيت الي الجهات كلها و بلغت منتهاها؟... فهل رقيت الي السماء التي تري أو انحدرت الي الأرض السفلي فجلت في أقطارها؟... فما يدريك لعل الذي أنكره قلبك هو بعض مالم تدركه حواسك و لم يحط به علمك... أما اذ خرجت من الانكار الي منزلة الشك فاني أرجو أن تخرج الي المعرفة» [1450] . فلنلاحظ أنه يجادل الرجل بأن يرتفع من الادراك المادي الي حيث يفكر، و أنه يرفع المفكر الي حيث يستيقن، فيطالب الشاك بمزيد من التجربة المحسوبة الملموسة، ليصل من الشك الي المعرفة، و هي مراحل العلم الذي يصل اليه الناس بوسائل مأمونة و مجربة. و هذا المنهج «الواقعي» القائم علي النزاهة الفكرية و الحرية العقلية هو الآن منهج عالمي، يدين به الجميع للقرآن و أصول الفكر الاسلامي علي ما سنري بعد [1451] . [ صفحه 367] ففي حين استخلص علماء العالم القديم من اليونان «نظريات» عمموها ليخضعوا لها نتائج الاستنباط، و فرضت سيادة الفكر الارستطاليسي علي العقل في أوربة منطق النظريات و العمومات، و قاومت الكنيسة في تاريخها القديم حرية التفكير، نري القرآن ينبه «العقل» علي الاعتبار بالمحسوس الذي يتمثل في «الواقع»، و أن يرفض الاستسلام للعمومات التي تحكم مقدما أي أمر واقع، ويرشد الانسان الي استعمال فكره بحرية من

أي قيد. بل نري الامام الصادق يعتبر «التقليد» مذلة عقلية «و استعبادا للنفس»، و يحاجج في ذلك حجاج القرآن، و يفسره تفسيره الرائع. عن أبي بصير، عن أبي عبدالله الصادق في معني (اتخذوا أحبارهم و رهبانهم أربابا من دون الله) [1452] قال: «أما والله ما دعوهم الي عبادة، ولو دعوهم ما أجابوهم، و لكن أحلوا لهم حراما و حرموا عليهم حلالا، فعبدوهم من حيث لا يشعرون» [1453] . و في تعبير آخر يقول: عن أبي بصير، عن أبي عبدالله الصادق: (اتخذوا أحبارهم و رهبانهم أربابا من دون الله) قال: «والله ما صاموا لهم و لا صلوا، لكن أحلوا لهم حراما و حرموا عليهم حلالا، فاتبعوهم» [1454] فالاتباع دون فهم، في الحلال و الحرام أو غيرهما، ترك لزمام النفس في قبضة الغير، و اهدار لحريتها و قدرتها، و تلك عبادة لغير الله، و ليس بعد ذلك [ صفحه 368] كفر. و ليس أبلغ من هذه العبارات في الدعوة للحرية الفكرية، والحث علي الاجتهاد و استعمال العقل. يقول الشافعي عن مكانة علي في علوم الاسلام: «كان علي كرم الله وجهه قد خص بعلم القرآن و الفقه؛ لأن النبي صلي الله عليه و سلم دعا له، و أمره أن يقضي بين الناس، و كانت قضاياه ترفع الي النبي صلي الله عليه و سلم فيمضيها» [1455] . و لقد آلي علي نفسه بعد الفراغ من تجهيز الرسول صلي الله عليه و سلم ألا يرتدي الا للصلاة أو يجمع القرآن - كما أسلفنا - فجمعه مهتما بأمور «أصولية» في الشريعة و فقهها، تتعلق بالمحكم والمتشابه، أي بما لا يحتمل الاجتهاد وما يحتمله، و بالنصوص التي نسخت و التي هي واجبة التطبيق، و بالمطلق منها

والذي يحتمل التخصيص، و العزائم والرخص، و بالفروض و المندوبات، و فيها المحرم و المكروه [1456] ، و ما هو تهذيب للأمة من فضائل و آداب [1457] . و في «نهج البلاغة» طائفة من أصول الفقه التي ينبه عليها أميرالمؤمنين رضي الله عنه، و هذه و تلك أساسيات في أصول الفقه. [ صفحه 369] و الأصول أدلة في طريق أو نهج، و لا امامة الا بمنهج. والفقه السني يعتبر الشافعي أول من اتجه الي تجلية أصول الفقه في كتابه «الرسالة» و قد وضعه والناس يتحلقون حوله، في جوار الكعبة بعد سنة 184. و ليس غريبا أن نجد النبوغ الشافعي يتلاقي و أمورا أساسية أهمت من بادئ الأمر علي بن أبي طالب، أو نجد أفكارا «علوية» أو آراء «شيعية» تظهر بقوة في مذهب الشافعي و آرائه. والشافعي من أبناء عمومة النبي و علي [1458] ، يباهي بحب أهل البيت و يتحدي به، و هو امام في اللسان العربي، له لغة خاصة تعلنها قواميس اللغة، طوعت له امامته فيها أن يفهم القرآن فهم الذين نزل فيهم. و اتصال اللغة و البلاغة بالفقه في الاسلام أساسي؛ لأن الفقه فهم للقرآن، و القرآن عربي، فالشافعي في استنباطه للأصول من القرآن كان موجها بفهم عربي عميق للكتاب الكريم، التي صنعت علي أسسه العقلية الاسلامية. يقول أحمد بن حنبل و هو الامام الرابع لأهل السنة في الفقه، فوق أنه امام في اللغة: «الشافعي فيلسوف في أربعة أشياء: في اللغة، و اختلاف الناس، و المعاني، و الفقه» [1459] و هذه هي الأمور الأساسية في كل فقه. و سواء أنبثقت الأصول من اهتمامات علي في جوار قبر النبي بالمدينة غداة صعود روح النبي الي الرفيق

الأعلي، أو ممن نحوا ذلك النحو من الشيعة، أم انبثقت من «رسالة الشافعي» في جوار البيت الحرام بمكة، و سواء أطلع الشافعي علي كتب لأهل البيت أو علي آرائهم أم لم يطلع، فالأصول قرآنية المبدأ و المنتهي، مشتقة من نصوص القرآن و السنة و منهاجهما و أسلوبهما، و من ذلك شرفها في الفكر الديني و العلمي. و حريه التفكير توجب «الاجتهاد» علي أساس العلم - كما يقرر الشافعي في رسالته [1460] - مع النزاهة الفكرية الكاملة، غير مقيدة الا بما تثق بوجوده، و تحقيق المناط و تنقيحه، و التدقيق في الفرع و في الأصل و السند، فيما ليس قطعي الورود في السنة أو قطعي الدلالة [ صفحه 370] فيها أو في الكتاب العزيز، و مع اتخاذ الأهبة و الدربة، و هذه كلها أمور يوجبها القرآن والسنة. والحضارة العالمية مدينة بهذا المنهج الاسلام بما طور من فكر الأمم التي دانت به، في أربعة عشر قرنا، و من أساليبها و وسائلها العلمية، حتي صبغ فكرها - في شكله و موضوعه - صبغة الله، و من أحسن من الله صبغة! و كما ارتفع العرب درجات بالاسلام انتفع به كل الأمم، ممن أسلموا و ممن لم يسلموا، و من ثمة كان الاسلام خيرا كله للعالم كله، فتلك خصائص رسالته العالمية و الأبدية، و السمو والطريق اليه مفتوحة حتي يرث الله الأرض و من عليها. و ما تقدم الانسانية الا حاصل دفع الله الناس بعضهم ببعض، و أخذ بعضهم بيد البعض، و من أجل ذلك اختص الفقه الاسلامي بخصيصة القدرة علي احداث التطور و مواكبته، مع اليسر و حفظ الدين، بالاجتهاد الذي أمر به الله علي أصول القرآن والسنة [1461]

. أعلن علي تمسكه بالاجتهاد [1462] اذا تولي امارة المؤمنين بعد عمر بن الخطاب، و من أجل ذلك وحده لم يبايع له عبدالرحمان بن عوف، و أعلن عثمان التزامه بأن «يتبع» عمل السابقين، فجعل عبدالرحمان يبايع له [1463] . فالاجتهاد شعار من شعارات علي من بادي ء الأمر [1464] ، و شعارات الشيعة من بعده، و من [ صفحه 371] ذلك لم يصخ عظماؤهم الي ذلك الصوت البغيض الذي أعلن اقفال باب الاجتهاد في القرن الرابع الهجري [1465] ، لتنفتح أبواب التقليد، و تخبو شعلة الفكر، بل شهد الشيعة في القرن الرابع ذاته نهضة شاملة تتراءي في أعمال عظمائهم [1466] فاستعمال العقل أصل، والأصل لا يتعطل. و ما الاجتهاد الا الحرية الفكرية في استخلاص النتائج، و النزاهة العلمية أو الاعتبار بالواقع و الصحيح. و هاتان العجلتان اللتان تحملان موكب الفكر الانساني المنجب، هما شعار مجالس الامام الصادق كما سلف البيان، بل هما أساس ما استخلصه تلميذه جابر بن حيان من تجاربه العلمية، و عنه انتقل الي أوربة المنهج التجريبي، أو منهج «التجربة و الاستخلاص» كما يسمي في العصور الحديثة. و من نزاهة المنهج في الفقه: كان الاقرار بضعف الانسان، فليس الاجتهاد مقابلا للحقيقة، و انما هو أحسن أداة يمكن أن يصل بها المرء اليها، يقول أبوحنيفة: «علمنا هذا رأي، فمن جاءنا بأحسن منه كان أولي بالصواب منا» [1467] . و لما قال الشافعي «الاجتهاد القياس» [1468] وانهما «اسمان لمعني واحد»، و استطرد فقعد له القواعد، ليجري علماء أهل السنة في مضماره، صلي الأصوليون من أهل السنة بعده في [ صفحه 372] حلبة الفكر العالمي، منذ القرن الثاني للهجرة، والتاسع للميلاد، فوضعوا القواعد التي لم يبدأ في

تعرفها الأوربيون الا بعد ثمانية قرون تحت عناوين: اطراد العلة، و أنها اذا توفرت ثبت الحكم، أو: قانون اطراد الحوادث، لوجود «نظام» في الكون، أو تناسق تخضع له الأشياء، طردا و عكسا، باطراد أسبابها و ملابساتها فيها، و هذا ما قرره الأصوليون المسلمون عند تماثل العلل لاستنباط الأحكام. غير أن الأصوليين المسلمين فاقوا في تمحيصهم «جون ستيوارت مل» [1469] في أبحاثه، اذ تعمقوا في مسالك العلة، و دققوا في الاستقراء و الاستنباط، مع الورع الكامل و النزاهة الفكرية المثلي، فكان عندهم لكل ركن من أركان «القياس» أبحاثه، و ضمانات صحته، باتساع الاختبار و امتحان الاستخلاص، و ايجاب أن تجمع الأصل «المقيس عليه»، و الفرع «المقيس» علة، لتنتج ثمرة القياس و هي «الحكم» [1470] . و أولي الأصوليون العلة و تخريجها اهتماما مقطوع النظير، فشرطوا لها مسالك نقلية من نص أو اجماع، أو عقلية من تحقيق المناط بوجود العلة، و تنقيح المناط بحذف مالا يدخل في الاعتبار، و بطرائق السبر و التقسيم و الطرد؛ لحصر الأوصاف التي تصلح للعلية، و استبعاد مالا يصلح منها، و مقارنة الأوصاف للحكم، و دوران العلة مع المعلول وجودا و عدما... الخ، مع تكامل اختبار الوقائع، و سلامة النتائج ثم قبولها [1471] . كل أولئك دون دخل لمقررات أو نظريات سابقة، و مع التقرير بأن ما يصل اليه المجتهد ليس الحقيقة، و انما هو الراجح بغلبة الظن، فان اجتهادا آخر قد يغيره، و الاجتهاد مفتوح، و قانونه الحرية، فاذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران، و اذا حكم فاجتهد ثم أخطأ [ صفحه 373] فله أجر. و علي هذا التحديد أخذ المنهج التجريبي في الوجود: تمحيص الواقعة و الاستخلاص بحرية و

نزاهة. و القرآن يحوي جميع صور الاستدلالات العقلية، و منها: قياس الأولي [1472] ، و في هذه الصور تبرز طريقة الاعتبار بآيات الله المادية الواقعية المحيطة بالناس، والتي تحسها حواسهم، و كذلك كانت طريقة الأنبياء في الاستدلال علي الله بلفت النظر الي آياته أو بقياس الأولي، و هو ما يكون الحكم المطلوب فيه أولي بالثبوت من الصورة المذكورة في الدليل الدال عليه. و كان أحمد بن حنبل يستعمل هذا القياس، و هو القائل: انه لا يصار الي القياس الا عند الضرورة [1473] . و ابن تيمية [1474] يجعل للفطرة مكانها في الميزان الذي تعرف به الأحكام، ويروي: أن معرفة الاختلاف و التماثل أمر فطري، و استعماله ضروري، و الميزان عنده هو العدل، و ما يعرف به العدل [1475] ، و أنه هو القياس العقلي القرآني [1476] . [ صفحه 374] و الوزير الصنعاني [1477] (840) صاحب كتاب «ترجيح أساليب القرآن علي أساليب اليونان» يذكر: أن ائمة أهل البيت لم يعرفوا المنطق اليوناني و الارسططاليسي، و لم يصوغوا أدلتهم علي التوحيد في صور منطقية، و انما في منهج قرآني أساسه الاعتبار، و أن الامام عليا لم يعرفه في خطبه و مواعظه، و أن الائمة قدموا أدلة التوحيد من غير ترتيب مقدمات المنطق و لا تقاسيم المتكلمين. و يقرر الوزير الصنعاني: أن أسلوب المسلمين أرجح و أحجي من أسلوب المناطقة «فهذا أسلوب الأنبياء و الأولياء والأئمة و السلف في النظر، و خالفهم بعض المتكلمين و أنواع المبتدعة فتكلفوا و تعمقوا، و عبروا عن المعاني الجلية بالعبارات الخفية» [1478] . و الذين ينكرون القياس، من أهل السنة؛ كداود (270) امام أهل الظاهر، وابن حزم [1479] (456)، أو من المعتزلة كالنظام

(ابراهيم بن سيار شيخ الجاحظ)، يعتمدون علي النص وحده، و قد أسعفتهم النصوص في اقامة مذهب بتمامه، و لم تخذلهم قدرتهم الفقهية في استخراج الفقه باستعمال كليات الشريعة في الاجتهاد. فدل هؤلاء علي أن نصوص الكتاب والسنة تجعل كليات الشرع و قواعده كافية «للعقل» ليبلغ بالفقه الاسلامي مبالغه، فيحقق أن الله تعالي ما فرط في الكتاب من شي ء، فلكل واقعة [ صفحه 375] حكم [1480] ، و علي المجتهد طلبه بالعقل و النقل معا. والشافعي من حرصه علي العمل بهما معا، يندد ب «الاستحسان» و يسميه تلذذا [1481] ، مع أن الاستحسان في جملة أمره استعمال لنص خاص أو قاعدة متعلقة بالواقعة المطلوب لها الحكم [1482] . و أهل القياس مجمعون علي أن المنهي عنه هو الاجتهاد مع النص القطعي، أو اطلاق العنان لاستخراج الأحكام دون تقيد بالنصوص الخاصة أو العامة، و هم يجمعون علي قياس العلة و يختلفون فيما عداه [1483] . و من المعاني الجامعة التي تتردد في أبواب الاجتهاد: أن أحكام الشريعة جميعا - حتي في الأعمال غير التعبدية - فيها معني تعبدي، أي: حق لله، يطاع فيه الله و يعبد، فمن أحسن بيعه و شراءه، و اجارته و اعارته، أو قضاءه أو فتواه... الخ فهو يطيع الله و يستحق ثوابه، و من ساءت معاملته فهو خاسر في أمرين: قضاء الناس ضده، و غضب الله عليه؛ لأنه يعصي الله فيما عمل من عمل غير صالح. و من ثمة تأثير الجانب الروحي أو الوازع الدني في الحياة الواقعة، و في الدراسة العلمية، و في طلب الأحكام الفقهية، في المجتمع الاسلامي، و هو امتياز لا تبلغه الأمم الأخري أو مجتمعاتها. و في منهج الاعتبار

بالواقع أو بالآثار الدالة علي المطلوب «واقعية» أدني الي التصديق من مجازفات الفكر، و في الواقع المادي ضمان أن لا يبعد الاستخلاص من الملموس و المحسوس بالحواس الخمس، و هذه الواقعية أو النزاهة الفكرية، تسبق واقعية «أوجست كومت» [1484] بقرون عشرة، و عقلانية «ديكارت» [1485] بقرون تسعة، كما تسبق «جون سيتوارت [ صفحه 376] مل [1486] » في نظرية اطراد العلل بقرون عشرة. و بهذه القرون يقاس سبق الحضارة الاسلامية. و الي جوار المشاهدة الواقعية و التحقيق النزيه و الاستخلاص الصادق، يضيف الفقه الاسلامي ضمانا جديدا هو اعتبار الاجتهاد؛ سعيا لبلوغ الحق لا بلوغا له. فثمة عوامل أخري قد تكون موجودة، أو قد يدركها عقل آخر فتجعله أدني الي السداد، أو تجعله يصل الي السداد، و هذا الاحتمال الذي يلازم الاجتهاد يحتمل تداخل العناصر، فالنتائج نسبية حتي تقطع التجربة بأنها لا تتخلف أبدا، و هي في الفقه تبقي نسبية حتي تبلغ الحكم الذي شرعه الشارع، فشرع الله هو الثابت، الذي يقصد المجتهدون قصده. و ربما كان الكلام المنقول عن «جابر بن حيان» أوضح كلام في الدلالة علي المنهج التجريبي الذي تعلمه في مجلس الامام أو من كتب الامام. يخاطب جابر الامام في مقدمة كتابه «الأحجار» بقوله: «و حق سيدي، لولا أن هذه الكتب باسم سيدي صلوات الله عليه لما وصلت الي حرف من ذلك الي الأبد» [1487] . و يقول جابر في كتابه «الخواص» [1488] عن طريقته: «اتعب أولا تعبا واحدا، واعلم، ثم اعمل، فانك لا تصل أولا، ثم تصل الي ما تريد». و في كتابه «السبعين» [1489] يقول: «من كان دربا (مجربا) كان عالما حقا، و من لم يكن دربا لم يكن عالما، و

حسبك بالدربة في جميع الصنائع أن الصانع الدرب يحذق، وغير الدرب يعطل». [ صفحه 377] و يحصل جابر طريقته في عبارته المأثورة: «عملته بيدي و بعقلي، و بحثته حتي صح، و امتحنته فما كذب». و في هذا المقام يقول أستاذ الفلسفة الاسلامية المعاصر في جامعة القاهرة د. زكي نجيب محمود: «... فلو شئت تلخيصا للمنهج الديكارتي [1490] كله لم تجد خيرا من هذا النص الذي أسلفناه عن جابر». ويري الصيدلي المعاصر د. محمد يحيي الهاشمي: أن «الواقعية» هي التي سوغت لجابر أن يقسم القياس أو الاستدلال و الاستنباط الي ثلاثة أقسام: المجانسة و مجري العادة و بالآثار، و من دلالة المجانسة دلالة الأنموذج، كمن يريك بعض الشي ء دلالة علي كله، و هو استدلال غير قاطع، اذا الأنموذج لا يوجب وجود شي ء من جنسه يساويه تماما في الطبيعة و الجوهر، و كذلك دلالة مجري العادة فانه كما يقول جابر: «ليس فيه علم يقين واجب اضطراري برهاني أصلا، بل علم اقناعي يبلغ أن يكون: أحري و أولي و أجدر لا غير، لكن استعمال الناس له، و تقبلهم فيه، و استدلالهم به، و العمل في أمورهم عليه أكثر كثيرا جدا...، و ليس في هذا الباب علم يقين واجب، و انما وقع منه تعلق و استشهاد الشاهد علي الغائب؛ لما في النفس من الظن و الحسبان، فان الأمور ينبغي أن تجري علي نظام و مشابهة و مماثلة، فانك تجد أكثر الناس يجرون أمورهم علي هذا الحسبان و الظن». يقول جابر: «... و بالجملة فليس لأحد أن يدعي أنة ليس في الغائب الا مثل ما شاهد... انما ينبغي له أن يتوقف حتي يشهد البرهان بوجوده من عدمه...» فهو ينقد القياس

من الناحية المنطقية أو الرياضية ليترك المجال مفتوحا للحقائق القاطعة التي تثبت بالتجارب. و حسبك دليلا علي دقة طريقة التدليل بآثار الأشياء: أن تجدها احدي المسلمات في المعامل و الجامعات، في القارات جميعا، منذ بدأ الأخذ بطريقة التجربة والاستخلاص حتي اليوم، و ستبقي أبدا. و عندما توضع أقوال جابر [1491] في القرن الثاني للهجرة الي جوار أقوال الحسن بن الهيثم [1492] . [ صفحه 378] (354 - 430) بعد أكثر من قرنين، و قد عمل في خدمة الدولة الفاطمية، و هي دولة من دول الشيعة، و له 47 كتابا في الرياضيات، و 58 كتابا في الهندسة، تتأكد لنا طريقة التجربة و الاستخلاص التي سلكها الامام الصادق و أتقن العمل بها، و وصفها جابر والحسن. و قد أحسن الحسن التعبير عنها بمنهج علمي واضح الفحوي محدد العبارات [1493] . [ صفحه 379] و يشهد بها من أهل أوربة «درايبر» في كتابه «النزاع بين العلم و الدين» فيقول: «كان الأسلوب الذي توخاه المسلمون سبب تفوقهم في العلم، فانهم تحققوا أن الأسلوب النظري لا يؤدي الي التقدم، و أن الأمل في معرفة الحقيقة معقود بمشاهدة الحوادث ذاتها، و من هنا كان شعارهم في أبحاثهم هو «الأسلوب التجريبي»، و هذا الأسلوب هو الذي أرشدهم الي اكتشاف علم الجبر و غيره من علوم الرياضة والحياة، و اننا لندهش حينما نري في مؤلفاتهم من الآراء العلمية ما كنا نظنه من ثمرات العلم في هذا العصر» [1494] . و القاري ء يلاحظ في هذا المقام أمورا، منها: الأول: أن جابرا يقرر اذ يقسم بالامام: استرشاده في طريقته هذه به، و أن علمه منه هو سبب توفيقه. ولو كان قد تلقي الطريقة عن دون

لقاء له لما نقص الفضل، فذلك شأن العلماء في كل زمان. الثاني: أن ممارسة جابر لطريقته مع اقرار الامام له، قد ضبطتها مدارسة أبي حنيفة للامام. اذ أنبهت القياسين علي وجوب ضبط طريقة القياس بوضع حدود له، و استبعاد ماليس منه [1495] . و ظاهر من قبول أبي حنيفة لنهي الامام عن القياس، و عدم مجادلته للامام بكلمة: أن أباحنيفة أدرك أن النهي عن القياس نهي عن القول في الدين بالرأي، و ليس مقصودا به النهي عن الاجتهاد و استعمال العقل. [ صفحه 380] و ظاهر أن الامام بلغ مراده من أبي حنيفة و ممن تابعوه في القياس، فلم يقل أحمد منهم في الدين برأيه، والتزم القائلون بالقياس كل الدقة، بعد اذ جاء الشافعي و فصل شروطه تفصيلا. الثالث: أنه يظهر من محاورة الامام لأبي حنيفة يوم استأذن عليه فحجبه، فدخل مع أهل الكوفة التي سلف ذكرها أمران: 1- أن الأحكام التي ذكرها الامام لأبي حنيفة وارد فيها نصوص، مما يجعل لتحريم القول في الدين بالرأي أو مطلق القياس حجة مسلمة. 2- أن الامام ذكر أباحنيفة بقياس ابليس، اذ أعلن ابليس أنه يخرج عن طاعة الله برأيه، فكان رأيه عصيانا صريحا لأمر صريح، و خروجا علي نص وارد علي سبيل الجزم. و ليس عجيبا، و انما هو التواتر علي استعمال العقل، أن يقرر أئمة أهل السنة جميعا أن باب الاجتهاد مفتوح اذا لم يكن ثمة نص، و أن يجمع علماؤهم أن أحدا لا يقول الكلمة الأخيرة فيه، و أن يكون هذا منهج الفقه الشيعي الذي دأب عليه علماؤه. يقول ابن ادريس [1496] (598) من فقهاء الشيعة المتقدمين: «اذا فقدت الثلاثة - الكتاب و السنة والاجماع - فالمعتمد عند المحققين

التمسك بدليل العقل» [1497] . و من فحولهم المحقق نجم الدين الحلي [1498] (676) يقسم الدليل العقلي قسمين: الأول: يتعلق بالخطاب - فحواه و لحنه و دليله - و الثاني: ما ينفرد العقل بالدلالة عليه لحسنه أو قبحه [1499] . [ صفحه 381] و الشهيد الأول محمد بن مكي [1500] (786) يوسع في القسم الأول و يفصل في القسم الثاني، فيزيد: البراءة الأصلية، و ما لا دليل عليه، و الأخذ بالأقل عند التردد بين الأكثر و الأقل، و الاستصحاب [1501] . و ربما أجمل التفصيل قول بعض المتأخرين [1502] من الأصوليين عن الدليل العقلي: انه كل حكم للعقل يوجب القطع بالحكم الشرعي، فالدليل العقلي يوجب القطع، و ليس بعد القطع حجة [1503] . بالعقل أدرك الانسان وجود ربه، ودان بالرسالات، و أدرك المعاني و العلل، و قدر علي تمييز القبيح و الحسن بفطرة البشر. فالقبح مفسدة و الحسن مصلحة [1504] ، و ما يدركه العقل منهما هو حكم عقلي يستقل الانسان بتقريره، و ما يستقل العقل بتقريره من مصلحة أو مفسدة هو مصلحة أو مفسدة شرعية، و علي كليهما تدور الأحكام. فالشرع هاد للبشر، و البشر مفطورون علي استعمال نعمة الشارع، و لا يمنع هذا التأييد الشرعي للعقل، أو التأييد العقلي للشرع: أن توجد بعض مصالح يراها الشرع و لا يفطن لها العقل العادي فيتردد أمامها بظنه. و اذا كان أصل استعمال العقل يسع كل وسائل النظر، فالفقيه ملزم بالاحتياط - و هو أول ما تستوجبه النزاهة العقلية - لوجود احتمال التزاحم و التعارض، فلا تجوز المجازفة بالتحليل و التحريم مع وجود هذا الاحتمال.. و انما يلجأ الفقيه، لاستخراج الحكم عند عدم ظهور النص، الي

استعمال العقل، و بقواعد يمليها العقل و النقل، مثل: وجوب دفع الضرر المحتمل، [ صفحه 382] و مثل: عدم العقاب بلا بيان [1505] . والعقل اذ يقرر قبح العقاب بلا بيان، يسوغ للمكلف أن يصنع ما يراه عند عدم البيان. و بتعبير آخر: تصبح الاباحة هي الأصل، والحرية هي الأصل، حتي تتقيد بنص [1506] . يقول الامام الصادق: «كل شي ء لك حلال حتي تعلم أنه حرام بعينه» [1507] و من هنا اتسع مجال النشاط الانساني، فلا حرام الا ما حرم الله. والنص نقطة الثبات، أو حجر الزاوية في الفقه، فلا اجتهاد مع وروده [1508] . و التزام فحواه أو التزام مقاصد الشارع التي ينطق النص بها، أو يدل علي معناها مجموع النصوص، لا يدخل بالمصلحة أو بالقياس شيئا علي الشرع ليس منه [1509] . و الامام الصادق يفتح أبواب رحمة الله، و يرفع الحرج، و يبيح الرخص، يقول: «الوضوء نصف الايمان» [1510] و يقول: «انه توبة من غير استغفار» [1511] و مع هذا سئل عن رجل يكون معه [ صفحه 383] الماء في السفر و يخاف قلته؟ فقال: «يتيمم بالصعيد و يستبقي الماء» [1512] و يقول: «من خاف عطشا فلا يهريق قطرة، و ليتيمم بالصعيد، فالصعيد أحب الي» [1513] . سئل عن رجل ليس معه ماء، و الماء عن يمين الطريق و يساره غلوتين أو نحو ذلك (الغلوة: مسافة مرمي السهم) [1514] فقال «لا آمره أن يغرر بنفسه فيعرض له لص أو سبع» [1515] . و سئل عن رجل يمر بالركية (البئر) و ليس معه دلو، قال: «ليس عليه أن يدخل الركية، لأن رب الماء هو رب الأرض، فليتيمم. ان الله جعل التراب طهورا كما

جعل الماء طهورا» [1516] . و يقول: ان أباذر قال: يا رسول الله هلكت، جامعت أهلي علي غير ماء، فقال صلي الله عليه و سلم: «يا أباذر، يكفيك الصعيد عشر سنين» [1517] . [ صفحه 384] و سئل عن رجل به القروح و الجراحات فيجنب؟ قال: «لا بأس بأن يتيمم و لا يغتسل» [1518] . و الفقهاء يقولون: ان نفي الحرج في الشريعة من باب الرخصة؛ لأن تحمل الألم و المشقة غير منهي عنه، و نفي الضرر من باب العزيمة؛ لأن الضرر منهي عنه [1519] ، يقول تعالي: (و لا تلقوا بأيديكم الي التهلكة) [1520] . يقول الصادق: «لا صلاة الا الي القبلة» فقيل له: أين حد القبلة؟ قال: «ما بين المشرق و المغرب كله قبلة» [1521] و يشرح ذلك قوله: «يجزي التحري أبدا اذا لم يعلم وجه القبلة» [1522] . و الفقهاء يصرحون بالاذن [1523] لمن يشك في الدليل بأن يستعمل قواعد الشرع من أصول الحل و الطهارة والتخيير و استصحاب الحال - و معناه استدامة ما كان ثابتا، و نفي ما كان منفيا - فمن شك في قيامه بالوضوء قبل أن يصلي فعليه أن يتوضأ، لأن الوضوء شرط واجب قبل الصلاة، والحال قبل الوضوء للصلاة حال تقتضي الوضوء. و من توضأ ثم شك في نقض الوضوء فهو علي وضوء. و من شك في أنه توضأ بعد أن دخل في الصلاة، قطعها و توضأ؛ ليحرز شرط الصلاة. فان شك بعد اتمام الصلاة فليس عليه أن يعيدها، فقد فرغ منها، لكن عليه أن يتوضأ لصلاة تالية؛ لأنه لم يبدأها و لم ينته منها، أي لم يتجاوز الشي ء الذي شك فيه الي غيره. سئل الامام الصادق

عن رجل شك في الأذان و قد دخل في الاقامة، قال: «يمضي». قيل له: شك في الاقامة و قد كبر، قال: «يمضي»... و في التكبير و قد قرأ، قال: «يمضي»... و في [ صفحه 385] القراءة و قد ركع، قال: «يمضي»... و في الركوع و قد سجد، قال: «يمضي»... الي أن قال: «اذا خرجت من شي ء ثم دخلت في غيره فشكك ليس بشي ء» [1524] . يقول: «اذا شككت في شي ء من الوضوء و قد دخلت في غيره فليس شك بشي ء، انما الشك اذا كنت في شي ء لم تجزه» [1525] . وسئل عن رجل يشك كثيرا في صلاته، فقال فيما قال: «ان الشيطان خبيث معتاد لما عود، فليمض أحدكم في الوهم» [1526] أي لا يحفل به... و بني الفقهاء علي ذلك قاعدة: لا شك لكثير الشك [1527] . يقول الامام الصادق: «من كان علي يقين ثم شك، فلا ينقض اليقين بالشك» [1528] و هذا اعلان عن دليل استصحاب الحال، و اعتماد الواقع و الظاهر، كمن استأجر أرضا و شاع أمره في الناس يعامل معاملة المستأجر، و لا يقبل منه ادعاه الملك الا بدليل. و تتعاون مع هذا الأصل أصول أخري، مثل: أصل البراءة والاباحة حتي يرد منع الشارع. و يستثني الفقهاء الشيعة [1529] من المنع من القياس حالتين: 1- حالة العلة المنصوصة. و كثير ماهي في الكتاب والسنة. [ صفحه 386] 2- حالة مفهوم الأولوية، كقول: أف للوالدين اذ نهي الله عنها، فمن باب أولي ماهو أشد. و يفرعون علي العمومات و المبادئ الكلية الواردة في النصوص والاجماع كمثل: قواعد الوفاء بالعقود و درء الحدود بالشبهات،و جواز كل شرط الا أن يحل حراما أو يحرم حلالا.

وعلي هذه الكليات مدار الفقه، والاجتهاد بها واجب، و بالاجتهاد بلغ الفقه الشيعي ما بلغه فقه أهل السنة، كل علي شاكلته. ندب الرسول عليا الي اليمن، فسأله الامام: أكون كالسكة المحماة أو الشاهد يري ما لا يري الغائب؟ - أي اجتهد رأيي فيما بين يدي مما ليس بين يديك - قال عليه الصلاة والسلام: «بل الشاهد يري ما لا يراه الغائب» [1530] فهو يأذن له أن يجتهد، أو يأمره أن يجتهد. و يقول ابن مسعود للقضاة و المفتين و المجتهدين: «من عرض له منكم قضاء فليقض بما في كتاب الله، فان لم يكن في كتاب الله فليقض بما قضي به نبيه صلي الله عليه و سلم، فان جاء أمر ليس في كتاب الله و لم يقض به نبيه فليقض بما قضي به الصالحون، فان جاء أمر ليس في كتاب الله و لم يقض به الصالحون فليجتهد رأيه، فان لم يحسن فليقم و لا يستحي» [1531] . والشيعة في اجتهادهم يعملون بأصل الاحتياط الواجب مع العلم بالتكليف الملزم، و أصل التخبير اذا تردد الفعل بين الوجوب والحرمة [1532] ويروون الحسن والقبح أمرين «عقليين» [1533] ثابتين بالعقل، و ما أمر الشارع و نهيه في صددها الا لأن العقل يأمر بهما، فلا حاجة اذن [ صفحه 387] لسؤال الشرع ابتداء، بل يسأل العقل، فعدم العلم بالنهي كاف للحل، و لا تحتاج الاباحة لدليل، و انما يحتاج ادعاه عكسها الي دليله، فالاختراعات الحديثة مباحة استنادا الي ما ثبت شرعا من أن كل شي ء مطلق حتي يرد فيه نهي. والجواز في التصرف مطلق لا يقيده الا التثبت من حق الغير، فالمعاملات، أية كانت، صحيحة مالم تزاحم حقا عاما أو خاصا، أو

يوجد نص أو معني يحرمها. و في كثير من الأحيان، يكون عمل الفقيه مجرد تحكيم النصوص بعضها علي بعض، مثل قوله تعالي: (و ما جعل عليكم في الدين من حرج) [1534] ، و قول الرسول: «لا ضرر و لا ضرار» [1535] ، و قاعدة: «الضرورات تبيح المحظورات» [1536] و قاعدة: «ان الله يأمر بالعدل و الاحسان» [1537] و هذه أمثال للأدلة الحاكمة علي أدلة سواها، فالعمل بها ليس تخصيصا للنص بالمصلحة، و انما هو حكومة نص علي نص، أي رفع اليد عن الكتاب و السنة بدليل منهما - أيضا - مجعول في ظرف خاص يزاحم الدليل الآخر أو يحكم عليه. والشيعة اذ يبنون فهمهم علي أن الله يأمر بالفعل لمصلحة، و ينهي عن الفعل لمفسدة، لا يعتبرون مخالفا للأمر و النهي من يوجد في حالة اضطرار، و انما يشترطون أن تكون المخالفة [ صفحه 388] علي قدر الضرورة، و ارتفاع المسوغ حالة انتهاء الاضطرار، أو عند تجاوز المقدار، يقول تعالي: (و ما جعل عليكم في الدين من حرج) [1538] و (يريد الله بكم اليسر و لا يريد بكم العسر) [1539] و (يريد الله أن يخفف عنكم) [1540] . و بالانتفاع بهذه الرخص يظهر أن الاضطرار نسبي، بل يظهر أنه ليس الا خيار، و فيه ارادة، و الاجبار هو ما يعدم الاختيار بما يزيل من القدرة و هي شرط التكليف، فالمضطر في الواقع «يختار» الفعل لعامل خارجي أو داخلي (نفسي)، كمن لا يملك الا ثوبا واحدا يلبسه ليستره، (و يختار) أن يبيعه ليأكل، اذ يؤثر العري علي الجوع اذا لم يقدر أن يواجه جوعه بطريق آخر. و لا عجب أن تتآمر كثرة الأوربيين بالصمت عن مناهج

العلم الحديث المنقولة من نهج المسلمين، كدأبهم في تنكير صلة آباء العلوم الرياضية و الهندسية بالمهد الذي نشأت فيه، فذلك استمرار للحرب الصليبية، و اخضاع للحقائق العلمية للتعصب الديني المتأصل في الحضارة الأوروبية. فهم لا يذكرون أن «فيثاغورث» [1541] . «و أرشميدس» [1542] و «اقليدس» [1543] آباء الرياضيات ألقوا الدروس و تلقوها في مدرسة [ صفحه 389] الاسكندرية بمصر، و لا يذكرون أنهم لم يعرفوا كتاب اقليدس المسمي «الأساسيات» أو «العناصر» الا عن نسخة عربية، و لا يذكرون أن أوروبة المعاصرة أخذت عن العلم الاسلامي المنهج العلمي المعاصر، أي منهج التجربة و الاستخلاص. يقول الشاعر محمد اقبال [1544] ان دبرنج Dubring يقول: «ان آراء روجير بيكون أصدق و أوضح من آراء سلفه... و من أين استمد روجير بيكون دراسته العلمية؟ من الجامعات الاسلامية في الأندلس» [1545] . و يقول بريفو [1546] Robert Briffault: «انه لا ينسب الي روجير بيكون (1294) [1547] و لا [ صفحه 390] الي سميه الآخر فرانسيس بيكون (1626) أي فضل في اكتشاف المنهج التجريبي في أوربا، [ صفحه 391] و لم يكن روجير بيكون في الحقيقة الا واحدا من رسل العلم الاسلامي و المنهج الاسلامي الي أوربة المسيحية، و لم يكف بيكون عن القول بأن معرفة العرب و علمهم هما الطريق الوحيد للمعروفة... و لقد انتشر منهج العرب التجريبي في عصر بيكون، و تعلمه الناس في أوروبة، يحدوهم الي هذا رغبة ملحة». و يضيف: «انه ليس هناك وجهة نظر من وجهات العلم الأوربي لم يكن للثقافة الاسلامية عليها تأثير أساسي، و ان أهم أثر للثقافة الاسلامية هو تأثيرها في العلم الطبيعي و الروح العلمي، و هما القوتان المميزتان للعلم الحديث» ثم

يضيف: «ان ما يدين به علمنا للعرب ليس ما قدموه لنا من اكتشاف نظريات مبتكرة غير ساكنة، ان العلم مدين للثقافة الاسلامية بأكثر من هذا، فقد أبدع اليونان المذاهب و عمموا الأحكام، لكن طرق البحث، و جمع المعرفة الوضعية و تركيزها، و مناهج العلم الدقيقة، والملاحظة المفصلة العميقة، و البحث التجريبي، كانت كلها غريبة عن المزاج اليوناني...، ان ما ندعوه بالعلم ظهر في أوروبة نتيجة لروح جديدة في البحث، و لطرق جديدة في الاستقصاء، طريقة التجربة و الملاحظة و القياس، و لتطور الرياضيات صورة لم يعرفها اليونان، و هذه الروح و هذه المناهج أدخلها العرب الي العالم الأوروبي». أو كما يقول المستشرق المعاصر برنارد لويس: «ان أوربة القرون الوسطي تحمل دينا مزدوجا لمعاصريها العرب، و هم الواسطة التي انتقل بها الي أوروبة جزء كبير من ذلك التراث الثمين. كما تعلمت أوربة من العرب طريقة جديدة وضعت العقل فوق السلطة، و نادت بوجوب البحث المستقل و التجربة. و كان لهذين الأساسين الفضل الكبير في القضاء علي العصور الوسطي، و الايذان بعصر النهضة». وروجير بيكون يعلن تأثره بالمنهج العربي، و رفضه للمنهج الأرسطي الذي سيطر علي الفكر الأروبي من جراء الفساد في بعض استنتاجاته في العلوم الطبيعية، فيقول: [ صفحه 392] «If it had my way , I should burn all books of Aristotle , for the study of them can lead to a loss of time , produce error , increase ignorance». و تعريبه: «لو أتيح لي الأمر لأحرقت كل كتب أرسطو؛ لأن دراستها يمكن أن تؤدي الي ضياع الوقت، و الوقوع في الخطأ، و نشر الجهالة». و كما قال جوستاف لوبون بعد ست قرون من

وفاة بيكون: «أدرك العرب بعد لأي أن التجربة و المشاهدة خير من أفضل الكتب، و لذلك سبقوا أوروبة الي هذه الحقيقة. فالمسلمون أسبق الي نظام التجربة في العلوم». [ صفحه 393]

في السياسة و الاجتماع

اشاره

«و انما عماد الدين، و جماع المسلمين، والعدة للأعداء: العامة، فليكن صغوك لهم، و ميلك معهم» [1548] . (أبوجعفر المنصور) لم تكن خلافة أميرالمؤمنين علي هادئة أو هانئة، ولو هدأت لحمل الناس علي الجادة بعلمه و عدله، و شجاعة رأيه و زهده. والزهد آية علي صدق الولاة، و سبيل معبدة لهم الي أنفس الرعية، فالشجاعة تروعها، أما الزهادة فتقنعها. و علي رضي الله عنه امام الزاهدين و المتقشفين من الصحابة، أجمع عليه العلماء و الفقهاء و البلغاء و أبطال الحروب و الحكماء و كل محب لأهل بيت النبي صلي الله عليه و سلم. و الصوفية يمدون اليه بالأسباب، فيضعونه في قمتهم، كما يصرح بذلك: الشبلي، و الجنيد، و سري السقطي، و أبويزيد البسطامي، و معروف الكرخي. و هم يسندون اليه الخرقة التي يتخذونها شعارا لزهدهم. و أحمد بن حنبل - والصوفية يعتبرونه من أئمتهم - يقول: انه «ما اجتمعت لأحد من الفضائل بالأسانيد الصحاح ما اجتمع لعلي» [1549] ، يقابله الجاحظ زعيم المعتزلة، أي في الطرف [ صفحه 394] الأقصي من الخصومة لأحمد، و مع ذلك يتلاقي الطرفان في «علي» حيث يقول الجاحظ: «لا يعلم رجل من أهل الأرض: متي ذكر السبق في الاسلام و التقدم فيه، و متي ذكرت النخوة و الذب عن الاسلام، و متي ذكر الفقه في الدين، و متي ذكر الزهد في الأمور التي يتناحر الناس عليها، كان مذكورا في هذه الخلال كلها، الا علي» [1550] . و المعتزلة

يمدون اليه أسبابهم الفكرية عن طريق حفيده أبي هاشم بن محمد بن الحنفية. و في مكان بعيد جدا من المعتزلة يقف محيي الدين بن عربي، من فلاسفة المتصوفة، ليقول: «علي من أصحاب العلم، و ممن يعلمون من الله ما لا يعلمه غيره». و يقول السراج الطوسي [1551] «لأميرالمؤمنين علي رضي الله عنه من بين جميع أصحاب رسول الله «خصوصية» بمعاني جليلة، و اشارات لطيفة، و ألفاظ مفردة، و عبارات و معان للتوحيد و المعرفة و الايمان و العلم، و غير ذلك، و خصال شريفة تعلق و تخلق بها أهل الحقائق من الصوفية». و لقد طالما افتتن بشخصيته الناس و منهم المستشرقون الذين يتحدثون عنه علي طريقتهم في الايضاح عن آرائهم، مثل «كارادي فو» [1552] حيث يتصوره «ذلك البطل المتوجع [ صفحه 395] المتألم، و الفارس الصوفي، و الامام ذو الروح العميق القرار، التي يكمن في مكامنها سر العذاب الالهي». و اذا ذكرت كلمة «الامام» مطلقة، انصرفت الي علي بن أبي طالب دون سائر الصحابة. و لم يكن النهج العلمي الذي أجزنا الاشارة اليه قبل، الا استعمالا لأصول تهدي الي معرفة حكم الشرع و دليله، لبلوغ السعادة في الدنيا و الآخرة. و كان طبيعيا، و قد تضافرت في رسم حدود هذه السعادة و ضوابطها، و العلاقات الهادية اليها نصوص القرآن و السنة، أن تجلي الامام علي في هذه المجال، و أن يتخلف لنا من حياته و سنوات حكمه، علي قصرها، و انحسار سلطته فيها، مواقف معلمة، و نصوص شارحة، و أن يتتابع في نسقها أعمال الأئمة من بنيه، ليتشكل منها مذهب سياسي و اجتماعي و اقتصادي متكامل. فنري الحسن يضرب مثلا في العطاء و حقن الدماء، و نري

الحسين يضرب مثلا للجهاد في حروب الأمة و للاستشهاد في سبيل الحق، و نري الأئمة الثلاثة بعدهما يفصلون القواعد للمجتمع العظيم، و الدولة المثلي، و الأسرة الفاضلة، والانسان الذي يتغيا الكمال. و كان لزاما، أن تكون بين تعاليمهم تعاليم دستورية و اقتصادية و اجتماعية، فالامام علي و الأئمة من عقبه بناة دول و حماة مجتمعات، ازدهرت فيها الأسرة، و صلح بها الرجل و المرأة، و استغني الناس فيها بكدهم و كدحهم.

في الدولة و قواعدها

اشاره

لم يكد أميرالمؤمنين يتلقي البيعة حتي أطلق كلماته كالصواعق رجوما للمنحرفين، أو كالبوارق المألقة بآمال المصلحين، في منهاجه السياسي و الاجتماعي و الاقتصادي الجامع.

المساواة أساس الدولة

لقد خطب في اليوم التالي لمبايعته، فقال: «أما بعد.. ألا لا يقولن رجال منكم غدا قد غمرتهم الدنيا فاتخذوا العقار، و فجروا الأنهار، و ركبوا الخيول الفارهة، و اتخذوا الوصائف الرقيقة، و صار ذلك عليهم عارا و شنارا، اذا ما منعتهم ما كانوا يخوضون فيه، و أصرتهم الي [ صفحه 396] حقوقهم التي يعلمون، فينقمون ذلك و يستنكرون و يقولون: حرمنا ابن أبي طالب حقوقنا» [1553] . فلما كان الغد غدا الناس لقبض حقوقهم، فأمر كاتبه عبيدالله بن أبي رافع أن يبدأ بالمهاجرين، و أعطي كل من حضر منهم ثلاثة دنانير، ثم ثني بالأنصار، ثم سائر الناس كلهم، سوي بينهم الأحمر فيهم و الأسود، فقال له سهل بن حنيف: هذا غلامي أعتقته بالأمس! قال: «نعطيه كما نعطيك ثلاثة دنانير». و قد تخلف عن هذه القسمة طلحة، و الزبير، و سعد بن أبي وقاص، و عبدالله بن عمر، و سعيد بن العاص، و مروان بن الحكم [1554] . و قال علي: «ألا ان كل قطيعة أقطعها عثمان، و كل مال أعطاه من مال الله فهو مردود في بيت المال، فان الحق قديم لا يبطله شي ء، ولو وجدته قد تزوج به النساء و فرقه في البلدان لرددته الي حاله، فان في العدل سعة، و من ضاق عنه الحق فالجور عنه أضيق» [1555] . و لما جاء ته امرأتان فسوي بينهما، قالت احداهما: اني امرأة من العرب، و هذه أعجمية! فقال: «اني لا أري لبني اسماعيل في هذا الغني فضلا علي بني اسحاق» [1556] . و

غضب البعض مما يصنع أميرالمؤمنين، و كتب عمرو بن العاص الي معاوية يقول: «ما كنت صانعا فاصنع...» [1557] . و دعا البعض في السر الي رفض علي لمساواته بينهم و بين الأعاجم [1558] و لما بلغه ذلك صعد المنبر متقلدا سيفه و قال: «.. ليس لأحد عندنا فضل الا بطاعة الله و طاعة الرسول... [ صفحه 397] قال الله تعالي: (يا أيها الناس انا خلقناكم من ذكر و أنثي و جعلناكم شعوبا و قبائل لتعارفوا ان أكرمكم عند الله أتقاكم)» [1559] ، ثم صاح بأعلي صوته: «أطيعوا الله و أطيعوا الرسول، فان توليتم فان الله لا يحب الكافرين» [1560] . في هذه الأيام الأولي وضح منهاجه الدستوري: المساواة في الحقوق، و العدل بين الناس. و منهاجه الاقصادي: المساواة في العطاء بين فئات الشعب. و منهاجه الاجتماعي: ليس في الاسلام شريف و مشروف، و لا أحمر و أسود، و لا عربي و أعجمي، و انما أكرم الناس أتقاهم. و كان عدله مع الذين حاربوه أو كفروه أو قتلوه دروسا في الفقه: روي الغزالي في «المستصفي»: أن قضاته استشاروه في شهادة الخوارج بالبصرة، فأمر بقبولها كما كانت تقبل قبل خروجهم عليه، لأنهم انما حاربوا علي تأويل، و في رد شهادتهم تعصب و اثارة خلاف [1561] . حتي قاتله عبدالرحمان بن ملجم نهي عن المثلة به [1562] . و بالمساواة التي هي خصيصة الاسلام الأولي، بعد التوحيد، أهرع أبناء البلاد المفتوحة - من غير العرب - الي اعتناق الاسلام. ثم اختار كثير منهم الانضمام تحت لواء الشيعة. و لما سادت الدعوة لأهل البيت في خراسان أقبلت جيوشها تقيم دولة الدين علي أنقاض بني أمية و بني مروان. و

كانت تولية «الرضا» من «أهل البيت» و التسوية بين «الموالي العرب»، شعار الدولة التي أقامها أبومسلم الخراساني و التي سرقها بنو العباس من بني علي، كما أوضحنا قبل [1563] . [ صفحه 398] و لقد و هم الذين نسبوا أسباب التشيع [1564] في خراسان الي ما زعموه من تشابه تتابع الخلافة النبوية و الدينية في بيت الرسول، و توارث الملك عند الفرس في الدولة الكسروية، و حكم كسري «بالحق الالهي» [1565] . [ صفحه 399] فلقد ترك الفرس دين كسري بتمامه الي الاسلام و قواعده. انما كانت تفرقة الولاة و الحكام بين العجم و بين العرب سببا لتصبح المساواة صيحة التجمع منهم علي أميرالمؤمنين علي و بنيه، و كان أهل البيت مضطهدين، تهوي اليهم الأفئدة، و كانوا شجعانا يستشهدون، فاجتمع علي ايجاب الانضمام اليهم: الدين و العقل و المصلحة، و هي دوافع كافية للجهاد ضد بني أمية. أما زعم الزاعمين [1566] أن اصهار الحسين الي الفرس في أم زين العابدين كان سببا لتشيعهم، فينقضه أن ابني عمر و أبي بكر أصهرا اليهم في أختين لها، و مع ذلك لم يتعصب الفرس لأبويهما. لامراء كان طلب المساواة هو الباعث علي التشيع لعلي، من قوم سلبت حقوقهم في المساواة، و هم في قمة المجتمع العلمي و الديني، يحملون مسؤوليات الدين الجديد مع العرب [1567] . و الدول العظيمة، و الحروب الدامية، و تغيير التاريخ، لا يحدثها الغضب من أجل النسب، و انما تحدثها المبادي ء الخالدة، و البطولات الرائعة، و ابتغاء مستقبل أفضل. و تفسير التاريخ علي أساس النسب تفسير أوربي يدفع المستشرقين اليه سوابق «الزواج السياسي» بين ملوكهم، و «حروب الوراثة» بين دولهم.

العدل و نزاهة الحكم

في حياة علي و مبادئه، و

خطبه و أقضيته، عن هذين مالا نظير له في أي عصر، و المقام يضيق عن الاستقصاء. فحسبنا أن نقف قليلا عند فقرات من عهده لمالك بن الحارث (الأشتر [ صفحه 400] النخعي)، فهذا عهد مقطوع القرين في شكله و موضوعه، في التراث العالمي و الاسلامي، و بخاصة في السياسة الاسلامية، و الحكم الصالح، سواء في صياغته أو محتوياته. وهذا العهد يضع اسم علي في ذروة المؤسسين للدول (واضعي الدساتير)، حيث يتكلم عما يسمي في الدساتير العصرية بالمقولات الأساسية، و واجبات الولاة نحو الأمة، و طريقة قيامهم بحقوق الجماعة، بالتفصيل اللازم، والتنبيه علي مل ء الفراغ، فيما سكت عنه، بالرجوع الي أصل الشريعة: القرآن و السنة. و لقد تتابعت علي هذا العهد شروح الأئمة من بعد، فرأينا لزين العابدين في رسالة الحقوق تفصيلات جديدة يقتضيها الزمان، و شهدنا الامام جعفر الصادق يضيف التطبيق، و التفصيل الدقيق، لما تضمنته رسالة زين العابدين و عهد علي، فيجعل من تنفيذهما و شروحه لهما عهدا جديدا للمسلمين و للشيعة، تبلغ به مجتمعاتهم أو دولهم مبالغها كلما التزموهما أو قاربوا الالتزام بهما. يبدأ «عهد علي» بتحديد مهمة الوالي «حين ولاه مصر: جباية خراجها و جهاد عدوها، و اصلاح أهلها، و عمارة بلادها» فهو قد جمع له ولاية الخراج و ولاية الحكم، و قال: «واعلم أن الرعية طبقات، لا يصلح بعضها الا ببعض، و لا غني ببعضها عن بعض: فمنها جنود الله، و منها كتاب العامة، و منها قضاة العدل [1568] ، و منها عمال الانصاف و الرفق، و منها أهل الجزية و الخراج من أهل الذمة و مسلمة الناس، و منها التجار و أهل الصناعات، و منها الطبقة السفلي من ذوي الحاجة

و المسكنة، و كلا قد سمي الله سهمه. فالجنود باذن الله حصون الرعية، وزين الولاة، و عز الدين، و سبيل الأمن، و ليس تقوم الرعية الا بهم، ثم لا قوام للجنود الا بما يخرج الله تعالي لهم من الخراج...، ثم لا قوام لهذين الصنفين الا بالصنف الثالث من القضاة و العمال و الكتاب، لما يحكمون من المعاقد، و يجمعون من المنافع، و يؤتمنون عليه من خواص الأمور و عوامها. و لا قوام لهم جميعا الا بالتجار و ذوي الصناعات...، ثم الطبقة السفلي من أهل الحاجة و المسكنة الذين يحق رفدهم و معونتهم، و في الله لكل سعة. و علي الوالي حق بقدر ما [ صفحه 401] يصلحه...» [1569] . أما ولاية الادارة عامة، و العمال و الكتاب خاصة، فيقول عنها: «فول من جنودك: أنصحهم في نفسك لله و رسوله و لامامك، و أطهرهم جيبا، و أفضلهم حلما...، ثم الصق بذوي المروءات...، ثم تفقد من أمورهم ما يتفقده الوالدان من ولدهما...، و لا تحقرن لطفا تتعاهدهم به و ان قل...، و ليكن آثر جندك عندك من واساهم في معونته...، و ان أفضل قرة عين الولاة استقامة العدل في البلاد بظهور مودة الرعية...» [1570] . و أما عن العدالة، و قوامها القضاء، فيبدأ المشترع العظيم - في التعبير الأوربي - الكلام فيها عن القانون الواجب التطبيق، فيقول: «واردد الي الله و رسوله ما يضلعك من الخطوب، و يشتبه عليك من الأمور، فقد قال الله تعالي لقوم أحب ارشادهم: (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله و أطيعوا الرسول و أولي الأمر منكم فان تنازعتم في شي ء فردوه الي الله و الرسول) [1571] فالرد الي الله الأخذ بمحكم كتابه،

والرد الي الرسول الأخذ بسنته الجامعة غير المفرقة». و يقرن القانون الالهي بالقاضي كما يتطلبه الاسلام، فيعقب علي ما سبق بقوله عن صميم القضاء: «ثم اختر للحكم بين الناس أفضل رعيتك في نفسك، ممن لا تضيق به الأمور، و لا تمحكه الخصوم، و لا يتمادي في الزلة، ولا يحصر عن الفي ء الي الحق اذا عرفه، و لا تشرف نفسه علي طمع، و لا يكتفي بأدني فهم دون أقصاه، أوقفهم في الشبهات، و آخذهم بالحجج، و أقلهم تبرما بمراجعة الخصم، و أصبرهم علي تكشيف الأمور، و أصرمهم عند اتضاح الحكم...، ممن لا يزدهيه اطراء، و لا يستميله اغراء، و أولئك قليل. ثم أكثر تعاهد قضائه، و أفسح له في البذل ما يزيح علته و تقل حاجته الي الناس، و أعطه من المنزلة لديك مالا يطمع فيه غيره من خاصتك، ليأمن بذلك اغتيال الرجال له عندك» [1572] . [ صفحه 402] و لئن كانت رسالة عمر الي أبي موسي الأشعري [1573] قد جمعت جمل الأحكام في كلمات مختصرة، لا يجد محق عنها معدلا، ان عهد علي للأشتر كان في زمان مختلف، فجاء جامعا، بل مضيفا - في الموضوع الذي وردت فيه رسالة عمر - أمورا شتي يحتاجها زمان علي و كل زمان بعده. وورود القانون، و الدعوي، و اختيار القاضي، و سلوكه، و طريقة القضاء، و استقلال القضاء، في فقرتين بين فقرات ذلك العهد، مظهر من مظاهر شموله و اتساع نطاقه، و أسباب خلوده. أما الادارة العامة - عمال الوالي - ففيهم يقول أميرالمؤمنين: «انظر في أمور عمالك فاستعملهم اختيارا، ولا تولهم محاباة و أثرة...، و توخ منهم أهل التجربة و الحياء من أهل البيوتات الصالحة، و القدم

في الاسلام، فانهم أكرم أخلاقا، و أصح أعراضا...، ثم أسبغ عليهم الأرزاق فان ذلك قوة لهم علي استصلاح أنفسهم، و غني لهم عن تناول ما تحت أيديهم، و حجة عليهم ان خالفوا أمرك أو خانوا أمانتك...، ثم تفقد أعمالهم...» [1574] . و أما الكتاب ففيهم قوله: «ثم انظر في حال كتابك، فول علي أمورك خيرهم، و اخصص رسائلك التي تدخل فيها مكائدك و أسرارك، بأجمعهم لوجوه صالح الأخلاق، ممن لا تبطره الكرامة فيجتري ء بها عليك في خلاف لك بحضرة ملأ...، ثم لا يكن اختيارك اياهم علي فراستك و استقامتك و حسن الظن منك... و لكن اختبرهم بما ولوا للصالحين قبلك، فاعمد لأحسنهم في العامة أثرا...» [1575] . [ صفحه 403] ثم يقول عن الضعفة: «و تعهد أهل اليتم و ذوي الرقة في السن ممن لا حيلة له، و لا ينصب للمسألة نفسه...، واجعل لذوي الحاجات منك مجلسا عاما...، فلا تكونن منفرا و لا مضيعا، فان في الناس من به العلة و له الحاجة، و قد سألت رسول الله صلي الله عليه و سلم حين وجهني الي اليمن: كيف أصلي بهم؟ فقال:«صل بهم كصلاة أضعفهم، و كن بالمؤمنين رحيما».

الشوري و العناية بالعامة

في بداية العهد الي الأشتر أمران: الأول: خاص بالأشتر، و الثاني: خاص بالعامة و الخاصة. و الأمران عصريان في كل عصر، و مطلوبان في كل مكان، و من كل الحكام: أما الأول: ففيه قوله له: «ان الناس ينظرون من أمورك في مثل ما كنت تنظر فيه من أمور الولاة قبلك، و يقولون فيك ما كنت تقول فيهم، و انما يستدل علي الصالحين بما يجري بهم علي ألسنة عباده...، فاملك هواك، و شح بنفسك عما لا يحل

لك...، و أشعر قلبك الرحمة للرعية و المحبة لهم و اللطف بهم، و لا تكونن عليه سبعا ضاريا تغتنم أكلهم، فانهم صنفان: اما أخ لك في الدين و اما نظير لك في الخلق، يفرط منهم الزلل و تعرض لهم العلل، و يؤتي علي أيديهم في العمد و الخطأ، فأعطهم من عفوك و صفحك مثل الذي تحب و ترضي أن يعطيك الله» [1576] [1577] . و قوله: «و اذا أحدث لك ما أنت فيه من سلطانك أبهة أو مخيلة فانظر الي عظم ملك الله فوقك...، فان الله يذل كل جبار و يهين كل مختال، أنصف الله و أنصف الناس من نفسك و من خاصة أهلك و ممن لك فيه هوي، و ليس شي ء أدعي الي تغيير نعمة الله و تعجيل نقمته من اقامة علي ظلم...» [1578] . و يقول عن الشوري: «و لا تدخلن في مشورتك من يعدل بك عن الفضل و يعدك الفقر، [ صفحه 404] و لا جبانا يضعفك عن الأمور، و لا حريصا يزين لك الشر بالجور، فان البخل و الجبن غرائز شتي يجمعها سوء الظن بالله...، والصق بأهل الورع والصدق...، ثم رضهم علي أن لا يطروك...، و لا تنقض سنة صالحة عمل بها صدور هذه الأمة...» [1579] . و أما الثاني: ففيه قوله: «و ليكن أحب الأمور اليك أوسطها في الحق، و أعمها في العدل، و أجمعها لرضي الرعية، فان سخط العامة يجحف برضي الخاصة، و ان سخط الخاصة يغتفر مع رضي العامة، و ليس أحد من الرعية أثقل علي الوالي مؤونة في الرخاء، و أقل معونة في البلاء، و أكره للانصاف، و أسأل بالالحاف، و أقل شكرا عند الاعطاء، و أبطأ

عذرا عند المنع، و أخف صبرا عند ملمات الدهر، من أهل الخاصة. و انما عماد الدين، و جماع المسلمين، و العدة للأعداء: العامة من الأمة، فليكن صغوك لهم و ميلك معهم» [1580] . بأبي أنت و أمي يا أميرالمؤمنين! ان رسول الله يقول: «اطلعت في الجنة فوجدت أكثر أهلها الفقراء» [1581] و أنت في طليعة أهل الجنة، تحب أكثر أهلها عددا في الحياة الدنيا، و من أجل ذلك تكرم العامة و هم كثرة الأمة، و تؤثر منها الفقراء. و لقد كنت دائما قدوة، و أردت الخاصة علي أن تكون قدوة، و حذرتها من مطامعها و مزالقها، ولو حذرت للزمت الجادة، و صلح أمر هذه الأمة. ان من يضع دستورا في العصر الحديث خليق بأن يرتوي من عهدك، ويروي الأمة من ينابيعك، في تطبيق الشريعة، و سيادة القانون، و استقلال القضاء، و أمانة الولاة، و نزاهة الادارة، و احترام العامة، و الزام الخاصة أن تكون قدوة في الأمة. يقول ابن المقفع في شأن الخاصة بعد مائة عام، في كتابه لأبي جعفر: «و قد علمنا علما لا يخالطه الشك أن عامة قط لم تصلح من قبل نفسها، و لم يأتها الصلاح الا من قبل امامها...، و حاجة الخواص الي الامام الذي يصلحهم الله به كحاجة العامة الي خواصهم [ صفحه 405] و أعظم من ذلك». و يتصدي الامام زين العابدين في «رسالة الحقوق» بالشرح الشامل، و التفصيل الطويل، لسلوك الجماعات و الأفراد و ما يجب لها شرحا و تفصيلا، تقتضيهما حالة الناس و ظروف الزمان في النصف الثاني من القرن: عصر كربلاء، و الحرة، و ضرب الكعبة، و الدولة الهرقلية، و تغير الناس. و استقصاء السجاد فيها للأحكام

مظهر لتحمله مسؤولية تعليم المسلمين أمور دينهم و شؤون دنياهم، فهي تبدأ بحقوق الله عز و جل، و أكبرها ما أوجبه الله تعالي من حقه، فجعل للجوارح حقوقا، و لأفعالها حقوقا «ثم تخرج الحقوق منك الي غيرك من ذوي الحقوق الواجبة عليك، و أوجبها عليك: حق أئمتك، ثم حقوق رعيتك، ثم حقوق رحمك. فهذه حقوق يتشعب منها حقوق، فحقوق أئمتك ثلاثة...، و حقوق رعيتك ثلاثة...، و حقوق رحمك كثيرة متصلة...، فأوجبها عليك: حق أمك ثم حق أبيك...، ثم حق مولاك المنعم عليك، ثم» [1582] [1583] . [ صفحه 406] و تطرقت رسالة الحقوق للعلاقات الحكومية و القضائية والاجتماعية التي تنظم الجماعة الاسلامية، فنظمت آدابها و التزاماتها الخلقية و القانونية بالتفصيل. و ربما أجزأ في تقريب منهاجها الي الألباب مثل ننقله منها عن معاملة السلاطين، حيث يقول: «و أما حق سائسك بالسلطان فأنت تعلم أنك جعلت له فتنة، و أنه مبتلي فيك بما جعله الله له عليك من السلطان، فعليك أن تخلص له في النصيحة. و لا تماحكه و قد بسطت يده عليك، فتكون سبب هلاك نفسك و هلاكه..، و تلطف لعطائه ما يكفه عنك دون أن يضر بدينه، و تستعين عليه في ذلك بالله فلا تعانده...، فانك ان فعلت ذلك عققته و عققت نفسك و عرضتها للمكروه» [1584] .

الحكام

تابع الامام الصادق عمل آبائه في التنبيه علي قواعد الحكم الصالح، و منها حقوق العامة - و هي جسم الجماعة - بنصوص دستورية يوجزها، لتحفظ عنه و تنقل منه، و اليك أمثالا: يقول: «أفضل الملوك من أعطي ثلاث خصال: الرحمة، والجود، والبذل» [1585] . و يقول: «ليس للملوك أن يفرطوا في ثلاثة: حفظ الثغور، و

تفقد المظالم، و اختيار الصالحين لأعمالهم» [1586] . و ما هي الا أركان الدولة الثلاثة: الجيش، و القضاء، و الادارة. أو مبادئ الحكم الثلاثة: المنعة في الخارج بالجيش، و العزة في الداخل بالعدل، و الحكم الصالح بالادارة الحسنة. و الرسول يقول: «من لم يهتم بأمور المسلمين فليس منهم» [1587] و هو مقال موجه للعامة [ صفحه 407] و الخاصة في أمة خصيصتها الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر، و أول المسؤولين عنهما: الولاة و العلماء و القادرون. و الصادق يقول لكل هؤلاء: «خير الناس أكثرهم خدمة للناس» [1588] ، و يقول للحكام: «كفارة عمل السلطان قضاء حاجات الاخوان» [1589] ، و يقول: «المستبد برأيه موقوف علي مداحض الزلل (العثرات)» [1590] و هي مقولة تنطق بها سجلات الطغيان حيثما كان، و في جميع الحقب. فالزلة الواحدة تزعزع قوام الطاغية أو المتعصب أو المتحكم، فهو كالواقف علي قدم واحدة. و تعاليم الصادق في العدل و الرفق بالرعية مقولات دستورية في الأمة، يقول: «ما أوسع العدل و ان قل» [1591] و يقول: «أما ان المظلوم يأخذ من دين الظالم أكثر مما يأخذ الظالم من مال المظلوم» [1592] . و يقول لوالي المنصور علي الأهواز اذ استنصحه [1593] . [ صفحه 408] «... فاعلم أن خلاصك و نجاتك في حقن الدماء، و كف الأذي عن أولياء الله، و الرفق بالرعية. و الثاني: حسن المعاشرة مع لين في غير ضعف، و شدة في غير عنف...، و اياك و السعاة و أهل النمائم...، و لا تستصغرن من حلو و فضل طعام في بطون خالية...، اياك يا عبدالله أن تخيف مؤمنا» [1594] . تلك دروس جده صلي الله عليه و سلم، و

هو القائل: «سبعة يظلهم الله يوم القيامة: امام عادل...» فبدأ بالعدل [1595] . بل يقول عليه الصلاة و السلام: «عدل السلطان يوما يعدل عبادة سبعين سنة» [1596] . و الدنيا قد تدوم، و الدولة قد تقوم، مع العدل و الكفر، لكنها لا تبقي مع الظلم و ان كان الظلم واقعا علي غير مسلم، والله تعالي يقول في محكم كتابه [1597] (كونوا قوامين لله شهداء بالقسط و لا يجر منكم شنآن قوم علي ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوي) [1598] . يقول الامام الصادق: «من نكد العيش: السلطان الجائر، و الجار السوء، و المرأة البذيئة» [1599] فالسلطان الجائر أذي دائم، و منكر مستمر، تضيق الدنيا به و ان رحبت، كما يضيق [ صفحه 409] المكان - علي رحبه - بالجار السوء، و تضيق الحياة - و ان طالت أو اتسعت - مع المرأة الطويلة اللسان. و الامام يبدأ بالسلطان الجائر لأن أذاه يفسد الدنيا و ان صلحت، و الأسرة و ان هنؤت، و اذا عم العدل احتمل الناس همومهم حيث هم. و من فساد السلطان أن يتولي سدته المتكبرون و المتعالون، في دخيلتهم منحطون، يقول الصادق: «ما من أحد يتيه [1600] الا من ذلة وجدها في نفسه» [1601] . و من ذلك ينحي عن الرياسات من يجرون أزرهم خيلاء، فهؤلاء لا ينتفعون بتجربة من أنفسهم و الا لما تكبروا علي الناس، أو من غيرهم و الا لما غرهم الغرور، يقول: «لا يطمع القليل التجربة المعجب برأيه في الرياسة» [1602] و يقول: «من طلب الرياسة هلك» [1603] . فاذا ولي الحاكم فليخش الله في الناس، و ليعلم أن فيهم ضعفا، و أنه مطالب بالعفو و الصفح الجميل،

يقول الامام: «أولي الناس بالعفو أقدرهم علي العقوبة، و أنقص الناس عقلا من ظلم من دونه، و لم يصفح عمن اعتذر اليه» [1604] . و الناس مطالبون بأن يمحضوا النصح باخلاص، و ليس الاخلاص مجرد النية الحسنة أو البدار بالكلام، و انما هو الفكر الجاد، و تقليب الأمور علي وجوهها، و الاستماع الي المخالفين، [ صفحه 410] فالامام يقول: «لا تكن أول مشير، و اياك و الرأي الفطير» [1605] . و كثيرا ما تأذي الناصح بنصحه، و ركبت المنصوح شياطين غلوائه، و قد يستفيد الظنة المتنصح. و ينبه الامام الأمة علي ألا تشتري الراحة بالرياء، اذ «المؤمن يداري و لا يماري» [1606] كما يقول، و ينبه الناس - و منهم الحكام - علي أن يسارعوا الي الخيرات باصلاح عيوبهم، و اعلانها دون تأثم أو تحرج. و الناس يمدون أيديهم الي من يصارحهم بمصاعبه، فيشركونه في متاعبه، يقول: «أنفع الأشياء للمرء سبقه الناس الي عيب نفسه، و أشدها مؤونة اخفاء الفاقة...» [1607] . و كما يقول: «من لم يتفقد النقص في نفسه دام نقصه، و من دام نقصه فالموت خير له...» [1608] . و لعل أنفع الناس للمرء، من يهدي اليه عيوبه: بأن ينبهه عليها.

المجتمع الجعفري

اشاره

الامام مبلغ عن النبي صلي الله عليه و سلم علمه، و هذا العلم أجناس و أنواع، نشير في هذا المقام الي بعض منها في السياسة و الاجتماع و الاقتصاد، و هو حسب أي مجتمع، ليقيم دولة راسخة الأركان، و أمة تعمل كخلية النحل، لا مجرد جمعية للاصلاح أو جماعة متطلعة للتقدم؛ كالجمعيات و الجماعات التي تزخر بها المجتمعات في العصور الحديثة، يقصد اصلاح جزئي أو الدعوة لمبادي معينة. و كثير

من المبادي ء التي تحدثنا عنها قبل، و التي سنتحدث عنها بعد، شذرات من دروس متداولة عن الامام، لو حاولنا جمعها كنا كمن يجمع مصابيح السماء. و قد يكفي في هذا [ صفحه 411] المقام ذكر بعض توجيهات الامام «لشيعتنا» كما يقول، أو «للجعفري» [1609] الجدير بالانتساب للامام، كما يسمي تابعيه. و اذا كانت هذه التوجيهات اشارات الي مؤهلات الانتساب اليه، فهي تقطع بانه كان يعد «دعاة» [1610] يدعون لمجتمع يدين بمبادئه. و هذه المبادي مضافة الي الفقه المدني و الجزائي و نظرية الامامة، كافية لاقامة مذهب متكامل تقوم علي قواعده «دولة» تكفل الجزاء و الثواب، فالقاعدة القانونية، مع العقيدة الدينية و النظريات الخلقية، كالماء الذي يسقي البذور الصالحة التي تنتظر الزمن لتشق الأرض و تظهر، في حماية الدولة. و لقد كلل الله بالنجاح سعيه، و ظهرت دول و مجتمعات ازدهرت في العالم، مع اصطناع التغييرات التي تستدعيها حاجات السلطان و الزمان و المكان، أو الدعاية للدولة، كما كان الشأن في الدول و المجتمعات الاسماعيلية؛ كالفاطميين المنتسبين الي اسماعيل بن الامام جعفر. و أحدثت هذه المبادي آثارا منجحة في المجتمعات الشيعية، في أمم اسلامية أو غير اسلامية، أنمت التمسك الديني بفضائل الاسلام، و أمكنت من الدفاع عنه بقوة و ايمان، و أبدعت عبقريتها الاقتصادية التي طالما حضت عليها تعاليم الامام. فالتعاليم الصادرة عن الامام الصادق ليست مجرد أصول فقهية أو فروع علمية كما هو دأب الائمة من أهل السنة، بل هي تتعدي ذلك المجال الي كل مجال للناس فيه نشاط سياسي أو اجتماعي أو اقتصادي. و من أجل ذلك العموم في رسالة الامام و مقامه في الاسلام، كان شعور أبي حنيفة و مالك و سفيان الثوري

و عمرو بن عبيد و نظرائهم أو المقاربين لهم أنهم في مجلسه تلامذة، و اعتبار الأمة أنهم هنالك كذلك و ان كانوا أئمة. [ صفحه 412] و من نفاذ البصيرة، و عظمة الطريقة، و جلال السمت، و اتساع العلم، كان اعتراف خصوم المسلمين أنفسهم بأنه - بين الحجيج جميعا - الفرد العلم. أما المبادي الفقهية و مبادي العقيدة و السياسة فقد تكلمنا عنها، و تبقي كلمات، كالاشارات، عن المبادي الخلقية و الاجتماعية التي انتخبنا بعضها، لتدل علي اتجاهه بها نحو تكوين مجتمع قوي، و اعداد الدعاه له. أوصي الامام المفضل بن عمر بخصال يبلغهن من وراءه من شيعة أهل البيت: «أن تؤدي الأمانة الي من ائتمنك، و أن ترضي لأخيك ما ترضاه لنفسك. و اعلم أن للأمور أواخر فاحذر العواقب، و أن للأمور بغتات فكن منها علي حذر، و اياك و مرتقي جبل سهل اذا كان المنحدر وعرا» [1611] . و أوصاهم: «صلوا عشائركم، و اشهدوا جنائزهم، و عودوا مرضاكم، و أدوا حقوقهم، فان الرجل منكم اذا ورع في دينه و صدق الحديث و أدي الأمانة و حسن خلقه مع الناس قيل: هذا جعفري، و يسرني ذلك، و اذا كان غير ذلك دخل علي بلاؤه وعاره، و قيل: هذا أدب «جعفر»! فو الله ان الرجل كان يكون في القبيلة من شيعة علي فيكون زينها، آداهم للأمانة، و أقضاهم للحقوق، و أصدقهم، يحمل اليه وصاياهم و ودائعهم، تسأل العشيرة عنه و يقال: من مثل فلان؟» [1612] . و أوصاهم: «أوصيكم بتقوي الله و اجتناب معاصيه، و أداء الأمانة لمن ائتمنكم، و حسن الصحابة لمن صحبتموه، و أن تكونوا لنا دعاة صامتين» [1613] . فهو بهذا يربط

احسان العمل بالانتساب لأهل البيت، و يضع القواعد المثلي للتجمع. دخل عليه المفضل بن قيس [1614] ذات يوم يسأله الدعاء، و كما قال: «فشكوت اليه بعض [ صفحه 413] حالي و سألته الدعاء، فقال: يا جارية هاتي الكيس...، فقال «هذا كيس فيه أربعمائة دينار فاستعن بها» قلت: ما أردت هذا الكيس، و لكن أردت الدعاء لي، قال: «و لا أدع الدعاء لك، و لكن لا تخبر الناس بكل ما أنت فيه فتهون عليهم» [1615] . هكذا تتابع منه العطاء غير المطلوب، و الدعاء المطلوب، و النصح الواجب. فهو معلم في المقام الأول، أعطي فأغني، ثم نصح، ليقبل النصح منه. و الأمال أعلي صوتا من الأقوال. و هو يزيد العلاقة بين أصحابه وثاقة، قال يوما لبعض أصحابه: «ما بال أخيك يشكوك؟» قال: يشكوني اذ استقصيت عليه حقي، فقال مغضبا: «كأنك اذا استقصيت حقك لم تسي؟ أرأيت ما حكي الله عن قوم يخافون سوء الحساب؟ أخافوا أن يجور عليهم؟ و لكن خافوا الاستقصاء، سماه الله سوء الحساب، فمن استقصي فقد أساء» [1616] . أرأيت الي مدي ما يستنبط الامام من النص؟ والي مقدار ما يدخل في أنفس أمته من الاحساس الرقيق بمتاعب بعضهم، كالجسم تتداعي أعضاؤه بادراك مرهف و تكافل كامل؟ ذلك أدب جده صلي الله عليه و آله و سلم. والامام يعلمهم أن تكون لهم اليد العليا بالابتداء بالعطاء. و في السؤال رهق، والصلة تفقد رونقها، و ربما قيمتها، ان لم تكن فيها مبادرة: دخل عليه رجل من خراسان قال: لقد قل ذات يدي و لا أقدر علي التوجه الي أهلي الا أن تعينوني... فنظر الامام للجالسين و قال: أما تسمعون ما يقول أخوكم؟... انما المعروف

ابتداء، فأما ما أعطيت بعد ما سأل فانما هو مكافأة لما بذل من ماء وجهه... و قد قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: «و الذي فلق الحب وبرأ النسمة، و بعثني بالحق نبيا، لما يتجشم أحدكم من مسألته اياك أعظم مما ناله من معروفك...» فجمعوا له خمسمائة درهم [1617] ، و بهذا اشترك الجميع في أداء الواجب. [ صفحه 414] و هو القائل «أغني الغني الا تكون للحرص أسيرا» [1618] . و التنبيه علي الارهاق في الاستقصاء، و علي انعدام فضل المسؤول علي السائل، خصيصتان اسلاميتان ترفعان قدر الجماعة، بما فيهما من مؤالفة و تكافل. و التعبيرات العالية عنهما تعبيرات امام: قال مصادف [1619] كنت عند أبي عبدالله، فدخل رجل فسأله الامام: «كيف خلفت اخوانك؟» فأحسن الثناء عليهم، فسأله: كيف عيادة أغنيائهم علي فقرائهم؟ قال الرجل: قليلة، قال الامام: كيف مساعدة أغنيائهم لفقرائهم؟ قال: قليلة: قال الامام: فكيف يزعم هؤلاء أنهم شيعتنا؟» [1620] .

الجهاد

يقول أبوالدرداء: «من رأي أن الغدوة الي العلم ليست بجهاد فقد نقص في عقله و دينه». و الصادق لا يكتفي بالتعليم، بل يحض علي الجهاد بالنفس و المال، و يقول للمسلمين: «الجهاد واجب مع امام عادل، و من قتل دون ماله فهو شهيد» [1621] . ويري الانحياز الي الظالمين تمكينا لهم، و الجهاد مع العادلين تثبيتا للاسلام، سأل يوما عبدالملك بن عمرو [1622] «لم لا تخرج الي هذه الديار التي يخرج اليها أهل بلادك؟» أي تجاهد مع الولاة، قال عبدالملك: أنتظر أمركم و الاقتداء بكم، قال الامام: «اي والله لو كان خيرا ما [ صفحه 415] سبقونا اليه» قال عبدالملك: ان الزيدية يقولون: ليس بيننا و بين

جعفر خلاف الا أنه لا يري الجهاد! قال الامام: «أنا لا أري الجهاد؟...، بلي والله، اني أراه، لكني أكره أن أدع حلمي الي جهلهم» [1623] . و لقد كان عظيما جهاد جده الحسين في جيوش معاوية، بل جهاد الحسين ضد معاوية نفسه، اذ يخاطبه بقوله: «ثم سلطته (زيادا) عي العراقيين يقطع أيدي المسلمين و أرجلهم و يصلبهم علي جذوع النخل...، فكتبت اليه: أن اقتل كل من كان علي دين علي! فقتلهم و مثل بهم بأمرك...» [1624] . أما كربلاء فملحمة في الاسلام. فاذا كان الجهاد للدفاع عن الاسلام اذا ما تهدده العدو، أو حين يغزو أرض المسلمين عدو، فذلك فرض عين علي كل فرد ولو كان تحت امرة أمير جائر. سئل الامام الرضا عن الرجل يرابط تجاه العدو، كيف يصنع؟ قال: «يقاتل عن بيضة الاسلام، لا عن هؤلاء» [1625] يقصد الحكام الظلمة. و المرابطة في الثغور ان كانت للاستطاع فلها مدة، و هي مستحبة [1626] ، و اذا كانت لملاقاة العدو فهي واجبة [1627] و الرجل المسلم كف ء لرجلين عند اللقاء، يقول الامام الصادق: «من فر من رجلين فقد فر، و من فر من ثلاثة فلم يفر» [1628] . و الجهاد لغير الدفاع، أي لمجرد الغزو، فرض كفائي، قال الصادق: «جاء رجل الي رسول الله صلي الله عليه و سلم فقال: اني راغب في الجهاد نشيط، فقال له صلي الله عليه و سلم: فجاهد في سبيل الله، قال الرجل: ان [ صفحه 416] لي والدين كبيرين يزعمان أنهما يأنسان بي ويكرهان خروجي، قال النبي: أقم مع والديك، والذي نفسي بيده لأنسك بهما يوما وليلة خير من جهاد سنة» [1629] . و الامام بهذا يعلم الناس

ايثار الوالدين بالرعاية، فهما النواة التي تزدوج لتصنع الأسرة، و هي بدورها نواة الأمة، و التمكين لهذه تكوين لتلك. أما اذا احتيج للرجل لكفاءة خاصة فيه فالجهاد فرض عين عليه. و الصادق يعلم المسلمين قوانين الاسلام في الحروب، فيقول: «اذا أخذت أسيرا فعجز عن المشي، و لم يكن معك محمل، فأرسله و لا تقتله» [1630] و يعلن أن «اطعام الأسير حق علي من أسره و ان كان يراد من الغد قتله، فانه ينبغي أن يطعم و يسقي و يرفق به، كافرا كان أو غيره» [1631] . و يعلم المسلمين «أن رسول الله كان اذا بعث سرية دعا أميرها فأجلسه الي جنبه، و أجلس أصحابه بين يديه، ثم قال: سيروا باسم الله و علي سبيل الله... و لا تغدروا، و لا تغلوا، و لا تمثلوا، و لا تقطعوا شجرة الا أن تضطروا اليها، و لا تقتلوا شيخا فانيا و لا صبيا و لا امرأة» [1632] . وينهي الصادق عن قتل الرسل، أو قتل الرهن [1633] ، أو استعمال السم [1634] ، حتي في حرب المشركين، فاذا كانت حرب فلتكن حربا نظيفة، أي اسلامية. و لنتذكر في هذا المقام قول «علي» و هو يسير الجند للقتال: «لا تقاتلوهم حتي يبدؤوكم، [ صفحه 417] فانكم بحمد الله علي حجة، و ترككم اياهم حتي يبدؤوكم حجة أخري عليهم. فاذا كانت الهزيمة باذن الله فلا تقتلوا مدبرا، و لا تجهزوا علي جريح، و لا تهيجوا النساء بأذي... ان كنا لنؤمر بالكف عنهن و هن مشركات...» [1635] . و قول الصادق: «نهي رسول الله صلي الله عليه و سلم أن يلقي السم في جهاد المشركين [1636] و عن قتل النساء والولدان

في دار الحرب [1637] ، و عن الأعمي [1638] ، و الشيخ العاني [1639] ، و ما بيت عدوا قط في ليل» [1640] . و قول الصادق لاحسان معاملة أهل الذمة: «ان رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم قبل الجزية من أهل الذمة علي ألا يأكلوا الربا و لا لحم الخنزير، و لا ينكحوا الأخوات و بنات الأخ و بنات الأخت، فمن فعل ذلك منهم فقد برئت منه ذمة الله و ذمة رسوله» [1641] . فعلي المسلمين ألا يتعرضوا لأهل الذمة بسوء، بل أن عليهم أن يدافعوا عنهم، ماداموا لا ينشرون الدعوة ضد الاسلام، و لا يتظاهرون بارتكاب المنكرات، و لا يؤون اليهم أعداء الاسلام. و كل من له كتاب؛ كاليهودي و النصراني، أو شبه كتاب؛ كالمجوس، فهو ذمي، اذا قبل شروط الذمة و التزم بها، فاذا لم يتلزم فحكمه حكم الحربي. [ صفحه 418]

في المجتمع و دعائمه

الاسرة

اذا رتبت تعاليم الامام تصدر تعاليمه للناس قوله: «أصل الرجل دينه و تقواه، الناس في آدم مستوون» [1642] و هذه المساواة الفطرية تسبقها البنوة لآدم، ثم يبلغها أغراضها حدب القوي علي الضعيف، و العالم علي الجاهل، و الذي أتيحت له الفرصة علي من لم تتح له. و لما سأل الامام رجلا: من سيد هذه القبيلة؟ فأجاب: أنا، قال الامام: «لو كنت سيدهم ما قلت: أنا». و لما فصل المكرمات المطلوبة من الناس قال: «المكارم عشر: صدق الناس، و صدق اللسان، و أداء الأمانة، وصلة الرحم، وقري الضيف، و اطعام السائل، و المكافأة علي الصنائع، و التذمم للجار، و التذمم للصاحب، و رأسهن الحياء» [1643] . فهو يبدأ بالصدق و أداء الأمانة، ثم يتبعها صلة الرحم، و

لها عنده أعلي مقام، فبها قيام الأسرة - و هي نواة المجتمع الاسلامي - بتنظيمها القانوني الذي لا ضريب له في أمم غير أمة الاسلام. يقول: «خمسة لا يعطون شيئا من الزكاة: الأب و الأم و الولد و الزوجة و المملوك، لأنهم عياله و لازمون له» [1644] فالانفاق علي هؤلاء فرض، و الصدقات مع وجوبها و تعميمها و الحث عليها لا تستحق للناس الا أن يكتفي ذوو الأرحام، يقول الامام: «لا صدقة و ذو رحم محتاج» [1645] . [ صفحه 419] ولو ظن واصل الرحم أنه يضع المعروف في غير موضعه - و للمعروف دائما موضع - فالامام يقول له: «لا تقطع رحمك و ان قطعك» [1646] . وقع كلام بينه و بين عبدالله بن الحسن (و ربما كان ذلك من جراء يوم الأبواء، و سلف القول فيه) و كان عبدالله أعلي أهل البيت سنا، فأغلظ عبدالله القول، فلم يرد الصادق، ثم افترقا، ثم تلاقيا علي باب المسجد فابتدره الصادق يقول «كيف أمسيت يا أبامحمد»؟ (فهو أبومحمد المهدي - النفس الزكية - و ابراهيم و الباقين من بني عبدالله بن الحسن)، و قال عبدالله كالمغضب: بخير! قال الصادق: «يا أبامحمد، أما علمت أن صلة الرحم تخفف الحساب؟» ثم تلا قوله تعالي: (والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل و يخشون ربهم و يخافون سوء الحساب) [1647] فقال عبدالله: فلا تراني بعدها قاطعا رحما [1648] . يقول الصادق: «ان رجلا أتي النبي فقال: يا رسول الله، اني لي أهلا قد كنت أصلهم و هم يؤذونني، و قد أردت رفضهم، فقال له رسول الله: ان الله يرفضكم جميعا، قال الرجل: كيف أصنع؟ قال: تعطي من حرمك،

و تصل من قطعك، و تعفو عمن ظلمك، فاذا فعلت ذلك كان الله عزوجل لك عليهم ظهيرا» [1649] . و كان الامام يصلي عن ولده في كل ليلة ركعتين، و عند والده في كل يوم ركعتين [1650] . يقول في صدد الصلاة عن الميت: انه «ليكون في ضيق فيوسع عليه ذات الضيق، ثم يؤتي فيقال له: خفف الله عنك ذلك الضيق لصلاة فلان أخيك عنك» [1651] . [ صفحه 420] و ربما أجمل منهاج الصادق في القول و العمل للناس عامة، كلمات له يتناقلها الناس في كل مكان: «خير من الصدق قائله، و خير من الخير فاعله» [1652] . فهنا فضائل كثيرة مجتمعة، هي: الخير، و صنعه، و امكان الاقتداء بصانعه. و اعلان لرأي الامام بأن الايمان عقيدة و عمل، و أن العمل الصالح يحول الفكر المجرد الي فعل نافع أو أمر واقع، و العمل هو الوسيلة المنجحة اذا جري مجري الأصول. و الصادق يروي عن علي: «سمعت رسول الله يقول: عليكم بسنتي: فعمل قليل في سنة خير من كثير في بدعة» [1653] . و الامام يري أن «رأس الحزم التواضع» [1654] و أن التواضع هو «الرضا بأن تجلس من المجلس بدون شرفك، و أن تسلم علي من لقيت، و أن تترك المراء و ان كنت محقا» [1655] و يقول: «من أكرمك فأكرمه، و من لم يكرمك فأكرم نفسك عنه» [1656] . و يضيف الي ذلك «انك لن تمنع الناس من عرضك الا بما تنشره عليهم من فضلك» [1657] و هذا الفضل بعض المعروف، أما عن تمام المعروف فيقول: «المعروف لا يتم الا بثلاثة: تعجيله، و تصغيره، و ستره» [1658] . [ صفحه 421] يقول:

«العافية نعمة يعجز عنها الشكر» [1659] بل يقول: «المعروف زكاة النعم» [1660] . و الله تعالي يقول: (و ان تعدوا نعمة الله لا تحصوها) [1661] ، فما أكثر ما يستحق الناس من المعروف عند المسلم الصادق. و السخاء سمو ولو من الجاهل، يقول الامام: «جاهل سخي أفضل من ناسك بخيل» [1662] . فلنتصور مجتمعا يسود فيه السخاء، و يعمم العطاء، و يتواتر المعروف، ليتعاون الناس في دنياهم، و تستوثق القربي فيهم، فتزداد لحمة الأسرة وثاقة، ثم تلتزم الجماعة و الأفراد بالمكارم العشرة الي نص عليها الامام، انه المجتمع الاسلامي! لنقرأ وصية الامام لعبدالله بن جندب، لنلمس مواقع الجمال و الكمال في هذا المجتمع: «لا تكن بطرا في الغني و لا جزعا في الفقر، و لا تكن فظا غليظا يكره الناس قربك، و لا تكن واهنا يجفوك من عرفك، و لا تشار من فوقك، و لا تسخر ممن دونك، و لا تنازع الأمر أهله... يا ابن جندب: لا تتصدقن علي أعين الناس يزكوك، فانك ان فعلت ذلك فقد استوفيت أجرك، و لكن اذا أعطيت بيمينك فلا تطلع عليها شمالك، فان الذي تتصدق له سرا يجزيك علانية، فقد علم ما تريد» [1663] .

الأخوة

كان طبيعيا أن تمتد هذه المبادي السياسية و الاجتماعية الموجهة للأفراد الي بيئتهم، و أن يكون المقام العظيم للأصحاب و الصحبة، و هي القرابة التي يختارها المرء لنفسه، و لا تفرض عليه من أسلافه. و الصحبة أداة منجحة للتكافل و التكامل، و بها تجتمع «الخلية الأولي» للجماعة الهادفة. [ صفحه 422] و لعل في اهتمام الامام بالصحبة و الأخوة دليلا علي اتجاهه نحو ايجاد مجتمع أو جماعات تتآخي في التشيع، و بمثل هذه

الجماعات قامت الدول الشيعية علي نظم مشهورة في الدعوة لها، خافية أو معلنة، و بخاصة نظم الدعوة الاسماعيلية. و كما حفلت مجالس الامام و مقولاته بوصف «الجعفري»، و بعبارة «شيعتنا»، حفلت بتوكيد أسباب التعاون بين الاخوان. هو أولا يجعل المودة بينهم من الدين فيقول: «من حب الرجل دينه حبه اخوانه» [1664] ، ثم ينتقل من الوضع الديني الي الاجتماعي فيقول: «وطن نفسك علي حسن الصحبة لمن صحبت، و حسن خلقك، و كف لسانك، و اكظم غيظك» [1665] ، «أما يستحي الرجل منكم أن يعرف جاره حقه و لا يعرف حق جاره، ليس منا من لم يحسن مجاورة جاره» [1666] . و قديما قيل لأبي الأسود الدؤلي تلميذ «علي عليه السلام»: بعث دارك؟ قال: «بعت جاري» [1667] و قيل: «الرفيق قبل الطريق» [1668] . و الامام الصادق يقول: «أيسر حق من حقوق الاخوان أن تحب لأخيك ما تحب لنفسك، و أن تكره لأخيك ما تكره لنفسك، و أن تتجنب سخطه، و تتبع مرضاته، و تطيع أمره، و تعينه بنفسك و مالك و لسانك و يدك و رجلك، و أن تكون عينه و دليله و مرآته، و لا تشبع و يجوع، و لا تروي و يظمأ، و لا تلبس و يعري، و أن تبر قسمه، و تجيب دعوته، و تعود مريضه، و تشهد [ صفحه 423] جنازته، فاذا علمت أن له حاجة تبادر الي قضائها، و لا تلجئه الي أن يسألكها» [1669] . فكل وجه من الوجوه المشار اليها أداة تراحم تمكن للأخوة الاسلامية، و كل تفريط، مهما قل أمره، أو ضاق زمنه، تنقص من الأخوة الاسلامية، فاذا أطال المسلم قطيعة أخيه فهي احدي الكبر، فالمجتمع المتقاطع هو

كالمجتمع بين أعداء...، أو كالجزر المتنازحة في اليم، حدود كل منها مصالحها. يقول النبي عليه الصلاة و السلام: «هجرة الرجل أخاه سنة كسفك دمه» [1670] . و ما أدق نصح الامام في معاشرة الناس: «لا تفتش الناس فتبقي بلا صديق» [1671] ، «المؤمن يداري و لا يماري» [1672] ، «مجاملة الناس ثلث العقل» [1673] . و هو ينهي عن الظنة، فالظنين متهم، يقول: «ضع أمر أخيك علي أحسنه، و لا تظن بكلمة خرجت من أخيك سوءا و أنت تجد لها في الخير محملا» [1674] . أما من فرط حيث تجب اليقظة فلا يلومن الا نفسه، يقول الامام: «من كتم سره كانت الخيرة بيده» [1675] ، و يقول:«لا تثقن بأخيك كل الثقة، فان سرعة الاسترسال لا تقال» [1676] ، و يقول: [ صفحه 424] «صدرك أوسع لسرك» [1677] و «سرك من دمك فلا تجره في غير أوداجك» [1678] ، و يقول: «من خان لك خانك، و من ظلم لك سيظلمك، و من نم اليك سينم عليك» [1679] . و لما سئل عن الرجل العدل قال: «من غض طرفه عن المحارم، و لسانه عن المآثم، و كفه عن المظالم» [1680] . و الاخوان - عند الامام - هم المواسون، فهم بين ثلاثة: «مواس بنفسه، و آخر مواس بماله، و هما الصادقان في الاخاء، و آخر يأخذ منك البلغة و يريدك لبعض اللذة فلا تعده من أهل الثقة» [1681] . و الامام يأمر بالرفق بالناس، فينبه الذين يتطاولون ليتطامنوا، فيقول: «من الجور قول [ صفحه 425] الراكب للراجل: الطريق» [1682] ، فهو الراكب و بيده الزمام، و الطريق للناس كافة، و كفي الراجلين أنهم يمشون، و كفاه أنه

فوق ظهر. يقول الامام: «لا تسم الرجل صديقا، سمة معرفة، حتي تخبره بثلاثة: تغضبه فتنظر غضبه أيخرجه عن الحق الي الباطل، و عند الدينار و الدرهم، و حتي تسافر معه» [1683] . و يقول: «ثلاثة لا تعرف الا في مواطن: لا يعرف الحليم الا عند الغضب، و لا الشجاع الا عند الحرب، و لا الأخ الا عند الحاجة» [1684] . و من التبذل تنقص الكرامة، يقول: «لا تمار فيذهب بهاؤك، و لا تمزح فيجترأ عليك» [1685] و «لا جهل أضر من العجب» [1686] . و الغضب عند الامام: «مفتاح كل شر» [1687] بما فيه من ذبذبة للذات، و زعزعة للتوازن، فعنده أن «من ظهر غضبه ظهر كيده» [1688] ، بل أن «من لم يملك غضبه لم يملك عقله» [1689] ، في حين أن «المؤمن اذا غضب لم يخرجه غضبه عن حق، و اذا رضي لم يدخله رضاه في باطل» [1690] . [ صفحه 426] و يهتف الامام بالشيعة: «يا شيعة محمد، ليس منا من لم يملك نفسه عند الغضب، و يحسن صحبة من صاحبه، و مرافقة من رافقه، و مخالفة من خالفه» [1691] . و أي أدب للنفس و العقل كمثل ذلك الذي يعبر عنه الامام باحسان المخالفة! و ما هو الا الحلم و الأناة، قرظهما رسول الله للمنذر اذ أتاه، في وفد عبدالقيس، فقال له: «فيك خلتان يحبهما الله عزوجل: الحلم و الأناة» [1692] . و في عبارات تأخذ شكل ثلاثيات، قليلة العدد جليلة الفحوي، يجمع الامام آلاف الرذائل المدمرة في ستة أصحاب خرق، هم كالجيوب المخرورقة للمجتمع، لا تبقي و لا تذر، و هم: المرائي: و الكسلان، و المسرف، و المنافق، و الحاسد،

و الظالم، تشتعل بنقائصهم نيران الرذالات جمعاء، و اذ يتكاثرون في كل مكان، بالعدوي و التناتج، و يستهين الناس بخطرهم علي أنفس الأفراد و مقومات الجماعة و قوة الدولة، مع أن أخطارهم السلبية تتوازن في ضررها مع أعظم الايجابيات، فتفقد الأمم تماسكها. و جمعها في صعيد واحد، و اجمالها في كلمات، آية علي نفاذ البصيرة، و احسان البيان، يقول الامام: «للمرائي ثلاث علامات: يكسل اذا كان وحده، و ينشط اذا كان الناس عنده، و يحب أن يحمد بما لم يفعل». «و للكسلان ثلاث علامات: يتواني حتي يفرط، و يفرط حتي يضيع، و يضيع حتي يأثم». «و للمسرف ثلاث علامات: يشتري ما ليس له، و يأكل ما ليس له، و يلبس ما ليس له». «و للمنافق ثلاث علامات: اذا حدث كذب، و اذا وعد أخلف، و اذا اؤتمن خان». «و للحاسد ثلاث علامات: يغتاب اذا غاب، و يتملق اذا شهد، و يشمت بالمصيبة». «و للظالم ثلاث علامات: يعصي من فوقه، و يعتدي علي من دونه، و يظاهر [ صفحه 427] الظالمين» [1693] و لكل واحدة من هذه العلامات شعب يبلغ العلم بها أكثر من ألف باب.

المرأة

في فقه الامام عناية بالغة بالنساء، في الزواج و الطلاق و الميراث، و هي دعائم الأسرة و قوائم المجتمع، و قد عرضنا لبعضه قبل، لكن اهتمامه الاجتماعي بالأسرة أو بالمرأة لا يقف عند الحكم الفقهي، و انما يتعداه الي الترغيب و التهذيب بالنصح الدؤوب. فمرآة المجتمع العظيم: الأسرة السعيدة، و زينتها و حليتها: المرأة الصالحة، و هي نصف الناس، و أم الجميع، يقول الامام: «اتقوا الله في الضعيفين: اليتيم و النساء» [1694] . و يقول: «البنات حسنات، و البنون

نعم. الحسنات يثاب عليها، و النعم مسؤول عنها». و اذا كان البنات حسنات يلقي بهن المرء بارئه فيزدنه درجات، فالامام يجعل للأمهات درجة في طاعة أوامرهن، فيأمر بالمبادرة بطاعة الأم، اذا دعا الأبوان [1695] . و يلقي علي الأم في دارها واجب استثمار الزمن في خدمة الأسرة و الأمة، و يفرض علي المجتمع واجب احصان أفراده بالتيسير في المهور، و علي المرأة واجب التعاون في انجاح الزوجية بالوفاء بحق الزوج، و يجمع بين حسن التبعل و بين حسن الجوار، فيقول: «الشؤم في المرأة: كثرة صداقها و عقوق زوجها، و في الدار: ضيق ساحتها و شر جيرانها» [1696] . [ صفحه 428] يقول [1697] عليه الصلاة و السلام: «علموا أبناءكم السباحة و الرماية، و نعم لهو المرأة في بيتها المغزل» [1698] فهن مطالبات ألا يفتحن الأبواب للشيطان بالفراغ، مطالبات بأن يعملن ما يجمل بهن، و المرأة التي تسمك المغزل بيد، و تهز مهد الطفل بيد، تضم بين ذراعيها أسرة سعيدة. و لقد كان النساء آخر ما أوصي به صلي الله عليه و سلم. يقول الامام: «صلاح حال التعايش علي مكيال ثلثاه: فطنة، و ثلثه: تغافل» [1699] و هذه الأثلاث تتردد في مضامين ثلاثيات شتي، تجتمع و تفترق، لكنها كلها أركان لسعادة المجتمع الكبير الذي هو الأمة، و الصغير الذي هو الأسرة. و قد سلف علينا في ثلاثية سابقة كيف قرن نكد الزوجية بالنكد في الجيرة و السلطان الجائر [1700] وهنا يستلفت الأنظار الي ما يجب من احسان العشرة: بالسلوك الرفيع، و الانفاق اللازم، و احترام الذات، حيث يقول: «ان المرء يحتاج في منزله و عياله الي ثلاث خلال يتكلفها و ان لم يكن في طبعه ذلك:

معاشرة جميلة، وسعة بتقدير، و غيرة بتحصن» [1701] . ثم يقول ليبين أثر المرأة في سلام الأسرة: «ثلاث من ابتلي بهن كان طائح العقل: نعمة مولية، و زوجة فاسدة، و فجيعة نجيب» [1702] فهو يضع فسادها في منزلة بين المنزلتين: النعمة [ صفحه 429] الضائعة، و الفجيعة الحالة، في حين يقدمها عند صلاح حالها علي فلذة الكبد و الصديق الصافي اذ يقول: «الأنس في ثلاثة: الزوجة الموافقة، و الولد البار، و الصديق الصافي» [1703] . و الرجل رأس الأسرة، لا يلقي مقاده أو مقادها الي الزوجة، و الا غرقت السفينة، يقول الامام: «ثلاثة من استعملها فسد دينه و دنياه: من ساء ظنه، و أمكن من سمعه، و أعطي قياده حليلته» [1704] . و في هذه الثلاثية تجتمع سلبيات خلقية ثلاثة في دنيا الرجل، فتحل الأشباح محل الأشياء، و الأصداء محل الأصوات، و النساء محل الرجال، و ليس هذا عالم المسلمين. و في ثلاثية أخري نري تصنيفا من نوع خاص: «النساء ثلاثة: واحدة لك، و واحدة عليك و لك، و واحدة عليك. أما التي لك فهي العذراء، و التي لك و عليك فهي الثيب، أما التي عليك فهي المتبع التي لها ولد من غيرك» [1705] و انما ينبه الامام الرجال ليزداد برهم بمن يمكن أن تكون لهم أو عليهم، كي يتكلفوا لها خصالا نص عليها: معاشرة جميلة، وسعة بتقدير، و غيرة بتحصن.

العلم

أينما ذهبت في سيرة الامام فثم وجه العلم، و التعويل علي العلماء، و التمسك بالخلق العلمي و أساليبه. يقول لعنوان البصري: «اسأل العلماء ما جهلت، و اياك أن تسألهم تعنتا و تجربة، و اياك أن تعمل برأيك شيئا و خذ بالاحتياط في جميع

ما تجد اليه سبيلا، و اهرب من الدنيا هربك من الأسد...» [1706] . و يقول لحمران بن أعين: «العمل الدائم القليل علي اليقين، أفضل عند الله من العمل [ صفحه 430] الكثير علي غير يقين» [1707] . و هذا القولان لعنوان و حمران نصيحتان نابعتان من منهج الامام في الفقه و أصوله، فهو يلتزم الأشياء الثابتة و النصوص الواضحة، لأنها نقطة الارتكاز، و ينصح بعدم المجازفة في طريق غير مؤكدة، يقول: «العامل علي غير بصيرة كالسائر علي غير الطريق، لا تزيده سرعة السير الا بعدا» [1708] . و من المنهج حسن التلقي و حسن الأداء، فهو لا يحب المحال و العنت، كما قال لعنوان: «الجهل نقص في الدين و الخلق و معاملة الناس» [1709] ، أو كما قال: «الجهل في ثلاث: الكيد، و شدة المراء، و الجهل بالله» [1710] . و يقول: «ثلاثة يستدل بهن علي اصابة الرأي: حسن اللقاء، و حسن الاستماع، و حسن الجواب» [1711] أما البلاغة فهي «ليست بحدة اللسان، و لا بكثرة الهذيان لكنها اصابة المعني و قصد الحجة» [1712] . و قديما قيل: البلاغة: الايجاز [1713] و قيل: من البلاغة حسن الاستماع [1714] . و الصادق ينبه العلماء و الأدباء و كله صاحب موهبة علي أن «من أدب الأديب دفن [ صفحه 431] أدبه» [1715] . انما الطريق القاصدة طريق التقوي و الاجتهاد و التأمل، يقول: «كثرة النظر في العلم تفتح العقل» [1716] و «كثرة النظر بالحكمة تلقح العقل» [1717] و «من أخلاق الجاهل الاجابة قبل أن يسمع، و المعارضة قبل أن يفهم، و الحكم بما لا يعلم» [1718] و «الرجال ثلاثة: عاقل و أحمق و فاجر: العاقل ان كلم

أجاب، و ان نطق أصاب، و ان سمع وعي. و الأحمق ان تكلم عجل، و ان حدث ذهل، و ان حمل علي القبيح فعل. و الفاجر ان أئتمنته خانك، و ان حدثته شانك» [1719] . و من اجلاله وظيفة المعلم يقول: «أربعة ينبغي لكل شريف ألا يأنف منها: أولها: خدمته لمن تعلم منه...» [1720] . و «العلم جنة...، و العالم بزمانه لا تهجم عليه اللوابس [1721] و الله ولي من عرفه. العاقل غفور و الجاهل ختور [1722] و من خاف العاقبة تثبت فيما لا يعلم. و من هجم علي أمر من غير علم جدع أنف نفسه» [1723] و «أكمل الناس عقلا أحسنهم خلقا» [1724] . و «الخشية طريق العلم، و العلم شعاع المعرفة و قلب الايمان، و من حرم الخشية لا يكون [ صفحه 432] عالما» [1725] .

الدعاء

منهج أهل البيت في اصلاح الدنيا هو المعرفة، و أولها معرفة الخالق [1726] جل شأنه بالعقل، و تثبيت الفهم بالخشوع و التقوي، فليس في غيرهما قناعة أو جدوي، يقول عليه الصلاة و السلام و علي آله: «أعوذ بالله من علم لا ينفع، و قلب لا يخشع، و نفس لا تشبع» [1727] و في ذات يوم ذهب قوم يقولون للامام الصادق: ندعو فلا يستجاب لنا! فأجاب: «لأنكم تدعون من لا تعرفونه» [1728] فمعرفة الله مطهرة للحياة، وصلة و ثقي بين الرجاء و الرضا، و بين الدعاء و الاستجابة. و الدعاء تزكية للنفس و سبيل لها الي خالقها - باخلاص تام - فهو ترياق من نفس الانسان، و معراج الي رضاء السماء بالالتجاء الكامل الي الله، و الانفصال في وقت الدعاء و حواليه عن الرذيلة، فاذا تعددت أوقاته،

تكرر الانفصال مما يشين، وازداد العبد قربا، و أوقات قرب من خالقه سبحانه، بالتكرار و اخلاص النية. و من أجل ذلك يبرز الدعاء في مناهج الشيعة و مؤلفاتهم؛ كالصحيفة السجادية - نسبة الي زين العابدين، و فيها عشرات الأدعية، و البعض يسميها مزامير أهل البيت [1729] - و مصباح [ صفحه 433] المتهجد، و مختصر المصباح [1730] و هما من مؤلفات الطوسي. و من ضروب التربية العصرية الايحاء الي الذات، و في الدعاء ايحاء و رجاء، و توجه الي الله، وسعي لمرضاته. و للأئمة دعوات مأثورة، تحويها صحف مشهورة، و لها مناسبات معلومة، و أوقات تمارس فيها، في الاصباح و الأمسية و الأيام و الليالي و الشهور، كأدعية ليلة الجمعة، أو رجب، أو شعبان، أو رمضان. و للصادق أدعية تتردد في كتب الصوفية، فيها الايحاء العميق بالفضائل الي نفس من يدعو، في موقف يعلم أن الله حاضره، و أنه المرجو سبحانه. فهي أداة اصلاح نفساني مقطوع النظير، فوق أنها نداء، يتعالي نحو السماء في التماس المغفرة. يقول الشعبي شيخ المحدثين من أهل السنة: عجبت ممن يقنط و معه الممحاة، قيل: و ما الممحاة؟ قال: الاستفغار [1731] . و لقد كان الصادق يدعو الله في كل أوقاته، و منها لقاءاته مع أبي جعفر حيث كان يدعوالله قبل أن يدخل عليه، فيثبت الله جنانه، و يحيل بطش الجبابرة الي ما يشبه طنين الذباب [1732] . و من المأثور عنه قوله: «ان الدعاء يرد القضاء، و ان المؤمن ليذنب فيذهب بذنبه الرزق» [1733] . [ صفحه 435]

المنهج الاقتصادي

اشاره

«ليس خيركم من ترك آخرته لدنياه و لا دنياه لآخرته، خيركم من أخذ من هذه لهذه» [1734] . (حديث شريف) ليس المنهج

السياسي أو الاجتماعي - و منهما الاقتصادي - الا متابعة للمنهج العلمي من الواقعية، و اعمال العقل، و العمل للتقدم، وفق حاجات الزمن، و اختلاف الأقاليم، علي أساس المساواة بين الناس، و عمارة الدنيا بالعدل، و احسان القيام علي مرافقها. و المنهجان - سواء العلمي أو السياسي الاجتماعي - ينبعان من القرآن و تطبيقات السنة، و هما وجهان لعملة واحدة هي القيم الاسلامية، فكل ما أبعد من هذه القيم لا يكون اسلاميا و ان انتظم مسلمين، فالمسلمون لا يصلحون الا أن يلتزموا قيم دينهم، و قد أصلها الامام علي، و تابعه فيها الأئمة من بنيه. و من القيم الاجتماعية السليمة تنشأ القيم الاقتصادية المنجحة، و لذلك تتجلي الوحدة الموضوعية بين الدين و السياسة و الاقتصاد، و الوحدة الفنية بين علمي المالية و الاقتصاد، و بينهما و بين فن الادارة، في عهد أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب للأشتر النخعي. و سنري بعض المقولات فيه تكاد تكتب في النصف الثاني من القرن العشرين للميلاد [1735] بأيدي المصلحين الاقتصاديين العالميين، فهي عصرية أبدا؛ لأنها اسلامية خالصة. [ صفحه 436] يقول: «و تفقد أمر الخراج بما يصلح أهله، فان في صلاحه و صلاحهم صلاحا لمن سواهم، و لا صلاح لمن سواهم الا بهم، لأن الناس عيال علي الخراج و أهله...، و ليكن نظرك في عمارة الأرض أبلغ من نظرك في جبابة الخراج، لأن ذلك لا يدرك الا بالعمارة، و من طلب الخراج بغير عمارة أخرب البلاد و أهلك العباد، و لم يستقم أمره الا قليلا...، و لا يثقلن عليك شي ء خففت به المؤونة عليهم، فانهم ذخر يعود عليك في عمارة بلدك، و تزيين ولايتك، مع استجلابك حسن ثنائهم، و تبجحك

[1736] باستفاضة العدل فيهم...، فربما حدث من الأمور ما اذا عول فيه عليهم من بعد احتملوه طيبة أنفهسم» [1737] . أما عن نشاط الأفراد في التجارة و الصناعة و الزراعة و الخدمات، و البيع و الشراء، و عن حرية الاتجار و الانتقال و العمل كأداة للانتاج، ففيها التعبير العلمي الرفيع عن التاجر و العامل، اذ يسميهما «المضطرب بماله» [1738] و «المترفق ببدنه» [1739] و فيها التأييد و التيسير و الاشراف و المتابعة من السلطة، و التعاون بين الراعي و الرعية، حيث يقول: «ثم استوص بالتجار و ذوي الصناعات و أوص بهم خيرا، المقيم منهم و المضطرب بماله و المترفق ببدنه، فانهم مواد المنافع و أسباب المرافق و جلابها من المباعد و المطارح...، فانهم سلم لا تخاف بائقته، و تفقد أمورهم بحضرتك و في حواشي بلادك، و اعلم مع ذلك أن في كثير منهم ضيقا فاحشا...، وشحا قبيحا، و احتكارا للمنافع، فامنع من الاحتكار...» [1740] . أما الطبقة الأخري، و هي التي تمثل اليد السفلي؛ لعجزها، و لأنها تأخذ من اليد العليا لاقتدارها، فأوامره في صددها قاطعة، يقول: «ثم الله الله في الطبقة السفلي، من الذين لا حيلة لهم، و المساكين، و المحتاجين، و أهل البؤس و الزمني، فان في هذه الطبقة قانعا [ صفحه 437] و معترا...، و اجعل لهم قسما من بيت مالك...» [1741] . و لقد سلف القول عن المنهج السياسي لدي أميرالمؤمنين، و هو المساواة التامة بين المسلمين في العطاء و حقوق بيت المال، و ترك الأرضين في أيدي أصحابها بعد الفتح، و غير ذلك مما يكشف لنا منهاجه الاقتصادي بتمامه، و فيما أوضحناه اشارة الي ما لم نعرض له بتوضيح. و

النظريات تكشفها كليات، و الكليات و الجزئيات والتطبيقات ينتظمها جميعا أصل ثابت من قول الرسول: «ليس خيركم من ترك دنياه لآخرته و لا آخرته لدنياه، و لكن خيركم من أخذ من هذه الهذه» [1742] .

العمل

اشاره

العمل عند الشيعة قوة الانتاج الكبري، و من أجل ذلك كان العمل للمعاش فرضا علي المؤمن ليحيا في هذه الدنيا، و لا يجوع فيها و لا يعري، أو تجرفه القوي، أو يحرفه الفراغ و اللهو، أو تفسده طراوة الدعة. و أول ما ينبغي له: البدء بتقوية النفس، و تبرئتها من الشح و الطمع، و حثها علي طلب الحلال، يقول الامام: «مثل الدنيا كمثل ماء البحر، كلما شرب العطشان منه ازداد عطشا» [1743] و «أربعة تذهب ضياعا: الأكل بد الشبع، و السراج في القمر، و الزرع في السبخة، و الصنيعة عند غير أهلها» [1744] . [ صفحه 438] أما المؤمن فهو «من طاب مكسبه، و حسنت خليقته، و وضحت سريرته، و أنفق الفضل من ماله، و أمسك الفضل من كلامه، و كفي الناس شره، و أنصف الناس من نفسه» [1745] ، و هو «حسن المعونة، خفيف المؤونة، جيد التدبير لمعاشه، و لا يلسع من جحر مرتين» [1746] . ثم يضع الامام الضوابط للسعي في الحياة و تحصيل المعايش، فيقول: «ليكن طلبك للمعيشة فوق كسب المضيع، و دون طلب الحريص الراضي بدنياه، المطمئن اليها، أنزل نفسك من ذلك بمنزلة المنصف المتعفف، و ترفع بنفسك عن منزلة الواهن الضعيف، و تكسب ما لابد منه للمؤمنين» [1747] . و هو اذ يوصي بالاجمال في الطلب، ينادي بالحكمة في الانفاق، فيقول: «ان السرف يورث الفقر، و ان القصد يورث الغني» [1748] . و تدبير

المعاش أساسي ليجتمع للمرء مال يكفي نفسه، و يفضل منه علي غيره، و يؤدي به واجبه في الدين و الدنيا، و من أجل ذلك كان الصادق يعمل بيده، و يتجر، و ينفق أمواله علي الناس، و هو الامام القدوة، ليوجه أنظار شيعته للعمل في الحياة الدنيا، كي يقدروا علي أعباء الحياة، و أداء الزكاة، وصلة الرحم، و الانفاق في المحتاجين، و لا يمكن المرء من كل ذلك الا رزق يحصله من دأبه، يقول الامام: «من لم يكن فيه خصلة من ثلاث لم يعد نبيلا: من لم يكن له عقل يزينه، أو جدة تعينه، أو عشيرة تقصده» [1749] . و الصحابة العظماء كانوا يعملون ليعيشوا، و ما أكثر ما عمل علي ليعيش، و هو تراث أهل [ صفحه 439] البيت الذين لا يضيعون الزمان سدي، يقول الامام: «الأيام ثلاثة: يوم مضي لا يدرك، و يوم الناس فيه فينبغي أن يغتنموه، و غد في أيديهم أمله» [1750] و ما الاغتنام الا بالعمل الصالح للنفس و للناس. أما من قعد يلتمس عطاء الآخرين فيده هي السفلي، و مثله مثل القاعد عن العبادة، أو كالذي ينتظر الذهب و الفضة تساقطان من السماء، يقول عن القاعدين: «الداعي بلا عمل كالرامي بلاوتر» [1751] . و الشيعة في كل مجتمعاتهم يدأبون كدأب آبائهم أو أشد، و يتقلبون في البلاد بتجاراتهم، كهيئة ما كانوا يتقلبون في الأيام الأولي، مع الزام صاحب المال المسؤولية عن طريقة كسب و أبواب انفاقه، يقول يحيي بن معاذ [1752] «مصيبتان لم يسمع بمثلهما في الأولين و الآخرين للعبد في ماله عند موته: يؤخذ منه كله، و يسأل عنه كله» [1753] . و هم الي جوار ايجابهم العمل يوجبون

الاستقلال فيه، و عدالة توزيع الرزق منه، فلا يجوزون الشركة المطلقة بين اثنين في كل نشاطهما، و شرط الشركة وجود رأس المال، و هم يسمون الشركة بدونه «شركة أبدان» [1754] و لا يصححونها، لأن كل انسان مستقل بجهده، و منافع جهده له، فاذا أخذ من الآخر ما لا يستحق، و في هذا حض علي الاستقلال الشخصي، و السعي الخاص، حتي لا يكون أحد كلا علي غيره. و كمثلهم الشافعي لا يجوز هذه الشركة [1755] ، فكل ما سعي. [ صفحه 440] و هم أعداء للتواكل، جاء أميرالمؤمنين عليا العلاء الحارثي [1756] فقال: يا أميرالمؤمنين، أشكو اليك أخي عاصما، لبس العباءة و تخلص من الدنيا، قال: علي به، فلما جاء قال: «يا عدو نفسه، لقد استهام بك الخبيث (الشيطان)، أما رحمت أهلك و ولدك، أتري الله أحل لك الطيبات و هو يكره أن تأخذها: أنت أهون علي الله من ذلك؟» قال: يا أميرالمؤمنين، هذا أنت في خشونة ملبسك و جشوبة مأكلك! قال: «ويحك، اني لست كأنت، ان الله قد فرض علي أئمة العدل أن يقدروا أنفسهم بضعفة الناس» [1757] . و لكم كان رقيقا صاحب هذا الملبس الخشن اذا عامل الضعفاء... ولو كانوا غير ناس، أو كانوا من الأداء: «كان يوصي من في يده ابل الصدقة ألا يحول بين ناقة و فصيلها، و أن لا يبالغ في حلبها خشية أن يضر ذلك بوليدها، و أن لا يركب ناقة و يدع غيرها، بل يسوي في الركوب بينها و بين صاحباتها» [1758] . و لما حال بينه و بين الماء جند معاوية حاربهم عليه فأجلاهم عنه، ثم سقاهم منه! ليسويهم في الماء بجنده [1759] .

المضطرب بماله و المترفق، بيده أو التجارة و الصناعة

هذا مصطلحان

ذكرهما الامام علي عليه السلام في عهده لمالك، راجع: نهج البلاغة ج 3 ص 99، تحف العقول: ص 140، بحارالأنوار: ج 74 ص 256 اذا كانت الحضارة الغربية لم تفطن الي أن العمل أداة الانتاج الأولي الا في العصور الأخيرة، فلقد طالما أعلنت ذلك السماء، و العمل التجاري أو اليدوي ميراث الأنبياء، و من [ صفحه 441] عمل الصحابة تعلم الناس جلال قدر المضطرب بماله أو المترفق بيده أو ببدنه، كما يعبر أميرالمؤمنين [1760] . و الصادق يمسك المسحاة و يعمل في بستان له، و حبات العرق تنساب كالبلور المذاب علي الجبين المزهر! فيهيب به تابع له: جعلت فداك، أعطني المسحاة أكفك، فيجيبه: «اني أحب أن يتأذي الرجل بحر الشمس في طلب المعيشة» [1761] و كان عندئذ يلبس قميصا، و يفتح الماء بالمسحاة و يقول: «اني لأعمل في بعض ضياعي ولي ما يكفيني، ليعلم الله عزوجل أني أطلب الرزق الحلال» [1762] . و كان النبي عليه الصلاة و السلام يتناوب ركوب راحلته، و يقول لزميليه في السفر: علي و أبي لبابة [1763] حينما أرادا أن يستمر راكبا في نوبتهما: «ما أنتما بأقوي علي المشي مني، و ما أنا بأغني عن الأجر منكما» [1764] و كان ينزل عن بغلته ليركب من يأخذ بزمامها معه. و يقول لمن يريد حمل شي ء بدلا منه: «صاحب الشي ء أولي بحمله» [1765] . أما أميرالمؤمنين علي فيحمل لأهله التمر و البلح في ثوبه و يقول: لا ينقص الكامل من كماله ما جر من نفع الي عياله [1766] . [ صفحه 442] و يروي علي: «أن الزهراء أجرت الرحي حتي أثرت الرحي بيدها، و قمت البيت حتي اغبرت ثيابها، و أوقدت القدر حتي اسودت ثيابها

و أصابها من ذلك ضر» [1767] . و يقول عطاء: «ان كانت فاطمة لتعجن حتي أن قصتها لتصيب الجفنة» [1768] . و أي عظمة في الدنيا كعظمة اليد العليا، و هي تعمل لبناية الدنيا فتعطي. لقد قبل رسول الله اليد التي تحمل المسحاة يوم أقبل من تبوك، فلقيه سعد الأنصاري فنظر الي يد سعد و قال: «ما هذا الذي أكتب يديك»؟ فقال: يا رسول الله، أضرب بالمر و المساحة فأنفقه علي عيالي، فقبل رسول الله يده و قال: «هذه يد لا تمسها النار» [1769] . و لما أعطي الرسول اليد العاملة أمانا من النار، جعل العمل عبادة، و ان ورد النص علي العمل البدني، فما هي الا اشارة لكل عمل، و هو عليه الصلاة و السلام قائل: «لأن يأخذ أحدكم حبله فليأتي الجبل فيجي ء بحزمة حطب علي ظهره فيبيعها و يستغني، خير له من أن يسأل الناس، أعطوه أو منعوه» [1770] . و هو عليه الصلاة و السلام و علي آله ينبه علي قيمة الوقت، و الالتزام بالواجب، البدء بالعمل النافع، فيقول: «ان قامت الساعة و في يد أحدكم فسيلة فليغرسها، و ان استطاع ألا تقوم الساعة حتي يغرسها، فليغرسها» [1771] . [ صفحه 443] و أي جلال كجلال رسول الله و هو يعمل بيده، من أجل تحرير شيخ من أشياخ الشيعة العظماء، ليحفظ الشيعة لأنفسهم و للدنيا معهم، ذلك الدرس العظيم: أن العمل و الحرية صنوان، و أن كلا منهما وسيلة للآخر. أرسل النبي صلي الله عليه و سلم علي بن أبي طالب الي «خليسة» مولاة سلمان الفارسي، و كانت قد اشترته بثلاثمائة درهم من أعراب حملوه الي يثرب، و مكث معها ستة عشر شهرا

حتي قدم النبي يثرب، فسميت المدينة، فأتاه سلمان، فأرسل النبي عليا الي خليسة بعد اذ أسلمت، لتعتق سلمان، قالت: قل للنبي: ان شئت أعتقته، و ان شئت فهو لك، قال صلي الله عليه و سلم: «أعتقيه أنت» فأعتقته، فغرس لها رسول الله ثلاثمائة فسيلة [1772] . و كان عليه الصلاة و السلام يقول: [1773] «سلمان منا أهل البيت» [1774] . و مع أن الامام الصادق يري انفاق المال في البر تجارة مربحة، فيقول: «اني لأملق أحيانا [ صفحه 444] فأتاجر مع الله بالصدقة، فيربحني و أتسع» [1775] أي أنه يوجب الانفاق في حالي اليسر و الاملاق، ويري علاجا للفقر أن يتعامل مع الله بعطائه للفقراء، فهو في الوقت ذاته يشجع الناس علي العمل. و المجتمع الشيعي مجتمع العاملين، لا يتسع للمتسولين، و الامام الصادق - من جراء ذلك - يؤثر عطاء الذين لا يسألون الناس علي الذين يسألون. ولو قام أهل الاسلام بواجب الانفاق لما افتقر مسلم واحد، فالعمل بكل أموال الأمة يجعل الحبة الواحدة مائة حبة، ذلك تقدير العزيز الحكيم في تشريعه [1776] ، و الصدقة تربي [1777] أو علي الأقل لا تنقص، يقول عليه الصلاة و السلام: «ما نقصت صدقة من مال» [1778] بل يقول: «انما ترزقون بضعفائكم» [1779] . و العمل في الصناعة و التجارة مدرسة الدنيا، و وسيلة لعمارتها بالكسب الحلال، و أداء حق المال، و هو محل اكبار المسلمين أجمعين، يتراءي في كثير من أسماء جلة الفقهاء [1780] . [ صفحه 445] و الصادق هو القائل: «الشاخص في طلب الحلال كالمجاهد في سبيل الله» [1781] و القائل: «اني لأري الرجل فيعجبني فأقول: أله حرفة؟ فان قالوا: لا، سقط من عيني»

[1782] . و يقول الامام الباقر: «الصدقة لا تحل لمحترف، و لا لذي مرة سوي» [1783] فالمحترف غني بحرفته، و ذو القوة غني باقتداره علي العمل. و الرسول عليه الصلاة و السلام يقول: «ملعون من ألقي كله علي الناس» [1784] . سأل ابراهيم بن أدهم [1785] (162) تمليذه شقيق البلخي [1786] (195) و هما الزاهدان الشهيران: ما [ صفحه 446] بدء أمرك الذي أبلغك هذا؟ قال شقيق: مررت ببعض الفلوات فرأيت طائرا مكسور الجناحين في فلاة من الأرض، فقلت: أنظر من أين يرزق هذا، فقعدت بحذائه: فاذا بطير أقبل و في منقاره جرادة فوضعها في منقار الطير مكسور الجناحين، فقلت في نفسي: ان الذي قيض هذا لهذا قادر أن يرزقني حيث كنت، فتركت التكسب و اشتغلت بالعبادة. قال ابراهيم: و لم لا تكون أنت الطير الصحيح الذي أطعم الطير العليل حتي تكون أفضل منه؟ أما سمعت عن النبي رحمهما الله: أن «اليد العليا خير من اليد السفلي» [1787] . و خرج الامام الصادق يسعي للرزق في يوم صائف شديد الحر، فقالوا: يا ابن رسول الله، هذه حالك عندالله عز و جل، و قرابتك من رسول الله، و أنت تجهد نفسك في هذا اليوم! فقال لمن حدثه: «خرجت في طلب الرزق لأستغني عن مثلك» [1788] . و لما أخبروه يوما عن رجل يقول: لأقعدن و لأصلين و لأعبدن الله، قال: «هذا أحد الذين لا يستجاب لهم» [1789] . و لا بأس أن يجد العامل في عمله بعض مشقة، فما هي الا زيادة في الفضيلة فيه، أو الهناءة به. جاءه من يرجوه ليدعو الله الا يجعل رزقه علي أيدي العباد، فأجابه: «أبي الله عليك ذلك، آلي الله

الا أن يجعل رزق العباد بعضهم من بعض، و لكن ادع الله أن يجعل رزقك علي [ صفحه 447] أيدي خيار خلقه فانه من السعادة، و لا يجعله علي أيدي شرار خلقه فانه من الشقاوة» [1790] . و الصادق بهذا التنبيه يلفت النظر الي أن التعامل يقتضي وجود طرفين، و السعيد من صلح طرفه الآخر، و هو فوق ذلك يكمل نقصا لدي كثير من الصالحين الذين يفوتهم أن خوض الغمرات للرزق، مع النجاة من ارتكاب الاثم في تحصيله، درجة أعلي في الفضل، بل هو يبصرهم بالمكروه الذي يلقاه الناس اذ يبتغون غضارة العيش أو نضارة الحياة، يقول: «ليس من أحد و ان ساعدته الدنيا بمستخلص غضارة عيش الا من خلال مكروه» [1791] و الغضارة: نضارة و وضاءة و صلاح بال، لا يمكن أن تكون بمعدي عن المكاره، و منها الايجابي الذي يستوجب النضال، و منها سلبي، يتراءي فيما يفقده المرء من ذات نفسه باضعاف قدرته علي التحمل، أو منعها من العمل، أو مصير ذاته الي الترهل. و منها ما يتقاضاه الناس من أعراض الناضرين اذ يمسون أغراضا لسهام الكلام. و انما ينضر الله عبدا سمع مقال الرسول و وعاه [1792] أسلوبا في الحياة، و ما هو الا الجد و أداء الواجب، و الاقتصاد في مظاهر الرفاه و هو أقوم و أسلم. و ينضر الامام وجه العمل ذاته ليزيد العامل قوة، و يزيد الأداء أناقة، و صلات المتعاملين و ثاقة، حيث يقول: «كل ذي صناعة مضطر الي ثلاث خصال يجتلب بها الكسب: أن يكون حاذقا بعمله، مؤديا للأمانة، مستميلا لمن استعمله» [1793] . و لما ختم الخصال الثلاثة بالاستمالة كان يوجه من استعمل غيره أو استعمله

غيره؛ ليدخل قلب عميله في حسابه. فهذا درس اسلامي اجتماعي في المحبة، مثلما أنه درس اقتصادي في احسان الصناعة، و وثاقة العلاقة، و لباقة الأخذ، و لياقة العطاء، و الحياة كلها أخذ و عطاء. [ صفحه 448]

التجارة

روي المعلي بن خنيس تابع الامام: [1794] رآني أبوعبدالله و قد تأخرت عن السوق، فقال: «اغد الي عزك» [1795] قال معاذ: [1796] قلت لأبي عبدالله: هممت أن أدع السوق، قال: «يسقط رأيك، و لا يستعان بك علي شي ء» [1797] . و قال لمن ترك التجارة: «لا تتركها، فان تركها مذهبة للعقل، اسع علي عيالك، و اياك أن يكونوا هم السعاة عليكم» [1798] . و سأل عن تلميذ له: «ما حبسه عن الحج؟» فقيل: قل شيؤه، فاستوي جالسا - و كان متكئا - و قال: «لا تدعوا التجارة فتهونوا» [1799] . و كسب المال من حله و انفاقه في محله واجبان علي المسلم، و التجارة ممارسة و تعامل، أي: مران علي الشؤون العامة و الخاصة. و التاجر أعلي عينا بالأمور، و أقدر علي مد يد العون [ صفحه 449] للآخرين، و في الاضطراب في الأسواق اثراء للجماعة، و تخطيط مشترك للمعايش، و هو قبل ذلك امتحان مستمر للنزاهة و البعد عن المحرمات. و عناية الشيعة بتوضيح الحلال و الحرام في التجارة ظاهرة في نصوص الفقه، فالمحرم مما يكتسب به أنواع [1800] . 1- الأعيان النجسة؛ كالخمر. 2- الآلات المحرمة؛ كآلات القمار. 3- ما يقصد به المساعدة علي المحرم؛ كبيع السلاح لأعداء الدين. 4- ما لا ينتفع به؛ كالمسوخ. 5- الأعمال المحرمة؛ كالغناء عدا المغنية لزف العرايس اذا لم تغن بالباطل و يدخل عليها الرجال، و النوح بالباطل، أما

بالحق فجائز، و هجاء المؤمنين، و تعليم السحر و الكهانة. 6- الأجرة علي القدر الواجب من تغسيل الأموات. و لا بأس بالرزق من بيت المال، و كذا علي الأذان. أما جوائز الظالم فمحرمة ان علمت بعينها، و الولاية من العادل جائزة، و ربما وجبت، و الولاية من الجائر محرمة، الاب مع الخوف، فلو تيقن التخلص من المأثم و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر استحبت. و كما يعمل الامام بيده ليتعلم الناس، يتجر بماله ليعلمهم دروسا في التجارة، بالتطبيق العملي الذي تشهد الملايين فتتعلم، و هو أجدي عليها من أن تعطي ملايين تنفقها و لا تتعلم. دعا يوما مولاه «مصادف» فأعطاه ألف دينار و قال له: «تجهز حتي تخرج الي مصر، فان عيالي قد كثروا»، فتجهز بمتاع، و خرج مع التجار حتي اذا دنوا من مصر، استقبلتهم عير خارجة منها، فسألوهم عن المتاع الذي يحملونه ما حاله في مصر، و ما متاع العامة؟ فعلموا منهم أن ليس بمصر منه شي ء، فتحالفوا علي ألا ينقصوا من ربح دينار دينارا...، و وسع عليهم في الربح. ثم فصلت العير عن مصر الي المدينة بالكسب العميم، و دخل مصادف علي مولاه و معه كيسان في كل منهما ألف دينار، و قال: جعلت فداك، هذا رأس المال، و هذا الربح، قال الصادق: «ان هذا الربح كثير، ماذا صنعتم؟» فحدثه كيف سألوا، و كيف توافقوا، [ صفحه 450] و كيف باعوا، قال الصادق: «سبحان الله، تحلفون بالله علي قوم ألا تبيعوا أو يربح الدينار دينارا!» ثم أخذ واحدا من الكيسين فقال: «هذا رأس مالي، و لا حاجة لنا في الربح»، ثم قال: «يا مصادف، مجالدة السيوف أهون من طلب الحلال» [1801]

. هكذا بورك لمصر في متاع الامام، لكن الامام لم يقبض درهما من أموال مصر: أن قد أساء البيع الوكلاء مذكانوا محتكرين، و «لا يحتكر الا خاطي» [1802] و هذا أول الدروس، و هي كثيرة، منها: أن زيادة الجهد واجبة عند كثرة العيال، و أن ترك ما فيه شبهة هو الحق، و أن النظر الي الأمة كلها واجب، و هو أوجب علي العلماء و الرعاة. كان اذا جاع الناس صنع صنيع آبائه، فأخذ جرابا فيه الخبز و اللحم و الدراهم علي عاتقه، فذهب الي ذوي الحاجات من أهل المدينة فقسمها فيهم و هم لا يعرفونه: حتي اذا مات افتقدوه فعلموا أنه «الامام الصادق» [1803] . و ما جاع قادر الا ذكر البطون الخاوية. و في سعة أرزاق الحمقي عبرة للعقلاء، يقول الامام: «ان الله تعالي وسع أرزاق الحمقي ليعتبر العقلاء و يعلموا أن الدنيا لا ينال ما فيها بعمل و لا حيلة» [1804] . و «كم من طالب للدنيا لم يدركها، و مدرك لها قد فارقها، فلا يشغلنك طلبها عن عملك، و التمسها من معطيها و مالكها. فكم من حريص علي الدنيا قد صرعت...» [1805] ما الدنيا؟ «هل الدنيا الا أكل أكلته، أو ثوب لبسته، أو مركب ركبته؟» [1806] . و لا تعاب القلة و انما تعاب الرذيلة، و منها التظاهر و الاعلان الكاذب، و الصدق صفة [ صفحه 451] المتعاملين مع الله، و القليل مع الصدق كثير، و من ثمة بركات الله في النفس و العقل و المال للصادقين. و الصادق يعد بهذا كله في كلمته الجامعة: «من أراد الله بالقليل من عمله أظهر الله منه أكثر مما أراد» [1807] . يقول لمن ساعد

- بغير أجر - في عمل لم يجد صاحبه مالا ليكري من يساعده فيه: «أما أنك ان تساعد أخاك أحب الي من طواف أسبوع في البيت» [1808] . و تري من ذلك بروز «العمل الصالح» في أبواب العبادة، و تقديمه بين النوافل. و الصادق يخصص بعض ماله للاصلاح أيا كان وجهه. تشاجر رجلان علي ميراث، فمر بهما المفضل بن عمر - صاحب الامام - فدعاهما الي منزله، فأصلح بينهما بأربعمائة دينار من جيبه، حتي اذا استوثق كل منهم من صاحبه، قال المفضل: انها ليست من مالي، ان الامام اذا رأيت اثنين من أصحابنا يتنازعان أن أصلح بينهما من ماله [1809] .

المال

اشاره

هذه القوة الكبري للانتاج و هي العمل، تعاونها قوة أخري هي المال، شريطة أن يستعمل، فاذا لم يستعمل تنقصته الزكاة عاما بعد عام حتي تقضي عليه، و من أجل ذلك صار مباحا الاتجار في مال اليتيم لحسابه حتي لا يأكله الزمن [1810] و انما يستعمل المال في التجارة و في الصناعة و الزراعة و سائر الوجوه، فلا يكنز و لا يؤخذ عليه ربا، بل يتواصل المسلمون فيه بالمعروف. [ صفحه 452] سئل الصادق: لم حرم الله الربا؟ و أجاب: «لئلا يتمانع الناس المعروف» [1811] و المعروف مطلوب في العلاقات العادية و المالية و بين جميع المتعاملين، في القروض و نظرة الميسرة، أو المشاركة في مخاطر الاتجار أو الاستصناع، و المزارعة، و الخدمات، وسواها، لتجري الأرزاق لهم من الله علي أيديهم. و أول الواجبات في المال أن يكون أداة تعمير للدنيا باستثماره، و للأنفس بمشاركة المحتاجين اليه، سواء للعمل به أو للعيش منه، و ألا يكون وسيلة للاستعلاء و انما وسيلة للتواصل، يتأدي بها

المسلم الي العمل الصالح. و من الأوليات في هذه الواجبات: الاقتصاد و الترفق، يقول الامام: «أيما أهل بيت أعطوا حظهم من الرفق فقد وسع الله عليهم في الرزق، و الرفق في تقدير المعيشة خير من السعة في المال، و الرفق لا يعجز عن شي ء، و التبذير لا يبقي معه شي ء» [1812] و في القليل كفاية مع القناعة، و الكثير لا يغني مع السرف. و في المعني ذاته يقول الصادق: «ضمنت لمن اقتصد ألا يفتقر» [1813] و انما يفتقر من يتجاوز الحدود، و يبعثر قواه، و يخسر أشياءه. و بالرفق في الأمور تجري الحياة بين الناس علي نسق مقبول، يقول الامام: «من كان رفيقا في أمره نال ما يريده من الناس» [1814] . و الله تعالي يحب الرفق في الأمر كله [1815] . [ صفحه 453]

العبادة و انفاق المال

يكاد أكثر ما جمع من تعاليم الامام في الأبواب الاجتماعية و الاقتصادية يتجه بفحواه شطر هذا الوجه من وجوه العبادة، و الله تعالي يصف المتقين في محكم كتابه، في أول صفحاته، بأنهم (الذين يؤمنون بالغيب و يقيمون الصلاة و مما رزقناهم ينفقون) [1816] . و كل نعمة رزق، يقول عليه الصلاة و السلام: «نعمتان مغبون فيهما أكثر الناس: الصحة و الفراغ» [1817] فهاتان نعمتان يسأل عنهما الانسان، و الامام يقول: «المعروف زكاة النعم» [1818] فالمعروف زكاة واجبة لمجرد الفراغ من التبعات و السلامة من المرض. و من التطبيق الاسلامي للانفاق و وجوهه المادية و المعنوية يظهر أنه العبادة الاسلامية الشاملة لكل الناس، ولكل شي ء، ولكل ساعة في الحياة يتاح فيها مد يد بالمودة للغير، بالعطاء أو قبول العطاء، و الاقراض أو الاقتراض، و دفع الأذي، أو مجرد المعونة بالفعل

أو القول، أو بالعمل المادي، أو بمجرد الكف عن الأذي، و ما الي ذلك من أبواب التعاون بين أفراد المجتمع، سواء بالمال أو بالسعي أو بالجاه أو بمجرد الاهتمام. و اهتمام المسلم بما أهم المسلم هو الذي يهب المقرور دفئا، و المكروب برءا، و المنكوب [ صفحه 454] طمأنينة، يقول صاحب الشريعة: «من لم يهتم بأمور المسلمين فليس منهم» [1819] . ولما حصرت الشريعة الفرائض رحمة من الله بعباده المكلفين، أطلقت المندوبات لتتيح لهم أن يتطوعوا بالعمل الصالح كيفما قدروا و حيثما وفقوا - و بخاصة في انفاق المال - ثم أكثرت الحض عليه، ثم جعلته ممكنا للجميع، و في وجوه النشاط الانساني جميعها، يقول الامام: «ليعن بعضكم بعضا، فان أبانا رسول الله صلي الله عليه و سلم كان يقول: ان معونة المسلم خير و أعظم أجرا من صيام شهر و اعتكافه شهرا في المسجد الحرام. و اياكم و اعسار أحد من اخوانكم المسلمين، فان أبانا رسول الله صلي الله عليه و سلم كان يقول: ليس لمسلم أن يعسر مسلما، و من أنظر مسلما أظله الله يوم القيامة بظله حيث لا ظل الا ظله...» [1820] . و ذات يوم قال رجل، ان بيني و بين رجل منازعة في أمر، و اني أريد أن أتركه فيقال لي: ان تركك ذلة، فقال الامام: «ان الذليل هو الظالم» [1821] فهو لا يري الترك عيبا، و انما العيب بالظلم، أيا كان مصدره، التارك أو المتروك له. و دخل عليه عمار الساباطي [1822] فقال له: «يا عمار، انك رب مال كثير، فتؤدي ما افترض عليك الله من الزكاة؟ قال، نعم، قال: فتخرج الحق المعلوم من مالك؟ قال: نعم، قال: فتصل

قرابتك؟ قال: نعم، قال: فتصل اخوانك؟ [ صفحه 455] قال: نعم، قال: يا عمار ان المال يفني، و البدن يبلي، و العمل يبقي، و الديان حي لا يموت، يا عمار، ما قدمت فلم يسبقك، و ما أخرت فلن يلحقك» [1823] . و الأيادي قروض، و الامام يعد بالرد المضاعف، ويعلن فضل من أعطي، و يؤثر عليه فضل الآخذ، و العرف لا يذهب بين الله و الناس. قال له تلميذ: [1824] اني لا أتغذي أو أتعشي الا و معي اثنان أو ثلاثة أو أكثر، فأرضاه الامام بالجزاء الموعود، و أعلن له أن فضلهم يفوق فضله، قال: «فضلهم عليك أكثر من فضلك عليهم، اذا دخلوا عليك دخلوا بالرزق الكثير» [1825] . و الامام يحض علي دوام التواصل، اذ يجعل النعمة التي يخولها المعطي للآخذ نعمة تتكرر، اذ تشكر لتتكرر، يقول: «اشكر من أنعم عليك، و أنعم علي من شكرك، فانه لا ازالة لها اذا شكرت، و لا اقالة لها اذا كفرت» [1826] . [ صفحه 456] و البخل قبض القادر يده عن العطاء، و نفسه عن الأمل، فذلك داء البخلاء. و الامام الذي يوجب السخاء عند اقبال الدنيا و حين يفيض الخير، يوجب الرجاء و الصبر عند ادبارها، فالدنيا تدور، يقول: «عجبت لمن يبخل بالدنيا و هي مقبلة عليه، أو يبخل بها و هي مدبرة عنه، فلا الانفاق مع الاقبال يضره، و لا الامساك مع الادبار ينفعه» [1827] . ففيم يقف البخلاء دورة المال أو نعمة الرجاء! و الصادق يروي عن جده أميرالمؤمنين: «قيل: يا نبي الله، أفي المال حق سوي الزكاة؟! قال: نعم، بر الرحم اذا أدبرت، وصلة الجار المسلم، فما أقر بي شبعان و جاره

المسلم جائع. ثم قال: ما زال جبريل يوصيني بالجار حتي ظننت [1828] أنه سيورثه» [1829] . و في كل مشاركة فضل، يقول صفوان بن يحيي [1830] - من أصحاب الامام الكاظم - جاءني عبدالله بن سنان [1831] قال: هل عندك شي ء؟ قلت: نعم، فبعثت ابني يشتري لحما بدرهم، فقال: أين أرسلت ابنك؟ فأخبرته، فقال: رده، عندك زيت؟ قلت: نعم، قال: هات، فاني سمعت أباعبدالله الصادق يقول: «هلك امرؤ احتقر لأخيه ما يحضره، و هلك امرؤ احتقر لأخيه ما [ صفحه 457] قدمه اليه» [1832] . والجود بالموجود جود، و في التكليف رهق، و في كل ارهاق أذي، و السمح لا يؤذي، و لا يحس الأذي فيما هو طبيعي. و من السماحة في الأخذ و العطاء ينتشر التواصل، بأي شي ء و في كل شي ء. فالامام لا يتكلف لأحد، و يعلن فضل الطاعم علي صاحب الطعام، قال هشام بن سالم: [1833] دخلنا علي أبي عبدالله و نحن جماعة، فتغذينا و تغذي معنا، و كنت أحدث القوم سنا، فكنت أقصر و أنا آكل فقال لي: «كل، أما علمت أنه تعرف مودة الرجل لأخيه بأكله طعامه» [1834] . يقول الامام لأضيافه: «أشدهم حبا لنا أكثرهم أكلا عندنا» [1835] . و كانت «عين زياد» [1836] ضيعة له فجعلها له و للناس، يأمر وكيله بأن يثلم في كل حيطان الضيعة ثلما ليدخل الناس فيأكلوا، و يأمر كل يوم بعشر ثبنات، يقعد علي كل واحدة منها عشرة يطعمون، كلذما قام عشرة جاء عشرة، يلقي لكل منهم بعض الرطب، أما الذين لا يجيئون من جيران الضيعة فكل منهم مد يرسل اليه، حتي اذا جاء أوان قطع الثمار أعطي الوكلاء العمال أجورهم عنه، و أمر

الامام بالباقي فحمل الي المدينة ففرق في أهلها، كل حسب استحقاقه [1837] . [ صفحه 458] يقول ابن أبي طيفور: رأيت عند أبي عبدالله ضيفا، فقام يوما في بعض حوائجه فنهاه، و قام بنفسه الي هذه الحاجة، و قال: «نهي رسول الله عن استخدام الضيف» [1838] .

اداء حقوق الآخرين في المال

و اذا واسي الصادق أعطي فأغني. سأله فقير فأعطاه ألف درهم، فلما مضي الرجل أمر خادمه ليرجعه، قال الخادم: يا سيدي سئلت فأعطيت، فماذا بعد العطاء؟ قال: «قال رسول الله صلي الله عليه و سلم: خير الصدقة ما أبقت غني» و قال للرجل: «انا لم نغنك، فخذ هذا الخاتم فقد أعطيت فيه عشرة آلاف درهم» [1839] . و لا مرية في أنه لم يغن الرجل ليأكل، و انما أغناه بالمال ليعمل، فالعطاء ليس طعاما يعطي، و انما هو فرصة عمل بالتعبير الاقتصادي المعاصر، أي تمكين من أداة انتاج تحفظ انسانية الانسان، و تزيد ثراء الجماعة. و العطاء وفاء بحقوق، و ليس مجرد أريحية، فأميرالمؤمنين علي هو القائل: «ان الله فرض علي الأغنياء في أموالهم ما يكفي الفقراء، فان جاعوا أو عروا فبظلم الاغنياء» [1840] و القائل: «الفقر هو الموت الأكبر» [1841] . [ صفحه 459] و سئل الباقر عن الزكاة تجب في مواضع لا يتمكن السائل من أدائها فيها، فأجاب: «اعزلها، فان اتجرت بها فأنت لها ضامن، و لها الربح» [1842] . و يقول الصادق: «ان الله عزوجل فرض للفقراء في مال الأغنياء ما يسعهم، ولو علم أن ذلك لا يسعهم لزادهم، انهم لم يؤتوا من قبل فريضة الله عزوجل...، ولكن أتوا من منعهم حقهم، ولو أن الناس أدوا حقوقهم كانوا عايشين بخير» [1843] . و بنص عنه: «ان

الله تبارك و تعالي شرك بين الفقراء و الأغنياء في الأموال، فليس لهم أن يصرفوا الي غير شركائهم» [1844] . و علي أساس هذه النصوص يتساءل الفقهاء: هل الفقير «شريك» في ملك العين (في خصوص الزكاة)، أو أن له «مجرد حق» فيها؟ فالبعض علي أنه شريك بمقدار حصته، و البعض علي أنه صاحب حق فيها و هو مقدار نصيبه، و صاحب النصيب من لا يملك مؤونة سنة له و لعياله، و الاغنياء من يملكون ذلك المقدار [1845] . يقول الامام الصادق: «تحرم الزكاة علي من يملك قوت سنة» [1846] . ولا يدع الامام الناس، فقراء أو أغنياء، دون تنبيههم علي أصل الداء، و هو الطمع، فيعالنهم بمقولة من مقولاته التي تتناقلها الأجيال: «ان كان ما يكفيك لا يغنيك فكل ما فيها لا [ صفحه 460] يغنيك» [1847] . و لحقوق الفقراء علي الأغنياء عند الشيعة مصدر آخر زاخر، فوق مصدر الزكاة، و هو خمس المكاسب. و الله تعالي يقول: (و اعلموا أنما غنمتم من شي ء فأن لله خمسه و للرسول و لذي القربي و اليتامي و المساكين و ابن السبيل) [1848] . و الشيعة تفسر الآية تفسيرا يسع أكثر مال يكتسب، اذ يدخل فيه خمس أرباح التجارات و الصناعات و الاجارات و العمل و الوظائف و الهدية و الوصية، و أرباح مالك المنجم، و المدخرات من الكسب الحرام اذا اختلط بالحلال و لم يتميز، فان تميز أخرج كله، و اللؤلؤ المستخرج، و المواريث التي لم يؤد عنها الخمس، و ذلك بعد أن يستنزل المكلف مؤونة الحفظ مؤونة الذين يعولهم و مركبه و مسكنه، و نفقات أضيافه لمدة سنة كاملة، و ما زاد علي ذلك ففيه

الخمس [1849] . كتب رجل الي الامام الباقر: [1850] أخبرني عن الخمس أهو علي جميع ما يستفيده الرجل من قليل أو كثير...، و كيف ذلك؟ فكتب الامام بخطه: «الخمس بعد المؤونة» [1851] . و لا يحمل الخمس الي غير بلده الا مع عدم وجود المستحق فيه، و يجوز أن تخص به طائفة واحدة، و الأحوط قسمته. [ صفحه 461] و الفقهاء يقررون أن للامام نصف الخمس، و أن نصفه الباقي ليتامي آل النبي و مساكينهم و فقرائهم و أبناء السبيل منهم [1852] . و الآن - حيث الامام غائب - فالأقوال كثيرة في توزيع حق الامام، و ربما جاز من تعددها اختيار الانفاق علي المصالح التي تحفظ للأمة دينها و شريعتها. و الرسول عليه الصلاة و السلام يكلف المسلمين أن يقصدوا بالبر الفقراء، و أن يتطهروا بين الفقراء، و يتقوا الله تقوي الفقراء، يقول صلي الله عليه و سلم: «من أراد الله فليطلبه عند الفقراء» [1853] .

كنز المال

أميرالمؤمنين علي هو الذي ذكر عمر بخثور نفس رسول الله حتي وزع مالا كان عنده [1854] ، و أعلن ساعة استخلافه أن الدولة ليس لها في المال الا أن تقسمه في المسلمين متساويين، فرقي المنبر يقول للمسلمين عن نفسه: «... ألا و انه ليس لي دونكم الا مفاتيح أموالكم معي، و ليس لي أن آخذ درهما دونكم» [1855] . جي ء ذات مساء بمال أفاءه الله علي المسلمين، فأشار اليه و قال: «أقسموه» قالوا: أمسينا، فأخره الي غد، قال: «تقبلون لي أن أعيش الي غد؟» قالوا: ما بأيدينا ذلك، قال: «فلا تؤخروه» فقسموه من فورهم [1856] . [ صفحه 462] و لما بعث أبوموسي الي عمر من العراق

ألف ألف درهم فرقها، ففضلت فضلة، فاختلفوا أين يضعها، خطب عمر الناس قائلا: أيها الناس قد فضلت لكم فضلة بعد حقوق الناس، فقام صعصعة - و هو بعد غلام شاب أسلم في حياة النبي و لم يره - و قال: يا أميرالمؤمنين انما يتشاور الناس فيما لم ينزل فيه قرآن، و أما ما نزل به قرآن فضعه مواضعه التي وضعه الله عزوجل فيها، فقال عمر: صدقت، أنت مني و أنا منك، فقسمه بين المسلمين [1857] . و صعصعة - كما أسلفنا - بطل «يوم الجمل» الي جوار أميرالمؤمنين علي، استشهد أخواه و هما يحملان الراية، ثم حملها صعصعة و انتصر [1858] . و أبوذر أب من آباء الشيعة العظماء، و سيرته درس تحتفي به مجالسهم و أمالي كبرائهم، ينبه الناس من قديم علي خطر الفقر و اقترانه بالكفر، و تعريضهما العقيدة و الوطنية و وحدة الجماعة للدمار، فيقول: «اذا ذهب الفقر الي بلد، قال الكفر: خذني معك» [1859] . و لقد حرم كنز المال بحبسه عن المسلمين في بيوت الأموال، أو حرمانهم منه و تعريضهم للافتقار، فأوجب علي الدولة توزيع المال في أصحاب الحق فيه من الرعية. و حرم النعيم علي من يعيش بين الجياع، فاذا كان اخوة المسلم في عيشة راضية فالنعيم يباح. و لما أرسل اليه عثمان مائتي دينار مع رسول يقول: هذه من مال عثمان، و هو يقول لك: انها من صلب ماله ما خالطها حرام، قال أبوذر: هل أعطي أحدا من المسلمين مثلما أعطاني؟ قال، كلا، قال: اذهب أنت و الدراهم، انما أنا رجل من المسلمين يسعني ما يسعهم، و لست في حاجة الي المال، قال الرسول: أصلحك الله، اني لا

أري في بيتك قليلا و لا كثيرا، فرفع أبوذر الوسادة و أراه قرصين من خبز الشعير و قال: بل عندي هذان، و اني لغني بهما [ صفحه 463] و ثقتي بالله [1860] . و مر أبوذر بمعاوية و هو يبني داره الخضراء، فصاح به: من أين لك هذا؟ ان كنت بنيتها من مال المسلمين فهي الخيانة، و ان كنت بنيتها من مالك فهي الاسراف، فشكاه معاوية الي عثمان [1861] . و ظاهر من هذا النهج: النحو الاقتصادي الذي ينحوه الشيعة من تداول المال، و عدم كنزه عن الأمة ولو كان في يد الدولة، و وجوب تقسيمه في المسلمين أو العمل به لهم، و الاستكثار من طرحه في التداول [1862] ، و انفاق الخمس الذي يجبي للامام. و اذا أضفنا الي ضخامة نسبة الخمس: تحصيله عن أكثر الكسب، و تيسير حسابه علي العاملين علي الصدقات، و الدافعين للزكوات، و الانفاق الواجب و المندوب، و الزام القادر العمل بنفسه و بماله، و معونة المستحقين للعون بالمال دون ربا، مع نظرة الميسرة، و مع التواصل حيثما قدر القادرون، و احتاج غير القادرين، يتجلي مبلغ ما تتفتح الميادين الواسعة أمام الجهد الانساني في المجتمع الاسلامي لتثمير ثرائه، و اغناء فقرائه، و ايلاف أنفس المسلمين فيه. [ صفحه 464] ذلك قول الامام جعفر: «لو أدي الناس زكاة أموالهم ما بات مسلم فقيرا» [1863] .

التعاون

العنصر الثالث في الاقتصاد - كما هو ظاهر من تعاليم الامام في فصول هذا الباب - هو التعاون، و ليس كمثله «منظم داخلي» أو «محرك ذاتي» للنشاط الفردي أو القومي. و لقد مر بنا أنه واجب «قانوني» يخرج من الايمان من بات شبعان و جاره

جائع [1864] . كما أسلفنا القواعد الاجتماعية و الاقتصادية و السياسية التي شرعها الاسلام و شرحها الامام، ليخلف للأمة منهاجه الذي اعتزت به الأمة فبلغت شأوها العالي بالمنهج العلمي العصري أبدا، و المنهج الاجتماعي الذي جعلها كالبنيان المرصوص، و المنهج الاقتصادي الذي يستعمل العلم و العمل و المال في تعاون مأمور به، أي في تكافل الكامل. و لئن مرت بها فترات مظلمة، ان مردها الي الخروج علي قواعد المنهج، و انما عصمتها في الرجوع الي الأمر الأول. [ صفحه 466]

الي الرفيق الأعلي

اشاره

«الحمد لله الذي لم يخرجني من الدنيا حتي بينت للناس جميع ما تحتاج اليه» [1865] . «الامام جعفر الصادق» [ صفحه 467]

مقدمه

كان الامام في لقاءاته الأخيرة مع الخليفة (أبي جعفر المنصور) يقول له: «لا تعجل، لقد بلغت الرابعة و الستين، و فيها مات أبي و جدي» [1866] فلقد كان يحس باقتراب يومه، و يلتمس من ذلك قوة عند اللقاء، تؤيده في الصدام معه و الثبات في وجهه، و الدفاع عن حقوق الله و الناس عنده، و تذكيره بالآخرة. و هو الي ذلك يهي ء الدولة و الناس لما بعد موته. و الناس الذين يتساءلون: مني نصرالله، يولون وجوههم شطر الامام. مذ قطع أبوجعفر أسباب الأمل في الأمان و الاطمئنان بالنكال يصبه علي من عارضه، و خص أهل البيت بكفل زاخر من عذابه، فمال الكثيرون عنه اليهم، و لم يكن باقيا من مشيختهم الا الامام الصادق، تهوي اليه الأفئدة من بعيد و قريب، و ينكاب عليه التلامذة من أشياخ العلماء. و مضت الأيام، و الناس بين البأساء و النعماء، و الفزع و الرجاء، و الامام في دروسه و مجالسه يرسي مبادئه للأجيال القادمة، و يهدي بالقول و العمل، و بمجرد أن به حياة. و جاء ذلك اليوم الذي قال فيه، و هو رخي البال: «الحمد لله الذي لم يخرجني من الدنيا حتي بينت للناس جميع ما تحتاج اليه» [1867] . [ صفحه 468] و هو افصاح عن اكتمال المذهب الشيعي في تعاليمه، و نظام الدولة الشيعية ان أمكن أن تظهر، و المجتمع الشيعي في كل حال، و ان شئت قلت مقاله: المجتمع الجعفري، أو مقال الفقهاء: مجتمع «الشيعة الامامية». و جاءت ساعة الموت، و هو في

تمام صحوه، و أهل البيت حافون حوله. قالت زوجه «حميدة» [1868] أم الامام موسي الكاظم - و كانت من البرير - لرجل من أصحابه: [1869] لو رأيت أباعبدالله عند الموت لرأيت عجبا، فتح عينيه ثم قال: «ان شفاعتنا لا تنال مستخفا بالصلاة» [1870] . فهذا امام تنتهي امامته يعهد لامام تبدأ أيامه، فينبهه، و الناس علي حقهم في شفاعة أهل البيت و واجبهم لينالوها باقامة عمود الدين. و تضيف مولاته «سالمة» ساعة الموت حسنات فتقول: «أغمي عليه، فلما أفاق قال: أعطوا الحسن بن علي (بن علي بن الحسين) [1871] سبعين دينارا، و أعطوا فلانا كذا، و فلانا كذا، قلت: أتعطي رجلا حمل عليك بالشفرة يريد أن يقتلك؟ قال: أتريدون ألا أكون من الذين قال عنهم الله عزوجل: (و الذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل و يخشون ربهم و يخافون سوء الحساب)؟ [1872] نعم يا سالمة، ان الله خلق الجنة و طيب رحيها، و لا يجد ريحها عاق و لا قاطع [ صفحه 469] رحم» [1873] . أجل، كان الامام قطعة من صميم الاسلام، جده عليه الصلاة و السلام خلقه القرآن [1874] ، أما هو فخلقه سنة جده، وجده يعلن سنته حيث يقول: «أفضل الصدقة علي ذي الرحم الكاشح» [1875] . و يقول: ان أول الواجبات في المال بعد الزكاة «بر الرحم اذا أدبرت» [1876] . فالامام في ساعة الموت يوصي لمن يليه، و يذكر الشفاعة، و الصلاة، وصلة الرحم، و هو يريح رائحة الجنة. صعدت روح الامام الي الرفيق الأعلي في شوال 148 [1877] ، لتترك أباجعفر [1878] في الفزع الأكبر، فلقد غابت عن الدنيا أسباب سلام يثق بها، ولاح في السماء نجم

جديد، بامام جديد، ليس له به عهد. و أبوجعفر ليس الرجل الذي ينتظر حتي ينكشف له أمر فيه غرر، بل هو يبتدر الخطر. [ صفحه 470] قال أبوأيوب الجوزي: [1879] بعث الي أبوجعفر المنصور في جوف الليل، فدخلت عليه و هو جالس علي الكرسي و بين يديه شمعة، و في يده كتاب، فلما سلمت عليه رمي الكتاب الي، و هو يبكي، و قال: هذا ابن سليمان (والي المدينة) يخبرنا أن جعفر بن محمد قد مات، فانا لله و انا اليه راجعون، قالها ثلاثا، ثم قال: و أين مثل جعفر؟! ثم قال: اكتب، فكتبت صدر الكتاب، ثم قال: اكتب ان كان قد أوصي الي رجل بعينه فقدمه و اضرب عنقه!! هكذا يأمر بقتل من يجهله، و يحرمه حق المحاكمة، لمجرد أن من فحوي الوصية لرجل بعينه أنها رسالة للأمة تعلن الامام الجديد! لكن الله كف بطش أبي جعفر، فرجع الجواب اليه أن الامام أوصي الي خمسة، هم: أبوجعفر المنصور، و ابن سليمان [1880] ، و عبدالله، و موسي، و حميدة [1881] و الأخيرون: ولدا الامام و زوجه، فليس هنا وصي بعينه، و الأولان أبوجعفر ذاته و واليه، و ليس الي قتل هؤلاء من سبيل! و ما كانت وصية «الصادق» لأبي جعفر و واليه الا توصية لهما بالأمة، و تذكيرا لهما بأنهما ملاقيا الله مثله، و أبوجعفر أجدر خلق الله بأن يذكره الناس بالموت، و أن يذكروه عند الموت، ان محبين له و ان مبغضين، و لما قرن الامام أباجعفر بابنيه و زوجه كان يذكره أن يخاف الله فيهم و في ذوي رحمه. كان أبوجعفر يسابق الموت الي من تتم الوصية اليه وحده، ففوتت عليه وصية الامام بغيا، لم

يمنعه من مقارفته تساقط دمعه، أو أن يسترجع الله مرات ثلاثة، و كأنه يجعل الدمع مدادا لأمر يهتبل الفرصة لاصداره، ليقطع رأس امام جديد من أهل البيت يطاف بها في [ صفحه 471] المدائن. و أنسة شياطين الفزع و الطمع أن يذكر ما علمه الصادق من صلة الرحم، و ازداد نسيانا يوم لا أحد ينسي! و جري المهدي و الرشيد في أثر أبي جعفر، يهتدون به، و يدسون الجواسيس ليعرفوا من يجتمع اليه الناس بعد موت الامام. سأل سائل موسي الكاظم، فقال الكاظم: «اذا هدأت الرجل [1882] و انقطعت الطريق فأقبل» [1883] و سأله آخر فقال له: «سل تخبر، و لا تذع، فان أذعت فانه الذبح» [1884] . بل كان هشام بن سالم ينبه زملاءه الشيعة حتي لا يقعوا في حبائل أبي جعفر. و ظاهر من ذلك أن المجالس العظيمة التي كانت تنعقد في حياة الامام الصادق قد ولي زمانها. ولي الامامة موسي الكاظم بعد أبيه، فتتابع في حياته عهد الهادي ثم عهد الرشيد، و اقتصر - كما سيقتصر الأئمة من بعده - علي العلم و امامة الدين، دون أن يمدوا عينا أو فكرا الي الخلافة الدنيوية، و مع هذا حبس الرشيد الامام الكاظم حتي سنة 183، ثم أمر فأدخل الناس السجن ليروه ميتا، ليس به آثار قتل، و الشيعة يقولون: مات مسموما [1885] . و خلف الكاظم في الامامة ابنه علي الرضا، حتي اذا صار المأمون خليفة [ صفحه 472] ولاه عهده علي رغمه [1886] سنة 201، و أمر ابنه و بني العباس بمبايعته [1887] ، فصنعوا، و زوجه من بنته أم حبيب [1888] في سنة 202، كما زوج ابنه محمدا الجواد بنته أم الفضل [1889] ،

الا أن عليا الرضا مات سنة 203 فجأة! مسموما، في أكلة عنب كما يقولون [1890] ، و في أثناء عودته في ركب المأمون من مرو الي بغداد [1891] . و في رحلة العودة هذه، و في ركب المأمون ذاته، قتل وزيره الذي دبر له كل أمره: الفضل بن سهل، و كان شديد التشيع [1892] . و توجه محمد الجواد بزوجته الي المدينة، بعيدا من بغداد، فلما ولي المعتصم أشخصه اليها، [ صفحه 473] فقدمها لليلتين بقيتا من المحرم سنة 220، و في نهاية السنة مات! و الناس تقول في موته ما قالوه عن موت أبيه وجده [1893] ، و ما سيقولونه في موت ابنه علي الهادي [1894] بعد أن صار اماما، استقدمه الخليفة الي العسكر في سر من رأي حيث قصر الخلافة [1895] ، فلما مات الهادي سنة 254 قام بالامامة ابنه الحسن الخالص [1896] حتي سنة 260، عام وفاته [1897] ، ليخلفه ابنه محمد آخر الأئمة الاثني عشر، قالوا: دخل سردابا فلم يرجع، و الناس ينتظرون رجوعه... و هو عند الشيعة الامامية [1898] «المهدي المنتظر» [1899] . [ صفحه 474] بهذا التاريخ يختم الأئمة الاثنا عشر حقبة من الزمن علموا فيها المسلمين العلم الذي آل اليهم عن آبائهم - عن طريق الامام الصادق - بعيدين عن السلطة، مدركين جلال ما يقدمون للأمة، من تراث جدهم صلي الله عليه و سلم، يعضون عليه بالنواجذ، و يبرؤونه من الزيوف، و يتبرؤون ممن غلوا فيهم [1900] . أقامت الأمم الاسلامية الدول تتري، في القارات الثلاثة في العالم المعروف، منتسبة الي أهل البيت من أبناء الحسين أو أبناء عمومتهم، و مجتمعات مزدهرة، و حضارات يضرب بها الأمثال: في

العراق و اليمن و خراسان و ايران و أفغانستان و باكستان و الهند و لبنان و سورية [ صفحه 475] و الكويت و البحرين و شرق أفريقية، و كثير سواها. ففي المغرب أقام الدولة الادريسية: ادريس [1901] بن ادريس بن عبدالله أخي الشهداء الثلاثة محمد و ابراهيم و يحيي أبناء عبدالله بن الحسن، و كان قد فر الي المغرب الأقصي عن طريق مصر سنة 172 هاربا من بطش الرشيد، ثم قيل: بعث اليه الرشيد من سمه [1902] . و في المشرق قامت دولة أخري علي يد الحسن [1903] بن زيد بن... الحسن (250 - 270)، و أعقبه فيها أخوه [1904] ، و هما فقيهان زيديان [1905] و قامت الدولة الساسانية بخراسان، عاصمتها بخاري في روسيا السوفيتية الآن، و أقام أئمة الشيعة الاسماعيلية دولة كبري في أفريقية و آسيا (الدولة الفاطمية)، ثم قامت الدولة الامامية الكبري [1906] في ايران، حيث بقيت العقيدة الامامية و الفقه الامامي عقيدة و شريعة حتي اليوم، وسيطرت الدولة البويهية (324 - 447) علي الخلافة العباسية بتمامها، و وضعت مراسم التشيع و أعياده، فجعلت يوم كربلاء مأتما قوميا [1907] ، و يوم الغدير عيدا اسلاميا [1908] . [ صفحه 476] و أمر معز الدولة بن بويه فكتب علي المساجد في بغداد «لعن الله معاوية ابن أبي سفيان، و لعن من غصب فدكا، و مع منع أن يدفن الحسن في قبره جده عليه السلام، و من نفي أباذر الغفاري، و من أخرج العباس من الشوري» فحكه الناس؟، فاكتفي بأن أمر أن يكتب علي المساجد «لعن الله الظالمين لآل الرسول صلي الله عليه و سلم» و أمر ألا يذكر في اللعن الا معاوية [1909] . و

تحول بنو بويه عن زيديتهم، و سلكوا مسلكا اماميا، و ولوا الشريف أباأحمد [1910] نقابة الطالبيين و امارة الحج [1911] بل ولوا ابنه الشريف الرضي النيابة عن الخلافة العباسية [1912] ، و مع ذلك كان بين حين و آخر يشعر بالسخط، فيجري علي لسانه الشعر الذي يمجد الخلافة الاسماعيلية: أي عذر الي المجد ان ذل غلام في غمده المشرفي ألبس الذل في ديار الأعادي و بمصر الخليفة العلوي [1913] . فهذا زعيم امامي، يفاخر بخليفة اسماعيلي، و هو في الوقت ذاته قد ولي نيابة الخليفة السني.

عدالة السماء

و الدول - كالكائنات الحية، و كالأفراد و المجتمعات - تشتق قانونها من أسباب وجودها، و تلتزمه فتبقي و تسلم، أو تخرج عليه فتفقد سببا أو أكثر من أسباب تقدمها و نمائها، و ربما [ صفحه 477] فقدت سبب بقائها، و كلما أصابها السقم رجعت الي سبب وجودها تلتمس السلامة. لقد نشأت الدولة الاسلامية و المجتمع الاسلامي علي قواعد الاسلام في السنة الأولي للهجرة، فأخضعت دول العالم المعروف في بضعة عشر عاما من حياة النبي و أصحابه، و أقامت المجتمع الأفضل الذي صنع علي يد الرسول و علي عينه. و كلما أبعد المسلمون من هذا الفضل، قل الشبه في الصورة عنه في الأصل، و كلما فكروا في العودة الي الأمر ولوا وجوههم شطره، و ما هو الا عمل النبي و آله و صحبه. فكل عمل أو بحث لاقامة الدولة المثلي لمجتمع مسلم يتجه بالطبيعة الي أيام النبوة، و العمل بالقرآن و السنة. و آل النبي هم أقرب الرجال الي الصميم من ذلك و الي قلوب الأمة، و هم أرفع شعار يمكن تحريك الجموع به، فهم أهل النبي و

القرآن و السنة جميعا، لابالعرق وحده، و انما بسيرتهم التي ليس لها في التاريخ نظير. و الامام الصادق يتوهج كالنجم الثاقب في هذه السماء، فهو مدرسة العلم مع الزهادة في السلطة، و هو امام فقه في الدين و العلم، و صاحب مناهج للدنيا، و معلم للاصلاح و التشريع و السياسة و الاقتصاد، و هي الوسائل المحركة للتقدم في جميع الأمم. فلا عجب أن كانت دعوات الاصلاح و دعاءات الرجاء في كل العصور تتلمس في علمه المدون، و سيرته التي يمجدها المسلمون، ذكريات فضائل تمشي علي الأرض، و تطبيقات مفلحة، لتعاليم كفيلة باقامة حكم صالح يرد الحكام الي الدين، و يعيد الدين غضا في أنفس الناس، كما كان في أفئدة السلف الصالح. و يتراءي مصداق هذه الحقيقة للقانون الطبيعي للاسلام، أو للطبيعة الدينية للمجتمع المسلم، في قيام الدولة العباسية بدعوي «تصحيح التاريخ» و بشعار «الدعوة الي الرضا من آل محمد»، فلما أجهضت هذه الدولة مبادئها بخعت نفسها، فصارت ملكا عضودا خيراته للملوك، فلم يك معدي عن اعادة التصحيح بالعودة الي رسالة النبي و تعاليمه و آله. و انما انحرفت الدولة الاسلامية في تجاربها التي أقامتها الدول: الأموية و المروانية و العباسية لغصبها حقوق أهل البيت، و نصبها العداء لهم، في موجة انصراف الحكام عن مصالح الأمة و شريعتها الي شهواتهم، فتصحيح التاريخ يبدأ باقرار حق علي و أبناء النبي و العمل بالشريعة. [ صفحه 478] و التاريخ خاضع لقانون الطبيعة أو قانون الحركة: «لكل فعل رد فعل، مساو في المقدار، و مضاد له في الاتجاه». و الحقائق الكبري في التاريخ كالظواهر العظمي في الطبيعة، لا تخفي، و الذي يخفي الحرارة أو البرودة لا يبغته الغليان أو

التجمد، أو رعدة الحمي أو رعشة البرد، و الذي يخفي الضغط الجوي لا يأخذه الانفجار أخذ الفجاءة. و عمر بن عبدالعزيز [1914] و المأمون هما الانفجاران المحتومان في دولتي بني مروان و بني العباس، لأنهما الممثلان الصادقان للضمير الاسلامي في الدولة أو الجماعة أو الأفراد، أو في العلم أو في الحكم أو العدل أو الجهاد، علي رأس المائة الأولي و رأس المائة الثانية. أما عمر فنما في أكناف بيت طالما حاول طمس فضائل علي، فلما شب عن الطوق أصبح يعلن للناس اسرار أبيه له أن الناس لو عرفوا فضائل علي لا نصرفوا اليه عن دولتهم، حتي اذا ولي امرة المدينة أبطل سب علي علي المنابر، و كان عمر يرزح تحت الرقابة الشديدة من الخليفة الوليد، و السباق المجنون من الحجاج لظلم بني علي، مع استرضاء بني مروان للحجاج، حتي ليعزل الوليد عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه، لارضاء الحجاج بن يوسف الثقفي [1915] . فلما ولي عمر الخلافة أقسم أن يتخذها طريقا الي الجنة، فرد لأهل البيت مظالمهم، و أعاد لهم فدكا [1916] ، و بعث اليهم عشرة آلاف دينار ليعوضهم عما سلبهم سابقوه. و كانت الشهور الثلاثون - مدة خلافته - تلقي علي كاهل رجل هزل الورع جسده، أعباء الدين و الدنيا، يدرك أن أيامه معدودات، و تهمه أهله بأنه يوشك أن يخرج الخلافة منهم الي بني علي [1917] . [ صفحه 479] بل أعلن عمر أنه لو استطاع لعهد بالخلافة لمن كان مثله، فقال: «لو كان لي من الأمر شي ء لاستخلفت أعيمش بني تيم القاسم بن محمد ابن أبي بكر [1918] و هو العليم أن محمدا ترعرع في حجر علي قبل أن يستخلف [1919] ،

و أنه حارب معه معاوية، فلما ولاه مصر، باء بدمه قواد معاوية [1920] ، فهو عدو بني أمية من كل وجه، و أن «القاسم» همزة الوصل بين الصديق و بين أهل البيت، بنته أم فروة تحت جناح الباقر، و ابنهما جعفر الصادق في عنفوان صباه، أمل تتجه الأبصار تلقاءه. و أما المأمون فعبقري العلم، سواء العلم الديني من أصول و فقه و دين و حديث، أو العلم العام، و فيه: التاريخ و الفلسفة و العلوم التطبيقية و الرياضية و الفلكية، و حيث له في جوار قصره مرصد يرصد فيه النجوم [1921] ، و هو بطل حروب، و رجل دولة عالمي، لا يعرف التاريخ، من عهد اليونان و الرمان حتي الآن، ملكا بلغ مبالغه في كل أولئك مجتمعا، و هو يقف في القمة من الدولة العباسية، فمن بعده بدأ الانحدار، و كانت الأعوام السبعون التي انصرفت من عمرها و انحرفت في ابانها تشير الي الحاجة الي عقل عبقري فيه انصاف، ليحدث عودا علي بدء، فأعلن تشيعه [1922] ، بل عهد من بعده لامام الشيعة في عصره، بل زوجه و ابنه من بنتين له [1923] . [ صفحه 480] و لقد كان حقيقا أن يبلغ غرضه لولا أن الامام «عليا الرضا» مات فجأة، كمثل ما كان السياسيون في العهد العباسي يموتون فجأة! ولو لا أن المأمون رأي أن يأمن في سربه انتقاضات أهله، بعد اذ حاربوه بجيوشهم لمدة عامين [1924] من جراء تشيعه، لكان قد ولي عهده بعد علي الرضا زوج بنته الأخري، الامام التاسع محمدا الجواد. و كانت خلافة المأمون تمثل حكما يحاول أن يستقر علي أساس ديني، و هذا ظاهر في عهده لعلي الرضا، و علي أساس

علمي، و هذا ظاهر في عمله لالزام الناس برأي المعتزلة [1925] ، و علي سند سياسي ليقدر علي مقاومة تيارات تتناوشه من شتي الجهات، سياسية كالوافدة من الفرس و الروم، أو عائلية كنزاعات أهله، أو فكرية كالقضايا التي آلت الي المسلمين من مواريث اليهودية و المسيحية، يحمل ألوية الجدال فيها المعتزلة، و المأمون من كبرائهم. و لما فقد الذين جاءوا بعده قدرتهم علي التوازن بين الزوابع، كهيئة توازنه، آلت الدولة الي الترك، و تتابع تقسيمها أقاليم و دولا، و لم يعد للدين في الدول الجديدة الكلمة العليا، بل أصبحت للمعايش و الأرزاق و مداراة الحكام، و بهذا دب التدهور في الأفراد و المجتمعات و الدولة، و أفسدت الدولة الفرد، و أفسد الفرد بدوره الدولة. و من تصحيح التاريخ للأشياء كانت أول دولة استقلت عن بني العباس في القرن الثاني دولة ادريس بن ادريس بن عبدالله في المغرب، فدولة الحسن بن زيد في المشرق. و تتابعت الدول في القرن الثالث بخراسان و مصر و أفريقية، و في اليمن حيث ملك القاسم [ صفحه 481] بن ابراهيم [1926] (246-286 ) و اليه تنسب الزيدية القاسمية، ثم الهادي بن القاسم [1927] و اليه ينسب الهادوية، و بقيت دولة الشيعة باليمن حتي اعلان الجمهورية سنة 1962 للميلاد. و في القرن الرابع قامت دولة بني بويه 324 [1928] - 447 ه، 945 - 1055 م و هي شيعة زيدية [1929] في العراق و فارس، حيث عاصمتهم شيراز. و قام الحمدانيون في العراق و الشام 317 - 358 [1930] ، و هم شيعة امامية [1931] ، يذكر الاسلام لهم الدفاع عنه ضد غزوات الامبراطورية الرومانية من بيزنطة [1932] ، و تدين لهم

الأمة العربية بأحسن أشعار أبي الطيب المتنبي [1933] ، و بشعر [ صفحه 482] أبي فراس الحمداني [1934] ، و فلسفة الفارابي [1935] فيلسوف المسلمين - المعلم الأول عند العرب - أو المعلم الثاني [1936] في العالم حيث أرسطو هو المعلم الأول. و في القرن الخامس كان بنو حمود بالأندلس [1937] (407 - 447) و هم من ابناء الأدارسة، و في القرن السادس كان ابن تومرت [1938] (... بن عبدالرحمن... بن محمد بن الحسن بن علي) [1939] . [ صفحه 483] مؤسس دولة الموحدين [1940] ، و كانت خطبة الجمعة عندهم تشتمل علي الصلاة عليه، باعتباره الامام المرحوم المهدي المعلوم [1941] و ان كانت دولته و دولة الأدارسة أو بني حمود أو الدولة الفاطمية تحكم شعوبا سنية. و لا شك أن كبري الدول التي أقامها الشيعة كانت الدولة الفاطمية (الاسماعيلية).

الاسماعيلية

و يلقبون - في مراجع أهل السنة - ألقابا أخري، أهمها: «الباطنية». (منه). قامت الدولة الفاطمية (نسبة الي فاطمة الزهراء) في المغرب، ثم مصر منتسبة الي «اسماعيل [1942] «بن الامام جعفر الصادق، و كان قدمات في حياة الصادق، و الاسماعيلية ينفون [ صفحه 484] ذلك، و منهم من يقول: ان أباه ادعي موته اتقاء لأذي أبي جعفر المنصور له [1943] . و في أواخر القرن كان عبدالله بن ميمون القداح [1944] (198) من أتباع الخطابية [1945] ينشر دعوة لنفسه بالبلاد، فأجابه حمدان بن الأشعث - قرمط [1946] - ثم مات القداح، فخلفه أبناؤه و دعوا لأنفسهم باعتبار أنهم من ولد عقيل، ثم هرب أحفاده الي المغرب في أفريقية، و بجهدهم أو [ صفحه 485] جهد منصور اليمن ابن حوشب 226 [1947] في بلاد المغرب ظهر عبيدالله المهدي

[1948] مؤسس الدولة الفاطمية سنة 298، لتبقي دولة عظمي حتي سنة 567، فتحت جيوشها فسطاط مصر في 17 شعبان سنة 358 (7 / 7 / 969) [1949] . و في ليلة الفتح وضع جوهر الصقلي [1950] قائد الجيش حجارة الأساس لمدينة القاهرة، و تم بناؤها في رمضان سنة 371 [1951] ، وفتح الأزهر للصلاة في الشهر ذاته، و هو يوافق يونيو - يوليو سنة 972 [1952] و في صفر سنة 365 عقد القاضي أبو علي الحسن بن النعمان [1953] أول حلقاته في [ صفحه 486] الجامع الأزهر، فكان أول مدرس فيه، فدرس للناس مختصر أبيه في فقه آل البيت [1954] و في سنة 366 عين أبوعلي بن النعمان قاضيا للقضاة، فعرفت مصر هذه الوظيفة لأول مرة [1955] . هكذا نشأ الأزهر معهدا شيعيا، ثم صار جامعة لكل علوم الاسلام [1956] و هكذا نشرت الدولة الفاطمية ألويه الاسلام و علوم الشيعة في مصر و الشام و الحجاز و وسط آسيا، و أقامت مدينة القاهرة، و أنشأت الجامع الأزهر، و خطب لها في مكة و المدينة علي المنابر [1957] ، و في سنة 450 خطب لها الخطباء علي منابر بغداد لمدة نحو عام [1958] . و عليها خرجت طائفة الدروز [1959] التي ألهت «الحاكم بأمر الله» [1960] فقاتلهم المصريون فهربوا [ صفحه 487] الي الشام سنة 408، أما «الحاكم بأمر الله» فقد شاركت في قتله أخته «ست الملك» [1961] لاضطهاده رعيته و فساد أرائه كما قيل، و كانت أمها جارية رومية قبطية من سراري الخليفة العزيز بالله. و كان التسامح الديني من تقاليد هذه الدولة حتي صار حديث التاريخ، و لقد عين العزيز بالله «أرسانيوس» و «أريسطيس»

خالي «ست الملك» [1962] بطريقين للاسكندرية و لبيت المقدس، فقوي نفوذ النصاري في الدولة، و كان وزيره يعقوب بن كلس يهوديا السلم [1963] و هو الذي نظم التدريس [1964] في الأزهر [1965] . أما الاسماعيلية في المشرق فعلا نجمهم علي يد الحسن بن الصباح [1966] و قد أمضي [ صفحه 488] سنوات بمصر، اتصل في أبانها بالخليفة المستنصر، فدعا له بعد اذ عاد الي اقليم فارس، ثم دعا من بعده لابنه نزار، و في سنة 1483 استولي علي قلعة الموت، ثم اشتد ساعده باصفهان، و سيطر الحسن بن الصباح بأساليب السياسة العادية و غير العادية علي أقاليم كبيرة في فارس [1967] ، فقتل أتباعه الوزير نظام الملك [1968] (408 - 485) منشي المدرسة النظامية في بغداد [1969] ، و في سنة 500 ه قتلوا الوزير فخر الدين [1970] ، كما قتلوا من فقهائها الشافعية المشهورين: أبا المظفر الخجندي [1971] سنة 496، و تلميذه أباجعفر المشاط [1972] سنة 498، و أبا المحاسن ابن اسماعل الروياني [1973] سنة 502، و كان يقول: «لو احترقت كتب الشافعي [ صفحه 489] لأمليتها» [1974] . و لا مراء في أن الخلاف بين الاسماعيلية و بين المدرسة النظامية راجع الي الخصومة الشديدة التي تتبدي في الصحيفة 67 من كتاب «سياسة نامه» الذي يدين بوجوده «لنظام الملك»، و فيها وجوب الطعن في «الروافض» و وصفهم بأنهم «مارقون عن الدين» [1975] . و لما صار الحسن بن الصباح داعي الدعاة للنزارية الفاطمية، أبي أن يدعي الامامة، حتي توفي سنة 518، فخلفه آخرون، انتسب واحد منه الي نسل «نزار» الفاطمي [1976] ، و في سنة 654 استولي هولاكو علي معاقلهم فقصدوا الي الشام و

الهند. و في الشام حالفوا الرهبان الصليبيين فترة، و خالفوا صلاح الدين فترة، و دخل أتباعهم خيمته في عسكره و طعنوه بخناجرهم. و منهم الفدائيون الذين قتلوا أمير طرابلس الصليبي الكونت ريمون. و تمتاز الاسماعيلية بالتنظيم و الدعاية السريين، و أنهم يطورون أمورهم، و من التطور، و مراعاة مقتضي الحال، وجد التباين في تعاليمهم من وقت لآخر، لكن الأصل الأصيل عندهم هو أن الامام المعصوم من نسل محمد بن اسماعيل ابن جعفر الصادق. و عندهم أن من قام بالطهارة و الصلاة و الزكاة و الصوم و الحج و الجهاد و الولاية، لكنه عصي الامام، فطاعته غير مقبولة [1977] . [ صفحه 490] و هم يذهبون الي أن لكل ظاهر «باطنا»، و أن تأويل الباطن من عند الله، اختص به علي بن أبي طالب، و من ذلك يقولون بمشاركة علي للنبي، و يستدلون بقصة موسي مع الرجل الصالح في سورة الكهف، و يفسرون القرآن تفسيراتهم، و يقولون: ان نور الله حل بالامام [1978] . و من تعاليمهم ما تأثر بفلسفات الأقدمين. و للشيعة الاسماعيلية في العصور الحديثة مواقف مشهورة في الدفاع عن الاسلام و نشره. كانت الدولة الفاطمية أكبر دول العالم، قوة عسكرية و فكرية، في العصور الوسطي، تتمثل فيها وحدة المسلمين و سماحة الدين [1979] . [ صفحه 491] و فيها أثبتت وحدة القاعدة القانونية في الأمة، بل وحدة الدين في المذاهب، اقتدارها علي أن تجمع المسلمين في دولة واحدة، هي أعظم الدول حضارة في القارات المعروفة هي ذلك الزمان، عاصمتها مصر - القاهرة، و جامعتها الأزهر، سعد فيها المسلمون و المسيحيون و اليهود و الذميون، حتي غزاها من الداخل انقسام شعوبها، و قيام امارات شتي،

وسفه الوزراء، و ضعف الخلفاء. و أغري غزو شعوبها أنفسهم في داخلها بأنقسامهم و تفككهم، الصليبيين، ليقوموا بالغزو الخارجي، و صدهم المسلمون مرات، حتي اذا ادلهم الخطب استعانت الدولة الشيعية في مصر الدولة السنية في دمشق [1980] ، و علي رأسها السلطان نور الدين محمود [1981] (569) أستاذ صلاح الدين [1982] (589) ليثبت أهل مصر و الشام أن الاسلام واحد و ان اختلفت المذاهب. و لما وحد صلاح الدين امارات المسلمين في بضع سنين [1983] من الموصل الي حلب و دمشق و القاهرة، استقام له المحور القوي، فنهد للقاء الصليبيين، و نصره الله في حطين. و هذا درس في الوحدة مطلوب الي المسلمين أن يتدارسوه. و المجتمع الاسلامي ينماز من المجتمعات المعاصرة بأنه مجتمع ديني الأساس بأطوار [ صفحه 492] تاريخه و طبيعته، و بأن تعاليم القرآن و السنة هي غذاؤه اليومي، و هواؤه النقي الذي يتنفسه المسلمون. العائلة فيه محكومة قوانين دينية و تقاليد اسلامية، في: الزواج، و الطلاق، و الأبوة، و البنوة، و النفقة، و الحضانة، و سائر علاقات الأسرة. و الفرد فيه واقف بين يدي الله علي مدار ساعات النهار و زلفا من الليل. و المجتمع كله مفروض عيله فرض وجوب، و الفرد مفروض عليه فرض كفاية: أن يأمر بالمعروف و ينهي عن المنكر، أي يتكافل في دفع كل خروج علي الدين. بهذا صار الحفاظ علي الاسلام و قيمه مسؤولية قانونية و عامة، و أصبح التمييز بين الحلال و الحرام حجر الأساس في المجتمع، و في علاقات الأفراد و الأسرة. و أمسي لزاما علي كل دولة اسلامية أن تتأخي أواخي الدين و هي تنظر الي المصالح المادية و السياسية ، لها و

الناس. و لقد بقي الأمر كذلك طوال القرون العشرة التي كانت فيها الدول الاسلامية مستقلة، تتعلم علومها الحضارة الغربية، حتي اذا اضمحلت ران الظلام السياسي و الركود الاقتصادي علي القلوب، فانتقلت شمس الحضارة من الشرق الي الغرب في أوربة، و بدأت العصور الحديثة و حضارتها الأوربية في الظهور، منذ ختام القرن الخامس عشر للميلاد. ولم يكن مصادفة، و انما كان لزاما للتحلل و التقاطع و التخاذل، أن يبدأ طرد العرب - في ذلك القرن - من اسبانيا، و أن تكون محاولات طردهم معاصرة للثورات الدينية في المسيحية، و للارهاب الديني في دولها، و أن يكون نصيب المسلمين من هذا الارهاب فوق ما يتصور البشر، من العذاب و التقتيل و التحريق و التنصير، بل قتل من يتنصر بدعوي عدم الاخلاص في التنصر!! و في ظلمات الجهالة و التخلف بهرت المقهورين حضارة أوربة، فلم تبق لهم ذاتهم، ولم يصيروا أوربيين، و عجزوا عن أن يطردوا الغزو الأوربي، في حين قدر آباؤهم علي دفع الغزو الصليبي لأنهم كانوا أقرب الي القيم الاسلامية. و تلاحق التدهور حتي بداية النهضة الحديثة للمسلمين، حتي اذا أخذت الشعوب الاسلامية بأسباب العلم، نظرت الي داخلها تلتمس القوة من ذاتها، فاستشعرت حقائق القوة في طاقاتها، و عادت تلتمس الأسباب في صميم حضارتها، و في تمسكها بعقيدتها التي اشتقت منها منهجها العلمي، و هو الذي صار «المنهج العلمي العالمي» الذي نقلته عنها أوربة [ صفحه 493] منذ القرون الوسطي [1984] . و التاريخ معلم كبير، و أول علومه: أن كثيرا من صفحاته تتكرر، و أنه خطاب مستمر، مفتوح السجل لكل ذي بصر. و يعلمنا التاريخ أن الواحدة هي التي تصنع النصر، سواء أكانت وحدة شاملة

كمثل ما كان الأمر في الصدر الأول، أم كانت وحدة للحرب كما صنع الخليفة الفاطمي «الشيعي» و سلطان دمشق «السني»، لرد غائلة الصليبيين، أم وحدة القوي كما صنع صلاح الدين ليعيد بيت المقدس للمسلمين...، كل أولئك صيحات عالية بأن الاسلام واحد كلما جد خطر، و أن الاعتصام به مصدر الظفر. و لما اتحد العرب، و تجمع المسلمون، بعد العاشر من رمضان سنة 1393 [1985] حني العالم هاماته لهم. و يعلمنا التاريخ أن أمتنا بلغت شأوها كلما استمسكت بعقيدتها و التزمت تعاليمها، و أن التقصير في جانب الدين كالخرق الواسع، لا يبقي علي شي ء مهما يجمع الناس. و الصلحون الاجتماعيون و السياسيون الذين تعمي أبصارهم عن هذه الحقيقة يضربون في حديد بارد. انه تعالي يقول: (ويريكم آياته فأي آيات الله تنكرون أفلم يسيروا في الأرض فينظروا كيف كان عاقبة الذين من قبلهم) [1986] . و العمل بالقيم الاسلامية داع الي سن القانون الاسلامي الموحد، لتجري أمور المسلمين و معاملاتهم كافة، و عقوباتهم اذا انحرفوا عن الجادة، علي نسق واحد، يسموبهم في معاملاتهم كل يوم، و يمنع الجريمة و ينتشل الهلكي من أعماق السجون، و يصون المعني التعبدي في كل حكم فقهي، و الجانب الانساني في كل حكم جنائي. [ صفحه 494] و لا جرم أن تقنين الفقه الاسلامي و العمل به هو الاسهام الأعظم منا في الحضارة المعاصرة، و بأعظم ما نملك من القيم، و نحن قادرون علي ذلك باستعمال مصادرنا العلمية. و أين من شرع الله قوانين البشر؟! و الخطر اليوم يملأ الأفق: قد تطرقت الي الأرض العربية و الاسلامية الدعوات الالحادية و المادية المدمرة للقوي الذاتية للأمة، يؤيدها امتياز القوة، و المال المبذول بسخاء،

و التكنولوجيا التي تخطف البصر، و رفع الاستعمار الفكري و السياسي و الاقتصادي أعلامه عالية! و ما التبشير الديني الأوربي و الأمريكي في بلدان المسلمين الا وجه واحد من وجوهه. أما الغزو الداخلي للاسلام - من داخل مجتمعات المسلمين - فشر مكانا و أنفذ أثرا، و الأوربيون - من كل معسكر - يسلطون عينا أسبابه. ان التاريخ يعلمنا أن وجود اسرائيل في الأرض التي كان الصليبيون يحتلونها - بالذات - ليس مصادفة، بل هو فكر غربي قديم، أقام بالفعل و بالقوة دولة صليبية - هنا - في هذا المكان. و انما يكرر الفكر الأوربي نفسه، بعد سبعة قرون، بغرس دولة «يهودية» بدلا من دولة «صليبية» في القلب، من جسم العرب. و اسرائيل دولة «دينية» مد الغرب الينا بها مخالبه، و الدفاع ضد دولة دينية يهودية يقتضي الالتجاء الي القيم الدينية و ان لم يستلزم اقامة دولة دينية، و لقد طالما استعملت أوربة الأسلحة الدينية ضد المسلمين [1987] . ان الحضارة الأوربية - من شرق و غرب - تحسب حساب «قوة عربية اسلامية» في [ صفحه 495] مفترق الطرق الي العالم، و في ملتقي المصالح للدول العظمي، و أنها قوة يبلغ عددها الآن مائة مليون، قد تكون مائتين في نهاية القرن الميلادي [1988] ، يزخر اقليمها باسباب القوة، و تصنع صحراواتها بالمعادن، فتضي ء في صور الأقمار الصناعية الدائرة حول الأرض ليل نهار. و الحضارة الأوربية تحسب حسابا آخر لاجتماع المسلمين علي «المبادي» التي سادوا بها كلما اجتمعوا. و الحضارة الأوربية أو الأمريكية و ان كانت ذات منهاج وثني، راسخة الجذور في الفكر الديني [1989] لقد كانت «الحرب الصليبية» صيحة التجمع لشعوب أوربة المشتتة في العصور الوسطي،

و كانت معاهدة «وستفاليا» راسمة حدود دولها الحالية من (1648)، و هي نصفان: نصف ديني لارضاء البروتستنت [1990] ، و نصف سياسي لمنع الحروب الدينية بعد منح حرية العقيدة. و هذه المجتمعات و الدول في أوربة و أمريكا آخذة الآن في العودة الي الدين، و الي التكتل تحت أسماء أو صور مختلفة؛ كالحلف أو المعاهدة أو المنظمة أو المؤتمر، و منها السياسي و الاقتصادي و العلمي و الاجتماعي. فما أحرانا أن نتحد علي تسامح الاسلام و قيمه العالية... لنبقي و نقوي. ألا و «ان هذا الأمر لا يصلح آخره الا بما صلح به أوله» [1991] .

پاورقي

[1] لم يكن الامام الصادق عليه السلام هو الوحيد الذي طالت امامته لأكثر من ثلث قرن، بل هناك أربعة أئمة آخرون: السجاد عليه السلام: 61 - 95، و الكاظم عليه السلام: 183 - 148، و الهادي عليه السلام: 220 - 254، و الامام المهدي (عج) المولود سنة 255.

[2] لا يختلف جميع أئمة أهل البيت عليهم السلام، في الهدف الا أنهم يتعددون بالطرق و السبل المؤدية الي تحقيق الأهداف الالهية.

[3] الا أن المنصور لم يستطع أن يرتقي بنفسه علي الرغم من محاولات الامام الصادق عليه السلام، و ذلك لسوء و خبث سريرته، و لحب الملك.

[4] هو الشيخ عبد المجيد سليم الحنفي المصري؛ مفتي الديار المصرية، تخرج بالأزهر، و أخذ عن الشيخ محمد عبده. تقلب في مناصب التدريس و القضاء و الافتاء، و تولي مشيخة الأزهر مرتين، و الافتاء نحو عشرين عاما، و يقال: أصدر ما يقرب من 15 ألف فتوي، بينها ما يرجع اليه الفقهاء و القانونيون. ولد في سنة 1299 ه، و توفي بالقاهرة 1374 ه. (الأعلام: ج 4 ص 149).

[5] مسند أحمد، ج

1 ص 99، البداية و النهاية: ج 7 ص 353، الصواعق المحرقة: ص 26، مجمع الزوائد: ج 9 ص 124، مستدرك الحاكم: ج 8 ص 5، أمالي المحاملي: ص 324، مسند سعد الدورقي: ص 51، فضائل الصحابة لعبد الله بن أحمد: ج 2 ص 659.

[6] شرح أصول الكافي: ج 12 ص 186، مناقب أميرالمؤمنين لمحمد بن سليمان الكوفي: ج 1 ص 314، بحارالأنوار: ج 26 ص 52، و ج 38 ص 340، المعيار و الموازنة لأبي جعفر الاسكافي: ص 208، المصنف لابن أبي شيبة الكوفي: ج 7 ص 507، سنن النسائي: ج 5 ص 126، مسند أبي يعلي: ج 4 ص 266، كنزالعمال: ج 13 ص 109، الجوهرة في نسب الامام علي و آله للبري: ص 64، مسند أحمد: ج 1 ص 230، الاستيعاب لا بن عبدالبر: ج 2 ص 460، ترجمة الامام علي من تاريخ دمشق: ج 1 ص 122 ح 168، منتخب كنزالعمال بهامش مسند أحمد: ج 5 ص 46، تاريخ بغداد: ج 12 ص 268، الامتاع للقزويني: ص 340.

[7] راجع سيرة ابن اسحاق: ج 2 ص 120 ح 179، و غاية السؤول في سيرة الرسول: ج 1 ص 32.

[8] أخرج القرطبي في تفسيره: ج 8 ص 59 عن السدي، و الرازي في تفسيره: ج 16 ص 11، و الواحدي في اسباب النزول: ص 164 قول علي بن أبي طالب عليه السلام للعباس بن عبد المطلب، و شيبة بن عثمان محتجا عليهما: أنا أول من آمن بالوعيد من ذكور هذه الأمة، و هاجر، فأنزل الله تعالي: (أجعلتم سقاية الحاج و عمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله و اليوم الآخر). و أخرج صاحب تاريخ دمشق: ج 12 ص 305،

و في ترجمة الامام علي بن أبي طالب: ص 917، و الحافظ السيوطي في الدر المنثور: ج 4 ص 146، و ابن الصباغ في الفصول المهمة: ص 123 عن علي عليه السلام قال: «لقد صليت الي القبلة ستة أشهر قبل الناس، و أنا صاحب الجهاد». و ذكر الخوارزمي في المناقب: ص 111 ح 120، و ص 265 ح 247 عن جابر قال: كنا عند النبي صلي الله عليه و آله و سلم فأقبل علي بن أبي طالب، فقال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: قد أتاكم أخي، ثم التفت الي الكعبة فضربها بيده، ثم قال: و الذي نفسي بيده، ان هذا و شيعته هم الفائزون يوم القيامة، ثم قال: انه أولكم ايمانا معي، و أوفاكم بعهد الله. و في كنز العمال: ج 6 ص 153، و مسند أحمد: ج 5 ص 26، و الاستيعاب: ج 3 ص 36، و مجمع الزوائد: ج 9 ص 101 و 114، و الرياض النضرة: ج 2 ص 194: قال النبي صلي الله عليه و آله و سلم في علي عليه السلام: «انه لأول أصحابي اسلاما، و أكثرهم علما، و أعظمهم حلما». و في المستدرك للحاكم: ج 3 ص 147 ح 4662، و تاريخ الخطيب البغدادي: ج 2 ص 81، و الاستيعاب لابن عبد البر: ج 2 ص 457 ، و السيرة الحلبية: ج 1 ص 285: قال النبي صلي الله عليه و آله و سلم: «أولكم ورودا علي الحوض أولكم اسلاما: علي بن أبي طالب». و أخرج الطبراني عن سلمان و أبي ذر، و البيهقي و العدني عن حذيفة، و الهيثمي في المجمع: ج 9 ص 102، و الحافظ الكنجي في الكفاية: ص

79: قال رسول الله صلي الله عليه و اله و سلم بعد أن أخذ بيد علي: «ان هذا أول من آمن بي، و هذا أول من يصافحني يوم القيامة، و هذا الصديق الأكبر، و هذا فاروق هذه الأمة، يفرق بين الحق و الباطل، و هذا يعسوب المؤمنين». و زاد الحافظ الكنجي: «و هو بابي الذي أوتي منه، و هو خليفتي من بعدي». و كذا في أسد الغابة: ج 4 ص 17. و عقد النسائي لذلك فصلا في كتابه خصائص الامام علي: ص 42 و ما بعدها.

[9] قال ابن عبدالبر: «و اختلفوا في سن علي يومئذ، فقيل: ثماني سنين و قيل: عشر سنين و قيل: اثنتا عشرة سنة و قيل: خمس عشرة سنة قاله الحسن البصري و غيره» راجع الدرر في اختصار الغازي و السير: ج 1 ص 38. [

[10] سيرة ابن اسحاق: ج 2 ص 119 ح 176: قال: حدثنا يونس، عن يوسف بن صهيب، عن عبدالله بن بريدة قال: أول الرجال اسلاما علي بن ابي طالب، ثم الرهط الثلاثة أبوذر و بريدة وابن عم لأبي ذر. و كذا ما ذكره الطبري في: ج 2 ص 55 - 59 من أخبار في اسلام علي أولا.

[11] سيرة ابن اسحاق: ج 2 ص 118 ح 174 و ج 2 ص 120 ح 179، و انظر أسد الغابة: ج 4 ص 17.

[12] حسان بن ثابت بن المنذر الخزرجي الأنصاري، الصحابي، شاعر النبي صلي الله عليه و آله و سلم و أحد المخضرمين الذين أدركوا الجاهلية و الاسلام. عاش ستين سنة في الجاهلية، و مثلها في الاسلام. و كان من سكان المدينة. اشتهرت مدائحه في الغسانيين و ملوك الحيرة قبل الاسلام، لم يشهد

مع النبي مشهدا لعلة اصابته. قال أبوعبيدة: فضل حسان الشعراء بثلاثة: كان شاعر الأنصار في الجاهلية، و شاعر النبي في النبوة، و شاعر اليمانيين في الاسلام. و كان شديد الهجاء فحل الشعر، توفي سنة 54 هجرية. (الأعلام: ج 2 ص 175).

[13] الدرر: ج 1 ص 38 قال: «روي عن حسان بن ثابت و ابراهيم النخعي و طائفة: أبوبكر أول من اسلم و الاكثر منهم يقولون: علي».

[14] سيرة ابن اسحاق: ج 2 ص 118 ح 173.

[15] هذا خلاف ما عرف من سيرة أبي طالب مع النبي صلي الله عليه و آله و سلم قبل بعثته الشريفة، فقد نقل صاحب غاية السؤول ج 1 ص 31: «و خرج به عمه الي الشام، وجرت نوادر تشهد برسالته». و أفرد صاحب الخصائص الكبري فصلا لعلاقة النبي صلي الله عليه و آله و سلم مع عمه أبي طالب و أولاده في الجزء الأول: ص 142، و قصة الراهب بحيرا علي مرأي و مسمع من أبي طالب حين قال: هذا سيد العالمين، هذا رسول رب العالمين، هذا يبعثه الله رحمة للعالمين، فقال له أشياخ قريش: ما علمك؟ فقال: انكم حين أشرفتم من العقبة لم يمر بشجر و لا حجر الا خر ساجدا، و لا يسجدان الا لنبي، و اني أعرفه بخاتم النبوة في أسفل غضروف كتفه» ج 1 ص 142. و كذا قصة الرؤيا التي رآها عبدالمطلب، و كان أبوطالب يحدث بها، و النبي قد خرج و يقول: «كانت الشجرة و الله اباالقاسم الأمين» ج 1 ص 67. و كان أبوطالب يقول لولده علي عليه السلام: «قد بذلناك و البلاء شديد لفداء الحبيب و ابن الحبيب». أنظر أعيان الشيعة: ج 1 ص 219. و غيرها من الشواهد

الكثيرة علي ذلك. و كان أبوطالب قد صنع شعرا في النبي صلي الله عليه و آله و سلم قال فيه: ألم تعلموا أنا وجدنا محمدا نبيا خط في أول الكتب (السيرة النبوية: ج 2 ص 197) و ذكر الطبري في: ج 2 ص 58: أن أباطالب قال لعلي: أي بني، ما هذا الدين الذي أنت عليه؟ قال: يا أبه آمنت بالله و برسوله، و صدقته بما جاء به، و صليت معه لله. فرعموا أنه قال له: أما أنه لا يدعوك الا الي خير، فألزمه.

[16] قال المسعودي في مروج الذهب: ج 2 ص 307: «و أم جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب أم فروة بنت القاسم بنت محمد بن أبي بكر الصديق».

[17] علي ما نقله الطبري في تاريخه: ج 2 ص 60.

[18] أنظر صحيح الترمذي: ج 5 ص 606 ح 3748، و سنن أبي داود: ج 4 ص 211 ح 4648.

[19] السيرة الحلبية: ج 1 ص 184، غاية السؤول في سيرة الرسول: ج 1 ص 31: مسائل الامام أحمد: ج 1 ص 18.

[20] مسائل الامام أحمد: ج 1 ص 18.

[21] المصدر السابق.

[22] فاطمة بنت أسد بن هاشم بن عبدمناف الهاشمية، أول هاشمية ولدت خليفة، و هي أم أميرالمؤمنين علي ابن أبي طالب. نشأت في الجاهلية بمكة و تزوجب أباطالب. كان النبي يزورها و يقيل في بيتها، ثم هاجرت مع أبنائها الي المدينة، و ماتت بها، و كفنها النبي صلي الله عليه و اله و سلم بقميصه و اضطجع في قبرها، و قال: «لم يكن أحد بعد أبي طالب أبر بي منها» و قبرها في البقيع. (الأعلام: ج 5 ص 130). و قال صاحب الذريعة نقلا

عن بحر الجواهر: ان فاطمة بنت أسد أول من آمن بالنبي صلي الله عليه و آله و سلم، و ذلك عندما رأت منه صلي الله عليه و آله و سلم من أمر النخلة اليابسة، توفيت سنة 5 هجرية.

[23] تاريخ اليعقوبي: ج 2 ص 14: «و قيل له: يا رسول الله، لقد اشتد جزعك علي فاطمة، قال: «انها كانت أمي، ان كانت لتجيع صبيانها و تشبعني، و تشعثهم و تدهنني».

[24] الاستيعاب لابن عبدالبر: ج 4 ص 446، الأعلام للزركلي: ج 5 ص 130.

[25] تاريخ الطبري، ج 3 ص 57، و ذكر الخبر كاملا.

[26] العرب تسمي ابن العم الشقيق أخا. (منه). و «سمق » بمعني: طال و علا.

[27] البداية و النهاية: ج 2 ص 254.

[28] تاريخ الطبري: ج 1 ص 550، البداية و النهاية: ج 3 ص 88، البدء و التاريخ: ج 4 ص 153، الكامل: ج 1 ص 64.

[29] انظر اعلام الوري للطبرسي: ج 1 ص 125، و الصحيح من السيرة: ج 5 ص 91.

[30] تاريخ اليعقوبي: ج 2 ص 32، و اعلام الوري للطبرسي: ج 1 ص 127.

[31] البداية و النهاية: ج 7 ص 351. و ذكر الطبري أيضا في تاريخه: ج 2 ص 63 عن علي عليه السلام قول النبي صلي الله عليه و آله و سلم لعمومته: «أيكم يؤازرني علي هذا الأمر، علي أن يكون أخي و وصيي و خليفتي فيكم؟ قال: فأحجم القوم عنها جميعا و قلت، و أني لأحدثهم سنا و أرمصهم عينا و أعظمهم بطنا و أحمشهم ساقا: أنا يا نبي الله، أكون وزيرك عليه، فأخذ برقبتي ثم قال: ان هذا أخي و وصيي و خليفتي فيكم، فاسمعوا له و أطيعوا...».

[32]

الروض الأنف: ج 1 ص 259، المواهب: ج 1 ص 72، تاريخ الخميس: ج 1 ص 339، ثمرات الأوراق بهامش المستطرف: ج 2 ص 9، بلوغ الارب: ج 1 ص 327، السيرة الحلبية: ج 1 ص 375، أسني المطالب: ص 5. و لكن الشيخ المفيد رضي الله عنه نقل وصيته لرسول الله صلي الله عليه و و آله و سلم شعرا: أوصي بنصر النبي الخير مشهده عليا ابني و شيخ القوم عباسا و حمزة الأسد الحامي حقيقته و جعفرا ليذودوا دونه الباسا كونوا فدي لكم أمي و ما ولدت في نصر أحمد دون الناس أتراسا (راجع ايمان أبي طالب: ص 37).

[33] مجمع الزوائد: ج 6 ص 15، كنز العمال 1: ج 12 ص 3444. و «كاعة» بمعني منحبسة.

[34] البداية و النهاية: ج 3 ص 127، البدء و التاريخ: ج 4 ص 154، الكامل: ج 1 ص 606.

[35] تاريخ اليعقوبي: ج 2 ص 36 و قال علي في ذلك شعرا نقله الحاكم في المستدرك: ج 3 ص 4: و قيت بنفسي خير من وطأ الحصا و من طاف بالبيت العتيق و بالحجر و بت أراعي منهم ما ينوبني و قد صبرت نفسي علي القتل و الأسر.

[36] اشارة الي مواقف الامام علي في الذودعن الاسلام و الرسول في كل الغزوات، سيما أحد و الخندق و حنين.

[37] الأنفال: 75.

[38] هو خارجة بن زيد بن أبي زهير بن مالك بن امرئ القيس بن مالك الأنصاري الخزرجي. ذكروه فيمن شهد بدرا، و قتل في أحد، و هو صهر أبي بكر، تزوج أبوبكر ابنته و مات عنها و هي حامل. (الاصابة: ج 2 ص 190 رقم 2140).

[39] عتبان بن مالك بن عمرو بن العجلان

الأنصاري الخزرجي السالمي، صحابي من البدريين، آخي النبي بينه و بين عمر، و كان ضعيف البصر ثم عمي، مات في خلافة معاوية سنة 50 هجرية. (الأعلام للزركلي: ج 2 ص 200).

[40] أوس بن ثابت بن المنذر بن حرام الأنصاري، صحابي شهد العقبة الثانية و بدرا، و قتل في وقعة (أحد) سنة 3 هجرية، و فيه يقول حسان: و منا قتيل الشعب اوس بن ثابت. (الأعلام للزركلي: ج 2 ص 31).

[41] أسد الغابة: ج 4 ص 25.

[42] تاريخ بغداد: ج 12 ص 268، و أيضا روي في مثل هذا المعني: قال رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: «أما ترضي أن اكون أخاك؟ قال: بلي يا رسول الله رضيت، قال: فأنت أخي في الدنيا و الآخرة» السيرة النبوية لأحمد زيني دحلان: ج 1 ص 155، تاريخ الخميس: ج 1 ص 353، السيرة الحلبية: ج 2 ص 20.

[43] عبدالله بن عباس بن عبدالمطلب، ولد في مكة في السنة الثالثة قبل الهجرة، و هو قرشي هاشمي، يكني أباالعباس، و يلقب حبر الأمة، صحابي جليل، نشأ في بدء عصر النبوة، فلازم رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و روي عنه الحديث، و شهد مع علي الجمل و صفين، كف بصره آخر عمره، فسكن الطائف و توفي بها، له من الأحاديث ما يقرب من 1660 حديثا في الصحاح الستة. قال عنه عمرو بن دينار: ما رأيت مجلسا كان أجمع لكل خير من مجلس ابن عباس: الحلال و الحرام، و العربية، و الأنساب، و الشعر. و كان آية في الحفظ، و ينسب اليه كتاب في تفسير القرآن اسمه المقباس. توفي سنة 68 هجرية. (الأعلام: ج 4 ص

95).

[44] ميزان الاعتدال: ج 3 ص 255 في ترجمة عمرو بن حماد برقم 6353 وفيه: «اني لأخوا رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و وليه و ابن عمه و وارثه، فمن أحق به مني؟». و كذا خرجها صاحب الجوهرة في نسب الامام علي و آله: ص 63. أما صاحب البحار فرواها هكذا في ج 38 ص 240 - 330: «اني لأخو رسول الله و وزيره».

[45] هو سعد بن عبادة الأنصاري، و قيل: كانت الراية الثانية مع مصعب بن عمير. راجع مناقب آل أبي طالب: ج 1 ص 164.

[46] ذهب جماعة من العلماء و المحققين أنه قتل نصف القتلي، و النصف الآخر قتلهم المسلمون و الملائكة. راجع الارشاد للمفيد: ص 41، و البحار: ج 19 ص 280، و كشف الغمة: ص 185، و منتهي الآمال: ج 1 ص 286، و نقل الدكتور الخليلي عن العقد الفريد: مناظرات المأمون هذا المعني في كتابه: أميرالمؤمنين.

[47] الأعلام: ج 5 ص 132، السيدة فاطمة الزهراء لمحمد بيومي: ص 120 و 121.

[48] أسد الغابة: ج 5 ص 520.

[49] أسد الغابة: ج 4 ص 20، الصواعق المحرقة: 120، و ذكر الشيخ القمي، أن عليا أصيب بتسعين جرحا، منتهي الأعمال: ج 1 ص 134. و في الثاقب في المناقب: ص 63 أنه أصيب بثمانين جراحة.

[50] سعيد بن المسيب بن حزن بن أبي وهب المخزومي القرشي؛ أبومحمد، سيد التابعين، و أحد الفقهاء السبعة بالمدينة، جمع بين الحديث و الفقه و الزهد و الورع، و كان يعيش من التجارة بالزيت، لا يأخذ عطاء، و كان أحفظ الناس لأحكام عمر بن الخطاب و أقضيته حتي سمي راوية عمر، ولد سنة 13 هجرية، و توفي بالمدينة سنة

94 هجرية. (الأعلام: ج 3 ص 102).

[51] أسد الغابة: ج 4 ص 20.

[52] مصعب بن عمير بن هاشم بن عبد مناف، قرشي من بني عبد الدار، صحابي شجاع، من السابقين الي الاسلام، أسلم في مكة و كتم اسلامه، فعلم به أهله فأوثقوه و حبسوه، فهرب مع من هاجر الي الحبشة، ثم رجع الي مكة و هاجر الي المدينة، فكان أول من جمع الجمعة فيها، و عرف فيها بالمقرئ، و أسلم علي يده أسيد بن حضير و سعد بن معاذ، شهد بدرا و حمل اللواء يوم أحد فاستشهد فيها سنة 3 هجرية، و كان في الجاهلية فتي مكة شبابا و جمالا و نعمة، و كان يلقب مصعب الخير، و قيل: انه فيه و في أصحابه نزل قوله تعالي: (و من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه) (الأعلام: ج 7 ص 248).

[53] مناقب آل أبي طالب: ج 3 ص 85.

[54] ذكر كثير من المؤرخين أنه قتل جميع حملة الرايات، و كان يرد الكتيبة تلو الكتيبة عن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، راجع: الطرائف: ص 65، و مناقب أميرالمؤمنين عليه السلام للكوفي: ج 1 ص 475 و ج 2 ص 536، و المسترشد: ص 313 و ص 348. و في الثاقب في المناقب: أنه قتل أربعة عشر رجلا.

[55] أزف يعني: دنا، و منه قوله تعالي: (أزفت الآزفة) يعني: القيامة. و أزف الرجل بمعني: عجل. راجع صحاح الجوهري: مادة أزف.

[56] هو عمرو بن عبدود العامري، من بني لؤي من قريش، فارس قريش و شجاعها في الجاهلية، أدرك الاسلام و لم يسلم، و عاش الي أن كانت وقعة الخندق فحضرها، و قد تجاوز الثمانين، فقتله علي بن

أبي طالب سنة 5 هجرية، 627 م (الأعلام: ج 5 ص 81) و كان يلقب بعماد العرب، و كان في مائة ناصية من الملوك و ألف مقرعة من الصعاليك، و هو يعد بألف فارس، و كان يلقب بفارس يليل؛ لأنه أقبل في ركب من قريش حتي اذا كان بيليل - و هو واد - عرضت لهم بنو بكر، فقال لأصحابه: امضوا، فمضوا، فقام في وجوه بني بكر حتي منعهم من أن يصلوا اليه. (المناقب: ج 2 ص 324).

[57] المستدرك: ج 3 ص 32، الاحتجاج للطبرسي: ج 1 ص 168.

[58] و هنا قال النبي صلي الله عليه و آله و سلم مقولته الشهيرة: «لضربة علي لعمرو يوم الخندق تعدل عبادة الثقلين» عوالي اللئالي: ج 4 ص 86.

[59] تفسير القرطبي: ج 14 ص 134.

[60] شرح مسلم للنووي: ج 12 ص 135، تفسير مجمع البيان: ج 6 ص 39، تفسير القرطبي: ج ص 104.

[61] صحيح البخاري: ج 2 ص 197 باب مناقب علي، صحيح مسلم: ج 2 ص 278 باب فضائل علي، الاصابة: ج 2 ص 270، فتح الباري: ج 7 ص 324، مستدرك الحاكم: ج 3 ص 105، سنن الترمذي: ج 2 ص 214، الاستيعاب: ج 2 ص 472، مسند أحمد: ج 5 ص 353، السيرة الحلبية: ج 3 ص 35، السيرة الدحلانية: ج 2 ص 159 بهامش السيرة الحلبية، البداية و النهاية: ج 4 ص 85.

[62] ففي شرح الأخبار: ج 1 ص 311: عن أبي عبدالله الصادق عليه السلام يقول: «قتل علي بن أبي طالب عليه السلام بيده يوم حنين أربعين». و انظر الكافي: ج 8 ص 376.

[63] مناقب آل أبي طالب: ج 1 ص 176، بحارالأنوار: ج 21 ص 141 و ج

31 ص 327، تفسير ابن كثير: ج 1 ص 548، السنن للنسائي: ج 5 ص 177.

[64] فضائل الصحابة لأحمد بن حنبل: ص 13 - 14، صحيح البخاري: ج 2 ص 197، صحيح مسلم: ج 7 ص 120، سنن الترمذي: ج 5 ص 302، المستدرك: ج 2 ص 337، السنن الكبري للبيهقي: ج 9 ص 40، مجمع الزوائد للهيثمي: ج 9 ص 109، فتح الباري: ج 7 ص 60، الخصائص للنسائي: ص 17، الاصابة لابن حجر: ج 4 ص 568، و غيرها كثير.

[65] الدرر في المغازي و السير: ص 250، تفسير الطبري: ج 10 ص 46، تفسير ابن كثير: ج 2 ص 333، خصائص النسائي: ص 2، الأموال لأبي عبيد: ص 165، مسند أحمد: ج 3 ص 212 ،283، الجامع للترمذي: ج 2 ص 135، البداية و النهاية: ج 5 ص 38، المناقب للخوارزمي: ص 99 شرح صحيح البخاري للقسطلاني: ج 7 ص 637، الدر المنصور للسيوطي: ج 3 ص 209، كنز العمال: ج 1 ص 249، تفسير الشوكاني، ج 2 ص 319، روح المعاني للآلوسي: ج 3 ص 268، تفسير المنار: ج 10 ص 157، و غيرهم من حفاظ السنة و الشيعة كثير، أوردههم الأميني في الغدير: ج 6 ص 342 - 346 و ما بعدها.

[66] و هو الموضع المعروف الذي قام فيه النبي خطيبا بفضل الامام علي.

[67] الخصائص للنسائي: ص 70، المناقب لابن المغازلي: ص 30 - 31، تفسير ابن كثير: ج 4 ص 122، المستدرك عن الصحيحين مع تلخيص الذهبي: ج 3 ص 533 و ص 109، مسند أحمد: ج 3 ص 17، سنن الدارمي: ج 2 ص 310، سنن البيهقي: ج 2 ص 148، البداية

و النهاية: ج 5 ص 209.

[68] مسند أحمد: ج 5 ص 501 برقم 18838، فضائل الصحابة: ص 15، خصائص النسائي: ص 96، سنن ابن ماجة: ج 1 ص 28 - 29، تاريخ الخطيب البغدادي: ج 14 ص 236، تفسير الطبري: ج 3 ص 428، الاستيعاب لابن عبدالبر: ج 2 ص 473، و عشرات الكتب ان لم نقل المئات التي روت حديث الغدير، قد أفرد له العلامة الأميني أحد عشر جزءا في موسوعته المسماة بالغدير...، و قدر روي عن مائة و عشرين صحابيا و أضعافهم من التابعين. و قد ذكر السيد علي الميلاني في كتيبه «الغدير» 43 رجلا من مشاهير رواة حديث الغدير في القرون المختلفة.، هو من الأحاديث المتواترة، بل لقد تجاوز حد التواتر بأضعاف مضاعفة.

[69] أبي بن كعب بن قيس بن عبيد، من بني النجار من الخزرج؛ أبوالمنذر، صحابي أنصاري. كان قبل الاسلام حبرا من أحبار اليهود، مطلعا علي الكتب القديمة، يكتب و يقرأ، و لما أسلم كان من كتاب الوحي، شهد بدرا و أحدا و الخندق و المشاهد كلها مع الرسول، و كان يفتي علي عهده، و شهد مع عمر ابن الخطاب وقعة الجابية، و كتب كتاب الصلح لأهل بيت المقدس، و أمره عثمان بجمع القرآن، فاشترك في جمعه، و له في الصحيحين و غيرهما (164) حديثا، مات بالمدينة سنة 21 أو 20 هجرية. (الأعلام: ج 1 ص 82).

[70] زيد بن ثابت بن الضحاك الأنصاري الخزرجي؛ أبوخارجة، صحابي من أكابرهم، كان كاتب الوحي. ولد في المدينة 11 ق. ه، و نشأ بمكة، و قتل أبوه و هو ابن ست سنين، و هاجر مع النبي صلي الله عليه و آله و سلم و هو ابن (11

سنة). و تعلم و تفقه في الدين، فكان رأسا بالمدينة في القضاء و الفتوي و القراءة و الفرائض، و كان عمر يستخلفه علي المدينة اذا سافر، فقلما رجع الا أقطعه حديقة من نخل، و كان ابن عباس يأتيه الي بيته للأخذ عنه، و يقول: العلم يؤتي و لا يأتي، و كان أحد الذين جمعوا القرآن في عهد النبي صلي الله عليه و آله و سلم من الأنصار، و عرضه عليه، و هو الذي كتبه في المصحف لأبي بكر، ثم لعثمان حين جهز المصاحف الي الأمصار. له في كتب الحديث (92) حديثا. توفي سنة 45 هجرية، ورثاه حسان بن ثابت. (الأعلام: ج 3 ص 57).

[71] معاوية بن أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف القرشي الأموي، مؤسس الدولة الأموية في الشام، و أحد دهاة العرب المتميزين الكبار، ولد بمكة سند 20 ق. ه، و أسلم يوم فتحها (8 ه) و تعلم الكتابة و الحساب، فجعله رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم كاتبه، و لما ولي عمر جعله واليا علي الأردن، و رأي فيه حزما و علما فولاه دمشق، فجمع له الديار الشامية، و لما قتل عثمان و تولي الامام علي وجه أمره بعزل معاوية، و علم معاوية بالأمر قبل وصول البريد، فنادي بثأر عثمان واتهم عليا بدمه، و بعد شهادة علي تسلم معاوية الخلافة بعد تنازل الحسن عنها سنة 41 هجرية، و دامت له الخلافة الي أن بلغ سن الشيخوخة. له (130) حديثا في كتب الحديث. و هو أول مسلم ركب بحر الروم للغزو، و هو أول من جعل دمشق مقر الخلافة، و أول من اتخذ المقاصير المحصنة، و

أول من أتخذ الحرس و الحجاب في الاسلام، و أول من نصب المحراب في المسجد، و كان يخطب جالسا. (الأعلام: ج 7 ص 262).

[72] حنظلة بن الربيع صيفي التميمي، صحابي، يقال له: (حنظلة الكاتب) لأنه كان من كتاب النبي صلي الله عليه و آله و سلم و هو ابن أخي أكتم بن صيفي. شهد القادسية و نزل الكوفة، و تخلف عن علي يوم الجمل، و نزل قرقيسياء (بين الخابور و الفرات) حتي مات في خلافة معاوية، نحو سنة 45 هجرية (الأعلام: ج 2 ص 286).

[73] الزبير بن العوام بن خويلد الأسدي القرشي؛ أبوعبدالله، الصحابي الشجاع، أول من سل سيفه في الاسلام، و هو ابن عمة النبي صلي الله عليه و آله و سلم و له 12 سنة، شهد بدرا و أحدا و غيرهما، و كان علي بعض الكراويس في اليرموك، و شهد الجابية مع عمر بن الخطاب. كان موسرا كثير المتاجر، خلف أملاكا، و كان طويلا جدا اذا ركب تخط رجلاه الارض. قتله ابن جرموز غيلة يوم الجمل بوادي السباع سنة 36 هجرية، له (38) حديثا في كتب السنة (الأعلام: ج 3 ص 43).

[74] محمد بن مسلمة الأوسي الأنصاري الحارثي؛ أبوعبدالرحمان، صحابي من الأمراء، من أهل المدينة، شهد بدرا و ما بعدها الا غزوة تبوك. و استخلفه النبي صلي الله عليه و آله و سلم في بعض غزواته، و ولاه عمر علي صدقات جهينة، و اعتزل الفتنة في أيام علي، فلم يشهد الجمل و لا صفين، و كان عند عمر معدا لكشف أمور الولاة في البلاد، مات بالمدينة سنة 43 ه. (الأعلام: ج 7 ص 97).

[75] عبد الله بن مسعود بن غافل بن حبيب الهزلي؛

أبوعبد الرحمان، صحابي، من أكابرهم فضلا و عقلا و قربا من رسول الله صلي الله عليه و سلم، و هو من أهل مكة، و من السابقين الي الاسلام، و أول من جهر بقراءة القرآن بمكة، و كان خادم رسول الله الأمين، و صاحب سره و رفيقه في حله و ترحاله و غزواته، يدخل عليه كل وقت و يمشي معه. نظر اليه عمر يوما و قال: و عاء ملي ء علما، و ولي بعد وفاة النبي بيت مال الكوفة، ثم قدم الي المدينة في خلافة عثمان، فتوفي فيها عن نحو ستين عاما (32 ه)، له (848) حديثا في كتاب الحديث. (الأعلام: ج 4 ص 137).

[76] معاذ بن جبل بن عمرو بن أوس الأنصاري الخزرجي: أبوعبدالرحمان، صحابي جليل، و هو أحد الستة الذين جمعوا القرآن علي عهد النبي صلي الله عليه و آله و سلم. أسلم و هو فتي، و آخي النبي بينه و بين جعفر بن أبي طالب، و شهد العقبة مع الأنصار السبعين، و شهد بدرا و أحدا و الخندق و المشاهد كلها مع رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم، بعثه رسول الله بعد غزوة تبوك قاضيا و مرشدا لأهل اليمن، له (157) حديثا، توفي عقيما بناحية الأردن سنة 18 هجرية، و دفن بالقصير المعيني. (الأعلام: ج 7 ص 258).

[77] عمار بن ياسر الكناني المذحجي العنسي القحطاني؛ أبواليقظان، صحابي من الولاة الشجعان ذوي الرأي، و هو أحد السابقين الي الاسلام و الجهر به، هاجر الي المدينة و شهد بدرا و أحد و الخندق وبيعة الرضوان، و كان النبي يلقبه (الطيب المطيب) و في الحديث: «ما خير عمار بين أمرين الا اختار أرشدهما» و هو

أول من بني مسجدا في الاسلام، بناه في المدينة و سماه قباء، و ولاه عمر الكوفة، و شهد الجمل و صفين مع علي، و قتل في صفين سنة 37ه، و عمره ثلاث و تسعون سنة. (الأعلام: ج 5 ص 36).

[78] سلمان: صحابي من مقدميهم، كان يسمي نفسه سلمان الاسلام، أصله من مجوس اصبهان، عاش عمرا طويلا، و قالوا: نشأ في قرية جيان، و رحل الي الشام، فالموصل، فنصيبين، فعمورية، و قرأ كتب الفرس و الروم و اليهود، و قصد بلاد العرب، فلقيه ركب من بني كلب فاستخدموه، ثم استعبدوه و باعوه، فاشتراه رجل من قريضة فجاء به الي المدينة، و علم سلمان بخبر الاسلام، فقصد النبي صلي الله عليه و آله و سلم بقباء و سمع كلامه. كان قوي الجسم، صحيح الرأي، عالما بالشرائع، و هو الذي دل المسلمين علي حفرة الخندق، حتي اختلف عليه الأنصار و المهاجرون، كلاهما يقول: سلمان منا، فقال رسول الله: سلمان منا أهل البيت. و كان أميرا علي المدائن، فأقام فيها الي أن توفي سنة 36 ه. و كان اذا خرج عطاؤه تصدق به، ينسج الخوص و يأكل الخبز الشعير من كسب يده، قال عنه أميرالمؤمنين: امرؤ منا و الينا أهل البيت، من لكم بمثل لقمان الحكيم، علم العلم الأول و العلم الآخر، و قرأ الكتاب الأول و الكتاب الآخر، و كان بحرا لا ينزف. (الأعلام: ج 3 ص 111).

[79] أبوالدرداء عويمر بن مالك بن قيس بن أمية الأنصاري الخزرجي، صحابي، من الحكماء الفرسان القضاة. كان قبل البعثة تاجرا في المدينة، ثم انقطع للعبادة، و لما ظهر الاسلام اشتهر بالشجاعة و النسك، و لاه معاوية قضاء دمشق بأمر عمر بن

الخطاب، و هو أول قاض بها، قال ابن الجزري: كان من العلماء الحكماء، و هو أحد الذين جمعوا القرآن حفظا علي عهد النبي صلي الله عليه و آله و سلم بلا خلاف، توفي في الشام سنة 32 ه. (الأعلام: ج 5 ص 98).

[80] عبدالله بن قيس بن سليم بن حضار بن حرب؛ أبوموسي من بني الأشعر من قحطان، صحابي، من الشجعان الولاة الفاتحين، و أحد الحكمين. ولد في زبيد باليمن سنة 21 ق. ه، و قدم مكة عند ظهور الاسلام فأسلم و هاجر الي أرض الحبشة، ثم استعمله رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم علي زبيد و عدن، و ولاه عمر ابن الخطاب البصرة سنة 17 ه، فافتتح اصبهان و الاهواز، و ولاه عثمان علي الكوفة، و أقره علي عليها. و كان قد جبن الناس عن نصرة علي في الجمل، فعزله علي، و خدعه عمرو بن العاص في التحكيم، فارتد الي الكوفة و توفي فيها سنة 44 ه. (الأعلام: ج 2 ص 114).

[81] مسند أحمد: ج 1 ص 83، الخصائص للنسائي: ص 11، تاريخ بغداد: ج 12 ص 443، تذكرة الخواص: ص 49، تاريخ دمشق: ج 42 ص 389، أسد الغابة: ج 4 ص 22، مستدرك الحاكم: ج 3 ص 146.

[82] السكة: حديدة تحرث بها الارض. (صحاح الجوهري: مادة سكك).

[83] نوادر المعجزات لمحمد بن جرير الطبري: ص 177، دلائل الامامة له أيضا: ص 387، رسالة حول خبر مارية للمفيد: ص 17، الأمالي للشيخ الطوسي: 338، بحارالأنوار: ج 22 ص 53، مسند أحمد: ص 83، مجمع الزوائد للهيثمي: ج 4 ص 329، كنز العمال: ج 5 ص 773 ح 14345، فيض القدير للمناوي: ج

4 ص 226، الفصول في الأصول للجصاص: ج 4 ص 27، الاحكام لابن حزم: ج 3 ص 268، التاريخ الكبير للبخاري: ج 1 ص 177، تاريخ دمشق: ج 54 ص 416، أسد الغابة: ج 5 ص 554، البداية و النهاية: ج 5 ص 325.

[84] راجع تاريخ المدينة المنورة لابن شبة: ج 3 ص 800، و كنز العمال: ج 2 ص 285، و تذكرة الحفاظ: ج 1 ص 7، و شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ج 3 ص 120، و سنن ابن ماجة: ج 1 ص 12، و طبقات ابن سعد: ج 6 ص 2، و المستدرك: ج 1 ص 102.

[85] أي ثقيل النفس، غير طيب و لا نشيط. راجع النهاية: ج 2 ص 11.

[86] مسند أحمد: ج 1 ص 94 و ج 2 ص 724، تاريخ دمشق: ج 38 ص 74، مجمع الزوائد: ج 10 ص 238، مسند أبي يعلي: ج 1 ص 415، أمالي المحاملي: ص 175، كنز العمال: ج 7 ص 192.

[87] الاحكام للآمدي: ج 3 ص 37، الأصول للسرخسي: ج 1 ص 304، المغني لا بن قدامة: ج 12 ص 149.

[88] الفتوحات الاسلامية لزيني دحلان: ج 2 ص 482، كنز العمال: ج 5 ص 457 ح 13597.

[89] المغني لا بن قدامة: ج 5 ص 554، الشرح الكبير: ج 5 ص 546 و ج 10 ص 538، كشف القناع: ج 3 ص 184، شرح مسلم للنووي: ج 10 ص 211.

[90] المقنعة للشيخ المفيد: ص 463، و المدونة الكبري: ج 4 ص 387.

[91] كنز العمال: ج 3 ص 9179، و قد نقل سيد سابق في فقه السنة: ج 3 ص 198 عن البيهقي ذلك.

[92] فقه السنة لسيد سابق:

ج 2 ص 531، المصنف للصنعاني: ج 9 ص 477، الفائق في غريب الحديث: ج 3 ص 397، الاحكام لابن حزم: ج 7 ص 1025.

[93] الطرق الحكمية لابن القيم الجوزية: ص 53، كنز العمال: ج 3 ص 96 نقلا عن البغوي. و الآية: 115 من سورة النحل.

[94] و في رواية (لا تراني شدة) الرياض النضرة: ج 2 ص 50 و ص 194، ذخائر العقبي: ص 82، كفاية الشنقيطي: ص 57، و خرجها ابن حزم في المحلي: ج 7 ص 76 مسندا عن ابن أذينة العبدي.

[95] لا يتسع المقام في هذا الباب الا لبعض أمثال: - قاضاه خصم الي عمر، و ناداه عمر: قم يا أباالحسن، و لاحظ عمر أنه تألم فسأله، فقال: «تألمت اذ كنيتني و لم تكن خصمي، فلم تسو بيننا». - و قاضاه يهودي - و هو خليفة - في درع، و لم تكن للخليفة بينة، فقضي القاضي ضده، فأسلم اليهودي لما رأي من العدل. - و أودع قرشيان مائة دينار لدي قرشية، علي ألا تدفعها لأحدهما دون الآخر، و لبثا حولا، ثم جاء أحدهما و ادعي أن الآخر مات، فدفعت اليه المال، ثم جاءها الآخر فأخبرته، فترافعا الي علي، و عرف علي أن الرجلين مكرابها، فقال للرجل، أليس قلتما لها: لا تدفعي لواحد دون صاحبه؟ قال: بلي، قال: اذهب فجي ء بصاحبك، فذهب و لم يرجع. و هذه اللفتات المرتجلة تصدر عن وحدة فكرية في أمور الاثبات و الاجراءات و ادارة الجلسات، و هي دلائل متضافرة علي اقتدار مقطوع القرين، لعقل قضائي أجمع الصحابة العظماء علي أنه أقضاهم. (منه).

[96] أذينة العبدي، هو ابن سلمة بن الحارث، ولي قضاء البصرة، و كان رأس عبدالقيس في زمن

عثمان، ثم أدرك الجمل فكان له فيها ذكر. قال بعضهم: لا تثبت له صحبة، و ادعاه بعضهم مرسل، و قال بعض: هو تابعي من أهل الكوفة، و هو أعلم بأهل بلده من غيره. روي عن عمر، و روي عنه ابنه عبد الرحمان، و كذا روي عن النبي. (أسد الغابة: ج 1 ص 58).

[97] المحلي: ج 7 ص 75، الاستيعاب: ج 3 ص 1103 و ص 1106، الرياض النضرة: ج 3 ص 162، ذخائر العقبي: 79، أرجح المطالب: ص 121.

[98] الاستيعاب: ج 3 ص 39 و 1103، الرياض النضرة: ج 3 ص 194، مناقب الخوارزمي: ص 48، شرح الجامع الصغير للشيخ محمد الحنفي: ص 417، تذكرة الخواص: 87، مطالب السؤول: ص 13، فيض القدير: ج 4 ص 357، ينابيع المودة: ج 39 ص 147، البداية و النهاية: ج 7 ص 359، تاريخ الخلفاء للسيوطي: ص 171.

[99] هو مالك بن الحارث بن عبد يغوث النخعي، المعروف بالأشتر، أمير من كبار الشجعان، كان رئيس قومه، أدرك الجاهلية، و أول ما عرف عنه أنه حضر خطبة عمر في الجابية، و سكن الكوفة و له نسل فيها، شهد اليرموك و ذهبت عينه فيها، شهد يوم الجمل و أيام صفين مع علي، و ولاه علي مصر، فقصدها، فمات في الطريق (38 ه)، فقال علي: «رحم الله مالكا، فلقد كان لي كما كنت لرسول الله». و له شعر جيد، و يعد من الشجعان الأجواد العلماء الفصحاء. (الأعلام: ج 5 ص 259). [

[100] الأشتر أول من عبر التعبير الشهير في شأن معاوية حين سئل: أشهد معاوية بدرا؟ فأجاب: نعم، من الجانب الآخر، أي جانب المشركين (منه).

[101] نهج البلاغة ضبط صبحي الصالح: ص 427 الكتاب

(53)، تحف العقول للحراني: ص 127، شرح النهج لا بن ابي الحديد المعتزلي: ج 17 ص 32.

[102] ينابيع المودة: ج 2 ص 416، تذكرة الحفاظ للذهبي: ج 1 ص 13، الدر المنثور للسيوطي: ج 5 ص 332، نظم در السمطين للزرندي الحنفي: ص 151، سنن الدارمي: ج 1 ص 89، حلية الأولياء: ج 1 ص 77، كنز العمال: ج 10 ص 262 ح 29387، الصواعق المحرقة: 130.

[103] ان قضية تزويج أم كلثوم من عمر لم تثبت تاريخيا، لا رواية و لا دراية، حيث انها لم ترد في صحاح السنة، بل و لم ترد في الكتب الحديثية المعتبرة و الأسانيد المعول عليها، و انما وردت في بعض الكتب التاريخية، و كلها مناقش في سندها، اذ هي ضعيفة سندا. و أما ما ورد في كتب الشيعة من الروايات فهي علي ثلاثة أصناف: 1- ما كان منها ضعيف سندا، و لا يعتد به. 2- ما كانت غير مقبولة من حيث المضمون بأن الله زوجه جنية تشبهت بأم كلثوم. 3- ما كانت صحيحة السند، و هي علي نوعين: ما كانت مؤولة، و ما كانت معارضة بروايات تكذب خبر التزويج. هذا ما يمكن أن يقال في أسانيد الروايات. أما من حيث دلالتها فهي بصورها المختلفة مخالفة للآداب الاجتماعية و العرفية و الضوابط الشرعية التي لا تليق بأميرالمؤمنين علي بن أبي طالب و عمر بن الخطاب، و قد صنف علماء الشيعة عدة كتب في رد هذه القضية. راجع في ذلك: تزيوج أم كلثوم من عمر للسيد علي الميلاني، كشف البصر للسيد محمد علي الحلو. و قد ذكر السيدان جملة من الأدلة علي ذلك، و أشاروا الي بعض المصادر التي كتبت عن هذه الواقعة التاريخية منها:

نفي زواج أم كلثوم من عمر للسيد المقرم، عدم تزويج أم كلثوم من عمر لمحمد جواد البلاغي، افحام الأعداء و الخصوم للسيد ناصر الهندي، الكنز المكتوم للسيد علي أظهر النقوي، العقد المنظوم لمحمد حسنين سابق، السر المختوم في رد زواج أم كلثوم للعلامة محمد ان شاء الله الحنفي، و هو من علماء أهل السنة.

[104] والثالثة هي الراية يوم خيبر. راجع مسند أحمد: ج 2 ص 144، الصواعق المحرقة: 127، البداية و النهاية: ج 7 ص 354، مجمع الزوائد: ج 9 ص 121، و قال: رواه أبويعلي في الكبير.

[105] لقد نقل الحديث جمع كثير من ائمة السنة و حفاظهم في الصحاح و المسانيد بطرق متعددة، و قد أرسلوه ارسال المسلمات، و قد عد المحقق الأميني منهم مائة و ثلاثة و أربعين مصدرا، فاذا أردت الاستزادة فارجع الي الغدير: ج 6 ص 61 - 77.

[106] و هو ابن أبي محفن.

[107] الأربعين لمحمد طاهر: ص 419، بحارالأنوار: ج 41 ص 146، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد المعتزلي: ج 1 ص 25، ارشاد الطالبين: ص 364، الطرائف لابن طاوس: ص 515.

[108] العباس بن مرداس بن أبي عامر السلمي، من مضر؛ أبوالهيثم، شاعر، فارس، من سادات قومه. أمه الخنساء الشاعرة، أدرك الجاهلية و الاسلام، و أسلم قبيل فتح مكة، و كان من المؤلفة قلوبهم. و يدعي فارس العبيد - بالتصغير - و هو فرسه، و كان بدويا قحا، لم يسكن مكة و لا المدينة، و اذا حضر الغزو مع النبي صلي الله عليه و آله و سلم لم يلبث بعده أن يعود الي منازل قومه، و كان ينزل في بادية البصرة، و بيته في عقيقها، و كان ممن ذم الخمر و حرمها في الجاهلية، و مات

في خلافة عمر سنة 18 ه. (الأعلام: ج 3 ص 267).

[109] عيينة بن حصن بن حذيقة بن بدر، يقال: كان اسمه حذيفة فلقب «عيينة» لشجة أصابته فجحطت عيناه. صحابي من المؤلفة قلوبهم، و لم تصح عنه رواية. أسلم قبل الفتح، و كان ممن ارتد في عهد أبي بكر، و مال الي طلحة فبايعه، ثم عاد الي الاسلام، و كان فيه جفاء البادية، يقال له: الأحمق المطاع في قومه. (الاصابة: ج 4 ص 638).

[110] الاقرع بن حابس بن عقال بن محمد بن سفيان التميمي المجاشعي الدارمي، و فد علي النبي صلي الله عليه و آله و سلم، و شهد فتح مكة و حنينا و الطائف، و هو من المؤلفة قلوبهم، و قد حسن اسلامه. كان حكما في الجاهلية. (الاصابة: ج 1 ص 252).

[111] تردد الرواة بنقل هذه الرواية بين الامام علي عليه السلام و بين بلال الحبشي، فقد ذكرها المجلسي في البحار: ج 21 ص 160 - 171 بحق الامام علي عليه السلام و ذكرها آخرون بحق بلال من مثل: حاشية رد المحتار: ج 6 ص 745، كنز العمال: ج 3 ص 848، تاريخ دمشق: ج 37 ص 319، تاريخ جرجان للسهمي: ص 281، النهاية في غريب الحديث: ج 4 ص 83. و منهم من ذكرها بحق رجل من أصحاب النبي لم يعرف باسمه، فذهب الصحابي ليقطع لسانه بالسكين الا أن عليا عليه السلام أدركه، و قال له: المراد: أحسن اليه. راجع شرح أصول الكافي للمازندراني: ج 10 ص 280.

[112] روي الأنباري في تاريخ الأدباء أن سبب وضع علي كرم الله وجهه لهذا العلم ما روي أبوالأسود الدؤلي (67 ه) حيث قال: دخلت علي أميرالمؤمنين علي فوجدت في يده رقعة،

فقلت: ما هذه يا أميرالمؤمنين؟ فقال: اني تأملت كلام العرب فوجدته قد فسد بمخالطة هذه الحمراء (يعني الأعاجم) فأردت أن أضع شيئا يرجعون اليه، ثم ألقي الي الرقعة و مكتوب فيها: (الكلام كله اسم و فعل و حرف. فالاسم ما أنبأ عن المسمي، و الفعل ما أنبئ به، و الحرف ما أفاد معني) و قال لي: انح هذا النحو، و أضف اليه ما وقع عليك، و أعلم يا أباالأسود أن الأسماء ثلاثة.. ظاهر و مضمر و اسم لا ظاهر و لا مضمر: و انما يتفاضل الناس يا أبا الأسود فيما ليس بطاهر و لا مضمر (أراد بذلك الاسم المبهم) قال: ثم وضعت بابي العطف و النعت، ثم بابي التعجب و الاستفهام، الي أن وصلت الي باب «ان» و أخواتها، فكتبتها ما خلا «لكن» فلما عرضتها علي أميرالمؤمنين عليه السلام أمرني بضم «لكن» اليها. و كلما وضعت بابا من أبواب النحو عرضته عليه الي أن حصلت ما فيه الكفاية. فقال: ما أحسن هذا النحو الذي نحوت! فلذا سمي النحو. و ان المرء ليلاحظ أن هذا الفتح العظيم في العلم كان من اهتماماته و هو أمير للمؤمنين، ليس لديه يوم واحد خلا من معركة أو استعداد لمعركة، و أن أباالأسود هو واضع علامات الاعراب في المصحف في أواخر الكلمات بصبغ يخالف لون المداد الذي كتب به المصحف، فجعل علامة الفتح نقطة فوق الحرف، و الضم نقطة الي جانبه، و الكسر نقطة في أسفله، و التنوين مع الحركة نقطتين. ثم وضع نصر بن عاصم (89 ه) تلميذ أبي الأسود النقط و الشكل لأوائل الكلمات و أواسطها، ثم جاء الخليل بن أحمد (175 ه) فشارك في اتمام بقية الاعجام. و الخليل

شيعي كأبي الأسود، و هو واضع علم العروض، و صاحب المعجم الأول، و واضع النحو علي أساس القياس. فاللغة العربية مدينة لعلي و تلاميذ علي، و كمثلها البلاغة العربية. و علي معدود من خطباء التاريخ العالمي بخطبه و المناسبات التي دعت اليها. (منه).

[113] المستدرك علي الصحيحين: ج 3 ص 111، الاستيعاب لابن عبدالبر: ج 3 ص 27، شواهد التنزيل: ج 1 ص 117، تاريخ دمشق: ج 1 ص 161، تلخيص المستدرك للذهبي المطبوع بهامش المستدرك: ج 3 ص 111، مجمع الزوائد: ج 9 ص 146، مسند أبي يعلي: ج 6 ص 169، الطبقات لابن سعد: ج 2 ص 263، ذخائر العقبي: ص 86،59، كفاية الطالب الحافظ الكنجي: ص 193، الرياض النضرة: ج 2 ص 202 ص 118، المناقب للخوارزمي: ص 58.

[114] الاستيعاب: ج 3 ص 1104، ينابيع المودة: ص 372، فتح الباري: ص 137، أسد الغابة: ج 4 ص 23، الصواعق المحرقة: ص 76، تاريخ دمشق: ج 3 ص 45، تهذيب الأسماء و اللغات للنووي: ج 1 ص 344.

[115] الاستيعاب: ج 3 ص 1103، المستدرك للحاكم: ج 3 ص 135، أسد الغابة: ج 4 ص 32، الرياض النضرة: ج 2 ص 198، تاريخ الاسلام للذهبي: ج 1 ص 199، تاريخ الخلفاء للسيوطي: ص 66، ينابيع المودة: ص 286، نور الابصار للشبلنجي: ص 74، تاريخ دمشق: ج 3 ص 34، مجمع الزوائد: ج 9 ص 116، فتح الباري: ج 8 ص 59، شواهد التنزيل: ج 1 ص 24.

[116] راجع فتح الملك العلي لأحمد بن صديق المغربي: ص 157 و 158 - 159.

[117] مروج الذهب: ج 2 ص 4.

[118] المستدرك: ج 3 ص 483.

[119] الكفاية: ص 26 و

261.

[120] في كتابه شرح الخريدة الغيبية في شرح القصيدة العينية: ص 15 و 75 و قال: و كون الأمير كرم الله وجهه ولد في البيت أمر مشهور في الدنيا. و ذكر في كتب الفريقين: السنة والشيعة...، و لم يشتهر وضع غيره كما اشتهر وضعه، بل لم تتفق الكلمة عليه، و ما أحري بامام الأئمة أن يكون وضعه فيما هو قبلة للمؤمنين.

[121] و قد ذكره علماء آخرين: تذكرة خواص الأمة لسبط ابن الجوزي: ص 7، الفصول المهمة لابن الصباغ المالكي: ص 14، السيرة النبوية لنور الدين الحلبي: ج 1 ص 150، شرح الشفا للشيخ علي القاري الحنفي: ج 1 ص 151، مطالب السؤول لمحمد بن طلحة الشافعي: ص 11، نزهة المجالس للصفوري الشافعي: ج 2 ص 204، نور الأبصار للشبلنجي: ص 76، كفاية الطالب للشنقيطي: ص 37، المستدرك علي الصحيحين: ج 3 ص 483، تاريخ ابن الخشاب: ص 88، أسد الغابة: ج 4 ص 31.

[122] جامع الرواة: ج 1 ص 152، الخصائص للنسائي: ص 16، سنن الترمذي: ج 2 ص 297، صحيح البخاري: ج 4 ص 207، مسند أحمد: ج 5 ص 170 ح 17051 و ج 4 ص 136 و ص 437، خصائص الوحي المبين للثعلبي: ص 141، حلية الأولياء لأبي نعيم: ج 1 ص 3، الكامل لابن الأثير: ج 2 ص 205، المناقب لابن المغازلي: ص 224، تفسير الكشاف للزمخشري: ج 2 ص 172.

[123] مسند أحمد: ج 2 ص 144، مجمع الزوائد: ج 9 ص 121.

[124] فتح الباري: ج 7 ص 3 ح 3651، البداية و النهاية: ج 6 ص 283 و ج 1 ص 114، معجم البلدان: ج 4 ص 332، الاصابة: ج 1 ص

21، فيض القدير: ج 6 ص 571، نيل الأوطار للشوكاني: ج 9 ص 230.

[125] سورة الصافات: 84.

[126] الدر المنثور في التفسير بالمأثور: ج 6 ص 379. و ممن خرجه من أهل السنة: تاريخ دمشق: ج 2 ص 442 ح 951 و ص 348 ح 849 و 851، فتح القدير للشوكاني: ج 5 ص 464، المناقب للخوارزمي: ص 62، شواهد التنزيل للحسكاني: ج 2 ص 362 ح 1139، كفاية الطالب للكنجي: ص 313،245 ،314، تذكرة الخواص لسبط ابن الجوزي: ص 54، فرائط السمطين: ج 1 ص 156، ينابيع المودة: ص 62.

[127] سورة البينة: 7، و تتمتها التي هي محل الشاهد قوله تعالي: (أولئك هم خير البرية).

[128] الصواعق المحرقة لابن حجر: ص 96، نورالأبصار للشبلنجي: ص 70 و 101، الدر المنثور للسيوطي: ج 6 ص 379، روح المعاني: ج 30 ص 207، الفصول المهمة: ص 105، نظم درر السمطين للزرندي الحنفي: ص 92، ينابيع المودة للقندوزي: ص 301، كنز العمال: ج 15 ص 137 ح 398، مجمع الزوائد للهيثمي: ج 9 ص 131، تفسير الطبري: ج 30 ص 146.

[129] الصواعق المحرقة: ص 159 مجمع الزوائد للهيثمي: ج 9 ص 748 ح 16431، تاريخ بغداد: ج 12 ص 358، مناقب آل الرسول: ص 1264.

[130] الاقماح؟: هو رفع الرأس مع غض البصر، يقال: أقمحه الغل، أي: ترك رأسه مرفوعا لضيقه، و منه قوله تعالي: (مقمحون).

[131] النهاية في غريب الحديث: ج 4 ص 106، و لا حظ أيضا مجمع الزوائد: ج 9 ص 131، و المعجم الأوسط: ج 4 ص 187، و كنز العمال: ج 13 ص 156، و تفسير فرات: ص 583، و شواهد التنزيل: ج 2 ص 461 و

464.

[132] ربيع الأبرار: ج 1 ص 808.

[133] لم أجد في خصائص أميرالمؤمنين للنسائي الا موردا واحدا في ص 75، عند الحديث عن ابن عباس؛ قال: كان من شيعة علي عليه السلام...، و لم يرد مثل هذا المعني في مسند أحمد.

[134] الفصل في الملل و النحل: ج 2 ص 113.

[135] لم يورث الخليفة الزهراء من أبيها، و قصد اليها مع عمر يذكران لها حديث الرسول في حرمانها من ميراثها، قال الصديق: اني سمعته صلي الله عليه و سلم يقول: «نحن معاشر الأنبياء لا نورث» ثم قال الصديق: و الله ان قرابة رسول الله أحب الي من قرابتي، و انك أحب الي من عائشة (بنته)، قالت، أرأيتكما ان حدثتكما حديثا عن رسول الله تعرفانه و تعملان به؟ قالا: نعم، قالت: ألم تسمعا قول الرسول: «رضا فاطمة من رضاي، و سخط فاطمة من سخطي»، قالا: سمعنا قالت: اني أشهد الله أنكما أسخطتماني، و ما أرضيتماني، و لئن لقيت رسول الله لأشكونكما اليه...، و خرجا يبكيان. فلقد كانت تبكي، و لقد كانت لله لا للدنيا دموع الزهراء، و الصديق و الفاروق! و أهل السنة ينحون نحوهما في تفسير الحديث النبوي، و الشيعة لا يتسامحون في حرمان الزهراء ميراثها. و من الغلاة في الخصومة للشيخين من يقولون: ان عمر كان سبب البيعة لأبي بكر يوم السقيفة، اذ قال له: امدد يدك أبايعك، و ان أبابكر كان مصدر البيعة لعمر يوم استخلفه؛ ليصرفا الأمر عن علي، مع أن البيعة كانت عامة من الأمة. و أهل السنة علي أن الصحابة اجتهدوا للمسلمين، و أن عليا أيدهم في اجتهادهم اذ بايع، بل تبع رأي عمر فيما بعد لما جعل عمر الأمر شوري في الستة، ثم

كان أصدق المسلمين في طاعة عثمان. (منه).

[136] و منذئذ كانت لعلي شيعته، قال أبان بن تغلب: قلت لجعفر بن محمد (الصادق) جعلت فداك، هل كان أحد من أصحاب رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم أنكر علي أبي بكر فعله؟ قال: «نعم، اثنا عشر رجلا، من المهاجرين: خالد بن سعيد بن العاص، و سلمان الفارسي، و أبوذر الغفاري، و المقداد بن الأسود، و عمار بن ياسر، و بريدة الأسلمي. و من الأنصار: أبوالهيثم بن التيهان، و سهل و عثمان ابنا حنيف، و خزيمة بن ثابت، و أبي بن كعب، و أبوأيوب الأنصاري». (منه).

[137] شم: من الأضداد، بمعني السل و الاغماد. (النهاية في غريب الحديث: ج 2 ص 521).

[138] الفائق في غريب الحديث لجار الله الزمخشري: ج 2 ص 224، كنز العمال: ج 5 ص 658 ح 14158 و 664 ح 14166.

[139] بحارالانوار: ج 40 ص 194، شرح نهج البلاغة: ج 9 ص 95، الاخبار الطوال: ص 134، تاريخ الطبري: ج 4 ص 114 - 126، فتوح البلدان، ج 2 ص 286 - 297.

[140] ذكر اليعقوبي في تأريخه: ج 2 ص 158 -159: «و لو وليهم يحملهم علي منهج الطريق فأخذ المحجة الواضحة». و ذكر ابن ابي الحديد في شرح النهج: ج 1 ص 62 و ص 185 و ص 186؛ و عبد الفتاح عبد المقصود في كتابه الامام علي: ج 1 ص 310: «أما والله لئن وليتهم لتحملنهم علي الحق الواضح و المحجة البيضاء».

[141] مجمع الزوائد: ج 9 ص 142، المعجم الكبير للطبراني: ج 1 ص 100، نظم درر السمطين للزرندي: ص 140، ارواء الغليل للألباني: ج 6 ص 75، البداية و النهاية: ج 7

ص 362، تاريخ الطبري: ج 4 ص 112 - 113.

[142] و لكن الشيعة تذهب الي أنه عهد الي الحسن بأمر من رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم.

[143] هو عقيل بن عبد مناف (أبي طالب) بن عبد المطلب، الهاشمي القرشي، و كنيته أبويزيد، أعلم قريش بأيامها و مآثرها و مثالبها و أنسابها، صحابي، فصيح اللسان، شديد الجواب، و هو أخو (علي) و (جعفر) لأبيهما، و كان أسن منهما. و برز اسمه في الجاهلية، و كان أحد أربعة الذين يتحاكم اليهم في المنافرات، هاجر الي المدينة سنة 8 هجرية، و شهد غزوة مؤتة، و ثبت يوم حنين. و كان الناس يأخذون عنه الأنساب و الأخبار في مسجد المدينة، توفي أواخر خلافة معاوية سنة 60 ه، و كان في حلب و أطرافها جماعة ينتسبون اليه و يعرفون ببني عقيل. (الأعلام: ج 4 ص 242).

[144] مخرمة بن نوفل بن أهيب بن عبدمناف الزهري القرشي؛ أبوصفوان، صحابي، عالم بالأنساب، أسلم يوم الفتح، و كان النبي صلي الله عليه و آله يتقي لسانه و يداريه بعد أن أسلم، و قد عمر طويلا، قيل: مائة و خمس عشرة سنة، و كف بصره في زمن عثمان، و مات بالمدينة و سنة 54 هجرية. (الأعلام: ج 7 ص 193).

[145] جبير بن مطعم بن عدي بن نوفل بن عبدمناف القرشي؛ أبوعدي صحابي، كان من علماء قريش و سادتهم، توفي بالمدينة سنة 59 ه. عده الجاحظ من كبار النسابين. و في الاصابة: كان أنسب قريش لقريش و العرب قاطبة. له ستون حديثا في الكتب الحديثية السنية. (الأعلام: ج 2 ص 112).

[146] كنز العمال: ج 4 ص 565 ح 11657، فتوح البلدان للبلاذري: ج 3

ص 549،: تاريخ الطبري: ج 3 ص 278، شرح النهج: ج 12 ص 94، طبقات ابن سعد: ج 3 ص 295.

[147] الأحكام السلطانية للماوردي: ص 177، و قد ذكر الماوردي أن عليا عليه السلام خالف عمر في ذلك.

[148] العباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبدمناف؛ أبوالفضل، من أكابر قريش في الجاهلية و الاسلام، و جد الخلفاء العباسيين. كان محسنا لقومه، سديد الرأي، واسع العقل، مولعا باعتاق العبيد، كارها للرق، اشتري سبعين عبدا و أعتقهم، و كانت له سقاية الحاج و عمارة المسجد الحرام، أسلم قبل الهجرة و كتم اسلامه، و أقام بمكة يكتب الي الرسول أخبار المشركين، ثم هاجر الي المدينة، و شهد وقعة حنين، فكان ممن ثبت حين انهزم الناس، و شهد فتح مكة، و عمي في آخر عمره. و كانت وفاته في المدينة سنة 32 ه عن عمر 83 سنة، و له في كتب الحديث السنية (35) حديثا. (الأعلام: ج 3 ص 262).

[149] صفية بنت عبد المطلب بن هاشم، سيدة قريشية، شاعرة باسلة، و هي عمة النبي صلي الله عليه و آله و سلم، أسلمت قبل الهجرة، و هاجرت الي المدينة. و كان رسول الله اذا خرج لقتال عدوه من المدينة، يرفع أزواجه و نساءه في حصن حسان بن ثابت، فلما كان يوم (أحد) صعدت صفية معهن، و تخلف عندهن حسان، فجاء يهودي فلصق بالحصن يتجسس، فقالت صفية لحسان: انزل اليه فاقتله، فتواني حسان، فأخذت عمودا و نزلت، و فتحت الباب بهدوء، و حملت علي الجاسوس فقتلته، و رأت المسلمين يتراجعون يوم (أحد) فتقدمت و بيدها رمح تضرب في وجوه الناس و تقول: أأنهزمتم عن رسول الله؟! فأشار الرسول صلي الله عليه و آله

و سلم الي الزبير بن العوام أن يبعدها عن أخيها (حمزة). لها مراث رقيقة، و في شعرها جودة، ماتت سنة 20 ه. (الأعلام: ج 3 ص 206).

[150] أسامة بن زيد بن حارثة، من كنانة عوف؛ أبومحمد، صحابي جليل، و لد بمكة و نشأ علي الاسلام، لأن أباه كان من أوائل الناس اسلاما، و كان رسول الله يحبه. هاجر مع النبي الي المدينة، و أمره النبي و لم يبلغ العشرين من عمره، فكان مظفرا موفقا. و لما توفي الرسول صلي الله عليه و آله و سلم رحل أسامة الي وادي القري فسكنه، ثم انتقل الي دمشق في أيام معاوية، ثم عاد الي المدينة فأقام الي أن مات بالجرف في أواخر أيام معاوية سنة 54 ه. و في تاريخ ابن عساكر: أن رسول الله استعمل أسامة علي جيش فيه أبوبكر و عمر. (الأعلام: ج 1 ص 291).

[151] هو عبدالله بن عمر بن الخطاب العدوي؛ أبوعبدالرحمان، صحابي، كان جريئا جهيرا. نشأ في الاسلام و هاجر الي المدينة مع أبيه، و شهد فتح مكة، و مولده و وفاته فيها. أفتي الناس في الاسلام ستين سنة، و لما قتل عثمان عرض عليه نفر أن يبايعوه بالخلافة فأبي، و غزا أفريقية مرتين، و كف بصره في آخر حياته، و هو آخر من توفي بمكة من الصحابة سنة 73 ه، عن عمر يناهز 83 سنة، له في كتب الحديث (2630) حديثا. (الأعلام: ج 4 ص 108).

[152] تاريخ اصبهان: ج 2 ص 290.

[153] هي هند بنت سهيل بن المغيرة، القرشية المخزومية، زوجية النبي صلي الله عليه و آله و سلم، تزوجها في السنة الرابعة للهجرة، و كانت من أكمل النساء عقلا و خلقا، و

هي قديمة الاسلام، هاجرت مع زوجها الأول الي الحبشة، و ولدت له ابنه (سلمة)، و رجعا الي مكة، ثم هاجرا الي المدينة، فولدت له ابنتين و ابنا. و مات أبوسلمة في المدينة أثر جرح، فخطبها أبوبكر فلم تتزوجه، و خطبها النبي فقالت لرسوله: مثلي لا يصلح للزواج، فانني تجاوزت السن فلا يولد لي، و انني امرأة غيور و عندي أطفال، فأرسل اليها النبي صلي الله عليه و آله و سلم: أما السن فأنا اكبر منك، و أما الغيرة فيذهبها الله، و أما العيال فالي الله و رسوله، و تزوجها. و كان لها يوم الحديبية رأي أشارت به علي رسول الله دل علي وفور عقلها. توفيت سنة 62 ه عن عمر كبير، و لها في كتب الحديث (378) حديثا. (الأعلام: ج 8 ص 98).

[154] الأحكام السلطانية للماوردي: ص 201.

[155] ربما أوضح أن المال - بالنسبة للصحابة رضوان الله عليهم - لم يكن وسيلة للثراء، و انما كان حقا لهم يجي ء من بيت المال، لينفقوه في وجوهه، و مساعدة المحتاجين. ان أم المؤمنين زينب بنت جحش تصدقت بالمال كله، و تمنت أن تموت قبل أن يحول الحول، فاستجاب لها ربها، فكانت أسرع زوجات الرسول لحوقا به، و ان أم المؤمنين عائشة لم ترض أن تنماز عن أمهات المؤمنين، و ان أموالهن كانت تجري الي المسلمين. و روي الطبراني و أبونعيم عن خزيمة بن أوس قال: قدمت علي النبي يوم تبوك، فسمعته يقول: «هذه الحيرة قد رفعت الي، و انكم ستفتحونها، و هذه الشيماء بنت فضيل الأزدي علي بغلة سوداء معتجرة بخمار أسود» فقلت: يا رسول الله، ان نحن دخلنا الحيرة فوجدناها علي هذه الصفة فهي لي؟ فقال عليه الصلاة

و السلام: «هي لك». فأقبلنا مع خالد نريد الحيرة، فلما دخلناها كان أول من تلقانا الشيماء علي بغلة سوداء معتجرة بخمار أسود، فتعلقت بها و قلت: هذه وهبها رسول الله لي، فطلب مني خالد البينة، فأتيته بها، فسلمها لي، و نزل اليها أخوها عبد المسيح فقال لي: أتبيعينها؟ قلت: نعم، قال: احتكم، لا أبيعها بأقل من ألف درهم، فدفعها، فقيل لي: لو قلت: مائة ألف لدفعها! قلت: لا أحسبت مالا أكثر من ألف درهم. قال الطبراني: و بلغني أن البينة كانت محمد بن مسلمة و عبدالله بن عمر. (منه).

[156] كان أبولؤلؤة عبدا للمغيرة بن شعبة، و كان يصنع الأرحاء، و كان المغيرة يستغله كل يوم أربعة دراهم، فلقي أبولؤلؤة عمر، فقال: يا أميرالمؤمنين، ان المغيرة قد أثقل علي غلتي، فكلمه يخفف عني، فقال له عمر: اتق الله و أحسن الي مولاك، و من نية عمر أن يلقي المغيرة فيكلمه ليخفف عنه، فغضب العبد و قال: وسع الناس كلهم عدله غيري، فأضمر علي قتله، فاصطنع له خنجرا له رأسان و شحذه و سمه، ثم أتي به الهرمزان فقال: كيف تري هذا؟ قال: أري أنك لا تضرب به أحدا الا قتلته، فتحين أبولؤلؤة عمر، فجاءه في صلاة الغداة، حتي قام وراء عمر و وجأه في خاصرته، و قيل: ضربه ست ضربات، و قيل غير هذه القصة. (أسد الغابة: ج 4 ص 76).

[157] هكذا نقلها الصنعاني في المصنف: ج 10 ص 357: «لما طعن عمر أرسل الي ناس من المهاجرين فيهم علي، فقال: أعن ملأ منكم كان هذا؟ فقال علي: معاذ الله أن يكون عن ملأ منا، و لو استطعنا أن نزيد من أعمارنا في عمرك لفعلنا...». أما

عبارة المؤلف فلم ينقلها بلفظها، و نقلها الشيخ مغنية في كتابه «الشيعة في الميزان»: ص 293 مخرجة عن سلام بن أبي مطيع عن أيوب السختياني عن جعفر بن محمد عن أبيه، و لم يذكر المصدر.

[158] عبدالرحمان بن عوف بن عبد عوف بن عبدالحارث؛ أبومحمد، الزهري القرشي، صحابي و من أكابرهم، و هو أحد الستة من أصحاب الشوري الذين جعل عمر الخلافة فيهم، و هو أحد السابقين الي الاسلام، قيل: هو الثامن، كان من الأجود الشجعان العقلاء، أسمه في الجاهلية: عبد الكعبة و سماه الرسول صلي الله عليه و آله و سلم عبد الرحمان، ولد بعد عام الفيل بعشر سنين 24 ق ه و شهد بدرا و أحدا و المشاهد كلها. جرح يوم أحد 21 جراحة، و اعتق في يوم واحد ثلاثين عبدا، و كان يحترف التجارة و البيع و الشراء، فاجتمعت له ثروة كبيرة. له (65) حديثا في كتب السنة، توفي بالمدينة سنة 32 ه. (الأعلام: ج 3 ص 321).

[159] أنظر الصواعق المحرقة: ص 106.

[160] سير أعلام النبلاء: ج 3 ص 251، صحيح الترمذي: ج 2 ص 240 و ج 5 ص 657 رقم 3769، كنز العمال: ج 6 ص 220، الخصائص للنسائي: ص 122. و لهذا الحديث طرق مختلفة و أسانيد صحيحة مع تغييرات طفيفة بالألفاظ تجدها في: مسند أحمد: ج 2 ص 288، و تاريخ بغداد: ج 1 ص 141، و كنوز الحقائق: ص 134، و مجمع الزوائد: ج 9 ص 180، و كفاية الطالب: ص 200، و ذخائر العقبي: ص 123، و أسد الغابة: ج 2 ص 11، والصواعق المحرقة: ص 137.

[161] الريحان: يطلق علي الرحمة و الرزق و الراحة، و بالرزق سمي

الولد ريحانا. (لسان العرب: ج 2 ص 459).

[162] صحيح البخاري: ج 7 ص 748، صحيح الترمذي: ج 5 ص 615 رقم 3770، مسند أحمد: ج 3 ص 85 و 93 و 114 و 153، خصائص النسائي: ص 37، مستدرك الحاكم: ج 3 ص 165، حلية أبي نعيم: ج 3 ص 201 و ج 5 ص 70، فتح الباري: ج 8 ص 100، مجمع الزوائد: ج 9 ص 181، مسند الطيالسي: ج 8 ص 160، الرياض النضرة: ج 2 ص 232، المعجم الكبير للطبراني: ج 3 ص 127، كنز العمال: ج 12 ص 113 ح 34251، تهذيب الكمال للمزي: ج 6 ص 401، سير أعلام النبلاء: ج 3 ص 381، الاصابة: ج 2 ص 68، الأنساب للسمعاني: ص 477، البداية و النهاية: ج 8 ص 223.

[163] هو جندب بن جنادة بن سفيان بن عبيد، من بني غفار، من كنانة؛ أبوذر، صحابي، من كبارهم، قديم الاسلام، يقال: أسلم بعد أربعة و كان خامسهم، يضرب به المثل في الصدق، و هو أول حيا رسول الله بتحية الاسلام. هاجر بعد وفاة النبي الي الشام، فأقام الي أن توفي أبوبكر و عمر و ولي عثمان، فسكن دمشق، و جعل ديدنه تحريض الفقراء علي مشاركة الأغنياء في أموالهم، فاضطرب هؤلاء، فشكاه معاوية الي عثمان، فلما رجع المدينة فعل مثل ما فعل بالشام، فأمره عثمان بالخروج عن المدينة الي الربذة، و بقي بها منفيا الي أن مات 32 ه و لم يترك حتي كفنا. روي له البخاري و مسلم (281) حديثا. (الأعلام: ج 2 ص 140).

[164] اشارة الي قوله صلي الله عليه و آله و سلم: «ما أظلت الخضراء و ما أقلت الغبراء

أصدق لهجة من أبي ذر» مسند أحمد: ج 2 ص 163، و 175 و 223.

[165] اشارة الي قوله صلي الله عليه و آله لآل ياسر: «صبرا آل ياسر، ان موعدكم الجنة» السيرة النبوية لابن هشام: ج 1 ص 320، الاستيعاب: ج 4 ص 1589.

[166] الصواعق المحرقة: 106 وفيه: «أمرنا خير من بقي و لم نأل».

[167] قرية علي مبعدة ثلاثة أيام من المدينة (منه). أقول: سميت الربذة لجبل عندها أسمه ربذ، و هي من قري المدينة، قريبة من ذات عرق، علي طريق الحجاز اذا وصلت من فيد تريد مكة، فيها قبر أبي ذر الغفاري، مات فيها سنة 32 ه (معجم البلدان: 41 ج 3 ص 24).

[168] الطبقات الكبري لابن سعد: ج 8 ص 38، تاريخ دمشق لابن عساكر: ج 3 ص 154، سير أعلام النبلاء للذهبي: ج 2 ص 253، البداية و النهاية لابن كثير: ج 5 ص 320، السيرء النبوية لابن كثير: ج 4 ص 611.

[169] تاريخ الطبري: ج 5 ص 97، أنساب الأشراف: ج 5 ص 59 - 60، العقد الفريد: ج 3 ص 92، و «يرفأ» هو غلام و حاجب عمر بن الخطاب.

[170] سعيد بن العاص بن سعيد بن العاص بن أمية الأموي القرشي، صحابي من الأمراء الولاة الفاتحين، ربي في حجر عمر بن الخطاب، و ولاه عثمان الكوفة و هو شاب، فلما بلغها خطب في أهلها، فنسبهم الي الشقاق و الخلاف، فشكوه الي عثمان، فاستدعاه الي المدينة، فأقام فيها الي أن كانت الثورة عليه، فدافع سعيد عنه و قاتل دونه الي أن قتل عثمان، فخرج الي مكة و أقام فيها الي أن ولي معاوية الخلافة فعهد اليه بولاية المدينة، فتولاها الي أن مات 59

ه. و فاتح طبرستان، و أحد الذين كتبوا المصحف العثمان، اعتزل الجمل و صفين، و كان قويا، و فيه تجبر و شدة. (الأعلام: ج 3 ص 96).

[171] كان أبوسفيان احدي تبعات معاوية، أرسل معه من دمشق أموالا و أغلالا الي عمر ليظهره علي الأغلال التي كان أساري المسلمين مقيدين بها في حصون الروم، فما رجع أبوسفيان الي المدينة ذهب الي عمر بالأغلال و لم يذهب بالمال، فسأله عمر: أين المال؟ قال: كان علينا دين و مؤونة، و لنا في بيت المال حق، فاذا أخرجت لنا شيئا؟ قال عمر: اطرحوه في القيود حتي يأتي بالمال، فأرسل أبوسفيان فجاء بالمال. (منه).

[172] هو عبدالله بن سعد بن أبي السرح القرشي العامري، فاتح أفريقية، و فارس بني عامر، من أبطال الصحابة، أسلم قبل فتح مكة، و هو من أهلها، و كان من كتاب الوحي للنبي صلي الله عليه و آله، و كان علي ميمنة عمر و بن العاص حين فتح مصر. و قد ولي مصر سنة 25 ه بعد عمرو بن العاص، فاستمر نحو 12 عاما، زحف في خلالها الي أفريقية، فافتتح ما بين طرابلس الغرب و طنجة، و دانت له أفريقيا كلها، و غزا الروم بحرا و ظفر بهم في معركة (ذات الصواري) سنة 34 ه، ثم عاد الي المشرق، و عند عودته علم بمقتل عثمان، و أن عليا أرسل الي مصر واليا آخر، فتوجه الي الشام قاصدا معاوية، و اعتزل الجمل و صفين. مات بعسقلان سنة 37 ه فجأة. (الأعلام: ج 4 ص 89).

[173] عبدالله بن عامر بن كريز بن ربيعة الأموي: أبوعبدالرحمان، أيسر فاتح، ولد بمكة 4 هجرية، و ولي البصرة في أيام عثمان سنة 29 ه،

فوجه جيشا الي سجستان فافتتحها صلحا، و افتتح الداورة و بلادا من دار أبجرد، و هاجم مرو الروذ فافتتحها، و بلغ سرخس فانقادت له، و غيرها من البلاد. شهد قتل عثمان و هو علي البصرة، و شهد وقعة الجمل مع عائشة و لم يحضر صفين. ولاه معاوية البصرة ثلاث سنين ثم صرفه عنها، فأقام بالمدينة، و مات بمكة سنة 59 و دفن بعرفات. قيل: هو أول من اتخذ الحياض بعرفة (في الحجاز) و أجري اليها العين، و سقي الناس الماء. (الأعلام: ج 4 ص 95).

[174] عبد شمس أخو هاشم جد النبي، و هما ابنا عبدمناف. و لعبد شمس بنون، منهم: حبيب جد عبدالله بن عامر. و منهم: أمية أبوحرب والد أبي سفيان، والد معاوية. و منهم: أبوالعاص، و له أبناء منهم عفان أبوعثمان، والحكم أبومروان، و مروان كاتب عثمان. و منهم: أبوعمرو، و له أبناء منهم: أبومعيط جد الوليد بن عقبة الذي حده عثمان للخمر، و هو وال له، و منهم: العاص أبوسعيد، أحد ولاة عثمان. و منهم: أبوالعيص جد عتاب بن أسيد عامل النبي علي مكة، حيث ولي النبي أعداءه السابقين و لم يول أهله. (منه).

[175] هو أخو محمد بن مسلمة المتقدم ذكره و ترجمته، و كان من رواة الحديث المفق عليه سنة و شيعة.

[176] تاريخ الطبري: ج 3 ص 394 - ص 407، تفسير القرطبي: ج 8 ص 82، شرح نهج البلاغة: ج 2 ص 145، الغدير: ج 9 ص 182.

[177] راجع مالك بن أنس امام دار الهجرة، للمؤلف، حيث تفصيل أكثر للخلاف بين أهل المدينة و عثمان. (منه).

[178] محمد بن طلحة بن عبيدالله القرشي التيمي؛ أبوسليمان، صحابي، ولد في حياة النبي صلي الله عليه

و آله و سلم و سماه باسمه، قتل يوم الجمل سنة 36 ه. (الأعلام: ج 6 ص 175).

[179] عبدالله بن الزبير بن العوام القرشي الأسدي؛ أبوبكر، أول مولود في المدينة بعد الهجرة، شهد فتح افريقية أيام عثمان، و بويع له في الخلافة سنة 64 ه عقيب موت يزيد، فحكم مصر و الحجاز و اليمن و خراسان و العراق و أكثر الشام، و جعل المدينة قاعدة ملكه، كانت له مع الأمويين و قائع هائلة انتهت بمقتله سنة 73 ه بعد أن خذله عامة أصحابه. كان من خطباء قريش، و هو أول من ضرب الدراهم المستديرة، له في كتب الحديث (33) حديثا. (الأعلام: ج 4 ص 87).

[180] صحيح مسلم: ج 4 ص 118، السنن الكبري للبيهقي: ج 5 ص 197 و ص 198، المعجم الكبير للطبراني: ج 6 ص 92.

[181] طلحة بن عبيدالله بن عثمان التيمي القرشي المدني؛ أبومحمد، صحابي شجاع من الأجواد، و أحد الستة أصحاب الشوري، و أحد الثمانية السابقين الي الاسلام. قال ابن عساكر: كان من دهاة قريش، شهد أحد، و كان من الثابتين مع رسول الله صلي الله عليه و آله، و قد بايعه علي الموت، فأصيب بأربعة و عشرين جراحة، و شهد الخندق و سائر المشاهد، قتل يوم الجمل و هو بجنب عائشة سنة 36 ه، و دفن بالبصرة. (الأعلام: ج 3 ص 229).

[182] شرح الأخبار للقاضي النعماني المغربي: ج 1 ص 376، الكافئة للشيخ المفيد: ص 12، بحارالأنوار: ج 32 ص 7 و ص 31، تاريخ الطبري: ج 3 ص 450، الامامة و السياسة لابن قتيبة: ج 1 ص 81.

[183] تاريخ الطبري: ج 3 ص 450، وسيلة المآل للعلامة المولوي محمد مبين الهندي:

ص 152، الاباضية في موكب التاريخ العلي يحيي الاباضي: ج 1 ص 210 طبعة القاهرة.

[184] تاريخ الطبري: ج 3 ص 451، بحارالأنوار، ج 32 ص 8، معاوية لابراهيم الأبياري: ص 160.

[185] الكامل لابن الأثير: ج 2 ص 310، معاوية لابراهيم الأبياري: ص 170.

[186] قال المجلسي في البحار: ج 31 ص 505: «و لعل المعني: بعد الداء الكي، اذا اشتد الداء و لم يزل بأنواع المعالجات فيزول بالكي و ينتهي أمره اليه». و قال صاحب المستقصي: ج 1 ص 5: «فهذا المثل يضرب في اعمال المخاشنة مع العدو، اذا لم يجد معه اللين و المداراة».

[187] المستدرك للحاكم: ج 3 ص 366، كنز العمال: ج 11 ص 330 ح 31652، فتح الباري لابن حجر: ج 13 ص 46، فيض القدير للمناوي، ج 4 ص 358، المصنف لابن أبي شيبة: ج 8 ص 719، تاريخ مدينة دمشق: ج 18 ص 410، البداية و النهاية: ج 6 ص 238، تهذيب التهذيب: ج 6 ص 290.

[188] شهد صفين مع علي ألفان و ثمانمائة من الصحابة، منهم سبعة و ثمانون من أهل بدر، و تسعمائة من الأنصار و من بايعوا بيعة الرضوان. (منه).

[189] صحيح مسلم: ج 8 ص 186، سنن الترمذي: ج 5 ص 333، المستدرك: ج 2 ص 148 و ج 3 ص 386 و 391. السنن الكبري للبيهقي: ج 8 ص 189، مجمع الزوائد: ج 7 ص 242 و ج 9 ص 296 و 297. فتح الباري: ج 1 ص 451، مسند أبي داود: ص 84 و ص 90 و ص 223 و ص 288 و ص 293، السنن للنسائي: ج 5 ص 75 و ص 155، مسند أبي يعلي: ج 7

ص 195، المعجم الأوسط للطبراني: ج 7 ص 291، المعجم الكبير للطبراني: ج 1 ص 320 و ج 5 ص 221.

[190] صفين - بكسرتين و تشديد الفاء - موضع بقرب الرقة، علي شاطي ء الفرات من الجانب الغربي، بين الرقة و بالس. (معجم البلدان: ج 3 ص 414).

[191] ذخائر العقبي: ص 99، جواهر المطالب في مناقب الامام علي لابن الدمشقي: ج 1 ص 266. و جاء بهذا المعني في تاريخ دمشق في ترجمة الامام، و حياة الحيوان الكبري للدميري: ج 1 ص 81، و بعض اخبار أميرالمؤمنين ص 602.

[192] عمرو بن العاص بن وائل السهمي القرشي؛ أبوعبدالله، فاتح مصر، و أحد عظماء العرب و دهاتهم، و أولي الرأي و الحزم و المكيدة فيهم. كان في الجاهلية من الأشداء علي الاسلام، و أسلم في هدنة الحديبية، و ولاه النبي صلي الله عليه و آله امرة جيش (ذات السلاسل) و أمده بأبي بكر و عمر، ثم استعمله علي عمان، ثم كان من أمراه الجيوش في الجهاد بالشام في زمن عمر، و هو الذي فتح قنسرين، و صالح أهل حلب و أنطاكية، و ولاه عمر فلسطين ثم مصر فافتتحها، و عزله عثمان. و لما كانت الفتنة بين علي و معاوية كان عمر و مع معاوية، فولاه معاوية مصر سنة 38 ه، و أطرق له خراجها ست سنين، فجمع أموالا طائلة. توفي بالقاهرة سنة 43 ه عن عمر ناهز الثالثة و التسعين. (الأعلام: ج 5 ص 79).

[193] النهروان: و أكثر ما يجري علي الألسن بكسر النون، و هي ثلاثة نهروانات: الأعلي والأوسط و الأسفل، و هي كورة واسعة بين بغداد و واسط، من الجانب الشرقي، حدها الأعلي متصل ببغداد، و

فيها عدة بلاد متوسطة. و قيل: ان نهروان معناه: ثواب العمل، لقصة ملك أراد أن يكفر عن فعله فاختار أرضا خرابا و عمرها، و جعلها ثوابا لمن قتله خطأ. (معجم البلدان: ج 5 ص 324 - 325).

[194] ذكرها ادريس الحسيني المغربي بلفظها في كتابه «لقد شيعني الحسين»: ص 235 و لم يخرجها. و لكن جاء بمعناها: «فيا عجبا للدهر، اذ صرت يقرن بي من لم يسع بقدمي، و لم تكن له كسابقتي التي لا يدلي أحد بمثلها...» في نهج البلاغة: ج 3 ص 10.

[195] أما أهل السنة فيمثل رأيهم امام أهل السنة أحمد بن حنبل، اذ سئل: من الخلفاء؟ و أجاب: أبوبكر و عمر و عثمان و علي رضي الله عنهم، قال السائل: فمعاوية؟ قال أحمد: لم يكن أحد أحق بالخلافة في زمن علي من علي، و رحم الله معاوية. و لما ذكر عنده سير عائشة مع طلحة و الزبير قال: فكرت في طلحة و الزبير، أهما كانا يريدان أعدل من علي بن أبي طالب؟! رضوان الله عليهم أجمعين. و جاءه يوما جماعة فأكثروا القول و أطالوه في خلافة علي، فرفع اليهم رأسه و قال: ان الخلافة لم تزين عليا، و لكن عليا زينها. و مثل الشافعي رأي المسلمين، عندما قال رجل: ما نفر الناس من علي الا لأنه كان لا يبالي بأحد، فبهته الشافعي بقوله: كان له أربع خصال، لا تكون واحدة منها لانسان الا و يحق له ألا يبالي بأحد: انه كان زاهدا، و الزاهد لا يبالي بالدنيا و أهلها. و كان عالما، و العالم لا يبالي بأحد. و كان شجاعا، و الشجاع لا يبالي بأحد. و كان شريفا، و الشريف لا يبالي بأحد. و

أما الخوارج علي جيشه فكانوا ثمانية آلاف، دعاهم ليزيل شبهتهم، فأبوا أن يجيئوه الا أن يقر بالكفر علي نفسه ثم يتوب، فحاربهم و نصره الله عليهم، ثم حاربوا الأمويين و العباسيين. و مع تكفيرهم الكثيرين من جمهور المسلمين بدعوي التهاون في الدين، فالمسلمون لا يكفرونهم لأنهم متأولون، و أميرالمؤمنين علي يعلم المسلمين ذلك بقوله عنهم: «اخواننا بغوا علينا». وفقه علي في معاملة العدو، و في الحرب، عنوان علي علم الامام و حلمه، فهما من علم النبي و حلمه. اذا كانت هند بنت عتبة (أم معاوية) مثلت بجثة أسد الاسلام حمزة يوم أحد، و قال النبي يومذاك: «ما وقفت موقفا قط أغيظ لي من هذا» فلما جاءه يوم فتح مكة «وحشي» قاتل حمزة، اكتفي بقوله «ويحك، غيب عني وجهك». و قال يومذاك لهند بنت عتبة، آكلة الأكباد: «مرحبا بك» و قال للأعداء: «أنتم الطلقاء». فلقد صنع علي صينعه يوم الجمل عندما ظفر بابن الزبير، فاكتفي بأن قال له: «لا أرينك بعد اليوم» و ظفر بسعيد بن العاص فأعرض عنه، و ظفر بأهل البصرة فصفح الصفح الجميل. (منه).

[196] عبد الرحمان بن ملجم المرادي التدؤلي الحميري، فاتك ثائر، من أشداء الفرسان، أدرك الجاهلية، و هاجر في خلافة عمر، و قرأ علي معاذ بن جبل، فكان من القراء و أهل الفقه و العبادة. شهد فتح مصر و سكنها، فكان فيها فارس بني تدؤل، كان من شيعة علي عليه السلام و شهد معه صفين، ثم خرج عليه، فاتفق مع البرك بن عبدالله التميمي و عمرو بن بكر علي قتل علي، و معاوية و عمرو بن العاص. (الأعلام: ج 3 ص 339).

[197] مجمع الزوائد: ج 6 ص 249 و ج 9 ص 142،

المعجم الكبير للطبراني: ج 1 ص 100، نصب الراية للزيلعي: ج 3 ص 224.

[198] حلية الابرار للسيد هاشم البحراني: ج 2 ص 239، المناقب للخوارزمي: ص 67، أسد الغابة: ج 4 ص 24، الكامل لابن الأثير: ج 3 ص 160. و نظيره ما رواه أحمد في فضائل الصحابة: ج 1 ص 536، غاية المرام للسيد هاشم البحراني: ج 6 ص 341، تاريخ الاسلام للعلامة محمد بن أحمد بن قايماز الدمشقي الشافعي: ج 2 ص 203، البداية و النهاية: ج 8 ص 3، ينابيع المودة: ص 146.

[199] أسد الغابة: ج 4 ص 23، مجمع الزوائد: ج 9 ص 123، حلية الأولياء: ج 1 ص 86، وفيه: «أربعون ألفا» و كذا كنز العمال: ج 13 ص 179 ج 16533.

[200] ينابيع المودة: ج 2 ص 188، سبل الهدي و الرشاد للصافي الشامي: ص 300، جواهر المطالب لابن الدمشقي: ج 1 ص 234، الصواعق المحرقة: ص 131 و 132، تاريخ دمشق: ج 24 ص 402 و 401، خصائص الوحي المبين لابن البطريق: ص 32، حلية الأولياء لأبي نعيم: ج 1 ص 84، الأمالي لأبي علي القالي: ج 2 ص 143، زهر الآداب للقيرواني: ج 1 ص 43، الاستيعاب لابن عبدالبر: ج 2 ص 463، ربيع الأبرار للزمخشري: ص 15، صفة الصفوة لابن الجوزي: ج 1 ص 121، الرياض النضرة: ج 2 ص 212، ذخائر العقبي: ص 100.

[201] طبقات ابن سعد في ترجمة الامام الحسن: ص 43 و 44، مسند أحمد: ج 5 ص 37، فضائل الصحابة: رقم 1400، مسند أبي داود: ص 118 رقم 874، المعجم الكبير للطبراني: ج 3 ص 22 رقم 2591، حلية الأولياء لأبي نعيم: ج 2 ص

35، مجمع الزوائد للهيثمي: ج 9 ص 175، تذكرة الحفاظ للذهبي: ص 609، و في الاستيعاب: ج 1 ص 384، و قال: تواترت الآثار الصحاح عن النبي فيه. بحارالأنوار: ج 43 ص 317، و أخرجه البخاري في صحيحه في عدة موارد في كتاب الصلح، و كتاب الفتن، و كتاب بدء الخلق، و باب مناقب الحسن و الحسين، و باب علامات النبوة. الصواعق المحرقة: ص 137.

[202] هو عمرو بن بحر بن محبوب الكناني بالولاء، الليثي؛ أبوعثمان، الشهير بالجاحظ، كبير أئمة الأدب، و رئيس الفرقة الجاحظية من المعتزلة، فلج في آخر عمره، و كان مشوه الخلقة، مات سنة 255 ه في البصرة أثر كتب وقعت عليه. له تصانيف كثيرة، منها: الحيوان، و البيان و التبيين، و البخلاء. (الأعلام: ج 5 ص 73).

[203] رسالة الجاحظ في بني أميه، تحقيق الدكتور حسين مؤنس: ص 124 دار المعارف القاهرة 1988.

[204] عامر بن شراحيل بن عبد ذي كبار، الشعبي الحميري؛ أبوعمرو، رواية من التابعين، يضرب المثل بحفظه، ولد سنة 19 ه بالكوفة، و نشأ و مات فجأة فيها سنة 103 ه. اتصل بعبد الملك بن مروان، فكان نديمه و سميره. استقضاه عمر بن عبدالعزيز، و كان فقيها شاعرا، لقب بالشعبي نسبة الي شعب، و هو بطن من همدان. (الأعلام: ج 3 ص 250).

[205] الأنبياء: 111.

[206] الصواعق المحرقة: ص 137، المعجم الكبير للطبراني: ج 3 ص 13 برقم 2559، حلية الأولياء لأبي نعيم: ج 2 ص 37، طبقات ابن سعد: ترجمة الامام الحسن: ص 81، الاستيعاب لابن عبدالبر: ج 1 ص 141، و نقل عنه الشيخ مطهر المقدسي في البدء و التاريخ: ج 5 ص 237، و رواها النبهاني في الشرف المؤيد: ص 61،

و الجزري في المختار: ص 19.

[207] فلك النجاة لعلي محمد فتح الدين الحنفي: ص 53، الكامل لابن الأثير: ج 3 ص 162، تاريخ الطبري: ج 6 ص 95، حياة الحيوان للدميري: ج 1 ص 51.

[208] الصواعق المحرقة: ص 140، طبقات ابن سعد ترجمة الامام الحسن ص 85، 86 بعبارات مشابهة، تاريخ مدينة دمشق في ترجمة الامام الحسن ص 216، مختصر تاريخ دمشق لابن عساكر: ج 7 ص 42، احقاق الحق للتستري: ج 26 ص 589.

[209] مروان بن الحكم بن أبي العاص بن أمية بن عبد شمس؛ أبوعبدالملك، خليفة أموي، و هو أول من ملك من بني الحكم بن أبي العاص، و اليه ينسب بنو مروان، ولد بمكة 2 هجرية، و نشأ بالطائف، و سكن المدينة، فلما كانت أيام عثمان جعله في خاصته و اتخذه كاتبا له. و لما قتل عثمان خرج مروان الي البصرة مع عائشة يطالبون بدمه، و شهد صفين مع معاوية، ثم آمنه علي فأتاه فبايعه، و أقام بالمدينة الي أن ولاه معاوية عليها سنة 42 - 49 ه، و أخرجه عبدالله بن الزبير منها، و لما ثار أهل المدينة علي يزيد أخرجوا مروان منها، و بعد وفاة معاوية بن يزيد دعا مروان الي نفسه، فبايعه أهل الأردن، ثم سعي الي باقي البلاد، توفي بالطاعون بدمشق 65 ه. (الأعلام: ج 7 ص 207 - 208).

[210] وهي زوجة معاوية.

[211] ربيع الأبرار للزمخشري: الباب الحادي و الثمانين، فلك النجاة لعلي محمد الحنفي: ص 45، نزل الأبرار للبدخشي، نقل عنه الغدير: ج 11 ص 13، المحاضرات للراغب: ج 2 ص 224، حياة الحيوان: ج 1 ص 58، تاريخ الخميس: ج 2 ص 294. وذكر ابن قتيبة : أنه سجد

و سجد من كان معه. راجع الامامة و السياسة: ج 1 ص 144، و كذا في العقد الفريد: ج 2 ص 298 حيث قال: خر ساجدا. و راجع تاريخ دمشق : ج 3 ص 337، مروج الذهب للمسعودي: ج 2 ص 339.

[212] المصادر نفسها.

[213] أول عمل فدائي في الاسلام قام به علي ليلة نام في فراش النبي. و محمد بن مسلمة هو الرجل الثاني في هذه المدرسة، سمع الرسول يقول في المدينة: «من لكعب بن الأشرف، فانه قد آذي الله و رسوله» و كان كعب يؤذي المسلمين بهجائه، و يحرض قريشا عليهم، فقام محمد بن مسلمة فقال: يا رسول الله، أتحب أن أقتله؟ قال: نعم، قال: فأذن لي أن أقول شيئا (مما يتقرب به الي كعب و هو بحسب الظاهر طعن في الاسلام) قال النبي: قل ما بدا لك، فأتاه محمد بن مسلمة في نفر من الأنصار، منهم أبونائلة أخو كعب من الرضاع. قال ابن مسلمة: يا كعب، ان هذا الرجل (يعني النبي) قد عنانا بالصدقات، و اني قد أتيتك استسلفك، قال كعب: والله لتملنه، قال ابن مسلمة: انا قد اتبعناه، فلا نحب أن ندعه حتي ننظر ما يكون من شأنه، و قد أردنا أن تسلفنا وسقا أو وسقين، قال: فأرهنوني نسائكم، قال ابن مسلمة: كيف نرهنك نساءنا و أنت أجمل العرب؟ قال: فأرهنوني أبناءكم، قال ابن مسلمة: كيف نرهنك أبناءنا فيسب أحدهم فيقال: رهن بوسق أو وسقين، نرهنك السلاح، فقيل...، و تواعدوا علي الليل حتي جاءوه، فنزل اليهم من حصنه، فضربوه بأسيافهم فقتلوه. و كان ابن سلمة يسمي: فارس رسول الله، كان علي رأس مائة فارس يسبقون المسلمين طلائع لهم يوم الحديبية، واستخلفه الرسول علي المدينة عندما سار بجيش

العسرة ليرد الروم الي تخوم شبه الجزيرة بعد فتح مكة. و كان سعد بن أبي وقاص بطل القادسية و فاتح العراق، و أحد العشرة المبشرين بالجنة، و منهم الراشدون الأربعة، و الرسول يقول عنه: هذا خالي، فليأت كل فتي بخاله! و قد دعا له الرسول بالاستجابة لدعائه، فكان الكل يخشي أن يدعو عليه، لكن عمر بلغه أن سعد بن أبي وقاص بني لنفسه قصرا، و جعل عليه حاجبا، فبعث اليه محمد بن مسلمة ليحرق عليه القصر، و كتب الي سعد يقول: بلغني أنك بنيت قصرا اتخذته حصنا، و يسمي بيت سعد...، و جعلت بينك و بين الناس بابا، فليس بقصرك. و لكنه قصر الخبال. و صنع محمد بن مسلمة، و عاد بسعد و بالشاكين الي عمر، فضن عمر بسعد عليهم، و رفض أن يعيده الي بلدهم....، و قال لعثمان: اني لم أعزله عن خيانة، و وضعه بين الستة أصحاب الشوري. و لما دارت المكاتبات بين عمر و عمرو بن العاص فاتح مصر، بعث اليه محمد بن مسلمة و كتب اليه يقول: انه قد فشت لك فاشية من متاع و رقيق و آنية و حيوان، لم تكن لك حين و ليت مصر. و أجاب عمرو: ان أرضنا أرض زرع و شجر، و نحن نصيب فضلا عما نحتاج لنفقتنا، ورد عمر: اني خبرت من عمال السوء ما كفي، و كتابك الي كتاب من أقلقه الأخذ بالحق، و قد سؤت بك ظنا، و وجهت اليك محمد بن مسلمة ليقاسمك مالك، فأطلعه طلعك، و أخرج اليه ما يطالبك، و أعفه من الغلظة، فقد برح الخفاء. فقاسم محمد عمرا، و عمرو يقول متوجعا: ان زمانا عاملنا فيه ابن حنتمة (أم عمر) هذه المعاملة لزمان

سوء، لقد كان العاص يلبس الخز بكفاف الديباج. قال محمد: لولا زمان ابن حنتمة هذا الذي تكره ألفيت معتقلا عنزا بفناء بيتك. قال عمرو: أنشدك الله لا تخبر عمر بقولي، فان المجالس بالأمانة، قال محمد: لا أذكر شيئا مما جري و عمر حي. (منه).

[214] الامامة و السياسة: ج 1 ص 121 بتحقيق الشيري، شرح ابن ابي الحديد: ج 1 ص 260.

[215] سعد بن أبي وقاص مالك بن أهيب بن عبد مناف القرشي، الزهري؛ أبواسحاق، الصحابي الأمير، فاتح العراق و مدائن كسري، و أحد الستة أهل الشوري، و أول من رمي بسهم في سبيل الله. أسلم و هو ابن 17 سنة، و شهد بدرا، و افتتح القادسية، و نزل الكوفة و ظل واليا عليها مدة خلافة عمر، و أقره عثمان عليها زمنا، ثم عزله، فعاد الي المدينة و فقد بصره، اعتزل الجمل و صفين، توفي سنة 55 هجرية. (الأعلام: ج 3 ص 87).

[216] الفصول المهمة لا بن الصباغ المالكي: ص 164، و نقله الشيخ الماحوزي في كتابه الأربعين: ص 387 عن صاحب تاريخ البديع، تاريخ دمشق: ج 5 ص 251، ج 6 ص 106 و ج 17 ص 324، المصنف للصنعاني: ج 10 ص 391 ح 19455، تاريخ اليعقوبي ج 2 ص 217، النصائح الكافية لمحمد بن عقيل: ص 195.

[217] كتاب سليم بن قيس: ص 318 تحقيق الأنصاري، بحارالأنوار: ج 33 ص 180، شرح ابن أبي الحديد: ج 3 ص 15، أمان الأمة من الاختلاف للطف الله الصافي: ص 40، النصائح الكافية لمحمد بن عقيل: ص 98، و روي ابن الأثير في الكامل: ج 3 ص 477 نقلا عن المقري: «كان بنو أمية اذا سمعوا بمولود اسمه علي قتلوه».

[218] جواهر المناقب لابن

الدمشقي: ج 2 ص 229، النصائح الكافية لمحمد بن عقيل: ص 96، بحارالأنوار: ج 33 ص 177، العقد الفريد لابن عبد ربه الاندلسي: ج 2 ص 301 نقل عنه الغدير في: ج 10 ص 260، و في معني رسالتها جاء عنها و عن غيرها أحاديث مسندة موثوقة في كثير من مصادر الحفاظ، راجع خصائص أميرالمؤمنين للنسائي: ص 169 - 173، و رواه الحافظ ابن عساكر في الحديث 664 من تاريخ دمشق: ج 2 ص 171، و عيون أخبار الورق لمحمد بن علي البغدادي: في المجلس (4).

[219] الحصون المنيعة للسيد محسن الأمين: ص 15، الشيعة في الميزان لمحمد جواد مغنية: ص 340، الامامة و أهل البيت لمحمد بيومي: ج 2 ص 15 و ص 343، شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ج 4 ص 57.

[220] انظر الغدير: ج 10 ص 236.

[221] هو عبدالرحمان بن عبدالله أبي بكر الصديق ابن أبي قحافة القرشي التيمي، كان اسمه في الجاهلية: عبد الكعبة، فجعله الرسول عبدالرحمان. كان من أشجع قريش و أرماهم بسهم، حضر اليمامة، و شهد غزوة أفريقية، و حضر الجمل مع عائشة، و كان شاعرا مات في مكة سنة 53. له في كتب الحديث ثمانية أحاديث. (الأعلام: ج 3 - ص 312).

[222] تاريخ دمشق: ج 35 ص 35، أسد الغابة: ج 3 ص 306، البداية و النهاية: ج 8 ص 96.

[223] فأمه فاطمة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر، و تكني أم فروة، و أمها أسماء بنت عبدالرحمان بن أبي بكر. راجع في ذلك: الكافي: ج 1 ص 393، و الارشاد للمفيد: ص 271، و دلائل الامامة: ص 248، و مستدرك سفينة البحار: ج 6 ص 226. و لذا كان يقول الامام الصادق عليه السلام: «أولدني

أبوبكر مرتين» راجع: عمدة الطالب لابن عنبة: ص 195، و الصوارم المهرقة للتستري: ص 253، و بحارالأنوار: ج 29 ص 651، و معجم رجال الحديث للخوئي: ج 15 ص 49.

[224] الغدير: ج 10 ص 236، الخافة المغتصبة لادريس المغربي: ص 191، الكامل لابن الأثير: ج 2 ص 510. و أخرج البخاري الحديث في صحيحه بعد أن حذف قول عبدالرحمان (هرقلية...) و أبدله بقوله: «قال شيئا في حين أثبتها ابن حجر في كتابه فتح الباري علي شرح البخاري...، راجع: صحيح البخاري: ج 3 ص 126، فتح الباري: ج 10 ص 197 و أخرج القصة بتفصيلها: أبوالفرج في الأغاني: ج 16 ص 90، و مستدرك الحاكم: ج 4 ص 481، و تاريخ ابن كثير: ج 8 ص 89، و تاريخ دمشق: في ترجمة عبدالرحمان بن أبي بكر.

[225] محمد بن ادريس بن العباس بن عثمان بن شافع الهاشمي القرشي المطلبي؛ أبوعبدالله، أحد الأئمة الأربعة عند أهل السنة، و اليه نسبة الشافعية كافة. ولد في غزة بفلسطين سنة 150 ه، و حمل منها الي مكة و هو ابن سنتين، و زار بغداد مرتين. قصد مصر سنة 199 ه و توفي بها سنة 204 ه، و قبره معروف في القاهرة. كان أشعر الناس و آدبهم و أعرفهم بالفقه و القراءات، قال ابن حنبل: ما أحد ممن بيده محبرة أو ورق الا و للشافعي في رقبته منه. (الأعلام: ج 6 ص 25).

[226] الاستيعاب لابن عبدالبر: ج 2 ص 436، أسد الغابة: ج 4 ص 117، الغدير: ج 7 ص 175، نهج السعادة للشيخ المحمودي: ج 8 ص 358، تاريخ مدينة دمشق: ج 46 ص 178.

[227] تاريخ دمشق: ج 46 ص 177.

[228] المناقب للبيهقي: ج 2 ص

71، المناقب للرازي: ص 51، طبقات الشافعية للسبكي: ج 1 ص 299، الانتقاء: ص 90 - 91، معجم الادباء للحموي: ج 17 ص 320، عيون التواريخ: ج 7 ص 180، تاريخ دمشق: ج 9 ص 20 و ج 51 ص 317، سير أعلام النبلاء للذهبي: ج 10 ص 58، الصراط المستقيم لعلي ابن يونس العاملي: ج 1 ص 190، مفاتيح الغيب: ص 7، بحارالأنوار: ج 23 ص 235، فرائد السمطين: ج 1 ص 423، الصواعق المحرقة: ص 794، نور الأبصار: ص 118، نظم درر السمطين: ص 111.

[229] بنوأمية: معاوية (41 - 60)، يزيد (60 - 64)، معاوية بن يزيد (ثلاثة أشهر في سنة 64). بنومروان: مروان بن الحكم (64 - 65)، عبد الملك بن مروان (64 - 86)، الوليد بن عبد الملك (86 - 96)، سليمان بن عبد الملك (96 - 99)، عمر بن عبد العزيز بن مروان (99 - 101)، يزيد بن عبدالملك (101 - 105)، هشام بن عبدالملك (105 - 125)، الوليد بن يزيد بن عبدالملك (125 - 126)، يزيد بن الوليد بن عبد الملك (126)، ابراهيم بن الوليد بن عبد الملك (126)، مروان بن محمد بن مروان (127 - 132).

[230] يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي، ثاني ملوك الدولة الأموية في الشام، ولد بالماطرون سنة 25 ه، و نشأ بدمشق و ولي الخلافة بعد أبيه سنة 60 ه، و في أيامه كانت فاجعة المسلمين بالسبط الشهيد الحسين بن علي سنة 61 ه، و خلع أهل المدينة بيعته سنة 63 ه، فأرسل اليهم مسلم بن عقبة فاستباحها ثلاثة أيام علي أن يبايع أهلها أنهم عبيد ليزيد، فقتل الصحابة و فعل الأفاعيل القبيحة. هلك سنة

64 ه. (الأعلام: ج 8 ص 189).

[231] معاوية بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان، من خلفاء بني أمية في الشام، بويع بدمشق بعد وفاة أبيه سنة 64 ه، فمكث أربعين يوما أو ثلاثة أشهر، فشعر بالضعف و قرب الأجل، فأمر فنودي الصلاة جامعة، فخطب بالناس و تنازل عن الأمر، و مات بعد قليل و هو ابن 23 سنة، حيث ولد سنة 41 ه و توفي سنة 64 ه. و كانت كنيته (أبا ليلي) و فيه يقول الشاعر: اني أري الفتنة تغلي مراجلها فالملك بعد أبي ليلي لمن غلبا (الأعلام: ج 7 ص 262).

[232] راجع الامامة و السياسة: ج 2 ص 17، والبداية و النهاية: ج 8 ص 261، تاريخ دمشق: ج 14 ص 154.

[233] المستدرك للحاكم: ج 3 ص 177، و خرجه آخرون بحق الحسن بن علي عليه السلام، و لا تنافي في ذلك، فانه قال مثل هذه العبارة بحق علي و فاطمة والحسن و الحسين.

[234] راجع العوالم للشيخ عبدالله البحراني: ص 174، الفتوح: ج 5 ص 18.

[235] مسلم بن عقيل بن أبي طالب، تابعي من ذوي الرأي و العلم و الشجاعة، كان مقيما بمكة، و انتدبه الحسين عليه السلام ليتعرف له حال أهل الكوفة حين وردت عليه كتبهم يدعونه و يبايعون له، فرحل مسلم الي الكوفة فأخذ بيعة 18000 نسمة من أهلها، و كتب للحسين بذلك، فشعر به عبيدالله بن زياد فطلبه، فمنعه الناس، ثم تفرقوا عنه، فأوي الي دار امرأة من كندة فأخفته، و لم يلبث أن عرف مكانه، فقبض عليه ابن زياد و قتله سنة 60 ه. (الأعلام: ج 7 ص 221).

[236] عبيد الله بن زياد بن أبيه، وال جبار، ولد بالبصرة سنة 287 ه، كان مع

والده لما مات بالعراق، فقصد الشام فولاه (عمه) معاوية خراسان سنة 53 ه، و فتح تلك البلاد و اقام فيها سنتين، ثم نقله معاوية الي البصرة اميرا عليها سنة 55 ه و أقره يزيد علي امارته سنة 60 ه، و طلب منه قتل الحسين بعد هلاك يزيد، و في سنة 65 ه - بايع أهل البصرة عبيد الله ثم لم يلبثوا أن انقلبوا عليه الي أن هرب للشام و لحق به ابراهيم ابن الاشتر في خازر فقتله سنة 67، و قيل: 71 ه. كان يلقب بابن مرجانة و هي امه. (الأعلام: ج 4 ص 192).

[237] عمر بن سعد بن أبي وقاص الزهري المدني، أمير سيره عبيد الله بن زياد لقتال الديلم، و كتب له عهده علي الري، ثم لما سمع ابن زياد بمسير الحسين عليه السلام من مكة متجها الي الكوفة، كتب الي عمر بن سعد أن يعود بمن معه، فعاد فولاه قتال الحسين، فاستعفاه ، فهدده فأطاع. عاش عمر الي أن خرج المختار الثقفي يتتبع قتلة الحسين عليه السلام فبعث اليه من قتله بالكوفة سنة 66 ه (الأعلام: ج 5 ص 47).

[238] أخرج الطبري في تاريخه: ج 4 ص 313 عن أبي مخنف أنه قال ذلك، وعيه جماعة المحدثين، الا أن أبامخنف روي عن عقبة بن سمعان أن الحسين لم يقل لهم ذلك، و لكن قال: «دعوني أرجع الي المكان الذي أقبلت سنة، أو أذهب في هذه الارض العريضة» راجع: مقتل الحسين لابي مخنف: ص 100 و مقاتل الطالبيين: ص 133، و تاريخ دمشق: ترجمة الحسين ص 219، و الكامل في التاريخ لابن الاثير: ج 2 ص 557.

[239] كان المحرض علي قتل الحسين و أهل البيت شمر بن ذي الجوشن رقيب

ابن زياد علي قائد الجيش، أما قاتل الحسين فالتاث عقله، و حمل الرأس الكريم الي فسطاط القائد، فصاح في وجهه - و هو مراقب من شمر بن ذي الجوشن -: أشهد أنك مجنون، و حذفه بقضيب! فلقد كان المجنون يصيح و الرأس في يده: أوقر ركابي فضة و ذهبا فقد قلت السيد المحجبا قتلت خير الناس أما و أبا و خيرهم اذ ينسبون نسبا (منه).

[240] اشتركت السيدة زينب أخت الحسين من أبيه و أمه معه في المعركة، و كان أثرها في مصير أهل البيت عظيما. كانت زوجا لابن عمها عبدالله بن جعفر، و كان قد أذن لها في الخروج مع الحسين، فكانت تمرض المصابين في الصفوف أثناء القتال، و لقد هم شمر بن ذي الجوشن بقتل زين العابدين، فاحتضنته لتقتل معه، فانصرف المجرم مذموما مدحورا، و لما انتهت المعركة اقتيدت بين الأسري الي ابن زياد في الكوفة، و الي يزيد في دمشق و معها زين العابدين، تكلؤه بعناية الله علي يديها لينجب، فيتسلسل منه أئمة أهل البيت الاثنا عشر، بل كل نسل الحسين من الرجال، و كانت مثال الشجاعة و البلاغة العلويتين في وجه ابن زياد و يزيد. و لما أعيد الأسري الي المدينة أمر يزيد بابعادها الي مصر، فسارت اليها، فاستقبلها أهل مصر في بلدة «بلبيس» علي مبعدة عشرات الأميال من الفسطاط، و علي رأس مستقبليها أمير مصر مسلمة ابن مخلد، فعاشت في مصر عاما، ثم ماتت سنة 62، و قبرها في الحي المعروف باسمها، و هو من أقدم أحياء القاهرة. و علي مقربة منها حي السيد نفيسة بنت الحسن بن زيد بن الحسن، جاءت الي مصر مع زوجها في المائة الثانية للهجرة، و لقيها الامام الشافعي، و لما

مات حملت جنازته اليها فصلت عليها و قالت: «رحم الله الشافعي، انه كان يحسن الوضوء» و يحمل اسم السيدة نفيسة حي معروف بالقاهرة، كما يحمل اسم «الحسين» المسجد الأشهر بالقاهرة، و الحي الذي يمجد عاصمة مصر، و تتعالي فيه معاهد الجامع الأزهر، و غيره من آثار الدولة الفاطمية، و الدولة الأيوبية، و دولتي المماليك. (منه).

[241] جواهر المطالب: ج 2 ص 271 عن العقد الفريد، ترجمة الامام الحسين عليه السلام لابن عساكر: ص 337، اعلام الوري للطبرسي: ج 1 ص 473، مقتل الحسين لأبي مخنف: ص 211 و ص 119، البداية و النهاية: ج 8 ص 208 و ص 199، تاريخ الطبري: ج 4 ص 352 و ص 324، سيرة أعلام النبلاء للذهبي: ج 3 ص 303، تاريخ دمشق: ج 18 ص 445.

[242] الشاعر محمد اقبال، شاعر الهند و باكستان. (منه) أقول: هو محمد اقبال بن نور محمد الكشميري، ولد بسيالكوت من بلاد بنجاب في 24 ذي الحجة عام 1289، وله عدة كتب و أشعار. (الذريعة: ق 1 ج 9 ص 86).

[243] نظم درر السمطين للزرندي الحنفي: ص 140، تاريخ ابن خلدون: ق 2 ج 2 ص 185، المناقب للخوارزمي: ص 384، كشف الغمة للأربلي: ج 2 ص 58.

[244] حياة الامام الحسين للقرشي: ج 2 ص 291 و ج 1 ص 112، ينابيع المودة: ج 3 ص 62، سبل الهدي و الرشاد للصالحي الشامي: ج 11 ص 77، جواهر المطالب لابن الدمشقي: ج 2 ص 270، كشف الغمة للأربلي: ج 2 ص 242، ترجمة الامام الحسين لابن عساكر: ص 315، سير أعلام النبلاء ج 3 ص 310، حلية الأولياء: ج 2 ص 39، تاريخ الطبري: ج 5 ص

403 و 404، المعجم الكبير للطبراني: ج 3 ص 115 تحت رقم 2842، تاريخ مدينة دمشق: ج 14 ص 218، مجمع الزوائد: ج 9 ص 192.

[245] و ذلك عندما سقي الحر و جيشه و خيولهم لما جاءوا لمنعه عن مواصلة طريقه، و جعجعوا به الي صحراء كربلاء.

[246] و تعلم عليهما صلاح الدين في حربه مع الصليبيين يوم أرسل طبيبه الي الملك ريتشارد قلب الأسد قائد الصليبيين. و أين من قواعد الحرب الاسلامية قواعدها عند الأوربيين، ان أبقراط - أباالطب اليوناني - الذي ورثت أوربة قسمه الأشهر، يقسمه كل طبيب قبل أداء واجبه بالنزاهة والأمانة و عدم التعصب، لكن أبقراط - علم الأوربيين درسا آخر حين رفض أن يعالج مرضي الطاعون في الجيش الفارسي، قائلا: ان شرفه يمنعه من معالجة عدو لبلاده. (منه).

[247] أحدهما الحر بن يزيد الرياحي، يصحبه ثلاثون آخرون، تسللوا ليلة عاشوراء الي جانب الحسين عليه السلام.

[248] عبدالملك بن مروان بن الحكم الأموي القرشي: أبوالوليد، من أعاظم ملوك بني أمية و دهاتهم. نشأ في المدينة و شهد يوم الدار مع أبيه، و استعمله معاوية علي المدينة و هو ابن 16 سنة، و انتقلت اليه الخلافة بموت أبيه سنة 65 ه، فضبط أمورها و ظهر بمظهر القوة، و نقلت في أيامه الدواوين من الفارسية و الرومية الي العربية، و ضبطت الحروف بالنقط و الحركات، و أول من نقش بالعربية علي الدراهم، توفي بدمشق سنة 86 ه. (الأعلام: ج 4 ص 165).

[249] عمر بن عبدالعزيز بن مروان بن الحكم الأموي القرشي؛ أبوحفص، الخليفة الصالح، و الملك العادل، و هو من ملوك الدولة المروانية الأموية. ولد في المدينة سنة 61 ه و نشأ فيها، و ولي امارتها للوليد،

ثم استوزره سليمان بالشام، و ولي الخلافة بعهد من سليمان سنة 99 ه. و كان قد وضع سب علي بن أبي طالب، و لم تطل مدته، قيل: دس اليه السم و هو بدير سمعان من أرض المعرة، وتوفي سنة 101 ه. (الأعلام: ج 5 ص 50).

[250] حسب النظرية الأموية «لله جنود من عسل». راجع مختصر تاريخ ابن عساكر: ج 24 ص 24، السلفية بين أهل السنة و الامامية للسيد الكثيري: ص 189، مروج الذهب: ج 2 ص 139، مستدرك الحاكم: ج 3 ص 476، اسد الغابة: ج 3 ص 440، الاصابة لابن حجر: ج 3 ص 384.

[251] راجع أبصار العين في أنصار الحسين عليه السلام للشيخ محمد السماوي: ص 50، و لكن يذكرها في أثناء المسير، لا و هو عليل. و ذكرها المجلسي في البحار: ج 44 ص 379 بقوله: «فأقبل اليه ابنه علي بن الحسين» و لم يحدده. و ذكر الطبري: ج 6 ص 231 أنه علي الأكبر. و كذا لم يحدد خالد محمد خالد في كتابه «أبناء الرسول في كربلاء» ص 118 من هو القائل. و لكن المشهور عند الشيعة أنه ابنه علي الأكبر الذي قتل بين يدي أبيه في كربلاء. راجع أعيان الشيعة: ج 1 ص 597.

[252] البقرة: 249.

[253] قال الشريف المرتضي في الانتصار: ص 478: «و من المعلوم أن الأمة أطبقت في الصدر الأول علي ذم البغاة علي أميرالمؤمنين و محاربيه و البراءة منهم». و قال الشيخ الطوسي في المبسوط: ج 7 ص 264: «فان الامامة بعد عثمان لعلي عليه السلام بلا خلاف، و كل من خالفه فقد بغي عليه، و خرج عن قبضة الامام، و وجب قتالهم، و تسميتهم البغاة عندنا ذم، لأنه كفر

عندنا».

[254] حركة التوابين كانت بقيادة سليمان بن صرد الخزاعي و أصحابه، و كانت لهم معركة مع شرحبيل بن ذي الكلاع، ثم مع الحصين بن نمير في عين الوردة من قري «هيت». و كان المختار آنذاك في الحبس، ثم بعدها ظهرت حركة المختار الثقفي. راجع ذوب النضار لابن نما الحلي: ص 87 و ما بعدها.

[255] تزعمها المختار بن عبيد الله الثقفي، قائد عمر لفتح العراق. و كان المختار بن عبيد الله ممن قدموا مع مسلم بن عقيل رسول الحسين الي الكوفة، فحبس، ثم شفع له صهره عبدالله بن عمر، فقبل ابن زياد الشفاعة فيه اذ لم يخف خطره، و لما خرج المختار أعلن أنه يحارب باسم محمد بن الحنفية (أخي الحسين لأبيه) ثأرا لدم الحسين، وانتصر المختار علي جيوش بني أمية، ثم قتله مصعب بن الزبير سنة 67، و أعلنت عليه حرب الدعايات، فاتهموه بادعاء النبوة، و أن من أتباعه من ينتظرون رجعته. (منه).

[256] المختار بن أبي عبيد بن مسعود الثقفي؛ أبواسحاق، من زعماء الثائرين علي بني أمية، و أحد الشجعان الأفذاذ، من أهل الطائف. لما قتل الحسين عليه السلام سنة 61 ه انحرف المختار عن عبيدالله بن زياد، فقبض عليه ابن زياد و جلده و حبسه، ولما مات يزيد سنة 64 ه و قام عبدالله بن الزبير أعانه علي أمره، ثم دعا الي امامة ابن الحنفية، و ادعي أنه استخلفه، فبايعه زهاء (17000) رجل، فخرج بهم علي والي الكوفة، ثم استولي علي الموصل، و تتبع قتلة الحسين حتي قتل ابن زياد نفسه. حصل خلاف بينه و بين ابن الزبير حتي وجه اليه أخاه مصعب، فقتله و من كان معه سنة 67 ه. (الأعلام: ج 7 ص 191).

[257] هو عبدالرحمان بن محمد بن

الأشعث بن قيس الكندي، أمير من القادة الشجعان الدهاة، و هو صاحب الوقائع مع الحجاج الثقفي، أرسله الحجاج لفتح بعض الثغور، ثم نبذ طاعته و زحف بجيشه سنة 81 ه عائدا الي العراق لقتال الحجاج، نشبت بينه و بين جيوش عبد الملك و الحجاج معارك ظفر بها عبدالرحمان، ثم حدثت بينهما وقعة (دير الجماجم) التي دامت مائة و ثلاثة أيام انتهت بخروج ابن الأشعث من الكوفة، فلجأ الي (رتبيل) فحماه مدة، ثم وردت عليه كتب الحجاج تهدده، فقتله و أرسل برأسه الي الحجاج سنة 85 ه. (الأعلام: ج 5 ص 323).

[258] هو زيد بن علي بن الحسين بن علي بن علي بن أبي طالب عليه السلام؛ أبوالحسين العلوي الهاشمي القرشي، و يقال له: زيد الشهيد. ولد سنة 79 ه، و عده الجاحظ من خطباء بني هاشم، و قال أبوحنيفة: ما رأيت في زمانه أفقه منه و لا أسرع جوابا و لا أبين قولا. أشخص الي الشام فضيق عليه هشام بن عبد الملك و حبسه، ثم أطلقه، و عاد الي العراق ثم المدينة. فلحق به بعض الكوفيين يحرضونه علي قتال الأمويين، فبايعه أربعون ألفا، فقاتل والي الكوفة بجملة معارك انتهت باستشهاد زيد سنة 122 ه، و حمل رأسه الي الشام فنصب علي باب دمشق، ثم أرسل الي المدينة فنصب عند قبر النبي، ثم حمل الي الشام فنصب بالجامع. (الأعلام: ج 3 ص 58).

[259] لم تمض أعوام حتي دالت دولة بني مروان، و نبش العباسيون قبور معاوية و ابنه يزيد و عبدالملك بن مروان، فلم يجدوا فيها ما يصنعون فيه مثلة. أما قبر هشام فوجدوا فيه جثة هشام لم تبل بعد، فصنعوا فيها أكثر مما صنع برأس زيد، اذ أمر

السفاح بضربها بالسياط و صلبها، و حرقها و تذريتها في الهواء. (منه).

[260] هشام بن عبد الملك بن مروان، من ملوك الدولة الأموية في الشام، ولد في دمشق سنة 71 ه، و بويع فيها بعد وفاة أخيه يزيد سنة (105 ه). نشبت في أيامه حرب هائلة مع خاقان الترك فيما وراءالنهر، انتهت بمقتل خاقان و استيلاء العرب علي بعض بلاده. اجتمع في خزائنه من المال ما لم يجتمع في خزانة أحد من ملوك بني أمية. توفي في دمشق سنة 125 ه. (الأعلام: ج 8 ص 86).

[261] يحيي بن زيد بن علي، أحد الأبطال الأشداء، ثار مع أبيه علي بني مروان، و لما قتل أبوه انصرف الي بلخ و دعا الي نفسه سرا، فطلبه أمير العراق، فقبض عليه نصر بن سيار، ثم أمن و أطلق و أبعد بين بلد و بلد، حتي وصل الي نيسابور و امتنع، فقاتله و اليها عمرو بن زرارة و هو في عشرة آلاف و يحيي في سبعين، فهزمهم يحيي و قتل عمرا، ثم تتبعته الجيوش حتي رمي بسهم أصابه في جبهته فسقط شهيدا سنة 125 ه في قرية (ارعوية) و حمل رأسه الي الوليد، و صلب جسده بالجوزجان الي أن ظهر أبومسلم الخراساني فأنزل جثته و صلي عليها و دفنت هناك. (الأعلام: ج 8 ص 145).

[262] الكامل في التاريخ: ج 6 ص 12.

[263] والسبب في ذلك: أن أبامسلم الخراساني طلب من الامام الصادق عليه السلام أن يدله علي قبر جده أميرالمؤمنين عليه السلام فامتنع، و أخبره أنه انما يظهر القبر الشريف في أيام رجل هاشمي يقال له: أبوجعفر المنصور، و أخبر أبومسلم المنصور بذلك في أيام حكومته و هو في الرصافة ببغداد، ففرح المنصور

بذلك و قال: هذا هو الصادق، (أعيان الشيعة: ج 4 ق 2 ص 91) و ذكره أبوالفرج في مقاتل الطالبيين: ص 173، و نقل أبوزهرة في كتابه «الامام الصادق»: ص 49 هذا المعني أيضا.

[264] روي ابن بابويه و القطب الراوندي: «أن علي بن الحسين عليه السلام سئل: من الامام بعدك؟ قال: محمد ابني، يبقر العلم بقرا، و من بعد محمد جعفر اسمه عند أهل السماء الصادق، قلت: كيف صار اسمه الصادق و كلكم الصادقون؟ قال: حدثني أبي عن أبيه: أن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم قال: اذا ولد ابني جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب فسموه الصادق، فان الخامس الذي من ولده الذي اسمه جعفر يدعي الامامة، اجتراء علي الله و كذبا عليه، فهو عندالله جعفر الكذاب المفتري علي الله...» راجع الخرائج: ج 1 ص 268، عنه البحار: ج 46 ص 230، و ج 47 ص 9.

[265] و هي أيضا ألقابه الشريفة، راجع في ذلك مرآة الزمان: 5 الورقة 166.

[266] هو عبدالله بن محمد بن علي بن عبدالله بن العباس بن عبد المطلب؛ أبوالعباس، أول خلفاء الدولة العباسية، و أحد الجبارين الدهاة من ملوك العرب، ولد سنة 104 ه بالشراة، و قام بدعوتة أبومسلم الخراساني، فبويع له بالخلافة جهرا سنة 132 ه. كان شديد العقوبة، عظيم الانتقام، تتبع بقايا الأمويين بالقتل و الصلب و الاحراق حتي لم يبق غير الأطفال، لقب بالسفاح لكثرة ما سفح من دمائهم، كان مقر خلافته بالهاشمية، و هو أول من أحدث الوزارة في الاسلام، مرض بالجدري و توفي بالأنبار سنة 136 ه. (الأعلام: ج 4 ص 115).

[267] عبدالله بن محمد بن علي بن

عبدالله بن العباس؛ أبوجعفر، ثاني خلفاء بني العباس، و أول من عني بالعلوم من ملوك العرب. كان عارفا بالفقه و الأدب، محبا للعلماء، ولد في الحميمة من أرض الثراة سنة 95 ه، و ولي الخلافة بعد أخيه السفاح سنة 136 ه، و هو باني مدينة بغداد، أمر بتخطيطها سنة 145 ه و جعلها دار ملكه بعد الهاشمية. عمل أول اصطرلاب في الاسلام، كان بعيدا عن اللهو و البعث، توفي ببئر ميمون من أرض مكة سنة 158 ه. (الأعلام: ج 4 ص 116).

[268] ان عزوف الامام الصادق عنها انما لأمور، منها: علمه أنها لا تصير له، فقد روي أنه لما أراد بنو هاشم مبايعة الامام الصادق عليه السلام في أخريات الدولة المروانية بعد ما وردتهم الكتب و الرجال من خراسان لاعلان الثورة تحت شعار: «الرضا من آل محمد» قال الامام عليه السلام لعبدالله بن الحسن: «و الله انها ليست لك و لا لابنيك، و انها لصاحب القباء الأصفر، والله ليلعبن بها صبيانهم و غلمانهم» ثم نهض و خرج، و كان المنصور العباسي يومئذ حاضرا و عليه قباء أصفر. راجع: ينابيع المودة للقندوزي الحنفي: ص 332، و الصواعق المحرقة لابن حجر: ص 121، و جامع كرامات الأولياء للعلامة النبهاني: ج 2 ص 4، و مناقب آل الرسول للنجف آبادي: ص 175، و غيرهم كثير. بل أن العباسيين كانوا يذهبون الي هذا المعني، فهذا محمد بن علي العباسي يقول لبكير بن ماهان: «و حذر شيعتنا التحرك في شي ء مما تحرك فيه بنو عمنا آل أبي طالب، فان خارجهم مقتول و قائمهم مخذول، و ليس لهم من الأمر نصيب» طبيعة الدعوة العباسية: 152.

[269] الكامل في التاريخ لابن الأثير: ج 6 ص 12،

من خطبة له في يوم عرفة.

[270] الآية: 28 و 29.

[271] قال ابن تيمية: «جمع الله لهم بين أن قضي لهم بالتطهير، و بين أن قضي بكمال دعاء النبي صلي الله عليه و آله وسلم، فكان ذلك ما دلنا علي أن ذهاب الرجس عنهم و تطهيرهم نعمة من الله». حقوق آل البيت: ص 12.

[272] ذهب علماء أهل البيت الي أن «أهل البيت» المشمولين بآية التطهيرهم: «محمد و علي و فاطمة و الحسن و الحسين» عليهم السلام و قد ذكروا لذلك روايات كثيرة، قال عنها الطباطبائي في الميزان: ج 16 ص 311: «هي روايات جمة تزيد علي سبعين حديثا، يربو ما ورد منها من طرق أهل السنة علي ماورد منها من طرق الشيعة...» فراجع. بل ادعي استفاضتها كما ذكر ذلك السيد الحكيم في كتابه الأصول العامة للفقه المقارن: ص 150 حيث قال: «و حديث الكساء الذي كاد أن يتواتر مضمونه...» و التواتر فوق الاستفاضة بدرجة. و عبر السيد كمال الحيدري بكثافة الشواهد الروائية في بحثه حول الامامة: ص 240، و قال في ص 242 - 243: «ان أهل البيت اسم خاص ينطبق علي النبي و الامام علي و فاطمة و الحسن و الحسين، و تصريحها - الروايات - بعدم دخول من سواهم معهم في هذا الاسم، بحيث لا يطلق علي غيرهم و لو كان من أقربائه الأقربين و ان صح اطلاقه بحسب العرف العام. «و مفهوم «أهل البيت» و ان كان قد أطلق علي هؤلاء الخمسة، الا أن رسول الله و سعه ليشمل ذريتهم من بعدهم و لم يخصصه و يقيده فيهم و حدهم، فقال: «في كل خلف من أمتي عدول من أهل بيتي، ينفون عن هذا الدين تحريف

الضالين...» راجع الصواعق المحرقة: 231. فجعل صلي الله عليه و آله و سلم مفهوم أهل البيت منطبقا علي ذرية علي و فاطمة، و الذي لا يخلو عصر منهم الي قيام المهدي عليه السلام و هو من أهل البيت و ان تأخر زمانه، كما أطلق صلي الله عليه و آله و سلم ذلك عليه بالقول: «المهدي منا أهل البيت، يصلحه الله في ليلة» سنن أبي داود: ج 4 ص 107، و الجامع الصغير: ج 2 ص 972، و قوله صلي الله عليه و آله و سلم: «لو لم يبق من الدهر الا يوم، لبعث الله رجلا من أهل بيتي يملأها عدلا كما ملئت جورا» سنن أبي داود: ج 4 ص 107. و لهذا أيضا قال الامام الصادق في تعريف أهل البيت: «الأئمة الأوصياء» راجع معاني الأخبار: ص 94 للشيخ الصدوق. فاذن «أهل البيت» علي نحو القضية الخارجية زمان النص هم: محمد و علي و فاطمة و الحسن و الحسين عليه السلام، و أما باقي الأئمة من ولد الحسين فهم من أهل البيت علي نحو القضية الحقيقية. و قد أكد كثير من علماء أهل السنة و مفسريهم علي نزول آية التطهير في خصوص هؤلاء الخمسة، في كثير من كتبهم و نقلوا في ذلك روايات من طرق عدة: يقول ابن تيمية: «ان هذه الآية لما نزلت أدار النبي صلي الله عليه و آله و سلم كساءه علي علي و فاطمة و الحسن و الحسين رضي الله عنه فقال: «اللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس و طهرهم تطهيرا» حقوق آل البيت: ص 10. و ذكر مسلم في صحيحه: ج 4 ص 1883 هذا المعني عن عائشة، و قال الواحدي في أسباب النزول ص

239: «انها نزلت في خمسة: في النبي و علي و فاطمة و الحسن و الحسين عليه السلام». و أكده القرطبي في الجامع لأحكام القرآن: ج 14 ص 184 قائلا: «ان هذا شي ء جري في الاخبار». و قال السيوطي في الاتقان: ج 2 ص 148: «أهل البيت... هم علي و فاطمة و الحسن و الحسين». و ممن خرجها من أعلام السنة في هؤلاء الخمسة، نوردهم علي سبيل المثال لا الحصر: الجامع الصحيح للترمذي: ج 5 ص 606 حديثه 2871، الخصائص للنسائي: ص 24، مسند الامام أحمد: ج 6 ص 292 و 298 و 340، و في ج 1 ص 185 و 330 و 331، و شواهد التنزيل للحسكاني: ج 1 ص 124 و 381، و ج 2 ص 10، و 11و 12 و 16 و 21 و 22 و 23 و 29 و 30 و 31 و 32 و 33، و الحاكم في المستدرك مع تلخيص الذهبي: ج 3 ص 132 و 133 و 146 و 147 و 148 و 150 و 158، و جامع البيان لابن جرير: ج 22 ص 296، و تفسير ابن كثير: ج 3 ص 492، و تفسير الخازن ج 3 ص 499. و عبارة البيضاوي و هو أحد مفسري أهل السنة واضحة جلية حينما يقول: «و تخصيص الشيعة أهل البيت بفاطمة و علي و ابنيهما رضي الله عنهم لما روي أنه عليه الصلاة و السلام خرج ذات غدوة و عليه مرط مرجل...» راجع أنوار التنزيل: ص 557. و قد ذكر مسلم حديثا عن زيد بن أرقم يخرج فيه نساء النبي من «أهل البيت» كما في حديث الثقلين: «... فقلنا: من أهل بيته، نساؤه؟

قال: لا و أيم الله، ان المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر ثم يطلقها فترجع الي أبيها و قومها، أهل بيته أهله و عصبته الذين حرموا الصدقة بعده» صحيح مسلم: ج 4 ص 1883.

[273] صحيح مسلم: ج 4 ص 1874، الجامع الصحيح: ج 5 ص 656 - 657 حديث رقم 3871، مسند أحمد: ج 6 ص 292 و 298 و 330 و 331، أسد الغابة: ج 2 ص 12.

[274] الجامع الصحيح للترمذي: ج 5 ص 656 حديث رقم 3871، مسند أحمد: ج 6 ص 292 ص 340، الصواعق المحرقة: ص 143، أسد الغابة: ج 2 ص 12، أعيان الشيعة: ج 1 ص 308.

[275] الصواعق المحرقة: ص 144 و المراد: أنها من أهل بيت سكناه.

[276] و لعل أول من ذهب الي ذلك هو عكرمة و مقاتل، و كان من أظهر اصرار عكرمة و تبنيه لهذا الرأي أنه كان ينادي به في السوق و كان يقول «من شاء باهلته أنها نزلت في أزواج النبي صلي الله عليه و آله و سلم» راجع في ذلك أسباب النزول: ص 268، و الدر المنثور: ج 5 ص 198. و قد نسب هذا الرأي الي ابن عباس. و الظاهر أن السبب في ادعاء عكرمة هذا الأمر هو أنه اعتنق مذهب الخوارج، و بخاصة رأي نجدة الحروري (راجع وفيات الأعيان: ج 1 ص 320) و للخوارج موقف مع الامام علي معروف، و قد استغل عكرمة علاقته بابن عباس وسيلة للكذب، و الخوارج يستسيغون الكذب في سبيل العقيدة، و قد اشتهرت قصة كذبه علي ابن عباس بين خاصته حتي كان يضرب المثل فيه. فعن ابن المسيب أنه قال لمولي له اسمه برد: «لا تكذب علي

كما كذب عكرمة علي ابن عباس» و عن ابن عمر أنه قال ذلك - أيضا - لمولاه نافع. (راجع ميزان الاعتدال: ترجمة عكرمة). و قد حاول علي بن عبدالله بن عباس منعه من ذلك حتي أنه كان ليوثقه علي الكنيف لأنه كان يكذب علي أبيه (راجع و فيات الأعيان: ج 1 ص 320). و أما مقاتل فحسابه من حيث العداء لأميرالمؤمنين عليه السلام حساب عكرمة، و كذا كذبه، حتي عده النسائي في جملة الكذابين المعروفين بوضع الحديث (راجع دلائل الصدق: ج 2 ص 95). و قال الجوزجاني: «و كان مقاتل كذابا جسورا» (راجع ترجمة مقاتل في ميزان الاعتدال). و ممن ذهب الي أن «أهل البيت» خاص بأزواج النبي احسان الهي ظهير في كتابه «الشيعة و أهل البيت»: ص 19. و يرد علي هذا الرأي أنه لم تدع أي من نساء النبي صلي الله عليه و آله هذا الشرف لنفسها، بل صرحت غير واحدة بنزولها في الخمسة، كما ذكرت سابقا.

[277] ذهب الي ذلك احسان الهي ظهير في كتابه «الشيعة و أهل البيت»: ص 19. و عند مراجعة الروايات التي أدخلت أعمام النبي في «أهل البيت» تجدها روايات آحاد، ذكر بعضها ابن حجر في الصواعق المحرقة: ص 222. يقول السيد الحكيم عنها في «الفقه المقارن»: ص 151: «و هي لعدم طبيعتها، و ضعف أسانيدها، و مجافاتها لواقع الكثير منهم، لا تستحق أن يطال فيها الحديث، و من رغب في الاطلاع عليها فليقرأها مع محاكماتها في كتاب دلائل الصدق: ج 2 ص 72 و مابعدها، و حسبها و هنا أن لا يستدل بها أو يستند اليها أحد من أولئك أو أحد أتباعهم مع مافيه من الشرف العظيم لأمثالهم». و ممن ذهب

الي هذا الرأي النووي في المجموع: ج 3 ص 466 و ابن حجر في الصواعق المحرقة: 225.

[278] هو محمد بن علي محمد ابن العربي؛ أبوبكر الحاتمي الطائي الأندلسي، المعروف بمحيي الدين بن عربي، الملقب بالشيخ الأكبر، فيلسوف من ائمة المتكلمين في كل علم. ولد في مرسية (بالاندلس) سنة 560 ه، و انتقل الي أشبيلية، أنكر عليه أهل الديار المصرية (شطحات) صدرت عنه، فعمل بعضهم علي اراقة دمه، و حبس، و سعي في خلاصه، فنجا واستقر في دمشق الي أن توفي بها 638 ه. و هو كما يقول الذهبي: قدوة القائلين بوحدة الوجود. له نحو أربعمائة كتاب و رسالة، منها: الفتوحات المكية، فصوص الحكم. (الأعلام: ج 6 ص 280).

[279] الفتوحات المكية: ج 1 ص 269.

[280] الخلاصة للخزرجي: ص 225، المستدرك علي الصحيحين: ج 3 ص 598، الاستيعاب: ج 2 ص 557، الصواعق المحرقة: 227، كنز العمال: ج 11 ص 40 ح 333.

[281] كنز العمال: ج 12 ص 95 ح 34149.

[282] بحارالأنوار: ج 43 ص 15 و 16 و 19 و 20، فضل آل البيت لأبي الحسن الشافعي: ص 51 ط القاهرة. و قال: و قد أخرجه الحافظ الدمشقي. شرح الفقه الاكبر لعلي بن سلطان الحنفي: ص 133، تفسير آية المودة لشهاب الدين الحنفي المصري: ص 50، توضيح الدلائل لشهاب الدين الشافعي الشيرازي: ص 326، و غيرهم كثير. و منهم من خرجها بلفظ «شيعتها» و منهم بلفظ «محبيها».

[283] الآية: 21.

[284] كنزالعمال: ج 2 ص 3045.

[285] الآية: 22.

[286] و هذا ما حققناه سابقا.

[287] المستدرك للحاكم: ج 3 ص 158، مسند أبي داود: ص 274، العمدة لابن البطريق: ص 45، غاية المرام: ص 289 نقلا عن السنن، الدر المنثور للسيوطي: ج 5

ص 199، مسند أحمد: ج 3 ص 259 - 252، تفسير الطبري: ج 22 ص 5 - 6، شواهد التنزيل للحسكاني: ج 2 ص 11، صحيح الترمذي: ج 2 ص 29، ذخائر العقبي: ص 24، مجمع الزوائد للهيثمي: ج 9 ص 168، أسد الغابة: ج 5 ص 521، الفصول المهمة: ص 8.

[288] تاريخ ابن عساكر: ج 14 ص 145 ح 3456، المعجم الكبير للطبراني: ج 23 ص 320 ح 759، مسند أحمد: ج 6 ص 296، تاريخ دمشق: ج 13 ص 203.

[289] ذخائر العقبي: ص 23، أسد الغابة: ج 4 ص 29، الصواعق المحرقة: ص 143.

[290] فضل آل البيت للعلامة أبوكف: ص 39، مناقب آل الرسول للنجف آبادي: ص 296، رشفة الصادي للحضرمي: ص 139، تاريخ دمشق: ج 13 ص 204.

[291] هارون الرشيد ابن محمد المهدي ابن المنصور العباسي، خامس خلفاء الدولة العباسية في العراق و أشهرهم، ولد بالري سنة 149 ه، و نشأ في دار الخلافة في بغداد، و ولاه أبوه غزو الروم في القسطنطينية، فصالحته الملكة «أبريني» بسبعين ألف دينار تبعث بها الي خزانة الخليفة كل عام. بويع للخلافة بعد وفاة أخيه الهادي سنة 170 ه، وازدهرت الدولة في أيامه. كان عالما بالأدب و أخبار العرب، كثير الغزوات، و هو أول خليفة لعب بالكرة و الصولجان، له وقائع كثيرة مع الروم، دامت ولايته 23 سنة، توفي في «سناباذ» من قري طوس سنة 193، و بها قبره. (الأعلام: ج 8 ص 62).

[292] سورة الأنعام: 84.

[293] سورة آل عمران: 61.

[294] عيون أخبار الرضا: ج 1 ص 81، البحار للمجلسي: ج 48 ص 127، احقاق الحق للتستري: ج 12 ص 313، الاتحاف بحب الأشراف لعبدالله الشبراوي: ص 54، الصواعق

المحرقة: ص 121، أخبار الدول للقرماني: ص 123، مفتاح النجا لمحمد خان البدخشي: ص 174، الكواكب الدرية للعلامة المناوي: ج 1 ص 172.

[295] عبدالرحمان بن مسلم، مؤسس الدولة العباسية، و أحد كبار القادة. ولد في (ماه البصرة) مما يلي اصبهان، عند عيسي و معقل ابني ادريس العجلي، فربياه الي أن شب، فاتصل بابراهيم بن الامام محمد (من بني العباس) فأرسله ابراهيم الي خراسان داعية، فقام فيها و استمال أهلها، و وثب علي ابن الكرماني و الي نيسابور فقتله، و استولي عليها، و خطب باسم السفاح العباسي، ثم سير جيشا لمقاتلة مروان بن محمد آخر ملوك بني أمية، فقابله بالزاب (بين الموصل و أربيل) و انهزمت جنود مروان الي الشام، و فر مروان الي مصر، فقتل في بوصير، و زالت الدولة الأموية 132 ه، و صفا الجو للسفاح الي أن مات، و خلفه أخوه المنصور، فرأي المنصور من أبي مسلم ما أخافه أن يطمع بالملك، فقتله برومة المدائن سنة 137 ه (الأعلام: ج 3 ص 337).

[296] حياة الامام الرضا للسيد جعفر مرتضي: ص 49، تاريخ الامامية للفياض: ص 65، جهاد الشيعة للدكتورة سميرة الليثي: ص 89، الامام الصادق و المذاهب الأربعة. لأسد حيدر: ج 2 ص 320، الملل و النحل للشهرستاني: ج 1 ص 243.

[297] خرج عبدالله بن معاوية بن عبدالله بن جعفر بن أبي طالب علي بني مروان سنة 127 في الري بخراسان، ثم استسلم لأبي مسلم بعد اذ ظفر الأخير بجيوش بني مروان، و كتب اليه يستعطفه بقوله: «من الأسير بين يديه، بلا ذنب اليه و لا خلاف عليه، فان الناس من حوضك رواء و نحن منه ظماء، رزقنا الله منك التحنن...، فانك أمين مستودع ورائد

مصطنع، و السلام عليكم و رحمة الله» و لم يطلقه أبومسلم، بل أورده حتفه، و قيل: سمه. (منه).

[298] هو حفص بن سليمان الهمداني الخلال؛ أبوسلمة، أول من لقب بالوزارة في الاسلام، كانت اقامته قبل ذلك في الكوفة، و أنفق أموالا كثيرة في سبيل الدعوة العباسية، كان يحمل كتب ابراهيم الامام ابن محمد الي النقباء في خراسان. استوزه السفاح و كان يستمتع بحديثه، اغتاله أشخاص كمنوا له ليلا فقطعوه بأسيافهم سنة 132 ه. (الأعلام: ج 2 ص 264).

[299] عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب الهاشمي القرشي؛ أبومحمد، تابعي من أهل المدينة، قال الطبري: كان ذا عارضة و هيبة و لسان و شرف، حبسه المنصور عدة سنوات من أجل ابنيه محمد و ابراهيم، و نقله الي الكوفة فمات سجينا فيها سنة 145. (الأعلام: ج 4 ص 78).

[300] هو عمر الأشرف بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، قال الشيخ المفيد: كان فاضلا جليلا، و ولي صدقات رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و صدقات أميرالمؤمنين، و كان ورعا سخيا. و انما سمي بالأشرف في قبال عمر الأطرف ابن أميرالمؤمنين عليه السلام، فقد كان أشرف منه لأن فضيلة الثاني من طرف واحد و هو طرف أبيه أميرالمؤمنين، و كان عمر الأشرف يروي عن الامام الصادق، قال عنه الباقر عليه السلام. و أما عمر فهو عيني التي بها أري. (منتهي الآمال: ج 2 ص 69).

[301] هو محمد بن عبدالرحمان بن أسلم.

[302] أعيان الشيعة: ج 1 ص 665، أنصار الحسين لمحمد مهدي شمس الدين: ص 209، الفرج بعد الشدة للقاضي التنوخي: ج 2 ص 349، عمدة الطالب لابن عنبة ص 102، ينابيع المودة: ج 3 ص 161.

[303]

مروج الذهب للمسعودي: ج 3 ص 184، الآداب السلطانية: ص 137.

[304] هو سدير بن حكيم بن صهيب الصيرفي، يكني أباالفضل، من الكوفة، مولي، من أصحاب السجاد عليه السلام، وعد في أصحاب الباقر و الصادق عليه السلام. قال الامام الصادق عليه السلام: «ان الله اذا أحب عبدا غته بالبلاء غتا، و انا و اياكم يا سدير نصبح به و نمسي» الكافي: ج 2 ح 6 كتاب الايمان و الكفر. (معجم رجال الحديث للخوئي: ج 9 ص 37).

[305] الكافي: ج 2 ص 243.

[306] هشام بن الحكم الشيباني بالولاء، الكوفي؛ أبومحمد، متكلم مناظر، كان شيخ الامامية في وقته، ولد بالكوفة، و نشأ بواسط، و سكن بغداد، و انقطع الي يحيي بن خالد البرمكي، فكان القيم بمجالس كلامه و نظره. صنف كتبا منها: الامامة، القدر، الشيخ و الغلام،... الخ. و لما حدثت نكبة البرامكة استتر، و توفي علي أثرها بالكوفة سنة 190 ه، و يقال: عاش الي خلافة المأمون (الأعلام: ج 8 ص 84).

[307] تحف العقول: ص 389، بحارالانوار: ج 1 ص 141 و ج 75 ص 303، نهج السعادة: ج 7 ص 346،الامام الصادق و المذاهب الأربعة: ج 2 ص 108.

[308] ابراهيم بن محمد بن علي بن عبدالله بن العباس بن عبدالمطلب، زعيم الدعوة العباسية قبل ظهورها، أوصي له أبوه بالامامة، فكان شيعتهم يختلفون اليه و يكاتبونه من خراسان و غيرها، و تأتيه كتبهم، وانتشرت دعوته، و هو الذي وجه أبامسلم الخراساني واليا علي دعاته و شيعته في خراسان، فكان من أبي مسلم أن حارب ولاة بني أمية و سيطر علي البلاد، ثم ظهر أمر ابراهيم و علم به مروان بن محمد آخر خلفاء بني مروان، فقبض عليه و زجه في السجن

بحران، ثم قتله في حبسه سنة 131 ه. (الأعلام: ج 1 ص 58).

[309] هو صالح بن علي بن عبدالله بن عباس الهاشمي، الأمير، عم السفاح و المنصور، و أول من ولي مصر من قبل الخلفاء العباسيين، تعقب مروان بن محمد لما فر من الشام، وقتله سنة 132 ه، فولاه السفاح مصر، ففتك بالكثير من أشياع بني أمية، و هو الذي كسر الروم في وقائع مرج دابق، و كانوا نحو مائة ألف، و كان شجاعا حازما، توفي بقنصرين سنة 151 ه. (الأعلام: ج 2 ص 192 - 193).

[310] هو محمد بن عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب؛ أبوعبدالله، الملقب بالأرقط و بالمهدي و بالنفس الزكية، أحد الأمراء الأشراف من الطالبيين، ولد بالمدينة سنة 93 ه، و كان يقال له: صريح قريش، كان غزير العلم، و فيه شجاعة و حزم و سخاء، لما انحلت الدولة الأموية بايعه بنو هاشم سرا، فلما قامت الدولة العباسية لم يبايع السفاح و تواري، فطلبه المنصور و قبض علي أبيه و اثني عشر من أهل بيته و عذبهم، فماتوا بحبسه بعد سبع سنين، فلما علم محمد بموت أبيه خرج ثائرا، فغلب علي مدن كثيرة، ثم حدثت بينه و بين جيش المنصور وقعة علي أبواب المدينة، قتل بيده سبعين فارسا حتي قتل سنة 145 ه. (الأعلام: ج 6 ص 220 - 221).

[311] و هو ابراهيم بن عبدالله، المعروف بقتيل باخمري، و كان جاريا علي مشاكلة أخيه محمد في الدين و العلم و الشجاعة و الشدة و الثورة علي الظلم، بايعه أربعة آلاف مقاتل، فاستولي علي البصرة و هزم المنصور منها الي الكوفة، و استولي علي بلاد كثيرة، و كانت بينه

و بين المنصور وقائع شديدة انتهت باستشهاده. (مقاتل الطالبيين: ص 210 - 256) بتصرف.

[312] محمد بن عبدالله بن عمرو بن عثمان، و هو الملقب بالديباج، سبط الامام الحسين عليه السلام من ابنته فاطمة، كما ذكر الذهبي في «من له رواية في كتب السنة»: ج 2 ص 189، كان دائم الرواية عن أمه فاطمة.

[313] مقاتل الطالبيين: ص 239.

[314] و ليس في نص الروايتين بيعة من جعفر الصادق لعبدالله أو لابنه محمد كما و هم البعض، و انما فيهما تفضيل للأب علي الابن مع رفض البيعة. (منه).

[315] و في رواية أخري أنه أضاف: «و والله ما أطلعك الله علي غيبه». (منه).

[316] و هو ابن أبي ثابت عبدالعزيز بن عمران الزهري، صاحب كتاب الاحلاف (الفهرست: 12).

[317] الرواية كاملة في مقاتل الطالبيين: ص 140 - 142، ارشاد المفيد: ج 2 ص 192، و نقلها أيضا السيد مرتضي العسكري في معالم المدرستين: ج 3 ص 325، و راجع كشف الغمة: ج 2 ص 386 - 387، ومدينة المعاجز لهاشم البحراني: ج 5 ص 292، و بحارالانوار ج 46 ص 189 و ج 47 ص 278، و معجم أحاديث المهدي للعاملي: ج 3 ص 432، و تفسير مجمع البيان الطبرسي: ج 5 ص 352، و أعلام الوري للطبرسي: ج 1 ص 527.

[318] عمرو بن عبيد بن باب التيمي بالولاء؛ أبوعثمان البصري، شيخ المعتزلة في عصره و فقيهها، و أحد الزهاد المشهورين، قال فيه المنصور: كلكم طالب صيد، غير عمرو بن عبيد. له خطب و كتب و رسائل كثيرة. توفي بمران قرب مكة سنة 144 ه، و قد رثاه المنصور. (الأعلام: ج 5 ص 81).

[319] ان أول كتاب - في الحديث - ألف في

الاسلام كتاب علي عليه السلام، أملاه رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم و خطه عليه عليه السلام علي صحيفة، فيها كل حلال و حرام. (مقدمة كتاب الكافي، للدكتور حسين علي محفوظ) و كان الأئمة ينقلون عنه بقولهم: «وجدنا في كتاب علي».

[320] اعلام الوري: ج 1 ص 528، مقاتل الطالبيين: ص 206، بحارالأنوار: ح 47 ص 287، الارشاد: ص 277، نفس الرحمان في فضائل سلمان للطبرسي: ص 301، كشف الغمة: ج 2 ص 385.

[321] تاريخ بغداد: ج 10 ص 55، تاريخ دمشق: ج 32 ص 307 و ج 35 ص 449، سير أعلام النبلاء: ج 7 ص 83، تاريخ اليعقوبي: ج 2 ص 364.

[322] محمد بن علي بن عبدالله بن عباس بن عبدالمطلب الهاشمي القرشي، أول من قام بالدعوة العباسية، و هو والد المنصور و السفاح، ولي امامة الهاشميين سرا في أواخر الدولة الأموية، عمل سرا لجمع الأموال من الأخماس والزكوات لدفعها الي الدعاة الي الدعوة العباسية، مات بالشراة سنة 125 ه عن عمر يناهز 63 سنة (الأعلام: ج 6 ص 271).

[323] تاريخ الطبري: حوادث سنة 100 و 120 و 126، تاريخ اليعقوبي: ج 3 ص 72، ذيل المذيل: ص 98، تاريخ ابن خلدون: ج 3 ص 172، و فيات الأعيان: ج 1 ص 454، الكامل لابن الأثير: ج 5 ص 17 و 20 و 43 و 51 و 53 و 69 و 72 و 80 و 96 و 101، تاريخ الاسلام للذهبي: ج 5 ص 133.

[324] عبدالله بن محمد بن الحنفية، يكني أباهاشم، و أمه أم ولد، و كان صاحب علم و رواية، ثقة، قليل الحديث، كانت الشيعة يلقونه و يتولونه، تعلم واصل بن عطاء علي

يديه. (الطبقات الكبري: ج 5 ص 328).

[325] التنبيه و الأشراف للمسعودي: ص 292.

[326] سليمان بن عبدالملك بن مروان، أبوأيوب، الخليفة الأموي، ولد في دمشق سنة 54 ه، و ولي الخلافة يوم وفاة أخيه الوليد سنة 96 ه، فأطلق الأسري، و أخلي السجون، و عفا من المجرمين و أحسن الي الناس، حاصر القسطنطينية و فتح جرجان و طبرستان، توفي في دابق سنة 99 ه. (الأعلام: ج 3 ص 130).

[327] هي بلد من أرض الشراة من أعمال عمان في أطراف الشام، و هي القرية التي أهداها عبدالملك بن مروان لعلي بن عبدالله بن العباس لترضيته، فكانت منازل بني العباس. (معجم البلدان: ج 2 ص 307، الامامة و السياسة: ج 3 ص 149).

[328] هي خولة بنت جعفر بن قيس، من بني حنيفة، و هي من سبي أهل الردة، قيل:اشتراها أسامة بن زيد و باعها من علي بن أبي طالب، فلما عرف الامام صورة حالها أعتقها و تزوجها و مهرها. (عمدة الطالب: ص 323).

[329] وسائل الشيعة: ج 12 ص 124 و ج 8 ص 486، الأمالي للطوسي: ص 279، بحارالأنوار: ج 71 ص 176 و ج 72 ص 341، مستدرك سفينة البحار: ج 6 ص 257.

[330] أي المنصور العباسي.

[331] تاريخ دمشق: ج 32 ص 331، سير أعلام النبلاء: ج 7 ص 85.

[332] عبدالله بن علي بن عبدالله بن العباس الهاشمي، أمير، و هو عم الخليفة المنصور، و هو الذي هزم مروان ابن محمد بالزاب، و تبعه الي دمشق و فتحها، و هدم سورها، و قتل من أعيان أمية 80 رجلا بأرض الرملة، و مهد دمشق لدخول السفاح، و ظل أميرا عليها مدة خلافته، فلما ولي المنصور خرج عبدالله عليه و دعا

الي نفسه، فانتدب المنصور أبامسلم الخراساني لاخضاعه، فقاتله، و هرب و اختفي، ثم صار الي البصرة، فآمنه المنصور و استسلم، و حبس في بغداد، و قتل في حبسه سنة 147 ه. (الأعلام: ج 4 ص 104).

[333] هو يزيد بن عمر بن هبيرة، أبوخالد،من بني فزارة، أمير،قائد، من ولاة الدولة الأموية، و لما استفحل أمر الدعوة العباسية في أيام امارته قاتل أشياعها مدة، و تغلبت جيوش خراسان علي جيوشه، فرحل الي واسط و تحصن بها، فوجه السفاح أخاه المنصور الي حربه، فمكث المنصور مدة يقاتله حتي أعياه أمره، فكتب اليه بالأمان و الصلح، و أمضي السفاح الكتاب، فرضي ابن هبيرة و أطاع، و أقام بواسط، و نقض السفاح عهده له و بعث اليه من قتله بقصر واسط سنة 132 ه. (الأعلام: ج 8 ص 185).

[334] تاريخ ابن خلدون: ج 4 ص 5 و لكن فيه بلفظ: «أي الأمانات».

[335] الأرض المسبعة: أي ذات سباع (العين: ج 1 ص 345).

[336] قال عنه ابن ماكولا في اكمال الكمال: ج 6 ص 177: انه كوفي.

[337] مقاتل الطالبيين: ص 170، و فيه: «حبسني بضع عشرة سنة».

[338] مقاتل الطالبيين: ص 151، الاحتجاج: ج 1 ص 154، عمدة الطالب: ص 104، تاريخ الطبري: ج 6 ص 175، تاريخ ابن خلدون: ج 3 ص 189.

[339] هو رباح بن عثمان بن حسان المري أو المزني، تولي المدينة في رمضان 144 ه، و هو الذي حبس بني الحسن و قيدهم. (تاريخ ابن خلدون: ج 3 ص 189).

[340] تاريخ خليفة بن خياط: ص 340، تاريخ دمشق: ج 27 ص 388، البداية و النهاية: ج 10 ص 86، تاريخ ابن خلدون: ج 3 ص 188 و 201.

[341] مقاتل الطالبيين: ص 149، بحارالأنوار: ج 47

ص 305، تاريخ الطبري، ج 6 ص 174.

[342] مروج الذهب: ج 3 ص 310، مقاتل الطالبيين: ص 150، تاريخ الطبري: ج 6 ص 176.

[343] مقاتل الطالبيين: ص 150.

[344] هو أبوبكر عبدالله بن يزيد المعروف بابن هرمز، المتوفي سنة 148، و قد روي عن مالك أنه قال: كنت آتي ابن هرمز من بكرة، فما أخرج من بيته حتي الليل. و لم يؤرخ له في كتب الطبقات، غير أن قدامة بن محمد يروي: «خرج ابن هرمز و محمد بن عجلان مع محمد، فلما حضر القتال تقلد كل واحد منهما قوسا، قال: فظننا أنهما أرادا أن يريا الناس أنهما قد صلحا لذلك». (كتاب الموطأ: ج 1 ص 20).

[345] محمد بن عجلان المدني، مولي فاطمة بنت عتبة بن ربيعة القرشي، سمع أباه و عكرمة، و روي عنه الثوري و مالك بن أنس (التاريخ الكبير: ج 1 ص 196).

[346] أبوبكر بن عبدالله بن محمد بن أبي سبرة بن أبي رهم، الفقيه الكبير، قاضي العراق. و كان جد أبيه (أبوسبرة) بدريا، من السابقين المهاجرين، ولاه المنصور القضاء، مات سنة 162 ه (سير أعلام النبلاء: ج 7 ص 330).

[347] عبدالله بن عمر بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب المدني، ضعيف. و قال الذهبي في الميزان: صدوق، في حفظه شي ء، و اختلفوا فيه. (تحفة الأحوذي: ج 1 ص 442).

[348] قال يحيي بن مسكين: ما رأيت أحدا قط أكثر صلاة من مصعب بن ثابت، كان يصلي في كل يوم و ليلة ألف ركعة، و يصوم الدهر، و كان أبلغ أهل زمانه (سير أعلام النبلاء: ج 7 ص 29) و هو ابن عبدالله بن الزبير بن العوام. و رغم ذلك فقد ضعفوه في رواية الحديث، الا ابن حبان فقد

وثقه. (مجمع الزوائد: ج 9 ص 299).

[349] هو مالك بن أنس بن مالك الأصبحي الحميري؛ أبوعبدالله، امام دار الهجرة، و أحد الائمة الأربعة عند أهل السنة، و اليه تنسب المالكية، ولد في المدينة سنة 93 ه، و توفي فيها سنة 179 ه. كان صلبا في دينه، سأله المنصور أن يضع كتابا للناس يحملهم علي العمل به، فصنف (الموطأ). (الأعلام: ج 5 ص 257).

[350] روي ابن خلدون في تاريخه: ج 3 ص 190: «واستفتي أهل المدينة مالكا في الخروج مع محمد و قالوا: في أعناقنا بيعة المنصور، فقال: انما بايعتم مكرهين، فتسارع الناس الي محمد، ولزم مالك بيته».

[351] مالك بن أنس - عبد الحليم الجندي - طبعة دار المعارف: ص 238، حيث تفصيل الواقعة. (منه).

[352] لعله موسي بن جعفر الملقب بالكاظم عليه السلام، الامام السابع: لأنه لم يعرف من أولاد الامام الصادق عليه السلام باسم موسي غيره.

[353] هو عبدالله بن جعفر بن محمد، و كان اكبر أولاد الامام الصادق بعد اسماعيل، و لم تكن له عند أبيه منزلة و لا مكانة كبيرة، و اتهم بمخالفة أبيه في اعتقاده، و قيل: كان يخالط و يصاحب الحشوية، و يميل الي المرجئة. ادعي الامامة بعد أبيه، و حجته علي ذلك أنه اكبر أولاد أبيه، و لذا تابعه جمع من أتباع الامام الصادق عليه السلام لكنهم تركوه بعد ما اختبروه، و رجعوا الي الامام موسي الكاظم عليه السلام. و يعد عبدالله مؤسس الفطحية، و سمي بالأفطح لأن باطن قدميه غير مقعر. (منتهي الآمال: ج 2 ص 251).

[354] مقاتل الطالبيين: ص 170.

[355] المصدر السابق.

[356] عيسي بن موسي بن محمد العباسي؛ أبوموسي، أمير، من الولاة القادة، و هو ابن أخي السفاح، كان يقال له: «شيخ الدولة»، ولاه السفاح

الكوفة سنة 132 ه، و جعله ولي عهد المنصور، فاستنزله المنصور عن ولاية عهده سنة 147 ه، و عزله من الكوفة، و استرضاه بمال وفير، و جعل له ولاية عهد ابنه المهدي، فلما ولي المهدي خلعه، فأقام بالكوفة الي أن توفي سنة 167 ه. (الأعلام: ج 5 ص 109).

[357] كان صاحب فقه و أدب، سأل عن صاحب له فقيل: تركناه يريد أن يموت، فضحك قوم، فقال: لقد ضحكتم منها عربية! قال عز و جل: (فوجدا فيها جدارا يريد أن ينقض فأقامه) يعني: يكاد أن ينقض، فوثب أبوعمرو بن العلاء فقبل رأسه و قال: لا نزال و الله بخير مادام مثلك فينا، و أبوعمرو من أئمة اللغة الأولين. (منه).

[358] باخمري: قرية تقارب الكوفة علي ستة عشر فرسخا. (البحار: ج 47 ص 296).

[359] نقل فقهاء و علماء الشيعة الحديث المروي في عين أبي زياد و ما فيه من دلالة علي غصبية: عن جميل بن صالح قال: أرادوا بيع تمر عين أبي زياد، فأردت أن أشتريه، ثم قلت: حتي استأمر أباعبدالله عليه السلام، فأمرت معاذا فسأله، فقال: قل له: يشتريه، فانه ان لم يشتره اشتراه غيره». راجع: الكافي: ج 5 ص 229، تهذيب الأحكام للشيخ الطوسي: ج 6 ص 375، رسائل الكركي: ج 1 ص 272، مجمع الفائدة للأردبيلي: ج 8 ص 100، كفاية الأحكام للسبزواري: ص 78، الحدائق الناضرة: ج 18 ص 247.

[360] روي أبوالفرج في المقاتل: ص 184 عن مولي أبي جعفر قال: «أرسلني جعفر بن محمد انظر ما يصنعون، فجئته فأخبرته أن محمدا قتل، و أن عيسي قبض علي عين أبي زياد، فأبلس طويلا، ثم قال: ما يدعو عيسي الي أن يسبنا و يقطع أرحامنا، فوالله لا يذوق هو ولا

ولده منها شيئا أبدا». و كذا في البحار: ج 47 ص 305. و ذكر أن الامام الصادق لقي المنصور فقال له: «أردد علي عين أبي زياد آكل من سعفها» و هذا يعني أن الامام كان يقتات منها.

[361] هو عبدالله بن المقنع، من أئمة الكتاب، و أول من عني في الاسلام بترجمة كتب المنطق، أصله من الفرس، ولد في العراق سنة 106 مجوسيا مزدكيا، و أسلم علي يد عيسي بن علي (عم السفاح) و ولي كتابة الديوان للمنصور. اتهم بالزندقة فقتله سفيان بن معاوية المهلبي أمير البصرة سنة 147 ه. (الأعلام: ج 4 ص 140).

[362] الأمالي للسيد المرتضي: ج 1 ص 94.

[363] أعيان الشيعة: ج 2 ص 18، جهاد الشيعة: ص 198، المناقب: ج 3 ص 358، نزهة الجليس: 56 - 57، الفرج بعد الشدة للقاضي التنوخي: ج 1 ص 70، بحارالأنوار: ج 47 ص 212، مقاتل الطالبيين: ص 234، شجرة طوبي: ج 2 ص 378.

[364] المصادر السابقة.

[365] من باب التقية، لا من باب القناعة بذلك.

[366] الصحيح: «قد كان قلبه» و لا تخلو الكتب من الأخطاء المطبعية.

[367] لا مطلق القضاء، بل يراد منه القضاء غير المحتوم.

[368] هذا ابن أبي الحديد قد أرجع علم المذاهب الأربعة اليه في الفقه (شرح النهج: ج 1 ص 6). يقول الشيخ محمد حسين المظفر في كتابه «الامام الصادق»: ج 1 ص 135: «قد بلغ من عرفوه، ممن استقي منه العلم أربعة آلاف أو يزيدون» و قال في ص 140: «و لقد ذكر أرباب الرجال أن أبان بن تغلب وحده روي عنه ثلاثين ألف حديث، و محمد بن مسلم ستة عشر ألف حديث، و لا تسل عن مقدار ما رواه جابر الجعفي....». و قال

أبوالحسن الوشاء: «أدركت في مسجد الكوفة تسعمائة شيخ، كلهم يقول: حدثني جعفر بن محمد».

[369] شيخ الجبل هو الحسن بن الصباح بن علي الاسماعيلي، داهية، شجاع، عالم بالهندسة والحساب و النجوم، كان مقدم الاسماعيلية في اصبهان، و رحل منها و قدم مصر، و أكرمه المستنصر الفاطمي و أعطاه مالا، و أمره أن يدعو الناس الي امامته، ففعل ذلك، و استولي علي قلعة الموت من نواحي قزوين، و استقر فيها الي أن توفي سنة 518 ه و يسمي الأوربيون أصحاب الحسن هذا «أساسان» Assasstns و هي فرقة من الاسماعيلية برزت في الحروب الصليبية، و أن كلمة «أساسان» أصلها: حشاشون. و أنشأ علي بن نزار بن الحاكم بأمر الله منصور العبيدي الفاطمي، أول ائمة الاسماعيلية النزارية في قلعة الموت «فرقة الفدائية» للاغتيال. (الأعلام: ج 2 ص 194 و ج 5 ص 29).

[370] تاريخ الطبري: ج 6 ص 263، و ذكره أيضا تاريخ ابن خلدون: ج 3 ص 196، و البداية و النهاية: ج 10 ص 101، و تاريخ اليعقوبي: ج 2 ص 379، و لكن بتغيير طفيف ببعض العبارات.

[371] عيسي بن رؤبة الطفاوي ورد ذكره بهذا اللقب فقط في كتاب أخبار الدولة العباسية لمؤلف مجهول، و لم نقف عليه في كتب التراجم.

[372] مقاتل الطالبيين: ص 234.

[373] و هو الحسين ذو العبرة، و يكني أباعبدالله، و هو من أصحاب الصادق عليه السلام، قتل أبوه و هو صغير فرباه جعفر بن محمد، فأعقب، عمي في آخر حياته، زوج ابنته من محمد المهدي بن المنصور العباسي، توفي سنة 135 ه. (عمدة الطالب: ص 141).

[374] عيسي بن زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، ثائر، من كبار الطالبيين، كنيته: أبويحيي، و يلقب

بموتم الأشبال، قتل لبوة، فقيل له: أيتمت أشبالها، فقال: نعم أنا موتم الأشبال. ولد في المدينة، و صحب (النفس الزكية) و أخاه ابراهيم، و ثار مع «محمد» علي ميمنته، و أوصي له بالأمر بعد أخيه ابراهيم، و لما لم يجد ما ينهض بالأمر تركهم و تواري، و لم يجد المنصور في طلبه، فعاش بقية حياته متواريا الي أن توفي سنة 168 ه. (الأعلام: ج 5 ص 102).

[375] مقاتل الطالبيين ص 223، و نقل عنه أيضا السيد علي الشهرستاني في كفاية وضوء النبي: ج 1 ص 309.

[376] تحف العقول للحراني: ص 321، البحار: ج 75 ص 235، مستدرك سفينة البحار: ج 6 ص 499، ميزان الحكمة: ج 1 ص 288. و «الهمج» بالتحريك: السفلة و الحمقي و الرعاع من الناس، يقال: قوم همج، أي: لا خير فيهم.

[377] راجع جهاد الشيعة للدكتورة سميرة الليثي: ص 206، حيث نقلت هذا العبارة عن الامام، و علقت قائلة: هذه العبارات لها مغزاها، فهي موجهة الي الخلفاء العباسيين الذين أقدموا علي قتال أبناء عمهم العلويين...» أقول: لم أجد هذه المقالة في كتب الشيعة فضلا عن أهل السنة. و مع فرض صحة ورودها، فانها انما تكون في مقام التقية أولا، والحث علي حفظ هذا النسل الطاهر من أبناء علي ثانيا، لأن بني العباس انما حصلوا علي ملكهم بشعار «الرض لآل محمد».

[378] مستدرك الوسائل: ج 12 ص 307 و ج 13 ص 128، بحارالأنوار: ج 47 ص 184، درر الأخبار: ص 350، كشف الغمة: ج 2 ص 427، شرح الحقاق الحق: ج 19 ص 530 و ج 28 ص 530 و ص 398 و 466، النظام السياسي في الاسلام: ص 106، الامام الصادق

لمحمد أبوزهرة: ص 139، العقد الفريد: ج 2 ص 80، كشف الغمة في أموال الصادق لابن حمدون: ج 2 ص 208، الامام الصادق لأسد حيدر: ج 3 ص 20.

[379] سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري، كان سيد أهل زمانه في علوم الدين و التقوي، راوده المنصور علي أن يلي الحكم فأبي، و طلبه المهدي فتواري و انتقل الي البصرة، و مات فيها مستخفيا سنة 161 ه. له «الجامع الكبير» و «الجامع الصغير» في الحديث. (الأعلام: ج 3 ص 104).

[380] ذكرها محمد بيومي مهران في كتابه: «الامامة و أهل البيت»: ج 1 ص 117.

[381] يروي مالك أنه استدعاه، فدخل فوجد عنده ابن أبي ذؤيب (159) و القاضي ابن سمعان، فسأل مالكا عن حكمه (حكم المنصور) هو عدل أم جور؟ فاستعفاه مالك من الجواب، فسأل ابن سمعان عن حكمه فأثني عليه، فسأل ابن أبي ذؤيب فأجاب: أنت والله عندي شر الرجال، استأثرت بمال الله و رسوله، و سهم ذوي القربي و اليتامي و المساكين، و أهلكت الضعيف و أتعبت القوي، و أمسكت أموالهم، فما حجتك غدا بين يدي الله، قال المنصور: ويحك، ما تقول؟! قال: رأيت أسيافا، و انما هو الموت و لا بد منه، عاجله خير من آجله. قال مالك: ثم خرجا و جلست، فقال المنصور: أجد رائحة الحنوط عليك؟ قلت: أجل لما نمي اليك عني ما نمي و جاءني رسولك ظننت أنه القتل، قال: أو ما تراني أسعي في أود الاسلام و اعزاز الدين عائذا بالله؟ يا أباعبدالله، انصرف الي مصرك راشدا مهديا، و ان أحببت ما عندنا فنحن ممن لا يؤثر عليك أحدا، قلت: ان يجبرني علي ذلك أميرالمؤمنين فسمعا و طاعة، و ان يخيرني اخترت العافية، قال:

انصرف الي أهلك معافي مكلوءا. فلما أصبحنا أمر بصرر دنانير في كل صرة خمسة آلاف درهم، ثم دعا برجل من شرطته فقال له: تدفع الي كل رجل منهم صرة، أما مالك ان أخذها فبسبيله، و ان ردها عليك فلا جناح عليه..و ان كان ابن سمعان ردها فأتني برأسه، و ان أخذها فهي عافيته. و ان أخذها ابن أبي ذؤيب فأتني برأسه، و ان ردها عليك فسبيله. قال مالك: أما ابن سمعان فأخذها و سلم، و أما ابن أبي ذؤيب فردها و سلم، و أما أنا فكنت و الله محتاجا اليها فأخذتها، ثم رحل أبوجعفر متوجها الي العراق. و روي مالك: أنه استدعاه يوما و عبيدالله بن طاوس بن كيسان، و كان طاوس فقيه اليمن حتي مات في سنة 106) طاوس بن كيسان تلميذ ابن عباس جد أبي جعفر) قال أبوجعفر: حدثني حديث أبيك، قال عبيدالله: حدثني أبي: أن أشد الناس عذابا يوم القيامة رجل أشركه الله في سلطانه فأدخل عليه الجور في حكمه، قال مالك: فضممت ثيابي خوفا من أن يصيبني دمه، فقال المنصور: ناولني هذه الدواة، ثلاث مرات، فلم يفعل، قال أبوجعفر: لم لا تناولني؟ قال: أخاف أن تكتب بها معصية فأكون قد شاركتك فيها، قال: قوما عني، ذلك ما كنا نبغي، قال مالك: فمازلت أعرف لابن طاوس فضله منذ ذلك اليوم. ويروي الامام الشافعي حول أساطين جامع عمرو عن عمه محمد بن علي بن شافع مثل ذلك، عندما قال له ابن أبي ذؤيب: أخذت المال من غير حله و جعلته في غير أهله، و أن المنصور رد عليه بقوله: والله لولا أنا لأخذت أبناء الفرس و الروم و الديلم هذا المكان منك، فوالله لولا أني أعلم أنك صادق لقتلتك. أما

عمرو بن عبيد فكان أبوجعفر المنصور يستقبله بالترحاب، و ينشد في نزاهته الشعر: «كلكم يمشي رويد، كلكم طالب صيد، غير عمرو بن عبيد» و هو زعيم المعتزلة الذين يطلقون ألسنتهم في الملوك و الصحابة، دخل عليه فقال له: ان الله أعطاك الدنيا بأسرها فاشتر نفسك ببعضها، و اذكر ليلة تتمخص عن يوم لا ليلة بعده، قال الربيع بن يونس حاجب المنصور: يا عمرو، غممت أميرالمؤمنين، قال عمرو للمنصور: ان هذا صحبك عشرين سنة، لم ير لك عليه أن ينصحك يوما واحدا، و ما عمل وراء بابك بشي ء من كتاب الله و لا سنة نبيه، قال أبوجعفر المنصور: فما أصنع، قلت لك: خاتمي في يدك فتعال و أصحابك فاكفني؟ قال عمرو: لا، ادعنا بعد لك، تسخ أنفسنا بعونك، ببابك ألف مظلمة اردد منها شيئا نعلم أنك صادق. و لما مات عمرو كان أول واحد من الرعية، و آخر واحد، ينظم في رثائه الخليفة شعرا، و من أبياته: و اذا الرجال تنازعوا في شبهة وصل الحديث بحجة و بيان و لو أن هذا الدهر أبقي صالحا أبقي لنا عمرا أبا عثمان والجاحظ من تعصبه لزعيمه يقول فيه: ان عبادته تفي بعبادة عامة الفقهاء و المحدثين. و ستبقي صلة المعتزلة بالدولة العباسية طويلا بعد وفاة عمرو و أبي جعفر، لأن المعتزلة يمدون الي بني العباس سببا علميا و سببا سياسيا، قالوا: ان واصلا (و هو زعيمهم مع أخي زوجته عمرو بن عبيد) أخذ أصوله عن أبي هاشم (98) عبدالله بن محمد بن الحنفية ابن علي بن أبي طالب، و كان أبوهاشم قدريا مثلهم - ينفي القدر - و يضيفون: أن محمد بن علي بن عبدالله بن عباس تعلم علي أبي هاشم و تلقي

منه الوصية بالامامة بعده دون بني علي بن أبي طالب، عندما أحس أبوهاشم بدنو أجله، اذ دس السم اليه سليمان بن عبدالملك. (منه).

[382] راجع الامامة و السياسة: ج 2 ص 195.

[383] لما استخلف أبوجعفر قصد اليه عبدالرحمان بن زياد بن أنعم المعافري قادما من القيروان، و كان زميلا له في عهد الطلب، فعرض عليه المقام ببغداد، و قال له: كيف رأيت ما وراء بابنا؟ فأجابه: رأيت ظلما فاشيا وأمرا قبيحا، قال: لعله فيما بعد من بابي، فأجابه: بل كلما قربت استفحل الأمر و غلظ، قال: ما يمنعك أن ترفع ذلك الينا و قولك مقبول عندنا؟ فأجابه: رأيت السلطان سوقا، و انما يرفع الي كل سوق ما ينفق فيها، قال: كأنك كرهت صحبتنا؟ فأجابه: ما يدرك المال و الشرف الا من صحبتكم، و لكني تركت عجوزا، و اني أحب مطالعتها. (منه).

[384] يفضل أحمد بن حنبل ابن أبي ذؤيب علي مالك؛ لمجاهرته بالحق في وجه أبي جعفر. و تقدير الشافعي لابن أبي ذؤيب يتراءي في رأي تلميذه أحمد، و في رواية الشافعي عن عمه في صدده. أما تقدير مالك فكان عن مشاهدة أو مشاركة. (منه).

[385] الكافي للكليني: ج 7 ص 411 ح 1، من لا يحضره الفقيه: ج 3 ص 3 ح 4، التهذيب: ج 6 ص 218 و 219 ح 515، الوسائل: ج 18 ص 2 ص 1.

[386] شرح نهج البلاغة: ج 20 ص 321.

[387] هو زياد بن مروان أبوالفضل الانباري القندي، مولي بني هاشم، روي عن الصادق و الكاظم عليهما السلام، و وقف في الرضا عليه السلام وعد من أركان الوقف. و قيل: ان سبب وقفه أنه كان قيما علي أموال أبي الحسن، فلما مات وقف عليه لأجل المال الذي عنده. (بتصرف

من معجم رجال الحديث للخوئي: ج 18 ص 326).

[388] الأمالي للشيخ الطوسي: ص 303، بحارالأنوار للمجلسي: ج 72 ص 341.

[389] مقاتل الطالبيين: ص 184، بحارالانوار: ج 47 ص 210، تاريخ الطبري: ج 6 ص 225.

[390] رزام مولي خالد بن عبدالله القسري، و قيل: هو ورام أبوقيس، و يقال: أبوالقصر، و يقال: أبوالغصن، و قيل: أبوقعر (تاريخ مدينة دمشق: ج 18 ص 137).

[391] تاريخ دمشق لابن عساكر: ج 18 ص 136.

[392] أبوالفضل الربيع بن يونس بن محمد بن عبدالله بن أبي فروة كيسان العباسي بالولاء، المعروف بالحاجب، من عظماء رجال البلاط العباسي، و كان يتشيع و يعتقد بامامة الامام الصادق عليه السلام، و كان حسن الاعتقاد، و كان وزيرا حازما عاقلا، اتخذه المنصور الدوانيقي حاجبا، و لما اطمأن من حزمه و حسن تدبيره استوزره و قدمه، ولم يزل يلي الوزارة حتي هلك المنصور، فقام بأخذ البيعة للمهدي العباسي، ولما ملك المهدي قدمه و جعله في سدة الوزارة، و في عهد الهادي العباسي تصدر للوزارة مدة، ثم أمر الهادي بقتله سنة 170 ه، و كانت ولادته سنة 111 ه. (أصحاب الامام الصادق: ج 1 ص 572).

[393] عيون أخبار الرضا: ج 1 ص 304 ح 64، بحارالأنوار: ج 47 ص 162 ح 1، منتهي الآمال: ج 3 ص 231.

[394] تاريخ الطبري: ج 6 ص 343 - 344.

[395] هو ملك فرنسا، حكم وعمره أربع سنوات و نصف، بين 1661 م الي 1715، بعد أن انتظر أبواه ولادته عشرين سنة، حكم تحت شعار: «بالعمل نحكم» و اتسمت فترة حكمه بقوة القانون، و هو ملك مستبد، جسد المبدأ القائل: «الحق الالهي في الحكم» و له جملة مشهورة: «الدولة هي أنا» (موسوعة السياسة: ج

5 ص 532).

[396] الكامل في التاريخ: ج 6 ص 12، من خطبة له في عرفة، و لعله يريد أن يشير من خلال كلامه هذا الي الحديث: «من أهان سلطان الله في الأرض أهانه الله» و هو حديث اسناده حسن، و هو في مسند الطيالسي: ج 2 ص 167، و أحمد: ج 5 ص 42 و 49، و سنن الترمذي: ج ص ح 2224 في الفتن، و قال: هذا حديث حسن غريب.

[397] هنري الأول: ولد عام 1068 م، و توفي عام 1135 م، و حكم بين 1100 - 1135، و هو أصغر أبناء وليم الأول ملك انكلترا، حصل علي التاج بالقيام بانقلاب أخرج أخاه روبرت الثاني فيه من الحكم. (موسوعة السياسة: ج 7 ص 152).

[398] توماس بيكت: رئيس أساقفة كانتر بوري، كان بينه و بين هنري الثاني صراع، حكم بين عام 1154 - 1189. و محور النزاع هو انفراد المحاكم الكنسية بمحاكمة رجال الدين ممن يتهمون باقتراف الجرائم. تبني هنري الثاني قوانين كلاريندون عام 1146، التي سمحت لمثل هؤلاء بدخول المحاكم العلمائية. فاحتج بيكت و هرب الي فرنسا، و بعد عودته و استمراره في الاصرار علي الامتياز الكنسي قتل علي يد أربعة فرسان في كتدرائية كانتر بوري. (موسوعة السياسة: ج 7 ص 153).

[399] يبدو أن المراد هو هنري الثاني لا هنري الأول، لأن هنر الأول قد مات عام 1135 م، و توماس بيكت مات عام 1189.

[400] هنري الثامن: 1491 م - 1547 م. حكم بين عام 1509 - 1547، و تزوج من أرملة أخيه «كاترين»، و كان قد انضم سنة 1522 الي الامبراطور شارل الخامس الاسباني في الحرب ضد فرنسا. منح لقب حامي الدين من أجل

مقام ضد «لوثر» زعيم الاصلاح الديني، و أصبح رئيسا أعلي للكنيسة الانكليزية، فانفصلت الكنيسة عن روما تماما، نشر التوراة باللغة الانكليزية، واستطاع توحيد المملكتين: انكلترا واسكتلندا، شهدت نهاية حكمه سيرا تدريجيا نحو البروتستانتية. (موسوعة السياسة: ج 7 ص 154).

[401] توماس ولزي، كبير وزراء هنري الثامن، كانت بيده السلطة الفعلية تقريبا، في عهده ازدهرت انكلترا داخليا، عزل من منصبه بعد فشله في تحقيق أمل هنري الثامن بالزواج من «آن بولين» الذي عارضه الباباكليمنت السابع برفض طلاقه من «كاترين». (موسوعة السياسة: ج 7 ص 154).

[402] توماس مور: 1447 م - 1535 م سياسي و قانوني و مفكر انكليزي، ولد في لندن، و عين عضوا في مجلس المحامين، ثم عضوا في مجلس النواب، ثم مساعدا لحاكم لندن. و في عام 1518 عين عضوا في مجلس الملك الخاص، و أخيرا رئيس القضاء الأعلي في المملكة عام 1529 - 1532. و منح لقب فارس عام 1521. كان زاهدا في السلطة، فاستقال من القضاء الأعلي عام 1532، و رفض حضور حفلة تتويج الملكة (آن بولين) عام 1533، و الاعتراف بالملك هنري الثامن رئيسا للكنيسة في انكلترا عام 1534، فأعدم لذلك سنة عام 1535. (موسوعة السياسة: ج 1 ص 813).

[403] العس: هو الطواف بالليل، و الاسم منه: عاس، و الجمع: عسس، و هم من يطوفون بالليل لحراسة الناس. (تاج العروس: ج 4 ص 190).

[404] تاريخ الطبري: ج 6 ص 313.

[405] الكامل في التاريخ: ج 3 ص 256.

[406] الدانق: سدس درهم. (منه).

[407] من أبيات قالها الفرزدق الشاعر في حق الامام زين العابدين: ما قال لا قط الا في تشهده لولا التشهد كانت لاءه نعم راجع: كشف الغمة للأربلي: ج 2 ص 305، و

ديوان الفرزدق.

[408] كما روي عن عبدالرحمان بن أبي بكر، و قد خرجناه سابقا.

[409] عبد العزيز بن مروان بن الحكم، عينه عبد الملك علي مصر و أفريقية، و هو الذي بني مدينة حلوان ضاحية الفسطاط بالقاهرة، و فيها عاش عمر بن عبدالعزيز زمانا، و جيوش أفريقية هي التي فتحت الأندلس بقيادة طارق بن زياد و موسي بن نصير. (منه).

[410] الكامل في التاريخ: ج 3 ص 256.

[411] تهذيب الكمال للمزي: ج 22 ص 38، تهذيب التهذيب لابن حجر: ج 8 ص 34، و ذكره ابن الاثير في النهاية: ج 2 ص 46، و ابن منظور في اللسان: ج 4 ص 250، والزبيدي في تاج العروس: ج 3 ص 183 بتغيير طفيف بالالفاظ.

[412] تاريخ اليعقوبي: ج 2 ص 387، و لكن فيه: «و أنا لا كافي لي».

[413] الراوندية: هم شيعة ولد العباس بن عبد المطلب، قالوا: ان أحق الناس بالامامة بعد الرسول صلي الله عليه و آله العباس بن عبدالمطلب؛ لأنه عمه و وارثه و عصبته. راجع المقالات والفرق: ص 180.

[414] كان المنصور قد طلب معن طلبا شديدا، و جعل لمن يأتي به مالا. الفرج بعد الشدة: ج 2 ص 372، و قال ابن خلدون في تاريخه: ج 3 ص 185: «فنازل و قاتل حتي ظفر بالراوندية».

[415] هو أبوالوليد معن بن زائدة الشيباني أحد الأمراء و أبطال العرب و عين الأجواد، ولي اليمن و سجستان و غيرها من البلاد. (تاريخ دمشق: ج 53 ص 427).

[416] الأغلب بن سالم بن عقال بن خفاجة التميمي، أمير، من الشجعان القادة، و هو جد (الأغالبة) ملوك أفريقية، و أول من وليها منهم، كان مع أبي مسلم الخراساني حين قيامه بالدعوة العباسية، و رحل الي أفريقية مع محمد

بن الأشعث، ثم ولاه المنصور الامارة بأفريقية سنة 148 ه، فأقام في القيروان و وطد الأمور، وانصرف يريد قتال الصفرية، فبايع أهل تونس للحسن بن حرب الكندي و دخل بهم القيروان، فعاد اليه الأغلب فقاتله، و استمرت الحرب بينهما الي أن أصاب الأغلب سهم قتله بقرب تونس. (الأعلام: ج 1 ص 335).

[417] الحجرات: 6.

[418] (2) الأمالي للشيخ الصدوق: ص 711، وسائل الشيعة: ج 12 ص 309 رواه ناقصا، بحارالانوار: ج 10 ص 218 و ج 72 ص 264 و ج 47 ص 168.

[419] هو خال محمد بن الاشعث، و قد وصف بالروايات أنه رجل ذو عقل. راجع: الكافي: ج 1 ص 475، ودلائل الامامة: ص 267، و الثاقب في المناقب: ص 407، و الخرائج و الجرائح: ج 2 ص 721.

[420] شرح أصول الكافي: ج 7 ص 250، الخرائج و الجرائح: ج 2 ص 721، اثبات الهداة: ج 5 ص 339، بحارالأنوار: ج 47 ص 75، دلائل الامامة: ص 266.

[421] تاريخ الطبري: ج 6 ص 198.

[422] لفظ فارسي معناه: سيدة النساء أو ملكة النساء، قيل: هي بنت ملك قاشان، و قيل: هي بنت كسري يزدجرد بن شهريار، و اسمها شهربانويه، تزوجها الامام الحسين و أولدت له زين العابدين، و كان يقول: أنا ابن الخيرتين من العرب محمد، و من الفرس كسري. راجع في ذلك: بحارالأنوار: ج 46 ص 15، العدد القوية: ص 56.

[423] بحارالأنوار: ج 47 ص 196 و ج 91 ص 290.

[424] المعلي بن خنيس، مولي أبي عبدالله عليه السلام، و هو من أهل الفقه و المعرفة بمنزلة الامام، و من أعيان أصحابه، و قد حزن الامام علي قتله، و خرج مغضبا الي الموالي يعنفه و يدعو عليه لما

بلغه خبر مقتله رضي الله عنه، قال في حقه: «أما و الله لقد دخل الجنة». (الامام الصادق للمظفر: ج 2 ص 168).

[425] الصواعق المحرقة: ص 101 - 102، مستدرك الوسائل: ج 16 ص 72، بحارالأنوار: ج 91 ص 296.

[426] الأنعام: 21.

[427] حلية الأولياء: ج 3 ص 198، عيون التواريخ: ج 6 ص 31، و فيات الأعيان: ج 4 ص 341، مناقب آل أبي طالب: ج 3 ص 375، تهذيب الكمال: ج 5 ص 93، سير أعلام النبلاء: ج 6 ص 264، كشف الغمة للأربلي: ج 2 ص 370.

[428] النعمان بن ثابت، التيمي بالولاء، الكوفي؛ أبوحنيفة، امام الحنفية، الفقيه المجتهد المحقق، أحد الأئمة الأربعة عند السنة، قيل: أصله من أبناء فارس. ولد بالكوفة سنة 80 ه و نشأ بها، و كان يبيع الخز، و يطلب العلم في صباه، ثم انقطع للتدريس و الافتاء، أراده عمر بن هبيرة للقضاء فامتنع ورعا، و أراده المنصور العباسي بعد ذلك علي قضاء بغداد فأبي، فأصر عليه، فحلف أبوحنيفة أنه لا يفعل، فحبسه الي أن مات 150 ه. قال الامام المالك يصفه: رأيت رجلا لو كلمته في السارية أن يجعلها ذهبا لقام بحجته. و كان كريما في أخلاقه، جوادا، حسن المنطق و الصورة، جهوري الصوت، اذا حدثت انطلق في الكلام، و كان لكلامه دوي. (الأعلام: ج 8 ص 36).

[429] و (2) مناقب أبي حنيفة للموفق: ج 1 ص 173، جامع أسانيد أبي حنيفة: ج 1 ص 222، تذكرة الحفاظ للذهبي: ج 1 ص 157، العدد القوية للحلي: ص 154، البحار: ج 47 ص 217، تاريخ الاسلام للذهبي: ص 89، الكامل في الرجال: ج 2 ص 556، سيرة أعلام النبلاء: ج 6 ص 257 و

258، تهذيب الكمال: ج 5 ص 79.

[430] مناقب أبي حنيفة للموفق: ج 1 ص 173، جامع أسانيد أبي حنيفة: ج 1 ص 222، تذكرة الحفاظ للذهبي: ج 1 ص 157، العدد القوية للحلي: ص 154، البحار: ج 47 ص 217، تاريخ الاسلام للذهبي: ص 89، الكامل في الرجال: ج 2 ص 556، سيرة أعلام النبلاء: ج 6 ص 257 و 258، تهذيب الكمال: ج 5 ص 79.

[431] انظر ذيل تاريخ بغداد لابن الدمياطي: ج 2 ص 73، وأشد الجهاد لشيخ داود الموسوي البغدادي: ص 3.

[432] رسائل الجاحظ للسندوبي: ص 106.

[433] الحجاج بن يوسف بن الحكم الثقفي، قائد، داهية، سفاك، خطيب، ولد في الطائف سنة 400 ه، و انتقل الي الشام فلحق بروح بن زنباع، فكان في عديد شرطته، ثم ما زال يظهر حتي قلده عبد الملك أمر عسكره، و أمره بقتال ابن الزبير، فزحف الي الحجاز و قتله، و قمع جميع الثورات في عصره، و هو الذي بني مدينة واسط. (الأعلام: ج 2 ص 168).

[434] أطلق الخليفة سليمان بن عبد الملك من سجون الحجاج في يوم واحد ثمانين ألفا، منهم ثلاثون ألفا بغير ذنب، و منهم ثلاثون ألف امرأة. (منه).

[435] شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ج 4 ص 63 - 64، شرح منهاج الكرامة للعلامة الحلي: ص 287.

[436] هو الحسن بن يسار البصري؛ أبوسعيد، تابعي، كان امام أهل البصرة، و حبر الأمة في زمانه، و هو أحد العلماء الفقهاء الفصحاء النساك، ولد بالمدينة سنة 21 ه، و شب في كنف علي بن أبي طالب. عظمت هيبته في القلوب، فكان يدخل علي الولاة فيأمرهم و ينهاهم، قال الغزالي: كان الحسن البصري أشبه الناس كلاما بالأنبياء، و أقربهم هديا من الصحابة، توفي

بالبصرة سنة 110 ه. (الأعلام: ج 2 ص 226).

[437] الصراط المستقيم للنباطي العاملي: ج 1 ص 151، أمالي المرتضي: ج 1 ص 112، تهذيب الكمال: ج 6 ص 124، المناقب لابن شهرآشوب: ج 2 ص 174، بحارالأنوار: ج 42 ص 38 و ص 144.

[438] لم أجد تخريجه، الا المصنف يذكر الخبر في ص 323 و ص 410 أيضا، لكن بلفظ «ان عاديناهم دخلنا النار».

[439] النزاع و التخاصم للمقريزي: ص 149، و تاريخ الطبري: ج 7 ص 400 حوادث سنة 247 ه، و الكامل في التاريخ: ج 4 ص 347. و كان هذا في عهد محمد المنتصر. وراجع المواعظ و الاعتبار للمقريزي: ج 2 ص 339، و خططه أيضا: ج 4 ص 153.

[440] راجع: الولاة و القضاة للكندي: ص 198، و تاريخ كربلاء لعبد الجواد الكليدار: ص 196.

[441] تاريخ الكوفة للبراقي: ص 384 و ص 289.

[442] بحارالأنوار: ج 33 ص 591، المصنف للصنعاني: ج 5 ص 460، شرح النهج: ج 7 ص 160، التاريخ الكبير للبخاري: ج 7 ص 311، تاريخ مدينة دمشق: ج 56 ص 389، سير أعلام النبلاء للذهبي: ج 4 ص 35، معجم البلدان: ج 1 ص 454، تاريخ الطبري: ج 3 ص 318.

[443] فقد روي عن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم: «ان الأمر يملكه اثنا عشر امام من أهل بيته و صفوته، ما منا الا مقتول أو مسموم». راجع كفاية الأثر للخزاز القمي: ص 162، و بحارالأنوار: ج 27 ص 217.

[444] موسي الهادي بن محمد المهدي بن أبي جعفر المنصور، من خلفاء الدولة العباسية ببغداد، ولد بالري سنة 144 ه، استبدت أمه الخيزران بالأمر، أراد خلع أخيه هارون من ولاية

العهد و جعلها لابنه جعفر، فلم تر أمه ذلك، فزجرها فأمرت جواريها أن يقتلنه فخنقنه و دفن في بستانه. (الأعلام: ج 7 ص 327).

[445] هو عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالله بن عمر بن الخطاب العدوي المدني القرشي (التاريخ الكبير: ج 6 ص 13، و مقاتل الطالبيين: ص 295، و في تاريخ الطبري هو عمر بن عبد العزيز... ج 6 ص 410).

[446] هو أبوبكر بن عيسي الحائك، من موالي الانصار (مقاتل الطالبيين: ص 295).

[447] هو الحسين بن علي بن الحسن المثلث بن الحسين المثني بن الحسن السبط عليه السلام الشهيد بفخ (موضع بمكة) في يوم التروية سنة 169 ه، قتله موسي بن عيسي من قبل موسي الهادي، خرج علي الهادي في المدينة و بايعه الناس علي الكتاب و السنة للمرتضي من آل محمد. (الأعلام: ج 2 ص 244).

[448] مقاتل الطالبيين: ص 289، الكافي: ج 1 ص 366 ح 18، البحار: ج 48 ص 160 ح 6.

[449] فخ - بفتح أوله و تشديد ثانيه -: واد بمكة (معجم البلدان: ج 4 ص 237).

[450] مقاتل الطالبيين: ص 302، بحارالأنوار: ج 48 ص 165.

[451] يحيي بن عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، من كبار الطالبيين في أيام موسي الهادي و هارون، رباه جعفر الصادق في المدينة، فروي الحديث و تفقه، بعد استشهاد (الحسين شهيد فخ) دعا الي نفسه، فبايعه كثير من أهل الحرمين و اليمن و مصر، و تنقل بالبلاد حيت وصل الي خاقان ملك الترك و أقام فيها سنتين، ثم خرج الي طبرستان فبلاد الديلم و أعلن دعوته سنة 175. و كثر جمعه فندب الرشيد لحربه الفضل بن يحيي البرمكي، و ضعف أمر يحيي، فطلب أمان

الرشيد، فأجابه بخطه، و استقدمه بغداد، و بعدها حبسه حتي مات جوعا و عطشا. (الأعلام: ج 8 ص 154).

[452] لم يعرف الا بالامام، و هو من ذرية شيبان بن ذهل.

[453] ادريس بن عبدالله بن الحسن بن المثني. مؤسس دولة الأدارسة في المغرب، كان مع الحسين شهيد فخ ثم انهزم الي مصر فالمغرب الأقصي سنة 172، و نزل مدينة (و ليلي) و جمع البربر علي القيام بدعوته، و خلع طاعة بني العباس، فجمع جيشا و خرج غازيا، ففتح «تادلة» و غزا «تلسمان» فبايع له صاحبها، و عظم أمره الي أن مات مسموما في (و ليلي) سنة 177 ه. (الأعلام: ج 1 ص 279).

[454] عبدالله بن الحسن الأفطس، كان مع الحسين صاحب فخ و حسن بلاؤه، و عهد الحسين اليه أن يقوم بالأمر من بعده، قتله جعفر بن يحيي بن خالد بن برمك بغير اذن الرشيد، و قتل الرشيد جعفرا به، يلقب عبدالله الشهيد، قبره ببغداد بسوق الطعام، عليه مشهد. (المجدي في أنساب الطالبيين: ص 220).

[455] جعفر بن يحيي بن خالد البرمكي؛ أبوالفضل، وزير الرشيد العباسي و أحد مشهوري البرامكة و مقدميهم، ولد سنة 150 في بغداد، و استوزره هارون، و كان يدعوه أخي، فانقادت له الدولة، الي أن نقم الرشيد علي البرامكة، فقتله في مقدمتهم عام 187 ه، ثم أحرق جثته بعد سنة. (الأعلام: ج 2 ص 130).

[456] و تستمر عجلات الطغيان في الدوران، و تتوالي مقاتل الطالبيين توالي الخلفاء العباسيين. في بدء عهد المأمون يقتل بالعراق: الحسن بن الحسين بن زيد عند قنطرة الكوفة مع أبي السرايا، و الحسن بن اسحاق بن علي في وقعة السوس مع أبي السرايا، و محمد بن الحسن بن الحسين يقتل باليمن

في أيام أبي السرايا، و علي بن عبدالله بن محمد يقتل باليمن في أيام أبي السرايا، و محمد بن ابراهيم بن اسماعيل (و هو ابن طباطبا) الخارج مع أبي السرايا سنة 199، مطالبين بالبيعة (للرضا من آل محمد)، و قد انهزموا بجيش هرثمة بن أعين قائد المأمون سنة 200. و قتل العلويين علي يد هذا الجيش كثيرون. (منه).

[457] مقاتل الطالبيين: ص 376، مناقب آل أبي طالب: ج 3 ص 473.

[458] الارشاد: ج 2 ص 260 - 262، مقاتل الطالبيين: ص 562 - 565، الفصول المهمة: ص 252 - 253، بحارالأنوار: ج 49 ص 145 ح 13، اعلام الوري: ص 334 - 335.

[459] و في عهد المعتصم خرج محمد بن القاسم.. بن علي بالطالقان، فقبض عليه عبدالله بن طاهر و بعث به الي الخليفة، و حبس المعتصم عبدالله بن الحسن... بن جعفر حتي مات في مخبئه، فلما جاء الوائق أمن العلويون بضع سنين، اذ جمعوا ثم حبسوا عن الانطلاق خارج العاصمة سامراء، فتطامنوا و أطمأنت السلطة، ثم هبت عليهم في أيام المتوكل ريح عاتية من جنون الفزع، فلقد أزال قبر الحسين،و حرثه حتي لا يزار، و شتت شمل شيعته و فرقهم في النواحي، فمنهم من حبسوا، و منهم من تواروا حتي ماتوا في مهربهم و تناقل الناس أشعارا منسوبة الي ابن السكيت عالم النحو الكبير، و كان يعلم ولدي المتوكل، و في هذه الأشعار: تالله ان كانت أمية قد أتت قتل ابن بنت نبيها مظلوما فلقد أتاه بنو أبيه بمثله هذا لعمرك قبره مهدوما أسفوا علي ألا يكونوا شاركوا في قتله فتتبعوه رميما! و ربما أراد المتوكل أن يتيقن من صدور هذا الشعر، أو من ولاء العالم حين سأله: أيهما أحسن: ولداي

(المؤيد والمعتز) أم الحسن و الحسين؟... و لم يرضه جوابه، فأمر بقتله، فقتلوه، و لم يلبث المتوكل الا قليلا حتي قتله ابنه «المنتصر» في مؤامرة! و انما كانت فظاعة الجريمة الأخيرة قصاصا عجلت به السماء؛ لمقتل عالم آثر الصدق. و لم يصلح للعويين بال الا أشهرا بعد مصرع المتوكل، ليعود البطش بهم الي عنفوانه في أيام المستعين، فمنهم من خرج و خرج الناس معه؛ كيحيي بن عمر خرج فقتل، و منهم من خرج و لم يخرج الناس معه، فحبس ليموت سنة 271، و هو الحسن بن محمد المعروف بالحرون، و منهم محمد بن جعفر خرج و حبس حتي مات في سامراء، ليتتابع سجل الشهداء. (منه).

[460] نقف عن السرد، عند أبيات لابن الرومي (321 - 384) من جيميته في رثاء يحيي بن عمر بعد مقتله، اذ خرج علي بني العباس في القرن الرابع من جراء ظلمهم: أمامك فانظر أي نهجيك تنهج طريقان شتي: مستقيم و أعوج أكل أوان للنبي محمد قتيل زكي بالدماء مضرج؟ بني المصطفي كم يأكل الناس شلوكم لبلواكموا عما قليل مفرج أبعد المسمي بالحسين شهيدكم تضاء مصابيح السماء فتسرج؟ أيحيي العلاء لهفي لذكراك لهفة يباشر مكواها الفؤاد فينضج لمن تستجد الأرض بعبدك زينة فتصبح في أثوابها تتبرج؟ سلام و ريحان و روح و رحمة عليك و محدود من الظل سجسج ألا أيها المستبشرون بيومه أظلت عليكم غمة لا تفرج نظار لكم أن يرجع الحق راجع الي أهله يوما فتشجوا كما شجوا غررتم اذا صدقتمو أن حالة تدوم لكم، والدهر لونان أخرج أبي الله الا أن يطيبوا و تخبثوا و أن يسبقوا بالصالحات و يفلجوا لعل قلوبا قد أطلتم غليلها ستظفر منكم بالشفاء فتثلج

(منه).

[461] أورد البيتين في بحارالأنوار: ج 47 ص 26، و مناقب آل أبي طالب: ج 3 ص 397، و مستدرك سفينة البحار: ج 5 ص 486، و ذكروا بيتا بين هذين البيتين هو: انما الأشراف أرض و لهم أنت سماء.

[462] صحيح مسلم: ج 2 ص 1000 ح 1373، صحيح الترمذي: ج 5 ص 472 ح 3454، كنز العمال: ج 12 ص 245 ح 34882 و أحاديث غيره بالمضمون نفسه، تفسير ابن كثير: ج 1 ص 178.

[463] راجع تاريخ الطبري: أحداث سنة 35 ص 378 - 442.

[464] تهذيب التهذيب: ج 6 ص 374، تهذيب الكمال: ج 18 ص 410، تاريخ بغداد: ج 10 ص 389، المنتظم: ج 6 ص 39، تاريخ دمشق: ج 37 ص 19، سير أعلام النبلاء: ج 4 ص 247.

[465] تاريخ دمشق: ج 12 ص 180، البداية و النهاية: ج 9 ص 156. و في الأمالي للمرتضي: ج 1 ص 211، روي بهذا المعني: قال الحجاج للحطيط الخارجي: ما تقول في عبدالملك؟ قال: ما أقول في رجل أنت خطيئة من خطاياه.

[466] الوليد بن عبدالملك بن مروان، أبوالعباس، من ملوك الدولة الأموية في الشام، ولد سنة 48 ه، و ولي بعد وفاة أبيه سنة 86 ه، فوجه القواد لفتح البلاد، و كان ولوعا بالبناء و العمران، و هو أول من أحدث المستشفيات في الاسلام، هدم مسجد المدينة و البيوت المحيطة به ثم بناه من جديد، و بني المسجد الأقصي في القدس، و بني مسجد دمشق الكبير، توفي بدير مروان في دمشق سنة 96 ه. (الأعلام: ج 8 ص 121).

[467] طارق بن عمر، مولي عثمان، و هو الذي بعثه عبدالملك بن مروان لقتال ابن الزبير، فقضي علي جميع

جيوش ابن الزبير التي أرسلها لقتاله، حتي وصل الحال الي أن أخرج عامل ابن الزبير عن المدينة، و اشترك مع الحجاج في قصف مكة بالمنجنيق. (تاريخ ابن خلدون: ج 3 ص 37 بتصرف).

[468] أبان بن عثمان بن عفان الأموي القرشي، أول من كتب في السيرة النبوية، ولد في المدينة و توفي بها سنة 105 ه، شارك في وقعة الجمل مع عائشة، و تقدم عند خلفاء بني أمية، فولي امارة المدينة سنة 76 الي 83 ه، و كان من رواة الحديث. (الأعلام: ج 1 ص 27).

[469] هشام بن اسماعيل بن هشام بن الوليد بن المغيرة المخزومي، والي المدينة، كان من أعيانها، و كانت بنته زوجة الخليفة عبدالملك، ولاه عبدالملك علي المدينة سنة 82 ه، و لما صارت الخلافة الي هشام أمره: «أن أقم آل علي يشتمون علي بن أبي طالب...» و شاع الخبر في أهل المدينة، فبادر آل علي الي كتابة وصاياهم استعدادا للموت. استمر في الامارة الي 87 ه حيث صرف عنها بعمر بن عبدالعزيز، و اليه نسب «المد الشامي» يريدون: الهشامي، و هو أكبر من المد الذي تكال به الكفارات في عصر النبي صلي الله عليه و آله و سلم. (الأعلام: ج 8 ص 85).

[470] أعيان الشيعة: ج 4 ص 193، تاريخ اليعقوبي: ج 2 ص 284، تاريخ الطبري: ج 6 ص 428، الكامل لابن الأثير: ج 4 ص 526، الارشاد: ج 2 ص 147، البحار: ج 46 ص 55، الطبقات لابن سعد: ج 5 ص 220.

[471] فدك: قرية بخيبر، و قيل بناحية الحجاز، فيها عين و نخل، أفاءها الله علي نبيه...، و أن النبي جعلها في حياته لفاطمة (رض). (لسان العرب: ج 10 ص 473). و فدك

عند الشيعة لها معني آخر غير الأرض، و هي عندهم بمعني الخلافة كما بينها الامام الكاظم في محضر هارون عندما سأله عن حدود فدك حتي يردها اليهم، فقال: «من الصين الي المغرب» أي: سعة دولة هارون آنذاك.

[472] راجع مسند أحمد: ج 1 ص 6.

[473] راجع مروج الذهب للمسعودي: ج 2 ص 167، تاريخ اليعقوبي: ج 3 ص 38، الكامل لابن الأثير: ج 7 ص 17، تاريخ الخلفاء للسيوطي: ص 161. و قيل: انه جعل مكانها قوله تعالي: (ان الله يأمر بالعدل و الاحسان...) و قيل: انه جعلهما معا. و علي ذلك جماعة.

[474] الحشر: 10.

[475] راجع: شرح نهج البلاغة: ج 4 ص 63، وضوء النبي: ج 1 ص 256.

[476] تاريخ المدينة لابن شبة: ج 1 ص 15، و الخطط و الآثار للمقريزي: ج 2 ص 254.

[477] هو كثير بن عبدالرحمان بن الأسود الخزاعي؛ أبوصخر، شاعر متيم مشهور، من أهل المدينة، أكثر اقامته بمصر، يقال له: ابن أبي جمعة، و كثير عزة. قال المرزباني: كان شاعر أهل الحجاز في الاسلام، لا يقدمون عليه أحد، له أخبار كثيرة مع عزة بنت جميل الضمرية، و كان عفيفا في حبه. توفي بالمدينة سنة 105 ه. (الأعلام:ج 5 ص 219).

[478] الكني و الألقاب: ج 2 ص 33.

[479] تاريخ اليعقوبي: ج 2 ص 284.

[480] ذكر اليعقوبي في تاريخ: ج 2 ص 284: «أن الوليد بعث الي ملك الروم ليعينه علي بناء مسجد النبي، فبعث اليه بمائة ألف مثقال ذهبا، و مائة فاعل، و أربعين حملا فسيفساء» نقلا عن الواقدي.

[481] الحجرات: 4.

[482] كتب الوليد الي عمر و هو علي المدينة أن يضرب خبيب بن عبدالله، فضربه أسواطا، فأقامه فمات راجع التاريخ الكبير: ج 2 ص

208.

[483] تاريخ اليعقوبي: ج 2 ص 284.

[484] قال المنصور العباسي بحق عمر بن عبدالعزيز: «زعمتم أنه كان ناسكا ورعا تقيا، فكيف وقد جلد خبيب بن عبدالله بن الزبير مائة جلدة، و صب علي رأسه جرة من ماء بارد في يوم شات، حتي كز فمات. فما أقر بدمه، و لا خرج الي وليه من حقه...» (شرح النهج: ج 15 ص 254).

[485] تاريخ الطبري: ج 5 ص 245، و قيل: ان أول من سن الخطبة قعودا هو معاوية بن أبي سفيان. قال ابن حجر: ج 2 ص 47 عن الشعبي: «ان معاوية انما خطب قاعدا لما كثر شحم بطنه و لحمه». و روي أحمد في مسنده: ج 5 ص 97 بسنده عن جابر بن سمرة: «من حدثك أن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم خطب قاعدا فلا تصدقه». و كذا النسائي في سننه: ج 3 ص 191، و المصنف للصنعاني: ج 3 ص 187.

[486] عثمان بن حيان المري، قيل في صفته: انه رجل أمغر أصهب السبال، و هو الذي قضي علي الفرقة البيهسية من الخوارج سنة 94 ه، ولي المدينة للوليد و عزله سليمان. روي الحديث عن مولاته أم الدرداء، و روي عنه جماعة منهم عبدالرحمان بن يزيد و هشام بن سعد، كان جائرا في ولايته. (تاريخ مدينة دمشق: ج 38 ص 347، و من له رواية في كتب السنة للذهبي: ج 2 ص 6).

[487] محمد بن المنكدر بن عبدالله بن الهدير، زاهد،من رجال الحديث، من أهل المدينة، أدرك بعض الصحابة و روي عنهم، له نحو مائتي حديث، قال ابن عيينة: ابن المنكدر من معادن الصدق، ولد 54 ه، و توفي سنة 130 ه (الأعلام: ج 7 ص 112).

[488]

تاريخ دمشق: ج 38 ص 344.

[489] قال ابن حجر في التقريب: أبوبكر بن محمد بن عمرو بن حزم الأنصاري النجاري المدني القاضي، اسمه و كنيته واحد، و قيل: انه يكني أبامحمد، ثقة، عابد، مات سنة 120. و قيل: انه راوي حديث الاسراء (مرآة الكتب للتبريزي: ص 47).

[490] تاريخ اليعقوبي: ج 2 ص 294.

[491] يزيد بن عبدالملك بن مروان؛ أبوخالد، من ملوك الدولة الأموية في الشام، ولد في دمشق سنة 71 ه، و ولي الخلافة بعد عمر بن عبدالعزيز سنة 101 ه، كانت في أيامه غزوات، كان عنده انصراف الي اللذات، مات في الاردن سنة 105 ه بعد وفاة جاريته حبابة التي كان لها الأثر في التولية و العزل. (الأعلام: ج 8 ص 185).

[492] عبدالرحمان بن الضحاك، كان عاملا علي الحجاز منذ أيام عمر بن عبدالعزيز، و أقام عليها ثلاث سنين، ثم حدثته نفسه خطبة فاطمة بنت الحسين، فامتنعت، فهددها بأن يجلد ابنها عبدالله بن الحسن في الخمر، فاشتكت الي الخليفة يزيد، فجعل الخليفة ينكث الأرض بخيزرانه و يقول: هل من رجل يسمعني صوته في العذاب، فقيل له: عبدالواحد بن عبدالله القسري، فعذبه و غرمه، و لقي منه شرا، حتي أنه لبس جبة صوف و أخذ يسأل الناس! (تاريخ ابن خلدون: ج 3 ص 84).

[493] تاريخ اليعقوبي: ج 2 ص 312.

[494] تاريخ ابن خلدون: ج 3 ص 84.

[495] ابراهيم بن هشام بن اسماعيل المخزومي القرشي، أمير المدينة المنورة، و خال هشام بن عبدالملك، اشتهر بشدته. ولي مكة و المدينة و الطائف سنة 107 ه، و كثر شكوي آل الزبير و غير هم منه، فعزله هشام سنة 115 ه. و انقطعت بعدها أخباره. (الأعلام: ج 1 ص 78).

[496] هو خالد

بن عبدالملك بن الحارث بن الحكم بن أبي العاص، استعمله هشام علي المدينة، و كان يؤذي بقوله علي بن أبي طالب من علي المنبر، حتي أنه اشتهر في ذلك (تاريخ مدينة دمشق: ج 16 ص 170).

[497] داود بن قيس الغراء الدباغ؛ أبوسليمان القرشي المدني، مولاهم، ثقة فاضل، مات في خلافة أبي جعفر. (تقريب التهذيب: ج 1 ص 282).

[498] تاريخ دمشق: ج 16 ص 172.

[499] هو محمد بن هشام بن اسماعيل بن هشام بن الوليد بن المغيرة المخزومي، و هو خال عبد الملك بن مروان، ولي لهشام سنة 115 ه مكة و المدينة، كان رجلا متعاظما، و يحكي عنه في العنف أخبار صعبة، و قد نقم عليه ذلك الوليد بن يزيد، فلما ولي الخلافة بعد عمه هشام كتب الي يوسف بن عمر، فقبض علي محمد هذا و علي أخيه ابراهيم فعذبهما حتي ماتا سنة 125 ه. (تهذيب التهذيب: ج 9 ص 437).

[500] الوليد بن يزيد بن عبدالملك بن مروان، أبوالعباس، من ملوك الدولة المروانية، و كان من فتيان بني أمية و ظرفائهم، يعاب بالانهماك في اللهو و سماع الغناء، له شعر رقيق و علم بالموسيقي. قال السيد المرتضي: كان مشهورا بالالحاد، متظاهرا بالعناد. ولي الخلافة سنة 125، نقم الناس عليه للهوه، فبايعوا سرا ليزيد بن الوليد بن عبدالملك، فنادي بخلع الوليد، و كان غائبا في (الاغدف) فسار اليه جمع من أصحاب يزيد فقتلوه سنة 126 ه. (الأعلام: ج 8 ص 123).

[501] المقصود هو يوسف بن محمد بن يوسف الثقفي، و هو أحد ممن تولوا أمر مكة من غير الأشراف، و هو ابن أخي الحجاج، ولاه الوليد امارة مكة و المدينة و الطائف سنة 125 ه، و دامت ولايته الي

انقضاء دولة الوليد سنة 126 ه. (الأعلام: ج 8 ص 246) و لعله من سقط المطبعة و هفواتها.

[502] تهذيب التهذيب: ج 9 ص 437.

[503] هو يوسف بن عمر علي ما رواه تهذيب التهذيب: ج 9 ص 437، و البداية والنهاية: ج 10 ص 6.

[504] عبدالعزيز بن عمر بن عبدالعزيز بن مروان بن الحكم الأموي، أمير من سكان المدينة، ولاه يزيد بن الوليد امرة مكة و المدينة سنة 126 ه، و أقره مروان بن محمد، ثم عزله بعبد الواحد بن سليمان بن عبدالملك، توفي بعد سنة 147 ه. (الأعلام: ج 4 ص 23).

[505] عبدالواحد بن سليمان بن عبد الملك بن مروان، أمير مرواني أموي، ولي امرة مكة و المدينة سنة 129 ه لمروان بن محمد، وله خبر مع الحرورية أيام فتنة أبي حمزة (المختار بن عوف) بمكة، و فر منهم عبدالواحد الي المدينة، فعيره أحد الشعراء بأبيات منها: ترك الامارة و الحلائل هاربا و مضي يخبط كالبعير الشارد و لما ظفر العباسيون بالأمويين كان عبدالواحد في جملة من قتلهم صالح بن علي العباسي سنة 13 ه. (الأعلام: ج 4 ص 176).

[506] تاريخ خليفة بن خياط: ص 328.

[507] الحارث بن سريج التميمي، ثائر من الأبطال كان من سكان خراسان، و خرج علي أميرها سنة 116 ه، فلبس السواد خالعا طاعة بني مروان (و الخليفة يومئذ هشام) داعيا الي الكتاب و السنة و البيعة للرضي، و سار الي الفارياب، و منها الي بلخ، فقاتله أميرها، فهزمه الحارث و دخلها، واستولي علي الجوزجان و طالقان و مرو الروز، و عظم أمره، ثم انهزم جيشه علي أبواب مرو، و أرسل اليه أمير خراسان نصر بن سيار رسلا، فحملوا اليه أمان يزيد

بن الوليد، فعاد ورد عليه جميع ماله، وطلب منه أن يوليه، فرفض و قال: انه ليس من أهل الدنيا، ثم قتلوه سنة 128 ه. (الأعلام: ج 2 ص 154).

[508] نصر بن سيار بن رافع بن حري بن ربيعة الكناني، أمير من الدهاة الشجعان، كان شيخ مضر بخراسان و والي بلخ، غزا ما وراء النهر ففتح حصونا و غنم مغانم، قويت الدعوة العباسية في أيامه، فكتب الي بني مروان بالشام يحذرهم، فصبر يدير الأمور الي أن ظهر أبومسلم الخراساني، فخرج نصر من مرو، و أخذ يتنقل بين البلدان يطلب النجدة، الي أن مرض و مات بساوة سنة 131 ه. (الأعلام: ج 8 ص 23).

[509] هو المختار بن عوف بن سليمان بن مالك الأزدي السليمي البصري، أبوحمزة، ثائر فاتك، من الخطباء القادة، أخذ بمذهب الاباضية، كان في كل سنة يوافي مكة يدعوا الناس الي الخروج علي مروان بن محمد، و لم يزل كذلك الي أن التقي بطالب الحق عبدالله بن يحيي سنة 128، فذهب معه الي حضرموت و بايعه بالخلافة، و هو صاحب وقعة «قديد» التي قتل فيها نحوا من سبعمائة، أكثرهم من قريش، ثم توجه الي الشام والتقي مع جيش الشام، فانهزم أصحابه، فدخل مكة، و تبعهم جيش الشام، فكانت بينهم وقعة انتهت بمقتل أبي حمزة سنة 130 ه. (الأعلام: ج 7 ص 192).

[510] قديد - بالتصغير -: موضع قرب مكة، و فيه كانت وقعة بين جيش مروان بن محمد الأموي سنة 130 ه و بين جيش عبدالله بن يحيي الكندي، و كان متغلبا علي اليمن، قتل فيها خلق كثير، حتي قيل: انه ما سمع بواكي أوجع للقلوب من بواكي قديد، ما بقي بالمدينة أهل بيت الا

و فيهم بكي. (تاريخ خليفة: ص 316).

[511] عبدالرحمان بن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق التيمي القرشي؛ أبومحمد، من سادات أهل المدينة فقها و علما و ديانة و حفظا للحديث و اتقانا. توفي في الشام سنة 126 ه. (الأعلام: ج 3 ص 322).

[512] هو ربيعة بن فروخ التيمي بالولاء، المدني، امام حافظ فقيه مجتهد، كان بصيرا بالرأي فلقب بربيعة الرأي، و كان من الأجواد، فقد أنفق علي اخوانه أربعين الف دينار، و لما قدم السفاح المدينة أمر له بمال فلم يقبله. قال ابن الماجشون: ما رأيت أحدا أحفظ للسنة من ربيعة. و كان صاحب الفتوي بالمدينة، و به تفقه مالك. توفي بالهاشمية من أرض الأنبار سنة 136 ه. (الأعلام: ج 3 ص 17).

[513] تاريخ الطبري: ج 6 ص 42.

[514] داود بن علي بن عبدالله بن العباس، عم السفاح، كان خطيبا فصيحا، من كبار القائمين بالثورة علي بني أمية ولاه السفاح امارة الكوفة، ثم عزله عنها و ولاه المدينة و مكة و اليمن و اليمامة و الطائف، و هو أول من ولي المدينة لبني العباس. ولد سنة 81 ه، و توفي سنة 133 ه. (الأعلام: ج 2 ص 333).

[515] الامام الصادق و المذاهب الأربعة: ج 1 ص 129، أولاد الامام الباقر للسيد الزرباطي: ص 53.

[516] هو زياد بن عبيدالله بن عبدالله (أو عبدالدار) بن عبد المدان بن الديان الحارثي الكوفي، خال السفاح و عامله علي المدينة و الطائف من سنة 133 ه الي وفاته. ارجع أمالي المرتضي: ج 1 ص 99.

[517] تقدمت ترجمته.

[518] هو عبدالرحمان بن عمرو بن يحمد الأوزاعي، اما الديار الشامية في الفقه و الزهد، و أحد الكتاب المترسلين، ولد في بعلبك سنة 88 ه،

و توفي بها سنة 157 ه، و عرض عليه القضاء فامتنع. قال صالح بن يحيي: كان الأوزاعي عظيم الشأن بالشام، و كان أمره فيهم أعز من أمر السلطان، له كتاب «السنن» في الفقه، و كانت الفتيا في الأندلس تدور علي رأيه. (الأعلام: ج 3 ص 320).

[519] تذكرة الحفاظ للذهبي: ج 1 ص 181. سير أعلام النبلاء: ج 7 ص 129.

[520] الصحيح هو زياد بن عبيدالله بن عبد المدان كما ذكرناه سابقا.

[521] قيل في سبب عزله: انه كان يعلم مكان أولاد الحسن و لم يخبر الخليفة بهما. (تاريخ دمشق: ج 27 ص 388).

[522] راجع سير أعلام النبلاء: ج 6 ص 212، و البداية و النهاية: ج 10 ص 86. لكن قال العصفري في تاريخ خليفة، و ابن خلدون في تاريخه: ان ذاك كان سنة 144 ه، و هو ما ذكره المصنف سابقا.

[523] مسلم بن عقبة بن رباح المري، قائد من الدهاة القساة في العصر الأموي، أدرك النبي و شهد صفين مع معاوية، و كان فيها علي الرجالة، و قلعت بها عينه، ولاه يزيد قيادة الجيش الذي استباح فيه المدينة في وقعة الحرة، فسماه أهل الحجاز مسرفا، ثم تحرك بالجيش لقتال ابن الزبير في مكة، فمات في الطريق سنة 63 ه. ثم نبش قبره و صلب في مكان دفنه. (الأعلام: ج 7 ص 222).

[524] تاريخ اليعقوبي: ج 2 ص 375.

[525] سير أعلام النبلاء: ج 6 ص 213.

[526] سير أعلام النبلاء: ج 6 ص 213.

[527] تاريخ ابن خلدون: ج 3 ص 201.

[528] ذكر العصفري في تاريخ خليفة: ص 348: أنه عزله سنة 146 ه.

[529] بل هو جعفر بن سليمان بن علي بن عبدالله بن عباس الهاشمي، ولي المدينة للمنصور، و البصرة

للرشيد، مات عن ثلاثة و أربعين ذكرا و خمس و ثلاثين امرأة، كلهم من صلبه. (شرح النهج: ج 15 ص 245).

[530] الاحكام لابن حزم: ج 5 ص 669. و قيل: ان الذي ضربه هو سليمان بن جعفر بن سليمان.. ضربه سبعين سوطا. راجع الأنساب للسمعاني: ج 1 ص 174.

[531] في شوال سنة 148 ه، و كان عمره الشريف آنذاك خمسا و ستين سنة. (منتهي الآمال: ج 2 ص 143).

[532] ادعي خالد بن عبدالله القسري مالا قبل زيد و أبناء الصحابة، فدعاهم الخليفة هشام بن عبد الملك الي العاصمة وسألهم، فأنكروا مزاعمه، فأعادهم الي واليه علي العراق يوسف بن عمر ليستحلفهم - و قيل: ان هشاما لم يرد السلام علي زيد، فأغلظ له زيد في الكلام، و كان زيد في الذروة من فقهاء العصر - و لما رجعوا الي الكوفة استحلفهم يوسف فحلفوا، لكنه أبقاهم محبوسين في انتظار رأي هشام، فأمره باخلاء سبيلهم، فخرج زيد من الحبس قاصدا القادسية، واجتمع اليه شيعة الكوفة، و طلبوا اليه الخروج علي الخليفة، و تعهدوا بنصره، فخرج اليهم، فجمعوا له أربعة آلاف رجل، ثم انفضوا من حوله، فحارب حرب الأبطال حتي استشهد سنة 121، فكان منهم معه ما كان من آبائهم مع جده، أي «فعلوها حسينية» كما قال. ثم خرج ابنه يحيي فقتل سنة 125. (منه).

[533] عبدالله بن معاوية بن عبدالله بن جعفر بن أبي طالب، من شجعان الطالبيين و أجوادهم و شعرائهم، طلب الخلافة في أواخر الدولة الأموية (127 ه) بالكوفة، وبايع له بعض أهلها، و خلعوا طاعة بني مروان، و أتته بيعة المدائن، ثم قاتله عبدالله بن عمر والي الكوفة، فتفرق عنه أصحابه سنة 128 ه، فخرج الي المدائن

و لحق به جماعته، و استفحل أمره، فسير له ابن هبيرة الجيوش لقتاله، فصبر حتي انهزم أصحابه ثم فر الي هراة، فقتله عاملها حتفا بأمر أبي مسلم الخراساني. (الأعلام: ج 4 ص 139).

[534] الصراط المستقيم: ج 2 ص 180، الفصول المهمة: ص 185.

[535] لسان الميزان: ج 3 ص 437.

[536] أيام العرب في الاسلام: ص 424، جهاد الامام السجاد: ص 69، الكامل في التاريخ: ج 4 ص 113، أعيان الشيعة: ج 4 ص 193.

[537] في الخصال بسنده عن الباقر عليه السلام: «كان علي بن الحسين عليه السلام يخرج في الليلة الظلماء، فيحمل الجراب علي ظهره و فيه الصرر من الدنانير و الدراهم، و ربما حمل علي ظهره الطعام أو الحطب، حتي يأتي بابا بابا فيقرعه ثم يناول من يخرج اليه، و كان يغطي وجهه اذا ناول فقيرا لئلا يعرفه، فلما توفي فقدوا ذلك، فعلموا أنه كان علي بن الحسين. (أعيان الشيعة: ج 4 ص 194).

[538] تحف العقول: ص 293، بحارالأنوار، ج 75 ص 172.

[539] كتاب المنمق لمحمد بن حبيب البغدادي: ص 377، رسائل الجاحظ: ص 88 بتغيير طفيف بالعبارات.

[540] هي سكينة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب، أمها الرباب بنت أمري ء القيس، قال فيها سيد الشهداء أبوعبدالله عليه السلام: «و أما سكينة فغالب عليها الاستغراق مع الله تعالي، فلا تصلح لرجل» و ذلك عندما خطبها ابن عمها الحسن المثني. (اسعاف الراغبين بهامش نور الأبصار: ص 202).

[541] ذكر جملة من الأعلام أن زوج سكينة هو عبدالله الأكبر ابن الامام الحسن المجتبي، استشهد يوم الطف. منهم: أبوالحسن العمري في القرن السادس في كتابه «المجدي»، و أبوعلي الطبرسي في اعلام الوري: ص 127، و محمد الصبان في اسعاف الراغبين بهامش نور الأبصار للشبلنجي: ص 202،

و أبوالفرج في الأغاني: ج 4 ص 163، و ابن حبيب في المحبر: ص 438، و المدائني في المترادفات: ص 64.

[542] عائشة بنت طلحة بن عبيد الله، أديبة، عالمة بأخبار العرب، فصيحة. أمها أم كلثوم بنت أبي بكر، كانت لا تستر وجهها، فعاتبها زوجها مصعب في ذلك فقالت: «ان الله قد و سمني بميسم جمال، أحببت أن يراه الناس، فما كنت لأستره، و والله ما في وصمة يقدر أن يذكرني بها أحد!» أخبارها مع الشعراء كثيرة، و لعمر بن أبي ربيعة غزل بها. توفيت سنة 101 ه. (الأعلام: ج 3 ص 240).

[543] فاطمة بنت الحسين بن علي عليهم السلام تابعية من راويات الحديث، روت عن جدتها الزهراء مرسلا، و عن أبيها و غيرهما. لما قتل أبوها حملت سبية الي الشام، ولدت سنة 40 ه، و توفيت سنة 110 ه. (الأعلام: ج 5 ص 130) قال عنها أبوها: «فاطمة هي أكثر شبها بأمي فاطمة بنت رسول الله، أما في الدين فتقوم الليل كله و تصوم النهار، و في الجمال تشبه الحور العين». (اسعاف الراغبين بهامش نور الأبصار: ص 202).

[544] هي أم اسحاق بنت طلحة بن عبيدالله، كانت تحت الحسن عليه السلام، فلما مات تزوجها الحسين عليه السلام بوصية منه.

[545] بل تزوجها الحسن المثني، و أولدها عبدالله، ثم تزوجها بعد ذلك عبدالله. (مقاتل الطالبيين: ص 122).

[546] و هو المعروف بالمدبج لجماله.

[547] قيل: اسمها عائشة (شرح نهج البلاغة: ج 15 ص 267).

[548] لم أجد من المؤرخين من يذكر أن بنات يزدجرد ثلاثة، الا الزمخشري في ربيع الأبرار ينقلها عنه الطريحي في المجمع: ج 2 ص 270، و العشرات يذكرون أنهن اثنتان: زوج الحسين عليه السلام واحدة، و زوج محمد الثانية. منهم علي سبيل المثال: كشف الغمة:

ج 2 ص 295، عمدة الطالب: ص 192، الغارات: ج 2 ص 826، دلائل الامامة: ص 196، النوادر للراوندي: ص 218، الارشاد: ج 2 ص 137، بحارالأنوار: ج 31 ص 135 و ج 46 ص 11، اعلام الوري: ج 1 ص 480، و غيرهم.

[549] الاستيعاب: ج 2 ص 393، أسد الغابة: ج 3 ص 306، الاصابة: ج 4 ص 276، مستدرك الحاكم، ج 3 ص 476، تاريخ دمشق: ج 35 ص 36، البداية والنهاية: ج 8 ص 96.

[550] خرجناه سابقا.

[551] قيل: ان الذي زوجها له هو خالها عمر بن علي بن أبي طالب عليه السلام كما ذكر ابونصر البخاري في سر السلسلة العلوية: ص 97، الا أن عبدالملك منعه و سب الحجاج و شتمه. و لعل السبب في ذلك واحد من أمرين: 1- كما ذكره المصنف من أنه تجاوز قدره، حيث روي: أن معاوية خطبها لابنه يزيد فلم يزوجوه. و ذكر البلاذري في أنساب الاشراف أنها كانت تحت عبدالملك فطلقها ثم خطبها الحجاج من بعده، فنهره علي ذلك. 2- و لعله بغضا لهذا البيت الطالبي، فقد وردت روايات عديدة أنهم منعوا ولاتهم من التزويج من بنات الزبيريين و العلويين. راجع علي سبيل المثال: الأغاني: ج 1 ص 85 و ج 14 ص 63، و أنساب الأشراف: ج 4 ص 83، و مقاتل الطالبيين: ص 165.

[552] اشارة الي حديث النبي صلي الله عليه و آله و سلم: «أنا مدينة العلم و علي بابها» راجع: المستدرك: ج 3 ص 126، و مجمع الزوائد: ج 9 ص 114، و معجم الطبراني: ج 11 ص 55، و الفائق: ج 2 ص 16، و كنز العمال: ج 13 ص 148.

[553] اشارة الي

حديث النبي صلي الله عليه و آله و سلم: «هما ريحانتاي من الدنيا» راجع: صحيح البخاري: ج 7 ص 78، و مسند أبي داود: ص 261، و مسند أبي يعلي: ج 10 ص 106، و المعجم الكبير:ج 3 ص 127.

[554] روي ابن بابويه عن الامام الباقر عليه السلام أنه قال: «ان أبي علي بن الحسين عليهماالسلام ما ذكر نعمة الله عليه الا سجد، و لا قرأ آية من كتاب الله عزوجل فيها سجود الا سجد، و لا دفع الله تعالي عنه سوءا يخشاه أوكيد كائد الا سجد، و لا فرغ من صلاة مفروضة الا سجد، و لا وفق لاصلاح بين اثنين الا سجد، و كان أثر السجود في جميع مواضع سجوده، فسمي السجاد لذلك». (علل الشرائع: ص 232 ح 1 ب 166، البحار: ج 46 ص 6 ح 10).

[555] روي أن الزهري اذا حدث عن علي بن الحسين عليهماالسلام قال: حدثني زين العابدين علي بن الحسين. فقال له سفيان بن عيينة: و لم تقول له: زين العابدين؟ قال: لأني سمعت سعيد بن المسيب يحدث عن ابن عباس: أن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم قال «اذا كان يوم القيامة ينادي مناد: أين زين العابدين؟ فكأني أنظر الي ولدي علي بن الحسين بن علي يخطر بين الصفوف». (علل الشرائع: ص 230، البحار: ج 46 ص 2) و في كشف الغمة: أنه كان سبب لقبه بزين العابدين أنه كان ليلة في محرابه قائما في تهجده، فتمثل له الشيطان في صورة ثعبان ليشغله عن عبادته، فلم يلتفت اليه، فجاء الي ابهام رجله فالتقمها فلم يلتفت اليه، فآلمه فلم يقطع صلاته، فلما فرغ منها و قد كشف الله له، فعلم أنه شيطان،

فسبه و لطمه و قال له: اخس ء يا ملعون، فذهب و قام الي تمام ورده، فسمع صوتا لا يري قائله، و هو يقول: «أنت زين العابدين حقا» فظهرت هذه الكلمة و اشتهرت لقبا له عليه السلام. (كشف الغمة: ج 2 ص 286).

[556] عائشة بنت أبي بكر الصديق، من قريش، تزوجها النبي في 2 ه، و هي أكثر نسائه رواية للحديث، و لها خطب و مواقف، و ما كان يحدث لها أمر الا أنشدت فيه شعرا، و كان أكابر الصحابة يسألونها عن الفرائض و تجيبهم. و كانت ممن نقم علي عثمان عمله في حياته، ثم غضبت له بعد مقتله، فكانت وقعة الجمل، توفيت بالمدينة 58 ه، و لها في كتب الحديث (2210) أحاديث. (الأعلام: ج 3 ص 240).

[557] زينب بنت أبي سلمة بن عبد الأسد بن هلال المخزومية، ربيبة النبي صلي الله عليه و آله و سلم و أخت عمر، ولدتها أم المؤمنين بالحبشة، روت أحاديث عن عائشة و زينب بنت جحش، و أم حبيبة و جماعة. و روي عنها عروة، و علي بن الحسين، و القاسم بن محمد و غيرهم. (سير أعلام النبلاء: ج 3 ص 200).

[558] أبوسلمة بن عبد الرحمان بن عوف الزهري المدني، قيل: اسمه عبدالله، و قيل: اسماعيل، وقيل: اسمه كنيته. ثقة مكثر، مات سنة 94 ه أو 104 ه، و ولادته لبضع و عشرين من الهجرة. (تقريب التهذيب: ج 2 ص 409).

[559] هي حفصة بنت عبدالرحمان بن أبي بكر الصديق، قيل: كانت زوجة للحسن عليه السلام فبلغه أن المنذر بن الزبير يهواها، فطلقها فخطبها المنذر و أبت أن تزوجه، و قالت: شهرني. (البحار: ج 44 ص 173). و قيل: ان المنذر هذا تزوجها باذن عمتها عائشة

دون اذن أبيها. (المبسوط للسرخسي: ج 5 ص 107).

[560] عروة بن الزبير بن العوام الأسدي القرشي، أحد الفقهاء السبعة بالمدينة، كان عالما بالدين، صالحا كريما. لم يدخل في شي ء من الفتن، انتقل الي البصرة، و من ثم الي مصر، فتزوج و أقام بها سبع سنين، و عاد الي المدينة فتوفي فيها 93 ه. (الأعلام: ج 4 ص 226).

[561] القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، أحد الفقهاء السبعة في المدينة، ولد فيها سنة 37 ه، و توفي بقديد حاجا أو معتمرا سنة 107 ه. كان صالحا، ثقة، من سادات التابعين، عمي في أواخر أيامه، قال ابن عيينة: كان القاسم أفضل أهل زمانه. (الأعلام: ج 5 ص 181).

[562] عمرة بنت عبدالرحمان بن أسعد بن زرارة بن عدسي، من بني النجار، سيدة نساء التابعين، فقيهة عالمة بالحديث، ثقة، من أهل المدينة، صحبت عائشة و أخذت الحديث عنها. و قد كتب عمر بن عبد العزيز الي أبي بكر بن محمد: انظر ما كان من حديث رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم أو سنة ماضية أو حديث عمرة فاكتبه، فاني خشيت دروس العلم و ذهاب أهله، توفيت عام 98 ه. (الأعلام: ج 5 ص 72).

[563] سالم بن عبدالله بن عمر بن الخطاب القرشي العدوي، أحد فقهاء المدينة السبعة، و من سادات التابعين و علمائهم و ثقاتهم. اذا دخل علي سليمان بن عبدالملك، فما يزال يرحب به و يرفعه حتي يقعده معه علي سريره، توفي بالمدينة سنة 106 ه. (الأعلام: ج 3 ص 71).

[564] عبيدالله بن عبدالله بن عتبة بن مسعود، الفقيه العلم؛ أبوعبدالله الهذلي المدني الضرير، أحد الفقهاء السبعة، أخذ عن عائشة و أبي هريرة و ابن عباس و أبي سعيد الخدري.

كان مع امامته في الحديث شاعرا محسنا، و هو مؤدب عمر بن عبدالعزيز، مات سنة 98 ه. (تذكرة الحفاظ: ج 1 ص 78).

[565] سليمان بن يسار، مولي ميمونة أم المؤمنين، أحد الفقهاء السبعة بالمدينة. كان سعيد بن المسيب اذا أتاه مستفت يقول له: اذهب الي سليمان فانه أعلم من بقي اليوم، ولد في خلافة عثمان سنة 34 ه، و كان أبوه فارسيا، قال ابن سعد: ثقة، عالم، فقيه، كثير الحديث. (الأعلام: ج 3 ص 138).

[566] محمد بن شهاب الزهري، جاء في صفته: كان من أهنأ الناس و أقررهم، فاذا ذكر عنده النبي صلي الله عليه و آله و سلم فكأنه ما عرفك و لا عرفته. (سبل الهدي و الرشاد: ج 11 ص 440). كان عاملا لبني أمية علي المدينة، جني جناية و تاب علي يد علي بن الحسين و صار من أصحابه.

[567] ابراهيم بن يزيد بن قيس بن الأسود؛ أبوعمران النخعي، من مذحج، من أكابر التابعين صلاحا و صدق رواية و حفظا للحديث، من أهل الكوفة، مات مختفيا (سنة 96 ه) من الحجاج. قال فيه الصلاح الصفدي: فقيه العراق، كان اماما مجتهدا، له مذهب. و لما بلغ الشعبي موته قال: و الله ما ترك بعده مثله. (الأعلام: ج 1 ص 80).

[568] حماد بن أبي زياد العلامة الامام، فقيه العراق، أبواسماعيل بن مسلم الكوفي، مولي الأشعريين، أصله من اصبهان. روي عن أنس بن مالك، و تفقه بابراهيم النخعي، و هو أنبل أصحابه و أفقههم و أقيسهم، و أبصرهم بالمناظرة و الرأي. روي عنه: أبوحنيفة و سفيان الثوري و خلق كثير. (سير أعلام النبلاء: ج 5 ص 221).

[569] انظر: أبوحنيفة لأبي زهرة: ص 165، بل يذهب الي أنه «شيعي في

ميوله و آرائه في حكام عصره» و مناقب أبي حنيفة للمكي: ج 2 ص 42، و الامام الصادق و المذاهب الأربعة لأسد حيدر: ج 1 ص 318.

[570] أبويوسف يعقوب بن ابراهيم بن حبيب بن خنيس بن سعد الأنصاري، توفي سنة 182 ه ببغداد، و هو أول من دعي بقاضي القضاة، تولي القضاء لثلاثة من الخلفاء: المهدي و الهادي و الرشيد، ولولا أبويوسف ما ذكر أبوحنيفة، لأنه الذي نشر قوله. (الامام الصادق لأسد حيدر: ج 1 ص 161).

[571] قال ابن عبدالبر في الانتقاء: ص 6: «كانت له اليد الطولي في نشر ذكر أبي حنيفة و اعلاء شأنه؛ لما أوتي من قوة السلطان، و سلطان القوة». و قال عمار بن أبي مالك: ما كان في أصحاب أبي حنيفة مثل أبي يوسف، لولاه ما ذكر أبوحنيفة و لا محمد بن أبي ليلي، و هو الذي نشر قولهما.

[572] محمد بن الحسن الشيباني: ولد سنة 132 ه، و توفي سنة 189 ه. نشأ بالكوفة، و عاش تحت ظل الدولة العباسية، أدرك أباحنيفة و لم ينتفع منه لحداثة سنه، فأتم دراسة المذهب علي أبي يوسف، و كان ذا فطنة و ذكاء، و أصبح المرجع لأهل الرأي في نبوغه و تقدمه، و ألف في المذهب كتبا هي في الحقيقة المرجع الأول فيه. (الامام الصادق لأسد حيدر: ج 1 ص 162).

[573] كقوله: «ان دين الله لا يصاب بالقياس» الكافي: ج 1 ص 57. و القياس: هو اثبات حكم الأصل في الفرع لاشتراكهما في العلة، و له أركان أربعة، مشروحة في مظانها.

[574] قال السيد عبدالرزاق المقرم في كتابه (سكينة) ص 44: «لقد تجلي لنا و نحن نسبر المدونات و نمحص الاحاديث: أن أول من وضع الأحاديث الشائنة في ابنة الحسين سكينة هو

مصعب الزبيري المتوفي سنة 36 ه في كتابه «نسب قريش» لينصرف المغنون والشعراء عن ابنتهم سكينة بنت خالد بن مصعب بن الزبير التي كانت تجتمع مع ابن أبي ربيعة الشاعر و المغنيات يغنين لهما (الأغاني: ج 1 ص 67) و زمر بها في بغداد مرافقه المدائني (الأغاني: ج 11 ص 127) و زاد عليها الزبير بن بكار و ابنه، و تلقاها المبرد (ت 285) عن هؤلاء الوضاعين، و عنه أخذها تلميذه الزجاجي و غيره من دون تمحيص، فأضلوا كثيرا من الكتاب و المؤرخين حتي رووها بلا اسناد، موهمين أنها من المسلمات». و وصل السيد في مقام تحقيقه أن هذه المشهورة بالأدب و الشعر و تصفيف شعر الرأس ليست سكينة بنت الحسين المعروفة بالسكون و الوقار، بل سكينة الزبيرية. و من أراد الاستزادة يرجع الي كتابين هما: «سكينة بنت الحسين» للفكيكي، «السيدة سكينة» للسيد المقرم.

[575] زارها الفرزدق بالمدينة، فقالت له: من أشعر الناس؟ قال: أنا، قالت: بل جرير حيث يقول...، فعاد لها في الغداة بشعر جديد يسوغ له قصب السبق، قالت: بل جرير حيث يقول...، و كذلك صنعت في اليوم الثالث اذ عاد بجديد. و وقفت يوما علي عروة بن أذينة شيخ مالك بن أنس فقالت له: أنت الذي يقال له: الرجل الصالح، و أنت تقول: اذا وجدت أوار الحب في كبدي عمدت نحو سقاء القوم أبترد هبني بردت ببرد الماء ظاهره فمن لنار علي الأحشاء تتقد قال: نعم، قالت: و أنت القائل: قالت و ابثثتها وجدي و بحت به قد كنت عندي تحب الستر فاستتر ألست تبصر من حولي؟ فقلت لها: غطي هواك و ما ألقي علي بصري قال: نعم، فالتفتت الي جوار كن حولها، و

قالت: هن حرائر اذا كان خرج هذا من قلب سليم قط»! (منه).

[576] الكامل في التاريخ: ج 2 ص 345، تاريخ الطبري: ج 3 ص 537، تاريخ ابن خلدون: ج 3 ص 159.

[577] آل عمران: 110.

[578] جاء في ترجمته: «أن عبدالله بن سبأ ألعن من أن يذكر» رجال أبي علي: 203. و قد ذهبت جميع مصادر الشيعة الي لعنه و تكفيره، و أنه غال، زعم أن أميرالمؤمنين عليه السلام اله أو نبي مرسل من قبل الله علي الأقل! راجع: رجال الكشي: ج 1 ص 323، و رجال الطوسي: ج 51 ص 76، و نقد الرجال: ج 199 ص 131، و الخلاصة: القسم الثاني ص 237 رقم 19، و تنقيح المقال: ج 2 ص 183، و غيرهم. و قد ألف السيد مرتضي العسكري كتابا حول أسطورة (عبدالله بن سبأ) أوضح فيه حقيقة هذه الأسطورة و منشؤها.

[579] وهم السبأية، نسبة الي عبدالله بن سبأ: زعموا أن عليا عليه السلام لم يمت و أنه في السحاب، و الرعد صوته، والبرق صوته! و أنه ينزل الي الارض بعد حين، حتي يقتل أعداءه. (النجاة في القيامة: ص 172).

[580] الرياض النضرة: ج 2 ص 218، الأعلام: ج 4 ص 296، نيل الأوطار: ج 8 ص 6، ذخائر العقبي: ص 93، فتح الباري: ج 12 ص 238، ينابيع المودة: ج 2 ص 182.

[581] يذهب الشيعة الي أن علم الأنبياء و أوصيائهم هو من اعلم الأيحائي الالهامي؛ صونا لهم و للأمم من الوقوع في المخالفة و الخطأ. فهم حفظة الشريعة و الدين، و اليهم مرجع العباد، و هم معصومون من الزلل و الخطأ لقوله صلي الله عليه و آله و سلم: «اني تارك فيكم الثقلين». و كونهم

ائمة الخلق يستدعي عدم حاجتهم الي المفضولين من الخلق؛ لامتناع احتياج الفاضل للمفضول. و يعضد هذا المعني الروايات الشريفة المنقول عنهم عليهم السلام: فعن الباقر عليه السلام: «انا لو كنا نحدثكم برأينا و هوانا لكنا من الهالكين، و لكنا نحدثكم بأحاديث نكتنزها عن رسول الله». و عن الصادق عليه السلام: «ان منا لمن ينكت في قلبه، و ان منا لمن يسمع الصوت...، و منا من ينكت في قلبه، و منا من يقذف في قلبه...» (الاختصاص: ص 280) وعليه فحضورهم عند هؤلاء لا لحاجتهم اليهم، و انما لأجل تعليم الناس احترام العلم و الحث علي الحضور عند العلماء، فضلا عن تشجيع العلماء أنفسهم.

[582] جابر بن عبدالله بن عمرو بن حرام الخزرجي الأنصاري، صحابي، من المكثرين في الرواية عن النبي، و روي عنه جماعة من الصحابة، غزا تسع عشرة غزوة، و كانت له في أواخر أيامه حلقة في المسجد النبوي، يؤخذ عنه العلم، روي له البخاري و مسلم، توفي سنة 78 ه. (الأعلام: ج 2 ص 104).

[583] دعائم الاسلام: ج 2 ص 330، تاريخ ابن خلكان: ج 1 ص 350، علل الشرائع: ج 1 ص 232، صفوة الصفوة لابن الجوزي: ج 2 ص 56، العقد الفريد: ج 2 ص 309 و ج 3 ص 39، طبقات الذهبي: ج 1 ص 71.

[584] مناقب أهل البيت للمولي حيدر الشيرواني: ص 256، ينابيع المودة: ج 3 ص 105.

[585] تاريخ دمشق: ج 41 ص 379، سير أعلام النبلاء: ج 4 ص 392، تهذيب الكمال: ج 13 ص 241، تذكرة الحفاظ: ج 1 ص 75.

[586] الحديد: 22.

[587] الشوري: 30.

[588] و لما جي ء بزين العابدين في أسري كربلاء أقيم علي درج دمشق، فقال له رجل من أهل

الشام: الحمد لله الذي قتلكم و استأصلكم، و قطع قرن الفتنة، قال زين العابدين: قرأت القرآن؟ قال الرجل: نعم، قال: قرأت ال.. حم؟ قال الرجل: نعم، قال: أما قرأت (قل لا أسألكم عليه أجرا الا المودة في القربي) قال الرجل: فانكم اياهم؟ قال: نعم. و يقصد الامام الآية: 23 من سورة الشوري (ذلك الذي يبشر الله عباده الذين آمنوا و عملوا الصالحات قل لا أسألكم عليه أجرا الا المودة في القربي و من يقترف حسنة نزد له فيها حسنا ان الله غفور شكور)، و أول آيات سورة الشوري: (حم). (منه).

[589] مقتل الحسين لأبي مخنف: ص 213، البداية والنهاية: ج 8 ص 211، تاريخ الطبري: ج 4 ص 352، سير أعلام النبلاء: ج 3 ص 303، بحارالأنوار: ج 45 ص 135، الارشاد للمفيد: ج 2 ص 120، لواعج الأشجان: 224.

[590] شرح نهج البلاغة: ج 4 ص 59، الامام علي لأحمد الرحماني الهمداني: ص 752، السيدة فاطمة الزهراء لمحمد بيومي: ص 98.

[591] ذكر ابن الأثير في الكامل: ج 2 ص 5، و ابن أبي الحديد في شرح النهج: ج 18 ص 378؛ أنها بحق الحسن بن علي عليهماالسلام. و ذكر في وفيات الائمة: ص 140: أنها في حق الحسن بن علي عليه السلام.

[592] البداية و النهاية: ج 9 ص 123، عين الحياة: ص 38.

[593] البداية و النهاية ج 9 ص 123، تاريخ دمشق: ج 41 ص 379، سير أعلام النبلاء: ج 4 ص 392، تهذيب الكمال: ج 13 ص 241، تذكرة الحفاظ: ج 1 ص 75.

[594] حلية الأولياء: ج 3 ص 132، بحارالأنوار: ج 46 ص 91، كشف الغمة: ج 2 ص 34.

[595] البداية و النهاية: ج 9 ص 122.

[596] وسائل

الشيعة: ج 9 ص 401، بحارالأنوار: ج 93 ص 159 و 180، البداية و النهاية: ج 9 ص 123.

[597] تاريخ مدينة دمشق: ج 41 ص 369، تهذيب الكمال: ج 13 ص 239، سير أعلام النبلاء: ج 4 ص 388، حلية الأولياء: ج 3 ص 137.

[598] و هو بهذا يعلم الجميع أن العلم شرف يسعي اليه الشرفاء ولو كانوا قمة الشرف، و النبي رسالته التعليم، و من ذلك كان تنافس أبناء الصحابة علي أن يتعلموا العلم، و أن يعلموه، و كانت المشقة واقتحام المخاطر و الفلوات لتحصيله و انفاقه في الناس، يستوي في ذلك من لا مال عنده كابن حنبل، و من عنده الأموال كيحيي بن معين، كان عنده مليون درهم أنفقها في تحصيل الحديث، أو كابن حزم، قال له أبوالوليد الباجي - عالم المالكية -: أنا أعظم منك همة في طلب العلم، أنت طلبته و أنت تعان عليه، تسهر بمشكاة الذهب، و أنا طلبته و أنا أسهر بقنديل السوق، فأجابه ابن حزم: أنت طلبته في حال فاقة تريد تبديلها لمثل حالي، و أنا طلبته في حين ما تعلمه و ما ذكرته، لا أرجو الا علو القدر في الدنيا و الآخرة. (منه).

[599] تاريخ مدينة دمشق: ج 41 ص 369، تهذيب الكمال: ج 13 ص 239، سير أعلام النبلاء: ج 4 ص 389، طبقات ابن سعد: ج 5 ص 216. و قصد الامام عليه السلام من الذهاب اليه هو معرفة آراء القوم، فقد ذكر في الرواية «ان الناس يأتوننا بما ليس عندنا، فانه ليس عندنا ما يرمينا به هؤلاء» و أشار بيده الي العراق.

[600] و كذا أمر ابنه أسامة بن زيد - الذي لم ينبت عارضاه علي كبار الصحابة في

بعث أسامة.

[601] هو أبوعبدالله المدني، أصله من بلاد المغرب، و قيل: من نيسابور، و قيل: من كابل. روي عن مولاه ابن عمر و جماعة من الصحابة كأبي هريرة و عائشة. وروي عنه خلق من التابعين و غيرهم، كان من الثقات النبلاء والأئمة الأجلاء. و كان عمر بن عبد العزيز قد بعثه الي مصر ليعلم الناس السنن. (البداية والنهاية: ج 9 ص 349).

[602] هو عكرمة بن عبدالله البربري المدني، مولي عبدالله بن عباس، تابعي، كان من أعلم الناس بالتفسير و المغازي، طاف بالبلدان، وروي عنه زهاء ثلاثمائة رجل، كان يحدث برأي نجدة الحروري، و أهل المغرب أخذوا عنه رأي (الصفرية)، مات في المدينة سنة 105 ه. (الأعلام: ج 4 ص 244).

[603] عطاء بن أبي رباح؛ أبومحمد، مولي آل أبي خيثم القرشي المكي، سمع ابن عباس و أباهريرة و أباسعيد و جابر، و روي عنه عمرو بن دينار و قيس بن سعد. (تاريخ دمشق: ج 40 ص 37).

[604] عبدالله بن أبي رافع؛ أبورافع، واسمه أسلم، مولي النبي صلي الله عليه و آله و سلم. (التعديل و التجريح: ج 2 ص 902).

[605] أشارة الي قوله صلي الله عليه و آله و سلم: «بين قبري و منبري روضة من رياض الجنة». علل الدارقطني: ج 8 ص 220، تاريخ دمشق: ج 22 ص 177، المعجم الكبير: ج 12 ص 227، تاريخ بغداد: ج 11 ص 228، كنز العمال: ج 12 ص 260، مسند أبي يعلي: ج 2 ص 496.

[606] القائل هو معاوية لرجل من قريش.

[607] تاريخ دمشق: ج 14 ص 179، ترجمة الامام الحسين لابن عساكر: ص 212.

[608] هي أم المؤمنين: ميمونة بنت الحارث بن حزن الهلالية، و هي آخر امرأة تزوج بها الرسول، و ماتت

آخر نسائه، كان اسمها «برة» فسماها «ميمونة»، بايعت بمكة قبل الهجرة، عاشت ثمانين سنة، و توفيت في «سرف» سنة 51 ه، و هو الموضع الذي كان فيه زواجها من النبي، كانت صالحة فاضلة. (الأعلام: ج 7 ص 342).

[609] هو عبدالله بن أبي سلمة الماجشون، مدني، أصله من اصبهان، و يقال له: الماجشون لحمرة خديه، و هو مولي لآل المنكدر، مات سنة 106 ه.

[610] الهداية للصدوق: ص 198، الكافي: ج 4 ص 84، البداية و النهاية: ج 9 ص 134، كشف الغمة: ج 2 ص 315.

[611] نص عبارته في الطبقات: ج 5 ص 222: «و كان علي بن الحسين ثقة مأمونا، كثير الحديث، عاليا، رفيعا، ورعا». و مثله ما نقله الأعلام عنه، مثل: تاريخ دمشق: ج 41 ص 362، و تذكرة الحفاظ: ج 1 ص 97، و تهذيب التهذيب: ج 7 ص 296، و اسعاف المبطأ برجال الموطأ: ص 78، البداية و النهاية: ج 9 ص 122.

[612] تهذيب التهذيب: ج 7 ص 269. سبل الهدي و الرشاد: ج 1 ص 69.

[613] تحفة الأحوذي: ج 6 ص 239، ص 501، كنز العمال: ج 3 ص 641، فيض القدير ج 6 ص 454، التعديل و التجريح: ج 3 ص 1079، تاريخ دمشق: ج 41 ص 366 ،371 ، تهذيب الكمال: ج 20 ص 384، سير أعلام النبلاء: ج 4 ص 387، من له رواية في كتب السنة: ج 2 ص 37، تهذيب التهذيب: ج 7 ص 269، تقريب التهذيب: ج 1 ص 692.

[614] المسترشد: ص 151، تاريخ دمشق: ج 41 ص 398، البداية و النهاية: ج 9 ص 125، ينابيع المودة: ج 2 ص 468.

[615] لم يعاصر الشافعي لا

الزهري و لا الامام زين العابدين، حيث توفي الامام سنة 95 ه علي أصح الأقوال: و ولد الشافعي سنة 150 ه، و توفي 204 هجرية. و لكن مالك عاصر الامام زين العابدين عليه السلام و قال عنه: «و ان علي بن الحسين كان من أهل الفضل». راجع تهذيب الكمال: ج 20 ص 385، و سير أعلام النبلاء: ج 4 ص 388. و قال عنه سعيد بن المسيب: «ما رأيت أروع منه». راجع: تهذيب الكمال: ج 20 ص 389، و سير أعلام النبلاء: ج 4 ص 391، و قال عنه سفيان عن الزهري: «ما رأيت قرشيا أفضل من علي بن الحسين» راجع تهذيب الكمال: ج 20 ص 348، و سير أعلام النبلاء: ج 4 ص 387.

[616] حج هشام بن عبدالملك في خلافة أبيه - فرأي رجلا ينجفل الناس اليه، و يفسحون في الطواف له، في حين لا يحفل الناس بابن الخليفة، فسأل: من هذا؟ و سمع الفرزدق السؤال، فأنشد ميميته الطويلة المشهورة في الأدب العربي، و مما جاء فيها: هذا ابن خير عباد الله كلهم هذا التقي النقي الطاهر العلم هذا الذي تعرف البطحاء و طأته والبيت يعرفه و الحل و الحرم اذا رأته قريش قال قائلها الي مكارم هذا ينتهي الكرم ينمي الي ذروة العز التي قصرت عن نيلها عرب الاسلام و العجم يغضي حياء و يغضي من مهابته فلا يكلم الا حين يبتسم هذا ابن فاطمة ان كنت جاهله بجده أنبياء الله قد ختموا الله شرفه قدرا و عظمه جري بذاك له في لوحة القلم و ليس قولك من هذا بضائره العرب تعرف من أنكرت و العجم ما قال «لا» قط الا في تشهده لولا التشهد كانت

لاؤه نعم من معشر حبهم دين، و بغضهم كفر، و قربهم منجي و معتصم من يعرف الله يعرف أولية ذا فالدين من بيت هذا ناله الأمم و غضب هشام، و أرسل زين العابدين للفرزدق أربعة آلاف درهم، ردها الفرزدق قائلا: انما مدحتك بما أنت أهله، وردها الامام قائلا: «انا أهل بيت اذا وهبنا شيئا لا نستعيده». (منه).

[617] «عن عمرو بن شمر قال: سألت جابر بن يزيد الجعفي فقلت له: لم سمي الباقر باقرا؟ قال: لأنه بقر العلم بقرا، أي: شقه شقا، و أظهره اظهارا» علل الشرائع: ج 1 ص 233. و قيل في سبب تسميته الباقر ما ذكره السبط ابن الجوزي: «سمي الباقر من كثرة سجوده، بقر السجود جبهته، أي: فتحها و وسعها، و قيل، لغزارة علمه» تذكرة الخواص: ص 336. و ذكر الجوهري في الصحاح: ج 2 ص 594: التبقر: التوسع في العلم.

[618] مناقب آل أبي طالب: ج 3 ص 329، بحارالأنوار: ج 46 ص 289، و نقلها ابن أبي شيبة في المصنف: ج 1 ص 480 و ج 4 ص 270 في محمد بن الحنفية.

[619] عبد العزيز بن جريح المكي، مولي قريش، قال ابن حيان في مشاهر علماء الأمصار: ص 145: ليس له عن صحابي سماع، قال عنه عطاء بن رباح: انه سيد شباب أهل الحجاز. نقله عنه الذهبي في سير الأعلام: ج 5 ص 434.

[620] قال عنه الذهبي في سير أعلام النبلاء: ج 5 ص 434: انه سيد شباب أهل العراق. و هو الحجاج بن أرطأة النخعي القاضي، سمع عطاء و روي عنه الثوري و شعبة. و قال ابن المبارك: كان الحجاج مدلسا. (الضعفاء - البخاري: ص 36).

[621] عالم أهل الشام، يكني أباعبدالله الدمشقي الفقيه، أرسل عن

النبي و عن عدة من الصحابة أحاديث، وروي عن طائفة من التابعين ما أحسبه لقيهم، عداده في أوساط التابعين، من أقران الزهري، و قيل فيه: هو عبد نوبي اعتقته امرأة من هذيل و تركته يسود الشام. (سير أعلام النبلاء: ج 5 ص 72 و 85 و 155).

[622] عمرو بن دينار الجمحي بالولاء؛ أبومحمد الأثرم، فقيه، ولد سنة 46 ه، كان مفتي أهل مكة، فارسي الأصل، مولده بصنعاء، و وفاته بمكة سنة 126 ه. قال شعبة: ما رأيت أثبت في الحديث منه. و قال النسائي: ثقة ثبت. و اتهمه أهل المدينة بالتشيع و التحامل علي ابن الزبير. (الأعلام: ج 5 ص 77).

[623] سليمان بن مهران الأسدي بالولاء، الملقب بالأعمش، تابعي مشهور، أصله من بلاد الري، و منشؤه و وفاته بالكوفة. كان عالما بالقرآن و الحديث و الفرائض، قال الذهبي: كان رأسا في العلم النافع و العمل الصالح. و قال السخاوي: لم ير السلاطين و الملوك و الأغنياء في مجلس أحقر منهم في مجلس الأعمش مع شدة حاجته و فقره، ولد سنة 61 ه، و توفي سنة 148 ه. (الأعلام: ج 3 ص 135).

[624] أبان بن تغلب بن رباح البكري الجريري بالولاء؛ أبوسعيد، قارئ لغوي، روي عن السجاد و الباقر و الصادق عليهم السلام، مات أيام الصادق عليه السلام، و لما بلغه خبر موته قال عليه السلام: «أما والله لقد أوجع قلبي موت أبان». ولاه الباقر عليه السلام الجلوس في مسجد المدينة ليفتي الناس، كان موثقا عند الفريقين. (الامام الصادق للمظفر: ج 2 ص 131).

[625] زرارة بن أعين الشيباني، مولاهم، روي عن الصادقين عليهماالسلام و أدرك الكاظم عليه السلام. قال ابن النديم في الفهرست: زرارة أكبر رجال الشيعة فقها و حديثا و معرفة بالكلام

و التشيع. قال له الصادق يوما: يا زرارة ان اسمك في أسامي أهل الجنة بغير ألف» وقال «لولا زرارة لظننت أن أحاديث أبي ستذهب». (الامام الصادق للمظفر: ج 2 ص 144).

[626] الارشاد للمفيد: ج 2 ص 161، بحارالأنوار: ج 46 ص 287، درر الأخبار: ص 336.

[627] ذكر الثعالبي في تفسيره: ج 1 ص 79 هذه العبارة للباقر عليه السلام بحق الحسن البصري، لا العكس.

[628] الثابت تأريخيا أن الباقر حضر الطف، و لكنه كان صغيرا.

[629] حتي ورد تسميتهما بالباقرين أو الصادقين.

[630] جابر بن يزيد الجعفي الكوفي، روي عن الصادقين، و مات أيام الصادق سنة 128 أو 132 ه، و هو ممن يحمل أسرار أهل البيت، وله كرامات باهرة، أمرة الباقر عليه السلام باظهار الجنون فأظهره، و ذلك لما علم الامام أن هشام يريده، فلما طلبوه و جدوه يلعب مع الصبيان علي القصب فتركوه. قال عنه الزركلي: تابعي من فقهاء الشيعة، من أهل الكوفة، أثني عليه بعض رجال الحديث، و كان واسع الرواية: غزير العلم بالدين. (الامام الصادق للمظفر: ج 2 ص 136).

[631] بل قيل: سبعين الف حديث. كما ذكره المظفر في كتابه (الامام الصادق: ج 2 ص 136).

[632] محمد بن مسلم الثقفي الكوفي القصير، روي عن الصادقين عليهماالسلام، و أدرك زمن الكاظم عليه السلام، كان المثل الأعلي للصلاح و الطاعة لائمته. و عد فقيه عصره، حتي قال فيه ابن الحجاج و حماد بن عثمان: ما كان أحد من الشيعة أفقه من محمد بن مسلم. و هو من الستة أصحاب الاجماع الذين أجمعت الطائفة علي تصحيح ما يصح عنهم، توفي سنة 150 ه. (الامام الصادق للمظفر: ج 2 ص 165).

[633] علي بن حمزة بن عبدالله الأسدي بالولاء، الكوفي؛ أبوالحسن الكسائي، امام في

اللغة و النحو و القراءة، ولد في الكوفة و تعلم بها، و قرأ النحو بعد الكبر، و تنقل في البادية، و سكن بغداد، و توفي بالري سنة 189 ه. و هو مؤدب الرشيد العباسي وابنه الأمين. (الأعلام: ج 4 ص 283).

[634] أصل الواقعة يرويها حياة الحيوان للدميري: ج 1 ص 63 عن المحاسن و المساوئ لابراهيم بن محمد البيهقي. و راجع شرح اللمعة الدمشقية: ج 1 ص 291.

[635] الوسائل: ج 17 ص 425 ج 12 ص 314، الأمالي للطوسي: ص 676، بحارالأنوار: ج 100 ص 89.

[636] الليل: 1.

[637] النجم: 1.

[638] تهذيب الأحكام: ج 8 ص 277 ح 1009، وسائل الشيعة: 16 ص 160، الكافي: ج 7 ص 449.

[639] نقله بالمضمون و هو: «قيل له: لأي شي ء يحتاج الي النبي و الامام؟ فقال: لبقاء العالم علي صلاحه، و ذلك أن الله عزوجل يرفع العذاب عن أهل الأرض اذا كان فيها نبي أو امام، قال الله عزوجل: (ما كان الله ليعذبهم و أنت فيهم) علل الشرائع، ج 1 ص 123، نوادر الأخبار: ص 113.

[640] الأنفال: 33.

[641] هم: الوليد، و سليمان، و يزيد، و هشام.

[642] الأمالي لأبي علي القالي: ج 2 ص 308، بهجة المجالس: ص 250.

[643] هو سعد، و قيل: سعيد بن طريف التميمي، و قيل: التيمي بالولاء، الحنظلي، الكوفي، المعروف بالاسكافي، و قيل: الخفاف، و قيل: الحذاء. محدث ناووسي العقيدة، ضعيف الحديث، و قيل: حديثه يعرف و ينكر، و قيل حديثه نظر، و قيل: كان صحيح الحديث، ضعفه بعض العامة و تركوه، و كان من قضاة وقته، وله كتاب، روي عن السجاد و الباقر عليه السلام. راجع في ذلك: رجال الطوسي: 92 و 124 و 203، و

رجال النجاشي: 127، و معجم رجال الحديث: ج 8 ص 45 و 67 و 120.

[644] مستدرك سفينة البحار: ج 2 ص 74، اختيار معرفة الرجال: ج 2 ص 476، ايضاح الاشتباه: ص 191، طرائف المقال: ج 2 ص 23.

[645] الذي بعثه رجل من النصاري قال له: من أين ادعيتم أن أهل الجنة يطعمون و يشربون و لا يحدثون؟! فقال عليه السلام: «دليلي ما ندعي شاهد لا يجهل، الجنين في بطن أمه يطعم و لا يحدث» راجع: البحار: ج 69 ص 185، مدينة المعاجز: ج 5 ص 72، دلائل الامامة: ص 237، منتهي الآمال نقلا عن جلاء العيون: ج 2 ص 177.

[646] الرواية تقول أنه حج الباقر و الصادق عليهماالسلام، فقال جعفر بن محمد ذلك. راجع: منتهي الآمال: ج 2 ص 173 نقلا عن جلاء العيون، و كذا نقلها الطبري في دلائل الامامة: ص 233.

[647] دلائل الامامة للطبري: ص 232، مدينة المعاجز: ج 5 ص 67، بحارالأنوار: ج 69 ص 181.

[648] تاريخ مدينة دمشق: ج 54 ص 286، البداية و النهاية: ج 9 ص 340، حلية الأولياء: ج 3 ص 185.

[649] تاريخ مدينة دمشق: ج 54 ص 283، سير أعلام النبلاء: ج 4 ص 408، حلية الأولياء: ج 3 ص 84 - 185، كشف الغمة: ج 2 ص 360.

[650] اثنتا عشرة رسالة للمحقق الداماد: ج 8 ص 118 نقلا عن الملل و النحل للشهرستاني، تلخيص المتشابه في الرسم: ج 2 ص 822، من مفردات القرآن: ص 48، تاريخ المذاهب الاسلامية: ص 718، رسول الله في القرآن: ص 40، مجموعة الرسائل لابن أبي الدنيا: ص 108.

[651] المجموع: ج 18 ص 84 و 328، شرح أصول الكافي: ج 7 ص

190، خصائص النسائي: ص 338 - 341، المستدرك للحاكم: ج 3 ص 120، الاصابة لابن حجر: ج 2 ص 435.

[652] يقال عن أمها «هند» أكرم الناس أحماء: أما أسماء فزوج جعفر ولها منه: عبدالله، و زوج أبي بكر و لها منه: محمد، و زوج علي و لها منه: يحيي. أما أخواتها فميمونة أم المؤمنين، و لبابة زوج العباس عم النبي وجدة خلفاء الدولة العباسية، و سلمي زوج حمزة بطل أحد و شهيدها و عم النبي، و أم الفضل الكبري (أخت أسماء لأمها) أم خالد بن الوليد. و هكذا تتصل بأسماء بنت عميس أسماء هي أحرف الهجاء في تاريخ الاسلام: النبي وعميه، و ابني عمه، و الصديق، و سيف الاسلام خالد. (منه).

[653] حجت أم فروة متنكرة، فاستلمت الحجر بيدها اليسري، فقال لها رجل لا يعرفها: يا أمة الله أخطأت السنة! فأجابت: يا هذا انا عن علمك لأغنياء. (منه).

[654] و للقاسم و أبيه أكبر الصلات بأم المؤمنين عائشة، اذ ضمته اليها بعد مقتل أبيه محمد علي أيدي جند معاوية، و محمد ربيب علي، سيره معها بعد وقعة الجمل الي المدينة في كوكبة من النساء في ملابس الرجال، و كان تسيير أخيها معها كرامة يحفظ بها أخو الرسول أم المؤمنين. و في بيت عائشة سقي القاسم علمها الذي أراد عمر بن عبدالعزيز تدوينه عن طريقه، و عمر خليفة، حتي لا يضيع علي المدينة، فكتب بذلك الي قاضيه و واليه علي المدينة أبي بكر بن محمد بن عمرو ابن حزم. و سنري الامام جعفر الصادق يروي عن خاله عبد الرحمان بن القاسم، و عن عروة بن الزبير (ابن أسماء أخت عائشة)، وعروة من كبار رواتها و رواة الصحابة. (منه).

[655] مستدرك الوسائل: ج 11 ص 257، مناقب

أميرالمؤمنين للكوفي: ج 2 ص 286، الأمالي للطوسي: ص 273، حلية الأولياء: ج 3 ص 184، الفصول المهمة: 195، بحارالأنوار: ج 65 ص 153 و ج 75 ص 186، البداية والنهاية: ج 9 ص 340، كشف الغمة: ج 2 ص 345.

[656] بحارالأنوار: ج 75 ص 187، كشف الغمة: ج 2 ص 360، درر الأخبار: ص 546، نزهة الناظر: ص 99، فهرست منتجب الدين: ص 320. و هناك مصادر أخري ذكرتها بنفس المضمون منها: العهود المحمدية: ص 374، كنز الفوائد: ص 13، مستدرك الوسائل: ج 9 ص 103، وسائل الشيعة: ج 11 ص 247، معاني الأخبار: ص 112.

[657] يقول فيه يحيي بن سعيد (143) تلميذ فقهاء المدينة السبعة: «ما أدركنا بالمدينة أحدا نفضله علي القاسم». و ابن حنبل يقول في يحيي: «أثبت الناس». (منه).

[658] بحارالأنوار: ج 78 ص 281، تهذيب الكمال: ج 2 ص 78، سير أعلام النبلاء: ج 3 ص 82، تهذيب التهذيب: ج 7 ص 181، البداية و النهاية: ج 9 ص 335، و ينقل رواية عن الباقر عليه السلام: «ما رأيت فيمن لقيت أفقه عنه».

[659] عبدالرحمان بن القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق التيمي القرشي، من السادات في أهل المدينة فقها و علما وديانة و حفظا للحديث و اتقانا. توفي في الشام سنة 126 ه. (الأعلام: ج 3 ص 322).

[660] التفسير و المفسرون للذهبي: ج 2 ص 189 و لذا ورد في زيارات الأئمة: بأنهم مهبط الوحي.

[661] روضة الواعظين: ص 270، الاحتجاج: ج 2 ص 135، كشف الغمة: ج 2 ص 342، الأمالي للصدوق: ص 416، الارشاد: ج 2 ص 173، بحارالأنوار: ج 46 ص 170، سر السلسلة العلوية لأبي نصر البخاري: ص 59.

[662] مستدرك

الوسائل: ج 2 ص 480، البحار: ج 82 ص 133، الغارات: ج 2 ص 576، أمالي المرتضي: ج 3 ص 63، أمالي الطوسي: ص 152، مسكن الفؤاد:ص 88.

[663] مناقب آل أبي طالب: ج 3 ص 395، بحارالأنوار: ج 47 ص 24، درر الأخبار: ص 340، العدد القوية: ص 155.

[664] الشسع بالكسر، جمعه شسوع: النعل، و هو ما يدخل بين الاصبعين، في النعل العربي ممتد الي الشراك. (مجمع البحرين: ج 4 ص 353).

[665] الكافي: ج 6 ص 464، شرح أصول الكافي: ج 12 ص 182، وسائل الشيعة: ج 5 ص 65 و ج 3 ص 384، مكارم الأخلاق: ص 124.

[666] بحارالأنوار: ج 75 ص 205، مستدرك سفينة البحار: ج 6 ص 536 و ج 8 ص 286.

[667] الوسائل: ج 6 ص 219 ب 58 من أبواب المستحقين للزكاة، الحديث الأول.

[668] مستدرك الوسائل: ج 7 ص 207، بحارالأنوار: ج 47 ص 24.

[669] الذي هو نقش خاتمه أيضا علي ما رواه الكافي: ج 6 ص 474، و الأمالي للصدوق: ص 543، و وسائل الشيعة: ج 5 ص 100 و ص 102 و ج 3 ص 410 و ص 412، و مكارم الأخلاق: ص 91، و حلية الأبرار: ج 1 ص 419، و بحارالأنوار: ج 47 ص 8.

[670] أعيان الشيعة: ج 4 ص 30. بل و قد حث الامام شيعته علي التختم بهذا النوع من الخاتم المنقوش، فقد روي في ثواب الأعمال: ص 180 عنه: «من كتب علي خاتمه: ماشاء الله لا قوة الا بالله، استغفر الله، أمن من الفقر المدقع».

[671] ذكر صفته في المناقب لابن شهر آشوب: ج 3 ص 400، بحارالأنوار: ج 47 ص 9، مستدرك سفينة البحار:

ج 6 ص 56، أعيان الشيعة: ج 4 ص 31.

[672] سبل السلام لابن حجر العسقلاني: ج 4 ص 179، بحارالأنوار: ج 70 ص 207، مقدمة فتح الباري: ص 59، فتح الباري: ج 10 ص 215، مسند أبي داود: ص 299، التواضع و الخمول: ص 200، بغية الباحث: 174، تفسير ابن كثير: ج 2 ص 189، و ص 219.

[673] الرواية هكذا: «لبسنا هذا لله تعايل، و هذا لكم، و ما كان لله أخفيناه، و ما كان لكم أبديناه» راجع: بحارالأنوار: ج 47 ص 221، و تحفة الأحوذي: ج 6 ص 395، و تهذيب الكمال: ج 5 ص 86، و تذكرة الحفاظ: ج 1 ص 167، و سير أعلام النبلاء: ج 6 ص 262، و كشف الغمة: ج 2 ص 369، و العدد القوية: ص 150.

[674] الكافي: ج 6 ص 438.

[675] فقه الرضا: ص 354، الكافي: ج 6 ص 440، وسائل الشيعة: ج 5 ص 5 و ص 7 و ج 3 ص 340، مكارم الأخلاق، ص 41، بحارالأنوار: ج 73 ص 141، درر الأخبار: ص 562.

[676] الوسائل: ج 5 ص 7 و ج 3 ص 341، أمالي الطوسي،: ص 275، مكارم الأخلاق: ص 41.

[677] هو عباد بن كثير الثقفي البصري العابد، نزيل مكة، قال عنه شقيق البلخي: اني أخذت العبادة منه. (سير أعلام النبلاء: ج 9 ص 315) قال أبوطالب عن أحمد: روي أحاديث كذب لم يسمعها، و كان صالحا، قلت: فكيف روي مالم يسمع؟ قال: البله و الغفلة. (تهذيب التهذيب: ج 5 ص 87).

[678] الفرقبي: ثوب مصري أبيض، من كتان منسوب الي «فرقوب» مع حذف الواو، و هو موضع قريب من مصر.

[679] الكافي: ج 6 ص 443،

مكارم الأخلاق: ص 97، بحارالأنوار: ج 47 ص 361 و ج 76 ص 316، اختيار معرفة الرجال: ج 2 ص 689، معجم رجال الحديث: ج 10 ص 232.

[680] الكافي: ج 6 ص 444، تفسير الصافي: ج 2 ص 192، تفسير الميزان: ج 8 ص 93، و الآية من سورة الأعراف: 32.

[681] بهذا المعني مع تفاوت يسير بالألفاظ أورده: فيض القدير: ج 1 ص 597، و تفسير القرطبي: ج 10 ص 355، و ذكر أخبار اصبهان: ج 2 ص 141، والبداية و النهاية: ج 8 ص 11.

[682] الدر المنثور: ج 4 ص 115، فتح القدير: ج 4 ص 190، مجمع الزوائد: ج 5 ص 133 و 134، المعجم الكبير: ج 7 ص 96 و ج 10 ص 222، مسند الشاميين: ج 1 ص 424، علل الدارقطني: ج 8 ص 106.

[683] لقد صنف الحافظ الشهير ابن عقدة المتوفي سنة 332 ه كتاب أسماء الرجال الذين رووا عن الامام الصادق عليه السلام، و قد أوصل عددهم الي أربعة آلاف نفر، و أخرج فيه عن كل رجل حديثا مما رواه عنه.

[684] أمان الأمة من الاختلاف للطف الله الصافي: ص 61، الكليني و الكافي: ص 57، اعلام الوري: ص 284، الجامع للشرائع: ص 7، رجال النجاشي: ص 29، وسائل الشيعة: ج 30 ص 344 و ج 20 ص 167.

[685] تحف العقول: ص 359، بحارالأنوار: ج 75 ص 241، مستدرك السفينة البحار: ج 1 ص 417، ميزان الحكمة: ج 1 ص 290.

[686] بحارالأنوار: ج 72 ص 439، و الآية: 52 من سورة طه.

[687] فقد سأله الترمذي عن عائشة و الزبير و طلحة، فأجاب ذلك.

[688] ذكرها الأعلام بعبارات شتي تدل علي مضمون واحد، منهم

تاريخ بغداد: ج 1 ص 145، تاريخ مدينة دمشق: ج 42 ص 446، الكني والألقاب للشيخ عباسي القمي: ج 2 ص 328.

[689] بحارالأنوار: ج 11 ص 165، احقاق الحق للتستري: ج 28 ص 328، الامام الصادق لأسد حيدر: ج 3 ص 68، تاريخ المذاهب الاسلامية لمحمد أبي زهرة: ص 715، الامام جعفر الصادق للحاج حسين الشاكري: ج 1 ص 132.

[690] كنز العمال: ج 1 ص 217 ح 1083، و الرواية عن الامام الرضا عليه السلام عن آبائه عن رسول الله في مستدرك الوسائل للميرزا النوري: ج 1 ص 89.

[691] بحارالأنوار: ج 75 ص 202، كشف الغمة ج 2 ص 371 و 420، العدد القوية: ص 152.

[692] المصنف لابن أبي شيبة: ج 7 ص 584، كنزالعمال: ج 4 ص 502 ح 11490، الموطأ: ج 1 كتاب الزكاة ح 42، والحديث ينقله مالك عن جعفر بن محمد، الجوهر النقي: ج 9 ص 190، المغني لابن قدامة: ج 11 ص 38.

[693] فروع الكافي: ج 6 ص 9 ح 9 في فضل البنات.

[694] الكافي: ج 6 ص 5، وسائل الشيعة: ج 21 ص 361 و ج 15 ص 100.

[695] الفرقان: 67، و القتر: الرقعة من العيش، و أقتر الرجل: افتقر، وقتر علي عياله: ضيق عليهم. (لسان العرب: ج 5 ص 70).

[696] علي رواية البحار، ولكن بدلا من كلمة «تدعونني» كلمة «تدعون»، و في تحف العقول: «عير ما أراكم تدعون اليه».

[697] الاسراء: 29.

[698] راجع تحف العقول لابن شعبة الحراني: ص 350، و بحارالانوار: ج 47 ص 334 و ج 67 ص 124، و الكافي: ج 5 ص 67. و أما صدر الرواية فقد خرجها العشرات من علماء السنة في كتبهم الحديثية.

[699] بالاضافة الي

المصادر السابقة ذكر هذا النص الحر العاملي في الوسائل: ج 17 ص 435 و ج 12 ص 321.

[700] بحارالأنوار: ج 17 ص 33، شرح الشفاء: ج 1 ص 67 - 72، مستدرك سفينة البحار: ج 2 ص 236، الشفا بتعريف حقوق المصطفي للقاضي عياض: ج 2 ص 42، سبل الهدي و الرشاد للصالحي الشامي: ج 12 ص 395، العدد القوية للحلي: ص 155، أمالي الصدوق: ص 234.

[701] لبيك أي: مقيم عللي طاعتك اقامة بعد اقامة، و سعديك أي: أسعدك اسعادا بعد اسعاد.

[702] العدد القوية: ص 155، أمالي الصدوق: ص 234، الخصال للصدوق: ص 167، علل الشرائع: ص 234، بحارالأنوار: ج 99 ص 181 و ج 47 ص 16، روضة الواعظين للفتال النيسابوري: ص 212، مستدرك الوسائل: ج 9 ص 197، مدينة المعاجز للسيد هاشم البحراني: ج 5 ص 213، الأنوار البهية للشيخ عباس القمي: ص 158، معجم رجال الحديث للسيد الخوئي: ج 15 ص 166.

[703] خرجناه سابقا.

[704] محمد بن المنكدر (130) من معادن الصدق بالمدينة و أشياخ مالك، من بني تيم؛ قبيلة أبي بكر، و هم مشهورون بالرقة و الورع، و هم أجداد الامام جعفر، كان لا يسأل ابن المنكدر أحد عن حديث الا بكي، و مالك يقول كنت اذا وجدت من نفسي قسوة آتي ابن المنكدر، فأنظر اليه نظرة فأبغض نفسي أياما». و ابن المنكدر يقول: «كابدت نفسي في ذلك أربعين عاما حتي استقامت». و كان من بني المنكدر اخوة ثلاثة فقهاء: محمد و أبوبكر و عمر، أبناء المنكدر. (منه).

[705] صحيح مسلم: ج 1 ص 203، كنز العمال: ج 9 ص 388 ح 26044 و ص 36 ح 26200، الرسائل التسع للمحقق الحلي: ص 71، الكافي: ج 3 ص

72، وسائل الشيعة: ج 1 ص 366، سنن ابن ماجة: ج 1 ص 102، سنن الترمذي: ج 5 ص 196، سنن النسائي: ج 5 ص 5.

[706] لما رواه ابن بابويه عن كليب الصيداوي، عن أبي عبدالله عليه السلام قال: «مكتوب في التوراة أن بيوتي في الأرض المساجد، فطوبي لمن تطهر في بيته ثم زارني، و حق المزور أن يكرم». و لأنه يستحب الصلاة تحية، و هي مفتقرة الي الطهارة، مكروهة في المسجد فاستحب التقديم. (منتهي المطلب للعلامة الحلي: ج 1 ص 77).

[707] راجع منتهي المطلب للعلامة الحلي: ج 1 ص 77.

[708] ذكره الميرزا القمي في غنائم الأيام: ج 1 ص 95 و قال: «و لم نقف علي نص فيه».

[709] في نزهة الناظر: ص 10: «الوضوء اذا قدم من سفر قبل الدخول علي أهله؛ لما رواه الصدوق في المقنع» و انظر غنائم الأيام: ج 1 ص 101.

[710] غنائم الأيام: ج 1 ص 102.

[711] ورد في البحار: ج 1 ص 224 نقلا عن جماعة عن عنوان البصري هذا قال: كنت اختلف الي مالك بن أنس سنين، فلما قدم جعفر الصادق عليه السلام المدينة اختلفت اليه، و أحببت أن آخذ عنه كما أخذت عن مالك، فقال لي يوما: اني رجل مطلوب، و مع ذلك لي أوراد في كل ساعة من آناء الليل و النهار، فلا تشغلني عن وردي، و خذ عن مالك، و اختلف اليه كما كنت تختلف اليه.

[712] أول من تعلم عليه أبويوسف؛ صاحب أبي حنيفة: هو محمد بن عبدالرحمان بن أبي ليلي، و في الخلاف بينه و بين أبي حنيفة وضع أبويوسف كتابه الشهير «اختلاف أبي حنيفة و ابن أبي ليلي» و كثيرا ما رجح فيه آراءه، و من ذلك أخذه برأيه في قضية رفعت علي

الخليفة الهادي أمامه، و بهذا دفع الخليفة لصاحب الحق حقه. راجع: «أبوحنيفة بطل الحرية و التسامح» للمؤلف: ص 100 طبعة المجلس الأعلي للشؤون الاسلامية. (منه).

[713] مستند الشيعة للمحقق النراقي: ج 17 ص 9، الكافي: ج 7 ص 408، التهذيب: ج 6 ص 220، الوسائل: ج 27 ص 19، الأصول الأصلية للفيض الكاشاني: ص 112.

[714] السائل هو نوح بن دراج، للقاضي ابن أبي ليلي.

[715] تهذيب الأحكام: ج 6 ص 292، مناقب آل أبي طالب: ج 3 ص 373، بحارالأنوار: ج 47 ص 29.

[716] الحدائق الناضرة للمحقق البحراني: ج 1 ص 61، حصر الاجتهاد لأقا بزرك الطهراني: ص 38، علل الشرائع: ج 1 ص 86، مستدرك الوسائل: ج 17 ص 261، أمالي الطوسي: ص 645، مناقب آل أبي طالب: ج 3 ص 376، الفصول المهمة في أصول الائمة للحر العاملي: ج 3 ص 235، بحارالأنوار: ج 2 ص 691 و 292 و ج 10 ص 212، حلية الأولياء: ج 3 ص 197.

[717] نفحات الأزهار للسيد علي الميلاني: ج 19 ص 265 نقله عن شرح التجريد لابن المطهر الحلي.

[718] المصدر السابق.

[719] التحفة الاثنا عشرية للآلوسي: ص 8، الخلاف للشيخ الطوسي: ج 1 ص 49، جامع المقاصد للمحقق الكركي: ج 1 ص 21، نظرات في الكتب الخالدة لحامد حفني داود: ص 182، تفسير جوامع الجامع للطبرسي: ج 1 ص 193، مسند زيد بن علي: ص 103، و رويت بلفظ آخر و هو «لولا السنتان لهلك النعمان».

[720] وفيات الأعيان لابن خلكان: ج 1 ص 327، مناقب أهل البيت للمولي حيدر الشيرواني: ص 270.

[721] الحسن بن زياد اللؤلؤي الكوفي؛ أبوعلي، قاض، فقيه، من أصحاب أبي حنيفة، أخذ عنه و سمع منه، و كان عالما بمذهبه

بالرأي، ولي القضاء بالكوفة سنة 194 ه ثم استعفي، نسبته الي بيع اللؤلؤ، و كان أبوه من موالي الأنصار، له من الكتب: «أدب القاضي» و «معاني الايمان» و «النفقات» و غيرها، مات سنة 204 ه. (الأعلام: ج 2 ص 191).

[722] مناقب آل أبي طالب: ج 3 ص 378، بحارالأنوار: ج 47 ص 217، الأنوار البهية: ص 153، العدد القوية: ص 153. و نقل عن أبي حنيفة قوله: «ما رأيت أفقه من جعفر بن محمد» راجع المصادر: مناقب أبي حنيفة للموفق: ج 1 ص 173، جامع أسانيد أبي حنيفة: ج 1 ص 222، تذكرة الحفاظ للذهبي: ج 1 ص 157، تهذيب الكمال: ج 5 ص 79، سير أعلام النبلاء: ج 6 ص 257 - 258، الكامل لابن عدي: ج 2 ص 132، نظرات في الكتب الخالدة لحامد حفني داود: ص 102.

[723] مقاتل الطالبيين: ص 99 و 100، أبوحنيفة لمحمد أبي زهرة: ص 71، مناقب أبي حنيفة للبرازي: ج 1 ص 55، الامام الصادق و المذاهب الأربعة: ج 1 ص 317.

[724] مقاتل الطالبيين: ص 251، مناقب أبي حنيفة للمكي: ج 2 ص 84.

[725] مقاتل الطالبيين: ص 242.

[726] انظر ذيل تاريخ بغداد لابن الدمياطي: ج 2 ص 50.

[727] البحار: ج 47 ص 19، عيون أخبار الرضا: ج 1 ص 285 و فيه الحديث مفصلا، المناقب: ج 3 ص 375، من لا يحضره الفقيه: ج 3 ص 368.

[728] استعصي علي المسلمين حصن من حصون الروم. فتصدي له فارس ملثم فاقتحمه، و تتابع وراءه المسلمون، و اختفي الفارس في الجند، و لما سئل ابن المبارك فيما بعد عن اخفاء نفسه، قال: «لأن من صنعت ذلك لأجله - سبحانه - مطلع عليه». و خرج الي الحج فمر بأمرأة رآها

تخرج غرابا ميتا من حيث ألقي به، فسألها، فقالت: انها و زوجها لا يجدان ما يطعمانه، فقال لوكيله: كم معك من نفقة الحج؟ قال: ألف دينار، قال: عد منها عشرين تكفي للعودة الي مرو - عاصمة خراسان - و أعطها الباقي، فهذا أفضل من حجنا هذا العام، و رجع و لم يحج. و كان الرشيد بالرقة يوما و أقبل عليها ابن المبارك، فانجفل الناس خلفه، ورأته أم ولد الرشيد فقالت: هذا و الله الملك، لا ملك هارون الذي يجمع الناس بشرطة و أعوان. و لما مات ابن المبارك جلس الرشيد فتقبل العزاء فيه. (منه).

[729] خرجناه سابقا.

[730] الأمالي للشيخ الصدوق: ص 710، عيون المعجزات لحسين بن عبدالوهاب: ص 79، بحارالأنوار: ج 47 ص 167 و ص 170، الخرائج و الجرائح: ص 234، مستدرك سفينة البحار: ج 6 ص 232، العدد القوية للحلي: ص 158.

[731] هو زيان بن عمار التميمي المازني البصري؛ أبوعمرو، و يلقب أبوه بالعلاء، من ائمة اللغة و الأدب، و أحد القراء السبعة، ولد بمكة 70 ه. و نشأ بالبصرة، و مات بالكوفة سنة 154 ه. قال أبوعبيدة: كان أعلم الناس بالأدب و العربية و القرآن و الشعر، و كانت عامة أخباره عن أعراب أدركوا الجاهلية. (الأعلام: ج 3 ص 41).

[732] كتاب الخصائص لأبي الفتح عثمان بن جني: ج 1 ص 83.

[733] بحارالأنوار: ج 47 ص 25، مستدرك سفينة البحار: ج 5 ص 484.

[734] بحارالأنوار: ج 47 ص 61، مستدرك سفينة البحار: ج 5 ص 484، نهج السعادة للشيخ المحمودي: ج 8 ص 49، العدد القوية: ص 153، تذكرة الخواص: ص 346.

[735] الفرج بعد الشدة للقاضي التنوخي: ج 1 ص 66 و فيه: «الدهر الطويل» بدل

«زمن طويل» و ذكرها كالمصنف في ج 2 ص 269 ،بحارالأنوار: ج 75 ص 203، نهج السعادة: ج 7 ص 297. و نسبت هذه الأبيات لغيره، فقد نسبها الطوماري لابن أبي الدنيا، راجع: الشكر لله: ص 21، و نسبها ابن أبي الدنيا الي محمود الوراق، راجع حسن الظن بالله: ص 123.

[736] لم أجده للامام الصادق عليه السلام، و لكن ذكرت بهذا المعني أبيات لأحمد بن يحيي، و هي: لا تجزعن من المداد و لطخه ان المداد خلوق ثوب الكاتب و ابهج بذلك انما هو زينة هبة من الله الجليل الواهب و شم المداد لكاتب في ثوبه سمة تلوح له بحسن مناقب راجع: أدب الاملاء و الاستملاء: ص 168.

[737] هو أبوشاكر الديصاني، كان في بادئ أمره زنديقا خبيثا، ديصاني الطريقة، علي مذهب ديصان القائل بالثنوية، ثم اجتمع بالامام عليه السلام و سأله عن معبوده، فهداه الامام عليه السلام الي رب السماوات و الأرض، فأسلم واهتدي، و كان يدعي انتمائه الي الامامية. (الملل و النحل: ج 1 ص 250، الاحتجاج: 333).

[738] الاهليلجة: كتاب منسوب الي مولانا الامام الصادق عليه السلام في التوحيد، أو من املائه، كما في البحار: ج 1 ص 22 و ج 3 ص 55. و فيه أن الامام ابتدأ في الاستدلال علي الهندي باثبات الله بطريق (أهليجة) كانت في يده، و كشف الدلالة حتي أقر بذلك بعد مجاحدات من الهندي واطالة، كما عن ابن طاوس في فرج المهموم: ص 20.

[739] هو عبدالكريم بن أبي العوجاء الزنديق الملحد الوضاع، ربيب حماد بن سلمة، و خال معن بن زائدة، من تلامذة الحسن البصري، كان مانويا يؤمن بالتناسخ، و يقول بالقدر، و يتخذ من شرح سيرة ماني وسيلة للدعوة و تشكيك الناس في عقائدهم. (ميزان الاعتدال:

ج 2 ص 644). له مناظرة مع الامام الصادق عليه السلام بادره الامام بقوله: أنت مصنوع أم لا؟ فقال الزنديق: لا، فقال له الامام: صف لي لو كنت مصنوعا كيف كنت تكون؟ فبقي عبدالكريم مليا لا يحير جوابا. (البحار: ج 3 ص 46).

[740] عبدالكريم بن أبي العوجاء، هو خال معن بن زائدة الشيباني أحد قواد بني مروان، و كبير من كبار الولاة لأبي جعفر، و هو الذي أنقذ أباجعفر من الموت يوم الراوندية، و أبلي و أهله بنو شيبان أعظم البلاء في الدفاع عن بني العباس. ولما قدم ابن أبي العوجاء للقتل للزندقة سنة 161 قال: «لن يقتلوني، لقد وضعت أربعة آلاف حديث، أحللت فيها الحرام و حرمت الحلال!» لكن علماء الجرح و التعديل فطنوا اليها جميعا و استبعدوها. (منه).

[741] رجل من مصر، رغب في مناظرة الامام الصادق، فلقيه في الحج فقال له الامام: ما اسمك، و ما كنيتك؟ فقال: اسمي عبدالملك، و كنيتي: أبوعبدالله. فقال له الامام: فمن الملك الذي أنت له عبد؟ أمن ملوك السماء أم من ملوك الأرض؟ و أخبرني عن ابنك، أم عبد اله السماء أم عبداله الأرض؟ فسكت. ثم ناظره بأمور عديدة خصم فيها الزنديق، و آمن عقب المناظرة علي يدي أبي عبدالله الصادق عليه السلام. ثم أعطاه لهشام بن الحكم ليعلمه، فعلمه، فكان معلم أهل مصر و أهل الشام، و حسنت طهارته حتي رضي بها الصادق عليه السلام. (بحارالأنوار: ج 3 ص 51 بتصرف).

[742] بحارالأنوار: ج 3 ص 42، نور البراهين للسيد نعمة الله الجزائري: ج 1 ص 326، مستدرك سفينة البحار: ج 8 ص 558، الكليني و الكافي للشيخ عبدالرسول الغفاري: ص 321.

[743] الكافي: ج 1 ص 76، التوحيد للشيخ الصدوق: ص 296، بحارالأنوار:

ج 3 ص 46، نور البراهين: ج 3 ص 131، مستدرك سفينة البحار: ج 7 ص 465.

[744] الكافي: ج 1 ص 78، التوحيد: ص 298 نورالبراهين: ج 2 ص 134.

[745] بيان بن سمعان النهدي، من بني تميم، ظهر بالعراق بعد المائة، و قال بألوهية علي، و أن فيه جزءا الهيا متحد بناسوته (ميزان الاعتدال: ج 1 ص 357) و هو صاحب (البيانية) أخذها من طالوت ابن أخت لبيد بن أعصم زوج ابنته الذي سحر رسول الله، و هو أخذها من يهود اليمن. (البداية و النهاية: ج 9 ص 382).

[746] آل عمران: 138.

[747] و دعواه هي: ان الله علي صورة انسان و يهلك كله الا وجهه، و روح الله حلت في علي، ثم في ابنه محمد، ثم في ابنه أبي هاشم، ثم في بيان ابنه. و قد كتب كتابا يدعو فيه الباقر الي نفسه، و أنه نبي! (ميزان الاعتدال: ج 1 ص 357، نور البراهين: ج 2 ص 308) و قد تظافرت الروايات بكونه كذابا، كان يكذب علي أبي جعفر عليه السلام، و في بعضها كان يدس أحاديث في كتب أصحابه، و وردت عدة روايات من أهل البيت في لعنه، و أنه من أهل النار (جامع الرواة لمحمد علي الاردبيلي: ج 2 ص 255).

[748] هو صاحب مقالة العلبائية الذين يقولون بأن عليا هو رب! مسخ علي صورة طير يقال له: علباء، يكون في البحر! كنيته أبواسماعيل، و لقب بالشعيري لأنه يبيع الشعير. كان يقول عنه الصادق عليه السلام: ان بشار الشعيري شيطان بن شيطان، خرج من البحر فأغوي أصحابي». و الروايات في ذمه كثيرة.

[749] مرازم بين حكيم الأزدي المدائني، روي عن الصادق و الكاظم عليهماالسلام، و قتل أيام الرضا عليه السلام، أختص

بالامام، و كان يحبه لا متثاله لأوامره و ولائه له. قال النجاشي و غيره: انه ممن بلي باستدعاء الرشيد له و أخوه، أحضرهما الرشيد مع عبدالحميد بن غواص فقتله و سلما. (الامام الصادق للمظفر: ج 2 ص 166).

[750] القول ليس لمرازم، انما قال أبوعبدالله عليه السلام لمرازم أن يقول للغلاة هذا القول، فالخطاب ليس موجها له، بل هو مكلف بنقل الخطاب. راجع من المصادر: شرح العروة الوثقي للسيد الصدر: ج 3 ص 307، نتائج الأفكار للسيد الكلبايگاني: ج 1 ص 200، وسائل الشيعة: ج 28 ص 352 و ج 18 ص 566، اختيار معرفة الرجال للطوسي: ج 2 ص 587، وضوء النبي للشهرستاني: ج 1 ص 370.

[751] وضوء النبي: ج 1 ص 370، بحارالأنوار: ج 25 ص 304، اختيار معرفة الرجال: ج 2 ص 701، معجم رجال الحديث للسيد الخوئي: ج 4 ص 217.

[752] بحارالأنوار: ج 25 ص 307، اختيار معرفة الرجال: ج 2 ص 702، نتائج الأفكار: ج 1 ص 200، معجم رجال الحديث: ج 4 ص 218.

[753] بحارالأنوار: ج 25 ص 289 و ج 64 ص 202، اختيار معرفة الرجال: ج 3 ص 491، تشديد الأصول للقمي: ج 2 ص 76، نتائج الأفكار: ح 1 ص 200، وضوء النبي: ج 1 ص 368.

[754] بحارالأنوار: ج 25 ص 296، اختيار معرفة الرجال: ج 2 ص 590.

[755] نقلها الأعلام بتفاوت في بعض الألفاظ: مستدرك الوسائل للميرزا النوري: ج 9 ص 90، بحارالأنوار: ج 2 ص 217 و ج 25 ص 263 و ج 25 ص 287، و ج 108 ص 355، اختيار معرفة الرجال: ج 1 ص 324 و ج 2 ص 593، جامع الرواة لمحمد

علي الأردبيلي: ج 2 ص 221، طرائف المقال للسيد علي البروجردي: ج 2 ص 590، معجم رجال الحديث للسيد الخوئي: ج 4 ص 205 و ج 11 ص 206 و ج 15 ص 263.

[756] خيثمة هو الجعفي، من أصحاب الامام الصادق عليه السلام، أوصاه الامام بنقل وصية عنه الي شيعته.

[757] نقلها الأعلام بتفاوت طولا وقصرا، راجع: السرائر لابن ادريس الحلي: ج 3 ص 649، و ارشاد الأذهان للعلامة الحلي: ج 1 ص 14، و رسائل الشهيد الثاني: ص 333، و قرب الاسناد للحميري القمي: ص 33، و الكافي: ج 2 ص 176، و وسائل الشيعة: ج 1 ص 93 و ج 12 ص 8 و ج 8 ص 400، و مستدرك الوسائل للميرزا النوري: ج 1 ص 125 و ج 11 ص 322، و الحكايات للشيخ المفيد: ص 92، والأمالي للشيخ الطوسي: ص 370، و مشكاة الأنوار لعلي الطبرسي: ص 96، و بحارالأنوار: ج 2 ص 28 و ج 2 ص 29.

[758] البداية و النهاية لابن كثير: ج 9 ص 125، كتاب السنة لعمرو بن أبي عاصم: ص 468، سير أعلام النبلاء: ج 4 ص 396.

[759] التوحيد للمفضل بن عمر الجعفي: ص 44، الفصول المهمة في تأليف الائمة للحر العاملي: ج 1 ص 690، بحارالأنوار: ج 3 ص 85 و ج 58 ص 183، مجمع البحرين للطريحي: ج ص 566.

[760] التوحيد للشيخ الصدوق: ص 294، بحارالأنوار: ج 3 ص 51، نورالبراهين: ج 2 ص 125.

[761] هو أبوشاكر الديصاني الزنديق.

[762] الديصانية: هم أصحاب ديصان، أثبتوا أصلين: نورا و ظلمة، فالنور يفعل الخير قصدا و اختيارا، و الظلام يفعل الشر طبعا و اضطرارا، فما كان من خير و نفع

و طيب و حسن فمن النور، و ما كان من شر و ضرر ونتن و قبح فمن الظلام (الملل و النحل للشهرستاني ج 1 ص 244 - 250 بتصرف).

[763] الكافي: ج 1 ص 79، التوحيد للشيخ الصدوق: ص 123، شرح أصول الكافي للمولي محمد صالح المازندراني: ج 3 ص 35 و ص 40، الاحتجاج للشيخ الطبرسي: ج 2 ص 71، بحارالأنوار: ج 3 ص 31 و 32 و ج 4 ص 141، نور البراهين: ج 1 ص 322، مستدرك سفينة البحار: ج 3 ص 339، درر الأخبار: ص 68.

[764] أخرجها كاملة في الاحتجاج للطبرسي: ج 2 ص 119، و بحارالأنوار: ج 31 ص 352، ج 47، ص 214 و ج 97 ص 19، و الكافي للكليني: ج 5 ص 24 و تهذيب الأحكام للشيخ الطوسي: ج 6 ص 149.

[765] الاصابة لابن حجر: ج 2 ص 509 في ترجمة الامام علي عليه السلام، الاستيعاب لابن عبد البر: ج 2 ص 463، تهذيب التهذيب: ج 7 ص 337، وسائل الشيعة: ج 1 ص 62، كتاب سليم بن قيس تحقيق محمد باقر الانصاري: ص 331، الأمالي للطوسي: 523، الاحتجاج للطبرسي: ج 1 ص 388، بحارالأنوار: ج 10 ص 125 و ج 40 ص 186 و ص 190، الصواعق المحرقة: ص 76، فتح الباري لابن حجر: ج 11 ص 249، ذخائر العقبي: ص 83، كنز العمال: ج 1 ص 228، تفسير القرطبي: ج 1 ص 35، الطبقات الكبري لابن سعد: ج 2 ص 338، تاريخ مدينة دمشق: ج 27 ص 100 و ج 42 ص 398، أنساب الأشراف للبلاذري: ص 99، المناقب للخوارزمي: ص 94، نهج الايمان لابن جبر: ص

267، بشارة المصطفي لمحمد بن علي الطبري: ص 337.

[766] الهذرمة: السرعة في القراءة، (صحاج الجوهري: ج 5 ص 2057).

[767] الكافي للكليني: ج 2 ص 617، شرح أصول الكافي للمازندراني: ج 11 ص 53، وسائل الشيعة: ج 6 ص 216، و ج 4 ص 863، تفسير الصافي للفيض الكاشاني ج 1 ص 70، تفسير نور الثقلين للحويزي ج 5 ص 447، تفسير الميزان ج 20 ص 71.

[768] الكافي: ج 3 ص 376، التهذيب للطوسي: ج 3 ص 31، الوسائل: ج 5 ص 419، مستند الشيعة للمحقق النراقي: ج 8 ص 48.

[769] في القرآن مجاز كثير، مثل عرض الأمانة علي السماوات و الأرض، يفسرها بعض العلماء أنها الطاعة، و مثل (يد الله فوق أيديهم) يفسرها البعض بأنها القدرة، و هؤلاء المخرجون يبدأون من أن (الله ليس كمثله شي ء) و الآخذون بالتأويل يبدأون من ذلك المبدأ، ثم يؤولون الآيات المتشابهة علي أساس الآيات المحكمة؛ كقوله تعالي (الي ربها ناظرة) يفسرونها علي أساس قوله: (لا تدركه الأبصار) فيكون المقصود الرضي عنها. و للمؤولين تفاسير كثيرة، ألقي كثير منها في غياهب الاهمال، و بخاصة تفاسير المعتزلة، بقي منها الكشاف للزمخشري الفقيه الحنفي، و للبلاغة العربية فيه أعظم مكان. (منه).

[770] المائدة: 32.

[771] الكافي: ج 2 ص 210، المحاسن لأحمد بن محمد بن خالد البرقي: ج 1 ص 232، شرح أصول الكافي للمازندراني: ج 9 ص 105، وسائل الشيعة: ج 16 ص 187 و ج 11 ص 447، الأمالي للشيخ الطوسي: ص 226، بحارالأنوار: ج 2 ص 16 و ج 2 ص 20 و ج 71 ص 401، مستدرك سفينة البحار: ج 2 ص 483 و ج 6 ص 474، تفسير الصافي

للفيض الكاشاني: ج 2 ص 31، التفسير الأصفي للكاشاني: ج 1 ص 272، تفسير نور الثقلين للحويزي: ج 1 ص 619.

[772] النساء: 3.

[773] النساء: 129.

[774] تفسير القمي: ج 1 ص 155 طبعة النجف، تفسير العياشي: ج 1 ص 279 - 285، وسائل الشيعة: ج 21 ص 345 و ج 15 ص 87، مناقب آل أبي طالب: ج 3 ص 374، بحارالأنوار: ج 10 ص 202 و ج 101 ص 51، تفسير مجمع البيان للطبرسي: ج 3 ص 207.

[775] البقرة: 3.

[776] بحارالأنوار: ج 64 ص 18 و ج 89 ص 375، تفسير العياشي: ج 1 ص 26 و معاني الأخبار ص 23، مستدرك سفينة البحار: ج 4 ص 130، تفسير نور الثقلين: ج 1 ص 26، و يبثون بمعني: ينشرون.

[777] يروي الشاطبي في كتابه «الاعتصام» ما يوضح حاجة العصور كافة لهدي القرآن: رووا للأوزاعي (157) قول أحد الصحابة بعد موت رسول الله صلي الله عليه و سلم بزمان: «لو خرج رسول الله صلي الله عليه و سلم ما عرف شيئا مما كان عليه هو و أصحابه الا الصلاة» فقال الأوزاعي: فكيف لو كان اليوم؟! كان ذلك في منتصف القرن الثاني للهجرة، و فيه تابعوا التابعين، فكيف الأمر فيما تلاه من قرون و قرون؟! (منه).

[778] هو أبوعبدالله المفضل بن عمر الجعفي الكوفي، روي عن الصادق و الكاظم عليهماالسلام، و جمع من فواضل الخصال ما قل أن يجمعه سواه من فقهاء الرواة و أعيان الثقات، و كفي من رفيع مقامه أن يقول فيه أبوعبدالله عليه السلام: «نعم العبد والله الذي لا اله الا هو المفضل بن عمر الجعفي» حتي أحصي عليه بضعا و ثلاثين مرة يقولها و يكررها. و قال

فيه الكاظم عليه السلام: «ان المفضل كان أنسي و مستراحي». له كتب رواها عنه جملة من الثقات، منها: كتاب «التوحيد» و «الاهليلجة». الامام الصادق للمظفر: ج 2 ص 169).

[779] الزخرف: 28.

[780] مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب: ج 3 ص 206، تفسير نور الثقلين للشيخ الحويزي: ج 4 ص 597، اللمعة البيضاء للتبريزي الانصاري: ص 370، الخصال للشيخ الصدوق: ص 305، كمال الدين و تمام النعمة للشيخ الصدوق: ص 359، معاني الاخبار للشيخ الصدوق: ص 126، بحارالأنوار: ج 12 ص 66 و ج 24 ص 177، تفسير مجمع البيان للطبرسي: ج 1 ص 375، تفسير كنزالدقائق للميرزا محمد المشهدي: ج 1 ص 332، مجمع النورين للشيخ أبي الحسن المرندي: ص 275.

[781] بحارالأنوار: ج 26 ص 74 و ج 12 ص 197 و ج 13 ص 304، بصائر الدرجات: ص 107، الكافي: ج 1 ص 269، شرح أصول الكافي: ج 6 ص 63، تفسير العياشي لمحمد بن مسعود العياشي: ج 2 ص 330 و ج 2 ص 340، تفسير نور الثقلين: ج 3 ص 273 و ج 3 ص 276 و ص 294، تفسير الميزان: ج 13 ص 352.

[782] يحدد الصادق الامامة بتشبيه قرآني يفسر وجوبها، اذ يسأل عن حديث الرسول : «من مات و ليس له امام فميتته ميتة جاهلية» هل هي ميتة كفر؟ فيجب «ميتة ضلال».و كذلك يحدد جده زين العابدين معني العصمة بحد قرآني، اذ يسأل عن معني المعصوم فيقول: «هو من اعتصم بحبل الله المتين أي القرآن، فلا يفترق الامام عن القرآن الي يوم القيامة، فالامام يهدي الناس الي القرآن، والقرآن يهدي الناس الي الامام، بقوله تعالي (ان هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم)...».

و يلاحظ أن الذي فتق الكلام في الامامة و فصل و أصل فيها هم تلاميذ الامام، و ربما بدأ الكلام فيها في عهده كما يقول المستشرق «رونالدسن»، أما التعريفات الوافية فتنسب الي الامام الرضا (202) حفيد الامام الصادق، يقول الامام الرضا: «الامامة منزلة الأنبياء و وراثة الأوصياء، الامامة خلافة الله و خلافة الرسول، و الامامة زمام الدين و نظام المسلمين، و صلاح الدنيا و عز المؤمنين» والماوردي من فقهاء أهل السنة يحدد غرضها فيقول: «الامامة موضوعة لخلافة النبوة في حراسة الدين و سياسة الدنيا». (منه).

[783] الرعد: 39.

[784] مستدرك سفينة البحار: ج 1 ص 290، كشف الغمة للأربلي: ج 3 ص 215، بحارالأنوار: ج 4 ص 90 و ص 118، تفسير العياشي: ج 2 ص 215، البرهان: ج 2 ص 299، الصافي: ج 1 ص 878، تفسير نور الثقلين: ج 2 ص 512.

[785] الكافي: ج 1 ص 148، شرح أصول الكافي للمازندراني: ج 4 ص 247، الفصول المهمة في أصول الائمة: ج 1 ص 253، بحارالأنوار: ج 4 ص 133، تفسير كنز الدقائق للمشهدي: ج 1 ص 359.

[786] الوافي: ج 1 ص 507 ، 508، الكافي: ج 1 ص 146، شرح أصول الكافي: ج 4 ص 236، بحارالأنوار: ج 4 ص 133، تفسير القمي لعلي بن ابراهيم: ج 1 ص 38، تفسير نور الثقلين للحويزي: ج 2 ص 516، و هناك حديث و لكن بصيغة «ما عبدالله بشي ء مثل البداء» رواه الأعلام قدس الله أسرارهم.

[787] النساء: 48.

[788] يوسف: 87.

[789] مريم: 32.

[790] النساء: 93.

[791] النور: 23.

[792] النساء: 10.

[793] البقرة: 275.

[794] الانفال: 16.

[795] البقرة: 102.

[796] الاسراء: 32.

[797] آل عمران: 77.

[798] آل عمران: 161.

[799] التوبة: 34.

[800] البقرة: 283.

[801] الفرقان:

72.

[802] البقرة: 27.

[803] ابراهيم: 7.

[804] المطففين: 1.

[805] لقوله صلي الله عليه و اله و سلم: «من ترك الصلاة متعمدا من غير علة فقد بري ء من ذمة الله و ذمة رسوله».

[806] لقوله تعالي: (الذين يجتنبون كبائر الاثم) النجم: 32.

[807] لقوله تعالي: (أفأمنوا مكر الله) الأعراف: 99.

[808] لقوله صلي الله عليه و اله و سلم: «شارب الخمر كعابد الوثن» راجع هامش 6.

[809] لقوله عليه السلام: «من تبسم في وجه مبتدع فقد أعان علي هدم دينه» راجع هامش 6.

[810] روي النص كاملا في الكافي: ج 2 ص 286، من لا يحضره الفقيه: ج 3 ص 563، عيون أخبار الرضا للشيخ الصدوق: ج 2 ص 258، مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب: ج 3 ص 375، بحارالأنوار: ج 47 ص 216، تفسير مجمع البيان للشيخ الطبرسي: ج 3 ص 71.

[811] حمزة بن حبيب القاري ء، أبوعمارة الكوفي التيمي، مولاهم، صدوق، زاهد، كان من علماء زمانه بالقراءات، و كان من خيار عباد الله فضلا و عبادة، و ورعا و نسكا، و كان يجلب الزيت من الكوفة، و لذا يقال له: الزيات. (تحفة الأحوذي: ج 9 ص 231). أخذ القراءة عرضا عن الأعمش و حمران بن أعين، كان عالما بالقراءات، بصيرا بالفرائض، اليه صارت الامامة في القراءة بعد عاصم، توفي سنة 156 ه. و جاء في كتبنا الرجالية أنه من أصحاب الصادق عليه السلام و أخذ عنه.

[812] عبدالملك بن أعين الشيباني؛ أبوضريس، و أخوزرارة و حمران، من أصحاب الباقر و الصادق:، كان مستقيما، و مات في زمن أبي عبدالله عليه السلام، قيل: لما قدم الصادق مكة سأل عنه، فقيل له: مات، فقال: مات؟ قيل: نعم، قال: فانطلقوا بنا الي قبره حتي نصلي عليه، قيل: نعم، فقال:

لا، و لكن نصلي عليه هنيئة هاهنا، و رفع يده و دعا له، واجتهد في الدعاء، و ترحم عليه. (معجم رجال الحديث للسيد الخوئي: ج 12 ص 17). كما أنه و ثقة جماعة؛ كالذهبي و غيره.

[813] الكافي: ج 1 ص 100، شرح أصول الكافي للمازندراني: ج 3 ص 197 - 199، التوحيد للشيخ الصدوق: ص 102 و ص 226، بحارالأنوار: ج 3 ص 261 و ج 5 ص 30، نور البراهين للسيد نعمة الله الجزائري: ج 1 ص 260.

[814] أمالي السيد المرتضي: ج 1 ص 103.

[815] بحارالأنوار: ج 3 ص 327، نورالبراهين: ج 1 ص 436.

[816] ذكرها الأعلام هكذا: «استوي من كل شي ء، فليس شي ء أقرب اليه من شي ء» راجع: الهداية للشيخ الصدوق: ص 16، الكافي: ج 1 ص 127 ج 6 و ص 128 ح 7 ، 8، التوحيد للشيخ الصدوق: ص 315، معاني الاخبار: ص 29، روضة الواعظين للفتال النيسابوري: ص 37، الاعتقادات للشيخ المفيد: ص 45، الاحتجاج للشيخ الطبرسي: ج 2 ص 214.

[817] البقرة: 255.

[818] معاني الأخبار ص 29، بحارالأنوار: ج 55 ص 29، مستدرك سفينة البحار: ج 5 ص 308 و ج 7 ص 159 و ج 9 ص 96، تفسير الصافي للفيض الكاشاني: ج 1 ص 283، تفسير الأصفي له أيضا: ج 1 ص 121.

[819] هود: 7.

[820] الكافي: ج 1 ص 133، التوحيد للشيخ الصدوق: ص 319، مختصر بصائر الدرجات للحسن بن سليمان الحلي: ص 159، شرح أصول الكافي: ج 4 ص 112، بحارالأنوار: ج 3 ص 334 و ج 26 ص 277 و ج 54 ص 95، نور البراهين للسيد الجزائري: ج 2 ص 179، مستدرك سفينة البحار: ج

7 ص 157، تفسير الصافي: ج 2 ص 432، تفسير نور الثقلين للحويزي: ج 2 ص 338، تفسيرالميزان للسيد الطباطبائي: ج 8 ص 168.

[821] يونس بن ظبيان الكوفي الأزدي، ضعيف الحديث، سيئ المعتقد، و كل كتبه تخليط، و هناك أقوال أخري في توثيقه و مدحه. (أصحاب الصادق للشبستري).

[822] الكافي: ج 1 ص 106، التوحيد للشيخ الصدوق: ص 99، شرح أصول الكافي للمازندراني: ج 3 ص 232، بحارالأنوار: ج 3 ص 302 و ج 10 ص 453، نور البراهين للسيد الجزائري: ج 1 ص 255.

[823] هذا البيت منسوب الي مولانا سيد الوصيين، و هو في الديوان المرتضوي: ص 145 مذكور، و قد ذكره جمع من عظماء الفريقين كالشيخ البهائي في شرح الأربعين، و المحقق الجامي في شرح الفصوص.

[824] فيض القدير شرح الجامع الصغير للمناوي: ج 5 ص 466، التفسير الصافي للفيض الكاشاني: ج 1 ص 92، شرح الأسماء الحسني للملاهادي السبزواري: ج 1 ص 12، تفسير القرآن للسيد مصطفي الخميني: ج 1 ص 360.

[825] الكافي: ج 4 ص 243، علل الشرائع للشيخ الصدوق: ج 2 ص 410، تهذيب الأحكام للشيخ الطوسي: ج 9 ص 213، وسائل الشيعة للحر العاملي: ج 13 ص 252 و ج 9 ص 355، بحارالأنوار: ج 96 ص 67.

[826] الهداية للشيخ الصدوق: ص 18، الكافي: ج 1 ص 155، فقه الرضا: ص 348، رسائل المرتضي: ج 1 ص 135 و 138، نتائج الأفكار: ج 1 ص 225، مقالات الأصول: ج 1 ص 212 - 213، عيون أخبار الرضا للشيخ الصدوق: ج 2 ص 114، التوحيد للصدوق: ص 206، تحف العقول لابن شعبة الحراني: ص 460، روضة الواعظين للفتال النيسابوري: ص 38، كشف

الغمة للأربلي: ج 3 ص 102، خاتمة المستدرك للميرزا النوري: ج 1 ص 277، الاعتقادات للشيخ المفيد: ص 29، نظرات في الكتب الخالدة: ص 38، الاحتجاج للشيخ الطبرسي: ج 2 ص 198، الفصول المهمة في أصول الائمة للحر العاملي: ج 1 ص 239.

[827] الجبر: أن الانسان مجبر علي أعماله، و التفويض: أن الانسان مخير فيها. و هما نظريتان لمفكرين كانوا أحياء في بدايات حياة الامام، قال بالجبر الجعد بن درهم متأثرا بقول بيان بن سمعان، و قال بالتفويض غيلان الدمشقي و معبد الجهني، و قد قتل الأربعة. الأولان قتلهما خالد بن عبدالله القسري والي بني أمية، و الأخيران: قتل الأول منهما هشام بن عبدالملك، أما معبد فقتله الحجاج لخروجه عليه في فتنة ابن الأشعث. و تابع جهم بن صفوان الجعد، و قد قتله سالم بن أحوز المازني بمرو في أواخر أيام بني أمية. و في حياة الامام الصادق ازدهرت نظرية الارجاء الي الله، حتي يكون يوم الحساب، فيحاسب الناس علي عملهم مع وجوب قيامهم بالعمل الصالح. قال بها سعيد بن جبير، و حماد بن أبي سليمان شيخ أبي حنيفة، و مقاتل بن سليمان و هو من السابقين الأولين في التفسير، و هؤلاء مرجئة السنة، أما مرجئة البدعة فيرجئون الحساب و لا يوجبون العمل الصالح. و الأولون يقولون: ان الله يعاقب مرتكب الكبيرة، لكنه قد يغفرها و لا يكفره الناس في الحياة الدنيا لذلك الأمل. (منه).

[828] المحاسن لأحمد بن محمد بن خالد البرقي: ج 1 ص 279، الكافي: ج 1 ص 152، شرح أصول الكافي: ج 4 ص 275، بحارالأنوار: ج 5 ص 216، نور البراهين: ج 2 ص 280، مستدرك سفينة البحار: ج 1 ص 355، التوحيد للشيخ الصدوق:

ص 354، اللمعة البيضاء للتبريزي: ص 469، مجمع البحرين للطريحي: ج 3 ص 450.

[829] الكافي: ج 1 ص 159، شرح أصول الكافي: ج 5 ص 30، الفصول المهمة في أصول الائمة: ج 1 ص 232، بحارالأنوار: ج 5 ص 53 و ج 5 ص 83، نور البراهين للسيد نعمة الله الجزائري: ج 2 ص 306، تفسير نور الثقلين للحويزي: ج 5 ص 345.

[830] الكافي: ج 1 ص 160، التوحيد للشيخ الصدوق: ص 362، شرح أصول الكافي: ج 5 ص 32، الاعتقادات للشيخ المفيد: ص 29، تصحيح اعتقادات الامامية للمفيد: ص 46، الفصول المهمة في أصول الائمة: ج 1 ص 240، بحارالأنوار: ج 5 ص 17، نور البراهين: ج 2 ص 304، تفسير علي بن ابراهيم القمي: ج 1 ص 227، مجمع البحرين للطريحي: ج 1 ص 339، اللمعة البيضاء للتبريزي: ص 488.

[831] بيانه: انك حيث نهيته فلم ينته فتركته علي عمله، لست أنت الذي أمرته بالمعصية، كذلك الله تعالي، حيث نهي العبد عن المعصية فلم ينته، فتركه، و خلي بينه و بين عمله، ليس هو الذي أدخله فيها و أجبره عليها، فالله خلاه فلا جبر، و قادر علي منعه ان شاء فلا تفويض.

[832] الكافي: ج 1 ص 158، التوحيد للشيخ الصدوق: ص 358، مختصر بصائر الدرجات الحسن بن سليمان الحلي: ص 132، شرح أصول الكافي: ج 5 ص 23، مستدرك الوسائل للميرزا النوري: ج 9 ص 92، الفصول المهمة في أصول الأئمة: ج 1 ص 232، بحارالأنوار: ج 108 ص 62، نور البراهين: ج 2 ص 293، تفسير العياشي: ج 2 ص 11، تفسير البرهان: ج 2 ص 8، تفسير نور الثقلين: ج 2 ص

17، تفسير الميزان للطباطبائي: ج 1 ص 103 و ج 8 ص 89.

[833] بيانه: من زعم أن الله يأمر بالفحشاء - و هو القائل بالجبر - يقول بالارادة الحتمية في المعاصي، فقد كذب علي الله و نسبه الي الكذب في قوله تعالي: (ان الله لا يأمر بالفحشاء). و من زعم أن الخير و الشر من الأفعال بغير مشيئة الله - و هم المفوضة - يقولون: ان الافعال مخلوقة بمشيئة الانسان دون الله، فقد أخرج الله من سلطانه، و قد قال تعالي: (و له الملك). و من زعم أن المعاصي بغير قوة الله، بل بقوة الانسان، فقد كذب علي الله حيث يقول: (ماشاء الله لا قوة الا بالله). و بهذا فقد أبطل مزاعم الفريقين: المجبرة و المفوضة، لأن من زعم أن الله يأمر بالسوء و الفحشاء يدعي بأن أرادة الله هي التي تسير الانسان بنحو لا يملك من أمره شيئا، و من زعم أن الخير و الشر بغير مشيئة الله فقد عزل الله عن سلطانه، فلابد من الواسطة بين القولين. وذلك بأن نقول: مع أن الله قضي و قدر، فقد أعطي الانسان القدرة علي أفعاله، و القوة، فهو يفعل بالقدرة التي و هبها الله له علي الفعل و الترك، فاذا فعل أو ترك يصح نسبه الفعل أو الترك اليه من حيث تساوي قدرته بالنسبة اليها.

[834] اثنتا عشرة رسالة للمحقق الداماد: ج 8 ص 118، ينقلها عن الملل و النحل للشهرستاني.

[835] الكامل لعبد الله بن عدي: ج 3 ص 132، تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر: ج 35 ص 332، تهذيب الكمال للمزي: ج 5 ص 80، سير أعلام النبلاء للذهبي: ج 6 ص 258، تهذيب التهذيب: ج

2 ص 88.

[836] تهذيب الكمال، ج 5 ص 80 و ج 36 ص 140، سير أعلام النبلاء: ج 6 ص 258، تهذيب التهذيب: ج 9 ص 312.

[837] معرفة علوم الحديث للحاكم النيسابوري: ص 51، تاريخ مدينة دمشق: ج 54 ص 285، تهذيب الكمال: ج 5 ص 80، سير أعلام النبلاء: ج 6 ص 258.

[838] و هو الملقب بالأشرف، و ذلك بالنسبة الي عمر الأطرف ابن أميرالمؤمنين عليه السلام، فان هذا لما نال فضيلة النسب الي الزهراء البتول عليهاالسلام و أميرالمؤمنين عليه السلام كان أشرف من الثاني الذي سمي بالأطرف؛ لأن فضيلته من طرف واحد، و هو طرف أبيه أميرالمؤمنين عليه السلام. و عمر الأشرف هو جد علم الهدي السيد المرتضي، و قد بينه الشريف المرتضي بقوله: أما عمر بن علي الأشرف فهو فخم السيادة جليل القدر و المنزلة، و كان عالما في دولة بني أمية و بني العباس. و قد سئل الباقر عليه السلام: أي اخوانك أحب اليك؟ فلما وصل الي عمر قال: «فأما عمر فهو عيني التي بها أري». (منتهي الآمال للقمي: ج 2 ص 69).

[839] يلاحظ أن مدرسة المحدثين ضائقة الصدر بالقياس، و مدرسة المدينة - وعلي رأسها مالك - تقدح في أهل العراق؛ لكثرة ابداء الآراء باستعمال القياس. و لئن كان لنا أن نلاحظ تأثر أبي حنيفة الكامل بمنهج الامام الصادق في الاعتبار بالآيات الدالة علي الحقائق (أبوحنيفة بطل الحرية و التسامح في الاسلام للمؤلف صفحة 178 طبعة المجلس الأعلي للشؤون الاسلامية) أو تأثر مالك بمنهج الامام الصادق في عدم المجازفة بالرسي (مالك بن أنس للمؤلف صفحة 76 و ما بعدها طبعة دار المعارف) اننا نقطع كذلك بأثره في النهي عن القياس، فلقد نفع النهي القياسين أنفسهم، فضبطوا

القياس و تحروا كل الدقة فيه؛ ليتفادوا المجازفة، ثم جاء الشافعي فأصله و قعده، و هو القائل: «و الاجتهاد القياس». يقول الفخر الرازي: «العجيب أن أباحنيفة كان تعويله علي القياس، و خصومه يذمونه بسبب كثرة القياسات، و لم ينقل عنه و لا عن أحد من أصحابه أنه صنف في اثبات القياس ورقة! و لا أنه ذكر في تقريره شبهة، فضلا عن حجة، و لا أنه أجاب عن دلائل خصومه في انكار القياس، بل أول من قال في هذه المسألة وأورد فيها الدلائل هو الشافعي». فأبو حنيفة استعمل القياس، و الشافعي استعمله و أصله و قعد القواعد للعاملين به. و قد أفاد الشيعة كثرة ما آل اليهم من السنة و نصوص الحديث، فلم يلجأوا للقياس، كما كانت قواعدهم الأخري كافية لبلوغ غرضهم، و من أسباب الاقبال علي القياس في العراق قلة ما سلموه من نصوص السنة. و انما اتسع فقه أحمد بن حنبل بكثرة السنن التي جمعها و اعتمد أصحابه عليها، مع تعويله علي أصل الصحابة، فزاد مصادر الفقه أصلا بتمامه. و القياس الذي يلجأ اليه المجتهدون من أهل السنة، هو الحاق أمر لم يرد في حكمه نص أو اجماع، بأمر ورد في حكمه نص أو اجماع؛ لاشتراكهما في المعني الذي شرع هذا الحكم من أجله، فثمة أركان أربعة: الأصل و هو النص، والفرع و هو الأمر الذي لم يرد في حكمه نص، والمعني الذي من أجله شرع الحكم، و المطلوب و هو الحكم. و هم يضعون للقياس شروطا: 1- أن يكون حكم الأصل ثابتا بنص في الكتاب أو السنة أو الاجماع. 2- أن يكون لحكم الأصل علة يدركها العقل: فمن الأحكام ما هو تنفيدي لا

يجوز القياس فيه؛ كتحديد عدد الركعات، و مقدار الأنصباء في الأموال التي تجب فيها الزكاة، و تحديد عدد الطواف حول الكعبة. فهذه مقدرات لا يقاس عليها؛ لأن العقل لا يدرك علية مقاديرها. و جميع الأحكام الا قليلا منها، كالتي سبق، يمكن للعقل ادراك المعاني التي شرعت الأحكام لأجلها. 3- أن يتساوي الفرع و الأصل في المعني الذي شرع حكم الأصل من أجله، و الا كان القياس فيه مع الفارق. و أن يكون المعني ظاهرا؛ لأنه معرف للحكم الخفي، و الخفي لا يعرف الخفي. 4- أن لا يكون في الفرع نص أو اجماع يدل علي حكم يخالف القياس. 5- أن لا يكون حكم الأصل خصوصية من الخصوصيات؛ كاختصاص الرسول بزواج من زدن علي الأربع، و اختصاص خزيمة بأن تعدل شهادته رجلين. و أن لا تكون العلة قاصرة علي الأصل، لا يمكن تعدية حكمها الي الفرع. و بالقياس أمكن أهل السنة البناء علي النصوص، و استعمال العلل في تحقيق مقاصد الشارع. (منه).

[840] ذكره المجلسي و القاضي نعمان مفصلا، و ذكر الباقون موضع الحاجة منه: بحارالانوار للعلامة المجلسي ج 10 ص 220، شرح الاخبار للقاضي النعمان المغربي: ج 3 ص 300 المجدي في أنساب الطالبيين لعلي ابن محمد العلوي ص 94، الحدائق الناضرة للمحقق البحراني: ج 1 ص 61، دعائم الاسلام للقاضي النعمان: ج 1 ص 91، وسائل الشيعة للحر العاملي: ج 27 ص 46، ص 48، مستدرك الوسائل ج 17 ص 253، مسند أبي حنيفة لابي نعيم الاصبهاني ص 66.

[841] وفيات الأعيان لابن خلكان: ج 1 ص 327، مناقب أهل البيت للمولي حيدر الشيرواني: ص 270.

[842] ذكر صاحب تاريخ بغداد: ج 1 ص 123: أن الشافعي قال: «اني

لأتبرك بأبي حنيفة، و أجي ء قبره كل يوم، فاذا عرضت لي حاجة صليت ركعتين و جئت الي قبره، و سألت الله تعالي الحاجة عنده، فما تبعد أن تقضي».

[843] التوبة: 74.

[844] وقرأ معها الآية: 59 من سورة التوبة: (و لو أنهم رضوا ما آتاهم الله و رسوله و قالوا حسبنا الله سيؤتينا الله من فضله و رسوله) راجع: وسائل الشيعة: ج 24 ص 351 و ج 16 ص 482، الغيبة للنعماني: ص 151، كنز الفوائد لأبي الفتح الكراچكي: ص 196، ج 10 ص 216 و ج 47 ص 240 و ج 63 ص 384، مستدرك سفينة البحار: ج 6 ص 529، درر الأخبار لحجازي خسرو شاهي: ص 354.

[845] تفسير الثوري لسفيان الثوري: ص 17، الجرح و التعديل للرازي: ج 10 ص 97، ص 100، تاريخ بغداد للخطيب البغدادي: ج 9 ص 162، و بتغيير بسيط في سير أعلام النبلاء للذهبي: ج 7 ص 275.

[846] يسمي أباالزناد أميرالمؤمنين في الحديث. لا حظ الغارات لابراهيم بن محمد الثقفي: ج 2 ص 905. و هذا اللقب ليس من مختصات سفيان الثوري، بل شاركه فيه العشرات من ائمة الحديث؛ كابن راهويه، و محمد بن اسحاق، و مالك بن أنس، و شعبة بن الحجاج، و هشام الدستوائي، و غندر محمد بن جعفر البصري المدني... و غيرهم.

[847] محمد بن اسحاق بن يسار بن خيار، مولي قيس بن مخرمة بن المطلب بن عبد مناف، المولود عام 85 و المتوفي عام 151 ه. يقال له: أميرالمؤمنين في الحديث، في السير و الغازي، قيل: ينبغي أن يكون له ألف حديث ينفرد بها و لا يشاركه فيها أحد، و له فيها كتب. أنظر تاريخ بغداد: ج

1 ص 214 رقم 51.

[848] شريك بن عبدالله بن الحارث النخعي الكوفي؛ أبوعبدالله، عالم بالحديث، فقيه، اشتهر بقوة ذكائه و سرعة بديهته، استقضاه المنصور العباسي علي الكوفة سنة 153 ه، ثم عزله، و أعاده المهدي، فعزله موسي الهادي. و كان عادلا في قضائه، مولده في بخاري سنة 95 ه، و وفاته بالكوفة سنة 177 ه. (الأعلام: ج 3 ص 163).

[849] هو اسحاق بن حازم، و كان يقال: ابن أبي حازم البزاز، مدني، قال الألباني: هو ثقة اتفاقا. لاحظ ارواء الغليل للألباني: ج 4 ص 27، و تذكرة الحفاظ: ج 1 ص 190.

[850] مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب: ج 3 ص 373، بحارالأنوار: ج 47 ص 29 و ج 75 ص 201، فيض الغدير شرح الجامع الصغير للمناوي: ج 6 ص 117 ح 8540، تاريخ بغداد: ج 3 ص 397، كشف الغمة للاربلي: ج 2 ص 369.

[851] بحارالأنوار: ج 75 ص 201، فيض القدير شرح الجامع الصغير: ج 6 ص 117 ح 8540، تاريخ بغداد: ج 3 ص 397، كشف الغمة: ج 2 ص 369.

[852] ذكر الرواية كاملة في: الخصال للشيخ الصدوق: ص 169، و الأنساب للسمعاني: ج 3 ص 507 و 508. و ذكرها باقي الأعلام ناقصة، أخذوا منها موضع الحاجة، راجع: بحارالأنوار: ج 69 ص 261 و ج 70 ص 297 و ج 75 ص 261، ذكر أخبار اصبهان للحافظ الاصبهاني: ج 2 ص 262.

[853] حديث الامام انما يشير الي القضاء الذي في قبال القدر، لا القضاء بمعني حكم القاضي، و هذا ما تؤكده الروايات: عن زرارة أنه قال: قلت للصادق عليه السلام: جعلت فداك، ما تقول في القضاء و القدر؟ قال عليه السلام: «أقول: ان

الله تبارك و تعالي اذا جمع العباد يوم القيامة سألهم عما عهد اليهم، و لم يسألهم عما قضي عليهم». راجع ذلك في: الهداية للشيخ الصدوق: ص 19، الاعتقادات للشيخ المفيد: ص 34، تصحيح الاعتقاد: ص 59، التوحيد للشيخ الصدوق: 365، كنز الفوائد: ص 171 باختلاف يسير في اللفظ، الكافي: ج 1 ص 155، مختصر بصائر الدرجات: ص 134 و 136، الارشاد للمفيد: ج 2 ص 204، بحارالأنوار: ج 5 ص 60 و ص 97 و 101 و ج 7 ص 264 و ج 25 ص 24 و ج 75 ص 228، نور البراهين: ج 2 ص 312، نزهة الناظر للحلواني: ص 118، تفسير نور الثقلين للحويزي: ج 3 ص 419، تفسير كنز الدقائق: ج 2 ص 146، كشف الغمة للاربلي: ج 2 ص 392، مجموعة رسائل لطف الله الصافي: ج 1 ص 302.

[854] بحارالأنوار: ج 75 ص 202 و 204، مستدرك سفينة البحار: ج 10 ص 355، تهذيب الكمال: ج 5 ص 89، كشف الغمة: ج 2 ص 370 و 400، العدد القوية لعلي بن يوسف الحلي: ص 151، سير أعلام النبلاء: ج 6 ص 263.

[855] «أنه» الهاء تعود علي الامام الكاظم عليه السلام فقد جاء في كشف الغمة، و في البحار: ج 75 ص 205: قال علي بن موسي الرضا عليه السلام: «فما ترك أبي هذه الوصية الي أن توفي». أما صاحب تهذيب الكمال: ج 5 ص 90 فينقل عن الرضا عليه السلام قوله: «فما تركت هذه الوصية الي أن توفي» و من ذيل رواية المزي نفهم أن المقصود هو الكاظم عليه السلام، و لكن اشتبه في النقل، و الله أعلم.

[856] الكميت بن زيد الأسدي الكوفي، الشاعر الامامي المعروف،

مادح أهل البيت، كان عالما بلغات العرب، خبيرا بأيامها، و كان مشهورا بالتشيع لبني هاشم، و قصائده فيهم تسمي الهاشميات، و هي من جيد شعره و مختاره، و كانت أول منظوماته. يقال: ما جمع أحد من علماء العرب و مناقبها و معرفة أنسابها ما جمع الكميت، عاش في أيام بني أمية، ولد سنة 60 ه، و توفي سنة 126 ه. (الكني والألقاب لعباس القمي: ج 1 ص 156).

[857] دخل الكميت علي زين العابدين فأنشده قصيدته التي مطلعها: من لقلب متيم مستهام غير ما صبوة و لا أحلام و قال الامام: ثوابك نعجز عنه، لكن الله لا يعجز عن مكافأتك، اللهم اغفر للكميت، ثم قسط علي نفسه و علي أهله أربعمائة ألف درهم، أعطاه القسط الأول، قائلا: خذ يا أباالمستهل، قال الكميت: لو وصلتني بدانق كان شرفا لي، و لكن ان أحببت أن تحسن الي فادفع لي بعض ثيابك التي تلي جسمك أتبرك بها، فنزع ثيابه و دفعها اليه كلها ثم قال: اللهم ان الكميت جاد في آل رسولك و ذرية نبيك بنفسه حين ضن الناس، و أظهر ما كتمه غيره من الحق، فأحيه سعيدا، و أمته شهيدا، و أره الجزاء عاجلا، و أجزل له المثوبة آجلا، فانا قد عجزنا عن مكافأته، قال الكميت فيما بعد: فما زلت أعرف بركات دعائه. و لئن كان عطاء الشعراء جوائز تشجيع لهم، فان تقسيط العطاء آية سخاء في التشجيع، و ارتباط طويل بالمودة بين من قرض الشعر و بين من أجازه. و تعجيل العطاء بالاستدانة درس تعلمه زين العابدين علي جده صلي الله عليه و سلم، كان يمكث شهرا ما يستوقد نارا، ان هوا الا التمر و اللبن، و مع

ذلك لا يرد أحدا يسأله، بل يعطيه اذا كان عنده و الا وعده، و ذات يوم جاءه رجل، فقال عليه الصلاة و السلام «ما عندي شي ء، ابتع علي، فاذا جاء شي ء قضيناه». قال عمر: يا رسول الله، ما كلفك الله ما لا تقدر عليه، فكره ما قال عمر، و قال رجل من الأنصار: يا رسول الله، أنفق و لا تخش من ذي العرش اقلالا، فتبسم صلي الله عليه و سلم و قال: «بهذا أمرت». (منه).

[858] المقصود: أيام التشريق.

[859] الدرجات الرفيعة للسيد علي بن معصوم: 571، الهاشميات و العلويات: ص 61، الأغاني لأبي الفرج الاصفهاني: ج 17 ص 41، الأعلام للزركلي: ج 6 ص 92، الغدير: ج 2 ص 192 و ص 203، خلاصة عبقات الأنوار للسيد النقوي: ج 9 ص 202.

[860] أورده السيوطي في تاريخ الخلفاء: ص 93 تحت التسلسل 89 في آخر تاريخ أبي بكر، ضمن فصل خاص بذكره، مسانيده عن الحاكم في التاريخ. و ذكره السيد عبد الحسين شرف الدين في كتابه: النص و الاجتهاد: ص 139. و ذكره ريشهري في ميزان الحكمة: ج 3 ص 2663 نقلا عن كنز العمال: ج 10 ص 183 ح 28951.

[861] وسائل الشيعة للحر العاملي: ج 1 ص 9، تذكره الحفاظ للذهبي: ج 1 ص 5، مستدرك الوسائل للميرزا النبوي: ج 1 ص 9، نهاية الدراية للسيد حسن الصدر: ص 19، كنز العمال للمتقي الهندي: ج 10 ص 174 ح 29474، النص و الاجتهاد للسيد شرف الدين: ص 140، أضواء علي السنة المحمدية للشيخ محمود أبورية: ص 49.

[862] وسائل الشيعة: ج 1 ص 10، جامع بيان العلم و فضله: ج 1 ص 64، تقييد العلم: ص 50، سنن

الدارمي: ج 1 ص 125، مستدرك الحاكم: ج 1 ص 104 و 106، مختصر جامع العلم: ص 36 و 37، بحار الأنوار: ج 31 ص 91، نهاية الدراية للسيد حسن الصدر: ص 19، كنز العمال: ج 10 ص 291 ح 29474، الصن و الاجتهاد للسيد شرف الدين: ص 140، الغدير للشيخ الأميني: ج 7 ص 297، طبقات ابن سعد: ج 3 ص 206، أضواء علي الصحيحين للشيخ النجمي: ص 50، دراسات في الحديث و المحدثين: ص 21، مكاتيب الرسول: ج 1 ص 485، أضواء علي السنة المحمدية: ص 47، وضوء النبي: ج 2 ص 20، حجية السنة: ص 395.

[863] شرح أصول الكافي: ج 5 ص 267، مناقب أميرالمؤمنين لمحمد بن سليمان الكوفي: ج 2 ص 616، الأمالي للشيخ الطوسي: ص 460، الاحتجاج للشيخ الطبرسي: ج 1 ص 216، المناقب للخوارزمي: ص 110، كشف الغمة للأربلي: ج 1 ص 148، الطرائف: ج 1 ص 103 ح 152، بحار الأنوار: ج 22 ص 223 و 476، مستدرك الحاكم: ج 3 ص 124 و قد صححه، الصواعق المحرقة: ص 74، الجامع الصغير: ج 2 ص 140، ينابيع المودة: ص 285، المعجم الصغير: ج 1 ص 55، كفاية الطالب: ص 399، مجمع الزوائد: ج 9 ص 134 ، تاريخ الخلفاء: ص 173، اسعاف الرغبين: ص 157، نور الأبصار: ص 73، غاية المرام: ص 540، فيض القدير: ج 4 ص 358 و470، عقبات الأنوار: ج 1 ص 277 ، فرائد السمطين: ج 1 ص 177 ح 140، منتخب كنز العمال المطبوع بهامش مسند أحمد: ج 5 ص 31، أسني المطالب: ص 136، أرجح المطالب لعبيد الله الحنفي: ص 597، الفتح الكبير

للنبهاني: ج 2 ص 242، المعيار و الموازنة للاسكافي: ص 46، فضائل الخمسة: ص 257، النصائح الكافية: ص 215، سبل الهدي و الرشاد: ج 11 ص 297، كشف اليقين: ص 236.

[864] بحار الأنوار: ج 3 ص 525، النص و الاجتهاد: ص 146، المراجعات: ص 377، الخصائص للنسائي: ص 11، مسند أحمد: ج 2 ص 338 ح 1335، كنز العمال: ج 15 ص 112 ح 317 و ج 6 ص 396، قريب منه في ترجمة الامام علي من تاريخ دمشق لابن عساكر: ج 2 ص 366 ح 866، و فرائد السمطين: ج 1 ص 162 ح 124، و تذكرة خواص الأمة: ص 40، و المستدرك: ج 2 ص 137، و شرح معاني الآثار: ج 2 ص 408، و المناقب لابن شهر اشوب: ج 3 ص 44.

[865] روضة الواعظين للفتال النيسابوري: ص 207، الارشاد للشيخ المفيد: ص 270.

[866] قال الشيخ المفيد في الارشاد: ص 207: «و كان الصادق جعفر بن محمد من بين اخوته خليفة أبيه، و وصيه القائم بالامامة من بعده، و برز علي جماعتهم بالفضل، و كان أثبتهم ذكرا، و أعظمهم قدرا، و أجلهم في العامة و الخاصة. و نقل الناس عنه من العلوم ما سارت به الركبان، وانتشر ذكره في البلدان، و لم ينقل عن أحد من أهل بيته العلماء ما نقل عنه، و لا لقي أحد منهم من أهل الآثار و نقلة الأخبار، و لا نقلوا عنهم كما نقلوا عن أبي عبدالله عليه السلام. فان أصحاب الحديث قد جمعوا أسماء الرواة عنه من الثقات علي اختلافهم في الآراء و المقالات فكانوا أربعة آلاف رجل، و كان له عليه السلام من الدلائل الواضحة في امامته ما بهرت

القلوب، و أخرست المخالف عن الطعن فيها بالشبهات.

[867] روضة الواعظين للفتال النيسابوري: ص 208، الأمالي للشيخ الصدوق: ص 637، بحارالأنوار: ج 46 ص 173 و ج 47 ص 19، وسائل الشيعة: ج 19 ص 396، مناقب آل أبي طالب: ج 3 ص 397، مستدرك سفينة البحار: ج 4 ص 389، معجم رجال الحديث للسيد الخوئي: ج 14 ص 103.

[868] الملل و النحل للشهرستاني: ج 1 ص 166، المراجعات للسيد عبد الحسين شرف الدين: ص 418. و ينقل القندوزي الحنفي في ينابيع المودة: ج 3 ص 160 هذا الكلام عن الشيخ أبي عبدالرحمن السلمي في (طبقات مشايخ الصوفية) و من كلامه: «جعفر الصادق، فاق جميع أقرانه من أهل البيت، و هو ذو علم غزير في الدين، و زهد بالغ في الدنيا، و ورع تام عن الشهوات، و أدب كامل في الحكمة».

[869] و هي مدة خلافته الشرعية، من وفاة أبيه الباقر عليه السلام سنة 114 ه الي وفاته عليه السلام في سنة 148 ه، أي: 34 سنة.

[870] كرستوف كولوميس. ولد في جنوب ايطاليا سنة 1451 م و تزوج ابنة فلاح برتغالي، واستقر في البرتغال منذ عام 1476 م. فشل كولومبس في الحصول علي مساعدة ملك البرتغال (جون الثاني) في الوصول الي اليابان و الصين عن طريق الغرب، و عندما حصل علي العون بعد ثمان سنوات من التوسل، رحل من ثغر (بالومس) باسبانيا و تحت امرته ثلاث سفن. ورسا في جزية (سان سلفادور) في اكتوبر 1492م، و في رحلته الثانية اكتشف (بورتوريكو) و (جزرالعذراء) و (جامايكا). و في رحلته الثالثة سنة 1498 م اكتشف مصب نهر (أورينوكو) في فانزويلا. قاد حملة رابعة 1502 م لاستعادة مركزه في مستعمرة (هاييتي) فوصل الي ساحل

(الهندوراس) لكن مشقة الرحلة أرغمته علي العودة، و مات مغمورا سنة 1506 م. (موسوعة السياسة: ج 5 ص 246).

[871] جيمس واط، مهندس و مخترع اسكتلندي (1736 - 1819)، أدخل تحسينات أساسية عام (1765) علي آلة ينوكومن (نيوكومن، توماس) البخارية، مما أدي الي انتشار استخدام الطاقة البخارية في كثير من المصانع، و تكريما له أطلق اسمه علي وحدة القدرة الكهربائية. (موسوعة المورد الحديث).

[872] جان لو روي دالامبير، فيلسوف و فيزيائي و عالم رياضي فرنسي. حرر هو و (ديدرو) الموسوعة الفرنسية (الموسوعيون). كان أمين السر الدائم للأكاديمية الفرنسية، وضع دراسات رياضية استغرقت ثمانية مجلدات كاملة عام (1780). (موسوعة المورد الحديث).

[873] الكونت اليساندرو فولتا، فيزيائي ايطالي (1745- 1828 م) يعتبر رائدا في دراسة الكهرباء، اكتشف و عزل غاز الميثين (الميثان) عام 1778 م، و اخترع البطارية الكهربائية عام 1800، و تكريما له أطلق علي وحدة القوة الدافعة الكهربائية اسم «الفلط» أو «الفولت». (موسوعة المورد الحديث).

[874] ولهلم كونراد رونتجن: هو فيزيائي ألماني (1845 - 1923 م) اكتشف الأشعة السينية أو أشعة أكس عام (1895) و درسها، فعرفت باسمه (أشعة رونتجن). منح جائزة نوبل في الفيزياء عام 1901 م فكان بذلك أول فائز بهذه الجائزة منذ انشائها. (موسوعة المورد الحديث).

[875] هذان البيتان من مدائح الشافعي السائرة، و هما بمكان من الانتشار و الاشتهار، و قد أرسلهما عنه ارسال المسلمات غير واحد من الثقات؛ كابن حجر في تفسير قوله تعالي: «ان الله و ملائكته يصلون علي النبي» في صواعقه: ص 88، و النبهاني في الشرف المؤبد: ص 99 و ذكرهما كل من: ينابيع المودة: ص 254، اسعاف الراغبين للصبان بهامش نور الأبصار: ص 118، الاتحاف بحب الاشراف للشبراوي الشافعي: ص 29،

نور الأبصار للشبلنجي: ص 105، السيرة النبوية لأحمد زيني دحلان بهامش السيرة الحلبية: ج3 0 ص 332، شرح المواهب للزرقاني: ج 2 ص 303، مشارق الانوار للحمزاوي المالكي: ص 88، ديوان الشافعي: ص 72 دار احياء التراث العربي - بيروت، مسند أحمد: ج 6 ص 323، و غيرهم العشرات. قال الخفاجي في شرح الشفاء: ج 1 ص 453: «يحتمل أن يريد: لا صلاة له صحيحة، فيوافق قوله بوجوب الصلاة علي الآل، و يحتمل: لا صلاة له كاملة، فيوافق أحد قوليه». و قال الفخر الرازي في تفسيره: ج 7 ص 391: «ان الدعاء للآل منصب عظيم، و لذلك جعل هذا الدعاء خاتمة التشهد في الصلاة، و قوله: اللهم صلي علي محمد و آل محمد و ارحم محمدا و آل محمد. و هذا التعظيم لم يوجد في حق غير الآل. فكل ذلك يدل علي أن حب آل محمد واجب. و قال: أهل بيته صلي الله عليه و سلم ساووه في خمسة أشياء: في الصلاة عليه و عليهم في التشهد، و في السلام، و في السلام، و في الطهارة، و في تحريم الصدقة، و في المحبة».

[876] الامام علي عليه السلام لأحمد الرحماني الهمداني: ص 578.

[877] كتاب سليم بن قيس: ص 146 تحقيق محمد باقر الأنصاري، قال أميرالمؤمنين عليه السلام: «آليت نفسي يمينا أن لا أرتدي رداء الا للصلاة حتي أؤلف القرآن و أجمعه». و ذكره المجلسي في البحار: ج 28 ص 205، و ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة: ج 2 ص 16 و قال: أخرجه ابن أبي داود في المصاحف، و مثله الجوهري في سقيفته، عنه كنز العمال: ج 13 ص 127.

[878] الصواعق المحرقة: ص 126، و التمهيد في علوم

القرآن: ج 1 ص 18، و الطبقات الكبري لابن سعد : ج 2 ق 2 ص 101، و الاستيعاب بهامش الاصابة: ج 2 ص 253.

[879] راجع: جامع المقاصد للمحقق الكركي: ج 1 ص 8، الكافي: ج 1 ص 186، وسائل الشيعة: ج 19 ص 271 و ج 1 ص 6، بصائر الدرجات: ص 159 و ص 162 - 166، من لا يحضره الفقيه للشيخ الصدوق: ج 4 ص 419، عيون أخبار الرضا: ج 2 ص 192، الخصال: ص 528، معاني الأخبار: ص 102، روضة الواعظين: ص 211، مستدرك الوسائل: ج 1 ص 26، الايضاح للفضل بن شاذان: ص 461، الارشاد للمفيد: ج 2 ص 186، الاحتجاج للطبرسي: ج 2 ص 134، الخرائج و الجرائح: ج 2 ص 894، ينابيع المعاجز للسيد البحراني: ص 131، بحار الأنوار: ج 7 ص 84 و ج 26 ص 33.

[880] الفصول المهمة في أصول الائمة للحر العاملي: ج 1 ص 487، الكافي: ج 1 ص 241، الوافي: ج 3 ص 582، بصائر الدرجات: ص 142، البحار: ج 26 ص 21.

[881] بصائر الدرجات: ص 166 و ص 170، الكافي: ج 1 ص 57، شرح أصول الكافي: ج 2 ص 263، وصول الأخيار الي أصول الأخبار لوالد الشيخ البهائي: ص 184، بحارالأنوار: ج 26 ص 33، الوافي: ج 1 ص 58.

[882] بصائر الدرجات: 165، وسائل الشيعة : ج 26 ص 212، بحارالأنوار: ج 26 ص 51، ج 101 ص 352، المراجعات لشرف الدين: ص 412.

[883] راجع: بصائر الدرجات: ص 172، الامامة و التبصرة لابن بابويه القمي: ص 12، الكافي: ج 1 ص 239 - 240، من لا يحضره الفقيه : ج 4

ص 319، الخصال للصدوق: ص 528، معاني الاخبار: ص 103، روضة الواعظين: ص 211، شرح أصول الكافي: ج 5 ص 342، خاتمة المستدرك: ج 5 ص 315، الايضاح: ص 461، دلائل الامامة: ص 105، الارشاد: ج 2 ص 186، الاحتجاج: ج 2 ص 134.

[884] بصائر الدرجات: ص 174، شرح أصول الكافي: ج 5 ص 338، الايضاح للفضل بن شاذان: ص 461.

[885] أمالي الشيخ الصدوق: ص 40 و ص 24 و ذكره أيضا: ايضاح الفوائد لا بن العلامة: ج 1 ص 2، مستدرك سفينة البحار: ج 10 ص 285، عدة الداعي لابن فهد: ص 68، روضة الواعظين للفتال النيسابوري: ص 8، درر الأخبار: ص 42، بحارالأنوار: ج 1 ص 198 و ج 2 ص 144، و وسائل الشيعه: ج 18 ص 68.

[886] معالم العلماء لابن شهر آشوب: ص 2، و راجع تأسيس الشيعة لعلوم الاسلام: ص 280 و ص 281.

[887] أعيان الشيعة: ج 1 ص 274، المراجعات: ص 412، تهذيب المقال للسيد الأبطحي: ج 1 ص 158، الذريعة لآقا بزرك الطهراني: ج 7 ص 197.

[888] تأسيس الشيعة لعلوم الاسلام: ص 280، رجال النجاشي: ص 4، المراجعات: ص 412، ايضاح الاشتباه للحلي: ص 80، الشيعة في أحاديث الفريقين: ص 163.

[889] موسي بن عبدالله بن الحسن بن الحسن بن علي أبي طالب عليه السلام المدني، من أصحاب الامام الصادق عليه السلام، له رسالة المأمون، و للمأمون جوابها. (طرائق المقال للبروجردي: ج 1 ص 322) قال عنه السيد الخوئي: لم يظهر كون الرجل من الامامية الاثني عشرية، و لم نر وقوعه في سند رواية، و ما ورد في الروايات من ذكر عبدالله بن موسي يحتمل أن يكون غيره. و كيف كان فالرجل

غير ثابت الوثاقة و لم يذكر له كتاب. (رجال الخوئي: ج 11 ص 377) و قال أبوالفرج: يكني أبا الحسن، و أمه هند بنت أبي عبيدة، ولدته و لها ستون سنة. (مقاتل الطالبيين: ص 259).

[890] معجم رجال الحديث للسيد الخوئي: ج 1 ص 162، رجال النجاشي: ص 7، المراجعات لشرف الدين: ص 413، تأسيس الشيعة لعلوم الاسلام: ص 298.

[891] علي بن أبي رافع مولي رسول الله صلي الله عليه و سلم، كان من فقهاء الشيعة و خواص أميرالمؤمنين عليه السلام، قال النجاشي: و هو تابعي من خيار الشيعة، كانت له صحبة مع أميرالمؤمنين، و كان كاتبا له، و حفظ كثيرا، و جمع كتابا في فنون الفقه؛ كالوضوء، والصلاة، و سائر الأبواب، و كانوا يعظمون هذا الكتاب. (رجال النجاشي ص 5).

[892] وسائل الشيعة: ج 9 ص 111 و ج 1 ص 9، رجال النجاشي: ص 6، تأسيس الشيعة لعلوم الاسلام: 282، أعيان الشيعة: ج 1 ص 122، ايضاح الاشتباه للعلامة الحلي: ص 184.

[893] رجال النجاشي: ص 6، المراجعات لشرف الدين: ص 413.

[894] الأصبغ بن نباتة المجاشعي، عظيم المجد و الجلالة، و هو من فرسان العراق، و من خواص أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام، كان رحمه الله شيخا ناسكا عابدا، و كان من ذخائر أميرالمؤمنين، و هو في عداد شرطة الخميس الذي المؤمنين عليه السلام، كان رحمه الله شيخا ناسكا عابدا، و كان من ذخائر أميرالمؤمنين، و هو في عداد شرطة الخميس الذي انعقد بينهم و بين الامام شرط المجاهدة حتي الممات، و هو شرط لهم الجنة. (منتهي الآمال: ج 1 ص 373).

[895] عهد مالك: هو أطول عهد كتبه الامام علي عليه السلام، و يشتمل علي لطائف و محاسن و حكم جمة

بحيث يكون دستورا و قانونا لكل الأمراء و السلاطين طول الدهر، و فيه قوانين في الخراج و الزكاة، و لا يبقي ظلم و جور اذا عمل بمضمونه. و هذا العهد معروف، و قد شرح و ترجم مرارا. (منتهي الآمال: ج 1 ص 404.

[896] هو مالك بن الحارث الأشتر النخعي، سيف الله المسلول علي أعدائه، جليل القدر، عظيم المنزلة، يكفيه شرفا قول الامام علي عليه السلام في حقه: «رحم الله مالكا، فلقد كان لي كما كنت لرسول الله» و أرسله الامام عليه السلام الي مصر واليا عليا، و كتب لأهل مصر رسالة هي المعروفة بالعهد. فلما وصل الخبر الي معاوية كتب الي (زارع عريش) أن يسمه و يقتله، و في المقابل يعفيه معاوية من الخراج و الضرائب عشرين سنة! فلما وصل الأشتر الي عريش، سمه بالعسل فقتله، فلما وصل خبر مقتله الي معاوية فرح فرحا شديدا، و قال مقولته المشهورة «ألا و ان لله جنودا من عسل». و لما وصل الأمر الي الامام علي قال فيه: «اللهم اني أحتسبه عندك، فان موته من مصائب الدهر، فانها من أعظم المصيبات». و قال: «لله در مالك، و ما مالك! أما والله ليهدن موتك عالما و ليفرحن عالما، علي مثل مالك فلتبك البواكي! و هل مرجو كمالك؟ و هل موجود كمالك؟ و هل قامت النساء علي مثل مالك؟» (شرح النهج: ج 6 ص 77، اختيار معرفة الرجال: ج 1 ص 283، الاختصاص: ص 81، منتهي الآمال: ج 1ص 404 - 405).

[897] راجع: رجال النجاشي: ص 6، المراجعات: ص 413.

[898] سليم بن قيس الهلالي العامري الكوفي، من أوائل المصنفين في الاسلام، كان من أصحاب الامام علي عليه السلام، و عاش في الكوفة الي

أن دخل الحجاج الثقفي العراق وسأل عنه، فهرب الي النوبندجان (من بلاد فارس) و لجأ الي دار أبان بن أبي عياش فيروز، فآواه أبان فمات عنده نحو (85 ه). له كتاب «السقيفة» طبع باسم كتاب سليم بن قيس، و هو من الأصول التي ترجع اليها الشيعة و تعول عليها، قال جعفر الصادق عليه السلام: «من لم يكن عنده كتاب سليم بن قيس فليس عنده من أمرنا شي ء، و هو أبجد الشيعة». (الأعلام: ج 3 ص 119).

[899] تأسيس الشيعة لعلوم الاسلام: ص 282، المراجعات: ص 413.

[900] الحكم بن عيينة أو عتيبة، هو أبومحمد الكندي الكوفي، توفي سنة 115 ه. عده الشيخ من أصحاب الباقر و الصادق عليهماالسلام، و هو زيدي بتري، ورد في الكشي روايات كثيرة في ذمه، و قيل: كان أستاذ زرارة من قبل، و انقطع زرارة عنه واتصل بأبي جعفر. (اختيار معرفة الرجال: ج 1 ص 353، معجم رجال الحديث: ج 7 ص 183).

[901] رجال النجاشي: ص 360، الذريعة: ج 2 ص 306، وسائل الشيعة: ج 1 ص 62.

[902] قال عنها السيد الأبطحي: «لا نبتعد عن الحقيقة اذا قلنا انها كتاب لفظه دون كلام البارئ، و فوق ما يفوه به المخلوق؛ لما بلغه من قمة في بلاغة تعبيره، و عذب بيانه، وروعة تبيينه...، و كيف لا يكون هكذا وسدته أنوار الوحي و النبوة، و لحمته أشعة علوم الامامة...، ألم ينصف من قال: ان صحيفته عليه السلام زبور آل محمد، و أنجيل أهل البيت؟ و هل ينفخ الا في رماد من رام محاكاتها؟... فهذا بعض بلغاء البصرة و قد ذكرت عنده الصحيفة الكاملة، فقال: خذوا عني حتي أملي عليكم مثلها! فأخذ القلم، و أطرق رأسه فما رفعه حتي

مات! و لعظم مكانتها فقد تهافت العلماء في مختلف الأعصار علي شرحها و ترجمتها، و كتبوا عليها الحواشي و التعاليق، و عملوا لها الفهارس. (الصحيفة السجادية للأبطحي: ص 11).

[903] و هي رسالة نقلها عن الامام زين العابدين أبوحمزة الثمالي الكوفي، المتوفي سنة (150 ه) يقول عنها المصنف: «يتصدي فيها بالشرح الشامل و التفصيل الطويل لسلوك الجماعات و الأفراد، و ما يجب لها شرحا و تفصيلا تقتضيه حالة الناس و ظروف الزمان...، و استقصاء السجاد فيها للأحكام مظهر لتحمله مسؤولية تعليم المسلمين أمور دينهم و شؤون دنياهم...». و قد شرحها السيد حسن القبانچي و ترجمها الي الفارسية السيد ابراهيم المرتضوي الميانجي.

[904] ذكر تفصيل الرسالة أو الكتاب مفصلا. تحف العقول لابن شعبة الحراني: ص 274 - 277، بحارالأنوار: ج 75 ص 131 - 135، معادن الحكمة: ج 2 ص 61.

[905] و في العصر ذاته كان سعيد بن المسيب أول فقهاء المدينة السبعة يخاف أن يكتب عنه العلم، جاءه رجل فسأله عن شي ء فأملاه عليه، ثم سأله عن رأيه فأجابه، و كانوا من كثرة افتائه يسمونه سعيد بن المسيب الجرئ، فكتب الرجل، فقال جلساء سعيد: أنكتب يا أبامحمد؟ فقال سعيد للرجل: ناولنيها، فناوله الصحيفة فخرقها. (منه).

[906] عمرو بن أبي المقدام ثابت بن هرمز العجلي مولاهم، الكوفي، تابعي، يقال له: ثابت الحداد أو الحذاء، رجل ممدوح في كتب الرجال، له كتاب لطيف. روي عن رجل من قريش: كنا بفناء الكعبة و أبوعبدالله عليه السلام قاعد، فقيل له: ما أكثر الحاج! فقال: ما أقل الحاج! فمر عمرو بن أبي المقدام فقال: هذا من الحاج. (رجال الكشي: ص 392، رجال الطوسي: ص 248، نقد الرجال للتفريشي: ج 3 ص 324).

[907] نقد الرجال للتفريشي: ج

3 ص 323، طرائف المقال للسيد علي البروجردي: ج 2 ص 61، معجم رجال الحديث للسيد الخوئي: ج 14 ص 82 رقم (8863).

[908] فقد روي عنه عليه السلام: «اعرفوا منازل الناس منا، علي قدر روايتهم عنا» و «اكتبوا فانكم لا تحفظون حتي تكتبوا» (الكافي: ج 1 ص 66) «احفظوا كتبكم فانكم سوف تحتاجون اليها» (الكافي: ج 1 ص 52) «انكم صغار قوم، و يوشك أن تكونوا كبار قوم آخرين، فتعلموا العلم، فمن يستطع منكم أن يحفظه فليكتبه و ليضعه في بيته» (منية المريد: ص 340) وروي عنه النبي صلي الله عليه و آله و سلم: «قيدوا العلم، قيل: و ما تقييده؟ قال: كتابته» (منية المريد: ص 340).

[909] الكافي: ج 1 ص 52، وسائل الشيعة: ج 27 ص 81 و ص 323 و ج 18 ص 56 و ص 235، مشكاة الأنوار لعلي الطبرسي: ص 250، منية المريد للشهيد الثاني: ص 340، وصول الأخيار الي أصول الأخبار لوالد الشيخ البهائي: ص 149، بحارالأنوار: ج 2 ص 152، الوافي: ج 1 باب فضل الكتابة، شرح أصول الكافي: ج 2 ص 219.

[910] الأصول الستة عشر: ص 28، الكافي: ج 1 ص 52، شرح أصول الكافي: ج 2 ص 220، وسائل الشيعة: ج 27 ص 81 و 323 و ج 18 ص 56 و 236، مستدرك الوسائل: ج 17 ص 285 و 413، منية المريد: ص 340، وصول الأخيار: ص 149، بحارالأنوار: ج 2 ص 152 ،153، الأصول الأصيلة : ص 53.

[911] الكافي: ج 1 ص 403، شرح أصول الكافي: ج 7 ص 17، وسائل الشيعة: ج 27 ص 90، بحارالأنوار: ج 47 ص 365.

[912] اختلف في أن الكتاب لعبد

الله الحلبي أو لعلي بن عبدالله الحلبي. قال ابن النديم في الفهرست: عبدالله الحلبي أو عبيدالله بن علي الحلبي، له كتاب. و ذكر صاحب الذريعة: ج 5 ص 29 لعبدالله الحلبي كتابا نقل عنه صاحب الاقبال في نوافل شهر رمضان. و قال السيد الجليل علي بن طاوس في رسالة «عدم المضائقة» نقلا عن كتاب علي بن عبدالله الحلبي الذي عرضه علي الصادق عليه السلام فاستحسنه، و قال: «ليس لهؤلاء - يعني المخالفين - مثله». (مستدرك الوسائل: ج 6 ص 428، كتاب الصلاة تقريرا لبحث المحقق الداماد: ص 153). و عليه فيبدو أن الكتاب الذي عرض علي الامام الصادق عليه السلام هو لعلي بن عبدالله الحلبي.

[913] يونس بن عبدالرحمان، مولي علي بن يقطين بن موسي، مولي بني أسد؛ أبومحمد، كان وجها متقدما، عظيم المنزلة، ولد في أيام هشام بن عبدالملك، و رأي جعفر بن محمد عليهماالسلام بين الصفا و المروة، و لم يرو عنه، وروي عن أبي الحسن موسي و الرضا عليهماالسلام، و كان الرضا عليه السلام يشير اليه في العلم و الفتيا. و كان ممن بذل له علي الوقف مال جزيل، فامستنع من أخذه و ثبت علي الحق، و قد سئل الرضا عليه السلام عمن تؤخذ معالم الدين ان لم يستطاع الوصول اليه، فقال: «خذ عن يونس بن عبد الرحمان» له تصانيف كثيرة. (النجاشي: 446 - 447).

[914] هذا الكتاب يتضمن أعمال اليوم و الليلة من الأدعية و المرغبات. الاستبصار ج 1 ص 32) و قد عرض علي الامام العسكري عليه السلام اكثر من مرة، و علي الهادي عليه السلام. قال بورق: خرجت الي سر من رأي و معي كتاب «يوم و ليلة» فدخلت علي أبي محمد عليه السلام و أريته ذلك الكتاب، و قلت له:

جعلت فداك اني رأيت أن تنظر فيه، فما نظر فيه و تصفحه ورقة ورقة، قال: هذا صحيح ينبغي أن يعمل به (التهذيب: ج 10 ص 49، الوسائل: ج 27 ص 101). و عن داود بن القاسم الجعفري قال: أدخلت كتاب «يوم و ليلة» الذي ألفه يونس بن عبدالرحمان علي أبي الحسن العسكري عليه السلام فنظر فيه و تصفحه كله، ثم قال: هذا ديني و دين آبائي (كله) و هو الحق كله. (الوسائل: ج 27 ص 100). و نقل النجاشي: ص 446: «قال الامام عليه السلام لما وصله الكتاب: أعطاه الله بكل حرف نورا يوم القيامة».

[915] يقول الشيخ المظفر في كتابه «الامام الصادق: ج 1 ص 140: «و اذا كان الرواة أربعة آلاف أو أكثر، فما كان عدد الرواية؟ و لقد ذكر أرباب الرجال أن أبان بن تغلب وحده روي عنه ثلاثين ألف حديث، و محمد بن مسلم ستة عشر ألف حديث، و عن الباقر ثلاثين ألفا! و لا تسل عن مقداد ما رواه جابر الجعفي، فهل يحصي اذن عدد الرواية؟».

[916] قال الذهبي في تذكرة الحفاظ: ج 1 ص 166 في جعفر الصادق عليه السلام: «و ثقة الشافعي و يحيي بن معين، و عن أبي حنيفة قال: ما رأيت أفقه من جعفر بن محمد، و قال أبوحاتم: ثقة لا يسأل عن مثله. و عن صالح بن أبي الأسود: سمعت جعفر بن محمد يقول: سلوني قبل ان تفقدوني فانه لا يحدثكم أحد بعدي بمثل حديثي. و قال هياج بن بسطام: كان جعفر الصادق يطعم حتي لا يبقي لعياله شي ء... قلت: مناقب هذا السيد جمة». و قال الذهبي في سير أعلام النبلاء: ج 6 ص 260 في ذيل رواية: «و أشهد بالله أنه لبار

في قوله غير منافق». و قال ابن حجر: صدوق فقيه امام. و قال يحيي القطان: ما كان كذوبا. و قال أحمد بن سلمة النيسابوري عن اسحاق بن راهويه، قلت للشافعي: كيف جعفر بن محمد عندك؟ قال: ثقة. و قال عبد الرحمان بن أبي حاتم: سمعت أبازرعة و سئل عن جعفر بن محمد عن أبيه، و سهيل عن أبيه، و العلاء عن أبيه، أيهم أصح؟ قال: لا يقرن جعفر الي هؤلاء. و قال سمعت أبي يقول: جعفر بن محمد ثقة، لا يسأل عن مثله. و عن عمرو بن أبي المقدام قال: كنت اذا نظرت الي جعفر بن محمد علمت أنه من سلالة النبيين.

[917] روي الكليني: ج 1 ص 53 عن هشام بن سالم و حماد بن عثمان و غيره، قالوا: سمعنا أباعبدالله عليه السلام يقول: حديثي حديث أبي، و حديث أبي حديث جدي، و حديث جدي حديث الحسين، و حديث الحسين حديث الحسن، و حديث الحسن حديث أميرالمؤمنين عليه السلام، و حديث أميرالمؤمنين حديث رسول الله صلي الله عليه و اله و سلم، و حديث رسول الله قول الله عزوجل». و ذكره أيضا: وسائل الشيعة: ج 27 ص 83، الارشاد: ج 2 ص 186، الخرائج و الجرائح: ج 2 ص 895، الصراط المستقيم: ج 3 ص 261، منية المريد: ص 373، بحارالأنوار: ج 2 ص 179.

[918] و قد استمرت حالة المنع من التدوين عند أهل السنة حتي خلافة عمر بن عبدالعزيز الأموي، و انتهاء آخر جيل من الصحابة، و مرت الكتابة عندهم بمراحل ثلاث: (مرحلة الجمع): حيث قام كبار أهل الطبقة الثالثة في منتصف القرن الثاني فدونوا الأحكام، فصنف الامام مالك (الموطأ) و توخي فيه القوي، و مزجه بأقوال الصحابة و فتاوي التابعين

من بعدهم. و صنف الأوزاعي بالشام، و سفيان الثوري بالكوفة. و كان هؤلاء في عصر واحد، و من جاء بعدهم ألف علي منوالهم. (مرحلد المسانيد): و هي التي أفردت فيها أحاديث النبي صلي الله عليه و آله و سلم من سواها، و ذلك علي رأس المائتين، فصنف عبيدالله بن موسي العبسي الكوفي مسندا، و ممن اقتفي أثره أحمد بن حنبل فألف مسنده. (مرحلة الصحاح): و هي مرحلة افراد الصحيح من حديث رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم من غير الصحيح مما روي عنه، و أول من اتجه هذا الاتجاه البخاري، و لذا يعد كتابه من أهم الكتب في هذه المرحلة و يسمي «الجامع الصحيح» أو «صحيح البخاري» نسبة الي مؤلفه البخاري (256 ه). و من أهم الكتب عند السنة: صحيح البخاري، و موطأ مالك بن أنس، و مسند الامام أحمد بن حنبل، و صحيح مسلم (261 ه) و سنن أبي داود (275 ه)، و سنن النسائي (302 ه)، و سنن الترمذي (279 ه)، و سنن ابن ماجة (273 ه). (راجع: علم الحديث للشيخ عبد المحسن البقشي: ص 10 - 11).

[919] الوجادة: و هي مصدر «وجد»، و هو أن يقف الانسان علي أحاديث بخط راويها معاصر كان له أولا، فلا يجوز له أن يروي عنه الا أن يقول: وجدت أو قرأت بخط فلان، أو في كتابه. و يجوز العمل به عند حصول الوثوق بأن الكتاب بخطه، أو أن الكتاب المطبوع من تأليفه، و هو طريق من طرق ثمانية. تتحمل فيها الرواية: السماع، القراءة، الاجازة، المناولة، الكتابة، الاعلام، الوجادة، الوصية. و قد قلت العناية بالطرق الأخري، و اكتفي القوم بهذا الطريق، و لعل لهذا التساهل علة

طبيعية. و نقل ابن كثير في تفسيره: ج 1 ص 74، و السيوطي في تدريب الراوي: ج 2 ص 60 حديثا لرسول الله ذيله قال: «قوم يأتون بعدكم يجدون صحفا يؤمنون بها». فاستدلا بهذا الحديث علي مدح من عمل بالكتب المتقدمة بمجرد الوجادة. (أصول الحديث و أحكامه للشيخ جعفر السبحاني: ص 2930 - 230).

[920] يونس بن عبد الأعلي الصفدي المصري، و قيل: الصدفي، يكني أباموسي، من كبار الفقهاء. انتهت اليه رئاسة العلم بمصر، كان عالما بالأخبار و الحديث وافر العقل، صاحب الشافعي و أخذ عنه. قال الشافعي: ما رأيت بمصر أحدا أعقل من يونس، مولده و وفاته بمصر، و قد أخذ عنه كثيرون. (الأعلام: ج 8 ص 261).

[921] الطبعة الأولي، طبعة المجلس الأعلي للشؤون الاسلامية القاهرة: ص 261. (منه).

[922] كلام أبي بكر بن عياش الذي ذكره المصنف ذكرها كل من: الايضاح للفضل بن شاذان: ص 472، تهذيب التهذيب لابن حجر: ج 2 ص 88، الامام علي لأحمد الرحماني: ص 573، الكامل لابن عدي: ج 2 ص 131، تهذيب الكمال للمزي: ج 5 ص 77، النصائح الكافية لمحمد بن عقيل: ص 119.

[923] يذكر ابن النديم في الفهرست: «و كان الشافعي شديدا في التشيع، ذكر له رجل يوما مسألة فأجاب فيها، فقال له: خالفت علي بن أبي طالب رضي الله عنه، فقال له: أثبت لي هذا عن علي بن أبي طالب حتي أضع خدي علي التراب و أقول: قد أخطأت، و أرجع عن قولي الي قوله». و حضر الشافعي ذات يوم مجلسا لأحد الطالبيين، فقال: «لا أتكلم في مجلس يحضره أحدهم، هم أحق بالكلام، و لهم الرئاسة و الفضل». (منه).

[924] يقول فيه أحمد بن حنبل: «كل حديث لا يعرفه يحيي بن معين

فليس بحديث» و هو من آباء علوم الحديث، و مؤلفاته مراجع فيها، و هي علوم أوصلها الحاكم النيسابوري الي اثنين و خمسين علما، و أوصلها النووي الي خمسة و ستين. (منه).

[925]...، و قال: سمعت يحيي بن معين قال: جعفر بن محمد ثقة. راجع: الجرح و التعديل للرازي: ج 2 ص 487، و تهذيب التهذيب لابن حجر: ج 2 ص 88.

[926] الامام الشافعي ناصر السنة و واضح الأصول: ص 171، الطبعة الثانية، طبعة المجلس الأعلي للشؤون الاسلامية. (منه).

[927] و ذلك لحديث الثقلين الذي يعين و يحصر السنة التي هي مصدر تشريع، و يلزم المسلمين بالأخذ لها عدلا للقرآن الكريم، في أهل البيت عليهم السلام. و لهذا فالسنة: هي قول المعصوم و فعله و تقريره. (دروس في أصول فقه الامامية للفضلي: ص 203) لأن من يحتمل خطؤه عمدا أو سهوا لم يكن قوله و فعله و تقريره حجة، اذ لا يجوز أن يفعل حراما سهوا و لا غضاضة عليه، فلا حجة في فعله، أو يعمل أحد في محضره عملا لا يلتفت اليه حتي ينهاه، فلا يكون تقريره حجة (شرح أصول الكافي: ج 5 ص 237).

[928] قال السيد الشهيد محمد باقر الصدر في الحلقة الثانية: «يدل صدور الفعل منه (المعصوم) علي عدم حرمته بحكم عصمته، كما يدل الترك علي عدم الوجوب لذلك (ص 260) و أما السكوت فقد يقال: انه دليل الامضاء (ص 262).».

[929] تحف العقول: ص 339 و ما بعدها.

[930] توحيد المفضل، هو الدروس التي ألقاها الامام الصادق عليه السلام علي المفضل بن عمر الجعفي الكوفي، أحد أصحابه الذين جمعوا بين العلم و العمل، و قد أخذها منه شفاها. و أصل تأليف الكتاب أن المفضل رأي ابن أبي العوجاء يتكلم

مع أحدهم و يقول: ان الأشياء ابتدأت باهمال، فانزعج المفضل لذلك و سبه ثم ناظره، و بعدها أقبل علي الصادق عليه السلام و الحزن لائح عليه، فقال له الصادق: «لألقين اليك من حكمة الباري جل و علا في خلق العالم... الي ما يعتبر به المعتبرون، و يسكن الي معرفته المؤمنون...». (الامام جعفر الصادق للمظفر: ج 1 ص 149 - 150).

[931] الاهليلجة: سمي هذا التوحيد بالاهليلجة لأن الصادق عليه السلام كان مناظرا فيه لطبيب هندي في اهليلجة كانت بيد الطبيب. و ذلك أن المفضل بن عمر كتب الي الصادق عليه السلام يخبره أن أقواما ظهروا من أهل هذه الملة يجحدون الربوبية، و يجادلون في ذلك، و يسأله أن يرد عليهم قولهم، و يحتج عليهم فيما ادعوا بحسب ما احتج به علي غيرهم. فكتب اليه الصادق...، و هذه الرسالة أخذها المفضل من الصادق عليه السلام كتابة. (الامام الصادق للمظفر: ج 1 ص 164).

[932] تحف العقول: ص 313 و ما بعدها.

[933] هو أبوجعفر: محمد بن علي بن النعمان الكوفي، المعروف بصاحب الطاق، و مؤمن الطاق. كان صيرفيا في طاق المحامل بالكوفة، يرجع اليه في النقد، فيخرج كما ينقد، فيقال: شيطان الطاق، و هو من أصحاب الصادق و الكاظم عليهماالسلام، كان رحمه الله متكلما حاذقا، كثير العلم، حسن الخاطر، حاضر الجواب، له كتب منها: كتاب «الامامة» و كتاب «المعرفة» و نقل الوصية كاملة (تحف العقول: ص 307، و مستدرك الوسائل: ج 12 ص 190، و بحارالأنوار: ج 75 ص 287).

[934] هو عبدالله بن جندب البجلي الكوفي، ثقة، جليل القدر، من أصحاب الصادق و الكاظم و الرضا: و أنه من المخبتين، و كان وكيلا للكاظم و الرضا عليهماالسلام، كان عابدا، رفيع المنزلة لديهما علي

ماورد في الأخبار، و لما مات قام مقامه علي بن مهزيار. نقل الوصية كاملة في: تحف العقول: ص 301، بحارالأنوار: ج 75 ص 279.

[935] يبدو أنهما رسالة واحدة، ذكرهما ابن شعبة الحراني في تحف العقول: ص 331 و ما بعدها.

[936] يبدو أنهما رسالة واحدة، ذكرهما ابن شعبة الحراني في تحف العقول: ص 331 و ما بعدها.

[937] المصدر السابق: ص 348 و ما بعدها.

[938] المصدر المتقدم: ص 357 و ما بعدها.

[939] ذكر علم الصادق عليه السلام: بالكيمياء كثير من المؤلفين، و أن تلميذه جابر بن حيان أخذ عنه هذا العلم و ألف خمسمائة رسالة فيه، في ألف ورقة، و هي تتضمن رسائل جعفر الصادق عليه السلام ذكره ابن خلكان في تاريخه: ج 1 ص 105) في أحوال الصادق عليه السلام).

[940] جابر بن حيان بن عبدالله الكوفي؛ أبوموسي، فيلسوف و كيمياوي، كان يعرف بالصوفي، من أهل الكوفة، و أصله من خراسان، اتصل بالبراقلة و انقطع الي جعفر بن يحيي، و توفي بطوس سنة (200 ه)، له تصانيف كثيرة، قيل: عددها 232 كتابا، و قيل: خمسمائة ضاع أكثرها. و ترجم بعض ما بقي منها الي اللاتينية. (الاعلام: ج 2 ص 104).

[941] «الجفر: في الأصل ولد الشاة اذا عظم و استكرش، و لعل مبدأ هذا العلم كان يكتب علي جلد ولد الشاة فسمي به، و علم الجفر اصطلاحا: هو علم الحروف الذي تعرف به الحوادث المستقبلية. و ذكر بعض علماء أهل السنة الجفر و أنه مما يعلمه الصادق عليه السلام. جاء في الفصول المهمة: نقل بعض أهل العلم: أن كتاب الجفر الذي بالمغرب يتوارثه بنو عبدالمؤمن ابن علي من كلام جعفر الصادق، وله فيه المنقبة السنية، و الدرجة التي في مقام الفضل عليه» (الامام الصادق للمظفر: ج

1 ص 79 - 180).

[942] قال عنه العلامة في خلاصة الاقوال: ص 414: «هو من أصحاب الباقر عليه السلام، مجهول».

[943] تاريخ ابن خلدون: ج 1 ص 334. و ذكره أيضا السيد مرتضي العسكري في كتاب معالم المدرستين: ج 2 ص 335.

[944] قال صاحب كشف الظنون: ج 1 ص 591: «الجفر و الجامعة كتابان جليلان، أحدهما ذكره الامام علي ابن أبي طالب رضي الله عنه و هو يخطب بالكوفة علي المنبر، و الآخر أسره رسول الله صلي الله عليه و اله و سلم و أمره بتدوينه، فكتب علي رضي الله عنه حروفا متفرقة علي طريقة سفر آدم في جفر، يعني: في رق قد صنع من جلد البعير، فاشتهر بين الناس به، لأنه وجد فيه ما جري للأولين و الآخرين». و ذكره صاحب الوسائل نقلا عنه: ج 1 ص 62. و فعلا الروايات متظافرة علي أن الجفر غير الجامعة، نذكر من مصادرها: روضة الواعظين للفتال النيسابوري: ص 210، و شرح أصول الكافي: ج 2 ص 329.

[945] يقول ابن قتيبة عن الجفر في «أدب الكاتب»: ان الامام الصادق كتبه، و ان فيه كل ما يحتاجونه الي يوم القيامة، و الي هذا الجفر، و احتوائه علي كل شي ء، يشير أبوالعلاء المعري في شعره: لقد عجبوا لآل البيت لما أتاهم علمهم في جلد جفر فمرآة المنجم و هي صغري تريه كل عامرة و قفر و ربما نسبوا من أجل ذلك الي الامام علوم كشف الغيب أو النجامة. (منه).

[946] عن ابن أبي العلاء قال: «سمعت أباعبدالله عليه السلام يقول: عندي الجفر الأبيض، قلنا: و أي شي ء منه؟ قال: فيه: زبور داود، و توراة موسي، و انجيل عيسي، و صحف ابراهيم، و الحلال و الحرام، و مصحف فاطمة،

ما أزعم أن فيه قرآنا، و فيه ما يحتاج الناس الينا، و لا نحتاج الي أحد، حتي أن فيه الجلدة و نصف الجلدة...، و عندي الجفر الأحمر، وما يدريهم ما الجفر الأحمر؟ قلنا: و أي شي ء فيه؟ قال: السلاح، و ذلك أنها تفتح للدم يفتحها صاحب السيف؛ للقتل...». (بصائر الدرجات ص 172). و أيضا ورد في كمال الديني: ص 353 «الجفر: و هو الكتاب المشتمل علي علم المنايا و البلايا و الرزايا، و علم ما كان و ما يكون الي يوم القيامة الذي خص الله به محمدا و الأئمة من بعده عليهم السلام».

[947] يقول المولي صالح المازندراني في شرح أصول الكافي: ج 5 ص 339: «الظاهر أن الجفر الأبيض وعاء فيه هذه الصحف، لا أنها مكتوبة فيه».

[948] و قال المازندراني في الشرح: ج 5 ص 340: «هو ظرف للسلاح؛ كالصندوق و نحوه».

[949] ان تدوين الحديث عند الشيعة سبق تدوينه عند أهل السنة، حيث التزموا بتدوين الحديث، و كتبوا الصحف الصغيرة و الكتب الجامعة. و لعل كتاب علي عليه السلام يعد أول كتاب كتب في حديث أهل البيت، و قد مرت مرحلة التدوين عند الشيعة بمرحلتين أساسيتين: 1- مرحلة المجموعات الصغيرة، و يمكن أن نطلق عليها مرحلة الروايات المباشرة، و هذه المجموعات تقوم في منهج تأليفها علي رواية المؤلف عن الامام مباشرة أو بتوسط راو واحد. و قد بلغت هذه المجموعات أربعمائة، و هي المسمي بالأصول الأربعمائة. 2- مرحلة المجموعات الكبيرة، و هي مرحلة اعداد و تأليف الكتب الكبيرة التي جمع فيها مافي مدونات المرحلة السابقة، و تختلف عنها في الاضافات علي الاسناد بذكر الرواة، من مؤلف الكتاب الجامع الي مؤلف الأصل، و هي علي نوعين: الأول: الجوامع

المتقدمة، و هي الكتب الأربعة المعروفة: الكافي، ما لا يحضره الفقيه، التهذيب، الاستبصار. الثاني: الجوامع المتأخرة، و قد ألفت في القرون المتأخرة، و هي أربعة: الوافي، الوسائل، بحارالأنوار، مستدرك الوسائل.

[950] كتاب الكافي هو للشيخ الجليل محمد بن يعقوب الكليني ت 328 ه. ألفه خلال فترة (20 سنة) علي ما نقل النجاشي، عاش الشيخ زمن الغيبة الصغري، و عاصر سفراء الامام المهدي (عج). وكتاب الكافي مركب من ثلاثة أقسام: (الأصول): و هو جزء ان، يبحث أحدهما عما يرتبط بالعقل و الجهل و فضل العلم و التوحيد و المعصومين...، و يبحث الثاني عن مسائل الايمان و الكفر و الدعاء و فضل القرآن و آداب السلوك الاسلامي. (الفروع): و هو خمسة أجزاء، يتضمن الأحاديث المرتبطة بأحكام الفقه، من صلاة و صوم و.. و.. (الروضة): و هي جزء واحد، و تتضمن بعض مواعظ أهل البيت و خطبهم، و بعض القضايا التاريخية المرتبطة بهم. و قد ضمن الشيخ كتابه (16199) حديثا.

[951] كتاب من لا يحضره الفقيه لأبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي ت (381) ه، المولود ببركة دعاء الامام المهدي، ألفه بطلب من الشريف نعمة، و أن يسميه (من لا يحضره الفقيه) يضمنه الحلال والحرام. و قد جرت عادة الشيخ علي حذف الأسانيد غالبا، و علل ذلك بقوله: و صنفت هذا الكتاب بحذف الأسانيد لئلا تكثر طرقه و ان كثرت فوائده، و من هنا احتاج الي ذكر المشيخة في آخر كتابه، و قد ضمنه (5998) حديثا. قبره معروف بالري، و قيل: انه حدث انشقاق في قبره الشريف بسبب طغيان المطر فوجد جثمانه الطاهر لم يتغير حتي أثر الحناء الذي كان علي أظفاره بالرغم من مرور 857

سنة علي دفنه.

[952] نسبة الي مدينة قم في ايران، و هي أقدم المدن التي بدأ فيها الشيعة الامامية في ايران، و قد نشأت علي أيدي جماعة من الناجين من جيش ابن الأشعث (83). (منه).

[953] كتاب التهذيب للشيخ الطوسي ألفه كشرح لكتاب أستاذه الشيخ المفيد المسمي بالمقنعة، و من عادته في هذا الكتاب و في «الاستبصار» أنه لا يذكر تمام السند، بل يذكر اسم صاحب الأصل الذي ينقل عنه الحديث، و أما سنده الي صاحب الأصل فيذكره في المشيخة، و قد ألف كتابا أردفه بآخر التهذيب و الاستبصار، ذكر فيه طرقه الي أصحاب الأصول التي نقل عنها الأحاديث، و سماه بالمشيخة. و كتاب التهذيب ليس كتابا حديثيا محضا، و انما هو كتاب فقهي استدلالي حديثي، فيذكر عبارة أستاذه المفيد أولا بين قوسين، و يقوم بشرحها و الاستدلال علي مافيها من أحكام. قيل: ان هذا الكتاب هو أول تأليف له، ألفه و عمره خمسة أو ستة و عشرين سنة، و قد أحصيت أحاديث هذا الكتاب فكانت (13590) حديثا علي ما ذكره الشيخ النوري.

[954] الاستبصار للشيخ الطوسي قيل: ألفه بسبب تعيير جماعة من المخالفين لنا باختلاف أحاديث كتبنا و تعارضها، فألف الكتاب المذكور محاولة منه لدفع التعارض الذي يبدو بين الأخبار، فهو موضوع و مؤلف لذكر الأخبار المتعارضة، و بيان طريقة الجمع بينها. و من هنا جاءت تسمية الكتاب بالاستبصار فيما اختلف من الأخبار، و قد حصر الشيخ نفسه أحاديث هذا الكتاب في (5511) حديثا، قال: حصرتها لئلا تقع فيها زيادة أو نقيصة.

[955] محمد بن الحسن بن علي الطوسي، مفسر، نعته السبكي بفقيه الشيعة و مصنفهم، ولد سنة 385 ه، انتقل من خراسان الي بغداد سنة 408 ه، و

أقام أربعين سنة، و رحل الي الغري بالنجف فاستقر الي أن توفي سنة 460 ه، احرقت كتبه عدة مرات بمحضر من الناس، له تصانيف عديدة. (الأعلام: ج 6 ص 84).

[956] هو محمد بن محمد بن النعمان بن عبدالسلام العكبري، يرفع نسبه الي قحطان، أبوعبدالله المفيد، يعرف بابن المعلم، محقق امامي، انتهت اليه رئاسة الشيعة في وقته، كثير التصانيف في الأصول و الكلام و الفقه، ولد في عكبر (336 ه) و نشأ و توفي في بغداد سنة 413 ه، له نحو مائتي مصنف. (الأعلام: ج 7 ص 21). و قال ابن حجر في لسان الميزان: ج 5 ص 368: «كان المفيد كثير التقشف و التخشع و الاكباب علي العلم...، حتي قيل: له علي كل امام منة...».و نقل العماد الحنبلي في (شذراته: ج 3 ص 199) عن ابن أبي طي الحنبلي أنه قال: «هو شيخ من مشايخ الامامية، رئيس الكلام و الفقه و الجدل و كان يناظر أهل كل عقيدة، مع الجلالة العظيمة في الدولة البويهية».

[957] علي بن الحسين بن موسي بن محمد بن ابراهيم؛ أبوالقاسم، من أحفاد الحسين بن علي، نقيب الطالبيين، و أحد الأئمة في علم الكلام و الأدب و الشعر، ولد ببغداد سنة 355 ه و توفي فيها سنة 436 ه، له تصانيف كثيرة (الأعلام: ج 4 ص 278).

[958] هي دار الشريف المرتضي اتخذها مدرسة عظيمة تضم بين جدرانها ثلة من طلاب الفقه والكلام و التفسير و اللغة و الشعر و العلوم الأخري؛ كعلم الفلك و الحساب و غيره، حتي سميت أو أسماها «دار العلم» و أعد له مجلسا للمناظرات فيها. و هي جامعة انسانية تلم شتات كثير من الطلبة و مريدي العلم من مختلف المذاهب

و النحل. (مقدمة الانتصار: ص 22).

[959] هو محمد بن علي بن الحسين بن موسي بابويه القمي، و يعرف بالشيخ الصدوق، محدث امامي كبير، لم يرفي القميين مثله، نزل بالري، و ارتفع شأنه في خراسان، ولد سنة 306 ه، و توفي في الري سنة (381 ه) و دفن بها، له نحو ثلاثمائة مصنف. (الأعلام: ج 6 ص 274).

[960] محمد بن يعقوب بن اسحاق؛ أبوجعفر الكليني، فقيه امامي من أهل «كلين» بالري، كان شيخ الشيعة ببغداد، و توفي فيها سنة 329، له كتب عديدة من أهمها: الكافي. (الأعلام: ج 7 ص 145).

[961] هو أبوأحمد الحسين، نقيب الطالبيين، ابن موسي الأبرش بن محمد الأعرج بن موسي أبي سبحة ابن ابراهيم المرتضي ابن الامام موسي بن جعفر عليه السلام. و هو الشريف الملقب بالطاهر الأوحد ذي المناقب، لقبه بذلك الملك بهاء الدولة البويهي؛ لجمعه مناقب شتي و مزايا رفيعة جمة، فهو فضلا عن كونه علوي النسب فانه كان نقيب الطالبيين، جمع الي رياسة الدين زعامة الدنيا؛ لعلو همته، و سماحة نفسه. قال ابن المهنا في عمدة الطالب: «انه أجل من وضع علي رأسه الطيلسان و جر خلفه رمحا؛ و كان قوي المنة، يتلاعب بالدول، و يتجرأ علي الأمور...، مات سنة 400 ه، و دفن في داره بالكاظمية، ثم نقل الي مشهد الحسين في كربلاء و دفن في الروضة المقدسة عند جده ابراهيم المجاب...». (مقدمة كتاب الانتصار: ص 9 - 11).

[962] بهاء الدولة ابن عضد الدولة ابن ركن الدولة أبي علي الحسن بن بويه، السلطان أبونصر، من ملوك الدولة البويهية، ولد سنة 360 ه و تولي الحكم نحو سنة 380 ه، و مات بأرجان سنة 403 ه. و هو الذي صنف له عبدالله بن عبدالرحمان الاصفهاني كتابه «ايضاح المشكل

لشعر المتنبي». (الأعلام: ج 2 ص 75).

[963] هو محمد بن الحسين بن موسي؛ أبوالحسن، الرضي العلوي الحسيني الموسوي، أشعر الطالبيين، علي كثرة المجيدين فيهم، ولد ببغداد سنة (359 ه) و توفي ببغداد سنة (406 ه) انتهت اليه نقابة الأشراف في حياة والده، و خلع عليه بالسواد، و جدد له التقليد سنة (403 ه). (الأعلام: ج 6 ص 99).

[964] هو أبومنصور عبدالملك بن محمد بن اسماعيل الثعالبي، ولد في نيسابور سنة (350 ه). قال ابن بسام صاحب كتاب الذخيرة في حقه: «كان في وقته راعي تلعات العلم. و جامع أشتات النثر و النظم، و رأس المؤلفين في زمانه، و امام المصنفين بحكم قرآنه، و سار ذكره سير المثل، و ضربت اليه آباط الابل...». و قال فيه الباخرزي: ان الثعالبي هو جاحظ نيسابور، و زبدة الأحقاب و الزهور. واسمه الثعالبي نسبة الي خياطة جلود الثعالب و عملها، قيل له ذلك لأنه كان فراء، توفي سنة 429 ه. (مقدمة كتاب فقه اللغة).

[965] لم أعثر علي كتاب اليتيمة، و لكن وجدت عبارة الثعالبي في قري الضيف: ج 5 ص 69 لعبدالله بن محمد ابن عبيد بن سفيان المتوفي 381 ه. ينقلها عن اليتيمة.

[966] عن منصور قال: فلت لأبي عبدالله الصادق عليه السلام: ما أكثر ما أسمع منك يا سيدي ذكر سلمان الفارسي: فقال عليه السلام: «لا تقل الفارسي، و لكن قل: المحمدي». (الأمالي للشيخ الطوسي ص 133، بحارالأنوار: ج 22 ص 327، أمالي ابن الشيخ: ص 83). و عن الباقر عليه السلام: «لا تقولوا سلمان الفارسي، و لكن قولوا: سلمان المحمدي، ذاك رجل منا أهل البيت». (بحارالأنوار: ج 22 ص 349، رجال الكشي: ص 8). قال ابن جبر في نهج الايمان: ص 589: «مثل مناداة سلمان

لقعبة لما أخذ السلام، انه كان اذا ذكر سلمان الفارسي يقول: سلمان المحمدي».

[967] قال فيه النبي صلي الله عليه و آله و سلم: «ما أظلت الخضراء و لا أقلت الغبراء أصدق لهجة من أبي ذر» وسائل الشيعة: ج 1 ص 75، الاختصاص للشيخ المفيد: ص 13، الأمالي للطوسي: ص 710، بحارالأنوار: ج 22 ص 330، مستدرك الحاكم: ج 3 ص 342، كنز العمال: ج 13 ص 311، مجمع الزوائد: ج 9 ص 330، الاصابة: ج 4 ص 63، جامع الأصول لابن الأثير: ج 10 ص 34، سير أعلام النبلاء: ج 2 ص 59.

[968] اشارة الي حديث النبي المتواتر لعمار: «تقتلك الفئة الباغية «و في لفظ «الناكبة عن الطريق». ذكر تواتر الحديث ابن حجر في الاصابة: ج 2 ص 512، و تهذيب التهذيب: ج 7 ص 409. و ذكر الحديث أيضا في: جمع الجوامع: ج 7 ص 74، و كنز العمال: ج 6 ص 184، و بحارالأنوار: ج 41 ص 19، و مسند أحمد ج 2 ص 161 و ج 3 ص 5، و ج 5 ص 306 و ج 6 ص 300، و صحيح مسلم: ج 8 ص 186، و سنن الترمذي: ج 5 ص 333، و المستدرك: ج 2 ص 148.

[969] هو خالد بن زيد بن كليب بن ثعلبة؛ أبوأيوب الأنصاري، من بني النجار، صحابي، شهد العقبة و بدرا و أحدا و الخندق و سائر المشاهد. و كان شجاعا صابرا تقيا، محبا للغزو و الجهاد، عاش الي أيام بني أمية، و كان يسكن المدينة، فرحل الي الشام، و لما غزا يزيد القسطنطينية في خلافة أبيه معاوية صحبه أبوأيوب غازيا، فحضر الوقائع، و مرض فأوصي أن يوغل

به في أرض العدو، فلما توفي دفن في أصل حصن القسطنطينية سنة 52 ه. (الأعلام: ج 2 ص 296).

[970] هو المقداد بن عمرو، و يعرف بابن الأسود، الكندي البهراني الحضرمي؛ أبومعبد، أو أبوعمرو، صحابي، من الأبطال. و هو أحد السبعة الذين كانوا أول من أظهر الاسلام، و هو أول من قاتل علي فرس في سبيل الله. و في الحديث: «ان الله أمرني بحب أربعة، و أخبرني أنه يحبهم: علي، و المقداد، و أبوذر، و سلمان» و كان في الجاهلية من سكان حضر موت، و اسم أبيه عمرو بن ثعلبة، شهد بدرا و غيرها، و سكن المدينة، و مات علي مقربة منها سنة 33 ه. (الأعلام: ج 7 ص 282).

[971] كتاب سليم بن قيس: ص 156، بحارالأنوار: ج 28 ص 275، مستدرك سفينة البحار: ج 8 ص 424.

[972] خزيمة بن ثابت بن الفاكه بن ثعلبة الأنصاري؛ أبوعمارة، صحابي، من أشراف الأوس في الجاهلية و الاسلام، و من شجعانهم المقدمين، و كان من سكان المدينة، و حمل راية بني خطمة يوم فتح مكة، و عاش الي خلافة الامام علي عليه السلام، و شهد معه صفين فقتل فيها سنة 37 ه. روي له البخاري و مسلم و غيرهما (38) حديثا. (الأعلام: ج 2 ص 305).

[973] هو مالك بن التيهان الأنصاري الأوسي؛ أبوالهيثم، صحابي، كان يكره الأصنام في الجاهلية، و يقول بالتوحيد هو و أسعد بن زرارة، و كان أول من أسلم من الأنصار بمكة، و هو أحد النقباء الاثني عشر. شهد بدرا و أحدا و المشاهد كلها، و توفي في خلافة عمر (20 ه)، و قيل: شهد صفين مع علي و قتل بها سنة 37 ه. (الأعلام: ج 5

ص 258).

[974] الفضل بن العباس بن عبدالمطلب الهاشمي القرشي، من شجعان الصحابة و وجوههم، كان أسن ولد العباس، ثبت يوم حنين و أردفه رسول الله صلي الله عليه و اله و سلم وراءه في حجة الوداع، فلقب «ردف رسول الله»، و خرج بعد وفاة النبي صلي الله عليه و اله و سلم الي الشام، فاستشهد في وقعة «أجنادين» بفلسطين، و قيل: مات بناحية الأردن في طاعون «عمراس» سنة 13 ه. (الأعلام: ج 5 ص 149).

[975] بلال بن رباح الحبشي؛ أبوعبدالله، مؤذن رسول الله صلي الله عليه و اله و سلم و خازنه علي بيت ماله، من مولدي السراة، و أحد السابقين للاسلام، و في الحديث: «بلال سابق الحبشه». شهد المشاهد كلها مع رسول الله، و لما توفي الرسول صلي الله عليه و اله و سلم أذن بلال و لم يؤذن بعد ذلك، و أقام حتي خرجت البعوث الي الشام، فسار معهم، و توفي في دمشق سنة 20 ه. (الأعلام: ج 2 ص 73).

[976] هاشم بن عتبة بن أبي وقاص، صحابي خطيب، من الفرسان، يلقب بالمرقال، و هو ابن أخي سعد بن أبي وقاص. أسلم يوم فتح مكة. و نزل الشام بعد فتحها، فأرسله «عمر» مع ستة عشر رجلا من جند الشام، مددا لسعد بن أبي وقاص في العراق، و شهد القادسية مع سعد، و أصيبت عينه يوم اليرموك فقيل له: «الأعور»، و فتح جلولاء، و كان مع علي في حروبه، و تولي قيادة الرجالة، و قتل في صفين 37 ه. (الأعلام: ج 8 ص 66).

[977] أبان بن سعيد بن العاص الأموي؛ أبوالوليد، صحابي من ذوي الشرف، كان في عصر النبوة شديد الخصومة للسلام و المسلمين، ثم أسلم سنة 7

ه، و بعثه الرسول صلي الله عليه و اله و سلم سنة 9 ه، عاملا علي البحرين فخرج بلواء معقود أبيض وراية سوداء، و أقام في البحرين الي أن توفي رسول الله، فسافر أبان الي المدينة، و لقيه أبوبكر فلامه علي قدومه، فقال: أليت لا أكون عاملا لأحد بعد رسول الله، و أقام الي أن كانت وقعة «أجنادين» في خلافة أبي بكر، فحضرها أبان، فاستشهد بها علي الأرجح، و قيل: مات في خلافة عثمان. (الأعلام: ج 1 ص 27).

[978] خالد بن سعيد بن العاص الأموي، صحابي من الولاة الغازين، قديم الاسلام، أسلم و رسول الله يبث الدعوة للدين سرا، فكان الثالث أو الرابع من الداخلين في الاسلام بعد البعثة، و لزم رسول الله صلي الله عليه و اله و سلم، يصلي معه في نواحي مكة خاليا، فبلغ ذلك أباأحيحة) و هو أبوه، فدعاه و كلمه في أن يدع ماهو عليه، فأبي، فضربه بعصا كانت في يده حتي كسرها علي رأسه، ثم حبسه بمكة و ضيق عليه، ثم هاجر الي الحبشة، فأقام بضعة عشرة سنة، و عاد سنة (7 ه) فغزا مع النبي صلي الله عليه و اله و سلم و حضر فتح مكة، ثم وقعة تبوك، و كان يكتب للنبي صلي الله عليه و اله و سلم بمكة و المدينة. ثم بعثه النبي عاملا علي اليمن، فأقام الي أن استخلف أبوبكر فعزله عن اليمن و دعاه اليه فجاءه، و خرج مجاهدا فشهد فتح «أجنادين» سنة 13 ه، ثم وقعة «مرج الصفر» فاستشهد فيها. (الأعلام: ج 2 ص 296).

[979] أبي بن كعب بن قيس بن عبيد، من بني النجار، من الخزرج، صحابي أنصاري. كان قبل الاسلام

حبرا من أحبار اليهود، مطلعا علي الكتب القديمة، و لما أسلم كان من كتاب الوحي، شهد بدرا و أحدا والمشاهد كلها مع رسول الله صلي الله عليه و اله و سلم، و كان يفتي في عهده، و شهد مع عمر وقعة (الجابية) و كتب كتاب الصلح لأهل بيت المقدس، و أمره عثمان بجمع القرآن، فاشترك في جمعه، توفي سنة 21 ه. (الأعلام: ج 1 ص 82).

[980] أنس بن الحارث بن نبيه أو منبه، كان من أصحاب النبي، من أهل الصفة، قال: سمعت رسول الله صلي الله عليه و اله و سلم و الحسين في حجره يقول: «ان ابني هذا يقتل في أرض يقال لها: العراق، فمن أدركه فلينصره» فقتل أنس بن الحارث مع الحسين. (ترجم الامام الحسين لابن عساكر: ص 348، مقتل الحسين للخوارزمي: ج 1 ص 159).

[981] عثمان بن حنيف بن وهب الأنصاري الأوسي، وال، من الصحابة، شهد أحدا و ما بعدها، و ولاه عمر السواد، ثم ولاه علي البصرة. ولما نشبت فتنة الجمل دعاه أنصار عائشة الي الخروج معهم علي علي، فامتنع فنتفوا شعر رأسه و لحيته و حاجبيه، و استأذنوا به عائشة، فأمرتهم باطلاقه، فلحق بعلي و حضر معه الواقعة، توفي في خلافة معاوية سنة 41 ه. (الأعلام: ج 4 ص 205).

[982] سهل بن حنيف بن وهب الأنصاري الأوسي؛ أبوسعيد، صحابي من السابقين. شهد بدرا و ثبت يوم أحد، و شهد المشاهد كلها. استخلفه علي عليه السلام علي البصرة بعد وقعة الجمل، ثم شهد معه صفين، و توفي بالكوفة سنة 38 ه. (الأعلام: ج 3 ص 142).

[983] بريدة بن الحصيب بن عبدالله بن الحارث الأسلمي، من أكابر الصحابة، أسلم قبل بدر، و لم

يشهدها، و شهد خيبر و فتح مكة، و استعمله النبي صلي الله عليه و اله و سلم علي صدقات قومه. و سكن المدينة، و انتقل الي البصرة، ثم الي مرو فمات بها سنة 63 ه. (الأعلام: ج 2 ص 50).

[984] حذيفة بن حسل بن جابر العبسي، و اليمان لقب «حسل»، صحابي، من الولاة الشجعان الفاتحين، كان صاحب سر رسول الله صلي الله عليه و اله و سلم في المنافقين، لم يعلمهم أحد غيره، و لما ولي عمر سأله: أفي عمالي أحد من المنافقين؟ فقال: نعم، واحد، قال: من هو؟ قال: لا أذكره. استعمله عمر علي المدائن، فأقام بينهم و أصلح بلادهم، و هاجم نهاوند سنة 22 ه، فصالحه صاحبها علي مال يؤديه كل سنة، و غزا الدينور، وفاة سندان، فاقتحمها عنوة و فتح غيرها من البلدان. و استقدمه عمر الي المدينة، فلما قرب وصوله اعترضه عمر في ظاهرها، فرآه علي الحال التي خرج بها، فعانقه و سر بعفته، ثم أعاده الي المدائن، و توفي فيها سنة 36 ه. (الأعلام: ج 2 ص 171).

[985] قيس بن سعد بن عبادة بن دليم الأنصاري الخزرجي المدني، وال، صحابي، من دهاة العرب، و ذوي الرأي و المكيدة في الحرب، و أحد الأجواد المشهورين، كان شريف قومه غير مدافع، و من بيت سيادتهم. و كان يحمل راية الأنصار مع النبي صلي الله عليه و اله و سلم ويلي أموره، وصحب عليا في خلافته، فاستعمله علي مصر سنة 36 - 37 ه، و عزله بمحمد بن أبي بكر، و عاد الي علي و كان علي مقدمته في صفين، ثم كان مع الحسن حتي صالح معاوية. فرجع الي المدينة و توفي بها في

آخر خلافة معاوية (60 ه). كان من أطول الناس و أجملهم. (الأعلام: ج 5 ص 206).

[986] هو هند بن أبي هالة، و اسمه النباش بن زرارة التميمي، ربيب النبي صلي الله عليه و اله و سلم، و أمه خديجة بنت خويلد، روي عن النبي صفته و حليته، و كان فصيحا بليغا، قتل مع علي في وقعة الجمل (تهذيب التهذيب لابن حجر) و كان الحسن يقول عنه: «خالي» لأنه ربيب رسول الله صلي الله عليه و اله و سلم علي ما رواه الصدوق في معاني الأخبار: ص 80، و المستدرك ج 8 ص 396 و من ذهب الي أنه أخو فاطمة من أمها: ابن شهرآشوب في المناقب ج 1 ص 137، والشيخ الطوسي في الأمالي: ص 463، والقاضي النعمان في شرح الاخبار: ج 3 ص 15، و السيد هاشم البحراني في حلية الابرار: ج 1 ص 140، و العلامة المجلسي في البحار: ج 22 ص 247، و الشيخ علي النمازي في مستدرك سفينة البحار: ج 3 ص 33.

[987] اكثر الرواة علي أن أمه خديجة بنت خويلد (رض)، و بعضهم علي أنها هالة اخت خديجة، و لم يذهب أحد الي أنها أم سلمة (رض).

[988] جعد بن هبيرة المخزومي، ابن أخت أميرالمؤمنين عليه السلام، أمه أم هاني بنت أبي طالب، ولد علي عهد النبي، وليست له صحبة، تابعي مدني. و هو الذي صلي بالناس غداة ضرب الامام علي في محرابه، استعمله علي علي خراسان، توفي في ولاية معاوية بالمدينة. راجع المستدرك للحاكم: ج 3 ص 191، رجال الطوسي: ص 59، طرائف المقال: ج 2 ص 77، معرفة الثقات: ج 1 ص 268.

[989] سعيد بن جبير، هو الشهيد الوحيد الذي قتل من الرعب قاتله! سأله الحجاج

و هو يقدمه للقتل: أي قتلة تشاء؟ فأجابه: «اختر أنت، فالقصاص أمامك»، ذلك أن القصاص قتل بقتل، فكان الحجاج بعد استشهاد سعيد يهيب من نومه فزعا و هو يقول: مالي ولسعيد بن جبير!! ثم مات بعده بشهر، مات في رمضان، و سعيد في شعبان سنة 95 ه. و رفض ابن المسيب أن يبايع لولدي عبدالملك بن مروان - الوليد و سليمان - و تمسك برأيه، فأخذوه ليقتلوه، ثم اكتفوا بضربه بالسياط، و جردوه من ثيابه و طافوا به. و رفض أن يزوج بنته للوليد بن عبدالملك، و هو ولي عهد عبدالملك، و آثر أن يزوجها تلميذا فقيرا من تلاميذه. (منه).

[990] لعله يريد يحيي بن يعمر العدواني الوشقي، النحوي البصري، كان من التابعين، لقي عبدالله بن عباس، و هو أحد قراء البصرة، و عنه أخذ عبدالله بن أبي اسحاق القراءة. و انتقل الي خراسان، و تولي القضاء بمرو، و كان عالما بالقرآن الكريم و النحو و لغات العرب، أخذ النحو عن أبي الأسود الدؤلي. كان شيعيا و أخباره و نوادره كثيرة. توفي سنة 129 ه. (هامش بحارالانوار: ج 25 ص 243).

[991] أبوعبدالرحمان الخليل بن أحمد الفراهيدي البصري منشي ء علم العروض، و شيخ النحاة، ولد سنة 100 ه، حدث عن أيوب السختياني و عاصم الأحول، و أخذ عنه سيبويه و الأصمعي و آخرون، مات سنة 170 ه بالبصرة. (وفيات الأعيان: ج 2 ص 244، سير أعلام النبلاء: ج 7 ص 429، البداية و النهاية: ج 10 ص 166).

[992] أبوالمنذر؛ هشام بن أبي النصر محمد بن السائب بن بشر الكلبي، الكوفي، كان من أعلم الناس بعلم الأنساب، وله في هذا العلم خمسة كتب: المنزلة، الجمهرة، الوجيز، الفريد، الملوكي. نشأ بالكوفة، و كان

عالما بأخبار العرب و أيامها و مثالبها، و أخذ عن أبيه الذي كان عالما بالتفسير و الأخبار. (الكني و الألقاب للقمي: ص 118).

[993] هو أبومخنف؛ لوط بن يحيي بن سعيد الأزدي، الكوفي، صاحب المغازي، شيخ أصحاب الأخبار بالكوفة و هو من آل غامد. ترجم له الشيخ الطوسي: أبوه من أصحاب أميرالمؤمنين و الحسن والحسين، له كتب كثيرة في السيرة؛ كمقتل الحسين عليه السلام و مقتل محمد بن أبي بكر، و مقتل عثمان، و الجمل، و صفين، و خطبة الزهراء، توفي سنة 175 ه. (رجال الطوسي: ص 57، هدية العارفين: ج 1 ص 841، رجال السيد بحرالعلوم: ج 1 ص 186).

[994] هو قيس بن عبدالله بن عدس بن ربيعة الجعدي العامري؛ أبوليلي، شاعر مفلق، صحابي من المعمرين، اشتهر في الجاهلية و سمي بالنابغة لأنه أقام ثلاثين سنة لا يقول الشعر، ثم نبغ فقاله. و كان ممن هجر الأوثان، و نهي عن الخمر قبل ظهور الاسلام، و وفد علي النبي صلي الله عليه و اله و سلم فأسلم، و أدرك صفين، فشهدها مع علي، ثم سكن الكوفة، فسيره معاوية الي اصبهان فمات فيها و قد كف بصره سنة 50 ه. (الأعلام: ج 5 ص 207).

[995] عروة بن زيد الخيل بن مهلهل الطائي، قائد شاعر، من رجال الفتوح في صدر الاسلام، عاش مدة في الجاهلية، و شهد مع أبيه بعض حروبها، و أسلم. و يقال: انه اجتمع بالنبي صلي الله عليه و اله و سلم ثم عاش الي خلافة علي عليه السلام و شهد معه صفين. تولي امرة الجيش الفاتح للديلم و الري و دسبتي، و كان ممن شهد وقعة القادسية، توفي بعد سنة 37 ه. (الأعلام: ج 4 ص 226).

[996]

لبيد بن ربيعة بن مالك؛ أبوعقيل العامري، أحد الشعراء الفرسان الأشراف في الجاهلية، أدرك الاسلام، و وفد علي النبي صلي الله عليه و اله و سلم، و يعد من الصحابة و من المؤلفة قلوبهم، و ترك الشعر و لم يقل في الاسلام الا بيتا واحدا، هو: ما عاتب المرء الكريم كنفسه و المرء يصلحه الجليس الصالح و سكن الكوفة و عاش عمرا طويلا، و هو أحد أصحاب المعلقات المشهورة، توفي سنة 41 ه. (الأعلام: ج 5 ص 240).

[997] كعب بن زهير بن أبي سلمي المازني، شاعر عالي الطبقة، كان ممن اشتهر في الجاهلية، و لما ظهر الاسلام هجا النبي صلي الله عليه و اله و سلم، و أقام يشبب بنساء المسلمين، فأهدر النبي صلي الله عليه و اله و سلم دمه، فجاءه كعب مستأمنا و قد أسلم، و أنشد لاميته المشهورة «بانت سعاد» فعفا عنه النبي صلي الله عليه و اله و سلم و خلع عليه بردته، توفي سنة 26 ه. (الأعلام: ج 5 ص 226).

[998] قيس بن ذريح بن سنة بن حذافة الكناني، شاعر، من العشاق المتيمين، و يعد من شعراء العصر الأموي، و من سكان المدينة، كان رضيعا للحسين بن علي، أرضعته أم قيس، و شعره عالي الطبقة في التشبيب و الوصف و الحنين، توفي سنة 68 ه (الأعلام: ج 5 ص 206).

[999] هو اسماعيل بن محمد بن يزيد بن ربيعة بن مفرغ الحميري؛ أبوهاشم، شاعر امامي متقدم. قال صاحب الأغاني: يقال: ان أكثر الناس شعرا في الجاهلية و الاسلام ثلاثة: بشار و أبوالعتاهية و السيد، فانه لا يعلم أن أحدا قدر علي تحصيل الشعر أحد منهم أجمع. و كان أبوعبيدة يقول: أشعر المحدثين: السيد

الحميري و بشار. أكثر شعره في مدح بني هاشم و ذم أعدائهم، ولد في نعمان (في الشام) سنة (105 ه) و نشأ بالبصرة، و مات ببغداد سنة 173 ه. و كان يشار اليه في التصوف و الورع. (الأعلام: ج 1 ص 322). [

[1000] أبوتمام؛ حبيب بن أوس بن الحارث الطائي، الشاعر، الأديب، أحد أمراء البيان. ولد في سوريا سنة 188 ه، ورحل الي مصر، و استقدمه المعتصم الي بغداد فأجازه و قدمه علي شعراء وقته، فأقام في العراق، ثم ولي بريد الموصل، فلم يتم سنتين حتي توفي فيها سنة 231 ه، كان يحفظ أربعة عشر ألف أرجوزة من أراجيز العرب غير القصائد و المقاطيع، في شعره شدة و جزالة، اختلف في التفضيل بينه و بين المتنبي و البحتري. (الأعلام: ج 2 ص 165).

[1001] هو الوليد بن عبيد بن يحيي الطائي؛ أبوعبادة البحتري، شاعر كبير، يقال لشعره: (سلاسل الذهب) و هو أحد الثلاثة الذين كانوا أشعر أبناء عصرهم: المتنبي و أبوتمام و البحتري. قيل للمعري: أي الثلاثة أشعر: فقال: المتنبي و أبوتمام حكيمان، و البحتري شاعر. ولد بمنبج سنة 206 ه، و رحل الي العراق فاتصل بجماعة من الخلفاء، أولهم المتوكل، ثم عاد الي الشام و توفي بمنبج سنة 284 ه. (الأعلام: ج 8 ص 121).

[1002] عبدالسلام بن زغبان بن عبدالسلام بن حبيب الكلبي، المعروف بديك الجن، شاعر مجيد، من شعراء العصر العباسي، سمي ديك الجن لأن عينيه كانتا خضراوين. أصله من سلمية (قرب حماة) و مولده سنة 161 ه في حمص، و وفاته فيها سنة 235 ه. لم يفارق بلاد الشام، و لم ينتجع بشعره. (الأعلام: ج 4 ص 5).

[1003] الحسين بن ضحاك بن ياسر الباهلي،

من مواليهم، أو هو منهم. شاعر من ندماء الخلفاء، قيل: أصله من خراسان، ولد في البصرة سنة 162 ه و نشأ فيها، و توفي ببغداد سنة 250 ه. اتصل بالأمين العباسي و نادمه و مادحه، و لما ظفر المأمون خاف الحسين فانصرف الي البصرة، حتي صارت الخلافة للمعتصم، فعاد و مدحه و مدح الواثق، كان يلقب بالأشقر و الخليع. (الأعلام: ج 2 ص 239).

[1004] هو علي بن العباس بن جريج أو جرجيس الرومي؛ أبوالحسن، شاعر كبير، من طبقة بشار و المتنبي، رومي الأصل، كان جده من موالي بني العباس، ولد في بغداد سنة 221 ه، و نشأ و مات فيها مسموما سنة 283 ه. قيل: دس اليه السم القاسم بن عبيدالله المعتضد، و كان ابن الرومي قد هجاه. قال المرزباني: لا أعلم أنه مدح أحدا الا و عاد اليه فهجاه، و لذلك قلت فائدته من قول الشعر، و تحاماه الرؤساء، و كان سببا لوفاته. (الأعلام: ج 4 ص 297).

[1005] هو ابن عمرو؛ أبوالوليد، من ولد الشريد بن مطرود السلمي، كان شاعرا مفلقا، مكثرا، سائر الشعر، معدودا في فحول الشعراء في طبقة أبي نواس و أبي العتاهية و بشار. مدح الخلفاء و ولاة العهود والوزراء و أخذ جوائزهم، و حظي عندهم. و دخل علي الامام الصادق عليه السلام فمدحه و أجازه الامام، و قد رثي الامام الرضا بقصيدة عصماء، ذكرها أبوالفرج في مقاتله: ص 568. (هامش بحارالأنوار: ج 47 ص 310).

[1006] من الطبيعي أن يكون كثرة الشعراء شيعة. فالشعر ضمير الجماعة و صوتها الصداح، و الضمير الاسلامي كله، يثقله أو يعذبه، أو يهيج قرائحه، ما أصاب أهل البيت من ظلم الدول، و يخفف عنه ما يعقده حول أهل البيت من أمل،

لهم و له. و كلما أحس الشعب ظلما طلب الرجاء و الاقتداء بأبناء النبي صلي الله عليه و سلم، و بهذا انضاف الي الثبت الحافل السابق ذكره: ابن هاني الأندلسي، و مهيار الديلمي، و أبوفراس الحمداني، و الناشي ء الصغير، و الناشي ء الكبير، و كشاجم، و أبوبكر الخوارزمي، و البديع الهمداني، والطغرائي، والسري الرفا، و عمارة اليمني. بل أصبح ثناء علي الشاعر أن يقال: «يترفض في شعره» أي: يتشيع، و المتنبي و أبي العلاء شعر شيعي. و أما أشراف العلويين، فمنهم: الشريف الرضي و الشريف المرتضي، و كان الشريف علي الجماني يقول: «أنا شاعر، و أبي شاعر، و جدي شاعر» و منهم: الشريف الشجري. بل كان من الأمويين متشيعون: أبان بن سعيد بن العاص، و خالد بن سعيد بن العاص، و عمر بن عبد العزيز، و عبد الرحمان أخومروان بن الحكم، و مروان بن محمد السروجي الذي يقول: يا بني هاشم بن عبدمناف أنا منكمو بكل مكان و لئن كنت من أمية اني لبري ء منهمو الي الرحمان و أبوالفرج الأصفهاني (284 - 356) جده السابع مروان بن محمد، آخر خلفاء بني مروان. و أبوالفرج صاحب «الأغاني» و «مقاتل الطالبيين». و من العباسيين شيعة: المأمون، و المعتضد، و أحمد بن الموفق. و من الأيوبيين كان الأفضل بن صلاح الدين. و من الفلاسفة متشيعون: الكندي فيلسوف العرب (246)، و الفارابي (339)، و ابن سينا (428). و من الوزراء المشهورين: أبوسلمة الخلال، قتله السفاح، و يعقوب بن داود، حبسه المهدي و أفرج عنه الرشيد، و الفضل و الحسن بنا سهل، قتل المأمون الأول و أصهر الي الثاني ليستل سخيمته، و بنو طاهر الخزاعي، و وزراء المأمون، و أبودلف العجلي، و الصاحب بن عباد...

الخ. (منه).

[1007] الحارث بن عبدالله الهمداني الحوتي؛ أبوزهير الكوفي الأعور، أحمد كبار الشيعة، و هو المخاطب بقول أميرالمؤمنين: يا حار همدان من يمت يرني من مؤمن أو منافق قبلا (الغارات: ج 7 ص 719) قال الذهبي فيه: صاحب علي و ابن مسعود، كان فقيها، كثير العلم، علي لين في حديثه...، قد كان من أوعية العلم، و من الشيعة الأول (سير أعلام النبلاء: ج 4 ص 152). و قال أبوبكر بن أبي داود: «كان أفقه الناس، و أفرض الناس، و أحسب الناس، تعلم الفرائض من علي. (تاريخ الاسلام: ص 90 حوادث سنة 70).

[1008] ميزان الاعتدال للذهبي: ج 1 ص 437، البيان في تفسير القرآن للسيد الخوئي: ص 500، الكني و الألقاب للشيخ القمي: ج 2 ص 105، المراجعات لشرف الدين: ص 118.

[1009] قال عنه في تقريب التهذيب: ج 1 ص 687: «علقمة بن قيس النخعي ابن عبدالله النخعي الكوفي، ثقة، ثبت، فقيه، عابد».

[1010] ذكر صاحب البحار: ج 32 ص 477: «و قاتلت النخع ذلك اليوم قتالا شديدا، و قطعت رجل علقمة بن قيس النخعي، و قتل أخوه أبي بن قيس». و مثله أيضا في شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ج 5 ص 225.

[1011] يقول ابن مسعود: «لا أعلم شيئا الا و علقمة يعلمه». نصب الراية للزيلعي: ج 1 ص 26.

[1012] هو ابراهيم بن يزيد بن قيس بن الأسود؛ أبوعمران النخعي، من مذحج، من أكابر التابعين صلاحا . وصدق رواية، و حفظا للحديث. من أهل الكوفة، ولد سنة (46 ه) و مات مختفيا من الحجاج سنة (96 ه). قال فيه الصلاح الصفدي: فقيه العراق، كان اماما مجتهدا، له مذهب. و لما بلغ الشعبي موته قال: والله ما ترك بعده مثله. (الأعلام: ج

1 ص 80).

[1013] و قال جرير عن قابوس قال: قلت لأبي: كيف تأتي علقمة و تدع أصحاب النبي صلي الله عليه و اله و سلم؟ فقال: لأن أصحاب النبي صلي الله عليه و اله و سلم يستفتونه، وله رحلة الي أبي الدرداء، والي عمر، وزيد، و عائشة بالمدينة، و هو ممن جمع علوم الأمصار، و كان خال امام أهل العراق ابراهيم بن يزيد النخعي» راجع نصب الراية للزيلعي: ج 1 ص 26.

[1014] ظالم بن عمرو بن سفيان بن جندل الدؤلي الكناني، واضع علم النحو، كان معدودا من الفقهاء، و الأعيان، و الأمراء، و الشعراء، و الفرسان، و الحاضري الجواب. من التابعين. رسم له علي عليه السلام شيئا من أصول النحو، فكتب فيه أبوالأسود. و أخذ عنه جماعة و في صبح الأعشي: ان أباالأسود وضع الحركات و التنوين لا غير. سكن البصرة في خلافة عمر، و ولي امارتها في أيام علي، استخلفه عليها عبدالله بن عباس لما شخص الي الحجاز، و لم يزل في الامارة الي أن قتل علي عليه السلام. و كان قد شهد معه صفين. في أكثر الأقوال هو أول من نقط المصحف، و له شعر جيد، توفي سنة (69 ه) (الأعلام:: ج 3 ص 236).

[1015] ذكره الذهبي في كتابه «من له رواية في الكتب الستة» ج 2 ص 408 تحت تسلسل (6496).

[1016] عبدالله بن شداد بن الهاد الليثي، عربي كوفي، من خواص أميرالمؤمنين عليه السلام، و كان من كبار التابعين و ثقاتهم و قال لما منع بنوأمية عن التحدث بفضائل علي عليه السلام: وددت أن أترك فأحدث بفضائل علي بن أبي طالب عليه السلام و أن عنقي تضرب بالسيف، قتل سنة (82 ه). (منتهي المقال: ص 186).

[1017] و هي وقعة

جرت بين عبدالرحمان بن الأشعث و الحجاج بن يوسف الثقفي، و تعد الوقعة الخامسة بينهما، كانت في شعبان سنة 82، ليلة الدجيل. (تهذيب الكمال: ج 11 ص 34).

[1018] قال ابن سعد: كان ثقة، قليل الحديث (الطبقات الكبري: ج 5، ص 61). و قال ابن حجر: كان معدودا في الفقهاء، مات بالكوفة مقتولا. (تقريب التهذيب: ج 1 ص 422). و قال الذهبي: حديث عبدالله مخرج في الكتب الستة، و لا نزاع في ثقته. (سير أعلام النبلاء: ج 3 ص 489).

[1019] هو سليمان بن صرد بن الجون الخزاعي؛ أبومطرف الكوفي، صحابي جليل. قال ابن حجر: و كان خيرا فاضلا، شهد صفين مع علي، و قتل حوبشا مبارزة، ثم كان ممن كاتب الحسين ثم تخلف عنه، ثم قدم هو والمسيب بن نجبة و آخرون، فخرجوا في الطلب بدمه، و هم أربعة آلاف، فالتقاهم عبيدالله بن زياد بعين الوردة بعسكر مروان، فقتل سليمان و من معه، و ذلك في سنة 65 ه.

[1020] قال الذهبي: من شيعة علي، و من كبار أصحابه. (تاريخ الاسلام: ص 46 حوادث سنة 61).

[1021] قال المزي: روي عن النبي صلي الله عليه و اله و سلم في الكتب الستة، و عن أبي بن كعب في أبي داود و عمل اليوم و الليلة، و عن جبير بن مطعم في البخاري و مسلم و أبي داود و النسائي و ابن ماجة، وعن الحسن بن علي و أبيه علي. (تهذيب الكمال: ج 11 ص 454).

[1022] سماه جماعته الذين خرجوا لطلب الثأر بدم الحسين، كما رواه المزي في تهذيب الكمال: ج 11 ص 456.

[1023] ذوب النضار لابن نما الحلي: ص 89، بحارالأنوار: ج 45 ص 360، العوالم للشيخ عبدالله البحراني: ص 679.

[1024] شرح الأخبار للقاضي النعمان

المغربي: ج 3 ص 251، البداية و النهاية: ج 8 ص 284، عيون الأخبار: ج 1 ص 299، الكني و الألقاب للشيخ عباس القمي: ج 1 ص 305.

[1025] صعصعة بن صوحان بن حجر بن الحارث العبدي، من سادات عبد القيس، من أهل الكوفة. مولده في دارين قرب القطيف، كان خطيبا بليغا عاقلا، له شعر، شهد صفين مع علي، قال الشعبي: كنت أتعلم منه الخطب. نفاه المغيرة من الكوفة الي جزيرة (أوال) في البحرين بأمر من معاوية، فمات فيها سنة 56 هجرية، علي نحو 70 عاما. (الأعلام: ج 3 ص 205).

[1026] قال الذهبي: «أحد خطباء العرب كان من كبار أصحاب علي عليه السلام. سير أعلام النبلاء: ج 3 ص 528.

[1027] راجع الطبقات الكبري لابن سعد: ج 6 ص 221.

[1028] قال المزي في تهذيب الكمال: ج 13 ص 167: «روي عن عبدالله بن عباس، و عثمان بن عفان، و علي بن أبي طالب في سنن النسائي» واحتج بن النسائي: ج 8 ص 166 في كتاب الزينة، و أبوداود: ج 4 ص 303 في كتاب الأدب.

[1029] عمرو بن واثلة أو عامر بن واثلة - والأخير هو الأشهر - أبوالطفيل الليثي. قال عنه الذهبي: خاتم من رأي رسول الله صلي الله عليه و اله و سلم في الدنيا، واستمر الحال علي ذلك في عصر التابعين... و كان أبوالطفيل ثقة، صادقا، عالما، شاعرا، فارسا، عمر دهرا طويلا، و شهد مع علي حروبه. (سير أعلام النبلاء: ج 3 ص 467 ، 470). و قال ابن عدي: و كان الخوارج يذمونه لا تصاله بعلي بن أبي طالب، و قوله بفضله و فضل أهله، و ليس بروايته بأس (الكامل: ج 5 ص 87 الرقم 1264). هو آخر

من مات من الصحابة سنة 110 ه أو 107 ه.

[1030] الاستيعاب ج 4 ص 1696، المراجعات: ص 141، خلاصة عبقات الأنوار: ج 9 ص 48، أسد الغابة: ج 5 ص 234، الكني والالقاب: ج 1 ص 112. و بعضهم روي البيت هكذا: لألفينك بعد الموت تندبني و في حياتي ما زودتني زادي

[1031] له روايات في: الأدب المفرد، و مسلم، و ابن ماجة، و الترمذي، و النسائي، و أبي داود، كما ذكر المزي في تهذيب الكمال: ج 14 ص 79 - 81. و قد ترك البخاري الرواية عنه لأنه كان يفرط في التشيع، علي حسب ما ذكره الحافظ أبوعبدالله بن الأحرم. راجع الكفاية في علم الدراية للخطيب البغدادي: ص 131.

[1032] الأسود بن يزيد بن قيس، من مذحج و يكني أباعمرو، و هو ابن أخي علقمة بن قيس، و كان أكبر من علقمة. روي عن أبي بكر و عمر و علي و عبدالله بن مسعود و معاذ بن جبل، و لم يرو عن عثمان شيئا. قال الحكم: كان الأسود يصوم الدهر. و عن منصور عن بعض أصحابه: أنه ليصوم في اليوم الشديد الحر الذي أن الجمل الجلد الأحمر ليرنح فيه من الحر. (الطبقات الكبري: ج 6 ص 70).

[1033] لا يوجد لابراهيم بن يزيد خال باسم ابراهيم، بل كل الترجمين يذكرون له خالين: الأسود و عبدالرحمان و لا ثالث، فلعله اشتباه وقع فيه المصنف.

[1034] هو عبدالرحمان بن يزيد بن قيس بن عبدالله النخعي المذحجي، أخو الأسود، المكني أبابكر الكوفي، ثقة، صدوق، مات سنة 83 ه، له أحاديث كثيرة. (تقريب التهذيب: ج 2 ص 106). قال يحيي بن بكير: انه مات سنة 73 ه. و قال محمد بن سعد: توفي في

ولاية الحجاج قبل الجماجم، و قيل: مات شهيدا. (غريب الحديث: ج 4 ص 378).

[1035] المعارف لابن قتيبة: ص 624.

[1036] قال الذهبي: الامام الحافظ، فقيه العراق، هو ابن مليكة أخت الأسود بن يزيد (سير أعلام النبلاء: ج 4 ص 520)، و استقر الأمر علي أن ابراهيم حجة. (ميزان الاعتدال: ج 1 ص 74). و قال ابن حجر: الفقيه، الثقة. و قال ابن حنبل: كان ابراهيم ذكيا، حافظا صاحب سنة (سير أعلام النبلاء: ج 4 ص 529) و قال المزي: روي عن خاله الأسود بن يزيد في الكتب الستة (تهذيب الكمال: ج 2 ص 234 الرقم 265).

[1037] هو عطية بن سعد بن جنادة العوفي الجدلي القيسي الكوفي؛ أبوالحسن، من رجال الحديث، كان يعد من شيعة أهل الكوفة، خرج مع ابن الأشعث، فكتب الحجاج الي محمد بن القاسم الثقفي: أدع عطية، فان سب علي بن أبي طالب و الا فاضربه 400 سوط، و أحلق رأسه و لحيته، فأبي أن يفعل، فضربه ابن القاسم الأسواط و حلق رأسه و لحيته! ثم لجأ الي فارس، واستقر بخراسان بقية أيام الحجاج، فلما ولي العراق عمر بن هبيرة أذن له في القدوم فعاد الي الكوفة، و توفي بها سنة (111ه). (الأعلام: ج 4 ص 237).

[1038] هو القاضي الحسين بن الحسن بن عطية العوفي، يكني أباعبدالله، و كان من أهل الكوفة، و قد سمع كثيرا، قدم بغداد فولي قضاء الشرقية بعد حفص بن غياث، ثم نقل الي قضاء عسكر المهدي في خلافة هارون، توفي سنة 201 ه، أو 202 ه. (الكني والالقاب: ج 2 ص 488).

[1039] و روي له أيضا: الحاكم في المستدرك: ج 2 ص 247 و 264، وابن حجر في فتح الباري: ج 6 ص 365 و

ج 8 ص 320 و ج 12 ص 278، والمباركفوري في تحفة الأحوذي: ج 2 ص 148 و ج 3 ص 84، و قد خرجه الترمذي في باب التطوع في السفر، و أبويحيي في مسنده: ص 97، و عبدالله المبارك في مسنده: ص 164، و عبدالرزاق الصنعاني في المصنف: ج 9 ص 444، وعلي بن الجعد في مسنده: ص 296، و ابن أبي شيبة في المصنف: ج 7 ص 195 و ص 233 و 419.

[1040] خرجناه سابقا.

[1041] صحيح مسلم: ج 1 ص 188 ح 196 و ص 330 و ج 2 ص 869 ح 1209 و ج 3 ص 1671 ح 2111.

[1042] سنن النسائي: ج 3 ص 12 كتاب السهو.

[1043] سنن الترمذي: ج 1 ص 159 و ج 2 ص 200، باب ما جاء في الامام ينهض في الركعتين ناسيا، و أيضا في سنن ابن ماجة: ج 1 ص 381 كتاب الصلاة، الحديث رقم 1208، و صحيح البخاري: ج 1 ص 25، كتاب العلم و ج 2 ص 107 باب ما جاء في قبر النبي صلي الله عليه و اله و سلم و ص 122 باب من ملك من العرب و ص 157 باب فضل الحرم و ص 160 باب اليمين، و ج 5 ص 109، و ج 6 ص 176.

[1044] سنن أبي داود: ج 1 ص 272 كتاب الصلاة، الحديث رقم 1036 و ج 2 ص 869 و ج 3 ص 3021.

[1045] تهذيب الكمال: ج 4 ص 465 المسائل الصاغانية: ص 37، كتاب الأم للشافعي ج 1 ص 158، الجوهر النقي: ج 8 ص 63، ميزان الاعتدال: ج 1 ص 379. و ليس هذا فقط، بل قال

أبوعيس: سمعت الجارود يقول: سمعت وكيعا يقول: لولا جابر الجعفي لكان أهل الكوفة بغير حديث (سنن الترمذي: ج 5 ص 741). و قال اسماعيل بن علية، عن شعبة: جابر صدوق في الحديث (تهذيب الكمال: ج 4 ص 467) و عن الجراح بن مليح يقول: سمعت جابرا يقول: عندي سبعون ألف حديث عن أبي جعفر عن النبي صلي الله عليه و اله و سلم كلها. (صحيح مسلم: ج 1 ص 20) و عن ابن مهدي، سمعت سفيان يقول: ما رأيت في الحديث أورع من جابر الجعفي. (ميزان الاعتدال: ج 1 ص 382). و قال الذهبي: هو من أكبر علماء الشيعة (الكاشف: ج 1 ص 131، الرقم 748). و ذكر المزي أنه يروي له: سنن الترمذي، و سنن ابن ماجة، و عبدالله بن نجي في تفسيره، و سنن أبي داود (تهذيب الكمال: ج 4 ص 466). و قال أبوالقاسم اللالكائي: مجمع علي ثقته (تهذيب الكمال: ج 4 ص 550). و قال النسائي: ثقة (تهذيب الكمال: ج 4 ص 550، و الطبقات الكبري: ج 7 ص 381) و قال العجلي: كوفي ثقة، سكن الري. (تاريخ الثقات: 96 الرقم 205). قال المزي: روي عن ابراهيم بن محمد بن المنتشر في صحيح مسلم، و اسماعيل بن أبي خالد في البخاري، و أيوب بن عائذ في سنن النسائي، و الحسن بن عبيدالله في مسلم و أبي داود و الترمذي... (تهذيب الكمال: ج 4 ص 540 الرقم 918).

[1046] شعبة بن الحجاج بن الورد العتكي الأزدي، مولاهم، الواسطي ثم البصري؛ أبوبسطام: من أئمة رجال الحديث حفظا و دراية و ثبتا، ولد سنة 82 ه بواسط و نشأ بها، و سكن البصرة الي أن توفي 160 ه. و هو أول

من فتش بالعراق عن أمر المحدثين، و جانب الضعفاء و المتروكين. قال الامام أحمد: هو أمه وحده في هذا الشأن. و قال الشافعي: لولا شعبة ما عرف الحديث بالعراق. و كان عالما بالأدب و الشعر. قال الأصمعي: لم نر أحدا قط أعلم بالشعر من شعبة. له كتاب (الغرائب) في الحديث. (الأعلام: ج 3 ص 164).

[1047] عبدالرزاق بن همام بن نافع الحميري، مولاهم؛ أبوبكر الصنعاني، من حفاظ الحديث الثقات، من أهل صنعاء. ولد سنة 126 ه، و كان يحفظ نحوا من سبعة عشر ألف حديث. له «الجامع الكبير» في الحديث. قال الذهبي: و هو خزانة علم. توفي سنة 211 ه. (الأعلام: ج 3 ص 353).

[1048] يحيي بن معين بن عون بن زياد المري بالولاء، البغدادي؛ أبوزكريا: من أئمة الحديث و مؤرخي رجاله، نعته الذهبي بسيد الحفاظ، و قال العسقلاني: امام الجرح و التعديل. و قال ابن حنبل: أعلمنا بالرجال. و من كلامه: كتبت بيدي ألف ألف حديث. ولد بقرية (نقيا) قرب الأنبار سنة (158 ه)، و كان أبوه علي خراج الري فخلف له ثروة كبيرة، فأنفقها في طلب الحديث، عاش ببغداد، و توفي بالمدينة حاجا سنة 233 ه. (الأعلام: ج 8 ص 172).

[1049] اسحاق بن ابراهيم بن مخلد بن ابراهيم بن عبدالله بن مطر بن عبيدالله بن غالب بن عبدالوارث بن عبيدالله بن عطية المروزي، المعروف بابن راهويه؛ أبويعقوب، محدث، فقيه، رحل الي الحجاز، وله مع الشافعي مناظرة في بيوت مكة. من تصانيفه: المسند، و كتاب التفسير. توفي سنة 238. (معجم المؤلفين لعمر كحالة: ج 2 ص 228).

[1050] خلاصة عبقات الانوار: ج 7 ص 48 ينقل عن مخطوط الكمال في معرفة الرجال، المراجعات: ص 148، معرفة علوم

الحديث للحاكم النيسابوري: ص 140، فتح الملك العلي: ص 105، ضعفاء العقيلي: ج 3 ص 110، الكامل لعبدالله بن عدي: ج 5 ص 311، تاريخ مدينة دمشق: ج 36 ص 192، ميزان الاعتدال: ج 2 ص 612، سير أعلام النبلاء: ج 9 ص 573 و ص 574 و ج 16 ص 170، تهذيب التهذيب: ج 6 ص 281.

[1051] ذكر مقالته في: ميزان الاعتدال: ج 3 ص 610 رقم 5044، ضعفاء العقيلي: ج 3 ص 109، تاريخ مدينة دمشق: ج 36 ص 187، سير أعلام النبلاء: ج 9 ص 570، معجم البلدان: ج 3 ص 429، وضوء النبي: ج 2 ص 522.

[1052] سأل الترمذي أحمد بن حنبل عن عائشة والزبير و طلحة، فأجاب: «من أنا حتي أقول في أصحاب رسول الله صلي الله عليه و سلم -! كان بينهم شي ء الله أعلم به». فأحمد لا يسيغ قدحا في الصحابة لورعه، و هم بأعمالهم و آرائهم أصل من أصوله... حتي أنه ليبعث الي يحيي بن معين يقول له: هو ذا تكثر الحديث عن عبدالله بن موسي العبسي، و قد سمعته تناول معاوية، و قد أكثر الحديث عنه، فقال يحيي للرسول: اقرأ علي أبي عبدالله أحمد بن حنبل السلام و قل له: أنا و أنت سمعنا عبدالرزاق (بن همام) يتناول عثمان بن عفان، فاترك الحديث عنه، فان عثمان أفضل من معاوية. و لم يترك أحمد حديث عبدالرزاق. (منه).

[1053] خرجناه سابقا و نضيف اليه: قال الذهبي: سليمان بن مهران، الامام، شيخ الاسلام، شيخ المقرئين و المحدثين، الحافظ. (سير أعلام النبلاء: ج 6 ص 226) و قال العجلي: ثقة كوفي، و كان محدث أهل الكوفة في زمانه، و كان فيه تشيع

(تاريخ الثقات: ص 204 الرقم 619) و عدة ابن قتيبة في المعارف: ص 624، و الشهرستاني في الملل و النخل: ج 1 ص 170 من رجال الشيعة.

[1054] مثل صحيح البخاري: ج 1 ص 25، صحيح مسلم: ج 1 ص 86 الحديث 131، سنن أبي داود: ج 3 ص 26 ح 2562، سنن الترمذي: ج 5 ص 643، سنن ابن ماجة: ج 1 ص 42 ح 114، سنن النسائي: ج 8 ص 117. و قد ذكر التخريجات المزي في تهذيب الكمال: ج 12 ص 76 - 82 تحت رقم 2570، فراجع.

[1055] وفيات الأعيان: ج 3 ص 188، قاموس الرجال: ج 4 ص 495، المراجعات: ص 133.

[1056] هو عبدالله بن لهيعة بن عقبة بن فرعان بن ربيعة بن ثوبان، قال عنه الذهبي: القاضي، الامام، العلامة، محدث ديار مصر، الليث، أبوعبدالرحمان الحضرمي الأعدولي... و كان من بحور العلم علي لين في حديثه (سير أعلام النبلاء: ج 8 ص 11 الرقم 4. و يقول أبوعبيد الآجري: سمعت أباداود يقول: و سمعت أحمد بن حنبل يقول: من كان مثل ابن لهيعة بمصر في كثرة حديثه و ضبطه و اتقانه؟! و قال المزي: لا ريب أن ابن لهيعة كان عالم الديار المصرية. (تهذيب الكمال: ج 15 ص 494). قال ابن عدي: مفرط في التشيع. (نقل عنه ميزان الاعتدال: ج 2 ص 483) و عده ابن قتيبة من رجال الشيعة. (المعارف ص 624). له روايات في: صحيح مسلم: ج 1 ص 435 ذيل الحديث 197، سنن أبي داود: ج 3 ص 8 رقم 2497، سنن الترمذي: ج 1 ص 15 رقم 10، سنن ابن ماجة: ج 1 ص 445 ح 1390. ولد سنة 97 ه، و ولي القضاء للمنصور العباسي سنة

154 ه، فأجري عليه 30 دينارا كل شهر، فأقام عشر سنين، و صرف سنة 164 ه، و احترقت داره و كتبه سنة 170 ه، توفي بالقاهرة سنة 174 ه. (الأعلام: ج 4 ص 115).

[1057] تاريخ دمشق: ج 32 ص 143، و تاريخ الاسلام: حوادث سنة 171 - 180 ص 220، تهذيب الكمال: ج 15 ص 495، تذكرة الحفاظ للذهبي: ج 1 ص 239، ميزان الاعتدال: ج 2 ص 477، تهذيب التهذيب: ج 5 ص 329.

[1058] خرجناه سابقا.

[1059] هذا حديث متواتر عن النبي صلي الله عليه و اله و سلم، نقله تارة جابر، و تارة حذيفة بن اليمان. و كان شريك يحدث به. و ممن ذكره من علماء السنة و الشيعة: كفاية الطالب: ص 245، ترجمة الامام علي لابن عساكر: ج 2 ص 444، ينابيع المودة: ج 2 ص 78، كنز العمال: ج 11 ص 625، تاريخ بغداد: ج 7 ص 433، فرائد السمطين: ج 1 ص 154، موضع أوهام الجمع و التفريق: ج 1 ص 394، تهذيب التهذيب: ج 9 ص 419، لسان الميزان: ج 2 ص 252، كنوز الحقائق للمناوي: ص 98، المناقب لابن حمزة الطوسي: ص 124 و 130، مناقب آل أبي طالب: ج 2 ص 265، الطرائف لابن طاوس: ص 88، أمالي الصدوق: ص 47، علل الشرائع: ص 58، اختيار معرفة الرجال: ج 1 ص 237، بحارالأنوار: ج 38 ص 6، سير أعلام النبلاء: ج 8 ص 205، ميزان الاعتدال: ج 2 ص 271، الكامل لعبدالله بن عدي: ج 4 ص 10، تاريخ دمشق: ج 42 ص 372، اعلام الوري: ج 1 ص 319، من لا يحضره الفقيه: ج 3 ص 493، وسائل

الشيعة: ج 19 ص 338 و ج 20 ص 150، مناقب أميرالمؤمنين لمحمد بن سليمان الكوفي: ج 2 ص 524، المسترشد لابن جرير الطبري: ص 272.

[1060] تاريخ بغداد: ج 9 ص 292. و قد ذكر رواة الخبر أن عزله كان بسبب جوابه لا بسبب رؤيا الخليفة كما يذكرها المؤلف في الهامش التالي.

[1061] ربما كان في هذه الفترة الحرجة ما قيل من أنه دخل يوما علي المهدي، فقال المهدي: علي بالسيف و النطع، قال شريك: ولم يا أميرالمؤمنين؟ قال المهدي: رأيتك في منامي كأنك تطأ بساطي، و أنت معرض عني، فقصصت رؤياي علي من عبرها، فقال لي: يظهر لك طاعته و يضمر معصيته!! قال شريك: والله ما رؤياك برؤيا ابراهيم الخليل، و لا معبرك بيوسف عليه السلام، أفبالأحلام الكاذبة تضرب أعناق المؤمنين؟! فاستحي المهدي و قال: اخرج عني، و أبعده. و كان الحقد علي أميرالمؤمنين علي غذاء يوميا علي موائد بني العباس، لا تخلو منه واحدة حتي ولو كانت مائدة لخليفة يتشيع هو المأمون: أنبأه عمه ابراهيم بن المهدي - و كان شديد الانحراف عن علي - أنه رأي في المقام عليا فمشيا حتي جاءا قنطرة، فتقدم لعبورها فأمسكه ابراهيم و قال: أنت تدعي هذا الأمر بامرأة (يقصد أمر الخلافة و فاطمة الزهراء و أن عليا يتقدم بزواجه منها). فما رأيت له بلاغة في الجواب.. ما زادني علي أن قال: سلاما سلاما! فنهره المأمون علي ما افتضح من عقله الباطن في صورة حلم، قال: لقد أجابك أبلغ الجواب، عرفك أنك جاهل لا يجاب مثلك، قال الله تعالي: (و اذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما). و لقد نهره أحمد بن أبي دؤاد مرة أخري اذ لم يتوقر في مجلس القضاء،

فقال له: يا ابراهيم، اذا نازعت في مجلس الحكم بحضرتنا امرءا فلا أعلمن أنك رفعت عليه صوتا، و لا أشرت بيد، وليكن قصدك أمما و ريحك ساكنة، و كلامك معتدلا. ووف مجالس الخليفة حقها من التوقير و التعظيم. و كان مغنيا يعربد، نصبه أهله خليفة لمدة عامين في ثورة علي المأمون، ثم عفا عنه المأمون بعد أن ضبطوه يحاول الفرار في ثياب امرأة! (منه).

[1062] خالد بن مخلد القطواني، أبوالهيثم البجلي، مولاهم، من كبار شيوخ البخاري. قال العجلي: ثقة فيه تشيع. و قال ابن سعد: كان متشيعا مفرطا. و قال صالح جزرة: ثقة الا أنه كان متهما بالغلو في التشيع. (مقدمة فتح الباري ص 398). لقب بالقطواني لانه كان بقالا يبيع القطينة، و قيل: لموضع بقرب الكوفة (الديباج علي مسلم ص 233).

[1063] سؤالات الآجري لأبي داود، لسليمان بن الأشعث: ج 1 ص 262.

[1064] هشيم بن بشير بن أبي خازم السلمي؛ أبومعاوية الواسطي، نزيل بغداد، مفسر من ثقات المحدثين، كان محدث بغداد، لزمه الامام أحمد بن حنبل أربع سنين. و كان ممن خرج مع ابراهيم بن عبدالله الطالبي بواسط، و قتل ابنه معاوية مع ابراهيم. ولد في بخاري 104 ه، و توفي سنة 183 ه. (الأعلام: ج 8 ص 89).

[1065] عبيدالله بن موسي بن باذام العبسي؛ أبومحمد، أحدالحفاظ، ثقة، كان يتشيع. (تقريب التهذيب: ج 1 ص 640). قال ابن السكن: روي البخاري عن عبيدالله بن موسي. (الاصابة: ج 1 ص 504). و قال ابن أبي خيثمة: سمعت يحيي بن معين و قيل له: قال أحمد: ان عبيدالله بن موسي يرد حديثه للتشيع. فقال: كان عبدالرزاق - والله الذي لا اله الا هو - أغلي في ذلك منه مائة ضعف، و لقد

سمعت من عبدالرزاق أضعاف ما سمعت من عبيدالله. (تهذيب التهذيب: ج 6 ص 280).

[1066] معروف بن فيروز الكرخي؛ أبومحفوظ، أحد أعلام الزهاد و المتصوفين، كان من موالي الامام علي الرضا بن موسي الكاظم، ولد في الكرخ ببغداد، و نشأ و توفي فيها سنة 200 ه. اشتهر بالصلاح، و قصده الناس للتبرك به، حتي كان الامام أحمد بن حنبل في جملة من يختلف اليه. (الأعلام: ج 7 ص 269). قيل: كان أبواه نصرانيين، فأسلماه الي مؤدب كان يقول له: قل: ثالث ثلاثة! فيقول معروف: بل هو الواحد، فيضربه فيهرب، فكان والداه يقولان: ليته رجع، ثم ان أبويه أسلما. (سير أعلام النبلاء: ج 9 ص 339).

[1067]: أمسك، و هل يراد من العلم الا ما وصل اليه معروف. راجع: تاريخ بغداد: ج 13 ص 202 و سير أعلام النبلاء: ج 9 ص 340. و لعل العبارة التي ذكرها أحمد اشارة الي حديث النبي صلي الله عليه و اله و سلم: «أوصيك بتقوي الله فانه رأس الأمر كله». راجع: تاريخ مدينة دمشق: ج 23 ص 275، و فيض القدير: ج 3 ص 98، و كنز العمال: ج 16 ص 133، و الجامع الصغير: ج 1 ص 428، و بحارالأنوار: ج 74 ص 72، و وسائل الشيعة: ج 11 ص 230.

[1068] أحمد بن محمد بن سعيد بن عقدة الكوفي، مولي بني هاشم، محدث، حافظ، صنف و جمع و ألف في الأبواب و التراجم، ولد سنة 249 ه و توفي سنة 332 ه. و قال النجاشي: «هذا رجل جليل في أصحاب الحديث، مشهور بالحفظ و الحكايات، يختلف عنه في الحفظ و عظمه. و كان كوفيا زيديا جاروديا علي ذلك حتي مات.

و ذكره أصحابنا الامامية لاختلاطه بهم، و مداخلته اياهم، و عظم محله، و ثقته و أمانته». (رجال النجاشي: ص 94).

[1069] مرجع الكلام ليس الي ابن عقدة، بل الي الامام الصادق عليه السلام. فقد ذكر اليعقوبي في معرض حديثه عن الامام: «و كان أفضل الناس و أعلمهم بدين الله، و كان من أهل العلم الذين سمعوا منه، اذا رووا عنه قالوا: أخبرنا العالم». (تاريخ اليعقوبي: ج 2 ص 381).

[1070] قيس الماصر، و قيل: ابن الماصر، محدث امامي، حسن الحديث، و كان فاضلا، ممدوحا، متكتما، حسن الكلام، مناظرا، بليغا، و من شيوخ الشيعة في علم الكلام. تعلم الكلام من الامام السجاد عليه السلام، و قد أمره الامام الصادق عليه السلام بمناظرة أحد الشاميين بحضرته عليه السلام. (جامع الرواة: ج 2 ص 26، معجم رجال الحديث: ج 14 ص 99، خاتمة المستدرك: 837).

[1071] ذكر الواقعة: الكافي: ج 1 ص 173، شرح أصول الكافي: ج 5 ص 90، الارشاد: ج 2 ص 198، الاحتجاج: ج 2 ص 125، مدينة المعاجز: ج 5 ص 269، بحارالأنوار: ج 23 ص 13 و ج 48 ص 205، طرائف المقال: ج 2 ص 560، اعلام الوري: ج 1 ص 533.

[1072] مرت ترجمته سابقا.

[1073] هو بريد بن معاوية العجلي، كان ممن روي عن الصادقين عليهماالسلام معا، و مات في أيام الصادق عليه السلام، و قد بلغ من الجلالة و عظم الشأن عند أهل البيت حدا، فوق الوثاقة، و قد وردت روايات كثيرة في مدحه، و يكفيه أنه من الذين أجمعت العصابة علي تصحيح كل ما يصح عنه، و الاقرار له بالفقه. (الامام الصادق للمظفر: ج 2 ص 134).

[1074] ليث بن البختري؛ أبوبصير المرادي الكوفي، روي عن الصادقين عليهماالسلام، و مقامه أرفع

من أن يطري، و كان من المقدمين عند الصادقين عليهماالسلام، و للصادق عليه السلام فيه كلمات تكشف عن محل لا ينال، و درجة لا يساوقه فيها الا قلائل من نخبة رجالهم، و هو من أعظم المحدثين و أعيان الفقهاء و هو ممن أجمعت العصابة علي توثيقهم و تصحيح كل ما يصح عنهم، و أقرت لهم بالفقاهة. (الامام الصادق للمظفر: ج 2 ص 164).

[1075] تقدمت ترجمته سابقا.

[1076] وردت في هؤلاء الأربعة عدة أحاديث نذكر منها للتبرك لا للحصر: عن الصادق: «أوتاد الأرض و أعلام الدين أربعة: محمد بن مسلم، و بريد بن معاوية، و ليث بن البختري المرادي، و زرارة بن أعين». و قال عليه السلام: «ان اصحاب أبي كانوا زينا، أحياء و أمواتا: أعني: زرارة بن أعين، و محمد بن مسلم، و منهم: ليث المرادي، و بريد العجلي، هؤلاء القوامون بالقسط، هؤلاء القوامون بالصدق، هؤلاء السابقون السابقون، أولئك المقربون» و قال فيهم: «أربعة نجباء، أمناء الله علي حلاله و حرامه...». و يقول عليه السلام: «هؤلاء حفاظ الدين و أمناء أبي علي حلال الله و حرامه، و هم السابقون الينا في الدنيا و السابقون الينا في الآخرة...». (الامام الصادق للمظفر: ج 2 ص 134 في ترجمة بريد العجلي).

[1077] الحديث هو: «رحم الله زرارة بن أعين، لولا زرارة و نظراؤه لاندرست أحاديث أبي» وسائل الشيعة: ج 27 ص 144، مستدرك الوسائل: ج 17 ص 314، الاختصاص: ص 66، رجال الكشي: ص 90، الفصول المهمة: ص 589، بحارالأنوار: ج 47 ص 390.

[1078] هو المستشرق دوايت. م. رونلدسن صاحب كتاب (عقيدة الشيعة). قال الأميني عنه في الغدير: ج 3 ص 320: «قد يحسب الباحث رمزا من النزاهة في هذا الكتاب، و خلاء من القذف

و السباب المقذع، غير أنه مهما أمعن النظر فيه يراه معربا عن جهل مؤلفه المطبق، و قصر باعه في آراء الشيعة و معتقداتهم، و عدم عرفانه برجالهم و تراجمهم و تآليفهم، أو كحاطب ليل لا يدري ما يجمع في حزمته، فجاء يكتب عن أمة عظيمة كهذه، و يبحث عن عقائدهم، و يستند فيها كثيرا الي كتب قومه المشحونة بالطامات و الآراء الساقطة، و المخازي التافهة...».

[1079] عقيدة الشيعة: ص 140 طبعة مؤسسة المفيد بيروت. و نقل عنه شرح احقاق الحق: ج 28 ص 530، و بعض ماورد من سيرة الامام جعفر الصادق عليه السلام لمركز المصطفي: ص 2141، و في أبي حنيفة لمركز المصطفي: ص 259.

[1080] تقدمت ترجمته سابقا.

[1081] رجال النجاشي: ص 10، فهرست الشيخ: ص 57، وسائل الشيعة: ج 30 ص 291، مستدرك الوسائل: ج 17 ص 315، شرح أصول الكافي: ج 11 ص 84، الاحتجاج: ج 2 ص 61، خلاصة الأقوال: ص 73، ايضاح الاشتباه: ص 81، رجال ابن داود: ص 29.

[1082] وسائل الشيعة: ج 19 ص 317، المراجعات: ص 415، خلاصة الأقوال: ص 74.

[1083] سفينة البحار: ج 1 ص 7، المراجعات: ص 415، رجال النجاشي: ص 8.

[1084] من لا يحضره الفقيه: ج 4 ص 435، وسائل الشيعة: ج 30 ص 22، رجال النجاشي: ص 10، اختيار معرفة الرجال: ج 2 ص 622، ايضاح الاشتباه: ص 81، رجال ابن داود: ص 30.

[1085] وسائل الشيعة: ج 3 ص 200، حلية الأبرار: ج 1 ص 54، رجال النجاشي: ص 12، رجال ابن داود: ص 29 و 212، معجم رجال الحديث: ج 1 ص 133.

[1086] تهذيب المقال: ج 1 ص 230، معجم رجال الحديث: ج 1 ص 133، أمان الأمة من الاختلاف:

ص 25.

[1087] نهج السعادة: ج 7 ص 194، رجال النجاشي: ص 12، معجم رجال الحديث: ج 1 ص 123، تهذيب المقال: ج 1 ص 230.

[1088] تهذيب المقال: ج 1 ص 229، سفينة البحار: ج 1 ص 7، الاجتهاد و التقليد للسيد الخميني: ص 67، رجال النجاشي: ص 11، رجال ابن داوود: ص 29، معجم رجال الحديث: ج 1 ص 133.

[1089] أبا بن عثمان بن يحيي بن زكريا اللؤلؤي البجلي بالولاء؛ أبوعبدالله، المعروف بالأحمر، عالم بالأخبار و الأنساب، امامي، أصله من الكوفة و كان يسكنها تارة، و يسكن البصرة تارة أخري. و ممن أخذ عنه: أبوعبيدة معمر بن المثني، و أبوعبدالله محمد بن سلام. له كتب منها: (المغازي) في أخبار المبتدأ و المبعث و غزوات الرسول صلي الله عليه و اله و سلم و السقيفة والردة. توفي سنة 200 ه (الأعلام: ج 1 ص 27). و هو من رجال الحديث، عده الكشي من أصحاب الاجماع، روي عن الامامين: الصادق و الكاظم عليه السلام. (موسوعة مؤلفي الامامية: ج 1 ص 116).

[1090] رجال النجاشي: ص 12، المراجعات: ص 415، معجم رجال الحديث: ج 1 ص 133.

[1091] لم يكن لأبان أي رواية في صحيح مسلم و لا في السنن الحديثية، و انما رووا عن أبان بن عثمان بن عفان الوالي المحدث، و لعل المؤلف اشتبه في الاسم فظنه أبان الأحمر.

[1092] ليس له كتاب في الأصول، و انما عنده أصل من الاصول الحديثية، رواه أحمد بن محمد بن عيس عن محسن بن أحمد عنه. راجع موسوعة مؤلفي الامامية: ج 1 ص 116. و عنده كتاب في التاريخ أشار اليه النجاشي: ص 13 الي أنه حسن كبير يجمع المبتدأ و المغازي و الوفاة

و الردة...، و ذكره الطوسي في الفهرست: ص 7.

[1093] ثابت بن دينار الثمالي الأزدي بالولاء؛ أبوحمزة، من رجال الحديث الثقات عند الامامية، وروي عنه بعض أهل السنة. و هو من أهل الكوفة، قتل ثلاثة من أولاده مع زيد بن علي، و كان الرضا عليه السلام يقول: «هو لقمان زمانه». و كان أبوه مولي للمهلب بن أبي صفرة. له كتاب في تفسير القرآن، و كتاب الزهد، و كتاب النوادر. توفي سنة 150 ه. (الأعلام: ج 2 ص 98). ترجم له البخاري في التاريخ الكبير: ج 2 ص 165.. و قال: سمع منه أبونعيم و وكيع.

[1094] المعروف عن أبي حمزة الثمالي رضي الله عنه أنه قدم أربعة من الائمة و تشرف بخدمتهم، و لذا نال هذه الحظوة، بل أن الامام الرضا عليه السلام عندما أثني عليه علل قوله بأنه قدم أربعة منا: علي بن الحسين، و محمد بن علي، و جعفر بن محمد و موسي بن جعفر. راجع اختيار معرفة الرحال: ج 2 ص 458.

[1095] هو اسماعيل بن عبدالرحمان السدي، تابعي، حجازي الأصل، سكن الكوفة. قال فيه ابن تغري بردي: صاحب التفسير و المغازي و السير، و كان اماما عارفا بالوقائع و أيام الناس. (الأعلام: ج 1 ص 317).

[1096] في بعض المصادر «كسلمان في زمانه» و في بعضها الرواية عن الصادق عليه السلام. و لا تنافي في أن تذكر عن أكثر من امام بأكثر من صيغة، راجع شرح أصول الكافي: ج 6 ص 77، ووسائل الشيعة: ج 19 ص 439، و الرواشح السماوية: ص 96، و اختيار معرفة الرجال: ج 2 ص 458، و تفسير أبي حمزة الثمالي: ص 7 و 67، و خلاصة الأقوال: ص 86، و ايضاح الاشتباه: ص 125، و رجال

ابن داود: ص 216، و التحرير الطاوسي: ص 102، و نقد الرجال: ص 311.

[1097] و حمزة اكبر أولاده روي ذلك النجاشي في رجاله: ص 289 ترجمة رقم 294، و معجم رجال الحديث: ج 4 ص 293.

[1098] في سنن الترمذي: ج 3 ص 48 كتاب الزكاة الحديث 659. و ينقل المزي في تهذيب الكمال: ج 4 ص 358 جملة أسانيد تنقل عنه في الترمذي و خصائص النسائي.

[1099] مرت ترجمته سابقا.

[1100] فقالوا: ماهو الا شيطان الطاق».

[1101] لسان الميزان لابن حجر: ج 5 ص 300.

[1102] التحفة السنية للسيد عبدالله الجزائري: ص 10، شرح أصول الكافي: ج 5 ص 89، الارشاد للمفيد: ج 2 ص 195، الاحتجاج: ج 2 ص 123، مدينة المعاجز: ج 5 ص 267، بحارالأنوار: ج 48 ص 204، طرائف المقال: ج 2 ص 559، معجم رجال الحديث: ج 18 ص 42، اعلام الوري للطبرسي: ج 1 ص 531.

[1103] تحف العقول: ص 308، بحارالأنوار: ج 75 ص 286، مستدرك سفينة البحار: ج 6 ص 602، اختيار معرفة الرجال: ج 2 ص 424 و ج 2 ص 434.

[1104] هو أبوخالد الكابلي.

[1105] مستدرك سفينة البحار: ج 6 ص 602، اختيار معرفة الرجال: ج 2 ص 424، معجم رجال الحديث: ج 18 ص 37، الكني و الالقاب: ج 2 ص 438، هامش تحف العقول: ص 308، هامش بحارالأنوار: ج 75 ص 286.

[1106] منتهي الآمال: ج 2 ص 277، و المناظرة كاملة في الاحتجاج: ج 2 ص 141، و البحار: ج 6 ص 180 أيضا.

[1107] مواقف الشيعة: ج 2 ص 352، قاموس الرجال: ج 9 ص 215، تاريخ بغداد: ج 13 ص 411، المستفاد من ذيل تاريخ بغداد: ج 2 ص

86.

[1108] قاموس الرجال: ج 9 ص 215، مواقف الشيعة: ج 2 ص 352، تاريخ بغداد: ج 13 ص 411، المستفاد من ذيل تاريخ بغداد: ج 2 ص 86. و قد ورد بلفظ آخر بأن طلب منه ألف درهم أو خمسمائة دينار، أنظر: الاحتجاج: ج 2 ص 148، و مختصر بصائر الدرجات: 204، و بحارالأنوار: ج 53 ص 107.

[1109] الحدائق الناضرة: ج 24 ص 121، هامش تحف العقول: ص 308، الاحتجاج: ج 2 ص 149، مناقب آل أبي طالب: ج 3 ص 197، بحارالأنوار: ج 47 ص 400 و ج 75 ص 286، مواقف الشيعة: ج 1 ص 332، قاموس الرجال: ج 8 ص 310 و ج 9 ص 215، زهر الربيع: ص 24 و 31 و 142، العقد الفريد: ج 4 ص 42، نقد الرجال: ج 4 ص 282، رجال الكشي: 186 ذيل الحديث 329، فهرست ابن النديم: 224، تاريخ بغداد: ج 13 ص 41، المستفاد من ذيل تاريخ بغداد: ج 2 ص 86.

[1110] ذكرها: لسان الميزان: ج 5 ص 301، فتح الملك العلي: ص 144.

[1111] سبق تخريجه.

[1112] قال الكشي: «اجتمعت العصابة علي تصحيح ما يصح عن هؤلاء، و تصديقهم لما يقولون، و أقروا لهم بالفقه... ستة نفر: جميل بن دراج... أبان بن عثمان» رجال الكشي: ص 375، و نقل عن الكشي كل من: تنقيح المقال: ج 2 ص 218، و رجال الطوسي: 264، و الرواشح السماوية للداماد: ص 46. و الأصول الأصيلة : ص 57.

[1113] الفهرست لابن النديم: ص 222.

[1114] جهم بن صفوان السمرقندي؛ أبومحرز، من موالي بني راسب، رأس الجهمية. قال الذهبي: الضال، المبدع، هلك في زمان صغار التابعين، و قد زرع شرا عظيما، كان

يقضي في عسكر الحارث بن سريج الخارج علي أمراء خراسان، فقبض عليه نصر بن سيار، فطلب جهم استبقاءه، فقال نصر: لا تقوم علينا مع اليمامة اكثر مما قمت، و أمر بقتله، فقتل سنة 128 ه. (الأعلام: ج 2 ص 141).

[1115] الفصول المختارة للشيخ المفيد: ص 49، بحارالأنوار: ج 10 ص 293 و ج 29 ص 69 و ج 75 ص 296، المناظرات في الامامة: ص 140 و 144،الدرجات الرفيعة: ص 91، طرائف المقال: ج 2 ص 565، فهرست ابن النديم: ص 224.

[1116] الفهرست: ص 224.

[1117] مصباح المتهجد: ص 672، سعد السعود: ص 73، اقبال الأعمال: ج 2 ص 36، بحار الانوار: ج 35 ص 287، الفهرست لابن النديم: ص 224.

[1118] العبارة كما يرويها الأعلام: «مثل هذا حي و يبقي لي ملكي ساعة واحدة؟! فو الله للسان هذا أبلغ في قلوب الناس من مائة سيف». راجع: كمال الدين و تمام النعمة: ص 368، و بحارالأنوار: ج 48 ص 202 و ج 69 ص 151.

[1119] الفهرست لابن النديم: ص 223.

[1120] الدرجات الرفيعة: ص 91، مناقب آل أبي طالب: ج 2 ص 249، بحارالأنوار: ج 38 ص 3، مواقف الشيعة: ج 2 ص 474، العقد الفريد: ج 2 ص 412، عيون الأخبار لابن قتيبة: ج 2 ص 150.

[1121] تحف العقول: ص 396، مستدرك الوسائل: ج 11 ص 299، بحارالأنوار: ج 1 ص 153 و ج 75 ص 312، مستدرك سفينة البحار: ج 2 ص 356 و ج 9 ص 9، نهج السعادة: ج 7 ص 346.

[1122] رد السيد المرتضي في كتابه الشافي دعوي كون هاشم يقول بالتجسيم، و اكثر أصحابنا يقولون أنه أورد ذلك علي سبيل المعارضة للمعتزلة. (اختيار معرفة

الرجال: ج 2 ص 561 - 562).

[1123] الكافي: ج 1 ص 169 - 171، علل الشرائع: ج 1 ص 193 - 195، الأمالي للصدوق: ص 686 - 687، كمال الدين و اتمام النعمة: ص 207 - 209، شرح أصول الكافي: ج 5 ص 85 و ص 86، الاحتجاج: ج 2 ص126 - 128، بحار الأنوار: ج 23 ص 6 - 8 و ج 58 ص 248 - 249.

[1124] ذكر ابن النديم في الفهرست: ص 223 خمسة و عشرين كتابا، منها الكتب التي ذكرها المؤلف.

[1125] قال جرجي زيدان في مجلة «الهلال» علي ما حكي عنه: «انه من تلامذه الصادق عليه السلام و ان أعجب شي ء عثرت عليه في أمر الرجل أن الأوربيين اهتموا بأمره أكثر من المسلمين و العرب، و كتبوا فيه و في مصنفاته تفاصيل، و قالوا: انه أول من وضع أساس الشيمي الجديد، و كتبه في مكاتبهم كثيرة، و هو حجة الشرقي علي الغربي الي أبد الدهر». (انظر معجم رجال الحديث: ج 4 ص 328).

[1126] هو أبوبكر؛ محمد بن زكريا الرازي، المكني بجالينوس العرب، أو طبيب المسلمين. مولده و منشؤه بالري، قدم بغداد و له من العمر نيف و ثلاثون سنة، و كان في ابتداء أمره يضرب بالعود. اشتغل بالطب علي أبي الحسن علي بن زين الطبري، و صار امام وقته في الطب، و كان متقنا لهذه الصنعة، تشد اليه الرحال. و ألف كتبا كثيرة في الطب، عمي في آخر زمانه. توفي قريبا من سنة 311 - 320 ه. (معجم المطبوعات العربية: ج 1 ص913).

[1127] راجع معجم المطبوعات العربية لالياس سركيس: ج 1 ص 913.

[1128] الفهرست لابن النديم: ص 421 و يقول: «والرازي يقول في كتبه المؤلفة

في الصنعة: قال استاذنا أبوموسي، جابر بن حيان».

[1129] ليس فقط غير المسلمين بل حتي المسلمين الذين لا يريدون فضلا لأهل البيت! حتي أن بعضهم عد جابر بن حيان شخصية أسطورية! و ذلك لثبوت أخذ ابن حيان علم الكيمياء عن جعفر الصادق.. راجع: الامام الصادق و المذاهب الأربعة لأسد حيدر: ج 1 ص 425.

[1130] الفهرست: ص 420، هدية العارفين: ج 1 ص 249، معجم المطبوعات العربية لالياس سركيس: ج 1 ص 664 و ص 700، الذريعة: ج 5 ص 121 و ج 7 ص 60 و ج 17 ص 160، ينابيع المودة: ج 3 ص 160، حياة الامام الرضا عليه السلام: ج 2 ص 187.

[1131] نقلا عن كتاب الحاصل لابن حيان ذكره الحاج حسين الشاكري في كتابه: الامام جعفر الصادق عليه السلام: ج 1 ص 202، و الدكتور محمد يحيي الهاشمي في كتابه الامام الصادق ملهم الكيمياء: ص 116، و أيضا موجود في رسائل جابر بن حيان: ج 1 ص 311.

[1132] خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي القرشي؛ أبوهاشم، حكيم قريش و عالمها في عصره، اشتغل بالكيمياء و الطب و النجوم، فأتقنها و ألف فيها رسائل. اختلفوا في سنة وفاته، الي أن قال الذهبي: و فيها (أي سنة 90 ه) علي الأصح توفي خالد بن يزيد، و كان موصوفا بالعلم و الدين و العقل. و شكك ابن الاثير في بعض نواحي علمه، فقال: يقال: انه أصاب علم الكيمياء، و لا يصح ذلك لأحد. و قال البيروني: كان خالد أول فلاسفة الاسلام. و قال ابن النديم: أمر بنقل الكتب من اللسان اليوناني و القبطي الي العربي. (الأعلام: ج 2 ص 300).

[1133] رسائل جابر بن حيان: ج 1 ص 164، و

راجع: الامام جعفر الصادق للحاج حسين الشاكري: ج 1 ص 202، و الامام الصادق ملهم الكيمياء: ص 161، و بعض ماورد من سيرة الامام الصادق لمركز المصطفي: ص 580.

[1134] المعروف أن المستشرق الفرنسي (بول كراوس) و من قبله استاذه (روسكا) كانا يشككان في نسبة هذه الكتب الي جابر، بل الي العقلية العربية، و يدعيان أن صورة جابر صورة خيالية، و أن الرسائل الخمسمائة لجابر انما هي لعدة علماء!! و قد قام الكاتب و العالم المصري اسماعيل مظهر بمناقشة آراء كراوس و الرد علي ما أورده من شكوك واهية، في سلسلة مقالات نشرتها مجلة «المقتطف» في الأعداد 554:68 -551 ،617 ،625). كما أن الأستاذ أحمد زكي صالح نشر سلسلة أخري من المقالات في نفس الموضوع في مجلة «الرسالة المصرية» السنة الثامنة:1204-1206، 1235-1237، 1268-1270، 1299-1302.

[1135] الفهرست لابن النديم: ص 423.

[1136] ذكر الطبراني عن أحمد بن رشدين قال: سمعت أحمد بن صالح يقول: كان الدراوردي من أهل اصبهان، نزل بالمدينة، فكان يقول للرجل اذا أراد أن يدخل: أندرون! فلقبه أهل المدينة الدراوردي (طبقات المحدثين باصبهان: ج 1 ص 412). و قال الزركلي: هو عبدالعزيز بن محمد بن عبيد الدراوردي، الجهني بالولاء، المدني؛ أبومحمد، محدث. روي عنه خلق كثير منهم سفيان و شعبة، و كان سيئ الحفظ، توفي بالمدينة سنة 186 ه. (الأعلام: ج 4 ص 25).

[1137] جرير بن عبدالحميد بن قرط الرازي الضبي، محدث الري في عصره، رحل اليه المحدثون لسعة علمه، و كان ثقة. مولده و وفاته بالري سنة 188 ه، و هو كوفي الأصل. (الأعلام: ج 2 ص 119).

[1138] ابراهيم بن طهمان بن شعيب الهروي الخراساني؛ أبوسعيد، حافظ، من كبارهم في خراسان، ولد في هراة، و

أقام في نيسابور و بغداد، و توفي بنيسابور سنة 168 ه، و قيل: بمكة. قال فيه الفيروزآبادي: من أئمة الاسلام علي ارجاء فيه، و قيل: رجع عن الارجاء. و نقل عن أبي زرعة: كنت عند أحمد بن حنبل، فذكر ابراهيم بن طهمان، و كان متكئا من علة، فجلس و قال: لا ينبغي أن يذكر الصالحون فيتكأ. (الأعلام: ج 1 ص 44).

[1139] هو الضحاك بن مخلد بن الضحاك بن مسلم الشيباني بالولاء، البصري، المعروف بالنبيل، شيخ حفاظ الحديث في عصره، له جزء في الحديث، ولد بمكة سنة 122 ه، و تحول الي البصرة فسكنها و توفي بها سنة 212 ه (الأعلام: ج 3 ص 215). قال ابن حجر في التهذيب: ج 1 ص 444 ثقة ثبت.

[1140] ذكره البخاري في التاريخ الكبير: ج 4 ص 336، و الرازي في الجرح و التعديل: ج 4 ص 463، والنجاشي في رجاله: ص 205.

[1141] رواه هارون بن مسلم. راجع رجال النجاشي ص 205.

[1142] عبدالعزيز بن عبدالله بن أبي سلمة التيمي، مولاهم المدني، فقيه، من حفاظ الحديث الثقات، له تصانيف، كان و قورا عاقلا ثقة. أصله من اصبهان، نزل المدينة، ثم قصد بغداد فتوفي فيها سنة 164. و صلي عليه الخليفة المهدي، و دفن في مقابر قريش، و هو يعد من فقهاء المدينة. (الأعلام: ج 4 ص 22).

[1143] مرت ترجمته سابقا.

[1144] الفضيل بن عياض بن مسعود التميمي اليربوعي؛ أبوعلي، شيخ الحرم المكي، من أكابر العباد الصلحاء. كان ثقة في الحديث، أخذ عنه خلق منهم الامام الشافعي، ولد في سمرقند سنة 105 ه، و نشأ بأبيورد، و دخل الكوفة و هو كبير، و أصله منها، ثم سكن مكة و توفي بها سنة 187 ه. (الأعلام:

ج 5 ص 153).

[1145] القاسم بن معن بن عبدالرحمان المسعودي الهذلي الكوفي؛ أبوعبدالله، قاضي الكوفة، من حفاظ الحديث، و كان عالما بالعربية و الأخبار و الأنساب و الأدب، و من أروي الناس للحديث والشعر، يقال له: شعبي زمانه، و كان سخيا، و هو من أحفاد الصحابي الجليل عبدالله بن مسعود، واليه نسبته. له كتب: (النوادر) في اللغة، و (غريب المصنف) توفي سنة 175 ه. (الأعلام: ج 5 ص 186).

[1146] حفص بن غياث بن طلق بن معاوية النخعي الأزدي الكوفي، قاض من أهل الكوفة، ولي القضاء لهارون ببغداد الشرقية، ثم ولاه قضاء الكوفة و مات فيها سنة 194 ه. كان من الفقهاء و حفاظ الحديث الثقات، حدث بثلاثة أو أربعة آلاف حديث من حفظه، وله كتاب فيه نحو (170) حديثا من روايته، و هو صاحب أبي حنيفة، و يذكره الامامية في رجالهم. (الأعلام: ج 2 ص 264).

[1147] منصور بن المعتمر بن عبدالله السلمي؛ أبوعتاب، من أعلام رجال الحديث، من أهل الكوفة، لم يكن فيها أحفظ للحديث منه، و كان ثقة ثبتا. (الأعلام: ج 7 ص 305).

[1148] مسلم بن خالد بن مسلم بن سعيد القرشي المخزومي، مولاهم، المعروف بالزنجي، تابعي من كبار الفقهاء، كان امام أهل مكة. أصله من الشام، لقب بالزنجي لحمرته، أو علي الضد لبياضه، و به تفقه الامام الشافعي قبل أن يلقي مالكا، و هو الذي أذن للشافعي بالافتاء، توفي سنة 179 ه (الأعلام: ج 7 ص 222).

[1149] يحيي بن سعيد بن فروخ القطان التميمي؛ أبوسعيد، من حفاظ الحديث، ثقة حجة، من أقران مالك و شعبة، من أهل البصرة، كان يفتي بقول أبي حنيفة، و أورد له البلخي سقطات، و لم يعرف له تأليف. الا ما

في كشف الظنون من أن له كتاب «المغازي»، قال أحمد بن حنبل: ما رأيت بعيني مثل يحيي القطان. ولد سنة 120 ه و توفي سنة 198 ه. (الأعلام: ج 8 ص 147).

[1150] وقد سلط الله علي الشعبي من الثقات الأثبات من كذبه و استخف به جزاء وفاقا، كما نبه علي ذلك ابن عبدالبر في كتابه «جامع بيان العلم» حيث أورد كلمة ابراهيم النخعي الصريحة في تكذيب الشعبي، ثم قال ما هذا لفظه: و أظن الشعبي عوقب لقوله في الحارث الهمداني: حدثني الحارث و كان أحد الكذابين! قال ابن عبدالبر «و لم يبن من الحارث كذب، و انما نقم عليه افراطه في حب علي، و تفضيله له علي غيره (قال) و من هاهنا كذبه الشعبي، لأن الشعبي يذهب الي تفضيل أبي بكر، و الي أنه أول من أسلم، و تفضيل عمر...». راجع: جامع بيان العلم، باب حكم العلماء بعضهم في بعض: ج 2 ص 189، و نقل الكلام أيضا في المراجعات: ص 118، و معالم المدرستين: ج 1 ص 257.

[1151] سير أعلام النبلاء: ج 1 ص 59، ميزان الاعتدال: ج 1 ص 5، تهذيب الكمال: ج 2 ص 8، فتح الملك العلي: ص 285.

[1152] بحر الدم ليوسف بن البرد: ص 12، تهذيب التهذيب لابن حجر: ج 1 ص 81، و نقل عبدالله بن عدي هذه العبارة عن السعدي في الكامل: ج 1 ص 389.

[1153] و يقول الذهبي: فلقائل أن يقول: كيف ساغ توثيق مبتدع، وحد الثقة العدالة و الاتقان؟ فكيف يكون عدلا من هو صاحب بدعة؟ و جوابه: أن البدعة علي ضربين: فبدعة صغري كغلو التشيع، أو كالتشيع بلا غلو و لا تحرف، فهذا كثير في التابعين و تابعيهم

مع الدين و الورع! فلو رد حديث هؤلاء لذهب جملة من الآثار النبوية، و هذه مفسدة بينة. ثم بدعة كبري كالرفض الكامل و الغلو فيه، والحط علي أبي بكر و عمر...، و لم يكن أبان يعرض للشيخين أصلا بل قد يعتقد عليا أفضل منهما. (ميزان الاعتدال: ج 1 ص 5، سير أعلام النبلاء: ج 1 ص 59).

[1154] ميزان الاعتدال: ج 1 ص 5، و راجع سير أعلام النبلاء: ج 1 ص 59.

[1155] راجع تهذيب التهذيب: ج 3 ص 101، و ميزان الاعتدال: ج 1 ص 640.

[1156] المصدران السابقان.

[1157] ميزان الاعتدال: ج 1 ص 358، الكشف الحثيث لسبط ابن العجمي: ص 80.

[1158] شرح معاني الآثار لأحمد بن محمد بن سلمة: ج 1 ص 47، ميزان الاعتدال: ج 1 ص 408 و 409 و لكن ابن عدي في عبارته هذه انما ينقل قول أحمد بن حنبل.

[1159] الجرح و التعديل للرازي: ج 2 ص 481، الكامل لعبدالله بن عدي: ج 2 ص 145، تهذيب الكمال للمزي: ج 5 ص 46، ميزان الاعتدال: ج 1 ص 409، تهذيب التهذيب: ج 2 ص 81.

[1160] و هذه آراء الرجاليين في تشيعه: قال الذهبي: عبدالرزاق بن همام بن نافع، الحافظ الكبير، عالم اليمن، أبوبكر الحميري الصنعاني، الثقة الشيعي. (سير أعلام النبلاء: ج 9 ص 563 الرقم 220) و قال العجلي: كان يتشيع. (تاريخ الثقات: ص 302 الرقم 1000) و قال ابن عدي: الا أنهم نسبوه الي التشيع.. (الكامل: ج 5 ص 1952). و عده الشيخ الطوسي في أصحاب الامام الصادق عليه السلام (رجال الشيخ الطوسي: ص 265 الرقم 3805).

[1161] راجع في ذلك تهذيب الكمال: ج 18 ص 52 - 56.

[1162] و لعل العلة في ذلك أن ابن حنبل

لم يكن يري عبدالرزاق شيعيا. يقول عبدالله بن أحمد بن حنبل: سألت أبي، قلت: عبدالرزاق كان يتشيع و يفرط في التشيع؟ فقال: أما أنا فلم أسمع منه في هذا شيئا، و لكن كان رجلا تعجبه أخبار الناس. (علل أحمد: ج 1 ص 233).

[1163] قال الذهبي: زبيد بن الحارث اليامي الكوفي، الحافظ، أحد الأعلام (سير اعلام النبلاء: ج 5 ص 296 الرقم 141) و من ثقات التابعين. (ميزان الاعتدال: ج 2 ص 66 الرقم 2829) و قال عمرو بن علي عن يحيي بن معين: ثبت (الجرح و التعديل: ج 3 ص 623 الرقم 2818) و قال اسحاق بن منصور عن يحيي بن معين، و أبوحاتم، و النسائي: ثقة. (تهذيب الكمال: ج 7 ص 291، الطبقات الكبري: ج 6 ص 310) و قال ابن حجر: ثقة، ثبت عابد. (تقريب التهذيب: ج 1 ص 257). و قال الذهبي: فيه تشيع يسير. (ميزان الاعتدال: ج 2 ص 66 الرقم 2829). روي له في الكتب الستة. (تهذيب الكمال: ج 9 ص 289 الرقم 1257).

[1164] ميزان الاعتدال للذهبي: ج 2 ص 66، و عنه نهج السعادة: ج 5 ص 54، المراجعات: ص 170 و ص 161 و ص 132 و ص 125، و نص عبارة الذهبي: «و قال أبواسحاق الجوزجاني كعوائده في فظاظة عبارته: كان من أهل الكوفة قوم لا يحمد الناس مذاهبهم، هم رؤوس محدثي الكوفة، مثل أبي اسحاق، و منصور، و زيد اليامي، و الأعمش و غيرهم من أقرانهم، احتملهم الناس لصدق ألسنتهم في الحديث، و توقفوا عندما أرسلوا».

[1165] راجع في ذلك تهذيب الكمال: ج 9 ص 289 الرقم 1957، فقد أسرد الرواة عنه و عمن روي في الكتب الستة و

المسانيد. و انظر أيضا: صحيح البخاري: ج 1 ص 17 كتاب الايمان، صحيح مسلم: ج 3 ص 1553 كتاب الاضاحي، سنن أبي داود: ج 3 ص 40 كتاب الجهاد، الحديث 2625، سنن النسائي: ج 7 ص 122 كتاب تحريم الدم، باب قتال المسلم، سنن ابن ماجة: ج 1 ص 504 ح 1584.

[1166] تهذيب التهذيب لابن حجر: ج 1 ص 81.

[1167] محل الفراغ هو: «اعتقاد تفضيل علي علي عثمان و...».

[1168] «و تفضيلهما».

[1169] هو داود بن علي بن خلف الاصبهاني، الملقب بالظاهري، أحد الائمة المجتهدين في الاسلام، تنسب اليه الطائفة الظاهرية، و سميت بذلك لأخذها بظاهر الكتاب والسنة، و اعراضها عن التأويل و الرأي و القياس، و كان داود أول من جهر بهذا القول. ولد في الكوفة سنة 201 ه، و سكن بغداد، و انتهت اليه رئاسة العلم فيها، قال ابن خلكان: كان يحضر مجلسه كل يوم أربعمائة صاحب طيلسان أخضر. و قال ثعلب: كان عقل داود اكبر من علمه. و له تصانيف عديدة، توفي في بغداد سنة 270 ه. (الأعلام: ج 2 ص 333).

[1170] محمد بن أحمد بن أبي بكر البناء، المقدسي؛ أبوعبدالله، رحالة جغرافي، ولد في القدس، و تعاطي التجارة، فتجشم أسفارا هيأت له المعرفة بغوامض أحوال البلاد، ثم انقطع الي تتبع ذلك، فطاف اكثر بلاد الاسلام، و صنف كتابه «أحسن التقاسيم في معرفة الأقاليم» قال المستشرق غلد مسيتر: امتاز المقدسي عن سائر علماء البلدان بكثرة ملاحظاته و سعة نظره. و قال سبزنغر: لم يتجول سائح في البلاد كما تجول المقدسي، و لم ينتبه أحد أو يحسن ترتيب ما علم به مثله. ولد سنة ة 336 ه، و توفي سنة 380 ه. (الأعلام: ج 5 ص 312).

[1171] بحارالأنوار: ج

38 ص 147 و 154 و 339، العمدة: ص 121، كتاب الأربعين للماحوزي: ص 192، المناقب لابن المغازلي: ص 201 رقم 238، ترجمة الامام علي من تاريخ دمشق لابن عساكر: ج 3 ص 5 ح 1021 و 1022، المناقب للخوارزمي الحنفي ص 42، ذخائر العقبي: ص 71، ميزان الاعتدال للذهبي: ج 2 ص 273 في ترجمة شريك، و قال عن رواية محمد بن حميد الرازي: ليس بثقة مع أنه قد و ثقة أحمد بن حنبل، و أبوالقاسم البغوي و الطبري و ابن معين و غيرهم. و نقل هذا الحديث عن السيوطي في اللآلي ء و عن الحاكم. ينابيع المودة للقندوزي الحنفي: ج 2 ص 161 و 279 و 232، كفاية الطالب للكنجي الشافعي: ص 620، شرح الهاشميات للرافعي: ص 29، الرياض النضرة للمحب الطبري الشافعي: ج 2 ص 234، كنوز الحقائق للمناوي الشافعي: ص 130، احقاق الحق: ج 4 ص 72، الكامل لعبدالله بن عدي: ج 4 ص 14، تاريخ مدينة دمشق: ج 42 ص 392، فردوس الأخبار للديلمي: ج 3 ص 382، جواهر المطالب في مناقب الامام علي لابن الدمشقي: ج 1 ص 107، و قال: خرجه البغوي في معجمه. سمط النجوم: ج 2 ص 487، كشف اليقين للعلامة الحلي: ص 262، نهج الايمان لابن جبر: ص 198، مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب خرجها عن السمعاني في الفضائل: ج 2 ص 35 و ص 264، الروضة في المعجزات و الفضائل: ص 132، معجم رجال الحديث للسيد الخوئي: ج 10 ص 27، كتاب الاربعين لمحمد طاهر القمي الشيرازي: ص 47، الصراط المستقيم لعلي بن يونس العاملي: ج 1 ص 326، الطرائف لابن طاوس: ص 23، السقيفة

لمحمدرضا المظفر: ص 63 و يقول فيه: و يعلم من هذا بصراحة أنها وصية نبوة لا وصاية اعتيادية، و وراثة نبوة علي نسق الوصاية لا وراثة مال أو عقار، فان عليا ابن عمه، و ابن العم لا يرث مع البنت، و لا معني لوراثة النبي لأنه نبي غير أن يكون بمنزلته في الولاية العامة، و وجوب السمع و الطاعة.

[1172] كفروا عليا لقبوله التحكيم، ورأوا أن الخلافة لابد لها من بيعة الجمهور، و أنها لا تنحصر في بيت معين، و برئوا من علي و عثمان و معاوية. الأول لقبوله التحكيم، و الثاني لمخالفة سياسة الشيخين أبي بكر و عمر، و الثالث لاستيلائه علي الأمر بالقوة...، يأخذون بظاهر العبارة من القرآن، و لا يأخذون من السنة الا ما يرويه من يتولونهم، و عمدتهم في ذلك الأحاديث المروية علي عهد الشيخين، و كل من عدي حدود الله عندهم فاسق، و لذلك عدوا أشياع معاوية والذين لم يتبرئوا من علي و عثمان - و هؤلاء جمهور الأمة - خارجين علي الاسلام! واستحلوا ما لهم و قتلم! و بهذا نفر الناس منهم. (منه).

[1173] قال سليم بن قيس في كتابه: ص 314: «و كان معوية يومئذ بالمدينة، فعند ذلك نادي مناديه، و كتب بذلك نسخة الي جميع البلدان الي عماله، ألا برئت الذمة ممن روي حديثا في مناقب علي بن أبي طالب أو فضائل أهل بيته، و قد أحل بنفسه العقوبة! و قامت الخطباء في كل كورة و مكان، و علي كل المنابر، بلعن علي بن أبي طالب عليه السلام و البراءة منه، و الوقيعة فيه، و في أهل بيته عليهم السلام بما ليس فيهم، و اللعنة لهم». و نقل مثل هذا المعني: الطبرسي في الاحتجاج: ج 2

ص 17، و ابن شهر آشوب في المناقب: ج 2 ص 174، و علي بن يونس العاملي في الصراط المستقيم: ج 1 ص 151، و المجلسي في بحارالانوار: ج 33 ص 176 و ص 191، و ابن ابي الحديد في شرح النهج: ج 11 ص 44، و محمد بن عقيل في النصائح الكافية: ص 97، و لطف الله الصافي في مجموعة الرسائل: ج 2 ص 18، و محمد بيومي في السيدة فاطمة الزهراء: ص 88 و 89.

[1174] و هو حجر بن عدي بن جبلة الكندي، و يسمي حجر الخير، صحابي، شجاع، من المقدمين،وفد علي رسول الله صلي الله عليه و اله و سلم و شهد القادسية، ثم كان من أصحاب علي، و شهد معه وقعتي الجمل و صفين، و سكن الكوفة الي أن قدم زياد بن أبي سفيان واليا عليها، فدعا به زياد، فجاءه، فحذره زياد من الخروج علي بني أمية، فما لبث أن عرفت عنه الدعوة الي مناوأتهم و الاشتغال في السر بالقيام عليهم، فجي ء به الي دمشق، فأمر معاوية بقتله في مرج عذراء سنة 51 ه. (الأعلام: ج 2 ص 169).

[1175] الكلمة كما ينقلها أحمد الرحماني الهمداني في كتابه الامام علي عليه السلام: ص 578: «ماذا لقينا من علي عليه السلام!؟ ان أحببناه ذهبت دنيانا، و ان أبغضناه ذهب ديننا». و أيضا في «ظلامة علماء الشيعة» لمركز المصطفي: ص 2، و ايضا في «اتهامات العامة للشيعة» لمركز المصطفي: ص 80.

[1176] المسترشد لابن جرير الطبري: ص 676، الأمالي للسيد المرتضي: ج 1 ص 112، مناقب آل أبي طالب: ج 2 ص 174، الصراط المستقيم: ج 1 ص 151، بحارالانوار: ج 42 ص 38 و ص 144، وضوء النبي: ج 1

ص 280.

[1177] هو اسماعيل بن عياش بن سليم العنسي؛ أبوعتبة، عالم الشام و محدثها في عصره، من أهل حمص، رحل الي العراق، و ولاه المنصور خزانة الكسوة، و كان محتشما نبيلا جوادا، ولد سنة 106، و توفي سنة 182 ه. (الأعلام: ج 1 ص 320).

[1178] كتاب سليم بن قيس تحقيق محمد باقر الانصاري: ص 168، و لكن بقوله: «لولا ذلك لشالت بي الخشب». أيضا في: شرح نهج البلاغة: ج 4 ص 96، و المناظرات في الامامة للشيخ عبدالله الحسن: ص 133.

[1179] السائل هو الرشيد العباسي.

[1180] و تكملتها: «و لم ألق رجالهما» انظر تنوير الحوالك لجلال الدين السيوطي: ص 7.

[1181] من أدلة وحدة العلم أو التقارب فيه حديث،من هذه القلة، هو حديث اليمين مع الشاهد. و هي مسألة أريق فيها مداد كثير لفقهاء أهل السنة. جاء في الموطأ رواية محمد بن الحسن: أخبرنا مالك، أخبرنا جعفر بن محمد، عن أبيه: أن النبي صلي الله عليه و سلم قضي باليمين مع الشاهد. قال محمد بن الحسن: ذكر ذلك ابن أبي ذئب، عن ابن شهاب، قال: سألته عن اليمين مع الشاهد، فقال: بدعة، و أول من قضي فيها معاوية. و ابن شهاب أعلم عند أهل المدينة بالحديث من غيره. و كذلك ذكر ابن جريج عن عطاء بن أبي رباح قال: كان القضاء الأول: لا يقبل الا شاهدان، و أول من قضي باليمين مع الشاهد عبدالملك بن مروان... و هذا الحديث وارد في سنن الترمذي وابن ماجة، و رواه عن ابن عباس مسلم و أبوداود والنسائي و مسند أحمد، والصحاح الخمسة تذكرة موصولا، و تعمل به المدينة و مكة، و قد ذكر ابن الجوزي أن رواة الحديث يزيدون عن عشرين صحابيا. و المذاهب الثلاثة تعمل به، و أبوحنيفة

لا يعمل به. (منه).

[1182] والشافعي الذي يري زين العابدين أعلم أهل المدينة، يقول في دفاعه العلمي المجيد عن حجية خبر الواحد في «الرسالة»: «و في تثبيت خبر الواحد أحاديث يكفي بعض هذا منها...، و لم يزل سبيل سلفنا و القرون بعدهم الي من شاهدنا هذا السبيل...، و وجدنا علي بن الحسين (يقصد زين العابدين) يقول: أخبرنا عمرو بن عثمان، عن أسامة بن زيد: أن النبي قال: «لا يرث المسلم الكافر» فثبتها سنة، و يثبتها الناس بخبره سنة. و وجدنا كذلك محمد بن علي بن حسين (يقصد الباقر) يخبر عن جابر عن النبي، و عن عبدالله ابن أبي رافع عن أبي هريرة، فيثبت كل ذلك سنة. و وجدنا محمد بن جبير بن مطعم، و نافع ابن جبير بن مطعم، و يزيد بن طلحة بن ركانة، و محمد بن طلحة بن ركانة، و نافع بن هجير بن عبد يزيد، و أباسلمة بن عبدالرحمان، و حميد بن عبدالرحمان، و طلحة بن عبدالله بن عوف، و ابراهيم بن عبدالرحمان بن عوف، و خارجة بن زيد بن ثابت، و عبدالرحمان بن كعب بن مالك، و عبدالله بن أبي قتادة، و سليمان بن يسار، و عطاء بن يسار، و غيرهم من محدثي أهل المدينة، كلهم يقول: حدثني فلان لرجل من أصحاب النبي عن النبي، أو من التابعين عن رجال من أصحاب النبي، فيثبت ذلك سنة». و انك لتلاحظ أن الشافعي يستند الي رواية زين العابدين و الباقر، فيضع زين العابدين في مقام خاص به، هو الأول، و يضع ابنه الباقر في المقام التالي لأبيه، ثم يجي ء بالأبناء العلماء، للصحابة العظماء، وراء هذين المقامين، و يجي ء بهم مجموعين، ثم يجي ء بفضلاء التابعين بعد هؤلاء جماعات. (منه).

[1183]

روي أحمد بن حنبل أحاديث أهل البيت في مسنده الأعظم، وروي كذلك: مسلم بن الحجاج (261) و سليمان بن الأشعث السجستاني؛ أبوداود (275) و محمد بن عيسي الترمذي (279) و محمد بن يزيد ابن ماجة (279) والنسائي أحمد بن علي بن شعيب (303) بقية أصحاب صحاح كما يسميها أهل السنة. و النسائي من شهداء الوفاء لعلي: خرج من مصر الي الشام، فسألوه عن فضائل معاوية - اذ كان قد ألف في فضائل علي - و قيل: انه أجاب: ألا ترضي رأسا برأس حتي تفضل؟ أو قال: لا أعلم له فضيلة، فما زالوا يدفعونه في خصيته حتي أخرجوه من المسجد و قد أشرف علي الموت، فقال: احملوني الي مكة، فحمل اليها حيث توفي. (منه).

[1184] هو يوسف بن أبي يوسف يعقوب بن ابراهيم القاضي، كان قد نظر في الرأي وفقه، وسمع الحديث من يونس بن أبي اسحاق السبعي، و السري بن يحيي، و نحوهما...، و ولي القضاء بالجانب الغربي من بغداد في حياة أبيه، و صلي بالناس الجمعة في مدينة المنصور بأمر هارون الرشيد، ولم يزل علي القضاء ببغداد الي حين وفاته، (تاريخ بغداد: ج 14 ص 298).

[1185] ذهبت الشيعة الي أن علي بن الحسين عليهماالسلام ولد في حياة جده أميرالمؤمنين سنة (38 ه) أي: قبل استشهاد جده بثلاث سنوات. انظر الكافي: ج 1 ص 466، شرح أصول الكافي: ج 7 ص 226، بحارالأنوار: ج 46 ص 8. و كذا ينقل عن التذكرة في بحارالانوار: ج 95 ص 193، و ذهب ابن عساكر في تاريخ دمشق: ج 41 ص 361 الي أنه ولد سنة 33 ه، و اليه ذهب ابن حجر في تهذيب التهذيب ج 7 ص 270، فيكون عمره يوم وفاة

جده 7 أو 8 سنوات.

[1186] كان وجود غلاة في الشيعة فرصة للمغرضين، اذا نسبوا عمل الغلاة الي الشيعة كلهم، فأحدثوا بذلك أثرا كاذبا في أفهام الآخرين، بدعاوي هم منها براء، مثل أن الامام هو الله ظهورا و اتحادا! و هو غلو يبلغ الكفر، و أكثر المنسوبين للشيعة غلوا أتباع ابن سبأ و أبي الخطاب الأسدي الذين يؤلهون عليا و الأئمة، و هؤلاء ليسوا مسلمين. و لقد حرق علي بالنار من ألهوه، و تبرأ الصادق من أبي الخطاب الأسدي، و قتله جند أبي جعفر. و كان ابن سبأ يهوديا من صنعاء، أسلم و انطلق الي الحجاز و البصرة و الشام و مصر، والمؤرخون الأولون كالطبري (210) و المؤرخان الشعيان أبوخلف القمي (301) و النوبختي (310) يؤكدون وجوده، في حين يشكك في وجوده آخرون ممن جاءوا بعد ذلك. كان ابن سبأ يحرض أبناء العشائر ضد عثمان، قائلا: ان لعلي مكانا فوق الصحابة، بل فوق سائر الخلق، و لما قتل علي قال: انه سيرجع، و قد نفاه علي الي المدائن اذ كان يقول له: «أنت أنت» ثم صار يقول: «عجبا من الذين يكذبون رجوع محمد، في حين يقولون: ان عيسي يرجع» و يقول: «ان محمدا خاتم النبيين، و عليا خاتم الأوصياء» و يقول: «ان عثمان ولي الخلافة بغير حق». و قال البعض: ان ابن سبأ دفع أباذر ليقول ما قال لعثمان، و لا شك أن ابن سبأ أقل من أن يرتفع الي مستوي تحريض أبي ذر، و أن نسبة أثار ضخمة جدا لأراجيف ابن سبأ في محيط صغير جدا و زمان قصير جدا، ليس الا وجه من تعليق الأوزار التي ارتكبتها أجيال أفرخت فيها الفتن، علي عاتق رجل لا قيمة له، و الكثيرون من المؤرخين علي أن ابن سبأ

لم يلق أباذر. و تعليق الأوزار هروب، و هو عيب قديم في المجتمعات التي تفقد صدق الرؤية، فتبرئ نفسها - ظلما - من عيوبها، فتلقيها علي الآخرين، و هو أيا كانت الحال غلو في تضخيم شأن ابن سبأ و أشباهه لتبغيض الشيعة الي الآخرين، و لقد طالما أحدث هذا التبغيض من قولم لا يعلمون الحقائق آثاره في نفس قوم مخلصين، و في ظلمات هذه الجهالات يتوارث المسلمون فرقة، يفرضها عليهم من يفيدون لأنفسهم و من يجهلون. (منه).

[1187] الزيدية: أتباع زيد بن علي زين العابدين أخي الباقر، قالوا: انه فوض في الامامة قبل أن يستشهد الي محمد بن عبدالله بن الحسن (النفس الزكية). و كان زيد يجيز امامة المفضول مع وجود الأفضل لمصلحة يراها المسلمون، و لهذا أجاز خلافة أبي بكر و عمر، فرفضه شيعة العراق فسموا رافضة، و منذئذ أطلق علي الشيعة الامامية اسم الرافضة. و قيل: سموا الرافضة لرفضهم امامة أبي بكر و عمر. و الأول رأي الشهرستاني، و الأخير رأي أبي الحسن الأشعري. والشهرستاني من الشيعة، والأشعري من أهل السنة. و زيد يقول: ان الأدلة اقتضت تعيين علي اماما بالوصف لا بالشخص. و يقول: ان الشيوخ يختارون «الأفضل» من أولاد علي من فاطمة عموما بالاجتهاد. و من شروط الزيدية أن يجتهد أئمتهم، و لذلك كثر فيهم الأئمة المجتهدون، و من شروطهم أن يخرج الامام داعيا لنفسه، و علي هذا الشرط جادل الباقر أخاه زيدا بقوله: «علي قضية مذهبك والدك ليس بامام، فانه لم يخرج قط، و لا تعرض للخروج». و من الزيدية: «اليعقوبية» يقولون بولاية أبي بكر و عمر، و لا يتبرؤون ممن يبرأ منهما، و ينكرون رجعة الأموات. و بقية الزيدية تتوقف في أمر الرجعة، لا يقولون

بها و لا ينكرونها. و ظهرت في المذهب الزيدي مذاهب، منها: الهادوي، و القاسمي، و الناصري، و الهاروني، التي تخالف الأصل في فروع يسيرة، و تسير عليه في جملة الفروع، و تلتقي بمذاهب أهل السنة، و بخاصة المذهب الهادوي الذي أسسه امام اليمن المام الهادي (يحيي بن الحسن بن ابراهيم بن القاسم) صاحب صعدة (280 - 289) و كان أئمة المذهب الهادوي من عظم اتفاقهم مع المذهب الحنفي يرون الأخذ بالمذهب الحنفي اذ لم يجدوا عن الامام الهادي نصا في المسألة، بل يذهبون الي أبعد من ذلك فيأخذون بأرجح ما في المذاهب الأخري! و الزيدية تري أن كل من دعا لنفسه من أولاد علي من فاطمة الزهراء، و كان مستكمل الصفات، وجب اتباعه. و قد كتب لهم النجاح في اليمن و طبرستان الي الجنوب من بحر قزوين، و العرب تسمي بحر قزوين بحر طبرستان، و قد ملك طبرستان الحسن بن زيد... بن الحسن بن علي سنة 250 حتي سنة 270. و كانت ثورة ابن طباطبا في بغداد في أيام المأمون زيدية. (منه).

[1188] الكيسانية يقولون بامامة محمد بن الحنفية بعد وفاة أبيه، و ان الحسن و الحسين انما خرجا باذنه. و من الكيسانية أشياع المختار بن عبيد الله الثقفي (67). و منهم: الهاشمية، الذين يقولون: ان محمدا أفضي الي ابنه أبي هاشم بالأسرار التي أفضي اليه بها أبوه، و لما مات أبوهاشم انقسمت فرقته فرقا: واحدة تقول: انه أوصي لأخيه علي، و ان الوصية لا تخرج عنهم حتي «يرجع» محمد بن الحنفية! و واحدة تنقسم الي فرق: منها فرقة تقول: انه أوصي الي معاوية بن عبدالله بن جعفر بن أبي طالب (و قد قتله أبومسلم الخراساني)، و فرقة تقول:

انه أوصي الي محمد بن علي بن عبدالله بن العباس. و هاتان فرقتان تخرجان الامامة الي غير أبناء علي، و تفسران أهل البيت تفسيرا يسع غير أبناء علي. (منه).

[1189] هنا نقص عبارة «من الفضل» عن المصدر.

[1190] تصحيح اعتقادات الامامية: ص 131. و كذا بحارالأنوار: ج 25 ص 345، خاتمة المستدرك: ج 5 ص 234.

[1191] الشيعة يقسمون الصحابة الي عدة أنواع، نوعان يترضي عنهما، و الباقون لا يحترمون، بل يلعنون كما ذمهم و لعنهم الله. فأما الممدوحان فيهما: أهل البيت و المطيعون لله و النبي. و أما المذمومون فهم المنافقون والذين في قلوبهم مرض و المرتدون.

[1192] و يقول ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة: «و كل من عاداه أو حاربه و أبغضه فانه عدو لله سبحانه و تعالي، و خالد في النار مع الكفار و المنافقين، الا من ثبتت توبته و مات علي توليه و حبه، فأما الأفاضل من المهاجرين والأنصار الذين ولوا الامامة قبله... رأيناه رضي امامتهم و بايعهم و صلي خلفهم و أنكحهم و أكل فيئهم... ألا تري أنه لما برئ من معاوية برئنا منه، و لما لعنه لعناه، و لما حكم بضلال أهل الشام و من كان بينهم من بقايا الصحابة كعمرو بن العاص و عبدالله ابنه حكمنا أيضا بضلالهم... و الحاصل أننا لم نجعل بينه و بين النبي الا رتبة النبوة، و أعطيناه كل ما عدا ذلك من الفضل المشترك بينه و بينه، و لم نطعن في أكابر الصحابة الذين لم يصح عندنا أنه طعن فيهم». و قول ابن أبي الحديد منطقي في اتباع علي، و من المنطق كذلك ترتيب الآثار علي بيعة الجمهور لخليفة جديد، هو أميرالمؤمنين الحسن بن علي، ثم انعقاد الصلح

بينه و بين معاوية في السنة الحادية و الأربعين، فلا تسوغ معاملة أشياع معاوية معاملة المحاربين أو الخارجين علي الاسلام، فلقد أصلح الله بالحسن بين هاتين الفئتين من المسلمين. (منه).

[1193] راجع في ذلك المبسوط للسرخسي: ج 2 ص 53 و 181 و ج 10 ص 128، بدائع الصنائع لأبي بكر الكاساني: ج 1 ص 312، قرب الاسناد للحميري القمي: ص 94، وسائل الشيعة: ج 15 ص 83، مستدرك الوسائل: ج 11 ص 68، الافصاح للشيخ المفيد: ص 118، الاحتجاج: ج 2 ص 40.

[1194] التفسير الصافي للفيض الكاشاني: ج 1 ص 16، بحارالأنوار: ج 89 ص 24، تفسير العياشي: ج 1 ص 3، البرهان: ج 1 ص 7، مسند أحمد: ج 1 ص 91.

[1195] الكافي: ج 1 ص 48، المهذب: ج 1 ص 10، بصائر الدرجات: ص 162، من لا يحضره الفقيه: ج 4 ص 419، عيون أخبار الرضا: ج 2 ص 193، و الكتب التي فيها تلك الصحيفة الجامعة.

[1196] والشيعة تنفي قول القائلين بالصرفة، و هو ما يزعمه بعض المعتزلة (النظام) من أن الله صرف المشركين عن أن يحاولوا الاتيان بمثله، فهذا القول مصيره في نفي الاعجاز، و الاعجاز آية الرسول صلي الله عليه و سلم (منه).

[1197] الرواية عن الباقر عليه السلام انظر الكافي: ج 5 ص 200، تهذيب الأحكام: ج 7 ص 231، وسائل الشيعة: ج 19 ص 83، بحارالأنوار: ج 46 ص 303، فقه القرآن للراوندي: ج 2 ص 54، تفسير الصافي: ج 1 ص 56، تفسير نور الثقلين: ج 1 ص 549.

[1198] الرواية أيضا عن الباقر عليه السلام عن رسول الله صلي الله عليه و اله و سلم، انظر المصادر السابقة.

[1199] النساء: 114.

[1200] النساء:

5.

[1201] المائدة: 101.

[1202] السرائر: ج 3 ص 575، رسائل الكركي: ج 3 ص 49، الحق المبين: ص 7، وسائل الشيعة: ج 27 ص 62، بحارالأنوار: ج 2 ص 245، نور البراهين: ج 1 ص 44.

[1203] ذكره صاحب الذريعة: ج 2 ص 291 تحت تسلسل 1177، و النجاشي في الرجال: ص 433، و الطوسي في الفهرست: ص 258، و ابن النديم في الفهرست: ص 224.

[1204] ليس المقصود بالأصول هو علم الأصول، و انما أصول الحديث التي دونت أول الأمر، و هي أربعمائة أصل، أخذ أصحاب الكتب الأربعة مادتهم منها.

[1205] الكافي: ج 1 ص 53، شرح أصول الكافي: ج 2 ص 225، وسائل الشيعة: ج 27 ص 83، الارشاد: ج 2 ص 186، الخرائج و الجرائح: ج 2 ص 895، الصراط المستقيم: ج 3 ص 261، منية المريد: ص 372، بحارالأنوار: ج 2 ص 179، اعلام الوري: ج 1 ص 536.

[1206] أما الرواة عموما فيشترط أن يكونوا من الامامية الاثني عشرية، يروون عن «امام» عن النبي. و ثمة من يقبل رواية غير الامامي مادام موثقا، أي أمينا عند الامامية، قالوا: «لو كان بعض رجال السند غير امامي، مصرحا بالتوثيق، أو مصرحا بالمدح، لابد من كون الباقي اماميا موثقا» (منه).

[1207] الكافي: ج 1 ص 51، شرح أصول الكافي: ج 2 ص 211، وسائل الشيعة: ج 27 ص 80، وصول الأخيار: ص 152، الفصول المهمة: ج 1 ص 522، بحارالأنوار: ج 2 ص 164، مبادئ الوصول للحلي: ص 280، المعالم لابن الشهيد الثاني: ص 213.

[1208] فقد قال الشيخ الطوسي في كتاب «العدة»: ص 386 «و اذا كان أحد الراويين مسندا، و الآخر مرسلا، نظر في حال المرسل، فان كان ممن

يعلم أنه لا يرسل الا عن ثقة موثوق به، فلا ترجيح لخبر غيره علي خبره، و لأجل ذلك سوت الطائفة بين ما رواه محمد بن أبي عمير، و صفوان بن يحيي، و أحمد بن محمد بن أبي نصر، و غيرهم من الثقات الذين عرفوا بأنهم لا يروون و لا يرسلون الا ممن يوثق به، و بين ما يسنده غيرهم، و لذلك عملوا بمراسيلهم اذا انفرد عن رواية غيرهم».

[1209] والارسال لا يمنع قبول الحديث عند أهل السنة. كان ابراهيم النخعي يروي الحديث مرسلا، فيقول له الأعمش: اذا رويت لي حديثا فأسنده، فيجيب: اذا قلت: حدثني فلان عن ابن مسعود فهو الذي رواه، و اذا قلت: قال عبدالله فغير واحد. و الحسن البصري يقول: «اذا قلت لكم: حدثني فلان فهو حديثه، و متي قلت: قال رسول الله صلي الله عليه و سلم فعن سبعين». (منه).

[1210] علي أن يكون جميع الرواة امامية.

[1211] و هو ما كان رواته كلهم أو بعضهم من الامامية، و لكنهم لم يوثقوا بل مدحوا.

[1212] بأن كان رواته مجهولين أو قد ضعفوا.

[1213] بشرط أن لا يصل الي حد التواتر.

[1214] الخبر الذي يحصل العلم بصدوره من قرائن داخلية أو غيرها مطابقة لظاهر القرآن أو معانية أو لأدلة العقل، حجة معتبرة، لا للشهرة أو الاستفاضة أو التواتر أو أي شي ء آخر، بل للعلم بصدوره الذي هو حجة بنفسه، فالخبر المتواتر أو المعلوم بصدوره لا حاجة لشروط في روايته. و انما الشروط في خبر الواحد. و قد يعملون بالضعيف اذا اشتهر العمل به بين الأقدمين. أما علامات وضع الحديث فهي كمثلها عند أهل السنة تقريبا. و ليس عجيبا أن تكون السنة التي يتمسك بها الشيعة في مجموعها هي السنة التي يتمسك

بها أهل السنة، فخلافات الروايات و اسنادها، أو اضافة مصدر الأئمة، لم تدخل في التراث النبوي العظيم ما يغيره. و مشايخ الامامية يوثقون المخطئين في الاعتقاد، و الامام الصادق اذ يقول: «خذوا ما رووا، و ذروا ما رأوا» يقصد آراءهم. و لقد طالما رفض مجتهدوهم أحاديث ذكرت في كتبهم، و أخذوا بما جاء في صحيحي البخاري ومسلم؛ لتفحصهم أحوال رجالهم. (منه).

[1215] وسائل الشيعة: ج 27 ص 395، الأمالي للشيخ الصدوق: ص 163، بحارالأنوار: ج 72 ص 247 و ج 85 ص 34 و ج 101 ص 314، درر الأخبار: ص 512، الحدائق الناظرة: ج 10 ص 34، مستند الشيعة: ج 18 ص 40، مستمسك العروة الوثقي: ج 1 ص 51، جامع المدارك: ج 1 ص 491، فقه الصادق للروحاني: ج 6 ص 245 و ج 25 ص 276.

[1216] قال المحقق الأردبيلي في مجمع الفائدة و البرهان: ج 12 ص 329: «انما تقبل شهادة هؤلاء الذين يصنعون الصنائع الدنيئة و المكروهة كالحجام و الزبال، و الحائك، و الصائغ، و الآخذ بيع الرقيق صنعة، و اللاعب بالحمام... دليل قبول شهادة الكل: عموم أدلة قبول الشهادة، مع عدم ما يمنع من ذلك من عقل أو نقل، و مجرد كونها صنائع دنيئة و مكروهة ليست بمانعة من القبول عقلا و لا شرعا».

[1217] الحجرات: 13.

[1218] أصل العبارة: «ان المجمع عليه لا ريب فيه» لاحظ: الكافي: ج 1 ص 67، و وسائل الشيعة: ج 27 ص 106 كتاب القضاء، تحريرات في الأصول للسيد مصطفي الخميني: ج 7 ص 177 و ص 179، تهذيب الأصول: ج 2 ص 170، افاضة العوائد: ج 2 ص 387.

[1219] ذهب الي ذلك جميع علماء الطائفة.

[1220] ان

الاجماع الذي تقول به الامامية هو اجماع المتقدمين المتاخمين لعصر الغيبة: كالصدوق و المرتضي والمفيد، وليس اجماع المتأخرين عن عصر الغيبة الصغري بكثير. فعليه الاجماع المعول عليه هو ما كان فيه الامام حاضرا، و لا يمتد الي عصرنا الذي يكون فيه الامام مختفيا.

[1221] يقول الشيخ المظفر في كتابه «أصول الفقه»: ج 2 ص 93 مالفظه: ان الاجماع بما هو اجماع لا قيمة علمية له عند الامامية ما لم يكشف عن قول المعصوم، فاذا كشف علي نحو القطع عن قوله، فالحجة في الحقيقة هو المنكشف لا الكاشف، فيدخل حينئذ في السنة، و لا يكون دليلا مستقلا في مقابلها.

[1222] يشترط الشيعة في المجتهد: (1) العلم باللغة (2) بالكلام (3) بكتاب الله و السنة (4) بطرق الاستنباط (5) المسائل المجمع عليها حتي لا يخالفها اجتهاد (6) الفطنة و ادراك الحقائق (7) العلم بمواطن الخلاف، كل ذلك (8) و هو امامي. (منه).

[1223] من لا يحضره الفقيه: ج 4 ص 88 الباب 27، الحديث 1، الكافي: ج 7 ص 299 ح 6، التهذيب: ج 10 ص 184 ح 719، وسائل الشيعة: ج 19 ص 268 باب 44 ح 1، كشف اللثام: ج 2 ص 466، الحدائق الناضرة: ج 1 ص 61، رياض المسائل: ج 2 ص 505، المحاسن: ج 1 ص 214، شرح أصول الكافي: ج 2 ص 265، بحارالانوار: ج 101 ص 405.

[1224] المهذب لابن البراج: ج 1 ص 21، الكافي: ج 1 ص 58، بصائر الدرجات: ص 321، شرح أصول الكافي: ج 2 ص 272 خاتمة المستدرك: ج 1 ص 28، اقبال الأعمال: ج 1 ص 29، وصول الأخيار: ص 154، بحارالأنوار: ج 2 ص 173. و لما

كان مراده: أخبرني عن رأيك الذي تختاره بالظن و الاجتهاد، نهاه عليه السلام عن هذا الظن، و بين له أنهم لا يقولون شيئا الا بالجزم و اليقين و بما وصل اليهم من جدهم رسول الله صلي الله عليه و اله و سلم.

[1225] المهذب: ج 1 ص 11، المحاسن: ج 1 ص 268، الكافي: ج 1 ص 60، ج 7 ص 158، تهذيب الأحكام: ج 9 ص 357، شرح أصول الكافي: ج 2 ص 286، وسائل الشيعة: ج 26 ص 294، وصول الأخيار: ص 185، الفصول المهمة: ج 1 ص 482، تفسير الصافي: ج 1 ص 56، تفسير نور الثقلين: ج 3 ص 75 و ج 4 ص 434، الأصول الاصيلة: ص 3، الذريعة: ج 13 ص 206.

[1226] آيات الكتاب (6236) آية علي طريقة عد الكوفيين، كما ورد في التعليق علي المصحف المتداول بمصر من سنة 1337 هجرية، أحصي بعض فقهاء أهل السنة نحو (140) في العبادات، و (70) في المعاملات، و (70) في الأحوال الشخصية و المواريث، و (20) في الجنايات، و (13) في المرافعات، و (20) في القضاء و الشهادة، و (10) في الاقتصاديات، و (10) في المسائل الدستورية، و (25) في المسائل الدولية. و أحاديث أصول الأحكام عندهم نحو (450) بين آلاف الأحاديث التي أكثرها بيان مجمل أو تفصيل موجز أو تشريع ما سكت عنه. (منه).

[1227] ان أصاب فله أجران: أجر الاصابة و أجر الاجتهاد، و ان أخطأ فله أجر واحد هو أجر الاجتهاد». و ذكر الشافعي مسندا عن رسول الله صلي الله عليه و اله و سلم في كتاب الأم: ج 6 ص 216: «اذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران، و اذا

حكم فاجتهد فأخطأ فله أجر» و ذكره أيضا: المجموع لمحيي الدين النووي: ج 20 ص 149، و الطرائف للسيد ابن طاووس: ص 192، و مسند أحمد: ج 4 ص 198، و سنن ابن ماجة: ج 2 ص 776، و سنن أبي داود: ج 2 ص 158، و سنن الترمذي: ج 2 ص 393، و شرح مسلم للنووي: ج 11 ص 91.

[1228] يقول عليه الصلاة و السلام لمن سأله: أجتهد و أنت حاضر؟: «نعم، ان أصبت فلك أجران، و ان أخطأت فلك أجر» (منه). أقول: كما رواه الغزالي في المستصفي: ص 346.

[1229] سنن النسائي: ج 1 ص 172.

[1230] صحيح البخاري: ج 1 ص 89 ، 91. و ذكرها أيضا النسائي في سننه: ج 1 ص 171، و البيهقي في السنن الكبري: ج 1 ص 178 و 216، و 218، و تحفة الأحوذي: ج 1 ص 329، ابن أبي شيبة الكوفي في المصنف: ج 1 ص 182.

[1231] البقرة: 195.

[1232] راجع: نحو تقنين جديد للمعاملات و العقوبات من الفقه الاسلامي، من مطبوعات لجنة تجلية مبادئ الشريعة الاسلامية، لعبد الحليم الجندي، طبعة المجلس الأعلي للشؤون الاسلامية: فقرات 42 الي 48. (منه).

[1233] و مرجع مقالته الي حديث نبوي هو: «اذا بلغ الماء قلتين لم يحمل خبثا». لاحظ: سنن أبي داود: ج 1 ص 17 ح 63، و سنن الترمذي: ج 1 ص 97 ح 67، و سنن النسائي: ج 1 ص 46، و سنن الدارمي: ج 1 ص 87، و سنن البهقي: ج 1 ص 260، و سنن الدار قطني: ج 1 ص 14 و 15، ح 302. مسند أحمد: ج 2 ص 12. و من كتب الشيعة ذكره: مستدرك الوسائل: ج 1 ص 198

ح 7، و مستدرك سفينة البحار: ج 3 ص 7، و عوالي اللئالي ء لابن أبي جمهور: ج 3 ص 562. و قوله: «قلتين» يعني من هذه الحباب العظام، واحدتها: قلة، و هي معروفة بالحجاز. و قال بعضهم: انها الجرار. (غريب الحديث: ج 2 ص 236).

[1234] اسحاق بن بهلول بن حسان التنوخي الأنباري، فقيه، من رجال الحديث، من بيت وجاهة في الأنبار، رحل في طلب الحديث الي بغداد و الكوفة و البصرة و الحجاز. له «المتضاد» في الفقه، و كتب في القراءات و مسند كبير. استدعاه المتوكل العباسي اليه و سمع فيه ببغداد و أكرمه، ولد سنة 164 ه، و مات في الأنبار سنة 252 ه. (الأعلام: ج 1 ص 294).

[1235] كتابه اسمه «المتضاد في الفقه» لا الاختلاف، كما ذكره اسماعيل باشا البغدادي في ايضاح المكنون: ج 2 ص 426، و في هدية العارفين: ج 1 ص 198، و الزركلي في الأعلام: ج 1 ص 294، و الخطيب في تاريخ بغداد: ج 6 ص 364.

[1236] المقصود بها حرب تشرين عام 1973 م.

[1237] وقد ألفت عشرات الكتب في ذلك، فيها: كتاب الوصية لهشام بن الحكم، و الوصية للحسين بن سعيد، و الوصية للحكم بن مسكين، والوصية للبرقي، و هؤلاء من أعلام القرن الأول والثاني. و الوصية لعلي ابن رئاب، والوصية للصابوني، و كتاب الوصية والامامة للمسعودي، و الوصية للطوسي، و هم من أعلام القرن الثالث. و أقاموا جميعا الأدلة العقلية و النقلية عليها.

[1238] الكافي: ج 1 ص 287 باب أن الامامة عهد من الله عزوجل معهود من واحد الي واحد عليهم السلام ح 2، شرح أصول الكافي للمازندراني: ج 6 ص 90.

[1239] كقصر الصلاة و تركها لفاقد الطهورين علي القول

به، و للحائض و النفساء، و ترك كثير من أركانها في حال الضرورة والخوف والقتال، و كترك الصيام في السفر و المرض و الكبر، و كترك الحج و الزكاة مع عدم الاستطاعة و المال، و لكنه لم يرخص في ترك الولاية في حال من الأحوال.

[1240] الكافي: ج 8 ص 271، شرح أصول الكافي: ج 12 ص 381.

[1241] بصائر الدرجات: ص 529 و 279، قرب الاسناد للحميري: ص 351، الامامة و التبصرة لابن بابويه القمي: ص 33، الكافي: ج 1 ص 397، بحارالأنوار: ج 23 ص 92، الأصول الستة عشر: ص 78، مستدرك الوسائل: ج 1 ص 151، مجمع الزوائد للهيثمي: ج 5 ص 223 و 225، كتاب السنة لعمرو بن أبي عاصم: ص 489، مسند أبي يعلي: ج 13 ص 366، المعجم الأوسط: ج 6 ص 70، المستدرك: ج 1 ص 117 و قد وردت الرواية بألفاظ مختلفة: «من مات و ليس عليه امام»، «من مات و ليس له امام»، «من مات لا يعرف امامه»....

[1242] أي طاعتهم له، فالمراد خواصه عليه السلام، أو رجوعهم عنه و كفرهم بعد اطاعتهم له؛ كالخوارج.

[1243] المحاسن: ج 1 ص 154، الكافي: ج 8 ص 146، بحارالأنوار: ج 23 ص 76 و ج 93 ص 211، تفسير العياشي: ج 2 ص 49.

[1244] أي: يريدون أن نتبعهم علي جهالتهم بما يرون من الخروج بالسيف في غير أوانه.

[1245] الكافي: ج 8 ص 160، شرح أصول الكافي: ج 12 ص 182.

[1246] وسائل الشيعة: ج 15 ص 54 ح 19974، شرح الأخبار: ج 3 ص 287، بحارالأنوار: ج 46 ص 174، عيون الأخبار: ج 1 ص 194 ح 1، و قريب منه في تهذيب تاريخ دمشق: ج

6 ص 20.

[1247] ذكره صاحب كتاب تنبيه الغافلين: ص 135، تحقيق السيد تحسين آل شبيب، و لكن بهذا اللفظ: «ذهب والله عمي زيد و أصحابه علي ما ذهب اليه جده علي بن أبي طالب والحسن و الحسين، شهداء من أهل الجنة». و مثله في مجالس الصدوق: ص 62.

[1248] أي وهب الله له العافية، وفيه اظهار لشكر نعمته، حيث انه رضي لهم ما رضي لأوليائه، و الاعفاء نعمة، كل ذلك لمصلحة.

[1249] الكافي: ج 8 ص 252، شرح أصول الكافي: ج 12 ص 246، بحار الأنوار: ج 27 ص 205.

[1250] انظر أصل الشيعة و أصولها لمحمدحسين آل كاشف الغطاء: ص 222، و انظر أيضا: خصائص النسائي: ص 96، و مسند أحمد: ج 1 ص 84 و 88، و مستدرك الحاكم: ج 3 ص 109 و 110.

[1251] يقول السيد كمال الحيدري في كتابه (مدخل الي الامامة) ص 14 - 15: ان الامامة التي تعتقد بها مدرسة أهل البيت عليهم السلام تختلف اختلافا جوهريا عن دور الامامة التي تنحصر في الخلافة و الحكم؛ و ذلك لأن هذا الاتجاه يري أن للامامة دورا فوق دور القيادة و الزعامة، و هو الدور الذي بينه القرآن الكريم من خلال قوله تعالي: (اني جاعل في الارض خليفة...) البقرة: 30، و أشار اليه بقوله لابراهيم الخليل عليه السلام في قوله تعالي: (اني جاعلك للناس اماما) البقرة: 124، و هي التي عبر عنها الامام الرضا عليه السلام: «هل يعرفون قدر الامامة و محلها من الأمة، فيجوز فيها اختيارهم؟! ان الامام أجل قدرا، و أعظم شأنا، و أعلي مكانا، و أمنع جنبا، و أبعد غورا، من أن يبلغها الناس بعقولهم، أو ينالوها بآرائهم، أو يقيموا اماما باختيارهم، ان الامامة خص

الله عزوجل بها ابراهيم عليه السلام بعد النبوة و الخلة مرتبة ثالثة، و أشاد بها ذكره فقال: (اني جاعلك للناس اماما). و راجع الأصول من الكافي: ج 1 ص 199.

[1252] جملة من أعلام السنة و الشيعة يذهبون الي هذا المعني، راجع في ذلك: العقد الفريد: ج 2 ص 252، الجمل للشيخ المفيد: ص 56، الاحتجاج للطبرسي: ج 1 ص 111.

[1253] في المصدر و هكذا: «عمر بن سعد - تقيا أو شقيا - و كل الذي يعرفون أن عمر بن سعد هو الذي قتل مولانا الامام الحسين، و داس صدره الشريف تحت سنابك خيله، و مثل به و بأهل بيته و أصحابه، تمثيلا لم تعرفه الجريمة البشرية من قبل...».

[1254] يذكر الراغب الأصفهاني في المحاضرات من قرون مضت: سئل رجل كان يشهد بالكفر علي آخر عند جعفر بن سليمان، فقال: انه رجل معتزلي، ناصبي، حروري، جبري، رافضي، يشتم علي بن الخطاب، و عمر بن أبي قحافة، و عثمان بن أبي طالب، و أبابكر بن عثمان، و يشتم الحجاج الذي هدم الكوفة علي أبي سفيان، و حارب الحسين بن معاوية يوم القطائف!! فقال جعفر: قاتلك الله، ما أدري علي أي شي ء أحسدك، أعلي علمك بالأنساب أم بالأديان أم بالمقالات؟! (منه).

[1255] أخرجه الترمذي و النسائي عن جابر. (منه). و كذا يوجد هذا الحديث الشريف في: نظم درر السمطين للزرندي الحنفي: ص 232، و ينابيع المودة للقندوزي: ص 33 و 45 و 445، و تفسير ابن كثير: ج 4 ص 113، و مصابيح السنة للبغوي: ج 4 ص 189، و جامع الأصول لابن الأثير: ج 1 ص 187، الحديث 65، و مشكاة المصابيح: ج 3 ص 258، واحياء الميت للسيوطي بهامش الاتحاف: ص 114، و

بحارالأنوار: ج 23 ص 118، و كنز العمال: ج 1 ص 44.

[1256] اخرجه الترمذي عن زيد بن أرقم (منه). لاحظ صحيح الترمذي: ج 5 ص 329. و أخرجه أيضا في درر السمطين: ص 231 و الدر المنثور للسيوطي: ج 6 ص 7 و 306، و ذخائر العقبي: ص 16، و الصواعق المحرقة: ص 147 و 226، و أسد الغابة لابن الأثير: ج 2 ص 12، و المعجم الصغير للطبراني: ج 1 ص 135، و ينابيع المودة: ص 33 و 40 و 226 و 355، و تفسير ابن كثير: ج 4 ص 113، و عبقات الأنوار: ج 1 ص 25، و كنز العمال: ج 1 ص 44 ح 874، و الفتح الكبير للنبهاني: ج 1 ص 451، و تفسير الخازن: ج 1 ص 4، و مصابيح السنة: ج 2 ص 279، و جامع الأصول: ج 1 ص 187، و مشكاة المصابيح: ج 3 ص 258، و منتخب تاريخ ابن عساكر: ح 5 ص 436، و تيسير الوصول لابن البديع: ج 1 ص 16، و التاج الجامع للأصول: ج 3 ص 308، و رفع اللبس و الشبهات: ص 52، و أرجح المطالب للشيخ عبدالله الحنفي: ص 336، و السيف اليماني المسلول: ص 10.

[1257] اخرجه أحمد بن حنبل بطريقين صحيحين، و أخرجه الطبراني (منه). و يوجد هذا الحديث الشريف أيضا في: الدر المنثور: ج 2 ص 60، و احياء الميت بهامش الاتحاف: ص 116، و ينابيع المودة: ص 38 و 183، و مجمع الزوائد للهيثمي: ج 9 ص 162، و عبقات الأنوار: ج 1 ص 16، و كنز العمال: ج 1 ص 154 ح 873 و 948، والجامع الصغير: ج

1 ص 353، و الفتح الكبير: ج 1 ص 451، و أرجح المطالب: ص 335، و الفضائل لأحمد بن حنبل بترجمة الامام الحسين: ص 28 ح 56، و مسند أحمد بن حنبل: ج 5 ص 182 و 189، و فرائط السمطين للحمويني: ج 2 ص 144.

[1258] أخرجه أحمد بن حنبل و آخرون (منه) أقول: أخرجه من حديث أبي سعيد الخدري من طريقين: أحدهما في آخر ص 17، و الثاني في آخر ص 26 من الجزء الثالث من مسنده. و أخرجه أيضا: ابن أبي شيبة و أبويعلي و ابن سعد عن أبي سعيد، و هو الحديث رقم 945 من أحاديث كنز العمال في ص 165 ج 1 و أيضا في: المناقب لابن المغازلي: ص 235 ح 283، الصواعق المحرقة: ص 148، ذخائر العقبي: ص 16، اسعاف الراغبين للصبان الشافعي بهامش نور الأبصار: ص 108، ينابيع المودة: ص 35 و 40 و 226 و 355، السيرة النبوية لزيني دحلان مطبوع بهامش السيرة الحلبية: ج 3 ص 331، المعجم الصغير للطبراني: ج 1 ص 131، مقتل الحسين للخوارزمي: ج 1 ص 104، مجمع الزوائد: ج 9 ص 163، احياء الميت: ص 111، الطبقات الكبري لابن سعد: ج 2 ص 194، جامع الأصول: ج 1 ص 187، المواهب اللدنية: ص 7، راموز الأحاديث للشيخ أحمد الحنفي: ص 144، أرجح المطالب: ص 136، الأنوار المحمدية للنبهاني: ص 435، فرائد السمطين: ج 2 ص 272 ح 538، عبقات الأنوار: ج 1 ص 123 و 134 و 151 و 161 و 164 و 168 و 253 و 265 و 283.

[1259] أخرجه الحاكم في المستدرك و آخرون ثم قال: هذا حديث صحيح الاسناد علي شرط الشيخين و

لم يخرجاه (منه). و أخرج أيضا في مناقب علي بن أبي طالب لابن المغازلي: ص 234 ح 281، و المناقب للخوارزمي: ص 23، و فرائد السمطين: ج 2 ص 143 الباب (33) و فيه بعد «و عترتي أهل بيتي»: «ألا وهما الخليفتان من بعدي»، و عبقات الأنوار: ج 1 ص 131، و المستدرك الذي أشار اليه يقع في: ج 3 ص 148.

[1260] المائدة: 67.

[1261] أي: كنسن.

[1262] أخرجه الحاكم من طريقين عن زيد بن أرقم. و أخرجه مسلم في صحيحه حتي كلمة: «الحوض» مع خلاف في بعض الكلمات. (منه).

[1263] و أخرج أيضا في: خصائص أميرالمؤمنين للنسائي: ص 21، المناقب للخوارزمي الحنفي: ص 93، الصواعق المرحقة: ص 136 و ذكر صدر الحديث و صححه، ينابيع المودة: ص 32، كنز العمال: ج 1 ص 167 ح 954 و ج 15 ص 91 ح 255، عبقات الأنوار: ص 117 و 121 و 122 و 125 و 132 و 144 و 152 و 159 و 161 و 177 و 213 و 241. و قد أخرجه مسلم في صحيحه: ج 4 ص 1873 برقم (36)، و الحاكم عن زيد بن أرقم مرفوعا في المستدرك: ج 3 ص 109 ثم قال: هذا حديث صحيح علي شرط الشيخين و لم يخرجاه بطوله. و أخرجه أيضا عن طريق آخر عن زيد بن أرقم في: ج 3 ص 533، ثم قال: هذا حديث صحيح الاسناد و لم يخرجاه. و أورده الذهبي في تلخيصه معترفا بصحته. و ممن خرجه أيضا: المسترشد لمحمد بن جرير الطبري: ص 559، و الغدير: ج 1 ص 30 و 306 و 375، و فضائل الصحابة لابن حنبل: ص 15 رقم 45.

[1264] قال

في الصواعق المحرقة: الفصل الأول باب 11 ص 89: «ثم اعلم أن لحديث التمسك بهما طرقا كثيرة وردت عن نيف و عشرين صحابيا... و في بعض تلك الطرق أنه قال ذلك بحجة الوداع بعرفة، و في أخري أنه قال بالمدينة في مرضه، و قد امتلأت الحجرة بأصحابه، و في أخري أنه قال ذلك بغدير خم، و في أخري أنه قال ذلك لما قام خطيبا بعد انصرافه من الطائف...» ثم قال: «و لا تنافي، اذ لا مانع من أنه كرر عليهم ذلك في تلك المواطن و غيرها؛ اهتماما بشأن الكتاب العزيز و العترة الطاهرة».

[1265] لشمس الدين محمد بن محمد الجزري الشافعي المتوفي سنة 833 كتاب (أسني المطالب في مناقب علي ابن أبي طالب) أثبت فيه تواتر حديث الغدير من ثمانين طريقا. راجع كتاب الشهب الثواقب: ص 76. و قد روي الحديث أحمد بن حنبل من 40 طريقا، وابن جرير الطبري من نيف و سبعين طريقا، و ابن عقدة من 105 طرق، و أبوسعيد السجستاني من 120 طريقا، و أبوبكر الجعابي من 125 طريقا. و في تعليق هداية العقول ص 30 عن الأمير محمد اليمني أحد شعراء الغدير في القرن الثاني عشر أنه له 50 طريقا. راجع الغدير: ج 1 ص 14.

[1266] مسند أحمد بن حنبل، ابن حجر، كنز العمال. و بهذا المعني في المستدرك. (منه).

[1267] و أخرجه أيضا: منتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد: ج 5 ص 32 حلية الأولياء: ج 1 ص 86، شرح نهج البلاغة: ج 9 ص 170، كفاية الطالب للكنجي الشافعي: ص 214، مجمع الزوائد: ج 9 ص 108، ترجمة الامام علي من تاريخ دمشق: ج 2 ص 95 ح 596، ينابيع المودة: ص 379 و 380

و 382، احقاق الحق: ج 5 ص 111، فرائط السمطين: ج 1 ص 53. و باختلاف يسير في بعض الألفاظ انظر: الأمالي للشيخ الطوسي: ص 578، الأربعون حديثا لابن بابويه: ص 32، مناقب آل أبي طالب لابن شهر آشوب: ج 3 ص 5، بحارالأنوار: ج 31 ص 322 و ج 36 ص 227 و ص 247 و 248 و 269 و 314 و ج 38 ص 120 و ج 39 ص 259 و 267 و 275 و 285 و ج 40 ص 81 و 83، تاريخ مدينة دمشق: ج 42 ص 240 و 242، ميزان الاعتدال للذهبي: ج 1 ص 325، المنتخب من ذيل المذيل للطبري: ص 83، كفاية الأثر للخزاز القمي: ص 86، مناقب أميرالمؤمنين لمحمد الكوفي: ج 1 ص 426 و ص 427 و ج 2 ص 475، المسترشد لمحمد بن جرير الطبري: ص 359 و 638 و 639، الأمالي للشيخ الصدوق: ص 88، كشف الغمة للأربلي: ج 1 ص 89 و 102، مجموعة رسائل لطف الله الصافي: ج 2 ص 326.

[1268] المستدرك للحاكم باسناده الي أبي ذر: ج 3 ص 151، نظم درر السمطين: ص 235، ينابيع المودة: ص 30 و 370، الصواعق المحرقة: ص 184 و 234، اسعاف الراغبين للصبان: ص 109، جواهر البحار: ج 1 ص 361، الفضائل لأحمد بن حنبل بترجمة الامام الحسين: ص 28 ح 55. و مثل هذا اللفظ لكن بتفاوت يسير انظر: حلية الأولياء: ج 4 ص 306، و المناقب لابن المغازلي: ص 132 ح 173 و 176، و ذخائر العقبي: ص 20، و مجمع الزوائد: ج 9 ص 168، و احياء الميت: ص 113، والجامع الصغير للسيوطي:

ج 2 ص 132، و منتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد: ج 5 ص 92، و التفح الكبير للنبهاني: ج 3 ص 123، و ينابيع المودة: ص 187 و 193.

[1269] الصواعق لابن حجر. (منه).

[1270] هذا الحديث لوحده تارة، و منضما لحديث السفينة اخري، فأخرجه: الطبراني في المعجم الأوسط: ج 4 ص 10 و ج 6 ص 85 عن أبي سعيد، و أيضا في المعجم الصغير: ج 2 ص 22، و أخرجه الحاكم في المستدرك: ج 2 ص 343 و ج 3 ص 150. وراجع أيضا: مجمع الزوائد: ج 9 ص 168، كفاية الطالب للكنجي الشافعي: ص 378، احياء الميت للسيوطي: ص 113، رشفة الصادي لأبي بكر الحضرمي: ص 79، الصواعق المحرقة: ص 91، كنز العمال: ج 6 ص 153 و 216، تاريخ بغداد: ج 12 ص 19. و بتغيير ببعض اللفظ انظر: المعجم الكبير للطبراني: ج 3 ص 46، و شواهد التنزيل للحسكاني: ج 1 ص 361، و الكامل: ج 4 ص 198، و ينابيع المودة: ج 1 ص 93 و 94. و ج 2 ص 443، و تفسير فرات الكوفي: ص 190، و درر الأخبار: ص 530، و أمان الأمة من الاختلاف للطف الله الصافي: ص 162 و خلاصة عبقات الأنوار: ج 4 ص 85 و 211، و كتاب الأربعين للشيخ الماحوزي: ص 74، و البحار للمجلسي: ج 74 ص 75 و ج 37 ص 87، و ج 36 ص 293 و ج 30 ص 40 و ج 27 ص 113، مناقب ابن شهرآشوب: ج 1 ص 254، والاحتجاج: ج 1 ص 229، و مكارم الأخلاق: ص 459، و الأمالي للطوسي: ص 633 و 526، و

كنز الفوائد للكراجكي: ص 215، و كتاب الغيبة للنعماني: ص 44، و شرح الأخبار للقاضي النعمان: ج 2 ص 480.

[1271] أخرجه الحاكم في المستدرك عن ابن عباس. (منه) أقول أخرجه في: ج 3 ص 149 ثم قال: هذا حديث صحيح الاسناد علي شرط الشيخين، و لم يخرجاه. و أخرجه أيضا في: الصواعق المحرقة: ص 91، و احياء الميت للسيوطي: ص 114؛ و منتخب كنز العمال بهامش مسند أحمد: ج 5 ص 93، و ينابيع المودة: ص 298، و جواهر البحار للنبهاني: ج 1 ص 361. و بلفظ آخر في: ذخائر العقبي للمحب الطبري: ص 17، و نظم دررالسمطين للزرندي: ص 234، و احياء الميت: ص 112، و الجامع الصغير للسيوطي: ج 2 ص 161، و الفتح الكبير للنبهاني: ج 3 ص 267، و اسعاف الراغبين بهامش نور الأبصار: ص 128، و فرائط السمطين: ج 2 ص 241 ح 515 و ج 2 ص 252 ح 521، و مجمع الزوائد: ج 9 ص 174، و الهداية للصدوق: ص 36، و مسند زيد بن علي: ص 463، و علل الشرائع للصدوق: ج 1 ص 123، و عيون أخبار الرضا: ج 1 ص 30، والامالي للصدوق: ص 253، و اكمال الدين واتمام النعمة: ص 205، و كفاية الأثر: ص 29، و خاتمة المستدرك: ج 3 ص 93، و مناقب أميرالمؤمنين للكوفي: ج 2 ص 133 و 142 و 143 و 144 و 174 و 175، و المسترشد لابن جرير الطبري: ص 579، و شرح الأخبار للقاضي النعمان: ج 2 ص 502، و مقتضب الأثر: ص 15، و الاعتقادات للمفيد: ص 94، و الأمالي للطوسي: ص 259، والغيبة للطوسي: 292،

و الاحتجاج للطبرسي: ج 2 ص 48، و الخرائج و الجرائح: ج 3 ص 1115، و مناقب ابن شهرآشوب: ج 1 ص 245، و الطرائف لابن طاوس: ص 131.

[1272] و في مسند أحمد: أن عمر كان أول المهنئين لعلي يوم الغدير، كما هنأه الصحابة الحاضرون. (منه).

[1273] خرجناه سابقا.

[1274] شواهد التنزيل للحسكاني: ج 1 ص 26، تاريخ دمشق: ضمن ترجمة الامام علي ج 3 ص 83 ح 1117، المستدرك للحاكم: ج 3 ص 107، تهذيب التهذيب: ج 7 ص 339، الاستيعاب: ج 3 ص 51، المناقب للخوارزمي: ص 11 و 34، الصواعق المحرقة: ص 118، تفسير الثعلبي (المخطوط): ص 74، التفسير الكبير: ج 12 ص 26، نور الأبصار: 158، خصائص الوحي المبين لابن البطريق: ص 80، قاموس شتائم لحسن بن علي السقاف: ص 198، نظم درر السمطين للزرندي الحنفي: ص 80، ينابيع المودة للقندوزي: ص 275، فرائط السمطين: ج 1 ص 79، تلخيص المستدرك للذهبي: ج 3 ص 107، كفاية الطالب للكنجي: ص 253، تاريخ الخلفاء للسيوطي: ص 168، الكامل في التاريخ: ج 3 ص 399، السيرة الحلبية: ج 2 ص 207، الروض الأزهر: ص 96 و 102، السيرة النبوية لزيني دحلان: ج 2 ص 11، اسعاف الراغبين: ص 148 و 149، مطالب السؤول لابن طلحة الشافعي: ج 1 ص 87.

[1275] التحفة الاثني عشرية للآلوسي: ص 8، الخلاف للشيخ الطوسي: ص 33 و 49، مسند زيد بن علي: ص 103، تفسير جوامع الجامع للشيخ الطبرسي: ج 1 ص 193، نظرات في الكتب الخالدة لحامد حفني داود: ص 182.

[1276] راجع: الصواعق المحرقة: ص 201.

[1277] مسند أحمد بن حنبل: ج 6 ص 112. و أخرجه أيضا: كنز العمال: ج

7 ص 73، تاريخ مدينة دمشق: ج 43 ص 407، الغدير للأميني: ج 9 ص 325.

[1278] و من نصوص وصية النبي الصريحة بالامامة لعلي: عن محمد بن حميد الرازي - وقد وثقه الأئمة: أحمد، و يحيي، وابن جرير الطبري، و البغوي - عن أبي بريدة: «لكل نبي وصي و وارث، و ان وصيي و وارثي علي بن أبي طالب» و مثله بالمعني مروي عن سلمان الفارسي. و قال عليه الصلاة والسلام لفاطمة: «يا فاطمة، أما ترضين أن الله عزوجل اطلع الي أهل الأرض فاختار اثنين: أحدهما أبوك، و الآخر بعلك؟». و عن ابن عباس أن الرسول قال لها: «أما ترضين أني زوجتك أول المسلمين اسلاما، و أعلمهم علما، و أنك سيدة نساء أمتي كما سادت مريم نساء قومها، أما ترضين يا فاطمة أن الله اطلع الي أهل الأرض فاختار رجلين، فجعل أحدهما أباك و الآخر بعلك؟». و منها: أن النبي يقول عن الحسين «ابني هذا امام ابن امام أخو امام أبوأئمة، تاسعهم قائمهم». (منه).

[1279] و هي عجز بيت من القصيدة الجلجلية المنسوبة لعمرو بن العاص مطلعها: معاوية الحال لا تجهل و عن سبل الحق لا تعدل .. الي أن يقول: و أين الحصا من نجوم السما و أين معاوية من علي فان كنت فيها بلغت المني ففي عنقي علق الجلجل كتبها عمرو الي معاوية في جواب كتابه اليه يطلب خراج مصر. توجد منها نسختان في مجموعتين في المكتبة الخديوية بمصر في فهرستها المطبوع سنة 1307 ه في: ج 4 ص 314. و روي جملة منها ابن أبي الحديد في شرح النهج: ج 2 ص 117. راجع الغدير: ج 2 ص 114 - 117.

[1280] الطبرزد علي وزن سفرجل: نوع من

أنواع السكر.

[1281] بهج الصباغة: ج 12 ص 179، نثر الدرر للآبي: ج 1 ص 243 - 244، شيخ المضيرة للشيخ محمود أبورية: ص 208، مواقف الشيعة: ج 3 ص 184، تذكرة الخواص ص 118، نهج السعادة: ج 2 ص 48، حلية الأبرار: ج 2 ص 233، بحارالأنوار: ج 42 ص 118 وزاد من قول معاوية: رحم الله أباالحسن، فلقد سبق من كان قبله، و أعجز من يأتي بعده. شرح نهج البلاغة: ج 11 ص 253.

[1282] انظر أصل الشيعة و أصولها لمحمد حسين آل كاشف الغطاء: ص 220.

[1283] يقول الشريف المرتضي في كتابه «تنزيه الأنبياء»: قالت الشيعة الامامية: لا يجوز عليهم (الأنبياء) شي ء من المعاصي و الذنوب، كبيرا كان أو صغيرا، لا قبل النبوة و لا بعدها، و يقولون في الأئمة مثل ذلك. (منه).

[1284] تحف العقول لابن شعبة الحراني: ص 389، بحارالأنوار: ج 1 ص 141 و ج 75 ص 303، نهج السعادة: ج 7 ص 346.

[1285] لاحظ أصل الشيعة و أصولها لمحمد حسين آل كاشف الغطاء.

[1286] قال الطريحي في مجمع البحرين مادة «رجع»: «الرجعة بالفتح هي المرة في الرجوع بعد الموت بعد ظهور المهدي، و هي من ضروريات مذهب الامامية، و عليها من الشواهد القرآنية و أحاديث أهل البيت عليهم السلام ما هو أشهر من أن يذكر، حتي أنه ورد عنهم عليهم السلام: «من لم يؤمن برجعتنا و لم يقر بمتعتنا فليس منا».

[1287] دخل ابراهيم بن هرثمة علي المنصور فتهدده لأنه يمدح أهل البيت، و لما خرج ابراهيم لقي علويا سلم عليه، فصاح به: لا تشط بدمي. و في سنة 350 استعانت الجماهير بالجند ضد الشيعة، و في سنة 363 قتل الكثيرون من أجل اقامة الشيعة لشعائرهم،

و في سنة 403 صدر مرسوم بلعن العلويين خلافاء مصر و انكار نسبهم، و كانت موقعة الكرخ فتكا بأموال الشيعة و أرواحهم و أطفالهم، و في سنة 439 كبست دار الطوسي ببغداد، و في سنة 448 و 449 أحرقت مكتبة الطوسي فترك بغداد الي النجف. و عدوان المالكية علي الشافعي في جامع عمرو مشهور، و طرد المالكية و الحنفية من أجل الشغب في جامع عمرو بعد ذلك بأمر القاضي الحارث بن مسكين معروف، و كذلك فتنة الحنابلة في مجلس الطبري (310)، و في عهد البربهاري و فيما بعده و قد طالما أرهجت بغداد. و من الازراء بالتعصب المذهبي تتردد علي الألسن سخرية الزمخشري، و هو حنفي: اذا سألوا عن مذهبي لم أبح به و أكتمه.. كتمانه لي أسلم فان حنفيا قلت، قالوا بأنني أبيح الطلي و هو الشراب المحرم وان شافعيا قلت، قالوا بأنني أبيح نكاح البنت و البنت تحرم و ان مالكيا قلت، قالوا بأنني أبيح لهم أكل الكلاب و هم هم و لقد طالما كفرت جماعة جماعة أخري؛ بغيا عليها أو تحاملا منها في التعبير عن الخلاف معها. كان نظام الملك (385) وزيرا عظيما، ينشر العلم و ينشئ المدارس، و يعمل للوحدة، و يحاول أن يجمع الخلافتين: العباسية والفاطمية، أي أهل السنة و الشيعة الاسماعيلية، و كان يجتمع لديه علماء الفرق، فدخل عليه عبدالسلام بن محمد القزويني شيخ المعتزلة و عنده أبومحمد التميمي و رجل آخر أشعري، فقال له: أيها الصدر، لقد اجتمع عندك رؤوس أهل النار: أنا معتزلي، و ذلك أشعري، و هذا مشبه. و بعضنا يكفر بعضا!! و في سنة 412 صدر مرسوم في بغداد كفر به الخليفة القادر المعتزلة و

أمر باستتابتهم، و قد سبق منهم العمل عند الخلفاء لقهر المحدثين و الفقهاء في عصر المأمون و المعتصم و الواثق. و في حياة الفيروزآبادي الشافعي قامت الفتنة علي الشافعية سنة 479، و في سنة 507 قال قاضي الحنفية بدمشق: لو كان لي من الأمر شي ء لوضعت الجزية علي الشافعية! و في سنة 567 قال أبوحامد الطوسي المقال نفسه في الحنابلة! و في سنة 554 حرقت الأسواق في أصفهان لنزاع الحنفية و الشافعية، و في سنة 469 هاج الحنابلة في بغداد اذ ولي القشيري الوعظ بالمدرسة النظامية، و من قبل ذلك بعام سنة 468 انتقل السمعاني من مذهب أبي حنيفة الي مذهب الشافعي فثار الحنفية بمدينة مرو في خراسان فنفاه سلطانها حقنا لدمه، و في العصر ذاته أمر ابن تاشفين باحراق كتب الغزالي في احتفال رسمي بمسجد قرطبة! وذات يوم رأي الوالي الحنفي في بلاد ماوراء النهر في مخرجه للصلاة في الصباح مسجدا للشافعية فقال: أما آن لهذه الكنيسة أن تغلق؟! و في جيلان كان القوم حنابلة اذا قدم عليهم حنفي قتلوه! و جعلوا ماله فيئا للمسلمين! و أما أهل الأندلس فكانوا مالكية يطردون من الأندلس الحنفي أو الشافعي أو الحنبلي اذا وفد عليها، فان كان معتزليا فربما قتلوه! و من سد الذريعة أتفي البعض بتعزير من يترك مذهبا لمذهب! و في القرن الثامن من الهجرة فصل من التدريس بمصر أبوالعباس الحنبلي (716) لأنه ذكر أن عمر منع تدوين الحديث، و أن ذلك كان سبب تعارض النصوص في الحديث و خلاف العلماء! و في القرن العاشر علقت علي باب زويلة رأس المولي ظهير الدين الأردبيلي لأنه قال: ان مدح الصحابة ليس بفرض! و في تركيا قتل في

عهد السلطان سليم الأول (926) نحو أربعين ألفا من الشيعة. و هكذا تدور رحي البطش في كل اتجاه، لكن لها قانونا لا يتخلف، هو: أن الباطشين اليوم مبطوش بهم غدا. (منه).

[1288] أهل السنة لا يكفرون الا من يجحد فرائض الاسلام لأنه جاحد للأصل. يقول الغزالي: (أعلم أن شرح ما يكفر به و لا يكفر به يستدعي تفصيلا طويلا. فاقنع الآن بوصية و قانون. أما الوصية فأن تكف لسانك عن أهل القبلة ما أمكنك، ماداموا قائلين: لا اله الا الله محمد رسول الله. و أما القانون فهم أن تعلم أن النظريات قسمان: قسم يتعلق بأصول القواعد و قسم يتعلق بالفروع. و أصول الايمان ثلاثة: الايمان بالله و برسوله و باليوم الآخر، و ماعداه فروع. واعلم أنه لا تكفير في الفروع أصلا. الا في مسألة واحدة. و هي أن ينكر أصلا دينيا من رسول الله صلي الله عليه و سلم بالتواتر. لكن في بعضها تخطئة كما في الفقهيات...). (منه).

[1289] العول: هو زيادة السهام علي الفريضة، فتعول المسألة الي سهام الفريضة، فيدخل النقصان علي سهام أهل الفروض بقدر حصصهم، و عليه فهو رد السهام الزائدة. (معجم ألفاظ الفقه الجعفري للدكتور أحمد فتح الله: ص 118، القاموس الفقهي للدكتور سعدي أبي حبيب: ص 268).

[1290] التعصيب: هو رد ما فضل من سهام الارث المفروضة علي كل من كان من عصبة الميت، و هو من يمت الي الميت نسبا، الأقرب فالأقرب، من غير رد علي ذوي السهام. و هو منحصر في صورة وجود البنت المنفردة أو البنتين المنفردتين، و في صورة الأخت المنفردة أو الأختين المنفردتين. و في المذهب الجعفري (لا تعصيب)، فلا يرد الفاضل من سهام البنت المنفردة أو البنتين المنفردتين،

أو الأخت المنفردة أو الأختين المنفردتين علي عصبة المورث؛ كأخيه، أو عمه لأبيه، أو لأبويه، بل يرد الباقي من السهام المفروضة علي أصحاب السهام أنفسهم. (معجم الفاظ الفقه الجعفري: ص 117).

[1291] أصل الشيعة و أصولها: ص 213 و 217.

[1292] في النصف الأول من القرن الحالي جرت «المراجعات» بين شيخ للأزهر هوالشيخ سليم البشري و بين الامام عبدالحسين شرف الدين الموسوي (290 - 1377) مدة اقامة الأخير بمصر، و هي مراجعات أطراها الطرفان، و ثبت منها التزام المسلمين جميعا أصول الاسلام، وسعة الفقه للخلاف حول الفروع. و من اتساع الفقه للخلاف وجدنا المأمون المعتزلي الفكر، السني الفقه، يولي عهده عليا الرضا امام الشيعة، و وجدنا الصاحب بن عباد الذي وزر للدولة البويهية ثمانية عشر عاما من 367 الي 385 وزيرا معتزلي الفكر لدولة زيدية العقيدة، تحكم دولة الخلافة السنية، و وجدنا الشريف الرضي نائبا للخليفة العباسي، كما وجدنا الدولة الأدريسية دولة سنية يحكمها الأدارسة و هم شيعة من نسل الحسن ابن علي لكنهم لا يظهرون التشيع، وابن تومرت يقول: انه - كالأدارسة - من نسل الحسن بن علي و مع ذلك لا يقسر الدولة علي التشيع، و كذلك بني حمود من نسل الحسن بن علي يحكمون دولة سنية و لا يقسرونها علي التشيع، بل سنجد فقهاء عظماء - كالطوسي - حجة في المذهب الامامية و في مذاهب أهل السنة. و في سنة 525 عين الخليفة الفاطمي بمصر قضاة أربعة: ثلاثة من مذاهب السنة و رابعا شيعيا، لأن الشعب كان سنيا والدولة شيعية. و كان الحافظ السلفي (478 - 576) يلقي دروس الشافعية في مدرسة بناها له ابن السلام الوزير الفاطمي. و في النصف الأخير من القرن

الحالي أفتي المرحوم الشيخ محمود شلتوت: «أن مذهب الجعفرية المعروف بمذهب الشيعة الامامية الاثني عشرية مذهب يجوز التعبد به شرعا، كسائر مذاهب أهل السنة، فينبغي للمسلمين أن يعرفوا ذلك، و أن يتخلصوا من العصبية بغير الحق لمذاهب معينة، فما كان دين الله و ما كانت شريعته تابعة لمذهب، أو مقصورة علي مذهب، فالكل مجتهدون مقبولون عند الله تعالي، يجوز لمن ليس أهلا للنظر و الاجتهاد تقليدهم و العمل بما يقرونه في فقههم، و لا فرق في ذلك بين العبادات و المعاملات». و قال الشيخ شلتوت عن فتواه بعد: (ثم تهيأ لي بعد ذلك - و قد عهد الي بمنصب مشيخة الأزهر - أن أصدرت فتواي في جواز التعبد علي المذاهب الاسلامية الثابتة الأصول، المعروفة المصادر، المتبعة لسبيل المؤمنين، و منها: مذهب الشيعة الامامية (الاثنا عشرية)...، و ها هو ذا الأزهر الشريف ينزل علي حكم هذا المبدأ، مبدأ التقريب بين أرباب المذاهب المختلفة، فيقرر دراسة هذه المذاهب الاسلامية سنيها و شيعيها دراسة تعتمد علي الدليل و البرهان، و تخلو من التعصب لفلان و فلان، كما أنه اهتم في تكوين مجمع البحوث الاسلامية، بأن يكون أعضاؤهم ممثلين لمختلف المذاهب الاسلامية...». و الشيخ عبد المجيد سليم - شيخ أسبق للأزهر - يقول تحت عنوان «القطعيات والظنيات»: قد علمنا من استقراء المذاهب الفقهية، و آراء الفرق الكلامية: أن في كل منها خطأ و صوابا، و لم نعلم مذهبا من المذاهب الاسلامية المعتبرة خطأ كله أو صوابا كله، و اذا كان الأمر كذلك فلا ينبغي أن تطغي العصبية المذهبية علي المسلمين، و لا ينبغي أن يكون هم الحنفي مثلا هو الانتصار لكل ما جاء في مذهب الحنفية، و لا أن

يكون هم الامامي أو الزيدي هو الانتصار و التعصب لكل ما جاء به الامامية و الزيدية،... و هكذا، بل الواجب علي المسلمين أن يأخذوا بما ظهر البرهان صوابه، و أن يكون قصاراهم الرغبة الصادقة في الوصول الي الحق، دون أن يقيموا وزنا لما سوي الحق، بذلك يصبحون فعلا أمة واحدة. (منه).

[1293] انظر أصل الشيعة و أصولها للشيخ كاشف الغطاء: ص 223 و تعضده الروايات الشريفة عن النبي صلي الله عليه و سلم و الأئمة عليهم السلام: «لم تخل الأرض من حجة الله فيها، ظاهر مشهور أو غائب مستور» راجع: كمال الدين و تمام النعمة للصدوق: ص 207، والاحتجاج للطبرسي: ج 2ص 48، و بحارالأنوار للمجلسي: ج 23 ص 6، و ينابيع المودة للقندوزي الحنفي: ج 1 ص 75.

[1294] أن الله سبحانه أمر نبيه بأن ينص علي علي بن أبي طالب، و ينصبه علما للناس من بعده».

[1295] عددها 34 ركعة، راجع: المعتبر: ج 2 ص 15، واللمعة الدمشقية: ص 34، و شرح اللمعة: ج 1 ص 470.

[1296] راجع: المختصر النافع: ص 8، الرسالة السعدية: ص 104، الدروس: ج 1 ص 171، جامع المقاصد: ج 2 ص 246.

[1297] راجع السرائر: ج 1 ص 218، شرائع الاسلام: ج 1 ص 65، المختصر النافع: ص 8، تذكرة الفقهاء: ج 1 ص 117، تحرير الاحكام: ج 1 ص 247.

[1298] راجع كتاب الخمس في الكتب الفقهية التالية: الهداية للصدوق: ص 177، الانتصار: ص 225، المقنعة للمفيد: ص 276، الكافي في الفقه للحلبي: ص 170.

[1299] بل الكذب علي الله و رسوله و أهل بيته. راجع: الجامع للشرائع: ص 156، منتهي المطلب: ص 564، المقنعة للمفيد: ص 344، النهاية للطوسي: ص 153، الانتصار: ص 62،

الكافي في الفقه للحلبي: ص 179، المهذب البارع: ج 1 ص 192.

[1300] «الحج جهاد الضعيف أو الضعفاء» وسائل الشيعة: ج 11 ص 12، و ص 100 و ص 102 و ص 104، الكافي: ج 4 ص 259، من لا يحضره الفقيه: ج 2 ص 226 و ج 4 ص 416، الخصال: ص 620، مستدرك الوسائل: ج 8 ص 8.

[1301] انظر شرائع الاسلام: ج 1 ص 169.

[1302] راجع المختصر النافع: ص 9.

[1303] راجع في ذلك: كفاية الأحكام: ص 155، كتاب النكاح للخوئي: ج 2 ص 163، فقه الصادق: ج 15 ص 339، و ج 31 ص 21، منهاج الفقاهة: ج 3 ص 208، المبسوط: ج 2 ص 400 و ج 4 ص 194، السرائر: ج 2 ص 513، المختصر النافع: ص 9.

[1304] راجع: المختصر النافع: ص 9.

[1305] راجع المصدر السابق.

[1306] راجع: تذكرة الفقهاء: ج 8 ص 178، المجموع للنووي: ج 8 ص 80، المقنعة للمفيد: ص 165.

[1307] راجع: الخلاف للطوسي: ج 1 ص 588، المعتبر: ج 2 ص 37، الذكري: ص 118 و 119، جامع المقاصد: ج 2 ص 26.

[1308] ليس للشيعة كتب يجزمون بصحة كل ما فيها كما للسنة في صحيحي البخاري و مسلم. هذا و ان صحاح السنة أخرجت: أن النبي صلي الله عليه و اله و سلم صلي الظهر و العصر جمعا، و المغرب و العشاء جمعا مدة سبعة أو ثمانية أيام من غير خوف أو مطر، و ما أراد بذلك الا لرفع الحرج عن أمته. راجع في ذلك: صحيح البخاري: ج 1 ص 143 باب تأخير الظهر الي العصر من كتاب مواقيت الصلاة، و ج 1 ص 147 باب وقت المغرب، و

كلاهما عن ابن عباس. و صحيح مسلم: ج 1 ص 489 - 490 حديث 49 و 50 باب الجمع بين الصلاتين في الحضر، و ج 1 ص 491، و ص 492، و مسند أحمد: ج 1 ص 369 حديث 1954، و قال النووي في شرحه لصحيح مسلم: ج 5 ص 319: «و ذهب جماعة من الأئمة الي جواز الجمع في الحضر». فاذن الشيعة لما جمعت الصلوات انما اعتمدت علي الأحاديث الصحيحة المجمع علي صحتها عند الفريقين: السنة و الشيعة. و راجع في جواز جمع الصلاة عند الشيعة: وسائل الشيعة: ج 4 ص 220 ب 32، و مستدرك الوسائل: ج 3 ص 142 ب 26.

[1309] الاسراء: 78. و لقوله تعالي من سورة هود: 114: (و أقم الصلاة طرفي النهار و زلفا من الليل ان الحسنات يذهبن السيئات).

[1310] فدلوك الشمس يعني: زوالها، و يستمر الي غسق الليل، أي: الي ظلمة الليل، و به يدخل وقت المغرب و العشاء حسب الترتيب.

[1311] ان ادراج كلمة «الصلاة خير من النوم» في فضول الأذان ليست من السنة، و لا من سنن الأذان ولا الاقامة علي عهد الرسول صلي الله عليه و اله و سلم، و لا علي عهد أبي بكر، و لكن الخليفة عمر هو الذي أمر مؤذنه بأن يجعلها في أذان الصبح، علي ما نقله امام السنة مالك «اذ بلغه أن المؤذن جاء الي عمر بن الخطاب يؤذنه لصلاة الصبح، فوجده نائما، فقال: الصلاة خير من النوم، فأمره عمر أن يجعلها في نداء الصبح». (لاحظ الموطأ: ج 1 ص 72).

[1312] في ج 1 ص 25.

[1313] راجع: جامع الأصول: ج 5 ص 286 ح 3360، موطأ مالك: ج 1 ص 72 كتاب الصلاة،

بحارالأنوار: ج 31 ص 43.

[1314] الشيعة يستدلون علي أن الأذان كان فيه عبارة «حي علي خير العمل» بما هو ثابت بالسند الصحيح عن الامام جعفر: «لما هبط جبرائيل علي رسول الله بالأذان، أذن جبرائيل و أقام و عندها أمر رسول الله عليا أن يدعو بلالا، فدعاه فعلمه رسول الله الأذان و أمره به» و كان أذان الامام جعفر هكذا: الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر، الله أكبر أشهد أن لا اله الا الله، أشهد أن لا اله الا الله أشهد أن محمدا رسول الله، أشهد أن محمدا رسول الله حي علي الصلاة، حي علي الصلاة حي علي الفلاح، حي علي الفلاح حي علي خير العمل، حي علي خير العمل الله أكبر، الله أكبر لا اله الا الله، لا اله الا الله. (منه).

[1315] ان الشهادة الثالثة المشتملة علي الشهادة لعلي عليه السلام بالولاية انما هي من أحكام الايمان عند الشيعة، و يؤتي بها اشعارا بايمانهم لقوله تعالي: (انما وليكم الله و رسوله و الذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة و يؤتون الزكاة و هم راكعون. و من يتول الله و رسوله و الذين آمنوا فان حزب الله هم الغالبون) المائدة / 55 و 56، فاذا كان الله يشهد في قرآنه بأن عليا من أوليائه، فالشيعة أول الشاهدين بأنه ولي الله و حجته علي خلقه. راجع فيما أورده المؤلف: من لا يحضره الفقيه: ج 1 ص 290، وسائل الشيعة: ج 5 ص 422، بحارالأنوار: ج 81 ص 111.

[1316] ذهب العلامة المتأله عند أهل السنة علاء الدين علي بن محمد القوشجي في شرح تجريد الاعتقاد: ص 374) حجري) في مبحث الامامة: «قال عمر: ثلاث كن علي عهد رسول الله صلي

الله عليه و اله و سلم أنا أنهي عنهن و أحرمهن، و أعاقب عليهن، و هي: متعة النساء، و متعة الحج، و حي علي خير العمل» و راجع الاحكام: ج 1 ص 84، شرح الازهار: ج 1 ص 223، الروض النضير: ج 1 ص 425.

[1317] وقد تعاقبت التصرفات في صدد الأذان من المسلمين، كان عليه الصلاة و السلام يأمر في فجر رمضان بأذانين: أولهما يوقظ الغافلين ليتسحروا، و الثاني للصلاة. و كان أذان الجمعة في عهده يبدأ عندما يجلس علي المنبر، و هو الأذان الوحيد الذي يؤدي من مكان مرتفع بالمسجد أو القرية؛ كسقفه و منارته، فلما كثر الناس في عهد عثمان استحدث نداء آخر علي الزوراء، و بقي النداء الأول كما كان، و في عهد هشام بن عبدالملك (105 - 125) اكتفي بآذان المنارة، و نقل الأذان الثاني و جعله بين يدي الخطيب. هذا و ليس الكلام القليل بين يدي الخطيب، و لا عند الأذان، ليبطله. (منه).

[1318] ففضلا عن روايات الشيعة في وجوب المسح، راجع من روايات السنة التي دلت علي المسح ما يلي: مسند أحمد: ج 1 ص 95 و 114 و 124، شرح معاني الآثار للطحاوي: ج 1 ص 35 و ج 2 ص 372، كنز العمال: ج 9 ص 444 و 448 و 605، أحكام القران للجصاص: ج 1 ص 347، الدر المنثور: ج 2 ص 262، سنن أبي داود: ج 1 ص 86، سنن النسائي: ج 1 ص 161، سنن ابن ماجة: ج 1 ص 156، المستدرك: ج 1 ص 241.الاستيعاب: ج 1 ص 159، الاصابة في معرفة الصحابة: ج 1 ص 185، اسد الغابة: ج 1 ص 217، كنز العمال: ج

9 ص 451 ، 442، عمدة القاري في شرح البخاري: ج 2 ص 240، تفسير ابن كثير: ج 2 ص 25، و يقول ابن حجر العسقلاني في فتح الباري: ج 1 ص 213: «نعم الكتاب و السنة يدلان علي المسح، و أن كثيرا من الصحابة قالوا بالمسح و لكنهم عدلوا عن هذا الرأي».

[1319] غسلة الوجه و غسلة اليدين، و مسحة الرأس و مسحة القدمين. راجع الحديث في: الدر المنثور للسيوطي: ج 2 ص 262، تفسير القرطبي: ج 6 ص 92، كنز العمال: ج 9 ص 433، سنن الدارقطني: ج 1 ص 101، مسند الشاميين: ج 4 ص 25، المصنف لعبد الرزاق الصنعاني: ج 1 ص 19، السنن الكبري للبيهقي: ج 1 ص 72، الشرح الكبير لعبد الرحمان بن قدامة: ج 1 ص 116، المغني لابن قدامة: ج 1 ص 120، المبسوط: ج 1 ص 8، مسند الحميدي: ج 1 ص 509.

[1320] المائدة: 6.

[1321] و وجه الاستدلال عليه: اذا كان القراءة في (أرجلكم) الكسر فالكلمة معطوفة علي لفظ (برؤوسكم) و الوجه هو المسح، و الآية تدل عليه بكل وضوح. و أما بناء علي قراءة النصب (أرجلكم) فالواو عاطفة أيضا، و (أرجلكم) معطوفة علي محل الجار و المجرور (برؤوسكم)، و محل (رؤوسكم) منصوب، والعطف علي المحل مذهب مشهور في علم النحو، فبناء علي القراءتين المشهورتين تكون الآية دالة علي المسح دون الغسل.

[1322] النساء: 20.

[1323] راجع فيما ذكره المؤلف: نهاية المرام: ج 1 ص 362، فقد استعرض أغلب آراء العلماء فيه.

[1324] راجع في ذلك: ايضاح الفوائد: ج 3 ص 5، اللمعة الدمشقية: ص 160، جامع المقاصد: ج 12 ص 28 و ص 31، شرح اللمعة: ج 5 ص 97، مسالك

الافهام: ج 7 ص 40.

[1325] راجع: الخلاف: ج 4 ص 359، المبسوط: ج 4 ص 266، المهذب: ج 2 ص 223، شرائع الاسلام: ج 2 ص 496، المختصر النافع: ص 172.

[1326] راجع: المقنعة: ص 510 - 511، الانتصار: ص 583 - 585، المهذب: ج 2 ص 193.

[1327] المسائل الصاغانية: ص 84، مشكل الآثار للطحاوي: ج 3 ص 55، صحيح مسلم: ج 2 ص 1099، المستدرك علي الصحيحين: ج 2 ص 196، شرح مسلم للنووي: ج 10 ص 70، المغني لابن قدامة: ج 8 ص 244، الشرح الكبير: ج 8 ص 258، عمدة القاري: ج 20 ص 233، بداية المجتهد: ج 2 ص 61.

[1328] راجع: المسائل الصاغانية: ص 83، الانتصار: ص 308، المبسوط: ج 4 ص 347، المهذب: ج 2 ص 268.

[1329] راجع في ذلك: المختصر النافع: ص 235، كشف الرموز: ج 2 ص 323، منتهي المطلب: ج 2 ص 855، الدروس الشرعية : ج 2 ص 96، المهذب البارع: ج 4 ص 121.

[1330] راجع الفتاوي: ص 305، و أضواء علي الصحيحين: ص 425.

[1331] راجع في ذلك: المراسم العلوية: ص 161، المهذب: ج 2 ص 274، الحدائق الناضرة ج 24 ص 295، الوسيلة: ص 321.

[1332] راجع في ذلك: الانتصار: ص 304، جواهر الكلام: ج 32 ص 15.

[1333] السرائر: ج 2 ص 740، مختلف الشيعة: ج 7 ص 502، مسالك الأفهام: ج 9 ص 241، نهاية المرام: ج 2 ص 87.

[1334] المسألة خلافية، فممن وافق المؤلف: المهذب: ص 289، السرائر: ج 3 ص 321، النهاية: ج 9 ص 87، الحدائق الناضرة: ج 25 ص 314.

[1335] النساء: 24.

[1336] عن عبدالله بن مسعود قال: كنا نغزو مع رسول الله

- صلي الله عليه و اله و سلم و ليس لنا شي ء، فقلنا: ألا نستخصي؟ فنهانا عن ذلك، ثم رخص لنا أن ننكح المرأة بالثوب الي أجل معين...» صحيح البخاري: ج 8 ص 7، صحيح مسلم: ج 1 ص 354، أحكام القرآن للجصاص: ج 2 ص 184، السنن الكبري للنسائي: ج 6 ص 337، سنن البيهقي: ج 7 ص 200، تفسير القرطبي: ج 5 ص 130، تفسير ابن كثير: ج 2 ص 87، الدر المنثور: ج 2 ص 307، فتح الباري: ج 9 ص 95.

[1337] قرأها هكذا: (فما استمتعتم به منهن الي أجل مسمي فآتوهن أجورهن) ابن مسعود و ابن عباس و أبي بن كعب. راجع المسائل الصاغانية: ص 34، نيل الأوطار: ج 6 ص 275، شرح مسلم للنووي: ج 6 ص 118، مجمع البيان: ج 3 ص 32، أحكام القرآن للجصاص: ج 2 ص 147، السنن الكبري للبيهقي: ج 7 ص 205، المغني: ج 7 ص 571.

[1338] فقد جاء عن عمارة قال: سألت ابن عباس عن المتعة: أسفاح هي أم نكاح؟ قال: لا سفاح و لا نكاح، قلت: فما هي؟ قال:هي متعة كما يقال. راجع تفسير غرائب القرآن للنيسابوري: ج 5 ص 16 - 17 و قد أقسم ابن عباس أن الآية «فما استمتعتم به منهن الي أجل مسمي» نزلت هكذا، قال: «والله، لأنزلها الله كذلك». راجع: الدر المنثور للسيوطي: ج 2 ص 140، و جامع البيان: ج 5 ص 19، والايضاح: ص 441.

[1339] عن أبي نضرة قال: كنت عند جابر بن عبدالله: فأتاه آت فقال: ابن عباس و ابن الزبير أختلفا في المتعتين، فقال جابر: فعلناهما مع رسول الله صلي الله عليه و اله و سلم، ثم نهانا عمر فلم نعد

لهما...». راجع صحيح مسلم: ج 4 ص 59 ح 131، فتح الباري: ج 9 ص 143، نصب الراية: ج 3 ص 338، السنن الكبري للبيهقي: ج 7 ص 206. و قال أيضا: «استمتعنا علي عهد رسول الله صلي الله عليه و اله و سلم و أبي بكر و عمر...» راجع: صحيح مسلم: ج 4 ص 31، المصنف: ج 7 ص 497، مسند أحمد: ج 3 ص 380، نصب الراية: ج 3 ص 338، فتح الباري: ج 9 ص 141، كنز العمال: ج 16 ص 523.

[1340] قال عمران: «تمتعنا علي عهد رسول الله صلي الله عليه و اله و سلم، و نزل القرآن، قال رجل برأيه ما شاء» صحيح البخاري: ج 2 ص 153. و قال: «نزلت آية المتعة في كتاب الله ففعلناها مع رسول الله صلي الله عليه و اله و سلم و لم ينزل قرآن يحرمه، و لم ينه عنه حتي مات، قال رجل ما شاء. قال محمد (يعني البخاري) يقال: انه عمر». صحيح البخاري: ج 5 ص 158. و ذكر مثل هذا المعني: التفسير الكبير للرازي: ج 10 ص 53، الارشاد للقسطلاني: ج 4 ص 169، فتح الباري: ج 4 ص 339، صحيح مسلم: ج 1 ص 274، مسند أحمد: ج 4 ص 429.

[1341] راجع: التفسير الكبير للرازي: ج 2 ص 167، المنهاج في شرح صحيح مسلم علي هامش القسطلاني: ج 6 ص 128.

[1342]: لو كان الناسخ موجودا فهو اما متواتر أو خبر آحاد. فلو كان متواترا فلماذا أنكره علي و عبدالله بن عباس و عمران و جابر و أبي؟! و هذا الانكار منهم للتواتر يستدعي تكفيرهم! أو كان خبر آحاد، و خبر الآحاد

ظني، و اباحتها معلومة بالاجماع و هي قطعية في زمن النبي صلي الله عليه و اله و سلم، و الظني لا يرفع القطعي. و لو تنزلنا و قبلنا النسخ، فان روايات النسخ كانت يوم خيبر، و في أكثر الروايات أنه أباح المتعة في حجة الوداع و في يوم الفتح، و هذان اليومان متأخران عن خيبر، و هذا يلزم منه تقدم الناسخ علي المنسوخ، و هو باطل».

[1343] راجع أحكام المتعة في المقنع للصدوق: ص 337 و ما بعدها، و الهداية للصدوق: ص 264 و ما بعدها، و رسالة المتعة للشيخ المفيد، ضمن المسائل السروية: ص 30 و ما بعدها، و الانتصار: ص 268 و ما بعدها، و رسائل المرتضي: ج 1 ص 237 و ما بعدها، و الكافي في الفقه للحلبي: ص 298 و ما بعدها، و الرسائل التسع: ص 154 و ما بعدها.

[1344] سنن البيهقي: ج 7 ص 206، أحكام القرآن للجصاص: ج 2 ص 152، المغني لابن قدامة: ج 7 ص 571 و 572، الشرح الكبير: ج 7 ص 537، كنز العمال: ج 16 ص 519 و 521، مسند أحمد: ج 1 ص 25، تاريخ المدينة لابن شبة: ج 2 ص 720، المبسوط: ج 4 ص 27، المحلي: ج 7 ص 107، شرح نهج البلاغة: ج 1 ص 182، تفسير القرطبي: ج 2 ص 392، الفصول في الأصول: ج 3 ص 205، علل الدارقطني: ج 7 ص 156.

[1345] صحيح مسلم: باب نكاح المتعة: ص 1023 ح 1405، شرح النووي: ج 9 ص 183، المصنف لعبد الرزاق: ج 7 ص 500، سنن البيهقي: ج 7 ص 237، مسند أحمد: ج 3 ص 304، فتح الباري: ج

11 ص 76، زاد المعاد: ج 1 ص 205، كنز العمال: ج 8 ص 293.

[1346] ورد الحديث بألفاظ متغايرة: الكافي: ج 5 ص 448، الاستبصار: ج 3 ص 141، تهذيب الأحكام: ج 7 ص 250، وسائل الشيعة: ج 1 ص 19 و ج 21 ص 5، مستدرك الوسائل: ج 14 ص 447 و 449، الايضاح: ص 519، عوالي اللئالي ء: ج 2 ص 125، بحارالأنوار: ج 30 ص 601 و ج 53 ص 31 و ج 100 ص 305، تفسير الطبري: ج 5 ص 9، كنز العمال: ج 16 ص 523، تفسير الفخر الرازي: ج 10 ص 51.

[1347] الثلاثة التي ذكرها الامام الصادق عليه السلام: والتي لا تقية فيها انما هي: متعة الحج، و شرب المسكر، و المسح علي الخفين. راجع: الكافي: ج 6 ص 415، من لا يحضره الفقيه: ج 2 ص 317، الخصال: ص 23، الاستبصار: ج 2 ص 151، تهذيب الأحكام: ج 5 ص 26 و ج 9 ص 114.

[1348] ولي يحيي القضاء في البصرة و عمره نحو عشرين سنة، فاستصغره أهل البصرة، فقال لهم: أنا أكبر من عتاب بن أسيد الذي وجه به النبي قاضيا علي مكة يوم الفتح، و أنا أكبر من معاذ بن جبل الذي وجه به النبي قاضيا علي اليمن، و أنا أكبر من كعب بن أبي الذي وجه به عمر قاضيا علي البصرة. و كان يحيي حسن التأتي للأمور، و منها سياسة القضاء و الخلفاء: دخل علي المأمون و رجل يشكو وكيلا للمأمون أنه اشتري منه جواهر بثلاثين ألف دينار، فقال المأمون: لعل الوكيل اشتري لنفسه أو سلم الشاكي المال...، قال الشاكي: فاذن أدعوك الي القاضي الذي نصبته لرعيتك، وجي ء

بيحيي بن أكثم، فقال للمأمون: انك لم تجعل ذلك مجلس قضاء، قال: قد فعلت، قال: فاني أبدأ بالعامة، أو لا يصلح المجلس للقضاء...، ففتح الباب - و قعد في ناحية من الباب و أذن للعامة، ثم دعا بالرجل، فقال له يحيي: ما تقول؟ قال: أقول أن تدعو بخصمي أميرالمؤمنين، فنادي المنادي، فاذا المأمون قد خرج و معه غلام يحمل مصلي حتي وقف علي يحيي و هو جالس، فطرح المصلي ليقعد عليها، فقال له يحيي: يا أميرالمؤمنين، لا تأخذ علي صاحبك شرف المجلس...، فطرح للرجل مصلي آخر، ثم نظر في دعوي الرجل، و طالب الرجل المأمون باليمين فحلفها المأمون. و وثب يحيي بعد فراغ المأمون من يمينه فقام علي رجليه، قال المأمون: ما أقامك؟ قال: اني كنت في حق الله جل و عز حتي أخذته منك، و ليس الآن من حقي أن أتصدر عليك. فأمر المأمون أن يحضر ما ادعي الرجل من المال، فقال له: خذه اليك، والله يعلم ما دفعت اليك هذا المال الا خوفا من هذه الرعية، لعلها تري أني تناولتك من وجه القدرة، و انها لتعلم الآن أني ما كنت أسمح لك باليمين و بالمال. (منه).

[1349] كان يحيي مع المأمون عندما رأي - و هو علي رأس جيشه لمحاربة الروم - جواز المتعة، فهي أول ما شرعت في الحرب، فأمر فنودي بتحليلها للمحاربين. قال يحيي لصاحبين كانا معه في سفر المأمون: بكرا اليه غدا، فان رأيتما للقول وجها فقولا، والا فأمسكا حتي أدخل، فدخلا عليه فسمعاه مغتاظا يقول: متعتان كانتا علي عهد رسول الله صلي الله عليه و سلم و علي عهد أبي بكر و أنا أنهي عنهما! و من أنت... حتي تنهي عما

فعله رسول الله صلي الله عليه و سلم و أبوبكر رضي الله عنه؟! (يقصد عمر بكلامه) فأومأ أحد الرجلين لصاحبه و قال: رجل يقول في عمر بن الخطاب... نكلمه نحن! و أمسكا حتي جاء يحيي...، فقال المأمون ليحيي: مالي أراك متغيرا؟ قال: هم غم يا أميرالمؤمنين لما حدث في الاسلام، قال المأمون: و ما حدث في الاسلام؟ قال: النداء بتحليل الزنا، قال المأمون: الزنا! قال: نعم، المتعة زنا، قال تعالي: (والذين هم لفروجهم حافظون الا علي أزواجهم أو ما ملكت أيمانهم فانهم غير ملومين فمن ابتغي وراء ذلك فأولئك هم العادون) زوجة المتعة ملك يمين؟ قال: لا، قال: فهي الزوجة التي عند الله ترث و تورث... و لها شرائطها؟ قال: لا، قال يحيي: فقد صار متجاوز هذين من العادين. و هذا الزهري روي عن عبدالله و الحسن ابني محمد بن الحنفية عن أبيهما عن علي بن أبي طالب قال: أمرني رسول الله صلي الله عليه و سلم أن أنادي بالنهي عن المتعة و تحريمهما بعد أن كان قد أمر بها. و قال المأمون: محفوظ هذا من حديث الزهري؟ قال يحيي: رواه جماعة منهم مالك. قال: استغفر الله، نادوا بتحريم المتعة. و لا غرابة في أن يعدل المأمون. فلقد طالما جلس هو و أخوه الأمين و أبوهما الرشيد في حلقة مالك. (منه).

[1350] محاضرات الراغب: ج 2 ص 94، الصراط المستقيم: ج 3 ص 277، بحارالأنوار: ج 30 ص 600، شجرة طوبي: ج 1 ص 70، الغدير: ج 6 ص 212، زهر الربيع: ص 16.

[1351] النساء: 176.

[1352] راجع في ذلك: الانتصار للمرتضي: ص 559، السرائر: ج 3 ص 254، كشف الرموز: ج 2 ص 438، مسالك الافهام: ج

13 ص 102.

[1353] راجع: الدروس الشرعية: ج 2 ص 363، الانتصار: ص 597 و ما بعدها.

[1354] راجع في ذلك: الناصريات: ص 406 و ما بعدها، مسالك الافهام: ج 13 ص 112 و ما بعدها، مجمع الفائدة: ج 11 ص 564 و مابعدها، كشف اللثام: ج 2 ص 289، جواهر الكلام: ج 39 ص 107 و مابعدها.

[1355] الكافي: ج 7 ص 80، من لا يحضره الفقيه: ج 4 ص 256، علل الشرائع: ج 2 ص 568، وسائل الشيعة: ج 26 ص 79، بحارالانوار: ج 101 ص 331.

[1356] شرح اللمعة الدمشقية: ج 8 ص 86 - 91.

[1357] المستدرك علي الصحيحين: ج 4 ص 340 كتاب الفرائض.

[1358] فصل في ذلك ابن رشد الحفيد في بداية المجتهد و نهاية المقتصد: ج 2 ص 284، و انظر: معالم المدرستين: ج 2 ص 345، والدر المنثور: ج 2 ص 127، و سير أعلام النبلاء: ج 13 ص 108، و النص و الاجتهاد: ص 260 - 261، و أجوبة مسائل جار الله: ص 90 - 91، و المحلي لابن حزم: ج 9 ص 264.

[1359] الحباء: ما يحبوبه الرجل صاحبه و يكرمه به، و هو العطاء (لسان العرب: ج 14 ص 162).

[1360] راجع في ذلك: الانتصار: ص 582، رسائل المرتضي: ج 1 ص 257، الدروس: ج 2 ص 362، الدر المنضود: ص 273.

[1361] راجع في ذلك: المسائل الصاغانية: ص 98، مختلف الشيعة: ج 9 ص 35، ايضاح الفوائد: ج 4 ص 241، شرح اللمعة الدمشقية: ج 8 ص 177، مسالك الافهام: ج 13 ص 187، رسائل الشهيد الثاني: ص 257 و مابعدها، مجمع الفائدة: ج 11 ص 446.

[1362] الكافي: ج 7 ص 127

و 128، الاستبصار: ج 4 ص 152 ح 572، وسائل الشيعة: ج 17 ص 518، التهذيب: ج 9 ص 298 ح 26.

[1363] راجع: الانتصار: ص 238 و مابعدها، المعتبر: ج 2 ص 782 و مابعدها، ارشاد الاذهان: ج 1 ص 313 و مابعدها، رسائل الكركي: ج 2 ص 158 و مابعدها، جامع المقاصد: ج 3 ص 110.

[1364] الأراك: شجر معروف، و هو شجر السواك. (كتاب العين: ج 5 ص 404).

[1365] مسند أحمد: ج 1 ص 49، سنن ابن ماجة: ج 2 ص 992، السنن الكبري: ج 5 ص 20، الفائق في غريب الحديث: ج 2 ص 351، كنز العمال: ج 5 ص 165.

[1366] وردت بلسانين أوردهما: صحيح الترمذي: ج 2 ص 159، تفسير القرطبي: ج 2 ص 365، زادالمعاد: ج 1 ص 194، هامش شرح المواهب للزرقاني: ج 2 ص 252، ضعيف سنن الترمذي للالباني: ص 96، جامع المدارك: ج 4 ص 289، وسائل الشيعة: ج 1 ص 19، بحارالأنوار: ج 20 ص 624، مسند أحمد: ج 2 ص 95، النص و الاجتهاد: ص 206، الغدير: ج 6 ص 202، تفسير الميزان: ج 2 ص 88.

[1367] سنن النسائي: ج 5 ص 153، كنز العمال: ج 5 ص 164، مسند أحمد: ج 1 ص 136، صحيح مسلم: ج 4 ص 46، السنن الكبري للبيهقي: ج 5 ص 22، مسند أبي داود: ص 16، مسند أبي يعلي: ج 1 ص 284، السنن الكبري للنسائي: ج 2 ص 349، البداية و النهاية: ج 5 ص 146، السيرة النبوية لابن كثير: ج 4 ص 252.

[1368] مسند أحمد: ج 3 ص 320، صحيح مسلم: ج 4 ص 40، سنن النسائي: ج 5 ص

144، السنن الكبري للبيهقي: ج 5 ص 8، المصنف لابن أبي شيبة: ج 4 ص 424، منتخب مسند عبد بن حميد: ص 342، السنن الكبري للنسائي: ج 2 ص 342، مسند أبي يعلي: ج 4 ص 95، المنتقي من السنن المسندة: ص 122، المعجم الكبير للطبراني: ج 22 ص 413، نصب الراية: ج 3 ص 130، المغني لابن قدامة: ج 3 ص 307، الشرح الكبير: ج 3 ص 326.

[1369] راجع في ذلك: منتهي المطلب: ج 2 ص 788، تذكرة الفقهاء: ج 1 ص 336 و ج 7 ص 325.

[1370] عوالي اللئالي: ج 4 ص 107، مستدرك السفينة البحار: ج 8 ص 455، تفسير فرات: ص 17 و لكن فيه: «الي سبعين بطنا».

[1371] تفسير الصافي: ج 1 ص 31، تفسير الميزان: ج 3 ص 73، فيض القدير: ج 2 ص 500.

[1372] سهل بن عبدالله بن يونس التستري؛ أبومحمد، أحد أئمة الصوفية و علمائهم، و المتكلمين في علوم الاخلاص و الرياضيات و عيوب الأفعال، له كتاب في تفسير القرآن مختصر، و كتاب رقائق المحبين، و قصص الأنبياء ولد في شوشتر سنة 200 ه، و توفي بالبصرة سنة 283 ه. (طبقات الصوفية: 206، وفيات الأعيان: ج 1 ص 218، حلية الأولياء: ج 10 ص 159، الأعلام: ج 3 ص 143).

[1373] العبارة ذكرها الفيض الكاشاني عن أميرالمؤمنين في تفسير الصافي: ج 1 ص 31، و كذا تفسير الميزان: ج 3 ص 73، و ذكرها الزركشي في البرهان: ج 2 ص 154 دون اشارة الي القائل.

[1374] بحارالأنوار: ج 89 ص 103، نزهة الناظر: ص 110، تفسير الصافي: ج 1 ص 31. ووردت عن أميرالمؤمنين عليه السلام، رواها: عوالي اللئالي: ج 4 ص

105، تفسير الصافي: ج 1 ص 29، بحارالأنوار: ج 75 ص 278. ووردت عن الحسين بن علي عليه السلام، رواها: بحارالأنوار: ج 89 ص 20، مستدرك سفينة البحار: ج 8 ص 450، و لا تنافي.

[1375] عبدالحق بن غالب بن عبدالرحمان بن عطية المحاربي، من محارب قيس، الغرناطي، مفسر، فقيه أندلسي من أهل غرناطة، عارف بالأحكام و الحديث، وله شعر، ولي قضاء المرية، و كان يكثر الغزوات في جيوش الملثمين، توفي بلورقة سنة 542 ه، له كتاب «المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز» في عشر مجلدات. (نفح الطيب: ج 1 ص 593، الأعلام: ج 3 ص 282).

[1376] حكاه عنه في تفسير القرطبي: ج 7 ص 4، و تفسير الثعالبي: ج 2 ص 474، و فتح القدير: ج 2 ص 123.

[1377] الكافي: ج 2 ص 30، من لا يحضره الفقيه: ج 1 ص 103، علل الشرائع: ج 1 ص 279، الاستبصار: ج 1 ص 62، تهذيب الأحكام: ج 1 ص 61، وسائل الشيعة: ج 1 ص 413، مستدرك الوسائل: ج 2 ص 539، عوالي اللئالي: ج 2 ص 194.

[1378] المائدة: 6.

[1379] بحارالأنوار: ج 77 ص 445.

[1380] راجع: المبسوط للسرخسي: ج 1 ص 63 و ج 18 ص 2، تحفة الفقهاء: ج 1 ص 9، أحكام القرآن للجصاص: ج 2 ص 428 و 429 و 490، مجمع البحرين للطريحي: ج 1 ص 146 و 220، تاج العروس: ج 10 ص 430.

[1381] راجع: مجمع البيان: ج 10 ص 460 و 461، تفسير غريب القرآن: ص 275، بحارالأنوار: ج 8 ص 17 و ج 16 ص 311، مجمع البحرين: ج 4 ص 20.

[1382] انظر: رسائل المرتضي: ج 1 ص 438، الاقناع:

ج 1 ص 45، مغني المحتاج: ج 1 ص 60، تفسير القمي: ج 2 ص 10 و 445، تفسير فرات الكوفي: ص 609، التبيان للطوسي: ج 10 ص 417، مجمع البيان: ج 10 ص 458.

[1383] الكوثر: النبوة و الكتاب علي ما قال عكرمة، و قيل: هو القرآن عن الحسن، و قيل: هو كثرة الأصحاب والأشياع عن أبي بكر بن عباس. مجمع البيان: ج 10 ص 460.

[1384] التوبة: 74.

[1385] راجع: وسائل الشيعة: ج 24 ص 351، كتاب الغنية: ص 151، بحارالأنوار: ج 10 ص 216، درر الأخبار: ص 354.

[1386] و هو كتاب الكشاف عن حقائق غوامض التنزيل و عيون الأقاويل في وجوه التأويل، لجار الله محمود بن عمر الزمخشري المتوفي سنة 528 ه. و لقب (جار الله) لأنه سافر الي مكة و جاور بها زمانا، و قيل: انه كان أعرج برجل واحدة. راجع مقدمة الكشاف.

[1387] يؤول المعتزلة الألفاظ ليفسروا معاني الآيات طبقا لاصولهم، و علي ذلك أولوا الآيات التي قد تتم عن التشبيه و الجهة و الجسمية. والتفسير بالرأي يقوم علي قاعدة كصمام الامان للذين ينهجونه، فبالكتاب آيات محكمات و أخر متشابهات، و المحكمة آيات لا يتماري في معناها أحد، فاذا وردت آية متشابهة فسرت علي أساس الآية المحكمة، مثل قوله تعالي: (الي ربها ناظرة) تفسر علي أساس قوله تعالي: (لا تدركه الأبصار) فيكون معناها: الرضي عنها و توفع النعمة من الله. و مثل قوله: (أمرنا مترفيها ففسقوا فيها) تفسر علي أساس قوله: (ان الله لا يأمر بالفحشاء). و أكثر المؤولين يلجأون للمجاز، و في القرآن كثير منه، مثل قوله تعالي: (يد الله فوق أيديهم) فمعناها: القدرة - و هم ككل المفسرين - يبدأون من أن الله

تعالي ليس كمثله شي ء. أما التفسير بالمأثور فتصدره مدرسة الامام الطبري، يجمع الأقوال و الآثار و يختار منها. (منه).

[1388] يحيي بن حمزة بن علي بن ابراهيم الحسيني العلوي الطالبي، من اكابر أئمة الزيدية و علمائهم في اليمن، يروي أن كراريس تصانيفه زادت علي عدد أيام عمره. ولد في صنعاء سنة 669 ه، و أظهر الدعوة بعد وفاة (المهدي) محمد بن المطهر سنة 729 ه، و تلقب بالمؤيد بالله أو المؤيد برب العزة، و استمر الي أن توفي في حصن هران (قبلي ذمار) سنة 745 ه، من تصانيفه: الشامل في أصول الدين، نهاية الوصول الي علم الأصول، الطراز المتضمن لأسرار البلاغة و علوم حقائق الاعجاز. (الأعلام: ج 8 ص 143، بلوغ المرام: ج 51 ص 414، البدر الطالع: ج 2 ص 331).

[1389] اليك مثلا تفسير «الامام العسكري» للحروف المقطعة مثل: (ا. ل. م...) في فواتح السور، يراها تنبيها علي أن هذا الكتاب الذي أنزله الله هو هذه الحروف المقطعة، و أنه بلغتكم و هجائكم فأتوا بمثله ان كنتم صادقين. و ما يزال هذا التفسير في طليعة تفسير الحروف المقطعة، في أوائل السور. (منه).

[1390] أصول المعتزلة الخمسة: 1- التوحيد الذي ينفي عن الذات صفات الأجسام و المكان، و أهل السنة يرون صفات الله خاصة به، و أنه تعالي «كما وصف نفسه»، فليس في ذلك تشبيه لله بخلقه. 2- العدل، و فحواه أن الله لا يأمر الا بالحسن، و لا ينهي الا عن القبيح، و ما يفعله الناس عمل من أعمالهم، و لذلك يثابون و يعاقبون، و أهل السنة يقولون: ان الله خالق العمل، و العبد كاسب له. 3- الوعد و الوعيد، أو الثواب و العقاب ملا زمان

للفعل، و أهل السنة يرون التوبة قد يقبلها الله من مرتكب الكبيرة. 4- المنزلة بين المنزلتين، فمرتكب الكبيرة لا مؤمن و لا كافر، بل فاسق و ان كان عقابه أقل من الكافر. 5- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر مع اشتدادهم في ذلك عندما كانت السلطة في أيديهم. (منه).

[1391] كما قال الفخر الرازي في تفسيره للآية 39 من سورة الرعد.

[1392] راجع: التوحيد للصدوق: ص 135، أوائل المقالات: ص 54 و 55.

[1393] الكافي: ج 1 ص 148، شرح أصول الكافي: ج 4 ص 246، الاحتجاج: ج 2 ص 179، الفصول المهمة: ج 1 ص 221، تفسير نور الثقلين: ج 2 ص 516، الوافي: ج 1 ص 113، البيان في تفسير القرآن للخوئي: ص 391.

[1394] أبوأيوب البجلي، كوفي، ثقة، عين، صدوق، من جملة أصحابنا و فقهائهم. روي عن أبي عبدالله و أبي الحسن موسي عليهماالسلام، له كتب، منها: أصول الشرائع. هكذا ترجم له النجاشي. و قال عنه المفيد في رسالته العددية: من الفقهاء الأعلام، و الرؤساء المأخوذ منهم الحلال و الحرام و الفتيا و الأحكام، الذين لا مطعن عليهم، و لا طريق الي ذم واحد منهم. (معجم رجال الحديث: ج 19 ص 372 و 373).

[1395] الكافي: ج 1 ص 148، التوحيد: ص 334، شرح أصول الكافي: ج 4 ص 247، الفصول المهمة: ج 1 ص 157 و 159، بحارالأنوار: ج 4 ص 89 و ص 111، نور البراهين: ج 2 ص 224.

[1396] (من جهل) بدل (عن جهل) الكافي: ج 1 ص 148، شرح أصول الكافي: ج 4 ص 246، الاحتجاج: ج 2 ص 179، الفصول المهمة: ج 1 ص 222، مستدرك سفينة البحار: ج 1 ص 291.

[1397] الرعد: 39.

[1398]

نوح: 10 - 11.

[1399] الأعراف: 96.

[1400] مسند أحمد: ج 5 ص 277 و ص 282. و ذكره أيضا: مغني المحتاج: ج 1 ص 182، مستدرك الوسائل: ج 5 ص 178، سنن ابن ماجة: ج 2 ص 1334، المستدرك للحاكم: ج 1 ص 493 و ج 3 ص 481، صحيح ابن حبان: ج 3 ص 153، المعجم الكبير: ج 2 ص 100، نزهة الناظر: ص 17، شرح نهج البلاغة: ج 20 ص 259، موارد الظمآن: ص 268، الجامع الصغير: ج 1 ص 302، العهود المحمدية: ص 425.

[1401] المستدرك: ج 1 ص 493، المعجم الصغير: ج 2 ص 92، كنز العمال: ج 2 ص 70، تفسير ابن كثير: ج 1 ص 224، الدر المنثور: ج 1 ص 195، فتح القدير: ج 1 ص 185.

[1402] راجع في ذلك: البيان في تفسير القرآن للخوئي: ص 391 و 394، زبدة الأصول: ج 1 ص 239، تفسير الميزان: ج 7 ص 9، أجود التقريرات: ج 1 ص 516.

[1403] أرجع في هذه الأمور الي كتاب «معجم أحاديث الامام المهدي» للشيخ علي الكوراني، فقد فصل في ذلك كثيرا، و نقل كل ما يقع في هذه الموضوعات من أحاديث و آراء و أقوال.

[1404] تاريخ دمشق: ج 45 ص 188. و ذهب الي هذا المعني جماعة؛ لأن هناك من يروي أن الامام المهدي من ولد عمر بن الخطاب، كما في حلية الأولياء: ج 5 ص 254، و كنز العمال: ج 14 ص 26 ح 37847. و قد حاولوا تطبيقها علي عمر بن عبدالعزيز باعتباره من ولد عمر من جهة الأم. و منهم الجريري انظر مسند أحمد: ج 3 ص 317. و عن ابراهيم بن ميسرة، قال: قلت لطاوس: عمر

بن عبدالعزيز هو المهدي؟ قال: مهدي و ليس به أنه لم يستكمل العدل كله. راجع: تاريخ مدينة دمشق: ج 45 ص 189، و سير أعلام النبلاء: ج 5 ص 130.

[1405] فقد حاول العباسيون تعيين صفات المهدي عليه السلام علي المهدي العباسي و غيره بعد محاولتهم تطبيق أحاديث الرايات السود علي حركتهم و راياتهم. (معجم أحاديث المهدي: ج 1 ص 64).

[1406] مقاتل الطالبيين: ص 142 و 162، عمدة الطالب: ص 104.

[1407] و هم فرقة الكيسانية. راجع فرق الشيعة للنوبختي: ص 23، السرائر: ج 3 ص 162، المختصر النافع: ص 157، جامع المقاصد: ج 9 ص 42، من لا يحضره الفقيه: ج 4 ص 543، شرح الأخبار: ج 3 ص 316، الفصول المختارة: ص 300، الفصول العشرة: ص 109، رسائل في الغيبة: ج 2 ص 14.

[1408] انظر: من لا يحضره الفقيه: ج 4 ص 543، أوائل المقالات: ص 39، المسائل الجارودية: ص 12، الارشاد: 268، فرق الشيعة: ص 58، الملل و النحل: ص 137، الفرق بين الفرق: ص 34.

[1409] يقول الامام محمد آل كاشف الغطاء من أئمة الشيعة الامامية المعاصرين: «و ليس التدين بالرجعة في مذهب التشيع بلازم، و لا انكارها بضار و ان كانت ضرورية عندهم، لكن لا يناط التشيع بها وجودا أو عدما». و يقول: «و حديث الطعن بالرجعة كان هجيري علماء السنة...، فكان علماء الجرح و التعديل اذا ذكر بعض العظماء من رواة الشيعة و محدثيهم و لم يجدوا مجالا للطعن فيه لوثاقته و ورعه و أمانته نبذوه بأنه يقول بالرجعة، فكأنهم يقولون: يعبد صنما أو يجعل لله شريكا! و نادرة مؤمن الطاق مع أبي حنيفة معروفة، و أنا لا أريد أن أثبت في مقامي هذا

و لا غيره صحة القول بالرجعة، و ليس لها عندي من الاهتمام قدر قلامة ظفر...». (منه).

[1410] مسند أحمد: ج 1 ص 99. و ذكره أيضا و بألفاظ متعددة: سنن ابن ماجة: ج 2 ص 929، سنن أبي داود، ج 2 ص 309، عون المعبود: ج 11 ص 251، حديث خثيمة: ص 192، صحيح ابن حبان: ج 13 ص 283، المعجم الأوسط: ج 2 ص 55، المعجم الكبير: ج 10 ص 133 و ص 135، موارد الظمآن: ص 463، الجامع الصغير: ج 2 ص 428، كنز العمال: ج 14 ص 264 و 266 و 267 و 269، فيض القدير: ج 5 ص 423، الدر المنثور: ج 6 ص 58، ذكر أخبار اصبهان: ج 2 ص 195، تاريخ ابن خلدون: ج 1 ص 312، كشف الغمة: ج 3 ص 235.

[1411] يقول الشيخ محمدرضا المظفر في كتابه «عقائد الشيعة»: «من يستغرب الرجعة يكون بمثابة من يستغرب البعث فيقول: (من يحيي العظام و هي رميم) فيقال: (قل يحييها الذي أنشأها أول مرة و هو بكل خلق عليم)...» و ينهي بحثه في هذا الصدد بقوله: «علي كل حال، فالرجعة ليست من الأصول التي يجب الاعتقاد بها، و انما اعتقادنا بها كان تبعا للآثار الصحيحة الواردة عن آل البيت الذين ندين بعصمتهم من الكذب، و هي من الأمور الغيبية التي أخبروا بها و لا يمتنع وقوعها». (منه).

[1412] سنن أبي داود: ج 4 ص 107 ح 4283 و 4284 و 4285.

[1413] سنن الترمذي: ج 4 ص 505 ح 2230 و 2231، و ج 4 ص 506 ح 2233. و قال عنها: هذا حديث حسن صحيح. و ذكر حديثا رابعا في: ج 4 ص 506 ح 2232 و

قال عنه: هذا حديث حسن.

[1414] لم أجده في النسائي.

[1415] سنن ابن ماجة: ج 2 ص 1368، و ج 2 ص 1336.

[1416] العرف الوردي، و هو في عشرة أبواب و مقدمة، الباب الأول: في الأحاديث النبوية و الاخبار عنه، و جملة أحواله. و الثاني: في نسبه، و أنه من أهل البيت، و من نسل الحسين... و هو مطبوع ضمن كتاب الحاوي للفتاوي.

[1417] و قد ذكره أيضا العجلوني في كشف الخفاء: ج 2 ص 288، و اسماعيل باشا في ايضاح المكنون: ج 2 ص 253، و لكن بعنوان: «القول المختصر في علامات المهدي المنتظر «و كذا في هدية العارفين: ج 1 ص 146.

[1418] في كتب أهل السنة أقاويل شتي: يتكلم الشعراني عن الولاية: أنها «مواهب مخصوصة للأوتاد و الأبدال و الأئمة من أصحاب الدوائر و الأعداد و أصحاب النوب و الأفراد» ثم يقول: «و قد اجتمعت هذه المراتب كلها في خاتم الولاية المحمدية، و هو المهدي أخو عيسي عليهماالسلام، في الختمية لقوله في حقه: «يقفو أثري و لا يخطي ء». كما جمع له مرتبة الدعوة الي الله تعالي بالسيف و اقامة الحجة، و هذه هي مرتبة العصمة التي لا يتصف بها الا نبي أو خليفة الله تعالي... ثم اعلم أن العلوم الحاصلة عن طريق الكسب و الوهب من علوم التوحيد يجب سترها عن الناس؛ لما فيها من الغرابة و التبري من المعقول و المنقول، و قد اقتفت الكمل من الأولياء هذه الآثار عن الصحابة و التابعين؛ شفقة علي ضعفة الناس الجاهلين بهذه الطريقة، اتباعا لقوله صلي الله عليه و سلم: «حدثوا الناس بما يفهمون، أتحبون أن يكذب الله و رسوله...». و من الآخذين بسبيل التصوف قائلون بعلم الباطن و

ما فيه، و في قواميسهم شطحات و مقولات كثيرا ما تتجه اتجاهات غريبة عن الاسلام؛ كمقولات: «وحدة الوجود» و «الفناء» و «المحو» و «الحلول»، و ما قول الحلاج من أقوالهم ببعيد: «أنا الحق و ما في جيبي الا الحق»!!! و لقد ازدهرت في القرنين السادس و السابع الهجري أفكار فلسفية غريبة علي تصوف أهل السنة، و هو متمثل في زهد الصحابة وحده، و من هذه الأفكار: فكرة تطهير الروح بالارتياض و الخلاص من مطالب الجسد! يصل بها الاشراقيون الي القول بأن الرياضة الروحية و تهذيب النفس هما الوسيلة الوحيدة للمعرفة. أما الغلاة فيعذبون الجسد تعذيب البراهمة و البوذيين الهنود، و آخرون يأخذون منه الهنود فكرة الوحده الثابتة الجامعة لكل ما في الوجود! فالكل واحد. و الحلاج (309) و من ذهب مذاهبه يقولون بالحلول الالهي في بعض المخلوقين!! و من المسلمين من أصبحت «الوحدة» أنشودة علي لسانه؛ مثل محي الدين ابن عربي، و منهم من وصل الذات الانسانية الفانية بذات الله الخالدة وصلا، سبيله المحبة التي تبلغ درجة السكر و الغيبوبة عن الحس؛ مثل ابن الفارض (638) و ابن عطاء السكندري. و عند بعضهم كلام جيد يفهمه البعض فهما ضارا، و قد ترتب علي هذه الأفكار نشوء أفكار أخري؛ كالايمان بالخوارق و كرامات الأولياء، و أصبح الولي عند البعض مكشوفا عنه الحجاب مادام يفني في ذات الله و يخرج عن المألوف!! (منه).

[1419] لم أعثر علي كتابه، و لكن وجدت مقالته في كتاب «تاريخ الامامية» لفياض: ص 101.

[1420] الزهد و الورع و العبادة: ج 1 ص 96، مجموع الفتاوي: ج 10 ص 664 بتغيير طفيف فيهما.

[1421] انظر تدوين الحديث و تاريخ الفقه: ص 22.

[1422] بحارالأنوار: ج 3 ص 155.

[1423] راجع

الامام الصادق و المذاهب الأربعة لأسد حيدر: ص 160 - 163.

[1424] المصدر السابق: ص 150.

[1425] المصدر نفسه: ص 168.

[1426] الجهمية: هم أصحاب جهم بن صفوان السمرقندي مولي بني راسب، نسب اليه أنه يري أن الأفعال في الحقيقة لله، و الانسان مجبور علي أفعاله. (الملل و النحل: ج 1 ص 86، الفرق بين الفرق: ص 128).

[1427] القدرية: هم أصحاب الحسن بن يسار، المتوفي سنة 110 ه، الذين أضافوا الي الله سبحانه القبائح، و دق ورد الذم فيهم من قبل الأئمة عليهم السلام، فقد روي عن الصادق عليه السلام: «ان القدرية مجوس هذه الأمة، و هم الذين أرادوا أن يصفوا الله بعدله فأخرجوه عن سلطانه» راجع التوحيد: 382، و رسائل المرتضي: ج 2 ص 190، الكني و الألقاب ج 2 ص 74.

[1428] وسائل الشيعة: ج 27 ص 28، الأمالي للشيخ المفيد: ص 29، الامالي للشيخ الطوسي: ص 521، بحارالأنوار: ج 1 ص 172، مستدرك سفينة البحار: ج 7 ص 345، ميزان الحكمة: ج 3 ص 2070.

[1429] وسائل الشيعة: ج 1 ص 105، الأمالي للشيخ الطوسي: ص 56 و لكن عن الرضا عن جده أميرالمؤمنين. و مثله البحار: ج 2 ص 48، و أيضا مسند الامام الرضا: ج ص 7 و قد وردت في مصادر متعددة بلفظ «و العلماء حكام علي الملوك» و في معناه قول الشاعر: ان الملوك ليحكمون علي الوري و علي الملوك لتحكم العلماء.

[1430] من وصيته عليه السلام لابن النعمان، لاحظ: تحف العقول لابن شعبة الحراني: ص 313، مستدرك الوسائل للميرزا النوري: ج 8 ص 467، بحارالأنوار للعلامة المجلسي: ج 75 ص 292.

[1431] اشارة لقوله صلي الله عليه و اله و سلم: «طلب العلم فريضة علي كل مسلم

و مسلمة» لاحظ: مستدرك الوسائل: ج 17 ص 249، مشكاة الأنوار: ص 236، بحارالأنوار: ج 1 ص 177، شرح مسند أبي حنيفة: ص 537، المحصول للرازي: ج 6 ص 78.

[1432] تحف العقول لابن شعبة الحراني: ص 309 ص 312، مستدرك الوسائل: ج 9 ص 73 ح 10240، بحارالأنوار: ج 75 ص 288 - ص 291، ميزان الحكمة: ج 4 ص 2892. و بعضها في أمالي الصدوق: ص 397، مستدرك سفينة البحار: ج 6 ص 257 ج 9 ص 62.

[1433] منقولة عن الخليل بن أحمد الفراهيدي كما في محاضرات الأدباء: ج 1 ص 50، واحياء علوم الدين للغزالي: ج 1 ص 44، و ميزان العمل: ص 116، و الذريعة الي مكارم الشريعة: ص 117، الكني والألقاب للقمي: ج 1 ص 424، و نسبها صاحب تاريخ بغداد للنظام نقلا عن الجاحظ، انظر تاريخ بغداد: ج 6 ص 94، والي أبي يوسف في: ج 14 ص 251.

[1434] البقرة: 269.

[1435] بحارالأنوار: ج 1 ص 215، مستدرك سفينة البحار: ج 2 ص 353، ميزان الحكمة: ج 1 ص 672، تفسير العياشي: ج 1 ص 151، تفسير نور الثقلين: ج 1 ص 287، تفسير كنز الدقائق: ج 1 ص 653، تفسير الميزان: ج 2 ص 404.

[1436] فقد ورد عنه عليه السلام تعريف للحكمة بألسنة متعددة. قال: «الحكمة معرفة الامام و اجتناب الكبائر التي اوجب الله عليها النار» و سر الحكمة بهما لأنهما من أعظم أفرادها، لا لانحصارها فيها. و لعل السر فيه أن الحكمة و هي معرفة ما ينبغي معرفته نور القلب، و به يعرف المشروعات و المحظورات، و المعقولات و المستحيلات، و أعظم ذلك النور معرفة الامام، لأنها أصل لجميع الخيرات، و أعظم

ثمراته اجتناب الكبائر؛ لكونها أفخم القربات، و اشتماله علي أعظم الواجبات. لاحظ: شرح أصول الكافي: ج 9 ص 272. و أورد صاحب المحاسن: ج 1 ص 148 عن الصادق أن الحكمة هي: «طاعة الله و معرفة الامام». و كذا عن الكافي: ج 1 ص 185، و غيرها من المعاني كثير.

[1437] المحاسن للبرقي: ج 1 ص 229، الكافي للكليني: ج 1 ص 31، شرح أصول الكافي: ج 2 ص 14، المسترشد لابن جرير الطبري: ص 386، منية المريد للشهيد الثاني: ص 112 و 376، بحارالأنوار: ج 1 ص 215، نهج السعادة: ج 7 ص 351، تفسير الصافي للكاشاني: ج 2 ص 389، تفسير الأصفي: ج 1 ص 499، تفسير نور الثقلين: ج 2 ص 254 و 282، المعالم: ص 25، الأصول الأصيلة : ص 147.

[1438] الفتح: 29.

[1439] خرجناه سابقا.

[1440] اشارة لقوله تعالي: (فاعتبروا يا أولي الأبصار) الحشر: 2.

[1441] المنهج العلمي المعاصر مستمد من القرآن للمؤلف، مطبعة دار الاتحاد العربي، صفحات 11 الي 54) منه).

[1442] اشارة لقوله تعالي من سورة البقرة 256: (لا اكراه في الدين).

[1443] شرح أصول الكافي للمولي محمد صالح المازندراني: ج 3 ص 181، الاحتجاج للشيخ الطبرسي: ج 2 ص 77، بحارالأنوار: ج 10 ص 164.

[1444] الكافي: ج 1 ص 168، علل الشرائع: ج 1 ص 120، التوحيد للصدوق: ص 249، شرح أصول الكافي: ج 5 ص 76، الاحتجاج: ج 2 ص 77، الرواشح السماوية للمحقق الداماد: ص 36، الفصول المهمة للحر العاملي: ج 1 ص 381، بحارالأنوار: ج 10 ص 164 و 199 و ج 11 ص 30، نور البراهين: ج 2 ص 48، مستدرك سفينة البحار: ج 9 ص 510.

[1445] بحارالأنوار: ج

3 ص 59 و ما بعده، التوحيد للمفضل بن عمر الجعفي: ص 9 و ما بعدها، شرح أصول الكافي: ج 1 ص 108.

[1446] الكافي للكليني: ج 1 ص 74 و ما بعدها، التوحيد للصدوق: ص 126 و مابعدها، شرح أصول الكافي: ج 3 ص 17 و مابعدها، بحارالأنوار: ج 3 ص 42، و ما بعدها، نور البراهين: ج 1 ص 326، مستدرك سفينة البحار: ج 8 ص 558، الكني و الألقاب: ج 1 ص 421.

[1447] الديصانية: هم أصحاب ديصان، أثبتوا أصلين: نورا و ظلاما، فالنور يفعل الخير قصدا و اختيارا، و الظلام يفعل الشر طبعا و اضطرارا، فما كان من خير و نفع و طيب و حسن فمن النور، و ما كان من شر و ضرر و نتن و قبح فمن الظلام. (الملل و النحل للشهرستاني: ج 1 ص 244 - 250).

[1448] الزخرف: 84.

[1449] بحارالأنوار: ج 3 ص 155.

[1450] المصدر السابق.

[1451] و الارتباط بين فروع المعرفة أحد الأساسيات العلمية، و هي جميعا تستعمل الطريقة التجريبية، و تلتزم حقائق الحياة الواقعة و قوانين الكون التي لا تتخلف و لا تدع مجالا للفراغ أو المجازفة أو الصدفة، كل شي ء بمقدار، و كل أمر موزون في الانسان و الحيوان و النبات و الجماد، و فيما بينها، و في العلوم الطبيعية والرياضية، و في العلوم الاجتماعية و الانسانية. و العلميون يستعملون مقولات: الوحدة، و التفاضل و التكامل، و اطراد العلل و النتائج، والآخرون يستعملون مقولات: الوحدة، و التناسب و التناسق، و التزاوج و الانسجام، في الأشياء و الأشكال، و الألوان والأحجام، و يستوي في ذلك الذين يلتزمون بالدين أو الذي يلتزمون بانكاره. و من الموضوعية «سلطان الارادة» الانسانية في

التعاقد، أي حريتها، مع تقيدها بالقانون الذي يجتمع عليه الناس، و هذا مظهر الحرية الشخصية و الفكرية التي أتاحها الله لعباده، و أمرهم أن يستعملوها؛ لأنها وسيلة الحياة الكريمة و للتقدم، و هو معلم من معالم السبق التشريعي الاسلامي. (منه).

[1452] التوبة: 31.

[1453] المحاسن للبرقي: ج 1 ص 246 الباب 28 ح 246، الكافي: ج 2 ص 398، وسائل الشيعة: ج 27 ص 124، الفصول المهمة: ج 1 ص 524، مستدرك سفينة البحار: ج 8 ص 577، تفسير العياشي: ج 2 ص 87، تفسير الصافي: ج 2 ص 336، تفسير الأصفي: ج 1 ص 462.

[1454] المحاسن باب 28 ج 1 ص 246 ح 245، الكافي: ج 1 ص 53، وسائل الشيعة: ج 27 ص 125، مشكاة الأنوار: ص 453، بحارالأنوار: ج 24 ص 246، تفسير العياشي: ج 2 ص 86، تفسير نور الثقلين: ج 2 ص 209 الاستغاثة لأبي القاسم الكوفي: ج 1 ص 25.

[1455] مناقب الامام الشافعي لفخر الدين الرازي: ص 125، خلاصة عبقات الانوار: ج 4 ص 298، أئمة الفقه التسعة: ج 2 ص 22، نفحات الأزهار: ج 4 ص 294.

[1456] قال صاحب كتاب التسهيل لعلوم التنزيل: ج 1 ص 3: «ان قرآن علي كان يشتمل علي علم كثير»، بل عن الامام نفسه أن قال للزنديق: «أنه أحضر الكتاب كملا مشتملا علي التنزيل و التأويل، و المحكم و المتشابه، و الناسخ و المنسوخ، لم يسقط منه حرف» لاحظ كتاب الصافي: ج 1 ص 42.

[1457] بهذا كان علي امام المفسرين. قال سعيد بن جبير: قلت لابن عباس: ألمن قتل مؤمنا متعمدا توبة؟ قال: لا، فتلوت عليه الآية التي في «الفرقان»، قال: هذه مكية نسختها آية

مدنية (و من يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا). ورووا: أن ابن عباس ناظر عليا في الآية، فقال علي: من أين لك أنها محكمة؟ قال: تكاثف الوعيد، قال علي: «ان الله نسخها بآيتين: آية قبلها و آية بعدها في النظم، الأولي قوله تعالي: (ان الله لا يغفر أن يشرك به و يغفر مادون ذلك لمن يشاء و من يشرك بالله فقد افتري اثما عظيما)،و أما التي بعدها في النظم في قوله تعالي: (ان الله لا يغفر أن يشرك به و من يشرك بالله فقد ضل ضلالا بعيدا). و المفسرون يضيفون الي الآيات قوله تعالي: (والذين لا يدعون مع الله الها آخر و لا يقتلون النفس التي حرم الله الا بالحق) الي قوله تعالي: (و يخلد فيه مهانا) ثم استثني بقوله: (الا من تاب و آمن و عمل صالحا). لكم صدق ابن عباس حينما سئل عن علمه و علم ابن عمه علي، فقال: «كالقطرة الي جوار البحر المحيط» (منه).

[1458] فهو محمد بن ادريس بن العباس بن عثمان بن شافع الهاشمي القرشي المطلبي.

[1459] تاريخ مدينة دمشق لابن عساكر: ج 51 ص 350، سير أعلام النبلاء للذهبي: ج 10 ص 81، المناقب للبيهقي: ج 2 ص 41.

[1460] الرسالة: ص 487، فقد عقد بابا سماه: «الاجتهاد» فراجع.

[1461] انظر كتاب «نحو تقنين جديد للمعاملات و العقوبات من الفقه الاسلامي» للمؤلف، طبعة المجلس الأعلي للشؤون الاسلامية سنة 1974، الفقرات: 3 الي 73، و الفقرات: 93 الي 127. (منه).

[1462] لا يذهب الشيعة الي أن لأئمتهم اجتهاد في مقابل النص، بل أن كل ما عندهم عليهم السلام انما هو علم ورثوه عن رسول الله صلي الله عليه و سلم، و كتبهم كالجامعة و الجفر و غيرها حاوية

و شاملة لجميع العلوم حتي أرش الخدش، فلا يحتاجون بعد ذلك الي الاجتهاد. يقول أقا بزرك الطهراني في كتابه «حصر الاجتهاد»: ص 33) المقدمة): «و نحن حين نبحث عن الاجتهاد و أدواره عند الشيعة نقصد الاجتهاد عند الشيعة لا أئمتهم، لأنهم عليهم السلام كانوا امتدادا للنبوة، فكانت الأحكام الشرعية مكشوفة لديهم، و هم عالمون بها من دون اجتهاد، و هذا ما تقتضية الامامة».

[1463] ذكر الأعلام من السنة الشيعة أن عبدالرحمان بن عوف طلب من الامام علي عليه السلام أن يعمل بالكتاب و سنة رسوله و سنة الشيخين حتي يبايع له، فرفض الامام علي و قال: أعمل بكتاب الله و سنة نبيه، و قبلها عثمان و بويع له. انظر: فتح الباري شرح صحيح البخاري: ج 7 ص 59 و ما بعدها، و في رواية أنه قال: «أبايع علي كتاب الله و سنة رسوله و أجتهد برأي» راجع هامش عقائد السنة و عقائد الشيعة لصالح الورداني: ص 120.

[1464] قال الشيخ الكركي في هداية الأبرار: ص 180 - 181: «ان عمل الأمة كان في زمن رسول الله بالنص لا غير، فلما قبضه الله... كان الخليفة منهم يقضي بما اقتضاء الحال من الكتاب و السنة، فربما سأل من بحضرته من الصحابة، فان لم يجد نصا حكم بما يراه من المصلحة، كما هو شأن الملوك و الأمراء يراعون ما ينتظم به أمر الدولة، و تصلح به الرعية، سواء وافق الشرع أو خالفه، و كانو يسمون مالم يستند الي النص اجتهادا، و العامل به مجتهدا.

[1465] هناك من علماء السنة أيضا من دعا الي فتح باب الاجتهاد، و اعترض علي سده منذ القرون التي أعلن فيها انسداد بابه حتي يومنا هذا، أمثال: أبي الفتح الشهرستاني

(ت 548)، و أبي اسحاق الشاطبي (ت 790 ه)، والسيوطي (ت 911 ه). و قد ألف السيوطي رسالة سماها «الرد علي من أخلد الي الأرض، و جهل أن الاجتهاد في كل عصر فرض» و قدم لها بقوله: «ان الناس قد غلب عليهم الجهل، و أعماهم حب العناد و أصمهم، فاستعظموا دعوي الاجتهاد و عدوه منكر بين العباد، و لم يشعر هؤلاء الجهلة أنه فرض من فروض الكفايات في كل عصر، و واجب علي أهل كل زمان أن يقوم به طائفة في كل قطر» راجع: الاجتهاد و التجديد في التشريع الاسلامي: ص 94.

[1466] راجع: الأصول العامة للفقه المقارن: ص 600، و حصر الاجتهاد: ص 76 و مابعدها و ص 42 و مابعدها.

[1467] الملل و النحل: ج 1 ص 187 - 188، قاعدة القرعة لحسين كريمي: ص 104، الاحكام لابن حزم: ج 6 ص 791 و ص 842 و ح 8 ص 1077، مجمع البحرين: ج 2 ص 124.

[1468] قال الشافعي في كتاب الأم: ج 7 ص 240: «الاجتهاد قياس علي السنة، فاذا لزم الاجتهاد له صارت نفعا للسنة، و كانت السنة ألزم له». و قال في الرسالة: ص 477 عندما سئل عن القياس و الاجتهاد: «هما اسمان لمعني واحد».

[1469] ولد سنة 1806 م، و توفي 1873 م، و هو واحد من فلاسفة البراجماتيزم ممن رأوا تحكم الواقع الاجتماعي في بناء القيم و الأفكار. (الامامة ذلك الثابت الاسلامي المقدس: ص 44).

[1470] و هي ما تسمي بأركان القياس: (1) الأصل أو المقيس عليه: و هو المحل الذي ثبت حكمه في الشريعة، و نص علي علته. (2) الفرع أو المقيس: و هو الموضوع الذي يراد معرفة حكمه من طريق مشاركته

للأصل في علة الحكم. (3) العلة: و هي علي نحو الاجمال: الجهة المشتركة بينهما التي بني الشارع حكمه عليها في الأصل. (4) الحكم: و يراد به الاعتبار الشرعي الذي جعله الشارع علي الأصل، والذي يطلب اثبات نظيره للفرع. (الأصول العامة للفقه المقارن: ص 308).

[1471] راجع في ذلك تقسيمات العلة في الأصول العامة للفقه المقارن: ص 311 - 320.

[1472] قياس الأولي: هو ما كانت العلة فيه في الفرع أظهر منها في الأصل. (معجم لغة الفقهاء: ص 372).

[1473] و الضرورة هي فقد النص كما عبر عن ذلك السرخسي في كتابه المبسوط: ج 10 ص 174.

[1474] هو أحمد بن عبدالحليم بن عبد السلام بن عبدالله بن أبي القاسم الخضر النميري الحراني الدمشقي الحنبلي؛ أبوالعباس تقي الدين ابن تيمية، و شيخ الاسلام، ولد في حران 661 ه، و تحول به أبوه الي دمشق فنبغ و اشتهر، وطلب الي مصر من أجل فتوي أفتي بها فقصدها، فتعصب عليه جماعة من أهلها، فسجن مدة و نقل الي الاسكندرية، ثم أطلق و سافر الي دمشق سنة 712 ه، و اعتقل بها سنة 720 ه،و أطلق، ثم أعيد، و مات معتقلا 728 ه بقلعة دمشق. (الأعلام: ج 1 ص 144).

[1475] أنظر: الرد علي المنطقيين: ج 1 ص 371 و ص 382 و ص 384.

[1476] يقول: «فليست العلوم النبوي مقصورة علي مجرد الخبر، كما يظن ذلك من يظنه من أهل الكلام، و يجعلون ما يعلم بالعقل قسيما للعلوم النبوية، و هذا خطأ. ان العلم هو علم محمد صلي الله عليه و سلم، و علم في ميراث محمد صلي الله عليه و سلم، و غير هذا العلم لا يكون علما. لقد بين صلي الله عليه و سلم

- مختتما دورة الرسالة العظمي - العلوم العقلية التي يتم بها دين الناس علما و عملا، و ضرب الأمثال، فكانت الفطرة بما ينبهها عليه.. و لذلك أتي الخبر من السماء - القرآن و الحديث - بهذا، يبين الحقائق لا بطريقة خبرية فقط، بل بالمقاييس العقلية، فبين طريقة التسوية بين المتماثلين، و التفرقة بين المختلفين». و يضرب ابن تيمية أمثالا من الآيات للتسوية بين متماثلين، و التفرقة بين مختلفين، و يقول: «و كذلك أنزل الله سبحانه الميزان في القلوب...، لما بينت الرسل العدل و ما يوزن به، عرفت القلوب ذلك، فأنزل الله علي القلوب من العلم ما تزن به الأمور حتي تعرف التماثل و الاختلاف، و تضع من الآلات الحسية ما يحتاج له في ذلك، كما وضعت موازين النقد و غير ذلك...، قال الله تعالي: (والسماء رفعها و وضع الميزان ألا تطغوا في الميزان و أقيموا الوزن بالقسط و لا تخسروا الميزان) فالميزان هو العدل، و هو ما يعرف به العدل، و هو القياس القرآني المنزل، ليتعرف به صحيح الفكر من باطله، بالاضافة الي أن نزن الأمور عامة، حسية أو عقلية». (منه).

[1477] هو محمد بن ابراهيم الشاوري الصنعاني، مقرئ، كان وزيرا للامام الناصر محمد بن محمد، له «فكاهة البصر والسمع في معرفة القراءات السبع» توفي بعد سنة 389 ه. (الأعلام: ج 5 ص 300).

[1478] لم أعثر علي كتابه.

[1479] علي بن أحمد بن سعيد بن حزم الظاهري؛ أبومحمد: عالم الأندلس في عصره، و أحد ائمة الاسلام. كان في الاندلس خلق كثير ينتسبون الي مذهبه، يقال لهم (الحزمية). ولد بقرطبة سنة 384 ه، كان من صدور الباحثين، فقيها حافظا، يستنبط الأحكام من الكتاب والسنة بعيدا عن المصانعة، و انتقد

كثيرا من العلماء و الفقهاء، فتمالأوا علي بغضه، و أجمعوا علي تضليله، و حذروا سلاطينهم من فتنته...، فأقصته الملوك و طاردته فرحل الي بادية ليلة من بلاد الأندلس، فتوفي فيها سنة 456 ه. و كان يقال: لسان ابن حزم و سيف الحجاج شقيقان. و قد ألف كتابا اسمه: «ملخس ابطال القياس» (الأعلام: ج 4 ص 254).

[1480] هذا ما نص عليه الفقه الجعفري، و أيدته الروايات الشريفة.

[1481] يقول في الرسالة: ص 507 ضمن تسلسل 1464: «انما الاستحسان تلذذ».

[1482] كان داود بن خلف الأصفهاني - صاحب المذهب الظاهري - شافعي المذهب، ثم صار ظاهريا ينكر القياس ويعتمد علي النص وحده، قالوا: انه سئل: لم تركت مذهب الشافعي؟ قال: قرأت كتاب «ابطال الاستحسان» للشافعي، فوجدت كل الأدلة التي يبطل بها الاستحسان يبطل بها القياس. (منه).

[1483] راجع في ذلك الأصول العامة للفقه المقارن: ص 301- 360.

[1484] أوجست كومت Auguste Comte 1857-1798صاحب الفلسفة الواقعية في القرن الماضي، انتفع بمؤلفات لبنتزو ديكارت و فرنسيس بيكون والقديس توماس الأكويني و روجير بيكون، و الأخيران من أكبر من نشروا العلم الاسلامي و تأثروا به، و كثير من كتاباتهما تستعمل تعبيرات اسلامية. (منه).

[1485] ديكارت هو رينيه ديكارت، فيلسوف فرنسي، توفي سنة 1561 م، له كتابان يثور فيهما علي الفلسفة القديمة هما «المقال في المنهج» و «قواعد لهداية العقل». راجع دروس في أصول فقه الامامية: ص 49.

[1486] جون ستيوارت مل 1806 - 1873. (منه).

[1487] رسائل جابر بن حيان: ج 1 ص 164، الامام جعفر الصادق للحاج حسين الشاكري: ج 1 ص 202، الامام الصادق ملهم الكيمياء للدكتور محمد يحيي الهاشمي: ص 161.

[1488] كتاب الخواص الكبير، ذكره اسماعيل باشا البغدادي في هدية العارفين: ج 1 ص 249،

و ذكره أقا بزرك الطهراني في الذريعة: ج 7 ص 269 تحت تسلسل 1304، و ذكره أيضا ابن النديم في الفهرست: ص 501.

[1489] اسمه «السبعين في الصنعة» ذكره حاجي خليفة في كشف الظنون: ج 2 ص 1424، و اسماعيل باشا في هدية العارفين: ج 1 ص 249، و الطهراني في الذريعة: ج 16 ص 240، و هو كتاب مرتب علي سبعين رسالة، لكل منها عنوان: المني، الهدي، النعوت، الصفات، اللاهوت...، و كذا في: ج 26 ص 308 من الذريعه.

[1490] ديكارت Rene Descartes 1596 - 1650. (منه).

[1491] يقول جابر: «و كذلك ينبغي اذا ذهب الدهري (القائلون: انما يخلقنا و يهلكنا الدهر، لا الله) يمنع أن يكون العالم مكونا مصنوعا، لأنه لم يشاهد، و لا واحد من الناس، بدء تكوينه، أن يقال له: ما ينكر أن يكون وجود الناس بعد وجود العالم بوقت طويل...، و تذكر كون مدينة أو قصر، و لا يذكر أحد من أهل بلده ابتداء بنائه، فسلم أن يثبت قدم ذلك بالعلة التي أثبت بها قدم العالم. و اذا قال: انما علمت أن المدينة و القصر التي لم نشاهد، و لا من توفي، ابتداء بنائها، أنها مبنية من قبل، أني رأيت مثلها بني، و لم أر مثل العالم مبنيا، قيل له: ان هذا بعينه ما نقول، و ندفع كونه في طريق الاستدلال، فمن أين قلت: ان كل عالم تشاهده و ليس له شبيه و لا مثيل موجود. و ان كل مالم تشاهده و ليس له شبيه و لا مثيل فليس بموجود! اذ قد بان تقصيرك و تقصير أمثالك عن مشاهدة جميع الموجودات، فأمكن أن يكون أكثر الموجودات مما لم تشاهده». (منه).

[1492] هو محمد بن الحسن

بن الهيثم؛ أبوعلي، مهندس من أهل البصرة، يلقب ببطليموس الثاني، له تصانيف في الهندسة، بلغ خبره الحاكم الفاطمي (صاحب مصر) و نقل اليه قوله: لو كنت بمصر لعملت من نيلها عملا يحصل به النفع في حالتي زيادته و نقصه، فدعاه الحاكم اليه، و خرج للقائه، و بالغ في اكرامه، ثم طالبه بما وعد من أمر النيل، فذهب حتي بلغ الموضع المعروف بالجنادل، فعاين ماء النيل و اختبره من جانبيه، و ضعف عن الاتيان بشي ء جديد في هندسته، فاعتذر بما لم يقنع الحاكم، فولاه بعض الدواوين فتولاها خائفا، ثم تظاهر بالجنون، فضبط الحاكم ما عنده من حال و متاع و أقام له من يخدمه، و قيد و ترك في منزله، فلم يزل الي أن مات الحاكم، فأظهر العقل، و خرج من داره، فاستوطن قبة علي باب الجامع الأزهر، و أعيد اليه ماله، فانقطع الي التصنيف والافادة الي أن توفي سنة 430 ه. (الأعلام: ج 6 ص 84).

[1493] راجع مقدمة كتاب الدكتور مصطفي نظيف مدير جامعة عين شمس بالقاهرة عن الحسن بن الحسن الهيثم البصري أكبر عالم في الرياضيات و الطبيعة في العصور الوسطي. وفد الحسن من العراق الي القاهرة ليعمل مهندسا في خدمة الدولة الفاطمية في عصر الحاكم بأمر الله، و كان من رأيه جواز اقامة آلات علي النيل يحركها تيار مياهه، والدكتور نظيف يقول: انه ينبغي لنا أن نستبدل بأسماء روجير بيكون و مور ليكوس و دافنشي و كبلر و دلابورتا، اسم الحسن بن الهيثم، فعلي يد الحسن أخذ علم الوضوء وجهة جديدا بمنهجه الاسلامي، و هو «استقراء الموجودات، و تصفح أحوال المبصرات، و تمييز خواص الجزئيات و ما يخص البصر في حال الابصار، و

ما هو مطرد لا يتغير، و ظاهر لا يشتبه من كيفية الاحساس، ثم نترقي في البحث و المقاييس علي التدرج والترتيب، مع انتقاد المقدمات و التحفظ في النتائج، و نجعل غرضنا في جميع ما نستقرئه و نتصفحه استعمال العدل لا اتباع الهوي، و نتحري في سائر ما نميزه و ننقده طلب الحق لا الميل مع الآراء، فلعلنا ننتهي بهذا الطريق الي الحق الذي يثلج الصدور، و تصل بالتدريج و التلطف الي الغاية التي عندها يقع اليقين، و نظفر مع النقد و التحفظ بالحقيقة التي يزول معها الخلاف و تنحسم بها مواد الشبهات». فهذا جمع للاستقراء و القياس. و ما هو الا منهج علماء الرياضيات و الطبيعة المسلمين تابعهم فيه ابن الهيثم، و نقله علماء أوربة، ابتداء من الكندي (252) عالم الطبيعة أو الطبيب الفيلسوف، و الرازي (320) جالينوس العرب أو الطبيب الفيلسوف الذي يتخذ الاحساسات بالجزئيات أساسا لكل عمله، و يدلل بالكائنات الحية علي وجود الخالق، و ابن سينا (428) الرئيس أو الفيلسوف الطبيب الذي، يمثل فكرة المثل الأعلي في العصور الوسطي كما يقول سارتون. و للأخيرين صورتان معلقتان علي جدران جامعة باريس الآن، مع جراح العظام ابن زهر. راجع «الامام الشافعي» للمؤلف: ص 174 - 175 الطبعة الثانية طبعة المجلس الأعلي للشؤون الاسلامية. يراجع كذلك «المنهج العلمي المعاصر مستمد من القرآن» للمؤلف، مطبعة دار الاتحاد العربي للطباعة سنة 1976 م، حيث تفصيل الأدلة علي أخذ أوربة المنهج العلمي المعاصر عن علماء المسلمين. (منه).

[1494] راجع في ذلك الامام الصادق ملهم الكيمياء للدكتور محمد يحيي الهاشمي.

[1495] يقول أحمد بن حنبل: «أنا أذهب الي كل حديث جاء، و لا أقيس عليه» و «سألت الشافعي عن القياس فقال: انما يصار اليه

عند الضرورة» و في حالة الضرورة هذه أباح أحمد «أن يقاس الشي ء اذا كان مثله في كل أحواله، فأما اذا أشبهه في حال و خالفه في حال فأردت أن تقيس عليه فهذا.. خطأ، فاذا كان مثله في كل أحواله فما أقبلت به و أدبرت به فليس في نفسي شي ء منه». (منه).

[1496] محمد بن ادريس العجلي الحلي، له تصانيف منها: كتاب السرائر، و قد أثني عليه علماؤنا المتأخرون، و اعتمدوا علي كتابه و علي ما رواه في آخره من كتب المتقدمين و أصولهم. يروي عن خاله أبي علي الطوسي بواسطة و غير واسطة، و عن جده لأمه أبي جعفر الطوسي، و أم أمه بنت المسعود ورام، و كانت فاضلة صالحة. و نقل عن ابن داود: أنه كان شيخ الفقهاء بالحلة، متقنا للعلوم، كثير التصانيف، لكنه أعرض عن أخبار أهل البيت عليهم السلام، بالكلية، و أنه ذكره في قسم الضعفاء، ثم قال: و لعل ذكره في باب الموثقين أولي؛ لأن المشهور منه أنه لا يعمل بخبر الواحد، و هذا لا يستلزم الاعراض بالكلية. (أمل الآمل: ج 2 ص 243).

[1497] السرائر: ص 2.

[1498] هو نجم الدين؛ أبوالقاسم جعفر بن الحسن، المعرف بالمحقق الحلي، و هو خال العلامة الحلي. أطراه ابن داود في رجاله، و قال: شيخنا نجم الدين المحقق المدقق، الامام، العلامة، واحد عصره، و كان ألسن أهل زمانه، و أقومهم بالحجة، و أسرعهم استحضارا، توفي في شهر ربيع الآخر سنة 676 ه. له تصانيف حسنة محققة محررة عذبة، منها: كتاب شرائع الاسلام، و النافع، و المعتبر... و له تلاميذ فقهاء. يعرف بالمحقق علي الاطلاق، و هو ممن يفتخر بوجوده الشيعة، و أحد الأعلام و الأساطين في الفقهيات. (مرآة الكتب: ص 409).

[1499] المعتبر

في شرح المختصر: ص 6.

[1500] الشيخ السعيد الشهيد شمس الدين محمد بن مكي العاملي الجزيني، و هو المشتهر بالشهيد علي الاطلاق، كان عالما ماهرا زاهدا متبحرا مجتهدا، فائقا في زمانه علي من في عصره، جامعا للمعقول و المنقول، قتل بالسيف سنة 786 ه، ثم صلب ثم رجم ثم أحرق بدمشق بفتوي القاضي برهان الدين المالكي و عباد بن جماعة الشافعي بعدما حبس سنة كاملة في قلعة الشام. و في مدة الحبس ألف كتاب اللمعة الدمشقية في سبعة أيام، و ما كان يحضره من الكتب غير المختصر. (أمل الآمل: ج 1 ص 181-183).

[1501] راجع في ذلك مقدمة كتابه: «الذكري».

[1502] الشيخ محمد رضا المظفر. (منه).

[1503] أصول الفقه: ج 2 ص 112.

[1504] الحسن و القبيح قضية يمسك بطرفيها الأشاعرة، فيقولون: ان الشرع وحده هو الذي يعطي الفعل وصفه، و الشيعة، و يتبعهم في ذلك المعتزلة، يقررون: أنهما وصفان ذاتيان يستقل العقل بادراكهما، فالصدق و المروءة أمران حسنان، و الكذب و انعدام المروءة أمران قبيحان. (منه).

[1505] راجع: كفاية الأصول: ص 348، مبادئ الوصول: ص 243.

[1506] راجع: مقالات الأصول: ج 2 ص 176.

[1507] الكافي: ج 5 ص 313، تهذيب الأحكام: ج 7 ص 226، وسائل الشيعة: ج 17 ص 89، الفصول المهمة: ج 1 ص 633، بحارالأنوار: ج 2 ص 273، نور البراهين: ج 2 ص 439، مستدرك سفينة البحار: ج 1 ص 147، الأصول الأصلية: ص 75، منتهي المطلب: ج 2 ص 1026، تذكرة الفقهاء: ج 1 ص 588، مجمع الفائدة: ج 11 ص 206.

[1508] راجع: نظرات في الكتب الخالدة لحامد حفني داود: ص 185، المهذب البارع: ج 2 ص 532، جامع المقاصد: ج 5 ص 215، شرح اللمعة:

ج 1 ص 560، و ج 3 ص 53 و ص 438 و 352 و ص 351، كشف اللثام: ج 1 ص 15 و 172، الحدائق الناضرة: ج 11 ص 200.

[1509] راجع منتهي المطلب: ج 1 ص 35، الرسائل الفقهية للوحيد البهبهاني: ص 89.

[1510] لم ترد الرواية بهذا اللفظ عن الامام جعفر الصادق عليه السلام، بل وردت تارة عن رسول الله صلي الله عليه و اله و سلم، و تارة عن أميرالمؤمنين عليه السلام من عهده لمحمد بن أبي بكر. انظر: تاريخ مدينة دمشق: ج 33 ص 205 و ج 12 ص 208، تاريخ بغداد: ج 13 ص 388، المستفاد من ذيل تاريخ بغداد: ج 2 ص 57، مسند الشاميين: ج 2 ص 164، حديث خيثمة: ص 193، الآحاد و المثاني: ج 5 ص 348 و ج 4 ص 454، كتاب الايمان لمحمد بن يحيي العدني: ص 124، بحارالأنوار: ج 80 ص 238 و ج 77 ص 334 و 266، سنن الترمذي: كتاب الدعاء باب 85، سنن النسائي: كتاب الزكاة باب 1، سن ابن ماجة: كتاب الطهارة ج 5، مسند أحمد: ج 5 ص 365، مستدرك سفينة البحار: ج 10 ص 360، عوالي اللئالي: ج 1 ص 115، كتاب نوادر الراوندي: ص 192، أمالي الطوسي: ص 29، أمالي المفيد: ص 267، الغارات: ج 1 ص 245، وسائل الشيعة: ج 1 ص 397، مستدرك الوسائل: ج 1 ص 306 و 288.

[1511] أصل الحديث هكذا: «الوضوء علي الوضوء نور علي نور، و من جدد وضوءا لغير حدث جدد الله توبته من غير استغفار». من لا يحضره الفقيه: ج 1 ص 41، ثواب الأعمال: ص 17، وسائل الشيعة: ج 1 ص 377،

بحارالأنوار: ج 77 ص 304، تذكرة الفقهاء: ج 1 ص 21 ،205، الذكري: ص 96، جامع المقاصد: ج 1 ص 70.

[1512] المبسوط للطوسي: ج 1 ص 4، الحبل المتين: ص 83، تهذيب الأحكام: ج 1 ص 405، وسائل الشيعة: ج 3 ص 388، كشف اللثام: ج 1 ص 178، الحدائق الناضرة: ج 4 ص 289، مستند الشيعة: ج 3 ص 383.

[1513] الكافي: ج 3 ص 65، تهذيب الأحكام: ج 1 ص 404، وسائل الشيعة: ج 3 ص 388، منتهي المطلب: ج 1 ص 134، و ج 3 ص 22، مجمع الفائدة: ج 1 ص 217، الحبل المتين: ص 82، مستند الشيعة: ج 3 ص 383. وورد مثل هذا المعني ولكن للمجنب لا للعطشان في أحاديث أهل السنة، انظر: السنن الكبري للبيهقي: ج 1 ص 234، المصنف لابن أبي شيبة: ج 1 ص 128، كنز العمال: ج 9 ص 596، سنن الدارقطني: ج 1 ص 210.

[1514] مسالك الافهام: ج 1 ص 109. و هي بمقدار 300 ذراع الي 400 ذراع. انظر كشف اللثام: ج 1 ص 142.

[1515] الكافي: ج 3 ص 65، تهذيب الأحكام: ج 1 ص 184، وسائل الشيعة: ج 3 ص 342، عوالي اللئالي: ج 3 ص 42، منتهي المطلب: ج 3 ص 21 و 22 و 45، تذكرة الفقهاء: ج 1 ص 59 و ج 2 ص 154، الذكري: ص 22، المهذب البارع: ج 1 ص 199.

[1516] الكافي: ج 3 ص 64، من لا يحضره الفقيه: ج 1 ص 105، تهذيب الأحكام: ج 1 ص 184، وسائل الشيعة: ج 3 ص 343 و 345، بحارالأنوار: ج 78 ص 153، مستند الشيعة: ج 3 ص

386، الحبل المتين: ص 82.

[1517] من لا يحضره الفقيه: ج 1 ص 108، تهذيب الأحكام: ج 1 ص 194 و ص 200، وسائل الشيعة: ج 3 ص 369 و ص 380 و 386، مستدرك الوسائل: ج 3 ص 541 و 548، الأربعون حديثا للشهيد الأول: ص 28، عوالي اللئالي: ج 3 ص 47، الفصول المهمة: ج 2 ص 49، بحارالأنوار: ج 78 ص 169، المعتبر: ج 1 ص 397، مختلف الشيعة: ج 1 ص 438 و 453، منتهي المطلب: ج 1 ص 138 و 150.

[1518] من لا يحضره الفقيه: ج 1 ص 107، منتهي المطلب: ج 1 ص 135، الحدائق الناضرة: ج 4 ص 277، مستند الشيعة: ج 2 ص 204، التهذيب: ج 1 ص 291، الوسائل: ج 3 ص 734.

[1519] راجع: مختلف الشيعة: ج 3 ص 545، مجمع الفائدة: ج 3 ص 376، زبدة البيان: ص 289، الحدائق الناضرة: ج 14 ص 94، و يعضده قوله تعالي: (ما جعل عليكم في الدين من حرج) الحج: 78.

[1520] البقرة: 195.

[1521] من لا يحضره الفقيه: ج 1 ص 278، وسائل الشيعة: ج 4 ص 300، الفصول المهمة: ج 2 ص 72، تفسير نور الثقلين: ج 1 ص 137، و الرواية عن الباقر عليه السلام.

[1522] من لا يحضره الفقيه: ج 1 ص 179 و 845، وسائل الشيعة: ج 4 ص 311، و الرواية هكذا: «يجزي المتحير أبدا أينما توجه اذا لم يعلم وجه القبلة».

[1523] راجع في ذلك: كتاب الطهارة للشيخ الأنصاري:ج 1 ص 159-164، و جواهر الكلام للشيخ الجواهري: ج 2 ص 347 و مابعدها، و الحدائق الناضرة للبحراني: ج 2 ص 396 و مابعدها.

[1524] تهذيب الأحكام: ج 2

ص 352، وسائل الشيعة: ج 8 ص 237، الفصول المهمة: ج 2 ص 115، بحارالأنوار: ج 81 ص 164 و ج 85 ص 157.

[1525] تهذيب الأحكام: ج 1 ص 101، وسائل الشيعة: ج 1 ص 470، الفصول المهمة: ج 2 ص 23، بحارالأنوار: ج 77 ص 262.

[1526] الاستبصار: ج 1 ص 374 - 375، تهذيب الأحكام: ج 2 ص 188، وسائل الشيعة: ج 8 ص 228، بحارالأنوار: ج 85 ص 270 منتقي الجمان: ج 2 ص 322، منتهي المطلب: ج 1 ص 411، روض الجنان: ص 343، الحبل المتين: ص 28، الحدائق الناضرة: ج 2 ص 395.

[1527] و هي متصيدة من الروايات، راجع الوسائل: ج 5 ص 329، منية الطالب: ج 3 ص 288 و 393، فقه الصادق: ج 5 ص 424 و ج 18 ص 391، القواعد الفقهية للبجنوردي: ج 1 ص 216 و 219 و 224 و ج 2 ص 343، مئة قاعدة فقهية للسيد المصطفوي: ص 241.

[1528] الكافي: ج 3 ص 352، من لا يحضره الفقيه: ج 1 ص 61، علل الشرائع: ج 2 ص 361، الاستبصار: ج 1 ص 183 و ص 373، تهذيب الأحكام: ج 1 ص 422 و ج 2 ص 186، وسائل الشيعة: ج 3 ص 466 و 477 و 483 و ج 8 ص 217، خاتمة المستدرك: ج 1 ص 209، مصباح الشريعة: ص 67، الفصول المهمة: ج 1 ص 628، بحارالأنوار: ج 2 ص 281 و 282 و ج 77 ص 124 و ج 80 ص 268.

[1529] راجع شرح اللمعة: ج 3 ص 65، مسالك الافهام: ج 6 ص 256، رسائل الشهيد الثاني: ص 8، مجمع

الفائدة: ج 8 ص 104، تتمة الحدائق الناضرة: ج 1 ص 238، المعالم: ص 203.

[1530] الأمالي للطوسي: ص 338، عين العبرة: ص 5، بحارالانوار: ج 42 ص 186، مستدرك سفينة البحار: ج 5 ص 89، مسند أحمد: ج 1 ص 83، كنز العمال: ج 5 ص 773 و ص 803 فيض القدير: ج 4 ص 226، كشف الخفاء: ج 2 ص 3، الفصول في الأصول: ج 4 ص 27، أصول السرخسي: ج 2 ص 137، التاريخ الكبير: ج 1 ص 177، تاريخ دمشق: ج 54 ص 416.

[1531] سنن الدارمي: ج 1 ص 59، سنن النسائي: ج 8 ص 230 و 231، السنن الكبري للبيهقي: ج 10 ص 115، المصنف لعبد الرزاق: ج 8 ص 301، المصنف لابن أبي شيبة: ج 5 ص 359، السنن الكبري للنسائي: ج 3 ص 469، المعجم الكبير للطبراني: ج 9 ص 187، كنز العمال: ج 5 ص 813، الاحكام لابن حزم: ج 6 ص 768 و 774، تاريخ مدينة دمشق: ج 12 ص 332، مع تغاير لا يخل بالمعني في بعض الروايات زيادة و نقيصة.

[1532] راجع: دروس في علم الأصول: ج 3 ص 15 للسيد الشهيد الصدر.

[1533] رسائل المرتضي: ج 3 ص 175 و مابعدها، الرسالة السعدية: ص 53 و مابعدها، حصر الاجتهاد: ص 46، فقه الصادق: ج 13 ص 202، عوالي اللئالي: ج 1 ص 381) الهامش)، مبادئ الوصول: ص 86، أصول الفقه: ج 1 ص 196 و مابعدها، دروس في علم الأصول: ج 1 ص 324 و مابعدها.

[1534] الحج: 78.

[1535] الكافي: ج 5 ص 293، من لا يحضره الفقيه: ج 3 ص 103، تهذيب الأحكام: ج 7 ص 147،

شرح أصول الكافي: ج 12 ص 466 وسائل الشيعة: ج 18 ص 32 و ج 25 ص 400 و 420 و429، مستدرك الوسائل: ج 13 ص 308 و ج 17 ص 18 و ج 18 ص 321، بحارالأنوار: ج 2 ص 276 و ج 22 ص 134، كتاب المسند للشافعي: ص 224، مسند أحمد: ج 5 ص 327، سنن ابن ماجة: ج 2 ص 784، المستدرك: ج 2 ص 58، السنن الكبري للبيهقي: ج 6 ص 69 و ج 10 ص 133، مجمع الزوائد: ج 4 ص 110،المصنف لابن أبي شيبة: ج 3 ص 276، المعجم الأوسط: ج 1 ص 307، المعجم الكبير: ج 2 ص 86 و ج 11 ص 183 و 240، سنن الدارقطني: ج 3 ص 64، الجامع الصغير: ج 2 ص 749، كنز العمال: ج 3 ص 919.

[1536] بحارالأنوار: ج 107 ص 108، و قال العجلوني في كشف الخفاء: ج 2 ص 35: «ليس بحديث و معناه صحيح» و هي متفق علي العمل بها عند السنة والشيعة، لاحظ: كشف اللثام: ج 2 ص 59، الحدائق الناضرة: ج 8 ص 243، مستند الشيعة: ج 10 ص 270 و ج 14 ص 113، المكاسب للأنصاري: ج 1 ص 356، حاشية الدسوقي: ج 1 ص 150، الدر المختار: ج 3 ص 584، كشف القناع: ج 1 ص 480، عون المعبود: ج 5 ص 39، العهود المحمدية: ص 154، فيض القدير: ج 1 ص 72.

[1537] أصلها آية قرآنية من سورة النحل: 90، ولها تطبيقات عديدة عند السنة و الشيعة: انظر مثلا: الانتصار للمرتضي: ص 443، الرسالة السعدية: ص 154، الاحكام ليحيي بن الحسين: ج 1 ص 35،

بدائع الصنائع: ج 2 ص 332، القواعد و الفوائد: ج 2 ص 44 و 365، نضد القواعد: ص 302.

[1538] الحج: 78.

[1539] البقرة: 185.

[1540] النساء: 28.

[1541] فيثاغورس رياضي و فيلسوف يوناني، مؤسس المدرسة الفيثاغورية، أسهم في تطوير الهندسة، آمن بالتناسخ و قال: بأن تطهير النفس ممكن من طريق معرفة الحساب و الهندسة و الموسيقي. اتبع نظاما صارما قوامه تطهير الذات و امتحان النفس. ولد عام 580 ق. م، و توفي عام 500 ق. م (موسوعة المورد الحديث: رقم 9539).

[1542] أرخميدس (287 ق. م - 212 ق. م) رياضي و فيزيائي و مخترع يوناني من مدينة سيراقوسة، اكتشف مبدأ الثقل النوعي، واخترع آلات حربية ساعدت كثيرا في الدفاع عن سيراقوسة ضد الرومان. (موسوعة المورد الحديث: رقم 776).

[1543] اقليدس (حوالي 365 - حوالي 300 ق. م) عالم رياضيات يوناني، أسس مدرسة في الاسكندرية في عهد بطلميوس الأول، و درس الرياضيات فيها. وضع مبادئ الهندسة المستوية، أشهر آثاره كتاب «الأصول» أو «الأركان» في الهندسة، و هو يقع في ثلاثة عشر جزءا، حشد فيه اقليدس عددا من النظريات الهندسية و نسقها تنسيقا منطقيا. درس الموسيقي و علم البصريات أيضا، و قد نسبت اليه بعض المصنفات في هذين الموضوعين. (موسوعة المورد الحديث: رقم 1207).

[1544] شاعر و فيلسوف هندي مسلم ولد عام 1875 م، نظم باللغة الفارسية، و اللغة الأردية، و كان أول من دعا الي انشاء دولة باكستان. أشهر آثاره الشعرية قصيدة طويلة عنوانها «أسراري خودي» أي أسرار النفس عام 1915 م، و أهم آثاره الفلسفية اعادة بناء الفكر الديني في الاسلام عام 1934. توفي سنة 1938 م. (موسوعة المورد الحديث: رقم 1194).

[1545] في كتابه: «اعادة تكوين الفكر الديني في الاسلام»

The Reconstruction of Religious Thinking (منه).

[1546] في كتابه: «صنع الانسانية» Making of Humanity (منه).

[1547] مات روجير بيكون سنة 1294، و استمرت الجامعات العربية و العرب في الأندلس قرنين بعد ذلك، الي جوار المعاهد التي أنشئت لترجمة علومهم في فرنسا و الأندلس و ايطاليا و ألمانيا. و كان يجيد اللغة العربية و العبرية، و يمارس التجارب العلمية في الطبيعة و الكيمياء، و قاومه معاصروه، لكن البابا شد أزره، و كان جزاؤه السجن في باريس من أجل كتاباته، و هي تعتبر طلائع لكشوف علمية حديثة (كالعدسات و السيارات ذات المحرك البدائي و الطائرات) و هو القائل: «الفلسفة مستمدة من العربية، فاللاتيني - علي هذا - لا يستطيع فهم الكتب المقدسة و الفلسفة الا اذا عرف اللغة التي نقلت عنها». و من قبل ذلك بقرون - و علي التحديد في سنة 920 - طلب ملك الصقالبة الي الخليفة أن يبعث اليه معلمين و فقهاء، فصنع. و كان الجغرافيون العرب في أرمينية منذ القرن التاسع للميلاد. كذلك تلقي الباب سلفستر (999 - 1003) علومه بجامع قربة، و كان اسمه: «الراهب جلبير» قبل أن يصير رئيسا لدير رافنا، و هو ناقل العلوم العربية والأرقام العربية الي أوربة. و قد أنشأ مدرسة في ايطاليا، و أخري في ريمس بألمانيا لنقل العلوم العربية. و ثابت أن مدرسة الوعاظ في طليطلة نشأت مدرسة لتدريس اللغة العربية سنة 1250 م، ثم أمر مجلس فيينا سنة 1311 م بتدريس العلوم العربية في باريس و سلامنكا و غيرها. و في سنة 1207 أنشأت «جنوه» جامعة لنقل الكتب العربية، و في سنة 1209 و 1215 قرر المجمع المقدس منع تدريس كتب ابن رشد و ابن سينا لما فيها من

حرية فكرية! و في سنة 1296 قرر المجمع اللاهوتي تحريم تدريس الفلسفة العربية، و حرمان «كل من يعتقد أن العقل الانساني واحد في كل الناس»! و كان الامبراطور فردريك الثاني قد أنشأ جامعة نابولي لنقل العلوم العربية فوق ما تنقله مدرسة سالرنو المجاورة. و أنشأ العرب المطرودون من أسبانيا مدرسة «مونيليه» في «بروفانس» بجنوب فرنسا. و الشريف الادريسي هو معلم روجار ملك صقلية، صنع له كرة من فضة؛ ككرة الأرض سنة 1153، قبل أن تعرف أوربا أن الأرض كروية. و من الثابت أن فيبروناتشي Fibronacci أول عالم اشتغل بعلم الجبر، قد رحل الي مصر و سورية في عصر الملك فردريك الثاني ملك صقلية، و أن ادلارد الباثي Adilard of bath درس علي العرب علمي الفلك و الهندسة. و ما هؤلاء الا طلائع للعصر الذي عاشوا فيه. و في العصر ذاته كانت مدرسة صقلية، و كمثلها مدرسة سالرنو في جنوب ايطاليا، و جامعة نابولي التي أنشأها الامبراطور فردريك الثاني، تذيع العلوم العربية. واحتل العرب جزر البحر الأبيض ابتداء من كريت سنة 212 الي صقلية سنة 216، أي في النصف الأول من القرن التاسع للميلاد، كما استولوا علي باري و برنديزي في وسط ايطاليا، و توطدت سيطرتهم علي مقاطعتي كاميينا و أبروزي و أقاموا فيهما امارات عربية، و امتد سلطان عرب الأندلس الي جنوب فرنسا في مقاطعة بروفانس، و حاصروا روما. و كانت ملابس الباب موشاة بالأحرف العربية، و تأثر «دانتي» بالثقافة العربية واضح في الكوميديا الالهية، و هو يذكر صلاح الدين الأيوبي والدوق جود فري (الملك جود فري ملك بيت المقدس في حرب الصليبين) في كتابه. و كانت السفارات بين الملوك و الأمراء الفرنجة و السلاطين

تمد الي أوربة أسباب الحضارة، و كانت كتب ابن رشد و الغزالي أيامئذ تقدم الغذاء العلمي للفكر الأوربي، و كتابات القديس توماس الأكويني (القديس توما) ناطقة بالتأثر الظاهر، أو بالنقل الكامل. و أول مرصد فلكي أقيم في أوربة أقامه العرب بأشبيلية، و أول مدرسة طبية في أوربة هي التي أقاموها في ساليرت، و منذ سنة 970 كان في غرناطة باسبانيا 120 مدرسة، منها 17 مدرسة كبيرة، و 27 مدرسة مجانية يتعلم فيها نبلاء أوربة علوما عربية. و لما سقطت طليطلة في سنة 1085 في أيدي الأسبان أقاموا المدارس لترجمة العلوم العربية فيها، و لم يتوقف النقل، بل أتيحت له مصادر جديد بسقوط قرطبة سنة 1236، ثم بسقوط غرناطة سنة 1492. و كان بلاط الفونسو السادس بعد سقوط طليطلة مصطبغا بالثقافة العربية، بل هو أعلن نفسه امبراطور العقيدتين: المسلمة و المسيحية. و كان الفونسو الخامس الملقب بالحكيم ملك قشتالة من سنة 1252 الي 1284 أكبر دعاة الثقافة العربية، و قد جمع له اليهود كل كتب العرب. و في سنة 1250 أنشأت جماعة الوعاظ في طليطلة مدرسة لتدريس اللغة العربية و العبرية بقصد تنصير المسلمين، كما ألفت الكتب للدفاع عن المسيحية ضد المسلمين، و كان الأسقف ستيفن في باريس يناقش كتب ابن رشد، و في آخر أيام المسلمين بالأندلس أنشئت محاكم التفتيش لمقاومة العلم و الفلسفة اللذين خيف انتشارهما من كتب المسلمين! و في بحر ثمانية عشر عاما من (1481 - 1499) أحرقت هذه المحاكم 220 ألفا و 10 رجلا أحياء! و شنقت 6860! و عاقبت بعقوبات أخري سبعة و تسعين ألفا. و في سنة 1502 قرر مجمع «لا ترانا» لعن من ينظر في فلسفة ابن رشد، لأنه يقول بحرية

العقل!! يراجع الفصل الثاني و عنوانه (قوة الحضارة العلمية) من الباب الأول في كتابنا: «توحيد الأمة العربية» فقرات 4 الي 18. (منه).

[1548] نهج البلاغة: ج 3 ص 86 تحقيق الشيخ محمد عبدة، طبعة بيروت.

[1549] العمدة للحافظ ابن البطريق: ص 6، خصائص الوحي المبين أيضا: ص 30، مناقب أحمد لابن الجوزي الحنبلي: ص 163، قاموس شتائم لحسن بن علي السقاف: ص 198. ووردت بلفظ آخر هو: «ما جاء لأحد من أصحاب رسول الله صلي الله عليه و اله و سلم من الفضائل ما جاء لعلي عليه السلام». بحارالأنوار: ج 40 ص 124، المستدرك علي الصحيحين: ج 3 ص 107، تلخيص المستدرك للذهبي مطبوع بذيل المستدرك، تاريخ دمشق: ج 3 ص 63 ح 1108، شواهد التنزيل للحسكاني: ج 1 ص 19 ح 7 و 8 و 9، المناقب للخوارزمي: ص 3، كفاية الطالب للكنجي: ص 253، تاريخ الخلفاء للسيوطي: ص 168، نظم درر السمطين للزرندي: ص 80، الصواعق المحرقة لابن حجر: ص 72، ينابيع المودة للقندوزي: ص 121، الكامل في التاريخ لابن الأثير: ج 3 ص 399، السيرة الحلبية: ج 2 ص 207، الروض الأزهر: ص 96 و 102، السيرة النبوية لدحلان: ج 2 ص 11، اسعاف الراغبين بهامش نور الأبصار: ص 148، مطالب السؤول لابن طلحة الشافعي: ج 1 ص 87، فرائط السمطين: ج 1 ص 379 ح 309.

[1550] ينقلها الشيخ الأميني في الغدير: ج 10 ص 17 عن الثعالبي في ثمار القلوب: ص 67. و راجع أيضا: الاسلام و الحضارة العربية: ج 7 ص 145، و حياة الامام الحسين للقرشي: ج 2 ص 161.

[1551] السراج الطوسي: من جملة مشايخ طوس و فقهائهم و زهادهم، مات بنيسابور و هو

ساجد، وله بطوس عقب باق ابنه المعروف بأبي نصر السراج، و هو المنظور اليه في ناحيته في الفتوة و لسان القوم و فهم أحكامهم و علومهم مع الاستظهار بعلم الشريعة و الكتاب والسنة. (تاريخ دمشق: ج 31 ص 75).

[1552] هو الذي ترجم كتاب التنبيه و الاشراف للمسعودي الي اللغة الفرنسية. راجع معجم المطبوعات العربية لالياس سركيس: ج 2 ص 1744 و يذهب الي أن التشيع رد فعل لفكر حر طليق كان يقاوم جمودا عقليا بدأ في مذهب أهل السنة. راجع أسس الفلسفة للدكتور توفيق الطويل المصري: ص 390 طبعة 1955.

[1553] شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ج 7 ص 37، الأمالي للطوسي: ص 729، بحارالأنوار: ج 32 ص 17 و ص 27.

[1554] شرح الأخبار للقاضي النعمان: ج 1 ص 374، الاختصاص للمفيد: ص 152، الأمالي للشيخ الطوسي: ص 686 لم يذكر سعد بن أبي وقاص، بل ذكر عبارة «وناس معهم».

[1555] نهج البلاغة: ج 1 ص 46، بحارالأنوار: ج 31 ص 223، تاريخ دمشق: ج 6 ص 128، شرح نهج البلاغة: ج 1 ص 269.

[1556] وسائل الشيعة: ج 15 ص 107، الغارات لابراهيم بن محمد الثقفي: ج 1 ص 70، بحارالأنوار: ج 41 ص 137، والعبارة فيها كلمة (الفي ء) لا (الغني) و هي الأوفق.

[1557] مروج الذهب للمسعودي: ج 2 ص 354، ما لفظه: «ما كنت صانعا اذا قشرت من كل شي ء تملكه فاصنع ما أنت صانع»، و نقلها الشيخ المحمودي في نهج السعادة: ج 2 ص 80.

[1558] هم طلحة والزبير و مروان و سعيد و عبدالله بن الزبير والوليد بن عقبة و آخرين.. راجع بحارالأنوار: ج 32 ص 20.

[1559] الحجرات: 13.

[1560] الامام لم يقرأها علي نحو الآية؛ لأنها قرآنا بلفظ (فان

تولوا) في آل عمران: 32، راجع في ذلك: بحارالأنوار: ج 32 ص 20، و شرح نهج البلاغة: ج 7 ص 40.

[1561] المستصفي: ص 297.

[1562] المجموع للنووي ج 19 ص 216 الجوهر النقي: ج 8 ص 59، الشرح الكبير لعبد الرحمان بن قدامة: ج 10 ص 73، كشف القناع للبهوتي ج 6 ص 212، ذخائر العقبي للطبري: ص 114 و 116، الأحاد و المثاني للضحاك: ج 1 ص 140، الجوهرة في نسب الامام علي و آله للبري: ص 120، جواهر المطالب في مناقب الامام علي لابن الدمشقي: ج 2 ص 86.

[1563] كمان بنو أمية يجعلون للعرب درجة علي الموالي، و سمي العرب الموالي بالعلوج، بل قال جرير: قالوا نبيعكه بيعا فقلت لهم بيعوا الموالي و استغنوا عن العرب و المبرد يقول: و تزعم الرواة أن الذي أنفت منه جلة الموالي هذا البيت، لأنه حطهم و وضعهم . و تزوج أعجمي من عربية من بني سليم، فشكاهما محتسب الي والي المدينة ابراهيم بن هشام صهر الخليفة عبد الملك بن مروان، ففرق بينهما؛ لعدم الكفاءة! و عزر الزوج لأنه ارتكب جريمة! بأن ضربه مائتي جلدة ثم حلق لحيته و شاربه!! فقالوا عن الوالي: قضيت بسنة و حكمت عدلا و لم ترث الحكومة من بعيد و ابراهيم بن هشام خال الخليفة هشام بن عبد الملك. و سأل هشام جليسه في فاتحة القرن الثاني للهجرة عن فقهاء الأمصار، قال: من فقيه المدينة؟ قال: نافع مولي ابن عمر، قال: فمن فقيه أهل مكة؟ قال: عطاء بن أبي رباح، قال: مولي أم عربي؟ قال: مولي، قال: فمن فقيه اليمن؟ قال: طاوس بن كيسان، قال: مولي أم عربي؟ قال، مولي، قال: فمن فقيه أهل اليمامة؟ قال: يحيي بن

أبي كثير، قال: مولي أم عربي؟ قال: مولي، قالي: فمن فقيه أهل الشام؟ قال: مكحول، قال: مولي أم عربي؟ قال: مولي، قال فمن فقيه أهل الجزيرة، قال: الضحاك بن مزاحم، قال: مولي أم عربي؟ قال: مولي، قال: فمن فقيه أهل البصرة؟ قال: الحسن و ابن سيرين، قال: موليان أم عربيان؟ قال: موليان، قال: قال فمن فقيه أهل الكوفة؟ قال: ابراهيم النخعي قال: مولي أم عربي؟ قال: عربي، قال: كادت نفسي تزهق و لا تقول واحد عربي!! و من هذا التعصب للعرق وتمييز العرب ثار من عدا العرب في خراسان (ماوراء العراق حتي وسط آسيا) و أجاء أهل خراسان بني العباس الي الخلافة بشعارين يكمل كل منهما الآخر: (1) اعادة حكم الدين و تولية أهل البيت (2) مساواة الموالي و العرب. و انطبعت الدولة العباسية في أغلب أمرها بطابع غير عربي، يقول الجاحظ عن المائة الأولي من عمرها: «دولتهم أعجمية خراسانية، و دولة بني أمية عربية أعرابية». و كان مؤسسوا الدولة العباسية يشيرون الي خراسان علي أنها (باب الدولة). و في خواتيم المائة الأولي حاول الرشيد أن يستعيد مقاليد الأمور من الفرس، فكانت مصارع البرامكة، فلم يلبث الفرس الا سنين حتي قتلت جيوشهم الأمين - العربي الأب و الأم - و جاءوا بالمأمون الي عرش الخلافة و أمه خراسانية. و شهدت المائة الثانية من عمر الدولة دولا قادمة من خراسان تستقل بممالكها، أو تحكم الدولة العباسية كلها: بني سامان (261 - 389) يحكمون في الشرق من خراسان في عهد المستعين (248)، و الدولة الصفارية في عهد المعتز (252)، ثم بني بويه (324 - 423) يحكمون فارس و الري و أصفهان و الجبل، و لم تنشأ دولة عربية الا في الموصل و ديار بكر

و ربيعة و هي دولة بني حمدان (317 - 358). (منه).

[1564] و هو ما ذهب اليه المستشرق جوبينو و بارون. راجع الامام الصادق عليه السلام و المذاهب الأربعة: ج 3 ص 18 - 19، حيث نقل أقوالهم و أقوال من تابعهم.

[1565] لقد عقد الشيخ عبدالرسول الغفاري في كتابه الكليني و الكافي مبحثا حول نشأة التشيع في خراسان، ذكر فيه جملة من الأسباب التي دعت الي الانتشار التشيع في خراسان، منها ما ذكره المؤلف. راجع: ص 98 -103.

[1566] و هو المستشرق بارون حيث قال بعد ذكر نظرية الحق الالهي في الحكم الساساني: «و من جهة أخري فان الحسين و هو أصغر ولد فاطمة بنت النبي و علي ابن عمه قد قالوا: انه تزوج من شهربانوه ابنة يزدجرد الثالث آخر ملوك آل ساسان» راجع الامام الصادق و المذاهب الأربعة: ج 3 ص 19.

[1567] و من المستشرقين من يلقي القول علي عواهنه: «فلهوزن» مثلا يخلط بين أشياع علي و أتباع ابن سبأ الذي يبرأ الشيعة منه، فيقول: ان بعض العقيدة الشيعية نبع من اليهودية، أكثر مما نبع من الفارسية! «ودوزي» يري أن الأصل في التشيع فارسي؛ لأن الفرس يدينون بالملك و الوراثة فيه والحق الالهي. «وفان فلوتن» يري أن التشيع كان مباءة للعقائد الآسيوية. و من المؤرخين من تابعوا المستشرقين. (منه).

[1568] يراجع شرح القسم القضائي من هذا العهد في كتابنا «المنهج العلمي المعاصر مستمد من القرآن» ص 145 - 160. (منه).

[1569] نهج البلاغة: ج 3 ص 89 - 91، تحف العقول: ص 131 و مابعدها، وسائل الشيعة: ج 27 ص 223 و مابعدها، مستدرك الوسائل: ج 13 ص 163 ومابعدها، بحارالأنوار: ج 33 ص 603 و ج 74 ص 246 و مابعدها،

شرح نهج البلاغة: ج 17 ص 48 و مابعدها.

[1570] المصادر السابقة.

[1571] النساء: 59.

[1572] المصادر المتقدمة.

[1573] ذكرها: المجموع للنووي: ج 20 ص 168، بدائع الصنائع لأبي بكر الكاشاني: ج 7 ص 9، سبل السلام لابن حجر العسقلاني: ج 4 ص 119، السنن الكبري للبيهقي: ج 1 ص 135، سنن الدارقطني: ج 4 ص 132.

[1574] نهج البلاغة: ج 3 ص 95، مستدرك الوسائل: ج 13 ص 166، بحارالأنوار:ج 33 ص 605، دعائم الاسلام: ج 1 ص 361، تحف العقول: ص 132.

[1575] و (2) نفس المصادر السابقة. أما حديث النبي صلي الله عليه و اله و سلم فأخرجه في: شرح نهج البلاغة: ج 17 ص 90، خصائص الائمة للشريف الرضي: ص 122. وورد في بعض المصادر بدون الكاف، بل بلفظ «صلاة أضعفهم»: وسائل الشيعة: الطبعة البيروتية: ج 5 ص 471، و في نصب الراية للزيعلي: ج 5 ص 298 الخطاب موجه الي عثمان بن أبي العاص، و في رواية كنز العمال: ج 8 ص 270، الخطاب لمعاذ بن جبل. و لا تنافي فلعل الرسول قاله أكثر من مرة لأكثر من شخص.

[1576] نهج البلاغة: ج 3 ص 84، تحف العقول: ص 126، بحارالأنوار: ج 33 ص 600 و ج 74 ص 241.

[1577] و لما عهد لمحمد بن أبي بكر كان مما جاء في عهده له قوله: «اعلم يا محمد بن أبي بكر، أني قد وليتك أعظم أجنادي في نفسي، أهل مصر، و أنتم يا أهل مصر فليصدق قولكم فعلكم، و سركم علانيتكم، و لا تخالف ألسنتكم قلوبكم». (منه).

[1578] المصادر السابقة.

[1579] المصادر المتقدمة.

[1580] نهج البلاغة: ج 3 ص 86، دعائم الاسلام: ج 1 ص 355، تحف العقول: ص 128، مستدرك الوسائل: ج 13 ص 147، بحارالأنوار: ج 33

ص 601 و ج 74 ص 242.

[1581] بحارالأنوار: ج 69 ص 55. و في مسند اسحاق بن راهويه: ج 1 ص 426، و مسند الشاميين للطبراني: ج 3 ص 319: «المساكين» بدل «الفقراء».

[1582] تحف العقول لابن شعبة الحراني: ص 255 - 256، مستدرك الوسائل: ج 11 ص 154 - 155، بحارالأنوار: ج 71 ص 10، من لا يحضره الفقيه: ج 2 ص 621 - ص 622، الخصال: ص 564 - 565، الأمالي للصدوق: ص 453 و 454، وسائل الشيعة: ج 15 ص 175 - 176.

[1583] فأما حق الله الأكبر عليك فان تعبده و لا تشك به شيئا، فاذا فعلت ذلك باخلاص جعل لك علي نفسه أن يكفيك أمر الدنيا و الآخرة...، و أما حق نفسك عليك...، و أما حق اللسان...، و أما حق السمع...، و أما حق بصرك...، و أما حق رجليك...، و أما حق يدك...، و أما حق بطنك...، و أما حق فرجك. ثم حقوق الأفعال: و حق الصلاة.. و حق الحج...، و أما حق الصوم...، و أما حق الصدقة...، و أما حق الهدي...، ثم حق الائمة...، فأما حق سائسك بالسلطان...، و اما حق سائسك بالعلم...، و أما حق سائسك بالملك... ثم حقوق الرعية.. فأما حقوق رعيتك بالسلطان.. و العلم.. بملك النكاح.. بملك اليمين. و أما حق الرحم...، و أما حق أمتك...، و أما حق ولدك...، و أما حق أخيك...، و أما حق المنعم عليك...، و أما حق مولاك الجارية نعمته عليك...، و أما حق ذي المعروف عليك...، و أما حق المؤذن...، و أما حق امامك في صلواتك...، و أما حق الجليس...، وأما حق الجار...، و أما حق الصاحب...، و أما حق الشريك...، و

أما حق المال...، و أما حق الغريم المطالب لك...، و أما حق الخليط...، و أما حق الخصم المدعي عليك...، و أما حق الخصم المدعي عليه...، و أما حق المستشير...، و أما حق المشير عليك...، و أما حق المستنصح...، و أما حق الناصح...، و أما حق الكبير...، و أما حق الصغير...، و أما حق السائل...، و أما حق المسؤول...، و أما حق من سرك الله به و علي يديه...، و أما حق من ساءك القضاء عليه...، و أما حق أهل ملتك عامة...، و أما حق.. و أما حق... الخ (منه).

[1584] تحف العقول: ص 260، مستدرك الوسائل: ج 11 ص 158 - 159، بحارالأنوار: ج 71 ص 13 و فيها «فعرضتها لمكروهه و عرضته للهلكة فيك» بدلا من «و عرضتها للمكروه».

[1585] وردت هكذا في المصادر: «الرأفة، والجود، و العدل» لاحظ: تحف العقول: ص 319، بحارالأنوار: ج 75 ص 232، مستدرك سفينة البحار: ج 9 ص 442.

[1586] هو تكملة الحديث السابق، راجع المصادر السابقة، الا صاحب البحار فقد جعلها حديثين، أعطي للأول تسلسل رقم 37، و للثاني تسلسل 38.

[1587] مجمع الزوائد للهيثمي: ج 1 ص 87 و ج 2 ص 248، المعجم الصغير للطبراني: ج 2 ص 50، المعجم الأوسط للطبراني: ج 7 ص 270، العهود المحمدية للشعراني: ص 308، كنز العمال: ج 9 ص 40، وورد بلفظ «من أصبح لا يهتم...» في: فقه الرضا: ص 369، الكافي: ج 2 ص 164، شرح أصول الكافي: ج 9 ص 29، وسائل الشيعة: ج 16 ص 337، مستدرك الوسائل: ج 12 ص 383، النوادر للراوندي: ص 142، بحارالأنوار: ج 71 ص 339.

[1588] لم يرد هذا الحديث بلفظ «أكثرهم خدمة» كما

ذكر المؤلف، بل بلفظ «أنفعهم للناس» تارة و بلفظ: «من انتفع به الناس» أخري، و الحديث بلفظيه عن رسول الله صلي الله عليه و اله و سلم، الناقل له في كتب الشيعة الامام الصادق عليه السلام، راجع: مستدرك الوسائل: ج 17 ص 78 و 388، الاختصاص للمفيد: ص 243، أمالي الصدوق: ص 14، بحارالأنوار: ج 72 ص 23 و 281، مستدرك سفينة البحار: ج 10 ص 122.

[1589] من لا يحضره الفقيه: ج 3 ص 176 ح 366 و ص 378 ح 4329، وسائل الشيعة: ج 17 ص 192 و ج 22 ص 403، مشكاة الأنوار: ص 183 و 546. و في بعض المصادر بلفظ: «الاحسان الي الاخوان» بدل من «قضاء...» راجع بحارالأنوار: ج 10 ص 247 و ح 72 ص 206.

[1590] بحارالأنوار: ج 72 ص 105، مستدرك سفينة البحار: ج 4 ص 16، نزهة الناظر و تنبيه الخاطر: ص 112.

[1591] الحديث هو: «ما أوسع العدل اذا عدل فيه و ان قل»، لاحظ: الكافي: ج 2 ص 146 و ص 148، شرح أصول الكافي: ج 8 ص 410 و ص 414، وسائل الشيعة: ج 15 ص 293، مستدرك الوسائل: ج 11 ص 317، الاختصاص للمفيد: ص 261، بحارالأنوار: ج 72 ص 36.

[1592] الكافي: ج 2 ص 334، شرح أصول الكافي: ج 9 ص 386، وسائل الشيعة: ج 16 ص 49، بحارالانوار: ج 72 ص 328، وورد أيضا بلفظ «... من دنيا المظلوم» بدلا من «مال المظلوم» في: الأمالي للصدوق: ص 326، ثواب الأعمال للصدوق: ص 272، وسائل الشيعة: ج 16 ص 50 و 52، بحارالأنوار: ج 72 ص 311 و ج 75 ص 188، درر الأخبار: ص

516.

[1593] الوالي هو عبدالله النجاشي، من أصحاب و أتباع الامام الصادق عليه السلام، ابتلي بولاية الأهواز، فطلب من الامام الصادق عليه السلام أن يهديه للصواب، قال: «عسي أن يخلصني الله تعالي بهدايتك و ولايتك، فانك حجة الله علي خلقه، و أمينه في بلاده، لا زالت نعمته عليك». (منهاج الفقاهة للسيد الروحاني: ج 2 ص 221).

[1594] وسائل الشيعة: ج 17 ص 207 و ما بعدها، بحارالأنوار: ج 75 ص 271 و ما بعدها.

[1595] الخصال للشيخ الصدوق: ص 343، وسائل الشيعة: ج 5 ص 199، مستدرك الوسائل: ج 1 ص 127، بحارالأنوار: ج 26 ص 261، صحيح البخاري: ج 1 ص 161 و ج 2 ص 116 و ج 8 ص 20، صحيح مسلم: ج 3 ص 93، سنن الترمذي: ج 4 ص 24، سنن النسائي: ج 8 ص 222.

[1596] لم يرد بهذا اللفظ لا في كتب السنة و لا في كتب الشيعة، و لكنه ورد بألفاظ مقاربة: «عدل ساعة يعدل عبادة سبعين سنة» الرسالة السعدية للعلامة الحلي: ص 154، مشكاة الأنوار: ص 544 و لكن بلفظ: «خير من» بدلا من «يعدل» و كذا البحار: ج 72 ص 352: «ساعة امام عادل أفضل من عبادة سبعين سنة» المهذب البارع لابن فهد الحلي: ج 5 ص 12، مستند الشيعة للنراقي: ج 6 ص 26، الكافي: ج 7 ص 175، وسائل الشيعة: ج 28 ص 13. و بلفظ: «عدل حكم ساعة خير من عبادة سبعين سنة» في كشف الخفاء للعجلوني: ج 2 ص 58.

[1597] المائدة: 8.

[1598] لما فتح هولاكو بغداد استفتي العلماء: أيهما أفضل: السلطان الكافر العادل أو سلطان المسلم الجائر؟ فجمعوا لذلك بالمدرسة المستنصرية. و كان علي بن طاوس حاضرا،

و هو المقدم المحترم، فتناول الفتيا و وضع خطه عليها بتفضيل العادل الكافر علي المسلم الجائر، و وضع العلماء خطوطهم علي ذلك. (منه).

[1599] لم يرد الحديث بهذا اللفظ، بل ورد بلفظ: «ثلاثة تكدر العيش: السلطان الجائر، و الجار السوء، و المرأة البذية» لا حظ: تحف العقول لابن شعبة: ص 320، درر الأخبار: ص 546، بحارالأنوار: ج 75 ص 234، مستدرك سفينة البحار: ج 7 ص 507، و البذية: السفيهة و التي تفحش في منطقها.

[1600] «يتيه» بمعني: يتكبر.

[1601] الكافي: ج 8 ص 312، شرح أصول الكافي: ج 9 ص 331، وسائل الشيعة: ج 15 ص 380، بحارالأنوار: ج 70 ص 225، مستدرك سفينة البحار: ج 9 ص 13.

[1602] وردت بقوله عليه السلام: «لا يطمعن القليل التجربة، المعجب برأيه، في رياسة» البحار: ج 72 ص 98. و ذكرها جماعة من الأعلام ضمن جملة أمور، بقوله عليه السلام: «لا يطمعن ذو الكبر في الثناء الحسن... و لا القليل التجربة المعجب برأيه في رئاسة» راجع: الخصال للصدوق: ص 434، بحارالأنوار: ج 69 ص 190 و ج 72 ص 67 و ج 75 ص 195.

[1603] الكافي: ج 2 ص 297، معاني الاخبار للصدوق: ص 179، شرح أصول الكافي: ج 9 ص 301، ج 11 ص 328، وسائل الشيعة ج 15 ص 350، الفصول المهمة: ج 1 ص 525، بحارالأنوار: ج 70 ص 150.

[1604] بحارالأنوار: ج 75 ص 228 و ص 278، نزهة الناظر: ص 112. و خرجها جماعة عن المنصور العباسي من وصية له لولده المهدي: تاريخ بغداد: ج 10 ص 57، تاريخ دمشق: ج 16 ص 314 - 315، سير أعلام النبلاء: ج 7 ص 85، البداية و النهاية: ج 10

ص 131، و أخرجها ابن عساكر في موضع آخر من تاريخ دمشق عن خالد بن صفوان: ج 16 ص 114.

[1605] نص الحديث «لا تكونن» بدل «لا تكن»، بحارالأنوار: ج 72 ص 104 و ج 75 ص 228، الدرة الباهرة: ص 34. و الفطير: كل ما أعجل عن ادراكه، و الرأي الفطير: مالم يترو فيه و لم يتعمق.

[1606] بحارالأنوار: ج 75 ص 277 و أخرجه محمد بن الحسين الآجري في كتاب الغرباء: ص 81 عن الحسن عليه السلام.

[1607] الكافي: ج 8 ص 343، تحف العقول: ص 366، شرح أصول الكافي: ج 12 ص 333، مشكاة الأنوار: ص 424، بحارالأنوار: ج 75 ص 249.

[1608] النص هو: «من لم يتفقد النقصان» لا «النقص» راجع: البحار: ج 75 ص 277، نزهة الناظر ص 107. و ورد بألفاظ أخري كقوله: «من لم يتعاهد النقص» الأمالي للصدوق: ص 478، و غيرها من المصادر بعبارات شتي.

[1609] من وصية للامام الصادق عليه السلام، «... فان الرجل منكم اذا ورع في دينه، و صدق الحديث، وادي الأمانة، و حسن خلقه مع الناس؛ قيل: هذا جعفري: فيسرني ذلك و يدخل علي منه السرور، و قيل: هذا أدب جعفري...». الكافي ج 2 ص 636، وسائل الشيعة: ج 12 ص 6، مشكاة الانوار: ص 132.

[1610] قال الامام الصادق عليه السلام للمفضل: «قل لشيعتنا: كونوا دعاة الينا بالكف عن محارم الله، و اجتناب معاصيه، و اتباع رضوان الله، فانهم اذا كانوا كذلك كان الناس الينا مسارعين» (دعائم الاسلام: ج 1 ص 58).

[1611] تحف العقول: ص 367، بحارالأنوار: ج 75 ص 250، مستدرك سفينة البحار: ج 4 ص 458 و فيها جميعا: «أداء الأمانة» بدلا من «أن تؤدي». و البغتة بمعني: الفجأة.

[1612] الكافي:

ج 2 ص 636، شرح أصول الكافي: ج 11 ص 91، وسائل الشيعة: ج 12 ص 6، مشكاة الأنوار: ص 132، بحارالأنوار: ج 75 ص 372، مستدرك سفينة البحار: ج 10 ص 356، درر الأخبار: ص 552 و فيها جميعا «و عودوا مرضاهم» لا «مرضاكم».

[1613] دعائم الاسلام: ج 1 ص 56، و فيهما بعد «أوصيكم بتقوي الله»: «العمل بطاعته».

[1614] هو المفضل بن قيس بن رمانة الاشعري، عن ابن أبي عمير أنه قال: «و كان خيرا» و الظاهر كونه من أصحاب الصادق عليه السلام و له منزلة عنده، علي ما يستفاد من بعض الأحاديث. (طرائف المقال: ج 2 ص 42).

[1615] وسائل الشيعة: ج 9 ص 445، نقد الرجال للتفرشي: ج 4 ص 409، معجم رجال الحديث: ج 19 ص 330، اختيار معرفة الرجال: ج 2 ص 421، الكافي: ج 4 ص 21، مستدرك الوسائل: ج 7 ص 226، بحارالانوار: ج 47 ص 34.

[1616] تحف العقول: ص 372، بحارالأنوار: ج 75 ص 256 و ج 100 ص 154، مستدرك سفينة البحار: ج 2 ص 345.

[1617] مستدرك الوسائل: ج 7 ص 236، بحارالأنوار: ج 93 ص 146 و ج 47 ص 61.

[1618] و لفظه: «أغني الغني من لمن يكن للحرص أسيرا» الكافي ج 2 ص 316، من لا يحضره الفقيه ج 4 ص 395، أمالي الصدوق ص 73، معاني الاخبار ص 196، وسائل الشيعة ج 16 ص 20، بحارالأنوار ج 74 ص 112.

[1619] اسمه محمد بن مصادف، محدث امامي ثقة، و قيل: من الضعفاء، و من موالي الامام الصادق عليه السلام، روي عنه جماعة منهم: البرقي (أصحاب الامام الصادق للشبستري: ج 3 ص 194) يقول الشيخ المظفر: روي عنه أعلام الثقات

أمثال: الحسن بن محبوب، و علي بن رئاب و غيرهما، و هذا شاهد علي وثاقته و عرفانه بالحديث و مقام الامامة. (الامام الصادق: ج 2 ص 175).

[1620] الكافي: ج 2 ص 172، شرح أصول الكافي: ج 9 ص 47، وسائل الشيعة: ج 9 ص 428، شرح الأخبار: ج 3 ص 504، مشكاة الأنوار: ص 421، بحارالأنوار: ج 65 ص 168 و ج 71 ص 253. و الجميع بتغيير طفيف ببعض الألفاظ.

[1621] بحارالأنوار: ج 97 ص 23، وسائل الشيعة: ج 15 ص 49.

[1622] عبدالملك بن عمرو الأحول، الكوفي، من ثقات محدثي الامامية الممدوحين، و قيل، من الحسان. روي عن الباقر عليه السلام أيضا، روي عنه جميل بن صالح، و جميل بن دراج.(أصحاب الامام الصادق: ج 2 ص 320).

[1623] وسائل الشيعة: ج 15 ص 46، الكافي: ج 5 ص 19، تهذيب الأحكام: ج 6 ص 126، جواهر الكلام: ج 21، ص 13. نقلها المؤلف بتصرف في النص.

[1624] الاحتجاج: ج 2 ص 21، بحارالانوار: ج 44 ص 213، العوالم للشيخ عبدالله البحراني: ص 92، اختيار معرفة الرجال ج 1 ص 256.

[1625] قرب الاسناد: ص 346، علل الشرائع: ج 2 ص 604، تهذيب الأحكام: ج 6 ص 125، وسائل الشيعة: ج 15 ص 30 و 23، بحارالأنوار: ج 97 ص 23 و 63، مسند الامام الرضا: ج 2 ص 380 و 411.

[1626] تعرض السيد الروحاني في كتابه فقه الصادق عليه السلام: ج 13 ص 42 و ما بعدها لذكر موارد استحباب و وجوب المرابطة في الثغور، و استطلع آراء الفقهاء، فراجعه.

[1627] تعرض السيد الروحاني في كتابه فقه الصادق عليه السلام: ج 13 ص 42 و ما بعدها لذكر موارد استحباب و وجوب

المرابطة في الثغور، و استطلع آراء الفقهاء، فراجعه.

[1628] الكافي: ج 5 ص 34، تهذيب الأحكام: ج 6 ص 174، وسائل الشيعة: ج 15 ص 84، مستدرك الوسائل: ج 11 ص 19، بحارالأنوار: ج 97 ص 34، و الرواية قيدت الفرار «في القتال في الزحف».

[1629] الكافي: ج 2 ص 160، الأمالي للصدوق: ص 547، روضة الواعظين: ص 367، وسائل الشيعة: ج 15 ص 20، مستدرك الوسائل: ج 11 ص 22، مستدرك سفينة البحار: ج 10 ص 440.

[1630] الرواية عن الامام زين العابدين عليه السلام لا عن الصادق عليه السلام، من كلام له للزهري. لاحظ علل الشرائع: ص 515، بحارالأنوار: ج 97 ص 33، مستدرك سفينة البحار: ج 1 ص 131، وسائل الشيعة: ج 15 ص 72، جواهر الكلام: ج 21 ص 129، تذكرة الفقهاء: ج 9 ص 168، التهذيب: ج 6 ص 153.

[1631] الكافي: ج 5 ص 35، وسائل الشيعة: ج 15 ص 91.

[1632] الكافي: ج 5 ص 30، تهذيب الأحكام: ج 6 ص 139، وسائل الشيعة: ج 15 ص 58، جواهر الكلام: ج 21 ص 66.

[1633] قرب الاسناد: ص 131، وسائل الشيعة: ج 15 ص 117، بحارالأنوار: ج 97 ص 31.

[1634] الكافي: ج 5 ص 28.

[1635] نهج البلاغة: ج 3 ص 14، الكافي: ج 5 ص 38، وسائل الشيعة: ج 15 ص 92، بحارالأنوار: ج 32 ص 213، مستدرك سفينة البحار: ج 10 ص 348، شرح نهج البلاغة: ج 6 ص 228، وقعة صفين لابن مزاحم المنقري: ص 203.

[1636] الكافي: ج 5 ص 28، تهذيب الأحكام: ج 6 ص 143، وسائل الشيعة: ج 15 ص 62، مستدرك الوسائل: ج 11 ص 41، بحارالأنوار: ج 19 ص 177، مستدرك سفينة البحار:

ج 2 ص 141.

[1637] المحاسن للبرقي: ج 2 ص 328، الكافي: ج 5 ص 29، من لا يحضره الفقيه: ج 2 ص 52، علل الشرائع: ج 2 ص 376، تهذيب الأحكام: ج 6 ص 156، وسائل الشيعة: ج 15 ص 64، بحارالأنوار: ج 19 ص 178.

[1638] المغني لابن قدامة: ج 10 ص 542 و 586، الشرح الكبير: ج 10 ص 397.

[1639] المغني لابن قدامة: ج 10 ص 542، الشرح الكبير: ج 10 ص 399، المحلي لابن حزم: ج 7 ص 297، الكافي: ج 5 ص 27، تهذيب الاحكام: ج 6 ص 138، وسائل الشيعة: ج 12 ص 518، و الحديث هو: «و لا تقتلوا شيخا فانيا» لا «عانيا».

[1640] بحارالأنوار: ج 19 ص 177.

[1641] من لا يحضره الفقيه: ج 2 ص 50، علل الشرائع: ج 2 ص 377، الاستبصار: ج 3 ص 182، وسائل الشيعة: ج 20 ص 367، بحارالأنوار: ج 97 ص 65.

[1642] العدد القوية: ص 152، كشف الغمة: ج 2 ص 371 و 420، بحارالأنوار: ج 75 ص 202.

[1643] الكافي: ج 2 ص 55، الخصال: ص 431، شرح أصول الكافي: ج 8 ص 179، وسائل الشيعة: ج 15 ص 183، الأمالي للمفيد: ص 226، الأمالي للطوسي: ص 10. و في بعضها: «صدق البأس» و «صدق اليأس» بدلا من «صدق الناس».

[1644] المعتبر للمحقق الحلي: ج 2 ص 581، الكافي: ج 3 ص 552، من لا يحضره الفقيه: ج 2 ص 22، علل الشرائع: ج 2 ص 371، الخصال للصدوق: ص 288، الاستبصار: ج 2 ص 34، تهذيب الأحكام: ج 4 ص 56، وسائل الشيعة: ج 9 ص 240.

[1645] من لا يحضره الفقيه: ج 2 ص

68 و ج 4 ص 381، وسائل الشيعة: ج 9 ص 380 و 384 و 412، مستدرك الوسائل: ج 7 ص 196، الاختصاص للمفيد: ص 219. و ذكره النووي في المجموع: ج 15 ص 335 عن النبي صلي الله عليه و آله و سلم.

[1646] الكافي: ج 2 ص 347، شرح أصول الكافي: ج 9 ص 416، وسائل الشيعة: ج 12 ص 273 و ج 21 ص 493، بحارالأنوار: ج 71 ص 137، و في بعضها: «و ان قطعتك» بدلا من «و ان قطعك».

[1647] سورة الرعد: 21.

[1648] بحارالأنوار: ج 47 ص 274، تاريخ دمشق: ج 27 ص 378، كشف الغمة، ج 2 ص 377.

[1649] بحارالأنوار: ج 71 ص 101، مستدرك الوسائل: ج 15 ص 253، كتاب الزهد للحسين بن سعيد الكوفي: ص 36.

[1650] الدعوات للراوندي: ص 277، تهذيب الأحكام، ج 1 ص 467، وسائل الشيعة: ج 2 ص 445، مستدرك الوسائل ج 6 ص 347، بحارالأنوار: ج 79 ص 63، مستدرك سفينة البحار: ج 9 ص 465.

[1651] تفسير نور الثقلين: ج 5 ص 170، المعتبر للمحقق الحلي: ج 1 ص 340، بحارالأنوار: ج 85 ص 309، الحبل المتين للبهائي: ص 73.

[1652] الحديث هكذا «خير من الخير فاعله، و أجمل من الجميل قائله» و هو من كلام لمولانا الامام الهادي عليه السلام لا للصادق عليه السلام. لاحظ في ذلك بحارالأنوار: ج 75 ص 370، و نزهة الناظر للحلواني: ص 142 و عن الامام الجواد عليه السلام: ج 2 ص 381 نقلا عن التذكرة الحمدونية.

[1653] الأمالي للطوسي: ص 522، بحارالأنوار: ج 2 ص 261، المصنف للصنعاني: ج 11 ص 291. و نقل جماعة من الأعلام سنة و شيعة هذه الرواية عن

الحسن عليه السلام عن أبيه عن جده، ورواها جماعة مفصلة في خصوص نافلة ليالي رمضان، راجع: الشفا بتعريف حقوق المصطفي للقاضي عياض: ج 2 ص 13، فيض القدير شرح الجامع الصغير: ج 4 ص 477، الجامع الصغير ج 2 ص 180، وسائل الشيعة ج 8 ص 45.

[1654] «لم أجد رأس الحزم التواضع» بل «رأس العلم التواضع» منقولا عن أميرالمؤمنين عليه السلام. راجع مطالب السؤول: ص 48.

[1655] تحف العقول: ص 296 و فيه: «التواضع الرضا بالمجلس دون شرفه...» و كذا في: بحارالأنوار: ج 75 ص 176 و ج 75 ص 277. و قد ورد الحديث مقطعا في مصادر أخري، راجع: الكافي: ج 2 ص 464، الوسائل: ج 12 ص 59، الخصال للصدوق: ص 11، روضة الواعظين ص 382 و قال: «رأس التواضع أن تبدأ بالسلام علي من لقيت، و أن ترضي بالدون من المجلس...» و مثله مشكاة الأنوار: ص 350.

[1656] بحارالأنوار: ج 71 ص 167 و فيه: «من أكرمك فأكرمه، و من استخف بك فأكرم نفسك عنه» و كذا جاء في: ج 75 ص 278. مستدرك سفينة البحار: ج 9 ص 105، نزهة الناظر: ص 111.

[1657] نزهة الناظر و تنبيه الخاطر: ص 110، و لكن بلفظ: «تنشر» دون الضمير.

[1658] دعائم الاسلام: ج 2 ص 321، وسائل الشيعة: ج 16 ص 314، مستدرك الوسائل: ج 12 ص 361 و ص 362، الأمالي للطوسي: ص 480، و نقلها اليعقوبي في تاريخه: ج 2 ص 210 عن أميرالمؤمنين.

[1659] الأمالي للشيخ الصدوق: ص 299، روضة الواعظين: ص 472، مكارم الأخلاق: ص 327، بحارالأنوار: ج 78 ص 172، مستدرك سفينة البحار: ج 7 ص 293، ولكنها جميعا بلفظ «يعجز الشكر عنها».

[1660] تحف العقول:

ص 381، بحارالأنوار: ج 75 ص 268، مستدرك سفينة البحار: ج 4 ص 292.

[1661] سورة ابراهيم: 34.

[1662] بحارالأنوار: ج 68 ص 357 و ج 75 ص 228، مستدرك سفينة البحار: ج 4 ص 509، و مثل هذا المعني نقله المناوي في فيض القدير ج 4 ص 182 و لكن لا عن الصادق عليه السلام.

[1663] تحق العقول: ص 304 و ما بعدها، بحارالأنوار: ج 75 ص 283 و ما بعدها، الأنوار البهية: ص 155 و ما بعدها.

[1664] الخصال للصدوق: ص 3، مصادقة الاخوان: ص 74، وسائل الشيعة: ج 16 ص 179، مستدرك الوسائل: ج 12 ص 235، الاختصاص: ص 31، بحارالأنوار: ج 66 ص 237.

[1665] و الحديث كما هو: «وطن نفسك علي حسن الصحابة لمن صحبت في حسن خلقك، وكف لسانك، واكظم غيظك» الكافي: ج 4 ص 286، شرح أصول الكافي: ج 11 ص 157، بحارالأنوار: ج 71 ص 160، منتقي الجمان: ج 3 ص 103.

[1666] الكافي: ج 2 ص 635 و ج 8 ص 146، وسائل الشيعة: ج 12 ص 6، مشكاة الأنوار: ص 333.

[1667] تاريخ ابن معين: ج 2 ص 217، طبقات المحدثين باصبهان: ج 3 ص 557 و لكن بلفظ «جيراني» لا «جاري».

[1668] مغني المحتاج لمحمد بن الشربيني: ج 1 ص 464، حواشي الشرواني: ج 4 ص 21، نهج البلاغة: ج 3 ص 56، الكافي: ج 8 ص 24، تحف العقول: ص 86، مستدرك الوسائل: ج 8 ص 210 العهود المحمدية للشعراني: ص 604، كنز العمال: ج 6 ص 715، كشف الخفاء: ج 1 ص 179. و لكن هذه المصادرة تبتدي تارة بلفظ «ابتغ» أو «اطلب» أو «التمس» أو «سل عن».

[1669] المؤلف قد تصرف بالنص بأن

حذف و قدم و أخر، راجع أصل الحديث في الكافي: ج 2 ص 169، الأمالي للطوسي: ص 98، مستدرك الوسائل: ج 9 ص 43، مشكاة الأنوار: ص 147.

[1670] المجموع للنووي: ج 15 ص 243، أسد الغابة: ج 1 ص 388، الأمامة و التبصرة لابن بابويه القمي: ص 177، مسند أحمد: ج 4 ص 220، سنن أبي داود: ج 2 ص 459، المستدرك للحاكم: ج 4 ص 163.

[1671] الكافي: ج 2 ص 652، تحف العقول: ص 369، وسائل الشيعة: ج 12 ص 86، بحارالأنوار: ج 75 ص 253، مستدرك سفينة البحار: ج 2 ص 61، و في بعضها: «لا تفتش الناس عن أديانهم...».

[1672] بحارالأنوار: ج 75 ص 277.

[1673] الكافي: ج 2 ص 643، تحف العقول: ص 366، شرح أصول الكافي: ج 11 ص 105، وسائل الشيعة: ج 12 ص 53، بحارالأنوار: ج 75 ص 250.

[1674] الكافي: ج 2 ص 362، الأمالي للصدوق: ص 380، تحف العقول: ص 368، وسائل الشيعة: ج 12 ص 302، مستدرك الوسائل: ج 9 ص 144، الاختصاص للمفيد: ص 226، و فيها جميعا بعد «أحسنه»: «حتي يأتيك منه ما يغلبك، «و لا تظنن» بدلا من «و لا تظن» و قد رواه صاحب تاريخ دمشق: ج 44 ص 360 عن عمر بن الخطاب، و كذا الدر المنثور: ج 6 ص 92 و ج 5 ص 250، و تفسير ابن كثير: ج 4 ص 227، و كشف الخفاء: ج 1 ص 44، و كنز العمال: ج 16 ص 262.

[1675] نقله جماعة عن الصادق عليه السلام عن جده أميرالمؤمنين عليه السلام: مشكاة الأنوار: ص 557، و نقله صاحب البحار عن الباقر عليه السلام: ج 72 ص 68، و جماعة عن

الامام علي عليه السلام كما في نهج البلاغة: ج 4 ص 41، خصائص الأئمة للشريف الرضي: ص 108، شرح أصول الكافي: ج 1 ص 261، و عن معاوية في كتاب الصمت و آداب اللسان: ص 214، و أخري عن عمر في: ص 311، و كذا في كنز العمال: ج 3 ص 804، و جماعة عن الشافعي منهم صاحب العهود المحمدية: ص 760.

[1676] تحف العقول: ص 357 و فيه: «صرعة الاسترسال»، روضة الواعظين: ص 388 و فيه: «لن تستقال»، بحارالأنوار: ج 71 ص 174 و فيه؛ «لا يستقال» و «صرعة». و علي كل حال، فالصرعة: اسم من صرعه: اذا طرحه علي الأرض، و الاسترسال: الاستيناس و الطمأنينة و الانبساط، و المراد: كثير الانقياد و الثقة بالآخر. فاذا وثق الرجل بأخيه كل الثقة و أفش اليه أسراره، و انقلب الرجل يوما منافقا و عدوا، صرعه صرعة مهلكة لا يرجي فيها الاقالة. و أما علي «سرعة الاسترسال» فالاسترسال: طلب الرسل، و هو انطلاق الخيل في الغارة و السباق، و معناه: اذا أطلق الفارس العنان لفرسه حتي أسرع، لا يتمكن أن يستقيله في سرعته الا بالكبوة و الهلاك. فالمراد اذا من المعنيين واحد.

[1677] بحارالأنوار ج 72 ص 71 و ج 75 ص 278، مستدرك سفينة البحار: ج 5 ص 15، نزهة الناظر: ص 112.

[1678] بحارالأنوار: ج 72 ص 71 و فيه: «لايجرين» و ج 75 ص 278 و فيه: «لا تجريه»، مستدرك سفينة البحار: ج 5 ص 15 و ج 9 ص 62، و فيه: «لا تجريه»، نزهة الناظر: ص 112، و قد ورد عن غير الصادق عليه السلام في فيض القدير: ج 1 ص 630 بلفظ «سرك من دمك، فاذا تكلمت

فقد أرقته»، و الطبري في تاريخه: ج 6 ص 330 عن المنصور: «سرك من دمك، فانظر من تملكه».

[1679] تحف العقول: ص 316، بحارالأنوار: ج 78 ص 229.

[1680] تحف العقول: ص 365، مستدرك الوسائل: ج 11 ص 317، بحارالأنوار: ج 75 ص 248، مستدرك سفينة البحار: ج 7 ص 119، و جميعها بلفظ «اذا غض...».

[1681] تحف العقول: ص 324، بحارالأنوار: ج 75 ص 239، مستدرك سفينة البحار: ج 1 ص 72.

[1682] الخصال للشيخ الصدوق: ص 3، الأمالي للصدوق: ص 371، روضة الواعظين: ص 466، وسائل الشيعة: ج 11 ص 459، بحارالأنوار: ج 61 ص 215 و ج 73 ص 298، و فيها جميعا عدا الخصال «للماشي» بدلا في «للراجل».

[1683] الأمالي للشيخ الطوسي: ص 646، بحارالأنوار: ج 71 ص 180.

[1684] تحف العقول: ص 316، بحارالأنوار: ج 75 ص 229. و في بعض المصادر عن لقمان، انظر: بحارالأنوار: ج 71 ص 178، الاختصاص: ص 246، مستدرك سفينة البحار: ج 1 ص 517 و فيها: «في ثلاث مواطن» أو «ثلاثة مواضع»، و «أخاك» و «لا أخ» بدل «الأخ».

[1685] الكافي: ج 2 ص 665، تحف العقول: ص 486، شرح أصول الكافي: ج 11 ص 148، وسائل الشيعة: ج 12 ص 117، بحارالأنوار ج 73 ص 59 و ج 75 ص 370، الأنوار البهية: ص 317، و فيها جميعا «و لا تمازح».

[1686] فقه الرضا: ص 356، الكافي: ج 8 ص 244، تحف العقول: ص 360 شرح أصول الكافي: ج 12 ص 336، الاختصاص للمفيد: ص 227، بحارالأنوار: ج 66 ص 400 و ج 69 ص 315 و ج 75 ص 198.

[1687] الكافي: ج 3 ص 303، مستدرك الوسائل: ج 12 ص

9، الخصال للصدوق ص 7، مشكاة الأنوار: ص 383، تحف العقول: ص 488، بحارالأنوار: ج 70 ص 263، روضة الواعظين: ص 379، وسائل الشيعة: ج 15 ص 358.

[1688] نزهة الناظر و تنبيه الخاطر: ص 109.

[1689] الكافي: ج 2 ص 305، تحف العقول: ص 371، وسائل الشيعة: ج 15 ص 360، بحارالأنوار: ج 70 ص 278 و ج 75 ص 255، مستدرك سفينة البحار: ج 7 ص 598.

[1690] الكافي: ج 2 ص 233، تحف العقول: ص 324، وسائل الشيعة: ج 15 ص 358، صفات الشيعة للصدوق: ص 26، مشكاة الأنوار: ص 319، و خرجها كثير من الأعلام عن النبي صلي الله عليه و آله و سلم دون وساطة الصادق عليه السلام.

[1691] أصل الحديث: «يا شيعة آل محمد، اعلموا أنه ليس منا من لم يملك نفسه عند غضبه، و من لم يحسن صحبة من صحبه، و مخالقة من خالقه، و مرافقة من رافقه، و مجاورة من جاوره، و ممالحة من مالحه...». راجع: الكافي: ج 2 ص 637، شرح أصول الكافي: ج 11 ص 92، وسائل الشيعة: ج 12 ص 10، خاتمة المستدرك: ج 5 ص 435، مشكاة الأنوار: ص 339، بحارالأنوار: ج 71 ص 161، الا تحف العقول: ص 380، فقد ورد قريبا من نقل المؤلف.

[1692] مسند أحمد: ج 3 ص 23، صحيح مسلم: ج 1 ص 36، سنن الترمذي: ج 3 ص 247، السنن الكبري للبيهقي: ج 10 ص 104 و 194. و هو المنذر بن عاصم المعروف بأشج عبدالقيس.

[1693] نقلها الأعلام بعبارات شتي و ألفاظ متفاوتة، كلها تدل علي معني واحد. تارة عن النبي صلي الله عليه و آله و سلم و أخري عن الامام أميرالمؤمنين

عليه السلام، و ثالثة عن الصادق عليه السلام، و رابعة عن لقمان الحكيم عليه السلام. راجع في ذلك: قرب الاسناد، ص 28، تحف العقول: ص 10، وسائل الشيعة: ج 1 ص 74، مستدرك الوسائل: ج 1 ص 114، بحارالأنوار: ج 69 ص 206 و 296، مستدرك سفينة البحار: ج 7 ص 371.

[1694] الكافي: ج 5 ص 511، من لا يحضره الفقيه: ج 3 ص 392، الخصال: ص 37، روضة الواعظين: ص 369، وسائل الشيعة: ج 20 ص 168 و ص 170 و ص 174، مكارم الأخلاق: ص 218، بحارالأنوار: ج 76 ص 268.

[1695] الكافي: ج 6 ص 6، من لا يحضره الفقيه: ج 3 ص 481، ثواب الأعمال: ص 201، تحف العقول: ص 382، وسائل الشيعة: ج 21 ص 365، مكارم الاخلاق: ص 219، الفصول المهمة: ج 2 ص 363، بحارالأنوار: ج 75 ص 206، و في بعضها «البنون نعمة»، و «يسأل عن النعمة». و قد وردت الروايات عن النبي بألسنة متعددة بحسن صحبة الأم و برها قبل الأب، لأن لها ثلثي البر. راجع: الشرح الكبير: ج 9 ص 275، المحلي لابن حزم: ج 10 ص 323، شرح مسلم للنووي: ج 12 ص 12، المعجم الكبير: ج 19 ص 405. و روي السيوطي في الجامع الصغير: ج 2 ص 161 عن النبي صلي الله عليه و آله و سلم: «اذا دعاك أبواك فأجب أمك».

[1696] و أصل الرواية: «الشؤم في ثلاثة: في المرأة و الدابة و الدار. فأما شؤم المرأة فكثرة مهرها و عقوق زوجها، و أما الدابة فسوء خلقها و منعها ظهرها، و أما الدار فضيق ساحتها و شر جيرانها و كثرة عيوبها». راجع: من لا يحضره الفقيه:

ج 3 ص 556، الخصال: ص 100، الأمالي: للصدوق ص 311، معاني الأخبار: ص 152، روضة الواعظين: ص 386، وسائل الشيعة: ج 21 ص 252. و ذكره من علماء السنة عن النبي صلي الله عليه و آله و سلم دون تفصيل: مسند الشهاب: ج 1 ص 196، صحيح البخاري: ج 6 ص 124.

[1697] يعني: النبي صلي الله عليه و آله و سلم لا الصادق عليه السلام.

[1698] الجامع الصغير: ج 2 ص 161، فيض القدير: ج 4 ص 432، أسد الغابة: ج 1 ص 205، و في مصادر الشيعة يوجد صدر الحديث «علموا أبناءكم السباحة و الرماية». راجع: الكافي: ج 6 ص 47، وسائل الشيعة: ج 17 ص 331، النوادر للراوندي: ص 214. و ورد في ذيل الرواية في مصادر أخري بلفظ «نعم لهو الحرة» راجع: كمال الدين: ص 575، بحارالأنوار: ج 51 ص 252.

[1699] تحف العقول: ص 338، بحارالأنوار: ج 75 ص 241. و فيهما: «مل ء مكيال» لا «علي مكيال». نعم توجد في بعض نسخ البحار.

[1700] قال عليه السلام: ثلاثة تكدر العيش: السلطان الجائر، و الجار السوء، و المرأة البذية» تحف العقول: ص 320.

[1701] تحف العقول: ص 322، بحارالأنوار: ج 75 ص 236، مستدرك سفينة البحار: ج 8 ص 87.

[1702] تحف العقول: ص 322، بحارالأنوار: ج 75 ص 236، و فيهما: «فجيعة بحبيب» لا «فجيعة نجيب» لأنه لا معني له في المقام. وطائح العقل: يعني مشرف علي الهلاك.

[1703] تحف العقول: ص 318 و فيه: «المصافي» بدل «الصافي» هو من أخلص الود. و «ثلاث» بدل «ثلاثة». و كذا في بحارالأنوار: ج 75 ص 231 و في عيون الحكم و المواعظ: ص 65: «الأخ الموافق» بدل «الصديق الصافي».

[1704] تحف

العقول: ص 319، بحارالأنوار: ج 75 ص 232، و فيهما: «أفسد دينه» بدلا من «فسد دينه».

[1705] تحف العقول: ص 317، بحارالأنوار: ج 75 ص 230، مستدرك سفينة البحار: ج 4 ص 343 و ج 10 ص 50.

[1706] وسائل الشيعة: ج 27 ص 172، مستدرك الوسائل: ج 17 ص 322، مشكاة الأنوار: ص 564، منية المريد: ص 150، بحارالأنوار: ج 2 ص 260، مستدرك سفينة البحار: ج 8 ص 127، و فيها جميعا: «و اهرب من الفتيا» لا «الدنيا».

[1707] فقه الرضا: ص 356، الكافي: ج 2 ص 57 و ج 8 ص 244، علل الشرائع: ج 2 ص 560، تحف العقول: ص 360، مستدرك الوسائل: ج 11 ص 198، الاختصاص للمفيد: ص 227، مشكاة الأنوار: ص 141، بحارالأنوار: ج 66 ص 400 و ج 68 ص 214 و ج 75 ص 198.

[1708] المحاسن للبرقي: ج 1 ص 198، الكافي: ج 1 ص 43، من لا يحضره الفقيه: ج 4 ص 401، الأمالي للصدوق: ص 507، تحف العقول: ص 362، وسائل الشيعة: ج 27 ص 24، الأمالي للمفيد: ص 42، مشكاة الأنوار: ص 237، بحارالأنوار: ج 1 ص 206 و ص 208 و ج 75 ص 244.

[1709] لم أجده لا في كتب الشيعة و لا السنة.

[1710] مستدرك الوسائل: ج 12 ص 28، الاختصاص للمفيد: ص 244، بحارالأنوار: ج 1 ص 131، و في جميعها «الكبر» لا «الكيد».

[1711] تحف العقول: ص 323، بحارالأنوار: ج 75 ص 237.

[1712] تحف العقول: ص 312، بحارالأنوار: ج 75 ص 292، مستدرك سفينة البحار: ج 1 ص 417، شرح نهج البلاغة: ج 7 ص 88.

[1713] زاد المسير لابن الجوزي: ج 2 ص 147، و

لكن أضاف اليها: «البلاغة: الايجاز مع الافهام، و التصرف من غير اضجار». و قد ورد عن أميرالمؤمنين: «قد يكتفي من البلاغة بالايجاز» راجع غرر الحكم: 6666.

[1714] لأميرالمؤمنين علي عليه السلام عبارة بهذا المعني : «أحمد من البلاغة الصمت، حتي لا ينبغي الكلام» غرر الحكم: 3245.

[1715] نزهة الناظر و تنبيه الخاطر: ص 112، مقصد الراغب: ص 159) مخطوط).

[1716] الدعوات لقطب الدين الراوندي: ص 221 بلفظ «يفتح» بدل «تفتح»، و كذا في بحارالأنوار: ج 1 ص 159.

[1717] تحف العقول: ص 364، بحارالأنوار: ج 75 ص 247، مستدرك سفينة البحار: ج 2 ص 353.

[1718] بحارالأنوار: ج 2 ص 62 و ج 75 ص 278، مستدرك سفينة البحار: ج 1 ص 77 و ج 2 ص 146، نزهة الناظر: ص 112.

[1719] تحف العقول: ص 323، بحارالأنوار: ج 75 ص 237، و نقلها ابن أبي الدنيا في كتاب العقل و فضله عن أيوب بن القرية.

[1720] و الحديث كما يرويه الشهيد الثاني في منية المريد: ص 261: «اربعة لا يأنف الشريف منهن و ان كان أميرا: قيامه من مجلسه لأبيه، و خدمته للعالم الذي يتعلم منه، و السؤال عمالا يعلم، و خدمته للضيف». راجع أيضا: تفسير الرازي: ج 2 ص 185، تذكرة السامع: ص 110، جامع بيان العلم و فضله: ج 1 ص 164، عيون الأخبار: ج 2 ص 128.

[1721] أي: لا تدخل عليه الشبه. (مجمع البحرين: ج 4 ص 105).

[1722] الختر: شبيه بالغدر و الخديعة، و قيل: هو الخديعة بعينها، و قيل: هو أسوأ الغدر و أقبحه. (لسان العرب ج 4 ص 229).

[1723] الكافي: ج 1 ص 27، تحف العقول: ص 356، شرح أصول الكافي: ج 1 ص 320، بحارالأنوار: ج 75

ص 269.

[1724] الكافي: ج 1 ص 23، شرح أصول الكافي: ج 1 ص 295، وسائل الشيعة: ج 12 ص 150.

[1725] مصباح الشريعة المنسوب للصادق عليه السلام: ص 20، عدة الداعي لابن فهد الحلي: ص 68، بحارالأنوار: ج 2 ص 52. و فيها جميعا: «الخشية ميراث العلم» لا «طريق العلم».

[1726] قال أميرالمؤمنين علي عليه السلام في خطبة له تسمي التوحيد: «أول الدين معرفته، و كمال معرفته التصديق به، و كمال التصديق به توحيده، و كمال توحيده الاخلاص له، و كمال الاخلاص له نفي الصفات عنه...» راجع نهج البلاغة: ص 15.

[1727] صحيح مسلم ج 8 ص 82، سنن ابن ماجة ج 1 ص 92، سنن أبي داود ج 1 ص 345، المجموع للنووي ج 4 ص 654، مستدرك الوسائل ج 5 ص 70، كنز الفوائد ص 181، منية المريد ص 210، بحارالأنوار ج 2 ص 32، ص 63 ج 83 ص 18.

[1728] التوحيد للصدوق: ص 289، مستدرك الوسائل: ج 5 ص 191، فتح الأبواب لابن طاوس: ص 297، بحارالأنوار: ج 90 ص 368، نور البراهين: ج 2 ص 118.

[1729] لم أجد عنوان «مزامير أهل البيت» بل وجدت عنوان «زبور آل محمد» و «انجيل أهل البيت» ذكره الشيخ الطوسي في اختيار معرفة الرجال: ج 1 ص 119 و ج 2 ص 463، و ذكر هذا العنوان العلامة المجلسي في البحار: ج 107 ص 45 و 48 و 79 و 83.

[1730] مختصر المصباح: في الأدعية و العبادات، اختصر فيه كتابه الكبير «مصباح المتهجد» و يقال له «المصباح الصغير». راجع النهاية: ص 26.

[1731] الرواية ينقلها الشعبي عن الامام علي عليه السلام، أنظر: وسائل الشيعة: ج 7 ص 177 و ج 16 ص 69، الأمالي للطوسي: ص 88،

بحارالأنوار: ج 6 ص 22.

[1732] بحارالأنوار: ج 92 ص 224، مستدرك الوسائل: ج 15 ص 243. و أبوجعفر هذا هو المنصور الدوانيقي.

[1733] بحارالأنوار: ج 71 ص 349، قرب الاسناد: ص 32، و فيهما «ان المؤمن ليأتي الذنب فيحرم به الرزق»، و في بحارالأنوار ج 90 ص 288: «ان المؤمن ليذنب فيحرم بذنبه رزقه».

[1734] كشف الخفاء: ج 2 ص 169، ذكر أخبار اصبهان: ج 2 ص 197.

[1735] بل و الي يوم القيامة.

[1736] أي: فرحك (منه).

[1737] نهج البلاغة: ج 3 ص 96 و ما بعدها، تحف العقول: ص 137 و ما بعدها، بحارالأنوار: ج 33 ص 606 و ما بعدها، شرح نهج البلاغة: ج 17 ص 70 و ما بعدها.

[1738] نهج البلاغة: ج 3 ص 99. و هما مصطلحان ذكرا في عهد الامام لمالك الأشتر، و لكن ورد «الترفق بيده» بدل «المتفرق بدنه» راجع: تحف العقول: ص 140، بحارالأنوار: ج 74 ص 256. و المضطرب بماله هو المتردد بأمواله في الأطراف و البلدان: و المترفق: المكتسب.

[1739] نهج البلاغة: ج 3 ص 99. و هما مصطلحان ذكرا في عهد الامام لمالك الأشتر، و لكن ورد «الترفق بيده» بدل «المتفرق بدنه» راجع: تحف العقول: ص 140، بحارالأنوار: ج 74 ص 256. و المضطرب بما له هو المتردد بأمواله في الأطراف و البلدان: و المترفق: المكتسب.

[1740] نهج البلاغة: ج 3 ص 99، مستدرك الوسائل: ج 13 ص 167، بحارالأنوار: ج 33 ص 607 و ج 100 ص 88، شرح نهج البلاغة: ج 17 ص 83.

[1741] نهج البلاغة: ج 3 ص 100، مستدرك الوسائل: ج 13 ص 168، بحارالأنوار: ج 33 ص 607، شرح نهج البلاغة: ج 17 ص 85.

[1742] ذكر أخبار أصبهان: ج 2 ص 197، كشف الخفاء

للعجلوني: ج 2 ص 169، و قال بعد ذكر الحديث: رواه ابن عساكر و الديلمي عن أنس بلفظ «ليس بخيركم من ترك دنياه لآخرته و لا آخرته لدنياه حتي يصيب منهما جميعا، فان الدنيا بلاغ الي الآخرة، و لا تكونوا كلا علي الناس». و أخرجه أبونعيم و الخطيب في تاريخه و الديلمي من وجه آخر.

[1743] الكافي: ج 2 ص 136، تحف العقول: ص 396، شرح أصول الكافي: ج 8 ص 389، بحارالأنوار: ج 1 ص 152 و ج 70 ص 79 و ج 75 ص 311. و هي من وصية له لهشام، و زاد الجميع: «حتي يقتله».

[1744] و هي من وصية النبي للامام علي، راجع وسائل الشيعة: ج 5 ص 321. و أما ماورد عن الصادق فقوله: «أربعة يذهبن ضياعا: البذر في السبخة، و السراج في القمر، و الأكل علي الشبع، و المعروف الي من ليس بأهله». راجع الخصال للصدوق: ص 263، وسائل الشيعة: 5 ص 332 و ج 71 ص 410 و ج 73 ص 164.

[1745] الكافي: ج 2 ص 235، الخصال: ص 352، شرح أصول الكافي: ج 9 ص 164، وسائل الشيعة: ج 15 ص 189، بحارالأنوار: ج 64 ص 293، و فيها جميعا: «و صحت سريرته» بدل «و وضحت سريرته».

[1746] الكافي: ج 2 ص 241، شرح أصول الكافي: ج 9 ص 181، وسائل الشيعة: ج 15 ص 193، بحارالأنوار: ج 64 ص 362، و في رواية أخري في الكافي: «لا يلدغ» بدل «لا يلسع» و اللسع و اللدغ سواء. و الجحر: هو ثقب الحية، و هو استعارة هنا. أي لا يدهي المؤمن من جهة واحدة مرتين، فانه في الأولي يعتبر.

[1747] الكافي: ج 5

ص 81، كتاب التمحيص للاسكافي: ص 54، تهذيب الأحكام: ج 6 ص 322، وسائل الشيعة: ج 17 ص 48، بحارالأنوار: ج 100 ص 33 و 36، منتهي المطلب: ج 2 ص 1030، تذكرة الفقهاء: ج 1 ص 581 مع تغيير طفيف.

[1748] عوائد الأيام للنراقي: ص 217، الكافي: ج 4 ص 53، من لا يحضره الفقيه، ج 3 ص 174، وسائل الشيعة: ج 17 ص 64 و ج 21 ص 552.

[1749] تحف العقول: ص 316، بحارالأنوار: ج 75 ص 229، و فيهما: «جدة تغنيه» و «عشيرة تعضده» و النبيل: هو ذو النجابة، و الجدة: مصدر وجد يجد، و هي الغني و القدرة.

[1750] تحف العقول: ص 324، بحارالأنوار: ج 75 ص 238، و فيهما: «وغدا انما في أيديهم أمله».

[1751] من لا يحضره الفقيه: ج 4 ص 416، وسائل الشيعة: ج 7 ص 145، بحارالأنوار: ج 75 ص 208. و قد ورد هذا الحديث عن رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم ايضا، راجع: الدعوات للراوندي: ص 19، مستدرك الوسائل: ج 5 ص 217، بحارالأنوار: ج 90 ص 312 و غيرها، و عن علي بن أبي طالب عليه السلام أيضا انظر: نهج البلاغة: ج 4 ص 79، تحف العقول: ص 111، الخصال: ص 621، بحارالأنوار: ج 75 ص 90.

[1752] يحيي بن معاذ بن جعفر الرازي: أبوزكريا، واعظ، زاهد، لم يكن له نظير في وقته، من أهل الري، أقام ببلخ، و مات في نيسابور سنة 258 ه. (الأعلام: ج 8 ص 172).

[1753] جامع السعادات: ج 2 ص 38، و قد عبر عنه «قال بعض الأكابر».

[1754] قال الطوسي في الخلاف: ج 3 ص 330: شركة الأبدان عندنا باطلة، و هي أن

يشترك الصانعان علي أن ما يرتفع لهما من كسبهما فهو بينهما علي حسب شرطهما، سواء كانا متفقي الصنعة كالنجارين و الخبازين، أو مختلفي الصنعة كالنجار و الخباز، و به قال الشافعي.

[1755] راجع المجموع: ج 14 ص 72، الوجيز، ج 1 ص 187، كفاية الأخيار: ج 1 ص 173، مغني المحتاج: ج 2 ص 212، السراج الوهاج: ص 244 - 245، فتح العزيز: ج 10 ص 414، المغني لابن قدامة: ج 5 ص 111، الشرح الكبير: ج 5 ص 186، بداية المجتهد: ج 2 ص 252، المبسوط: ج 11 ص 154، المحلي: ج 8 ص 123، سبل السلام: ج 3 ص 893.

[1756] لا يوجد رجل بهذا الاسم، و لعله كما قال ابن أبي الحديد في شرح الكلام: ج 11 ص 35: انه الربيع بن زياد الحارثي. و كذا في البحار: ج 42 ص 173 و ج 67 ص 121.

[1757] نهج البلاغة: ج 2 ص 187 و فيها: «تخلي عن الدنيا»، مستدرك الوسائل: ج 3 ص 315، بحارالأنوار: ج 40 ص 336 و ج 67 ص 118 و ج 73 ص 155، المعيار و الموازنة: ص 243.

[1758] لاحظ هذه الوصايا في المقنعة للمفيد: ص 256، و مستدرك الوسائل: ج 7 ص 69، و الغارات: ج 1 ص 128.

[1759] انظر: وقعة صفين لابن مزاحم المنقري: ص 162، بحارالأنوار: ج 32 ص 440، شرح نهج البلاغة: ج 3 ص 319، تاريخ الطبري: ج 3 ص 569.

[1760] هذا مصطلحان ذكرهما الامام علي عليه السلام في عهده لمالك، راجع: نهج البلاغة ج 3 ص 99، تحف العقول: ص 140، بحارالأنوار: ج 74 ص 256.

[1761] الكافي: ج 5 ص 76، وسائل الشيعة: ج 17 ص 39، عوالي

اللئالي: ج 3 ص 193، بحارالأنوار: ج 47 ص 57، مستدرك سفينة البحار: ج 1 ص 472 و ج 3 ص 185.

[1762] الكافي: ج 5 ص 77، وسائل الشيعة: ج 17 ص 39.

[1763] هو بشير بن عبد المنذر، و قيل: رفاعة، و هو بكنيته أشهر. سار مع رسول الله يريد بدرا فرده من الروحاء و استخلفه علي المدينة، و ضرب له بسهمه و أجره، فكان كمن شهدها. (أسدالغابة: ج 1 ص 195). و قال الطوسي في رجاله ص 27: «شهد بدرا و العقبة الأخيرة». و قال ابن حجر في التهذيب: ج 2 ص 459: «المدني، اسمه بشير ، و قيل: رفاعة بن عبد المنذر، صحابي مشهور، و كان أحد النقباء، وعاش الي خلافة علي».

[1764] مسند أبي داود الطيالسي: ص 47، كنزالعمال: ج 10 ص 376، الطبقات الكبري: ج 2 ص 21.

[1765] هذا تعبير عامي مشهور علي الألسن و لا يوجد حديث للنبي بهذا اللفظ، ورد بمعناه عندما طلب أبوهريرة من النبي حمل شي ء عنه قال صلي الله عليه و آله و سلم: «صاحب الشي ء أحق بشيئه أن يحمله، الا أن يكون ضعيفا فيعجز عنه فيعينه أخوه المسلم». مجمع الزوائد: ج 5 ص 122، مواهب الجليل: ج 8 ص 164، نيل الأوطار: ج 2 ص 103، حاشية السندي علي النسائي: ج 7 ص 284، مسند أبي يعلي: ج 11 ص 25، المعجم الأوسط: ج 6 ص 350، الجامع الصغير: ج 2 ص 91، كنز العمال: ج 3 ص 111، فيض القدير: ج 4 ص 249، كشف الخفاء: ج 2 ص 19.

[1766] مناقب آل أبي طالب: ج 1 ص 372، حلية الأبرار: ج 2 ص 260، بحارالأنوار: ج 41، ص

54، و فيها جميعا يحمل: «التمر و المالح» لا «البلح». و المالح: هو السمك المقدود المملح كما نقل عن الفيومي في المصباح: ج 2 ص 123، و في بعضها: «التمر و الملح». و نقلها الخطيب البغدادي في تاريخه: ج 3 ص 23 عن محمد بن كناسة: «و كان يحمل بيده بطن شاة».

[1767] من لا يحضره الفقيه: ج 1 ص 320 و 321، علل الشرائع: ج 2 ص 366، مكارم الأخلاق: ص 280، ذخائر العقبي: ص 50، مسند أحمد: ج 1 ص 153، سنن أبي داود: ج 2 ص 29، و 489 و 490، فتح الباري: ج 11 ص 101، كتاب الدعاء للطبراني: ص 95، كنز العمال: ج 15 ص 508، تهذيب الكمال: ج 20 ص 322، و زاد بعضهم أمورا أخري غير ما ذكره المؤلف.

[1768] ذخائر العقبي: ص 51. و القصة: منتهي شعر الرأس حيث يؤخذ بالمقص (لسان العرب: ج 7 ص 73)، و الجفنة: القصعة بل هي أعظم القصاع (الصحاح: ج 4 ص 1384).

[1769] تاريخ بغداد: ج 7 ص 354، الموضوعات لابن الجوزي: ج 2 ص 251، أسد الغابة: ج 2 ص 269.

[1770] مواهب الجليل: ج 6 ص 11، سبل السلام: ج 2 ص 144، شرح أصول الكافي: ج 1 ص 191، وسائل الشيعة: ج 9 ص 443، مسند أحمد: ج 1 ص 167 و ج 2 ص 455، صحيح البخاري: ج 2 ص 129.

[1771] فيض القدير: ج 2 ص 16، مستدرك الوسائل: ج 13 ص 460، مجمع الزوائد: ج 4 ص 63، مسند أبي داود: ص 275، منتخب مسند عبد بن حميد: ص 366، الأدب المفرد للبخاري: ص 106، الجامع الصغير: ج 1 ص 409،

كنز العمال: ج 3 ص 892 و ج 12 ص 341، الكامل: ج 5 ص 38.

[1772] أسدالغابة: ج 5 ص 440، سير أعلام النبلاء: ج 1 ص 519، الاصابة: ج 8 ص 107 برقم 349، تاريخ الخميس: ج 1 ص 469.

[1773] قد خرجنا قول النبي صلي الله عليه و آله و سلم سابقا.

[1774] أضافه النبي الي أهل البيت فضلا من النبي في تنازع المهاجرين و الأنصار عليه، اذ كان كل من الفريقين يريده واحدا منهم. و كان سلمان في انتسابه لأهل البيت حيث أراد صاحبه صلي الله عليه و سلم، فهو صاحب الرأي بحفر الخندق في يوم غزوة الخندق (الأحزاب)، و علي هو الذي قتل عمرو بن عبدود فارس العرب يوم ذاك، فلأهل البيت في هذه المعركة القدح المعلي. و كان حكيما، اذا خلا به رسول الله لم يبغ أحدا غيره، عينه عمر أميرا علي المدائن عاصمة فارس، فكان يوزع عطاءه علي الناس (خمسة آلاف درهم) و يعمل الخوص بيده و يبيعه بثلاثة دراهم، ينفق واحدا و يتصدق بواحد و يشتري خوصا جديدا بواحد! و ذات يوم دخلوا عليه دار الامارة فوجدوه يعجن بيده، قال: بعثنا الخادم في عمل فكرهنا أن نجمع عليه عملين! رآه رجل قادما من الشام فحسبه من ضخامة جسمه حمالا، فأعطاه حملا و قال: اتبعني، فحمله و تبعه! ورآه الناس فتسارعوا يحملون حمل الأمير، قال: لا...، فرجاه الرجل اذ أدرك مقامه، فأبي و قال: لاحتي أبلغ منزلك، وثمة وضع الحمل في مكانه و قال: اني احتسبت بما صنعت خصالا ثلاثة: أني نفيت عني الكبر، و أعنت رجلا من المسلمين علي حاجته، و ان لم تسخرني سخرت من هو أضعف مني فوقيته

بنفسي. فهو يحمل الحمل عن رجل ضعيف، و لا يخزي صاحب الحمل بتعريف نفسه، و ينفي عنها الكبر و هو أمير فارس! لكنه يحفظ وصية صاحبه صلي الله عليه و سلم فيقول: أوصاني خليلي ألا يكون متاعي من الدنيا الا كزاد الركب. و حسبه قول أميرالمؤمنين علي عنه: «من لكم بمثل لقمان الحكيم» (منه).

[1775] بحارالأنوار: ج 75 ص 206، كشف الغمة: ج 2 ص 423، و أملق الرجل: أنفق حاله حتي قل. و فيهما: «فأتاجر الله بالصدقة».

[1776] اشارة لقوله تعالي: «مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مئة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم» سورة البقرة: 261.

[1777] اشارة لقوله تعالي: «يمحق الله الربا ويربي الصدقات» سورة البقرة: 276.

[1778] المجموع: ج 1 ص 31، و ج 6 ص 244، الموطأ: ج 2 ص 1000، سبل السلام: ج 4 ص 208، شرح أصول الكافي: ج 8 ص 340، منية المريد: ص 193، مسند أحمد: ج 2 ص 235، سنن الدارمي: ج 1 ص 396، صحيح مسلم: ج 8 ص 21.

[1779] الحديث هو: «هل ترزقون و تنصرون الا بضعفائكم» مسند أحمد: ج 1 ص 173 و ج 5 ص 198، سنن الدارمي: ج 1 ص 103، سنن أبي داود: ج 1 ص 584، سنن الترمذي: ج 3 ص 123. و أما كتب الشيعة فقد بينت هؤلاء الضعفاء علي نحو القضية الخارجية، فقد جاء في الكافي: ج 2 ص 244: «ضاقت الأرض بسبعة بهم ترزقون، و بهم تنصرون، و بهم تمطرون، منهم: سلمان الفارسي، و المقداد، و أبوذر، و عمار، و حذيفة رحمهم الله» و كان علي يقول: «و أنا

امامهم» و هم الذين صلوا علي فاطمة.

[1780] أطلقت الأوصاف من كثير من الحرف علي عظماء الفقهاء الذين يحترفونها: الخصاف، القدوري، الكرابيس، القفال، الصابوني، الحلواني، النعالي، البقالي، الصفار، الجصاص، التبان... الخ، وقد عمل أئمة أهل السنة الأربعة، و عمل الصحابة و التابعون. و من علماء الشيعة نصر بن مزاحم (مؤلف كتاب صفين) و داود بن أبي يزيد. و داود بن سرحان: كانوا عطارين، و ميثم التمار يبيع التمر، و مؤمن الطاق و خالد بن سعيد و محمد بن خالد و صبيح بن أبي الصباح كانوا صيارفة، و الشيخ آدم كان يبيع اللؤلؤ، و رفاعة بن موسي كان نحاسا، و ابن حدير كان طحانا، و عبدالله بن ميمون كان قداحا يبري القداح (منه).

[1781] لم أجد نصا بهذا اللفظ، و لكن ورد بألفاظ متعددة تؤدي المعني نفسه، منها: «الكاد علي عياله (من حلال) كالمجاهد في سبيل الله» راجع: الكافي: ج 5 ص 88، بحارالأنور: ج 93 ص 324، من لا يحضره الفقيه: ج 3 ص 168، وسائل الشيعة: ج 17 ص 67، مستدرك الوسائل: ج 7 ص 378، الهداية: ص 60، فقه الامام الرضا: ص 208.

[1782] لم أجده عن الصادق عليه السلام، بل عن النبي صلي الله عليه و آله و سلم تارة، لاحظ: مستدرك الوسائل: ج 13 ص 11، مستدرك سفينة البحار: ج 2 ص 377، جامع الأخبار: ص 390، درر الأخبار: ص 704، لسان العرب: ج 9 ص 44. و عن عمر أخري، انظر: كنز العمال: ج 4 ص 123، فيض القدير: ج 2 ص 372، غريب الحديث: ج 1 ص 321، النهاية في غريب الحديث: ج 1 ص 356.

[1783] الكافي: ج 3 ص 560، وسائل الشيعة: ج 9

ص 321 و 233، بحارالأنوار: ج 93 ص 66، و المرة: القوة، و السوي: من اعتدل خلقته.

[1784] الكافي: ج 4 ص 12، و ج 5 ص 72، من لا يحضره الفقيه: ج 2 ص 68، تحف العقول: ص 37، تهذيب الأحكام: ج 6 ص 327، وسائل الشيعة: ج 17 ص 32، بحارالأنوار: ج 74 ص 140، و في بعضها: «ملعون ملعون» و الكل: هو الثقل، أي: قوته و قوت عياله علي الناس.

[1785] ابراهيم بن أدهم بن منصور التميمي البلخي؛ أبواسحاق، زاهد مشهور، كان أبوه من أهل الغني في بلخ، فتفقه و رحل الي بغداد، وجال في العراق و الشام و الحجاز، و أخذ عن كثير من علماء الأقطار الثلاثة. كان يعيش من العمل في الحصاد و حفظ البساتين و الحمل والطحن، و يشترك مع الغزاة في قتال الروم...، كان يلبس في الشتاء فروا لا قميص تحته، و لا يتعمم في الصيف و لا يحتذي، يصوم في السفر و الاقامة، و ينطق بالعربية الفصحي فلا يلحن، و الراجح أنه مات و دفن في (سوفنن) حصن من بلاد الروم سنة 162 ه (الأعلام: ج 1 ص 31).

[1786] شقيق بن ابراهيم بن علي الأزدي البلخي؛ أبوعلي، زاهد صوفي، من مشاهير المشايخ في خراسان، و لعله أول من تكلم في علوم الأحوال (الصوفية) بكور خراسان. كان من كبار المجاهدين، استشهد في غزوة (كولان) بما وراء النهر سنة 194 ه. (الأعلام: ج 3 ص 171).

[1787] تاريخ مدينة دمشق: ج 23 ص 135، لسان الميزان: ج 3 ص 152. و حديث النبي خرجه صحيح البخاري: ج 2 ص 117 و 130، صحيح مسلم: ج 3 ص 94، سنن أبي داود: ج 1

ص 372، سنن الترمذي: ج 2 ص 94، من لا يحضره الفقيه: ج 4 ص 376، وسائل الشيعة: ج 9 ص 378.

[1788] الكافي: ج 5 ص 74، تهذيب الأحكام: ج 6 ص 325، بحارالأنوار: ج 47 ص 55، تفسير نور الثقلين: ج 5 ص 135، تفسير الميزان: ج 10 ص 179، و المستفهم هو عبدالأعلي مولي آل سام.

[1789] الكافي: ج 5 ص 77، تهذيب الأحكام: ج 6 ص 323، وسائل الشيعة: ج 7 ص 125، مستطرفات السرائر: ص 634، عدة الداعي: ص 82، بحارالأنوار: ج 86 ص 29. و أما الاثنان الآخران فرجل عنده امرأته يدعو عليها لا يستجاب له لأن عصمتها بيده، و رجل له حق علي غيره فلم يشهد عليه و جحده ذلك.

[1790] تحف العقول: ص 362، مشكاة الأنوار: ص 234، بحارالأنوار: ج 75 ص 244، درر الأخبار: ص 546.

[1791] تحف العقول ص 381، بحارالأنوار: ج 75 ص 286. و الغضارة بالفتح: طيب العيش. و لعل المراد: أن النيل بغضارة العيش لكل أحد لا تحصل الا بعد التعب و المشقة.

[1792] اشارة لقوله صلي الله عليه و آله و سلم: «نضر الله امرءا سمع مقالتي فوعاها ثم أداها الي من لم يسمعها» مسند أحمد: ج 4 ص 80، سنن الدارمي: ج 1 ص 75، سنن ابن ماجة: ج 1 ص 86، الكافي: ج 1 ص 403، الخصال: ص 149، وسائل الشيعة: ج 27 ص 89، بحارالأنوار: ج 2 ص 148.

[1793] تحف العقول: ص 22، بحارالأنوار: ج 75 ص 236، مستدرك سفينة البحار: ج 9 ص 112 و ج 6 ص 381. و مستميلا: أي عطوفا.

[1794] قتله داود بن علي - أمير المدينة لأبي جعفر المنصور -

و صادر ما تحت يديه من أموال، كانت أموال الامام الصادق، في نوبة من نوبات البطش التي اجتاحت المدينة و أهل البيت، بتهمة أنه لم يدل داود علي اثنين من العلويين كان يبحث عنهما، و قصد الامام الي دار الامارة يصيح في وجه داود بل يتهدده: «قتلت مولاي و أخذت مالي... أما علمت أن الرجل لا ينام علي الحرب»؟ فتنصل داود من المسؤولية و أمر بقتل القاتل، فصاح هذا الأخير: يأمروني بقتل الناس، فاذا أمرت بقتلهم قتلوني! (منه).

[1795] من لا يحضره الفقيه: ج 3 ص 192، وسائل الشيعة: ج 17 ص 10، الحدائق الناضرة: ج 18 ص 5.

[1796] هو معاذ بن مسلم - و قيل: ابن كثير - بن أبي سارة الهراء، و قيل: الفراء - بياع الاكسية - و قيل: بياع الكرابيس، الأنصاري بالولاء. من ثقات محدثي الامامية الممدوحين، و من شيوخ أصحاب الامام الصادق عليه السلام و خاصته و بطانته، و من الفقهاء الرواة الصالحين. كان من أئمة النحو، و أول من وضع علم التصريف، و كان أديبا شاعرا، ألف كتبا في النحو، تخرج علي جماعة من العلماء كالكسائي و غيره، توفي ببغداد سنة 187 ه، و قيل: سنة 190 ه. (أصحاب الامام الصادق للشبستري: ج 3 ص 261).

[1797] الكافي: ج 5 ص 149، تهذيب الأحكام: ج 6 ص 329، و ج 7 ص 3، وسائل الشيعة: ج 17 ص 15، منتهي المطلب: ج 2 ص 999، تذكرة الفقهاء: ج 1 ص 581، و فيها جميعا بعد «أدع السوق» قوله: «و في يدي شي ء». و معني كلام الامام عليه السلام: أي ينقص عقلك، و لا يرجع الناس اليك في تدبير أمورهم، و لا يشاورونك في اصلاح أمورهم،

فصرت حقيرا في أعين الناس، و عاريا عن الاعتبار.

[1798] المقنع للصدوق: ص 363، منتهي المطلب: ج 2 ص 999، الكافي: ج 5 ص 149، وسائل الشيعة: ج 17 ص 14.

[1799] الكافي: ج 5 ص 149، تهذيب الأحكام: ج 7 ص 3، وسائل الشيعة: ج 17 ص 15، منتهي المطلب: ج 2 ص 999، و فيها جميعا: «ترك التجارة و قل شيؤه»، و في التهذيب: «قل سعيه».

[1800] عقد الشيخ الأنصاري كتابا كاملا في المكاسب المحرمة، نقل فيه رأي الطائفة من أئمتها الي علمائها، فراجع.

[1801] الكافي: ج 5 ص 162، تهذيب الأحكام: ج 7 ص 14، وسائل الشيعة: ج 17 ص 422، خاتمة المستدرك: ج 5 ص 262، بحارالأنوار: ج 47 ص 59 و ج 109 ص 109.

[1802] المجموع للنووي: ج 13 ص 44، مسند أحمد: ج 6 ص 400، سنن الدارمي: ج 2 ص 249، صحيح مسلم: ج 5 ص 56، سنن ابن ماجة: ج 2 ص 728، سنن أبي داود: ج 2 ص 134، تذكرة الفقهاء: ج ص 585.

[1803] الكافي: ج 4 ص 8، وسائل الشيعة: ج 9 ص 399، بحارالأنوار: ج 47 ص 38، منتقي الجمان ج 2 ص 451.

[1804] عوائد الأيام: ص 183، مستند الشيعة: ج 14 ص 18، كتاب التمحيص: ص 53، تهذيب الأحكام: ج 6 ص 323.

[1805] الكافي: ج 2 ص 455، شرح أصول الكافي: ج 10 ص 207، مشكاة الأنوار: ص 464.

[1806] تحف العقول: ص 377، بحارالأنوار: ج 75 ص 262 عن الصادق عليه السلام، و في البحار: ج 75 ص 185، و تاريخ دمشق: ج 54 ص 281، و سير أعلام النبلاء: ج 4 ص 450، و كشف الغمة: ج 2 ص

333، عن الباقر عليه السلام.

[1807] المحاسن: ج 1 ص 255، الكافي: ج 2 ص 296، وسائل الشيعة: ج 1 ص 66، بحارالأنوار: ج 69 ص 290 و 299، مستدرك سفينة البحار: ج 4 ص 43.

[1808] كتاب المؤمن للحسين بن سعيد: ص 53، الكافي: ج 2 ص 198، مصادقة الاخوان: ص 70، وسائل الشيعة: ج 16 ص 370، مستدرك الوسائل: ج 12 ص 411، بحارالأنوار: ج 71 ص 335.

[1809] مستند الشيعة: ج 17 ص 127، الكافي: ج 2 ص 209، تهذيب الأحكام: ج 6 ص 312، وسائل الشيعة: ج 18 ص 440، خاتمة المستدرك: ج 4 ص 96، مناقب آل أبي طالب: ج 3 ص 394، بحارالأنوار: ج 47 ص 58 و ج 73 ص 45، درر الأخبار: ص 522، معجم رجال الحديث: ج 19 ص 327.

[1810] راجع مصباح الفقاهة للسيد الخوئي: ج 4 ص 61 فقد عقد بحثا لذلك. الطبعة الثالثة مطبعة أمير - قم.

[1811] مستدرك الوسائل: ج 13 ص 332، بحارالأنوار: ج 75 ص 201، الدر المنثور للسيوطي: ج 1 ص 365، ذيل تاريخ بغداد: ج 3 ص 214، تهذيب الكمال: ج 5 ص 88، سير أعلام النبلاء: ج 6 ص 262، كشف الغمة: ج 2 ص 370 و ص 399، العدد القوية: ص 150.

[1812] الكافي: ج 2 ص 119، شرح أصول الكافي: ج 8 ص 335، وسائل الشيعة: ج 15 ص 270، مشكاة الأنوار: ص 315، بحارالأنوار: ج 72 ص 61.

[1813] الكافي: ج 4 ص 53، من لا يحضره الفقيه: ج 2 ص 64، الخصال: ص 9، وسائل الشيعة: ج 21 ص 552 و ص 553، بحارالانوار: ج 68 ص 346، مستدرك سفينة البحار: ج

8 ص 529، و في بعض المصادر الأخري الرواية عن الكاظم عليه السلام.

[1814] الكافي: ج 2 ص 120، شرح أصول الكافي: ج 8 ص 338، وسائل الشيعة: ج 15 ص 272، بحارالأنوار: ج 72 ص 64، مستدرك سفينة البحار: ج 4 ص 177، و فيها جميعا: «ما يريد» بدل «ما يريده».

[1815] من حديث للنبي صلي الله عليه و آله و سلم ذكره لعائشة. راجع: الانتصار للشريف المرتضي: ص 482، المجموع للنووي: ج 19 ص 413، شرح أصول الكافي: ج 11 ص 118، مسند أحمد: ج 6 ص 37 و 85 و 199، صحيح البخاري: ج 7 ص 80 و 133 و 165 و 51، صحيح مسلم: ج 7 ص 4.

[1816] سورة البقرة: 3.

[1817] الدعوات: ص 113، مستدرك الوسائل: ج 12 ص 140، معدن الجواهر: ص 26 الأمالي للطوسي ص 526، مكارم الأخلاق: ص 459، بحارالأنوار: ج 63 ص 315، مسند أحمد: ج 1 ص 344، صحيح البخاري: ج 7 ص 170، سنن ابن ماجة: ج 2 ص 1396، سنن الترمذي: ج 3 ص 377.

[1818] تحف العقول: ص 381، عيون الحكم و المواعظ: ص 31، بحارالأنوار: ج 75 ص 268، مستدرك سفينة البحار: ج 4 ص 292.

[1819] كشف الخفاء: ج 1 ص 133 و ج 2 ص 279، الكافي: ج 2 ص 164، وسائل الشيعة: ج 16 ص 336، بحارالأنوار: ج 71 ص 338، مستدرك سفينة البحار: ج 10 ص 555، المعجم الأوسط للطبراني: ج 7 ص 270، تذكرة الموضوعات للفتني: ص 69.

[1820] الكافي: ج 8 ص 8 ص 403، شرح أصول الكافي: ج 11 ص 171، وسائل الشيعة: ج 16 ص 56 و ج 18 ص 366،

مستدرك الوسائل: ج 12 ص 422، بحارالأنوار: ج 75 ص 217، مستدرك سفينة البحار: ج 7 ص 218 و ص 489.

[1821] بحارالأنوار: ج 75 ص 203، كشف الغمة: ج 2 ص 378، تنبيه الخواطر: ج 1 ص 125.

[1822] عمار بن موسي الساباطي؛ أبوالفضل، و قيل: أبو اليقظان. روي عن الصادق و الكاظم عليهماالسلام، كان ثقة في الرواية، و قيل: ضعفه جماعة من أهل النقل، و ذكروا أن ما ينفرد بنقله لا يعمل به، لأنه كان فطحيا، له كتاب جيد معتمد، وقد عده البعض في الرؤساء الأعلام المأخود عنهم الحلال و الحرام، و هو كثير الرواية. (اختيار معرفة الرجال: ج 2 ص 524، رجال النجاشي: ص 290، فهرست الطوسي: ص 189، رجال الطوسي 251 و 240، نقد الرجال: ج 3 ص 316).

[1823] الكافي: ج 3 ص 501 و ج 4 ص 27، من لا يحضره الفقيه: ج 2 ص 7، وسائل الشيعة: ج 9 ص 50، تفسير نور الثقلين: ج 5 ص 418، و فيها: «فلن يسبقك» بدل «فلم يسبقك» و معناه: لا يفوتك و لا يتجاوزك بل يصل اليك جزاؤه لا محالة.

[1824] هو أبومحمد الوابشي قال: ذكر أبوعبدالله عليه السلام أصحابنا فقال: كيف صنيعك بهم؟ فقلت: والله ما أتغذي و لا أتعشي الا و معي منهم اثنان أو ثلاثة أو أقل أو أكثر...، فقال عليه السلام: «فضلهم عليك - يا أبامحمد - أكثر من فضلك عليهم»، فقلت: جعلت فداك، و كيف ذلك و أنا أطعمهم طعامي، و أنفق عليهم مالي، و أخدمهم خدامي؟ فقال: «اذا دخلوا دخلوا بالرزق الكثير، و اذا خرجوا خرجوا بالمغفرة لك». الأمالي للطوسي: ص 237، بحارالأنوار: ج 71 ص 384.

[1825] قارن هذا المجتمع

الاسلامي الذي يقول فقهاؤه: «ما المعطي عن سعة بأفضل من الآخذ لو كان محتاجا» بالمجتمع الانجليزي الذي جاء بعد ذلك بقرون سبعة في عصر الملكة اليزابيث (1558 - 1603) و فيه صدرت قوانين باعدام المتسولين! و أعدم بها المئات!! (منه).

[1826] مستدرك سفينة البحار: ج 6 ص 29، الكافي: ج 2 ص 94، تحف العقول ص 359، وسائل الشيعة: ج 15 ص 315 و ج 16 ص 311 ،313، مشكاة الأنوار: ص 69، الجواهر السنية: ص 40، بحارالأنوار: ج 13 ص 360 و ج 68 ص 28، ص 55 و ج 75 ص 241 و فيها: (لازوال للنعم) بدل (لا أزالة لها)، (و لا بقاء) بدل (لا أقالة).

[1827] روضة الواعظين: ص 443، مشكاة الأنوار: ص 408، ص 468، بحارالأنوار: ج 70 ص 300، مستدرك سفينة البحار: ج 1 ص 289. و في الروضة: «و لا بالبخل و الامساك» بدل «و لا الامساك».

[1828] يقول صاحب الوسائل: ان ظن النبي صلي الله عليه و آله و سلم ليس بحجة شرعية، فقد يكون غير مطابق للواقع، و مثله كثير جدا، فما الظن بظن غيره. وسائل الشيعة: ج 9 ص 52.

[1829] الأمالي للطوسي: ص 520، وسائل الشيعة: ج 9 ص 52، بحارالأنوار: ج 71 ص 94 و ص 151، مستدرك سفينة البحار: ج 2 ص 127، و في بعضها: «فما آمن بي» بدل «فما أقربي».

[1830] صفوان بن يحيي، مولي بجيلة؛ أبومحمد، من رجال الحديث عند الامامية، من أهل الكوفة، له كتب منها (الفرائض) و (الوصايا) و (الاآداب)...، توفي سنة 210 ه (الاعلام: ج 3 ص 206). و قال أبوعمرو: أجمع أصحابنا علي تصحيح ما يصح عن صفوان بن يحيي بياع

السابري و الاقرار له بالفقه. (التحرير الطاوسي: ص 304).

[1831] عبدالله بن سنان بن طريف مولي بني هاشم، و قيل: مولي بني أبي طالب، أو بني العباس. كان خازنا للمنصور و المهدي و الهادي و الرشيد، كوفي، ثقة من أصحابنا، جليل، لا يطعن عليه في شي ء، روي عن أبي عبدالله عليه السلام، و قيل: عن أبي الحسن موسي عليه السلام. و ليس بثبت. له كتاب الصلاة الذي يعرف بعمل يوم و ليلة، و كتاب الصلاة الكبير، و كتاب في سائر الأبواب من الحلال و الحرام. (رجال النجاشي: ص 214).

[1832] المحاسن: ج 2 ص 415، الكافي: ج 6 ص 276، بحارالأنوار: ج 72 ص 453، مستدرك سفينة البحار: ج 6 ص 487، مع تغيير طفيف ببعض الالفاظ.

[1833] هشام بن سالم الجواليقي مولي بشر بن مروان؛ أبوالحكم، كان من سبي الجوزجان، روي عن أبي عبدالله و أبي الحسن عليهماالسلام، ثقة نقة. (رجال النجاشي ص 434). و الظاهر بل المقطوع أنه صحيح العقيدة، معروف الولاية. (طرائف المقال: ج 1 ص 624).

[1834] المحاسن: ج 2 ص 413، الكافي: ج 6 ص 278، بحارالأنوار: ج 72 ص 449.

[1835] الرواية هي: «أشدكم حبا لنا أحسنكم أكلا عندنا» الدروس للشهيد الأول: ج 3 ص 31، المحاسن: ج 2 ص 414، الكافي: ج 6 ص 278، وسائل الشيعة: ج 24 ص 284، حلية الأبرار: ج 1 ص 396، بحارالأنوار: ج 47 ص 40 و ج 72 ص 450، مستدرك سفينة البحار: ج 6 ص 529.

[1836] في بعض المصادر: «عين أبي زياد» الكافي: ج 5 ص 229، مقاتل الطالبيين: ص 184، بحارالأنوار: ج 47 ص 210.

[1837] الكافي: ج 3 ص 569، وسائل الشيعة: ج 9 ص 205، بحارالأنوار: ج 47 ص 51، الحدائق الناضرة: ج

12 ص 15 و ج 18 ص 248 و ص 291، و فيها جميعا «عشر بنيات» بدل «عشر ثبنات» و البنية مصغر البناء، و هو النطع.

[1838] الكافي: ج 6 ص 283، وسائل الشيعة: ج 24 ص 315، بحارالأنوار: ج 47 ص 41، مستدرك سفينة البحار: ج 6 ص 488.

[1839] مستدرك الوسائل: ج 7 ص 178، بحارالأنوار: ج 47 ص 61. و ورد حديث النبي صلي الله عليه و آله و سلم في: الدر المنثور: ج 1 ص 253، كنز العمال: ج 6 ص 396، الجامع الصغير: ج 1 ص 620، المعجم الكبير للطبراني: ج 12 ص 115، مجمع الزوائد: ج 3 ص 98، الأمالي للسيد المرتضي: ج 2 ص 66 و ص 68، مسالك الافهام: ج 11 ص 368، المعتبر للمحقق الحلي: ج 2 ص 591.

[1840] المحلي لابن حزم: ج 6 ص 158، الأموال لأبي عبيد: ص 595، تاريخ بغداد: ج 5 ص 208، تفسير الميزان: ج 9 ص 260، الدر المنثور: ج 3 ص 233، و فيها: «فبمنع الأغنياء» بدل «فبظلم الأغنياء».

[1841] نهج البلاغة: ج 4 ص 41، خصائص الأئمة: ص 108، روضة الواعظين: ص 454، مشكاة الأنوار: ص 228، شرح نهج البلاغة: ج 18 ص 386، تفسير العياشي: ج 1 ص 120، و في بعض المصادر الحديث منقول عن النبي و عن الباقر و عن الصادق (صلوات الله عليهم أجمعين).

[1842] وسائل الشيعة: ج 9 ص 308، غنائم الأيام: ج 4 ص 86، جواهر الكلام: ج 15 ص 440، كتاب الزكاة للشيخ الأنصاري: ص 22 و ص 147 و 199 و 371.

[1843] الكافي: ج 3 ص 496، من لا يحضره الفقيه: ج 2 ص 6، تهذيب

الأحكام: ج 4 ص 49، وسائل الشيعة: ج 9 ص 10 ،210، منتقي الجمان: ج 2 ص 359.

[1844] مدارك الأحكام: ج 5 ص 97، ذخيرة المعاد: ج 3 ص 446، مستند الشيعة: ج 9 ص 218، الكافي: ج 3 ص 545، وسائل الشيعة: ج 9 ص 215، كتاب الزكاة للأنصاري: ص 199.

[1845] راجع في ذلك منية الطالب: ج 2 ص 111.

[1846] الحدائق الناضرة: ج 12 ص 159 و 262، مستند الشيعة: ج 9 ص 260، وسائل الشيعة: ج 9 ص 234 و 323، الفصول المهمة: ج 2 ص 141، و فيها جميعا: «علي من عنده» بدل «علي من يملك».

[1847] الكافي: ج 2 ص 139، شرح أصول الكافي: ج 8 ص 396، مستدرك الوسائل: ج 15 ص 224، مشكاة الأنوار: ص 232، بحارالأنوار: ج 70 ص 178.

[1848] سورة الأنفال: 41.

[1849] انظر باب الخمس في: المقنع: ص 171 - 173، الهداية: ص 177، المقنعة: ص 276 - 292، رسائل المرتضي: ج 1 ص 226 - 228، النهاية: ص 196 - 201، شرائع الاسلام: ج 1 ص 133 - 138، شرح اللمعة الدمشقية: ج 4 ص 211 - 225، كتاب الخمس للشيخ الأنصاري: ص 78.

[1850] الرواية عن الجواد عليه السلام و المؤلف اشتبه بالكنية، حيث ان الرواية عن أبي جعفر الثاني.

[1851] الاستبصار: ج 2 ص 55، تهذيب الأحكام: ج 4 ص 123، عوالي اللئالي: ج 3 ص 126، المعتبر للمحقق الحلي: ج 2 ص 623، منتهي المطلب: ج 1 ص 550، شرح اللمعة الدمشقية: ج 2 ص 74، مجمع الفائدة: ج 4 ص 312.

[1852] انظر باب الخمس في: المقنع: ص 171 - 173، الهداية: ص 177، المقنعة: ص 276 -

292، رسائل المرتضي: ج 1 ص 226 - 228، النهاية: ص 196 - 201، شرائع الاسلام: ج 1 ص133 - 138، شرح اللمعة الدمشقية: ج 4 ص 211 - 225، كتاب الخمس للشيخ الأنصاري: ص 78.

[1853] لم أجد هذا الحديث لا في كتب السنة و لا في كتب الشيعة، الا ما ذكره محمد جواد مغنية في «الشيعة في الميزان»: ص 403 قوله: جاء في الحديث الشريف: «ان الفقراء هم صفوة الخلق: و أن من أراد الله فليطلبه عند الفقراء».

[1854] مسند أحمد: ج 1 ص 94 و ج 6 ص 330، مجمع الزوائد: ج 10 ص 238، الآحاد و المثاني: ج 5 ص 435، مسند أبي يعلي: ج 1 ص 415 و ج 13 ص 8، المعجم الصغير: ج 1 ص 140، شرح نهج البلاغة: ج 12 ص 100.

[1855] بحارالأنوار: ج 32 ص 8، حياة الامام الحسين لباقر شريف القرشي: ج 1 ص 401.

[1856] مناقب آل أبي طالب: ج 1 ص 364، بحارالأنوار: ج 40 ص 321 مع تغيير طفيف لا يخل بالمعني.

[1857] أسد الغابة: ج 3 ص 20، الاستيعاب المطبوع بهامش الاصابة: ج 2 ص 196، قاموس الرجال: ج 5 ص 121، الغدير: ج 9 ص 44، و قد ذيل الخبر بأنه مذكور في: طبقات ابن سعد و مروج الذهب و تاريخ ابن عساكر و الاستيعاب و أسد الغابة و الاصابة و تهذيب التهذيب و خلاصة الجزري.

[1858] و هما زيد وسيحان. راجع الطبقات الكبري: ج 6 ص 221.

[1859] نقلا عن كتاب الشيعة في الميزان: 380.

[1860] روضة الواعظين: ص 285، بحارالأنوار: ج 22 ص 398، شجرة طوبي: ج 1 ص 76، مستدرك سفينة البحار: ج 8 ص 617، اختيار معرفة

الرجال: ج 1 ص 119، الدرجات الرفيعة: ص 241، معجم رجال الحديث: ج 5 ص 141.

[1861] الأمالي للمفيد: ص 162، بحارالأنوار: ج 31 ص 175 و ج 22 ص 415، شرح نهج البلاغة: ج 3 ص 55 و ج 8 ص 256، الفوائد الرجالية: ج 2 ص 156، الغدير: ج 8 ص 293، أنساب الأشراف: ج 5 ترجمة عثمان، طبقات ابن سعد: ج 4 ص 229، الدرجات الرفيعة: ص 243، تاريخ دمشق: ج 66 ص 174.

[1862] روي المسعودي في مروج الذهب حادث أبي ذر و كعب الأحبار في مجلس أميرالمؤمنين عثمان بن عفان، قال: ان أباذر كان في مجلس الخليفة حين أتي بتركة عبدالرحمان بن عوف، فنضت البدر حتي حالت بين عثمان و الرجل القائم، فقال عثمان: اني لأرجو لعبدالرحمان خيرا، لأنه كان يتصدق و يقري الضيف و ترك ما ترون، و قال كعب الأحبار: صدقت يا أميرالمؤمنين...، فشال أبوذر العصا و ضرب بها رأس كعب، و قال: يا ابن اليهودي، تقول لرجل مات و ترك هذا المال: ان الله أعطاه خير الدنيا و خير الآخرة، و تقطع علي الله عهدا بذلك! و أنا سمعت رسول الله صلي الله عليه و سلم يقول: «ما يسرني أن أموت و أدع ما يزن قيراطا»...، و قال عثمان لأبي ذر: وارعني وجهك. (منه).

[1863] لفظ الحديث هكذا: «لو أن الناس أدوا زكاة أموالهم ما بقي مسلم فقيرا محتاجا». راجع: من لا يحضره الفقيه: ج 2 ص 7، وسائل الشيعة: ج 9 ص 12، عوالي الئالي: ج 1 ص 370.

[1864] اشارة لقوله صلي الله عليه و آله و سلم: «ما آمن بالله من بات شبعان و جاره جائع و هو يشعر». راجع الكافي: ج

2 ص 668، شرح أصول الكافي: ج 11 ص 155، وسائل الشيعة: ج 12 ص 130، مستدرك الوسائل: ج 16 ص 264، بحارالأنوار: ج 72 ص 362، مجمع الزوائد: ج 8 ص 167، الجامع الصغير: ج 2 ص 478، كنز العمال: ج 9 ص 53، فيض القدير: ج 5 ص 520.

[1865] تهذيب الأحكام: ج 6 ص 319، من لا يحضره الفقيه: ج 3 ص 112.

[1866] مقاتل الطالبيين: ص 184، مستدرك سفينة البحار: ج 6 ص 233، بحارالأنوار: ج 47 ص 210، و فيها جميعا: «قد بلغت ثلاثا و ستين، و فيها مات أبي و جدي علي بن أبي طالب».

[1867] الحديث رواه الامام الصادق عليه السلام عن جده أميرالمؤمنين عليه السلام، و كان محمد بن مسلم قد سأل الصادق عليه السلام عن الأخرس، كيف يحلف اذا ادعي عليه دين، و لم يكن للمدعي بينة؟ فقال: ان أميرالمؤمنين عليه السلام أتي بأخرس و ادعي عليه دين فأنكر، و لم يكن للمدعي بينة، فقال أميرالمؤمنين عليه السلام: «الحمد لله الذي لم يخرجني من الدنيا حتي بينت للأمة جميع ما تحتاج اليه». راجع: من لا يحضره الفقيه: ج 3 ص 112، تهذيب الأحكام: ج 6 ص 319، وسائل الشيعة: ج 27 ص 302، مستدرك الوسائل: ج 17 ص 405، عوالي اللئالي: ج 3 ص 522.

[1868] هي حميدة بنت صاعد البربري، يقال: انها أندلسية تكني: لؤلؤة. عندما أدخلت علي الباقر عليه السلام قبل أو يزوجها من الصادق عليه السلام سألها: ما اسمك؟ قالت: حميدة، فقال: حميدة في الدنيا، محمودة في الآخرة، أخبريني عنك أبكر أم ثيب؟ قالت: بكر...، فقال: يا جعفر خذها اليك. و قال الصادق عليه السلام: «حميدة مصفاة من الأدناس كسبيكة الذهب، ما زالت الأملاك تحرسها حتي أدت

ألي كرامة من الله لي، و الحجة من بعدي». (الكافي: ج 1 ص 477).

[1869] هو أبوبصير.

[1870] المحاسن: ج 1 ص 80، الأمالي للصدوق: ص 572، ثواب الأعمال: ص 228، روضة الواعظين: ص 318، وسائل الشيعة: ج 4 ص 26، بحارالأنوار: ج 47 ص 2 و ج 80 ص 19 و ج 81 ص 234، الأنوار البهية: ص 172، مستدرك سفينة البحار: ج 6 ص 226، درر الأخبار: ص 340.

[1871] و هو الأفطس.

[1872] سورة الرعد: 21.

[1873] الكافي: ج 7 ص 55، وسائل الشيعة: ج 19 ص 418، مستدرك الوسائل: ج 14 ص 138، الغيبة للطوسي: ص 197، بحارالأنوار: ج 46 ص 183 و ج 47 ص 3 و ص 276 و ج 71 ص 96، الأنوار البهية: ص 172، الكني و الألقاب: ج 2 ص 48.

[1874] هكذا و صفت أم المؤمنين عائشة رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم راجع: مسند أحمد: ج 6 ص 91 و 163 و 216، فتح الباري: ج 6 ص 419، الأدب المفرد: ص 74، خلق افعال العباد: ص 73، المعجم الأوسط: ج 1 ص 30، شرح نهج البلاغة: ج 6 ص 340، الجامع الصغير: ج 2 ص 354، كنز العمال: ج 7 ص 137 و 222، فيض القدير: ج 2 ص 152 و ج 5 ص 216، جامع البيان: ج 29 ص 24، زاد المسير: ج 8 ص 66، تفسير ابن كثير: ج 4 ص 429، الدر المنثور: ج 5 ص 2.

[1875] الكافي: ج 4 ص 10، من لا يحضره الفقيه: ج 2 ص 68، تهذيب الأحكام: ص 4 ص 106، وسائل الشيعة: ج 9 ص 247، مستدرك الوسائل: ج 7

ص 194، بحارالأنوار: ج 71 ص 103، مسند أحمد: ج 3 ص 402، سنن الدارمي: ج 1 ص 397، المستدرك: ج 1 ص 406، السنن الكبري: ج 7 ص 27، مجمع الزوائد: ج 3 ص 116، صحيح ابن خزيمة: ج 4 ص 77، المعجم الأوسط: ج 3 ص 320، الجامع الصغير: ج 1 ص 190.

[1876] وسائل الشيعة: ج 9 ص 52، الأمالي للطوسي: ص 520، بحارالأنوار: ج 71 ص 94 و 151، مستدرك سفينة البحار: ج 2 ص 127.

[1877] لم يختلف في سنة وفاته (148 ه)، و قيل: انه توفي بالعنب المسموم الذي أطعمه به المنصور، و كان عمره الشريف حين استشهاده خمسا و ستين سنة. (منتهي الآمال للشيخ القمي: ج 2 ص 243).

[1878] يعني المنصور.

[1879] قيل: هو أبوأيوب النحوي، لم يعرف في كتب التراجم و الرجال، الا أن السيد الخوئي قال: انه هو الذي روي قصة أمر المنصور بقتل وصي الصادق عليه السلام. و قد روي عنه داود بن زربي. (معجم رجال الحديث: ج 22 ص 44). و قيل: هو أبوأيوب الخوزي البغدادي، وزير أبي جعفر المنصور. (اختيار معرفة الرجال: ج 2 ص 670). و قيل: هو أبوأيوب الجوزي كما نقل المؤلف. (اعلام الوري: ص 290).

[1880] هو محمد بن سليمان والي المدينة للمنصور.

[1881] الكافي: ج 1 ص 310، شرح أصول الكافي: ج 6 ص 180، مستدرك الوسائل: ج 14 ص 128، الغيبة للطوسي: ص 197، بحارالأنوار: ج 47 ص 3، تأريخ آل زرارة: ج 1 ص 86، اعلام الوري: ص 290، اثبات الهداة: ج 3 ص 158، حلية الأبرار: ج 2 ص 291، مهج الدعوات: 222.

[1882] هدأت الرجل: أي بعد ما سكن الناس بالليل. (صحاح الجوهري: ج

1 ص 83).

[1883] المحاسن: ج 2 ص 308، الكافي: ج 3 ص 93، بحارالأنوار: ج 48 و ص 112 و ج 78 ص 98.

[1884] الكافي: ج 1 ص 352، شرح أصول الكافي: ج 6 ص 297، خاتمة المستدرك: ج 4 ص 111، الارشاد: ج 2 ص 222، الخرائج و الجرائح: ج 1 ص 332، مناقب آل أبي طالب: ج 3 ص 409، المستجاد في الارشاد: ص 88، مدينة المعاجز: ج 6 ص 210، بحارالأنوار: ج 47 ص 263، تأريخ آل زرارة: ج 1 ص 76، اختيار معرفة الرجال: ج 2 ص 566، اعلام الوري: ج 2 ص 17، كشف الغمة: ج 3 ص 14.

[1885] لقد حبس الامام الكاظم عليه السلام عدة مرات: منها في أيام المهدي، و منها في أيام الهادي، و لكنهما لم يتعرضا له بالأذي لما رأوا منه من الكرامات. قال صاحب العمدة: «و قبض عليه موسي الهادي و حبسه فرأي علي بن أبي طالب في نومه يقول له: يا موسي (فهل عسيتم ان توليتم أن تفسدوا في الأرض و تقطعوا أرحامكم) فانتبه من نومه و قد عرف أنه المراد، فأمر باطلاقه...، و لما ولي هارون الخلافة أكرمه و أعظمه، ثم قبض عليه و حبسه ببغداد، و قتله بالسم بعد أربع عشرة سنة من خلافته». راجع عمدة الطالب: ص 196. و ممن نقل أنه مات مسموما، راجع مثلا: الارشاد للمفيد: ص 288 - 303، و كشف الغمة: ج 2 ص 212 - 258، و أعيان الشيعة: ج 4 ق 2 ص 8، و التحرير الطاوسي: ص 344.

[1886] لما عرض المأمون ولاية العهد علي الرضا عليه السلام رفضها، فغضب المأمون ثم قال: انك تتلقاني أبدا بما أكرهه و

قد أمنت سطوتي، فبالله أقسم لئن قبلت ولاية العهد و الا جبرتك علي ذلك، فان فعلت و الا ضربت عنقك! راجع العوالم: ج 22 ص 281، عيون أخبار الرضا: ج 2 ص 139، ح 3. و قيل: انه لما قبل ولاية العهد مكرها رفع يده الي السماء و قال: «اللهم انك قد نهيتني عن الالقاء بيدي الي التهلكة، و قد أكرهت و اضطررت كما اضطر يوسف و دانيال اذ قبل كل واحد منهما الولاية في طاغية زمانه...». انظر: العوالم: ج 22 ص 284، منتهي الآمال: ج 2 ص 458.

[1887] منتهي الآمال: ج 2 ص 458.

[1888] عيون أخبار الرضا: ج 1 ص 159 و ج 1 ص 274.

[1889] عيون أخبار الرضا: ج 1 ص 159.

[1890] بحارالأنوار: ج 49 ص 310، الأنوار البهية: ص 235، تذكرة الخواص: ص 355، مقاتل الطالبيين: ص 378، الارشاد: ص 316، عيون أخبار الرضا: ج 2 ص 240، العوالم: ج 22 ص 499، الأمالي للصدوق: ص 526، قال العلامة المجلسي: اعلم أن أصحابنا اختلفوا: أن الرضا عليه السلام هل مات حتف أنفه أو مضي شهيدا بالسم. و علي الأخير: هل سمه المأمون أو غيره. و الأشهر أنه مضي شهيدا بسم المأمون، و ينسب الي السيد ابن طاوس أنه أنكر ذلك، و كذا أنكره الأربلي في كشف الغمة، ورد ما ذكره المفيد، حيث قال بعد ايراده كلام المفيد: بلغني ممن أثق به أن السيد رضي الدين علي بن طاوس رحمه الله كان لا يوافق علي أن المأمون سقي عليا عليه السلام و لا يعتقده...، و الذي كان يظهر من المأمون من حنوه عليه و ميله اليه و اختياره له دون أهله و أولاده ما يؤيد ذلك

و يقرره... الخ. راجع مسند الامام الرضا: ج 1 ص 138.

[1891] بحارالأنوار: ج 49 ص 311، الفخري لابن الطقطقي: 176، تاريخ ابن خلدون: ج 3 ص 249.

[1892] المعروف عند الشيعة أنه و أخاه كانا يحرضان المأمون علي الرضا عليه السلام. قال الشيخ المفيد في الارشاد: ج 2 ص 269: «كان الحسن و أخوه الفضل يعارضان المأمون في عزمه علي ارجاع الأمر الي الرضا عليه السلام...، و قال: و كان سلام الله عليه ينهي المأمون عن الاصغاء الي قولهما، و عرفا ذلك منه عليه السلام، فجعلا يذكران له عنه ما يبعده منه، و يخوفانه من حمل الناس عليه، فلم يزالا كذلك حتي قلبا رأيه فيه، و عمل علي قتله». و انظر معجم رجال الحديث: ج 5 ص 345.

[1893] قيل: مات مسموما، و ممن ذهب الي ذلك: اثبات الوصية: ص 227، أعيان الشيعة: ج 2 ص 35، عيون المعجزات: ص 131 و ص 132، البحار: ج 50 ص 16، مدينة المعاجز: ج 7 ص 406، اثبات الهداة: ج 3 ص 344، هؤلاء ذهبوا الي أن الذي سمه زوجته أم الفضل و أخوها جعفر. و ذهب جماعة أخر الي أن الذي سمه هو المعتصم. راجع: المناقب لابن شهرآشوب: ج 4 ص 384، منتخب الطريحي: ص 3، و ذكر جماعة أنه مات مسموما دون تعيين للفاعل، منهم: اعلام الوري: ج 2 ص 106، الفصول المهمة لابن الصباغ: ج 2 ص 361، بحارالأنوار: ج 50 ص 2، و لا تنافي في أن يكون الفاعل زوجته بأمر من المعتصم و بتدبير من أخيها.

[1894] مستدرك سفينة البحار: ج 7 ص 403، اثبات الوصية: ص 206، وفيات الأئمة: ص 386.

[1895] لأن بريحة العباسي كتب الي المتوكل: ان كان

لك في الحرمين حاجة فأخرج علي بن محمد منها، فانه قد دعا الي نفسه و اتبعه خلق كثير. راجع البحار: ج 50 ص 209.

[1896] و يلقب بالعسكري، نسبة الي مدينة عسكر بسامراء، و هو أشهر ألقابه، و اذا أطلق أريد به الحسن بن علي عليه السلام و أما لقب (الخالص) فهو من ألقابه، و لكنه قليل الاستعمال عند الشيعة. راجع في ذلك: وفيات الأعيان: ج 3 ص 273، الصواعق المحرقة: ص 207، فيض القدير: ج 5 ص 423، الأعلام: ج 2 ص 200، كشف الغمة: ج 3 ص 196 و 233 و 234، ينابيع المودة: ج 3 ص 305.

[1897] مات مسوما كآبائه العظماء. راجع في ترجمته: الارشاد: ص 334 و 346، كشف الغمة: ج 2 ص 402 - 435، أعيان الشيعة: ج 4 ق 2 ص 173، بحارالأنوار: ج 50 ص 235 - 237.

[1898] ذهب العشرات من علماء العامة الي ذلك أيضا. راجع في ذلك (أعيان الشيعة: ج 4 ق 5 ص 80 - 103) منهم: مطالب السؤول في مناقب آل الرسول لكمال الدين محمد بن طلحة القرشي الشافعي، و البيان في أخبار صاحب الزمان، و كفاية الطالب للكنجي الشافعي، و الفصول المهمة لابن الصباغ المالكي، و الفتوحات المكية لمحيي الدين بن العربي، واليواقيت و الجواهر في بيان عقائد الأكابر لعبد الوهاب الشعراني، و روضة الأحباب في سيرة النبي و الآل و الاصحاب لجمال الدين عطاء الله، و فصل الخطاب لمحمد بن محمود البخاري، و مرآة الأسرار للعارف عبدالرحمان الصوفي، و الحديث المسلسل لأحمد بن ابراهيم البلاذري، و تواريخ و مواليد الأئمة لابن الخشاب.

[1899] الأئمة الاثناء عشرية

[1900]علي،

[1901]الحسن(50 ه)،

[1902]الحسين(61 ه):محمد بن الحنفية (2ه)،

[1903]علي زين العابدين(94 ه):أبوهاشم (98ه)عبدالله،

[1904]محمد الباقر(114

ه):محمد و ابراهيم و يحيي و ادريس،

[1905]جعفر الصادق،

[1906]موسي الكاظم(183 ه): اسماعيل،

[1907]علي الرضا(203 ه): محمد،

[1908]محمد الجواد(220 ه): سعيد(عبيدالله المهدي)،

[1909]علي الهادي(254 ه)،

[1910]الحسن العسكري(260 ه)،

[1911]محمد المنتظر، ولد بسامراء سنة 256 ه، و اختفي بعد سنة 260 ه.(منه).

[1912] من الفرق الغالية: العميرية (أصحاب عمير بن بيان العجلي) عبدوا جعفر الصادق فتبرأ منهم، و صلبه يزيد بن هبيرة والي بني أمية سنة 128. و منها: أتباع أبي الخطاب الأسدي محمد بن أبي زينب زعيم الخطابية، زعم أن جعفرا اله، فتبرأ منه الامام، فادعي الألوهية لنفسه! و حاربه المنصور و أسره و صلبه في الكوفة، و منها: البزيغية (أصحاب بزيع بن موسي) عبدوا جعفر الصادق، و المعمرية (أصحاب معمر ابن الخيثم الخياط بالكوفة) و هم فرقة من الخطابية، يقولون: ان النور خرج من جعفر و دخل في أبي الخطاب، فصار جعفر ملاكا و أبوالخطاب الها! و المفضلية (اصحاب المفضل بن عمر الصير في 170) يقولون بامامة معمر و ألوهية جعفر، والسيرة (أصحاب السري بن منصور 200) يقولون: ان السري رسول جعفر، و جعفر هو الله و السلام و الاسلام، و كانوا في الحج يقولون: لبيك يا جعفر لبيك!! و يقولون ابن النديم في الفهرست: «ان أتباع أبي الخطاب أظهرتهم الفرقة الميمونية» أي: الاسماعيلية» و يقول النوبختي (310) عن أتباع أبي الخطاب: «خرج من قال بمقالته من أهل الكوفة و غيرهم الي محمد بن اسماعيل بن جعفر فدخلوا في فرقته، وسمي أتباع محمد بن اسماعيل: الاسماعيلية». (منه).

[1913] راجع: المسائل الجارودية للمفيد: ص 7، عمدة الطالب: ص 158، المجدي في أنساب الطالبيين: ص 62.

[1914] المعروف أن الذي سمه الرشيد، هو أبوه ادريس بن عبدالله، فقد دعا الرشيد سليمان بن جرير الرقي و أعطاه سما، فورد سليمان الي ادريس

متوسما بالمذهب، فسر به ادريس، فسر به ادريس، ثم طلب منه غرة، و وجد خلوة من مولاه راشد، فسقاه السم و هرب. راجع عمدة الطالب: ص 157.

[1915] هو الحسن بن زيد بن محمد بن اسماعيل بن الحسن بن زيد بن الحسن، الحسني العلوي، مؤسس الدولة العلوية في طبرستان، كان يسكن الري، فحدثت فتنة بين صاحب خراسان و أهل طبرستان (250 ه) فكتب اليه هؤلاء يبايعونه، فجاءهم و زحف بهم الي آمل فاستولي عليها، و كثر جمعه، ثم قصد سارية فملكها، ثم الري، و دامت امرته عشرين عاما كانت كلها حروبا و معارك. كان حازما مهيبا، مرهوب الجانب، فاضل السيرة، حسن التدبير، توفي سنة 270 ه. (الأعلام: ج 2 ص 191).

[1916] هو محمد بن زيد بن محمد بن اسماعيل بن الحسن بن زيد بن الحسن الحسني راجع: شرح الأخبار: ج 3 ص 349.

[1917] راجع: الذريعة: ج 17 ص 270، معجم المؤلفين: ج 3 ص 227.

[1918] و هي الدولة صفوية التي أنشأها السلطان اسماعيل الصفوي عام 905 ه في ايران، ثم ضم اليها العراق و خراسان و هرات. راجع مقدمة رياض المسائل: ج 1 ص 66، و الذريعة: ق 1 ج 9 ص 298.

[1919] المنتظم: ج 14 ص 140 - 361، الهداية للصدوق: ص 136، الكامل في التاريخ: ج 5 ص 331 و 335 و 365، شذرات الذهب: ج 4 ص 273 و 290، تتمة المنتهي: ص 309.

[1920] عقد الشيخ الأميني في الغدير: ج 1 ص 283 - 287 فصلا عن عيد الغدير كعيد عند العترة الطاهرة قبل أن يولد آباء البويهيين. ثم رد في ص 287 - 290 علي النويري في نهاية الارب في فنون الأدب:

ج 1 ص 177، و المقريزي في الخطط: ج 2 ص 222، اللذين ذهبا الي أن عيد الغدير ابتدعه معز الدولة البويهي، فراجع.

[1921] للبهائي العاملي: ص 11، كتاب الأربعين للشيرازي: ص 523، البداية و النهاية: ج 11 ص 274، تاريخ ابن خلدون: ج 3 ص 425 و ج 4 ص 442، الكامل في التاريخ: ج 5 ص 327.

[1922] الحسين بن موسي الحسيني العلوي الطالبي؛ أبوأحمد، نقيب العلويين في بغداد، و والد الشريفين: الرضي و المرتضي. ولي نقابة العلويين و امارة الحج سنة 354 ه، و كتب له منشور من ديوان الخليفة، ثم قبض عليه عضد الدولة البويهي سنة 369 ه و أطلقه شرف الدولة ابن عضد الدولة سنة 372 ه، و أعيد اليها سنة 394 ه و أضيف اليه الحج و المظالم، فلم يزل علي ذلك الي أن توفي ضريرا. (الاعلام: ج 2 ص 260).

[1923] أنظر أوائل المقالات للمفيد: ص 242.

[1924] انظر المصدر السابق.

[1925] خصائص الأئمة: ص 24، حقائق التأويل: ص 38 و 44، البداية و النهاية: ج 12 ص 5.

[1926] قال الامام الباقر عليه السلام في حقه: «لكل قوم نجيبة، و نجيبة بني أمية عمر بن عبدالعزيز» راجع: تاريخ مدينة دمشق: ج 45 ص 147، تهذيب الكمال: ج 21 ص 439، سير أعلام النبلاء: ج 5 ص 120، تهذيب التهذيب: ج 7 ص 419. و قال الشريف الرضي فيه كما في مناقب ابن شهرآشوب: ج 3 ص 23: يا ابن عبدالعزيز لو بكت العين فتي في أمية لبكيتك أنت نزهتنا عن السب و الشتم فلو أمكن الجزاء جزيتك و راجع شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد: ج 4 ص 60.

[1927] راجع في ذلك تاريخ الطبري: ج 5 ص 256.

[1928]

أنظر: شرح نهج البلاغة: ج 16 ص 278، الاحتجاج للطبرسي: ج 1 ص 120، فدك في التاريخ: ص 37.

[1929] أتي «العمري» مالكا فقل له: يا أباعبدالله، بايعني أهل الحرمين، و أنت تري سيرة أبي جعفر، فما تري؟ فقال له مالك: أتدري ما الذي منع عمر بن عبدالعزيز أن يولي رجال صالحا؟ قال: لا أدري، قال مالك: لكني أنا أدري، انما كانت البيعة ليزيد (بن عبدالملك) بعده، فخاف عمر ان ولي رجلا صالحا أن لا يكون ليزيد بد من القيام، فتقوم هجمة و يفسد ما لا يصلح. (منه).

[1930] سير أعلام النبلاء: ج 5 ص 59، وروي الواقدي عن أفلح بن حميد أنها بلغت القاسم، فقال: اني لأضعف عن أهلي، فكيف بأمر الأمة.

[1931] لأن أسماء بنت عميس كانت تحت أبي بكر و ولدت له محمدا، ثم مات عنها و تزوجها علي بن أبي طالب، فيكون محمد بن أبي بكر ربيب الامام علي. راجع: الاستيعاب: ج 4 ص 234، الاصابة: ج 4 ص 231، أسدالغابة: ج 7 ص 14.

[1932] رجال الطوسي: ص 30 و ص 58، رجال الكشي: ج 1 ص 281، رجال السيد الخوئي: ج 14 ص 230.

[1933] أنظر: عصر المأمون: ج 1 ص 375، فهرست ابن النديم: ص 334، كشف الظنون: ج 1 ص 905.

[1934] ذهب الي تشيع المأمون جماعة من أئمة أهل السنة؛ كجلال الدين السيوطي في تاريخ الخلفاء: ص 246 قال: «في سنة احدي و مائتين خلع المأمون أخاه المؤتمن من العهد، و جعل ولي العهد من بعده علي الرضا، حمله علي ذلك افراطه في التشيع». و أيضا الذهبي في سير أعلام النبلاء: ج 10 ص 283 - 285، منها عبارته: «ان المأمون لتشيعه أمر باباحة المتعة». بل ان ابن خلدون

تعدي ذلك و قال في تاريخه: «ان دولة بني العباس دولة شيعية». و ذكر جماعة الي أن القاضي التستري من علماء الشيعة ذهب أيضا الي ذلك في كتابه «مجالس المؤمنين»، الا أنه عند مراجعة مقدمة كتابه تجده يشير الي أن تشيع المأمون تشيع بالمعني العام لا الخاص، حيث انه يذهب الي الاعتقاد بامامة علي عليه السلام بعد النبي صلي الله عليه و آله و سلم بلافصل، و لكنه لا يذهب الي أئمة باقي ولده عليهم السلام.

[1935] و في سنة 211 أمر المأمون فنودي: برئت الذمة ممن ذكر معاوية بخير و فضله علي أحد من الصحابة، كما أمر بتفضيل الامام علي، و أنه أفضل الناس بعد رسول الله، و أوصي أخاه المعتصم بقوله: و هؤلاء بنو عمك من ولد أميرالمؤمنين علي، فأحسن صحبتهم، و تجاوز عن مسيئهم، و أقبل من محسنهم، و صلاتهم فلا تغفلها في كل سنة عند محلها، فان حقوقهم تجب من وجوه شتي. (منه).

[1936] راجع: عيون أخبار الرضا: ج 1 ص 176، بحارالأنوار: ج 49 ص 143، تاريخ خليفة: ص 378، تاريخ بغداد: ج 6 ص 140 - 1420 و ج 7 ص 331، تاريخ دمشق: ج 7 ص 155، الأنساب للسمعاني: ج 3 ص 551، تاريخ الطبري: ج 7 ص 139 و مابعدها، التنبيه و الاشراف للمسعودي: ص 303.

[1937] انظر دائرة المعارف الاسلامية: ج 1 ص 492.

[1938] هو القاسم بن ابراهيم بن اسماعيل الحسيني العلوي، المعروف بالرسي، فقيه، شاعر، من أئمة الزيدية، فكان يسكن جبال (قدس) من أطراف المدينة، و أعلن دعوته بعد موت أخيه (ابن طباطبا) سنة 199 ه، و مات في الرس، و اليه تنسب القاسمية، ولد في سنة 169 ه، و توفي

سنة 246 ه (الحدائق الوردية: ج 2 ص 2، الأعلام: ج 5 ص 171).

[1939] الهادي يحيي بن الحسين بن القاسم الرسي (245 - 298) أول أئمة الزيدية في اليمن، له مقام شامخ عند الزيدية لا يكاد يرقي اليه امام من أئمتهم غيره، كان علي ورع شديد. و هو عالم، فقيه، سياسي، مؤسس دولة الأئمة في اليمن، و واضع أسس الهادوية، حارب القرامطة حروبا شديدة، و كان له و لفقهه شأن عظيم في تاريخ اليمن، مقامه بصعدة مشهور مزور. (الافادة: ص 128، الأعلام: ج 8 ص 141، الحدائق الوردية: ج 2 ص 13، الموسوعة اليمنية: ج 2 ص 1018).

[1940] سنة (334 ه) لا (324 ه) لأنها قامت 110 سنوات ميلادية، و هو ما يعادل 113 سنة قمرية، فتكون نشأتها 334 ه.

[1941] هي شيعية امامية. راجع المقنعة للمفيد: ص 12، تصحيح الاعتقادات: ص 22.

[1942] حكموا الموصل و الديارات (ديار ربيعة و ديار بكر و ديار مضر) فقط. راجع: الهداية للشيخ الصدوق ص 125. و قال الشهيد الأول في الدروس: ج 1 ص 50: انهم حكموا الموصل و حلب، و امتد حكمهم من 317 الي 394 ه. و بمثله الشهيد الثاني في شرح اللمعة: ج 1 ص 132.

[1943] أنظر: غنية النزوع: ص 6، معجم البلدان: ج 2 ص 273، أعيان الشيعة: ج 1 ص 201، الهداية الكبري: ص 17.

[1944] شيدها المتنبي في أشعاره في مدائح سيف الدولة.

[1945] هو أحمد بن الحسين بن الحسن بن عبدالصمد الجعفي الكوفي الكندي، أبو الطيب المتنبي، الشاعر الحكيم، و أحد مفاخر الأدب العربي. ولد بالكوفة في محلة كندة سنة 303 ه، و نشأ بالشام ثم تنقل بالبادية يطلب الأدب و العربية و أيام

الناس، و قال الشعر صبيا، وفد علي سيف الدولة ابن حمدان صاحب حلب سنة 337 فمدحه، و حظي عنده، ثم مضي الي مصر و مدح كافور الأخشيدي، و قصد العراق وقري عليه ديوانه، وزار بلاد فارس و شيراز فمدح عضد الدولة الديلمي، عرض له فاتك بن أبي جهل الأسدي في الطريق بجماعة من أصحابه، فقتل أبو الطيب و ابنه و غلامه في النعمانية سنة 354 ه، و قبره هناك. (الأعلام: ج 1 ص 115).

[1946] هو الحارث بن سعيد بن حمدان التغلبي الربعي؛ أبوفراس الحمداني، أمير، شاعر، فارس، و هو ابن عم سيف الدولة. كان الصاحب بن عباد يقول: بدي الشعر بمللك و ختم بملك. و له وقائع كثيرة، قاتل لها بين يدي سيف الدولة، و كان سيف الدولة يحبه و يجله و يستصحبه في غزواته، و يقدمه علي سائر قومه، و قلده (منيج و حران) و جرح في معركة مع الروم فأسروه سنة 351 ه، فامتاز شهرة في الأسر برومياته، و بقي في القسطنطينية أعواما، ثم فداه سيف الدولة بأموال عظيمة، قتل في «صدد» علي مقربة في حمص، قتله أحد أتباع سعد الدولة ابن سيف الدولة سنة 357 ه، و كان أبوفراس خال سعد الدولة، و بينهما تنافس. (الأعلام: ج 2 ص 155).

[1947] هو محمد بن محمد بن طرخان؛ أبونصر الفارابي، و يعرف بالمعلم الثاني، أكبر فلاسفة المسلمين، تركي الأصل، مستعرب، ولد في فاراب علي نهر جيحون سنة 260 ه، وانتقل الي بغداد فنشأ فيها، و ألف بها أكثر كتبه، و رحل الي مصر و الشام، و اتصل بسيف الدولة ابن حمدان، و توفي بدمشق سنة 339 ه. كان يحسن اليونانية و أكثر اللغات الشرقية المعروفة

في عصره، و يقال: انه صنع آلة القانون، و عرف بالمعلم الثاني لأنه شرح مؤلفات أرسطو (المعلم الأول). كان زاهدا في الزخارف، لا يحفل بأمر مكسب أو مسكن، يميل الي الانفراد بنفسه، و لم يكن يوجد غالبا في مدة اقامته بدمشق الا عند مجتمع ماء أو مشتبك رياض. (الأعلام: ج 7 ص 20).

[1948] أنظر: مستدرك سفينة البحار: ج 5 ص 234، شرح الاسماء الحسني: ج 1 ص 117 ، 271، تفسير الميزان: ج 5 ص 280، الذريعة: ج 5 ص 198 و ج 8 ص 10.

[1949] مؤسسها علي بن حمود بن ميمون بن أحمد بن علي بن عبيدالله بن عمر بن ادريس بن ادريس بن عبدالله المحض ابن الحسن المثني ابن ريحانة رسول الله صلي الله عليه و آله و سلم الحسن بن علي بن أبي طالب، الناصر لدين الله، الهاشمي، العلوي، الادريسي. استولي علي الأمر بقرطبة في أول سنة سبع و أربعمائة، و كانت دولته 22 شهرا، ثم خالف عليه الموالي الذين قاموا بنصره و بيعته، فخرجوا عليه، و قدموا عليه الأمير عبدالرحمان بن محمد بن عبدالملك بن الناصر لدين الله الأموي، و لقبوه بالمرتضي...، ثم خافوا من غائلته ففروا عنه و دسوا عليه من قتله. و أما علي بن حمود فوثب عليه غلمان له صقالبة في الحمام فقتلوه سنة 408 ه، ثم وليها القاسم بن حمود ابن ميمون أخوه، و هكذا استمرت الي سقوطها سنة 447 ه. (سير أعلام النبلاء: ج 17 ص 135-136).

[1950] هو محمد بن عبدالله بن تومرت المصمودي البربري، الملقب بالمهدي، و يقال له: مهدي الموحدين، صاحب الدعوة للسلطان عبدالمؤمن بن علي ملك المغرب، و واضع أسس الدولة المؤمنية الكومية. و

هو من قبيلة (هرغة) من المصامدة من قبائل جبل سوس بالمغرب الأقصي، و تنتسب هرغة الي الحسن بن علي، و في نسب ابن تومرت أقوال. ولد 485 في قبيلته و بها نشأ، و رحل الي المشرق طالبا للعلم سنة 500 ه، فانتهي الي العراق، و حج و أقام بمكة زمانا، و اشتهر بالورع و الشدة في النهي عما يخالف الشرع، فتعصب عليه جماعة بمكة، فخرج منها الي مصر، فطردته حكومتها، فعاد الي المغرب و نزل بالمهدية، فكسر ما فيها من آلات اللهو و أواني الخمر، و انتقل الي بجاية فأخرج منها الي احدي قراها و اسمها «ملالة» فلقي بها عبدالمؤمن بن علي القيس و كان شابا نبيلا، فاتفق معه علي الدعوة اليه، و اتخذ أنصارا رحل بهم الي مراكش و معه عبدالمؤمن، و نزل بموضع حصين، فجعل يعظ سكانه حتي أقبلوا عليه، و حرض علي ابن تافشين، ثم هاجم مراكش، و مات قبل أن يفتحها، فكانت الفتوحات من بعده لعبدالمؤمن. (الأعلام: ج 6 ص 228).

[1951] و نسبه الكامل هو محمد بن عبدالله بن عبدالرحمان بن هود بن خالد بن تمام بن عدنان بن صفوان بن جابر بن يحيي بن رباح بن يسار بن العباس بن محمد بن الحسن بن الامام علي بن أبي طالب. (سير أعلام النبلاء: ج 19 ص 539).

[1952] راجع: المعجب: ص 178 و ما بعدها، وفيات الأعيان: ج 5 ص 45 - 55، سير أعلام النبلاء: ج 19 ص 539 و ما بعدها.

[1953] سير أعلام النبلاء: ج 19 ص 539.

[1954] هو اسماعيل بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام، الهاشمي، المدني، و يعرف بالأعرج. أمه فاطمة بنت

الحسين الأثرم، أكبر أولاد الامام الصادق، و أكثرهم محبة لديه. كان رجلا صالحا فاضلا محدثا جليلا، روي عنه ابنه الفضل و داود بن فرقد و أبومحمد الرازي، توفي في حياة أبيه بالعريض سنة 133 ه، و قيل: 143 ه، و حمل علي رقاب الرجال الي المدينة حتي دفن في البقيع، و حزن عليه الصادق حزنا عظيما، و تقدم سريره بغير حذاء ولا رداء. يعد جد الخلفاء الفاطميين، و امام الفرقة الاسماعيلية. (تنقيح المقال: ج 1 ص 131، معجم رجال الحديث: ج 3 ص 110، مجمع الرجال: ج 1 ص 209 و 110).

[1955] الفصول المختارة للشيخ المفيد: ص 305، الفصول العشرة للشيخ المفيد أيضا: ص 49.

[1956] ان عبدالله بن ميمون بن القداح هذا غير عبدالله بن ميمون القداح صاحب الامام الصادق عليه السلام الذي ذكره ابن النديم في الفهرست: ص 278 عند الحديث عن تأسيس الاسماعيلية، قال: «ان عبدالله بن ميمون و كان من أهل قوزح العباس بقرب مدينة الأهواز، و أبوه ميمون الذي تنسب اليه الفرقة المعروفة بالميمونية التي أظهرت أتباع أبي الخطاب محمد بن أبي زينب الذي دعا الي ألوهية الامام علي عليه السلام، و كان ميمون و ابنه ديصانيين، و ادعي عبدالله أنه نبي مدة طويلة، و كان يظهر الشعابيذ...، صار عبدالله الي البصرة فنزل علي قوم من أولاد عقيل، فلبس هناك، فهرب الي «سلمية» بقر حمس، و بث الدعاة الي سواد الكوفة، فأجابه من هذا الموضع رجل يعرف بحمدان بن الأشعث، و يلقب قرمط. مات عبدالله سنة 261 ه. فخلفه ابنه محمد». و هذا النص يتضمن أن عبدالله صاحب الفرقة توفي 261 ه في حين أن صاحب الامام الصادق توفي سنة 148 ه، و لو كان

قد توفي 261 ه لكان قد صاحب الكاظم و الرضا و الجواد و الهادي و العسكري، و لم يعرف عنه صحبة الا لأبي عبدالله الصادق و الباقر عليه السلام. أما عبدالله بن ميمون الأسود القداح، فقد ورد فيه أنه قال له الباقر عليه السلام يوما: «يا ابن ميمون، كم أنتم بمكة؟ قلت: نحن أربعة، قال: انكم نور الله في ظلمات الأرض». (الخلاصة: ص 197 رقم 614).

[1957] فرقة منسوبة الي محمد بن أبي زينب الأجدع الأسدي؛ أبوالخطاب الذي لعنه الصادق عليه السلام، و قتله عيسي بن موسي عامل المنصور (فرق الشيعة: ص 42).

[1958] قرمط: راس القرامطة من الباطنية، و اليه نسبتهم، اختلف في اسمه، قيل: اسمه (حمدان) أو (الفرج بن عثمان) أو (الفرج بن يحيي) و قرمط لقبه، أصله من خوزستان، و عرف في سواد الكوفة سنة 258 ه فكان يظهر الزهد و التقشف، و استمال اليه بعض الناس، فأراهم كتابا، قيل: أوله (بسم الله الرحمن الرحيم يقول الفرج بن عثمان و هو عيسي و هو الكلمة و هو المهدي و هو أحمد بن محمد بن الحنفية و هو جبرئيل!) و فيه كثير من كلمات الكفر و التحليل و التحريم، و كثر أتباعه و السالكون سبيله، و اندمج أكثرهم في الاسماعيلية و النصيرية و غيرها من الطوائف الباطنية، و قيل: هو الذي قتله المكتفي العباسي سنة 293.(الأعلام: ج 5 ص 194). و قال الشيخ الطوسي: حمدان بن الأشعث الملقب بقرمط، من أهالي الأهواز، الذي كان علي مذهب عبدالله بن ميمون القداح، و قد تمكن القرمطي من تبوء الرئاسة بين أتابع ابن ميمون، و بعث دعاته الي بلاد هجر و جنوب العراق، و في أواخر القرن الثالث للهجرة استطاع أتباعه من

احتلال البحرين و اقامة دولتهم فيها، و من هناك بدأوا بنشر دعوتهم في الأهواز و العراق و الشام و اليمن، و هم من فرق الاسماعيلية المدعوة بالباطنية. (عدة الأصول: ج 2 ص 439).

[1959] بن حوشب بن زادان، الملقب بمنصور اليمن، و هو الذي أوفده الامام الثالث من أئمة الستر (الحسين بن أحمد بن عبدالله) للدعوة باليمن، و قد استطاع أن ينجح في دعوته في اليمن، و أن يتغلغل في قبائلها، ويركز المذهب الاسماعيلي، و في سنة 270 بني دار هجرته جنوبي صنعاء بجبل مسور، و قامت فيه أول قوة عسكرية اسماعيلية مرهوبة، و من هنا لقب بمنصور اليمن. (نصر الدين الطوسي لحسن الأمين: ص 237 و 238 و 240 بتصرف).

[1960] هو عبيدالله بن محمد بن عبدالله بن ميمون بن اسماعيل بن الامام جعفر الصادق عليه السلام، و قيل: عبدالله بن أحمد بن محمد بن اسماعيل بن جعفر عليه السلام، و قيل: انه من ولد جعفر الحبيب ابن محمد بن اسماعيل بن جعفر. ولد المهدي بالله سنة 260 ه، و سلم عليه بالخلافة سنة 297 ه، و بني المهدية بقيروان أيام خلافته، و مات سنة 322 ه، فقام ولده محمد القائم بالله من بعده. (الذريعة: ج 1 ص 60) و قيل: تأتي للمهدي أول ملوك الشيعة بأفريقية و مصر ملك كبير بالمغرب، فبني القصور، و رتب السياسة، و أمر بأن يدعي له علي المنابر: اللهم صل علي عبدك و وليك و خليفتك القائم بأمر عبادك في بلادك، أبي محمد عبيدالله الامام المهدي بالله أميرالمؤمنين كما صليت علي آبائه خلفائك الراشدين... (كنز الدرر: ج 6 ص 109).

[1961] أنظر: النجوم الزاهرة: ج 4 ص 28 و ما بعدها، البداية و النهاية:

ج 11 ص 354.

[1962] هو جوهر بن عبدالله الرومي؛ أبوالحسن، القائد. باني مدينة القاهرة و الجامع الأزهر. كان من موالي المعز العبيدي (صاحب أفريقية)، سيره من القيروان الي مصر بعد موت كافور الأخشيدي، فدخلها سنة 358 ه، و أرسل الجيوش لفتح بلاد الشام و ضمها اليها، و مكث بها حاكما مطلقا الي أن قدم مولاه المعز سنة 362 ه فحل المعز محله، و صار هو من عظماء القواد في دولته و ما بعدها، الي أن توفي بالقاهرة. و كان كثير الاحسان، شجاعا، لم يبق في مصر شاعر الا رثاه، و كان بناؤه القاهرة سنة (358 ه) و سماها: المنصورية، حتي قدم المعز فسماها: القاهرة، و فرغ من بناء الأزهر في رمضان سنة 361 ه. (وفيات الأعيان: ج 1 ص 118، النجوم الزاهرة: ج 4 ص 28، الأعلام: ج 2 ص 148، خطط مبارك: ج 2 ص 45، معجم البلدان: ج 7 ص 19).

[1963] البداية و النهاية: ج 11 ص 355.

[1964] المصدر السابق.

[1965] أبوالحسن علي بن النعمان، من أولاد أبي حنيفة النعمان الغربي، أشركه المعز الفاطمي مع أبي طاهر محمد ابن أحمد قاضي مصر في الحكم، فلم يزالا مشتركين فيه الي أن لحقت القاضي اباطاهر رطوبة عطلت شقة و منعته الحركة، فقلده العزيز بن المعز القضاء مستقلا. و كان متفننا في عدة فنون، منها: علم القضاء و القيام بن بوقار و سكينة، و علم الفقه، و العربية، و الأدب و الشعر، و كان شاعرا مجيدا، يعد من الطبقة العليا، توفي سنة 374 ه. (الكني و الألقاب: ج 1 ص 58).

[1966] راجع: الأزهر في ألف عام للدكتور محمد عبد المنعم خفاجي، و بدائع الزهور لابن اياس.

[1967] راجع: الأزهر في

ألف عام للدكتور محمد عبدالمنعم خفاجي، و بدائع الزهور لابن اياس.

[1968] راجع: الأزهر في ألف عام للدكتور محمد عبد المنعم خفاجي، و بدائع الزهور لابن اياس.

[1969] راجع: الأزهر في ألف عام للدكتور محمد عبدالمنعم خفاجي، و بدائع الزهور لابن اياس. راجع: تاريخ ابن خلدون: ج 4 ص 51، وفيات الأيان: ج 2 ص 152، خطط المقريزي: ج 2 ص 284.

[1970] راجع: الأزهر في ألف عام للدكتور محمد عبدالمنعم خفاجي، و بدائع الزهور لابن اياس. خلفاء الدولة الفاطمية: عبيدالله المهدي مؤسس الدولة (322)، المنصور (341)، المعز لدين الله (365)، العزيز بالله (386)، الحاكم بأمر الله (412)، الظاهر (427)، المستنصر (من 427 حتي 487) ثم تعاقب: الآمر، و الحافظ، فالظاهر، و الفائز، و العاضد و هو الذي أنهي صلاح الدين الدولة الفاطمية بخلعه سنة 567. و بسط الفاطميون سلطانهم علي أفريقية من المحيط الأطلسي حتي بزرخ السويس و الشام، و كانت لهم السلطة في اليمن، و لو لا هزيمة جيوشهم أمام الأتراك بقيادة طغرل بك سنة 451 لبلغوا جبال الهملايا، و انما أبقي الأتراك الخلفاء العباسيين لمقاومة الفاطميين. ففي ذي القعدة سنة 450 دخل البساسيري علي رأس امدادات عسكرية من مصر، و خطب في جامع المنصور للخليفة الفاطمي المستنصر أربعين جمعة، و أرسلت عمامة الخليفة العباسي (القائم) الي القاهرة فبقيت بها أكثر من قرن، و كسر الفاتحون منبر المسجد الجامع و هم يقولون: «هذا منبر نحس، أعلن عليه بغض آل محمد» و لما وردت الي مصر الأخبار بذلك غني المغنون أمام المستنصر غناء هو في صميمه اعلان بعدالة التاريخ: يا بني العباس ردوا ملك الأمر معد (اسم المستنصر) ملككم ملك معار و العواري تسترد و بالنفوذ الفاطمي تقوي

الشيعة الامامية في العراق و فارس، و تقوي الاسماعيلية في فارس. (منه).

[1971] تنسب الطائفة الدرزية لمحمد بن اسماعيل الدرزي، و هو فارس الأصل، و يذهب الي تأليه الحاكم بأمر الله. (الأعلام: ج 6 ص 35).

[1972] منصور (الحاكم بأمر الله) بن نزار (العزيز بالله) بن معد (المعز لدين الله) بن اسماعيل بن محمد العبدي الفاطمي، متأله غريب الأطوار، من خلفاء الدولة الفاطمية بمصر، ولد في القاهرة سنة 375 ه، و سلم عليه بالخلافة في مدينة «بلبيس» بعد وفاة أبيه سنة 386 و كان عمره احدي عشرة سنة، فدخل القاهرة في اليوم الثاني و دفن أباه و باشر أعمال الدولة، و خطب له علي منابر مصر و الشام و أفريقيا و الحجاز. (الأعلام: ج 7 ص 305).

[1973] ست الملك بنت العزيز بالله نزار ابن المعز لدين الله، الفاطمية، العلوية، أميرة من الفضليات الحازمات المدبرات، و هي أخت الحاكم بأمر الله الفاطمي (صاحب مصر). كان الحاكم يستشيرها في معضلاته، ثم تغير عليها و هم بقتلها، وساءت سيرته بما هو معروف من احراقه بعض القاهرة، فاتفقت ست الملك مع ابن دواس (من كبار القواد) و وعدته بتولية ادارة الملك، فاغتيل الحاكم سنة 411 ه و بويع لابنه علي و هو صبي، و جاءها ابن دواس يستنجزها وعدها، فأوعزت الي خادم لها فقتله، وصاح: يالثأر الحاكم! ثم قامت بادارة الدولة مدة أربع سنوات، أظهرت فيها من المقدرة و العدل ما حببها الي رعيتها، توفيت بمصر سنة 415 ه. (الكامل لابن الأثير: ج 9 ص 109 - 110، خطط المقريزي: ج 2 ص 289، الأعلام: ج 3 ص 78).

[1974] ذكر الذهبي في سير أعلام النبلاء: ج 15 ص 167: «نسطورس» و

لم يذكر غيره.

[1975] يعقوب بن يوسف بن ابراهيم بن هارون بن كلس؛ أبوالفرج، وزير من الكتاب الحساب، ولد ببغداد سنة 318 ه، وسافر به أبوه الي الشام، ثم أنفذه الي مصر فاتصل بكافور الأخشيدي فولاه ديوانه بالشام و مصر، و وثق به، فكان يشاوره في أكثر أموره، و كان يهوديا فأسلم في أيامه سنة 356 ه، ثم انتقل الي المغرب الأقصي فخدم المعز الفاطمي العبيدي، و في سنة 368 لقبه المعز بالوزير الأجل، ثم ولي وزارة العزيز و عظمت منزلته عنده، كان يعقد المجالس في الجامع العتيق فيقرر المسائل الفقهية علي حسب مذهبهم، توفي سنة 380 ه. (الاشارة الي من نال الوزارة: ص 19، وفيات الأعيان: ج 2 ص 333، الكامل في التاريخ: ج 9 ص 27).

[1976] راجع: الفاطميون في مصر: ص 134، النجوم الزاهرة: ج 4 ص 21، أخبار مصر لابن ميسر: ص 45 و 51، الاشارة الي من نال الوزارة: ص 19، مرآة الجنان: ج 2 ص 250.

[1977] و كان الخليفان: المعز و العزيز يعقدان مجالس للمناظرة بين المسيحيين و المسلمين، و من التسامح أذنت الدولة بأعياد الغطاس و رأس السنة و النيروز و سائر أعياد النصاري. (منه).

[1978] الحسن بن الصباح بن علي الاسماعيلي، داهية، شجاع، عالم بالهندسة و الحساب و النجوم، قيل: انه يماني الأصل، و ولد في مرو سنة 428 ه، كان مقدم الاسماعيلية باصبهان، و رحل منها و طاف البلاد، فدخل مصر و أكرمه المستنصر الفاطمي و أعطاه مالا، و أمره بأن يدعو الناس الي امامته. فعاد الي الشام و الجزيرة و ديار بكر و الروم، و رجع الي خراسان و دخل كاشغر و ماوراء النهر؛ داعيا الي المستنصر، ثم

استولي علي قلعة الموت و طرد صاحبها سنة 483 ه، و ضم اليها عدة قلاع، و استقر الي أن توفي فيها سنة 518 ه. (الأعلام: ج 2 ص 193).

[1979] راجع في أخبار الحسن بن الصباح و الدعوة النزارية: الكامل في التاريخ: حوادث سنة 494 و ما بعدها، و تاريخ العلويين: 273، و ميزان الاعتدال: ج 1 ص 232، و صبح الأعشي: ج 1 ص 121.

[1980] هو الحسن بن علي بن اسحاق الطوسي، الملقب بقوام الدين نظام الملك، وزير حازم، عالي الهمة، تأدب بآداب العرب، و سمع الحديث الكثير، و اشتغل بالأعمال السلطانية، و استوزره السلطان الب أرسلان، ثم ولده ملك شاه حتي صار الأمر كله اليه، و أقام علي هذا عشرين سنة، و كان من حسنات الدهر، و دولته دولة علم، قتل سنة 485 ه. (وفيات الأعيان: ج 1 ص 139، فوات الوفيات: ج 1 ص 129، ميزان الاعتدال: ج 1 ص 238).

[1981] من تلاميذ المدرسة النظامية: السعدي شاعر الفرس الكبير، و عماد الدين الاصفهاني و بها الدين بن شداد عاملا صلاح الدين، و ابن تومرت مؤسس دولة الموحدين في أفريقية، و أبواسحاق الشيرازي أول أشياخها. و من أشياخ المدرسة و تلاميذها: الغزالي صاحب الكتاب الشهير في فضائح «الباطنية». (منه).

[1982] هو ابن الوزير نظام الملك. راجع معجم المؤلفين: ج 11 ص 266.

[1983] لم أجد ترجمته.

[1984] لم أجد ترجمة له، سوي أنه أبوجعفر محمد بن محمود المشاط، والد الفقيه المتكلم الواعظ المفسر سعد بن محمد بن محمود. (طبقات الشافعية الكبري: ج 7 ص 90).

[1985] هو عبدالواحد بن اسماعيل؛ أبوالمحاسن الروياني، من أهل طبرستان، أحد ائمة الشافعية، ولد سنة 415 ه، و رحل الي الآفاق حتي بلغ

ماوراء النهر، و حصل علوما جمة، و سمع الحديث الكثير، و صنف كتبا في المذهب، منها «البحر في الفروع». قتل ظلما يوم الجمعة يوم عاشوراء في الجامع 502 ه. (البداية و النهاية: ج 12 ص 210).

[1986] فيض القدير: ج 1 ص 16، البداية و النهاية: ج 12 ص 210.

[1987] سياسة نامه: ج 1 ص 102 و 103.

[1988] أصهر الخليفة المستنصر (427 - 487) الي فائد الأرمني الأصل بدر الجمالي، و لما مات المستنصر كان ولي عهده ابنه «نزار»، فولي بدر مكانه ابن أخته «المستعلي» و حبس نزارا حتي قلته، فأصبحت الشيعة في مصر مستعلية. و منها اسماعيلية اليمن و بعض بلاد الشام، و من اسماعيلية اليمن ذهب الدعاة الي الهند فقامت الاسماعيلية البهرة. (و البهرة معناها تاجر) و أصبح الاسماعيلية في الهند و ايران و الشام نزارية. و للاسماعيلية مركز عظيم في بومباي، و هم يدافعون عن الاسلام حينما يكونون: يرون الامامة سبعية، تتم بالامام السابع و هو اسماعيل، ثم تبدأ دورة جديدة أئمتها مستورون، و من الاستتار لم يعرف بالضبط كثير من أمورهم، و اتسمت دعايتهم بالسرية مع دقة تنظيمها. (منه).

[1989] و هم يجعلون للائمة صفات «باطنية» غير بشرية، لا يعرفها الشيعة الآخرون، و تؤخذ عليهم أشعار الشعراء المشهورين منهم، مثل: ابن هاني الأندلسي الذي يقول للخليفة الفاطمي: ما شئت لا ما شاءت الأقدار فاحكم فأنت الواحد القهار و الأخفش يقول للخليفة الآمر: بشر في العين الا أنه عن طريق العقل نور و هدي جل أن تدركه أعيننا و تعالي أن تراه جسدا و قول شاعر آخر: هذا أميرالمؤمنين بمجلس أبصرت فيه العقل و التنزيلا و اذا تمثل راكبا في مجلس عاينت تحت ركابه جبريلا!

و الأمير تميم بن معد يمدح أخاه الخليفة العزيز بالله يقول: مضي من العلة الأولي التي سبقت خلق الهيولي و بسط الأرض و المطر.

[1990] راجع في عقائدهم: فرق الشيعة للنوبختي، و المقالات و الفرق لسعد الدين الاشعري، و طائفة الاسماعيلية لمحمد كامل حسين، و دولة الاسماعيلية في ايران لمحمد السعيد جمال الدين.

[1991] سبق الفاطميين بمصر (358 - 567) الأخشيديون، و كانوا ينشرون التسامح الديني فيها، و فد خصص المقريزي فصلين للكنائس و الأديرة و حسن التفاهم بين المسلمين و المسيحيين، و بخاصة في الدولة الفاطمية. و لم يعكر صفو هذا التفاهم الا أيام الحاكم بأمر الله، ثم جاء الظاهر (411 - 427) فالمستنصر (427 - 467) يعاقب قائده بالقتل لقيامه باضطهاد المسيحيين، و كان أسقف الأشمونين «ساويرس» يجادل الفقهاء المسلمين في أمور الدين، و تولي الخليفة الآمر (من سنة 485 حتي سنة 525) و كان يزور الأديرة و يصادق الرهبان، و من خواص كتابه: أبونجاح، و هو مسيحي. و في هذا الجو ظهر نوابغ المسيحيين ، ابتداء من ساويرس بن المقفع (328) و هو مؤلف كتاب الرد علي اليهود و المعتزلة، و رسالة عن التثليث، و أخري في الرد علي النساطرة، و شرح الانجيل، و تاريخ المجامع الكنسية. و في القرن السادس ظهر أولاد العسال الثلاثة: أبوالفرج و الصفي و أبواسحاق، و ظهر المكين جرجس المتوفي سنة 672. و قديما اصطنع عمر بن الخطاب الكتاب من سبي قيسارية، و استعمل أبوموسي الأشعري كاتبا نصرانيا، و كان بنوأمية يستعملون ابن أثال الطبيب النصراني و يضعون عن الجزية.(منه).

[1992] راجع: سير أعلام النبلاء: ج 2 ص 533.

[1993] صاحب الشام، الملك العادل، نور الدين، أبوالقاسم محمود بن الأتابك. كان

حامل رايتي العدل و الجهاد، قل أن تري العيون مثله، حاصر دمشق ثم تملكها، و ملك بلدانا أخري، و هزم البرنس صاحب أنطاكية، و أظهر السنة، و بني المدارس، و وسع الأسواق، و أنشأ المارستان و دار الحديث، و كسر الفرنج مرات، و أتاه أسير الجيوش شاور (الفاطمي) مستجيرا به، فأكرمه و بعث معه جيشا ليرده الي منصبه، فانتصر، لكنه خبث و تلاءم ثم استنجد بالفرنج، ثم جهز نور الدين جيشا لجبا، فافتتح مصر و قهر دولتها، و هربت منه الفرنج و أقام الدولة العباسية. (سير أعلام النبلاء: ج 2 ص 531 - 533).

[1994] هو يوسف بن أيوب بن شاذي؛ أبوالمظفر صلاح الدين الأيوبي، الملقب بالملك الناصر، من أشهر ملوك الاسلام، و هو من الأكراد، نزلت عائلته في تكريت و بها ولد 532 ه. نشأ في دمشق و تفقه و تأدب و روي الحديث بها و بمصر، و حدث في القدس، و دخل في خدمة نور الدين محمود صاحب دمشق، ثم اشترك في حملة للاستيلاء علي مصر سنة 559 ه، و تم له الظفر، ثم اختير لقيادة الجيش و الوزارة، و لقبه بالملك الناصر، و هاجم الفرنج في دمياط فصدهم صلاح الدين، ثم استقل بملك مصر و خطب للعباسيين، ثم استدعي للشام بعد وفاة نور الدين، و عمل علي صد الصليبيين، و أشهر حروبه حطين. (الأعلام: ج 8 ص 220).

[1995] راجع: سير أعلام النبلاء: ج 19 ص 179.

[1996] يراجع كتاب: «المنهج العلمي المعاصر مستمد من القرآن» للمؤلف، طبع مطبعة دار الاتحاد العربي بالقاهرة 1976. (منه).

[1997] يعني حرب تشرين عام 1973.

[1998] سورة غافر: 80 - 81.

[1999] كان فرسا المعبد Templars = Knights of temple جنودا محاربين

علي ميمنة الجيوش الصليبية في كل الحروب، و كان علي ميسرتها الفرسان الاسبتالية Hospitalars، و كلا التنظيمين تنظيم رهبان متقشفين لا يتزوجون، والأولون عملهم حربي محض ضد المسلمين. و ما تزال كنيسة المعبد في لندن Temple Church شاهدة بعمل فرسان المعبد و فيالق التبشير منذئذ، تفد علينا من دول أوربة و أمريكا، مستعملة كل الأسلحة: مالية أو علمية أو طبية أو اجتماعية أو سياسية، و كثيرا ما عملت في خدمة الجيوش المحاربة، أو عملت الجيوش في خدمتها. أما العالم الشيوعي فيصدر الي الشرق و الغرب أفكار الملحدين. (منه).

[2000] يجدر أن نشير الي أن هذا الكتاب مؤلف في عام 1977 م.

[2001] للبحث عن الحرية الدينية وصلت السفينة زهرة الربيع Mayflower براكبيها في 21 ديسمبر سنة 1620 الي شواطي أمريكا لينشئوا مستعمرة «انجلترا الجديدة» و يطلق عليهم «الآباء الحجاج»، و أعقبهم طلاب «حرية دينية» آخرون بلغوا في السنوات العشرة من سنة 1630 الي 1640 عشرين ألفا، و هؤلاء نواة الولايات المتحدة الأمريكية، أما دول أمريكا الجنوبية فنواتها الأسبان و أهل البرتغال الذين صنعوا بالمسلمين ما صنعوا في القرنين الخامس عشر و السادس عشر للميلاد. (منه).

[2002] و هي حركة دينية تنتظم تحتها مختلف الكنائس المسيحية، ما عدا الكنيسة الكاثوليكية الرومانية، و الكنيسة الشرقية الأرثوذكسية. و قد نشأت معظم الكنائس البروتستانتية خلال عهد الاصلاح الديني في أوربا في القرن السادس عشر، و هي لا تعترف بسلطة البابا، و تطرح كثيرا من الطقوس الدينية التقليدية، و تؤكد علي أن الفرد مسؤول تجاه الخالق لا تجاه السلطات الأكليركية، و علي أن (الكتاب المقدس) هو المصدر الوحيد لشريعة الله، و أهم فرقها: اللوثرية، الكالفنية، الكنيسة الأنكليكانية. (موسوعة المورد الحديث: رقم 2655).

[2003] شرح

نهج البلاغة: ج 1 ص 163، كنز العمال: ج 5 ص 681، تاريخ دمشق: ج 44 ص 256، تاريخ المدينة: ج 2 ص 667، تاريخ الطبري: ج 4 ص 189.

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.