کیف اکون موفقا فی الحیاه

اشارة

سرشناسه : علوی عادل - 1955 عنوان و نام پديدآور : کیف اکون موفقا فی الحیاه عادل العلوی مشخصات نشر : قم موسسه الاسلامیه العامه للتبلیغ و الارشاد، 1378. مشخصات ظاهری : ص 88 فروست : (موسوعه رسالات اسلامیه شابک : 964-5915-03-1 2000ریال وضعیت فهرست نویسی : فهرستنویسی قبلی يادداشت : عربی يادداشت : فهرستنویسی براساس اطلاعات فیپا. موضوع : موفقیت -- جنبه های مذهبی -- اسلام رده بندی کنگره : ‮ BJ1618/ع4 ‮ ع8 1378 رده بندی دیویی : ‮ 158/1 شماره کتابشناسی ملی : م 78-20852

تمهيد

الحمد لله الذي خلق الإنسان وعلّمه البيان ووفّقه لمعرفته بلطفه وإحسانه ، والصلاة والسلام على أشرف خلقه محمّد وآله الأطهار.

أمّا بعد :

فاعلم أنّ الإنسان ذلك الكائن المجهول ، الذي هو أشرف المخلوقات ، ومن أجله خُلقت الأرض والسماوات ، يمتاز عن الكائنات الحيّة بعقله وقلبه ، ويتبلور ويزدهر العقل بالفكر ، وأمّا القلب فإنّما يتصيقل ويتهذّب بالذكر . والطريق إلى ذلك بالعلم والانكشاف والشهود ، إلاّ أ نّه طريق الفكر هو الدراسة والمطالعة والتثقيف العامّ ، وبداية التعليم والتعلّم الدرسي إنّما يكون من أيام الصبا إلى أواسط العمر ، ولكن طريق القلب إنّما هو بالموعظة والذكر والمناجاة ، وذلك من المهد إلى اللحد ، فلا يكسل الإنسان في طلبه وممارسته حتّى سنّ الكهولة ، فهو يتشوّق إلى الدعاء والمناجاة ، وإن كان يملّ من تلقّي الدروس ، فالروايات التي تقول بطلب العلم من المهد إلى اللحد ، وأنّ الجنين بعد ولادته يؤذن في اُذنه اليمنى ، ويقام في اليسرى ( الأذان والإقامة ) ناظرة إلى هذا العلم في طريق القلب ، ولا يحقّ للمرء

أن يأخذ هذا العلم من أيٍّ كان ، بل فلينظر إلى طعامه ، أي إلى علمه ممّن يأخذه ، وإنّما يعاشر من يذكّره الله رؤيته ، ويزيد في علمه منطقه ، ويرغّبه في الآخرة عمله . وقد ورد في الأخبار : من أصغى إلى ناطق فقد عبده ، فإن نطق عن الله فقد عبد الله ، وإن نطق عن الشيطان فقد عبد الشيطان . وأمّا الروايات التي تقول : انظر إلى ما قال لا إلى من قال . وقوله تعالى : ( الَّذينَ يَسْتَمِعونَ القَوْلَ فَيَتَّبِعونَ أحْسَنَهُ )[1] ، ناظرة إلى طريق العقل والتفكّر ، فيحقّ للمرء أن يستمع الأقوال والآراء ليأخذ منها النافع ، وإنّه يتعوّذ من العلم الذي لا ينفع ، وإذا كانت الحكمة ضالّة المؤمن يأخذها ولو من رأس مجنون ، إنّما هي ناظرة إلى هذا المعنى ، فتدبّر.

وبعبارة اُخرى :

الرؤية الكونيّة ، ومشاهدة هذا العالم ، إمّا أن تكون بنزعة ماديّة أو بنزعة إلهيّة ، والتفكّر المادي سير من الخلق إلى الخلق بالخلق ، فالسائر يدور في عالم المادّة المحضة والهيولانيّة المظلمة . وأمّا التفكّر الإلهي النوراني فهو سير من الحقّ إلى الحقّ ، ومن الحقّ إلى الخلق ومن الخلق إلى الحقّ ومن الخلق إلى الخلق ، كلّ ذلك بالحقّ ، فهذه أسفار أربعة ، وهي إمّا من طريق العقل ، أو من طريق القلب ، فالأوّل يتلقّى المعارف والعلوم بالعقل والفكر والنظر ، وبالحركة من المراد إلى المبادي ومنها إليه . والثاني يتلقّاها بالقلب والمكاشفة ، وطريق الأوّل مسلك الحكماء والفلاسفة ، والثاني مسلك العرفاء وأصحاب الكشف والشهود ، وفرقٌ عميق بين المسلكين ، فالحكيم يفكّر فيفهم ، والعارف يبصر

فيشاهد ، فالأوّل سير غيبي ، والثاني سير شهودي . وما يقدّمه العارف أهمّ وأكثر ممّا يقدّمه الفيلسوف ، وربما الإنسان بلطف من الله سبحانه يجمع بين المسلكين ويصبح عارفاً حكيماً ، وهو الذي يسمّى بالكون الجامع ، فيجمع بين الفلسفة والعرفان وبين البرهان والشهود.

والسلوك العرفاني : تارةً بالأسباب والعلل الظاهريّة ، أي بمظاهر أسماء الله الحسنى ، صغارها تحت الكبار ، وكبارها تحت الإسم الأعظم ، واُخرى بالقلب . والأوّل طريق عامّ ، والثاني طريق خاصّ للخواصّ.

وبالأوّل يصل الإنسان إلى مقام يفيض عليه سرّاً ، فيلهم القلب الذي هو حرم الله وعرش الرحمن . وعنده مفاتح الغيب ، والمفتاح بيد القلب ، والله يكلّم الناس من وراء حجاب أو من الوحي والإلهام ، ويناجيهم في سرّهم ، ولكنّ الإنسان يتكلّم مع ربّه من دون واسطة فيناديه : يا ربّاه ، وتجاب دعوته . وهذا طريق الغيب وهو مفتوح دائماً ولا يُغلق ، وبه القلب يطمئنّ في كلّ الأحوال والظروف ، وحينئذ لا حجاب بين الإنسان وبين ربّه إلاّ الذنوب والمعاصي ، وأقرب الطرق إلى الله هو الحبّ والعشق القلبي ، وعزم الإرادة القلبيّة إلى الله سبحانه ، جامعاً بين الشريعة والطريقة والحقيقة ، وذلك العارف بالله حقّاً . ويعبد الله مخلصاً ، فإنّ العبادة بعد المعرفة ، ولمّا لم يمكن معرفة كنه الذات الربوبيّة ، فلا يمكن أن يعبد الله حقّ عبادته ، سواء النبيّ أو الوليّ أو العارف أو الحكيم ، فشعارهم ما عبدناك حقّ عبادتك ، وأن عبدوا الله حتّى أتاهم اليقين.

بعد بيان هذه المقدّمة الموجزة التي تشير إلى أهمّ العنصرين في الإنسان وهما : العقل والقلب ، وإشارة عابرة وخاطفة إلى

لوازمهما وكيفيّة تربيتهما لمن ألقى السمع وهو شهيد ، وتكفي الإشارة لمن يعقل ويريد.

نذكر أهمّ العوامل والأسباب التي لا بدّ من مراعاتها والالتزام بها لمن أراد أن يكون موفّقاً في حياته العلمية أو العملية ، الفردية أو الاجتماعيّة . كلّ حسب حاله وما تقتضيه حياته الخاصّة والعامّة.

ولا يخفى أنّ كلمة ( التوفيق ) مشتّقة من الوِفْق ، وهي لغة : بمعنى أن تكون الظروف والأعمال على وفق ومرام ما يبغيه المرء في حياته ، أي : كان الأمر صواباً موافقاً للمراد . مثلا : لو أراد الإنسان أن يسافر ، فإن تهيّأت الراحلة والزاد بسهولة وكما يرام ، فما أن خرج من داره إلاّ وحصل على سيّارة ، ثمّ رافقه في الطريق مصاحب أريحيّاً فاهماً ، ولم يعترضه ما يسيئه في السفر ، ووصل إلى مقصوده ، ونال ما ينتظره ويبغيه ، ورجع بسلامة ، فإنّه يقول : كنت موفّقاً في سفرتي هذه . ولكن إذا داهمته المصاعب ، وفشل في الوصول إلى مقصوده ، ورجع خائباً ، فإنّه يتأفّف ويتأسّف على أ نّه لم يكن موفّقاً في سفره.

والتوفيق اصطلاحاً بهذا المعنى اللغوي ، إلاّ أ نّه مع نظرة إلهيّة ويد غيبيّة ولطف خاصّ من الله سبحانه ، فإنّ أمير المؤمنين علي (عليه السلام) يقول : « عرفت الله بفسخ العزائم ونقض الهمم » ، وهذا يعني أنّ هناك قدرة حكيمة مدبّرة ، هي أولى بالتدبير ، وربما يعزم الإنسان على أمر فيفسخ ، ويهمّ بشيء فينقض ، وعسى أن تحبّوا شيئاً وهو كره لكم ، وأن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم ، فمن فوّض أمره إلى الله سبحانه فإنّه يتوفّق في حياته وينجح في

مسعاه ، وتتسهّل له طرق الخير ، فإنّ الله إذا أراد بعبد خيراً هيّأ له الأسباب ، فيسعد في نجاح سؤله ومأموله ويرشد في أمره ، ويسدّد خطاه ، ويصيب الخير ، ويكون مظهراً لتوفيق الله سبحانه وتعالى.

والإنسان في حياته إنّما هو في رحلة وسفر ، يحاول أن يكون موفّقاً في عمله ، وناجحاً في اُسرته ومجتمعه ، ولكن على المرء أن يسعى ليكون من أهل الخير حتّى تتاح له الظروف وتتهيّأ له الأسباب ويكون موفّقاً وناجحاً.

مع هذا هناك أسباب عامّة اتّفق عليه العقلاء أنّ من التزم بها ، مع حقّ المراعاة ، فإنّه يتوفّق في الحياة ، نشير إلى أهمّها ، وهي كما يلي :

---

[1]الزمر : 18.

[ كيف أكون موفقاً في الحياة ؟]

الأوّل - اغتنام الوقت والفرصة

المعروف أنّ كلّ شيء عند ضياعه وتلفه ، يمكن أن يعوّض ويُجبر ، إلاّ الوقت والزمان ، فهيهات للمرء أن يعوّض الوقت الضائع ، وقد يتصوّر الشباب أ نّهم خالدون في الحياة ، وتبقى لهم قوّة الشباب والنشاط ، فلا يثمّنون وقتهم الغالي وحيويّة نشاطهم ، ولكن من عرف الوقت وعرف قيمته وأ نّه يمرّ كما يمرّ السحاب فإنّه يغتنمه ، فأنطوان تشيخوف الكاتب الشهير قد كتب أكثر من ألف قصّة ، وخلّف من ورائه العدد الكبير من المؤلّفات ، والعدد الكثير يتألّف من الصغار ، فالعمر من السنين ، والسنون من الشهور ، والشهور من الأيّام ، والأيّام من الساعات ، والساعات من الدقائق ، والدقائق من الثواني ، والثواني من الآنات ، والآنات من اللحظات ، واللحظات كلمح البصر أو هو أقرب.

فاغتنم لحظات عمرك وشبابك قبل هرمك ، وسلامتك قبل سقمك ، وفراغك قبل شغلك . والوقت كالسيف إذا لم تقطعه قطعك ، ورأس المال

عمرك الغالي ، فلا تضيّع وقتك فيضيع عمرك ، ولا تضيّع عمرك فتندم ، يوم لا ينفع الندم ، فحاسب وقتك أشدّ الحساب ، ولا تبطله بالأباطيل والقال والقيل ، واللهو واللعب ، فما خلق الإنسان لذلك ، وخير الأوقات وقت الشباب ، وفاز ونجح من نظّم وقته ، وقسّمه على أعماله ، وإنّما حاز السبق ووصل إلى قمّة المجد والخلود من نظّم وقته ، كابن سينا وباسكال وشوبرت ، فعرف العظماء قيمة وقتهم ، فنظّموا أعمالهم ، وما أروع مقولة أمير المؤمنين (عليه السلام) موصياً ولديه الإمام الحسن والإمام الحسين (عليهما السلام) في آخر لحظات حياته الشريفة : « اتّقوا الله ، وعليكما بنظم أمركما » ، فلا بدّ من تنظيم الوقت ، ومن ثمّ نحاسب أنفسنا ، ونضع علامة الزائد ( + ) للساعات التي استفدنا منها ، وعلامة الناقص ( _ ) لتلك التي ذهبت من أيدينا هدراً ، ثمّ نسعى في المستقبل أن نُبدّل النواقص بالزوائد ، فإنّ بعض الساعات تسرق منّا ، وبعضها تؤخذ ، وبعضها تفرّ ، فالتي تفرّ لا سبيل لنا في قيدها ، ولكن يمكن الوقوف أمام سرّاق الوقت بكلّ بسالة ، فإنّهم شرّ السرّاق : فزان الرسّام الكبير الفرنسي كان يفرّ من الناس ليغتنم الفرص ، فإنّه كان يعتقد أ نّهم علائق وعوائق من اغتنام الفرص ، وتضييع الفرصة غُصّة ، فلا بدّ أن نتحذّر ممّن يريد أن يملي ساعات فراغه باللعب واللهو ، ويسرق أوقاتنا الغالية ، فلا نفتح لهم المجال ليعثوا في ساعات الحياة ، ويفسدوا عُمرنا الغالي العزيز ، وأخيراً من أتعب نفسه في شبابه استراح في شيبته.

الثاني - الأمل والرجاء في الحياة

من يئس من حياته فقد

خسر ، وانهوى من شموخ إنسانيّته ، والموت الحقيقي للإنسان هو موت اليأس ، فإنّه السيف البتّار ، واليأس إنّما هو القدم الأوّل إلى القبر ، وأنّ الأمل والمنى في الحياة كجناحي الطائر ، لولاهما لما حلّق الإنسان في سماء العظمة والخلود ، فإنّ الأمل القوّة المحرّكة نحو الأهداف السامية ، والدنيا قامت على الآمال المعقولة ، وستبقى على الآمال الصحيحة . وإنّما ينفع الأمل لو كان صادقاً مستقيماً نابعاً من الحقائق والواقعيات ، لا ما كان كاذباً منسوجاً بخيوط الأوهام والخيالات ، فإنّ مثل هذا الأمل كمثل سراب بقيعة يحسبه الظمآن ماءً ، وكمثل نقش ورسم الخبز بعين البؤساء الجياع ، فإنّه لا يُغني ولا يُسمن من جوع . والأمل الصادق ما يتعقّبه السعي والعمل المتواصل ، ولا تيأس في حياتك ، فلعلّ آخر مفتاح لا زال في جيب فكرك ، ليفتح لك أقفال مشاكل الحياة . ولا تيأس من روح الله ، فتوكّل على الله وتأمّل به ، وإلاّ فمن ضاع منه الأمل سينثني أمام مشاكل الحياة وصعابها ويفشل في مقاومتها ومكافحتها ، ويصاب بالانهيار وضعف الأعصاب ، وأخيراً الانتحار ، أو يعيش على هامش الحياة تافهاً عاطلا كلاّ على المجتمع.

الثالث - الهدف في الحياة والصبر من أجله

كلّ واحد منّا لا بدّ أن يكون له هدف في حياته ، يبرمج أوقاته بروح الأمل ليصل إلى الهدف المنشود ، والأهداف تختلف باختلاف الهمم والنفوس ، ومن لم يكن له هدف مقدّس في حياته ، فإنّه ضائع حيران في ألوان الإرادة والتصميم ، ومن يبغي القمّة والعظمة في حياته العلمية أو العملية ، فلا بدّ أن يكون له هدف واحد ، وتصميم واحد ، وأمل واحد ، ولا يصل الإنسان إلى

ما يبغيه بالتمنّي والترجّي وبلعلّ وليت ، إنّما بالسعي المتواصل والعمل الدؤوب والجهود المستمرّة ، ولا ينال وسام الموفّقية بسهولة ، بل بالجهد والنصب ، ولا بدّ من تربية الحواسّ الخمسة الظاهرية لكسب العلوم والفنون ، وكلّ من عظمت روحه ، فشعاره في الحياة إمّا الموت دون الهدف الصادق وإمّا الفوز والنصر بوصول الهدف الفائق ، فلا بدّ من إحدى الحسنيين . والرجل الواقعي من كان له شجاعة القول ، ومن قدُر أن يقتل اليأس في نفسه ، فإنّه لا يؤخّر عمل اليوم إلى غده ، فإنّ عمل اليوم لهذا اليوم ، وللغد أعماله ، ولا بدّ من الإرادة والتصميم والصدق والصبر والشجاعة.

فإنّ طارق بن زياد حين فتح الأندلس ، أحرق السفن من خلفه ، خاطباً في عسكره ، هاتفاً : « أ يّها الناس أين المفرّ ، البحر من ورائكم ، والعدوّ من إمامكم ، وليس لكم والله إلاّ الصدق والصبر » ، ومن طلب العلى سهر الليالي ، واشترى الآلام بنفسه ووجوده.

الحيوان ابن الدبّ حين مشيه أخذ يتفلسف مع اُمّه قائلا : أبغي المشي ولكن لا أدري هل أضع رجلي اليسرى على الأرض أو الرجلين الخلفية أو أمشي على الأربع ؟ فقالت له اُمّه : دع عنك التفلسف وسر.

إن كنت ترقى سلّم الإكبار *** فاختر لنفسك مركب الأخطارِ

سِر لا تعيق في المسير عوائق *** سِر فلا يُجديك قول حذارِ[1]

---

[1]من أشعار والدي العلاّمة المرحوم السيّد علي بن الحسين العلوي قدّس سرّه وأسكنه الله فسيح جنانه وحشره مع أجداده محمّد وآله.

الرابع - معرفة الطريق ووضوح المسلك

بعد تشخيص الهدف في الحياة لا بدّ من معرفة طريقة وكيفيّة السلوك والوصول إليه ، فمن عرف الطريق السليم ، وعمل وسار حتّى النهاية

، بكلّ نظم واستغلالا للفرص والوقت الثمين ، فإنّه يفوز وينجح في حياته ، فالحذر من تضييع الوقت والتبذير فيه ، وإنّ الحياة تعلّمنا كيف نعيش وكيف نموت ، وما دورنا في الحياة ، على الهامش ، أو من السطور وفي متن الحياة ، فإنّها تظهر المكنونات والاستعداد الباطني من القوّة إلى الفعل ، وإنّ الرجل مولود أفكاره وآماله وأمانيّه الصادقة ، التي يَجدّ بكلّ إخلاص ودقّة ، أن ينالها بعدما عرف صوابها وسلامتها ، وطوبى لمن عرف قدر نفسه ، كفى البكاء على الماضي ، ولا تغفل عن يومك هذا ، فإنّ الوقت أعزّ الأملاك ، وكم نغفل عن زراعة هذه الأرض الخصبة ، ونفلحها بالعمل الصالح والعلم النافع ، فلا بدّ لنا من اغتنام الوقت والأمل والرجاء ونصب الهدف والصبر ومعرفة الطريق . ولا بدّ من مراعاة هذه النقاط التالية :

1 _ العمل الفوري ، فخير البرّ عاجله.

2 _ لا ندع عمل اليوم إلى غد ، فإنّ غداً له أعماله وأفعاله.

3 _ ما نستطيع إتيانه لا نكلّف الآخرين بإتيانه.

4 _ لا بدّ من الطمأنينة في سرعة العمل ، فإنّ عدم الطمأنينة والعجلة ، ربما تورث الندم ، ويوجب تكرار العمل ، فلا بدّ لك أن تعتمد على نفسك بعد التوكّل على الله سبحانه وتعالى . وهذا أمر مهمّ جدّاً الاعتماد على النفس والتوكّل على الله ، فهما معاً ، والأوّل في طول الثاني ، والثاني مدبّر الأوّل ، فلا تغفل.

5 _ كلّ وقت له عمله الخاصّ ، فلا بدّ من وحدة العمل حتّى نهايته.

6 _ لا تذبذب ولا ترديد بعد معرفة سلامة الطريق وقداسة الهدف ، فإنّ التذبذب علامة ضعف الأخلاق ، والتصميم

على العمل وإن كان ضعيفاً ، فإنّه أنجح ممّن لا تصميم له.

7 _ لا تخف من الأمر العظيم ، فإنّ طلب ما هو عظيم ، يولّد فيك القوّة العظيمة.

8 _ لا بدّ من معرفة مكانة العمل ومحاسبة كلّ شيء ، فكثير من هوى وسقط في حياته إثر العجلة أو التأخير، وفي التأخير آفات.

9 _ انتهاز الفرص فإنّها زهور الحياة ، لولاها لذبلت ، ويمكن للمرء أن ينال ثروته المفقودة بالعمل ، وعلمه المنسي بالمطالعة ، ولكن لا سبيل له إلى الوقت المنقضي ، فإنّه مفقود الأثر في عالم الأبد . وإنّ الوقت يمرّ كما تمرّ السحاب.

10 _ لا بدّ من إحساس اللذّة والشوق في العمل ، فمن لم يستلذّ بعمله ، فقد سدّ على نفسه طريق تقدّمه وازدهاره ، والتذمّر والكسل سمّ قاتل لسلامة الروح والجسد ، وربما يتعب الإنسان من كسله أكثر من عمله ، وممّا يضيع الحقّ التضجّر والكسل.

11 _ لا تنتظر الفرص ، بل عليك بخلقها ، ولا تيأس ، فإذا يئست فأدم العمل ، فالرجل العظيم من كان قويّ الإرادة ، سالم الفكر ، سريع العمل ، قادر على تمركز قواه الدماغيّة ، معتمداً على نفسه ، متوكّلا على ربّه ، ينتفع من تجارب الآخرين ، يعيش بكلّ أمل وثقة . وأمّا ضعيف النفس فإنّه ينتظر الخوارق والمعاجز ، وقويّ النفس من يخلق المعاجز والخوارق ، والناجح في الحياة يعمل ثمّ ينتظر ، وغيره ينتظر ولا يعمل.

والتسليم إلى التقدير والحظّ حجّة من يفرّ من الجهد والعمل ، لا يسعى من أجل رفع الأخطاء في حياته ، والرجل الواقعي من يفكّر برفع مشاكله الحاضرة ، منتفعاً من الاشتباهات الماضية ، وليكن الفشل

جسر النصر ، والعلم بالخطر قبل حلوله ، بمنزلة السلاح لرفعه ، وضعيف النفس إنّما يفرش طريق سقوطه بمثل ( لو ) و ( إذا ) و ( لعلّ ) و ( ربما ) ، وقويّها من يتسلّق سلّم الصعود ، ولا يبالي بالانكسار ، فإنّ الكسر الكبير للرجل الكبير ، وإنّما الانكسار الواقعي عند قبوله الانكسار ، وإنهاك القوى أمامه . فلا بدّ من تحجيم وتحديد الانكسار ، فإنّه مثل باقي الاُمور من النسبيّات ، يمكن التغلّب عليها بالمثابرة والاستقامة والتفكّر السليم ، ومن ثمّ من العقل حفظ التجارب ، ويكون الانكسار تجربة الانتصار.

12 _ الحذر من التقليد الأصمّ الأبكم الأعمى ، فالرجل ذو الفكر السليم وقويّ التصميم ، لا يتحكّم في كيانه قيود الناس ، إذ القانون ينبع من فطرته ، ويتفجّر في أعماقه ، والتوفيق في الحياة ليس الذكاء الخارق ، بل استثمار الذكاء ، كالتاجر إنّما يربح في تجارته ، لو عرف كيف يستغلّ رأس ماله ، وإن كان قليلا ، فالتفكير الصحيح مفتاح الرُّقي ، فمن أراد العمل لا بدّ أن يعرف ما العمل ، وكيف العمل ، وماذا يعمل ، وما الهدف من العمل ؟ حتّى يتسلّق سُلّم الشموخ والعظمة والموفّقية ، ومن انكساره في الحياة يصنع جسراً ليعبر عليه ليصل إلى النصر المنشود ، والعظماء إنّما جنوا ثمار النصر من الانكسار في حياتهم ، فإنّهم كسبوا التجارب وخطّطوا في الزنزانات والسجون ، والعاقل من يحفظ التجارب ويستخدمها ، والطفل إنّما يتعلّم المشي على القدم بعد السقوط والعثرات عشرات المرّات.

فلا بدّ أن نقف أمام رياح الِمحَن ، كالجبل الراسخ ، وأمام سيل البلاء كالسدّ الرصين . ولا يحكم في

وجودك التقليد الأعمى ، كما لا تخاف السقوط ، بل بكلّ شهامة وبسالة نقاوم ونجاهد.

وإنّ التأريخ ليشهد أنّ آثار العظماء إنّما هي حصيلة السجون والمنفى والمهجر ، فتصنيف كتاب البؤساء إنّما كان في المنفى ، وتأريخ العالم كُتب في السجن ، وترجمة الإنجيل كان في قلعة وارتبورغ.

ويحقّ لنا أن نقلّد الآخرين في نتاجهم مع وعي وبصيرة . ولا نتوقّف في فلكها بل نتجاوزها للإبداع والخلق الجديد.

الخامس - الانتصار على الأتعاب الكاذبة

كلّ يعلم أنّ العمل متعب ، وربما يصاب المرء بالكسل والتضجّر والتعب ، وربما يكون ذلك كاذباً . فلا تلقِ نفسك في أحضان التعب ، لا سيّما الكاذب منه ، ولا تنتظر منه العطوفة ، بل لا بدّ من مصارعة مثل هذه الأتعاب حتّى الوصول إلى النهاية المقصودة ، وعلينا أن نفكّر بالانتصار دائماً ، فإنّ نابليون قبل انتصاراته في الحروب كان يفكّر في النصر ويخطّط لذلك ، إذ علم أنّ النصر لمن فكّر بالنصر ، والفكر إمّا من مقولة الفعل وذلك ما نخلقه ، وإمّا من مقولة الانفعال وذلك ما نتأثّر به من الآخرين ، والأوّل أفضل من الثاني ، والعاقل من يفكّر في أعماله ليل نهار ، ويعجز منه التعب ، ويملّ الصبر من صبره ، لقوّة إرادته وحدّة نشاطه وديموميّة عمله ، وضعيف النفس يبرء نفسه في كسله وانحطاطه ، بمثل هذه الكلمات : ( أتصوّر أنّ الحظّ لا يكون حليفي ) ، ( الأحوال ليست على ما يُرام ) ، ( لا وقت لي ) ، ( ما الفائدة من العمل في مثل هذه الظروف ) ، ( ما الفائدة من السعي والجهود إذا لم يكن التوفيق ) ، وأمثال ذلك.

ومن اعتقد أن التقدير هو

الحاكم المطلق في حياته ، فإنّه اعترف بضعف إرادته . فلا جبر ولا تفويض ، إنّما هو أمرٌ بين الأمرين.

أديسون المخترع امتحن اختراع الكهرباء أربعين مرّة ، حتّى أضاء الدنيا بصبره وضوئه.

وكبلر بعد تسعة عشر مرّة من إصلاح نظريّته أثبت حركة السيّارات ، وهذا بمعنى أ نّه انتصر بعد سقوطه ثمانية عشر مرّة . وأخيراً لا بدّ من الفوز على الأتعاب بكلّ حيلة ووسيلة.

السادس - تلقين النفس بالنجاح

من العوامل المؤثّرة في حياة من يبغي الكمال وفوز العمل وأن يكون موفّقاً ، هو تلقين النفس بالنجاح والانتصار ، فهو من مقوّمات الإرادة الفولاذيّة ، والإنسان مخلوق إرادته ، وتأريخ التمدّن البشري يشهد أنّ النجاح لمن قال في نفسه ( أقدر ) ، وغُلب من غلَبَته نفسه ، وأشجع الناس من غلب هواه ، والساقط من كان متزلزل الإرادة ، وعاشق الهدف تبقى شعلة العشق وهّاجة في وجوده ، وتضطرم بنفخها بأنفاس تلقين النجاح ، ويبقى الشعار : الإرادة ثمّ السعي ثمّ الوصول ، وهيهات منّا التسليم للانكسار والسقوط . وبيدك عزّتك وشرفك ، والعاقل غرائزه في خدمة إرادته ، والجاهل إرادته في خدمة غرائزه.

السابع - الإخلاص في العمل

فإنّ من أخلص في حياته في فكره وسلوكه مع ربّه ونفسه واُمّته ، فقد نال المُنى وفاز بالمقصود ، ومن غُرر الكلمات ( أخلص تنل ) ، ومن عاش بالحيلة والمكر والخديعة يموت بالفقر والهلاكة والخيبة . وأمّا من أخلص في علمه وعمله فإنّه ينال ما يبغيه من كماله وسعادته ، ويُحلّق في سماء الفضائل بجناحي التقدّم والازدهار ، حتّى يصل إلى إنسانيّته العلياء ، وتتجلّى فيه أسماء الله الحسناء ، ويقترب من ربّه قاب قوسين أو أدنى ...

وأخيراً طوبى لمن عرف قدر نفسه وحياته ، عاش سعيداً ومات سعيداً ، ودخل الجنّة سعيداً.

( وَما تَوْفيقي إلاّ بِاللهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإلَيْهِ اُنيبُ )[1].

وفّقنا الله وإيّاكم لمحابّه.

---

[1]هود : 88 .

الخاتمة

لا يخفى أنّ ما ذكرناه من عوامل التوفيق ، وأ نّه كيف يكون الإنسان موفّقاً في حياته ، إنّما هو باعتبار ما ثبت صحّته في علم النفس واتّفق عليه العقلاء ، كما دلّت عليه التجارب ، وأ نّه يتماشى مع فطرة الإنسان ، ولا يختصّ بقوم دون قوم ، أو فرد دون فرد ، أو دين دون دين ، أو عمل دون عمل ، أو حرفة ومهنة دون غيرهما ، بل أسباب سيّالة لكلّ الأشغال والمهن ، ولكلّ الملل والنحل ، حتّى الدهريين والمادّيين بمثل هذه الاُمور يتوفّقون في حياتهم المادّية ، فإنّ مثل ماركس ولينين يعتبران موفّقين في حياتهما الدنيوية ، فإنهما وصلا إلى ما يبغيان ، وإن كان ذلك باطلا ومزيّفاً وشيطانياً . فالكلّ يوفّق لو استعمل هذه العوامل السبعة ، بما يراه من معنى التوفيق.

ولكن في خاتمة المطاف حبّذا أن ننظر إلى التوفيق بمنظار ديني ومن خلال الإسلام وعلى ضوء مذهب أهل البيت

(عليهم السلام) ، لما نعتقده من أنّ العلم الصافي والمنهل العذب إنّما هو عندهم ، فهم معدن العلم وأساسه وأركانه ودعائمه وحقيقته وجوهره ، فمن أراد الحقّ والحقيقة والسعادة في الدنيا والآخرة إنّما عليه أن يطرق أبوابهم _ أبواب الله جلّ جلاله _ ويلج وليجتهم ويتمسّك بعروتهم وبحبلهم _ حبل الله _ فهم الصراط المستقيم ، وفي بيوتهم نزل الكتاب الكريم.

فمن هذا المنطلق الإسلامي نسلّط الأضواء مرّة اُخرى على مفهوم التوفيق وعوامله ، وذلك من خلال القرآن الكريم والسنّة الشريفة التي تعني قول المعصوم (عليه السلام) _ النبيّ والإمام (عليهما السلام) _ وفعله وتقريره ، وما توفيقنا إلاّ بالله الموفّق للصواب.

قال الله تعالى في كتابه الكريم عن لسان نبيّه : ( قالَ يا قَوْمِ أرَأيْتُمْ إنْ كُنْتُ عَلى بَيِّنَة مِنْ رَبِّي وَرَزَقَني مِنْهُ رِزْقاً حَسَناً وَما اُريدُ أنْ اُخالِفَكُمْ إلى ما أنْهاكُمْ عَنْهُ إنْ اُريدُ إلاّ الإصْلاحُ ما اسْتَطَعْتُ وَما تَوْفيقي إلاّ بِاللهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإلَيْهِ اُنيبُ )[1].

وصريح هذه الآية يدلّ على أنّ التوفيق إنّما هو من الله سبحانه ، ومن هذه الزاوية نرى أولياء الله سبحانه يدعون ربّهم بتضرّع وخفية ، أن يوفّقهم ، ويزيد في توفيقاتهم.

وإليك النماذج التالية :

قال أمير المؤمنين علي (عليه السلام) في غرر الحكم :

التوفيق عناية.

التوفيق رحمة.

التوفيق من جذبات الربّ.

التوفيق عناية الرحمن.

وقال (عليه السلام) :

عباد الله ، سلوا الله اليقين ، فإنّ اليقين رأس الدين ، وارغبوا إليه في التوفيق ، فإنّه اُسٌّ وثيق.

إنّ الله إذا أراد بعبد خيراً وفّقه لإنفاذ أجله في أحسن عمله ، ورزقه مبادرة مهله في طاعته قبل الفوت.

قال الإمام الباقر (عليه السلام) _ لمّا سئل عن ( لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إلاّ بالله ) ،

معناه :

لا حول لنا عن معصيه الله إلاّ بعون الله ، ولا قوّة لنا على طاعة الله إلاّ بتوفيق الله عزّ وجلّ.

وقال الإمام الكاظم (عليه السلام) :

إنّ أيوب النبيّ (عليه السلام) قال : يا ربّ ، ما سألتك شيئاً من الدنيا قطّ وداخلني شيء ، فأقبلت إليه سحابة حتّى نادته : يا أيوب ، من وفّقك لذلك ؟ قال : أنت يا ربّ.

قال أمير المؤمنين (عليه السلام) :

نحمده على ما وفّق له من الطاعة ، وذاد عنه من المعصية.

عنه (عليه السلام) _ في وصيّته لابنه الحسن (عليه السلام) في الاجتناب عن الشبهات _ :

وابدأ قبل نظرك في ذلك بالاستعانة بإلهك ، والرغبة إليه في توفيقك ، وترك شائبة أولجتك في شبهة ، أو أسلمتك إلى ضلالة.

كان الإمام زين العابدين والإمام الباقر (عليهما السلام) يدعوان بهذا الدعاء في كلّ يوم من شهر رمضان المبارك :

« اللهمّ صلِّ على محمد وآله ، ووفّقني فيه لليلة القدر على أفضل ما تحبّ أن يكون أحد من أوليائك وأرضاها لك ».

وفي دعائم مكارم الأخلاق لزين العابدين (عليه السلام) :

« اللهمّ وأنطقني بالهدى وألهمني التقوى ، ووفّقني للتي هي أزكى ، واستعملني بما هو أرضى ».

وعن أمير المؤمنين علي (عليه السلام) في ختام كتابه للأشتر :

« وأنا أسأل الله بسعة رحمته وعظيم قدرته على إعطاء كلّ رغبة أن يوفّقني وإيّاك لما فيه رضاه من الإقامة على العذر الواضح إليه وإلى خلقه ».

وفي ختام كتابه إلى قثم بن العباس قال (عليه السلام) :

وفّقنا الله وإيّاكم لمحابّه.

وعن الإمام الكاظم (عليه السلام) لرجل سأله : أليس أنا مستطيع لما كلّفت ؟ ما الاستطاعة عندك ؟ قال : القوّة على العمل . قال له (عليه

السلام) : قد اُعطيت القوّة إن اُعطيت المعونة . قال له الرجل : فما المعونة ؟ قال : التوفيق . قال فلِمَ إعطاء التوفيق ؟ قال : لو كنت موفّقاً كنت عاملا ، وقد يكون الكافر أقوى منك ولا يعطى التوفيق فلا يكون عاملا . ثمّ قال (عليه السلام) : أخبرني عنك من خلق فيك القوّة ؟ قال الرجل : الله تبارك وتعالى . قال العالم : هل تستطيع بتلك القوّة دفع الضرّ عن نفسك وأخذ النفع إليها بغير العون من الله تبارك وتعالى ؟ ثمّ قال : أين أنت عن قول العبد الصالح ( وَما تَوْفيقي إلاّ بِاللهِ ).

وعن الإمام الصادق (عليه السلام) :

ما علم رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن جبرئيل من قبل الله عزّ وجلّ إلاّ بالتوفيق[2].

وفي دعاء يوم السبت :

« اللهمّ إنّ هذا يوم قد أقبل ... أن تجعلني فيه ممّن استعصمك فعصمته ... واستوفقك فوفّقته ... »[3].

وفي مناجاة أمير المؤمنين (عليه السلام) :

« إلهي خلقت لي جسماً ، وجعلت لي فيه آلات اُطيعك بها وأعصيك واُغضبك بها وأرضيك ، وجعلت لي من نفسي داعية إلى الشهوات ، وأسكنتني داراً قد ملئت من الآفات ، ثمّ قلت لي : انزجر ، فبك أنزجر ، وبك أعتصم ، وبك أستجير ، وبك أحترز ، وأستوفقك لما يرضيك ، وأسألك يا مولاي ، فإنّ سؤالي لا يحفيك »[4].

وقال (عليه السلام) في وصيّته لولده الإمام الحسن (عليه السلام) :

« واعلم يا بنيّ ، إنّ أحبّ ما أنت آخذ به من وصيّتي تقوى الله والاقتصار على ما افترضه الله عليك ، والأخذ بما مضى عليه الأوّلون من آبائك والصالحون من أهل بيتك _ إلى

أن يقول : _ وابدأ قبل نظرك في ذلك بالاستعانة عليه بإلهك ، والرغبة إليه في توفيقك ... »[5].

وعن الإمام الصادق (عليه السلام) في بيان خلق العقل والجهل وجنودها ، يقول في آخر الحديث الشريف : « وفّقنا الله وإيّاكم لطاعته ومرضاته »[6].

وفي حديث عنوان البصري لمّا يحدّثه ويوصيه بوصايا لمريدي الطريق ، فيقول (عليه السلام) : « والله أسأل أن يوفّقك لاستعماله ثلاثة منها في رياضة النفس ، وثلاثة منها في الحلم ، وثلاثة منها في العلم ، فاحفظها وإيّاك والتهاون بها _ إلى آخر الحديث الشريف _ )[7].

وقال الإمام علي بن الحسين (عليهما السلام) لرجل : أ يّهما أحبّ إليك : استنقاذك أسيراً مسكيناً من أيدي الكافرين ، أو استنقاذك أسيراً مسكيناً من أيدي الناصبين ؟ قال : يا ابن رسول الله ، سل الله أن يوفّقني للصواب في الجواب . قال : اللهمّ وفّقه . قال : بل استنقاذي المسكين الأسير من يدي الناصب ، فإنّه توفير الجنّة عليه وإنقاذه من النار ، وذلك توفير الروح عليه في الدنيا ، ودفع الظلم عنه فيها ، والله يعوّض هذا المظلوم بأضعاف ما لحقه من الظلم ، وينتقم من الظالم بما هو عادل بحكمه . قال : وفّقت لله أبوك ، أخذته من جوف صدري لم تخرم ممّا قاله رسول الله (صلى الله عليه وآله) حرفاً واحداً[8].

وفي خبر اليهودي لمّا سئل رسول الله عن فائدة حروف الهجاء ، فقال النبيّ لعلي (عليه السلام) : أجبه . وقال : اللهمّ وفّقه وسدّده . فقال علي بن أبي طالب (عليه السلام) : ما من حرف إلاّ وهو اسم من أسماء الله عزّ وجلّ ، ثمّ قال

: ألف فالله الذي لا إله إلاّ هو الحيّ القيوم ، وأمّا الباء فباق بعد فناء خلقه ، وأمّا التاء فالثواب يقبل الثوبة عن عباده _ إلى آخر الخبر ، فراجع »[9].

وعن الإمام العسكري (عليه السلام) لمّا سئل عن الجبر والتفويض ، قال بعد بيانهما :

« ونحن نسأل الله أن يوفّقنا للثواب ويهدينا للرشاد »[10].

وعن الإمام الصادق في كتاب في التوحيد :

« بسم الله الرحمن الرحيم ، أمّا بعد ، وفّقنا الله وإيّاك لطاعته وأوجب بذلك رضوانه برحمته ... »[11].

وعن الإمام الباقر (عليه السلام) :

« الحمد لله الذي منّ علينا ووفّقنا لعبادته ، الأحد الصمد ، الذي لم يلد ولم يولد ، ولم يكن له كفواً أحد »[12].

هذا ولكي اُجمل لك القول مع تعميم الفائدة أكتفي بذكر الجملة التي فيها كلمة التوفيق بصيغة الدعاء المأثور عن الأئمة الأطهار أهل بيت رسول الله المختار (عليهم السلام) ، ناقلا ذلك عن بحار الأنوار كما جاء في ( المعجم المفهرس لألفاظ أحاديثه 29 : 21702 ) :

ج ص س

1 _ استوفقك فوفّقته 90 283 3

2 _ بك أحترز وأستوفقك لما يرضيك 94 107 10

3 _ بالله العصمة والتوفيق 5 22 10

4 _ ألهمني حسن اليقين والتوفيق 22 379 8

5 _ يا ربّ ، سلّمت وقبلت ومنك التوفيق 28 62 9

6 _ لأجهدنّ أن اُبيّن لك والله وليّ التوفيق 32 102 21

7 _ سل وأسأل الله العصمة والتوفيق 49 282 5

8 _ الحمد لله على هذه النعمة والتوفيق 50 76 11

9 _ ما أنعم _ بمثل ما أنعم به من التوفيق 70 69 17

10 _ ارغبوا إليه في التوفيق 77 293 10

11 _ إن شاء الله تعالى وبه التوفيق

82 60 5

12 _ أسألك شكر نعمتك في التوفيق 86 356 13

13 _ أسألك التواضع واليسر والتوفيق 87 65 34

14 _ من الله القوّة والتوفيق 87 109 20

15 _ إن لم تبتدئني الرحمة منك بحسن التوفيق 87 340 9

16 _ اللهمّ _ واملأ _ عزمي نور التوفيق 94 39 22

17 _ إلهي الرحمة منك بحسن التوفيق 94 243 16

18 _ اللهمّ منّ علينا بالتوبة والتوفيق 97 140 15

19 _ الرغبة والإنابة إليك والتوبة والتوفيق 97 160 6

20 _ ارزقني يا ربّ التوبة والتوفيق 98 56 10

21 _ ترزقني حسن التوفيق 98 271 10

22 _ عصمه الله بنور التأييد وحسن التوفيق 100 84 2

23 _ فاشفع لي بالرحمة والتوفيق 100 171 4

24 _ اللهمّ وأحسن لي التوفيق 100 218 16

25 _ إملأ عزمي نور التوفيق 102 95 18

26 _ اللهمّ أسألك التوفيق أن أطيعك 98 57 19

27 _ أسأل الله التوفيق بحسن العمل 101 327 21

28 _ ارزقني التوفيق في جميع اُموري 97 284 12

29 _ التوفيق في جميع اُموري كلّها للآخرة 87 298 10

30 _ العلم والحكم والتوفيق في قلوبنا 90 186 25

31 _ نسألك أن تجعل التوفيق لرضوانك 90 151 18

32 _ إليه أرغب في التوفيق لطاعته 74 74 17

33 _ لك الحمد والتوفيق للحمد منك 100 165 16

34 _ التوفيق للشكر نعمة يجب الشكر عليها 71 52 10

35 _ أسألك التوفيق لما تحبّ ربّنا وترضى 94 376 15

36 _ ارزقني التوفيق لما تحبّه وترضاه 98 154 21

37 _ التوفيق لما دعا إليه من سبيله 100 317 15

38 _ التوفيق لما وفّقت له شيعة آل محمّد 98 58 18

39 _ أنلتني من الدفاع عنّي

والتوفيق لي 95 242 4

40 _ أحسنت إليَّ من التوفيق لي 95 253 12

41 _ لم أذكر من إحسانك إلاّ التوفيق لي 95 257 19

42 _ حسن التوفيق لي وإسباغ النعمة عليَّ 102 103 21

43 _ فكمّل بالعون والتوفيق ما قصر عنه عملي 95 415 15

44 _ منك التوفيق والرضا والعون على الصبر 28 63 7

45 _ يا ربّ قبلت ومنك التوفيق والصبر 28 62 6

46 _ سلّمتُ ومنك التوفيق والصبر 28 62 16

47 _ ارزقني فيه التوفيق والعصمة 98 68 5

48 _ ارزقنا فيه الإنابة والتوفيق والقربة 98 102 4

49 _ عن الإمام الرضا (عليه السلام) سبعة أشياء بغير سبعة أشياء من الاستهزاء ...

ومن سأل الله التوفيق ولم يجتهد فقد استهزأ بنفسه 78 356 17

50 _ الله الموفّق 6 85 1

51 _ اهدنا صراط الذين أنعمت عليهم بالتوفيق 24 10 3

52 _ عرّفه الله الخير كلّه وأسعده بالتوفيق 51 356 10

53 _ إنّ للحقّ أهلا أصابوه بالتوفيق 33 393 17

54 _ ممّن سهّلت له طريق الطاعة بالتوفيق 94 128 13

55 _ اللهمّ اقرن اختياري بالتوفيق 94 383 20

56 _ اللهمّ صِل نيّتي بالتوفيق 102 162 23

57 _ والله يلطف لكم بالتوفيق برحمته 53 176 7

58 _ حتّى بادرتني بالتوفيق رأفتك 94 120 6

59 _ فأعنّي بالتوفيق على بلوغ رضاك 91 9 16

60 _ أنعمت عليهم بالتوفيق لدينك وطاعتك 68 78 18

61 _ امتحن فعضدته بالتوفيق والصواب 86 351 18

62 _ أنعم الله عليهما بالتوفيق والعصمة 13 188 19

63 _ تصديقاً لما أدركته العقول بتوفيق الله 3 167 14

64 _ قولوا الخير بتوفيق الله 5 95 8

65 _ كان تركه لها بتوفيق الله 5 95

8

66 _ لا قوّة لنا على طاعة الله إلاّ بتوفيق الله 5 203 11

67 _ منهم من ثبت على دينه بتوفيق الله 50 335 1

68 _ مشمولا بحفظ الله مؤيّداً بتوفيق الله 67 311 10

69 _ ذلك بتوفيق الله لهم 5 31 3

70 _ فكانوا مؤمنين بتوفيق الله لهم 5 221 23

71 _ فقل ذلك بتوفيق الله واحمده عليه 100 243 6

72 _ اللهمّ لا تنال طاعتك إلاّ بتوفيقك 85 228 5

73 _ لم يبلغ ذلك إلاّ بك وبتوفيقك 90 51 12

74 _ اللهمّ لك صُمنا بتوفيقك 96 312 13

75 _ أمّا إيماني فلا يضيع عندك وهو بتوفيقك 98 41 4

76 _ إقبالي بالثناء عليك فهو بتوفيقك 98 70 1

77 _ عرفت من ضعفي عن عبادتك إلاّ بتوفيقك 102 241 2

78 _ اللهمّ بتوفيقك أحضرتني النجاة 95 262 22

79 _ تولّينا بتوفيقك صيامه وقيامه على تقصير 98 175 11

80 _ اشدد بتوفيقك عزمي وسدّد فيه رأيي 91 271 1

81 _ ما قدّرت لي من أمر بتوفيقك فتمّمه 95 259 3

82 _ اللهمّ بتوفيقك قد أحضرتني الرغبة 95 243 18

83 _ تُعبد بتوفيقك وتُجحد بخذلانك 98 43 5

84 _ آثرتهم بتوفيقك ورعايتك 97 263 3

85 _ اللهمّ أسعدني بتوفيقك وعصمتك 91 271 19

86 _ اللهمّ فزهّدنا فيها بتوفيقك وعصمتك 94 152 24

87 _ أقمتني بتوفيقك وعونك وإحسانك 100 172 15

88 _ بتوفيقك يفوز الفائزون 91 187 13

89 _ بتوفيقك يفوز المتّقون ويتوب التائبون 101 344 8

90 _ سدّدكم جميعاً بتوفيقه 50 322 18

91 _ لا وسيلة إلى طاعته إلاّ بتوفيقه 85 308 9

92 _ الحميد المجيد نحمده بتوفيقه 98 45 11

93 _ توفّق لنا ما وفّقت

لهم من عبادك 99 347 20

94 _ اجعلني من أفضل _ عمل صالح توفّق له 97 160 1

95 _ توفّق لي صحبتهم مع أنبيائك المرسلين 95 270 19

96 _ أسألك أن توفّقنا وتخلّصنا بحجّتنا عندك 98 363 5

97 _ توفّقني لابتغاء الزلفة بموالاة أوليائك 86 350 14

98 _ توفّقني لتأديتها كما فرضت وأمرت به 102 170 2

99 _ توفّقني لسلوك محبّتك ومرضاتك 86 352 2

100 _ توفّقني لصالح العمل 90 282 21

101 _ توفّقني للاعتراف بأياديك ونعمك 86 353 7

102 _ إنّي أسألك _ أن توفّقني للأعمال الصالحة 97 163 11

103 _ توفّقني للرشد وترشدني إليه 87 317 8

104 _ توفّقني لما يرضيك عنّي 98 266 2

105 _ تطيل عمري وتوفّقني لما يرضيك عنّي 100 164 13

106 _ توفّقني لما ينفعني ما أبقيتني 90 153 5

107 _ توفّقهم على ما وافق الحقّ والعدل 77 192 10

108 _ توفّقهما لطاعتك _ وتنجيهما من عذابك 89 380 16

109 _ استرشدوه توفّقوا وترشدوا 39 293 2

110 _ نفسي _ أعنّي عليها بعصمة منك وتوفيق 95 415 18

111 _ اللهمّ إنّي أسألك _ توفيق الحمد 86 326 12

112 _ أدركته القلوب _ توفيق الله إيّاها 3 165 18

113 _ اللهمّ إنّي أسألك لهم توفيق أهل الهدى 85 227 23

114 _ اللهمّ إنّي أسألك توفيق أهل الهدى 91 198 21

115 _ المؤمن يحتاج إلى _ توفيق من الله 75 65 17

116 _ يهب لنا في سفرنا _ فقهاً وتوفيقاً 76 251 6

117 _ فكان توفيقاً من ربّي أن غمضت عيني 36 162 15

118 _ ارزقني شكراً وتوفيقاً وعبادة وخشية 98 247 14

119 _ فقلت : أحسن الله توفيقك 45 376

8

120 _ الحمد لله على توفيقك 49 79 16

121 _ بالاستعانة بإلهك عليه _ وفي توفيقك 77 204 8

122 _ أرني مصاديق إجابتك بحسن توفيقك 78 153 18

123 _ تسدّ فاقتي لهداك وتوفيقك 87 68 15

124 _ افتح لي أبواب توفيقك 89 376 5

125 _ تمنّ عليّ _ تسهيل أسباب توفيقك 91 20 22

126 _ أدم لنا توفيقك 92 254 7

127 _ إن لم تؤدّيني بصحبة توفيقك 94 160 21

128 _ أدم لنا توفيقك الذي به أطعناك 24 9 12

129 _ إلهي _ إن قطعت توفيقك خذلتني 94 122 5

130 _ سيّدي لولا توفيقك ضلّ الحائرون 94 170 4

131 _ عجّل توفيقك فإنّي أسعد الناس بذلك 33 79 11

132 _ ولولا توفيقك لم أهتدِ إلى معرفة التأويل 94 161 2

133 _ اللهمّ فأذقني من توفيقك ورفدك 94 238 3

134 _ أنلني من توفيقك وهداك ما نسلك به 98 161 18

135 _ حسن توفيقك ويسرك موفوراً عليّ 102 168 12

136 _ والله جلّ ثناؤه وليّ توفيقكم 53 151 4

137 _ من الله أسأل توفيقكم وإرشادكم 51 147 5

138 _ الله عوننا وعونك في إرشادنا وتوفيقنا 4 179 10

139 _ لا نجد على الصبرة قوّة إلاّ بمعونته وتوفيقه 12 352 14

140 _ قتل الشطر _ بمعونة الله _ وتوفيقه 12 352 12

141 _ فلن يخليه من توفيقه 21 123 9

142 _ ساُبيّن ذلك بعون الله وتوفيقه 26 3 13

143 _ كلّما ذكرته من تأييده وتوفيقه 46 57 9

144 _ زاد الله في توفيقه 51 359 11

145 _ الحوائج _ تقضى كلها بمشيئة الله وتوفيقه 59 95 9

146 _ حمد الله عزّ وجلّ وكبّره على توفيقه 70 70

8

147 _ إنّ ما تأتيه من خير فبفضل الله وتوفيقه 70 392 11

148 _ لا تطيق شكرها إلاّ بعون الله وتوفيقه 74 6 8

149 _ يا كميل أنا أحمد الله على توفيقه 77 419 5

150 _ يستحبّ صيامه شكراً لله على توفيقه 98 357 9

151 _ إنّه ليس له قوّة _ إلاّ بعصمة الله وتوفيقه 99 124 13

152 _ الحمد لله على هدايته وتوفيقه 100 283 22

153 _ امضِ على بركة الله _ وحسن توفيقه 101 252 10

154 _ فائزاً برضوان الله _ وكلاءته وتوفيقه 102 158 4

155 _ إحمدوا الله على توفيقه إيّاكم 26 289 5

156 _ أسأله توفيقه لإرشاد أمري 44 213 20

157 _ زاد الله توفيقه للناس 85 211 17

158 _ رحمته توفيقه لمولاه محمد وآله 92 183 14

159 _ فاشكر الله على توفيقه وعصمته 70 23 11

160 _ ربّي الله وما توفيقي إلاّ بالله 40 175 18

161 _ نقش خاتمه _ وما توفيقي إلاّ بالله 46 14 9

162 _ وما توفيقي إلاّ بالله عليه توكّلت 33 59 21

163 _ وما توفيقي إلاّ بك فلا تكلني إلى نفسي 94 134 11

164 _ فأسألك توفيقي لما يوجب ثوابك 94 163 9

165 _ فإنّك وليّ توفيقي وبيدك أمري وناصيتي 90 283 12

166 _ بك _ ثقتي وتوفيقي وحولي وقوّتي 102 169 1

167 _ فبتوفيقه قام القائمون بطاعته 95 453 12

168 _ وقتلا في سبيلك مع وليّك فوفّق لنا 98 117 15

169 _ استوفقك فوفّقته 90 283 4

170 _ عرفت _ أصل الدين فوفّقك الله 24 286 17

171 _ لمحاسن الأخلاق فوفّقني 86 212 6

172 _ اللهمّ فوفّقني بما سبق لي من الحسنى 98 34

2

173 _ اللهمّ وما كتبت عليّ من خير فوفّقني فيه 90 135 10

174 _ فوفّقني لإقامة دينك وإحياء سنّة نبيّك 49 131 21

175 _ إلهي أنت لما اُحبّ فوفّقني لما تحبّ 94 94 12

176 _ اللهمّ فوفّقني لما يؤمنني مكرك 90 13 22

177 _ لعبادتك فوفّقني وفي الفقه فاستعملني 95 182 22

178 _ فوفّقه الله فقال : يا ربّ لا إله إلاّ أنت 26 330 12

179 _ اُخرج من الجنّة فوفّقه الله للتوبة 97 109 10

180 _ فإنّي _ لتوفيقك إيّاي بحمدك شاكر 95 264 16

181 _ سألني بعضهم _ لوفّقتهم وعصمتهم 13 235 13

182 _ أدعو الله بمحمّد وآله الطيّبين ليوفّقه 42 26 4

183 _ اللهمّ يا موفّق يا حيّ يا قيّوم 97 227 7

184 _ اكتبني عندك سعيداً موفّقاً للخير 89 377 18

185 _ اكتبني عندك مرزوقاً موفّقاً للخيرات 90 135 16

186 _ بل هادياً موفّقاً مهديّاً 38 22 13

187 _ والله موفّقك لذلك برحمته 53 177 4

188 _ ألحقنا بهم _ عابدين موفّقين مسدّدين 95 232 10

189 _ يا سلمان إنّ الله صدق قيلك ووفّق رأيك 9 289 2

190 _ شكر لما وفّق عبده للخير 6 68 7

191 _ اللهمّ _ اعفِ عنّي وسدّدني ووفّق لي 100 424 1

192 _ اللهمّ ووفّق لي إجابتك 91 23 18

193 _ ووفّق لي بأسماءك الحسنى 94 352 19

194 _ وفّق لي بمنّ منك صلاح ما أؤمّل في نفسي 101 212 23

195 _ اللهمّ وفّق لي فيه الخيرة في عافية 91 257 9

196 _ وفّق لي يا ربّ جميع قضائك 76 237 10

197 _ وفّق لي ليلة القدر على أفضل ما رآها أحد 98 71 12

198

_ اللهمّ وفّق لي ما كان فيها من يسر 76 264 11

199 _ لك الشكر والمنّة على ما قدّرت ووفّقت 92 28 13

200 _ ارزقني التوفيق لما وفّقت آل محمّد 98 67 5

201 _ التوفيق لما وفّقت له شيعة آل محمّد 98 53 9

202 _ وفّقني لما وفّقت له محمّداً وآل محمّد 98 58 22

203 _ اللهمّ لا تضلّنا بعد أن وفّقتنا 91 25 24

204 _ لك الحمد بما وفّقتني 98 257 15

205 _ كلّما وفّقتني بخير فأنت دليلي عليه 102 55 15

206 _ وفّقتني بعلمك لرضاك ومحبّتك 95 313 8

207 _ اللهمّ _ وفّقتني لدعائك فصلّ على محمّد 98 207 19

208 _ وفّقتني لذلك في مبتدأ خلقي تفضّلا منك 98 299 1

209 _ لك المنّ عليّ إذ وفّقتني لذلك وهديتني له 100 326 19

210 _ كما وفّقتني لزيارتي _ فاعطني مناي 100 340 12

211 _ اللهمّ _ وفّقني للإيمان بنبيّك 102 182 2

212 _ وفّقتني لما يزلفني لديك 97 316 4

213 _ وفّقتني لمعرفة وحدانيّتك 91 7 22

214 _ كلّما وفّقتني له من خير أحمله وأطيقه 94 131 18

215 _ رزقتني ووفّقتني له وسترتني 90 178 4

216 _ كما وفّقتني لوفادتي فاعطني سؤلي 100 300 13

217 _ لك المنّ بما وفّقتني وعرفتني أئمّتي 100 203 21

218 _ أنت الذي بلّغتني ووفّقتني وكفيتني 101 189 16

219 _ لا تدع لنا كبيراً إلاّ وفّقته 92 371 23

220 _ لا يعرف من نعتك إلاّ ما وفّقته إليه 95 421 2

221 _ استجبت له دعوته ووفّقته واصطفيته 98 247 19

222 _ وفّقتهم لطاعتك وجنّبتهم معصيتك 95 437 15

223 _ وفّقني لما وفّقتهم له 97 182 8

224 _ فقال

رسول الله _ سدّدك الله ووفّقك 22 280 1

225 _ يسّرك للخير ووفّقك لطاعته 88 311 11

226 _ وفّقك لما يحبّ ويرضى فإنّه كريم 83 374 11

227 _ قال _ وفّقكم الله سلّمكم الله قبلكم الله 22 455 13

228 _ وفّقنا الله _ لما يحبّ ويرضى 5 81 19

229 _ وفّقنا الله وإيّاك 96 204 15

230 _ وفّقنا الله وإيّاكم لصالح العمل 33 541 13

231 _ اللهمّ وفّقنا في يومنا هذا 83 113 20

232 _ وفّقنا لصالح الأعمال والصواب 90 339 5

233 _ اللهمّ وفّقنا لكلّ مقام محمود 100 382 6

234 _ اللهمّ وفّقني لعمل الأبرار 97 270 24

235 _ وفّقني لقراءة كتابك 98 118 15

236 _ الحمد لله الذي وفّقني لقصد وليّه 102 163 13

237 _ اللهمّ وفّقني لكلّ شيء يرضيك عنّي 91 84 14

238 _ وفّقني لكلّ مقام محمود تحبّ أن تدعى فيه 91 84 16

239 _ وفّقني للاستعداد للموت قبل أن ينزل بي 90 312 2

240 _ وفّقني للأعمال الصالحة 97 263 22

241 _ وفّقني للأمر الرشيد 87 239 3

242 _ الحمد لله الذي وفّقني للإيمان 100 163 4

243 _ وفّقني للحمد على نعمتك 89 379 5

244 _ وفّقني للعمل بما يقضي حقّ يدك في هبته 98 36 2

245 _ اللهمّ وفّقني للقيام بأداء حقّك 101 232 10

246 _ وفّقني للقيام بأداء فرائضك وأوامرك 97 298 2

247 _ وفّقني لما أوجبت عليّ من كلّ ما يرضيك 93 320 11

248 _ اقضِ عنّي ديني ووفّقني لما يرضيك عنّي 98 260 22

249 _ وفّقني لما يقرّبني إليك 86 343 13

250 _ وفّقني لما ينفعني 90 211 9

251 _ وفّقني لموالاة أوليائكم 46 279 9

252

_ اُريد الخير _ فأعنّي عليه ووفّقني له 95 415 21

253 _ فيسّره وسهّله ووفّقني له ووفّقه لي 91 227 8

254 _ وفّقني من منافع الدنيا والآخرة 95 461 14

255 _ يا من وفّقني وهداني 94 392 23

256 _ وفّقني يا ربّ أن أستقيم 87 256 3

257 _ وفّقه الله أن يعمل بما ورد عليه 50 322 11

258 _ من وفّقه الله _ كان سعيداً 33 270 13

259 _ وفّقه الله للرشاد وسدّده للحسنى 78 104 9

260 _ من وفّقه الله ومنّ عليه نوّر قلبه 44 100 15

261 _ اللهمّ وفّقه _ في الدنيا 2 9 18

262 _ وفّقه لأداء ما افترض الله عليه 96 10 13

263 _ وفّقه لتأمّل التدبير في صنعة الخلائق 3 60 17

264 _ وفّقه لجواب يسلم معه دينه وعرضه 71 12 10

265 _ فمن قرأه وفّقه لصالح الأعمال 94 382 19

266 _ يسعد الله من يسعد إذا وفّقه لقبول موعظته 17 306 7

267 _ قال ومن يطيق ذلك ؟ قال : من وفّقه له 93 142 5

268 _ فطوبى لمن وفّقه وسدّده 74 11 6

269 _ لو أنّ أشياعنا وفّقهم الله لطاعته 53 177 17

270 _ وفّقهم بمنّه لأداء ما فرض عليهم 95 453 11

271 _ لا يوفّق الخير للخير إلاّ هو 97 249 14

272 _ فليس يوفّق للخير إلاّ الله 77 267 9

273 _ لا يوفّق للخير إلاّ أنت 97 162 21

274 _ أجل إنّ الله يوفّق من يشاء ويؤمن عليه 100 243 5

275 _ رجوت أن يوفّقك الله فيه لرشدك 77 203 14

276 _ الله أسأل أن يوفّقك لاستعماله 1 226 5

277 _ فسلوا الله أن يوفّقكم فيه

لطاعته 96 341 12

278 _ أسأل الله أن يوفّقنا أبداً للأعمال الصالحات 97 162 20

279 _ نسأل الله أن يوفّقنا للثواب 2 226 2

280 _ نسأل الله أن يوفّقنا للصواب 5 21 3

281 _ يا ابن رسول الله سل الله _ يوفّقني 2 9 18

282 _ استقدر الله أن يوفّقني لرضاه 91 263 22

283 _ له على الله أن يوفّقه لكلّ خير 27 123 8

284 _ إنّ الأنبياء والأئمّة يوفّقهم الله 25 127 1

285 _ لا يوفّقهم إلاّ أنت 97 304 4

286 _ وفّقنا الله وإيّاكم لمحابّه والسلام 33 497 21

هذا غيض من فيض ممّا يدلّ على أنّ التوفيق من الله سبحانه ، ولا بدّ من طلبه ومن الدعاء والتوسّل بالله وبأوليائه أن يوفّقنا في الحياة ويزيد في توفيقاتنا بكلّ ما للتوفيق من معنى ومصاديق.

---

[1]هود : 88.

[2]الروايات نقلتها عن ميزان الحكمة 10 : كلمة التوفيق فراجع.

[3]البحار 87 : 283.

[4]البحار 91 : 107.

[5]البحار 1 : 223.

[6]المصدر : 111 و 159.

[7]المصدر : 226.

[8]البحار 2 : 9.

[9]المصدر : 320.

[10]المصدر : 226.

[11]البحار 3 : 152.

[12]المصدر : 225.

آثار التوفيق و معناه :

لكلّ علّة معلول ، ولكلّ أثر مؤثّر ، ولكلّ شيء آثار ، وعلائم وآثار التوفيق في الحياة ، وهي كما في الأخبار المرويّة عن أهل البيت (عليهم السلام) كما يلي :

عن أمير المؤمنين علي (عليه السلام) :

التوفيق رأس السعادة.

التوفيق أوّل النعمة.

التوفيق قائد الصلاح.

التوفيق أشرف الحظّين.

التوفيق رأس النجاح.

بالتوفيق تكون السعادة ، التوفيق مفتاح الرفق.

من أمدّه التوفيق أحسن العمل.

من لم يمدّه التوفيق لم ينسب إلى الحقّ.

كيف يتمتّع بالعبادة من لم يعنه التوفيق.

لا ينفع اجتهاد بغير توفيق.

لا نعمة كالعافية ، ولا عافية كمساعدة التوفيق.

قال الإمام الصادق (عليه السلام) ، في قوله تعالى : ( وَما

تَوْفيقي إلاّ بِاللهِ ) ، وقوله : ( إنْ يَنْصُرُكُمُ اللهُ فَلا غالِبَ لَكُمْ وَإنْ يَخْذُلُكُمْ فَمَنْ ذا الَّذي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ ) :

إذا فعل العبد ما أمره الله عزّ وجلّ به من الطاعة كان فعله وفقاً لأمر الله عزّ وجلّ وسمّى العبد به موفّقاً ، وإذا أراد العبد أن يدخل في شيء من معاصي الله فحال الله تبارك وتعالى بينه وبين تلك المعصية فتركها ، كان تركه لها بتوفيق الله تعالى ذكره ، ومتى خلّى بينه وبين تلك المعصية فلم يحل بينه وبينها حتّى يرتكبها فقد خذله ولم ينصره ولم يوفّقه.

وقال أمير المؤمنين علي (عليه السلام) :

من التوفيق حفظ التجربة.

من التوفيق الوقوف عند الحيرة.

إنّ من النعمة تعذّر المعاصي.

كما أنّ الجسم والظلّ لا يفترقان ، كذلك الدين والتوفيق لا يفترقان.

أ يّها الناس إنّه من استنصح الله وفّق ، ومن اتّخذ قوله دليلا هدي للتي هي أقوم ، فإنّ جار الله آمن ، وعدوّه خائف.

من استنصح الله حاز التوفيق.

من كان له من نفسه يقظة ، كان عليه من الله حفظة.

وعنه (عليه السلام) ، من كتابه إلى عثمان بن حنيف مخاطباً للدنيا : هيهات ، من وطئ دحضك زلق ، ومن ركب لُججك غرق ، ومن ازورّ عن حبائلك وفّق.

التوفيق والخذلان يتجاذبان النفس ، فأ يّهما غلب كانت في حيّزه.

التوفيق ممدّ العقل ، الخذلان ممدّ الجهل[1].

وعن الإمام الصادق (عليه السلام) ، في تعريف الجهل _ إلى أن قال _ :

ومفتاح العلم الاستبدال مع إصابة موافقة التوفيق[2].

يقول العلاّمة المجلسي (قدس سره) في بيانه :

ومفتاح الجهل الرضاء بالجهل والاعتقاد به وبأ نّه كمال لا ينبغي مفارقته ، ومفتاح العلم طلب تحصيل العلم بدلا عن الجهل ، والكمال بدلا عن

النقص ، وينبغي أن يعلم أنّ سعيه مع عدم مساعدة التوفيق لا ينفع فيتوسّل بجنابه تعالى ليوفّقه.

وعن النبيّ (صلى الله عليه وآله) ، في حديث لقاء موسى الخضر (عليهما السلام) :

فقال موسى : أوصني . فقال الخضر : يا طالب العلم ، إنّ القائل أقلّ ملالة من المستمع ، فلا تملّ جلساءك إذا حدّثتهم _ إلى أن يقول _ : ولا تكوننّ مكثاراً بالمنطق مهذاراً ، إنّ كثرة المنطق تشين العلماء وتبدي مساوي السخفاء ، ولكن عليك بذي اقتصاد ، فإنّ ذلك من التوفيق والسداد[3].

وعن الإمام الكاظم (عليه السلام) ، في خبر طويل مع هشام :

« يا هشام ، مجالسة أهل الدين شرف الدنيا والآخرة ، ومشاورة العاقل الناصح يمن وبركة ورشد وتوفيق من الله ، فإذا شدّ عليك العاقل الناصح فإيّاك والخلاف ، فإنّ في ذلك العطب »[4].

وفي علم الأئمة الأطهار (عليهم السلام) ، عن سورة بن كليب ، قال : قلت لأبي عبد الله

(عليه السلام) : بأي شيء يفتي الإمام ؟ قال : بالكتاب . قلت : فما لم يكن في الكتاب ؟ قال : بالسنّة . قلت : فما لم يكن في الكتاب والسنّة ؟ قال : ليس شيء إلاّ في الكتاب والسنّة . قال : فكرّرت مرّة أو اثنتين . قال : يسدّد ويوفّق ، فأمّا ما تظنّ فلا.

وعن خيثم ، عن أبي عبد الله (عليه السلام) ، قال :

قلت له : يكون شيء لا يكون في الكتاب والسنّة ؟ قال : لا . قال : قلت : فإن جاء شيء ؟ قال : لا ، حتّى أعدت عليه مراراً . فقال : لا يجيء ، ثمّ قال _ بإصبعه _

: بتوفيق وتسديد ، ليس حيث تذهب ، ليس حيث تذهب.

قال العلاّمة المجلسي في بيان الخبر :

بتوفيق وتسديد ، أي : بإلهام من الله وإلقاء من روح القدس ، كما يأتي في كتاب الإمامة ، وليس حيث تذهب من الاجتهاد والقول بالرأي[5].

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) في شأن أمير المؤمنين عليّ (عليه السلام) : أحبّوه لحبّي ، وأكرموه لكرامتي ، وأطيعوه لله ورسوله ، واسترشدوه توّفقوا وترشدوا ، فإنّه الدليل لكم على الله بعدي[6].

التوفيق من السعادة 78 12 3

العبادات توجب التوفيق من الله 69 313 12

مشاورة العاقل الناصح توفيق من الله 75 102 4

من وفّقه الله _ كان سعيداً 33 270 13

من وفّقه الله ومنّ عليه _ نوّر قلبه 44 100 15

---

[1]الروايات نقلتها من ميزان الحكمة 10 : 590.

[2]البحار 1 : 93.

[3]البحار 1 : 227.

[4]البحار 1 : 155.

[5]البحار 2 : 175.

[6]تفسير فرات الكوفي : 319.

زبدة الكلام :

[خلاصة]

خلاصة ما يستفاد من هذه الأدعية والروايات الشريفة : أنّ التوفيق الإلهي منه ما هو عامّ من مظاهر الرحمانية الإلهية العامّة التي تعمّ وتشمل المؤمن والكافر ، وذلك من العدل الإلهي ، والإنسان باختياره إذا أحسن حسن الاستعمال من هذا التوفيق العامّ ، فإنّه يحوز على التوفيق الخاصّ الذي هو من مظاهر الرحيميّة الخاصّة بالمؤمنين في دنياهم وآخرتهم ، فتشمله التوفيقات الخاصّة التي تجذبه إلى قاب قوسين أو أدنى ، حتّى يدخل في حضيرة القدس في مقعد صدق عند مليك مقتدر ، فيه ما تشتهي الأنفس وتلذّ الأعين ، ورضوان الله أكبر . ويشير إلى ذلك مثل قوله (عليه السلام) : « اللهمّ إنّي أسألك توفيق أهل الهدى » ، فهذا من التوفيق الخاصّ ، فمن كان من

أهله يدرك ذلك ويسعد في حياته وبعد مماته ، والتوفيق سعادة ، إلاّ أ نّه لا بدّ من إرادة ذلك كما ورد « اُريد الخير فأعنّي عليه ووفّقني له » ، ثمّ الاجتهاد بعد الدعاء وطلب ذلك من الله سبحانه لما ورد عن الإمام الرضا (عليه السلام) : « من سأل الله التوفيق ولم يجتهد فقد استهزأ بنفسه »[1].

وكان مع رسول الله خلق يوفّقه ( 25 / 68 / 15 ) ، وروح يوفّقه ( 25 / 68 / 15 ) ، الروح هو مع الأئمة يوفّقهم ويسدّدهم ( 25 / 67 / 8 ) وهذا من التوفيق الخاصّ.

وأمّا مصاديق التوفيق في منطق الإسلام وعلى لسان الله ورسوله وأهل بيته (عليهم السلام) ، فنستخرجها إجمالا من الأدعية التي ذكرناها ، كما فيها كنوز ومباحث مختلفة يقف عليها الذكيّ الألمعيّ ، فنحيل ذلك إلى القرّاء الكرام ، ومن الله التوفيق والسداد.

وأمّا المصاديق فمنها : حسن اليقين ، التسليم والقبول والعصمة ، النعمة ، شكر النعمة ، نور ، رحمة ، الإطاعة ، حسن العمل ، جميع الاُمور للآخرة ، قرين العلم والحكم في القلوب ، رضوان الله ، حمد الله ، ما يحبّه الله ويرضاه ، لما دعا إليه من سبيله ، ما وفّق له شيعة آل محمد (عليهم السلام) ، دفاع الله ، إحسان الله ، إسباغ النعمة ، تكميل النواقص ، الرضا والعون على الصبر ، الإنابة والقربة ، الصراط المستقيم ، معرفة الخير كلّه ، السعادة تسهيل طريق الطاعة ، النيّة الصالحة ، رأفة الله ، بلوغ رضا الله ، نعمة الدين والطاعة ، الصواب ، الإدراك ، ترك المحرّمات ، الإثبات على

الدين ، حفظ الله وتأييده ، الإيمان ، نيل الطاعة ، الصوم ، عدم إضاعة الإيمان ، حمد الله والثناء عليه ، القوّة على العبادة ، النجاة ، القيام ، شدّة العزم وسداد الرأي ، تمام العمل ، حضور الرغبة ، عبادة الله ، رعاية الله ، الزهد في الدنيا ، الفوز ، التوبة ، صحبة الأنبياء والمرسلين ، الخلاص ، ابتغاء الزلفة بموالاة أولياء الله ، أداء الصلاة كما هي مفروضة ، سلوك محبّة الله ومرضاته ، الأعمال الصالحة ، الاعتراف بأيادي الله ونعمه ، الرشد والإرشاد ، إطالة العمر ، النفع في الحياة ، موافقة الحقّ والعدل ، النجاة من العذاب ، توفيق الحمد ، توفيق أهل الهدى ، الفقه ، الشكر والخشية ، مصاديق الإجابة ، سدّ الفاقة والفقر ، فتح الأبواب ، تسهيل الأسباب ، إدامة التوفيق ، مصاحبة التوفيق ، الهداية ، معرفة التأويل ، رفد الله ، وفور النعمة ، العون الإلهي ، قوّة الصبر ، زيادة التوفيق ، قضاء الحوائج ، الخير ، بركة الله ، كلاءة الله ، إرشاد الأمر ، التوكّل على الله ، الثواب ، الثقة بالله ، القيام بالطاعة ، القتل في سبيل الله مع وليّ الله ، معرفة أصل الدين ، محاسن الأخلاق ، سبق الحسنى ، إحياء سنّة النبيّ (صلى الله عليه وآله) ، الأمان من مكر الله ، استعمال الفقه ، الذكر ، التوفيق للتوبة والخيرات ، الهداية ، صواب الرأي ، عفو الله ، إجابة الدعاء ، صلاح ما يؤمّله الإنسان ، الخيرة في عافية ، درك ليلة القدر ، اليُسر ، توفيقات آل محمد (عليهم السلام) ، توفيقات الشيعة

، عدم الضلال ، دلالة الله على الخير ، فضل الله ، زيارة أولياء الله ، إعطاء المنى ، الإيمان بالنبيّ ، معرفة الوحدانية ، تحمّل الخير وطاقته ، ستر الله ، الوفادة على الله ، معرفة الأئمة الأطهار (عليهم السلام) ، كفاية الله ، معرفة صفات الله ، اصطفاء الله واستجابة الدعاء ، اجتناب المعاصي والآثام ، اليسر للخير ، صالح العمل ، المقام المحمود ، عمل الأبرار ، قراءة القرآن الكريم والتدبّر فيه ، زيارة الأئمة (عليهم السلام) ، كلّ ما يرضي الله ، الاستعداد للموت قبل حلوله ، الأمر الرشيد ، الحمد على النعم الإلهيّة ، وأداء شكر النعم عملا وقولا ، أداء حقّ الله وفرائضه وأوامره ، قضاء الدين ، ما فيه النفع والقربة إلى الله سبحانه ، موالاة أولياء الله ، إرادة الخير ، تسهيل الاُمور ، منافع الدنيا والآخرة ، الاستقامة ، العمل بما ورد عليه من الله سبحانه ، التسديد للحُسنى ، نورانية القلب ، التأمّل في صنع الخلائق ، صحّة الجواب وسلامته ، قبول الموعظة ، فهذه جملة ما ورد في مصاديق التوفيق الإلهي وعلائمه ، نسأله أن يوفّقنا وإيّاكم لمحابّه وما يرضاه ويسعدنا في الدارين ، ويرزقنا خير الدنيا والآخرة ، إنّه حميد مجيد.

هذا إجمال ما أردنا بيانه في أصل التوفيق ومعناه من منظار الإسلام ، وأمّا أسبابه فنشير إليها بكلّ إيجاز وإشارة ، بذكر بعض الآيات الكريمة والروايات الشريفة ، وعلى المطالع أن يرجع إلى المطوّلات من الكتب الروائية في هذا الباب ، كبحار الأنوار لشيخنا الأجل العلاّمة المجلسي قدّس سرّه الشريف ، والله الموفّق للصواب.

---

[1]البحار 75 : 356.

_ اغتنام الفرصة :

جاء الإسلام ليكوّن للمسلم حياة سعيدة

، فدعاه إلى النشاط والحيوية والفرح المعقول ، ونهاه عن التضجّر والكسل والحزن المذموم ، الذي يُعدّ من وساوس الشيطان وتسويلاته ، وأمره أن يغتنم الفرص وينتهزها ، كما يغتنم خمساً قبل خمس ، كما ورد في الحديث النبويّ الشريف لأبي ذرّ الغفاري ، فقال (صلى الله عليه وآله) :

« يا أبا ذرّ ، اغتنم خمساً قبل خمس : اغتنم شبابك قبل هرمك ، وفراغك قبل شغلك ، وصحّتك قبل سقمك ، وغناك قبل فقرك ، وحياتك قبل مماتك ».

وأمّا اغتنام الفرصة ، فقد قال أمير المؤمنين علي (عليه السلام) :

« انتهزوا فُرص الخير فإنّها تمرّ مرّ السحاب ».

« الفرصة تمرّ مرّ السحاب ، فانتهزوا فرص الخير ».

« الفرصة سريعة الفوت بطيئة العود ».

e

« الفرصة خلسة ».

« الفرصة غُنم ».

« أ يّها الناس ، الآن الآن من قبل الندم ، ومن قبل أن تقول نفس : يا حسرتي على ما فرّطت في جنب الله ، وإن كنت لمن الساخرين ، أو تقول : لو أنّ الله هداني لكنت من المتّقين ، أو تقول حين ترى العذاب : لو أنّ لي كرّة فأكون من المحسنين ».

قال الإمام الحسين (عليه السلام) :

« يا ابن آدم ، إنّك لم تزل في هدم عمرك منذ سقطت من بطن اُمّك ، فخذ ممّا في يديك لما بين يديك ، فإنّ المؤمن يتزوّد ، والكافر يتمتّع ».

« الأمس موعظة ، اليوم غنيمة ، وغداً لا تدري »[1].

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) :

« كن على عمرك أشحّ منك على درهمك ودينارك ».

« إنّ العمر محدود لن يتجاوز أحد ما قدّر له ، فبادروا قبل نفاد الأجل ».

وقال أمير المؤمنين علي

(عليه السلام) :

« لو اعتبرت بما أضعت من ماضي عمرك لحفظت ما بقي ».

« إنّ المغبون من غبن عمره ، وإنّ المغبوط من أنفذ عمره في طاعة ربّه ».

« إنّ ماضي عمرك أجل ، وآتيه أمل ، والوقت عمل ».

« إنّ ماضي يومك منتقل ، وباقيه متمّ ، فاغتنم وقتك بالعمل ».

« إنّ الليل والنهار يعملان فيك فاعمل فيهما ، ويأخذان منك فخذ منهما ».

« ما أسرع الساعات في اليوم ، وأسرع الأيام في الشهر ، وأسرع الشهور في السنة ، وأسرع السنين في العمر ! ».

« رحم الله امرءاً علم أنّ نفسه خُطاه إلى أجله ، فبادر عمله ، وقصّر أمله ».

« إعمل لكلّ يوم بما فيه ترشد »[2].

فمن كان يرى حياته وعمره هكذا ، وينظر بهذه الرؤية الإلهية ، كيف لا يستغلّ دقائق عمره ، ولم يغتنم فرص حياته ؟ ! ولا يجعلها غصّة بضياعها ، فإنّ إضاعة الفرصة غصّة ، فإنّها تمرّ كما تمرّ سحاب الربيع ، فهي سريعة الزوال وإن كان يتصوّرها الناظر كثيرة وفيها المطر الغزير ، فتدبّر فما أروع هذا التمثيل في لسان الروايات الشريفة.

قال أمير المؤمنين (عليه السلام) :

« بادر الفرصة قبل أن تكون غصّة ».

قال الإمام الباقر (عليه السلام) :

« بادر بانتهاز البغية عند إمكان الفرصة ، ولا إمكان كالأيام الخالية مع صحّة الأبدان ».

وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) :

« والله ما يساوي ما مضى من دنياكم هذه بأهداب بُردي هذا ( الأهداب جمع هدب وهو خمل الثوب وطرّته ) ، ولما بقي منها أشبه بما مضى من الماء بالماء ، وكلّ إلى لقاء وشيك وزوال قريب ، فبادروا العمل وأنتم في مهل الأنفاس ،

وجدّة الأحلاس ( الأحلاس جمع حلس : ما يوضع على ظهر الدابّة تحت السرج ) ، قبل أن تأخذوا بالكَظَم ( مخرج النفس ) فلا ينفع الندم ».

« من فتح له باب من الخير ، فلينتهز ، فإنّه لا يدري متى يغلق عنه ».

قال الإمام الصادق (عليه السلام) :

« ترك الفرص غصص ».

« من انتظر بمعاجلة الفرصة مؤاجلة الاستقصاء سلبته الأيام فرصته ، لأنّ من شأن الأيام السلب ، وسبيل الزمن الفوت ».

ما أروع هذه الكلمة الحكمية التي تخبرك عن واقع الأيام والزمان ، فمن الناس ، من لم يغتنم الفرصة المتاحة له في عمل من الأعمال ، فلا يعجل في الاستفادة منها ، بل يؤجّل العمل ويؤخّر الفرصة على أمل أن يستقصي أطراف العمل كلّه ، مثلا لو اُتيحت له الفرصة بأن يتزوّج ولو ببناء عشّ ذهبيّ متواضع ، تجده لا يقدم ويدّعي أ نّه لا بدّ لي من قصر فخم وسيارة آخر موديل وعمل تجاري ناجح وأثاث منزلية رائعة حتّى يتزوّج ، فمثل هذا الشخص تسلبه الأيام تلك الفرصة ، لأنّ من شأن الأيام السلب ، وطريقة الزمن الفوت.

وقال أمير المؤمنين (عليه السلام) :

« من أخّر الفرصة عن وقتها ، فليكن على ثقة من فوتها ».

« إذا أمكنت الفرصة فانتهزها ، فإنّ إضاعة الفرصة غصّة ».

« أشدّ الغصص فوت الفرص ».

« أفضل الرأي ما لم يفت الفرص ، ولم يوجب الغصص ».

« من ناهز الفرصة أمن الغصّة ».

« الصبر على المضض يؤدّي إلى إصابة الفرصة ».

« الاُمور مرهونة بأوقاتها ».

« من الخُرق _ أي الحماقة _ المعاجلة قبل الإمكان ، والإناءة بعد الفرصة »[3].

نتيجة الأحاديث الشريفة : أنّ العاقل من يستغلّ الفرص ويبادر

إليها ، وذلك بعد التمكّن ، فلا يعجل قبل الإمكان ، فإنّه من مصاديق العجلة من الشيطان ، بل عليه أن ينتظر ، وبمجرّد أن تتاح له الفرصة فلا يتأنّى ، كلاعب كرّة القدم فإنّه يتحيّن وينتظر الفرصة ، حتّى يهجم على مرمى الحارس ، ويسجّل هدفاً ، ومثل هذا يعدّ لاعباً ناجحاً وموفّقاً.

فالمسلم يبادر إلى الفرصة ، ويعمل ولا يقضي حياته بالبطالة والفراغ.

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) :

« إنّ الله يُبغض الصحيح الفارغ لا في شغل الدنيا ولا في شغل الآخرة ».

وقال الإمام الكاظم (عليه السلام) :

« إنّ الله ليبغض العبد النوّام _ أي الذي ينام كثيراً _ إنّ الله ليبغض العبد الفارغ ».

وقال أمير المؤمنين (عليه السلام) :

« إن يكن الشغل مجهدة ، فاتّصال الفراغ مفسدة ».

وفي أدعية الأئمّة الأطهار (عليهم السلام) ورد عن الإمام زين العابدين (عليه السلام) :

« واشغل قلوبنا بذكرك عن كلّ ذكر ، وألسنتنا بشكرك عن كلّ شكر ، وجوارحنا بطاعتك من كلّ طاعة ، فإن قدّرت لنا فراغاً من شغل ، فاجعله فراغ سلامة لا تدركنا فيه تبعة ولا تحلقنا فيه سأمة ، حتّى ينصرف عنّا كتاب السيئات بصحيفة خالية من ذكرِ سيّئاتنا ، ويتولّى كتّاب الحسنات عنّا مسرورين ».

وقال في دعاء مكارم الأخلاق :

« اللهمّ صلّ على محمد وآله ، واكفني ما يشغلني الاهتمام به ، واستعملني بما تسألني غداً عنه ، واستفرغ أيّامي فيما خلقتني له ».

« وارزقني صحّة في عبادة ، وفراغاً في زهادة ».

« وأذقني طعم الفراغ لما تحبّ بسعة من سعتك ، والاجتهاد فيما يزلف لديك وعندك ، وأتحفني بتحفة من تحفاتك ، واجعل تجارتي رابحة ، وكرّتي غير خاسرة ،

وأخفني مقامك ، وشوّقني لقاءك ».

ونتيجة الأحاديث الشريفة : إنّ الفراغ للمؤمن مذموم ، إلاّ إذا كان في طاعة الله من التفكّر والتأمّل والتدبّر في خلق الله ، فإنّ المؤمن يحتاج إلى مثل هذه الساعة في حياته ، كما قال أمير المؤمنين علي (عليه السلام) :

« ما أحقّ الإنسان أن تكون له ساعة لا يشغله عنها شاغل »[4].

فيخلو بنفسه وربّه لمحاسبة النفس ومناجاة الربّ عزّ وجلّ ، فتدبّر.

قال الله سبحانه وتعالى مخاطباً نبيّه الأكرم (صلى الله عليه وآله) :

( فَإذا فَرَغْتَ فانْصَبْ وَإلى رَبِّكَ فَارْغَبْ )[5].

---

[1]الروايات من ميزان الحكمة 7 : 442.

[2]الروايات من ميزان الحكمة 6 : 539.

[3]الروايات من ميزان الحكمة 7 : 444.

[4]الروايات من ميزان الحكمة 7 : 458.

[5]الانشراح : 7 _ 8.

_ الأمل :

كلّ واحد منّا يعرف الأمل والتمنّي ، إلاّ أ نّه ما كلّ ما يتمنّى المرء يدركه ، تجري الرياح بما لا تشتهي السَّفَن ، فكم اُمنية في الحياة لم يتوفّق لها الإنسان ، إلاّ أ نّه على المرء أن يسعى وليس عليه أن يكون موفّقاً ، فربما يتوفّق في حصول اُمنياته وبلوغ آماله ، وربما يصاب بالحرمان والخذلان . ولكن من المفروض أن يبذل ما في وسعه في بلوغ ما يتأمّله في حياته ، فإنّه إذا لم يتوفّق للوصول والحصول ، فإنّه يبيت مرتاح الوجدان والضمير ، على أ نّه سعى ولم يتوفّق ، بخلاف من لم يسعَ ولم يتوفّق ، فإنّ ضميره يؤنّبه ، بأ نّه لو كان ساعياً ربما كان موفّقاً.

ثمّ الأمل ينقسم إلى قسمين : أمل مذموم وأمل ممدوح ، والأوّل ما كان عليه صبغة شيطانية وأ نّه غير معقول وباطنه الكذب والكسل . والثاني أمل رحماني يقرّه

العقلاء ، كأمل الزارع من زرعه بأن يحصد نتاجه في المستقبل ، والطالب من دراسته بأن يحوز شهادة التفوّق . وأ نّه من مصاديق الرحمة الإلهية ومن الأماني الصادقة.

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) :

الأمل رحمة لاُمّتي ، ولولا الأمل ، ما رضعت والدة ولدها ، ولا غرس عارس شجراً[1].

بينما عيسى (عليه السلام) جالس وشيخ يعمل بمسحاة يثير الأرض ، قال (عليه السلام) : اللهمّ انزع منه الأمل ، فوضع الشيخ المسحاة واضطجع ، فلبث ساعة فقال عيسى : اللهمّ اردد إليه الأمل ، فقام فجعل يعمل[2].

قال الله تعالى :

( وَالباقِياتُ الصَّالِحاتُ خَيْرٌ عِنْدَ رَبِّكَ ثَواباً وَخَيْرٌ أمَلا )[3].

وأمّا الأمل المذموم وأ نّه من مصاديق الباطل ، فقد قال الله سبحانه وتعالى :

( ذَرْهُمْ يَأكُلوا وَيَتَمَتَّعوا وَيُلْهِهُمُ الأمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمونَ )[4].

قال أمير المؤمنين (عليه السلام) :

اتّقوا باطل الأمل ، فربّ مستقبل يوم ليس بمستدبره ، ومغبوط في أوّل ليل قامت بواكيه في آخره.

وقال (عليه السلام) :

اتّقوا خداع الآمال ، فكم من مؤمّل يوم لم يدركه ، وباني بناء لم يسكنه ، وجامع مال لم يأكله.

وقال (عليه السلام) :

الأمل كالسراب ، يغرّ من رآه ، ويخلف من رجاه.

وقال (عليه السلام) :

الأمل خادع غارّ ضارّ.

وقال (عليه السلام) :

الأماني تعمي عيون البصائر.

« الأمل سلطان الشياطين على قلوب الغافلين ».

« الأمل أبداً في تكذيب ».

« ثمرة الأمل فساد العمل »[5].

« إنّ الأمل يسهي القلب ، ويكذب الوعد ، ويكثر الغفلة ، ويورث الحسرة ».

وفي دعاء الإمام الصادق (عليه السلام) في يوم عرفة :

« أعوذ بك من دنيا تمنع خير الآخرة ، ومن حياة تمنع خير الممات ، ومن أمل يمنع خير العمل ».

قال أمير المؤمنين (عليه السلام) :

«

إنّ الأمل يذهب العقل ويكذّب الوعد ، ويحثّ على الغفلة ، ويورث الحسرة ، فأكذبوا الأمل فإنّه غرور ، وإنّ صاحبه مأزور ... ».

« اعلموا أنّ الأمل يسهي العقل ، وينسي ، فأكذبوا الأمل ، فإنّه غرور وصاحبه مغرور ... ».

« طوبى لمن لم تلهه الأماني الكاذبة ».

« لو رأى العبد أجله وسرعته إليه ، أبغض الأمل ».

« من جرى في ميدان أمله ، عثر بأجله ».

« الأمل ينسي الأجل ».

« الأمل حجاب الأجل ».

« الأمل يفسد العمل ، ويفني الأجل ».

« إنّي محارب أملي ومنتظر أجلي ».

« لا تخلو النفس من الأمل حتّى تدخل في الأجل ».

« إنّ المرء يشرف على أمله فيقطعه حضور أجله ».

كمن يبني قصراً على أمل أن يسكن فيه فيأتيه الأجل بغتةً فيحرم منه.

قال أمير المؤمنين عليّ (عليه السلام) :

« ألا وإنّكم في أيام أمل من ورائه أجل ، فمن عمل في أيام أمله قبل حضور أجله ، فقد نفعه عمله ولم يضرّه أجله ».

عن النبيّ (صلى الله عليه وآله) ، أ نّه أخذ ثلاثة أعواد ، فغرس عوداً بين يديه ، والآخر إلى جنبه ، وأمّا الثالث فأبعده وقال : هل تدرون ما هذا ؟ قالوا : الله ورسوله أعلم . قال : هذا الإنسان ، وهذا الأجل وهذا الأمل ، يتعاطاه ابن آدم ويختلجه الأجل دون الأمل ».

قال أمير المؤمنين (عليه السلام) :

« إذا بلغتم نهاية الآمال فاذكروا بغتات الآجال ».

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) :

إنّ آدم قبل أن يصيب الذنب كان أجله بين عينيه وأمله من خلفه ، فلمّا أصاب الذنب جعل الله أمله بين عينيه وأجله خلفه ، فلا يزال يؤمّل حتّى يموت.

« ما

أطال عبدٌ الأمل إلاّ أساء العمل ».

« أكثر الناس أملا أقلّهم للموت ذكراً ».

« من اتّسع أمله قصر عمله ».

« أمّا طول الأمل فينسي الآخرة ».

« من يأمل أن يعيش غداً فإنّه يأمل أن يعيش أبداً ، ومن يأمل أن يعيش أبداً يقسو قلبه ويرغب في الدنيا ».

« فيما ناجى الله تعالى موسى (عليه السلام) : يا موسى ، لا تطل في الدنيا أملك فيقسو قلبك ، والقاسي القلب منّي بعيد ».

قال أمير المؤمنين علي (عليه السلام) :

من أيقن أ نّه يفارق الأحباب ، ويسكن التراب ، ويواجه الحساب ، ويستغني عمّا خلق ، ويفتقر إلى ما قدّم ، كان حريّاً بقصر الأمل وطول العمل.

قال الإمام الباقر (عليه السلام) :

استجلب حلاوة الزهادة بقصر الأمل.

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لابن مسعود :

قصّر أملك ، فإذا أصبحت فقل : إنّي لا أمسي ، وإذا أمسيت فقل : إنّي لا اُصبح ، واعزم على مفارقة الدنيا ، وأحبب لقاء الله.

وقال (صلى الله عليه وآله) :

خذ بالثقة من العمل ، وإيّاك والاغترار بالأمل ، ولا تدخل عليك اليوم همّ غد ... ولو أخليت قلبك من الأمل لجددت في العمل ، والأمل الممثّل في اليوم ، غداً أضرّك في وجهين : سوّفت به العمل ، وزدت في الهمّ والحزن.

وقال (صلى الله عليه وآله) :

يقول الله تعالى : لأقطعنّ أمل كلّ مؤمن أمل دوني الاُناس.

قال أمير المؤمنين (عليه السلام) :

انقطع إلى الله سبحانه ، فإنّه يقول : وعزّتي وجلالي لأقطعنّ أمل كلّ من يؤمّل غيري باليأس.

نتيجة الأحاديث الشريفة : أنّ الأمل الذي يبتني على الأوهام ، ويمنع عن العمل ، وينسي الأجل ، ولم يكن بالله سبحانه ، ويوجب

حبّ الدنيا والرغبة فيها ، ويوجب قسوة القلب والتكالب على الدنيا الدنيّة ، فإنّه من الشيطان ، وإنّه مذموم عقلا ونقلا . وأمّا إذا كان يوجب العمل والتوكّل على الله سبحانه ، ورجاء الآخرة والعمل الصالح وصلاحه ، ولا يسهي العقل ، فإنّه من الأمل الممدوح الذي ندعو إليه ، ونعدّه من عوامل التوفيق في الحياة ، وإلاّ فإنّ من الأوّل التسويف والآمال التي يتعوّذ منها أئمتنا الأطهار (عليهم السلام) في مناجاتهم وأدعيتهم مع الله سبحانه « وأعوذ بك من الآمال والتسويف » ، فلا تغفل وتدبّر.

---

[1]ميزان الحكمة 1 : 140 ، عن البحار 77 : 173.

[2]البحار 14 : 329.

[3]الكهف : 46.

[4]الحجر : 3.

[5]ميزان الحكمة 1 : 142 ، من غرر الحكم.

_ الهدف في الحياة والصبر عليه :

قال الله تعالى :

( وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيها فَاسْتَبِقوا الخَيْراتِ أيْنَما تَكونوا يَأتِ بِكُمُ اللهُ جَميعاً إنَّ اللهَ عَلى كُلِّ شَيْء قَدير )[1].

وقال سبحانه :

( قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلى شاكِلَتِهِ )[2].

كلّ واحد من الناس له هدف وجهة في الحياة هو مسؤول عنها ، ويعمل على ما ينويه من وصوله إلى أهدافه وجهاته ، فكلّ يعمل على شاكلته وهدفه . وهذا من غرائز الإنسان وجبلته ، والإسلام إنّما عليه أن يهدي الغرائز ويسوقها إلى العدل والقسط ، بلا إفراط ولا تفريط ، ليحقّق في حياة المسلم الحدّ المتوسّط والمعتدل ، فإنّه من الاُمّة الوسطى ، فيعلمه أوّلا ما هي الأهداف المقدّسة في الحياة ، ثمّ يدعوه إلى الصبر عليها والمثابرة في إحقاقها وبقائها وسلامتها ، ثمّ مراعاة شرائط الكمّ والكيف في الوصول إليها ليحقّق العدالة الفردية والاجتماعية في المجتمع الإسلامي ، ولكلّ وجهة هو مولّيها ، فإنّ هذه الآية نزلت في تحويل القبلة من

بيت المقدس إلى الكعبة المشرّفة ، فلكلّ نبيّ قبلة ، ولكن القبلة إنّما هي جهة المصلّي وهدفه الذي يتوجّه إليه في صلاته وعبادته.

فالمسلم من أهدافه المقدّسة التوجّه إلى بيت الله الحرام والكعبة المجيدة ، ولا بدّ من تقديس هذا الهدف والصبر عليه ، وبذل النفس والنفيس من أجل إقامته وتشييده وسلامته وديمومته ، وهذا جار في كلّ هدف مقدّس وممدوح فيه رضا الله سبحانه وتعالى.

وأمّا الصبر فما أكثر النصوص الدينية الدالّة على فضله ولزومه في حياة المسلم.

قال الله تعالى :

( وَكَأيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ ) _ والجهاد من الأهداف المقدّسة _ ( كَثيرٌ فَما وَهَنوا لِما أصابَهُمْ في سَبيلِ اللهِ وَما ضَعُفوا وَما اسْتَكانوا وَاللهُ يُحِبُّ الصَّابِرينَ )[3].

( وَأطيعوا اللهَ وَرَسولَهُ وَلا تَنازَعوا فَتَفْشَلوا وَتَذْهَب ريحُكُمْ وَاصْبِروا إنَّ اللهَ مَعَ الصَّابِرينَ )[4].

( وَجَعَلْنا مِنْهُمْ أئِمَّةً يَهْدونَ بِأمْرِنا لَمَّا صَبَروا وَكانوا بِآياتِنا يوقِنونَ )[5].

( وَما يُلَقَّاها إلاّ الَّذينَ صَبَروا وَما يُلَقَّاها إلاّ ذو حَظٍّ عَظيم )[6].

( فَاصْبِرْ كَما صَبَرَ اُولوا العَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ )[7].

( وَاصْبِرْ وَما صَبْرُكَ إلاّ بِاللهِ )[8].

( وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْء مِنَ الخَوْفِ وَالجوعِ وَنَقْص مِنَ الأمْوالِ وَالأنْفُسِ وَالَّثمَراتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرينَ ... اُولئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَواتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَاُولئِكَ هُمُ المُهْتَدونَ )[9].

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) :

من أقلّ ما اُوتيتم اليقين ، وعزيمة الصبر ، ومن اُعطي حظّه منهما لم يبالِ ما فاته من قيام الليل وصيام النهار ، ولئن تصبروا على مثل ما أنتم عليه أحبّ إليّ من أن يوافيني كلّ امرئ منكم بمثل عمل جميعكم.

في الصبر على ما يكره خير كثير.

الصبر خير مركب ، ما رزق الله عبداً خيراً منه ، ولا أوسع من الصبر.

وقال المسيح بن مريم (عليه

السلام) :

إنّكم لا تدركون ما تحبّون إلاّ بصبركم على ما تكرهون.

وعن الإمام الصادق (عليه السلام) :

لا ينبغي ... لمن لم يكن صبوراً أن يعدّ كاملا.

وما أروع ما يقوله سيّدي أمير المؤمنين علي (عليه السلام) :

الصبر شجاعة.

الشجاعة صبر ساعة.

الصبر أعون شيء على الدهر.

الصبر جنّة من الفاقة.

الصبر مطيّة لا تكبو.

الصبر زينة البلوى.

الصبر على المضض يؤدّي إلى إصابة الفرصة.

( وهذا تعبير جميل عن الصبر وأثره في نيل التوفيقات ، فإنّ الموفّق يصير على المصائب والمتاعب على مضض حتّى ينتهي بذلك إلى أن يصيب الفرصة التي لو أضاعها لكانت غصّة ) ، فقال (عليه السلام) :

الصبر على مضض الغصص يوجب الظفر بالغرض.

وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) :

الصبر ستر من كلّ الكروب وعون على الخطوب.

وقال الإمام الصادق (عليه السلام) :

من لا يعدّ الصبر لنوائب الدهر يعجز.

وهذا يعني أ نّه لا يتوفّق في الحياة.

وقال (عليه السلام) :

من جعل له الصبر والياً لم يكن لما يحدث مبالياً.

وقال (عليه السلام) :

الصبر يرغم الأعداء.

الصبر عدّة الفقر.

الصبر عون كلّ أمر.

الصبر يمحّص الرزيّة.

الصبر أدفع للبلاء.

الصبر أدفع للضرر.

الصبر يهوّن الفجيعة.

الصبر أفضل العُدد.

الصبر على البلاء أفضل من العافية في الرخاء.

بالصبر تخفّ المحنة.

بالصبر يناضل الحدثان.

العقل خليل المرء ، والحلم وزيره ، والرفق والده ، والصبر من خير جنوده ، فصبراً على دنيا تمرّ بلوائها كلَيْلة بأحلامها تنسلخ.

بالصبر تدرك الرغائب _ فكلّ ما يرغبه الإنسان من التوفيق إنّما يناله بالصبر _ .

بالصبر تدرك معالي الاُمور.

من صبر على الله وصل إليه.

الصبر في الاُمور بمنزلة الرأس من الجسد ، فإذا فارق الرأس الجسد فسد الجسد ، وإذا فارق الصبر الاُمور فسدت الاُمور.

وقال الإمام الصادق (عليه السلام) :

لم يستزد في محبوب بمثل الشكر ، ولم يستنقص من مكروه بمثل الصبر.

المؤمن يطيع

على الصبر وعلى النوائب.

الصبر رأس الإيمان.

وقال أمير المؤمنين (عليه السلام) :

أ يّها الناس ، عليكم بالصبر ، فإنّه لا دين لمن لا صبر له.

فالصابر المتّقي المؤمن هو المنتصر والموفّق المسدّد ، بتوفيق الله سبحانه ، والنصر مع الصبر ، هذا ما يقرّبه العقل والفطرة والدين.

( إنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرونَ صابِرونَ يَغْلِبوا مَائَتَيْنِ وَإنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِئَةٌ يَغْلِبوا ألْفاً )[10].

( كَمْ مِنْ فِئَة قَليلَة غَلَبَتْ فِئَةً كَثيرَةً بِإذْنِ اللهِ وَاللهُ مَعَ الصَّابِرينَ )[11].

( إنْ تَصْبِروا وَتَتَّقوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً )[12].

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) :

إنّ النصر مع الصبر ، والفرج مع الكرب ، وإنّ مع العسر يسراً.

قال أمير المؤمنين (عليه السلام) :

من ركب مركب الصبر اهتدى إلى مضمار النصر.

لا يعدم الصبور الظفر وإن طال به الزمان.

الصبر كفيل الظفر.

حلاوة الظفر تمحو مرارة الصبر.

الصبر مفتاح الدرك ، والنجع عقبى من صبر.

من صبر ساعة حمد ساعات.

عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) :

بالصبر يتوقّع الفرج ، ومن يدمن قرع الباب يلج.

عن الصادق (عليه السلام) :

الصبر يعقب خيراً ، فاصبروا تظفروا.

عن الكاظم (عليه السلام) لهشام :

يا هشام ، اصبر على طاعة الله ، واصبر عن معاصي الله ، فإنّها ساعة ، فما مضى منها فليس تجد له سروراً ولا حزناً ، وما لم يأتِ منها فليس تعرفه ، فاصبر على تلك الساعة التي أنت فيها كأ نّك قد اغتبطت.

وفي تفسير الصبر ومعناه ، عن النبيّ (صلى الله عليه وآله) ، أ نّه قال :

يا جبرئيل ، فما تفسير الصبر ؟ قال : تصبر في الضرّاء كما تصبر في السرّاء ، وفي الفاقة كما تصبر في العافية ، فلا يشكو حاله عند الخلق بما تصيب من البلاء.

وعن أمير

المؤمنين (عليه السلام) :

الصبر أن يحتمل الرجل ما ينويه ويكظم ما يغضبه.

« الذين يصبرون على طاعة الله وعن معصيته ، الذين كسبوا طيباً ، وأنفقوا قصداً ، وقدّموا فضلا ، فأفلحوا وأنجوا ».

« الصبر صبران : صبر عند المصيبة حسن جميل ، وأحسن من ذلك الصبر عند ما حرّم الله عليك ».

« الصبر صبران : صبر على ما تكره ، وصبرٌ على ما تحبّ ».

« الصبر عن الشهوة عفّة ، وعن الغضب نجدة ، وعن المعصية ورع ».

« من آتاه الله مالا فليصل به القرابة ... وليصبر نفسه على الحقوق والنوائب ».

« أفصل الصبر الصبر على المحبوب ».

قال الله تعالى :

( فَاصْبِرْ صَبْراً جَميلا )[13].

( فَصَبْرٌ جَميلٌ )[14].

وأمّا علامة الصبر ، فعن رسول الله (صلى الله عليه وآله) :

علامة الصابر في ثلاث : أوّلها : أن لا يكسل ، والثانية : أن لا يضجر ، والثالثة : أن لا يشكو من ربّه عزّ وجلّ ، لأ نّه إذا كسل فقد ضيّع الحقّ ، وإذا ضجر لم يؤدّ الشكر ، وإذا شكا من ربّه عزّ وجلّ فقد عصاه.

وقال أمير المؤمنين (عليه السلام) :

إنّك إن صبرت جرت عليك المقادير وأنت مأجور ، وإنّك إن جزعت جرت عليك المقادير وأنت مأزور.

« من لم يصبر على كدّه صبر على الإفلاس ».

« إن صبرت صبر الأحرار ، وإلاّ سلوت سلو الأغمار ».

« إن صبرت صبر الأكارم ، وإلاّ سلوت سلو البهائم ».

قال الإمام الصادق (عليه السلام) :

اتّقوا الله واصبروا ، فإنّه من لم يصبر أهلكه الجزع ، وإنّما هلاكه في الجزع أ نّه إذا جزع لم يؤجر.

فالعاقل يعمل ما فيه ربحه ، فيصبر على كلّ حال صبراً جميلا ، ومن

كان هكذا كيف لا يتوفّق.

ثمّ النكبات في الحياة ليست دائمة ، بل أيام وتزول ، فما أحلى الصبر حينئذ ، فعن أمير المؤمنين (عليه السلام) :

إنّ للنكبات غايات لا بدّ أن ينتهى إليها ، فإذا حكم على أحدكم بها فليتكأكأ لها ، ويصبر حتّى يجوز ، فإنّ إعمال الحيلة فيها عند إقبالها زائد في مكروهها ».

وقال (عليه السلام) لقيس بن سعد ، وقد قدم عليه من مصر :

يا قيس ، إنّ للمحسن غايات لا بدّ أن تنتهي إليها ، فيجب على العاقل أن ينام لها إلى إدبارها ، فإنّ مكابدتها بالحيلة عند إقبالها زيادة فيها.

حقّاً أهل البيت (عليهم السلام) أعرف وأعلم بما في البيت ، فإنّهم يعرفون حقائق الاُمور وواقع الأشياء ، فما أكثر من أراد أن يستعمل الحيل والوسائط والشفاعات في رفع محنة كتبها الله في لوحه المحفوظ كخلاص سجين ، فإنّه يزيد فيها ؟ !

فلا بدّ من الصبر أو التصبّر ، فقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) :

من يتصبّر يصبّره الله ، ومن يستعفف يعفّه الله ، ومن يستغنِ يغنه الله ، وما أعطى عبد عطاء هو خير وأوسع من الصبر.

وقال أمير المؤمنين (عليه السلام) :

عوّد نفسك التصبّر على المكروه ، ونعم الخُلق التصبّر في الحقّ.

عوّد نفسك التصبّر على المكروه فنعم الخُلق التصبّر.

التصبّر على المكروه يعصم القلب.

أفصل الصبر التصبّر.

تنزل المعونة على قدر المؤونة.

أخذ الله بقلوبنا وقلوبكم إلى الحقّ ، وألهمنا وإيّاكم الصبر[15].

وأخيراً :

( رَبَّنا أفْرِغْ عَلَيْنا صَبْراً وَثَبِّتْ أقْدامَنا )[16].

( رَبَّنا أفْرِغْ عَلَيْنا صَبْراً وَتَوَفَّنا مُسْلِمينَ )[17].

---

[1]البقرة : 148.

[2]الإسراء : 84.

[3]آل عمران : 146.

[4]الأنفال : 46.

[5]السجدة : 24.

[6]فصّلت : 35.

[7]الأحقاف : 35.

[8]النحل : 27.

[9]البقرة : 155 _ 157.

[10]الأنفال : 65.

[11]البقرة :

249.

[12]آل عمران : 120.

[13]المعارج : 5.

[14]يوسف : 83.

[15]الروايات من ميزان الحكمة 5 : 255.

[16]البقرة : 250.

[17]الأعراف : 126.

_ معرفة طريق الهدف :

لقد اهتمّ الإسلام بالمعرفة غاية الاهتمام ، فجعلها أصل الدين وأساسه ، وإنّ قيمة الإنسان بمعرفته وعرفانه.

والمعرفة كلّي ذات تشكيك لها مراتب طولية وعرضيّة ، ولها مصاديق متعدّدة ومتعلّقات مختلفة ، وشرف المعرفة بمتعلّقها ، وأنبل المعارف معرفة الله سبحانه ، ثمّ معرفة النفس ، ومن ثمّ معرفة الحياة وفلسفتها والهدف من الخلقة وغايتها ، ومعرفة الأهداف المنشودة في حياة المسلم ، وطريق تلك الأهداف ، وما أكثر النصوص الدينية من الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة وأقوال العلماء الأعلام في هذا الوادي المقدّس _ وادي المعرفة والعرفان والعرفاء الصادقين _ .

قال الإمام الباقر (عليه السلام) :

لا يقبل عمل إلاّ بمعرفة ، ولا معرفة إلاّ بعمل ، ومن عرف دلّته معرفته على العمل ، ومن لم يعرف فلا عمل له.

وقال الإمام الصادق (عليه السلام) :

إنّكم لا تكونون صالحين حتّى تعرفوا ، ولا تعرفون حتّى تصدّقوا ، ولا تصدّقون حتّى تسلّموا ، أبواباً أربعة . _ أي الصلاح فالمعرفة فالتصديق فالتسليم _ .

وعن الإمام الكاظم (عليه السلام) :

من لم يعقل عن الله لم يعقد قلبه على معرفة ثابتة يبصرها ويجد حقيقتها في قلبه.

وفي معرفة الهدف ومنتهى الغاية يقول الإمام الصادق (عليه السلام) :

من كانت له حقيقة ثابتة لم يقم على شبهة هامدة ، حتّى يعلم منتهى الغاية ، ويطلب الحادث من الناطق عن الوارث ، بأي شيء جهلتم ما أنكرتم ، وبأيّ شيء عرفتم ما أبصرتم إن كنتم مؤمنين ؟ !

وعن أمير المؤمنين علي (عليه السلام) :

المعرفة نور القلب.

المعرفة برهان العقل.

المعرفة فوز بالقدس.

وعن الإمام الباقر (عليه السلام) ، في قوله

تعالى : ( وَمَنْ يُؤْتَ الحِكْمَةَ فَقَدْ اُوتِيَ خَيْراً كَثيراً ) : المعرفة.

وعن رسول الله (صلى الله عليه وآله) :

أفضلكم إيماناً أفضلكم معرفة.

عن الإمام الصادق (عليه السلام) :

إنّ المؤمنين بعضهم أفضل من بعض ، وبعضهم أكثر صلاة من بعض ، وبعضهم أنفذ صبراً من بعض ، وهي درجات.

وعن أمير المؤمنين (عليه السلام) :

العلم لقاح المعرفة.

لقاح المعرفة دراسة العلم.

لقاح العلم التصوّر والفهم.

عن الإمام الحسين (عليه السلام) :

دراسة العلم لقاح المعرفة.

وقال الإمام الباقر (عليه السلام) ، في وصيّته لجابر الجعفي :

لا معرفة كمعرفتك نفسك.

عن الأمير (عليه السلام) :

المعرفة بالنفس أنفع المعرفتين.

غاية المعرفة أن يعرف المرء نفسه.

معرفة النفس أنفع المعارف.

نال الفوز الأكبر من ظفر بمعرفة النفس.

من جهل نفسه كان بغير نفسه أجهل.

فلا بدّ لمن يريد أن يعرف الطريق إلى وصول الهدف أن يعرف نفسه أوّلا ، وإلاّ فإنّه بغيرها أجهل.

فكيف يعرف غيره من يجهل نفسه ، فلا تجهل نفسك فإنّ الجاهل معرفة نفسه جاهل لكلّ شيء.

وقال (عليه السلام) :

عجبت لمن ينشد ضالّته وقد أضلّ نفسه فلا يطلبها.

كفى بالمرء جهلا أن يجهل نفسه.

من لم يعرف نفسه بعد عن سبيل النجاة ، وخبط في الضلال والجهالات.

أعظم الجهل جهل الإنسان أمر نفسه.

من شغل نفسه بغير نفسه تحيّر في الظلمات وارتبك في الهلكات.

من عرف نفسه فهو لغيره أعرف.

من عرف قدر نفسه لم يهنها بالفانيات.

من عرف نفسه جاهدها ، ومن جهل نفسه أهملها.

من عرف نفسه فقد انتهى إلى غاية كلّ معرفة وعلم.

من عرف نفسه عرف ربّه.

وفي دعاء الإمام زين العابدين (عليه السلام) :

واجعلنا من الذين عرفوا أنفسهم ، وأيقنوا بمستقرّهم ، فكانت أعمارهم في طاعتك تفنى[1].

وفي قوله تعالى : ( وَما خَلَقْتُ الجِنَّ وَالإنْسَ إلاّ لِيَعْبُدونِ ) ، قال (عليه السلام) : أي

ليعرفون.

وهذا يعني أنّ من أسرار خلقة الخلق وفلسفة الحياة هو المعرفة التي هي مخّ العبادة وجوهرها وقيمتها ، فحريّ بالمسلم المؤمن أن يبذل النفس والنفيس في كسب المعارف والعلوم والفنون ، ومن كان هكذا كيف لا يتوفّق ؟ !

---

[1]الروايات من ميزان الحكمة 6 : 130.

_ الانتصار على الأتعاب الكاذبة :

الإسلام في مبادئه السامية وجهاده المقدّس ، لا يرضى للمسلم بالهزيمة في ساحات الوغى وميادين الصعاب والمتاعب والمشاكل ، بل يصرخ في وجه المؤمن ، بأنّ الله يحبّ المؤمن القويّ ويبغض المؤمن الضعيف :

( وَأعِدُّوا لَهُمْ ما اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّة ).

ودائماً يدعوه إلى الفوز بإحدى الحسنيين : إمّا الانتصار وإمّا الشهادة والقتل في سبيل الله ، فمن كان هذا منطقه من المستحيل أن يتراجع أمام الأتعاب الصادقة فكيف بالكاذبة ، بل يعمل ليل نهار ويرى أنّ ذلك بعين الله وثوابه وأجره ، فيتنافس في نيل المكارم والمحامد ، ويستبق الخيرات ، ويستقيم كما أمره الله سبحانه ، فإنّه يتأسّى بنبيّه الأكرم محمّد (صلى الله عليه وآله) :

( لَكُمْ في رَسولِ اللهِ اُسْوَةٌ حَسَنَةٌ ).

وأنّ الله أمر نبيّه في مقام الدعوة والتبليغ والرسالة أن يستقيم :

( اسْتَقِمْ كَما اُمِرْتَ ).

حتّى قال : شيّبتني سورة هود ، لما فيها من الأمر بالاستقامة والانتصار وتحمّل المصاعب والمتاعب من أجل إنقاذ الناس من براثن الجهل والفساد والضلال وهدايتهم إلى الصراط المستقيم والدين القويم والسعادة الأبديّة.

عن أمير المؤمنين علي (عليه السلام) ، قلت : يا رسول الله أوصنيي . قال : قل : « ربّي الله » ، ثمّ استقم . قلت : رّبي الله وما توفيقي إلاّ بالله عليه توكّلت وإليه اُنيب . قال : ليهنيك العلم أبا الحسن ، لقد شربت العلم شرباً

ونهلته نهلا.

قال الإمام الصادق (عليه السلام) :

المؤمن له قوّة في دين وبرّ في استقامة.

وعن أمير المؤمنين (عليه السلام) :

اعلموا أنّ الله تبارك وتعالى يبغض من عباده المتلوّن _ وهذا معنى لطيف ، فإنّ هناك من الناس من يتلوّن كلّ يوم بلون ، بل كلّ ساعة ، ولا إرادة له ولا تصميم ، وإنّه ضعيف المزاج ، لم يكن صاحب كلمة في حياته _ فلا تزولوا عن الحقّ وولاية أهل الحقّ ، فإنّ من استبدل بنا هلك.

وقال (عليه السلام) :

العمل العمل ، ثمّ النهاية النهاية ، والاستقامة الاستقامة ... ألا وإنّ القدر السابق قد وقع ، والقضاء الماضي قد تورّد ، وإنّي متكلّم بعدّة الله وحجّته ، قال الله تعالى : ( إنَّ الَّذينَ قالوا رَبُّنا اللهُ ثُمَّ اسْتَقاموا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ المَلائِكَةُ ) ، وقد قلتم : ( ربّنا الله ) فاستقيموا على كتابه وعلى منهاج أمره ، وعلى الطريقة الصالحة من عبادته ( طاعته ) ، ثمّ لا تمرقوا منها ولا تبتدعوا فيها ، ولا تخالفوا عنها.

وقال (عليه السلام) :

أفضل السعادة استقامة الدين.

كيف يستقيم من لم يستقم دينه.

وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) :

لو صلّيتم حتّى تكونوا كالحنايا ، وصمتم حتّى تكونوا كالأوتار ، ثمّ كان الاثنان أحبّ إليكم من الواحد لم تبلغوا الاستقامة.

وقال أمير المؤمنين في صفات المتّقين :

« من علامة أحدهم أ نّك ترى له قوّة في دين وحزماً في لين ، وإيماناً في يقين ، وحرصاً في علم ، وعلماً في حلم »[1].

هذا في أصل الاستقامة والانتصار والحزم ، وأمّا ثمرات الاستقامة فمنها كما في

قوله تعالى :

( وَأنْ لَوِ اسْتَقاموا عَلى الطَّريقَةِ لأسْقَيْناهُمْ ماءً غَدَقاً )[2].

( إنَّ الَّذينَ قالوا رَبُّنا اللهُ

ثُمَّ اسْتَقاموا فَلا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنونَ )[3].

( إنَّ الَّذينَ قالوا رَبُّنا اللهُ ثُمَّ اسْتَقاموا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ المَلائِكَةُ أنْ لا تَخافوا وَلا تَحْزَنوا وَأبْشِروا بِالجَنَّةِ الَّتي كُنْتُمْ توعَدونَ )[4].

عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) :

إن تستقيموا تفلحوا.

عن أمير المؤمنين (عليه السلام) :

من استقام فإلى الجنّة ، ومن زلّ فإلى النار.

الاستقامة سلامة.

من لزم الاستقامة لزمته السلامة.

السلامة مع الاستقامة.

عليك بمنهج الاستقامة فإنّه يكسبك الكرامة ويكفيك الملامة.

لا مسلك أسلم من الاستقامة.

لا سبيل أشرف من الاستقامة.

من لزم الاستقامة لم يعدم السلامة[5].

---

[1]نهج البلاغة ، الخطبة 193 ، خطبة همام.

[2]الجنّ : 16.

[3]الأحقاف : 13.

[4]فصّلت : 30.

[5]الروايات من ميزان الحكمة 8 : 285.

_ تلقين النفس بالنجاح :

الإسلام يدعو معتنقيه إلى النجاح في كلّ عمل ، ولا يرضى منهم الكسل والفشل ، بل يعلّمهم أ نّه لا بدّ أوّلا من تخطيط كامل الأطراف ، ودراسة الموضوع المقدم عليه دراسة تامة الجوانب ، ثمّ الحزم والعزم ، وأن ينظر إلى القمّة حتّى يهون عليه صعود الجبل ، وأن ينظر إلى أقصى القوم حتّى يسهل عليه بداية الأمر ، ويفكّر بالنجاح ويلقّن نفسه بذلك ، وما أروع النصوص الدالّة على هذه المفاهيم القيّمة ، التي تفتح للمسلم آفاقاً جديدة في حياته السعيدة التي يسودها العمل الدؤوب والنشاط والحيوية والتقدّم المستمرّ والازدهار والتطوّر ، ويجعل من انكساره جسراً لنجاحه ، فالتلقين له أثر بالغ في الحياة ، بل في نظر الإسلام حتّى الموت وبعده ، فإنّه يستحبّ تلقين المحتضر الشهادتين _ شهادة التوحيد وشهادة النبوّة _ وكذلك الولاية ، وكذا الميّت في قبره يستحبّ تلقينه ، وإنّ الملقّن الأوّل هو الله سبحانه كما ورد في الأخبار ، وكذلك جبرئيل كان ملقّناً ، بل يقال : إنّ الأذكار

والأوراد وتكرارها وتكرار الأدعية فيها فوائد دنيوية واُخروية ، منها : تلقين النفس بالشيء المدعوّ به ، بل يقال : تكرار الحمد في الصلوات اليومية ، وقول المصلّي : ( اهْدِنا الصِّراطَ المُسْتَقيمَ ) هو من مصاديق التلقين ، بأن يكون على الصراط المستقيم ، ويفكّر بهذا الأمر في كلّ يوم خمس مرّات على أقلّ تقدير في الصباح وظهراً وفي المساء ، وهذا يعني أنّ المسلم يلقّن نفسه بالنجاح ، فإنّ النجاح والفلاح والصلاح إنّما هو في الصراط المستقيم.

ولا بأس أن نذكر نماذج من الأخبار الواردة بلفظ التلقين بالخصوص فضلا عن المعنى والمحتوى والمفهوم ، فهناك روايات كثيرة وآيات كريمة تدلّ على أهميّة دور التلقين في حياة المسلم.

من كلام أمير المؤمنين (عليه السلام) :

إنّ هذا القرآن فيه مصابيح النور وشفاء الصدور ، فليجل جال بضوئه ، ولينجم الصفة ، فإنّ التلقين حياة القلب البصير ، كما يمشي المستنير في الظلمات بالنور[1].

قال أبو محمّد الحسن العسكري (عليه السلام) :

إنّ رجلا جاء إلى علي بن الحسين (عليهما السلام) برجل يزعم أ نّه قاتل أبيه ، فاعترف ، فأوجب عليه القصاص ، وسأله أن يعفو عنه ليعظم الله ثوابه ، فكأنّ نفسه لم تطب بذلك ، فقال علي بن الحسين (عليه السلام) للمدّعي للدم الوليّ المستحقّ للقصاص : إن كنت تذكر لهذا الرجل عليك فضلا فهب له هذه الجناية واغفر له هذا الذنب . قال : يا ابن رسول الله ، له عليّ حقّ ، ولكن لم يبلغ أن أعفو له عن قتل والدي . قال : فتريد ماذا ؟ قال : اُريد القود ، فإن أراد لحقه عليّ أن اُصالحه على الدية صالحته ، وعفوت عنه .

فقال علي بن الحسين (عليهما السلام) : فماذا حقّه عليك ؟ قال : يا ابن رسول الله ، لقّنني توحيد الله ونبوّة محمّد رسول الله وإمامة عليّ والأئمة (عليهم السلام) . فقال عليّ بن الحسين (عليهما السلام) : فهذا لا يفي بدم أبيك ؟ بلى والله هذا يفي بدماء أهل الأرض كلّهم من الأوّلين والآخرين سوى الأنبياء والأئمّة (عليهم السلام) إن قتلوا ، فإنّه لا يفي بدمائهم شيء أن يقنع منه بالدية . قال : بلى . قال عليّ بن الحسين للقاتل : أفتجعل لي ثواب تلقينك له حتّى أبذلك لك الدية فتنجو بها من القتل ؟ قال : يا ابن رسول الله ، أنا محتاج إليها ، وأنت مستغن عنها ، فإنّ ذنوبي عظيمة ، وذنبي إلى هذا المقتول أيضاً بيني وبينه ، لا بيني وبين وليّه هذا . قال عليّ بن الحسين (عليهما السلام) : فتستسلم للقتل أحبّ إليك من نزولك عن هذا التلقين ؟ قال : بلى يا ابن رسول الله . فقال عليّ بن الحسين لوليّ المقتول : يا عبد الله ، قابل بين ذنب هذا إليك وبين تطوّله عليك ، قتل أباك حرّمه لذّة الدنيا وحرّمك التمتّع به فيها ، على أ نّك إن صبرت وسلّمت فرفيقك أبوك في الجنان ، ولقّنك الإيمان فأوجب لك به جنّة الله الدائمة وأنقذك من عذابه الدائم ، فإحسانه إليك أضعاف جنايته عليه ، فإمّا أن تعفو عنه جزءاً على إحسانه إليك لاُحدّثكما بحديث من فضل رسول الله (صلى الله عليه وآله) خيرٌ لك من الدنيا بما فيها ، وإمّا أن تأبى أن تعفو عنه حتّى أبذل لك الدية لتصالحه عليها ، ثمّ أخبرته

بالحديث دونك فما يفوتك من ذلك الحديث خير من الدنيا بما فيها لو اعتبرت به . فقال الفتى : يا ابن رسول الله ، لقد عفوت عنه بلا دية ولا شيء إلاّ ابتغاء وجه الله ولمسألتك في أمره ، فحدّثنا يا ابن رسول الله بالحديث . قال علي بن الحسين (عليهما السلام) : إنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله)لمّا بعث إلى الناس كافّة بالحقّ بشيراً ونذيراً ... إلى آخر ما سيأتي في أبواب معجزاته (صلى الله عليه وآله)[2].

وفي قصّة يوسف ويعقوب (عليهما السلام) ، ورد في تفسير قوله : ( أخافُ أنْ يَأكُلَهُ الذِّئْبُ ) ، إنّ يعقوب لقّن أولاده العلّة وكانوا لا يدرون . وروي عن النبيّ (صلى الله عليه وآله) أ نّه قال :

لا تلقّنوا الكذب فتكذبوا ، فإنّ بني يعقوب لم يعلموا أنّ الذئب يأكل الإنسان حتّى لقّنهم أبوهم[3].

ونستنتج من هذا الخبر النبويّ الشريف أنّ التلقين على نحوين : إيجابي وسلبي ، مثبت ومنفي ، ممدوح ومذموم.

والذي ندعو إليه هو التلقين الصادق الناجح في ناجح الأعمال ليتوفّق الإنسان في حياته ، ويسعد في اُموره.

وهذا التلقين عامّ يشمل الفرد والمجمع الصغير _ كالاُسرة _ والكبير _ كالاُمّة _ ، فالتلقين الصادق ناجح حتّى في الاُمور السياسية التي هي في إصلاح الاُمّة ورعاية شؤونهم وتدبير اُمورهم بما يقتضيه الحال والمقام.

ولا بأس أن نذكر من الروايات ما ورد بلفظ التلقين ومشتقّاته :

ج ص س

1 _ لا تحضر الحائض والجنب عند التلقين 80 230 13

2 _ تعيّن عليه التلقين مرّة اُخرى 82 39 17

3 _ أجب عمّا اُلقّنك 75 405 18

4 _ فادع بدعوات أنا اُلقّنك إيّاها 35 278 1

5 _ أنا اليوم _ اُلقّنك

حجّتك 74 315 1

6 _ تلقّننا به الحجج البالغة إذا سألنا الملكان 92 370 17

7 _ إنّي أسألك رحمة _ تلقّنني بها رشدي 79 257 13

8 _ تلقّنني بها عند فراق الدنيا حجّتي 90 133 6

9 _ اكتب لي هذه حتّى تلقّننيها يوم القيامة 90 76 5

10 _ أدعاء كنت تلقّنه عند الدخول ؟ 94 316 2

11 _ عند المساءلة في القبور وأنت _ تلقّنهم 6 200 20

12 _ أنت هناك تلقّنهم عند العرض الأكبر 68 40 20

13 _ اكتب لي هذه الشهادة عندك حتّى تلقّنيها 98 287 18

14 _ اللهمّ _ حتّى تلقّنيها وأنت عنّي راض 86 272 18

15 _ لقّنه الله من غير تلقين 17 235 15

16 _ رخّص في تلقين الإمام القرآن 88 111 7

17 _ الأنبياء وأولادهم _ اُوتوا العلم تلقيناً 17 225 14

18 _ لا يقولون ذلك إلاّ تلقيناً وتأديباً وتسمية 10 243 15

19 _ تلقينك _ من فضل رسول الله 2 12 21

20 _ فلقّنت أن تقول _ أعوذ بالله منك 16 388 14

21 _ فلقّنه جبرئيل قل : يا حميد بحقّ محمّد 44 245 3

22 _ فلقّنه حجّته على خصم الدين 75 21 7

23 _ إذا حضرت الميّت الوفاة فلقّنه شهادة ... 81 233 14

24 _ فلقّنه كلمات الفرج 63 258 1

25 _ فلقّنوا ألاّ حول ولا قوّة إلاّ بالله 58 19 14

26 _ فلقّنوا موتاكم عند الموت 46 333 13

27 _ إذا أعطيتموهم فلقّنوهم الدعاء 96 134 3

28 _ فلقّنوهم شهادة أن لا إله إلاّ الله 6 195 16

29 _ انطلق فما يقعدنا عند هذا وقد لقّن حجّته 6 277 22

30 _ لقد لقّن دعوات ما يدعو

بهنّ مخلوق إلاّ ... 36 205 5

31 _ لقّنّي الكلمات التي لقّنت آدم 97 265 7

32 _ لقّنت فصل الخطاب 102 192 2

33 _ عرضوا علي وحلّفوني فقلت كما لقّنتني 71 16 17

34 _ لقّنك الله _ قول شهادة أن لا إله إلاّ الله 43 72 6

35 _ لقّنني علي بن أبي طالب (عليه السلام) كلمات الفرج 95 195 3

36 _ من قوّى مسكيناً في دينه _ لقّنه الله 2 7 21

37 _ ما أنبأتكم بخبر طفل لقّنه الله 10 245 4

38 _ فقال الناس : لقّنه جبرئيل _ شيئاً 36 33 19

39 _ قولوا : اللهمّ لقّنه حجّته وصعّد روحه 82 21 17

40 _ اللهمّ _ ولقّنه منك برهاناً 82 54 3

41 _ اللهمّ اغفر لاُمّي فاطمة _ ولقّنها حجّتها 35 179 17

42 _ لقّنهم حكمته 26 258 16

43 _ عظّموا أمرهم _ ولقّنوا التسبيح 37 63 3

44 _ لقّنوا موتاكم بلا إله إلاّ الله 93 203 19

45 _ آمن روعتي _ ولقّنّي حجّتي 90 145 18

46 _ اللهمّ لقّنّي حجّتي عند الممات 90 166 7

47 _ اللهمّ لقّنّي حجّتي يوم ألقاك 69 49 21

48 _ لقّنّي عند المسألة حجّتي 95 449 14

49 _ اللهمّ إنّي أسألك باسمك _ يا ملقّن 94 386 13

50 _ يلقّنه ما أنتم عليه 81 236 19[4]

هذه بعض الروايات التي وردت فيها كلمة التلقين ومشتقّاتها ، وهي بمعنى التعليم ، إلاّ أ نّه يمكن أن يستفاد منها المعنى العامّ الذي يعني تكرار الفعل وترسيخه في النفس حتّى تكون ملكة ، ويكون من العوامل ذات الأهميّة البالغة في توفيق الإنسان في حياته العلميّة والعملية ، فتدبّر.

---

[1]بحار الأنوار 75 : 112.

[2]البحار

2 : 13.

[3]البحار 12 : 221.

[4]المعجم المفهرس لألفاظ أحاديث بحار الأنوار 24 : 18178.

_ الإخلاص :

أهمّ أمر في حياة المسلم المؤمن هو الإخلاص في النيّة والعمل ، فما أكثر النصوص الدينية من القرآن الكريم والسنّة الشريفة التي تحثّ المسلم على الإخلاص ، وأ نّه لا قيمة للعمل لولا الإخلاص ، وأ نّه إنّما يصعد إلى الله الكلم الطيّب ، وهو العمل الخالص ، وأنّ الرياء هو الشرك الأصغر ، وأ نّه يوجب بطلان العمل.

والإخلاص هنا يأتي بمعنيين :

فتارة بمعنى العمل الذي لا غشّ فيه ، ولا تقصير ولا تهاون ولا تضييع ولا إجحاف في الوقت والعمل والشيء والمصنوعات والمنتوجات وما شابه ذلك . وقد دعا الإسلام إلى هذا الأمر كثيراً ، وأ نّه من غشّ المسلمين فليس بمسلم.

واُخرى يأتي بمعنى العمل الخالص لله وحده لا شريك له ، فلا يشرك بعبادة ربّه أحداً ، ودعا إلى هذا الأمر أيضاً.

قال الله تعالى على لسان الشيطان الرجيم :

( قالَ فَبِعِزَّتِكَ لأغْوِيَنَّهُمْ أجْمَعينَ إلاّ عِبادَكَ مِنْهُمُ الُمخْلَصينَ )[1].

( إيَّاكَ نَعْبُدُ وَإيَّاكَ نَسْتَعينُ )[2].

وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) :

ثلاث لا يغلّ عليهنّ قلب مسلم : إخلاص العمل لله عزّ وجلّ ...

وقال (صلى الله عليه وآله) :

إنّما نصر الله هذه الاُمّة بضعفائها ودعوتهم وإخلاصهم وصلاتهم.

وقال (صلى الله عليه وآله) :

قال الله تعالى : الإخلاص سرّ من أسراري استودعته قلب من أحببت من عبادي.

« بالإخلاص تتفاضل مراتب المؤمنين ».

« إعمل لوجه واحد يكفيك الوجوه كلّها ».

« اخلص قلبك يكفك القليل من العمل ».

« طوبى للمخلصين اُولئك مصابيح الهدى تنجلي عنهم كلّ فتنة ظلماء ».

وقال أمير المؤمنين علي (عليه السلام) :

« الإخلاص أشرف نهاية ».

« الإخلاص غاية الدين ».

« الإخلاص عبادة

المقرّبين ».

« الإخلاص ملاك العبادة ».

« الإخلاص أعلى الإيمان ».

« الإخلاص شيمة أفاضل الناس ».

« في إخلاص الأعمال تتنافس اُولي النهى والألباب ».

« كلّما أخلصت عملا بلغت من الآخرة أملا ».

« إنّ لله عباداً عاملوه بخالص من سرّه فشكر لهم بخالص من شكره ، فاُولئك تمرّ صحفهم يوم القيامة فرّغاً ، فإذا وقفوا بين يديه ملأها لهم من سرّ ما أسرّوا إليه ».

« العمل كلّه هباء إلاّ ما اُخلص فيه ».

« أضاع من كان له مقصد غير الله ».

قال الإمام الصادق (عليه السلام) :

« ولا بدّ للعبد من خالص النيّة في كلّ حركة وسكون ، لأ نّه إذا لم يكن هذا المعنى يكون غافلا ، والغافلون قد وصفهم الله تعالى فقال : ( اُولئِكَ كَالأنْعامِ بَلْ هُمْ أضَلُّ ) ، وقال : ( اُولئِكَ هُمُ الغافِلونَ ).

« ما أنعم الله عزّ وجلّ على عبد أجلّ من أن لا يكون في قلبه مع الله غيره ».

وقال أمير المؤمنين علي (عليه السلام) :

« طوبى لمن أخلص لله عمله وعلمه ، وحبّه وبغضه ، وأخذه وتركه ، وكلامه وصمته ، وفعله وقوله ».

« طوبى لمن أخلص لله العبادة والدعاء ، ولم يشغل قلبه بما ترى عيناه ، ولم ينسَ ذكر الله بما تسمع اُذناه ، ولم يحزن صدره بما أعطى غيره ».

وقال زين العابدين (عليه السلام) في مناجاته :

« واجعل جهادنا فيك ، وهمّنا في إطاعتك ، وأخلص نيّاتنا في معاملتك ».

يقول أمير المؤمنين (عليه السلام) :

« أين الذين أخلصوا أعمالهم لله ، وطهّروا قلوبهم لمواضع نظر الله ».

يقول الإمام الهادي (عليه السلام) :

« لو سلك الناس وادياً وشعباً لسلكت وادي رجل عبد الله وحده خالصاً ».

وقال رسول

الله (صلى الله عليه وآله) :

« العلماء كلّهم هلكى إلاّ العاملون ، والعاملون كلّهم هلكى إلاّ المخلصون ، والمخلصون في خطر عظيم ».

وقال (صلى الله عليه وآله) :

« إذا عملت عملا فاعمل لله خالصاً لأ نّه لا يقبل من عباده الأعمال إلاّ ما كان خالصاً ».

« أخلصوا أعمالكم لله ، فإنّ الله لا يقبل إلاّ ما خلص له ».

« ليست الصلاة قيامك وقعودك ، إنّما الصلاة إخلاصك وأن تريد بها وجه الله ».

قال الإمام الصادق (عليه السلام) :

« قال الله : أنا خير شريك ، من أشرك بي في عمله لم أقبله إلاّ ما كان لي خالصاً ».

قال عزّ وجلّ :

( قُلْ إنِّي اُمِرْتُ أنْ أعْبُدُ اللهَ مُخْلِصاً لَهُ الدِّينَ وَاُمِرْتُ لأنْ أكونَ أوَّلَ المُسْلِمينَ )[3].

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) :

« أ يّها الناس ، إنّه من لقي الله عزّ وجلّ يشهد أن لا إله إلاّ الله مخلصاً لم يخلط معها غيرها دخل الجنّة » ، فقام علي بن أبي طالب صلوات الله عليه ، قال : يا رسول الله ، بأبي أنت واُمّي ، كيف يقولها مخلصاً لا يخلط معها غيرها ، فسّر لنا هذا حتّى نعرفه ؟ فقال : نعم ، حرصاً على الدنيا وجمعاً لها من غير حلّها ، ورضىً بها ، وأقوام يقولون أقاويل الأخيار ويعملون أعمال الجبابرة ، فمن لقي الله عزّ وجلّ وليس فيه شيء من هذه الخصال وهو يقول : لا إله إلاّ الله فله الجنّة ، فإن أخذ الدنيا وترك الآخرة فله النار ».

وقال (صلى الله عليه وآله) :

« تمام الإخلاص تجنّب المعاصي ».

وقال أمير المؤمنين (عليه السلام) :

« تمام الإخلاص اجتناب المحارم ».

فهذا كلّه

من قيمة الإخلاص ومقامه الشامخ في حياة المؤمن ، وأمّا حقيقته ، فقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) :

« إنّ لكلّ حقّ حقيقة ، وما بلغ عبد حقيقة الإخلاص حتّى لا يحبّ أن يحمد على شيء من عمل لله ».

قال الحواريّون لعيسى (عليه السلام) : يا روح الله ، من المخلص لله ؟ قال : الذي يعمل لله لا يحبّ أن يحمده أحد على شيء من عمل الله عزّ وجلّ.

وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) :

أمّا علامة المخلص فأربعة : يسلم قلبه ، وتسلم جوارحه ، وبذل خيره ، وكفّ شرّه.

قال أمير المؤمنين علي (عليه السلام) :

« من لم يختلف سرّه وعلانيته ، وفعله ومقالته ، فقد أدى الأمانة وأخلص العبادة ».

« الزهد سجيّة المخلصين ».

« العبادة الخالصة أن لا يرجو الرجل إلاّ ربّه ، ولا يخاف إلاّ ذنبه ».

قال الإمام الباقر (عليه السلام) :

« لا يكون العابد عابداً لله حقّ عبادته حتّى ينقطع عن الخلق كلّه إليه ، فحينئذ يقول هذا خالص لي فيتقبّله بكرمه ».

قال الإمام الصادق (عليه السلام) :

« العمل الخالص الذي لا تريد أن يحمدك عليه أحد إلاّ الله عزّ وجلّ ».

وفي المحجّة البيضاء للمحقّق الفيض الكاشاني عن الغزالي ، قال في بيان حقيقة الإخلاص بعد ذكر أقاويل المشايخ : الأقاويل في هذا كثيرة ، ولا فائدة في تكثير النقل بعد انكشاف الحقيقة ، وإنّما البيان الشافي بيان سيّد الأوّلين والآخرين ، إذ سئل عن الإخلاص فقال : « هو أن يقول ربّي الله ثمّ تستقيم كما اُمرت » أي لا تعبد هواك ونفسك ، ولا تعبد إلاّ ربّك ، وتستقيم في عبادته كما أمرك ، وهذه إشارة

إلى قطع كلّ ما سوى الله عزّ وجلّ من مجرى النظر وهو الإخلاص حقّاً.

وأمّا ما يورث الإخلاص فقد قال أمير المؤمنين علي (عليه السلام) :

سبب الإخلاص اليقين.

الإخلاص ثمرة اليقين.

إخلاص العمل من قوّة اليقين وصلاح النيّة.

الإخلاص ثمرة العبادة.

إنّ إخلاص العمل اليقين.

على قدر قوّة الدين يكون خلوص النيّة.

ثمرة العلم إخلاص العمل.

قلّل الآمال تخلص لك الأعمال.

أوّل الإخلاص اليأس ممّا في أيدي الناس.

من رغب فيما عند الله أخلص عمله.

قال الإمام الباقر (عليه السلام) :

إدفع عن نفسك حاضر الشرّ بحاضر العلم ، واستعمل حاضر العلم بخالص العمل ، وتحرّز في خالص العمل من عظيم الغفلة بشدّة التيقّظ ، واستجلب شدّة التيقّظ بصدق الخوف.

وأمّا ما يمنع الإخلاص ، فقال (عليه السلام) :

كيف يستطيع الإخلاص من يغلبه هواه.

وأمّا آثار الإخلاص ، فقد قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) :

ما أخلص عبد لله عزّ وجلّ أربعين صباحاً إلاّ جرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه.

قال الله عزّ وجلّ : لا أطّلع على قلب عبد فأعلم منه حبّ الإخلاص لطاعتي لوجهي وابتغاء مرضاتي إلاّ تولّيت تقويمه وسياسته.

وقال أمير المؤمنين علي (عليه السلام) :

غاية الإخلاص الخلاص.

المخلص حريّ بالإجابة.

بالإخلاص ترفع الأعمال.

لو خلصت النيّات لزكت الأعمال.

عند تحقّق الإخلاص تستنير البصائر.

من أخلص النيّة تنزّه عن الدنيّة.

في إخلاص النيّات نجاح الاُمور.

أخلص تنل.

من أخلص بلغ الآمال.

ثمرة العلم إخلاص العمل.

وقال الإمام زين العابدين (عليه السلام) في رسالة الحقوق :

فأمّا حقّ الله الأكبر عليك ، فأن تعبده لا تشرك به شيئاً ، فإذا فعلت ذلك بإخلاص ، جعل لك على نفسه أن يكفيك أمر الدنيا والآخرة.

قال المسيح (عليه السلام) :

يا عبيد السوء ، نقّوا القمح وطيّبوه وأدقّوا طحنه تجدوا طعمه ويهنئكم أكله ، كذلك فأخلصوا الإيمان وأكملوه تجدوا حلاوته وينفعكم غبّه.

وفي

الدعاء عند زين العابدين (عليه السلام) :

اللهمّ صلّ على محمد وآل محمد واجعلنا ممّن جاسوا خلال ديار الظالمين ، واستوحشوا من مؤانسة الجاهلين ، وسعوا إلى العلم بنور الإخلاص.

فهذا معنى الإخلاص وحقيقته وآثاره في النفس والمجتمع ، وإنّ الموفّق العاقل المصيب من كان مخلصاً في نواياه وأعماله ، ومن قلّة العقل أن يعمل الإنسان لغير ربّه ، كما قال الإمام الباقر (عليه السلام) : ما بين الحقّ والباطل إلاّ قلّة العقل . قيل : وكيف ذلك يا ابن رسول الله ؟ قال : إنّ العبد يعمل العمل الذي هو لله رضىً فيريد به غير الله ، فلو أ نّه أخلص لله لجاءه الذي يريد في أسرع من ذلك[4].

اللهمّ ارزقنا الإخلاص واليقين ، وخير الدنيا والدين ، ووفّقنا للتوفيق ، واجعله لنا خير رفيق ، وما توفيقي إلاّ بالله عليه توكّلت وإليه اُنيب.

---

[1]ص : 83.

[2]الفاتحة : 4.

[3]الزمر : 11 و 12.

[4]الروايات من ميزان الحكمة 3 : 56.

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.