علی ابواب شهر رمضان المبارک

اشارة

سرشناسه : علوی عادل - 1955 عنوان و نام پديدآور : علی ابواب شهر رمضان المبارک تالیف عادل العلوی مشخصات نشر : قم موسسه الاسلامیه العامه للتبلیغ و الارشاد، 1420ق = 1379. مشخصات ظاهری : ص 24 فروست : (موسوعه رسالات اسلامیه شابک : 964-5915-18-x (دوره ؛ 964-5915-23-6 يادداشت : عربی يادداشت : فهرستنویسی براساس اطلاعات فیپا. یادداشت : کتابنامه به صورت زیرنویس عنوان دیگر : رساله علی ابواب شهر رمضان المبارک موضوع : رمضان موضوع : روزه رده بندی کنگره : ‮ BP188 /ع 77ع 8 1379 رده بندی دیویی : ‮ 297/354 شماره کتابشناسی ملی : م 79-4990

المقدّمة[1]

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ربّ العالمين ، والصلاة والسلام على أشرف خلق الله محمّد وآله الطاهرين .

أمّا بعد :

فإنّ الله سبحانه وتعالى في كتابه المجيد قد قسّم الأشهر إلى اثني عشر شهراً ، وذلك من بدء الخلقة في قوله تعالى : ( إنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ )[2] .

ثمّ جعل من الأشهر الاثني عشر أربعة منها أشهر الحرم ، حيث يُحرم فيها القتال ، وهو شهر رجب وذي القعدة وذي الحجّة ومحرم الحرام ، كما سُمي بعضها بأشهر الحج ، ولم يذكر اسم كل شهر بالخصوص إلاّ شهر رمضان المبارك ، وهذا إن دلّ على شيء فإنّه يدلّ على عظمة هذا الشهر المبارك .

ومن ثمَّ في تعريف شهر رمضان ، لم يكن كتعريف أشهر الحج كما في قوله تعالى : ( الحَجُّ أشْهُرٌ مَعْلُومَات ... )[3] حيث عرف الأشهر بحكم إسلامي ، وبفرع من فروع الدين وهو الحج ،

بمعنى أنّ هذه الأشهر لها علاقة وطيدة بمناسك الحج ، وأنّ الاستطاعة التي هي شرط لوجوب الحج تتمّ في هذه الأشهر ، فلم يعرف شهر رمضان بالصيام ، مع أنه شهر الصيام ، ويمتاز عن باقي الشهور بهذا الحكم وبهذا الفرع الديني ، بل عرّف شهر رمضان بالقرآن الكريم ( شَهْرُ رَمَضَانَ الذِي اُنْزِلَ فِيهِ القُرْآنُ هُدَىً لِلنَّاسِ )[4] . والقرآن الكريم الذي هو كتاب حياة وهداية للبشرية جمعاء إلى شاطئ السعادة في الدنيا والآخرة ، فيه أحكام شرعية ، ومنها الصوم . فشهر القرآن الكريم يدلّ على شهر الصيام أيضاً فهو من التعريف التام ، ولو قيل شهر الصيام لكان من الرّسم الناقص[5] ، إذ لا يدلّ على نزول القرآن فيه ، وبين الحدّ التام والرسم الناقص بون واسع كما في علم المنطق .

---

[1]القيت محتوى هذه الكلمة في حسينية أهل البيت (عليهم السلام) لأهل العمارة في قم المقدّسة في الليلة الاُولى من شهر رمضان عام 1410 هجرية ، وطبعت في مجلة ( نور الإسلام _ بيروت ) العدد 45 سنة 1414 ، وفي مجلة ( الكوثر _ قم ) العدد الخامس سنة 1417 .

[2]التوبة : 36 .

[3]البقرة : 197 .

[4]البقرة : 185 .

[5]الحدّ التامّ : ما فيه تمام ماهية الشيء من ذكر الجنس القريب والفصل القريب كما يقال : الإنسان ( حيوان ناطق ) ، فهذا من الحدّ والتعريف التام ، والرسم التام : ما كان بالجنس والعرض الخاصة كما يقال : الإنسان حيوان ضاحك .

رمضان من أسماء الله

ثمّ رمضان من أسماء الله، كما ورد ذلك في بعض الروايات عن أهل البيت(عليهم السلام)، فلا يقال رمضان إلاّ مع ذكر المضاف ، أي شهر رمضان ، وقد

يذكر معان اُخرى لتسمية شهر رمضان ، فقيل : إنّه علم للشهر كرجب وشعبان .

ومنع من الصرف للعلمية والألف والنون ، واختلف في اشتقاقه ، فعن الخليل : إنّه من الرمض _ بتسكين الميم _ وهو مطر يأتي في وقت الخريف ، يطهّر وجه الأرض من الغبار ، سمّي الشهر بذلك لأ نّه يطهِّر الأبدان عن الأوضار والأوزار ، وقيل : من الرمض بمعنى شدّة الحر من وقع الشمس; وقال الزمخشري في الكشاف : الرمضان مصدر رمضَ ، إذا احترق من الرمضاء ، سمّي بذلك إمّا لارتماضهم فيه من حرّ الجوع كما سمّوه نابقاً ، لأ نّه كان ينبقهم أي يزعجهم بشدّته عليهم ، أو لأنّ الذنوب ترمض فيه أي تحترق ، وقيل : إنّما سمّي بذلك ، لأنّ أهل الجاهلية كانوا يرمضون أسلحتهم فيه ، ليقضوا منها أوطارهم في شوال قبل دخول الأشهر الحرم ، وقيل : إنّهم لمّا نقلوا أسماء الشهور عن اللغة القديمة سمّوها بالأزمنة التي وقعت فيها فوافق هذا الشهر أيّام رمضي الحر فسمّيت بذلك . وهناك وجوه اُخرى .

جاء في الكافي : عن أبي عبد الله الإمام الصادق ، عن أبيه الإمام الباقر(عليهما السلام) ، قال : قال أمير المؤمنين ( صلوات الله عليه ) : لا تقولوا رمضان ولكن قولوا شهر

رمضان فإنّكم لا تدرون ما رمضان[1] .

وعن أبي جعفر الإمام الباقر (عليه السلام) قال : كنّا عنده ثمانية رجال فذكرنا رمضان فقال : لا تقولوا رمضان ، ولا ذهب رمضان ، ولا جاء رمضان ، فإنّ رمضان اسم من أسماء الله عزّ وجلّ ، لا يجيء ولا يذهب وإنّما يجيء ويذهب الزائل ، ولكن قولوا شهر رمضان ، فإنّ

الشهر مضاف إلى الاسم والاسم اسم الله عزّ ذكره ، وهو الشهر الذي اُنزل فيه القرآن ، جعله مثلا وعيداً .

وإلى هذا المعنى يشير الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) في خطبته في الجمعة الأخيرة من شعبان : قد أقبل عليكم شهر الله .

وفي كتاب الإقبال من كتاب الجعفريات بسند سيّد ابن طاووس عن أمير المؤمنين (عليه السلام) : لا تقولوا رمضان ، فإنّكم لا تدرون ما رمضان ، فمن قاله فليتصدّق ، ويضمر كفّارة لقوله ، ولكن قولوا كما قال الله تعالى : ( شَهْرُ رَمَضَان ) .

قال العلاّمة الطباطبائي في تفسيره القيّم[2] :

« والأخبار الواردة في عدّ أسماء الله تعالى خال عن ذكر رمضان ، على أنّ لفظ رمضان من غير تصديره بلفظ شهر ، وكذا رمضانان بصيغة التثنية كثير الورود في الروايات المنقولة عن النبيّ وعن أئمّة أهل البيت (عليهم السلام) بحيث يستبعد جدّاً نسبة التجريد إلى الراوي » انتهى كلامه رفع الله مقامه .

والظاهر عدم الاستبعاد ، ولتكن هذه الأخبار التي ذكرناها ممّا تدلّ على أنّ رمضان من أسماء الله أيضاً . والله العالم بحقائق الاُمور .

---

[1]الكافي 4 : 69 ، باب في النهي عن قول رمضان بلا شهر .

[2]تفسير الميزان 2 : 24 .

لماذا شهر رمضان شهر الله ؟

فشهر رمضان يعني شهر الله ، وإنّما سمّي شهر الله وإن كان كل شيء لله ، لما فيه من خصائص لله ، واختصّت بالإضافة التشريفية ، كبيت الله بالنسبة إلى المكان ، وشهر الله بالنسبة إلى الزمان .

ومن أتمّ الخصائص وأبرزها ، ما نجد من جهة اشتراك بين الكعبة المشرّفة وبين شهر رمضان ، فالقدر المشترك بينهما هو نزول الوحي والقرآن الكريم ، فشهر رمضان زمان

نزول الوحي ، والكعبة المشرّفة مكان النزول ، ثمّ زادت الكعبة شرفاً ، فتشرّفت مكّة وأطرافها ، وصارت حرم الله ، وكلّ من أراد الدخول إلى هذا الحرم المبارك ، في أي زمان ، حتّى ولو كان للقاء صديق داخل الحرم ، فلا بدّ له من أن يلبس ثوبي الإحرام ، ويحرّم على نفسه محرمات الحج من الملاذ والشهوات كالنساء والعطر ، ويأتي بالمناسك ، ثمّ بعد خروجه من الإحرام حينئذ يقصد صديقه ، فعظمة الوحي أثّر في شرافة محدودة الحرم . وكذلك شهر رمضان فقد نزل القرآن بتمامه في ليلة القدر ( إنَّا أنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ القَدْرِ ) ولكن سرت الشرافة والقداسة والعظمة إلى كلّ أيام وليالي الشهر ، بل تشرف ذلك العصر الذي نزل فيه القرآن ، فأقسم سبحانه بذلك العصر ، في سورة العصر ، كما أقسم بالمكان الذي نزل فيه الوحي ، في قوله ( لا اُقْسِمُ بِهَذَا البَلَدِ وَأنْتَ حِلٌّ بِهَذَا البَلَدِ ... ) فالحرم تشرّف بالنبي الأكرم (صلى الله عليه وآله) ، والعصر تشرّف بالوحي . وعصر الولاية والإمامة كعصر النبوّة ، فقسماً بعصر صاحب الزمان خاتم الأوصياء وقسماً بعصر النبيّ المصطفى خاتم الأنبياء (عليهم السلام) إنّ الإنسان لفي خسر ، إلاّ الذين آمنوا وعملوا الصالحات ، فشعاع الوحي من الله سبحانه ، قد نوّر منطقةً وسيعةً في المكان والزمان .

ثمّ شرف شهر رمضان ، إنّما هو لاستقباله القرآن الكريم كما في الأخبار الشريفة ، والفضائل الواردة كشهر رمضان ، كما في خطبة النبي (صلى الله عليه وآله) ، وإنّما هي باعتبار الموصوف ، فالرحمة والبركة والغفران للقرآن الكريم بالأصالة وأوّلا وبالذات ، وللمتزّمن أي شهر رمضان ثانياً وبالعرض

.

وفي الخبر : شهر رمضان غرّة الشهور ، والغرّة بمعنى البياض في الجبين ، أو الأوّل ، فرمضان بياض ناصع في جبين الشهور ، وهو رأس الشهور ، وقلب شهر رمضان هو ليلة القدر ، كما ورد في الخبر الشريف .

ونحن الإماميّة نعتقد أنّ نزول القرآن في بدايته وحتّى يوم رحلة النبيّ (صلى الله عليه وآله)كان على نحو التدريجي ، فبدايته في شهر رجب ، يوم المبعث ، وقد نزل القرآن بنحو الدفعي الكلّي أيضاً مرّة اُخرى في ليلة القدر ، يفرّق فيها كلّ أمر حكيم ، ومقدّمات هذا النزول الدفعي المبارك ، كان من أوّل شهر رمضان ، فاستقبل القرآن الكريم الذي فيه هدىً للمتّقين .

فأقبل علينا شهر الله شهر رمضان المبارك بالقرآن الكريم ، ولكلّ شيء ربيع ، وربيع القرآن رمضان[1] ، فتتفتّح أزهار المعارف القرآنية ، في مثل هذا الربيع كما تتفتّح الزهور والورود في ربيع الطبيعة .

شهر رمضان شهر تجلية الأرواح والنفوس ، فإنّ علماء الأخلاق ذكروا في تهذيب النفوس مراحل ثلاثة :

1 _ التخلّي من الصفات الذميمة .

2 _ والتحلية بالصفات الحميدة .

3 _ وتجلية تلك الصفات وتبلورها ، وإلى الله المنتهى قاب قوسين أو أدنى وإنّك كادح إلى ربّك كدحاً فملاقيه ، وسقاهم ربّهم شراباً طهوراً .

ويبدو لي : شهر رجب _ كما في الأخبار _ شهر الاستغفار من الذنوب والمعاصي ، وهو شهر أمير المؤمنين علي (عليه السلام) .

ففي شهر رجب أصحاب السير والسلوك ، أصحاب اليمين ، يطهّرون أنفسهم من الذنوب والغفلات وذلك بالاستغفار والتوبة والإنابة ، ويناديهم الملائكة : أين الرجبيّون ؟

وفي شهر شعبان ، شهر رسول الله (صلى الله عليه وآله) يتحلّون بسنن رسوله وآدابه

كما ورد في أعمال شهر شعبان ( وهذا شهرُ نبيّك سيّدُ رسلك شعبان الذي حففته منك بالرحمة والرضوان الذي كان رسول الله (صلى الله عليه وآله) يَدأبُ في صيامه وقيامه في لياليه وأيامه بخوعاً لك في إكرامه وإعظامهِ إلى محل حمامِه اللّهم فأعنّا على الاستنان بسنّته فيه ونيل الشفاعة لديه اللّهم واجعله لي شفيعاً مشفّعاً وطريقاً إليك مهيعاً واجعلني له متّبعاً حتّى ألقاك يومَ القيامةَ عنّي راضياً وعن ذنوبي غاضياً قد أوجبت لي منك الرحمة والرضوان وأنزلتني دار القرار ومحل الأخيار ) .

شهر شعبان شهر مناجاة الأئمّة (عليهم السلام) تلك المناجاة المعروفة التي جاء فيها : ( إلهي هب لي كمال الانقطاع إليك ، وأنِر أبصار قلوبنا بضياء نظرها إليك ، حتّى تخرق أبصار القلوب حُجُب النور فتصل إلى معدن العظمة ، وتصير أرواحنا معلّقةً بعزّ قدسك ، إلهي واجعلني ممّن ناديته فأجابك ، ولاحظته فصعق لجلالك ، فناجيته سرّاً وعمل لك جهراً ) .

فشعبان شهر التحلّي بالصفات الحميدة ، وشهر رمضان شهر التجلّي لتلك الصفات ، شهر الضيافة والورود على الله سبحانه ، تلك الضيافة العامّة لجميع المكلّفين ، ومن راع آدابها يوفّق لحضور الضيافة الخاصّة في شهر ذي الحجّة في مكّة المكرمة مهبط الوحي ، وفي طواف حول الكعبة المشرّفة ، وفي أرض عرفة ، ومناسك مقرّبة إلى الله تعالى .

وضيافة الله إنّما هي ضيافة الأسماء الحسنى والصفات العليا ، وإنّ المؤمن يكون على موائد القرآن الكريم فيها من نمير العلوم وطعام المعارف ما تشتهي الأنفس الروحانيّة .

فنأتي إلى علم الله سبحانه ، وندخل مدينة العلم من بابها ، فمن علي وأهل بيته (عليهم السلام) إلى النبي محمّد (صلى الله عليه وآله) ومنه

إلى الله سبحانه ، فاجعله لي شفيعاً مشفّعاً ، وهذا هو الصراط المستقيم ، وهي الولاية العظمى المتمثّلة بالله سبحانه وبرسوله (صلى الله عليه وآله)وبأوليائه الأئمة الأطهار (عليهم السلام) ، وهذا هو الصراط الذي نسأل الله في كلّ صلاة أن يهدينا إليه ، صراط الذين أنعمت عليهم من الأنبياء والأولياء والشهداء والصالحين وحسن اُولئك رفيقاً ، غير المغضوب عليهم ولا الضالين .

وقد ورد في الخبر الشريف من لم يغفر في شهر رمضان ، لم يغفر له إلى قابل ، أو يشهد عرفة لتشمله الرحمة الخاصة والضيافة الخاصة وقبل أن أقرأ على مسامعكم خطبة النبي (صلى الله عليه وآله) ، أذكر لكم هاتين الروايتين :

الاُولى : في الكافي عن أبي جعفر (عليه السلام) ، قال : كان رسول الله _ يعلم من كلمة كان استمرار هذا الفعل في كلّ سنة ولكن الخطبة كانت في سنة واحدة _ فكان رسول الله يقبلُ بوجهه إلى الناس فيقول : يا معشر الناس إذا طلع هلال شهر رمضان ، غُلّت مردة الشياطين _ أي الشيطان الذي مرد عن أمر ربه وخرج وفسق تُغلّ يده بالسلاسل والأقفال العديدة ، إذ غلّت من التغليل وهو يفيد الكثرة ، فغلّت مردة الشياطين _ وفتحت أبواب السماء ، وأبواب الجنان ، وأبواب الرحمة ، وغلّقت أبواب النار ، واستجيب الدعاء وكان لله فيه عند كل فطر عتقاء ، يعتقهم الله من النار ، وينادي مناد كلّ ليلة : هل من سائل ؟ هل من مستغفر ؟ اللّهم اعط كلّ منفق خلفاً ، واعط كلّ ممسك تلفاً ، حتّى إذا طلع هلال شوّال ، نودي المؤمنون أن اغدوا إلى جوائزكم فهو يوم الجائزة . ثمّ

قال أبو جعفر (عليه السلام) : أما والذي نفسي بيده ما هي بجائزة الدنانير ولا الدراهم[2] .

أجل كلّ هذا ببركة القرآن الكريم ، وإذا عصى الإنسان ربّه في شهر رمضان فإنّه هو الذي يفتح يد الشيطان على نفسه ، وهو الذي يدفع باب جهنّم لفتحه ، وإلاّ فالشياطين قد غلّت أيديهم وغلّقت أبواب جهنّم ، فتأمّل وتدبّر ولا يغرّك بالله الغرور .

الثانية : عن ابن مروان قال : سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول : إن لله عزّ وجلّ في كلّ ليلة من شهر رمضان عتقاء وطلقاء من النار ، إلاّ من أفطر على مسكر _ والظاهر أنّ هذا من باب التمثيل ، وإلاّ فكلّ المعاصي كذلك _ فإذا كان في آخر ليلة منه أعتق فيها مثل ما أعتق في جميعه .

---

[1]ذكر تفصيل ذلك في ( شهر رمضان ربيع القرآن ) ، فراجع .

[2]الكافي 4 : 70 .

الخطبة الشعبانيّة

وأمّا الخطبة الشريفة ، فاختلف فيها في مجامعنا الروائية ، فقيل : في آخر جمعة من شعبان ، وقيل : ثلاثة أيام بقيت من شعبان ، وقيل : آخر شعبان ، أي أواخر شعبان ، فيمكن الجمع بين الأقوال ، والشيخ البهائي ( عليه الرحمة ) ينقل الخطبة في كتابه الأربعين ، في الحديث التاسع ، قائلا :

وروى الصدوق ( في عيون أخبار الرضا 1 : 297 ) بسند معتبر عن الرضا(عليه السلام) عن آبائه عن أمير المؤمنين ( عليه وعلى أولاده السلام ) قال : إنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) خطبنا ذات يوم فقال : ( أ يّها الناس إنّه قد أقبل إليكم شهر الله بالبركة والرحمة والمغفرة ، شهرٌ هو عند الله

أفضل الشهور ، وأيّامه أفضل الأيّام ، ولياليه أفضل الليالي ، وساعاته أفضل الساعات ، هو شهر دُعيتم فيه إلى ضيافة الله ، وجعلتم فيه من أهل كرامة الله ، أنفاسكم فيه تسبيح ، ونومكم فيه عبادة ، وعملكم فيه مقبول ، ودعاؤكم فيه مستجاب ، فسلوا الله ربّكم بنيّات صادقة ، وقلوب طاهرة ، أن يوفّقكم لصيامه ، وتلاوة كتابه ، فإنّ الشقيّ من حُرمَ غفرانَ الله في هذا الشهر العظيم ، واذكروا بجوعكم وعطشكم فيه جوع يوم القيامة وعطشه ، وتصدّقوا على فقرائكم ومساكينكم ، ووقّروا كباركم ، وارحموا صغاركم ، وصلوا أرحامكم ، وأحفظوا ألسنتكم ، وغضّوا عمّا لا يحلّ النظر إليه أبصاركم ، وعمّا لا يحلّ الاستماع إليه أسماعكم ، وتحنّنوا على أيتام الناس ، يتحنّن على أيتامكم ، وتوبوا إليه من ذنوبكم ، وارفعوا إليه أيديكم بالدعاء في أوقات صلواتكم ، فإنّها أفضل الساعات ، ينظر اللهُ عزّ وجلّ فيها بالرحمة إلى عباده ، يجيبهم إذا ناجوه ، ويلبّيهم إذا نادوه ، ويستجيب لهم إذا دعوه ، أ يّها الناس : إنّ أنفسكم مرهونة بأعمالكم ، ففكّوها باستغفاركم ، وظهوركم ثقيلة من أوزاركم ، فخفّفوا عنها بطول سجودكم ، واعلموا أنّ الله تعالى ذكره ، أقسم بعزّته أن لا يعذّب المصلّين والساجدين ، وأن لا يروعهم بالنار يوم يقوم الناس لربّ العالمين . أ يّها الناس ; من فطّر صائماً مؤمناً في هذا الشهر ، كان له بذلك عند الله عتق رقبة ، ومغفرةٌ لما مضى من ذنوبه ، قيل : يا رسول الله ، وليس كلّنا يقدر على ذلك ، فقال (صلى الله عليه وآله) : اتّقوا النار ولو

بشقّ تمرة ، اتّقوا النار ولو بشربة من ماء ، فإنّ الله يهب ذلك الأجر لمن عمل هذا اليسير ، إذ لم يقدر على أكثر منه ، يا أ يّها الناس من حسّن منكم في هذا الشهر خلقهُ ، كان له جواز على الصراط يوم تزل فيه الأقدام ، ومن خَفّف في هذا الشهر عمّا ملكت يمينه ، خفّف الله عليه حسابه ، ومن كفّ فيه شرّه ، كفّ الله عنه غضبه يوم يلقاه ، ومن أكرم فيه يتيماً ، أكرمه الله يوم يلقاه ، ومن وصل فيه رحمه ، وصله الله برحمته يوم يلقاه . ومن قطع فيه رحمه ، قطع الله عنه رحمته يوم يلقاه ، ومن تطوّع فيه بصلاة ، كتب الله له براءة من النار ، ومن أدّى فيه فرضاً ، كان له ثواب من أدّى سبعين فريضة فيما سواه من الشهور ، ومن أكثر فيه من الصلاة عليّ ، ثقّل الله ميزانه يوم تخفّ الموازين ، ومن تلا فيه آية من القرآن ، كان له مثل أجر من ختم القرآن في غيره من الشهور . أ يّها الناس إنّ أبواب الجنان في هذا الشهر مفتّحة ، فسلوا ربّكم أن لا يغلقها عليكم ، وأبواب النيران مغلقةٌ ، فسلوا ربّكم أن لا يفتحها عليكم ، والشياطين مغلولة ، فسلوا ربّكم أن لا يسلّطها عليكم .

قال أمير المؤمنين (عليه السلام) : فقمت فقلت : يا رسول الله ما أفضل الأعمال في هذا الشهر ؟ فقال : يا أبا الحسن أفضل الأعمال في هذا الشهر الورع عن محارم الله عزّ وجلّ ، ثمّ بكى ، فقلت : يا رسول الله ما يبكيك ؟

فقال : يا علي أبكي لما يُستحلّ منك في هذا الشهر ، كأ نّي بك وأنت تصلّي لربّك ، وقد انبعث أشقى الأوّلين والآخرين ، شقيق عاقر ناقة ثمود ، فضربك ضربةً على قرنك ، فخضب منها لحيتك ، قال أمير المؤمنين (عليه السلام) فقلت : يا رسول الله وذلك في سلامة من ديني ؟ فقال : في سلامة من دينك ، ثمّ قال : يا علي من قتلك فقد قتلني ، ومن أبغضك فقد أبغضني ، ومن سبّك فقد سبّني ، لأ نّك منّي كنفسي وروحك من روحي ، وطينتك من طينتي ، إنّ الله تبارك وتعالى خلقني وإيّاك ، واصطفاني وإيّاك ، واختارني للنبوّة واختارك للإمامة ، فمن أنكر إمامتك فقد أنكر نبوّتي ، يا علي أنت وصيّي ، وأبو ولدي ، وزوج ابنتي ، وخليفتي على اُمّتي في حياتي وبعد موتي ، أمرُك أمري ، ونهيك نهيي ، اُقسم بالذي بعثني بالنبوّة ، وجعلني خير البريّة ، إنّك لحجّة الله على خلقه وخليفته على عباده .

ثمّ سأل النبي أمير المؤمنين : كيف صبرك على القتل ؟ فقال (عليه السلام) : القتل مع سلامة في ديني ليس ممّا يصبر عليه ، إنّما يشكر الله عليه ) ، أي من نعم الله مثل هذه الشهادة المباركة فيشكر عليها .

هذا موجز ما أردنا بيانه في فضيلة شهر رمضان المبارك ، نسأل الله أن يوفّقنا لدرك بركاته وصيامه وتلاوة كتابه والشهادة في سبيله مع وليّه الإمام المنتظر الحجّة الثاني عشر صاحب الزمان عليه الصلاة والسلام وعجّل الله فرجه الشريف .

مخطط آية الصيام في القرآن الكريم

قال الله تعالى في محكم كتابه ومبرم خطابه : ( يَا أ يُّهَا الَّذينَ آمَنوا كُتِبَ

عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ،)[1] .

اعلم أنّ في هذه الآية الشريفة مباحث قيّمة، وعلوم سامية، ومعارف إلهيّة رفيعة، ووجوه علميّة لطيفة تستحقّ أن يتكلّم عنها الباحث في محاضرات إسلامية خلال شهر رمضان المبارك، نشير إلى بعضها، ونتعرّض لها إجمالا، ليكون منطلقاً لمن أراد التحقيق والتدقيق، وتكون المحاور في البحث كلمات الآية الشريفة، وذلك بالتخطيط لسهولة المراجعة[2] .

1 _ حرف نداء يدلّ على البعد بين المنادى والمخاطب

يا 2 _ للانتباه بأن يتنبّه الناس من قبل

3 _ حكاية عن أمر مهم

أ يّها الذين __ خطاب للمكلّفين 2 _ العاقل

الشرائط العامّة والخاصّة كما في الفقه الإسلامي

1 _ الإقرار باللسان

1 _ حقيقة الإيمان وأركانه الثلاثة 2 _ والعقيدة في الجنان

3 _ والعمل بالأركان _ إتيان الواجبات وترك المحرّمات

آمنوا 2 _ مراتب الإيمان ودرجاته ، من عشر درجات إلى أربعمائة درجة بحسب اختلاف الروايات

3 _ المؤمنون _ صفاتهم وعلائمهم في القرآن والأحاديث الشريفة كما في نهج البلاغة

واجب

1 _ أمر محتوم

مستحب

كُتب _ فعل مجهول 2 _ للتربية لعدم تفوّق الإنسان على غيره

3 _ علامة الحرية في النظام التكويني

الحاكم في مقام الاستعلاء فلم يخاطبهم بكلمة ( إليكم )

عليكم فإنّه حكم فيه حكمة وخير

نتيجة الحكم امر عال أيضاً

كما فيه المصلحة العامة والخاصة من سلامة الفرد والمجتمع

الحكم الإلهي

الصيام قيمته ومقامه

نتيجة الحكم

وأجره فلم يقل سبحانه ( الصوم ) فالصيام اسم مصدر وهو

نتيجة المصدر الدالّ على مجرّد الحدث

أجدادكم وآباءكم

كما كتب على الذين من قبلكم الأنبياء عليهم السلام

أصحاب الشرائع السماوية الاُخرى

لعلّ في القرآن تارة بمعنى الأمل والرجاء وهو في غير الله كما في قصّة

موسى وفرعون ( لعلّه يذّكّر أو يخشى )

لعلّكم

واُخرى في الله عزّ وجلّ فهو بمعنى الحتم واليقين لعلم الله

سبحانه كما في هذه الآية

الشريفة ، فإنّ من يصوم جامعاً للشرائط يكون متّقياً قطعاً

1 _ المعنى اللغوي والاصطلاحي للتقوى

2 _ شرائط التقوى وموارده

3 _ مراحل التقوى ومراتبه

4 _ آثار التقوى على الفرد والمجتمع

5 _ جزاء وأجر المتّقين

تتّقون

6 _ صفات المتّقين كما في خطبة همام في نهج البلاغة

7 _ درجات المتّقين

8 _ التقوى في القرآن الكريم ومشتقّاته 19 مورد وتعداده 234 مرّة

9 _ التقوى في رحاب الأحاديث الشريفة

10 _ قصص المتّقين

1 _ عليكم 1 _ إفادة التأكيد للحكم والحاكم

كم

كاف الخطاب وميم الجمع تكراره ثلاث مرّات في الآية الشريفة 2 _ قبلكم

3 _ لعلّكم 2 _ القطع واليقين بنتائج الحكم

1 _ عدم العجب للصائمين

أياماً معدودات

2 _ تسكين الصائمين واطمئنانهم

1 _ الصيام واجب ومستحبّ وحرام ومكروه

مريضاً أو على سفر 2 _ المريض والمسافر يحرم عليهما الصوم

3 _ ويجب على غيرهما مع شرائط التكليف

أصل الأحكام الإلهية على السهولة وليس العسر وأنّ الدين سهلة سمحة

يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر

كلّ العبادات في طاقة الإنسان ( لا يكلّف الله نفساً إلاّ وسعها )

صوم العامة : باجتناب المفطرات وكفّ النفس عنها

مراحل الصوم ومراتبه صوم الخاصة : بصوم جوارحهم أيضاً

صوم الخاصّة الخاصّة : بكفّ القلب عمّا سوى الله سبحانه وهو صوم الحب والشكر

شهر رمضان المبارك وليلة القدر في القرآن والسنّة

فضائل وآداب الآثار التربوية والصحية والاقتصادية والاجتماعية في الصوم

الأدعية والزيارات الواردة في شهر رمضان المبارك

بلاغة وفصاحة الآية الشريفة وما فيها من المعارف والمعاني السامية

التمسّك بالقرآن والعترة كما في حديث الثقلين _ المتّفق عليه عند الفريقين _ السنّة والشيعة

زبدة المخاض

التأكيد على حكم إلهي واحد بهذا النحو فكيف بنا والأحكام الإلهية الاُخرى

كلّ آية من القرآن فيها المعارف الإلهية والمنافع الإنسانية المادية والمعنوية،

الظاهرية والباطنية، الفردية

والاجتماعية

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : من أراد علم الأوّلين والآخرين فليثوّر بالقرآن .

فلا بدّ من إثارة القرآن لاستخراج العلوم والمعارف، وهذا غيض من فيض آية الصيام . والحمد لله أوّلا وآخراً .

---

[1]البقرة : 183 .

[2]استلهمتُ هذا المخطّط من الشيخ محمّد علي قاضي زاده جزاه الله خيراً .

ضيافة الله سبحانه لعباده المؤمنين

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) في الخطبة الشعبانية في فضائل شهر رمضان المبارك : ( وفي هذا الشهر دعيتم إلى ضيافة الله، نفسكم فيه تسبيح، ونومكم فيه عبادة ) .

من باب مناسبة الحكم مع الموضوع تختلف الضيافة الإلهيّة عن باقي الضيافات السماوية والإرضيّة، والضيافة من المعاني الإضافية، ففيها عنوان المضيّف والضيف ومتعلّق الضيافة، فالضيافة في الأرض متعلّقها الأكل والشرب، أمّا ضيافة الله سبحانه، فالمضيف هو الله جلّ جلاله، والضيف هو العبد الصالح المؤمن، وتبقى مائدة الضيافة ومأدبتها، فما هي المأدبة الإلهيّة ،؟

من خلال الروايات الشريفة وقفت على أنّ لله ضيافات ثلاثة :

1 _ الضيافة العامّة : وهي في شهر رمضان المبارك، فقد دعانا الله سبحانه إلى ضيافته المباركة، فكلّ مسلم ومؤمن وجب عليه الصوم من آدم إلى يوم القيامة هو مدعو إلى ضيافة الله سبحانه وتعالى، إلاّ أنّ الموائد الإلهية تختلف باختلاف الشرائع السماوية .

والمأدبة الإلهية في الإسلام هو القرآن الكريم، هو أسماء الله وصفاته العليا، وهي ضيافة روحية معنوية مثالية، ولذّتها فوق لذّة الجسد واللذات المادية والحسّية، بل من أراد أن يقف على اللذّة الروحية أن يمنع جسده من الملاذ المادية، فيصوم ويمسك عن المفطرات ويمتنع عن الأكل والشرب والجماع وما شابه، فيكفّ بطنه وفرجه، ومن ثمّ يكفّ سمعه وبصره وكلّ جوارحه عمّا حرّم الله، بل ويكفّ قلبه عمّا سوى الله سبحانه،

فيصوم بكلّ وجوده، حتّى يتشرّف بالضيافة الإلهية، ويجلس على مائدة الله، على كتاب الله الكريم وسنّة نبيّه (صلى الله عليه وآله)، ومنهاج عترته الأطهار (عليهم السلام)، فيروي عطشه ويشبع جوعه من نمير علومهم ومعارفهم الربانية، وحينئذ ينال السكر والنشوة الروحيّة : ( ،وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَاباً طَهُوراً ،) .

ثمّ إذا راعى الضيف الآداب ورسوم الضيافة، والتزم بها في الضيافة العامّة، فإنّه يُدعى في ليلة القدر إلى ضيافة خاصّة، إذ في ليلة القدر يكتب أسماء الذين يدعون إلى الضيافة الخاصّة، يكتب صكّ الحاجّ .

2 _ الضيافة الخاصّة : وهي في شهر الحجّ وأيامه ومناسكه، فإنّ الحجّاج ضيوف الرحمن، ليطوفوا بيت الله الحرام، فصارت الضيافة زمانية ومكانية، بعدما كانت زمانية في الضيافة العامة . فيضيفهم الله ليغفر لهم وينزل عليهم الرحمة الرحيمية الخاصّة والتي هي قريبة من المحسنين، وما أعظم منافع وبركات الحجّ كما في الآيات والروايات : ( ،لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ ،) .

3 _ الضيافة الخاصّة الخاصّة : فهناك ضيافة للخواصّ من المؤمنين من شيعة أمير المؤمنين (عليه السلام)، والتي تعادل ألف ألف حجّة مقبولة وألف ألف عمرة مقبولة، فكلّ ما يقال في الضيافة الخاصّة من بركات المأدبة الإلهيّة، فإنّ في هذه الضيافة بألف ألف مرّة، فالمأدبة الإلهية العلمية والروحية في هذه الضيافة بأضعاف ما في الضيافة العامّة والخاصّة التي يشترك فيها كلّ المسلمين، ففي هذه المأدبة ما تشتهي الأنفس وتلذّ الأعين .

وقد ورد في الحديث الشريف : منهومان لا يشبعان : طالب علم وطالب

دنيا، فعلى المائدة العلمية يتناول العلماء ما تشتهي أرواحهم وأنفسهم من بركات أسماء الله الحسنى وصفاته العليا ما لم يخطر على قلب بشر، فيستأنسون بالله سبحانه ويستوحشون من غيره، وهذا لا يكون إلاّ

للخواصّ من الشيعة في ضيافتهم الخاصّة الخاصّة، وهي زيارة ثامن الحجج مولانا الإمام عليّ بن موسى الرضا (عليه السلام) .

وإذا كان سبحانه قد فضّل بعض الرسل على بعض، فكذلك فضّل بعض ضيوفه على بعض، فمن أكرم وفوده وضيوفه يوم القيامة زوّار الإمام الرضا (عليه السلام)وليّ الله الأعظم (عليه السلام) .

«عن الهروي قال : سمعت الرضا (عليه السلام) يقول : إنّي ساُقتل بالسمّ مسموماً ومظلوماً، واُقبر إلى جنب هارون، ويجعل الله عزّ وجلّ ترتبتي مختلف شيعتي وأهل بيتي، فمن زراني في غربتي وجبت له زيارتي يوم القيامة، والذي أكرم محمّداً (صلى الله عليه وآله)بالنبوّة واصطفاه على جميع الخليقة، لا يصلّي أحد منكم عند قبري ركعتين إلاّ استحقّ المغفرة من الله يوم يلقاه، والذي أكرمنا بعد محمّد (صلى الله عليه وآله) بالإمامة وخصّنا بالوصيّة إنّ زوّار قبري لأكرم الوفود على الله يوم القيامة، وما من مؤمن يزورني فتصيب وجهه قطرة من السماء إلاّ حرّم الله عزّ وجلّ جسده على النار »[1] .

وفدت على الكريم بغير زاد *** من الحسنات والقلب السليمِ

فحمل الزاد أقبح كلّ شيء *** إذا كان الوفود على الكريمِ

وهذه الضيافة الخاصّة الخاصّة تتحقّق لكلّ الأئمة الأطهار وللرسول الأعظم (عليهم السلام)، فكلّهم نور واحد .

فالضيافة الاُولى زمانية أي مختصّ بزمان خاصّ، وهو شهر رمضان المبارك،

وإنّها عامّة لجميع المكلّفين، والضيافة الثانية زمانية مكانية أخصّ من الاُولى، والثالثة لا تنحصر بالزمان إنّما هي مكانية، فهي أخصّ من الاُولى والثانية، فتدبّر .

والمائدة الإلهية إنّما هي مائدة الأسماء والصفات، مائدة الولاية العظمى المتجلّية بالكائنات، مائدة القرآن الصامت والناطق، العلمي والغيبي، يتلذّذ بها الضيوف بنعم الله الرحمانية وآلائه الرحيمية، من العلوم الربانية، والمعارف القدسية والفيوضات الإلهية . فإنّ الله من حبّه

لعباده وأوليائه المؤمنين يدعوهم في ضيافات ثلاثة، ليكونوا ضيوفاً عليه، فما أروع هذه الضيافة الإلهية، وما أسعد العبد أن يكون ضيفاً على مولاه العالم بكلّ شيء والقادر على كلّ شيء، وهو الحيّ القيّوم المستجمع لجميع صفات الكمال والجلال، وما أجمل المائدة الجمالية والجلاليّة ،! ،! مائدة الفيوضات والرحمات العامة والخاصّة، ولمثل هذا فليتنافس المتنافسون .

---

[1]البحار 99 : 36، عن العيون 3 : 256، وقد تعرّضت لأسرار الزيارة الرضويّة في رسالة ( الأنفاس القدسيّة في أسرار الزيارة الرضويّة )، مطبوع، فراجع .

فضيلة صيام شهر رمضان في القرآن و السنّة

إنّ منبع التشريع الإسلامي ومصدره القيوم ، هو القرآن الكريم والسنّة الشريفة المتمثّلة بقول المعصوم النبيّ والإمام (عليهما السلام) وفعلهما وتقريرهما ، وهما الثقلان اللذان خلّفهما رسول الله خاتم الأنبياء محمّد (صلى الله عليه وآله) ، فقد قال في مواطن كثيرة _ كما اتّفق عليه الفريقان السنّة والشيعة _ : « إنّي تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، ما إن تمسّكتم بهما لن تضلّوا بعدي وإنّهما لن يفترقا حتّى يردا عَليَّ الحوض » .

فصحّة العقيدة والعمل والسلوك إنّما تتمّ لو استقيناها واستنبطناها من مصادر التشريع ، أي الكتاب والسنّة .

كما يرغب المؤمن للالتزام بالأحكام الدينية والشرعية ، ويحتّم على نفسه ذلك ، حتّى يكون راسخ الإيمان كالجبل لا تحرّكه العواصف والتيّارات الفكريّة المضادّة والأفكار الضالّة والمضلّة عندما يعلم بالأحكام ويقف عليها من خلال النصّ القرآني الكريم ، وما ورد في الأخبار النبويّة والولويّة المأثورة عن أهل بيت العصمة والوحي (عليهم السلام) ، فيُقبل على الأعمال الصالحة والالتزامات الشرعيّة من أوامر الله ونواهيه بكلّ قوّة وثبات وتصميم ، لا سيّما في بداية الأمر ولمن يعبد الله خوفاً من نار وطمعاً في جنّته

_ كما هو دأب أكثر الناس _ عندما يسمع أو يقرأ ثواب الأعمال وعقابها ويُعدّ هذا من الفطريات . ولمثل هذا نجد في لسان الروايات ذكر الجنان ونعيمها ، والنيران وعذابها .

فإليك مجموعة مختصرة جدّاً من الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة في فضل وعظمة الصيام وشهر رمضان المبارك وصومه ، من دون تفسير وشرح ، نأمل من علماء بلدتك وخطبائها تفسيرها وشرحها في أيام شهر رمضان ولياليه المباركة ، ومن الله التوفيق والتسديد .

القرآن الكريم :

قال الله تبارك وتعالى :

( يَا أ يُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * أيَّاماً مَعْدُودَات فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أوْ عَلَى سَفَر فَعِدَّةٌ مِنْ أيَّام اُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِين فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ * شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي اُنزِلَ فِيهِ القُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَات مِنْ الهُدَى وَالفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أوْ عَلَى سَفَر فَعِدَّةٌ مِنْ أيَّام اُخَرَ يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ اليُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ العُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا العِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ )[1] .

( اُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إلَى نِسَائِكُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأ نْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللهُ أ نَّكُمْ كُنتُمْ تَخْتَانُونَ أنفُسَكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ وَعَفَا عَنْكُمْ فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الخَيْطُ الأبْيَضُ مِنْ الخَيْطِ الأسْوَدِ مِنْ الفَجْرِ ثُمَّ أتِمُّوا الصِّيَامَ إلَى اللَّيْلِ وَلا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأ نْتُمْ عَاكِفُونَ فِي المَسَاجِدِ تِلْكَ حُدُودُ اللهِ فَلا تَقْرَبُوهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللهُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ )[2] .

( إنَّ المُسْلِمِينَ وَالمُسْلِمَاتِ وَالمُؤْمِنِينَ وَالمُؤْمِنَاتِ وَالقَانِتِينَ وَالقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ

وَالصَّابِرَاتِ وَالخَاشِعِينَ وَالخَاشِعَاتِ وَالمُتَصَدِّقِينَ وَالمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللهَ كَثِيراً وَالذَّاكِرَاتِ أعَدَّ اللهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأجْراً عَظِيماً )[3] .

السنّة الشريفة :

1 _ عن الأئمّة المعصومين (عليهم السلام) : « بني الإسلام على خمسة أشياء : على الصلاة والزكاة والحجّ والصوم والولاية ، وما نودي بمثل ما نودي بالولاية »[4] .

2 _ في الحديث القدسي كما رواه الفريقان على اختلاف يسير : « الصوم لي وأنا أجزي به »[5] .

3 _ في الكافي بسنده عن الإمام الصادق (عليه السلام) : « كان رسول الله أوّل ما بعث

يصوم حتّى يقال : ما يفطر ، ويفطر حتّى يقال : ما يصوم ، ثمّ ترك ذلك وصام يوماً وأفطر يوماً وهو صوم داود ، ثمّ ترك ذلك وصام ثلاثة الأيام الغُرّ ، ثمّ ترك ذلك وفرّقها في كلّ عشرة يوماً ، خميسين بينهما أربعاء ، فقبض (صلى الله عليه وآله) وهو يعمل ذلك » وهذا من الصوم المسنون وهو غير صوم شهر رمضان الواجب .

4 _ عن حفص بن غياث النخعي قال : سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول : إنّ شهر رمضان لم يفرض الله صيامه على أحد من الاُمم قبلنا ، فقلت له : فقوله الله عزّ وجلّ : ( يَا أ يُّهَا الَّذينَ آمَنوا كُتِبَ ... ) ؟ قال : إنّما فرض الله صيام شهر رمضان على الأنبياء دون الاُمم ، ففضّل الله به هذه الاُمّة ، وجعل صيامه فرضاً على رسول الله (صلى الله عليه وآله) وعلى اُمّته[6] .

5 _ وكان من دعاء عليّ بن الحسين (عليهما السلام) في وداع شهر رمضان : ... ثمّ آثرتنا به على سائر الاُمم واصطفيتنا

دون أهل الملل ، فصمنا بأمرك نهاره وقمنا بعونك ليله[7] .

6 _ قال الإمام الصادق (عليه السلام) : أمّا العلّة في الصيام ليستوي به الغنيّ والفقير ، وذلك لأنّ الغنيّ لم يكن ليجد مسّ الجوع ، فيرحم الفقير ، لأنّ الغنيّ كلّما أراد شيئاً

قدر عليه ، فأراد الله عزّ وجلّ أن يسوّي بين خلقه وأن يذيق الغنيّ مسّ الجوع والألم ، ليرقّ على الضعيف ويرحم الجائع[8] .

7 _ عن الإمام الرضا (عليه السلام) : فإن قال : فَلِمَ اُمروا بالصوم ؟ قيل : لكي يعرفوا ألم الجوع والعطش فيستدلّوا على فقر الآخرة ، وليكون الصائم خاشعاً ذليلا مستكيناً مأجوراً محتسباً عارفاً صابراً لما أصابه من الجوع والعطش ، فيستوجب الثواب ، مع ما فيه من الانكسار عن الشهوات ، وليكون ذلك واعظاً لهم في العاجل ، ورائضاً لهم على أداء ما كلّفهم ودليلا في الآجل ، وليعرفوا شدّة مبلغ ذلك على أهل الفقر والمسكنة في الدنيا ، فيؤدّوا إليهم ما افترض الله تعالى لهم في أموالهم[9] .

8 _ عن مولاتنا فاطمة الزهراء (عليها السلام) في خطبتها المشهورة قالت : فرض الله الصيام تثبيتاً للإخلاص[10] .

9 _ عن الإمام الباقر (عليه السلام) : الصيام والحجّ تسكين القلوب[11] .

10 _ قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : عليك بالصوم ، فإنّه جُنّة من النار ، وإن استطعت

أن يأتيك الموت وبطنك جائع فافعل .

11 _ وقال (صلى الله عليه وآله) : لكلّ شيء زكاة ، وزكاة الأبدان الصيام .

12 _ وقال (صلى الله عليه وآله) : صوموا تصحّوا[12] .

13 _ عن أمير المؤمنين عليّ (عليه السلام) : نوم الصائم عبادة ، وصمته تسبيح ، ودعاؤه مستجاب ،

وعمله مضاعف ، إنّ للصائم عند إفطاره دعوة لا تردّ .

14 _ قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : الصائم في عبادة الله وإن كان نائماً على فراشه ما لم يغتب مسلماً ، وقال : إنّ للجنّة باباً يدعى الريّان لا يدخل منه إلاّ الصائمون .

15 _ وقال (صلى الله عليه وآله) : من منعه الصوم من طعام يشتهيه ، كان حقّاً على الله أن يطعمه من طعام الجنّة ويسقيه من شرابها .

16 _ قال الإمام الصادق (عليه السلام) : للصائم فرحتان : فرحة عند إفطاره ، وفرحة عند لقاء ربّه .

17 _ وقال (عليه السلام) : إنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان إذا أفطر قال : « اللهمّ لك صمنا وعلى رزقك أفطرنا فتقبّله منّا ، ذهب الظماء وابتلّت العروق وبقي الأجر »[13] .

18 _ قال الإمام عليّ (عليه السلام) : الصيام اجتناب المحارم كما يمتنع الرجل من الطعام والشراب .

19 _ قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : ربّ صائم حظّه من صيامه الجوع والعطش ، وربّ قائم حظّه من قيامه السهر[14] .

20 _ قال أمير المؤمنين عليّ (عليه السلام) : صيام القلب عن الفكر في الآثام ، أفضل من صيام البطن عن الطعام .

21 _ قالت مولاتنا فاطمة الزهراء (عليها السلام) : ما يصنع الصائم بصيامه إذا لم يصن لسانه وسمعه وبصره وجوارحه ؟ ![15]

22 _ عن الإمام الباقر (عليه السلام) : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لجابر بن عبد الله : يا جابر ، هذا شهر رمضان من صام نهاره وقام ورداً من ليله ، وعفّ بطنه وفرجه وكفّ لسانه خرج من ذنوبه كخروجه من

الشهر ، فقال جابر : يا رسول الله ما أحسن هذا الحديث ؟ فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : يا جابر ما أشدّ هذه الشروط[16] .

23 _ قال الإمام الباقر (عليه السلام) : سمع رسول الله (صلى الله عليه وآله) امرأة تسابّ جارية لها وهي صائمة فدعا رسول الله بطعام فقال لها : كلي ! فقالت : أنا صائمة يا رسول الله ! فقال : كيف تكونين صائمة وقد سببت جاريتكِ ؟ ! إنّ الصوم ليس من الطعام والشراب ، وإنّما جعل الله ذلك حجاباً عن سواهما من الفواحش من الفعل والقول يفطر الصائم ، ما أقلّ الصوّام وأكثر الجوّاع .

24 _ قال الإمام الصادق (عليه السلام) : إذا أصبحت صائماً فليصم سمعك وبصرك من الحرام وجارحتك وجميع أعضائك من القبيح ، ودع عنك الهذي وأذى الخادم ، وليكن عليك وقار الصيّام ، والزم ما استطعت من الصمت والسكوت إلاّ عن ذكر الله ، ولا تجعل يوم صومك كيوم فطرك ، وإيّاك والمباشرة _ في النهار _ والقُبل والقهقهة بالضحك فإنّ الله مقت ذلك .

25 _ كان من دعاء الإمام السجّاد (عليه السلام) إذا دخل شهر رمضان : اللهمّ صلّ على محمّد وآله ، وألهمنا معرفة فضله وإجلال حرمته والتحفّظ ممّا حظرت فيه ، وأعنّا على صيامه بكفّ الجوارح عن معاصيك واستعمالها فيه بما يرضيك حتّى لا نصغي بأسماعنا إلى لغو ولا نسرع بأبصارنا إلى لهو ، وحتّى لا نبسط أيدينا إلى محظور ، ولا نخطو بأقدامنا إلى محجور ، وحتّى لا تعي بطوننا إلاّ ما أحللت ، ولا تنطق ألسنتنا إلاّ بما مثّلت ، ولا نتكلّف إلاّ ما يُدني من ثوابك ،

ولا نتعاطى إلاّ الذي يقي عقابك ، ثمّ خلّص ذلك كلّه من رياء المرائين وسمعة المسمعين لا نشرك فيه أحداً دونك ولا نبتغي به مراداً سواك »[17] .

26 _ قال الإمام الصادق (عليه السلام) : من صام لله عزّ وجلّ يوماً في شدّة الحرّ فأصابه ظمأ وكّل الله به ألف ملك يمسحون وجهه ويبشّرونه حتّى إذا أفطر ، قال الله عزّ وجلّ : ما أطيب ريحك وروحك ، ملائكتي اشهدوا أ نّي قد غفرت له[18] .

27 _ وقال (عليه السلام) : الصوم في الشتاء هو الغنيمة الباردة .

28 _ وفي حديث المعراج عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال : يا ربّ ، ما ميراث الصوم ؟ قال : الصوم يورث الحكمة ، والحكمة تورث المعرفة ، والمعرفة تورث اليقين ، فإذا استيقن العبد لا يبالي كيف أصبح بعسر أم بيسر[19] .

29 _ قال الإمام الباقر (عليه السلام) : لا يسأل الله عبداً عن صوم بعد شهر رمضان .

ولكن يستحبّ الصيام تطوّعاً ، وما أعظم أجره وثوابه .

30 _ قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : من صام يوماً تطوّعاً فلو اُعطي مِلأ الأرض ذهباً ما وفّي أجره دون يوم الحساب .

31 _ وقال (صلى الله عليه وآله) : من صام يوماً تطوّعاً ابتغاء ثواب الله وجبت له المغفرة .

32 _ قال الإمام الصادق (عليه السلام) : إيّاكم والكسل ، إنّ ربّكم رحيم يشكر القليل ، إنّ الرجل ليصوم اليوم تطوّعاً يريد به وجه الله فيدخله الله به الجنّة .

33 _ وعن أمير المؤمنين علي (عليه السلام) قال : إنّ الله أتمّ صلاة الفريضة بصلاة النافلة ، وأتمّ صيام الفريضة بصيام النافلة[20] .

34

_ قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : شهر رمضان شهر فرض الله عليكم صيامه ، فمن صامه إ يماناً واحتساباً خرج من ذنوبه كيوم ولدته اُمّه[21] .

35 _ في قوله تعالى : ( يَا أ يُّهَا الَّذينَ آمَنوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيامُ ) قال الإمام الصادق (عليه السلام) : لذّة ما في النداء أزال تعب العبادة والعناء[22] .

36 _ وقال (صلى الله عليه وآله) : ما من مؤمن يصوم شهر رمضان احتساباً إلاّ أوجب الله له سبع خصال :

أوّلها : يذهب الحرام من جسده .

والثانية : يقرب من رحمة الله .

والثالثة : يكون كفّر خطيئة أبيه آدم (عليه السلام) .

والرابعة : يهوّن الله عنه سكرات الموت .

والخامسة : أمان من الجوع والعطش يوم القيامة .

والسادسة : يعطيه الله براءة من النار .

والسابعة : يطعمه الله من طيّبات الجنّة[23] .

37 _ وقال (صلى الله عليه وآله) : من صام شهر رمضان فحفظ فرجه ولسانه وكفّ أذاه عن الناس ، غفر الله له ذنوبه ما تقدّم منها وما تأخّر ، وأعتقه من النار ، وأحلّه دار القرار ، وقبل شفاعته في عدد رمل عالج من مذنبي أهل التوحيد[24] .

38 _ وقال (صلى الله عليه وآله) : ولله تعالى في كلّ يوم من شهر رمضان عند الإفطار ألف ألف عتيق من النار ، وإذا كان ليلة الجمعة أو يوم الجمعة أعتق في كلّ ساعة منها

ألف ألف عتيق من النار ، كلّهم قد استوجبوا النار ، فإذا كان آخر يوم من شهر رمضان ، أعتق في ذلك اليوم بعدد ما أعتق من أوّل الشهر إلى آخره[25] .

39 _ وقال (صلى الله عليه وآله) : اُعطيتْ اُمّتي في شهر

رمضان خمساً لم يُعطها اُمّة نبيّ قبلي : إذا كان أوّل يوم منه نظر الله عزّ وجلّ إليهم ، فإذا نظر الله عزّ وجلّ إلى شيء لم يعذّبه بعدها ، وخلوق أفواههم حين يمسون أطيب عند الله من ريح المسك ، وتستغفر لهم الملائكة في كلّ يوم وليلة منه ، ويأمر الله عزّ وجلّ جنّته فيقول : تزيّني لعبادي المؤمنين ، يوشك أن يستريحوا من نصب الدنيا وأذاها إلى جنّتي وكرامتي ، فإذا كان آخر ليلة منه غفر الله عزّ وجلّ لهم جميعاً[26] .

40 _ قال الإمام الصادق (عليه السلام) : من أفطر يوماً في شهر رمضان خرج روح الإيمان منه[27] .

« اللهمّ قد حضر شهر رمضان وقد افترضت علينا صيامه ، وأنزلت فيه القرآن هدىً للناس وبيّنات من الهدى والفرقان ، اللهمّ أعنّا على صيامه ، اللهمّ تقبّله منّا وسلّمنا فيه وتسلّمه منّا في يسر منك وعافية إنّك على كلّ شيء قدير ، يا أرحم الراحمين »[28] .

ومن الدعاء عند رؤية هلال شهر رمضان :

« اللهمّ أهلّه علينا بالأمن والإيمان والسلامة والإسلام والعافية المجلّلة ودفاع الأسقام والعون على الصلاة والصيام وتلاوة القرآن . اللهمّ سلّمنا لشهر رمضان وتسلّمه منّا وسلّمنا فيه حتّى ينقضي عنّا شهر رمضان وقد عفوت عنّا وغفرت لنا ورحمتنا »[29] .

برحمتك يا أرحم الراحمين .

وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين .

---

[1]البقرة : 183 _ 185 ، راجع تفسير الميزان بداية المجلّد الثاني .

[2]البقرة : 187 .

[3]الأحزاب : 35 .

[4]الوافي 3 : 20 .

[5]تفسير الميزان 2 : 25 ، وبحار الأنوار 96 : 255 .

[6]الفقيه 2 : 62 .

[7]الصحيفة، دعاء 45 .

[8]البحار 96 : 371 .

[9]البحار 96 : 370 .

[10]البحار 96

: 368 .

[11]البحار 78 : 183 .

[12]البحار 96 : 255 .

[13]الكافي 4 : 95 .

[14]البحار 96 : 289 .

[15]البحار 96 : 295 .

[16]البحار 96 : 371 .

[17]الصحيفة : دعاء 44 .

[18]فروع الكافي 4 : 65 .

[19]البحار 77 : 27 .

[20]الروايات من البحار 96 : 249 .

[21]الوافي 7 : 55 .

[22]مجمع البيان : تفسير الآية .

[23]علل الشرائع 2 : 379 .

[24]روضة الواعظين 2 : 354 .

[25]روضة الواعظين 2 : 347 .

[26]فضائل الأشهر الثلاثة : 141 .

[27]عقاب الأعمال : 236 .

[28]الوافي 7 : 58 .

[29]مفاتيح الجنان : أدعية شهر رمضان المبارك .

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.