نصوص امامة الحجة بن الحسن المنتظر

مشخصات كتاب

نويسنده:سيد محمد سعيد الحكيم

ناشر:سيد محمد سعيد الحكيم

نصوص امامة الحجة بن الحسن المنتظر

من كتاب في رحاب العقيدة

الإمام المنتظر الحجة بن الحسن المهدي صاحب الزمان (عجل الله تعالي فرجه الشريف) وصلي عليه وعلي آبائه الطيبين الطاهرين، وسلم تسليماً كثيراً.وبعد ثبوت إمامة آبائه (صلوات الله عليهم) فالدليل علي إمامته النصوص الواردة منهم (عليه السلام)، كحديث المفضل بن عمر عن الإمام الصادق (عليه السلام) المتقدم في نصوص إمامة الإمام موسي بن جعفر الكاظم(عليه السلام)، والمتضمن التصريح بنسبه، وحديث دعبل الخزاعي الشاعر عن الإمام الرضا (عليه السلام) المتقدم في نصوص إمامة الإمام محمد الجواد (عليه السلام)، وحديث الصقر عن الإمام الجواد (عليه السلام) المتقدم في نصوص إمامة جده الإمام علي الهادي (عليه السلام)، وأحاديث عبدالعظيم وأبي هاشم الجعفري والصقر عن الإمام علي الهادي (عليه السلام)، المتقدمة في نصوص إمامة أبيه الإمام الحسن العسكري (عليه السلام). ويضاف إلي ذلك..1 _ حديث ثابت بن أبي صفية عن الإمام الباقر (عليه السلام)، وفيه: «ان الحسين (عليه السلام) قال: يظهر الله قائمنا، فينتقم من الظالمين. فقيل له: يا ابن رسول الله، من قائمكم؟ قال: السابع من ولد ابني محمد بن علي. وهو الحجة بن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسي بن جعفر بن محمد بن علي ابني. وهو الذي يغيب مدة طويلة، ثم يظهر، ويملأ الأرض قسطاً وعدلاً، كما ملئت جوراً وظلماً». [1] .2 _ حديث أحمد بن إسحاق الأشعري عن الإمام الحسن العسكري (عليه السلام)، وفيه: «فقلت له: يا ابن رسول الله، فمن الإمام والخليفة بعدك؟ فنهض (عليه السلام) مسرعاً فدخل البيت، ثم خرج وعلي عاتقه غلام كان وجهه القمر ليلة البدر، من أبناء الثلاث سنين، فقال: يا أحمد بن إسحاق، لولا كرامتك علي الله عزوجل وعلي حججه

ما عرضت عليك ابني هذا. إنه سمي رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) وكنيه، الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً، كما ملئت جوراً وظلماً... فقلت له: يا مولاي فهل من علامة يطمئن إليها قلبي؟ فنطق الغلام (عليه السلام) بلسان عربي فصيح، فقال: أنا بقية الله في أرضه، والمنتقم من أعدائه، فلا تطلب أثراً بعد عين يا أحمد بن إسحاق...». [2] .3 _ حديثه الآخر، قال: «سمعت أبا محمد الحسن بن علي العسكري (عليه السلام) يقول: الحمد لله الذي لم يخرجني من الدنيا حتي أراني الخلف من بعدي، أشبه الناس برسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) خَلْقاً وخُلُقاً...». [3] .4 _ حديث محمد بن علي بن بلال، قال: «خرج إليّ من أبي محمد قبل مضيه بسنتين يخبرني بالخلف من بعده، ثم خرج إليّ من قبل مضيه بثلاثة أيام يخبرني بالخلف من بعده». [4] .5 _ حديث عمرو الأهوازي، قال: «أراني أبو محمد ابنه، وقال: هذا صاحبكم من بعدي». [5] .6 _ حديث رجل من أهل فارس لزم باب الإمام الحسن العسكري ليخدمه، وفيه: «ثم ناداني: ادخل. فدخلت، ونادي الجارية فرجعت إليه، فقال لها: اكشفي عما معك، فكشفت عن غلام أبيض حسن الوجه، وكشف عن بطنه، فإذا شعر نابت من لبته إلي سرته أخضر، ليس بأسود، فقال: هذا صاحبكم. ثم أمرها فحملته، فما رأيته بعد ذلك حتي مضي أبو محمد (عليه السلام»). [6] .7 _ حديث يعقوب بن منقوش، قال: «دخلت علي أبي محمد الحسن ابن علي (عليهما السلام)، وهو جالس علي دكان في الدار، وعن يمينه بيت عليه ستر مسبل. فقلت له: «يا» سيدي، من صاحب هذا الأمر؟ فقال: ارفع الستر، فرفعته، فخرج إلينا غلام

خماسي، له عشر أو ثمان أو نحو ذلك... ثم قال لي: هذا صاحبكم. ثم وثب، فقال له: يا بني ادخل إلي الوقت المعلوم...». [7] .8 _ حديث موسي بن جعفر بن وهب، قال: «سمعت أبا محمد الحسن بن علي (عليهما السلام) يقول: كأني بكم وقد اختلفتم بعدي في الخلف مني. أما إن المقر بالأئمة بعد رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) المنكر لولدي كمن أقرّ بجميع أنبياء الله ورسله، ثم أنكر نبوة رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم)... أما إن لولدي غيبة يرتاب فيها الناس، إلا من عصمه الله عز وجل». [8] .9 _ حديث أبي عمرو عثمان بن سعيد العمري، قال: «سئل أبو محمد الحسن بن علي (عليهما السلام) _ وأنا عنده _ عن الخبر الذي روي عن آبائه (عليهم السلام): أن الأرض لا تخلو من حجة لله علي خلقه إلي يوم القيامة، وأن من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية؟ فقال (عليه السلام): إن هذا حق، كما أن النهار حق. فقيل له: يا ابن رسول الله، فمن الحجة والإمام بعدك؟ فقال: ابني محمد هو الإمام والحجة بعدي. من مات ولم يعرفه مات ميتة جاهلية. أما إن له غيبة...». [9] .10 _ حديث حكيمة بنت الإمام الجواد (عليه السلام) عن الإمام أبي محمد الحسن العسكري (عليه السلام)، المتضمن لولادة الإمام الحجة المنتظر ليلة النصف من شعبان، وفيه أن الإمام العسكري قال لها: «فإن الله تبارك وتعالي سيظهر في هذه الليلة الحجة، وهو حجته في أرضه...» وفيه أنها حضرت ولادته (عجل الله فرجه)، وأنه (عليه السلام) ولد في تلك الليلة، ورأته. [10] .11 _ حديث أحمد بن إبراهيم، قال: «دخلت علي

خديجة بنت محمد ابن علي (عليه السلام) سنة اثنتين وستين ومائتين، فكلمتها من وراء حجاب، وسألتها عن دينها، فسمت لي من تأتم بهم، ثم قالت: فلان ابن الحسن، وسمته. فقلت لها: جعلت فداك، معاينة أو خبراً؟ قالت: خبراً عن أبي محمد (عليه السلام)، كتب إلي أمه...». [11] .12 _ حديث أبي غانم الخادم، قال: «ولد لأبي محمد (عليه السلام) ولد، فسماه محمداً، فعرضه علي أصحابه يوم الثالث، وقال: هذا صاحبكم من بعدي، وخليفتي عليكم، وهو القائم الذي تمتد إليه الأعناق بالانتظار...». [12] .13 _ حديث أحمد بن الحسن بن إسحاق القمي، قال: «لما ولد الخلف الصال_ح (عليه السلام) ورد من مولانا أبي محمد الحسن بن علي(عليه السلام) علي يدي أحمد بن إسحاق كتاب، وإذا فيه مكتوب _ بخط يده (عليه السلام) الذي كان ترد به التوقيعات _: ولد المولود. فليكن عندك مستوراً، وعن جميع الناس مكتوماً، فإنا لم نظهره إلا للأقرب لقرابته، والمولي لولايته. أحببنا إعلامك، ليسرك الله، كما سرنا. والسلام». [13] وهو وإن لم يصرح فيه بإمامته (عليه السلام) إلا أنه يتضمن ولادة مولود معهود منتظر يسر بولادته، وليس هو إلا المنتظر للإمامة، الذي يكتم خبره خوفاً عليه.14 _ حديث محمد بن معاوية بن حكيم ومحمد بن أيوب بن نوح ومحمد بن عثمان العمري، قالوا: «عرض علينا أبو محمد (عليه السلام) ابنه، ونحن في منزله، وكنا أربعين رجلاً، فقال: هذا إمامكم من بعدي، وخليفتي عليكم، أطيعوه، ولا تتفرقوا من بعدي، فتهلكوا في أديانكم. أما إنكم لا ترونه بعد يومكم هذا. فما مضت إلا أيام قلائل حتي مضي أبو محمد (عليه السلام»). [14] .وروي بوجه مقارب لذلك عن جماعة من الشيعة _ منهم علي بن

بلال، وأحمد بن هلال، ومحمد بن معاوية بن حكيم، والحسن بن أيوب بن نوح _ في خبر طويل مشهور، قالوا جميعاً: «اجتمعنا إلي أبي محمد الحسن بن علي(نسأله عن الحجة من بعده، وفي مجلسه أربعون رجلاً...». [15] .15 _ حديث أبي الأديان، قال: «كنت أخدم الحسن بن علي (عليهما السلام)، فدخلت إليه في علته التي توفي فيها، فكتب معي كتباً، وقال: تمضي بها إلي المدائن، فإنك ستغيب خمسة عشر يوماً، فتدخل إلي سر من رأي يوم الخامس عشر، وتسمع الواعية في داري، وتجدني علي المغتسل. قال أبو الأديان: فقلت: يا سيدي فإذا كان كذلك فمن؟ قال: من طالبك بجوابات كتبي فهو القائم من بعدي. فقلت: زدني. فقال: من صلي عليّ فهو القائم بعدي. فقلت: زدني. فقال: من أخبر بما في الهميان فهو القائم من بعدي...».ثم ذكر أن ما أخبر به (عليه السلام) حصل، وفي تتمة الحديث: «فتقدم جعفر بن علي ليصلي علي أخيه، فلما هم بالتكبير خرج صبي بوجهه سمرة، وبشعره قطط، بأسنانه تفلج، فجذب رداء جعفر بن علي، وقال: يا عم تأخر، فأنا أحق بالصلاة علي أبي. فتأخر جعفر، وقد اربدَّ وجهه. فتقدم الصبي، فصلي عليه، ودفن إلي جنب قبر أبيه. ثم قال: يا بصري هات جوابات الكتابات التي معك...»، وذكر في آخره أنه (عليه السلام) أرسل من يخبر بما في الهميان. [16] .16 _ حديث بشر المتضمن شراء أم المهدي القائم (عليه السلام)، وأن الإمام علي الهادي (عليه السلام) قال لها: «فابشري بولد يملك الدنيا شرقاً وغرباً، ويملأ الأرض قسطاً وعدلاً، كما ملئت ظلماً وجوراً...». وفيه: أنه (عليه السلام) ذكر أن ذلك المولود من ابنه الإمام أبي محمد الحسن العسكري (عليه السلام). [17]

.17 _ حديث كامل بن إبراهيم، المتضمن أنه دخل علي الإمام أبي محمد الحسن العسكري (عليه السلام) ليسأله عن بعض المسائل، فارتفع الستر، وإذا خلفه فتي كأنه فلقة قمر من أبناء أربع سنين أو مثلها، فاخبره بما في نفسه، وبين له ما أراد أن يسأل عنه، ثم رجع الستر إلي حالته الأولي، فقال له الإمام العسكري (عليه السلام): «يا كامل ما جلوسك وقد أنبأك بحاجتك الحجة من بعدي؟!...». [18] .18 _ حديث إسماعيل بن علي النوبختي في دخوله عليالإمام الحسن العسكري (عليه السلام) في المرضة التي مات فيها، وأنه (عليه السلام) أمر الخادم بأن يدعو له صبياً من داخل الدار. وفيه: «فلما مثل الصبي بين يديه سلم، وإذا هو دري اللون، وفي شعر رأسه قطط، مفلج الأسنان، فلما رآه الحسن (عليه السلام) بكي، وقال: يا سيد أهل بيته اسقني الماء، فإني ذاهب إلي ربي، وأخذ الصبي القدح المغلي... فقال له أبو محمد (عليه السلام): ابشر يا بني، فأنت صاحب الزمان، وأنت المهدي، وأنت حجة الله علي أرضه، وأنت ولدي ووصيي، وأنا ولدتك، وأنت محمد بن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسي بن جعفر بن محمد بن علي ابن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام). ولدك رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم). وأنت خاتم «الأوصياء» الأئمة الطاهرين. وبشر بك رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) وسماك وكناك. بذلك عهد إليّ أبي عن آبائك الطاهرين، صلي الله علي أهل البيت ربنا إنه حميد مجيد. ومات الحسن بن علي من وقته (صلوات الله عليهم أجمعبن»). [19] .19 _ حديث محمد بن عبد الجبار، قال: «قلت لسيدي الحسن بن علي (عليه السلام):

يا ابن رسول الله: جعلني الله فداك، أحب أن أعلم من الإمام وحجة الله علي عباده من بعدك؟ فقال (عليه السلام): إن الإماموحجة الله من بعدي ابني، سمي رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم) وكنيه، الذي هو خاتم حجج الله، وآخر خلفائه...». [20] .20 _ حديث محمد بن علي بن حمزة العلوي، قال: «سمعت أبا محمد (عليه السلام) يقول: قد ولد ولي الله وحجته علي عباده، وخليفتي من بعدي، مختوناً ليلة النصف من شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين عند طلوع الفجر...». [21] .21 _ حديث إبراهيم بن محمد بن فارس النيسابوري عن الإمام الحسن العسكري (عليه السلام)، أنه دخل عليه، وعنده غلام فسأله عنه، فقال: «هو ابني وخليفتي من بعدي، وهو الذي يغيب غيبة طويلة، ويظهر بعد امتلاء الأرض جوراً وظلماً، فيملؤها عدلاً وقسطاً». [22] .22 _ حديث علي بن عاصم الكوفي عن الإمام الحسن العسكري (عليه السلام) المتضمن أنه كان جالساً علي بساط، فأراه فيه آثار الأنبياء والأوصياء والأئمة (صلوات الله عليهم). وفيه أنه (عليه السلام) قال له: «وهذا أثر ابني المهدي، لأنه قد وطأه، وجلس عليه». [23] .23 _ حديث عيسي بن محمد الجوهري المتضمن دخوله مع جماعة علي الإمام الحسن العسكري (عليه السلام)، لتهنئته بولادة الإمام المهدي (عجل الله فرجه). وفيه أنه (عليه السلام) قال: «وفيكم من أضمر عن مسألتي عن ولدي المهدي، وأين هو؟ وقد استودعته الله كما استودعت أم موسي حين قذفته في التابوت في اليم، إلي أن رده الله إليها». [24] .

الامام المهدي يستأنف دعاء جديدا

1 - حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد ابن عقدة قال: حدثني علي بن الحسن التيملي، قال: حدثني أخواي محمد وأحمد ابنا الحسن، عن أبيهما، عن

ثعلبة بن ميمون، وعن جميع الكناسي جميعا عن أبي بصير، عن كامل، عن أبي جعفر(عليه السلام) أنه قال: إن قائمنا إذا قام دعا الناس إلي أمر جديد كما دعا إليه رسول الله(صلي الله عليه وآله)، وإن الاسلام بدا غريبا وسيعود غريبا كما بدا، فطوبي للغرباء .2 - أخبرنا عبدالواحد بن عبدالله بن يونس قال: حدثنا محمد بن جعفر القرشي، قال: حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، قال: حدثنا محمد بن سنان، عن ابن مسكان، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله(عليه السلام) أنه قال: الاسلام بدا غريبا، وسيعود غ؟؟؟ ا كما بدا فطوبي للغرباء، فقلت: اشرح لي هذا أصلحك الله، فقال: [مما] يستأنف ا؟؟ اعي منا دعاء جديدا كما دعا رسول الله(صلي الله عليه وآله) .وأخبرنا عبدالواحد بن عبدالله بهذا الاسناد، عن محمد بن سنان، عن الحسين ابن المختار، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله(عليه السلام) مثله.3 - و [بهذا الاسناد] عن ابن سنان، عن عبدالله بن مسكان، عن مالك الجهني قال: قلت لابي جعفر(عليه السلام): إنا نصف صاحب هذا الامر بالصفة التي ليس بها أحد من الناس، فقال: لا والله لا يكون ذلك [أبدا] حتي يكون هو الذي يحتج عليكم بذلك، ويدعو كم إليه .4 - أخبرنا أحمد بن محمد بن سعيد قال: حدثنا محمد بن المفضل بن ابراهيم، قال: حدثنا محمد بن عبدالله بن زرارة، عن سعد بن أبي عمر [و] الجلاب، عن جعفر بن محمد(عليهما السلام) أنه قال: إن الاسلام بدا غريبا وسيعود غريبا كما بدا فطوبي للغرباء .5 - حدثنا عبدالواحد بن عبدالله بن يونس، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن علي بن رباح الزهري، قال: حدثنا محمد بن العباس بن

عيسي الحسني، عن الحسن بن علي البطائني، عن شعيب الحداد، عن أبي بصير، قال: قلت لابي عبدالله(عليه السلام): أخبرني عن قول أمير المؤمنين(عليه السلام): إن الاسلام بدا غريبا وسيعود كما بد فطوبي للغرباء فقال: يا أبا محمد إذا قام القائم(عليه السلام) استأنف دعاء جديدا كما دعا رسول الله(صلي الله عليه واله وسلم)، قال: فقمت إليه وقبلت رأسه وقلت: أشهد أنك إمامي في الدنيا والآخرة أوالي وليك واعادي عدوك، وأنك ولي الله، فقال: رحمك الله .

رسائل الامام المهدي

نقدم في هذا الفصل طائفة من رسائل الإمام المهدي (عليه السلام) إلي شيعته وأوليائه، كتب بعضها أجوبة لمسائل وردت عليه وبعضها ابتدأ بها بعض المخلصين من أنصاره وأعوانه. وهذه الرسائل إن دلت علي شيء فإنّما تدل علي اتصاله (عليه السلام) بشيعته، ووقوفه علي أمورهم، ورعايته لشؤونهم.نسجل منها في هذا الكتاب:1_ من كتاب له (عليه السلام) إلي محمد بن إبراهيم بن مهزيار:قد فهمنا ما حكيته عن موالينا بناحيتكم فقل لهم: أما سمعتم الله عز وجل يقول: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأمْرِ مِنْكُمْ). هل أمر إلا بما هو كائن إلي يوم القيامة، أو لم تروا أنّ الله عز وجل جعل لكم معاقل تأوون إليها، وأعلاماً تهتدون بها من لدن آدم (عليه السلام) إلي أن ظهر الماضي (صلوات الله عليه)، كلما غاب عَلَمٌ بدا علم، وإذا أفل نجم طلع نجم، فلما قبضه الله إليه ظننتم أن الله عز وجل قد قطع السبب بينه وبين خلقه، كلا ما كان ذلك ولا يكون إلي أن تقوم الساعة، ويظهر أمر الله عز وجل وهم كارهون. يا محمد بن إبراهيم لا يدخل الشك فيما قدمت له فإن الله عز وجل لا يخلو

الأرض من حجة... الخ. (منتخب الأثر: 383)2_ من كتاب له (عليه السلام) إلي أبي جعفر العمري (رضوان الله عليه) يعزيه بأبيه:(إنا لله وإنا إليه راجعون، تسليماً لأمره، ورضاً بقضائه، عاش أبوك سعيداً ومات حميداً، فرحمه الله وألحقه بأوليائه ومواليه (عليهم السلام)، فلم يزل مجتهداً في أمرهم، ساعياً فيما يقربه إلي الله عز وجل، نظر الله وجهه، وأقاله عثرته).وفي فصل منه: (أجزل الله لك الثواب، وأحسن لك العزاء، رُزئت ورزئنا، وأوحشك فراقه وأوحشنا، فسره الله في منقلبه، كان من كمال سعادته أن رزقه الله تعالي ولداً مثلك يخلفه من بعده، ويقوم مقامه بأمره). (منتخب الأثر: 395)3_ من كتاب له (عليه السلام) إلي إسحاق بن يعقوب جواباً عن كتاب كتبه إليه بواسطة محمد بن عثمان العمري يسأله عن بعض المسائل:(أمّا ما سألت عنه أرشدك الله وثبتك من أمر المنكرين لي من أهل بيتنا وبني عمنا، فاعلم أنّه ليس بين الله عز وجل وبين أحد قرابة، ومن أنكرني فليس مني وسبيله سبيل ابن نوح (عليه السلام)، وأمّا سبيل عمي جعفر وولده فسبيل أخوة يوسف (عليه السلام).وأمّا الفقاع فشربه حرام ولا بأس بالسلماب، وأمّا أموالكم فلا نقبلها إلا لتطهروا، فمن شاء فليصل، ومن شاء فليقطع، فما آتاني الله خير ممّا آتاكم.وأمّا ظهور الفرج فإنّه إلي الله تعالي ذكره، وكذب الوقّاتون.وأمّا قول من زعم أنّ الحسين (عليه السلام) لم يقتل، فكفرٌ وتكذيب وضلال.وأما الحوادث الواقعة فارجعوا فيها إلي رواة حديثنا، فإنهم حجتي عليكم، وأنا حجة الله عليهم.وأما محمد بن عثمان العمري (رضي الله عنه) وعن أبيه من قبل، فإنّه ثقتي، وكتابه كتابي.وأمّا محمد بن علي بن مهزيار، فسيصلح الله له قلبه، ويزيل عنه شكه.وأمّا ما وصلتنا به فلا قبول عندنا

إلا لما طاب وطهر، وثمن المغنية حرام.وأما محمد بن شاذان بن نعيم، فهو رجل من شيعتنا أهل البيت.وأمّا أبو الخطاب محمد بن أبي زينب الأجدع فملعون، وأصحابه ملعونون، فلا تجالس أهل مقالتهم فإنّي منهم بريء، وآبائي (عليهم السلام) منهم بُراء.وأما المتلبسون بأموالنا فمن استحل منها شيئاً فأكله فإنما يأكل النيران.وأما الخمس فقد أبيح لشيعتنا، وجعلوا منه في حل إلي وقت ظهور أمرنا، لتطيب ولادتهم ولا تخبث.وأما ندامة قوم قد شكوا في دين الله عز وجل علي ما وصلونا به، فقد أقلنا من استقال، ولا حاجة لنا في صلة الشكاكين.وأما علة ما وقع من الغيبة، فإن الله عز وجل يقول (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَسْأَلُوا عَنْ أَشْيَاءَ إِنْ تُبْدَ لَكُمْ تَسُؤْكُمْ) إنه لم يكن أحد من آبائي (عليهم السلام) إلا وقد أوقعت في عنقه بيعة لطاغية زمانه، وإني أخرج حين أخرج ولا بيعة لأحد من الطواغيت في عنقي.وأمّا وجه الانتفاع بي في غيبتي، فكالانتفاع بالشمس إذا غيّبها عن الأبصار السحاب، وإنّي لأمان لأهل الأرض كما أنّ النجوم أمان لأهل السماء، فأغلقوا باب السؤال عما لا يعنيكم، ولا تكلفوا علم ما قد كفيتم، وأكثروا الدعاء بتعجيل الفرج، فإن ذلك فرجكم، والسلام عليك يا إسحاق بن يعقوب وعلي من اتبع الهدي). (إكمال الدين 2 :162)4_ من كتاب له (عليه السلام) إلي جماعة من الشيعة وقع بينهم تشاجر في الإمامة، فكتبوا له (عليه السلام)، فورد جواب كتابهم بخطه (صلوات الله عليه):(بسم الله الرحمن الرحيم، عافانا الله وإياكم من الفتن، ووهب لنا ولكم روح اليقين، وأجارنا وإياكم من سوء المنقلب، إنّه أنهي إليّ ارتياب جماعة منكم في الدين، وما دخلهم من الشك والحيرة في ولاة أمرهم، فغمنا ذلك لكم

لا لنا، وساءنا فيكم لا فينا، لأن الله معنا فلا فاقة بنا إلي غيره، والحق معنا فلن يوحشنا من قعد عنا، ونحن صنائع ربنا، والخلق بعد صنائعنا، يا هؤلاء ما لكم في الريب تتردون، وفي الحيرة تنعكسون، أو ما سمعتم الله عز وجل يقول (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأمْرِ مِنْكُمْ) أو ما علمتم ما جاءت به الآثار ممّا يكون ويحدث في أئمتكم، علي الماضين والباقين منهم (عليهم السلام)، أو ما رأيتم كيف جعل الله لكم معاقل تأوون إليها، وأعلاماً تهتدون بها، من لدن آدم إلي أن ظهر الماضي (عليه السلام)، كلما غاب عَلَم بدا علم، وإذا أفل نجم طلع نجم، فلما قبضه الله إليه ظننتم أنّ الله أبطل دينه، وقطع السبب بينه وبين خلقه، كلا ما كان ذلك ولا يكون حتي تقوم الساعة ويظهر أمر الله وهم كارهون.وإنّ الماضي مضي سعيداً فقيداً علي منهاج آبائه (عليهم السلام)، حذو النعل بالنعل، وفينا وصيته وعلمه، ومنه خلفه ومن يسد مسدّه، ولا ينازعنا موضعه إلا ظالم آثم، ولا يدعيه دوننا إلا جاحد كافر، ولولا أنّ أمر الله لا يغلب، وسره لا يظهر ولا يعلن، لظهر لكم من حقنا ما تبهر منه عقولكم، ويزيل شكوككم، لكنه ما شاء الله كان، ولكل أجل كتاب، فاتقوا الله وسلموا لنا، وردوا الأمر إلينا، فعلينا الإصدار كما كان منا الإيراد، ولا تحاولوا كشف ما غطي عنكم، ولا تميلوا عن اليمين، وتعدلوا إلي اليسار، واجعلوا قصدكم إلينا بالمودة علي السنة الواضحة فقد نصحت لكم والله شاهد عليّ وعليكم، ولولا ما عندنا من محبة صلاحكم ورحمتكم، والإشفاق عليكم، لكنا عن مخاطبتكم في شغل ممّا قد امتحنا من منازعة الظالم العتل

الضال المتابع في غيه، المضاد لربه، المدعي ما ليس له، الجاحد عن حق من افترض الله طاعته، الظالم الغاصب، وفي ابنة رسول الله (صلّي الله عليه وآله) لي أسوة حسنة، وسيردي الجاهل رداء عمله، وسيعلم الكافر لمن عقبي الدار.عصمنا الله وإياكم من المهالك والأسواء والعاهات كلها برحمته، فإنّه ولي ذلك والقادر علي ما يشاء، وكان لنا ولكم ولياً وحافظاً، والسلام علي جميع الأوصياء والأولياء والمؤمنين ورحمة الله وبركاته، وصلي الله علي محمد النبي وآله وسلم تسليماً). (بحار الأنوار 13 :247)5_ من كتاب له (عليه السلام) إلي عثمان بن سعيد وابنه محمد بن عثمان (رحمهما الله):(وفقكما الله لطاعته، وثبتكما علي دينه، وأسعدكم بمرضاته. انتهي إلينا ما ذكرتما أنّ الميسمي أخبركما عن المختار ومناظرته من لقي، واحتجاجه بأنه لا خلف غير جعفر بن علي وتصديقه إيّاه، وفهمت جميع ما كتبتما به ممّا قال أصحابكم عنه وأنا أعوذ بالله من العمي بعد الجلاء، ومن الضلالة بعد الهدي، ومن موبقات الأعمال، ومرديات الفتن، فإنّه عز وجل يقول: (ألم أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لاَ يُفْتَنُونَ) يكف يتساقطون في الفتنة، ويترددون في الحيرة، ويأخذون يميناً وشمالاً، فارقوا دينهم، أم ارتابوا، أم عاندوا الحق، أم جهلوا ما جاءت به الروايات الصادقة، والأخبار الصحيحة، أو علموا ذلك فتناسوا ما يعلمون، أن الأرض لا تخلو من حجة، إما ظاهراً وإمّا مغموراً، أو لم يروا انتظام أئمتهم بعد نبيهم (صلّي الله عليه وآله) واحداً بعد واحد، إلي أن أفضي بأمر الله عز وجل إلي الماضي _ يعني الحسن بن علي (عليهما السلام) _ فقام مقام آبائه (عليهم السلام)، يهدي إلي الحق والي طريق مستقيم، كان نوراً ساطعاً، وشهاباً لامعاً، وقمراً ظاهراً،

ثم اختار الله عز وجل له ما عنده فمضي علي منهاج آبائه (عليهم السلام) حذوا النعل بالنعل، علي عهد عهده، ووصية أوصي بها إلي وصي ستره الله عز وجل بأمره إلي غايته، وأخفي مكانه بمشيئته للقضاء السابق، والقدر النافذ، وفينا موضعه ولنا فضله، ولو قد أذن الله عز وجل فيما قد منعه عنه، وأزال عنه ما قد جري به حكمه، لأراهم الحق ظاهراً بأحسن حيلة وأبين دلالة، وأوضح علامة، ولأبان عن نفسه وأقام الحجة، ولكن أقدار الله عز وجل لا تغلب، وإرادته لا ترد، وتوقيعه لا يسبق، فليدعوا عنهم اتباع الهوي، وليقيموا علي أصلهم الذي كانوا عليه، ولا يبحثوا عما ستر عنهم فيأثموا، ولا يكشفوا سر الله عز وجل فيندموا، وليعلموا أنّ الحق معنا وفينا، ولا يقول ذلك سوانا إلا كذاب منهمك، ولا يدّعيه غيرنا إلا ضال غوي، فليقتصروا منا علي هذه الجملة دون التفسير، ويقنعوا من ذلك بالتعريض دون التصريح إن شاء الله). (إكمال الدين 2: 190)

پاورقي

[1] إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات ج:7 ص:138.

[2] كمال الدين وتمام النعمة ص:384. بحار الأنوار ج:52 ص:24. إعلام الوري بأعلام الهدي ج:2 ص:248.

[3] إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات ج:6 ص:427، وج:7 ص:138. كمال الدين وتمام النعمة ص:409. كفاية الأثر ص:295. بحار الأنوار ج:51 ص:161.

[4] الكافي ج:1 ص:328. الإرشاد ج:2 ص:348. إعلام الوري بأعلام الهدي ج:2 ص:250. كشف الغمة ج:3 ص:246.

[5] الكافي ج:1 ص:328. روضة الواعظين ص:262.

[6] الكافي ج:1 ص:329. كمال الدين وتمام النعمة ص:436.

[7] كمال الدين وتمام النعمة ص:407، واللفظ له. إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات ج:6 ص:425_426. الخرائج والجرائح ج:2 ص:958.

[8] كمال الدين وتمام النعمة ص:409، واللفظ له. إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات ج:6 ص:427_428. كفاية الأثر ص:295 _ 296.

[9]

كمال الدين وتمام النعمة ص:409، واللفظ له. إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات ج:6 ص:428. كفاية الأثر ص:296. بحار الأنوار ج:51 ص:160. إعلام الوري بأعلام الهدي ج:2 ص:253. كشف الغمة ج:3 ص:335 _ 336. [

[10] كمال الدين وتمام النعمة ص:424 _ 426، واللفظ له. إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات ج:6 ص:430. بحار الأنوار ج:51 ص:2_3. إعلام الوري بأعلام الهدي ج:2 ص:214 _ 215.

[11] إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات ج:7 ص:15. كمال الدين وتمام النعمة ص:431. الغيبة للطوسي ص:230. بحار الأنوار ج:51 ص:364.

[12] إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات ج:6 ص:431. كمال الدين وتمام النعمة ص:431. بحار الأنوار ج:51 ص:5. ينابيع المودة ج:3 ص:323.

[13] إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات ج:6 ص:432 _433، واللفظ له. كمال الدين وتمام النعمة ص:433_434. بحار الأنوار ج:51 ص:16.

[14] إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات ج:6 ص:433. الغيبة للطوسي ص:357. بحار الأنوار ج:51 ص:346_347. إعلام الوري بأعلام الهدي ج:2 ص:252. كشف الغمة ج:3 ص:335.

[15] الغيبة للطوسي ص:357، واللفظ له. إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات ج:7 ص:25.

[16] إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات ج:6 ص:434، 435. كمال الدين وتمام النعمة ص:475_476. الثاقب في المناقب ص:607. الخرائج والجرائح ج:3 ص:1101 _ 1102. بحار الأنوار ج:50 ص:332.

[17] كمال الدين وتمام النعمة ص:417 _423. روضة الواعظين ص:255. الغيبة للطوسي ص:214. المناقب لابن شهراشوب ج:3 ص:540. بحار الأنوار ج:51 ص:10.

[18] الغيبة للطوسي ص:246 _ 247. إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات ج:7 ص:19_20. بحار الأنوار ج:25 ص:337.

[19] الغيبة للطوسي ص:272 _ 273. وذكر قسماً منه في إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات ج:7 ص:21. بحار الأنوار ج:52 ص:16_17.

[20] إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات ج:7 ص:137_138. مستدرك الوسائل ج:12 ص:280.

[21] إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات ج:7 ص:139.

[22] إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات ج:7 ص:139. مستدرك الوسائل ج:12

ص:281.

[23] إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات ج:7 ص:142 _ 143. بحار الأنوار ج:50 ص:304 _ 305.

[24] إثبات الهداة بالنصوص والمعجزات ج:7 ص:143.

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.