الخرائج و الجرائح المجلد 1 إلى 3

اشارة

سرشناسه : قطب راوندی ، سعیدبن هبه الله ، - 573

عنوان و نام پديدآور : الخرائج و الجرائح / قطب الدین الراوندی

مشخصات نشر : قم : موسسه الامام المهدی (ع )، 1409ق . = 1368.

مشخصات ظاهری : 3 ج .نمونه

فروست : (موسسه الامام المهدی 39)

شابک : 7000ریال (دوره کامل )

وضعیت فهرست نویسی : فهرستنویسی قبلی

یادداشت : کتابنامه

مندرجات : ج . 1. فی معجزات النبی و الائمه علیهم السلام .-- ج . 2. فی اعلام النبی و الائمه علیهم السلام .-- ج . 3. فی ام المعجزات ، و الفرق بینها و بین الحیل ، و نوادرها .--

موضوع : چهارده معصوم -- معجزات

رده بندی کنگره : BP36 /ق 6خ 4

رده بندی دیویی : 297/95

شماره کتابشناسی ملی : م 68-3710

المجلد 1

المجلد الأول من كتاب الخرائج والجرائح

اشاره

للفقيه المحدث والمفسر الكبير قطب الدين الراوندي قدس سره

الجزء الأول في معجزات النبي والأئمة ع

اشاره

بسم الله الرحمن الرحيم أما بعدحمد الله ألذي هدانا إلي منهاج الدليل والصلاة علي محمد وآله الذين سلكوا بنا سواء السبيل . فإن قوما من الذين أقروا بظاهرهم بالنبوات جحدوا في الإمامة كون المعجزات فضاهوا الفلاسفة والبراهمة الجاحدين في النبوة الأعلام الباهرات فدعاواهم جميعا باطلة فاضحة إذ الأدلة علي صحة جميع ذلك واضحة.

و قدأخبرنا جماعة ثقات منهم الشيخ أبو جعفر محمد بن علي بن المحسن الحلبي عن الشيخ أبي جعفرالطوسي عن أحمد بن عبدون عن علي بن محمد بن الزبير القرشي عن أحمد بن الحسين بن عبدالملك الأزدي عن الحسن بن محبوب عن صفوان بن يحيي عن أبي الحسن موسي بن جعفر ع أنه قال أعظم الناس ذنبا وأكثرهم إثما علي لسان محمدص الطاعن علي عالم آل محمدص والمكذب ناطقهم والجاحد معجزاتهم

-روایت-1-2-روایت-290-403

[ صفحه 18]

علي أن من أنكر المعجزات لعلي ع وأولاده الأحد عشر مع إثباته للنبي ص فإنه جاهل بالقرآن . و قدأخبرنا الله سبحانه عن آصف بن برخيا وصي سليمان ع و عن ماأتي به من المعجز من عرش ملكة اليمن و كان سليمان

ع يومئذ ببيت المقدس فقال وصيه أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبلَ أَن يَرتَدّ إِلَيكَ طَرفُكَ وارتداد الطرف ما لايتوهم فيه ذهاب زمان و لاقطع مسافة و كان بين بيت المقدس والموضع ألذي فيه عرشها باليمن مسيرة خمسمائة فرسخ ذاهبا وخمسمائة راجعا فأتاه به وصيه من هذه المسافة قبل ارتداد الطرف فلو فعله سليمان لكان معجزا له . فلما أراد أن يدل أهل زمانه علي وصيه و من يقوم مقامه بعده قام به وصيه بإذن الله و هذاأقوي من النص . و هذا كماذكر الله في معجزات الأنبياء من طوفان نوح وسفينته وناقة صالح وفصيلها وشربهم وشربها ونار ابراهيم وأضيافه وإحياء الله تعالي الطيور الأربعة التي ذبحها وفرقها علي الجبال ثم كانت تأتيه سعيا وتسخير الله الريح لسليمان وإلانة الحديد لأبيه وتعليمه منطق الطير والنمل وعصا موسي وانقلابها حية واليد البيضاء من غيرسوء وآياته المذكورة في القرآن من الطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم والرجز ونتوق الجبل فوقهم وانفلاق البحر لقومه والمن والسلوي والتيه والعيون الجارية من الحجر والغمام المظل ونحو ذلك .

-قرآن-249-299

[ صفحه 19]

و ماأخبر الله به عن عيسي من كلامه في المهد وإحياء الموتي وإبراء الأكمه والأبرص وجعل

الله الطين طيرا و ماشاكل ذلك . وكذلك ماأخبر الله تعالي به عن محمدص من شق القمر والإسراء إلي بيت المقدس والمعراج و مانقله عنه المسلمون من الآيات والدلائل والمعجزات كل ذلك قدشوهد و عليه الإجماع . وكذلك مارواه الشيعة الإمامية خاصة في معجزات أئمتهم المعصومين ع صحيح لإجماعهم عليه وإجماعهم حجة لأن فيهم حجة. و قدجمعت بعون الله سبحانه من ذلك جملة لاتكاد توجد مجموعة في كتاب واحد ليستأنس بهاالناظرون وينتفع بهاالمؤمنون وسميته بكتاب الخرائج والجرائح لأن معجزاتهم التي خرجت علي أيديهم مصححة لدعاويهم لأنها تكسب المدعي و من ظهرت علي يده صدق قوله . والمعجز في العرف ما له حظ في الدلالة علي صدق من ظهر علي يده . وجعلته علي عشرين بابا منها ثلاثة عشر بابا في معجزات النبي محمدص والاثني عشر إماما الباب الأول في معجزات رسول الله محمدص .الباب الثاني في معجزات أمير المؤمنين علي ع .الباب الثالث في معجزات الحسن بن علي ع .الباب الرابع في معجزات الحسين بن علي ع .الباب الخامس في معجزات الإمام علي بن الحسين زين العابدين

ع الباب السادس في معجزات الإمام محمد بن علي الباقر ع

[ صفحه 20]

الباب السابع في معجزات الإمام جعفر بن محمدالصادق ع الباب الثامن في معجزات الإمام موسي بن جعفرالكاظم ع الباب التاسع في معجزات الإمام علي بن موسي الرضا ع الباب العاشر في معجزات الإمام محمد بن علي التقي ع الباب الحادي عشر في معجزات الإمام علي بن محمدالنقي ع الباب الثاني عشر في معجزات الإمام الحسن بن علي الزكي العسكري ع الباب الثالث عشر في معجزات صاحب الزمان مهدي آل محمد ع والسبعة الأخري الباب الرابع عشر في أعلام النبي والأئمة ع ويشتمل علي أربعة عشر فصلا لكل واحد منها فصلا الباب الخامس عشر في الدلائل علي إمامة الاثني عشر من الآيات الباهرات لهم الباب السادس عشر في نوادر المعجزات لهم الباب السابع عشر في موازاة معجزات نبيناص وأوصيائه ع معجزات الأنبياء المتقدمين ع الباب الثامن عشر في أم المعجزات وهي المعجز الباقي ألذي هوالقرآن المجيد الباب التاسع عشر في الفرق بين الحيل و بين المعجزات والفصل بين المكر والإعجاز الباب العشرون في العلامات والمراتب الخارقة للعادات

لهم

[ صفحه 21]

الباب الأول في معجزات نبينا محمدص
اشاره

روي عن الصادق ع أنه قال لماولد رسول الله ص عظمت قريش في العرب وسموا أهل الله و كان إبليس يخرق السماوات السبع فلما ولد عيسي ع حجب عن ثلاث سماوات و كان يخرق أربع سماوات فلما ولد رسول الله في عام الفيل في شهر ربيع الأول حين طلع الفجر حجب عن السبع كلها ورميت الشياطين بالنجوم المرجوم ثم توفي أبوه بالمدينة عندأخواله و هو ابن شهرين ودفعه عبدالمطلب إلي الحارث بن عبدالعزي بن رفاعة السعدي و هوزوج حليمة التي أرضعته وهي بنت أبي ذؤيب الشاعر وماتت أمه و هو ابن أربع سنين ومات عبدالمطلب و له نحو من ثمان سنين وكفله أبوطالب عمه

-روایت-1-2-روایت-31-583

[ صفحه 22]

فصل

اعلم أن معجزاته عليه وآله السلام علي أقسام منها ماانتشر نقله وثبت وجوده عاما في كل زمان ومكان حين ظهوره كالقرآن ألذي بين أيدينا نتلوه ونسمعه ونكتبه ونحفظه لايمكن لأحد جحده أنه هو ألذي أتي به نبينا محمدص وإنما دخلت الشبهة علي قوم لم ينكشف لهم وجه إعجاز و قدكشفنا ذلك ببيان قريب في كتاب مفرد. والقسم الثاني

علي أقسام منها مارواه المسلمون وأجمعوا علي نقله و كان اختصاصهم بنقله لأنهم كانوا هم المشاهدين لذلك وظهرت بين أيديهم في سفر كانوا هم المصاحبين له أو في حضر لم يحضره غيرهم فلذلك انفردوا بنقلها وهم الجماعة الكثيرة التي لايجوز علي مثلها نقل الكذب بما لاأصل له . والثاني من هذه الأقسام ماشاهده بعض المسلمين فنقلوه إلي حضرة جماعتهم و كان المعصوم وراءه فلم يوجد منهم إنكار لذلك فاستدل بتركهم النكير عليهم علي صدقهم لأنهم علي كثرتهم لايجوز عليهم السكوت علي باطل ومنكر يسمعونه فلاينكرونه و لامنع كما لايجوز أن ينقلوا كذبا و لارغبة و لارهبة هناك تحملهم علي النقل والتصديق . ومنها ماظهر في وقته ص قبل مبعثه تأسيسا لأمره . ومنها ماظهر علي أيدي سراياه في البلدان البعيدة إبانة لصدقهم في ادعائهم بنبوته لأنهم ممن لاتظهر منهم المعجزات إذ لم يكونوا من أوصيائه فيعلم بذلك تصديقه في دعواهم له . ومنها ماوجدت في كتب الأنبياء قبله من تصديقه ووصفه بصفاته وإظهار علاماته

[ صفحه 23]

والدلالة علي وقته ومكانه وولادته وأحوال آبائه وأمهاته . و من معجزاته أيضا أخلاقه ومعاملاته وسيرته وأحواله الخارقة للعادة.

و من معجزاته أيضا شرائعه التي لاتزداد علي طول البحث عنها والنطق فيها إلاحسنا وترتيبا وإتقانا وصحة واتساقا ولطفا. ونذكر أولا معجزاته الموجزة التي ظهرت عليه في حياته وتلك علي أنحاء ومراتب فمنها ماظهرت عليه قبل مبعثه للتأنيس والتمهيد والتأسيس . ومنها ماظهرت عليه بعدمبعثه لإقامة الحجة بها علي الخلق . ومنها ماظهر من دعواته المستجابة. ومنها ماظهر من إخباره عن الغائبات فوجد كلها صدقا. ومنها ماأخبر به ثم ظهر بعدوفاته ص

فصل من روايات العامة

فمن معجزاته خبر منتشر في مؤمن العرب وكافرها يتقاولون فيه الأشعار ويتفاوضونه في الديار أمر سراقة بن مالك بن جعشم قدتبعه متوجها إلي المدينة ملتمسا غرته ليحظي به عندقريش فأمهله الله حتي أيقن أنه قدظفر ببغيته لايمتري لقوته خسف الله به الأرض فساخت قوائم فرسه و هوبموضع صلب كأنه ظهر صفوان فعلم أن ألذي أصابه أمر سماوي فناداه يا محمدفأجابه آخذا بالفضل عليه ورحمة لعباد الله و قد قال له ادع ربك يطلق فرسي وذمة الله علي أن لاأدل عليك بل أدفع عنك .فدعا له فوثب جواده كأنه أفلت من أنشوطة و كان رجلا داهية وعلم بما

[ صفحه 24]

رأي أن سيكون له نبأ فقال له

اكتب لي أمانا و لوعقل لتنبه فأسلم . ومنها ماانتشر خبره أن أباجهل اشتري من رجل طار ئ من العرب علي مكة إبلا فبخسه حقه وثمنه فأتي نادي قريش فذكرهم حرمة البيت فأحالوه علي محمدص استهزاء به لقلة منعته عندهم فأتي محمدص فمضي معه ودق علي أبي جهل الباب فخرج متخوف القلب و قال أهلا يا أباالقاسم قول الذليل فقال ص أعط هذا الرجل حقه فأعطاه في الحال فعيره قومه فقال رأيت ما لم تروا رأيت فالجا لوأبيت لابتلعني فعلموا أنه صدق بما أخبرهم لبغضه له . ومنها أن أباجهل طلب غرته فلما رآه ساجدا أخذ صخرة ليطرحها عليه فألصقها الله بكفه فلما عرف أن لانجاة إلابمحمدص سأله أن يدعو ربه فدعا الله فأطلق يده وطرح صخرته . ومنها أنه بهرت عقولهم لماأخبرهم من إسراء الله به من مكة إلي المسجد الأقصي بالشام فبات معهم أول الليل ثم اخترق الشام فبلغ من بيت المقدس سدرة المنتهي ورجع من ليلته . وأنكره المشركون فامتحنوه بوسع طاقتهم فخبرهم عنه عيانا بمجي ء عيرهم وبالبعير ألذي يتقدم عليه غرارتان . وأمر البعير أعجب العلامات لأنه

أخبرهم قبل مجيئهم و لو كان يخبرهم عن

[ صفحه 25]

غير الله لم يدر لعله أن يتقدم بعير آخر فيجي ء الأمر بخلاف ماأخبر ومنها ما هومشهور أنه خرج في متوجهه إلي المدينة فآوي إلي غار بقرب مكة يعتوره ويأوي إليه الرعاء قل مايخلو من جماعة نازلين يستريحون فيه فأقام به ع ثلاثا لايطوره بشر وخرج القوم في أثره فصدهم الله عنه بأن بعث عنكبوتا فنسجت عليه فآيسهم من الطلب فيه فانصرفوا و هونصب أعينهم . ومنها أنه مر بامرأة يقال لها أم معبد لها شرف في قومها نزل بهافاعتذرت بأنه ماعندها إلاعنز لم تر لها قطرة لبن منذ سنة للجدب فمسح ضرعها ورواهم من لبنها وأبقي لهم لبنها وخيرا كثيرا ثم أسلم أهلها لذلك . ومنها أنه أتي امرأة من العرب يقال لها أم شريك فاجتهدت في قرائه وإكرامه فأخرجت عكة لها فيهابقايا سمن فالتمست فيهافلم تجد شيئا.فأخذها وحركها بيده فامتلأت سمنا عذبا وهي تعالجها قبل ذلك لايخرج منها شيءفأروت القوم منها وأبقت فضلا عندها كافيا وبقي لها النبي ص شرفا يتوارثه الأعقاب وأمر أن لايسد رأس العكة. ومنها أنه مر بشجرة غليظة الشوك متقنة الفروع ثابتة الأصل فدعاها فأقبلت تخد الأرض إليه

طوعا ثم أذن لها فرجعت إلي مكانها.

[ صفحه 26]

فأي آية أبين وأوضح من موات يقبل مطيعا لأمره مقبلا ومدبرا. ومنها أنه في غزوة الطائف مر في كثير طلح فمشي و هووسن من النوم فاعترضته سدرة فانفرجت السدرة نصفين فمر بين نصفيها وبقيت السدرة منفردة علي ساقين إلي زماننا هذا وهي معروفة بذلك البلد مشهورة يعظمها أهله وغيرهم ممن عرف شأنها لأجله وتسمي سدرة النبي . و إذاانتجع الأعراب الغيث عضدوا منه ماأمكنهم وعلقوه علي إبلهم وأغنامهم ويقلعون شجر هذاالوادي و لاينالون هذه السدرة بقطع و لا شيء من المكروه معرفة بشأنها وتعظيما لحالها فصارت له آية بينة وحجة باقية هناك . ومنها أنه كان في مسجده جذع كان إذاخطب فتعب أسند إليه ظهره فلما اتخذ له منبر حن الجذع فدعاه فأقبل يخد الأرض و الناس حوله ينظرون إليه فالتزمه وكلمه فسكن ثم قال له عد إلي مكانك وهم يسمعون فمر حتي صار في مكانه فازداد المؤمنون يقينا و في دينهم بصيرة و كان هنالك المنافقون و قدنقلوه ولكن الهوي يميت القلوب . ومنها أنه انتهي إلي نخلتين وبينهما فجوة من الأرض فقال لهما انضما

[ صفحه 27]

وأصحابه حضور فأقبلتا تخدان

الأرض حتي انضمتا فأي حجة أوضح و أي عبرة أبين من هذه فأي شبهة تدخل هاهنا. ومنها أن رجلا كان في غنمه يرعاها فأغفلها سويعة من نهاره فأخذ الذئب منها شاة فجعل يتلهف ويتعجب فطرح الذئب الشاة وكلمه بكلام فصيح أنتم أعجب هذا محمدص يدعو إلي الحق ببطن مكة وأنتم عنه لاهون فأبصر الرجل رشده وأقبل حتي أسلم وحدث القوم بقصته و كان أولاده يفتخرون علي العرب بذلك فيقول أحدهم أنا ابن مكلم الذئب . ومنها أنه أتي بشاة مسمومة أهدتها له امرأة يهودية ومعه أصحابه فوضع يده ثم قال ارفعوا أيديكم فإنها تخبرني أنها مسمومة و لو كان ذلك لعلة الارتياب باليهودية ماقبلها بدءا و لاجمع لها أصحابه و لااستجاز تركهم أكلها. ومنها أن أصحابه يوم الأحزاب صاروا بمعرض العطب لفناء الأزواد فهيأ رجل قوت رجل أورجلين لاأكثر من ذلك ودعا النبي ص فانقلب القوم وهم ألوف معه فدخل فقال غطوا إناءكم فغطوه ثم دعا وبرك عليه فأكلوا جميعا وشبعوا والطعام بهيئته .

[ صفحه 28]

ومنها أنهم شكوا إليه في غزوة تبوك نفاد أزوادهم فدعا بزاد لهم فلم يوجد إلابضع عشرة تمرة فطرحت بين يديه فمسها بيده ودعا ربه

ثم صاح بالناس فانحفلوا و قال كلوا بسم الله فأكل القوم فصاروا كأشبع ماكانوا وملئوا مزاودهم وأوعيتهم والتمرات بحالها كهيئتها يرونها عيانا لاشبهة فيه . ومنها أنه ورد في غزاته هذه علي ماء قليل لايبل حلق واحد من القوم وهم عطاش فشكوا ذلك إليه فأخذ سهما من كنانته فأمر بغرزه في أسفل الركي فإذاغرزوا ففار الماء إلي أعلي الركي فارتووا للمقام واستقوا للظعن وهم ثلاثون ألفا ورجال من المنافقين حضور متحيرين . ومنها أنهم كانوا معه في سفر فشكوا إليه أن لاماء معهم وأنهم بسبيل هلاك فقال كلا إن معي ربي عليه توكلي و إليه مفزعي ثم دعا بركوة فيهاماء فطلب فلم يوجد إلافضلة في الركوة و ماكانت تروي رجلا فوضع كفه فيه فنبع الماء من بين أصابعه يجري وصيح في الناس فسقوا وأسقوا فشربوا حتي نهلوا وعلوا وهم ألوف و هو يقول اشهدوا أني رسول الله حقا. ومنها أن قوما شكوا إليه ملوحة مائهم فأشرف علي بئرهم وتفل فيها وكانت مع ملوحتها غائرة فانفجرت بالماء العذب فها هي يتوارثها أهلها يعدونها

[ صفحه 29]

أعظم مكارمهم و كان مما أكد الله صدقه أن قوم مسيلمة لمابلغهم ذلك سألوه مثلها فأتي بئرا فتفل فيهافعاد ماؤها ملحا أجاجا كبول الحمار فهي بحالها

إلي اليوم معروفة الأهل والمكان . ومنها أن امرأة أتته بصبي لها ترجو بركته بأن يمسه ويدعو له و كان برأسه عاهة فرحمها والرحمة صفته ص فمسح يده علي رأسه فاستوي شعره وبر ئ داؤه فبلغ ذلك أهل اليمامة فأتوا مسيلمة بصبي لامرأة فمسح رأسه فصلع وبقي نسله إلي يومنا هذاصلعا. ومنها أن قوما من عبدالقيس أتوه بغنم لهم فسألوه أن يجعل لهم علامة يعرفونها بهافغمز بيده في أصول آذانها فابيضت فهي إلي اليوم معروفة النسل . ومنها أن أهل المدينة مطروا مطرا عظيما فخافوا الغرق فشكوا إليه فقال ص أللهم حوالينا و لاعلينا فانجابت السحاب عن المدينة علي هيئة الإكليل لاتمطر في المدينة وتمطر حواليها فعاين مؤمنهم وكافرهم أمرا لم يعاينوا مثله .

[ صفحه 30]

ومنها أن قوما من العرب اجتمعوا عندصنم لهم ففاجأهم صوت من جوفه ويناديهم بكلام فصيح أتاكم محمديدعوكم إلي الحق فانجفلوا مسرعين و ذلك حين بعث ع فأسلم أكثر من حضر. ومنها أنه لاقي أعداءه يوم بدر وهم ألف و هو في عصابة كثلث أعدائه فلما التحمت الحرب أخذ قبضة من تراب والقوم متفرقون في نواحي عسكره فرمي به وجوههم فلم يبق منهم رجل إلاامتلأت منه

عيناه و إن كانت الريح العاصف يومها إلي الليل لتقصف بأعاصير التراب لايصيب أحدا مثله و قدنطق به القرآن وصدق به المؤمنون وشاهد الكفار مانالهم منه وحدثوا به و ليس في قوي أحد من العالمين أن يرمي قوما بينه وبينهم مائتا ذراع وأكثر وهم كثير متفرقون طرفاهم متباعدان والتراب مل ء كفه فعلم أن فاعل ذلك هو الله تعالي . ومنها أنه كان في سفرين من أسفاره قبل البعثة معروفين مذكورين عندعشيرته وغيرهم لايدفعون حديثهما و لاينكرون ذكرهما فكانت سحابة أظلت عليه حين يمشي تدور معه حيثما دار وتزول حيث زال يراها رفقاؤه ومعاشروه . ومنها أن ناقته افتقدت فأرجف المنافقون فقالوا يخبرنا بأسرار السماء و لايدري أين ناقته فسمع ص ذلك فقال إني و إن أخبركم بلطائف السماء لكني لاأعلم من ذلك إلا ماعلمني الله فلما وسوس إليهم الشيطان بذلك دلهم علي حالها ووصف لهم الشجرة التي

[ صفحه 31]

هي متعلقة بهافأتوها فوجدوها علي ماوصف قدتعلق خطامها بشجرة أشار إليها. ومنها أن القمر قدانشق و هوبمكة أول مبعثه يراه أهل الأرض طرا فتلا به عليهم قرآنا فما أنكروا عليه ذلك و كان

ماأخبرهم به من الأمر ألذي لايخفي أثره و لايندرس ذكره وقول بعض الناس لم يروه و لم يره إلاواحد خطأ بل شهرته أغنت عن نقله علي أنه لم يره إلاواحد كان أعجب وروي ذلك خمسة نفر ابن مسعود و ابن عباس و ابن جبير و ابن مطعم عن أبيه وحذيفة وغيرهم . ومنها أن من كان بحضرته من المنافقين كانوا لايكونون في شيء من ذكره إلاأطلعه الله عليه وبينه فيخبرهم به حتي كان بعضهم يقول لصاحبه اسكت وكف فو الله لو لم يكن عندنا إلاالحجارة لأخبرته حجارة البطحاء و لم يكن ذلك منه و لامنهم مرة بل يكثر ذلك من أن يحصي عدده حتي يظن ظان أن ذلك كان بالظن وبالتخمين كيف و هويخبرهم بما قالوا علي مالفظوا ويخبرهم عما في ضمائرهم فكلما ضوعفت عليهم الآيات ازدادوا عمي لعنادهم . ومنها أن سلمان أتاه فأخبره أنه قدكاتب مواليه علي كذا وكذا ودية وهي صغار النخل كلها تعلق و كان العلوق أمرا غيرمضمون عندالعاملين علي ماجرت به عادتهم لو لا ماعلم من تأييد الله لنبيه فأمر سلمان بضمان ذلك

لهم فجمعها لهم

[ صفحه 32]

ثم قام ع فغرسها بيده فما سقطت منها واحدة وبقيت علما معجزا يستشفي بثمرتها وترجي بركاتها وأعطاه تبرة من ذهب كبيضة الديك فقال اذهب بها وأوف بهاأصحابك الديون فقال متعجبا مستقلا لها أين تقع هذه مما علي فأدارها علي لسانه ثم أعطاها إياه إنما هي قدكانت في هيئتها الأولي ووزنها لاتفي بربع حقهم فذهب بها وأوفي القوم منها حقوقهم . ومنها أن الأخبار تواترت واعترف بهاالكافر والمؤمن بخاتم النبوة ألذي بين كتفيه عليه شعرات متراكمة تقدمت بهاالأنبياء قبل مولده بالزمن الطويل فوافق ذلك ماأخبروا عنه في صفته . ومنها أن أحد أصحابه أصيب بإحدي عينيه في إحدي مغازيه فسالت حتي وقعت علي خده فأتاه مستغيثا به

[ صفحه 33]

فأخذها فردها مكانها وكانت أحسن عينيه منظرا وأحدهما بصرا. ومنها أنه أتي يهود النضير مع جماعة من أصحابه فاندس له رجل منهم و لم يخبر أحدا و لم يؤامر بشرا إلا ماأضمره عليه و هويريد أن يطرح عليه صخرة و كان قاعدا في ظل أطم من آطامهم فنذرته ص نذارة الله فقام راجعا إلي المدينة وأنبأ القوم بما أراد صاحبهم فسألوه فصدقهم وصدقوه وبعث الله علي ألذي أراد كيده أمس

الخلق به رحما فقتله فنفله رسول الله ص بماله كله . ومنها أن ابن ملاعب الأسنة كان ببطنه استسقاء فبعث إليه يستشفيه

[ صفحه 34]

فأخذص بيده جثوة من الأرض فتفل عليها ثم أعطاها رسوله فأخذها متعجبا يري أنه قدهزأ به فأتاه بها و إذا هوبشفا هلاك فشربها فأطلق من مرضه وغسل عنه داؤه . ومنها أن امرأة من اليهود عملت له سحرا وظنت أنه ينفذ فيه كيدها والسحر باطل محال إلا أن الله دله عليه فبعث من استخرجه و كان علي الصفة التي ذكرها و علي عدد العقد التي عقد فيها ووصف ما لوعاينه معاين لغفل عن بعض ذلك . ومنها أنه كان علي جبل حراء فتحرك الجبل فقال له النبي ص اسكن فما عليك إلانبي أووصي و كان معه علي ع فسكن . ومنها أنه انصرف ليلة من العشاء فأضاءت له برقه فنظر إلي قتادة بن النعمان فعرفه وكانت ليلة مطيرة فقال يانبي الله أحببت أن أصلي معك فأعطاه عرجونا و قال خذ هذافإنه سيضي ء لك أمامك عشرا فإذاأتيت بيتك فإن الشيطان قدخلفك فانظر إلي الزاوية علي يسارك حين تدخل فاعله بسيفك

[ صفحه 35]

فدخلت فنظرت حيث قال رسول الله ص فإذا أنابسواد فعلوته

بسيفي فقال أهلي ماذا تصنع . و فيه معجزتان إحداهما إضاءة العرجون بلا نار جعلت في رأسه والثانية خبره عن الجني علي ما كان . ومنها أن جارية كان يقال لها زائدة كثيرا ماكانت تأتي رسول الله ص فأتته ليلة وقالت عجنت عجينا لأهلي فخرجت أحتطب فرأيت فارسا لم أر أحسن منه فقال لي كيف محمد قلت بخير ينذر الناس بأيام الله فقال إذاأتيت محمدا فأقرئيه السلام وقولي له إن رضوان خازن الجنة يقول إن الله قسم الجنة لأمتك أثلاثا فثلث يدخلون الجنة بغير حساب وثلث يحاسبون حسابا يسيرا وثلث تشفع لهم فتشفع فيهم قالت فمضي فأخذت الحطب أحمله فثقل علي فالتفت ونظر إلي و قال ثقل عليك حطبك فقلت نعم فأخذ قضيبا أحمر كان في يده فغمز الحطب ثم نظر فإذا هوبصخرة ناتئة فقال أيتها الصخرة احملي الحطب معها فقالت يا رسول الله فأني رأيتها تدكدك حتي رجعت فألقت الحطب

[ صفحه 36]

وانصرفت . ومنها أنه أتاه رجل من جهينة يتقطع من الجذام فشكا إليه فأخذ قدحا من الماء فتفل فيه ثم قال امسح به جسدك ففعل فبرأ حتي لايوجد منه شيء. ومنها مارواه أبوسعيد الخدري أن عمير

الطائي كان يرعي بالحرة غنما له إذ جاء ذئب إلي شاة من غنمه فانتهزها فحال بين الذئب والشاة إذ أقعي الذئب علي ذنبه فقال أ لاتتقي الله تحول بيني و بين رزق ساقه الله إلي فقال الراعي العجب من الذئب يكلمني فقال الذئب أعجب من هذا رسول الله بين الحرتين يحدث الناس بأنباء ما قدسبق فأخذ الراعي الشاة فأتي بهاالمدينة ثم أتي النبي فأخبره فخرج النبي إلي الناس فقال للراعي قم فحدثهم فقام فحدثهم فقال النبي ص صدق الراعي .

[ صفحه 37]

ومنها أن النبي ص كان في سفر إذ جاء بعير فضرب الأرض بجرانه ثم بكي حتي ابتل ماحوله من دموعه فقال ص هل تدرون ما يقول إنه يزعم أن صاحبه يريد نحره غدا فقال النبي ص لصاحبه تبيعه قال ما لي مال أحب إلي منه فاستوصي به خيرا. ومنها أن ثورا أخذ ليذبح فتكلم فقال رجل يصيح لأمر نجيح بلسان فصيح بأعلي مكة لاإله إلا الله فخلي عنه . ومنها ماروت أم سلمة رضي الله عنها أن النبي ص كان يمشي في الصحراء فناداه مناد يا رسول الله فإذاهي ظبية موثقة قال ماحاجتك قالت هذاالأعرابي صادني و لي

خشفان في ذلك الجبل فأطلقني حتي أذهب وأرضعهما فأرجع قال وتفعلين قالت نعم فإن لم أفعل عذبني الله عذاب العشار فأطلقها فذهبت فأرضعت خشفيها ثم رجعت فأوثقها فأتاه الأعرابي فأخبره النبي ص بحالها فأطلقها فعدت تقول أشهد أن لاإله إلا الله وأنك رسول الله . ومنها أن رجلا جاء إلي النبي ص فقال إني قدمت من سفر لي فبينا بنية خماسية تدرج حولي في صبغها وحليها أخذت بيدها فانطلقت إلي وادي كذا وطرحتها فيه فقال ص انطلق معي فأرني الوادي فانطلق مع رسول الله ص إلي الوادي فقال لأبيها مااسمها قال فلانة فقال ص أجيبي يافلانة

[ صفحه 38]

بإذن الله فخرجت الصبية تقول لبيك يا رسول الله وسعديك قال إن أبويك قدأسلما فإن أحببت أردك عليهما قالت لاحاجة لي فيهما وجدت الله خيرا لي منهما. ومنها أن النبي ص كان في أصحابه إذ جاء أعرابي ومعه ضب قدصاده وجعله في كمه قال من هذاقالوا هذا النبي فقال واللات والعزي ماأحد أبغض إلي منك و لو لا أن يسميني قومي عجولا لعجلت عليك فقتلتك فقال ص ماحملك علي ما قلت آمن بي قال لاأؤمن أويؤمن بك هذاالضب فطرحه

فقال النبي ص ياضب فأجابه الضب بلسان عربي يسمعه القوم لبيك وسعديك يازين من وافي القيامة قال من تعبد قال ألذي في السماء عرشه و في الأرض سلطانه و في البحر سبيله و في الجنة رحمته و في النار عقابه قال فمن أنا ياضب قال رسول رب العالمين وخاتم النبيين قدأفلح من صدقك وخاب من كذبك قال الأعرابي لاأتبع أثرا بعدعين لقد جئتك و ما علي وجه الأرض أحد أبغض إلي منك فإنك الآن أحب إلي من نفسي ووالدي أشهد أن لاإله إلا الله وأنك رسول الله فرجع إلي قومه و كان من بني سليم فأخبرهم بالقضية

[ صفحه 39]

وآمن ألف إنسان منهم . ومنها ماروي أنس قال خرجت مع النبي ص إلي السوق ومعي عشرة دراهم وأرادص أن يشتري عباءة فرأي جارية تبكي وتقول سقط مني درهمان في زحام السوق و لاأجسر أن أرجع إلي مولاي فقال لي ص أعطها درهمين فأعطيتها فلما اشتري عباءة بعشرة دراهم فوقفت علي مابقي معي فإذاهي عشرة كاملة.

وروي أنس أن النبي ص دخل حائطا للأنصار و فيه غنم فسجدت له فقال أبوبكر نحن أحق

بالسجود لك من هذه الغنم فقال ص إنه لاينبغي أن يسجد أحد لأحد و لو كان ينبغي أن يسجد أحد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها

-روایت-1-2-روایت-14-220

. ومنها أن عبد الله بن أبي أوفي قال بينما نحن قعود عند النبي ص إذ أتاه آت فقال ناضح آل فلان قدند

[ صفحه 40]

عليهم فنهض ونهضنا معه فقلنا لاتقربه فإنا نخافه عليك فدنا من البعير فلما رآه سجد له ثم وضع يده علي رأس البعير فقال هات الشكال فوضعه في رأسه وأوصاهم به خيرا. ومنها أن النبي ص بعث برجل يقال له سفينة بكتاب إلي معاذ و هوباليمن فلما صار في بعض الطريق إذا هوبأسد رابض في الطريق فخاف أن يجوز فقال أيها الأسد إني رسول رسول الله إلي معاذ و هذاكتابه إليه

[ صفحه 41]

فهرول قدامه غلوة ثم همهم ثم خرج ثم تنحي عن الطريق فلما رجع بجواب الكتاب فإذابالسبع في الطريق ففعل مثل ذلك فلما قدم علي النبي ص أخبره بذلك فقال ماتدري ما قال في المرة الأولي قال كيف رسول الله و في الثانية قال أقر ئ رسول الله السلام .

ومنها أن أعرابيا بدويا يمانيا أتي النبي ص علي ناقة حمراء فلما قضي تحيته

قالوا إن الناقة التي تحت الأعرابي سرقة قال ألكم بينة قالوا نعم قال يا علي خذ حق الله من الأعرابي إن قامت عليه البينة فأطرق الأعرابي ساعة ثم قال قم ياأعرابي لأمر الله و إلافأدل بحجتك فقالت الناقة و ألذي بعثك بالحق نبيا يا رسول الله إن هذا ماسرقني و لاملكني أحد سواه فقال النبي ص ياأعرابي ما ألذي أنطقها بعذرك و ما ألذي قلت قال قلت أللهم إنك لست برب استحدثناك و لامعك إله أعانك علي خلقنا و لامعك رب فيشركك في ربوبيتك أنت ربنا كماتقول وفوق ما يقول القائلون أسألك أن تصلي علي محمد وآل محمد و أن تبرئني ببراءتي فقال النبي ص و ألذي بعثني بالحق نبيا لقد رأيت الملائكة يبتدرون أفواه الأزقة يكتبون مقالتك ألا من نزل به مثل مانزل بك فليقل مثل مقالتك وليكثر

-روایت-1-2-روایت-9-ادامه دارد

[ صفحه 42]

الصلاة علي فينقذه الله تعالي

-روایت-از قبل-35

. ومنها أنه لمافتح خيبر أصابه من سهمه حمار أسود فكلم النبي ص الحمار وكلمه الحمار فقال مااسمك فقال يزيد بن شهاب أخرج الله من نسل جدي ستين حمارا كلها لم يركبه إلانبي و لم يبق من نسل جدي غيري

و لا من الأنبياء غيرك قدكنت أتوقعك لتركبني وكنت ليهودي يجيع بطني ويضرب ظهري فقال النبي ص سميتك يعفور تشتهي الإناث قال لا و كان مركبه إلي أن مضي ص فجاء بعدموته إلي بئر لأبي الهيثم بن التيهان فتردي فيهافصار قبره جزعا عليه ص . ومنها أن سلمة بن الأكوع أصابه ضربة في يوم خيبر فأتي النبي ص

[ صفحه 43]

فنفث فيه ثلاث نفثات فما اشتكاها حتي الممات . وأصاب عين قتادة بن النعمان ضربة أخرجتها فردها النبي ص إلي موضعها فكانت أحسن عينيه . ومنها أن جبرئيل أتاه فرآه حزينا فقال ما لك قال فعل بي الكفار كذا وكذا قال جبرئيل فتحب أن أريك آية قال نعم فنظر رسول الله ص إلي شجرة من وراء الوادي فقال ادع تلك الشجرة فدعاها النبي ص فجاءت حتي قامت بين يديه قال مرها فلترجع فرجعت فقال النبي ص حسبي . ومنها أنه كان ص في سفر فأقبل أعرابي إلي رسول الله فقال ص هل أدلك إلي خير قال ما هو قال تشهد أن لاإله إلا الله و أن محمدا عبده ورسوله قال الأعرابي هل من شاهد قال هذه الشجرة فدعاها النبي ص فأقبلت تخد الأرض فقامت بين يديه فاستشهدها فشهدت

كما قال ورجعت إلي منبتها ورجع الأعرابي إلي قومه و قدأسلم فقال إن يتبعوني أتيتك بهم و إلارجعت إليك وكنت معك .

[ صفحه 44]

ومنها أن أعرابيا جاء إلي النبي ص فقال هل لك من آية فيما تدعو إليه قال نعم ائت تلك الشجرة فقل لها يدعوك رسول الله فمالت عن يمينها ويسارها و بين يديها فقطعت عروقها ثم جاءت تخد الأرض حتي وقفت بين يدي رسول الله قال فمرها حتي ترجع إلي منزلها فأمرها فرجعت إلي منبتها فقال الأعرابي ائذن لي أسجد لك

قال لوأمرت أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها قال فأذن لي أن أقبل يديك فأذن له

-روایت-1-2-روایت-8-103

. ومنها أنه قال لأعرابي إن دعوت هذاالعذق من هذه النخلة فتجي ء إلي تشهد أني رسول الله قال نعم فدعا العذق فنزل من النخلة حتي سقط علي الأرض فجعل ينقز حتي أتي النبي ثم قال له ارجع فرجع إلي مكانه فقال أشهد أنك رسول الله . ومنها أن يعلي بن سيابة قال كنت مع رسول الله ص في مسير

[ صفحه 45]

فأراد أن يقضي حاجته فأمر وديتين فانضمت إحداهما بالأخري إلي أن فرغ ثم أمرهما فرجعتا كماكانتا. ومنها أن شابا من الأنصار كان

له أم عجوز عمياء و كان مريضا فعاده رسول الله ص فمات فقالت أللهم إن كنت تعلم أني هاجرت إليك و إلي نبيك رجاء أن تعينني علي كل شدة فلاتحملن علي هذه المصيبة قال أنس فما برحنا أن كشف الثوب عن وجهه فطعم وطعمنا. ومنها أن أسامة بن زيد قال خرجنا مع النبي ص في حجته التي حجها حتي إذاكنا ببطن الروحاء نظرنا إلي امرأة تحمل صبيا فقالت يا رسول الله هذاابني ماأفاق من خناق منذ ولدته إلي يومه هذا

[ صفحه 46]

فأخذه رسول الله ص وتفل في فيه فإذاالصبي قدبرأ فقال رسول الله لي انطلق انظر هل تري من حش قلت إن الوادي ما فيه موضع يغطي عن الناس فقال انطلق إلي النخلات وقل إن رسول الله يأمركن أن تدنين لمخرج رسول الله ص وقل للحجارة مثل ذلك فو ألذي بعثه بالحق نبيا لقد قلت لهن ذلك و قدرأيت النخلات تقاربن والحجارة يتقربن فلما قضي حاجته رأيتهن يعدن إلي مواضعهن .

ومنها أن النبي ص قال إني لأعرف حجرا بمكة كان يسلم علي

-روایت-1-2-روایت-28-65

و عن أمير المؤمنين ع كنت مع رسول الله

ص فخرج في بعض نواحيها فما بقي شجر و لاحجر إلا قال السلام عليك يا رسول الله

-روایت-1-2-روایت-27-130

. و عن جابر لم يمر النبي ص في طريق فيتبعه أحد إلاعرف أنه قدسلكه من طيب عرفه و لم يمر بحجر و لاشجر إلاسجد له .

[ صفحه 47]

ومنها ماروي عن أنس أنه ص أخذ كفا من الحصي فسبحن في يده ثم صبهن في يد علي فسبحن في يده حتي سمعنا التسبيح في أيديهما ثم صبهن في أيدينا فما سبحت في أيدينا. ومنها أن عبد الله قال إنكم تعدون الآيات عذابا وإنا كنا نعدها بركة علي عهد النبي ص لقد كنا نأكل الطعام مع النبي ص ونحن نسمع التسبيح من الطعام .

ومنها أن النبي ص قال أتموا الركوع والسجود فو الله إني لأراكم من بعدظهري إذاركعتم وسجدتم

-روایت-1-2-روایت-28-102

ومنها ماروي أبوأسيد أن رسول الله ص قال للعباس يا أباالفضل الزم منزلك غدا أنت وبنوك فإن لي فيكم حاجة فصبحهم و قال تقاربوا فزحف بعضهم إلي بعض حتي إذاأمكنوا اشتمل عليهم بملاءة و قال يارب هذاعمي وصنو أبي وهؤلاء بنو عمي استرهم من النار كستري إياهم فأمنت أسكفة

-روایت-1-2-روایت-24-ادامه دارد

[ صفحه 48]

الباب وحوائط البيت آمين آمين

-روایت-از قبل-36

ومنها ماروي عن أم سلمة

أن فاطمة ع جاءت إلي النبي ص حاملة حسنا وحسينا وفخارا فيه حريرة فقال ادعي ابن عمك فأجلس أحدهما علي فخذه اليمني والآخر علي فخذه اليسري وعليا وفاطمة أحدهما بين يديه والآخر خلفه فقال أللهم هؤلاء أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا ثلاث مرات و أنا عندعتبة الباب فقلت و أنامنهم فقال أنت إلي خير و ما في البيت أحد غيرهؤلاء وجبرئيل ثم أغدف عليهم كساء خيبريا فجللهم به و هومعهم . ثم أتاه جبرئيل بطبق فيه رمان وعنب فأكل النبي ص فسبح ثم أكل الحسن و الحسين ع فتناولا فسبح العنب والرمان في أيديهما ودخل علي ع فتناول منه فسبح أيضا ثم دخل رجل من أصحابه وأراد أن يتناول فقال جبرئيل إنما يأكل من هذانبي أوولد نبي أووصي نبي

-روایت-1-2-روایت-28-699

[ صفحه 49]

ومنها أن النبي ص لماقدم المدينة وهي أوبأ أرض الله فقال أللهم حبب إلينا المدينة كماحببت إلينا مكة وصححها لنا وبارك لنا في صاعها ومدها وانقل حماها إلي الجحفة

-روایت-1-2-روایت-9-172

. ومنها أن أباطالب مرض فدخل عليه رسول الله ص فقال يا ابن أخ ادع ربك ألذي تعبده أن يعافيني فقال النبي ص أللهم اشف عمي فقام

فكأنما أنشط من عقال .

ومنها أن عليا ع مرض وأخذ يقول أللهم إن كان أجلي قدحضر فأرحني و إن كان متأخرا فارفعني و إن كان للبلاء فصبرني فقال النبي ص أللهم اشفه أللهم عافه ثم قال قم قال علي ع فقمت فما عاد ذلك الوجع إلي بعد

-روایت-1-2-روایت-9-220

. ومنها ماروي ابن عباس أن امرأة جاءت بابن لها إلي النبي ص فقالت ابني هذا به جنون يأخذه عندغدائنا وعشائنا فيحثو علينا فمسح ص صدره ودعا فثع ثعة فخرج من جوفه مثل جرو الأسود فبرأ.

[ صفحه 50]

ومنها أن عبد الله بن بريدة قال سمعت أبي يقول إن النبي ص تفل في رجل عمرو بن معاذ حين قطعت رجله فبرأ. ومنها أن معاذ بن عفراء جاء إلي رسول الله ص يحمل يده و كان قطعها أبوجهل فبصق عليها النبي ص فألصقها فلصقت . ومنها أن نبي الله ص رأي رجلا يكف شعره إذاسجد قال أللهم افتتح رأسه قال فتساقط شعره حتي مابقي في رأسه شيء. ومنها أنه ص دعا لأنس لماقالت أمه أم سليم ادع له فهو خادمك فقال أللهم أكثر ماله وولده وبارك له فيما أعطيته فقال أنس أخبرني بعض ولدي أنه دفن من ولده أكثر من

مائة. ومنها أن النبي ص أبصر رجلا يأكل بشماله فقال كل بيمينك فقال لاأستطيع فقال ص لااستطعت قال فما وصلت إلي فيه يمينه بعدكلما رفع اللقمة إلي فيه ذهبت في شق آخر. ومنها ماروي أبونهيك الأزدي عن عمرو بن أخطب أنه استسقي النبي ص قال فأتيته بإناء فيه ماء و فيه شعرة فرفعتها ثم ناولته فقال أللهم فجمله قال فرأيته بعدثلاث وتسعين سنة ما في رأسه ولحيته شعرة بيضاء.

[ صفحه 51]

ومنها أن ابن مسعود قال كنا مع النبي ص نصلي في ظل الكعبة وناس من قريش و أبوجهل نحروا جزورا في ناحية مكة فبعثوا فجاءوا بسلاها فطرحوه بين كتفيه فجاءت فاطمة ع فطرحته عنه فلما انصرف قال أللهم عليك بقريش بأبي جهل وبعتبة وشيبة والوليد بن عتبة وأمية بن خلف وبعقبة بن أبي معيط قال عبد الله ولقد رأيتهم قتلي في قليب بدر. ومنها أن النابغة الجعدي أنشد رسول الله ص قوله

بلغنا السماء عزة وتكرما || وإنا لنرجو فوق ذلك مظهرا

فقال إلي أين يا أباليلي قلت إلي الجنة قال أحسنت لايفضض الله فاك قال الراوي فرأيته شيخا له ثلاثون ومائة سنة وأسنانه مثل ورق الأقحوان نقاء وبياضا و قدتهدم جسمه إلافاه . ومنها

أن النبي ص خرج فعرضت له امرأة مسلمة فقالت يا رسول الله إني امرأة ومعي زوج لي في بيتي مثل المرأة فقال ادعي زوجك فدعته فقال لها أتبغضينه قالت نعم

[ صفحه 52]

فدعا النبي ص لهما ووضع جبهتها علي جبهته فقال أللهم ألف بينهما وحبب أحدهما إلي صاحبه ثم قالت المرأة بعد ذلك ماطارف و لاتالد و لاوالد أحب إلي منه فقال النبي ص اشهدي أني رسول الله . ومنها أن عمرو بن الحمق الخزاعي سقي رسول الله ص فقال أللهم أمتعه بشبابه فمر به ثمانون سنة لم تر له شعرة بيضاء. ومنها أن عمران بن حصين قال كنت عند النبي ص جالسا إذ أقبلت فاطمة ع و قدتغير وجهها من الجوع فقال لها ادني فدنت فرفع يده حتي وضعها علي صدرها وهي صغيرة في موضع القلادة ثم قال أللهم مشبع الجاعة ورافع الوضيعة لاتجع فاطمة بنت محمد قال فرأيت الدم قدغلب علي وجهها كماكانت الصفرة فقالت ماجعت بعد ذلك . ومنها أن أسماء بنت عميس قالت إن عليا ع قدبعثه رسول الله ص في حاجة في غزوة حنين و قدصلي النبي ص العصر و لم يصلها علي ع فلما رجع وضع رأسه في حجر علي ع

و قدأوحي إليه فجلله بثوبه و لم يزل كذلك حتي كادت الشمس تغيب ثم إنه سري عن النبي ص فقال أصليت يا علي فقال لا قال النبي ص أللهم رد علي علي الشمس

[ صفحه 53]

فرجعت حتي بلغت نصف المسجد قالت أسماء و ذلك بالصهباء. ومنها أن عطا قال كان في وسط رأس مولاي السائب بن يزيد شعر أسود وبقية رأسه ولحيته بيضاء فقلت مارأيت مثل رأسك هذاأسود و هذاأبيض فقال أ فلاأخبرك قلت بلي قال إني كنت ألعب مع الصبيان فمر بي نبي الله ص فعرضت له وسلمت عليه فقال وعليك السلام من أنت قلت أناالسائب ابن أخت النمر فمسح رسول الله رأسي و قال بارك الله فيك فلا و الله لاتبيض أبدا.

ومنها أن عليا ع قال بعثني رسول الله ص إلي اليمن فقلت يا رسول الله بعثتني و أناحديث السن لاعلم لي بالقضاء فقال انطلق فإن الله سيهدي قلبك ويثبت لسانك قال علي ع فما شككت في قضاء بين رجلين

-روایت-1-2-روایت-25-211

[ صفحه 54]

ومنها أن عليا ع قال لماخرجنا إلي خيبر فإذانحن بواد ملآن ماء فقدرناه أربع عشرة قامة فقال الناس يا

رسول الله العدو من ورائنا والوادي أمامنا كماقالَ أَصحابُ مُوسي إِنّا لَمُدرَكُونَ قالَ كَلّا إِنّ معَيِ ربَيّ سَيَهدِينِفنزل ص ثم قال أللهم إنك جعلت لكل مرسل علامة فأرنا قدرتك فركب ص وعبرت الخيل والإبل لاتتندي حوافرها وأخفافها ففتحوه ثم أعطي بعده في أصحابه حين عبور عمرو بن معديكرب المدائن والبحر بجيشه

-روایت-1-2-روایت-25-439

. ومنها ماروي جعيل الأشجعي أنه قال غزوت مع رسول الله ص في بعض غزواته فقال سر ياصاحب الفرس فقلت يا رسول الله عجفاء ضعيفة فرفع مخفقة معه فضربها ضربا خفيفا و قال أللهم بارك له فيها قال لقد رأيتني ماأمسك رأسها أن تقدم الناس ولقد بعت من بطنها باثني عشر ألفا. ومنها أن جرهدا أتي رسول الله ص و بين يديه طبق فأدلي جرهد بيده الشمال ليأكل وكانت يده اليمني مصابة فقال ص كل باليمين قال إنها مصابة فنفث رسول الله ص عليها فما اشتكاها بعد.

[ صفحه 55]

ومنها أن أباهريرة قال أتيت رسول الله ص يوما بتمرات فقلت ادع الله لي بالبركة فيهن فدعا ثم قال خذهن فاجعلهن في المزود و إذاأردت شيئا فأدخل يدك فيه و لاتنثره قال فلقد حملت من ذلك التمر وسقا وكنا نأكل

منه ونطعم و كان لايفارق حقوي فارتكبت مأثما فانقطع وذهب وقيل إنه كتم الشهادة لعلي ثم تاب فدعا له علي ع فصار كما كان فلما خرج إلي معاوية ذهب وانقطع .

ومنها أن عثمان بن حنيف قال جاء رجل ضرير إلي رسول الله ص وشكا إليه ذهاب بصره فقال له رسول الله ص ائت الميضأة فتوضأ ثم صل ركعتين وقل أللهم إني أسألك وأتوجه إليك بمحمد نبي الرحمة يا محمدإني أتوجه بك إلي ربك ليجلي عن بصري أللهم شفعه في وشفعني في نفسي قال ابن حنيف فلم يطل بنا الحديث حتي دخل الرجل كأن لم يكن به ضر قط

-روایت-1-2-روایت-33-356

.

[ صفحه 56]

ومنها أن أبيض بن حمال قال كان بوجهي حزاز يعني القوباء قدالتمعت فدعاه النبي ص فمسح وجهه فذهب في الحال و لم يبق له أثر علي وجهه . ومنها أن الفضل بن عباس قال إن رجلا قال يا رسول الله إني بخيل جبان نئوم فادع لي فدعا الله أن يذهب جبنه و أن يسخي نفسه و أن يذهب كثرة نومه فلم ير أسخي نفسا و لاأشد بأسا و لاأقل نوما منه .

ومنها أن عبد الله بن عباس

قال إن رسول الله ص قال أللهم أذقت أول قريش نكالا فأذق آخرهم نوالا

-روایت-1-2-روایت-61-110

فوجد كذلك . ومنها أن أباثروان كان راعيا في إبل عمرو بن تميم فخاف رسول الله ص من قريش فنظر إلي سواد الإبل فقصد له وجلس بينها فقال يا محمداخرج لاتصلح إبل أنت فيهافدعا عليه فعاش شقيا يتمني الموت . ومنها أن عتبة بن أبي لهب قال كفرت برب النجم قال النبي ص أ ماتخاف أن يأكلك كلب الله فخرج في تجارة إلي اليمن فبينا هم قدعرسوا إذ سمع صوت الأسد فقال لأصحابه إني مأكول بدعاء محمد وأحدقوا به فضرب علي آذانهم فناموا فجاء الأسد حتي أخذه فما سمعوا إلاصوته . و في خبر آخر أنه لما قال كفرت بالذي دنا فتدلي ثم تفل في وجه محمد قال ص أللهم سلط عليه كلبا من كلابك

[ صفحه 57]

فخرجوا إلي الشام فنزلوا منزلا فقال لهم راهب من الدير هذه أرض مسبعة فقال أبولهب يامعشر قريش أعينونا هذه الليلة إني أخاف عليه دعوة محمدفجمعوا جمالهم وفرشوا لعتبة في أعلاها وناموا حوله فجاء الأسد يتشمم وجوههم ثم ثني ذنبه فوثب فضربه بيده ضربة واحدة فخدشه قال قتلني ومات مكانه . ومنها أن

عليا ع كان رمد العين يوم خيبر فتفل رسول الله ص في عينه ودعا له و قال أللهم أذهب عنه الحر والبرد فما وجد حرا و لابردا بعده و كان يخرج في الشتاء في قميص واحد. ومنها أن أباهريرة قال لرسول الله ص إني أسمع منك الحديث الكثير أنساه قال ابسط رداك كله قال فبسطته فوضع يده فيه ثم قال ضمه فضممته فما نسيت حديثا بعده . ومنها أنه قال لابن عباس و هوغلام أللهم فقهه في الدين وعلمه

[ صفحه 58]

التأويل فكان فقيها عالما بالتأويل . ومنها أن نفرا من قريش اجتمعوا وفيهم عتبة وشيبة و أبوجهل وأمية بن خلف فقال أبوجهل زعم محمدأنكم إن ابتعتموني كنتم ملوكا فخرج إليهم رسول الله ص فقام علي رءوسهم و قدضرب الله علي أبصارهم دونه فقبض قبضة من تراب فذرها علي رءوسهم وقرأ يس حتي بلغ العشر منها ثم قال إن أباجهل هذايزعم أني أقول إن خالفتموني فإن لي فيكم ريحا وصدق و أناأقول ذلك ثم انصرف فقاموا ينفضون التراب عن رءوسهم و لم يشعروا به و لاكانوا رأوه . ومنها أن أياس بن سلمة روي عن أبيه قال

خرجت إلي النبي ص و أناغلام حدث وتركت أهلي ومالي إلي الله ورسوله فقدمنا الحديبية مع النبي ص حتي قعد علي مياهها وهي قليلة قال فإما بصق فيها وإما دعا فما نزفت بعد. ومنها أن أعرابيا قام فقال يا رسول الله هلك المال وجاع العيال فادع لنا فرفع يده و ماوضعها حتي ثار السحاب أمثال الجبال ثم لم ينزل عن منبره حتي رأيت المطر يتحادر عن لحيته فمطرنا إلي الجمعة ثم قام أعرابي فقال تهدم البناء فادع فقال حوالينا و لاعلينا. قال الراوي فما كان يشير بيده إلي ناحية من السحاب إلاانفرجت حتي

[ صفحه 59]

صارت المدينة مثل الجوبة وسال الوادي شهرا فضحك رسول الله ص فقال لله در أبي طالب لو كان حيا قرت عيناه . ومنها أن النبي ص لمانادي بالمشركين واستعانوا عليه دعا الله أن يجدب بلادهم فقال أللهم سنين كسني يوسف أللهم اشدد وطأتك علي مضر فأمسك المطر عنهم حتي مات الشجر وذهب الثمر وفني المواشي و عند ذلك وفد حاجب بن زرارة علي كسري فشكا إليه واستأذنه في رعي السواد فأرهنه قوسه فلما أصاب مضر الجهد الشديد عاد النبي ص بفضله عليهم فدعا الله بالمطر لهم .

[ صفحه 60]

ومنها أن عليا ع

قال بعثني رسول الله ص والزبير والمقداد معي فقال انطلقوا حتي تبلغوا روضة خاخ فإن فيهاامرأة معها صحيفة من حاطب بن أبي بلتعة إلي المشركين فانطلقنا وأدركناها وقلنا أين الكتاب قالت مامعي كتاب ففتشها الزبير والمقداد وقالا مانري معها كتابا فقلت حدث به رسول الله ص وتقولان ليس معها كتاب لتخرجنه أولأجردنك فأخرجت من حجزتها فلما عادوا إلي النبي قال ص ياحاطب ماحملك علي هذا قال أردت أن يكون لي يد عندالقوم و ماارتددت فقال صدق حاطب فلاتقولوا له إلاخيرا

-روایت-1-2-روایت-25-502

. و في هذاإعلام بمعجزات منها إخباره عن الكتاب وإخباره عن بلوغ المرأة روضة خاخ وشهادته لحاطب بالصدق و قدوجد كل ذلك كماأخبر ومنها أن النبي ص أنفذ عمارا في سفر ليستقي الماء فعرض له شيطان في صورة عبدأسود فصرعه ثلاث مرات . فقال ص إن الشيطان قدحال بين عمار و بين الماء في صورة عبدأسود و إن الله أظفر عمارا فدخل فأخبر بمثله . ومنها أن وائل بن حجر قال جاءنا ظهور محمدص و أنا في ملك عظيم فرفضت ذلك وآثرت الله ورسوله وقدمت عليه فأخبرني أصحابه أنه بشرهم بي قبل قدومي بثلاث فقال هذاوائل بن حجر قدأتاكم من أرض

بعيدة. فلما قدمت عليه أدناني وبسط لي رداه فجلست عليه فصعد المنبر فقال هذاوائل بن حجر أتانا راغبا في الإسلام طائعا بقية أبناء الملوك أللهم بارك في وائل

[ صفحه 61]

وولده وولد ولده . ومنها أن أباسعيد الخدري قال كنا نخرج في الغزوات مترافقين تسعة وعشرة فنقسم العمل فيقعد بعضنا في الرحل وبعضنا يعمل لأصحابه يصنع طعامهم ويسقي ركابهم وطائفة تذهب إلي النبي ص فاتفق في رفقتنا رجل يعمل عمل ثلاثة نفر يحتطب ويستقي ويصنع طعامنا فذكر ذلك للنبي ص فقال ذلك رجل من أهل النار فلقينا العدو فقاتلناهم فجرح فأخذ الرجل سهما فقتل به نفسه فقال النبي ص أشهد أني رسول الله وعبده . ومنها أن ابن عباس قال كان النبي ص جالسا في ظل حجر كاد أن ينصرف عنه الظل فقال إنه سيأتيكم رجل ينظر إليكم بعين شيطان فإذاجاءكم فلاتكلموه فلم يلبثوا أن طلع عليهم رجل أزرق فدعاه ص و قال علي ماتشتمني أنت وأصحابك فقال لانفعل قال دعني آتك بهم فدعاهم فجعلوا يحلفون بالله ماقالوا و مافعلوا فأنزل الله يَومَ يَبعَثُهُمُ اللّهُ جَمِيعاً فَيَحلِفُونَ لَهُ كَما يَحلِفُونَ لَكُم. ومنها أنه لماقدم العباس المدينة سهر النبي ص تلك الليلة

فقيل له في ذلك فقال سمعت حس العباس في وثاقه فأطلق فقال النبي ص ياعباس افد نفسك وابني أخيك عقيلا ونوفل بن الحارث فإنك ذو مال فقال

-قرآن-761-833

[ صفحه 62]

إني كنت مسلما ولكن قومي استكرهوا علي فقال ص الله أعلم بشأنك أماظاهر أمرك كنت علينا فقال يا رسول الله قدأخذ مني عشرون أوقية من ذهب فاحسبها لي من فدائي قال لاذاك شيءأعطانا الله منك . قال فإنه ليس لي مال قال فأين المال ألذي دفعت بمكة إلي أم الفضل حين خرجت فقلت إن أصابني في سفري هذا شيءفللفضل كذا ولقثم كذا ولعبد الله كذا ولعبيد الله كذا قال فو ألذي بعثك بالحق نبيا ماعلم بذلك أحد غيري وغيرها فأنا أعلم أنك رسول الله . ومنها أنه كان جالسا إذ أطلق حبوته فتنحي قليلا ثم مد يده كأنه يصافح مسلما ثم أتانا فقعد فقلنا كنا نسمع رجع الكلام و لانبصر أحدا. قال ذلك إسماعيل ملك المطر استأذن ربه أن يلقاني فسلم علي فقلت له اسقنا قال ميعادكم يوم كذا في شهر كذا فلما جاء ميعاده صلينا الصبح فكنا لانري شيئا وصلينا الظهر فلم نر شيئا حتي إذاصلينا العصر نشأت

سحابة فمطرنا فضحكنا فقال ص مالكم قلنا ألذي قال الملك . قال أجل مثل هذااحفظوا. ومنها أن أبي بن خلف قال للنبي ص بمكة إني أعلف العوراء

[ صفحه 63]

يعني فرسا له أقتلك عليه قال رسول الله ص بل أناأقتلك إن شاء الله .فلقي يوم أحد فلما دنا تناول رسول الله الحربة من الحارث بن الصمة فمشي إليه فطعنه وانصرف فرجع إلي قريش و هو يقول قتلني محمدقالوا و مابك بأس قال إنه قال لي بمكة إني أقتلك لوبصق علي لقتلني فمات بسرف . ومنها أنه لمانزل فَاصدَع بِما تُؤمَرُ وَ أَعرِض عَنِ المُشرِكِينَ إِنّا كَفَيناكَ المُستَهزِئِينَيعني خمسة نفر فبشر النبي أصحابه أن الله كفاه أمرهم فأتي الرسول البيت والقوم في الطواف وجبرئيل عن يمينه فمر الأسود بن المطلب فرمي في وجهه بورقة خضراء فأعمي الله بصره وأثكله ولده ومر به الأسود بن عبديغوث فأومي إلي بطنه فسقي ماء فمات حبنا. ومر به الوليد بن المغيرة فأومأ إلي جرح كان في أسفل رجله فانتقض بذلك فقتله . ومر به العاص بن وائل فأشار إلي أخمص رجله فخرج علي حمار له يريد الطائف فدخلت فيه شوكة فقتلته ومر به الحارث فأومأ إليه وتفقأ قيحا فمات .

-قرآن-309-388

[ صفحه 64]

ومنها

أنه ص قال يوما توفي أصحمة رجل صالح من الحبشة فقوموا فصلوا عليه فصلي عليه فكان كذلك . ومنها أن كسري كتب إلي فيروز الديلمي و هو من بقية أصحاب سيف بن ذي يزن أن احمل إلي هذاالعبد ألذي يبدأ باسمه قبل اسمي فاجتري علي ودعاني إلي غيرديني فأتاه فيروز و قال له إن ربي أمرني أن آتيه بك فقال رسول الله ص إن ربي أخبرني أن ربك قتل البارحة فجاء الخبر أن ابنه شيرويه وثب عليه فقتله في تلك الليلة.فأسلم فيروز و من معه فلما خرج الكذاب العبسي أنفذه رسول الله ص ليقتله فتسلق سطحا فلوي عنقه فقتله . ومنها أن أباالدرداء كان يعبد صنما في الجاهلية و أن عبد الله بن رواحة و محمد بن مسلمة ينتظران خلوة أبي الدرداء فغاب فدخلا علي بيته فكسرا صنمه . فلما رجع إلي أهله قال من فعل هذاقالت لاأدري سمعت صوتا فجئت و قدخرجوا ثم قالت لو كان يدفع الصنم لدفع عن نفسه فقال أعطيني حلتي فلبسها فقال النبي ص هذا أبوالدرداء يجي ء ويسلم فإذا هوجاء فأسلم .

[ صفحه 65]

ومنها أنه ص أخبر أباذر بما جري عليه بعدوفاته فقال كيف بك إذاأخرجت من مكانك قال أذهب إلي

المسجد الحرام . فقال كيف بك إذاأخرجت منه قال أذهب إلي الشام . قال كيف بك إذاأخرجت منها قال أعمد إلي سيفي فأضرب حتي أقتل قال لاتفعل ولكن اسمع وأطع و كان ما كان حتي أخرج إلي الربذة.

ومنها أنه ص قال لفاطمة ع إنك أول أهل بيتي لحوقا بي

-روایت-1-2-روایت-9-61

. وكانت أول من مات بعده .

ومنها أنه ص قال لأزواجه أطولكن يدا أسرعكن بي لحوقا

-روایت-1-2-روایت-9-61

.قالت عائشة كنا نتطاول بالأيدي حتي ماتت زينب بنت جحش .

[ صفحه 66]

ومنها أنه ص ذكر زيد بن صوحان فقال زيد و مازيد يسبق منه عضو إلي الجنة فقطعت يده يوم نهاوند في سبيل الله . ومنها أنه ص قال لاكسري بعدكسري و لاقيصر بعدقيصر لتنفقن كنوزهما في سبيل الله فكان كما قال .

ومنها أنه ص قال يوم الخندق لأصحابه لئن أمسيتم قليلا لتكثرن و إن أمسيتم ضعفاء لتشرقن حتي تصيروا نجوما يهتدي بكم وبواحد منكم

-روایت-1-2-روایت-9-140

فكان كما قال . ومنها ماأخبر عن أم ورقة الأنصارية فكان يقول انطلقوا بنا إلي الشهيدة نزورها فقتلها غلام وجارية لها بعدوفاته .

ومنها أنه ص قال في محمد بن الحنفية يا علي سيولد لك ولد قدنحلته اسمي وكنيتي

-روایت-1-2-روایت-9-86

ومنها أنه ص قال رأيت في يدي سوارين

من ذهب فنفختهما فطارا فأولتهما هذين الكذابين مسيلمة كذاب اليمامة وكذاب صنعاء العنسي

-روایت-1-2-روایت-22-134

.

[ صفحه 67]

ومنها أن عبد الله بن الزبير قال احتجم النبي ص فأخذت الدم لأهريقه فلما برزت حسوته فلما رجعت قال ماصنعت قلت جعلته في أخفي مكان . قال ألفاك شربت الدم فقال ويل للناس منك وويل لك من الناس .

ومنها أنه ص قال ليت شعري أيتكن صاحبة الجمل الأدبب تخرج فتنبحها كلاب الحوأب

-روایت-1-2-روایت-22-89

. وروي لماأقبلت عائشة مياه بني عامر ليلا نبحتها كلاب الحوأب قالت ما هذاقالوا الحوأب قالت ماأظنني إلاراجعة ردوني

إن رسول الله ص قال لنا ذات يوم كيف بإحداكن إذانبح عليها كلاب الحوأب

-روایت-1-2-روایت-3-82

[ صفحه 68]

أنه ص قال أخبرني جبرئيل أن ابني الحسين يقتل بعدي بأرض الطف وجاءني بهذه التربة فأخبرني أن فيهامضجعه

-روایت-1-2-روایت-16-117

ومنها أن أم سلمة قالت كان عمار ينقل اللبن لمسجد الرسول و كان ص يمسح التراب عن صدره و يقول تقتلك الفئة الباغية. ومنها ماروي أبوسعيد الخدري أن النبي ص قسم يوما قسما فقال رجل من تميم اعدل فقال ويحك و من يعدل إذا لم أعدل .قيل نضرب عنقه قال لا إن له أصحابا يحقر أحدكم صلاته

وصيامه مع صلاتهم وصيامهم يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية آيتهم رجل أدعج أحد ثدييه مثل ثدي المرأة. قال أبوسعيد وإني كنت مع علي ع حين قتلهم فالتمس في القتلي بالنهروان فأتي به علي النعت ألذي نعته رسول الله ص .

[ صفحه 69]

ومنها أنه ص قال تبني مدينة بين دجلة ودجيل وقطربل والصراة تجبي إليها خزائن الأرض يخسف بهايعني بغداد. وذكر أرضا يقال لها البصرة إلي جنبها نهر يقال له دجلة ذو نخل ينزل بهابنو قنطورا يتفرق الناس فيه ثلاث فرق .ففرقة تلحق بأهلها فيهلكون وفرقة تأخذ علي أنفسها فيكفرون وفرقة تجعل ذراريهم خلف ظهورهم يقاتلون قتلاهم شهداء يفتح الله علي بقيتهم

ومنها أنه روي عن الصادق ع أنه قال لماولد رسول الله ص قال إبليس لأبلسة قدأنكرت الليلة الأرض فصاح في الأبالسة فاجتمعوا إليه فقال اخرجوا فانظروا ما هذاالأمر ألذي حدث فذهبوا ثم رجعوا وقالوا ماوجدنا شيئا قال أنالها

-روایت-1-2-روایت-42-ادامه دارد

[ صفحه 70]

ثم ضرب بذنبه علي الأرض علي قذاله ثم اغتمس في الدنيا حتي انتهي إلي الحرم فوجده منطبقا بالملائكة فذهب ليدخل فصاح به جبرئيل ع فقال ماوراءك فقال حرف أسألك عنه أ لي

فيه نصيب قال لا قال أ لي في أمته قال نعم فلما أصبحوا أقبل رجل من أهل الكتاب إلي الملأ من قريش فقال أولد فيكم الليلة مولود قالوا لا قال فولد إذابفلسطين غلام اسمه أحمد له شامة كلون الخز الأدكن فتفرق القوم فبلغهم أنه ولد لعبد الله بن عبدالمطلب غلام قالوا فطلبناه وقلنا له إنه ولد فينا غلام قال قبل أن قلت لكم أوبعده قالوا قبل قال فانطلقوا بنا ننظر إليه فانطلقوا فقالوا لأمه أخرجي ابنك حتي ننظر إليه قالت إن ابني و الله لقد سقط فما سقط كمايسقط الصبيان لقد اتقي الأرض بيديه ورفع رأسه إلي السماء فنظر إليها ثم خرج منه نور حتي نظرت إلي قصور بصري وسمعت هاتفا يقول قدولدتيه سيد هذه الأمة فإذاوضعتيه فقولي

-روایت-از قبل-830

أعيذه بالواحد || من شر كل حاسد

و كل خلق مارد || يأخذ بالمراصد

في طرق الموارد || من قائم وقاعد

وسميه محمدا

فأخرجته فنظر إليه و إلي الشامة التي بين كتفيه فخر مغشيا عليه فأخذوا الغلام وردوه إلي أمه وقالوا بارك الله لك فيه فلما أفاق قالوا له ما لك قال ذهبت نبوة بني إسرائيل إلي يوم القيامة هذا و الله الغلام ألذي يبيرهم

ثم قال لقريش فرحتم أما و الله ليسطون بكم سطوة يتحدث

-روایت-1-ادامه دارد

[ صفحه 71]

بها أهل المشرق والمغرب و كان أبوسفيان يقول إنما يسطو بمضر وأتي به عبدالمطلب فأخذه ووضعه في حجره فقال

-روایت-از قبل-115

الحمد لله ألذي أعطاني || هذاالغلام الطيب الأردان

قدساد في المهد علي الغلمان

ومنها ماروي عن أبي عبد الله ع قال فنشأ رسول الله في حجر أبي طالب فبينا هوغلام يجي ء بين الصفا والمروة إذ نظر إليه رجل من أهل الكتاب فقال مااسمك قال اسمي محمد قال ابن من قال ابن عبد الله قال ابن من قال ابن عبدالمطلب قال فما اسم هذه وأشار إلي السماء قال السماء قال فما اسم هذه وأشار إلي الأرض قال الأرض قال فمن ربهما قال الله قال فهل لهما رب غير الله قال لا ثم إن أباطالب خرج به معه إلي الشام في تجارة قريش فلما انتهي به إلي بصري و فيهاراهب لم يكلم أهل مكة إذامروا به ورأي علامة رسول الله ص في الركب فإنه رأي غمامة تظله في مسيره ونزل تحت شجرة قريبة من صومعته فتثنت أغصان الشجرة عليه

والغمامة علي رأسه بحالها فصنع لهم طعاما فاجتمعوا عليه وتخلف محمدص فلما نظر بحيرا إليهم و لم ير الصفة التي يعرف قال فهل تخلف منكم أحد قالوا لا واللات والعزي إلاصبي فاستحضره فلما لحظ إليه نظر إلي أشياء من جسده قد كان يعرفها من صفته فلما تفرقوا قال ياغلام أتخبرني عن أشياء أسألك عنها قال سل قال أنشدك باللات والعزي إلاأخبرتني عما أسألك عنه وإنما أراد أن

-روایت-1-2-روایت-43-ادامه دارد

[ صفحه 72]

يعرف لأنه سمعهم يحلفون بهما فذكروا أن النبي ص قال له لاتسألني باللات والعزي فإني و الله لم أبغض بغضهما شيئا قط قال فبالله إلاأخبرتني عما أسألك عنه قال فجعل يسأله عن حاله في نومه وهيئته وأموره فجعل رسول الله ص يخبره فكان يجدها موافقة لماعنده فقال له اكشف عن ظهرك فكشف عن ظهره فرأي خاتم النبوة بين كتفيه علي الموضع ألذي يجده عنده فأخذه الأفكل و هوالرعدة واهتز الديراني فقال من أبو هذاالغلام قال أبوطالب هوابني قال لا و الله لا يكون أبوه حيا قال أبوطالب إنه ابن أخي قال فما فعل أبوه قال مات و هو ابن شهرين قال صدقت قال فارجع بابن

أخيك إلي بلادك واحذر عليه اليهود فو الله لئن رأته وعرفوا منه ألذي عرفت ليبغينه شرا فخرج أبوطالب فرده إلي مكة

-روایت-از قبل-713

ومنها أن زبيرا وتماما وإدريسا كانوا نفرا من أهل الكتاب قدكانوا رأوا من علامة رسول الله ص مثل مارأي بحيرا فذكرهم بالله مايجدون من ذكره وصفته وأنهم اجتمعوا علي ماأرادوا فعرفوا ما قال وصدقوه وانصرفوا فذكرهم أبوطالب في قصيدة

[ صفحه 73]

فصل

ونذكر هاهنا شيئا مما في الكتب المتقدمة من ذكر نبينا وكيف بشرت الأنبياء به قبله بألفاظهم منها ألفاظ التوراة في هذاالباب في السفر الأول منه إن الملك نزل علي ابراهيم فقال له إنه يولد في هذاالعالم لك غلام اسمه إسحاق فقال ابراهيم ليت إسماعيل يعيش بين أيديك بخدمتك فقال الله لإبراهيم لك ذلك قداستجبت في إسماعيل وإني أبركه وآمنه وأعظمه بما استجبت فيه . وتفسير هذاالحرف محمدص . و فيه أيضا مكتوب و أما ابن الأمة فقد باركت عليه جدا جدا ويلد اثني عشر عظيما وأصيره لأمة كثيرة. و قال في التوراة إن الملك نزل علي هاجر أم إسماعيل و قدكانت خرجت مغاضبة لسارة وهي تبكي فقال لها ارجعي واخدمي مولاتك واعلمي أنك تلدين غلاما يسمي

إسماعيل و هو يكون معظما في الأمم ويده علي كل يد. و لم يكن ذلك لإسماعيل و لالأحد من ولده غيرنبيناص . و قال في التوراة إن ابراهيم لماخرج بإسماعيل وأمه هاجر أصابهما عطش فنزل عليهما ملك و قال لها لاتهاوني بالغلام وشدي يديك به فإني أريد أن أصيره لأمر عظيم . فإن قيل هذاتبشير بملك و ليس فيه ذكر نبوة قلنا الملك ملكان ملك كفر وملك هدي و لايجوز أن يبشر الله ابراهيم ع وهاجر بظهور الكفر في ولدهما ويصفه بالعظم .

[ صفحه 74]

و قال في التوراة أقبل من سيناء وتجلي من ساعير وظهر من جبل فاران .فسيناء جبل كلم الله عليه موسي . وساعير هوالجبل ألذي بالشام كان فيه عيسي وجبل فاران مكة. و في التوراة إن إسماعيل سكن برية فاران ونشأ فيها وتعلم الرمي .فذكر الله فاران مع طور سيناء وساعير التي جاء منها بأنبيائه ومجي ء الله إتيان دينه وأحكامه فلقد ظهر دين الله من مكة وهي فاران فأتم الله تعالي هذه المواعد لإبراهيم ع بمحمدص فظهر دين الله في مكة بالحج إليها واستعلن ذكره بصراخ أصحابه بالتلبية علي رءوس الجبال وبطون الأودية و لم يكن موجودا إلابمجي ء محمدص

وغيره من ولد إسماعيل عباد أصنام فلم يظهر الله بهم تبجيله . ويدل علي تأويلنا ما قال في كتاب حيقوق سيد يجي ء من اليمن مقدس من جبل فاران يعطي السماء بهاء ويملأ الأرض نورا ويسير الموت بين يديه وينقر الطير بموضع قدميه . و قال في كتاب حزقيل النبي لبني إسرائيل إني مؤيد بني قيدار بالملائكة وقيدار جد العرب ابن إسماعيل لصلبه واجعل الدين تحت أقدامهم فيدينونكم بدينهم ويهمشون أنفسكم بالحمية والغضب و لاترفعون أبصاركم و لاتنظرون

[ صفحه 75]

إليهم وجميع رضاي يصنعونه بكم . و إن محمداص أخرج إليهم من أطاعه من بني قيدار فيقتل مقاتليهم وأيدهم الله بالملائكة في بدر والخندق وخيبر. و قال في التوراة في السفر الخامس إني أقيم لبني إسرائيل نبيا من إخوتهم مثلك وأجعل كلامي علي فمه . وإخوة بني إسرائيل ولد إسماعيل و لم يكن في بني إسماعيل نبي مثل موسي و لاأتي بكتاب ككتاب موسي غيرنبيناص . و من قول حيقوق النبي و من قول دانيال جاء به الله من اليمن والتقديس من جبال فاران فامتلأت الأرض من تحميد أحمد وتقديسه وملك الأرض بهيبته . و قال أيضا يضي ء لنوره الأرض

وتحمل خيله في البر والبحر. و قال أيضا ستنزع في قبيلك أغراقا وترتوي السهام بأمرك يا محمدارتواء و هذاإيضاح باسمه وصفاته . و في كتاب شعيا النبي عبدي خيرتي من خلقي رضي نفسي أفيض عليه روحي أو قال أنزل فيظهر في الأمم عدلي لايسمع صوته في الأسواق يفتح العيون العور ويسمع الآذان الصم و لايميل إلي اللهو ركن المتواضعين و هونور الله ألذي لايطفأ حتي تثبت في الأرض حجتي وينقطع به العذر. و قال في الفصل الخامس أثر سلطانه علي كتفه يعني علامة النبوة و كان علي كتفه خاتم النبوة.

[ صفحه 76]

وأعلامه في الزبور

قال داود ع في الزبور سبحوا الرب تسبيحا حديثا وليفرح إسرائيل بخالقه ونبوة صهيون من أجل أن الله اصطفي له أمته وأعطاه النصر وسدد الصالحين منهم بالكرامة يسبحونه علي مضاجعهم وبأيديهم سيوف ذات شفرتين لينتقم الله تعالي من الأمم الذين لايعبدونه

-روایت-1-2-روایت-25-265

. و في مزمور آخر من الزبور تقلد أيها الخيار السيف فإن ناموسك وشرائعك مقرونة بهيبة يمينك وسهامك مسنونة والأمم يجرون تحتك . و في مزمور آخر إن الله أظهر من صهيون إكليلا محمودا.ضرب الإكليل مثلا للرئاسة والإمامة ومحمود هو محمدص . وذكر أيضا في صفته ويجوز من

البحر إلي البحر من لدن الأنهار إلي مقطع الأرض وإنه ليجر أهل الخزائن بين يديه تأتيه ملوك الفرس وتسجد له وتدين له الأمم بالطاعة ينقذ الضعيف ويرق بالمساكين . و في مزمور آخر أللهم ابعث جاعل السنة كي يعلم الناس أنه بشر. هذاإخبار عن محمدص يخبر الناس عن أن المسيح بشر. و في كتاب شعيا النبي قيل لي قم نظارا فانظر ماذا تري فخبر به فقلت أري راكبين مقبلين أحدهما علي حمار والآخر علي جمل يقول أحدهما لصاحبه سقطت بابل وأصنامها.فكل أهل الكتاب يؤمن بهذه الكتب وتنفرد النصاري بالإنجيل . وأعلامه في الإنجيل قال المسيح للحواريين أناأذهب وسيأتيكم الفارقليط روح الحق ألذي لايتكلم من قبل نفسه إنما هو كمايقال له ويشهد علي وأنتم تشهدون لأنكم معه

[ صفحه 77]

من قبل الناس و كل شيءأعده الله لكم يخبركم به . و في حكاية يوحنا عن المسيح قال الفارقليط لايجيئكم ما لم أذهب فإذاجاء وبخ العالم علي الخطيئة و لا يقول من تلقاء نفسه ولكنه يكلمكم مما يسمع وسيؤتيكم بالحق ويخبركم بالحوادث والغيوب . و قال في حكاية أخري الفارقليط روح الحق ألذي يرسله باسمي

هويعلمكم كل شيء. و قال إني سائل ربي أن يبعث إليكم فارقليط آخر يكون معكم إلي الأبد و هويعلمكم كل شيء. و قال في حكاية أخري ابن البشر ذاهب والفارقليط يأتي بعده يحيي لكم الأسرار ويفسر لكم كل شيء و هويشهد لي كماشهدت له فإني أجيئكم بالأمثال و هويجيئكم بالتأويل . و من أعلامه في الإنجيل أنه لماحبس يحيي بن زكريا ليقتل بعث بتلاميذه إلي المسيح و قال لهم قولوا أنت هوالآتي أونتوقع غيرك .فأجابه المسيح و قال الحق اليقين أقول لكم إنه لم تقم النساء عن أفضل من يحيي بن زكريا و إن التوراة وكتب الأنبياء يتلو بعضها بعضا بالنبوة والوحي حتي جاء يحيي فأما الآن فإن شئتم فاقبلوا أن الإليا متوقع علي أن يأتي فمن كانت له أذنان سامعتان فليسمع .روي أنه كان فيه إن أحمدمتوقع فغيروا الاسم وجعلوه إليا كقوله يُحَرّفُونَ الكَلِمَ عَن مَواضِعِهِ وإليا هو علي بن أبي طالب ع .

-قرآن-1060-1094

[ صفحه 78]

وقيل إنما ذكر إليا لأن عليا ع كان قدام محمدص في كل حرب و في كل حال حتي تقوم القيامة فإنه صاحب رايته . واسم محمدص عندهم بالسريانية مشفحا ومشفح هو محمدص

بالعربية وإنهم يقولون شفح لالاها إذاأرادوا أن يقولوا الحمد لله و إذا كان الشفح الحمد فمشفح محمدص . و في كتاب شعيا في ذكر الحج ستمتلئ البادية فتصفر لهم من أقاصي الأرض فإذاهم سراع يأتون يبثون تسبيحه في البحر والبر يأتون من المشرق كالصعيد كثرة. و قال شعيا قال الرب ها أناذا مؤسس بصهيون من بيت الله حجرا و في رواية مكرمة فمن كان مؤمنا فلايستعجلنا. و قال دانيال في الرؤيا التي رآها بخت نصر ملك بابل وعبرها أيها الملك رأيت رؤيا هائلة رأيت صنما بارع الجمال قائما بين يديك رأسه من الذهب وساعده من الفضة وبطنه وفخذه نحاس وساقاه حديد وبعض رجليه خزف ورأيت حجرا صك رجلي ذلك الصنم فدقهما دقا شديدا فتفتت ذلك الصنم كله حديده ونحاسه وفضته وذهبه وصار رفاتا كدقاق البيدر وعصفته الريح فلم يوجد له أثر وصار ذلك الحجر ألذي دق الصنم جبلا عاليا امتلأت منه الأرض كلها فهذه رؤياك قال نعم . ثم عبرها له فقال إن الرأس ألذي رأيته من الذهب مملكتك فتقوم بعدك مملكة أخري دونك والمملكة الثالثة التي تشبه النحاس تتسلط علي الأرض كلها والمملكة الرابعة قوتها قوة الحديد كما أن

الحديد يدق كل شيء. و أما الرجل ألذي كان بعضها من حديد وبعضها من خزف فإن بعض تلك

[ صفحه 79]

المملكة يكون عزا وبعضها يكون ذلا وتكون كلمة أهل المملكة متشتتة ويقيم إله السماء في تلك الأيام ملكا عظيما دائما أبديا لايتغير و لايتبدل و لايزول و لايدع لغيره من الأمم سلطانا ويقوم هودهر الداهرين .فتأويل الرؤيا مبعث محمدص تمزقت الجنود لنبوته و لم تنتقض مملكة فارس لأحد قبله و كان ملكها أعز ملوك الأرض وأشدها شوكة و كان أول مابدأ فيه انتقاص قتل شيرويه بن أبرويز أباه ثم ظهر الطاعون في مملكته وهلك فيه ثم هلك ابنه أردشير ثم ملك رجل لم يكن من أهل بيت الملك فقتلته بوران بنت كسري ثم ملك بعده رجل يقال له كسري بن قباد ولد بأرض الترك ثم ملكت بوران بنت كسري .فبلغ رسول الله ص مملكتها

فقال لن يفلح قوم أسندوا أمرهم إلي امرأة

-روایت-1-2-روایت-9-48

ثم ملكت ابنة أخري لكسري فسمت وماتت ثم ملك رجل ثم قتل . فلما رأي أهل فارس ماهم فيه من الانتشار أمر ابن لكسري يقال له يزدجرد فملكوه عليهم فأقام بالمدائن علي الانتشار ثماني سنين

وبعث إلي الصين بأمواله وخلف أخا بالمدائن لرستم فأتي لقتال المسلمين ونزل بالقادسية وقتل بهافبلغ ذلك يزدجرد فهرب إلي سجستان فقتل هناك .

و قال في التوراة أحمدعبدي المختار لافظ و لاغليظ و لاصخاب في الأسواق و لايجز ئ بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويغفر مولده بمكة وهجرته طيبة وملكه بالشام وأمته الحامدون يحمدون الله علي كل نجد ويسبحونه في كل منزل ويقومون

-روایت-1-2-روایت-21-ادامه دارد

[ صفحه 80]

علي أطرافهم وهم رعاة الشمس مؤذنهم في جو السماء صفهم في الصلاة وصفهم في القتال سواء رهبان بالليل أسد بالنهار لهم دوي كدوي النحل يصلون الصلاة حيثما أدركتهم

-روایت-از قبل-172

.أراد أن اليهود كانت لاتقبل صلاتهم إلا في كنائسهم فوسع الله علي هذه الأمة أن يصلوا حيثما أدركتهم الصلاة.

ومما أوحي الله إلي آدم أنا الله ذو بكة أهلها جيرتي وزوارها وفدي وأضيافي أعمره بأهل السماء و أهل الأرض يأتونه أفواجا شعثا غبرا يعجون بالتكبير والتلبية فمن اعتمره لايريد غيره فقد زارني و هووفد لي ونزل بي وحق لي أن أتحفه بكراماتي أجعل ذلك البيت وذكره وشرفه ومجده وسناه لنبي من ولدك يقال له ابراهيم أبني له قواعده وأجري علي يديه عمارته وأنبط له سقايته وأريه

حله وحرمه أعلمه مشاعره ثم تعمره الأمم والقرون حتي ينتهي إلي نبي من ولدك يقال له محمد و هوخاتم النبيين فأجعله من سكانه وولاته

-روایت-1-2-روایت-3-539

. و من أعلامه اسمه لأن الله حفظ اسمه حتي لم يسم باسمه أحد قبله صيانة من الله لاسمه ومنع منه كمافعل بيحيي بن زكريالَم نَجعَل لَهُ مِن قَبلُ سَمِيّا. و كمافعل بإبراهيم وإسحاق ويعقوب وصالح وأنبياء كثيرة منع من تسمياتهم قبل مبعثهم ليعرفوا به إذاجاءوا و يكون ذلك أحد أعلامهم . و عن سراقة بن جعشم قال خرجت رابع أربعة فلما قدمنا الشام نزلنا علي غدير فيه شجرات وقربه قائم لديراني فأشرف علينا قال من أنتم قلنا قوم من مضر قال من أي المضرين قلنا من خندف قال أماإنه سيبعث فيكم

-قرآن-128-160

[ صفحه 81]

وشيكا نبي اسمه محمد فلما صرنا عندأهلها ولد لكل رجل منا غلام فسماه محمداص و هذاأيضا من أعلامه . ومنها أن تبع بن حسان سار إلي يثرب وقتل من اليهود ثلاثمائة وخمسين رجلا صبرا وأراد إخرابها فقام إليه رجل من اليهود له مائتان وخمسون سنة فقال أيها الملك مثلك لايقبل قول الزور و لايقتل علي الغضب وأنك لاتستطيع أن

تخرب هذه القرية قال و لم . قال لأنه يخرج منها من ولد إسماعيل نبي يظهر من هذه البنية يعني البيت الحرام فكف تبع ومضي يريد مكة ومعه اليهود وكسا البيت وأطعم الناس و هوالقائل

شهدت علي أحمد أنه || رسول من الله بار ئ النسم

فلو مد عمري إلي عمره || لكنت وزيرا له و ابن عم

ويقال هوتبع الأصغر وقيل الأوسط. ومنها أنه لماولد النبي ص قدمت حليمة بنت أبي ذؤيب في نسوة من بني سعد بن بكر تلتمس الرضعاء بمكة قالت فخرجت معهن علي أتان ومعي زوجي ومعنا شارف لنا ماتبض بقطرة من لبن ومعي ولد مايجد في ثديي مانعلله به و ماننام ليلنا جوعا فلما قدمنا مكة لم تبق منا امرأة إلاعرض

[ صفحه 82]

عليها محمدص فكرهناه وقلنا يتيم وإنما يكرم الظئر الوالد فكل صواحبي أخذن رضيعا و لم آخذ شيئا. فلما لم أجد غيره رجعت إليه فأخذته فأتيت به الرحل فأمسيت وأقبل ثدياي باللبن حتي أرويته وأرويت ولدي أيضا وقام زوجي إلي شارفنا تلك يلمسها بيده فإذاهي حافل فحلبها فأرواني في لبنها وروي الغلمان فقال ياحليمة لقد أصبنا نسمة مباركة فبتنا بخير ورجعنا.فركبت أتاني ثم حملت محمداص معي فو ألذي نفس حليمة بيده لقد

طفت بالركب حتي أن النسوة يقلن ياحليمة أمسكي علينا أ هذه أتانك التي خرجت عليها قلت نعم قلن ماشأنها قلت حملت غلاما مباركا ويزيدنا الله كل يوم وليلة خيرا حتي والبلاد قحط والرعاة يسرحون ثم يريحون فتروح أغنام بني سعد جياعا وتروح غنمي شباعا بطانا حفلا فنحلب ونشرب

[ صفحه 83]

فصل من روايات الخاصة
اشاره

فمن معجزاته أن الصادق ع قال نشأ رسول الله ص في حجر أبي طالب حتي إذابلغ قريبا من العشرين سنة قال ياعم إني أري في المنام رجلا يأتيني ومعه آخر فيقولان هو هو فإذابلغ فشأنك به و الرجل لايتكلم ثم قال ياعم إني قدرأيت الرجل ألذي كنت أراه في المنام قدظهر لي فانطلق به أبوطالب إلي عالم كان بوادي مكة يتطبب فصوب الرجل فيه بصره وصعد وأخبره رسول الله ص بما يري فقال الطبيب يا ابن عبدمناف إن لابن أخيك شأنا إنما هذا ألذي يجد ابن أخيك الناموس الأكبر ألذي يجده الأنبياء

-روایت-1-2-روایت-35-511

ومنها أن أبا عبد الله ع قال لمابلغ رسول الله ص أربعين سنة قال سمعت صوتا من السماء يا محمد أنت رسول الله و أناجبرئيل و لماتراءي له جبرئيل بأعلي

الوادي و عليه جبة سندس أخرج له درنوكا من درانيك الجنة وأجلسه عليه وأخبره أنه رسول الله وأمره بما أراد ثم قال أناجبرئيل وقام فلحق محمدص بالغنم و كان يرعي غنم عمه أبي طالب قال فما من شجرة و لامدرة إلاسلمت علي وهنأتني

-روایت-1-2-روایت-35-403

ومنها أن جبرئيل أتاه و هوبأعلي مكة فغمز بعقبه في ناحية الوادي فانفجرت عين فتوضأ ليريه كيف وضوء الصلاة ثم تطهر رسول الله ثم صلي جبرئيل

-روایت-1-2-روایت-9-ادامه دارد

[ صفحه 84]

وصلي رسول الله وإنها الظهر فهي أول صلاة افترضت فرجع رسول الله إلي خديجة فأخبرها فتوضأت وصلت

-روایت-از قبل-106

ومنها أن أبا جعفر ع قال إن رسول الله ص لماأسري به نزل جبرئيل ع بالبراق و هوأصغر من البغل وأكبر من الحمار مضطرب الأذنين عيناه في حوافره خطاه مد بصره له جناحان يحفزانه من خلفه عليه سرج من ياقوت فيه من كل لون أهدب العرف الأيمن فوقفه علي باب خديجة ودخل علي رسول الله ص فمرح البراق فخرج إليه جبرئيل ع فقال اسكن فإنما يركبك خير البشر أحب خلق الله إليه فسكن ثم خرج رسول الله ص فركب

ليلا وتوجه نحو بيت المقدس فاستقبل شيخا فقال جبرئيل ع هذاأبوك ابراهيم فثني رجله وهم بالنزول فقال جبرئيل ع كما أنت فجمع من شاء الله من أنبيائه ببيت المقدس فأذن جبرئيل فتقدم رسول الله ص فصلي بهم ثم قال أبو جعفر ع في قوله فَإِن كُنتَ فِي شَكّ مِمّا أَنزَلنا إِلَيكَ فَسئَلِ الّذِينَ يَقرَؤُنَ الكِتابَ مِن قَبلِكَهؤلاء الأنبياء الذين جمعوالَقَد جاءَكَ الحَقّ مِن رَبّكَ فَلا تَكُونَنّ مِنَ المُمتَرِينَ قال فلم يشك رسول الله ص و لم يسأل

-روایت-1-2-روایت-30-898

و في رواية أخري أن البراق لم يكد يسكن لركوب رسول الله ص إلا

-روایت-1-2-روایت-20-ادامه دارد

[ صفحه 85]

بعدشرطه أن يكون مركوبه يوم القيامة

-روایت-از قبل-41

ومنها أنه ص لمارجع من المسري نزل علي أم هاني بنت أبي طالب فأخبرها فقالت بأبي أنت وأمي و الله لئن أخبرت الناس بهذا ليكذبنك من صدقك و كان أبوطالب قدفقده تلك الليلة فجعل يطلبه وجمع بني هاشم ثم أعطاهم المدي و قال لهم إذارأيتموني قددخلت و ليس معي محمدفليضرب كل رجل منكم جليسه و الله لانعيش نحن و لاهم و قدقتلوا محمدا.فخرج في طلبه و هو يقول يالها عظيمة إن لم يواف رسول الله

مع الفجر فتلقاه علي باب أم هاني حين نزل من البراق فقال يا ابن أخي انطلق فادخل بين يدي المسجد. وسل سيفه عندالحجر و قال يابني هاشم أخرجوا مداكم . فقال لو لم أره مابقي منكم شفر أوعشنا فاتقته قريش منذ يوم أن يغتالوه . ثم حدثهم محمدص فقالوا صف لنا بيت المقدس قال إنما دخلته ليلا فأتاه جبرئيل فقال انظر إلي هناك فنظر إلي البيت فوصفه و هوينظر إليه ثم نعت لهم ما كان لهم من عير مابينهم و بين الشام . ومنها أن قريشا كلهم اجتمعوا وأخرجوا بني هاشم إلي شعب أبي طالب ومكثوا فيه ثلاث سنين إلاشهرا وأنفق أبوطالب وخديجة جميع مالهما و لايقدرون علي الطعام إلا من موسم إلي موسم فلقوا من الجوع والعري ما الله أعلم به . و أن الله بعث علي صحيفتهم الأرضة فأكلت كل ما فيها إلااسم الله .فذكر ذلك رسول الله ص لأبي طالب فما راع قريشا إلا وبنو هاشم عنقا واحدا

[ صفحه 86]

قدخرجوا من الشعب . فقال قريش الجوع أخرجهم فجاءوا حتي أتوا الحجر وجلسوا فيه و كان لايقعد فيه إلافتيان قريش فقالوا يا أباطالب قدآن لك أن تصالح قومك . قال قدجئتكم

بخبر ابعثوا إلي صحيفتكم لعله أن يكون بيننا وبينكم صلح قال فبعثوا إليها وهي عندأم أبي جهل وكانت قبل في الكعبة فخافوا عليها السرق فوضعت بين أيديهم وخواتيمهم عليها. فقال أبوطالب هل تنكرون منها شيئا قالوا لا قال إن ابن أخي حدثني و لم يكذبني قط أن الله قدبعث علي هذه الصحيفة الأرضة فأكلت كل قطيعة وإثم وتركت كل اسم هولله فإن كان صادقا أقلعتم عن ظلمنا و إن يكن كاذبا ندفعه إليكم فقتلتموه فصاح الناس نعم يا أباطالب ففتحت ثم أخرجت فإذاهي مشربة كما قال ص فكبر المسلمون وانتقعت وجوه المشركين . فقال أبوطالب أتبين لكم أينا أولي بالسحر والكهانة.فأسلم يومئذ عالم من الناس ثم رجع أبوطالب إلي شعبه ثم عيرهم هشام بن

[ صفحه 87]

عمرو العامري بما صنعوا ببني هاشم . ومنها أنه ص كان يصلي مقابل الحجر الأسود ويستقبل الكعبة ويستقبل بيت المقدس فلايري حتي يفرغ من صلاته و كان يستتر بقوله تعالي وَ إِذا قَرَأتَ القُرآنَ جَعَلنا بَينَكَ وَ بَينَ الّذِينَ لا يُؤمِنُونَ بِالآخِرَةِ حِجاباً مَستُوراً وبقوله أُولئِكَ الّذِينَ طَبَعَ اللّهُ عَلي قُلُوبِهِم. وبقوله وَ جَعَلنا عَلي قُلُوبِهِم أَكِنّةً أَن يَفقَهُوهُ وَ فِي آذانِهِم وَقراً. وبقوله أَ فَرَأَيتَ مَنِ اتّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ وَ أَضَلّهُ اللّهُ عَلي

عِلمٍ وَ خَتَمَ عَلي سَمعِهِ وَ قَلبِهِ وَ جَعَلَ عَلي بَصَرِهِ غِشاوَةً.

-قرآن-173-274-قرآن-283-329-قرآن-339-411-قرآن-421-557

ومنها أن رجلا أتي النبي ص قال إني خرجت وامرأتي حائض ورجعت وهي حبلي فقال ص من تتهم قال فلانا وفلانا قال ائت بهما فجاء بهما فقال ص إن يكن من هذافسيخرج قططا كذا وكذا فخرج كما قال رسول الله ص

-روایت-1-2-روایت-9-216

. ومنها أن رسول الله ص بعث إلي يهودي يسأله قرض شيء له ففعل ثم جاء اليهودي إليه فقال جاءتك حاجتك قال نعم ثم قال فابعث فيما أردت و لاتمتنع من شيءتريده فقال له النبي ص أدام الله جمالك فعاش اليهودي ثمانين سنة مارئي في رأسه طاقة شعر بيضاء.

[ صفحه 88]

ومنها أن أبا عبد الله ع قال إن رسول الله ص كان يسير في بعض مسيره فقال لأصحابه يطلع عليكم من بعض هذه الفجاج شخص ليس له عهد بأنيس منذ ثلاثة أيام فما لبثوا أن أقبل أعرابي قديبس جلده علي عظمه وغارت عيناه في رأسه واخضرت شفتاه من أكل البقل فسأل عن النبي ص في أول الرفاق حتي لقيه فقال له أعرض علي الإسلام فقال قل أشهد أن لاإله إلا الله

وأني محمد رسول الله ص قال أقررت قال ص تصلي الصلوات الخمس وتصوم شهر رمضان قال أقررت قال ص تحج البيت الحرام وتؤدي الزكاة وتغتسل من الجنابة قال أقررت فتخلف بعير الأعرابي ووقف النبي ص فسأل عنه فرجع الناس في طلبه فوجدوه في آخر العسكر قدسقط خف بعيره في حفرة من حفر الجرذان فسقط فاندق عنق الأعرابي وعنق البعير وهما ميتان فأمر النبي ص فضربت خيمة فغسل فيه ثم دخل النبي ص فكفنه فسمعوا للنبي ص حركة فخرج وجبينه يترشح عرقا و قال إن هذاالأعرابي مات و هوجائع و هوممن آمن و لم يلبس إيمانه بظلم فابتدرته الحور العين بثمار الجنة يحشون بهاشدقه هذه تقول يا رسول الله اجعلني في أزواجه و هذه تقول يا رسول الله اجعلني في أزواجه

-روایت-1-2-روایت-35-1053

. ومنها أن النبي ص كان يخرج في الليلة ثلاث مرات إلي المسجد فخرج في آخر ليلة و كان يبيت عندالمنبر مساكين فدعا بجارية تقوم علي نسائه فقال

[ صفحه 89]

ائتيني بما عندكم فأتته ببرمة ليس فيها إلا شيءيسير فوضعها. ثم أيقظ عشرة و قال كلوا باسم الله فأكلوا حتي شبعوا ثم أيقظ عشرة فقال كلوا باسم الله فأكلوا حتي شبعوا ثم هكذا وبقي في القدر بقية فقال اذهبي بهذا إليهم

.

و منها أن رجلا جاء إلي رسول الله ص فقال ماطعمت طعاما منذ يومين فقال عليك بالسوق فلما كان من الغد أتاه فقال يا رسول الله أتيت السوق أمس فلم أصب شيئا فبت بغير عشاء قال فعليك بالسوق فأتي بعد ذلك أيضا فقال ص عليك بالسوق فانطلق إليها فإذاعير قدجاءت وعليها متاع فباعوه بفضل دينار فأخذه الرجل وجاء إلي رسول الله ص و قال ماأصبت شيئا قال هل أصبت من عير آل فلان شيئا قال لا قال بلي ضرب لك فيهابسهم وخرجت منها بدينار قال نعم قال فما حملك علي أن تكذب قال أشهد أنك صادق ودعاني إلي ذلك إرادة أن أعلم أتعلم مايعمل الناس و أن أزداد خيرا إلي خير فقال له النبي ص صدقت من استغني أغناه الله و من فتح علي نفسه باب مسألة فتح الله عليه سبعين بابا من الفقر لايسد أدناها شيءفما رئي سائل بعد ذلك اليوم ثم قال إن الصدقة لاتحل لغني و لالذي مرة سوي

-روایت-1-2-روایت-5-805

.

[ صفحه 90]

أي لايحل له أن يأخذها و هويقدر أن يكف نفسه عنها

ومنها أن أبا جعفر ع قال بينا رسول الله ص

يوما جالسا إذ قام متغير اللون فتوسط المسجد ثم أقبل يناجي فمكث طويلا ثم رجع إليهم فقالوا يا رسول الله رأينا منك منظرا مارأيناه فيما مضي قال إني نظرت إلي ملك السحاب إسماعيل و لم يهبط إلي الأرض إلابعذاب فوثبت مخافة أن يكون قدنزل في أمتي بشي ء فسألته ماأهبطه فقال استأذنت ربي في السلام عليك فأذن لي قلت فهل أمرت فيهابشي ء قال نعم في يوم كذا في شهر كذا في ساعة كذا فقام المنافقون وظنوا أنهم علي شيءفكتبوا ذلك اليوم و كان أشد يوم حرا فأقبل القوم يتغامزون فقال رسول الله ص لعلي ع انظر هل تري في السماء شيئا فخرج ثم قال أري في مكان كذا كهيئة الترس غمامة فما لبثوا أن جللتهم سحابة سوداء ثم هطلت عليهم حتي ضج الناس

-روایت-1-2-روایت-30-714

ومنها أن أبا عبد الله ع قال من الناس من لايؤمن إلابالمعاينة ومنهم من يؤمن بغيرها إن رجلا أتي النبي ص فقال أرني آية فقال بيده إلي النخلة فذهبت يمنة ثم قال هكذا فذهبت يسرة فآمن الرجل

-روایت-1-2-روایت-35-205

ومنها أن عليا ع بكي يوما و قال ماتت أمي فنهض النبي ص فقال هي و الله أمي حقا مارأيت من عمي

شيئا إلا و قدرأيت منها أكثر منه ثم صاح ياأم سلمة هذه بردتي فأزريها فيها و هذه قميصي فدرعيها فيها و هذاردائي فأدرجيها فيه فإذافرغت من غسلها فأعلميني

-روایت-1-2-روایت-9-ادامه دارد

[ صفحه 91]

فأعلمته أم سلمة فحملها علي سريرها ثم صلي عليها ثم نزل لحدها فلبث ماشاء الله لايسمع له إلاهمهمة ثم صاح يافاطمة قالت لبيك يا رسول الله قال هل رأيت ماضمنت لك قالت نعم فجزاك الله عني في المحيا والممات أفضل الجزاء فلما سوي عليها وخرج سئل عنها فقال قرأت عليها يوماوَ لَقَد جِئتُمُونا فُرادي كَما خَلَقناكُم أَوّلَ مَرّةٍفقالت يا رسول الله و مافرادي قلت عراة قالت وا سوأتاه فسألت الله ألا تبدي عورتها ثم سألتني عن منكر ونكير فأخبرتها بحالهما بأنهما كيف يجيئان قالت وا غوثاه بالله منهما فسألت الله أن لايريهما إياها و أن يفسح لها في قبرها و أن يحشرها في أكفانها

-روایت-از قبل-601

ومنها أن رجلا مات و إذاالحفارون لم يحفروا شيئا فشكوا إلي رسول الله ص وقالوا مايعمل حديدنا في الأرض كمانضرب في الصفا. قال و لم إن كان صاحبكم لحسن الخلق ائتوني بقدح من ماء فأدخل يده فيه ثم رشه علي الأرض رشا فحفر الحفارون فكأنما رمل يتهايل عليهم

ومنها أن

محمد بن مسلم قال قلت لأبي جعفر ع الرجل يكون في المسجد فتكون الصفوف مختلفة فيهاالناقصة فأميل إليه أسعي حتي أتمه قال لابأس إن رسول الله ص قال ألا أيها الناس إني أراكم من خلفي كماأراكم من بين يدي فلتقيمن صفوفكم أوليخالفن الله بين قلوبكم

-روایت-1-2-روایت-32-276

[ صفحه 92]

ومنها أن ابن الكواء قال لعلي ع بما كنت وصي محمد من بين بني عبدالمطلب قال ادن ماالخير تريد لمانزل علي رسول الله ص وَ أَنذِر عَشِيرَتَكَ الأَقرَبِينَجمعنا رسول الله ونحن أربعون رجلا فأمرني فأنضجت له رجل شاة وصاعا من طعام أمرني فطحنته وخبزته وأمرني فأدنيته ثم قال فقال تقدم علي عشرة عشرة من أجلتهم فأكلوا حتي صدروا وبقي الطعام كما كان و إن منهم لمن يأكل الجذعة ويشرب الفرق فأكلوا منها كلهم أجمعون فقال أبولهب سحركم صاحبكم فتفرقوا عنه ودعاهم رسول الله ص ثانية ثم قال أيكم يكون أخي ووصيي ووارثي

-روایت-1-2-روایت-9-ادامه دارد

[ صفحه 93]

فعرض عليهم كلهم وكلهم يأبي حتي انتهي إلي و أناأصغرهم سنا وأعمشهم عينا وأحمشهم ساقا فقلت أنافرمي إلي بنعله فلذلك كنت وصيه من بينهم

-روایت-از قبل-151

ومنها أن أبا عبد الله ع قال قال

عبد الله بن أمية لرسول الله إنا لن نؤمن لك حتي تأتينا بالله والملائكة قبيلا أو يكون لك بيت من ذهب أوترقي في السماء ولن نؤمن لرقيك و الله لوفعلت ذلك ماكنت أدري أصدقك أم لافانصرف النبي ص ثم نظروا في أمورهم فقال أبوجهل

-روایت-1-2-روایت-35-ادامه دارد

[ صفحه 94]

لئن أصبحت و هو قددخل المسجد لأطرحن علي رأسه أعظم حجر أقدر عليه فدخل رسول الله ص المسجد فصلي وأخذ أبوجهل الحجر وقريش تنظر فلما دنا رمي بالحجر من يده وأخذته الرعدة فقالوا ما لك قال رأيت أمثال الجبال مقنعين في الحديد لوتحركت أخذوني

-روایت-از قبل-254

ومنها أن أبا عبد الله ع قال كان رسول الله ص يأتي مراضع فاطمة ع فيتفل في أفواههم ثم يقول لفاطمة لاترضعيهم

-روایت-1-2-روایت-35-122

ومنها أن محمد بن عبدالحميد روي عن عاصم بن حميد عن يزيد بن خليفة قال كنت عند أبي عبد الله ع قاعدا فسأله رجل من القميين قال أتصلي النساء علي الجنائز فقال إن المغيرة بن أبي العاص ادعي أنه رمي رسول الله ص فكسر رباعيته وشق شفتيه وكذب وادعي أنه قتل حمزة وكذب فلما كان يوم الخندق ضرب علي أذنيه فنام

فلم يستيقظ حتي أصبح فخشي أن يجي ء الطلب فيأخذوه فتنكر وتقنع بثوبه وجاء إلي منزل عثمان يطلبه وتسمي

-روایت-1-2-روایت-76-ادامه دارد

[ صفحه 95]

باسم رجل من بني سليم كان يجلب إلي عثمان الخيل والغنم والسمن فجاء عثمان فأدخله منزله و قال ويحك ماصنعت ادعيت أنك رميت رسول الله وادعيت أنك شققت شفتيه وكسرت رباعيته وادعيت أنك قتلت حمزة وأخبره بما لقي و أنه ضرب علي أذنه فلما سمعت ابنة النبي ص بما صنع بأبيها وعمها صاحت فأسكتها عثمان ثم خرج عثمان إلي رسول الله و هوجالس في المسجد فاستقبله بوجهه و قال يا رسول الله إنك آمنت عمي المغيرة وكذب فصرف رسول الله ص وجهه عنه ثم استقبله من الجانب الآخر فقال يا رسول الله إنك آمنت عمي المغيرة وكذب فصرف عنه رسول الله ص وجهه ثلاثا ثم قال قدآمناه وأجلناه ثلاثا فلعن الله من أعطاه راحلة أورحلا أوقتبا أوسقي أوقربة أوإداوة أوخفا أونعلا أوزادا أوماء قال عاصم هذه عشرة أشياء فأعطاها كلها إياه عثمان فخرج فسار علي ناقته فنقبت ثم مشي في خفيه فنقبا ثم مشي في نعليه

فنقبتا ثم مشي علي رجليه فنقبتا ثم جثا علي ركبتيه فنقبتا فأتي شجرة فجلس تحتها فجاء الملك فأخبر رسول الله ص بمكانه فبعث إليه رسول الله ص زيدا والزبير فقال لهما ائتياه فهو في مكان كذا وكذا فاقتلاه فلما انتهيا إليه قال زيد للزبير إنه ادعي أنه قتل أخي و قد كان رسول الله ص آخي بين حمزة وزيد فاتركني أقتله فتركه الزبير فقتله

-روایت-از قبل-1-روایت-2-ادامه دارد

[ صفحه 96]

فرجع عثمان من عند النبي ص فقال لامرأته إنك أرسلتي إلي أبيك فاعلمتيه بمكان عمي فحلفت له بالله مافعلت فلم يصدقها فأخذ خشبة القتب فضربها ضربا مبرحا فأرسلت إلي أبيها تشكو ذلك وتخبره بما صنع فأرسل إليها إني لأستحيي للمرأة أن لاتزال تجر ذيولها تشكو زوجها فأرسلت إليه أنه قدقتلني فقال ص لعلي ع خذ السيف ثم ائت بنت عمك فخذ بيدها فمن حال بينك وبينها فاضربه بالسيف فدخل عليها علي ع فأخذ بيدها فجاء بها إلي النبي ص فأرته ظهرها فقال أبوها قتلها قتله الله فمكثت يوما وماتت في الثاني واجتمع الناس للصلاة عليها فخرج رسول الله ص من بيته وعثمان جالس مع القوم فقال رسول الله ص من ألم بجاريته

الليلة فلايشهد جنازتها قالها مرتين و هوساكت فقال رسول الله ص ليقومن أولأسمينه باسمه واسم أبيه فقام يتوكأ علي مهين قال فخرجت فاطمة ع في نسائها فصلت علي أختها

-روایت-از قبل-813

[ صفحه 97]

ومنها مارواه جابر بن يزيد الجعفي عن أبي جعفر ع قال مر رسول الله ص يوما علي علي ع والزبير قائم معه يكلمه فقال رسول الله ص ماتقول له فو الله لتكونن أول العرب تنكث بيعته

-روایت-1-2-روایت-60-194

ومنها أن أبابصير روي عن أبي عبد الله ع أنه كان في المسجد الحرام ثلاثمائة وستون صنما و أن بعضها فيما يزعمون مشدود ببعضها بالرصاص فأخذ رسول الله ص كفا من حصي فرماها في عام الفتح ثم قال جاءَ الحَقّ وَ زَهَقَ الباطِلُ إِنّ الباطِلَ كانَ زَهُوقاًفما بقي منها صنم إلاخر لوجهه فأمر بهافأخرجت من المسجد فطرحت وكسرت فلما دخل وقت صلاة الظهر أمر رسول الله ص بلالا فصعد علي الكعبة فقال عكرمة أكره أن أسمع صوت ابن رباح ينهق علي الكعبة

-روایت-1-2-روایت-48-ادامه دارد

[ صفحه 98]

وحمد الله خالد بن أسيد أن أباه أباعتاب توفي و لم ير ذلك و قال أبوسفيان لاأقول شيئا لونطقت لظننت أن هذه الجدر ستخبر به محمدا فبعث إليهم النبي ص فأتي

بهم فقال عتاب نستغفر الله ونتوب إليه قد و الله يا رسول الله قلنا فأسلم وحسن إسلامه فولاه رسول الله ص مكة

-روایت-از قبل-283

ومنها أن الصادق ع قال إن رسول الله ص أقبل إلي الجعرانة فقسم فيهاالأموال وجعل الناس يسألونه ويعطيهم حتي ألجئوه إلي شجرة فأخذت برده وخدشت ظهره حتي رحلوه عنها وهم يسألونه فقال أيها الناس ردوا علي بردي و الله لو كان عندي عدد شجر تهامة نعما لقسمته بينكم ثم ماألفيتموني جبانا و لابخيلا ثم خرج من الجعرانة في ذي القعدة قال فما رأيت تلك الشجرة إلاخضراء كأنما يرش عليها الماء و في رواية أخري حتي انتزعت الشجرة رداءه وخدشت ظهره

-روایت-1-2-روایت-28-459

ومنها أنه في وقعة تبوك أصاب الناس عطش فقالوا يا رسول الله لودعوت الله

[ صفحه 99]

لسقانا فقال ص لودعوت الله لسقيت قالوا يا رسول الله ادع الله ليسقينا فدعا فسالت الأودية و إذاقوم علي شفير الوادي يقولون مطرنا بنوء الذراع وبنوء كذا فقال رسول الله ص أ لاترون فقال خالد أ لاأضرب أعناقهم فقال رسول الله ص لاهم يقولون هكذا وهم يعلمون أن الله أنزله

ومنها أن أبا عبد الله ع قال قال الناس في

غزوة تبوك تخلف أبوذر فنزل بسحر طويل فلم يبرح مكانه حتي أصبح ثم جعل يرمق الطريق حتي طلع أبوذر يحمل كساه علي عاتقه قال و قدتخلف عنه بعيره فتلوم عليه فلما أبطأ عليه أخذ متاعه ومضي قال هذا أبوذر فقال النبي ص أبوذر يمشي وحده ويجي ء وحده ويموت وحده ويبعث وحده اسقوه فإنه عطشان فقلنا يا رسول الله هذه إداوة معلقة معه بعصاة مملوءة ماء

-روایت-1-2-روایت-35-ادامه دارد

[ صفحه 100]

قال فالتفت و قال فإياكم أن تقتلوه اسقوه فإنه عطشان قال أبوقتادة فأخذت قدحي فملأته ثم سعيت به نحوه حتي لقيته فبرك علي ركبتيه ثم شرب حتي أتي عليه فقلت رحمك الله أبلغ منك العطش ماأري و هذه إداوة معك مملوءة ماء قال إني مررت علي نضحة من السماء علي صخرة فأوعيتها إداوتي و قلت أسقيها رسول الله

-روایت-از قبل-320

ومنها أن أبا عبد الله ع قال مازال القرآن ينزل بكلام المنافقين حتي تركوا الكلام واقتصروا بالحواجب يغمزون فقال بعضهم ماتأمنون أن تسموا في القرآن فتفتضحوا أنتم وعقبكم هذه عقبة بين أيدينا لورمينا به منها يتقطع فقعدوا علي العقبة ويقال لها عقبة ذي فيق قال حذيفة كان

رسول الله ص إذاأراد النوم علي ناقته اقتصدت في السير فقال حذيفة قلت ليلة من الليالي لا و الله لاأفارق رسول الله ص قال فجعلت أحبس ناقتي عليه فنزل جبرئيل علي رسول الله ص فقال هذافلان وفلان وفلان حتي عدهم قدقعدوا ينفرون بك

-روایت-1-2-روایت-35-ادامه دارد

[ صفحه 101]

فقال رسول الله ص يافلان يافلان يافلان ياأعداء الله حتي سماهم بأسمائهم كلهم ثم نظر فإذاحذيفة فقال عرفتهم قلت نعم برواحلهم وهم متلثمون فقال لاتخبر بهم أحدا فقلت يا رسول الله أ فلاتقتلهم قال إني أكره أن يقول الناس قاتل بهم حتي إذاظفر قتلهم وكانوا من قريش

-روایت-از قبل-286

ومنها أنه ص قال لجيش بعثهم إلي أكيدر دومة الجندل أماإنكم تأتونه فتجدونه يصيد البقر فوجدوه كذلك .

[ صفحه 102]

ومنها أنه لمانزلت إِذا جاءَ نَصرُ اللّهِ وَ الفَتحُ قال نعيت إلي نفسي وإني مقبوض فمات في تلك السنة و قال لمابعث معاذ بن جبل إلي اليمن إنك لاتلقاني بعد هذا

-قرآن-21-53

ومنها أن الصادق ع قال أصابت رسول الله ص في غزوة المصطلق ريح شديدة فتت الرحال وكادت تدفنها فقال رسول الله ص أماإنها موت منافق قالوا فقدمنا المدينة فوجدنا

رفاعة بن زيد مات في ذلك اليوم و كان عظيم النفاق و كان أصله من اليهود فضلت ناقة رسول الله ص في تلك الريح فزعم يزيد بن الأصيب و كان في منزل عمارة بن حزم كيف يقول إنه يعلم الغيب و لايدري أين ناقته فقالوا بئس ما قلت و الله ما يقول هوإنه يعلم الغيب و هوصادق فأخبر النبي بذلك فقال لايعلم الغيب إلا الله و إن الله أخبرني أن ناقتي في هذاالشعب تعلق زمامها بشجرة فوجدوها كذلك و لم يبرح أحد من ذلك الموضع فأخرج عمارة بن الأصيب من منزله

-روایت-1-2-روایت-28-649

ومنها أن سلمان قال كنت صائما فلم أقدر إلا علي الماء ثلاثا فأخبرت رسول الله ص بذلك فقال اذهب بنا.

[ صفحه 103]

قال فمررنا فلم نصب شيئا إلاعنزة فقال رسول الله لصاحبها قربها قال حائل قال قربها فقربها فمسح موضع ضرعها فأسدلت قال لصاحبها قرب قعبك فجاء فملأه لبنا فأعطاه صاحب العنز فقال اشرب فشرب ثم ملأ القدح وناولني فشربته ثم أخذ القدح فملأه فشرب .

ومنها أن أنسا قال قال النبي ص يدخل عليكم من هذاالباب خير الأوصياء وأدني الناس منزلة من الأنبياء فدخل علي

بن أبي طالب ع فقال لعلي أللهم أذهب عنه الحر والبرد فلم يجدهما حتي مات فإنه كان يخرج في قميص في الشتوة

-روایت-1-2-روایت-37-231

. ومنها أن رسول الله ص كتب إلي قيس بن عرنة البجلي يأمره بالقدوم عليه فأقبل ومعه خويلد بن الحارث الكلبي حتي إذادنا من المدينة هاب الرجل أن يدخل . فقال له قيس أما إذاأبيت أن تدخل فكن في هذاالجبل حتي آتيه فإن رأيت ألذي تحب أدعوك فاتبعني .فأقام ومضي قيس حتي إذادخل علي النبي ص المسجد فقال يا رسول الله أناآمن قال نعم وصاحبك ألذي تخلف في الجبل قال فإني أشهد أن لاإله إلا الله وأنك رسول الله .

[ صفحه 104]

فبايعه وأرسل إلي صاحبه فأتاه فقال له النبي ص ياقيس إن قومك قومي و إن لهم في الله و في رسوله خلفا. ومنها أن هرقل بعث رجلا من غسان وأمره أن يأتيه بخبر محمد و قال له احفظ لي من أمره ثلاثا انظر علي أي شيءتجده جالسا و من علي يمينه و إن استطعت أن تنظر إلي خاتم النبوة فافعل .فخرج الغساني حتي أتي النبي ص فوجده جالسا علي الأرض

ووجد علي بن أبي طالب ع عن يمينه وجعل رجليه في ماء يفور فقال من هذا علي يمينه قيل ابن عمه فكتب ذلك ونسي الغساني الثالثة. فقال له رسول الله ص تعال فانظر إلي ماأمرك به صاحبك .فنظر إلي خاتم النبوة فانصرف الرسول إلي هرقل . قال ماصنعت قال وجدته جالسا علي الأرض والماء يفور تحت قدميه . ووجدت عليا ابن عمه عن يمينه وأنسيت ما قلت لي في الخاتم فدعاني فقال هلم إلي ماأمرك به صاحبك فنظرت إلي خاتم النبوة. فقال هرقل هو هذا ألذي بشر به عيسي ابن مريم أنه يركب البعير فاتبعوه وصدقوه ثم قال للرسول اخرج إلي أخي فأعرض عليه فإنه شريكي في الملك فقلت له فما طاب نفسه عن ذهاب ملكه . ومنها أن رسول الله ص لقي في غزوة ذات الرقاع رجلا من محارب يقال له عاصم فقال له يا محمد أتعلم الغيب قال لايعلم الغيب إلا الله قال و الله لجملي هذاأحب إلي من إلهك . قال ص لكن الله قدأخبرني من علم غيبه أنه تعالي سيبعث عليك قرحة في

[ صفحه 105]

مسبل لحيتك حتي

تصل إلي دماغك فتموت و الله إلي النار فرجع فبعث الله قرحة فأخذت في لحيته حتي وصلت إلي دماغه فجعل يقول لله در القرشي إن قال بعلم أوزجر فأصاب . ومنها أن أباذر قال يا رسول الله إني قداجتويت المدينة أفتأذن لي أن أخرج أنا و ابن أخي إلي الغابة فنكون بها قال إني أخشي أن تغير حي من العرب فيقتل ابن أخيك فتأتي تسعي فتقوم بين يدي متكئا علي عصاك فتقول قتل ابن أخي وأخذ السرح فقال يا رسول الله بل لا يكون إلاخيرا فأذن له فأغارت خيل بني فزارة فأخذوا السرح وقتلوا ابن أخيه فجاء أبوذر معتمدا علي عصاه ووقف عند رسول الله ص و به طعنة قدجافته فقال صدق الله ورسوله .

[ صفحه 106]

ومنها أن أباذر أتي رسول الله ص و كان نائما في حائط فكره أن ينبهه فأراد أن يستبر ئ نومه من يقظته فتناول عسيبا يابسا فكسره فسمعه رسول الله ص فقال يا أباذر أ ماتعلم أني أري أعمالكم في منامي كماأري في يقظتي إن عيني تنامان و لاينام قلبي .

ومنها أن النبي ص قال للعباس ويل لذريتي من ذريتك فقال يا رسول الله فأختصي فقال إنه

أمر قدقضي أي لاينفع الخصاء فعبد الله قدولد وصار له ولد

-روایت-1-2-روایت-3-156

. ومنها أن وابصة بن معبد الأسدي أتاه و قال في نفسه لاأدع من البر والإثم شيئا إلاسألته فلما أتاه قال له بعض أصحابه إليك ياوابصة عن سؤال رسول الله ص فقال النبي ص دعوا وابصة ادن فدنوت فقال تسأل عما جئت له أم أخبرك قال أخبرني قال جئت تسأل عن البر والإثم قال نعم فضرب يده علي صدره ثم قال البر مااطمأنت إليه النفس والبر مااطمأن إليه الصدر

[ صفحه 107]

والإثم ماتردد في الصدر وجال في القلب و إن أفتاك الناس و إن أفتوك . ومنها أنه أتاه وفد عبدالقيس فدخلوا عليه فلما أدركوا حاجتهم قال ائتوني بتمر أرضكم مما معكم فأتاه كل واحد منهم بنوع منه فقال النبي ص هذايسمي كذا و هذايسمي كذا قالوا أنت أعلم بتمر أرضنا منا.فوصف لهم أرضهم فقالوا دخلتها قال لا ولكن فسح لي فنظرت إليها.فقام رجل منهم فقال يا رسول الله هذاخالي و به خبل .فأخذ بردائه و قال اخرج يا عبد الله ثلاثا ثم أرسله فبرأ.فأتوه بشاة هرمة فأخذ إحدي أذنيها بين إصبعيه فصار لها ميسما ثم قال خذوها فإن هذاميسم

في آذان ماتلد إلي يوم القيامة فهي تتوالد كذلك . ومنها أنه كان في سفر فمر علي بعير قدأعيا وأقام علي أصحابه فدعا بماء فتمضمض منه في إناء وتوضأ و قال افتح فاه وصب في فيه من ذلك الماء و علي رأسه ثم قال أللهم احمل خلادا وعامرا ورفيقهما وهما صاحبا الجمل .فركبوه وإنه ليهتز بهم أمام الخيل . ومنها أنه مر علي بعير ساقط فبصبص له فقال إنه يشكو ولاية أهله وسأله أن يخرج عنهم فسأل عن أصحابه فأتاه صاحبه فقال له

[ صفحه 108]

بعه وأخرجه عنك فأبي والبعير يرغو ثم نهض وتبع النبي ص فقال يسألني أن أتولي أمره فباعه من علي ع فلم يزل عنده إلي أيام صفين . ومنها أن ناقة ضلت لبعض أصحابه في سفر كان فيه فقال صاحبها لو كان نبيا لعلم أين الناقة فبلغ ذلك النبي ص فقال ص الغيب لايعلمه إلا الله انطلق يافلان فإن ناقتك بمكان كذا قدتعلق زمامها بشجرة فوجدها كما قال

ومنها أن عليا ع قال دخلت السوق فابتعت لحما بدرهم وذرة بدرهم فأتيت بهما فاطمة ع حتي إذافرغت من الخبز والطبخ قالت لوأتيت أبي

فدعوته فخرجت و هومضطجع و هو يقول أعوذ بالله من الجوع ضجيعا فقلت يا رسول الله عندنا طعام فاتكأ علي ومضينا نحو فاطمة فلما دخلنا قال هلم طعامك يافاطمة فقدمت إليه البرمة والقرص فغطي القرص و قال أللهم بارك لنا في طعامنا ثم قال اغرفي لعائشة فغرفت ثم قال اغرفي لأم سلمة فما زالت تغرف حتي وجهت إلي نسائه التسع بقرصة قرصة ومرق ثم قال اغرفي لأبيك وبعلك ثم قال اغرفي وكلي وأهدي لجيرانك ففعلت وبقي عندهم مايأكلون أياما

-روایت-1-2-روایت-25-589

ومنها أن امرأة عبد الله بن مسلم أتته بشاة مسمومة و مع النبي ص بشر

[ صفحه 109]

بن البراء بن معرور فتناول النبي ص الذراع وتناول بشر الكراع .فأما النبي ص فلاكها ولفظها و قال إنها لتخبرني أنها مسمومة. و أمابشر فلاك المضغة فابتلعها فمات فأرسل إليها فأقرت . فقال ماحملك علي مافعلت قالت قتلت زوجي وأشراف قومي فقلت إن كان ملكا قتلته و إن كان نبيا فسيطلعه الله عليه . ومنها أن سعد بن عبادة أتاه عشية و هوصائم فدعاه إلي طعامه ودعا معه عليا ع فلما أكلوا قال النبي ص نبي ووصي أفطرا عندك وأكل طعامك الأبرار وأفطر عندك الصائمون وصلت عليك الملائكة فحمله

سعد علي حمار قطوف وألقي عليه قطيفة وإنه لهملاج لايساير. ومنها أنه أقبل إلي الحديبية و في الطريق يوم خرج وشل بقدر مايروي الراكب والراكبين فقال من سبقنا إلي الماء فلايستقين .

[ صفحه 110]

فلما انتهي إليه دعا بقدح فتمضض فيه ثم صب في الماء فشربوا وملئوا إداواتهم ومياضيهم وتوضئوا فقال النبي ص لئن بقيتم أوبقي منكم ليسمعن بسقي ما بين يديه من كثرة مائه .فوجدوا من ذلك ما قال . ومنها أن أخت عبد الله بن رواحة الأنصاري مرت به أيام حفرهم الخندق فقال لها أين تريدين قالت آتي عبد الله بهذه التمرات . فقال هاتيهن فنثرت في كفه ثم دعا بالأنطاع ثم نادي هلموا فكلوا.فأكلوا فشبعوا وحملوا ماأرادوا معهم ودفع مابقي إليها. ومنها أنه كان في سفر فأجهد الناس جوعا فقال من كان معه زاد فليأتنا فأتاه نفر منهم بمقدار صاع فدعا بالأزر والأنطاع ثم صفف التمر عليها ودعا ربه فأكثر الله ذلك التمر حتي كان أزوادهم إلي المدينة

ومنها أن أعرابيا أتاه ع فقال إني أريد أن أسألك عن أشياء فلاتغضب قال سل عما شئت فإن كان عندي أجبتك و إلاسألت جبرئيل فقال أخبرنا عن الصليعاء والقريعاء و عن أول دم وقع علي

وجه الأرض و عن

-روایت-1-2-روایت-3-ادامه دارد

[ صفحه 111]

خير بقاع الأرض و عن شرها فقال ياأعرابي هذا ماسمعت به ولكنني يأتيني جبرئيل فأسال منه فهبط فسأله فقال هذه أسماء ماسمعت بهاقط فعرج إلي السماء ثم هبط فقال أخبر الأعرابي أن الصليعاء هي السباخ التي يزرعها أهلها فلاتنبت شيئا و أماالقريعاء فالأرض التي يزرعها أهلها فتنبت هاهنا طاقة وهاهنا طاقة فلاترجع إلي أهلها نفقاتهم وخير بقاع الأرض المساجد وشرها الأسواق وهي ميادين إبليس إليها يغدو و إن أول دم وقع علي الأرض مشيمة حواء حين ولدت قابيل بن آدم

-روایت-از قبل-476

ومنها أن قوما من اليهود قالوا للصادق ع أي معجز يدل علي نبوة محمد قال كتابه المهيمن الباهر لعقول الناظرين مع ماأعطي من الحلال والحرام وغيرهما مما لوذكرناه لطالت فقال اليهود وكيف لنا بأن نعلم أن هذا كماوصفت فقال لهم موسي بن جعفر ع و هوصبي و كان حاضرا وكيف لنا بأن نعلم ماتذكرون من آيات موسي أنها علي ماتصفون قالوا علمنا ذلك بنقل الصادقين قال لهم موسي بن جعفر ع فاعلموا صدق ماأنبأكم به بخبر طفل لقنه الله من غيرتعليم و لامعرفة عن الناقلين فقالوا نشهد أن لاإله إلا الله و أن محمدا رسول

الله وأنكم الأئمة الهادية والحجج من عند الله علي خلقه فوثب أبو عبد الله ع فقبل بين عيني موسي بن جعفر ع ثم قال أنت القائم من بعدي فلهذا قالت الواقفية إن موسي بن جعفر ع حي وإنه القائم

-روایت-1-2-روایت-9-ادامه دارد

[ صفحه 112]

ثم كساهم أبو عبد الله ع ووهب لهم وانصرفوا مسلمين و لاشبهة في ذلك لأن كل إمام يكون قائما بعد أبيه فأما القائم ألذي يملأ الأرض عدلا فهو المهدي بن الحسن العسكري ع

-روایت-از قبل-177

فدك

ومنها أن أبا عبد الله ع قال إن رسول الله ص خرج في غزاة فلما انصرف راجعا نزل في بعض الطريق فبينا رسول الله ص يطعم و الناس معه إذ أتاه جبرئيل ع فقال يا محمدقم فاركب فقام النبي ص فركب وجبرئيل معه فطويت له الأرض كطي الثوب حتي انتهي إلي فدك فلما سمع أهل فدك وقع الخيل ظنوا أن عدوهم قدجاءهم فغلقوا أبواب المدينة ودفعوا المفاتيح إلي عجوز لهم في بيت لهم خارج المدينة ولحقوا برءوس الجبال فأتي جبرئيل العجوز حتي أخذ المفاتيح ثم فتح أبواب المدينة ودار النبي ص في بيوتها وقرأها فقال جبرئيل يا محمد هذا

ماخصك الله به وأعطاك دون الناس و هو قوله ما أَفاءَ اللّهُ عَلي رَسُولِهِ مِن أَهلِ القُري فَلِلّهِ وَ لِلرّسُولِ وَ لذِيِ القُربي و ذلك في قوله فَما أَوجَفتُم عَلَيهِ مِن خَيلٍ وَ لا رِكابٍ وَ لكِنّ اللّهَ يُسَلّطُ رُسُلَهُ عَلي مَن يَشاءُ

-روایت-1-2-روایت-35-ادامه دارد

[ صفحه 113]

و لم يغزوا المسلمون و لم يطئوها ولكن الله أفاءها علي رسوله وطوف به جبرئيل في دورها وحيطانها وغلق الباب ودفع المفاتيح إليه فجعلها رسول الله في غلاف سيفه و هومعلق بالرحل ثم ركب وطويت له الأرض كطي الثوب فأتاهم رسول الله ص وهم علي مجالسهم لم يتفرقوا و لم يبرحوا فقال رسول الله ص للناس قدانتهيت إلي فدك وإني قدأفاءها الله علي فغمز المنافقون بعضهم بعضا فقال رسول الله ص هذه مفاتيح فدك ثم أخرجها من غلاف سيفه ثم ركب رسول الله ص وركب معه الناس فلما دخل علي فاطمة ع فقال يابنية إن الله قدأفاء علي أبيك بفدك واختصه بهافهي لي خاصة دون المسلمين أفعل بها ماأشاء وإنه قد كان لأمك خديجة علي أبيك مهر و إن أباك قدجعلها لك بذلك ونحلتكها تكون لك ولولدك بعدك قال فدعا بأديم عكاظي ودعا علي بن

أبي طالب ع فقال اكتب لفاطمة بفدك نحلة من رسول الله ص وشهد علي ذلك علي بن أبي طالب ومولي لرسول الله وأم أيمن فقال رسول الله ص إن أم أيمن امرأة من أهل الجنة وجاء أهل فدك إلي النبي ص فقاطعهم علي أربعة وعشرين ألف دينار في كل سنة

-روایت-از قبل-1009

[ صفحه 114]

ومنها أن قريشا أرسلت النضر بن الحرث وعقبة بن أبي معيط إلي اليهود بيثرب فقالوا لهما إذاقدمتما عليهم فاسألوهم عنه . فلما قدما سألوهم عنه فقالوا صفوا لنا صفته فقالوا و من تبعه قالوا سفلتنا فصاح حبر منهم ثم قال هذا النبي ألذي نجد نعته في التوراة ونجد قومه أشد الناس عداوة له . ومنها أن أبرهة بن يكسوم قاد الفيلة إلي بيت الله الحرام ليهدمه قبل مبعثه فقال عبدالمطلب لأبرهة و قدحقره بعد أن عظم شأنه لسؤاله بعيره إن لهذا البيت ربا يمنعه . ثم رجع أهل مكة فدعا عبدالمطلب علي أبي قبيس و أهل مكة قدصعدوا و قدتركوا مكة ثم قال لأبي طالب اخرج وانظر ماذا تري في السماء.فرجع و قال أري طيورا لم تكن في ولايتنا و قدأخبره سيف بن ذي يزن وغيره به فأرسل

الله عليهم طيرا أبابيل ودفعهم عن مكة وأهلها فأهلكهم ببركة محمدص . ومنها أن سيف بن ذي يزن حين ظفر بالحبشة وفد عليه قريش وفيهم عبدالمطلب فسأله عن محمدص سرا فأخبره به . ثم بعدمدة طويلة دخلوا عليه فسألهم عنه ووصف لهم صفته فأقروا جميعا

[ صفحه 115]

أن هذه الصفة في محمدص فقال هذاأوان مبعثه ومستقره بيثرب وموته بها

ومنها ماروي معمر بن خلاد عن الرضا عن أبيه موسي بن جعفر ع قال كنت عند أبي يوما و أناطفل خماسي إذ دخل عليه نفر من اليهود فقالوا أنت ابن محمدنبي هذه الأمة والحجة علي أهل الأرض قال لهم نعم قالوا فإنا نجد في التوراة أن الله آتي ابراهيم وولده الكتاب والحكم والنبوة وجعل لهم الملك والإمامة هكذا وجدنا ذرية الأنبياء لاتتعداهم النبوة والخلافة والوصية فما بالكم قدتعداكم ذلك وثبت في غيركم ونلقاكم مستضعفين مقهورين لاترقب فيكم ذمة نبيكم فدمعت عينا أبي عبد الله ع ثم قال نعم لم تزل أنبياء الله مضطهدة مقهورة مقتولة بغير حق والظلمة غالبة وقليل من عباد الله الشكور قالوا فإن الأنبياء وأولادهم علموا من غيرتعليم وأوتوا العلم تلقينا وكذلك ينبغي لأئمتهم وخلفائهم

وأوصيائهم فهل أوتيتم ذلك قال أبو عبد الله ع ادن يا موسي فدنوت فمسح يده علي صدري ثم قال أللهم أيده بنصرك بحق محمد وآله ثم قال سلوه عما بدا لكم قالوا كيف نسأل طفلا لايفقه فقلت سلوني تفقها ودعوا العنت فقالوا أخبرنا عن الآيات التسع التي أوتيها موسي بن عمران قلت العصا وإخراجه يده من جيبه بيضاء والجراد والقمل والضفادع والدم

-روایت-1-2-روایت-71-ادامه دارد

[ صفحه 116]

ورفع الطور والمن والسلوي آية واحدة وفلق البحر قالوا صدقت فما أعطي نبيكم من الآيات التي نفت الشك عن قلوب من أرسل إليه قلت آيات كثيرة أعدها إن شاء الله فاسمعوا وعوا وافقهوا أماأول ذلك فأنتم تدرون بأن الجن كانت تسترق السمع قبل مبعثه فمنعت في أوان رسالته بالرجوم وانقضاض النجوم وبطلان السحرة والكهنة و من ذلك كلام الذئب بخبر نبوته وإجماع العدو والصديق علي صدق لهجته وصدق أمانته وعدم جهله أيام طفوليته وحين أيفع وفتي وكهلا لايعرف له شكل و لايوازنه مثل و من ذلك أنه كان دعا علي مضر فقال أللهم اشدد وطأتك علي مضر واجعلها عليهم كسنين

يوسف فأصابهم سنون وعد معجزات كثيرة

-روایت-از قبل-628

ومنها ماروي عيسي بن عبد الله الهاشمي عن أبيه عن جده عن علي ع قال لما كان يوم القضية حين رد المشركون النبي ص و من معه ودافعوه عن المسجد أن يدخلوه فهادنهم رسول الله ص فكتبوا بينهم كتابا قال علي فكنت أنا ألذي كتبت فكتبت باسمك أللهم هذا كتاب بين محمد رسول الله و بين قريش فقال سهيل بن عمرو لوأقررنا أنك رسول الله لم ينازعك أحد فقلت بل هو رسول الله وأنفك راغم فقال لي رسول الله اكتب له ماأراد ستعطي يا علي بعدي مثلها قال ع فلما كتبت الصلح بيني و بين أهل الشام فكتبت بسم الله الرحمن الرحيم هذا كتاب بين علي أمير المؤمنين و بين معاوية بن أبي سفيان

-روایت-1-2-روایت-79-ادامه دارد

[ صفحه 117]

فقال معاوية وعمرو بن العاص لوعلمنا أنك أمير المؤمنين لم ننازعك فقلت اكتبوا مارأيتم فعلمت أن قول رسول الله ص قدجاء حقا

-روایت-از قبل-132

ومنها أن النبي ص لماتلاوَ النّجمِ إِذا هَوي ما ضَلّ صاحِبُكُم وَ ما غَوي قال رجل من قريش كفرت برب النجم فقال النبي ص

سلط الله عليك كلبا من كلابه يعني أسدا فخرج مع أصحابه في كثرة إلي الشام حتي إذاكانوا بهارأي أسدا فجعلت فرائصه ترعد فقيل له من أي شيءترعد و مانحن و أنت إلاسواء فقال إن محمدا دعا علي لا و الله ماأظلت هذه السماء من ذي لهجة أصدق من محمد ثم وضعوا العشاء فلم يدخل يده فيه ثم جاء القوم فحاطوه بأنفسهم وبمتاعهم ووسطوه بينهم وناموا جميعا حوله فجاءهم الأسد فهمس يستنشق رجلا رجلا حتي انتهي إليه فضغمه ضغمة كانت إياها و كان بآخر رمق و هو يقول أ لم أقل لكم إن محمدا أصدق الناس ومات . ومنها أن شيبة بن عثمان بن أبي طلحة قال ما كان أحد أبغض إلي من محمد وكيف لا يكون ذلك و قدقتل منا ثمانية كل منهم يحمل اللواء. فلما فتح مكة آيست مما كنت أتمناه من قتله و قلت في نفسي قددخلت العرب في دينه فمتي أدرك ثاري منه . فلما اجتمعت هوازن بحنين قصدتهم لآخذ منه غرة فأقتله ودبرت في نفسي

-قرآن-28-76

[ صفحه 118]

كيف أصنع فلما انهزم الناس وبقي محمدوحده والنفر الذين بقوا معه جئت من ورائه

ورفعت السيف حتي إذاكدت أحطه غشي فؤادي فلم أطق ذلك فعلمت أنه ممنوع . وروي أنه قال رفع إلي شواظ من نار حتي كاد أن يحمشني ثم التفت إلي محمدص فقال لي ادن ياشيبة وقاتل ووضع يده في صدري فصار أحب الناس إلي وتقدمت وقاتلت بين يديه فلو عرض لي أبي لقتلته في نصرة رسول الله ص . فلما انقضي القتال دخلنا علي رسول الله فقال لي ألذي أراد الله بك خيرا مما أردته لنفسك وحدثني بجميع مازورته في نفسي .فقلت مااطلع علي هذا إلا الله فأسلمت . ومنها لماحاصر النبي ص أهل الطائف قال عيينة بن حصين ائذن لي حتي آتي حصن الطائف فأكلمهم فأذن رسول الله ص فجاءهم فقال أدنو منكم و أناآمن قالوا نعم وعرفه أبومحجن فقال ادن فدخل عليهم فقال فداكم أبي وأمي و الله لقد سرني مارأيت منكم و ما في العرب

[ صفحه 119]

أحد غيركم و و الله ما في محمدمثلكم ولقد قل المقام وطعامكم كثير وماؤكم وافر لاتخافون قطعه . فلما خرج قال ثقيف لأبي محجن فإنا قدكرهنا دخوله وخشينا أن يخبر محمدا بخلل إن رآه فينا أو في حصننا فقال

أبومحجن أناكنت أعرف به ليس منا أحد أشد علي محمد منه و إن كان معه . فلما رجع إلي رسول الله ص قال قلت لهم ادخلوا في الإسلام فو الله لايبرح محمدعقر داركم حتي تنزلوا فخذوا لأنفسكم أمانا فخذلتهم مااستطعت . فقال رسول الله ص كذبت لقد قلت لهم كذا وكذا. وعاتبه جماعة من الصحابة قال أستغفر الله وأتوب إليه و لاأعود أبدا. ومنها أن المشركين لمارجعوا من بدر إلي مكة أقبل عمير بن وهب الجمحي حتي جلس إلي صفوان بن أمية بن خالد الجمحي فقال صفوان قبح الله العيش بعدقتلي بدر قال عمير أجل و الله ما في العيش بعدهم خير و لو لادين علي لاأجد له قضاء وعيال لاأدع لهم شيئا لرحلت إلي محمد حتي أقتله إن ملئت عيني منه فإنه بلغني أنه يطوف في الأسواق و أن لي عندهم علة أقول قدمت علي ابني هذاالأسير.ففرح صفوان بقوله و قال يا أباأمية هل نراك فاعلا قال إي ورب هذه البنية. قال صفوان فعلي دينك وعيالك أسوة عيالي و أنت تعلم أن ليس بمكة رجل أشد توسعا علي عياله مني . فقال عمير قدعرفت بذلك يا أباوهب . قال صفوان فإن عيالك

مع عيالي لن يسعني شيء ويعجز عنهم ودينك علي .

[ صفحه 120]

فحمله صفوان علي بعيره وجهزه وأجري علي عياله مايجري علي عيال نفسه وأمر عمير بسيفه فشحذ وسم ثم خرج إلي المدينة و قال لصفوان اكتم علي أياما حتي أقدمها فلم يذكرها صفوان .فقدم عمير فنزل علي باب المسجد وعقل راحلته وأخذ السيف فتقلده ثم عمد نحو رسول الله ص فلما رآه النبي قال له ماأقدمك ياعمير. قال قدمت في أسيري عندكم تفادوننا وتحسنون إلينا فيه فإنكم العشيرة. قال النبي ص فما بال السيف قال قبحها الله من سيوف وهل أغنت من شيءإنما نسيته حين نزلت و هو في رقبتي . فقال له رسول الله ص فما شرطت لصفوان في الحجر.ففزع عمير و قال ماذا شرطت له . قال تحملت له بقتلي علي أن يقضي دينك ويعول عيالك و الله حائل بيني و بين ذلك . قال عمير أشهد أنك رسول الله وأنك صادق و أن لاإله إلا الله كنا يا رسول الله نكذبك بالوحي وبما يأتيك من السماء و إن هذاالحديث كان شيئا بيني و بين صفوان كما قلت لم يطلع عليه غيري وغيره و قدأمرته

أن يكتم علي أياما فأطلعك الله عليه فآمنت بالله وبرسوله وشهدت أن ماجئت به صدق وحق . قال ص علموا أخاكم القرآن وأطلقوا له أسيره . فقال عمير إني كنت جاهدا علي إطفاء نور الله و قدهداني الله فله الحمد.فأذن لي لألحق قريشا فأدعوهم إلي الله و إلي الإسلام فأذن له فلحق بمكة. و كان صفوان يسأل عن عمير فقيل له إنه أسلم فطرح عياله . وقدم عمير فدعاهم إلي الله وأخبرهم بصدق رسول الله ص فأسلم معه نفر كثير.

[ صفحه 121]

ومنها أنه لماتوجه إلي تبوك ضلت ناقته القصوي وعنده عمارة بن حزم قال كالمستهز ئ يخبرنا محمدبخبر السماء و لايدري أين ناقته فقال ص إني لاأعلم إلا ماعلمني الله و قدأخبرني الآن أنها بشعب كذا وزمامها ملتف بشجرة فكان كما قال . ومنها أنه لماقتل زيد بن حارثة بمؤتة قال ص بالمدينة قتل زيد وأخذ الراية جعفر ثم قال قتل جعفر وتوقف وقفة ثم قال وأخذ الراية عبد الله بن رواحة و ذلك أن عبد الله لم يسارع إلي أخذ الراية كمسارعة جعفر ثم قال وقتل عبد الله . ثم قام النبي ص إلي بيت جعفر إلي أهله ثم جاءت

الأخبار بأنهم قدقتلوا في ذلك اليوم علي تلك الهيئة. ومنها أنه ص أخبر الناس بمكة بمعراجه و قال آية ذلك أنه ند لبني فلان في طريقي بعير فدللتهم عليه وهي الآن تطلع عليكم من ثنية كذا

[ صفحه 122]

يقدمها جمل أورق عليه غرارتان إحداهما سوداء والأخري برقاء.فوجدوا الأمر علي ما قال .

ومنها أنه ص رأي عليا ع نائما في بعض الغزوات في التراب فقال يا أباتراب أ لاأحدثك بأشقي الناس أخي ثمود و ألذي يضربك علي هذا ووضع يده علي قرنه حتي تبل هذه من هذا وأشار إلي لحيته

-روایت-1-2-روایت-3-198

[ صفحه 123]

ومنها أنه ص قال لعلي ع تقاتل بعدي الناكثين والقاسطين والمارقين و كان كذلك

-روایت-1-2-روایت-3-87

. ومنها أن عام الخندق أصابتهم مجاعة لماحاصرهم المشركون فدعا بكف من تمر وأمر بثوب فبسط وألقي ذلك التمر عليه وأمر مناديا ينادي في الناس هلموا إلي الغذاء.فاجتمع أهل المدينة فأكلوا وصدروا والتمر ينض من أطراف الثوب . ومنها أنه لماصده المشركون بالحديبية شكا إليه الناس قلة الماء فدعا بدلو من ماء البئر فتوضأ منه ثم تمضمض ومج في الدلو وأخرج من كنانته سهما ثم أمر بأن يصب في البئر تلك الدلو و أن يغرز ذلك السهم في أسفل البئر فعمل ففارت البئر بالماء إلي شفيرها

واغترف الناس .فعند ذلك قال أوس بن خولي لعبد الله بن أبي سلول أ بعد هذا شيء أ ماآن لك أن تبصر. ومنها أنه لماأصاب الناس بالحديبية جوع شديد و قلت أزوادهم

[ صفحه 124]

لأنهم أقاموا بهابضعة عشر يوما.فشكوا إليه ذلك وأمر بالنطع أن يبسط وأمرهم أن يأتوا ببقية أزوادهم فيطرحوا فأتوا بكف من دقيق وتميرات .فقام ودعا بالبركة فيها وأمرهم بأن يأتوا بأوعيتهم فملئوها حتي لم يجدوا له محلا. ومنها أن الناس في غزاة تبوك لماساروا يوما نالهم عطش كادت تنقطع أعناق الرجال والخيل والركاب عطشا فدعا بركوة فصب فيهاماء قليلا من إداوة كانت معه ووضع أصابعه عليها فنبع الماء من تحت أصابعه فاستقوا وارتووا والعسكر ثلاثون ألف رجل سوي الخيل والإبل . ومنها أنه أخذ الحصي في كفه فقالت كل واحدة سبحان الله والحمد لله و لاإله إلا الله و الله أكبر.

ومنها قوله لعمار ستقتلك الفئة الباغية وآخر زادك ضياح من لبن فأتي عمار بصفين بلبن فشربه فبارز فقتل فكان كذلك

-روایت-1-2-روایت-3-123

ومنها أن أباعبيدة بن عبد الله بن مسعود روي عن أبيه قال إن الله

[ صفحه 125]

أمر نبيه أن يدخل الكنيسة ليدخل رجلا الجنة. فلما دخلها ومعه جماعة فإذا

هوبيهود يقرءون التوراة و قدوصلوا إلي صفة النبي ص فلما رأوه أمسكوا و في ناحية الكنيسة رجل مريض . فقال النبي ص مالكم أمسكتم فقال المريض إنهم أتوا علي صفة النبي ص فأمسكوا ثم جاء المريض يجثو حتي أخذ التوراة فقرأها حتي أتي علي آخر صفة النبي ص وأمته فقال هذه صفتك وصفة أمتك و أناأشهد أن لاإله إلا الله وأنك رسول الله ثم مات فقال رسول الله ص صلوا علي أخيكم . ومنها ما قال بعضهم حضرت سوق بصري فإذاراهب في صومعة يقول سلوا أهل هذاالموسم هل فيكم أحد من أهل الحرم قالوا نعم . فقال سلوه هل ظهر أحمد بن عبدالمطلب فهذا هوالشهر ألذي يخرج فيه و هوآخر الأنبياء ومخرجه من الحرم ومهاجرته إلي نخل وحرة وسباخ .

[ صفحه 126]

قال الراوي فلما رجعت إلي مكة قلت هل هنا من حدث قالوا تنبأ محمد بن عبد الله الأمين . ومنها أن زيد بن سلام قال إن جده أباسلام حدثه أن رسول الله ص بينما هو في البطحاء قبل النبوة فإذا هوبرجلين عليهما ثياب سفر.فقالا السلام عليك فقال لهما النبي ص وعليكما السلام فقال أحدهما لصاحبه لاإله إلا الله مالقيت أحدا منذ ولدتني أمي يرد السلام قبله .

و قال الآخر سبحان الله مالقيت رجلا يسلم منذ ولدتني أمي . فقال له الراكب هل في القرية رجل يدعي أحمد فقال ما فيها أحمد و لا محمدغيري قال من أهلها أنت قال نعم من أهلها وولدت فيهافضرب ذراع راحلته وأناخها ثم كشف عن كتف رسول الله ص حتي نظر إلي الخاتم ألذي بين كتفيه . فقال أشهد أنك رسول الله وتبعث بضرب رقاب قومك فهل من زاد تزودني فأتاه بخبز وتميرات فجعلهن في ثوبه حتي أتي صاحبه و قال الحمد لله ألذي لم يمتني حتي حمل لي نبي الله الزاد في ثوبه . ثم قال النبي ص هل من حاجة سوي هذا قال تدعو الله أن يعرف بيني وبينك يوم القيامة فدعا له ثم انطلق .

و في كتب الله المتقدمة لماخلق الله آدم ونفخ فيه من روحه عطس فقال له ربه قل الحمد لله فلما قالها قال له ربه يرحمك الله ائت أولئك الملأ من

-روایت-1-2-روایت-3-ادامه دارد

[ صفحه 127]

الملائكة وقل لهم السلام عليكم فقالوا وعليك السلام ورحمة الله وبركاته ثم قال له ربه هذه تحيتك وتحية ذريتك

-روایت-از قبل-119

. ومنها أنه سئل ابن عباس بلغنا أنك تذكر سطيحا الغساني وتزعم

أن الله خلقه و لم يخلق من ولد آدم شيئا يشبهه قال نعم إن الله خلق سطيحا الغساني لحما علي وضم والوضم شرائح من جرائد النخل أو كان يحمل علي وضم ويؤتي به حيث يشاء و لم يكن فيه عظم و لاعصب إلاالجمجمة والعنق . و كان يطوي من رجليه إلي ترقوته كمايطوي الثوب و لم يكن يتحرك منه شيء إلالسانه . فلما أراد الخروج إلي مكة حمل علي وضمة فأتي به إلي مكة.فخرج إليه أربعة من قريش فقالوا أتيناك لنزورك لمابلغنا من علمك فأخبرنا عما

[ صفحه 128]

يكون في زماننا و ما يكون من بعد. قال يامعشر العرب لاعلم عندكم و لافهم ينشأ من عقبكم دهم يطلبون أنواع العلم يكسرون الصنم ويقتلون العجم ويطلبون المغنم .قالوا ياسطيح من يكونون أولئك قال والبيت ذي الأركان لينشأن من عقبكم ولدان يوحدون الرحمن ويتركون عبادة الشيطان .قالوا فمن نسل من يكونون أولئك قال أشرف الأشراف من عبدمناف .قالوا من أي بلدة يخرج قال والباقي إلي الأبد ليخرجن من ذي البلد يهدي إلي الرشد يعبد ربا انفرد. ومنها أن عبدالمطلب قدم اليمن فقال له حبر من

أهل الزبور أتأذن لي أن أنظر إلي بعضك قال نعم إلا إلي عورة.ففتح أحد منخريه فنظر فيه ثم نظر في الأخري فقال أشهد أن في إحدي يديك الملك و في الأخري النبوة وإنا نجده في بني زهرة فكيف ذلك قال قلت لاأدري . قال هل من شاعة قلت ماالشاعة قال الزوجة قال فإذارجعت فتزوج منهم .فرجع إلي مكة فتزوج هالة بنت وهب بن عبدمناف بن زهرة.

[ صفحه 129]

ومنها أن عبد الله بن عبدالمطلب لماترعرع ركب يوما للصيد و قدنزل بالبطحاء قوم من اليهود قدموا ليهلكوا والد محمدص ليطفئوا نور الله .فنظروا إلي عبد الله فرأوا حلية أبوة النبوة فيه فقصدوه وكانوا ثمانين نفرا من اليهود بالسيوف والسكاكين . و كان وهب بن عبدمناف بن زهرة والد آمنة أم محمدص في ذلك الصوب يتصيد و قدرأي عبد الله و قدحف به اليهود ليقتلوه فقصد أن يدفعهم عنه فإذابكثير من الملائكة معهم الأسلحة طردوا اليهود عنه . و كان الله قدكشف عن بصر وهب فتعجب من ذلك وانصرف ودخل علي عبدالمطلب و قال أزوج ابنتي آمنة من عبد الله فعقد العقد فحملت فولدت رسول الله . ومنها أن بعدمولد النبي ص بسنتين أتت أشراف

العرب سيف بن ذي يزن الحميري لماظهر علي الحبشة وفد إليه قريش للتهنئة وفيهم عبدالمطلب . فقال أيها الملك سلفك خير سلف و أنت لنا منه خير خلف . قال من أنت قال عبدالمطلب بن هاشم قال ابن أختنا ثم أدناه . قال إن من سر علمي أمرا لو يكون غيرك لم أبح له فيه فليكن عندك مطويا حتي يأذن الله .إني أجد في الكتاب المكنون خيرا عظيما للناس عامة ولرهطك خاصة و هذاحينه ألذي يولد فيه أو قدولد اسمه محمديموت أبوه وأمه يكفله جده ثم عمه و الله باعثه جهارا وجاعل له منا أنصارا.يعبد الرحمن ويكسر الأوثان قوله فصل وحكمه عدل . ثم قال إنك ستجده يا عبدالمطلب .فخر عبدالمطلب ساجدا لله ثم قال كان لي ابن فزوجته كريمة من قومي فجاءت

[ صفحه 130]

بغلام سميته محمدا. قال احذر عليه اليهود و لو لاأني أعلم أن الموت مجتاحي لجعلت يثرب دار ملكي و هوموضع قبره و لو لاأني أقيه الآفات لأعلنت عليه . ثم أمر لكل قرشي بنعمة عظيمة ولعبد المطلب بأضعافها عشر مرات وهم يغبطونه بها فقال لوعلمتم بفخري وذكري لغبطتم به . ومنها أن جبير بن مطعم قال كنت

آذي قريش لمحمدص فلما ظننت أنهم سيقتلونه خرجت حتي لحقت بدير فأقاموا لي الضيافة ثلاثا فلما رأوني لاأخرج قالوا إن لك لشأنا. قلت إني من قرية ابراهيم و ابن عمي يزعم أنه نبي فآذاه قومه فأرادوا قتله فخرجت لئلا أشهد ذلك فأخرجوا إلي صورة. قلت مارأيت شيئا أشبه بشي ء من هذه الصورة بمحمد كأنه طوله وجسمه و بعد ما بين منكبيه .قالوا لايقتلونه وليقتلن من يريد قتله وإنه لنبي وليظهرنه الله . فلما قدمت مكة إذ هوخرج إلي المدينة وسئلوا من أين لكم هذه الصورة قالوا إن آدم ع سأل ربه أن يريه الأنبياء من ولده فأنزل الله عليه صورهم و كان

[ صفحه 131]

في خزانة آدم عندمغرب الشمس فاستخرجها ذو القرنين من هناك فدفعها إلي دانيال . ومنها أن دحية الكلبي قال بعثني رسول الله ص بكتاب إلي قيصر فأرسل إلي الأسقف فأخبره بمحمدص وكتابه . فقال هذا النبي ألذي كنا ننتظره بشرنا به عيسي ابن مريم . فقال الأسقف أما أنافمصدقه ومتبعه . فقال قيصر أما أنا إن فعلت ذلك ذهب ملكي . ثم قال قيصر التمسوا لي من قومه هاهنا أحدا أسأله عنه . و كان أبوسفيان وجماعة من قريش دخلوا الشام تجارا فأحضرهم قال ليدن

مني أقربكم نسبا به .فأتاه أبوسفيان فقال أناسائل عن هذا الرجل ألذي يقول إنه نبي . ثم قال لأصحابه إن كذب فكذبوه . قال أبوسفيان لو لاالحياء أن يأثر أصحابي عني الكذب لأخبرته بخلاف ما هو عليه . فقال كيف نسبه فيكم قلت ذو نسب . قال فهل قال هذاالقول منكم أحد قلت لا. قال فهل كنتم تتهمونه بالكذب قبل قلت لا. قال فأشراف الناس اتبعوه أوضعفاؤهم قلت ضعفاؤهم قال فهل يزيدون أوينقصون قلت يزيدون قال يرتد أحد منهم سخطا لدينه قلت لا. قال فهل يغدر قلت لا قال فهل قاتلكم قلت نعم قال فكيف

[ صفحه 132]

حربكم وحربه قلت ذو سجال مرة له ومرة عليه قال هذه آية النبوة. قال فما يأمركم قلت يأمرنا أن نعبد الله وحده لانشرك به شيئا وينهانا عما كان يعبد آباؤنا ويأمرنا بالصلاة والصوم والعفاف والصدق وأداء الأمانة والوفاء بالعهد. قال هذه صفة نبي و قدكنت أعلم أنه يخرج و لم أظن أنه منكم فإنه يوشك أن يملك ماتحت قدمي هاتين . و لوأرجو أن أخلص إليه لتجشمت لقياه و لوكنت عنده لغسلت قدميه . و إن النصاري اجتمعوا علي الأسقف ليقتلوه فقال

اذهب إلي صاحبك فاقرأ عليه سلامي وأخبره أني أشهد أن لاإله إلا الله و أن محمدا رسول الله و أن النصاري أنكروا ذلك علي ثم خرج إليهم فقتلوه . ومنها أنه لمابعث محمدص بالنبوة بعث كسري رسولا إلي باذان عامله في أرض العرب بلغني أنه خرج رجل قبلك يزعم أنه نبي فلتقل له فليكفف عن ذلك أولأبعثن إليه من يقتله ويقتل قومه .

[ صفحه 133]

فبعث باذان إلي النبي ص بذلك فقال لو كان شيءقلته من قبلي لكففت عنه ولكن الله بعثني وترك رسل باذان وهم خمسة عشر نفرا و لايكلمهم خمسة عشر يوما ثم دعاهم فقال اذهبوا إلي صاحبكم فقولوا له إن ربي قتل ربه الليلة إن ربي قتل كسري الليلة و لاكسري بعداليوم وقتل قيصر و لاقيصر بعداليوم فكتبوا قوله فإذاهما قدماتا في الوقت ألذي حدثه محمدص . ومنها حديث النجاشي روي عن ابن مسعود قال بعثنا رسول الله ص إلي أرض النجاشي ونحن ثمانون رجلا ومعنا جعفر بن أبي طالب وبعثت قريش خلفنا عمارة بن الوليد وعمرو بن العاص مع هدايا فأتوه بهافقبلها وسجدوا له فقالوا إن قوما منا رغبوا عن ديننا وهم في أرضك .فبعث إلينا

فقال لنا جعفر لايتكلم أحد منكم أناخطيبكم اليوم فانتهينا إلي النجاشي فقال عمرو وعمارة إنهم لايسجدون لك فلما انتهينا إليه زبرنا الرهبان أن اسجدوا للملك فقال لهم جعفر لانسجد إلالله . فقال النجاشي و ماذاك قال إن الله بعث فينا رسوله و هو ألذي بشر به عيسي اسمه أحمدفأمرنا أن نعبد الله لانشرك به شيئا و أن نقيم الصلاة ونؤتي الزكاة وأمرنا بالمعروف ونهانا عن المنكر فأعجب النجاشي قوله . فلما رأي ذلك عمرو قال أصلح الله الملك إنهم يخالفونك في ابن مريم فقال النجاشي لجعفر ما يقول صاحبك في ابن مريم قال يقول فيه قول الله هوروح الله وكلمته أخرجه من العذراء البتول التي لم يقربها بشر.

[ صفحه 134]

فتناول النجاشي عودا من الأرض فقال يامعشر القسيسين والرهبان مايزيد هؤلاء علي ماتقولون في ابن مريم مايزن هذا. ثم قال النجاشي لجعفر أتقرأ شيئا مما جاء به محمدص قال نعم . قال اقرأ وأمر الرهبان أن ينظروا في كتبهم فقرا جعفركهيعص إلي آخر قصة عيسي ع وكانوا يبكون . ثم قال النجاشي مرحبا بكم وبمن جئتم من عنده فأنا أشهد أنه رسول الله و أنه ألذي بشر به عيسي ابن مريم و لو لا ما

أنا فيه من الملك لأتيته حتي أحمل نعليه اذهبوا أنتم سيوم أي آمنون وأمر لنا بطعام وكسوة و قال ردوا علي هذين هديتهما. و كان عمرو قصيرا وعمارة جميلا وشربا في البحر الخمر فقال عمارة لعمرو قل لامرأتك وكانت معه تقبلني .فلم يفعل عمرو فأخذه عمارة فرمي به في البحر فناشده حتي خلاه فحقد عليه عمرو فقال للنجاشي إذاخرجت خلف عمارة في أهلك فنفخ في إحليله الزئبق فطار مع الوحش . ومنها لماقدم وفد نجران عليه فدعا النبي ص العاقب والطيب

-قرآن-237-242

[ صفحه 135]

رئيسهم إلي الإسلام فقالا أسلمنا قبلك . فقال كذبتما يمنعكما من ذلك حب الصليب وشرب الخمر.فدعاهما إلي الملاعنة فواعداه علي أن يغادياه .فغدا رسول الله ص و قدأخذ بيد علي و الحسن و الحسين وفاطمة ع فقالا أتي بخواصه واثقا بديانتهم فأبوا الملاعنة. فقال ص لوفعلا لأضرم الوادي نارا. ومنها أن زيد بن عمرو بن نفيل وورقة بن نوفل خرجا يلتمسان الدين حتي انتهيا إلي راهب بالموصل . فقال لزيد من أين أقبلت ياصاحب البعير قال من بيت ابراهيم قال و ماتلتمس قال الدين .

[ صفحه 136]

قال ارجع فإنه يوشك أن يظهر الدين ألذي تطلب في أرضك .فرجع يريد مكة حتي إذا كان بأرض لخم

عدوا عليه فقتلوه و كان يقول أنا علي دين ابراهيم ع و أناساجد علي نحو البنية التي بناها ابراهيم ع و كان يقول إنا ننتظر نبيا من ولد إسماعيل من بني عبدالمطلب . ومنها حديث كعب بن ماتع بينا هو في مجلس و رجل من القوم معهم يحدث أصحابه يقول رأيت في النوم أن الناس حشروا و أن الأمم تمر كل أمة مع نبيها و مع كل نبي نوران يمشي بينهما و مع كل من اتبعه نور يمشي به حتي مر محمدص في أمته فإذا ليس معه شعرة إلا و فيهانوران من رأسه وجلده و لا من اتبعه من أمته إلا ومعه نوران مثل الأنبياء. فقال كعب والتفت إليهما ما هذا ألذي يحدث به قال رؤيا رأيتها فقال و ألذي بعث محمداص بالحق إنه لفي كتاب الله كمارأيت . ومنها ماروي عن ابن الأعرج أن سفينة مولي رسول الله ص قال خرجت غازيا فكسر بي فغرق المركب و ما فيه وأفلت و ما علي إلاخرقة قداتزرت بها وكنت علي لوح وأقبل اللوح يرمي بي علي جبل في البحر فإذاصعدت وظننت أني نجوت جاءتني موجة فانتسفتني ففعلت بي مرارا. ثم إني خرجت أشتد

علي شاطئ البحر فلم تلحقني فحمدت الله علي سلامتي فبينا أناأمشي إذ بصر بي أسد فأقبل يزأر يريد أن يفترسني فرفعت يدي إلي السماء

[ صفحه 137]

فقلت أللهم إني عبدك ومولي نبيك نجيتني من غرق أفتسلط علي سبعك فألهمت أن قلت أيها السبع أناسفينة مولي رسول الله ص احفظ رسول الله في مولاه .فو الله إنه لترك الزئير وأقبل كالسنور يمسح خده بهذه الساق مرة وبهذه أخري و هوينظر في وجهي مليا. ثم طأطأ ظهره وأومأ إلي أن اركب فركبت ظهره فخرج يخب بي فما كان بأسرع من أن هبط جزيرة و إذا فيها من الشجر والثمار وعين عذبة من ماء دهشت فوقف وأومأ إلي أن انزل فنزلت وبقي واقفا حذاي ينظر.فأخذت من تلك الثمار وأكلت وشربت من ذلك الماء فرويت فعمدت إلي ورقة فجعلتها لي مئزرا واتزرت بها وتلحفت بأخري وجعلت ورقة شبيها بالمزود.فملأتها من تلك الثمار وبللت الخرقة التي كانت معي لأعصرها إذااحتجت إلي الماء فأشربه . فلما فرغت مما أردت أقبل إلي فطأطأ ظهره ثم أومأ إلي أن اركب . فلما ركبت أقبل بي نحو البحر في غيرالطريق ألذي أقبلت منه . فلما صرت علي ساحل البحر إذامركب سائر في البحر فلوحت لهم

فاجتمع أهل المركب يسبحون ويهللون ويرون رجلا راكبا أسدا فصاحوا يافتي من أنت أجني أم إنسي . قلت أناسفينة مولي رسول الله ص راعي الأسد في حق رسول الله ص ففعل ماترون فلما سمعوا ذكر رسول الله ص حطوا الشراع وحملوا رجلين في قارب صغير ودفعوا إليهما ثيابا فجاءا إلي ونزلت من الأسد ووقف ناحية مطرقا ينظر

[ صفحه 138]

ماأصنع فرميا إلي بالثياب وقالا البسها فلبستها. فقال أحدهما اركب ظهري حتي أحملك إلي القارب أ يكون السبع أرعي لحق رسول الله ص من أمته .فأقبلت علي الأسد فقلت جزاك الله خيرا عن رسول الله فو الله لقد نظرت إلي دموعه تسيل علي خده مايتحرك حتي دخلت القارب وأقبل يلتفت إلي ساعة بعدساعة حتي غبنا عنه . ومنها ماذكرنا شيئا منه و هو أن أباطالب سافر بمحمدص فقال فلما كنا نسير في الشمس تسير الغمامة بسيرنا وتقف بوقوفنا.فنزلنا يوما علي راهب بأطراف الشام في صومعة يقال له بحيرا الراهب فلما قربنا منه نظر إلي الغمامة تسير بسيرنا علي رءوسنا فقال في هذه القافلة نبي مرسل فنزل من صومعته فأضافنا وكشف عن كتفيه فنظر إلي الشامة بين كتفيه فبكي و قال يا أباطالب لم يجب أن تخرجه

معك من مكة و بعدإذ أخرجته فاحتفظ به واحذر عليه اليهود فله شأن عظيم وليتني أدركه فأكون أول مجيب لدعوته . ومنها ماروي عن فاطمة بنت أسد أنه لماظهرت أمارة وفاة عبدالمطلب قال لأولاده من يكفل محمدا قالوا هوأكيس منا فقل له يختار لنفسه . فقال عبدالمطلب يا محمدجدك علي جناح السفر إلي القيامة أي عمومتك وعماتك تريد أن يكفلك .فنظر في وجوههم ثم زحف إلي عند أبي طالب فقال له عبدالمطلب

[ صفحه 139]

يا أباطالب إني قدعرفت ديانتك وأمانتك فكن له كماكنت له .قالت فلما توفي أخذه أبوطالب وكنت أخدمه و كان يدعوني الأم .قالت و كان في بستان دارنا نخلات و كان أول إدراك الرطب و كان أربعون صبيا من أتراب محمدص يدخلون علينا كل يوم في البستان ويلتقطون مايسقط فما رأيت قط محمدا أخذ رطبة من يد صبي سبق إليها والآخرون يختلس بعضهم من بعض وكنت كل يوم ألتقط لمحمدص حفنة فما فوقها وكذلك جاريتي فاتفق يوما أن نسيت أن ألتقط له شيئا ونسيت جاريتي و كان محمدص نائما ودخل الصبيان وأخذوا كل ماسقط من الرطب وانصرفوا فنمت فوضعت الكم علي وجهي حياء من محمد إذاانتبه .قالت

فانتبه محمد ودخل البستان فلم ير رطبة علي الأرض فانصرف فقالت له الجارية إنا نسينا أن نلتقط شيئا والصبيان دخلوا وأكلوا جميع ما كان قدسقط.قالت فانصرف محمدص إلي البستان وأشار إلي نخلة و قال أيتها الشجرة أناجائع قالت فرأيت الشجرة قدوضعت أغصانها التي عليها الرطب حتي أكل منها محمدص ماأراد ثم ارتفعت إلي موضعها.قالت فاطمة فتعجبت و كان أبوطالب قدخرج من الدار و كل يوم إذارجع وقرع الباب كنت أقول للجارية حتي تفتح الباب .فقرع أبوطالب فعدوت حافية إليه وفتحت الباب وحكيت له مارأيت . فقال هوإنما يكون نبيا و أنت تلدين وزيره بعدثلاثين فولدت عليا ع كما قال . ومنها أن جابرا روي أن سبب تزويج خديجة بمحمدص كان أن أباطالب قال يا محمدإني أريد أن أزوجك و لامال لي أساعدك به و إن خديجة

[ صفحه 140]

قرابتنا وتخرج كل سنة قريشا في مالها مع غلمانها يتجر لها ويأخذ وقر بعير مما أتي به فهل لك أن تخرج قال نعم .فخرج أباطالب إليها و قال لها ذلك ففرحت وقالت لغلامها ميسرة أنت و هذاالمال كله بحكم محمدص فلما رجع ميسرة من سفره حدث أنه مامر

بشجرة و لامدرة إلاقالت السلام عليك يا رسول الله . و قال وجاء بحيرا الراهب وخدمنا لمارأي الغمامة علي رأسه تسير حيثما سار تظله بالنهار وربحا في تلك السفرة ربحا كثيرا. فلما انصرفا قال ميسرة لوتقدمت يا محمد إلي مكة وبشرت خديجة بما قدربحنا لكان أنفع لك .فتقدم محمدص علي راحلته وكانت خديجة في ذلك اليوم جالسة علي غرفة مع نسوة فوق سطح لها فظهر لها محمدص راكبا فنظرت خديجة إلي غمامة عالية علي رأسه تسير بسيره ورأت ملكين عن يمينه و عن شماله و في يد كل واحد سيف مسلول يجيئان في الهواء معه .فقالت إن لهذا الراكب لشأنا عظيما ليته جاء إلي داري فإذا هو محمدص قاصدا لدارها.فنزلت حافية إلي باب الدار وكانت إذاأرادت التحول من مكان إلي مكان حولت الجواري السرير ألذي كانت عليه فلما دنت منه قالت يا محمداخرج وأحضر لي عمك أباطالب الساعة و قدبعثت إلي عمها أن زوجني من محمد إذادخل عليك . فلما حضر أبوطالب قالت اخرجا إلي عمي ليزوجني من محمدفقد قلت له في ذلك فدخلا علي عمها وخطب أبوطالب الخطبة المعروفة وعقد النكاح فلما قام محمدص ليذهب مع أبي طالب قالت خديجة إلي بيتك فبيتي بيتك

[ صفحه 141]

و أناجاريتك

. ومنها ماروي عن جابر قال كنت إذامشيت في شعاب مكة مع محمدص لم يكن يمر بحجر و لاشجر إلا قال السلام عليك يا رسول الله .

ومنها ماروي عن علي ع أنه لما كان بعدثلاث سنين من مبعثه ص أسري به إلي بيت المقدس وعرج به منه إلي السماء ليلة المعراج فلما أصبح من ليلته حدث قريشا بخبر معراجه فقال جهالهم ماأكذب هذاالحديث و قال قائلهم يا أباالقاسم فبم نعلم أنك صادق قال مررت بعيركم في موضع كذا و قدضل لهم بعير وعرفتهم مكانه وصرت إلي رحالهم وكانت لهم قرب مملوءة من الماء فصببت قربة والعير توافيكم في اليوم الثالث من هذااليوم مع طلوع الشمس فأول العير جمل أحمر و هوجمل فلان فلما كان اليوم الثالث خرجوا إلي باب مكة لينظروا صدق ماأخبر به محمدص قبل طلوع الشمس فهم كذلك إذ طلعت العير عليهم بطلوع الشمس في أولها الجمل الأحمر فتعجبوا من ذلك وسألوا الذين كانوا مع العير فقالوا مثل ما قال محمدص في إخباره عنهم فقالوا هذاأيضا من سحر محمد

-روایت-1-2-روایت-28-774

. ومنها أن النبي ص كان ليلة جالسا

في الحجر وكانت قريش في مجالسها يتسامرون فقال بعضهم لبعض قدأعيانا أمر محمدص فما ندري مانقول فيه فقال بعضهم قوموا بنا جميعا إليه نسأله أن يرينا آية من السماء فإن السحر قد

[ صفحه 142]

يكون في الأرض و لا يكون في السماء فصاروا إليه .فقالوا يا محمد إن لم يكن هذا ألذي نري منك سحرا فأرنا آية في السماء فإنا نعلم أن السحر لايستمر في السماء كمايستمر في الأرض . فقال لهم ألستم ترون هذاالقمر في تمامه لأربع عشرة فقالوا بلي . قال أفتحبون أن تكون الآية من قبله وجهته قالوا قدأحببنا ذلك .فأشار إليه بإصبعه فانشق بنصفين فوقع نصفه علي ظهر الكعبة ونصفه الآخر علي جبل أبي قبيس وهم ينظرون إليه . فقال بعضهم فرده إلي مكانه فأومي بيده إلي النصف ألذي كان علي ظهر الكعبة وبيده الأخري إلي النصف ألذي كان علي جبل أبي قبيس فطارا جميعا فالتقيا في الهواء فصارا واحدا واستقر القمر في مكانه علي ما كان .فقالوا قوموا فقد استمر سحر محمد في السماء و الأرض فأنزل الله تعالي اقتَرَبَتِ السّاعَةُ وَ انشَقّ القَمَرُ وَ إِن يَرَوا آيَةً يُعرِضُوا وَ يَقُولُوا سِحرٌ مُستَمِرّ. ومنها أنه لماكانت قريش تحالفوا وكتبوا بينهم صحيفة ألا يجالسوا واحدا من بني هاشم و

لايبايعوهم حتي يسلموا إليهم محمدا ليقتلوه وعلقوا تلك الصحيفة في الكعبة وحاصروا بني هاشم في الشعب شعب عبدالمطلب أربع سنين فأصبح النبي ص يوما و قال لعمه أبي طالب إن الصحيفة التي كتبتها قريش في قطيعتنا قدبعث الله عليها دابة فلحست كل ما فيها غيراسم الله وكانوا قدختموها بأربعين خاتما من رؤساء قريش . فقال أبوطالب يا ابن أخي أفأصير إلي قريش فأعلمهم بذلك قال إن شئت .فصار أبوطالب رضي الله عنه إليهم فاستبشروا بمصيره إليهم واستقبلوه بالتعظيم والإجلال وقالوا قدعلمنا الآن أن رضي قومك أحب إليك مما كنت فيه أفتسلم

-قرآن-710-807

[ صفحه 143]

إلينا محمدا ولهذا جئتنا. قال ياقوم إني قدجئتكم بخبر أخبرني به ابن أخي محمدص فانظروا في ذلك فإن كان كما قال فاتقوا الله وارجعوا عن قطيعتنا و إن كان بخلاف ما قال سلمته إليكم واتبعت مرضاتكم .قالوا و ما ألذي أخبرك . قال أخبرني أن الله قدبعث علي صحيفتكم دابة فلحست ما فيها غيراسم الله فحطوها فإن كان الأمر بخلاف ما قال سلمته إليكم .ففتحوها فلم يجدوا فيهاشيئا غيراسم الله .فتفرقوا وهم يقولون سحر سحر وانصرف أبوطالب رضي الله عنه . ومنها أنه لماكانت الليلة التي خرج فيها رسول

الله ص إلي الغار كانت قريش اختارت من كل بطن منهم رجلا ليقتلوا محمداص فاختارت خمسة عشر رجلا من خمسة عشر بطنا كان فيهم أبولهب من بطن بني هاشم ليتفرق دمه في بطون قريش فلايمكن بني هاشم أن يأخذوا بطنا واحدا فيرضون عند ذلك بالدية فيعطون عشر ديات . فقال النبي ص لأصحابه لايخرج الليلة منكم أحد من داره فلما نام الرسول ص قصدوا باب عبدالمطلب فقال لهم أبولهب ياقوم إن في هذه الدار نساء بني هاشم وبناتهم و لانأمن أن تقع يد خاطئة إذاوقعت الصيحة عليهن فيبقي ذلك علينا مسبة وعارا إلي آخر الدهر في العرب ولكن اقعدوا بنا جميعا علي الباب نحرس محمدا في مرقده فإذاطلع الفجر تواثبنا إلي الدار فضربناه ضربة رجل واحد وخرجنا فإلي أن تجتمع الناس قدأضاء الصبح فيزول عنا العار عند ذلك فقعدوا بالباب يحرسونه .

[ صفحه 144]

قال علي ع فدعاني رسول الله ص فقال إن قريشا دبرت كيت وكيت في قتلي فنم علي فراشي حتي أخرج أنا من مكة فقد أمرني الله تعالي بذلك فقلت له السمع والطاعة فنمت علي فراشه وفتح رسول الله ص الباب وخرج عليهم وهم جميعا جلوس ينتظرون

الفجر و هو يقول وَ جَعَلنا مِن بَينِ أَيدِيهِم سَدّا وَ مِن خَلفِهِم سَدّا فَأَغشَيناهُم فَهُم لا يُبصِرُونَ ومضي وهم لايرونه فرأي أبابكر قدخرج في الليل يتجسس عن خبره و قد كان وقف علي تدبير قريش من جهتهم فأخرجه معه إلي الغار فلما طلع الفجر تواثبوا إلي الدار وهم يظنون أني محمدص فوثبت في وجوههم وصحت بهم فقالوا علي قلت نعم قالوا وأين محمد قلت خرج من بلدكم قالوا و إلي أين خرج قلت الله أعلم فتركوني وخرجوا فاستقبلهم أبوكريز الخزاعي و كان عالما بقصص الآثار فقالوا يا أباكريز اليوم نحب أن تساعدنا في قصص أثر محمدفقد خرج عن البلد فوقف علي باب الدار فنظر إلي أثر رجل محمدص فقال هذه أثر قدم محمد وهي و الله أخت القدم التي في المقام ومضي به علي أثره حتي إذاصار إلي الموضع ألذي لقيه فيه أبوبكر فقال هنا قدصار مع محمدآخر و هذه قدمه إما أن تكون قدم أبي قحافة أوقدم ابنه فمضي علي ذلك إلي باب الغار فانقطع عنه الأثر و قدبعث الله إليه العنكبوت فنسجت علي باب الغار كله وبعث الله قبجة فباضت علي باب الغار فقال ماجاز محمد هذاالموضع و لا

من معه إما أن يكونا صعدا إلي السماء أونزلا في الأرض فإن باب هذاالغار كماترون عليه نسج العنكبوت والقبجة حاضنة علي

-روایت-1-2-روایت-16-ادامه دارد

[ صفحه 145]

بيضها علي باب الغار فلم يدخلوا الغار وتفرقوا في الجبل يطلبونه

-روایت-از قبل-68

ومنها أن أبابكر اضطرب في الغار اضطرابا شديدا خوفا من قريش وأراد الخروج إليهم فقعد واحد من قريش مستقبل الغار يبول فقال أبوبكر هذا قدرآنا. قال ص كلا لورآنا مااستقبلنا بعورته . و قال له النبي ص لاتخف إن الله معنا لن يصلوا إلينا فلم يسكن اضطرابه . فلما رأي ص ذلك منه رفس ظهر الغار فانفتح منه باب إلي بحر وسفينة فقال له اسكن الآن فإنهم إن دخلوا من باب الغار خرجنا من هذاالباب وركبنا السفينة.فسكن عند ذلك فلم يزالوا إلي أن أمسوا في الطلب فيئسوا وانصرفوا. ووافي ابن الأريقط بأغنام يرعاها إلي باب الغار وقت الليل يريد مكة بالغنم فدعاه رسول الله ص و قال أفيك مساعدة لنا قال إي و الله فو الله ماجعل الله هذه القبجة علي باب الغار حاضنة لبيضها و لانسج العنكبوت عليه إلا و أنت صادق و أناأشهد أن لاإله إلا الله وأنك رسول الله . فقال ص الحمد لله علي هدايتك فصر الآن

إلي علي فعرفه موضعنا ومر بالغنم إلي أهلها إذانام الناس ومر إلي عبد أبي بكر فصار ابن الأريقط إلي مكة وفعل ماأمر رسول الله ص فأتي عليا ع و عبد أبي بكر فقال رسول الله ص أعد لنا يا أبا الحسن راحلة وزادا وابعثها إلينا وأصلح ماتحتاج إليه لحمل والدتك وفاطمة وألحقنا بهما إلي يثرب و قال أبوبكر لعبده مثله ففعلا ذلك فأردف رسول الله ص ابن الأريقط و أبوبكر عبده . ومنها أن النبي ص لماخرج بهؤلاء وأصبحوا من تلك الليلة التي خرجوا فيها علي حي سراقة بن مالك بن جعشم فلما نظر سراقة إلي رسول الله ص

[ صفحه 146]

قال أتخذ به يدا عندقريش وركب فرسه وقصد محمداص .قالوا قدلحق بنا هذاالشيطان فقال إن الله سيكفينا أمره . فلما قرب قال ص أللهم خذه فارتطم فرسه في الأرض فصاح يا محمدخلص فرسي لاسعيت لك في مكروه بعدها وعلم أن ذلك بدعاء محمدص فقال أللهم إن كان صادقا فخلصه فوثب الفرس . فقال يا أباالقاسم ستمر برعاتي وعبيدي فخذ سوطي فكل من تمر به خذ ماشئت فقد حكمتك في مالي فقال ص لاحاجة لي في مالك . قال فسلني حاجة قال ص رد عنا من يطلبنا من قريش .فانصرف سراقة

فاستقبله جماعة من قريش في الطلب فقال لهم انصرفوا عن هذاالطريق فلم يمر فيه أحد و أناأكفيكم هذاالطريق فعليكم بطريق اليمن والطائف . ومنها أن النبي سار حتي نزل خيمة أم معبد فطلبوا عندها قري فقالت مايحضرني شيءفنظر رسول الله ص إلي شاة في ناحية الخيمة قدتخلفت من الغنم لضرها فقال تأذنين في حلبها قالت نعم و لاخير فيها.فمسح يده علي ظهرها فصارت أسمن ما يكون من الغنم ثم مسح يده علي ضرعها فأرخت ضرعا عجيبا ودرت لبنا كثيرا. فقال ياأم معبد هاتي العس فشربوا جميعا حتي رووا. فلما رأت أم معبد ذلك قالت ياحسن الوجه إن لي ولدا له سبع سنين و هوكقطعة لحم لايتكلم و لايقوم فأتته به .فأخذ تمرة قدبقيت في الوعاء ومضغها وجعلها في فيه فنهض في الحال ومشي وتكلم وجعل نواها في الأرض فصارت في الحال نخلة و قدتهدل الرطب منها

[ صفحه 147]

و كان كذلك صيفا وشتاءً وأشار من الجوانب فصار ماحولها مراعي ورحل رسول الله ص . و لماتوفي ص لم ترطب تلك النخلة وكانت خضراء فلما قتل علي ع لم تخضر وكانت باقية فلما قتل الحسين ع سال منها الدم ويبست .

فلما انصرف أبومعبد ورأي ذلك وسأل عن سببه قالت مر بي رجل قرشي من حاله وقصته كذا وكذا قال ياأم معبد إن هذا الرجل هوصاحب أهل المدينة ألذي هم ينتظرونه و و الله ماأشك الآن أنه صادق في قوله إنه رسول الله فليس هذا إلا من فعل الله ثم قصد إلي رسول الله ص فآمن هو وأهله . ومنها أنه لماكانت وقعة بدر قتل المسلمون من قريش سبعين رجلا وأسروا منهم سبعين فحكم رسول الله بقتل الأساري وحرق الغنائم . فقال جماعة من المهاجرين إن الأساري هم قومك و قدقتلنا منهم سبعين فأطلق لنا أن نأخذ الفداء من الأساري والغنائم فنقوي بها علي جهادنا.فأوحي الله إليه يقتل منكم في العام المقبل في مثل هذااليوم عدد الأساري إن لم يقتلوا الأساري وأنزل الله ما كانَ لنِبَيِ ّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسري حَتّي يُثخِنَ فِي الأَرضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدّنيا وَ اللّهُ يُرِيدُ الآخِرَةَ. فلما كان في العام المقبل وقتل من المسلمين سبعون عدد الأساري قالوا يا رسول الله قدوعدتنا النصر فما هذا ألذي وقع بنا ونسوا الشرط ببدر.فأنزل الله أَ وَ لَمّا أَصابَتكُم مُصِيبَةٌ قَد أَصَبتُم مِثلَيهايعني ماكانوا أصابوا من قريش ببدر

وقبلوا الفداء من الأسراءقُلتُم أَنّي هذا قُل هُوَ مِن عِندِ أَنفُسِكُم

-قرآن-896-1015-قرآن-1173-1226-قرآن-1286-1331

[ صفحه 148]

يعني بالشرط ألذي شرطوه علي أنفسهم أن يقتل منهم بعدد الأساري إذا هوأطلق لهم الفداء منهم والغنائم فكان الحال في ذلك علي حكم الشرط. و لماانكشفت الحرب يوم أحد سار أولياء المقتولين ليحملوا قتلاهم إلي المدينة فشدوهم علي الجمال وكانوا إذاتوجهوا بهم نحو المدينة بركت الجمال و إذاتوجهوا بهم نحو المعركة أسرعت فشكوا الحال إلي رسول الله ص فقال أ لم تسمعوا قول الله قُل لَو كُنتُم فِي بُيُوتِكُم لَبَرَزَ الّذِينَ كُتِبَ عَلَيهِمُ القَتلُ إِلي مَضاجِعِهِمفدفن كل رجلين في قبر إلاحمزة فإنه دفن وحده . و كان أصاب عليا ع في حرب أحد أربعون جراحة فأخذ رسول الله ص الماء علي فمه فرشه علي الجراحات فكأنها لم تكن من وقتها. و كان أصاب عين قتادة سهم من المشركين فسالت الحدقة فأمسكها النبي ص فعادت صحيحة وكانت أحسن من الأخري .

-قرآن-388-476

ومنها أن عليا ع قال انقطع سيفي يوم أحد فرجعت إلي رسول الله ص فقلت إن المرء يقاتل بسيفه و قدانقطع سيفي فنظر إلي جريدة نخل عتيقة يابسة مطروحة فأخذها بيده ثم هزها فصارت سيفه ذا الفقار فناولنيه فما ضربت به أحدا إلا وقده بنصفين

-روایت-1-2-روایت-25-247

. ومنها

أن جابرا قال كان النبي ص بمكة و رجل من قريش يربي مهرا كان إذالقي محمدا والمهر معه يقول يا محمد علي هذاالمهر أقتلك قال النبي ص أقتلك عليه قال بل أقتلك فوافي أحدا فأخذ النبي ص حربة رجل وخلع سنانه ورمي به فضربه بها علي عنقه فقال النار النار وسقط ميتا.

[ صفحه 149]

ومنها أن رسول الله ص انتهي إلي رجل قدفوق سهما ليرمي بعض المشركين فوضع ص يده فوق السهم و قال ارم فرمي ذلك المشرك فهرب المشرك من السهم وجعل يروغ من السهم يمنة ويسرة والسهم يتبعه حيثما راغ حتي سقط السهم في رأسه فسقط المشرك ميتا فأنزل الله فَلَم تَقتُلُوهُم وَ لكِنّ اللّهَ قَتَلَهُم وَ ما رَمَيتَ إِذ رَمَيتَ وَ لكِنّ اللّهَ رَمي. و كان أبوعزة الشاعر حضر مع قريش يوم بدر يحرض قريشا بشعره علي القتال فأسر في السبعين الذين أسروا. فلما وقع الفداء علي القوم قال أبوعزة يا أباالقاسم تعلم أني رجل فقير فامنن علي بناتي فقال ص إن أطلقتك بغير فداء أتكثر علينا بعدها قال لا و الله فعاهده أن لايعود فلما كانت حرب أحد دعته قريش إلي الخروج معها ليحرض الناس بشعره علي القتال

فقال إني عاهدت محمدا ألا أكثر عليه بعد ما من علي .قالوا ليس هذا من ذاك إن محمدا لايسلم منا في هذه الدفعة فقلبوه عن رأيه فلم يؤسر يوم أحد من قريش غيره . فقال رسول الله ص أ لم تعاهدني قال إنما غلبوني علي رأيي فامنن علي بناتي . قال لاتمشي بمكة وتحرك كتفيك فتقول سخرت من محمدمرتين المؤمن لايلسع من جحر مرتين يا علي اضرب عنقه .

-قرآن-268-357

[ صفحه 150]

ومنها أنه لماوافي رسول الله ص المدينة مهاجرا نزل بقبا و قال لاأدخل المدينة حتي يلحق بي علي . و كان سلمان كثير السؤال عن رسول الله ص و كان قداشتراه بعض اليهود و كان يخدم نخلا لصاحبه . فلما وافي ص قبا و كان سلمان قدعرف بعض أحواله من بعض أصحاب عيسي وغيره فحمل طبقا من تمر وجاءهم به فقال سمعنا أنكم غرباء وافيتم إلي هذاالموضع فحملنا هذاإليكم من صدقاتنا فكلوه . فقال رسول الله ص سموا وكلوا و لم يأكل هو منه شيئا وسلمان واقف ينظر فأخذ الطبق وانصرف و هو يقول هذه واحدة بالفارسية. ثم جعل في الطبق تمرا آخر وحمله فوضعه بين يدي رسول الله ص فقال رأيتك لم

تأكل من تمر الصدقة و هذه هدية فمد يده ص وأكل و قال لأصحابه كلوا باسم الله فأخذ سلمان الطبق و يقول هذه اثنتان . ثم دار خلف رسول الله ص فعلم ص مراده منه فأرخي رداءه عن كتفيه فرأي سلمان الشامة فوقع عليها وقبلها و قال أشهد أن لاإله إلا الله وأنك رسول الله ثم قال إني عبدليهودي فما تأمرني قال اذهب فكاتبه علي شيءتدفعه إليه .فصار سلمان إلي اليهودي فقال إني أسلمت واتبعت هذا النبي علي دينه و لاتنتفع بي فكاتبني علي شيءأدفعه إليك وأملك نفسي . فقال اليهودي أكاتبك علي أن تغرس لي خمسمائة نخلة وتخدمها حتي تحمل ثم تسلمها إلي و علي أربعين أوقية ذهبا جيدا.

[ صفحه 151]

فانصرف إلي رسول الله ص فأخبره بذلك فقال ص اذهب فكاتبه علي ذلك .فمضي سلمان وكاتبه علي ذلك وقدر اليهودي أن هذا شيء لا يكون إلا بعدسنين فانصرف سلمان بالكتاب إلي رسول الله ص فقال اذهب فأتني بخمسمائة نواة و في رواية الحشوية بخمسمائة فسيلة.فجاء سلمان بخمسمائة نواة فقال سلمها إلي علي ثم قال لسلمان اذهب بنا إلي الأرض التي طلب النخل فيهافذهبوا إليها فكان رسول الله ص

يثقب الأرض بإصبعه ثم يقول لعلي ع ضع في الثقب نواة ثم يرد التراب عليها ويفتح رسول الله ص أصابعه فينفجر الماء من بينها فيسقي ذلك الموضع ثم يصير إلي موضع الثانية فيفعل بهاكذلك . فإذافرغ من الثانية تكون الأولي قدنبتت ثم يصير إلي موضع الثالثة فإذافرغ منها تكون الأولي قدحملت ثم يصير إلي موضع الرابعة و قدنبتت الثالثة وحملت الثانية وهكذا حتي فرغ من غرس الخمسمائة و قدحملت كلها.فنظر اليهودي و قال صدقت قريش أن محمدا ساحر و قال قدقبضت منك النخل فأين الذهب .فتناول رسول الله ص حجرا كان بين يديه فصار ذهبا أجود ما يكون فقال اليهودي مارأيت ذهبا قط مثله وقدره مثل تقدير عشرة أواق فوضعه في الكفة فرجح فزاد عشرا فرجح حتي صار أربعين أوقية لاتزيد و لاتنقص .

[ صفحه 152]

قال سلمان فانصرفت إلي رسول الله ص فلزمت خدمته و أناحر. ومنها أن جابرا قال لمااجتمعت الأحزاب من العرب لحرب الخندق واستشار النبي ص المهاجرين والأنصار في ذلك فقال سلمان إن العجم إذاأحزبها أمر مثل هذااتخذوا الخنادق حول بلدانهم وجعلوا القتال من وجه واحد.فأوحي الله أن يفعل مثل ما قال سلمان .فخط رسول الله

ص الخندق حول المدينة وقسمه بين المهاجرين والأنصار بالذراع فجعل لكل عشرة منهم عشر أذرع . قال جابر فظهرت في الخط لنا يوما صخرة عظيمة لم يمكن كسرها و لاكانت المعاول تعمل فيهافأرسلني أصحابي إلي رسول الله ص لأخبره بخبرها فصرت إليه فوجدته مستلقيا و قدشد علي بطنه الحجر فأخبرته بخبر الحجر فقام مسرعا فأخذ الماء في فمه فرشه علي الصخرة ثم ضرب المعول بيده وسط الصخرة ضربة برقت منها برقة فنظر المسلمون فيها إلي قصور اليمن وبلدانها ثم ضربها ضربة فبرقت برقة أخري نظر المسلمون فيها إلي قصور العراق وفارس ومدنها. ثم ضربها الثالثة فانهارت الصخرة قطعا. فقال رسول الله ص ما ألذي رأيتم في كل برقة قالوا رأينا في الأولي كذا و في الثانية كذا و في الثالثة كذا و قال سيفتح الله عليكم مارأيتموه . قال جابر و كان في منزلي صاع من شعير وشاة مشدودة فصرت إلي أهلي فقلت رأيت الحجر علي بطن رسول الله ص وأظنه جائعا فلو أصلحنا هذاالشعير و هذه

[ صفحه 153]

الشاة ودعونا رسول الله ص إلينا كان لنا قربة عند الله .قالت فاذهب فأعلمه فإن أذن فعلناه .فذهبت فقلت يا رسول الله إن رأيت أن تجعل غداءك اليوم عندنا قال و ماعندك

قلت صاع من الشعير وشاة قال أفأصير إليك مع من أحب أو أناوحدي قال فكرهت أن أقول أنت وحدك بل قلت مع من تحب وظننته يريد عليا بذلك فرجعت إلي أهلي فقلت أصلحي أنت الشعير و أناأسلخ الشاة ففرغنا من ذلك وجعلنا الشاة كلها قطعا في قدر واحد وماء وملحا وخبزت أهلي ذلك الدقيق وصرت إليه فقلت يا رسول الله قدأصلحنا ذلك .فوقف علي شفير الخندق ونادي بأعلي صوته يامعشر المسلمين أجيبوا دعوة جابر فخرج جميع المهاجرين والأنصار فخرج النبي ص و الناس خلفه فلم يكن يمر بملإ من أهل المدينة إلا قال أجيبوا دعوة جابر.فأسرعت إلي أهلي فقلت قدأتانا ما لاقبل لنا به وعرفتها خبر الجماعة فقالت ألست قدعرفت رسول الله ماعندنا قلت بلي قالت فلاعليك فهو أعلم بما يفعل .فكانت أهلي أفقه مني .فأمر رسول الله ص الناس بالجلوس خارج الدار ودخل هو و علي الدار فنظر في التنور والخبز فيه فتفل فيه وكشف القدر فنظر فيها ثم قال للمرأة اقلعي من التنور رغيفا رغيفا وناوليني واحدا بعدواحد.فجعلت تقلع رغيفا وتناوله إياه و هو و علي يثردان في الجفنة ثم تعود المرأة إلي التنور فتجد مكان الرغيف ألذي اقتلعته رغيفا آخر.

فلما امتلأت الجفنة بالثريد غرف عليه من القدر و قال ع أدخل علي عشرة من الناس فدخلوا وأكلوا حتي شبعوا والثريد بحاله ثم قال ياجابر ائتني بالذراع ثم قال أدخل علي عشرة.

[ صفحه 154]

فدخلوا وأكلوا حتي شبعوا والثريد بحاله . ثم قال هات الذراع فأتيته به ثم قال أدخل علي عشرة فأكلوا وشبعوا والثريد بحاله . و قال ص هات الذراع قلت كم للشاة من ذراع قال ذراعان . قلت قدأتيت بثلاث أذرع قال ص لوسكت لأكل الجميع من الذراع .فلم يزل يدخل عشرة ويخرج عشرة حتي أكل الناس جميعا. ثم قال تعال حتي نأكل نحن و أنت فأكلت أنا و محمدص و علي ع وخرجنا والخبز في التنور علي حاله والقدر علي حالها والثريد في الجفنة علي حاله فعشنا أياما بذلك . ومنها أن جابرا قال استشهد والدي بين يدي رسول الله ص يوم أحد و هو ابن مائتي سنة و كان عليه دين فلقيني رسول الله ص يوما فقال مافعل دين أبيك قلت علي حاله فقال لمن هو قلت لفلان اليهودي قال متي حينه قلت وقت جفاف التمر قال إذاجففت التمر فلاتحدث فيه حتي تعلمني واجعل كل صنف من التمر علي حدة.ففعلت ذلك

وأخبرته ص فصار معي إلي التمر وأخذ من كل صنف قبضة بيده وردها فيه ثم قال هات اليهودي فدعوته .

[ صفحه 155]

فقال له رسول الله ص اختر من هذاالتمر أي صنف شئت فخذ دينك منه فقال اليهودي و أي مقدار لهذا التمر كله حتي آخذ صنفا منه ولعل كله لايفي بديني فقال اختر أي صنف شئت فابتد ئ به .فأومي إلي صنف الصيحاني فقال أبتد ئ به فقال افعل باسم الله .فلم يزل يكيل منه حتي استوفي منه دينه كله والصنف علي حاله مانقص منه شيء. ثم قال ص ياجابر هل بقي لأحد عليك شيء من دينه قلت لا. قال فاحمل تمرك بارك الله لك فيه .فحملته إلي منزلي وكفانا السنة كلها فكنا نبيع لنفقتنا ومئونتنا ونأكل منه ونهب منه ونهدي إلي وقت التمر الحديث والتمر علي حاله إلي أن جاءنا الحديث . ومنها ماروي عمار بن ياسر أنه كان مع رسول الله ص في بعض أسفاره قال فنزلنا يوما في بعض الصحاري القليلة الشجر فنظر إلي شجرتين صغيرتين فقال لي ياعمار صر إلي الشجرتين فقل لهما يأمركما رسول الله ص أن تلتقيا حتي يقعد تحتكما فأقبلت كل واحدة إلي الأخري

حتي التقتا فصارتا كالشجرة الواحدة ومضي رسول الله ص خلفهما فقضي حاجته فلما أراد الخروج قال لترجع كل واحدة إلي مكانها فرجعتا كذلك . ومنها أن عليا ع بعثه رسول الله ص في بعض الأمور بعدصلاة الظهر وانصرف من جهته تلك و قدصلي رسول الله ص العصر بالناس . فلما دخل علي ع جلس يقص عليه ما كان قدنفذ فيه فنزل الوحي عليه في تلك الساعة فوضع رأسه في حجر علي ع وكانا كذلك حتي غربت الشمس

[ صفحه 156]

فسري عن رسول الله ص في وقت الغروب . فقال لعلي ع هل صليت العصر قال لافإني كرهت أن أزيل رأسك ورأيت جلوسي تحت رأسك و أنت في تلك الحال أفضل من صلاتي .فقام رسول الله ص فاستقبل القبلة فقال أللهم إن كان علي في طاعتك وحاجة رسولك فاردد عليه الشمس ليصلي صلاته فرجعت الشمس حتي صارت في موضع أول العصر فصلي علي ع ثم انقضت الشمس للغروب مثل انقضاض الكوكب .

وروي أن النبي ص قال يا علي إن الشمس مطيعة لك فادع

-روایت-1-2-روایت-28-62

.فدعا فرجعت و كان قدصلاها بالإشارة. ومنها أن الحصار لمااشتد علي المسلمين في

حرب الخندق ورأي رسول الله ص منهم الضجر لما كان فيه من الضر صعد علي مسجد الفتح فصلي ركعتين ثم قال أللهم أن تهلك هذه العصابة لم تعبد بعدها في الأرض فبعث الله ريحا قلعت خيم المشركين وبددت رواحلهم وأجهدتهم بالبرد وسفت الرمال والتراب عليهم وجاءته الملائكة فقالت يا رسول الله إن الله قدأمرنا بالطاعة لك فمرنا بما شئت قال زعزعي المشركين وأرعبيهم وكوني من ورائهم .ففعلت بهم ذلك وأنزل الله يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا اذكُرُوا نِعمَةَ اللّهِ عَلَيكُم إِذ جاءَتكُم جُنُودٌيعني أحزاب المشركين فَأَرسَلنا عَلَيهِم رِيحاً وَ جُنُوداً لَم تَرَوها وَ كانَ اللّهُ بِما تَعمَلُونَ بَصِيراً إِذ جاؤُكُم مِن فَوقِكُم أي أحزاب العرب وَ مِن أَسفَلَ مِنكُميعني بني قريظة حين نقضوا عهد رسول الله ص وصاروا مع الأحزاب علي المسلمين .

-قرآن-503-583-قرآن-606-720-قرآن-738-758

[ صفحه 157]

ثم رجع من مسجد الفتح إلي معسكره فصاح بحذيفة بن اليمان و كان قريبا ثلاثا فقال في الثالثة لبيك يا رسول الله قال تسمع صوتي و لاتجيبني فقال منعني شدة البرد فقال اعبر الخندق فاعرف خبر قريش والأحزاب وارجع و لاتحدث حدثا حتي ترجع إلي .فقمت و أناأنتفض من البرد فعبرت الخندق وكأني في الحمام فصرت إلي معسكرهم فلم أجد هناك إلاخيمة

أبي سفيان وعنده جماعة من وجوه قريش و بين أيديهم نار تشتعل مرة وتخبو أخري فانسللت فجلست بينهم . فقال أبوسفيان إن كنا نقاتل أهل الأرض فنحن بالقدرة عليه و إن كنا نقاتل أهل السماء كما يقول محمد فلاطاقة لنا بأهل السماء انظروا بينكم لا يكون لمحمد عين بيننا فليسأل بعضكم بعضا. قال حذيفة فبادرت إلي ألذي عن يميني فقلت من أنت قال خالد بن الوليد و قلت للذي عن يساري من أنت قال فلان فلم يسألني أحد منهم . ثم قال أبوسفيان لخالد إما أن تتقدم أنت فتجمع إلي الناس ليلحق بعضهم ببعض فأكون علي الساقة وإما أن أتقدم أنا وتكون علي الساقة. قال بل أتقدم أنا وتتأخر أنت .فقاموا جميعا فتقدموا وتأخر أبوسفيان فخرج من الخيمة و أنااختفيت في ظلها فركب راحلته وهي معقولة من الدهش ألذي كان به فنزل يحل العقال فأمكنني قتله فلما هممت بذلك تذكرت قول رسول الله ص لي لاتحدثن حدثا حتي ترجع إلي .فكففت ورجعت إلي رسول الله ص و قدطلع الفجر فحمد الله ثم صلي بالناس الفجر ونادي مناديه لايبرحن أحد مكانه إلي أن تطلع الشمس .فما

أصبح إلا و قدتفرق عنه الجماعة إلانفرا يسيرا.

[ صفحه 158]

فلما طلعت الشمس انصرف رسول الله ص و من كان معه فلما دخل منزله أمر فنودي أن لايصلي أحد منكم إلا في بني قريظة فسار المسلمون إليهم فوجدوا النخل محدقا بقصرهم و لم يكن للمسلمين معسكر ينزلون فيه ووافي رسول الله ص فقال مالكم لاتنزلون فقالوا مالنا مكان ننزل به من اشتباك النخل .فوقف في طريق بين النخل فأشار بيده يمنة فانظم النخل بعضه إلي بعض وأشار بيده يسرة فانضم النخل كذلك واتسع لهم الموضع فنزلوا. ومنها أنه لماخرج رسول الله ص للعمرة سنة الحديبية منعت قريش من دخوله مكة وتحالفوا أنه لايدخلها ومنهم عين تطرف . و قال لهم رسول الله ص ماجئت محاربا لكم إنما جئت معتمرا.قالوا لاندعك تدخل مكة علي هذه الحالة فتستند لنا العرب وتعيرنا ولكن اجعل بيننا وبينك هدنة لاتكون لغيرنا فاتفقوا عليها و قدنفد ماء المسلمين وكظهم وبهائمهم العطش فجي ء بركوة فيهاقليل من الماء فأدخل يده فيهاففاضت الركوة ونودي في العسكر من أراد الماء فليأته فسقوا واستقوا وملئوا القرب . ومنها ماروي جابر عن عمار بن ياسر أنه كان

مع رسول الله ص في بعض غزواته قال فلما خرجنا من المدينة وتأخر عنا رسول الله ص ثم أقبل خلفنا

[ صفحه 159]

فانتهي إلي و قدقام جملي وبرك في الطريق وتخلفت عن الناس بسبب ذلك فنزل رسول الله ص عن راحلته فأخذ من الإداوة ماء في فمه ثم رشه علي الجمل صاح به فنهض كأنه ظبي فقال لي اركبه وسر عليه .فركبته وسرت مع رسول الله ص فو الله ماكانت ناقة رسول الله العضباء تفوته . فقال لي ص ياعمار تبيعني الجمل قلت هو لك يا رسول الله . قال ص لا إلابثمن قلت تعطي من الثمن ماشئت قال ص مائة درهم قلت قدبعتك . قال ص و لك ظهره إلي المدينة. فلما رجعنا ونزلنا المدينة حططت عنه رحلي وأخذت بزمامه فقدمته إلي باب دار رسول الله ص فقال وفيت ياعمار فقلت الواجب هذا يا رسول الله . فقال ص ياأنس ادفع إلي عمار مائة درهم ثمن الجمل ورد عليه الجمل هدية منا إليه لينتفع به . قال جابر وكنا يوما جلوسا حوله ص في مسجده فأخذ كفا من حصي المسجد فنطقت الحصيات كلها في يده بالتسبيح ثم قذف بها

إلي موضعها في المسجد. ومنها أنه لماسار إلي خيبر أخذ أبوبكر الراية إلي باب الحصن فحاربهم فحملت اليهود فرجع منهزما يجبن أصحابه ويجبنونه . و لما كان من الغد أخذ عمر الراية وخرج ثم رجع يجبن الناس .فغضب رسول الله ص و قال مابال أقوام يرجعون منهزمين يجبنون أصحابهم أمالأعطين الراية غدا رجلا يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله كرارا غيرفرار لايرجع حتي يفتح الله علي يديه .

[ صفحه 160]

و كان علي ع أرمد العين فتطاول جميع المهاجرين والأنصار وقالوا أما علي فإنه لايبصر شيئا لاسهلا و لاجبلا. فلما كان من الغد خرج رسول الله ص من الخيمة والراية في يده فركزها و قال أين علي فقيل يا رسول الله هورمد معصوب العينين قال هاتوه إلي فأتي به يقاد ففتح رسول الله ص عينيه ثم تفل فيهما فكأنما لم ترمدا قط. ثم قال أللهم أذهب عنه الحر والبرد فكان علي يقول ماوجدت بعد ذلك حرا و لابردا في صيف و لاشتاء ثم دفع إليه الراية. ثم قال له سر في المسلمين إلي باب الحصن وادعهم إلي إحدي ثلاث خصال إما أن يدخلوا في الإسلام ولهم ماللمسلمين وعليهم

ماعليهم وأموالهم لهم . وإما أن يذعنوا بالجزية والصلح ولهم الذمة وأموالهم لهم . وإما الحرب فإن هم اختاروا الحرب فحاربهم .فأخذها وسار بها والمسلمون خلفه حتي وافي باب الحصن فاستقبله حماة اليهود و في أولهم مرحب يهدر كمايهدر البعير فدعاهم إلي الإسلام فأبوا ثم دعاهم إلي الذمة فأبوا فحمل عليهم أمير المؤمنين ع فانهزموا بين يديه ودخلوا الحصن وردوا بابه . و كان الباب حجرا منقورا في صخر والباب من الحجر في ذلك الصخر المنقور كأنه حجر رحي و في وسطه ثقب لطيف فرمي أمير المؤمنين ع بقوسه من يده اليسري وجعل يده اليسري في ذلك الثقب ألذي في وسط الحجر دون اليمني لأن السيف كان في يده اليمني ثم جذبه إليه فانهار الصخر المنقور وصار الباب في يده اليسري فحملت عليه اليهود فجعل ذلك ترسا له وحمل عليهم فضرب مرحبا فقتله

[ صفحه 161]

وانهزم اليهود من بين يديه فرمي عند ذلك بالحجر بيده اليسري إلي خلفه فمر الحجر ألذي هوالباب علي رءوس الناس من المسلمين إلي أن وقع في آخر العسكر. و قال المسلمون فذرعنا المسافة التي مضي فيهاالباب فكانت أربعين ذراعا ثم اجتمعنا علي ذلك

الباب لنرفعه من الأرض وكنا أربعين رجلا حتي تهيأ لنا أن نرفعه قليلا من الأرض . ومنها أنه لماانصرف رسول الله ص من خيبر راجعا إلي المدينة قال جابر أشرفنا علي واد عظيم قدامتلأ بالماء فقاسوا عمقه برمح فلم يبلغ قعره فنزل رسول الله ص و قال أللهم أعطنا اليوم آية من آيات أنبيائك ورسلك ثم ضرب الماء بقضيبه واستوي علي راحلته ثم قال سيروا خلفي علي اسم الله فمضت راحلته علي وجه الماء واتبعه الناس علي رواحلهم ودوابهم فلم تترطب أخفافها و لاحوافرها. ومنها أن النبي ص لماأراد المسير إلي مكة لفتحها قال أللهم أعم الأخبار عن قريش حتي نبغتها في دارها فعميت الأخبار عليهم . و كان حاطب بن أبي بلتعة قدأسلم وهاجر و كان أهله وولده بمكة فقال قريش لهم اكتبوا إلي حاطب كتابا سلوه أن يعرفنا خبر محمدفكتبوا كتابا وبعثته قريش مع امرأة سرا فكتب الجواب بأن محمدا صائر إليكم ودفعه إلي المرأة وخرجت . فقال عليه وآله السلام إن الله أوحي إلي أن حاطبا قدكتب بخبرنا إلي مكة والكتاب حملته امرأة من حالها وصفتها فمن يمضي خلفها فيرد الكتاب قال الزبير أنا قال ص يكون

علي معك .

[ صفحه 162]

فخرجا فلحقاها في الطريق فقالا أين الكتاب قالت مامعي ورمت إليهما كل ما كان معها فقال الزبير مامعها كتاب قال علي ع ماكذب رسول الله و لاكذب الله وجرد سيفه فقال لتخرجن الكتاب أولأقتلنك فأخرجته من شعر رأسها فأنزل الله تعالي يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا لا تَتّخِذُوا عدَوُيّ وَ عَدُوّكُم أَولِياءَ. ومنها أن النبي ص خرج قاصدا مكة في عشرة آلاف فارس من المسلمين فلم يشعر أهل مكة حتي نزل تحت العقبة و كان أبوسفيان وعكرمة بن أبي جهل خرجا إلي العقبة يتجسسان خبرا ونظرا إلي النيران فاستعظما فلم يعلما لمن النيران و كان العباس قدخرج من مكة مستقبلا إلي المدينة فرده رسول الله ص معه والصحيح أنه منذ يوم بدر كان بالمدينة. فلما نزل تحت العقبة ركب العباس بغلة رسول الله ص وصار إلي العقبة طمعا أن يجد من أهل مكة من ينذرهم إذ سمع كلام أبي سفيان يقول لعكرمة ما هذه النيران فصاح العباس إلي أبي سفيان فقال أبوسفيان يا أباالفضل ما هذه النيران قال نيران عسكر رسول الله ص . فقال أبوسفيان هذا محمد. فقال العباس يا أباسفيان نعم هذا رسول الله . قال

ماتري لي أن أصنع . قال تركب خلفي فأصير بك إلي رسول الله ص فآخذ لك الأمان . قال وتراه يؤمنني قال نعم فإني إذاسألته شيئا لم يردني .فركب أبوسفيان خلفه وانصرف عكرمة إلي مكة فصار العباس إلي رسول الله ص

-قرآن-243-315

[ صفحه 163]

فقال العباس هذا أبوسفيان صار معي إليك فتؤمنه بسببي . فقال ص أسلم تسلم يا أباسفيان فقال يا أباالقاسم ماأكرمك وأحلمك . قال ص أسلم تسلم قال ماأكرمك وأحلمك . قال ص أسلم تسلم فوكزه العباس ويلك إن قالها الرابعة و لم تسلم قتلك فقال ص خذه ياعم إلي خيمتك وكانت قريبة فلما جلس في الخيمة ندم علي مجيئه مع العباس و قال في نفسه من فعل بنفسه مثل مافعلت أناجئت فأعطيت بيدي و لوكنت انصرفت إلي مكة فجمعت الأحابيش وغيرهم فلعلي كنت أهزمه فناداه رسول الله ص من خيمته فقال إذا كان الله يخزيك .فجاء العباس فقال يريد أبوسفيان أن يجيئك يا رسول الله قال ص هاته . فلما دخل قال ص أ لم يأن لك أن تسلم . فقال له العباس قل و إلافيقتلك فقال أشهد أن لاإله إلا الله

وأنك رسول الله فضحك ص فقال رده إلي عندك فقال العباس إن أباسفيان يحب الشرف فشرفه . قال ص من دخل داره فهو آمن و من ألقي سلاحه فهو آمن . فلما صلي بالناس الغداة قال للعباس خذه إلي رأس العقبة فأقعده هناك لتراه جنود الله ويراها. فقال أبوسفيان ماأعظم ملك ابن أخيك قال العباس إنما هي نبوة قال نعم ثم قال رسول الله ص تقدم إلي مكة فأعلمهم بالأمان . فلما دخلها قالت هند اقتلوا هذاالشيخ الضال . ودخل النبي ص مكة و كان وقت الظهر فأمر بلالا فصعد علي ظهر الكعبة فأذن فما بقي صنم بمكة إلاسقط علي وجهه فلما سمع وجوه قريش الأذان قال

[ صفحه 164]

بعضهم في نفسه الدخول في بطن الأرض خير من سماع هذا. و قال آخر الحمد لله ألذي لم يعش والدي إلي هذااليوم . فقال رسول الله ص يافلان قد قلت في نفسك كذا و يافلان قلت في نفسك كذا. فقال أبوسفيان أنت تعلم أني لم أقل شيئا. قال ص أللهم اهد قومي فإنهم لايعلمون ومنها أن النبي ص لماسار إلي خيبر كانوا قدجمعوا حلفاءهم من العرب من غطفان أربعة

آلاف فارس فلما نزل ص بخيبر سمعت غطفان صائحا يصيح في تلك الليلة يامعشر غطفان الحقوا حيكم فقد خولفتم إليهم . وركبوا من ليلتهم وصاروا إلي حيهم من الغد فوجدوهم سالمين .قالوا فعلمنا أن ذلك من قبل الله ليظفر محمدبيهود خيبر.فنزل ص تحت الشجرة فلما انتصف النهار نادي مناديه قالوا فاجتمعنا إليه فإذاعنده رجل جالس فقال عليكم هذاجاءني و أنانائم وسل سيفي و قال من يمنعك مني قلت الله يمنعني منك فصار كماترون لاحراك به . فقال ص دعوه و لم يعاقبه . و لمافتح علي ع حصن خيبر الأعلي بقيت لهم قلعة فيهاجميع أموالهم ومأكولهم و لم يكن عليها حرب من وجه من الوجوه نزل رسول الله ص عليها محاصرا لمن فيهافصار إليه يهودي منهم فقال يا محمدتؤمنني علي نفسي وأهلي وولدي حتي أدلك علي فتح القلعة. فقال له النبي ص أنت آمن فما دلالتك .

[ صفحه 165]

قال تأمر أن يحفر هذاالموضع فإنهم يصيرون إلي ماء أهل القلعة فيخرج ويبقون بغير ماء فيسلمون إليك القلعة طوعا فقال رسول الله ص أويحدث الله غير هذا و قدأمناك . فلما كان من الغد ركب رسول الله ص بغلته و قال للمسلمين اتبعوني

وسار نحو القلعة وأقبلت السهام والحجارة نحوه وهي تمر عن يمنته ويسرته فلايصيبه و لاأحدا من المسلمين شيءمنها حتي وصل رسول الله ص إلي باب القلعة.فأشار بيده إلي حائطها فانخفض الحائط حتي صار مع الأرض و قال للناس ادخلوا القلعة من رأس الحائط بغير كلفة. ومنها ماروت عائشة أن رسول الله ص بعث عليا ع يوما في حاجة له فانصرف إلي النبي ص و هو في حجرتي فلما دخل علي من باب الحجرة استقبله رسول الله ص إلي وسط واسع من الحجرة فعانقه وأظلتهما غمامة سترتهما عني ثم زالت عنهما الغمامة فرأيت في يد رسول الله ص عنقود عنب أبيض و هويأكل ويطعم عليا.فقلت يا رسول الله تأكل وتطعم عليا و لاتطعمني . قال إن هذا من ثمار الجنة لايأكله إلانبي أووصي نبي في الدنيا. ومنها أن نبي الله ص لمابني مسجده كان فيه جذع نخل إلي جانب المحراب يابس عتيق إذاخطب يستند إليه فلما اتخذ له المنبر وصعده حن ذلك الجذع كحنين الناقة إلي فصيلها فنزل رسول الله ص فاحتضنه فسكن من الحنين ثم رجع رسول الله ص ويسمي الحنانة.

[ صفحه 166]

إلي أن هدم بنو أمية المسجد وجددوا بناءه فقطعوا الجذع

. ومنها أنه لمابعث النبي ص عسكرا إلي مؤتة ولي عليهم زيد بن حارثة ودفع الراية إليه و قال إن قتل زيد فالوالي عليكم جعفر بن أبي طالب فإن قتل جعفرفالوالي عليكم عبد الله بن رواحة الأنصاري وسكت . فلما ساروا و قدحضر هذاالترتيب في الولاية من رسول الله ص رجل من اليهود فقال اليهودي إن كان محمدنبيا كما يقول سيقتل هؤلاء الثلاثة فقيل له لم قلت هذا قال لأن أنبياء بني إسرائيل كانوا إذابعث نبي منهم بعثا في الجهاد فقال إن قتل فلان فالوالي عليكم بعده فلان فإن سمي للولاية كذلك اثنين أومائة أوأقل أوأكثر قتل جميع من ذكر فيهم الولايات . قال جابر فلما كان اليوم ألذي وقعت فيه حربهم صلي النبي ص بنا الغداة ثم صعد المنبر فقال قدالتقي إخوانكم مع المشركين للمحاربة فأقبل يحدثنا بكرات بعضهم علي بعض إلي أن قال قتل زيد وسقطت الراية. ثم قال قدأخذها جعفر بن أبي طالب وتقدم للحرب بها. ثم قال قدقطعت يده و قدأخذ الراية بيده الأخري . ثم قال وقطعت يده الأخري و قداحتضن الراية في صدره . ثم قال قتل جعفر وسقطت

الراية ثم أخذها عبد الله بن رواحة و قدقتل من المشركين كذا وقتل من المسلمين فلان وفلان إلي أن ذكر جميع من قتل من المسلمين بأسمائهم . ثم قال قتل عبد الله بن رواحة وأخذ الراية خالد بن الوليد وانصرف المسلمون . ثم نزل عن المنبر وصار إلي دار جعفرفدعا عبد الله بن جعفرفأقعده في حجره

[ صفحه 167]

وجعل يمسح علي رأسه .فقالت والدته أسماء بنت عميس يا رسول الله إنك لتمسح علي رأسه كأنه يتيم . قال قداستشهد جعفر في هذااليوم ودمعت عينا رسول الله ص و قال قطعت يداه قبل أن يستشهد و قدأبدله الله من يديه جناحين من زمرد أخضر فهو الآن يطير بهما في الجنة مع الملائكة كيف يشاء. ومنها أن النبي ص لمابعث سرية ذات السلاسل عقد الراية وسار بها أبوبكر حتي إذاصار بهابقرب المشركين اتصل بهم خبرهم فتحرزوا و لم يصل المسلمون إليهم .فأخذها عمر وخرج مع السرية فاتصل بهم خبرهم فتحرزوا و لم يصل المسلمون إليهم .فأخذ الراية عمرو بن العاص فخرج مع السرية وانهزموا أيضا.فعقدص الراية لعلي ع وضمهم إليه و من كان في تلك السرية. و كان المشركون قدأقاموا رقباء علي جبالهم ينظرون

إلي كل عسكر يخرج إليهم من المدينة علي الجادة فيأخذون حذرهم واستعدادهم . فلما خرج علي ع ترك الجادة وأخذ بالسرية في الأودية بين الجبال . فلما رأي عمرو بن العاص قدفعل علي ذلك علم أنه سيظفر بهم فحسده فقال لأبي بكر وعمر ووجوه السرية إن عليا رجل غر لاخبرة له بهذه المسالك ونحن أعرف بها منه و هذاالطريق ألذي توجه فيه كثير السباع وسيلقي الناس من معرتها أشد مايحاذرونه من العدو فاسألوه أن يرجع عنه إلي الجادة فعرفوا أمير المؤمنين ع ذلك قال من كان طائعا لله ولرسوله منكم فليتبعني و من أراد

[ صفحه 168]

الخلاف علي الله ورسوله فلينصرف عني .فسكتوا وساروا معه فكان يسير بهم بين الجبال بالليل ويكمن في الأودية بالنهار وصارت السباع التي فيهاكالسنانير إلي أن كبس المشركين وهم غارون آمنون وقت الصبح فظفر بالرجال والذراري والأموال فحاز ذلك كله وشد الرجال في الحبال كالسلاسل فلذلك سميت غزاة ذات السلاسل . فلما كانت الصبيحة التي أغار فيها أمير المؤمنين ع علي العدو و من المدينة إلي هناك خمس مراحل خرج النبي ص وصلي بالناس الفجر وقرأ والعاديات في الركعة الأولي و

قال هذه سورة أنزلها الله علي في هذاالوقت يخبرني فيهابإغارة علي علي العدو. وجعل حسده لعلي حسدا له فقال إِنّ الإِنسانَ لِرَبّهِ لَكَنُودٌ والكنود الحسود و هوعمرو بن العاص هاهنا إذ هو كان يحب الخير و هوالحياة حين أظهر الخوف من السباع ثم هدده الله تعالي . ومنها أن جابرا قال إن الحكم بن أبي العاص عم عثمان بن عفان كان يستهز ئ من رسول الله بخطوته في مشيته ويسخر منه و كان رسول الله ص يمشي يوما والحكم خلفه يحرك كتفيه ويكسر يديه خلف رسول الله استهزاء منه بمشيته ص فأشار رسول الله ص بيده و قال هكذا فكن .فبقي الحكم علي تلك الحال من تحريك أكتافه وتكسير يديه ثم نفاه عن المدينة ولعنه فكان مطرودا إلي أيام عثمان فرده إلي المدينة وأكرمه .

-قرآن-608-640

[ صفحه 169]

ومنها أنه لماغزا تبوك كان معه من المسلمين خمسة وعشرون ألفا سوي خدمهم فمرص في مسيره بجبل يرشح الماء من أعلاه إلي أسفله من غيرسيلان فقالوا ماأعجب رشح هذاالجبل . فقال ص إنه يبكي قالوا والجبل يبكي . قال ص أتحبون أن تعلموا ذلك قالوا نعم . قال ص أيها الجبل مم بكاؤك .فأجابه الجبل

و قدسمعه الجماعة بلسان فصيح يا رسول الله ص مر بي عيسي ابن مريم و هويتلوناراً وَقُودُهَا النّاسُ وَ الحِجارَةُفأنا أبكي منذ ذلك اليوم خوفا من أن أكون من تلك الحجارة فقال ص اسكن من بكائك فلست منها إنما تلك الحجارة الكبريت فجف ذلك الرشح من الجبل في الوقت حتي لم ير شيء من ذلك الرشح و من تلك الرطوبة التي كانت . ومنها أنه لماصار بتبوك واختلف الرسل بين رسول الله ص وملك الروم فطالت في ذلك الأيام حتي نفد الزاد فشكوا إليه نفاده فقال ص من كان معه شيء من الدقيق أوتمر أوسويق فليأتني .فجاءه رجل بكف تمر والآخر بكف سويق فبسط رداءه وجعل ذلك عليه ووضع يده علي كل واحد منها ثم قال نادوا في الناس من أراد الزاد فليأت .فأقبل الناس يأخذون الدقيق والتمر والسويق حتي ملئوا جميع ما كان معهم من

-قرآن-385-422

[ صفحه 170]

الأوعية و ذلك الدقيق والتمر والسويق علي حاله مانقص من واحد منها شيء و لازاد علي ما كان ثم سار إلي المدينة فنزل يوما علي واد كان يعرف فيه الماء فيما تقدم فوجدوه يابسا لاماء فيه فقالوا ليس في الوادي ماء يا رسول الله ص فأخرج

سهما من كنانته فقال لرجل خذه فانصبه في أعلي الوادي .فنصبه حيث أمر النبي ص فتفجرت من حول السهم اثنتا عشرة عينا تجري في الوادي من أعلاه إلي أسفله وارتووا وملئوا القرب

[ صفحه 171]

الباب الثاني في معجزات أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع

ومنها عن أبي عبد الله ع عن آبائه ع أن العباس بن عبدالمطلب ونوفل بن قعنب كانا جالسين ما بين بني هاشم إلي فريق عبدالعزي بإزاء بيت الله إذ أتت فاطمة بنت أسد فوقفت و قدأخذها الطلق ودعت قالا رأينا البيت و قدانفتح عن ظهره فدخلت وغابت عن أبصارنا وانغلق الباب ثم عادت الفتحة ثم التزقت فرمنا أن نفتح الباب لتصل إليها بعض نسائنا فما انفتح فعلمنا أن ذلك أمر من الله فبقيت فاطمة في البيت ثلاثة أيام و أهل مكة يتحدثون بذلك ثم انفتح البيت من الموضع ألذي دخلت فيه فخرجت و علي ع علي يدها فقالت كنت آكل من ثمار الجنة في ثلاثة أيام فلما رأي النبي ص قال السلام عليك يا رسول الله وضحك في وجهه ووضع النبي ص لسانه في فيه فانفجرت اثنتا عشرة عينا

-روایت-1-2-روایت-44-695

[ صفحه 172]

ومنها ماروي عن الثمالي عن رميلة و كان ممن صحب عليا

ع قال وصار إليه نفر من أصحابه فقالوا إن وصي موسي كان يريهم الدلائل والعلامات والبراهين والمعجزات و كان وصي عيسي يريهم كذلك .فلو أريتنا شيئا تطمئن إليه و به قلوبنا. قال إنكم لاتحتملون علم العالم و لاتقوون علي براهينه وآياته وألحوا عليه .فخرج بهم نحو أبيات الهجريين حتي أشرف بهم علي السبخة فدعا خفيا ثم قال اكشفي غطاءك فإذابجنات وأنهار في جانب و إذابسعير ونيران من جانب . فقال جماعة سحر سحر. وثبت آخرون علي التصديق و لم ينكروا مثلهم وقالوا

لقد قال النبي ص القبر روضة من رياض الجنة أوحفرة من حفر النار

-روایت-1-2-روایت-21-67

. ومنها أنه اختصم رجل وامرأة إليه فعلا صوت الرجل علي المرأة فقال له علي ع اخسأ و كان خارجيا فإذارأسه رأس كلب فقال رجل يا أمير المؤمنين صحت بهذا الخارجي فصار رأسه رأس كلب فما يمنعك عن معاوية فقال ويحك لوأشاء أن آتي معاوية إلي هاهنا علي سريره لدعوت الله حتي فعل . ولكنا لله خزان لا علي ذهب و لافضة و لاإنكار علي أسرار تدبير الله . أ ماتقرأبَل عِبادٌ مُكرَمُونَ لا يَسبِقُونَهُ بِالقَولِ وَ هُم بِأَمرِهِ يَعمَلُونَ. و في رواية قال إنما أدعو هؤلاء لثبوت الحجة وكمال المحنة و لوأذن

-قرآن-364-438

[ صفحه 173]

في الدعاء بهلاك

معاوية لماتأخر

ومنها أن الباقر ع قال شكا أهل الكوفة إلي علي ع زيادة الفرات فركب هو و الحسن و الحسين ع فوقف علي الفرات و قدارتفع الماء علي جانبيه فضربه بقضيب رسول الله ص فنقص ذراع وضربه أخري فنقص ذراعان فقالوا يا أمير المؤمنين لوزدتنا فقال إني سألت الله فأعطاني مارأيتم وأكره أن أكون عبدا ملحا

-روایت-1-2-روایت-27-310

ومنها أن الصادق ع قال كان قوم من بني مخزوم لهم خئولة مع علي ع فأتاه شاب منهم يوما فقال ياخال مات ترب لي فحزنت عليه حزنا شديدا قال فتحب أن تراه قال نعم قال فانطلق بنا إلي قبره فدعا الله و قال قم يافلان بإذن الله فإذاالميت جالس علي رأس القبر و هو يقول ونيه ونيه شالا معناه لبيك لبيك سيدنا فقال أمير المؤمنين ع ما هذااللسان أ لم تمت و أنت رجل من العرب قال نعم ولكني مت علي ولاية فلان وفلان فانقلب لساني إلي ألسنة أهل النار

-روایت-1-2-روایت-28-474

[ صفحه 174]

ومنها ماروي عن الباقر ع أن عليا مر يوما في أزقة الكوفة فانتهي إلي رجل قدحمل جريثا فقال انظروا إلي هذا قدحمل إسرائيليا فأنكر الرجل و

قال متي صار الجريث إسرائيليا فقال علي ع أماإنه إذا كان اليوم الخامس ارتفع لهذا الرجل من صدغه دخان فيموت مكانه فأصابه في اليوم الخامس ذلك فمات فحمل إلي قبره فلما دفن جاء أمير المؤمنين ع مع جماعة إلي قبره فدعا الله ثم رفسه برجله فإذا الرجل قائم بين يديه و هو يقول الراد علي علي كالراد علي الله و علي رسوله و قال له عد في قبرك فعاد فيه فانطبق القبر عليه

-روایت-1-2-روایت-29-533

ومنها ماروي عن رميلة أن عليا ع مر برجل يخيط و هويغني فقال له ياشاب لوقرأت القرآن لكان خيرا لك فقال إني لاأحسنه ولوددت أني أحسن منه شيئا

-روایت-1-2-روایت-25-ادامه دارد

[ صفحه 175]

فقال ادن مني فدنا منه فتكلم في أذنه بشي ء خفي فصور الله القرآن كله في قلبه يحفظه كله

-روایت-از قبل-98

ومنها ماروي عن علي بن أبي حمزة عن علي بن الحسين عن أبيه ع قال كان علي ع ينادي من كان له عند رسول الله ص عدة أودين فليأتني فكان كل من أتاه يطلب دينا أوعدة يرفع مصلاه فيجد ذلك كذلك تحته فيدفعه إليه فقال الثاني للأول ذهب هذابشرف الدنيا في

هذادوننا فما الحيلة فقال لعلك لوناديت كمانادي هوكنت تجد ذلك كمايجد هوإذ كان إنما يقضي عن رسول الله ص فنادي أبوبكر كذلك فعرف أمير المؤمنين ع الحال فقال أماإنه سيندم علي مافعل فلما كان من الغد أتاه أعرابي و هوجالس في جماعة من المهاجرين والأنصار فقال أيكم وصي رسول الله فأشير إلي أبي بكر فقال أنت وصي رسول الله وخليفته قال نعم فما تشاء قال فهلم الثمانين الناقة التي ضمن لي رسول الله ص قال و ما هذه النوق قال ضمن لي رسول الله ص ثمانين ناقة حمراء كحل العيون فقال لعمر كيف نصنع الآن قال إن الأعراب جهال فاسأله أ لك شهود بما تقوله فتطلبهم منه فقال أبوبكر للأعرابي أ لك شهود بما تقول قال ومثلي يطلب منه الشهود علي رسول الله ص بما يضمن لي و الله ما أنت بوصي رسول الله و لاخليفته فقام إليه سلمان فقال ياأعرابي اتبعني حتي أدلك علي وصي رسول الله ص

-روایت-1-2-روایت-77-ادامه دارد

[ صفحه 176]

فتبعه الأعرابي حتي انتهي إلي علي ع فقال أنت وصي رسول الله قال نعم فما تشاء قال إن رسول الله

ص ضمن لي ثمانين ناقة حمراء كحل العيون فهلمها فقال له علي ع أسلمت أنت و أهل بيتك فانكب الأعرابي علي يديه يقبلهما و هو يقول أشهد أنك وصي رسول الله ص وخليفته فبهذا وقع الشرط بيني وبينه و قدأسلمنا جميعا فقال علي ع ياحسن انطلق أنت وسلمان مع هذاالأعرابي إلي وادي فلان فناد ياصالح ياصالح فإذاأجابك فقل إن أمير المؤمنين يقرأ عليك السلام و يقول لك هلم الثمانين الناقة التي ضمنها رسول الله ص لهذا الأعرابي قال سلمان فمضينا إلي الوادي فنادي الحسن فأجابه لبيك يا ابن رسول الله فأدي إليه رسالة أمير المؤمنين ع فقال السمع والطاعة فلم يلبث أن خرج إلينا زمام ناقة من الأرض فأخذ الحسن ع الزمام فناوله الأعرابي و قال خذ فجعلت النوق تخرج حتي كملت الثمانون علي الصفة

-روایت-از قبل-828

ومنها أن زاذان وجماعة من أصحاب أمير المؤمنين ع قالوا كنا معه ع بصفين فلما أن صاف معاوية أتاه رجل من ميمنته فقال يا أمير المؤمنين في ميمنتك خلل قال ارجع إلي مقامك فرجع .

[ صفحه 177]

ثم أتاه ثانية فقال يا أمير المؤمنين في ميمنتك خلل قال ارجع

إلي مقامك فرجع ثم أتاه ثالثة كأن الأرض لاتحمله فقال يا أمير المؤمنين في ميمنتك خلل . فقال ع قف فوقف فقال أمير المؤمنين علي بمالك الأشتر فقال ع يامالك قال لبيك يا أمير المؤمنين قال تري ميسرة معاوية قال نعم قال تري صاحب الفرس المعلم قال نعم قال ألذي عليه الأحمر قال نعم . قال انطلق فأتني برأسه .فخرج مالك فدنا منه وضربه فسقط رأسه ثم تناوله فأقبل به إلي أمير المؤمنين فألقاه بين يديه فأقبل علي ع علي الرجل فقال نشدتك الله هل كنت نظرت إلي هذافرأيته وحليته و هوملأ قلبك فرأيت الخلل في أصحابك قال أللهم نعم فأقبل علي علينا ونحن حوله فقال أخبرني بهذا رسول الله ص أفترونه بقي بعد هذا شيء ثم قال للرجل ارجع إلي مقامك

ومنها ماروي أبوحمزة الثمالي عن أبي جعفر ع قال قر ئ عند أمير المؤمنين ع إِذا زُلزِلَتِ الأَرضُ زِلزالَها إلي أن بلغ قوله وَ قالَ الإِنسانُ ما لَها يَومَئِذٍ تُحَدّثُ أَخبارَها قال أناالإنسان وإياي تحدث أخبارها فقال له ابن الكواء يا أمير المؤمنين وَ عَلَي الأَعرافِ رِجالٌ يَعرِفُونَ كُلّا بِسِيماهُم قال نحن الأعراف

نعرف أنصارنا بسيماهم ونحن أصحاب الأعراف نوقف بين الجنة والنار فلايدخل الجنة إلا من عرفنا وعرفناه و لايدخل النار إلا من أنكرنا وأنكرناه و كان علي ع يخاطبه بويحك و كان يتشيع فلما كان يوم النهروان

-روایت-1-2-روایت-55-ادامه دارد

[ صفحه 178]

قاتل عليا ع ابن الكواء وجاءه ع رجل فقال إني لأحبك فقال أمير المؤمنين ع كذبت فقال الرجل سبحان الله كأنك تعلم ما في قلبي وجاءه آخر فقال إني أحبكم أهل البيت و كان فيه لين فأثني عليه عنده فقال أمير المؤمنين ع كذبتم لايحبنا مخنث و لاديوث و لاولد زنا و لا من حملت به أمه في حيضها فذهب الرجل فلما كان يوم صفين قتل مع معاوية

-روایت-از قبل-356

ومنها ماروي عن أبي حمزة عن أبي إسحاق السبيعي عمرو بن الحمق قال دخلت علي علي ع حين ضرب الضربة بالكوفة فقلت ليس عليك بأس إنما هوخدش قال لعمري إني لمفارقكم ثم قال لي إلي السبعين بلاء قالها ثلاثا قلت فهل بعدالبلاء رخاء فلم يجبني وأغمي عليه فبكت أم كلثوم فلما أفاق قال لاتؤذيني ياأم كلثوم فإنك لوترين ماأري لم تبك إن الملائكة من السماوات السبع

بعضهم خلف بعض والنبيين يقولون لي انطلق يا علي فما أمامك خير لك مما أنت فيه فقلت يا أمير المؤمنين إنك قلت إلي السبعين بلاء فهل بعدالسبعين رخاء قال نعم و إن بعدالبلاء رخاءيَمحُوا اللّهُ ما يَشاءُ وَ يُثبِتُ وَ عِندَهُ أُمّ الكِتابِ

-روایت-1-2-روایت-73-629

قال أبوحمزة قلت لأبي جعفر ع إن عليا ع قال إلي السبعين بلاء و كان يقول بعدالسبعين رخاء و قدمضت السبعون و لم نر رخاء فقال أبو جعفر ع ياثابت إن الله قد كان وقت هذاالأمر في السبعين فلما

-روایت-1-2-روایت-16-ادامه دارد

[ صفحه 179]

قتل الحسين ع اشتد غضب الله علي أهل الأرض فأخره الله إلي الأربعين ومائة سنة فحدثناكم فأذعتم الحديث وكشفتم القناع قناع السر فأخره الله و لم يجعل له بعد ذلك وقتايَمحُوا اللّهُ ما يَشاءُ وَ يُثبِتُ وَ عِندَهُ أُمّ الكِتابِ قال أبوحمزة قلت لأبي عبد الله ع ذلك فقال قد كان ذلك وكذلك قال أحدهم ع

-روایت-از قبل-321

كذب الوقاتون

ومنها ماروي عن مقرن قال دخلنا جماعة علي أبي عبد الله ع فقال إن رسول الله ص قال لأم سلمة إذاجاء أخي فمريه أن يملأ هذه الشكوة من الماء ويلحقني بها بين الجبلين ومعه سيفه فلما جاء علي

ع قالت له قال أخوك املأ هذه الشكوة من الماء والحقني بها بين الجبلين قالت فملأها وانطلق حتي إذادخل بين الجبلين استقبله طريقان فلم يدر في أيهما يأخذ فرأي راعيا علي الجبل فقال ياراعي هل مر بك رسول الله ص فقال الراعي مالله من رسول فأخذ علي ع جندلة فصرخ الراعي فإذا

-روایت-1-2-روایت-30-ادامه دارد

[ صفحه 180]

الجبل قدامتلأ بالخيل و الرجل فما زالوا يرمونه بالجندل واكتنفه طائران أبيضان فما زال يمضي ويرمونه حتي لقي رسول الله ص فقال يا علي ما لك منبهرا فقال يا رسول الله كان كذا وكذا فقال وهل تدري من الراعي و ماالطائران قال لا قال أماالراعي فإبليس و أماالطائران فجبرئيل وميكائيل ثم قال رسول الله ص يا علي خذ سيفي هذا وامض بين هذين الجبلين فلاتلق أحدا إلاقتلته و لاتهابنه فأخذ سيف رسول الله ص ودخل بين الجبلين فرأي رجلا عيناه كالبرق الخاطف وأسنانه كالمنجل يمشي في شعره فشد عليه فضربه ضربة فلم يبلغ شيئا ثم ضربه أخري فقطعه اثنين ثم أتي رسول الله ص فقال قتلته فقال النبي ص الله أكبر ثلاثا هذايغوث و لايدخل

في صنم يعبد من دون الله حتي تقوم الساعة

-روایت-از قبل-713

ومنها أن أعرابيا أتي أمير المؤمنين ع و هو في المسجد فقال مظلوم قال ادن مني فدنا فقال يا أمير المؤمنين مظلوم قال ادن فدنا حتي وضع يديه علي ركبتيه قال ماظلامتك فشكا ظلامته فقال ياأعرابي أناأعظم ظلامة منك ظلمني المدر والوبر و لم يبق بيت

-روایت-1-2-روایت-9-ادامه دارد

[ صفحه 181]

من العرب إلا و قددخلت مظلمتي عليهم و مازلت مظلوما حتي قعدت مقعدي هذا إن كان عقيل بن أبي طالب ليرمد فما يدعهم يذرونه حتي يأتوني فأذر و مابعيني رمد ثم كتب له بظلامته ورحل فهاج الناس وقالوا قدطعن علي الرجلين فدخل عليه الحسن ع فقال قدعلمت ماشرب قلوب الناس من حب هذين فخرج ع فقال الصلاة جامعة فاجتمع الناس فصعد المنبر فحمد الله وأثني عليه و قال أيها الناس إن الحرب خدعة فإذاسمعتموني أقول قال رسول الله ص فو الله لئن أخر من السماء أحب إلي من أن أكذب علي رسول الله كذبة و إذاحدثتكم عن نفسي أن الحرب خدعة ثم ذكر غير ذلك فقام رجل يساوي برأسه رمانة المنبر فقال أناأبرأ من الاثنين والثلاثة فالتفت إليه أمير المؤمنين ع

فقال بقرت العلم في غيرأوانه لتبقرن كمابقرته فلما قدم ابن سمية أخذه وشق بطنه وحشا جوفه حجارة وصلبه

-روایت-از قبل-785

ومنها ماروي حنان بن سدير عن رجل من مزينة قال كنت جالسا عند علي ع فأقبل إليه قوم من مراد ومعهم ابن ملجم فقالوا يا أمير المؤمنين طرأ علينا و لا و الله ماجاءنا زائرا و لامنتجعا وإنا لنخافه عليك فاشدد يدك به فقال له علي ع اجلس فنظر في وجهه طويلا ثم قال له أرأيتك إن سألتك عن شيء وعندك منه علم هل أنت مخبري به قال نعم وحلف عليه فقال أكنت تراضع الغلمان وتقوم عليهم فكنت إذاجئت فرأوك من بعيد قالوا قدجاءنا ابن راعية الكلاب قال أللهم نعم

-روایت-1-2-روایت-53-ادامه دارد

[ صفحه 182]

فقال له علي فمررت برجل و قدأيفعت فنظر إليك فأحد النظر فقال لك ياأشقي من عاقر ناقة ثمود قال نعم قال فأخبرتك أمك أنها حملت بك في بعض حيضها فتعتع هنيئة ثم قال نعم قدحدثتني بذلك و لوكنت كاتما شيئا لكتمتك هذه المنزلة فقال له علي ع قم فقام ثم قال سمعت رسول الله ص يقول إن قاتلك

شبه اليهودي بل هويهودي

-روایت-از قبل-336

و عن رجاء بن زياد جاء ابن ملجم يستحمل عليا فقال احملني يا أمير المؤمنين قال ياغزوان احمله علي الأشقر فجاء بفرس أشقر وأخذ بعنانه ثم قال علي ع

-روایت-1-2-روایت-21-157

أريد حباءه ويريد قتلي || عذيرك من خليلك من مراد

و عن أبي الطفيل جاء ابن ملجم ليبايعه فرده ثم جاءه فرده ثم جاءه فرده ثم جاء فبايعه ثم قال ليخضبن هذه من هذه يعني لحيته من رأسه ثم تمثل لماتولي

-روایت-1-2-روایت-21-164

اشدد حيازيمك للموت فإن الموت لاقيكا || و لاتجزع من الموت إذاحل بواديكا

ومنها أن يهوديا قال لعلي ع إن محمداص قال إن في كل

-روایت-1-2-روایت-3-ادامه دارد

[ صفحه 183]

رمانة حبة من الجنة و أناكسرت واحدة وأكلتها كلها فقال ع صدق رسول الله ص وضرب يده علي لحيته فوقعت حبة رمان منها وتناولها ع وأكلها و قال لم يأكلها الكافر والحمد لله

-روایت-از قبل-178

ومنها ماروي عن جعفر عن أبيه ع قال مر علي ع بكربلاء فقال لمامر به أصحابه و قداغرورقت عيناه يبكي هذامناخ ركابهم هذاملقي رحالهم هاهنا مراق دمائهم طوبي لك من تربة عليها تراق دماء الأحبة

-روایت-1-2-روایت-43-206

و قال الباقر ع خرج علي ع يسير بالناس حتي

إذا كان من كربلاء علي ميلين أوميل تقدم بين أيديهم حتي طاف بمكان يقال له المقذفان فقال قتل فيهامائتا نبي ومائتا سبط كلهم شهداء مناخ ركاب ومصارع شهداء لايسبقهم من كان قبلهم و لايلحقهم من بعدهم

-روایت-1-2-روایت-19-260

ومنها ماروي عن أبي الجارود عن أبي جعفر ع قال جمع أمير المؤمنين ع بنيه وهم اثنا عشر ذكرا فقال لهم إن الله أحب أن يجعل في سنة من يعقوب إذ جمع بنيه وهم اثنا عشر ذكرا فقال لهم إني أوصي إلي يوسف فاسمعوا له وأطيعوا و أناأوصي إلي الحسن و الحسين فاسمعوا لهما وأطيعوا فقال له عبد الله ابنه أدون محمد بن علي يعني محمد بن الحنفية

-روایت-1-2-روایت-54-ادامه دارد

[ صفحه 184]

فقال له أجرأة علي في حياتي كأني بك قدوجدت مذبوحا في فسطاطك لايدري من قتلك فلما كان في زمان المختار أتاه فقال لست هناك فغضب فذهب إلي مصعب بن الزبير و هوبالبصرة فقال ولني قتال أهل الكوفة فكان علي مقدمة مصعب فالتقوا بحروراء فلما حجر الليل بينهم أصبحوا و قدوجدوه مذبوحا في فسطاطه لايدري من قتله

-روایت-از قبل-323

ومنها أن عيسي النهريري روي عن أبي عبد الله ع قال إن فلانا وفلانا و ابن عوف

أتوا النبي ص ليعنتوه فقال الأول اتخذ الله ابراهيم خليلا فما ذا صنع بك ربك و قال الثاني كلم الله موسي تكليما فما ذا صنع بك ربك و قال ابن عوف عيسي ابن مريم يحيي الموتي بإذن الله فما ذا صنع بك ربك فقال للأول اتخذ الله ابراهيم خليلا واتخذني حبيبا و قال للثاني كلم الله موسي تكليما من وراء حجاب و قدرأيت عرش ربي وكلمني و قال للثالث عيسي ابن مريم يحيي الموتي بإذن الله و أنا إن شئتم أحييت لكم

-روایت-1-2-روایت-60-ادامه دارد

[ صفحه 185]

موتاكم قالوا قدشئنا و علي ذلك داروا فأرسل النبي ص إلي علي ع فدعاه ثم قال له أقدمهم إلي القبور ثم قال لهم اتبعوه فلما توسط الجبانة تكلم بكلمة فاضطربت الأرض وارتجت ودخلهم من الذعر ماشاء الله والتمعت ألوانهم و لم تقل ذلك قلوبهم فقالوا يا أبا الحسن أقلنا عثراتنا أقالك الله عثرتك قال إنما رددتم علي الله ثم إن النبي ص بعث إلي علي ع فدعاه

-روایت-از قبل-373

ومنها أن عبدالحميد بن أبي العلاء الأزدي روي عن أبي عبد الله ع قال إن جبير الخابور كان صاحب بيت مال معاوية وكانت له

أم عجوز بالكوفة كبيرة فقال لمعاوية إن لي أمابالكوفة عجوزا اشتقت إليها فأذن لي حتي آتيها فأقضي من حقها مايجب علي فقال معاوية ماتصنع بالكوفة فإن فيهارجلا ساحرا كاهنا يقال له علي بن

-روایت-1-2-روایت-78-ادامه دارد

[ صفحه 186]

أبي طالب و ماآمن أن يفتنك فقال جبير ما لي ولعلي إنما آتي أمي فأزورها وأقضي حقها فأذن له فقدم جبير إلي عين التمر ومعه مال فدفن بعضه في عين التمر و قد كان لعلي مناظر فأخذوا جبيرا بظاهر الكوفة وأتوا به عليا فلما نظر إليه قال له ياجبير الخابور أماإنك كنز من كنوز الله زعم لك معاوية أني كاهن ساحر قال إي و الله قال ذلك معاوية ثم قال ومعك مال قددفنت بعضه في عين التمر قال صدقت يا أمير المؤمنين لقد كان ذلك قال علي ع ياحسن ضمه إليك فأنزله وأحسن إليه فلما كان من الغد دعاه ثم قال لأصحابه إن هذا يكون في جبل الأهواز في أربعة آلاف مدججين في السلاح فيكونون معه حتي يقوم قائمنا أهل البيت فيقاتل معه

-روایت-از قبل-653

ومنها ما قال أبوظبية جمع علي ع العرفاء ثم أشرف عليهم فقال افعلوا كذا قالوا لانفعل قال ع أما و الله

ليستعملن عليكم اليهود والمجوس ثم لاتمتنعون فكان ذلك كذلك

-روایت-1-2-روایت-25-174

ومنها ماروي عن عيسي بن عبد الله الهاشمي عن أبيه عن جده عن علي ع قال لمارجع الأمر إليه أمر أباالهيثم بن التيهان وعمار بن ياسر و عبد الله بن أبي رافع فقال اجمعوا الناس ثم انظروا إلي ما في بيت مالهم فاقسموه بينهم بالسوية فحسبوا فوجدوا نصيب كل واحد منهم ثلاثة دنانير

-روایت-1-2-روایت-82-ادامه دارد

[ صفحه 187]

فأمرهم يقعدون للناس ويعطوهم قال وأخذ مكتله ومسحاته ثم انطلق إلي بئر الملك فعمل فيهافأخذ الناس ذلك القسم حتي بلغوا الزبير وطلحة و عبد الله بن عمر أمسكوا بأيديهم وقالوا هذامنكم أو من صاحبكم قالوا بل هذاأمره لانعمل إلابأمره قالوا فاستأذنوا لنا عليه قالوا ما عليه إذن هوذا ببئر الملك يعمل فركبوا دوابهم حتي جاءوا إليه فوجدوه في الشمس ومعه أجير له يعينه فقالوا له إن الشمس قدآذتنا فارتفع معنا إلي الظل فارتفع معهم إليه فقالوا له لنا قرابة من نبي الله وسابقة وجهاد وأنك أعطيتنا بالسوية و لم يكن عمر و لاعثمان يعطوننا بالسوية كانوا يفضلونا علي غيرنا فقال علي ع أيهما عندكم أفضل عمر أو أبوبكر قالوا أبوبكر قال فهذا قسم أبي بكر و إلافدعوا أبابكر وغيره

هذا كتاب الله فانظروا مالكم من حق فخذوه قالا فسابقتنا قال أنتما أسبق مني بسابقتي قالوا لاقالوا قرابتنا بالنبي قال أقرب من قرابتي قالوا لافقالوا فجهادنا قال أعظم من جهادي قالوا لا قال فو الله ما أنا في هذاالمال وأجيري هذا إلابمنزلة سواء قالا فتأذن لنا في العمرة قال ماالعمرة تريدان وإني لأعلم أمركم وشأنكم فاذهبا حيث شئتما فلما وليا قال فمن نكث فإنما ينكث علي نفسه

-روایت-از قبل-1083

[ صفحه 188]

ومنها ماروي عن جعفر بن عبدالحميد قال اجتمعنا يوما فقال نفر إن عليا ع كان وصي رسول الله ص و قال آخرون لم يكن وصيا لمحمدص فقمنا فأتينا أباحمزة الثمالي فقلنا جري بيننا الكلام علي كذا وكذا فغضب أبوحمزة فقال لقد شهدت الجن فضلا علي الإنس بأن عليا كان وصي رسول الله ص أخبرني أبوخيثمة التميمي لما كان بين الحكمين ما كان قلت لاأكون مع علي و لا عليه فخرجت أريد أرض الروم فبينا أنامار علي شاطئ نهر بميافارقين إذا أنابصوت من ورائي و هو يقول

ياأيها الساري بشط فارق || مفارق للحق دين الخالق

متبع به رئيس مارق || ارجع إلي وصي النبي الصادق

فالتفت فلم أر أحدا فقلت

أنا أبوخيثمة التميمي || لمارأيت القوم في الخصوم

تركت أهلي غازيا للروم || حتي

يكون الأمر في الصميم

فإذابصوت و هو يقول

اسمع مقالي وارع قولي ترشدا || ارجع إلي علي الخضم الأصيدا

إن عليا هووصي أحمدا

قال أبوخيثمة فرجعت إلي علي ع .

[ صفحه 189]

ومنها أن عليا ع بينا هوقائم علي المنبر إذ أقبلت حية من باب الفيل مثل البختي العظيم فناداهم علي أفرجوا لها فإن هذا رسول قوم من الجن فجاءت حتي وضعت فاها علي أذنه وإنها لتنق كماينق الضفدع وكلمها بكلام شبيه نقيقها ثم ولت الحية فقال الناس ماحالها قال هو رسول قوم من الجن أخبرني أنه وقع بين بني عامر وبني عنزة شر وقتال فبعثوه لآتيهم أصلح بينهم فوعدتهم أن آتيهم الليلة فقالوا أتأذن لنا أن نخرج معك قال ماأكره ذلك فلما صلي بهم عشاء الآخرة انطلق بهم حتي أتي ظهر الكوفة قبل الغري فخط حولهم خطة ثم قال لهم إياكم أن تخرجوا من هذه الخطة فإنه إن يخرج أحد منكم من الخطة اختطف .فقعدوا في الخطة ينظرون إليه و قدنصب له منبر فصعد عليه فخطب بخطبة لم يسمع الأولون والآخرون مثلها ثم لم يبرح حتي أصلح ذات بينهم و قدبر ئ بعضهم من بعض و كان الجن أشبه شيءبالزط. ومنها

ماروي عن شريك بن عبد الله و هويومئذ قاض أن النبي ص بعث عليا ع و أبابكر وعمر إلي أصحاب الكهف فقال ائتوهم فأبلغوهم مني السلام فلما خرجوا من عنده قالوا لعلي تدري أين هم فقال ما كان رسول الله ص يبعثنا إلي مكان إلاهدانا الله له

[ صفحه 190]

فلما أوقفهم علي باب الكهف قال يا أبابكر سلم فإنك أسننا فسلم فلم يجب ثم قال يا أباحفص سلم فإنك أسن مني فسلم فلم يجب قال فسلم علي بن أبي طالب ع فردوا السلام وحيوه وأبلغهم سلام رسول الله ص فردوا عليه فقال أبوبكر سلهم مالهم سلمنا عليهم فلم يسلموا علينا قال سلهم أنت فسألهم فلم يتكلموا ثم سألهم عمر فلم يكلموه فقالا يا أبا الحسن سلهم أنت . قال علي ع إن صاحبي هذين سألاني أن أسألكم لم رددتم علي و لم تردوا عليهما قالوا لأنا لانكلم إلانبيا أووصي نبي

ومنها ماروي أبوبصير عن أحدهما ع قال أراد قوم بناء مسجد بساحل عدن فلما بنوه سقط فأتوا أبابكر فقال استوثقوا من البناء وافعلوا ففعلوا وأحكموا فسقط فعادوا إليه فسألوه فخطب الناس وناشدهم إن كان لواحد منكم

به علم فليقل فقال علي ع احتفروا في ميمنة القبلة وميسرتها فإنه يظهر لكم قبران عليهما كوبة مكتوب عليها أنارضوي وأختي حيا ابنتا تبع متنا لانشرك بالله شيئا فاغسلوهما وكفنوهما وصلوا عليهما وادفنوهما ثم ابنوا مسجدكم فإنه يقوم بناؤه ففعلوا فكان كذا فقام البناء

-روایت-1-2-روایت-42-489

[ صفحه 191]

ومنها ماروي عن أبي عبد الله ع أن حبابة الوالبية مرت بعلي ع ومعها سمك فيه جرية قال ما هذا ألذي معك قالت سمك ابتعته للعيال فقال نعم زاد العيال السمك ثم قال فما هذا ألذي معك قالت أخي اعتل من ظهره فوصف له أكل جري فقال ياحبابة إن الله لم يجعل الشفاء فيما حرم و ألذي نصب الكعبة لوأشاء أن أخبرك باسمها واسم أبيها لأخبرتك فضربت بها الأرض وقالت أستغفر الله من حملي لها

-روایت-1-2-روایت-38-405

ومنها ماروي الحارث الأعور قال بينا أمير المؤمنين ع يخطب بالكوفة علي المنبر إذ نظر إلي زاوية المسجد فقال ياقنبر ائتني بما في ذلك الجحر فإذا هوبأرقط حية من أحسن ما يكون .فأقبل إلي أمير المؤمنين ع فجعل يساره ثم انصرف إلي الجحر فتعجب الناس قال أتعجبون قالوا و مالنا لانعجب . قال ماترون هذه الحية بايعت رسول الله ص

علي السمع والطاعة وهي سامعة مطيعة لي و أناوصي رسول الله آمركم بالسمع والطاعة فمنكم من يسمع ويطيع ومنكم من لايسمع و لايطيع . قال الحارث فكنا مع أمير المؤمنين ع في كناسة إذ أقبل أسد يهوي

[ صفحه 192]

من البر فتقضقضنا من حوله وجاء الأسد حتي قام بين يديه فوضع يديه بين أذنيه فقال له علي ع ارجع بإذن الله و لاتدخل دار الهجرة بعداليوم وأبلغ السباع عني

ومنها ماروي عن أبي بصير عن أبي جعفر ع أن أمير المؤمنين ع ملك مافوق الأرض فاختار الصعبة علي الذلول فركبها فدارت به سبع أرضين فوجد ثلاثا منها خراب وأربعا عوامر

-روایت-1-2-روایت-46-176

ومنها ماروي عن الرضا عن آبائه ع أن غلاما يهوديا قدم علي أبي بكر في خلافته فقال السلام عليك يا أبابكر فوجئ عنقه وقيل له

-روایت-1-2-روایت-38-ادامه دارد

[ صفحه 193]

لم لم تسلم عليه بالخلافة ثم قال له أبوبكر ماحاجتك قال مات أبي يهوديا وخلف كنوزا وأموالا فإن أنت أظهرتها وأخرجتها إلي أسلمت علي يديك وكنت مولاك وجعلت لك ثلث ذلك المال وثلثا للمهاجرين والأنصار وثلثا لي فقال أبوبكر ياخبيث وهل يعلم الغيب إلا الله ونهض أبوبكر ثم انتهي

اليهودي إلي عمر فسلم عليه و قال إني أتيت أبابكر أسأله عن مسألة فأوجعت ضربا و أناأسألك عن المسألة وحكي قصته قال وهل يعلم الغيب إلا الله ثم خرج اليهودي إلي علي ع و هو في المسجد فسلم عليه و قال يا أمير المؤمنين و قدسمعه أبوبكر وعمر فوكزوه وقالوا ياخبيث هلا سلمت علي الأول كماسلمت علي علي والخليفة أبوبكر فقال اليهودي و الله ماسميته بهذا الاسم حتي وجدت ذلك في كتب آبائي وأجدادي في التوراة فقال أمير المؤمنين ع و ماحاجتك قال مات أبي يهوديا وخلف كنوزا كثيرة وأموالا فلم يطلعني عليها فإن أخرجتها لي أسلمت علي يديك فقال أمير المؤمنين ع وتفي بما تقول قال نعم وأشهد الله وملائكته وجميع من يحضرني قال نعم فدعا برق أبيض فكتب عليه كتابا ثم قال تحسن أن تكتب قال نعم قال خذ معك ألواحا وصر إلي بلاد اليمن وسل عن وادي برهوت بحضرموت فإذاصرت بطرف الوادي عندغروب الشمس فاقعد هناك فإنه سيأتيك غرابيب سود مناقيرها وهي تنعب فإذاهي نعبت فاهتف

-روایت-از قبل-1-روایت-2-ادامه دارد

[ صفحه 194]

باسم أبيك وقل يافلان أنا رسول وصي محمدص فكلمني فإنه سيجيبك أبوك

فلاتفتر عن سؤاله عن الكنوز التي خلفها فكل ماأجابك به في ذلك الوقت وتلك الساعة فاكتبه في ألواحك فإذاانصرفت إلي بلادك بلاد خيبر فتتبع ما في ألواحك واعمل بما فيهافمضي اليهودي حتي انتهي إلي بلاد اليمن وقعد هناك كماأمره فإذا هوبالغرابيب السود قدأقبلت تنعب فهتف اليهودي فأجابه أبوه و قال ويلك ماجاء بك في هذاالوقت إلي هذاالموطن و هو من مواطن أهل النار قال جئتك أسألك عن كنوزك أين خلفتها قال في جدار كذا في موضع كذا في حيطان كذا فكتب الغلام ذلك ثم قال ويلك اتبع دين محمدص وانصرفت الغرابيب ورجع اليهودي إلي بلاد خيبر وخرج بغلمانه وفعلته وإبل وجواليق وتتبع ما في ألواحه فأخرج كنزا من أواني الفضة وكنزا من أواني الذهب ثم أوقر عيرا وجاء حتي دخل علي علي ع فقال يا أمير المؤمنين أشهد أن لاإله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله وأنك وصي محمد وأخوه و أمير المؤمنين حقا كماسميت و هذه عير دراهم ودنانير فاصرفها حيث أمرك الله ورسوله واجتمع الناس فقالوا لعلي كيف علمت هذا قال سمعت رسول الله ص و إن شئت

أخبرتكم بما هوأصعب من هذاقالوا فافعل قال كنت ذات يوم تحت سقيفة مع رسول الله ص وإني لأحصي ستا وستين وطأة كل ملائكة أعرفهم بلغاتهم وصفاتهم وأسمائهم ووطئهم

-روایت-از قبل-1226

[ صفحه 195]

ومنها ماروي سعد الخفاف عن زاذان أبي عمرو قلت يازاذان إنك لتقرأ القرآن فتحسن قراءته فعلي من قرأت فتبسم ثم قال إن أمير المؤمنين ع مر بي و أناأنشد الشعر و كان لي خلق حسن فأعجبه صوتي فقال يازاذان هلا بالقرآن قلت وكيف لي بالقرآن فو الله ماأقرأ منه إلابقدر ماأصلي به قال فادن مني فدنوت منه فتكلم في أذني بكلام ماعرفته و لاعلمت ما يقول ثم قال لي افتح فاك فتفل في في فو الله مازالت قدمي من عنده حتي حفظت القرآن بإعرابه وهمزه و مااحتجت أن أسأل عنه أحدا بعدموقفي ذلك قال سعد فقصصت قصة زاذان علي أبي جعفر ع قال صدق زاذان إن أمير المؤمنين ع دعا لزاذان بالاسم الأعظم ألذي لايرد

-روایت-1-2-روایت-47-641

ومنها أن عليا ع قال يوما لووجدت رجلا ثقة لبعثت معه بمال إلي المدائن إلي شيعتي فقال رجل في نفسه

لآتينه ولأقولن أناأذهب بالمال فهو يثق بي فإذاأخذته أخذت طريق الشام إلي معاوية فجاء إلي علي ع فقال يا أمير المؤمنين أناأذهب بالمال فرفع رأسه فقال إليك عني تأخذ طريق الشام إلي معاوية

-روایت-1-2-روایت-29-313

ومنها ماروي داود العطار قال قال رجل سألني رجل من صحابة أمير المؤمنين ع فقال لي انطلق حتي نسلم علي أمير المؤمنين ع قال

[ صفحه 196]

وكنت لاأحب ذلك فلم يزل بي حتي أتيت معه فسلمنا عليه .فرفع أمير المؤمنين ع الدرة فضرب بهاساقي فنزوت فقال انز انز إنك مكره إنك ميسرة. ثم ذهب فقيل له صنع بك أمير المؤمنين ما لم يصنع بأحد. قال إني كنت مملوكا لآل فلان و كان اسمي ميسرة ففارقتهم وادعيت إلي من لست أنا منه فسماني أمير المؤمنين باسمي . ومنها ماروي معاوية بن جرير الحضرمي قال عرض الخيل علي علي ع فجاء ابن ملجم إليه فسأله عن اسمه ونسبه فانتمي إلي غير أبيه قال كذبت حتي انتسب إلي أبيه فقال صدقت .

ومنها ماروي عن عمر بن أذينة عن أبي عبد الله ع قال دخل الأشتر علي علي ع فسلم فأجابه فقال

علي ع ماأدخلك علي في هذه الساعة قال حبك يا أمير المؤمنين قال ع فهل رأيت ببابي أحدا قال نعم أربعة نفر فخرج الأشتر معه فإذابالباب أكمه ومكفوف ومقعد وأبرص فقال ع ماتصنعون هاهنا قالوا جئناك لمابنا فرجع ففتح حقا له فأخرج رقا أبيض فيه كتاب أبيض فقرأ عليهم فقاموا كلهم من غيرعلة

-روایت-1-2-روایت-59-406

.

[ صفحه 197]

ومنها ماروي عن أبي الصيرفي عن رجل من مراد قال كنت واقفا علي رأس أمير المؤمنين ع يوم البصرة إذ أتاه ابن عباس بعدالقتال فقال إن لي حاجة. فقال ع ماأعرفني بالحاجة التي جئت فيهاتطلب الأمان لابن الحكم قال ماجئت إلالتؤمنه قال قدآمنته ولكن اذهب وجئني به و لاتجئني به إلارديفا فإنه أذل له .فجاء به ابن عباس مردفا خلفه كأنه قرد قال أمير المؤمنين ع تبايع قال نعم و في النفس ما فيها قال الله أعلم بما في القلوب . فلما بسط يده ليبايعه أخذ كفه عن كف مروان فنترها فقال لاحاجة لي فيهاإنها كف يهودية لوبايعني بيده عشرين مرة لنكث باسته ثم قال هيه يا ابن الحكم خفت علي رأسك أن

يقع في هذه المعمعة كلا و الله حتي يخرج من صلبك فلان وفلان يسومون هذه الأمة خسفا ويسقونهم

[ صفحه 198]

كأسا مصبرة. ومنها ماروي عن أحمد بن أبي عبد الله البرقي عن بعض الكوفيين قال دخل أسد الكوفة فقال دلوني علي أمير المؤمنين ع فذهبوا معه فدلوه عليه . فلما نظر إليه الأسد مضي نحوه يلوذ به ويتبصبص إليه فمسح علي ع ظهره ثم قال له اخرج فنكس الأسد رأسه ونبذ ذنبه علي ظهره و لايلتفت يمينا و لاشمالا حتي خرج منها .. ومنها أن عوف بن مروان قال إن راكبا قدم من الشام فأفشي في الكوفة أن معاوية مات فجي ء بالرجل إلي علي ع فقال أنت شهدت موت معاوية قال نعم كنت فيمن دفنه . فقال له علي إنك كاذب فقال القوم أ هويكذب قال نعم لأن معاوية لايموت حتي يملك هذه الأمة ويفعل كذا ويفعل كذا بعد ماملك . فقال القوم فلم تقاتله و أنت تعلم أنه سيبلغ هذا قال للحجة. و عن مينا قال سمع علي ع ضوضاء في عسكره فقال ما هذاقالوا هلك معاوية قال كلا و ألذي نفسي بيده لن يهلك حتي تجتمع عليه

هذه الأمة.

[ صفحه 199]

فقالوا فبم تقاتله قال ألتمس العذر فيما بيني و بين الله . ومنها أن الأشعث بن قيس استأذن علي علي ع فرده قنبر فأدمي أنفه فخرج علي ع فقال ما لي و لك ياأشعث أما و الله لوبعبد ثقيف تمرست لاقشعرت شعيرات استك . قال و من غلام ثقيف قال غلام يليهم لايبقي بيتا من العرب إلاأدخلهم الذل قال كم يلي قال عشرين إن بلغها. قال الراوي فولي الحجاج سنة خمس وسبعين ومات سنة خمس وتسعين . ومنها ماانتشرت به الآثار عنه ع من قوله قبل قتاله الفرق الثلاث بعدبيعته

أمرت بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين

-روایت-1-2-روایت-3-48

.فقاتلهم و كان الأمر فيما خبر به علي ما قال .

و قال ع لطلحة والزبير حين استأذناه في الخروج إلي العمرة لا و الله ماتريدان العمرة ولكن تريدان البصرة

-روایت-1-2-روایت-3-113

و قال ع لابن عباس و هويخبره به عن استيذانهما له في العمرة إنني أذنت لهما مع علمي بما انطويا عليه من الغدر فاستظهرت بالله عليهما و أن الله سيرد كيدهما ويظفرني بهما

-روایت-1-2-روایت-3-181

و كان كما قال .

[ صفحه 200]

و قال بذي قار و هوجالس لأخذ البيعة يأتيكم من قبل الكوفة ألف رجل

لايزيدون رجلا و لاينقصون رجلا يبايعوني علي الموت . قال ابن عباس فجزعت لذلك وخفت أن ينقص القوم عن العدد أويزيدوا عليه فيفسد الأمر علينا وإني أحصي القوم فاستوفيت عددهم تسعمائة رجل وتسعة وتسعين رجلا ثم انقطع مجي ء القوم فقلت إنا لله وإنا إليه راجعون ماذا حمله علي ما قال .فبينا أنامفكر في ذلك إذ رأيت شخصا قدأقبل حتي دنا و هوراجل عليه قباء صوف ومعه سيف وترس وإداوة فقرب من أمير المؤمنين ع فقال امدد يديك أبايعك فقال علي ع و علي ماتبايعني قال علي السمع والطاعة والقتال بين يديك حتي أموت أويفتح الله عليك فقال مااسمك قال أويس قال أويس القرني قال نعم قال الله أكبر

أخبرني حبيبي رسول الله ص أني أدرك رجلا من أمته يقال له أويس القرني يكون من حزب الله ورسوله ويموت علي الشهادة يدخل في شفاعته مثل ربيعة ومضر

-روایت-1-2-روایت-3-160

قال ابن عباس فسري عني .

ومنها قوله ع و قدرفع أهل الشام المصاحف وشك فريق من أصحابه ولجئوا إلي المسالمة ودعوه إليها ويلكم إن هذه خديعة و مايريد القوم

-روایت-1-2-روایت-3-ادامه دارد

[ صفحه 201]

القرآن لأنهم ليسوا من أهل قرآن فاتقوا

الله وامضوا علي بصائركم في قتالهم فإن لم تفعلوا تفرقت بكم السبل وندمتم حين لاتنفعكم الندامة و كان كما قال

-روایت-از قبل-163

. ومنها ماتواترت به الروايات من نعيه نفسه قبل موته و أنه يخرج من الدنيا شهيدا من قوله و الله ليخضبنها من فوقها وأومأ إلي شيبته مايحبس أشقاها أن يخضبها بدم .

و قوله ع أتاكم شهر رمضان و فيه تدور رحي السلطان ألا وإنكم حاجوا العام صفا واحدا وآية ذلك أني لست فيكم

-روایت-1-2-روایت-14-116

. و كان يفطر في هذاالشهر ليلة عند الحسن وليلة عند الحسين وليلة عند عبد الله بن جعفرزوج زينب بنته لأجلها لايزيد علي ثلاث لقم فقيل له في ذلك فقال يأتيني أمر الله و أناخميص إنما هي ليلة أوليلتان فأصيب من الليل . و قدتوجه إلي المسجد في الليلة التي ضربه الشقي في آخرها فصاح الإوز في وجهه فطردهن الناس فقال دعوهن فإنهن نوائح ومنها أنه لمابلغه ماصنع بسر بن أرطاة باليمن قال ع أللهم إن بسرا باع دينه بالدنيا فاسلبه عقله .

[ صفحه 202]

فبقي بسر حتي اختلط فاتخذ له سيفا من خشب يلعب به حتي مات . ومنها مااستفاض عنه ع من قوله إنكم ستعرضون من بعدي علي

سبي فسبوني فإن عرض عليكم البراءة مني فلاتبرءوا مني فكان كما قال . ومنها قوله ع لجويرية بن مسهر لتعتلن إلي العتل الزنيم وليقطعن يدك ورجلك ثم ليصلبنك . ثم مضي دهر حتي ولي زياد في أيام معاوية فقطع يده ورجله ثم صلبه .

[ صفحه 203]

ومنها ماروي من قوله ع إني دعوتكم إلي الحق فتلونتم علي وضربتكم بالدرة فأعييتموني أماإنه سيكلبكم بعدي ولاة يعذبونكم بالسياط والحديد وآية ذلك حين يأتيكم صاحب اليمن الحجاج فيأخذ العمال وعمال العمال فكان كما قال ع

-روایت-1-2-روایت-29-238

. ومنها مارووه أن ميثما التمار كان عبدا لامرأة فاشتراه علي ع فأعتقه و قال له مااسمك قال سالم قال حدثني رسول الله بأن اسمك ألذي سماك به أبوك في العجم ميثم . قال صدق الله ورسوله وصدقت و الله إنه لاسمي قال فارجع إلي اسمك ألذي سماك به رسول الله ص فرجع إلي ميثم واكتني بأبي سالم فقال ع إنك لتؤخذ بعدي فتصلب و كان كما قال . ومنها ماتظاهر به الخبر أن رسول الله ص بعث عليا ع إلي وادي الجن و قدأخبره جبرئيل ع أن طوائف منهم قداجتمعوا لكيده فأغني عن

رسول الله ص وكفي الله المؤمنين به كيدهم ودفعهم بقوته عن المسلمين .

[ صفحه 204]

قال ابن عباس لماخرج النبي ص إلي غزاة بني المصطلق جنب عن الطريق وأدركه الليل فنزل بقرب واد وعر. فلما كان في آخر الليل هبط جبرئيل عليه يخبره أن طائفة من كفار الجن قداستبطنوا الوادي يريدون كيده وإيقاع الشر بأصحابه عندسلوكهم إياه .فدعا عليا ع و قال له اذهب إلي هذاالوادي فسيعرض لك من أعداء الله الجن من يريدك فادفعه بالقوة التي أعطاك الله وتحصن منه بأسماء الله ألذي خصك بعلمها وأنفذ معه مائة رجل من أخلاط الناس فقال لهم كونوا معه وامتثلوا أمره .فتوجه أمير المؤمنين ع إلي الوادي فلما قارب شفيره أمر المائة الذين صحبوه أن يقفوا بقرب الشفير و لايحدثوا شيئا حتي يأذن لهم ثم تقدم فوقف علي شفير الوادي وتعوذ بالله من الأعداء وسمي الله وأومأ إلي القوم الذين اتبعوه أن يقربوا منه فقربوا و كان بينهم وبينه غلوة ثم رام الهبوط فاعترضت ريح عاصف كاد أن يقع القوم علي وجوههم لشدتها و لم تثبت علي الأرض أقدامهم من هول مالحقهم .فصاح أمير المؤمنين ع

أنا علي بن أبي طالب بن عبدالمطلب وصي رسول الله ص و ابن عمه اثبتوا إن شئتم .فظهر للقوم أشخاص علي صورة الزط وهم الزنج يخيل في أيديهم شعل النار قداطمأنوا بجنبات الوادي فتوغل أمير المؤمنين ع بطن الوادي و هويقرأ القرآن ويومي بسيفه يمينا وشمالا فما لبث الأشخاص حتي صارت كالدخان الأسود وكبر علي ع ثم صعد من حيث انهبط فقام مع القوم الذين اتبعوه حتي أسفر الموضع عما اعتراه .

[ صفحه 205]

فقال له الصحابة مالقيت يا أبا الحسن فلقد كدنا أن نهلك خوفا وأشفقنا عليك . فقال ع لهم إنه لماتراءي لي العدو جهرت فيهم بأسماء الله تعالي فتضاءلوا وعلمت ماحل بهم من الجزع فتوغلت الوادي غيرخائف منهم و لوبقوا علي هيئتهم لأتيت علي آخرهم و قدكفي الله كيدهم وكفي المؤمنين شرهم و قدسبقتني بقيتهم إلي النبي ص فانصرف ودعا له النبي ص و قال قدسبقك إلي يا علي من أخافه الله بك فأسلم ثم قطعوا الوادي آمنين .

[ صفحه 207]

ومنها ماروي جميع بن عمير قال اتهم علي ع رجلا يقال له العيزار يرفع أخباره إلي معاوية فأنكر ذلك وجحده . فقال له أتحلف

بالله أنك مافعلت ذلك قال نعم وبدر فحلف . فقال له أمير المؤمنين ع إن كنت كاذبا فأعمي الله بصرك .فما دارت الجمعة حتي أخرج أعمي يقاد قدأذهب الله بصره

ومنها ماروي عن طلحة بن عميرة قال نشد علي ع الناس في قول

-روایت-1-2-روایت-38-ادامه دارد

[ صفحه 208]

النبي ص من كنت مولاه فعلي مولاه فشهد اثنا عشر رجلا من الأنصار وأنس بن مالك حاضر لم يشهد فقال علي ع ياأنس مايمنعك أن تشهد و قدسمعت ماسمعوا قال كبرت ونسيت فقال ع أللهم إن كان كاذبا فاضربه ببياض أوبوضح لاتواريه العمامة قال ابن عميرة فأشهد بالله لقد رأيتها بيضاء بين عينيه

-روایت-از قبل-299

ومنها ماروي عن زيد بن أرقم قال نشد علي ع الناس في المسجد فقال أنشد الله رجلا سمع النبي ص يقول من كنت مولاه فعلي مولاه أللهم وال من والاه وعاد من عاداه فقام اثنا عشر بدريا ستة من الجانب الأيمن وستة من الجانب الأيسر فشهدوا بذلك قال زيد وكنت فيمن سمع ذلك فكتمته فذهب الله ببصري و كان يندم علي ما

-روایت-1-2-روایت-37-ادامه دارد

[ صفحه 209]

فاته من الشهادة ويستغفر

-روایت-از قبل-27

ومنها ماروي عن حكيم بن جبير وجماعة قالوا شهدنا عليا ع علي المنبر و هو يقول أنا عبد الله

وأخو رسول الله ص ورثت نبي الرحمة ونكحت سيدة نساء أهل الجنة و أناسيد الوصيين وآخر أوصياء النبيين لايدعي ذلك غيري إلاأصابه الله بسوء فقال رجل من عبس كان جالسا بين القوم من لايحسن أن يقول هذا أنا عبد الله وأخو رسول الله فلم يبرح مكانه حتي تخبطه الشيطان فجر برجله إلي باب المسجد فسألنا قومه عنه فقلنا تعرفون منه عرضا قبل هذاقالوا أللهم لا

-روایت-1-2-روایت-46-462

[ صفحه 210]

ومنها أن سبعة إخوة أوعشرة في حي من أحياء العرب كانت لهم أخت واحدة فقالوا لها كل مايرزقنا الله من عرض الدنيا وحطامها فإنا نطرحه بين يديك ونحكمك فيه فلاترغبي في التزويج فحميتنا لاتحتمل ذلك فوافقتهم في ذلك ورضيت به وقعدت في خدمتهم وهم يكرمونها.فحاضت يوما فلما طهرت أرادت الاغتسال وخرجت إلي عين ماء كانت بقرب حيهم فخرجت من الماء علقة فدخلت في جوفها و قدجلست في الماء فمضت عليها أيام والعلقة تكبر حتي علا بطنها وظن الإخوة أنها حبلي و قدخانت فأرادوا قتلها. قال بعضهم نرفع خبرها إلي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع فإنه يتولي ذلك فأخرجوها إلي حضرته وقالوا فيها ماظنوا بهافاستحضر طشتا مملوا بالحمأة وأمرها أن تقعد عليه

فلما أحست العلقة برائحة الحمأة نزلت من جوفها فقالوا يا علي أنت ربنا أنت ربنا العلي فإنك تعلم الغيب فزبرهم و قال إن رسول الله ص أخبرنا بذلك عن الله بأن هذه الحادثة تقع في هذااليوم في هذاالشهر في هذه الساعة. ومنها أن الصحابة سألوا النبي ص أن يأمر الريح فتحملهم إلي

[ صفحه 211]

أصحاب الكهف ففعل فلما نزلوا هناك سلم عليهم أبوبكر وعمر وعثمان فلم يردوا عليهم ثم قام القوم الآخرون كلهم فسلموا فلم يردوا عليهم أيضا.فقام علي ع فقال السلام عليكم ياأصحاب الكهف والرقيم الذين كانوا من آياتنا عجبا فقالوا وعليك السلام ورحمة الله وبركاته يا أبا الحسن . فقال أبوبكر سل القوم مالنا سلمنا عليهم و لم يجيبوا فسألهم علي ع فقالوا إنا لانكلم إلانبيا أووصي نبي و أنت وصي خاتم الأنبياء. ثم قال علي ع ياريح احملينا.قالوا فإذانحن في الهواء فلما أن كان في جوف الليل قال علي ع ياريح ضعينا ثم قام فركض برجله فإذانحن بعين ماء فتوضأ ثم قال فتوضئوا فإنكم مدركون بعض صلاة الصبح مع رسول الله ص . ثم قال ياريح

احملينا فأدركنا آخر ركعة مع رسول الله ص . فلما أن قضينا ماسبقنا به التفت إلينا وأمرنا بالإتمام فلما فرغنا قال ياأنس أحدثكم أوتحدثوننا قلت يا رسول الله من فيك أحسن .فحدثنا كأنه كان معنا ثم قال اشهد بهذا لعلي ياأنس . قال أنس فاستشهدني علي ع و هو علي المنبر فداهنت في الشهادة. فقال إن كنت كتمتها مداهنة من بعدوصية رسول الله ص فأبرصك الله وأعمي عينيك وأظمأ جوفك فلم أبرح من مكاني حتي عميت وبرصت . و كان أنس لايستطيع الصوم في شهر رمضان و لا في غيره من شدة الظماء و كان يطعم في شهر رمضان كل يوم مسكينين حتي فارق الدنيا و هو يقول هذا من دعوة علي .

[ صفحه 212]

ومنها أنه أتي عمر بأسير في عهده فعرض عليه الإسلام فأبي فأمر بقتله قال لاتقتلوني و أناعطشان فجاءوا بقدح ملآن ماء فقال لي الأمان إلي أن أشرب قال عمر نعم فأراق الماء علي الأرض فنشفته قال عمر اقتلوه فإنه احتال . فقال علي بن أبي طالب ع لايجوز لك قتله و قدآمنته قال ماأفعل به قال اجعله لرجل من المسلمين بقيمة عدل قال و من

يرغب فيه قال أنا قال هو لك فأخذ أمير المؤمنين ع القدح بكفه فدعا فإذا ذلك الماء اجتمع في القدح فأسلم لذلك فأعتقه أمير المؤمنين ع فلزم المسجد والتعبد. فلما قتل أبولؤلؤة عمر ظن عبيد الله بن عمر أن الهرمزان قتل أباه فدخل المسجد وقتله فعرفوا عمر حاله فقال أخطأ قتلني أبولؤلؤة الهرمزان مولي علي بن أبي طالب و لايوصي إلابقتل عبيد الله فتوفي عمر وقام عثمان فلم يقتل عبيد الله و قال علي ع إن مكنني الله منه لأقتله فلما قتل عثمان هرب عبيد الله إلي معاوية وظفر به بصفين فقتله و هومتقلد بسيفين . ومنها أنه صعب علي المسلمين قلعة فيهاكفار ويئسوا من فتحها فعقد في المنجنيق ورماه الناس إليها و في يده ذو الفقار فنزل عليهم وفتح القلعة.

[ صفحه 213]

ومنها أن قوما من النصاري كانوا دخلوا علي النبي ص وقالوا نخرج ونجي ء بأهالينا وقومنا فإن أنت أخرجت مائة ناقة من الحجر لنا سوداء مع كل واحدة فصيل آمنا.فضمن ذلك رسول الله ص وانصرفوا إلي بلادهم . فلما كان بعدوفاة رسول الله ص رجعوا فدخلوا المدينة فسألوا عن النبي ص فقيل لهم توفي ص فقالوا نحن نجد في كتبنا أنه لايخرج

من الدنيا نبي إلا و يكون له وصي فمن كان وصي نبيكم محمد.فدلوا علي أبي بكر فدخلوا عليه وقالوا لنا دين علي محمد. فقال و ما هوقالوا مائة ناقة و مع كل ناقة فصيل وكلها سود. فقال ماترك رسول الله ص تركة تفي بذلك . فقال بعضهم لبعض بلسانهم ما كان أمر محمد إلاباطلا. و كان سلمان حاضرا و كان يعرف لغتهم فقال لهم أناأدلكم علي وصي رسول الله فإذابعلي قددخل المسجد فنهضوا إليه مع سلمان وجثوا بين يديه قالوا لنا علي نبيكم مائة ناقة دينا بصفات مخصوصة. قال علي ع وتسلمون حينئذ قالوا نعم فواعدهم إلي الغد ثم خرج بهم إلي الجبانة والمنافقون يزعمون أنه يفتضح فلما وصل إليها صلي ركعتين ودعا خفيا ثم ضرب بقضيب رسول الله ص علي الحجر فسمع منه أنين كما يكون للنوق عندمخاضها.

[ صفحه 214]

فبينا كذلك إذ انشق الحجر فخرج منه رأس ناقة قدتعلق منه الزمام . فقال ع لابنه الحسن خذه .فخرج منه مائة ناقة مع كل واحدة فصيل كلها سود الألوان .فأسلم النصاري كلهم ثم قالوا كانت ناقة صالح النبي واحدة و كان بسببها هلاك قوم كثير فادع الله يا أمير المؤمنين حتي ترجع النوق

وفصالها في الحجر لئلا يكون شيءمنها سبب هلاك أمة محمد.فدعا فدخلت مثلما خرجت . ومنها أن أبا عبد الله الغنوي قال إنا لجلوس مع علي بن أبي طالب ع يوم الجمل إذ جاءه الناس فقالوا لقد نالنا النبل والنشاب فسكت ثم جاء آخرون يهتفون به وقالوا قدجرحنا. فقال ع ياقوم من يعذرني من قوم يأمروني بالقتال و لم تنزل بعدالملائكة فقال إنا لجلوس مانري ريحا و لانحسها إذ هبت ريح طيبة من خلفنا و الله لوجدت بردها بين كتفي من تحت الدرع والثياب . قال فلما هبت الريح صب أمير المؤمنين ع درعه ثم قام إلي القوم فما رأيت فتحا كان أسرع منه

[ صفحه 215]

ومنها أن ابن الكواء قال لعلي ع أين كنت حيث ذكر الله أبابكر فقال ثانيِ َ اثنَينِ إِذ هُما فِي الغارِ فقال ع ويلك يا ابن الكواء كنت علي فراش رسول الله ص و قدطرح علي ريطته فأقبلت قريش مع كل رجل منهم هراوة فيهاشوكها فلم يبصروا رسول الله ص فأقبلوا علي يضربونني حتي تنفط جسدي وأوثقوني بالحديد وجعلوني في بيت واستوثقوا الباب بقفل وجاءوا بعجوز تحرس الباب فسمعت صوتا يقول يا علي فسكن الوجع ألذي أجده وسمعت صوتا

آخر يقول يا علي فإذاالحديد ألذي علي قدتقطع ثم سمعت صوتا يا علي فإذاالباب فتح فخرجت والعجوز لاتعقل

-روایت-1-2-روایت-3-553

ومنها ماروي عن الصادق ع أنه قال لماقتل علي ع عمرو بن عبدود أعطي سيفه ذا الفقار الحسن ع و قال قل لأمك تغسل هذاالصقيل فرده و علي ع عند النبي ص و في وسطه نقطة لم تنق فقال أ ليس قدغسلته الزهراء قال نعم قال فما هذه النقطة فقال النبي ص يا علي سل

-روایت-1-2-روایت-40-ادامه دارد

[ صفحه 216]

ذا الفقار يخبرك فهزه و قال أ ليس قدغسلتك الطاهرة من دم الرجس النجس فأنطق الله السيف فقال نعم ولكنك ماقتلت بي أبغض إلي الملائكة من عمرو بن عبدود فأمرني ربي فشربت هذه النقطة من دمه و هوحظي منه فلاتنتضيني يوما إلا ورأته الملائكة فصلت عليك

-روایت-از قبل-265

ومنها ماأخبرنا به أبومنصور شهردار بن شيرويه بن شهردار الديلمي قال حدثنا أبي قال حدثنا أبو الحسن علي بن أحمدالميداني حدثنا أبوعمرو محمد بن يحيي حدثنا أبوحفص عمر بن أحمد بن محمد بن عمر قال سمعت أباالقاسم الحسن بن محمدالمعروف بابن الوفا بالكوفة يقول كنت بالمسجد الحرام فرأيت الناس مجتمعين حول مقام ابراهيم فقلت

ما هذاقالوا راهب أسلم فأشرفت عليه فإذا أنابشيخ كبير عليه جبة صوف وقلنسوة صوف عظيم الخلق و هوقاعد بحذاء مقام ابراهيم فسمعته يقول كنت قاعدا في صومعتي فأشرفت منها فإذاطائر كالنسر قدسقط علي صخرة علي شاطئ البحر فتقيأ فرمي بربع إنسان ثم طار فتفقدته فعاد فتقيأ فرمي بربع إنسان ثم طار ثم جاء فتقيأ بربع إنسان ثم طار ثم جاء فتقيأ بربع إنسان ثم طار فدنت الأرباع فقام رجلا فهو قائم و أناأتعجب منه ثم انحدر الطير فضربه وأخذ ربعه فطار ثم رجع فأخذ ربعه فطار ثم رجع فأخذ ربعا آخر فطار ثم رجع فأخذ الربع الآخر.فبقيت أتفكر وتحسرت أن لاأكون لحقته فسألته من هوفبقيت أتفقد الصخرة

[ صفحه 217]

حتي رأيت الطير قدأقبل فتقيأ بربع إنسان فنزلت فقمت بإزائه فلم أزل حتي تقيأ بالربع الرابع ثم طار فالتأم رجلا فقام قائما.فدنوت منه فسألته فقلت من أنت فسكت عني فقلت بحق من خلقك من أنت قال أنا ابن ملجم فقلت وأيش عملت قال قتلت علي بن أبي طالب فوكل بي هذاالطير يقتلني كل يوم قتلة.فهو يحدثني إذ انقض الطائر فضربه فأخذ ربعه وطار فسألت

عن علي فقالوا ابن عم رسول الله ووصيه فأسلمت . ومنها ماروي مكحول أن مرحبا اليهودي قدمته اليهود لشجاعته ويساره و كان طويل القامة عظيم الهامة و ماواقفه قرن لعظم خلقه وكانت له ظئر قدقرأت الكتب وكانت تقول له قاتل كل من قاتلك إلا من يسمي بحيدرة فإنك إن وقفت له هلكت فلما

[ صفحه 218]

كثر مناوشته وبعل الناس بمكانه شكوا إلي النبي ص وسألوه أن يخرج إليه عليا ع و كان أرمد فتفل النبي ص في عينه فصحت . ثم قال له يا علي اكفني مرحبا فخرج إليه فلما بصر به مرحب أسرع إليه فلم يره يعبأ به فتحير ثم قال أنا ألذي سمتني أمي مرحبا. فقال علي ع أنا ألذي سمتني أمي حيدرة. فلما سمعها هرب و لم يقف خوفا مما حذرته ظئره فتمثل له إبليس و قال إلي أين قال حذرت ممن اسمه حيدرة قال أ و لم يكن حيدرة إلا هذاحيدرة في الدنيا كثير فارجع فلعلك تقتله فإن قتلته سدت قومك و أنا في ظهرك فما كان إلاكفواق ناقة حتي قتله أمير المؤمنين . ومنها ماروي الحارث الأعور قال خرجنا مع علي

ع حتي انتهينا إلي العاقول فإذاهناك أصل شجرة و قدوقع لحاؤها ويبس عودها.

[ صفحه 219]

فضربها ع بيده ثم قال ارجعي بإذن الله خضراء ذات ثمر فإذاهي بأغصانها تهتز حملها كمثري فقطعنا وأكلنا منها وحملنا معنا. فلما كان من الغد عدنا إليها فإذاهي علي حالها خضراء فيهاالكمثري . ومنها ماروي عن الأصبغ بن نباتة قال كنا نمشي خلف علي بن أبي طالب ع ومعنا رجل من قريش فقال لأمير المؤمنين ع قدقتلت الرجال وأيتمت الأولاد وفعلت وفعلت .فالتفت إليه ع فقال له اخسأ فإذا هوكلب أسود فجعل يلوذ به ويبصبص فرأيناه يرحمه فحرك شفتيه فإذا هو رجل كما كان . فقال له رجل من القوم يا أمير المؤمنين أنت تقدر علي مثل هذا ويناويك معاوية فقال نحن عباد لله مكرمون لانسبقه بالقول ونحن بأمره عاملون

ومنها ماروي عن أبي جعفر عن آبائه ع أن الحسين بن علي ع قال كنا قعودا ذات يوم عند أمير المؤمنين ع وهناك شجرة رمان يابسة إذ دخل عليه نفر من مبغضيه وعنده قوم من محبيه فسلموا فأمرهم بالجلوس

-روایت-1-2-روایت-72-ادامه دارد

[ صفحه 220]

فقال علي ع إني أريكم اليوم آية تكون فيكم كمثل

المائدة في بني إسرائيل إذ يقول الله إنِيّ مُنَزّلُها عَلَيكُم فَمَن يَكفُر بَعدُ مِنكُم فإَنِيّ أُعَذّبُهُ عَذاباً لا أُعَذّبُهُ أَحَداً مِنَ العالَمِينَ ثم قال انظروا إلي الشجرة وكانت يابسة و إذاهي قدجري الماء في عودها ثم اخضرت وأورقت وعقدت وتدلي حملها علي رءوسنا ثم التفت إلينا فقال للقوم الذين هم محبوه مدوا أيديكم وتناولوا وكلوا فقلنا بسم الله الرحمن الرحيم وتناولنا وأكلنا رمانا لم نأكل قط شيئا أعذب منه وأطيب ثم قال للنفر الذين هم مبغضوه مدوا أيديكم وتناولوا فمدوا أيديهم فارتفعت وكلما مد رجل منهم يده إلي رمانة ارتفعت فلم يتناولوا شيئا فقالوا يا أمير المؤمنين مابال إخواننا مدوا أيديهم وتناولوا وأكلوا ومددنا أيدينا فلم ننل فقال ع وكذلك الجنة لاينالها إلاأولياؤنا ومحبونا و لايبعد منها إلاأعداؤنا ومبغضونا فلما خرجوا قالوا هذا من سحر علي بن أبي طالب قليل قال سلمان ماذا تقولون أفسحر هذاأم أنتم لاتبصرون

-روایت-از قبل-921

ومنها ماروي عن أبي علي الحسن بن عبدالعزيز الهاشمي قال كانت

[ صفحه 221]

الفتنة قائمة بين العباسيين والطالبيين بالكوفة حتي قتل سبعة عشر رجلا عباسيا وغضب الخليفة القادر. واستنهض الملك مشرف الدولة أبا علي حتي يسير إلي الكوفة ويستأصل من بها من الطالبيين ويفعل كذا وكذا بهم وبنسائهم وبناتهم

وكتب من بغداد هذاالخبر علي طيور إليهم وعرفوهم ما قال القادر ففزعوا من ذلك وتعلقوا ببني خفاجة فرأت امرأة عباسية في منامها كأن فارسا علي فرس أشهب وبيده رمح نزل من السماء فسألت عنه فقيل لها هذا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع يريد أن يقتل من عزم علي قتل الطالبيين .فأخبرت الناس فشاع منامها في البلد وسقط الطائر بكتاب من بغداد بأن الملك مشرف الدولة بات عازما علي المسير إلي الكوفة فلما انتصف الليل مات فجأة وتفرقت العساكر وفزع القادر. ومنها ماروي أبو محمدالصالحي قال حدثنا أبو الحسن علي بن هارون المنجم أن الخليفة الراضي كان يجادلني كثيرا علي خطأ علي بن أبي طالب فيما دبره في أمره مع معاوية. قال فأوضحت له الحجة أن هذا لايجوز علي علي و أنه ع لم يعمل إلاالصواب فلم يقبل مني هذاالقول وخرج إلينا في بعض الأيام ينهانا عن الخوض في مثل ذلك . و حدثنا أنه رأي في منامه كأنه خارج من داره يريد بعض متنزهاته فرفع إليه رجل قصته ورأسه رأس الكلب فسأل عنه

[ صفحه 222]

فقيل له هذا الرجل كان يخطئ علي بن

أبي طالب ع . قال فعلمت أن ذلك كان عبرة لي ولأمثالي فتبت إلي الله . ومنها ماروي عن أبي سعيد عقيصا قال خرجنا مع علي ع نريد صفين فمررنا بكربلاء فقال هذاموضع الحسين ع وأصحابه . ثم سرنا حتي انتهينا إلي راهب في صومعة وتقطع الناس من العطش وشكوا إلي علي ع ذلك و أنه قدأخذ بهم طريقا لاماء فيه من البر وترك طريق الفرات .فدنا من الراهب فهتف به وأشرف إليه فقال أقرب صومعتك ماء قال لافثني رأس بغلته فنزل في موضع فيه رمل وأمر الناس أن يحفروا هذاالرمل فحفروا فأصابوا تحته صخرة بيضاء فاجتمع ثلاثمائة رجل فلم يحركوها. فقال ع تنحوا فإني صاحبها ثم أدخل يده اليمني تحت الصخرة فقلعها من موضعها حتي رآها الناس علي كفه فوضعها ناحية فإذاتحتها عين ماء أرق من الزلال وأعذب من الفرات فشرب الناس وسقوا واستقوا وتزودوا ثم رد الصخرة إلي موضعها وجعل الرمل كما كان . وجاء الراهب فأسلم و قال إن أبي أخبرني عن جده و كان من حواري عيسي أن تحت هذاالرمل عين ماء و أنه لايستنبطها إلانبي أووصي نبي . و قال لعلي ع أتأذن لي

أن أصحبك في وجهك هذا. قال ع الزمني ودعا له ففعل فلما كان ليلة الهرير قتل الراهب فدفنه بيده ع و قال

[ صفحه 223]

لكأني أنظر إليه و إلي منزله في الجنة ودرجته التي أكرمه الله بها. ومنها ماروي الشيخ أبو جعفر بن بابويه قال حدثنا محمد بن الحسن بن الوليد حدثنا محمد بن الصفار حدثنا أحمد بن محمدالسجزي حدثناعثمان بن عفان السجزي قال خرجت في طلب العلم فدخلت البصرة فصرت إلي محمد بن عباد صاحب عبادان .فقلت إني رجل غريب أتيتك من بلد بعيد لأقتبس من علمك شيئا. قال من أين أنت قلت من أهل سجستان . قال من بلد الخوارج قلت لوكنت خارجيا ماطلبت علمك . قال أ فلاأخبرك بحديث حسن إذاأتيت بلادك تحدث به الناس قلت بلي قال كان لي جار من المتعبدين فرأي في منامه كأنه قدمات وكفن ودفن و قال مررت بحوض النبي ص و إذا هوجالس علي شفير الحوض و الحسن و الحسين ع يسقيان الأمة الماء فاستسقيتهما فأبيا أن يسقياني .فقلت يا رسول الله إني من أمتك قال و إن قصدت عليا لايسقيك فبكيت و قلت أنا من

شيعة علي قال لك جار يلعن عليا و لم تنهه . قلت إني ضعيف ليس لي قوة و هو من حاشية السلطان قال فأخرج النبي سكينا مسلولا و قال امض واذبحه فأخذت السكين وصرت إلي داره فوجدت الباب مفتوحا فدخلت فأصبته نائما فذبحته وانصرفت إلي

[ صفحه 224]

النبي ص و قلت قدذبحته و هذه السكين ملطخة بدمه قال هاتها ثم قال للحسن ع اسقه ماء فلما أضاء الصبح سمعت صراخا فسألت عنه فقيل إن فلانا وجد علي فراشه مذبوحا فلما كان بعدساعة قبض أميرالبلد علي جيرانه فدخلت عليه و قلت أيها الأمير اتق الله إن القوم براء وقصصت عليه الرؤيا فخلي عنهم . ومنها ماروي جويرية بن مسهر قال أقبلت مع علي ع من النهروان فلما صرنا في أرض بابل حضر وقت الصلاة فقال أيها الناس إن هذه أرض ملعونة قدخسف بهامرتين من الدهر وهي إحدي المؤتفكات وهي أول أرض عبد فيهاوثن و لاينبغي لنبي و لالوصي أن يصلي فيها وضرب بغلة رسول الله ص وسار قال فتبعته فو الله ماعبر سورا حتي غربت الشمس وظهر الليل فالتفت إلي فقال ياجويرية صليت قلت نعم .فنزل وأذن وتنحي عني فأحسبه

توضأ ثم دعا بكلام حسبته بالعبرانية أو من التوراة فإذاالشمس قدبدت راجعة حتي استقرت في موضعها من الزوال فقام يصلي وصليت معه الظهر والعصر بأذان وإقامتين فلما قضينا صلاة العصر هوت الشمس وصرنا في الليل . ثم قال ياجويرية إن الله يقول فَسَبّح بِاسمِ رَبّكَ العَظِيمِ وإني دعوت

-قرآن-974-1004

[ صفحه 225]

الله باسمه العظيم فرد لي الشمس كمارأيت

ومنها ماروي عن أبي حمزة عن علي بن الحسين عن أبيه ع قال لماأراد علي أن يسير إلي النهروان استنفر أهل الكوفة وأمرهم أن يعسكروا بالمدائن فتأخر عنه شبث بن ربعي وعمرو بن حريث والأشعث بن قيس

-روایت-1-2-روایت-68-ادامه دارد

[ صفحه 226]

وجرير بن عبد الله البجلي وقالوا أتأذن لنا أياما نتخلف عنك في بعض حوائجنا ونلحق بك فقال لهم قدفعلتموها سوأة لكم من مشايخ فو الله مالكم من حاجة تتخلفون عليها وإني لأعلم ما في قلوبكم وسأبين لكم تريدون أن تثبطوا عني الناس وكأني بكم بالخورنق و قدبسطتم سفركم للطعام إذ يمر بكم ضب فتأمرون صبيانكم فيصيدونه فتخلعوني وتبايعونه ثم مضي إلي المدائن وخرج القوم إلي الخورنق وهيئوا طعاما فبينا هم كذلك علي سفرتهم و قدبسطوها إذ مر بهم ضب فأمروا صبيانهم فأخذوه وأوثقوه

ومسحوا أيديهم علي يده كماأخبر علي ع وأقبلوا علي المدائن فقال لهم أمير المؤمنين ع بئس للظالمين بدلا ليبعثكم الله يوم القيامة مع إمامكم الضب ألذي بايعتم لكأني أنظر إليكم يوم القيامة و هويسوقكم إلي النار ثم قال لئن كان مع رسول الله منافقون فإن معي منافقين أما و الله ياشبث و يا ابن حريث لتقاتلان ابني الحسين هكذا أخبرني رسول الله ص

-روایت-از قبل-866

ومنها روي أن عليا ع لماسار إلي النهروان شك رجل يقال له جندب فقال له علي ع الزمني و لاتفارقني فلزمه فلما دنوا من قنطرة النهروان نظر علي ع قبل زوال الشمس إلي قنبر يؤذن بالصلاة فنزل و قال ائتني بماء فقعد يتوضأ فأقبل فارس و قال قدعبر القوم .

[ صفحه 227]

فقال أمير المؤمنين ع ماعبروا و لايعبرونها و لايفلت منهم إلادون العشرة و لايقتل منكم إلادون العشرة و الله ماكذبت و لاكذبت .فتعجب الناس فقال جندب إن صح ما قال علي فلاأحتاج إلي دليل غيره فبينا هم كذلك إذ أقبل فارس فقال يا أمير المؤمنين القوم علي ماذكرت لم يعبروا القنطرة فصلي بالناس الظهر وأمرهم بالمسير إليهم . قال جندب فقلت

لايصل إلي القنطرة قبلي أحد فركضت فرسي فإذاهم دون القنطرة وقوف فكنت أول من رمي فقتلوا كلهم إلاتسعة وقتل من أصحابنا تسعة ثم قال علي ع اطلبوا ذا الثدية فطلبوه فلم يجدوه فقال اطلبوه فو الله ماكذبت و لاكذبت ثم قام فركب البغلة نحو قتلي كثير فقال اقلبوها فاستخرجوا ذا الثدية فقال الحمد لله ألذي عجلك إلي النار و قد كان الخوارج قبل ذلك خرجوا عليه بجانب الكوفة في حروراء وكانوا إذ ذاك اثني عشر ألفا. قال فخرج إليهم أمير المؤمنين في إزار ورداء راكبا البغلة فقيل القوم شاكون في السلاح أتخرج إليهم كذلك قال إنه ليس بيوم قتالهم وصار إليهم بحروراء و قال لهم ليس اليوم أوان قتالكم وستفترقون حتي تصيروا أربعة آلاف فتخرجون علي في مثل هذااليوم في هذاالشهر فأخرج إليكم بأصحابي فأقاتلكم حتي

[ صفحه 228]

لايبقي منكم إلادون عشرة ويقتل من أصحابي يومئذ دون عشرة هكذا أخبرني رسول الله فلم يبرح من مكانه حتي تبرأ بعضهم من بعض وتفرقوا إلي أن صاروا أربعة آلاف بالنهروان . ومنها ماروي عن قنواء بنت رشيد الهجري سمعت أبي يقول قال لي علي حبيبي كيف صبرك إذاأرسل

إليك دعي بني أمية فقطع يديك ورجليك ولسانك فقلت ألست معك في الجنة قال بلي قلت ماأبالي .قالت فما ذهبت الأيام حتي بعث عبيد الله بن زياد فدعاه إلي البراءة من علي فأبي عليه فقال الدعي اختر أي قتلة شئت . فقال قال علي ع إنك تقطع يدي ورجلي ولساني . قال لأكذبن أباتراب اقطعوا يديه ورجليه واتركوا لسانه .قالت فحضرت قطعه و هويتبسم فقلت ماتجد ألما قال لا. فلما أخرجناه من القصر وحوله زحمة من الناس . فقال لهم رشيد اكتبوا عني علم البلايا والمنايا.فكتبوا هذا ماعهد النبي الأمي إلي علي في بني أمية و ماينزل بهم .فأخبر الدعي بذلك فقال اقطعوا لسانه فأتوه بحجام فقطعوا لسانه فكان رشيد

[ صفحه 229]

يقول للرجل تموت يوم كذا وللآخر تقتل يوم كذا فيكون كما قال . ومنها ماروي عن يوسف بن عمران عن ميثم التمار دعاني أمير المؤمنين ع يوما فقال كيف بك إذادعاك دعي بني أمية إلي البراءة مني قلت لاأبرأ منك قال إذا و الله يقتلك ويصلبك . قلت أصبر و ذلك عندي في الله قليل قال إذاتكون معي في الجنة.فكان ميثم يقول لعريف قومه كأني بك و قددعاك دعي بني أمية يطلبني منك

فتقول هوبمكة فيقول لابد من أن تأتيني به من حيث كان فتخرج إلي القادسية فتقيم بها إلي أن أقدم عليك من مكة فتذهب بي إليه فيقول لي تبرأ من أبي تراب فأقول لا و الله و لاكرامة فيصلبني علي باب عمرو بن حريث فإذا كان في

[ صفحه 230]

اليوم الرابع ابتدر الدم من منخري فكان كذلك . فلما صلب قال ميثم للناس سلوني فو الله لأخبرنكم بما يكون من الفتن ومخازي بني أمية فلما حدثهم حديثا واحدا بعث إليه الدعي فألجمه بلجام من شريط فكان ميثم أول من ألجم و هومصلوب . ومنها أن الفرات مد علي عهد علي ع فقال الناس نخاف الغرق فركب وصلي علي الفرات فمر بمجلس ثقيف فغمز عليه بعض شبابهم فالتفت إليهم و قال يابقية ثمود ياصعار الخدود هل أنتم إلاطغام لئام من لي بهؤلاء الأعبد. فقال مشايخ منهم إن هؤلاء شباب جهال فلاتأخذنا بهم اعف عنا. فقال لاأعفو عنكم إلا علي أن أرجع و قدهدمتم هذه المجالس وسددتم

[ صفحه 231]

كل كوة وقلعتم كل ميزاب وطميتم كل بالوعة علي الطريق فإن هذاكله في طريق المسلمين و فيه أذي لهم .فقالوا نفعل

فمضي وتركهم ففعلوا ذلك كله . فلما صار إلي الفرات دعا ثم قرع الفرات قرعة فنقص ذراع .فقالوا يا أمير المؤمنين هذه رمانة قدجاء بهاالماء و قداحتبست علي الجسر من كبرها وعظمها فاحتملها و قال هذه رمانة من رمان الجنة و لايأكل ثمار الجنة في الدنيا إلانبي أووصي نبي و لو لا ذلك لقسمتها بينكم

ومنها ماروي عن أبي هاشم الجعفري عن أبيه عن الصادق ع قال لمافرغ علي ع من وقعة صفين وقف علي شاطئ الفرات و قال أيها الوادي من أنافاضطرب وتشققت أمواجه و قدنظر الناس و قدسمعوا من الفرات صوتا أشهد أن لاإله إلا الله و أن محمدا رسول الله و أن عليا أمير المؤمنين حجة الله علي خلقه

-روایت-1-2-روایت-68-306

ومنها ماروي عن عبيد عن السكسكي عن أبي عبد الله ع عن

-روایت-1-2

[ صفحه 232]

آبائه ع أن عليا ع لماقدم من صفين وقف علي شاطئ الفرات ثم انتزع من كنانته سهاما ثم أخرج منها قضيبا أصفر فضرب به الفرات فقال ع انفجري فانفجرت اثنتا عشرة عينا كل عين كالطود و الناس ينظرون إليه ثم تكلم بكلام لم يفهموه فأقبلت الحيتان رافعة رءوسها بالتهليل والتكبير وقالت السلام عليك ياحجة الله في أرضه و ياعين

الله في عباده خذلك قومك بصفين كماخذل هارون بن عمران قومه فقال لهم أسمعتم قالوا نعم قال فهذه آية لي عليكم و قدأشهدتكم عليه

-روایت-12-475

ومنها ماروي عن سلمان الفارسي أن عليا ع بلغه عن عمر ذكر لشيعته فاستقبله في بعض طرقات بساتين المدينة و في يد علي ع قوس عربية فقال علي ياعمر بلغني ذكر لشيعتي عنك فقال اربع علي ظلعك قال علي إنك لهاهنا ثم رمي بالقوس إلي الأرض فإذاهي ثعبان كالبعير فاغر فاه و قدأقبل نحو عمر ليبتلعه فصاح عمر الله الله يا أبا الحسن لاعدت بعدها في شيء وجعل يتضرع إليه فضرب علي يده إلي الثعبان فعادت القوس كماكانت فمضي عمر إلي بيته مرعوبا

-روایت-1-2-روایت-35-ادامه دارد

[ صفحه 233]

قال سلمان فلما كان في الليل دعاني علي ع فقال صر إلي عمر فإنه حمل إليه مال من ناحية المشرق و لم يعلم به أحد و قدعزم أن يحتبسه فقل له يقول لك علي أخرج ماحمل إليك من المشرق ففرقه علي من جعل لهم و لاتحبسه فأفضحك قال سلمان وأديت إليه الرسالة فقال حيرني أمر صاحبك فمن أين علم

هو به قلت وهل يخفي عليه مثل هذا فقال ياسلمان اقبل مني ماأقول لك ما علي إلاساحر وإني لمشفق عليك منه والصواب أن تفارقه وتصير في جملتنا قلت بئس ما قلت لكن عليا قدورث من آثار النبوة ما قدرأيت منه و ما هوأكبر منه قال ارجع إليه فقل له السمع والطاعة لأمرك فرجعت إلي علي ع فقال أحدثك بما جري بينكما فقلت أنت أعلم به مني فتكلم بكل ماجري بيننا ثم قال إن رعب الثعبان في قلبه إلي أن يموت

-روایت-از قبل-731

ومنها أنه ع قال رأيت رسول الله ص في منامي و هويمسح الغبار عن وجهي و هو يقول يا علي لاعليك لاعليك قدقضيت ماعليك فما مكث إلاثلاثا حتي ضرب و قال

-روایت-1-2-روایت-22-164

رأيت رسول الله في منامي فشكوت إليه مالقيت من أمته من الأود

[ صفحه 234]

واللدد وبكيت فقال لاتبك والتفت فإذارجلان مصفدان و إذاجلاميد ترضح بهارءوسهما ثم قال للحسن و الحسين ع إذامت فاحملاني إلي الغري من نجف الكوفة واحملا آخر سريري فالملائكة يحملون أوله وأمرهما أن يدفناه هناك ويعفيا قبره لمايعلمه من دولة بني أمية بعده و قال ستريان صخرة

بيضاء تلمع نورا فاحتفرا فوجدا ساجة مكتوبا عليها مما ادخرها نوح لعلي بن أبي طالب ع ففعلا ماأمرهما به فدفناه فيه وعفيا أثره

و لم يزل قبره مخفيا حتي دل عليه جعفر بن محمد ع في أيام الدولة العباسية و قدخرج هارون الرشيد يوما يتصيد وأرسلوا الصقور والكلاب علي الظباء بجانب الغريين فجاولتها ساعة ثم لجأت الظباء إلي الأكمه فرجع الكلاب والصقور عنها فسقطت في ناحية ثم هبطت الظباء من الأكمة فهبطت الصقور والكلاب ترجع إليها فتراجعت الظباء إلي الأكمة فانصرفت عنها الصقور والكلاب ففعلوا ذلك ثلاثا.

[ صفحه 235]

فتعجب هارون الرشيد من ذلك وسأل شيخا من بني أسد ما هذه الأكمة فقال لي الأمان قال نعم . قال فيهاقبر علي بن أبي طالب ع فتوضأ هارون وصلي ودعا ثم أظهر الصادق ع موضع قبره بتلك الأكمة

[ صفحه 236]

الباب الثالث في معجزات الإمام الحسن بن علي أمير المؤمنين ع

روي محمد بن إسحاق قال إن أباسفيان جاء إلي المدينة ليأخذ تجديد العهد من رسول الله ص فلم يقبل فجاء إلي علي ع قال هل لابن عمك أن يكتب لنا أمانا فقال إن النبي ص عزم علي أمر لايرجع فيه أبدا و كان الحسن بن علي ع ابن أربعة عشر شهرا فقال بلسان عربي

مبين يا ابن صخر قل لاإله إلا الله محمد رسول الله حتي أكون لك شفيعا إلي جدي رسول الله ص فتحير أبوسفيان فقال علي ع الحمد لله ألذي جعل في ذرية محمدنظير يحيي بن زكريا و كان الحسن ع يمشي في تلك الحالة

-روایت-1-2-روایت-27-489

روي أن عمرو بن العاص قال لمعاوية إن الحسن بن علي رجل حيي وإنه إذاصعد المنبر ورمقوه الناس بأبصارهم خجل وانقطع لوأذنت له فقال له معاوية يا أبا محمد لوصعدت المنبر ووعظتنا

-روایت-1-2-روایت-7-ادامه دارد

[ صفحه 237]

فقام فحمد الله وأثني عليه وذكر جده فصلي عليه ثم قال أيها الناس من عرفني فقد عرفني و من لم يعرفني فأنا الحسن بن علي بن أبي طالب و ابن سيدة النساء فاطمة بنت رسول الله أنا ابن رسول الله أنا ابن نبي الله أنا ابن السراج المنير أنا ابن البشير النذير أنا ابن من بعث رحمة للعالمين أنا ابن من بعث إلي الجن والإنس أنا ابن خير خلق الله بعد رسول الله أنا ابن صاحب الفضائل أنا ابن صاحب المعجزات والدلائل أنا ابن أمير المؤمنين أناالمدفوع عن حقي أنا وأخي سيدا شباب أهل الجنة أنا ابن الركن والمقام أنا ابن مكة ومني

أنا ابن المشعر وعرفات فغاظ معاوية فقال خذ في نعت الرطب ودع ذا فقال الريح تنفخه والحر ينضجه وبرد الليل يطيبه ثم عاد فقال أنا ابن الشفيع المطاع أنا ابن من قاتلت معه الملائكة أنا ابن من خضعت له قريش أنا ابن إمام الخلق و ابن محمد رسول الله فخشي معاوية أن يفتتن به الناس فقال يا أبا محمدانزل فقد كفي ماجري فنزل فقال له معاوية ظننت أن ستكون خليفة و ما أنت وذاك فقال الحسن إنما الخليفة من سار بكتاب الله وسنة رسوله ليس الخليفة من سار بالجور وعطل السنن واتخذ الدنيا أبا و أماملك ملكا متع فيه قليلا ثم تنقطع لذته وتبقي تبعته وحضر المحفل رجل من بني أمية و كان شابا فأغلظ للحسن كلامه وتجاوز الحد في السب والشتم له ولأبيه فقال الحسن أللهم غير ما به من النعمة واجعله أنثي ليعتبر به فنظر الأموي

-روایت-از قبل-1-روایت-2-ادامه دارد

[ صفحه 238]

في نفسه و قدصار امرأة قدبدل الله له فرجه بفرج النساء وسقطت لحيته فقال له الحسن اغربي ما لك ومحفل الرجال فإنك امرأة ثم إن الحسن ع سكت ساعة ثم نفض ثوبه فنهض

ليخرج فقال له ابن العاص اجلس فإني أسألك عن مسائل قال ع سل عما بدا لك قال عمرو أخبرني عن الكرم والنجدة والمروءة فقال أماالكرم فالتبرع بالمعروف والإعطاء قبل السؤال و أماالنجدة فالذب عن المحارم والصبر في المواطن عندالمكاره و أماالمروءة فحفظ الرجل دينه وإحرازه نفسه من الدنس وقيامه بأداء الحقوق وإفشاء السلام فخرج فعذل معاوية عمرا فقال أفسدت أهل الشام فقال عمرو إليك عني إن أهل الشام لم يحبوك محبة إيمان ودين إنما أحبوك للدنيا ينالونها منك والسيف والمال بيدك فما يغني عن الحسن كلامه ثم شاع أمر الشاب الأموي وأتت زوجته إلي الحسن ع فجعلت تبكي وتتضرع فرق لها ودعا له فجعله الله كما كان

-روایت-از قبل-820

ومنها ماروي عن الصادق عن آبائه ع أن الحسن ع قال يوما لأخيه الحسين ولعبد الله بن جعفر إن معاوية قدبعث إليكم بجوائزكم وهي تصل إليكم يوم كذا لمستهل الهلال و قدأضاقا فوصلت في الساعة

-روایت-1-2-روایت-40-ادامه دارد

[ صفحه 239]

التي ذكر لما كان رأس الهلال فلما وافاهم المال كان علي الحسن ع دين كثير فقضاه مما بعثه إليه وفضلت فضلة ففرقها في أهل بيته

ومواليه وقضي الحسين ع أيضا دينه وقسم ثلث مابقي في أهل بيته ومواليه وحمل الباقي إلي عياله و أما عبد الله فقضي دينه و مافضل دفعه إلي الرسول ليتعرف معاوية من الرسول مافعلوا فبعث إلي عبد الله أموالا حسنة

-روایت-از قبل-361

ومنها ماروي عن صندل عن أبي أسامة عن الصادق عن آبائه ع أن الحسن ع خرج إلي مكة ماشيا من المدينة فتورمت قدماه فقيل له لوركبت لسكن عنك هذاالورم فقال كلا ولكنا إذاأتينا المنزل فإنه يستقبلنا أسود معه دهن يصلح لهذا الورم فاشتروا منه و لاتماكسوه فقال له بعض مواليه ليس أمامنا منزل فيه أحد يبيع مثل هذاالدواء فقال بلي إنه أمامنا وساروا أميالا فإذاالأسود قداستقبلهم فقال الحسن لمولاه دونك الأسود فخذ الدهن منه بثمنه فقال الأسود لمن تأخذ هذاالدهن قال للحسن بن علي بن أبي طالب ع قال انطلق بي إليه

-روایت-1-2-روایت-63-ادامه دارد

[ صفحه 240]

فصار الأسود إليه فقال يا ابن رسول الله إني مولاك لاآخذ له ثمنا ولكن ادع الله أن يرزقني ولدا سويا ذكرا يحبكم أهل البيت فإني خلفت امرأتي تمخض فقال انطلق إلي منزلك فإن الله تعالي قدوهب

لك ولدا ذكرا سويا فرجع الأسود من فوره فإذاامرأته قدولدت غلاما سويا ثم رجع الأسود إلي الحسن ع ودعا له بالخير بولادة الغلام له و إن الحسن قدمسح رجليه بذلك الدهن فما قام من موضعه حتي زال الورم

-روایت-از قبل-416

ومنها ماروي أن فاطمة أتت رسول الله ص تبكي وتقول إن الحسن و الحسين خرجا و لاأدري أين هما فقال طيبي نفسا فهما في ضمان الله حيث كانا فنزل جبرئيل و قال هما نائمان في حائط بني النجار متعانقين و قدبعث الله ملكا قدبسط جناحا تحتهما وجناحا فوقهما فخرج رسول الله وأصحابه معه فرأوهما وحية كالحلقة حولهما فأخذهما رسول الله علي منكبيه فقالوا نحملهما عنك قال نعم المطية مطيتهما ونعم الراكبان هما وأبوهما خير منهما

-روایت-1-2-روایت-16-435

[ صفحه 241]

ومنها روي أن الحسن ع وإخوته و عبد الله بن العباس كانوا علي مائدة فجاءت جرادة ووقعت علي المائدة فقال عبد الله للحسن أي شيءمكتوب علي جناح الجرادة فقال مكتوب عليه أنا الله لاإله إلا أناربما أبعث الجراد رحمة لقوم جياع ليأكلوه وربما أبعثها نقمة علي قوم فتأكل أطعمتهم فقام عبد الله وقبل رأس الحسن و قال هذا من مكنون العلم

-روایت-1-2-روایت-14-353

ومنها ماروي عن الصادق

عن آبائه ع أن الحسن ع قال لأهل بيته إني أموت بالسم كمامات رسول الله ص فقالوا و من يفعل ذلك قال امرأتي جعدة بنت الأشعث بن قيس فإن معاوية يدس إليها ويأمرها بذلك قالوا أخرجها من منزلك وباعدها من نفسك قال كيف أخرجها و لم تفعل بعدشيئا و لوأخرجتها ماقتلني غيرها و كان لها عذر عند الناس فما ذهبت الأيام حتي بعث إليها معاوية مالا جسيما وجعل يمنيها بأن يعطيها مائة ألف درهم أيضا ويزوجها من يزيد وحمل إليها شربة سم لتسقيها الحسن فانصرف إلي منزله و هوصائم فأخرجت له وقت الإفطار و كان يوما حارا شربة

-روایت-1-2-روایت-40-ادامه دارد

[ صفحه 242]

لبن و قدألقت فيها ذلك السم فشربها و قال ياعدوة الله قتلتيني قتلك الله و الله لاتصيبين مني خلفا ولقد غرك وسخر منك و الله يخزيك ويخزيه فمكث ع يومين ثم مضي فغدر معاوية بها و لم يف لها بما عاهد عليه

-روایت-از قبل-217

ومنها روي أن الصادق ع قال لما أن حضرت الحسن بن علي ع الوفاة بكي بكاء شديدا و قال إني أقدم علي أمر عظيم وهول لم أقدم علي مثله قط ثم أوصي أن يدفنوه بالبقيع فقال ياأخي احملني علي سريري إلي قبر جدي رسول

الله ص لأجدد به عهدي ثم ردني إلي قبر جدتي فاطمة بنت أسد فادفني هناك فستعلم يا ابن أم أن القوم يظنون أنكم تريدون دفني عند رسول الله فيجلبون في منعكم ذلك وبالله أقسم عليك أن لاتهرق في أمري محجمة دم فلما غسله وكفنه الحسين ع حمله علي سريره وتوجه به إلي قبر جده رسول الله ص ليجدد به عهدا أتي مروان بن الحكم و من معه من بني أمية فقال أيدفن عثمان في أقصي المدينة ويدفن الحسن مع النبي لا يكون ذلك أبدا ولحقت عائشة علي بغل وهي تقول ما لي ولكم يابني هاشم تريدون أن تدخلوا بيتي من لاأحب

-روایت-1-2-روایت-33-ادامه دارد

[ صفحه 243]

فقال ابن عباس لمروان انصرفوا لانريد دفن صاحبنا عند رسول الله فإنه كان أعلم وأعرف بحرمة قبر جده رسول الله من أن يطرق عليه هدما كمايطرق ذلك غيره ودخل بيته بغير إذنه انصرف فنحن ندفنه بالبقيع كماوصي ثم قال لعائشة وا سوأتاه يوما علي بغل ويوما علي جمل و في رواية يوما تجملت ويوما تبغلت و إن عشت تفيلت

-روایت-از قبل-329

فأخذه ابن الحجاج الشاعر البغدادي فقال

يابنت أبي بكر لا كان و لاكنت

|| لك التسع من الثمن وبالكل تملكت

تجملت تبغلت و إن عشت تفيلت

بيان قوله لك التسع من الثمن إنما كان ذلك في مناظرة فضال بن الحسن بن فضال الكوفي مع أبي حنيفة. فقال له الفضال قول الله تعالي يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا لا تَدخُلُوا بُيُوتَ النّبِيّ إِلّا أَن يُؤذَنَ لَكُممنسوخ أو غيرمنسوخ قال هذه الآية غيرمنسوخة. قال ماتقول في خير الناس بعد رسول الله ص أبوبكر وعمر أم علي بن أبي طالب ع فقال أ ماعلمت أنهما ضجيعا رسول الله ص في قبره فأي حجة تريد أوضح في فضلهما من هذه . فقال له الفضال لقد ظلما إذ أوصيا بدفنهما في موضع ليس لهما فيه حق و إن كان الموضع لهما فوهباه لرسول الله ص لقد أساءا إذارجعا في هبتهما ونكثا عهدهما و قدأقررت أن قوله تعالي لا تَدخُلُوا بُيُوتَ النّبِيّ إِلّا أَن يُؤذَنَ لَكُم غيرمنسوخة

-قرآن-141-221-قرآن-627-679

[ صفحه 244]

فأطرق أبوحنيفة ثم قال لم يكن له و لالهما خاصة ولكنهما نظرا في حق عائشة وحفصة فاستحقا الدفن في ذلك الموضع لحقوق ابنتيهما. فقال له فضال أنت تعلم أن النبي ص مات عن تسع حشايا و كان لهن الثمن لمكان ولده فاطمة فنظرنا فإذالكل

واحدة منهن تسع الثمن ثم نظرنا في تسع الثمن فإذا هوشبر في شبر والحجرة كذا وكذا طولا وعرضا فكيف يستحق الرجلان أكثر من ذلك . و بعدفما بال عائشة وحفصة يرثان رسول الله وفاطمة بنته منعت الميراث فالمناقضة ظاهرة في ذلك من وجوه كثيرة. فقال أبوحنيفة نحوه ياقوم عني فإنه و الله رافضي خبيث

[ صفحه 245]

الباب الرابع في معجزات الحسين بن علي ع

عن أبي خالد الكابلي عن يحيي ابن أم الطويل قال كنا عند الحسين ع إذ دخل عليه شاب يبكي فقال له الحسين مايبكيك قال إن والدتي توفيت في هذه الساعة و لم توص ولها مال وكانت قدأمرتني أن لاأحدث في أمرها شيئا حتي أعلمك خبرها فقال الحسين ع قوموا بنا حتي نصير إلي هذه الحرة فقمنا معه حتي انتهينا إلي باب البيت ألذي فيه المرأة وهي مسجاة فأشرف علي البيت ودعا الله ليحييها حتي توصي بما تحب من وصيتها فأحياها الله و إذاالمرأة جلست وهي تتشهد ثم نظرت إلي الحسين ع فقالت ادخل البيت يامولاي ومرني بأمرك فدخل وجلس علي مخدة ثم قال لها وصي يرحمك الله فقالت يا ابن رسول الله إن لي من المال كذا وكذا في مكان كذا وكذا و قدجعلت

ثلثه إليك لتضعه حيث شئت من أوليائك والثلثان لابني هذا إن علمت

-روایت-1-2-روایت-55-ادامه دارد

[ صفحه 246]

أنه من مواليك وأوليائك و إن كان مخالفا فخذه إليك فلاحق للمخالفين في أموال المؤمنين ثم سألته أن يصلي عليها و أن يتولي أمرها ثم صارت المرأة ميتة كماكانت

-روایت-از قبل-169

ومنها ماروي عن جابر الجعفي عن زين العابدين ع قال أقبل أعرابي إلي المدينة ليختبر الحسين ع لماذكر له من دلائله فلما صار بقرب المدينة خضخض ودخل المدينة فدخل علي الحسين و هوجنب فقال له أبو عبد الله الحسين ع أ ماتستحيي ياأعرابي أن تدخل إلي إمامك و أنت جنب و قال أنتم معاشر العرب إذاخلوتم خضخضتم فقال الأعرابي يامولاي قدبلغت حاجتي مما جئت فيه فخرج من عنده فاغتسل ورجع إليه فسأله عما كان في قلبه

-روایت-1-2-روایت-58-437

ومنها ماروي عن مندل عن هارون بن خارجة عن الصادق ع عن

-روایت-1-2

[ صفحه 247]

آبائه ع قال إن الحسين ع إذاأراد أن ينفذ غلمانه في بعض أموره قال لهم لاتخرجوا يوم كذا واخرجوا يوم كذا فإنكم أن خالفتموني قطع عليكم فخالفوه مرة وخرجوا فقتلهم اللصوص وأخذوا مامعهم واتصل الخبر بالحسين ع فقال لقد حذرتهم فلم يقبلوا

مني ثم قام من ساعته ودخل علي الوالي فقال الوالي يا أبا عبد الله بلغني قتل غلمانك فآجرك الله فيهم فقال الحسين ع فإني أدلك علي من قتلهم فاشدد يدك بهم قال أ وتعرفهم يا ابن رسول الله قال نعم كماأعرفك و هذامنهم وأشار بيده إلي رجل واقف بين يدي الوالي فقال الرجل و من أين قصدتني بهذا و من أين تعرف أني منهم فقال له الحسين ع إن أناصدقتك تصدقني فقال الرجل نعم و الله لأصدقنك فقال خرجت ومعك فلان وفلان وذكرهم كلهم فمنهم أربعة من موالي المدينة والباقون من حبشان المدينة فقال الوالي للرجل ورب القبر والمنبر لتصدقني أولأهرأن لحمك بالسياط فقال الرجل و الله ماكذب الحسين و قدصدق وكأنه كان معنا

-روایت-17-ادامه دارد

[ صفحه 248]

فجمعهم الوالي جميعا فأقروا جميعا فضرب أعناقهم

-روایت-از قبل-53

ومنها أن رجلا صار إلي الحسين ع فقال جئتك أستشيرك في تزويجي فلانة فقال لاأحب ذلك لك وكانت كثيرة المال و كان الرجل أيضا مكثرا فخالف الحسين فتزوج بهافلم يلبث الرجل حتي افتقر فقال له الحسين ع قدأشرت إليك فخل سبيلها فإن الله يعوضك

خيرا منها ثم قال وعليك بفلانة فتزوجها فما مضت سنة حتي كثر ماله وولدت له ولدا ذكرا ورأي منها ماأحب

-روایت-1-2-روایت-3-363

ومنها أنه ع سئل في حال صغره عن أصوات الحيوانات لأن من شرط الإمام أن يكون عالما بجميع اللغات حتي أصوات الحيوانات فقال علي ماروي محمد بن ابراهيم بن الحارث التيمي عن الحسين ع أنه قال إذاصاح النسر فإنه يقول يا ابن آدم عش ماشئت فآخره الموت و إذاصاح البازي يقول ياعالم الخفيات ياكاشف البليات

-روایت-1-2-روایت-3-ادامه دارد

[ صفحه 249]

و إذاصاح الطاوس يقول مولاي ظلمت نفسي واغتررت بزينتي فاغفر لي و إذاصاح الدراج يقول الرحمن علي العرش استوي و إذاصاح الديك يقول من عرف الله لم ينس ذكره و إذاقرقرت الدجاجة تقول ياإله الحق أنت الحق وقولك الحق يا الله ياحق و إذاصاح الباشق يقول آمنت بالله واليوم الآخر و إذاصاحت الحدأة تقول توكل علي الله ترزق و إذاصاح العقاب يقول من أطاع الله لم يشق و إذاصاح الشاهين يقول سبحان الله حقا حقا و إذاصاحت البومة تقول البعد من الناس أنس و إذاصاح

الغراب يقول يارازق ابعث بالرزق الحلال و إذاصاح الكركي يقول أللهم احفظني من عدوي و إذاصاح اللقلق يقول من تخلي من الناس نجا من أذاهم و إذاصاحت البطة تقول غفرانك يا الله غفرانك و إذاصاح الهدهد يقول ماأشقي من عصي الله و إذاصاح القمري يقول ياعالم السر والنجوي يا الله و إذاصاح الدبسي يقول أنت الله لاإله سواك يا الله

-روایت-از قبل-1-روایت-2-ادامه دارد

[ صفحه 250]

و إذاصاح العقعق يقول سبحان من لايخفي عليه خافية و إذاصاح الببغاء يقول من ذكر ربه غفر ذنبه و إذاصاح العصفور يقول أستغفر الله مما يسخط الله و إذاصاح البلبل يقول لاإله إلا الله حقا حقا و إذاصاحت القبجة تقول قرب الحق قرب و إذاصاحت السماناة تقول يا ابن آدم ماأغفلك عن الموت و إذاصاح السنوذنيق يقول لاإله إلا الله محمد رسول الله وآله خيرة الله و إذاصاحت الفاختة تقول ياواحد ياأحد يافرد ياصمد و إذاصاح الشقراق يقول مولاي أعتقني من النار و إذاصاحت القنبرة تقول مولاي تب علي كل مذنب من المؤمنين و إذاصاح الورشان يقول إن لم تغفر ذنبي شقيت

-روایت-از قبل-1-روایت-2-ادامه دارد

[ صفحه 251]

و إذاصاح الشفنين

يقول لاقوة إلابالله العلي العظيم و إذاصاحت النعامة تقول لامعبود سوي الله و إذاصاحت الخطافة فإنها تقرأ سورة الحمد وتقول ياقابل توبة التوابين يا الله لك الحمد و إذاصاحت الزرافة تقول لاإله إلا الله وحده و إذاصاح الحمل يقول كفي بالموت واعظا و إذاصاح الجدي يقول عاجلني الموت فقل ذنبي و إذازأر الأسد يقول أمر الله مهم مهم و إذاصاح الثور يقول مهلا مهلا يا ابن آدم أنت بين يدي من يري و لايري و هو الله و إذاصاح الفيل يقول لايغني عن الموت قوة و لاحيلة و إذاصاح الفهد يقول ياعزيز ياجبار يامتكبر يا الله و إذاصاح الجمل يقول سبحان مذل الجبارين سبحانه

-روایت-از قبل-1-روایت-2-ادامه دارد

[ صفحه 252]

و إذاصهل الفرس يقول سبحان ربنا سبحانه و إذاصاح الذئب يقول ماحفظ الله فلن يضيع أبدا و إذاصاح ابن آوي يقول الويل الويل الويل للمذنب المصر و إذاصاح الكلب يقول كفي بالمعاصي ذلا و إذاصاح الأرنب يقول لاتهلكني يا الله لك الحمد و إذاصاح الثعلب يقول الدنيا دار غرور و إذاصاح الغزال يقول نجني من الأذي و إذاصاح الكركدن يقول أغثني و إلاهلكت يامولاي و إذاصاح الإيل يقول حسبي الله ونعم

الوكيل حسبي و إذاصاح النمر يقول سبحان من تعزز بالقدرة سبحانه و إذاسبحت الحية تقول ماأشقي من عصاك يارحمان و إذاسبحت العقرب تقول الشر شيءوحش ثم قال ع ماخلق الله من شيء إلا و له تسبيح يحمد به ربه ثم تلا هذه الآيةوَ إِن مِن شَيءٍ إِلّا يُسَبّحُ بِحَمدِهِ وَ لكِن لا تَفقَهُونَ تَسبِيحَهُم

-روایت-از قبل-723

ومنها أنه لماولد الحسين ع أمر الله تعالي جبرئيل أن يهبط في ملإ من الملائكة فيهنئ محمدا فهبط فمر بجزيرة فيهاملك يقال له فطرس بعثه الله في شيءفأبطأ فكسر جناحه وألقاه في تلك الجزيرة فعبد الله سبعمائة عام

-روایت-1-2-روایت-9-ادامه دارد

[ صفحه 253]

فقال فطرس لجبرئيل إلي أين قال إلي محمد قال احملني معك إلي محمدلعله يدعو لي فلما دخل جبرئيل وأخبر محمدا بحال فطرس قال له النبي قل له يمسح بهذا المولود جناحه فمسح فطرس بمهد الحسين ع فأعاد الله عليه في الحال جناحه ثم ارتفع مع جبرئيل إلي السماء فسمي عتيق الحسين ع

-روایت-از قبل-295

ومنها أنه ع لماأراد العراق قالت له أم سلمة لاتخرج إلي العراق فقد سمعت رسول الله ص يقول يقتل ابني الحسين بأرض العراق وعندي تربة دفعها إلي في قارورة فقال

و الله إني مقتول كذلك و إن لم أخرج إلي العراق يقتلونني أيضا و إن

-روایت-1-2-روایت-3-ادامه دارد

[ صفحه 254]

أحببت أن أريك مضجعي ومصرع أصحابي ثم مسح بيده علي وجهها ففسح الله في بصرها حتي أراها ذلك كله وأخذ تربة فأعطاها من تلك التربة أيضا في قارورة أخري و قال ع فإذافاضتا دما فاعلمي أني قدقتلت فقالت أم سلمة فلما كان يوم عاشوراء نظرت إلي القارورتين بعدالظهر فإذاهما قدفاضتا دما فصاحت و لم يقلب في ذلك اليوم حجر و لامدر إلاوجد تحته دم عبيط

-روایت-از قبل-360

ومنها ماروي عن زين العابدين ع أنه قال لماكانت الليلة التي قتل فيها الحسين ع في صبيحتها قام في أصحابه فقال ع إن هؤلاء يريدونني دونكم و لوقتلوني لم يقبلوا إليكم فالنجاء النجاء وأنتم في حل فإنكم إن أصبحتم معي قتلتم كلكم فقالوا لانخذلك و لانختار العيش بعدك فقال ع إنكم تقتلون كلكم حتي لايفلت منكم واحد فكان كما قال ع

-روایت-1-2-روایت-47-356

[ صفحه 255]

الباب الخامس في معجزات الإمام علي بن الحسين ع

عن الباقر ع أنه قال كان عبدالملك بن مروان يطوف بالبيت و علي بن الحسين يطوف بين يديه لايلتفت إليه و لم يكن عبدالملك يعرفه بوجهه فقال

من هذا ألذي يطوف بين أيدينا و لايلتفت إلينا فقيل هذا علي بن الحسين فجلس مكانه و قال ردوه إلي فردوه فقال له يا علي بن الحسين إني لست قاتل أبيك فما يمنعك من المصير إلي فقال علي بن الحسين ع إن قاتل أبي أفسد بما فعله دنياه عليه وأفسد أبي عليه بذلك آخرته فإن أحببت أن تكون كهو فكن فقال كلا ولكن صر إلينا لتنال من دنيانا فجلس زين العابدين وبسط رداءه فقال أللهم أره حرمة أوليائك عندك فإذارداءه مملوء دررا يكاد شعاعها يخطف الأبصار فقال له من تكون هذه حرمته عند الله يحتاج إلي دنياك

-روایت-1-2-روایت-26-ادامه دارد

[ صفحه 256]

ثم قال أللهم خذها فلاحاجة لي فيها

-روایت-از قبل-40

ومنها أن الحجاج بن يوسف كتب إلي عبدالملك بن مروان إن أردت أن يثبت ملكك فاقتل علي بن الحسين فكتب عبدالملك إليه أما بعدفجنبني دماء بني هاشم واحقنها فإني رأيت آل أبي سفيان لماأولعوا فيها لم يلبثوا أن أزال الله الملك عنهم وبعث بالكتاب إليه سرا

فكتب علي بن الحسين ع إلي عبدالملك من الساعة التي أنفذ فيهاالكتاب إلي الحجاج وقفت علي ماكتبت

في حقن دماء بني هاشم و قدشكر الله لك ذلك وثبت ملكك وزاد في عمرك

-روایت-1-2-روایت-3-181

. وبعث به مع غلام له بتاريخ الساعة التي أنفذ فيها عبدالملك كتابه إلي الحجاج بذلك فلما قدم الغلام وأوصل الكتاب إليه نظر عبدالملك في تاريخ الكتاب فوجده موافقا لتاريخ كتابه فلم يشك في صدق زين العابدين ع ففرح بذلك وبعث إليه بوقر دنانير وسأله أن يبسط إليه بجميع حوائجه وحوائج أهل بيته ومواليه

و كان في كتابه ع إن رسول الله ص أتاني في النوم فعرفني ماكتبت به إلي الحجاج و ماشكر الله لك من ذلك

-روایت-1-2-روایت-23-118

[ صفحه 257]

ومنها ماروي عن أبي خالد الكابلي قال دعاني محمد بن الحنفية بعدقتل الحسين ع ورجوع علي بن الحسين ع إلي المدينة وكنا بمكة فقال صر إلي علي بن الحسين ع وقل له إني أناأكبر ولد أمير المؤمنين بعدأخوي الحسن و الحسين و أناأحق بهذا الأمر منك فينبغي أن تسلمه إلي و إن شئت فاختر حكما نتحاكم إليه فصرت إليه وأديت إليه رسالته فقال ارجع إليه وقل له ياعم اتق الله و لاتدع ما لم يجعله الله

لك فإن أبيت فبيني وبينك الحجر الأسود فأينا يشهد له الحجر الأسود فهو الإمام فرجعت إليه بهذا الجواب فقال قل له قدأجبتك قال أبوخالد فسارا فدخلا جميعا و أنامعهما حتي وافيا الحجر الأسود فقال علي بن الحسين ع تقدم ياعم فإنك أسن فاسأله الشهادة لك فتقدم محمدفصلي ركعتين ودعا بدعوات ثم سأل الحجر بالشهادة إن كانت الإمامة له فلم يجبه بشي ء

-روایت-1-2-روایت-43-ادامه دارد

[ صفحه 258]

ثم قام علي بن الحسين ع فصلي ركعتين ثم قال أيها الحجر ألذي جعله الله شاهدا لمن يوافي بيته الحرام من وفود عباده إن كنت تعلم أني صاحب الأمر وأني الإمام المفترض الطاعة علي جميع عباد الله فاشهد لي بذلك ليعلم عمي أنه لاحق له في الإمامة فأنطق الله الحجر بلسان عربي مبين فقال يا محمد بن علي سلم إلي علي بن الحسين الأمر فإنه الإمام المفترض الطاعة عليك و علي جميع عباد الله دونك ودون الخلق أجمعين في زمانه فقبل محمد بن الحنفية رجله و قال الأمر لك

-روایت-از قبل-490

. وقيل إن ابن الحنفية إنما فعل ذلك إزاحة لشكوك الناس في ذلك و في رواية أخري إن الله أنطق الحجر

فقال يا محمد بن علي إن علي بن الحسين هوالحق ألذي لايعتريه شك لماعلم من دينه وصلاحه وحجة الله عليك و علي جميع من في الأرض و من في السماء ومفترض الطاعة فاسمع له وأطع فقال محمدسمعنا سمعنا ياحجة الله في أرضه وسمائه

[ صفحه 259]

ومنها ماروي جابر بن يزيد الجعفي عن الباقر ع قال كان علي بن الحسين جالسا مع جماعة إذ أقبلت ظبية من الصحراء حتي وقفت قدامه فهمهمت وضربت بيديها الأرض فقال بعضهم يا ابن رسول الله ماشأن هذه الظبية قدأتتك مستأنسة قال تذكر أن ابنا ليزيد طلب من أبيه خشفا فأمر بعض الصيادين أن يصيد له خشفا فصاد بالأمس خشف هذه الظبية و لم تكن قدأرضعته وأنها تسأل أن نحمله إليها لترضعه وترده عليه فأرسل علي بن الحسين ع إلي الصياد فأحضره و قال له إن هذه الظبية تزعم أنك أخذت خشفا لها وأنها لم تسقه لبنا منذ أخذته و قدسألتني أن أسألك أن تتصدق به عليها

-روایت-1-2-روایت-55-ادامه دارد

[ صفحه 260]

فقال يا ابن رسول الله لست أستجر ئ علي هذا قال إني أسألك أن تأتي به إليها لترضعه وترده إليك ففعل

الصياد فلما رأته همهمت ودموعها تجري فقال علي بن الحسين ع للصياد بحقي عليك إلاوهبته لها فوهبه لها فانطلقت مع الخشف وهي تقول أشهد أنك من أهل بيت الرحمة و أن بني أمية من أهل بيت اللعنة

-روایت-از قبل-314

ومنها ماروي بكر بن محمد عن محمد بن علي بن الحسين ع قال

-روایت-1-2-روایت-67-ادامه دارد

[ صفحه 261]

خرج أبي في نفر من أهل بيته وأصحابه إلي بعض حيطانه وأمر بإصلاح سفره فلما وضعت ليأكلوا أقبل ظبي من الصحراء يتبغم فدنا من أبي فقالوا يا ابن رسول الله ما يقول هذاالظبي قال يشكو أنه لم يأكل منذ ثلاث شيئا فلاتمسوه حتي أدعوه ليأكل معنا قالوا نعم فدعاه فجاء يأكل معهم فوضع رجل منهم يده علي ظهره فنفر فقال أبي أ لم تضمنوا لي أنكم لاتمسوه فحلف الرجل أنه لم يرد به سوءا فكلمه أبي و قال للظبي ارجع فلابأس عليك فرجع يأكل حتي شبع ثم تبغم وانطلق فقالوا يا ابن رسول الله ما قال الظبي قال دعا لكم بالخير وانصرف

-روایت-از قبل-553

ومنها أن أباخالد الكابلي كان يخدم محمد بن الحنفية دهرا و ما كان يشك أنه إمام حتي أتاه يوما

فقال إن لي حرمة فأسألك برسول الله وبأمير المؤمنين إلاأخبرتني أنت الإمام ألذي فرض الله طاعته . فقال علي وعليك و علي كل مسلم الإمام علي بن الحسين .فجاء أبوخالد إلي علي بن الحسين ع فلما سلم عليه قال له مرحبا بك ياكنكر ماكنت لنا بزوار مابدا لك فينا.فخر أبوخالد ساجدا لله تعالي لماسمعه منه و قال الحمد لله ألذي لم يمتني حتي عرفت إمامي قال كيف عرفت .

[ صفحه 262]

قال إنك دعوتني باسمي ألذي سمتني به أمي ولقد كنت في عماء من أمري ولقد خدمت محمد بن الحنفية عمرا فناشدته اليوم أنت إمام فأرشدني إليك فقال هوالإمام علي وعليك و علي الخلق كلهم فلما دنوت منك سميتني باسمي ألذي سمتني به أمي فعلمت أنك الإمام ألذي فرض الله علي و علي كل مسلم طاعته . و قال ولدتني أمي فسمتني وردان فدخل عليها والدي و قال سميه كنكر و و الله ماسماني به أحد من الناس إلي يومي هذاغيرك فأشهد أنك إمام من في الأرض وإمام من في السماء

ومنها ماروي عن أبي الصباح الكناني قال سمعت الباقر ع يقول خدم أبوخالد الكابلي علي بن الحسين

ع برهة من الزمان ثم شكا شدة شوقه إلي والديه وسأله الإذن في الخروج إليهما فقال له علي بن الحسين ع ياكنكر إنه يقدم علينا غدا رجل من أهل الشام له قدر وجاه ومال ومعه ابنة له قدأصابها عارض

-روایت-1-2-روایت-67-ادامه دارد

[ صفحه 263]

من الجن و هويطلب معالجا يعالجها ويبذل في ذلك ماله فإذاقدم فصر إليه أول الناس وقل له أناأعالج ابنتك بعشرة آلاف درهم فإنه يطمئن إلي قولك ويبذل لك ذلك فلما كان من الغد قدم الشامي ومعه ابنته وطلب معالجا فقال له أبوخالد أناأعالجها علي أن تعطيني عشرة آلاف درهم علي أن لايعود إليها أبدا فضمن أبوها له ذلك فقاله أبوخالد لعلي بن الحسين ع فقال ع يا أباخالد إنه سيغدر بك قال قدألزمته المال قال فانطلق فخذ بأذن الجارية اليسري وقل ياخبيث يقول لك علي بن الحسين اخرج من بدن هذه الجارية و لاتعد إليها ففعل كماأمره فخرج عنها وأفاقت الجارية من جنونها وطالبه بالمال فدافعه فرجع إلي علي بن الحسين ع فقال له يا أباخالد أ لم أقل لك

إنه يغدر ولكن سيعود إليها غدا فإذاأتاك فقل إنما عاد إليها لأنك لم تف بما ضمنت لي فإن وضعت عشرة آلاف درهم علي يد علي بن الحسين ع عالجتها علي أن لايعود إليها أبدا فلما كان بعد ذلك أصابها من الجن عارض فأتي أبوها إلي أبي خالد فقال له أبوخالد ضع المال علي يد علي بن الحسين ع فإني أعاجلها علي أن لايعود إليها أبدا فوضع المال علي يدي علي بن الحسين ع وذهب أبوخالد إلي الجارية و قال في أذنها كما قال أولا ثم قال إن عدت إليها أحرقتك بنار الله

-روایت-از قبل-1-روایت-2-ادامه دارد

[ صفحه 264]

فخرج وأفاقت الجارية و لم يعد إليها فأخذ أبوخالد المال وأذن له في الخروج إلي والديه فخرج بالمال حتي قدم علي والديه

-روایت-از قبل-127

ومنها ماروي أبوبصير عن أبي جعفر ع قال كان فيما أوصي به إلي أبي علي بن الحسين ع أن قال يابني إذا أنامت فلايلي غسلي غيرك فإن الإمام لايغسله إلاإمام مثله واعلم يابني أن عبد الله أخاك سيدعو الناس إلي نفسه فامنعه فإن أبي فدعه فإن عمره قصير قال الباقر ع فلما مضي أبي

ادعي عبد الله الإمامة فلم أنازعه فلم يلبث إلاشهورا يسيرة حتي قضي نحبه

-روایت-1-2-روایت-46-377

[ صفحه 265]

ومنها أن حماد بن حبيب الكوفي القطان قال خرجنا سنة حجاجا فرحلنا من زبالة فاستقبلتنا ريح سوداء مظلمة فتقطعت القافلة فتهت في تلك

-روایت-1-2-روایت-47-ادامه دارد

[ صفحه 266]

البراري فانتهيت إلي واد قفر وجنني الليل فآويت إلي شجرة فلما اختلط الظلام إذا أنابشاب عليه أطمار بيض قلت هذاولي من أولياء الله متي ماأحس بحركتي خشيت نفاره فأخفيت نفسي فدنا إلي موضع فتهيأ للصلاة و قدنبع له ماء ثم وثب قائما يقول يا من حاز كل شيءملكوتا وقهر كل شيءجبروتا صل علي محمد وآل محمد وأولج قلبي فرح الإقبال إليك وألحقني بميدان المطيعين لك ودخل في الصلاة فتهيأت أيضا للصلاة ثم قمت خلفه و إذابمحراب مثل في ذلك الوقت قدامه وكلما مر بآية فيهاالوعد والوعيد يرددها بانتحاب وحنين فلما تقشع الظلام قام فقال يا من قصده الضالون فأصابوه مرشدا وأمه الخائفون فوجدوه معقلا ولجأ إليه العائدون فوجدوه موئلا متي راحة من نصب لغيرك بدنه ومتي فرح من قصد سواك بهمته إلهي قدانقشع الظلام و لم أقض من خدمتك وطرا و لا من حياض مناجاتك صدرا صل علي

محمد وآل محمد وافعل بي أولي الأمرين بك ونهض فعلقت به فقال لوصدق توكلك ماكنت ضالا ولكن اتبعني واقف أثري وأخذ بيدي فخيل إلي أن الأرض تميد من تحت قدمي فلما انفجر عمود الصبح قال هذه مكة

-روایت-از قبل-1-روایت-2-ادامه دارد

[ صفحه 267]

فقلت من أنت بالذي ترجوه فقال أما إذاأقسمت فأنا علي بن الحسين

-روایت-از قبل-73

ومنها أن علي بن الحسين ع حج في السنة التي حج فيهاهشام بن عبدالملك و هوخليفة فاستجهر الناس منه ع وتشوفوا له وقالوا لهشام من هو قال هشام لاأعرف لئلا يرغب فيه فقال الفرزدق و كان حاضرا بل أناأعرفه

هذا ألذي تعرف البطحاء وطأته || والبيت يعرفه والحل والحرم

إلي آخرها فبعثه هشام وحبسه ومحا اسمه من الديوان فبعث إليه علي بن الحسين ع بصلة فردها و قال ما قلت ذلك إلاديانة.فبعث بها إليه أيضا و قال قدشكر الله لك ذلك . فلما طال الحبس عليه و كان يوعده بالقتل شكا إلي علي بن الحسين ع فدعا له فخلصه الله فجاء إليه و قال يا ابن رسول الله إنه محا اسمي من الديوان فقال كم كان عطاؤك

قال كذا فأعطاه لأربعين سنة و قال ع لوعلمت

[ صفحه 268]

أنك تحتاج إلي أكثر من هذالأعطيتك .فمات الفرزدق بعد أن مضي أربعون سنة. ومنها أن الحجاج بن يوسف لماخرب الكعبة بسبب مقاتلة عبد الله بن الزبير ثم عمروها فلما أعيد البيت وأرادوا أن ينصبوا الحجر الأسود فكلما نصبه عالم من علمائهم أوقاض من قضاتهم أوزاهد من زهادهم يتزلزل ويقع ويضطرب و لايستقر الحجر في مكانه .فجاءه علي بن الحسين ع وأخذه من أيديهم وسمي الله ثم نصبه فاستقر في مكانه وكبر الناس ولقد ألهم الفرزدق في قوله

يكاد يمسكه عرفان راحته || ركن الحطيم إذا ماجاء يستلم

ومنها ماروي عن أبي خالد الكابلي أنه قال قلت لعلي بن الحسين ع من الإمام بعدك قال محمدابني يبقر العلم بقرا و من بعد محمد جعفراسمه عند أهل السماء الصادق قلت كيف صار اسمه الصادق وكلكم الصادقون قال حدثني أبي عن أبيه أن رسول الله ص قال

-روایت-1-2-روایت-48-ادامه دارد

[ صفحه 269]

إذاولد ابني جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب فسموه الصادق فإن الخامس ألذي من ولده ألذي اسمه جعفريدعي الإمامة اجتراء علي

الله وكذبا عليه فهو عند الله جعفرالكذاب المفتري علي الله ثم بكي علي بن الحسين ع فقال كأني بجعفر الكذاب و قدحمل طاغية زمانه علي تفتيش أمر ولي الله والمغيب في حفظ الله فكان كماذكر

-روایت-از قبل-355

ومنها ماروي أبوحمزة الثمالي قال خرجت مع علي بن الحسين ع إلي ظاهر المدينة فلما وصل إلي حائط قال إني انتهيت يوما إلي هذاالحائط فانكببت عليه فإذا رجل عليه ثوبان أبيضان ينظر في وجهي ثم قال لي ما لي أراك حزينا أ علي الدنيا فهو رزق حاضر يأكل منه البر والفاجر قلت ما علي الدنيا حزني و إن القول لكما تقول قال أفعلي الآخرة فهو وعد صادق يحكم فيه ملك قاهر فعلام حزنك قلت أتخوف من فتنة ابن الزبير

-روایت-1-2-روایت-38-ادامه دارد

[ صفحه 270]

فتبسم ثم قال هل رأيت أحدا توكل علي الله فلم يكفه قلت لا قال فهل رأيت أحدا سأل الله فلم يعطه قلت لا قال فهل رأيت أحدا خاف الله فلم ينجه قلت لا قال ع فإذن ليس قدامي أحد

-روایت-از قبل-194

ومنها أن فاطمة بنت علي بن أبي طالب لمارأت مايفعله ابن أخيها قالت لجابر هذا علي بن الحسين بقية

أبيه قدانخرم أنفه وثفنت جبهتاه وركبتاه فعليك أن تأتيه وتدعوه إلي البقيا علي نفسه .فجاء جابر بابه و إذاابنه محمد فقال له أقبل أنت و الله الباقر و أناأقرئك سلام

[ صفحه 271]

رسول الله ص و قال لي إنك تبقي حتي تعمي ثم يكشف لك عن بصرك الخبر بتمامه

[ صفحه 272]

الباب السادس في معجزات الإمام محمد بن علي الباقر ع

عن عباد بن كثير البصري قال قلت للباقر ع ماحق المؤمن علي الله فصرف وجهه فسألته عنه ثلاثا فقال من حق المؤمن علي الله أن لو قال لتلك النخلة أقبلي لأقبلت قال عباد فنظرت و الله إلي النخلة التي كانت هناك قدتحركت مقبلة فأشار إليها قري فلم أعنك

-روایت-1-2-روایت-32-268

ومنها ماروي عن أبي الصباح الكناني قال صرت يوما إلي باب أبي جعفرالباقر ع فقرعت الباب فخرجت إلي وصيفة ناهد فضربت بيدي إلي رأس ثديها و قلت لها قولي لمولاك إني بالباب فصاح من آخر الدار ادخل لاأم لك فدخلت و قلت يامولاي و الله ماقصدت ريبة و لاأردت إلازيادة في يقيني

-روایت-1-2-روایت-46-ادامه دارد

[ صفحه 273]

فقال صدقت لئن ظننتم أن هذه الجدران تحجب أبصارنا كماتحجب أبصاركم إذن لافرق بيننا وبينكم فإياك أن تعاود لمثلها

-روایت-از قبل-124

ومنها أن حبابة الوالبية

دخلت علي الباقر ع فقال لها ما ألذي أبطأ بك عني قالت بياض عرض في مفرق رأسي شغل قلبي قال أرينيه فوضع الباقر ع يده عليه ثم رفع يده فإذا هوأسود ثم قال هاتوا لها المرآة فنظرت و قداسود ذلك الشعر

-روایت-1-2-روایت-9-236

ومنها ماروي عن أبي بصير قال كنت مع الباقر ع في مسجد رسول الله ص قاعدا حدثان مامات علي بن الحسين ع إذ دخل الدوانيقي وداود بن سليمان قبل أن أفضي الملك إلي ولد العباس و ماقعد إلي الباقر ع إلاداود فقال له ع مامنع الدوانيقي أن يأتي قال فيه جفاء قال الباقر ع لاتذهب الأيام حتي يلي أمر هذاالخلق فيطأ أعناق الرجال ويملك شرقها وغربها ويطول عمره فيها حتي يجمع من كنوز الأموال ما لم يجمع لأحد قبله

-روایت-1-2-روایت-34-ادامه دارد

[ صفحه 274]

فقام داود وأخبر الدوانيقي بذلك فأقبل إليه الدوانيقي و قال مامنعني من الجلوس إليك إلاإجلالا لك فما ألذي أخبر به داود فقال هوكائن فقال وملكنا قبل ملككم قال نعم قال ويملك بعدي أحد من ولدي قال نعم قال فمدة بني أمية أكثر أم مدتنا قال مدتكم أطول وليتلقفن هذاالملك صبيانكم ويلعبون به كمايلعبون بالكرة هذا ماعهده إلي أبي فلما ملك

الدوانيقي تعجب من قول الباقر ع

-روایت-از قبل-394

ومنها ماروي عن أبي بصير قال قلت يوما للباقر ع أنتم ذرية رسول الله قال نعم قلت و رسول الله وارث الأنبياء كلهم قال نعم ورث جميع علومهم قلت وأنتم ورثتم جميع علم رسول الله قال نعم قلت وأنتم تقدرون أن تحيوا الموتي وتبرءوا الأكمه والأبرص وتخبروا الناس بما يأكلون و مايدخرون في بيوتهم قال نعم بإذن الله ثم قال ادن مني يا أبابصير فدنوت منه فمسح يده علي وجهي فأبصرت السهل والجبل والسماء و الأرض ثم مسح يده علي وجهي فعدت كماكنت لاأبصر شيئا قال ثم قال لي الباقر ع إن أحببت أن تكون هكذا كماأبصرت وحسابك علي الله و إن أحببت أن تكون

-روایت-1-2-روایت-34-ادامه دارد

[ صفحه 275]

كماكنت وثوابك الجنة فقلت أكون كماكنت والجنة أحب إلي

-روایت-از قبل-62

ومنها ما قال جابركنا عندالباقر ع نحوا من خمسين رجلا إذ دخل عليه كثير النواء و كان من المغيرية فسلم وجلس ثم قال إن المغيرة بن عمران عندنا بالكوفة يزعم أن معك ملكا يعرفك الكافر من المؤمن وشيعتك من أعدائك قال ماحرفتك قال أبيع الحنطة قال كذبت قال

وربما أبيع الشعير قال ليس كما قلت بل تبيع النوي قال من أخبرك بهذا قال الملك ألذي يعرفني

-روایت-1-2-روایت-21-ادامه دارد

[ صفحه 276]

شيعتي من عدوي لست تموت إلاتائها قال جابر الجعفي فلما انصرفنا إلي الكوفة ذهبت في جماعة نسأل عن كثير فدللنا علي عجوز فقالت مات تائها منذ ثلاثة أيام

-روایت-از قبل-159

ومنها ما قال أبوبصير كنت مع الباقر ع في المسجد إذ دخل عليه عمر بن عبدالعزيز عليه ثوبان ممصران متكئا علي مولي له فقال ع ليلين هذاالغلام فيظهر العدل ويعيش أربع سنين ثم يموت فيبكي عليه أهل الأرض ويلعنه أهل السماء فقلنا يا ابن رسول الله أ ليس ذكرت عدله وإنصافه قال يجلس في مجلسنا و لاحق له فيه ثم ملك وأظهر العدل جهده

-روایت-1-2-روایت-25-352

ومنها أن عاصم بن أبي حمزة قال ركب الباقر ع يوما إلي حائط له وكنت أنا وسليمان بن خالد معه فما سرنا إلاقليلا فاستقبلنا رجلان فقال ع هما سارقان خذوهما فأخذناهما و قال لغلمانه استوثقوا منهما و قال لسليمان انطلق إلي ذلك الجبل مع هذاالغلام إلي رأسه فإنك تجد في أعلاه كهفا فادخله وصر إلي وسطه فاستخرج ما فيه وادفعه إلي هذاالغلام يحمله بين يديك فإن

فيه لرجل سرقة ولآخر سرقة

-روایت-1-2-روایت-36-ادامه دارد

[ صفحه 277]

فخرج واستخرج عيبتين وحملهما علي ظهر الغلام فأتي بهما الباقر ع فقال هما لرجل حاضر وهناك عيبة أخري لرجل غائب سيحضر بعدفذهب واستخرج العيبة الأخري من موضع آخر من الكهف فلما دخل الباقر ع المدينة فإذاصاحب العيبتين ادعي علي قوم وأراد الوالي أن يعاقبهم فقال الباقر ع لاتعاقبهم ورد العيبتين إلي الرجل ثم قطع السارقين فقال أحدهما لقد قطعتنا بحق والحمد لله ألذي أجري قطعي وتوبتي علي يدي ابن رسول الله فقال الباقر ع لقد سبقتك يدك التي قطعت إلي الجنة بعشرين سنة فعاش الرجل عشرين سنة ثم مات قال فما لبثنا إلاثلاثة أيام حتي حضر صاحب العيبة الأخري فجاء إلي الباقر ع فقال له أخبرك بما في عيبتك وهي بختمك فيهاألف دينار لك وألف أخري لغيرك و فيها من الثياب كذا وكذا قال فإن أخبرتني بصاحب الألف دينار من هو و مااسمه وأين هوعلمت أنك الإمام المنصوص عليه المفترض الطاعة قال هو محمد بن عبدالرحمن و هوصالح كثير الصدقة كثير الصلاة و هوالآن علي الباب ينتظرك فقال الرجل و هوبربري نصراني آمنت بالله ألذي لاإله إلا

هو و أن محمدا عبده ورسوله وأنك الإمام المفترض الطاعة وأسلم

-روایت-از قبل-1041

[ صفحه 278]

ومنها ما قال محمد بن أبي حازم كنت عند أبي جعفر ع فمر بنا زيد بن علي فقال أبو جعفر أما و الله ليخرجن بالكوفة وليقتلن وليطافن برأسه ثم يؤتي به فينصب علي قصبة في هذاالموضع وأشار إلي الموضع ألذي قتل فيه قال سمع أذناي منه ثم رأت عيني بعد ذلك فبلغنا خروجه وقتله ثم مكثنا ماشاء الله فرأينا يطاف برأسه فنصب في ذلك الموضع علي قصبة فتعجبنا و في رواية أن الباقر ع قال

-روایت-1-2-روایت-36-393

سيخرج أخي زيد بعدموتي ويدعو الناس إلي نفسه ويخلع جعفرا ابني و لايلبث إلاثلاثا حتي يقتل ويصلب ثم يحرق بالنار ويذري في الريح ويمثل به مثلة مامثل بأحد قبله

ومنها أنه ع جعل يحدث أصحابه بأحاديث شداد و قددخل عليه رجل يقال له النضر بن قرواش فاغتم أصحابه لمكان الرجل مما يستمع حتي نهض فقالوا قدسمع ماسمع و هوخبيث قال لوسألتموه عما تكلمت به اليوم ماحفظ منه شيئا قال بعضهم فلقيته بعد ذلك فقلت الأحاديث التي سمعتها من أبي جعفرأحب أن أعرفها فقال و الله مافهمت منها قليلا و لاكثيرا

-روایت-1-2-روایت-9-352

ومنها أن

أبا عبد الله ع قال إن أول ماملكته لديناران علي عهد أبي و

-روایت-1-2-روایت-35-ادامه دارد

[ صفحه 279]

كان رجل يشتري الأردية من صنعاء فأردت أن أبضعه فقال أبي لاتبضعه قال فدفعت إليه سرا من أبي فخرج الرجل فلما رجع بعثت إليه رسولا فقال له مادفع إلي شيئا قال فظننت أنه إنما استتر ذلك من أبي فذهبت إليه بنفسي و قلت الديناران قال مادفعت إلي شيئا فأتيت أبي فلما رآني رفع إلي رأسه ثم قال متبسما يابني أ لم أقل لك أن لاتدفع إليه إنه من ائتمن شارب الخمر فليس له علي الله ضمان إن الله يقول وَ لا تُؤتُوا السّفَهاءَ أَموالَكُمُ التّيِ جَعَلَ اللّهُ لَكُم قِياماًفأي سفيه أسفه من شارب الخمر إن شهد لم تجز شهادته و إن شفع لم يشفع و إن خطب لم يزوج

-روایت-از قبل-590

ومنها أن أبا عبد الله ع قال إن جابر بن عبد الله رض كان آخر من بقي من أصحاب رسول الله ص و كان رجلا منقطعا إلينا أهل البيت و كان يقعد في مسجد الرسول معتجرا بعمامة و كان يقول ياباقر ياباقر فكان أهل المدينة يقولون جابر يهجر فكان يقول لا و الله لاأهجر ولكني سمعت رسول

الله ص يقول إنك ستدرك رجلا مني اسمه اسمي وشمائله شمائلي يبقر العلم بقرا فذلك ألذي دعاني إلي ماأقول قال فبينما جابر ذات يوم يتردد في بعض طرق المدينة إذ مر بمحمد بن علي ع فلما نظر إليه قال ياغلام أقبل فأقبل ثم قال أدبر فأدبر فقال شمائل

-روایت-1-2-روایت-35-ادامه دارد

[ صفحه 280]

رسول الله ص و ألذي نفس جابر بيده مااسمك ياغلام فقال أنا محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب فقبل رأسه ثم قال بأبي أنت وأمي أبوك رسول الله يقرئك السلام فقال و علي رسول الله السلام قال و يقول لك و يقول لك فرجع محمد إلي أبيه و هوذعر فأخبره بالخبر فقال يابني قدفعلها جابر قال نعم قال يابني ألزم بيتك قال فكان جابر يأتيه طرفي النهار فكان أهل المدينة يقولون وا عجبا لجابر يأتي هذاالغلام طرفي النهار و هوآخر من بقي من أصحاب رسول الله ص فلم يلبث أن مضي علي بن الحسين فكان محمد بن علي ع يأتيه علي الكرامة لصحبته لرسول الله ص قال فجلس الباقر يحدثهم عن الله فقال أهل

المدينة مارأينا أحدا قط أجرأ من ذا فلما رأي مايقولون حدثهم عن رسول الله ص فقال أهل المدينة مارأينا قط أحدا أكذب من هذايحدث عمن لم يره فلما رأي مايقولون حدثهم عن جابر بن عبد الله فصدقوه و كان و الله جابر يأتيه فيتعلم منه

-روایت-از قبل-882

[ صفحه 281]

ومنها ماروي عن الحسن بن راشد قال ذكرت زيد بن علي فتنقصته عند أبي عبد الله ع فقال لاتفعل رحم الله عمي إن عمي أتي أبي فقال إني أريد الخروج علي هذاالطاغية فقال لاتفعل يازيد فإني أخاف أن تكون المقتول المصلوب بظهر الكوفة أ ماعلمت يازيد أنه لايخرج أحد من ولد فاطمة علي أحد من السلاطين قبل خروج السفياني إلاقتل ثم قال لي ياحسن إن فاطمة أحصنت فرجها فحرم الله ذريتها علي النار وفيهم نزلت ثُمّ أَورَثنَا الكِتابَ الّذِينَ اصطَفَينا مِن عِبادِنا فَمِنهُم ظالِمٌ لِنَفسِهِ وَ مِنهُم مُقتَصِدٌ وَ مِنهُم سابِقٌ بِالخَيراتِفالظالم لنفسه ألذي لايعرف الإمام والمقتصد العارف بحق الإمام والسابق بالخيرات هوالإمام ثم قال ياحسن إنا أهل بيت لايخرج أحدنا من الدنيا حتي يقر لكل ذي فضل بفضله

-روایت-1-2-روایت-40-733

[ صفحه 282]

ومنها ما قال سدير الصيرفي سمعت أبا جعفر ع يقول إني لأعرف

رجلا من أهل المدينة أخذ قبل المشرق قبل ظلام الليل إلي البقية الذين قال الله وَ مِن قَومِ مُوسي أُمّةٌ يَهدُونَ بِالحَقّ وَ بِهِ يَعدِلُونَلمشاجرة فيما بينهم فأصلح بينهم ورجع و لم يقعد من فراشه فمر بنطفتكم فشرب منها يعني الفرات ثم مر عليك يا أباالفضل فقرع عليك بابك ومر برجل عليه المسوح معقل به عشرة موكلون يستقبل به عين الشمس ويوقد حوله النيران ويدار به حول الشمس حيث دارت كلما مات واحد من العشرة أضاف الله إليهم من أهل القرية واحدا آخر فالناس يموتون والعشرة لاينقصون فمر به الرجل فقال ماقصتك قال له الرجل إن كنت عالما فما أعرفك بأمري و قال هو ابن آدم القاتل قال محمد بن مسلم و كان الرجل ألذي خرج إلي المشرق محمد بن علي ع

-روایت-1-2-روایت-54-752

[ صفحه 283]

ومنها ماروي أبوبصير عن أبي جعفر ع قال إني لأعرف من لوقام بشاطئ البحر لعرف بدواب البحر وأمهاتها وعماتها وخالاتها

-روایت-1-2-روایت-46-127

ومنها ما قال سعد الإسكاف طلبت الإذن علي أبي جعفر ع فقيل لي لاتعجل فعنده قوم من إخوانكم فلم ألبث أن خرج اثنا عشر رجلا يشبهون

الزط عليهم أقبية طبقات وبتوت وخفاف قال فسلموا ومروا فدخلت علي أبي جعفرفقلت ماأعرف هؤلاء فمن هم قال هؤلاء قوم من إخوانكم من الجن قلت ويظهرون لكم قال هم يغدون علينا في حلالهم وحرامهم كماتغدون

-روایت-1-2-روایت-29-354

ومنها ماروي عن عبد الله بن طلحةسألت أبا عبد الله ع عن الوزغ قال

-روایت-1-2-روایت-38-ادامه دارد

[ صفحه 284]

هوالرجس و هومسخ فإذاقتلته فاغتسل يعني شكرا و قال إن أبي كان قاعدا في الحجر ومعه رجل يحدثه فإذا هوبوزغ يولول بلسانه فقال أبي ع للرجل تدري ما يقول هذاالوزغ فقال الرجل لاعلم لي بما يقول قال فإنه يقول لئن ذكرت عثمان لأسبن عليا و قال إنه ليس يموت من بني أمية ميت إلامسخ وزغا و قال أبي ع إن عبدالملك لمانزل به الموت مسخ وزغا و كان عنده ولده و لم يدروا كيف يصنعون وذهب ثم فقدوه فأجمعوا علي أن يأخذوا جذعا فصنعوه كهيئة الرجل ففعلوا ذلك وألبسوا الجذع ثم لفوه في الأكفان و لم يطلع عليه أحد من الناس إلاولده و أنا

-روایت-از قبل-563

[ صفحه 285]

ومنها ماروي أبوحمزة عن أبي جعفر ع قال إني لفي عمرة اعتمرتها

فأنا في الحجر جالس إذ نظرت إلي جان قدأقبل من ناحية المسعي حتي دنا من الحجر الأسود فأقبلت ببصري نحوه فوقف طويلا ثم طاف بالبيت أسبوعا ثم بدأ بالمقام فقام علي ذنبه يصلي ركعتين و ذلك عندزوال الشمس فبصر به عطاء وأناس معه فأتوني فقالوا يا أبا جعفر أ مارأيت هذاالجان فقلت قدرأيته و ماصنع ثم قلت لهم انطلقوا إليه وقولوا له يقول لكم محمد بن علي إن البيت يحضره أعبد و وسودان و هذه ساعة خلوته منهم و قدقضيت نسكك ونحن نتخوف عليك منهم فلو خففت وانطلقت قبل أن يأتوك قال فكوم كومة من بطحاء المسجد ثم وضع ذنبه عليها ثم مثل في الهواء

-روایت-1-2-روایت-46-640

[ صفحه 286]

ومنها أن جماعة استأذنوا علي أبي جعفر ع قالوا فلما صرنا في الدهليز إذاقراءة سريانية بصوت حسن يقرأ ويبكي حتي أبكي بعضنا و مانفهم ما يقول فظننا أن عنده بعض أهل الكتاب استقرأه فلما انقطع الصوت دخلنا عليه فلم نر عنده أحدا قلنا يا ابن رسول الله لقد سمعنا قراءة سريانية بصوت حسن قال ذكرت مناجات إليا النبي فأبكتني

-روایت-1-2-روایت-9-333

ومنها ماروي عن عيسي بن عبدالرحمن عن أبيه قال دخل ابن عكاشة بن محصن

الأسدي علي أبي جعفر ع و كان أبو عبد الله ع قائما عنده فقدم إليه عنبا فقال حبة حبة يأكله الشيخ الكبير أوالصبي الصغير وثلاثة وأربعة يأكله من يظن أنه لايشبع فكله حبتين حبتين فإنه يستحب فقال لأبي جعفرلأي شيء لاتزوج أبا عبد الله ع فقد أدرك التزويج و بين يديه صرة مختومة فقال سيجي ء نخاس من بربر ينزل دار ميمون فنشتري له بهذه الصرة جارية قال فأتي لذلك ماأتي فدخلنا علي أبي جعفر ع فقال أ لاأخبركم عن النخاس ألذي ذكرته لكم فقد قدم فاذهبوا فاشتروا بهذه الصرة جارية فأتينا النخاس فقال قدبعت ما كان عندي إلاجاريتين مريضتين إحداهما أمثل من الأخري قلنا فأخرجهما حتي ننظر إليهما فأخرجهما فقلنا بكم تبيعنا هذه الجارية المتماثلة

-روایت-1-2-روایت-55-ادامه دارد

[ صفحه 287]

قال بسبعين دينارا قلنا أحسن قال لاأنقص من سبعين دينارا فقلنا نشتريها منك بهذه الصرة مابلغت و كان عنده رجل أبيض الرأس واللحية فقال فكوا الخاتم وزنوا فقال النخاس لاتفكوا فإنها إن نقصت حبة من السبعين لم أبايعكم قال الشيخ زنوا قال ففككنا ووزنا الدنانير فإذاهي سبعون دينارا لاتزيد و لاتنقص فأخذنا الجارية فأدخلناها علي أبي جعفر ع و جعفر ع قائم عنده فأخبرنا أبا جعفر

ع بما كان فحمد الله ثم قال لها مااسمك قالت حميدة فقال حميدة في الدنيا محمودة في الآخرة أخبريني عنك أبكر أم ثيب قالت بكر قال وكيف و لايقع في يد النخاسين شيء إلاأفسدوه قالت كان يجي ء فيقعد مني مقعد الرجل من المرأة فيسلط الله عليه رجلا أبيض الرأس واللحية فلايزال يلطمه حتي يقوم عني ففعل بي مرارا وفعل الشيخ مرارا فقال يا جعفرخذها إليك فولدت خير أهل الأرض الإمام موسي بن جعفر ع

-روایت-از قبل-799

ومنها ماروي عن أسود بن سعيد عن أبي جعفر ع قال ابتداء من غير

-روایت-1-2

[ صفحه 288]

أن أسأله نحن حجة الله ونحن باب الله ونحن لسان الله ونحن وجه الله ونحن عين الله في خلقه ونحن ولاة أمر الله في عباده ثم قال إن بيننا و بين كل أرض ترا مثل تر البناء فإذاأمرنا في الأرض بأمر أخذنا ذلك التر فأقبلت إلينا الأرض بكليتها وأسواقها وكورها حتي ننفذ فيها من أمر الله مانؤمر به و إن الريح كماكانت مسخرة لسليمان فقد سخرها الله لمحمد وآله

-روایت-13-374

ومنها ماروي عن محمد بن مسلم قال قال أبو جعفر ع لئن ظننتم أنا لانراكم و لانسمع كلامكم لبئس ماظننتم لو

كان كماتظنون أنا لانعلم ماأنتم فيه و عليه ما كان لنا علي الناس فضل قلت أرني بعض ماأستدل به قال وقع بينك و بين زميلك بالربذة حتي عيرك بنا وبحبنا ومعرفتنا قلت إي و الله لقد كان ذلك قال فتراني قلت باطلاع الله ما أنابساحر و لاكاهن و لابمجنون لكنها من علم النبوة ونحدث بما يكون قلت من ألذي يحدثكم بما نحن عليه قال أحيانا ينكت في قلوبنا ويوقر في آذاننا و مع ذلك فإن لنا خدما من الجن

-روایت-1-2-روایت-56-ادامه دارد

[ صفحه 289]

من المؤمنين وهم لنا شيعة وهم لنا أطوع منكم قلنا مع كل رجل واحد منهم قال نعم يخبرنا بجميع ماأنتم فيه و عليه

-روایت-از قبل-124

ومنها ماروي أبوبصير عن الصادق ع قال كان أبي في مجلس له ذات يوم إذ أطرق رأسه إلي الأرض فمكث فيهامليا ثم رفع رأسه فقال ياقوم كيف أنتم إذاجاءكم رجل يدخل عليكم مدينتكم هذه في أربعة آلاف حتي يستعرضكم بالسيف ثلاثة أيام فيقتل مقاتلتكم وتلقون منه بلاء لاتقدرون أن تدفعوه و ذلك من قابل فخذوا حذركم واعلموا أن ألذي قلت لكم هوكائن لابد منه فلم يلتفت

أهل المدينة إلي كلامه وقالوا لا يكون هذاأبدا و لم يأخذوا حذرهم إلانفر يسير وبنو هاشم خاصة و ذلك أنهم علموا أن كلامه هوالحق فلما كان من قابل تحمل أبو جعفربعياله وبنو هاشم فخرجوا من المدينة وجاء نافع بن الأزرق حتي كبس المدينة فقتل مقاتلتهم وفضح نساءهم

-روایت-1-2-روایت-43-ادامه دارد

[ صفحه 290]

فقال أهل المدينة لانرد علي أبي جعفرشيئا نسمعه منه أبدا بعد ماسمعنا ورأينا فإنهم أهل بيت النبوة وينطقون بالحق

-روایت-از قبل-120

ومنها ماروي الحسن بن مسلم عن أبيه قال دعاني الباقر ع إلي طعام فجلست إذ أقبل ورشان منتوف الرأس حتي سقط بين يديه ومعه ورشان آخر فهدل الأول فرد الباقر عليه بمثل هديله فطارا فقلنا للباقر ع ماقالا و ما قلت

-روایت-1-2-روایت-47-ادامه دارد

[ صفحه 291]

قال ع إنه اتهم زوجته بغيره فنقر رأسها وأراد أن يلاعنها عندي فقال لها بيني وبينك من يحكم بحكم داود وآل داود ويعرف منطق الطير و لايحتاج إلي شهود فأخبرته أن ألذي ظن بها لم يكن كماظن فانصرفا علي صلح

-روایت-از قبل-218

ومنها ماروي عن الصادق ع أن عبدالملك بن مروان كتب إلي عامله بالمدينة و في رواية هشام بن عبدالملك أن وجه إلي محمد بن علي فخرج

أبي وأخرجني معه فمضينا حتي أتينا مدين شعيب فإذانحن بدير عظيم البنيان و علي بابه أقوام عليهم ثياب صوف خشنة فألبسني والدي ولبس ثيابا خشنة وأخذ بيدي حتي جئنا وجلسنا عندالقوم فدخلنا مع القوم الدير فرأينا شيخا قدسقط حاجباه علي عينيه من الكبر فنظر إلينا فقال لأبي أنت منا أم من هذه الأمة المرحومة قال لابل من هذه الأمة المرحومة قال من علمائها أم من جهالها قال أبي من علمائها قال أسألك عن مسألة قال له سل ماشئت

-روایت-1-2-روایت-30-ادامه دارد

[ صفحه 292]

قال أخبرني عن أهل الجنة إذادخلوها وأكلوا من نعيمها هل ينقص من ذلك شيء قال لا قال الشيخ مانظيره قال أبي أ ليس التوراة والإنجيل والزبور والقرآن يؤخذ منها و لاينقص منها شيء قال أنت من علمائها ثم قال أهل الجنة هل يحتاجون إلي البول والغائط قال أبي لا قال الشيخ و مانظير ذلك قال أبي أ ليس الجنين في بطن أمه يأكل ويشرب و لايبول و لايتغوط قال صدقت قال وسأل عن مسائل كثيرة وأجاب أبي عنها ثم قال الشيخ أخبرني عن توأمين ولدا في ساعة وماتا في ساعة عاش أحدهما مائة وخمسين سنة وعاش الآخر خمسين سنة من كانا وكيف

قصتهما قال أبي هما عزير وعزرة أكرم الله تعالي عزيرا بالنبوة عشرين سنة وأماته مائة سنة ثم أحياه فعاش بعده ثلاثين سنة وماتا في ساعة واحدة فخر الشيخ مغشيا عليه فقام أبي وخرجنا من الدير فخرج إلينا جماعة من الدير وقالوا يدعوك شيخنا فقال أبي ما لي إلي شيخكم حاجة فإن كان له عندنا حاجة فليقصدنا فرجعوا ثم جاءوا به وأجلس بين يدي أبي فقال الشيخ مااسمك قال ع محمد قال أنت محمد النبي قال لا أنا ابن بنته قال مااسم أمك قال أمي فاطمة قال من كان أبوك قال اسمه علي قال أنت ابن إليا بالعبرانية و علي بالعربية قال نعم قال ابن شبر أم شبير قال إني ابن شبير قال الشيخ أشهد أن لاإله إلا الله و أن جدك محمدا رسول الله ثم ارتحلنا حتي أتينا عبدالملك ودخلنا عليه فنزل من سريره واستقبل أبي و قال عرضت لي مسألة لم يعرفها العلماء فأخبرني إذاقتلت هذه الأمة إمامها المفروض طاعته عليهم أي عبرة يريهم الله في ذلك اليوم قال أبي إذا كان كذلك لايرفعون حجرا إلا ويرون تحته دما عبيطا

-روایت-از قبل-1-روایت-2-ادامه دارد

[ صفحه 293]

فقبل عبدالملك رأس أبي و

قال صدقت إن في اليوم ألذي قتل فيه أبوك علي بن أبي طالب ع كان علي باب أبي مروان حجر عظيم فأمر أن يرفعوه فرأينا تحته دما عبيطا يغلي و كان لي أيضا حوض كبير في بستاني و كان حافتاه حجارة سوداء فأمرت أن ترفع ويوضع مكانها حجارة بيض و كان في ذلك اليوم قتل الحسين ع فرأيت دما عبيطا يغلي تحتها أفتقيم عندنا و لك من الكرامات ماتشاء أم ترجع قال أبي بل أرجع إلي قبر جدي فأذن له بالانصراف فبعث قبل خروجنا بريدا يأمر أهل كل منزل أن لايطعمونا و لايمكنونا من النزول في بلد حتي نموت جوعا فكلما بلغنا منزلا طردونا وفني زادنا حتي أتينا مدين شعيب و قدأغلق بابه فصعد أبي جبلا هناك مطلا علي البلد أومكانا مرتفعا عليه فقرأوَ إِلي مَديَنَ أَخاهُم شُعَيباً قالَ يا قَومِ اعبُدُوا اللّهَ ما لَكُم مِن إِلهٍ غَيرُهُ وَ لا تَنقُصُوا المِكيالَ وَ المِيزانَ إنِيّ أَراكُم بِخَيرٍ وَ إنِيّ أَخافُ عَلَيكُم عَذابَ يَومٍ مُحِيطٍ وَ يا قَومِ أَوفُوا المِكيالَ وَ المِيزانَ بِالقِسطِ وَ لا تَبخَسُوا النّاسَ أَشياءَهُم وَ لا تَعثَوا فِي الأَرضِ مُفسِدِينَ بَقِيّتُ اللّهِ خَيرٌ لَكُم إِن كُنتُم مُؤمِنِينَ ثم رفع صوته و قال و أنا و الله بقية الله فأخبروا الشيخ بقدومنا وأحوالنا فحملوه إلي

أبي و كان معهم من الطعام كثير فأحسن ضيافتنا فأمر الوالي بتقييد الشيخ فقيدوه ليحملوه إلي عبدالملك لأنه خالف أمره قال الصادق ع فاغتممت لذلك وبكيت فقال والدي لابأس من عبدالملك بالشيخ و لايصل إليه فإنه يتوفي في أول منزل ينزله وارتحلنا حتي رجعنا إلي المدينة بجهد

-روایت-از قبل-1434

[ صفحه 294]

الباب السابع في معجزات الإمام جعفرالصادق ع

روي عن المفضل بن عمر قال كنت أمشي مع أبي عبد الله جعفر بن محمد ع بمكة إذ مررنا بامرأة بين يديها بقرة ميتة وهي مع صبية لها تبكيان فقال ع لها ماشأنك .قالت كنت أنا وصبياني نعيش من هذه البقرة و قدماتت لقد تحيرت في أمري قال أفتحبين أن يحييها الله لك قالت أ وتسخر مني مع مصيبتي قال كلا ماأردت ذلك ثم دعا بدعاء ثم ركضها برجله وصاح بهافقامت البقرة مسرعة سوية فقالت عيسي ابن مريم ورب الكعبة.فدخل الصادق ع بين الناس فلم تعرفه المرأة. ومنها أن صفوان بن يحيي قال قال لي العبدي قالت أهلي لي قدطال عهدنا بالصادق ع فلو حججنا وجددنا به العهد.فقلت لها و الله ماعندي شيءأحج به فقالت عندنا كسوة وحلي فبع ذلك

[ صفحه 295]

وتجهز به ففعلت فلما صرنا بقرب المدينة مرضت مرضا

شديدا حتي أشرفت علي الموت فلما دخلنا المدينة خرجت من عندها و أناآيس منها فأتيت الصادق ع و عليه ثوبان ممصران فسلمت عليه فأجابني وسألني عنها فعرفته خبرها و قلت إني خرجت و قدأيست منها فأطرق مليا. ثم قال ياعبدي أنت حزين بسببها قلت نعم . قال لابأس عليها فقد دعوت الله لها بالعافية فارجع إليها فإنك تجدها قدفاقت وهي قاعدة والخادمة تلقمها الطبرزد. قال فرجعت إليها مبادرا فوجدتها قدأفاقت وهي قاعدة والخادمة تلقمها الطبرزد فقلت ماحالك قالت قدصب الله علي العافية صبا و قداشتهيت هذاالسكر فقلت خرجت من عندك آيسا فسألني الصادق عنك فأخبرته بحالك فقال لابأس عليها ارجع إليها فهي تأكل السكر.قالت خرجت من عندي و أناأجود بنفسي فدخل علي رجل عليه ثوبان ممصران قال ما لك قلت أناميتة و هذاملك الموت قدجاء لقبض روحي فقال ياملك الموت قال لبيك أيها الإمام قال ألست أمرت بالسمع والطاعة لنا قال بلي قال فإني آمرك أن تؤخر أمرها عشرين سنة قال السمع والطاعة قالت فخرج هو وملك الموت من عندي فأفقت من ساعتي

[ صفحه 296]

ومنها ما قال علي بن أبي حمزة قال حججت مع الصادق ع

فجلسنا في بعض الطريق تحت نخلة يابسة فحرك شفتيه بدعاء لم أفهمه ثم قال يانخلة أطعمينا مما جعل الله فيك من رزق عباده قال فنظرت إلي النخلة و قدتمايلت نحو الصادق ع وعليها أعذاقها و فيهاالرطب قال ادن فسم و كل فأكلنا منها رطبا أعذب رطب وأطيبه فإذانحن بأعرابي يقول مارأيت كاليوم سحرا أعظم من هذا فقال الصادق ع نحن ورثة الأنبياء ليس فينا ساحر و لاكاهن بل ندعو الله فيجيب و إن أحببت أن أدعو الله فيمسخك كلبا تهتدي إلي منزلك وتدخل عليهم وتبصبص لأهلك فعلت قال الأعرابي بجهله بلي فدعا الله فصار كلبا في وقته ومضي علي وجهه فقال لي الصادق ع اتبعه فاتبعته حتي صار إلي حيه فدخل إلي منزله فجعل يبصبص لأهله وولده فأخذوا له العصا حتي أخرجوه فانصرفت إلي الصادق ع فأخبرته بما كان منه فبينا نحن في حديثه إذ أقبل حتي وقف بين يدي الصادق ع وجعلت دموعه تسيل علي خديه وأقبل يتمرغ في التراب ويعوي فرحمه فدعا الله له فعاد أعرابيا فقال له الصادق ع هل آمنت ياأعرابي قال نعم ألفا وألفا

-روایت-1-2-روایت-40-1000

[ صفحه 297]

ومنها ماروي عن

يونس بن ظبيان قال كنت عندالصادق ع مع جماعة فقلت قول الله تعالي لإبراهيم فَخُذ أَربَعَةً مِنَ الطّيرِ فَصُرهُنّ أ وكانت أربعة من أجناس مختلفة أو من جنس واحد فقال أتحبون أن أريكم مثله قلنا بلي قال ياطاوس فإذاطاوس طار إلي حضرته ثم قال ياغراب فإذاغراب بين يديه ثم قال يابازي فإذابازي بين يديه ثم قال ياحمامة فإذاحمامة بين يديه ثم أمر بذبحها كلها وتقطيعها ونتف ريشها و أن يخلط ذلك كله بعضه ببعض ثم أخذ برأس الطاوس فقال ياطاوس فرأينا لحمه وعظامه وريشه يتميز من غيره حتي التزق ذلك كله برأسه وقام الطاوس بين يديه حيا ثم صاح بالغراب كذلك وبالبازي والحمامة مثل ذلك فقامت كلها أحياء بين يديه

-روایت-1-2-روایت-40-659

ومنها ماروي عن داود بن كثير الرقي قال كنت عندالصادق ع أنا و أبوالخطاب والمفضل و أبو عبد الله البلخي إذ دخل علينا كثير النواء فقال إن أباالخطاب هذايشتم أبابكر وعمر ويظهر البراءة منهما فالتفت الصادق ع إلي أبي الخطاب و قال يا محمد ماتقول قال كذب و الله ماسمع مني قط شتمهما

-روایت-1-2-روایت-44-ادامه دارد

[ صفحه 298]

فقال الصادق ع قدحلف و لايحلف كاذبا فقال صدق لم أسمع أنا

منه ولكن حدثني الثقة به عنه قال الصادق ع و إن الثقة لايبلغ ذلك فلما خرج كثير قال الصادق ع أما و الله لئن كان أبوالخطاب ذكر ما قال كثير لقد علم من أمرهما ما لم يعلمه كثير و الله لقد جلسا مجلس أمير المؤمنين ع غضبا فلاغفر الله لهما و لاعفا عنهما فبهت أبو عبد الله البلخي ونظر إلي الصادق ع متعجبا مما قال فيهما فقال له الصادق ع أنكرت ماسمعت مني فيهما قال قد كان ذلك فقال الصادق ع فهلا كان هذاالإنكار منك ليلة رفع إليك فلان بن فلان البلخي جاريته فلانة لتبيعها له فلما عبرت النهر افترشتها في أصل شجرة فقال البلخي قدمضي و الله لهذا الحديث أكثر من عشرين سنة ولقد تبت إلي الله من ذلك فقال الصادق ع لقد تبت و ماتاب الله عليك ولقد غضب الله لصاحب الجارية ثم ركب وسار والبلخي معه فلما برزا قال الصادق ع و قدسمع صوت حمار إن أهل النار يتأذون بهما وبأصواتهما كماتتأذون بصوت الحمار فلما برزنا إلي الصحراء فإذانحن بجب كبير التفت الصادق ع إلي البلخي فقال اسقنا من هذاالجب فدنا البلخي ثم قال هذاجب بعيد القعر لاأري ماء

به فتقدم الصادق ع فقال أيها الجب السامع المطيع لربه اسقنا مما جعل

-روایت-از قبل-1-روایت-2-ادامه دارد

[ صفحه 299]

الله فيك من الماء بإذن الله فنظرنا الماء يرتفع من الجب فشربنا منه ثم سار حتي انتهي إلي موضع فيه نخلة يابسة فدنا منها فقال أيتها النخلة أطعمينا مما جعل الله فيك فانتثرت رطبا جنيا فأكلنا ثم جازها فالتفتنا فلم نر فيهاشيئا ثم سار فإذانحن بظبي قدأقبل فبصبص بذنبه إلي الصادق ع وتبغم فقال أفعل إن شاء الله فانصرف الظبي فقال البلخي لقد رأينا شيئا عجبا فما ألذي سألك الظبي فقال استجار بي وأخبرني أن بعض من يصيد الظباء بالمدينة صاد زوجته و أن لها خشفين صغيرين وسألني أن أشتريها وأطلقها لله إليه فضمنت له ذلك واستقبل القبلة ودعا و قال الحمد لله كثيرا كما هوأهله ومستحقه وتلاأَم يَحسُدُونَ النّاسَ عَلي ما آتاهُمُ اللّهُ مِن فَضلِهِ ثم قال نحن و الله المحسودون ثم انصرف ونحن معه فاشتري الظبية وأطلقها ثم قال لاتذيعوا سرنا و لاتحدثوا به عند غيرأهله فإن المذيع سرنا أشد علينا من عدونا

-روایت-از قبل-826

ومنها أن أباالصلت الهروي روي عن الرضا ع أنه قال قال لي أبي موسي ع كنت جالسا عند أبي ع إذ دخل عليه بعض أوليائنا فقال بالباب

-روایت-1-2-روایت-58-ادامه دارد

[ صفحه 300]

ركب

كثير يريدون الدخول عليك فقال لي انظر من بالباب فنظرت إلي جمال كثيرة عليها صناديق و رجل راكب فرسا فقلت من الرجل فقال رجل من السند والهند أردت الإمام جعفر بن محمد ع فأعلمت والدي بذلك فقال لاتأذن للنجس الخائن فأقام بالباب مدة مديدة فلايؤذن له حتي شفع يزيد بن سليمان و محمد بن سليمان فأذن له فدخل الهندي وجثا بين يديه فقال أصلح الله الإمام أنا رجل من بلد الهند من قبل ملكها بعثني إليك بكتاب مختوم و لي بالباب حول لم تأذن لي فما ذنبي أهكذا يفعل الأنبياء قال فطأطأ رأسه ثم قال وَ لَتَعلَمُنّ نَبَأَهُ بَعدَ حِينٍ و ليس مثلك من يطأ مجالس الأنبياء قال موسي ع فأمرني أبي بأخذ الكتاب وفكه فكان فيه بسم الله الرحمن الرحيم إلي جعفر بن محمدالصادق الطاهر من كل نجس من ملك الهند أما بعدفقد هداني الله علي يديك وإنه أهدي إلي جارية لم أر أحسن منها و لم أجد أحدا يستأهلها غيرك فبعثتها إليك مع شيء من الحلي والجواهر والطيب ثم جمعت وزرائي فاخترت منهم ألف رجل يصلحون للأمانة واخترت من الألف مائة واخترت من المائة

عشرة واخترت من العشرة واحدا و هوميزاب بن حباب لم أر أوثق منه فبعثت علي يده هذه الجارية والهدية فقال جعفر ع ارجع أيها الخائن ماكنت بالذي أقبلها لأنك خائن فيما اؤتمنت عليه فحلف أنه ماخان

-روایت-از قبل-1-روایت-2-ادامه دارد

[ صفحه 301]

فقال ع إن شهد عليك بعض ثيابك بما خنت تشهد أن لاإله إلا الله و أن محمدا عبده ورسوله ص قال أ وتعفيني من ذلك قال اكتب إلي صاحبك بما فعلت قال الهندي إن علمت شيئا فأكتب و كان عليه فروة فأمره بخلعها ثم قام الإمام فركع ركعتين ثم سجد قال موسي ع فسمعته في سجوده يقول أللهم إني أسألك بمعاقد العز من عرشك ومنتهي الرحمة من كتابك أن تصلي علي محمدعبدك ورسولك وأمينك في خلقك وآله و أن تأذن لفرو هذاالهندي أن يتكلم بلسان عربي مبين يسمعه من في المجلس من أوليائنا ليكون ذلك عندهم آية من آيات أهل البيت فيزدادوا إيمانا مع إيمانهم ثم رفع رأسه فقال أيها الفرو تكلم بما تعلم من هذاالهندي قال موسي ع فانتفضت الفروة وصارت كالكبش وقالت يا ابن رسول الله ائتمنه الملك علي هذه الجارية

و مامعها وأوصاه بحفظها حتي صرنا إلي بعض الصحاري أصابنا المطر وابتل جميع مامعنا ثم احتبس المطر وطلعت الشمس فنادي خادما كان مع الجارية يخدمها يقال له بشر و قال له لودخلت هذه المدينة فأتيتنا بما فيها من الطعام ودفع إليه دراهم ودخل الخادم المدينة فأمر الميزاب هذه الجارية أن تخرج من قبتها إلي مضرب قدنصب لها في الشمس فخرجت وكشفت عن ساقيها إذ كان في الأرض وحل ونظر هذاالخائن إليها

-روایت-از قبل-1-روایت-2-ادامه دارد

[ صفحه 302]

فراودها عن نفسها فأجابته وفجر بها وخانك فخر الهندي علي الأرض فقال ارحمني فقد أخطأت وأقر بذلك ثم صار فروة كماكانت وأمره أن يلبسها فلما لبسها انضمت في حلقه وخنقته حتي اسود وجهه فقال الصادق ع أيها الفرو خل عنه حتي يرجع إلي صاحبه فيكون هوأولي به منا فانحل الفرو و قال ع خذ هديتك وارجع إلي صاحبك فقال الهندي الله الله يامولاي في فإنك إن رددت الهدية خشيت أن ينكر ذلك علي فإنه شديد العقوبة فقال أسلم أعطك الجارية فأبي فقبل الهدية ورد الجارية فلما رجع إلي الملك رجع الجواب إلي أبي بعدأشهر فيه مكتوب بسم الله الرحمن الرحيم إلي جعفر بن محمدالإمام

ع من ملك الهند أما بعدفقد كنت أهديت إليك جارية فقبلت مني ما لاقيمة له ورددت الجارية فأنكر ذلك قلبي وعلمت أن الأنبياء وأولاد الأنبياء معهم فراسة فنظرت إلي الرسول بعين الخيانة فاخترعت كتابا وأعلمته أنه جاءني منك بخيانة وحلفت أنه لاينجيه إلاالصدق فأقر بما فعل وأقرت الجارية بمثل ذلك وأخبرت بما كان من أمر الفرو فتعجبت من ذلك وضربت عنقها وعنقه و أناأشهد أن لاإله إلا الله وحده

-روایت-از قبل-1002

[ صفحه 303]

لاشريك له و أن محمدا عبده ورسوله واعلم أني واصل علي أثر الكتاب فما أقام إلامدة يسيرة حتي ترك ملك الهند وأسلم وحسن إسلامه

-روایت-1-137

ومنها ماروي هشام بن الحكم أن رجلا من الجبل أتي أبا عبد الله ع ومعه عشرة آلاف درهم و قال اشتر لي بهادارا أنزلها إذاقدمت وعيالي معي ثم مضي إلي مكة فلما حج وانصرف أنزله الصادق ع في داره و قال له اشتريت لك دارا في الفردوس الأعلي حدها الأول إلي دار رسول الله ص والثاني إلي علي ع والثالث إلي الحسن ع والرابع إلي الحسين ع وكتبت لك هذاالصك به فقال الرجل

لماسمع ذلك رضيت ففرق الصادق ع تلك الدراهم علي أولاد الحسن و الحسين ع وانصرف الرجل فلما وصل إلي المنزل اعتل علة الموت فلما حضرته الوفاة جمع أهل بيته وحلفهم أن يجعلوا الصك معه في قبره ففعلوا ذلك

-روایت-1-2-روایت-32-ادامه دارد

[ صفحه 304]

فلما أصبح وغدوا إلي قبره وجدوا الصك علي ظهر القبر و علي ظهر الصك مكتوب وفي لي ولي الله جعفر بن محمد ع بما وعدني

-روایت-از قبل-125

ومنها أن حماد بن عيسي سأل الصادق ع أن يدعو له ليرزقه الله مايحج به كثيرا و أن يرزقه ضياعا حسنة ودارا حسنا وزوجة من أهل البيوتات صالحة وأولادا أبرارا فقال الصادق ع أللهم ارزق حماد بن عيسي مايحج به خمسين حجة وارزقه ضياعا حسنة ودارا حسنا وزوجة صالحة من قوم كرام وأولادا أبرارا

-روایت-1-2-روایت-9-297

قال بعض من حضره دخلت بعدسنين علي حماد بن عيسي في داره بالبصرة فقال لي أتذكر دعاء الصادق ع لي قلت نعم . قال هذه داري و ليس في البلد مثلها وضياعي أحسن الضياع وزوجتي من تعرفها من كرام الناس وأولادي هم من تعرفهم من الأبرار و قدحججت ثماني وأربعين حجة. قال فحج حماد حجتين بعد ذلك فلما خرج في الحجة الحادية

والخمسين ووصل إلي الجحفة وأراد أن يحرم دخل واديا ليغتسل فأخذه السيل ومر

[ صفحه 305]

به فتبعه غلمانه فأخرجوه من الماء ميتا فسمي حماد غريق الجحفة. ومنها أن علي بن أبي حمزة قال خرجت بأبي بصير أقوده إلي أبي عبد الله ع فقال لي لاتتكلم و لاتقل شيئا فلما انتهيت به إلي الباب فتنحنح فسمعت أبا عبد الله ع يقول في داخل الدار يافلانة افتحي لأبي محمدفدخلنا والسراج بين يديه و إذاسفط بين يديه مفتوح .

[ صفحه 306]

قال فوقعت علي رعدة فجعلت أرتعد فرفع رأسه إلي فقال أبزاز أنت قلت نعم

و عن أبي الصامت الحلاوني قال قلت للصادق ع أعطني شيئا ينفي الشك عن قلبي قال الصادق ع هات المفتاح ألذي في كمك فناولته فإذاالمفتاح شبه أسد فخفت قال خذ و لاتخف فأخذته فعاد مفتاحا كما كان

-روایت-1-2-روایت-36-208

[ صفحه 307]

الباب الثامن في معجزات الإمام موسي بن جعفر ع

روي عن أبي الصلت الهروي عن أبي الحسن الرضا ع قال قال أبي موسي بن جعفر ع لعلي بن أبي حمزة مبتدئا تلقي رجلا من أهل المغرب يسألك عني فقل له هوالإمام ألذي قال لنا به أبو عبد الله الصادق ع فإذاسألك عن الحلال

والحرام فأجبه قال فما علامته قال رجل جسيم طويل اسمه يعقوب بن يزيد و هورائد قومه و إن أراد الدخول إلي فأحضره عندي قال علي بن أبي حمزة فو الله إني لفي الطواف إذ أقبل رجل طويل جسيم فقال لي أريد أن أسألك عن صاحبك قلت عن أي الأصحاب قال عن موسي بن جعفر ع قلت فما اسمك قال يعقوب بن يزيد قلت من أين أنت قال من المغرب قلت من أين عرفتني قال أتاني آت في منامي فقال لي الق علي بن أبي حمزة فسله عن جميع ماتحتاج إليه فسألت عنك فدللت عليك قلت اقعد في هذاالموضع حتي أفرغ من طوافي وأعود إليك فطفت ثم أتيته فكلمته فرأيت رجلا عاقلا فهما فالتمس مني الوصول إلي موسي بن جعفر ع فأوصلته إليه

-روایت-1-2-روایت-59-ادامه دارد

[ صفحه 308]

فلما رآه قال يايعقوب بن يزيد قدمت أمس ووقع بينك و بين أخيك خصومة في موضع كذا حتي تشاتمتما و ليس هذا من ديني و لا من دين آبائي فلانأمر بهذا أحدا من شيعتنا فاتق الله فإنكما ستفترقان عن قريب بموت فأما أخوك فيموت في سفرته هذه قبل

أن يصل إلي أهله وتندم أنت علي ما كان منك إليه فإنكما تقاطعتما وتدابرتما فقطع الله عليكما أعماركما فقال الرجل يا ابن رسول الله فأنا متي يكون أجلي قال قد كان حضر أجلك فوصلت عمتك بما وصلتها في منزل كذا وكذا فنسأ الله تعالي في أجلك عشرين حجة قال علي بن أبي حمزة فلقيت الرجل من قابل بمكة فأخبرني أن أخاه توفي ودفنه في الطريق قبل أن يصير إلي أهله

-روایت-از قبل-626

ومنها أن المفضل بن عمر قال لمامضي الصادق ع كانت وصيته

-روایت-1-2-روایت-32-ادامه دارد

[ صفحه 309]

في الإمامة إلي موسي الكاظم ع فادعي أخوه عبد الله الإمامة و كان أكبر ولد جعفر ع في وقته ذلك و هوالمعروف بالأفطح فأمر موسي ع بجمع حطب كثير في وسط داره فأرسل إلي أخيه عبد الله يسأله أن يصير إليه فلما صار عنده و مع موسي ع جماعة من وجوه الإمامية فلما جلس إليه أخوه عبد الله أمر موسي ع أن تضرم النار في ذلك الحطب فأضرمت و لايعلم الناس السبب فيه حتي صار الحطب كله جمرا ثم قام موسي ع وجلس بثيابه في وسط النار وأقبل يحدث القوم ساعة ثم قام

فنفض ثوبه ورجع إلي المجلس فقال لأخيه عبد الله إن كنت تزعم أنك الإمام بعدأبيك فاجلس في ذلك المجلس قالوا

-روایت-از قبل-1-روایت-2-ادامه دارد

[ صفحه 310]

فرأينا عبد الله قدتغير لونه فقام يجر رداءه حتي خرج من دار موسي ع

-روایت-از قبل-75

ومنها ما قال إسحاق بن منصور قال سمعت أبي يقول سمعت موسي بن جعفر ع يقول ناعيا إلي رجل من الشيعة نفسه فقلت في نفسي وإنه ليعلم متي يموت الرجل من شيعته فالتفت إلي فقال اصنع ما أنت صانع فإن عمرك قدفني و قدبقي منه دون سنتين وكذلك أخوك لايمكث بعدك إلاشهرا واحدا حتي يموت وكذلك عامة أهل بيتك وتتشتت كلمتهم ويتفرق جمعهم ويشمت بهم أعداؤهم وهم يصيرون رحمة لإخوانهم أ كان هذا في صدرك قال أستغفر الله مما عرض في صدري فلم يستكمل منصور سنتين حتي مات ومات بعده بشهر أخوه ومات عامة أهل بيته وأفلس بقيتهم وتفرقوا حتي احتاج من بقي منهم إلي الصدقة

-روایت-1-2-روایت-53-594

ومنها ماروي واضح عن الرضا ع قال قال أبي موسي ع للحسين بن أبي العلا اشتر لي جارية نوبية فقال الحسين أعرف و الله جارية

نوبية نفيسة

-روایت-1-2-روایت-39-ادامه دارد

[ صفحه 311]

أحسن مارأيت من النوبة فلو لاخصلة لكانت من شأنك قال ع و ماتلك الخصلة قال لاتعرف كلامك و أنت لاتعرف كلامها فتبسم ع ثم قال اذهب حتي تشتريها فلما دخلت بها إليه قال لها بلغتها مااسمك قالت مؤنسة قال أنت لعمري مؤنسة قد كان لك اسم غير هذا و قد كان اسمك قبل هذاحبيبة قالت صدقت ثم قال يا ابن أبي العلا إنها ستلد لي غلاما لا يكون في ولدي أسخي و لاأشجع و لاأعبد منه قلت فما تسميه حتي أعرفه قال اسمه ابراهيم فقال علي بن أبي حمزة كنت مع موسي ع بمني إذ أتي رسوله فقال الحق بي بالثعلبية فلحقت به ومعه عياله وعمران خادمه فقال أيما أحب إليك المقام هاهنا أوتلحق بمكة قلت أحبهما إلي ماأحببت قال مكة خير لك ثم سبقني إلي داره بمكة وأتيته و قدصلي المغرب فدخلت عليه فقال اخلع نعليك إنك بالوادي المقدس طوي فخلعت نعلي وجلست معه فأتيت بخوان فيه خبيص فأكلت أنا و هو ثم رفع الخوان وكنت أحدثه ثم غشيني النعاس فقال لي

-روایت-از قبل-1-روایت-2-ادامه دارد

[ صفحه 312]

قم

فنم حتي أقوم أنالصلاة الليل فحملني النوم إلي أن فرغ من صلاة الليل ثم جاءني فنبهني فقال قم فتوضأ وصل صلاة الليل وخفف فلما فرغت من الصلاة صلينا الفجر ثم قال لي يا علي أن أم ولدي ضربها الطلق فحملتها إلي الثعلبية مخافة أن يسمع الناس صوتها فولدت هناك الغلام ألذي ذكرت لك كرمه وسخاءه وشجاعته قال علي فو الله لقد أدركت الغلام فكان كماوصف

-روایت-از قبل-372

ومنها ماروي عن ابن أبي حمزة قال كنا عند أبي الحسن موسي بن جعفر ع إذ دخل عليه ثلاثون غلاما مملوكا من الحبشة قداشتروا له فتكلم غلام منهم و كان جميلا بكلام فأجابه موسي ع بلغته فتعجب الغلام وتعجبوا جميعا وظنوا أنه لايفهم كلامهم فقال له موسي ع إني أدفع إليك مالا فادفع إلي كل واحد منهم ثلاثين درهما فخرجوا وبعضهم يقول لبعض إنه أفصح منا بلغتنا و هذه نعمة من الله علينا قال علي بن أبي حمزة فلما خرجوا قلت يا ابن رسول الله رأيتك تكلم هؤلاء الحبشيين بلغاتهم قال نعم وأمرت ذلك الغلام من بينهم بشي ء دونهم قال نعم أمرته أن يستوصي بأصحابه خيرا و أن

يعطي كل واحد منهم في كل

-روایت-1-2-روایت-39-ادامه دارد

[ صفحه 313]

شهر ثلاثين درهما لأنه لماتكلم كان أعلمهم فإنه من أبناء ملوكهم فجعلته عليهم وأوصيته بما يحتاجون إليه و هو مع ذلك غلام صدق ثم قال لعلك عجبت من كلامي إياهم بالحبشية قلت إي و الله قال فلاتعجب فما خفي عليك من أمري أعجب وأعجب من كلامي إياهم و ما ألذي سمعته مني إلاكطائر أخذ بمنقاره من البحر قطرة أفتري هذا ألذي يأخذه بمنقاره ينقص من البحر والإمام بمنزلة البحر لاينفد ماعنده وعجائبه أكثر من عجائب البحر

-روایت-از قبل-439

ومنها ما قال بدر مولي الرضا ع إن إسحاق بن عمار دخل علي موسي بن جعفر ع فجلس عنده إذ استأذن عليه رجل خراساني فكلمه بكلام لم يسمع مثله قط كأنه كلام الطير قال إسحاق فأجابه موسي ع بمثله وبلغته إلي أن قضي وطره من مسألته فخرج من عنده فقلت ماسمعت بمثل هذاالكلام قال هذاكلام قوم من أهل الصين و ليس كل كلام أهل الصين مثله ثم قال أتعجب من كلامي بلغته قلت هوموضع التعجب قال ع أخبرك بما هوأعجب منه اعلم

أن الإمام يعلم منطق الطير ونطق كل

-روایت-1-2-روایت-35-ادامه دارد

[ صفحه 314]

ذي روح خلقه الله تعالي و مايخفي علي الإمام شيء

-روایت-از قبل-56

ومنها ما قال علي بن أبي حمزة قال أخذ بيدي موسي بن جعفر ع يوما فخرجنا من المدينة إلي الصحراء فإذانحن برجل مغربي علي الطريق يبكي و بين يديه حمار ميت ورحله مطروح فقال له موسي ع ماشأنك قال كنت مع رفقائي نريد الحج فمات حماري هاهنا وبقيت وحدي ومضي أصحابي و قدبقيت متحيرا ليس لي شيءأحمل عليه فقال موسي ع لعله لم يمت قال أ ماترحمني حتي تلهو بي قال إن لي رقية جيدة قال الرجل ليس يكفيني ما أنا فيه حتي تستهز ئ بي فدنا موسي ع من الحمار ودعا بشي ء لم أسمعه وأخذ قضيبا كان مطروحا فنخسه به وصاح عليه فوثب الحمار صحيحا سليما فقال يامغربي تري هاهنا شيئا من الاستهزاء الحق بأصحابك ومضينا وتركناه قال علي بن أبي حمزة فكنت واقفا يوما علي بئر زمزم بمكة فإذاالمغربي هناك فلما رآني عدا إلي وقبل يدي فرحا مسرورا

-روایت-1-2-روایت-40-ادامه دارد

[ صفحه 315]

فقلت له ماحال حمارك فقال هو و الله سليم صحيح و ماأدري من أين ذلك الرجل ألذي من

الله به علي فأحيا لي حماري بعدموته فقلت له قدبلغت حاجتك فلاتسأل عما لاتبلغ معرفته

-روایت-از قبل-188

ومنها ماروي عن أبي خالد الزبالي قال قدم أبو الحسن موسي ع زبالة ومعه جماعة من أصحاب المهدي بعثهم في إشخاصه إليه قال وأمرني بشراء حوائج له ونظر إلي و أنامغموم فقال يا أباخالد ما لي أراك مغموما قلت هوذا تصير إلي هذاالطاغية و لاآمنك منه قال ليس علي منه بأس إذا كان يوم كذا فانتظرني في أول الميل قال فما كان لي همة إلاأحصي الأيام حتي إذا كان ذلك اليوم وافيت أول الميل فلم أر أحدا حتي كادت الشمس تجب فشككت ونظرت بعد إلي شخص قدأقبل فانتظرته فإذا هو أبو الحسن موسي ع علي بغلة قدتقدم فلما نظر إلي قال لاتشكن فقلت قد كان ذلك

-روایت-1-2-روایت-43-ادامه دارد

[ صفحه 316]

ثم قال إن لي عودة و لاأتخلص منهم فكان كما قال

-روایت-از قبل-56

ومنها أن عيسي المدائني قال خرجت سنة إلي مكة فأقمت بها ثم قلت أقيم بالمدينة مثل ماأقمت بمكة فهو أعظم لثوابي فقدمت المدينة فنزلت طرف المصلي إلي جنب دار أبي ذر فجعلت أختلف إلي سيدي فأصابنا مطر شديد بالمدينة

فأتيت أبا الحسن ع مسلما عليه يوما و إن السماء تهطل فلما دخلت ابتدأني فقال لي وعليك سلام الله ياعيسي ارجع فقد انهدم بيتك علي متاعك فانصرفت راجعا و إذاالبيت قدانهار واستعملت عملة فاستخرجوا متاعي كله و لاافتقدته غيرسطل كان لي فلما أتيته الغد مسلما عليه قال هل فقدت من متاعك شيئا فندعو الله لك بالخلف قلت مافقدت شيئا ماخلا سطلا كان لي أتوضأ منه فقدته فأطرق مليا ثم رفع رأسه إلي فقال لي قدظننت أنك قدأنسيت السطل فسل جارية رب الدار عنه وقل لها أنت رفعت السطل في الخلاء فرديه فإنها سترده عليك فلما انصرفت أتيت جارية رب الدار فقلت

-روایت-1-2-روایت-33-ادامه دارد

[ صفحه 317]

إني نسيت السطل في الخلاء فرديه علي أتوضأ منه فردت علي سطلي

-روایت-از قبل-68

ومنها أن علي بن أبي حمزة قال كنت عند موسي بن جعفر ع إذ أتاه رجل من أهل الري يقال له جندب فسلم عليه وجلس فسأله أبو الحسن ع وأحسن السؤال به ثم قال له ياجندب مافعل أخوك قال له بخير و هويقرئك السلام فقال ياجندب عظم الله أجرك

في أخيك فقال ورد كتابه من الكوفة لثلاثة عشر يوما بالسلامة فقال إنه و الله مات بعدكتابه إليك بيومين ودفع إلي امرأته مالا و قال ليكن هذاالمال عندك فإذاقدم أخي فادفعيه إليه و قدأودعته الأرض في البيت ألذي كان يكون فيه فإذا أنت أتيتها فتلطف لها وأطمعها في نفسك فإنها ستدفعه إليك قال علي بن أبي حمزة و كان جندب رجلا كبيرا جميلا قال فلقيت جندبا بعد مافقد أبو الحسن ع فسألته عما قال له فقال صدق و الله سيدي مازاد و لانقص لا في الكتاب و لا في المال

-روایت-1-2-روایت-36-740

[ صفحه 318]

ومنها ماروي علي بن أبي حمزة قال كان رجل من موالي أبي الحسن لي صديقا قال خرجت من منزلي يوما فإذا أنابامرأة حسناء جميلة ومعها أخري فتبعتها فقلت لها تمتعيني نفسك فالتفتت إلي وقالت إن كان لنا عندك جنس فليس فينا مطمع و إن لم يكن لك زوجة فامض بنا فقلت ليس لك عندنا جنس فانطلقت معي حتي صرنا إلي باب المنزل فدخلت فلما أن خلعت فرد خف وبقي الخف الآخر تنزعه إذاقارع يقرع الباب فخرجت فإذا أنابموفق مولي أبي الحسن فقلت له

ماوراك قال خير يقول لك أبو الحسن أخرج هذه المرأة التي معك في البيت و لاتمسها.فدخلت فقلت لها البسي خفك يا هذه واخرجي فلبست خفها وخرجت فنظرت إلي موفق بالباب فقال سد الباب فسددته فو الله ماجازت غيربعيد و أناوراء الباب أستمع وأطلع حتي لقيها رجل مستفز. فقال لها ما لك خرجت سريعا ألست قلت لاتخرجي .قالت إن رسول الساحر جاء يأمره أن يخرجني فأخرجني . قال فسمعته يقول أولي له و إذاالقوم طمعوا في مال عندي فلما كان العشاء عدت إلي أبي الحسن قال لاتعد فإن تلك امرأة من بني أمية أهل بيت اللعنة إنهم كانوا بعثوا أن يأخذوها في منزلك فاحمد الله ألذي صرفها ثم قال لي أبو الحسن تزوج بابنة فلان و هومولي أبي أيوب الأنصاري فإن له ابنة قدجمعت كل ماتريد من أمر الدنيا والآخرة.

[ صفحه 319]

فتزوجت فكان كما قال ع . ومنها أن علي بن أبي حمزة قال بعثني أبو الحسن في حاجة فجئت و إذامعتب علي الباب فقلت أعلم مولاي بمكاني فدخل معتب ومرت بي امرأة و قلت لو لا أن معتبا دخل فأعلم مولاي بمكاني لاتبعت هذه المرأة فتمتعت بهافخرج معتب فقال ادخل

فدخلت عليه و هو علي مصلي تحته مرفقة فمد يده وأخرج من تحت المرفقة صرة فناولنيها و قال الحق المرأة فإنها علي دكان العلاف بالبقيع تنتظرك فأخذت الدراهم وكنت إذا قال لي شيئا لاأراجعه فأتيت البقيع فإذاالمرأة علي دكان العلاف تقول يا عبد الله قدحبستني قلت أناقالت نعم فذهبت بها وتمتعت بها. ومنها ما قال المعلي بن محمد عن بعض أصحابنا عن بكار القمي قال حججت أربعين حجة فلما كان في آخرها أصبت بنفقتي بجمع فقدمت مكة فأقمت حتي يصدر الناس ثم قلت أصير إلي المدينة فأزور رسول الله ص وأنظر إلي سيدي أبي الحسن موسي ع وعسي أن أعمل عملا بيدي فأجمع شيئا فأستعين به علي طريقي إلي الكوفة.

[ صفحه 320]

فخرجت حتي صرت إلي المدينة فأتيت رسول الله ص فسلمت عليه ثم جئت إلي المصلي إلي الموضع ألذي يقوم فيه الفعلة فقمت فيه رجاء أن يسبب الله لي عملا أعمله فبينا أناكذلك إذ أنابرجل قدأقبل فاجتمع حوله الفعلة فجئت فوقفت معهم فذهب بجماعة فاتبعته .فقلت يا عبد الله إني رجل غريب فإن رأيت أن تذهب بي معهم فتستعملني . فقال أنت من

أهل الكوفة قلت نعم قال اذهب فانطلقت معه إلي دار كبيرة تبني جديدة فعملت فيهاأياما وكنا لانعطي من أسبوع إلي أسبوع إلايوما واحدا و كان العمال لايعملون فقلت للوكيل استعملني عليهم حتي أستعملهم وأعمل معهم . فقال قداستعملتك فكنت أعمل وأستعملهم . قال فإني لواقف ذات يوم علي السلم إذ نظرت إلي أبي الحسن موسي ع قدأقبل و أنا في السلم في الدار فدار في الدار ثم رفع رأسه إلي فقال يابكار جئتنا انزل فنزلت قال فتنحي ناحية فقال لي ماتصنع هاهنا فقلت جعلت فداك أصبت بنفقتي بجمع فأقمت بمكة إلي أن صدر الناس ثم إني صرت إلي المدينة فأتيت المصلي فقلت أطلب عملا فبينا أناقائم إذ جاء وكيلك فذهب برجال فسألته أن يستعملني كمايستعملهم فقال لي قم يومك هذا. فلما كان من الغد و كان اليوم ألذي يعطون فيه جاء فقعد علي الباب

[ صفحه 321]

فجعل يدعو الوكيل برجل رجل يعطيه فكلما ذهبت إليه أومأ بيده إلي أن اقعد حتي إذا كان في آخرهم قال لي ادن فدنوت فدفع إلي صرة فيهاخمسة عشر دينارا فقال خذ هذه نفقتك إلي الكوفة. ثم قال اخرج

غدا قلت نعم جعلت فداك و لم أستطع أن أرده ثم ذهب وعاد إلي الرسول فقال قال أبو الحسن ع ائتني غدا قبل أن تذهب فقلت سمعا وطاعة. فلما كان من الغد أتيته فقال اخرج الساعة حتي تصير إلي فيد فإنك توافق قوما يخرجون إلي الكوفة وهاك هذاالكتاب فادفعه إلي علي بن أبي حمزة قال فانطلقت فلا و الله ماتلقاني خلق حتي صرت إلي فيد فإذاقوم قدتهيئوا للخروج إلي الكوفة من الغد فاشتريت بعيرا وصحبتهم إلي الكوفة فدخلتها ليلا فقلت أصير إلي منزلي فأرقد ليلتي هذه ثم أغدو بكتاب مولاي إلي علي بن أبي حمزة فأتيت منزلي فأخبرت أن اللصوص دخلوا إلي حانوتي قبل قدومي بأيام فلما أن أصبحت صليت الفجر فبينا أناجالس متفكر فيما ذهب لي من حانوتي إذا أنابقارع يقرع علي الباب فخرجت فإذا هو علي بن أبي حمزة فعانقته وسلم علي ثم قال لي يابكار هات كتاب سيدي قلت نعم وإنني قدكنت علي عزم المجي ء إليك الساعة قال هات قدعلمت أنك قدمت ممسيا

[ صفحه 322]

فأخرجت الكتاب فدفعته إليه فأخذه وقبله ووضعه علي عينيه وبكي فقلت مايبكيك قال شوقا إلي

سيدي ففكه وقرأه ثم رفع رأسه إلي و قال يابكار دخل عليك اللصوص قلت نعم قال فأخذوا ما كان في حانوتك قلت نعم قال إن الله قدأخلفه عليك قدأمرني مولاك ومولاي أن أخلف عليك ماذهب منك أعطاني أربعين دينارا قال فقومت ماذهب مني فإذاقيمته أربعون دينارا ففتح علي الكتاب فإذا فيه ادفع إلي بكار قيمة ماذهب من حانوته أربعين دينارا. ومنها أن إسحاق بن عمار قال لماحبس هارون أبا الحسن موسي ع دخل عليه أبويوسف و محمد بن الحسن صاحبا أبي حنيفة فقال أحدهما للآخر نحن علي أحد أمرين إما أن نساويه وإما أن نشاكله فجلسا بين يديه فجاء رجل كان موكلا به من قبل السندي بن شاهك فقال إن نوبتي قدانقضت و أنا علي الانصراف فإن كانت لك حاجة أمرتني حتي آتيك بها في الوقت ألذي تلحقني النوبة فقال له ما لي حاجة فلما أن خرج قال لأبي يوسف و محمد بن الحسن ماأعجب هذايسألني أن أكلفه حاجة من حوائجي ليرجع و هوميت في هذه الليلة قال فغمز أبويوسف محمد بن الحسن للقيام فقاما فقال أحدهما للآخر إنا

[ صفحه 323]

جئنا لنسأله عن الفرض والسنة و هوالآن جاء بشي ء

آخر كأنه من علم الغيب ثم بعثا برجل مع الرجل فقالا اذهب حتي تلزمه وتنتظر ما يكون من أمره في هذه الليلة وتأتينا بخبره من الغد فمضي الرجل فنام في مسجد عند باب داره فلما أصبح سمع الواعية ورأي الناس يدخلون داره فقال ما هذاقالوا قدمات فلان في هذه الليلة فجأة من غيرعلة.فانصرف الرجل إلي أبي يوسف و محمد وأخبرهما الخبر فأتيا أبا الحسن ع فقالا قدعلمنا أنك قدأدركت العلم في الحلال والحرام فمن أين أدركت أمر هذا الرجل الموكل بك أنه يموت في هذه الليلة قال من الباب ألذي أخبر بعلمه رسول الله ص علي بن أبي طالب ع فلما أورد عليهما هذابقيا لايحيران جوابا. ومنها ماروي أن هارون الرشيد بعث يوما إلي موسي بن جعفر ع علي يد ثقة له طبقا من السرقين ألذي هو علي هيئة التين وأراد استخفافه فلما رفع الإزار منها فإذاهي من أحلي التين وأطيبه فأكل ع وأطعم بعضها الحامل ورد

[ صفحه 324]

بقيتها إلي هارون فلما تناوله هارون صار سرقينا في فيه و كان في يده تينا. ومنها ما قال إسحاق بن عمار إن أبابصير أقبل مع أبي الحسن

موسي من المدينة يريد العراق فنزل أبو الحسن المنزل ألذي يقال له زبالة بمرحلة فدعا بعلي بن أبي حمزة البطائني و كان تلميذا لأبي بصير فجعل يوصيه بوصية بحضرة أبي بصير و يقول يا علي إذاصرنا إلي الكوفة فتقدم في كذا فغضب أبوبصير وخرج من عنده فقال لا و الله ماأعجب ماأري هذا الرجل أناأصحبه منذ حين ثم يتخطاني بحوائجه إلي بعض غلماني . فلما كان من الغد حم أبوبصير بزبالة فدعا بعلي بن أبي حمزة فقال له أستغفر الله مما حك في صدري من مولاي و من سوء ظني به كان قدعلم أني ميت وأني لاألحق الكوفة فإذا أنامت فافعل كذا وتقدم في كذا.فمات أبوبصير بزبالة.

[ صفحه 325]

ومنها أن هشام بن الحكم قال لمامضي أبو عبد الله ع وادعي الإمامة عبد الله بن جعفر و أنه أكبر ولده دعاه موسي بن جعفر ع و قال ياأخي إن كنت صاحب هذاالأمر فهلم يدك فإدخلها النار و كان حفر حفيرة وألقي فيهاحطبا وضربها بنفط ونار فلم يفعل عبد الله وأدخل أبو الحسن يده في تلك النار و لم يخرجها من النار إلا بعداحتراق الحطب و هويمسحها

ومنها أن علي بن سويد قال خرج إليه عن أبي

الحسن موسي ع سألتني عن أمور كنت منها في تقية و من كتمانها في سعة فلما انقضي سلطان الجبابرة ودنا سلطان ذي السلطان العظيم بفراق الدنيا المذمومة إلي أهلها العتاة علي خالقهم رأيت أن أفسر لك ماسألتني عنه مخافة أن تدخل الحيرة علي ضعفاء شيعتنا من قبل جهالتهم فاتق الله واكتم ذلك إلا من أهله واحذر أن تكون سبب بلية علي الأوصياء أوحارشا عليهم في إفشاء مااستودعتك وإظهار مااستكتمتك ولن تفعل إن شاء الله إن أول ماأنهي عليك أن أنعي إليك نفسي في ليالي هذه غيرجازع و لانادم و لاشاك فيما هوكائن

-روایت-1-2-روایت-66-ادامه دارد

[ صفحه 326]

مما قضي الله وقدر وحتم في كلام كثير ثم إنه ع مضي في أيامه هذه

-روایت-از قبل-73

ومنها ماروي عن محمد بن عبد الله عن صالح بن واقد الطبري قال دخلت علي موسي بن جعفر ع فقال ياصالح إنه يدعوك الطاغية يعني هارون فيحبسك في محبسه ويسألك عني فقل إني لاأعرفه فإذاصرت في محبسه فقل من أردت أن تخرجه فأخرجه بإذن الله تعالي قال صالح فدعاني هارون من طبرستان فقال مافعل موسي بن جعفرفقد بلغني أنه كان عندك فقلت و

مايدريني من موسي بن جعفر أنت يا أمير المؤمنين أعرف به وبمكانه فقال اذهبوا به إلي الحبس فو الله إني لفي بعض الليالي قاعد و أهل الحبس نيام إذا أنا به يقول ياصالح قلت لبيك قال قدصرت إلي هاهنا فقلت نعم ياسيدي قال قم فاخرج واتبعني فقمت وخرجت فلما أن صرنا إلي بعض الطريق قال ياصالح السلطان سلطاننا كرامة من الله أعطاناها قلت ياسيدي فأين أحتجز من هذاالطاغية قال عليك ببلادك فارجع إليها فإنه لن يصل إليك قال صالح فرجعت إلي طبرستان فو الله ماسأل عني و لادري أحبسني أم لا

-روایت-1-2-روایت-69-882

[ صفحه 327]

ومنها أن إسماعيل بن سالم قال بعث إلي علي بن يقطين وإسماعيل بن أحمدفقالا لي خذ هذه الدنانير وائت الكوفة فالق فلانا فاستصحبه واشتريا راحلتين وامضيا بالكتب و مامعكما من الأموال حتي تأتيا المدينة وادفعا مامعكما من كتب ومال إلي موسي بن جعفر ع ففعلنا حتي إذاكنا ببطن الرمة و قداشترينا علفا ووضعناه بين الراحلتين وجلسنا نأكل فبينا نحن كذلك إذ طلع علينا موسي بن جعفر ع علي بغلة له أوبغل وخلفه شاكري فلما رأيناه وثبنا إليه فسلمنا عليه . فقال هاتيا

مامعكما فأخرجناه ودفعناه إليه وأخرجنا الكتب فناولنا إياه فأخرج كتبا من كمه فقال لنا هذه جوابات كتبكم فانصرفا في حفظ الله .قلنا فقد فني زادنا و قدقربنا من المدينة و لوأذنت لنا فزرنا رسول الله ص وتزودنا زادا فقال أبقي معكما من زادكما شيءقلنا نعم . قال ائتوني به فأخرجناه إليه فقلبه بيده و قال هذه بلغتكم إلي الكوفة امضيا في حفظ الله فرجعنا وكفانا الزاد إلي الكوفة.

[ صفحه 328]

ومنها ما قال الأصبغ بن موسي حملت دنانير إلي موسي بن جعفر ع بعضها لي وبعضها لإخواني فلما دخلت المدينة أخرجت ألذي لأصحابي فعددته فكان تسعة وتسعين دينارا فأخرجت من عندي دينارا وأتممتها مائة دينار فدخلت عليه فصببتها بين يديه فأخذ دينارا من بينها ثم قال هاك دينارك إنما بعثت إلينا وزنا لاعددا. ومنها أن داود بن كثير الرقي قال وفد من خراسان وافد يكني أبا جعفر واجتمع إليه جماعة من أهل خراسان فسألوه أن يحمل لهم أموالا ومتاعا ومسائلهم في الفتاوي والمشاورة فورد الكوفة فنزل وزار أمير المؤمنين ع ورأي في ناحية رجلا وحوله جماعة فلما فرغ من زيارته قصدهم فوجدهم شيعة فقهاء ويسمعون من الشيخ فسألهم عنه فقالوا هو أبوحمزة الثمالي قال فبينا نحن جلوس إذ أقبل أعرابي فقال جئت من

المدينة و قدمات جعفر بن محمد ع فشهق أبوحمزة وضرب بيده الأرض ثم سأل الأعرابي هل سمعت له بوصية قال أوصي إلي ابنه عبد الله و إلي ابنه موسي و إلي المنصور فقال أبوحمزة الحمد لله ألذي لم يضلنا دل علي الصغير و من علي الكبير وستر الأمر العظيم ووثب إلي قبر أمير المؤمنين فصلي وصلينا

[ صفحه 329]

ثم أقبلت عليه و قلت له فسر لي ماقلته . فقال بين أن الكبير ذو عاهة ودل علي الصغير بأن أدخل يده مع الكبير وستر الأمر بالمنصور حتي إذاسأل المنصور من وصيه قيل أنت . قال الخراساني فلم أفهم جواب ماقاله ووردت المدينة ومعي المال والثياب والمسائل و كان فيما معي درهم دفعته إلي امرأة تسمي شطيطة ومنديل .فقلت لها أناأحمل عنك مائة درهم فقالت إن الله لايستحيي من الحق فعوجت الدرهم وطرحته في بعض الأكياس فلما حصلت بالمدينة سألت عن الوصي فقيل لي عبد الله ابنه فقصدته فوجدت بابا مرشوشا مكنوسا عليه بواب فأنكرت ذلك في نفسي واستأذنت ودخلت بعدالإذن فإذا هوجالس في منصبه فأنكرت ذلك أيضا.فقلت أنت وصي الصادق ع الإمام المفترض الطاعة قال نعم .

قلت كم في المائتين من الدراهم زكاة قال خمسة دراهم . قلت فكم في المائة قال درهمان ونصف . قلت و رجل قال لامرأته أنت طالق بعدد نجوم السماء هل تطلق بغير شهود. قال نعم ويكفي من النجوم رأس الجوزاء ثلاثا.فعجبت من جواباته ومجلسه . و قال احمل إلي مامعك قلت مامعي شيء

وجئت إلي قبر النبي ص فلما رجعت إلي بيتي إذا أنابغلام أسود واقف فقال سلام عليك فرددت عليه السلام قال أجب من تريده فنهضت معه فجاء بي إلي باب دار مهجورة ودخل وأدخلني

-روایت-1-2-روایت-3-ادامه دارد

[ صفحه 330]

فرأيت موسي بن جعفر ع علي حصير الصلاة فقال لي يا أبا جعفراجلس وأجلسني قريبا فرأيت دلائله أدبا وعلما ومنطقا و قال لي احمل مامعك فحملته إلي حضرته فأومي بيده إلي الكيس ألذي فيه درهم المرأة فقال لي افتحه ففتحته و قال لي اقلبه فقلبته فظهر درهم شطيطة المعوج فأخذه بيده و قال افتح تلك الرزمة ففتحتها فأخذ المنديل منها بيده و قال و هومقبل علي إن الله لايستحيي من الحق يا أبا جعفراقرأ علي شطيطة السلام مني وادفع إليها هذه الصرة و قال لي اردد مامعك إلي من

حمله وادفعه إلي أهله وقل قدقبله ووصلكم به وأقمت عنده وحادثني وعلمني و قال لي أ لم يقل لك أبوحمزة الثمالي بظهر الكوفة وأنتم زوار أمير المؤمنين ع كذا وكذا قلت نعم قال كذلك يكون المؤمن إذانور الله قلبه كان علمه بالوجه ثم قال لي قم إلي ثقات أصحاب الماضي فسلهم عن نصه

-روایت-از قبل-789

. قال أبو جعفرالخراساني فلقيت جماعة كثيرة منهم شهدوا بالنص علي موسي ع ثم مضي أبو جعفر إلي خراسان . قال داود الرقي فكاتبني من خراسان أنه وجد جماعة ممن حملوا المال

[ صفحه 331]

قدصاروا فطحية و أنه وجد شطيطة علي أمرها تتوقعه يعود قال فلما رأيتها عرفتها سلام مولانا عليها وقبوله منها دون غيرها وسلمت إليها الصرة ففرحت وقالت لي أمسك الدراهم معك فإنها لكفني .فأقامت ثلاثة أيام وتوفيت إلي رحمة الله تعالي . ومنها ماروي عن هشام بن سالم قال كنت أنا و محمد بن النعمان صاحب الطاق بالمدينة بعدوفاة جعفر ع و قداجتمع الناس علي عبد الله ابنه فدخلنا عليه وقلنا الزكاة في كم تجب . قال في مائتي درهم خمسة دراهم فقلنا ففي مائة قال درهمان ونصف فخرجنا ضلالا فقعدنا باكين في موضع نقول إلي من

نرجع إلي المرجئة إلي المعتزلة إلي الزيدية فنحن كذلك إذ رأيت شيخا لاأعرفه يومئ إلي

[ صفحه 332]

فخفت أن يكون عينا من عيون أبي جعفرالمنصور فإنه أمر بضرب رقاب من يجتمع علي موسي ع وقتله إن اجتمعوا عليه .فقلت للأحول تنح لاتهلك فإني خائف علي نفسي وتبعت الشيخ حتي أخرجني إلي باب موسي ع وأدخلني عليه

فلما رآني موسي ع قال لي ابتداء منه إلي إلي لا إلي المرجئة و لا إلي المعتزلة و لا إلي الزيدية فقلت مضي أبوك قال نعم قلت فمن لنا بعده قال إن شاء الله أن يهديك هداك فقلت في نفسي لم أحسن المسألة فقلت وعليك إمام قال لافدخلني هيبة له قلت أسألك كماسألت أباك قال سل تخبر و لاتذع فإن أذعت فهو الذبح فسألته فإذا هوبحر لاينزف قلت شيعة أبوك ضلال فأدعوهم إليك قال من آنست منه الرشد

-روایت-1-2-روایت-3-413

.فلقيت أبا جعفرالأحول وزرارة و أبابصير وندخل عليه إلاطائفة عمار الساباطي

[ صفحه 333]

وبقي عبد الله لايدخل عليه إلاالقليل

ومنها ما قال أبوبصير قلت لأبي الحسن موسي ع بما يعرف الإمام قال بخصال أماأولهن فإنه خص بشي ء قدتقدم فيه من أبيه

وإشارته إليه ليكون حجة ويسأل فيجيب و إذاسكت عنه ابتدأ بما في غد ويكلم الناس بكل لسان ثم قال أعطيك علامة قبل أن تقوم فلم ألبث أن دخل عليه خراساني فكلمه بالعربية فأجابه أبو الحسن ع بالفارسية فقال الخراساني مامنعني أن أكلمك بلساني إلاظننت أنك لاتحسنها فقال سبحان الله إذاكنت لاأحسن أجيبك فما فضلي عليك فبما أستحق به الإمامة ثم قال إن الإمام لايخفي عليه كلام أحد من الناس و لامنطق الطير و لاكلام شيء فيه روح

-روایت-1-2-روایت-25-576

[ صفحه 334]

ومنها ما قال علي بن يقطين إن هارون الرشيد خلع عليه دراعة خز سوداء من لباس الملوك مثقلة بالذهب فأنفذها علي بن يقطين إلي الإمام موسي بن جعفر ع مع مال كثير فرد الدراعة إلي علي بن يقطين و قال احتفظ بهافإنك تحتاج إليها فبعد أيام صرف علي بن يقطين خاصا له عن خدمته و كان يعرف ميله إلي موسي ع فسعي به إلي الرشيد فقال إنه يقول بإمامة موسي بن جعفر و قدبعث بتلك الدراعة إليه فغضب الرشيد من ذلك فقال لأكشفن عن ذلك فأحضر علي بن يقطين و قال مافعلت بالدراعة التي

كسوتك بها قال هي عندي في سفط قال أحضرها فقال لغلامه امض إلي داري وخذ السفط ألذي في الصندوق في البيت الفلاني بختمي فجئني به فمضي الغلام وأحضر السفط ففتحه فنظر الرشيد إلي الدراعة فسكن من غضبه وأعطاه جائزة

[ صفحه 335]

أخري وضرب الساعي حتي مات

ومنها أن علي بن يقطين كتب إلي الإمام موسي بن جعفر ع اختلف في المسح علي الرجلين فإن رأيت أن تكتب ما يكون عملي عليه فعلت فكتب أبو الحسن ع ألذي آمرك به أن تتمضمض ثلاثا وتستنشق ثلاثا وتغسل وجهك ثلاثا وتخلل شعر لحيتك وتغسل يديك ثلاثا وتمسح رأسك كله وتمسح ظاهر أذنيك وباطنهما وتغسل رجليك ثلاثا و لاتخالف ذلك إلي غيره فامتثل أمره وعمل عليه

-روایت-1-2-روایت-3-ادامه دارد

[ صفحه 336]

فقال الرشيد يوما أحب أن أستبر ئ أمر علي بن يقطين فإنهم يقولون إنه رافضي والرافضة يخففون في الوضوء فطلبه فناطه بشي ء من الشغل في الدار حتي دخل وقت الصلاة فوقف الرشيد من وراء حائط الحجرة بحيث يري علي بن يقطين و لايراه هو و قدبعث إليه بالماء للوضوء فتوضأ كماأمره موسي ع فقام الرشيد و قال كذب من زعم أنك رافضي فورد علي علي

بن يقطين بعد ذلك كتاب موسي بن جعفر ع من الآن توضأ كماأمر الله اغسل وجهك مرة فريضة وأخري إسباغا واغسل يديك من المرفقين كذلك وامسح مقدم رأسك وظاهر قدميك من فضل نداوة وضوئك فقد زال مايخاف عليك

-روایت-از قبل-564

[ صفحه 337]

الباب التاسع في معجزات الإمام المظلوم المسموم علي بن موسي الرضا ع

عن علي بن ميثم عن أبيه قال سمعت أبي يقول سمعت نجمة أم الرضا ع تقول لماحملت بابني الرضا لم أشعر بثقل الحمل وكنت أسمع في منامي تسبيحا وتهليلا وتحميدا من بطني فيهولني فإذاانتبهت لم أسمع فلما وضعته وقع علي الأرض واضعا يده علي الأرض رافعا رأسه ويحرك بشفتيه ويتكلم

ومنها عن ابراهيم بن موسي القزاز و كان يؤم في مسجد الرضا بخراسان قال ألححت علي الرضا ع في شيءطلبته منه فخرج يستقبل بعض الطالبيين وجاء وقت الصلاة فمال إلي قصر هناك فنزل تحت شجرة بقرب القصر و أنامعه و ليس معنا ثالث فقال أذن فقلت ننتظر يلحق بنا أصحابنا

-روایت-1-2-روایت-77-ادامه دارد

[ صفحه 338]

فقال غفر الله لك لاتؤخرن صلاة عن أول وقتها إلي آخر وقتها من غيرعلة عليك أبدا بأول الوقت فأذنت وصلينا فقلت يا ابن رسول الله قدطالت المدة

في العدة التي وعدتنيها و أنامحتاج و أنت كثير الشغل لاأظفر بمسألتك كل وقت قال فحك بسوطه الأرض حكا شديدا ثم ضرب بيده إلي موضع الحك فأخرج سبيكة ذهب فقال خذها إليك بارك الله لك فيها وانتفع بها واكتم مارأيت قال فبورك لي فيها حتي اشتريت بخراسان ما كان قيمته سبعين ألف دينار فصرت أغني الناس من أمثالي هناك

-روایت-از قبل-484

[ صفحه 339]

ومنها ما قال محمد بن عبدالرحمن الهمداني ركبني دين ضاق به صدري فقلت في نفسي ماأجد لقضاء ديني إلامولاي الرضا ع فصرت إليه فقال لي قدقضي الله حاجتك لايضيقن صدرك و لم أسأله شيئا حين قال ما قال فأقمت عنده و كان صائما فأمر أن يحمل إلي طعام فقلت أناصائم و أناأحب أن آكل معك فأتبرك بأكلي معك . فلما صلي المغرب جلس في وسط الدار ودعا بالطعام فأكلت معه ثم قال تبيت عندنا الليلة أوتقضي حاجتك فتنصرف فقلت الانصراف بقضاء حاجتي أحب إلي .فضرب بيده الأرض فقبض منها قبضة فقال خذ هذافجعلته في كمي فإذا هودنانير فانصرفت إلي منزلي فدنوت من المصباح لأعد الدنانير فوقع من يدي دينار فنظرت فإذا عليه مكتوب خمسمائة دينار نصفها

لدينك والنصف الآخر لنفقتك . فلما رأيت ذلك لم أعدها فألقيت الدينار فيها فلما أصبحت طلبت الدينار فلم أجده في الدنانير و قدقلبتها عشر مرات وكانت خمسمائة دينار.

[ صفحه 340]

ومنها ماروي إسماعيل بن أبي الحسن قال كنت مع الرضا ع و قد قال بيده علي الأرض كأنه يكشف شيئا فظهرت سبائك ذهب ثم مسح بيده عليها فغابت .فقلت في نفسي لوأعطاني واحدة منها قال لا إن هذاالأمر لم يأت وقته . ومنها ما قال أبوإسماعيل السندي سمعت بالسند أن لله في العرب حجة فخرجت منها في الطلب فدللت علي الرضا ع فقصدته فدخلت عليه و أنا لاأحسن من العربية كلمة.فسلمت بالسندية فرد علي بلغتي فجعلت أكلمه بالسندية و هويجيبني بالسندية فقلت له إني سمعت بالسند أن لله حجة في العرب فخرجت في الطلب فقال بلغتي نعم أنا هو ثم قال فسل عما تريد.فسألته عما أردته فلما أردت القيام من عنده قلت إني لاأحسن من العربية شيئا فادع الله أن يلهمنيها لأتكلم بها مع أهلها.فمسح يده علي شفتي فتكلمت بالعربية من وقتي

[ صفحه 341]

ومنها ماروي عن محمد بن الفضل الهاشمي قال لماتوفي الإمام موسي بن جعفر ع أتيت المدينة فدخلت علي

الرضا ع فسلمت عليه بالأمر وأوصلت إليه ما كان معي و قلت إني صائر إلي البصرة وعرفت كثرة خلاف الناس و قدنعي إليهم موسي ع و ماأشك أنهم سيسألوني عن براهين الإمام فلو أريتني شيئا من ذلك فقال الرضا ع لم يخف علي هذافأبلغ أولياءنا بالبصرة وغيرها أني قادم عليهم و لاقوة إلابالله ثم أخرج إلي جميع ما كان للنبي ص عندالأئمة من بردته وقضيبه وسلاحه و غير ذلك فقلت ومتي تقدم عليهم قال بعدثلاثة أيام من وصولك ودخولك البصرة. فلما قدمتها سألوني عن الحال فقلت لهم إني أتيت موسي بن جعفر ع قبل وفاته بيوم واحد فقال إني ميت لامحالة فإذاواريتني في لحدي فلاتقيمن وتوجه إلي المدينة بودائعي هذه وأوصلها إلي ابني علي بن موسي فهو وصيي وصاحب الأمر بعدي ففعلت ماأمرني به وأوصلت الودائع إليه و هويوافيكم إلي ثلاثة أيام من يومي هذافاسألوه عما شئتم فابتدر للكلام عمرو بن هذاب من القوم و كان ناصبيا ينحو نحو التزيد والاعتزال فقال يا محمد إن الحسن بن محمد رجل من أفاضل أهل هذاالبيت في ورعه وزهده وعلمه وسنه و ليس هوكشاب مثل علي بن موسي

ولعله لوسئل عن شيء من معضلات الأحكام لحار في ذلك فقال الحسن بن محمد و كان حاضرا في المجلس لاتقل ياعمرو ذلك فإن عليا علي ماوصف من الفضل و هذا محمد بن الفضل يقول إنه يقدم إلي ثلاثة أيام

-روایت-1-2-روایت-49-ادامه دارد

[ صفحه 342]

فكفاك به دليلا وتفرقوا فلما كان في اليوم الثالث من دخولي البصرة إذاالرضا ع قدوافي فقصد منزل الحسن بن محمد وأخلي له داره وقام بين يديه يتصرف بين أمره ونهيه فقال ياحسن بن محمدأحضر جميع القوم الذين حضروا عند محمد بن الفضل وغيرهم من شيعتنا وأحضر جاثليق النصاري ورأس الجالوت ومر القوم أن يسألوا عما بدا لهم فجمعهم كلهم والزيدية والمعتزلة وهم لايعلمون لمايدعوهم الحسن بن محمد فلما تكاملوا ثني للرضا ع وسادة فجلس عليها ثم قال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته هل تدرون لم بدأتكم بالسلام فقالوا لا قال لتطمئن أنفسكم قالوا و من أنت يرحمك الله قال أنا علي بن موسي بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب و ابن رسول الله ص صليت اليوم

الفجر في مسجد رسول الله ص مع والي المدينة وأقرأني بعد أن صلينا كتاب صاحبه إليه واستشارني في كثير من أموره فأشرت عليه بما فيه الحظ له ووعدته أن يصير إلي بالعشي بعدالعصر من هذااليوم ليكتب عندي جواب كتاب صاحبه و أناواف له بما وعدته به و لاحول و لاقوة إلابالله فقال الجماعة يا ابن رسول الله مانريد مع هذاالدليل برهانا أكبر منه وإنك عندنا الصادق القول وقاموا لينصرفوا فقال لهم الرضا ع

-روایت-از قبل-1126

[ صفحه 343]

لاتفرقوا فإني إنما جمعتكم لتسألوني عما شئتم من آثار النبوة وعلامات الإمامة التي لاتجدونها إلاعندنا أهل البيت فهلموا مسائلكم فابتدر عمرو بن هذاب فقال إن محمد بن الفضل الهاشمي ذكر عنك أشياء لاتقبلها القلوب فقال الرضا ع و ماتلك قال أخبرنا عنك أنك تعرف كل ماأنزله الله وأنك تعرف كل لسان ولغة فقال الرضا ع صدق محمد بن الفضل فأنا أخبرته بذلك فهلموا فاسألوا قال فإنا نختبرك قبل كل شيءبالألسن واللغات و هذارومي و هذاهندي و هذافارسي و هذاتركي فأحضرناهم فقال ع فليتكلموا بما أحبوا أجب كل واحد منهم بلسانه إن شاء الله فسأل كل واحد منهم مسألة بلسانه ولغته فأجابهم عما سألوا بألسنتهم ولغاتهم فتحير الناس وتعجبوا

وأقروا جميعا بأنه أفصح منهم بلغاتهم ثم نظر الرضا ع إلي ابن هذاب فقال إن أناأخبرتك أنك ستبتلي في هذه الأيام بدم ذي رحم لك أكنت مصدقا لي قال لا فإن الغيب لايعلمه إلا الله تعالي قال ع أ و ليس الله يقول عالِمُ الغَيبِ فَلا يُظهِرُ عَلي غَيبِهِ أَحَداً إِلّا مَنِ ارتَضي مِن رَسُولٍفرسول الله عند الله مرتضي ونحن ورثة ذلك الرسول ألذي أطلعه الله علي ماشاء من غيبه فعلمنا ما كان و ما يكون إلي يوم القيامة و إن ألذي أخبرتك به يا ابن هذاب لكائن إلي خمسة أيام فإن لم يصح ما قلت لك في هذه المدة فإني كذاب مفتر و إن صح فتعلم أنك الراد علي الله و علي رسوله و لك دلالة أخري أماإنك ستصاب ببصرك وتصير مكفوفا فلاتبصر سهلا و لا

-روایت-1-ادامه دارد

[ صفحه 344]

جبلا و هذاكائن بعدأيام و لك عندي دلالة أخري إنك ستحلف يمينا كاذبة فتضرب بالبرص قال محمد بن الفضل فو الله لقد نزل ذلك كله بابن هذاب فقيل له أصدق الرضا أم كذب قال لقد علمت في الوقت ألذي أخبرني به أنه كائن

ولكني كنت أتجلد ثم إن الرضا ع التفت إلي الجاثليق فقال هل دل الإنجيل علي نبوة محمدص قال لودل الإنجيل علي ذلك ماجحدناه فقال ع أخبرني عن السكتة التي لكم في السفر الثالث فقال الجاثليق اسم من أسماء الله تعالي لايجوز لنا أن نظهره قال الرضا ع فإن قررتك أنه اسم محمد وذكره وأقر عيسي به و أنه بشر بني إسرائيل بمحمد أتقر به و لاتنكره قال الجاثليق إن فعلت أقررت فإني لاأرد الإنجيل و لاأجحده قال الرضا ع فخذ علي السفر الثالث ألذي فيه ذكر محمد وبشارة عيسي بمحمد قال الجاثليق هات فأقبل الرضا ع يتلو ذلك السفر الثالث من الإنجيل حتي بلغ ذكر محمدص فقال ياجاثليق من هذا النبي الموصوف قال الجاثليق صفه قال لاأصفه إلابما وصفه الله هوصاحب الناقة والعصا والكساء النبي الأمي ألذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم يهدي إلي الطريق الأقصد والمنهاج الأعدل والصراط الأقوم

-روایت-از قبل-1181

[ صفحه 345]

سألتك ياجاثليق بحق عيسي روح الله وكلمته هل

تجد هذه الصفة في الإنجيل لهذا النبي فأطرق الجاثليق مليا وعلم أنه إن جحد الإنجيل كفر فقال نعم هذه الصفة في الإنجيل و قدذكر عيسي هذا النبي و لم يصح عندالنصاري أنه صاحبكم فقال الرضا ع أما إذا لم تكفر بجحود الإنجيل وأقررت بما فيه من صفة محمدص فخذ علي في السفر الثاني فإني أوجدك ذكره وذكر وصيه وذكر ابنته فاطمة وذكر الحسن و الحسين فلما سمع الجاثليق ورأس الجالوت ذلك علما أن الرضا ع عالم بالتوراة والإنجيل فقالا و الله قدأتي بما لايمكننا رده و لادفعه إلابجحود التوراة والإنجيل والزبور و قدبشر به موسي وعيسي جميعا ولكن لم يتقرر عندنا بالصحة أنه محمد هذافأما اسمه محمد فلايجوز لنا أن نقر لكم بنبوته ونحن شاكون أنه محمدكم أوغيره فقال الرضا ع احتجزتم بالشك فهل بعث الله قبل أو بعد من ولد آدم إلي يومنا هذانبيا اسمه محمدص أوتجدونه في شيء من الكتب التي أنزلها الله علي جميع الأنبياء غيرمحمدنا فأحجموا عن جوابه وقالوا لايجوز لنا أن نقر لكم بأن محمدا هومحمدكم لأنا إن أقررنا لك بمحمد ووصيه وابنته وابنيه علي ماذكرت أدخلتمونا في الإسلام كرها

-روایت-1-ادامه دارد

[ صفحه 346]

فقال الرضا ع أنت ياجاثليق آمن

في ذمة الله وذمة رسوله إنه لايبدؤك منا شيءتكره مما تخافه وتحذره قال أما إذا قدآمنتني فإن هذا النبي ألذي اسمه محمد و هذاالوصي ألذي اسمه علي و هذه البنت التي اسمها فاطمة وهذان السبطان اللذان اسمهما الحسن و الحسين في التوراة والإنجيل والزبور قال الرضا ع فهذا ألذي ذكرته في التوراة والإنجيل والزبور من اسم هذا النبي و هذاالوصي و هذه البنت وهذين السبطين صدق وعدل أم كذب وزور قال بل صدق وعدل و ما قال الله إلاالحق فلما أخذ الرضا ع إقرار الجاثليق بذلك قال لرأس الجالوت فاستمع الآن يارأس الجالوت السفر الفلاني من زبور داود قال هات بارك الله عليك و علي من ولدك فتلا الرضا ع السفر الأول من الزبور حتي انتهي إلي ذكر محمد و علي وفاطمة و الحسن و الحسين فقال سألتك يارأس الجالوت بحق الله أ هذا في زبور داود و لك من الأمان والذمة والعهد ما قدأعطيته الجاثليق فقال رأس الجالوت نعم هذابعينه في الزبور بأسمائهم قال الرضا ع فبحق العشر الآيات التي أنزلها الله علي موسي بن عمران ع في التوراة هل تجد صفة محمد و علي

وفاطمة و الحسن و الحسين في التوراة منسوبين إلي العدل والفضل قال نعم و من جحد هذافهو كافر بربه وأنبيائه قال له الرضا ع فخذ الآن علي سفر كذا من التوراة فأقبل الرضا ع يتلو التوراة وأقبل رأس الجالوت يتعجب من تلاوته وبيانه وفصاحته ولسانه حتي إذابلغ ذكر محمد قال رأس الجالوت نعم هذاأحماد وبنت أحماد وإليا وشبر وشبير وتفسيره بالعربية محمد و علي وفاطمة و الحسن و الحسين فتلا الرضا ع السفر إلي تمامه

-روایت-از قبل-1433

[ صفحه 347]

فقال رأس الجالوت لمافرغ من تلاوته و الله يا ابن محمد لو لاالرئاسة التي قدحصلت لي علي جميع اليهود لآمنت بأحماد واتبعت أمرك فو الله ألذي أنزل التوراة علي موسي والزبور علي داود والإنجيل علي عيسي مارأيت أقرأ للتوراة والإنجيل والزبور منك و لارأيت أحدا أحسن بيانا وتفسيرا وفصاحة لهذه الكتب منك فلم يزل الرضا ع معهم في ذلك إلي وقت الزوال فقال لهم حين حضر وقت الزوال أناأصلي وأصير إلي المدينة للوعد ألذي وعدت به والي المدينة ليكتب جواب كتابه وأعود إليكم بكرة إن شاء الله قال فأذن عبد الله بن سليمان وأقام وتقدم الرضا ع فصلي بالناس وخفف

القراءة وركع تمام السنة وانصرف فلما كان من الغد عاد إلي مجلسه ذلك فأتوه بجارية رومية فكلمها بالرومية والجاثليق يسمع و كان فهما بالرومية فقال الرضا ع بالرومية لها أيما أحب إليك محمدأم عيسي فقالت كان فيما مضي عيسي أحب إلي حين لم أكن عرفت محمدا فأما بعد أن عرفت محمدا فمحمد الآن أحب إلي من عيسي و من كل نبي فقال لها الجاثليق فإذاكنت دخلت في دين محمدفتبغضين عيسي قالت معاذ الله بل أحب عيسي وأؤمن به ولكن محمدا أحب إلي فقال الرضا ع للجاثليق فسر للجماعة ماتكلمت به الجارية و ما قلت أنت لها و ماأجابتك به ففسر لهم الجاثليق ذلك كله ثم قال الجاثليق يا ابن محمدهاهنا رجل سندي و هونصراني صاحب احتجاج وكلام بالسندية فقال له أحضرنيه فأحضره فتكلم معه بالسندية ثم أقبل يحاجه وينقله

-روایت-1-ادامه دارد

[ صفحه 348]

من شيء إلي شيءبالسندية في النصرانية فسمعنا السندي يقول بالسندية بثطي بثطي بثطلة فقال الرضا ع قدوحد الله بالسندية ثم كلمه في عيسي ومريم فلم يزل يدرجه من حال إلي حال إلي أن قال بالسندية أشهد أن لاإله إلا الله و أن محمدا رسول الله

ثم رفع منطقة كانت عليه فظهر من تحتها زنار في وسطه فقال اقطعه أنت بيدك يا ابن رسول الله فدعا الرضا ع بسكين فقطعه ثم قال لمحمد بن الفضل الهاشمي خذ السندي إلي الحمام فطهره واكسه وعياله واحملهم جميعا إلي المدينة فلما فرغ من مخاطبة القوم قال قدصح عندكم صدق ما كان محمد بن الفضل يلقي عليكم عني فقالوا بأجمعهم نعم و الله قدبان لنا منك فوق ذلك أضعافا مضاعفة و قدذكر لنا محمد بن الفضل أنك تحمل إلي خراسان فقال صدق محمد إلاأني أحمل مكرما معظما مبجلا قال محمد بن الفضل فشهد له الجماعة بالإمامة وبات عندنا تلك الليلة فلما أصبح ودع الجماعة وأوصاني بما أراد ومضي وتبعته أشيعه حتي إذاصرنا في وسط القرية عدل عن الطريق فصلي أربع ركعات ثم قال يا محمدانصرف في حفظ الله غمض طرفك فغمضته ثم قال افتح عينيك ففتحتهما فإذا أنا علي باب منزلي بالبصرة و لم أر الرضا ع

-روایت-از قبل-1-روایت-2-ادامه دارد

[ صفحه 349]

قال وحملت السندي وعياله إلي المدينة في وقت الموسم

-روایت-از قبل-59

ومنها ماروي في دخول الرضا ع الكوفة قال محمد بن الفضل كان فيما أوصاني به الرضا ع في وقت منصرفه من البصرة أن

قال لي صر إلي الكوفة فاجمع الشيعة هناك وأعلمهم أني قادم عليهم وأمرني أن أنزل في دار حفص بن عمير اليشكري فصرت إلي الكوفة فأعلمت الشيعة أن الرضا ع قادم عليهم فأنا يوما عندنصر بن مزاحم إذ مر بي سلام خادم الرضا ع فعلمت أن الرضا ع قدقدم فبادرت إلي دار حفص بن عمير فإذا هو في الدار فسلمت عليه ثم قال لي احتشد لي في طعام تصلحه للشيعة فقلت قداحتشدت وفرغت مما يحتاج إليه فقال الحمد لله علي توفيقك فجمعنا الشيعة فلما أكلوا قال يا محمدانظر من بالكوفة من المتكلمين والعلماء فأحضرهم فأحضرناهم فقال لهم الرضا ع إني أريد أن أجعل لكم حظا من نفسي كماجعلت لأهل البصرة و إن الله قدأعلمني كل كتاب أنزله ثم أقبل علي جاثليق و كان معروفا بالجدل والعلم والإنجيل فقال ياجاثليق هل تعرف لعيسي صحيفة فيهاخمسة أسماء يعلقها في عنقه إذا كان

-روایت-1-2-روایت-3-ادامه دارد

[ صفحه 350]

بالمغرب فأراد المشرق فتحها فأقسم علي الله باسم واحد من الخمسة أن تنطوي له الأرض فيصير من المغرب إلي المشرق و من المشرق إلي المغرب في لحظة فقال الجاثليق لاعلم لي بها و أماالأسماء الخمسة فقد كانت معه بلا شك

ويسأل الله بها أوبواحد منها فيعطيه الله جميع مايسأله قال الله أكبر إذ لم تنكر الأسماء فأما الصحيفة فلايضر أقررت بها أوأنكرت اشهدوا علي قوله ثم قال يامعاشر الناس أ ليس أنصف الناس من حاج خصمه بملته وبكتابه وبنبيه وشريعته قالوا نعم قال الرضا ع فاعلموا أنه ليس بإمام بعد محمد إلا من قام بما قام به محمدحين يفضي الأمر إليه و لاتصلح الإمامة إلالمن حاج الأمم بالبراهين للإمامة فقال رأس الجالوت و ما هذاالدليل علي الإمام قال أن يكون عالما بالتوراة والإنجيل والزبور والقرآن الحكيم فيحاج أهل التوراة بتوراتهم و أهل الإنجيل بإنجيلهم و أهل القرآن بقرآنهم و أن يكون عالما بجميع اللغات حتي لايخفي عليه لسان واحد فيحاج كل قوم بلغتهم ثم يكون مع هذه الخصال تقيا نقيا من كل دنس طاهرا من كل عيب عادلا منصفا حكيما رءوفا رحيما حليما غفورا عطوفا صدوقا بارا مشفقا أمينا مأمونا راتقا فاتقا فقام إليه نصر بن مزاحم فقال يا ابن رسول الله ماتقول في جعفر بن محمد

-روایت-از قبل-1-روایت-2-ادامه دارد

[ صفحه 351]

فقال ماأقول في إمام شهدت أمة محمدقاطبة بأنه كان أعلم أهل زمانه

قال فما تقول في موسي بن جعفر قال كان مثله قال فإن الناس قدتحيروا في أمره قال إن موسي بن جعفرعمر برهة من دهره فكان يكلم الأنباط بلسانهم ويكلم أهل خراسان بالدرية و أهل الروم بالرومية ويكلم العجم بألسنتهم و كان يرد عليه من الآفاق علماء اليهود والنصاري فيحاجهم بكتبهم وألسنتهم فلما نفدت مدته و كان وقت وفاته أتاني مولي برسالته يقول يابني إن الأجل قدنفد والمدة قدانقضت و أنت وصي أبيك فإن رسول الله ص لما كان وقت وفاته دعا عليا وأوصاه ودفع إليه الصحيفة التي كان فيهاالأسماء التي خص الله بهاالأنبياء والأوصياء ثم قال يا علي ادن مني فدنا منه فغطي رسول الله ص رأس علي ع بملاءته ثم قال له أخرج لسانك فأخرجه فختمه بخاتمه ثم قال يا علي اجعل لساني في فيك فمصه وابلع كل ماتجد في فيك ففعل علي ذلك فقال له إن الله قدفهمك مافهمني وبصرك مابصرني وأعطاك من العلم ماأعطاني إلاالنبوة فإنه لانبي بعدي ثم كذلك إماما بعدإمام فلما مضي موسي علمت كل لسان و كل كتاب

و ما كان و ماسيكون بغير تعلم و هذاسر الأنبياء أودعه الله فيهم والأنبياء أودعوه إلي أوصيائهم و من لم يعرف ذلك ويحققه فليس هو علي شيء و لاقوة إلابالله

-روایت-از قبل-1179

[ صفحه 352]

ومنها ماروي في وفاة الرضا ع حدث أبو عبد الله محمد بن سعيد النيشابوري متوجها إلي الحج عن أبي الصلت الهروي و كان خادما للرضا ع قال أصبح الرضا ع يوما فقال لي ادخل هذه القبة التي فيهاهارون فجئني بقبضة تراب من عندبابها وقبضة من يمنتها وقبضة من يسرتها وقبضة من صدرها وليكن كل تراب منها علي حدته فصرت إليها فأتيته بذلك وجعلته بين يديه علي منديل فضرب بيده إلي تربة الباب فقال هذا من عندالباب قلت نعم قال غدا تحفر لي في هذاالموضع فتخرج صخرة لاحيلة فيها ثم قذف به وأخذ تراب اليمنة و قال هذا من يمنتها قلت نعم قال ثم تحفر لي في هذاالموضع فتظهر نبكة لاحيلة فيها ثم قذف به وأخذ تراب اليسرة و قال ثم تحفر لي في هذاالموضع فتخرج نبكة مثل الأولي وقذف به وأخذ تراب الصدر فقال و هذاتراب من الصدر ثم تحفر لي في هذاالموضع فيستمر الحفر إلي أن يتم فإذافرغ

من الحفر فضع يدك علي أسفل القبر وتكلم بهذه الكلمات ... فإنه سينبع الماء حتي يمتلئ القبر فتظهر فيه سميكات

-روایت-1-2-روایت-3-ادامه دارد

[ صفحه 353]

صغار فإذارأيتها ففتت لها كسرة فإذاأكلتها خرجت حوتة كبيرة فابتلعت تلك السميكات كلها ثم تغيب فإذاغابت فضع يدك علي الماء وأعد الكلمات فإن الماء ينضب كله وسل المأمون عني أن يحضر وقت الحفر فإنه سيفعل ليشاهد هذاكله ثم قال ع الساعة يجي ء رسوله فاتبعني فإن قمت من عنده مكشوف الرأس فكلمني بما تشاء و إن قمت من عنده مغطي الرأس فلاتكلمني بشي ء قال فوافاه رسول المأمون فلبس الرضا ع ثيابه وخرج وتبعته فلما دخل إلي المأمون وثب إليه فقبل بين عينيه وأجلسه معه علي مقعده و بين يديه طبق صغير فيه عنب فأخذ عنقودا قدأكل نصفه ونصفه باق و قد كان شربه بالسم و قال للرضا ع حمل إلي هذاالعنقود فاستطبته فأكلت منه وتنغصت به أن لاتأكل منه فأسألك أن تأكل منه قال أ وتعفيني من ذلك قال لا و الله فإنك تسرني بما تأكل منه قال فاستعفاه ثلاث مرات و هويسأله بمحمد و علي أن يأكل منه

فأخذ منه ثلاث حبات فأكلها وغطي رأسه ونهض من عنده فتبعته و لم أكلمه بشي ء حتي دخل منزله فأشار إلي أن أغلق الباب فأغلقته وصار إلي مقعد له فنام عليه وصرت أنا في وسط الدار فإذاغلام عليه وفرة ظننته ابن الرضا ع و لم أكن قدرأيته قبل ذلك فقلت ياسيدي الباب مغلق فمن أين دخلت فقال لاتسأل عما لاتحتاج إليه وقصد إلي الرضا ع فلما بصر به الرضا ع وثب إليه وضمه إلي صدره وجلسا جميعا علي المقعد

-روایت-از قبل-1249

[ صفحه 354]

ومد الرضا ع الرداء عليهما فتناجيا طويلا بما لم أعلمه ثم امتد الرضا ع علي المقعد وغطاه محمدبالرداء وصار إلي وسط الدار فقال يا أباالصلت قلت لبيك يا ابن رسول الله قال أعظم الله أجرك في الرضا فقد مضي فبكيت قال لاتبك هات المغتسل والماء لنأخذ في جهازه فقلت يامولاي الماء حاضر ولكن ليس في الدار مغتسل إلا أن يحضر من خارج الدار فقال بل هو في الخزانة فدخلتها فوجدت فيهامغتسلا لم أره قبل ذلك فأتيته به وبالماء ثم قال تعال حتي نحمل الرضا ع فحملناه علي المغتسل ثم قال اغرب عني فغسله هووحده ثم قال هات أكفانه

والحنوط قلت لم نعد له كفنا فقال ذلك في الخزانة فدخلتها فرأيت في وسطها أكفانا وحنوطا لم أره قبل ذلك فأتيته به فكفنه وحنطه ثم قال لي هات التابوت من الخزانة فاستحييت منه أن أقول ماعندنا تابوت فدخلت الخزانة فوجدت فيهاتابوتا لم أره قبل ذلك فأتيته به فجعله فيه فقال تعال حتي نصلي عليه وصلي بي وغربت الشمس و كان وقت صلاة المغرب فصلي بي المغرب والعشاء وجلسنا نتحدث فانفتح السقف ورفع التابوت فقلت يامولاي ليطالبني المأمون به فما تكون حيلتي قال لاعليك فإنه سيعود إلي موضعه فما من نبي يموت في مغرب الأرض و لايموت وصي من أوصيائه في مشرقها إلاجمع الله بينهما قبل أن يدفن فلما مضي من الليل نصفه أوأكثر إذاالتابوت قدرجع من السقف حتي استقر مكانه فلما صلينا الفجر قال لي افتح باب الدار فإن هذاالطاغية يجيئك الساعة

-روایت-1-ادامه دارد

[ صفحه 355]

فعرفه أن الرضا ع قدفرغ من جهازه قال فمضيت نحو الباب فالتفت فلم أره فلم يدخل من باب و لم يخرج من باب قال و إذاالمأمون قدوافي فلما رآني قال مافعل الرضا قلت أعظم

الله أجرك في الرضا فنزل وخرق ثيابه وسفي التراب علي رأسه وبكي طويلا ثم قال خذوا في جهازه قلت قدفرغ منه قال و من فعل به ذلك قلت غلام وافاه لم أعرفه إلاأني ظننته ابن الرضا ع قال فاحفروا له في القبة قلت فإنه يسألك أن تحضر موضع الحفرة قال نعم أحضروا كرسيا فجلس عليه وأمر أن يحفر له عندالباب فخرجت الصخرة فأمر بالحفر في يمنة القبة فخرجت النبكة ثم أمر بذلك في يسرتها فظهرت النبكة الأخري فأمر بالحفر في الصدر فاستمر الحفر فلما فرغ منه وضعت يدي علي أسفل القبر وتكلمت بالكلمات فنبع الماء وظهرت السميكات ففتتت لها كسرة خبز فأكلتها ثم ظهرت السمكة الكبيرة فابتلعتها كلها وغابت فوضعت يدي علي الماء وأعدت الكلمات فنضب الماء كله وانتزعت الكلمات من صدري من ساعتي فلم أذكر منها حرفا واحدا فقال المأمون يا أباالصلت الرضا ع أمرك بهذا قلت نعم قال فما زال الرضا يرينا العجائب في حياته ثم أراناها بعدوفاته فقال للوزير ما هذا قال ألهمت أنه ضرب لكم مثلا بأنكم تتمتعون في الدنيا قليلا مثل هذه السميكات ثم يخرج واحد منهم فيهلككم فلما دفن ع قال لي المأمون

علمني الكلمات قلت و الله انتزعت من قلبي فما أذكر منها حرفا وبالله لقد صدقته فلم يصدقني وتوعدني بالقتل إن لم أعلمه إياها وأمر بي إلي الحبس فكان في كل يوم يدعوني إلي القتل أوتعليمه ذلك فأحلف له مرة بعدأخري كذلك سنة فضاق صدري فقمت ليلة جمعة فاغتسلت وأحييتها

-روایت-از قبل-1-روایت-2-ادامه دارد

[ صفحه 356]

راكعا وساجدا وباكيا ومتضرعا إلي الله في خلاصي فلما صليت الفجر إذا أبو جعفر بن الرضا ع قددخل إلي و قال يا أباالصلت ضاق صدرك قلت إي و الله يامولاي قال أما لوفعلت قبل هذا مافعلته الليلة لكان الله قدخلصك كمايخلصك الساعة ثم قال قم فقلت إلي أين والحراس علي باب السجن والمشاعل بين أيديهم قال قم فإنهم لايرونك و لاتلتقي معهم بعديومك هذافأخذ بيدي وأخرجني من بينهم وهم قعود يتحدثون والمشاعل بين أيديهم فلم يرونا فلما صرنا خارج السجن قال أي البلاد تريد قلت منزلي بهراة قال أرخ رداءك علي وجهك وأخذ بيدي فظننته حولني عن يمنته إلي يسرته ثم قال لي اكشف وجهك فكشفته فلم أره فإذا أنا علي باب منزلي فدخلته فلم ألتق مع المأمون و لا مع أحد من

أصحابه إلي هذه الغاية

-روایت-از قبل-720

ومنها ماروي محمد بن عيسي عن هشام العباسي قال طلبت بمكة

[ صفحه 357]

ثوبين سعيديين أهديهما لابني فلم أصب بمكة منها شيئا علي ماأردت .فمررت بالمدينة في منصرفي فدخلت علي الرضا ع فلما ودعته وأردت الخروج دعا بثوبين سعيديين علي عمل الوشي ألذي كنت طلبت فدفعهما إلي و قال اقطعهما لابنك . ومنها ماروي أبو عبد الله البرقي عن الحسن بن موسي بن جعفر قال خرجنا مع أبي الحسن ع إلي بعض أمواله في يوم لاسحاب فيه فلما برزنا قال حملتم معكم المماطر قلنا و ماحاجتنا إلي المماطر و ليس سحاب و لانتخوف المطر قال لكني قدحملته وستمطرون . قال فما مضينا إلايسيرا حتي ارتفعت سحابة ومطرنا حتي أهمتنا أنفسنا فما بقي منا أحد إلاابتل غيره . ومنها ماروي محمد بن عيسي عن الحسن بن علي بن يحيي قال

[ صفحه 358]

زودتني جارية لي ثوبين ملحمين وسألتني أن أحرم فيهما فأمرت الغلام فوضعهما في العيبة فلما انتهيت إلي الوقت ألذي ينبغي أن أحرم فيه دعوت بالثوبين لألبسهما ثم اختلج في صدري فقلت ماأظنه ينبغي أن أحرم فيهما.فتركتهما ولبست غيرهما. فلما صرت بمكة كتبت كتابا إلي أبي الحسن الرضا ع وبعثت

إليه بأشياء كانت معي ونسيت أن أكتب إليه أسأله عن المحرم هل يلبس الملحم .فلم ألبث أن جاءني الجواب بكل ماسألته عنه و في أسفل الكتاب لابأس بالملحم أن يلبسه المحرم . ومنها ما قال علي بن الحسين بن يحيي كان لنا أخ يري رأي الإرجاء يقال له عبد الله و كان يطعن علينا.فكتبت إلي أبي الحسن ع أشكو إليه وأسأله الدعاء فكتب إلي ستري حاله

[ صفحه 359]

إلي ماتحب و أنه لن يموت إلا علي دين الله وسيولد له من أم ولد له فلانة غلام قال علي بن الحسين بن يحيي فما مكثنا إلاأقل من سنة حتي رجع إلي الحق فهو اليوم خير أهل بيتي وولد له بعد كتاب أبي الحسن من أم ولده تلك غلام . ومنها ما قال سليمان بن جعفرالجعفري كنت مع الرضا ع في حائط له و أناأحدثه إذ جاء عصفور فوقع بين يديه وأخذ يصيح ويكثر الصياح ويضطرب فقال لي تدري ما يقول هذاالعصفور قلت الله ورسوله و ابن رسوله أعلم . قال قال إن حية تريد أن تأكل فراخي في البيت فقم فخذ تلك

النسعة وادخل البيت واقتل الحية. قال فقمت وأخذت النسعة فدخلت البيت و إذاحية تجول في البيت فقتلتها.

[ صفحه 360]

ومنها ما قال أبو محمدالمصري عن أبي محمدالبرقي قال دخلت علي الرضا ع فسلمت عليه فأقبل يحدثني ويسألني إذ قال لي يا أبا محمد ماابتلي الله عبدا مؤمنا ببلية فصبر عليها إلا كان له مثل أجر ألف شهيد

-روایت-1-2-روایت-59-210

. قال و لم يكن قبل ذلك في شيء من ذكر العلل والمرض والوجع فأنكرت ذلك من قوله و قلت ماأمحل هذافيما بيني و بين نفسي رجل أنامعه في حديث قدعنيت به إذ حدثني بالوجع في غيرموضعه فودعته وخرجت من عنده فلحقت بأصحابي و قدارتحلوا فاشتكيت رجلي من ليلتي فقلت هذامما تعنيت فلما كان من الغد تورمت ثم أصبحت و قداشتد الورم فذكرت قوله ع فلما وصلت إلي المدينة جري فيهاالقيح وصار جرحا عظيما لاأنام و لاأنيم فعلمت أنه حدث بهذا الحديث لهذا المعني وبقيت بضعة عشر شهرا صاحب فراش قال الراوي ثم أفاق ثم نكس منها فمات . ومنها ما قال الحسن بن علي بن فضال إن عبد الله بن المغيرة قال كنت

[ صفحه 361]

واقفيا وحججت علي تلك

الحالة فخلج في صدري بمكة شيءفتعلقت بالملتزم ثم قلت أللهم قدعلمت طلبتي وإرادتي فأرشدني إلي خير الأديان فوقع في نفسي أن آتي الرضا ع فأتيت المدينة فوقفت ببابه فقلت للغلام قل لمولاك رجل من أهل العراق بالباب فسمعت نداءه و هو يقول ادخل يا عبد الله بن المغيرة فدخلت فلما نظر إلي قال قدأجاب الله دعوتك وهداك لدينه فقلت أشهد أنك حجة الله علي خلقه . ومنها ماروي عن أحمد بن عمر قال خرجت إلي الرضا ع وامرأتي

[ صفحه 362]

حبلي فقلت له إني خلفت أهلي وهي حامل فادع الله أن يجعله ذكرا فقال لي هوذكر فسمه عمر فقلت نويت أن أسميه عليا وأمرت الأهل به قال ع سمه عمر فوردت الكوفة و قدولد ابن لي وسمي عليا فسميته عمر فقال لي جيراني لانصدق بعدها بشي ء مما كان يحكي عنك .فعلمت أنه كان أنظر لي من نفسي . ومنها ماروي عن بكر بن صالح قال قلت للرضا ع امرأتي أخت محمد بن سنان بهاحمل فادع الله أن يجعله ذكرا قال هما اثنان قلت في نفسي هما محمد و علي بعدانصرافي .فدعاني بعد فقال سم واحدا عليا والأخري أم عمر.فقدمت

الكوفة و قدولد لي غلام وجارية في بطن فسميت كماأمرني .فقلت لأمي مامعني أم عمر فقالت إن أمي كانت تدعي أم عمر

[ صفحه 363]

ومنها ماروي عن الوشاء عن مسافر قال قلت للرضا ع رأيت في النوم كأن وجه قفص وضع علي الأرض فيه أربعون فرخا قال ع إن كانت صادقة خرج منا رجل فعاش أربعين يوما فخرج محمد بن ابراهيم بن طباطبا فعاش أربعين يوما

-روایت-1-2-روایت-40-226

ومنها ماروي الوشاء عن الرضا ع أنه قال بخراسان إني حيث أرادوا بي الخروج جمعت عيالي فأمرتهم أن يبكوا علي حتي أسمع ثم فرقت فيهم اثني عشر ألف دينار ثم قال أماإني لاأرجع إلي عيالي أبدا

-روایت-1-2-روایت-53-205

[ صفحه 364]

ومنها ماروي عن الوشاء أيضا قال لدغتني عقرب فأقبلت أقول يا رسول الله يا رسول الله فأنكر السامع وتعجب من ذلك . فقال له الرضا ع مه فو الله لقد رأي رسول الله قال و قدكنت رأيت في النوم رسول الله و لا و الله ماكنت أخبرت به أحدا. ومنها ماروي عن عبد الله بن سوقة قال مر بنا الرضا ع فاختصمنا في إمامته فلما خرج خرجت أنا وتميم بن يعقوب السراج من أهل برقة

ونحن مخالفون له نري رأي الزيدية فلما صرنا في الصحراء فإذانحن بظباء فأومي أبو الحسن ع إلي خشف منها فإذا هو قدجاء حتي وقف بين يديه فأخذ

[ صفحه 365]

أبو الحسن يمسح رأسه ودفعه إلي غلامه فجعل الخشف يضطرب لكي يرجع إلي مرعاه فكلمه الرضا بكلام لانفهمه فسكن . ثم قال يا عبد الله أ و لم تؤمن قلت بلي ياسيدي أنت حجة الله علي خلقه و أناتائب إلي الله . ثم قال للظبي اذهب إلي مرعاك .فجاء الظبي وعيناه تدمعان فتمسح بأبي الحسن ع ورغي . فقال أبو الحسن ع تدري ما يقول قلنا الله ورسوله و ابن رسوله أعلم . قال يقول دعوتني فرجوت أن تأكل من لحمي فأجبتك وحزنتني حين أمرتني بالذهاب . ومنها ماروي إسماعيل بن مهران قال أتيت الرضا ع يوما أنا و أحمدالبزنطي بصريا وكنا تشاجرنا في سنه فقال أحمد إذادخلنا عليه فذكرني حتي أسأله عن سنه فإني قدأردت ذلك غيرمرة فأنسي فلما دخلنا عليه وسلمنا وجلسنا أقبل علي أحمد و كان أول ماتكلم به أن قال

[ صفحه 366]

يا أحمدكم أتي عليك من السنين فقال تسع وثلاثون فقال ولكن أنا قدأتت علي ثلاث وأربعون

سنة. ومنها ماروي عن الحسن بن علي الوشاء قال كنا عند رجل بمرو و كان معنا رجل واقفي فقلت له اتق الله قدكنت مثلك ثم نور الله قلبي فصم الأربعاء والخميس والجمعة واغتسل وصل ركعتين وسل الله أن يريك في منامك ماتستدل به علي هذاالأمر فرجعت إلي البيت و قدسبقني كتاب أبي الحسن إلي يأمرني فيه أن أدعو إلي هذاالأمر ذلك الرجل فانطلقت إليه وأخبرته و قلت له احمد الله واستخره مائة مرة و قلت إني وجدت كتاب أبي الحسن قدسبقني إلي الدار أن أقول لك و فيه ماكنا فيه وإني لأرجو أن ينور الله قلبك فافعل ما قلت لك من الصوم والدعاء فأتاني يوم السبت في السحر فقال لي أشهد أنه الإمام المفترض الطاعة فقلت وكيف ذلك قال أتاني أبو الحسن البارحة في النوم فقال يا ابراهيم و الله لترجعن إلي الحق وزعم أنه لم يطلع عليه إلا الله .

ومنها ماروي عن الوشاء عن مسافر قال قال لي أبو الحسن ع يوما قم فانظر في تلك العين حيتان فنظرت فإذا فيها قلت نعم قال إني رأيت ذلك في النوم و رسول الله ص يقول لي

يا علي ماعندنا خير

-روایت-1-2-روایت-40-ادامه دارد

[ صفحه 367]

لك فقبض بعدأيام

-روایت-از قبل-21

ومنها ماروي الحسن بن عباد و كان كاتب الرضا ع قال دخلت علي الرضا ع و قدعزم المأمون بالمسير إلي بغداد فقال يا ابن عباد ماندخل العراق و لانراه قال فبكيت و قلت آيستني أن آتي أهلي وولدي قال ع أما أنت فستدخلها وإنما عنيت نفسي فاعتل وتوفي بقرية من قري طوس و قد كان تقدم في وصيته أن يحفر قبره مما يلي الحائط وبينه و بين قبر هارون ثلاثة أذرع و قدكانوا حفروا ذلك الموضع لهارون فكسرت المعاول والمساحي فتركوه وحفروا حيث أمكن الحفر. فقال احفروا ذلك المكان فإنه سيلين عليكم وستجدون صورة سمكة من نحاس عليها كتابة بالعبرانية فإذاحفرتم لحدي فعمقوه وردوها فيه مما يلي رجلي فحفرنا ذلك المكان فكانت المحافر تقع في الرمل اللين بالموضع ووجدنا السمكة مكتوبا عليها بالعبرانية

[ صفحه 368]

هذه روضة علي بن موسي وتلك حفرة هارون الجبار فرددناها ودفناها في لحده عندشقه . ومنها ماروي الحسن بن سعيد عن الفضل بن يونس قال خرجنا نريد مكة فنزلنا المدينة و بهاهارون الرشيد يريد الحج فأتاني الرضا و قدحضر غدائي وعندي قوم من أصحابنا فدخل الغلام فقال بالباب رجل يكني أبا الحسن يستأذن عليك فقلت

إن كان ألذي أعرف فأنت حر فخرجت فإذا أنابالرضا ع فقلت انزل فنزل حتي دخل ثم قال ع لي بعدالطعام يافضل إن أمير المؤمنين كتب للحسين بن زيد بعشرة آلاف دينار وكتب بهاإليك فادفعها إلي الحسين قال قلت و الله مالهم عندي قليل و لاكثير فإن أخرجتها من عندي ذهبت فإن كان لك في ذلك رأي فعلت فقال يافضل ادفعها إليه فإنه سيرجع إليك قبل أن تصير إلي منزلك فدفعتها إليه قال فرجعت إلي كما قال .

[ صفحه 369]

ومنها ماروي عن أحمد بن عمر الحلال قال قلت لأبي الحسن الثاني ع جعلت فداك إني أخاف عليك من هذاصاحب الرقة قال ليس علي منه بأس إن لله بلادا تنبت الذهب قدحماها الله بأضعف خلقه بالذر فلو أرادتها الفيلة ماوصلت إليها

-روایت-1-2-روایت-45-236

. ثم قال لي الوشاء إني سألته عن هذه البلاد و قدسمعت الحديث قبل مسألتي فأخبرت أنه بين بلخ والتبت وأنها تنبت الذهب و فيهانمل كبار أشباه

[ صفحه 370]

الكلاب علي خلقها فليس يمر بهاالطير فضلا عن غيره تكمن بالليل في جحرها وتظهر بالنهار.فربما غزوا الموضع علي الدواب التي تقطع ثلاثين فرسخا

في ليلة لايعرف شيء من الدواب يصبر صبرها فيوقرون أحمالهم ويخرجون فإذاأصبحت النمل خرجت في الطلب فلاتلحق شيئا إلاقطعته تشبه بالريح من سرعتها وربما شغلوها باللحم يتخذ لها إذالحقتهم يطرح لها في الطريق فتشتغل به عنهم فإن لحقتهم قطعتهم ودوابهم . ومنها ماروي صفوان بن يحيي قال كنت مع الرضا ع بالمدينة

[ صفحه 371]

فمر مع قوم بقاعد فقال هذاإمام الرافضة فقلت له ع أ ماسمعت ما قال هذاالقاعد قال نعم أماإنه مؤمن مستكمل الإيمان فلما كان بالليل دعا عليه فاحترق دكانه ونهب السراق مابقي من متاعه فرأيته من الغد بين يدي أبي الحسن خاضعا مستكينا فأمر له بشي ء ثم قال ياصفوان أماإنه مؤمن مستكمل الإيمان و مايصلحه غير مارأيت . ومنها ماروي مسافر قال أمر أبو ابراهيم ع حين أخرج به أبا الحسن ع أن ينام علي بابه في كل ليلة أبدا مادام حيا إلي أن يأتيه خبره . قال فكنا نفرش في كل ليلة لأبي الحسن في الدهليز ثم يأتي بعدالعشاء الآخرة فينام فإذاأصبح انصرف إلي منزله . وكنا ربما خبأنا الشي ء منه مما يؤكل فيجي ء ويخرجه ويعلمنا أنه قدعلم به ما كان ينبغي أن

يخبأ منه . فلما كان ليلة أبطأ عنا واستوحش العيال وذعروا ودخلنا من ذلك مدخل عظيم فلما كان من الغد أتي الدار ودخل علي العيال وقصد إلي أم أحمد فقال لها هاتي ألذي أودعك أبي فصرخت ولطمت وشقت وقالت مات سيدي فكفها و قال لاتتكلمي حتي يجي ء الخبر فدفعت إليه سفطا

[ صفحه 372]

الباب العاشر في معجزات الإمام محمد بن علي التقي ع

عن محمد بن ميمون أنه كان مع الرضا ع بمكة قبل خروجه إلي خراسان قال قلت له إني أريد أن أتقدم إلي المدينة فاكتب معي كتابا إلي أبي جعفر ع فتبسم وكتب فصرت إلي المدينة و قد كان ذهب بصري فأخرج الخادم أبا جعفر ع إلينا يحمله من المهد فناولته الكتاب فقال لموفق الخادم فضه وانشره ففضه ونشره بين يديه فنظر فيه ثم قال لي يا محمد ماحال بصرك قلت يا ابن رسول الله ص اعتلت عيناي فذهب بصري كماتري فقال ادن مني فدنوت منه فمد يده فمسح بها علي عيني فعاد إلي بصري كأصح ما كان فقبلت يده ورجله وانصرفت من عنده و أنابصير. ومنها أن محمد بن ابراهيم الجعفري روي عن حكيمة بنت الرضا ع

[ صفحه 373]

قالت لماتوفي أخي محمد بن الرضا ع صرت

يوما إلي امرأته أم الفضل بسبب احتجت إليها فيه قالت فبينا نحن نتذاكر فضل محمد وكرمه و ماأعطاه الله من العلم والحكمة إذ قالت امرأته أم الفضل ياحكيمة أخبرك عن أبي جعفر بن الرضا ع بأعجوبة لم يسمع أحد مثلها قلت و ماذاك قالت إنه كان ربما أغارني مرة بجارية ومرة بتزويج فكنت أشكو إلي المأمون فيقول يابنية احتملي فإنه ابن رسول الله ص فبينا أناذات ليلة جالسة إذ أتت امرأة فقلت من أنت وكأنها قضيب بان أوغصن خيزران قالت أنازوجة لأبي جعفر قلت من أبو جعفر.قالت محمد بن الرضا ع و أناامرأة من ولد عمار بن ياسر.قالت فدخل علي من الغيرة ما لم أملك نفسي فنهضت من ساعتي فصرت إلي المأمون و قد كان ثملا من الشراب و قدمضي من الليل ساعات فأخبرته بحالي و قلت إنه يشتمني ويشتمك ويشتم العباس وولده قالت و قلت ما لم يكن .فغاظه ذلك مني جدا و لم يملك نفسه من السكر وقام مسرعا فضرب بيده إلي سيفه وحلف أنه يقطعه بهذا السيف مابقي في يده وصار إليه قالت فندمت عند ذلك و قلت في نفسي ماصنعت هلكت

وأهلكت قالت فعدوت خلفه لأنظر مايصنع فدخل إليه و هونائم فوضع فيه السيف فقطعه قطعة قطعة ثم وضع السيف علي حلقه فذبحه و أناأنظر إليه وياسر الخادم وانصرف و هويزبد مثل الجمل .

[ صفحه 374]

قالت فلما رأيت ذلك هربت علي وجهي حتي رجعت إلي منزل أبي فبت بليلة لم أنم فيها إلي أن أصبحت .قالت فلما أصبحت دخلت إليه و هويصلي و قدأفاق من السكر فقلت له يا أمير المؤمنين هل تعلم ماصنعت الليلة قال لا و الله فما ألذي صنعت ويلك . قلت فإنك صرت إلي ابن الرضا ع و هونائم فقطعته إربا إربا وذبحته بسيفك وخرجت من عنده قال ويلك ماتقولين قلت أقول مافعلت .فصاح ياياسر و قال ماتقول هذه الملعونة ويلك قال صدقت في كل ماقالت قال إنا لله وإنا إليه راجعون هلكنا وافتضحنا ويلك ياياسر بادر إليه فأتني بخبره .فركض إليه ثم عاد مسرعا فقال يا أمير المؤمنين البشري قال فما وراك قال دخلت إليه فإذا هوقاعد يستاك و عليه قميص ودواج فبقيت متحيرا في أمره ثم أردت أن أنظر إلي بدنه هل فيه شيء من الأثر فقلت له أحب

أن تهب لي هذاالقميص ألذي عليك أتبرك به .فنظر إلي وتبسم كأنه علم ماأردت بذلك فقال أكسوك كسوة فاخرة فقلت لست أريد غير هذاالقميص ألذي عليك فخلعه وكشف لي بدنه كله فو الله مارأيت أثرا فخر المأمون ساجدا ووهب لياسر ألف دينار و قال الحمد لله ألذي لم يبتلني بدمه . ثم قال ياياسر أمامجي ء هذه الملعونة إلي وبكاؤها بين يدي فأذكره و أمامضيي إليه فلست أذكره فقال ياسر يامولاي و الله مازلت تضربه بسيفك

[ صفحه 375]

و أنا و هذه ننظر إليك و إليه حتي قطعته قطعة قطعة ثم وضعت سيفك علي حلقه فذبحته و أنت تزبد كمايزبد البعير. فقال الحمد لله ثم قال لي و الله لئن عدت بعدها في شيءمما جري لأقتلنك ثم قال لياسر احمل إليه عشرة آلاف دينار و قد إليه الشهري الفلاني وسله الركوب إلي وابعث إلي الهاشميين والأشراف والقواد ليركبوا معه إلي عندي ويبدءوا بالدخول إليه والتسليم عليه .ففعل ياسر ذلك وصار الجميع بين يديه وأذن للجميع بالدخول و قال ياياسر هذا كان العهد بيني وبينه قلت يا ابن رسول الله ليس هذاوقت العتاب فو حق محمد و علي

ما كان يعقل من أمره شيئا.فأذن للأشراف كلهم بالدخول إلا عبد الله وحمزة ابني الحسن لأنهما كانا وقعا فيه عندالمأمون يوما وسعيا به مرة بعدأخري ثم قام فركب مع الجماعة وصار إلي المأمون فتلقاه وقبل ما بين عينيه وأقعده علي المقعد في الصدر وأمر أن يجلس الناس ناحية فخلا به فجعل يعتذر إليه فقال له أبو جعفر ع لك عندي نصيحة فاسمعها مني قال هاتها. قال أشير عليك بترك الشراب المسكر فقال فداك ابن عمك قدقبلت نصحك .

[ صفحه 376]

ومنها ماروي عن أبي بكر بن إسماعيل قال قلت لأبي جعفر بن الرضا ع إن لي جارية تشتكي من ريح بها فقال ائتني بهافأتيت بها فقال لها ماتشتكين ياجارية قالت ريحا في ركبتي فمسح يده علي ركبتها من وراء الثياب فخرجت الجارية من عنده و لم تشتك وجعا بعد ذلك

-روایت-1-2-روایت-45-266

. ومنها ماروي عن علي بن جرير قال كنت عند أبي جعفر بن الرضا ع جالسا و قدذهبت شاة لمولاة له فأخذوا بعض الجيران يجرونهم إليه ويقولون أنتم سرقتم الشاة فقال أبو جعفر ع ويلكم خلوا عن جيراننا فلم يسرقوا شاتكم الشاة في دار فلان فاذهبوا فأخرجوها من داره فخرجوا فوجدوها في داره وأخذوا الرجل وضربوه وخرقوا ثيابه و هويحلف

أنه لم يسرق هذه الشاة إلي أن صاروا إلي أبي جعفر ع فقال ويحكم ظلمتم هذا الرجل فإن الشاة دخلت داره و هو لايعلم بهافدعاه فوهب

[ صفحه 377]

له شيئا بدل ماخرق من ثيابه وضربه . ومنها ماروي عن محمد بن عمير بن واقد الرازي قال دخلت علي أبي جعفر بن الرضا ع ومعي أخي به بهر شديد فشكا إليه ذلك البهر. فقال ع عافاك الله مما تشكو.فخرجنا من عنده و قدعوفي فما عاد إليه ذلك البهر إلي أن مات . قال محمد بن عمير و كان يصيبني وجع في خاصرتي في كل أسبوع فيشتد ذلك بي أياما فسألته أن يدعو لي بزواله عني . فقال و أنت فعافاك الله فما عاد إلي هذه الغاية. ومنها ماروي عن القاسم بن المحسن قال كنت فيما بين مكة والمدينة فمر بي أعرابي ضعيف الحال فسألني شيئا فرحمته فأخرجت له رغيفا فناولته إياه فلما مضي عني هبت ريح زوبعة فذهبت بعمامتي من رأسي فلم أرها كيف ذهبت و لاأين مرت فلما دخلت المدينة صرت إلي أبي جعفر بن الرضا ع فقال لي ياقاسم ذهبت عمامتك في الطريق

[ صفحه 378]

قلت نعم فقال ياغلام أخرج إليه عمامته فأخرج إلي عمامتي بعينها قلت

يا ابن رسول الله كيف صارت إليك قال تصدقت علي الأعرابي فشكره الله لك ورد إليك عمامتك و إن الله لايضيع أجر المحسنين . ومنها ما قال المطرفي إن الرضا مضي و لي عليه أربعة آلاف درهم فقلت في نفسي ذهبت فأرسل إلي أبو جعفر ع إذا كان غدا فأتني ومعك ميزان وأوزان فدخلت عليه فقال أبو الحسن مضي و لك عليه أربعة آلاف درهم .فرفع المصلي ألذي كان تحته فإذادنانير تحته فدفعها إلي وكانت بقيمتها. ومنها أنه لماخرج بزوجته أم الفضل من عندالمأمون ووصل شارع الكوفة وانتهي إلي دار المسيب عندغروب الشمس دخل المسجد و كان في صحنه نبقة لم تحمل بعدفدعا بكوز فتوضأ في أصلها وقام فصلي بالناس صلاة المغرب فقرأ في الأولي الحمد و إذاجاء نصر الله و في الثانية الحمد وقل هو الله أحد

[ صفحه 379]

فلما سلم جلس هنيهة وقام من غير أن يعقب تعقيبا تاما فصلي النوافل الأربع وعقب بعدها وسجد سجدتي الشكر فلما انتهي إلي النبقة رآها الناس قدحملت حملا حسنا فأكلوا منها فوجدوا نبقا لاعجم له حلوا. ومنها ماروي عن محمد بن علي الهاشمي قال دخلت علي أبي جعفرصبيحة عرسه

بأم الفضل بنت المأمون وكنت تناولت من الليل دواء فقعدت إليه فأصابني العطش فكرهت أن أدعو بالماء فنظر أبو جعفر في وجهي و قال أراك عطشان قلت أجل قال ياغلام اسقنا ماء قلت في نفسي الساعة يأتون بماء مسموم واغتممت لذلك فأقبل الغلام ومعه الماء فتبسم أبو جعفر في وجهي ثم قال للغلام ناولني الماء فتناوله فشرب ظاهرا

[ صفحه 380]

ثم ناولني فشربت وأطلت المقام والجلوس عنده فعطشت فدعا بالماء ففعل كمافعل في الأول فشرب ثم ناولني وتبسم . قال محمد بن حمزة قال لي محمد بن علي الهاشمي و الله إني أظن أن أبا جعفريعلم ما في النفوس كماتقول الرافضة. ومنها ماروي أبوالقاسم بن قولويه عن محمد بن يعقوب عن أحمد بن إدريس عن محمد بن حسان عن علي بن خالد قال كنت بالعسكر فبلغني أن هناك رجلا محبوسا أتي به من ناحية الشام مكبولا بالحديد وقالوا إنه تنبأ فأتيت الباب وداريت البوابين حتي وصلت إليه

[ صفحه 381]

فإذا رجل له فهم وعقل فقلت له ماقصتك . قال إني رجل كنت بالشام أعبد الله في الموضع ألذي يقال إنه نصب فيه رأس الحسين

ع فبينا أناذات ليلة في موضعي مقبل علي المحراب أذكر الله إذ رأيت شخصا بين يدي فنظرت إليه فقال لي قم .فقمت معه فمشي بي قليلا فإذا أنا في مسجد الكوفة فقال لي أتعرف هذاالمسجد قلت نعم هذامسجد الكوفة فصلي وصليت معه ثم انصرف وانصرفت معه فمشي بي قليلا و إذانحن بمسجد الرسول ص فسلم علي رسول الله ص وسلمت وصلي وصليت معه ثم خرج وخرجت معه .فمشي بي قليلا فإذانحن بمكة فطاف بالبيت وطفت معه وخرج فخرجت معه فمشي بي قليلا فإذا أنابموضعي ألذي كنت أعبد الله فيه بالشام وغاب الشخص عن عيني فتعجبت مما رأيت . فلما كان في العام المقبل رأيت ذلك الشخص فاستبشرت به ودعاني فأجبته ففعل كمافعل في العام الأول فلما أراد مفارقتي بالشام قلت سألتك بحق ألذي أقدرك علي مارأيت من أنت قال أنا محمد بن علي بن موسي بن جعفرفحدثت من كان يصير إلي بخبره فرقي ذلك إلي محمد بن عبدالملك الزيات فبعث إلي فأخذني وكبلني في الحديد وحملني إلي العراق وحبست كماتري وادعي علي المحال .

[ صفحه 382]

فقلت

له أرفع عنك قصة إلي محمد بن عبدالملك الزيات قال افعل .فكتبت عنه قصة شرحت أمره فيها ورفعتها إلي الزيات فوقع في ظهرها قل للذي أخرجك من الشام في ليلة إلي الكوفة و إلي المدينة و إلي مكة أن يخرجك من حبسي هذا. قال علي بن خالد فغمني ذلك من أمره ورققت له وانصرفت محزونا فلما كان من الغد باكرت الحبس لأعلمه بالحال وآمره بالصبر والعزاء.فوجدت الجند وأصحاب الحرس وصاحب السجن وخلقا عظيما من الناس يهرعون فسألت عنهم و عن حالهم فقيل المحمول من الشام المتنبئ افتقد البارحة من الحبس فلايدري خسفت الأرض به أواختطفته الطير. و كان هذا الرجل أعني علي بن خالد زيديا فقال بالإمامة لمارأي ذلك وحسن اعتقاده .

[ صفحه 383]

ومنها ماروي عن محمد بن أورمة عن الحسين المكاري قال دخلت علي أبي جعفرببغداد و هو علي ما كان من أمره .فقلت في نفسي هذا الرجل لايرجع إلي موطنه أبدا و أناأعرف مطعمه قال فأطرق رأسه ثم رفعه و قداصفر لونه فقال ياحسين خبز شعير وملح جريش في حرم جدي رسول الله أحب إلي مما تراني فيه . ومنها ماروي عن إسماعيل بن

عباس الهاشمي قال جئت إلي أبي جعفر ع يوم عيد فشكوت إليه ضيق المعاش فرفع المصلي وأخذ من التراب سبيكة من ذهب فأعطانيها فخرجت بها إلي السوق فكان فيهاستة عشر مثقالا من ذهب . ومنها ماروي عن الحسن بن علي الوشاء قال كنت بالمدينة بصريا في المشربة مع أبي جعفر ع فقام و قال لاتبرح .

[ صفحه 384]

فقلت في نفسي كنت أردت أن أسأل أبا الحسن الرضا ع قميصا من ثيابه فلم أفعل فإذاعاد إلي أبو جعفر ع أسأله .فأرسل إلي من قبل أن أسأله و من قبل أن يعود إلي و أنا في المشربة بقميص و قال الرسول يقول لك هذا من ثياب أبي الحسن التي كان يصلي فيها. ومنها ماروي أبوسليمان عن علي بن أسباط قال خرج علي أبو جعفر ع فجعلت أنظر إليه و إلي رأسه ورجليه لأصف قامته بمصر فلما جلس قال يا علي إن الله احتج في الإمامة بمثل مااحتج في النبوة قال الله تعالي وَ آتَيناهُ الحُكمَ صَبِيّا و قال وَ لَمّا بَلَغَ أَشُدّهُوَ بَلَغَ أَربَعِينَ سَنَةً

-قرآن-472-498-قرآن-506-529-قرآن-530-556

[ صفحه 385]

فقد يجوز أن يؤتي الحكم صبيا ويجوز أن يعطي و هو ابن أربعين سنة قال ابن أسباط وعباد أبوإسماعيل أنا عندالرضا ع بمني إذ

جي ء بأبي جعفر ع قلنا هذاالمولود المبارك قال نعم هذاالمولود المبارك ألذي لم يولد في الإسلام أعظم بركة منه .

[ صفحه 386]

ومنها ماروي عن ابن أورمة قال حملت إلي امرأة شيئا من حلي وشيئا من دراهم وشيئا من ثياب .فتوهمت أن ذلك كله لها و لم أسألها أن لغيرها في ذلك شيئا فحملت ذلك إلي المدينة مع بضاعات لأصحابنا. وكتبت في الكتاب إني قدبعثت إليك من قبل فلانة كذا و من قبل فلان كذا و من قبل فلان وفلان بكذا.فخرج في التوقيع قدوصل مابعثت من قبل فلان وفلان و من قبل المرأتين تقبل الله منك ورضي عنك وجعلك معنا في الدنيا والآخرة. فلما رأيت ذكر المرأتين شككت في الكتاب أنه غيركتابه و أنه قدعمل

[ صفحه 387]

علي دونه لأني كنت في نفسي علي يقين أن ألذي دفعت إلي المرأة كان كله لها وهي مرأة واحدة فلما رأيت في التوقيع امرأتين اتهمت موصل كتابي . فلما انصرفت إلي البلاد جاءتني المرأة فقالت هل أوصلت بضاعتي . قلت نعم قالت وبضاعة فلانة. قلت و كان فيهالغيرك شيءقالت نعم كان لي فيهاكذا ولأختي فلانة كذا. قلت بلي قدأوصلت ذلك وزال ما كان عندي . ومنها ماروي بكر

بن صالح عن محمد بن فضيل الصيرفي قال كتبت إلي أبي جعفر ع كتابا و في آخره هل عندك سلاح رسول الله ص ونسيت أن أبعث بالكتاب فكتب إلي بحوائج له و في آخر كتابه

عندي سلاح رسول الله ص و هوفينا بمنزلة التابوت في بني إسرائيل يدور معنا حيث درنا و هو مع كل إمام

-روایت-1-2-روایت-3-110

. وكنت بمكة فأضمرت في نفسي شيئا لايعلمه إلا الله فلما صرت إلي المدينة ودخلت عليه نظر إلي فقال استغفر الله مما أضمرت و لاتعد. قال بكر فقلت لمحمد أي شيء هذا قال لاأخبر به أحدا. قال وخرج بإحدي رجلي العرق المدني و قد قال لي قبل أن يخرج العرق في رجلي و قدودعته فكان آخر ما قال إنه ستصيب وجعا فاصبر

فأيما رجل من شيعتنا اشتكي فصبر واحتسب كتب الله له أجر ألف شهيد

-روایت-1-2-روایت-3-72

.

[ صفحه 388]

فلما صرت في بطن مر ضرب علي رجلي وخرج بي العرق فما زلت شاكيا أشهرا وحججت في السنة الثانية فدخلت عليه فقلت جعلني الله فداك عوذ رجلي وأخبرته أن هذه التي توجعني فقال لابأس علي هذه وأعطني رجلك الأخري الصحيحة فبسطتها بين يديه فعوذها فلما قمت من عنده خرج في

الرجل الصحيحة فرجعت إلي نفسي فعلمت أنه عوذها من الوجع فعافاني الله بعده

ومنها ماروي عن محمد بن الوليد الكرماني قال أتيت أبا جعفر بن الرضا ع فوجدت بالباب ألذي في الفناء قوما كثيرا فعدلت إلي مسافر فجلست إليه حتي زالت الشمس فقمنا للصلاة فلما صلينا الظهر وجدت حسا من ورائي فالتفت فإذا أبو جعفر ع فسرت إليه حتي قبلت يده ثم جلس وسأل عن مقدمي ثم قال سلم فقلت جعلت فداك قدسلمت فأعاد القول ثلاث مرات سلم و قلت ذاك ما قد كان في قلبي منه شيءفتبسم و قال سلم فتداركتها و قلت سلمت ورضيت يا ابن رسول الله فأجلي الله ما كان في قلبي حتي لوجهدت ورمت لنفسي أن أعود

-روایت-1-2-روایت-50-ادامه دارد

[ صفحه 389]

إلي الشك ماوصلت إليه فعدت من الغد باكرا فارتفعت عن الباب الأول وصرت قبل الخيل و ماورائي أحد أعلمه و أناأتوقع أن أجد السبيل إلي الإرشاد إليه فلم أجد أحدا حتي اشتد الحر والجوع جدا حتي جعلت أشرب الماء أطفئ به حر ماأجد من الجوع والخواء فبينا أناكذلك إذ أقبل نحوي غلام قدحمل خوانا عليه طعام وألوان وغلام آخر معه طشت وإبريق حتي وضع بين يدي وقالا

أمرك أن تأكل فأكلت فما فرغت حتي أقبل فقمت إليه فأمرني بالجلوس وبالأكل فأكلت فنظر إلي الغلام فقال كل معه ينشط حتي إذافرغت ورفع الخوان ذهب الغلام ليرفع ماوقع من الخوان من فتات الطعام فقال مه مه ما كان في الصحراء فدعه و لوفخذ شاة و ما كان في البيت فالقطه ثم قال سل قلت جعلني الله فداك ماتقول في المسك

-روایت-از قبل-1-روایت-2-ادامه دارد

[ صفحه 390]

فقال إن أبي أمر أن يعمل له مسك في بان فكتب إليه الفضل يخبره أن الناس يعيبون ذلك عليه فكتب يافضل أ ماعلمت أن يوسف كان يلبس ديباجا مزرورا بالذهب ويجلس علي كراسي الذهب فلم ينقص من حكمته شيئا وكذلك سليمان ثم أمر أن يعمل له غالية بأربعة آلاف درهم ثم قلت مالمواليك في موالاتكم فقال إن أبا عبد الله ع كان عنده غلام يمسك بغلته إذا هودخل المسجد فبينا هوجالس ومعه بغلة إذ أقبلت رفقة من خراسان فقال له رجل من الرفقة هل لك ياغلام أن تسأله أن يجعلني مكانك وأكون له مملوكا وأجعل لك مالي كله فإني كثير المال

من جميع الصنوف اذهب فاقبضه و أناأقيم معه مكانك فقال أسأله ذلك فدخل علي أبي عبد الله ع فقال جعلت فداك تعرف خدمتي وطول صحبتي فإن ساق الله إلي خيرا تمنعنيه قال أعطيك من عندي وأمنعك من غيري فحكي له قول الرجل فقال إن زهدت في خدمتنا ورغب الرجل فينا قبلناه وأرسلناك فلما ولي عنه دعاه فقال له أنصحك لطول الصحبة و لك الخيار إذا كان يوم القيامة كان رسول الله ص متعلقا بنور الله و كان أمير المؤمنين ع متعلقا بنور رسول الله و كان الأئمة متعلقين بأمير المؤمنين و كان شيعتنا متعلقين بنا يدخلون مدخلنا ويردون موردنا

-روایت-از قبل-1-روایت-2-ادامه دارد

[ صفحه 391]

فقال له الغلام بل أقيم في خدمتك وأؤثر الآخرة علي الدنيا فخرج الغلام إلي الرجل فقال له الرجل خرجت إلي بغير الوجه ألذي دخلت به فحكي له قوله وأدخله علي أبي عبد الله ع فقبل ولاءه وأمر للغلام بألف دينار ثم قام إليه فودعه وسأله أن يدعو له ففعل فقلت ياسيدي لو لاعيال بمكة وولدي سرني أن أطيل المقام بهذا الباب فأذن لي و قال توافق غما ثم وضعت

بين يديه حقا كان له فأمرني أن أحملها فتأبيت وظننت أن ذلك موجدة فضحك إلي و قال خذها إليك فإنك توافق حاجة فجئت و قدذهبت نفقتنا شطر منها فاحتجت إليه ساعة قدمت مكة

-روایت-از قبل-554

[ صفحه 392]

الباب الحادي عشر في معجزات الإمام علي بن محمدالنقي ع

حدث جماعة من أهل أصفهان منهم أبوالعباس أحمد بن النصر و أبو جعفر محمد بن علوية قالوا كان بأصفهان رجل يقال له عبدالرحمن و كان شيعيا قيل له ماالسبب ألذي أوجب عليك به القول بإمامة علي النقي دون غيره من أهل الزمان . قال شاهدت ماأوجب ذلك علي و ذلك أني كنت رجلا فقيرا و كان لي لسان وجرأة فأخرجني أهل أصفهان سنة من السنين مع قوم آخرين إلي باب المتوكل متظلمين .فكنا بباب المتوكل يوما إذ خرج الأمر بإحضار علي بن محمد بن الرضا ع فقلت لبعض من حضر من هذا الرجل ألذي قدأمر بإحضاره .فقيل هذا رجل علوي تقول الرافضة بإمامته ثم قيل ويقدر أن المتوكل يحضره للقتل فقلت لاأبرح من هاهنا حتي أنظر إلي هذا الرجل أي رجل هو. قال فأقبل راكبا علي فرس و قدقام الناس يمنة الطريق ويسرته صفين ينظرون إليه فلما رأيته وقع حبه

في قلبي فجعلت أدعو له في نفسي بأن يدفع الله عنه

[ صفحه 393]

شر المتوكل فأقبل يسير بين الناس و هوينظر إلي عرف دابته لاينظر يمنة و لايسرة و أنادائم الدعاء له فلما صار بإزائي أقبل إلي بوجهه و قال استجاب الله دعاءك وطول عمرك وكثر مالك وولدك . قال فارتعدت من هيبته ووقعت بين أصحابي فسألوني وهم يقولون ماشأنك فقلت خير و لم أخبرهم بذلك .فانصرفنا بعد ذلك إلي أصفهان ففتح الله علي الخير بدعائه ووجوها من المال حتي أنااليوم أغلق بابي علي ماقيمته ألف ألف درهم سوي ما لي خارج داري ورزقت عشرة من الأولاد و قدبلغت الآن من عمري نيفا وسبعين سنة و أناأقول بإمامة هذا ألذي علم ما في قلبي واستجاب الله دعاءه في و لي . ومنها ماروي عن يحيي بن هرثمة قال دعاني المتوكل فقال اختر ثلاثمائة رجل ممن تريد واخرجوا إلي الكوفة فخلفوا أثقالكم فيها واخرجوا علي طريق البادية إلي المدينة فأحضروا علي بن محمد بن الرضا ع إلي عندي مكرما معظما مبجلا.

[ صفحه 394]

قال ففعلت وخرجنا و كان في أصحابي قائد من الشراة و كان لي كاتب يتشيع و أنا علي مذهب الحشوية و كان ذلك الشاري يناظر ذلك الكاتب

وكنت أستريح إلي مناظرتهما لقطع الطريق . فلما صرنا إلي وسط الطريق قال الشاري للكاتب أ ليس من قول صاحبكم علي بن أبي طالب إنه ليس من الأرض بقعة إلا وهي قبر أوستكون قبرا.فانظر إلي هذه البرية أين من يموت فيها حتي يملأها الله قبورا كماتزعمون قال فقلت للكاتب أ هذا من قولكم قال نعم قلت صدق أين من يموت في هذه البرية العظيمة حتي تمتلئ قبورا وتضاحكنا ساعة إذ انخذل الكاتب في أيدينا. قال وسرنا حتي دخلنا المدينة فقصدت باب أبي الحسن علي بن محمد بن الرضا ع فدخلت إليه فقرأ كتاب المتوكل فقال انزلوا و ليس من جهتي خلاف . قال فلما صرت إليه من الغد وكنا في تموز أشد ما يكون من الحر فإذا بين يديه خياط و هويقطع من ثياب غلاظ خفاتين له ولغلمانه ثم قال للخياط

[ صفحه 395]

اجمع عليها جماعة من الخياطين واعمد علي الفراغ منها يومك هذا وبكر بهاإلي في هذاالوقت ثم نظر إلي و قال يايحيي اقضوا وطركم من المدينة في هذااليوم واعمل علي الرحيل غدا في هذاالوقت . قال فخرجت من عنده و أناأتعجب منه من الخفاتين وأقول في نفسي نحن في تموز وحر

الحجاز وإنما بيننا و بين العراق مسيرة عشرة أيام فما يصنع بهذه الثياب ثم قلت في نفسي هذا رجل لم يسافر و هويقدر أن كل سفر يحتاج فيه إلي هذه الثياب وأتعجب من الرافضة حيث يقولون بإمامة هذا مع فهمه هذا.فعدت إليه في الغد في ذلك الوقت فإذاالثياب قدأحضرت فقال لغلمانه ادخلوا وخذوا لنا معكم لبابيد وبرانس ثم قال ارحل يايحيي فقلت في نفسي و هذاأعجب من الأول أيخاف أن يلحقنا الشتاء في الطريق حتي أخذ معه اللبابيد والبرانس .فخرجت و أناأستصغر فهمه فسرنا حتي وصلنا إلي موضع المناظرة في القبور ارتفعت سحابة واسودت وأرعدت وأبرقت حتي إذاصارت علي رءوسنا أرسلت علينا بردا مثل الصخور و قدشد علي نفسه و علي غلمانه الخفاتين ولبسوا اللبابيد والبرانس و قال لغلمانه ادفعوا إلي يحيي لبادة و إلي الكاتب برنسا وتجمعنا والبرد يأخذنا حتي قتل من أصحابي ثمانين رجلا وزالت ورجع الحر كما كان .

[ صفحه 396]

فقال لي يايحيي انزل أنت و من بقي من أصحابك ليدفن من قدمات من أصحابك ثم قال فهكذا يملأ الله هذه البرية قبورا. قال يحيي فرميت بنفسي عن دابتي وعدوت إليه فقبلت ركابه ورجله و قلت

أناأشهد أن لاإله إلا الله و أن محمدا عبده ورسوله وأنكم خلفاء الله في أرضه و قدكنت كافرا وإنني الآن قدأسلمت علي يديك يامولاي قال يحيي وتشيعت ولزمت خدمته إلي أن مضي . ومنها أن هبة الله بن أبي منصور الموصلي قال كان بديار ربيعة كاتب نصراني و كان من أهل كفرتوثا يسمي يوسف بن يعقوب و كان بينه و بين والدي صداقة قال فوافانا فنزل عندوالدي فقال له والدي ماشأنك قدمت في هذاالوقت قال قددعيت إلي حضرة المتوكل و لاأدري مايراد مني إلاأني اشتريت نفسي من الله بمائة دينار و قدحملتها لعلي بن محمد بن الرضا ع معي .

[ صفحه 397]

فقال له والدي قدوفقت في هذا. قال وخرج إلي حضرة المتوكل وانصرف إلينا بعدأيام قلائل فرحا مستبشرا فقال له والدي حدثني حديثك . قال صرت إلي سرمن رأي و مادخلتها قط فنزلت في دار و قلت أحب أن أوصل المائة إلي ابن الرضا ع قبل مصيري إلي باب المتوكل وقبل أن يعرف أحد قدومي قال فعرفت أن المتوكل قدمنعه من الركوب و أنه ملازم لداره فقلت كيف أصنع رجل نصراني يسأل عن دار ابن الرضا لاآمن أن ينذر بي فيكون ذلك زيادة فيما أحاذره

. قال ففكرت ساعة في ذلك فوقع في قلبي أن أركب حماري وأخرج في البلد فلاأمنعه من حيث يذهب لعلي أقف علي معرفة داره من غير أن أسأل أحدا. قال فجعلت الدنانير في كاغدة وجعلتها في كمي وركبت فكان الحمار يخترق الشوارع والأسواق يمر حيث يشاء إلي أن صرت إلي باب دار فوقف الحمار فجهدت أن يزول فلم يزل فقلت للغلام سل لمن هذه الدار.فقيل هذه دار علي بن محمد بن الرضا فقلت الله أكبر دلالة و الله مقنعة.

[ صفحه 398]

قال و إذاخادم أسود قدخرج من الدار فقال أنت يوسف بن يعقوب قلت نعم قال انزل فنزلت فأقعدني في الدهليز ودخل فقلت في نفسي و هذه دلالة أخري من أين عرف هذاالخادم اسمي واسم أبي و ليس في هذاالبلد من يعرفني و لادخلته قط. قال فخرج الخادم فقال المائة الدينار التي في كمك في الكاغدة هاتها فناولته إياها فقلت و هذه ثالثة ثم رجع إلي فقال ادخل .فدخلت إليه و هو في مجلسه وحده فقال يايوسف أ ماآن لك أن تسلم .فقلت يامولاي قدبان لي من البرهان ما فيه كفاية لمن اكتفي . فقال هيهات أماإنك لاتسلم ولكن

سيسلم ولدك فلان و هو من شيعتنا. فقال يايوسف إن أقواما يزعمون أن ولايتنا لاتنفع أمثالك كذبوا و الله إنها لتنفع أمثالك امض فيما وافيت له فإنك ستري ماتحب وسيولد لك ولد مبارك . قال فمضيت إلي باب المتوكل فقلت كل ماأردت فانصرفت . قال هبة الله فلقيت ابنه بعدموت أبيه و هومسلم حسن التشيع فأخبرني أن أباه مات علي النصرانية و أنه أسلم بعدموت والده و كان يقول أنابشارة مولاي ع .

ومنها أن أيوب بن نوح قال كان ليحيي بن زكريا حمل فكتب إلي أبي الحسن أن لي حملا ادع الله لي أن يرزقني ابنا

-روایت-1-2-روایت-31-ادامه دارد

[ صفحه 399]

فكتب إليه رب ابنة خير من ابن فولدت له ابنة

-روایت-از قبل-50

. و قال أيوب بن نوح كتبت إلي أبي الحسن ع و قدتعرض لي جعفر بن عبدالواحد القاضي و كان يؤذيني بالكوفة أشكو إليه ماينالني منه من الأذي .فكتب إلي تكفي أمره إلي شهرين فعزل عن الكوفة في الشهرين واسترحت منه . ومنها ما قال أبوهاشم الجعفري إنه ظهر برجل من أهل سرمن رأي برص فتنغص عليه عيشه فجلس يوما إلي أبي علي

الفهري فشكا إليه حاله فقال له لوتعرضت يوما لأبي الحسن علي بن محمد بن الرضا ع فسألته أن يدعو لك لرجوت أن يزول عنك .فجلس يوما في الطريق وقت منصرفه من دار المتوكل فلما رآه قام ليدنو منه فيسأله ذلك فقال له تنح عافاك الله وأشار إليه بيده تنح عافاك الله وأشار إليه بيده تنح عافاك الله ثلاث مرات .فرجع الرجل و لم يجسر أن يدنو منه وانصرف فلقي الفهري فعرفه الحال و ما قال فقال قددعا لك قبل أن تسأل فامض فإنك ستعافي .

[ صفحه 400]

فانصرف الرجل إلي بيته فبات تلك الليلة فلما أصبح لم ير علي بدنه شيئا من ذلك . ومنها ماروي أبوالقاسم بن أبي القاسم البغدادي عن زرافة صاحب المتوكل أنه قال وقع رجل مشعبذ من ناحية الهند إلي المتوكل يلعب لعب الحقة و لم ير مثله و كان المتوكل لعابا فأراد أن يخجل علي بن محمد بن الرضا ع فقال لذلك الرجل إن أنت أخجلته أعطيتك ألف دينار زكية. قال تقدم بأن يخبز رقاق خفاف واجعلها علي المائدة وأقعدني إلي جنبه ففعل وأحضر علي بن محمد ع للطعام

وجعلت له مسورة عن يساره كان عليها صورة أسد وجلس اللاعب إلي جانب المسورة.فمد علي بن محمد ع يده إلي رقاقة فطيرها ذلك الرجل في الهواء ومد

[ صفحه 401]

يده إلي أخري فطيرها فتضاحك الجميع .فضرب علي بن محمد ع يده إلي تلك الصورة التي في المسورة و قال خذه فوثبت تلك الصورة من المسورة فابتلعت الرجل وعادت في المسورة كماكانت .فتحير الجميع ونهض علي بن محمد ع فقال له المتوكل سألتك إلاجلست ورددته فقال و الله لايري بعدها أتسلط أعداء الله علي أولياء الله وخرج من عنده فلم ير الرجل بعد. ومنها ماروي أنه أتاه رجل من أهل بيته يقال له معروف و قال أتيتك فلم تأذن لي فقال ماعلمت بمكانك وأخبرت بعدانصرافك وذكرتني بما لاينبغي فحلف مافعلت . فقال أبو الحسن ع فعلمت أنه حلف كاذبا فدعوت الله عليه و قلت أللهم إنه حلف كاذبا فانتقم منه فمات الرجل من الغد. ومنها ما قال أبوالقاسم البغدادي عن زرافة قال أراد المتوكل

[ صفحه 402]

أن يمشي علي بن محمد بن الرضا ع يوم السلام فقال له وزيره إن في هذاشناعة عليك

وسوء مقالة فلاتفعل قال لابد من هذا. قال فإن لم يكن بد من هذافتقدم بأن يمشي القواد والأشراف كلهم حتي لايظن الناس أنك قصدته بهذا دون غيره .ففعل ومشي ع و كان الصيف فوافي الدهليز و قدعرق . قال فلقيته فأجلسته في الدهليز ومسحت وجهه بمنديل و قلت إن ابن عمك لم يقصدك بهذا دون غيرك فلاتجد عليه في قلبك . فقال إيها عنك تَمَتّعُوا فِي دارِكُم ثَلاثَةَ أَيّامٍ ذلِكَ وَعدٌ غَيرُ مَكذُوبٍ. قال زرافة و كان عندي معلم يتشيع وكنت كثيرا أمازحه بالرافضي فانصرفت إلي منزلي وقت العشاء و قلت تعال يارافضي حتي أحدثك بشي ء سمعته اليوم من إمامكم قال و ماسمعت فأخبرته بما قال . فقال ياحاجب أنت سمعت هذا من علي بن محمد ع قلت نعم قال فحقك علي واجب بحق خدمتي لك فاقبل نصيحتي قلت هاتها. قال إن كان علي بن محمد قد قال ما قلت فاحترز واخزن كل ماتملكه فإن المتوكل يموت أويقتل بعدثلاثة أيام .فغضبت عليه وشتمته وطردته من بين يدي فخرج . فلما خلوت بنفسي تفكرت و قلت مايضرني أن آخذ بالحزم فإن كان من

-قرآن-432-497

[ صفحه

403]

هذا شيءكنت قدأخذت بالحزم و إن لم يكن لم يضرني ذلك قال فركبت إلي دار المتوكل فأخرجت كل ما كان لي فيها وفرقت كل ما كان في داري إلي عندأقوام أثق بهم و لم أترك في داري إلاحصيرا أقعد عليه . فلما كانت الليلة الرابعة قتل المتوكل وسلمت أنا ومالي فتشيعت عند ذلك وصرت إليه ولزمت خدمته وسألته أن يدعو لي وتوليته حق الولاية. ومنها ماروي عن أبي القاسم بن القاسم عن خادم علي بن محمد ع قال كان المتوكل يمنع الناس من الدخول إلي علي بن محمدفخرجت يوما و هو في دار المتوكل فإذاجماعة من الشيعة جلوس بقرب الباب .فقلت ماشأنكم جلستم هاهنا قالوا ننتظر انصراف مولانا لننظر إليه ونسلم عليه وننصرف قلت لهم و إذارأيتموه تعرفونه قالوا كلنا نعرفه . فلما وافي قاموا إليه فسلموا عليه ونزل فدخل داره وأراد أولئك الانصراف .فقلت يافتيان اصبروا حتي أسألكم أ ليس قدرأيتم مولاكم قالوا بلي . قلت فصفوه فقال واحد هوشيخ أبيض الرأس أبيض مشرب بحمرة. و قال آخر لايكذب ما هو إلاأسمر أسود اللحية. و قال الآخر لالعمري ما هوكذلك هوكهل

ما بين البياض والسمرة.فقلت أ ليس زعمتم أنكم تعرفونه انصرفوا في حفظ الله .

[ صفحه 404]

ومنها ما قال أبوهاشم الجعفري أنه كان للمتوكل مجلس بشبابيك كيما تدور الشمس في حيطانه قدجعل فيهاالطيور التي تصوت فإذا كان يوم السلام جلس في ذلك المجلس فلايسمع مايقال له و لايسمع ما يقول من اختلاف أصوات تلك الطيور فإذاوافاه علي بن محمد بن الرضا ع سكتت الطيور فلايسمع منها صوت واحد إلي أن يخرج من عنده فإذاخرج من باب المجلس عادت الطيور في أصواتها. قال و كان عنده عدة من القوابج في الحيطان و كان يجلس في مجلس له عال ويرسل تلك القوابج تقتتل و هوينظر إليها ويضحك منها فإذاوافي علي بن محمد ع إليه في ذلك المجلس لصقت تلك القوابج بالحيطان فلاتتحرك من مواضعها حتي ينصرف فإذاانصرف عادت في القتال . ومنها أن أباهاشم الجعفري قال ظهرت في أيام المتوكل امرأة تدعي

[ صفحه 405]

أنها زينب بنت فاطمة بنت رسول الله ص فقال لها المتوكل أنت امرأة شابة و قدمضي من وقت وفاة رسول الله ص مامضي من السنين .فقالت إن رسول

الله ص مسح علي رأسي وسأل الله أن يرد علي شبابي في كل أربعين سنة و لم أظهر للناس إلي هذه الغاية فلحقتني الحاجة فصرت إليهم .فدعا المتوكل مشايخ آل أبي طالب وولد العباس وقريش فعرفهم حالها فروي جماعة وفاة زينب بنت فاطمة ع في سنة كذا فقال لها ماتقولين في هذه الرواية فقالت كذب وزور فإن أمري كان مستورا عن الناس فلم يعرف لي حياة و لاموت . فقال لهم المتوكل هل عندكم حجة علي هذه المرأة غير هذه الرواية قالوا لا قال أنابري ء من العباس إن لاأنزلها عما ادعت إلابحجة تلزمها.قالوا فأحضر علي بن محمد بن الرضا ع فلعل عنده شيئا من الحجة غير ماعندنا فبعث إليه فحضر فأخبره بخبر المرأة فقال كذبت فإن زينب توفيت في سنة كذا في شهر كذا في يوم كذا قال فإن هؤلاء قدرووا مثل هذه الرواية و قدحلفت أن لاأنزلها عما ادعت إلابحجة تلزمها. قال و لاعليك فهاهنا حجة تلزمها وتلزم غيرها قال و ماهي قال لحوم ولد فاطمة محرمة علي السباع فأنزلها إلي السباع فإن كانت من ولد فاطمة فلاتضرها السباع فقال لها ماتقولين قالت إنه يريد قتلي قال فهاهنا جماعة من ولد الحسن و الحسين ع فأنزل من شئت

منهم قال فو الله لقد تغيرت وجوه الجميع فقال بعض المتعصبين هويحيل علي غيره لم لا يكون هو.فمال المتوكل إلي ذلك رجاء أن يذهب من غير أن يكون له في أمره صنع . فقال يا أبا الحسن لم لا يكون أنت ذلك قال ذاك إليك قال فافعل قال

[ صفحه 406]

أفعل إن شاء الله فأتي بسلم وفتح عن السباع وكانت ستة من الأسد فنزل الإمام أبو الحسن ع إليها فلما دخل وجلس صارت الأسود إليه ورمت بأنفسها بين يديه ومدت بأيديها ووضعت رءوسها بين يديه .فجعل يمسح علي رأس كل واحد منها بيده ثم يشير له بيده إلي الاعتزال فيعتزل ناحية حتي اعتزلت كلها وقامت بإزائه . فقال له الوزير ما كان هذاصوابا فبادر بإخراجه من هناك قبل أن ينتشر خبره فقال له أبا الحسن ماأردنا بك سوءا وإنما أردنا أن نكون علي يقين مما قلت فأحب أن تصعد فقام وصار إلي السلم وهي حوله تتمسح بثيابه . فلما وضع رجله علي أول درجة التفت إليها وأشار بيده أن ترجع فرجعت وصعد فقال كل من زعم أنه من ولد فاطمة فليجلس في ذلك

المجلس . فقال لها المتوكل انزلي .قالت الله الله ادعيت الباطل و أنابنت فلان حملني الضر علي ما قلت . فقال المتوكل ألقوها إلي السباع فبعثت والدته واستوهبتها منه وأحسنت إليها. ومنها ماروي عن محمد بن علي قال أخبرني زيد بن علي بن

[ صفحه 407]

الحسين بن زيد قال مرضت فدخل علي الطبيب ليلا ووصف لي دواء آخذه في السحر كذا وكذا يوما فلم يمكنني تحصيله من الليل وخرج الطبيب من الباب وورد صاحب أبي الحسن ع في الحال ومعه صرة فيها ذلك الدواء بعينه فقال لي أبو الحسن يقرئك السلام و يقول خذ هذاالدواء كذا وكذا يوما فشربت فبرأت قال محمد قال زيد أين الغلاة عن هذاالحديث . ومنها ماروي عن خيران الأسباطي قال قدمت المدينة علي أبي الحسن ع فقال لي مافعل الواثق قلت هو في عافية. و قال مافعل جعفر قلت تركته أسوأ الناس حالا في السجن و قال مافعل ابن الزيات قلت الأمر أمره و أنامنذ عشرة أيام خرجت من هناك . فقال مات الواثق و قدقعد المتوكل جعفر وقتل ابن الزيات . قلت متي قال بعدخروجك بستة أيام و كان كذلك .

[ صفحه 408]

ومنها أن

أحمد بن هارون قال كنت جالسا أعلم غلاما من غلمانه في فازة داره فيهابستان إذ دخل علينا أبو الحسن ع راكبا علي فرس له فقمنا إليه فسبقنا فنزل قبل أن ندنو منه فأخذ بعنان فرسه بيده فعلقه في طنب من أطناب الفازة ثم دخل وجلس معنا فأقبل علي فقال متي رأيك تنصرف إلي المدينة فقلت الليلة.

[ صفحه 409]

قال فأكتب إذاكتابا معك توصله إلي فلان التاجر قلت نعم . قال ياغلام هات الدواة والقرطاس فخرج الغلام ليأتي بهما من دار أخري . فلما غاب الغلام صهل الفرس وضرب بذنبه فقال له بالفارسية ما هذاالقلق فصهل الثانية فضرب بذنبه فقال له بالفارسية لي حاجة أريد أن أكتب كتابا إلي المدينة فاصبر حتي أفرغ فصهل الثالثة وضرب بيديه فقال له بالفارسية اقلع فامض إلي ناحية البستان وبل هناك ورث وارجع فقف هناك مكانك فرفع الفرس رأسه وأخرج العنان من موضعه ثم مضي إلي ناحية البستان حتي لانراه في ظهر الفازة فبال وراث وعاد إلي مكانه .فدخلني من ذلك ما الله به عليم ووسوس الشيطان في قلبي فأقبل إلي فقال يا أحمد لايعظم عليك

مارأيت إن ماأعطي الله محمدا وآل محمدأكثر مما أعطي داود وآل داود. قلت صدق ابن رسول الله ص فما قال لك و ما قلت له فما فهمته . فقال قال لي الفرس قم فاركب إلي البيت حتي تفرغ عني قلت ما هذاالقلق قال قدتعبت فقلت لي حاجة أريد أن أكتب كتابا إلي المدينة فإذافرغت ركبتك قال إني أريد أن أروث وأبول وأكره أن أفعل ذلك بين يديك فقلت له اذهب إلي ناحية البستان فافعل ماأردت ثم عد إلي مكانك ففعل ألذي رأيت . ثم أقبل الغلام بالدواة والقرطاس و قدغابت الشمس فوضعها بين يديه فأخذ في الكتابة حتي أظلم الليل فيما بيني وبينه فلم أر الكتاب وظننت أنه قدأصابه ألذي أصابني .

[ صفحه 410]

فقلت للغلام قم فهات بشمعة من الدار حتي يبصر مولاك كيف يكتب فمضي فقال للغلام ليس لي إلي ذلك حاجة. ثم كتب كتابا طويلا إلي أن غاب الشفق ثم قطعه فقال للغلام أصلحه فأخذ الغلام الكتاب وخرج من الفازة ليصلحه ثم عاد إليه وناوله ليختمه فختمه من غير أن ينظر الخاتم مقلوبا أو غيرمقلوب فناولني الكتاب فأخذت

فقمت لأذهب فعرض في قلبي قبل أن أخرج من الفازة أصلي قبل أن آتي المدينة. قال يا أحمدصل المغرب والعشاء الآخرة في مسجد الرسول ص ثم اطلب الرجل في الروضة فإنك توافيه إن شاء الله . قال فخرجت مبادرا فأتيت المسجد و قدنودي للعشاء الآخرة فصليت المغرب ثم صليت معهم العتمة وطلبت الرجل حيث أمرني فوجدته فأعطيته الكتاب فأخذه ففضه ليقرأه فلم يتبين قراءة في ذلك الوقت فدعا بسراج فأخذته فقرأته عليه في السراج في المسجد فإذاخط مستو ليس حرف ملتصقا بحرف و إذاالخاتم مستو ليس بمقلوب فقال لي الرجل عد إلي غدا حتي أكتب جواب الكتاب فغدوت فكتب الجواب فمضيت به إليه فقال أ ليس قدوجدت الرجل حيث قلت لك فقلت نعم قال أحسنت .

[ صفحه 411]

ومنها ماروي عن علي بن جعفر قال قلت لأبي الحسن ع أينا أشد حبا لدينه قال أشدكم حبا لصاحبه في حديث طويل ثم قال لي يا علي إن هذاالمتوكل يبني بين المدينة بناء لايتم بناؤه و يكون هلاكه قبل تمامه علي يدي فرعون من فراعنة الترك

-روایت-1-2-روایت-39-250

. ومنها ماروي عن أحمد بن عيسي الكاتب

قال رأيت رسول الله ص فيما يري النائم كأنه نائم في حجرتي وكأنه دفع إلي كفا من تمر عدده خمس وعشرون تمرة قال فما لبثت حتي أقدم بأبي الحسن علي بن محمد ع ومعه قائد فأنزله في حجرتي و كان القائد يبعث ويأخذ من العلف من عندي فسألني يوما كم لك علينا قلت لست آخذ منك شيئا من ثمنه . قال لي أفتحب أن تدخل إلي هذاالعلوي فتسلم عليه قلت لست أكره ذلك .فدخلت فسلمت عليه و قلت له إن في هذه القرية كذا وكذا من مواليك فإن أمرتنا بإحضارهم فعلنا قال لاتفعلوا قلت فإن عندنا تمورا جيادا فتأذن لي أن أحمل لك بعضها قال إن حملت شيئا لم يصل إلي ولكن احمله إلي القائد فإنه سيبعث إلي منه فحملت إلي القائد أنواعا من التمر وأخذت نوعا جيدا في

[ صفحه 412]

كمي وسكرجة من زبد فحملته إليه ثم جئت فقال لي القائد أتحب أن تدخل علي صاحبك قلت نعم فدخلت فإذاقدامه من ذلك التمر ألذي بعثت به إلي القائد فأخرجت التمر ألذي معي والزبد فوضعته بين يديه فأخذ كفا من تمر فدفعه إلي و قال لوزادك رسول الله ص لزدناك

فعددته فإذا هو كمارأيته في النوم لم يزد و لم ينقص . ومنها ماروي أبوسليمان قال حدثنا ابن أورمة قال خرجت أيام المتوكل إلي سرمن رأي فدخلت علي سعيد الحاجب ودفع المتوكل أبا الحسن إليه ليقتله فلما دخلت عليه قال تحب أن تنظر إلي إلهك قلت سبحان الله إلهي لاتدركه الأبصار قال هذا ألذي تزعمون أنه إمامكم قلت ماأكره ذلك . قال قدأمرت بقتله و أنافاعله غدا وعنده صاحب البريد فإذاخرج فادخل إليه .فلم ألبث أن خرج قال ادخل .فدخلت الدار التي كان فيهامحبوسا فإذا هوذا بحياله قبر يحفر فدخلت وسلمت وبكيت بكاء شديدا قال مايبكيك قلت لماأري . قال لاتبك لذلك فإنه لايتم لهم ذلك فسكن ما كان بي . فقال إنه لايلبث أكثر من يومين حتي يسفك الله دمه ودم صاحبه ألذي رأيته . قال فو الله مامضي غيريومين حتي قتل وقتل صاحبه .

[ صفحه 413]

قلت لأبي الحسن ع حديث رسول الله ص لاتعادوا الأيام فتعاديكم قال نعم إن لحديث رسول الله ص تأويلا أماالسبت فرسول الله ص والأحد أمير المؤمنين ع والإثنين الحسن و الحسين ع والثلاثاء علي

بن الحسين و محمد بن علي و جعفر بن محمد والأربعاء موسي بن جعفر و علي بن موسي و محمد بن علي و أنا علي بن محمد والخميس ابني الحسن والجمعة القائم منا أهل البيت ع

-روایت-1-2-روایت-3-385

. ومنها أن أبا محمدالطبري قال تمنيت أن يكون لي خاتم من عنده ع فجاءني نصر الخادم بدرهمين فصنعت منه خاتما فدخلت علي قوم يشربون الخمر فتعلقوا بي حتي شربت قدحا أوقدحين و كان الخاتم ضيقا في إصبعي لايمكنني

[ صفحه 414]

إدارته للوضوء فأصبحت و قدافتقدته فتبت إلي الله . ومنها حديث تل المخالي و ذلك أن الخليفة أمر العسكر وهم تسعون ألف فارس من الأتراك الساكنين بسرمن رأي أن يملأ كل واحد مخلاة فرسه من الطين الأحمر ويجعلوا بعضه علي بعض في وسط برية واسعة هناك ففعلوا فلما صار مثل جبل عظيم صعد فوقه واستدعي أبا الحسن ع واستصعده و قال استحضرتك لنظارة خيولي و قد كان أمرهم أن يلبسوا التجافيف ويحملوا الأسلحة و قدعرضوا بأحسن زينة وأتم عدة وأعظم هيبة و كان غرضه أن يكسر قلب كل من يخرج عليه و كان خوفه من أبي الحسن ع أن يأمر أحدا من

أهل بيته أن يخرج علي الخليفة. فقال له أبو الحسن ع وهل تريد أن أعرض عليك عسكري قال نعم .فدعا الله سبحانه فإذا بين السماء و الأرض من المشرق إلي المغرب ملائكة مدججون

[ صفحه 415]

فغشي علي الخليفة فلما أفاق قال أبو الحسن ع نحن لاننافسكم في الدنيا نحن مشتغلون بأمر الآخرة فلاعليك شيءمما تظن . ومنها ماروي أبو محمدالبصري عن أبي العباس خال شبل كاتب ابراهيم بن محمد قال كنا أجرينا ذكر أبي الحسن ع فقال لي يا أبا محمد لم أكن في شيء من هذاالأمر وكنت أعيب علي أخي و علي أهل هذاالقول عيبا شديدا بالذم والشتم إلي أن كنت في الوفد الذين أوفد المتوكل إلي المدينة في إحضار أبي الحسن ع فخرجنا إلي المدينة. فلما خرج وصرنا في بعض الطريق طوينا المنزل و كان يوما صائفا شديد الحر فسألناه أن ينزل فقال لافخرجنا و لم نطعم و لم نشرب فلما اشتد الحر والجوع والعطش فينا ونحن إذ ذاك في أرض ملساء لانري شيئا و لاظل و لاماء نستريح إليه فجعلنا نشخص بأبصارنا نحوه . فقال مالكم أحسبكم جياعا و قدعطشتم فقلنا إي و الله و قدعيينا ياسيدنا.

[ صفحه 416]

قال

عرسوا وكلوا واشربوا.فتعجبت من قوله ونحن في صحراء ملساء لانري فيهاشيئا نستريح إليه و لانري ماء و لاظلا قال مالكم عرسوا فابتدرت إلي القطار لأنيخ ثم التفت إذا أنابشجرتين عظيمتين يستظل تحتهما عالم من الناس وإني لأعرف موضعهما أنه أرض براح قفر و إذا أنابعين تسيح علي وجه الأرض أعذب ماء وأبرده فنزلنا وأكلنا وشربنا واسترحنا و إن فينا من سلك ذلك الطريق مرارا.فوقع في قلبي ذلك الوقت أعاجيب وجعلت أحد النظر إليه وأتأمله طويلا و إذانظرت إليه تبسم وزوي وجهه عني .فقلت في نفسي و الله لأعرفن هذاكيف هوفأتيت من وراء الشجرة فدفنت سيفي ووضعت عليه حجرين وتغوطت في ذلك الموضع وتهيأت للصلاة. فقال أبو الحسن استرحتم قلنا نعم قال فارتحلوا علي اسم الله فارتحلنا فلما أن سرنا ساعة رجعت علي الأثر فأتيت الموضع فوجدت الأثر والسيف كماوضعت والعلامة وكأن الله لم يخلق ثم شجرة و لاماء وظلالا و لابللا فتعجبت من ذلك ورفعت يدي إلي السماء فسألت الله بالثبات علي المحبة والإيمان به والمعرفة منه وأخذت الأثر ولحقت القوم فالتفت إلي أبو الحسن ع و قال

[ صفحه 417]

يا أباالعباس فعلتها قلت نعم ياسيدي لقد

كنت شاكا ولقد أصبحت و أنا عندنفسي من أغني الناس بك في الدنيا والآخرة. فقال هوكذلك هم معدودون معلومون لايزيد رجل و لاينقص رجل . ومنها ماروي أبوسعيد سهل بن زياد قال حدثنا أبوالعباس فضل بن أحمد بن إسرائيل الكاتب ونحن في داره بسامرة فجري ذكر أبي الحسن فقال يا أباسعيد إني أحدثك بشي ء حدثني به أبي قال كنا مع المعتز و كان أبي كاتبه قال فدخلنا الدار و إذاالمتوكل علي سريره قاعد فسلم المعتز ووقف ووقفت خلفه و كان عهدي به إذادخل عليه رحب به ويأمره بالقعود فأطال القيام وجعل يرفع قدما ويضع أخري و هو لايأذن له بالقعود ونظرت إلي وجهه يتغير ساعة بعدساعة ويقبل علي الفتح بن خاقان و يقول هذا ألذي تقول فيه ماتقول ويردد القول والفتح مقبل عليه يسكنه و يقول مكذوب

[ صفحه 418]

عليه يا أمير المؤمنين و هويتلظي ويشطط و يقول و الله لأقتلن هذاالمرائي الزنديق و هو ألذي يدعي الكذب ويطعن في دولتي ثم قال جئني بأربعة من الخزر جلاف لايفهمون فجي ء بهم ودفع إليهم أربعة أسياف وأمرهم أن يرطنوا بألسنتهم إذادخل أبو الحسن و أن يقبلوا عليه بأسيافهم

فيخبطوه ويعلقوه و هو يقول و الله لأحرقنه بعدالقتل و أنامنتصب قائم خلف المعتز من وراء الستر.فما علمت إلابأبي الحسن قددخل و قدبادر الناس قدامه وقالوا قدجاء والتفت ورأي فإذا أنا به وشفتاه تتحركان و هو غيرمكترث و لاجازع فلما بصر به المتوكل رمي بنفسه عن السرير إليه و هويسبقه فانكب عليه يقبل بين عينيه ويديه وسيفه بيده و هو يقول ياسيدي يا ابن رسول الله ياخير خلق الله يا ابن عمي يامولاي يا أبا الحسن و أبو الحسن ع يقول أعيذك يا أمير المؤمنين بالله اعفني من هذا فقال ماجاء بك ياسيدي في هذاالوقت قال جاءني رسولك فقال المتوكل يدعوك فقال كذب ابن الفاعلة ارجع ياسيدي من حيث جئت . يافتح ياعبيد الله يامعتز شيعوا سيدكم وسيدي . فلما بصر به الخزر خروا سجدا مذعنين فلما خرج دعاهم المتوكل ثم أمر

[ صفحه 419]

الترجمان أن يخبره بما يقولون ثم قال لهم لم لم تفعلوا ماأمرتم .قالوا شدة هيبته ورأينا حوله أكثر من مائة سيف لم نقدر أن نتأملهم فمنعنا ذلك عما أمرت به وامتلأت قلوبنا من ذلك رعبا. فقال المتوكل يافتح هذاصاحبك وضحك في وجه الفتح

وضحك الفتح في وجهه و قال الحمد لله ألذي بيض وجهه وأنار حجته . ومنها ماروي عن محمد بن الفرج قال قال لي علي بن محمد ع إذاأردت أن تسأل مسألة فاكتبها وضع الكتاب تحت مصلاك ودعه ساعة ثم أخرجه وانظر فيه قال ففعلت فوجدت جواب ماسألت عنه موقعا فيه

[ صفحه 420]

الباب الثاني عشر في معجزات الإمام الحسن بن علي العسكري ع

عن أبي هاشم الجعفري قال لمامضي أبو الحسن ع صاحب العسكر اشتغل أبو محمدابنه بغسله وشأنه وأسرع بعض الخدم إلي أشياء احتملوها من ثياب ودراهم وغيرها. فلما فرغ أبو محمد من شأنه صار إلي مجلسه فجلس ثم دعا أولئك الخدم فقال لهم إن صدقتموني عما أحدثكم فيه فأنتم آمنون من عقوبتي و إن أصررتم علي الجحود دللت علي كل ماأخذه كل واحد منكم وعاقبتكم عند ذلك بما تستحقونه مني ثم قال أنت يافلان أخذت كذا وكذا أكذلك هو قال نعم يا ابن رسول الله قال فرده . ثم قال و أنت يافلانة أخذت كذا وكذا أكذلك هوقالت نعم قال فرديه .فذكر لكل واحد منهم ماأخذه وصار إليه حتي ردوا جميع ماأخذوه .

[ صفحه 421]

ومنها ما قال أبوهاشم إن أبا

محمد ع ركب يوما إلي الصحراء فركبت معه فبينا نسير و هوقدامي و أناخلفه إذ عرض لي فكر في دين كان علي قدحان أجله فجعلت أفكر من أي وجه قضاؤه .فالتفت إلي فقال يا أباهاشم الله يقضيه ثم انحني علي قربوس سرجه فخط بسوطه خطة في الأرض و قال انزل فخذ واكتم .فنزلت فإذاسبيكة ذهب قال فوضعتها في خفي وسرنا فعرض لي الفكر.فقلت إن كان فيهاتمام الدين و إلافإني أرضي صاحبه بها ويجب أن ننظر الآن في وجه نفقة الشتاء و مانحتاج إليه فيه من كسوة وغيرها.فالتفت إلي ثم انحني ثانية وخط بسوطه خطة في الأرض مثل الأولي ثم قال انزل فخذ واكتم . قال فنزلت و إذاسبيكة فضة فجعلتها في خفي الآخر وسرنا يسيرا ثم انصرف إلي منزله وانصرفت إلي منزلي فجلست فحسبت ذلك الدين وعرفت مبلغه ثم وزنت سبيكة الذهب فخرجت بقسط ذلك الدين مازادت و لانقصت ثم نظرت فيما نحتاج إليه لشتوتي من كل وجه فعرفت مبلغه ألذي لم يكن بد منه علي الاقتصاد بلا تقتير و لاإسراف . ثم وزنت سبيكة الفضة فخرجت علي ماقدرته مازادت و لانقصت .

[ صفحه 422]

ومنها ماحدث به نصراني

متطبب بالري يقال له مرعبدا و قدأتي عليه مائة سنة ونيف و قال كنت تلميذ بختيشوع طبيب المتوكل و كان يصطفيني فبعث إليه الحسن بن علي بن محمد بن الرضا ع أن يبعث إليه بأخص أصحابه عنده ليفصده فاختارني و قال قدطلب مني ابن الرضا من يفصده فصر إليه و هوأعلم في يومنا هذابمن تحت السماء فاحذر أن تعترض عليه فيما يأمرك به .فمضيت إليه فأمر بي إلي حجرة و قال كن هاهنا إلي أن أطلبك . قال و كان الوقت ألذي دخلت إليه فيه عندي جيدا محمودا للفصد فدعاني في وقت غيرمحمود له وأحضر طشتا عظيما ففصدت الأكحل فلم يزل الدم يخرج حتي امتلأ الطشت . ثم قال لي اقطع فقطعت وغسل يده وشدها وردني إلي الحجرة وقدم من الطعام الحار والبارد شيءكثير وبقيت إلي العصر

[ صفحه 423]

ثم دعاني فقال سرح ودعا بذلك الطشت فسرحت وخرج الدم إلي أن امتلأ الطشت فقال اقطع فقطعت وشد يده وردني إلي الحجرة فبت فيها. فلما أصبحت وظهرت الشمس دعاني وأحضر ذلك الطشت و قال سرح فسرحت فخرج من يده مثل اللبن الحليب إلي أن امتلأ الطشت ثم قال

اقطع فقطعت وشد يده وقدم إلي تخت ثياب وخمسين دينارا و قال خذها وأعذر وانصرف فأخذت و قلت يأمرني السيد بخدمة قال نعم تحسن صحبة من يصحبك من دير العاقول .فصرت إلي بختيشوع و قلت له القصة. فقال أجمعت الحكماء علي أن أكثر ما يكون في بدن الإنسان سبعة أمنان من الدم و هذا ألذي حكيت لوخرج من عين ماء لكان عجبا وأعجب ما فيه اللبن ففكر ساعة ثم مكثنا ثلاثة أيام بلياليها نقرأ الكتب علي أن نجد لهذه الفصدة ذكرا في العالم فلم نجد ثم قال لم تبق اليوم في النصرانية أعلم بالطب من راهب بدير العاقول .فكتب إليه كتابا يذكر فيه ماجري فخرجت وناديته فأشرف علي فقال من أنت قلت صاحب بختيشوع قال أمعك كتابه قلت نعم فأرخي لي زبيلا فجعلت الكتاب فيه فرفعه فقرأ الكتاب ونزل من ساعته .

[ صفحه 424]

فقال أنت ألذي فصدت الرجل قلت نعم . قال طوبي لأمك وركب بغلا وسرنا فوافينا سرمن رأي و قدبقي من الليل ثلثه قلت أين تحب دار أستاذنا أم دار الرجل قال دار الرجل فصرنا إلي بابه قبل الأذان الأول ففتح

الباب وخرج إلينا خادم أسود و قال أيكما راهب دير العاقول فقال أناجعلت فداك فقال انزل و قال لي الخادم احتفظ بالبغلين وأخذ بيده ودخلا فأقمت إلي أن أصبحنا وارتفع النهار. ثم خرج الراهب و قدرمي بثياب الرهبانية ولبس ثيابا بيضا وأسلم فقال خذني الآن إلي دار أستاذك فصرنا إلي باب بختيشوع فلما رآه بادر يعدو إليه ثم قال ما ألذي أزالك عن دينك . قال وجدت المسيح وأسلمت علي يده قال وجدت المسيح . قال أونظيره فإن هذه الفصدة لم يفعلها في العالم إلاالمسيح و هذانظيره في آياته وبراهينه . ثم انصرف إليه ولزم خدمته إلي أن مات . ومنها ماروي أحمد بن محمد عن جعفر بن الشريف الجرجاني حججت سنة فدخلت علي أبي محمد ع بسرمن رأي و قد كان أصحابنا حملوا معي شيئا من المال فأردت أن أسأله إلي من أدفعه

[ صفحه 425]

فقال قبل أن قلت له ذلك ادفع مامعك إلي المبارك خادمي . قال ففعلت وخرجت و قلت إن شيعتك بجرجان يقرءون عليك السلام . قال أ ولست منصرفا بعدفراغك من الحج قلت بلي . قال فإنك تصير إلي جرجان من

يومك هذا إلي مائة وسبعين يوما وتدخلها يوم الجمعة لثلاث ليال يمضين من شهر ربيع الآخر في أول النهار فأعلمهم أني أوافيهم في ذلك اليوم آخر النهار فامض راشدا فإن الله سيسلمك ويسلم مامعك فتقدم علي أهلك وولدك ويولد لولدك الشريف ابن فسمه الصلت بن الشريف بن جعفر بن الشريف وسيبلغه الله و يكون من أوليائنا.فقلت يا ابن رسول الله إن ابراهيم بن إسماعيل الجرجاني و هو من شيعتك كثير المعروف إلي أوليائك يخرج إليهم في السنة من ماله أكثر من مائة ألف درهم و هوأحد المتقلبين في نعم الله بجرجان . فقال شكر الله لأبي إسحاق ابراهيم بن إسماعيل صنيعته إلي شيعتنا وغفر له ذنوبه ورزقه ذكرا سويا قائلا بالحق فقل له يقول لك الحسن بن علي سم ابنك أحمد.فانصرفت من عنده وحججت وسلمني الله حتي وافيت جرجان في يوم الجمعة في أول النهار من شهر ربيع الآخر علي ماذكر ع وجاءني أصحابنا يهنئوني فأعلمتهم أن الإمام وعدني أن يوافيكم في آخر هذااليوم فتأهبوا لماتحتاجون إليه وأعدوا مسائلكم وحوائجكم كلها. فلما صلوا الظهر والعصر اجتمعوا كلهم في داري فو الله ماشعرنا إلا

و قدوافانا

[ صفحه 426]

أبو محمد ع فدخل إلينا ونحن مجتمعون فسلم هوأولا علينا فاستقبلناه وقبلنا يده . ثم قال إني كنت وعدت جعفر بن الشريف أن أوافيكم في آخر هذااليوم فصليت الظهر والعصر بسرمن رأي وصرت إليكم لأجدد بكم عهدا وها أناجئتكم الآن فاجمعوا مسائلكم وحوائجكم كلها.فأول من انتدب لمسائلته النضر بن جابر قال يا ابن رسول الله إن ابني جابرا أصيب ببصره منذ أشهر فادع الله له أن يرد عليه عينيه قال فهاته .فمسح بيده علي عينيه فعاد بصيرا ثم تقدم رجل فرجل يسألونه حوائجهم وأجابهم إلي كل ماسألوه حتي قضي حوائج الجميع ودعا لهم بخير وانصرف من يومه ذلك . ومنها ماروي عن علي بن زيد بن علي بن الحسين بن زيد بن علي قال صحبت أبا محمد ع من دار العامة إلي منزله . فلما صار إلي الدار وأردت الانصراف قال أمهل فدخل ثم أذن لي .فدخلت فأعطاني مائة دينار و قال صيرها في ثمن جارية فإن جاريتك فلانة

[ صفحه 427]

ماتت وكنت خرجت من منزلي وعهدي بهاأنشط ماكانت فمضيت فإذاالغلام قال ماتت جاريتك فلانة الساعة. قلت ماحالها قال شربت ماء فشرقت فماتت .

ومنها ماروي عن إسماعيل بن محمد بن علي بن إسماعيل بن علي بن عبد الله بن عباس بن عبدالمطلب قال قعدت علي ظهر الطريق لأبي محمد ع فلما مر بي شكوت إليه الحاجة. قال دفنت مائتي دينار و ليس قولي دفعا وأعطاه مائة دينار. قال ثم أقبل علي فقال أماإنك تحرمها أحوج ماتكون إليها يعني الدنانير التي دفنتها وصدق فإذا ابن لي قدعرف مكانها وأخذها وهرب فما قدرت منها علي شيء.

[ صفحه 428]

ومنها ماروي عن أبي هاشم الجعفري قال كنت عند أبي محمد ع فاستؤذن لرجل من أهل اليمن فدخل رجل طويل جسيم فسلم عليه بالولاية.فقلت في نفسي ليت شعري من هذا فقال أبو محمد ع هذا من ولد الأعرابية صاحبة الحصاة التي طبع فيهاآبائي بخواتيمهم فانطبعت .فأخرج حصاة و في جانب منها موضع أملس فطبع فيهافانطبع وكأني أقرأ الساعة نقش خاتمه الحسن بن علي ثم نهض الرجل و هو يقول رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت ذرية بعضها من بعض فسألته عن اسمه فقال مهجع بن الصلت بن عقبة بن سمعان بن غانم ابن أم غانم وهي الأعرابية اليمانية صاحبة الحصاة التي ختم فيها أمير المؤمنين

ع . وصاحبات الحصي ثلاث إحداهن هي وتكني أم غانم . والثانية أم الندي حبابة بنت جعفرالوالبية. والأولي اسمها سعاد من بني سعد بن بكر بن عبدمناف .

[ صفحه 429]

والثالثة تدعي أم سليم كانت قارئة الكتب ولكل واحدة خبر. ومنها ماروي عن علي بن محمد بن زياد الصيمري قال دخلت علي أبي

[ صفحه 430]

أحمد بن عبد الله بن طاهر و بين يديه رقعة أبي محمد ع و فيهاإني نازلت الله في هذاالطاغي يعني المستعين و هوآخذه بعدثلاث فلما كان اليوم الثالث خلع و كان من أمره ما كان حتي قتل .

[ صفحه 431]

ومنها ما قال أبوهاشم الجعفري كنت محبوسا مع أبي محمد ع في حبس المهتدي بن الواثق فقال لي إن هذاالطاغي أراد أن يتعبث بالله في هذه الليلة و قدبتر الله عمره وساء رزقه . فلما أصبحنا شغب الأتراك علي المهتدي فقتلوه وولي المعتمد مكانه وسلمنا الله . ومنها ماروي الحسن بن ظريف أنه قال اختلج في صدري مسألتان أردت الكتابة بهما إلي أبي محمد ع فكتبت أسأله عن القائم ع بم يقضي وأين مجلسه وكنت أردت أن أسأله عن شيءلحمي الربع فأغفلت

ذكر الحمي .

[ صفحه 432]

فجاء الجواب سألت عن القائم إذاقام يقضي بين الناس بعلمه كقضاء داود و لايسأل البينة وكنت أردت أن تسأل لحمي الربع فأنسيت .فاكتب في ورقة وعلقه علي المحموم يا نارُ كوُنيِ بَرداً وَ سَلاماً عَلي اِبراهِيمَفكتبته وعلقته علي المحموم فبرأ. ومنها ماروي عن أحمد بن الحارث القزويني قال كنت مع أبي بسرمن رأي و كان أبي يتعاطي البيطرة في مربط أبي محمد و كان عندالمستعين بغل لم نر مثله حسنا وكبرا و كان يمنع ظهره واللجام و قدجمع الرواض فلم يكن له حيلة في ركوبه . فقال له بعض ندمائه أ لاتبعث إلي الحسن ابن الرضا حتي يجي ء إما أن يركبه وإما أن يقتله فبعث إلي أبي محمد ع ومضي معه أبي . فلما دخل الدار كنت مع أبي فنظر أبو محمد ع إلي البغل واقفا في صحن

-قرآن-167-215

[ صفحه 433]

الدار فوضع يده علي كتفه فعرق البغل ثم صار إلي المستعين فرحب به وقربه و قال ألجم هذاالبغل فقال أبو محمد ع لأبي ألجمه . فقال المستعين ألجمه أنت يا أبا محمد.فقام أبو محمد ووضع طيلسانه فألجمه ثم رجع إلي مجلسه . فقال يا أبا محمدأسرجه

فقال أبو محمدلأبي أسرجه . فقال المستعين أسرجه أنت يا أبا محمدفقام أبو محمد ع ثانية فأسرجه ورجع ثم قال تري أن تركبه قال نعم .فركبه أبو محمد ع من غير أن يمتنع عليه ثم ركضه في الدار ثم حمله علي الهملجة فمشي له أحسن مشي ثم نزل فرجع إليه فقال المستعين قدحملك عليه أمير المؤمنين فقال أبو محمدلأبي خذه فأخذه وقاده .

[ صفحه 434]

ومنها ماروي عن علي بن زيد بن علي بن الحسين بن زيد بن علي قال كان لي فرس كنت به معجبا أكثر ذكره في المجالس فدخلت علي أبي محمد ع يوما فقال مافعل فرسك قلت هوذا علي بابك الآن . فقال استبدل به قبل المساء إن قدرت علي مشتر لاتؤخر ذلك ودخل داخل فانقطع الكلام فقمت مفكرا ومضيت إلي منزلي فأخبرت أخي بذلك فقال ماأدري ماأقول في هذا وشححت به ونفست علي الناس به فلما صليت العتمة جاءني السائس . فقال نفق فرسك الساعة فاغتممت وعلمت أنه عني هذابذلك القول .فدخلت علي أبي محمد ع من بعد و أناأقول في نفسي ليته أخلف علي

دابة فقال قبل أن أتحدث بشي ء نعم نخلف عليك ياغلام أعطه برذوني

[ صفحه 435]

الكميت . ثم قال لي هذاخير من فرسك وأوطأ وأطول عمرا. ومنها ما قال أبوهاشم الجعفري شكوت إلي أبي محمد ع ضيق الحبس وشدة القيد فكتب إلي تصلي الظهر في منزلك .فأخرجت وقت الظهر وصليت في منزلي وكنت مضيقا فأردت أن أطلب منه معونة في الكتاب ألذي كتبته إليه فاستحييت . فلما صرت إلي المنزل وجه إلي مائة دينار وكتب إلي

[ صفحه 436]

إذاكانت لك حاجة فلاتستحي واطلبها تأتيك علي ماتحب أن تأتيك . ومنها ماروي عن أبي حمزة نصير الخادم قال سمعت أبا محمد ع غيرمرة يكلم غلمانه وغيرهم بلغاتهم وفيهم روم وترك وصقالبة.فتعجبت من ذلك و قلت هذاولد هنا و لم يظهر لأحد حتي مضي أبو الحسن و لارآه أحد فكيف هذاأحدث بهذا نفسي .فأقبل علي فقال إن الله بين حجته من بين سائر خلقه وأعطاه معرفة كل شيءفهو يعرف اللغات والأسباب والحوادث و لو لا ذلك لم يكن بين الحجة

[ صفحه 437]

والمحجوج فرق . ومنها أن أبا محمد ع سلم إلي نحرير فقالت له امرأته اتق الله فإنك لاتدري من في

منزلك وذكرت عبادته وصلاحه و أناأخاف عليك منه فقال لأرمينه بين السباع . ثم استأذن في ذلك فأذن له فرمي به إليها و لم تشك في أكلها له .فنظروا من الغد إلي الموضع ليعرفوا الحال فوجدوه قائما يصلي وهي حوله فأمر بإخراجه .

[ صفحه 438]

ومنها ماروي أبوسليمان داود بن عبد الله قال حدثناالمالكي عن ابن الفرات قال كنت بالعسكر قاعدا في الشارع وكنت أشتهي الولد شهوة شديدة فأقبل أبو محمد ع فارسا.فقلت تراني أرزق ولدا فقال برأسه نعم فقلت ذكرا فقال برأسه لافولدت لي ابنة. ومنها ماروي أبوسليمان عن علي بن زيد المعروف بابن رمش قال اعتل ابني أحمد وكنت بالعسكر و هوببغداد فكتبت إلي أبي محمدأسأله الدعاء.فخرج توقيعه أ و ماعلم علي أن لكل أجل كتابا فمات الابن .

[ صفحه 439]

ومنها ماروي أبوسليمان عن المحمودي قال كتبت إلي أبي محمدأسأله الدعاء بأن أرزق ولدا.فوقع رزقك الله ولدا وأصبرك عليه فولد لي ابن ومات . ومنها ماروي عن محمد بن علي بن ابراهيم الهمداني قال كتبت إلي أبي محمدأسأله التبرك بأن يدعو أن أرزق ولدا ذكرا من بنت عم لي فوقع رزقك الله

ذكرانا فولد لي أربعة. ومنها ماروي عن علي بن جعفرالحلبي قال اجتمعنا بالعسكر وترصدنا لأبي محمد ع يوم ركوبه فخرج توقيعه ألا لايسلمن علي أحد و لايشير إلي بيده و لايومئ أحدكم فإنكم لاتأمنون علي أنفسكم .

[ صفحه 440]

قال و إلي جانبي شاب قلت من أين أنت قال من المدينة قلت ماتصنع هاهنا قال اختلفوا عندنا في أبي محمد ع فجئت لأراه وأسمع منه أوأري منه دلالته ليسكن قلبي وإني من ولد أبي ذر الغفاري فبينا نحن كذلك إذ خرج أبو محمد ع مع خادم له فلما حاذانا نظر إلي الشاب ألذي بجنبي . فقال غفاري أنت قال نعم قال مافعلت أمك حمدويه فقال صالحة ومر فقلت للشاب أكنت رأيته قط وعرفته بوجهه قبل اليوم قال لا. قلت فيقنعك هذا قال و من دون هذا. ومنها ما قال يحيي بن المرزبان التقيت مع رجل من أهل السيب سيماه الخير وأخبرني أنه كان له ابن عم ينازعه في الإمامة والقول في أبي محمد ع وغيره قلت لاأقول به أوأري منه علامة.فوردت العسكر في حاجة فأقبل أبو محمد ع فقلت في نفسي متعنتا إن مد يده إلي

رأسه فكشفه ثم نظر إلي فرده قلت به . فلما حاذاني مد يده إلي رأسه فكشفه ثم برق عينيه في ثم ردهما ثم قال

[ صفحه 441]

يايحيي مافعل ابن عمك ألذي تنازعه في الإمامة فقلت خلفته صالحا. قال لاتنازعه ثم مضي . ومنها ماروي عن ابن الفرات قال كان لي علي ابن عم لي عشرة آلاف درهم فكتبت إلي أبي محمد ع أسأله الدعاء لذلك فكتب إلي أنه راد عليك مالك و هوميت بعدجمعة قال فرد علي ابن عمي مالي فقلت له مابدا لك في رده و قدمنعتنيه قال رأيت أبا محمد ع في النوم فقال إن أجلك قددنا فرد علي ابن عمك ماله . ومنها ماروي عن علي بن الحسن بن سابور قال قحط الناس بسرمن رأي في زمن الحسن الأخير ع فأمر المعتمد بن المتوكل الحاجب و أهل المملكة أن يخرجوا إلي الاستسقاء.فخرجوا ثلاثة أيام متوالية إلي المصلي يستسقون ويدعون فما سقوا فخرج الجاثليق في اليوم الرابع إلي الصحراء ومعه النصاري والرهبان و كان فيهم راهب فلما مد يده هطلت السماء بالمطر.

[ صفحه 442]

وخرج في اليوم الثاني فهطلت السماء بالمطر فشك أكثر الناس وتعجبوا وصبوا إلي

النصرانية فبعث الخليفة إلي الحسن و كان محبوسا فاستخرجه من حبسه و قال الحق أمة جدك فقد هلكت . فقال له إني خارج في الغد ومزيل الشك إن شاء الله .فخرج الجاثليق في اليوم الثالث والرهبان معه وخرج الحسن ع في نفر من أصحابه فلما بصر بالراهب و قدمد يده أمر بعض مماليكه أن يقبض علي يده اليمني ويأخذ ما بين إصبعيه ففعل وأخذ من بين سبابته والوسطي عظما أسود فأخذ الحسن ع بيده ثم قال له استسق الآن فاستسقي وكانت السماء متغيمة فتقشعت وطلعت الشمس بيضاء فقال الخليفة ما هذاالعظم يا أبا محمد. فقال ع هذا رجل مر بقبر نبي من أنبياء الله فوقع في يده هذاالعظم و ماكشف عن عظم نبي إلاهطلت السماء بالمطر.

[ صفحه 443]

ومنها ماروي أبوسليمان قال حدثنا أبوالقاسم بن أبي حليس قال كنت أزور العسكر في شعبان في أوله ثم أزور الحسين ع في النصف فلما كان في سنة من السنين وردت العسكر قبل شعبان وظننت أني لاأزوره في شعبان فلما دخل شعبان قلت لاأدع زيارة كنت أزورها وخرجت إلي العسكر وكنت إذاوافيت العسكر أعلمهم برقعة أوبرسالة.

فلما كان في هذه المرة قلت أجعلها زيارة خالصة لاأخلطها بغيرها و قلت لصاحب المنزل أحب أن لاتعلمهم بقدومي . فلما أقمت ليلة جاءني صاحب المنزل بدينارين و هويبتسم متعجبا و يقول بعث إلي بهذين الدينارين وقيل لي ادفعهما إلي الحليسي وقل له من كان في حاجة الله كان الله في حاجته . ومنها ماروي إسحاق بن يعقوب عن بدل مولاة أبي محمد ع قالت كنت رأيت من عندرأس أبي محمد ع نورا ساطعا إلي السماء و هونائم .

[ صفحه 444]

ومنها ماروي علي بن محمد بن الحسن قال وافت جماعة من الأهواز من أصحابنا و أنامعهم وخرج السلطان إلي صاحب البصرة يريد النظر إلي أبي محمد ع فنظرنا إليه ماضيا معه وقعدنا بين الحائطين بسرمن رأي ننتظر رجوعه . قال فرجع فلما حاذانا وقف فمد يده إلي قلنسوته فأخذها من رأسه وأمسكها بيده ثم أخذ بيده الأخري ووضعها علي رأسه وضحك في وجه رجل منا. فقال الرجل أشهد أنك حجة الله وخيرته فقلنا يا هذا ماشأنك قال كنت شاكا فيه .فقلت في نفسي إن رجع وأخذ القلنسوة من رأسه قلت بإمامته . ومنها ماروي عن علي بن زيد بن علي بن الحسين

بن زيد قال دخلت يوما علي أبي محمد ع وإني جالس عنده إذ ذكرت منديلا كان معي فيه خمسون دينارا فقلقت لها و لم أتكلم بشي ء و لاأظهرت ماخطر ببالي

[ صفحه 445]

فقال أبو محمد ع لابأس هي مع أخيك الكبير سقطت منك حين نهضت فأخذها وهي محفوظة معه إن شاء الله فأتيت المنزل فردها إلي أخي . ومنها ماروي عن محمد بن ربيع الشيباني قال ناظرت رجلا من الثنوية بالأهواز ثم قدمت سرمن رأي و قدعلق قلبي بشي ء من مقالته وإني لجالس علي باب أحمد بن الخضيب إذ أقبل أبو محمد ع من دار العامة يوم الموكب فنظر إلي وأومأ بسبابته أحد أحده فوحده فسقطت مغشيا علي . ومنها ماروي عن أبي العيناء محمد بن القاسم الهاشمي قال كنت أدخل علي أبي محمد ع وأعطش فأجله أن أدعو بالماء فيقول ياغلام اسقه وربما حدثت نفسي بالنهوض فأفكر في ذلك فيقول ياغلام دابته .

[ صفحه 446]

ومنها ماروي عن أبي بكر الفهفكي قال أردت الخروج من سرمن رأي لبعض الأمور و قدطال مقامي بهافغدوت يوم الموكب وجلست في شارع أبي قطيعة بن داود إذ طلع أبو محمد ع يريد دار العامة فلما رأيته قلت في نفسي أقول

له ياسيدي إن كان عندك الخروج من سرمن رأي خيرا لي فأظهر التبسم في وجهي . فلما دنا مني تبسم تبسما بينا جيدا فخرجت من يومي فأخبرني بعض أصحابنا أن غريما لي كان له عندي مال قدم يطلبني و لوظفر بي لهتكني لأن ماله لم يكن عندي شاهدا. ومنها ماروي عن محمد بن أحمد بن الأقرع قال كتبت إلي أبي محمد ع أسأله عن الإمام هل يحتلم و قلت في نفسي الاحتلام شيطنة و قدأعاذ الله أولياءه من ذلك .فورد الجواب حال الأئمة في النوم حالهم في اليقظة لايغير النوم منهم

[ صفحه 447]

شيئا و قدأعاذ الله أولياءه من لمة الشيطان كماحدثتك نفسك . ومنها ماروي عن محمد بن عبدالعزيز البلخي قال أصبحت يوما فجلست في شارع الغنم فإذابأبي محمد ع قدأقبل من منزله يريد دار العامة فقلت في نفسي إن صحت ياأيها الناس هذاحجة الله عليكم فاعرفوه يقتلوني فلما دنا مني أومأ إلي بإصبعه السبابة علي فيه أن اسكت ورأيته تلك الليلة يقول إنما هوالكتمان أوالقتل فاتق الله علي نفسك . ومنها ماروي عن عمر بن أبي مسلم قال كان سميع المسمعي يؤذيني كثيرا ويبلغني عنه ماأكره و كان ملاصقا لداري فكتبت إلي أبي

محمد

[ صفحه 448]

ع أسأله الدعاء بالفرج منه .فرجع الجواب الفرج سريع يقدم عليك مال من ناحية فارس و كان لي بفارس ابن عم تاجر لم يكن له وارث غيري فجاءني ماله بعد مامات بأيام يسيرة. ووقع في الكتاب استغفر الله وتب إليه مما تكلمت به و ذلك أني كنت جالسا يوما مع جماعة من النصاب فذكروا آل أبي طالب حتي ذكروا مولاي فخضت معهم لتضعيفهم أمره فتركت الجلوس مع القوم وعلمت أنه أراد ذلك . ومنها ماروي عن الحجاج بن سفيان العبدي قال خلفت ابني بالبصرة عليلا وكتبت إلي أبي محمد ع أسأله الدعاء لابني .فكتب إلي رحم الله ابنك إنه كان مؤمنا. قال الحجاج فورد علي كتاب من البصرة أن ابني مات في ذلك اليوم ألذي كتب إلي أبو محمدبموته و كان ابني شك في الإمامة للاختلاف ألذي جري بين الشيعة.

[ صفحه 449]

ومنها ما قال أبوالقاسم الهروي خرج توقيع من أبي محمد ع إلي بعض بني أسباط قال كتبت إلي الإمام أخبره من اختلاف الموالي وأسأله بإظهار دليل .فكتب إلي إنما خاطب الله العاقل و ليس أحد يأتي بآية أويظهر دليلا أكثر مما جاء به خاتم النبيين وسيد المرسلين

ص فقالوا كاهن وساحر وكذاب وهدي من اهتدي غير أن الأدلة يسكن إليها كثير من الناس . و ذلك أن الله يأذن لنا فنتكلم ويمنع فنصمت . و لوأحب الله أن لايظهر حقنا مابعث الله النبيين مبشرين ومنذرين يصدعون بالحق في حال الضعف والقوة وينطقون في أوقات ليقضي الله

[ صفحه 450]

أمره وينفذ حكمه . و الناس علي طبقات مختلفين شتي فالمستبصر علي سبيل نجاة متمسك بالحق فيتعلق بفرع أصيل غيرشاك و لامرتاب لايجد عنه ملجأ. وطبقة لم تأخذ الحق من أهله فهم كراكب البحر يموج عندموجه ويسكن عندسكونه وطبقة استحوذ عليهم الشيطان شأنهم الرد علي أهل الحق ودفع الحق بالباطل حسدا من عندأنفسهم .فدع من ذهب يمينا وشمالا كالراعي إذاأراد أن يجمع غنمه جمعها بأدون السعي .ذكرت مااختلف فيه موالي فإذاكانت الوصية والكبر فلاريب . و من جلس مجالس الحكم فهو أولي بالحكم أحسن رعاية من استرعيت وإياك والإذاعة وطلب الرئاسة فإنهما يدعوان إلي الهلكة.

[ صفحه 451]

ذكرت شخوصك إلي فارس فاشخص عافاك الله خار الله لك وتدخل مصر إن شاء الله آمنا وأقر ئ من تثق به من موالي السلام ومرهم بتقوي الله العظيم وأداء

الأمانة وأعلمهم أن المذيع علينا سرنا حرب لنا. قال فلما قرأت وتدخل مصر لم أعرف له معني وقدمت بغداد وعزيمتي الخروج إلي فارس فلم يتهيأ لي الخروج إلي فارس وخرجت إلي مصر فعرفت أن الإمام عرف أني لاأخرج إلي فارس . ومنها ماروي عن محمد بن عبد الله قال لماأمر سعيد بحمل أبي محمد ع إلي الكوفة كتب أبوالهيثم إليه بلغنا خبر أقلقنا فكتب بعدثلاث يأتيكم الفرج فقتل المعتز يوم الثالث . قال وفقد غلام لأبي الحسن صغير فلم يوجد فأخبر بذلك . فقال اطلبوه في البركة فطلب فوجد في بركة الدار ميتا. ووقع أبو محمد ع و هوصغير في بئر الماء و أبو الحسن ع في الصلاة والنسوان يصرخن فلما سلم قال لابأس فرأوه و قدارتفع الماء إلي رأس البئر و أبو محمد علي رأس الماء يلعب بالماء.

[ صفحه 452]

ومنها ما قال علي بن محمد بن زياد إنه خرج إليه توقيع أبي محمد ع فيه فكن حلسا من أحلاس بيتك قال فنابتني نائبة فزعت منها فكتبت إليه أهي هذه فكتب لاأشد من هذه فطلبت بسبب جعفر بن محمود ونودي علي من أصابني فله مائة ألف درهم . ومنها ماروي عن

أحمد بن محمد بن مطهر قال كتب بعض أصحابنا إلي أبي محمد ع من أهل الجبل يسأله عمن وقف علي أبي الحسن موسي ع أتولاهم أم أتبرأ منهم فكتب إليه لاتترحم علي عمك لارحم الله عمك وتبرأ منه أنا إلي الله منهم بري ء فلاتتولاهم و لاتعد مرضاهم و لاتشهد جنائزهم و لاتصل علي أحد منهم مات أبدا.سواء من جحد إماما من الله أوزاد إماما ليست إمامته من الله أوجحد أو

[ صفحه 453]

قال ثالث ثلاثة. إن جاحد أمر آخرنا جاحد أمر أولنا والزائد فينا كالناقص الجاحد أمرنا.فكان هذا أي السائل لم يعلم أن عمه كان منهم فأعلمه ذلك . ومنها أن أباهاشم الجعفري قال كنت عند أبي محمد ع فقال إذاخرج القائم ع أمر بهدم المنار والمقاصير التي في المساجد للجامع .فقلت في نفسي لأي معني هذا.فأقبل علي فقال معني هذاأنها محدثة مبتدعة لم يبنها نبي و لاحجة. ومنها أن قبور الخلفاء من بني العباس بسامرة عليها من ذرق الخفافيش

[ صفحه 454]

والطيور ما لايحصي وينقي منها كل يوم و من الغد تعود مملوءة ذرقا و لايري علي رأس قبة العسكريين و لا علي قباب مشاهد آبائهما ع ذرق طير فضلا علي قبورهم إلهاما للحيوانات

وإجلالا لهم صلوات الله عليهم أجمعين

[ صفحه 455]

الباب الثالث عشر في معجزات الإمام صاحب الزمان ع

عن حكيمة قالت دخلت يوما علي أبي محمد ع فقال ياعمة بيتي عندنا الليلة فإن الله سيظهر الخلف فيها قلت وممن قال من نرجس قلت فلست أري بنرجس حملا قال ياعمة إن مثلها كمثل أم موسي لم يظهر حملها بها إلاوقت ولادتها فبت أنا وهي في بيت فلما انتصف الليل صليت أنا وهي صلاة الليل فقلت في نفسي قدقرب الفجر و لم يظهر ما قال أبو محمدفناداني أبو محمد ع من الحجرة لاتعجلي فرجعت إلي البيت خجلة فاستقبلتني نرجس وهي ترتعد فضممتها إلي صدري وقرأت عليها قل هو الله أحد وإنا أنزلناه وآية الكرسي فأجابني الخلف من بطنها يقرأ كقراءتي قالت وأشرق نور في البيت فنظرت فإذاالخلف تحتها ساجد لله تعالي إلي

-روایت-1-2-روایت-18-ادامه دارد

[ صفحه 456]

القبلة فأخذته فناداني أبو محمد ع من الحجرة هلمي بابني إلي ياعمة قالت فأتيته به فوضع لسانه في فيه وأجلسه علي فخذه و قال انطق يابني بإذن الله فقال أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم بسم الله الرحمن الرحيم وَ نُرِيدُ أَن نَمُنّ عَلَي الّذِينَ استُضعِفُوا فِي الأَرضِ وَ نَجعَلَهُم أَئِمّةً وَ نَجعَلَهُمُ الوارِثِينَ وَ نُمَكّنَ لَهُم فِي الأَرضِ وَ نرُيِ َ فِرعَونَ وَ هامانَ وَ

جُنُودَهُما مِنهُم ما كانُوا يَحذَرُونَ وصلي الله علي محمدالمصطفي و علي المرتضي وفاطمة الزهراء و الحسن و الحسين و علي بن الحسين و محمد بن علي و جعفر بن محمد و موسي بن جعفر و علي بن موسي و محمد بن علي و علي بن محمد و الحسن بن علي أبي قالت حكيمة وغمرتنا طيور خضر فنظر أبو محمد إلي طائر منها فدعاه فقال له خذه واحفظه حتي يأذن الله فيه فإن الله بالغ أمره قالت حكيمة قلت لأبي محمد ما هذاالطائر و ما هذه الطيور قال هذاجبرئيل و هذه ملائكة الرحمة ثم قال ياعمة رديه إلي أمه كي تقر عينها و لاتحزن ولتعلم أن وعد الله حق ولكن أكثر الناس لايعلمون فرددته إلي أمه قالت حكيمة و لماولد كان نظيفا مفروغا منه و علي ذراعه الأيمن مكتوب جاءَ الحَقّ وَ زَهَقَ الباطِلُ إِنّ الباطِلَ كانَ زَهُوقاً

-روایت-از قبل-1143

[ صفحه 457]

ومنها ماروي عن السياري قال حدثتني نسيم ومارية قالتا لماخرج صاحب الزمان من بطن أمه سقط جاثيا علي ركبتيه رافعا سبابتيه نحو السماء ثم عطس فقال الحمد لله رب العالمين وصلي الله علي محمد وآله عبدا داخرا لله غيرمستنكف و لامستكبر و

لامستحسر ثم قال زعمت الظلمة أن حجة الله داحضة و لوأذن لنا في الكلام لزال الشك

-روایت-1-2-روایت-59-333

[ صفحه 458]

ومنها ماروي علان عن ظريف أبي نصر الخادم قال دخلت علي صاحب الزمان ع و هو في المهد فقال لي علي بالصندل الأحمر فأتيته به فقال أتعرفني قلت نعم أنت سيدي و ابن سيدي فقال ليس عن هذاسألتك فقلت فسر لي فقال أناخاتم الأوصياء وبي يرفع الله البلاء عن أهلي وشيعتي

-روایت-1-2-روایت-52-284

ومنها ماروي عن أبي نعيم محمد بن أحمدالأنصاري قال وجه قوم من المفوضة كامل بن ابراهيم المدني إلي أبي محمد ع قال فقلت في نفسي لمادخلت عليه أسأله عن الحديث المروي عنه ع لايدخل الجنة إلا من عرف

-روایت-1-2-روایت-58-ادامه دارد

[ صفحه 459]

معرفتي وكنت جلست إلي باب عليه ستر مرخي فجاءت الريح فكشفت طرفه فإذا أنابفتي كأنه فلقة قمر من أبناء أربع سنين أومثلها فقال لي ياكامل بن ابراهيم فاقشعررت من ذلك وألهمت أن قلت لبيك ياسيدي فقال جئت إلي ولي الله تسأله لايدخل الجنة إلا من عرف معرفتك و قال بمقالتك قلت إي و الله قال إذن و الله يقل داخلها و الله إنه ليدخلها قوم يقال

لهم الحقية قلت و من هم قال قوم من حبهم لعلي بن أبي طالب ع يحلفون بحقه و لايدرون ماحقه وفضله أي قوم يعرفون مايجب عليهم معرفته جملة لاتفصيلا من معرفة الله تعالي ورسوله والأئمة ع ونحوها ثم قال وجئت تسأل عن مقالة المفوضة كذبوا بل قلوبنا أوعية لمشية الله عز و جل فإذاشاء الله تعالي شئنا و الله يقول وَ ما تَشاؤُنَ إِلّا أَن يَشاءَ اللّهُ فقال لي أبو محمد ع ماجلوسك و قدأنبأك بحاجتك قم فقمت

-روایت-از قبل-791

[ صفحه 460]

ومنها ماروي عن رشيق حاجب المادراني قال بعث إلينا المعتضد رسولا وأمرنا أن نركب ونحن ثلاثة نفر ونخرج مخفين علي السروج ونجنب آخر و قال الحقوا بسامراء واكبسوا دار الحسن بن علي فإنه توفي و من رأيتم فيهافأتوني برأسه .فكبسنا الدار كماأمرنا فوجدنا دارا سرية كأن الأيدي رفعت عنها في ذلك الوقت فرفعنا الستر و إذاسرداب في الدار الأخري فدخلناه و كان فيه بحرا و في أقصاه حصير قدعلمنا أنه علي الماء وفوقه رجل من أحسن الناس هيئة قائم يصلي فلم يلتفت إلينا و لا إلي شيء من أسبابنا.فسبق أحمد بن عبد الله ليتخطي فغرق في الماء و مازال يضطرب حتي مددت

يدي إليه فخلصته وأخرجته فغشي عليه وبقي ساعة. وعاد صاحبي الثاني إلي فعل ذلك فناله مثل ذلك فبقيت مبهوتا.فقلت لصاحب البيت المعذرة إلي الله وإليك فو الله ماعلمت كيف الخبر و إلي من نجي ء و أناتائب إلي الله .فما التفت إلي بشي ء مما قلت فانصرفنا إلي المعتضد.

[ صفحه 461]

فقال اكتموه و إلاأضرب رقابكم . ومنها ماروي عن يعقوب بن يوسف الضراب الغساني في منصرفه من أصفهان قال حججت في سنة إحدي وثمانين ومائتين وكنت مع قوم مخالفين من أهل بلدنا فلما قدمنا مكة نزلنا دارا في سوق الليل تسمي دار الرضا ع و فيهاعجوز سمراء فسألتها ماتكونين من أصحاب هذه الدار قالت أنا من مواليهم وعبيدهم أسكننيها الحسن بن علي ع فكنا إذاانصرفنا من الطواف تغلق الباب .فرأيت غيرليلة ضوء السراج ورأيت الباب قدانفتح و لاأري أحدا فتحه من أهل الدار ورأيت رجلا ربعة أسمر يميل إلي الصفرة ما هوقليل اللحم يصعد إلي غرفة في الدار حيث تكون العجوز تسكن وكانت تقول لنا إن لي في الغرفة ابنة لاتدعو أحدا يصعد إليها فأحببت أن أقف علي خبر الرجل .فقلت للعجوز إني أحب أن أسألك .قالت و أناأريد أن أسر إليك

فلم يتهيأ من أجل أصحابك .فقلت ماأردت أن تقولي فقالت يقول لك يعني صاحب الدار و لم تذكر

[ صفحه 462]

أحدا باسمه لاتخاشنن أصحابك وشركاءك و لاتلاحهم فإنهم أعداؤك ودارهم فلم أجسر أن أراجعها فقلت أي أصحابي قالت شركاؤك الذين في بلدك و في الدار معك و قد كان جري بيني و بين من معي في الدار عنت في الدين فسعوا بي حتي هربت واستترت بذلك السبب فوقفت علي أنها عنت أولئك . وكنت نذرت أن ألقي في مقام ابراهيم عشرة دراهم ليأخذها من أراد الله فأخذت عشرة دراهم فيهاستة رضوية و قلت لها ادفعي هذه إلي الرجل فأخذت الدراهم وصعدت وبقيت ساعة ثم نزلت فقالت يقول لك ليس لنا فيهاحق اجعلها في الموضع ألذي نذرت ونويت ولكن هذه الرضوية خذ منا بدلها وألقها في الموضع ألذي نويت ففعلت . ومنها ماروي عن محمد بن ابراهيم بن مهزيار قال شككت عندمضي أبي محمد ع و كان اجتمع عند أبي مال جليل فحمله وركب السفينة وخرجت معه مشيعا له فوعك .

[ صفحه 463]

فقال ردني فهو الموت واتق الله في هذاالمال وأوصي إلي ومات . و قلت لايوصي أبي بشي ء غيرصحيح أحمل هذاالمال

إلي العراق و لاأخبر أحدا فإن وضح لي شيءأنفذته و إلاأنفقته فاكتريت دارا علي الشط وبقيت أياما فإذا أنابرسول معه رقعة فيها. يا محمدمعك كذا وكذا حتي قص علي جميع مامعي و ما لم أحط به علما مما كان معي فسلمت المال إلي الرسول وبقيت أياما لايرفع لي رأس فاغتممت فخرج إلي قدأقمناك مقام أبيك فاحمد الله تعالي . ومنها ما قال أبوعقيل عيسي بن نصر إن علي بن زياد الصيمري كتب

[ صفحه 464]

يلتمس كفنا فكتب إنك تحتاج إليه في سنة ثمانين .فمات في سنة ثمانين وبعث إليه بالكفن قبل موته . ومنها ماروي عن بدر غلام أحمد بن الحسن عنه وردت الجبل و أنا لاأقول بالإمامة إلي أن مات يزيد بن عبدالملك فأوصي في علته أن يدفع الشهري السمند وسيفه ومنطقته إلي مولاه ع فخفت إن لم أدفع الشهري إلي إذكوتكين نالني منه استخفاف فقومتها كلها بسبعمائة دينار في نفسي و لم أطلع عليه أحدا فإذاالكتاب قدورد علي من العراق أن وجه سبعمائة الدينار التي لنا قبلك من ثمن

[ صفحه 465]

الشهري السمند والسيف والمنطقة. ومنها ماروي عن محمد بن يعقوب عن علي بن محمد قال خرج نهي عن زيارة مقابر

قريش وقبر الحسين ع فلما كان بعدأشهر زارها رجلان من الشيعة فدعاهما الوزير الباقطاني وزجرهما فقال لخادمه الق بني الفرات والبرسيين وقل لهم لاتزوروا مقابر قريش فقد أمر الخليفة أن يقبض علي كل من زار

ومنها ماروي عن نسيم خادم أبي محمد ع دخلت علي صاحب الزمان ع بعدمولده بعشر ليال فعطست عنده فقال لي يرحمك الله قال ففرحت بذلك

-روایت-1-2-روایت-44-ادامه دارد

[ صفحه 466]

فقال أ لاأبشرك في العطاس قلت بلي ياسيدي قال هوأمان من الموت ثلاثة أيام

-روایت-از قبل-83

ومنها ماروي عن حكيمة قالت دخلت علي أبي محمد ع بعدأربعين يوما من ولادة نرجس فإذامولانا صاحب الزمان ع يمشي في الدار فلم أر لغة أفصح من لغته فتبسم أبو محمد ع فقال إنا معاشر الأئمة ننشأ في يوم كماينشأ غيرنا في السنة قالت ثم كنت بعد ذلك أسأل أبا محمد ع عنه فقال استودعناه ألذي استودعت أم موسي ولدها

-روایت-1-2-روایت-31-323

ومنها ماروي عن يوسف بن أحمدالجعفري حججت سنة ست وثلاثمائة ثم جاورت بمكة ثلاث سنين ثم خرجت عنها منصرفا إلي الشام فبينا أنا في بعض الطريق قدفاتتني صلاة الفجر فنزلت من المحمل وتهيأت للصلاة فرأيت أربعة نفر في محمل فوقفت أعجب

منهم فقال لي أحدهم مم تعجب تركت صلاتك فقلت و ماعلمك بذلك مني فقال تحب أن تري صاحب زمانك

[ صفحه 467]

قلت نعم فأومأ إلي أحد الأربعة فقلت إن له دلائل وعلامات فقال أيما أحب إليك أن تري الجمل صاعدا إلي السماء أوتري المحمل صاعدا فقلت أيهما كان فهي دلالة فرأيت الجمل و ما عليه يرتفع إلي السماء و كان الرجل أومأ إلي رجل به سمرة و كان لونه الذهب بين عينيه سجادة. ومنها ماروي الشيخ المفيد عن أبي عبد الله الصفواني قال رأيت القاسم بن العلاء و قدعمر مائة سنة وسبع عشرة سنة منها ثمانون سنة صحيح العينين لقي العسكريين ع وحجب بعدالثمانين وردت عليه عيناه قبل وفاته بسبعة أيام و ذلك أني كنت بمدينة أران من أرض آذربيجان و كان لاتنقطع توقيعات صاحب الأمر ع عنه علي يد أبي جعفرالعمري وبعده علي يد أبي القاسم بن روح فانقطعت عنه المكاتبة نحوا من شهرين وقلق لذلك .فبينا نحن عنده نأكل إذ دخل البواب مستبشرا فقال له فيج العراق ورد و لايسمي بغيره فسجد القاسم ثم دخل كهل قصير يري أثر الفيوج

عليه و عليه جبة مضربة و في رجله نعل محاملي و علي كتفه مخلاة فقام إليه القاسم

[ صفحه 468]

فعانقه ووضع المخلاة ودعا بطشت وماء وغسل يده وأجلسه إلي جانبه فأكلنا وغسلنا أيدينا فقام الرجل وأخرج كتابا أفضل من نصف الدرج فناوله القاسم فأخذه وقبله ودفعه إلي كاتب له يقال له أبو عبد الله بن أبي سلمة ففضه وقرأه وبكي حتي أحس القاسم ببكائه فقال يا أبا عبد الله خير خرج في شيءمما يكره . قال لا قال فما هو قال ينعي الشيخ إلي نفسه بعدورود هذاالكتاب بأربعين يوما و أنه يمرض اليوم السابع بعدوصول الكتاب و أن الله يرد عليه عينيه بعد ذلك و قدحمل إليه سبعة أثواب . فقال القاسم علي سلامة من ديني قال في سلامة من دينك .فضحك و قال ماأؤمل بعد هذاالعمر فقام الرجل الوارد فأخرج من مخلاته ثلاثة أزر وحبرة يمانية حمراء وعمامة وثوبين ومنديلا فأخذه القاسم و كان عنده قميص خلعه عليه علي النقي ع . و كان للقاسم صديق في أمور الدنيا شديد النصب يقال له عبدالرحمن بن محمدالشيزي وافي إلي الدار فقال القاسم اقرءوا الكتاب عليه فإني أحب

هدايته .قالوا هذا لايحتمله خلق من الشيعة فكيف عبدالرحمن فأخرج إليه القاسم

[ صفحه 469]

الكتاب و قال اقرأه فقرأه عبدالرحمن إلي موضع النعي فقال للقاسم يا أبا عبد الله اتق الله فإنك رجل فاضل في دينك و الله يقول وَ ما تدَريِ نَفسٌ ما ذا تَكسِبُ غَداً وَ ما تدَريِ نَفسٌ بأِيَ ّ أَرضٍ تَمُوتُ و قال عالِمُ الغَيبِ فَلا يُظهِرُ عَلي غَيبِهِ أَحَداً قال القاسم فأتم الآيةإِلّا مَنِ ارتَضي مِن رَسُولٍمولاي هوالمرضي من الرسول ثم قال أعلم أنك تقول هذا ولكن أرخ اليوم فإن أنامت بعد هذااليوم أومت قبله فاعلم أني لست علي شيء و إن أنامت في ذلك اليوم فانظر لنفسك فورخ عبدالرحمن اليوم وافترقوا وحم القاسم يوم السابع واشتدت العلة به إلي مدة ونحن مجتمعون يوما عنده إذ مسح بكمه عينه وخرج من عينه شبه ماء اللحم ثم مد بطرفه إلي ابنه فقال ياحسن إلي و يافلان إلي فنظرنا إلي الحدقتين صحيحتين . وشاع الخبر في الناس فانتابه الناس من العامة ينظرون إليه . وركب القاضي إليه و هو أبوالسائب عتبة بن عبيد الله المسعودي و هوقاضي

-قرآن-135-215-قرآن-223-270-قرآن-295-323

[ صفحه 470]

القضاة ببغداد فدخل عليه و قال له يا أبا محمد ما

هذا ألذي بيدي وأراه خاتما فصه فيروزج فقربه منه فقال عليه ثلاثة أسطر لايمكنني قراءتها و قد قال لمارأي ابنه الحسن في وسط الدار قاعدا أللهم ألهم الحسن طاعتك وجنبه معصيتك قاله ثلاثا ثم كتب وصيته بيده . وكانت الضياع التي بيده لصاحب الأمر ع كان أبوه وقفها عليه . و كان فيما أوصي ابنه أن أهلت إلي الوكالة فيكون قوتك من نصف ضيعتي المعروفة بفرجيدة وسائرها ملك لمولانا ع . فلما كان يوم الأربعين و قدطلع الفجر مات القاسم فوافاه عبدالرحمن يعدو في الأسواق حافيا حاسرا و هويصيح ياسيداه فاستعظم الناس ذلك منه فقال لهم اسكتوا فقد رأيت ما لم تروا وتشيع ورجع عما كان عليه . فلما كان بعده مدة يسيرة ورد كتاب علي الحسن ابنه من صاحب الزمان يقول فيه ألهمك الله طاعته وجنبك معصيته و هوالدعاء ألذي دعا لك به أبوك . ومنها ماروي عن ابن أبي سورة عن أبيه و كان أبوه من مشايخ الزيدية بالكوفة قال كنت خرجت إلي قبر الحسين ع أعرف عنده فلما كان وقت العشاء الآخرة صليت وقمت فابتدأت أقرأ الحمد و إذاشاب حسن الوجه

عليه

[ صفحه 471]

جبة سيفية فابتدأ أيضا قبلي وختم قبلي . فلما كان الغداة خرجنا جميعا من باب الحائر فلما صرنا إلي شاطئ الفرات قال لي الشاب أنت تريد الكوفة فامض .فمضيت في طريق الفرات وأخذ الشاب طريق البر. قال أبوسورة ثم أسفت علي فراقه فاتبعته فقال لي تعال فجئنا جميعا إلي أصل حصن المسناة فنمنا جميعا وانتبهنا و إذانحن علي الغري علي جبل الخندق فقال لي أنت مضيق و لك عيال فامض إلي أبي طاهر الزراري فسيخرج إليك من داره و في يده الدم من الأضحية فقل له شاب من صفته كذا وكذا يقول لك أعط هذا الرجل صرة الدنانير التي عند رجل السرير مدفونة. قال فلما دخلت الكوفة مضيت إليه و قلت ماذكر لي الشاب . فقال سمعا وطاعة و علي يده دم الأضحية. و عن جماعة عن أبي ذر أحمد بن أبي سورة و هو محمد بن الحسن بن عبيد الله التميمي نحو ذلك وزادوا قال ومشينا ليلتنا فإذانحن علي مقابر مسجد السهلة فقال هوذا منزلي . ثم قال لي تمر أنت إلي ابن الزراري علي بن يحيي فتقول له يعطيك المال بعلامة أنه كذا وكذا و في موضع كذا ومغطي بكذا.فقلت من أنت قال أنا محمد

بن الحسن . ثم مشينا حتي انتهينا إلي النواويس في السحر فجلس وحفر بيده فإذاالماء قدخرج وتوضأ ثم صلي ثلاث عشرة ركعة فمضيت إلي الزراري فدققت الباب . فقال من أنت فقلت أبوسورة فسمعته يقول ما لي ولأبي سورة.

[ صفحه 472]

فلما خرج وقصصت عليه القصة صافحني وقبل وجهي ووضع يده بيدي ومسح بهاوجهه ثم أدخلني الدار وأخرج الصرة من عند رجل السرير فدفعها إلي فاستبصر أبوسورة وبر ئ من الزيدية. ومنها ماروي عن محمد بن هارون الهمداني قال كان للناحية علي خمسمائة دينار فضقت بهاذرعا ثم قلت في نفسي لي حوانيت اشتريتها بخمسمائة دينار وثلاثين دينارا قدجعلتها للناحية بخمسمائة دينار و لا و الله مانطقت بذلك فكتب ع إلي محمد بن جعفراقبض الحوانيت من محمد بن هارون بخمسمائة دينار التي لنا عليه . ومنها ماروي عن أبي الحسن المسترق الضرير كنت يوما في مجلس

[ صفحه 473]

الحسن بن عبد الله بن حمدان ناصر الدولة فتذاكرنا أمر الناحية قال كنت أزري عليها إلي أن حضرت مجلس عمي الحسين يوما فأخذت أتكلم في ذلك فقال يابني قدكنت أقول بمقالتك هذه إلي أن ندبت لولاية قم حين استصعبت علي السلطان و كان كل من ورد إليها من جهة السلطان

يحاربه أهلها فسلم إلي جيش وخرجت نحوها. فلما بلغت إلي ناحية طزر خرجت إلي الصيد ففاتتني طريدة فاتبعتها وأوغلت

[ صفحه 474]

في أثرها حتي بلغت إلي نهر فسرت فيه وكلما أسير يتسع النهر فبينما أناكذلك إذ طلع علي فارس تحته شهباء و هومتعمم بعمامة خز خضراء لاأري منه إلاعينيه و في رجليه خفان أحمران فقال لي ياحسين فلا هوأمرني و لاكناني فقلت ماذا تريد قال لم تزري علي الناحية و لم تمنع أصحابي خمس مالك وكنت الرجل الوقور ألذي لايخاف شيئا فأرعدت منه وتهيبته و قلت له أفعل ياسيدي ماتأمر به . فقال إذامضيت إلي الموضع ألذي أنت متوجه إليه فدخلته عفوا وكسبت ماكسبته تحمل خمسه إلي مستحقه فقلت السمع والطاعة. فقال امض راشدا ولوي عنان دابته وانصرف فلم أدر أي طريق سلك وطلبته يمينا وشمالا فخفي علي أمره وازددت رعبا وانكفأت راجعا إلي عسكري وتناسيت الحديث . فلما بلغت قم وعندي أني أريد محاربة القوم خرج إلي أهلها وقالوا كنا نحارب من يجيئنا بخلافهم لنا فأما إذاوافيت أنت فلاخلاف بيننا وبينك ادخل البلدة فدبرها كماتري .فأقمت فيهازمانا وكسبت أموالا زائدة علي ماكنت أقدر ثم وشي

القواد بي

[ صفحه 475]

إلي السلطان وحسدت علي طول مقامي وكثرة مااكتسبت فعزلت ورجعت إلي بغداد فابتدأت بدار السلطان وسلمت عليه وأتيت إلي منزلي وجاءني فيمن جاءني محمد بن عثمان العمري فتخطي الناس حتي اتكأ علي تكأتي فاغتظت من ذلك و لم يزل قاعدا مايبرح و الناس داخلون وخارجون و أناأزداد غيظا. فلما تصرم الناس وخلا المجلس دنا إلي و قال بيني وبينك سر فاسمعه فقلت قل فقال صاحب الشهباء والنهر يقول قدوفينا بما وعدنا.فذكرت الحديث وارتعت من ذلك و قلت السمع والطاعة فقمت فأخذت بيده ففتحت الخزائن فلم يزل يخمسها إلي أن خمس شيئا كنت قدأنسيته مما كنت قدجمعته وانصرف و لم أشك بعد ذلك وتحققت الأمر.فأنا منذ سمعت هذا من عمي أبي عبد الله زال ما كان اعترضني من شك . ومنها ماروي عن أبي القاسم جعفر بن محمد بن قولويه قال لماوصلت

[ صفحه 476]

بغداد في سنة تسع وثلاثين وثلاثمائة للحج وهي السنة التي رد القرامطة فيهاالحجر إلي مكانه من البيت كان أكبر همي الظفر بمن ينصب الحجر لأنه يمضي في أثناء الكتب قصة أخذه و أنه ينصبه في مكانه الحجة في الزمان كما في زمان الحجاج

وضعه زين العابدين ع في مكانه فاستقر.فاعتللت علة صعبة خفت منها علي نفسي و لم يتهيأ لي ماقصدت له فاستنبت المعروف بابن هشام وأعطيته رقعة مختومة أسأل فيها عن مدة عمري وهل تكون المنية في هذه العلة أم لا و قلت همي إيصال هذه الرقعة إلي واضع الحجر في مكانه وأخذ جوابه وإنما أندبك لهذا.

[ صفحه 477]

قال فقال المعروف بابن هشام لماحصلت بمكة وعزم علي إعادة الحجر بذلت لسدنة البيت جملة تمكنت معها من الكون بحيث أري واضع الحجر في مكانه وأقمت معي منهم من يمنع عني ازدحام الناس فكلما عمد إنسان لوضعه اضطرب و لم يستقم فأقبل غلام أسمر اللون حسن الوجه فتناوله ووضعه في مكانه فاستقام كأنه لم يزل عنه وعلت لذلك الأصوات وانصرف خارجا من الباب فنهضت من مكاني أتبعه وأدفع الناس عني يمينا وشمالا حتي ظن بي الاختلاط في العقل و الناس يفرجون لي وعيني لاتفارقه حتي انقطع عن الناس فكنت أسرع السير خلفه و هويمشي علي تؤدة و لاأدركه . فلما حصل بحيث لاأحد يراه غيري وقف والتفت إلي فقال هات مامعك .فناولته الرقعة فقال من

غير أن ينظر فيهاقل له لاخوف عليك في هذه العلة و يكون ما لابد منه بعدثلاثين سنة. قال فوقع علي الزمع حتي لم أطق حراكا وتركني وانصرف . قال أبوالقاسم فأعلمني بهذه الجملة فلما كان سنة تسع وستين اعتل أبوالقاسم فأخذ ينظر في أمره وتحصيل جهازه إلي قبره وكتب وصيته واستعمل الجد في ذلك .فقيل له ما هذاالخوف ونرجو أن يتفضل الله تعالي بالسلامة فما عليك مخوفة.

[ صفحه 478]

فقال هذه السنة التي خوفت فيهافمات في علته . ومنها ماروي عن علي بن ابراهيم بن هاشم عن أبيه عن عيسي بن صبيح قال دخل الحسن العسكري ع علينا الحبس وكنت به عارفا فقال لي لك خمس وستون سنة وشهر ويومان . و كان معي كتاب دعاء عليه تاريخ مولدي وإني نظرت فيه فكان كما قال . و قال هل رزقت ولدا قلت لا. فقال أللهم ارزقه ولدا يكون له عضدا فنعم العضد الولد ثم تمثل ع

من كان ذا عضد يدرك ظلامته || إن الذليل ألذي ليست له عضد

قلت أ لك ولد. قال إي و الله سيكون لي ولد يملأ الأرض قسطا وعدلا فأما الآن فلا ثم تمثل

لعلك يوما أن تراني كأنما

|| بني حوالي الأسود اللوابد

[ صفحه 479]

فإن تميما قبل أن يلد الحصي || أقام زمانا و هو في الناس واحد

. ومنها ماروي عن أبي غالب الزراري تزوجت بالكوفة امرأة من قوم يقال لهم بنو هلال خزازون وحصلت لها منزلة من قلبي فجري بيننا كلام اقتضي خروجها عن بيتي غضبا ورمت ردها فامتنعت علي لأنها كانت في أهلها في عز وعشيرة فضاق لذلك صدري وتجهزت إلي السفر فخرجت إلي بغداد أنا وشيخ من أهلها فقدمناها وقضينا الحق في واجب الزيارة وتوجهنا إلي دار الشيخ أبي القاسم بن روح و كان مستترا من السلطان فدخلنا وسلمنا فقال إن كان

[ صفحه 480]

لك حاجة فاذكر اسمك هاهنا وطرح إلي مدرجة كانت بين يديه فكتبت فيهااسمي واسم أبي وجلسنا قليلا ثم ودعناه وخرجت إلي سرمن رأي للزيارة وزرنا وعدنا وأتينا دار الشيخ فأخرج المدرجة التي كنت كتبت فيهااسمي وجعل يطويها علي أشياء كانت مكتوبة فيها إلي أن انتهي إلي موضع اسمي فناولنيه فإذاتحته مكتوب بقلم دقيق أماالزراري في حال الزوج أوالزوجة فسيصلح الله أوفأصلح الله بينهما وكنت عند ماكتبت اسمي أردت أن أسأله الدعاء لي بصلاح الحال مع الزوجة و لم أذكره بل كتبت اسمي وحده فجاء الجواب

كما كان في خاطري من غير أن أذكره ثم ودعنا الشيخ وخرجنا من بغداد حتي قدمنا الكوفة فيوم قدومي أو من غده أتاني إخوة المرأة فسلموا علي واعتذروا إلي مما كان بيني وبينهم من الخلاف والكلام وعادت الزوجة علي أحسن الوجوه إلي بيتي و لم يجر بيني وبينها خلاف و لاكلام مدة صحبتي لها و لم تخرج من منزلي بعد ذلك إلابإذني حتي ماتت . ومنها أن أبا محمدالدعلجي كان له ولدان و كان من خيار أصحابنا و كان قدسمع الأحاديث و كان أحد ولديه علي الطريقة المستقيمة و هو أبو الحسن كان يغسل الأموات وولد آخر يسلك مسالك الأحداث في فعل الحرام ودفع إلي أبي محمدحجة يحج بها عن صاحب الزمان ع و كان ذلك عادة الشيعة وقتئذ

[ صفحه 481]

فدفع شيئا منها إلي ابنه المذكور بالفساد وخرج إلي الحج . فلما عاد حكي أنه كان واقفا بالموقف فرأي إلي جانبه شابا حسن الوجه أسمر اللون بذؤابتين مقبلا علي شأنه في الدعاء والابتهال والتضرع وحسن العمل فلما قرب نفر الناس التفت إلي و قال ياشيخ ماتستحي قلت من أي شيء ياسيدي قال يدفع إليك حجة عمن تعلم فتدفع منها إلي فاسق يشرب الخمر

يوشك أن تذهب عينك هذه . وأومأ إلي عيني و أنا من ذلك إلي الآن علي وجل ومخافة. وسمع أبو عبد الله محمد بن محمد بن النعمان ذلك قال فما مضي عليه أربعون يوما بعدمورده حتي خرج في عينه التي أومأ إليها قرحة فذهبت . ومنها ماروي عن سعد بن عبد الله الأشعري قال ناظرني مخالف فقال أسلم أبوبكر وعمر طوعا أوكرها ففكرت في ذلك و قلت إن قلت كرها فقد كذبت إذ لم يكن حينئذ سيف مسلول و إن قلت طوعا فالمؤمن لايكفر بعدإيمانه فدفعته عني دفعا بالراح لطيفا وخرجت من ساعتي إلي دار أحمد بن إسحاق أسأله عن ذلك فقيل لي إنه خرج إلي سرمن رأي اليوم فانصرفت إلي بيتي وركبت دابتي وخرجت خلفه حتي وصلت إليه في المنزل فسألني عن حالي

[ صفحه 482]

فقلت أجي ء إلي حضرة أبي محمد ع فعندي أربعون مسألة قدأشكلت علي فقال خير صاحب ورفيق .فمضينا حتي دخلنا سرمن رأي وأخذنا بيتين في خان وسكن كل واحد منا في واحد وخرجنا إلي الحمام واغتسلنا غسل الزيارة والتوبة. فلما رجعنا أخذ أحمد بن إسحاق جرابا ولفه بكساء طبري وجعله علي كتفه ومشينا وكنا نسبح الله ونهلله ونكبره ونستغفره ونصلي

علي محمد وآله إلي أن وصلنا إلي باب الدار فاستأذن أحمد بن إسحاق فأذن بالدخول . فلما دخلنا و إذا أبو محمد ع علي طرف الصفة قاعد و كان علي يمينه غلام قائم كفلقة قمر فسلمنا فأحسن الجواب وأكرمنا وأقعدنا فوضع أحمدالجراب بين يديه و كان أبو محمد ع ينظر في درج طويل في الاستفتاء ورد عليه من ولاية فجعل يقرأ ويكتب تحت كل مسألة التوقيع فالتفت إلي الغلام و قال هذه هدايا موالينا وأشار إلي الجراب . فقال الغلام هذا لايصلح لنا لأن الحلال مختلط بالحرام فيه . فقال أبو محمد ع أنت صاحب الإلهام أفرق بين الحلال والحرام .ففتح أحمدالجراب فأخرج صرة فنظر إليها الغلام و قال هذابعثه فلان بن فلان من محلة كذا و كان باع حنطة خاف علي الزراع في مقاسمتها وهي كذا دينارا و في وسطها خط مكتوب عليه كميته و فيهاصحاح ثلاث إحداها آملي والأخري ليس عليها سكة والأخري فلاني أخذها من نساج غرامة من غزل سرق من عنده ثم أخرج صرة فصرة فجعل يتكلم علي كل واحدة بقريب من ذلك ثم قال اشدد الجراب علي الصرر حتي توصلها عندوصولك إلي أصحابها

[ صفحه 483]

هات الثوب ألذي بعثت

العجوز الصالحة وكانت امرأة بقم غزلته بيدها ونسجته فخرج أحمدليجي ء بالثوب فقال لي أبو محمد ع مافعلت مسائلك الأربعون سل الغلام عنها يجبك فقال لي الغلام ابتداء هلا قلت للسائل ماأسلما طوعا و لاكرها وإنما أسلما طمعا فقد كانا يسمعان من أهل الكتاب منهم من يقول هونبي يملك المشرق والمغرب وتبقي نبوته إلي يوم القيامة. ومنهم من يقول يملك الدنيا كلها ملكا عظيما وينقاد له أهل الأرض .فدخلا كلاهما في الإسلام طمعا في أن يجعل محمدص كل واحد منهما والي ولاية فلما أيسا من ذلك دبرا مع جماعة في قتل محمدص ليلة العقبة فكمنوا له وجاء جبرئيل ع وأخبر محمداص بذلك فوقف علي العقبة و قال يافلان يافلان يافلان اخرجوا فإني لاأمر حتي أراكم كلكم قدخرجتم و قدسمع ذلك حذيفة. ومثلهما طلحة والزبير فهما بايعا عليا ع بعدقتل عثمان طمعا في أن يجعلهما كليهما علي بن أبي طالب ع واليا علي ولاية لاطوعا و لارغبة و لاإكراها و لاإجبارا فلما أيسا من ذلك من علي ع نكثا العهد وخرجا عليه وفعلا مافعلا وأجاب عن مسائلي الأربعين قال و لماأردنا الانصراف قال أبو محمد ع لأحمد بن إسحاق إنك تموت السنة

فطلب منه الكفن قال يصل إليك عندالحاجة. قال سعد بن عبد الله فخرجنا حتي وصلنا حلوان حم أحمد بن إسحاق ومات في الليل بحلوان فجاء رجلان من عند أبي محمد ع ومعهما أكفانه

[ صفحه 484]

فغسلاه وكفناه وصليا عليه . قال و قدكنا عنده من أول الليل فلما مضي وهن منه قال لي انصرف إلي البيت فإني ساكن فمضيت ونمت فلما كان قرب السحر أتي الرجلان إلي باب بيتي وقالا آجرك الله في أحمد بن إسحاق فقد غسلناه وكفناه وصلينا عليه فقمت ورأيته مفروغا منه في الأكفان فدفناه من الغد بحلوان رحمة الله عليه

المجلد 2

المجلد الثاني من كتاب الخرائج والجرائح

الباب الرابع عشر في أعلام النبي صلي الله عليه وآله والأئمة عليهم السلام

اشاره

[ صفحه 490]

فصل في أعلام رسول الله ص

روي عن أبي ذر أنه قال كنت وعثمان نمشي في المسجد و رسول الله ص متكئ فيه فجلسنا إليه ص ثم قال عثمان وجلست فقال النبي ص بأي شيءكنت تناجي عثمان قال كنت أقرأ سورة من القرآن قال أماإنه سيبغضك وتبغضه والظالم منكما في النار قلت إنا لله وإنا إليه راجعون الظالم مني و منه في النار فأينا الظالم يا رسول الله فقال يا أباذر قل الحق و إن وجدته مرا تلقني علي العهد

-روایت-1-2-روایت-28-393

ومنها أن قوما أتوه ص وشكوا بعيرا لهم جن و قدخرب بستانا لهم فمشي رسول الله ص إلي بستانهم فلما فتحوا الباب صدم البعير فلما رآه ص وقع في التراب وجعل يصيح بحنين .

[ صفحه 491]

فقال النبي إنه يشكوكم و يقول عملت لكم سنين وأتعبتموني في حوائجكم فلما أن كبرت أردتم أن تنحروني لعرس .قالوا قد كان كذلك و قدوهبناه لك يا رسول الله قال ص بل تبيعوننيه فابتاعه وأعتقه فكان يطوف في المدينة ويعلفه أهلها ويقولون له عتيق رسول الله . ومنها أن أعرابيا جاء إليه فشكا نضوب ماء بئرهم فأخذص حصاة أوحصاتين وفركها بأنامله ثم أعطاها الأعرابي و قال ارمها بالبئر

فلما رماها فيهافار الماء إلي رأسها

ومنها أن النبي ص كان يوما جالسا وحوله علي وفاطمة و الحسن و الحسين ع فقال لهم كيف بكم إذاكنتم صرعي وقبوركم شتي فقال الحسن ع أنموت موتا أونقتل قتلا فقال يابني بل تقتل بالسم ظلما ويقتل أخوك ظمأ ويقتل أبوك ظلما وتشرد ذراريكم في الأرض فقال الحسين ع و من يقتلنا قال شرار الناس قال فهل يزورنا أحد قال نعم طائفة من أمتي يريدون بزيارتكم بري وصلتي فإذا كان يوم القيامة جئتهم وأخلصهم من أهواله

-روایت-1-2-روایت-9-434

ومنها أن يهوديا جاء إليه ص يقال له سنجت الفارسي فقال أسألك عن ربك يا محمد إن أجبتني اتبعتك و كان رجلا من ملوك فارس و كان ذربا

-روایت-1-2-روایت-9-ادامه دارد

[ صفحه 492]

فقال أين الله قال هو في كل مكان وربنا لايوصف بمكان و لايزول بل لم يزل بلا مكان و لايزال فقال يا محمدإنك لتصف ربا عظيما بلا كيف فكيف لي أن أعلم أنه أرسلك قال علي بن أبي طالب ع فلم يبق بحضرتنا ذلك اليوم حجر و لامدر إلا قال أشهد أن لاإله إلا الله وحده لاشريك له و أن محمدا عبده ورسوله

و قلت أيضا أشهد أن لاإله إلا الله وحده لاشريك له و أن محمدا عبده ورسوله فأسلم سنجت وسماه رسول الله ص عبد الله فقال يا رسول الله من هذا قال هذاخير أهلي وأقرب الخلق مني و هوالوزير معي في حياتي والخليفة بعدوفاتي كما كان هارون من موسي إلا أنه لانبي بعدي فاسمع له وأطعه فإنه علي الحق

-روایت-از قبل-635

ومنها أن عليا قال دعاني رسول الله ص فوجهني إلي اليمن لأصلح بينهم فقلت يا رسول الله إنهم قوم كثير ولهم سن و أناشاب حدث فقال يا علي إذاصرت بأعلي عقبة فناد بأعلي صوتك ياشجر ياحجر يامدر ياثري محمد رسول الله يقرئكم السلام قال ذهبت فلما صرت بأعلي العقبة أشرفت علي أهل اليمن فإذاهم بأسرهم مقبلون

-روایت-1-2-روایت-22-ادامه دارد

[ صفحه 493]

نحوي شاهرون سلاحهم مشرعون أسنتهم متنكبون قسيهم فناديت بأعلي صوتي ياشجر يامدر ياثري محمد رسول الله يقرئكم السلام قال فلم تبق شجرة و لامدرة و لاثري إلاارتج بصوت واحد و علي محمد رسول الله وعليك السلام فاضطربت قوائم القوم وارتعدت ركبهم ووقع السلاح من أيديهم وأقبلوا إلي بالصلح مسرعين

فأصلحت بينهم وانصرفت

-روایت-از قبل-341

[ صفحه 494]

ومنها ماروي عن أبي عبد الله ع قال لماانتهي رسول الله ص إلي الركن الغربي فجازه قال له الركن يا رسول الله قعيد من قواعد بيت الله فما بالي لاأستلم فدنا منه فقال اسكن عليك السلام غيرمهجور

-روایت-1-2-روایت-43-211

ومنها أن النبي ص دخل حائطا فنادته العراجين من كل جانب السلام عليك يا رسول الله و كل واحد منها يقول خذ مني فكل فدنا من العجوة فسجدت فقال أللهم بارك عليها وانفع بهافمن ثم روي أن العجوة من الجنة

و قال ص إني لأعرف حجرا بمكة كان يسلم علي قبل أن أبعث

-روایت-1-2-روایت-13-63

و لم يكن ص يمر في طريق فتبعه أحد إلاعرف أنه ص سلكه من طيب عرفه و لم يكن يمر بحجر و لاشجر إلاسجد له

[ صفحه 495]

ومنها ماروي عن الصادق ع أن النبي ص كان يوما قاعدا إذ مر به بعير فبرك بين يديه ورغا فقال عمر يا رسول الله سجد لك هذاالجمل ونحن أحق أن نسجد لك فقال بل اسجدوا لله إن هذاالجمل يشكو أربابه ويزعم أنهم انتجوه صغيرا واعتملوه فلما صار أعور كبيرا ضعيفا أرادوا نحره و لوأمرت أحدا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها

-روایت-1-2-روایت-30-340

[ صفحه

496]

ومنها ما قال أبو عبد الله ع إن ثلاثة من البهائم أنطقها الله علي عهد النبي الجمل وكلامه شكوي أربابه و غير ذلك والذئب فقد جاء إلي النبي فشكا إليه الجوع فدعا رسول الله ص أرباب الغنم فقال افرضوا للذئب شيئا فشحوا فذهب ثم عاد إليه الثانية فشكا إليه فدعاهم فشحوا ثم جاء الثالثة فشكا إليه الجوع فشحوا فقال رسول الله ص اختلس و لو أن رسول الله ص فرض للذئب شيئا مازاد الذئب شيئا حتي تقوم الساعة و أماالبقرة فإنها آذنت بالنبي ص ودلت عليه وكانت في نخل لبني سالم من الأنصار وقالت ياذريح عمل نجيح صائح يصيح بلسان عربي فصيح بأن لاإله إلا الله رب العالمين و محمد رسول الله سيد النبيين و علي وصيه سيد الوصيين

-روایت-1-2-روایت-34-653

ومنها ما قال الصادق إن الذئاب جاءت إلي النبي ص تطلب أرزاقها فقال لأصحاب الغنم إن شئتم صالحتها علي شيءتخرجونه إليها و لاترزأ من

-روایت-1-2-روایت-24-ادامه دارد

[ صفحه 497]

أموالكم شيئا و إن شئتم تركتموها تعدوا وعليكم حفظ أموالكم قالوا بل نتركها كماهي تصيب منا ماأصابت ونمنعها مااستطعنا

-روایت-از قبل-124

ومنها ماروي عن سلمان قال كنت قاعدا عند النبي ص إذ أقبل أعرابي فقال يا محمدأخبرني بما في بطن ناقتي

حتي أعلم أن ألذي جئت به حق وأؤمن بإلهك وأتبعك فالتفت النبي ص إلي علي ع فقال حبيبي علي يدلك .فأخذ ع بخطام الناقة ثم مسح يده علي نحرها ثم رفع طرفه إلي السماء و قال أللهم إني أسألك بحق محمد و أهل بيت محمد وبأسمائك الحسني وبكلماتك التامات لماأنطقت هذه الناقة حتي تخبرنا بما في بطنها فإذاالناقة قدالتفتت إلي علي ع وهي تقول يا أمير المؤمنين إنه ركبني يوما و هويريد زيارة ابن عم له فلما انتهي بي إلي واد يقال له وادي الحسك نزل عني وأبركني في الوادي وواقعني .

[ صفحه 498]

فقال الأعرابي ويحكم أيكم النبي هذا أو هذا.قيل هذا النبي و هذاأخوه ووصيه . فقال الأعرابي أشهد أن لاإله إلا الله وأنك رسول الله وسأل النبي ص أن يسأل الله ليكفيه ما في بطن ناقته فكفاه وأسلم وحسن إسلامه ومنها ماروي عن أسماء بنت عميس كنا مع النبي ص في غزوة حنين فبعث عليا في حاجة و قدصلي رسول الله العصر و لم يصلها علي فلما رجع وضع رسول الله رأسه في حجره حتي غربت الشمس فلما رفع النبي رأسه قال علي لم

أكن صليت العصر. فقال النبي أللهم إن عليا حبس بنفسه علي نبيك فرد له الشمس فطلعت حتي ارتفعت الشمس علي الحيطان و الأرض حتي صلي علي العصر ثم غربت .قالت أسماء و ذلك بالصهباء في غزوة حنين و أن عليا صلي إيماء ثم قال

[ صفحه 499]

له النبي يا علي أماإنها سترد عليك بعدي حجة علي أهل خلافك . فقال حسان بن ثابت في ذلك

إن علي بن أبي طالب || ردت له الشمس من المغرب

ردت عليه الشمس في ضوئها || عصرا كأن الشمس لم تغرب

.

[ صفحه 503]

ومنها أن أعرابيا قال للنبي بما أعرف أنك رسول الله فقال أرأيت إن دعوت هذاالعذق من هذه النخلة وأتاني أتشهد أني رسول الله قال نعم فدعا العذق فنزل من النخلة حتي سقط في الأرض فجعل ينقز حتي أتي النبي فقال الأعرابي أشهد أن لاإله إلا الله وأنك رسول الله . ثم قال النبي للعذق ارجع فرجع إلي مكانه و كان عامريا فخرج إلي قومه و قال ياآل عامر بن صعصعة و الله لاأكذبه بشي ء أبدا ومنها ماروي عن أبي ذر قال دخلت علي النبي ص يوما فقال مافعلت غنيماتك قلت

إن لها قصة عجيبة بينا أنا في صلاتي إذ عدا الذئب علي غنمي فقلت

[ صفحه 504]

في نفسي لاأقطع الصلاة فأخذ حملا فذهب به و أناأحس به إذ أقبل علي الذئب أسد فاستنقذ الحمل منه ورده في القطيع ثم ناداني يا أباذر أقبل علي صلاتك فإن الله قدوكلني بغنمك فلما فرغت قال لي الأسد امض إلي محمدص فأخبره أن الله أكرم صاحبك الحافظ لشريعتك ووكل أسدا بغنمه فعجب من كان حول رسول الله ص من ذلك ومنها أن أعرابيا من بني سليم جاء إلي رسول الله ص و قداصطاد ضبا و هو في كمه فقال يا محمد لاأؤمن بك حتي ينطق هذاالضب فقال النبي ص ياضب من أنا فقال أنت محمد بن عبد الله اصطفاك الله حبيبا فأسلم السلمي

ومنها أن أبا عبد الله ع سئل هل علم رسول الله ص حذيفة أسماء المنافقين فقال لا ولكن رسول الله لما كان في غزوة تبوك كان يسير علي ناقته و الناس أمامه فلما انتهي إلي العقبة و قدجلس عليها أربعة عشر رجلا ستة من قريش وثمانية من أفناء الناس أو علي عكس ذلك والشك من الراوي فأتاه جبرئيل فقال إن

فلانا وفلانا وفلانا قدقعدوا لك علي العقبة لينفروا ناقتك

-روایت-1-2-روایت-3-ادامه دارد

[ صفحه 505]

فناداهم رسول الله يافلان و يافلان بن فلان أنتم القعود لتنفروا ناقتي و كان حذيفة خلفه فلحق فقال ياحذيفة سمعت قال نعم قال اكتم

-روایت-از قبل-142

ومنها ماروي عن موسي بن جعفر عن أبيه ع أن أصحاب رسول الله ص كانوا جلوسا يتذاكرون وفيهم علي ع إذ أتاهم يهودي فقال ياأمة محمد ماتركتم درجة للأنبياء إلانحلتموها لنبيكم فقال أمير المؤمنين ع إن كنتم تقولون إن موسي ع كلم ربه علي طور سيناء فإن الله كلم محمداص في السماء السابعة ولئن قالت النصاري إن عيسي أبرأ العميان وأحيا الموتي فإن محمداص لماسألته قريش إحياء ميت دعاني وبعثني معهم إلي المقابر ودعوت الله فقاموا من قبورهم ينفضون التراب عن رءوسهم بإذن الله و إن أباقتادة بن ربعي الأنصاري شهد وقعة أحد فأصابته طعنة في عينه فبدرت حدقته فأخذها بيده وأتي بها رسول الله ص فقال إن امرأتي الآن تبغضني فأخذها

-روایت-1-2-روایت-48-ادامه دارد

[ صفحه 506]

رسول الله ص فوضعها مكانها فلاتعرف إلابفضل حسنها وضوئها علي العين الأخري ولقد بارز عبد الله بن عتيك فأبين يده فجاء النبي ص ليلا ومعه يده

المقطوعة فمسح عليها فاستوت يده

-روایت-از قبل-186

ومنها أن النبي ص كان إذاأراد حاجة أبعد في المشي فأتي يوما واديا لحاجة فنزع خفه وقضي حاجته ثم توضي وأراد لبس خفه فجاء طير أخضر فحمل الخف وارتفع به ثم طرحه فخرج منه أسود فقال النبي ص هذه كرامة أكرمني الله بها أللهم إني أعوذ بك من شر من يمشي علي بطنه و من شر جسد يمشي علي رجلين و من شر من يمشي علي أربع و من شر كل ذي شر و من شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها إن ربي علي صراط مستقيم

-روایت-1-2-روایت-3-412

[ صفحه 507]

ومنها أنه كان لكل عضو من أعضاء النبي معجزة فمعجزة الرأس هو أن الغمامة أظلت علي رأسه ومعجزة عينيه أنه كان يري من خلفه كمايري من أمامه ومعجزة أذنيه هي أنه كان يسمع الأصوات في النوم كمايسمع في اليقظة ومعجزة لسانه أنه قال للضب من أنا فقال أنت رسول الله ومعجزة يديه أنه خرج من بين أصابعه الماء ومعجزة رجليه أنه كان لجابر بئر ماؤها زعاق فعطش فشكا إلي النبي فدعا بطشت وغسل رجليه فيه وأمر بإهراق ذلك الماء فيهافصار ماؤها عذبا ومعجزة عورته أنه ولد مختونا ومعجزة بدنه هي أنه لم يقع ظله

علي الأرض لأنه كان نورا لا يكون من النور الظل كالسراج ومعجزة ظهره ختم النبوة كان علي كتفيه مكتوبا لاإله إلا الله محمد رسول الله . ومنها أن أنسا قال أرسلتني أمي أم سليم إلي النبي ص بشي ء

[ صفحه 508]

صنعته و هومد من شعير طحنته وعصرت عليه عكة كان فيهاسمن فقام النبي ص و من معه فدخل عليها ودخلوا وأكلوا وشبعوا حتي أتي عليهم فقيل لأنس كم كانوا قال أربعين

ومنها ماروي عن الرضا عن أبيه ع كنت عند أبي يوما و أناطفل خماسي إذ دخل عليه نفر من اليهود فسألوه عن دلائل رسول الله ص فقال لهم سلوا هذا فقال أحدهم ماأعطي نبيكم من الآيات التي نفت الشك قلت آيات كثيرة اسمعوا وعوا أنتم تدرون أن الجن كانت تسترق السمع قبل مبعث نبي الله فمنعت في أول رسالته بالرجوم

-روایت-1-2-روایت-38-ادامه دارد

[ صفحه 509]

وبطلان الكهنة والسحرة و أن أباجهل أتاه و هونائم خلف جدار ومعه حجر يريد أن يرميه فالتصق بكفه و من ذلك كلام الذئب وكلام البعير و أن امرأة عبد الله بن مشكم أتته بشاة مسمومة و مع النبي بشر بن البراء بن عازب فتناول النبي الذراع وتناول

بشر الكراع فأما النبي فلاكها ولفظها و قال إنها لتخبرني أنها مسمومة و أمابشر فلاكها وابتلعها فمات فأرسل إليها فأقرت قال ماحملك علي مافعلت قالت قتلت زوجي وأشراف قومي فقلت إن كان ملكا قتلته و إن كان نبيا فسيطلعه الله علي ذلك وأشياء كثيرة فعدها عليهم فأسلم اليهود وكساهم أبو عبد الله ع ووهب لهم

-روایت-از قبل-575

ومنها ماروي عن المفضل بن عمر عن الصادق عن آبائه عن علي ع قال خرجنا مع النبي ص في غزاة فعطش الناس و لم يكن في المنزل ماء و كان في إناء قليل ماء فوضع أصابعه فيه فتحلب منها الماء حتي روي الناس والإبل والخيل وتزود الناس و كان في العسكر اثنا عشر ألف بعير والخيل اثنا عشر ألف فرس و الناس ثلاثين ألفا

-روایت-1-2-روایت-72-328

[ صفحه 510]

ومنها ماروي عن مخزوم بن هانئ المخزومي عن أبيه و قدأتي عليه مائة وخمسون سنة قال لماكانت الليلة التي ولد فيها رسول الله ص ارتجس إيوان كسري وسقطت منه أربع عشرة شرفة وخمدت نار فارس و ماكانت تخمد قبل ذلك بألف سنة وغاضت بحيرة ساوة. ورأي الموبذان في النوم أيضا إبلا صعابا تقود خيلا عرابا قدقطعت

دجلة فانتشرت في بلادنا. فلما أصبح كسري راعه ذلك وأفزعه وتصبر عليه تشجعا ثم رأي أن لايدخر ذلك عن وزرائه ومرازبته فجمعهم وأخبرهم بما هاله فبينا هم كذلك إذ أتاه كتاب بخمود نار فارس فقال له الموبذان و أنارأيت رؤيا ثم قصها عليهم فقال أي شيء يكون ياموبذان قال حدث يكون من ناحية العرب .

[ صفحه 511]

فكتب كسري إلي النعمان بن المنذر وجه إلي برجل عالم بما أريد أن أسأله عنه فوجه إليه بعبد المسيح بن عمر بن نفيلة الغساني فلما قدم عليه أخبره بما رأي فقال علم ذلك عندخال لي يسكن مشارف الشام يقال له سطيح قال اذهب إليه فاسأله وائتني بتأويل ماعنده .فنهض عبدالمسيح حتي قدم علي سطيح و قدأشرف علي الموت فسلم عليه فلم يحر جوابا.

[ صفحه 512]

ثم قال عبدالمسيح علي جمل مشيح أتي إلي سطيح و قدأوفي علي الضريح بعثك ملك ساسان لارتجاس الإيوان وخمود النيران ورؤيا الموبذان رأي إبلا صعابا تقود خيلا عرابا قدقطعت دجلة وانتشرت في بلاده فقال يا عبدالمسيح إذاكثرت التلاوة وظهر صاحب الهراوة وفاض وادي سماوة وغاضت بحيرة ساوة وخمدت نار فارس

فليس الشام لسطيح شاما يملك منهم ملوك وملكات علي عدد الشرفات و كل ما هوآت آت . ثم قضي سطيح مكانه .فنهض عبدالمسيح وقدم علي كسري وأخبره بما قال سطيح فقال لي إلي

[ صفحه 513]

أن يملك منا أربعة عشر ملكا كانت أمور.فملك منهم عشرة في أربعة سنين والباقون إلي إمارة عثمان

ومنها ماروي عن زياد بن الحارث الصدائي صاحب النبي ص أنه ص بعث جيشا إلي قومي قلت يا رسول الله اردد الجيش و أنا لك بإسلام قومي فردهم فكتب إليهم كتابا فقدم وفدهم بإسلامهم فقال ص إنك لمطاع في قومك قلت بل الله هداهم إلي الإسلام فكتب لي كتابا يؤمرني عليهم قلت يا رسول الله مر لي بشي ء من صدقاتهم فكتب لي بذلك و كان في سفر له فنزل منزلا فأتاه أهل ذلك المنزل يشكون عاملهم فقال ص لاخير في الإمارة لرجل مؤمن ثم أتاه آخر فقال يا رسول الله أعطني

-روایت-1-2-روایت-60-ادامه دارد

[ صفحه 514]

فقال من سأل الناس عن ظهر غني فصداع في الرأس وداء في البطن فقال أعطني من الصدقة فقال إن الله لم يرض فيهابحكم نبي و لاغيره حتي حكم هو فيهافجزأها ثمانية

أجزاء فإن كنت من تلك الأجزاء أعطيناك حقك قال الصدائي فدخل في نفسي من ذلك شيءفأتيته بالكتابين قال فدلني علي رجل أؤمره عليكم فدللته علي رجل من الوفد ثم قلنا إن لنا بئرا إذا كان الشتاء وسعنا ماؤها واجتمعنا عليها و إذا كان الصيف قل ماؤها وتفرقنا علي مياه حولنا و قدأسلمنا و كل من حولنا لنا أعداء فادع الله لنا في بئرنا أن لاتمنعنا ماءها في الصيف فنجتمع عليها و لانفترق فدعا بسبع حصيات ففركهن في يده ودعا فيهن ثم قال اذهبوا بهذه الحصيات فإذاأتيتم البئر فألقوا واحدة واذكروا اسم الله قال زياد ففعلنا ما قال لنا فما استطعنا بعد ذلك أن ننظر إلي قعر البئر ببركة رسول الله ص

-روایت-از قبل-776

ومنها ماروي عن الباقر ع أن النبي ص صلي يوما بأصحابه الفجر ثم جلس معهم يحدثهم حتي طلعت الشمس فجعل يقوم الرجل بعد الرجل حتي

-روایت-1-2-روایت-29-ادامه دارد

[ صفحه 515]

لم يبق معه إلارجلان أنصاري وثقفي فقال لهما رسول الله قدعلمت أن لكما حاجة تريدان أن تسألاني عنها فإن شئتما أخبرتكما بحاجتكما قبل أن تسألاني و إن شئتما فسلاني قالا بل تخبرنا يا رسول الله فإن ذلك أجلي للعمي وأبعد من الارتياب وأثبت للإيمان فقال النبي أما أنت

ياأخا الأنصار فإنك من قوم يؤثرون علي أنفسهم و أنت قروي و هذاالثقفي بدوي أفتؤثره بالمسألة قال نعم قال أما أنت ياأخا ثقيف فإنك جئت تسألني عن وضوئك وصلاتك و ما لك فيهما قال نعم قال فاعلم أنك إذاضربت يدك في الماء و قلت بسم الله تناثرت الذنوب التي اكتسبتها يداك و إذاغسلت وجهك ويديك تناثرت الذنوب عن يمينك وشمالك و إذامسحت رأسك وقدميك تناثرت الذنوب التي مشيت إليها علي قدميك فهذا لك في وضوئك و إذاقمت إلي الصلاة وتوجهت وقرأت أم الكتاب و ماتيسر لك من السور ثم ركعت فأتممت ركوعها وسجودها وتشهدت وسلمت غفر لك كل ذنب فيما بينك و بين الصلاة التي قدمتها إلي الصلاة المؤخرة فهذا لك في صلاتك و أما أنت ياأخا الأنصار فإنك جئت تسألني عن حجك وعمرتك و ما لك فيهما من الثواب قال نعم قال فاعلم أنك إذاتوجهت إلي سبيل الحج ثم ركبت راحلتك و قلت بسم الله ومضت بك راحلتك لم تضع راحلتك خفا و لم ترفع خفا إلاكتب الله لك حسنة ومحا عنك سيئة فإذاأحرمت ولبيت كتب الله لك بكل تلبية

عشر حسنات ومحا عنك عشر سيئات

-روایت-از قبل-1-روایت-2-ادامه دارد

[ صفحه 516]

فإذاطفت بالبيت أسبوعا كان لك بذلك عند الله عهد وذكر يستحي منك ربك أن يعذبك بعده فإذاصليت عندالمقام ركعتين كتب الله لك بهما ألفي ركعة مقبولة و إذاسعيت بين الصفا والمروة سبعة أشواط كان لك بذلك عند الله مثل أجر من حج ماشيا من بلاده ومثل أجر من أعتق سبعين رقبة مؤمنة فإذاوقفت بعرفات إلي غروب الشمس فلو كان عليك من الذنوب مثل رمل عالج وزبد البحر لغفر الله لك فإذاذبحت هديك أونحرت بدنتك كتب الله لك بكل قطرة من دمها حسنة يكتب لك لمايستقبل من عمرك و إذاطفت بالبيت أسبوعا للزيارة وصليت عندالمقام ركعتين ضرب ملك كريم علي كتفيك فقال أما مامضي فقد غفر لك فاستأنف العمل فيما بينك و بين عشرين ومائة يوم فقالا جئنا لذلك

-روایت-از قبل-671

[ صفحه 517]

ومنها ماروي عن جرير بن عبد الله البجلي قال بعثني النبي ص

[ صفحه 518]

بكتابه إلي ذي الكلاع وقومه فدخلت عليه فعظم كتابه وتجهز وخرج في جيش عظيم وخرجت معه فبينا نسير إذ رفع لنا دير راهب فقال أريد هذاالراهب فلما دخلنا عليه سأله أين تريد قال هذا النبي ألذي خرج

في قريش و هذارسوله . قال الراهب لقد مات هذاالرسول فقلت من أين علمت بوفاته قال إنكم قبل أن تصلوا إلي كنت أنظر في كتاب دانيال فمررت بصفة محمدص ونعته وأيامه وأجله فوجدت أنه في هذه الساعة يتوفي فقال ذو الكلاع أناأنصرف قال جرير فرجعت فإذا رسول الله توفي ذلك اليوم

[ صفحه 519]

ومنها ماروي عن الحسن بن علي ع في قوله تعالي ثُمّ قَسَت قُلُوبُكُم مِن بَعدِ ذلِكَ فهَيِ َ كَالحِجارَةِ أَو أَشَدّ قَسوَةً قال يقول الله يبست قلوبكم معاشر اليهود كالحجارة اليابسة لاترشح برطوبة أي أنكم لاحق الله تؤدون و لاأموالكم تتصدقون و لابالمعروف تتكرمون و لاللضيف تقرون و لامكروبا تغيثون و لابشي ء من الإنسانية تعاشرون وتواصلون أَو أَشَدّ قَسوَةًأبهم علي السامعين و لم يبن لهم كما يقول القائل أكلت لحما أوخبزا و هو لايريد به أني لاأدري ماأكلت بل يريد به أن يبهم علي السامع حتي لايعلم ماذا أكل و إن كان يعلم أنه قدأكل أيهماوَ إِنّ مِنَ الحِجارَةِ لَما يَتَفَجّرُ مِنهُ الأَنهارُ أي قلوبكم في القساوة بحيث لايجي ء منها خير يايهود و في الحجارة مايتفجر منه الأنهار فتجي ء بالخير والنبات لبني آدم وَ إِنّ مِنها أي و إن من الحجارةلَما

يَشّقّقُ فَيَخرُجُ مِنهُ الماءُدون الأنهار وقلوبكم لايجي ء منها لاكثير من الخير و لاقليل وَ إِنّ مِنها أي من الحجارة إن أقسم عليها باسم الله تهبط و ليس في قلوبكم شيء منه فقالوا زعمت يا محمد أن الحجارة ألين من قلوبنا و هذه الجبال بحضرتنا فاستشهدها علي تصديقك فإن نطقت بتصديقك فأنت المحق فخرجوا إلي أوعر جبل فقالوا استشهده فقال رسول الله ص

-روایت-1-2-روایت-39-ادامه دارد

[ صفحه 520]

أسألك ياجبل بجاه محمد وآله الطيبين الذين بذكر أسمائهم خفف الله العرش علي كواهل ثمانية من الملائكة بعد أن لم يقدروا علي تحريكه فتحرك الجبل وفاض الماء فنادي أشهد أنك رسول رب العالمين و أن قلوب هؤلاء اليهود كماوصفت أقسي من الحجارة فقال اليهود أعلينا تلبس أجلست أصحابك خلف هذاالجبل ينطقون بمثل هذا فإن كنت صادقا فتنح من موضعك إلي ذي القرار ومر هذاالجبل يسير إليك ومره أن ينقطع نصفين ترتفع السفلي وتنخفض العليا فأشار إلي حجر تدحرج فتدحرج ثم قال لمخاطبه خذه وقربه فسيعيد عليك بما سمعت فإن هذاجزء من هذاالجبل فأخذه الرجل فأدناه من أذنه فنطق الحجر بمثل مانطق به الجبل قال فأتني بما اقترحت فتباعد رسول الله ص

إلي فضاء واسع هناك ثم نادي أيها الجبل بحق محمد وآله الطيبين لمااقتلعت من مكانك بإذن الله وجئت إلي حضرتي فتزلزل الجبل وسار مثل الفرس الهملاج ونادي ها أناسامع لك ومطيع مرني فقال هؤلاء اقترحوا علي أن آمرك أن تنقطع من أصلك فتصير نصفين فينخفض أعلاك ويرتفع أسفلك فتقطع نصفين فارتفع أسفله وانخفض أعلاه فصار فرعه

-روایت-از قبل-1-روایت-2-ادامه دارد

[ صفحه 521]

أصله ثم نادي الجبل أ هذا ألذي ترون دون معجزات موسي ألذي تزعمون أنكم به مؤمنون فقال رجل منهم هذا رجل تتأتي له العجائب فنادي الجبل ياأعداء الله أبطلتم بما تقولون نبوة موسي ع حيث كان وقوف الجبل فوقهم كالظلة فيقال هو رجل يأتي بالعجائب فلزمتهم الحجة و ماأسلموا

-روایت-از قبل-286

ومنها ماروي عن الوليد بن عبادة بن الصامت قال بينا جابر بن عبد الله يصلي في المسجد إذ قام إليه أعرابي فقال أخبرني هل تكلمت بهيمة علي عهد رسول الله ص قال نعم .دعا النبي ص علي عتبة بن أبي لهب فقال قتلك كلب الله .فخرج رسول الله ص يوما في صحب له حتي إذانزلنا علي مبقلة مكة خرج عتبة مستخفيا فنزل في أقاصي أصحاب

النبي ص و الناس لايعلمون ليقتل محمدا فلما هجم الليل إذاأسد قبض علي عتبة ثم أخرجه خارج الركب ثم زأر زئيرا لم يبق أحد من الركب إلانصت له ثم نطق بلسان طلق و هو يقول

[ صفحه 522]

هذاعتبة بن أبي لهب خرج من مكة مستخفيا يزعم أنه يقتل محمدا ثم مزقه قطعا قطعا و لم يأكل منه . ثم قال جابر و قدثمل قوم من آل ذريح وقينات لهم ليلة فبينا هم في لهوهم ولعبهم إذ صعد عجل علي رابية و قال لهم بلسان ذلق ياآل ذريح أمر نجيح صائح يصيح بلسان فصيح ببطن مكة يدعوكم إلي قول لاإله إلا الله فأجيبوه فترك القوم لهوهم ولعبهم وأقبلوا إلي مكة فدخلوا في الإسلام مع رسول الله ص . ثم قال جابر لقد تكلم ذئب أتي غنما ليصيب منها فجعل الراعي يصده ويمنعه فلم ينته فقال عجبا لهذا الذئب . فقال الذئب يا هذاأنتم أعجب مني محمد بن عبد الله القرشي يدعوكم ببطن مكة إلي قول لاإله إلا الله يضمن لكم عليه الجنة وتأبون عليه . فقال الراعي يا لك من طامة من يرعي الغنم حتي آتيه

فأؤمن به . قال الذئب أناأرعي الغنم فخرج ودخل مع رسول الله في الإسلام .

[ صفحه 523]

ثم قال جابر ولقد تكلم بعير كان لآل النجار شرد عليهم ومنعهم ظهره فاحتالوا له بكل حيلة فلم يجدوا إلي أخذه سبيلا فأخبروا النبي ص فخرج إليه فلما بصر به البعير برك خاضعا باكيا فالتفت النبي إلي بني النجار فقال ألا أنه يشكوكم أنكم أقللتم علفه وأثقلتم ظهره فقالوا إنه ذو منعة لايتمكن منه فقال انطلق مع أهلك فانطلق ذليلا. ثم قال جابر تكلمت ظبية اصطادها قوم من الصحابة فشدوها إلي جانب رحلهم فمر النبي ص فنادته الظبية يانبي الله يا رسول الله فقال أيتها النجداء ماشأنك قالت إني حافل و لي خشفان فخلني حتي أرضعهما وأعود فأطلقها ثم مضي فلما رجع إذاالظبية قائمة فجعل ص يوثقها فحس أهل الرجل به فحدثهم بحديثها فقالوا هي لك فأطلقها فتكلمت بالشهادتين

[ صفحه 524]

فصل في ذكر أعلام فاطمة البتول ع

عن المفضل بن عمر عن أبي عبد الله قلت له ع كيف كانت ولادة فاطمة ع قال إن خديجة لماتزوج بها رسول الله ص هجرها نسوة قريش فكن لايدخلن عليها و لايسلمن عليها و لايتركن امرأة تدخل عليها فاستوحشت خديجة لذلك و

كان جزعها وغمها حذرا عليه فلما حملت بفاطمة ع كانت فاطمة تحدثها من بطنها وتصبرها وكانت تكتم ذلك من رسول الله فدخل ص عليها يوما فسمع خديجة تحدث فاطمة فقال لها ياخديجة من تحدثين قالت الجنين ألذي في بطني يحدثني ويؤنسني قال ياخديجة هذاجبرئيل يبشرني بأنها أنثي وأنها النسل الطاهرة الميمونة و أن الله سيجعل نسلي منها وسيجعل من نسلها أئمة ويجعلهم خلفاء في أرضه بعدانقضاء وحيه فلم تزل خديجة علي ذلك إلي أن حضرت ولادتها فوجهت إلي نساء قريش أن تعالين لتلين مني ماتلي النساء من النساء فأرسلن إليها عصيتينا و لم تقبلي قولنا وتزوجت محمدا يتيم أبي طالب فقيرا لامال له فلسنا نجي ء و لانلي من أمرك شيئا

-روایت-1-2-روایت-40-ادامه دارد

[ صفحه 525]

فاغتمت خديجة لذلك فبينا هي كذلك إذ دخل عليها أربع نسوة طوال كأنهن من نساء بني هاشم ففزعت منهن لمارأتهن فقالت إحداهن لاتحزني ياخديجة فإنا رسل ربك إليك ونحن أخواتك أناسارة و هذه آسية بنت مزاحم وهي رفيقتك في الجنة و هذه مريم بنت عمران و هذه كلثم بنت عمران أخت موسي بن عمران بعثنا الله إليك لنلي منك ماتلي النساء من النساء فجلست واحدة عن يمينها والأخري عن

يسارها والثالثة بين يديها والرابعة من خلفها فوضعت فاطمة طاهرة مطهرة فلما سقطت إلي الأرض أشرق منها النور حتي دخل بيوتات مكة و لم يبق في شرق الأرض و لاغربها موضع إلاأشرق من ذلك النور ودخل عشر من الحور العين بيد كل واحدة طشت من الجنة وإبريق من الجنة و في الإبريق ماء من الكوثر فتناولتها المرأة التي كانت بين يديها فغسلتها بماء الكوثر وأخرجت خرقتين بيضاوين أشد بياضا من اللبن وأطيب ريحا من المسك والعنبر فلفتها بواحدة وقنعتها بالثانية ثم استنطقتها فنطقت فاطمة ع بالشهادتين فقالت أشهد أن لاإله إلا الله و أن أبي محمد رسول الله سيد الأنبياء و أن بعلي علي سيد الأوصياء وولدي سادة الأسباط ثم سلمت عليهن وسمت كل واحدة باسمها وأقبلن يضحكن إليها وتباشرت الحور العين وبشر أهل السماء بعضهم بعضا بولادة فاطمة ع وحدث في السماء نور زاهر لم تره الملائكة قبل ذلك وقالت النسوة خذيها ياخديجة طاهرة مباركة زكية ميمونة بورك فيها و في نسلها فتناولتها فرحة مستبشرة وألقمتها ثديها وكانت فاطمة ع تنمو في اليوم كماينمو

-روایت-از قبل-1-روایت-2-ادامه دارد

[ صفحه 526]

الصبي في الشهر وتنمو في الشهر كماينمو في السنة و قال أبو عبد الله ع فاطمة مكثت بعد رسول الله ص خمسة وسبعين يوما و كان دخلها حزن شديد علي أبيها

و كان جبرئيل يأتيها ويطيب نفسها ويخبرها عن أبيها بمكانه ويخبرها بما يكون بعده في ذريتها و كان علي ع يكتب ذلك

-روایت-از قبل-271

[ صفحه 527]

ومنها أن أبا عبد الله ع قال إن بنات الأنبياء لايحضن و قال بعث رسول الله ص سلمان إلي دار فاطمة في حاجة فأصابها نائمة والرحي تدور فأتاه فأخبره فقال رسول الله ص له الله علم ضعف فاطمة فرحمها

-روایت-1-2-روایت-35-211

[ صفحه 528]

ومنها أن جابر بن عبد الله قال إن رسول الله ص أقام أياما و لم يطعم طعاما حتي شق ذلك عليه فطاف في ديار أزواجه فلم يصب عندأحداهن شيئا فأتي فاطمة فقال يابنية هل عندك شيءآكله فإني جائع قالت لا و الله بنفسي وأمي فلما خرج عنها بعثت جارة لها رغيفين وبضعة لحم فأخذته ووضعته في جفنة وغطت عليها وقالت و الله لأوثرن بهذا رسول الله ص علي نفسي و من غيري وكانوا محتاجين إلي شبعة طعام فبعثت حسنا أوحسينا إلي رسول الله ص فرجع إليها فقالت قدأتانا الله بشي ء فخبأته لك فقال هلمي يابنية فكشفت الجفنة فإذاهي مملوءة خبزا ولحما فلما نظرت إليه بهتت وعرفت أنه من عند الله فحمدت الله وصلت علي نبيه أبيها

وقدمته إليه فلما رآه حمد الله و قال من أين لك هذاقالت هو من عند الله إن الله يرزق من يشاء بغير حساب

-روایت-1-2-روایت-36-ادامه دارد

[ صفحه 529]

فبعث رسول الله ص إلي علي فدعاه وأحضره وأكل رسول الله ص و علي وفاطمة و الحسن و الحسين وجميع أزواج النبي حتي شبعوا قالت فاطمة وبقيت الجفنة كماهي فأوسعت منها علي جميع جيراني وجعل الله فيهابركة وخيرا كثيرا

-روایت-از قبل-230

ومنها أن أبا عبد الله ع قال إن خديجة لماتوفيت جعلت فاطمة تلوذ برسول الله ص وتدور حوله وتسأله ياأبتاه أين أمي فجعل النبي ص لايجيبها فجعلت تدور وتسأله ياأبتاه أين أمي و رسول الله لايدري ما يقول فنزل جبرئيل فقال إن ربك يأمرك أن تقرأ علي فاطمة السلام وتقول لها إن أمك في بيت من قصب كعابه من ذهب وعمده ياقوت أحمر بين آسية

-روایت-1-2-روایت-35-ادامه دارد

[ صفحه 530]

امرأة فرعون ومريم بنت عمران فقالت فاطمة إن الله هو السلام و منه السلام و إليه السلام

-روایت-از قبل-100

ومنها أن أم أيمن لماتوفيت فاطمة حلفت أن لاتكون بالمدينة إذ لاتطيق النظر إلي مواضع كانت ع فيهافخرجت إلي

مكة فلما كانت في بعض الطريق عطشت عطشا شديدا فرفعت يديها وقالت يارب أناخادمة فاطمة تقتلني عطشا.فأنزل الله عليها دلوا من السماء فشربت فلم تحتج إلي الطعام والشراب سبع سنين و كان الناس يبعثونها في اليوم الشديد الحر فما يصيبها عطش . ومنها أن سلمان قال كانت فاطمة ع جالسة قدامها رحي تطحن بهاالشعير و علي عمود الرحي دم سائل و الحسين في ناحية الدار يبكي فقلت يابنت رسول الله دبرت كفاك و هذه فضة.فقالت أوصاني رسول الله ص أن تكون الخدمة لها يوما و لي يوما فكان أمس يوم خدمتها. قال سلمان إني مولي عتاقة إما أن أطحن الشعير أوأسكت لك الحسين

[ صفحه 531]

فقالت أنابتسكيته أرفق و أنت تطحن الشعير فطحنت شيئا من الشعير فإذا أنابالإقامة فمضيت وصليت مع رسول الله ص فلما فرغت قلت لعلي مارأيت فبكي وخرج ثم عاد يتبسم فسأله عن ذلك رسول الله ص قال دخلت علي فاطمة وهي مستلقية لقفاها و الحسين نائم علي صدرها وقدامها الرحي تدور من غيريد فتبسم رسول الله ص و قال يا علي أ ماعلمت أن لله ملائكة سيارة في الأرض يخدمون محمدا وآل محمد إلي أن تقوم

الساعة. ومنها أن أباذر قال بعثني رسول الله ص أدعو عليا ع فأتيت بيته فناديته فلم يجبني والرحي تطحن و ليس معها أحد فناديته فخرج معي وأصغي إليه رسول الله فقال له رسول الله ص شيئا لم أفهمه فقلت عجبا من رحي في بيت علي تدور ماعندها أحد. فقال إن ابنتي فاطمة ملأ الله قلبها وجوارحها إيمانا ويقينا و إن الله علم ضعفها فأعانها علي دهرها وكفاها أ ماعلمت أن لله ملائكة موكلين بمعونة آل محمدص

[ صفحه 532]

ومنها أن عليا ع أصبح يوما فقال لفاطمة ع عندك شيءتغدينيه قالت لافخرج واستقرض دينارا ليبتاع مايصلحهم فإذاالمقداد في جهد وعياله جياع فأعطاه الدينار ودخل المسجد وصلي الظهر والعصر مع رسول الله ص ثم أخذ النبي بيد علي وانطلقا ودخلا علي فاطمة وهي في مصلاها وخلفها جفنة تفور فلما سمعت كلام رسول الله ص خرجت فسلمت عليه وكانت أعز الناس عليه فرد السلام ومسح بيده علي رأسها ثم قال عشينا غفر الله لك و قدفعل فأخذت الجفنة فوضعتها بين يدي رسول الله ص قال يافاطمة أني لك هذاالطعام ألذي لم أنظر إلي مثل لونه قط و لم أشم مثل رائحته قط و لم آكل

أطيب منه ووضع كفه بين كتفي علي و قال هذابدل

-روایت-1-2-روایت-3-ادامه دارد

[ صفحه 533]

دينارك إن الله يرزق من يشاء بغير حساب

-روایت-از قبل-45

ومنها أن سلمان قال خرجت إلي فاطمة فقالت جفوتموني بعدوفاة رسول الله ص ثم قالت اجلس فجلست فحدثتني أنها كانت جالسة أمس و باب الدار مغلق قالت و أناأتفكر في انقطاع الوحي عنا وانصراف الملائكة عن منزلنا بوفاة رسول الله ص إذ انفتح الباب من غير أن يفتحه منا أحد فدخلت علي ثلاث جوار من الحور العين من دار السلام وقلن نحن من الحور العين من دار السلام أرسلنا إليك رب العالمين ياابنة محمدكنا مشتاقات إليك

-روایت-1-2-روایت-24-ادامه دارد

[ صفحه 534]

فقلت لواحدة منهن أظن أنها أكبرهن سنا مااسمك قالت أنامقدودة خلقت للمقداد بن الأسود و قلت للثانية مااسمك قالت ذرة خلقت لأبي ذر و قلت للثالثة مااسمك قالت سلمي خلقت لسلمان الفارسي ثم قالت فاطمة أخرجن لنا طبقا عليه رطب أمثال الخشكنانك الكبار أشد بياضا من الثلج وأذكي ريحا من المسك الأذفر و قدأحرزت نصيبك لأنك منا أهل البيت فأفطر عليه و إذا كان غدا فأتني بنواه قال سلمان فأخذت الرطب فما مررت بجماعة إلاقالوا معك مسك فأفطرت عليه فلم

أجد له نواة فغدوت إليها و قلت ياابنة رسول الله لم أجد له عجما قالت ياسلمان إنما هونخل غرسه الله لي في دار السلام بكلام علمنيه رسول الله ص قال لي إن سرك أن لاتمسك الحمي في دار الدنيا فواظبي عليه وقولي بسم الله نور النور بسم الله نور علي نور بسم الله ألذي هومدبر الأمور بسم الله ألذي خلق النور الحمد لله ألذي أنزل النور علي الطور في كتاب مسطور بقدر مقدور علي نبي محبور الحمد لله ألذي هوبالعز مذكور وبالفخر مشهور و علي السراء والضراء مشكور قال سلمان فتعلمته وعلمته أكثر من ألف إنسان ممن به الحمي فكلهم

-روایت-از قبل-1-روایت-2-ادامه دارد

[ صفحه 535]

برءوا بإذن الله

-روایت-از قبل-21

ومنها أنه لما كان وقت زفافها ع اتخذ النبي ص طعاما وخبيصا و قال لعلي ادع الناس قال علي ع جئت إلي الناس فقلت أجيبوا الوليمة فأقبلوا فقال النبي ص لي أدخل عشرة عشرة فدخلوا وقدم إليهم الطعام والثريد والعراق فأكلوا ثم أطعمهم السمن والتمر و لايزداد الطعام إلابركة فلما أطعم الرجال عمد إلي فاضل منها فتفل فيها وبارك عليها وبعث منها إلي نسائه و قال قل لهن كلن وأطعمن من غشيكن . ثم إن

رسول الله ص دعا بصحفة فجعل فيهانصيبا فقال هذا لك ولأهلك وهبط جبرئيل في زمرة من الملائكة بهدية فقال لأم سلمة املئي القعب ماء فقال لي يا علي اشرب نصفه ثم قال لفاطمة اشربي وأبقي ثم أخذ الباقي فصبه

-روایت-1-2-روایت-9-ادامه دارد

[ صفحه 536]

علي وجهها ونحرها ثم فتح السلة فإذا فيهاكعك وموز وزبيب فقال هذاهدية جبرئيل ثم أفلت من يده سفرجلة فشقها نصفين فأعطي عليا نصفا وأعطي فاطمة نصفا و قال هذه هدية من الجنة إليكما

-روایت-از قبل-186

ومنها أن النبي ص قال بشارة أتتني من ربي لأخي و ابن عمي وابنتي بأن الله زوج عليا بفاطمة وأمر رضوان خازن الجنة فهز شجرة طوبي فحملت رقاعا بعدد محبي أهل بيتي وأنشأ ملائكة من تحتها من نور ودفع إلي كل ملك خطا فإذااستقرت القيامة بأهلها فلاتلقي تلك الملائكة محبا لنا إلادفعت إليه صكا فيه براءة من النار

-روایت-1-2-روایت-28-322

ومنها أن سلمان قال إن فاطمة قالت يا رسول الله إن الحسن و الحسين

-روایت-1-2-روایت-24-ادامه دارد

[ صفحه 537]

جائعان فقال ص لهما مالكما ياحبيبي قالا نشتهي طعاما فقال أللهم أطعمهما طعاما قال سلمان فنظرت فإذابيد النبي ص سفرجلة مشبهة بالجرة الكبيرة أشد بياضا من اللبن ففركها بإبهامه فصيرها نصفين ودفع نصفها للحسن ونصفها للحسين فجعلت أنظر إليها وإني أشتهي فقال رسول الله ص هذاطعام

من الجنة لايأكله أحد حتي ينجو من الحساب غيرنا وإنك علي خير

-روایت-از قبل-353

ومنها ماروي أن عليا ع استقرض شعيرا من يهودي فاسترهنه شيئا فدفع إليه ملاءة فاطمة رهنا وكانت من الصوف فأدخلها اليهودي إلي داره ووضعها في بيت . فلما كانت الليلة دخلت زوجته البيت ألذي فيه الملاءة لشغل فرأت نورا ساطعا

[ صفحه 538]

أضاء به البيت فانصرفت إلي زوجها وأخبرته بأنها رأت في ذلك البيت ضوءا عظيما فتعجب زوجها اليهودي من ذلك و قدنسي أن في بيتهم ملاءة فاطمة فنهض مسرعا ودخل البيت فإذاضياء الملاءة ينتشر شعاعها كأنه يشتعل من بدر منير يلمع من قريب فتعجب من ذلك فأنعم النظر في موضع الملاءة فعلم أن ذلك النور من ملاءة فاطمة فخرج اليهودي يعدو إلي أقربائه وزوجته تعدو إلي أقربائها واستحضرهم دارهما فاستجمع نيف وثمانون نفرا من اليهود فرأوا ذلك وأسلموا كلهم . ومنها أن اليهود كان لهم عرس فجاءوا إلي رسول الله ص وقالوا لنا حق الجوار فنسألك أن تبعث فاطمة بنتك إلي دارنا حتي يزدان عرسنا بها وألحوا عليه . فقال ص إنها زوجة علي بن أبي طالب وهي بحكمه وسألوه أن يشفع إلي علي في ذلك و قدجمع اليهود الطم والرم من

الحلي والحلل وظن اليهود أن

[ صفحه 539]

فاطمة تدخل عليهم في بذلتها وأرادوا استهانة بهافجاء جبرئيل بثياب من الجنة وحلي وحلل لم ير الراءون مثلها فلبستها فاطمة وتحلت بهافتعجب الناس من زينتها وألوانها وطيبها فلما دخلت فاطمة ع دار هؤلاء اليهود سجد لها نساؤهم يقبلن الأرض بين يديها وأسلم بسبب مارأوا خلق كثير من اليهود. ومنها ماروي أن الحسن و الحسين مرضا فنذر علي وفاطمة و الحسن و الحسين ع صيام ثلاثة أيام فلما عافاهما الله و كان الزمان قحطا أخذ علي بن أبي طالب ع من يهودي ثلاث جزات صوفا لتغزلها فاطمة ع بثلاثة أصواع شعيرا فصاموا وغزلت فاطمة جزة ثم طحنت صاعا من شعير وخبزته . فلما كان عندالإفطار أتي مسكين فأعطوه طعامهم و لم يذوقوا إلاالماء. ثم غزلت جزة أخري من الغد ثم طحنت صاعا وخبزته فلما كان عندالإفطار أتي يتيم فأعطوه طعامهم و لم يذوقوا إلاالماء. وغزلت اليوم الثالث الجزة الباقية ثم طحنت الصاع وخبزته وأتي أسير عندالإفطار فأعطوه طعامهم و كان مضي علي رسول الله أربعة أيام والحجر علي

[ صفحه 540]

بطنه و قدعلم بحالهم فخرج ودخل حديقة المقداد و لم يبق علي نخلاتها ثمرة ومعه علي فقال يا أبا الحسن

خذ السلة وانطلق إلي تلك النخلة وأشار إلي واحدة فقل لها قال رسول الله ص سألتك بحق الله لماأطعمتينا من ثمرك . قال علي ع فلقد تطأطأت بحمل مانظر الناظرون إلي مثلها والتقطت من أطائبها وحملت بها إلي رسول الله ص فأكل وأكلت وأطعم المقداد وجميع عياله وحمل إلي فاطمة و الحسن و الحسين ع ماكفاهم فلما بلغ المنزل إذافاطمة ع يأخذها الصداع فقال ص أبشري واصبري فلن تنالي ما عند الله إلابالصبر.فنزل جبرئيل بسورة هل أتي

[ صفحه 541]

فصل في أعلام أمير المؤمنين ع

وروي عن علي بن أبي طالب ع أنه قال كنت مع النبي ص فسار مليا و هوراكب وسايرته ماشيا فالتفت إلي و قال يا علي اركب كماركبت وامشي كمامشيت فقلت بل تركب و أناأمشي فسار ثم التفت إلي و قال يا علي اركب كماركبت حتي أمشي كمامشيت فأنت أخي و ابن عمي وزوج ابنتي و أبوسبطي فقلت بل تركب وأمشي فسار مليا حتي بلغنا إلي غدير ماء فثني رجله من الركاب ونزل وأسبغ الوضوء وأسبغت الوضوء معه ثم صف قدميه وصلي وصففت قدمي وصليت حذاءه فبينا أناساجد إذ قال يا علي ارفع رأسك فانظر إلي هدية الله إليك

فرفعت رأسي فإذا أنابنشز من الأرض و إذا عليه فرس بسرجه ولجامه فقال ص

-روایت-1-2-روایت-45-ادامه دارد

[ صفحه 542]

هذاهدية الله إليك اركبه فركبته وسرت مع النبي ص

-روایت-از قبل-57

ومنها قوله ع واعلم أن إمامكم قداكتفي من دنياه بطمريه يسد فورة جوعه بقرصيه لايطعم الفلذة في حوليه إلا في سنة أضحية ولن تقدروا علي ذلك فأعينوني بورع واجتهاد وكأني بقائلكم يقول إذا كان قوت ابن أبي طالب هذاقعد به الضعف عن مبارزة الأقران ومنازلة الشجعان و الله ماقلعت باب خيبر بقوة جسدانية و لابحركة غذائية لكني أيدت بقوة ملكية ونفس بنور ربها مضية

-روایت-1-2-روایت-18-376

ومنها أن كلامه الوارد في الزهد والمواعظ والتذكير والزواجر إذافكر فيه المفكر و لم يدر أنه كلام علي ع لايشك أنه كلام من لاشغل له بغير العبادة و لاحظ له في غيرالزهادة و لايكاد يوقن بأنه كلام من يقط

[ صفحه 543]

الرقاب ويجدل الأبطال و هو مع ذلك أزهد الزهاد و هذا من مناقبه العجيبة التي جمع بها بين الأضداد. ومنها أنه لماطال المقام بصفين شكوا إليه نفاد الزاد والعلف بحيث لم يجد أحد من أصحابه شيئا يؤكل فقال ع طيبوا نفسا فإن غدا يصل إليكم مايكفيكم فلما أصبحوا وتقاضوه صعد ع علي تل كان

هناك ودعا بدعاء وسأل الله أن يطعمهم ويعلف دوابهم ثم نزل ورجع إلي مكانه فما استقر إلا و قدأقبلت العير بعدالعير قطارا قطارا عليها اللجمان والتمور والدقيق والمير والخبز والشعير وعلف الدواب بحيث امتلأت به البراري وفرغ أصحاب الجمال جميع الأحمال من الأطعمة وجميع مامعهم من علف الدواب وغيرها من الثياب وجلال الدواب وغيرها من جميع مايحتاجون إليه حتي الخيط والمخيط ثم انصرفوا و لم يدر أحد منهم أن هؤلاء من أي البقاع وردوا و من الإنس كانوا أو من الجن وتعجب الناس من ذلك . ومنها ماروي عن عبدالواحد بن زيد قال كنت حاجا إلي بيت الله فبينا أنا في الطواف إذ رأيت جاريتين عندالركن اليماني تقول إحداهما للأخري لا وحق المنتجب للوصية والحاكم بالسوية والعادل في القضية بعل فاطمة الزكية الرضية المرضية ما كان كذا.

[ صفحه 544]

فقلت من هذاالمنعوت قالت هذا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب علم الأعلام و باب الأحكام قسيم الجنة والنار رباني الأمة قلت من أين تعرفينه .قالت وكيف لاأعرفه و قدقتل أبي بين يديه بصفين ولقد دخل علي أمي لمارجع فقال ياأم الأيتام كيف أصبحت قالت بخير.

ثم أخرجتني وأختي هذه إليه ع و كان قدركبني من الجدري ماذهب به بصري

فلما نظر علي ع إلي تأوه و قال

-روایت-1-2-روایت-3-38

ما إن تأوهت من شيءرزيت به || كماتأوهت للأطفال في الصغر

قدمات والدهم من كان يكفلهم || في النائبات و في الأسفار والحضر

ثم أمر يده المباركة علي وجهي فانفتحت عيني لوقتي وساعتي فو الله إني لأنظر إلي الجمل الشارد في الليلة الظلماء ببركته صلوات الله عليه و علي أبنائه المعصومين

ومنها ماروي عن زاذان عن ابن عباس قال لمافتح النبي ص مكة ورفع

-روایت-1-2-روایت-45-ادامه دارد

[ صفحه 545]

الهجرة و قال لاهجرة بعدالفتح قال لعلي ع إذا كان غدا كلم الشمس حتي تعرف كرامتك علي الله فلما أصبحنا قمنا فجاء علي إلي الشمس حين طلعت فقال السلام عليك أيتها المطيعة لربها فقالت الشمس وعليك السلام ياأخا رسول الله ووصيه أبشر فإن رب العزة يقرئك السلام و يقول لك أبشر فإن لك ولمحبيك ولشيعتك ما لاعين رأت و لاأذن سمعت و لاخطر علي قلب بشر فخر ع لله ساجدا فقال رسول الله ص ارفع رأسك حبيبي فقد باهي الله بك الملائكة

-روایت-از قبل-454

ومنها ماروي عن ابن مسعود قال كنت قاعدا عند أمير المؤمنين ع

في مسجد رسول الله ص إذ نادي رجل من يدلني علي من آخذ منه علما ومر فقلت له يا هذاهل سمعت قول النبي ص أنامدينة العلم و علي بابها فقال نعم قلت وأين تذهب و هذا علي بن أبي طالب فانصرف الرجل وجثي بين يديه فقال ع له من أي بلاد الله أنت قال من أصفهان قال له اكتب أملي علي بن أبي طالب ع أن أهل أصفهان لا يكون فيهم خمس خصال السخاوة والشجاعة والأمانة والغيرة وحبنا أهل البيت

-روایت-1-2-روایت-35-ادامه دارد

[ صفحه 547]

قال زدني يا أمير المؤمنين قال باللسان الأصفهاني اروت اين وس يعني اليوم حسبك هذا

-روایت-از قبل-93

ومنها أن عليا ع رأي الحسن البصري يتوضأ في ساقية فقال أسبغ طهورك ياكفتي قال لقد قتلت بالأمس رجالا كانوا يسبغون الوضوء قال وإنك لحزين عليهم قال نعم قال فأطال الله حزنك

-روایت-1-2-روایت-3-185

قال أيوب السجستاني فما رأينا الحسن قط إلاحزينا كأنه يرجع عن دفن حميم أوكأنه خربندج ضل حماره .

[ صفحه 548]

فقلنا له في ذلك فقال عمل في دعوة الرجل الصالح . وكفتي بالنبطية شيطان وكانت أمه سمته بذلك ودعته في صغره فلم يعرف ذلك أحد

حتي دعاه به أمير المؤمنين ع . ومنها ماروي عن سليمان الأعمش عن سمرة بن عطية عن سلمان الفارسي قال إن امرأة من الأنصار يقال لها أم فروة تحض علي نكث بيعة أبي بكر وتحث علي بيعة علي ع .فبلغ أبابكر ذلك فأحضرها واستتابها فأبت عليه فقال ياعدوة الله أتحضين علي فرقة جماعة اجتمع عليها المسلمون فما قولك في إمامتي .قالت ما أنت بإمام قال فمن أناقالت أميرقومك اختارك قومك وولوك فإذاكرهوك عزلوك فالإمام المخصوص من الله ورسوله يعلم ما في الظاهر والباطن و مايحدث في المشرق والمغرب من الخير والشر و إذاقام في شمس أوقمر فلافي ء له و لاتجوز الإمامة لعابد وثن و لالمن كفر ثم أسلم فمن أيهما أنت يا ابن أبي قحافة. قال أنا من الأئمة الذين اختارهم الله لعباده فقالت كذبت علي الله و لوكنت ممن اختارك الله لذكرك في كتابه كماذكر غيرك فقال عز و جل وَ جَعَلنا مِنهُم أَئِمّةً يَهدُونَ بِأَمرِنا لَمّا صَبَرُوا وَ كانُوا بِآياتِنا يُوقِنُونَويلك إن كنت إماما حقا فما اسم السماء الدنيا الأولي والثانية

-قرآن-922-1012

[ صفحه 549]

والثالثة والرابعة والخامسة والسادسة والسابعة فبقي أبوبكر لايحير جوابا ثم قال اسمها عند الله ألذي خلقها.قالت لوجاز للنساء أن يعلمن

الرجال لعلمتك . فقال ياعدوة الله لتذكرن اسم سماء سماء و إلاقتلتك .قالت أبالقتل تهددني و الله ماأبالي أن يجري قتلي علي يدي مثلك ولكني أخبرك أماالسماء الدنيا الأولي فأيلول والثانية زبنول والثالثة سحقوم والرابعة ذيلول والخامسة ماين والسادسة ماحيز والسابعة أيوث فبقي أبوبكر و من معه متحيرين وقالوا لها ماتقولين في علي قالت و ماعسي أن أقول في إمام الأئمة ووصي الأوصياء من أشرق بنوره الأرض والسماء و من لايتم التوحيد إلابحقيقة معرفته ولكنك ممن نكث واستبدل وبعت دينك بدنياك . قال أبوبكر اقتلوها فقد ارتدت فقتلت . و كان علي ع في ضيعة له بوادي القري فلما قدم وبلغه قتل أم فروة فخرج إلي قبرها و إذا عندقبرها أربعة طيور بيض مناقيرها حمر في منقار كل واحد حبة رمان كأحمر ما يكون وهي تدخل في فرجة في القبر فلما نظر الطيور إلي علي ع رفرفن وقرقرن فأجابها بكلام يشبه كلامها و قال أفعل إن شاء الله . ووقف علي قبرها ومد يده إلي السماء و قال

[ صفحه 550]

يامحيي النفوس بعدالموت و يامنشئ العظام الدارسات أحي لنا أم فروة واجعلها عبرة لمن عصاك فإذابهاتف يقول امض لأمرك يا أمير المؤمنين وخرجت

أم فروة متلحفة بريطة خضراء من السندس وقالت يامولاي أراد ابن أبي قحافة أن يطفئ نورك فأبي الله لنورك إلاضياء وبلغ أبابكر وعمر ذلك فبقيا متعجبين فقال لهما سلمان لوأقسم أبو الحسن علي الله أن يحيي الأولين والآخرين لأحياهم وردها أمير المؤمنين ع إلي زوجها وولدت غلامين له وعاشت بعد علي ستة أشهر. ومنها ماروي عن عبد الله بن يقطر بن أبي عقب الليثي من بني ليث بن بكر بن عبدمناف بن كنانة رضيع الحسين ع

إذاكملت إحدي وستون حجة || إلي خمسة من بعدهن ضرائح

وقام بنو ليث بنصر ابن أحمد || يهزون أطراف القنا والصفائح

تعرفتهم شعث النواصي يقودها || من المنزل الأقصي شعيب بن صالح

وحدثني إذاأعلم الناس كلهم || أبوحسن أهل التقي والمدائح

ومنها عن ابن بابويه بإسناده عن الحسين ع قال دخلت علي رسول الله ص

-روایت-1-2-روایت-54-ادامه دارد

[ صفحه 551]

وعنده أبي بن كعب فقال لي رسول الله ص مرحبا بك يا أبا عبد الله يازين السماوات و الأرض قال أبي كيف يكون غيرك يا رسول الله زين السماوات و الأرض فقال ص إن الحسن في السماء أكبر

منه في الأرض وإنه لمكتوب علي يمين عرش الله ثم ذكر المهدي من ولده يرضي به كل مؤمن يحكم بالعدل ويأمر به يخرج من تهامة حتي تظهر الدلائل والعلامات يجمع الله له من أقاصي البلاد علي عدد أهل بدر ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا معه صحيفة فيهاعدد أسماء أصحابه وآبائهم وبلدانهم وحلاهم وكناهم قال أبي و ماعلامته ودلائله قال له علم إذاحان وقت خروجه انتشر ذلك العلم بنفسه فناداه العلم اخرج ياولي الله واقتل أعداء الله فلايحل لك أن تقعد عن أعداء الله و له سيف إذاحان وقت خروجه اقتلع من غمده فناداه السيف اخرج ياولي الله فلايحل لك أن تقعد عن أعداء الله يخرج وجبرئيل عن يمينه وميكائيل عن يساره وشعيب بن صالح علي مقدمته إن الله انزل علي اثنتي عشرة صحيفة باثني عشر خاتما اسم كل إمام علي خاتمه وصفته في صحيفته

-روایت-از قبل-961

[ صفحه 552]

و أماشعيب بن صالح فقد ذكر ابن بابويه في كتاب النبوة بإسناده عن سهيل بن سعيد أنه قال بعثني هشام بن عبدالملك أستخرج له بئرا في رصافة عبدالملك فحفرنا فيهامائتي قامة ثم بدت جمجمة رجل

طويل فحفرنا ماحولها فإذا رجل قائم علي صخرة عليه ثياب بيض و إذاكفه اليمني علي رأسه علي موضع ضربة برأسه فكنا إذانحينا يده عن رأسه سالت الدماء و إذاتركناها عادت فسدت الجرح و إذا في ثوبه مكتوب أناشعيب بن صالح رسول رسول الله شعيب النبي ع إلي قومه فضربوني وأضروا بي وطرحوني في هذاالجب وهالوا علي التراب فكتبناها إلي هشام بما رأينا فكتب إلينا أعيدوا عليه التراب

ومنها ماروي عن الباقر ع أنه لمارجع أمير المؤمنين ع من وقعة الخوارج اجتاز بالزوراء فقال للناس سيروا وجنبوا عنها فإن الخسف أسرع إليها من الوتد في النخالة فلما أتي أرضا قال ما هذه

-روایت-1-2-روایت-29-ادامه دارد

[ صفحه 553]

قالوا أرض نجرا قال أرض سباخ جنبوا ويمنوا فلما أتي يمنة السواد إذا هوبراهب في صومعة له فقال ياراهب انزل هاهنا قال لاتنزل هذه الأرض بجيشك لأنه لاينزلها إلانبي أووصي نبي بجيشه يقاتل في سبيل الله عز و جل هكذا نجد في كتبنا فقال له علي ع و أناوصي سيد الأنبياء فقال له الراهب فأنت إذاأصلع قريش ووصي محمد قال أناذاك فنزل الراهب إليه فقال خذ علي شرائع الإسلام إني وجدت في الإنجيل نعتك وإنك

تنزل أرض براثا بيت مريم وأرض عيسي فقال له أمير المؤمنين قف و لاتخبرنا بشي ء ثم أتي موضعا فقال الكزوا فلكزه برجله فانبجست عين خرارة فقال هذه العين التي أنبعت لها ثم قال اكشفوا هاهنا علي سبعة عشر ذراعا فكشفت فإذاصخرة بيضاء فقال علي علي هذه وضعت مريم عيسي من عاتقها وصلت هاهنا فنصب أمير المؤمنين الصخرة وصلي عليها وأقام هناك أربعة أيام وجعل الحرم في خيمة من الموضع علي دعوة ثم قال أرض براثا هذابيت مريم هذاالموضع المقدس صلي فيه الأنبياء

-روایت-از قبل-1-روایت-2-ادامه دارد

[ صفحه 554]

قال الباقر ع ولقد وجدنا أنه صلي فيه ابراهيم قبل عيسي

-روایت-از قبل-61

ومنها ماروي عن سلمان الفارسي لماقبض النبي ص قدم جاثليق له سمت ومعرفة وحفظ للتوراة والإنجيل ومعه جماعة من النصاري فقصدوا أبابكر فقال إنا وجدنا في الإنجيل رسولا يخرج بعدعيسي و قدبلغنا خروج محمد بن عبد الله ففزعنا إلي ملكنا فأنفذنا في التماس الحق و قدفاتنا نبيكم وفيما قرأنا من كتبنا أن الأنبياء لايخرجون من الدنيا إلا بعدإقامة أوصيائهم يخلفونهم في أممهم فأنت وصيه لنسألك فقيل هوخليفة رسول الله فسأله الجاثليق عن مسائل فلم يجبه بالصواب قال سلمان فنهضت إلي

علي فأخبرته الخبر و كان مقبلا إلي المسجد لذلك فدخل حتي جلس والنصراني يقول دلوني علي من أسأله عما أحتاج إليه فقال له علي ع سل فو ألذي فلق الحبة وبرأ النسمة لاتسألني عما مضي و لاعما يكون إلاأخبرتك به عن نبي الهدي محمدص قال الجاثليق أسألك عما سألت هذاالشيخ خبرني أمؤمن أنت عند الله أم عندنفسك قال أمير المؤمنين ع أنامؤمن عند الله كما أنامؤمن في عقيدتي

-روایت-1-2-روایت-35-ادامه دارد

[ صفحه 555]

قال الجاثليق هذاكلام واثق بدينه فخبرني عن منزلتك في الجنة ماهي قال ع منزلتي مع النبي الأمي في الفردوس الأعلي لاأرتاب بذلك قال فبما عرفت الوعد لك بالمنزلة التي ذكرتها قال علي ع بالكتاب المنزل وصدق النبي المرسل قال فبما علمت صدق نبيك قال ع بالآيات الباهرات قال الجاثليق هذاطريق الحجة لمن أراد الاحتجاج فخبرني عن الله أين هواليوم قال ع إن الله يجل عن الأين ويتعالي عن المكان كان فيما لم يزل و لامكان و هواليوم علي ذلك لم يتغير من حال إلي حال قال أجل أحسنت أيها العالم وأوجزت في الجواب فخبرني عنه أنه مدرك بالحواس عندك أم

كيف طريق المعرفة به قال ع تعالي الملك الجبار أن يوصف بمقدار أوتدركه الحواس أويقاس بالناس والطريق إلي معرفته صنائعه الباهرة للعقول الدالة ذوي الاعتبار بما هومنها مشهور ومعقول قال الجاثليق هذا هوالحق خبرني ماقاله نبيكم في المسيح و أنه مخلوق من أين أثبت له الخلق ونفي عنه الإلهية وأوجب فيه النقص فقال أمير المؤمنين ع أثبت له الخلق بالتقدير ألذي لزمه والتصوير والتغيير من حال إلي حال والزيادة التي لم ينفك منها والنقصان و لم أنف عنه النبوة و لاأخرجته عن العصمة والكمال والتأييد و قدجاءنا عن الله بأنه مثل آدم خلقه الله من تراب ثم قال له كن فيكون فقال الجاثليق هذا ما لامطعن فيه الآن غير أن الحجاج بما تشترك فيه الحجة علي الخلق والمحجوج منهم فبما بنت أيها العالم من الرعية الناقصة عنك

-روایت-از قبل-1-روایت-2-ادامه دارد

[ صفحه 556]

قال ع بما أخبرته من علمي بما كان وبما يكون قال الجاثليق فهلم شيئا من ذلك أتحقق به دعواك فقال أمير المؤمنين ع خرجت أيها النصراني من مستقرك متعنتا لمن قصدت بسؤالك له مضمرا خلاف ماأظهرت من الطلب والاسترشاد فأريت في منامك

مقامي وحدثت فيه بكلامي وحذرت فيه من خلافي وأمرت فيه باتباعي قال صدقت و الله ألذي بعث المسيح و مااطلع علي ماأخبرتني إلا الله و أناأشهد أن لاإله إلا الله و أن محمدا رسول الله وأنك وصي رسول الله وأحق الناس بمقامه وأسلم الذين كانوا معه وقالوا نرجع إلي صاحبنا فنخبره بما وجدنا

-روایت-از قبل-548

ومنها ماذكر الرضي في كتاب خصائص الأئمة بإسناده عن ابن عباس قال كان رجل علي عهد عمر و له إبل بناحية آذربايجان قداستصعبت عليه فمنعت جانبها فشكا إليه ما قدناله و أنه كان معاشه منها فقال له اذهب فاستغث بالله فقال الرجل ماأزال أدعو الله وأبتهل إليه فكلما قربت منها حملت علي

-روایت-1-2-روایت-73-ادامه دارد

[ صفحه 557]

فكتب له عمر رقعة فيها من عمر أمير المؤمنين إلي مردة الجن والشياطين أن تذللوا هذه المواشي له فأخذ الرجل الرقعة ومضي فقال عبد الله بن عباس فاغتممت لذلك غما شديدا فلقيت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ع فأخبرته بما كان فقال ع و ألذي فلق الحبة وبرأ النسمة ليعودن بالخيبة فهدأ مابي وطالت علي سنتي وجعلت أرقب كل من جاء من أهل الجبال فإذا أنابالرجل

قدوافي و في جبهته شجة تكاد اليد تدخل فيها فلما رأيته بادرت إليه فقلت له ماوراك قال إني صرت إلي الموضع ورميت بالرقعة فحمل علي عداد منها فهالني أمرها و لم يكن لي قوة فجلست فرمحتني أحدها في وجهي فقلت أللهم اكفنيها وكلها يشد علي ويريد قتلي فانصرفت عني فسقطت فجاء أخي فحملني ولست أعقل فلم أزل أتعالج حتي صلحت و هذاالأثر في وجهي فقلت له صر إلي عمر وأعلمه فصار إليه وعنده نفر فأخبره بما كان فزبره فقال له كذبت لم تذهب بكتابي فحلف الرجل لقد فعل فأخرجه من عنده قال ابن عباس فمضيت به إلي أمير المؤمنين ع فتبسم ثم قال أ لم أقل لك ثم أقبل علي الرجل فقال له إذاانصرفت إلي الموضع ألذي هي فيه فقل أللهم إني أتوجه إليك بنبيك نبي الرحمة و أهل بيته الذين اخترتهم علي علم علي العالمين أللهم فذلل لي صعوبتها وحزونتها واكفني شرها فإنك الكافي المعافي والغالب القاهر

-روایت-از قبل-1-روایت-2-ادامه دارد

[ صفحه 558]

قال فانصرف الرجل راجعا فلما كان من قابل قدم الرجل ومعه جملة من المال قدحملها من أثمانها إلي أمير المؤمنين ع فصار إليه و أنامعه

فقال ع تخبرني أوأخبرك فقال الرجل يا أمير المؤمنين بل تخبرني قال كأني بك قدصرت إليها فجاءتك ولاذت بك خاضعة ذليلة فأخذت بنواصيها واحدة بعدواحدة وواحدا بعدآخر فقال الرجل صدقت يا أمير المؤمنين كأنك كنت معي هكذا كان فتفضل بقبول ماجئتك به فقال امض راشدا بارك الله لك فيه وبلغ الخبر عمر فغمه ذلك وانصرف الرجل و كان يحج في كل سنة و قدأنمي الله ماله فقال أمير المؤمنين ع كل من استصعب عليه شيء من مال أو أهل أوولد أوأمر فرعون من الفراعنة فليبتهل إلي الله بهذا الدعاء فإنه يكفي مما يخاف إن شاء الله

-روایت-از قبل-682

ومنها ماروي الرضي أيضا بإسناد له إلي علي ع أنه كان في مجلسه و الناس حوله إذ وافي رجل من العرب فسلم عليه و قال أنا رجل و لي علي رسول الله وعد و قدسألت عن منجز وعده فأرشدت إليك أفهو حاصل لي

-روایت-1-2-روایت-52-ادامه دارد

[ صفحه 559]

قال نعم قال مائة ناقة حمراء و قال لي إن أناقبضت فأنت قاضي ديني وخليفتي من بعدي فإنه يدفعها إليك و ماكذبني فإن يكن ماادعيته حقا فعجل علي بها فقال

علي ع لابنه الحسن قم ياحسن فنهض إليه فقال اذهب فخذ قضيب رسول الله ص الفلاني وصر إلي البقيع فاقرع به الصخرة الفلانية ثلاث قرعات وانظر مايخرج منها فادفع إلي هذا الرجل وقل له يكتم مايري فصار الحسن ع إلي الموضع والقضيب معه ففعل ماأمر به فطلع من الصخرة رأس ناقة بزمامها فجذبه حتي تمت خروج مائة ناقة ثم انضمت الصخرة فدفع النوق إلي الرجل وأمره بالكتمان لمارأي فقال الأعرابي صدق رسول الله وصدق أبوك

-روایت-از قبل-604

ومنها ماروي عن أبي جعفرالطوسي عن أبي محمدالفحام عن المنصوري عن عم أبيه عن أبي محمدالعسكري عن آبائه عن الحسين ع عن قنبر رض قال كنت مع مولاي علي ع علي شاطئ الفرات فنزع قميصه ونزل إلي الماء فجاءت موجة فأخذت القميص فإذاهاتف يهتف يا أبا الحسن انظر عن يمينك وخذ ماتري فإذامنديل عن يمينه و فيه قميص مطوي فأخذه ولبسه و إذا في جيبه رقعة فيهامكتوب هدية من الله العزيز الحكيم إلي علي بن أبي طالب هذاقميص هارون بن عمران

-روایت-1-2-روایت-148-ادامه دارد

[ صفحه 560]

كذلك وأورثناها قوما آخرين

-روایت-از قبل-31

ومنها ماروي عن الحسين

ع أن عليا ع كان ذات يوم بأرض قفر فرأي دراجا فقال يادراج منذ كم أنت في هذه البرية و من أين مطعمك ومشربك فقال يا أمير المؤمنين أنا في هذه البرية منذ مائة سنة إذاجعت أصلي عليكم فأشبع و إذاعطشت فأدعو علي ظالميكم فأروي فقال جابر بن عبد الله ماأعطي منطق الطير إلاسليمان بن داود فقال علي لو لا محمد وآله لماخلق سليمان و لاأبوه آدم

-روایت-1-2-روایت-31-ادامه دارد

[ صفحه 561]

ثم قال ياطاوس اهبط ياصقر ياباري ياغراب فهبطت فأمر بذبحها ثم قال طيري بقدرة الله فطارت الطيور كلها

-روایت-از قبل-110

ومنها ماروي أن أسودا دخل علي علي بن أبي طالب ع فقال يا أمير المؤمنين إني سرقت فطهرني فقال لعلك سرقت من غيرحرز ونحي رأسه عنه فقال يا أمير المؤمنين سرقت من الحرز فطهرني فقال ع لعلك سرقت غيرنصاب ونحي رأسه عنه فقال يا أمير المؤمنين سرقت نصابا فلما أقر ثلاث مرات قطعه أمير المؤمنين ع فأخذ المقطوع وذهب وجعل يقول في الطريق قطعني أمير المؤمنين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين ويعسوب الدين وسيد الوصيين وجعل يمدحه فسمع ذلك منه الحسن

و الحسين ع و قداستقبلاه فدخلا علي أبيهما ع وقالا رأينا أسودا يمدحك في الطريق فبعث أمير المؤمنين ع من أعاده إلي حضرته فقال ع له قطعت يمينك و أنت تمدحني فقال يا أمير المؤمنين إنك طهرتني و إن حبك قدخالط لحمي ودمي وعظمي فلو قطعتني إربا إربا لماذهب حبك من قلبي

-روایت-1-2-روایت-16-ادامه دارد

[ صفحه 562]

فدعا ع له ووضع المقطوع إلي موضعه فصح وصلح كما كان

-روایت-از قبل-61

ومنها ماروي أن عليا ع دخل المسجد بالمدينة غداة يوم و قال رأيت في النوم رسول الله ص البارحة و قال لي إن سلمان توفي ووصاني بغسله وتكفينه والصلاة عليه ودفنه وها أناخارج إلي المدائن لذلك فقال عمر خذ الكفن من بيت المال فقال علي ع ذاك مكفي مفروغ منه فخرج و الناس معه إلي ظاهر المدينة ثم خرج وانصرف الناس فلما كان قبل الظهيرة رجع و قال دفنته و كان أكثر الناس لم يصدقوه حتي كان بعدمدة ووصل من المدائن مكتوب أن سلمان توفي في ليلة كذا ودخل علينا أعرابي فغسله وكفنه وصلي عليه ودفنه ثم انصرف فتعجبوا كلهم

-روایت-1-2-روایت-16-551

[ صفحه 563]

ومنها أنه لماقعد أبوبكر بالأمر بعث خالد بن الوليد إلي بني حنيفة ليأخذ

زكاة أموالهم فقالوا لخالد إن رسول الله ص كان يبعث كل سنة من يأخذ صدقات الأموال من الأغنياء من جملتنا ويفرقها في فقرائنا فافعل أنت كذلك .فانصرف خالد إلي المدينة و قال لأبي بكر إنهم منعوا من الزكاة فأعطاه عسكرا فرجع خالد وأتي بني حنيفة وقتل رئيسهم وأخذ زوجته ووطئها في الحال وسبي نسوانهم ورجع بهن إلي المدينة و كان ذلك الرئيس صديقا لعمر في الجاهلية فقال عمر لأبي بكر اقتل خالدا به بعد أن تجلده الحد بما فعل بامرأته . فقال له أبوبكر إن خالدا ناصرنا تغافل وأدخل السبايا في المسجد وفيهن خولة فجاءت إلي قبر الرسول ص والتجأت به وبكت وقالت يا رسول الله نشكو إليك أفعال هؤلاء القوم سبونا من غيرذنب ونحن مسلمون

[ صفحه 564]

ثم قالت أيها الناس لم سبيتمونا ونحن نشهد أن لاإله إلا الله و أن محمدا رسول الله ص فقال أبوبكر منعتم الزكاة قالت ليس الأمر علي مازعمت إنما كان كذا وكذا وهب الرجال منعوكم الزكاة بزعمكم فما بال النسوان المسلمات سبين واختار كل رجل منهم واحدة من السبايا وجاء خالد وطلحة ورميا بثوبين إلي خولة وأراد كل واحد منهما أن يأخذها من السبي قالت لا يكون هذاأبدا

و لايملكني إلا من يخبرني بالكلام ألذي قلته ساعة ولدت قال أبوبكر هي قدفزعت من القوم وكانت لم تر مثل ذلك قبله وتتكلم بما لاتحصيل له فقالت و الله إني صادقة

إذ جاء علي بن أبي طالب ع فوقف ونظر إليهم وإليها و قال ع اصبروا حتي أسألها عن حالها ثم ناداها فقال ياخولة اسمعي الكلام فلما أصغت قال لها إن أمك لماكانت بك حاملا وضربها الطلق واشتد بهاالأمر نادت أللهم سلمني من هذاالمولود فسبقت تلك الدعوة بالنجاة فلما وضعتك ناديت من تحتها لاإله إلا الله محمد رسول الله ص ياأماه عما قليل سيملكني سيد يكون لي منه ولد فكتبت أمك ذلك الكلام في لوح نحاس فدفنته في الموضع ألذي سقطت فيه فلما كان في الليلة التي قبضت أمك فيهاوصت إليك بذلك

-روایت-1-2-روایت-3-ادامه دارد

[ صفحه 565]

اللوح فلما كان وقت سبيك لم يكن لك همة إلاأخذ ذلك اللوح فأخذتيه وشددتيه علي عضدك الأيمن هاتي اللوح فأنا صاحب ذلك اللوح و أنا أمير المؤمنين و أنا أبو ذلك الغلام الميمون واسمه محمد قال فرأيناها و قداستقبلت القبلة ثم قالت أللهم أنت المنان المتفضل أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت بها علي

و لم تعطها لأحد إلا وأتممتها عليه أللهم بصاحب هذه التربة والناطق المنبئ بما هوكائن إلاأتممت فضلك علي ثم أخرجت اللوح ودفعته إليهم فأخذه أبوبكر وقرأه عثمان فإنه كان أجود القوم قراءة فبكت طائفة وحزنت أخري فإنه مازاد ما في اللوح علي كلام علي ع حرفا و لانقص فقالوا صدق الله وصدق رسوله أنامدينة العلم و علي بابها

-روایت-از قبل-651

. فقال أبوبكر خذها يا أبا الحسن بارك الله لك فيهافبعثها علي ع إلي بيت أسماء بنت عميس وهي يومئذ كانت زوجة أبي بكر. فلما دخل أخوها أمهرها أمير المؤمنين وتزوج بها وعلقت بمحمد وولدته .

[ صفحه 566]

ومنها ماروي عن سليمان الأعمش في خبر طويل أن المنصور بعث إليه في ليلة قال فقلت في نفسي إنه يدعوني ويسألني عن مناقب علي و أناأذكرها فيقتلني فكتبت وصيتي ولبست أكفاني فدخلت عليه . فقال ادن مني فدنوت فشم رائحة الحنوط و قال لتصدقني أولأقتلنك . قلت كان كذا وكذا فاستوي و قال لاحول و لاقوة إلابالله العلي العظيم اسمع مني كنت هاربا من بني مروان أدور البلاد وأتقرب إلي الناس بفضائل علي حتي وردت بلاد الشام وأتيت مسجدا و علي أطمار. فلما سلم

الإمام دخل صبيان عليه فقال مرحبا بكما وبمن اسمكما علي اسمهما فسألت عنه فقيل ليس في هذه المدينة من يحب عليا غيره و قال سماهما الحسن و الحسين فقمت فرحا ورويت له فضيلة من فضائل علي فخلع علي وأعطاني مالا جزيلا وأرشدني إلي فتي وذكرت عنده أيضا عليا ومناقبه فحملني علي بغلة وأعطاني مالا جزيلا. ثم قال قم حتي أريك أخي المبغض لعلي فأتينا المسجد وجلست في الصف و إلي جانبي ذلك المبغض معتما فلما ركع وسجد سقطت العمامة عنه فإذارأسه كرأس الخنزير فلما سلمنا قلت له ما هذا. قال أنت صاحب أخي قلت نعم قال فبكي و قال كنت مؤذنا فكلما

[ صفحه 567]

أصبحت لعنت عليا ألف مرة فلما كان يوم الجمعة لعنته أربعة آلاف مرة فانصرفت من المسجد ونمت فرأيت كأن القيامة قدقامت ورأيت محمدا وعليا و الحسن و الحسين يسقون الناس فقال لي رسول الله ما لك عليك لعنة الله تلعن عليا ثم بصق في وجهي و قال قم غير الله مابك من نعمة فانتبهت فإذارأسي ووجهي كماتري .

[ صفحه 568]

ومنها ماروي عن سعد بن الباهلي أن رسول الله ص اشتكي و كان محموما فدخلنا مع علي عليه فقال

رسول الله ص ألمت بي أم ملدم فحسر علي يده اليمني وحسر رسول الله ص يده اليمني فوضعها علي علي صدر رسول الله ص و قال ياأم ملدم اخرجي فإنه عبد الله ورسوله قال فرأيت رسول الله استوي جالسا ثم طرح عنه الإزار و قال يا علي إن الله فضلك بخصال ومما فضلك به أن جعل الأوجاع مطيعة لك فليس من شيءتزجره إلاانزجر بإذن الله

ومنها أن خارجيا اختصم مع رجل إلي علي ع فحكم بينهما بحكم الله ورسوله فقال الخارجي لاعدلت في القضية فقال علي اخسأ ياعدو الله فاستحال كلبا وطارت ثيابه في الهواء فجعل يبصبص و قددمعت عيناه فرق له علي ودعا الله فأعاده الله إلي حال الإنسانية وتراجعت من الهواء ثيابه إليه فقال علي ع إن آصف وصي سليمان قدصنع نحوه فقص الله عنه بقوله

-روایت-1-2-روایت-3-ادامه دارد

[ صفحه 569]

قالَ ألّذِي عِندَهُ عِلمٌ مِنَ الكِتابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبلَ أَن يَرتَدّ إِلَيكَ طَرفُكَأيما أكرم علي الله نبيكم أم سليمان قالوا نبينا فقيل له ماحاجتك في قتال معاوية إلي الأنصار قال إنما أدعو هؤلاء لثبوت الحجة وكمال المحنة و لوأذن لي

في الدعاء بهلاكه لماتأخر

-روایت-از قبل-278

ومنها ماروي عن محمد بن سنان قال دخلت علي الصادق ع فقال لي من بالباب قلت رجل من الصين قال فأدخله فلما دخل قال له أبو عبد الله ع هل تعرفوننا بالصين قال نعم ياسيدي قال وبما ذا تعرفوننا قال يا ابن رسول الله إن عندنا شجرة تحمل كل سنة وردا يتلون في كل يوم مرتين فإذا كان أول النهار نجد مكتوبا عليه لاإله إلا الله محمد رسول الله و إذا كان آخر النهار فإنا نجد مكتوبا عليه لاإله إلا الله علي خليفة رسول الله

-روایت-1-2-روایت-39-445

و عنه عن الباقر ع أن للإمام عشر دلائل أولها أنه يولد مختونا وثانيها أول مايقع علي الأرض ينظر إلي السماء ويشهد الشهادتين وثالثها أنه علي عضده الأيمن مكتوب وَ تَمّت كَلِمَةُ رَبّكَ صِدقاً وَ عَدلًا

-روایت-1-2-روایت-23-ادامه دارد

[ صفحه 570]

لا مُبَدّلَ لِكَلِماتِهِ وَ هُوَ السّمِيعُ العَلِيمُ ورابعها أنه لايتمطي وخامسها أنه لايتثاءب وسادسها أنه لايحتلم أبدا والشيطان لايقربه وسابعها أن رائحة نجوه مثل المسك و الأرض تستره بابتلاعه كله وثامنها أنه لا يكون له ظل إذاقام في الشمس لأنه نور من النور ليس له ظل وتاسعها أنه يختم علي الحجر مثل ما

كان يفعل آباؤه وعاشرها أنه يكون مستجاب الدعوة

-روایت-از قبل-374

[ صفحه 571]

فصل في أعلام الإمام الحسن بن أمير المؤمنين ع

عن عبد الله الكناسي عن الصادق ع قال خرج الحسن بن علي ع في بعض عمره ومعه رجل من ولد الزبير كان يقول بإمامته فنزلوا في منهل من تلك المناهل تحت نخل يابس قديبس من العطش ففرش للحسن ع تحت نخلة وللزبيري بحذائه تحت نخلة أخري فقال الزبيري و قدرفع رأسه لو كان في هذه النخلة رطب لأكلنا منه فقال له الحسن ع وإنك لتشتهي الرطب قال نعم فرفع الحسن ع رأسه ويده إلي السماء فدعا بكلام فاخضرت النخلة وأورقت وحملت رطبا فقال الجمال ألذي اكتروا منه سحر و الله فقال الحسن ع ويلك إن هذا ليس بسحر ولكنها دعوة ابن نبي مجابة فصعدوا إلي النخلة حتي صرموا ما فيها وأكلوا فوجدوا أحسن رطب وكفاهم

-روایت-1-2-روایت-44-630

[ صفحه 572]

ومنها روي أن عليا ع كان في الرحبة فقام إليه رجل فقال أنا من رعيتك و أهل بلادك قال ع لست من رعيتي و لا من أهل بلادي ولكن ابن الأصفر بعث بمسائل إلي معاوية أقلقته وأرسلك إلي بها قال صدقت يا أمير المؤمنين إن معاوية أرسلني إليك

في خفية و أنت قداطلعت علي ذلك و لايعلمه غير الله فقال ع سل أحد ابني هذين قال أسأل ذا الوفرة يعني الحسن ع فأتاه فقال له الحسن ع جئت تسأل كم بين الحق والباطل وكم بين الأرض والسماء وكم بين المشرق والمغرب و ماقوس قزح و ماالمؤنث و ماعشرة أشياء بعضها أشد من بعض قال نعم قال الحسن ع بين الحق والباطل أربعة أصابع مارأيته بعينك فهو الحق و قدتسمع بأذنيك باطلا كثيرا و بين السماء و الأرض دعوة المظلوم ومد البصر و بين المشرق والمغرب مسيرة يوم للشمس وقزح اسم للشيطان لاتقل قوس قزح هوقوس الله وعلامة الخصب وأمان لأهل الأرض من الغرق و أماالمؤنث فهو ألذي لايدري أذكر هو أوأنثي فإنه ينتظر به فإن كان

-روایت-1-2-روایت-14-ادامه دارد

[ صفحه 573]

ذكرا احتلم و إن كان أنثي حاضت وبدا ثديها و إلاقيل له بل فإن أصاب بوله الحائط فهو ذكر و إن انتكص بوله علي رجليه كماينتكص بول البعير فهو أنثي و أماعشرة أشياء بعضها أشد من بعض فأشد شيءخلق الله الحجر وأشد منه الحديد يقطع به الحجر وأشد من الحديد النار

تذيب الحديد وأشد من النار الماء يطفئ النار وأشد من الماء السحاب يحمل الماء وأشد من السحاب الريح تحمل السحاب وأشد من الريح الملك ألذي يردها وأشد من الملك ملك الموت ألذي يميت الملك وأشد من ملك الموت الموت ألذي يميت ملك الموت وأشد من الموت أمر الله ألذي يدفع الموت

-روایت-از قبل-553

ومنها ماروي عن عبدالغفار الجازي عن أبي عبد الله ع قال إن الحسن بن علي ع كان عنده رجلان فقال لأحدهما إنك حدثت البارحة فلانا بحديث كذا وكذا فقال الرجل الآخر إنه ليعلم ما كان وعجب من ذلك

-روایت-1-2-روایت-65-ادامه دارد

[ صفحه 574]

فقال ع إنا لنعلم مايجري بالليل والنهار ثم قال إن الله تبارك و تعالي علم رسوله ص الحلال والحرام والتنزيل والتأويل فعلم رسول الله ص عليا علمه كله

-روایت-از قبل-166

ومنها ماروي عن الحارث الهمداني قال لمامات علي ع جاء الناس إلي الحسن بن علي ع فقالوا له أنت خليفة أبيك ووصيه ونحن السامعون المطيعون لك فمرنا بأمرك قال ع كذبتم و الله ماوفيتم لمن كان خيرا مني فكيف تفون لي أوكيف أطمئن إليكم و لاأثق بكم

إن كنتم صادقين فموعد مابيني وبينكم معسكر المدائن فوافوني هناك .فركب وركب معه من أراد الخروج وتخلف عنه خلق كثير لم يفوا بما قالوه وبما وعدوه وغروه كماغروا أمير المؤمنين ع من قبله .فقام خطيبا و قال قدغررتموني كماغررتم من كان قبلي مع أي إمام تقاتلون بعدي مع الكافر الظالم ألذي لم يؤمن بالله و لابرسوله قط و لاأظهر الإسلام هو و لابنو أمية إلافرقا من السيف و لو لم يبق لبني أمية إلاعجوز درداء لبغت دين الله عوجا وهكذا قال رسول الله ص . ثم وجه إليه قائدا في أربعة آلاف و كان من كندة وأمره أن يعسكر بالأنبار و لايحدث شيئا حتي يأتيه أمره فلما توجه إلي الأنبار ونزل بها وعلم معاوية بذلك بعث إليه رسلا وكتب إليه معهم

-روایت-1-2-روایت-42-ادامه دارد

[ صفحه 575]

أنك إن أقبلت إلي وليتك بعض كور الشام أوالجزيرة غيرمنفس عليك . وأرسل إليه بخمسمائة ألف درهم فقبض الكندي عدو الله المال وقلب علي الحسن ع وصار إلي معاوية في مائتي رجل من خاصته و أهل بيته . وبلغ الحسن ع ذلك فقام خطيبا و قال هذاالكندي توجه إلي معاوية وغدر بي وبكم و قدأخبرتكم مرة بعدأخري أنه

لاوفاء لكم أنتم عبيد الدنيا و أناموجه رجلا آخر مكانه و أناأعلم أنه سيفعل بي وبكم مافعل صاحبه لايراقب الله في و لافيكم .فبعث إليه رجلا من مراد في أربعة آلاف وتقدم إليه بمشهد من الناس وتوكد عليه وأخبره أنه سيغدر كماغدر الكندي فحلف له بالأيمان التي لاتقوم لها الجبال أنه لايفعل فقال الحسن ع إنه سيغدر. فلما توجه إلي الأنبار أرسل معاوية إليه رسلا وكتب إليه بمثل ماكتب إلي صاحبه وبعث إليه بخمسمائة ألف درهم ومناه أي ولاية أحب من كور الشام أوالجزيرة فقلب علي الحسن ع وأخذ طريقه إلي معاوية و لم يحفظ ماأخذ عليه من العهود وبلغ الحسن ع مافعل المرادي .فقام خطيبا و قال قدأخبرتكم مرة بعدمرة أنكم لاتفون لله بعهود و هذاصاحبكم المرادي غدر بي وبكم وصار إلي معاوية. ثم كتب معاوية إلي الحسن ع يا ابن عم لاتقطع الرحم ألذي بيني وبينك فإن الناس قدغدروا بك وبأبيك من قبلك .فقالوا إن خانك الرجلان وغدرا فإنا مناصحون لك . فقال لهم الحسن ع لأعودن هذه المرة فيما بيني وبينكم وإني لأعلم أنكم غادرون والموعد مابيني وبينكم أن معسكري بالنخيلة

فوافوني هناك و الله لاتفون لي بعهد ولتنقضن الميثاق بيني وبينكم

-روایت-از قبل-1-روایت-2-ادامه دارد

[ صفحه 576]

ثم إن الحسن ع أخذ طريق النخيلة فعسكر عشرة أيام فلم يحضره إلاأربعة آلاف فانصرف إلي الكوفة فصعد المنبر و قال ياعجبا من قوم لاحياء لهم و لادين مرة بعدمرة و لوسلمت إلي معاوية الأمر فأيم الله لاترون فرجا أبدا مع بني أمية و الله ليسومنكم سوء العذاب حتي تتمنون أن يلي عليكم حبشيا و لووجدت أعوانا ماسلمت له الأمر لأنه محرم علي بني أمية فأف وترحا ياعبيد الدنيا. وكتب أكثر أهل الكوفة إلي معاوية بأنا معك و إن شئت أخذنا الحسن وبعثناه إليك ثم أغاروا علي فسطاطه وضربوه بحربة فأخذ مجروحا. ثم كتب جوابا لمعاوية إن هذاالأمر لي والخلافة لي ولأهل بيتي وإنها لمحرمة عليك و علي أهل بيتك سمعته من رسول الله ص لووجدت صابرين عارفين بحقي غيرمنكرين ماسلمت لك و لاأعطيتك ماتريد وانصرف إلي الكوفة

-روایت-از قبل-733

[ صفحه 577]

فصل في أعلام الإمام الشهيد الحسين بن علي بن أبي طالب ع

عن المنهال بن عمرو قال أنا و الله رأيت رأس الحسين ع حين حمل و أنابدمشق و بين يديه رجل يقرأ الكهف حتي بلغ قوله أَم حَسِبتَ أَنّ أَصحابَ الكَهفِ وَ الرّقِيمِ كانُوا مِن آياتِنا عَجَباًفأنطق الله الرأس

بلسان ذرب ذلق فقال أعجب من أصحاب الكهف قتلي وحملي . ومنها ماأخبرني به الشيخ أبوالفرج سعيد بن أبي الرجاء الصيرفي الأصفهاني الشيخ أبوسعيد محمد بن عبد الله بن عمر الخاني البزاز أبوالقاسم بكران بن الطيب بن شمعون القاضي المعروف بابن أطروش

-قرآن-123-194

[ صفحه 578]

بجرجرايا. حدثنا أبوبكر محمد بن أحمد بن يعقوب . حدثنا أحمد بن عبدالرحمن بن سعيد أبي أبي الحسن بن عمرو عن سليمان بن مهران الأعمش قال بينا أنا في الطواف بالموسم إذ رأيت رجلا يدعو و هو يقول أللهم اغفر لي و أناأعلم أنك لاتفعل . قال فارتعت لذلك فدنوت منه و قلت يا هذا أنت في حرم الله وحرم رسوله و هذه أيام حرم في شهر عظيم فلم تيأس من المغفرة. قال يا هذاذنبي عظيم قلت أعظم من جبل تهامة قال نعم . قلت يوازن الجبال الرواسي قال نعم فإن شئت أخبرتك . قلت أخبرني قال اخرج بنا عن الحرم فخرجنا منه فقال لي أناأحد من كان في العسكر المشئوم عسكر عمر بن سعد عليه اللعنة حين قتل الحسين بن علي ع وكنت أحد الأربعين الذين حملوا الرأس إلي يزيد من الكوفة فلما حملناه علي طريق

الشام نزلنا علي دير للنصاري و كان الرأس معنا مركوزا علي رمح ومعه الأحراس فوضعنا الطعام وجلسنا لنأكل فإذابكف في حائط الدير تكتب

أترجو أمة قتلت حسينا || شفاعة جده يوم الحساب

قال فجزعنا من ذلك جزعا شديدا وأهوي بعضنا إلي الكف ليأخذها فغابت ثم عاد أصحابي إلي الطعام فإذاالكف قدعادت تكتب مثل الأول

فلا و الله ليس لهم شفيع || وهم يوم القيامة في العذاب

[ صفحه 579]

فقام أصحابنا إليها فغابت ثم عادوا إلي الطعام فعادت تكتب

و قدقتلوا الحسين بحكم جور || وخالف حكمهم حكم الكتاب

فامتنعت عن الطعام و ماهنأني أكله ثم أشرف علينا راهب من الدير فرأي نورا ساطعا من فوق الرأس فأشرف فرأي عسكرا فقال الراهب للحراس من أين جئتم قالوا من العراق حاربنا الحسين فقال الراهب ابن فاطمة و ابن بنت نبيكم و ابن ابن عم نبيكم قالوا نعم قال تبا لكم و الله لو كان لعيسي ابن مريم ابن لحملناه علي أحداقنا ولكن لي إليكم حاجة قالوا و ماهي قال قولوا لرئيسكم عندي عشرة آلاف دينار ورثتها من آبائي ليأخذها مني ويعطيني الرأس يكون عندي إلي وقت الرحيل فإذارحل رددته إليه .فأخبروا عمر بن سعد بذلك فقال خذوا منه الدنانير وأعطوه

إلي وقت الرحيل فجاءوا إلي الراهب فقالوا هات المال حتي نعطيك الرأس فأدلي إليهم جرابين في كل جراب خمسة آلاف دينار فدعا عمر بالناقد والوزان فانتقدها ووزنها ودفعها إلي جارية له وأمر أن يعطي الرأس .فأخذ الراهب الرأس فغسله ونظفه وحشاه بمسك وكافور كان عنده ثم جعله في حريرة ووضعه في حجره و لم يزل ينوح ويبكي حتي نادوه وطلبوا منه الرأس فقال يارأس و الله ماأملك إلانفسي فإذا كان غدا فاشهد لي عندجدك محمدأني أشهد أن لاإله إلا الله و أن محمداص عبده ورسوله أسلمت علي يديك و أنا

[ صفحه 580]

مولاك ثم قال لهم إني أحتاج أن أكلم رئيسكم بكلمة وأعطيه الرأس فدنا عمر بن سعد منه فقال سألتك بالله وبحق محمدص ألا تعود إلي ماكنت تفعله بهذا الرأس و لاتخرج هذاالرأس من هذاالصندوق فقال له أفعل .فأعطاهم الرأس ونزل من الدير فلحق ببعض الجبال يعبد الله . ومضي عمر بن سعد ففعل بالرأس مثل ما كان يفعل في الأول . فلما دنا من دمشق قال لأصحابه انزلوا وطلب من الجارية الجرابين فأحضرا بين يديه فنظر إلي خاتمه ثم أمر أن يفتحا فإذاالدنانير

قدتحولت خزفية فنظروا في سكتها فإذا علي جانب مكتوب وَ لا تَحسَبَنّ اللّهَ غافِلًا عَمّا يَعمَلُ الظّالِمُونَ. و علي الوجه الآخروَ سَيَعلَمُ الّذِينَ ظَلَمُوا أَيّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ. فقال إنا لله وإنا إليه راجعون خسرت الدنيا والآخرة. ثم قال لغلمانه اطرحوها في النهر فطرحت فدخل دمشق من الغد وأدخل الرأس إلي يزيد عليه اللعنة فابتدر قاتل الحسين إلي يزيد فقال

-قرآن-517-573-قرآن-594-651

املأ ركابي فضة أوذهبا || إني قتلت الملك المحجبا

قتلت خير الناس أما و أبا || ضربته بالسيف حتي انقلبا

فأمر يزيد بقتله و قال حين علمت أنه خير الناس أما و أبا لم قتلته وجعل الرأس في طشت و هوينظر إلي أسنانه و هو يقول

ليت أشياخي ببدر شهدوا || جزع الخزرج من وقع الأسل

فأهلوا واستهلوا فرحا || ثم قالوا يايزيد لاتشل

فجزيناهم ببدر مثلها || وبأحد يوم أحد فاعتدل

[ صفحه 581]

لست من خندف إن لم أنتقم || من بني أحمد ما كان فعل

.فدخل عليه زيد بن أرقم ورأي الرأس في الطشت و هويضرب بالقضيب علي أسنانه فقال كف عن ثناياه فطالما رأيت رسول الله ص يقبلها. فقال يزيد لو لاأنك شيخ خرفت لقتلتك ودخل عليه رأس اليهود. فقال ما هذاالرأس فقال رأس خارجي قال و من هو قال الحسين قال

ابن من قال ابن علي قال و من أمه قال فاطمة قال و من فاطمة قال بنت محمد قال نبيكم قال نعم . قال لاجزاكم الله خيرا بالأمس كان نبيكم واليوم قتلتم ابن بنته .ويحك إن بيني و بين داود النبي نيفا وسبعين أبا فإذارأتني اليهود كفرت لي . ثم مال إلي الطشت وقبل الرأس و قال أشهد أن لاإله إلا الله و أن جدك محمدا رسول الله وخرج فأمر يزيد بقتله وأمر بالرأس فأدخل القبة التي بإزاء المجلس ألذي يشرب فيه ووكلنا بالرأس و كل ذلك كان في قلبي فلم يحملني النوم في تلك القبة فلما دخل الليل وكلنا أيضا بالرأس . فلما مضي وهن من الليل سمعت دويا من السماء و إذامناديا ينادي ياآدم اهبط فهبط أبوالبشر ومعه خلق كثير من الملائكة. ثم سمعت دويا كالأول فإذامناد ينادي يا ابراهيم اهبط.فهبط ومعه كثير من الملائكة.

[ صفحه 582]

ثم سمعت مناديا ينادي اهبط يا موسي فهبط مع ملائكة. وسمعت مناديا ينادي ياعيسي اهبط فهبط ومعه ملائكة. ثم سمعت دويا عظيما ومناد ينادي يا محمداهبط.فهبط ومعه خلق كثير من الملائكة فأحدقت الملائكة بالقبة. ثم إن النبي ص دخل القبة فأخذ الرأس منها. و في رواية قعد محمدص تحت

الرأس فانحني الرمح ووقع الرأس في حجره فأخذه وجاء به إلي آدم ع فقال يا أبي ياآدم ماتري مافعلت أمتي بولدي من بعدي فاقشعر لذلك جلدي . ثم قام جبرئيل فقال يا محمد أناصاحب الزلازل فأمرني لأزلزل بهم الأرض وأصيح بهم صيحة يهلكون فيها فيها فقال لا قال يا محمددعني وهؤلاء الأربعين الموكلين بالرأس قال فدونك فجعل ينفخ بواحد واحد فيهلك فدنا مني و قال أتسمع وتري فقال النبي ص دعوه دعوه لايغفر الله له فتركني وأخذوا الرأس وولوا فافتقد الرأس من تلك الليلة فما عرف له خبر. ولحق عمر بن سعد بالري فما لحق بسلطانه ومحق الله عمره وأهلك في الطريق . فقال الأعمش قلت للرجل تنح عني لاتحرقني بنارك .فوليت و لاأدري ما كان من خبره

[ صفحه 583]

فصل في أعلام الإمام علي بن الحسين ع

عن أبي حمزة الثمالي قلت لعلي بن الحسين ع أسألك عن شيءأنفي عني به ما قدخامر نفسي قال ذلك لك قلت أسألك عن الأول والثاني فقال عليهما لعائن الله كليهما مضيا و الله كافرين مشركين بالله العظيم قلت فالأئمة منكم يحيون الموتي ويبرءون الأكمه والأبرص ويمشون علي الماء فقال ماأعطي الله نبيا

شيئا إلا و قدأعطي محمداص وأعطاه ما لم يعطهم و لم يكن عندهم وكلما كان عند رسول الله ص فقد أعطاه أمير المؤمنين ثم الحسن ثم الحسين ع ثم إماما بعدإمام إلي يوم القيامة مع الزيادة التي تحدث في كل سنة و في كل شهر و في كل يوم و إن رسول الله ص كان قاعدا فذكر اللحم فقام رجل من الأنصار إلي امرأته و كان لها عناق فقال لها هل لك في غنيمة قالت و ماذاك قال إن رسول الله ص يشتهي اللحم فنذبح له عنزنا هذه قالت خذها شأنك وإياها و لم يملكا غيرها و كان رسول الله ص يعرفهما فذبحها وسمطها وشواها وحملها إلي

-روایت-1-2-روایت-25-ادامه دارد

[ صفحه 584]

رسول الله ص فوضعها بين يديه قال فجمع أهل بيته و من أحب من أصحابه فقال كلوا و لاتكسروا لها عظما وأكل معه الأنصاري فلما شبعوا وتفرقوا رجع الأنصاري إلي بيته و إذاالعناق تلعب علي باب داره وروي أنه ع دعا غزالا فأتاه فأمر بذبحه ففعلوا وشووه وأكلوا لحمه و لم يكسروا له عظما ثم أمر أن يوضع بجلده وتطرح عظامه وسط الجلد فقام الغزال حيا يرعي

-روایت-از قبل-364

ومنها أن علي بن الحسين ع

قال رأيت في النوم كأني أتيت بقعب من لبن فشربته فأصبحت من الغد فجاشت نفسي فتقيأت لبنا قليلا و ما لي به عهد منذ حين ومنذ أيام

-روایت-1-2-روایت-38-172

ومنها أن أبابصير قال حدثني الباقر ع أن علي بن الحسين ع قال رأيت الشيطان في النوم فواثبني فرفعت يدي فكسرت أنفه فأصبحت و إن علي ثوبي لرش دم

-روایت-1-2-روایت-71-163

ومنها أن عبد الله بن عطاء قال كنت قاعدا مع علي بن الحسين ع إذ مر بنا عمر بن عبدالعزيز بن مروان و في رجله نعل شراكها فضة و كان إذ ذاك

-روایت-1-2-روایت-36-ادامه دارد

[ صفحه 585]

هوشاب من أجمل الناس فنظر إليه زين العابدين ع فقال يا ابن عطاء أتري هذاالمترف إنه لايموت حتي يلي أمر الناس و لايلبث في ملكه كثيرا فإذامات لعنه أهل السماوات لأنه يظلمنا حقنا ولتستغفر له أهل الأرض

-روایت-از قبل-218

ومنها أن يدي رجل وامرأة التزقتا علي الحجر وهما في الطواف وجهد كل واحد أن ينتزعها فلم يقدر فقال الناس اقطعوهما فبينا هم كذلك إذ دخل زين العابدين ع و قدازدحم الناس فأفرجوا له فتقدم فوضع يده عليهما فانحلتا وتفرقوا. ومنها أنه ع تلكأت عليه ناقة بين جبال رضوي فأتاها ثم أراها

السوط والقضيب ثم قال لتنطلقن أولأفعلن فانطلقت .

[ صفحه 586]

ومنها أنه ع لماتوفي جاءت راحلته التي حج عليها عشرين حجة ماقرعها بسوط إلي قبره وضربت بجرانها وذرفت عيناها وجعلت تفحص عندقبره

ومنها أن علي بن الحسين ع قال يوماموت الفجأة تخفيف علي المؤمن وأسف علي الكافر و إن المؤمن ليعرف غاسله وحامله فإن كان له عندربه خير ناشد حملته أن يعجلوا به و إن كان غير ذلك ناشدهم أن يقصروا به فقال ضمرة بن سمرة إن كان كماتقول فاقفز من السرير وضحك وأضحك فقال ع أللهم إن ضمرة ضحك وأضحك لحديث رسول الله ص فخذه أخذة أسف فمات فجأة

-روایت-1-2-روایت-42-ادامه دارد

[ صفحه 587]

فأتي بعد ذلك مولي لضمرة زين العابدين ع فقال أصلحك الله إن ضمرة مات فجأة وإني لأقسم لك بالله أني لسمعت صوته و أناأعرفه كماكنت أعرف صوته في حياته في الدنيا و هو يقول الويل لضمرة بن سمرة خلا مني كل حميم وحللت بدار الجحيم و بهامبيتي والمقيل فقال علي بن الحسين ع الله أكبر هذاجزاء من ضحك وأضحك بحديث رسول الله ص

-روایت-از قبل-347

ومنها أن زين العابدين ع كان يخرج

إلي ضياعه فإذابذئب أمعط أعبس قدقطع علي الصادر والوارد فدنا منه ووعوع فقال له انصرف فإني أفعل إن شاء الله فانصرف الذئب فقيل ماشأن الذئب فقال أتاني و قال زوجتي عسر عليها ولادتها فأغثني وأغثها بأن تدعو بتخليصها و لك لله علي أن لاأتعرض أنا و لا شيء من نسلي لأحد من شيعتك ففعلت . ومنها أنه ع نزل بعسفان ومعه أناس كثير من مواليه و هومنزل بين

[ صفحه 588]

مكة والمدينة فإذاغلمانه قدضربوا فسطاطه في موضع . فلما دنا من ذلك الموضع قال لغلمانه كيف ضربتم في هذاالموضع و فيه قوم من الجن وهم لنا أولياء وهم لنا شيعة و قدأضررنا بهم وضيقنا عليهم .فقالوا ماعلمنا أن هذا يكون هاهنا فإذاهاتف به من جانب الفسطاط نسمع كلامه و لانري شخصه يقول يا ابن رسول الله لاتحول فسطاطك من موضعك فإنا نحتمل لك و هذاالطبق قدبعثنا به إليك نحب أن تأكل منه .فنظروا فإذا في جانب الفسطاط طبق عظيم وطبق آخر فيه عنب ورطب ورمان وفاكهة من الموز وفواكه كثيرة.فدعا علي بن الحسين ع رجالا كانوا معه فأكل وأكلوا من ذلك الطعام وارتحلوا

[ صفحه 589]

فصل في أعلام الإمام محمد بن علي بن الحسين الباقر ع

عن دعبل

الخزاعي قال حدثني الرضا عن أبيه عن جده ع قال كنت عند أبي الباقر ع إذ دخل عليه جماعة من الشيعة وفيهم جابر بن يزيد فقالوا هل رضي أبوك علي بن أبي طالب ع بإمامة الأول والثاني فقال أللهم لاقالوا فلم نكح من سبيهم خولة الحنفية إذا لم يرض بإمامتهم فقال الباقر ع امض ياجابر بن يزيد إلي منزل جابر بن عبد الله الأنصاري فقل له إن محمد بن علي يدعوك قال جابر بن يزيد فأتيت منزله وطرقت عليه الباب فناداني جابر بن عبد الله الأنصاري من داخل الدار اصبر ياجابر بن يزيد قال جابر بن يزيد فقلت في نفسي من أين علم جابر الأنصاري أني جابر بن يزيد و لم يعرف الدلائل إلاالأئمة من آل محمد ع و الله لأسألنه إذاخرج إلي فلما خرج قلت له من أين علمت أني جابر و أنا علي الباب و أنت داخل الدار قال قدخبرني مولاي الباقر ع البارحة أنك تسأله عن الحنفية

[ صفحه 590]

في هذااليوم و أناأبعثه إليك ياجابر بكرة غد أدعوك فقلت صدقت . قال سر بنا فسرنا جميعا حتي أتينا المسجد. فلما بصر مولاي الباقر ع بنا ونظر إلينا قال للجماعة قوموا إلي الشيخ فاسألوه حتي ينبئكم بما سمع ورأي وحدث

فقالوا ياجابر هل رضي إمامك علي بن أبي طالب ع بإمامة من تقدم قال أللهم لاقالوا فلم نكح من سبيهم خولة الحنفية إذ لم يرض بإمامتهم . قال جابر آه آه آه لقد ظننت أني أموت و لاأسأل عن هذا والآن إذ سألتموني فاسمعوا وعوا حضرت السبي و قدأدخلت الحنفية فيمن أدخل فلما نظرت إلي جميع الناس عدلت إلي تربة رسول الله ص فرنت رنة وزفرت زفرة وأعلنت بالبكاء والنحيب ثم نادت السلام عليك يا رسول الله صلي الله عليك و علي أهل بيتك من بعدك هؤلاء أمتك سبتنا سبي النوب والديلم و الله ما كان لنا إليهم من ذنب إلاالميل إلي أهل بيتك فجعلت الحسنة سيئة والسيئة حسنة فسبتنا. ثم انعطفت إلي الناس وقالت لم سبيتمونا و قدأقررنا بشهادة أن لاإله إلا الله و أن محمدا رسول الله ص قالوا منعتمونا الزكاة.قالت هبوا الرجال منعوكم فما بال النسوان .

[ صفحه 591]

فسكت المتكلم كأنما ألقم حجرا. ثم ذهب إليها طلحة وخالد بن عنان في التزوج بها وطرحا إليها ثوبين فقالت لست بعريانة فتكسوني قيل لها إنهما يريدان أن يتزايدا عليك فأيهما زاد علي صاحبه أخذك من السبي .قالت هيهات

و الله لا يكون ذلك أبدا و لايملكني و لا يكون لي بعل إلا من يخبرني بالكلام ألذي قلته ساعة خرجت من بطن أمي .فسكت الناس ينظر بعضهم إلي بعض وورد عليهم من ذلك الكلام ماأبهر عقولهم وأخرس ألسنتهم وبقي القوم في دهشة من أمرها. فقال أبوبكر مالكم ينظر بعضكم إلي بعض قال الزبير لقولها ألذي سمعت . فقال أبوبكر ما هذاالأمر ألذي أحصر أفهامكم إنها جارية من سادات قومها و لم يكن لها عادة بما لقيت ورأت فلاشك أنها داخلها الفزع وتقول ما لاتحصيل له .فقالت لقد رميت بكلامك غيرمرمي و الله ماداخلني فزع و لاجزع و و الله ما قلت إلاحقا و لانطقت إلافصلا و لابد أن يكون كذلك وحق صاحب هذه البنية ماكذبت و لاكذبت . ثم سكتت وأخذ طلحة وخالد ثوبيهما وهي قدجلست ناحية من القوم .فدخل علي بن أبي طالب ع فذكروا له حالها فقال ع هي صادقة فيما قالت و كان من حالها وقصتها كيت وكيت في حال ولادتها و قال

[ صفحه 592]

إن كل ماتكلمت به في حال خروجها من بطن أمها هوكذا وكذا و كل ذلك مكتوب علي لوح نحاس معها فرمت باللوح إليهم لماسمعت كلامه

ع فقرءوه فكان علي ماحكي علي بن أبي طالب ع لايزيد حرفا و لاينقص . فقال أبوبكر خذها يا أبا الحسن بارك الله لك فيها.فوثب سلمان فقال و الله مالأحد هاهنا منة علي أمير المؤمنين بل لله المنة ولرسوله ولأمير المؤمنين و الله ماأخذها إلالمعجزه الباهر وعلمه القاهر وفضله ألذي يعجز عنه كل ذي فضل . ثم قام المقداد فقال مابال أقوام قدأوضح الله لهم طريق الهداية فتركوه وأخذوا طريق العمي و ما من يوم إلا وتبين لهم فيه دلائل أمير المؤمنين . و قال أبوذر وا عجبا لمن يعاند الحق و ما من وقت إلا وينظر إلي بيانه أيها الناس إن الله قد بين لكم فضل أهل الفضل ثم قال يافلان أتمن علي أهل الحق بحقهم وهم بما في يديك أحق وأولي . و قال عمار أناشدكم الله أ ماسلمنا علي أمير المؤمنين هذا علي بن أبي طالب ع في حياة رسول الله ص بإمرة المؤمنين فوثب عمر وزجره عن الكلام وقام أبوبكر فبعث علي ع خولة إلي دار أسماء بنت عميس و قال لها خذي هذه المرأة أكرمي مثواها فلم تزل

خولة عندأسماء إلي أن قدم أخوها وزوجها من علي بن أبي طالب ع .

[ صفحه 593]

فكان الدليل علي علم أمير المؤمنين ع وفساد مايورده القوم من سبيهم و أنه ع تزوج بهانكاحا فقالت الجماعة ياجابر بن عبد الله أنقذك الله من حر النار كماأنقذتنا من حرارة الشك

ومنها ماروي عن عبدالرحمن بن كثير عن أبي عبد الله ع قال نزل أبو جعفرالباقر ع بواد فضرب خباءه فيه ثم خرج يمشي حتي انتهي إلي نخلة يابسة فحمد الله ثم تكلم بكلام لم أسمع بمثله ثم قال أيتها النخلة أطعمينا مما جعل الله فيك فتساقط منها رطب أحمر وأصفر فأكل ومعه أبوأمية الأنصاري فقال يا أباأمية هذه الآية فينا كالآية في مريم إذ هزت إليها النخلة فتساقط عليها رطبا جنيا

-روایت-1-2-روایت-66-392

[ صفحه 594]

ومنها ماروي عن عبد الله بن عطاء المكي أنه قال اشتقت إلي أبي جعفرالباقر ع و أنابمكة فقدمت المدينة و ماقدمتها إلاشوقا إليه فأصابني تلك الليلة مطر وبرد شديد فانتهيت إلي بابه ع نصف الليل فقلت أطرقه في هذه الساعة أوأنتظر حتي أصبح فإني لأفكر في ذلك إذ سمعته يقول ياجارية افتحي الباب لابن عطاء فقد أصابه برد في هذه الليلة ففتحت الباب ودخلت .

ومنها أن عبد الله بن عطاء قال فرغت ليلة من طوافي وسعيي و قدبقي علي من الليل و كان الباقر ع بمكة فقلت أمضي إليه فأتحدث عنده بقية ليلي فجئت إلي الباب فدققته فسمعت أبا جعفر ع يقول إن كان عبد الله بن عطاء فادخل فدخلت . ومنها ماروي عن أبي بصير قال كنت أقر ئ امرأة القرآن بالكوفة فمازحتها بشي ء فلما دخلت علي أبي جعفر ع عاتبني و قال من ارتكب الذنب في الخلاء لم يعبأ الله به أي شيء قلت للمرأة فغطيت وجهي حياء وتبت فقال أبو جعفر ع لاتعد.

[ صفحه 595]

ومنها ماروي أبوبصير عن أبي جعفر ع قال لرجل كيف أبوك قال صالح قال قدمات أبوك بعد ماخرجت حيث صرت إلي جرجان ثم قال كيف أخوك قال قدتركته صالحا قال قدقتله جار له يقال له صالح يوم كذا في ساعة كذا فبكي الرجل و قال إنا لله وإنا إليه راجعون مما أصبت فقال أبو جعفر ع اسكن فقد صاروا إلي الجنة والجنة خير لهم مما كانوا فيه . فقال الرجل إني خلفت ابني وجعا شديد الوجع و لم تسألني عنه . قال قدبرأ وزوجه عمه ابنته و أنت تقدم

عليه و قدولد له غلام واسمه علي و هولنا شيعة و أماابنك فليس لنا شيعة بل هولنا عدو. فقال له الرجل فهل من حيلة قال إنه لنا عدو فقام الرجل من عنده و هووقيذ. قلت من هذا قال هو رجل من أهل خراسان و هولنا شيعة و هومؤمن

ومنها ماروي عن أبي بصير قال دخلت المسجد مع أبي جعفر ع و الناس يدخلون ويخرجون فقال لي سل الناس هل يرونني فكل من لقيته قلت له أرأيت

-روایت-1-2-روایت-34-ادامه دارد

[ صفحه 596]

أبا جعفرفيقول لا و هوواقف حتي دخل أبوهارون المكفوف فقال سل هذافقلت هل رأيت أبا جعفر فقال أ ليس هوواقفا قلت و ماعلمك قال وكيف لاأعلم و هونور ساطع قال وسمعته يقول لرجل من أهل إفريقيا ماحال راشد قال خلفته حيا صالحا يقرئك السلام قال رحمه الله قال مات قال نعم قال ومتي قال بعدخروجك بيومين قال و الله مامرض و لا كان به علة قال وإنما يموت من يموت من مرض أوعلة قلت من الرجل قال رجل كان لنا مواليا ولنا محبا ثم قال لئن ترون أنه ليس لنا معكم أعين

ناظرة أوأسماع سامعة لبئس مارأيتم و الله لايخفي علينا شيء من أعمالكم فاحضرونا جميلا وعودوا أنفسكم الخير وكونوا من أهله تعرفون به فإني بهذا آمر ولدي وشيعتي

-روایت-از قبل-659

ومنها ماروي عن الحلبي عن الصادق ع قال دخل ناس علي أبي ع فقالوا ماحد الإمام قال حده عظيم إذادخلتم عليه فوقروه وعظموه وآمنوا بما جاء به من شيء

-روایت-1-2-روایت-46-ادامه دارد

[ صفحه 597]

و عليه أن يهديكم و فيه خصلة إذادخلتم عليه لم يقدر أحد أن يملأ عينه منه إجلالا وهيبة لأن رسول الله ص كذلك كان وكذلك يكون الإمام قال فيعرف شيعته قال نعم ساعة يراهم قالوا فنحن لك شيعة قال نعم كلكم قالوا أخبرنا بعلامة ذلك قال أخبركم بأسمائكم وأسماء آبائكم وقبائلكم قالوا أخبرنا فأخبرهم قالوا صدقت قال وأخبركم عما أردتم أن تسألوا عنه هي قوله تعالي كَشَجَرَةٍ طَيّبَةٍ أَصلُها ثابِتٌ وَ فَرعُها فِي السّماءِقالوا صدقت قال نحن الشجرة التي قال الله تعالي أَصلُها ثابِتٌ وَ فَرعُها فِي السّماءِنحن نعطي شيعتنا مانشاء من علمنا ثم قال يقنعكم قالوا مادون هذامقنع

-روایت-از قبل-596

ومنها ماروي أبوعيينة قال كنت عند أبي جعفر ع فدخل رجل فقال أنا من أهل الشام أتولاكم وأبرأ من عدوكم و أبي كان يتولي بني أمية

و كان

[ صفحه 598]

له مال كثير و لم يكن له ولد غيري و كان مسكنه بالرملة وكانت له جنينة يتخلي فيهابنفسه فلما مات طلبت المال فلم أظفر به و لاأشك أنه دفنه وأخفاه مني قال أبو جعفر أفتحب أن تراه وتسأله أين موضع ماله قال إي و الله إني فقير محتاج فكتب أبو جعفركتابا وختمه بخاتمه ثم قال انطلق بهذا الكتاب الليلة إلي البقيع حتي تتوسطه ثم تنادي يادرجان يادرجان فإنه يأتيك رجل معتم فادفع إليه كتابي وقل أنا رسول محمد بن علي بن الحسين فإنه يأتيك به فاسأله عما بدا لك فأخذ الرجل الكتاب وانطلق . قال أبوعيينة فلما كان من الغد أتيت أبا جعفر ع لأنظر ماحال الرجل فإذا هو علي الباب ينتظر أن يؤذن له فأذن له فدخلنا جميعا فقال الرجل الله يعلم عند من يضع العلم قدانطلقت البارحة وفعلت ماأمرت فأتاني الرجل فقال لاتبرح من موضعك حتي آتيك به فأتاني برجل أسود فقال هذاأبوك قلت ما هو أبي قال بل غيره اللهب ودخان الجحيم والعذاب الأليم فقلت له أنت أبي قال نعم قلت فما غيرك عن صورتك

وهيئتك قال يابني كنت أتولي بني أمية وأفضلهم علي أهل بيت النبي بعد النبي ص فعذبني الله بذلك وكنت أنت تتولاهم فكنت أبغضك علي ذلك وحرمتك مالي فزويته عنك و أنااليوم علي ذلك من النادمين فانطلق يابني إلي جنينتي فاحتفر تحت الزيتونة وخذ المال و هومائة ألف وخمسون ألفا فادفع إلي محمد بن علي ع خمسين ألفا والباقي لك

[ صفحه 599]

ثم قال فأنا منطلق حتي آخذ المال وآتيك بمالك قال أبوعيينة فلما كان من قابل دخلت علي أبي جعفر ع فقلت مافعل الرجل صاحب المال قال قدأتاني بخمسين ألف درهم فقضيت منها دينا كان علي وابتعت منها أرضا بناحية خيبر ووصلت منها أهل الحاجة من أهل بيتي . ومنها ماروي عن عبد الله بن معاوية الجعفري قال سأحدثكم بما سمعته أذناي ورأته عيناي من أبي جعفر ع أنه كان علي المدينة رجل من آل مروان و أنه أرسل إلي يوما فأتيته و ماعنده أحد من الناس . فقال لي يا ابن معاوية إنما دعوتك لثقتي بك وإني قدعلمت أنه لايبلغ عني غيرك فأحببت أن تلقي عميك محمد بن

علي ع وزيد بن الحسن وتقول لهما يقول لكما الأمير لتكفان عما يبلغني عنكما أولتنكران .فخرجت من عنده متوجها إلي أبي جعفر ع فاستقبلته متوجها إلي المسجد فلما

[ صفحه 600]

دنوت منه تبسم ضاحكا و قال بعث إليك هذاالطاغية ودعاك و قال لك الق عميك الأحمقين وقل لهما كذا. قال فأخبرني أبو جعفربمقالته كأنه كان حاضرا ثم قال يا ابن عم قدكفينا أمره بعدغد فإنه معزول ومنفي إلي بلاد مصر و الله ما أنابساحر و لاكاهن ولكني أتيت وحدثت قال فو الله ماأتي عليه اليوم الثاني حتي ورد عليه عزله ونفيه إلي مصر وولي المدينة غيره

ومنها ماروي أبوبصير عن أبي عبد الله ع قال كان زيد بن الحسن يخاصم أبي في ميراث رسول الله ص و يقول أنا من ولد الحسن وأولي بذلك منك لأني من ولد الأكبر فقاسمني ميراث رسول الله ص وادفعه إلي فأبي أبي فخاصمه إلي القاضي فكان يختلف معه إلي القاضي فبينا هم كذلك ذات يوم في خصومتهم إذ قال زيد بن الحسن لزيد بن علي اسكت يا ابن السندية فقال زيد بن علي أف لخصومة تذكر فيهاالأمهات و الله لاكلمتك بالفصيح من رأسي

أبدا حتي أموت وانصرف إلي أبي فقال ياأخي حلفت بيمين ثقة بك وعلمت أنك لاتكرهني و لاتخيبني

-روایت-1-2-روایت-51-ادامه دارد

[ صفحه 601]

حلفت أن لاأكلم زيد بن الحسن و لاأخاصمه وذكر ما كان بينهما فأعفاه أبي واغتنمها زيد بن الحسن فقال يلي خصومتي محمد بن علي فأعنته وأؤذيه فيعتدي علي فعدا علي أبي فقال بيني وبينك القاضي فقال انطلق بنا فلما أخرجه قال أبي يازيد إن معك سكينة قدأخفيتها أرأيتك إن نطقت هذه السكينة التي سترتها مني فشهدت أني أولي بالحق منك أفتكف عني قال نعم وحلف له بذلك فقال أبي أيتها السكينة انطقي بإذن الله فوثبت السكينة من يد زيد بن الحسن علي الأرض ثم قالت يازيد بن الحسن أنت ظالم و محمدأحق منك وأولي ولئن لم تكف لألين قتلك فخر زيد مغشيا عليه فأخذ أبي بيده فأقامه ثم قال يازيد إن نطقت هذه الصخرة التي نحن عليها أتقبل قال نعم وحلف له علي ذلك فرجفت الصخرة مما يلي زيد حتي كادت أن تفلق و لم ترجف مما يلي أبي ثم قالت يازيد أنت ظالم و محمدأولي بالأمر منك فكف عنه و إلاوليت قتلك

فخر زيد مغشيا عليه فأخذ أبي بيده وأقامه ثم قال يازيد أرأيت إن نطقت

-روایت-از قبل-1-روایت-2-ادامه دارد

[ صفحه 602]

هذه الشجرة أتكف قال نعم فدعا أبي ع الشجرة فأقبلت تخد الأرض حتي أظلتهم ثم قالت يازيد أنت ظالم و محمدأحق بالأمر منك فكف عنه و إلاقتلتك فغشي علي زيد فأخذ أبي بيده وانصرفت الشجرة إلي موضعها فحلف زيد أن لايعرض لأبي و لايخاصمه فانصرف وخرج زيد من يومه إلي عبدالملك بن مروان فدخل عليه و قال له أتيتك من عندساحر كذاب لايحل لك تركه وقص عليه مارأي فكتب عبدالملك إلي عامل المدينة أن ابعث إلي بمحمد بن علي مقيدا و قال لزيد أرأيتك إن وليتك قتله تقتله قال نعم قال فلما انتهي الكتاب إلي العامل أجاب العامل عبدالملك ليس كتابي هذاخلافا عليك يا أمير المؤمنين و لاأرد أمرك ولكن رأيت أن أراجعك في الكتاب نصيحة لك وشفقة عليك و إن الرجل ألذي أردته ليس اليوم علي وجه الأرض أعف منه و لاأزهد و لاأورع منه وإنه ليقرأ في محرابه فيجتمع الطير والسباع تعجبا

-روایت-از قبل-809

[ صفحه 603]

لصوته و إن قراءته لتشبه مزامير داود وإنه من

أعلم الناس وأرق الناس وأشد الناس اجتهادا وعبادة وكرهت لأمير المؤمنين التعرض له فإن الله لايغير مابقوم حتي يغيروا مابأنفسهم فلما ورد الكتاب علي عبدالملك سر بما أنهي إليه الوالي وعلم أنه قدنصحه فدعا بزيد بن الحسن وأقرأه الكتاب فقال زيد أعطاه وأرضاه فقال عبدالملك هل تعرف أمرا غير هذا قال نعم عنده سلاح رسول الله ص وسيفه ودرعه وخاتمه وعصاه وتركته فاكتب إليه فيه فإن هو لم يبعث به فقد وجدت إلي قتله سبيلا فكتب عبدالملك إلي العامل أن احمل إلي أبي جعفر محمد بن علي ألف ألف درهم وليعطك ماعنده من ميراث رسول الله ص فأتي العامل منزل أبي جعفربالمال وأقرأه الكتاب فقال أجلني أياما قال نعم فهيأ أبي متاعا مكان كل شيء ثم حمله ودفعه إلي العامل فبعث به إلي عبدالملك فسر به سرورا شديدا فأرسل إلي زيد فعرض عليه فقال زيد و الله مابعث إليك من متاع رسول الله ص بقليل و لاكثير فكتب عبدالملك إلي أبي أنك أخذت مالنا و لم ترسل إلينا بما طلبنا فكتب إليه

أبي أني قدبعثت إليك بما قدرأيت و أنه ماطلبت و إن شئت لم يكن فصدقه عبدالملك وجمع أهل الشام و قال هذامتاع رسول الله ص قدأتيت به ثم أخذ زيدا وقيده وبعث به إلي أبي و قال له

-روایت-1-ادامه دارد

[ صفحه 604]

لو لاأني لاأريد أن أبتلي بدم أحد منكم لقتلتك وكتب إلي أبي جعفر ع أني بعثت إليك بابن عمك فأحسن أدبه فلما أتي به أطلق عنه وكساه ثم إن زيدا ذهب إلي سرج فسمه ثم أتي به إلي أبي فناشده إلاركبت هذاالسرج فقال أبي ويحك يازيد ماأعظم ماتأتي به و مايجري علي يديك إني لأعرف الشجرة التي نحت منها ولكن هكذا قدر فويل لمن أجري الله علي يديه الشر فأسرج له فركب أبي ونزل متورما فأمر بأكفان له و كان فيهاثوب أبيض أحرم فيه و قال اجعلوه في أكفاني وعاش ثلاثا ثم مضي ع لسبيله و ذلك السرج عندآل محمدمعلق ثم إن زيد بن الحسن بقي بعده أياما فعرض له داء فلم يزل يتخبط ويهوي وترك الصلاة حتي مات

-روایت-از قبل-643

ومنها ماروي جابر الجعفي قال خرجت مع أبي

جعفر ع إلي الحج و أنازميله إذ أقبل ورشان فوقع علي عضادتي محمله فترنم فذهبت لأخذه فصاح بي مه ياجابر فإنه استجار بنا أهل البيت قلت و ما ألذي شكا إليك فقال شكا إلي أنه يفرخ في هذاالجبل منذ ثلاث سنين و أن حية تأتيه فتأكل فراخه فسألني أن أدعو الله عليها ليقتلها ففعلت و قدقتلها الله

-روایت-1-2-روایت-34-ادامه دارد

[ صفحه 605]

ثم سرنا حتي إذا كان وقت السحر قال لي انزل ياجابر فنزلت فأخذت بخطام الجمل ونزل فتنحي يمنة عن الطريق ثم عمد إلي روضة من الأرض ذات رمل فأقبل فكشف الرمل يمنة ويسرة و هو يقول أللهم اسقنا وطهرنا إذ بدا حجر مرتفع أبيض بين الرمل فاقتلعه فنبع له عين ماء أبيض صاف فتوضأ وشربنا منه ثم ارتحلنا فأصبحنا دون قرية ونخل فعمد أبو جعفر إلي نخلة يابسة فيهافدنا منها و قال أيتها النخلة أطعمينا مما خلق الله فيك فلقد رأيت النخلة تنحني حتي جعلنا نتناول من ثمرها ونأكل و إذاأعرابي يقول مارأيت ساحرا كاليوم فقال أبو جعفر ياأعرابي لاتكذبن علينا أهل البيت فإنه ليس منا ساحر و لاكاهن ولكنا علمنا أسماء من أسماء الله تعالي نسأل بهافنعطي وندعو فنجاب

-روایت-از قبل-673

[ صفحه 606]

فصل في أعلام الإمام أبي عبد الله جعفر بن محمدالصادق ع

عن سعد

الإسكاف قال كنت عند أبي عبد الله ع ذات يوم إذ دخل عليه رجل من أهل الجبل بهدايا وألطاف فكان فيما أهدي إليه جراب من قديد وحش فنثره أبو عبد الله ع ثم قال خذها فأطعمها الكلاب قال الرجل لم قال ليس بذكي فقال الرجل اشتريته من رجل مسلم ذكر أنه ذكي فرده أبو عبد الله ع في الجراب وتكلم عليه بكلام لم أدر ما هو ثم قال للرجل قم فأدخله ذلك البيت وضعه في زاوية البيت ففعل فسمع القديد يقول يا عبد الله ليس مثلي يأكله الإمام و لاأولاد الأنبياء لست بذكي فحمل الرجل الجراب وخرج فقال أبو عبد الله ع ما قال قال أخبرني بما أخبرتني به أنه غيرذكي فقال أبو عبد الله ع أ ماعلمت يا أباهارون أنانعلم ما لاتعلمه الناس

-روایت-1-2-روایت-24-ادامه دارد

[ صفحه 607]

قال بلي فخرج وألقاه علي كلب لقيه

-روایت-از قبل-41

ومنها ماروي عن عبد الله بن يحيي الكاهلي قال قال أبو عبد الله ع إذالقيت السبع ماذا تقول له قلت لاأدري قال إذالقيته فاقرأ في وجهه آية الكرسي وقل عزمت عليك بعزيمة الله وعزيمة رسوله ص

وعزيمة سليمان بن داود وعزيمة علي أمير المؤمنين والأئمة من بعده ع إلاتنحيت عن طريقنا و لم تؤذنا فإنا لانؤذيك فإنه ينصرف عنك قال عبد الله فقدمت الكوفة فخرجت مع ابن عم لي إلي قرية فإذاسبع قداعترض لنا في الطريق فقرأت في وجهه آية الكرسي فقلت عزمت عليك بعزيمة الله وعزيمة محمد رسول الله ص وعزيمة سليمان بن داود وعزيمة علي

-روایت-1-2-روایت-75-ادامه دارد

[ صفحه 608]

أمير المؤمنين والأئمة من بعده ع إلاتنحيت عن طريقنا و لم تؤذنا فإنا لانؤذيك قال فنظرت إليه و قدطأطأ رأسه وأدخل ذنبه بين رجليه وركب الطريق راجعا من حيث جاء فقال ابن عمي ماسمعت كلاما أحسن من كلامك هذا ألذي سمعته منك فقلت أي شيءسمعت هذاكلام جعفر بن محمد فقال أناأشهد أنه إمام فرض الله طاعته و ما كان ابن عمي يعرف قليلا و لاكثيرا قال فدخلت علي أبي عبد الله ع من قابل فأخبرته الخبر فقال تري أني لم أشهدكم بئسما رأيت ثم قال إن لي مع كل ولي أذنا سامعة وعينا ناظرة ولسانا ناطقا ثم قال يا عبد الله أنا و الله صرفته عنكما وعلامة ذلك أنكما كنتما في البرية علي شاطئ

النهر واسم ابن عمك لمثبت عندنا و ما كان الله ليميته حتي يعرف هذاالأمر قال فرجعت إلي الكوفة فأخبرت ابن عمي بمقالة أبي عبد الله ع ففرح فرحا شديدا وسر به و مازال مستبصرا بذلك إلي أن مات

-روایت-از قبل-811

[ صفحه 609]

ومنها ماروي أبوبصير قال دخلت علي أبي عبد الله ع وابنه إسماعيل موعوك فقال قم ندخل علي إسماعيل نعوده فدخلنا عليه فإذاجانب داره قفص فيه فاختة وهي تصيح فقال لاتمسك هذه يابني أ ماعلمت أن هذه مشومة قليلة الذكر لله وهي تدعو علي أربابها قلت و مادعاؤها قال تقول فقدتكم فقدتكم فإن كنت لابد متخذا فاتخذ ورشانا فإنه طير كثير الذكر لله و هويحبنا أهل البيت وسأله رجل عن الخطاف فقال لاتؤذوه فإنه لايؤذي شيئا و هوطير يحبنا أهل البيت

-روایت-1-2-روایت-29-464

[ صفحه 610]

ومنها أن الحسين بن أبي العلاء قال دخل علي أبي عبد الله ع رجل من أهل خراسان فقال إن فلان بن فلان بعث معي بجارية وأمرني أن أدفعها إليك قال لاحاجة لي فيهاإنا أهل بيت لايدخل الدنس بيوتنا. قال لقد أخبرني أنها ربيبة حجره قال لاخير فيهافإنها قدأفسدت عليه قال لاعلم لي

بهذا قال لكني أعلم أن هذاكذا. ومنها ماروي أن رجلا خراسانيا أقبل إلي أبي عبد الله فقال ع له مافعل فلان قال لاعلم لي به قال ولكني أخبرك به إنه بعث بجارية معك و لاحاجة لي فيها قال و لم قال لأنك لم تراقب الله فيهاحيث عملت ماعملت ليلة نهر بلخ حيث صنعت ماصنعت .فسكت الرجل وعلم أنه قدأخبره بأمر قدفعله . ومنها ماروي عن الحسين بن أبي العلا أيضا قال كنت عند أبي عبد الله ع

[ صفحه 611]

إذ جاءه رجل أومولي له يشكو زوجته وسوء خلقها قال فأتني بهافأتاه بها فقال لها مالزوجك يشكوك قالت فعل الله به وفعل . فقال لها إن ثبت علي هذا لم تعيشي إلايسيرا قالت لاأبالي أن لاأراه أبدا. فقال له خذ بيد زوجتك فليس بينك وبينها إلاثلاثة أيام . فلما كان اليوم الثالث دخل عليه الرجل فقال ع مافعلت زوجتك قال قد و الله دفنتها الساعة. قلت ما كان حالها قال كانت معتدية فبتر الله عمرها وأراحه منها. ومنها أن داود بن علي قتل المعلي بن خنيس فقال له أبو عبد الله ع قتلت

قيمي في مالي وعيالي ثم قال لأدعون الله عليك قال داود اصنع ماشئت فلما جن الليل قال ع أللهم ارمه بسهم من سهامك فافلق به قلبه .فأصبح و قدمات داود و الناس يهنئونه بموته . فقال ع لقد مات علي دين أبي لهب و قددعوت الله فأجاب فيه الدعوة وبعث إليه ملكا معه مرزبة من حديد فضربه ضربة فما كانت إلاصيحة.

[ صفحه 612]

قال فسألنا الخدم فقالوا صاح في فراشه صيحة فدنونا منه فإذا هوميت .

ومنها أن داود الرقي قال حججت بأبي عبد الله ع سنة ست وأربعين ومائة فمررنا بواد من أودية تهامة فلما أنخنا صاح ياداود ارحل ارحل فما انتقلنا إلا و قدجاء سيل فذهب بكل شيء فيه و قال له تؤتي بين الصلاتين حتي تؤخذ من منزلك و قال ياداود إن أعمالك عرضت علي يوم الخميس فرأيت فيهاصلتك لابن عمك فسرني ذلك قال داود و كان لي ابن عم ناصبي كثير العيال محتاج فلما خرجت إلي مكة أمرت له بصلة فأخبرني به أبو عبد الله ع

-روایت-1-2-روایت-29-442

.

[ صفحه 613]

ومنها ما قال الميثمي إن رجلا حدثه قال كنا نتغدي مع أبي عبد الله ع فقال لغلامه انطلق وائتنا بماء زمزم فانطلق

الغلام فما لبث أن جاء و ليس معه ماء فقال إن غلاما من غلمان زمزم منعني الماء فقال تريد لإله العراق فتغير لون أبي عبد الله ع ورفع يده عن الطعام وتحركت شفتاه ثم قال للغلام ارجع فجئنا بالماء ثم أكل فلم يلبث أن جاء الغلام بالماء و هومتغير اللون فقال ماوراك قال سقط ذلك الغلام في بئر زمزم فتقطع وهم يخرجونه فحمد الله عليه . ومنها أنه كان لأبي عبد الله ع مولي يقال له مسلم و كان لايحسن القرآن فعلمه في ليلة فلما أصبح أصبح و قدأحكم القرآن . ومنها أن شهاب بن عبدربه قال أصابتني جنابة و أنابالمدينة فدخلني

[ صفحه 614]

غم شديد أن أغرف بالكوز من الحب ثم إني لم أجد بدا من أن أفعله فلما أصبحت أتيت أبا عبد الله و أناأريد أن أسأله . فقال ابتداء منه غمك البارحة أن تغرف من الحب بالكوز ليس بالذي صنعت بأس ياشهاب . ومنها ما قال بعض أصحابه قال حملت مالا إلي أبي عبد الله ع فاستكثرته في نفسي فلما دخلت عليه دعا بغلام و إذاطشت في آخر الدار فأمره أن يأتي به ثم تكلم بكلام لماأتي

بالطشت فانحدرت الدنانير من الطشت حتي حالت بيني و بين الغلام ثم التفت إلي و قال أتري نحتاج إلي ما في أيديكم إنما نأخذ منكم مانأخذ لنطهركم به . ومنها أن صفوان قال كنت عند أبي عبد الله ع فأتاه غلام فقال ماتت أمي فقال له ع لم تمت قال تركتها مسجي عليها.فقام أبو عبد الله ع ودخل عليها فإذاهي قاعدة فقال لابنها ادخل إلي أمك فشهها من الطعام ماشاءت فأطعمها.

[ صفحه 615]

فقال الغلام ياأماه ماتشتهين قالت أشتهي زبيبا مطبوخا فقال له ائتها بغضارة مملوة زبيبا فأكلت منها حاجتها و قال له قل لها إن ابن رسول الله بالباب يأمرك أن توصين فأوصت ثم توفيت . قال فما برحنا حتي صلي عليها أبو عبد الله ع ودفنت . ومنها أن أبان بن تغلب قال غدوت من منزلي بالمدينة و أناأريد أبا عبد الله ع فلما صرت بالباب خرج علي قوم من عنده لم أر قوما أحسن زيا منهم و لاأحسن سيماء منهم كأن الطير علي رءوسهم ثم دخلنا علي أبي عبد الله ع فجعل يحدثنا بحديث فخرجنا من عنده و قدفهمه خمسة نفر منا متفرق الألسن منها اللسان العربي

والفارسي والنبطي والحبشي والسقلبي . فقال بعضنا لبعض ما هذاالحديث ألذي حدثنا به .

[ صفحه 616]

فقال من لسانه عربي حدثناكذا بالعربية و قال الفارسي مافهمت إنما حدث بكذا وكذا بالفارسية و قال الحبشي ماحدثني إلابالحبشية و قال السقلبي ما حدثنا إلابالسقلبية فرجعوا إليه فأخبروه . فقال ع الحديث واحد ولكنه فسر لكم بألسنتكم . ومنها أن صفوان بن يحيي روي عن جابر قال كنت عند أبي عبد الله ع فبرزنا معه فإذانحن برجل قدأضجع جديا ليذبحه فصاح الجدي . فقال أبو عبد الله ع كم ثمن هذاالجدي . فقال أربعة دراهم فحلها من كمه ودفعها إليه و قال خل سبيله . قال فسرنا فإذابصقر قدانقض علي دراجة فصاحت الدراجة.فأومأ أبو عبد الله ع إلي الصقر بكمه فرجع عن الدراجة.فقلت لقد رأينا عجبا من أمرك . قال نعم إن الجدي لماأضجعه الرجل ليذبحه وبصر بي قال أستجير بالله وبكم أهل البيت مما يراد بي وكذلك قالت الدراجة.

و لو أن شيعتنا استقامت لأسمعتهم منطق الطير

-روایت-1-2-روایت-3-50

.

[ صفحه 617]

ومنها أن داود بن كثير الرقي قال دخلت علي أبي عبد الله ع فدخل عليه ابنه موسي و هوينتفض من البرد فقال له أبو عبد الله ع كيف أصبحت قال أصبحت في كنف الله متقلبا في رحمة الله أشتهي عنقود عنب

جرشي ورمانة خضراء قال داود قلت سبحان الله هذاالشتاء فقال ياداود إن الله قادر علي كل شيءادخل البستان فدخلته فإذاشجرة عليها عنقود من عنب جرشي ورمانة خضراء فقلت آمنت بسركم وعلانيتكم فقطعهما وأخرجهما إلي موسي فقعد يأكل فقال ياداود و الله لهذا فضل من رزق قديم خص الله به مريم بنت عمران من الأفق الأعلي

-روایت-1-2-روایت-3-534

ومنها أن هارون بن رئاب قال كان لي أخ جارودي فدخلت علي أبي

[ صفحه 618]

عبد الله ع فقال لي مافعل أخوك الجارودي قلت صالح هومرضي عندالقاضي و عندالجيران في الحالات كلها غير أنه لايقر بولايتكم فقال مايمنعه من ذلك قلت يزعم أنه يتورع قال فأين كان ورعه ليلة نهر بلخ فقلت لأخي حين قدمت عليه ثكلتك أمك دخلت علي أبي عبد الله ع فسألني عنك فأخبرته أنك مرضي عندالجيران و عندالقاضي في الحالات كلها غير أنه لايقر بولايتكم فقال مايمنعه من ذلك قلت يزعم أنه يتورع فقال أين كان ورعه ليلة نهر بلخ . قال أخبرك أبو عبد الله بهذا قلت نعم قال أشهد أنه حجة رب العالمين . قلت أخبرني عن قصتك قال نعم أقبلت من وراء نهر بلخ

فصحبني رجل معه وصيفة فارهة الجمال فلما كنا علي النهر قال لي إما أن تقتبس لنا نارا فأحفظ عليك وإما أن أقتبس نارا فتحفظ علي فقلت اذهب واقتبس وأحفظ عليك .

[ صفحه 619]

فلما ذهب قمت إلي الوصيفة و كان مني إليها ما كان و الله ماأفشت و لاأفشيت لأحد و لم يعلم بذلك إلا الله فدخله رعب .فخرجت من السنة الثانية و هومعي فأدخلته علي أبي عبد الله ع فذكرت الحديث فما خرج من عنده حتي قال بإمامته . ومنها أن أباالدوانيق قال لحاجبه إذادخل علي جعفرفاقتله قبل أن يصل إلي قال فدخل أبو عبد الله وجلس فأرسل إلي الحاجب فدعاه فنظر إليه و إلي جعفر و هوقاعد ثم قال عد إلي مكانك وأقبل يضرب بيده علي الأخري فلما خرج أبو عبد الله ع دعا حاجبه فقال بأي شيءأمرتك . قال لا و الله مارأيته حيث دخل و لاحيث خرج و لارأيته إلا و هوقاعد معك . ومنها أن الوليد بن صبيح قال كنا عند أبي عبد الله ع في ليلة إذ طرق الباب طارق فقال للجارية انظري من هذافخرجت ثم دخلت فقالت

[ صفحه 620]

هذاعمك عبد الله بن علي فقال أدخليه

و قال لنا ادخلوا البيت فدخلنا بيتا آخر فسمعنا منه حسا ظننا أن الداخل بعض نسائه فلصق بعضنا ببعض فلما دخل أقبل علي أبي عبد الله ع فلم يدع شيئا من القبيح إلاقاله في أبي عبد الله ع ثم خرج وخرجنا فأقبل يحدثنا من الموضع ألذي قطع كلامه عنددخول الرجل فقال بعضنا لقد استقبلك هذابشي ء ماظننا أن أحدا يستقبل به أحدا حتي لقد هم بعضنا أن يخرج إليه فيوقع به فقال مه لاتدخلوا فيما بيننا. فلما مضي من الليل مامضي طرق الباب طارق فقال للجارية انظري من هذافخرجت ثم عادت فقالت هذاعمك عبد الله بن علي قال لنا عودوا إلي موضعكم ثم أذن له فدخل بشهيق ونحيب وبكاء و هو يقول يا ابن أخ اغفر لي غفر الله لك اصفح عني صفح الله عنك . فقال غفر الله لك ما ألذي أحوجك إلي هذا ياعم . قال إني لماأويت إلي فراشي أتاني رجلان أسودان غليظان فشدا وثاقي ثم قال أحدهما للآخر انطلق به إلي النار فانطلق بي فمررت برسول الله ص فقلت يا رسول الله أ ماتري مايفعل بي قال أ ولست ألذي أسمعت ابني ماأسمعت

فقلت يا رسول الله لاأعود فأمره فخلي عني وإني لأجد ألم الوثاق . فقال أبو عبد الله ع أوص قال بم أوصي فما لي من مال و إن لي

[ صفحه 621]

عيالا كثيرا و علي دين . فقال أبو عبد الله ع دينك علي وعيالك إلي عيالي فأوصي فما خرجنا من المدينة حتي مات وضم أبو عبد الله ع عياله إليه وقضي دينه وزوج ابنه ابنته . ومنها أن عبدالرحمن بن الحجاج قال كنت مع أبي عبد الله ع بين مكة والمدينة و هو علي بغلة و أنا علي حمار و ليس معنا أحد فقلت ياسيدي ماعلامة الإمام قال يا عبدالرحمن لو قال لهذا الجبل سر لسار قال فنظرت و الله إلي الجبل يسير فنظر إليه فقال إني لم أعنك .

ومنها أن ابراهيم بن مهزم الأسدي قال قدمت المدينة فأتيت باب أبي عبد الله ع أستفتحه فدنت جارية لتفتح الباب فقرصت ثديها ودخلت

-روایت-1-2-روایت-3-ادامه دارد

[ صفحه 622]

فقال لي يامهزم أ ماعلمت أن ولايتنا لاتنال إلابالورع فأعطيت الله عهدا أني لاأعود إلي مثلها أبدا

-روایت-از قبل-106

. ومنها أن الحسين بن زيد قال قلت لأبي عبد الله ع أخبرني عن قوله تعالي لإبراهيم أَ وَ لَم تُؤمِن قال

أتحب أن أريك مثل ذلك قلت نعم .فأخذ السكين وقام فذبح حمامة وغرابا وطاوسا وبازا ثم قطعهن وخلطهن ثم ناداهن فرأيت بعضها تصير إلي بعض حتي عادت كهيئتها.

-قرآن-88-103

ومنها أن داود الرقي قال كنت عند أبي عبد الله ع فقال لي ما لي أري لونك متغيرا قلت غيره دين فادح عظيم و قدهممت بركوب البحر إلي السند لإتيان أخي فلان قال إذاشئت فافعل قلت تروعني عنه أهوال البحر وزلازله فقال ياداود إن ألذي يحفظك في البر هوحافظك في البحر ياداود لو لااسمي وروحي لمااطردت الأنهار و لاأينعت الثمار و لااخضرت الأشجار

-روایت-1-2-روایت-3-362

.

[ صفحه 623]

قال داود فركبت البحر حتي إذاكنت بحيث ماشاء الله من ساحل البحر بعدمسيرة مائة وعشرين يوما خرجت قبل الزوال يوم الجمعة فإذاالسماء متغيمة و إذانور ساطع من قرن السماء إلي جدد الأرض و إذاصوت خفي ياداود هذاأوان قضاء دينك فارفع رأسك قدسلمت قال فرفعت رأسي أنظر النور ونوديت عليك بما وراء الأكمه الحمراء فأتيتها فإذابصفائح ذهب أحمر ممسوح أحد جانبيه و في الجانب الآخر مكتوب هذاعطاؤنا فامنن أوأمسك بغير حساب قال فقبضتها ولها قيمة لاتحصي .فقلت لاأحدث فيها حتي آتي المدينة فقدمتها فدخلت علي أبي عبد

الله ع فقال لي ياداود إنما عطاؤنا لك النور ألذي سطع لك لا ماذهبت إليه من الذهب والفضة ولكن هو لك هنيئا مريئا عطاء من رب كريم فاحمد الله قال داود فسألت معتبا خادمه فقال كان في ذلك الوقت ألذي تصفه يحدث أصحابه منهم خيثمة وحمران و عبدالأعلي مقبلا عليهم بوجهه يحدثهم بمثل ماذكرت فلما حضرت الصلاة قام فصلي بهم . قال داود فسألت هؤلاء جميعا فحكوا لي حكاية معتب .

[ صفحه 624]

ومنها أن يونس بن عبدالرحمن والمغيرة بن ثور قالا سمعنا داود الرقي يقول كنت بأرمينية و علي دين فادح فبينا أناكذلك في بعض طرق أرمينية فإذابهاتف بي فنظرت يمنة ويسرة فلم أر شيئا فرفعت رأسي فإذا أنابأبي عبد الله ع علي الريح تخفضه مرة وترفعه أخري فهبته . فقال لي ياداود لن تقضي دينك حتي تحفظ القرآن قلت ماأتي بك هاهنا قال كانت لي حاجة بناحية الخزر والصين فسألت ربي أن يحملني علي الريح فحملتني فرأيتك علي حزنك فأردت أن أطيب قلبك . قال فاكتتبت القرآن حتي حفظته فقضي الله ديني .

ومنها أن محمد بن مسلم قال كنت عند أبي عبد الله ع إذ دخل عليه

المعلي بن خنيس باكيا فقال و مايبكيك قال بالباب قوم يزعمون أن ليس لكم عليهم فضل وأنكم وهم شيءواحد فسكت ثم دعا بطبق من تمر فأخذ منه تمرة فشقها نصفين وأكل التمر وغرس النوي في الأرض فنبت وحمل بسرا فأخذ منها واحدة فشقها نصفين وأكل وأخرج منها رقا ودفعه إلي

-روایت-1-2-روایت-32-ادامه دارد

[ صفحه 625]

المعلي و قال له اقرأ فإذا فيه بسم الله الرحمن الرحيم لاإله إلا الله محمد رسول الله علي المرتضي و الحسن و الحسين و علي بن الحسين وعدهم واحدا واحدا إلي الحسن بن علي وابنه

-روایت-از قبل-192

. ومنها أن أبامريم المدني قال خرجت إلي الحج فلما صرت قريبا من الشجرة خرجت علي حمار لي قلت أدرك الجماعة وأصلي معهم فنظرت إلي الجماعة يصلون فأتيتهم فوجدتهم قدصلوا و إذا أبو عبد الله ع محتب بردائه يسبح فقال صليت يا أبامريم قلت لا قال صل فصليت ثم ارتحلنا فسرت تحت محمله فقلت في نفسي قدخلوت به اليوم فأسأله عما بدا لي فقال يا أبامريم تسير تحت محملي فقلت نعم و كان زميله غلام له يقال له سالم فرآني كثير الاختلاف

قال أراك كثير الاختلاف أبك بطن قلت نعم قال أكلت البارحة حيتانا قلت نعم قال فأتبعتها بتمرات قلت لا

[ صفحه 626]

قال أماإنك لوأتبعتها بتمرات وسميت ماضرك .فسرنا حتي إذا كان وقت الزوال نزل فقال ياغلام هات ماء أتوضأ به فناوله فدخل إلي موضع يتوضأ فلما خرج إذا هوبجذع فدنا منه و قال ياجذع أطعمنا مما خلق الله فيك . قال رأيت الجذع اهتز ثم اخضر ثم أطلع ثم احمر ثم اصفر ثم ذنب فأكل منه وأطعمني كل ذلك أسرع من طرفة عين . ومنها أن أباخديجة روي عن رجل من كندة و كان سياف بني العباس قال لماجاء أبوالدوانيق بأبي عبد الله وإسماعيل أمر بقتلهما وهما محبوسان في بيت فأتي عليه اللعنة إلي أبي عبد الله ع ليلا فأخرجه وضربه بسيفه حتي قتله ثم أخذ إسماعيل ليقتله فقاتله ساعة ثم قتله ثم جاء إليه فقال ماصنعت قال لقد قتلتهما وأرحتك منهما. فلما أصبح إذا أبو عبد الله وإسماعيل جالسان فاستأذنا فقال أبوالدوانيق للرجل ألست زعمت أنك قتلتهما قال بلي لقد عرفتهما كماأعرفك قال فاذهب إلي الموضع ألذي قتلتهما فيه فانظر فجاء فإذابجزورين منحورين قال

فبهت ورجع

[ صفحه 627]

فأخبره فنكس رأسه وعرفه مارأي فقال لايسمعن هذامنك أحد.فكان كقوله تعالي في عيسي ابن مريم وَ ما قَتَلُوهُ وَ ما صَلَبُوهُ وَ لكِن شُبّهَ لَهُم. ومنها أن عيسي بن مهران قال كان رجل من أهل خراسان من ماوراء النهر و كان موسرا و كان محبا لأهل البيت و كان يحج في كل سنة و قدوظف علي نفسه لأبي عبد الله ع في كل سنة ألف دينار من ماله وكانت تحته ابنة عم له تساويه في اليسار والديانة فقالت في بعض السنين يا ابن عم حج بي في هذه السنة فأجابها إلي ذلك فتجهزت للحج وحملت لعيال أبي عبد الله ع وبناته من فواخر ثياب خراسان و من الجوهر وغيره أشياء كثيرة خطيرة وصير زوجها ألف دينار التي أعدها لأبي عبد الله ع في كيس وصير الكيس في ربعة فيهاحلي بنت عمه وطيب وشخص يريد المدينة فلما وردها صار إلي أبي عبد الله ع فسلم عليه وأعلمه أنه حج بأهله وسأله الإذن لها

-قرآن-101-152

[ صفحه 628]

في المصير إلي منزله للتسليم علي أهله وبناته فأذن لها أبو عبد الله ع في ذلك فصارت

إليهم وفرقت ماحملت عليهم وأقامت يوما عندهم وانصرفت فلما كان من الغد قال لها زوجها أخرجي تلك الربعة لتسليم الألف دينار إلي أبي عبد الله ع .فقالت هي في موضع كذا.فأخذها وفتح القفل فلم يجد الدنانير و كان فيهاحليها وثيابها فاستقرض ألف دينار من أهل بلده ورهن الحلي عندهم علي ذلك وصار إلي أبي عبد الله ع . فقال ع قدوصلت إلينا الألف قال يامولاي وكيف ذلك و ماعلم بمكانها غيري و غيربنت عمي قال مستنا ضيقة فوجهنا من أتي بها من شيعتي من الجن فإني كلما أريد أمرا بعجلة أبعث واحدا منهم .فزاد ذلك في بصيرة الرجل وسر به واسترجع الحلي ممن أرهنه . ثم انصرف إلي منزله فوجد امرأته تجود بنفسها فسأل عن خبرها فقالت خادمتها أصابها وجع في فؤادها فهي علي هذه الحالة فغمضها وسجاها وشد حنكها وتقدم في إصلاح ماتحتاج إليه من الكفن والكافور وحفر قبرها وصار إلي أبي عبد الله ع فأخبره وسأله أن يتفضل بالصلاة عليها.فقام ع وصلي ركعتين ودعا ثم قال للرجل انصرف إلي رحلك فإن أهلك لم تمت وستجدها في رحلك تأمر وتنهي وهي في حال سلامة.

[

صفحه 629]

فرجع الرجل فأصابها كماوصف أبو عبد الله ع ثم خرج يريد مكة وخرج أبو عبد الله ع للحج أيضا فبينا المرأة تطوف بالبيت إذ رأت أبا عبد الله يطوف و الناس قدحفوا به .فقالت لزوجها من هذا الرجل قال هذا أبو عبد الله قالت و الله هذا الرجل ألذي رأيته يشفع إلي الله حتي رد روحي في جسدي و لم تكن رأته قبل . ومنها أن داود الرقي قال كنت عند أبي عبد الله ع إذ دخل شاب يبكي قال نذرت علي أن أحج بأهلي فلما أن دخلت المدينة ماتت زوجتي . قال اذهب فإنها لم تمت قال ماتت وسجيتها قال فهي حية.فخرج ثم رجع ضاحكا قال دخلت عليها وهي جالسة. قال ياداود أ و لم تؤمن قال بلي ولكن ليطمئن قلبي . فلما كان يوم التروية قال لي أبو عبد الله ع ياداود قداشتقت إلي بيت ربي قلت ياسيدي غدا عرفات قال إذاصليت العشاء الآخرة فأرحل ناقتي وشد زمامها ففعلت فخرج وقرأ قل هو الله أحد ويس ثم استوي عليها

[ صفحه 630]

وأردفني خلفه فسرنا هويا من الليل وفعل في مواضع ما كان ينبغي ثم قال هذابيت الله ففعل ما كان ينبغي . فلما

طلع الفجر قام فأذن وأقام وأقامني عن يمينه وقرأ في أول الركعة الحمد والضحي و في الثانية بالحمد وقل هو الله أحد ثم قنت ثم سلم وجلس فلما طلعت الشمس مر الشاب ومعه المرأة فقالت لزوجها هذا ألذي شفع إلي الله في إحيائي . ومنها أن عبدالحميد الجرجاني قال أتاني غلام ببيض الأجمة فرأيته مختلفا فقلت للغلام ما هذاالبيض قال هذابيض ديوك الماء.فأبيت أن آكل منه شيئا و قلت حتي أسأل أبا عبد الله ع .فدخلت المدينة فأتيته فسألته عن مسائلي ونسيت تلك المسألة فلما ارتحلنا ذكرت المسألة ورأس القطار بيدي فرميت إلي بعض أصحابي ومضيت إلي أبي عبد الله ع فوجدت عنده خلقا كثيرا فدخلت فقمت تجاه وجهه فرفع رأسه إلي و قال يا عبدالحميد لنا تأتي ديوك هبر.فقلت أعطيتني ألذي أريد فانصرفت ولحقت بأصحابي . ومنها أن شعيب العقرقوفي قال بعث معي رجل بألف درهم فقال لي أريد أن أعرف فضل أبي عبد الله ع علي أهل بيته ثم قال خذ خمسة دراهم

[ صفحه 631]

مستوقة فاجعلها في الدراهم وخذ من الدراهم خمسة دراهم فصيرها في لبنة قميصك فإنك ستعرف ذلك ففعلت فأتيت بها أبا

عبد الله ع فنثرها فأخذ الخمسة فقال هاك خمستك وهات خمستنا

ومنها أن أبا جعفر ع كان في الحجر ومعه ابنه جعفر ع فأتاه رجل فسلم عليه وجلس بين يديه ثم قال إني أريد أن أسألك قال سل ابني جعفرا قال فتحول الرجل فجلس إليه ثم قال أسأل قال سل عما بدا لك قال أسألك عن رجل أذنب ذنبا عظيما عظيما عظيما قال أفطر يوما من شهر رمضان متعمدا قال أعظم من ذلك قال فزني في شهر رمضان قال أعظم من ذلك

-روایت-1-2-روایت-9-ادامه دارد

[ صفحه 632]

قال قتل النفس قال أعظم من ذلك قال إن كان من شيعة علي بن أبي طالب ع مشي إلي بيت الله الحرام من منزله ثم ليحلف عندالحجر أن لايعود و إن لم يكن من شيعة علي فلابأس فقال له الرجل رحمكم الله ياولد فاطمة ثلاثا هكذا سمعته من رسول الله ص ثم قام الرجل فذهب فالتفت أبو جعفر ع إلي جعفر فقال عرفت الرجل قال لا قال ذلك الخضر إنما أردت أن أعرفكه

-روایت-از قبل-374

ومنها أن شعيب العقرقوفي قال دخلت أنا و علي بن أبي حمزة و أبوبصير علي أبي عبد الله ع

ومعي ثلاثمائة دينار فصببتها قدامه فأخذ أبو عبد الله قبضة منها لنفسه ورد الباقي علي و قال رد هذه المائة إلي موضعها ألذي أخذتها منه فقال أبوبصير ياشعيب ماحال هذه الدنانير التي ردها عليك قلت أخذتها من عروة أخي سرا منه و هو لايعلم فقال أبوبصير أعطاك أبو عبد الله ع علامة الإمامة.فعد الدنانير فإذاهي مائة دينار لاتزيد و لاتنقص .

[ صفحه 633]

ومنها ما قال شعيب أيضا دخلت عليه ع فقال لي من كان زميلك قلت الخير الفاضل أبو موسي النبال . قال استوص به خيرا فإن له عليك حقوقا كثيرة فأما أولهن فما أنت عليه من دين الله وحق الصحبة. قلت لواستطعت مامشي علي الأرض قال استوص به خيرا. قلت دون هذاأكتفي به منك . قال فخرجنا حتي نزلنا منزلا في الطريق يقال له ونقر فنزلناه وأمرت الغلمان أن تلقي للإبل العلف وتصنع طعاما ففعلوا ونظرت إلي أبي موسي ومعه كوز من ماء وأخذ طريقه للوضوء و أناأنظر إليه حتي هبط في وهدة من الأرض وأدرك الطعام فقال لي الغلمان قدأدرك الطعام تتغدون قلت لهم اطلبوا أبا موسي فإنه أخذ في هذاالوجه يتوضأ فطلبه الغلمان فلم يصيبوه فقلت لهم اطلبوا أبا

موسي وأعطيت الله عهدا أن لاأبرح من موضعي ألذي أنا فيه ثلاثة أيام

[ صفحه 634]

أطلبه حتي أبلي إلي الله عذرا فاكتريت الأعراب في طلبه وجعلت لمن جاء به عشرة آلاف درهم وهي ديته فانطلق الأعراب في طلبه ثلاثة أيام فلما كان اليوم الرابع أتاني القوم آيسون منه .فقالوا لي يا عبد الله مانري صاحبك إلا و قداختطف إن هذه بلاد محضورة فقد فيها غيرواحد ونحن نري لك أن ترتحل منها. فلما قالوا لي هذه المقالة ارتحلت حتي قدمنا الكوفة وأخبرت أهله بقصته وخرجت من قابل حتي دخلت علي أبي عبد الله ع . فقال لي ياشعيب أ لم آمرك أن تستوصي بأبي موسي النبال خيرا قلت بلي ولكن لم أذهب حيث ذهبت . فقال رحم الله أبا موسي لورأيت منازل أبي موسي في الجنة لأقر الله عينك ثم قال كانت لأبي موسي درجة عند الله لم يكن ينالها إلابالذي ابتلي به . ومنها أن أبابصير قال أصابتني جنابة و أناأريد أن يعطيني أبو عبد الله ع شيئا من دلالة فدخلت عليه فقال ما كان لك فيما كنت فيه شغل تدخل علي

[ صفحه 635]

إمامك و أنت جنب قلت فعلته

عمدا قال أ و لم تؤمن قم فاغتسل

ومنها ماروي أن أبا عبد الله ع قال دعاني أبو جعفرالخليفة ومعي عبد الله بن الحسن و هويومئذ نازل بالحيرة قبل أن تبني بغداد يريد قتلنا لايشك الناس فيه فلما دخلت عليه دعوت الله بكلام و قد قال لابن نهيك و هوالقائم علي رأسه

-روایت-1-2-روایت-42-ادامه دارد

[ صفحه 636]

إذاضربت بإحدي يدي علي الأخري فلاتناظره حتي تضرب عنقه فلما تكلمت بما أريد نزع الله من قلب أبي جعفرالخليفة الغيظ فلما دخلت أجلسني مجلسه وأمر لي بجائزة وخرجنا من عنده فقال له أبوبصير و كان حضر ذلك المجلس ما كان الكلام قال دعوت الله بدعاء يوسف فاستجاب الله لي ولأهل بيتي

-روایت-از قبل-297

ومنها ما قال أبوبصير أنه ع قال لي هل تعرف إمامك قلت إي و الله و أنت هو قال صدقت قلت أريد أن تعطيني علامة الإمامة قال ليس بعدالمعرفة علامة قلت نزداد بصيرة قال ترجع إلي الكوفة و قدولد لك عيسي و من بعدعيسي محمد و من بعدهما ابنتان وابناك عندنا مثبتان مع أسماء الشيعة و مايلدون إلي يوم القيامة وأسماء آبائهم وأجدادهم و إذاهي صحيفة صفراء مدرجة

-روایت-1-2-روایت-25-368

ومنها ما قال الحسن بن سعيد عن عبدالعزيز القزاز قال كنت

أقول بالربوبية فيهم فدخلت علي أبي عبد الله ع فقال لي يا عبدالعزيز ضع ماء أتوضأ

-روایت-1-2-روایت-58-ادامه دارد

[ صفحه 637]

ففعلت فلما دخل يتوضأ قلت في نفسي هذا ألذي قلت فيه ما قلت يتوضأ فلما خرج قال لي يا عبدالعزيز لاتحمل علي البناء فوق مايطيق فيهدم إنا عبيد مخلوقون لعبادة الله عز و جل

-روایت-از قبل-184

ومنها أن مفضل بن مزيد قال قلت لأبي عبد الله ع إسماعيل ابنك جعل الله له علينا من الطاعة ماجعل لآبائه وإسماعيل يومئذ حي فقال يكفي ذلك فظننت أنه اتقاني فما لبث أن مات إسماعيل

-روایت-1-2-روایت-31-194

ومنها عن الوليد بن صبيح جاءني رجل فقال تعال حتي أريك ابن إلهك فذهبت معه إلي قوم يشربون فيهم إسماعيل فخرجت مغموما فجئت إلي الحجر فإذاإسماعيل متعلق بالبيت يبكي قدبل أستار الكعبة فذكرت لأبي عبد الله ع فقال قدابتلي إسماعيل بشيطان يتمثل في صورته

ومنها أن عثمان بن عيسي قال قال رجل لأبي عبد الله ع ضيق إخوتي

-روایت-1-2-روایت-33-ادامه دارد

[ صفحه 638]

وبنو عمي علي الدار فلو تكلمت قال اصبر فانصرفت سنتي ثم عدت من قابل فشكوتهم إليه فقال اصبر ثم عدت في السنة الثالثة فقال اصبر سيجعل الله لك فرجا فماتوا كلهم

فخرجت إليه فقال لي مافعل أهل بيتك قلت ماتوا قال هو ماصنعوا بك لعقوقهم إياك وقطعهم رحمك

-روایت-از قبل-268

ومنها أن الطيالسي قال جئت من مكة إلي المدينة فلما كنت علي ليلتين من المدينة ذهبت راحلتي وعليها نفقتي ومتاعي وأشياء كانت للناس معي .فأتيت أبا عبد الله ع فشكوت إليه فقال ادخل المسجد فقل أللهم إني أتيتك زائرا لبيتك الحرام و إن راحلتي قدذهبت فردها علي فجعلت أدعو فإذامناد ينادي علي باب المسجد ياصاحب الراحلة اخرج فخذ راحلتك فقد آذيتنا منذ الليلة فأخذتها و مافقدت منها خيطا واحدا. ومنها أن أباعمارة المعروف بالطيار قال قلت لأبي عبد الله ع رأيت في النوم كأن معي قناة قال كان فيهازج قلت لا قال لورأيت فيهازجا لولد لك غلام ولكن تولد جارية ثم مكث ساعة يتحدث ثم قال

[ صفحه 639]

كم في القناة من كعب قلت اثنا عشر كعبا قال تلد الجارية اثنتي عشرة بنتا قال محمد بن يحيي فحدثت بهذا الحديث العباس بن الوليد فقال أنا من واحدة منهن و لي إحدي عشرة خالة و أبوعمارة جد أمي . ومنها أن سليمان بن خالد قال كنت عند أبي عبد الله ع و هويكتب كتبا إلي بغداد و أناأريد أن أودعه فقال تجي ء إلي بغداد قلت

بلي قال تعين مولاي هذابدفع كتبه ففكرت و أنا في صحن الدار أمشي فقلت هذاحجة الله علي خلقه يكتب إلي أبي أيوب الخوري وفلان وفلان يسألهم حوائجه . فلما صرنا إلي باب الدار صاح بي ياسليمان ارجع أنت وحدك فرجعت فقال كتبت إليهم لأخبرهم أني عبد وبي إليهم حاجة. ومنها أن إسحاق بن عمار قال قلت لأبي عبد الله ع إن لنا أموالا نعامل بها الناس وأخاف حدثا يفرق أموالنا. فقال اجمع مالك إلي شهر ربيع فمات إسحاق في شهر ربيع .. ومنها أن سماعة بن مهران قال كنا عنده ع فقال ياغلام ائتنا بماء زمزم ثم سمعته يقول أللهم أعم بصره أللهم أخرس لسانه أللهم أصم سمعه قال فرجع الغلام يبكي فقال ما لك قال ضربني فلان القرشي ومنعني من السقاء.

[ صفحه 640]

فقال ارجع فقد كفيته فرجع و قدصم وعمي وخرس و قداجتمع عليه الناس

ومنها أن صفوان الجمال قال كنت بالحيرة مع أبي عبد الله ع إذ أقبل الربيع و قال أجب أمير المؤمنين فلم يلبث أن عاد قلت يامولاي أسرعت الانصراف قال إنه سألني عن شيءفسل الربيع عنه قال

صفوان و كان بيني و بين الربيع لطف فخرجت إلي الربيع وسألته فقال أخبرك بالعجب إن الأعراب خرجوا يجتنون الكمأة فأصابوا في البر خلقا ملقي فأتوني به فأدخلته علي الخليفة فلما رآه قال نحه وادع جعفرا فدعوته فقال يا أبا عبد الله أخبرني عن الهواء ما فيه قال في الهواء موج مكفوف قال ففيه سكان قال نعم قال و ماسكانه قال خلق أبدانهم أبدان الحيتان ورءوسهم رءوس الطير ولهم أعرفة كأعرفة الديكة ونغانغ كنغانغ الديكة وأجنحة كأجنحة الطير من ألوان أشد بياضا من الفضة المجلوة فقال الخليفة هلم الطشت فجئت بها و فيها ذلك الخلق و إذا هو كماوصف و الله جعفر فلما نظر إليه جعفر قال هذا هوالخلق ألذي يسكن الموج المكفوف فأذن له بالانصراف فلما خرج قال الخليفة

-روایت-1-2-روایت-32-ادامه دارد

[ صفحه 641]

ويلك ياربيع هذاالشجا المعترض في حلقي من أعلم الناس

-روایت-از قبل-60

ومنها أن عبد الله بن أبي ليلي قال كنت بالربذة مع أبي الدوانيق و كان قدوجه إلي أبي عبد الله ع و كان يقول علي به سقي الله الأرض دمي إن لم أسقها دمه عجلوا عجلوا قال فلما دخل عليه جعفر قال له مرحبا

يا ابن عم يا ابن رسول الله فما زال يرفعه حتي أجلسه علي وسادته ثم دعا بالطعام وجعل يلقمه جيدا باردا وقضي حوائجه وأمره بالانصراف فلما خرج قلت له أرأيت أن تعلمني فقد رأيتك تحرك شفتيك إذ دخلت قال إذادخلت إليهم أقول ماشاء الله لايأتي بالخير إلا الله ماشاء الله لايصرف السوء إلا الله ماشاء الله كل نعمة من الله ماشاء الله لاحول و لاقوة إلابالله

-روایت-1-2-روایت-42-601

[ صفحه 642]

ومنها أن هارون بن خارجة قال كان رجل من أصحابنا طلق امرأته ثلاثا فسأل أصحابنا فقالوا ليس بشي ء فقالت امرأته لاأرضي حتي تسأل أبا عبد الله ع و كان بالحيرة إذ ذاك أيام أبي العباس . قال فذهبت إلي الحيرة و لم أقدر علي كلامه إذ منع الخليفة الناس من الدخول علي أبي عبد الله ع و أناأنظر كيف ألتمس لقاءه فإذاسوادي عليه جبة صوف يبيع خيارا فقلت له بكم خيارك هذاكله . قال بدرهم فأعطيته درهما و قلت له أعطني جبتك هذه فأخذتها ولبستها وناديت من يشتري خيارا ودنوت منه فإذاغلام من ناحية ينادي ياصاحب الخيار فقال ع لي لمادنوت منه ماأجود مااحتلت أي

شيءحاجتك قلت إني ابتليت فطلقت أهلي ثلاثا في دفعة فسألت أصحابنا فقالوا ليس بشي ء و إن المرأة قالت لاأرضي حتي تسأل أبا عبد الله ع فقال ارجع إلي أهلك فليس عليك شيء. ومنها أن بحر الخياط قال كنت قاعدا مع فطر بن خليفة فجاء ابن الملاح فجلس ينظر إلي فقال لي فطر تحدث إن أردت فليس عليك بأس . فقال ابن الملاح أخبرك بأعجوبة رأيتها من ابن البكرية يعني الصادق

[ صفحه 643]

قال ما هو قال كنت قاعدا وحدي أحدثه ويحدثني إذ ضرب بيده إلي ناحية المسجد شبه المتفكر ثم استرجع فقال إنا لله وإنا إليه راجعون . قلت ما لك قال قتل عمي زيد الساعة ثم نهض فذهب .فكتبت قوله في تلك الساعة و في ذلك الشهر ثم أقبلت إلي العراق فلما كنت في الطريق استقبلني راكب فقال قتل زيد بن علي في يوم كذا في شهر كذا في ساعة كذا علي ما قال أبو عبد الله ع . فقال فطر بن خليفة إن عند الرجل علما جما. ومنها أن العلاء بن سيابة قال جاء رجل إلي أبي عبد الله ع و هويصلي فجاء هدهد فوقع عندرأسه حين سلم والتفت إليه . فقال قلت له جئت لأسألك فرأيت

ما هوأعجب قال ما هو قال ماصنع الهدهد قال نعم جاءني فشكا إلي حية تأكل فراخه فدعوت الله عليها فأماتها.فقلت يامولاي إني لايعيش لي ولد وكلما ولدت امرأتي مات ولدها قال ليس هذا من ذلك الجنس ولكن إذارجعت إلي أهلك فإنه ستدخل كلبة إليك فتريد امرأتك أن تطعمها فمرها ألا تطعمها وقل للكلبة إن أبا عبد الله ع أمرني أن أقول أميطي عنا لعنك الله فإنه يعيش ولدك إن شاء الله .

[ صفحه 644]

فعاش أولادي وخلفت غلمانا ثلاثة نظافا. ومنها أن ابراهيم بن عبدالحميد قال اشتريت من مكة بردة فآليت علي نفسي أن لاتخرج من ملكي حتي تكون كفني فخرجت إلي عرفة فوقفت فيهاللموقف ثم انصرفت إلي جمع فقمت فيها في وقت الصلاة فطويتها شفقة مني عليها فقمت لأتوضأ فلما عدت لم أرها فاغتممت غما شديدا فلما أصبحت أفضت مع الناس إلي مني أتاني رسول من عند أبي عبد الله ع فقال يقول لك أبو عبد الله ع أقبل فقمت مسرعا فسلمت عليه فقال تحب أن نعطيك بردة تكون كفنك وأمر غلامه فأتي ببردة فقال خذها.

ومنها أن شهاب بن عبدربه قال أتيت أبا عبد الله

ع فقال إن شئت فسل و إن شئت أخبرتك بما جئت له قلت أخبرني

-روایت-1-2-روایت-35-ادامه دارد

[ صفحه 645]

قال جئت تسألني عن الغدير يكون في جانبه الجيفة أتوضأ منه أم لا قلت نعم قال فتوضأ من الجانب الآخر إلا أن تغلب علي الماء الريح المنتنة فينتن وجئت تسأل عن الماء الراكد من البئر مما لم يكن فيه تغيير أوريح غالبة عليه فتوضأ منه وكلما غلبت عليه كثرة الماء فهو طاهر قلت فما التغيير قال الصفرة

-روایت-از قبل-303

. ومنها أن بشير النبال قال كنت عند أبي عبد الله ع إذ استأذن عليه رجل فأذن له ثم دخل فجلس فقال له أبو عبد الله ع ماأنقي ثيابك هذه وألينها قال هي لباس بلادنا ثم قال جئتك بهدية فدخل غلام ومعه جراب فيه ثياب فوضعه ثم تحدث ساعة ثم قام قال أبو عبد الله ع إن بلغ الوقت وصدق الوصف فهو صاحب الرايات السود من خراسان يتقعقع . ثم قال لغلام قائم علي رأسه الحقه فاسأله مااسمك فقال عبدالرحمن .

[ صفحه 646]

فقال أبو عبد الله ع عبدالرحمن و الله ثلاث مرات هو ورب الكعبة قال بشير فلما قدم أبومسلم جئت حتي دخلت

عليه فإذا هو الرجل ألذي دخل علينا. ومنها أن مهاجر بن عمار الخزاعي قال بعثني أبوالدوانيق إلي المدينة وبعث معي بمال كثير وأمرني أن أتضرع لأهل هذاالبيت وأتحفظ مقالتهم قال فلزمت الزاوية التي مما يلي القبلة فلم أكن أتنحي منها في وقت الصلاة لا في ليل و لانهار. قال وأقبلت أطرح إلي السؤال الذين حول القبر الدراهم و من هوفوقهم الشي ء بعدالشي ء حتي ناولت شبابا من بني الحسن ومشيخة منهم حتي ألفوني وألفتهم في السر. قال وكنت كلما دنوت من أبي عبد الله يلاطفني ويكرمني حتي إذا كان يوما من الأيام بعد مانلت حاجتي ممن كنت أريد من بني الحسن وغيرهم دنوت من

[ صفحه 647]

أبي عبد الله ع و هويصلي فلما قضي صلاته التفت إلي و قال تعال يامهاجر و لم أكن أتسمي باسمي و لاأكني بكنيتي فقال قل لصاحبك يقول لك جعفر كان أهل بيتك إلي غير هذامنك أحوج منهم إلي هذاتجي ء إلي قوم شباب محتاجين فتدس إليهم فلعل أحدهم يتكلم بكلمة تستحل بهاسفك دمه فلو بررتهم ووصلتهم وأنلتهم وأغنيتهم كانوا إلي هذاأحوج مما تريد منهم . قال فلما أتيت أباالدوانيق

قلت له جئتك من عندساحر كان من أمره كذا وكذا فقال صدق و الله لقد كانوا إلي غير هذاأحوج وإياك أن يسمع هذاالكلام منك إنسان . ومنها أن محزمة الكندي قال إن أباالدوانيق نزل بالربذة و جعفرالصادق ع بها قال من يعذرني من جعفر و الله لأقتلنه .فدعاه فلما دخل عليه جعفر ع قال يا أمير المؤمنين ارفق بي فو الله لقلما أصحبك . فقال أبوالدوانيق انصرف ثم قال لعيسي بن علي الحقه فسله أبي أم به فخرج يشتد حتي لحقه فقال يا أبا عبد الله إن أمير المؤمنين يقول أبك أم به قال لابل بي

ومنها أن أبابصير قال قال لي الصادق ع اكتم علي ماأقول لك في المعلي بن خنيس قلت أفعل قال أماإنه ما كان ينال درجته إلابما ينال منه داود بن علي

-روایت-1-2-روایت-26-ادامه دارد

[ صفحه 648]

قلت و ما ألذي يصيبه من داود بن علي قال يدعو به فيضرب عنقه ويصلبه قلت متي ذلك قال من قابل فلما كان من قابل ولي داود المدينة فقصد قتل المعلي فدعاه وسأله عن أصحاب أبي عبد الله ع وسأله أن يكتبهم

له فقال ماأعرف من أصحابه أحدا وإنما أنا رجل أختلف في حوائجه قال تكتمني أماإنك إن كتمتني قتلتك فقال له المعلي أبالقتل تهددني و الله لوكانوا تحت قدمي مارفعت قدمي عنهم لك فقتله وصلبه كما قال أبو عبد الله ع

-روایت-از قبل-447

[ صفحه 649]

فصل في أعلام الإمام موسي بن جعفر ع

عن علي بن أبي حمزة البطائني قال خرج موسي بن جعفر ع في بعض الأيام من المدينة إلي ضيعة له خارجة عنها فصحبته أنا و كان راكبا بغلة و أنا علي حمار فلما صرنا في بعض الطريق اعترضنا أسد فأحجمت خوفا وأقدم أبو الحسن ع غيرمكترث به فرأيت الأسد يتذلل لأبي الحسن ع ويهمهم فوقف له أبو الحسن كالمصغي إلي همهمته ووضع الأسد يده علي كفل بغلته وخفت من ذلك خوفا شديدا. ثم تنحي الأسد إلي جانب الطريق وحول أبو الحسن وجهه إلي القبلة وجعل يدعو ثم حرك شفتيه بما لم أفهمه ثم أومأ إلي الأسد بيده أن امض فهمهم الأسد همهمة طويلة و أبو الحسن ع يقول آمين آمين وانصرف الأسد حتي غاب عن أعيننا ومضي أبو الحسن ع لوجهه واتبعته . فلما بعدنا عن الموضع لحقته فقلت جعلت فداك ماشأن هذاالأسد فلقد

خفته و الله عليك وعجبت من شأنه معك . قال إنه خرج إلي يشكو عسر الولادة علي لبوته وسألني أن أسأل الله ليفرج

[ صفحه 650]

عنها ففعلت ذلك وألقي في روعي أنها ولدت له ذكرا فخبرته بذلك . فقال لي امض في حفظ الله فلاسلط الله عليك و لا علي ذريتك و لا علي أحد من شيعتك شيئا من السباع فقلت آمين . ومنها ماروي عن الرافعي قال كان لي ابن عم يقال له الحسن بن عبد الله و كان زاهدا من أعبد أهل زمانه يتقيه السلطان لجده في الدين واجتهاده وربما استقبل السلطان في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بما يغضبه و كان يحتمل لصلاحه .فدخل يوما المسجد و فيه موسي بن جعفر ع فأتاه فقال ع يا أبا علي ماأحب إلي ما أنت عليه إلا أنه ليست لك معرفة فاطلب المعرفة. قال و ماالمعرفة قال اذهب وتفقه قال عمن قال عن فقهاء المدينة.فذهب وكتب الحديث ثم جاءه وقرأه عليه . قال اذهب وتفقه واطلب العلم فذهب وكتب الخلاف .فجاءه فعرض عليه فأسقطه كله . و قال اذهب واطلب المعرفة و كان الرجل معنيا بدينه فلم يزل

يترصد أبا الحسن ع حتي خرج إلي ضيعة له فلقيه في الطريق .

[ صفحه 651]

فقال له يا ابن رسول الله إني أحتج عليك بين يدي الله فدلني علي مايجب علي معرفته .فأخبره أبو الحسن بأمر أمير المؤمنين ع وحقه و مايجب له بعد رسول الله ص وأمر الحسن و الحسين و علي بن الحسين و محمد بن علي و جعفر بن محمد ع ثم سكت . فقال جعلت فداك من الإمام اليوم قال إن أخبرتك تقبل قال نعم قال أنا قال فشي ء أستدل به قال اذهب إلي تلك الشجرة وأشار إلي شجرة هناك وقل لها يقول لك موسي بن جعفرأقبلي قال فرأيتها تخد الأرض خدا حتي وقفت بين يديه ثم أشار إليها فرجعت .فأقر به ثم لزم الصمت والعبادة و كان من قبل يري الرؤيا الصالحة الحسنة وتري له ثم انقطعت عنه الرؤيا فرأي أبا عبد الله ع في النوم فشكا إليه انقطاع الرؤيا فقال له لاتغتم فإن المؤمن إذارسخ في الإيمان رفعت عنه الرؤيا. ومنها ماروي عن أحمد بن عمر الحلال قال سمعت الأخرس يذكر موسي بن جعفر ع بسوء فاشتريت سكينا و قلت في

نفسي و الله لأقتلنه إذاخرج من المسجد فأقمت علي ذلك وجلست فما شعرت إلابرقعة أبي الحسن ع قدطلعت

[ صفحه 652]

علي فيهابحقي عليك لماكففت عن الأخرس فإن الله ثقتي و هوحسبي فما بقي أياما إلا ومات

ومنها ماروي عن علي بن يقطين قال أردت أن أكتب إلي أبي الحسن الأول ع أسأله أيتنور الرجل و هوجنب فكتب إلي ابتداء النورة تزيد الجنب نظافة ولكن لايجامع الرجل و هومختضب و لاتجامع امرأة مختضبة

-روایت-1-2-روایت-40-210

[ صفحه 653]

ومنها أن عيسي شلقان قال دخلت علي أبي عبد الله ع و أناأريد أن أسأله عن أبي الخطاب فقال لي مبتدئا من قبل أن أجلس ياعيسي مامنعك أن تلقي ابني موسي فتسأله عن جميع ماتريد قال عيسي فذهبت إلي العبد الصالح ع و هوقاعد في الكتاب و علي شفتيه أثر المداد فقال لي مبتدئا ياعيسي إن الله أخذ ميثاق النبيين علي النبوة فلم يتحولوا عنها وأخذ ميثاق الوصيين علي الوصية فلم يتحولوا عنها أبدا و إن قوما إيمانهم عارية و إن أباالخطاب ممن أعير الإيمان ثم سلب فضممته إلي وقبلت ما بين عينيه فقلت ذرية بعضها من بعض ثم رجعت إلي الصادق ع

فقال لي ماصنعت قلت أتيته فأخبرني مبتدئا من غير أن أسأله عن جميع ماأردت أن أسأله فعلمت عند ذلك أنه صاحب هذاالأمر فقال ياعيسي إن ابني هذا ألذي رأيت لوسألته عما بين دفتي المصحف لأجابك فيه بعلم ثم أخرجه ذلك اليوم من الكتاب

-روایت-1-2-روایت-30-803

ومنها أن هشام بن أحمر قال قال لي أبو الحسن الأول ع هل علمت

[ صفحه 654]

أحدا من أهل المغرب قدقدم قلت لا فقال بلي قدم رجل فركب وركبت معه حتي انتهينا إلي الرجل فإذا رجل من أهل المغرب معه رقيق فقلت له أعرض علينا فعرض علينا تسع جوار كل ذلك يقول أبو الحسن ع لاحاجة لي فيها ثم قال له أعرض علينا فقال ماعندي شيء. قال بلي أعرض علينا قال لا و الله ماعندي إلاجارية مريضة. فقال ماعليك أن تعرضها فأبي عليه ثم انصرف ثم إنه أرسلني من الغد إليه فقال قل له كم غايتك فيها فإذا قال كذا وكذا فقل قدأخذتها.فأتيته فقال ماأريد أن أنقصها من كذا وكذا فقلت قدأخذتها و هو لك فقال هي لك ولكن من الرجل ألذي كان معك بالأمس .فقلت رجل من بني هاشم

. قال من أي بني هاشم قلت ماعندي أكثر من هذا. قال أخبرك عن هذه الوصيفة إني اشتريتها من أقصي المغرب فلقيتني امرأة من أهل الكتاب فقالت هذه الوصيفة معك لمن هي قلت اشتريتها لنفسي فقالت ماينبغي أن تكون هذه عندمثلك إن هذه الجارية ينبغي أن تكون عندخير أهل الأرض و لاتلبث عنده إلاقليلا حتي تلد له غلاما يدين له شرق الأرض وغربها. قال فأتيته بهافلم تلبث إلاقليلا حتي ولدت الرضا ع .

[ صفحه 655]

ومنها ماروي إسماعيل بن موسي قال كنا مع أبي الحسن ع في عمرة فنزلنا بعض قصور الأمراء فأمر بالرحلة فشدت المحامل وركب بعض العيال و كان أبو الحسن ع في بيت فخرج فقام علي بابه فقال حطوا حطوا. فقال إسماعيل وهل تري شيئا. قال إنه ستأتيكم ريح سوداء مظلمة فتطرح بعض الإبل . قال فحطوا وجاءت ريح سوداء فأشهد لقد رأيت جملنا عليه كنيسة حتي أركب أنا فيها و أحمدأخي ولقد قام ثم سقط علي جنبه بالكنيسة. ومنها أن المهدي أمر بحفر بئر بقرب قبر العبادي لعطش الحاج هناك فحفرت أكثر من مائة قامة فبينا هم كذلك يحفرون إذ خرقوا خرقا فإذاتحته هواء لايدري ماقعره فإذا

هومظلم وللريح فيه دوي .فأدلوا رجلين إلي مستقره فلما خرجا تغيرت ألوانهما وقالا رأينا دوي هواء واسعا ورأينا بيوتا قائمة ورجالا ونساء وإبلا وبقرا وغنما كلما مسسنا شيئا منها رأيناه هباء فسئل الفقهاء عن ذلك فلم يدر أحد ما هو.فقدم أبو الحسن موسي ع علي المهدي فسأله عنه فقال أولئك أصحاب

[ صفحه 656]

الأحقاف هم بقية من قوم عاد ساخت بهم منازلهم وذكر علي مثل ما قال الرجلان . ومنها ماروي ابراهيم بن الحسن بن راشد عن علي بن يقطين قال كنت عندهارون الرشيد يوما إذ جاءت هدايا ملك الروم وكانت فيهادراعة ديباج سوداء لم أر أحسن منها فرآني أنظر إليها فوهبها لي وبعثتها إلي أبي ابراهيم ع ومضت عليها تسعة أشهر.فانصرفت يوما من عندهارون بعد أن تغديت بين يديه فلما دخلت داري قام إلي خادمي ألذي يأخذ ثيابي بمنديل علي يده و كتاب لطيف خاتمه رطب فقال أتاني رجل بهذا الساعة فقال أوصله إلي مولاك ساعة يدخل . فقال علي بن يقطين ففضضت الكتاب فإذا فيه يا علي هذاوقت حاجتك إلي الدراعة فكشفت طرف المنديل عنها ورأيتها وعرفتها ودخل علي خادم لهارون بغير إذن فقال أجب أمير المؤمنين قلت أي

شيءحدث قال لاأدري .فركبت ودخلت عليه وعنده عمر بن بزيع واقفا بين يديه فقال مافعلت بالدراعة التي وهبتها لك . قلت خلع أمير المؤمنين علي كثيرة من دراريع وغيرها فعن أيها تسألني قال دراعة الديباج السوداء الرومية المذهبة. قلت ماعسي أن أصنع بهاألبسها في أوقات وأصلي فيهاركعات و قدكنت دعوت بها عندمنصرفي من دار أمير المؤمنين الساعة لألبسها

[ صفحه 657]

فنظر إلي عمر بن بزيع فقال قل له ليرسل حتي يحضرنها. قال فأرسلت خادمي حتي جاء بها فلما رآها قال ياعمر ماينبغي أن نقبل علي علي بعدها شيئا. قال فأمر لي بخمسين ألف درهم حملت مع الدراعة إلي داري . قال علي بن يقطين و كان الساعي بي ابن عم لي فسود الله وجهه وكذبه والحمد لله

[ صفحه 658]

فصل في أعلام الإمام علي بن موسي الرضا ع

روي أن المطر احتبس بخراسان في عهد المأمون فلما دخل الرضا ع وأمر قال لودعوت الله يا أبا الحسن أن يمطر الناس و كان ذلك يوم الجمعة قال نعم الناس أن يصوموا ثلاثة أيام السبت والأحد والإثنين وخرج إلي الصحراء يوم الإثنين وخرج الخلائق ينظرون فصعد المنبر وحمد الله وأثني عليه ثم قال أللهم أنت يارب عظمت حقنا أهل البيت فتوسلوا بنا كماأمرت وأملوا فضلك ورحمتك

وتوقعوا إحسانك ونعمتك فاسقهم سقيا نافعا عاما غيرضار وليكن ابتداء مطرهم بعدانصرافهم من مشهدهم إلي منازلهم ومقارهم قال الرواة فو ألذي بعث محمدا نبيا لقد نسجت الرياح الغيوم وأرعدت وأبرقت وتحرك الناس فقال الرضا ع علي رسلكم فليس هذاالغيم لكم إنما هولأهل بلد كذا فمضت السحابة وعبرت ثم جاءت سحابة أخري تشتمل علي رعد وبرق فتحركوا فقال علي رسلكم فما هذه لكم إنما هي لبلد كذا فما زال حتي جاءت عشر سحائب ثم جاءت سحابة حادية عشر فقال ياأيها الناس هذه بعثها الله لكم فاشكروه علي تفضله عليكم وقوموا إلي مقاركم ومنازلكم فإنها مسامتة لرءوسكم

-روایت-1-2-روایت-7-ادامه دارد

[ صفحه 659]

ممسكة عنكم إلي أن تدخلوا منازلكم فما زالت السحابة ممسكة إلي أن قربوا من منازلهم ثم جاءت بوابل المطر فملأت الأودية وجعل الناس يقولون هنيئا لولد رسول الله ص كرامات الله لهم و قد قال لهم الرضا ع حين قدبرز لهم وهم حضور اتقوا الله أيها الناس في نعم الله عليكم فلاتنفروها عنكم بمعاصيه بل استديموها بطاعته وشكره علي نعمه وأياديه واعلموا أنكم لم تشكروا الله بشي ء بعدالإيمان بالله ورسوله و بعدالاعتراف بحقوق أولياء الله من آل محمدأحب

إليكم في الله من معاونتكم لإخوانكم المؤمنين علي دنياهم التي هي معبر لهم إلي جنان ربهم فإن من فعل ذلك كان من خاصة الله ثم إن المأمون سمع بذلك و قال له بعض خواصه جئت بهذا الساحر قدملأ الدنيا مخرقة بهذا المطر فقعد من الغد للناس فقال حاجبه يا ابن موسي لقد عدوت طورك أن بعث الله بمطر مقدور في وقته فإن كنت صادقا فأحي لنا هذين وأشار إلي أسدين مصورين علي مسند المأمون فصاح الرضا ع بالصورتين دونكما الفاجر فافترساه و لاتبقيا له عينا و لاأثرا فوثبت الصورتان و قدعادتا أسدين فتناولا الحاجب ورضضاه وهشماه وأكلاه والقوم ينظرون متحيرين فلما فرغا أقبلا علي الرضا ع فقالا ياولي الله في أرضه ماذا تأمرنا أن نفعل به يشيران إلي المأمون فغشي علي المأمون مما سمع فقال الرضا ع قفا فوقفا ثم قال الرضا ع صبوا عليه ماء ورد ففعل به فأفاق وعاد الأسدان يقولان أتأذن لنا أن نلحقه بصاحبه فقال لا فإن لله أمرا هوممضيه و قال عودا إلي مقركما كماكنتما فعادا إلي المسند وصارا صورتين كماكانتا فقال المأمون الحمد لله ألذي كفاني شر حميد بن مهران يعني الرجل المفترس

-روایت-از قبل-1473

[ صفحه 660]

ومنها أن المأمون

قال له يوما إن آباءك كان عندهم علم بما كان وبما يكون إلي يوم القيامة و أنت وصيهم و هذه الزاهرية حظيتي لاأقدم عليها أحدا من جواريي حملت غيرمرة كل ذلك تسقط وهي حبلي .فأطرق ساعة ثم قال لاتخف من إسقاطها فإنها ستسلم وتلد غلاما أشبه الناس بأمه و قدزاد الله في خلقه مزيتين في يده اليسري خنصر زائدة ليست بالمدلاة و في رجله اليمني خنصر زائدة ليست بالمدلاة.فولدت و قدعاش الولد و كان كذلك . ومنها ماروي عن أبي هاشم الجعفري قال كنت في مجلس الرضا ع فعطشت عطشا شديدا وتهيبته أن أستسقي في مجلسه فدعا بماء فشرب منه جرعة

[ صفحه 661]

ثم قال يا أباهاشم اشرب فإنه بارد طيب فشربت . ثم عطشت عطشة أخري فنظر إلي الخادم و قال شربة من ماء وسويق وسكر ثم قال له بل السويق وانثر عليه السكر بعدبلة. و قال اشرب يا أباهاشم فإنه يقطع العطش . ومنها ما قال أبوهاشم إنه لمابعث المأمون رجاء بن أبي الضحاك لحمل أبي الحسن علي بن موسي ع علي طريق الأهواز و لم يمر به علي طريق الكوفة فيفتتن به أهلها. وكنت بالشرق من إيذج

فلما سمعت به سرت إليه بالأهواز وانتسبت له و كان أول لقائي له و كان مريضا و كان زمن القيظ فقال لي ابغ لي طبيبا.فأتيته بطبيب فنعت له بقلة فقال الطبيب لاأعرف علي وجه الأرض أحدا يعرف اسمها غيرك فمن أين عرفتها ألا إنها ليست في هذاالأوان و لا هذاالزمان . قال له فابغ لي قصب السكر قال الطبيب و هذه أدهي من الأولي ما هذابزمان قصب السكر و لا يكون إلا في الشتاء. فقال الرضا ع بل هما في أرضكم هذه وزمانكم هذا و هذامعك فامضيا إلي شاذروان الماء فاعبراه فسيرفع لكم جوخان أي بيدر فاقصداه فستجدان رجلا

[ صفحه 662]

هناك أسود في جوخانة فقولا له أين منابت قصب السكر وأين منابت الحشيشة الفلانية ذهب علي أبي هاشم اسمها فقال يا أباهاشم دونك القوم فقمت معهما فإذاالجوخان و الرجل الأسود. قال فسألناه فأومأ إلي ظهره فإذاقصب السكر والحشيشة فأخذنا منه حاجتنا ورجعنا إلي الجوخان فلم نر صاحبه فيه ورجعنا إلي الرضا ع فحمد الله . فقال لي المتطبب ابن من هذا قلت ابن سيد الأنبياء. قال فعنده من أقاليد النبوة شيء قلت نعم و قدشهدت بعضها و ليس بنبي . قال فهذا

وصي نبي قلت أما هذافنعم .فبلغ ذلك رجاء بن أبي الضحاك فقال لأصحابه لئن أقام بعد هذالتمدن إليه الرقاب فارتحل به . ومنها أن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي قال إني كنت من الواقفة علي موسي بن جعفر ع وأشك في الرضا ع فكتبت إليه أسأله عن مسائل ونسيت ما كان أهم المسائل إلي .فجاء الجواب عن جميعها ثم قال و قدنسيت ما كان أهم المسائل عندك فاستبصرت ثم قلت له يا ابن رسول الله أشتهي أن تدعوني إلي دارك في أوقات تعلم أنه لامفسدة لنا من الدخول عليكم من أيدي الأعداء. قال ثم بعث إلي مركوبا في آخر يوم فخرجت إليه وصليت معه العشاءين وقعد يملي علي من العلوم ابتداء وأسأله فيجيبني إلي أن مضي كثير

[ صفحه 663]

من الليل ثم قال للغلام هات الثياب التي أنام فيهالينام أحمدالبزنطي فيها. قال فخطر ببالي أن ليس في الدنيا من هوأحسن حالا مني بعث الإمام بمركوبه إلي وقعد إلي ثم أمر لي بهذا الإكرام . و كان قداتكأ علي يديه لينهض فجلس و قال يا أحمد لاتفخر علي أصحابك بذلك فإن صعصعة بن صوحان مرض فعاده

أمير المؤمنين ع وأكرمه ووضع يده علي جبهته وجعل يلاطفه فلما أراد النهوض قال ياصعصعة لاتفخر علي إخوانك بما فعلت فإني إنما فعلت جميع ذلك لأنه كان تكليفا لي . ومنها ماروي عن محمد بن الفضيل الصيرفي قال دخلت علي الرضا ع فسألته عن أشياء وأردت أن أسأله عن سلاح رسول الله ص فأغفلته فخرجت فدخلت إلي منزل الحسين بن بشار فإذا رسول للرضا ع أتي و كان معه رقعة فيهابسم الله الرحمن الرحيم أنابمنزلة أبي ووارثه كل ما كان عنده وسلاح رسول الله ص عندي

[ صفحه 664]

فصل في أعلام الإمام محمد بن علي التقي ع

عن أبي هاشم داود بن القاسم الجعفري قال دخلت علي أبي جعفرالثاني ع ومعي ثلاث رقاع غيرمعنونة واشتبهت علي واغتممت لذلك فتناول إحداهن فقال هذه رقعة ريان بن شبيب ثم تناول الثانية و قال هذه رقعة محمد بن حمزة وتناول الثالثة و قال هذه رقعة فلان فبهت فنظر إلي وتبسم .

[ صفحه 665]

ومنها ما قال الحميري إن أباهاشم قال لي إن أبا جعفر ع أعطاني ثلاثمائة دينار في صرة وأمرني أن أحملها إلي بعض بني عمه و قال أماإنه سيقول لك دلني علي حريف أشتري بها منه متاعا فدله عليه قال

فأتيته بالدنانير فقال يا أباهاشم دلني علي حريف يشتري لي بهامتاعا ففعلت . ومنها ما قال أبوهاشم كلفني جمال أن أكلم أبا جعفر ع له ليدخله في بعض أموره . قال فدخلت عليه لأكلمه فوجدته مع جماعة فلم يمكني كلامه . فقال يا أباهاشم كل و قدوضع الطعام بين يديه ثم قال ابتداء من غيرمسألة مني ياغلام انظر الجمال ألذي آتانا به أبوهاشم . ومنها ما قال أبوهاشم ودخلت معه ع ذات يوم بستانا فقلت له جعلت فداك إني مولع بأكل الطين فادع الله لي فسكت ثم قال لي بعدأيام يا أباهاشم قدأذهب الله عنك أكل الطين قلت فما شيءأبغض إلي منه . ومنها ما قال أبوهاشم الجعفري جاء رجل إلي محمد بن علي بن موسي ع فقال يا ابن رسول الله إن أبي مات و كان له مال ففاجأه الموت ولست أقف علي ماله و لي عيال كثير و أنا من مواليكم فأغثني . فقال له أبو جعفر ع إذاصليت العشاء الآخرة فصل علي محمد وآل محمد فإن أباك يأتيك في النوم ويخبرك بأمر المال .ففعل الرجل

ذلك فرأي أباه في النوم فقال يابني مالي في موضع كذا فخذه

[ صفحه 666]

واذهب به إلي ابن رسول الله فأخبره أني دللتك علي المال .فذهب الرجل فأخذ المال وأخبر الإمام بخبر المال و قال الحمد لله ألذي أكرمك واصطفاك . ومنها ماروي أحمد بن محمد عن أبي الحسن بن معمر بن خلاد عن أبي جعفر ع قال لي بالمدينة يامعمر اركب . قلت إلي أين قال اركب كمايقال لك .فركبت معه فانتهينا إلي واد و إلي وهدة و إلي تل . فقال قف هاهنا فوقفت وخرج ثم أتاني فقلت جعلت فداك أين كنت قال دفنت أبي الساعة و كان بخراسان . ومنها ماروي يوسف بن السخت عن صالح بن عطية الأضخم قال حججت فشكوت إلي أبي جعفر ع الوحدة

[ صفحه 667]

فقال أماإنك لاتخرج من الحرم حتي تشتري جارية ترزق منها ابنا.فقلت تشير إلي فقال نعم وركب إلي النخاس ونظر إلي جارية فقال اشترها فاشتريتها فولدت محمدا ابني . ومنها ماروي أحمد بن هلال عن أمية بن علي القيسي قال دخلت أنا وحماد بن عيسي علي أبي جعفر ع بالمدينة لنودعه فقال لنا لاتخرجا أقيما إلي غد قال فلما خرجنا من عنده قال حماد أناأخرج

فقد خرج ثقلي قلت أما أنافأقيم . قال فخرج حماد فجري الوادي تلك الليلة فغرق فيه وقبره بسيالة. ومنها ماروي داود بن محمدالنهدي عن عمران بن محمدالأشعري قال دخلت علي أبي جعفرالثاني ع فقضيت حوائجي و قلت له إن أم الحسن تقرئك السلام وتسألك ثوبا من ثيابك تجعله كفنا لها. قال قداستغنت عن ذلك فخرجت ولست أدري مامعني ذلك فأتاني الخبر بأنها قدماتت قبل ذلك بثلاثة عشر يوما أوأربعة عشر.

[ صفحه 668]

ومنها ماروي أحمد بن محمد بن عيسي عن محمد بن سهل بن اليسع قال كنت مجاورا بمكة فصرت إلي المدينة فدخلت علي أبي جعفرالثاني ع وأردت أن أسأله كسوة يكسونيها فلم يقض لي أن أسأله حتي ودعته وأردت الخروج فقلت أكتب إليه وأسأله . قال فكتبت إليه الكتاب فصرت إلي مسجد الرسول ص علي أن أصلي ركعتين وأستخير الله مائة مرة فإن وقع في قلبي أن أبعث إليه بالكتاب بعثت به و إلاخرقته ففعلت فوقع في قلبي أن لاأفعل .فخرقت الكتاب وخرجت من المدينة فبينما أناكذلك إذ رأيت رسولا ومعه ثياب في منديل يتخلل القطار ويسأل عن محمد بن سهل القمي

حتي انتهي إلي فقال مولاك بعث إليك بهذا و إذاملاءتان . قال أحمد بن محمدفقضي الله أني غسلته حين مات وكفنته فيهما. ومنها ماروي أبوسعيد سهل بن زياد عن ابن حديد قال خرجنا جماعة حجاجا فقطع علينا الطريق فلما دخلنا المدينة لقيت أبا جعفر ع في بعض الطريق فأتيته إلي المنزل فأخبرته بالذي أصابنا فأمر لي بكسوة وأعطاني دنانير و قال

[ صفحه 669]

فرقها علي أصحابك علي قدر ماذهب لهم .فقسمتها بينهم فإذاهي علي قدر ماذهب منهم لاأقل منه و لاأكثر. ومنها ماروي يحيي بن أبي عمران قال دخل من أهل الري جماعة من أصحابنا علي أبي جعفر ع وفيهم رجل من الزيدية قالوا فسألنا عن مسائل . فقال أبو جعفرلغلامه خذ بيد هذا الرجل فأخرجه . فقال الزيدي أشهد أن لاإله إلا الله و أن محمدا رسول الله وأنك حجة الله . ومنها ماروي أبوسليمان عن صالح بن محمد بن صالح بن داود اليعقوبي قال لماتوجه أبو جعفر ع في استقبال المأمون إلي ناحية الشام أمر أن يعقد ذنب دابته و ذلك في يوم صائف شديد الحر لايوجد الماء فقال بعض من كان معه لاعهد له بركوب الدواب أي موضع عقد ذنب البرذون

هذا. قال فما مررنا إلايسيرا حتي ضللنا الطريق بمكان كذا ووقعنا في وحل كثير ففسد ثيابنا و مامعنا و لم يصبه شيء من ذلك .

[ صفحه 670]

ومنها أن أبا جعفر ع قال لنا ذات يوم ونحن في ذلك الوجه أماإنكم ستضلون الطريق بمكان كذا وتجدونه في مكان كذا بعد مايذهب من الليل كذا فقلنا ماعلم بهذا و لابصر له بطريق الشام فكان كما قال . ومنها ماروي عن عمران بن محمد قال دفع إلي أخي درعا لأحملها إلي أبي جعفر ع مع أشياء فقدمت بها ونسيت الدرع . فلما أردت أن أودعه قال لي احمل الدرع . وسألتني والدتي أن أسأله قميصا من ثيابه فسألته فقال ليست تحتاج إليه فجاءني الخبر أنها توفيت قبل عشرين يوما. ومنها أن رجلا سأله أن يدعو الله ويسأل له ولدا فقال رزقك الله ولدا زكيا فخرج الرجل و لم يعرف معني الزكي فسأل ابن أبي عمير و ابن فضال وغيرهما فلم يعرفاه إلا ابن سنان فإنه مالبث أن جاءه البشير يهنئه ثم جاءه نعيه . ومنها أنهم قالوا كتبنا إليه ع رقاعا في حوائج لنا وكتب رجل من الواقفة رقعة جعلها بين الرقاع .فوقع الجواب بخطه في

الرقاع إلا في رقعة الواقفي لم يجب فيهابشي ء. ومنها ماروي عن ابن أرومة أنه قال إن المعتصم دعا بجماعة من وزرائه

[ صفحه 671]

فقال اشهدوا لي علي محمد بن علي بن موسي ع زورا واكتبوا أنه أراد أن يخرج ثم دعاه فقال إنك أردت أن تخرج علي . فقال و الله مافعلت شيئا من ذلك قال إن فلانا وفلانا وفلانا شهدوا عليك وأحضروا فقالوا نعم هذه الكتب أخذناها من بعض غلمانك . قال و كان جالسا في بهو فرفع أبو جعفر ع يده فقال أللهم إن كانوا كذبوا علي فخذهم . قال فنظرنا إلي ذلك البهو كيف يزحف ويذهب ويجي ء وكلما قام واحد وقع . فقال المعتصم يا ابن رسول الله إني تائب مما فعلت فادع ربك أن يسكنه فقال أللهم سكنه وإنك تعلم أنهم أعداؤك وأعدائي فسكن

[ صفحه 672]

فصل في أعلام الإمام علي بن محمدالنقي ع

روي أن أباهاشم الجعفري كان منقطعا إلي أبي الحسن بعد أبيه أبي جعفر وجده الرضا ع فشكا إلي أبي الحسن ع مايلقي من الشوق إليه إذاانحدر من عنده إلي بغداد ثم قال له ياسيدي ادع الله لي فربما لم أستطع ركوب الماء خوف الإصعاد والبطء عنك فسرت إليك

علي الظهر و ما لي مركوب سوي برذوني هذه علي ضعفها فادع الله لي أن يقويني علي زيارتك . فقال قواك الله يا أباهاشم وقوي برذونك . قال الراوي و كان أبوهاشم يصلي الفجر ببغداد ويسير علي ذلك البرذون فيدرك الزوال من يومه ذلك في عسكر سرمن رأي ويعود من يومه إلي بغداد إذاشاء علي تلك البرذون بعينه فكان هذا من أعجب الدلائل التي شوهدت .

[ صفحه 673]

ومنها ماروي جعفر بن محمد بن مالك الفزاري عن أبي هاشم قال دخلت علي أبي الحسن ع فكلمني ع بالهندية فلم أحسن أن أرد عليه و كان بين يديه ركوة ملأي حصي فتناول حصاة واحدة ووضعها في فيه ومصها مليا ثم رمي بهاإلي فوضعتها في فمي فو الله مابرحت مكاني حتي تكلمت بثلاث وسبعين لسانا أولها الهندية. ومنها ماروي يحيي بن زكريا الخزاعي قال حدثني أبوهاشم الجعفري قال خرجت مع أبي الحسن ع إلي ظاهر سرمن رأي نتلقي بعض القادمين فأبطئوا فطرح لأبي الحسن ع غاشية السرج فجلس عليها ونزلت عن دابتي وجلست بين يديه و هويحدثني .فشكوت إليه قصور يدي وضيق حالي فأهوي بيده إلي رمل فناولني منه أكفا و قال اتسع

بها يا أباهاشم واكتم مارأيت .فخبأته معي ورجعنا فأبصرته فإذا هويتقد كالنيران ذهبا أحمر.

[ صفحه 674]

فدعوت صائغا إلي منزلي و قلت له اسبك لي هذافسبكه و قال مارأيت ذهبا أجود منه و هوكهيئة الرمل فمن أين لك هذا قلت هذا شيءعندنا قديما. ومنها ما قال أبوهاشم كنت بالمدينة حين مر بغا أيام الواثق في طلب الأعراب فقال أبو الحسن ع اخرجوا بنا حتي ننظر إلي تعبئة هذاالتركي .فخرجنا فوقفنا فمرت بنا تعبئته فمر بنا تركي فكلمه أبو الحسن ع بالتركي فنزل عن فرسه فقبل حافر فرس الإمام ع .فحلفت التركي فقلت له ما قال لك الرجل . قال هذانبي قلت ليس هوبنبي .

[ صفحه 675]

قال دعاني باسم سميت به في صغري في بلاد الترك ماعلمه أحد إلي الساعة. ومنها ما قال أبوهاشم كنت عند أبي الحسن ع و هومجدر فقلت للمتطبب آب گرفت ثم التفت إلي وتبسم فقال تظن ألا يحسن الفارسية غيرك فقال له المتطبب جعلت فداك تحسنها. فقال أمافارسية هذافنعم قال لك احتمل الجدري ماء. ومنها ما قال أبوهاشم قال لي أبو الحسن ع و علي رأسه غلام كلم هذاالغلام بالفارسية وأعرب

له فيها.فقلت للغلام ناف تو چيست فسكت الغلام فقال له أبو الحسن ع يسألك عن سرتك . ومنها ماروي عن محمد بن الحسن بن الأشتر العلوي قال كنت مع أبي علي باب المتوكل و أناصبي في جمع من الناس ما بين طالبي إلي عباسي إلي جندي إلي غير ذلك و كان إذاجاء أبو الحسن ع ترجل الناس كلهم حتي يدخل .

[ صفحه 676]

فقال بعضهم لبعض لم نترجل لهذا الغلام و ما هوبأشرفنا و لابأكبر منا سنا و لاأعلمنا فقالوا و الله لاترجلنا له . فقال لهم أبوهاشم و الله لنترجلن له صغارا وذلة إذارأيتموه فما هو إلا أن أقبل وبصروا به فترجل له الناس كلهم . فقال لهم أبوهاشم أ ليس زعمتم أنكم لاتترجلون له .فقالوا و الله ماملكنا أنفسنا حتي ترجلنا. ومنها ماروي عن علي بن محمد عن ابراهيم بن محمدالطاهري قال مرض المتوكل من خراج خرج به فلم يجسر أحد أن يمسه بحديدة و هو قدأشرف به علي الموت فنذرت أمه إن عوفي أن تحمل إلي أبي الحسن ع مالا جليلا من مالها. و قال له الفتح بن خاقان قدعجز الأطباء لوبعثت إلي هذا الرجل يعني

[ صفحه 677]

أبا الحسن ع

فسألته فربما كان عنده صفة شيءيفرج الله به عنك . قال ابعثوا إليه فمضي الرسول ورجع فقال خذوا كسب الغنم فديفوه بماء الورد وضعوه علي الخراج فإنه نافع بإذن الله .فهز ئ الأطباء به فقال الفتح وهل يضر ذلك قالوا لا ولكن لاينفع .فقلت و الله لأرجون الصلاح به فأحضر الكسب وديف بماء الورد ووضع علي الخراج فانفتح وخرج ما كان فيه وبشرت أم المتوكل بعافيته فحملت إلي أبي الحسن ع عشرة آلاف دينار تحت ختمها. و لما كان بعدأيام كثيرة سعي البطحائي بأبي الحسن ع إلي المتوكل و قال عنده أموال وسلاح فتقدم المتوكل إلي سعيد الحاجب أن يهجم عليه ليلا ويأخذ مايجده عنده من الأموال والسلاح ويحمله إليه . قال ابراهيم بن محمد قال لي سعيد الحاجب صرت إلي دار أبي الحسن ع ليلا ومعي سلم فصعدت منه إلي السطح ونزلت من الدرجة إلي بعضها في الظلمة

[ صفحه 678]

و لم أدر كيف أصل إلي الدار.فناداني أبو الحسن ع ياسعيد توقف حتي تؤتي بالمصباح .فأتوني بالشمع فنزلت فوجدت عليه جبة صوف وقلنسوة صوف وسجادة علي حصير بين يديه و هومقبل إلي

القبلة فقال لي دونك البيوت .فدخلتها وفتشتها فلم أجد فيهاشيئا ووجدت بدرة مختومة بخاتم أم المتوكل وكيسا مختوما معها. فقال لي أبو الحسن ع دونك المصلي فرفعته فوجدت سيفا في جفن ملبوس فأخذت ذلك أيضا وصرت إلي المتوكل . فلما نظر إلي خاتم أمه علي البدرة بعث إليها فخرجت إليه فسألها عن البدرة فقالت نذرت في علتك إن عوفيت أن أحمل إليه من مالي عشرة آلاف دينار فحملتها إليه لماعوفيت فأمر أن يضم إلي البدرة بدرة أخري و قال لي احمل ذلك إلي أبي الحسن ع واردد عليه السيف والكيس بما فيه فحملت جميع ذلك إليه واستحييت منه فقلت ياسيدي عز علي بدخولي عليك دارك بغير إذنك ولكني مأمور. فقال وَ سَيَعلَمُ الّذِينَ ظَلَمُوا أَيّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ.

-قرآن-805-862

[ صفحه 679]

ومنها ماروي عن محمد بن الفرج الرخجي أنه قال إن أبا الحسن ع كتب إلي اجمع أمرك وخذ حذرك قال فأنا في جمع أمري لست أدري ما ألذي أراد بما كتب إلي حتي ورد علي رسول حملني من مصر مصفدا بالحديد وضرب علي كل ماأملك .فمكثت في السجن ثماني سنين ثم ورد علي كتاب من أبي الحسن ع و أنا

في السجن لاتنزل في ناحية الجانب الغربي فقرأت الكتاب و قلت في نفسي يكتب إلي أبو الحسن ع بهذا و أنا في السجن إن هذالعجيب فما مكثت إلاأياما يسيرة حتي أفرج عني وحلت قيودي وخلي سبيلي . و لمارجع إلي العراق لم يقف ببغداد لماأمره أبو الحسن ع وخرج إلي سرمن رأي . قال فكتبت إليه ع بعدخروجي أسأله أن يسأل الله ليرد علي ضياعي .

[ صفحه 680]

فكتب إلي سوف يرد عليك و مايضرك ألا يرد عليك و لمارد ضياعه مات سريعا بسرمن رأي .. ومنها ماروي عن صالح بن سعيد أن المتوكل بعث إلي أبي الحسن ع يدعوه إلي الحضور بالعسكر فلما وصل تقدم بأن يحجب عنه في يومه فنزل في خان الصعاليك فدخلت عليه فقلت في كل الأمور أرادوا إطفاء نورك والتقصير بك حتي أنزلوك هذاالخان . فقال هاهنا أنت يا ابن سعيد ثم أومأ بيده فإذابروضات وأنهار وجنان ففيها خيرات وولدان فحار بصري وكثر تعجبي فقال لي ع حيث كنا فهذا لنا.

[ صفحه 681]

ومنها ماروي عن أبي يعقوب قال رأيت أبا الحسن ع مع أحمد بن الخصيب يتسايران و قدقصر عنه أبو الحسن ع فقال له

ابن الخصيب سر فقال أبو الحسن ع أنت المقدم .فما لبثنا إلاأربعة أيام حتي وضع الدهق علي ساق ابن الخصيب وقتل و قدألح قبل هذا ابن الخصيب علي أبي الحسن ع في الدار التي قدنزلها وطالبه بالانتقال منها وتسليمها إليه . فقال له أبو الحسن ع لأقعدن لك من الله مقعدا لايبقي لك معه باقية فأخذه الله في تلك الأيام وقتل

[ صفحه 682]

فصل في أعلام الحسن بن علي العسكري ع

عن أبي هاشم الجعفري قال كنت في الحبس مع جماعة فحبس أبو محمد ع وأخوه جعفرفخففنا له وقبلت وجه الحسن وأجلسته علي مضربة كانت تحتي وجلس جعفرقريبا منه فقال جعفروا شيطناه بأعلي صوته يعني جارية له فزجره أبو محمد و قال له اسكت وإنهم رأوا فيه أثر السكر. و كان المتولي لحبسه صالح بن وصيف و كان معنا في الحبس رجل جمحي يدعي أنه علوي فالتفت أبو محمد ع و قال لو لا أن فيكم من ليس منكم لأعلمتكم متي يفرج الله عنكم وأومأ إلي الجمحي فخرج فقال أبو محمد هذا الرجل ليس منكم فاحذروه و إن في ثيابه قصة قدكتبها إلي السلطان يخبره بما تقولون فيه فقال بعضهم ففتش ثيابه

فوجد فيهاالقصة يذكرنا فيهابكل عظيمة ويعلمه علي أنانريد أن نثقب الحبس ونهرب .

[ صفحه 683]

ومنها ما قال أبوهاشم إن الحسن ع كان يصوم فإذاأفطر أكلنا معه مما كان يحمله إليه غلامه في جونة مختومة وكنت أصوم معه فلما كان ذات يوم ضعفت فأفطرت في بيت آخر علي كعكة و ماشعر بي أحد ثم جئت وجلست معه فقال لغلامه أطعم أباهاشم شيئا فإنه مفطر فتبسمت فقال مايضحكك يا أباهاشم إذاأردت القوة فكل اللحم فإن الكعك لاقوة فيه فقلت صدق الله ورسوله وأنتم عليكم السلام فأكلت فقال أفطر ثلاثا فإن المنة لاترجع لمن أنهكه الصوم في أقل من ثلاث . فلما كان في اليوم ألذي أراد الله أن يفرج عنا جاءه الغلام فقال ياسيدي أحمل فطورك فقال احمل و ماأحسبنا نأكل منه فحمل طعام الظهر وأطلق عندالعصر عنه و هوصائم فقال كلوا هداكم الله . ومنها ماروي عن يوسف بن محمد بن زياد و علي بن سيار قالا حضرنا ليلة علي غرفة لأبي محمد الحسن بن علي الزكي و قد كان الوالي في ذلك

[ صفحه 684]

الوقت معظما له إذ جاء والي البلد ومعه رجل مكتوف فقال يا ابن رسول

الله أخذت هذا علي باب حانوت صيرفي فلما هممت بضربه قال إني من شيعة علي وشيعتك فكففت فهل هوكذلك . فقال معاذ الله ما هذا من شيعة علي فنحاه و قال ابطحوه فبطحوه وأقام عليه جلادين و قال أوجعاه فأهويا إليه بعصيهما فكانا لايصيبانه وإنما يصيبان الأرض . قال فرده الوالي إلي الإمام أبي محمد ع فقال عجبا لقد رأيت له من المعجزات ما لا يكون إلاللأنبياء. فقال الحسن بن علي أوللأوصياء ثم قال إنما هي لنا و هولنا محب .

فقال الوالي ماالفرق بين الشيعة والمحبين فقال شيعتنا هم الذين يتبعون آثارنا ويطيعوننا في جميع أوامرنا ونواهينا و من خالفنا في كثير مما فرضه الله فليس من شيعتنا

-روایت-1-2-روایت-3-172

. ومنها ما قال أبوهاشم مادخلت قط علي أبي الحسن و أبي محمد ع إلا ورأيت منهما دلالة وبرهانا فدخلت علي أبي محمد ع و أناأريد أن أسأله ماأصوغ به خاتما أتبرك به فجلست وأنسيت ماجئت له فلما أردت النهوض رمي إلي بخاتم و قال أردت فضة فأعطيناك خاتما وربحت الفص والكراء هناك الله

[ صفحه 685]

ومنها ما قال أبوهاشم سأله الفهفكي مابال المرأة المسكينة الضعيفة تأخذ سهما واحدا ويأخذ الرجل القوي سهمين قال لأن

المرأة ليس عليها جهاد و لانفقة و لاعليها معقلة إنما ذلك علي الرجال فقلت في نفسي قد كان قيل لي إن ابن أبي العوجاء سأل أبا عبد الله ع عن هذه المسألة فأجابه بمثل هذاالجواب فأقبل ع علي فقال نعم هذه مسألة ابن أبي العوجاء والجواب منا واحد إذا كان معني المسألة واحدا جري لآخرنا ماجري لأولنا وأولنا وآخرنا في العلم والأمر سواء ولرسول الله ص ولأمير المؤمنين ع فضلهما

-روایت-1-2-روایت-26-510

[ صفحه 686]

ومنها ما قال أبوهاشم إني قلت في نفسي أشتهي أن أعلم ما يقول أبو محمد ع في القرآن أ هومخلوق أو أنه غيرمخلوق والقرآن سوي الله فأقبل علي فقال أ مابلغك ماروي عن أبي عبد الله ع لمانزلت قُل هُوَ اللّهُ أَحَدٌخلق الله لها أربعة آلاف جناح فما كانت تمر بملإ من الملائكة إلاخشعوا لها وقالوا هذه نسبة الرب تبارك و تعالي

-روایت-1-2-روایت-26-342

ومنها ما قال أبوهاشم سمعت أبا محمد ع يقول إن الله ليعفو يوم القيامة عفوا لايخطر علي بال العباد حتي يقول أهل الشرك وَ اللّهِ رَبّنا ما كُنّا مُشرِكِينَفذكرت في نفسي حديثا حدثني به رجل من أصحابنا من أهل مكة أن رسول الله ص قرأإِنّ اللّهَ يَغفِرُ الذّنُوبَ جَمِيعاً فقال رجل

و من أشرك فأنكرت ذلك وتنمرت للرجل فأنا أقوله في نفسي إذ أقبل علي فقال إِنّ اللّهَ لا يَغفِرُ أَن يُشرَكَ بِهِ وَ يَغفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَن يَشاءُبئسما قال هذا وبئسما روي

-روایت-1-2-روایت-50-479

ومنها ما قال أبوهاشم سأل محمد بن صالح الأرمني أبا محمد ع عن قوله تعالي لِلّهِ الأَمرُ مِن قَبلُ وَ مِن بَعدُ فقال ع له الأمر من قبل أن يأمر

-روایت-1-2-روایت-26-ادامه دارد

[ صفحه 687]

به و له الأمر من بعد أن يأمر به بما يشاء فقلت في نفسي هذاقول الله أَلا لَهُ الخَلقُ وَ الأَمرُ تَبارَكَ اللّهُ رَبّ العالَمِينَفأقبل علي و قال هو كماأسررت في نفسك أَلا لَهُ الخَلقُ وَ الأَمرُ تَبارَكَ اللّهُ رَبّ العالَمِينَ قلت أشهد أنك حجة الله و ابن حججه علي عباده

-روایت-از قبل-284

ومنها ما قال أبوهاشم أنه سأله عن قوله تعالي ثُمّ أَورَثنَا الكِتابَ الّذِينَ اصطَفَينا مِن عِبادِنا فَمِنهُم ظالِمٌ لِنَفسِهِ وَ مِنهُم مُقتَصِدٌ وَ مِنهُم سابِقٌ بِالخَيراتِ قال كلهم من آل محمدص الظالم لنفسه ألذي لايقر بالإمام والمقتصد العارف بالإمام والسابق بالخيرات بإذن الله الإمام فجعلت أفكر في نفسي عظم ماأعطي الله آل محمدص وبكيت فنظر إلي و قال الأمر أعظم مما حدثت به نفسك من عظم شأن آل محمدص فاحمد الله أن جعلك مستمسكا بحبلهم تدعي يوم

القيامة بهم إذادعي كل أناس بإمامهم إنك علي خير

-روایت-1-2-روایت-26-536

ومنها ما قال أبوهاشم سأله محمد بن صالح الأرمني عن قوله تعالي يَمحُوا اللّهُ ما يَشاءُ وَ يُثبِتُ وَ عِندَهُ أُمّ الكِتابِ

-روایت-1-2-روایت-26-ادامه دارد

[ صفحه 688]

فقال هل يمحو إلا ما كان وهل يثبت إلا ما لم يكن فقلت في نفسي هذاخلاف قول هشام بن الحكم إنه لايعلم بالشي ء حتي يكون فنظر إلي فقال تعالي الجبار العالم بالأشياء قبل كونها قلت أشهد أنك حجة الله

-روایت-از قبل-212

ومنها ما قال أبوهاشم سمعته يقول من الذنوب التي لاتغفر قول الرجل ليتني لاأؤاخذ إلابهذا فقلت في نفسي إن هذالهو الدقيق وينبغي للرجل أن يتفقد من نفسه كل شيء فقال صدقت يا أباهاشم الزم ماحدثتك به نفسك فإن الشرك في الناس أخفي من دبيب النمل علي الصفا أو قال الذر علي الصفا في الليلة الظلماء

-روایت-1-2-روایت-39-313

[ صفحه 689]

ومنها ما قال أبوهاشم سمعته ع يقول إن في الجنة لبابا يقال له المعروف لايدخله إلا أهل المعروف فحمدت الله في نفسي وفرحت بما أتكلف من حوائج الناس فنظر إلي و قال نعم فدم علي ما أنت عليه فإن أهل المعروف في دنياهم هم أهل المعروف في أخراهم جعلك الله منهم

-روایت-1-2-روایت-42-281

ومنها

ما قال أبوهاشم دخل الحجاج بن سفيان العبدي علي أبي محمد ع فسأله عن المبايعة قال ربما بايعنا الناس فنواضعهم المعاملة إلي الأصل قال لابأس الدينار بالدينارين بينهما خرزة فقلت في نفسي هذاشبه مايفعله المربيون فالتفت إلي فقال إنما الربا الحرام ماتقصد به الحرام فإذاجاوزت حدود الربا وزويت عنه فلابأس الدينار بالدينارين يدا بيد ويكره ألا يكون بينهما شيءيوقع عليه البيع

-روایت-1-2-روایت-26-400

[ صفحه 690]

فصل في أعلام الإمام وارث الأنبياء والأوصياء حجة الله علي خلقه صاحب المرأي والمسمع م ح م د بن الحسن المهدي عليه من الصلوات أفضلها و من التحيات أكملها صاحب الزمان ع

عن أبي سعيد الخراساني عن جعفر بن محمد عن أبيه ع قال إذاقام القائم بمكة وأراد أن يتوجه إلي الكوفة نادي مناد ألا لايحمل أحد منكم طعاما و لاشرابا ويحمل معه حجر موسي بن عمران ع ألذي انبجست منه اثنتا عشرة عينا فلاينزل منزلا إلانصبه فانبعثت منه العيون فمن كان جائعا شبع و من كان ظمآن روي فيكون زادهم حتي ينزلوا النجف من ظاهر الكوفة فإذانزلوا ظاهرها انبعث منه الماء واللبن دائما فمن كان جائعا شبع و من كان عطشانا روي

-روایت-1-2-روایت-63-452

[ صفحه 691]

ومنها ماروي أبوبصير عن أبي عبد الله ع قلت له إني أريد أن أمس صدرك قال افعل فدنوت منه ومسست صدره ومنكبيه فقال ماتريد بهذا قلت إني سمعت أباك

يقول إن القائم منا واسع الصدر مشرف المنكبين عريض مابينهما قال إن أبي لبس درع رسول الله ص فكان يرفع ذيلها ولبستها فكان كذلك وهي علي صاحب هذاالأمر مشمرة كماكانت علي رسول الله ص

-روایت-1-2-روایت-46-360

ومنها ماروي عن أبي القاسم بن أبي حليس قال كتبت في إنفاذ خمسين دينارا لقوم مؤمنين منها عشرة دنانير لابنة عم لي لم تكن من الإيمان علي شيءفجعلت اسمها آخر الرقعة والفصول ألتمس بذلك الدلالة في ترك الدعاء لها فخرج في فصول المؤمنين تقبل الله منهم وأحسن إليهم وأنابك و لم يدع لابنة عمي بشي ء. ومنها ما قال ابن أبي حليس أيضا وأنفذت أيضا دنانير لقوم مؤمنين وأعطاني رجل يقال له محمد بن سعيد دنانير فأنفذتها باسم أبيه متعمدا و لم يكن من دين الله علي شيءفخرج الوصول باسم من غيرت اسمه محمد. ومنها ما قال أيضا وحملت في هذه السنة التي ظهرت لي فيهاالدلالة

[ صفحه 692]

ألف دينار بعث بها أبو جعفر ومعي أبو الحسين محمد بن محمد بن خلف وإسحاق بن الجنيد فحمل أبو الحسين الخرج إلي الدور واكترينا ثلاثة أحمرة فلما بلغنا القاطول لم نجد حميرا فقلت لأبي الحسين احمل الخرج

ألذي فيه المال واخرج مع القافلة حتي أتخلف في طلب حمار لإسحاق بن جنيد يركبه فإنه شيخ .فاكتريت له حمارا ولحقت بأبي الحسين في الحير بسرمن رأي و أناأسايره وأقول أحمد الله علي ما أنت عليه . فقال وددت أن هذاالعمل دام لي فوافيت سرمن رأي وأوصلت مامعنا فأخذه الوكيل بحضرتي ووضعه في منديل وبعث به مع غلام أسود. فلما كان العصر جاءني برزمة خفيفة و لماأصبحنا خلا بي أبوالقاسم وتقدم أبو الحسين وإسحاق فقال لي أبوالقاسم الغلام ألذي حمل الرزمة جاءني بهذه الدراهم فقال ادفعها إلي الرسول ألذي حمل الرزيمة فأخذتها منه . فلما خرجت من باب الدار قال لي أبو الحسين من قبل أن أنطق أويعلم أن معي شيئا لماكنت معك تمنيت أن تجيئني منه دراهم أتبرك بها وكذلك عام أول حيث كنت معك بالعسكر فقلت له خذها قدأتاك بها

[ صفحه 693]

ومنها ماروي مفضل عن أبي عبد الله ع قال أتدري ما كان قميص يوسف قلت له لا قال إن ابراهيم ع لماأوقدت له النار أتاه جبرئيل ع بثوب من الجنة فألبسه إياه فلم

يضره معه حر و لابرد فلما حضر ابراهيم الموت جعله في تميمة وعلقها علي إسحاق ع وعلقه إسحاق علي يعقوب ع فلما ولد يوسف علقه عليه فكان في عضده حتي كان من أمره ما كان فلما أخرجه من التميمة يوسف بمصر وجد يعقوب ريحه و هو قوله تعالي حاكيا عنه إنِيّ لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَو لا أَن تُفَنّدُونِفهو ذلك القميص ألذي أنزل من الجنة قلت جعلت فداك فإلي من صار ذلك القميص قال إلي أهله و هو مع قائمنا إذاخرج يجد المؤمنون ريحه شرقا وغربا ثم قال كل نبي ورث علما أوغيره فقد انتهي إلي محمدص

-روایت-1-2-روایت-49-691

ومنها ماروي عن ابراهيم الكرخي حدثنانسيم خادم أبي محمد ع

-روایت-1-2-روایت-66-ادامه دارد

[ صفحه 694]

قال لي صاحب الزمان ع و قددخلت عليه بعدعشرة أيام من مولده فعطست عنده فقال يرحمك الله ففزعت فقال لي أ لاأبشرك في العطاس فقلت بلي قال هوأمان من الموت ثلاثة أيام

-روایت-از قبل-183

ومنها ماروي عن أبي أحمد بن راشد عن بعض إخوانه من أهل المدائن قال كنت مع رفيق لي حاجا قبل الأيام فإذاشاب قاعد و عليه إزار ورداء فقومناهما مائة وخمسين دينارا و في رجله نعل صفراء ماعليها

غبار و لاأثر السفر فدنا منه سائل فتناول من الأرض شيئا فأعطاه فأكثر له السائل الدعاء وقام الشاب وذهب وغاب .فدنونا من السائل فقلنا ماأعطاك فأرانا حصاة من ذهب قدرناها عشرين دينارا فقلت لصاحبي مولانا معنا و لانعرفه اذهب بنا في طلبه .فطلبنا الموقف كله فلم نقدر عليه ثم رجعنا فسألنا عنه من كان حوله .

[ صفحه 695]

فقالوا شاب علوي من المدينة يحج في كل سنة ماشيا. ومنها ماروي نصر بن صباح البلخي عن محمد بن يوسف الشاشي قال خرج باسور علي مقعدي فأريته الأطباء وأنفقت عليه مالا فقالوا لانعرف له دواء فكتبت رقعة علي يدي امرأة تختلف إلي الدار أسأله الدعاء.فوقع ألبسك الله العافية وجعلك معنا في الدنيا والآخرة.فما أتت علي جمعة حتي عوفيت وصارت مثل راحتي . ومنها ما قال محمد بن يوسف الشاشي إنني لماانصرفت من العراق كان عندنا رجل بمرو يقال له محمد بن الحصين الكاتب و قدجمع مالا للغريم

[ صفحه 696]

فسألني عن أمر الغريم فأخبرته بما رأيته من الدلائل فقال عندي مال للغريم فأيش تأمرني فقلت وجهه إلي حاجز فقال لي فوق حاجز أحد فقلت نعم الشيخ فقال إذاسألني الله عن ذلك أقول إنك أمرتني قلت نعم . قال فخرجت

من عنده فلقيته بعدسنين فقال هوذا أخرج إلي العراق ومعي مال الغريم وأعلمك أني وجهت بمائتي دينار علي يد العامر بن يعلي الفارسي و أحمد بن علي الكلثومي وكتبت إلي الغريم بذلك وسألته الدعاء فخرج الجواب بما وجهت وذكر أنه كان له قبلي ألف دينار وأني وجهت إليه بمائتي دينار لأني شككت و أن الباقي له عندي فكان كماوصف و قال إن أردت أن تعامل أحدا فعليك بأبي الحسين الأسدي بالري فقلت أفكان كماكتب إليك . قال نعم وجهت بمائتي دينار لأني شككت فأزال الله عني ذلك فورد موت حاجز بعديومين أوثلاثة فصرت إليه فأخبرته بموت حاجز فاغتم .فقلت لاتغتم فإن ذلك دلالة لك في توقيعه إليك وإعلامه أن المال ألف دينار والثانية أمره بمعاملة الأسدي لعلمه بموت حاجز. ومنها ما قال محمد بن الحسين إن التميمي حدثني عن رجل من أهل أسدآباد قال صرت إلي العسكر ومعي ثلاثون دينارا في خرقة منها دينار شامي

[ صفحه 697]

فوافيت الباب وإني لقاعد إذ خرج إلي جارية أوغلام الشك مني قال هات مامعك قلت مامعي شيء.فدخل ثم خرج فقال معك ثلاثون دينارا في خرقة لونها أخضر منها دينار شامي ومعه خاتم كنت

تمنيته فأوصلته ما كان معي وأخذت الخاتم . ومنها ماقاله إن مسرورا الطباخ قال كتبت إلي الحسن بن راشد لضيقة أصابتني فلم أجده في البيت فانصرفت فدخلت مدينة أبي جعفر فلما صرت في الرحبة حاذاني رجل لم أر وجهه وقبض علي يدي ودس فيهاصرة بيضاء فنظرت فإذاعليها كتابة فيهااثنا عشر دينارا و علي الصرة مكتوب مسرور الطباخ . ومنها ماروي عن جعفر بن حمدان عن حسن بن حسين الأسترآبادي قال كنت في الطواف فشككت فيما بيني و بين نفسي في الطواف فإذاشاب قداستقبلني حسن الوجه قال طف أسبوعا آخر. ومنها ما قال و حدثنا محمد بن شاذان بالتنعيم قال اجتمعت عندي خمسمائة درهم تنقص عشرون درهما فأتممتها من عندي وبعثت بها إلي محمد بن

[ صفحه 698]

أحمدالقمي و لم أكتب كم لي فيهافأنفذ إلي كتابه وصلت خمسمائة درهم لك فيهاعشرون درهما. ومنها ماروي عن أبي سليمان عن المحمودي قال ولينا الدينور مع جعفر بن عبدالغفار فجاءني الشيخ قبل خروجنا فقال إذاوردت الري فافعل كذا وكذا فلما وافينا الدينور وردت عليه ولاية الري بعدشهر فخرجت إلي الري فعلمت ما قال لي . ومنها ما قال و حدثناعلان الكليني حدثناالأعلم المصري عن

[ صفحه 699]

أبي الرجاء المصري و كان أحد الصالحين

قال خرجت في الطلب بعدمضي أبي محمد ع فقلت في نفسي لو كان شيءلظهر بعدثلاث سنين .فسمعت صوتا و لم أر شخصا يانصر بن عبدربه قل لأهل مصر هل رأيتم رسول الله ص فآمنتم به . قال أبوالرجاء و لم أعلم أن اسم أبي عبدربه و ذلك أني ولدت بالمدائن فحملني أبو عبد الله النوفلي إلي مصر فنشأت بها فلما سمعت الصوت لم أعرج علي شيء وخرجت . ومنها ماروي عن أحمد بن أبي روح قال وجهت إلي امرأة من أهل دينور فأتيتها فقالت يا ابن أبي روح أنت أوثق من في ناحيتنا دينا وورعا وإني أريد أن أودعك أمانة أجعلها في رقبتك تؤديها وتقوم بهافقلت أفعل إن شاء الله تعالي .فقالت هذه دراهم في هذاالكيس المختوم لاتحله و لاتنظر فيه حتي تؤديه إلي من يخبرك بما فيه و هذاقرطي يساوي عشرة دنانير و فيه ثلاث حبات لؤلؤ تساوي عشرة دنانير و لي إلي صاحب الزمان حاجة أريد أن يخبرني بهاقبل أن أسأله عنها.

[ صفحه 700]

فقلت و ماالحاجة قالت عشرة دنانير استقرضتها أمي في عرسي لاأدري ممن استقرضتها و لاأدري إلي من أدفعها فإن أخبرك بهافادفعها إلي من يأمرك بها. قال وكنت أقول بجعفر

بن علي فقلت هذه المحبة بيني و بين جعفرفحملت المال وخرجت حتي دخلت بغداد فأتيت حاجز بن يزيد الوشاء فسلمت عليه وجلست فقال أ لك حاجة قلت هذامال دفع إلي لاأدفعه إليك حتي تخبرني كم هو و من دفعه إلي فإن أخبرتني دفعته إليك قال لم أؤمر بأخذه و هذه رقعة جاءتني بأمرك فإذا فيها. لاتقبل من أحمد بن أبي روح توجه به إلينا إلي سامراء.فقلت لاإله إلا الله هذاأجل شيءأردته .فخرجت ووافيت سامراء فقلت أبدأ بجعفر ثم تفكرت فقلت أبدأ بهم فإن كانت المحبة من عندهم و إلامضيت إلي جعفرفدنوت من دار أبي محمد ع فخرج إلي خادم فقال أنت أحمد بن أبي روح قلت نعم . قال هذه الرقعة اقرأها فقرأتها فإذا فيهابسم الله الرحمن الرحيم يا ابن أبي روح أودعتك عاتكة بنت الديراني كيسا فيه ألف درهم بزعمك و هوخلاف ماتظن و قدأديت فيه الأمانة و لم تفتح الكيس و لم تدر ما فيه و فيه ألف درهم وخمسون دينارا صحاح ومعك قرط زعمت المرأة

[ صفحه 701]

أنه يساوي عشرة دنانير صدقت مع الفصين اللذين فيه و فيه ثلاث حبات لؤلؤ شراؤها بعشرة

دنانير وهي تساوي أكثر فادفع ذلك إلي جاريتنا فلانة فإنا قدوهبناه لها وصر إلي بغداد وادفع المال إلي حاجز وخذ منه مايعطيك لنفقتك إلي منزلك . و أماالعشرة دنانير التي زعمت أن أمها استقرضتها في عرسها وهي لاتدري من صاحبها بل هي تعلم لمن وهي لكلثوم بنت أحمد وهي ناصبية فتحيرت أن تعطيها إياها وأوجبت أن تقسمها في إخوانها فاستأذنتنا في ذلك فلتفرقها في ضعفاء إخوانها. و لاتعودن يا ابن أبي روح إلي القول بجعفر والمحبة له وارجع إلي منزلك فإن عدوك قدمات و قدورثك الله أهله وماله .فرجعت إلي بغداد وناولت الكيس حاجزا فوزنه فإذا فيه ألف درهم وخمسون دينارا فناولني ثلاثين دينارا و قال أمرت بدفعها إليك لنفقتك .فأخذتها وانصرفت إلي الموضع ألذي نزلت فيه فإذا أنابفيج و قدجاءني من منزلي يخبرني بأن حموي قدمات وأهلي يأمروني بالانصراف إليهم .

[ صفحه 702]

فرجعت فإذا هو قدمات وورثت منه ثلاثة آلاف دينار ومائة ألف درهم . ومنها ماروي عن أحمد بن أبي روح قال خرجت إلي بغداد في مال لأبي الحسن الخضر بن محمدلأوصله وأمرني أن أدفعه إلي أبي جعفر محمد بن عثمان العمري وأمرني أن لاأدفعه إلي غيره وأمرني أن أسأله الدعاء للعلة التي هو فيها وأسأله

عن الوبر يحل لبسه .فدخلت بغداد وصرت إلي العمري فأبي أن يأخذ المال و قال صر إلي أبي جعفر محمد بن أحمد وادفع إليه فإنه أمره بأخذه و قدخرج ألذي طلبت فجئت إلي أبي جعفرفأوصلته إليه فأخرج إلي رقعة فإذا فيهابسم الله الرحمن الرحيم سألت الدعاء من العلة التي تجدها وهب الله لك العافية ودفع عنك الآفات وصرف عنك بعض ماتجده من الحرارة وعافاك وصح لك جسمك وسألت مايحل أن يصلي فيه من الوبر والسمور والسنجاب

[ صفحه 703]

والفنك والدلق والحواصل فأما السمور والثعالب فحرام عليك و علي غيرك الصلاة فيه ويحل لك جلود المأكول من اللحم إذا لم يكن لك غيره فإن لم يكن لك بد فصل فيه والحواصل جائز لك أن تصلي فيه والفراء متاع الغنم ما لم تذبح بإرمينية تذبحه النصاري علي الصليب فجائز لك أن تلبسه إذاذبحه أخ لك أومخالف تثق به . ومنها ماروي سعد بن عبد الله عن علي بن محمدالرازي المعروف بعلان الكليني قال سمعت الشيخ العمري يقول صحبت رجلا من أهل السواد ومعه مال للغريم ع فأنفذه فرد عليه

و قال أخرج حق ولد عمك منه وهي أربعمائة فبقي الرجل باهتا متعجبا فنظر في حساب المال فإذا ألذي نص عليه

[ صفحه 704]

من ذلك المال كما قال ع . ومنها ما قال الكليني هذا حدثناجماعة من أصحابنا أنه بعث إلي أبي عبد الله بن الجنيد و هوبواسط غلاما وأمر ببيعه فباعه وقبض ثمنه فلما عير الدنانير نقصت ثمانية عشر قيراطا وحبة فوزن من عنده ثمانية عشر قيراطا وحبة وأنفذ المال فرد عليه دينارا وزنه ثمانية عشر قيراطا وحبة. ومنها ماقالوا حدثنا أبو جعفرولد لي مولود كتبت أستأذن في تطهيره يوم السابع فورد لافمات الولد يوم السابع . ثم قال كتبت بموته فكتب سيخلف عليك غيره فسمه أحمد و من بعده جعفرا فجاء كما قال . وكتبت في معنيين وأردت أن أكتب في معني ثالث فقلت في نفسي لعله يكره ذلك .

[ صفحه 705]

فخرج الجواب في المعنيين والمعني الثالث ألذي طويته و لم أكتبه

[ صفحه 706]

الباب الخامس عشر في الدلالات والبراهين علي صحة إمامة الاثني عشر إماما ع

اشاره

منها ماروي عن عمر بن علي بن عمر بن يزيد عن الثمالي عن بعض من حدثه عن علي ع أنه كان قاعدا في مسجد الكوفة وحوله أصحابه فقال له رجل إني لأعجب من هذه الدنيا التي في أيدي هؤلاء القوم وليست عندكم

فقال أتري أنانريد الدنيا و لانعطاها ثم قبض قبضة من حصي المسجد فضمها في كفه ثم فتح كفه عنها فإذاهي جواهر تلمع وتزهر فقال ما هذه فنظرنا فقلنا من أجود الجواهر فقال لوأردنا الدنيا لكانت لنا ولكن لانريدها

-روایت-1-2-روایت-86-ادامه دارد

[ صفحه 707]

ثم رمي بالجواهر من كفه فعادت كماكانت حصي

-روایت-از قبل-49

ومنها ماروي سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة قال كان أمير المؤمنين ع إذاوقف الرجل بين يديه قال له يافلان استعد وأعد لنفسك ماتريد فإنك تمرض في يوم كذا في شهر كذا في ساعة كذا فيكون كما قال قال سعد فقلت هذاالكلام لأبي جعفر ع فقال قد كان ذلك فقلت لم لم تخبرنا أنت أيضا فنستعد له قال هذا باب أغلق فيه الجواب علي بن الحسين ع حتي يقوم قائمنا

-روایت-1-2-روایت-54-373

[ صفحه 708]

ومنها ماروي أن رجلا دخل علي علي بن الحسين ع وشكا إليه الفقر فبكي ع فلما خرج القوم و كان فيهم مخالف فقال أنتم تدعون أن إمامكم مستجاب الدعاء و قدبكي لعجزه فانصرف الرجل إليه و قال يا ابن رسول الله أزعجني كلام المخالف أشد من فقري . فقال له الله يسهل عليك

ثم نادي إلي جاريته فقال هات فطوري فأتت بقرصين من الشعير عليهما النخالة و قال خذهما قال فأخذتهما وخرجت و قلت أشتري بهما شيئا ثم كنت أنظر في الطريق يمينا وشمالا و لاأري شيئا يشتري بهما حتي وصلت إلي محلتي و كان بهاحانوتان متصلان و قدنهض من بابهما الرجلان اللذان يبيعان فيهما إلي الظل فنظرت فإذا كان علي باب حانوت أحدهما سمك قدأنتن .فقلت معي قرص أريد به السمك فقال ضع القرص وخذ السمك و قلت للآخر أريد الملح بقرص آخر. فقال ضع قرصك وخذ ماتشتهي من الملح .فأخذتهما ومضيت إلي البيت وأغلقت الباب واشتغلت بإصلاح السمك فإذا في جوفه لؤلؤة أوجوهرة كأكبر ما يكون فإذا أنابمن يقرع الباب ففتحته فإذاالرجلان دخلا معهما القرصان وقالا أنت أخونا و قدصار حالك هكذا حتي

[ صفحه 709]

نأكل منك هذا ثم خرجا فإذا أنابقارع للباب فقال لي إن علي بن الحسين ع يقول لك إن الله قديسر لك الأمر و إن قرصنا لايصله سوانا فاحمد الله . ومنها ماروي أن رجلا دخل علي الصادق ع وشكا إليه فاقته . فقال له طب نفسا فإن الله يسهل الأمر فخرج الرجل فرأي في طريقه هميانا

فيه سبعمائة دينار فأخذها وانصرف إلي أبي عبد الله ع وحدثه بما وجد. فقال له اخرج وناد عليه سنة لعلك تظفر بصاحبه فخرج الرجل و قال لاأنادي في الأسواق و في مجمع الناس وخرج إلي سكة في آخر البلد و قال من ضاع له شيء فإذا رجل كأنه ميت في جانب قال له ذهب مني سبعمائة دينار في شيءكذا وكذا قال معي ذلك فلما رآه و كان معه ميزان فقال لاتخرج فوزنها فكان كما كان لم تنقص فأخذ منها سبعين دينارا وأعطاها الرجل .فأخذها وخرج إلي أبي عبد الله ع فلما رآه تبسم و قال يا هذه هاتي الصرة فأتت بها فقال هذه ثلاثون و قدأخذت سبعين من الرجل وسبعون حلالا

[ صفحه 710]

خير من سبعمائة حرام . ومنها أن ابن أبي العوجاء وثلاثة نفر من الدهرية اتفقوا علي أن يعارض كل واحد منهم ربع القرآن وكانوا بمكة وعاهدوا علي أن يجيئوا بمعارضته في العام القابل فلما حال الحول واجتمعوا في مقام ابراهيم ع أيضا قال أحدهم إني لمارأيت قوله وَ قِيلَ يا أَرضُ ابلعَيِ ماءَكِ وَ يا سَماءُ أقَلعِيِ وَ غِيضَ الماءُ وَ قضُيِ َ الأَمرُكففت عن المعارضة. و قال الآخر وكذلك أنا لماوجدت

قوله فَلَمّا استَيأَسُوا مِنهُ خَلَصُوا نَجِيّاأيست من المعارضة. وكانوا يسرون بذلك إذ مر عليهم الصادق ع فالتفت إليهم وقرأ عليهم قُل لَئِنِ اجتَمَعَتِ الإِنسُ وَ الجِنّ عَلي أَن يَأتُوا بِمِثلِ هذَا القُرآنِ لا يَأتُونَ بِمِثلِهِ وَ لَو كانَ بَعضُهُم لِبَعضٍ ظَهِيراًفبهتوا. ومنها ماروي عن سدير أن كثير النواء دخل علي أبي جعفر ع و قال زعم المغيرة بن سعيد أن معك ملكا يعرفك الكافر من المؤمن في كلام طويل قدمضي

-قرآن-266-356-قرآن-413-454-قرآن-543-680

[ صفحه 711]

فلما خرج قال ع ما هو إلاخبيث الولادة وسمع هذاالكلام جماعة من أهل الكوفة قالوا لوذهبنا حتي نسأل عن كثير فله خبر سوء.قالوا فمضينا إلي الحي ألذي هو فيه فدللنا علي عجوز صالحة فقلنا لها نسألك عن أبي إسماعيل قالت كثير قلنا نعم قالت تريدون أن تزوجوه قلنا نعم قالت لاتفعلوا فإن أمه قدوضعته في ذلك البيت رابع أربعة من الزنا وأشارت إلي بيت من بيوت الدار. ومنها ماروي عن هشام بن سالم قال لماكانت الليلة التي قبض فيها أبو جعفر قال يابني هذه الليلة التي وعدتها و قد كان وضوءه قريبا. فقال أريقوه أريقوه فظننا أنه يقول من الحمي فقال يابني أرقه فأرقناه فإذا فيه فأرة

ومنها ماروي عن أبي بصير قال دخلت علي أبي جعفرفقلت له أنتم

ورثة رسول الله ص قال نعم قلت رسول الله ص وارث الأنبياء علم كلما علموا فقال نعم قلت وأنتم تقدرون أن تحيوا الموتي وتبرءوا الأكمه والأبرص

-روایت-1-2-روایت-34-ادامه دارد

[ صفحه 712]

فقال نعم بإذن الله ثم قال ادن مني يا أبا محمدفمسح يده علي وجهي وعيني فأبصرت الشمس والسماء و الأرض والبيوت و كل شيء في الدار قال لي فتحب أن تكون هكذا و لك ماللناس وعليك ماعليهم يوم القيامة أوتعود كماكنت و لك الجنة خالصا قلت أعود كماكنت فمسح يده علي وجهي و علي عيني فعدت كماكنت

-روایت-از قبل-309

ومنها ما قال إسحاق بن عمار كنت عند موسي بن جعفر ع ودخل عليه رجل فقال له يافلان إنك تموت إلي شهر فأضمرت في نفسي كأنه يعرف آجال شيعته .

[ صفحه 713]

فقال لي ياإسحاق و ماتنكرون من ذلك قد كان رشيد الهجري مستضعفا و كان يعرف علم المنايا والإمام أولي بذلك منه . ثم قال ياإسحاق تموت إلي سنتين ويتشتت أهلك وعيالك و أهل بيتك ويفلسون إفلاسا شديدا.

[ صفحه 714]

ومنها ماروي عن زيد الشحام قال قال لي أبو عبد الله ع كم أتي عليك من سنة قلت

كذا وكذا قال جدد عبادة ربك وأحدث توبة فبكيت قال مايبكيك قلت نعيت إلي نفسي قال أبشر فإنك من شيعتنا ومعنا في الجنة إلينا الصراط والميزان وحساب شيعتنا و الله أناأرحم بكم منكم بأنفسكم وإني أنظر إليك و إلي رفيقك الحارث بن المغيرة النضري في درجتك في الجنة

-روایت-1-2-روایت-36-360

. ومنها ماروي عن ميسر قال لي الصادق جعفر بن محمد ع لقد زيد في عمرك فأي شيءكنت تعمل قال كنت أجيرا و أناغلام بخمسة دراهم فكنت أجريها علي خالتي . ومنها ماروي عن خالد بن نجيح قال دخلت علي أبي ابراهيم ع سنة الموت بمكة وهي سنة أربع وسبعين ومائة فقال من هاهنا من أصحابك مريض قلت عثمان بن عيسي من أوجع الناس فقال قل له يخرج . ثم قال لي من هاهنا فعددت عليه ثمانية فأمر بإخراج أربعة وكف عن أربعة فما أمسينا من الغد حتي دفنا الأربعة الذين كف عن إخراجهم .

[ صفحه 715]

قال عثمان بن عيسي وخرجت أنافصرت إلي بطن مر معافي . ومنها ما قال خالد بن نجيح قلت لموسي ع إن أصحابنا قدقدموا من الكوفة فذكروا أن المفضل شديد الوجع فادع الله له . قال قداستراح و كان هذاالكلام بعدموته بثلاثة أيام . ومنها

ما قال خالد بن نجيح قال لي موسي ع أفرغ فيما بينك و بين من كان معك له عمل حتي يجيئك كتابي وابعث ماعندك إلي و لاتقبل من أحد شيئا. وخرج ع إلي المدينة فلبث خالد بعده بمكة خمسة عشر يوما ثم مات .

[ صفحه 716]

ومنها ماروي عن عبدالرحمن بن الحجاج قال استقرض أبو الحسن الأول ع من شهاب بن عبدربه مالا وكتب كتابا ووضعه علي يدي و قال إن حدث حدث فخرقه . قال عبدالرحمن فخرجت إلي مكة فلقيني أبو الحسن ع و لم يقل لي شيئا ثم أرسل إلي بمني فقال خرق الكتاب ففعلت وقدمت الكوفة فسألت عن شهاب فإذا هو قدمات في الوقت ألذي أرسل إلي أن خرق الكتاب . ومنها ما قال هشام أردت شراء جارية بمني فاستشرت أبا الحسن الأول ع في ذلك فلم يجبني فرآها جالسة عندجوار فنظر إليها ثم قال لابأس إن لم يكن في عمرها قلة.فأمسكت عن شرائها فلم أخرج من مكة حتي ماتت .

[ صفحه 717]

ومنها ماروي عن الحسن بن موسي قال اشتكي عمي محمد بن جعفر حتي أشرف علي الموت فكنا عنده مجتمعين فدخل أبو الحسن ع فقعد

في ناحية وإسحاق عمي عندرأسه يبكي فلبث أبو الحسن قليلا ثم قام فتبعته و قلت يلومك أهل بيتك يقولون خرجت و هو في الموت . فقال أرأيت هذاالباكي سيموت ويبكي ذلك عليه .فبرأ محمد بن جعفر واشتكي إسحاق فمات وبكي عليه محمد بن جعفر. ومنها ما قال ابراهيم بن محمد بن يحيي الهمداني كتب أبو جعفرالثاني ع إلي كتابا وأمرني أن لاأفكه حتي يموت يحيي بن أبي عمران .فمكث الكتاب عندي سنتين فلما كان اليوم ألذي مات فيه يحيي بن أبي عمران فككته فإذا فيه قم بما كان يقوم به ونحو هذا من الأمر. فقال ابراهيم كنت لاأخاف الموت مادام يحيي حيا.

ومنها ماروي عن أبي بصير قال قال لي أبو عبد الله ع مافعل أبوحمزة قلت خلفته صالحا قال إذارجعت إليه فأقرئه السلام وأعلمه أنه يموت يوم كذا من شهر كذا فقلت كان فيه أنس و كان من شيعتكم

-روایت-1-2-روایت-34-ادامه دارد

[ صفحه 718]

فقال نعم إن الرجل من شيعتنا إذاخاف الله وراقبه وتوقي الذنوب فإذافعل ذلك كان معنا في درجتنا قال أبوبصير فرجعت فما لبث أبوحمزة أن مات في تلك الساعة في ذلك اليوم

-روایت-از قبل-179

ومنها

ماروي عن سليمان بن خالد قال خرجنا مع الصادق ع و كان أبو عبد الله البلخي معنا فانتهينا إلي نخلة خاوية. فقال ع أيتها النخلة السامعة المطيعة لربها أطعمينا فتساقط علينا رطب مختلف ألوانه فأكلنا حتي تضلعنا فقال البلخي سنة فيكم كسنة مريم قال نعم . ومنها ما قال الحارث الأعور خرجنا مع أمير المؤمنين ع حتي انتهينا إلي العاقول فإذا هوبأصل شجرة قدوقع عنها لحاؤها فضربها بيده ثم قال

[ صفحه 719]

ارجعي بإذن الله خضراء مثمرة. فإذاهي تهتز بأغصانها عليها الثمر فأكلنا وحملنا معنا. ومنها ما قال أبوبصير قدم علينا رجل من أهل الشام فعرضت عليه هذاالأمر فقبله ثم دخلت عليه يوما و هو في سكرات الموت فقال يا أبابصير قدقبلت ما قلت لي فكيف لي بالجنة.فقلت أناضامن لك علي أبي عبد الله ع فمات فدخلت علي أبي عبد الله ع فابتدأني فقال لي يا أبا محمد قدوفي لصاحبك بالجنة. ومنها ماروي عن البزنطي قال استقبلت الرضا ع إلي القادسية فسلمت عليه فقال لي يا أحمداكتر لي حجرة لها بابان فإنه أستر لك وعليك . وبعث إلي بزنفيلجة فيهادنانير صالحة ومصحف فكان يأتيني رسوله في حوائجه فأشتريها له وكنت يوما وحدي ففتحت المصحف لأقرأ فيه .

[ صفحه 720]

فلما

نشرته نظرت في لم يكن فإذاهي أكثر مما في أيدينا أضعافا.فرمت قراءتها فلم أعرف منها شيئا فأخذت الدواة والقرطاس فأردت أن أكتبها لكي أسأل عنها فأتاني مسافر قبل أن أكتب منها شيئا معه منديل وخيط وخاتمه فقال مولاي يأمرك أن تضع المصحف في المنديل وتختمه وتبعث إليه بالخاتم ففعلت ذلك . ومنها ما قال أبو علي بن راشد قدمت علي أحمال فأتاني رسول الرضا ع قبل أن أنظر في الأحمال وأوجه بها إليه يقول الرضا ع سرح إلي بدفتر. و لم يكن عندي في منزلي دفتر أصلا فقمت أطلب ما لاأعرف بالتصديق له فلم أجد شيئا فلما ولي الرسول قلت مكانك فحللت بعض الأحمال فتلقاني دفتر لم أكن علمت به إلاأني علمت أنه لايطلب إلاالحق فوجهت به إليه . ومنها ماروي عن صفوان بن يحيي قال قال لي جعفر بن محمد بن الأشعث أتدري ما كان سبب دخولنا في هذاالأمر ومعرفتنا به و ما كان عندنا منه ذكر و لامعرفة بشي ء مما عند الناس قلت وكيف كان ذلك .

[ صفحه 721]

فقال إن أبا جعفريعني أباالدوانيق قال لوالدي محمد بن الأشعث ابغني رجلا له عقل يؤدي عني . فقال قدأصبته لك هذاخالي

قال فأتني به فأتاه بخاله . فقال له أبوالدوانيق خذ هذاالمال وائت المدينة وائت عبد الله بن الحسن وعدة من أهل بيته فيهم جعفر بن محمدفقل إني رجل غريب من أهل خراسان و بهاشيعة من شيعتكم و قدوجهوا إليكم بهذا المال فادفع إلي كل واحد منهم علي هذاالشرط كذا وكذا فإذاقبضوا المال فقل إني رسول وأحب أن تكون معي خطوطكم بقبض ماقبضتم مني .فأخذ المال وأتي المدينة ثم رجع إلي أبي الدوانيق . فقال أتيت القوم و هذه خطوطهم بقبضهم خلا جعفر بن محمدفإني أتيته و هويصلي في مسجد الرسول ص فجلست خلفه و قلت ينصرف فأذكر له ماذكرت لأصحابه فعجل وانصرف فالتفت إلي فقال يا هذااتق الله و لاتغرن أهل بيت محمدص وقل لصاحبك إنهم قريبو العهد بدولة بني مروان فكلهم محتاج فقلت و ماذاك أصلحك الله فقال ادن مني فدنوت فأخبرني بجميع ماجري بيني وبينك حتي كأنه كان ثالثنا. فقال أبوالدوانيق اعلم أنه ليس من أهل بيت نبوة إلا وفيهم محدث و إن جعفر بن محمدمحدثنا اليوم فكانت هذه الدلالة.

[ صفحه 722]

ومنها ما قال عمار السجستاني إن

عبد الله بن النجاشي كان منقطعا إلي عبد الله بن الحسن بن الحسن يقول بالزيدية فقضي أناخرجنا معه إلي مكة فذهب هو إلي عبد الله بن الحسن وجئت أنا إلي الصادق ع فلقيني بعد ذلك فقال لي استأذن لي علي صاحبك .فقلت لأبي عبد الله ع إنه سألني الإذن عليك فقال ائذن له فدخل فسأله فقال له أبو عبد الله ع مادعاك إلي ماصنعت أتذكر يوم مررت علي باب قوم فسال عليك ميزاب من الدار فقلت إنه قذر فطرحت نفسك في النهر بثيابك وعليك الصدرة من فراء واجتمعت عليك الصبيان يضحكون منك . قال عمار فالتفت إلي و قال مادعاك إلي أن تخبره بهذا.فقلت لا و الله ماأخبرته وها هوذا قدامي يسمع كلامي .

[ صفحه 723]

فلما خرجنا قال ياعمار هذاصاحبي دون غيره . ومنها ما قال الحارث بن حصيرة الأزدي إن رجلا من أهل الكوفة قدم إلي خراسان فدعا الناس إلي ولاية جعفر بن محمد ع ففرقة أطاعت وأجابت وفرقة جحدت وأنكرت وفرقة تورعت ووقفت .فخرج من كل فرقة رجل فدخلوا علي أبي عبد الله ع فكان المتكلم ألذي ذكر أنه تورع ووقف و

قد كان مع بعض القوم جارية فخلا بها الرجل ووقع عليها فلما دخلوا علي أبي عبد الله ع كان هوالمتكلم فقال له أصلحك الله قدم علينا رجل من أهل الكوفة و قددعا الناس إلي ولايتك وطاعتك فأجاب قوم وأنكر قوم وورع قوم . فقال فمن أي الثلاثة أنت قال من الفرقة التي تورعت . قال أين ورعك يوم كذا مع الجارية

[ صفحه 724]

ومنها ماروي عن علي بن النعمان و محمد بن سنان عن أبي عبد الله ع قال إن عائشة قالت التمسوا لي رجلا شديد العداوة لهذا الرجل يعني عليا ع فأتيت برجل فمثل بين يديها فرفعت رأسها فقالت مابلغ من عداوتك لهذا الرجل فقال كثيرا ماأتمني علي ربي أنه وأصحابه في وسطي فضربت ضربة بالسيف فسبق السيف الدم قالت فأنت لها فاذهب بكتابي هذا إليه فادفعه إليه ظاعنا رأيته أومقيما أماإنك إن رأيته راكبا رأيته علي بغلة رسول الله متنكبا قوسه معلقا كنانته بقربوس سرجه وأصحابه خلفه كأنهم طير صواف و إن عرض عليك طعامه وشرابه فلاتنالن منه فإن فيه السحر فمضي واستقبله راكبا فناوله الكتاب ففض خاتمه ثم

قال ع تبلغ إلي منزلنا فتصيب من طعامنا وشرابنا ونكتب جواب كتابك فقال هذا و الله ما لا يكون فثني رجله فنزل وأحدق به أصحابه

-روایت-1-2-روایت-80-ادامه دارد

[ صفحه 725]

ثم قال له أسألك قال نعم قال وتجيبني قال نعم قال أنشدك الله أقالت التمسوا لي رجلا شديد العداوة لهذا الرجل فأوتيت بك فقالت لك مامبلغ عداوتك لذلك الرجل فقلت كثيرا ماأتمني علي ربي أنه هو وأصحابه في وسطي وأني ضربت ضربة بالسيف سبق السيف الدم قال أللهم نعم قال فأنشدك الله أقالت لك اذهب بكتابي هذافادفعه إليه ظاعنا كان أومقيما أماإنك إن رأيته ظاعنا رأيته راكبا علي بغلة رسول الله متنكبا قوسه معلقا كنانته بقربوس سرجه وأصحابه خلفه كأنهم طير صواف قال أللهم نعم قال فأنشدك بالله هل قالت لك إن عرض عليك طعامه وشرابه فلاتنالن منه فإن فيه السحر قال أللهم نعم قال فمبلغ أنت عني قال أللهم نعم فإني أتيتك و ما في الأرض خلق أبغض إلي منك و أماالساعة ما في الأرض خلق أحب إلي منك فمرني بما شئت فقال ادفع إليها كتابي هذا وقل لها

ماأطعت الله و لارسوله حيث أمرك الله بلزوم بيتك فخرجت ترددين في العساكر وقل لهما يعني طلحة والزبير ماأنصفتما الله ورسوله حيث خلفتما حلائلكما في بيوتكما وأخرجتما حليلة رسول الله ص فجاء بكتابه إليها حتي طرحه لديها وأبلغها مقالته وإليهما كلامه ثم رجع إلي أمير المؤمنين ع فأصيب بصفين

-روایت-از قبل-1-روایت-2-ادامه دارد

[ صفحه 726]

فقالت مانبعث إليه و الله بأحد إلاأفسده علينا

-روایت-از قبل-52

ومنها ما قال أبوبصير إن بعض أصحاب أبي جعفر ع قدم علينا فقال و الله لاتري أبا جعفرأبدا قال فكتبت صكا وأشهدت شهودا في الكتاب في غيرإبان الحج ثم إني خرجت إلي المدينة فاستأذنت علي أبي جعفر ع فلما نظر إلي قال مافعل الصك فقلت إن فلانا قال كذا

ومنها ماروي عن بكار بن كردم قال قال أبو عبد الله ع إن جويرية بن مسهر العبدي خاصمه رجل في فرس أنثي فادعيا جميعا الفرس فقال أمير المؤمنين ع لواحد منكما البينة فقالا لا فقال لجويرية أعطه الفرس فقال يا أمير المؤمنين بلا بينة فقال له و الله لأنا أعلم بك منك بنفسك أتنسي صنيعك في الجاهلية الجهلاء

-روایت-1-2-روایت-60-ادامه دارد

[ صفحه 727]

فأخبره بذلك فأقر به

-روایت-از قبل-26

ومنها ماروي عن سليمان بن جعفرالجعفري قال

كنت عندالرضا ع بالحمراء في مشرفة علي البر والمائدة بين أيدينا إذ رفع رأسه فرأي رجلا مسرعا فرفع يده عن الطعام فما لبث أن جاء فصعد إليه فقال البشري مات الزبيري .فأطرق إلي الأرض وتغير لونه فقال إني أحسبه قدارتكب في ليلته هذه ذنبا ليس بأكبر ذنوبه قال الله تعالي مِمّا خَطِيئاتِهِم أُغرِقُوا فَأُدخِلُوا ناراً. ثم مد يده فأكل فلم يلبث أن جاء مولي له فقال مات الزبيري قال فما سبب موته قال شرب الخمر البارحة فغرق فيهافمات

-قرآن-327-372

[ صفحه 728]

ومنها ما قال أبوكهمس كنت بالمدينة نازلا في دار كان فيهاوصيفة كانت تعجبني فانصرفت ليلة ممسيا فاستفتحت الباب ففتحت لي فمددت يدي فقبضت علي يدها فلما كان من الغد دخلت علي أبي عبد الله ع فقال تب إلي الله مما صنعت البارحة. ومنها ماروي عن مهزم الأسدي قال كنا نزولا بالمدينة وكانت جارية لصاحب الدار تعجبني وإني أتيت الباب فاستفتحت ففتحت الجارية فغمزت ثديها فلما كان من الغد دخلت علي أبي عبد الله ع قال أين أقصي أثرك قلت مابرحت المسجد فقال أ ماتعلم أن أمرنا هذا لاينال إلابالورع .

[ صفحه 729]

ومنها ماروي ابراهيم بن مهزم عن أبيه

أنه قال خرجت من عند أبي عبد الله ع ممسيا فأتيت منزلي بالمدينة وكانت أمي معي فوقع بيني وبينها كلام فأغلظت لها. فلما كان من الغد صليت الغداة وأتيت أبا عبد الله ع فدخلت عليه فقال لي مبتدئا يامهزم ما لك ولخالدة أغلظت لها البارحة أفما علمت أن بطنها لك منزل قدسكنته و أن حجرها مهد قدعمرته و أن ثديها سقاء قدشربته . قلت بلي قال فلاتغلظ لها. ومنها ماروي عن مرازم قال دخلت المدينة فرأيت جارية في الدار التي نزلتها فأعجبتني فأردت أن أتمتع بهافأبت أن تزوجني نفسها فجئت بعدالعتمة فدققت الباب وكانت هي التي فتحت الباب لي فوضعت يدي علي صدرها فبادرتني حتي دخلت فلما أصبحت

دخلت علي أبي الحسن ع فقال يامرازم ليس من شيعتنا من خلا فلم يرع قلبه

-روایت-1-2-روایت-3-82

. ومنها ماروي عن أبي بصير قال حدثني علي بن دراج عندالموت

[ صفحه 730]

أنه دخل علي أبي جعفر ع و قال إن المختار استعملني علي بعض أعماله وأصبت مالا فذهب بعضه وأكلت وأعطيت بعضا فأنا أحب أن تجعلني في حل من ذلك قال أنت منه في حل .فقلت إن فلانا حدثني أنه سأل الحسن بن علي ع

أن يقطعنا أرضا في الرجعة. فقال له الحسن ع أناأصنع بك ما هوخير لك من ذلك أضمن لك الجنة علي و علي آبائي فهل كان هذا قال نعم فقلت لأبي جعفر ع عند ذلك اضمن لي الجنة عليك و علي آبائك ع كماضمن الحسن ع لفلان قال نعم قال أبوبصير حدثني هوبهذا ثم مات و ماحدثت بهذا أحدا ثم خرجت ودخلت المدينة فدخلت علي أبي جعفر ع فلما نظر إلي قال مات علي قلت نعم ورحمه الله . قال حدثك بكذا وكذا فلم يدع شيئا مما حدثني به عليا إلاحدثني به فقلت و الله ما كان عندي حين حدثني هوبهذا أحد و لاخرج مني إلي أحد فمن أين علمت هذافغمز فخذي بيده فقال هيه هيه اسكت الآن .

ومنها ماروي عن هشام بن سالم قال دخلت علي عبد الله بن الصادق ع فجري ذكر الزكاة فقال من كان عنده أربعون درهما ففيها درهم

-روایت-1-2-روایت-39-ادامه دارد

[ صفحه 731]

فتعجبت واستصغرته فقمت مستغيثا برسول الله ص فأتيت القبر فقلت إلي من فإني لكذلك إذ أتي غلام صغير فجذب ثوبي فقال أجب قلت من قال سيدي موسي بن جعفر ع فدخلت عليه

فلما صرت إلي صحن الدار إذا هو في بيت و عليه كلة فصاح ياهشام قلت لبيك قال إلي إلي لا إلي الحرورية و لا إلي القدرية ولكن إلينا فدخلت عليه فسألته فأجابني عن كل ماأردت

-روایت-از قبل-360

. ومنها ماروي عن الحسين بن موسي الخياط قال خرجت أنا وجميل بن دراج وعائذ بن الأحمسي حاجين و كان عائذ يقول لنا إن لي حاجة إلي أبي عبد الله ع أريد أن أسأله عنها فدخلنا عليه فلما جلسنا قال مبتدئا من أتي الله بما افترض عليه لم يسأله عما سوي ذلك فغمزنا عائذ

[ صفحه 732]

فلما قمنا قلنا ماكانت حاجتك قال ألذي سمعتم منه أنا رجل لاأطيق القيام بالليل فخفت أن أكون مأثوما مأخوذا به فأهلك . ومنها ماروي عن محمد بن عبيد الله الأشعري قال كنت عندالرضا ع فعطشت فكرهت أن أستسقي فدعا بماء فذاقه ثم قال يا محمداشرب فإنه بارد فشربت . ومنها ماروي عن عمر بن يزيد قال كنت ليلة عندالصادق ع و لم يكن عنده أحد غيري فمد رجله في حجري فقال اغمزها فغمزت رجله ونظرت إلي اضطراب في عضلة ساقه وأردت أن أسأله إلي من الأمر بعده فابتدأني فقال لاتسألني عن شيءفإني لست أجيبك .

[ صفحه 733]

ومنها ماروي عن

محمد بن مسلم عنه قال دخلت علي أبي عبد الله ع و هومضطجع ووجهه إلي الحائط و هوموعوك فغمزت رجله و قلت في نفسي أسأله الساعة عن عبد الله و موسي أيهما الإمام فحول وجهه إلي و قال إذا و الله لاأجيبك . قلت و ماندري مايصيبه في مرضه فأنا أفكر إذ قال إن الأمر ليس كماتظن ليس علي من وجعي هذابأس

ومنها ماروي عن زياد بن أبي الحلال قال إن الناس اختلفوا في جابر بن يزيد وأحاديثه وأعاجيبه فدخلت علي أبي عبد الله ع و أناأريد أن أسأله عنه فابتدأني من غير أن أسأله فقال رحم الله جابر بن يزيد الجعفي فإنه كان يصدق علينا ولعن الله المغيرة بن سعيد فإنه يكذب علينا

-روایت-1-2-روایت-45-285

[ صفحه 734]

ومنها ماروي عن زرارة قال أبو جعفر ع حدث عن بني إسرائيل و لاحرج قلت إن في حديث الشيعة ما هوأعجب من أحاديثهم قال و أي شيء هوفكأنه اختلس قلبي فكنت أفكر ساعة لاأدرك ماأريد فقال لعلك تريد التقية قلت نعم قال صدق بهافإنها حق

-روایت-1-2-روایت-42-244

ومنها ماروي عن جعفر بن هارون الزيات قال كنت أطوف بالبيت فرأيت أبا عبد الله ع فقلت في

نفسي هذا هو ألذي يتبع هذا هوالإمام و ألذي هوكذا وكذا فما علمت به إلا علي منكبي وأقبل علي فقال أبشرا منا واحدا نتبعه إنا إذالفي ضلال وسعر

-روایت-1-2-روایت-48-249

[ صفحه 735]

ومنها ماروي عن إسماعيل بن عبدالعزيز قال قال لي أبو عبد الله ع ضع لي ماء في المتوضأ فقمت فوضعت له فقلت في نفسي أناأقول فيه كذا وكذا و هويدخل المتوضأ فلما خرج قال ياإسماعيل لاترفعوا البناء فوق طاقته فيهدم اجعلونا عبيدا مخلوقين وقولوا فينا ماشئتم إلاالنبوة

-روایت-1-2-روایت-47-280

ومنها ما قال خالد بن نجيح دخلت علي أبي عبد الله ع وعنده خلق فقنعت رأسي وجلست في ناحية و قلت في نفسي ويحهم ماأغفلهم عند من يتكلمون فناداني أنا و الله عبدمخلوق لي رب أعبده إن لم أعبده عذبني بالنار فقلت لاأقول فيك إلاقولك في نفسك

-روایت-1-2-روایت-30-259

ومنها ماروي عن عبد الله بن النجاشي قال أصاب جبة لي فروا

[ صفحه 736]

ماء ميزاب فغمستها في الماء في وقت بارد فلما دخلت علي أبي عبد الله ع ابتدأني فقال إن الفراء إذاغسلته بالماء فسد

ومنها ما قال هشام بن أحمر دخلت علي أبي عبد الله ع و أناأريد أن أسأله عن المفضل بن عمر فابتدأني و قال نعم و الله

الرجل المفضل بن عمر إنما هووالد بعدالوالد

-روایت-1-2-روایت-30-169

ومنها ما قال عمر بن يزيد كنت عندالرضا ع فذكر محمدا فقلت في نفسي هويأمرنا بالبر والصلة و يقول هذا في عمه فنظر إلي فقال هذا من البر والصلة إنه متي مايأتني ويدخل علي يصدق الناس في قوله و إذا لم يدخل علي و لم أدخل عليه لم يقبل قوله في إذا قال و في رواية إن لم أقل هذاصدقوا قوله في

-روایت-1-2-روایت-28-307

[ صفحه 737]

ومنها ما قال أبوهاشم الجعفري كنت مع أبي محمدالعسكري ع إذ أتي رجل فقال أبو محمد ع هذاالواقف ليس من إخوانك قلت كيف عرفته قال إن المؤمن نعرفه بسيماه ونعرف المنافق بميسمه

-روایت-1-2-روایت-35-193

ومنها ما قال زرارة كنت أنا و عبدالواحد بن المختار وسعيد بن لقمان وعمر بن شجرة الكندي عند أبي عبد الله ع فقام عمر فخرج فأثنوا عليه خيرا وذكروا ورعه وبذل ماله علي الناس فقال ع ماأري لكم علما بالناس إني لأكتفي من الرجل بلحظة إن هذا من أخبث الناس قال فكان عمر بن شجرة بعد ذلك من أحرص الناس علي ارتكاب محارم الله

ومنها ما قال جماعةكنا عند أبي عبد الله ع منهم يونس بن ظبيان والمفضل بن عمر و أبوسلمة

السراج و الحسين بن أبي فاختة فقال لنا فيما جري عندنا خزائن الأرض ومفاتيحها و لوأشاء أن أقول بإحدي رجلي أخرجي مافيك من الذهب والفضة لكان ثم خط بإحدي رجليه في الأرض خطا فانفجرت الأرض عن كنز فيه سبائك فقال بيده هكذا فأخرج سبيكة ذهب قدر شبر فتناولها ثم قال انظروا فيهاحسنا حتي لاتشكوا فنظرنا فإذاهي ذهب يتلألأ ثم قال انظروا في الأرض فنظرنا فإذاسبائك كثيرة بعضها علي بعض تتلألأ فقال بعضنا جعلت فداك أعطيتم مانري وشيعتكم محتاجون فقال إن الله سيجمع لنا ولشيعتنا الدنيا والآخرة وندخلهم جنات النعيم

-روایت-1-2-روایت-22-ادامه دارد

[ صفحه 738]

وندخل عدونا نار الجحيم

-روایت-از قبل-28

ومنها ماروي سعد بن عبد الله عن محمد بن الحسن بن شمون عن داود بن القاسم الجعفري قال سأل أبا محمد ع عن قوله تعالي إِن يَسرِق فَقَد سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِن قَبلُ رجل من أهل قم و أناعنده حاضر فقال أبو محمدالعسكري ع ماسرق يوسف إنما كان ليعقوب ع منطقة ورثها من ابراهيم ع وكانت تلك المنطقة لايسرقها أحد إلااستعبد وكانت إذاسرقها إنسان نزل جبرئيل ع وأخبره بذلك فأخذت منه وأخذ عبدا

-روایت-1-2-روایت-96-ادامه دارد

[ صفحه 739]

و إن المنطقة كانت عندسارة بنت إسحاق بن

ابراهيم وكانت سمية أم إسحاق و إن سارة هذه أحبت يوسف وأرادت أن تتخذه ولدا لنفسها وإنها أخذت المنطقة فربطتها علي وسطه ثم سدلت عليه سرباله ثم قالت ليعقوب إن المنطقة قدسرقت فأتاه جبرئيل ع فقال يايعقوب إن المنطقة مع يوسف و لم يخبره بخبر ماصنعت سارة لماأراد الله فقام يعقوب إلي يوسف ففتشه و هويومئذ غلام يافع واستخرج المنطقة فقالت سارة ابنة إسحاق مني سرقها يوسف فأنا أحق به فقال لها يعقوب فإنه عبدك علي أن لاتبيعيه و لاتهبيه قالت فأنا أقبله علي ألا تأخذه مني وأعتقه الساعة فأعطاها إياه فأعتقته فلذلك قال إخوة يوسف إِن يَسرِق فَقَد سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِن قَبلُ قال أبوهاشم فجعلت أجيل هذا في نفسي وأفكر فيه وأتعجب من هذاالأمر مع قرب يعقوب من يوسف وحزن يعقوب عليه حتي ابيضت عيناه من الحزن والمسافة قريبة فأقبل علي أبو محمد ع فقال يا أباهاشم تعوذ بالله مما جري في نفسك من ذلك فإن الله تعالي لوشاء أن يرفع الستائر بين يعقوب ويوسف حتي كانا يتراءيان فعل ولكن له أجل هوبالغه ومعلوم ينتهي إليه

كل ما كان من ذلك فالخيار من الله لأوليائه

-روایت-از قبل-1062

ومنها ماروي سعد بن عبد الله عن محمد بن الحسن بن شمون قال كتبت إليه ع أشكو الفقر ثم قلت في نفسي أ ليس قال أبو عبد الله ع الفقر معنا خير من الغني مع غيرنا والقتل معنا خير من الحياة مع غيرنا

-روایت-1-2-روایت-68-ادامه دارد

[ صفحه 740]

فرجع الجواب إن الله يمحص أولياءنا إذاتكاثفت ذنوبهم بالفقر و قديعفو عن كثير و هومما حدثتك نفسك الفقر معنا خير من الغني مع غيرنا ونحن كهف لمن التجأ إلينا ونور لمن استضاء بنا وعصمة لمن اعتصم بنا من أحبنا كان معنا في السنام الأعلي و من انحرف عنا فإلي النار و قال أبو عبد الله ع تشهدون علي عدوكم بالنار و لاتشهدون لوليكم بالجنة مايمنعكم من ذلك إلاالضعف

-روایت-از قبل-380

ومنها ماروي أن رجلا من موالي أبي محمدالعسكري ع دخل يوما عليه و كان حكاك الفصوص فقال يا ابن رسول الله إن الخليفة دفع إلي فيروزجا كأكبر ما يكون وأحسن ما يكون و قال انقش عليه كذا وكذا. فلما وضعت عليه الحديد صار نصفين و فيه هلاكي فادع الله لي . فقال لاخوف عليك إن شاء الله .فخرجت إلي بيتي فلما

كان الغد دعاني الخليفة و قال لي إن لي حظيتين اختصمتا في ذلك الفص و لم ترضيا إلابأن يجعل نصفين بينهما فاجعله اثنين فانصرفت وأخذت ذلك و قدصار قطعتين فأخذتهما ورجعت بهما إلي دار الخلافة فرضيتا بذلك وأحسن الخليفة إلي بسبب ذلك فحمدت الله تعالي . ومنها أن الصحابة اجتمعوا يوما وقالوا ليس من حروف المعجم حرف أكثر دورانا من الألف فنهض علي ع وخطب علي البديهة خطبة طويلة تشتمل علي

[ صفحه 741]

الثناء علي الله تعالي والصلاة علي النبي ص و فيهاالوعد والوعيد والمواعظ والزواجر وذكر الجنة والنار والنصيحة للخلق و غير ذلك و ليس فيهاألف واحدة وهي معروفة. ومنها أن أباطالب قال لفاطمة بنت أسد و كان علي صبيا رأيته يكسر الأصنام فخفت أن تعلم كفار قريش ذلك فقالت ياعجبا أخبرك بأعجب من هذا و هوأني اجتزت بموضع كانت أصنامهم فيه منصوبة و علي في بطني فوضع رجليه في جوفي شديدا لايتركني أقرب منها و أن أمر في غير ذلك الموضع و إن كنت لم أعبدها قط وإنما كنت أطوف بالبيت لعبادة الله لاالأصنام

ومنها ماروي عن سعد الخفاف عن أبي جعفر ع قال بينا أمير المؤمنين ع في المسجد وحوله

أصحابه فأتاه رجل من شيعته فقال يا أمير المؤمنين قدعلم الله أني أدين بحبك فقال صدقت فقام رجل من الخوارج بعدمواطاة أصحابه علي أن يمتحنوا ما عند علي ع ليرد عليه كمارد علي الأول ألذي من شيعته فقال إني أحبك في السر والعلانية

-روایت-1-2-روایت-53-ادامه دارد

[ صفحه 742]

فنظر إليه و قال كذبت لا و الله ماتحبني و لاأحببتني قط فبكي الرجل فقال تستقبلني بهذا و قدعلم الله خلافه ابسط يدك أبايعك فقال له ع علي ماذا قال علي ماعمل عليه أبوبكر وعمر ومد يده نحوه فقال ع اقبض يدك و الله لكأني بك قدقتلت علي ضلالك ووطئ وجهك دواب أهل العراق فلايعرفك قومك فكان الرجل ممن خرج بالنهروان فقتل

-روایت-از قبل-348

ومنها ماروي عن معتب مولي أبي عبد الله قال إن موسي بن جعفر لم يكن يري له ولد فأتاه يوما أخواه إسحاق الزاهد و محمدالديباج ابنا جعفر ع وسمعاه يتكلم بلسان ليس بعربي فجاءه غلام صقلبي فكلمه بلسانه فمضي الغلام وجاءه بعلي ابنه فقال موسي لإخوته هذا علي ابني فضماه إلي صدورهما واحد بعدواحد وقبلاه وكلم الغلام بلسانه فحمله

ورده . ثم تكلم مع غلام أسود بالحبشية فجاء بغلام آخر ثم رده ثم تكلم مع غلام آخر بلسان آخر غيره فجاء بغلام حتي أحضر خمسة أولاد مع خمسة غلمان مختلفين . ومنها ما قال محمد بن راشد عن جده قال قصدت إلي جعفر بن محمد ع أسأله عن مسألة فقالوا مات السيد الحميري الشاعر و هو في جنازته

[ صفحه 743]

فمضيت إلي المقابر فاستفتيته فأفتاني فلما أن قمت أخذ بثوبي فجذبه إليه ثم قال إنكم معاشر الأحداث تركتم العلم .فقلت أنت إمام هذاالزمان قال نعم . قلت فدليل أوعلامة قال سلني عما شئت أخبرك به إن شاء الله . قلت إني أصبت بأخ لي ودفنته في هذه المقابر فأحيه لي بإذن الله . قال ما أنت بأهل لذلك ولكن أخاك كان مؤمنا واسمه عندنا أحمد. ودنا من القبر ودعا قال فانشق عنه قبره وخرج إلي و الله و هو يقول ياأخي اتبعه و لاتفارقه ثم عاد إلي قبره واستحلفني علي أن لاأخبر به أحدا

ومنها ما قال أبوبصير قلت لأبي عبد الله ع من لنا أن يحدثنا كما كان علي ع يحدث أصحابه بتلك المعضلات فقال ع أما إن فيكم لمثله ولكن أولئك

كانت علي أفواههم أوكية هات حديثا واحدا حدثتك به فكتمته

-روایت-1-2-روایت-25-214

ومنها ماروي عن علي بن حسان عن عبدالرحمن بن كثير عن أبي عبد الله ع قال خرج علي ع يريد صفين فلما عبر الفرات وقرب من الجبل وحضر وقت صلاة العصر أمعن بعيدا ثم توضأ وأذن فلما فرغ من الأذان انفلق الجبل

-روایت-1-2-روایت-84-ادامه دارد

[ صفحه 744]

عن هامة بيضاء ولحية بيضاء ووجه أبيض فقال السلام عليك يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته مرحبا بوصي خاتم النبيين وقائد الغر المحجلين وسيد الوصيين فقال علي ع وعليك السلام ياأخي شمعون بن حنون الصفا وصي روح القدس عيسي ابن مريم كيف حالك قال بخير يرحمك الله أنامنتظر نزول روح القدس فاصبر ياأخي علي ما أنت عليه من الأذي حتي تلقي الحبيب غدا فلم أعلم أحدا أحسن بلاء في الله منكم و لاأعظم ثوابا و لاأرفع مكانا و قدرأيت مالقي أصحابك بالأمس من بني إسرائيل وأنهم نشروا بالمناشير وصلبوا علي الخشب فلو تعلم تلك الوجوه المارقة المفارقة لك ماأعد الله لها من عذاب النار والسخط والنكال لأقصرت و لوتعلم هذه الوجوه الملتئمة بك مالها من الثواب في

طاعتك لتمنت أن تقرض بالمقاريض وعليك السلام يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته قال والتأم عليه الجبل وخرج أمير المؤمنين ع إلي القتال فسأله عمار بن ياسر ومالك الأشتر وهاشم بن عتبة بن أبي وقاص و أبوأيوب الأنصاري وقيس بن سعد الأنصاري وعمرو بن الحمق الخزاعي وعبادة بن الصامت عن الرجل فأخبرهم أنه شمعون بن حنون الصفا وصي عيسي وكانوا سمعوا كلامهما فازدادوا بصيرة في المجاهدة معه و قال له عبادة بن الصامت و أبوأيوب الأنصاري بأمهاتنا وآبائنا نفديك يا أمير المؤمنين فو الله لننصرنك كمانصرنا أخاك رسول الله ص و الله ماتأخر عنك

-روایت-از قبل-1-روایت-2-ادامه دارد

[ صفحه 745]

من المهاجرين والأنصار إلاشقي فدعا لهما بخير

-روایت-از قبل-49

ومنها ماروي عن سويد بن غفلة قال كنت عند علي ع فأتاه رجل فقال له جئتك من وادي القري و قدمات خالد بن عرفطة فقال علي ع لم يمت فأعاد عليه الرجل القول فقال لم يمت فقال الثالثة مات فقال له لم يمت وأعرض بوجهه عنه فقال الرجل أخبرك بموته صحيحا فقال ع و ألذي نفسي بيده إنه لم يمت و لايموت حتي يقود جيش ضلالة يحمل رايته حبيب بن جماز.فقام إليه حبيب

فقال أنشدك الله في يا أمير المؤمنين فإني من الشيعة فقال علي ع و من أنت فقال أناحبيب بن جماز فقال ع إن كنت ابن جماز لتحملنها فقال أبوحمزة الثمالي مامات خالد بن عرفطة حتي بعث عمر بن سعد بن أبي

[ صفحه 746]

وقاص ومعه خالد بن عرفطة فجعل خالد علي مقدمته وحبيب بن جماز صاحب رايته . ومنها ماروي عن الأصبغ بن نباتة أنه قال أمرنا أمير المؤمنين ع بالمسير إلي المدائن من الكوفة فسرنا يوم الأحد وتخلف عنا عمرو بن حريث في سبعة نفر فخرجوا إلي مكان بالحيرة يدعي الخورنق وقالوا إذا كان يوم الأربعاء خرجنا ولحقنا العسكر فخرج عليهم فيما هم فيه من حديثهم ضب فاصطادوه فأخذه عمرو بن حريث فنصب كفه و قال لأصحابه بايعوه هذا أمير المؤمنين فبايعوه مستهزءين ثم خرجوا وقدموا المدائن يوم الجمعة و أمير المؤمنين ع علي المنبر يخطب فنزلوا بأجمعهم علي باب المسجد ثم دخلوا مستخفين فرآهم علي ع

فقال ياأيها الناس إن رسول الله أسر فيما أسر إلي من العلم حديثا فيه ألف باب و كل باب يفتح منه ألف باب وإني سمعت الله يقول يَومَ نَدعُوا

-روایت-1-2-روایت-3-ادامه دارد

[ صفحه 747]

كُلّ أُناسٍ بِإِمامِهِم وإني أقسم بالله

قسما حقا ليبعثن يوم القيامة ثمانية نفر من عسكري هذايدعون أنهم أصحابي لحقوا بنا آنفا إمامهم ضب اصطادوا في طريقهم وبايعوه و لوشئت أن أسميهم لفعلت . قال فرأينا عمرو بن حريث ينتفض مثل السعفة جبنا ونفاقا

-روایت-از قبل-257

ومنها ماروي عن جابر بن عبد الله عن أبي جعفر ع قال بينا علي ع في مسجد الكوفة إذ جاءت امرأة تستعدي إليه علي زوجها فقضي لزوجها عليها فقالت و الله ماحكمت بالعدل فقال كذبت ياجرية يابذية ياسلفع وهي التي لاتحبل من حيث تحبل النساء و لاتحيض من حيث تحيض النساء فولت المرأة تولول وتقول ياويلها وأعولها لقد هتكت مني ما كان مستورا فقال لها عمرو بن حريث استقبلتي عليا بكلام سررتيني فيه ثم إنه أصابك بكلمة فوليت هاربة عنه

-روایت-1-2-روایت-60-ادامه دارد

[ صفحه 748]

فقالت أخبرني بما لم يعلمه زوجي و لاأبواي وكنت أكتمهم إياه فرجع عمرو إلي علي ع فأخبره بما قالت ثم قال ماعلمناك و لاعرفناك بالكهانة فقال علي ع ويلك ياعمرو إنه ليس بكهانة ولكن الله كتب بين أعينهم مؤمن أوكافر و ماهم به مبتلون و ماهم عليه من شر أعمالهم وحسناتهم أنزل بذلك قرآنا عربيا علي نبيه فقال إِنّ فِي ذلِكَ

لَآياتٍ لِلمُتَوَسّمِينَفكان رسول الله ص المتوسم و أنا من بعده والأئمة من ذريتي المتوسمون من بعدي و إن هذه المرأة كماحكمت عليها بالحق

-روایت-از قبل-489

ومنها ماروي عن الصادق ع أنه قال جاءت امرأة متنقبة إلي

-روایت-1-2-روایت-40-ادامه دارد

[ صفحه 749]

علي ع و هويخطب و قد كان قتل أخاها وأباها بالنهروان فقالت ياقاتل الأحبة ومؤتم الصبية فقال لها ياسلفع ياجرية يامذكرة ياسلقلق وهي التي تحيض من دبرها ياصاحبة الشي ء المدلي فمضت صارخة وتبعها عمرو بن حريث و كان مروانيا وقالت لقد اطلع علي ما لم يعرفه أحد من خلق الله إلاأمي فنظرت نساؤه إليها فإذا شيءمدلي علي ركبها فرأوا عظيما و في رواية

-روایت-از قبل-360

أن امرأة جاءته فقالت أعطيت العطاء جميع الأحياء وتركت هذاالحي من مراد فقال اسكتي ياسلقع ياسلقلقية يامهيع ياقردع وترفق بهاعمرو حتي أقرت له وقالت أما قوله ياسلقع فإني صاحبة نساء و أما قوله ياقردع فإني أخرب بيت زوجي فما أبقي له شيئا و أما قوله يامهيع فإني عقيم و أما قوله ياسلقليقة فإني لاتحرم علي الصلاة من حيث تحرم علي النساء قال ماعلمه بهذا أتراه ساحرا قالت ماأدري إلا أنه قال ماأعرفه من نفسي

[ صفحه 750]

ومنها ماروي عن جابر عن أبي جعفر ع قال لماقدموا ببنت

يزدجرد بنت شهريار آخر ملوك الفرس وخاتمهم علي عمر وأدخلت المدينة استشرفت لها عذاري المدينة وأشرق المجلس بضوء وجهها ورأت عمر فقالت أفيروزان فغضب عمر فقال شتمتني هذه العلجة وهم بها فقال له علي ع ليس لك إنكار ما لاتعلمه فأمر أن ينادي عليها فقال أمير المؤمنين ع لايجوز بيع بنات الملوك و إن كانوا كافرين ولكن أعرض عليها أن تختار رجلا من المسلمين حتي تزوج منه ويحسب صداقها عليه من عطائه من بيت المال يقوم مقام الثمن فقال عمر أفعل وعرض عليها أن تختار فجاءت فوضعت يدها علي منكب الحسين ع فقال ع لها چه نامي داري اي كنيزك أي أيش اسمك ياصبية قالت جهانشاه بارخذاه فقال ع شهربانويه قالت خواهرم شهربانويه أي تلك أختي قال ع راست گفتي أي صدقت

-روایت-1-2-روایت-46-ادامه دارد

[ صفحه 751]

ثم التفت إلي الحسين ع فقال له احتفظ بها وأحسن إليها فستلد لك خير أهل الأرض في زمانه بعدك وهي أم الأوصياء الذرية الطيبة فولدت علي بن الحسين زين العابدين ع ويروي أنها ماتت في نفاسها به وإنما اختارت الحسين

ع لأنها رأت فاطمة بنت محمد ع في النوم وأسلمت قبل أن يأخذها عسكر المسلمين ولها قصة عجيبة وهي أنها قالت رأيت في النوم قبل ورود عسكر المسلمين علينا كأن محمدا رسول الله ص دخل دارنا وقعد ومعه الحسين ع وخطبني له وزوجني أبي منه فلما أصبحت كان ذلك يؤثر في قلبي و ما كان لي خاطب غير هذا فلما كان في الليلة الثانية رأيت فاطمة بنت محمدص و قدأتتني وعرضت علي الإسلام وأسلمت ثم قالت إن الغلبة تكون للمسلمين وإنك تصلين عن قريب إلي ابني الحسين ع سالمة لايصيبك بسوء أحد قالت و كان من الحال أن أخرجت إلي المدينة

-روایت-از قبل-776

[ صفحه 752]

ومنها ماروي عن إسماعيل بن مهران قال كنت عند أبي عبد الله ع أودعه وكنت حاجا في تلك السنة فخرجت ثم ذكرت شيئا أردت أن أسأله عنه فرجعت إليه ومجلسه غاص بالناس و كان ماأسأله عنه بيض طيور الماء فقال لي من غيرسؤالي الأصلح أن لاتأكل . ومنها ما قال البزنطي حدثني رجل من أهل جسر بابل قال كان في القرية رجل جزير يؤذيني و يقول لي يارافضي ويسمعني ويشنع علي و كان يلقب

بقرد القرية بالنبطية. قال حججت في بعض السنين فلقيت أبا عبد الله ع وسلمت عليه وسألني عن حالي ثم قال لي بالنبطية ابتداء منه قرية مانامت قلت متي قال الساعة فخرجت وأثبت اليوم والساعة فلما قدمت الكوفة تلقاني أخي فسألته عمن مات من قريتنا فكان ما قال لي قرية مانامت و هوقرد القرية فقلت متي فقال يوم كذا وساعة كذا ألذي أخبرني به مولاي أبو عبد الله ع

[ صفحه 753]

ومنها ماروي أحمد بن قابوس عن أبيه عن أبي عبد الله ع قال دخل عليه قوم من أهل خراسان فقال ابتداء قبل أن يسأل من جمع مالا يحرسه عذبه الله علي مقداره فقالوا له بالفارسية لانفهم بالعربية فقال لهم هر كه درم اندوزد جزايش دوزخ باشد و قال إن لله مدينتين إحداهما بالمشرق والأخري بالمغرب علي كل مدينة سور من حديد فيهاألف ألف باب من ذهب كل باب بمصراعين و في كل مدينة سبعون ألف لسان مختلفات اللغات و أناأعرف جميع تلك اللغات و مافيهما و مابينهما حجة غيري و غيرآبائي و غيرأبنائي بعدي

-روایت-1-2-روایت-68-525

ومنها ماروي عن عمران بن علي الحلبي قال سمعت أبا عبد الله ع

يقول لماأتي بعلي بن الحسين ع و من معه إلي يزيد بن معاوية عليهما لعائن الله جعلوهم في بيت خراب واهي الحيطان فقال بعضهم إنما جعلنا في هذاالبيت ليقع علينا فقال الموكلون بهم من الحرس بالقبطية انظروا إلي هؤلاء يخافون أن

-روایت-1-2-روایت-75-ادامه دارد

[ صفحه 754]

يقع عليهم هذاالبيت و هوأصلح لهم من أن يخرجوا غدا فتضرب أعناقهم واحدا بعدواحد صبرا فقال علي بن الحسين بالقبطية لايكونان جميعا بإذن الله فقال و كان كذلك

-روایت-از قبل-169

منها ماروي عن داود بن فرقد قال ذكر عند أبي عبد الله ع قتل الحسين وأمر علي ابنه ع في حمله إلي الشام فقال إنه لمارد إلي السجن قال بعض أصحابه لبعض ماأحسن بنيان هذاالجدار و عليه كتابة بالرومية فقرأها علي بن الحسين ع فتراطن الروم بينهم وقالوا ما في هؤلاء من هوأولي بدم المقتول ابن نبيهم من هذايعنون علي بن الحسين ع

-روایت-1-2-روایت-35-346

ومنها ماروي جابر الجعفي عن الباقر ع قال خرج علي ع بأصحابه إلي ظهر الكوفة فقال أرأيتم إن قلت لكم لاتذهب الأيام حتي يحفر هاهنا نهر يجري فيه الماء والسفن ماقلتم أكنتم مصدقي فيما قلت قالوا يا أمير المؤمنين و يكون

هذا قال إي و الله لكأني أنظر إلي نهر في هذاالموضع و قدجري فيه الماء

-روایت-1-2-روایت-47-ادامه دارد

[ صفحه 755]

وجرت فيه السفن تكون عذابا علي أهل هذه القرية أولا ورحمة عليهم آخرا قال فلم تذهب الأيام حتي حفر نهر الكوفة فكان عذابا علي أهل الكوفة أولا ورحمة عليهم آخرا فكان فيه الماء وانتفع به و كان كما قال ع

-روایت-از قبل-216

ومنها ماروي عن جندب بن زهير الأزدي قال لمافارقت الخوارج عليا ع خرج إليهم وخرجنا معه فانتهيت إلي عسكرهم فإذالهم دوي كدوي النحل في قراءة القرآن وفيهم أصحاب البرانس وذوو الثفنات فلما رأيت ذلك دخلني شك فتنحيت ونزلت عن فرسي وركزت رمحي ووضعت ترسي ونثرت عليه درعي وقمت أصلي و أناأقول في دعائي أللهم إن كان قتال هؤلاء القوم رضا لك فأرني من ذلك ماأعرف به أنه الحق و إن كان لك سخطا فاصرف عني إذ أقبل علي ع فنزل عن بغلة رسول الله وقام يصلي إذ جاء رجل و قال قطعوا النهر ثم جاء آخر تشتد به دابته و قال قطعوه وذهبوا فقال أمير المؤمنين ع ماقعطوه و لايقطعونه وليقتلن دونه عهد من الله ورسوله و قال ياجندب تري

التل قلت نعم قال فإن رسول الله ص حدثني أنهم يقتلون عنده ثم قال أماإنا نبعث إليهم رسولا يدعوهم إلي كتاب الله وسنة نبيه فيرشقون وجهه بالنبل و هومقتول قال فانتهينا إليهم فإذاهم في معسكرهم لم يبرحوا و لم يرتحلوا فنادي في الناس فضمهم ثم أتي الصف و هو يقول

-روایت-1-2-روایت-46-ادامه دارد

[ صفحه 756]

من يأخذ هذاالمصحف فيمشي إلي هؤلاء القوم فيدعوهم إلي كتاب الله وسنة نبيه و هومقتول و له الجنة فما أجابه أحد إلاشاب من بني عامر بن صعصعة فلما رأي حداثة سنه قال ارجع إلي موقفك ثم عاد القول فما أجابه أحد إلا ذلك الشاب فقال خذه أماإنك مقتول فمشي به حتي إذادنا من القوم حيث يسمعهم ناداهم فرموا وجهه بالنبل فأقبل علينا ووجهه كالقنفذ فقال علي ع دونكم القوم فحملنا عليهم قال جندب ذهب الشك عني وقتلت بكفي ثمانية و لماقتل الحرورية قال ع التمسوا في قتلاهم رجلا مخدجا إحدي ثدييه عضده مثل ثدي المرأة فطلبوه فلم يجدوه فقام فأمر بهم فقلب بعضهم علي بعض فإذاحبشي إحدي عضديه مثل ثدي المرأة عليه شعرات مثل

سبلات السنور وكبر وكبر الناس معه

-روایت-از قبل-1-روایت-2-ادامه دارد

[ صفحه 757]

و قال هذاشيطان لو لا أن تتكلموا لحدثتكم بما أعد الله علي لسان نبيكم لمن قتل هؤلاء

-روایت-از قبل-93

ومنها أن عليا ع لماامتنع من البيعة علي أبي بكر أمر خالد بن الوليد أن يقتل عليا إذا ماسلم من صلاة الفجر بالناس فأتي خالد وجلس إلي جنب علي ع ومعه السيف .فكان أبوبكر يتفكر في صلاته في عاقبة ذلك فخطر بباله أن عليا إن قتله خالد ثارت الفتنة و إن بني هاشم يقتلونني . فلما فرغ من التشهد التفت إلي خالد قبل أن يسلم و قال لاتفعل ماأمرتك به . ثم قال السلام عليكم فقال علي ع لخالد أكنت تريد أن تفعل ذلك قال نعم .فمد يده إلي عنقه وخنقه بإصبعين كادت عيناه تسقطان من رأسه وناشده بالله أن يتركه وشفع إليه الناس في تخليته فخلاه .

[ صفحه 758]

فكان خالد يرصد الفرصة والفجأة لعله يقتل عليا غرة. و قدبعث أبوبكر ذات يوم عسكرا مع خالد إلي موضع . فلما خرجوا من المدينة و كان علي خالد السلاح التام وحواليه شجعان قدأمروا أن يفعلوا كلما يأمرهم خالد و أنه رأي عليا يجي ء من ضيعة له منفردا بلا سلاح فقال

خالد في نفسه الآن وقت ذلك . فلما دنا من علي ع و كان في يد خالد عمود حديد رفعه ليضربه علي رأس علي فوثب ع إليه فانتزعه من يده وجعله في عنقه كالقلادة وفتله .فرجع خالد إلي أبي بكر واحتال القوم في كسره فلم يتهيأ لهم شيءفاستحضروا جماعة من الحدادين فقالوا هذا لايمكن انتزاعه إلابالنار و إن ذلك يؤدي إلي هلاكه . و لماعلم القوم بكيفية الحال قال بعضهم إن عليا هو ألذي يخلصه من ذلك كماجعله في رقبته و قدألان الله له الحديد كماألانه لداود.فشفع أبوبكر إلي علي فأخذ العمود وفك بعضه من بعض بإصبعين . ومنها أن قصابا باع لحما من جارية إنسان و كان حاف عليها فبكت

[ صفحه 759]

وخرجت ورأت عليا فشكته إليه فمشي معها إليه ودعاه إلي الإنصاف في حقها و كان يعظه و يقول له ينبغي أن يكون الضعيف عندك بمنزلة القوي فلاتظلم الجارية. و لم يكن القصاب يعرف عليا فرفع يده فقال اخرج أيها الرجل .فخرج ع و لم يتكلم بشي ء فقيل له هذا علي بن أبي طالب ع فقطع يده وأخذها وخرج بها إلي أمير المؤمنين معتذرا فدعا ع

له فصلحت يده . ومنها ما قال ابن فرقد كنت عند أبي عبد الله ع وجاءه غلام أعجمي برسالة فلم يزل يهذي و لايعبر حتي ظننت أنه يضجره . فقال له تكلم بأي لسان شئت تحسنه سوي العربية فإنك لاتحسنها فإني أفهم .فكلمه بالتركية فرد عليه الجواب بمثل لغته ومضي الغلام متعجبا. ومنها ماروي إسحاق بن عبد الله العلوي العريضي قال اختلف أبي وعمومتي في الأربعة الأيام التي تصام في السنة فركبوا إلي أبي الحسن علي بن محمد ع و هومقيم بصريا قبل مسيره إلي سرمن رأي . فقال لهم جئتم تسألونني عن الأيام التي تصام في السنة.

[ صفحه 760]

فقالوا ماجئناك إلالهذا فقال اليوم السابع عشر من شهر ربيع الأول و هواليوم ألذي ولد فيه رسول الله ص واليوم السابع والعشرون من رجب و هواليوم ألذي بعث فيه رسول الله ص واليوم الخامس والعشرين من ذي القعدة و هواليوم ألذي دحيت فيه الأرض من تحت الكعبة واليوم الثامن عشر من ذي الحجة و هو يوم الغدير. ومنها ماروي عن داود بن القاسم قال دخلت علي أبي الحسن صاحب العسكر ع فقال لي كلم هذاالخادم

بالفارسية فإنه زعم أنه يحسنها فقلت للخادم زانوي تو چيست فلم يجبني الخادم . فقال ع له إنه يسألك و يقول ركبتك ماهي . ومنها ماروي عن أبي سيار مسمع بن عبدالملك كردين عن أبي عبد الله ع

[ صفحه 761]

قال سمعته يذكر رجلا أورجلين بخير من أهل الكوفة فأخبرتهما بما قال وكانا يتواليانه فقال أحدهما سمعت وصدقت وأطعت و أحمد الله . و قال الآخر وأهوي بيده إلي جيبه فشقه و قال و الله لارضيت حتي أسمعه منه وخرج متوجها نحوه وتبعته فلما صرنا بالباب استأذنا فأذن لنا فدخلنا فلما رآه قال يافلان أيريد كل امر ئ منكم أن يؤتي صحفا منشرة. إن ألذي أخبرك مسمع به لحق فقال جعلت فداك إني أحببت أن يزول الشك مني و لاأتصوره بصورة من يقول ما لم يسمعه . قال فالتفت إلي رجل عنده من سواد الكوفة صاحب قبالات فقال لي درفة ثم قال ع إن درفة بالنبطية خذها أجل فخذها فخرجنا من عنده . ومنها ماروي عن علي بن أبي حمزة قال دخلت علي أبي عبد الله ع مع أبي بصير فبينا نحن قعود إذ تكلم أبو عبد الله

ع بحرف فقلت في نفسي

[ صفحه 762]

هذا و الله مما أحمله إلي الشيعة هذاحديث لم أسمع و الله بمثله قط. قال فنظر في وجهي ثم قال لي إني أتكلم بالحرف الواحد لي فيه سبعون وجها إن شئت أحدث كذا و إن شئت أحدث كذا

ومنها ماروي عن أبي أراكة قال كنا مع علي ع بمسكن فتحدثنا أن عليا ع ورث من رسول الله ص السيف و قال بعضنا البغلة والصحيفة في حمائل السيف إذ خرج علينا ونحن في حديثنا فقال ابتداء وايم الله لونشطت لحديثكم حتي يحول الحول لاأعيد حرفا بما ورثت وحويت من رسول الله وايم الله إن عندي صحفا كثيرة و إن فيهالصحيفة يقال لها القبيط ما علي العرب أشد منها و إن فيهالتميز القبائل المبهرجة من العرب مالهم في دين الله من نصيب

-روایت-1-2-روایت-35-446

ومنها ماروي عن منصور الصيقل قال حججت فمررت بالمدينة فأتيت قبر رسول الله ص فسلمت عليه ثم التفت فإذا أنابأبي عبد الله ع ساجدا فجلست حتي مللت ثم قلت لأسبحن مادام ساجدا فقلت

-روایت-1-2-روایت-38-ادامه دارد

[ صفحه 763]

سبحان ربي وبحمده أستغفر ربي وأتوب إليه ثلاثمائة مرة ونيفا وستين مرة فرفع رأسه ثم نهض فاتبعته و أناأقول في نفسي

إن أذن لي فدخلت عليه ثم قلت له جعلت فداك أنتم تصنعون هكذا فكيف ينبغي لنا أن نصنع فلما وقفت علي الباب خرج إلي مصادف فقال لي ادخل يامنصور فدخلت فقال لي مبتدئا يامنصور إنكم إن أكثرتم أوأقللتم فو الله لايقبل إلامنكم

-روایت-از قبل-365

ومنها ماروي عن الرضا عن أبيه ع قال جاء رجل إلي جعفر بن محمد ع فقال انج بنفسك فهذا فلان بن فلان قدوشي بك إلي المنصور وذكر أنك تأخذ البيعة لنفسك علي الناس لتخرج عليهم فتبسم و قال يا أبا عبد الله لاترع فإن الله إذاأراد إظهار فضيلة كتمت أوجحدت أثار عليها حاسدا باغيا يحركها حتي يبينها اقعد معي حتي يأتي الطلب فتمضي معي إلي هناك حتي تشاهد مايجري من قدرة الله التي لامعدل لها عن مؤمن فجاء الرسول و قال أجب أمير المؤمنين فخرج الصادق ع ودخل و قدامتلأ المنصور غيظا وغضبا فقال له أنت ألذي تأخذ البيعة لنفسك علي المسلمين تريد أن تفرق جماعتهم وتسعي في هلكتهم وتفسد ذات بينهم

-روایت-1-2-روایت-43-ادامه دارد

[ صفحه 764]

فقال الصادق ع مافعلت شيئا من هذا قال المنصور فهذا فلان يذكر أنك فعلت كذا و أنه أحد من دعوته إليك

فقال إنه لكاذب قال المنصور إني أحلفه فإن حلف كفيت نفسي مئونتك فقال الصادق ع إنه إذاحلف كاذبا باء بإثم فقال المنصور لحاجبه حلف هذا الرجل علي ماحكاه عن هذايعني الصادق ع فقال له الحاجب قل و الله ألذي لاإله إلا هو وجعل يغلظ عليه اليمين فقال الصادق ع لاتحلفه هكذا فإني سمعت أبي يذكر عن جدي رسول الله ص أنه قال إن من الناس من يحلف كاذبا فيعظم الله في يمينه ويصفه بصفاته الحسني فيأتي تعظيمه لله علي إثم كذبه ويمينه فيؤخر عنه البلاء ولكن دعني أحلفه باليمين التي حدثني بها أبي عن جدي عن رسول الله ص أنه لايحلف بهاحالف إلاباء بإثمه فقال المنصور فحلفه إذا يا جعفر فقال الصادق ع للرجل قل إن كنت كاذبا عليك فقد برئت من حول الله وقوته ولجأت إلي حولي وقوتي فقالها الرجل فقال الصادق ع أللهم إن كان كاذبا فأمته فما استتم كلامه حتي سقط الرجل ميتا واحتمل ومضي به وسري عن المنصور وسأله عن حوائجه فقال ع ليس لي حاجة إلا إلي الله والإسراع إلي

أهلي فإن قلوبهم

-روایت-از قبل-1-روایت-2-ادامه دارد

[ صفحه 765]

بي متعلقة فقال المنصور ذلك إليك فافعل منه مابدا لك فخرج من عنده مكرما قدتحير فيه المنصور و من يليه فقال قوم ماذا رجل فاجأه الموت ماأكثر ما يكون هذا وجعل الناس يصيرون إلي ذلك الميت ينظرون إليه فلما استوي علي سريره جعل الناس يخوضون في أمره فمن ذام له وحامد إذ قعد علي سريره وكشف عن وجهه و قال ياأيها الناس إني لقيت ربي بعدكم فلقاني السخط واللعنة واشتد غضب زبانيته علي للذي كان مني إلي جعفر بن محمدالصادق فاتقوا الله و لاتهلكوا فيه كماهلكت ثم أعاد كفنه علي وجهه وعاد في موته فرأوه لاحراك به و هوميت فدفنوه وبقوا حائرين في ذلك

-روایت-از قبل-581

ومنها ماروي أن جماعة من بني هاشم اجتمعوا بالأبواء منهم ابراهيم بن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس و أبو جعفرالمنصور و عبد الله بن الحسن وابناه محمد و ابراهيم وأرادوا أن يعقدوا لرجل منهم فقال عبد الله هذاابني و هوالمهدي وأرسلوا إلي جعفر ع فجاء فقال

-روایت-1-2-روایت-16-ادامه دارد

[ صفحه 766]

لماذا اجتمعتم قالوا نبايع محمد بن عبد الله فهو المهدي قال جعفر ع لاتفعلوا فإن هذاالأمر لم يأت بعد و

هو ليس بالمهدي فقال عبد الله يحملك علي هذاالحسد لابني فقال و الله لايحملني ذلك ولكن هذا وإخوته وأبناءهم دونكم وضرب بيده علي ظهر أبي العباس ثم قال لعبد الله ماهي إليك و لا إلي ابنيك ولكنها لبني العباس و إن ابنيك لمقتولان ثم نهض و قال إن صاحب الرداء الأصفر يعني أبا جعفريقتله فقال عبدالعزيز بن علي و الله ماخرجت من الدنيا حتي رأيته قتله وانفض القوم فقال أبو جعفرلجعفر ع تتم الخلافة لي فقال نعم أقوله حقا

-روایت-از قبل-557

ومنها ماروي عن محمد بن زيد الرزامي قال كنت في خدمة الرضا ع لماجعله المأمون ولي عهده فأتاه رجل من الخوارج و في كمه مدية مسمومة و قد قال لأصحابه و الله

-روایت-1-2-روایت-46-ادامه دارد

[ صفحه 767]

لآتين هذا ألذي زعم أنه ابن رسول الله و قددخل لهذا الطاغية فيما دخل فأسأله عن حجته فإن كانت له حجة و إلاأرحت الناس منه فأتاه واستأذن عليه فأذن له فقال له أبو الحسن ع أجيبك عن مسألتك علي شريطة تفي لي بها فقال له و ما هذه الشريطة فقال إن أجبتك بجواب يقنعك وترضاه تكسر التي في كمك وترمي بهافبقي الخارجي

متحيرا وأخرج المدية وكسرها ثم قال له أخبرني عن دخولك لهذا الطاغية فيما دخلت له وهم عندك كفار و أنت ابن رسول الله ماحملك علي هذا فقال له أبو الحسن ع أرأيت هؤلاء أكفر عندك أم عزيز مصر و أهل مملكته أ ليس هؤلاء علي حال يزعمون أنهم موحدون وأولئك لم يوحدوا الله و لم يعرفوه ويوسف بن يعقوب نبي ابن نبي ابن نبي يسأل العزيز و هوكافر فقال اجعلَنيِ عَلي خَزائِنِ الأَرضِ إنِيّ حَفِيظٌ عَلِيمٌ و كان يجلس مجالس الفراعنة. وإنما أنا رجل من ولد رسول الله ص أجبرني علي هذاالأمر وأكرهني عليه ما ألذي أنكرت ونقمت علي فقال لاعتب عليك إني أشهد أنك ابن نبي الله وأنك صادق

-روایت-از قبل-947

ومنها ماروي عن الوشاء قال كنت كتبت مسائل قبل أن أقطع

[ صفحه 768]

علي الرضا ع وأحببت أن أختبره .فحملت الكتاب في كمي وصرت إلي منزله و أنامتفكر في طلب الإذن عليه إذا أنابغلام خرج من الدار ينادي أيكم الحسن بن علي الوشاء فقلت أنا فقال هذاالكتاب أمرني الرضا ع بدفعه إليك .فأخذته فإذا و الله جواب مسألة مسألة فتركت الوقف وقطعت عليه . ومنها ماروي عن الريان بن الصلت

قال دخلت علي الرضا ع بخراسان و قلت في نفسي أسأله عن هذه الدراهم المضروبة باسمه فلما دخلت عليه قال لغلامه إن أبا محمديشتهي من هذه الدنانير التي عليها اسمي فهلم بثلاثين درهما منها فجاء بهاالغلام فأخذتها.

[ صفحه 769]

ثم قلت في نفسي ليته كساني من بعض ما عليه فالتفت إلي غلامه فقال وقل لهم لايغسلون ثيابي وتأتي بها كماهي فأتيت بقميص وسروال ونعل . ومنها لماأنشد دعبل الخزاعي قصيدته في الرضا ع بعث إليه بدراهم رضوية وردها فقال خذها فإنك تحتاج إليها. قال فلما رجعت إلي بيتي سرق جميع ما كان لي .

[ صفحه 770]

فكان الناس يأخذون مني درهما عليه اسم الرضا ويعطوني دنانير فغنيت بها. ومنها ماروي عن ظريف بن ناصح قال لماكانت الليلة التي خرج فيها محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن دعا أبو عبد الله ع بسفط وأخذ منه صرة و قال هذه مائتا دينار عزلها علي بن الحسين من ثمن شيءباعه لهذا الحدث ألذي حدث الليلة في المدينة فأخذها ومضي من وقته إلي طيبة. و قال هذه حادثة ينجو منها من كان منها علي مسيرة ثلاث ليال وكانت تلك الدنانير نفقته بطيبة إلي أن قتل محمد

بن عبد الله . ومنها ماروي عن عبدالرحمن بن كثير أن رجلا منا دخل يسأل عن الإمام بالمدينة فاستقبله رجل من ولد الحسن فدله علي محمد بن عبد الله فصار إليه وساءله هنيهة فلم يجد عنده طائلا.فاستقبله فتي من ولد الحسين فقال له يا هذاإني أراك تسأل عن الإمام قال نعم قال فأصبته قال لا.

[ صفحه 771]

قال فإن أحببت أن تلقي جعفر بن محمد ع فافعل فاستدله فأرشده إليه فلما دخل عليه قال له هذاإنك دخلت مدينتنا هذه تسأل عن الإمام فاستقبلك فتي من ولد الحسن فأرشدك إلي محمد بن عبد الله فسألته وخرجت فإن شئت أخبرتك بما سألته عنه و مارده عليك وذكر ثم استقبلك فتي من ولد الحسين و قال لك إن أحببت أن تلقي جعفر بن محمدفافعل قال صدقت قد كان كل ماذكرت ووصفت

ومنها ماروي عن أبي بصير قال سمعت الصادق ع يقول إن أبي مرض مرضا شديدا حتي خفنا عليه فبكي بعض أصحابه عندرأسه فنظر إليه و قال إني لست بميت من وجعي هذا قال فبرأ ومكث ماشاء الله من السنين فبينا هوصحيح ليس

به بأس فقال يابني إني ميت يوم كذا فمات في ذلك اليوم

-روایت-1-2-روایت-56-286

ومنها ماروي أن عليا دخل الحمام فسمع صوت الحسن و الحسين فخرج إليهما فقال مالكما.قالا اتبعك هذاالفاجر ابن ملجم فظننا أنه يغتالك . فقال لهما دعاه لابأس . و أن الحسين لماتوجه إلي الكوفة دعا بقرطاس فكتب فيه من الحسين بن علي إلي بني هاشم أما بعدفإنه من لحق بي استشهد و من

[ صفحه 772]

تأخر عني لم يبلغ الفتح و السلام

[ صفحه 773]

ومنها ماروي عن ابن مسافر عن أبي جعفرالثاني ع أنه قال في العشية التي توفي في ليلتها إني ميت الليلة ثم قال نحن معشر إذا لم يرض الله لأحدنا الدنيا نقلنا إليه

-روایت-1-2-روایت-30-175

ومنها ماروي عن الباقر ع أن أباه علي بن الحسين ع أتي في الليلة التي توفي فيهابشراب فقيل له اشرب فقال هذه الليلة التي وعدت أن أقبض فيهافقبض فيها

-روایت-1-2-روایت-29-164

ومنها ماروي عن علي بن ميسرة قال لمااستقدم عبد الله بن محمدالدوانيقي أبا عبد الله ع أقام مولي له بسيف مسلول قدأسبل عليه كمه و قال إذادخل جعفر وصرت خلفه وأشرت إليك فاضرب عنقه . فلما دخل ونظر إلي الدوانيقي أسر شيئا فيما بينه و بين نفسه

لم ندر ما هو إلا قوله يا من يكفي خلقه كله و لايكفيه أحد اكفني شر عبد الله بن محمد.

[ صفحه 774]

فصار أبو جعفرالدوانيقي لايبصر مولاه فيومئ إليه وصار مولاه لايبصره و لايري أبا عبد الله فقال له لقد عنيتك يا جعفر في هذاالحر فانصرف .فانصرف أبو عبد الله ع فقال الدوانيقي لمولاه ويلك مامنعك من أن تمتثل أمري قال لا و الله ماأبصرته و لاأبصرتك حتي خرج ولقد دهمني حجاب حال بيني وبينه وبينك . فقال الدوانيقي لئن تحدثت بهذا لأقتلنك بدلا منه . ومنها ماروي عن معاوية بن وهب قال كنت مع أبي عبد الله ع بالمدينة و هوراكب علي حمار له فنزل و قدكنا صرنا إلي السوق فسجد سجدة طويلة و أناأنتظره ثم رفع رأسه فسألته عن ذلك فقال

[ صفحه 775]

إني ذكرت نعمة الله علي فقلت ففي السوق و الناس يجيئون ويذهبون فقال إنه لم يرني أحد منهم غيرك

ومنها ماروي عن جابر عن أبي جعفر ع قال صلي رسول الله ص في بعض الليالي فقرأ تبت يدا أبي لهب فقيل لأم جميل أخت أبي سفيان امرأة أبي لهب إن محمدا لم يزل البارحة يهتف بك وبزوجك

في صلاته ويقنت عليكما فخرجت تطلبه وهي تقول لئن رأيته لأسمعنه وجعلت تنشد من أحس لي محمدا حتي انتهت إلي رسول الله و أبوبكر جالس معه فقال أبوبكر يا رسول الله لوتنحيت فإن أم جميل قدأقبلت و أناخائف أن تسمعك سبابا فقال إنها لن ترني فجاءت حتي قامت عليه فقالت يا أبابكر رأيت محمدا قال لافمضت راجعة إلي بيتها

-روایت-1-2-روایت-46-ادامه دارد

[ صفحه 776]

فقال أبو جعفرضرب الله بينهما حجابا أصفر وكانت تقول له ص مذمم وكذا قريش كلهم فقال النبي ص إن الله أنساهم ذكر اسمي وهم يسبون مذمما و أنا محمد

-روایت-از قبل-159

ومنها ماروي عن محمد بن مسلم قال دخلت مع أبي جعفر ع مسجد الرسول فإذاطاوس اليماني يقول من كان نصف الناس فسمعه أبو جعفر ع فقال إنما هوربع الناس آدم وحواء وهابيل وقابيل قال صدقت يا ابن رسول الله قال محمد بن مسلم فقلت في نفسي هذه و الله مسألة فغدوت إلي منزل أبي جعفر ع و قدلبس ثيابه وأسرج له فلما رآني ناداني قبل أن أسأله فقال بالهند ووراء الهند بمسافة بعيدة رجل عليه مسوح يده مغلولة إلي عنقه موكل

-روایت-1-2-روایت-39-ادامه

دارد

[ صفحه 777]

به عشرة رهط يعذب إلي أن تقوم الساعة قلت و من ذاك قال قابيل

-روایت-از قبل-68

ومنها ماروي عن سليمان بن خالد كان أبو عبد الله البلخي في سفر مع أبي عبد الله ع فعطش القوم فقال ع للبلخي انظر هل تري جبا فإذاجب ليس فيه ماء فقام ع علي شفيره و قال أيها الجب اسقنا مما جعل الله فيك فنبع منه ماء عذب فشربوا. فقال البلخي سنة فيكم كسنة موسي قال نعم والحمد لله . ومنها ماروي عن المفضل بن عمر قال حمل إلي أبي عبد الله ع مال من خراسان مع رجلين من أصحابه فلم يزالا يتفقدان المال حتي صارا إلي الري ولقيهما رجل من إخوانهما فدفع إليهما كيسا فيه ألفا درهم .فجعلا يتفقدان المال في كل يوم والكيس في جملته حتي قربا من المدينة فقال

[ صفحه 778]

أحدهما لصاحبه تفقد المال فنظرا فإذاكيس الرازي مفقود.فوجما من ذلك واغتما وقالا مانقول لمولانا أبي عبد الله ع . فقال أحدهما أبو عبد الله و الله كريم ونرجو أن يكون علم ذلك عنده . فلما دخلا المدينة ووصلا إليه وسلما عليه حملا المال وسلماه فقال لهما أين كيس الرازي فأخبراه بالخبر. فقال لهما إن رأيتما الكيس تعرفانه

قالا نعم قال ياجارية علي بالكيس فأخرجته فدفعه إليهما فقالا هو هو. قال فإني احتجت في جوف الليل إلي مال فوجهت من شيعتنا من الجن إلي مامعكما فأتاني بهذا الكيس من متاعكما

ومنها ماروي عن عبدالرحمن بن كثير قال أبو الحسن ع لماقبض رسول الله ص هبط جبرئيل والملائكة والروح الذين كانوا يهبطون في ليلة القدر ففتح أمير المؤمنين ع بصره فرآهم من منتهي السماوات إلي الأرض ثم

-روایت-1-2-روایت-58-ادامه دارد

[ صفحه 779]

كانوا يغسلون النبي ص مع علي ع ويصلون عليه ويحفرون له و الله ماحفر له غيرهم و لماوضع في قبره تكلم محمدص وفتح لعلي سمعه فسمعه يوصيهم بعلي فبكي أمير المؤمنين ع وسمعهم يقولون لن نألوه جهدا و هوصاحبنا بعدك حتي إذامات أمير المؤمنين ع رأي الحسن ع مثل ألذي رأي أمير المؤمنين ع حتي إذامات الحسن ع رأي منهم الحسين ع مثل ذلك حتي إذامات الحسين ع رأي علي بن الحسين ع منهم مثل ذلك حتي إذامات علي بن الحسين ع رأي منهم محمد بن علي ع مثل ذلك

حتي إذامات محمد بن علي ع رأي جعفر بن محمد ع منهم مثل ذلك حتي إذامات جعفر بن محمد ع رأي منهم موسي بن جعفر ع مثل ذلك وسمع الأوصياء يقولون أبشري أيتها الشيعة بنا وهكذا يخرج إلي آخرنا

-روایت-از قبل-698

[ صفحه 780]

ومنها ماروي عن ضريس قال كنت عند أبي جعفر ع فقال له أبوبصير مايعلم عالمكم قال لايعلم الغيب إلا الله و لووكل عالمنا إلي نفسه لكان مثل بعضكم ولكن يحدث إليه ساعة بعدساعة و قال لا و الله لا يكون عالم جاهلا أبدا الله أجل وأعظم من أن يفرض طاعة عبد ثم يحجب عنه علم سمائه وأرضه ثم قال لايحجب عنه علم ذلك

-روایت-1-2-روایت-30-335

ومنها ماروي عن داود بن فرقد عن أبي عبد الله ع قال إن رجلا منا صلي العتمة بالمدينة وأتي قوم موسي في أمر تشاجروا فيه فيما بينهم وأصلح بينهم ثم عاد ليلته ثم صلي الغداة بالمدينة

-روایت-1-2-روایت-59-ادامه دارد

[ صفحه 781]

فكان الصادق ع هذا الرجل طويت له الأرض أوركب علي الريح

-روایت-از قبل-65

ومنها ماروي أنه دخل عليه رجل من أهل اليمن قال عندكم علماء قال نعم قال فما بلغ

من علم عالمكم قال يسير في ساعة من النهار مسيرة الشمس سنة حتي يقطع اثني عشر عالما مثل عالمكم هذا فيهاخلائق مايعلمون أن الله خلق آدم قال يعرفونكم قال نعم ماافترض الله عليهم إلاولايتنا والبراءة من أعدائنا

-روایت-1-2-روایت-16-309

ومنها ماروي عن يونس بن ظبيان عن أبي عبد الله ع قال إذاأراد الله أن يخلق إماما أخذ الله بيده شربة من تحت عرشه فدفعها إلي ملك من ملائكته فأوصلها إلي الإمام فكان الإمام من بعده منها فإذامضت له أربعون يوما سمع الصوت و هو في بطن أمه فإذاولد غذي بالحكمة وكتب علي عضده الأيمن وَ تَمّت كَلِمَةُ رَبّكَ صِدقاً وَ عَدلًا لا مُبَدّلَ لِكَلِماتِهِ وَ هُوَ السّمِيعُ العَلِيمُ

-روایت-1-2-روایت-62-ادامه دارد

[ صفحه 782]

فإذاوصل الأمر إليه أعانه الله بثلاثمائة وثلاثة عشر ملكا عدة أهل بدر فكان معهم سبعون رجلا واثنا عشر نقيبا و أماالسبعون فيبعثهم إلي الآفاق يدعون الناس إلي مادعوا إليه أولا ويجعل الله له في كل موضع سراجا يبصر به أعمالهم

-روایت-از قبل-237

ومنها أن أبا محمدالعسكري ع كان يركب إلي دار الخلافة كل إثنين وخميس و كان يحضر يوم النوبة من الناس شيءعظيم ويغص الشارع بالدواب والبغال فلا يكون لأحد موضع . فإذاجاء أبو محمد ع هدأ صهيل الخيل

وسكنت الضجة وتفرقت البهائم حتي يصير الطريق واسعا فلايحتاج أن يتوقي ثم يدخل فإذاأراد الخروج صاح البوابون هاتوا دابة أبي محمدسكن الصياح والصهيل حتي يمضي .

[ صفحه 783]

ومنها أن أبا محمد ع جلس يوما إلي نخاس فأتي بفرس كبوس لايقدر أحد أن يدنو منه فباعوه إياه بوكس فأمر غلامه أن يطرح عليه السرج فهدأ و لم يتحرك فقال النخاس ليس يباع فقال أبو محمد ع ياغلام قم فخرج ثم جاء النخاس ليأخذه فكاد يهلكه فلحق النخاس أبا محمد ع فقال صاحبه يقول أشفقت أن يرد فقال الغلام فاشترينا الفرس و ماآذاني قط. ومنها ماروي عن محمد بن الحسن بن رزين حدثنا أبو الحسن الموسوي حدثنا أبي أنه كان يغشي أبا محمدالعسكري ع بسرمن رأي كثيرا. و أنه أتاه يوما فوجده و قدقدمت إليه دابته ليركب إلي دار السلطان و هومتغير اللون من الغضب و كان بجنبه رجل من العامة فإذاركب دعا له وجاء بأشياء يشنع بها عليه فكان ع يكره ذلك فلما كان في ذلك اليوم زاد الرجل في الكلام وألح فسار حتي انتهي إلي مفرق الطريقين وضاق علي الرجل أخذهما من كثرة الدواب فعدل

إلي طريق يخرج منه ويلقاه فيه .

[ صفحه 784]

فدعا ع بعض خدمه و قال له امض فكفن هذافتبعه الخادم . فلما انتهي ع إلي السوق ونحن معه خرج الرجل من الدرب ليعارضه فكان في الموضع بغل واقف فضربه البغل فقتله ووقف الغلام فكفنه كماأمره وسار ع وسرنا معه

ومنها ماروي عن علي بن ابراهيم الفدكي قال قال الأزدي بينا أنا في الطواف قدطفت ستة وأريد أن أطوف السابعة فإذا أنابحلقة عن يمين الكعبة وشاب حسن الوجه طيب الرائحة هيوب و مع هيبته متقرب إلي الناس فتكلم فلم أر أحسن من كلامه و لاأعذب من منطقه في حسن جلوسه فذهبت أكلمه فزبرني الناس وقالوا هو ابن رسول الله يظهر للناس في كل سنة يوما لخواصه فيحدثهم فقلت مسترشد أتاك فأرشدني هداك الله قال فناولني حصاة فحولت وجهي فقال لي بعض خدامه ما ألذي دفع إليك ابن رسول الله فقلت حصاة

-روایت-1-2-روایت-62-ادامه دارد

[ صفحه 785]

فكشفت عن يدي فإذا أنابسبيكة من ذهب و إذا هو قدلحقني فقال قدثبتت عليك الحجة وظهر لك الحق وذهب عنك العمي فتعرفني قلت أللهم لا قال أناالمهدي

أناقائم الزمان أنا ألذي أملؤها عدلا كماملئت جورا إن الأرض لاتخلو من حجة و لايبقي الناس في فترة أكثر من تيه بني إسرائيل و قدقرب أيام خروجي فهذه أمانة في رقبتك تحدث بهاإخوانك من أهل الحق

-روایت-از قبل-361

ومنها ماروي عن علي بن ابراهيم بن مهزيار قال حججت عشرين حجة أطلب بهاعيان الإمام فلم أجد إليه سبيلا.

[ صفحه 786]

إذ رأيت ليلة في النوم قائلا يقول يا علي بن ابراهيم قدأذن الله لك .فخرجت حاجا نحو المدينة ثم إلي مكة وحججت .فبينا أناليلة في الطواف إذ أنابفتي حسن الوجه طيب الرائحة طائف فحس قلبي به فابتدأني فقال لي من أين قلت من الأهواز. قال أتعرف الخصيبي . قلت رحمه الله دعي فأجاب فقال رحمه الله فما أطول ليله . أفتعرف علي بن ابراهيم قلت أنا علي . قال آذن لك صر إلي رحلك وصر إلي شعب بني عامر تلقاني هناك .فأقبلت مجدا حتي وردت الشعب فإذا هوينتظرني وسرنا حتي تخرقنا جبال عرفات وسرنا إلي جبال مني وانفجر الفجر الأول و قدتوسطنا جبال الطائف فقال انزل فنزلنا وصلينا صلاة الليل ثم الفرض ثم سرنا حتي علا ذروة الطائف فقال هل تري شيئا. قلت

أري كثيب رمل عليه بيت شعر يتوقد البيت نورا. فقال هنالك الأمل والرجاء ثم صرنا إلي أسفله فقال انزل فهاهنا يذل كل صعب خل عن زمام الناقة فهذا حرم القائم لايدخله إلامؤمن يدل .

[ صفحه 787]

ودخلت عليه فإذا أنا به جالس قداتشح ببردة وتأزر بأخري و قدكسر بردته علي عاتقه و إذا هوكغصن بان ليس بالطويل الشامخ و لا.بالقصير اللازق بل مربوع مدور الهامة صلت الجبين أزج الحاجبين أقني الأنف سهل الخدين علي خده الأيمن خال كأنه فتات مسك علي رضراضة عنبر. فلما أن رأيته بدرته بالسلام فرد علي أحسن ماسلمت عليه وسألني عن المؤمنين . قلت قدألبسوا جلباب الذلة وهم بين القوم أذلاء. قال لتملكونهم كماملكوكم وهم يومئذ أذلاء قلت لقد بعدالموطن . قال إن أبي عهد إلي ألا أجاور قوما غضب الله عليهم وأمرني ألا أسكن من الجبال إلاوعرها و لا من البلاد إلاقفرها و الله مولاكم أظهر التقية فأنا في

[ صفحه 788]

التقية إلي يوم يؤذن لي فأخرج . قلت متي يكون هذاالأمر قال إذاحيل بينكم و بين الكعبة.فأقمت أياما ثم أذن لي بالخروج فخرجت نحو منزلي ومعي غلام يخدمني فلم أر إلاخيرا.

ومنها ماروي جماعة إنا وجدنا بهمدان أهل بيت كلهم مؤمنون فسألناهم عن ذلك قالوا كان جدنا قدحج ذات سنة ورجع قبل دخول الحاج بكثير فقلنا كأنك انصرفت من العراق .

[ صفحه 789]

قال لاإنما أنا قدحججت مع أهل بلدتنا وخرجنا. فلما كان في بعض الليالي في البادية غلبتني عيناي فنمت فما انتبهت إلا بعد أن طلعت الشمس فانتبهت فلم أر للقافلة أثرا وخرجت القافلة وأيست من الحياة وكنت أمشي وأقعد يومين وثلاثة فأصبحت يوما و إذا أنابقصر فأسرعت إليه ووجدت ببابه أسود فأدخلني دارا و إذا أنابرجل حسن الوجه والهيئة فأمر أن يطعموني ويسقوني .فقلت له من أنت جعلت فداك قال أنا ألذي ينكرني قومك و أهل بلدك .فقلت ومتي تخرج قال تري هذاالسيف المعلق هاهنا و هذه الراية فمتي انسل من غمده وانتشرت الراية بنفسها خرجت . فلما كان بعدوهن من الليل قال تريد أن تخرج إلي بيتك قلت نعم . قال لبعض غلمانه خذ بيده وأوصله إلي منزله فأخذ بيدي فخرجت معه وكأن الأرض تطوي تحت أرجلنا فلما انفجر الفجر و إذانحن بموضع أعرفه بالقرب من بلدتنا قال لي غلامه هل تعرف الموضع قلت

نعم أسدآباذ فانصرف . قال ودخلت همدان ثم دخل بعدمدة أهل بلدتنا ممن حج معي وحدث الناس بانقطاعي منهم وتعجبوا من ذلك فاستبصرنا من ذلك جميعا.

[ صفحه 790]

ومنها أن علي بن الحسين بن موسي بن بابويه كانت تحته بنت عمه لم يرزق منها ولدا فكتب إلي الشيخ أبي القاسم بن روح أن يسأل الحضرة ليدعو الله أن يرزقه أولادا فقهاء فجاء الجواب إنك لاترزق من هذه وستملك جارية ديلمية ترزق منها ولدين فقيهين فرزقت محمدا و الحسين فقيهين ماهرين و كان لهما أخ أوسط مشتغل بالزهد لافقه له

[ صفحه 791]

فصل

واعلم أن معجزاتهم ودلائلهم وعلاماتهم أكثر من أن تحصي و قدأضربنا عن تعداد أخواتها فهي كالرمل والثري والحصي لئلا يمل الناظر في الكتاب إذا كان مطولا مستقصي وبدون ذلك مقنع للأدني والأقصي . و قدكنت جمعت خمس مختصرات تتعلق بهذا الفن من العلوم فأضفتها إلي هذاالكتاب أيضا بالخطبة التي في أول كل واحد منها وهي كتاب نوادر المعجزات . و كتاب أم المعجزات . و كتاب الفرق بين الحيل والمعجزات . و كتاب الموازاة بين المعجزات . و كتاب العلامات للنبي والأئمة عليهم أفضل الصلوات

[ صفحه 792]

الباب السادس عشر في نوادر المعجزات

اشاره

أما بعدحمد الله ألذي جعل لنا في الدارين أعضادا والصلاة علي نبيه محمد وآله الذين يكونون في القيامة روادا وذوادا فإن هذه أحاديث هائلة مهولة فإنها من المشكلات التي تتهافت فيهاالعقول لكونها من المعضلات و قد كان الشيخ الصدوق سعد بن عبد الله بن أبي خلف الأشعري ذكرها في كتاب البصائر وأوردها الشيخ الثقة محمد بن الحسن الصفار في كتاب بصائر الدرجات وكلاهما لم يكن غاليا و لاقاليا و قد كان الراوي لنا عنهم عاليا

فإن الشيخ علي بن محمد بن عبدالصمد التميمي أخبرنا عن أبيه عن السيد أبي البركات علي بن الحسين الجوزي الحسيني

-روایت-1-2

[ صفحه 793]

حدثناالشيخ أبو جعفر بن بابويه

عن أبيه عن سعد بن عبد الله قال حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن محمد بن سنان عن عمار بن مروان عن المنخل بن جميل عن جابر بن يزيد قال قال أبو جعفر ع قال رسول الله ص إن حديث آل محمدعظيم صعب مستصعب لايؤمن به إلاملك مقرب أونبي مرسل أو عبدامتحن الله قلبه للإيمان فما ورد عليكم من حديث آل محمدفلانت له قلوبكم وعرفتموه فاقبلوه و مااشمأزت منه قلوبكم وأنكرتموه فردوه إلي الله و إلي الرسول و إلي العالم من آل محمدفإنما الهالك من يحدث بحديث لايحتمله فيقول و الله ما كان هذا و الله ما كان هذا والإنكار هوالكفر

-روایت-224-598

وأخبرنا الشيخ أبو جعفر محمد بن علي بن المحسن الحلبي عن الشيخ أبي جعفرالطوسي عن أحمد بن محمد بن الحسن بن الوليد عن أبيه عن محمد بن الحسن الصفار عن يعقوب بن يزيد عن محمد بن أبي عمير عن منصور

-روایت-1-2

[ صفحه 794]

بن يونس عن مخلد بن حمزة بن نصر عن أبي الربيع الشامي قال كنت عند أبي جعفر ع جالسا فرأيت أنه قدنام فرفع رأسه و هو

يقول يا أباالربيع حديث تمضغه الشيعة بألسنتها لاتدري ماكنهه قلت ما هو قال قول علي بن أبي طالب ع إن أمرنا صعب مستصعب لايحتمله إلاملك مقرب أونبي مرسل أو عبدمؤمن امتحن الله قلبه للإيمان يا أباالربيع أ لاتري أنه يكون ملك و لا يكون مقربا و لايحتمله إلامقرب و قد يكون نبي و ليس بمرسل فلايحتمله إلامرسل و قد يكون مؤمن و ليس بممتحن فلايحتمله إلامؤمن قدامتحن الله قلبه للإيمان

-روایت-64-534

وروي جماعة عن القاسم بن يحيي عن جده الحسن بن راشد عن أبي بصير و محمد بن مسلم عن أبي عبد الله ع قال خالطوا الناس بما يعرفون ودعوهم مما ينكرون و لاتحملوهم علي أنفسكم وعلينا إن أمرنا صعب مستصعب إلي آخره

-روایت-1-2-روایت-114-223

[ صفحه 795]

وأخبرنا جماعة منهم الشيخ أبو جعفر محمد بن الحسن النيسابوري والشيخ محمد بن علي بن عبدالصمد عن الشيخ أبي الحسن بن عبدالصمد التميمي حدثنا أبو محمد أحمد بن محمد بن محمدالعمري حدثنا أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين عن محمد بن الحسن بن الوليد عن الصفار عن يعقوب بن يزيد عن ابن أبي عمير عن علي بن الحكم عن عبدالرحمن

بن كثير عن أبي عبد الله ع قال أتي الحسين ع أناس فقالوا له يا أبا عبد الله حدثنابفضلكم ألذي جعل الله لكم فقال إنكم لاتحتملونه و لاتطيقونه قالوا بلي نحتمل قال إن كنتم صادقين فليتنح اثنان وأحدث واحدا فإن احتمله حدثتكم فتنحي اثنان وحدث واحدا فقام طائر العقل ومر علي وجهه وذهب فكلمه صاحباه فلم يرد عليهما شيئا وانصرفوا

-روایت-1-2-روایت-376-691

وبهذا الإسناد قال أتي رجل الحسين بن علي ع فقال حدثني بفضلكم ألذي جعل الله لكم قال إنك لن تطيق حمله قال بلي حدثني يا ابن رسول الله إني أحتمله فحدثه بحديث فما فرغ الحسين ع من حديثه حتي ابيض رأس الرجل ولحيته وأنسي الحديث فقال الحسين ع أدركته رحمة الله حيث أنسي الحديث

-روایت-1-2-روایت-22-307

[ صفحه 796]

وأخبرنا جماعة منهم السيدان المرتضي والمجتبي ابنا الداعي الحسني والأستاذان أبو جعفر و أبوالقاسم ابنا كميح عن الشيخ أبي عبد الله جعفر بن محمد بن العباس عن أبيه عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسي عن أبيه عن سعد بن عبد الله

عن علي بن محمد بن سعد عن حمدان بن سليمان النيسابوري عن عبد الله بن محمداليماني عن منيع بن الحجاج عن الحسين بن علوان عن أبي عبد الله ع قال إن الله فضل أولي العزم من الرسل بالعلم علي الأنبياء وورثنا علمهم وفضلنا عليهم في فضلهم وعلم رسول الله ص ما لايعلمون وعلمنا علم رسول الله ص فروينا لشيعتنا فمن قبله منهم فهو أفضلهم أينما نكون فشيعتنا معنا و قال ع تمصون الرواضع وتدعون النهر العظيم فقيل ماتعني بذلك

-روایت-1-2-روایت-416-ادامه دارد

[ صفحه 797]

قال إن الله أوحي إلي رسول الله ص علم النبيين بأسره وأسره إلي أمير المؤمنين ع فقيل علي ع أعلم أوبعض الأنبياء فقال إن الله يفتح مسامع من يشاء أقول إن رسول الله ص حوي علم جميع النبيين وعلمه الله ما لم يعلمهم و أنه جعل ذلك كله عند علي ع فتقول علي أعلم أوبعض الأنبياء وتلاقالَ ألّذِي عِندَهُ عِلمٌ مِنَ الكِتابِ ثم فرق بين أصابعه فوضعها علي صدره و قال عندنا و الله علم الكتاب كله

-روایت-از قبل-421

وأخبرنا السيد أبوالبركات محمد بن إسماعيل المشهدي عن جعفرالدوريستي عن الشيخ

المفيد أبي عبد الله محمد بن محمد بن النعمان الحارثي عن

-روایت-1-2

[ صفحه 798]

الشيخ أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسي بن بابويه حدثنا أبي حدثناسعد بن عبد الله عن محمد بن الحسين عن أحمد بن محمد بن أبي بشر عن كثير بن أبي عمران عن الباقر ع قال لقد سأل موسي ع العالم مسألة لم يكن عنده جوابها ولقد سأل العالم موسي مسألة لم يكن عنده جوابها و لوكنت شاهدهما لأخبرت كل واحد منهما بجوابه ولسألتهما مسألة لم يكن عندهما فيهاجواب

-روایت-192-382

قال سعد و حدثنا محمد بن عيسي بن عبيد عن محمد بن عمرو

-روایت-1-2

[ صفحه 799]

عن عبد الله بن الوليد السمان قال قال الباقر ع يا عبد الله ماتقول في علي و موسي وعيسي قلت ماعسي أن أقول فيهم قال هو و الله أعلم منهما ثم قال ألستم تقولون إن لعلي مالرسول الله من العلم قلت نعم و الناس ينكرون قال فخاصمهم فيه بقوله تعالي لموسي ع وَ كَتَبنا لَهُ فِي الأَلواحِ مِن كُلّ شَيءٍفعلمنا أنه لم يكتب له الشي ء كله و قال لعيسي ع وَ لِأُبَيّنَ لَكُم بَعضَ ألّذِي تَختَلِفُونَ فِيهِفعلمنا أنه لم يبين الأمر كله

و قال لمحمدص وَ جِئنا بِكَ شَهِيداً عَلي هؤُلاءِ وَ نَزّلنا عَلَيكَ الكِتابَ تِبياناً لِكُلّ شَيءٍ قال فسئل عن قوله قُل كَفي بِاللّهِ شَهِيداً بيَنيِ وَ بَينَكُم وَ مَن عِندَهُ عِلمُ الكِتابِ قال و الله إيانا عني و علي أولنا وأفضلنا وخيرنا بعد رسول الله ص

-روایت-40-ادامه دارد

[ صفحه 800]

و قال إن العلم ألذي نزل به آدم علي حاله عندنا و ليس يمضي منا عالم إلاخلفه من يعلم علمه والعلم يتوارث

-روایت-از قبل-116

و إذا كان ذلك كذلك فكل حديث رواه أصحابنا ودونه مشايخنا في معجزاتهم ودلائلهم لايستحيل في مقدورات الله أن يفعله تأييدا لهم ولطفا للخلق فإنه لايطرح بل يتلقي بالقبول و أناأوصي الناظر في هذاالكتاب أن ينظر بعين الإنصاف و لايتجاذب أهداب الخلاف لئلا يخرج السيف من الغلاف

فصل

روي سعد بن عبد الله عن أبي إسحاق ابراهيم بن محمد بن سعيد الثقفي الأصفهاني حدثناعباد بن يعقوب الأسدي أخبرنا الحسين بن زيد بن علي نا

-روایت-1-2

[ صفحه 801]

إسماعيل بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب عن أبيه قال قال علي بن أبي طالب ع أمرني رسول الله ص إذاتوفي أن أستقي سبع قرب من بئر غرس فأغسله بها فإذاغسلته وفرغت من غسله

أخرجت من في البيت فإذاأخرجتهم قال فضع فاك علي في ثم سلني أخبرك عما هوكائن إلي يوم الساعة من أمر الفتن قال علي ع ففعلت ذلك فأنبأني بما يكون إلي أن تقوم الساعة و ما من فتنة تكون إلا و أناأعرف أهل ضلالتها من أهل حقها

-روایت-91-430

[ صفحه 802]

قال سعد بن عبد الله وحدثني ابراهيم بن محمد بن سعيد الثقفي أخبرنا ابراهيم بن صالح الأنماطي قال أخبرنا الحسين بن زيد بن علي بن الحسين عمن حدثه عن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب عن علي بن أبي طالب ع قال قال لي رسول الله ص إذا أنامت فغسلني بسبع قرب من بئر غرس غسلني بثلاث قرب غسلا وسن علي أربعا سنا فإذاغسلتني وحنطتني فأقعدني وضع يدك علي فؤادي ثم سلني أخبرك بما هوكائن إلي يوم القيامة قال ففعلت

-روایت-1-2-روایت-227-ادامه دارد

[ صفحه 803]

و كان علي ع إذاأخبرنا بشي ء يكون قال هذامما أخبرني به النبي ص بعدموته

-روایت-از قبل-83

وروي سعد بن عبد الله عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن أحمد بن محمد بن أبي نصر البزنطي عن فضيل بن سكرة عن أبي عبد الله

ع قال قال النبي ص لعلي ع إذا أنامت فاستق لي سبع قرب من ماء بئر غرس فغسلني ثم خذ بمجامع كفني وأجلسني ثم سلني عما شئت فو الله لاتسألني عن شيء إلاأخبرتك فيه

-روایت-1-2-روایت-147-316

[ صفحه 804]

وروي عن جعفر بن إسماعيل الهاشمي عن أيوب بن نوح عن زيد النوفلي عن إسماعيل بن عبد الله بن جعفر عن أبيه عن أمير المؤمنين ع قال أوصاني النبي ص فقال إذا أنامت فغسلني بسبع قرب من بئر غرس فإذافرغت من غسلي فأدخلني أكفاني ثم ضع أذنك علي فمي ففعلت ذلك فأنبأني بما هوكائن إلي يوم القيامة

-روایت-1-2-روایت-144-317

وروي عن الحسن بن علي الزيتوني عن أحمد بن هلال عن محمد بن أبي عمير عن حفص بن البختري عن أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ص لأمير المؤمنين ع إذا أنامت فغسلني وكفني وحنطني و ماأملي عليك فاكتب قلت ففعل قال نعم

-روایت-1-2-روایت-125-240

[ صفحه 805]

و عنه عن أحمد بن هلال عن إسماعيل بن عباد القصري عن محمد بن أبي حمزة عن سليمان الجعفي عن أبي عبد الله ع قال قال رسول الله ص لأمير المؤمنين ع إذا أنامت فغسلني وكفني وحنطني

وأقعدني و ماأملي عليك فاكتب قلت ففعل قال نعم

-روایت-1-2-روایت-124-248

وأتي أيضا بخمس روايات أخر بمثله عن الصادق ع

فصل

و عن محمد بن الحسن الصفار عن الحجال عن الحسن بن الحسين اللؤلؤي عن ابن سنان عن علي بن أبي حمزة عن عمران بن أبي شعبة

-روایت-1-2

[ صفحه 806]

الحلبي عن أبان بن تغلب عن أبي عبد الله ع قال إن أمير المؤمنين ع لقي أبابكر فقال له أ ماتعلم أن رسول الله ص أمرك أن تسلم علي بإمرة المؤمنين و أن تتبعني قال فجعل يتشكك عليه و قال لأجعل بيني وبينك حكما فقال له أترضي برسول الله ص قال و من لي به قال فأخذ بيده فمضي به حتي أدخله مسجد قبا فإذا رسول الله ص قاعد في المحراب فقال له رسول الله ص أ لم آمرك أن تسلم لعلي وتتبعه قال بلي قال فاعتزل وسلم إليه واتبعه تسلم قال نعم فلقي عمر صاحبه فعرفه الخبر فقال له أنسيت سحر بني هاشم وذكره بأشياء فأمسك وأقام علي أمره إلي أن مات

-روایت-56-591

[ صفحه 807]

وروي عن عباد بن سليمان عن أبيه عن عيثم

بن أسلم عن معاوية بن عمار الدهني قال دخل أبوبكر علي علي أمير المؤمنين ع فقال له إن رسول الله ص لم يحدث إلينا في أمرك شيئا بعدأيام الولاية بالغدير و أناأشهد أنك مولاي مقر لك بذلك و قدسلمت عليك علي عهد رسول الله ص بإمرة المؤمنين وأخبرنا رسول الله ص أنك وصيه ووارثه وخليفته في أهله ونسائه وأنك وارثه وميراثه صار إليك و لم يخبرنا أنك خليفته في أمته من بعده و لاجرم لي فيما بيني وبينك و لاذنب لنا فيما بيننا و بين الله فقال له علي ع إن أريتك رسول الله ص حتي يخبرك بأني أولي بالأمر ألذي أنت فيه منك وأنك إن لم تعتزل عنه فقد خالفت قال إن رأيته حتي يخبرني ببعض هذااكتفيت به قال فنلتقي إذاصليت المغرب حتي أريكاه قال فرجع إليه بعدالمغرب فأخذ بيده فأخرجه إلي مسجد قبا فإذا هوبرسول الله ص جالس في القبلة فقال له يافلان وثبت علي مولاك علي وجلست مجلسه و هومجلس النبوة لايستحقه غيره لأنه وصيي ونبذت أمري وخالفت ما قلت لك وتعرضت لسخط الله

وسخطي فانزع هذاالسربال ألذي تسربلته بغير حق و لا أنت من أهله و إلافموعدك النار

-روایت-1-2-روایت-87-ادامه دارد

[ صفحه 808]

قال فخرج مذعورا ليسلم الأمر إليه وانطلق أمير المؤمنين فحدث سلمان بما كان وخرج فقال له سلمان ليبدين هذاالحديث لصاحبه وليخبرنه بالخبر فضحك أمير المؤمنين و قال أماإنه سيخبره ويمنعه إن هم بأن يفعل ثم قال لا و الله لايذكران ذلك أبدا حتي يموتا قال فلقي صاحبه فحدثه بالحديث كله و قال له ماأضعف رأيك وأخور قلبك أ ماتعلم أن ما أنت فيه الساعة من بعض سحر ابن أبي كبشة أنسيت سحر بني هاشم فأقم علي ما أنت عليه

-روایت-از قبل-449

وروي عن محمد بن عيسي عن ابن أبي عمير و علي بن الحكم

-روایت-1-2

[ صفحه 809]

عن الحكم بن مسكين عن أبي عمارة و أحمد بن محمد عن عثمان بن عيسي عن أبان بن تغلب عن أبي عبد الله ع قال إن أمير المؤمنين ع احتج علي أبي بكر و قال هل ترضي برسول الله بيني وبينك قال وكيف لي به فأخذ بيده وأخرجه حتي أتي به مسجد قبا فإذا رسول الله ص

فقضي لعلي ع عليه وأمره أن يعتزل و قال له سلم إليه تسلم فجاء مذعورا إلي صاحبه فأخبره بالخبر فتضاحك منه و قال أنسيت سحر بني هاشم

-روایت-117-420

[ صفحه 810]

فصل

و عن سعد بن عبد الله حدثنا أحمد بن محمد بن عيسي أخبرنا علي بن محمد عن علي بن معمر عن أبيه عن جابر الجعفي عن أبي جعفر ع قال جاء ناس إلي الحسن بن علي ع فقالوا أرنا بعض ماعندك من عجائب أبيك ألذي كان يريناها فقال أتؤمنون بذلك قالوا نعم نؤمن به و الله قال أ ليس تعرفون أمير المؤمنين قالوا بلي كلنا نعرفه قال فرفع لهم جانب الستر و قال أتعرفون هذاالجالس قالوا بأجمعهم هذا و الله أمير المؤمنين ونشهد أنك ابنه و أنه كان يرينا مثل ذلك كثيرا

-روایت-1-2-روایت-141-483

و عن فرات بن أحنف عن يحيي ابن أم الطويل عن رشيد الهجري قال دخلنا علي أبي محمد ع بعدمضي أبيه أمير المؤمنين ع فتذاكرنا له شوقنا إليه فقال الحسن أتريدون أن تروه قلنا نعم وأني لنا بذلك و قدمضي لسبيله فضرب بيده إلي ستر كان معلقا علي باب

في صدر المجلس فرفعه فقال انظروا

[ صفحه 811]

من في هذاالبيت فإذا أمير المؤمنين جالس كأحسن مارأيناه في حياته . فقال هو هو ثم خلي الستر من يده فقال بعضنا هذا ألذي رأيناه من الحسن كالذي نشاهد من دلائل أمير المؤمنين ومعجزاته

و عن الباقر عن أبيه ع أنه قال صار جماعة من الناس بعد الحسن إلي الحسين ع فقالوا يا ابن رسول الله ماعندك من عجائب أبيك التي كان يريناها فقال هل تعرفون أبي قالوا كلنا نعرفه فرفع له سترا كان علي باب بيت ثم قال انظروا في البيت فنظروا فقالوا هذا أمير المؤمنين ونشهد أنك خليفة الله حقا

-روایت-1-2-روایت-38-310

و قدروي الرواة من أصحابنا أن الله خلق ملائكة علي صورة محمدص و علي وجميع الأئمة ع . و كان النبي ص حدث أصحابه بأنه رأي ليلة المعراج في كل سماء ملكا علي صورة علي بن أبي طالب ع فقال جبرئيل يا محمد إن ملائكة السماء كانوا

[ صفحه 812]

يشتاقون إلي علي ع فخلق الله لهم ملكا في كل سماء علي صورته ليستأنسوا به و لايخفي أن يوم بدر كانت الملائكة المنزلون لنصرة رسول الله ص كلهم كانوا علي صورة علي ع ليكونوا في

قلوب الكفار أهيب علي أنه

روي أن عليا ع قال للحارث الهمداني

-روایت-1-2-روایت-7-41

ياحار همدان من يمت يرني || من مؤمن أومنافق قبلا

و هذاالكلام منه ع عام يتناول حال حياته والحال التي بعدوفاته

[ صفحه 813]

فصل

و عن محمد بن الحسن الصفار حدثنا الحسن بن علي حدثناالعباس بن عامر عن أبان عن بشير النبال عن أبي جعفرالباقر ع قال كنت خلف أبي و هو علي بغلته فنفرت فإذا رجل في عنقه سلسلة و رجل يتبعه فقال لأبي يا علي بن الحسين اسقني فقال الرجل ألذي خلفه كأنه موكل به لاتسقه لاسقاه الله فإذا هومعاوية

-روایت-1-2-روایت-127-316

[ صفحه 814]

و عن الصفار عن الحجال عن الحسن بن الحسين عن ابن سنان عن عبدالملك القمي عن أخيه إدريس عن أبي عبد الله ع سمعته يقول بينا أنا و أبي ع متوجهين إلي مكة فتقدمني أبي في موضع يقال له ضجنان إذ جاءني رجل في عنقه سلسلة يجرها فأقبل علي فقال اسقني اسقني اسقني فسمعه أبي وصاح لاتسقه لاسقاه الله و إذا رجل تبعه حتي جذب سلسلته وطرحه علي وجهه فغاب في أسفل درك من النار

قال لي أبي هذاالشامي لعنه الله

-روایت-1-2-روایت-134-438

[ صفحه 815]

و عن الصفار عن أحمد بن محمد عن الحسين بن سعيد عن ابراهيم بن أبي البلاد عن علي بن المغيرة قال نزل أبو جعفر ع بوادي ضجنان فسمعناه يقول ثلاث مرات لاغفر الله لك فقال له أبي لمن تقول جعلت فداك قال مر بي الشامي لعنه الله يجر سلسلته التي في عنقه و قددلع لسانه يسألني أن أستغفر له فقلت لاغفر الله له ووادي ضجنان من أودية جهنم . و عن الصفار عن أحمد بن محمد بن عيسي عن الحسين بن سعيد عن أبي الصخر قال وحدثني الحسن بن علي بن فضال قال دخلت أنا و رجل من أصحابنا علي عيسي بن عبد الله أبي طاهر العلوي قال أبوالصخر أظنه من ولد عمر بن علي

[ صفحه 816]

قال و كان نازلا في دار الصيديين فدخلنا إليه عندالعصر و بين يديه ركوة فيهاماء و هويتمسح منها فسلمنا عليه فرد علينا السلام ثم ابتدأنا فقال معكما أحد قلنا لافالتفت يمينا وشمالا فلم ير أحدا فقال أخبرني أبي عن جدي أنه كان مع الباقر ع بمني و هويرمي الجمار فرمي وبقي في يده خمس حصيات فرمي باثنتين في ناحية من الجمرة

وبثلاث في ناحية منها فقال له جدي جعلني الله فداك لقد رأيتك صنعت شيئا ماصنعه أحد إنك رميت بحصياتك في العقبات ثم رميت بخمس بعد ذلك يمنة ويسرة قال نعم يا ابن عم إذا كان في كل موسم يخرج الله القاسطين الناكثين غضين طريين فيصلبان هاهنا لايراهما إلاالإمام فرميت الأول بثنتين والثاني بثلاث لأنه أكفر وأظهر لعداوتنا والأول أدهي وأمر

[ صفحه 817]

فصل

و عن الصفار عن معاوية بن حكيم عن الحسن بن علي الوشاء عن أبي الحسن الرضا ع قال قال لي بخراسان رأيت رسول الله ص هاهنا والتزمته

-روایت-1-2-روایت-89-143

و عن الصفار عن أحمد بن محمد بن عيسي عن الحسين بن سعيد و عن محمد بن الحسين عن ابراهيم بن أبي البلاد قال قلت للرضا ع حدثني عبدالكريم بن حسان عن عبيد بن الله بن بشير الخثعمي عن أبيك ع أنه قال كنت رديف أبي ع و هويريد العريض قال فلقيه شيخ أبيض الرأس واللحية يمشي فنزل أبي إليه فقبل ما بين عينيه

-روایت-1-2-روایت-118-ادامه دارد

[ صفحه 818]

قال ابراهيم و لاأعلمه إلا قد قال وقبل يده ثم جعل يقول له جعلت فداك والشيخ

يوصيه فكان آخر ماوصاه به انظر لاتدع الأربع ركعات قال ثم غاب الشيخ و قال جعفر أبي وركب فقلت له ياأبت من هذا ألذي صنعت به ما لم أرك صنعت بأحد من الناس قبله فقال يابني هذا أبي

-روایت-از قبل-286

و عن الصفار عن محمد بن عيسي عن محمد بن سنان عن عمار بن مروان عن سماعة قال دخلت علي أبي عبد الله ع و أناأحدث نفسي فرآني فقال ما لك تحدث نفسك تشتهي أن تري أبا جعفرفقلت نعم قال قم فادخل هذاالبيت فانظر قال فدخلت فإذا أبو جعفر ع ومعه قوم من الشيعة ممن مات قبله وبعده

-روایت-1-2-روایت-83-297

و عن الصفار عن الحسن بن علي بإسناده قال سئل الحسن بن علي ع بعدمضي أمير المؤمنين عن أشياء فقال لهم أتعرفون أمير المؤمنين إذارأيتموه قالوا نعم قال فارفعوا هذاالستر فرفعوه فإذاهم به ع لاينكرونه فقال لهم علي ع إنه يموت من مات منا و ليس بميت ويبقي من بقي حجة عليكم

-روایت-1-2-روایت-48-294

[ صفحه 819]

و عن الصفار عن محمد بن عيسي عن ابراهيم بن أبي البلاد عن عبيد بن عبدالرحمن الخثعمي عن أبي

جعفر ع قال خرجت مع أبي ع إلي بعض أمواله فلما صرنا في الصحراء استقبله شيخ فنزل إليه أبي وسلم عليه فجعلت أسمعه و هو يقول جعلت فداك ثم تساءلا طويلا ثم ودعه أبي وقام الشيخ فانصرف و أبي ينظر خلفه حتي غاب شخصه عنه فقلت لأبي من هذاالشيخ ألذي سمعتك تعظمه في مساءلتك قال يابني هذاجدك الحسين ع

-روایت-1-2-روایت-115-424

و عن الصفار عن علي بن الحسن بن فضال عن أبيه عن العلاء بن يحيي المكفوف عن عمر بن أبي زياد عن عطية الأبزاري أنه قال طاف رسول الله ص بالكعبة فإذاآدم بحذاء الركن اليماني فسلم عليه ثم انتهي إلي الحجر فإذانوح بحذائه رجل طوال فسلم عليه

[ صفحه 820]

فصل

و عن الصفار عن محمد بن عيسي عن عثمان بن عيسي عن رجل من أصحابه سماه عن عباية الأسدي قال دخلت علي علي ع وعنده رجل حسن الهيئة و هومقبل عليه يكلمه قال فلما قام الرجل قلت يا أمير المؤمنين من هذا ألذي شغلك عنا لاأعرفه قال هذايوشع بن نون وصي موسي بن عمران

-روایت-1-2-روایت-100-284

و عن الصفار عن الحسن بن

علي بن عبد الله عن علي بن حسان عن عمه عبدالرحمن بن كثير عن أبي عبد الله ع قال إن عليا لماعبر الفرات يريد صفين انفلق الجبل عن هامة بيضاء و هويوشع

-روایت-1-2-روایت-121-194

و هذاالخبر قدمضي في معجزات علي ع

[ صفحه 821]

فصل

و عن الصفار عن أحمد بن الحسين عن أحمد بن محمد بن عيسي عن الحسن بن برة عن إسماعيل بن عبدالعزيز عن أبان عن أبي بصير قلت لأبي عبد الله ع مافضلنا علي من خالفنا فو الله إني أري الرجل منهم أرخي بالا وأنعم عيشا وأحسن حالا وأطمع في الجنة قال فسكت عني حتي كنا بالأبطح من مكة ورأينا الناس يضجون إلي الله قال يا أبا محمدهل تسمع ماأسمع قلت أسمع ضجيج الناس إلي الله قال ماأكثر الضجيج والعجيج وأقل الحجيج و ألذي بعث بالنبوة محمدا وعجل بروحه إلي الجنة مايتقبل الله إلامنك و من أصحابك خاصة قال ثم مسح يده علي وجهي فنظرت فإذاأكثر الناس خنازير وحمير وقردة إلا رجل بعد رجل

-روایت-1-2-روایت-129-615

و عن أبي سليمان داود بن عبد الله عن سهل بن زياد أخبرنا عثمان بن عيسي عن الحسن بن

علي بن أبي حمزة عن أبيه عن أبي بصير قال قلت لأبي جعفر ع أنامولاك و من شيعتك ضعيف ضرير اضمن لي الجنة

-روایت-1-2-روایت-140-ادامه دارد

[ صفحه 822]

قال أ و لاأعطيك علامة الأئمة قلت و ماعليك أن تجمعها لي قال وتحب ذلك قلت كيف لاأحب فما زاد أن مسح علي بصري فأبصرت جميع ما في السقيفة التي كان فيهاجالسا قال يا أبا محمدمد بصرك فانظر ماذا تري بعينيك قال فو الله ماأبصرت إلاكلبا وخنزيرا وقردا قلت ما هذاالخلق الممسوخ قال هذا ألذي تري هذاالسواد الأعظم لوكشف الغطاء للناس مانظر الشيعة إلي من خالفهم إلا في هذه الصور ثم قال يا أبا محمد إن أحببت تركتك علي حالك هكذا وحسابك علي الله و إن أحببت ضمنت لك علي الله الجنة ورددتك إلي حالتك الأولي قلت لاحاجة لي إلي النظر إلي هذاالخلق المنكوس ردني ردني فما للجنة عوض فمسح يده علي عيني فرجعت كماكنت

-روایت-از قبل-645

[ صفحه 823]

فصل

و عن الصفار عن أحمد بن محمد بن عيسي عن الحسين بن سعيد عن الحسن بن علي عن كرام عن عبد الله بن طلحة قال سألت أبا عبد الله ع

عن الوزغ فقال هورجس مسخ فإذاقتلته فاغتسل ثم قال إن أبي ع كان قاعدا يوما في الحجر إذابوزغ يولول قال إنه يقول لئن شتمتم عثمان لأشتمن عليا ثم قال إن الوزغ من مسوخ بني مروان لعنهم الله

-روایت-1-2-روایت-118-348

و عن أبي بصير جدعان بن نصر أخبرنا البرقي محمد بن خالد أخبرنا محمد بن سنان عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال بينا علي بالكوفة إذ أحاطت به اليهود فقالوا أنت ألذي تزعم أن الجري منا معشر اليهود ثم مسخ فقال لهم نعم ثم ضرب يده إلي الأرض فتناول منها عودا فشقه باثنين وتكلم عليه بكلام وتفل عليه ثم رمي به في الفرات فإذاالجري يتراكب بعضه علي بعض و يقول بصوت عال يا أمير المؤمنين

-روایت-1-2-روایت-121-ادامه دارد

[ صفحه 824]

نحن طائفة من بني إسرائيل عرضت علينا ولايتكم فأبينا أن نقبلها فمسخنا الله جريا

-روایت-از قبل-85

و قدروي الشيخ المفيد في الإرشاد أن الماء طغي في الفرات وزاد حتي أشفق أهل الكوفة من الغرق ففزعوا إلي أمير المؤمنين ع فركب بغلة رسول الله ص وخرج و الناس معه إلي شاطئ الفرات فنزل ع وأسبغ الوضوء وصلي منفردا بنفسه و الناس

يرونه ودعا الله بدعوات سمعها أكثرهم ثم تقدم إلي الفرات متوكئا علي قضيب بيده حتي ضرب به صفحة الماء و قال انقص بإذن الله ومشيئته فغاض الماء حتي بدت الحيتان في قعر الفرات فنطق كثير منها بالسلام علي أمير المؤمنين بإمرة المؤمنين و لم ينطق منها أصناف من السمك وهي الجري والزمار والمارماهي

-روایت-1-2-روایت-37-ادامه دارد

[ صفحه 825]

فتعجب الناس لذلك وسألوه عن علة نطق مانطق وصمت ماصمت فقال ع أنطق الله لي من السمك ماطهر وأصمت عني ماحرمه ونجسه وأبعده إن الجريث مسخ و إن من اليهود من مسخه الله جريا

-روایت-از قبل-188

فصل

عن أبي بصير جدعان بن نصر حدثنا أبو عبد الله محمد بن مسعدة حدثنا محمد بن حمويه بن إسماعيل الأربنوئي عن أبي عبد الله الزبيني عن عمر بن أذينة قال قيل لأبي عبد الله ع إن الناس يحتجون علينا ويقولون إن أمير المؤمنين زوج فلانا ابنته أم كلثوم

-روایت-1-2-روایت-156-ادامه دارد

[ صفحه 826]

و كان متكئا فجلس و قال وتقبلون أن عليا أنكح فلانا بنته إن قوما يزعمون ذلك لايهتدون إلي سواء السبيل و لاالرشاد فصفق بيده و قال سبحان الله أ ما كان أمير المؤمنين ع يقدر أن يحول بينه

وبينها فينقذها كذبوا لم يكن ماقالوا إن فلانا خطب إلي علي ع بنته أم كلثوم فأبي علي ع فقال للعباس و الله لئن لم يزوجني لأنتزعن منك السقاية وزمزم فأتي العباس عليا ع فكلمه فأبي عليه فألح العباس فلما رأي أمير المؤمنين ع مشقة كلام الرجل علي العباس و أنه سيفعل بالسقاية ما قال أرسل أمير المؤمنين ع إلي جنية من أهل نجران يهودية يقال لها سحيقة بنت جريرية فأمرها فتمثلت في مثال أم كلثوم وحجبت الأبصار عن أم كلثوم وبعث بها إلي الرجل فلم تزل عنده حتي أنه استراب بهايوما فقال ما في الأرض أهل بيت أسحر من بني هاشم ثم أراد أن يظهر ذلك للناس فقتل وحوت الميراث وانصرفت إلي نجران وأظهر أمير المؤمنين ع أم كلثوم

-روایت-از قبل-857

[ صفحه 827]

فصل

و عن الصفار عن محمد بن الحسين عن عبد الله بن جبلة عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير قال حججت مع أبي عبد الله ع فلما كنا في الطواف قلت يا ابن رسول الله يغفر الله لهذا الخلق قال إن أكثر من تري قردة وخنازير قلت أرنيهم

فتكلم بكلمات ثم أمر يده علي بصري فرأيتهم قردة وخنازير كما قال قلت فرد بصري فدعا فرأيتهم كمارأيتهم في المرة الأولي خلقا سويا ثم قال أنتم في الجنة تحبرون و بين أطباق النار تطلبون فلاتوجدون و الله لايجتمع في النار منكم اثنان لا و الله و لاواحد

-روایت-1-2-روایت-98-500

و عن الصفار عن الحسن بن علي بن فضال عن أحمد بن هلال عن ابن أبي عمير عن حفص بن البختري قال أبو جعفر ع إن رسول الله ص قال لعلي ع إذا أنامت فاستق سبع قرب من بئر غرس ثم غسلني وكفني وخذ بمجامعي

-روایت-1-2-روایت-117-ادامه دارد

[ صفحه 828]

وأجلسني وسائلني عما شئت واحفظ عني واكتب فإنك لاتسألني عن شيء إلاأخبرتك به قال علي ع فأنبأني بما هوكائن إلي يوم القيامة

-روایت-از قبل-137

و عن الصفار عن أحمد بن عيسي عن الحسين بن سعيد عن القاسم بن محمد عن علي بن أبي حمزة عن عمر بن أبي شعبة عن أبان بن تغلب عن أبي عبد الله ع قال لماحضر رسول الله ص الوفاة دخل علي ع عليه فأدخل رأسه معه فقال له يا علي إذا أنامت فغسلني وكفني ثم أقعدني وسائلني واحفظ عني

-روایت-1-2-روایت-160-300

و عن

الصفار عن محمد بن الحسين عن جعفر بن بشير و الحسن بن علي بن فضال جميعا عن مثني الحناط و أحمد بن محمد عن الحسن بن علي الخزار و علي بن الحكم جميعا عن

-روایت-1-2

[ صفحه 829]

مثني الحناط عن الحسين الخزاز عن الحسن بن معاوية قال قال لي جعفرالصادق ع إن رسول الله ص دعا في مرضه عليا فقال له إذا أنامت فغسلني بسبع قرب ماء تسقيها من بئر غرس ونق غسلي وحنطني وكفني ثم أجلسني وضع يدك علي صدري واسألني عما بدا لك واحفظ عني

-روایت-59-272

و قدمضي أمثالها برواية سعد بن عبد الله

فصل

و عن الصفار عن أحمد بن محمد عن علي بن الحكم عن سيف بن عميرة عن أبي الصباح قال حدثناالعلاء بن سيابة عن أبي عبد الله ع قال إنا لنعلم مايحدث بالليل والنهار الأمر بعدالأمر والشي ء بعدالشي ء ينكت في قلوبنا وينقر في آذاننا فنعرفه

-روایت-1-2-روایت-138-246

[ صفحه 830]

و عن حمران بن أعين قال لي أبو جعفر ع إن عليا ع كان محدثا وأخبرت أصحابي بذلك قالوا لي ماصنعت شيئا هلا سألته من كان يحدثه فرجعت إليه و قلت ماقالوا فقال لي يحدثه ملك قلت إنه نبي

قال لا ثم قال أوكصاحب سليمان يعني آصف بن برخيا أوكصاحب موسي أوكذي القرنين أو مابلغكم أنه قال فيكم مثله بل هوأفضلهم وخيرهم

-روایت-1-2-روایت-24-341

و عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال كان علي ع محدثا قلت و ماآية المحدث قال يأتيه الملك فينكت في قلبه كيت وكيت فقال ابن أبي يعفور لأبي عبد الله ع إنا نقول إن عليا ع كان ينكت في أذنه أويقذف في قلبه وإنه كان محدثا قال فلما أكثرت عليه قال لي إن عليا ع كان يوم بني قريظة

-روایت-1-2-روایت-45-ادامه دارد

[ صفحه 831]

والنضير جبرئيل عن يمينه وميكائيل عن يساره يحدثانه و قال أبو عبد الله ع إن الله لم يخل الأرض من عالم يعلم الزيادة والنقصان في الأرض فإذازاد المؤمنون شيئا ردهم و إذانقصوا كمله لهم فقال خذوه كاملا و لو لا ذلك لالتبس علي المؤمنين أمرهم و لم يفرقوا بين الحق والباطل

-روایت-از قبل-291

و عن علي بن الحكم قال حدثنا علي بن النعمان عن علي بن إسماعيل عن محمد بن النعمان عن ابن مسكان عن ضريس قال كنت أنا و أبوبصير عند أبي

جعفر ع فقال له أبوبصير بما يعلم عالمكم قال إن عالمنا لايعلم الغيب و لووكله الله إلي نفسه لكان كبعضكم ولكن يحدث في ساعة بما يحدث في الليل و في ساعة بما يحدث في النهار

-روایت-1-2-روایت-123-ادامه دارد

[ صفحه 832]

الأمر بعدالأمر والشي ء بعدالشي ء بما يكون إلي يوم القيامة و قال أبو جعفر ع ماترك الله الأرض بغير عالم ينقص مازاد ويزيد مانقص و لو لا ذلك لاختلط علي الناس أمرهم وسأله بريد العجلي عن الفرق بين الرسول و النبي والمحدث فقال ع الرسول تأتيه الملائكة ظاهرين وتبلغه الأمر والنهي عن الله تعالي و النبي ألذي يوحي إليه في منامه ليلا ونهارا فما رأي كما هورأي والمحدث يسمع كلام الملائكة و لايري الشخص فينقر في أذنه وينكت في قلبه وصدره

-روایت-از قبل-465

[ صفحه 833]

فصل

و عن الصفار عن محمد بن أحمد عن العباس بن معروف عن أبي القاسم الكوفي عن محمد بن الحسن عن الحسن بن محمد بن عمران عن زرعة عن سماعة عن أبي بصير عن عبدالعزيز قال خرجت مع علي بن الحسين ع إلي مكة فلما وافينا الأبواء و كان ع علي راحلته وكنت

أمشي فإذاقطيع غنم ونعجة قدتخلفت وهي تصيح لسخلة لها خلفها وكلما قامت السخلة صاحت النعجة حتي تتبعها فقال ع يا عبدالعزيز أتدري ماتقول هذه النعجة لسخلتها قلت لا و الله قال إنها تقول لها الحقي بالقطيع فإن أختك في العام الأول تخلفت عن القطيع في هذاالموضع فأكلها الذئب

-روایت-1-2-روایت-177-550

و عن الصفار عن عبد الله بن محمد عن محمد بن ابراهيم حدثنابشير النبال عن علي بن أبي حمزة قال دخل رجل من موالي أبي الحسن

-روایت-1-2-روایت-105-ادامه دارد

[ صفحه 834]

ع فقال له رأيت أن تتغذي عندي فقام فمضي معه فلما دخل بيته وضع له سريرا فقعد عليه و كان تحته زوج حمام فذهب الرجل ليحمل طعامه وعاد إليه فوجده يضحك فقال أضحك الله سنك مم تضحك فقال إن حمامك هذاهدر الذكر علي الأنثي فقال ياسكني وعرسي و الله ما علي وجه الأرض أحد أحب إلي منك ماخلا هذاالقاعد علي السرير فقلت وتفهم ذلك فقال نعم علمنا منطق الطير وأوتينا من كل شيء

-روایت-از قبل-398

و عن الصفار عن محمد بن الحسين عن داود بن فرقد عن عبد الله بن فرقد قال كان أبو عبد الله ع يسير ونحن معه قال

فمر غراب فنعق فقال أبو عبد الله ع مت جوعا فو الله ماتعلم شيئا إلا و أناأعلمه وإني لأعلم بالله منك وصاحت العصافير فقال ع تدرون ماتقول قلنا لا و الله قال إنها

-روایت-1-2-روایت-79-ادامه دارد

[ صفحه 835]

تقول أللهم إنا خلق من خلقك لابد لنا من رزق فارزقنا واسقنا و قال أبو عبد الله ع

-روایت-از قبل-89

إن سليمان قال وَ أُوتِينا مِن كُلّ شَيءٍ وعلم كل شيءعندنا و قال أبو جعفر ع ياأيها الناس علمنا منطق الطير وأوتينا كل شيء

-قرآن-17-42

فصل

و عن جماعة حدثنا أبو الحسن بن عتيق حدثنا أبي حدثناالفضل بن يعقوب البغدادي حدثناالهيثم بن جميل حدثناعمرو بن عبيد عن عيسي بن سلام عن علي بن نصر بن سيار عن الحسن بن علي بن أبي طالب ع

-روایت-1-2

[ صفحه 836]

و عن حذيفة بن اليمان قالابينما النبي ص جالس مع أصحابه إذ أقبلت الريح الدبور فقال لها النبي ص أيتها الريح إني أستودعك إخواننا فرديهم إلينا قالت قدأمرت بالسمع والطاعة لك فدعا ببساط كان أهدي إليه فبسطه ثم دعا بعلي بن أبي طالب ع فأجلسه عليه ثم دعا بأبي ذر والمقداد بن الأسود وعمار بن ياسر وسلمان وطلحة والزبير وسعد بن أبي وقاص و عبدالرحمن بن عوف و أبي بكر وعمر وعثمان

فأجلسهم عليه ثم قال أماإنكم سائرون إلي موضع فيه عين من ماء فانزلوا وتوضئوا وصلوا ركعتين وأدوا إلي الرسالة كماتؤدي إليكم ثم قال أيها الريح استعلي بإذن الله فحملتهم الريح حتي رمتهم إلي بلاد الروم عندأصحاب الكهف فنزلوا وتوضئوا وصلوا فأول من تقدم إلي باب الكهف أبوبكر فسلم فلم يردوا ثم عمر فسلم فلم يردوا ثم تقدم واحد بعدواحد يسلم فلم يردوا ثم قام علي بن أبي طالب ع فأفاض عليه الماء وصلي ركعتين ثم مشي إلي باب الغار فسلم بأحسن ما يكون من السلام فانصدع الكهف ثم قاموا إليه فصافحوه وسلموا عليه بإمرة المؤمنين وقالوا يابقية الله في أرضه بعدرسوله فعلمهم ماأمره رسول الله ثم رد الكهف كما كان فحملتهم الريح فرمتهم في

-روایت-30-ادامه دارد

[ صفحه 837]

مسجد رسول الله ص و قدخرج النبي لصلاة الفجر فصلوا معه

-روایت-از قبل-60

فصل

و عن جماعة حدثنا أبو جعفر محمد بن إسماعيل بن أحمدالبرمكي حدثنا عبد الله بن داهر بن يحيي الأحمري حدثنا أبي عن الأعمش حدثنا أبوسفيان عن أنس قال كنت عند النبي ص و أبوبكر وعمر في ليلة مكفهرة فقال لهما النبي ص قوما فأتيا باب حجرة علي فذهبا فنقرا الباب نقرا خفيا فخرج علي

ع متأزرا بإزار من صوف مترديا بمثله في كفه سيف رسول الله ص فقال لهما أحدث حدث فقالا خير أمرنا رسول الله ص أن نقصد بابك و هوبالأثر إذ أقبل رسول الله ص فقال يا أبا الحسن أخبر أصحابي ماأصابك البارحة قال ع إني لأستحيي قال رسول الله ص إن الله لايستحيي من الحق قال علي ع أصابتني جنابة من فاطمة فطلبت في منزلي ماء فلم أصب فوجهت الحسين كذا و الحسن كذا فأبطئا علي فإذا أنابهاتف يهتف يا أبا الحسن خذ السطل واغتسل فإذا بين يدي سطل من ماء و عليه منديل من سندس فأخذت السطل

-روایت-1-2-روایت-156-ادامه دارد

[ صفحه 838]

فاغتسلت منه وأخذت المنديل فمسحت به ثم رددت المنديل فوق السطل فقام السطل في الهواء فسقط من السطل جرعة وأصابت مني هامتي فوجدت بردها علي الفؤاد فقال النبي ص بخ بخ من كان خادمه جبرئيل

-روایت-از قبل-207

قالوا و حدثناالبرمكي حدثنا عبد الله بن داهر حدثناالحماني حدثنا محمد بن الفضيل عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن سلمان قال قال النبي ص كنت أنا و علي نورا بين يدي الله قبل أن يخلق آدم بأربع عشرة ألف سنة فلما خلق آدم قسم

ذلك النور جزءين فركبه في صلب آدم وأهبطه إلي الأرض ثم حمله في السفينة في صلب نوح ثم قذفه في صلب ابراهيم فجزء أنا وجزء علي والنور الحق يزول معنا حيث زلنا

-روایت-1-2-روایت-147-409

[ صفحه 839]

فصل

و عن محمد بن عبدالحميد عن أبي جميلة عن أبي بكر الحضرمي عن أبي جعفر ع قال من أدرك قائم أهل بيتي من ذي عاهة برأ و من ذي ضعف قوي

-روایت-1-2-روایت-85-146

و عن أبي بكر الحضرمي عن عبدالملك بن أعين قال قمت من عند أبي جعفر ع فاعتمدت علي يدي فبكيت و قلت كنت أرجو أن أدرك هذاالأمر وبي قوة فقال أ ماترضون أن أعداءكم يقتل بعضهم بعضها وأنتم آمنون في بيوتكم إنه لو كان ذلك أعطي الرجل منكم قوة أربعين رجلا وجعلت قلوبكم كزبر الحديد لوقذفت بهاالجبال لفلقوها وكنتم قوام الأرض وخزانها

-روایت-1-2-روایت-54-354

[ صفحه 840]

و عن محمد بن عيسي عن صفوان عن مثني الحناط عن عمرو بن شمر عن جابر قال قال أبو عبد الله ع إن الله نزع الخوف من قلوب أعدائنا وأسكنه قلوب شيعتنا فإذاجاء أمرنا نزع الخوف من قلوب شيعتنا وأسكنه قلوب عدونا فأحدهم أمضي من سنان

وأجرأ من ليث يطعن عدوه برمحه ويضربه بسيفه ويدوسه بقدمه

-روایت-1-2-روایت-99-307

و عن محمد بن عيسي عن صفوان عن مثني الحناط عن أبي خالد الكابلي عن أبي جعفر ع قال إذاقام قائمنا وضع يده علي رءوس العباد فجمع بهاعقولهم وأكمل بهاأخلاقهم

-روایت-1-2-روایت-93-172

و عن أيوب بن نوح عن العباس بن عامر عن ربيع بن محمد عن أبي الربيع الشامي قال سمعت أبا عبد الله ع يقول إن قائمنا إذاقام مد الله لشيعتنا في أسماعهم وأبصارهم حتي لا يكون بينهم

-روایت-1-2-روایت-116-ادامه دارد

[ صفحه 841]

و بين القائم بريد يكلمهم ويسمعون وينظرون إليه و هو في مكانه

-روایت-از قبل-69

و عن موسي بن عمر بن يزيد الصيقل عن الحسن بن محبوب عن صالح بن حمزة عن أبان عن أبي عبد الله ع قال العلم سبعة وعشرون جزءا فجميع ماجاءت به الرسل جزءان فلم يعرف الناس حتي اليوم غيرالجزءين فإذاقام القائم أخرج الخمسة والعشرين جزءا فبثها في الناس وضم إليها الجزءين حتي يبثها سبعة وعشرين جزءا

-روایت-1-2-روایت-112-320

فصل

و عن جماعة عن أبي جعفرالبرمكي عن الحسين بن الحسن حدثنايحيي بن عبدالحميد الحماني حدثناشريك بن حماد عن أبي ثوبان الأسدي و

كان من أصحاب أبي جعفر ع عن الصلت بن المنذر عن المقداد بن الأسود أن النبي ص خرج في طلب الحسن و الحسين ع و قدخرجا من البيت و أنامعه فرأيت أفعي علي الأرض

-روایت-1-2-روایت-206-ادامه دارد

[ صفحه 842]

فلما أحست وطأ النبي ص قامت فنظرت وكانت أعلي من النخلة وأضخم من البكر متبصبصة تخرج من أفواهها النار فهالني ذلك فلما رأت رسول الله ص صارت كأنها خيط فالتفت إلي رسول الله ص فقال لاتدري ماتقول ياأخا كندة قلت الله ورسوله أعلم قال تقول الحمد لله ألذي لم يمتني حتي جعلني حارسا لابني رسول الله فجرت في الرمل رمل الشعاب فنظرت إلي شجرة و أناأعرف ذلك الموضع مارأيت فيه شجرة قط قبل يومي و لارأيتها ولقد أتيتها بعد ذلك اليوم أطلب الشجرة فلم أجدها وكانت الشجرة أظلتهما بورق وجلس النبي ص بينهما فبدأ بالحسن فوضع رأسه علي فخذه الأيمن ثم بالحسين فوضع رأسه علي فخذه الأيسر ثم جعل يرخي لسانه في فم الحسين فانتبه الحسين فقال ياأبة ثم عاد في نومه وانتبه الحسن فقال ياأبة وعاد في نومه فقلت كأن الحسين أكبر فقال النبي ص إن للحسين في

بواطن المؤمنين معرفة مكتومة سل أمه عنه

-روایت-از قبل-1-روایت-2-ادامه دارد

[ صفحه 843]

فلما انتبها حملهما علي منكبيه ثم أتيت أنافاطمة فوقفت بالباب فأتت حمامة وقالت ياأخا كندة فقلت من أعلمك أني بالباب قالت أخبرتني سيدتي أن رجلا بالباب من كندة من أطيبها أخبارا يسألني عن موضع قرة عيني فكبر ذلك عندي فوليتها ظهري كماكنت أفعل حين أدخل علي رسول الله في منزل أم سلمة فقلت لفاطمة مامنزلة الحسين قالت إنه لماولدت الحسن أمرني أبي أن لاألبس ثوبا أجد فيه اللذة حتي أفطمه فأتاني أبي زائرا فنظر إلي الحسن و هويمص النوي قال فطمتيه قلت نعم قال إذاأحب علي الاشتمال فلاتمنعيه فإني أري في مقدم وجهك ضوءا ونورا و ذلك أنك ستلدين حجة لهذا الخلق وحجة علي ذا الخلق فلما أن تم الشهر من حملي وجدت في بطني سخنة فقلت لأبي ذلك فدعا بتور من ماء فتكلم عليه وتفل فيه و قال اشربي فشربت فطرد الله عني ماكنت أجد وصرت في الأربعين من الأيام فوجدت دبيبا في ظهري كدبيب النمل بين الجلدة والثوب فلم أزل علي ذلك حتي تم الشهر الثاني فوجدت الاضطراب والحركة فو الله لقد تحرك في بطني و أنابعيدة عن المطعم

والمشرب فعصمني الله عنهما

-روایت-از قبل-1-روایت-2-ادامه دارد

[ صفحه 844]

كأني شربت منا لبنا حتي تم الثلاثة و أناأجد الخير والزيادة في منزلي فلما صرت في الأربعة آنس الله به وحشتي ولزمت المسجد لاأبرح منه إلالحاجة تظهر لي فكنت في الزيادة والخفة في ظاهري وباطني حتي أكملت الخمسة فلما أن دخلت الستة كنت لاأحتاج في الليلة الظلماء إلي مصباح وجعلت أسمع إذاخلوت بنفسي في مصلاي التسبيح والتقديس في بطني فلما مضي من الستة تسع ازددت قوة وكنت ضعيفة اللذات فذكرت ذلك لأم سلمة فشد الله بهاأزري فلما زادت العشر من الستة وغلبتني عيني أتاني آت في منامي فمسح جناحه علي ظهري ففزعت وقمت وأسبغت الوضوء فصليت ركعتين ثم غلبتني عيني فأتاني آت في منامي و عليه ثياب بيض فجلس عندرأسي فنفخ في وجهي و في قفاي فقمت و أناخائفة فأسبغت الوضوء وأديت أربعا ثم غلبتني عيني فأتاني آت في منامي فأقعدني ورقاني وعوذني فأصبحت و كان يوم أم سلمة المباركة فدخلت في ثوب حمامة ثم أتيت أم سلمة فنظر النبي ص إلي وجهي ورأيت أثر السرور في وجهه فذهب عني ماكنت أجد وحكيت ذلك للنبي ص فقال أبشري أماالأول فخليلي عزرائيل الموكل بأرحام النساء يفتحها و أماالثاني فخليلي ميكائيل الموكل بأرحام

أهل بيتي نفخ فيك فقلت نعم

-روایت-از قبل-1-روایت-2-ادامه دارد

[ صفحه 845]

قالت ثم ضمني إلي نفسه فقال أماالثالث فأخي جبرئيل يقيمه الله بولدك فرجعت فأنزلته في تمام الستة

-روایت-از قبل-109

فصل

وبالإسناد المذكور عن الحسين بن الحسن أخبرنا أبوسمينة محمد بن علي عن جعفر بن محمد عن الحسن بن راشد عن يعقوب بن جعفر بن ابراهيم الجعفري عن أبي ابراهيم ع قال خرج الحسن و الحسين ع حتي أتيا نخل العجوة للخلاء فهويا إلي مكان وولي كل واحد منهما بظهره إلي صاحبه فرمي الله بينهما بجدار يستتر به أحدهما عن صاحبه فلما قضيا حاجتهما ذهب الجدار وارتفع من موضعه وصار في الموضع عين ماء وإجانتان فتوضيا وقضيا ماأرادا ثم انطلقا حتي صارا في بعض الطريق عرض لهما رجل فظ غليظ فقال لهما ماخفتما عدوكما من أين جئتما فقالا إننا جئنا من الخلاء

-روایت-1-2-روایت-176-ادامه دارد

[ صفحه 846]

فهم بهما فسمعوا صوتا يقول ياشيطان أتريد أن تناوي ابني محمدص و قدعلمت بالأمس مافعلت وناويت أمهما وأحدثت في دين الله وسلكت غيرالطريق وأغلظ له الحسين ع أيضا فهوي بيده ليضرب بهاوجه الحسين ع فأيبسها الله من عندمنكبه فأهوي باليسري ففعل الله به مثل ذلك ثم

قال أسألكما بحق جدكما وأبيكما لمادعوتما الله أن يطلقني فقال الحسين ع أللهم أطلقه واجعل له في هذاعبرة واجعل ذلك عليه حجة فأطلق الله يده فانطلق قدامهما حتي أتي عليا ع وأقبل عليه بالخصومة فقال أين دسستهما وكأن هذا كان بعد يوم السقيفة بقليل فقال علي ع ماخرجا إلاللخلاء وجذب رجل منهم عليا حتي شق رداءه فقال الحسين ع للرجل لاأخرجك الله من الدنيا حتي تبتلي بالدياثة في أهلك وولدك و قد كان الرجل يقود ابنته إلي رجل من العراق فلما خرجا إلي منزلهما قال الحسين للحسن ع سمعت جدي يقول إنما مثلكما مثل يونس إذ أخرجه الله من بطن الحوت وألقاه بظهر الأرض وأنبت عليه شجرة من يقطين وأخرج له عينا من تحتها فكان يأكل من اليقطين ويشرب من ماء العين وسمعت جدي يقول أماالعين فلكم و أمااليقطين فأنتم عنه أغنياء و قد قال

-روایت-از قبل-1-روایت-2-ادامه دارد

[ صفحه 847]

الله في يونس وَ أَرسَلناهُ إِلي مِائَةِ أَلفٍ أَو يَزِيدُونَ فَآمَنُوا فَمَتّعناهُم إِلي حِينٍ ولسنا نحتاج إلي اليقطين ولكن علم الله حاجتنا إلي العين فأخرجها لنا وسنرسل إلي أكثر من ذلك فيكفرون ويمتعون إلي حين فقال الحسن ع

قدسمعت هذا

-روایت-از قبل-251

فصل

و عن سعد بن عبد الله حدثنا أحمد بن محمد بن عيسي حدثنا الحسين بن سعيد حدثناالنضر بن سويد عن عاصم بن حميد عن أبي حمزة الثمالي قال قال علي بن الحسين ع كنت مع أبي الليلة التي قتل صبيحتها فقال لأصحابه هذاالليل فاتخذوه جملا فإن القوم إنما يريدونني و لوقتلوني لم يلتفتوا إليكم وأنتم في حل وسعة فقالوا لا و الله لا يكون هذاأبدا قال إنكم تقتلون غدا كذلك لايفلت منكم رجل قالوا الحمد لله ألذي شرفنا بالقتل معك ثم دعا و قال لهم ارفعوا رءوسكم وانظروا

-روایت-1-2-روایت-165-ادامه دارد

[ صفحه 848]

فجعلوا ينظرون إلي مواضعهم ومنازلهم من الجنة و هو يقول لهم هذامنزلك يافلان و هذاقصرك يافلان و هذه درجتك يافلان فكان الرجل يستقبل الرماح والسيوف بصدره ووجهه ليصل إلي منزله من الجنة

-روایت-از قبل-200

فصل في الرجعة

و عن أبي سعيد سهل بن زياد حدثنا الحسن بن محبوب حدثنا ابن فضيل حدثناسعد الجلاب عن جابر عن أبي جعفر ع قال قال الحسين بن علي ع لأصحابه قبل أن يقتل إن رسول الله ص قال يابني إنك ستساق إلي العراق وهي أرض قدالتقي بهاالنبيون وأوصياء النبيين وهي أرض تدعي

عمورا وإنك تستشهد بها ويستشهد معك جماعة من أصحابك لايجدون ألم مس الحديد وتلاقُلنا يا نارُ كوُنيِ بَرداً وَ سَلاماً عَلي اِبراهِيمَتكون الحرب عليك وعليهم بردا وسلاما فأبشروا فو الله لئن قتلونا فإنا نرد علي نبينا ثم أمكث ماشاء الله فأكون أول من تنشق عنه الأرض فأخرج خرجة يوافق ذلك خرجة أمير المؤمنين ع وقيام قائمنا وحياة رسول الله ص ثم لينزلن علي وفد من السماء من عند الله لم ينزلوا إلي الأرض قط ولينزلن إلي جبرئيل وميكائيل وإسرافيل وجنود من الملائكة ولينزلن محمد و علي و أنا وأخي وجميع من من الله عليه في حمولات

-روایت-1-2-روایت-117-ادامه دارد

[ صفحه 849]

من حمولات الرب خيل بلق من نور لم يركبها مخلوق ثم ليهزن محمدص لواءه وليدفعنه إلي قائمنا مع سيفه ثم إنا نمكث من بعد ذلك ماشاء الله ثم إن الله يخرج من مسجد الكوفة عينا من دهن وعينا من لبن وعينا من ماء ثم إن أمير المؤمنين ع يدفع إلي سيف رسول الله ص فيبعثني إلي الشرق والغرب و لاآتي علي عدو إلاأهرقت دمه و لاأدع صنما إلاأحرقته حتي أقع إلي الهند فأفتحها و إن دانيال ويونس يخرجان إلي أمير المؤمنين ع يقولان

صدق الله ورسوله ويبعث معهما إلي البصرة سبعين رجلا فيقتلون مقاتلتهم ويبعث بعثا إلي الروم فيفتح الله لهم ثم لأقتلن كل دابة حرم الله لحمها حتي لا يكون علي وجه الأرض إلاالطيب وأعرض علي اليهود والنصاري وسائر الملل ولأخيرنهم بين الإسلام والسيف فمن أسلم مننت عليه و من كره الإسلام أهرق الله دمه و لايبقي رجل من شيعتنا إلاأنزل الله إليه ملكا يمسح عن وجهه التراب ويعرفه أزواجه ومنازله في الجنة و لايبقي علي وجه الأرض أعمي و لامقعد و لامبتلي إلاكشف الله عنه بلاءه بنا أهل البيت ولتنزلن البركة من السماء إلي الأرض حتي أن الشجرة لتقصف بما يريد

-روایت-از قبل-1-روایت-2-ادامه دارد

[ صفحه 850]

الله فيها من الثمر وليأكلن ثمرة الشتاء في الصيف وثمرة الصيف في الشتاء و ذلك قول الله تعالي وَ لَو أَنّ أَهلَ القُري آمَنُوا وَ اتّقَوا لَفَتَحنا عَلَيهِم بَرَكاتٍ مِنَ السّماءِ وَ الأَرضِ وَ لكِن كَذّبُوا ثم إن الله ليهب لشيعتنا كرامة لايخفي عليهم شيء في الأرض و ما كان فيها حتي أن الرجل منهم يريد أن يعلم علم أهل بيته فيخبرهم بعلم مايعلمون

-روایت-از قبل-367

فصل

و عن محمد بن الحسين بن

أبي الخطاب أخبرنا محمد بن أسلم عن علي بن أبي حمزة عن أبي ابراهيم ع قال ما من ملك يهبطه الله في أمر إلابدأ بالإمام فعرض ذلك عليه و إن مختلف الملائكة من عند الله إلي صاحب هذاالأمر

-روایت-1-2-روایت-111-230

و عن عبد الله بن عامر بن سعد أخبرنا الربيع بن الخطاب عن جعفر بن بشير عن أبان بن عثمان عن سليمان بن خالد عن أبي عبد الله ع في قوله تعالي إِنّ الّذِينَ قالُوا رَبّنَا اللّهُ ثُمّ استَقامُوا تَتَنَزّلُ عَلَيهِمُ المَلائِكَةُ أَلّا تَخافُوا

-روایت-1-2-روایت-137-ادامه دارد

[ صفحه 851]

وَ لا تَحزَنُوا فقال أما و الله لربما وسدناهم الوسائد في منازلنا فقيل له الملائكة يظهرون لكم فقال هم ألطف بصبياننا منا بهم وضرب بيده إلي مساور في البيت فقال و الله طالما انكب عليها الملائكة وربما التقطنا من زغبها

-روایت-از قبل-227

و عن عبد الله بن عامر عن العباس بن معروف عن عبد الله بن عبدالرحمن البصري عن أبي المغراء عن أبي بصير عن خيثمة عن أبي جعفر ع قال نحن الذين إلينا تختلف الملائكة

-روایت-1-2-روایت-145-ادامه دارد

[ صفحه 852]

و قال منا من يسمع الصوت و لايري الصورة و إن الملائكة لتزاحمنا علي تكأتنا وإنا لنأخذ من زغبهم فنجعله سخبا لأولادنا

-روایت-از قبل-122

عن أحمد بن

الحسين أخبرنا الحسن بن برة الأصم عن عبد الله بن بكير عن أبي عبد الله ع قال إن الملائكة لتنزل علينا في رحالنا وتنقلب علي فرشنا وتحضر موائدنا وتأتينا من كل نبات في زمانه برطب ويابس وتقلب علينا أجنحتها وتقلب علي أجنحتها صبياننا وتمنع الدواب أن تصل إلينا وتأتينا في وقت كل صلاة فتصليها معنا و ما من يوم يأتي علينا و لاليل إلا وأخبار أهل الأرض عندنا و مايحدث فيها و ما من ملك يموت في الأرض ويقوم غيره إلا وتأتينا بخبره وكيف كانت سيرته في الدنيا

-روایت-1-2-روایت-100-494

[ صفحه 853]

فصل

و عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب أخبرنا ابراهيم بن أبي البلاد عن سدير الصيرفي عن أبي جعفر ع قال إن لنا خداما من الجن فإذاأردنا السرعة بعثناهم قال سدير أوصاني أبو جعفر ع بحوائج له بالمدينة فخرجت فبينا أنا في فج الروحاء علي راحلتي إذاشخص يلوح بثوبه فملت إليه وظننت أنه عطشان فناولته الإداوة فقال لاحاجة لي فيهافناولني كتابا طينه رطب فلما نظرت إلي الختم إذا هوختم أبي جعفر ع فقلت متي عهدك بصاحب الكتاب فقال الساعة

-روایت-1-2-روایت-112-ادامه دارد

[ صفحه 854]

فقرأته فإذا فيه أشياء يأمرني بهافالتفت فإذا

ليس عندي أحد فقدم أبو جعفر ع فلقيته فقلت له رجل أتاني بكتابك وطينه رطب فقال نعم إذاعجل بنا أمر أرسلنا بعضهم يعني الجن

-روایت-از قبل-182

و قال أبو جعفر ع بينا أمير المؤمنين ع قاعد إذ أقبل ثعبان و قال أناعمرو بن عثمان خليفتك علي الجن و إن أبي مات وأوصاني أن آتيك وأستطلع رأيك فقد أتيتك فما تأمرني به يا أمير المؤمنين و ماتري فقال له أوصيك بتقوي الله و أن تنصرف وتقوم مقام أبيك في الجن فإنك خليفتي عليهم فانصرف ثم قيل يا أمير المؤمنين يأتيك عمرو قال نعم وذاك واجب عليه

-روایت-1-2-روایت-22-372

[ صفحه 855]

و عن أحمد بن محمد بن عيسي عن علي بن الحكم عن مالك بن عطية عن أبي حمزة الثمالي قال جئت أستأذن علي أبي جعفر ع فقيل لي إن عنده قوما اثبت قليلا حتي يخرجوا فخرج علي قوم أنكرتهم و لم أعرفهم ثم أذن لي فدخلت و قلت هذازمان بني أمية وسيفهم يقطر دما ورأيت قوما عندك أنكرتهم فقال هؤلاء وفد شيعتنا من الجن سألونا عن معالم ديننا

-روایت-1-2-روایت-95-351

قال أبوحمزة كنت مع أبي عبد الله ع فيما بين مكة والمدينة إذ

التفت عن يساره و إذاكلب أسود فقال ما لك ماأشد مسارعتك و إذا هوشبه الطائر فقلت ما هذا قال هذاعثيم بريد الجن مات هشام الساعة فهو ينعاه في كل بلدة ويطير

-روایت-1-2-روایت-16-232

[ صفحه 856]

و قال أبو عبد الله ع بينا رسول الله ص بين جبال تهامة إذا رجل متكئ علي عكازة طويل كأنه نخلة فقال النبي ص نغمة جني قال أناالهام بن الهيثم بن لاقيس بن إبليس قال مابينك و بين إبليس إلاأبوان قال نعم قال وكم أتي عليك قال أكلت عمر الدنيا إلاأقله أناكنت يوم قتل قابيل هابيل غلام أفهم الكلام وأنهي عن الاستعصام وأطوف الآجام وأعلو الآكام وآمر بقطيعة الأرحام وأفسد الطعام فقال النبي ص بئس سيرة الشيخ المتأمل والشاب المؤمل قال إني تائب و قدجرت توبتي علي يد نوح ع وكنت معه في السفينة و

-روایت-1-2-روایت-27-ادامه دارد

[ صفحه 857]

وعاتبته علي دعائه علي قومه ثم كنت مع هود ع في مسجده مع الذين آمنوا معه فعاتبته علي دعائه علي قومه ولقد كنت مع إلياس ع بالرمل وكنت مع ابراهيم ع حين كاده قومه وألقوه في النار فكنت

بين المنجنيق والنار فجعلها الله عليه بردا وسلاما ثم كنت مع يوسف ع حين حسده إخوته وألقوه في الجب فبادرته إلي قعر الجب وتناولته ووضعته وضعا رفيقا ثم كنت معه في السجن أؤنسه حتي أخرجه الله ثم كنت مع موسي ع وعلمني سفرا من التوراة و قال لي إن أدركت عيسي فاقرأه مني السلام فلقيته وأقرأته السلام من موسي وكنت معه وعلمني سفرا من الإنجيل و قال لي إن أدركت محمدا فاقرأه مني السلام فعيسي يا رسول الله يقرأ عليك السلام فقال ص علي عيسي روح الله وكلمته مادامت السماوات و الأرض السلام وعليك ياهام لمابلغت السلام فارفع إلينا حوائجك فقال حاجتي أن يبقيك الله لأمتك ويصلحهم لك ويرزقهم الاستقامة لوصيك من بعدك فإن الأمم السالفة إنما هلكت بعصيان الأوصياء وحاجتي أن تعلمني يا رسول الله سورا من القرآن أصلي بها فقال رسول الله ص لعلي ع علم الهام وارفق فقال هام يا رسول الله و من هذا ألذي ضممتني إليه فإنا معشر الجن

-روایت-از قبل-1-روایت-2-ادامه دارد

[ صفحه 858]

أمرنا ألا نتبع إلانبيا أووصي نبي فقال رسول الله ص ياهام من وجدتم

في الكتب وصي آدم قال شيث قال فمن كان وصي نوح قال سام قال فمن كان وصي هود قال يوحنا بن حنان ابن عم هود قال فمن كان وصي ابراهيم قال إسماعيل ووصي إسماعيل إسحاق قال فمن كان وصي موسي قال يوشع بن نون قال فمن كان وصي عيسي قال شمعون بن حمون الصفاء ابن عم مريم قال فلم كانوا هؤلاء أوصياء الأنبياء قال لأنهم كانوا أزهد الناس في الدنيا وأرغب الناس في الآخرة قال فمن وجدتم في الكتب وصي محمد قال هو في التوراة اليا قال رسول الله ص إن هذااليا هذا علي وصيي وأخي و هوأزهد الناس في الدنيا وأرغب الناس إلي الله في الآخرة فسلم هام علي علي ع ثم قال يا رسول الله فله اسم غير هذا قال نعم هوحيدرة فعلمه علي ع سورا من القرآن فقال هام يا علي ياوصي محمدص أكتفي بما علمتني من القرآن في صلاتي قال نعم قليل القرآن كثير وجاء هام بعدفسلم علي رسول الله ص وودعه وانصرف فلم يلقه حتي قبض ص فلما كان يوم الهرير تراءي لأمير المؤمنين ع فقال ياوصي محمدإنا وجدنا في كتب

الأنبياء أن الأصلع وصي محمدخير الناس فكشف ع عن رأسه مغفره و قال أنا و الله ذاك ياهام

-روایت-از قبل-1099

[ صفحه 859]

فصل

و عن محمد بن عيسي بن عبيد عن الحسن بن علي عن جعفر بن بشير عن عمر بن أبان عن معتب غلام الصادق قال كنت مع أبي عبد الله ع بالعريض فجاء يمشي حتي دخل مسجدا كان يتعبد فيه أبوه و هويصلي في موضع من المسجد فلما انصرف قال يامعتب تري هذاالموضع قلت نعم قال بينا أبي ع يصلي في هذاالمكان إذ دخل شيخ يمشي حسن السمت فجلس فبينما هوجالس إذ جاء رجل آدم حسن الوجه والتمسه فقال للشيخ مايجلسك ليس بهذا أمرت فقاما وانصرفا فتواريا عني فلم أر شيئا فقال أبي يابني هل رأيت الشيخ وصاحبه قلت نعم فمن الشيخ و من صاحبه قال الشيخ ملك الموت و ألذي جاء فأخرجه جبرئيل

-روایت-1-2-روایت-112-600

[ صفحه 860]

و عن أحمد بن محمد بن عيسي عن الحسين بن سعيد عن فضالة بن أيوب عن أبان بن عثمان عن زرارة قال قال أبو عبد الله ع بينا أنا في الدار مع جارية لي إذ أقبل رجل قاطب بوجهه فلما رأيته

علمت أنه ملك الموت فاستقبله رجل آخر أطلق منه وجها وأطلق بشرا فقال له ليس بذا أمرت فبينا أناأحدث الجارية وأعجب مما رأيت إذ قبضت

-روایت-1-2-روایت-125-333

و عن محمد بن عيسي بن عبيد عن صفوان بن يحيي عن أبي علي الخراساني عن أبان بن تغلب عن أبي عبد الله ع قال كأني بطائر أبيض فوق الحجر فيخرج من تحته رجل يحكم بين الناس بحكم آل داود وسليمان و لايبتغي بينة

-روایت-1-2-روایت-119-225

و قال حمران بن أعين لأبي عبد الله ع أنبياء أنتم قال لا قلت حدثني من لاأتهمه أنكم أنبياء قال من هو أبوالخطاب قلت نعم قال هجر قلت بما تحكمون قال لاتذهب الدنيا حتي يخرج واحد مني يحكم بحكومة آل داود و لايسأل عن بينة يعطي كل نفس حكمها

-روایت-1-2-روایت-3-258

[ صفحه 861]

و عن يعقوب بن يزيد عن محمد بن أبي عمير عن منصور بن يونس عن فضيل الأعور عن أبي عبيدة الحذاء قال كنا زمان أبي جعفر ع حين قبض نتردد كالغنم لاراعي لها فلقيت سالم بن أبي حفصة فقال يا أباعبيدة من إمامك قلت أئمتي آل محمدص قال هلكت وأهلكت أ ماسمعت أنت و أنا أبا جعفر ع و

هو يقول من مات و ليس عليه إمام مات ميتة جاهلية فقلت بلي لعمري فرزقنا الله المعرفة فقلت لأبي عبد الله ع إن سالما قال لي كذا وكذا فقال لي إنه مامات منا ميت حتي يخلف الله من بعده من يعلم علمه ويعمل عمله و ليس تميل به شهوته ويدعو إلي مثل ألذي دعا إليه من كان قبله إنه إذاقام قائمنا حكم بحكم داود وسليمان لايسأل الناس بينة

-روایت-1-2-روایت-105-647

[ صفحه 862]

و عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن أبي جميلة المفضل بن صالح عن جابر بن يزيد قلت لأبي جعفر ع لأي شيءسمي المهدي قال لأنه يهدي لأمر خفي يبعث إلي الرجل من أصحابه لايعرف له ذنب فيقتله

-روایت-1-2-روایت-119-237

فصل

وروي لنا جماعة عن جماعة عن أبي جعفر بن بابويه حدثنا أبي حدثناسعد بن عبد الله عن أحمد بن محمد بن عيسي عن الحسين بن سعيد عن عبدالرحمن بن أبي نجران عن عاصم بن حميد عن فضيل الرسان عن أبي جعفر ع أن جماعة قالوا لعلي ع يا أمير المؤمنين لوأريتنا مانطمئن إليه مما أنهي إليك رسول الله ص

قال لورأيتم عجيبة من عجائبي لكفرتم وقلتم ساحر كذاب وكاهن و هو من أحسن قولكم قالوا مامنا أحد إلا و هويعلم أنك ورثت رسول الله ص وصار إليك علمه قال علم العالم شديد و لايحتمله إلامؤمن امتحن الله قلبه للإيمان وأيده بروح منه ثم قال أما إذاأبيتم إلا أن أريكم بعض عجائبي و ماآتاني الله من العلم

-روایت-1-2-روایت-215-ادامه دارد

[ صفحه 863]

فاتبعوا أثري إذاصليت العشاء الآخرة فلما صلاها أخذ طريقه إلي ظهر الكوفة فاتبعه سبعون رجلا كانوا في أنفسهم خيار الناس من شيعته فقال لهم علي ع إني لست أريكم شيئا حتي آخذ عليكم عهد الله وميثاقه أن لاتكفروني و لاترموني بمعضلة فو الله ماأريكم إلا ماعلمني رسول الله ص فأخذ عليهم العهد والميثاق أشد ماأخذ الله علي رسله من عهد وميثاق ثم قال حولوا وجوهكم عني حتي أدعو بما أريد فسمعوه جميعا يدعو بدعوات لايعرفونها ثم قال حولوها فحولوها فإذاجنات وأنهار وقصور من جانب والسعير تتلظي من جانب حتي أنهم ماشكوا أنهما الجنة والنار فقال أحسنهم قولا إن هذالسحر عظيم ورجعوا كفارا إلارجلين فلما رجع مع الرجلين قال لهما قدسمعتما مقالتهم وأخذي العهود والمواثيق عليهم ورجوعهم يكفرونني أما و الله إنها

لحجتي عليهم غدا عند الله فإن الله ليعلم أني لست بساحر و لاكاهن و لايعرف هذا لي و لالآبائي ولكنه علم الله وعلم رسوله أنهاه إلي رسوله وأنهاه إلي رسوله وأنهيته إليكم فإذارددتم علي رددتم علي الله حتي إذاصار إلي مسجد الكوفة دعا بدعوات يسمعان فإذاحصي المسجد در وياقوت فقال لهما ما ألذي تريان فقالا هذادر وياقوت فقال صدقتما لوأقسمت علي ربي فيما هوأعظم من هذالأبر قسمي

-روایت-از قبل-1-روایت-2-ادامه دارد

[ صفحه 864]

فرجع أحدهما كافرا و أماالآخر فثبت فقال ع إن أخذت شيئا ندمت و إن تركت ندمت فلم يدعه حرصه حتي أخذ درة فصرها في كمه حتي إذاأصبح نظر إليها فإذاهي درة بيضاء لم ينظر الناس إلي مثلها قط فقال يا أمير المؤمنين إني أخذت من ذلك الدر واحدة وهي معي قال و مادعاك إلي ذلك قال أحببت أن أعلم أحق هوأم باطل قال إنك إن رددتها إلي موضعها ألذي أخذتها منه عوضك الله منها الجنة و إن أنت لم تردها عوضك الله منها النار فقام الرجل فردها إلي موضعها ألذي أخذها منه فحولها الله حصاة كماكانت فبعضهم قال كان هذاميثم التمار وبعضهم قال كان عمرو بن الحمق الخزاعي

-روایت-از قبل-578

فصل

و عن قتيبة

بن الجهم قال لمادخل علي ع إلي بلاد صفين مر بقرية يقال لها صندوداء فعبر عنها وعرس بنا في أرض بلقع

-روایت-1-2-روایت-29-ادامه دارد

[ صفحه 865]

فقال مالك بن الحارث الأشتر نزلت علي غيرماء فقال إن الله يسقينا في هذاالمكان ماء أصفي من الياقوت وأبرد من الثلج فتعجبنا و لاعجب من قول أمير المؤمنين ع فوقف علي أرض فقال يامالك احتفر أنت وأصحابك فاحتفرنا فإذانحن بصخرة سوداء عظيمة فيهاحلقة تبرق كاللجين فلم نستطع أن نزيلها فقال علي ع أللهم إني أسألك أن تمدني بحسن المعونة وتكلم بكلام حسبناه سريانيا ثم أخذها فرمي بهافظهر لنا ماء عذب طيب فشربنا وسقينا دوابنا ثم رد الصخرة عليه وأمرنا أن نحثوا التراب عليها فلما سرنا غيربعيد قال ع من يعرف منكم موضع العين قلنا كلنا فرجعنا فخفي علينا أشد خفاء فإذانحن بصومعة راهب فدنونا منها و منه فقلنا هل عندك ماء فسقانا ماء مرا خشنا فقلنا له لوشربت من الماء ألذي سقانا منه صاحبنا من عين هاهنا فقال صاحبكم نبي قلنا وصي نبي فانطلق معنا إلي علي ع فلما بصر به أمير المؤمنين ع قال شمعون قال نعم هذااسم سمتني به أمي مااطلع عليه أحد إلا الله ثم

قال مااسم هذه العين قال ع اسمها عين راحوما من الجنة شرب منها ثلاثمائة نبي وثلاثمائة وصي و أناآخر الوصيين شربت منها

-روایت-از قبل-1-روایت-2-ادامه دارد

[ صفحه 866]

فقال الراهب هكذا وجدت في جميع الكتب و أناأشهد أن لاإله إلا الله و أن محمدا رسول الله وأنك وصي محمد ثم قال علي ع و الله لو أن رجلا منا قام علي جسر ثم عرضت عليه هذه الأمة لحدثهم بأسمائهم وأنسابهم

-روایت-از قبل-219

فصل

و عن أحمد و عبد الله ابني محمد بن عيسي عن أبيهما عن عبد الله بن المغيرة عن عبد الله بن مسكان قال قال أبو عبد الله ع في قوله تعالي وَ كَذلِكَ نرُيِ اِبراهِيمَ مَلَكُوتَ السّماواتِ وَ الأَرضِ قال كشط الله لإبراهيم السماوات حتي نظر إلي مافوق العرش وكشطت له الأرض حتي رأي ماتحت تخومها و مافوق الهواء وفعل بمحمدص مثل

-روایت-1-2-روایت-131-ادامه دارد

[ صفحه 867]

ذلك وإني لأري صاحبكم والأئمة من بعده قدفعل بهم مثل ذلك

-روایت-از قبل-67

وسأله أبوبصير هل رأي محمدص ملكوت السماوات و الأرض كمارأي ذلك ابراهيم قال نعم وصاحبكم والأئمة من بعده

-روایت-1-2-روایت-3-118

و قال أبو جعفر ع في قوله تعالي وَ كَذلِكَ نرُيِ اِبراهِيمَكشطت له السماوات السبع حتي

نظر إلي السماء السابعة و ما فيها والأرضين السبع حتي نظر إليهن و مافيهن وفعل بمحمدص كمافعل بإبراهيم ع وإني لأري صاحبكم قدفعل به مثل ذلك والأئمة من بعده مثل ذلك

-روایت-1-2-روایت-22-275

و عن أحمد بن محمد بن عيسي عن علي بن الحكم عن سيف بن عميرة عن حسان بن مهران الجمال عن أبي داود السبيعي عن بريدة الأسلمي قال كنت جالسا عند رسول الله ص و علي ع جالس معه إذ قال يا علي أ لم أشهدك معي سبعة مواطن حتي ذكر المواطن الثلاثة

-روایت-1-2-روایت-140-ادامه دارد

[ صفحه 868]

والموطن الرابع ليلة الجمعة أريت ملكوت السماوات و الأرض ورفعت إلي حتي نظرت إلي ما فيها واشتقت إليك فدعوت الله تعالي فإذا أنت معي فلم أر من ذلك شيئا إلا و قدرأيته

-روایت-از قبل-183

و عن محمد بن عيسي بن عبيد عن أبي عبد الله زكريا بن محمدالمؤمن عن حسان أبي علي الجمال عن أبي داود السبيعي عن بريدة الأسلمي عن رسول الله ص أنه قال يا علي إن الله أشهدك معي سبعة مواطن فذكرها حتي ذكر الموطن الثاني قال أتاني جبرئيل فأسري بي إلي السماء فقال أين أخوك قلت ودعته خلفي قال ادع

الله يأتك به فدعوت الله فإذا أنت معي وكشط لي عن السماوات السبع والأرضين السبع حتي رأيت سكانها وعمارها وموضع كل ملك منها فلم أر

-روایت-1-2-روایت-166-ادامه دارد

[ صفحه 869]

من ذلك شيئا إلا و قدرأيته كمارأيته

-روایت-از قبل-41

فصل

و عن المعلي بن محمدالبصري عن الحسن بن علي الوشاء عن محمد بن علي عن خالد بن نجيح قال دخلت علي أبي ابراهيم ع بالرميلة فلما نظرت إليه قلت في نفسي مظلوم مغصوب مضطهد ثم قبلت بين عينيه فالتفت إلي فقال نحن أعلم بهذا الأمر من غيرنا لوأردناه رد إلينا و إن لهؤلاء القوم مدة وغاية لابد من الانتهاء إليها

-روایت-1-2-روایت-98-325

[ صفحه 870]

و عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب و أحمد و عبد الله ابني محمد بن عيسي عن الحسن بن محبوب عن علي بن رئاب عن ضريس الكناسي قال سمعت أبا جعفر ع يقول وعنده أناس من أصحابه وهم حوله إني لأعجب من قوم يتولونا ويجعلونا أئمة ويصفون بأن طاعتنا مفترضة عليهم كطاعة الله ثم يكسرون حجتهم ويخصمون أنفسهم لضعف قلوبهم فينقصونا حقنا ويعيبون ذلك علي من أعطاه الله برهان حق معرفتنا والتسليم لأمرنا أيرون أن

الله افترض طاعة أوليائه علي عباده ثم يخفي عنهم أخبار السماوات و الأرض ويقطع عنهم مواد العلم فيما يرد عليهم مما فيه قوام دينهم فقال له حمران يا ابن رسول الله أرأيت ما كان من قيام أمير المؤمنين و الحسن و الحسين ع وخروجهم وقيامهم بدين الله و ماأصيبوا به من قبل الطواغيت والظفر بهم حتي قتلوا وغلبوا فقال أبو جعفر ع و لوأنهم ياحمران حيث نزل بهم مانزل من ذلك سألوا الله أن يرفع ذلك عنهم وألحوا عليه في إزالة ملك الطواغيت عنهم إذالأجابهم ودفع ذلك عنهم ثم كان انقضاء مدة الطواغيت وذهاب ملكهم أسرع من سلك منظوم انقطع فتبدد و ما كان ألذي أصابهم لذنب اقترفوه و لالعقوبة معصية خالفوه

-روایت-1-2-روایت-142-ادامه دارد

[ صفحه 871]

فيها ولكن لمنازل وكرامة من الله أراد أن يبلغوها فلاتذهبن بكم المذاهب

-روایت-از قبل-78

و عن أحمد بن محمدالسياري عن محمد بن إسماعيل الأنصاري عن صالح بن عقبة الأسدي عن أبيه قال قال لي أبو عبد الله ع يقولون بأمر ثم يكسرونه ويضعفونه يزعمون أن الله احتج علي خلقه برجل ثم يحجب عنه

علم السماوات و الأرض لا و الله لا و الله لا و الله قلت فما كان من أمر هؤلاء الطواغيت وأمر الحسين بن علي ع فقال لوأنهم ألحوا فيه علي الله لأجابهم الله و كان أهون من سلك يكون فيه خرز انقطع فذهب ولكن كيف إذانريد غير ماأراد الله

-روایت-1-2-روایت-102-466

يعني أن الله تعالي لم يرد ذلك إلجاء واضطرارا وإنما أراد أن يكون ذلك اختيارا والإلجاء ينافي التكليف وكذلك نحن نريد مثل ذلك و لانخالف الله

[ صفحه 872]

فصل

وأخبرنا السيد ذو الفقار بن محمد بن معبد الحسني عن الشيخ أبي جعفرالطوسي أخبرنا محمد بن علي بن خشيش أخبرنا أبوالمفضل حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني حدثنا علي بن الحسن بن فضال حدثنا جعفر بن ابراهيم بن ناجية حدثناسعد بن سعد الأشعري قال سألت الرضا ع عن الطين فقال كل طين حرام كالميتة والدم ولحم الخنزير و ما أهل به لغير الله ماخلا طين قبر الحسين ع فإنه شفاء من كل داء

-روایت-1-2-روایت-259-404

[ صفحه 873]

و قال أبوالمفضل الشيباني حدثناعمر بن الحسين بن علي بن مالك الشيباني ببغداد حدثناالمنذر بن محمدالقابوسي حدثنا الحسين بن محمد أبو عبد الله الأزدي حدثنا أبي قال صليت

في جامع المدينة و إلي جانبي رجلان علي أحدهما ثياب السفر يقول أحدهما لصاحبه يافلان أ ماعلمت أن طين قبر الحسين ع شفاء من كل داء و ذلك أنه كان بي وجع الجوف فتعالجت بكل دواء فلم أجد منه عافية وآيست وكانت عندنا عجوز من الكوفة فقالت لي ياسالم ماأري علتك كل يوم إلاتزيد فهل لك أن أعالجك فتبرأ بإذن الله قلت نعم فسقتني ماء في قدح فبرأت و كان اسمها سلمة فقلت لها بعدأشهر بما ذا داويتيني قالت بواحدة مما في هذه السبحة و كان في يدها سبحة من تربة الحسين ع فقلت يارافضية داويتيني بطين قبر الحسين فخرجت مغضبة فو الله لقد رجعت علتي أشد ماكانت و أناأقاسي الجهد والبلاء. وروي أن رجلا ممن يخدم الخليفة قدمرض مرضة شديدة و لم ينفع فيه الدواء فقالت أمه تناول من تربة الحسين ع فلعل الله تعالي يشفيك ببركته ع فقد روينا أنه شفاء من كل داء و أنت تؤمن بهم وبما قالوا فتناولت من تربته ع فعوفيت

[ صفحه 874]

قال الراوي فلما برأ ورجع إلي دار الخلافة قال له خادم من خدم الخليفة كنا قدآيسنا منك فبأي شيءتداويت قال إن لنا عجوزا ولها سبحة من تربة الحسين

ع فأعطتني واحدة منها فجعلها الله سبحانه لي شفاء قال الخادم فهل بقي منها شيء قال نعم قال فأتني منها بشي ء قال فخرجت وأتيت بحبات منها فأخذها وأدخلها في دبره تهاونا بهافبينما هوكذلك إذ صاح النار النار الطشت الطشت ووقع علي الأرض يستغيث ثم خرجت أمعاؤه كلها ووقعت في الطشت وبعث الخليفة إلي طبيبه النصراني فاستحضره فلما رأي ذلك قال هذاإنما يداويه المسيح وسأل عن حاله فأخبروه بما فعل الخادم فأسلم النصراني في الحال وحسن إسلامه

[ صفحه 875]

الباب السابع عشر في الموازاة بين معجزات نبيناص ومعجزات أوصيائه ع ومعجزات الأنبياء ع

اشاره

أما بعدحمد الله ألذي جعل الحجة قبل الخلق و مع الخلق و بعدالخلق والصلاة علي سيدنا محمد وآله الذين هم حجج الله علي الخلق بالحق فإن ذكر موازاة نبينا سائر الأنبياء المتقدمين في المعجزات وغيرها تكفي الإشارة إليها وكذلك الزيادة من المعجزات التي كانت له عليهم فهي أظهر من أن تحتاج إلي الاستدلال عليها فقد صح أنه ص أفضل من كل نبي سبق إذ أجمع عليه جميع المحققين واتفق .

[ صفحه 876]

ولذلك

قال أناسيد ولد آدم و لافخر

-روایت-1-2-روایت-8-33

و قال ص آدم و من دونه تحت لوائي يوم القيامة

-روایت-1-2-روایت-13-53

و قدذكرنا من معجزاته ص ومعجزات أوصيائه ع التي رواها الرواة المعروفون بالأمانة مايربي علي أعلام

الرسل الماضين عندالموازاة والموازنة ونذكر هاهنا شيئا يفتقر إليه في هذاالمعني إن شاء الله

[ صفحه 877]

باب الكلام علي الخرمية القائلين بتواتر الرسل بعدنبيناص
اشاره

اعلم أنهم زعموا أن الأنبياء بعد محمدص تتري و أن الرسالة لاتنقطع إلي الأخري وتمسكوا بقوله تعالي يا بنَيِ آدَمَ إِمّا يَأتِيَنّكُم رُسُلٌ مِنكُم يَقُصّونَ عَلَيكُم آياتيِ فَمَنِ اتّقي وَ أَصلَحَ فَلا خَوفٌ عَلَيهِم وَ لا هُم يَحزَنُونَقالوا و هذا في المستقبل يدل علي أن الرسل تتري . واستدلوا أيضا بقوله تعالي وَ خاتَمَ النّبِيّينَ وقالوا الخاتم في المعتاد يكون مستعملا في وسط الكتاب فدل هذا علي أنه ليس بآخر الرسل . وربما كانوا يقولون قدعلمنا ذلك بالعقل والخبر

-قرآن-103-242-قرآن-322-342

فصل في إبطال قولهم

اعلم أولا أناإنما قطعنا علي القول بأن لانبي بعدنبينا و لا رسول بعدرسولنا من جهة الخبر علي مايذكر من بعدفأما من جهة العقل فقد كان جائزا أن يكون بعده ص نبي أو رسول

[ صفحه 878]

ثم يقول لهم في الآية الأولي إنها لاتدل علي ماذكرتم لأن معناها إن يأتكم نبأ رسل كانوا من قبلكم وكانوا يقصون دلالاتي وآياتي لأممهم و قدأنزلت عليكم فمن عمل بأوامره وانتهي عن زواجره فلاخوف عليه و لاحزن له فحذف المضاف وأقيم المضاف إليه مقامه كقوله تعالي وَ سئَلِ القَريَةَ والإيجاز في الكلام من أعجب البراعة وفصاحة القرآن من أغرب البلاغة و من نظر في هذاالخطاب يعلم منه ماذكرنا و لايتذكر إلاأولو الألباب . ويؤيد صحة ماذكرناه الآية التي بعدها

وهي قوله تعالي وَ الّذِينَ كَذّبُوا بِآياتِنا وَ استَكبَرُوا عَنها أُولئِكَ أَصحابُ النّارِ هُم فِيها خالِدُونَ. و هذاوعيد لأمة محمدص و لاخلاف أنه للماضي دون الاستقبال ومعناه فكل أمة من أمم هؤلاء الرسل كذبوهم بسبب تلك الآيات واستكبروا عن قبول تلك المعجزات فقد صاروا أصحاب النار فإن كنتم مثلهم و لاتقبلونها فتكونوا أيضا من أهل النار. علي أن هذاالخطاب و إن كان علي الاستقبال والمراد به الماضي علي ماذكرنا لماخصه نبيناص بقوله لانبي بعدي وتخصيص القرآن بالسنة جائز شائع . و فيه جواب آخر و هو أن هذايقال لهم يوم القيامةيا بنَيِ آدَمَ إِمّا يَأتِيَنّكُم رُسُلٌ مِنكُم كما قال تعالي في موضع آخريا مَعشَرَ الجِنّ وَ الإِنسِ أَ لَم يَأتِكُم رُسُلٌ مِنكُم يَقُصّونَ عَلَيكُم آياتيِ وَ يُنذِرُونَكُم لِقاءَ يَومِكُم هذا.

-قرآن-281-298-قرآن-495-590-قرآن-1033-1080-قرآن-1110-1231

[ صفحه 879]

وقيل إن معني الآية إن يأتكم رسل من الملائكة من أجل مصالحكم فلاتكون من النبيين فلاتتعلق إلابقوله يَأتِكُمدون قوله رُسُلٌ و هذاأيضا حسن .

-قرآن-107-114-قرآن-125-130

فصل

و أما قوله تعالي وخاتم النبيين بكسر التاء والمعني ألذي ختم النبوات بنبوته . ومثله خاتمه مسك وختامه مسك أي آخر طعمه المسك وكقوله هذاخاتم هذاالأمر أي هوآخره و قدقرأ عاصم خاتَمَ النّبِيّينَبفتح التاء ومعناه يئول إلي كسر التاء لأنه

من خاتم الكتاب ألذي جمع الجميع ففرغ من أمره .كذلك رسولنا خاتم المرسلين لأنه بعث آخرا و ليس بعده رسول .فمن فتح التاء أجراه مجري المصدر والمصدر يوضع موضع الفاعل مرة وموضع المفعول أخري وبكسر التاء اسم الفاعل من ختم أي آخرهم وواضع الختم علي النبوة فلا يكون بعده نبي فعلي القراءتين لاحجة لهم فيه و أماقولهم عرفنا ذلك فلايخلو إما أن قالوا بالعقل قلنا و ما في العقل مايوجب أن تكون الرسل تتري وأنها لاتنقطع وإنما يجب في العقل أن يكون في المكلفين معصوم إذ لم يكونوا معصومين و هذاالمعصوم يحفظ الشرع ألذي أداه الرسول إليهم و يكون وصيا لذلك النبي كما كان منذ عهد آدم ع إلي وقتنا هذا.

-قرآن-188-205

[ صفحه 880]

و إن قالوا بالخبر علمنا ذلك و في العقل تحريره قلنا و أي خبر جاء به فلابد يجدون شيئا من ذلك .

فصل

ويقال لهم ألستم تثبتون نقل المسلمين لأعلام نبيهم وتقولون أنها صحيحة فإذاقالوا نعم قلنا لهم فإذاأثبتم نبوته بالأعلام التي نقلها أهل الإسلام فقد نقلوا بعدها أيضا أنه ص قال لانبي بعدي و لا رسول وكانوا قدعرفوا معناه معرفة لايشكون

فيها. فإن قالوا الكذب يجوز عليهم في نقلهم قلنا فما أنكرتم من جواز الكذب عليهم في نقلهم أعلام كل نبي أقررتم به وتؤمنون بنبوته . فإن قالوا لايجوز ذلك قلنا فإذا لم تجوزوا عليهم في ذلك الكذب لزمكم أن لاتجوزوا مجي ء رسول بعده من قبل الله تعالي و ذلك أن الذين نقلوا أعلام رسول الله ص حتي علم بهانبوته هم الذين نقلوا أنه ص قال لانبي بعدي و إذاجاز صدق أحد النقلين جاز الآخر. والناقلون الذين نقلوا إلينا أنه ص وقفهم علي أنه لانبي بعده قدبلغوا في الكثرة إلي حد لايجوز عليهم التواطؤ ونحوه فيه . و قدأجمعت الطائفة المحقة عليه وإجماعهم حجة و ذلك توقيف يعلم منه مراده وقصده في أنه أراد التعميم ألذي لاتخصيص فيه بوجه من الوجوه .فعلمنا عندسماع أخبارهم علي هذاالوجه أنه لانبي بعده قطعا. فإن قالوا فما بالنا لانعلم ذلك قلنا لأنكم لاتنظرون في هذاالخبر كما

[ صفحه 881]

لاتنظر اليهود والنصاري في أعلام النبي ص التي يرونها ويصدقونها فلو نظرتم في الخبر ونظروا فيهالحصل لكم ولهم العلم بالأمرين كماحصل لنا.

فصل

فإن قالوا فبم تنفصلون من أهل الكتابين إذاقالوا إن موسي وعيسي قدأمرانا

بالتمسك بشريعتهما أبدا و إن ذلك يقتضي التأبيد ألذي لاتخصيص فيه قلنا الفرق بيننا وبينهم فيه وجوه كثيرة أحدها أن موسي وعيسي ع من قولهم وقولنا قدأمرا بتصديق الأنبياء بعدهما وأخبرا عن نبيناص وبشرا به . وهم جميعا أعني اليهود والنصاري معترفون بأنبياء قدكانوا بعدهما ونبيناص قد قال لانبي بعدي قولا قطعا ونصا وحزما.فعلم السامعون قصده في التعميم ألذي لاتخصيص فيه من الوجوه .

وإنما قال ص سيكون بعدي أوصياء بعدد نقباء بني إسرائيل

-روایت-1-2-روایت-17-62

و قال ص سيكون بعدي كذابون

-روایت-1-2-روایت-13-34

و في رواية أخري سيكون بعدي ثلاثون دجالا يظهرون عنداقتراب الساعة و لم يقل إنه يكون بعدي نبي صادق

-روایت-1-2-روایت-20-110

[ صفحه 882]

وأيضا فإن القوم إنما ينقلون عن موسي وعيسي علي نبينا وعليهما السلام ترجمة كلامهما لأن لغتهم غيرلغتنا هذه والمترجم يجوز عليه الخطأ والغلط والسهو. ولأن المسلمين قدأجمعوا علي أنه لانبي بعده والحجة قدقامت علي أنه علي التعميم لاخاص فيه بوجه من الوجوه لأن فيهم معصوما في كل زمان و لامعصوم في أهل الكتاب اليوم . ويمكن أن يستدل من القرآن الكريم في مواضع منه كقوله تعالي هُوَ ألّذِي بَعَثَ فِي الأُمّيّينَ رَسُولًا مِنهُم إلي قوله وَ آخَرِينَ مِنهُم لَمّا يَلحَقُوا بِهِم وكقوله تعالي لِأُنذِرَكُم بِهِ وَ

مَن بَلَغَ و لاخلاف أن ذلك اللفظ يجب حمله علي التعميم في الشرع أيضا فالكتاب والسنة والإجماع التي تلائمها دلائل الشريعة يدل علي قولنا. فإن قيل فالخرمية تخالف في هذاالباب فكيف تقولون الإجماع منعقد فيه قلنا خلاف الخرمية خلاف حادث سبقه الإجماع وتأخر عنه من أهل الأعصار

-قرآن-398-447-قرآن-459-498-قرآن-514-544

[ صفحه 883]

باب في معجزات محمد وأوصيائه عليه وعليهم أفضل الصلاة و السلام من جهة الأخلاق
اشاره

اعلم أن هذه آية عظيمة ودلالة قوية ومعجزة كبيرة لايعرفها علي التفصيل إلاالخاصة وإنما العامة يعرفونها علي الإجمال تبعا للخاصة فيه . و ذلك أنه لم يتيسر لأحد قط و لاسمع صبر كصبر محمد والأئمة من عترته و أهل بيته و لاحلم كحلمهم و لاوفاء كوفائهم . و لم يوجد كرأفتهم ورحمتهم و لاكزهدهم ونجدتهم و لاكجودهم وصدق لهجتهم و لاكتواضعهم وكرم عشرتهم و لاكعلمهم وحكمتهم و لاكحفظهم لماسمعوا و لاكصمتهم إذاصمتوا و لاكقولهم إذاقالوا و لاكعجيب مولدهم ومنشئهم و لاكقلة تلونهم و لاككثرة علومهم في كل فن و لاكدوام طريقتهم و لاكحسن سيرتهم و لاكعفوهم وقلة امتنانهم و لاكحسن خلقهم و لاكطهارة مولدهم وطيب محتدهم .إذ لم يكن أحد منهم بفظ و لاغليظ و لاصخاب و لافحاش و لاكذاب و لامهذار. و لايري أحد منهم قط فارغا إذا لم يكن

في عبادة واجتهاد كان في هداية وجهاد إما يخصف نعلا لرجل مسكين أويخيط ثوبا لأرملة أوإصلاح ذات البين للمسلمين .

[ صفحه 884]

فجميع هذه الخلال الحميدة وغيرها من مكارم الأخلاق ما لم نذكره قدبلغت فيهم غاية وأدركت منزلة خرقت العادات وصارت من المعجزات فما يستطيع منافق و لاكافر أن يقول فيهم غميزة و لاشتارا و لاعيبا و لاعارا بل يثني عليهم اضطرارا كل عدو وحاسد ويمدحهم كل زنديق وجاحد كماحمدهم الله تعالي إلي أنبيائه المتقدمين وباهي بهم الملائكة المقربين إذ لم يقع منهم قط عثرة و لاغدرة و لافجرة. وكانت من جميع الناس سواهم سقطات وهفوات و لم يقعد إليهم شر الناس علي الأكثر والأغلب إلاصار خير الناس و قدأطبق الثقلان و أهل السماوات والأرضين أنهم كانوا أزهد الناس وأعلمهم وأحلمهم وأشجعهم وأفضلهم وصارت كل خصلة خير وخلة بر من سيرهم وأخلاقهم إلي درجة خارقة للعادة و ليس علي الله بمستنكر أن يجمع العالم في واحد

فصل

أماسيدنا رسول الله ص فإنه كان يعلم جميع ماعلمه الله تعالي آدم وجميع الأنبياء والملائكة و قدعلمه الله تعالي ما لم يعلموا وأوصله إلي ما لم يصلوا كان في طول الأيام

يلقي السفه بالحلم والأذي بالاحتمال والتضييق بالصبر. والعجب من قريش فهم كانوا أحلم جيل في الأرض إلافيما بينهم وبينه

[ صفحه 885]

ص فهم كانوا إذاصاروا إليه أفحشوا في القول وأفرطوا في السفه ورموه بالفروث والدماء وألقوا في طريقه الشوك وحثوا في وجهه ص التراب .

فلما دخل مكة عليهم عنوة قام خطيبا فقال أقول كما قال أخي يوسف لا تَثرِيبَ عَلَيكُمُ اليَومَ

-روایت-1-2-روایت-3-100

فكرم عفوه عنهم معروف إذ قابل منكرهم بالمعروف . و كان ص أحفظ الناس للتوراة والإنجيل والزبور وكتب جميع الأنبياء ع وأقاصيص الرسل والأمم من غيردراسة و لاقراءة كتب . و كان ص يعرف أخبار الملوك والجبابرة وكون العبر والمثلات في جميع الدهور السالفة والآنفة من لدن آدم و مابعده إلي قيام الساعة. و كان الصدق شعاره ودثاره و كان أوفاهم عقدا وعهدا وغدر قريش والعرب به مرة بعدأخري مشهور في قصة الحديبية وغيرها. ثم لايستطيع أحد أن يذكر له غدرة و لاكذبة لا في حداثته و لاكهوليته وكانوا يسمونه قبل نبوته الصادق الأمين . و أمازهده ص فقد ملك من أقصي اليمن إلي شجر عمان إلي أقصي الحجاز إلي نواحي العراق ثم توفي و عليه دين ودرعه مرهونة بطعام أهله ماترك

درهما و لادينارا و لاشيد قصرا و لاغرس نخلا لنفسه و لاشق نهرا.

[ صفحه 886]

و أماشجاعته ففرسان الجاهلية كعامر بن الطفيل وعتبة بن الحارث بن شهاب صياد الفوارس وبسطام بن قيس كان لكل منهم فر و ماانحازص قط من شجعان و إن أحاطوا به و كان ضربه للأعداء و لوبرأس سوطه نارا محرقة. و كان أشد الناس زهدا يلبس العباءة ويجالس المساكين ويتوسد يده ويلطع أصابعه و لايأكل متكئا بل يجلس جلسة العبد و لم ير ضاحكا مل ء فمه . و كان أرحم الناس بالصبيان وأشد حياء من عذراء في خدرها و لايأنف و لايستكبر و ماسئل شيءقط فقال لا. و كان يقضي حوائج الأرملة واليتيم والمسكين يحسن الحسن ويصوبه ويقبح القبيح ويوهنه لايأكل وحده و لايضرب عبده يأكل العبد معه ويطحن عنه إذاأعيا يحلب الشاة بيده ويعلف الناضج ويقم البيت ويخصف النعل ويرقع الثوب . و هذه قصيرة من طويلة من أخلاقه الخارقة للعادة فإنها كانت أبدا علي وتيرة واحدة لاتتغير

[ صفحه 887]

فصل

و أما علي بن أبي طالب ع فمن براهينه ماساوي به نبيين عيسي ويحيي ع فقال تعالي في عيسي وَ يُكَلّمُ النّاسَ فِي المَهدِ وخرق العادة بإكمال

عقله و قال في يحيي وَ آتَيناهُ الحُكمَ صَبِيّا. و كان من آيات الله الخارقة للعادة في علي ع كمال عقله ووفور علمه ومعرفته بالله تعالي وبرسوله مع عداده في الأطفال حتي دعاه النبي ص إلي التصديق به والإقرار بنبوته وكلفه العلم بحقه وعهد إليه في الاستتار بما أودعه من دينه وأداء الأمانة فيه وكلفه العلم والعمل الشرعيين و كان إذ ذاك من أبناء عشر فما دونها.فكان كمال عقله وحصول معرفته بالله وبرسوله آية لله فيه باهرة خرق بهاالعادة ودل بها علي مكانته منه واختصاصه به وتأهيله لمارشحه له من الإمامة والحجة علي الخلق فجري في خرق العادة مجري عيسي ويحيي ع . و لو لا أنه كان كاملا في تلك الحال لماكلفه رسول الله ص الإقرار بنبوته و لادعاه إلي الإقرار بحقه و لاافتتح به الدعوة قبل جميع الرجال . و أمازهده وعلمه وحلمه وشجاعته فقد أقر أعداؤه بذلك و قدعلمه رسول الله ص جميع ماعلمه الله تعالي مما كان ومما يكون .

-قرآن-98-128-قرآن-172-198

[ صفحه 888]

و ماولي قط عن أحد مع طول ملاقاته الحروب وكثرة من مني به فيها من صناديد

الأعداء و لم يفلت منه قرن في الحروب . و كان من أعجوبة أفرده الله تعالي بها أنه لم يعهد لأحد من مبارزة الأبطال مثل ماعرف له من كثرة ذلك فإنهم ماعروه بشر و لاشين و لاوصل إليه أحد منهم بسوء حتي كان من أمره مع ابن ملجم عليه اللعنة في المحراب علي اغتياله إياه ما كان و هذه آيات خارقة للعادات .

و لماقبض ع خطب ابنه الحسن ع فقال لقد قبض في هذه الليلة رجل لم يسبقه الأولون بعمل و لايدركه الآخرون بعمل لقد كان يجاهد مع رسول الله ص يقيه بنفسه و كان رسول الله ص يوجهه برايته فيكتنفه جبرئيل عن يمينه وميكائيل عن يساره فلايرجع حتي يفتح الله علي يديه

-روایت-1-2-روایت-3-285

ولقد ولد في بيت الله الحرام و لم يولد فيه أحد غيره قط. ولقد توفي في الليلة التي عرج فيهابعيسي ابن مريم ع و فيهاقبض يوشع بن نون وصي موسي ع و ماخلف صفراء و لابيضاء و لم يزل ينشر معالم الدين من السنة والقرآن ويحكم بالعدل ويأمر بالإحسان .

[ صفحه 889]

و كان قبل الهجرة مشاركا للنبي ص في محنه كلها متحملا عنه أكثر أثقالها. و

بعدالهجرة كان يكافح عنه المشركين ويجاهد دونه الكافرين . و قدقاسي من بعده في حفظ الدين ما لايحيط به كتاب و كل ذلك خارق للعادة

فصل

و أما الحسن و الحسين ع فسيرتهما المرضية وأخلاقهما الرضية وعلومهما وكمالهما في حال الصغر أشهر من أن يتكلم عليه هاهنا. وكفي لهما فضيلة

أن فاطمة ع أتت بهما إلي النبي ص في شكواه التي توفي فيهافقالت هذان ابناك ورثهما شيئا فقال ص أما الحسن فله هيبتي وسؤددي و أما الحسين فله جودي وشجاعتي

-روایت-1-2-روایت-3-170

و لايخفي أن أكثر شمائل رسول الله ص تندرج تحت قوله هذا و كان الحسن ع يشبه بالنبي ص من صدره إلي رأسه و الحسين ع يشبه به من صدره إلي رجليه وروي هذا علي عكسه أيضا.

[ صفحه 890]

و كان من برهان كمالهما وحجة اختصاص الله سبحانه لهما مباهلة النبي ص بهما ع وبيعته لهما و لم يبايع صبيا في ظاهر الحال غيرهما. و قدنزل القرآن الكريم في سورة هل أتي بإيجاب ثواب الجنة لهما علي عملهما مع ظاهر الطفولية فيهما و لم ينزل في مثلهما بذلك فعمهما قوله تعالي إِنّما نُطعِمُكُم لِوَجهِ اللّهِ لا نُرِيدُ مِنكُم جَزاءً وَ لا شُكُوراً مع أبيهما وأمهما وتضمن نطقهما وضميرهما الدالين علي الآية الباهرة والحجة العظمي علي

الخلق بهما كماتضمن عن نطق المسيح علي نبينا وآله و عليه السلام في المهد

-قرآن-282-353

فصل

و أما علي بن الحسين ع فإنه كان أفضل خلق الله تعالي بعد أبيه علما وعملا و كان اجتهاده وعبادته وزهده وسيرته مع الخلق كلها خارقة للعادة.

عن الباقر ع كان أبي يصلي في اليوم والليلة ألف ركعة وكانت الريح تميله بمنزلة السنبلة و قدبلغ من العبادة ما لم يبلغه أحد و قداصفر لونه من السهر ورمضت عيناه من البكاء ودبرت جبهته وانخرم أنفه من السجود وورمت

-روایت-1-2-روایت-16-ادامه دارد

[ صفحه 891]

ساقاه وقدماه من القيام في الصلاة فبكيت حين رأيته بتلك الحال فالتفت إلي و قال يابني أعطني بعض الصحف التي فيهاعبادة علي بن أبي طالب فأعطيته فقرأ فيهايسيرا ثم تركها و قال من يقوي علي عبادة أمير المؤمنين ع

-روایت-از قبل-229

و كل هذاخرق للعادة ملحق بالأعلام الباهرة و كان ع في صباه عالما حكيما

وأطري الصادق ع عليا ع فقال ماعرض له أمران قط هما لله رضا إلاأخذ بأشدهما عليه في دينه و مانزلت برسول الله ص نازلة إلادعاه ثقة به و ماأطاق علم رسول الله ص من هذه الأمة غير علي ع

و إن كان ليعمل عمل رجل كأن وجهه بين الجنة والنار يرجو ثواب هذه ويخاف عقاب هذه ولقد أعتق من ماله ألف مملوك في طلب وجه الله تعالي مما كد بيده ورشح منه جبينه و إن كان ليقوت أهله بالزيت والخل والعجوة و ما كان لباسه إلاالكرابيس إذافضل شيء عن يده من كمه دعا بالجلم فقصه

-روایت-1-2-روایت-3-ادامه دارد

[ صفحه 892]

و ماأشبه من ولده و لا أهل بيته أحد أقرب شبها به في لباسه وفقهه من علي بن الحسين ع

-روایت-از قبل-97

فصل

و أما محمد بن علي ع فلم يظهر من أحد بعدآبائه ع من علم الدين والآثار والسنة وعلم القرآن والسيرة وفنون العلم ماظهر منه . وروي عنه معالم الدين بقايا الصحابة ووجوه التابعين ورؤساء الفقهاء وصار في الفضل علما يضرب به الأمثال .

ودخل عليه جابر بن عبد الله رضي الله عنه فقبل رجليه و قال قال لي رسول الله ص ذات يوم لعلك تبقي حتي تلقي رجلا من ولدي يقال له محمد بن علي بن الحسين يهب الله له النور والحكمة فاقرأه مني السلام فقال ع و علي رسول الله

السلام ورحمة الله وبركاته

-روایت-1-2-روایت-3-277

. وسماه رسول الله ص وعرفه بباقر العلوم و قدروي الناس من أخلاقه ومناقبه الخارقة للعادة ما إن أثبتناه لكثر به الخطب .

و قال ع ماينقم الناس منا نحن أهل بيت الرحمة وشجرة النبوة ومعدن الحكمة وموضع الملائكة ومهبط الوحي

-روایت-1-2-روایت-13-109

.

[ صفحه 893]

و قال ع بلية الناس علينا عظيمة إن دعوناهم لم يستجيبوا لنا و إن تركناهم لم يهتدوا بغيرنا

-روایت-1-2-روایت-13-95

و قال ع إذاحدثت الحديث و لم أسنده فسندي فيه أبي عن جدي عن أبيه عن جده رسول الله ص عن جبرئيل ع عن الله عز و جل

-روایت-1-2-روایت-13-134

. و هذاكلام من هومعصوم من الغلط والهذيان وطريقته خارقة للعادة

فصل

و أما جعفر بن محمد ع فإنه كان أنبه أهل زمانه ذكرا وأعظمهم قدرا وأجلهم في الخاصة والعامة وانتشر ذكره في البلدان ونقل الناس عنه من العلوم ماسارت به الركبان و كان له ولآبائه وأبنائه الأئمة من الدلائل الواضحة مابهرت القلوب وأخرست المخالف عن الطعون فيهابالشبهات .

و لماحضرت أباه ع الوفاة قال له أوصيك بأصحابي خيرا قال لأدعنهم و الرجل يكون منهم في المصر لايسأل أحدا

-روایت-1-2-روایت-3-114

.

[ صفحه 894]

و كان ع يقول علمنا غابر ومزبور ونكت

في القلوب ونقر في الأسماع و إن عندنا الجفر الأحمر والجفر الأبيض ومصحف فاطمة ع و إن عندنا الجامعة التي فيهاجميع مايحتاج الناس إليه فسئل عن تفسيرها فقال أماالغابر فالعلم بما يكون و أماالمزبور فالعلم بما كان و أماالنكت في القلوب فالإلهام والنقر في الأسماع حديث الملائكة نسمع كلامهم و لانري أشخاصهم و أماالجفر الأحمر فوعاء فيه سلاح رسول الله ص ولن يخرج حتي يقوم قائمنا أهل البيت و أماالجفر الأبيض فوعاء فيه توراة موسي وإنجيل عيسي وزبور داود و فيه كتب الله الأولي و أمامصحف فاطمة ففيه ما يكون من حادث وأسماء كل من يملك إلي أن تقوم الساعة و أماالجامعة فهي كتاب طوله سبعون ذراعا إملاء رسول الله ص من فلق فيه وخط علي بن أبي طالب بيده فيه و الله جميع مايحتاج الناس إليه إلي

-روایت-1-2-روایت-19-ادامه دارد

[ صفحه 895]

يوم القيامة حتي أرش الخدش والجلدة ونصف الجلدة و قال ألواح موسي عندنا وعصا موسي عندنا ونحن ورثة النبيين حديثي حديث أبي وحديث أبي حديث جدي وحديث جدي حديث علي بن أبي طالب وحديث علي حديث رسول الله وحديث رسول الله قول الله

عز و جل

-روایت-از قبل-256

فصل

و أما موسي بن جعفر ع فقد كان خلال الفضل والكمال فيه مجتمعة خارقة للعادة.

[ صفحه 896]

وسئل الصادق ع عن صاحب هذاالأمر بعده فقال صاحب هذاالأمر لايلهو و لايلعب فأقبل موسي ع ومعه بهمة و هو يقول لها اسجدي لربك فأخذه وضمه إليه و قال بأبي وأمي من لايلهو و لايلعب إنه أفضل ولدي وأفضل من أخلف من بعدي و هوالقائم مقامي والحجة لله علي كافة خلقه من بعدي

-روایت-1-2-روایت-3-291

. و كان أعبد أهل زمانه وأفضلهم وأفقههم وأسخاهم وأكرمهم نسبا كان يصلي نوافل الليل ويصلها بصلاة الصبح ويعقب حتي تطلع الشمس ويخر لله ساجدا و لايرفع رأسه من السجود حتي يقرب زوال الشمس . و كان يتفقد فقراء المدينة بالليل فيحمل إليهم الزنبيل فيه العين والورق والأدقة والتمور.

و كان أبوه ع يلوم عبد الله ابنه ويعظه و يقول مايمنعك أن تكون مثل أخيك موسي فو الله إني لأعرف النور في وجهه فقال عبد الله وكيف أ ليس أبي وأبوه واحدا وأصلي وأصله واحدا

-روایت-1-2-روایت-3-ادامه دارد

[ صفحه 897]

فقال أبو عبد الله إنه من نفسي و أنت ابني

-روایت-از قبل-48

. و كان أحفظهم لكتاب الله وأحسنهم صوتا به و

كان إذاقرأ تخدر ويبكي السامعون لتلاوته وسمي بالكاظم لماكظمه من الغيظ وصبر عليه من فعل الظالمين به حتي مضي قتيلا في حبسهم ووثاقهم

فصل

فأما علي بن موسي ع ففضله وظهور علمه وحلمه وورعه وفقهه وسيرته الخارقة للعادة أظهر من أن يستدل عليه لإجماع الخاصة والعامة علي ذلك فيه .

قال الكاظم ع ابني علي أكبر ولدي وأبرهم عندي وأحبهم إلي و هوينظر معي في الجفر و لم ينظر فيه إلانبي أووصي نبي

-روایت-1-2-روایت-18-124

. و كان الرضا ع يعجبه العنب فأمر المأمون أن يؤخذ له منه شيء ويجعل في

[ صفحه 898]

موضع أقماعه الإبر أياما ثم نزعت منه وجي ء به إليه فقال ع للمأمون اعفني عنه فجرد فأكله و كان هذا بعد أن أكل هو والمأمون طعاما فاعتل الرضا ع وأظهر المأمون تمارضا ثم دخل علي الرضا ع ومعه عبد الله بن بشير و قدأمره منذ زمان أن يطول أظفاره ففعل ثم أخرج المأمون شيئا شبه التمر الهندي و قال له اعجن هذابيدك ففعل فلما قال لأبي الحسن ع هل جاءك من الأطباء أحد قال لا قال خذ ماء الرمان الساعة و قال ائتونا بالرمان وأمر عبد الله بن بشير أن يعصره بيديه

و قدعصر بهما شبه التمر الهندي ففعل وسقاه المأمون بيده وانصرف فقال الرضا ع لأبي الصلت قدفعلوها وجعل يوحد الله سبحانه ويمجده إلي أن توفي ع

[ صفحه 899]

فصل

و أما محمد بن علي التقي ع فقد قال الرضا ع قبل ولادته و الله ليجعلن الله مني مايثبت به الحق وأهله ويمحق به الباطل وأهله فولد التقي ع بعدسنة فقال هذا أبو جعفر قدأجلسته مجلسي وصيرته مكاني إنا أهل بيت يتوارث أصاغرنا أكابرنا القذة بالقذة قيل هذا ابن ثلاث سنين فقال مايضر من ذلك و قدقام عيسي بالحجة و هو

-روایت-1-2-روایت-3-ادامه دارد

[ صفحه 900]

ابن أقل من ثلاث سنين

-روایت-از قبل-27

و كان في إحدي كتفي التقي ع شبه الخاتم داخل في اللحم فقال الرضا ع مثله في هذاالموضع كان من أبي

-روایت-1-2-روایت-3-112

و قال ع هذاالمولود ألذي لم يولد مولود أعظم علي شيعتنا بركة منه

-روایت-1-2-روایت-13-72

. و قال فيه المأمون هذا من أهل بيت علمهم من الله تعالي ومواده وإلهامه

[ صفحه 901]

لم يزل آباؤه أغنياء عن الرعايا الناقصة عن حد الكمال

فصل

و أما علي بن محمدالنقي ع فقد اجتمعت الإمامة فيه وتكاملت علومه وفضله وظهرت هيبته علي الحيوانات كلها. وكانت أخلاقه وأخلاق آبائه وأبنائه عليهم خارقة العادة. و كان بالليل مقبلا علي القبلة لايفتر ساعة عليه جبة صوف وسجادته علي حصير و لوذكرنا محاسن شمائله لطال بهاالكتاب

فصل

و أما الحسن بن علي العسكري ع فقد كانت خلائقه كأخلاق رسول الله ص و كان رجلا أسمر حسن القامة جميل الوجه جيد البدن حديث السن له بسالة تذل لها الملوك و له هيبة تسخر له الحيوانات كماسخرت لآبائه ع بتسخير الله لهم إياها دلالة وعلامة علي حجج الله تعالي . و له هيئة حسنة تعظمه الخاصة والعامة اضطرارا ويبجلونه ويقدرونه

[ صفحه 902]

لفضله وعفافه وهديه وصيانته وزهده وعبادته وصلاحه وإصلاحه . و كان جليلا نبيلا فاضلا كريما يحتمل الأثقال و لايتضعضع للنوائب أخلاقه علي طريقة واحدة خارقة للعادة

فصل

و أماصاحب المرأي والمسمع ع فإنه لماولد خر ساجدا لله كما كان آباؤه ع إلي أمير المؤمنين ع و كما كان رسول الله ص عندولادته كماروي عنهم جميعا. و قد كان يسبح الله تعالي ويهلله ويكبره ويمجده لماوقع إلي الأرض . وآياته منذ صغره إلي كبره أكثر من أن تحصي من حسن الخليقة والعلم والزهادة ونوره في كل بقعة يحضرها وإعانته في بقاع الأرض للمكروبين ولمن يستغيث به في بر وبحر.

و قدكتب إلي الشيخ المفيد نحن و إن كنا ثاوين بمكاننا النائي عن مساكن الظالمين حسب ألذي أراناه

الله لنا من الصلاح ولشيعتنا المؤمنين في ذلك مادامت دولة الدنيا للفاسقين فإنا نحيط علما بأنبائكم و لايعزب عنا شيء من أخباركم ومعرفتنا بالذل ألذي أصابكم مذ جنح كثير منكم إلي ما كان السلف الصالح عنه شاسعا ونبذوا العهد المأخوذ وراء ظهورهم كأنهم لايعلمون

-روایت-1-2-روایت-3-ادامه دارد

[ صفحه 903]

وإنا غيرمهملين لمراعاتكم و لاناسين لذكركم و لو لا ذلك لنزل بكم اللأواء واصطلمكم الأعداء و لو أن أشياعنا وفقهم الله لطاعته علي اجتماع القلوب لماتأخر عنهم اليمن بلقائنا فما يحبس عنهم مشاهدتنا إلا لمايتصل بنا مما نكرهه

-روایت-از قبل-236

. و هو ع المسمي باسم رسول الله ص المكني بكنية رسول الله ص .سنه عندوفاه أبيه ع خمس سنين آتاه الله فيهاالحكمة وفصل الخطاب وجعله آية للعالمين وآتاه الحكمة كماآتاها يحيي ع صبيا. وجعله إماما في حال طفوليته كماجعل عيسي ع في المهد نبيا هوالمعصوم من الزلات المقوم للعصاة سيرته وسيرة آبائه خارقة للعادات

[ صفحه 904]

باب في موازاة النبي ص والأئمة من أهل بيته ع للأنبياء في المعجزات وغيرها
اشاره

و قدمضي من أعلام نبيناص وأوصيائه مايوازي معجزات الأنبياء علي نبينا وعليهم السلام .اعلم أن الله تعالي كماأمر آدم علي نبينا و عليه السلام أن يخرج من الجنة إلي الأرض ويهاجر إليها أمر محمداص

أن يخرج من مكة إلي المدينة. و كماابتلي آدم علي نبينا و عليه السلام بقتل ابنه هابيل ابتلي محمداص بقتل ابنيه الحسن و الحسين ع و كان ص يعلمه لإعلام الله إياه ذلك . و كماأكرم الله سبحانه آدم لماأمره بوضع النوي في الأرض فصار في الحال نخلا باسقا عليه الرطب أكرم محمداص بمثله عندإسلام سلمان كماقدمنا ذكره . و كما قال تعالي في صفة إدريس ع وَ رَفَعناهُ مَكاناً عَلِيّا قال في وصف محمدص وَ رَفَعنا لَكَ ذِكرَكَيذكر مع ذكر الله سبحانه في الأذان والصلاة و قدرفع ص إلي سدرة المنتهي فشاهد ما لم يشاهده بشر. و إن كان أطعم إدريس علي نبينا و عليه السلام من الجنة فقد أطعم محمد وآله مرارا كثيرة في الدنيا من الجنة كماذكرناه فيما مضي .

-قرآن-575-602-قرآن-624-646

[ صفحه 905]

وقيل لرسول الله ص إنك لتواصل أي تصوم يومين من غيرإفطار بينهما فقال إني لست كأحدكم إني يطعمني ربي ويسقيني . و إن كان نوح علي نبينا و عليه السلام أوتي إجابة الدعوة لما قال لا تَذَر عَلَي الأَرضِ مِنَ الكافِرِينَ دَيّاراًفلم يبق منهم باقية إلا المؤمنين فقد أوتي محمدص مثله حين أنزل الله ملك الجبال وأمره بطاعته فيما يأمره به من

إهلاك قومه فاختار الصبر علي أذاهم والابتهال في الدعاء لهم بالهداية. ثم رق نوح علي نبينا و عليه السلام علي ولده فقال رَبّ إِنّ ابنيِ مِن أهَليِ رقة القرابة والمصطفي لماأمره الله سبحانه بالقتال شهر علي قرابته سيف النقمة و لم تحركه شفقة القرابة وأخذ بالفضل معهم لماشكوا إليه احتباس المطر فدعا فمطروا من الجمعة إلي الجمعة حتي سألوه أن يقل كماقدمنا ذكره . ولئن قال الله تعالي في نوح ع إِنّهُ كانَ عَبداً شَكُوراًفقد قال في محمدص بِالمُؤمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌوَ ما أَرسَلناكَ إِلّا رَحمَةً لِلعالَمِينَ. و إن خص الله سبحانه ابراهيم علي نبينا و عليه السلام بالخلة وفضل بها فقال تعالي وَ اتّخَذَ اللّهُ اِبراهِيمَ خَلِيلًافقد جمع الله سبحانه و تعالي الخلة

-قرآن-190-237-قرآن-485-512-قرآن-767-793-قرآن-814-842-قرآن-843-885-قرآن-973-1009

[ صفحه 906]

والمحبة لمحمدص فقال ص ولكن صاحبكم خليل الرحمن وحبيب الله و في القرآن فاَتبّعِوُنيِ يُحبِبكُمُ اللّهُ. و عن عبد الله بن أبي الحمساء قال كان بيني و بين محمدص بيع قبل أن يبعث فبقيت لي بقية فوعدته أن آتيه في مكانه ونسيت يومي والغد فأتيته في اليوم الثالث و كان هو في مكانه ينتظرني فقلت له في ذلك فقال أناهاهنا منذ ثلاث أنتظرك .ضاهي جده إسماعيل فإنه وعد رجلا

فبقي في مكانه سنة فشكر الله سبحانه له ذلك فقال وَ اذكُر فِي الكِتابِ إِسماعِيلَ إِنّهُ كانَ صادِقَ الوَعدِ وَ كانَ رَسُولًا نَبِيّا و كان النبي محمدص في صباه يخرج بغنم له إلي الصحراء

-قرآن-81-112-قرآن-450-533

[ صفحه 907]

فقال له بعض الرعاة يا محمدإني وجدت في موضع كذا مرعي خصيبا فقال ص نخرج غدا إليه فبكرص من بيته إلي ذلك الموضع وأبطأ الرجل في الوصول فرأي رسول الله ص و قدمنع غنمه أن ترعي من ذلك المرعي حتي يصل ذلك الرجل فيرعيا معا. و لاشك أن الأنبياء كلهم علي نبينا وعليهم السلام وأممهم يوم القيامة تحت راية نبيناص علي ماروي . و إن كلم الله تعالي موسي ع علي طور سيناء فقد كلم الله تعالي محمداص فوق سبع سماوات . وجعل الله سبحانه بعد محمدص الإمامة في قومه عندانقطاع النبوة حتي يأتي أمر الله وينزل عيسي ع فيصلي خلف رجل من ذرية محمدص يقال له المهدي ع يملأ الأرض عدلا ويمحو كل جور كماوصفه رسول الله ص

فصل

و إن النبي ص لماوصف عليا ع وشبهه بعيسي علي نبينا و عليه السلام و قال قال الله تعالي وَ لَمّا ضُرِبَ ابنُ مَريَمَ مَثَلًا إِذا قَومُكَ مِنهُ يَصِدّونَقالت

قريش لم ينزل خصلة من خصال الخير إلا و قدوصف عليا بها ثم شبهه بنبي من الأنبياء فلامهم الله تعالي علي ذلك . و إن الله تعالي كماأخرج لصالح النبي علي نبينا و عليه السلام ناقة من الجبل فكان

-قرآن-98-162

[ صفحه 908]

لها شرب ولقومه شرب فقد أخرج الله تعالي لصالح المؤمنين علي بن أبي طالب وصي محمدص خمسين ناقة أوأربعين ناقة مرة ومائة ناقة مرة أخري من الجبل فقضي بهادين محمدص ووعده . و قد قال تعالي وَ إِن تَظاهَرا عَلَيهِ فَإِنّ اللّهَ هُوَ مَولاهُ وَ جِبرِيلُ وَ صالِحُ المُؤمِنِينَ و هو علي بن أبي طالب ع علي ماروي الرواة في تفاسيرهم . وأنطق الله تعالي لمحمدص البعير والظبي والذئب والأسد ولأوصيائه ع علي ماقدمنا معجزة لهم كماأنطقها للأنبياء قبله . و إن بئر زمزم كان في صدر الإسلام بمكة يوما للمسلمين ويوما للكافرين فكان ص يستقي للمسلمين منها ما يكون ليومين في يومهم و كان للمشركين علي ما كان عليه قبله يوم بيوم . و إن الله تعالي كماأعطي يعقوب ع الأسباط من سلالة صلبه ومريم

-قرآن-202-286

[ صفحه 909]

ابنة عمران التي من بناته فقال تعالي وَ وَهَبنا لَهُ إِسحاقَ وَ يَعقُوبَوَ جَعَلنا فِي ذُرّيّتِهِمَا النّبُوّةَ وَ الكِتابَفقد

أعطي محمداص فاطمة ع من صلبه وهي سيدة نساء العالمين . وجعل الوصية والإمامة في أخيه و ابن عمه علي بن أبي طالب ثم في الحسن و الحسين و في أولاد الحسين إلي ابن الحسن إلي قيام الساعة كلهم ولد رسول الله من فاطمة صلوات الله عليهم أجمعين كماجعلها في ولد هارون أخي موسي ع و كما كان عيسي ع من ولد الأنبياء قال الله تعالي وَ مِن ذُرّيّتِهِ داوُدَ وَ سُلَيمانَ وَ أَيّوبَ وَ يُوسُفَ وَ مُوسي وَ هارُونَ وَ كَذلِكَ نجَزيِ المُحسِنِينَ وَ زَكَرِيّا وَ يَحيي وَ عِيسي. وأعطي محمداص الكتاب المجيد والقرآن العظيم وفتح عليه و علي أهل بيته باب الحكمة وأوجب الطاعة لهم علي الإطلاق بقوله تعالي أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرّسُولَ وَ أوُليِ الأَمرِ مِنكُم. و إن كان يعقوب علي نبينا و عليه السلام صبر علي فراق ولده حتي كاد أن يكون حرضا من الحزن فقد فجع محمدص بابن كان له وجده فصبر ووجد يعقوب وجد فراق وحزن محمدص علي قرة عينيه بوفاته . و كان يعقوب فقد ابنا واحدا من بنيه و لم يتيقن وفاته

-قرآن-42-76-قرآن-77-127-قرآن-476-617-قرآن-752-816

[ صفحه 910]

و إن كان يوسف قدأوتي شطر الحسن فقد وصف جمال رسولناص فقيل إذارأيته رأيته

كالشمس الطالعة. و إن كان يوسف علي نبينا و عليه السلام ابتلي بالغربة وامتحن بالفرقة فمحمدص فارق وطنه من أذي المشركين ووقف علي الثنية وحول وجهه إلي مكة فقال إني لأعلم أنك أحب البقاع إلي الله و لو لا أن أهلك أخرجوني ماخرجت فلما بلغ الجحفة أنزل الله تعالي إِنّ ألّذِي فَرَضَ عَلَيكَ القُرآنَ لَرادّكَ إِلي مَعادٍ. ثم إن آل محمد عليه وعليهم السلام شردوا في الآفاق وامتحنوا بما لم يمتحن به أحد غيرهم و قدأعلم محمدص جميع ذلك و كان يخبر به . و إن كان يوسف علي نبينا و عليه السلام بشره الله تعالي برؤيا رآها فقد بشر محمدص برؤيا في قوله تعالي لَقَد صَدَقَ اللّهُ رَسُولَهُ الرّؤيا بِالحَقّ. و إن كان يوسف ع اختار الحبس توقيا من المعصية فقد حبس رسول الله ص في الشعب ثلاث سنين ونيفا حين ألجأه أقاربه إلي أضيق الضيق حتي كادهم الله ببعثه أضعف خلقه في أكله عهدهم ألذي كتبوه في قطيعة رحمه . ولئن كان يوسف ع في الجب فقد كان محمدص في الغار. ولئن غاب يوسف ع فقد غاب مهدي آل محمد ع وسيظهر

-قرآن-362-417-قرآن-662-707

[ صفحه 911]

أمره كماظهر أمره وأكثر ماذكرناه

يجري مجري المعجزات و منه ما هومعجزة.

فصل

و إن كان موسي علي نبينا و عليه السلام قلب الله تعالي له العصا حية فمحمدص دفع إلي عكاشة بن محصن يوم بدر لماانقطع سيفه قطعة جريدة ملقاة هناك فتحولت سيفا في يده . و لمادعا محمدص أباجهل ليؤدي ثمن بعير الغريب إذ لم يعطه شيئا أتي إليه ثعبان و قال إن لم تخرج إلي محمد وتقضي الغريب لابتلعتك حتي خرج هائما. وكذلك قدأظهر الله سبحانه ثعبانا لأجل آل محمد ع حين هموا بقتل واحد منهم ع . و إن محمداص دعا الشجرة فأقبلت نحوه تخد الأرض وكذلك أوصياؤه علي ماقدمناه . و إن كان موسي علي نبينا و عليه السلام ضرب الحجر بعصاه فانفجرت منه اثنتا عشرة عينا فمحمدص كان يتفجر الماء من بين أصابعه .

[ صفحه 912]

وانفجار الماء من بين اللحم والدم أعجب من خروجه من الحجر لأن ذلك معتاد علي وجه . و قدأخرج أوصياؤه عليه وعليهم السلام الماء من الجب ألذي لاماء فيه إلي رأسه حتي شرب الناس منه .

و إن النبي ص قال إن المهدي من ولدي يفعل مثل مافعل موسي عندخروجه من مكة إلي الكوفة

-روایت-1-2-روایت-24-97

.

و إن موسي ضرب البحر بعصاه فانفلق فكان آية فمحمدص لماخرج إلي خيبر إذا هوبواد يشخب فقدروه أكثر من أربع عشرة قامة والعدو من ورائهم فقال الناس إنا لمدركون قال كلا فدعا وعبرت الخيل والإبل علي الماء لاتندي حوافرها وأخفافها. و لماعبر عمرو بن معديكرب بعسكر الإسلام بالبحر بالمدائن كان كذلك . و إن كان موسي ع قدأتي فرعون بألوان العذاب من الجراد والقمل والضفادع والدم فرسولناص قدأتي بالدخان علي المشركين و هو ألذي ذكره الله تعالي في قوله يَومَ تأَتيِ السّماءُ بِدُخانٍ مُبِينٍ و ماأنزل الله سبحانه و تعالي علي الفراعنة يوم بدر و ماأنزل علي المستهزءين بعقوبات شتي في يوم واحد و قدمضي تفصيل ذلك .

-قرآن-472-510

[ صفحه 913]

فأما تكليم الله تعالي لموسي ع فإنه كان علي الطور ورسولناص قددَنا فَتَدَلّي فَكانَ قابَ قَوسَينِ أَو أَدني و قدكلمه الله تعالي هناك فوق السماوات . و أماالمن والسلوي والغمام واستضاءة الناس من موسي ع بنور سطع من يده فقد أوتي رسولناص ما هوأفضل منه و قدأحلت له الغنائم و لم تحل لأحد قبله وأصاب أصحابه مجاعة في سرية بناحية البحر فقذف لهم البحر حوتا فأكلوا منه نصف

شهر وقدموا بودكه وكانوا خلقا كثيرا. و كان ص يطعم الأنفس الكثيرة من طعام يسير ويسقي الجماعة الجمة من الشربة من اللبن حتي يرووا.روي حمزة بن عمرو الأسلمي قال إنا نفرنا مع رسول الله ص في ليلة ظلماء فأضاءت أصابعه لنا فانكشفت الظلمة و هذاأعجب مما كان لموسي ع . و أمااليد البيضاء لموسي فقد أعطي رسولناص أفضل منه و ذلك أن نورا كان يضي ء أبدا عن يمينه و عن يساره حيثما جلس وقام تراه الناس و قدبقي ذلك النور إلي يوم القيامة يسطع من قبره وكذا كان مع وصيه وأولاده المعصومين في حياتهم والآن يكون يسطع من قبورهم وكذا في كل بقعة مر بهاالمهدي ع

-قرآن-68-112

[ صفحه 914]

يري نورا ساطعا. و إن كان موسي علي نبينا و عليه السلام أرسل إلي فرعون فأراه الآية الكبري فنبيناص أرسل إلي فراعنة شتي كأبي لهب و أبي جهل وشيبة وعتبة ابني ربيعة و أبي بن خلف والوليد بن المغيرة والعاص بن وائل السهمي والنضر بن الحارث وغيرهم وأراهم سبحانه الآيات في الآفاق و في أنفسهم حتي يتبين لهم أنه الحق و لم يؤمنوا. و إن كان الله تعالي انتقم لموسي ع من فرعون فقد انتقم لمحمدص

يوم بدر منهم فقتلوا جميعا وألقوا في القليب وانتقم له من المستهزءين فأخذهم بأنواع البلاء علي مامضي ذكره . و إن كان موسي ع صارت عصاه ثعبانا واستغاث فرعون منه رهبة فقد أعطي محمدمثله لماجاء إلي أبي جهل شفيعا لصاحب الدين خاف أبوجهل وقضي دين الغريب ثم إنه عوتب فقال رأيت عن يمين محمد ويساره ثعبانين تصطك أسنانهما وتلمع النيران من أبصارهما لوامتنعت لم آمن أن يبتلعني الثعبان . و إن كان الله سبحانه قال لموسي وَ أَلقَيتُ عَلَيكَ مَحَبّةً منِيّ فقال سبحانه في وصي محمد ع وأولاده سَيَجعَلُ لَهُمُ الرّحمنُ وُدّا.

-قرآن-860-894-قرآن-933-963

[ صفحه 915]

فصل

و إن كان داود علي نبينا و عليه السلام سخر له الجبال والطير يسبحن معه وسارت بأمره فالجبل نطق لنبيناص إذ جادله اليهود وشهد له بالنبوة ثم سألوه أن يسير الجبل فدعا فسار الجبل إلي فضاء كماتقدم وسبحت الحصي في يد رسولناص وسخرت له الحيوانات كماذكرنا. و إن لين الحديد لداود ع فقد لين لرسولناص الحجارة التي لاتلين بالنار والحديد يلين بالنار. و قدلين الله تعالي العمود من الحديد ألذي جعله وصيه علي بن أبي طالب ع في عنق خالد بن الوليد فلما استشفع إليه

أخذه من عنقه . و إن نبيناص لمااستتر من المشركين يوم أحد مال برأسه نحو الجبل حتي خرقه بمقدار رأسه و هوموضع معروف مقصود في شعب وأثر ساعداه ص في جبل أصم من جبال مكة لمااستروح في صلاته فلان له الحجر حتي ظهر أثر ذراعيه فيه كماأثر قدما ابراهيم علي نبينا و عليه السلام في المقام . ولانت الصخرة تحت يد نبيناص في بيت المقدس حتي صارت كالعجين ورئي ذلك من مقام دابته و الناس يلمسونه بأيديهم إلي اليوم . و إن الرضا من ولده ع دعا في خراسان فلين الله سبحانه له جبلا يؤخذ منه

[ صفحه 916]

القدور وغيرها واحتاج الرضا ع أيضا إلي الطهور بخراسان فمس بيده الأرض فنبع له عين وكلاهما معروف باق ينتفع الناس بهما. وآثار وصي نبيناص في الأرض أكثر من أن تحصي .منها بئر عبادان و إن المخالف والمؤالف كلاهما يروي أن من قال عندها بحق علي يفور الماء من قعرها إلي رأسها و لايفور بذكر غيره وبحق غيره . و إن سور حلب من أصلب الحجارة ضربه علي بن أبي طالب ع بسيفه فأثره من فوقه إلي الأرض ظاهر. وإنه ع لماخرج إلي صفين و كان

بينه و بين دمشق مائة فرسخ وأكثر و قدنزل ببرية و كان يصلي فيها فلما فرغ ورفع رأسه من سجدة الشكر قال أسمع صوت بوق التبزيز لمعاوية من دمشق . وكتبوا التاريخ فكان كما قال و قدبني هناك مشهد يقال له مشهد البوق . وبكي داود ع علي خطيئته حتي سارت الجبال لخوفه معه ونبيناص قام إلي الصلاة فسمع لخوفه أزيز كأزيز المرجل علي الأثافي من شدة البكاء

[ صفحه 917]

و قدآمنه الله تعالي من عقابه فأراد أن يتخشع وقام علي أطراف أصابعه عشر سنين حتي تورمت قدماه واصفر وجهه من قيام الليل فأنزل الله تعالي طه ما أَنزَلنا عَلَيكَ القُرآنَ لِتَشقي. و كان ص يبكي حتي يغشي عليه فقيل له أ ليس قدغفر الله لك ماتقدم من ذنبك و ماتأخر قال أ فلاأكون عبدا شكورا. وكذلك كانت عبادة وصيه ع في مقاماته .

-قرآن-151-190

فصل

و إن كان سليمان علي نبينا و عليه السلام سأل الله أن يعطيه ملكا لاينبغي لأحد من بعده فمحمدص عرضت عليه مفاتيح خزائن كنوز الأرض فأبي استحقارا لها فاختار الفقر والقوت .فأعطاه الله سبحانه الكوثر والشفاعة وهي أعظم من ملك الدنيا جميعا من أولها إلي آخرها سبعين مرة ووعده

الله المقام المحمود ألذي يغبطه به الأولون والآخرون . وسار في ليلة إلي بيت المقدس ومنها إلي سدرة المنتهي وسخر له الريح حتي حملت بساطه بأصحابه إلي غار أصحاب الكهف .

[ صفحه 918]

و إن كان لسليمان الريح غدوها شهر ورواحها شهر فكذلك كانت لأوصياء محمد وسخرت لمحمدص وأوصيائه الجن حتي آمنت منقادة طائعة قال الله تعالي وَ إِذ صَرَفنا إِلَيكَ نَفَراً مِنَ الجِنّقُل أوُحيِ َ إلِيَ ّ أَنّهُ استَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الجِنّ وقبض علي جني فخنقه . ومحاربة وصيه ع مع الجن وقتله إياهم معروفة وكذلك إتيانهم إليه و إلي أولاده المعصومين ع لأخذ العلم منهم مشهور. و إن كان سليمان علي نبينا و عليه السلام سخرهم للأبنية والمصانع واستنباط القني ماعجز عنه جميع الناس فنبيناص لم يحتج إلي هذه الأشياء و لوأراد منهم ذلك لفعلوا علي أن مؤمني الجن يخدمون الأئمة وأنهم ع كانوا يبعثونهم في كل أمر يريدونه علي العجلة. و إن الله سبحانه سخر الملائكة المقربين لمحمد وعترته ع فقد كانوا ينصرون محمداص ويقاتلون بين يديه كفاحا يمنعون منه ويدفعون عنه .

-قرآن-148-189-قرآن-190-244

[ صفحه 919]

وكذلك كانوا مع علي ع ويكونون مع بقية آل محمد ع علي ماروي و إن كان

سليمان علي نبينا و عليه السلام يفهم كلام الطير ومنطقها فكذلك نبيناص كان يفهم منطق الطير فقد كان ص في برية فرأي طيرا أعمي علي شجرة. وروي من كان معه أنهم سمعوا ذلك الطير يصيح فقال لأصحابه أتعلمون ما يقول هذاالطير فقالوا الله ورسوله أعلم قال يقول رب إني جائع و لايمكنني أن أطلب الرزق فوقعت جرادة علي منقاره فأكلها. وكذا فهم منطقها عترته ع علي مامضي

فصل

و إن عيسي علي نبينا و عليه السلام مر بكربلاء فرأي ظباء فدعاها فقال لها هاهنا لاماء و لامرعي فلم مقامك فيهاقالت ياروح الله إن الله ألهمنا أن هذه البقعة حرم الحسين ع فأوينا إليها فدعا الله عيسي ع أن يبقي أثرا يعلم آل محمد أن عيسي كان مساعدا لهم في مصيبتهم فلما مر علي بن أبي طالب ع بها وجعل يقول هاهنا مناخ ركابهم وهاهنا مهراق دمائهم فسأله ابن عباس عن ذلك فأخبره بقتل الحسين ع بها

[ صفحه 920]

و إن عيسي علي نبينا و عليه السلام مر هاهنا ودعا و من قصته كيت وكيت فاطلب بعرات تلك الظباء فإنها باقية فوجدوا كثيرا من البعر قدصار مثل الزعفران و

إن الظباء قدنطقت مع محمد وعترته في مواضع شتي كماتقدم . و إن يحيي بن زكريا علي نبينا وعليهما السلام أوتي الحكم صبيا و كان يبكي من غيرذنب ويواصل الصوم و لم يتزوج وأهدي برأسه إلي بغية فإنما اختار نبيناص التزوج لأنه كان قدوة في قوله وفعله والنكاح مما أمر الله تعالي آدم به للتناسل . و كان لسليمان ع من النساء والجواري ما لايحصي .

و قال النبي ص تناكحوا تناسلوا فإني أباهي بكم الأمم

-روایت-1-2-روایت-20-61

و قال ص مباضعتك أهلك حسنة فقيل يا رسول الله نأتي شهوتنا ونفرح أفنؤجر فقال ص أرأيت لووضعتها في باطل أكنت تأثم قال نعم قال أفتحاسبون بالشر و لاتحاسبون بالخير

-روایت-1-2-روایت-13-177

.

[ صفحه 921]

وأراد الله سبحانه أن يكون للنبي ص ذرية طيبة باقية إلي يوم القيامة. و قدوصف الله سبحانه عيسي ع بما لم يصف به أحدا من أنبيائه المتقدمين فقال تعالي وَجِيهاً فِي الدّنيا وَ الآخِرَةِ وَ مِنَ المُقَرّبِينَ وَ يُكَلّمُ النّاسَ فِي المَهدِ وَ كَهلًا وَ مِنَ الصّالِحِينَ ورسولنا وعترته ع وسيلة آدم ودعوة ابراهيم وبشري عيسي . فإن قدر عيسي من الطين كهيئة الطير فيجعلها الله سبحانه طيرا فإن الله سبحانه أحيا الموتي لنبينا وعترته . و إن كان يبر ئ الأكمه والأبرص بإذن الله فكذا كان

من نبينا و من آله ع والآن ربما يدخل العميان و من به برص مشاهدهم فيهب الله تعالي لهم نور العين ويذهب البرص عنهم ببركة تربتهم . و هذامعروف ما بين خراسان إلي بغداد إلي الكوفة إلي الحجاز

-قرآن-158-275

[ صفحه 922]

باب في أن معجزات النبي ص والأئمة من آله ع ليست ببدع فقد كان قبلهم للأنبياء ع والأوصياء معجزات
اشاره

اعلم أن الله تعالي لماأعلم الملائكةإنِيّ جاعِلٌ فِي الأَرضِ خَلِيفَةًعَلّمَ آدَمَ الأَسماءَ كُلّهافكان علم آدم ع بها في الحال التي نفخ فيه الروح معجزة له فكذلك محمدص لماادعي النبوة وذكر أقاصيص الأنبياء ع وأممهم علي ما في كتب الله المتقدمة من غيرتعلم ومدارسة كان ذلك معجزا له . و لمامرض آدم علي نبينا و عليه السلام قال لشيث ع إن ربي عهد إلي أن أجعلك وصيي وخازن مااستودعني و هذا كتاب الوصية تحت رأسي فإذامت فخذه من تحت رأسي و فيهاإثرة العلم واسم الله الأكبر و فيهاجميع ماتحتاج إليه من أمر دينك وتلك الصحيفة نزل بهاآدم من الجنة فلما توفي آدم علي نبينا و عليه السلام شدها شيث ابنه في وسطه و قال له حينئذ جبرئيل ع من مثلك ياشيث لقد خصك الله تعالي بأمر جليل وأعطاك سرور كرامته وألبسك لباس عافيته . و كان شيث

علي نبينا و عليه السلام بعدوفاة أبيه يعلم الأسماء كلها وجميع لغات الملائكة فكان ذلك معجزة له .فكذلك علم علي بن أبي طالب ع ورضي عن والده جميع اللغات كلها بعد النبي .

-قرآن-41-75-قرآن-76-104

[ صفحه 923]

وكذا الحسن ع كان بعد أبيه يعلمها كلها ويعلم الحسين ع جميع لغات الثقلين والملائكة أيضا ومنطق الطير وصوت جميع الحيوانات بعد الحسن ع أيضا.فكذلك علي بن الحسين عليهم جميعهم صلوات الله ورحمته وبركاته وكذا الأئمة ع ماكانوا يجهلون شيئا منها و كان ذلك معجزة لهم باهرة. وغسل شيث أباه وجبرئيل معه وكذلك غسل علي محمدا ع وجبرئيل يعاونه . و لمادفن آدم علي نبينا و عليه السلام هبط قابيل من الجبل ألذي كان هاربا خلفه من أبيه و قال لشيث لئن تكلمت بشي ء مما عهد إليك أبوك لأقتلنك كماقتلت أخاك فكان الأمر والنهي في الظاهر إلي قابيل و كان شيث يثبت المعالم ويحفظ الدين إلي أن أهلك الله تعالي قابيل ووكل الأمر إلي ابنه و كان شيث ع يداريه . فلما هلك قام أيضا ابنه مقامه و قد كان آدم أوصي إلي شيث

جميع ذلك . وبشره آدم أيضا بنوح النبي ع وأنهم يغرقون في طوفانه . وكذلك كان الأمر بعد النبي ص استولي الأول علي علي ع وقام بالأمر ظاهرا ثم سلم الأمر إلي صاحبه ثم أخذ ثالث القوم الأمر و كان هتاتا. ثم عاد الأمر إلي علي ع وبعده ظلمات بعضها فوق بعض إلي مهدي آل محمد

[ صفحه 924]

ع فيطهر الأرض من الأعداء.

و عن الباقر ع أن الله سبحانه أوحي إلي آدم أني متوفيك فأوص إلي شيث و هوهبتي فإني أحب أن لاتخلو الأرض من عالم يقضي بحكمي أجعله في الأرض حجة لي فجمع آدم ولده و قال أمرني ربي أن أوصي إلي هبة الله و أن الله اختاره لي ولكم بعدي فاسمعوا له وأطيعوا فقالوا نسمع له ونطيعه

-روایت-1-2-روایت-18-302

وكذلك فعل رسول الله ص بعلي ع يوم الغدير

فصل

و أماإدريس النبي علي نبينا و عليه السلام فإنه تنحي عن القرية التي كان فيها و كان أهلها يعبثون وأخبرهم بأن الله سبحانه يحبس عنهم المطر بدعائه وآوي إلي كهف ووكل الله سبحانه به ملكا يأتيه بطعامه كل مساء فمكثوا بعده عشرين سنة لم يمطروا قطرة

[ صفحه 925]

فلما جهدوا

وتابوا إلي الله تعالي أمره الله أن يرجع إليهم .فكذلك مهدي آل محمدص لماعاب أهل الأرض خرج من بينهم وغاب عنهم فإذا مااشتد عليهم الزمان وغلب شرار الناس وملئوا الأرض ظلما رجع إليهم . و إن إدريس علي نبينا و عليه السلام لمارجع إلي قريته نظر إلي دخان في بعض المنازل وهجم علي عجوز كبيرة وهي ترقق قرصين لها علي مقلاة فقال بيعي مني هذاالطعام فحلفت أنها ماتملك شيئا غيرهما واحد لي وواحد لابني فقال ابنك صغير يجزيه نصف قرص فأكلت قرصها وكسرت القرص الآخر بين ابنها و بين إدريس وباعته منه فلما رأي ابنها ذلك اضطرب يبكي حتي مات فقالت يا عبد الله قتلت ابني جزعا علي قوته فقال أناأحييه بإذن الله تعالي ثم أخذ بعضد الصبي و قال أيتها الروح الخارجة عن بدن هذاالغلام ارجعي إلي بدنه بإذن الله أناإدريس فلما أحيا الله تعالي الغلام خرجت فقالت يا أهل القرية هذاإدريس فخرج إلي تل وقعد هناك واجتمع إليه أصحابه الذين تفرقوا بعده فبلغ ملك القرية خبره فبعث إلي إدريس علي نبينا و عليه السلام أربعين رجلا ليأتوا بإدريس فعنفوه فدعا

عليهم فماتوا فبعث الملك خمسمائة رجل فقال لهم إدريس انظروا إلي مصارع أصحابكم فقالوا له ارحم وادع أن تمطر فقد متنا بالجوع فقال حتي يأتي الجبار متواضعا لله حافيا إلي فأتاه أهل القرية خاضعين تائبين فسأل الله تعالي فأظلتهم سحابة وهطلت .

[ صفحه 926]

وكذلك إذاظهر المهدي ع بمكة ما بين الحجر الأسود و باب الكعبة فنادي جبرائيل ع واجتمع إليه أصحابه من الآفاق بعث السفياني أكثر من عشرين ألف رجل يقولون لاحاجة لنا في بني علي فإذابلغوا إلي البيداء خسف الله بهم الأرض فلايبقي إلارجلان منهم ينصرف أحدهما إلي السفياني والآخر يخرج إلي مكة و قدصار قفاهما إلي موضع وجهيهما يخبران الناس بحال عسكر السفياني . وكذلك كان لماهاجر سيدنا رسول الله ص من مكة لتأذيه من أهلها دعا عليهم فعمهم الجدب سنين فخضعوا وسألوه أن يدعو فدعا الله سبحانه واستسقي فمطروا. و كان لبعض الأنصار عناق فذبحها و قال لأهله اطبخوا بعضا واشووا بعضا فلعل رسول الله ص يشرفنا ويحضر بيتنا الليلة ويفطر عندنا وخرج إلي المسجد و كان له ابنان صغيران و كان يريان أباهما يذبح العناق . فقال أحدهما للآخر تعال حتي أذبحك فأخذ السكين وذبحه فلما رأتهما الوالدة صاحت فهرب الذابح

خوفا فوقع من الغرفة فمات فسترتهما وطبخت وهيأت الطعام فلما جاء النبي ص إلي دار الأنصاري نزل جبرئيل ع و قال يا رسول الله استحضر ولديه فطلبهما فخرج أبوهما فقالت والدتهما ليسا بحاضرين فرجع إلي النبي وأخبره بغيبتهما

[ صفحه 927]

فقال لابد من إحضارهما فانصرف وأطلعت المرأة زوجها بحالهما فأخذهما إلي مجلس النبي ص فدعا الله فأحياهما وعاشا سنين

فصل

و كان في بعض الأزمان نبي بين قوم كثيرين يدعوهم إلي الله و لايجيبونه و كان لهم يوم عيد فأتاهم ذلك النبي و قال لاتفعلوا مثل ذلك وتوبوا إلي الله فقالوا له إن سألت الله أن يخرج من خشب يابس ثمارا علي لون ثيابنا وكانت ثيابهم صفراء فإنا نؤمن بك وكانت هناك خشبة يابسة فدعا الله تعالي فصارت شجرة ثم أورقت ثم أثمرت المشمش فمنهم من آمن به ومنهم من أظهر الإيمان نفاقا فكل مشمشة أكلها مؤمن كان نواها حلوا و كل مشمشة أكلها منافق كان نواها مرا فعرفهم الله ذلك النبي به .كذلك فعل النبي ص ليهودي كان له حق علي مسلم و قدعقد أن يغرس له عدة من النخيل ويربيها إلي أن ترطب ألوانا كثيرة

فإنه ص أمر عليا ع أن يأخذ نوي علي عدد النخل ألذي ضمنه المسلم لليهودي فكان النبي ص يضع النوي في فيه ثم يعطيه عليا ع فيدفنه في الأرض فإذا

[ صفحه 928]

اشتغل بالثاني نبت الأول حتي تمت عدة النخل علي الألوان المختلفة من الصفرة والحمرة والبياض والسواد وغيرها. و كان النبي ص يمشي بين نخلات ومعه علي ع فنادت نخلة إلي نخلة هذا رسول الله ص و هذاوصيه فسميت الصيحانية. وكذلك أكثر حجج الله تعالي من أولادهما ع مروا مع قوم علي شجر يابس فدعوا فأورق وأثمر وأكلوا و قدمضي ذكره

فصل

و كان ابراهيم علي نبينا و عليه السلام مضيافا فنزل عليه يوما قوم أضياف و لم يكن عنده شيءيطعمهم فقال إن أخذت خشب الدار وبعته من النجار فإنه لابد أن ينحته وثنا أوصنما فلم يفعل فخرج في الطلب ومعه إزار إلي موضع بعد أن أنزلهم في دار الضيافة وصلي ركعتين فلما فرغ و لم يجد الإزار علم أن الله سبحانه قدهيأ أسبابه فلما دخل داره رأي سارة تطبخ شيئا فقال لها أني لك هذاقالت هذا ألذي بعثته علي يدي رجل و كان الله سبحانه أمر جبرئيل

أن يأخذ الرمل ألذي كان في الموضع ألذي صلي فيه ابراهيم ويجعله في إزاره والحجرات الملقاة هناك أيضا ففعل جبرئيل ع ذلك فجعل الله سبحانه الرمل جاورسا مقشرا والحجارة المدورة سلجما

[ صفحه 929]

والمستطيلة جزرا. و قد كان للنبي ص و أهل بيته أمثال ذلك مرارا و قدتقدم في معجزاتهم . و إن ابراهيم علي نبينا و عليه السلام لماألقي في النار فصارت عليه بردا وسلاما وكذا كان موسي بن جعفر ع قعد في النار بثيابه فلم تحرقه . و إن ابراهيم لما قال إنِيّ ذاهِبٌ إِلي ربَيّ قاصدا إلي بيت المقدس من سلطان نمرود جعل سارة في تابوت لئلا يراها أحد لغيرته فمر بعشار في سلطان رجل من القبط فقال لاأخليك حتي تفتح التابوت ففتحه عنها وكانت موصوفة بالجمال فرفع العشار الخبر إلي الملك فقال احملوه والتابوت معه إلي فلما دخل علي الملك قال لإبراهيم افتحه فقال فيه حرمتي و أناأعطيك مامعي و لاأفتحه فأبي إلافتحه فلما رآها مد يده إليها فقال ابراهيم ع أللهم احبس يده فشلتا فقال الملك ادع الله أن يرد يدي فدعا فصلحتا ثم أراد أن يمد يده إليها فشلتا فسأل ابراهيم في رد يده فقال بشرط

أن لاتمد يدك إليها مرة أخري فقال لاأفعل فدعا فصلحت يده فقال الملك عندي جارية صالحة بكر تليق بكم فأتي بهاجر فوهبها لها

-قرآن-258-282

[ صفحه 930]

ومثل ذلك كان للحسين ع مع فرعون هذه الأمة فإنه مد يده ليضرب علي وجه الحسين ع فيبست يده فتضرع إليه ليدعو ربه فترد إليه يده فدعا فصلحت و لم يعتذر كاعتذار الملك القبطي . و لماخلف ابراهيم علي نبينا و عليه السلام إسماعيل ع وأمه هاجر بمكة بإذن الله تعالي عطش إسماعيل و لم يكن بمكة ماء ظاهر علي وجه الأرض فطلبت أمه الماء فلم تجده ففحص الصبي برجله فنبعت زمزم . وكذلك لماولد عيسي ابن مريم ع جعل الله تعالي لهما شربا أي عينا ينبع و قدأنبط الله تعالي الماء لسيدنا رسول الله ص ولعترته الأئمة ع في زمان بعدزمان علي ماأشرنا إليه من قبل .

و عن الباقر ع أن ذا القرنين كان عبدا صالحا ناصح الله سبحانه فناصحه فسخر له السحاب وطويت له الأرض وبسط له في النور و كان يبصر بالليل كما

-روایت-1-2-روایت-18-ادامه دارد

[ صفحه 931]

يبصر بالنهار و أن أئمة الحق كلهم قدسخر الله تعالي لهم السحاب و كان يحملهم

إلي المشرق والمغرب لمصالح المسلمين ولإصلاح ذات البين

-روایت-از قبل-142

. و علي هذاحال المهدي ع ولذلك يسمي صاحب المرأي والمسمع فله نور يري به الأشياء من بعيد كمايري من قريب ويسمع من بعيد كمايسمع من قريب و أنه يسيح في الدنيا كلها علي السحاب مرة و علي الريح أخري وتطوي له الأرض مرة فيدفع البلايا عن العباد والبلاد شرقا وغربا

فصل

و عن الصادق ع أن أعرابيا اشتري من يوسف علي نبينا و عليه السلام طعاما فقال له إذامررت بوادي كذا وكذا فناد يايعقوب يايعقوب فإنه يخرج إليك رجل وسيم فقل له إني رأيت بمصر رجلا يقرئك السلام و يقول إن وديعتك عند الله محفوظة لن تضيع فلما بلغه الأعرابي ذلك خر مغشيا عليه فلما أفاق قال هل لك من حاجة قال لي ابنة عم وهي زوجتي لم تلد فدعا له فرزق منها أربعة أبطن في كل بطن اثنان

-روایت-1-2-روایت-19-410

.

[ صفحه 932]

ومثل ذلك مروي عن أئمة الهدي لكثير من الناس لماسألوا منهم ذلك و قدتقدم كثير منه .

و قال أبو عبد الله ع إن رجلا من بقية عاد أدرك فرعون يوسف فأجاره ومنعه والعادي يحدثه بالصدق و كان يوسف

علي نبينا و عليه السلام صديقا فلما قدم يعقوب ع أكرمه الجار ليوسف فقال يايعقوب كم أتي عليك فقال يعقوب ع مائة وعشرون سنة فقال العادي كذب فسكت وشق ذلك علي فرعون فقال مرة أخري كم أتي عليك يايعقوب فقال يعقوب عشرون ومائة سنة فقال العادي كذب فقال يعقوب ع أللهم إن كان كذب فاطرح لحيته فسقطت لحيته علي صدره فبقي واجما فقال فرعون دعوت علي من أجرته فادع ربك أن يردها عليه فدعا فردها عليه و كان العادي رأي ابراهيم علي نبينا و عليه السلام فلما رأي يعقوب ظنه ابراهيم

-روایت-1-2-روایت-27-625

. و قدجري من خارجي مع علي بن أبي طالب ع مثل ذلك فإنه ع قسم المال فقال له الخارجي ماقسمت بالعدل فدعا عليه فسقطت لحيته فبكي وتضرع وسأله أن يدعو له

[ صفحه 933]

فدعا الله سبحانه فردها عليه

فصل

و قال الله تعالي وَ وَهَبنا لَهُ أَهلَهُ وَ مِثلَهُم مَعَهُم رَحمَةً مِنّا في قصة أيوب علي نبينا و عليه السلام و قدأصابه الله تعالي بمحن توالت عليه شدائدها ليرفع الله سبحانه بهادرجاته ثم كشفها عنه وأعاد عليه النعم ليعتبر المؤمنون ويصطبروا ويشكروا.

-قرآن-21-77

و قال

الصادق ع إن الله سبحانه رد عليه أهله وولده الذين هلكوا بأعيانهم وأعطاه مثلهم معهم وكذلك رد عليه مواشيه وأمواله بأعيانها وأعطاه مثلها معها وأمطر الله سبحانه من السماء علي أيوب فراشا من الذهب فجعل أيوب يأخذ ما كان خارجا من داره فيدخله داره فقال له جبرئيل ع أ ماتشبع ياأيوب قال و من يشبع من فضل الله

-روایت-1-2-روایت-20-339

. وكذلك عزير لماأماته الله تعالي مائة عام ثم بعثه و كان معه التين فكان علي حاله لم يتغير و كان أيضا معه اللبن لم يتغير ورأي حماره حيا بعدموته .

[ صفحه 934]

وكذلك مر نبي علي قرية وهي خاوية علي عروشها ورأي أهلها كلهم موتي فعلم أنهم أهلكوا بسخط الله تعالي فدعا الله فقال تعالي رش عليهم الماء ففعل فأحياهم الله تعالي وهم ألوف وبعثه الله تعالي إليهم رسولا وعاشوا سنين .فمن أقر بصحة ذلك جميعه كيف ينكر الرجعة في الدنيا علي ماذكرناه .

و قال النبي ص ماجري في أمم الأنبياء قبلي شيء إلا ويجري في أمتي مثله وذكر خروج الصفراء بنت شعيب علي يوشع وصي موسي ثم قال ص لأزواجه و إن منكن من

تخرج علي وصيي وهي ظالمة ثم قال ياحميراء لاتكونيها

-روایت-1-2-روایت-20-221

فأخبر بذلك قبل كونه و كان معجزا له ص

فصل

و عن الصادق ع أن موسي بن عمران علي نبينا و عليه السلام لم يخرج حتي خرج ثمانون كذابا و في القائم ع منا سنة من موسي بن عمران و هوخفاء مولده وغيبته عن قومه و فيه سنة من يوسف قيل كأنك تذكر خبره وغيبته قال و ماينكر هؤلاء أشباه الخنازير من ذلك إن إخوته وهم أسباط لم يعرفوه حتي قال لهم أنايوسف فما تنكرون أن يسير القائم في أسواقهم

-روایت-1-2-روایت-19-ادامه دارد

[ صفحه 935]

ويطأ بسطهم وهم لايعرفونه حتي يأذن الله أن يعرفهم نفسه

-روایت-از قبل-64

. و إن الخضر ع يراه كثير من الناس في الطواف بمكة حول الكعبة أو في البراري يرشد ضالا أو في البحار عندغرق السفن فيحفظها و الناس لايعرفونه في الحال فإذاخرج وغاب علموا بأمارات أنه كان الخضر. وكذلك صاحب الأمر ع قدرآه الكثير من الناس في زمان بعدزمان و في بقاع مختلفة عندوقوع هلاك علي جماعة من المسلمين فرأوه علي صفاته وهيئته وهم لايعرفونه فإذادفع القوم الذين استولوا علي هؤلاء المؤمنين وأرادوا هلاكهم إما بالقتل

أوبالتشريد والهزيمة أو علي وجه من الوجوه لهؤلاء الظلمة و ذلك أكثر من أن ينطوي عليه كتاب كبير مروي عن المعتمدين علموا أنه لم يكن إلامهدي آل محمد ع و أن صفاته وهيئته معلومة فيقطع بها علي أنه هو و هذانوع من المعجزات الباهرة و له من الأنبياء المتقدمين نظائر علي ماأشرنا إليه

[ صفحه 936]

فصل

و إن فرعون لما كان يسمع أن هلاكه وهلاك قومه يكون علي يدي رجل من بني إسرائيل قتل في طلبه نيفا وعشرين ألف مولود و لم يصل إلي قتل من يهلكه ويهلك قومه . فلما ولد موسي علي نبينا و عليه السلام و كان ما كان ترك القتل . وكذلك بنو أمية وبنو مروان وبنو العباس لماسمعوا أن زوال ملكهم علي يد القائم من آل محمد ع وضعوا سيوفهم في قتل أولاد أهل البيت ع يهلكونهم بالقتل . فلما ولد صاحب الزمان ع تركوا ذلك القتل . ويأبي الله سبحانه أن يكشف إمامه لواحد من الظلمة فإنه ع يعين الشيعة شرقا وغربا ويحفظهم سيما في طريق سرمن رأي فإن المخالفين حواليها يتعصبون فيؤذون المؤمنين و لم يزل ع يدفع شرهم بالهينة مرة وبالسوط والسيف أخري و هذه السمعة من

المعتمدين . و هذا كما كان موسي علي نبينا و عليه السلام يدفع القبط عن بني إسرائيل سرا وعلانية.

و قد قال أبو عبد الله ع إن في صاحب هذاالأمر سننا من الأنبياء علي نبينا وعليهم السلام سنة من نوح و هوطول عمره وظهور دولته وبسط يده في هلاك أعدائه

-روایت-1-2-روایت-30-ادامه دارد

[ صفحه 937]

وسنة من موسي لما كان خائفا يترقب وسنة من عيسي فإنه يقال فيه ماقيل في عيسي وسنة من يوسف بالستر يجعل الله سبحانه بينه و بين الخلق حجابا يرونه و لايعرفونه وسنة من محمدص يهتدي بهداه ويسير بسيرته يخرج بالسيف كماخرج رسول الله ص وسنة من داود و هوحكمه بالإلهام

-روایت-از قبل-285

فصل

و عن الباقر ع أن موسي بن عمران ع لماانتهي ببني إسرائيل إلي الأرض المقدسة قال لهم ادخلوا فأبوا أن يدخلوها فتاهوا في أربعة فراسخ أربعين سنة وكانوا إذاأمسوا نادي مناديهم أمسيتم الرحيل حتي إذاانتهوا إلي مقدار ماأرادوا من السير أمر الله تعالي الأرض فدارت بهم إلي منازلهم الأولي فيصبحون في منزلهم ألذي ارتحلوا منه

-روایت-1-2-روایت-18-338

. و أن الله تعالي طوي الأرض لأئمة الهدي في أوقات مختلفة فكم من رجال من الحاج كانوا يضلون في البادية في

هذه الغيبة فأنقذهم الله من الهلاك بمهدي الزمان ع لرشدهم .

[ صفحه 938]

فإن كتبنا مشحونة بأن كثيرا منهم انقطعوا من القافلة أياما ويئسوا من الحياة و إذابصاحب الأمر ع أخذ بأيديهم وأطعمهم وسقاهم وبعث معهم من يطوي لهم الأرض فيوصلهم إلي العمران في أسرع زمان . كماروي أن رجلا من همدان قدحج فلما صدر من مكة مع القافلة تأخر ليلة عنهم ونام لغلبة النعاس عليه في البادية فلما أصبح لم ير أحياء و لاأثرا و لايدري أي صوب خرج فتاه وأيس وبقي بلا زاد منذ أيام .فرأي صاحب الزمان ع وطيب قلبه وأطعمه وسقاه ثم بعث معه بعدوهن من الليل من أخذ بيده وأوصله إلي أسدآباد في أوقات معدودة من الليل قليلة و قدرجع إلي بيته قبل وصول الحاج بشهرين . و كان يقول كأن الأرض كانت تجري من تحت قدمي و قال لأهله قلت له من أنت فقال أناالمهدي ألذي شكوا في أهل بلدك ولهذا الرجل بهمدان قبيل كثير يقال لهم بنو راشد متشيعون منهم من يروي كذلك عن جدهم و هو يقول إن المهدي ع قال لي أنت فلان من مدينة في الجبل يقال لها همدان وناولني

صرة فيهاخمسون دينارا و لم نزل بخير مابقي معنا شيء وأكثرهم يسأله من أنت فيقول أناالمهدي ألذي ينكرني أهل بلدتكم ثم يستبصرون ويستبصر غيرهم بسبب ذلك . و قد كان لجماعة كثيرة مثل ذلك من طي الأرض لهم مع زين العابدين والصادق والكاظم والتقي وآبائهم وأبنائهم ع

[ صفحه 939]

فصل

و إن موسي بن عمران علي نبينا و عليه السلام كان مبتلي بابن عمه قارون كما أن القائم المهدي ع كان مبتلي بعمه جعفرالكذاب و إن الله تعالي دفع معرته عن المهدي ع وجعل كلمته العليا وأخافه من المهدي ع .فإنه لماتوفي الحسن العسكري ع اجتمع أصحابه للصلاة عليه في داره فجاء جعفرالكذاب ليصلي عليه والشيعة حضور إذاهم بفتي جاء وأخذ بذيله وأبعده من عند أبيه وصلي عليه وائتم الناس به وبقي جعفرالكذاب مبهوتا متحيرا لايتكلم فلما فرغ من الصلاة علي أبيه خرج من بين القوم وغاب فلايدري من أي وجه خرج . و إن قارون أعطي امرأة لها جمال مالا أكثر من مائة ألف درهم علي أن تقوم هي علي رءوس بني إسرائيل فتقول إن موسي دعاني إلي نفسه فوقفت عليهم وفيهم

موسي وقارون في زينته فقامت وقالت يا موسي إن قارون أعطاني مائة ألف درهم علي أن أقوم في بني إسرائيل فأقول لهم إنك دعوتني إلي نفسك ومعاذ الله .فكذلك أناس كانوا يتسلطون علي أئمة الهدي من آل محمد ع ويؤذونهم ويلطخونهم بالعيوب والأكاذيب . فإذاوكل بهم أحد من جهة بني العباس واطلع علي أحوالهم شهد بطهارتهم

[ صفحه 940]

وآمن بهم وتبرأ من بني العباس إلا أن يكون خبيث الأصل دعيا. و إن موسي علي نبينا و عليه السلام لماتأذي من قارون و كان قدخرج في زينته قال للأرض خذيه فأخذته وابتلعته وإنه ليتخلخل كما قال تعالي فَخَسَفنا بِهِ وَ بِدارِهِ الأَرضَ. وكذلك قصد سراقة بن مالك إهلاك رسول الله ص وأسره علي غرة و كان ص مقبلا إلي المدينة فدعا عليه فأخذت الأرض قوائم فرسه وساخت فيها فقال يا محمدالأمان فقال ياأرض خليها فطفر فرسه منها. و إن المتوكل قال لندمائه أعياني أمر علي النقي فإني جهدت أن يشرب معي وينادمني فامتنع فقالوا هذاأخوه موسي قصاف عزاف يشرب ويتخالع فأحضره وأشهره فإن الخبر يشيع في الدنيا عن ابن الرضا بذلك و لاتفرق

الناس بينه و بين أخيه و من عرفه بشرب الخمر والزني والقمار اتهم أخاه بمثل فعاله فقال اكتبوا بإشخاصه مكرما فجاء موسي وتلقاه أبو الحسن ع فقال إن المتوكل أحضرك ليهتكك فلاتقر له بأنك شربت نبيذا قط اتق الله ياأخي أن ترتكب محظورا فأبي موسي عليه فكرر عليه أبو الحسن الوعظ وأقام موسي علي خلافه فدعا ع أن لاتجتمع أنت والمتوكل أبدا فجاء موسي إلي باب المتوكل وأقام ثلاث سنين يتكرر كل يوم فيقال له

-قرآن-213-246

[ صفحه 941]

هومشغول ومرة يقال له قدشرب الدواء إلي أن قتل المتوكل

فصل

و عن الصادق ع أن دانيال كان في زمن ملك جبار فطرحه في البئر وطرح معه السباع لتأكله فلم تدن منه فأوحي الله تعالي إلي نبي من أنبيائه أن ائت دانيال بطعام قال يارب وأين دانيال قال تخرج من القرية فيستقبلك ضبع فيدلك عليه فخرج فانتهي به الضبع إلي ذلك الجب فأدلي إليه الطعام فقال دانيال الحمد لله ألذي لاينسي من ذكره

-روایت-1-2-روایت-19-353

. و إن موسي بن جعفر ع كان محبوسا ببغداد عندشر الناس من موالي بني العباس

فطرحه في الموضع ألذي فيه السباع الجياع فلما أصبحوا لم يشكوا أن لم يبق من موسي بن جعفر ع إلاالعظام فوجدوه قائما يصلي في ذلك الموضع والأسود حواليه كالسنانير. و لايخفي أن السباع كلها تذل لآل محمدالمعصومين وتنتهي إلي أوامرهم . فإن الباقر ع دعا للكميت لماأراد أعداء آل محمدص أخذه وإهلاكه و كان متواريا فخرج في ظلمة الليل هاربا و قدأقعدوا علي كل طريق جماعة ليأخذوه

[ صفحه 942]

إن خرج في خفية فلما وصل الكميت إلي الفضاء وأراد أن يسلك طريقا فجاء أسد فمنعه من أن يسري فيهافسلك أخري فمنعه منها أيضا وكأنه أشار إلي الكميت أن يسلك خلفه ومضي الأسد في جانب والكميت خلفه إلي أن أمن وتخلص من الأعداء. وكذلك كان حال السيد الحميري دعا له الصادق ع لماهرب من أبويه و قدحرشا عليه السلطان فدله سبع علي طريق ونجا منهما

فصل

و إن أصحاب الكهف لمافروا إلي الله تعالي وخرجوا من عنددقيانوس وآووا إلي الغار ركب الملك مع جماعة خلفهم فلما وصلوا إلي باب الغار ورآهم نياما فيه تحير و لم يتعرض لهم بسوء وانصرفوا مدهوشين .فكذلك كان صاحب الأمر ع بعدوفاة أبيه ع ودفنه

خرج جعفرالكذاب إلي بني العباس وأنهي خبره إليهم فبعثوا عسكرا إلي سرمن رأي ليهجموا داره ويقتلوا من يجدونه فيها ويأتونه برأسه فلما دخلوها وجدوه ع في آخر السرداب قائما يصلي علي حصير علي الماء وقدامهم أيضا كأنه بحر لكثرة الماء في السرداب فلما رأوا ذلك يئسوا من الوصول إليه وانصرفوا مدهوشين إلي الخليفة فأمرهم بكتمان ذلك . ثم بعث بعد ذلك عسكرا أكثر من الأول فلما دخلوا الدار سمعوا من السرداب قراءة القرآن فاجتمعوا علي بابه حتي لايصعد فخرج من حيث الآن عليه شبكة

[ صفحه 943]

وخرج وأميرهم قائم فلما غاب قال انزلوا وخذوه فقالوا إنه مر عليك و ماأمرت بأخذه فقال مارأيته فانصرفوا خائبين . وخرج إليه العسكر مرة أخري فوجدوه في آخر السرداب فوضع يده ع علي الجدار وشقه وخرج منه وأثر الشق بعدظاهر فيه

فصل

و إن المخالفين ربما ينكرون إجابة دعواتهم ويقولون إن خرق العادة لاتجوز لغير الأنبياء ع .

ثم يروون عن النبي ص أن ثلاثة نفر كانوا يعبدون الله في كهف في جبل و لم يكونوا أنبياء و لاأوصياء فوقعت صخرة من أعلاه علي باب الكهف فقال بعضهم و الله لاينجينا إلا أن نصدق الله تعالي فهلموا ماعملتم

خالصا لله تعالي فقال أحدهم أللهم إن كنت تعلم أني طلبت امرأة حسناء وأعطيت فيهامالا جزيلا حتي إذاقدرت عليها ذكرت نار جهنم فقمت فرقا منها قال فانصدعت الصخرة حتي نظروا إلي الضوء ثم قال الآخر أللهم إنك تعلم أني استأجرت قوما فلما فرغوا من عملهم أعطيت كلا منهم فقال أحدهم إني عملت عمل رجلين فترك ماله عندي

-روایت-1-2-روایت-27-ادامه دارد

[ صفحه 944]

فبذرت بنصف دراهمه في الأرض إذ غضب و لم يأخذه حتي صار عشرة آلاف درهم فلما جاء صاحبه رفعتها إليه وفعلت ذلك مخافة منك فانفرجت حتي نظر بعضهم إلي بعض ثم قال الآخر أللهم إن كنت تعلم أن أبوي كانا نائمين فأتيتهما بقصعة من لبن فكرهت أن أنبههما فلم أزل واقفا حتي استيقظا فشربا وفعلت ذلك ابتغاء وجهك فانفرجت حتي سهل الله لهم المخرج كما كان

-روایت-از قبل-364

. و قدمضي كثير من استجابة دعوات أئمة الهدي فمن ذلك ما لم نذكره

أن موسي بن جعفر ع دعا علي بن إسماعيل ابن أخيه فقال له إن الرشيد هارون يدعوك فلاتخرج إليه فقال أنامملق و علي ديون فقال موسي ع أناأقضيها وأفعل بك وأصنع فلم

يلتفت إليه وخرج من عنده

-روایت-1-2-روایت-3-ادامه دارد

[ صفحه 945]

فدعاه موسي ع و قال له اتق الله و لاتؤتم أولادي وأمر له بثلاثمائة دينار وأربعة آلاف درهم فلما خرج قال ع و الله ليسعين في دمي فقيل له و أنت تعلم هذا وتصله فقال حدثني أبي عن آبائه عن رسول الله ص إن الرحم إذاقطعت فوصلت فقطعت قطعها الله وإني أردت أن أصله بعدقطعه حتي إذاقطعني قطعه الله

-روایت-از قبل-323

و كان كذلك فإنه خرج إلي بغداد ورفع إلي الخليفة أن الأموال تحمل إلي موسي بن جعفر ع من المشرق والمغرب فإنه اشتري ضيعة بثلاثين ألف دينار وأحضرها فقال صاحبها لاآخذ إلانقد كذا وكذا فأعطاه ذلك فأمر له الرشيد بمائتي ألف درهم وسببوها علي النواحي فدعا موسي بن جعفر ع أن لاينتفع منها بشي ء فزحر علي بن إسماعيل زحرة خرجت الأمعاء معها فسقطت فلم يقدروا علي ردها فجاءه المال و هو في النزع فقال ماأصنع به و أنا في الموت فلم ينتفع به وهلك

[ صفحه 946]

فصل

و إن عيسي علي نبينا و عليه السلام لماولد فكان ابن يوم كأنه ابن شهرين وكذلك كان كل واحد من

أئمة الهدي ع إذا كان له يوم كان كمن له شهر و إذا كان له شهر كان كمن له سنة وكذلك رسولناص .

و إن عيسي علي نبينا و عليه السلام لماصار له سبعة أشهر أقعدته والدته عندالمعلم فقال له قل بسم الله فقال عيسي ع بسم الله الرحمن الرحيم فقال قل أبجد فقال عيسي و ماأبجد و إن كنت لاتدري فسلني حتي أفسره لك قال ففسره لي فقال عيسي ع الألف آلاء الله والباء بهجة الله والجيم جلال الله والدال دين الله هوز الهاء هول جهنم والواو ويل لأهل النار والزاء زفير جهنم حطي حطت الذنوب عن المذنبين المستغفرين كلمن كلام الله لامبدل لكلماته سعفص صاع بصاع والجزء بالجزء قرشت قرشهم فحشرهم فقال المعلم أيتها المرأة لاحاجة له إلي التعلم

-روایت-1-2-روایت-3-569

.

[ صفحه 947]

وكذلك كان محمدص وأوصياؤه ع حجج الله علمهم من الله أ لاتري أن المأمون لماأراد أن يزوج ابنته أم الفضل بمحمد التقي الجواد و كان ابن عشر سنين و كان بنو العباس يمنعون المأمون من تزويجه ويقولون إنه صبي أقعده عندالمعلم فقال المأمون إن علم هؤلاء من عند الله

وإنهم لايحتاجون إلي التعلم من الناس فأتوا بيحيي بن أكثم قاضي القضاة ليسأله عما لايعلم فجري بينهما مناظرات بهت القوم كلهم لها و ذلك معروف لايدفعه أحد

فصل

و إن عيسي علي نبينا و عليه السلام مكث حتي بلغ سبع سنين أوثمان فجعل يخبرهم بما يأكلون و مايدخرون في بيوتهم . و إن أئمة آل محمدصلوات الله عليه وعليهم كانوا يخبرون الناس بما في قلوبهم من الحاجات والإرادات وبما كانوا يفعلونه في بيوتهم و مايتعاطونه بظهر الغيب وبجميع أحوالهم الباطنة وتقدم ذكره . و إن عيسي ع بعث رجلا إلي الروم فكان لايداوي أحدا إلابرأ فأدخل عليه غلام منخسف الحدقة لم ير شيئا قط فأخذ بندقتين من طين فجعلهما في عينيه ودعا فإذا هويبصر كل شيءفأنزله ملك الروم بأفضل المنازل فصار

[ صفحه 948]

طبيب الملك وآمنوا كلهم بسببه . و قدوضع أئمة الهدي من آل محمد ع أيديهم علي وجوه العمي والكمه ومسحوها علي أعينهم فصاروا بصراء.بل يدخل اليوم العميان مشاهدهم الشريفة ويسألون الله سبحانه بحقوقهم فيصيرون بصراء

فصل

و إن المسيح ع بعث رجلا آخر وعلمه الدعاء ألذي يحيي به الموتي فدخل الروم و قال أناأعلم من طبيب الملك فسمع مقالته الملك فقال اقتلوه فقال له الطبيب لاتفعل ولكن أدخله فإن عرفت خطأه قتلته و لك الحجة فأدخل عليه

فقال أناأحيي الموتي و كان الملك قدتوفي له ابن فركب الملك و الناس معه إلي قبر ابنه فدعا رسول المسيح وأمن طبيب الملك ألذي هو رسول المسيح أيضا أولا فانشق القبر عن ابن الملك ثم جاء يمشي حتي جلس في حجر أبيه فقال يابني من أحياك فنظر إلي رسولي المسيح ع و قال هذا و هذافقاما وقالا إنا كلانا رسولا المسيح فآمن الملك و أهل بلدته الحاضرون في الحال وأعظم أهل مملكته أمر المسيح علي نبينا و عليه السلام .

[ صفحه 949]

وقريب من ذلك حال رجل أعجمي كبير المنزلة قدأتي حاجا بأهله وكانا صالحين ودخلا أولا المدينة فزار الرجل النبي ص ثم أتي جعفر بن محمد ع و قدمرضت زوجته وأشرفت علي الموت ويئس منها فماتت وسجاها وخرج إلي الصادق ع وأخبره بأن زوجته قدماتت ورآه حزينا قدغلبت عليه الكآبة فدعا بدعاء ثم قال اخرج فهي حية فلما انصرف الرجل إلي منزله رآها قاعدة ثم رحلوا إلي مكة وخرج الصادق ع أيضا حاجا فبينما زوجة الأعجمي تطوف معه بالبيت رأت الصادق ع فقالت لزوجها هذا الرجل هو ألذي شفع إلي الله تعالي حتي أحياني وكنت

ميتة فقال زوجها هوإمام الهدي جعفرالصادق ع

فصل

و إن عيسي علي نبينا و عليه السلام له معجزات كثيرة لم تكن اليهود ينظرون فيهافيؤمنوا به فسألوه بأن يحيي سام بن نوح علي نبينا وعليهما السلام فأتي قبره فقال ياسام قم بإذن الله فانشق القبر ثم أعاد الكلام فتحرك فخرج سام فقال له المسيح ع أيهما أحب إليك تبقي أم تعود فقال ياروح الله بل أعود إني لأجد لدغة الموت في جوفي إلي يومي هذا. و كان في عهد سيدنا رسول الله ص رجل كان أهلك ابنة له صغيرة في الجاهلية و كان قدرماها في واد فلما أسلم ندم علي مافعل .

[ صفحه 950]

فقال يانبي الله إني فعلت كذا بابنة لي صغيرة فخرج النبي ص معه إلي شفير الوادي فدعا ابنته فقالت لبيك يا رسول الله فقال لها تريدين أن ترجعي إلي أبويك فهما الآن قدأسلما فقالت يا رسول الله أنا عندربي لاأختار أبي وأمي علي الله تعالي . و كان عيسي ع يبشر الناس بمحمدص و أهل بيته ع

فقال نبيناص أوحي الله تعالي إلي عيسي جد في أمري و لاتترك إني خلقتك من غيرفحل آية للعالمين أخبرهم آمنوا بي وبرسولي النبي الأمي

نسله من مباركة هي مع أمك في الجنة طوبي لمن سمع كلامه وأدرك زمانه وشهد أيامه

-روایت-1-2-روایت-17-232

فصل

و عن أبي عبد الله ع أنه قال بينا رسول الله ص جالسا إذابامرأة تمشي حتي انتهت إليه فقال ص لها مرحبا وأهلا بابنة نبي ضيعه قومه إنه أخي خالد

-روایت-1-2-روایت-37-ادامه دارد

[ صفحه 951]

بن سنان العبسي ثم قال إن خالدا دعا قومه فأبوا أن يجيبوه وكانت نار تخرج عليهم كل يوم فتأكل مايليها من مواشيهم و ماأدركت لهم من غلاتهم فقال لقومه ياقوم إن رددتها عنكم تؤمنون بي وتجيبونني وتصدقونني قالوا نعم فاستقبلها عندخروجها بيده حتي أدخلها غارا وهم ينظرون فدخل معها ثم مكث حتي طال مكثه وأبطأ عليهم فقالوا إنا لنراها قدأكلته فخرج من الغار و قال أتجيبونني وتؤمنون بي قالوا نار خرجت ثم دخلت لوقت فأبوا أن يجيبوه فقال لهم إني ميت يوم كذا فإذا أنامت فادفنوني ثم دعوني ثلاثة أيام ثم انبشوا عني ثم سلوني أخبركم بما كان و ما يكون إلي يوم القيامة فلما جاء ذلك الوقت توفي فقال بعضهم لم نصدقه حيا أنصدقه ميتا

-روایت-از قبل-1-روایت-2-ادامه دارد

[ صفحه 952]

فتركوه

-روایت-از قبل-11

. وإنه كان بين النبي وعيسي ع و لم يكن بينهما نبي غيره . و

قدذكرنا من قبل روايات كثيرة

أن النبي ص قال لعلي ع إذامت فغسلني وكفني وسلني عما بدا لك فسأله فأخبره بما يكون إلي يوم القيامة

-روایت-1-2-روایت-3-113

فصل

اعلم أن غيبات الأنبياءص والأوصياء ع نوع من المعجزات لأن أعداءهم إذا ماأرادوا هلاكهم في خفية أوإيذاءهم و كان في هلاكهم في تلك الحال هلاك الدين فإنهم يغيبون فإذاعلموا بأمارات أن خوفهم قدزال حضروا و أن سبب غيبتهم خوفهم علي أنفسهم فإن قصر الخوف وقصرت مدته قصرت مدة الغيبة و إن طالت مدة الخوف طالت الغيبة. و قد كان ليونس ع غيبة ولهود ع غيبة ولصالح ع غيبة ولإبراهيم ع غيبتان وليوسف ع غيبة ولموسي ع غيبة ولعيسي ع غيبة ولأوصيائهم

[ صفحه 953]

غيبة فغيبة. ولسيدنا رسول الله ص غيبتان وكذلك لمهدي آل محمد ع غيبة فإذاعلم زوال خوفه علي نفسه ظهر. و قدأخبر بغيبته رسول الله ص ثم أمير المؤمنين ع ثم الحسن ثم الحسين ثم علي بن الحسين ثم محمد بن علي ثم جعفر بن محمد ثم موسي بن جعفر ثم علي بن موسي ثم محمد بن علي ثم علي بن محمد

ثم الحسن بن علي صلوات الله عليهم أجمعين . و قدروي عن كل واحد منهم جماعة من الثقات فإذازال خوفه علي نفسه انتشرت رايته وأنطقها الله تعالي تنادي اخرج ياولي الله واقتل أعداء الله . و له ع سيف مغمود فإذاحان أجله اقتلع ذلك السيف من غمده وناداه لايحل لك ياولي الله أن تقعد قم واقتل أعداء الله . كما كان بعدوفاة موسي ع ووفاة وصيه يوشع استتر جماعة من الحجج عن الناس وكانوا بشروهم بداود ع أنه يطهر الأرض من جالوت وجنوده و كان المؤمنون يعلمون أنه قدولد و لايعرفونه بسيماه . و كان داود علي نبينا و عليه السلام خامل الذكر فيما بينهم كانوا يرونه ويشاهدونه ويسمعون اسمه و لايعلمون أنه هو. فلما فصل طالوت بالجنود تخلف داود في غنم أبيه وخرج إخوته مع

[ صفحه 954]

أبيهم فاشتدت الحرب وأصاب الناس جهد فرجع أبوه و قال لداود ع احمل إلي إخوتك طعاما يتقوون به علي العدو فخرج والقوم متقاربون بعضهم من بعض قدرجع كل واحد منهم إلي مركزه فمر داود علي حجر فقال له الحجر بنداء رفيع ياداود خذني فاقتل

بي جالوت فإني إنما خلقت لقتله فأخذه ووضعه في مخلاته التي تكون فيهاحجارته التي يرمي بهاغنمه فلما دخل داود العسكر سمعهم يعظمون أمر جالوت فقال لهم ماتعظمون من أمره فو الله لئن عاينته لأقتلنه فتحدث الناس بخبره حتي أدخل علي طالوت فقال له يافتي ماعندك من القوة فقال قد كان الأسد يأخذ الشاة من غنمي فأدركه وآخذ برأسه وأفك لحييه وأنتزع شاتي من فيه . و قد كان الله تعالي أوحي إلي طالوت أنه لايقتل جالوت إلا من لبس درعك فملأها فدعا بدرعه فلبسها داود ع فاستوت عليه فقال داود ع أروني جالوت فلما رآه أخذ الحجر فرماه به فصك بين عينيه فدمغه وتنكس عن دابته فتفرقت العساكر الكافرة كتفرق الأحزاب بعدقتل علي بن أبي طالب ع عمرو بن عبدود العامري

[ صفحه 955]

فأقام داود ع في بني إسرائيل نبيا يحكم بالإلهام .كذلك درع رسول الله ص مااستوت علي أحد بعد النبي إلا علي علي و مااستوت بعد علي ع علي أحد من الأئمة و لا علي غيرهم فكلهم ع قالوا إنها تستوي علي المهدي ع وإنه يقتل الجواليت والطواغيت ثم

إنه يحكم بالإلهام كحكم داود ع

فصل

و عن أبي عبد الله ع أن للقائم منا غيبة يطول أمدها قيل و لم ذلك قال لأن الله تعالي أبي إلا أن تجري فيه سنن من الأنبياء في غيباتهم فإنه لابد له من استيفاء مدة الغيبات قال الله تعالي لَتَركَبُنّ طَبَقاً عَن طَبَقٍ أي سنن من كان قبلكم

-روایت-1-2-روایت-27-258

و قال ع لابد للغلام من غيبة

-روایت-1-2-روایت-13-ادامه دارد

[ صفحه 956]

قيل و لم قال يخاف علي نفسه وأومأ إلي بطنه

-روایت-از قبل-50

و قال ع صاحب هذاالأمر تغيب ولادته عن هذاالخلق لئلا يكون لأحد في عنقه بيعة إذاخرج فيصلح الله أمره في ليلة قيل له ماوجه الحكمة في غيبته قال وجه الحكمة في غيبته وجه الحكمة في غيبات من تقدمه من حجج الله إن وجه الحكمة في ذلك لاينكشف إلا بعدظهوره كما لم ينكشف وجه الحكمة لماأتاه الخضر ع من خرق السفينة وقتل الغلام وإقامة الجدار لموسي ع

-روایت-1-2-روایت-13-ادامه دارد

[ صفحه 957]

إلي وقت افتراقهما

-روایت-از قبل-22

فصل

و عن ابن بابويه نا علي بن الحسن بن الفرج المؤذن نا محمد بن الحسن الكرخي سمعت أباهارون رجلا من أصحابنا يقول رأيت صاحب الزمان ع ووجهه يضي ء كأنه القمر ليلة البدر ورأيت علي

سرته شعرا يجري كالخط وكشف الثوب عنه فوجدته مختونا فسألت أبا محمد ع عن ذلك فقال هكذا ولد موسي ع وكذلك ولدنا ولكنا سنمر الموسي عليه لإصابة السنة

-روایت-1-2-روایت-122-348

و عن ضوء بن علي العجلي عن رجل من أهل فارس قال أتيت سرمن رأي فلزمت باب أبي محمد ع فدعي بي من غير أن أستأذن فلما دخلت وسلمت قال لي يا أبافلان كيف حالك فدعاني بكنيتي ثم قال لي يافلان فسماني باسمي

-روایت-1-2-روایت-56-ادامه دارد

[ صفحه 958]

ثم سألني عن رجل رجل من رجال ونساء من أهلي فتعجبت من ذلك ثم قال لي ما ألذي أقدمك قلت رغبة في خدمتك فقال الزم الدار فكنت في الدار مع الخدم أقضي لهم الحوائج في السوق وكنت أدخل من غيرإذن إذا كان في دار الرجال فدخلت عليه يوما و هو في دار الرجال فسمعت حركة في البيت وناداني و قال مكانك لاتبرح فلم أجسر أن أخرج و لاأدخل فخرجت علي جارية معها شيءمغطي ثم ناداني ادخل فدخلت ونادي الجارية فرجعت فقال لها اكشفي عنه فكشفت عن غلام أبيض حسن الوجه وكشفت عن بطنه فإذاالشعر نابت من لبته إلي سرته

أخضر ليس بأسود فقال ع هذاصاحبكم ثم أمرها فحملته فما رأيته بعد ذلك حتي مضي أبو محمد ع

-روایت-از قبل-628

و عن يعقوب بن منقوش قال دخلت علي أبي محمد ع و هوجالس علي دكان في الدار و عن يمينه بيت عليه ستر مسبل قلت له سيدي من صاحب هذاالأمر فقال ارفع الستر

-روایت-1-2-روایت-30-ادامه دارد

[ صفحه 959]

فرفعته فخرج إلينا غلام خماسي له عشر أوثمان أونحو ذلك واضح الجبين أبيض الوجه دري المقلتين شثن الكفين في خده الأيمن خال و في رأسه ذؤابة فجلس علي فخذ أبي محمد ع ثم قال لي هذاصاحبكم ثم وثب فقال له يابني ادخل إلي الوقت المعلوم فدخل البيت و أناأنظر إليه ثم قال لي يايعقوب انظر من في البيت فدخلت فما رأيت أحدا

-روایت-از قبل-348

فصل

و عن ابن بابويه نا المظفر بن جعفر بن المظفر العلوي السمرقندي نا جعفر بن محمد بن مسعود عن أبيه حدثنا جعفر بن معروف قال كتب إلي

[ صفحه 960]

أبو عبد الله البلخي حدثني عبد الله السوري قال صرت إلي بستان بني عامر فرأيت غلمانا يلعبون في غدير الماء وفتي جالس علي مصلي واضعا كمه علي فيه فقلت من هذاقالوا

م ح م د بن الحسن و كان في صورة أبيه . وبإسناده عن أبي عبد الله البلخي عن محمد بن صالح بن علي بن محمد بن قنبر الكبير مولي الرضا ع قال خرج صاحب الزمان ع علي جعفرالكذاب من موضع لم يعلم به عند مانازع في الميراث بعدمضي أبي محمد ع فقال يا جعفر ما لك تعرض في حقوقي فتحير جعفر وبهت ثم غاب عنه فطلبه جعفر بعد ذلك في الناس فلم يره فلما ماتت الجدة أم الحسن أمرت أن تدفن في الدار فنازع جعفر و قال هي داري لاتدفن فيهافخرج ع فقال له يا جعفر أدارك هي ثم غاب عنه فلم يره بعد ذلك . و عن ابن بابويه نا أبو الحسن علي بن الحسن بن علي بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ع نا أبو الحسين بن وجناء حدثني

[ صفحه 961]

أبي عن جده أنه كان في دار الحسن بن علي الأخير فكبستنا الخيل وفيهم جعفرالكذاب واشتغلوا بالنهب والغارة و كان همي في مولاي القائم ع قال فإذا أنا به ع قدأقبل وخرج عليهم

بالباب و أناأنظر إليه و هو ابن ست سنين فلم يره أحد حتي غاب ع

فصل

و عن ابن بابويه نا محمد بن ابراهيم الطالقاني نا علي بن أحمدالكوفي المعروف بأبي القاسم الخديجي نا سليمان بن ابراهيم الرقي نا أبو محمد الحسن بن وجناء النصيبي قال كنت ساجدا تحت الميزاب في رابع أربع وخمسين حجة بعدالعتمة و أناأتضرع في الدعاء إذ حركني محرك فقال قم ياحسن بن وجناء فقمت فإذاجارية صفراء نحيفة البدن أقول إنها من بنات الأربعين فما فوقها فمشت بين يدي و أنا لاأسألها عن شيء حتي أتت في دار خديجة فرأيت بيتا بابه في وسط الحائط و له درجة ساج يرتقي إليه فصعدت الجارية وجاءني النداء اصعد ياحسن فصعدت فوقفت بالباب فقال لي صاحب الزمان ع ياحسن أتظن أنك خفيت علي و الله ما من وقت في حجك إلا و أنامعك فيه ثم جعل يعد علي أوقاتي فوقعت علي وجهي

-روایت-1-2-روایت-180-ادامه دارد

[ صفحه 962]

ثم قمت فقال ياحسن الزم بالمدينة دار جعفر بن محمد ع و لايهمنك طعامك و لاشرابك و لا مايستر عورتك ثم دفع إلي دفترا فيه دعاء الفرج والصلاة عليه فقال بهذا فادع وهكذا صل علي

و لاتعطيه إلامحقي أوليائي و إن الله جل وأعز يوفقك فقلت مولاي لاأراك بعدها فقال ياحسن إذاشاء الله قال فانصرفت من حجتي ولزمت دار جعفر بن محمد ع بالمدينة فأنا لاأخرج منها و لاأعود إليها إلالثلاث خصال لتجديد وضوء أوالنوم أولوقت الإفطار فأدخل بيتي وقت الإفطار فأصيب كوزي مملوءا ماء ورغيفا علي رأسه عليه ماتشتهي نفسي بالنهار فأكمل ذلك كفاية لي وكسوة الشتاء في وقت الشتاء وكسوة الصيف في وقت الصيف فإني لآخذ الماء بالنهار فأرش به البيت وأدع الكوز فارغا وأؤتي بالطعام و لاحاجة لي إليه فأصدق به لئلا يعلم به من معي

-روایت-از قبل-741

فصل

و عن محمد بن شاذان عن الكابلي و قدكنت رأيته عند أبي سعيد غانم بن سعيد الهندي فذكر أنه خرج من كابل مرتادا طالبا و أنه وجد صحة هذاالدين في الإنجيل و به اهتدي .

[ صفحه 963]

قال ابن بابويه فحدثني محمد بن شاذان بنيشابور قال بلغني أنه قدوصل فترصدت له حتي لقيته فسألته عن خبره فذكر أنه لم يزل في الطلب و أنه أقام بالمدينة فكان لايذكره لأحد إلازجره وأشهره فلقي شيخا من بني هاشم و هويحيي بن محمدالعريضي فقال له إن ألذي تطلبه بصريا فقصدت صريا وجئت

إلي دهليز مرشوش فطرحت نفسي علي الدكان فخرج إلي غلام أسود فزجرني وانتهرني و قال قم من هذاالمكان فاستويت و قلت لاأفعل فدخل الدار ثم خرج و قال ادخل فدخلت فسلمت فإذامولاي ع قاعدا وسط الدار فلما نظر إلي سماني باسم لم يعرفه أحد إلاأهلي بكابل وأخبرني بأشياء فقلت إن نفقتي ضاعت وكانت باقية فقال أماإنها ستذهب منك بكذبك وأعطاني نفقة فضاع ما كان معي وسلم ماأعطاني ثم انصرفت في السنة الثانية فلم أجد في الدار أحدا

[ صفحه 964]

فصل

و عن ابن بابويه أخبرنا محمد بن علي بن بشار القزويني أخبرنا أبوالفرج المظفر بن أحمدأخبرنا محمد بن جعفرالكوفي أخبرنا محمد بن إسماعيل البرمكي عن الحسن بن محمد بن صالح البزاز سمعت الحسن بن علي العسكري ع يقول إن ابني هوالقائم من بعدي و هو ألذي تجري فيه سنن الأنبياء بالتعمير والغيبة حتي تقسو قلوب لطول الأمد فلايثبت علي القول به إلا من كتب الله في قلبه الإيمان وأيده بروح منه

-روایت-1-2-روایت-228-413

وبالإسناد عن جعفر عن أبيه عن جده ع قال قال رسول الله ص عاش آدم أبوالبشر سبعمائة وثلاثين سنة وعاش نوح ألفي سنة وأربعمائة وخمسين سنة وعاش ابراهيم مائة

وخمسا وسبعين سنة وعاش إسماعيل مائة وعشرين سنة وعاش إسحاق مائة وثمانين سنة وعاش يعقوب مائة وستا وأربعين سنة وعاش يوسف مائة وعشرين سنة وعاش موسي مائة وعشرين سنة

-روایت-1-2-روایت-68-ادامه دارد

[ صفحه 965]

وعاش هارون مائة وثلاث وثلاثين سنة وعاش داود مائة وأربعين سنة وعاش سليمان سبعمائة سنة

-روایت-از قبل-96

و عن ابن بابويه نا محمد بن أحمدالشيباني نا محمد بن أبي عبد الله الكوفي عن موسي بن عمران النخعي عن عمه الحسين بن يزيد النوفلي عن حمزة بن حمران عن أبيه عن سعيد بن جبير سمعت سيد العابدين علي بن الحسين ع يقول في القائم سنة من نوح ع وهي طول العمر

-روایت-1-2-روایت-232-275

المجلد 3

المجلد الثالث من كتاب الخرائج والجرائح

الباب الثامن عشر في أم المعجزات و هوالقرآن المجيد

اشاره

الحمد لله ألذي جعل القرآن لنبيناص أم المعجزات ومعظمها وصلي الله علي خيرته من خلقه محمد وآله أشرف الصلوات وأعظمها. و بعد فإن كتاب الله المجيد ليس هومصدقا لنبي الرحمة خاتم النبيين فقط بل هومصدق لسائر الأنبياء والأوصياء قبله وسائر الأوصياء بعده جملة وتفصيلا وليست جملة الكتاب معجزة واحدة بل هومعجزات لاتحصي و فيه أعلام عدد الرمل والحصي لأن أقصر سورة منه إنما هي الكوثر و فيهاالإعجاز من وجهين أحدهما أنه قدتضمن خبرا عن الغيب

قطعا قبل وقوعه فوقع كماأخبر عنه من غيرخلف فيه و هو قوله تعالي إِنّ شانِئَكَ هُوَ الأَبتَرُ لما قال قائلهم إن محمدا رجل صنبور و إذامات انقطع ذكره و لاخلف له يبقي به ذكره

-قرآن-529-556

[ صفحه 972]

فعكس ذلك علي قائله و كان كذلك . والثاني من طريق نظمه لأنه علي قلة عدد حروفه وقصر آيه يجمع نظما بديعا وأمرا عجيبا وبشارة للرسول وتعبدا للعبادات بأقرب لفظ وأوجز بيان و قدنبهنا علي ذلك في كتاب مفرد لذلك . ثم إن السور الطوال متضمنة للإعجاز من وجوه كثيرة نظما وجزالة وخبرا عن الغيوب فلذلك لايجوز أن يقال إن القرآن معجز واحد و لاألف معجز و لاأضعافه .فلذلك خطأنا قول من قال إن للمصطفي ص ألف معجزة أوألفي معجزة بل يزيد ذلك عندالإحصاء علي الألوف

فصل في أن القرآن المجيد معجز

اعلم أن الكلام في كيفية الاستدلال بالقرآن فرع علي الكلام في الاستدلال بالقرآن والاستدلال به لايتم إلا بعدبيان خمسة أشياء أحدها ظهور محمدص بمكة وادعاؤه أنه مبعوث إلي الخلق و رسول إليهم . وثانيها تحديه العرب بهذا القرآن ألذي ظهر علي يده وادعاؤه أن الله سبحانه أنزله عليه وخصه به . وثالثها أن العرب مع طول المدة لم يعارضوه . ورابعها أنهم

لم يعارضوه للتعذر والعجز. وخامسها أن هذاالتعذر خارق للعادة.

[ صفحه 973]

فإذاثبت ذلك فإما أن يكون القرآن نفسه معجزا خارقا للعادة بفصاحته فلذلك لم يعارضوه أولأن الله سبحانه و تعالي صرفهم عن معارضته و لو لاالصرف لعارضوه و أي الأمرين ثبت ثبتت صحة نبوته ص لأنه تعالي لايصدق كذابا و لايخرق العادة لمبطل

فصل

و أماظهوره ص بمكة ودعاؤه إلي نفسه فلاشبهة فيه بل هومعلوم ضرورة لاينكره عاقل فظهور هذاالقرآن علي يده أيضا معلوم ضرورة والشك في أحدهما كالشك في الآخر. و أما ألذي يدل علي أنه ص تحدي بالقرآن فهو أن معني قولنا إنه تحدي بالقرآن أنه كان يدعي أن الله سبحانه خصه بهذا القرآن وإنبائه به و أن جبرئيل ع أتاه به و ذلك معلوم ضرورة لايمكن لأحد دفعه و هذاغاية التحدي في المعني والمبعث علي إظهار معارضتهم له إن كان معذورا. و أماالكلام في أنه لم يعارض فهو أنه لوعورض لوجب أن ينقل و لونقل لعلم كماعلم نفس القرآن فلما لم يعلم دل علي أنه لم يعارض كمايعلم أنه ليس بين بغداد والبصرة بلد أكبر منهما لأنه لو كان كذلك

لنقل وعلم . وإنما قلنا إن المعارضة لوكانت لوجب نقلها لأن الدواعي تتوفر إلي

[ صفحه 974]

نقلها ولأنها لوكانت لكانت هي الحجة والقرآن شبهة ونقل الحجة أولي من نقل الشبهة. و أما ألذي به يعلم أن جهة انتفاء المعارضة التعذر لا غيرفهو أن كل فعل ارتفع عن فاعله مع توفر دواعيه إليه علم إنما ارتفع للتعذر ولهذا قلنا إن هذه الجواهر والألوان ليست في مقدورنا وخاصة إذاعلمنا أن الموانع المعقولة مرتفعة كلها فيجب أن نقطع علي ذلك في جهة التعذر لا غير. و إذاعلمنا أن العرب تحدوا بالقرآن فلم يعارضوه مع شدة حاجتهم إلي المعارضة علمنا أنهم لم يعارضوه للتعذر لا غير. و إذاثبت كون القرآن معجزا و أن معارضته تعذرت لكونه خارقا للعادة ثبت بذلك نبوته المطلوبة

فصل

والطريق إلي معرفة صدق النبي ص والوصي ع ليس إلاظهور المعجز عليه أوخبر نبي ثابت نبوته بالمعجز. والمعجز في اللغة مايجعل غيره عاجزا ثم تعورف في الفعل ألذي يعجز القادر عن الإتيان بمثله و في الشرع هو كل حادث من فعل الله أوبأمره أوتمكينه ناقض لعادة الناس في زمان تكليف مطابق لدعوته أو مايجري مجراه .

[ صفحه 975]

واعلم أن شروط مفهوم المعجزات أمور منها أن

يعجز عن مثله أوعما يقاربه المبعوث إليه وجنسه لأنه لوقدر عليه أوواحد من جنسه في الحال لمادل علي صدقه ووصي النبي ع حكمه حكمه . ومنها أن يكون من فعل الله تعالي أوبأمره وتمكينه لأن المصدق للنبي بالمعجز هو الله تعالي فلابد أن يكون من جهته تعالي مايصدق به النبي أوالوصي . ومنها أن يكون ناقضا للعادة لأنه لوفعل معتادا لم يدل علي صدقه كطلوع الشمس من مشرقها. ومنها أن يحدث عقيب دعوي المدعي أوجاريا مجراه و ألذي يجري مجري ذلك هو أن يدعي النبوة ويظهر عليه معجزا ثم تشيع دعواه في الناس ثم يظهر معجز من دون تجديد دعوي لذلك لأنه إذا لم يظهر كذلك لم يعلم تعلقه بالدعوي فلايعلم أنه تصديق له في دعواه . ومنها أن يظهر ذلك في زمان التكليف لأن أشراط الساعة تنتقض بهاعادته تعالي و لايدل علي صدق مدع

[ صفحه 976]

فصل

والقرآن معجز لأنه ص تحدي العرب الإتيان بمثله وهم النهاية في البلاغة وقويت دواعيهم إلي الإتيان بما تحداهم به و لم يكن لهم صارف عنه و لامانع منه و لم يأتوا به فعلمنا أنهم

عجزوا عن الإتيان بمثله . وإنما قلنا إنه ص تحداهم لأن القرآن الكريم نفسه نطق بذلك كقوله تعالي فَأتُوا بِسُورَةٍ مِن مِثلِهِ. ومعلوم أن العرب في زمانه وبعده كانوا يتباهون بالبلاغة ويفخرون بالفصاحة وكانت لهم مجامع يعرضون فيهاشعرهم وحضر زمانه من يعد في الطبقة الأولي كالأعشي ولبيد وطرفة. و في زمانه كانت العرب قدمالت إلي استعمال المستأنس من الكلام دون الغريب الوحشي الثقيل علي اللسان فصح أنهم كانوا الغاية في الفصاحة. وإنما قلنا إن دواعيهم اشتدت إلي الإتيان بمثله لأنه ص تحداهم ثم قرعهم بالعجز عنه كقوله تعالي قُل لَئِنِ اجتَمَعَتِ الإِنسُ وَ الجِنّ عَلي أَن يَأتُوا بِمِثلِ هذَا القُرآنِ لا يَأتُونَ بِمِثلِهِ وَ لَو كانَ بَعضُهُم لِبَعضٍ ظَهِيراً

-قرآن-293-321-قرآن-742-879

[ صفحه 977]

و قوله تعالي فَإِن لَم تَفعَلُوا وَ لَن تَفعَلُوا. فإن قيل لعل صارفهم هوقلة احتفالهم به أوبالقرآن لانحطاطه في البلاغة.قلنا لاشبهة أنه ص كان من الشط في التثبيت حتي سموه الأمين والصدوق فكيف لايحتفلون به وهم كانوا يستعظمون القرآن حتي شبهوه بالسحر ومنعوا الناس من استماعه لئلا يأخذ بمجامع قلوب السامعين فكيف يرغبون عن معارضته .

-قرآن-16-51

فصل

فإن قيل ألستم تقولون إن ماأتي به محمد من القرآن

هوكلام الله وفعله وقلتم إن مقدورات العباد لاتنتقض بهاالعادة وقلتم إن القرآن هوأول كلام تكلم به تعالي و ليس بحادث في وقت نزوله والناقض للعادة لابد أن يكون هومتجدد الحدوث ولأن الكلام مقدور للعباد فما يكون من جنسه لا يكون ناقضا للعادة فلا يكون معجزا للعباد. والجواب أن الناقض للعادة هوظهور القرآن عليه في مثل بلاغته المعجزة و ذلك يتجدد و ليس يظهر مثله في العادة سواء جوز أن يكون من قبله أو من قبل

[ صفحه 978]

ملك أظهر عليه بأمره تعالي وأوحي الله تعالي به إليه فإذاعلم صدقه في دعواه بظهور مثل هذاالكلام البليغ ألذي يعجز عنه المبعوث إليه وحبسه عن مثله وعما يقاربه فكان ناقضا للعادة كان معجزا دالا علي صدقه و لم يضرنا في ذلك أن يكون تعالي تكلم به من قبل إذا لم تجر عادته تعالي في إظهاره علي أحد غيره .

فصل

وقولهم إنه مركب من جنس مقدور العباد لايقدح في كونه ناقضا للعادة و لا في كونه معجزا لأن الإعجاز فيه هو من جهة البلاغة و فيهايقع التفاوت بين البلغاء أ لاتري أن الشعراء والخطباء يتفاضلون في بلاغتهم في شعرهم وخطبهم

فصح أن يكون في الكلام مايبلغ حدا في البلاغة ينتقض به العادة في بلاغة البلغاء من العباد.يبين ذلك أن البلاغة في الكلام البليغ لاتحصل بقدرة القادر علي إحداث الحروف المركبة وإنما تظهر بعلوم المتكلم بالكلام البليغ وتلك العلوم لاتحصل للعبد باكتسابه وإنما تحصل له من قبل الله تعالي ابتداء و عنداجتهاد العبد في استعمال مايحصل عنده وتلك العلوم من قبله تعالي . و قدأجري الله سبحانه عادته فيما يمنحه العباد من العلوم بالبلاغة فلايمنح من ذلك إلامقدارا يتقارب فيه بلاغة البلغاء فيتفاوتون في ذلك بعدتقارب بلاغاتهم .

[ صفحه 979]

فإذاتجاوز بلاغة البليغ المقدار ألذي جرت به العادة في بلاغة العبيد وتجاوز ذلك بلاغة أبلغهم ظهر كونه ناقضا للعادة. وإنما نتبين ذلك بما ذكرنا وبينا أنه تحداهم بمثل القرآن فعجزوا عنه وعما يقاربه .

فصل

فإن قيل بما ذا علمتم أن القرآن ظهر معجزة له دون غيره و ماأنكرتم أن الله سبحانه بعث نبيا غير محمدص وآمن محمدص به فتلقاه منه محمدص ثم قتل ذلك النبي فادعاه معجزة لنفسه . والجواب أنانعلم باضطرار أنه مختص به ص كمانعلم في كثير من الأشعار والتصانيف أنها مختصة بمن تضاف إليه كشعر

إمر ئ القيس و كتاب العين للخليل . ثم إن القرآن المجيد ظهر عنه وسمع منه و لم يجر في الناس ذكر أنه ظهر لغيره و لاجوزوه وكيف يجوز في حكمة الحكيم سبحانه أن يمكن أحدا من مثل ذلك و قدعلم حال محمدص في عزوف نفسه عن ملاذ الدنيا وطلق النفس من أول أمره وآخره فكيف يتهم بما قالوا.

[ صفحه 980]

فصل

فإن قيل لعل من تقدم محمداص كإمر ئ القيس وأضرابه لوعاصره لأمكنه معارضته .قلنا إن التحدي لم يقع بالشعر فيصح ماقلته و من كان في زمانه ص وقريبا منه لم تقصر بلاغتهم في البدلة عن بدلهم كإمر ئ القيس بل كانت في زمانه قريبا منه من قدم في البلاغة علي من تقدم . ولأنه ص ماكلفهم أن يأتوا بالمعارضة من عندأنفسهم وإنما تحداهم أن يأتوا بمثل هذاالقرآن الكريم من كلامهم أوكلام غيرهم ممن تقدمهم .فلو علموا أن في كلامهم مايوازي بلاغة القرآن لأتوا به وقالوا إن هذاكلام من ليس بنبي و هومساو للقرآن في بلاغته . ومعلوم أن محمداص ماقرأ الكتب و لاتتلمذ لأحد من أهل الكتاب و كان ذلك معلوما لأعدائه ثم قص عليهم ص قصة نوح

و موسي ويوسف وهود وصالح وشعيب ولوط وعيسي وقصة مريم علي طولها.فما رد عليه أحد من أهل الكتاب شيئا منها و لاخطئوه في شيء من ذلك . ومثل هذه الأخبار لايتمكن منها بالبحث والاتفاق و قدنبه الله تعالي بقوله ذلِكَ مِن أَنباءِ الغَيبِ نُوحِيهِ إِلَيكَ وَ ما كُنتَ لَدَيهِم إِذ أَجمَعُوا أَمرَهُم ونحوها من قصص الأنبياء وأمم الماضين

-قرآن-871-956

[ صفحه 981]

فصل في وجه إعجاز القرآن

اعلم أن المسلمين اتفقوا علي ثبوت دلالة القرآن علي النبوة وصدق الدعوة واختلف المتكلمون في جهة إعجاز القرآن علي سبعة أوجه و قدذهب قوم إلي أنه معجز من حيث كان قديما أولأنه حكاية للكلام القديم وعبارة عنه .فقولهم هذاأظهر فسادا من أن يخلط بالمذاهب المذكورة في إعجاز القرآن .فأول ماذكر من تلك الوجوه مااختاره السيد المرتضي رض و هو أن وجه الإعجاز في القرآن أن الله سبحانه صرف الخلق عن معارضته وسلبهم العلم بكيفية نظمه وفصاحته و قدكانوا لو لا هذاالصرف قادرين علي معارضته ومتمكنين منها. والثاني ماذهب إليه الشيخ المفيد ره أنهم لم يعارضوا من حيث اختص برتبة في الفصاحة خارقة للعادة لأن مراتب البلاغة محصورة متناهية فيكون مازاد علي المعتاد معجزا وخارقا للعادة. والثالث ما قال قوم و هو أن إعجازه من

حيث كانت معانيه صحيحة مستمرة علي النظر موافقة للعقل .

[ صفحه 982]

والرابع أن جماعة جعلوه معجزا من حيث زال عنه الاختلال والتناقض علي وجه لم تجر العادة بمثله . والخامس ماذهب إليه أقوام و هو أن وجه إعجازه أنه يتضمن الإخبار عن الغيوب . والسادس ماقاله آخرون و هو أن القرآن إنما كان معجزا لاختصاصه بنظم مخصوص مخالف للمعهود. والسابع ماذكره أكثر المعتزلة و هو أن تأليف القرآن ونظمه معجزان لالأن الله أعجز عنهما بمنع خلقه في العباد و قد كان يجوز أن يرتفع فيقدروا عليه لكن محال وقوعه منهم كاستحالة إحداث الأجسام والألوان وإبراء الأكمه والأبرص من غيردواء. و لوقلنا إن هذه الوجوه السبعة كلها هووجه إعجاز القرآن علي وجه دون وجه لكان حسنا

فصل في أن التعجيز هوالإعجاز

استدل السيد المرتضي رضي الله عنه علي أنه تعالي صرفهم عن المعارضة و أن العدول عنها كان لهذا لالأن فصاحة القرآن خرقت عادتهم لأن الفصل بين الشيئين أوأكثر لم تقف المعرفة بحالهما علي ذوي القرائح الذكية

[ صفحه 983]

دون من لم يساوهم بل يغني ظهور أمرهما عن الروية بينهما ولهذا لايحتاج في الفرق بين الخز والصوف إلي أحذق البزازين . وإنما يحتاج إلي

التأمل الشديد المتقارب ألذي يشكل مثله . ونحن نعلم أنا علي مبلغ علمنا بالفصاحة نفرق بين شعر إمر ئ القيس وشعر غيره من المحدثين و لايحتاج في هذاالفرق إلي الرجوع إلي من هوالغاية في علم الفصاحة بل يستغني معه عن الفكرة. و ليس بين الفاضل والمفضول من أشعار هؤلاء وكلام هؤلاء قدر ما بين الممكن والمعجز والمعتاد والخارج عن العادة لأن جميع الشعراء لوكانوا بفصاحة الطائيين و في منزلتهما ثم أتي آت بمثل شعر إمر ئ القيس لم يكن معجزا وكذلك لو كان البلغاء في الكتابة في طبقة أهل عصرنا لم يكن كلام عبدالحميد و ابراهيم بن العباس ونحوهما خارقا لعادتهم ومعجزا لهم و إذااستقر هذا

[ صفحه 984]

و كان الفرق بين قصار سور المفصل و بين أفصح قصائد العرب غيرظاهر لنا الظهور ألذي ذكرناه ولعله إن كان ثم فرق فهو مما يقف عليه غيرنا و لايبلغه علمنا فقد دل علي أن القوم صرفوا عن المعارضة وأخذوا عن طريقها

فصل في أن الإعجاز هوالفصاحة

والأشبه بالحق والأقرب إلي الحجة بعد ذلك القول قول من قال إن وجه معجز القرآن المجيد خروجه عن العادة في الفصاحة فيكون مازاد علي المعتاد هوالمعجز كما أنه لماأجري الله تعالي العادة في القدر التي يتمكن بها من ضروب

أفعال الجوارح كالظفر للنخر وحمل الخيل بقدر كثيرة خارجة عن العادة كانت لاحقة بالمعجزات فكذلك القرآن الكريم

[ صفحه 985]

فصل إن الفصاحة مع النظم معجز

واعلم أن هؤلاء الذين قالوا إن جهة إعجاز القرآن الفصاحة المفرطة التي خرقت العادة صاروا صنفين منهم من اقتصر علي ذلك و لم يعتبر النظم ومنهم من اعتبر الفصاحة والنظم والأسلوب المخصوص . و قال الفريقان إذاثبت أنه خارق للعادة بفصاحته دل علي نبوته لأنه إن كان من فعل الله تعالي فهو دال علي نبوته ومعجز له . و إن كان من فعل النبي ص فإنه لم يتمكن من ذلك مع خرقه العادة لفصاحته إلالأن الله تعالي خلق فيه علوما خرق بهاالعادة فإذاعلمنا بقوله أن القرآن من فعل الله دون فعله قطعنا علي ذلك دون غيره

فصل في أن معناه أولفظه هوالمعجز

و أماالقول الثالث والرابع فكلاهما مأخوذ من قول الله تعالي وَ لَو كانَ مِن عِندِ غَيرِ اللّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اختِلافاً كَثِيراً.فحمل الأولون ذلك علي المعني والآخرون علي اللفظ والآية الكريمة مشتملة عليهما عامة فيهما. ويجوز أن يكون كلا القولين معجزا علي بعض الوجوه لارتفاع التناقض منه والاختلاف فيه علي وجه مخالف للعادة

-قرآن-65-134

[ صفحه 986]

فصل في أن المعجز هوإخباره بالغيب

و أما من جعل جهة إعجازه ماتضمنه من الإخبار عن الغيوب فذلك لاشك في أنه معجز لكن ليس هو ألذي قصد به التحدي وجعل العلم المعجز لأن كثيرا من القرآن خال من الإخبار بالغيب والتحدي وقع بسورة غيرمعينة و الله أعلم

فصل في أن النظم هوالمعجز

و أماالذين قالوا إنما كان معجزا لاختصاصه بأسلوب مخصوص ليس بمعهود فإن النظم دون الفصاحة لايجوز أن يكون جهة إعجاز القرآن علي الإطلاق لأن ذلك لايقع فيه التفاضل . و في ذلك كفاية لأن السابق إلي ذلك لابد أن يقع فيه مشاركة بمجري العادة علي ماتبين

فصل في أن تأليفه المستحيل من العباد هوالمعجز

و أما من قال إن القرآن نظمه وتأليفه مستحيلان من العباد كخلق الجواهر والألوان فقوله علي الإطلاق باطل لأن الحروف كلها من مقدورنا والكلام كله يتركب من الحروف التي يقدر عليها كل متكلم .فأما التأليف فإطلاقه مجاز في القرآن لأن حقيقته في الأحكام وإنما يراد في القرآن حدوث بعضه في أثر بعض .

[ صفحه 987]

فإن أريد ذلك فهو إنما يتعذر لفقد العلم بالفصاحة وكيفية إيقاع الحروف لا أن ذلك مستحيل كما أن الشعر يتعذر علي العجز لعدم علمه بذلك لا أنه مستحيل منه من حيث القدرة. ومتي أريد باستحالة ذلك مايرجع إلي فقد العلم فذلك خطأ في العبارة دون المعني

باب في الصرفة والاعتراض عليها والجواب عنه
اشاره

وتقرير ذلك في الصرفة هو أنه لوكانت فصاحة القرآن خارقة فقط لوجب أن يكون بينه و بين أفصح كلام العرب التفاوت الشديد ألذي يكون بين الممكن والمعجز و كان لايشتبه فصل بينه و بين مايضاف إليه من أفصح كلام العرب كما لايشتبه الحال بين كلامين فصيحين و إن لم يكن بينهما ما بين الممكن والمعجز. أ لاتري أن الفرق بين شعر الطبقة العليا من الشعراء و بين شعر المحدثين يدرك بأول نظر و لانحتاج في

معرفة ذلك الفصل إلي الرجوع إلي من تناهي في العلم بالفصاحة.

[ صفحه 988]

و قدعلمنا أنه ليس بين هذين الشعرين ما بين المعتاد والخارق للعادة فإذاثبت ذلك وكنا لانفرق بين بعض قصار سور المفصل و بين أفصح شعر العرب و لايظهر لنا التفاوت بين الكلامين الظهور ألذي قدمناه فلم حصل الفرق القليل و لم يحصل الكثير و لم ارتفع اللبس مع التقارب و لم يرتفع مع التفاوت .

فصل

والاعتراضات علي ذلك كثيرة منها قولهم إن الفرق بين أفصح كلام العرب و بين القرآن موقوف علي متقدمي الفصحاء الذين تحدوا به . والجواب أن ذلك لووقف عليهم مع التفاوت العظيم لوقف مادونه أيضا عليهم و قدعلمنا خلافه .فأما من ينكر الفرق بين أشعار الجاهلية والمحدثين فإن أشار بذلك إلي عوام الناس والأعاجم فلاينكر ذلك و إن أشار إلي الذين عرفوا الفصاحة فإنه لايخفي عليهم . فإن قالوا الصرف عن ماذا وقع قلنا الصرف وقع عن أن يأتوا بكلام يساوي أويقارب القرآن في فصاحته وطريقة نظمه بأن سلب كل من رام المعارضة التي يتأتي بها ذلك . فإن العلوم التي يتمكن بها من ذلك ضرورية من فعل الله

تعالي بمجري العادة و علي هذا لوعارضوه بشعر منظوم لم يكونوا معارضين .يدل عليه أنه ص أطلق التحدي وأرسله فوجب أن يكون إنما أطلق تعويلا علي ماتعارفوه في تحدي بعضهم بعضا فإنهم اعتادوا ذلك بالفصاحة وطريقة النظم

[ صفحه 989]

ولهذا لم يتحد الخطيب الشاعر و لاالشاعر الخطيب و لوشكوا في مراده لاستفهموه فلما لم يستفهموه دل علي أنهم فهموا غرضه و لو لم يفهموه لعارضوه بالشعر ألذي له فصاحة كثير من القرآن واختصاص القرآن بنظم مخالف لسائر النظم يعلم ضرورة.

فصل

و ألذي يدل علي أنه لو لاالصرف لعارضوه هو أنه إذاثبت في فصيح كلامهم مايقارب كثيرا من القرآن والنظم لايصح فيه التزايد والتفاضل بدلالة أنه يشترك الشاعران في نظم واحد لايزيد أحدهما علي صاحبه و إن تباينت فصاحتهما. و إذا لم يدخل النظم تفاضل لم يبق إلا أن يقال الفضل في السبق إليه و ذلك يقتضي أن يكون من سبق إلي ابتداء الشعر ووزن من أوزانه أتي بمعجز و ذلك باطل و لايتعذر نظم مخصوص بمجري العادة علي من يتمكن من نظوم غيره و لايحتاج في ذلك إلي زيادة علم كما يقول في الفصاحة.فمن قدر

علي البسيط يقدر علي الطويل وغيره و لو كان علي سبيل الاحتذاء و إن خلا كلامه من فصاحة فعلم بذلك أن النظم لايقع فيه تفاضل .

فصل

والاعتراض علي ذلك من وجوه أحدها أنهم قالوا يخرج قولكم هذاالقرآن من كونه معجزا علي ذلك لأن علي هذاالمذهب المعجز هوالصرف و ذلك خلاف إجماع المسلمين .

[ صفحه 990]

الجواب أن هذه مسألة خلاف لايجوز أن يدعي فيهاالإجماع علي أن معني قولنا معجز في العرف بخلاف ما في اللغة والمراد به في العرف ما له حظ في الدلالة علي صدق من ظهر علي يده . والقرآن بهذه الصفة عند من قال بالصرفة فجاز أن يوصف بأنه معجز وإنما ينكر العوام أن يقال القرآن ليس بمعجز متي أريد به أنه غيردال علي النبوة و أن العباد يقدرون عليه و أما أنه معجز بمعني أنه خارق للعادة بنفسه وبما يسند إليه فموقوف علي العلماء المبرزين . علي أنه يلزم من جعل جهة إعجاز القرآن الفصاحة الشناعة لأنهم يقولون إن من قدر علي الكلام من العرب والعجم يقدرون علي مثل القرآن وإنما ليست له علوم بمثل فصاحته .

فصل

واعترضوا فقالوا إذا كان الصرف هوالمعجز فلم لم يجعل القرآن من أرك الكلام وأقله فصاحة ليكون أبهر في باب الإعجاز.الجواب لوفعل ذلك لجاز لكن المصلحة معتبرة في ذلك فلاتمتنع أنها اقتضت أن يكون

القرآن علي ما هو عليه من الفصاحة فلأجل ذلك لم ينقص منه شيء. و لايلزم في باب المعجزات أن يفعل ما هوأبهر وأظهر وإنما يفعل ماتقتضيه المصلحة بعد أن تكون دلالة الإعجاز قائمة فيه . ثم يقال هلا جعل الله القرآن أفصح مما هو عليه فما قالوا فهو جوابنا عنه و ليس لأحد أن يقول ليس وراء هذه الفصاحة زيادة لأن الغايات التي ينتهي إليها الكلام الفصيح غيرمتناهية

[ صفحه 991]

فصل

و من اعتراضاتهم قولهم لو كان المعجز الصرف لماخفي ذلك علي فصحاء العرب لأنهم إذاكانوا يتأتي منهم فعل التحدي ماتعذر بعده و عندروم المعارضة فالحال في أنهم صرفوا عنها ظاهرة فكيف لم ينقادوا. والجواب لابد أن يعلموا تعذر ما كان متأتيا منهم لكنهم يجوز أن ينسبوه إلي الاتفاقات أو إلي السحر أوالعناد. ويجوز أن يدخل عليهم الشبهة علي أنهم يلزمهم مثل ماألزمونا بأن يقال إن العرب إذاعلموا أن القرآن خرق العادة بفصاحته فأي شبهة بقيت عليهم و لم لاينقادوا فجوابهم جوابنا.

فصل

واعترضوا فقالوا إذا لم يخرق القرآن العادة بفصاحته فلم شهد له بالفصاحة متقدمو العرب كالوليد بن المغيرة وكعب بن زهير والأعشي الكبير لأنه ورد ليسلم فمنعه أبوجهل وخدعه و قال إنه يحرم عليك الأطيبين فلو لا أنه بهرهم بفصاحته لم ينقادوا له . والجواب جميع ماشهد به الفصحاء من بلاغة القرآن فواقعة موقعه لأن من قال بالصرفة لاينكر مزية القرآن علي غيره بفصاحته وإنما يقول تلك المزية ليست مما يخرق العادة وتبلغ حد الإعجاز.فليس في قول الفصحاء وشهادتهم بفصاحة القرآن مايوجب القول ببطلان الصرفة

[ صفحه 992]

و أمادخولهم في الإسلام فلأمر بهرهم وأعجزهم و أي شيءأبلغ من الصرفة

في ذلك

باب في أن إعجازه الفصاحة
اشاره

قالوا إن الله تعالي جعل معجزة كل نبي من جنس مايتعاطاه قومه أ لاتري أن في زمان موسي علي نبينا و عليه السلام لما كان الغالب علي قومه السحر جعل الله سبحانه معجزته من ذلك القبيل .فأظهر علي يده قلب العصا حية واليد البيضاء و غير ذلك فعلم أولئك الأقوام أن ذلك مما لايتعلق بالسحر فآمنوا به . وكذلك زمان عيسي علي نبينا و عليه السلام لما كان الغالب علي قومه الطب جعل الله سبحانه معجزته من ذلك القبيل فأظهر الله سبحانه علي يده إحياء الموتي وإبراء الأكمه والأبرص فعلم أولئك الأقوام أن ذلك مما لايوصل إليه بالطب فآمنوا به . وكذلك لما كان زمن محمدص الغالب علي قومه الفصاحة والبلاغة حتي كانوا لايتفاخرون بشي ء كتفاخرهم بهاجعل الله سبحانه معجزته من ذلك القبيل فأظهر علي يده هذاالقرآن فعلم الفصحاء منهم أن ذلك ليس من كلام البشر فآمنوا به ولهذا جاء المحضرمون وآمنوا برسول الله ص منهم قيس بن زهير وكعب

[ صفحه 993]

بن زهير وجاء الأعشي ومدح رسول الله ص بقصيدة معروفة فأراد أن يؤمن فدافعته قريش وجعلوا يحدثونه بأسوإ مايقدرون عليه

وقالوا إنه يحرم عليك الخمر والزنا. فقال لقد كبرت و ما لي في الزنا من حاجة.فقالوا أنشدنا مامدحته به فأنشدهم

أ لم تغتمض عيناك ليلة أرمدا || وبت كمابات السليم مسهدا

نبيا يري ما لاترون وذكره || أغار لعمري في البلاد وأنجدا

.قالوا لوأنشدته هذا لم يقبله منك فلم يزالوا بالسعي حتي صدوه .

[ صفحه 994]

فقال أخرج إلي اليمامة ألزمه عامي هذا.فمكث زمانا يسيرا ومات باليمامة.نعوذ بالله من الشقاء في الدنيا والآخرة و من سوء القضاء وصلي الله علي سيدنا محمد و علي آله وسلم . وجاء لبيد وآمن برسول الله ص وترك قيل الشعر تعظيما لأمر القرآن فقيل له مافعلت قصيدتاك

إن تقوي ربنا خير نفل || وبإذن الله ريثي والعجل

وقولك

عفت الديار محلها فمقامها

قال أبدلني الله بهما سورتي البقرة وآل عمران .

[ صفحه 995]

فصل

قالوا و من خالفنا في هذاالباب يقول إن الطريق إلي النبوة ليس إلاالمعجز وزعموا أن المعجز يلتبس بالحيلة والشعوذة وخفة اليد فلا يكون طريقا إلي النبوة فقوله باطل لأن هذاإنما كان يجب لو لم يكن هاهنا طريق إلي الفصل بين المعجز والحيلة وهاهنا وجوه من الفصل بينه وبينها منها أن المعجز لايدخل جنسه تحت مقدور العباد كقلب العصا حية وإحياء الموتي و غير ذلك . ومنها أن المعجز لايحتاج

إلي التعليم بخلاف الحيلة فإنها تحتاج إلي الآلات . ومنها أن المعجز يكون ناقضا للعادة بخلاف الحيلة فإنها لاتكون ناقضة العادة. ومنها أن المعجز لايحتاج إلي الآلات بخلاف الحيلة فإنها تحتاج إلي الآلات . ومنها أن المعجز إنما يظهر عند من يكون من أهل ذلك الباب ويروج عليهم والحيلة إنما تظهر عندالعوام والذين لايكونون من أهل ذلك الباب ويروج علي الجهال .

[ صفحه 996]

فصل

و من قال من مخالفينا إن محمداص لم يكن نبيا لأنه لم يكن معه معجز فالكلام عليه أن نقول إنا نعلم ضرورة أنه ادعي النبوة كمانعلم أنه ظهر بمكة وهاجر إلي المدينة وتحدي العرب بالقرآن وادعي مزية القرآن علي كلامهم و هذا يكون تحديا من جهة المعني وعلموا أن شأنه يبطل بمعارضته .فلم يأتوا بهالضعفهم وعجزهم لانتقاض العادة بالقرآن فأوجب انتفاض العادة كونه معجزا دالا علي نبوته . فإن قيل إنما لم يعارضوه لكونهم أعتاما جهالا لالعجزهم .قلنا المعارضة كانت مسلوكة فيما بينهم فإمرؤ القيس عارض علقمة بن عبدة الطبيب وناقضه وطريقة المعارضة لاتخفي علي الصبيان فكيف علي دهاة

[ صفحه 997]

العرب مع ذكائها. فإن قيل أخطئوا طريق المعارضة كماأخطئوا في عبادة الأصنام أولأن القرآن يشتمل علي الأخبار بالماضيات وهم

لم يكونوا من أهلها.قلنا في الأول فرق بينهما لأن عبادة الأصنام طريقها الدلالة والنظر و ما كان طريقه الدلالة والنظر يجوز فيه الخطأ بخلاف المعارضة لأن التحدي وقع بها وهي ضرورية لايجوز فيهاالخطأ إذ ليست من النظريات . و أماالثاني فقد سألهم ذلك فوجب أن يأتوا بمثله ويعارضوه علي أنهم طلبوا ذلك وجاءوا بأشياء وحاولوا أن يجعلوها معارضة للقرآن .

[ صفحه 998]

واليهود والنصاري كانوا أهل الأقاصيص و كان من الواجب أن يعرفوها منهم وفعلوها معارضة وحاولوا ذلك فعجزوا عنه .

فصل

فإن قيل لايجوز أن يكون القرآن معجزا دالا علي نبوته من حيث إنه ناقض العادة فلايمتنع أن يكون العرب أفصح الناس وفيهم جماعة أفصح العرب و في تلك الجماعة واحد هوأفصح منهم فإذاأتي بكلام لايمكنهم أن يأتوا بمثله لايدل علي نبوته .قلنا هذا لايصح لأنه لايجوز أن يبلغ كلام ذلك الواحد في الفصاحة إلي حد لايمكنهم أن يأتوا بمثله و لابما يقاربه . فإذاأتي بكلام مختص بالفصاحة لايمكنهم أن يأتوا بمثله و لابما يقاربه يوجب أن يكون معجزا.فمثالهم لايصح و لواتفق لكان دليلا علي صدقه . فإن قيل لو كان القرآن معجزا لكان نبيا مبعوثا إلي العرب والعجم و كان يجب أن يعلم سائر الناس إعجاز القرآن

من حيث الفصاحة والعجم لايمكنهم ذلك .قلنا هذا لايصح لأن الفصاحة ليست مقصورة علي بعض اللغات والعجم يمكنهم أن يعرفوا ذلك علي سبيل الجملة إذ أمكن أن يعرفوا بالأخبار المتواترة أن محمداص كان ظهر عليه القرآن وتحدي به العرب وعجزوا أن يأتوا بمثله فيجب أن يكون القرآن معجزا دالا علي نبوته .

[ صفحه 999]

والعرب يعرفون ذلك علي التفصيل لأن القرآن الكريم نزل بلغتهم والعلم به علي سبيل الجملة في هذاالباب كاف . وإنما قلنا أنه معجز من حيث إنه ناقض العادة لأن العادة لم تجر أن يتعلم واحد الفصاحة ثم يبرز عليهم بحيث لم يمكنهم أن يأتوا بما يقاربه فإذاأتي به كذلك كان معجزا

باب في أن إعجازه بالفصاحة والنظم معا
اشاره

قالوا إن ألذي يدل علي أن التحدي كان بالفصاحة والنظم معا أنارأينا النبي ص أرسل التحدي إرسالا وأطلقه إطلاقا من غيرتخصيص يحصره أواستثناء يقصره فقال مخبرا عن ربه تعالي قُل لَئِنِ اجتَمَعَتِ الإِنسُ وَ الجِنّ عَلي أَن يَأتُوا بِمِثلِ هذَا القُرآنِ لا يَأتُونَ بِمِثلِهِ وَ لَو كانَ بَعضُهُم لِبَعضٍ ظَهِيراً و قال تعالي وَ إِن كُنتُم فِي رَيبٍ مِمّا نَزّلنا عَلي عَبدِنا فَأتُوا بِسُورَةٍ مِن مِثلِهِفترك القوم استفهامه عن مراده بالتحدي هل أراد مثله في الفصاحة دون النظم أو في النظم وحده

أوفيهما معا أو في غيرهما فعل من سبق الفهم إلي قلبه وزال الريب عنه .لأنهم لوارتابوا وشكوا لاستفهموا و لم يجر ذلك علي هذا إلا والتحدي

-قرآن-179-316-قرآن-331-410

[ صفحه 1000]

واقع عندهم ومعروف بينهم . و قدعلمنا أن عادتهم جارية في التحدي باعتبار الفن ألذي يقع فيه التحدي وتفاوته في الفصاحة ولهذا لايتحدي الشاعر الخطيب ألذي لايتمكن من الشعر بالشعر و لاالخطيب الشاعر. وإنما يتحدي كل بنضيره و لايقنع المعارض حتي يأتي بمثل عروض صاحبه كمناقضة جرير للفرزدق وجرير للأخطل . و إذاكانت هذه عادتهم جري الحكم في التحدي عليها.

فصل

فإن قيل عادة العرب و إن جرت في التحدي بما ذكرتموه فلايمتنع صحة التحدي بالفصاحة دون طريقة النظم لاسيما والفصاحة هي التي يصح فيهاالتفاضل و إذا لم يمتنع ذلك فما أنكرتم أن يكون تحداهم بالفصاحة دون النظم وأفهمهم قصده فلهذا لم يستعملوه .قلنا ليس بممتنع أن يقع التحدي بالفصاحة دون النظم وإنما

[ صفحه 1001]

منعناه بالقرآن من حيث أطلق التحدي به وعري عما يخصه بوجه دون وجه فحملناه علي ماعهده القوم وألفوه في التحدي . و لو كان ص أفهمهم تخصيص التحدي بقول مسموع لوجب أن ينقل إلينا لفظه و لانجد له نقلا و لو

كان أخطرهم إلي قصده بمخارج الكلام أوبإشارة وغيرها لوجب اتصاله بنا أيضا لأن مايدعو إلي النقل للألفاظ يدعو إلي نقل مايتصل بها من مقاصد ومخارج سيما فيما تمس الحاجة إليه . أ لاتري أنه لمانفي النبوة بعدنبوته بقوله ص لانبي بعدي أفهم مراده السامعين من هذاالقول أنه عني به لانبي من بعدي لانبي من البشر كلهم وأرادص بالبعد عموم سائر الأوقات اتصل ذلك بها علي حد اتصال اللفظ حتي شركنا سامعيه في معرفة الغرض وكنا في العلم به كأحدهم و في ارتفاع كل ذلك من النقل دليل علي صحة قولنا.

فصل

علي أن التحدي لو كان مقصورا علي الفصاحة دون النظم لوقعت المعارضة من القوم ببعض فصيح شعرهم أوبليغ كلامهم لأنا نعلم حقا الفرق بين قصار السور وفصيح كلام العرب . و هذايدل علي التقارب المزيل للإعجاز والعرب بهذا أعلم فكان يجب

[ صفحه 1002]

أن يعارضوه فإذ لم يفعلوا فلأنهم فهموا من التحدي الفصاحة وطريقة النظم و لم يجتمعا لهم . واختصاص القرآن الكريم بنظم مخالف لسائر ضروب الكلام أوضح من أن نتكلف الدلالة عليه فالدليل ينصب حيث تتطرق الشبهة فأما في مثل هذا فلا.

فصل

و قد قال السيد عندي أن التحدي وقع بالإتيان بمثله في فصاحته وطريقته في النظم و لم يكن بأحد الأمرين .فلو وقعت المعارضة بشعر منظوم أوبرجز موزون أوبمنثور من الكلام ليس له طريقة القرآن في النظم والفصاحة لكانت واقعة وقعها.فالصرفة علي هذاإنما كانت بأن سلب الله تعالي من البشر جميع العلوم التي يتأتي معها مثل فصاحة القرآن الكريم وطريقته في النظم . ولهذا لاينصب في كلام العرب مايقارب القرآن في فصاحته ونظمه

[ صفحه 1003]

باب في أن إعجاز القرآن المعاني التي اشتمل عليها من الفصاحة
اشاره

قالوا لماوجدنا الكلام منظوما موزونا ومنثورا غيرموزون والمنظوم هوالشعر وأكثر الناس لايقدرون عليه فجعل الله تعالي معجز نبيه النمط ألذي يقدر عليه كل أحد و لايتعذر نوعه علي كلهم و هو ألذي ليس بموزون فتلزم حجته للجميع . و ألذي يجب أن يعلم في العلم بإعجاز النظم هو أن يعلم مباني الكلام وأسباب الفصاحة في ألفاظها وكيفية ترتيبها وتباين ألفاظها وكيفية الفرق بين الفصيح والأفصح والبليغ والأبلغ ويعلم مقادير النظم والأوزان و ما به يتبين المنظوم من المنثور وفواصل الكلام ومقاطعه ومباديه وأنواع مؤلفه ومنظومه . ثم ينظر فيما أتي به حتي يعلم أنه من أي نوع هو وكيف فضل

علي مافضل عليه من أنواع الكلام حتي يعلم أنه نظم مباين لسائر المنظوم ونمط خارج عن جملة ماكانوا اعتادوه فيما بينهم من أنواع الخطب والرسائل والشعر والمنظوم والمنثور والرجز والمخمس والمزدوج والعريض والقصير.

[ صفحه 1004]

فإذاتأملت ذلك وتدبرت مقاطعه ومفاتحه وسهولة ألفاظه واستجماع معانيه و أن كل لفظة منها لوغيرت لم يمكن أن يؤتي بدلها بلفظة هي أوفق من تلك اللفظة وأدل علي المعني منها وأجمع للفوائد والزوائد منها. و إذا كان كذلك فعند تأمل جميع ذلك يتحقق ما فيه من النظم اللائق والمعاني الصحيحة التي لايكاد يوجد مثلها علي نظم تلك العبارة و إن اجتهد البليغ والخطيب

فصل في خواص نظم القرآن

أولها خروج نظمه عن صور جميع أسباب المنظومات و لو لانزول القرآن لم يقع في خلد فصيح سواه ولذلك قال عتبة بن ربيعة لمااختاره قريش للمصير إلي النبي ص قرأص عليه حم السجدة فلما انصرف قال سمعت أنواع كلام العرب فما أشبهه شيءمنها أنه أورد علي ماأراعني . ونحوه ماحكي الله عن الجن إِنّا سَمِعنا قُرآناً عَجَباً يهَديِ إِلَي الرّشدِ من قُل أوُحيِ َ. فلما عدم وجود شبه القرآن من أنواع المنظوم انقطعت أطماعهم عن معارضته .

-قرآن-298-348-قرآن-353-364

[ صفحه 1005]

والخاصة الثانية هي

الروعة التي له في قلوب السامعين فمن كان مؤمنا يجد هشاشة إليه وانجذابا نحوه وحكي أن نصرانيا مر برجل يقرأ القرآن فبكي فقيل له ماأبكاك قال النظم . والثالثة أنه لم يزل نظما طريا لايمل و لايمل والكتب المتقدمة عارية عن رتبة النظم و أهل الكتاب لايدعون ذلك لها. والرابعة أنه في صورة كلام هوخطاب لرسوله تارة ولخلقه أخري . والخامسة مايوجد من جمعه فإن له صفتي الجزالة والعذوبة وهما كالمتضادين . والسادسة ماوقع في أجزائه من امتزاج بعض أنواع الكلام ببعض وعادة ناظمي البشر تقسيم معاني الكلام . والسابعة أن كل فضيلة تنعش في تأسيس اللغة في اللسان العربي هي موجودة في القرآن . والثامنة وجود التفاضل بين بعض أجزائه من السور و بين بعض والصورة الحسنة تظهر بين المختلفات كما في التوراة كلمات عشر تشتمل علي

[ صفحه 1006]

الوصايا يستحلفون بهالجلالة قدرها وكذا في الإنجيل أربع صحف وكذا في الزبور تحاميد وتسابيح يقرءونها في صلواتهم . والتاسعة وجود مايحتاج العباد إلي علمه من أصول دينهم وفروعه من التنبيه علي طرق العقليات وإقامة الحجج علي الملاحدة والبراهمة والثنوية والمنكرة للبعث والقائلين بالطبائع بأوجز كلام وأبلغه ففيه من أنواع الإعراب والعربية والحقيقة والمجاز حتي الطب في

قوله كُلُوا وَ اشرَبُوا وَ لا تُسرِفُوافهذا أصل الطب والمحكم والمتشابه والناسخ والمنسوخ و هومهيمن علي جميع الكتب المتقدمة. والعاشرة وجود قوة النظم في أجزائه كلها حتي لايظهر في شيء من ذلك تفاوت و لااختلاف و له خواص سواها كثير.

-قرآن-384-417

[ صفحه 1007]

فصل

فإن قيل فهلا كانت ألفاظ القرآن بكليتها مؤلفة من مثل الألفاظ الوجيزة التي إذاوقعت في الكلام زادته حسنا ليكون كلام الله علي النظم الأحسن الأفضل إذ كان لايعجزه شيء عن بلوغ الغاية كمايعجز الخلق عن ذلك .الجواب قلنا إن هذايعود إلي أنه كيف لم ترتفع أسباب التفاضل بين الأشياء حتي تكون كلها كشي ء واحد متشابه الأجزاء والأبعاض وكيف فضل بعض الملائكة علي بعض ومتي كان كذلك لم يوجد اختلاف بين الأشياء يعرف به الشي ء وضده . علي أنه لو كان كلام الله كماذكر لخرج في صورة المعمي ألذي لايوجد له لذة البسط والشرح و لو كان مبسوطا لم تبق فضيلة الراسخين في العلم علي من سواهم . ثم إنه تعالي حكيم علم أن ألطاف المبعوث إليهم إنما هو في النمط ألذي أنزله فلو كان علي تركيب آخر لم يكن لطفا لهم .

فصل

ثم لنذكر وجها آخر للصرفة و هو أن الأمر لو كان بخلافه و كان تعذر المعارضة المبتغاة والعدول عنها لعلمهم بفضله علي سائر كلامهم في الفصاحة وتجاوزه له في الجزالة لوجب أن يقع منهم معارضة علي كل حال .

[ صفحه 1008]

لأن العرب الذين خوطبوا بالتحدي والتقريع ووجهوا بالتعنيف والتبكيت

كانوا متي أضافوا فصاحة القرآن إلي فصاحتهم وقاسوا بكلامهم كلامه علموا أن المزية بينهما إنما تظهر لهم دون غيرهم .فمن نقص عن طريقتهم ونزل عن درجتهم دون الناس أجمعين ممن لايعرف الفصاحة و لايأنس بالعربية و كان ما عليه دون المعرفة لفصيح الكلام من أهل زماننا ممن خفي الفرق عليهم بين مواضع من القرآن و بين فقرات العرب البديعة وكلمهم الغريبة.فأي شيءأقعد بهم عن أن يعتمدوا إلي بعض أشعارهم الفصيحة وألفاظهم المنثورة فيقابلوه ويدعوا أنه مماثل لفصاحته أوأزيد عليها لاسيما وخصمنا في هذه الطريقة يدعي أن التحدي وقع بالفصاحة دون النظم وغيره من المعاني المدعاة في هذاالموضع .فسواء حصلت المعارضة بمنظوم الكلام أوبمنثوره فمن هذا ألذي كان يكون الحكم في هذه الدعوي و في جماعة الفصحاء أوجمهورهم كانوا أعداء رسول الله ص و من أهل الخلاف عليه والرد لدعوته والصدود عن محجته لاسيما في بدو الأمر وأوله وقبل استقرار الحجة وظهور الدعوة وكثرة عدد الموافقين وتظافر الأنصار والمهاجرين . و لايعمل إلا علي أن هذه الدعوي لوحصلت لردها بالتكذيب من كان في حرب النبي ص من الفصحاء لكن كان اللبس يحصل والشبهة تقع لكل

من لم يساو هؤلاء في المعرفة من المستجيبين للدعوة والمنحرفين عنها من العرب . ثم لطوائف الناس جميعا كالفرس والروم والترك و من ماثلهم ممن لاحظ له في العربية عندتقابل الدعاوي في وقوع المعارضة موقعها وتعارض الأقوال في

[ صفحه 1009]

الإصابة بهامكانها ماتتأكد الشبهة وتعظم المحنة ويرتفع الطريق إلي إصابة الحق لأن الناظر إذارأي جل أصحاب الفصاحة وأكثرهم يدعي وقوع المعارضة والمكافأة والمماثلة وقوما منهم كلهم ينكر ذلك ويدفعه كان أحسن حاله أن يشك في القولين ويجوز في كل واحد منهما الصدق والكذب .فأي شيءيبقي من المعجز بعد هذا والإعجاز لايتم إلابالقطع علي تعذر المعارضة علي القوم وقصورهم عن المعارضة والمقاربة والتعذر لايحصل إلا بعدحصول العلم بأن المعارضة لم تقع مع توفر الدواعي وقوة الأسباب فكانت حينئذ لاتقع الاستجابة من عاقل و لاالمؤازرة من متدين .

فصل

و ليس يحجز العرب عما ذكرناه ورع و لاحياء لأنا وجدناهم لم يراعوهما و لم يرعووا عن السب والهجاء و لم يستحيوا من القذف والافتراء و ليس في ذلك ما يكون حجة و لاشبهة بل هوكاشف عن شدة عداوتهم و أن الحيرة قدبلغت بهم إلي استحسان القبيح ألذي كانت نفوسهم تأباه وأخرجهم ضيق الخناق إلي أن أحضر أحدهم أخبار رستم

وإسفنديار وجعل يقص بها ويوهم الناس أنه قدعارض و أن المطلوب بالتحدي هوالقصص والأخبار و ليس يبلغ بهم الأمر إلي هذا وهم متمكنون مما يرفع الشبهة فيعدلوا عنه مختارين . وأخلاقهم و إن وقرت فإن الحال التي دفعوا إليها حال تصغر الكبير و من أشرف علي الهوان بعدالعزة جف علمه وغرب غلمه وأقدم علي ما لم يكن يقدم عليه . و ليس يمكن لأحد أن يدعي أن ذلك مما لم يهتد إليه العرب و أنه لواتفق خطوره ببالهم لفعلوه غير أنه لم يتفق لأنهم كانوا من الفطنة واللبابة علي ما لايخفي عليهم معه أنفذ الكيدين فضلا عن أن يدفعوا عن الحيلة وهي بادئة هذا مع صدق الحاجة وفوتها والحاجة تفتق الحيل . وهب لم يفطنوا لذلك بالبديهة كيف لم يقعوا عليه مع التغلغل وكيف لم يتفق

[ صفحه 1010]

لهم ذلك مع فرط الذكاء وجودة الذهن . و هذا من قبيح الغفلة التي ينزه القوم عنها ووصفهم الله بخلافها. و ليس يورد مثل هذاالاعتراض من موافق في إعجاز القرآن وإنما يصير إليه من خالفنا في الملة أوأبهرته الحجة فيرمي العرب بالبله والغفلة فيقول لعلهم لم يعلموا أن المعارضة أنجع وأنفع وطريق الحجة أصوب

وأقرب لأنهم لم يكونوا أصحاب نظر وفكر وإنما كانت الفصاحة صنعتهم فعدلوا إلي الحرب . و هذاالاعتراض إذاورد علينا كانت كلمة جماعتنا واحدة في رده وقلنا في جوابه إن العرب إن لم يكونوا نظارين فلم يكونوا غفلة مجانين وته العقول أن مساواة التحدي في فعله ومعارضته بمثله أبلغ في الاحتجاج عليه من كل فعل و لايجوز أن يذهب العرب الألباء عما لايذهب عنه العامة والأغبياء. والحرب غيرمانعة عن المعارضة و قدكانوا يستعملون في حروبهم من الارتجاز ما لوجعلوا مكانه معارضة القرآن كان أنفع لهم و هذا كان في جواب من جعل ذلك كفهم عن المعارضة

باب في مطاعن المخالفين في القرآن
اشاره

قالوا إن في القرآن تفاوتا كقوله لا يَسخَر قَومٌ مِن قَومٍ عَسي أَن يَكُونُوا خَيراً مِنهُم وَ لا نِساءٌ مِن نِساءٍ عَسي أَن يَكُنّ خَيراً مِنهُنّففي هذاتكرير بغير فائدة فيه لأن قوله قَومٌ مِن قَومٍيغني عن قوله نِساءٌ مِن نِساءٍفالنساء يدخلن في قوم يقال هؤلاء قوم فلان للرجال وللنساء من عشيرته .الجواب أن قوم لايقع في حقيقة اللغة إلا علي الرجال و لايقال

-قرآن-35-147-قرآن-187-201-قرآن-217-233

[ صفحه 1011]

للنساء التي ليس فيهن رجل هؤلاء قوم فلان وإنما سمي الرجال قوما لأنهم هم القائمون بالأمور عندالشدائد الواحد قائم كتاجر وتجرة ومسافر وسفرة ونائم ونومة وزائر وزورة ويدل عليه قول زهير

و ماأدري وسوف

أخال أدري || أقوم آل حصن أم نساء

. وقالوا في قوله تعالي الّذِينَ كانَت أَعيُنُهُم فِي غِطاءٍ عَن ذكِريِ تفاوت كيف تكون العيون في غطاء عن ذكر وإنما تكون الأسماع في غطاء عنه .الجواب أن الله أراد بذلك عيون القلوب يدل عليه قول الناس عمي قلب فلان وفلان أعمي القلب إذا لم يفهم . و قال تعالي وَ لكِن تَعمَي القُلُوبُ التّيِ فِي الصّدُورِ وبصر القلوب أوعماها هوالمؤثر في باب الدين المانع من الاهتداء فجاز أن يقال للقلب أعمي و إن كان العمي في العين . ومثله قوله وَ جَعَلنا عَلي قُلُوبِهِم أَكِنّةً أَن يَفقَهُوهُ والأكنة الأغطية.

-قرآن-26-73-قرآن-275-320-قرآن-454-503

فصل

ويسألوا عن قوله إِنّ الّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصّالِحاتِ سَيَجعَلُ لَهُمُ الرّحمنُ وُدّاقالوا لايقال فلان يجعل لفلان حبا إذاأحبه .الجواب أن الله إنما أراد سيجعل لهم الرحمن ودا في قلوب المؤمنين والمعني أني حببتهم إلي القلوب . وقالوا في قوله أَم عِندَهُمُ الغَيبُ فَهُم يَكتُبُونَ ماالكتاب من علم الغيب وكانت قريش أميين فكيف جعلهم يكتبون .

-قرآن-19-95-قرآن-263-300

[ صفحه 1012]

الجواب أن معني الكتابة هنا الحكم يريد أعندهم علم الغيب فهم يحكمون فيقولون سنقهرك ونطردك وتكون العاقبة لنا لا لك ومثله قول الجعدي

ومال الولاء بالبلاء فملتم

|| و ماذاك حكم الله إذ هويكتب

أي يحكم ومثله وَ كَتَبنا عَلَيهِم فِيها أَنّ النّفسَ بِالنّفسِ ومثله قوله ص للمتحاكمين إليه و ألذي نفسي بيده لأقضين فيكما بكتاب الله أي بحكم الله لأنه أراد الرجم والتعذيب و ليس ذلك في ظاهر كتاب الله .

-قرآن-17-64

فصل

وقالوا في قوله وَ قُل إنِيّ أَنَا النّذِيرُ المُبِينُ كَما أَنزَلنا عَلَي المُقتَسِمِينَ الّذِينَ جَعَلُوا القُرآنَ عِضِينَكيف يليق أحد الكلامين ولفظ كمايأتي لتشبيه شيءبشي ء تقدم ذكره و لم يتقدم في أول الكلام مايشبه به ماتأخر عنه .كذلك قالوا في قوله لَهُم دَرَجاتٌ عِندَ رَبّهِم وَ مَغفِرَةٌ وَ رِزقٌ كَرِيمٌ كَما أَخرَجَكَ رَبّكَ مِن بَيتِكَ بِالحَقّ ما ألذي يشبه بالكلام الأول من إخراج الله إياه . وقالوا في قوله وَ لِأُتِمّ نعِمتَيِ عَلَيكُم وَ لَعَلّكُم تَهتَدُونَ كَما أَرسَلنا.الجواب أن القرآن نزل علي لسان العرب و فيه حذف وإيماء ووحي وإشارة فقوله أَنَا النّذِيرُ المُبِينُ فيه حذف كأنه قال أناالنذير المبين عذابا مثلما أنزل علي المقتسمين فحذف العذاب إذ كان الإنذار يدل عليه كقوله في موضع

-قرآن-18-126-قرآن-268-368-قرآن-438-505-قرآن-585-609

[ صفحه 1013]

أَنذَرتُكُم صاعِقَةً مِثلَ صاعِقَةِ عادٍ وَ ثَمُودَ و لوأراد مريد أن يمثل هذابذاك لقال أناالنذير المبين كماأنزل علي عاد وثمود ومثله من المحذوف كثير من أشعار العرب وكلامهم . و أما قوله كَما أَخرَجَكَ رَبّكَ

مِن بَيتِكَ بِالحَقّ فإن المسلمين يوم بدر اختلفوا في الأنفال وجادل كثير منهم رسول الله ص فيما فعله في الأنفال فأنزل الله سبحانه يَسئَلُونَكَ عَنِ الأَنفالِ قُلِ الأَنفالُ لِلّهِ وَ الرّسُولِيجعلها لمن يشاءفَاتّقُوا اللّهَ وَ أَصلِحُوا ذاتَ بَينِكُم أي فرقوها بينكم علي السواءوَ أَطِيعُوا اللّهَ وَ رَسُولَهُفيما بعدإِن كُنتُم مُؤمِنِينَ ووصف المؤمنين ثم قال كَما أَخرَجَكَ رَبّكَ مِن بَيتِكَ بِالحَقّ وَ إِنّ فَرِيقاً مِنَ المُؤمِنِينَ لَكارِهُونَيريد أن كراهتهم في الغنائم ككراهتهم للخروج معك . و أما قوله وَ لَعَلّكُم تَهتَدُونَ كَما أَرسَلنافإنه أراد ولأتم نعمتي كإرسالي فيكم رسولا أنعمت به عليكم يبين لكم .

-قرآن-1-51-قرآن-193-234-قرآن-352-413-قرآن-430-472-قرآن-501-532-قرآن-541-561-قرآن-587-675-قرآن-740-776

فصل

سألوا عن قوله وَ قالَتِ اليَهُودُ عُزَيرٌ ابنُ اللّهِ وَ قالَتِ النّصاري المَسِيحُ ابنُ اللّهِ و لا يقول أحد منهما ذلك .الجواب أنه لماأحرق بخت نصر بيت المقدس نفي بني إسرائيل وسبي ذراريهم وخرق التوراة حتي لم يبق لهم رسم و كان في سباياه دانيال فعبر رؤياه فنزل منه بأحسن المنازل .فأقام عزير لهم التوراة بعينها حين عاد إلي الشام بعدفوتها

-قرآن-16-95

[ صفحه 1014]

فقالت طائفة من اليهود هو ابن الله و لم يقل ذلك كل اليهود و هذاخصوص خرج مخرج العموم . وسألوا عن قوله فَنَبَذناهُ بِالعَراءِ وَ هُوَ سَقِيمٌقالوا كيف جمع الله بينه و بين قوله لَو لا أَن تَدارَكَهُ

نِعمَةٌ مِن رَبّهِ لَنُبِذَ بِالعَراءِ وَ هُوَ مَذمُومٌ و هذاخلاف الأول لأنه قال أولا نبذناه مطلقا ثم قال لو لا أن تداركه لنبذ فجعله شرطا.الجواب معني ذلك لو لا أنارحمناه بإجابة دعائه لنبذناه حين نبذناه بالعراء مذموما و قد كان نبذه في حالته الأولي سقيما يدل عليه قوله فَاجتَباهُ رَبّهُ فَجَعَلَهُ مِنَ الصّالِحِينَلكن تداركه الله بنعمة من عنده فطرح بالفضاء و هو غيرمذموم فاختاره الله وبعثه نبيا و لاتناقض بين الآيتين و إن كان في موضع نبذناه مطلقا و هوسقيم و لم يكن في هذه الحالة بمليم . و في موضع آخر نبذ مشروطا ومعناه لو لا أن رحمنا يونس ع لنبذناه ملوما و إن كان لوم عتاب لالوم عقاب لأنه ترك الأولي .

-قرآن-111-148-قرآن-188-264-قرآن-498-543

[ صفحه 1015]

فصل

وسألوا عن قوله وَ إِذ قالَ اِبراهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ واسمه في التوراة تارخ فيقال لاينكر أن يكون له اسمان فقد يكون للرجل اسمان وكنيتان هذاإدريس في التوراة أخنوخ ويعقوب إسرائيل وعيسي يدعي المسيح و قد قال نبينا لي خمسة أسماء أنا محمد و أنا أحمد والماحي والعاقب والحاشر. و قد يكون للرجل كنيتان كما كان له اسمان فإن حمزة يكني أبايعلي و أباعتبة وصخر بن حرب

والد معاوية يكني أباسفيان و أباحنظلة. وقيل معني آزر ياضعيف أو ياجاهل ويقال يامعاوني و يامصاحبي أو ياشيخي فعلي هذا يكون ذلك وصفا له و قال الأكثرون إن آزر كان عم ابراهيم والعرب تجعل العم أبا. والصحيح أن آزر ما كان أبا ابراهيم .

-قرآن-18-55

فصل

وسألوا عن قوله وَ لَبِثُوا فِي كَهفِهِم ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَ ازدَادُوا تِسعاً ثم قال قُلِ اللّهُ أَعلَمُ بِما لَبِثُوا و هذاكلام متفاوت لأنه أخبرنا بمدة لبثهم ثم قال اللّهُ أَعلَمُ بِما لَبِثُوا و قدعلمنا ذلك بما أعلمنا.الجواب أنهم اختلفوا في مدة لبثهم كمااختلفوا في عدتهم فأعلمنا الله

-قرآن-18-84-قرآن-94-126-قرآن-180-207

[ صفحه 1016]

أنهم لبثوا ثلاثمائة فقالوا سنين وشهورا وأياما فأنزل الله سنين ثم قال ازدَادُوا تِسعاً و أناأعلم بما لبثوا من المختلفين .

-قرآن-75-90

فصل

وسألوا عن قوله يا أُختَ هارُونَ ما كانَ أَبُوكِ امرَأَ سَوءٍ و لم يكن لمريم أخ يقال له هارون الجواب اعلم أنه لم يرد بهذا إخوة النسب بل أراد ياشبيهة هارون ومثل هارون في الصلاح . و كان في بني إسرائيل رجل صالح اسمه هارون و قد يقول الرجل لغيره ياأخي و لايريد إخوة النسب ويقال هذاالشي ء أخو هذاالشي ء إذا كان متشاكلا له و قال تعالي وَ ما نُرِيهِم مِن آيَةٍ إِلّا هيِ َ أَكبَرُ مِن أُختِها.

-قرآن-18-62-قرآن-356-411

فصل

وقالوا كيف يكون هذاالنظم بالوصف ألذي ذكرتم في البلاغة والنهاية و قدوجد التكرار من ألفاظه كقوله فبَأِيَ ّ آلاءِ رَبّكُما تُكَذّبانِ ونحوه من تكرير القصص .الجواب أن التكرير علي وجوه

-قرآن-103-137

[ صفحه 1017]

منها مايوجد في اللفظ دون المعني كقولهم أطعني و لاتعصني . ومنها مايوجد فيهامعا كقولهم عجل عجل أي سرا وعلانية و الله و الله أي في الماضي والمستقبل و قديقع كل ذلك لتأكيد المعني والمبالغة فيه ويقع مرة لتزيين النظم وحسنه والحاجة إلي استعمال كليهما.فالمستعمل للإيجاز والحذف ربما عمي علي السامع وإنما ذم أهل البلاغة التكرار الواقع في الألفاظ إذاوجد فضلا من القول غيرمفيد فائدة في التأكيد لمعني أولتزيين لفظ ونظم و إذاوجد كذلك كان هذرا ولغوا. و أما إذاأفاد فائدة في كل من النوعين

كان من أفضل اللواحق للكلام المنظوم و لم يسم تكريرا علي الذم وتكرير اللفظ لتزيين النظم أمر لايدفعه عارف بالبلاغة و هوموجود في أشعارهم

[ صفحه 1018]

الباب التاسع عشر في الفرق بين الحيل والمعجزات

اشاره

أما بعدحمد الله تعالي ألذي فرق لجميع المكلفين بين الحق والباطل والصلاة علي محمد وآله الذين أعادوا الدين كعود الحلي إلي العاطل .فإني أذكر ماينكشف به الفصل بين الحيل والمعجزات ويظهر به الشعوذة والمخاريق وحقيقة الدلالات والعلامات لكل ذي رأي صائب ونظر ثاقب و الله الموفق والمعين

باب في ذكر الحيل وأسبابها وآلاتها وكيفية التوصل إلي استعمالها وذكر وجه إعجاز المعجزات
اشاره

اعلم أن الحيل هي أن يري صاحب الحيلة الأمر في الظاهر علي وجه لا يكون عليه ويخفي وجه الحيلة فيه نحو عجل السامري ألذي جعل فيه خروقا تدخل فيهاالريح فيسمع منه صوت . ومنها مخرقة المشعبذ نحو أن يري الناظر ذلك في خفة حركاته كأنه ذبح حيوانا و لايذبحه في الحقيقة ثم يري من بعد أنه أحياه بعدالذبح

[ صفحه 1019]

ويشبه هذاالجنس من الحيل السحر. وليست معجزات الأنبياء والأوصياء ع من هذاالجنس لأن ألذي يأتون به من المعجزات يكون علي مايأتون به . والعقلاء يعلمون أنها كذلك لايشكون فيه و أنه ليس فيهاوجه حيلة نحو قلب العصا حية وإحياء الميت وكلام الجماد والحيوانات من البهائم والسباع والطيور علي الاستمرار في أشياء مختلفة والإخبار عن الغيب والإتيان بخرق العادة ونحو القرآن في مثل بلاغته والصرفة و إن كان يعلم

كونه معجزا أكثر الناس بالاستدلال . ولهذا قال تعالي في قوم فرعون و مارأوه من معجزات موسي علي نبينا و عليه السلام وَ جَحَدُوا بِها وَ استَيقَنَتها أَنفُسُهُم ظُلماً وَ عُلُوّا.

-قرآن-548-608

[ صفحه 1020]

فصل

فإن قيل ماأنكرتم أن يكون في الأدوية ما إذامس به ميت حيي وعاش و إذاجعل في عصا ونحوها صارت حية و إذاسقي حيوانا تكلم و إذاشربه الإنسان صار بليغا بحيث يتمكن من مثل بلاغة القرآن .قلنا ليس يخلو إما أن يكون للناس طريق إلي معرفة ذلك الدواء أو لا يكون لهم طريق إلي معرفته فإن كان لهم إليه طريق لزم أن يكون الظفر به ممكنا وكانوا يعارضونه به فلا يكون معجزا و إن لم يمكن الظفر به لزم أن يكون الظفر به معجزا لأنه يعلم أنه ماظفر به إلابأن أطلعه الله تعالي عليه و إن كان تعالي لايطلع عليه أحدا ليس برسول فعلم بذلك صدقه ثم يعلم من بعدبخبره أن ذلك ليس من قبله نحو القرآن بل هو منه تعالي أنزله عليه . وكذلك هذا في الدواء ألذي جوز به السائل إحياء الموتي لايخلو إما أن لايمكن الظفر به أويمكن فعلي الأول لزم

أن يكون الظفر به معجزا للنبي أوالوصي لأنه يعلم أنه ماظفر به إلابأن أطلعه الله تعالي عليه فيعلم بذلك صدقه و إن أمكن الظفر به و هوالوجه الثاني فالواجب أن يسهل الإحياء لكل أحد والمعلوم خلافه

فصل

واعلم أن الحيل والسحر وخفة اليد لها وجوه متي فتش عنها المعني بذلك فإنه يقف علي تلك الوجوه ولهذا يصح فيهاالتلمذ والتعلم و لايختص به واحد دون آخر.

[ صفحه 1021]

مثاله أن المحتالين يأخذون البيض ويضعونه في الخل ونحوه ويتركونه يومين وثلاثة حتي يصير قشره الفوقاني لينا بحيث يمكن أن يطول فإذاصار طويلا بمده كذلك يطرح في قارورة ضيقة الرأس فإذاصار فيهايصب فيهاالماء البارد وتحرك القارورة حتي يصير البيض مدورا كما كان ويذهب ذلك اللين من قشره الفوقاني بذلك بعدساعات ويشتد بحيث ينكسر انكساره أولا فيظن الغفلة أن المعجز مثله و هوحيلة. ونحو ذلك ماألقي سحرة فرعون من حبالهم وعصيهم حتي خيل إلي الناظر إليها من سحرهم أنها تسعي احتالوا في تحريك العصا والحبال لأنهم جعلوا فيها من الزئبق فلما طلعت الشمس عليها تحركت بحرارة الشمس . و غير ذلك من أنواع الحيل وأنواع التمويه والتلبيس

وخيل إلي الناس أنها تتحرك كماتتحرك الحية وإنما سحروا أعين الناس لأنهم أروهم شيئا لم يعرفوه ودخل عليهم الشبهة في ذلك لبعده منهم فإنهم لم يتركوا الناس يدخلون بينهم . و في هذه دلالة علي أن السحر لاحقيقة له لأنها لوصارت حيات حقيقة لم يقل الله تعالي سَحَرُوا أَعيُنَ النّاسِبل كان يقول سبحانه فلما ألقوا صارت حيات ثم قال تعالي وَ أَوحَينا إِلي مُوسي أَن أَلقِ عَصاكَ فَإِذا هيِ َ تَلقَفُ ما يَأفِكُونَ أي ألقاها فصارت ثعبانا فإذاهي تبتلع مايأفكون فيه من الحبال والعصي وإنما ظهر ذلك للسحرة علي الفور لأنهم لمارأوا تلك الآيات والمعجزات في العصا علموا أنه أمر سماوي لايقدر عليه غير الله تعالي .فمن تلك الآيات قلب العصا حية. ومنها أكلها حبالهم وعصيهم مع كثرتها.

-قرآن-921-944-قرآن-1005-1078

[ صفحه 1022]

ومنها فناء حبالهم وعصيهم في بطنها إما بالتفرق أوالخسف وإما بالفناء عند من جوزه . ومنها عودها عصا كماكانت من غيرزيادة و لانقصان و كل عاقل يعلم أن مثل هذه الأمور لاتدخل تحت مقدور البشر فاعترفوا كلهم واعترف كثير من الناس معهم بالتوحيد والنبوة وصار إسلامهم حجة علي فرعون وقومه .

فصل

و أمامعجزات الأنبياء والأوصياء ع فإن أعداء الدين يعتنون بالتفتيش عنها فلم يعثروا علي وجه حيلة فيها.

وكذلك كل من سعي في كشف عوراتهم وتكذيبهم يفتش عن دلالاتهم أهي شبهات أم لافلم يوقف فيها علي مكر وخديعة منهم ع و لا في شيء من ذلك . أ لاتري أن سحرة فرعون كانت همتهم أشد في تفتيش معجزة موسي علي نبينا و عليه السلام فصاروا هم أعلم الناس بأن ماجاء به موسي ع ليس بسحر وهم كانوا أحذق أهل الأرض بالسحر وآمنوا وقالوا لفرعون وَ ما تَنقِمُ مِنّا إِلّا أَن آمَنّا بِآياتِ رَبّنا لَمّا جاءَتنا رَبّنا أَفرِغ عَلَينا صَبراً وَ تَوَفّنا مُسلِمِينَفقتلهم فرعون وهم يقولون لا ضَيرَ إِنّا إِلي رَبّنا مُنقَلِبُونَ. وقيل إن فرعون لم يصل إليهم وعصمهم الله تعالي منه .

-قرآن-455-571-قرآن-599-637

[ صفحه 1023]

فصل

و أماالقمر المعروف بالمقنعي فإنه ليس بأمر خارق للعادة وإنما هوإخراج عين من العيون التي تنبع في الجبال في ذلك الموضع متي كانت الشمس في برج الثور أوالجوزاء سامتت تلك العين وانعكس منها الشعاع إلي الجو وهناك تكثر الأبخرة في الجو وتتراكم وتتكاثف فيركد الشعاع ألذي انعكس من العين فيهافتراءي إلي الناس صورة قمر. ولهذا لماطمت تلك العين فسد مافعله المقنع و قدعثر علي ذلك واطلع عليه و كل من

اطلع علي ذلك وراقب الوقت وأنفق المال وأتعب الفكر فيه أمكنه أن يطلع مثل ماأطلعه المقنع إلا أن الناس يرغبون عن إنفاق المال وإتيان الفكر فيما يجري هذاالمجري سيما و إن تم لهم ذلك نسبوه إلي الشعوذة. و أماالطلسمات فإن من الناس من يسمي الحيل الباقية بها و ذلك مجاز واستعارة و إلافالطلسمات التي ظاهرها وباطنها سواء و لايظهر منها وجه حيلة خافية كما كان علي منارة الإسكندرية.

[ صفحه 1024]

و كماروي أن الله تعالي بفضله أمر نبيا من الأنبياء المتقدمين أن يأخذ طيرا من نحاس أوشبه ويجعله علي رأس منارة كانت في تلك الولاية و لم يكن فيهاشجر الزيتون و كان أهلها محتاجين إلي دهن الزيت للمأدوم وغيره فإذا كان عندإدراك الزيتون بالشامات خلق الله صوتا في ذلك الطير فيذهب ذلك الصوت في الهواء فيجتمع إلي ذلك ألوف ألوف من أجناسه في منقار كل واحد زيتونة فيطرحها علي ذلك الطير فيمتلئ حوالي المنارة من الزيتون إلي رأسها و كان ذلك الطير غيرمجوف . فلايدعي أنها من الحيل التي يأخذها الناس لصندوق الساعة ونحوها. و لايسمع لذلك الطير صوت إلا عندإدراك الزيتون في السنة و كان أهلوها ينتفعون به طول السنة بذلك .

[ صفحه

1025]

فعندنا هي معجزات باقية للأنبياء الماضين والأوصياء المتقدمين صلي الله عليهم أجمعين ولهذا لم تظهر طلسمات بعد النبي ص و في حال قصور أيدي الأئمة ع .

فصل

و أماالزراقون الذين يتحدثون علي غيرأصل كالشغراني فإنه كان ذكيا حاضر الجواب فطنا بالزرق معروفا بكثرة الإصابة فيما يخرجه حتي ظنوا أن هذاكله هو مااقتضاه مولده وتولاه كوكبه من غيرعلم .

[ صفحه 1026]

و هذاكله باطل لأنه لوكانت الإصابة بالمواليد لكان النظر في علم النجوم عبثا لايحتاج إليه لأن المولد إذااقتضي الإصابة أوالخطأ فالتعلم لاينفع وتركه لايضر و هذه علة تسري إلي كل صنعة حتي يلزم أن يكون كل شاعر مفلق وصانع حاذق وناسج الديباج موفق لاعلم له بذلك وإنما اتفقت له الصنعة بغير علم لمايقتضي كواكب مولده و مايلزم من الجهالة علي هذا لايحصي .

فصل

و كان النبي ص يذكر أخبار الأولين والآخرين من ابتداء خلق الدنيا إلي انتهائها وأمر الجنة والنار وذكر ما فيها علي الوجه ألذي صدقه عليها أهل الكتاب و كان ص لم يتعلم و لم يقعد عندحبر و لم يقرأ الكتب . و إذا كان كذلك فقد بان اختصاصه بمعجزة لأن ماأتي به من هذه الأخبار لا علي الوجه المعتاد في معرفتها من تلقفها من ألسنة الناطقين لا يكون إلابدلالة تكون علما علي صدقه . و ماأخبر به عن الغيوب التي تكون علي التفصيل لا علي الإجمال كقوله تعالي

لَتَدخُلُنّ المَسجِدَ الحَرامَ إِن شاءَ اللّهُ آمِنِينَ مُحَلّقِينَ رُؤُسَكُم وَ مُقَصّرِينَ لا تَخافُونَفكان كماأخبر به . و لم يكن عليه وآله السلام صاحب تقويم وحساب وأسطرلاب ومعرفة مطلع نجم وريح و كان ص ينكر علي المنجمين فيقول

-قرآن-463-567

[ صفحه 1027]

من أتي عرافا أوكاهنا فآمن بما قال فقد كفر بما أنزل علي محمد. و قدعلمنا أن الإخبار عن الغيوب علي التفصيل من حيث لايقع فيه خلاف بقليل و لابكثير من غيراستعانة علي ذلك بآلة وحساب وتقويم كوكب وطالع أو علي التنجيم ألذي يخطئ مرة ويصيب مرة لايمكن إلا من ذي معجزة مخصوصة قدخصه الله تعالي بهابإلهام من عنده أوأمر يكون ناقضا للعادة الجارية في معرفة مثلها إظهارا لصدق من يظهرها عليه وعلامة له

فصل

واعلم أن ماتضمنه القرآن أوالأحاديث الصحيحة من الإخبار عن الغيوب الماضية والمستقبلة فأما الماضية فكالإخبار عن أقاصيص الأولين والآخرين من غيرتعلم من الكتب المتقدمة علي ماذكرنا. و أماالمستقبلة فكالإخبار عما يكون من الكائنات فكان كماأخبر عنها علي الوجه ألذي أخبر عنها علي التفصيل من غيرتعلق بما يستعان به علي ذلك من تلقين ملقن أوإرشاد مرشد أوحكم بتقويم أورجوع إلي حساب كالكسوف والخسوف و من غيراعتماد علي أسطرلاب وطالع . و ذلك

كقوله تعالي لِيُظهِرَهُ عَلَي الدّينِ كُلّهِ وَ لَو كَرِهَ المُشرِكُونَ وكقوله تعالي مِن بَعدِ غَلَبِهِم سَيَغلِبُونَ فِي بِضعِ سِنِينَ.

-قرآن-471-529-قرآن-545-594

[ صفحه 1028]

وكقوله تعالي سَيُهزَمُ الجَمعُ وَ يُوَلّونَ الدّبُرَ. وكقوله تعالي لا يَأتُونَ بِمِثلِهِ وَ لَو كانَ بَعضُهُم لِبَعضٍ ظَهِيراً. وكقوله تعالي فَإِن لَم تَفعَلُوا وَ لَن تَفعَلُوا. وكقوله تعالي وَعَدَكُمُ اللّهُ مَغانِمَ كَثِيرَةً تَأخُذُونَها إلي قوله قَد أَحاطَ اللّهُ بِها ونحو ذلك من الآيات وكانت كلها كما قال تعالي . والأحاديث في مثل ذلك كثيرة لايتفق أمثالها علي كثرتها مع ما فيها من تفصيل الأحكام المفصلة عن المنجمين فتقع كلها صدقا فيعلم أن ذلك بإلهام ملهم علام الغيوب معرفا له حقائق الأمور. ووجه آخر و هو ما في القرآن والأحاديث من الإخبار عن الضمائر مثل قوله تعالي إِذ هَمّت طائِفَتانِ مِنكُم أَن تَفشَلا من غير أن يظهر منهم قول أوفعل بخلاف ذلك . وكذلك قوله تعالي وَ إِذا جاؤُكَ حَيّوكَ بِما لَم يُحَيّكَ بِهِ اللّهُ وَ يَقُولُونَ فِي أَنفُسِهِم من غير أن يسمعه أحد منهم فلاينكرونه . وكذلك قوله تعالي وَ إِذ يَعِدُكُمُ اللّهُ إِحدَي الطّائِفَتَينِ أَنّها لَكُم وَ تَوَدّونَ أَنّ

-قرآن-16-54-قرآن-71-129-قرآن-146-181-قرآن-198-246-قرآن-258-279-قرآن-601-639-قرآن-707-787-قرآن-849-925

وكقوله تعالي سَيُهزَمُ الجَمعُ وَ يُوَلّونَ الدّبُرَ. وكقوله تعالي لا يَأتُونَ بِمِثلِهِ وَ لَو كانَ بَعضُهُم لِبَعضٍ ظَهِيراً. وكقوله تعالي فَإِن لَم تَفعَلُوا وَ لَن تَفعَلُوا. وكقوله تعالي وَعَدَكُمُ اللّهُ مَغانِمَ كَثِيرَةً تَأخُذُونَها إلي قوله قَد أَحاطَ اللّهُ

بِها ونحو ذلك من الآيات وكانت كلها كما قال تعالي . والأحاديث في مثل ذلك كثيرة لايتفق أمثالها علي كثرتها مع ما فيها من تفصيل الأحكام المفصلة عن المنجمين فتقع كلها صدقا فيعلم أن ذلك بإلهام ملهم علام الغيوب معرفا له حقائق الأمور. ووجه آخر و هو ما في القرآن والأحاديث من الإخبار عن الضمائر مثل قوله تعالي إِذ هَمّت طائِفَتانِ مِنكُم أَن تَفشَلا من غير أن يظهر منهم قول أوفعل بخلاف ذلك . وكذلك قوله تعالي وَ إِذا جاؤُكَ حَيّوكَ بِما لَم يُحَيّكَ بِهِ اللّهُ وَ يَقُولُونَ فِي أَنفُسِهِم من غير أن يسمعه أحد منهم فلاينكرونه . وكذلك قوله تعالي وَ إِذ يَعِدُكُمُ اللّهُ إِحدَي الطّائِفَتَينِ أَنّها لَكُم وَ تَوَدّونَ أَنّ

غَيرَ ذاتِ الشّوكَةِ تَكُونُ لَكُمفأخبره تعالي بما يريدون في أنفسهم و مايهمون به . وكعرضه تعالي تمني الموت علي اليهود في قوله تعالي فَتَمَنّوُا المَوتَ إِن كُنتُم صادِقِينَ. و قوله تعالي وَ لا يَتَمَنّونَهُ أَبَداً بِما قَدّمَت أَيدِيهِم.فعرفوا صدقه فلم يجسر أحد منهم أن يتمني الموت لأنه ص قال لهم إن تمنيتم الموت متم فدل جميع ذلك علي صدقه بإخباره عن الضمائر. وكذلك ماذكرناه من معجزات الأوصياء يدل علي صدقهم وكونهم حججا لله تعالي .

-قرآن-1-35-قرآن-143-182-قرآن-199-248

فصل

فإن قيل

فما الدليل علي أن أسباب الحيل مفقودة في أخباركم حتي حكمتم بصحة كونها معجزة.قلنا كثير من تلك المعجزات لايمكن فيهاالحيل مثل انشقاق القمر وحديث الاستسقاء وإطعام الخلق الكثير من الطعام اليسير وخروج الماء من بين الأصابع والإخبار بالغائبات قبل كونها ومجي ء الشجرة ثم رجوعها إلي مكانها لاتتم الحيلة فيها. وإنما تتم الحيلة في الأجسام الخفيفة التي تحدث بالتفكك والقسر و غير

[ صفحه 1030]

ذلك و لايتم مثله في الشجر والجبل لأنه لو كان لوجب أن يشاهد. فإن قيل جوزوا أن يكون هاهنا جسم يجذب الشجرة كما أن هاهنا حجرا يجذب الحديد يسمي المغناطيس .قلنا لو كان الأمر علي هذالعثر عليه ولظفر به مع تطاول الزمان كماعثر علي حجر المغناطيس حتي علمه كل أحد. و لوجاز ماقالوه للزم أن يقال هاهنا حجر يجذب الكواكب ويقلع الجبال من أماكنها و إذاقرب من ميت عاش فيؤدي إلي أن لايثق بشي ء أصلا ويؤدي ذلك إلي الجهالات و كان ينبغي أن يطعن بذلك أعداء الدين ومخالفو الإسلام لأنهم إلي ذلك أحوج و به أشغف . وكذلك القول في خروج الماء من بين أصابعه ص إن ادعي طبيعة فيه أوحيلة لزم تجويز ذلك في قلع

الجبال وجذب الكواكب وإحياء الموتي و كل ذلك فاسد. وحنين الجذع لايمكن أن يدعي أنه كان لتجويف فيه لأنه لو كان كذلك لعثر عليه مع المشاهدة ولكان لايسكن مع الالتزام . وتسبيح الحصي وتكليم الذراع لايمكن فيه حيلة البتة. وقيل في سماع الكلام من الذراع وجهان أحدهما أن الله تعالي بني الذراع بنية حي صغير وجعل له آلة النطق والتمييز فيتكلم بما سمع . والآخر أن الله تعالي خلق فيه كلاما سمع من جهته وأضافه إلي الذراع مجازا. وقول من قال لوانشق القمر لرآه جميع الناس لايلزم لأنه لايمتنع أن تكون للناس في تلك الحال مشاغيل فإنه كان بالليل فلم يتفق لهم مراعاة ذلك فإنه بقي ساعة ثم التأم .

[ صفحه 1031]

وأيضا فإنه لايمتنع أن يكون حال بينه و بين من لم يشاهده الغيم فلأجل ذلك لم يره الكل وأكثر معجزات الأئمة ع تجري مجري ذلك فالكلام فيهاكالكلام في هذه و الله أعلم

باب في الفرق بين المعجزة والشعبذة
اشاره

قدفرق قوم من المسلمين بين المعجزات والمخاريق بأن قالوا إن المعجزة لاتكون إلا علي يد رسول أووصي رسول عندالأفاضل من أهل عصره

والأماثل من قومه فيعرفونها عندالتأمل لها والنظر فيها علي كل حال . والشعبذة تظهر علي يد أطراف الناس وسقطهم عندالضعفة من العوام والعجائز فإذابحث عن أسبابها المبرزون وجدوها مخرقة والمعجزة علي مر الأيام لاتزداد إلاظهور صحة لها و لاتنكشف إلا عن حقيقة فيها. و إن المعجزة ربما لم يعلم من تظهر عليه مخرجها وطريقها وكيف تتأتي وتظهر والشعبذة إنما يهتدي صاحبها إلي أسبابها ويعلم أن من شاركه فيهاأتي بمثل ماأتي هو به . و إن المعجزة يجري أمرها مجري ماظهر في عصا موسي علي نبينا و عليه السلام من انقلابها حية تسعي حتي انقادت له السحرة.

[ صفحه 1032]

وخاف موسي علي نبينا و عليه السلام أن تلتبس الشعبذة علي أكثر الحاضرين . و إن المعجزة تظهر عنددعاء الرسول أوالوصي ابتداء من غيرتكلف آلة وأداة منه أكثر من دعائه لله تعالي أن يفعل ذلك . والشعبذة مخرقة وخفة يد تظهر علي أيدي بعض المحتالين بأسباب مقدرة لها وحيل متعلمة أوموضوعة ويمكن المساواة فيها و لايتهيأ ذلك إلالمن عرف مبادئها و لابد له من آلات يستعين بها في إتمام ذلك ويتوصل بها إليه

فصل

واعلم أن المعجزة أمر يتعذر علي كل من في العصر مثله عندالتكلف والاجتهاد علي المشعوذين فضلا عن غيرهم كعصا موسي ألذي أعجز السحرة أمره مع

حذقهم في السحر وصنعته . والشعوذة مخرقة وخفة تظهر علي أيدي المحتالين بأسباب مقدرة تخفي علي قوم دون قوم . والمعجزة تظهر علي أيدي من عرف بالصدق والصيانة والصلاح والسداد. والشعوذة تظهر علي أيدي المحتالين والخبثاء والأرذال . والمعجزة يظهرها صاحبها متحديا ودلائل العقل توافقها علي سبيل الجملة ويباهي بهاجميع الخلائق و لاتزيده الأيام إلاوضوحا و لاتكشف الأوقات إلا عن صحته . وللمعجزات شرائط ذكرناها علي أنها من باب الممكن للمتوهم ألذي لايمتنع مثله في المقدور لله ونفسه قول المنكرين لكونها من حيث الإحالة

[ صفحه 1033]

لوقوعها و الله سبحانه و تعالي هوالمظهر لها تصديقا للنبي أوالوصي . ولأن أكثر الشعوذة والمخرقة تتعلق بزمان مخصوص ومكان معلوم ويستعان في فعلها بالأدوات والمعاونات والمعالجة. والمعجزة لاتتعلق بزمان مخصوص و لاببقعة مخصوصة و لايستعين فيهاصاحبها بآلة و لاأداة وإنما يظهرها الله علي يديه عنددعائه ودعواه و هو لم يتكلف في ذلك سببا و لااستعان فيهابعلاقة و لامعالجة و لاأداة و لاآلة. وأنها علي الوجه الناقض للعادات والباهر للعقول القاهر للنفوس حتي تذعن لها الرقاب والأعناق وتخضع لها النفوس وتسمو إليها القلوب ممن أراد أن يعلم صدق من أظهرها عليه

فصل

والمعجزة علامة الصدق حيث وجدت سواء كان نبيا مرسلا أووصيا معظما

وإنما تظهر للتصديق لمن تظهر عليه إما في دعواه النبوة أو في تحقيق حاله و ألذي يدل علي أنها علامة التصديق أنه قدثبت أن خبر المخبر لابد من أن يكون صدقا أوكذبا. والباري تعالي موصوف بالقدرة علي التمييز بين الصادق والكاذب بأمارات ينصبها وعلامات يضعها دلالات علي صدق الصادق كما أنه القادر علي إعلامنا صدق الصادق وكذب الكاذب بأن يضطرنا إلي صدق الصادق وكذب الكاذب ولكنه تعالي لايفعل الاضطرار فيه مع بقاء التكليف . و لو لم يكن تعالي موصوفا بالقدرة علي نصب دلالة علي صدق الصادق لم يمكن المستدل أن يستدل بها علي صدقه فيما يقوله كان في ذلك تعجيزه ووصفه بالعجز عما يصح أن يقدر عليه و ذلك باطل لأنه تعالي قادر لذاته فعلم أنه لابد

[ صفحه 1034]

أن يكون قادرا علي نصب دلالة يستدل بها علي صدق الصادق . ثم تلك الدلالة لاتخلو إما أن تكون أمرا معتادا حدوثه أوأمرا يخص الصادق وينقض العادة بذلك المعني ألذي أشرنا إليه و لا يكون أمرا معتادا بل يكون خارقا للعادات و إذا كان هذاهكذا صح أن ألذي ذكرناه من المعجزة علامة الصدق وأنها تخصه كماتخص الأفعال المحكمة إذ أظهرت

علم من يظهر ذلك منه ويترتب علي حسب علمه بترتيبه لها و لم يجز أن توجد مع الكاذب لأن حكم الأمارة مثل حكم الدلالة و لايصح أن تكون الدلالة موجودة مع فقد المدلول لأن ذلك يخرجه من أن تكون دلالة كما أن العلة توجب الحكم فإذاوجدت وهي غيرموجبة للحكم خرجت من أن تكون علة للحكم . والمعجزة علامة الصدق وعلامة الشي ء كدلالته يلزمه حكمه فلايجوز ظهورها علي كذاب

باب في مطاعن المعجزات وجواباتها وإبطالها
اشاره

ذكر ابن زكريا المتطبب في مقابل المعجزات أمورا يسيرة لايتمكن منها إلابالمواطاة والحيل وأعجب منها مايفعله المشعبذون في كل زمان .فذكر مانقل عن زرادشت من صب الصفر المذاب علي صدره و من بعض سدنة

[ صفحه 1035]

بيت الأوثان أنه كان منحنيا علي سيف و قدخرج من ظهره لايسيل منه دم بل ماء أصفر و كان يخبرهم بأمور. قال ورأيت رجلا كان يتكلم من إبطه وآخر لم يأكل خمسة وعشرين يوما و هو مع ذلك حصيف البدن . وأين ماذكره من فلق البحر حتي صار كل فرق منه كالطود العظيم و من إحياء ميت متقادم العهد ويبقي حيا حتي يولد وانفجار الماء الكثير من حجر صغير أو من بين الأصابع حتي يشرب الخلق الكثير.

فصل

و ألذي ذكره ابن زكريا عن زرادشت إنما يمكن منه بطلاء الطلق و هودواء يمنع من الاحتراق و في زماننا نسمع أن أناسا يدخلون التنور المسجور بالغضي . و أماإراءة السيف نافذا في البطن فهو شعبذة معروفة فإنه يكون مجوفا يدخل بعضه في البعض فيري المشعبذ أنه يدخل في جوفه . و أماالإمساك عن أكل الطعام فهو عادة يعتادها كثير من الناس والمتصوفة يعودون أنفسهم التجويع أربعين يوما. وقيل إن بعض الصحابة

من يصوم صوم الوصال خمسة عشر يوما.

[ صفحه 1036]

و أماالمتكلم من الإبط فيجوز أن يكون ذلك أصواتا مقطعة قريبة من الحروف و أن يكون حروفا متميزة كأصوات كثير من الطيور و قديسمع من صرير الباب مايقرب من الحروف و هومبهم في هذه الحكاية.فيجوز أن يخبر أن ذلك كان كلاما خالصا ويجوز أن يتعمد ذلك الإنسان له ويصل إلي ذلك بالتجربة والاستعمال و قدرأينا في زماننا من كان يحكي عنه مثل ذلك و ألذي يحكي عن الحلاج أغرب وأعجب . و قدوقع العلماء علي وجوه الحيل فيها و كل من تفكر في حيلهم أياما وقف عليها و ما من حيلة إلا وتحصل عقيب سبب و ليس فيها ماتنقض به العادة.

فصل

وطعن ابن زكريا في المعجزات من وجه آخر فقال و قديوجد في طبائع الأشياء أعاجيب وذكر حجر المغناطيس وجذبه للحديد وباغض الخل و هوحجر إذاألقي في إناء خل فإنه يهرب منه و لاينزل إلي الخل والزمرد يسيل عين الأفعي والسمكة الرعادة يرتعد صاحبها مادامت في شبكته و كان آخذا بخيط الشبكة. قال فلايمتنع أيضا فيما يأتي به الدعاة أنها ليست منها بل ببعض

[ صفحه 1037]

الطبائع إلا أن يدعي مدع أنه أحاط علما بجميع طبائع جواهر العالم

وامتناع ذلك بين . وذكر أبوإسحاق ابن عياش أنه أخذ هذا علي ابن الراوندي فإنه قال في كتاب له سماه الزمرد علي من يحتج بصحة النبوة بالمعجزات فقال من أين لكم أن الخلق يعجزون عنه هل شاهدتم الخلق أوأحطتم علما بمنتهي قواهم وحيلهم فإن قالوا نعم فقد كذبوا لأنهم لم يجوبوا الشرق والغرب و لاامتحنوا الناس جميعا ثم ذكر أفعال الأحجار كحجر المغناطيس وغيره . قال أبوإسحاق فأجابه أبو علي في نقضه عليه أنه يجوز أن يكون في الطبائع ماتجذب به النجوم وتسير به الجبال في الهواء ويحيي به الموتي بعد ماصاروا رميما فإذا لايمكن أن يفصل بين الممكن المعتاد و ما ليس بمعتاد و لا بين ماينفذ فيه حيلة و بين ما لاينفذ فيه حيلة إلا أن يجوب البلاد شرقا وغربا ويعرف جميع قوي الخلق .فأما إذاسلم أن يعلم باضطرار المعتاد وغيره و ما لاتنفذ فيه حيلة لزمه النظر في

[ صفحه 1038]

المعجزات قبل أن يجوب البلاد فليس يحتاج في معرفة كون الجاذب معجزا إلي ماذكر من معرفة قوي الخلق وطبائع الجواهر. ولهذا لوادعي واحد النبوة وجذب بالتراب الجبل علمنا أنه ليس فيه وجه حيلة وإنا نعلم بذلك

صدقه قبل أن نجوب البلاد ونعرف جميع الطبائع . و قال أبوإسحاق إن جميع مايذكر في خصائص الأحجار أكثره كذب وذكر أن واحدا أمر أن يجي ء بالأفاعي في سبد وجعل الزمرد الفائق في رأس قصبة ووجه به عين الأفاعي فلم تسل . ثم إن جميع ماذكره يسقط بما شرطناه في المعجزات ونقش عند أهل البصر. و من تقوي دواعيه إلي كشف عوارة الزمان الطويل فلايوقف منه علي وجه حيلة فيما ذكروه ما هومعناه ظاهر لأكثر الناس كحجر المغناطيس أويوقف فيه علي وجهه .

فصل

وربما يقول المنكرون لمعجزات النبي والأئمة عليهم أفضل الصلوات والتحية إن الأخبار التي يذكرون والأحاديث التي يعولون عليها في معجزاتهم ويصولون بهاإنما رواها الواحد والاثنان ومثل ذلك لايمكن القطع عليه بعينه والحكم بصحته وأمر المعجزات أمر خارج عن العادات يجب أن يكون معلوما متيقنا غيرمظنون متوهم . والجواب عن ذلك أن أخبارنا في معجزات النبي والأئمةص جاءت من طرق مختلفة ومواضع متفرقة ومظان متباعدة وفرق مخالفة وموافقة في زمان بعدزمان وقرن بعدقرن ولذلك كررنا المعجزات من جنس واحد من

[ صفحه 1039]

كل واحد منهم ع و لايمكن أن يتواطأ الناس علي

مثل هذا فلا يكون مخبرهم علي ماأخبروا به جميعا لأن ذلك ينقض عادتهم كماينقض العادة الاجتماع علي الكذب في الجماعات الكثيرة. ومما يدل علي ذلك أنارأينا من تواطؤ الخبر عنه رجال منفردون بخبر الكذب فأما إن أخبر جمهور من الناس فقال بعضهم إن رجلا له مال من ذهب وورق . وآخرون يخبرون عنه أنهم رأوا له أثاثا وجهازا وأواني وآلات وأسبابا. وفرق يخبرون أنهم رأوا له غلات وارتفاعات وضياعا وعقارات . وآخرون يخبرون عنه أنهم رأوا له خيلا وبغالا وحميرا. إن الخبر إذاورد عن الإنسان بما ذكرنا اضطر إلي العلم بأن المخبر عنه غني موسر لايقدر أحد علي دفع علم ذلك عن نفسه إذانظر بعين الإنصاف في تلك الأخبار و إن كان يجوز علي كل واحد من المخبرين الغلط والكذب في خبره إذ لوانفرد من مضامة غيره . ثم إن إجماع الفرقة المحقة منعقد علي صحة أخبار معجزات الرسول والأئمة من أهل بيته ع وإجماعهم حجة لأن فيهم معصوما.

فصل

و من أخبار المعجزات أخبار تقارب أخبار الجماعات الكثيرة نحو خبر الحصاة وإشباع الخلق الكثير بالطعام اليسير و ذلك أن المخبرين بهذه الأخبار إنما أخبروا عن حضرة جماعة فادعوا حضورهم كذلك فقد كانوا خلائق كثيرين

مجتمعين شاهدي الحال وكانوا فيمن شرب الماء وأكل من الطعام فلم ينكروا عليهم . و لو كان الخبر كذبا لمنعت الجماعة التي ادعي المخبرون حضورهم بذلك وأنكروا عليهم ولقالوا لم يكن هذا و لاشاهدناه فلما سكتوا عن ذلك دل

[ صفحه 1040]

علي تصديقهم لهم و أن ذلك يجري مجري المتواتر نقلا في الصحة والقطع به . ومما يدل علي ذلك أن رجلا لوعمد إلي الجامع و الناس مجتمعون و قال لهم إنكم كنتم في موضع كذا في دار كذا لأملاك فلان فأطعمكم كذا من الطعام وكذا من الشراب لم يمتنعوا أن ينكروا عليه و لايسكتوا علي تكذيبه في الأمر ألذي لايمتنع في العادة فكيف في الأمر ألذي خرج عن العادة والنفوس إلي إنكار المنكر فيهاأشد إنذارا. و من هذه الأخبار أخبار انتشرت في الأمة و لم يوجد لها منكر و لامكذب بل تلقوها بالقبول فيجب المصير إليها لاجتماع عليها من الأمة أو من الطائفة المحقة وهم لايجتمعون علي خطأ ففيهم معصوم في كل زمان . و مارووا أن زوجين من الطير جادلا إلي أحدهم ع فصالح بينهما أوشكا طير من حية في موضع تأكل فراخه فأمر بقتل الحية فلاخفاء في كونه معجزا.فأما ماسئل الحسين ع و هوصبي عن أصوات الطيور

والحيوانات فإعجازه من وجه آخر ونحوه قول عيسي في المهدإنِيّ عَبدُ اللّهِ. وكلاهما نقض العادة إذ ليس في مقدور الأطفال التكلم بما تكلم به وقيل إن نفس الدعوي في بعض المواضع معجز.

-قرآن-857-875

فصل

والأخبار المتواترة توجب العلم علي الإطلاق وكذلك إذاكانت غيرمتواترة و قداقترن بهاقرينة من أحد خمسة أشياء من أدلة العقل والكتاب والسنة المقطوع بها أوإجماع المسلمين أوإجماع الطائفة فهذه القرائن تدخل الأخبار و إن كانت آحادا في باب المعلوم فتكون ملحقة بالمتواتر. والعلوم التي تحصل عندالأخبار المتواترة لكل عاقل مكتسبة عند

[ صفحه 1041]

الشيخ المفيد وذهب المرتضي إلي تقسيم ذلك فقال العلوم بأخبار البلدان والوقائع ونحوها يجوز أن تكون ضرورية ويجوز أن تكون مكتسبة. و ماعداها كالعلم بمعجزات النبي والأئمة ع وكثير من أحكام الشريعة فيقطع علي أنه مستدل عليه و هذاأصح لأن الأدلة في أن الأول فعل لله أوفعل للعباد كالمتكافئة. و إذا كان كذلك وجب التوقف وتجويز كل واحد منهما. والخبر إذا لم يكن من باب مايجب وقوع العلم عنده واشتراك العقلاء فيه وجاز وقوع الشبهة عليه فهو أيضا صحيح علي وجه و هو أن يرويه جماعة قدبلغت من الكثرة إلي حد

لايصح معه أن يتفق فيها و أن يعلم مضافا إلي ذلك أنه لم يجمعها علي الكذب جامع كالتواطؤ أو مايقوم مقامه ويعلم أيضا أن اللبس والشبهة زائلان عما خبروا عنه . هذا إذاكانت الجماعة تخبر بلا واسطة عن المخبر فإن كان بينها وبينه واسطة وجب اعتبار هذه الشروط في جميع من خبرت عنه من الجماعات حتي يقع الانتهاء إلي نفس المخبر. و إذاصحت هذه الجملة في صحة الخبر ألذي لابد أن يكون المخبر صادقا من طريق الاستدلال بنينا عليها صحة المعجزات وغيرها من أحكام الشرع .

فصل

و قدذكرنا من قبل أنهم كثيرا مايوردون السؤال علينا ويقولون قدوجدنا في العالم حجرا يجذب الحديد إلي نفسه فلم يجب اتباع من يجذب الشجر إلي نفسه كذلك إذ لانأمن أن يكون معه شيءمما يفعل به ذلك . ويؤكدون قولهم بأن المقرين لمعجزات الرسل لم يمتحنوا قوي الخلق و لم

[ صفحه 1042]

يعرفوا نهايتها و لم يقفوا علي طبائع العالم وكيف يستعان بها علي الأفعال و لم يحيطوا علما بأكثرهم و لم يأتوهم في مظانهم و لاامتحنوا قواهم ومبالغ حيلهم ومخرقة أصحاب الخفة وأشكالهم .الجواب عنه أن يقال قدلزم النفس العلم لزوما لايقدر علي دفعه

بأن ماذكروا ليس في العالم كمالزمها العلم بأن ليس في العالم حجر إذاأمسكه الإنسان عاش أبدا و إذاوضعه علي الموات عاد حيوانا و إذاوضعه علي العين العمياء عادت صحيحة و لا فيه مايرد الرجل المقطوعة و لا ما به يزال الزمانة الحالة و لا فيه شيءيجذب به الشمس والقمر من أماكنهما. فلما لزم النفس علم ماذكرناه كذلك لزم العلم للنفس بأن ليس في العالم حجر يجذب الشجر من أماكنها ويشق به البحور ويحيي به الأموات . وأيضا فإن حجر المغناطيس لما كان موجودا في العالم طلبه ذوو الحاجة إليه حتي قدروا عليه لما فيه من الأعجوبة وخاصة أمره ولإرادة التكسب به واستخراج نصل السهم من البدن .فلو كان فيه حجر أو شيءمثله يجذب الشجر فإنه كان أعز من حجر المغناطيس و كان سبيله سبيل الجواهر في عزها لايخفي علي من في العالم . وهيئتها كالجوهر ألذي يقال له الكبريت الأحمر ولعزته ضرب به المثل فقيل أعز من الكبريت الأحمر وكانت الملوك أقدر علي هذاالحجر كماهم أقدر علي ما عز من الأدوية والسموم وغيرها من الأشياء العزيزة.

[ صفحه 1043]

فلما لم يكن لهذا أثر عندهم و لاخبر لكونه بطل أن يكون

له كون ووجود و لو كان فكيف قدر الرسل وأوصياؤهم عليه مع فقرهم وعجزهم في الدنيا و ما فيها و يكون معروف المنشأ و لم يغب عنهم طويلا.

فصل

ثم إن النبي ص لمادعا الشجرة وكذا وصي من أوصيائه ثم ردها إلي مكانها فإن جذبها بشي ء وردها بلا شيء كان ردها آية عظيمة. و إن كان شيء كان معه فذلك محال من قبل أن ذلك الشي ء يضاد ماجذبها. فإذا كان الجذب به فإمساكها وردها لم يجب أن يكون به أومعه مايرد به لأنه يوجب أن تكون مقبلة مدبرة و ذلك محال . ولأن الحجر لو كان معه كماقالوا لكان فيه آية لأنه ليس في العالم مثله فهو خارج عن العرف كخروج مجي ء الشجرة بدعائه . و قدأنبع الله لموسي من الحجر الماء فانبجست من الحجر اثنتا عشرة عينا لكل سبط عين والحجارة يتفجر منها الأنهار فلما كان حجر موسي خارجا عن العادة التي في العالم كان آية فكذلك لو كان جذب حجر الشجرة لكان خارجا عن عادات الناس فكان دليلا علي نبوته . و ليس في الحيل مايمكن به نقل الجبال والمدن . و أماقولهم إن المقرين بمعجزات الرسل لم يمتحنوا قوي الخلق إلي آخره .فإنه يقال لهم و لم

يمتحن أحد من الجاحدين للرسل طبائع العالم و لاعرفوا ما فيه فيعلموا أن جميع حيوانه يموت بحقله و لا أن حيوانا لايموت يبقي علي الدهر أبدا لايتغير ولعل في العالم نارا لاتحرق إذ لو كان لم يمتحن قوي العالم و لاأحاط علمه بخواصه وسرائره لزمه قلب أكثر الحقائق وبطلانها

[ صفحه 1044]

باب في مقالات المنكرين للنبوات أوالإمامة من قبل الله وجواباتها وإبطالها
اشاره

اعلم أن المنكرين للنبوات فرقتان ملحدة ودهرية وموحدة البراهمة والفلاسفة عندنا من جملة الدهرية والملحدة أيضا و قداجتمعوا علي إبطال النبوات وإنكار المعجزات وإحالتها تصريحا وتلويحا وزعمت أن تصحيح أمرها يؤدي إلي نقض وجوب الطبائع و قداستقر أمرها علي وجه لايصح انتقاضها. وكلهم يطعنون في معجزات الأنبياء وأوصيائهم حتي قالوا في القرآن تناقض واختلاف وأخبار زعموا وجدنا مخبراتها علي خلافها.منها قوله وَ لَن يَجعَلَ اللّهُ لِلكافِرِينَ عَلَي المُؤمِنِينَ سَبِيلًا. ثم وجدناكم تقولون إن يحيي بن زكريا قتله ملك من الملوك ونشر رأس والده زكريا بالمنشار مع ما لايحصي من الخلق من المؤمنين الذين قتلهم الكفار و في القرآن أيضاإِن يَكُونُوا فُقَراءَ يُغنِهِمُ اللّهُ مِن فَضلِهِ و قدينكح كثير فيبقي فقيرا أويزداد فقره و قد قال لنبيه وَ اللّهُ يَعصِمُكَ مِنَ النّاسِ ثم وجدناه كسرت رباعيته وشج رأسه . و فيه أيضاادعوُنيِ أَستَجِب لَكُم و إن الخلق

يدعونه دائما فلايجيبهم و في القرآن فَسئَلُوا أَهلَ الذّكرِ إِن كُنتُم لا تَعلَمُونَ و هذادليل علي أن محمدا لم يكن واثقا بما عنده لأنه ردهم إلي قوم شهد عليهم بكتمان الحق وقول الباطل وهم عنده غيرثقات في الدعوي والخبر.

-قرآن-412-473-قرآن-644-694-قرآن-753-784-قرآن-834-857-قرآن-908-955

[ صفحه 1045]

فصل

الجواب عما ذكروه أولا أن تأويل ماحكيتم علي خلاف ماتوهمتم لأن ألذي نفاه من كون سبيل الكفار علي المؤمنين إنما هو من طريق قيام الحجة منهم علي المسلمين في دينهم في إقامة دليل علي فساد دينهم و لم يرد بذلك المسالبة والمغالبة و هومعني قوله لِيُظهِرَهُ عَلَي الدّينِ كُلّهِ وَ لَو كَرِهَ المُشرِكُونَ أي بالدلالة والحجة لابالمغالبة والمعازة. ويحيي بن زكريا لماقتل كانت حجته ثابتة علي من قتله و كان هوالظاهر عليه بحقه و إن كان في ظاهر أمر الدنيا مغلوبا فإذاقهر بحق لم يدل علي ذلك بطلان أمره وفساد طريقه . و أما قوله إِن يَكُونُوا فُقَراءَ يُغنِهِمُ اللّهُ مِن فَضلِهِففيه جوابان أحدهما أنه أراد إن كان بهم فقر إلي الجماع استغنوا بالنكاح . والثاني أنه خرج علي الأغلب من أحوالهم و قد قال تعالي بعد ماتزوج محمدص خديجةوَ وَجَدَكَ عائِلًا فَأَغني أي أغناك بمالها. و أما قوله وَ اللّهُ يَعصِمُكَ مِنَ النّاسِفالمعني أنه يعصمك من

قتلهم إياك . و قوله ادعوُنيِ أَستَجِب لَكُم فيه أجوبة أحدها أن فيه إضمارا أي إن رأيت لكم مصلحة في الدين و قدصرح به في قوله فَيَكشِفُ ما تَدعُونَ إِلَيهِ إِن شاءَ. والثاني أن الدعاء هوالعبادة أي اعبدوني بالتوحيد أجزكم عليه يدل علي ذلك قوله إِنّ الّذِينَ يَستَكبِرُونَ عَن عبِادتَيِ .

-قرآن-254-312-قرآن-543-593-قرآن-754-780-قرآن-811-842-قرآن-887-910-قرآن-999-1036-قرآن-1121-1162

[ صفحه 1046]

والثالث أن يكون اللفظ عموما والمراد به الخصوص و هذا في العرف كثير. و أما قوله فَسئَلُوا أَهلَ الذّكرِ فإن الله لمااحتج لنبيه بالبراهين المعجزة ورأي قومه و من حسده علي نعمة الله عنده من عشيرته يميلون إلي أهل الكتاب ويعدلونهم عليه و علي أنفسهم ويعتمدون في الاحتجاج لباطلهم علي جحدهم إياه أراد أن يدلهم علي صدقه بإقرار عدوه و من أعظم استدلالا من ألذي استشهد عدوه ويحتج بإقراره له وانقياده إياه . ثم إن في التوراة والإنجيل صفات محمدص و كل من أنصف منهم شهد له بذلك .

-قرآن-84-106

فصل

وقالوا كيف تدعون أن جميع إخبار محمد عن الغيب وقع صدقا وعدلا وحقا و قدوجدنا بعضها بخلافه

لأن محمدا قال إذاهلك قيصر فلاقيصر بعده

-روایت-1-2-روایت-18-46

و قدوجدنا بعده قياصر كثيرة وأملاكهم ثابتة.

و قال أيضا شهرا عيد لاينقصان

-روایت-1-2-روایت-14-33

و قدوجدنا الأمر بخلاف ذلك كثيرا.

و قد قال ماينقص مال

من صدقة

-روایت-1-2-روایت-13-35

و قدوجدناه ينقص من حسابها.

و قال إن يوسف أعطي نصف الحسن

-روایت-1-2-روایت-10-38

ثم قال الله في قصة إخوانه لمادخلوا عليه فَعَرَفَهُم وَ هُم لَهُ مُنكِرُونَ و من كان في حسنه باينا بهذه البينونة العظمي كيف يخفي أمره .

-قرآن-46-79

[ صفحه 1047]

و في كتابكم أن عيسي ماقتل و ماصلب و قداجتمعت اليهود والنصاري علي أنه قتل وصلب . و في كتابكم وَ ما أَرسَلنا مِن قَبلِكَ إِلّا رِجالًا نوُحيِ إِلَيهِم

-قرآن-102-158

و قال نبيكم إن في نسائكم أربع نبيات

-روایت-1-2-روایت-16-45

. و في كتابكم قالَ فِرعَونُ يا هامانُ ابنِ لِي صَرحاً و كان هامان قبل فرعون بزمان طويل . و في كتابكم وَ ما عَلّمناهُ الشّعرَ والشعر كلام موزون ونحن نجد في القرآن كلاما موزونا و هوالشعر في غيرموضع فمنه وَ جِفانٍ كَالجَوابِ وَ قُدُورٍ راسِياتٍ ووزنه عندالعروضيين فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن . و منه قوله ويُخزِهِم وَ يَنصُركُم عَلَيهِم وَ يَشفِ صُدُورَ قَومٍ مُؤمِنِينَوزنه قول الشاعر

-قرآن-15-53-قرآن-106-128-قرآن-212-251-قرآن-325-388

أ لاحييت عنا ياردينا || نحييها و إن كرمت علينا

. و منه قوله مُسلِماتٍ مُؤمِناتٍ قانِتاتٍ تائِباتٍ عابِداتٍ سائِحاتٍ

-قرآن-15-69

[ صفحه 1048]

وزنه فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن فاعلاتن .قالوا ومثله موجود في كلام نبيكم مع ماروي

أنه قال ماأبالي ماأتيت إن أتيت ترياقا أوعلقت تميمة أو قلت الشعر من قبل

نفسي ثم قال يوم حنين

-روایت-1-2-روایت-13-107

أنا النبي لاكذب || أنا ابن عبدالمطلب

و قال يوم الخندق لما قال الأنصار

-روایت-1-37

نحن الذين بايعوا محمدا || علي الجهاد مابقينا أبدا

لاعيش إلاعيش الآخرة || فأكرم الأنصار والمهاجرة

و قال أيضا

-روایت-1-13

غيرالإله قط ماندينا || و لوعبدنا غيره شقينا

فحبذا ربا وحبذا دينا

[ صفحه 1049]

و قال لمادميت إصبعه

-26

هل أنت إلاإصبع دميت || و في سبيل الله مالقيت

فصل

أماالجواب عما قالوه أولا فهو من أدل الأعلام علي صدقه فيما أخبر به من الغيوب و ذلك أنه لماأرسل إلي كسري و هومزق كتابه ص

قال ص مزق الله مملكته كمامزق كتابي

-روایت-1-2-روایت-11-44

فوقع ذلك كمادعا وأخبر به . و لماكتب إلي قيصر لم يمزق كتابه قال ثبت الله مملكته و كان تغلب علي الشام و كان النبي يخبر بفتحها له .فمعني قوله و لاقيصر بعده يعني في كل أرض الشام . و أما قوله شهرا عيد لاينقصان ففيه ثلاثة أجوبة أحدها أنه خرج علي سنة بعينها أشار إليها و كان كذلك

و هذا كما قال يوم صومكم يوم فطركم

-روایت-1-2-روایت-18-41

و كما قال الجالس في وسط القوم ملعون

-روایت-1-2-روایت-14-43

أشار إلي واحد كان يتسمع الأخبار من وسط الحلقة. والثاني أنهما لاينقصان علي الاجتماع غالبا بل يكون أحدهما ناقصا والآخر تاما.

[ صفحه 1050]

والثالث أن

يكون معناه لاينقص أجر من صامهما و إن كان في العدد نقصان لأن الشهر الهلالي ربما كمل وربما نقص . و علي أي هذه الوجوه حملته لم يكن في خبره خلف و لاكذب . و أماخبر الزكاة فلأن من تصرف فيه بالتجارة استفاد من ثوابه أكثر مما تصدق به فكأنه لم ينتقص من المال شيء ثم إن المال ألذي زكي منه يكون له بركة. و أماتأويل خبر يوسف فقد قيل إن الله أعطي يوسف نصف حسن آدم أفلم يقع فيه التفاوت الشديد و قدكانوا فارقوه طفلا ورأوه كهلا ودفعوه أسيرا ذليلا ورأوه ملكا عزيزا وبأقل هذه المدة واختلاف هذه الأحوال تتغير فيهاالخلق وتختلف المناظر فما فيه تناقض . علي أن الله ربما يري المصالح أن يشتبه شيء علي إنسان فيعرفه جملة و لايعرفه تفصيلا ويحتمل أن يكون معني قوله وَ هُم لَهُ مُنكِرُونَ أي مظهرون لإنكاره عارفون به . و أما ماقالوا من قتل عيسي وصلبه فقد قال نبيناص حين أخبر أنه شبه عليهم وروي القوم أنه قتل وصلب فقد جمعنا بين خبرين لأن إسقاط أحدهما لايصح واستعمالهما ممكن و هو أن نقلهم عن مشاهدة صلب مصلوب

يشبه عيسي صحيح لاخلف فيه ولكن لما كان الصادق أخبرنا أن ألذي رأوه كان جسما ألقي عليه شبه عيسي فقلنا نجمع بين تواترهم وخبر نبينا قدقامت دلالة صحتهما.فنقول إن ماتقولوا من مشاهدة الجسم ألذي كان في صورة المسيح مصلوبا صحيح و أماأنهم ظنوا أنه المسيح و كان رجلا ألقي عليه شبه المسيح فلأجل خبر الصادق به علي أن خبر النصاري يرجع إلي أربعة نفر لاعصمة لهم .

-قرآن-710-731

[ صفحه 1051]

و أما قوله إن في نسائكم أربع نبيات

-روایت-1-2-روایت-15-44

فإنه لايناقض قوله وَ ما أَرسَلنا قَبلَكَ إِلّا رِجالًا نوُحيِ إِلَيهِم فإن معني النبي غيرالرسول فيجوز أن يكون نبيات غيرمرسلات وقيل المراد به سارة وأخت موسي ومريم وآسية بعثهن الله لولادة البتول فاطمة إلي خديجة ليلين أمرها. و أماهامان فلاينكر من أن يكون من اسمه هامان قبل فرعون و في وقته من يسمي بذلك . والجواب عما ذكره أخيرا أن النبي ص قد كان يعاف قول الشعر و قدأمره الله تعالي بذلك لئلا يتوهم الكفار أن القرآن من قيله وليخلص قلبه ولسانه للقرآن ويصون الوحي عن صنعة الشعر لأن المشركين كانوا يقولون في القرآن إنه شعر وهم

يعلمون أنه ليس بشعر و لو كان معروفا بصنعة الشعر لنقموا عليه بذلك وعابوه به . و قدسئل أبوعبيدة عن ذلك فقال هوكلام وافق وزنه وزن الشعر إلا أنه لم يقصد به الشعر و لاقاربه بأمثاله والقليل من الكلام مما يتزن بوزن الشعر. وروي أنا النبي لاكذب وهل أنت إلاإصبع دميت فقد أخرج عن وزن الشعر.

-قرآن-21-73

فصل

وربما قالوا إذا كان إخبار المنجمين والكهنة قدتتفق مخبراتها كماأخبروا كذلك إخبار الأنبياء والأوصياء فبما ذا يعرف الفرق بينهما.قلنا في الجواب إن إخبار الأنبياء وأوصيائهم إنما كانت متعلقة بمخبراتها علي التفصيل دون الجملة من غير أن يكون قداطلع عليها بتكلف معالجة واستعانة

[ صفحه 1052]

عليها بآلة وأداة لاحدس و لاتخمين فيتفق في جميع ذلك أن تكون مخبراتها كماأخبر بها علي حسب ماتعلق به الخبر من غير أن يقع به خلف أوكذب في شيءمنها.فأما إخبار المنجمين فإنه يقع بحساب وبالنظر في كل طالع بحدس وتخمين ثم قديتفق في بعضها الإصابة دون بعض كمايتفق إصابة أصحاب الفأل والزوج والفرد من غير أن يكون ذلك علي أصل معتمد وأمر يوثق به فإذاوقعت الأخبار منهم علي هذاالحد لم توجب العلم

و لم يكن معتمدا و لاعلما معجزا و لادالة علي صدقهم . ومتي كان علي هذاالوجه ألذي أصاب في الكل كان علما معجزا ودلالة قاطعة لأن العادات لم تجر بأن يخبر المخبر عن الغائبات فيتفق و يكون جميعها علي ماأخبر به علي التفصيل من غير أن يقع في شيءمنها خلف أوكذب .فمتي وقعت المخبرات كذلك كان دليل الصدق ناقضا للعادات فدلنا ذلك علي أنه من عند الله خصه بعلمه ليجعله علما علي نبوته . وكذلك مايظهر علمه علي يد وصي النبي ص يكون شاهدا لصدقه فعلي هذا يكون إخبار النبي والأئمة عن الغائبات إعلاما لصدقهم .

فصل

ومعني الغيب ماغاب عن الحس أو ماغاب علمه عن النفس و لايمكن الوصول إليه إلابخبر الصادق ألذي يعلم الغيوب و ليس كل ماغاب عن الحس لايمكن الوصول إلي علمه إلابجبرئيل لأن منه مايعلم بالاستدلال عليه بما شوهد و ما هومبني علي ماشوهد والنوع ألذي كان الخبر عنه حجة مما لادليل عليه من

[ صفحه 1053]

الشاهد كذلك كان معجزا. فإن قيل ماأنكرتم أن لايدل خبره عن الغائبات علي صدقه لأن قوله تَبّت يَدا أَبِي لَهَبٍحكم عليه بالخسران و لوآمن لكان

له أن يقول إنما أردت أن يكون ذلك حكمه إن لم يؤمن كقوله مَن يُشرِك بِاللّهِ فَقَد حَرّمَ اللّهُ عَلَيهِ الجَنّةَ فإن المراد به إذامات عليه و لما لم يقل إن أبالهب يموت علي كفره كان ذلك وعيدا له كمالسائر الكفار.الجواب أن قوله تَبّت يَدا أَبِي لَهَبٍمفارق لماذكرتم لأنه خبر عن وقوع العذاب به لامحالة و ليس هذا من الوعيد ألذي يفرق بالشريطة يدل عليه سَيَصلي ناراً ذاتَ لَهَبٍ من حيث قطع علي دخوله النار لامحالة فلما مات علي كفره كان ذلك دليلا علي نبوته . فإن قيل إخباره عن خسران أبي لهب كان علي حسب مارأي من جده في الشرك فعمل علي ماجرت به العادة في أمثاله .قلنا كون جده فيه لايدل علي أنه ينتقل عنه إلي غيره . ثم إن المنجم يخبر بمائة خبر حتي يقع واحد علي ما قال صدقا و قدأخبر النبي ص نيفا وعشرين سنة و كان جميع ماخبر به صدقا وأخبر عن ضمائر قوم و كان كما قال ص

-قرآن-94-116-قرآن-215-270-قرآن-395-417-قرآن-525-549

[ صفحه 1054]

باب في مقالات من يقول بصحة النبوة منهم علي الظاهر و من لا يقول والكلام عليهما
اشاره

من الفلاسفة من يقول لمجاملة أهل الإسلام إن الطريق إلي معرفة صدق المدعي للنبوة هو أن يعلم أن ماأتي به مطابق لمايصلحون به في دنياهم

ولأغراضهم التي بسببها يحتاجون إلي النبي ص و لم يشترطوا ظهور معجزة عليه وذكر بعضهم ظهور المعجز عليه . ثم قال إن ظهور المعجز عليه وقلب العصا حية لايوصل إلي العلم اليقيني أنه صادق لأنه يمكن أن يظن في المعجز أنه سحر و أنه حيلة نحو انشقاق القمر.فأما إذاعلم مطابقة ماأتي به لمصالحهم الدنياوية فهو طريق لايدخله الشبهة و من قال بهذا قال في العلم بصدقة للمعجز فهو طريق العوام والمتكلمين . و أماالعلم بمطابقة شرعه للمصالح الدنياوية فهو طريقة المحققين . و قدحكي عنهم أنهم قالوا إن صدق المدعي لصنعة من الصنائع إنما يظهر إذاأتي بتلك الصنعة التي ادعي العلم بها. ومثله علي الناقل بمن ادعي حفظ القرآن ثم قرأ وادعي آخر حفظ القرآن فإذاقيل له مادليلك علي أنك تحفظ القرآن قال دليلي أني أقلب العصا حية وأشق القمر نصفين ثم فعلهما و من ادعي حفظ القرآن . فإذاقيل له مادليلك علي حفظك له قرأه كله فإن علمنا بحفظ هذاالقار ئ يكون أقوي من علمنا بحفظ الثاني للقرآن لأنه يشتبه الحال في معجزاته فيظن أنه من باب السحر أو أنه طلسم و لاتدخل الشبهة في حفظ القار ئ للقرآن .

[ صفحه 1055]

فصل

يقال

لهؤلاء وبما ذا علمتم مطابقة ماأتي به النبي ص من الشرائع للمصالح ونفرض الكلام في شريعة نبيناص لأنكم ونحن نصدقه في النبوة وصحة شرعه أبطريقة عقلية علمتم المطابقة أم بطريقة سمعية فإن قالوا بطريقة عقلية قيل لهم إن من جملة ماأتي به من الشرائع وجوب الصلوات الخمس وصوم شهر رمضان ووجوب أفعال الحج فما تلك الطريقة التي علمتم بهامطابقتها للمصلحة أظفرتم بجهة وجوب لها في العقل فحكمتم لذلك بوجوبها أم ظفرتم بحكم في العقل يدل علي وجوبها نحو أن يقول علمنا من جهة العقل أن من لم يصل هذه الصلوات بشروطها في أوقاتها فإنه يستحق الذم من العقلاء كمايستحق الذم من لم يرد الوديعة علي صاحبها بعد ماطولب بردها و لاعذر له في الامتناع عن ذلك . والقول به باطل لأنا لانجد في عقول العقلاء العلم بجهة وجوب شهر رمضان دون العيدين وأيام التشريق علي وجه و لانجد لصلاة الظهر علي شروطها بعدالزوال جهة تقتضي وجوبها في ذلك الوقت دون ماقبله . وقالوا إن في أفعال الحج مثل أفعال المجانين . وقالوا في وجوب غسل الجنابة إنه سفه وشبهوه بمن نجس طرف

من أطراف ثوبه فأوجب غسله كله فإنه يعد سفيها. وقالوا في المحرمات الشرعية كشرب الخمر أوالزنا إنه ظلم إلي غير ذلك مما يقوله القائلون بالإباحة وغيرها فكيف يمكن أن يدعي أنه يمكن الوصول إلي معرفة وجوبها أوقبحها بطريقة عقلية و لايمكن أن يعرف تلك المصالح بقول النبي إلا بعدالعلم بصدقه من جهة المعجز.فصح أنه لاطريق إلي العلم بذلك إلا من جهة المعجز.

[ صفحه 1056]

فصل

و أماتشبيههم ذلك بمن ادعي حفظ القرآن أوصنعة من الصنائع الدنيوية إذاأتي بها علي الوجه ألذي حفظه غيره أوعلم تلك الصناعة.فليس نظير مسألتنا لأن ذلك من جملة المعرفة بالمشاهدات لأن بالمشاهدة تعلم الصنعة بعدوقوعها علي ترتيب وإحكام ومطابقة لماسبق من العلم بتلك الصنعة وبالحفظ لذلك المقرو. و ليس كذلك ماأتي به النبي ص لأنه لاطريق إلي المعرفة بكونه مصلحة في أوقاتها دون ماقبلها و مابعدها و في مكان دون مكان و علي شرائطها من دون تلك الشرائط لابمشاهدة و لابطريقة عقلية. أ لاتري أن المخالفين القائلين بالعقليات المنكرين للنبوات والشرائع لما لم ينظروا في الطريقة التي سلكها المسلمون في تصديق الرسل ع من النظر في المعجزات دفعوا النبوة والقول بالشرائع

لما لم يجدوا طريقة عقلية إلي معرفة شرائعهم ومطابقتها للمصالح الدنياوية.

فصل

وقولهم المعرفة بصدق النبي ص بالمعجزات معرفة غيريقينية لأنه يجوز أن يكون فيها من باب السحر.

[ صفحه 1057]

فيقال لهم إذاجوزتم في المعجزات أن تكون من باب السحر و لايحصل بظهورها لكم العلم اليقيني بصدق النبي فجوزوا فيمن قرأ القرآن أنه ساحر و في من عمل صنعة من الصنائع أن صانعها ساحر لايحكمها لكنه يري بسحره أنه أحكمها و في ذلك سد الطريق عليكم إلي معرفة مايسهو علي أصولكم لأنكم تقولون بصحة السحر و أن الساحر بفضل علومه يتمكن من إحداث ما لايقدر عليه بشر مثله . وقلتم إن هذاالسحر هوعلم قد كان ثم انقطع بإحراق المسلمين كتب الأكاسرة التي صنفها الفلاسفة في علم السحر.فمن يقول منكم بصحة النبوة هوأولي بأن يقول الساحر نبي من الأنبياء.لأن علي قوله من بلغ في علومه إلي أن يتمكن مما لايتمكن منه بشر مثله فإنه يتمكن بفضل علومه أن يضع شرائع وسننا مطابقة لمصالح الناس يصلح بهادنياهم إذاقبلوا منه .فعلي هذا إذاأتي النبي بمعجز وجب القول بصدقه وحصول اليقين بنبوته .

فصل

قالوا علمنا هذه الشرعيات فاستعملنا هذه العبادات فوجدناها راتعة في رياضة النفس والتنزه عن رذائل الأخلاق وداعية إلي محاسنها. و

إلي هذاأشار بعضهم فقال إذافهمت معني النبوة فأكثر النظر في القرآن والأخبار يحصل لك العلم الضروري بكون محمدص علي أعلي درجات النبوة

[ صفحه 1058]

وأعضد ذلك بتجربة ماقاله في العبادات وتأثيرها في تصفية القلوب . وكيف صدق

فيما قال من عمل بما علم ورثه الله علم ما لم يعلم

-روایت-1-2-روایت-12-58

و في قوله ص من أعان ظالما سلطه الله عليه

-روایت-1-2-روایت-18-52

و في قوله من أصبح وهمه واحد كفاه الله هم الدنيا والآخرة

-روایت-1-2-روایت-15-66

.قالوا فإذاجربت هذا في ألف وآلاف حصل لك علم ضروري لايتماري فيه فمن هذاالطريق يطلب اليقين بالنبوة لا من قلب العصا حية وشق القمر.فهذا هوالإيمان العلمي ويصير به الدين كالمشاهدة والأخذ باليد و لايوجد إلا في طريق التصوف .

فصل

فيقال لهم إنه من اعتقد في طريقة أنها حق ودين وزهد في الدنيا ورغبة في الآخرة وراض نفسه بتلك الطريقة واستعمل نفسه بما يعتقده عبادات في ذلك التدين فإنه يجد لنفسه تميزا ممن ليس في حاله من الاجتهاد في ذلك التدين

[ صفحه 1059]

وعباداته واعتقاده في حقية ذلك الدين حقا كان ذلك أم باطلا.فرهبان النصاري وأحبار اليهود يجتهدون في كفرهم ألذي يعتقدونه حقا فيجدون لأنفسهم تميزا علي عوامهم ومتبعيهم

ويدعون لأنفسهم من صفاء القلوب والنسك والزهد في الدنيا. وكذا عباد الأوثان إذااجتهدوا في عبادتها فإنهم يجدون أنفسهم خائفة مستحيية من أوثانهم أن يقدموا علي مايعتقدونه معصية لها. ولهذا حكي عن الصابئيين المعتقدين عبادة النجوم لاعتقادهم أنها المدبرة للعالم أنهم نحتوا علي صورها أصناما ليعبدونها بالنهار إذاخفيت تلك النجوم ويستحيون أن يقدموا علي رذائل الأفعال لمايجدون من أنفسهم علي ماذهبوا إليه في تدينهم أنه حق . وكذلك أهل العمل بشرائع نبيناص واعتقادهم صدقه من دون نظر في معجزاته .

فصل

قالوا حقيقة المعجز هو أن يؤثر نفس النبي في هيولي العالم فيغير صورة بعض أجزائه إلي صورة أخري بخلاف تأثيرات سائر النفوس . فإذا كان هذا هوالمعجز عندهم لزم أن يكون العلم به يقينا و أن يعلم أن صاحب تلك النفس هونبي فبطل قولهم إن العلم بالمعجز غيريقيني و أما علي قول المسلمين فهذا ساقط لأن للمعجزة شروطا عندهم متي عرفت كانت معجزة صحيحة دالة علي صدق المدعي منها أنها ليست من جنس السحر لأن السحر عندهم

[ صفحه 1060]

تمويه وتلبيس يري الساحر أنه حقيقة ويخفي وجه الحيلة فيه فهو يري أنه يذبح الحيوان ثم يحييه بعدالذبح و هو

لايذبحه بل لخفة حركات اليد يري و لايفعل .فمن لم يعلم أن المعجزة جنس و أن المخرقة والشعوذة من غير ذلك الجنس لم يعلمها معجزة.

فصل

ثم اعلم أن بين المعجزة والمخرقة والشعوذة والحيل التي تبقي فروقا توصل إلي العلم بهابالنظر والاستدلال في ذلك بأن يعرف أولا مايصح أن يكون مقدورا للبشر و ما لايصح و أن يعلم بمقتضي العادة كيف جرت في مقدورات البشر و علي أي وجه تقع أفعاله و أن مايصح أن يقدر عليه من أي نوع يجب أن يكون وكيف يكون حالهم إذاخرجوا من المقدرة عليه وهل يصح أن يعجز البشر عما لايصح أن يقدروا عليه وينظر فيما يمكن أن يتوصل إليه بحيلة وخفة ويعلم السبب المؤدي إليه و ما لايمكن ذلك فيه . فإذاأحاط علمه بهذه المقدورات عرف حينئذ مايظهر من المعجزة عليهم ففصل بين حالها و بين مايجري مجري الشعوذة والمخرقة كالعجل ألذي صاغه السامري من ذهب لبس به علي الناس و كان له صوت وخوار إذ احتال إلي إدخال الريح فيه من مداخلة ومجاريه كماتعمل هذه الآلات التي تصوت بالحيل أوصندوق الساعات أوطاس المفصد ألذي تعلم

به مقادير الدم . وإنما أضاف الله تعالي الصوت إليه لأنه كان محله عنددخول الريح فيه

[ صفحه 1061]

فصل

واعلم أن الفلاسفة أخذوا أصول الإسلام ثم أخرجوها علي رأيهم فقالوا في الشرع و النبي إنما أريدا كلاهما لإصلاح الدنيا.فالأنبياء يرشدون العوام لإصلاح دنياهم والشرعيات تهذب أخلاقهم لا أن الشرع والدين كما يقول المسلمون من أن النبي يراد لتعريف مصالح الدين تفصيلا و أن الشرعيات ألطاف في التكليف العقلي .فهم يوافقون المسلمين في الظاهر و إلافكل مايذهبون إليه هدم للإسلام وإطفاء لنور شرعه وَ يَأبَي اللّهُ إِلّا أَن يُتِمّ نُورَهُ وَ لَو كَرِهَ الكافِرُونَ

-قرآن-410-476

[ صفحه 1062]

الباب العشرون في علامات ومراتب نبينا وأوصيائه عليه وعليهم أفضل الصلاة وأتم السلام

اشاره

الحمد لله ألذي خصنا بفضله بالمعارف والصلاة علي محمد وآله الذين بهم عمنا باللطائف فإن علامات النبي ص والأئمة من أهل بيته ع في الكتب المتقدمة كثيرة. و أناأشير في هذاالمختصر إلي جمل منها خطيرة وأضيف إليها من الرؤيا الدالة علي مراتبهم مايليق بها إن شاء الله تعالي

فصل في علامات نبينا محمدص ووصيه وسبطيه الحسن و الحسين ع تفصيلا و في جميع الأئمة ع من ذرية الحسين جملة

روي عن جماعة منهم محمد و علي ابنا علي بن عبدالصمد التميمي عن أبيهما عن السيد أبي البركات عن علي بن الحسين الجوزي عن أبي جعفر بن

-روایت-1-2

[ صفحه 1063]

بابويه عن عبد الله بن سليمان و كان قارئا للكتب قال قرأت في الإنجيل صدقوا النبي الأمي صاحب الجمل والمدرعة والتاج والنعلين والهراوة وهي القضيب الأنجل العينين الصلت الجبين السهل الخدين الأقني الأنف مفلج الثنايا كأن عنقه إبريق فضة كأن الذهب نحت في تراقيه له شعرات من صدره إلي سرته ليس علي بطنه و لا علي صدره شعر أسمر اللون دقيق المسربة شثن الكف والقدم إذاالتفت التفت جميعا و إذامشي كأنما ينقلع من الصخر وينحدر في صبب و إذاجامع القوم بذهم عرقه في وجهه كاللؤلؤ وريح المسك ينفح منه لم ير

-روایت-76-ادامه دارد

[ صفحه 1064]

قبله مثله و

لابعده طيب الريح نكاح للنساء ذو النسل القليل إنما نسله من مباركة لها بيت في الجنة لاصخب فيه و لانصب تكفلها في آخر الزمان كماكفل زكريا أمك ياعيسي لها فرخان يستشهدان كلامه القرآن ودينه الإسلام أهبطك وقت الصلاة لتصلي معهم إنهم أمة مرحومة لتعينهم علي اللعين الدجال

-روایت-از قبل-307

فصل

وبالإسناد إلي الشيخ أبي جعفر بن بابويه أخبرنا علي بن أحمدأخبرنا أحمد بن يحيي أخبرنا محمد بن إسماعيل قال حدثنا عبد الله بن محمد قال حدثنا أبي عن خالد بن إلياس عن أبي بكر بن عبد الله بن أبي جهم أخبرنا أبي عن جدي قال سمعت أباطالب يحدث عن عبدالمطلب أنه قال

[ صفحه 1065]

بينا أنانائم في الحجر إذ رأيت رؤيا هالني أمرها فأتيت كاهنة قريش و علي مطرف خز وجمتي تضرب منكبي فلما نظرت إلي عرفت في وجهي التغير فاستوت و أنايومئذ سيد قومي .فقالت ماشأن سيد العرب متغير اللون هل رابه من حدثان الدهر ريب فقلت بلي إني رأيت و أنانائم في الحجر كأن شجرة نبتت علي ظهري قدنال رأسها السماء وضربت بأغصانها إلي الشرق والغرب . ورأيت نورا يظهر منها أعظم من نور الشمس سبعين

ضعفا. ورأيت العرب والعجم ساجدة لها وهي كل يوم تزداد نورا وعظما. ورأيت رهطا من قريش يريدون قطعها فإذادنوا منها أخذهم شاب من أحسن الناس وجها وأنظفهم ثوبا فيكسر ظهورهم ويقلع أعينهم فرفعت يدي لآخذ غصنا من أغصانها فصاح بي الشاب و قال مهلا ليس لك فيهانصيب .فقلت لم ذلك والشجرة لي فقال النصيب لهؤلاء الذين تعلقوا بها وستعود إليها فانتبهت مرعوبا فزعا متغير اللون فرأيت لون الكاهنة قدتغير ثم قالت لئن صدقت رؤياك ليخرجن من صلبك ولد يملك المشرق والمغرب

[ صفحه 1066]

ويتنبأ في الناس فسري عني غمي فلما ولد محمد كان يقول كان الشجرة و الله أبوالقاسم الأمين ص

فصل

و لماتزوج عبد الله آمنة رضي الله عنهما حملت بسيدنا رسول الله ص فروي أنها قالت لماحملت به لم أشك بالحمل و لم يصبني مايصيب النساء من ثقل الحمل ورأيت كأن آتيا أتاني فقال لي قدحملت بخير الأنام فلما حان وقت الولادة خف علي ذلك حتي وضعته و هويتقي الأرض بيديه وركبتيه وسمعت قائلا يقول وضعت خير البشر فعوذيه بالواحد الصمد من شر كل باغ وحاسد فقالت آمنة لماسقط إلي الأرض اتقي الأرض بيديه وركبتيه ثم رفع

رأسه إلي السماء وخرج مني نور أضاء له ما بين المشرق والمغرب ورميت الشياطين بالنجوم وحجبوا عن السماء ورأت قريش الشهب والنجوم تسير في السماء ففزعوا لذلك وقالوا هذاقيام الساعة فاجتمعوا إلي الوليد بن المغيرة فأخبروه بذلك و كان شيخا كبيرا مجربا

[ صفحه 1067]

فقال انظروا إلي هذه النجوم التي يهتدي بها في البر والبحر فإن كانت قدزالت فهو قيام الساعة و إن كانت هذه ثابتة فهو لأمر حدث . و كان بمكة يهودي يقال له يوسف فلما رأي النجوم يقذف بها وتتحرك قال هذانبي ولد في هذه الليلة و هو ألذي نجده في كتبنا أنه إذاولد آخر الأنبياء رجمت الشياطين وحجبوا عن السماء فلما رأي محمدا و قدولد ونظر إليه و إلي خاتم النبوة علي كتفه خر مغشيا عليه فلما أفاق قال ذهبت النبوة من بني إسرائيل هذانبي السيف وتفرق الناس يتحدثون بخبر اليهودي . ونشأ محمدص في اليوم كماينشأ غيره في الجمعة. ونشأ في الجمعة كماينشأ غيره في الشهر

فصل

وبالإسناد المتقدم عن عبد الله بن محمدنا أبي نا سعيد بن مسلم بن مراد مولي لبني مخزوم عن سعيد بن أبي صالح عن أبيه عن ابن عباس قال قال والدي العباس لماولد لوالدي عبدالمطلب عبد الله رأينا في وجهه

نورا يزهر كنور الشمس فقال أبي إن لهذا الغلام شأنا عظيما

[ صفحه 1068]

قال فرأيت في منامي أنه خرج من منخره طير أبيض فطار فبلغ المشرق والمغرب ثم رجع حتي سقط علي بناء الكعبة فسجدت له قريش كلها فبينما الناس يتأملونه إذ صار نورا بين السماء و الأرض وامتد حتي بلغ المشرق والمغرب فلما انتبهت سألت كاهنة بني مخزوم فقالت ياعباس لئن صدقت رؤياك ليخرجن من صلبه ولد يصير أهل المشرق والمغرب تبعا له . قال أبي فهمني أمر عبد الله إلي أن تزوج بآمنة وكانت من أجمل نساء قريش وأتمها خلقا. فلما مات عبد الله رضي الله عنه وولدت آمنة رضي الله عنها رسول الله ص أتيته فرأيت النور بين عينيه يزهر فحملته وتفرست في وجهه فوجدت منه ريح المسك وصرت كأني قطعة مسك من شدة ريحه .فحدثتني آمنة أنه لماأخذني الطلق واشتد بي الأمر سمعت جلبة وكلاما لايشبه كلام الآدميين ورأيت علما من سندس علي قضيب من ياقوت قدضرب بين السماء و الأرض ورأيت نورا يسطع من رأسه حتي بلغ السماء. ورأيت قصور الشامات كلها كأنها شعلة نار. ورأيت من القطاة شيئا عظيما قدنشرت أجنحتها حولي فرأيت شعيرة

الأسدية قدمرت وهي تقول آمنة مالقيت الكهان والأصنام من ولدك

[ صفحه 1069]

ورأيت شابا من أتم الناس طولا وأشدهم بياضا وأحسنهم ثيابا ماظننته إلا عبدالمطلب قددنا منه وتفل في فيه واستنطقه فنطق فلم أفهم ما قال إلا أنه قال في أمان الله وحفظه وكلاءته أنت خير البشر ثم أخرج صرة فإذا فيهاخاتم فضرب به بين كتفيه وألبسه قميصا و قال هذاأمانك من آفات الدنيا فهذا مارأيت ياعباس . ثم جاءت به و إذاخاتم النبوة بين كتفيه ونسيت الحديث فلم أذكره إلي وقت إسلامي حتي ذكرني به رسول الله ص

فصل

وبالإسناد عن ابن عباس قال كان يوضع لعبد المطلب رضي الله عنه فراش في ظل الكعبة لايجلس عليه أحد إجلالا له و كان بنوه يجلسون حوله حتي يخرج عبدالمطلب و كان رسول الله ص يخرج و هوغلام فيمشي حتي يجلس علي الفراش فيعظم ذلك أعمامه ويأخذونه ليؤخروه فيقول لهم عبدالمطلب إذارأي ذلك منهم

[ صفحه 1070]

دعوا ابني فو الله إن له لشأنا عظيما إني أري أنه سيأتي عليكم يوم و هوسيدكم ثم يحمله فيجلسه معه ثم يلتفت إلي أبي طالب

و ذلك أن أباطالب و عبد الله رضي الله عنهما من أم واحدة فيقول إن لهذا الغلام شأنا عظيما فاحفظه واستمسك به فإنه فرد وحيد وكن له كالأم لايصل إليه شيءيكرهه . ثم يحمله علي عاتقه فيطوف به أسبوعا ثم قدمت به أمه علي أخواله من بني النجار فماتت بالأبواء بين مكة والمدينة ودفنت بها.فازداد عبدالمطلب له رقة وحفظا أن لاأب له و لاأم . فلما أدرك عبدالمطلب رضي الله عنه الوفاة و محمدص علي صدره و هو في غمرات الموت و هويبكي ويلتفت إلي أبي طالب رضي الله عنه و يقول أبصر أن تكون حافظا لهذا الوحيد ألذي لم يشم رائحة أبيه و لاذاق شفقة أمه . يا أباطالب إذاأدركت أيامه فاعلم أني كنت من أبصر الناس له وأعلم الناس به فإن استطعت أن تتبعه فافعل وانصره بلسانك ويدك ومالك فإنه و الله سيسودكم ويملك ما لم يملك أحد من آبائي هل قبلت وصيتي

[ صفحه 1071]

فقال نعم قدقبلت و الله علي بذلك شاهد. فقال عبدالمطلب فمد يدك إلي فمد يده إليه فضرب بيده علي يده . ثم قال عبدالمطلب الآن خف علي الموت

ثم لم يزل يقبله ويتمني أن يكون قدبقي حتي يدرك زمانه .فمات رضي الله عنه فضمه أبوطالب رضي الله عنه إلي نفسه

فصل

و عن ابن عباس رضي الله عنهما قال لماظفر سيف بن ذي يزن بالحبشة و ذلك بعدمولد النبي ص بسنتين أتاه وفد العرب ومعهم عبدالمطلب بن هاشم فقال نحن وفد التهنئة لاوفد المرزئة فقال أيهم أنت قال أنا عبدالمطلب بن هاشم قال ابن أختنا قال نعم فأدناه ثم أقبل علي القوم و قال قدعرف الملك قرابتكم لكم الكرامة

[ صفحه 1072]

ماأقمتم والحباء إذاظعنتم انهضوا إلي دار الضيافة. و قال لعبد المطلب سرا إني مفوض إليك من سر علمي فليكن عندك مطويا حتي يأذن الله فيه إني أجد في الكتاب المكنون والعلم المخزون خبرا عظيما فيه شرف للناس عامة ولرهطك خاصة. فقال عبدالمطلب أيها الملك مثلك من سر وبر فما هو. قال إذاولد بتهامة غلام بين كتفيه شامة كانت له الإمامة وكذلك ولولدك به الرعاية إلي يوم القيامة و هذاحينه ألذي يولد فيه أو قدولد واسمه محمديموت أبوه وأمه ويكفله جده وعمه و قدولد سرارا و الله باعثه جهارا وجاعل له منا أنصارا يعز به أولياءه

ويذل به أعداءه يكسر الأوثان ويخمد النيران ويعبد الرحمن ويدحر الشيطان قوله فصل وحكمه عدل يأمر بالمعروف ويفعله وينهي عن المنكر ويبطله . وإنك يا عبدالمطلب جده غيركذب فخر عبدالمطلب ساجدا لله . فقال له ارفع رأسك فهل أحسست شيئا مما ذكرته . قال كان لي ابن وكنت به معجبا فزوجته كريمة من قومي فجاءت بغلام فسميته محمدا مات أبوه وأمه وكفلته أنا وعمه . فقال الملك فاحذر عليه اليهود واطو ماذكرت دون هؤلاء الذين معك

[ صفحه 1073]

فلست آمن أن تدخلهم النفاسة فيطلبون له الغوائل وينصبون له الحبائل وهم فاعلون أوأبناؤهم و لو لاأني أعلم أن الموت مجتاحي لصرت بيثرب دار ملكه نصرة له واستحكام أمره بها وهي موضع قبره الخبر إلي آخره قدمضي شيء منه

فصل

و كان تبع الملك ممن قدعرف النبي ص وانتظر خروجه و قال سيخرج من هذه يعني مكة نبي يكون مهاجره يثرب فأخذ قوما من اليمن فأنزلهم مع اليهود لينصروه إذاخرج .

[ صفحه 1074]

و قال ابن عباس لايشتبهن عليكم أمر تبع فإنه كان مسلما.

وروي لنا جماعة عن جعفرالدوريستي عن أبيه عن أبي جعفر

بن بابويه عن أبيه حدثنا علي بن ابراهيم عن أبيه عن ابن أبي عمير عن ابراهيم بن عبدالحميد عن الوليد بن صبيح عن أبي عبد الله ع قال إن تبعا قال للأوس والخزرج كونوا هاهنا حتي يخرج هذا النبي أما أنا لوأدركته لخدمته ولخرجت معه

-روایت-1-2-روایت-208-309

و قدمضي شيء من دلائله ومعجزاته ع في حديث تبع

فصل

و كان أبوطالب وأبوه عبدالمطلب من أعرف العلماء وأعلمهم بشأن النبي ص وكانا يكتمان الإيمان به عن الجهال و أهل الكفر والضلال .

قال ابن بابويه حدثنا أحمد بن محمدالصائغ حدثنا محمد بن أيوب عن صالح بن أسباط عن إسماعيل بن محمد و علي بن عبد الله عن الربيع بن محمدالمسلي عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة قال سمعت عليا ع يقول

-روایت-1-2-روایت-214-ادامه دارد

[ صفحه 1075]

و الله ما عبد أبي و لاجدي عبدالمطلب و لاهاشم و لا عبدمناف صنما قط قيل و ماكانوا يعبدون قال كانوا يصلون إلي البيت علي دين ابراهيم متمسكين به

-روایت-از قبل-156

. و قال ابن بابويه حدثنا أبوالفرج محمد بن المظفر بن نفيس المصري الفقيه حدثنا أبو الحسن محمد بن أحمدالداودي عن أبيه قال كنت عند أبي

القاسم بن روح فسأله رجل مامعني قول العباس للنبي ص إن عمك أباطالب قدأسلم بحساب الجمل وعقد بيده ثلاثا وستين .

[ صفحه 1078]

فقال عني بذلك إله أحد جواد. وتفسير ذلك أن الألف واحد واللام ثلاثون والهاء خمسة والألف واحد والحاء ثمانية والدال أربعة والجيم ثلاثة والواو ستة والألف واحد والدال أربعة فذلك ثلاثة وستون .

وبإسناده عن محمد بن الحسن الصفار عن أيوب بن نوح عن العباس بن عامر عن علي بن أبي سارة عن محمد بن مروان عن أبي عبد الله ع قال إن أباطالب أسر الإيمان فلما حضرته الوفاة أوحي الله إلي رسوله اخرج منها يعني مكة فليس لك بهاناصر فهاجر إلي المدينة

-روایت-1-2-روایت-143-269

فصل

وبالإسناد عن موسي بن جعفر عن آبائه ع قال إن عليا ع قال لسلمان أ لاتخبرنا ببدء أمرك قال أناكنت من أهل شيراز وكنت عزيزا علي والدي بينا أناسائر معه في عيد لهم إذا أنابصومعة فإذا رجل منها ينادي أشهد أن لاإله إلا الله و أن عيسي روح الله و أن محمدا حبيب الله فوقع حب محمد في لحمي ودمي

-روایت-1-2-روایت-50-ادامه دارد

[ صفحه 1079]

فقال لي أبي ما لك لاتسجد لمطلع

الشمس فكابرته حتي سكت فلما انصرفت إلي منزلي إذا أنابكتاب معلق في السقف فقلت لأمي ما هذاالكتاب فقالت ياروزبه إن هذاالكتاب لمارجعنا من عيدنا رأيناه معلقا فلاتقرب ذلك المكان فإنك إن قربته قتلك أبوك قال فجاهدتها حتي جن الليل ونام أبي وأمي فقمت وأخذت الكتاب فإذا فيه مكتوب بسم الله الرحمن الرحيم هذاعهد من الله إلي آدم أنه خالق من صلبه نبيا يقال له محمديأمر بمكارم الأخلاق وينهي عن عبادة الأوثان ياروزبه ائت وصي وصي عيسي فاخدمه فهو يرشدك إلي مرادك

-روایت-از قبل-1-روایت-2-ادامه دارد

[ صفحه 1080]

فصعقت صعقة فعلم أبواي بذلك فجعلوني في بئر وقالوا إن رجعت و إلاقتلناك فقلت افعلوا بي ماشئتم حب محمد لايذهب من صدري قال وكنت لاأعرف العربية ولقد فهمني الله العربية في ذلك اليوم وكانوا ينزلون علي قرصا صغارا فلما طال أمري في البئر رفعت يدي إلي السماء و قلت يارب إنك حببت محمدا ووصيه إلي فبحق وسيلته عجل فرجي فأتاني آت عليه ثياب بيض فقال قم ياروزبه فأخذ بيدي وأتي بي إلي الصومعة وصعدتها فقال الديراني أنت روزبه قلت نعم وأقمت عنده وخدمته حولين فلما حضرته

الوفاة دلني علي راهب بأنطاكية وناولني لوحا فيه صفات محمدص فلما أتيت راهب أنطاكية وصعدت صومعته قال أنت روزبه قلت نعم فرحب بي وخدمته حولين أيضا وعرفني بصفات محمد ووصيه فلما حضرته الوفاة قال لي ياروزبه إن محمد بن عبد الله قدحان خروجه فخرجت بعدموته مع قوم يخرجون إلي الحجاز فصرت أخدمهم فقتلوا شاة

-روایت-از قبل-1-روایت-2-ادامه دارد

[ صفحه 1081]

بالضرب وشووا وأحضروا الخمر وقالوا لي كل واشرب فامتنعت فأرادوا قتلي فقلت لاتقتلوني أقر لكم بالعبودية فباعوني من يهودي فسألني عن قصتي فأخبرته بخبري من أوله إلي آخره فقال إني أبغضك وأبغض محمدا فأخرجني إلي خارج داره و إذارمل كثير علي بابه فقال إن أصبحت و لم تنقل هذاالرمل كله من هذاالموضع إلي هذاالموضع لأقتلنك فجعلت أحمل طول ليلتي فلما تعبت و لم أنقل منه إلاالقليل فقلت يارب إنك حببت محمدا ووصيه إلي فبحق وسيلته أرحني مما أنا فيه فبعث الله ريحا قلعت ذلك الرمل من مكانه إلي المكان ألذي قال اليهودي فلما أصبح قال لي إنك ساحر لأخرجنك من هذه القرية لئلا تهلكنا فأخرجني فباعني من امرأة سليمة فأحبتني و كان لها حائط فجعلتني فيه فقالت

كل منه وهب وتصدق فبينا أنا في الحائط يوما إذا أنابسبعة رهط قدأقبلوا تظلهم غمامة تسير معهم قلت إن فيهم نبيا الخبر بتمامه قدمضي

-روایت-از قبل-833

[ صفحه 1082]

فصل

و إن قس بن ساعدة الأيادي أول من آمن بالبعث من أهل الجاهلية عاش ستمائة سنة و كان يعرف النبي باسمه ونسبه ويبشر الناس بخروجه و كان يستعمل التقية و من شجون الحديث

أنه كان النبي ص يوم افتتح مكة قاعدا بفناء الكعبة إذ أقبل إليه وفد قال من القوم قالوا وفد بكر بن وائل قال فهل عندكم علم من خبر قس بن ساعدة الأيادي قالوا مات فقال رحم الله قسا يحشر يوم القيامة أمة وحده

-روایت-1-2-روایت-3-221

و عن ابن عباس أنه لمادعا رسول الله ص بكعب بن أسد ليضرب عنقه و ذلك في غزوة بني قريظة نظر إليه رسول الله ص و قال له

-روایت-1-2-روایت-19-ادامه دارد

[ صفحه 1083]

أ مانفعك وصية أبي حواس الحبر ألذي أقبل من الشام قال تركت الخمر والخمير والحمد وجئت إلي البؤس والتمور لنبي يبعث هذاأوان خروجه يكون مخرجه بمكة ويثرب دار هجرته و هوالضحوك القتال يجتزي بالتمرات ويركب الحمار العاري في عينيه حمرة و بين كتفيه خاتم النبوة يضع سيفه علي عاتقه لايبالي من لاقي

يبلغ سلطانه منقطع الخف والحافر قال كعب قد كان ذلك يا محمد و لو لا أن اليهود تعيرني أني خفت عندالتقتيل لآمنت بك وصدقتك ولكني علي دين اليهودية فأمر بضرب عنقه

-روایت-از قبل-488

وأتي النبي يهودي فقال يا محمد لم يبعث نبي إلا و كان له هامان فمن هامانك قال إذاأريتكه تسلم قال نعم

-روایت-1-2-روایت-3-ادامه دارد

[ صفحه 1084]

قال إن فيه عشر علامات أدلم أكشف أجلح أحول أقبل أعسر أيسر أفحج أقصي فدخل عليه رجلان كل ذلك يقول هوذا قال لافدخل رجل فقال هوذا فقال نعم قال أشهد أنك رسول الله

-روایت-از قبل-183

فصل

وبالإسناد المذكور عن ابن عباس عن أبيه عن أبي طالب قال خرجت إلي الشام تاجرا سنة ثمان من مولد رسول الله ص و كان في أشد ما يكون من الحر وكنت أقول أن لاأخلف محمدا فقيل لي غلام صغير في

[ صفحه 1085]

حر مثل هذافقلت يكون معي أروح لخاطري فحشوت له حشية واستأجرت له ناقة وأركبته . وكنا ركبانا كثيرا فكان البعير ألذي عليه محمدص أمامي لايفارقني و كان يسبق الركب كلهم و كان إذااشتد الحر أتته سحابة بيضاء مثل قطعة ثلج فتسلم عليه وتقف علي

رأسه لاتفارقه . وكانت ربما أمطرت علينا السحابة أنواع الفواكه وهي تسير معنا. و قدضاق الماء أبدا في طريقنا من قبل حتي كنا لانجد قربة إلابدينارين فحيثما نزلنا في هذاالسفر تمتلئ الحياض ويكثر الماء وتخضر الأرض فكنا في تلك السنة في خصب وطيب من الخير. و كان معنا قوم قدوقفت جمالهم فمشي إليها محمدص ومسح عليها فسارت فلما قربنا من بصري إذانحن بصومعة قدأقبلت تمشي كماتمشي الدابة السريعة حتي إذاقربت منا وقفت فإذا فيهاراهب وكانت السحابة لاتفارق محمداص ساعة واحدة. و كان الراهب لايكلم الناس و لايدري ماالركب فلما نظر إلي محمدص

[ صفحه 1086]

عرفه فسمعته يقول إن كان أحد فأنت أنت فنزلنا تحت شجرة عظيمة قريبة من الراهب وكانت يابسة قليلة الأغصان ليس لها حمل . فلما نزل تحتها محمدص اهتزت الشجرة وألقت أغصانها علي محمدص وحملت من حينها ثلاثة ألوان من الفواكه فاكهتان للصيف وفاكهة للشتاء فتعجب جميع من معنا من ذلك . فلما رأي الراهب ذلك ذهب فأعد طعاما لمحمدص بقدر مايكفيه ثم جاء و قال من يتولي أمر هذاالغلام قلت أنا قال أي شيءتكون منه . قلت عمه قال يا هذا له أعمام فأي الأعمام أنت . قلت أناأخو

أبيه من أب وأم واحدة. فقال أشهد أنه هو و إلافلست بحيري . ثم قال لي أتأذن لي أن أقرب هذاالطعام منه قلت قربه إليه .فالتفت إلي محمدص فقلت رجل أحب أن يكرمك فكل . قال هو لي دون أصحابي فقال بحيري نعم هو لك خاصة. فقال محمدص إني لاآكل دون هؤلاء. فقال بحيري لم يكن عندي أكثر من هذا. فقال أفتأذن يابحيري أن يأكلوا معي فقال بلي . فقال كلوا علي اسم الله فأكل كل واحد منها حتي شبع وبحيري قائم

[ صفحه 1087]

علي رأسه و في كل ساعة يقبل رأسه ويافوخه و يقول هو هو ورب المسيح و الناس لايفهمون . فقال له رجل من الركب كنا نمر بك و لاتفعل بنا هذاالبر. فقال بحيري إني أري ما لاترون وأعلم ما لاتعلمون و هذاالغلام لوتعلمون منه ماأعلم لحملتموه علي أعناقكم حتي تردوه إلي وطنه . ولقد رأيت له و قدأقبل نورا أمامه ما بين السماء و الأرض . ولقد رأيت رجالا في أيديهم مراوح الياقوت والزبرجد يروحونه وآخرين ينثرون عليه أنواع الفواكه . ثم هذه السحابة لاتفارقه ثم صومعتي مشت إليه كماتمشي الدابة علي رجلها

و هذه الشجرة لم تزل يابسة قليلة الأغصان و قدكثرت أغصانها واهتزت وحملت ثم هذه الحياض التي غارت وذهب ماؤها أياما منذ الحواريين حين وردوا علي بني إسرائيل فعصوا.فوجدنا في كتاب شمعون الصفا أنه دعا عليهم فغارت وذهب ماؤها. ثم قال إذا مارأيتم قدظهر في هذه الحياض الماء فاعلموا أنه من أجل نبي يخرج في أرض تهامة مهاجره إلي المدينة اسمه في قومه الأمين و في السماء أحمد و هو من عترة إسماعيل بن ابراهيم لصلبه فو الله إنه لهو.

[ صفحه 1088]

فصل

وبالإسناد المذكور عن أبي طالب أنه قال لماأراد بحيري أن يفارق محمدا بكي بكاء شديدا فأخذ يقول يا ابن آمنة كأني بك و قدرماك العرب عن قوس واحد بوترها و قدقطعك الأقارب . ثم التفت إلي و قال أما أنت ياعم محمدفارع فيه قرابتك الموصولة واحفظ فيه وصية أبيك و إن قريشا ستهجر بك فيه فلاتبالي و لايمكنك أن تؤمن به ظاهرا. ولكن يؤمن به ظاهرا ولد تلده وسينصره نصرا عزيزا اسمه في السماوات البطل الماضي والشجاع الأنزع أبوالفرخين المستشهدين و هوسيد العرب وربانها وذو قرنيها و هو في الكتب أعرف من أصحاب عيسي ع .

[ صفحه 1089]

ثم

قال بحيري يانبي الله ماأطيبك وأطيب ريحك ياأكثر النبيين أتباعا يا من بهاء نور الدنيا من نوره يا من بذكره تعمر المساجد كأني بك قدقدت الأجناب والخيل و قدتبعك العرب والعجم طوعا وكرها.كأني باللات والعزي قدكسرتهما و قدصار البيت العتيق تضع مفاتيحه حيث تريد كم من بطل من قريش والعرب تصرعه معك مفاتيح الجنان والنيران معك الذبح الأكبر وهلاك الأصنام . أنت ألذي لاتقوم الساعة حتي تدخل الملوك كلها في دينك صاغرة قمئة.فلم يزل يقبل وجهه مرة ويديه مرة و يقول لئن أدركت زمانك لأضربن بين يديك أنت و الله سيد المرسلين وخاتم النبيين . و الله لقد ضحكت الأرض يوم ولدت فهي ضاحكة إلي يوم القيامة فرحا بك . و الله لقد بكت البيع والأصنام والشياطين فهي باكية إلي يوم القيامة. أنت دعوة ابراهيم وبشري عيسي أنت المقدس المطهر من أنجاس الجاهلية. ثم التفت إلي و قال وإني أري أن ترده إلي بلده فإنه مابقي يهودي و لانصراني وصاحب كتاب إلا و قدعلم بمولد هذاالغلام و لورأوه لابتغوه بشر

[ صفحه 1090]

وأكثر أعدائه هؤلاء اليهود. قلت و لم قال لأنه كائن

لابن أخيك هذه النبوة والرسالة ويأتيه الناموس الأكبر ألذي كان يأتي موسي وعيسي ع . قال أبوطالب فخرجنا إلي الشام فلما قربنا منها رأيت و الله قصور الشامات كلها قداهتزت وعلا منها نور أعظم من نور الشمس وذهب الخبر في جميع الشامات حتي مابقي فيهاحبر و لاراهب إلااجتمع عليه .فجاء حبر عظيم كان اسمه نسطورا فجلس بحذائه ينظر إليه لايكلمه بشي ء حتي فعل ذلك ثلاثة أيام متوالية. فلما كانت الليلة الثالثة لم يصبر حتي قام إليه فدار خلفه كأنه يلتمس منه شيئا فقال لي مااسمه فقلت محمد بن عبد الله فتغير و الله لونه ثم قال فتري أن تأمره أن يكشف لي عن ظهره لأنظر إليه فكشف عن ظهره فلما رأي الخاتم انكب عليه يقبله ويبكي ثم قال يا هذاأسرع من رد هذاالغلام إلي موضعه ألذي ولد فيه فإنك لوتدري كم عدو له في أرضنا لم تكن بالذي تقدمه معك فلم يزل يتعاهده في كل يوم ويحمل إليه الطعام . فلما خرجنا منها أتاه بقميص من عنده فقال تري أن يلبس هذاالقميص ويذكرني به فلم يقبله ورأيته كارها لذلك فأخذت أناالقميص مخافة أن

يغتم

[ صفحه 1091]

و قلت أناألبسه وعجلت به حتي رددته إلي مكة فو الله مابقي بمكة امرأة و لاكهل و لاشاب و لاصغير و لاكبير إلااستقبلوه شوقا إليه ماخلا أباجهل لعنه الله فإنه قدثمل من السكر. و قدمضي من هذاالحديث شيء لم نعده هنا

فصل

و عن يعلي النسابة قال خرج خالد بن أسيد بن أبي العيص وطليق بن أبي سفيان بن أمية تجارا سنة خرج محمد إلي الشام وكانا يحكيان أنهما رأيا في مسيره وركوبه مايصنع الوحش والطير معه .قالا و لماتوسطنا سوق بصري إذانحن بقوم من الرهبان قدجاءوا متغيري الألوان نري منهم الرعدة كأن علي وجوههم الزعفران .فقالوا نحب أن تأتوا كبيرنا فإنه هاهنا قريب في الكنيسة العظمي

[ صفحه 1092]

فقلنا مالنا ولكم فقالوا ليس يضركم من هذا شيء ولعلنا نكرمكم فظنوا أن واحدا منا محمدص فذهبنا معهم حتي دخلنا معهم الكنيسة العظيمة البنيان فإذاكبيرهم قدتوسطهم وحوله تلامذته و قدنشر كتابا في يديه فأخذ ينظر إلينا مرة و في الكتاب أخري ثم قال لأصحابه ماصنعتم شيئا لم تأتوني بالذي أريد و هوالآن هاهنا. ثم قال لنا من أنتم قلنا رهط من قريش قال من أي قريش قلنا من بني عبدشمس قال أغيركم معكم

قلنا بلي شخص من بني هاشم نسميه يتيم أبي طالب بن عبدالمطلب فو الله لقد نخر نخرة كاد أن يغشي عليه ثم وثب قائما فقال أروه لي هلكت النصرانية والمسيح . ثم قام واتكأ علي صليب من صلبانه و هويفكر وحوله ثمانون رجلا من البطارقة والتلامذة فقال لنا فبحقه عليكم أن ترونيه .فقلنا نعم فجاء معنا فإذانحن بمحمد قائم في سوق بصري و الله لكأنا لم نر وجهه إلايومئذ كان هلالا يتلألأ من وجهه و قداشتري الكثير وربح الكثير فأردنا أن نقول للقس هو هذا فإذا هو قدسبقنا فقال

[ صفحه 1093]

هو هو قدعرفته والمسيح .فدنا منه و الله و قال له أنت المقدس ثم أخذ يسائله عن أشياء من علاماته ثم كان يقول لوأدركت زمانك لأعطيت السيف حقه . ثم قال لنا أتعلمون مامعه قلنا أللهم لا. فقال معه الحياة والموت و من تعلق به حيي حياة طويلة و من زاغ عنه مات موتا لايحيي بعده أبدا معه الذبح الأعظم ثم قبل وجهه ورجع راجعا

فصل

و عن بكر بن عبد الله الأشجعي عن آبائه قال خرج سنة خرج رسول الله ص إلي الشام عبدمناة بن كنانة ونوفل بن معاوية أيضا فلقيهما أبوالمويهب الراهب

فقال لهما من أنتما

[ صفحه 1094]

قالا نحن تجار من أهل الحرم من قريش . قال من أي قريش فأخبراه فقال لهما هل قدم معكما من قريش أحد غيركما قالا نعم شاب من بني هاشم اسمه محمد. فقال أبوالمويهب إياه و الله أردت .فقالا و الله ما في قريش أخمل ذكرا منه إنما يسمونه بيتيم قريش و هوأجير لامرأة يقال لها خديجة ماحاجتك إليه .فأخذ يحرك رأسه و يقول هو هو فقال لهما تدلاني عليه .فقالا تركناه في سوق بصري فبينا هم في الكلام إذ طلع عليهم محمدص فقال هو هوفخلا به ساعة يناجيه ويكلمه ثم أخذ يقبل بين عينيه وأخرج شيئا من كمه لاندري ما هو و محمدص يأبي أن يقبله . فلما فارقه قال لنا تسمعا مني هذا و الله نبي هذاالزمان فسيخرج إلي قريب يدعو الناس إلي شهادة أن لاإله إلا الله فإذارأيتم ذلك فاتبعوه . ثم قال لنا هل ولد لعمه أبي طالب ولد اسمه علي فقلنا لا. قال إما أن يكون قدولد أويولد في سنته هوأول من يؤمن به نعرفه .إنا لنجد صفته عندنا بالوصية كمانجد صفة محمدبالنبوة. وإنه سيد العرب وربانها يعطي السيف حقه اسمه في الملأ الأعلي علي

هوأعلي الخلائق يوم القيامة بعد محمدذكرا وتسميه الملائكة البطل الأزهر

[ صفحه 1095]

المفلح لايتوجه إلي وجه إلاأفلح وظفر و الله لهو أعرف بين أصحابه في السماوات من الشمس الطالعة

باب العلامات السارة الدالة علي صاحب الزمان حجة الرحمن صلوات الله عليه مادار فلك و ماسبح ملك
اشاره

وبالإسناد عن أبي جعفر بن بابويه قال حدثنا أبوبكر محمد بن علي بن محمد بن حاتم النوفلي حدثنا أبو الحسين عبد الله بن محمد بن جعفرالقصباني البغدادي حدثنا محمد بن جعفرالفارسي الملقب بابن أفريسون حدثنا محمد بن إسماعيل بن بلال بن ميمون حدثناالأزهر بن مسرور بن العباس حدثنا محمد بن مسلم بن الفضل قال أتيت أباسعيد غانم بن سعيد الهندي بالكوفة فجلست عنده فلما طالت مجالستي إياه سألته عن حاله و قد كان وقع إلي شيء من خبره .

[ صفحه 1096]

قال كنت ببلد الهند بمدينة يقال لها قشمير الداخلة ونحن أربعون رجلا نقعد حول كرسي الملك نقرأ التوراة والإنجيل والزبور ويفزع إلينا في العلم فتذاكرنا محمدا يوما وقلنا نجده في كتبنا فاتفقنا علي الخروج في طلبه والبحث عنه فخرجت ومعي مال فقطع علي الترك وسلخوني فوقعت إلي كابل . وخرجت من كابل إلي بلخ والأمير بها ابن أبي شمون فأتيته وعرفته ماخرجت له فجمع الفقهاء والعلماء لمناظرتي .فسألتهم عن محمدص فقالوا هونبينا محمد بن

عبد الله و قدمات فقلت من كان خليفته فقالوا أبوبكر فقلت انسبوه لي فنسبوه إلي قريش فقلت ليس هذابنبي إن النبي ألذي نجده في كتبنا خليفته ابن عمه وزوج

[ صفحه 1097]

ابنته و أبوولده فقالوا للأمير إن هذا قدخرج من الشرك إلي الكفر و من يكون كذلك يضرب عنقه .فقلت لهم إني متمسك بدين لاأدعه إلاببيان فدعا الأمير الحسين بن أشكيب و قال له ياحسين ناظر الرجل فقال حولك العلماء والفقهاء فأمرهم لمناظرته . فقال له ناظره كماأقول لك واخل به والطف له . قال فخلا بي الحسين بن أشكيب فسألته عن محمد فقال هو كماقالوه إلا أنه قال خليفته ابن عمه علي بن أبي طالب بن عبدالمطلب و هو محمد بن عبد الله بن عبدالمطلب و هوزوج ابنته فاطمة و أبوولديه الحسن و الحسين .فقلت أشهد أن لاإله إلا الله و أنه رسول الله .فصرت إلي الأمير فأسلمت فمضي بي إلي الحسين ففقهني .فقلت له إنا نجد في كتبنا أنه لايمضي خليفة إلا عن خليفة فمن كان خليفة علي فقال ولده الحسن و الحسين وسمي الأئمة حتي بلغ إلي

الحسن العسكري ع ثم قال لي تحتاج أن تطلب خليفة الحسن وتسأل عنه فخرجت في الطلب قال محمد بن محمد ووافي معنا بغداد وذكر لنا أنه كان معه رفيق قدصحبه علي هذاالأمر فكره بعض أخلاقه ففارقه .

[ صفحه 1098]

قال فبينا أنايوما و قدتمسحت في الصراة و أنامفكر فيما خرجت له إذ أتاني آت فقال أجب مولاك فلم يزل يخترق في المجال حتي أدخلني دارا أوبستانا فإذامولاي ع قاعد فلما نظر إلي كلمني بالهندية وسلم علي وأخبرني باسمي وسألني عن الأربعين رجلا بأسمائهم عن اسم رجل رجل . ثم قال لي تريد الحج مع أهل قم في هذه السنة فلاتحج في هذه السنة وانصرف إلي خراسان وحج من قابل قال ورمي إلي بصره و قال اجعل هذه في نفقتك و لاتدخل في بغداد دار أحد و لاتخبر بشي ء مما رأيت . قال محمدفانصرفنا من العقبة و لم يقض لنا الحج وخرج غانم إلي خراسان وانصرف من قابل وحج فبعث إلينا بألطاف و لم يدخل قم وانصرف إلي خراسان فمات بهارحمه الله

[ صفحه 1099]

فصل

وبالإسناد عن ابن بابويه حدثنا محمد بن موسي بن المتوكل حدثنا عبد الله بن جعفرالحميري

عن ابراهيم بن مهزيار قال قدمت المدينة مدينة الرسول ص فبحثت عن أخبار آل أبي محمد الحسن بن علي الأخير ع فلم أقع علي شيءمنها.فدخلت منها إلي مكة مستبحثا عن ذلك فبينا أنا في الطواف إذ تراءي لي فتي أسمر اللون رائع الحسن جميل المخيلة يطيل التوسم في فعدلت إليه مؤملا عرفان ماقصدت له فلما قربت منه سلمت فأحسن الإجابة. فقال من أي البلاد فقلت من أهل العراق فقال من أي العراق قلت من الأهواز قال مرحبا بلقائك هل تعرف بها جعفر بن حمدان الخصيبي قلت دعي فأجاب قال رحمه الله هل تعرف ابراهيم بن مهزيار قلت أنا ابراهيم

[ صفحه 1100]

فعانقني مليا ثم قال لي مرحبا يا أباإسحاق مافعلت بالعلامة التي وشجت بينك و بين أبي محمد ع .فقلت لعلك تريد الخاتم ألذي آثرني الله به من الطيب أبي محمد الحسن بن علي ع فقال ماأردت سواه .فأخرجته إليه فلما نظر إليه استعبر وقبله ثم قرأ كتابته فكانت يا الله يا محمد يا علي ثم قال بأبي بنان طالما جلت فيها.فقلت له ماتوخيت بعدالحج فقال لي إني لرسوله إليك فارتحل

إلي الطائف وليكن ذلك في خفية من رجالك فشخصت معه إلي الطائف أتخلل رملة فرملة حتي أخذ في بعض مخارج الفلاة فبدت لنا خيمة شعر تتلألأ تلك البقاع منها فلما مثل لي مولاي أكببت عليه ألثم كل جارحة منه فمكثت عنده

[ صفحه 1101]

حينا ثم انصرفت . و هذامثل حكاية أخيه علي بن مهزيار فإنه قال حججت عشرين حجة لذلك فلما كان بعد هذاكله أتاني آت في منامي قال قدأذن الله لك في مشاهدته ع تمام الخبر قدمضي

فصل

وبالإسناد عن أبي الأديان قال كنت أخدم الحسن بن علي العسكري ع وأحمل كتبه إلي الأمصار فدخلت عليه في علته التي توفي فيها وكتب معي كتبا فقال امض بها إلي المدائن فإنك ستغيب خمسة عشر يوما وتدخل إلي سرمن رأي يوم الخامس عشر وتسمع الواعية في داري وتجدني علي المغتسل قال أبوالأديان فقلت ياسيدي فإذا كان ذلك فمن قال من طالبك بجوابات كتبي فهو القائم بعدي فقلت زدني قال من يصلي علي فهو القائم بعدي فقلت زدني قال فمن خبر بما في الهميان فهو القائم بعدي فمنعتني هيبته أن أسأله ما في الهميان وخرجت بالكتب إلي المدائن

-روایت-1-2-روایت-35-ادامه دارد

[ صفحه 1102]

وأخذت

جواباتها ودخلت سرمن رأي يوم الخامس عشر كما قال ع

-روایت-از قبل-64

. فإذا أنابالواعية في داره و إذا به علي المغتسل و إذا أنابجعفر الكذاب أخيه بباب الدار والشيعة من حوله يعزونه ويهنونه فقلت في نفسي إن يكن هذاالإمام فقد بطلت الإمامة لأني كنت أعرفه يشرب النبيذ ويقامر في الجوسق ويلعب بالطنبور فتقدمت بغتة فعزيت وهنيت فلم يسألني عن شيء. ثم خرج عقيل غلام العسكري فقال ياسيدي قدكفن أخوك فقم فصل عليه .فدخل جعفر والشيعة من حوله فلما صرنا في الدار إذانحن بالحسن بن علي ع علي نعشه مكفنا فتقدم جعفرليصلي عليه . فلما هم بالتكبير خرج صبي بوجهه سمرة بشعره قطط وبأسنانه تفلج فجذب رداء جعفر و قال تأخر ياعم فأنا أحق بالصلاة علي أبي فتأخر جعفر و قداربد وجهه فتقدم الصبي وصلي عليه ودفن إلي جانب قبر أبيه .

[ صفحه 1103]

ثم قال لي يابصري هات جوابات الكتب التي معك .فدفعتها إليه و قلت في نفسي هذه علامتان اثنتان بقي الهميان . ثم خرجنا إلي جعفر و هويزفر فقال له حاجز الوشاء ياسيدي من الصبي لنقيم الحجة عليه فقال و الله مارأيته قط و لاأعرفه .فنحن

جلوس إذ قدم نفر من قم فسألوا عن الحسن بن علي ع فعرفوا موته فقالوا فمن بعده فأشار بعض الناس إلي جعفر بن علي .فسلموا عليه وعزوه وقالوا معنا كتب ومال فقل لنا ممن الكتب وكم المال فقام جعفرينفض أثوابه و يقول يريدون منا أن نعلم الغيب وخرج جعفر. قال فجاء الخادم و قال معكم كتب فلان وفلان وفلان وهميان فيه ألف دينار وعشرة دنانير فيهامطلية فدفعوا الكتب والمال وقالوا ألذي وجه بك لأخذ المال هوالإمام فإن جميع ذلك كذلك . قال أبوالأديان فعلمت صحة ماقاله الحسن ع من أمر الهميان .فدخل جعفرالكذاب علي المعتمد وكشف له وجود خلف الحسن فوجه

[ صفحه 1104]

المعتمد بخدمه فقبضوا علي صيقل الجارية وطالبوها بالصبي فأنكرته وادعت حبلا بهالتغطي حال الصبي .فسلمت إلي ابن أبي الشوارب القاضي وبلغهم موت عبد الله بن يحيي بن خاقان فجأة وخروج صاحب الزنج بالبصرة فشغلوا بذلك عن الجارية فخرجت من أيديهم والحمد لله رب العالمين

فصل

و عن ابن بابويه حدثنا أبوالعباس أحمد بن الحسين بن عبد الله بن محمد بن مهران الآبي العروضي بمرو حدثنا أبو الحسين زيد بن

عبد الله البغدادي حدثنا أبو الحسن علي بن سنان الموصلي قال حدثني أبي أنه لماقبض أبو محمد الحسن ع وفد من الجبال و من قم وفود بالأموال التي كانت تحمل علي الرسم و لم يكن عندهم خبر وفاة الحسن ع

[ صفحه 1105]

فلما أن وصلوا إلي سرمن رأي سألوا عن أبي محمد ع .فقيل لهم قدفقد قالوا فمن وارثه قالوا أخوه جعفر.فسألوا عنه فقيل خرج متنزها و قدركب زورقا في دجلة ليشرب ومعه المغنون قال فتشاور القوم وقالوا ليست هذه صفة الإمام . و قال بعضهم لبعض امض بنا حتي نرد هذه الأموال إلي أصحابها. فقال أبوالعباس محمد بن جعفرالقمي قفوا بنا حتي ينصرف هذا الرجل ونختبر أمره علي صحة. قال فلما انصرف دخلوا إليه وسلموا عليه فقالوا ياسيدنا نحن جماعة من الشيعة كنا نحمل إلي سيدنا أبي محمد ع الأموال قال وأين هي قالوا معنا قال احملوها إلي قالوا لا إن لهذه الأموال خبرا طريفا قال و ما هو.قالوا إن هذه الأموال تجمع و يكون لها من عامة الشيعة الدينار والديناران والثلاثة ثم يجعلونها في كيس ويختمون عليه وكنا إذاوردنا بالمال إلي سيدنا أبي محمد ع قال لنا جملة المال كذا وكذا من عندفلان وكذا من عندفلان

حتي يأتي علي أسماء الناس كلهم و يقول ما علي نقش الخاتم . فقال جعفركذبتم تقولون علي أخي ما لم يفعله هذاعلم الغيب قال فلما سمع القوم كلام جعفرنظر بعضهم إلي بعض فقال لهم احملوا المال إلي قالوا إنا قوم مستأجرون وكلاء وإنا لانسلم المال إلابالعلامات التي كنا نعرفها من سيدنا أبي محمد ع فإن كنت الإمام فبرهن لنا و إلارددناه

[ صفحه 1106]

إلي أصحابه يرون فيه مايرونه . قال فدخل جعفر علي الخليفة و كان بسرمن رأي فاستعدي عليهم فلما أحضروا قال الخليفة احملوا هذاالمال إلي جعفر.قالوا أصلح الله أمير المؤمنين إنا قوم مستأجرون وكلاء لأرباب هذه الأموال وهي لجماعة و قدأمرونا أن لانسلمها إلابعلامة ودلالة و قدجرت هذه العادة مع أبي محمد ع . فقال الخليفة و ماالعلامة والدلالة التي كانت مع أبي محمد ع قال القوم كان أبو محمد ع يصف الدنانير وأصحابها والأموال وكم هي فإذافعل ذلك سلمناها إليه و قدوفدنا عليه مرارا فكانت هذه علامتنا معه ودلالتنا و قدمات فإن يكن هذا الرجل صاحب هذاالأمر فليقم بما كان يقوم أخوه و إلارددناها إلي أصحابها. فقال جعفر يا أمير المؤمنين هؤلاء قوم كذابون يكذبون علي أخي و هذاعلم الغيب فقال

الخليفة القوم رسل و ما علي الرسول إلاالبلاغ المبين . قال فبهت جعفر و لم يحر جوابا فقال القوم يتطول أمير المؤمنين

[ صفحه 1107]

بإخراج أمره إلي من يبدرق بها حتي نخرج من هذه البلدة. قال فأمر لهم بنقيب فأخرجهم منها فلما أن خرجوا من البلد وانصرف النقيب خرج إليهم غلام أحسن الناس وجها كأنه خادم فنادي يافلان يافلان و يافلان بن فلان أجيبوا مولاكم .قالوا أنت مولانا قال معاذ الله أنا عبدمولاكم فسيروا إليه .قالوا فسرنا معه حتي دخلنا دار أبي محمد ع فإذا و الله القائم ع قاعد علي سرير كأنه فلقة قمر عليه ثياب خضر فسلمنا عليه فرد علينا السلام . ثم قال جملة المال كذا وكذا دينارا حمل فلان كذا وكذا لفلان وكذا لفلان و لم يزل يصف حتي وصف الجميع ثم وصف ثيابنا ورحالنا و ما كان معنا من الدواب وغيرها فخررنا سجدا لله وقبلنا الأرض بين يديه . ثم سألناه عما أردنا فأجاب فحملنا إليه الأموال فأمرنا القائم ع أن لانحمل بعدها إلي سرمن رأي شيئا من المال فإنه ينصب لنا ببغداد رجلا نحمل إليه الأموال وتخرج من عنده التوقيعات .قالوا فانصرفنا من عنده ودفع إلي أبي العباس محمد

بن جعفرالحميري القمي شيئا من الحنوط والكفن و قال له عظم الله أجرك في نفسك .

[ صفحه 1108]

قالوا فلما بلغ أبوالعباس عقبة همدان توفي رحمه الله .

فصل

و كان بعد ذلك تحمل الأموال إلي بغداد إلي النواب المنصوبين بها وتخرج من عندهم التوقيعات أولهم وكيل أبي محمد ع الشيخ عثمان بن سعيد العمري . ثم ابنه أبو جعفر محمد بن عثمان . ثم أبوالقاسم الحسين بن روح ثم الشيخ أبو الحسن علي بن محمدالسمري . ثم كانت الغيبة الطولي وكانوا كل واحد منهم يعرفون كمية المال جملة وتفصيلا ويسمون أربابها بإعلامهم ذلك من القائم ع . والخبر ألذي ذكرناه آنفا يدل علي أن خلفاء بني العباس خلفا عن سلف منذ عهد الصادق ع إلي ذلك الوقت كانوا يعرفون هذاالأمر ويطلعون علي

[ صفحه 1109]

أحوال أئمتنا فقد كانوا يرون معجزاتهم علي ماتقدم كثير منها.فلهذا كف الخليفة جعفر عن القوم وعما معهم وعما يصل إليهم من الأموال ودفع جعفرالكذاب عن مطالبتهم و لم يأمرهم بتسليمها إليه و أنه كان يحب أن يخفي هذاالأمر و لايشتهر لئلا يهتدي الناس إليهم . و قد كان جعفرحمل عشرين ألف دينار إلي الخليفة لماتوفي الحسن العسكري ع فقال

يا أمير المؤمنين تجعل لي مرتبة أخي ومنزلته . فقال الخليفة إن منزلة أخيك ليست منا إنما كانت من الله ونحن كنا نجتهد في حط منزلته والوضع منه و كان الله يأبي إلا أن يزيده كل يوم بما كان معه من الصيانة وحسن السمت والعلم وكثرة العبادة. و إن كنت عندشيعة أخيك بمنزلته فلاحاجة بك إلينا و إن لم تكن عندهم بمنزلته و لم يكن فيك ما في أخيك لم نغن عنك في ذلك شيئا

فصل

و قدخرج إلي عثمان بن سعيد العمري وابنه من صاحب الزمان ع وفقكما الله لطاعته انتهي إلينا ماذكرتما أن الميثمي أخبركما عن المختار

-روایت-1-2-روایت-3-ادامه دارد

[ صفحه 1110]

ومناظرته من لقي واحتجاجه بأنه لاخلف غير جعفر بن علي وتصديقه إياه و أناأعوذ بالله من العمي بعدالجلاء فكيف يتساقطون في الفتنة أ مايعلمون أن الأرض لاتخلو من حجة الله أ و لم يروا انتظام أئمتهم بعدنبيهم إلي أن أفضي الأمر إلي الماضي يعني الحسن بن علي ع ثم أوصي بها إلي وصي ستره الله بأمره إلي غاية فليدعوا عنهم اتباع الهوي و لايبحثوا عما ستر عنهم فيأثموا فليقتصروا منا علي هذه الجملة دون التفسير

-روایت-از قبل-431

[ صفحه 1111]

و عن عبد الله بن

جعفرالحميري قال اجتمعت أنا والشيخ أبوعمرو عثمان بن سعيد فقلت أسألك عن شيء و ما أناشاك باعتقادي أن الأرض لاتخلو من حجة رأيت الخلف . فقال إي و الله وافيته مثل ذلك وأومأ بيده قلت الاسم . قال الأمر عندالسلطان إن أبا محمدمضي و لم يخلف ولدا وقسم ميراثه وأخذه من لاحق له فيه فصبر علي ذلك و هوذا عياله يجولون ليس أحد يجسر أن يتقرب إليهم أوينيلهم شيئا فإذاوقع الاسم وقع الطلب فاتقوا الله وأمسكوا

[ صفحه 1112]

عن ذلك

وبالإسناد عن عبد الله بن جعفرالحميري قال خرج التوقيع إلي أبي جعفرالعمري في التعزية لأبيه عاش أبوك سعيدا ومات حميدا أجزل الله لك الثواب رزئت ورزئنا وأوحشك وأوحشنا و من كمال سعادته أن رزقه الله ولدا مثلك يقوم مقامه وأقول إن الأنفس طيبة لمكانك

-روایت-1-2-روایت-49-272

و كان عثمان بن سعيد وكيل العسكري ع ثم نائب القائم ع

[ صفحه 1113]

فصل

و عن أم كلثوم بنت أبي جعفرالعمري أنه حمل إلي أبيها من قم مال ينفذه إلي صاحب الأمر ع فأوصل الرسول مادفع إليه وجاء لينصرف فقال له أبو جعفر قدبقي شيء وأين هو قال لم

يبق شيء إلا و قدسلمته قال أبو جعفرامض إلي فلان القطان ألذي حملت إليه العدلين من القطن فافتق أحدهما ألذي عليه مكتوب كذا وكذا فإنه في جانبه فتحير الرجل فوجد كما قال

فصل

و عن ابن بابويه عن محمد بن محمد بن عصام الكليني عن محمد بن يعقوب الكليني عن إسحاق بن يعقوب أنه قال سألت الشيخ الكبير أبا جعفر محمد بن عثمان العمري أن يوصل لي كتابا قدسألت فيه مسائل أشكلت علي فورد التوقيع بخط مولانا صاحب الزمان ع أما ماسألت عنه أرشدك الله وثبتك من أمر المنكرين لي من أهل بيتي وبني عمنا فإنه ليس بين الله و بين أحد قرابة فمن أنكرني فليس مني وسبيله سبيل ابن نوح و أماسبيل عمي جعفر وولده فسبيل إخوة يوسف

-روایت-1-2-روایت-115-ادامه دارد

[ صفحه 1114]

و أماالفقاع فشربه حرام و لابأس بالشلماب . و أماأموالكم فما نقبلها إلالتطهروا فمن شاء فليصل و من شاء فليقطع ماآتانا الله خير مما آتاكم . و أماظهور الفرج فإنه إلي الله تعالي ذكره وكذب الوقاتون . و أماقول من زعم أن الحسين بن علي ع لم يقتل فكفر وتكذيب وضلال . و أماالحوادث الواقعة فارجعوا فيها

إلي رواة حديثنا فإنهم حجتي عليكم و أناحجة الله . و أما محمد بن عثمان العمري رضي الله عنه و عن أبيه من قبل فإنه ثقتي وكتابه كتابي و أما محمد بن علي بن مهزيار الأهوازي فسيصلح الله قلبه ويزيل عنه شكه و أما ماوصلتنا به فلاقبول عندنا إلا لماطاب وطهر وثمن المغنية حرام و كان لإسحاق جارية مغنية فباعها وبعث ثمنها إليه فرده . و أما محمد بن شاذان بن نعيم فهو رجل من شيعتنا أهل البيت . و أما أبوالخطاب محمد بن أبي زينب الأجدع فملعون وأصحابه ملعونون فلاتجالس أهل مقالتهم فإني منهم بري ء وآبائي ع منهم براء و أماالمتلبسون بأموالنا فمن استحل منها شيئا فأكله فإنما يأكل النيران . و أماالخمس فقد أبيح لشيعتنا وجعلوا منه في حل إلي وقت ظهور أمرنا لتطهر

-روایت-از قبل-1-روایت-2-ادامه دارد

[ صفحه 1115]

ولادتهم و لاتخبث . و أماندامة قوم شكوا في دين الله علي ماوصلونا به فقد أقلنا من استقال و لاحاجة لنا في صلة الشاكين . و أماعلة وقوع الغيبة فإن الله يقول يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا لا تَسئَلُوا عَن أَشياءَ إِن تُبدَ لَكُم تَسُؤكُمإنه لم يكن أحد من آبائي ع إلا و قدوقعت في عنقه بيعة لطاغية زمانه وإني أخرج حين أخرج

و لابيعة لأحد من الطواغيت في عنقي . و أماوجه الانتفاع بي في غيبتي فكالانتفاع بالشمس إذاغيبها عن الأبصار السحاب وإني لأمان لأهل الأرض كما أن النجوم أمان لأهل السماء فاغلقوا باب السؤال عما لايعنيكم و لاتتكلفوا علم ما قدكفيتم وأكثروا الدعاء بتعجيل الفرج فإن في ذلك فرجكم . و السلام عليك ياإسحاق بن يعقوب و علي من اتبع الهدي

-روایت-از قبل-686

[ صفحه 1116]

فصل

وبالإسناد عن أبي جعفر بن بابويه حدثنا محمد بن الحسن حدثناسعد بن عبد الله عن علي بن محمدالرازي المعروف بعلان الكليني حدثنا محمد بن جبرائيل الأهوازي عن ابراهيم و محمدابني الفرج عن محمد بن ابراهيم بن مهزيار أنه ورد العراق شاكا مرتابا فخرج إليه قل للمهزياري قدفهمنا ما قدحكيته عن موالينا بناحيتكم فقل لهم أ ماسمعتم قول الله جل جلاله يقول يا أَيّهَا الّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللّهَ وَ أَطِيعُوا الرّسُولَ وَ أوُليِ الأَمرِ مِنكُمهل أمر إلابما هوكائن إلي يوم القيامة أ و لم تروا أن الله جعل لكم معاقل تأوون إليها وأعلاما تهتدون بها من لدن آدم إلي أن ظهر الماضي ص كلما غاب علم بدا علم و إذاأفل نجم بدا نجم فلما قبضه الله إليه ظننتم

أن الله قدقطع السبب بينه و بين خلقه كلا ما كان ذاك و لا يكون حتي تقوم الساعة ويظهر أمر الله وهم كارهون يا محمد بن ابراهيم لايدخلك الشك فإن الله لايخلي الأرض من حجته أ ليس قال لك أبوك قبل وفاته أحضر الساعة من يعير هذه الدنانير التي عندنا فلما أبطأ ذلك عليه وخاف الشيخ علي نفسه من الوفاة قال لك عيرها علي

-روایت-1-2-روایت-198-ادامه دارد

[ صفحه 1117]

نفسك وأخرج إليك كيسا لونه كذا وعندك بالحضرة ثلاثة أكياس وصرة فيهادنانير مختلفة النقد فعيرتها وختم الشيخ عليها بخاتمه و قال لك اختم مع خاتمي فإن أعش فأنا أحق بها و إن أمت فاتق الله في نفسك أولا ثم في وخلصني وكن عندظني بك أخرج رحمك الله الدنانير التي استفضلتها من بين النقدين من حسابنا وهي بضعة عشر دينارا واسترد من قبلك فإن الزمان أصعب مما كان وحسبنا الله ونعم الوكيل

-روایت-از قبل-406

فصل

وبالإسناد عن محمد بن ابراهيم قال قدمت العسكر زائرا فقصدت الناحية فلقيتني امرأة فقالت أنت محمد بن ابراهيم قلت نعم قالت انصرف فإنك لاتصل في هذاالوقت وارجع الليلة فإن الباب مفتوح لك فادخل الدار واقصد البيت

ألذي فيه السراج ففعلت وقصدت الباب فإذا هومفتوح فدخلت الدار وقصدت البيت ألذي وصفته فإذا أنا بين القبرين أنحب وأبكي إذ سمعت صوتا و هو يقول

-روایت-1-2-روایت-40-ادامه دارد

[ صفحه 1118]

يا محمداتق الله وتب من كل ما أنت عليه فقد قلدت أمرا عظيما

-روایت-از قبل-68

فصل

و عن ابن بابويه حدثنا أبو جعفر محمد بن محمدالخزاعي حدثنا أبو علي بن أبي الحسين الأسدي عن أبيه رض قال ورد علي توقيع من الشيخ أبي جعفر محمد بن عثمان العمري ابتداء لم يتقدمه سؤال بسم الله الرحمن الرحيم لعنة الله والملائكة و الناس أجمعين علي من استحل من مالنا درهما قال الأسدي فوقع في نفسي أن ذلك فيمن استحل محرما فأي فضل في ذلك للحجة علي غيره قال فو ألذي بعث محمدا بالحق بشيرا لقد نظرت بعد ذلك في التوقيع فوجدته قدانقلب إلي ما كان في نفسي بسم الله الرحمن الرحيم لعنة الله والملائكة و الناس أجمعين علي من أكل من مالنا درهما حراما قال الخزاعي أخرج إلينا الأسدي هذاالتوقيع حتي نظرنا إليه وقرأناه

-روایت-1-2-روایت-115-651

و عن أبي الحسين الأسدي فيما ورد علي أبي جعفرالعمري في جواب مسائله أما ماسألت عنه من أمر المولود ألذي نبتت

قلفته بعد مايختن مرة أخري

-روایت-1-2-روایت-29-ادامه دارد

[ صفحه 1119]

فإنه يجب أن تقطع قلفته فإن الأرض تضج إلي الله عز و جل من بول الأقلف أربعين صباحا و أما من لم يكن من أولاد عبدة الأصنام والنار فإنه جائز له أن يصلي والنار والصورة والسراج بين يديه و لايجوز ذلك لمن كان من أولاد عبدة النار والأصنام

-روایت-از قبل-255

فصل

و عن ابن بابويه حدثنا علي بن محمد بن متيل حدثني عمي جعفر بن أحمد بن متيل قال دعاني أبو جعفرالعمري فأخرج إلي ثويبات معلمة وصرة فيهادراهم . فقال يحتاج أن تصير بنفسك إلي واسط في هذاالوقت وتدفع مادفعته إليك إلي أول رجل يلقاك عندصعودك من المركب إلي الشط بواسط. قال فداخلني من ذلك غم شديد فقلت مثلي يرسل في مثل هذاالأمر ويحمل هذاالشي ء الوتح قال فخرجت إلي واسط وصعدت من المركب فأول رجل تلقاني سألته عن الحسن بن محمد بن قطاة الصيدلاني وكيل الوقف بواسط

[ صفحه 1120]

فقال أنا هو من أنت قلت جعفر بن محمد بن متيل . قال فعرفني باسمي وسلم علي وسلمت عليه وتعانقنا فقلت له أبو جعفرالعمري يقرأ عليك السلام ودفع إلي الثويبات و هذه الصرة لأسلمها إليك فقال الحمد

لله فإن محمد بن عبد الله الحائري قدمات وخرجت لأصلح كفنه فحل الثياب فإذاهي مايحتاج إليه من حبر وثياب وكافور و في الصرة كري الحمالين والحفار. قال فشيعنا جنازته وانصرفت . و عن أبي جعفرالأسود أن أبا جعفرالعمري قدحفر لنفسه قبرا وسواه بالساج فسألته عن ذلك فقال أمرت أن أجمع أمري فمات بعدشهرين

فصل

و عن ابن بابويه حدثنا علي بن محمد بن متيل عن عمه جعفر بن أحمد بن متيل لماحضرت أبا جعفرالعمري الوفاة كنت جالسا عندرأسه أسائله

[ صفحه 1121]

وأحدثه و أبوالقاسم بن روح عندرجليه .فالتفت إلي و قال قدأمرت أن أوصي إلي أبي القاسم الحسين بن روح .فقمت من عندرأسه وأخذت بيد أبي القاسم بن روح فأجلسته في مكاني وقعدت عندرجليه . قال و قال علي بن محمد بن متيل كانت امرأة يقال لها زينب وكانت من أهل آبه وكانت امرأة محمد بن عبدل الآبي معها ثلاثمائة دينار وصارت إلي عمي جعفر بن أحمد بن متيل فقالت أحب أن أسلم هذاالمال من يدي إلي يد الشيخ أبي القاسم بن روح فأنفذني معها أترجم عنها. فلما دخلت علي أبي القاسم قال بلسان آوي فصيح لها

زينب چونا خويذا كوابذا چون استه ومعناه كيف أنت وكيف كنت و ماحال صبيانك .فاستغنت عن الترجمان وسلمت المال إليه

[ صفحه 1122]

فصل

و عن أبي علي بن همام قال أنفذ محمد بن علي الشلمغاني العزاقري إلي الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح يسأله أن يباهله و قال إنما أناصاحب الرجل و قدأمرت بإظهار العلم و قدأظهرته باطنا وظاهرا فباهلني .فأنفذ إليه ابن روح أينا تقدم صاحبه فهو المخصوم فتقدم العزاقري فقتل وصلب وأخذ معه ابن أبي عون و ذلك في سنة ثلاث وعشرين وثلاثمائة. و قال أبو عبد الله بن سورة القمي عن رجل متهجد في الأهواز يسمي سرور أنه قال كنت أخرس لاأتكلم فحملني أبي وعمي وسني إذ ذاك ثلاث عشرة أوأربع عشرة إلي الشيخ أبي القاسم بن روح رضي الله عنه فسألاه أن يسأل الحضرة أن يفتح الله لساني .

[ صفحه 1123]

فذكر الشيخ أبوالقاسم إنكم أمرتم بالخروج إلي الحائر. قال سرور فخرجنا إلي الحائر فاغتسلنا وزرنا فصاح أبي أوعمي ياسرور فقلت بلسان فصيح لبيك فقال تكلمت فقلت نعم . قال ابن سورة ونسيت نسبه و كان سرور هذارجلا ليس جهوري الصوت

فصل

و عن ابن بابويه حدثنا الحسين بن علي بن محمدالقمي المعروف بأبي علي البغدادي قال كنت ببخاري فدفع إلي المعروف بابن جابشير عشر سبائك ذهب وأمر أن

أسلمها بمدينة السلام إلي أبي القاسم بن روح .فحملتها معي فلما بلغت مفازة أموية ضاعت مني سبيكة و لم أعلم بذلك حتي دخلت مدينة السلام

[ صفحه 1124]

فأخرجت السبائك لأسلمها فوجدتها قدنقصت واحدة منها فاشتريت سبيكة مكانها بوزنها من مالي وأضفتها إلي التسع سبائك ثم دخلت علي الشيخ أبي القاسم بن روح فوضعت السبائك عنده . فقال لي خذ تلك السبيكة التي اشتريتها وأشار إليها بيده فإن السبيكة التي ضيعتها قدوصلت إلينا وهي ذا هي . ثم أخرج تلك السبيكة التي كانت ضاعت مني فنظرت إليها وعرفتها

فصل

و عن ابن بابويه حدثنا أبو جعفر محمد بن علي الأسود قال سألني أبوك أن أسأل أباالقاسم الروحي أن يسأل مولانا صاحب الزمان ع ليدعو الله أن يرزقه ولدا ذكرا.فسألته فأخبرني بعدثلاثة أيام أنه قددعا لعلي بن الحسين و أنه سيولد له ولد مبارك ينفع الله به وبعده أولاد. قال وسألته في أمري أن يدعو لي أن أرزق ولدا ذكرا. فقال ليس إلي هذاسبيل فولد لعلي بن الحسين و لم يولد لي .

[ صفحه 1125]

قال ابن بابويه حدثنا الحسين بن علي بن محمدالمعروف بأبي علي البغدادي قال رأيت في تلك السنة بمدينة السلام امرأة تسأل عن وكيل مولانا ع

من هوفأخبرها بعض القميين أنه أبوالقاسم الحسين بن روح وأشار لها إليه و أناعنده فقالت له أيها الشيخ أي شيءمعي . فقال مامعك اذهبي فألقيه في دجلة ثم ائتيني حتي أخبرك . قال فذهبت المرأة وحملت ما كان معها فألقته في دجلة ثم رجعت ودخلت إلي أبي القاسم الروحي و أناعنده . فقال أبوالقاسم لمملوكته أخرجي إلي الحقة فأخرجت إليه الحقة فقال للمرأة هذه الحقة التي كانت معك ورميت بها في دجلة أخبرك بما فيهاأم تخبريني قالت بل تخبرني أنت قال في هذه الحقة زوج سوار ذهب وحلقة كبيرة فيهاجواهر وخاتمان أحدهما فيروزج والآخر عقيق . و كان الأمر كماذكر لم يغادر منه شيئا ثم فتح الحقة فعرض علي ما فيها ونظرت المرأة إليه فقالت هذه التي حملتها بعينها ورميت بها في دجلة.

[ صفحه 1126]

فغشي علي و علي المرأة لماشاهدناه من صدق الدلالة والعلامة. ثم قال الحسين بن علي أشهد عند الله يوم القيامة بما حدثت به كماذكرته لم أزد فيه و لم أنقص منه

فصل

و عن ابن بابويه حدثنا أبو جعفر محمد بن علي بن أحمد بن بزرج بن عبد الله بن منصور بن يونس بزرج صاحب الصادق ع قال سمعت محمد

بن الحسن الصيرفي المقيم بأرض بلخ يقول أردت الخروج إلي الحج و كان معي مال بعضه ذهب وبعضه فضة فجعلت ما كان معي من ذهب سبائك و ما كان معي من فضة نقرا و كان قددفع ذلك

[ صفحه 1127]

المال إليه ليسلمه إلي الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح . قال فلما نزلت سرخس ضربت خيمتي علي موضع فيه رمل وجعلت أميز تلك السبائك والنقر فسقطت سبيكة من تلك السبائك وغاصت في الرمل و أنا لاأعلم . قال فلما دخلت همدان ميزت تلك السبائك والنقر مرة أخري اهتماما مني بحفظها ففقدت منها سبيكة وزنها مائة مثقال وثلاثة مثاقيل أو قال ثلاث وسبعون مثقالا. قال فسبكت من مالي مكانها بوزنها وجعلتها بين السبائك و لماوردت مدينة السلام قصدت الشيخ أباالقاسم الحسين بن روح وسلمت إليه ما كان معي من السبائك والنقر فمد يده من بين السبائك إلي السبيكة التي كنت سبكتها من مالي بدلا مما ضاع مني فرمي بهاإلي و قال لي ليست هذه السبيكة لنا سبيكتنا ضيعتها بسرخس حيث ضربت الخيمة في الرمل فارجع إلي مكانك وانزل حيث نزلت واطلب السبيكة هناك تحت الرمل فإنك ستجدها

وستعود إلي هاهنا و لاتراني . قال فرجعت إلي سرخس ونزلت حيث كنت نزلت ووجدت السبيكة تحت الرمل و قدنبت عليها الحشيش فأخذت السبيكة وانصرفت إلي بلدي . فلما كان بعد ذلك حججت ومعي السبيكة فدخلت مدينة السلام و قد كان الشيخ أبوالقاسم توفي رضي الله عنه . ولقيت الشيخ أبا الحسن علي بن محمدالسمري وطلب مني السبيكة فسلمتها إليه

[ صفحه 1128]

فصل

و عن ابن بابويه حدثنا أبو الحسن صالح بن شعيب الطالقاني حدثنا أبو عبد الله أحمد بن ابراهيم بن مخلد قال حضرت بغداد عندالمشايخ فقال الشيخ أبو الحسن علي بن محمدالسمري ابتداء منه رحم الله علي بن الحسين بن موسي بن بابويه القمي . قال وكتب المشايخ تاريخ ذلك اليوم فورد الخبر أنه توفي في ذلك اليوم ومضي أبو الحسن السمري في النصف من شعبان سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة

و قال ابن بابويه أنبأنا أبو محمد الحسن بن أحمدالمكتب قال كنت بمدينة السلام في السنة التي توفي بها أبو الحسن السمري فحضرته قبل وفاته بأيام فأخرج إلي الناس توقيعا نسخته

-روایت-1-2-روایت-66-ادامه دارد

[ صفحه 1129]

بسم الله الرحمن الرحيم يا علي بن محمدأعظم الله أجر إخوانك فيك فإنك ميت

مابينك و بين ستة أيام فاجمع أمرك و لاتوص إلي أحد يقوم مقامك بعدوفاتك فقد وقعت الغيبة التامة و لاظهور إلا بعدإذن الله و ذلك بعدطول الأمد وقسوة القلوب وامتلاء الأرض جورا وسيأتي شيعتي من يدعي المشاهدة ألا فمن ادعي المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو كاذب مفتر و لاحول و لاقوة إلابالله العلي العظيم قال فنسخنا هذاالتوقيع وخرجنا من عنده فلما كان اليوم السادس عدنا إليه و هويجود بنفسه

-روایت-از قبل-500

فصل

و عن ابن بابويه حدثنا أبي حدثناسعد بن عبد الله عن أبي حامد المراغي عن محمد بن شاذان بن نعيم قال بعث رجل من أهل بلخ بمال ورقعة ليس فيهاكتابة قدخط فيهابإصبعه كماتدور من غيركتابة و قال للرسول

[ صفحه 1130]

احمل هذاالمال فمن أخبرك بقصته وأجاب عن الرقعة فأوصل إليه المال فصار الرجل إلي العسكر وقصد جعفرا وأخبره الخبر. فقال له جعفر أتقر بالبداء فقال الرجل نعم قال إن صاحبك قدبدا له و قدأمرك أن تعطيني المال فقال له الرسول لايقنعني هذاالجواب .فخرج من عنده وجعل يدور علي أصحابنا فخرجت إليه رقعة قال هذامال قد كان غرر به و كان فوق صندوق فدخل اللصوص البيت وأخذوا

ما في الصندوق وسلم المال وردت عليه الرقعة و قدكتب فيها كماتدور سألت الدعاء فعل الله بك وفعل . عن سعد بن عبد الله قال قال لي علي بن محمدالشمشاطي خرجت زائرا إلي العسكر و أنا في المسجد إذ دخل علي غلام فقال قم .

[ صفحه 1131]

فقلت من أنا و إلي أين أقوم قال أنت علي بن محمد رسول جعفر بن ابراهيم اليماني قم إلي المنزل و ما كان علم أحد من أصحابنا بموافاتي .فقمت إلي منزله فاستأذنت في أن أزور من داخل فأذن لي . و قال سعد حدثنا أبوالقاسم بن أبي حليس اعتللت بسرمن رأي علة شديدة أشرفت بها علي الموت فأطليت مستعدا للموت .فبعث إلي ببستوقة فيهابنفسجين وأمرت بأخذه فما فرغت حتي أفقت . و عن جعفر بن عمرو خرجت إلي العسكر وأم أبي محمد ع في الحياة ومعي جماعة فوافينا العسكر.

[ صفحه 1132]

فكتب أصحابي يستأذنون في الزيارة من داخل باسم رجل رجل فقلت لهم لاتكتبوا اسمي فإني لاأستأذن فتركوا اسمي فخرج التوقيع ادخلوا و من أبي أن يستأذن . و عن أبي جعفرالمروزي بعثنا مع رجل إلي العسكر شيئا فعمد ودس فيما معه رقعة من غيرعلمنا فردت عليه

الرقعة بلا جواب . قال و كان بقم رجل بزاز مؤمن و له شريك مرجئ فوقع بينهما ثوب نفيس فقال المؤمن يصلح هذاالثوب لمولاي . فقال شريكه لست أعرف مولاك ولكن افعل بالثوب ماتحب . فلما وصل الثوب شقه ع بنصفين طولا فأخذ نصفه ورد النصف و قال لاحاجة لنا في مال المرجئ

[ صفحه 1133]

باب في العلامات الحزينة الدالة علي صاحب الزمان وآبائه ع
اشاره

أخبرنا جماعة عن جعفرالدوريستي عن أبيه حدثنا أبو جعفر بن بابويه حدثنا محمد بن ابراهيم بن إسحاق عن عبدالعزيز بن يحيي الجلودي عن الحسين بن معاذ عن قيس بن حفص عن يونس بن أرقم عن أبي سيار الشيباني عن الضحاك بن مزاحم عن النزال بن سبرة قال خطبنا علي بن أبي طالب ع فقال سلوني قبل أن تفقدوني ثلاثا فقام صعصعة بن صوحان فقال يا أمير المؤمنين متي يخرج الدجال فقال ماالمسئول عنه بأعلم من السائل ولكن لذلك علامات وهيئات يتبع بعضها بعضا و إن علامات ذلك إذاأمات الناس الصلاة وأضاعوا الأمانة واستحلوا الكذب وأكلوا الربا وشيدوا البنيان وباعوا الدين بالدنيا واستعملوا السفهاء وشاوروا النساء وقطعوا الأرحام واتبعوا الأهواء واستخفوا بالدماء و كان الحلم ضعفا والظلم فخرا وكانت الأمراء فجرة والوزراء ظلمة والعرفاء خونة والقراء فسقة

وظهرت شهادة الزور واستعلن الفجور وقول البهتان والإثم والطغيان

-روایت-1-2-روایت-258-ادامه دارد

[ صفحه 1134]

وحليت المصاحف وزخرفت المساجد وطولت المنارة وأكرم الأشرار وازدحمت الصفوف واختلفت القلوب ونقضت العهود واقترب الموعود وشارك النساء أزواجهن في التجارة حرصا علي الدنيا وعلت أصوات الفساق واستمع منهم و كان رئيس القوم أرذلهم واتقي الفاجر مخافة شره وصدق الكاذب واؤتمن الخائن واتخذت القينات والمعازف ولعن آخر هذه الأمة أولها وركب ذوات الفروج السروج وتشبه الرجال بالنساء والنساء بالرجال وشهد شاهد من غير أن يستشهد وشهد الآخر قضاء لذمام من غيرحق عرفه وتفقه لغير الدين وآثروا عمل الدنيا علي عمل الآخرة ولبسوا جلود الضأن علي قلوب الذئاب وقلوبهم أنتن من الجيف وأمر من الصبر فعند ذلك الوحا الوحا العجل العجل خير المساكن يومئذ بيت المقدس ليأتين علي الناس زمان يتمني أحدهم أنه من سكانه

-روایت-از قبل-736

[ صفحه 1135]

فصل

ثم قام الأصبغ بن نباتة بعد ذلك إلي علي ع فقال يا أمير المؤمنين من الدجال فقال الدجال صائد بن الصائد فالشقي من صدقه والسعيد من كذبه يخرج من بلدة يقال لها أصفهان من قرية تعرف باليهودية عينه اليمني ممسوحة والعين

الأخري في جبهته تضي ء كأنها كوكب الصبح فيهاعلقة كأنها ممزوجة بالدم بين عينيه مكتوب كافر يقرأه كل كاتب وأمي يخوض البحار وتسير معه الشمس بين يديه جبل من دخان وخلفه جبل أبيض يري الناس أنه طعام يخرج حين يخرج في قحط شديد تحته حمار أقمر خطوة حماره ميل تطوي له الأرض منهلا منهلا لايمر بماء إلاغار إلي يوم القيامة ينادي بأعلي صوته يسمع ما بين الخافقين من الجن والإنس والشياطين يقول

-روایت-1-2-روایت-3-ادامه دارد

[ صفحه 1136]

إلي أوليائي أنا ألذي خلق فسوي وقدر فهدي أناربكم الأعلي وكذب عدو الله إنه أعور يطعم الطعام ويمشي في الأسواق و إن ربكم جل و عز ليس بأعور و لايطعم الطعام و لايمشي في الأسواق و لايزول ألا و إن أكثر أتباعه يومئذ أولاد الزنا وأصحاب الطيالسة الخضر يقتله الله بالشام علي عقبة تعرف بعقبة أفيق لثلاث ساعات من يوم الجمعة علي يد من يصلي المسيح عيسي ابن مريم خلفه ألا و إن بعد ذلك الطامة الكبري

-روایت-از قبل-420

فصل

قالوا قلنا يا أمير المؤمنين و ما ذلك قال ع خروج دابة الأرض من عندالصفا معها خاتم سليمان وعصا موسي يضع الخاتم علي وجه كل مؤمن

فينطبع فيه هذامؤمن حقا ويضعه علي وجه كل كافر فينطبع فيه هذاكافر حقا حتي أن المؤمن لينادي الويل لك ياكافر و أن الكافر لينادي طوبي لك يامؤمن وددت أني اليوم مثلك فأفوز فوزا عظيما

-روایت-1-2-روایت-3-ادامه دارد

[ صفحه 1137]

ثم ترفع الدابة رأسها فيراها من بين الخافقين بإذن الله بعدطلوع الشمس من مغربها فعند ذلك ترفع التوبة فلاتوبة تقبل و لاعمل يرفع و لاينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أوكسبت في إيمانها خيرا ثم قال ع لاتسألوني عما يكون بعد هذافإنه عهد إلي حبيبي ص ألا أخبر به غيرعترتي

-روایت-از قبل-295

فصل

قال النزال بن سبرة فقلت لصعصعة بن صوحان ماعني أمير المؤمنين بهذا القول فقال إن ألذي يصلي عيسي ابن مريم خلفه هوالثاني عشر من العترة التاسع من ولد الحسين بن علي ع و هوالشمس الطالعة من مغربها يظهر عندالركن والمقام فيطهر الأرض ويضع ميزان العدل فلايظلم أحد أحدا فأخبر أمير المؤمنين ع أن حبيبه رسول الله ص عهد إليه أن لايخبر بما يكون بعد ذلك غيرعترته الأئمة ع

[ صفحه 1138]

فصل

والمخالفون من أصحاب الحديث يروون عن نافع عن ابن عمر الخبر في الدجال وغيبته وبقائه المدة الطويلة وخروجه في آخر الزمان علي مانذكره من بعد هذاالفصل وهم لايصدقون بأمر القائم ع و أنه يغيب مدة طويلة ثم يظهر فيملأ الأرض قسطا كماملئت جورا مع نص النبي والأئمة ع باسمه وكنيته ونسبه وإخبارهم بطول غيبته إرادة لإطفاء نور الله وإبطالا لأمر وليه ويأبي الله إلا أن يتم نوره و لوكره المشركون . وأكثر مايحتجون به في دفعهم لأمر الحجة ع أنهم يقولون لم نرو هذه الأخبار التي تروونها في شأنه و لانعرفها وكذا يقول من يجحد بنبيناص والبراهمة واليهود والنصاري أنه ماصح عندنا مما تروونه من معجزاته

ودلائله و لانعرفها فنعتقد بطلان أمره لهذه الجهة. ومتي لزمنا مايقولون لزمهم ماتقوله هذه الطوائف وهم أكثر عددا منهم . ونقول لهم لونظرتم في أخبارنا في المهدي ع ونظر مخالفو الإسلام في أخبار المسلمين في النبي ص لعلمتم وعلموا الحق من النبوة والشريعة والإمامة و مايتعلق بها

فصل

و قدأخبرنا جماعة من أصحاب الحديث بأصبهان وجماعة منهم من همدان وخراسان سماعا وإجازة عن مشايخهم الثقات بأسانيد مختلفة عن أبي بكر محمد

-روایت-1-2

[ صفحه 1139]

بن عمرو بن عثمان بن الفضل العقيلي الفقيه عن أبي عمرو محمد بن جعفر بن المظفر و عبد الله بن محمد بن موسي بن كعب الصيداني أبوسعيد و عبد الله بن محمد بن عبدالرحمن الرازي و أبو الحسن محمد بن عبد الله بن صبيح الجوهري حدثنا أبويعلي أحمد بن المثني الموصلي عن عبدالأعلي بن حماد النرسي عن أيوب عن نافع عن ابن عمر قال إن النبي ص صلي ذات يوم الفجر بأصحابه ثم قام مع أصحابه حتي أتي باب دار بالمدينة وطرق الباب فخرجت إليه امرأة فقالت ماتريد يا أباالقاسم فقال ص ياأم عبد الله استأذني لي عليه قالت يا أباالقاسم ماتصنع بعبد الله فو الله إنه لمجهود في

عقله يحدث في ثوبه وإنه ليراودني علي الأمر العظيم فقال استأذني لي عليه قالت أ علي ذمتك قال نعم وقالت ادخل فدخل

-روایت-342-ادامه دارد

[ صفحه 1140]

فإذا هو في قطيفة يهينم فيهافقالت أمه اسكت واجلس هذا محمد قدأتاك فسكت وجلس فقال للنبي ص مالها لعنها الله لوتركتني لأخبرتكم أ هو هو فقال له النبي ماتري قال أري حقا وباطلا وأري عرشا علي الماء فقال قل أشهد أن لاإله إلا الله وأني رسول الله فقال بل أشهد أن لاإله إلا الله وأني رسول الله فما جعلك الله في ذلك أحق مني فلما كان في اليوم الثاني صلي بأصحابه الفجر ثم نهض ونهضوا معه حتي طرق الباب فقالت أمه ادخل فدخل فإذا هو في نخلة يغرد فيهافقالت له أمه اسكت وانزل هذا محمد قدأتاك فسكت فقال للنبي ص مالها قاتلها الله لوتركتني لأخبرتكم أ هو هو

-روایت-از قبل-1-روایت-2-ادامه دارد

[ صفحه 1141]

فلما كان اليوم الثالث صلي بأصحابه الفجر ثم نهض ونهضوا معه حتي أتوا ذلك المكان فإذا هو في غنم ينعق بهافقالت له أمه اسكت واجلس هذا محمد قدأتاك فسكت و قدكانت آيات نزلت في ذلك اليوم

من سورة الدخان فقرأها بهم النبي ص في صلاة الغداة ثم قال اشهد أن لاإله إلا الله وأني رسول الله فقال بل أشهد أن لاإله إلا الله وأني رسول الله فما جعلك الله بذلك أحق مني فقال النبي ص إني خبأت لك خبيئا فما هو قال الدخ الدخ فقال النبي ص اخسأ اخسأ إنك لن تعدو أجلك ولن تبلغ أملك ولن تنال إلا ماقدر لك

-روایت-از قبل-1-روایت-2-ادامه دارد

[ صفحه 1142]

ثم قال النبي لأصحابه مابعث الله نبيا إلا و قدأنذر قومه الدجال و إن الله أخره إلي يومكم هذافمهما تشابه عليكم من أمره فإن ربكم ليس بأعور وإنه يخرج علي حمار عرض ما بين أذنيه ميل يخرج ومعه جنة ونار وجبل من خبز ونهر من ماء أكثر أتباعه اليهود والنساء والأعراب يدخل آفاق الأرض كلها إلامكة ولابتيها والمدينة ولابتيها

-روایت-از قبل-337

[ صفحه 1143]

فصل

و من العجب أن المخالفين يروون

عن النبي ص في أمر عمار أنه تقتله الفئة الباغية

-روایت-1-2-روایت-3-55

و في علي ع أنه تخضب لحيته من دم رأسه

-روایت-1-2-روایت-3-48

و في الحسين ع أنه مقتول بالسيف

-روایت-1-2-روایت-3-40

و في الحسن ع أنه مقتول بالسم

-روایت-1-2-روایت-3-38

و لايصدقون فيما أخبر به من أمر القائم ع ووقوع الغيبة

والتعيين عليه باسمه ونسبه و هوص صادق في جميع ذلك . وأعجب من هذا

رواية مخالفينا أن عيسي مر بأرض كربلاء فرأي عدة من الظباء هناك مجتمعة فأقبلت إليه وهي تبكي و أنه جلس وجلس الحواريون ثم بكي وهم لايدرون لم جلس و لم يبكي فقالوا ياروح الله مايبكيك قال أتعلمون أي أرض هذه قالوا لا قال هذه أرض يقتل فيهافرخ رسول الله أحمد وفرخ الحرة الطاهرة البتول شبيهة أمي ويلحد فيها وهي أطيب من المسك لأنها طينة الفرخ المستشهد وهكذا تكون طينة الأنبياء وأولاد الأنبياء فهذه الظباء تكلمني وتقول إنها ترعي في هذه الأرض شوقا إلي تربة الفرخ المبارك ثم ضرب بيده علي بعر تلك الظباء فشمها و قال أللهم أبقها أبدا حتي يشمها أبوه فتكون له عزاء وسلوة وبكي

-روایت-1-2-روایت-17-611

.

[ صفحه 1144]

وأخبر بقصتها علي بن أبي طالب ع لمامر بكربلاء فتصدقون أن بعر تلك الظباء بقي زيادة علي ستمائة عام لم تغيره الأمطار والرياح و لاتصدقون بأن القائم من آل محمد ع يبقي حتي يظهر فيملأ الأرض قسطا وعدلا وتروون أنه يكون المهدي

فصل

وسياق ذلك الخبر علي لفظه يروي عن مشيخة المخالفين عن شيخ لأصحاب الحديث بالري يعرف بأبي

علي بن عبدربه قال حدثنا أحمد بن يحيي بن زكريا القطان حدثنابكر بن عبد الله بن حبيب عن تميم بن بهلول عن علي بن عاصم عن الحصين بن عبدالرحمن عن مجاهد عن ابن عباس وتروي عن شيخ لهم بأصفهان يعرف بأبي بكر بن مردويه بإسناده عن ابن عباس قال كنت مع علي بن أبي طالب ع في خرجته إلي صفين فلما نزل بنينوي و هوشط الفرات قال بأعلي صوته يا ابن عباس

-روایت-1-2-روایت-360-ادامه دارد

[ صفحه 1145]

أتعرف هذاالموضع قلت نعم قال لوعرفته كمعرفتي لم تكن تجوزه حتي تبكي كبكائي قال فبكي طويلا حتي اخضلت لحيته وسالت الدموع علي صدره وبكينا معه و هو يقول أوه أوه ما لي ولآل أبي سفيان ما لي ولآل حرب حزب الشيطان وأولياء الكفر صبرا أبا عبد الله فقد لقي أبوك مثل ألذي تلقي منهم ثم دعا بماء فتوضأ وضوء الصلاة فصلي ماشاء الله أن يصلي ثم ذكر نحو كلامه الأول إلا أنه نعس عندانقضاء صلاته ساعة ثم انتبه فقال يا ابن عباس فقلت ها أناذا قال أ لاأحدثك بما رأيت في منامي آنفا عندرقدتي قلت نامت عيناك ورأيت

خيرا قال رأيت كأني برجال بيض قدنزلوا من السماء معهم أعلام بيض قدتقلدوا سيوفهم وهي بيض تلمع و قدخطوا حول هذه الأرض خطة ثم رأيت كأن هذه النخيل و قدضربت بأغصانها الأرض وهي تضطرب بدم عبيط وكأني بالحسين سخلي وفرخي وبضعتي قدغرق فيه يستغيث فلايغاث

-روایت-از قبل-1-روایت-2-ادامه دارد

[ صفحه 1146]

وكأن الرجال البيض الذين نزلوا من السماء ينادونه ويقولون صبرا آل الرسول فإنكم تقتلون علي أيدي شرار الناس و هذه الجنة يا أبا عبد الله إليك مشتاقة ثم يعزونني ويقولون يا أبا الحسن أبشر فقد أقر الله به عينك يوم القيامة يوم يقوم الناس لرب العالمين ثم انتبهت هكذا و ألذي نفسي بيده لقد حدثني الصادق المصدق أبوالقاسم ص أني سأراها في خروجي إلي أهل البغي علينا و هذه أرض كرب وبلاء يدفن فيها الحسين وسبعة عشر رجلا كلهم من ولدي وولد فاطمة وأنها لفي السماوات معروفة تذكر أرض كرب وبلاء كماتذكر بقعة الحرمين وبقعة بيت المقدس ثم قال يا ابن عباس اطلب لي حولنا بعر الظباء فو الله ماكذبت و لاكذبت و لاكذبني قط وهي مصفرة لونها لون الزعفران قال ابن عباس فطلبتها فوجدتها مجتمعة فناديته يا أمير المؤمنين قدأصبتها علي الصفة التي وصفتها فقال علي صدق

الله وصدق رسوله ثم قال يهرول إلينا فحملها وشمها فقال هي هي بعينها أتعلم يا ابن عباس ما هذه الأباعر هذه قدشمها عيسي ابن مريم و قال هذاالطيب لمكان حشيشها وتكلم بكل ماقدمناه إلي أن قال أللهم فأبقها أبدا حتي يشمها أبوه فتكون له عزاء قال فبقيت إلي يوم الناس هذا ثم قال علي أللهم يارب عيسي ابن مريم لاتبارك في قتلته والحامل عليه والمعين عليه والخاذل له

-روایت-از قبل-1-روایت-2-ادامه دارد

[ صفحه 1147]

ثم بكي طويلا فبكينا معه حتي سقط لوجهه مغشيا عليه ثم أفاق وأخذ البعر وصره في ردائه وأمرني أن أصرها كذلك ثم قال إذارأيتها تنفجر دما عبيطا فاعلم أن أبا عبد الله قدقتل بها ودفن قال ابن عباس لقد كنت أحفظها و لاأحلها من طرف كمي فبينا أنا في البيت نائم و قدخلا عشر المحرم إذ انتبهت فإذاتسيل دما فجلست و أناباك فقلت قتل الحسين و ذلك عندالفجر فرأيت المدينة كأنها ضباب ثم طلعت الشمس وكأنها منكسفة وكأن علي الجدران دما فسمعت صوتا يقول و أناباك

-روایت-از قبل-477

اصبروا آل الرسول || قتل الفرخ البجول

نزل الروح الأمين || ببكاء وعويل

ثم بكي

وبكيت ثم حدثت الذين كانوا مع الحسين فقالوا لقد سمعنا ماسمعت ونحن في المعركة فكنا نري أنه الخضر ع

-روایت-1-115

[ صفحه 1148]

باب العلامات الكائنة قبل خروج المهدي ومعه ع
اشاره

قال النبي ص عشر علامات قبل الساعة لابد منها السفياني والدجال والدخان والدابة وخروج القائم وطلوع الشمس من مغربها ونزول عيسي ابن مريم وخسف بالمشرق وخسف بجزيرة العرب ونار تخرج من قعر عدن تسوق الناس إلي المحشر

-روایت-1-2-روایت-18-232

و قال ص يخرج بقزوين رجل اسمه اسم نبي فيسرع الناس إلي طاعته المشرك والمؤمن يملأ الجبال خوفا

-روایت-1-2-روایت-13-107

و قال ص طوبي لمن أدرك زمان قائم أهل بيتي و هومعتقد به قبل قيامه ويتولي وليه ويتبرأ من عدوه ويتولي الأئمة الهادية من قبله أولئك أكرم خلق

-روایت-1-2-روایت-13-ادامه دارد

[ صفحه 1149]

الله علي

-روایت-از قبل-14

و قال ص سيأتي قوم من بعدكم الرجل منهم له أجر خمسين منكم قالوا يا رسول الله نحن كنا معك ببدر وأحد وحنين ونزل فينا القرآن قال إنكم إن تحملوا ماحملوا لم تصبروا صبرهم

-روایت-1-2-روایت-13-182

و عن حذيفة قال سمعت النبي ص و قدذكر المهدي فقال إنه يبايع بين الركن والمقام اسمه محمد و عبد الله والمهدي فهذه أسماؤه ثلاثتها

-روایت-1-2-روایت-19-142

و قال ص لاتقوم الساعة حتي يخرج نحو من

ستين كذابا

-روایت-1-2-روایت-13-58

فصل

و قال أمير المؤمنين ع و هو علي المنبر يخرج رجل من ولدي في آخر الزمان

-روایت-1-2-روایت-3-ادامه دارد

[ صفحه 1150]

أبيض مشرب حمرة مندح البطن عريض الفخذين عظيم مشاش المنكبين بظهره شامتان شامة علي لون جلده وشامة علي شبه شامة النبي ص له اسمان اسم يخفي واسم يعلن فأما ألذي يخفي فأحمد و أما ألذي يعلن فمحمد فإذاهز رايته أضاء لها ما بين المشرق والمغرب ويضع يده علي رءوس العباد فلايبقي مؤمن إلاصار قلبه أشد من زبر الحديد وأعطاه الله قوة أربعين رجلا و لايبقي ميت إلادخلت عليه تلك الفرحة في قبره وهم يتزاورون في قبورهم ويتباشرون بقيام القائم

-روایت-از قبل-466

و قال ع يخرج ابن آكلة الأكباد من الوادي اليابس و هو رجل ربعة وحش الوجه ضخم الهامة بوجهه أثر جدري إذارأيته حسبته أعور واسمه عثمان وأبوه عنبسة و هو من ولد أبي سفيان حتي يأتي أرضا ذات قرار ومعين فيستوي علي منبرها

-روایت-1-2-روایت-13-233

[ صفحه 1151]

و قال ع إذااختلف رمحان في الشام فهو آية من آيات الله قيل ثم مه قال ثم رجفة تكون بالشام يهلك فيهامائة ألف يجلعها الله رحمة للمؤمنين وعذابا علي الكافرين فإذا

كان كذلك فانظروا إلي أصحاب البراذين الشهب والرايات الصفر تقبل من المغرب حتي تحل بالشام فإذا كان كذلك فانتظروا خسفا بقرية من قري الشام يقال لها حرستا فإذا كان كذلك فانتظروا ابن آكلة الأكباد بالوادي اليابس

-روایت-1-2-روایت-13-395

[ صفحه 1152]

و قال ع أظلتكم فتنة مظلمة عمياء منكسفة لاينجو منها إلاالنومة قيل و ماالنومة قال ألذي لايعرف الناس ما في نفسه

-روایت-1-2-روایت-13-121

وسأله ع عمر عن صفة المهدي فقال هوشاب مربوع حسن الوجه حسن الشعر يسيل شعره علي منكبيه ونور وجهه يعلو سواد لحيته ورأسه بأبي ابن خير الإماء

-روایت-1-2-روایت-3-155

و قال ع بين يدي القائم موت أحمر وموت أبيض وجراد في حينه وجراد في غيرحينه أحمر كألوان الدم فأما الموت الأحمر فالسيف و أماالموت الأبيض فالطاعون

-روایت-1-2-روایت-13-163

[ صفحه 1153]

الحسن بن علي ع لا يكون هذاالأمر ألذي تنتظرون حتي يتبرأ بعضكم من بعض ويلعن بعضكم بعضا ويتفل بعضكم في وجه بعض و حتي يشهد بعضكم بالكفر علي بعض قيل ما في ذلك خير قال الخير كله في ذلك عند ذلك يقوم قائمنا فيرفع ذلك كله

-روایت-1-2-روایت-22-241

فصل

و عن الحسين بن علي ع أنه قال لأصحابه ألا وإني لأعلم يوما لنا من

هؤلاء ألا وإني قدأذنت لكم فانطلقوا جميعا في حل فقالوا معاذ الله قال إن قدام القائم ع علامات تكون من الله للمؤمنين وهي قول الله وَ لَنَبلُوَنّكُميعني المؤمنين قبل خروج القائم بشِيَ ءٍ مِنَ الخَوفِ من ملوك بني العباس في آخر سلطانهم وَ الجُوعِلغلاء أسعارهم وَ نَقصٍ مِنَ الأَموالِفساد التجارات وقلة الفضل ونقص من الأَنفُسِموت ذريع ونقص من الثّمَراتِقلة زكاء مايزرع وَ بَشّرِ الصّابِرِينَ عند ذلك بتعجيل خروج القائم

-روایت-1-2-روایت-29-518

[ صفحه 1154]

وروي جعفر أن دولة أهل بيت نبيكم لها أمارات فالزموا الأرض وكفوا حتي تجي ء أمارتها فإذااستثارت عليكم الروم والترك وجهزت الجيوش ومات خليفتكم ألذي يجمع الأموال واستخلف بعده رجل صحيح فيخلع بعدسنتين من بيعته ويأتي هلاك ملكهم من حيث بدأ

-روایت-1-2-روایت-14-259

و قال إن النفس الزكية هوغلام من آل محمداسمه محمد بن الحسن يقتل بلا جرم فإذاقتل فعند ذلك يبعث الله قائم آل محمد ع

-روایت-1-2-روایت-10-130

و قال لايخرج المهدي حتي تطلع مع الشمس آية

-روایت-1-2-روایت-10-51

[ صفحه 1155]

فصل

وقيل لعلي بن الحسين ع صف لنا خروج المهدي وعرفنا دلائله وعلاماته فقال يكون قبل خروجه خروج رجل يقال له عوف السلمي بأرض الجزيرة و يكون مأواه تكريت وقتله بمسجد

دمشق ثم يكون خروج شعيب بن صالح بسمرقند ثم يخرج السفياني الملعون بالواد اليابس و هو من ولد عتبة بن أبي سفيان فإذاظهر السفياني أخذ في المهدي ثم يخرج بعد ذلك و قال ماتستعجلون بخروج القائم فو الله مالباسه إلاالغليظ و ماطعامه إلاالشعير الجشيب و ما هو إلاالسيف والموت تحت ظل السيف فما تمدون أعينكم ألستم آمنين لقد كان من قبلكم من هو علي ماأنتم عليه يؤخذ

-روایت-1-2-روایت-3-ادامه دارد

[ صفحه 1156]

فيقطع يده ورجله ويصلب ثم تلاأَم حَسِبتُم أَن تَدخُلُوا الجَنّةَ وَ لَمّا يَأتِكُم مَثَلُ الّذِينَ خَلَوا مِن قَبلِكُم مَسّتهُمُ البَأساءُ وَ الضّرّاءُ وَ زُلزِلُوا

-روایت-از قبل-171

و قال زين العابدين ع المفقودون عن فرشهم ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا عدة أهل بدر فيصبحون بمكة و هوقول الله تعالي أَينَ ما تَكُونُوا يَأتِ بِكُمُ اللّهُ جَمِيعاً وهم أصحاب القائم

-روایت-1-2-روایت-27-188

و قال ع إذابني بنو العباس مدينة علي شاطئ الفرات كان بقاؤهم بعدها سنة

-روایت-1-2-روایت-13-80

فصل

قال محمد بن علي الباقر ع لجابر الجعفي الزم الأرض و لاتحرك يدا و لارجلا حتي تري علامات أذكرها لك و ماأراك تدرك اختلاف بني العباس ومناديا ينادي من السماء ويجيئكم الصوت من ناحية دمشق وتخسف قرية من قري الشام تسمي الجابية

-روایت-1-2-روایت-3-ادامه دارد

[

صفحه 1157]

وستقبل إخوان الترك حتي ينزلوا الجزيرة وستقبل مارقة الروم حتي ينزلوا الرملة فتلك السنة فيهااختلاف كثير في كل أرض من ناحية المغرب فأول أرض تخرب الشام ثم يختلفون علي ثلاث رايات راية الأصهب وراية الأشهب وراية السفياني

-روایت-از قبل-237

و عن سيف بن عميرة قال أبو جعفرالمنصور لابد من مناد ينادي باسم رجل من ولد أبي طالب إني سمعت أبا جعفرالباقر ع

-روایت-1-2-روایت-43-121

[ صفحه 1158]

و قال ع آيتان تكونان قبل قيام القائم لم تكونا منذ هبط آدم إلي الأرض تنكسف الشمس في النصف من شهر رمضان والقمر في آخره و عند ذلك يسقط حساب المنجمين

-روایت-1-2-روایت-13-165

و قال ع تنزل الرايات السود التي تخرج من خراسان إلي الكوفة فإذاظهر المهدي بعث إليه بالبيعة

-روایت-1-2-روایت-13-102

[ صفحه 1159]

و قال ع كأني بالقائم ع يوم عاشوراء يوم السبت قائما بين الركن والمقام يد جبرئيل علي يده ينادي بالبيعة لله فيملؤها عدلا

-روایت-1-2-روایت-13-133

و قال ع إذادخل القائم ع الكوفة لم يبق مؤمن إلا و هو بها أويجي ء إليها

-روایت-1-2-روایت-13-80

و قال ع لعمار الدهني كم تعدون بقاء السفياني فيكم قلت حمل امرأة تسعة أشهر قال ماأعلمكم يا أهل الكوفة و قدروي حمل جمل

-روایت-1-2-روایت-3-132

[ صفحه 1160]

و قال ع يموت سفيه من آل

عباس بالسر يكون سبب موته أنه ينكح خصيا فيقوم ويذبحه ويكتم موته أربعين يوما فإذاسارت الركبان في بيعة الصبي لم يرجع أول من يخرج إلي آخر من يخرج حتي يذهب ملكهم

-روایت-1-2-روایت-13-207

و قال ع إن أمرنا لو قد كان لكان أبين من هذه الشمس ثم قال ينادي مناد من السماء فلان بن فلان هوالإمام باسمه وينادي إبليس لعنه الله من الأرض كمانادي برسول الله ليلة العقبة

-روایت-1-2-روایت-13-ادامه دارد

[ صفحه 1161]

و قال أني يكون هذاالأمر و لماتكثر القتلي بين الحيرة والكوفة

-روایت-از قبل-66

فصل

و قال جعفر بن محمدالصادق ع لايخرج القائم ع إلا في وتر من السنين تسع أوسبع أوثلاث أوخمس أوإحدي

-روایت-1-2-روایت-34-111

و قال ع اختلاف بني العباس من المحتوم وخروج السفياني في شهر رجب من المحتوم وقتل النفس الزكية من المحتوم والنداء من المحتوم ينادي مناد من السماء في أول النهار يسمعه كل قوم بألسنتهم ألا إن الحق في علي وشيعته

-روایت-1-2-روایت-13-ادامه دارد

[ صفحه 1162]

ثم ينادي إبليس الملعون في آخر النهار من الأرض ألا إن الحق في عثمان وشيعته فعند ذلك يرتاب المبطلون

-روایت-از قبل-110

و قال ع لايخرج القائم حتي يخرج اثنا عشر رجلا من بني هاشم كلهم

يدعو إلي نفسه

-روایت-1-2-روایت-13-89

و قال ع ليس بين قيام القائم وقتل النفس الزكية إلاخمس عشرة ليلة

-روایت-1-2-روایت-13-75

[ صفحه 1163]

و قال ع إذاهدم حائط مسجد الكوفة مؤخره مما يلي دار عبد الله بن مسعود فعند ذلك زوال ملك بني فلان أما إن هادمه لايبنيه

-روایت-1-2-روایت-13-132

و قال ع خروج الثلاثة الخراساني والسفياني واليماني في سنة واحدة في شهر واحد في يوم واحد و ليس فيهاراية بأهدي من راية اليماني تهدي إلي الحق

-روایت-1-2-روایت-13-153

و قال ع من يضمن لي موت عبد الله أضمن له القائم ع ثم قال إذامات عبد الله لم يجتمع الناس بعده علي أحد

-روایت-1-2-روایت-13-117

[ صفحه 1164]

و قال ع لا يكون فساد ملك بني فلان حتي يختلف سيفاهم فإذااختلفوا كان عند ذلك فساد ملكهم

-روایت-1-2-روایت-13-99

قال ع إن قدام القائم ع لسنة غيداقة يفسد التمر في النخل فلاتشكوا في ذلك

-روایت-1-2-روایت-11-82

و قال ع عام الفتح ينبثق الفرات حتي يدخل أزقة الكوفة

-روایت-1-2-روایت-13-62

[ صفحه 1165]

فصل

و قال موسي بن جعفر ع في قوله وَ أَسبَغَ عَلَيكُم نِعَمَهُ ظاهِرَةً وَ باطِنَةًالظاهرة الإمام الظاهر والباطنة الإمام الغائب يغيب عن أبصار الناس شخصه تظهر له كنوز الأرض ويقرب عليه كل بعيد

-روایت-1-2-روایت-28-203

و عن الحسن بن جهم سأل رجل أبا

الحسن ع عن الفرج فقال تريد الإكثار أوأجمل لك قال بل تجمله لي قال إذاتحركت رايات قيس بمصر ورايات كندة بخراسان أوذكر غيركندة

-روایت-1-2-روایت-24-175

و قال ع إن القائم ينادي باسمه ليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان ويقوم

-روایت-1-2-روایت-13-ادامه دارد

[ صفحه 1166]

يوم عاشوراء فلايبقي راقد إلاقام و لاقائم إلاقعد و لاقاعد إلاقام علي رجليه من ذلك الصوت و هوصوت جبرئيل

-روایت-از قبل-114

و قال إذاقام القائم ع أتي المؤمن في قبره فيقال له يا هذاإنه قدظهر صاحبك فإن تشاء أن تلحق به فالحق و إن تشاء أن تقم في كرامة ربك فقم

-روایت-1-2-روایت-10-151

و قال موسي بن جعفر ع عن آبائه ع عن الحسين ع قال دخلت علي رسول الله ص وعنده أبي بن كعب فقال رسول الله ص مرحبا بك يا أبا عبد الله يازين السماوات و الأرض فقال أبي كيف يكون غيرك زين السماوات و الأرض يا رسول الله فقال ص الحسين في السماء أكبر منه في الأرض فإنه مكتوب علي يمين عرش الله عز و جل ثم انتهي إلي ذكر المهدي ع من ولده يرضي به كل مؤمن

يحكم بالعدل ويأمر به ويخرج من تهامة حتي تظهر الدلائل والعلامات يجمع الله له من أقصي البلاد عدد أهل بدر ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا معه صحيفة فيهاعدد أسماء أصحابه وآبائهم وبلدانهم وحلاهم وكناهم

-روایت-1-2-روایت-61-ادامه دارد

[ صفحه 1167]

قال أبي و ماعلاماته ودلالاته قال ص له علم إذاحان وقت خروجه انتشر ذلك العلم بنفسه فناداه العلم اخرج ياولي الله واقتل أعداء الله و له سيف إذاحان وقت خروجه اقتلع من غمده فناداه السيف اخرج ياولي الله فلايحل لك أن تقعد عن أعداء الله فيخرج وجبرئيل عن يمينه وميكائيل عن شماله وشعيب بن صالح علي مقدمته إن شاء الله تعالي إن الله تعالي أنزل علي اثنتي عشرة صحيفة باثني عشر خاتما فعمل كل إمام علي خاتم وصفته في صحيفته

-روایت-از قبل-461

وروي عن عبد الله بن بشار رضيع الحسين ع شعرا

إذاكملت إحدي وستين حجة || إلي التسع من بعدهن ضرائح

وقام بنو ليث بنصر ابن أحمد || يهزون أطراف القنا والصفائح

تعرفهم شعث النواصي يقودها || من المنزل الأقصي شعيب بن صالح

وحدثني ذا أعلم الناس كلهم || أبوحسن أهل التقي والمدائح

.ذكر

ابن بابويه في كتاب النبوة عن سهل بن سعيد قال بعثني هشام بن عبدالملك أستخرج له بئرا في أرضنا فحفرنا فيهامائتي قامة ثم بدت لنا جمجمة فحفرنا حولها فإذا رجل قائم علي صخرة عليه ثياب بيض و إذاكفه اليمني علي رأسه علي موضع ضربته فكنا إذانحينا يده عن رأسه سالت الدماء و إذاأعدناها سترت الجرح و إذا في ثوبه مكتوب أناشعيب بن صالح رسول رسول الله شعيب النبي ع إلي قومه فضربوني وطرحوني في هذاالجب وهالوا علي التراب

[ صفحه 1168]

فصل

و قال الرضا ع لابد من فتنة صماء صيلم يسقط فيها كل بطانة ووليجة و ذلك عندفقدان الشيعة الثالث من ولدي يبكي عليه أهل السماء و أهل الأرض وكم من مؤمن متأسف حران حيران حزين عندفقدان الماء المعين كأني بهم شر مايكونون و قدنودوا نداء يسمعه من بعد كمايسمعه من قرب يكون رحمة للمؤمنين وعذابا علي الكافرين فقال له الحسن بن محبوب و أي نداء هو قال ينادون في شهر رجب ثلاثة أصوات من السماء صوتا ألا لعنة الله علي الظالمين

-روایت-1-2-روایت-18-ادامه دارد

[ صفحه 1169]

والصوت الثاني أزفت الآزفة يامعشر المؤمنين والصوت الثالث يرون بدنا بارزا نحو عين الشمس هذا أمير المؤمنين قدكر في هلاك

الظالمين و في رواية الحميري والصوت الثالث بدن يري في قرن الشمس يقول إن الله بعث فلانا فاسمعوا له وأطيعوا وقالا جميعا فعند ذلك يأتي للناس الفرج ويود الأموات أن لوكانوا أحياء ويشفي الله صدور قوم مؤمنين

-روایت-از قبل-351

و قال البزنطي قال الإمام الرضا ع إن من علامات الفرج حدثا يكون بين الحرمين قلت و أي شيءالحدث فقال عصبية تكون بين المسجدين

-روایت-1-2-روایت-39-ادامه دارد

[ صفحه 1170]

ويقتل فلان من ولد فلان خمسة عشر كبشا من العرب

-روایت-از قبل-53

و قال ع لا يكون ماتمدون إليه أعناقكم حتي تميزوا وتمحصوا فلايبقي منكم إلاالأندر

-روایت-1-2-روایت-13-90

و عن أبي الصلت الهروي قلت للرضا ع ماعلامة القائم منكم إذاخرج فقال علامته أن يكون شيخ السن شاب المنظر حتي أن الناظر إليه ليحسبه ابن أربعين سنة أودونها و أن من علاماته أن لايهرم بمرور الأيام

-روایت-1-2-روایت-28-ادامه دارد

[ صفحه 1171]

والليالي حتي يأتيه أجله

-روایت-از قبل-30

وأمثال هذه العلامات لاتعد كثرة. و إذاخرج القائم ع يقال له في التسليم عليه السلام عليك يابقية الله في أرضه

فصل

و قال محمد بن علي التقي ع لعبد العظيم الحسني المهدي ألذي يجب أن ينتظر في غيبته ويطاع في ظهوره و هوالثالث من ولدي و أن الله ليصلح

أمره في ليلة كماأصلح أمر كليمه موسي ع حيث ذهب ليقتبس لأهله نارا هوسمي رسول الله ص وكنيه تطوي له الأرض

-روایت-1-2-روایت-3-ادامه دارد

[ صفحه 1172]

قيل و لم سمي القائم قال لأنه يقوم بعدموت ذكره وارتداد أكثر القائلين بإمامته وسمي المنتظر لأن له غيبة يطول أمدها فينتظر خروجه المخلصون وينكره المرتابون ويهلك المستعجلون

-روایت-از قبل-188

فصل

و عن علي بن محمدالنقي ع قال إذاغاب صاحبكم عن دار الظالمين فتوقعوا الفرج

-روایت-1-2-روایت-37-86

[ صفحه 1173]

و قال ع صاحب هذاالأمر من يقول الناس أنه لم يولد بعد

-روایت-1-2-روایت-13-62

و قال ع الجمعة ابن ابني إليه تجتمع عصابة الحق

-روایت-1-2-روایت-13-54

[ صفحه 1174]

فصل

و قال الحسن بن علي العسكري ع لأحمد بن إسحاق و قدأتاه ليسأله عن الخلف بعده فقال مبتدئا مثله مثل الخضر ومثله مثل ذي القرنين إن الخضر شرب من ماء الحياة فهو حي لايموت حتي ينفخ في الصور وإنه ليحضر الموسم كل سنة ويقف بعرفة فيؤمن علي دعاء المؤمنين وسيؤنس الله به وحشة قائمنا في غيبته ويصل به وحدته فله البقاء في الدنيا مع الغيبة عن الأبصار

-روایت-1-2-روایت-3-367

وسئل علي ع عن ذي القرنين كيف استطاع أن يبلغ المشرق والمغرب فقال سخر له السحاب ومد له الأسباب وبسط له النور و كان الليل والنهار

-روایت-1-2-روایت-3-ادامه دارد

[ صفحه 1175]

عليه سواء و أنه رأي في المنام كأنه دنا من الشمس حتي أخذ بقرنها في شرقها وغربها فلما قص رؤياه علي قومه عزفيهم وسموه ذا القرنين فدعاهم إلي الله فأسلموا ثم أمرهم أن يبنوا له مسجدا فأجابوه إليه فأمر أن يجعلوا طوله أربعمائة ذراع وعرضه مائتي ذراع

وعرض حائطه اثنين وعشرين ذراعا وعلوه إلي السماء مائة ذراع فقالوا كيف لك بخشب يبلغ ما بين الحائطين فقال إذافرغتم من بنيان الحائطين فاكبسوا بالتراب حتي يستوي مع حيطان المسجد و إذافرغتم من ذلك أخذتم من الذهب والفضة علي قدره ثم قطعتموه مثل قلامة الأظفار ثم خلطتموه مع ذلك الكبس وعملتم له خشبا من نحاس وصفائح من نحاس تذوبون ذلك وأنتم متمكنون من العمل كيف شئتم علي أرض مستوية فإذافرغتم من ذلك دعوتم المساكين لنقل ذلك التراب فيسارعون فيه من أجل ما فيه من الذهب والفضة فبنوا المسجد وأخرج المساكين ذلك التراب و قداستقل السقف بما فيه واستغني المساكين فجندهم أربعة أجناد في كل جند عشرة آلاف ونشرهم

-روایت-از قبل-1-روایت-2-ادامه دارد

[ صفحه 1176]

في البلاد

-روایت-از قبل-13

و قال الصادق ع إذاقام قائم آل محمد ع يبني في ظهر الكوفة مسجدا له ألف باب

-روایت-1-2-روایت-20-85

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.