سرشناسه:ابن بابویه، محمد بن علی، 311-381ق.
عنوان و نام پدیدآور:صفات الشیعه/ تالیف ابی جعفرمحمدبن علی بن الحسین بن موسی بن بابویه القمی مشهور به صدوق.
مشخصات نشر:تهران: اعلمی، 13.
مشخصات ظاهری:52 ص.
شابک:50 ریال
وضعیت فهرست نویسی:برون سپاری.
یادداشت:کتاب حاضر در سالهای مختلف توسط ناشران متفاوت منتشر شده است.
یادداشت:عنوان روی جلد: صفات شیعه.
عنوان روی جلد:صفات شیعه.
موضوع:احادیث شیعه -- قرن 4ق.
موضوع:احادیث اخلاقی -- قرن 4 ق.
رده بندی کنگره:BP129/الف2ص7 1300 ی ب
رده بندی دیویی:297/212
شماره کتابشناسی ملی:2024422
ص: 1
ص: 2
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحِیمِ
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ و صلواته علی محمد و آله الطاهرین قال أبو جعفر محمد بن علی بن الحسین بن موسی بن بابویه الفقیه مؤلف هذا الکتاب رحمه الله علیه
1- قَالَ حَدَّثَنِی مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَی بْنِ الْمُتَوَکِّلِ رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی الْعَطَّارُ الْکُوفِیُّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُوسَی بْنِ عِمْرَانَ النَّخَعِیِّ عَنْ عَمِّهِ الْحُسَیْنِ بْنِ زَیْدٍ النَّوْفَلِیِّ عَنْ عَلِیِّ بْنِ سَالِمٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ قَالَ قَالَ الصَّادِقُ ع شِیعَتُنَا أَهْلُ الْوَرَعِ وَ الِاجْتِهَادِ وَ أَهْلُ الْوَفَاءِ وَ الْأَمَانَهِ وَ أَهْلُ الزُّهْدِ وَ الْعِبَادَهِ أَصْحَابُ إِحْدَی وَ خَمْسِینَ رَکْعَهً فِی الْیَوْمِ وَ اللَّیْلَهِ الْقَائِمُونَ بِاللَّیْلِ الصَّائِمُونَ بِالنَّهَارِ یُزَکُّونَ أَمْوَالَهُمْ وَ یَحُجُّونَ الْبَیْتَ وَ یَجْتَنِبُونَ کُلَّ مُحَرَّمٍ.
ص: 3
2- حَدَّثَنَا أَبِی رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ مَعْبَدٍ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ الرِّضَا ع قَالَ: شِیعَتُنَا الْمُسَلِّمُونَ لِأَمْرِنَا الْآخِذُونَ بِقَوْلِنَا الْمُخَالِفُونَ لِأَعْدَائِنَا فَمَنْ لَمْ یَکُنْ کَذَلِکَ فَلَیْسَ مِنَّا.
3- حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْرُورٍ رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا الْحُسَیْنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ عَمِّهِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ أَبَانِ بْنِ عُثْمَانَ عَنِ الصَّادِقِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ع أَنَّهُ قَالَ: لَا دِینَ لِمَنْ لَا تَقِیَّهَ لَهُ وَ لَا إِیمَانَ لِمَنْ لَا وَرَعَ لَهُ.
4- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ مَاجِیلَوَیْهِ رَحْمَهُ اللَّهِ عَلَیْهِ قَالَ حَدَّثَنِی عَمِّی مُحَمَّدُ بْنُ أَبِی الْقَاسِمِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْکُوفِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ الصَّادِقُ ع کَذَبَ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ مِنْ شِیعَتِنَا وَ هُوَ مُتَمَسِّکٌ بِعُرْوَهِ غَیْرِنَا.
5- أَبِی رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ حَدَّثَنِی عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ ابْنِ أَبِی نَجْرَانَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ ع یَقُولُ مَنْ عَادَی شِیعَتَنَا فَقَدْ عَادَانَا وَ مَنْ وَالاهُمْ فَقَدْ وَالانَا لِأَنَّهُمْ مِنَّا خُلِقُوا مِنْ طِینَتِنَا مَنْ أَحَبَّهُمْ فَهُوَ مِنَّا وَ مَنْ
ص: 4
أَبْغَضَهُمْ فَلَیْسَ مِنَّا شِیعَتُنَا یَنْظُرُونَ بِنُورِ اللَّهِ وَ یَتَقَلَّبُونَ فِی رَحْمَهِ اللَّهِ وَ یَفُوزُونَ بِکَرَامَهِ اللَّهِ مَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ شِیعَتِنَا یَمْرَضُ إِلَّا مَرِضْنَا لِمَرَضِهِ وَ لَا اغْتَمَّ إِلَّا اغْتَمَمْنَا لِغَمِّهِ وَ لَا یَفْرَحُ إِلَّا فَرِحْنَا لِفَرَحِهِ وَ لَا یَغِیبُ عَنَّا أَحَدٌ مِنْ شِیعَتِنَا أَیْنَ کَانَ فِی شَرْقِ الْأَرْضِ أَوْ غَرْبِهَا وَ مَنْ تَرَکَ مِنْ شِیعَتِنَا دَیْناً فَهُوَ عَلَیْنَا وَ مَنْ تَرَکَ مِنْهُمْ مَالًا فَهُوَ لِوَرَثَتِهِ شِیعَتُنَا الَّذِینَ یُقِیمُونَ الصَّلاهَ وَ یُؤْتُونَ الزَّکاهَ وَ یَحُجُّونَ الْبَیْتَ الْحَرَامَ وَ یَصُومُونَ شَهْرَ رَمَضَانَ وَ یُوَالُونَ أَهْلَ الْبَیْتِ وَ یَتَبَرَّءُونَ مِنْ أَعْدَائِهِمْ [مِنْ أَعْدَائِنَا] أُولَئِکَ أَهْلُ الْإِیمَانِ وَ التُّقَی وَ أَهْلُ الْوَرَعِ وَ التَّقْوَی وَ مَنْ رَدَّ عَلَیْهِمْ فَقَدْ رَدَّ عَلَی اللَّهِ وَ مَنْ طَعَنَ عَلَیْهِمْ فَقَدْ طَعَنَ عَلَی اللَّهِ لِأَنَّهُمْ عِبَادُ اللَّهِ حَقّاً وَ أَوْلِیَاؤُهُ صِدْقاً وَ اللَّهِ إِنَّ أَحَدَهُمْ لَیَشْفَعُ فِی مِثْلِ رَبِیعَهَ وَ مُضَرَ فَیُشَفِّعُهُ اللَّهُ تَعَالَی فِیهِمْ لِکَرَامَتِهِ عَلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ.
ص: 5
6- حَدَّثَنَا أَبِی رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ یَعْقُوبَ بْنِ یَزِیدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِی عُمَیْرٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِمْرَانَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُخْلِصاً دَخَلَ الْجَنَّهَ وَ إِخْلَاصُهُ بِهَا أَنْ یَحْجُبَهُ [أَنْ یَحْجُزَهُ] لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ عَمَّا حَرَّمَ اللَّهُ تَعَالَی.
7- حَدَّثَنَا أَبِی رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ وَ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الْکُوفِیِّ وَ إِبْرَاهِیمَ بْنِ هَاشِمٍ کُلُّهُمْ عَنِ الْحُسَیْنِ بْنِ یُوسُفَ عَنْ سُلَیْمَانَ بْنِ عَمْرٍو عَنْ مُهَاجِرِ بْنِ الْحُسَیْنِ عَنْ زَیْدِ بْنِ أَرْقَمَ عَنِ النَّبِیِّ ص قَالَ: مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مُخْلِصاً دَخَلَ الْجَنَّهَ وَ إِخْلَاصُهُ بِهَا أَنْ یَحْجُزَهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ عَمَّا حَرَّمَ اللَّهُ.
8- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَی بْنِ الْمُتَوَکِّلِ رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْحِمْیَرِیُّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ مَحْبُوبٍ عَنْ عَلِیِّ بْنِ رِئَابٍ عَنْ أَبِی عُبَیْدَهَ الْحَذَّاءِ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع یَقُولُ لَمَّا فَتَحَ رَسُولُ اللَّهِ ص مَکَّهَ قَامَ عَلَی الصَّفَا فَقَالَ یَا بَنِی هَاشِمٍ یَا بَنِی عَبْدِ الْمُطَّلِبِ إِنِّی رَسُولُ اللَّهِ إِلَیْکُمْ وَ إِنِّی شَفِیقٌ عَلَیْکُمْ لَا تَقُولُوا إِنَّ مُحَمَّداً مِنَّا فَوَ اللَّهِ مَا أَوْلِیَائِی مِنْکُمْ وَ لَا مِنْ غَیْرِکُمْ
ص: 6
إِلَّا الْمُتَّقُونَ أَلَا فَلَا أَعْرِفُکُمْ تَأْتُونِی یَوْمَ الْقِیَامَهِ تَحْمِلُونَ الدُّنْیَا عَلَی رِقَابِکُمْ وَ یَأْتِی النَّاسُ یَحْمِلُونَ الْآخِرَهَ أَلَا وَ إِنِّی قَدْ أَعْذَرْتُ فِیمَا بَیْنِی وَ بَیْنَکُمْ وَ فِیمَا بَیْنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ بَیْنَکُمْ وَ إِنَ لِی عَمَلِی وَ لَکُمْ عَمَلُکُمْ.
9- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی الْعَطَّارُ رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ إِبْرَاهِیمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنِ ابْنِ أَبِی نَجْرَانَ عَنْ عَاصِمِ بْنِ حُمَیْدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ قَیْسٍ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ الْبَاقِرِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ ع قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ ع مُجَالَسَهُ الْأَشْرَارِ تُورِثُ سُوءَ الظَّنِّ بِالْأَخْیَارِ وَ مُجَالَسَهُ الْأَخْیَارِ تُلْحِقُ الْأَشْرَارَ بِالْأَخْیَارِ وَ مُجَالَسَهُ الْفُجَّارِ لِلْأَبْرَارِ تُلْحِقُ الْفُجَّارَ بِالْأَبْرَارِ فَمَنِ اشْتَبَهَ عَلَیْکُمْ أَمْرُهُ وَ لَمْ تَعْرِفُوا دِینَهُ فَانْظُرُوا إِلَی خُلَطَائِهِ فَإِنْ کَانُوا أَهْلَ دِینِ اللَّهِ فَهُوَ عَلَی دِینِ اللَّهِ وَ إِنْ کَانُوا عَلَی غَیْرِ دِینِ اللَّهِ فَلَا حَظَّ لَهُ فِی دِینِ اللَّهِ- إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ص کَانَ یَقُولُ مَنْ کَانَ یُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَ الْیَوْمِ الْآخِرِ فَلَا یُؤَاخِیَنَّ کَافِراً وَ لَا یُخَالِطَنَّ فَاجِراً-
ص: 7
وَ مَنْ آخَی کَافِراً أَوْ خَالَطَ فَاجِراً کَانَ کَافِراً فَاجِراً.
10- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْوَلِیدِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الصَّفَّارِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِیسَی بْنِ عُبَیْدٍ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ قَالَ سَمِعْتُ الرِّضَا ع یَقُولُ مَنْ وَاصَلَ لَنَا قَاطِعاً أَوْ قَطَعَ لَنَا وَاصِلًا أَوْ مَدَحَ لَنَا عَائِباً أَوْ أَکْرَمَ لَنَا مُخَالِفاً فَلَیْسَ مِنَّا وَ لَسْنَا مِنْهُ.
11- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَی الْمُتَوَکِّلُ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ السَّعْدَآبَادِیُّ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنِ ابْنِ فَضَّالٍ عَنِ الرِّضَا ع أَنَّهُ قَالَ: مَنْ وَالَی أَعْدَاءَ اللَّهِ فَقَدْ عَادَی أَوْلِیَاءَ اللَّهِ وَ مَنْ عَادَی أَوْلِیَاءَ اللَّهِ فَقَدْ عَادَی اللَّهَ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی وَ حَقٌّ عَلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَنْ یُدْخِلَهُ فِی نَارِ جَهَنَّمَ.
12- حَدَّثَنِی مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَی الْمُتَوَکِّلُ رَحِمَهُ اللَّهُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع یَقُولُ وَ اللَّهِ مَا شِیعَهُ عَلِیٍّ ص إِلَّا مَنْ عَفَّ بَطْنُهُ وَ فَرْجُهُ وَ عَمِلَ لِخَالِقِهِ وَ رَجَا ثَوَابَهُ وَ خَافَ عِقَابَهُ.
ص: 8
13- أَبِی رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ حَدَّثَنِی مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ عَلِیِّ بْنِ الصَّلْتِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ قَالَ: کُنْتُ مَعَ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع فَدَخَلَ رَجُلٌ فَسَلَّمَ فَسَأَلَهُ کَیْفَ مَنْ خَلَّفْتَ مِنْ إِخْوَانِکَ فَأَحْسَنَ الثَّنَاءَ وَ زَکَّی وَ أَطْرَی فَقَالَ لَهُ کَیْفَ عِیَادَهُ أَغْنِیَائِهِمْ لِفُقَرَائِهِمْ قَالَ قَلِیلَهٌ قَالَ کَیْفَ مُوَاصَلَهُ أَغْنِیَائِهِمْ لِفُقَرَائِهِمْ فِی ذَاتِ أَیْدِیهِمْ فَقَالَ إِنَّکَ تَذْکُرُ أَخْلَاقاً مَا هِیَ فِیمَنْ عِنْدَنَا قَالَ فَکَیْفَ یَزْعُمُ هَؤُلَاءِ أَنَّهُمْ لَنَا شِیعَهٌ.
14- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَی الْمُتَوَکِّلُ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ الْخَزَّازِ قَالَ سَمِعْتُ الرِّضَا ع یَقُولُ إِنَّ مِمَّنْ یَتَّخِذُ مَوَدَّتَنَا أَهْلَ الْبَیْتِ لَمَنْ هُوَ أَشَدُّ لَعْنَهً عَلَی شِیعَتِنَا مِنَ الدَّجَّالِ فَقُلْتُ لَهُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ بِمَا ذَا قَالَ بِمُوَالاهِ أَعْدَائِنَا وَ مُعَادَاهِ أَوْلِیَائِنَا إِنَّهُ إِذَا کَانَ کَذَلِکَ اخْتَلَطَ الْحَقُّ بِالْبَاطِلِ وَ اشْتَبَهَ الْأَمْرُ فَلَمْ یُعْرَفْ مُؤْمِنٌ مِنْ مُنَافِقٍ.
ص: 9
15- حَدَّثَنَا أَبِی رَحِمَهُ اللَّهُ عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ الْفُضَیْلِ عَنِ الصَّادِقِ ع قَالَ: مَنْ أَحَبَّ کَافِراً فَقَدْ أَبْغَضَ اللَّهَ وَ مَنْ أَبْغَضَ کَافِراً فَقَدْ أَحَبَّ اللَّهَ ثُمَّ قَالَ ع صَدِیقُ عَدُوِّ اللَّهِ عَدُوُّ اللَّهِ.
16- حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْرُورٍ رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ حَدَّثَنِی غَیْرُ وَاحِدٍ مِنْ أَصْحَابِنَا عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ ع قَالَ: مَنْ جَالَسَ أَهْلَ الرَّیْبِ فَهُوَ مُرِیبٌ.
17- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ مَاجِیلَوَیْهِ قَالَ حَدَّثَنِی عَمِّی عَنِ الْمُعَلَّی بْنِ خُنَیْسٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع یَقُولُ لَیْسَ النَّاصِبُ مَنْ نَصَبَ لَنَا أَهْلَ الْبَیْتِ لِأَنَّکَ لَا تَجِدُ أَحَداً یَقُولُ أَنَا أُبْغِضُ مُحَمَّداً وَ آلَ مُحَمَّدٍ وَ لَکِنَّ النَّاصِبَ مَنْ نَصَبَ لَکُمْ وَ هُوَ یَعْلَمُ أَنَّکُمْ تَتَوَالَوْنَا وَ تَتَبَرَّءُونَ مِنْ أَعْدَائِنَا وَ قَالَ ع مَنْ أَشْبَعَ عَدُوّاً لَنَا فَقَدْ قَتَلَ وَلِیّاً لَنَا.
18- أَبِی رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ وَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الْحِمْیَرِیُّ جَمِیعاً عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ:
ص: 10
إِنَّ شِیعَهَ عَلِیٍّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ کَانُوا خُمْصَ الْبُطُونِ ذُبُلَ الشِّفَاهِ وَ أَهْلَ رَأْفَهٍ وَ عِلْمٍ وَ حِلْمٍ یُعْرَفُونَ بِالرَّهْبَانِیَّهِ فَأَعِینُوا عَلَی مَا أَنْتُمْ عَلَیْهِ بِالْوَرَعِ وَ الِاجْتِهَادِ.
19- حَدَّثَنِی مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْوَلِیدِ رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ حَدَّثَنِی مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الصَّفَّارُ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ الْبَرْقِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ شَمُّونٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أَبِی الْمِقْدَامِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ ع أَنَّهُ قَالَ: یَا أَبَا الْمِقْدَامِ إِنَّمَا شِیعَهُ عَلِیٍّ ص الشَّاحِبُونَ النَّاحِلُونَ الذَّابِلُونَ ذَابِلَهٌ شِفَاهُهُمْ مِنَ الْقِیَامِ خَمِیصَهٌ بُطُونُهُمْ مُصْفَرَّهٌ أَلْوَانُهُمْ مُتَغَیِّرَهٌ وُجُوهُهُمْ إِذَا جَنَّهُمُ اللَّیْلُ اتَّخَذُوا الْأَرْضَ فِرَاشاً وَ اسْتَقْبَلُوهَا بِجِبَاهِهِمْ بَاکِیَهٌ عُیُونُهُمْ کَثِیرَهٌ دُمُوعُهُمْ صَلَاتُهُمْ کَثِیرَهٌ وَ دُعَاؤُهُمْ کَثِیرٌ تِلَاوَتُهُمْ کِتَابَ اللَّهِ یَفْرَحُونَ [یَفْرَحُ] النَّاسُ وَ هُمْ یَحْزَنُونَ.
20- أَبِی رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ حَدَّثَنِی مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الصَّلْتِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ السِّنْدِیِّ بْنِ مُحَمَّدٍ قَالَ: قَوْمٌ تَبِعَ [تَبِعُوا] أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ ع
ص: 11
فَالْتَفَتَ إِلَیْهِمْ قَالَ مَا أَنْتُمْ عَلَیْهِ قَالُوا شِیعَتُکَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ قَالَ مَا لِی لَا أَرَی عَلَیْکُمْ سِیمَاءَ الشِّیعَهِ قَالُوا وَ مَا سِیمَاءُ الشِّیعَهِ قَالَ صُفْرُ الْوُجُوهِ مِنَ السَّهَرِ خُمْصُ الْبُطُونِ مِنَ الصِّیَامِ ذُبُلُ الشِّفَاهِ مِنَ الدُّعَاءِ عَلَیْهِمْ غَبَرَهُ الْخَاشِعِینَ.
21- حَدَّثَنِی مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَی بْنِ الْمُتَوَکِّلِ رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ حَدَّثَنِی عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ السَّعْدَآبَادِیُّ عَنِ الْمُفَضَّلِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع إِنَّمَا شِیعَهُ جَعْفَرٍ مَنْ عَفَّ بَطْنُهُ وَ فَرْجُهُ وَ اشْتَدَّ جِهَادُهُ وَ عَمِلَ لِخَالِقِهِ وَ رَجَا ثَوَابَهُ وَ خَافَ عِقَابَهُ فَإِذَا رَأَیْتَ أُولَئِکَ فَأُولَئِکَ شِیعَهُ جَعْفَرٍ.
22- أَبِی رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ حَدَّثَنِی عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ السَّعْدَآبَادِیُّ عَنْ جَابِرٍ الْجُعْفِیِّ قَالَ قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ ع یَا جَابِرُ [أَ] یَکْتَفِی مَنِ اتَّخَذَ التَّشَیُّعَ- أَنْ یَقُولَ بِحُبِّنَا أَهْلَ الْبَیْتِ فَوَ اللَّهِ مَا شِیعَتُنَا إِلَّا مَنِ اتَّقَی اللَّهَ وَ أَطَاعَهُ وَ مَا کَانُوا
ص: 12
یُعْرَفُونَ إِلَّا بِالتَّوَاضُعِ وَ التَّخَشُّعِ وَ أَدَاءِ الْأَمَانَهِ وَ کَثْرَهِ ذِکْرِ اللَّهِ وَ الصَّوْمِ وَ الصَّلَاهِ وَ الْبِرِّ بِالْوَالِدَیْنِ وَ التَّعَهُّدِ لِلْجِیرَانِ مِنَ الْفُقَرَاءِ وَ أَهْلِ الْمَسْکَنَهِ وَ الْغَارِمِینَ وَ الْأَیْتَامِ وَ صِدْقِ الْحَدِیثِ وَ تِلَاوَهِ الْقُرْآنِ وَ کَفِّ الْأَلْسُنِ عَنِ النَّاسِ إِلَّا مِنْ خَیْرٍ وَ کَانُوا أُمَنَاءَ عَشَائِرِهِمْ فِی الْأَشْیَاءِ قَالَ جَابِرٌ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ مَا نَعْرِفُ أَحَداً بِهَذِهِ الصِّفَهِ فَقَالَ لِی یَا جَابِرُ لَا تَذْهَبَنَّ بِکَ الْمَذَاهِبُ حَسْبُ الرَّجُلِ أَنْ یَقُولَ أُحِبُّ عَلِیّاً صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ وَ أَتَوَلَّاهُ فَلَوْ قَالَ إِنِّی أُحِبُّ رَسُولَ اللَّهِ ص وَ رَسُولُ اللَّهِ خَیْرٌ مِنْ عَلِیٍّ ثُمَّ لَا یَتَّبِعُ سِیرَتَهُ وَ لَا یَعْمَلُ بِسُنَّتِهِ مَا نَفَعَهُ حُبُّهُ إِیَّاهُ شَیْئاً فَاتَّقُوا اللَّهَ وَ اعْمَلُوا لِمَا عِنْدَ اللَّهِ لَیْسَ بَیْنَ اللَّهِ وَ بَیْنَ أَحَدٍ قَرَابَهٌ أَحَبُّ الْعِبَادِ إِلَی اللَّهِ وَ أَکْرَمُهُمْ عَلَیْهِ أَتْقَاهُمْ لَهُ وَ أَعْمَلُهُمْ بِطَاعَتِهِ یَا جَابِرُ مَا یَتَقَرَّبُ الْعَبْدُ إِلَی اللَّهِ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی إِلَّا بِالطَّاعَهِ مَا مَعَنَا بَرَاءَهٌ مِنَ النَّارِ وَ لَا
ص: 13
عَلَی اللَّهِ لِأَحَدٍ مِنْکُمْ حُجَّهٌ مَنْ کَانَ لِلَّهِ مُطِیعاً فَهُوَ لَنَا وَلِیٌّ وَ مَنْ کَانَ لِلَّهِ عَاصِیاً فَهُوَ لَنَا عَدُوٌّ وَ لَا تُنَالُ وَلَایَتُنَا إِلَّا بِالْعَمَلِ وَ الْوَرَعِ.
23- حَدَّثَنِی مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْوَلِیدِ رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ حَدَّثَنِی مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الصَّفَّارُ عَنْ ظَرِیفِ بْنِ نَاصِحٍ رَفَعَهُ إِلَی مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیٍّ ع قَالَ: إِنَّمَا شِیعَهُ عَلِیٍّ ع الْمُتَبَاذِلُونَ فِی وَلَایَتِنَا الْمُتَحَابُّونَ فِی مَوَدَّتِنَا الْمُتَزَاوِرُونَ لِإِحْیَاءِ أَمْرِنَا إِنْ غَضِبُوا لَمْ یَظْلِمُوا وَ إِنْ رَضُوا لَمْ یُسْرِفُوا بَرَکَهٌ لِمَنْ جَاوَرُوا وَ سِلْمٌ لِمَنْ خَالَطُوا.
24- أَبِی رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ حَدَّثَنِی سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ حَدَّثَنِی مُحَمَّدُ بْنُ عِیسَی عَنْ عَمْرِو بْنِ أَبِی الْمِقْدَامِ عَنْ أَبِیهِ قَالَ قَالَ لِی أَبُو جَعْفَرٍ ع إِنَّهُ قَالَ: شِیعَهُ عَلِیٍّ ع الشَّاحِبُونَ النَّاحِلُونَ الذَّابِلُونَ ذبله [ذَابِلَهٌ] شِفَاهُهُمْ خَمِیصَهٌ بُطُونُهُمْ مُتَغَیِّرَهٌ أَلْوَانُهُمْ.
25- وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ: قَالَ أَبُو جَعْفَرٍ ع لِجَابِرٍ
ص: 14
یَا جَابِرُ إِنَّمَا شِیعَهُ عَلِیٍّ ع مَنْ لَا یَعْدُو صَوْتُهُ سَمْعَهُ وَ لَا شَحْنَاؤُهُ بَدَنَهُ لَا یَمْدَحُ لَنَا قَالِیاً وَ لَا یُوَاصِلُ لَنَا مُبْغِضاً وَ لَا یُجَالِسُ لَنَا عَائِباً شِیعَهُ عَلِیٍّ ع مَنْ لَا یَهِرُّ هَرِیرَ الْکَلْبِ وَ لَا یَطْمَعُ طَمَعَ الْغُرَابِ وَ لَا یَسْأَلُ النَّاسَ وَ إِنْ مَاتَ جُوعاً أُولَئِکَ الْخَفِیفَهُ عَیْشَتُهُمْ الْمُنْتَقِلَهُ دِیَارُهُمْ إِنْ شَهِدُوا لَمْ یُعْرَفُوا وَ إِنْ غَابُوا لَمْ یُفْتَقَدُوا وَ إِنْ مَرِضُوا لَمْ یُعَادُوا وَ إِنْ مَاتُوا لَمْ یُشْهَدُوا فِی قُبُورِهِمْ یَتَزَاوَرُونَ قُلْتُ وَ أَیْنَ أَطْلُبُ هَؤُلَاءِ قَالَ فِی أَطْرَافِ الْأَرْضِ بَیْنَ الْأَسْوَاقِ وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ تَعَالَی عَزَّ وَ جَلَّ- أَذِلَّهٍ عَلَی الْمُؤْمِنِینَ أَعِزَّهٍ عَلَی الْکافِرِینَ.
26- حَدَّثَنِی مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ الْوَلِیدِ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ الْمُفَضَّلِ بْنِ قَیْسٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ کَمْ شِیعَتُنَا بِالْکُوفَهِ قَالَ قُلْتُ خَمْسُونَ أَلْفاً قَالَ فَمَا زَالَ یَقُولُ حَتَّی قَالَ أَ تَرْجُو أَنْ یَکُونُوا عِشْرِینَ ثُمَّ قَالَ ع-
ص: 15
وَ اللَّهِ لَوَدِدْتُ أَنْ یَکُونَ بِالْکُوفَهِ خَمْسَهٌ وَ عِشْرُونَ رَجُلًا یَعْرِفُونَ أَمْرَنَا الَّذِی نَحْنُ عَلَیْهِ وَ لَا یَقُولُونَ عَلَیْنَا إِلَّا بِالْحَقِّ.
27- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ مَاجِیلَوَیْهِ رَحِمَهُ اللَّهُ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: قَالَ لَهُ أَبُو جَعْفَرٍ الدَّوَانِیقِیُّ بِالْحِیرَهِ أَیَّامَ أَبِی الْعَبَّاسِ یَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ مَا بَالُ الرَّجُلِ مِنْ شِیعَتِکُمْ یَسْتَخْرِجُ مَا فِی جَوْفِهِ فِی مَجْلِسٍ وَاحِدٍ حَتَّی یُعْرَفَ مَذْهَبُهُ فَقَالَ ع ذَلِکَ بِحَلَاوَهِ الْإِیمَانِ فِی صُدُورِهِمْ مِنْ حَلَاوَتِهِ یُبْدُونَهُ تَبَدِّیاً.
28- أَبِی رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ حَدَّثَنِی أَحْمَدُ بْنُ إِدْرِیسَ قَالَ حَدَّثَنِی مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ عَنِ ابْنِ أَبِی عُمَیْرٍ یَرْفَعُهُ إِلَی أَحَدِهِمْ ع أَنَّهُ قَالَ: بَعْضُکُمْ أَکْثَرُ صَلَاهً مِنْ بَعْضٍ وَ بَعْضُکُمْ أَکْثَرُ حَجّاً مِنْ بَعْضٍ وَ بَعْضُکُمْ أَکْثَرُ صَدَقَهً مِنْ بَعْضٍ وَ بَعْضُکُمْ أَکْثَرُ صِیَاماً مِنْ بَعْضٍ وَ أَفْضَلُکُمْ أَفْضَلُ مَعْرِفَهً.
29- حَدَّثَنِی مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَی الْمُتَوَکِّلُ رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ حَدَّثَنِی مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی الْعَطَّارُ قَالَ حَدَّثَنِی الْمُفَضَّلُ بْنُ زِیَادٍ الْعَبْدِیُّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع
ص: 16
قَالَ: إِنَّا أَهْلُ بَیْتٍ صَادِقُونَ هَمُّکُمْ مَعَالِمُ دِینِکُمْ وَ هَمُّ عَدُوِّکُمْ بِکُمْ وَ أُشْرِبَ قُلُوبُهُمْ لَکُمْ بُغْضاً یُحَرِّفُونَ مَا یَسْمَعُونَ مِنْکُمْ کُلَّهُ وَ یَجْعَلُونَ لَکُمْ أَنْدَاداً ثُمَّ یَرْمُونَکُمْ بِهِ بُهْتَاناً فَحَسْبُهُمْ بِذَلِکَ عِنْدَ اللَّهِ مَعْصِیَهً.
30- حَدَّثَنِی أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی الْعَطَّارُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی بْنِ سَدِیرٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع إِذَا کَانَ یَوْمُ الْقِیَامَهِ دُعِیَ الْخَلَائِقُ بِأُمَّهَاتِهِمْ مَا خَلَانَا وَ شِیعَتَنَا فَإِنَّا لَا سِفَاحَ بَیْنَنَا.
31- حَدَّثَنِی الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ خَالِدٍ الْکِنَانِیِّ قَالَ: اسْتَقْبَلَنِی أَبُو الْحَسَنِ مُوسَی بْنُ جَعْفَرٍ ع وَ قَدْ عَلَّقْتُ سَمَکَهً بِیَدِی قَالَ اقْذِفْهَا إِنِّی لَأَکْرَهُ لِلرَّجُلِ [السَّرِیِ] أَنْ یَحْمِلَ الشَّیْ ءَ الدَّنِیَّ بِنَفْسِهِ ثُمَّ قَالَ ع إِنَّکُمْ قَوْمٌ أَعْدَاؤُکُمْ کَثِیرٌ یَا مَعْشَرَ الشِّیعَهِ إِنَّکُمْ قَوْمٌ عَادَاکُمُ الْخَلْقُ فَتَزَیَّنُوا لَهُمْ مَا قَدَرْتُمْ عَلَیْهِ.
ص: 17
32- حَدَّثَنِی مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ مَاجِیلَوَیْهِ قَالَ حَدَّثَنِی عَمِّی مُحَمَّدُ بْنُ أَبِی قَاسِمٍ عَنْ هَارُونَ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ مَسْعَدَهَ بْنِ صَدَقَهَ قَالَ: سُئِلَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع عَنْ شِیعَتِهِمْ فَقَالَ شِیعَتُنَا مَنْ قَدَّمَ مَا اسْتَحْسَنَ وَ أَمْسَکَ مَا اسْتَقْبَحَ وَ أَظْهَرَ الْجَمِیلَ وَ سَارَعَ بِالْأَمْرِ الْجَلِیلِ رَغْبَهً إِلَی رَحْمَهِ الْجَلِیلِ فَذَاکَ مِنَّا وَ إِلَیْنَا وَ مَعَنَا حَیْثُ مَا کُنَّا.
33- حَدَّثَنِی مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَی الْمُتَوَکِّلُ رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ حَدَّثَنِی عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الْحِمْیَرِیُّ عَنِ الْأَصْبَغِ بْنِ نُبَاتَهَ قَالَ: خَرَجَ عَلِیٌّ ع ذَاتَ یَوْمٍ وَ نَحْنُ مُجْتَمِعُونَ فَقَالَ مَنْ أَنْتُمْ وَ مَا اجْتِمَاعُکُمْ فَقُلْنَا قَوْمٌ مِنْ شِیعَتِکَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ فَقَالَ مَا لِی لَا أَرَی سِیمَاءَ الشِّیعَهِ عَلَیْکُمْ فَقُلْنَا وَ مَا سِیمَاءُ الشِّیعَهِ فَقَالَ ع صُفْرُ الْوُجُوهِ مِنْ صَلَاهِ اللَّیْلِ عُمْشُ الْعُیُونِ مِنْ مَخَافَهِ اللَّهِ ذُبُلُ الشِّفَاهِ مِنَ الصِّیَامِ عَلَیْهِمْ غَبَرَهُ الْخَاشِعِینَ.
34- أَبِی رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ حَدَّثَنِی سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاکَ صِفْ لِی شِیعَتَکَ قَالَ ع شِیعَتُنَا
ص: 18
مَنْ لَا یَعْدُو صَوْتُهُ سَمْعَهُ وَ لَا شَحْنَاؤُهُ بَدَنَهُ وَ لَا یَطْرَحُ کَلَّهُ عَلَی غَیْرِهِ وَ لَا یَسْأَلُ غَیْرَ إِخْوَانِهِ وَ لَوْ مَاتَ جُوعاً شِیعَتُنَا مَنْ لَا یَهِرُّ هَرِیرَ الْکَلْبِ وَ لَا یَطْمَعُ طَمَعَ الْغُرَابِ شِیعَتُنَا الْخَفِیفَهُ عَیْشُهُمْ الْمُنْتَقِلَهُ دِیَارُهُمْ شِیعَتُنَا الَّذِینَ فِی أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ وَ یَتَوَاسَوْنَ وَ عِنْدَ الْمَوْتِ لَا یَجْزَعُونَ وَ فِی قُبُورِهِمْ یَتَزَاوَرُونَ قَالَ قُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاکَ فَأَیْنَ أَطْلُبُهُمْ قَالَ فِی أَطْرَافِ الْأَرْضِ وَ بَیْنَ الْأَسْوَاقِ کَمَا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِی کِتَابِهِ- أَذِلَّهٍ عَلَی الْمُؤْمِنِینَ أَعِزَّهٍ عَلَی الْکافِرِینَ.
35- حَدَّثَنِی مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِیُّ بْنُ حَسَّانَ الْوَاسِطِیُّ عَنْ عَمِّهِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ کَثِیرٍ الْهَاشِمِیِّ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ ع قَالَ: قَامَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ أَمِیرِ الْمُؤْمِنِینَ ع یُقَالُ لَهُ هَمَّامٌ وَ کَانَ عَابِداً فَقَالَ لَهُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ صِفْ لِیَ الْمُتَّقِینَ حَتَّی کَأَنِّی أَنْظُرُ إِلَیْهِمْ فَتَثَاقَلَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ
ص: 19
ص فِی جَوَابِهِ ثُمَّ قَالَ ع وَیْحَکَ یَا هَمَّامُ اتَّقِ اللَّهَ وَ أَحْسِنْ فَ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِینَ اتَّقَوْا وَ الَّذِینَ هُمْ مُحْسِنُونَ فَقَالَ هَمَّامُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ أَسْأَلُکَ بِالَّذِی أَکْرَمَکَ وَ بِمَا خَصَّکَ بِهِ وَ حَبَاکَ وَ فَضَّلَکَ بِمَا أَنَالَکَ وَ أَعْطَاکَ لَمَّا وَصَفْتَهُمْ لِی فَقَامَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ قَائِماً عَلَی قَدَمَیْهِ فَحَمِدَ اللَّهَ وَ أَثْنَی عَلَیْهِ وَ صَلَّی عَلَی النَّبِیِّ وَ آلِهِ وَ سَلَّمَ ثُمَّ قَالَ أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ خَلَقَ الْخَلْقَ حَیْثُ خَلَقَهُمْ غَنِیّاً عَنْ طَاعَتِهِمْ آمِناً مِنْ مَعْصِیَتِهِمْ لِأَنَّهُ لَا تَضُرُّهُ مَعْصِیَهُ مَنْ عَصَاهُ مِنْهُمْ وَ لَا تَنْفَعُهُ طَاعَهُ مَنْ أَطَاعَهُ وَ قَسَمَ بَیْنَهُمْ مَعَایِشَهُمْ وَ وَضَعَهُمْ مِنَ الدُّنْیَا مَوَاضِعَهُمْ وَ إِنَّمَا أَهْبَطَ اللَّهُ آدَمَ وَ حَوَّاءَ مِنَ الْجَنَّهِ عُقُوبَهً لِمَا صَنَعَا حَیْثُ نَهَاهُمَا فَخَالَفَاهُ وَ أَمَرَهُمَا فَعَصَیَاهُ فَالْمُتَّقُونَ فِیهَا أَهْلُ الْفَضَائِلِ مَنْطِقُهُمُ الصَّوَابُ وَ مَلْبَسُهُمُ الِاقْتِصَادُ وَ مَشْیُهُمُ التَّوَاضُعُ خَضَعُوا لِلَّهِ بِالطَّاعَهِ فَبُهِتُوا غَاضِّینَ أَبْصَارَهُمْ عَمَّا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَیْهِمْ وَاقِفِینَ أَسْمَاعَهُمْ عَلَی الْعِلْمِ النَّافِعِ لَهُمْ نَزَلَتْ
ص: 20
أَنْفُسُهُمْ مِنْهُمْ فِی الْبَلَاءِ کَالَّذِی نَزَلَتْ بِهِمْ فِی الرَّخَاءِ رِضًا مِنْهُمْ عَنِ اللَّهِ بِالْقَضَاءِ وَ لَوْ لَا الْآجَالُ الَّتِی کَتَبَ اللَّهُ عَلَیْهِمْ لَمْ تَسْتَقِرَّ أَرْوَاحُهُمْ فِی أَجْسَادِهِمْ طَرْفَهَ عَیْنٍ شَوْقاً إِلَی الثَّوَابِ وَ خَوْفاً مِنَ الْعِقَابِ عَظُمَ الْخَالِقُ فِی أَنْفُسِهِمْ وَ صَغُرَ مَا دُونَهُ فِی أَعْیُنِهِمْ فَهُمْ وَ الْجَنَّهُ کَمَنْ قَدْ رَآهَا فَهُمْ فِیهَا مُنَعَّمُونَ وَ هُمْ وَ النَّارُ کَمَنْ قَدْ رَآهَا فَهُمْ فِیهَا مُعَذَّبُونَ قُلُوبُهُمْ مَحْزُونَهٌ وَ شُرُورُهُمْ مَأْمُونَهٌ وَ أَجْسَادُهُمْ نَحِیفَهٌ وَ حَوَائِجُهُمْ خَفِیفَهٌ وَ أَنْفُسُهُمْ عَفِیفَهٌ وَ مَئُونَتُهُمْ مِنَ الدُّنْیَا عَظِیمَهٌ صَبَرُوا أَیَّاماً قَلِیلَهً قِصَاراً أَعْقَبَتْهُمْ رَاحَهً طَوِیلَهً بِتِجَارَهٍ مُرْبِحَهٍ یَسَّرَهَا لَهُمْ رَبٌّ کَرِیمٌ أَرَادَتْهُمُ الدُّنْیَا وَ لَمْ یُرِیدُوهَا وَ طَلَبَتْهُمْ فَأَعْجَزُوهَا أَمَّا اللَّیْلَ فَصَافُّونَ أَقْدَامَهُمْ تَالِینَ لِأَجْزَاءِ الْقُرْآنِ یُرَتِّلُونَهُ تَرْتِیلًا یُحَزِّنُونَ بِهِ أَنْفُسَهُمْ وَ یَسْتَبْشِرُونَ بِهِ وَ تَهِیجُ أَحْزَانُهُمْ بُکَاءً عَلَی ذُنُوبِهِمْ وَ وَجَعِ
ص: 21
کُلُومِ جَوَانِحِهِمْ وَ إِذَا مَرُّوا بِآیَهٍ فِیهَا تَخْوِیفٌ أَصْغَوْا إِلَیْهَا بِمَسَامِعِ قُلُوبِهِمْ وَ أَبْصَارِهِمْ فَاقْشَعَرَّتْ مِنْهَا جُلُودُهُمْ وَ وَجِلَتِ مِنْهَا قُلُوبُهُمْ وَ ظَنُّوا أَنَّ صَهِیلَ جَهَنَّمَ وَ زَفِیرَهَا وَ شَهِیقَهَا فِی أُصُولِ آذَانِهِمْ وَ إِذَا مَرُّوا بِآیَهٍ فِیهَا تَشْوِیقٌ رَکَنُوا إِلَیْهَا طَمَعاً وَ تَطَلَّعَتْ أَنْفُسُهُمْ إِلَیْهَا شَوْقاً فَظَنُّوا أَنَّهَا نُصْبَ أَعْیُنِهِمْ جَاثِینَ عَلَی أَوْسَاطِهِمْ یُمَجِّدُونَ جَبَّاراً عَظِیماً مُفْتَرِشِینَ جِبَاهَهُمْ وَ أَکُفَّهُمْ وَ أَطْرَافَ أَقْدَامِهِمْ وَ رُکَبَهُمْ تَجْرِی دُمُوعُهُمْ عَلَی خُدُودِهِمْ یَجْأَرُونَ إِلَی اللَّهِ فِی فَکَاکِ رِقَابِهِمْ وَ أَمَّا النَّهَارَ فَحُلَمَاءُ عُلَمَاءُ بَرَرَهٌ أَتْقِیَاءُ قَدْ بَرَاهُمُ الْخَوْفُ [بَرْیَ الْقِدَاحِ] فَهُمْ أَمْثَالُ الْقِدَاحِ یَنْظُرُ إِلَیْهِمُ النَّاظِرُ فَیَحْسَبُهُمْ مَرْضَی وَ مَا بِالْقَوْمِ مِنْ مَرَضٍ أو [وَ] یَقُولُ قَدْ خُولِطُوا فَقَدْ خَالَطَ الْقَوْمَ أَمْرٌ عَظِیمٌ إِذَا فَکَّرُوا فِی عَظَمَهِ اللَّهِ وَ شِدَّهِ سُلْطَانِهِ مَعَ مَا یُخَالِطُهُمْ مِنْ ذِکْرِ الْمَوْتِ وَ أَهْوَالِ الْقِیَامَهِ فَزَّعَ ذَلِکَ قُلُوبَهُمْ وَ
ص: 22
جَاشَتْ حُلُومُهُمْ وَ ذَهَلَتْ قُلُوبُهُمْ [عُقُولُهُمْ] وَ إِذَا اسْتَفَاقُوا بَادَرُوا إِلَی اللَّهِ بِالْأَعْمَالِ الزَّکِیَّهِ لَا یَرْضَوْنَ لِلَّهِ مِنْ أَعْمَالِهِمْ بِالْقَلِیلِ وَ لَا یَسْتَکْثِرُونَ لَهُ الْجَزِیلَ فَهُمْ لِأَنْفُسِهِمْ مُتَّهِمُونَ وَ مِنْ أَعْمَالِهِمْ مُشْفِقُونَ إِنْ زُکِّیَ أَحَدُهُمْ خَافَ مِمَّا یَقُولُونَ وَ قَالَ أَنَا أَعْلَمُ بِنَفْسِی مِنْ غَیْرِی وَ رَبِّی أَعْلَمُ بِنَفْسِی مِنِّی اللَّهُمَّ لَا تُؤَاخِذْنِی بِمَا یَقُولُونَ وَ اجْعَلْنِی خَیْراً مِمَّا یَظُنُّونَ وَ اغْفِرْ لِی مَا لَا یَعْلَمُونَ فَإِنَّکَ عَلَامُ الْغُیُوبِ وَ سَتَّارُ الْعُیُوبِ وَ مِنْ عَلَامَهِ أَحَدِهِمْ أَنَّکَ تَرَی لَهُ قُوَّهً فِی دِینٍ وَ حَزْماً فِی لِینٍ وَ إِیمَاناً فِی یَقِینٍ وَ حِرْصاً عَلَی الْعِلْمِ وَ کَیْساً فِی رِفْقٍ وَ شَفَقَهً فِی نَفَقَهٍ وَ قَصْداً فِی غَنَاءٍ وَ خُشُوعاً فِی عِبَادَهٍ وَ تَحَمُّلًا فِی فَاقَهٍ وَ صَبْراً فِی شِدَّهٍ وَ رَحْمَهً للجهود [لِلْمَجْهُودِ] وَ إِعْطَاءً فِی حَقٍّ وَ رِفْقاً فِی کَسْبٍ وَ طَلَباً لِلْحَلَالِ وَ نَشَاطاً فِی الْهُدَی وَ تَحَرُّجاً عَنِ الطَّمَعِ وَ بَرّاً فِی اسْتِقَامَهٍ وَ إِغْمَاضاً عِنْدَ شَهْوَهٍ
ص: 23
لَا یَغُرُّهُ ثَنَاءُ مَنْ جَهِلَهُ وَ لَا یَدَعُ إِحْصَاءَ مَا قَدْ عَمِلَهُ مُسْتَنْبِطاً لِنَفْسِهِ فِی الْعَمَلِ یَعْمَلُ الْأَعْمَالَ الصَّالِحَهَ وَ هُوَ عَلَی وَجَلٍ یُمْسِی وَ هَمُّهُ الشُّکْرُ وَ یُصْبِحُ وَ شُغُلُهُ الذِّکْرُ یَبِیتُ حَذِراً وَ یُصْبِحُ فَرِحاً حَذِراً لِمَا حُذِّرَ مِنَ الْغَفْلَهِ وَ فَرِحاً لِمَا أَصَابَ مِنَ الْفَضْلِ وَ الرَّحْمَهِ إِنِ اسْتَصْعَبَ عَلَیْهِ نَفْسُهُ فِیمَا تَکْرَهُ لَمْ یُعْطِهَا سُؤْلَهَا فِیمَا إِلَیْهِ ضَرُّهُ وَ فَرَحُهُ فِیمَا یُخَلَّدُ وَ یَطُولُ وَ قُرَّهُ عَیْنِهِ فِیمَا لَا یَزُولُ وَ رَغْبَتُهُ فِیمَا یَبْقَی وَ زَهَادَتُهُ فِیمَا یَفْنَی یَمْزُجُ الْحِلْمَ بِالْعِلْمِ وَ یَمْزُجُ الْعِلْمَ بِالْعَقْلِ تَرَاهُ بَعِیداً کَسَلُهُ دَائِماً نَشَاطُهُ قَرِیباً أَمَلُهُ قَلِیلًا زَلَلُهُ مُتَوَقِّعاً أَجَلَهُ خَاشِعاً قَلْبُهُ ذَاکِراً رَبَّهُ خَائِفاً ذَنْبَهُ قَانِعَهً نَفْسُهُ مُتَغَیِّباً جَهْلُهُ سَهْلًا أَمْرُهُ حَرِیزاً دِینُهُ مَیِّتَهً شَهْوَتُهُ کَاظِماً غَیْظَهُ صَافِیاً خُلُقُهُ آمِناً مِنْهُ جَارُهُ-
ص: 24
ضَعِیفاً کِبْرُهُ مَیِّتاً ضَرُّهُ کَثِیراً ذِکْرُهُ مُحْکَماً أَمْرُهُ لَا یُحَدِّثُ بِمَا یُؤْتَمَنُ عَلَیْهِ الْأَصْدِقَاءُ وَ لَا یَکْتُمُ شَهَادَتَهُ لِلْأَعْدَاءِ وَ لَا یَعْمَلُ شَیْئاً مِنَ الْحَقِّ رِیَاءً وَ لَا یَتْرُکُهُ حَیَاءً الْخَیْرُ مِنْهُ مَأْمُولٌ وَ الشَّرُّ مِنْهُ مَأْمُونٌ إِنْ کَانَ فِی الْغَافِلِینَ کُتِبَ مِنَ الذَّاکِرِینَ وَ إِنْ کَانَ فِی الذَّاکِرِینَ لَمْ یُکْتَبْ مِنَ الْغَافِلِینَ یَعْفُو عَمَّنْ ظَلَمَهُ وَ یُعْطِی مَنْ حَرَمَهُ وَ یَصِلُ مَنْ قَطَعَهُ لَا یَعْزُبُ حِلْمُهُ وَ لَا یَعْجَلُ فِیمَا یُرِیبُهُ وَ یَصْفَحُ عَمَّا قَدْ تَبَیَّنَ لَهُ بَعِیدٌ [بَعُدَ] جَهْلُهُ لَیِّناً قَوْلُهُ غَائِباً مَکْرُهُ [مُنْکَرُهُ] قَرِیباً مَعْرُوفُهُ صَادِقاً قَوْلُهُ حَسَناً فِعْلُهُ مُقْبِلًا خَیْرُهُ مُدْبِراً شَرُّهُ فَهُوَ فِی الْهَزَاهِزِ وَقُورٌ وَ فِی الْمَکَارِهِ صَبُورٌ وَ فِی الرَّخَاءِ شَکُورٌ لَا یَحِیفُ عَلَی مَنْ یُبْغِضُ وَ لَا یَأْثَمُ عَلَی مَنْ لَا یُحِبُّ لَا یَدَّعِی مَا لَیْسَ لَهُ وَ لَا یَجْحَدُ حَقّاً هُوَ عَلَیْهِ یَعْتَرِفُ بِالْحَقِّ قَبْلَ أَنْ یُشْهَدَ
ص: 25
عَلَیْهِ وَ لَا یُضِیعُ مَا اسْتُحْفِظَ [لَا یَنْسَی مَا ذُکِّرَهُ] وَ لَا یُنَابِزُ بِالْأَلْقَابِ وَ لَا یَبْغِی عَلَی أَحَدٍ وَ لَا یَهُمُّ بِالْحَسَدِ وَ لَا یُضِرُّ بِالْجَارِ وَ لَا یَشْمَتُ بِالْمَصَائِبِ سَرِیعٌ إِلَی الصَّلَوَاتِ مُؤَدٍّ لِلْأَمَانَاتِ بَطِی ءٌ عَنِ الْمُنْکِرَاتِ یَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ وَ یَنْهَی عَنِ الْمُنْکَرِ لَا یَدْخُلُ فِی الْأُمُورِ بِجَهْلٍ وَ لَا یَخْرُجُ مِنَ الْحَقِّ بِعَجْزٍ إِنْ صَمَتَ لَمْ یَغُمَّهُ صَمْتُهُ وَ إِنْ نَطَقَ لَمْ یَقُلْ خَطَأً وَ إِنْ ضَحِکَ لَمْ یَعْدُ صَوْتُهُ سَمْعَهُ قَانِعاً بِالَّذِی قُدِّرَ لَهُ وَ لَا یَجْمَعُ [یَجْمَحُ] بِهِ الْغَیْظُ وَ لَا یَغْلِبُهُ الْهَوَی وَ لَا یَقْهَرُهُ الشُّحُّ وَ لَا یَطْمَعُ فِیمَا لَیْسَ لَهُ یُخَالِطُ النَّاسَ لِیَعْلَمَ وَ یَصْمُتُ لِیَسْلَمَ وَ یَسْأَلُ لِیَفْهَمَ لَا یُنْصِتُ لِیُعْجَبَ بِهِ وَ لَا یَتَکَلَّمُ لِیَفْخَرَ عَلَی مَنْ سِوَاهُ إِنْ بُغِیَ عَلَیْهِ صَبَرَ حَتَّی یَکُونَ اللَّهُ هُوَ الَّذِی یَنْتَقِمُ لَهُ نَفْسُهُ مِنْهُ فِی عَنَاءٍ وَ النَّاسُ مِنْهُ فِی
ص: 26
رَاحَهٍ أَتْعَبَ نَفْسَهُ لِآخِرَتِهِ وَ أَرَاحَ النَّاسَ مِنْ شَرِّهِ بُعْدُ مَنْ تَبَاعَدَ عَنْهُ بُغْضٌ وَ نَزَاهَهٌ وَ دُنُوُّ مَنْ دَنَا مِنْهُ لِینٌ وَ رَحْمَهٌ فَلَیْسَ تَبَاعُدُهُ بِکِبْرٍ وَ لَا عَظَمَهٍ وَ لَا دُنُوُّهُ بِخَدِیعَهٍ وَ لَا خِلَابَهٍ بَلْ یَقْتَدِی بِمَنْ کَانَ قَبْلَهُ مِنْ أَهْلِ الْخَیْرِ وَ هُوَ إِمَامٌ لِمَنْ خَلْفَهُ مِنْ أَهْلِ الْبِرِّ قَالَ فَصَعِقَ هَمَّامٌ صَعْقَهً کَانَتْ نَفْسُهُ فِیهَا فَقَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ ع أَمَا وَ اللَّهِ لَقَدْ کُنْتُ أَخَافُهَا عَلَیْهِ وَ أَمَرَ بِهِ فَجُهِّزَ وَ صَلَّی عَلَیْهِ وَ قَالَ هَکَذَا تَصْنَعُ الْمَوَاعِظُ الْبَالِغَهُ بِأَهْلِهَا فَقَالَ قَائِلٌ فَمَا بَالُکَ أَنْتَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ قَالَ ع وَیْلَکَ إِنَّ لِکُلٍّ أَجَلًا لَنْ یَعْدُوَهُ وَ سَبَباً لَا یُجَاوِزُهُ فَمَهْلًا لَا تَعُدْ فَإِنَّمَا نَفَثَ عَلَی لِسَانِکَ الشَّیْطَانُ.
36- أَبِی رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع إِنَّمَا الْمُؤْمِنُ الَّذِی إِذَا غَضِبَ لَمْ یُخْرِجْهُ غَضَبُهُ مِنْ حَقٍّ وَ الَّذِی إِذَا رَضِیَ لَمْ یُدْخِلْهُ رِضَاهُ فِی الْبَاطِلِ وَ الَّذِی إِذَا قَدَرَ لَمْ یَأْخُذْ أَکْثَرَ من ماله [مِمَّا لَهُ].
ص: 27
37- أَبِی رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عَلِیِّ بْنِ عَبْدِ الْعَزِیزِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع یَا عَلِیَّ بْنَ عَبْدِ الْعَزِیزِ لَا یَغُرَّنَّکَ بُکَاؤُهُمْ فَإِنَّ التَّقْوَی فِی الْقَلْبِ.
38- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ مُوسَی الْمُتَوَکِّلُ رَحِمَهُ اللَّهُ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ سِنَانٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع یَقُولُ أُوصِیکُمْ عِبَادَ اللَّهِ بِتَقْوَی اللَّهِ وَ لَا تَحْمِلُوا النَّاسَ عَلَی أَکْتَافِکُمْ فَتَذِلُّوا إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَقُولُ فِی کِتَابِهِ- قُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً ثُمَّ قَالَ عُودُوا مَرْضَاهُمْ وَ اشْهَدُوا جَنَائِزَهُمْ وَ اشْهَدُوا لَهُمْ وَ عَلَیْهِمْ وَ صَلُّوا مَعَهُمْ فِی مَسَاجِدِهِمْ وَ اقْضُوا حُقُوقَهُمْ ثُمَّ قَالَ أَیُّ شَیْ ءٍ أَشَدُّ عَلَی قَوْمٍ یَزْعُمُونَ أَنَّهُمْ یَأْتَمُّونَ بِقَوْمٍ وَ یَأْخُذُونَ بِقَوْلِهِمْ فَیَأْمُرُونَهُمْ وَ یَنْهَوْنَهُمْ وَ لَا یَقْبَلُونَ مِنْهُمْ وَ یُذِیعُونَ حَدِیثَهُمْ عِنْدَ عَدُوِّهِمْ فَیَأْتِی عَدُوُّهُمْ إِلَیْنَا فَیَقُولُونَ لَنَا إِنَّ قَوْماً یَقُولُونَ وَ یَرْوُونَ کَذَا وَ کَذَا فَنَقُولُ نَحْنُ نَتَبَرَّأُ مِمَّنْ یَقُولُ هَذَا فَتَقَعُ عَلَیْهِمُ الْبَرَاءَهُ.
ص: 28
39- حَدَّثَنِی مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْوَلِیدِ رَحِمَهُ اللَّهُ عَنْ أَبِی الْخَطَّابِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زِیَادٍ قَالَ: سَلَّمْنَا عَلَی أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع بِمِنًی ثُمَّ قُلْتُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ إِنَّا قَوْمٌ مُجْتَازُونَ لَسْنَا نُطِیقُ هَذَا الْمَجْلِسَ مِنْکَ کُلَّمَا أَرَدْنَاهُ فَأَوْصِنَا قَالَ ع عَلَیْکُمْ بِتَقْوَی اللَّهِ وَ صِدْقِ الْحَدِیثِ وَ أَدَاءِ الْأَمَانَهِ وَ حُسْنِ الصُّحْبَهِ لِمَنْ صَحِبَکُمْ وَ إِفْشَاءِ السَّلَامِ وَ إِطْعَامِ الطَّعَامِ صَلُّوا فِی مَسَاجِدِهِمْ وَ عُودُوا مَرْضَاهُمْ وَ اتَّبِعُوا جَنَائِزَهُمْ فَإِنَّ أَبِی حَدَّثَنِی أَنَّ شِیعَتَنَا أَهْلَ الْبَیْتِ کَانُوا خِیَارَ مَنْ کَانُوا مِنْهُمْ إِنْ کَانَ فَقِیهٌ کَانَ مِنْهُمْ وَ إِنْ کَانَ مُؤَذِّنٌ کَانَ مِنْهُمْ وَ إِنْ کَانَ إِمَامٌ کَانَ مِنْهُمْ وَ إِنْ کَانَ صَاحِبُ أَمَانَهٍ کَانَ مِنْهُمْ وَ إِنْ کَانَ صَاحِبُ وَدِیعَهٍ کَانَ مِنْهُمْ وَ کَذَلِکَ کُونُوا حَبِّبُونَا إِلَی النَّاسِ وَ لَا تُبَغِّضُونَا إِلَیْهِمْ.
40- أَبِی رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِیُّ بْنُ إِبْرَاهِیمَ بْنِ هَاشِمٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ حُمْرَانَ بْنِ أَعْیَنَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: کَانَ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ ع قَاعِداً فِی بَیْتِهِ إِذْ قَرَعَ قَوْمٌ عَلَیْهِمُ الْبَابَ فَقَالَ یَا جَارِیَهُ انْظُرِی
ص: 29
مَنْ بِالْبَابِ فَقَالُوا قَوْمٌ مِنْ شِیعَتِکَ فَوَثَبَ عَجْلَانَ حَتَّی کَادَ أَنْ یَقَعَ فَلَمَّا فَتَحَ الْبَابَ وَ نَظَرَ إِلَیْهِمْ رَجَعَ وَ قَالَ کَذَبُوا فَأَیْنَ السَّمْتُ فِی الْوُجُوهِ أَیْنَ أَثَرُ الْعِبَادَهِ أَیْنَ سِیمَاءُ السُّجُودِ إِنَّمَا شِیعَتُنَا یُعْرَفُونَ بِعِبَادَتِهِمْ وَ شَعَثِهِمْ قَدْ قَرَحَتِ الْعِبَادَهُ مِنْهُمُ الْآنَافَ وَ دَثَّرَتِ الْجِبَاهَ وَ الْمَسَاجِدَ خُمْصُ الْبُطُونِ ذُبُلُ الشِّفَاهِ قَدْ هَیَّجَتِ الْعِبَادَهُ وُجُوهَهُمْ وَ أَخْلَقَ سَهَرُ اللَّیَالِی وَ قَطْعُ الْهَوَاجِرِ جُثَثَهُمْ الْمُسَبِّحُونَ إِذَا سَکَتَ النَّاسُ وَ الْمُصَلُّونَ إِذَا نَامَ النَّاسُ وَ الْمَحْزُونُونَ إِذَا فَرِحَ النَّاسُ یُعْرَفُونَ بِالزُّهْدِ کَلَامُهُمُ الرَّحْمَهُ وَ تَشَاغُلُهُمْ بِالْجَنَّهِ.
41- عَلِیُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ الْبَرْقِیِّ عَنْ أَبِیهِ عَنْ عَمْرِو بْنِ شِمْرٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَالَ الصَّادِقُ ع مَنْ أَقَرَّ بِسِتَّهِ أَشْیَاءَ فَهُوَ مُؤْمِنٌ الْبَرَاءَهِ مِنَ الطَّوَاغِیتِ وَ الْإِقْرَارِ بِالْوَلَایَهِ وَ الْإِیمَانِ
ص: 30
بِالرَّجْعَهِ وَ الِاسْتِحْلَالِ لِلْمُتْعَهِ وَ تَحْرِیمِ الْجِرِّیِّ وَ تَرْکِ الْمَسْحِ عَلَی الْخُفَّیْنِ.
42- أَبِی رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرٍ الْحِمْیَرِیُّ عَنْ مَسْعَدَهَ بْنِ صَدَقَهَ عَنِ الصَّادِقِ ع أَنَّهُ قِیلَ لَهُ مَا بَالُ الْمُؤْمِنِ أَحَدُّ شَیْ ءٍ قَالَ ع لِأَنَّ عِزَّ الْقُرْآنِ فِی قَلْبِهِ وَ مَحْضَ الْإِیمَانِ فِی قَلْبِهِ وَ هُوَ یَعْبُدُ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ مُطِیعٌ لِلَّهِ وَ لِرَسُولِهِ ع [زائده] مُصَدِّقٌ قِیلَ فَمَا بَالُ الْمُؤْمِنِ قَدْ یَکُونُ أَشَحَّ شَیْ ءٍ قَالَ لِأَنَّهُ یَکْسِبُ الرِّزْقَ مِنْ حِلِّهِ وَ مَطْلَبُ الْحَلَالِ عَزِیزٌ فَلَا یُحِبُّ أَنْ یُفَارِقَهُ لِشِدَّهِ مَا یَعْلَمُ مِنْ عُسْرِ مَطْلَبِهِ وَ إِنْ سَخَتْ نَفْسُهُ لَمْ یَضَعْهُ إِلَّا فِی مَوْضِعِهِ قِیلَ مَا عَلَامَاتُ الْمُؤْمِنِ قَالَ ع أَرْبَعَهٌ نَوْمُهُ کَنَوْمِ الْغَرْقَی وَ أَکْلُهُ کَأَکْلِ الْمَرْضَی وَ بُکَاؤُهُ کَبُکَاءِ الثَّکْلَی وَ قُعُودُهُ کَقُعُودِ المواثب [الْوَاثِبِ] قِیلَ لَهُ فَمَا بَالُ الْمُؤْمِنِ قَدْ یَکُونُ أَنْکَحَ شَیْ ءٍ قَالَ ع لِحِفْظِهِ فَرْجَهُ عَنْ فُرُوجِ مَا لَا یَحِلُّ لَهُ وَ لِکَیْ لَا تَمِیلَ بِهِ شَهْوَتُهُ هَکَذَا وَ لَا هَکَذَا وَ إِذَا ظَفِرَ بِالْحَلَالِ
ص: 31
اکْتَفَی بِهِ وَ اسْتَغْنَی بِهِ عَنْ غَیْرِهِ وَ قَالَ ص إِنَّ فِی الْمُؤْمِنِ ثَلَاثَ خِصَالٍ لَمْ تَجْتَمِعْ إِلَّا فِیهِ عِلْمُهُ بِاللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ عِلْمُهُ بِمَنْ یُحِبُّ وَ عِلْمُهُ بِمَنْ یُبْغِضُ وَ قَالَ ع إِنَّ قُوَّهَ الْمُؤْمِنِ فِی قَلْبِهِ أَ لَا تَرَوْنَ أَنَّکُمْ تَجِدُونَهُ ضَعِیفَ الْبَدَنِ نَحِیفَ الْجِسْمِ وَ هُوَ یَقُومُ اللَّیْلَ وَ یَصُومُ النَّهَارَ وَ قَالَ ع الْمُؤْمِنُ فِی دِینِهِ أَشَدُّ مِنَ الْجِبَالِ الرَّاسِیَهِ وَ ذَلِکَ لِأَنَّ الْجَبَلَ قَدْ یُنْحَتُ مِنْهُ وَ الْمُؤْمِنَ لَا یَقْدِرُ أَحَدٌ أَنْ یَنْحَتَ مِنْ دِینِهِ شَیْئاً وَ ذَلِکَ لِضَنِّهِ بِدِینِهِ وَ شُحِّهِ عَلَیْهِ.
43- وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص أَ لَا أُنَبِّئُکُمْ لِمَ سُمِّیَ الْمُؤْمِنُ مُؤْمِناً لِائْتِمَانِ النَّاسِ إِیَّاهُ عَلَی أَنْفُسِهِمْ وَ أَمْوَالِهِمْ أَ لَا أُنَبِّئُکُمْ مَنِ الْمُسْلِمُ الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ النَّاسُ مِنْ یَدِهِ وَ لِسَانِهِ أَ لَا أُنَبِّئُکُمْ بِالْمُهَاجِرِ مَنْ هَجَرَ السَّیِّئَاتِ وَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ.
ص: 32
44- وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص مَنْ سَاءَتْهُ سَیِّئَهٌ وَ سَرَّتْهُ حَسَنَهٌ فَهُوَ مُؤْمِنٌ.
45- أَبِی رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ حُبَابٍ الْوَاسِطِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: مَا أَقْبَحَ بِالْمُؤْمِنِ أَنْ تَکُونَ لَهُ رَغْبَهٌ تُذِلُّهُ.
46- وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع الْبَرَصُ شِبْهُ اللَّعْنَهِ لَا یَکُونُ فِینَا وَ لَا فِی ذُرِّیَّتِنَا وَ لَا فِی شِیعَتِنَا.
47- وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ عَنْ حُصَیْنِ بْنِ عُمَرَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع إِنَّ الْمُؤْمِنَ أَشَدُّ مِنْ زُبَرِ الْحَدِیدِ إِنَّ الْحَدِیدَ إِذَا أُدْخِلَ النَّارَ تَغَیَّرَ وَ إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَوْ قُتِلَ ثُمَّ نُشِرَ ثُمَّ قُتِلَ لَمْ یَتَغَیَّرْ قَلْبُهُ.
48- حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ رَحِمَهُ اللَّهُ عَنِ الْمُفَضَّلِ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع إِنَّ اللَّهَ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی خَلَقَ الْمُؤْمِنِینَ مِنْ أَصْلٍ وَاحِدٍ لَا یَدْخُلُ فِیهِمْ دَاخِلٌ وَ لَا یَخْرُجُ مِنْهُمْ خَارِجٌ مَثَلُهُمْ وَ اللَّهِ مَثَلُ الرَّأْسِ فِی الْجَسَدِ وَ مَثَلُ الْأَصَابِعِ
ص: 33
فِی الْکَفِّ فَمَنْ رَأَیْتُمْ یُخَالِفُ ذَلِکَ فَاشْهَدُوا عَلَیْهِ بَتَاتاً أَنَّهُ مُنَافِقٌ.
49- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ مَاجِیلَوَیْهِ رَحِمَهُ اللَّهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سُلَیْمَانَ الدَّیْلَمِیِّ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ع یَقُولُ الشِّتَاءُ رَبِیعُ الْمُؤْمِنِ یَطُولُ فِیهِ لَیْلُهُ فَیَسْتَعِینُ بِهِ عَلَی قِیَامِهِ.
50- وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ مُعَاوِیَهَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع إِنَّ اللَّهَ لَمْ یُؤْمِنِ الْمُؤْمِنَ مِنْ بَلَایَا الدُّنْیَا وَ لَکِنْ آمَنَهُ مِنَ الْعَمَی فِی الْآخِرَهِ وَ مِنَ الشَّقَاءِ یَعْنِی عَمَی الْبَصَرِ.
51- وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ سَعِیدِ بْنِ غَزْوَانَ قَالَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ ع الْمُؤْمِنُ لَا یَکُونُ مُحَارَفاً [مُجَازِفاً].
52- وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنِ الصَّالِحِ بْنِ هَیْثَمٍ [مِیثَمٍ] عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: ثَلَاثٌ مَنْ کُنَّ فِیهِ اسْتَکْمَلَ خِصَالَ الْإِیمَانِ-
ص: 34
مَنْ صَبَرَ عَلَی الظُّلْمِ فَکَظَمَ غَیْظَهُ وَ احْتَسَبَ وَ عَفَا کَانَ مِمَّنْ یُدْخِلُهُ اللَّهُ الْجَنَّهَ وَ یُشَفَّعُ فِی مِثْلِ رَبِیعَهَ وَ مُضَرَ.
53- وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ زَیْدٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: لَنْ تَکُونُوا مُؤْمِنِینَ حَتَّی تَکُونُوا مُؤْتَمَنِینَ وَ حَتَّی تَعُدُّوا نِعْمَهَ الرَّخَاءِ مُصِیبَهً وَ ذَلِکَ أَنَّ الصَّبْرَ عَلَی الْبَلَاءِ أَفْضَلُ مِنَ الْعَافِیَهِ عِنْدَ الرَّخَاءِ.
54- وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ رَجُلٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ صِفْ لِیَ الْمُؤْمِنَ قَالَ ع قُوَّهٌ فِی دِینٍ وَ حَزْمٌ فِی لِینٍ وَ إِیمَانٌ فِی یَقِینٍ وَ حِرْصٌ فِی فِقْهٍ وَ نَشَاطٌ فِی هُدًی وَ بِرٌّ فِی اسْتِقَامَهٍ وَ عِلْمٌ فِی حِلْمٍ وَ شُکْرٌ فِی رِفْقٍ وَ سَخَاءٌ فِی حَقٍّ وَ قَصْدٌ فِی غِنًی وَ تَجَمُّلٌ فِی فَاقَهٍ وَ عَفْوٌ فِی قُدْرَهٍ وَ طَاعَهٌ فِی نَصِیحَهٍ وَ وَرَعٌ فِی رَغْبَهٍ وَ حِرْصٌ فِی جِهَادٍ وَ صَلَاهٌ فِی شُغُلٍ وَ صَبْرٌ فِی شِدَّهٍ-
ص: 35
وَ فِی الْهَزَاهِزِ وَقُورٌ وَ فِی الْمَکَارِهِ صَبُورٌ وَ فِی الرَّخَاءِ شَکُورٌ وَ لَا یَغْتَابُ وَ لَا یَتَکَبَّرُ وَ لَا یَقْطَعُ الرَّحِمَ وَ لَیْسَ بِوَاهِنٍ وَ لَا فَظٍّ وَ لَا غَلِیظٍ وَ لَا یَسْبِقُهُ بَطَرُهُ وَ لَا تَفْضَحُهُ بَطْنُهُ وَ لَا یَغْلِبُهُ فَرْجُهُ وَ لَا یَحْسُدُ النَّاسَ وَ لَا یَقْتُرُ وَ لَا یُبَذِّرُ وَ لَا یُسْرِفُ یَنْصُرُ الْمَظْلُومَ وَ یَرْحَمُ الْمَسَاکِینَ نَفْسُهُ مِنْهُ فِی عَنَاءٍ وَ النَّاسُ مِنْهُ فِی رَاحَهٍ لَا یَرْغَبُ فِی الدُّنْیَا وَ لَا یَفْزَعُ مِنْ مَهَائِلِ النَّاسِ لِلنَّاسِ هَمٌّ قَدْ أَقْبَلُوا عَلَیْهِ وَ لَهُ هَمٌّ قَدْ شَغَلَهُ لَا یُرَی فِی حِلْمِهِ نَقْصٌ وَ لَا فِی رَأْیِهِ وَهْنٌ وَ لَا فِی دِینِهِ ضَیَاعٌ یُرْشِدُ مَنِ اسْتَشَارَهُ وَ یُسَاعِدُ مَنْ سَاعَدَهُ وَ یَکِیعُ عَنِ الْبَاطِلِ وَ الْخَنَی وَ الْجَهْلِ فَهَذِهِ صِفَهُ الْمُؤْمِنِ.
55- وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ أَبِی الْعَلَاءِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: إِنَّ الْمُؤْمِنَ مَنْ یَخَافُهُ کُلُّ شَیْ ءٍ وَ ذَلِکَ أَنَّهُ عَزِیزٌ فِی دِینِ اللَّهِ وَ لَا یَخَافُ مِنْ شَیْ ءٍ وَ هُوَ عَلَامَهُ کُلِّ مُؤْمِنٍ.
ص: 36
56- وَ بِهَذَا الْإِسْنَادِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ عَنْ صَفْوَانَ الْجَمَّالِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ سَمِعْتُهُ یَقُولُ إِنَّ الْمُؤْمِنَ یَخْشَعُ لَهُ کُلُّ شَیْ ءٍ ثُمَّ قَالَ ع إِذَا کَانَ مُخْلِصاً قَلْبَهُ لِلَّهِ أَخَافَ اللَّهُ مِنْهُ کُلَّ شَیْ ءٍ حَتَّی هَوَامَّ الْأَرْضِ وَ سِبَاعَهَا وَ طَیْرَ السَّمَاءِ.
57- أَبِی رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ عَمَّارِ بْنِ مُوسَی عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع أَنَّهُ سُئِلَ عَنْ أَهْلِ السَّمَاءِ هَلْ یَرَوْنَ أَهْلَ الْأَرْضِ قَالَ ع لَا یَرَوْنَ إِلَّا الْمُؤْمِنِینَ لِأَنَّ الْمُؤْمِنَ مِنْ نُورٍ کَنُورِ الْکَوَاکِبِ قِیلَ فَهُمْ یَرَوْنَ أَهْلَ الْأَرْضِ قَالَ ع لَا یَرَوْنَ نُورَهُ حَیْثُ مَا تَوَجَّهَ ثُمَّ قَالَ ع لِکُلِّ مُؤْمِنٍ خَمْسُ سَاعَاتٍ یَوْمَ الْقِیَامَهِ یَشْفَعُ فِیهَا.
ص: 37
58- أَبِی رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الْحَارِثِیِّ عَنْ زِیَادٍ الْقَنْدِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: کَفَی الْمُؤْمِنَ مِنَ اللَّهِ نُصْرَهً أَنْ یَرَی عَدُوَّهُ یَعْمَلُ بِمَعَاصِی اللَّهِ.
59- أَبِی رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ الْحَارِثِیِّ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: لَا یُؤْمِنُ رَجُلٌ فِیهِ الشُّحُّ وَ الْحَسَدُ وَ الْجُبْنُ وَ لَا یَکُونُ الْمُؤْمِنُ جَبَاناً وَ لَا شَحِیحاً وَ لَا حَرِیصاً.
60- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ الْوَلِیدِ ره قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ یَحْیَی الْعَطَّارُ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِهِ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: الْمُؤْمِنُ أَصْدَقُ عَلَی نَفْسِهِ مِنْ سَبْعِینَ مُؤْمِناً عَلَیْهِ.
61- أَبِی رَحِمَهُ اللَّهُ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی الْعَطَّارِ عَنْ سَهْلِ بْنِ زِیَادٍ عَنِ الْحَارِثِ بْنِ الدِّلْهَاثِ مَوْلَی الرِّضَا ع قَالَ سَمِعْتُ أَبَا الْحَسَنِ ع یَقُولُ لَا یَکُونُ الْمُؤْمِنُ مُؤْمِناً حَتَّی تَکُونَ فِیهِ ثَلَاثُ خِصَالٍ سُنَّهٌ مِنْ رَبِّهِ وَ سُنَّهٌ مِنْ
ص: 38
نَبِیِّهِ وَ سُنَّهٌ مِنْ وَلِیِّهِ فَالسُّنَّهُ مِنْ رَبِّهِ کِتْمَانُ سِرِّهِ قَالَ عَزَّ وَ جَلَّ- عالِمُ الْغَیْبِ فَلا یُظْهِرُ عَلی غَیْبِهِ أَحَداً. إِلَّا مَنِ ارْتَضی مِنْ رَسُولٍ وَ أَمَّا السُّنَّهُ مِنْ نَبِیِّهِ فَمُدَارَاهُ النَّاسِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَمَرَ نَبِیَّهُ بِمُدَارَاهِ النَّاسِ فَقَالَ خُذِ الْعَفْوَ وَ أْمُرْ بِالْعُرْفِ وَ أَعْرِضْ عَنِ الْجاهِلِینَ وَ أَمَّا السُّنَّهُ مِنْ وَلِیِّهِ فَالصَّبْرُ عَلَی الْبَأْسَاءِ وَ الضَّرَّاءِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَقُولُ- وَ الصَّابِرِینَ فِی الْبَأْساءِ وَ الضَّرَّاءِ
62- أَبِی رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا سَعْدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَنْ عَلِیِّ الناسخ [بْنِ السَّائِحِ] عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ ع قَالَ: سَأَلْتُهُ عَنِ الْمَلَکَیْنِ یَعْلَمَانِ الذَّنْبَ إِذَا أَرَادَ الْعَبْدُ أَنْ یَفْعَلَهُ أَوْ بِالْحَسَنَهِ قَالَ فَقَالَ ع أَ فَرِیحُ الْکَنِیفِ وَ الطِّیبِ عِنْدَکَ وَاحِدَهٌ قَالَ قُلْتُ لَا قَالَ ع الْعَبْدُ إِذَا هَمَّ بِالْحَسَنَهِ خَرَجَ نَفَسُهُ طَیِّبَ الرِّیحِ فَقَالَ صَاحِبُ الْیَمِینِ لِصَاحِبِ الشِّمَالِ قِفْ فَإِنَّهُ قَدْ هَمَّ بِالْحَسَنَهِ فَإِذَا هُوَ فَعَلَهَا کَانَ لِسَانُهُ قَلَمَهُ وَ رِیقُهُ
ص: 39
مِدَادَهُ فَیُثْبِتُهَا لَهُ وَ إِذَا هَمَّ بِالسَّیِّئَهِ خَرَجَ نَفَسُهُ مُنْتِنَ الرِّیحِ فَیَقُولُ صَاحِبُ الشِّمَالِ لِصَاحِبِ الْیَمِینِ قِفْ فَإِنَّهُ قَدْ هَمَّ بِالسَّیِّئَهِ فَإِذَا هُوَ فَعَلَهَا کَانَ لِسَانُهُ قَلَمَهُ وَ رِیقُهُ مِدَادَهُ فَیُثْبِتُهَا عَلَیْهِ.
63- حَدَّثَنِی مُحَمَّدُ بْنُ صَالِحٍ عَنْ أَبِی الْعَبَّاسِ الدِّینَوَرِیِّ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَنَفِیَّهِ قَالَ: لَمَّا قَدِمَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ ع الْبَصْرَهَ بَعْدَ قِتَالِ أَهْلِ الْجَمَلِ دَعَاهُ الْأَحْنَفُ بْنُ قَیْسٍ وَ اتَّخَذَ لَهُ طَعَاماً فَبَعَثَ إِلَیْهِ ص وَ إِلَی أَصْحَابِهِ فَأَقْبَلَ ثُمَّ قَالَ یَا أَحْنَفُ ادْعُ لِی أَصْحَابِی فَدَخَلَ عَلَیْهِ قَوْمٌ مُتَخَشِّعُونَ کَأَنَّهُمْ شِنَانٌ بَوَالِی فَقَالَ الْأَحْنَفُ بْنُ قَیْسٍ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ مَا هَذَا الَّذِی نَزَلَ بِهِمْ أَ مِنْ قِلَّهِ الطَّعَامِ أَوْ مِنْ هَوْلِ الْحَرْبِ فَقَالَ ص لَا یَا أَحْنَفُ إِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ أَحَبَّ أَقْوَاماً تَنَسَّکُوا لَهُ فِی دَارِ الدُّنْیَا تَنَسُّکَ مَنْ هَجَمَ عَلَی مَا عَلِمَ مِنْ قُرْبِهِمْ مِنْ یَوْمِ الْقِیَامَهِ مِنْ قَبْلِ
ص: 40
أَنْ یُشَاهِدُوهَا فَحَمَلُوا أَنْفُسَهُمْ عَلَی مَجْهُودِهَا وَ کَانُوا إِذَا ذَکَرُوا صَبَاحَ یَوْمِ الْعَرْضِ عَلَی اللَّهِ سُبْحَانَهُ تَوَهَّمُوا خُرُوجَ عُنُقٍ یَخْرُجُ مِنَ النَّارِ یُحْشَرُ الْخَلَائِقُ إِلَی رَبِّهِمْ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی وَ کِتَابٍ یَبْدُو فِیهِ عَلَی رُءُوسِ الْأَشْهَادِ فَضَائِحُ ذُنُوبِهِمْ فَکَادَتْ أَنْفُسُهُمْ تَسِیلُ سَیَلَاناً أَوْ تَطِیرُ قُلُوبُهُمْ بِأَجْنِحَهِ الْخَوْفِ طَیَرَاناً وَ تُفَارِقُهُمْ عُقُولُهُمْ إِذَا غَلَتْ بِهِمْ مِنْ أَجْلِ التَّجَرُّدِ إِلَی اللَّهِ سُبْحَانَهُ غَلَیَاناً فَکَانُوا یَحِنُّونَ حَنِینَ الْوَالِهِ فِی دُجَی الظُّلَمِ وَ کَانُوا یَفْجَعُونَ مِنْ خَوْفِ مَا أَوْقَفُوا عَلَیْهِ أَنْفُسَهُمْ فَمَضَوْا ذُبُلَ الْأَجْسَامِ حَزِینَهً قُلُوبُهُمْ کَالِحَهً وُجُوهُهُمْ ذَابِلَهً شِفَاهُهُمْ خَامِصَهً بُطُونُهُمْ تَرَاهُمْ سُکَارَی سُمَّارَ وَحْشَهِ اللَّیْلِ مُتَخَشِّعُونَ کَأَنَّهُمْ شِنَانٌ بَوَالِی قَدْ أَخْلَصُوا لِلَّهِ أَعْمَالَهُمْ سِرّاً وَ عَلَانِیَهً فَلَمْ تَأْمَنْ مِنْ فَزَعِهِ
ص: 41
قُلُوبُهُمْ بَلْ کَانُوا کَمَنْ حَرَسُوا قِبَابَ خَرَاجِهِمْ فَلَوْ رَأَیْتَهُمْ فِی لَیْلَتِهِمْ وَ قَدْ نَامَتِ الْعُیُونُ وَ هَدَأَتِ الْأَصْوَاتُ وَ سَکَنَتِ الْحَرَکَاتُ مِنَ الطَّیْرِ فِی الرُّکُودِ وَ قَدْ منههم [نَبَّهَهُمْ] هَوْلُ یَوْمِ الْقِیَامَهِ وَ الْوَعِیدُ کَمَا قَالَ سُبْحَانَهُ- أَ فَأَمِنَ أَهْلُ الْقُری أَنْ یَأْتِیَهُمْ بَأْسُنا بَیاتاً وَ هُمْ نائِمُونَ فَاسْتَیْقَظُوا إِلَیْهَا فَزِعِینَ وَ قَامُوا إِلَی صَلَاتِهِمْ مُعْوِلِینَ بَاکِینَ تَارَهً وَ أُخْرَی مُسَبِّحِینَ یَبْکُونَ فِی مَحَارِیبِهِمْ وَ یَرِنُّونَ یَصْطَفُّونَ لَیْلَهً مُظْلِمَهً بَهْمَاءَ یَبْکُونَ فَلَوْ رَأَیْتَهُمْ یَا أَحْنَفُ فِی لَیْلَتِهِمْ قِیَاماً عَلَی أَطْرَافِهِمْ مُنْحَنِیَهً ظُهُورُهُمْ یَتْلُونَ أَجْزَاءَ الْقُرْآنِ لِصَلَاتِهِمْ قَدِ اشْتَدَّتْ أَعْوَالُهُمْ وَ نَحِیبُهُمْ وَ زَفِیرُهُمْ إِذَا زَفَرُوا خِلْتَ النَّارَ قَدْ أَخَذَتْ مِنْهُمْ إِلَی حَلَاقِیمِهِمْ وَ إِذَا أَعْوَلُوا حَسِبْتَ السَّلَاسِلَ قَدْ صُفِّدَتْ فِی أَعْنَاقِهِمْ فَلَوْ رَأَیْتَهُمْ فِی نَهَارِهِمْ إِذاً لَرَأَیْتَ قَوْماً- یَمْشُونَ عَلَی الْأَرْضِ هَوْناً وَ یَقُولُونَ لِلنَّاسِ حُسْناً- وَ إِذا خاطَبَهُمُ الْجاهِلُونَ قالُوا
ص: 42
سَلاماً وَ إِذا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا کِراماً قَدْ قَیَّدُوا أَقْدَامَهُمْ مِنَ التُّهَمَاتِ وَ أَبْکَمُوا أَلْسِنَتَهُمْ أَنْ یَتَکَلَّمُوا فِی أَعْرَاضِ النَّاسِ وَ سَجَّمُوا أَسْمَاعَهُمْ أَنْ یَلِجَهَا خَوْضُ خَائِضٍ وَ کَحَلُوا أَبْصَارَهُمْ بِغَضِّ النَّظَرِ إِلَی الْمَعَاصِی وَ انْتَحَوْا دَارَ السَّلَامِ الَّتِی مَنْ دَخَلَهَا کَانَ آمِناً مِنَ الرَّیْبِ وَ الْأَحْزَانِ فَلَعَلَّکَ یَا أَحْنَفُ شَغَلَکَ نَظَرُکَ فِی وَجْهِ وَاحِدَهٍ تُبْدِی الْأَسْقَامَ بِغَاضِرَهِ وَجْهِهَا وَ دَارٍ قَدْ أَشْغَلَتْ بِنَقْشِ رَوَاقِهَا وَ سُتُورٍ قَدْ عَلَّقَتْهَا وَ الرِّیحُ وَ الْآجَامُ مُوَکَّلَهٌ بِثَمَرِهَا وَ لَیْسَتْ دَارُکَ هَذِهِ دَارَ الْبَقَاءِ فَأَحْمَتْکَ الدَّارُ الَّتِی خَلَقَهَا اللَّهُ سُبْحَانَهُ مِنْ لُؤْلُؤَهٍ بَیْضَاءَ فَشَقَّقَ فِیهَا أَنْهَارَهَا وَ غَرَسَ فِیهَا أَشْجَارَهَا وَ ظَلَّلَ عَلَیْهَا بِالنُّضْجِ مِنْ ثِمَارِهَا وَ کَبَسَهَا بِالْعَواتِقِ مِنْ حُورِهَا ثُمَّ أَسْکَنَهَا أَوْلِیَاءَهُ وَ أَهْلَ طَاعَتِهِ فَلَوْ رَأَیْتَهُمْ یَا أَحْنَفُ
ص: 43
وَ قَدْ قَدِمُوا عَلَی زِیَادَاتِ رَبِّهِمْ سُبْحَانَهُ فَإِذَا ضَرَبْتَ جَنَائِبَهُمْ صَوَّتَتْ رَوَاحِلُهُمْ بِأَصْوَاتٍ لَمْ یَسْمَعِ السَّامِعُونَ بِأَحْسَنَ مِنْهَا وَ أَظَلَّتْهُمْ غَمَامَهٌ فَأَمْطَرَتْ عَلَیْهِمُ الْمِسْکَ وَ الرَّادِنَ وَ صَهَلَتْ خُیُولُهَا بَیْنَ أَغْرَاسِ تِلْکَ الْجِنَانِ وَ تَخَلَّلَتْ بِهِمْ نُوقُهُمْ بَیْنَ کُثُبِ الزَّعْفَرَانِ وَ یَتَّطِئُ مِنْ تَحْتِ أَقْدَامِهِمُ اللُّؤْلُؤُ وَ الْمَرْجَانُ وَ اسْتَقْبَلَتْهُمْ قَهَارِمَتُهَا بِمَنَابِرِ الرَّیْحَانِ وَ هَاجَتْ لَهُمْ رِیحٌ مِنْ قِبَلِ الْعَرْشِ فَنَثَرَتْ عَلَیْهِمُ الْیَاسَمِینَ وَ الْأُقْحُوَانَ وَ ذَهَبُوا إِلَی بَابِهَا فَیَفْتَحُ لَهُمُ الْبَابَ رِضْوَانُ ثُمَّ یَسْجُدُونَ لِلَّهِ فِی فِنَاءِ الْجِنَانِ فَقَالَ لَهُمُ الْجَبَّارُ ارْفَعُوا رُءُوسَکُمْ فَإِنِّی قَدْ رَفَعْتُ عَنْکُمْ مَئُونَهَ الْعِبَادَهِ وَ أَسْکَنْتُکُمْ جَنَّهَ الرِّضْوَانِ فَإِنْ فَاتَکَ یَا أَحْنَفُ مَا ذَکَرْتُ لَکَ فِی صَدْرِ کَلَامِی لَتُتْرَکَنَّ فِی سَرَابِیلِ الْقَطِرَانِ وَ لَتَطُوفَنَ بَیْنَهَا وَ بَیْنَ حَمِیمٍ آنٍ وَ لَتَسْقِیَنَّ شَرَاباً حَارَّ الْغَلَیَانِ فِی إِنْضَاجِهِ فَکَمْ یَوْمَئِذٍ فِی النَّارِ مِنْ صُلْبٍ مَحْطُومٍ وَ وَجْهٍ مَهْشُومٍ وَ مُشَوَّهٍ مَضْرُوبٍ عَلَی الْخُرْطُومِ-
ص: 44
قَدْ أَکَلَتِ الْجَامِعَهُ کَفَّهُ وَ الْتَحَمَ الطَّوْقُ بِعُنُقِهِ فَلَوْ رَأَیْتَهُمْ یَا أَحْنَفُ یَنْحَدِرُونَ فِی أَوْدِیَتِهَا وَ یَصْعَدُونَ جِبَالَهَا وَ قَدْ أُلْبِسُوا الْمُقَطَّعَاتِ مِنَ الْقَطِرَانِ وَ أُقْرِنُوا مَعَ فُجَّارِهَا وَ شَیَاطِینِهَا فَإِذَا اسْتَغَاثُوا بِأَسْوَإِ أَخْذٍ مِنْ حَرِیقٍ شَدَّتْ عَلَیْهِمْ عَقَارِبُهَا وَ حَیَّاتُهَا وَ لَوْ رَأَیْتَ مُنَادِیاً یُنَادِی وَ هُوَ یَقُولُ یَا أَهْلَ الْجَنَّهِ وَ نَعِیمِهَا وَ یَا أَهْلَ حُلِیِّهَا وَ حُلَلِهَا خُلُودٌ فَلَا مَوْتَ فَعِنْدَهَا یَنْقَطِعُ رَجَاؤُهُمْ وَ تُغْلَقُ الْأَبْوَابُ وَ تَنْقَطِعُ بِهِمُ الْأَسْبَابُ فَکَمْ یَوْمَئِذٍ مِنْ شَیْخٍ یُنَادِی وَا شَیْبَتَاهْ وَ کَمْ شَبَابٍ یُنَادِی وَا شَبَابَاهْ وَ کَمْ مِنِ امْرَأَهٍ تُنَادِی وَا فَضِیحَتَاهْ هُتِکَتْ عَنْهُمُ السُّتُورُ فَکَمْ یَوْمَئِذٍ مِنْ مَغْمُوسٍ بَیْنَ أَطْبَاقِهَا مَحْبُوسٌ یَا لَکَ غَمْسَهٌ أَلْبَسَتْکَ بَعْدَ لِبَاسِ الْکَتَّانِ وَ الْمَاءِ الْمُبَرَّدِ عَلَی الْجُدْرَانِ وَ أَکْلِ الطَّعَامِ أَلْوَاناً بَعْدَ أَلْوَانٍ لِبَاساً لَمْ یَدَعْ لَکَ شَعْراً نَاعِماً کُنْتَ مُطْعَمَهُ إِلَّا بَیَّضَهُ وَ لَا عَیْناً کُنْتَ تُبْصِرُ بِهَا
ص: 45
إِلَی حَبِیبٍ إِلَّا فَقَأَهَا هَذَا مَا أَعَدَّ اللَّهُ لِلْمُجْرِمِینَ وَ ذَلِکَ مَا أَعَدَّ اللَّهُ لِلْمُتَّقِینَ.
64- حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْوَلِیدِ رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْحَسَنِ الصَّفَّارُ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ خَالِدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ وَ غَیْرِهِ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ مُحَمَّدٍ الْبَاقِرِ ع قَالَ: سُئِلَ رَسُولُ اللَّهِ ص عَنْ خِیَارِ الْعِبَادِ قَالَ الَّذِینَ إِذَا أَحْسَنُوا اسْتَبْشَرُوا وَ إِذَا أَسَاءُوا اسْتَغْفَرُوا وَ إِذَا أُعْطُوا شَکَرُوا وَ إِذَا ابْتُلُوا صَبَرُوا وَ إِذَا غَضِبُوا غَفَرُوا.
65- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْقَاسِمِ الْأَسْتَرْآبَادِیُّ رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا یُوسُفُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ زِیَادٍ وَ عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَیَّارٍ عَنْ أَبَوَیْهِمَا عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْحُسَیْنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ آبَائِهِ ع قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ص لِبَعْضِ أَصْحَابِهِ ذَاتَ یَوْمٍ یَا عَبْدَ اللَّهِ حَبِّبْ فِی اللَّهِ وَ أَبْغِضْ فِی اللَّهِ وَ وَالِ فِی اللَّهِ وَ عَادِ فِی اللَّهِ فَإِنَّکَ لَا تَنَالُ وَلَایَتَهُ إِلَّا بِذَلِکَ وَ لَا یَجِدُ رَجُلٌ طَعْمَ الْإِیمَانِ وَ إِنْ کَثُرَتْ صَلَاتُهُ وَ صِیَامُهُ حَتَّی یَکُونَ
ص: 46
کَذَلِکَ وَ قَدْ صَارَتْ مُؤَاخَاهُ النَّاسِ فِی یَوْمِکُمْ هَذَا أَکْثَرُهَا فِی الدُّنْیَا عَلَیْهَا یَتَوَادُّونَ وَ عَلَیْهَا یَتَبَاغَضُونَ وَ ذَلِکَ لَا یُغْنِی عَنْهُمْ مِنَ اللَّهِ شَیْئاً فَقَالَ لَهُ ع کَیْفَ لِی أَنْ أَعْلَمَ أَنِّی قَدْ وَالَیْتُ وَ عَادَیْتُ فِی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ مَنْ وَلِیُّ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ حَتَّی أُوَالِیَهُ وَ مَنْ عَدُوُّهُ حَتَّی أُعَادِیَهُ فَأَشَارَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ ص إِلَی عَلِیٍّ ع فَقَالَ أَ تَرَی هَذَا فَقَالَ بَلَی فَقَالَ ص وَلِیُّ هَذَا وَلِیُّ اللَّهِ فَوَالِهِ وَ عَدُوُّ هَذَا عَدُوُّ اللَّهِ فَعَادِهِ وَ وَالِ وَلِیَّ هَذَا وَ لَوْ أَنَّهُ قَاتِلُ أَبِیکَ وَ وَلَدِکَ وَ عَادِ عَدُوَّ هَذَا وَ لَوْ أَنَّهُ أَبُوکَ وَ وَلَدُکَ.
66- حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ إِدْرِیسَ رَحِمَهُ اللَّهُ عَنْ أَبِی بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع عَنْ آبَائِهِ ع قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ ع إِنَّ لِأَهْلِ الدِّینِ عَلَامَاتٍ یُعْرَفُونَ بِهَا صِدْقَ الْحَدِیثِ وَ أَدَاءَ الْأَمَانَهِ وَ الْوَفَاءَ بِالْعَهْدِ وَ صِلَهَ الرَّحِمِ وَ رَحْمَهَ الضُّعَفَاءِ وَ قِلَّهَ الْمُؤَاتَاهِ لِلنِّسَاءِ وَ بَذْلَ الْمَعْرُوفِ وَ حُسْنَ الْخُلُقِ وَ سَعَهَ الْخُلُقِ وَ اتِّبَاعَ الْعِلْمِ وَ مَا یُقَرِّبُ إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ طُوبَی لَهُمْ وَ حُسْنُ مَآبٍ-
ص: 47
وَ طُوبَی شَجَرَهٌ فِی الْجَنَّهِ أَصْلُهَا فِی دَارِ النَّبِیِّ ص وَ لَیْسَ مُؤْمِنٌ إِلَّا وَ فِی دَارِهِ غُصْنٌ مِنْهَا لَا یَخْطُرُ عَلَی قَلْبِهِ شَهْوَهُ شَیْ ءٍ إِلَّا أَتَاهُ ذَلِکَ الْغُصْنُ بِهِ وَ لَوْ أَنَّ رَاکِباً مُجِدّاً سَارَ فِی ظِلِّهَا مِائَهَ عَامٍ لَمْ یَخْرُجْ مِنْهَا وَ لَوْ صَارَ فِی أَسْفَلِهَا غُرَابٌ مَا بَلَغَ أَعْلَاهَا حَتَّی یَسْقُطَ هَرِماً أَلَا فِی هَذَا فَارْغَبُوا إِنَّ الْمُؤْمِنَ نَفْسُهُ مِنْهُ فِی شُغُلٍ وَ النَّاسُ مِنْهُ فِی رَاحَهٍ إِذَا جَنَّهُ اللَّیْلُ افْتَرَشَ وَجْهَهُ وَ سَجَدَ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ بِمَکَارِمِ بَدَنِهِ یُنَاجِی الَّذِی خَلَقَهُ فِی فَکَاکِ رَقَبَتِهِ أَلَا هَکَذَا فَکُونُوا.
67- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ یَحْیَی الْعَطَّارُ رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا أَبِی عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مُسْکَانَ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ ع قَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی خَصَّ رَسُولَ اللَّهِ ص بِمَکَارِمِ الْأَخْلَاقِ فَامْتَحِنُوا أَنْفُسَکُمْ فَإِنْ کَانَتْ فِیکُمْ فَاحْمَدُوا اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ وَ ارْغَبُوا إِلَیْهِ فِی الزِّیَادَهِ مِنْهَا فَذَکَرَهَا عَشَرَهً الْیَقِینَ وَ الْقَنَاعَهَ وَ الصَّبْرَ
ص: 48
وَ الشُّکْرَ وَ الْحِلْمَ وَ حُسْنَ الْخُلُقِ وَ السَّخَاءَ وَ الْغَیْرَهَ وَ الشَّجَاعَهَ وَ الْمُرُوءَهَ.
68- حَدَّثَنَا عَلِیُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عِمْرَانَ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ عَبْدِ الْعَظِیمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْحَسَنِیِّ قَالَ: دَخَلْتُ عَلَی سَیِّدِی عَلِیِّ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ مُوسَی بْنِ جَعْفَرٍ الصَّادِقِ ع فَلَمَّا أَبْصَرَنِی قَالَ لِی مَرْحَباً بِکَ یَا أَبَا الْقَاسِمِ أَنْتَ وَلِیُّنَا حَقّاً قَالَ فَقُلْتُ یَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ إِنِّی أُرِیدُ أَنْ أَعْرِضَ عَلَیْکَ دِینِی فَإِنْ کَانَ مَرْضِیّاً أَثْبُتُ عَلَیْهِ حَتَّی أَلْقَی اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ فَقَالَ هَاتِ یَا أَبَا الْقَاسِمِ فَقُلْتُ إِنِّی أَقُولُ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی وَاحِدٌ- لَیْسَ کَمِثْلِهِ شَیْ ءٌ خَارِجٌ مِنَ الْحَدَّیْنِ حَدِّ التَّعْطِیلِ [وَ حَدِّ الْإِبْطَالِ] وَ حَدِّ التَّشْبِیهِ وَ إِنَّهُ لَیْسَ بِجِسْمٍ وَ لَا صُورَهٍ وَ لَا عَرَضٍ وَ لَا جَوْهَرٍ بَلْ هُوَ مُجَسِّمُ الْأَجْسَامِ وَ مُصَوِّرُ الصُّوَرِ وَ خَالِقُ الْأَعْرَاضِ وَ الْجَوَاهِرِ وَ رَبُّ کُلِّ شَیْ ءٍ وَ مَالِکُهُ وَ جَاعِلُهُ وَ مُحْدِثُهُ وَ إِنَّهُ حَکِیمٌ لَا یَفْعَلُ الْقَبِیحَ وَ لَا یُخِلُّ بِالْوَاجِبِ وَ إِنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ خَاتَمُ النَّبِیِّینَ فَلَا نَبِیَّ بَعْدَهُ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَهِ وَ إِنَّ شَرِیعَتَهُ خَاتِمَهُ الشَّرَائِعِ لَا شَرِیعَهَ
ص: 49
بَعْدَهَا إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَهِ وَ أَقُولُ إِنَّ الْإِمَامَ وَ الْخَلِیفَهَ وَ والی [وَلِیَ] الْأَمْرِ بَعْدَهُ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ ثُمَّ الْحَسَنُ ثُمَّ الْحُسَیْنُ ثُمَّ عَلِیُّ بْنُ الْحُسَیْنِ ثُمَّ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ ثُمَّ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ ثُمَّ مُوسَی بْنُ جَعْفَرٍ ثُمَّ عَلِیُّ بْنُ مُوسَی ثُمَّ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِیٍّ ثُمَّ أَنْتَ یَا مَوْلَایَ فَقَالَ ع وَ مِنْ بَعْدِی الْحَسَنُ ابْنِی وَ کَیْفَ النَّاسُ بِالْخَلَفِ مِنْ بَعْدِهِ قَالَ فَقُلْتُ وَ کَیْفَ ذَلِکَ یَا مَوْلَایَ قَالَ ع لِأَنَّهُ لَا یُرَی شَخْصُهُ وَ لَا یَحِلُّ ذِکْرُهُ بِاسْمِهِ حَتَّی یَخْرُجَ فَیَمْلَأَ الْأَرْضَ قِسْطاً وَ عَدْلًا کَمَا مُلِئَتْ ظُلْماً وَ جَوْراً قَالَ فَقُلْتُ أَقْرَرْتُ وَ أَقُولُ إِنَّ وَلِیَّهُمْ وَلِیُّ اللَّهِ وَ عَدُوَّهُمْ عَدُوُّ اللَّهِ وَ طَاعَتَهُمْ طَاعَهُ اللَّهِ وَ مَعْصِیَتَهُمْ مَعْصِیَهُ اللَّهِ وَ أَقُولُ إِنَّ الْمِعْرَاجَ حَقٌّ وَ الْمُسَاءَلَهَ فِی الْقَبْرِ حَقٌّ وَ إِنَّ الْجَنَّهَ حَقٌّ وَ النَّارَ حَقٌّ وَ الصِّرَاطَ حَقٌّ وَ الْمِیزَانَ حَقٌ وَ أَنَّ السَّاعَهَ آتِیَهٌ لا رَیْبَ فِیها وَ أَنَّ اللَّهَ یَبْعَثُ مَنْ فِی الْقُبُورِ وَ أَقُولُ إِنَّ الْفَرَائِضَ الْوَاجِبَهَ بَعْدَ الْوَلَایَهِ الصَّلَاهُ وَ الزَّکَاهُ وَ الصَّوْمُ وَ الْحَجُّ وَ الْجِهَادُ وَ الْأَمْرُ
ص: 50
بِالْمَعْرُوفِ وَ النَّهْیُ عَنِ الْمُنْکَرِ وَ حُقُوقُ الْوَالِدَیْنِ فَقُلْتُ هَذَا دِینِی وَ مَذْهَبِی وَ عَقِیدَتِی وَ یَقِینِی قَدْ أَخْبَرْتُکَ بِهِ فَقَالَ عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدٍ ع یَا أَبَا الْقَاسِمِ هَذَا وَ اللَّهِ دِینُ اللَّهِ الَّذِی ارْتَضَاهُ لِعِبَادِهِ فَاثْبُتْ عَلَیْهِ ثَبَّتَکَ اللَّهُ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِی الْحَیاهِ الدُّنْیا وَ فِی الْآخِرَهِ.
69- حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ الْقَطَّانُ رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَارَهَ عَنْ أَبِیهِ قَالَ قَالَ الصَّادِقُ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ ع لَیْسَ مِنْ شِیعَتِنَا مَنْ أَنْکَرَ أَرْبَعَهَ أَشْیَاءَ الْمِعْرَاجَ وَ الْمُسَاءَلَهَ فِی الْقَبْرِ وَ خَلْقَ الْجَنَّهِ وَ النَّارِ وَ الشَّفَاعَهَ.
70- حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْحَاقَ الطَّالَقَانِیُّ رَحِمَهُ اللَّهُ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِیُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ فَضَّالٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ أَبِی الْحَسَنِ عَلِیِّ بْنِ مُوسَی الرِّضَا ع أَنَّهُ قَالَ: مَنْ کَذَّبَ بِالْمِعْرَاجِ فَقَدْ کَذَّبَ رَسُولَ اللَّهِ ص.
71- حَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَاحِدِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُبْدُوسٍ الْعَطَّارُ النَّیْسَابُورِیُّ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ حَدَّثَنَا عَلِیُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ قُتَیْبَهَ عَنِ الْفَضْلِ بْنِ شَاذَانَ قَالَ قَالَ عَلِیُّ بْنُ مُوسَی الرِّضَا ع مَنْ أَقَرَّ بِتَوْحِیدِ اللَّهِ وَ نَفَی التَّشْبِیهَ عَنْهُ وَ نَزَّهَهُ عَمَّا
ص: 51
لَا یَلِیقُ بِهِ وَ أَقَرَّ بِأَنَّ لَهُ الْحَوْلَ وَ الْقُوَّهَ وَ الْإِرَادَهَ وَ الْمَشِیَّهَ وَ الْخَلْقَ وَ الْأَمْرَ وَ الْقَضَاءَ وَ الْقَدَرَ وَ أَنَّ أَفْعَالَ الْعِبَادِ مَخْلُوقَهٌ خَلْقَ تَقْدِیرٍ لَا خَلْقَ تَکْوِینٍ وَ شَهِدَ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ وَ أَنَّ عَلِیّاً وَ الْأَئِمَّهَ بَعْدَهُ حُجَجُ اللَّهِ وَ وَالَی أَوْلِیَاءَهُمْ وَ اجْتَنَبَ الْکَبَائِرَ وَ أَقَرَّ بِالرَّجْعَهِ وَ الْمُتْعَتَیْنِ وَ آمَنَ بِالْمِعْرَاجِ وَ الْمُسَاءَلَهِ فِی الْقَبْرِ وَ الْحَوْضِ وَ الشَّفَاعَهِ وَ خَلْقِ الْجَنَّهِ وَ النَّارِ وَ الصِّرَاطِ وَ الْمِیزَانِ وَ الْبَعْثِ وَ النُّشُورِ وَ الْجَزَاءِ وَ الْحِسَابِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ حَقّاً وَ هُوَ مِنْ شِیعَتِنَا أَهْلَ الْبَیْتِ.