الصحيفة المهديّة المنتخبة

اشارة

الصحيفة المهديّة المنتخبة

-المؤلّف: السيّد مرتضى المجتهدي السيستاني

الناشر: نشر الماس

المطبعة: سپهر نوين

الطبعة: الثانى / صفر 1429 ه ق

الكميّة: 3000

السعر: 4000 تومان

--

مركز التوزيع: 0098 251) 2613821)

الناشر: (0098 912 251 0358)

ALM0NJI.COM . :www

info@almonji.com com E-mail:

الفهرس

المقدّمة

نكتة مهمّة ... 14

أهميّة المداومة على الدعاء ... 18

لزوم الدعاء لصاحب العصر والزمان أرواحنا فداه ... 20

أوّل مظلوم في العالم ... 26

نصيحة من الحاج الشيخ رجبعلي الخيّاطرحمه الله ... 28

التجربة المهمّة للحاج الشيخ حسنعلي الإصفهاني ... 32

إقامة مجالس الدعاء لتعجيل فرج مولانا صاحب الزمان عجّل اللَّه تعالى فرجه ... 34

التوجّه إلى وظائف عصر الغيبة ... 36

الإعتياد بعصر الغيبة! ... 38

غيّروا أساليبكم الفكريّة! ... 42

إلى أمير عالم الوجود ... 44

لزوم التوجّه إلى الإمام المنتظر أرواحنا فداه ... 50

إنتظار الفرج أو الإعتقاد به؟! ... 60

المكانة العظيمة للإمام المنتظر أرواحنا فداه في كلمات أهل البيت: ... 62

الباب الأوّل

في الصلوات

صلاة الحجّة القائم عجّل اللَّه تعالى فرجه ... 80

صلاة المسجد المقدّس في جمكران ... 82

صلاة التوجّه إلى مولانا صاحب الزمان عجّل اللَّه تعالى فرجه ... 84

صلاة الفرج ودعائه لدفع الشدائد ... 86

صلاة الإستغاثة به عجّل اللَّه تعالى فرجه ... 92

إهداء الصلاة إليه عجّل اللَّه تعالى فرجه في يوم الخميس ... 96

صلاة الحجّة عجّل اللَّه تعالى فرجه في ليلة الجمعة ... 98

الباب الثاني

في القنوتات

الدعاء لظهوره عجّل اللَّه تعالى فرجه في قنوت الصلوات ... 102

قنوت مولانا الحجّة عجّل اللَّه تعالى فرجه ... 104

الدعاء الثاني في قنوته أرواحنا فداه ... 106

الدعاء الثالث في قنوته أرواحنا فداه ... 112

دعاء لظهوره عجّل اللَّه تعالى فرجه في قنوت صلاة الجمعة ... 114

الباب الثالث

في الأدعية الّتي تقرء بعد الصلوات

الدعاء لظهوره أرواحنا فداه بعد كلّ فريضة ... 116

الدعاء لظهوره أرواحنا فداه بعد الصلاة

المكتوبة ... 118

دعاءٌ يقرء في تعقيب الفرائض يوجب الفوز بلقاء الإمام أرواحنا فداه ... 120

دعاء الرؤية ... 122

الدعاء بعد صلاة الصبح ... 126

الدعاء له عجّل اللَّه تعالى فرجه بعد صلاة الصبح ... 128

ما علّمه مولانا صاحب الزمان أرواحنا فداه رجلاً لدفع الشدائد ... 128

الدعاء للفرج بعد صلاة الفجر وصلاة الظهر في كلّ يوم ... 134

الدعاء لتعجيل فرجه أرواحنا فداه في تعقيب صلاة الظهر ... 136

الدعاء لظهوره عجّل اللَّه تعالى فرجه بعد صلاة العصر ... 140

الدعاء لظهوره أرواحنا فداه في عقيب الركعتين الاُوليين من صلاة الليل ... 144

الباب الرابع

في أدعية الاُسبوع

الدعاء لظهوره عجّل اللَّه تعالى فرجه في يوم الخميس ... 148

الدعاء لظهوره أرواحنا فداه في عصر يوم الخميس إلى آخر نهار يوم الجمعة ... 148

الدعاء لظهوره أرواحنا فداه في ليلة الجمعة ... 150

دعاء العلويّ المصريّ للإمام المهديّ أرواحنا فداه يقرء في الشدائد ... 152

فضيلة دعاء الندبة ... 200

دعاء الندبة ... 200

الدعاء لظهوره عجّل اللَّه تعالى فرجه في يوم الجمعة ... 226

صلوات ضرّاب الإصفهاني ... 228

فضيلة قرائة سورة الإسراء في كلّ ليلة جمعة ... 238

الباب الخامس

في أدعية الشهور

الدعاء المرويّ عن مولانا صاحب الزمان أرواحنا فداه يقرء في كلّ يوم من شهر رجب ... 240

دعاء آخر مرويّ عنه أرواحنا فداه يقرء في كلّ يوم من شهر رجب ... 246

الدعاء الثالث يقرء في أيّام شهر رجب ... 248

دعاء يوم الثالث من شعبان ... 252

فضيلة ليلة النصف من شعبان ... 256

دعاء ليلة النصف من شعبان ... 258

دعاء الإفتتاح ... 262

الدعاء لظهوره أرواحنا فداه في اليوم الثالث عشر من شهر رمضان ... 276

الدعاء لظهوره أرواحنا فداه في الليلة الثالثة والعشرين من شهر رمضان ... 280

دعاء آخر لظهوره أرواحنا فداه في الليلة

الثالثة والعشرين من شهر رمضان ... 282

الدعاء الثالث لظهوره أرواحنا فداه في الليلة الثالثة والعشرين من شهر رمضان ... 284

دعاء يوم عيد الغدير من قرئه كان كمن يكون تحت راية القائم عجّل اللَّه تعالى فرجه

وفي فسطاطه من النجباء والنقباء ... 286

تسبيح مولانا صاحب الزمان أرواحنا فداه من يوم الثامن عشر إلى آخر كلّ شهر ... 294

الباب السادس

في الأدعية المطلقة الّتي لاتختصّ قرائتها بيوم خاصّ

دعاء العهد ... 296

دعاء العهد الثاني ... 302

دعاء أيّام الغيبة ... 308

دعاء المعرفة يقرء في أيّام الغيبة ... 316

دعاء آخر يقرء في الغيبة ... 330

دعاء آخر أيضاً يقرء في الغيبة ... 332

دعاء الغريق في أيّام الغيبة ... 334

الدعاء للنجاة من الفتن ... 336

دعاء الفرج )إلهي عظُم البلاء( ... 338

الدعاء له صلوات اللَّه عليه في الساعة المخصوصة به ... 340

دعاء الإمام الحجّة عجّل اللَّه تعالى فرجه ... 344

دعاء سهم الليل لصاحب الزمان أرواحنا فداه ... 346

دعاءٌ آخر مرويّ عنه عجّل اللَّه تعالى فرجه ... 348

دعاء »يا نور النّور« عن الإمام الحجّة عجّل اللَّه تعالى فرجه ... 352

دعاء آخر عنه أرواحنا فداه لرفع الشدائد ... 352

دعاء عظيم الشأن مرويّ عنه عجّل اللَّه تعالى فرجه لقضاء الحوائج ... 354

دعاء مولانا صاحب الزمان عجّل اللَّه تعالى فرجه للشفاء عن الأمراض ... 356

دعاء مرويّ عنه عجّل اللَّه تعالى فرجه للنجاة من الضيق والشدّة ... 358

حرز لمولانا القائم عجّل اللَّه تعالى فرجه ... 362

دعاء الشيعة عند خروج مولانا القائم أرواحنا فداه ... 362

الصلاة على سيّدة النساء فاطمة الزهراءعليها السلام )أللّهمّ صلّ على فاطمة وأبيها...( ... 364

فضيلة سور المسبّحات ... 366

الباب السابع

في التوسّل بمولانا بقيّة اللَّه أرواحنا فداه

دعاء التوسّل المعروف بدعاء التوسّل للخواجة نصيررحمه الله ... 368

التوسّل بمولانا صاحب

الزمان عجّل اللَّه تعالى فرجه ... 392

التوسّل به عجّل اللَّه تعالى فرجه في كلّ أمر صعب )يا فارس الحجاز( ... 394

توسّل آخر به أرواحنا فداه )يا صاحب الزّمان( ... 394

توسّل آخر به صلوات اللَّه عليه ... 396

الباب الثامن

في الرقاع

كيفيّة كتابة الرقعة إلى مولانا صاحب الزمان عجّل اللَّه تعالى فرجه ... 398

الباب التاسع

في الإستخارات

الإستخارة الاُولى ... 406

الإستخارة الثانية ... 408

الباب العاشر

في حرز اليمانى وحكايته

حكاية حرز اليماني ... 410

حرز اليماني ... 410

الباب الحادي عشر

في الزيارات

في استحباب زيارة مولانا صاحب الزمان أرواحنا فداه في كلّ زمان ومكان ... 428

في بيان إهداء ثواب الزيارات إلى مولانا صاحب الزمان أرواحنا فداه ... 430

زيارة آل يس ... 430

زيارة الندبة ... 442

زيارة مولانا صاحب الزمان أرواحنا فداه في يوم الجمعة ... 456

زيارة صاحب الأمر أرواحنا فداه يزار بها في المضائق والمخاوف ... 460

زيارة الناحية المقدّسة ... 462

الزيارة الرجبيّة يزار بها كلّ المشاهد في شهر رجب ... 502

زيارة مولانا صاحب الزمان أرواحنا فداه في السرداب المقدّس ... 506

زيارة ثانية لمولانا صاحب الزمان أرواحنا فداه ... 508

زيارة ثالثة لمولانا صاحب الزمان عجّل اللَّه تعالى فرجه ... 508

الصلاة عليه أرواحنا فداه ... 512

الباب الثاني عشر

في زيارة نوّاب مولانا القائم أرواحنا فداه وما نقلوه بعض أصحابه من الأدعية

زيارة أبواب الإمام الحجّة أرواحنا فداه ... 516

دعاء السمات المرويّ عن النائب الثاني محمّد بن عثمان قدس سره ... 520

دعاء الخضرعليه السلام المعروف بدعاء كميل ... 534

خاتمة الكتاب أو الملحقات

في ذكر بعض العبادات الّتي إلتفت إليها مولانا صاحب الزمان أرواحنا فداه

زيارة عاشوراء ... 554

الدعاء بعد زيارة عاشوراء ... 564

المقدّمة

نكتة مهمّة

إنّ أئمّتنا عليهم الصلاة والسلام لمّا كانوا في جوّ سياسيّ أسّسته الحكومة الملعونةالحبتريّة(1) لأن لاتنعقد الدولة العادلة العلويّة، لم يكن

لهم مجال لبيان الأسرارالإلهيّة، لوجود الطغاة الأمويّة والعبّاسيّة، ولذا قال أوّل من غصب حقّه، أمير امرةالمحقّة، عليّ بن أبي طالب عليهما السلام:

كان لرسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم سرّ لايعلمه إلّا قليل، ... ولولا طغاة هذه الاُمّةلبثثت هذا السرّ.(2)

فلم يبيّنوا الأسرار للناس، ولم يبثّوها إلّا إلى قليل منهم من نقبائهم وأفاضل أوليائهم. ولم يمكن لهم إفشاء الأسرار والحقائق المعنويّة لعدم قدرة الناس على التحمّل - لكونهم في الدولة الحبتريّة الّتي تدوم إلى الحكومة الإلهيّة القائميّة، لأنّ الإمام الصادق عليه السلام قال: »وَاللَّيْلِ إِذا يَسْرِ«(3) هي دولة حبتر، فهي تسري إلى قيام القائم عليه السلام(4) - ، فأوردوا كثيراً منها تحت عنوان الأدعية والمناجاة، فتحسّسْ عن الأسرار والحقائق فيها.

ثمّ إنّ أهل البيت عليهم السلام لم يكن بيانهم للأسرار في الأدعية والزيارات للجوّالسياسي في عصرهم منحصراً بها، بل ذكروا مسائل مهمّة من الإعتقادات والمعارف العالية في الدعوات والمناجات والزيارات، وتظهر هذه الحقيقةبالرجوع إليها. ومضافاً إلى ما بيّنوه فيها من الأسرار والإعتقادات، بيّنوا فيها كثيراًمن المسائل الّتي لها تأثير أساسي في حياة الإنسان وعلّموا المجتمع البشري أحسن درس من دروس الحياة.

عليك بالدقّة في »الصحيفة الكاملة السجّاديّة« الّتي أيّد صحّتها الإمام المنتظرأرواحنا فداه حتّى ترى أنّ الإمام زين العابدين عليه السلام كم بيّن من الحقائق العظيمة في ألفاظ قصيرة بعنوان الدعاء والمناجاة. وبالدقّة في أدعية اُخرى من الإمام السجّادعليه السلام ومن سائر أهل البيت عليهم السلام تظهر هذه الحقيقة.

فالآن نذكر مثالاً من الدروس الحياتيّة الّتي علّمونا إيّاها في الأدعية:

في المناجاة الإنجيليّة للإمام السجّادعليه السلام ندعو اللَّه تعالى: أسألك من الهمم أعلاها.

هذا الكلام تنبيهٌ من الإمام زين العابدين عليه السلام لكلّ من يدعو اللَّه؛ بمعني أنّ الداعي كائناً من كان وإن كان يعدّ نفسه حقيراً جدّاً، لابدّ له أن يطلب من اللَّه تعالى أن يعطيه أعلى الهمم حتّى يقدر

أن يتحوّل في حياته تحوّلاً عظيماً حتّى يكون لوجوده تأثير أساسيّ في المجتمع. هذه حقيقة تتحقّق في الخارج مع لمعان نورالإمام عليه السلام في قلب الإنسان.

وما ورد عنهم عليهم السلام من الدعوات و...، هو طور سيناء الولاية؛ فمن شاء أن يذهب إلى الوادى الأيمن، ويصعد إلى طور سيناء الهداية، فعليه بخلع نعليه وتطهير ثيابه، وتعلّم آداب الدعاء والإستجابة حتّى يرى العناية والإجابة.

هذا ما وصل إلينا من الكتاب والرواية، فخذه واغتنم ولاتيأس من رَوْح اللَّه »إِنَّهُ

لايَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكافِرُونَ«(5)، فكن على ذلك من يقين حتّى ترى النور وتعرف السرّ، لأنّ الأئمّةعليهم السلام يهدون الناس إلى الأسرار والحقائق بما قالوا في دعواتهم ومناجاتهم.

أهميّة المداومة على الدعاء

إنّ للمداومة على الأدعية أثراً مهمّاً في إجابة الدعاء ونيل الداعي مبتغاه، وهذه نكتة مهمّة يلزم التوجّه إليها على كلّ من يمارس الدعاء؛ لأنّ أغلب الناس لايستطيعون تحصيل مرامهم من خلال قراءة الدعاء أو الذكر أو الزيارة مرّةواحدة.

وعلى سبيل المثال أنّ الأمراض الجسميّة سواءً كانت سطحيّة أو بدايتها يقدرالإنسان على علاجها بنسخة واحدة، وأمّا إذا صارت مزمنة وطالت مدّة الإبتلاء بهاإحتاج علاجها إلى إستعمال الأدوية مرّات عديدة، وكذا في الأمراض النفسانيّة،فمن ابتلى بمرض نفسيّ شديد، أو لم يكن شديداً، ولكن توغّل في النفس وطالت مدّة الإبتلاء به فإنّه لايمكن رفعه بقراءة الدعاء مرّة واحدة بل يلزم تكرارالدعاء حتّى يبرأ من المرض، كما هو الحال في الأمراض الجسميّة أيضاً.

فعلى هذا كما أنّ الأمراض الجسديّة تحتاج إلى تعاطي العلاج بصورة متكرّرة كيمايؤثّر الدواء أثره فكذلك في الاُمور الّتي تقع في دائرة الدعاء لابدّ من تكرار الدعاء حتّى نرى أثر إجابته.

نعم، قد يتمكّن بعض الناس من تحصيل مبتغاهم بقراءة دعاء واحد أو ذكرإسم من أسماء اللَّه تعالى ولكن أمثال هؤلاء نوادر في الواقع البشري،

ولايصحّ لسائر الناس أن يتوقّع إجابة دعائه بقرائته مرّة واحدة.

هذه إحدى جهاتِ التأكيد في الروايات على الإلحاح والإصرار في الأدعية.

لزوم الدعاء لصاحب العصر والزمان أرواحنا فداه

إنّ ألزم الدعاء في عصر الغيبة الدعاء لظهور مولانا بقيّة اللَّه في العالمين، لأنّه صاحبنا وصاحب العصر والزّمان بل صاحب الأمر ووليّ العوالم، وكيف تجوزالغفلة عنه وهو إمامنا، والغفلة عن الإمام هي الغفلة من أصل من اُصول الدين،فعليك بالدعاء له عليه الصلاة والسلام قبل الدعاء لنفسك وأهلك وإخوانك.

قال السيّد الأجلّ عليّ بن طاووس في كتاب »جمال الاُسبوع«:

وقد قدّمنا في جملة عمل اليوم والليلة من إهتمام أهل القدوة بالدّعاء للمهديّ صلوات اللَّه عليه فيما مضى من الأزمان، ما ينبّه على أنّ الدّعاء له من مهمّات أهل الإسلام والإيمان، حتّى روينا في تعقيب الظّهر من عمل اليوم واللّيلة دعاءالصّادق جعفر بن محمّد صلوات اللَّه عليه قد دعا به للمهدي صلوات اللَّه عليه أبلغ من الدّعاءلنفسه سلام اللَّه عليه.

وقد ذكرنا فيما رويناه في تعقيب صلوة العصر من عمل اليوم والليلة أيضاًفصلاً جميلاً قد دعا به الكاظم موسى بن جعفر للمهديّ عليهم السلام أبلغ من الدّعاء لنفسه صلوات اللَّه عليهما، وفي الإقتداء بالصّادق والكاظم عليهما السلام عذر لمن عرف محلّهما في الإسلام.(6)

وقال السيّد الأجلّ عليّ بن طاووس بعد ذكر فضائل الدعاء للإخوان: إذا كان هذا كلّه فضل الدعاء لإخوانك، فكيف فضل الدعاء لسلطانك الّذي كان سبب إمكانك، وأنت تعتقد أنّه لولاه ما خلق اللَّه نفسك، ولا أحداً من المكلّفين في زمانه وزمانك، وإنّ اللطف بوجوده صلوات اللَّه عليه سبب لكلّ ما أنت وغيرك فيه،وسبب لكلّ خير تبلغون إليه، فإيّاك ثمّ إيّاك أن تقدّم نفسك أو أحداً من الخلايق في الولاء والدعاء له بأبلغ الإمكان.

واحضر قلبك ولسانك في الدعاء لذلك المولى العظيم الشأن، وإيّاك أن تعتقدإنّني قلت هذا لأنّه محتاج إلى

دعائك، هيهات هيهات إن اعتقدت هذا فأنت مريض في إعتقادك وولائك، بل إنّما قلت هذا لمّا عرّفتك من حقّه العظيم عليك،وإحسانه الجسيم إليك، ولأنّك إذا دعوت له قبل الدعاء لنفسك ولمن يعزّ عليك كان أقرب إلى أن يفتح اللَّه جلّ جلاله أبواب الإجابة بين يديك.

لأنّ أبواب قبول الدعوات قد غلقتها - أيّها العبد - بأغلاق الجنايات، فإذادعوت لهذا المولى الخاصّ عند مالك الأحياء والأموات، يوشك أن يفتح أبواب الإجابة لأجله، فتدخل أنت في الدعاء لنفسك ولمن تدعو له في زمرة فضله وتتّسع رحمة اللَّه جلّ جلاله لك وكرمه وعنايته بك لتعلّقك في الدعاء بحبله.

ولاتقل: فما رأيت فلاناً وفلاناً من الّذين تقتدي بهم من شيوخك بما أقول يعملون، وما وجدتهم إلّا وهم عن مولانا الّذي أشرت إليه صلوات اللَّه عليه غافلون وله مهملون، فأقول لك: إعمل بما قلت لك، فهو الحقّ الواضح، ومن أهمل مولانا وغفل عمّا ذكرت عنه فهو واللَّه الغلطالفاضح.

أقول: فكيف ترى هذا الأمر منهم عليهم أفضل السلام؟ هل هو كما أنت عليه من التهوين بشرف هذا المقام؟ ولا تتوقّف عن الإكثار من الدعاء له صلوات اللَّه عليه؟ولمن يجوز الدعاء له في المفروضات؟

أقول: فلا عذر لك إذن في ترك الإهتمام.(7)

قال في »مكيال المكارم«: أنّ الدعاء كما دلّت عليه الآيات والروايات من أعظم أقسام العبادات، ولا شكّ أنّ أجلّ أنواع الدعاء وأعظمها الدعاء لمن أوجب اللَّه تعالى حقّه، والدعاء له على كافّة البريّات، وببركة وجوده يفيض نعمه على قاطبةالمخلوقات، كما أنّه لا ريب في أنّ المراد من الإشتغال باللَّه هو الإشتغال بعبادة

اللَّه، فهو الّذي يكون المداومة به سبباً لأن يؤيّده اللَّه في العبادة، ويجعله من أوليائه. فينتج أنّ المواظبة في الدعاء لمولانا الحجّة صلوات اللَّه عليه ومسألة التعجيل في فرجه وظهوره، وكشف غمّه، وتحصيل سروره، يوجب حصول

تلك الفائدةالعظيمة، كما لايخفى.

فاللازم على كافّة أهل الإيمان أن يهتمّوا ويواظبوا بذلك في كلّ مكان وزمان.

وممّا يناسب ما ذكرناه، ويؤيّده ما ذكره الأخ الأعزّ الإيماني الفاضل المؤيّدبالتأييد السبحاني، الآغا ميرزا محمّد باقر الإصفهانيّ أدام اللَّه تعالى علاه، وآتاه ما يتمنّاه في هذه الإيّام، فإنّه قال:

رأيت ليلة من هذه الليالي في المنام، أو بين اليقظة والمنام، الإمام الهمام مولى الأنام والبدر التمام، وحجّة اللَّه على مافوق الثرى، وما تحت الثرى، مولانا الحسن المجتبى عليه الصلوة والسلام فقال ما معناه:

قولوا على المنابر للناس وأمروهم أن يتوبوا، ويدعوا في فرج الحجّةعليه السلام وتعجيل ظهوره، ليس هذا الدعاء كصلاة الميّت واجباًكفائيّاً يسقط بقيام بعض الناس به عن سائرهم بل هو كالصلوات اليوميّة الّتي يجب على كلّ فرد من المكلّفين الإتيان بها، إلى آخر ماقال، واللَّه المستعان في كلّ حال.(8)

إتّضح بما ذكرناه لزوم الدعاء لظهور الإمام المنتظر أرواحنا فداه.

أوّل مظلوم في العالم

مع الأسف أنّ في أكثر المجالس الدينيّة قد يغفل الناس عن الدعاء لتعجيل فرج مولانا صاحب الزمان أرواحنا فداه. ولو علمنا كثرة غفلتنا عن ساحته الشريفة،ندرك جيّداً أنّه صلوات اللَّه عليه أوّل مظلوم في العالم.

نذكر بعض القضايا الدالّة على مظلوميّته صلوات اللَّه عليه:

1 - قال حجّة الإسلام والمسلمين الحاج السيّد إسماعيل الشرفي رحمة اللَّه عليه:سرت إلى العتبات المقدّسة وكنت مشتغلاً بالزيارة في الحرم المطهّرلسيّدالشهداءعليه السلام ولمّا كان دعاء الزائر مستجاباً إذا دعى اللَّه عند الرأس الشريف فدعوت اللَّه فيه أن يشرّفني برؤية مولاي صاحب الزمان صلوات اللَّه عليه وأن يقرّ عيني بالنظر إلى وجهه الشريف.

وبينما كنت مشغولاً بالزيارة فإذاً شمس جماله قد أشرقت، وإنّي وإن لم أعرفه صلوات اللَّه عليه حين التشرّف بخدمته ولكنّه قد مال قلبي إليه ميلاً شديداً. فسلّمت عليه وسألت عنه من أنتم؟

فقال: أنا أوّل مظلوم

في العالم! ولكنّي لم أفهم ما هو المقصود من كلامه الشريف وقلت في نفسي: لعلّه من العلماء الأعلام في النجف ولم يتوجّه الناس إليه ولذلك يعتقد أنّه أوّل مظلوم في العالم! ثمّ غاب عنّي فعلمت أنّ اللَّه قد أجاب دعائي وأنّه مولاي صاحب الزمان ونعمة لقائه قد زالت عنّي سريعاً.

2 - نقل حجّة الإسلام والمسلمين السيّد احمد الموسوي - وهو من الشائقين لدرك مولانا صاحب الزمان عجّل اللَّه تعالى فرجه - عن حجّة الإسلام والمسلمين العالم الربّاني الشيخ محمّد جعفر الجوادي أنّه فاز بلقاء الإمام المنتظر أرواحنا فداه في الكشف أو الشهود فرآه صلوات اللَّه عليه في شدّة الحزن فسأله عن حاله صلوات اللَّه عليه.فقال له الإمام أرواحنا فداه:

دلم خون است، دلم خون است.

وهو كناية عن غاية حزنه صلوات اللَّه عليه.

3 - قال الإمام الحسين عليه السلام في عالم الكشف لعالم من علماء قم:

»مهديّنا في عصره مظلوم، كلّموا واكتبوا في شؤون المهديّ )عليه السلام(إلى نهاية استطاعتكم. التكلّم في شخصيّة هذا المعصوم هو التكلّم في شخصيّة جميع المعصومين )عليهم السلام(، لأنّ المعصومين مساوون في العصمة والولاية والإمامة ولكنّه لما كان العصر عصر مهديّنا ينبغي التكلّم حول شخصيّته«.

وقال عليه السلام في خاتمة كلامه:

»واؤكّد ثانياً: كلّموا واكتبوا كثيراً حول مهديّنا. إنّ مهديّنا مظلوم يلزم أن يكتب ويقال حوله أكثر ممّا قيل وكتب حوله فيما مضى.«(9)

نصيحة من الحاج الشيخ رجبعلي الخيّاطرحمه الله

بعد وضوح مظلوميّة مولانا صاحب الزمان أرواحنا فداه نقول: لابدّ لنا من التوجّه بأن لايكون قصدنا في الدعوات الوصول إلى المقامات، بل ندعو اللَّه طالبين رضاه والتقرّب إليه وإلى الإمام المنتظر صلوات اللَّه عليه.

وعليكم بالإلتفات إلى هذه القضيّة: قال السيّد الشرفي رحمة اللَّه عليه وهو من المنتظرين لظهور الإمام الحجّة أرواحنا فداه: كنّا نسافر في أيّام التبليغ إلى البلادالمختلفة، ففي بعض أسفارنا قبيل شهر رمضان تشرّفت مع

صديق من أصدقائي بخدمة الحاج الشيخ رجبعلي الخيّاط - وهو من السابقين والثابتين في صراطالإنتظار وكان يشوّق النّاس إلى هذا الصراط - وطلبنا منه أن يعظنا ويعلّمنا أمراً.

فعلّمنا طريقة ختم الآية الشريفة: »وَمَنْ يَتَّقِ اللَّه ...«(10) وقال: تصدّقا أوّلاً، وصوماأربعين يوماً واقرءا الختم صائمين.

وما هو المهمّ في بياناته أعلى اللَّه مقامه هو:

لابدّ أن يكون الغرض من هذا العمل، التقرّب إلى ثامن الحجج صلوات اللَّه عليه ولاتعملاه بنيّة الوصول إلى الماديّات.

قال السيّد الشرفي رحمة اللَّه عليه: شرعت في العمل ولم أقدر على إكماله وتركته ولكن صديقي أتمّ العمل وبعد ذهابه إلى المشهد المقدّس تشرّف في الحرم المطهّر وزار مولانا ثامن الحجج عليه السلام فرآه صلوات اللَّه عليه بصورة النور. فكملت له هذه الحالة بمرور الأيّام حتّى قدر على مشاهدته والتكلّم معه صلوات اللَّه عليه.

وغرضنا من نقل هذه القضيّة، بيان النكتة المهمّة اللازمة رعايتها في قراءةالأدعية والتوسّلات، وهي أنّه لابدّ للإنسان مضافاً إلى رعاية الإخلاص في الصلوات والأدعية والتوسّلات، أن يجعل غرضه من إتيان هذه الأعمال التقرّب إلى اللَّه فيقرّب عند الرسول وأهل بيته عليهم السلام، بمعنى أن يأتى بالأعمال بنيّة العبوديّةلا الوصول إلى المقامات.

قال أحد المشاهير في هذه الاُمور الّذي كان لأدعيته أثر مهمّ في حلّ مشكلات الناس لرجل يعتقد أنّه صاحب بصيرة: ما هو شأني عند اللَّه بنظرتكم؟!

فقال له بعد التأمّل: قد أكثرت المداخلة في اُمور اللَّه!

فلابدّ للداعي أن لايسي ء الإستفادة من الأدعية بل عليه أن يدعو اللَّه للعبوديّة لاللمداخلة في اُمور اللَّه وجذب العباد إلى نفسه.

التجربة المهمّة للحاج الشيخ حسنعلي الإصفهاني

نذكر قضيّة مهمّة للحاج الشيخ حسنعلي الإصفهاني تدلّ على أهميّة مسألةالإنتظار:

أنّه اشتغل منذ الطفولة بالعبادات والرياضات الشرعيّة وتحمّل زحماتٍ كثيرةللوصول إلى المقامات المعنويّة، وكتب ما عمل به من الأذكار والأورادوالختومات وكذا الصلوات والآيات في مدّة عمره

ولإشتمال ما كتبه على الأسراروالنكات المهمّة لم يجعله في أيدى الناس واختفى ما كتبه.

قال لي المرحوم والدي المعظّم أعلى اللَّه مقامه حول ما كتبه الشيخ:

لقد أعطى الحاج الشيخ حسنعلي الإصفهاني في أواخر أيّام حياته كتابه هذا،لآية اللَّه المرحوم الحاج السيّد علي الرضوي(11).

وغرضنا من نقل هذه القضيّة نكتة مهمّة ذكرها الشيخ رحمة اللَّه عليه في آخر كتابه ينبغي أن يستفاد منها كلّ من يسلك طريق المعنويّات ويسعى في السير والسلوك، وهوهذا:

يا ليت ما عملته من قراءة الأوراد والأذكار والختومات للوصول إلى المقامات المعنويّة كانت في سبيل التقرّب إلى مولانا صاحب الزمان عجّل اللَّه تعالى فرجه.

فانظروا إلى ما قاله الرجل الإلهي المعروف عند الخاصّ والعامّ وإلى إظهارتأسّفه في آخر عمره وتمنّيه في آخر حياته أنّه عمل ما عمل للتقرّب إلى مولاناصاحب الزمان أرواحنا فداه.

لا شكّ في أنّ للحاج الشيخ حسنعلي الإصفهاني قدرة مهمّة روحيّة وقلّ مثله

في الشخصيّات البارزة، ومع ذلك كلّه كانت امنيّته أنّ ما فعله طول حياته كان بقصد التقرّب إلى أمير عالم الوجود. ولم يسع في تحصيل القدرة من أجل شفاءالمرضى ولم يجعل ما يشابه ذلك مقصداً لأعماله.

أعظم عبرة للإنسان - في أيّ طريق يسعى - أن يعتبر من تجارب أعاظم الرجال في ذلك الطريق، وأن يستفيد من جهادهم طول حياتهم وما كسبوه من معارف بعد سنين وسنين. وأن يتوجّه إلى آخر تجاربهم طيلة حياتهم.

عليكم بالدقّة في هذه النكتة: الإستفادة من التجارب المهمّة لأعاظم الرجال يزيدفي القيمة المعنويّة لحياة الإنسان مئات مرّات.

فاسعوا في العمل بما جرّبه المرحوم الحاج الشيخ حسنعلي الإصفهاني وكتبه في كتابه، واقرؤا الأدعية والزيارات وساير العبادات للتقرّب إلى اللَّه حتّى تكونوامقرّبين عند وليّه مولانا صاحب العصر والزمان عجّل اللَّه تعالى له الفرج، واطرحواالمقاصد الصغيرة. وهذه الحقيقة لو عملتم

بها لإنتفعتم من حياتكم أكمل الإنتفاع.

إقامة مجالس الدعاء

لتعجيل فرج مولانا صاحب الزمان عجّل اللَّه تعالى فرجه

كما يمكن أن يدعو الداعي منفرداً يمكن له الدعاء مجتمعاً بإقامة المجالس لذكره عليه الصلوة والسلام، فإنّه يترتّب عليها مضافاً على الدعاء له عليه السلام اُمور حسنةاُخرى، مثل: احياء أمر الأئمّةعليهم السلام وذكر أحاديث أهل البيت و... .

عدّ صاحب المكيال أعلى اللَّه مقامه من تكاليف الأنام في غيبة الإمام إقامة المجالس الّتي يذكر فيها مولانا صاحب الزمان أرواحنا فداه، وينشر فيها مناقبه وفضائله، ويدعى له فيها، وبذل النفس والمال في ذلك، لأنّه ترويج لدين اللَّه وإعلاء كلمة اللَّه وإعانةعلى البرّ والتقوى، وتعظيم شعائر اللَّه ونصرة وليّ اللَّه.

إيقاظ وتنبيه: يمكن القول بوجوب إقامة تلك المجالس في بعض الأحيان، كأن

يكون الناس في معرض الإنحراف والضلال، وتكون إقامة تلك المجالس سبباًلردعهم عن الردى وإرشاداً لهم إلى سبيل الهدى، نظراً إلى أدلّة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإرشاد الضالّ، وردع أهل البدعة والضلال، واللَّه تعالى هوالعاصم في كلّ حال.(12)

التوجّه إلى وظائف عصر الغيبة

نحن وإن ألّفنا هذا الكتاب بتوفيق اللَّه ولطف وليّه صاحب العصر والزمان أرواحنافداه للتعرّف على إحدى التكاليف في عصر الغيبة وهو الدعاء لتعجيل ظهور الإمام أرواحنا فداه ولكنّه ينبغي أن نكتب في مقدّمته بعض الوظائف الاُخرى في عصرالظلمة والغيبة، ونرجو درك الفرج إن شاء اللَّه وكوننا في آخر عصر الغيبة، لأنّه بناءًعلى الروايات الواردة عن الأئمّة الأطهارعليهم السلام يلزم علينا أن نتوقّع ظهوره صلوات اللَّه عليه صباحاً ومساءاً.

ومع الأسف لم يطّلع مجتمعنا إلى الآن على جميع التكاليف في عصر الغيبة،وما كتب في هذا الموضوع من الكتب الجيّدة قد ذكر فيها بعض وظائف هذاالعصر لا كلّها، ولو عرف الناس من أوّل أيّام الظلمة أحوالهم الضائعة لم يطل عصر الغيبة هكذا.

وعلى أيّ حال، لابدّ لكلّ الناس وبالأخصّ الّذين من شأنهم بيان

وظائف الناس في عصر الغيبة وقد غفلوا أو تغافلوا، الحزن والخجل من عملهم.

هل ينبغي لنا الغفلة عن أمير عالَم الوجود والعالِم بجميع الحوائج في هذه المنظومة وغيرها من المجَرّات السماويّة وهو يعيش في أوساطنا؟

هل ينبغي أن تكون أدمغة ميليارات من الناس في حجاب الظلمة لخفاء نوراللَّه؟

هل ينبغي أن يكون لجميع الناس مرآة تعكس ما في العالم وهي القلب ولكنّهم غافلون عن عظمته؟

متى ترجع القلوب إلى حياتها الأصليّة وتعرف الحياة الواقعيّة العالية الإنسانيّة؟متى يعرف الناس عظمة قلبهم ومرآة الّتي يشاهدون بها العالم؟ متى تتحرّك عقول الناس لتصل إلى المقامات العالية العلميّة؟

متى يترك الناس الظلمة والظلم والتزوير ويصل الناس إلى الحكومة الإلهيّةالعادلة العالميّة؟ متى ... ومتى ...

هل يمكن وقوع كلّ ذلك إلّا في حكومة مولانا صاحب العصر والزمان صلوات اللَّه عليه؟ فلِمَ لانحسّ عظمة عصر ظهوره ولِمَ لانشكو من ظلمة هذا الزمان، ولِمَ لانطّلع على مستقبل العالم(13)، ولِمَ لانعمل بتكاليفنا في أيّام الغيبة؟!

الإعتياد بعصر الغيبة!

وجواب كلّ هذه الأسئلة هو أنّنا قد إعتدنا بعصر الغيبة وظلمتها والظلم فيها!فصرنا مجذوبين إلى الظلم والظلمة ومعتادين به، لأنّ للعادة قدرة قويّة تجذب الإنسان من غير قصد إلى المحاسن أو المساوي.

إعتياد الإنسان بأيّ شي ء كان يجرّه إليه كفطرته وطبيعته بحيث كأنّه لا إرادة له على خلافه وقد جعل اللَّه تعالى هذه القدرة في العادة حتّى تجرّ الإنسان إلى المحاسن بغير قصد ومشقّة ويجتنب عن أعمال السوء، ولهذه الجهة عدّ الإمام أميرالمؤمنين عليه السلام العادة طبيعة ثانية للإنسان وقال: العادة طبع ثانٍ.(14)

هذه الجملة مع اختصارها تشتمل على حقائق مهمّة؛ وبناءاً على ما قاله عليه السلام كماأنّ الإنسان يتحرّك لمقتضياته الفطريّة الطبيعيّة كذلك يتحرّك على ما اعتاد عليه.

فعلى الإنسان أن يستفيد من هذه القدرة العظيمة في الأهداف الصحيحة العاليةويجتنب أن يلوّث نفسه بالعادات السيّئة.

مع الأسف

إنّ مجتمع العالميّة لعدم وجود القيادة الصحيحة وعدم القدرة على سوق المجتمع نحو الفضائل الأخلاقيّة والخصال العالية الإنسانيّة، قد صار معتاداًبعادات غير صحيحة شخصيّة واجتماعيّة.

وللعادات الإجتماعيّة قدرة أكثر من العادات الشخصيّة بحيث تقدر أن تجرّالإنسان بسهولة إلى ما اعتاد المجتمع عليه.

ومن العادات السيّئة الإجتماعيّة الّتي قد ابتلى المجتمع بها وصار أسيراً في قيودها،هي الإعتياد بما يجري على الناس والصبر عليه بحيث لايتفكّر في المستقبل ولايتأمّل في المنجى الجائي!

مع أنّ رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم وكذا أهل بيته عليهم السلام ببياناتهم حول مسألة »الإنتظار«وتشويق الناس إليها قد أعلنوا أنّه لايصحّ التحرّق والصبر عليها وببياناتهم ساقواالناس إلى المستقبل المشرق.

ومع الأسف إنّ الّذين كانت وظيفتهم أن يبيّنوا هذه المسألة للناس قد قصّروافي وظيفتهم ولم يسعوا في الوصول إلى المستقبل المشرق، فدام عصر الغيبةهكذا!

وإلى الآن نجد أنّ أكثريّة أفراد المجتمع معتادون على الغفلة عن ظهور وليّ اللَّه الأعظم أرواحنا فداه وورثوها - بدليل قانون الوراثة - عن أعقابهم وفي النتيجةفمجتمعنا متوقّف عن الحركة إلى الدرجات العالية؛ مع أنّ الإنسان إذا ترك عاداته الغير الصحيحة وتحلّى بالخصال الإنسانيّة يرتقى إلى الدرجات العالية.

قال مولانا أميرالمؤمنين عليه السلام:

بغلبة العادات الوصول إلى أشرف المقامات.(15)

فلابدّ لمجتمعنا أن يعيش في حالة الإنتظار والدعاء لظهور منجى العالم مولاناصاحب الأمر عجّل اللَّه فرجه ويترك عادته القديمة وهي الغفلة عن وجود ظلمة عصرالغيبة! ويدعو - من أعماق وجوده - اللَّه تعالى أن يعجّل في ظهور الحكومة العادلةالمهدويّة.

غيّروا أساليبكم الفكريّة!

مع رفرفة روحيّة وتغيير أساليبكم الفكريّة أوجدوا تحوّلاً مهمّاً في أنفسكم وابتعدوا عن الّذين لا تفاوت عندهم بين ظهور صاحب العصر والزمان صلوات اللَّه عليه وغيبته واعلموا يقيناً كما أنّ الغفلة عن الأب الظاهري ذنب عظيم؛ كذلك الغفلة عن الأب المعنوي ذنب أعظم ولها عاقبة مظلمة.

فإن لم تشعروا

إلى الآن بتفاوت بين ظهور الإمام المنتظر عجّل اللَّه فرجه وغيبته ولم تتفكّروا في ظهوره الّذي هو واهب الحياة، وإن كنتم إلى الآن لم تدعو لتعجيل ظهوره القيّم، ولم تعلموا أنّ في ذمّتكم وظيفة مخصوصة بالنسبة إلى صاحبكم وإمام زمانكم؛ فالآن إذ علمتم الحقيقة في أنّ على ذمّة الناس في عصر الغيبةوظائف ثقيلة، فأنجوا أنفسكم وتلافوا مع همّة عالية جدّيّة أوقاتكم الماضية،ووضعوا أقدامكم في صراط الإنتظار. فعلينا أن نعلم أنّ محبّته ورأفته الشديدةلمحبّي مقام الولاية توجب العفو والغفران عن الغفلة الماضية، وقلبه الرحيم يجري قلم العفو عن غفلاتنا.

ألم يقل يوسف النبيّ على نبيّنا وآله وعليه السلام لإخوانه - مع كمال ظلمهم له - : »لاتَثْريبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمينَ«.(16)

واعلموا يقيناً أنّ الروح العظيم الإنساني لم يخلق لأن يتعلّق بالمادّيات والمسائل الرخيصة بل خلق لأن ينجذب إلى المسائل الإلهيّة بمعرفته اللَّه تعالى وخلفائه والاُمور المعنويّة.

هل ينبغي للّذي يمكن له الإرتباط مع إمام العصر أرواحنا فداه كالسيّد بحر العلوم والشيخ الأنصاري أعلى اللَّه مقامهما أن يملأ روحه من الأفكار الماديّة ويقيّد وجوده بقيود الغفلات؟

هل ينبغي للّذي يقدر أن يطير على فضاء المعرفة بأهل البيت عليهم السلام أن يكسرجناحه ويجعل نفسه في سجن الدنيا وسيلة للعب الشياطين. هل ينبغي أن يعرف مفاسد عصر الغيبة افراد قليل فقط من ميليارات نفوس في سطح العالم؟

لِمَ لايعلم كلّ الناس قيمة نفسه ولِمَ لايعلم أنّه لا قيمة له إلّا مع توجّهه إلى اللَّه وإلى وليّه؟ إن كان لم يمكن للناس النيل إلى تك المرتبة وهي تختصّ بأشخاص مخصوصة، فلِمَ لم نكن من هذه العدّة. قال الشاعر بالفارسيّة:

كاروان رفت و تو در خواب و بيابان در پيش كى روى؟ ره زكه پرسى؟ چه كنى؟ چون باشى؟

إلى أمير عالم الوجود

إعلموا يقيناً أنّ من طلب

الإمام المنتظر أرواحنا فداه صادقاً وخدم في صراطه أرواحنا فداه ودعا لتعجيل ظهوره وسعى فيه، ففي النهاية يهدى إلى الطريق وتفتح له الكوّة. فعلى هذا لاترفعوا أيديكم عن الخدمة في الغيبة الّتي هي كحبل وضعه الأعداء على عنق أوّل مظلومٍ في العالم علىّ أمير المؤمنين عليه السلام وربطوا به يداه والغيبة قيّدت يدا الإمام المنتظر أرواحنا فداه.

فمع سعيكم لمقدّمات ظهوره أرواحنا فداه ينقطع خيط من حبل غيبته. واطمئنّواأنّ من ضحّى بحياته في طريق إمامه صلوات اللَّه عليه ولم يكن في شكّ من الأمر؛ يقع منظوراً لمولاه ويسرّ الإمام أرواحنا فداه خاطره بكلام أو خبر أو نظر ويرضى قلبه. إذلايمكن أن يطلب الإنسان الحقيقة ويقدم في طريقها ولاينال في العاقبة كلّها أوبعضها.

قال أميرالمؤمنين عليه السلام:

من طلب شيئاً ناله أو بعضه.(17)

اعتقدوا يقيناً وإن كان الآن عصر الغيبة ولم يصل زمان إظهار ولاية الإمام المنتظر وقدرته صلوات اللَّه عليه أنّ مولانا صاحب الأمر هو قطب دائرة الإمكان وأميرعالم الوجود وولايته المطلقة تشمل كلّ العالم.

نقرأ في زيارته:

اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا قُطْبَ الْعالَمِ.(18)

كلّ من في عالم الوجود في عصر الغيبة الظلمانيّة وكذا في عصر ظهوره اللامع يعيش في ظلّ وجوده المقدّس، وكلّ العالَم مديون لإمامته وولايته وليست فقطالذرّات الماديّة في العالم بل أكابر العالمين الّذين لهم نفخة عيسويّة هم تابعون له ويتبعون أوامره بل أنّ عيسى روح اللَّه وصل إلى مقام كريم ببركته وبركات آبائه الطاهرين وليس هو فقط في عصر الظهور تحت لواء إمامته وولايته بل الآن أيضاًهو تابع له.

نقرأ في زيارته أرواحنا فداه:

اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا إِمامَ الْمَسيحِ.(19)

فهذا المقام أي مقام الولاية ليس مخصوصاً بعصر ظهوره اللامع، بل الآن أيضاًفي مكانته العظيمة يفتخر الأتباع بانظوائهم تحت لواء إمامته صلوات اللَّه عليه.

كلّ النجباء والنقباء وسائر أولياء اللَّه، الّذين تركوا أنفسهم واخلصوا نيّاتهم،على

قدر قيمتهم عند اللَّه، قد حصل لهم طريق أو كمّة إلى مقام نورانيّته أي نور

عالم الوجود في هذا العصر والزمان، وأنّ صاحب الأمر أرواحنا فداه يدفع غربته بهؤلاء الأشخاص الّذين ارتقوا إلى المقامات العالية.

ورد في رواية:

وما بثلاثين من وحشة.(20)

وغرضنا من بيان هذه المطالب هو أنّ الغيبة ليست بمعنى قطع إمداداته الغيبيّةعن الموجودات، وأنّه أرواحنا فداه في هذا الزمان لايساعد أحداً ولايوجد طريق أوكمّة إلى النور، بل كما قلنا: إنّ الّذين يسعون للوصول إليه مع الصداقة؛ وفي ظلّ حظّهم عن بحار معارفه صلوات اللَّه عليه يتوقّعون ظهوره في طول حياتهم، يضيفون على استحكام قلوبهم المحكمة بخبر عنه أو نظر منه إليهم.

وهكذا نسمع خطاب هذه الشخصيّات المخلصة: »فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوادِى الْمُقَدَّسِ طُوى«(21).

فاخلعوا نعلكم حتّى تروا كيف أوقعوا الجراح على أرجلكم لتتوقّفوا عن السيرإلى أمير عالم الوجود.

ومع الأسف أنّ بعض الأفراد مضافاً إلى أنّهم لايخلصون نيّاتهم، يلقون الحصى في نعل غيرهم ويتعبونهم. هؤلاء مع لسانهم الحادّ يلدغون قلوب أحبّائه صلوات اللَّه عليه - لأنّهم للإلقائات الشيطانيّة - يميلون أن يتوقّف الكلّ عن السير في طريقه أرواحنا فداه. كأنّهم لايدرون أنّ العداوة مع صراطه ومع أحبّائه، عداوة مع شخصه الشريف أرواحنا فداه.

ألم يقل مولانا أميرالمؤمنين عليه السلام:

أصدقاؤك ثلاثة وأعداؤك ثلاثة، فأصدقاؤك صديقك، وصديق

صديقك، وعدوّ عدوّك، وأعداؤك عدوّك، وعدوّ صديقك،وصديق عدوّك.(22)

بناءً على هذا؛ ألاتكون العداوة مع أحبّاء الإمام المنتظر صلوات اللَّه عليه مخالفة مع شخصه صلوات اللَّه عليه؟

لزوم التوجّه إلى الإمام المنتظر أرواحنا فداه

لابدّ لنا أن نعلم أنّ التوجّه إلى الإمام المنتظر صلوات اللَّه عليه هو التوجّه إلى اللَّه تعالى؛ كما أنّ التوجّه إلى سائر الأئمّة الطاهرين عليهم السلام هو التوجّه إليه عزّوجلّ.

فزيارة الأئمّة الأطهارعليهم السلام والتوسّل بهم، يوجب التوجّه إلى اللَّه الكريم، لأنّ من قصد التقرّب إلى اللَّه يتوجّه إليهم. نقرأ في الزيارة الجامعة الكبيرة:

وَمَنْ قَصَدَهُ تَوَجَّهَ بِكُمْ.

إنّ الإنسان مع توجّهه إلى ساحة الأئمّة الأطهارعليهم السلام يجذب إلى نفسه عوامل الإرتقاء بل يرفع موانع الوصول إلى المقامات العالية أيضاً. حيث أنّ الإنسان بالتوجّه إلى مولانا صاحب الأمر أرواحنا فداه وكذلك سائر الأئمّة الأطهارعليهم السلام يفتح أبواب رحمة اللَّه ومغفرته إليه وترتفع عن باطنه الظلمات.

قال الإمام باقر العلوم عليه السلام في شرح كلام أميرالمؤمنين عليه السلام »أنا باب اللَّه«:

يعني مَن تَوَجَّهَ بي إِلَى اللَّهَ غفر له.(23)

فعلى هذا مع التوجّه إلى باب اللَّه يغفر اللَّه ذنوبه ويرفع موانعه.

وكلّ المعصومين عليهم السلام هم أصحاب »مقام النورانيّة« وبهذه الجهة كلّهم محيطعلى كلّ عصر و زمان ويلزم التوجّه في كلّ عصر و زمان إليهم أجمعين، ولكنّه

بناء على المقامات التنزّلية الزمانيّة يلزم على كّل إنسان أن يتوجّه إلى إمام عصره أكثر من سائر الأئمّةعليهم السلام.

عليكم بالتوجّه إلى رواية عبداللَّه بن قدامة الترمدي، عن أبي الحسن عليه السلام قال:

من شكّ في أربعة فقد كفر بجميع ما أنزل اللَّه عزّوجلّ؛ أحدها معرفةالإمام في كلّ زمان وأوان بشخصه ونعته.(24)

ففي كلّ عصر يجب معرفة إمام هذا العصر وكيف يمكن أن يعرف الإنسان إمامه ويطّلع عن عظمته صلوات اللَّه عليه ولكنّه لايتوجّه إليه؟!

بناء على هذا، لايصحّ للإنسان عدم التوجّه إلى الإمام المنتظر أرواحنا فداه وعدم معرفة أوصافه وخصوصيّات مقامه الرفيع وإن كان يتوجّه إلى سائر الأئمّةعليهم السلام.

فما هو وظيفتنا في هذا العصر أن نتوجّه توجّهاً خاصّاً إلى مولانا بقيّة اللَّه أرواحنافداه الّذي نحن في عصر إمامته.

نقرأ في الدعاء الّذي علّمه بعض أصحابه صلوات اللَّه عليه إلى أحد المعاريف الماضية من العلماء وهو المرحوم الملّا قاسم الرشتي وقال: علّمه المؤمنين حتّى يدعوا به في مشكلاتهم لأنّه مجرّب:

يا محمّد يا عليّ يا فاطمة، يا صاحب الزّمان أدركني ولاتهلكني.

فلمّا علّمه الدعاء هكذا، قال: فتأمّلت؛

فقال: هل تعلم العبارة غلطاً؟ قلت له:نعم. لأنّ الخطاب فيها إلى الأربعة ويلزم أن يذكر الفعل بعدها جمعاً.

قال: أخطأت، لأنّ الناظم في كلّ العالم في هذا العصر هو صاحب الأمر أرواحنافداه ونحن في هذا الدعاء نجعل محمّداً وعليّاً وفاطمةعليهم السلام شفعاءً عنده ونستمدّمنه لوحده.(25)

ويلزم التوجّه إلى هذه النكتة:

كما أنّ في عصر رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم وفي زمن أميرالمؤمنين عليه السلام كان سلمان و ابوذرو مقداد وساير أولياء اللَّه يتوجّهون إليهما، وكذا الأولياء في عصر الإمام المجتبى عليه السلام وأيضاً في عصر سيّدالشهداءعليه السلام يتوجّهون إليهما، كذلك في هذاالعصر من ارتقى إلى الدرجات العالية المعنويّة لاينسي ذكر مولاه بقيّة اللَّه أرواحنا فداه ويتوجّه إليه.

نقرأ في دعاء الندبة:

أين وجه اللَّه الّذي إليه يتوجّه الأولياء.

فأولياء اللَّه في هذا الزمان يتوجّهون إلى إمام عصرهم وأنّهم وإن يكونوا غيرمعروفين بين الناس ولكنّهم يرتبطون مع إمامهم ويستفيدون من كلامه.

نقرأ في زيارة آل يس:

السّلام عليك حين تقرأ وتبيّن.

بناءً على هذا يلزم على الإنسان في كلّ عصر يعيش أن يتوجّه إلى إمام عصره توجّهاً خاصّاً.

نذكر رواية عن مولانا ثامن الحجج عليه السلام عليكم بالتوجّه إليها:

عن مولانا الرضا عن آبائه عليهم السلام قال:

قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم في قول اللَّه تبارك وتعالى: »يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ اُناسٍ بِإِمامِهِمْ«(26) قال: يدعى كلّ قوم بإمام زمانهم، وكتاب اللَّه وسنّةنبيّهم.(27)

ومعنى الرواية أنّ في يوم القيامة يسئل عن كلّ إنسان عن ثلاث مسائل حياتيّة:هل عمل: 1 - بما هي وظيفة المأموم بالنسبة إلى إمام عصره 2 - وكتاب اللَّه

3 - وسنّة نبيّه صلى الله عليه وآله وسلم أم لا؟

فيسأل في يوم القيامة عن مسألة الإمامة ومعرفة الإنسان إمام عصره أو عدم معرفته؟

من الطرق المهمّة للتوجّه إلى صاحب الزمان أرواحنا فداه هو الإتيان بالصلوات وقراءة الأدعية

والزيارات الّتي وردت عن الأئمّة الأطهار له عليهم السلام أو صدرت عن ناحيته المقدّسة.

هذه توصية مولانا محمّد بن عثمان - وهو النائب الثاني لصاحب الأمر أرواحنا فداه- إلى أحمد بن إبراهيم في جواب استدعائه عنه:

توجّه إليه بالزيارة.(29)(28)

يمكن الإستفادة من هذا الكلام: أنّه يمكن بقراءة الزيارات والأدعية المتعلّقةبه صلوات اللَّه عليه أن يتوجّه الإنسان إليه ويجذب قلبه بوجوده الشريف.

ومسألة الإلتفات إلى شخصيّة الإمام الحجّة أرواحنا فداه والتألّم والتأسّف لهجرانه وفراقه لايختصّ بعصر الغيبة بل كان موجوداً أيضاً في عصر حضور الأئمّةالأطهارعليهم السلام، وأهل البيت عليهم السلام بيّنوا عظمة مقامه ومكانة شخصيّته أرواحنا فداه وأظهرواتأسّفهم لغيبته وفراقه.

وفي الواقع أنّهم عليهم السلام لم يظهروا فقط ببياناتهم وظيفة الناس بالنسبة إلى سيّدعالم الوجود بأنّ عليهم ذكره والتأسّف والتحسّر لغيبته وفراقه، بل إنّ أهل بيت الوحي عليهم السلام أظهروا ذلك عملاً أيضاً بالبكاء والتأوّه من القلب الحزين لغيبته الطويلة، فعلّموا الناس بذلك الإنتظار والتأسّف للغيبة.

ولكنّه مع الأسف أنّ الشيعة قد أغفلوا هذه المسألة الأساسيّة الّتي لها تأثيرعظيم في حياتهم الدنيويّة والاُخرويّة.

الأعاظم الّذين كانت وتكون وظيفتهم إرشاد الناس إلى هذا الموضوع المهمّ الّذي أثره يظهر في عالم الوجود قد أهملوه؛ ومع غفلة الشيعة وعدم إلتفاتهم إلى هذه المسألة في المضيّ والحال، فالعالم محروم عن نعمة ظهور مولانا بقيّة اللَّه الأعظم أرواحنا فداه وهكذا يحكم على العالم الظلم والثروة والتزوير و إدامة الحكومةالملعونة الحبتريّة قد ابتلى ميليارات من المسلمين وغيرهم بأيديها الملوّثةبالدماء.

وقد صار المجتمع غريقاً في المسائل الدنيويّة واهتمّ بالأسباب حتّى نسي مسبّب الأسباب، نعم إنّ الدنيا دار الأسباب ولابدّ لنا من السعي فيها ولكنّه لا بحدّ الغفلةعن مسبّب الأسباب. إنّ المجتمع قليل الإلتفات إلى مسبّب الأسباب وغافل أيضاًعن وليّه وخليفته.

من العلل المهمّة للغفلة أو قلّة التوجّه لكثير من الناس إلى الإمام

العصر أرواحنافداه هي عدم معرفتهم بشخصيّته صلوات اللَّه عليه، الّتى قد صرّحت بعظمتها الروايات الواردة عن أهل البيت عليهم السلام. ومع الأسف إنّ الّذين كانت وظيفتهم إبلاغ هذه الحقيقة إلى الناس وإرشادهم إلى سيّد عالم الوجود وزعيمه، لم يوفّقوا إلى إتيان هذه الوظيفة المهمّة الشرعيّة.

والآن نقول لصاحب العصر والزمان صلوات اللَّه عليه ما قاله إخوة يوسف لأبيهم وبذلك نعتذر من الإمام الرئوف ونطلب منه العفو والغفران: »يا أَبانَا اسْتَغْفِرْ لَناذُنُوبَنا إِنَّا كُنَّا خاطِئينَ«.(30)

مع عفوه عنّا وغفرانه لما سلفنا، نرجو التلافي في المستقبل ونتذكّره إن شاءاللَّه ونوجّه الناس إلى ساحته المقدّسة بحسب قدرتنا.

إنتظار الفرج أو الإعتقاد به؟!

الإنتظار ليس بمعنى التهيّؤ لدرك الظهور فقط، بل مضافاً إلى ذلك لابدّ أن يكون الإنسان يفكّر به مع الأمل لدركه.

يمكن أن يكون الكثير من الناس متهيّئين لاستقبال الضيف ولكنّهم لم يدعوأحداً ولم يكونوا منتظرين للضيف. فمن كان كذلك لايقال له: أنّه منتظر للضيف وإن كان له التمكّن من الضيافة، لأنّه لاينتظر مجيئ الضيف ولايتأسّف عن عدم مجيئه.

يتّضح ممّا قلنا أنّ في التهذيب والتطهير الروحي هناك نقص إذا كان مع عدم الإلتفات إلى مجي ء يوم لايوجد الظلم في العالم. لأنّ الّذي لايلتفت إلى ذلك قدنسي تكليفاً مهمّاً من تكاليفه وهو الإنتظار لتطهير العالم والحركة إلى هذا المقصدالأعلى.

وبعبارة اُخرى: أنّ إصلاح النفس يصل إلى تكامله بشرط أن يكون الإنسان في فكرةتطهير كلّ العالم ولا يفكر في إصلاح نفسه فقط. فمن يسعى لإصلاح نفسه لابدّ له أن يكون منتظراً لظهور مصلح العالم ولايكتفي بالإعتقاد بهذا الأمر.

فعلى هذا لابدّ أن يتوجّه الإنسان إلى هذه النكتة وهي أنّ بين حالة الإنتظاروبين الإعتقاد به تفاوت كثير. لأنّ كلّ الشيعة بل كثير من الملل الاُخرى أيضاًيعتقدون بظهور مصلح في العالم يملؤه قسطاً وعدلاً ولكنّه ليس كلّ من يعتقدبذلك

ينتظر ذلك الزمان.

الإنسان المنتظر هو - مضافاً إلى عقيدته - من ينتظر درك عصر الظهور ويعمل على أساس الإنتظار والرجاء.

وفي الروايات الّتي وردت في مدح الإنتظار دلالة على لزوم الرجاء والأمل وإمكان وقوع الفرج ودرك ظهور الإمام المنتظر أرواحنا فداه، لأنّه إن لم يوجد الأمل والإنتظار وكان الإنسان مأيوساً عن درك عصر الظهور فكيف يعمل بالروايات

الّتي تعلّم الناس درس الرجاء والأمل والإنتظار؟

فمضافاً على الإعتقاد بمسألة الظهور والتهيّؤ لدرك ذلك الزمان - بدليل الروايات الّتي تعلّمنا الإنتظار - فإنّ وظيفة كلّ إنسان أن يفكر بالظهور ويكون راجياً لدركه ومعتقداً بإمكان وقوع الظهور في عصره وأن يدعو لدركه مع العافيةويعلم أنّ اللَّه يفعل ما يشاء.

المكانة العظيمة للإمام المنتظر أرواحنا فداه

في كلمات أهل البيت عليهم السلام

المعرفة بالمكانة العظيمة لمولانا صاحب الأمر صلوات اللَّه عليه طريقة مؤثّرة لورودالناس في صراط الإنتظار.

أقول في توضيح الكلام: الروايات الصادرة عن أهل البيت عليهم السلام حول عظمةالإمام صاحب العصر والزمان أرواحنا فداه وشخصيّته الممتازة، لها كيفيّة مهيّجةمؤثّرة بحيث توجب التعجّب في الإنسان!

مع هذه الروايات الّتي تؤثّر في أعماق الوجود كيف لم يتعلّق قلب المجتمع به صلوات اللَّه عليه كما هو حقّه. واختارت الغراب والحدئة عوضاً عن »طاووس أهل الجنّة«(31)؟ لِمَ هذه الغفلات؟! ولأيّ شي ء هذه العشوات؟!

هل عمل العلماء وأعاظم الدين لهذا المسير عملاً لائقاً به؟ هل خدم الزعماءوأهل القدرة الّذين ينسبون أنفسهم إلى الإمام صلوات اللَّه عليه خدمةً؟ هل الأغنياءسعوا في التعاون من أجل هذه المسألة الأساسيّة الحياتيّة؟ هل غيّر سائر الناس مقدّراتهم المحزنة بالإلتفات إلى صاحب العصر والزمان أرواحنا فداه؟

والحقّ أنّ لكلّ أقشار الملّة سهم في هذه الغفلة مع إختلافهم في هذا السهم،ومع ذلك هناك من العلماء وغيرهم انطبعت على قلوبهم علامة الحزن كالشقايق!

وعاشوا ويعيشون مع الأسف والحسرة وخدموا ويخدمون لهذا المسير.

نمضي من ذلك، لأنّ الحقّ مُرّ ويألم قلب المتكبّرين.

أذكر هنا روايات من أهل بيت الوحي حتّى تروا أنّهم عليهم السلام كيف عبّروا عن صاحب الأمر صلوات اللَّه عليه عند ذكره؟ وكيف سعوا في إلفات الناس إليه؟ وكيف علّمونا التعظيم والتجليل له أرواحنا فداه؟

1 - قال رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم: بأبي واُمّي، سميّي وشبيهي.

قال هذا الكلام النبيّ الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم لأميرالمؤمنين عليه السلام بعد ما أخبره عمّا يقع في الأيّام المثيرة للغم في غيبة الإمام المنتظر صلوات اللَّه عليه.

والآن عليكم بالتوجّه إلى ما قاله صلى الله عليه وآله وسلم:

... سيكون بعدي فتنة صمّاء صيلم يسقط فيها كلّ وليجة وبطانة،وذلك عند فقدان شيعتك الخامس من السابع من ولدك، يحزن لفقده أهل الأرض والسماء، فكم مؤمن ومؤمنة متأسّف متلهّف حيران عندفقده.

ثمّ أطرق مليّاً ثمّ رفع رأسه وقال: بأبي واُمّي سميّي وشبيهي وشبيه موسى بن عمران عليه جلابيب النور يتوقّد من شعاع القدس.(32)

2 - قال أميرالمؤمنين عليه السلام في الإمام الغائب صلوات اللَّه عليه: نفسي فداؤه ...

هذا كلام نقله العلّامة المجلسي عن أميرالمؤمنين عليه السلام وقال: في الديوان المنسوب إليه صلوات اللَّه عليه نقل عنه أنّه عليه السلام قال:

فثمّ يقوم القائم الحقّ منكم

وبالحقّ يأتيكم وبالحقّ يعمل

سميّ نبيّ اللَّه نفسي فداؤه

فلاتخذلوه يا بنيّ وعجّلوا(33)

يعني في ذلك الزمان )أي بعد الحكومات الفاسدة( يقوم منكم من يحيى

الحقّ ويجيئ الحقّ لكم وبه يعمل.

هو سميّ رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم نفسي له الفداء، فيا بنيّ لاتتركوا عونه واسعوا في نصرته.

3 - الإمام أميرالمؤمنين عليه السلام: بأبي ابن خيرة الإمآء.(34)

إنّ أميرالمؤمنين عليه السلام بعد بيانه لأوصافه الجسمانيّة لمولانا صاحب الأمر أرواحنافداه أظهر بهذا الكلام شوقه العظيم إليه.

نقل هذه الرواية جابر الجعفي وهو من النقباء ومن أصحاب السرّ للإمامين الباقر والصادق عليهما السلام.

وقد اكتفى أميرالمؤمنين عليه السلام في هذه الرواية

ببيان صفاته الجميلة الجسميّةللإمام الغائب صلوات اللَّه عليه ولم يبيّن خصاله المعنويّة الملكوتيّة، لأنّه عليه السلام كان يتكلّم مع من هو السبب لكلّ باطل وفساد في عالم الخلقة.

فالآن عليكم بالإلتفات إلى هذه الرواية:

قال جابر الجعفي قدس سره: سمعت عن الإمام الباقرعليه السلام أنّه قال:

ساير عمر بن الخطّاب اميرالمؤمنين عليه السلام فقال: أخبرني عن المهديّ ما اسمه؟

فقال: أمّا اسمه فإنّ حبيبي عهد إليّ أن لا احدّث باسمه حتّى يبعثه اللَّه، قال: فأخبرني عن صفته.

قال: هو شابٌّ مربوع حسن الوجه حسن الشعر، يسيل شعره على منكبيه، و نور وجهه يعلو سواد لحيته ورأسه، بأبي ابن خيرةالإمآء.(35)

4 - الإمام أميرالمؤمنين عليه السلام: بأبي ابن خيرة الإماء.

كرّر هذا الكلام من أميرالمؤمنين عليه السلام ونقله عنه الحارث الهمداني.

وبيّن في هذه الرواية أنّ ختام ظلم الظالمين بسيف الإنتقام الّذي هو في اليدالمقتدرة لصاحب الأمر أرواحنا فداه. وقال أنّه يسقى الظالمين في العالم بالكأس المصبرة.

فالآن عليكم بالتوجّه إلى كلامه هذا الّذي يسرّ قلب المحزونين:

بأبي ابن خيرة الإماء - يعني القائم من ولده عليه السلام - يسومهم خسفاً،ويسقيهم بكأس مصبرة، ولايعطيهم إلّا السيف هرجاً.(36)

نعم في ذلك اليوم يختم حكومة أهل السقيفة ووارثيهم، ويسقي جميعهم بكأسٍ مصبرة!

5 - الإمام أميرالمؤمنين عليه السلام: بأبي ابن خيرة الإماء.

هذا كلام كرّره أميرالمؤمنين عليه السلام مرّة اُخرى في إحدى خطبه:

فانظروا أهل بيت نبيّكم فإن لبدوا فالبدوا وإن استنصروكم فانصروهم، ليخرجنّ اللَّه برجل منّا أهل البيت، بأبي ابن خيرة الإماءلايعطيهم إلّا السيف هرجاً هرجاً موضوعاً على عاتقه ثمانية.(37)

بشّر أميرالمؤمنين عليه السلام في هذه الخطبة بإصلاح العالَم وتطهيره من الملعونين وادامة الحرب ضدّ الظالمين في سطح العالم ثمانية أشهر. ثمّ يحكم عليه الصلح والمودّة.

6 - الإمام أميرالمؤمنين عليه السلام: هاه، شوقاً إلى رؤيته!

قال هذا الكلام أميرالمؤمنين عليه السلام بعد بيانه للفتن الآتية وبعد ما ذكر عن

خصال صاحب الأمر أرواحنا فداه:

هاه - وأومأ بيده إلى صدره - شوقاً إلى رؤيته.(38)

لأنّه عليه السلام مع علمه المحيط بالأشياء يعلم أنّ الفتن الّتي زرع بذرها أهل السقيفةفي السقيفة يستمرّ حريقها ويجري في جميع العالم حتّى الأزمنة البعيدة، ويُظلم العالم وتدوم هذه الجرائم حتّى يظهر من عند البيت قائم آل محمّد صلوات اللَّه عليه مع ثلاث مأة عشر وثلاثة عشر رجلاً من المهذّبين الّذين رسخ في قلوبهم أمر الولايةمع عدّة من المؤمنين، ويأخذوا إنتقام المظلومين من الظالمين.

إذا كان في يوم السقيفة رجالٌ يفدون أنفسهم لأميرالمؤمنين عليه السلام لم يقدرواالأعداء على إحراق بيت الوحي ولم يقدروا أن يضعوا الحبل في عنق أمير عالم الوجود ولايسودّون وجه القمر!

قال أميرالمؤمنين عليه السلام في إحدى خطبه:

فنظرت فإذا ليس لي معين إلّا أهل بيتي فضننت بهم عن الموت،وأغضيت على القذى، وشربت على الشّجى، وصبرت على أخذالكظم، وعلى أمرّ من طعم العلقم.(39)

نعم، اوّل مظلومٍ في عالم الوجود يعني أميرالمؤمنين عليه السلام بعد بيانه للمظالم الّتي وردت عليه وبعد التنبيه على الفتن التّي تجري في المستقبل وبعد ذكر إسم رافع هذه المظالم قال: هاه، شوقاً إلى رؤيته!

7 - الإمام الباقرعليه السلام: لو أدركت ذلك لاستبقيت نفسي لصاحب هذا الأمر.

هذا الكلام صدر ممّن هو الباقر لجميع العلوم في عالم الوجود ومن هو مطّلع على أسرار الخلقة، الّذي الناس عنده، من المستقبلين والماضين كمن هو موجودفي حضرته.

قال عليه السلام بعد بيانه للمستقبل والمستقبلين وذكر إحدى الحوادث الّتي تقع قبل قيام القائم أرواحنا فداه:

... أما إنّي لو أدركت ذلك لاستبقيت نفسي لصاحب هذا الأمر.(40)

قال آيةاللَّه الشيخ محمّد جواد الخراساني في كتابه: مقصود الإمام من ذلك الزمان حينما يخرج اُناس من »شيلا« لأخذ الحقّ.

8 - الإمام الباقرعليه السلام: بأبي واُمّي، المسمّى باسمى والمكنّى بكنيتى. بأبي من يملأالأرض عدلاً

وقسطاً كما ملئت ظلماً وجوراً.

روى هذه الرواية أبو حمزة الثمالي وهو من كبار أصحاب الإمام الباقرعليه السلام قال:كنت يوماً عند الإمام عليه السلام فبعد ذهاب من كان في حضرته قال لي:

يا أبا حمزة؛ من المحتوم الّذي حتمه اللَّه قيام قائمنا، فمن شكّ فيماأقول لقى اللَّه وهو به كافر، ثمّ قال:

بأبي واُمّي المسمّى باسمى والمكنّى بكنيتى، السابع من ولدي،بأبي من يملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت ظلماً وجوراً.

يا أبا حمزة؛ من أدركه فيسلّم له ما سلّم لمحمّد وعليّ فقد وجبت له الجنّة، ومن لم يسلّم فقد حرّم اللَّه عليه الجنّة ومأواه النار وبئس مثوى الظالمين.(41)

9 - الإمام الصادق عليه السلام: لو أدركته لخدمته أيّام حياتي.

هذا الكلام قاله الإمام الصادق عليه السلام حين ما سُئل عن ولادة صاحب الأمر أرواحنافداه: هل ولد القائم؟ قال:

لا، ولو أدركته لخدمته أيّام حياتي.(42)

10 - الإمام الصادق عليه السلام: دعوت لنور آل محمّد )عليهم السلام(.

قال عباد بن محمّد المدايني: إنّ الإمام الصادق عليه السلام رفع يداه بعد صلاة الظهرودعا.

فقلت له: جعلت فداك؛ هل دعيت لنفسك؟ فقال:

دعوت لنور آل محمّدعليهم السلام وسائقهم والمنتقم بأمر اللَّه من أعدائهم.(43)

أنّ الأئمّةعليهم السلام كلّهم أنوار ومعرفتهم بالنورانيّة معرفة اللَّه ولكنّه على قاله الإمام الصادق عليه السلام في هذه الرواية أنّ مولانا صاحب الزمان صلوات اللَّه عليه هو نور الأنوار.

11 - الإمام الكاظم عليه السلام: بأبي من لايأخذه في اللَّه لومة لائم، بأبي القائم بأمر اللَّه.

قال يحيى بن فضل النوفلي: أنّ موسى بن جعفرعليهما السلام رفع يداه بعد صلاة العصروقرء دعاءً، فسألته لمن دعيت؟ قال:

ذلك المهديّ من آل محمّدعليهم السلام، قال: بأبي المنبدح البطن، المقرون الحاجبين، أحمش الساقين، بعيد مابين المنكبين، أسمر اللون،يعتاده مع سمرته صفرة من سهر الليل، بأبي من ليله يرعى النجوم ساجداً وراكعاً، بأبي

من لايأخذه في اللَّه لومة لائم، مصباح الدجى،بأبي القائم بأمر اللَّه.(44)

12 - الإمام الرضاعليه السلام: بأبي واُمّي، سميّ جدّي صلى الله عليه وآله وسلم وشبيهي وشبيه موسى بن عمران.

قال الإمام عليه السلام هذا الكلام بعد بيانه الفتن الصعبة الّتي وقعت من ابتداء غيبةالإمام المنتظر أرواحنا فداه وهذه الفتن لشدّة صعوبتها توقّع الأذكياء والأكياس في مصيدتها مع إظهارهم التديّن والإيمان وضلالتهم توجب إحاطة الغربة بالإمام المنتظر أرواحنا فداه بحيث يبكي عليه أهل السماء والأرض وكلّ إنسان حرّ.

عليكم بالتوجّه إلى الرواية الواردة عن ثامن الحجج عليهم السلام:

لابدّ من فتنة صمّاء صيلم يسقط فيها كلّ بطانة ووليجة وذلك عندفقدان الشيعة الثالث من ولدي، يبكي عليه أهل السماء وأهل الأرض وكلّ حريّ وحرّان وكلّ حزين ولهفان.

ثمّ قال عليه السلام: بأبي واُمّي سميّ جدّي صلى الله عليه وآله وسلم وشبيهي وشبيه موسى بن عمران عليه السلام، عليه جيوب النور، يتوقّد من شعاع ضياء القدس.(45)

نقل نحو هذه الرواية عن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم.

»روي عن مولانا الرضاعليه السلام في مجلسه بخراسان أنّه قام عند ذكر لفظة »القائم«ووضع يديه على رأسه الشريف وقال: أللّهمّ عجّل فرجه وسهّل مخرجه، وذكر من خصايص دولته.

ذكر المحدّث النوري طاب ثراه في كتابه »النجم الثاقب« ما ترجمته بالعربيّة:

هذا القيام والتعظيم خصوصاً عند ذكر ذلك اللقب المخصوص سيرة تمام أبناءالشيعة في كلّ البلاد من العرب والعجم والترك والهند والديلم وغيرها بل وعندأبناء أهل السنّة والجماعة أيضاً.«(46)

قال العلّامة الأميني في »الغدير«: روي أنّه لمّا قرأ دعبل قصيدته على الرضاعليه السلام وذكر الحجّة عجّل اللَّه فرجه بقوله:

فلولا الّذي أرجوه في اليوم أو غدٍ

تقطّع نفسي إثرهم حسراتي

خروج إمام لا محالة خارج

يقوم على اسم اللَّه والبركاتِ

وضع الرضاعليه السلام يده على رأسه وتواضع قائماً ودعى له بالفرج.(47)

نختم الكلام في المقدّمة بما رواه

في »تنزيه الخاطر«: سئل الصادق عليه السلام عن سبب القيام عند ذكر لفظ »القائم« من ألقاب الحجّة صلوات اللَّه عليه، قال:

لأنّ له غيبة طولانيّة ومن شدّة الرأفة إلى أحبّته ينظر إلى كلّ من يذكره بهذا اللقب المشعر بدولته والحسرة بغربته ومن تعظيمه أن يقوم العبد الخاضع لصاحبه عند نظر المولى الجليل إليه بعينه الشريفة فليقم وليطلب من اللَّه جلّ ذكره تعجيل فرجه.(48)

نسأل اللَّه تعالى أن يجعلنا من المنتظرين لظهوره صلوات اللَّه عليه والحمد للَّه ربّ العالمين.

وما توفيقي إلّا باللَّه

مرتضى المجتهدي السيستاني

الباب الأوّل في الصلوات

في الصلوات

نذكر في هذا الباب بعض الصلوات الواردة عن مولانا صاحب الزمان أرواحنافداه، أو المنقولة له صلوات اللَّه عليه:

َّ

صلاة الحجّة القائم عجّل اللَّه تعالى فرجه

قال السيّد بن طاووس رحمه الله : صلاة الحجّة القائم أرواحنا فداه ركعتين: تقرء في كلّ ركعة الفاتحة إلى »إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعينُ«، ثمّ تقول مائة مرّة: »إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعينُ«، ثمّ تتمّ قرائة الفاتحة وتقرء بعدها الإخلاص مرّة واحدة، وتدعو عقيبهافتقول:

أَللَّهُمَّ عَظُمَ الْبَلاءُ، وَبَرِحَ الْخِفاءُ، وَانْكَشَفَ الْغِطاءُ، وَضاقَتِ الْأَرْضُ بِما وَسِعَتِ السَّماءُ، وَإِلَيْكَ يا رَبِّ الْمُشْتَكى، وَعَلَيْكَ الْمُعَوَّلُ فِي الشِّدَّةِ وَالرَّخاءِ. أَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، اَلَّذينَ أَمَرْتَنا بِطاعَتِهِمْ.

وَعَجِّلِ اللَّهُمَّ فَرَجَهُمْ بِقائِمِهِمْ، وَأَظْهِرْ إِعْزازَهُ، يا مُحَمَّدُ يا

عَلِيُّ، يا عَلِىُّ يا مُحَمَّدُ، إِكْفِياني فَإِنَّكُما كافِيايَ، يا مُحَمَّدُ ياعَلِيُّ، يا عَلِيُّ يا مُحَمَّدُ، اُنْصُراني فَإِنَّكُما ناصِرايَ، يا مُحَمَّدُ ياعَلِيُّ، يا عَلِيُّ يا مُحَمَّدُ، إِحْفَظاني فَإِنَّكُما حافِظايَ، يا مَوْلايَ يا صاحِبَ الزَّمانِ ثلاث مرّة، اَلْغَوْثَ الْغَوْثَ الْغَوْثَ، أَدْرِكْني أَدْرِكْني أَدْرِكْني، اَلْأَمانَ الْأَمانَ الْأَمانَ.(49)

صلاة المسجد المقدّس في جمكران

قال حسن بن مثلة: قال مولانا صاحب الزّمان صلوات اللَّه عليه:

قل للناس: ليرغبوا إلى هذا الموضع ويعزّزوه، ويصلّوا هنا أربع ركعات؛ ركعتان للتحيّة في كلّ ركعة يقرأ »سورة الحمد« مرّة و»سورة الإخلاص« سبع مرّات،ويسبّح في الركوع والسجود سبع مرّات، وركعتان للإمام صاحب الزّمان صلوات اللَّه عليه هكذا:

يقرأ الفاتحة فإذا وصل إلى »إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعينُ« كرّره مائة مرّة، ثمّ يقرؤها إلى آخرها وهكذا يصنع في الركعة الثانية، ويسبّح في الركوع والسجودسبع مرّات، فإذا أتمّ الصلاة يهلّل ويسبّح تسبيح فاطمة الزهراءعليها السلام، فإذافرغ من التسبيح يسجد ويصلّي على النبيّ وآله مائة مرّة.

ثمّ قال صلوات اللَّه عليه - ما هذه حكاية لفظه - :

فمن صلّاها فكأنّما صلّى في البيت العتيق.(50)

صلاة التوجّه إلى مولانا صاحب الزمان عجّل اللَّه تعالى فرجه

قال أحمد بن إبراهيم: شكوت إلى أبي جعفر محمّد بن عثمان شوقي إلى رؤيةمولانا صلوات اللَّه عليه، فقال لي: مع الشوق تشتهي أن تراه؟

فقلت له: نعم.

فقال لي: شكّر اللَّه لك شوقك، وأراك وجهه في يسر وعافية، لاتلتمس ياأباعبداللَّه أن تراه، فإنّ أيّام الغيبة يشتاق إليه، ولايسأل الإجتماع(51)، إنّه عزائم اللَّه،والتسليم لها أولى، ولكن توجّه إليه بالزيارة.

فأمّا كيف يعمل وما أملاه عند محمّد بن عليّ فانسخوه من عنده، وهو التوجّه إلى الصاحب بالزيارة بعد صلاة اثنتي عشرة ركعة تقرأ »قل هو اللَّه أحد« في جميعها ركعتين ركعتين، ثمّ تصلّي على محمّد وآله، وتقول قول اللَّه جلّ إسمه:

»سَلامٌ عَلى آلِ ياسين«، ذلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْمُبين مِنْ عِنْدِاللَّهِ، وَاللَّهُ ذُوالْفَضْلِ الْعَظيم، إِمامُهُ مَنْ يَهديهِ صِراطَهُ الْمُسْتَقيم، قَدْ آتاكُمُ اللَّهُ خِلافَتَهُ يا آلَ ياسين....(52)

صلاة الفرج ودعائه لدفع الشدائد

أبو جعفر محمّد بن جرير الطبري في مسند فاطمة عليها السلام قال: أبوالحسين الكاتب، قال: تقلّدت عملاً من أبي منصور بن الصالحان، وجرى بيني وبينه ماأوجب استتاري فطلبني وأخافني.

فمكثت مستتراً خائفاً، ثمّ قصدت مقابر قريش ليلة الجمعة، واعتمدت البيت هناك للدعاء والمسألة، وكانت ليلة ريح ومطر، فسألت ابن جعفر القيّم أن يغلّق الأبواب، وأن يجتهد في خلوة الموضع لأخلو بما اُريده من الدعاء والمسألة،وأمن من دخول إنسان ممّا لم آمنه، وخفت من لقائي له، ففعل وقفل الأبواب،وانتصف الليل وورد من الريح والمطر ما قطع الناس عن الموضع.

ومكثت أدعو وأزور واُصلّي فبينما أنا كذلك إذ سمعت وطأة عند مولاناموسى عليه السلام وإذا رجل يزور، فسلّم على آدم واُولى العزم عليهم السلام، ثمّ الأئمّةعليهم السلام واحداًواحداً إلى أن انتهى إلى صاحب الزمان صلوات اللَّه عليه فلم يذكره، فعجبت من ذلك وقلت له:

لعلّه نسي أو لم يعرف أو هذا المذهب لهذا الرجل، فلمّا فرغ

من زيارته صلّى ركعتين، وأقبل إلى عند مولانا أبي جعفر عليه السلام فزار مثل تلك الزيارة وذلك السلام وصلّى ركعتين وأنا خائف منه إذ لم أعرفه، ورأيته شابّاً تامّاً من الرجال وعليه ثياب بيض، وعمامة متحنّك بها بذوابه، ورداء على كتفه مسبل فقال لي: يا أباالحسين بن أبي العلاء أين أنت عن دعاء الفرج؟

فقلت: وما هو يا سيّدي؟ فقال:

تصلّي ركعتين وتقول:

يا مَنْ أَظْهَرَ الْجَميلَ وَسَتَرَ الْقَبيحَ، يا مَنْ لَمْ يُؤاخِذْ بِالْجَريرَةِوَلَمْ يَهْتِكِ السِّتْرَ، يا عَظيمَ الْمَنِّ، يا كَريمَ الصَّفْحِ، يا مُبْتَدِئَ النِّعَمِ قَبْلَ اسْتِحْقاقِها، يا حَسَنَ التَّجاوُزِ، يا واسِعَ الْمَغْفِرَةِ، ياباسِطَ الْيَدَيْنِ بِالرَّحْمَةِ، يا مُنْتَهى كُلِّ نَجْوى، وَيا غايَةَ كُلّ شَكْوى، وَيا عَوْنَ كُلِّ مُسْتَعينٍ، يا مُبْتَدِئاً بِالنِّعَمِ قَبْلَ اسْتِحْقاقِها، »يا رَبَّاهُ« عشر مرّات، »يا سَيِّداهُ« عشر مرّات، »يامَوْلاهُ« )يا مَوْلَياهُ خ( عشر مرّات، »يا غايَتاهُ« عشر مرّات، »يا مُنْتَهىرَغْبَتاهُ« عشر مرّات.

أَسْأَلُكَ بِحَقِّ هذِهِ الْأَسْماءِ، وَبِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرينَ عَلَيْهِمُ السَّلامُ إِلّا ما كَشَفْتَ كَرْبي، وَنَفَّسْتَ هَمّي، وَفَرَّجْتَ عَنّي، وَأَصْلَحْتَ حالي.

وتدعو بعد ذلك بما شئت، وتسأل حاجتك، ثمّ تضع خدّك الأيمن على الأرض وتقول مائة مرّة في سجودك:

يا مُحَمَّدُ يا عَلِيُّ، يا عَلِيُّ يا مُحَمَّدُ، إِكْفِياني فَإِنَّكُما كافِياني،وَانْصُراني فَإِنَّكُما ناصِراني.

وتضع خدّك الأيسر على الأرض وتقول مائة مرّة: »أَدْرِكْني« وتكرّرها كثيراًوتقول: »اَلْغَوْثَ ]الْغَوْثَ [الْغَوْثَ« حتّى ينقطع نفسك، وترفع رأسك، فإنّ اللَّه بكرمه يقضي حاجتك إن شاء اللَّه تعالى.

فلمّا اشتغلت بالصلاة والدعاء خرج، فلمّا فرغت خرجت لابن جعفر لأسأله عن الرجل وكيف ]قد[ دخل فرأيت الأبواب على حالها مغلّقة مقفّلة، فعجبت من ذلك، وقلت: لعلّه بات ههنا ولم أعلم فأنبهت ابن جعفر القيّم، فخرج إليّ من بيت الزيت فسألته عن الرجل ودخوله فقال: الأبواب مقفّلة كما ترى ما فتحتها،فحدّثته بالحديث فقال:

هذا مولانا صاحب الزمان صلوات اللَّه عليه،

وقد شاهدته دفعات في مثل هذه الليلة عندخلوّها من الناس، فتأسّفت على ما فاتني منه.

وخرجت عند قرب الفجر وقصدت الكرخ إلى الموضع الّذي كنت مستتراً فيه فما أضحى النّهار إلّا وأصحاب ابن الصالحان يلتمسون لقائي فيه، ويسألون عنّي أصدقائي ومعهم أمان من الوزير، ورقعة بخطّه فيها كلّ جميل، فحضرت مع ثقةمن أصدقائي عنده، فقام والتزمني وعاملني بما لم أعهده منه، وقال: انتهت بك الحال إلى أن تشكوني إلى صاحب الزمان صلوات اللَّه عليه؟

فقلت: قد كان منّي دعاء ومسألة، فقال: ويحك رأيت البارحة مولاي صاحب الزّمان صلوات اللَّه عليه في النوم - يعني ليلة الجمعة - وهو يأمرني بكلّ جميل، ويجفوعليّ في ذلك جفوة خفتها، فقلت: لا إلا إلّا اللَّه، أشهد أنّهم الحقّ ومنتهى الحقّ رأيت البارحة مولانا في اليقظة وقال لي: كذا وكذا، وشرحت ما رأيته في المشهدفعجب من ذلك وجرت منه اُمور عظام حسان في هذا المعنى، وبلغت منه غاية مالم أظنّه ببركة مولانا صاحب الأمر أرواحنا فداه.(53)

صلاة الإستغاثة به عجّل اللَّه تعالى فرجه

قال السيّد عليخان في »الكلم الطيّب«: هذه إستغاثة إلى صاحب الزمان صلوات اللَّه عليه، من حيث تكون تصلّي ركعتين بالحمد وسورة وقم مستقبل القبلة تحت السّماء وقل:

سَلامُ اللَّهِ الْكامِلُ التَّامُّ الشَّامِلُ الْعامُّ، وَصَلَواتُهُ الدَّائِمَةُوَبَرَكاتُهُ الْقائِمَةُ التَّامَّةُ، عَلى حُجَّةِ اللَّهِ وَوَلِيِّهِ في أَرْضِهِ وَبِلادِهِ، وَخَليفَتِهِ عَلى خَلْقِهِ وَعِبادِهِ، وَسُلالَةِ النُّبُوَّةِ، وَبَقِيَّةِالْعِتْرَةِ وَالصَّفْوَةِ، صاحِبِ الزَّمانِ، وَمُظْهِرِ الْإيمانِ، وَمُلَقِّنِ أَحْكامِ الْقُرْآنِ، وَمُطَهِّرِ الْأَرْضِ، وَناشِرِ الْعَدْلِ فِي الطُّولِ وَالْعَرْضِ، وَالْحُجَّةِ الْقائِمِ الْمَهْدِيِّ، اَلْإِمامِ الْمُنْتَظَرِ الْمَرْضِيِّ،وَابْنِ الْأَئِمَّةِ الطَّاهِرينَ، اَلْوَصِيِّ بْنِ الْأَوْصِياءِ الْمَرْضِيّينَ،اَلْهادِي الْمَعْصُومِ بْنِ الْأَئِمَّةِ الْهُداةِ الْمَعْصُومينَ.

اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مُعِزَّ الْمُؤْمِنينَ الْمُسْتَضْعَفينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مُذِلَّ الْكافِرينَ المُتَكَبِّرينَ الظَّالِمينَ. اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلايَ يا صاحِبَ الزَّمانِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ رَسُولِ اللَّهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ أَميرِالْمُؤْمِنينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ فاطِمَةَ الزَّهْراءِ

سَيِّدَةِ نِساءِ الْعالَمينَ،

اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ الْأَئِمَّةِ الْحُجَجِ الْمَعْصُومينَ وَالْإِمامِ عَلَى الْخَلْقِ أَجْمَعينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يامَوْلايَ سَلامَ مُخْلِصٍ لَكَ فِي الْوِلايَةِ.

أَشْهَدُ أَنَّكَ الْإِمامُ الْمَهْدِيُّ قَوْلًا وَفِعْلًا، وَأَنْتَ الَّذي تَمْلَأُالْأَرْضَ قِسْطاً وَعَدْلاً، بَعْدَ ما مُلِئَتْ جَوْراً وَظُلْماً، فَعَجَّلَ اللَّهُ فَرَجَكَ، وَسَهَّلَ مَخْرَجَكَ، وَقَرَّبَ زَمانَكَ، وَكَثَّرَ أَنْصارَكَ وَأَعْوانَكَ، وَأَنْجَزَ لَكَ ما وَعَدَكَ، فَهُوَ أَصْدَقُ الْقائِلينَ »وَنُريدُأَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنجْعَلَهُمْ أَئِمَّةًوَنَجْعَلَهُمُ الْوارِثينَ«(54).

يا مَوْلايَ يا صاحِبَ الزَّمانِ، يَابْنَ رَسُولِ اللَّهِ، حاجَتي كَذا وَكَذا،ثمّ اذكر حاجتك وقل: فَاشْفَعْ لي في نَجاحِها، فَقَدْ تَوَجَّهْتُ إِلَيْكَ بِحاجَتي، لِعِلْمي أَنَّ لَكَ عِنْدَ اللَّهِ شَفاعَةً مَقْبُولَةً، وَمَقاماً مَحْمُوداً،فَبِحَقِّ مَنِ اخْتَصَّكُمْ بِأَمْرِهِ، وَارْتَضاكُمْ لِسِرِّهِ، وَبِالشَّأْنِ الَّذي لَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ، سَلِ اللَّهَ تَعالى في نُجْحِ طَلِبَتي، وَإِجابَةِدَعْوَتي، وَكَشْفِ كُرْبَتي. وادع بما أحببت، فإنّه تقضي إن شاء اللَّه.(55)

إهداء الصلاة إليه عجّل اللَّه تعالى فرجه في يوم الخميس

قال أبوجعفر الطوسي في »مصباحه الكبير«: صلاة الهديّة ثماني ركعات، روى عنهم عليهم السلام أنّه يصلّي العبد في يوم الجمعة ثماني ركعات:

أربعاً يهدي إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم، وأربعاً يهدي إلى فاطمةعليها السلام ويوم السّبت أربع ركعات يهدي إلى أميرالمؤمنين عليه السلام، ثمّ كذلك كلّ يوم إلى واحد من الأئمّةعليهم السلام إلى يوم الخميس أربع ركعات يهدي إلى جعفر بن محمّد الصّادق عليهما السلام.

ثمّ يوم الجمعة أيضاً ثماني ركعات: أربعاً يهدي إلى رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم وأربع ركعات يهدي إلى فاطمةعليها السلام، ثمّ يوم السّبت أربع ركعات يهدي إلى موسى بن جعفرعليهما السلام،ثمّ كذلك إلى يوم الخميس أربع ركعات يهدي إلى صاحب الزّمان أرواحنا فداه.

الدّعاء بين الركعتين منها:

أَللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلامُ، وَمِنْكَ السَّلامُ، وَإِلَيْكَ يَعُودُ السَّلامُ،حَيِّنا رَبَّنا مِنْكَ بِالسَّلامِ. أَللَّهُمَّ إِنَّ هذِهِ الرَّكَعاتِ هَدِيَّةٌ مِنّي إِلَى الْحُجَّةِ بْنِ الْحَسَنِ(56)، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَبَلِّغْهُ إِيَّاها، وَأَعْطِني أَفْضَلَ أَمَلي وَرَجائي فيكَ، وَفي رَسُولِكَ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ ]وَفيهِ[، وتدعو

بما أحببت إن شاء اللَّه تعالى.(57)

صلاة الحجّة عجّل اللَّه تعالى فرجه في ليلة الجمعة

قال السيّد بن طاووس رحمه الله: رأيت في كتاب »كنوز النّجاح« تأليف الفقيه أبي علي الفضل بن الحسن الطبرسي رضى الله عنه، عن مولانا الحجّة صلوات اللَّه عليه ما هذا لفظه:

روى أحمد بن الدّربي عن خزامة، عن أبي عبداللَّه الحسين بن محمّدالبزوفري قال: خرج عن النّاحية المقدّسة:

من كان له إلى اللَّه حاجة فلْيغسل ليلة الجمعة بعد نصف اللّيل، ويأتي مصلّاه، ويصلّي ركعتين يقرأ في الركعة الاُولى الحمد، فإذا بلغ »إِيَّاكَ نَعْبُدُوَإِيَّاكَ نَسْتَعينُ« يكرّرها مائة مرّة، ويتمّم في المائة إلى آخرها، ويقرأسورة التوحيد مرّة واحدة، ثمّ يركع ويسجد، ويسبّح فيها سبعة سبعة،ويصلّي الرّكعة الثّانية على هيئته ويدعو بهذا الدّعاء، فإنّ اللَّه تعالى يقضي حاجته ألبتّة كائناً ما كان إلّا أن يكون في قطيعة الرحم.

والدّعاء: أَللَّهُمَّ إِنْ أَطَعْتُكَ فَالْمَحْمَدَةُ لَكَ، وَإِنْ عَصَيْتُكَ فَالْحُجَّةُ لَكَ، مِنْكَ الرَّوْحُ وَمِنْكَ الْفَرَجُ، سُبْحانَ مَنْ أَنْعَمَ وَشَكَرَ، سُبْحانَ مَنْ قَدَرَ وغَفَرَ.

أَللَّهُمَّ إِنْ كُنْتُ قَدْ عَصَيْتُكَ، فَإِنّي قَدْ أَطَعْتُكَ في أَحَبّ الْأَشْياءِ إِلَيْكَ وَهُوَ الْإيمانُ بِكَ، لَمْ أَتَّخِذْ لَكَ وَلَداً، وَلَمْ أَدْعُ لَكَ شَريكاً، مَنّاً مِنْكَ بِهِ عَلَيَّ لا مَنّاً مِنّي بِهِ عَلَيْكَ، وَقَدْ عَصَيْتُكَ يا

إِلهي عَلى غَيْرِ وَجْهِ الْمُكابَرَةِ، وَلَا الْخُرُوجِ عَنْ عُبُودِيَّتِكَ، وَلَاالْجُحُودِ لِرُبُوبِيَّتِكَ، وَلكِنْ أَطَعْتُ هَوايَ، وَأَزَلَّنِي الشَّيْطانُ،فَلَكَ الْحُجَّةُ عَلَيَّ وَالْبَيانُ، فَإِنْ تُعَذِّبْني فَبِذُنُوبي غَيْرَ ظالِمٍ،وَإِنْ تَغْفِرْ لي وَتَرْحَمْني، فَإِنَّكَ جَوادٌ كَريمٌ، يا كَريمُ يا كَريمُ حتّى يقطع النفس، ثمّ يقول:

يا آمِناً مِنْ كُلِّ شَيْ ءٍ، وَكُلُّ شَيْ ءٍ مِنْكَ خائِفٌ حَذِرٌ، أَسْأَلُكَ بِأَمْنِكَ مِنْ كُلِّ شَيْ ءٍ، وَخَوْفِ كُلِّ شَيْ ءٍ مِنْكَ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلىمُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تُعْطِيَني أَماناً لِنَفْسي وَأَهْلي وَوَلَدي،وَسائِرِ ما أَنْعَمْتَ بِهِ عَلَيَّ، حَتَّى لا أَخافَ أَحَداً، وَلا أَحْذَرَ مِنْ شَيْ ءٍ أَبَداً، إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْ ءٍ قَديرٌ، وَحَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكيلُ، يا كافِيَ إِبْراهيمَ نُمْرُودَ،

يا كافِيَ مُوسى فِرْعَوْنَ،أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تَكْفِيَني شَرَّفُلانِ بْنِ فُلانٍ. فيستكفي شرّ من يخاف شرّه إن شاء اللَّه تعالى.

ثمّ يسجد ويسئل حاجته ويتضرّع إلى اللَّه تعالى، فإنّه ما من مؤمن ولا مؤمنةصلّى هذه الصلاة، ودعا بهذا الدعاء خالصاً، إلّا فتحت له أبواب السّماء للإجابةويجاب في وقته وليلته كائناً ما كان، وذلك من فضل اللَّه علينا وعلى الناس.(58)

الباب الثاني في أدعية القنوتات ا

الدعاء لظهوره عجّل اللَّه تعالى فرجه في قنوت الصلوات

قال الشهيدرحمه الله في »الذكرى«: اختار ابن أبي عقيل هذا الدعاء بما روي عن أميرالمؤمنين عليه السلام في القنوت:

أَللَّهُمَّ إِلَيْكَ شَخَصَتِ الْأَبْصارُ، وَنُقِلَتِ الْأَقْدامُ، وَرُفِعَتِ الْأَيْدي، وَمُدَّتِ الْأَعْناقُ، وَأَنْتَ دُعيتَ بِالْأَلْسُنِ، وَإِلَيْكَ سِرُّهُمْ وَنَجْواهُمْ فِي الْأَعْمالِ، رَبَّنَا افْتَحْ بَيْنَنا وَبَيْنَ قَوْمِنا بِالْحَقِّ وَأَنْتَ خَيْرُ الْفاتِحينَ.

أَللَّهُمَّ إِنَّا نَشْكُو إِلَيْكَ غَيْبَةَ نَبِيِّنا وَقِلَّةَ عَدَدِنا، وَكَثْرَةَ عَدُوِّنا،وَتَظاهُرَ الْأَعْداءِ عَلَيْنا، وَوُقُوعَ الْفِتَنِ بِنا، فَفَرِّجْ ذلِكَ اللَّهُمّ بِعَدْلٍ تُظْهِرُهُ، وَإِمامِ حَقٍّ تُعَرِّفُهُ، إِلهَ الْحَقِّ آمينَ رَبَّ الْعالَمينَ.

قال: وبلغني أنّ الصّادق عليه السلام كان يأمر شيعته أن يقنتوا بهذا بعد كلمات الفرج.(59)

قنوت مولانا الحجّة عجّل اللَّه تعالى فرجه

دعاء مولانا صاحب الزمان صلوات اللَّه عليه في القنوت، رواه السيّدرحمه الله في »مهج الدعوات« والكفعمي رحمه الله في »البلد الأمين«:

أَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَكْرِمْ أَوْلِيائَكَ بِإِنْجازِوَعْدِكَ، وَبَلِّغْهُمْ دَرْكَ ما يَأْمُلُونَهُ مِنْ نَصْرِكَ، وَاكْفُفْ عَنْهُمْ بَأْسَ مَنْ نَصَبَ الْخِلافَ عَلَيْكَ، وَتَمَرَّدَ بِمَنْعِكَ عَلى رُكُوبِ مُخالَفَتِكَ، وَاسْتَعانَ بِرِفْدِكَ عَلى فَلِّ حَدِّكَ، وَقَصَدَ لِكَيْدِكَ بِأَيْدِكَ، وَوَسِعْتَهُ حِلْماً لِتَأْخُذَهُ عَلى جَهْرَةٍ، وَتَسْتَأْصِلَهُ عَلى عِزَّةٍ.

فَإِنَّكَ اللَّهُمَّ قُلْتَ وَقَوْلُكَ الْحَقُّ »حَتَّى إِذا أَخَذَتِ الْأَرْضُ زُخْرُفَها وَازَّيَّنَتْ وَظَنَّ أَهْلُها أَنَّهُمْ قادِرُونَ عَلَيْها أَتاها أَمْرُنالَيْلاً أَوْ نَهاراً فَجَعَلْناهُمْ حَصيداً كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذلِكَ نُفَصِّلُ الْآياتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ«(60).

وَقُلْتَ »فَلَمَّا آسَفُونَا انْتَقَمْنا مِنْهُمْ«(61)، وَإِنَّ الْغايَةَ عِنْدَنا قَدْتَناهَتْ، وَإِنَّا لِغَضَبِكَ غاضِبُونَ، وَإِنَّا عَلى نَصْرِ الْحَقّ مُتَعاصِبُونَ، وَإِلى وُرُودِ أَمْرِكَ مُشْتاقُونَ، وَلِإِنْجازِ وَعْدِكَ مُرْتَقِبُونَ، وَلِحُلُولِ وَعيدِكَ بِأَعْدائِكَ مُتَوَقِّعُونَ.

أَللَّهُمَّ فَأْذَنْ بِذلِكَ، وَافْتَحْ طُرُقاتِهِ، وَسَهِّلْ خُرُوجَهُ، وَوَطِّأْمَسالِكَهُ، وَأَشْرِعْ شَرائِعَهُ، وَأَيِّدْ جُنُودَهُ وَأَعْوانَهُ، وَبادِرْ بَأْسَكَ الْقَوْمَ الظَّالِمينَ، وَابْسُطْ سَيْفَ نَقِمَتِكَ عَلى أَعْدائِكَ الْمُعانِدينَ،وَخُذْ بِالثَّارِ، إِنَّكَ جَوادٌ مَكَّارٌ.(62)

الدعاء الثاني في قنوته أرواحنا فداه

الدعاء الثاني لمولانا صاحب الزمان صلوات اللَّه عليه في القنوت، رواه السيّدرحمه الله في»مهج الدعوات« والكفعمي رحمه الله في »البلد الأمين«:

]قُلِ[ اللَّهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ، وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ، وَتُعِزُّ مَنْ تَشاءُ، وَتُذِلُّ مَنْ تَشاءُ، بِيَدِكَ الْخَيْرُ، إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْ ءٍ قَديرٌ، يا ماجِدُ يا جَوادُ، يا ذَا

الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ، يا بَطَّاشُ يا ذَا الْبَطْشِ الشَّديدِ، يا فَعَّالاً لِمايُريدُ، يا ذَا الْقُوَّةِ الْمَتينِ، يا رَؤُوفُ يا رَحيمُ، يا لَطيفُ يا حَيّ حينَ لا حَيَّ.

أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْمَخْزُونِ الْمَكْنُونِ الْحَيِّ الْقَيُّومِ، اَلَّذِي اسْتَأْثَرْتَ بِهِ في عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ لَمْ يَطَّلِعْ عَلَيْهِ أَحَدٌ مِنْ خَلْقِكَ، وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذي تُصَوِّرُ بِهِ خَلْقَكَ فِي الْأَرْحامِ كَيْفَ تَشاءُ، وَبِهِ تَسُوقُ إِلَيْهِمْ أَرْزاقَهُمْ في أَطْباقِ الظُّلُماتِ،مِنْ بَيْنِ الْعُرُوقِ وَالْعِظامِ، وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذي أَلَّفْتَ بِهِ بَيْنَ قُلُوبِ أَوْلِيائِكَ، وَأَلَّفْتَ بَيْنَ الثَّلْجِ وَالنَّارِ، لا

هذا يُذيبُ هذا،وَلا هذا يُطْفِئُ هذا.

وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذي كَوَّنْتَ بِهِ طَعْمَ الْمِياهِ، وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذي أَجْرَيْتَ بِهِ الْماءَ في عُرُوقِ النَّباتِ بَيْنَ أَطْباقِ الثَّرى، وَسُقْتَ الْماءَ إِلى عُرُوقِ الْأَشْجارِ بَيْنَ الصَّخْرَةِ الصَّمَّاءِ،وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذي كَوَّنْتَ بِهِ طَعْمَ الثِّمارِ وَأَلْوانَها، وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذي بِهِ تُبْدِئُ وَتُعيدُ.

وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْفَرْدِ الْواحِدِ، اَلْمُتَفَرِّدِ بِالْوَحْدانِيَّةِ، اَلْمُتَوَحِّدِبِالصَّمَدانِيَّةِ، وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذي فَجَّرْتَ بِهِ الْماءَ مِنَ

الصَّخْرَةِ الصَّمَّاءِ، وَسُقْتَهُ مِنْ حَيْثُ شِئْتَ.

وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذي خَلَقْتَ بِهِ خَلْقَكَ، وَرَزَقْتَهُمْ كَيْفَ شِئْتَ وَكَيْفَ شاؤُوا، يا مَنْ لايُغَيِّرُهُ الْأَيَّامُ وَاللَّيالي، أَدْعُوكَ بِمادَعاكَ بِهِ نُوحٌ حينَ ناداكَ فَأَنْجَيْتَهُ وَمَنْ مَعَهُ، وَأَهْلَكْتَ قَوْمَهُ،وَأَدْعُوكَ بِما دَعاكَ بِهِ إِبْراهيمُ خَليلُكَ حينَ ناداكَ فَأَنْجَيْتَهُ وَجَعَلْتَ النَّارَ عَلَيْهِ بَرْداً وَسَلاماً، وَأَدْعُوكَ بِما دَعاكَ بِهِ مُوسىكَليمُكَ حينَ ناداكَ فَفَلَقْتَ لَهُ الْبَحْرَ فَأَنْجَيْتَهُ وَبَني إِسْرائيلَ،وَأَغْرَقْتَ فِرْعَوْنَ وَقَوْمَهُ فِي الْيَمِّ.

وَأَدْعُوكَ بِما دَعاكَ بِهِ عيسى رُوحُكَ حينَ ناداكَ فَنَجَّيْتَهُ مِنْ أَعْدائِهِ وَإِلَيْكَ رَفَعْتَهُ، وَأَدْعُوكَ بِما دَعاكَ بِهِ حَبيبُكَ وَصَفِيُّكَ وَنَبِيُّكَ مُحَمَّدٌ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ فَاسْتَجَبْتَ لَهُ، وَمِنَ الْأَحْزابِ نَجَّيْتَهُ، وَعَلى أَعْدائِكَ نَصَرْتَهُ.

وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذي إِذا دُعيتَ بِهِ أَجَبْتَ، يا مَنْ لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ، يا مَنْ أَحاطَ بِكُلِّ شَيْ ءٍ عِلْماً، يا مَنْ أَحْصى كُلَّ شَيْ ءٍعَدَداً، يا مَنْ لاتُغَيِّرُهُ الْأَيَّامُ وَاللَّيالي، وَلاتَتَشابَهُ عَلَيْهِ الْأَصْواتُ، وَلاتَخْفى عَلَيْهِ اللُّغاتُ، وَلايُبْرِمُهُ إِلْحاحُ الْمُلِحّينَ.

أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ خِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ،

فَصَلِّ عَلَيْهِمْ بِأَفْضَلِ صَلَواتِكَ، وَصَلِّ عَلى جَميعِ النَّبِيّينَ وَالْمُرْسَلينَ، اَلَّذينَ بَلَّغُوا عَنْكَ الْهُدى، وَأَعْقَدُوا لَكَ الْمَواثيقَ بِالطَّاعَةِ، وَصَلِّ عَلى عِبادِكَ الصَّالِحينَ.

يا مَنْ لايُخْلِفُ الْميعادَ أَنْجِزْ لي ما وَعَدْتَني، وَاجْمَعْ لي أَصْحابي وَصَبِّرْهُمْ، وَانْصُرْني عَلى أَعْدائِكَ وَأَعْداءِ رَسُولِكَ،وَلاتُخَيِّبْ دَعْوَتي، فَإِنّي عَبْدُكَ، اِبْنُ عَبْدِكَ، اِبْنُ أَمَتِكَ، أَسيرٌبَيْنَ يَدَيْكَ، سَيِّدي أَنْتَ الَّذي مَنَنْتَ عَلَيَّ بِهذَا الْمَقامِ وَتَفَضَّلْتَ بِهِ عَلَيَّ دُونَ كَثيرٍ مِنْ خَلْقِكَ، أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍوَآلِ مُحَمَّدٍ وَأَنْ تُنْجِزَ لي ما وَعَدْتَني، إِنَّكَ أَنْتَ

الصَّادِقُ وَلاتُخْلِفُ الْميعادَ، وَأَنْتَ عَلى كُلِّ شَيْ ءٍ قَديرٌ.(63)

ا

الدعاء الثالث في قنوته أرواحنا فداه

تشرّف آيةاللَّه السيّد نصراللَّه المستنبط بلقاء مولانا بقيّة اللَّه أرواحنا فداه في حرم أميرالمؤمنين عليه السلام وهو يصلّي صلوات اللَّه عليه، فاستمع بما يقرئه، فسمع أنّ الإمام المنتظر أرواحنا فداه يقرء في قنوته هذا الدعاء:

أَللَّهُمَّ إِنَّ مُعاوِيَةَ بْنَ أَبي سُفْيانَ قَدْ عادى عَلِيَّ بْنَ أَبي طالِبٍ، فَالْعَنْهُ لَعْناً وَبيلاً.(64)

دعاء لظهوره عجّل اللَّه تعالى فرجه في قنوت صلاة الجمعة

روى ابن مقاتل قال: قال أبوالحسن الرضاعليه السلام:

أيّ شي ء تقولون في قنوت صلاة الجمعة؟ قال: قلت: ما يقول الناس. قال: لاتقل كما يقولون، ولكن قل:

أَللَّهُمَّ أَصْلِحْ عَبْدَكَ وَخَليفَتَكَ بِما أَصْلَحْتَ بِهِ أَنْبِياءَكَ وَرُسُلَكَ، وَحُفَّهُ بِمَلائِكَتِكَ، وَأَيِّدْهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ مِنْ عِنْدِكَ،وَاسْلُكْهُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ رَصَداً يَحْفَظُونَهُ مِنْ كُلّ سُوءٍ، وَأَبْدِلْهُ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِ أَمْناً، يَعْبُدُكَ لايُشْرِكُ بِكَ شَيْئاً،وَلاتَجْعَلْ لِأَحَدٍ مِنْ خَلْقِكَ عَلى وَلِيِّكَ سُلْطاناً، وَأْذَنْ لَهُ في جِهادِ عَدُوِّكَ وَعَدُوِّهِ، وَاجْعَلْني مِنْ أَنْصارِهِ، إِنَّكَ عَلى كُلّ شَيْ ءٍ قَديرٌ.(65)

الباب الثالث في الأدعية الّتي تقرء بعد الصلوات ا

الدعاء لظهوره أرواحنا فداه بعد كلّ فريضة

في كتاب »جمال الصالحين« عن مولانا الصادق عليه السلام أنّه قال:

إنّ من حقوقنا على شيعتنا أن يضعوا بعد كلّ فريضة أيديهم على أذقانهم ويقولوا ثلاث مرّات:

يا رَبَّ مُحَمَّدٍ عَجِّلْ فَرَجَ آلِ مُحَمَّدٍ، يا رَبَّ مُحَمَّدٍ إِحْفَظْغَيْبَةَ مُحَمَّدٍ، يا رَبَّ مُحَمَّدٍ إِنْتَقِمْ لِابْنَةِ مُحَمَّدٍعليهما السلام.(66)

الدعاء لظهوره أرواحنا فداه بعد الصلاة المكتوبة

قال أبو جعفر الثاني عليه السلام:

إذا انصرفت من صلاة مكتوبة فقل:

رَضيتُ بِاللَّهِ رَبّاً، وَبِالْإِسْلامِ ديناً، وَبِالْقُرْآنِ كِتاباً، وَبِمُحَمَّدٍصلى الله عليه وآله وسلم نَبِيّاً، وَبِعَلِيٍّ وَلِيّاً، وَبِالْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ، وَعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، وَجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَمُوْسَى بْنِ جَعْفَرٍ، وَعَلِيِّ بْنِ مُوسى، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، وَعَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ،وَالْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، وَالْحُجَّةِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ أَئِمَّةً.

أَللَّهُمَّ وَلِيُّكَ الْحُجَّةُ فَاحْفَظْهُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ، وَمِنْ خَلْفِهِ، وَعَنْ يَمينِهِ وَعَنْ شِمالِهِ، وَمِنْ فَوْقِهِ وَمِنْ تَحْتِهِ، وَامْدُدْ لَهُ في عُمْرِهِ،وَاجْعَلْهُ الْقائِمَ بِأَمْرِكَ، اَلْمُنْتَصِرَ لِدينِكَ، وَأَرِهِ ما يُحِبُّ وَتَقَِرُّ بِهِ عَيْنُهُ في نَفْسِهِ وَفي ذُرِّيَّتِهِ، وَأَهْلِهِ وَمالِهِ، وَفي شيعَتِهِ وَفي عَدُوِّهِ، وَأَرِهِمْ مِنْهُ ما يَحْذَرُونَ، وَأَرِهِ فيهِمْ ما يُحِبُّ وَتَقَِرُّ بِهِ عَيْنُهُ، وَاشْفِ بِهِ صُدُورَنا وَصُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنينَ.

وهذا الحديث يدلّ على تأكّد الدعاء لفرج مولانا الحجّة صلوات اللَّه عليه، بعد كلّ صلاة مكتوبة.(67)

دعاءٌ يقرء في تعقيب الفرائض يوجب الفوز بلقاء الإمام أرواحنا فداه

روي أنّ من دعا بهذا الدعاء عقيب كلّ فريضة، وواظب على ذلك، عاش حتّى يملّ الحياة، ويتشرّف بلقاء صاحب الأمر عجّل اللَّه فرجه، وهو:

أَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، أَللَّهُمَّ إنَّ رَسُولَكَ الصَّادِقَ الْمُصَدَّقَ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ قالَ إِنَّكَ قُلْتَ ما تَرَدَّدْتُ في شَيْ ءٍ أَنَا فاعِلُهُ كَتَرَدُّدي في قَبْضِ رُوحِ عَبْدِيَ الْمُؤْمِنِ،يَكْرَهُ الْمَوْتَ وَأَنَا أَكْرَهُ مَساءَتَهُ.

أَللَّهُمَّ فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَعَجِّلْ لِوَلِيِّكَ الْفَرَجَ،وَالنَّصْرَ وَالْعافِيَةَ، وَلاتَسُؤْني في نَفْسي، وَلا في فُلانٍ. قال:وتذكر من شئت.(68)

دعاء الرؤية

عن الإمام الصادق عليه السلام أنّه قال:

من قرأ بعد كلّ فريضة هذا الدعاء، فإنّه يرى الإمام م ح م د بن الحسن عليه وعلى آبائه السلام في اليقظة أو في المنام.

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ

أَللَّهُمَّ بَلِّغْ مَوْلانا صاحِبَ الزَّمانِ، أَيْنَما كانَ وَحَيْثُما كانَ، مِنْ مَشارِقِ الْأَرْضِ وَمَغارِبِها، سَهْلِها وَجَبَلِها، عَنّي وَعَنْ والِدَيَّ،وَعَنْ وُلْدي وَإِخْوانِي التَّحِيَّةَ وَالسَّلامَ عَدَدَ خَلْقِ اللَّهِ، وَزِنَةَعَرْشِ اللَّهِ، وَما أَحْصاهُ كِتابُهُ، وَأَحاطَ عِلْمُهُ.

أَللَّهُمَّ إِنّي اُجَدِّدُ لَهُ في صَبْيحَةِ هذَا الْيَوْمِ، وَما عِشْتُ فيهِ مِنْ أَيَّامِ حَياتي، عَهْداً وَعَقْداً وَبَيْعَةً لَهُ في عُنُقي، لا أَحُولُ عَنْهاوَلا أَزُولُ.

أَللَّهُمَّ اجْعَلْني مِنْ أَنْصارِهِ وَنُصَّارِهِ الذَّابّينَ عَنْهُ، وَالْمُمْتَثِلينَ لِأَوامِرِهِ وَنَواهيهِ في أَيَّامِهِ، وَالْمُسْتَشْهَدينَ بَيْنَ يَدَيْهِ.

أَللَّهُمَّ فَإِنْ حالَ بَيْني وَبَيْنَهُ الْمَوْتُ، اَلَّذي جَعَلْتَهُ عَلى عِبادِكَ

حَتْماً مَقْضِيّاً فَأَخْرِجْني مِنْ قَبْري مُؤْتَزِراً كَفَني، شاهِراً سَيْفي،مُجَرِّداً قَناتي، مُلَبِّياً دَعْوَةَ الدَّاعي فِي الْحاضِرِ وَالْبادي.

أَللَّهُمَّ أَرِنِي الطَّلْعَةَ الرَّشيدَةَ وَالْغُرَّةَ الْحَميدَةَ، وَاكْحُلْ بَصَري بِنَظْرَةٍ مِنّي إِلَيْهِ، وَعَجِّلْ فَرَجَهُ، وَسَهِّلْ مَخْرَجَهُ.

أَللَّهُمَّ اشْدُدْ أَزْرَهُ، وَقَوِّ ظَهْرَهُ، وَطَوِّلْ عُمْرَهُ، وَاعْمُرِ اللَّهُمَّ بِهِ بِلادَكَ، وَأَحْيِ بِهِ عِبادَكَ، فَإِنَّكَ قُلْتَ وَقَوْلُكَ الْحَقُّ »ظَهَرَالْفَسادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِما كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ«(69).

فَأَظْهِرِ اللَّهُمَّ لَنا وَلِيَّكَ وَابْنَ بِنْتِ نَبِيِّكَ، اَلْمُسَمَّى بِاسْمِ رَسُولِكَ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ، حَتَّى لايَظْفَرَ بِشَيْ ءٍ مِنَ الْباطِلِ إِلّا مَزَّقَهُ، وَيُحِقَّ اللَّهُ الْحَقَّ بِكَلِماتِهِ وَيُحَقِّقَهُ.

أَللَّهُمَّ اكْشِفْ هذِهِ الْغُمَّةَ عَنْ

هذِهِ الْاُمَّةِ بِظُهُورِهِ، إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعيداً، وَنَراهُ قَريباً، وَصَلَّى اللَّهُ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ.(70)

ا

الدعاء بعد صلاة الصبح

أَللَّهُمَّ بَلِّغْ مَوْلايَ صاحِبَ الزَّمانِ صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيْهِ عَنْ جَميعِ الْمُؤْمِنينَ وَالْمُؤْمِناتِ، في مَشارِقِ الْأَرْضِ وَمَغارِبِها، وَبَرِّهاوَبَحْرِها، وَسَهْلِها وَجَبَلِها، حَيِّهِمْ وَمَيِّتِهِمْ، وَعَنْ والِدَيّ وَوُلْدي، وَعَنّي مِنَ الصَّلَواتِ وَالتَّحِيَّاتِ، زِنَةَ عَرْشِ اللَّهِ،وَمِدادَ كَلِماتِهِ، وَمُنْتَهى رِضاهُ، وَعَدَدَ ما أَحْصاهُ كِتابُهُ، وَأَحاطَبِهِ عِلْمُهُ.

أَللَّهُمَّ إِنّي اُجَدِّدُ لَهُ في هذَا الْيَوْمِ، وَفي كُلِّ يَوْمٍ، عَهْداًوَعَقْداً وَبَيْعَةً ]لَهُ[ في رَقَبَتي.

أَللَّهُمَّ كَما شَرَّفْتَني بِهذَا التَّشْريفِ، وَفَضَّلْتَني بِهذِهِ الْفَضيلَةِ،وَخَصَصْتَني بِهذِهِ النِّعْمَةِ، فَصَلِّ عَلى مَوْلايَ وَسَيِّدي صاحِبِ الزَّمانِ، وَاجْعَلْني مِنْ أَنْصارِهِ وَأَشْياعِهِ، وَالذَّابّينَ عَنْهُ،وَاجْعَلْني مِنَ الْمُسْتَشْهَدينَ بَيْنَ يَدَيْهِ، طائِعاً غَيْرَ مُكْرَهٍ، فِي الصَّفِّ الَّذي نَعَتَّ أَهْلَهُ في كِتابِكَ، فَقُلْتَ »صَفّاً كَأَنَّهُمْ بُنْيانٌ

مَرْصُوصٌ«(71) عَلى طاعَتِكَ وَطاعَةِ رَسُولِكَ وَآلِهِ عَلَيْهِمُ السَّلامُ.أَللَّهُمَّ هذِهِ بَيْعَةٌ لَهُ في عُنُقي إِلى يَوْمِ القِيامَةِ.(72)

الدعاء له عجّل اللَّه تعالى فرجه بعد صلاة الصبح

رواه المجلسي رحمه الله في »المقباس« في تعقيب صلاة الصبح، أن يقول مائة مرّةقبل أن يتكلّم:

يا رَبِّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَعَجِّلْ فَرَجَ آلِ مُحَمَّدٍ،وَأَعْتِقْ رَقَبَتي مِنَ النَّارِ.(73)

19 - 21

ما علّمه مولانا صاحب الزمان أرواحنا فداه رجلاً لدفع الشدائد

قال المحدّث النوري في »دار السلام«: حدّثني العالم العامل المولى فتحعلي السلطان آبادي كان المولى الفاضل المقدّس التقيّ المولى محمّد صادق العراقي

في غاية من الضيق والعسرة، وجهد البلاء، وتتابع اللاواء والضرّاء، ومضى عليه كذلك زمان فلم يجد من كربه فرجاً، ولا من ضيقه مخرجاً إلى أن رأى ليلة في المنام كأنّه في واد يترءا فيه خيمة عظيمة عليها قبّة، فسئل عن صاحبها؟

فقيل: فيه الكهف الحصين، وغياث المضطرّ المستكين الحجّة القائم المهديّ والإمام المنتظر المرضيّ عجّل اللَّه تعالى فرجه وسهّل مخرجه، فأسرع الذهاب إليها، ووجدكشف ضرّه فيها، فلمّا وافى إليه صلوات اللَّه عليه، شكى عنده سوء حاله، وضيق زمانه وعسر عياله، وسئل عنه دعاء يفرج به همّه ويدفع به غمّه.

فأحاله عليه السلام إلى سيّد من ولده، أشار إليه وإلى خيمته، فخرج من حضرته ودخل في تلك الخيمة، فرأى السيّد السند والحبر المعتمد العالم الأمجد المؤيّد جناب السيّد محمّد السلطان آبادي - والد سيّدنا الآتي ذكره - قاعداً على سجّادته،مشغولاً بدعائه وقرائته.

فذكر له بعد السلام ما أحال عليه حجّة الملك العلّام، فعلّمه دعاء يستكفي به ضيقه، ويستجلب به رزقه، فأنتبه من نومه، والدعاء محفوظ في خاطره، فقصدبيت جناب السيّد الأيّد المذكور، وكان قبل تلك الرؤيا نافراً عنه لوجه لايذكر.

فلمّا أتى إليه ودخل عليه، رآه كما في النوم على مصلّاه، ذاكراً ربّه، مستغفراًذنبه، فلمّا سلّم عليه أجابه وتبسّم في وجهه كأنّه عرف القضيّة، ووقف على الأسرار المخفيّة، فسئل عنه ما سئل عنه في الرؤيا، فعلمه من حينه عين ذاك الدعاء، فدعا به في قليل من الزمان، فصبت

عليه الدنيا من كلّ ناحية ومكان، وكان شيخنا دام ظلّه يثنى على السيّد السند ثناءاً بليغاً، وقد أدركه في أواخر عمره، وتلمّذعليه شطراً من الزمان، وأمّا ما علّمه السيّدقدس سره في اليقظة والمنام فثلاثة أوراد:

الأوّل: أن يذكر عقيب الفجر سبعين مرّة »يا فَتَّاحُ«، واضعاً يده على صدره،قلت: قال الكفعمي رحمه الله في مصباحه: من ذكره كذلك أذهب اللَّه تعالى عن قلبه الحجاب.

الثاني: ما رواه الكليني عن عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن إسماعيل بن عبدالخالق، قال: أبطأ رجل من أصحاب النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم عنه، ثمّ أتاه فقال له رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم:

ما أبطأ بك عنّا؟ فقال: السقم والفقر.

فقال: أفلا اُعلّمك دعاء يذهب اللَّه عنك بالفقر والسقم؟

قال: بلي يا رسول اللَّه. فقال: قل:

لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلّا بِاللَّهِ ]الْعَلِيِّ الْعَظيمِ[، تَوَكَّلْتُ عَلَى الْحَيّ الَّذي لايَمُوتُ، وَالْحَمْدُ للَّهِِ الَّذي لَمْ يَتَّخِذْ ]صاحِبَةً وَلا[ وَلَداً،وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَريكٌ فِي الْمُلْكِ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ،وَكَبِّرْهُ تَكْبيراً.

قال: فما لبث أن عاد إلى النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم فقال: يا رسول اللَّه، قد أذهب اللَّه عنّي السقم والفقر.

الثالث: ما رواه ابن فهد في عدّة الداعي عن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم:

من قال دبر صلاة الغداة هذا الكلام كلّ يوم، لم يلتمس من اللَّه تعالى حاجة إلّاتيّسرت له، وكفاه اللَّه ما أهمّه:

بِسْمِ اللَّهِ وَصَلَّى اللَّهُ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَاُفَوِّضُ أَمْري إِلَى اللَّهِ،إِنَّ اللَّهَ بَصيرٌ بِالْعِبادِ، فَوَقيهُ اللَّهُ سَيِّئاتِ ما مَكَرُوا، لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ،سُبْحانَكَ إِنّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمينَ، فَاسْتَجَبْنا لَهُ وَنَجَّيْناهُ مِنَ الْغَمّ وَكَذلِكَ نُنْجِى الْمُؤْمِنينَ، وَحَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكيلُ، فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ

مِنَ اللَّهِ، وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ، ما شاءَ اللَّهُ لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَإِلّا بِاللَّهِ، ما شاءَ اللَّهُ لا

ما شاءَ النَّاسُ، ما شاءَ اللَّهُ وَإِنْ كَرِهَ النَّاسُ.

حَسبِيَ الرَّبُّ مِنَ الْمَرْبُوبينَ، حَسْبِيَ الْخالِقُ مِنَ الْمَخْلُوقينَ،حَسْبِيَ الرَّازِقُ مِنَ الْمَرْزُوقينَ، حَسْبِيَ اللَّهُ رَبُّ الْعالَمينَ،حَسْبي مَنْ هُوَ حَسْبي، حَسْبي مَنْ لَمْ يَزَلْ حَسْبي، حَسْبي مَنْ كانَ مُذْ كُنْتُ ]لَمْ يَزَلْ[ حَسْبي، حَسْبِيَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلّا هُوَ، عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَهُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْعَظيمِ.

وهذه الأوراد ممّا ينبغي المواظبة عليها، فقد صدّقتها الدراية والرواية والخبر.(74)

َّے

الدعاء للفرج بعد صلاة الفجر وصلاة الظهر في كلّ يوم

قال الإمام الصادق عليه السلام:

من قال بعد صلاة الظهر وصلاة الفجر في الجمعة وغيرها: »أَللَّهُمَّ صَلّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَعَجِّلْ فَرَجَهُمْ«، لم يمت حتّى يدرك القائم المهديّ عليه السلام.(75)

الدعاء لتعجيل فرجه أرواحنا فداه في تعقيب صلاة الظهر

قال في فلاح السائل: ومن المهمّات عقيب صلاة الظهر، الإقتداء بالصادق عليه السلام في الدعاء للمهديّ عليه السلام الّذي بشّر به محمّد رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم اُمّته في صحيح الروايات، ووعدهم أنّه يظهر في آخر الأوقات كما رواه محمّد بن رهبان الدبيلي قال:

حدّثنا أبوعلي محمّد بن الحسن بن محمّد بن جمهور القمي قال: حدّثنا أبي عن أبيه محمّد بن جمهور، عن أحمد بن الحسين السكّري، عن عباد بن محمّدالمدايني قال: دخلت على أبي عبداللَّه عليه السلام بالمدينة حين فرغ من مكتوبة الظهروقد رفع يديه إلى السماء ويقول:

يا سامِعَ كُلِّ صَوْتٍ، يا جامِعَ )كُلِّ فَوْتٍ(، يا بارِئَ كُلِّ نَفْسٍ بَعْدَ الْمَوْتِ، يا باعِثُ، يا وارِثُ، يا سَيِّدَ السَّادَةِ، يا إِلهَ الْآلِهَةِ،يا جَبَّارَ الْجَبابِرَةِ، يا مَلِكَ الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ، يا رَبَّ الْأَرْبابِ.

يا مَلِكَ الْمُلُوكِ، يا بَطَّاشُ، يا ذَا الْبَطْشِ الشَّديدِ، يا فَعَّالاًلِما يُريدُ، يا مُحْصِيَ عَدَدِ الْأَنْفاسِ وَنَقْلِ الْأَقْدامِ، يا مَنِ السِّرُّعِنْدَهُ عَلانِيَةٌ، يا مُبْدِئُ، يا مُعيدُ.

أَسْأَلُكَ بِحَقِّكَ عَلى خِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ، وَبِحَقِّهِمُ الَّذي

أَوْجَبْتَ لَهُمْ عَلى نَفْسِكَ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمُ السَّلامُ، وَأَنْ تَمُنَّ عَلَيَّ السَّاعَةَ السَّاعَةَ بِفِكاكِ رَقَبَتي مِنَ النَّارِ، وَأَنْجِزْ لِوَلِيِّكَ وَابْنِ نَبِيِّكَ الدَّاعي إِلَيْكَ بِإِذْنِكَ،وَأَمينِكَ في خَلْقِكَ، وَعَيْنِكَ في عِبادِكَ، وَحُجَّتِكَ عَلى خَلْقِكَ،عَلَيْهِ صَلَواتُكَ وَبَرَكاتُكَ وَعْدَهُ.

أَللَّهُمَّ أَيِّدْهُ بِنَصْرِكَ، وَانْصُرْ عَبْدَكَ، وَقَوِّ أَصْحابَهُ وَصَبِّرْهُمْ،وَاجْعَلْ لَهُمْ مِنْ لَدُنْكَ سُلْطاناً نَصيراً، وَعَجِّلْ فَرَجَهُ، وَأَمْكِنْهُ مِنْ أَعْدائِكَ وَأَعْداءِ رَسُولِكَ، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ.

قلت: أليس قد دعوت لنفسك جعلت فداك؟ قال:

دعوت لنور آل محمّدعليهم السلام وسائقهم والمنتقم بأمر اللَّه من أعدائهم.

قلت: متى يكون خروجه جعلني اللَّه فداك؟

قال: إذا شاء

من له الخلق والأمر.

قلت: فله علامة قبل ذلك؟

قال: نعم علامات شتّى.

قلت: مثل ماذا؟

قال عليه السلام: خروج راية من المشرق، وراية من المغرب، وفتنة تظلّ أهل الزوراءوخروج رجل من ولد عمّى زيد باليمن، وانتهاب ستارة البيت(76)، ويفعل اللَّه مايشاء.(77)

الدعاء لظهوره عجّل اللَّه تعالى فرجه بعد صلاة العصر

قال في »فلاح السائل«: ومن المهمّات بعد صلاة العصر الإقتداء بمولانا موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام في الدعاء لمولانا المهديّ صلوات اللَّه وسلامه وبركاته على محمّد جدّه، وبلّغ ذلك إليه، كما رواه يحيى بن الفضل النوفلي قال:

دخلت على أبي الحسن موسى بن جعفرعليهما السلام ببغداد حين فرغ من صلاة العصرفرفع يديه إلى السماء وسمعته يقول:

أَنْتَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ، اَلْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْباطِنُ،وَأَنْتَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ، إِلَيْكَ زِيادَةُ الْأَشْياءِ وَنُقْصانُها، وَأَنْتَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ، خَلَقْتَ الْخَلْقَ بِغَيْرِ مَعُونَةٍ مِنْ غَيْرِكَ، وَلاحاجَةٍ إِلَيْهِمْ، أَنْتَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ، مِنْكَ الْمَشِيَّةُ وَإِلَيْكَ الْبَدْءُ.

أَنْتَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ، قَبْلَ الْقَبْلِ وَخالِقُ الْقَبْلِ، أَنْتَ اللَّهُ لاإِلهَ إِلّا أَنْتَ، بَعْدَ الْبَعْدِ وَخالِقُ الْبَعْدِ، أَنْتَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ،تَمْحُو ما تَشاءُ وَتُثْبِتُ وَعِنْدَكَ اُمُّ الْكِتابِ، أَنْتَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلّاأَنْتَ، غايَةُ كُلِّ شَيْ ءٍ وَوارِثُهُ، أَنْتَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ، لايَعْزُبُ

عَنْكَ الدَّقيقُ وَلَا الْجَليلُ، أَنْتَ اللَّهُ لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ، لايَخْفىعَلَيْكَ اللُّغاتُ، وَلاتَتَشابَهُ عَلَيْكَ الْأَصْواتُ.

كُلَّ يَوْمٍ أَنْتَ في شَأْنٍ، لايَشْغَلُكَ شَأْنٌ عَنْ شَأْنٍ، عالِمُ الْغَيْبِ وَأَخْفى، دَيَّانُ الدّينِ، مُدَبِّرُ الْاُمُورِ، باعِثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ،مُحْيِ الْعِظامِ وَهِيَ رَميمٌ، أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْمَكْنُونِ الْمَخْزُونِ،اَلْحَيِّ الْقَيُّومِ، اَلَّذي لايَخيبُ مَنْ سَأَلَكَ بِهِ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلىمُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَأَنْ تُعَجِّلَ فَرَجَ الْمُنْتَقِمِ لَكَ مِنْ أَعْدائِكَ، وَأَنْجِزْلَهُ ما وَعَدْتَهُ، يا ذَا الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ.

قال: قلت: مَن المدعوّ له؟ قال:

ذلك المهديّ من آل محمّدعليهم السلام.

قال: بأبي المنبدح )المنفدح( البطن،

المقرون الحاجبين، أحمش الساقين،بعيد ما بين المنكبين، أسمر اللّون، يعتاده مع سمرته صفرة من سهر اللّيل،بأبي من ليله يرعى النجوم ساجداً وراكعاً، بأبي من لايأخذه في اللَّه لومة لائم مصباح الدجى، بأبي القائم بأمر اللَّه.

قلت: متى خروجه؟ قال:

إذا رأيت العساكر بالأنبار على شاطئ الفرات والصراة ودجلة، وهدم قنطرةالكوفة، وإحراق بعض بيوتات الكوفة، فإذا رأيت ذلك فإنّ اللَّه يفعل ما يشاء لاغالب لأمر اللَّه ولا معقّب لحكمه.(78)

الدعاء لظهوره أرواحنا فداه في عقيب الركعتين الاُوليين من صلاة الليل

قال الشيخ الطوسي أعلى اللَّه مقامه: يستحبّ أن يدعو عقيب هاتين الرّكعتين بهذاالدعاء:

أَللَّهُمَّ إِنّي أَسْأَلُكَ وَلَمْ يُسْأَلْ مِثْلُكَ، أَنْتَ مَوْضِعُ مَسْأَلَةِالسَّائِلينَ وَمُنْتَهى رَغْبَةِ الرَّاغِبينَ، أَدْعُوكَ وَلَمْ يُدْعَ مِثْلُكَ،وَأَرْغَبُ إِلَيْكَ وَلَمْ يُرْغَبْ إِلى مِثْلِكَ، أَنْتَ مُجيبُ دَعْوَةِالْمُضْطَرّينَ وَأَرْحَمُ الرَّاحِمينَ.

أَسْأَلُكَ بِأَفْضَلِ الْمَسائِلِ وَأَنْجَحِها وَأَعْظَمِها، يا اَللَّهُ يارَحْمانُ يا رَحيمُ وَبِأَسْمائِكَ الْحُسْنى، وَأَمْثالِكَ الْعُلْيا، وَنِعَمِكَ الَّتي لاتُحْصى. وَبِأَكْرَمِ أَسْمائِكَ عَلَيْكَ، وَأَحَبِّها إِلَيْكَ، وَأَقْرَبِهامِنْكَ وَسيلَةً، وَأَشْرَفِها عِنْدَكَ مَنْزِلَةً، وأَجْزَلِها لَدَيْكَ ثَواباً،وَأَسْرَعِها فِي الْاُمُورِ إِجابَةً.

وَبِاسْمِكَ الْمَكْنُونِ الْأَكْبَرِ الْأَعَزِّ الْأَجَلِّ الْأَعْظَمِ الْأَكْرَمِ، اَلَّذي تُحِبُّهُ وَتَهْواهُ، وَتَرْضى بِهِ عَمَّنْ دَعاكَ، فَاسْتَجَبْتَ لَهُ دُعاءَهُ،

وَحَقٌّ عَلَيْكَ أَنْ لاتَحْرِمَ سائِلَكَ وَلاتَرُدَّهُ.

وَبِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ فِي التَّوْراةِ وَالْإِنْجيلِ وَالزَّبُورِ وَالْقُرْآنِ الْعَظيمِ، وَبِكُلِّ اسْمٍ دَعاكَ بِهِ حَمَلَةُ عَرْشِكَ وَمَلائِكَتُكَ،وَأَنْبِياؤُكَ وَرُسُلُكَ، وَأَهْلُ طاعَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلىمُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تُعَجِّلَ فَرَجَ وَلِيِّكَ وَابْنِ وَلِيِّكَ، وَتُعَجِّلَ خِزْيَ أَعْدائِهِ، وتدعو بما تحبّ.(79)

قال في »مكيال المكارم«: وجدت في كتاب »جمال الصالحين« زيادة في هذاالدعاء، وهي هذه:

وَتَجْعَلَنا مِنْ أَصْحابِهِ وَأَنْصارِهِ، وَتَرْزُقَنا بِهِ رَجاءَنا،وَتَسْتَجيبَ بِهِ دُعاءَنا.(80)

قال الكفعمي رحمه الله: ويستحبّ أن يدعو بهذا الدعاء بعد كلّ ركعتين من صلاةاللّيل.(81)

الباب الرابع في أدعية الاُسبوع

الدعاء لظهوره عجّل اللَّه تعالى فرجه في يوم الخميس

قال السيّدرحمه الله في »جمال الاُسبوع«: من وظائف يوم الخميس أنّه يستحبّ أن يصلّي فيه الإنسان على النّبيّ صلوات اللَّه عليه وعلى آله ألف مرّة، ويستحبّ أن يقول:

أَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَعَجِّلْ فَرَجَهُمْ.(82)

ا

الدعاء لظهوره أرواحنا فداه في عصر يوم الخميس إلى آخر نهار يوم الجمعة

قال الشيخ الطوسي رحمه الله في »مصباح المتهجّد«: يستحبّ الإستكثار فيه من بعد

صلاة العصر يوم الخميس إلى آخر نهار يوم الجمعة، من الصّلاة على النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم،فيقول:

أَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَعَجِّلْ فَرَجَهُمْ، وَأَهْلِكْ عَدُوَّهُمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ، مِنَ الْأَوَّلينَ وَالْآخِرينَ.

وإن قال ذلك مائة مرّة كان له فضل كثير.(83)

قال الكفعمي رحمه الله: يستحبّ أن يقرء في يوم الخميس القدر ألفاً ويصلّي على النّبي وآله كذلك فيقول ما ذكرناه.(84)

ا

الدعاء لظهوره أرواحنا فداه في ليلة الجمعة

قال الشيخ أبوجعفر الطوسي رحمة اللَّه عليه في كتاب »مختصر المصباح« عند ذكروظائف ليلة الجمعة: وتقول في الصلوة على النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم:

أَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَعَجِّلْ فَرَجَهُمْ، وَأَهْلِكْ عَدُوَّهُمْ، مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ، مِنَ الْأَوَّلينَ وَالْآخِرينَ، إمّا مائة مرّة،أو ما تمكّن منه.(85)

ا

دعاء العلويّ المصريّ للإمام المهديّ أرواحنا فداه يقرء في الشدائد

دعاء علّمه سيّدنا المؤمّل صلوات اللَّه عليه رجلاً من شيعته وأهله في المنام، وكان مظلوماً ففرّج اللَّه عنه، وقتل عدوّه....(86)

رَبِّ مَنْ ذَا الَّذي دَعاكَ فَلَمْ تُجِبْهُ، وَمَنْ ذَا الَّذي سَأَلَكَ فَلَمْ تُعْطِهِ، وَمَنْ ذَا الَّذي ناجاكَ فَخَيَّبْتَهُ، أَوْ تَقَرَّبَ إِلَيْكَ فَأَبْعَدْتَهُ.

وَرَبِّ هذا فِرْعَوْنُ ذُوا الْأَوْتادِ، مَعَ عِنادِهِ وَكُفْرِهِ وَعُتُوِّهِ وَإِذْعانِهِ الرُّبُوبِيَّةَ لِنَفْسِهِ، وَعِلْمِكَ بِأَنَّهُ لايَتُوبُ، وَلايَرْجِعُ وَلايَئُوبُ،وَلايُؤْمِنُ وَلايَخْشَعُ، اِسْتَجَبْتَ لَهُ دُعاءَهُ، وَأَعْطَيْتَهُ سُؤْلَهُ، كَرَماًمِنْكَ وَجُوداً، وَقِلَّةَ مِقْدارٍ لِما سَأَلَكَ عِنْدَكَ، مَعَ عِظَمِهِ عِنْدَهُ،أَخْذاً بِحُجَّتِكَ عَلَيْهِ، وَتَأْكيداً لَها حينَ فَجَرَ وَكَفَرَ، وَاسْتَطالَ عَلى قَوْمِهِ وَتَجَبَّرَ، وَبِكُفْرِهِ عَلَيْهِمُ افْتَخَرَ، وَبِظُلْمِهِ لِنَفْسِهِ تَكَبَّرَ،وَبِحِلْمِكَ عَنْهُ اسْتَكْبَرَ، فَكَتَبَ وَحَكَمَ عَلى نَفْسِهِ جُرْأَةً مِنْهُ، أَنّ جَزاءَ مِثْلِهِ أَنْ يُغْرَقَ فِي الْبَحْرِ، فَجَزَيْتَهُ بِما حَكَمَ بِهِ عَلى نَفْسِهِ.

إِلهي وَأَنَا عَبْدُكَ، اِبْنُ عَبْدِكَ وَابْنُ أَمَتِكَ، مُعْتَرِفٌ لَكَ بِالْعُبُودِيَّةِ، مُقِرٌّ بِأَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ خالِقي، لا إِلهَ لي غَيْرُكَ، وَلارَبَّ لي سِواكَ، مُوقِنٌ بِأَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ رَبّي، وَإِلَيْكَ مَرَدّي وَإِيابي، عالِمٌ بِأَنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْ ءٍ قَديرٌ، تَفْعَلُ ما تَشاءُ وَتَحْكُمُ ما تُريدُ، لا مُعَقِّبَ لِحُكْمِكَ، وَلا رادَّ لِقَضاءِكَ، وَأَنَّكَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْباطِنُ، لَمْ تَكُنْ مِنْ شَيْ ءٍ، وَلَمْ تَبِنْ عَنْ شَيْ ءٍ، كُنْتَ قَبْلَ كُلِّ شَيْ ءٍ، وَأَنْتَ الكائِنُ بَعْدَ كُلِّ شَيْ ءٍ، وَالْمُكَوِّنُ لِكُلِّ شَيْ ءٍ، خَلَقْتَ كُلَّ شَيْ ءٍ بِتَقْديرٍ، وَأَنْتَ السَّميعُ الْبَصيرُ.

وَأَشْهَدُ أَنَّكَ كَذلِكَ كُنْتَ وَتَكُونُ، وَأَنْتَ حَيٌّ قَيُّومٌ، لاتَأْخُذُكَ سِنَةٌ وَلا نَوْمٌ، وَلا تُوصَفُ بِالْأَوْهامِ، وَلا تُدْرَكُ بِالْحَواسِّ، وَلاتُقاسُ بِالْمِقْياسِ، وَلاتُشَبَّهُ بِالنَّاسِ، وَأَنَّ الْخَلْقَ كُلَّهُمْ عَبيدُكَ وَإِماؤُكَ، أَنْتَ الرَّبُّ وَنَحْنُ الْمَرْبُوبُونَ، وَأَنْتَ الْخالِقُ وَنَحْنُ الْمَخْلُوقُونَ، وَأَنْتَ

الرَّازِقُ وَنَحْنُ الْمَرْزُوقُونَ.

فَلَكَ الْحَمْدُ يا إِلهي، إِذْ خَلَقْتَني بَشَراً سَوِيّاً، وَجَعَلْتَني غَنِيّاًمَكْفِيّاً، بَعْدَ ما كُنْتُ طِفْلاً صَبِيّاً، تَقُوتُني مِنَ الثَّدْيِ لَبَناً مَريئاً،وَغَذَّيْتَني غَذاءً طَيِّباً هَنيئاً، وَجَعَلْتَني ذَكَراً مِثالاً سَوِيّاً.

فَلَكَ الْحَمْدُ حَمْداً إِنْ عُدَّ لَمْ يُحْصَ، وَإِنْ وُضِعَ لَمْ يَتَّسِعْ لَهُ شَيْ ءٌ، حَمْداً يَفُوقُ عَلى جَميعِ حَمْدِ الْحامِدينَ، وَيَعْلُو عَلى حَمْدِكُلِّ شَيْ ءٍ، وَيَفْخُمُ وَيَعْظُمُ عَلى ذلِكَ كُلِّهِ، وَكُلَّما حَمِدَ اللَّهَ شَيْ ءٌ.

وَالْحَمْدُ للَّهِِ كَما يُحِبُّ اللَّهُ أَنْ يُحْمَدَ، وَالْحَمْدُ للَّهِِ عَدَدَ ما خَلَقَ،وَزِنَةَ ما خَلَقَ، وَزِنَةَ أَجَلِّ ما خَلَقَ، وَبِوَزْنِ أَخَفِّ ما خَلَقَ،وَبِعَدَدِ أَصْغَرِ ما خَلَقَ.

وَالْحَمْدُ للَّهِِ حَتَّى يَرْضى رَبُّنا وَبَعْدَ الرِّضا، وَأَسْئَلُهُ أَنْ يُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ يَغْفِرَ لي ذَنْبي، وَأَنْ يَحْمَدَ لي أَمْري، وَيَتُوبَ عَلَيَّ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحيمُ.

إِلهي وَإِنّي أَنَا أَدْعُوكَ وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذي دَعاكَ بِهِ صَفْوَتُكَ أَبُونا آدَمُ عَلَيْهِ السَّلامُ، وَهُوَ مُسي ءٌ ظالِمٌ حينَ أَصابَ الْخَطيئَةَ، فَغَفَرْتَ لَهُ خَطيئَتَهُ، وَتُبْتَ عَلَيْهِ، وَاسْتَجَبْتَ لَهُ دَعْوَتَهُ، وَكُنْتَ مِنْهُ قَريباً يا قَريبُ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تَغْفِرَ لي خَطيئَتي وَتَرْضى عَنّي، فَإِنْ لَمْ تَرْضَ عَنّي فَاعْفُ عَنّي، فَإِنّي مُسي ءٌ ظالِمٌ خاطِئٌ عاصٍ، وَقَدْ يَعْفُوالسَّيِّدُ عَنْ عَبْدِهِ، وَلَيْسَ بِراضٍ عَنْهُ، وَأَنْ تُرْضِيَ عَنّي خَلْقَكَ،وَتُميطَ عَنّي حَقَّكَ.

إِلهي وَأَسْئَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذي دَعاكَ بِهِ إِدْريسُ عَلَيْهِ السَّلامُ،فَجَعَلْتَهُ صِدّيقاً نَبِيّاً، وَرَفَعْتَهُ مَكاناً عَلِيّاً، وَاسْتَجَبْتَ دُعاءَهُ،وَكُنْتَ مِنهُ قَريباً يا قَريبُ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ،وَأَنْ تَجْعَلَ مَآبي إِلى جَنَّتِكَ، وَمَحَلّي في رَحْمَتِكَ، وَتُسْكِنَني فيها بِعَفْوِكَ، وَتُزَوِّجَني مِنْ حُورِها، بِقُدْرَتِكَ يا قَديرُ.

إِلهي وَأَسْئَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذي دَعاكَ بِهِ نُوحٌ، إِذْ نادى رَبَّهُ»أَنّي مَغْلُوبٌ فَانْتَصِرْ × فَفَتَحْنا أَبْوابَ السَّماءِ بِماءٍ مُنْهَمِرٍ×وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُوناً فَالْتَقَى الْماءُ عَلى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ«(87)،وَنَجَّيْتَهُ عَلى ذاتِ أَلْواحٍ وَدُسُرٍ، فَاسْتَجَبْتَ دُعاءَهُ وَكُنْتَ مِنْهُ قَريباً يا قَريبُ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تُنْجِيَني مِنْ ظُلْمِ

مَنْ يُريدُ ظُلْمي، وَتَكُفَّ عَنّي بَأْسَ مَنْ يُريدُهَضْمي، وَتَكْفِيَني شَرَّ كُلِّ سُلْطانٍ جائِرٍ، وَعَدُوٍّ قاهِرٍ، وَمُستَخِفّ قادِرٍ، وَجَبَّارٍ عَنيدٍ، وَكُلِّ شَيْطانٍ مَريدٍ، وَإِنْسِيٍّ شَديدٍ، وَكَيْدِكُلِّ مَكيدٍ، يا حَليمُ يا وَدُودُ.

إِلهي وَأَسْئَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذي دَعاكَ بِهِ عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ صالِحٌ

عَلَيْهِ السَّلامُ فَنَجَّيْتَهُ مِنَ الْخَسْفِ، وَأَعْلَيْتَهُ عَلى عَدُوِّهِ،وَاسْتَجَبْتَ دُعاءَهُ، وَكُنْتَ مِنْهُ قَريباً يا قَريبُ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تُخَلِّصَني مِنْ شَرِّ ما يُريدُني أَعْدائي بِهِ، وَسَعى بي حُسَّادي، وَتَكْفِيَنيهِمْ بِكِفايَتِكَ، وَتَتَوَلّاني بِوِلايَتِكَ، وَتَهْدِيَ قَلْبي بِهُداكَ، وَتُؤَيِّدَني بِتَقْواكَ،وَتُبَصِّرَني)وَتَنْصُرَني( بِما فيهِ رِضاكَ، وَتُغْنِيَني بِغِناكَ يا حَليمُ.

إِلهي وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذي دَعاكَ بِهِ عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ وَخَليلُكَ إِبْراهيمُ عَلَيْهِ السَّلامُ، حينَ أَرادَ نُمْرُودُ إِلْقائَهُ فِي النَّارِ، فَجَعَلْتَ لَهُ النَّارَ بَرْداً وَسَلاماً، وَاسْتَجَبْتَ لَهُ دُعاءَهُ، وَكُنْتَ مِنْهُ قَريباً ياقَريبُ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تُبَرِّدَ عَنّي حَرَّنارِكَ، وَتُطْفِئَ عَنّي لَهيبَها، وَتَكْفِيَني حَرَّها، وَتَجْعَلَ نائِرَةَأَعْدائي في شِعارِهِمْ وَدِثارِهِمْ، وَتَرُدَّ كَيْدَهُمْ في نُحوُرِهِمْ،وَتُبارِكَ لي فيما أَعْطَيْتَنيهِ، كَما بارَكْتَ عَلَيْهِ وَعَلى آلِهِ، إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ الْحَميدُ الْمَجيدُ.

إِلهي وَأَسئَلُكَ بِالْاِسْمِ الَّذي دَعاكَ بِهِ إِسْماعيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ،فَجَعَلْتَهُ نَبِيّاً وَرَسُولاً، وَجَعَلْتَ لَهُ حَرَمَكَ مَنْسَكاً وَمَسْكَناً

وَمَأْوىً، وَاسْتَجَبْتَ لَهُ دُعاءَهُ، وَنَجَّيْتَهُ مِنَ الذَّبْحِ(88)، وَقَرَّبْتَهُ رَحْمَةًمِنْكَ، وَكُنْتَ مِنْهُ قَريباً يا قَريبُ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تَفْسَحَ لي في قَبْري، وَتَحُطَّ عَنّي وِزْري، وَتَشُدَّلي أَزْري، وَتَغْفِرَ لي ذَنْبي، وَتَرْزُقَنِي التَّوْبَةَ بِحَطِّ السَّيِّئاتِ،وَتَضاعُفِ الْحَسَناتِ، وَكَشْفِ الْبَلِيَّاتِ، وَرِبْحِ التِّجاراتِ، وَدَفْعِ مَعَرَّةِ السِّعاياتِ، إِنَّكَ مُجيبُ الدَّعَواتِ، وَمُنْزِلُ الْبَرَكاتِ،وَقاضِى الْحاجاتِ، وَمُعْطِى الْخَيْراتِ، وَجَبَّارُ السَّماواتِ.

إِلهي وَأَسْئَلُكَ بِما سَأَلَكَ بِهِ ابْنُ خَليلِكَ إِسْماعيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ، اَلَّذي نَجَّيْتَهُ مِنَ الذَّبْحِ، وَفَدَيْتَهُ بِذِبْحٍ عَظيمٍ، وَقَلَّبْتَ لَهُ الْمِشْقَصَ حينَ)حَتَّى( ناجاكَ مُوقِناً بِذَبْحِهِ، راضِياً بِأَمْرِ والِدِهِ،فَاسْتَجَبْتَ لَهُ دُعاءَهُ، وَكُنْتَ مِنْهُ قَريباً يا قَريبُ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلىمُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تُنْجِيَني مِنْ كُلِّ سُوءٍ وَبَلِيَّةٍ، وَتَصْرِفَ عَنّي كُلَّ

ظُلْمَةٍ وَخيمَةٍ، وَتَكْفِيَني ما أَهَمَّني مِنْ اُمُورِ دُنْيايَ وَآخِرَتي، وَما اُحاذِرُهُ وَأَخْشاهُ، وَمِنْ شَرِّ خَلْقِكَ أَجْمَعينَ، بِحَقّ آلِ يس.

إِلهي وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذي دَعاكَ بِهِ لُوطٌ عَلَيْهِ السَّلامُ،فَنَجَّيْتَهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْخَسْفِ وَالْهَدْمِ وَالْمَثُلاتِ وَالشِّدَّةِ وَالْجُهْدِ،وَأَخْرَجْتَهُ وَأَهْلَهُ مِنَ الْكَرْبِ الْعَظيمِ، وَاسْتَجَبْتَ لَهُ دُعاءَهُ،وَكُنْتَ مِنْهُ قَريباً يا قَريبُ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ،وَأَنْ تَأْذَنَ لي بِجَميعِ ما شُتِّتَ مِنْ شَمْلي، وَتُقِرَّ عَيْني بِوَلَدي وَأَهْلي وَمالي، وَتُصْلِحَ لي اُمُوري، وَتُبارِكَ لي في جَميعِ أَحْوالي، وَتُبَلِّغَني في نَفْسي آمالي، وَأَنْ تُجيرَني مِنَ النَّارِ،وَتَكْفِيَني شَرَّ الْأَشْرارِ بِالْمُصْطَفَيْنَ الْأَخْيارِ، اَلْأَئِمَّةِ الْأَبْرارِ،وَنُورِ الْأَنْوارِ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّيِّبينَ الطَّاهِرينَ الْأَخْيارِ، اَلْأَئِمَّةِالْمَهْدِيّينَ، وَالصَّفْوَةِ الْمُنْتَجَبينَ صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ أَجْمَعينَ،وَتَرْزُقَني مُجالَسَتَهُمْ، وَتَمُنَّ عَلَيَّ بِمُرافَقَتِهِمْ، وَتُوَفِّقَ لي صُحْبَتَهُمْ، مَعَ أَنْبِيائِكَ الْمُرْسَلينَ، وَمَلائِكَتِكَ الْمُقَرَّبينَ،وَعِبادِكَ الصَّالِحينَ، وَأَهْلِ طاعَتِكَ أَجْمَعينَ، وَحَمَلَةِ عَرْشِكَ وَالْكَرُّوبيّينَ.

إِلهي وَأَسْاَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذي سَأَلَكَ بِهِ يَعْقُوبُ، وَقَدْ كُفّ بَصَرُهُ، وَشُتِّتَ شَمْلُهُ )جَمْعُهُ(، وَفُقِدَ قُرَّةُ عَيْنِهِ ابْنُهُ، فَاسْتَجَبْتَ

لَهُ دُعاءَهُ، وَجَمَعْتَ شَمْلَهُ، وَأَقْرَرْتَ عَيْنَهُ، وَكَشَفْتَ ضُرَّهُ،وَكُنْتَ مِنْهُ قَريباً يا قَريبُ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ،وَأَنْ تَأْذَنَ لي بِجَميعِ ما تَبَدَّدَ مِنْ أَمْري، وَتُقِرَّ عَيْني بِوَلَدي وَأَهْلي وَمالي، وَتُصْلِحَ شَأْني كُلَّهُ، وَتُبارِكَ لي في جَميعِ أَحْوالي، وَتُبَلِّغَني في نَفْسي آمالي، وَتُصْلِحَ لي أَفْعالي، وَتَمُنّ عَلَيَّ يا كَريمُ، يا ذَا الْمَعالي بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ.

إِلهي وَأَسْئَلُكَ باِسْمِكَ الَّذي دَعاكَ بِهِ عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ يُوسُفُ عَلَيْهِ السَّلامُ فَاسْتَجَبْتَ لَهُ، وَنَجَّيْتَهُ مِنْ غَيابَتِ الْجُبِّ، وَكَشَفْتَ ضُرَّهُ، وَكَفَيْتَهُ كَيْدَ إِخْوَتِهِ، وَجَعَلْتَهُ بَعْدَ الْعُبُودِيَّةِ مَلِكاً،وَاسْتَجَبْتَ دُعاءَهُ، وَكُنْتَ مِنْهُ قَريباً يا قَريبُ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلىمُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تَدْفَعَ عَنّي كَيْدَ كُلِّ كائِدٍ، وَشَرَّ كُلّ حاسِدٍ، إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْ ءٍ قَديرٌ.

إِلهي وَأَسْئَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذي دَعاكَ بِهِ عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ مُوسَى بْنُ عِمْرانَ إِذْ قُلْتَ تَبارَكْتَ وَتَعالَيْتَ »وَنادَيْناهُ مِنْ جانِبِ الطُّورِالْأَيْمَنِ وَقَرَّبْناهُ نَجِيّاً«(89)، وَضَرَبْتَ لَهُ طَريقاً فِي الْبَحْرِ يَبَساً،

وَنَجَّيْتَهُ وَمَنْ مَعَهُ مِنْ بَني

إِسْرائيلَ، وَأَغْرَقْتَ فِرْعَوْنَ وَهامانَ وَجُنُودَهُما، وَاسْتَجَبْتَ لَهُ دُعاءَهُ، وَكُنْتَ مِنْهُ قَريباً يا قَريبُ،أَسْئَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تُعيذَني مِنْ شَرِّخَلْقِكَ، وَتُقَرِّبَني مِنْ عَفْوِكَ، وَتَنْشُرَ عَلَيَّ مِنْ فَضْلِكَ ما تُغْنيني بِهِ عَنْ جَميعِ خَلْقِكَ، وَيَكُونُ لي بَلاغاً أَنالُ بِهِ مَغْفِرَتَكَ وَرِضْوانَكَ، يا وَلِيّي وَوَلِيَّ الْمُؤْمِنينَ.

إِلهي وَأَسْأَلُكَ بِالْإِسْمِ الَّذي دَعاكَ بِهِ عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ داوُودُ،فَاسْتَجَبْتَ لَهُ دُعاءَهُ، وَسَخَّرْتَ لَهُ الْجِبالَ، يُسَبِّحْنَ مَعَهُ بِالْعَشِيّ وَالْإِبْكارِ، وَالطَّيْرَ مَحْشُورَةٌ كُلٌّ لَهُ أَوَّابٌ، وَشَدَدْتَ مُلْكَهُ،وَآتَيْتَهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطابِ، وَأَلَنْتَ لَهُ الْحَديدَ، وَعَلَّمْتَهُ صَنْعَةَ لَبُوسٍ لَهُمْ، وَغَفَرْتَ ذَنْبَهُ، وَكُنْتَ مِنْهُ قَريباً يا قَريبُ.

أَسْاَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تُسَخِّرَ لي جَميعَ اُمُوري، وَتُسَهِّلَ لي تَقْديري، وَتَرْزُقَني مَغْفِرَتَكَ وَعِبادَتَكَ، وَتَدْفَعَ عَنّي ظُلْمَ الظَّالِمينَ، وَكَيْدَ الْكائِدينَ، وَمَكْرَالْماكِرينَ، وَسَطَواتِ الْفَراعِنَةِ الْجَبَّارينَ، وَحَسَدَ الْحاسِدينَ، ياأَمانَ الْخائِفينَ، وَجارَ الْمُسْتَجيرينَ، وَثِقَةَ الْواثِقينَ، وَذَريعَةَ

الْمُؤْمِنينَ، وَرَجاءَ الْمُتَوَكِّلينَ، وَمُعْتَمَدَ الصَّالِحينَ، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ.

إِلهي وَأَسْاَلُكَ اللَّهُمَّ بِالْإِسْمِ الَّذي سَئَلَكَ بِهِ عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ سُلَيْمانُ بْنُ داوُودَ عَلَيْهِمَا السَّلامُ، إِذْ قالَ »رَبِّ اغْفِرْ لي وَهَبْ لي مُلْكاً لايَنْبَغي لِأَحَدٍ مِنْ بَعْدي إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ«(90)،فَاسْتَجَبْتَ لَهُ دُعاءَهُ، وَأَطَعْتَ لَهُ الْخَلْقَ، وَحَمَلْتَهُ عَلَى الرّيحِ،وَعَلَّمْتَهُ مَنْطِقَ الطَّيْرِ، وَسَخَّرْتَ لَهُ الشَّياطينَ مِنْ كُلِّ بَنَّاءٍوَغَوَّاصٍ، وآخَرينَ مُقَرَّنينَ فِي الْأَصْفادِ، هذا عَطاؤُكَ لا عَطاءُغَيْرِكَ، وَكُنْتَ مِنْهُ قَريباً يا قَريبُ.

أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تَهْدِيَ لي قَلْبي،وَتَجْمَعَ لي لُبّي، وَتَكْفِيَني هَمّي، وَتُؤْمِنَ خَوْفي، وَتَفُكّ أَسْري، وَتَشُدَّ أَزْري، وَتُمْهِلَني وَتُنَفِّسَني، وَتَسْتَجيبَ دُعائي،وَتَسْمَعَ نِدائي، وَلاتَجْعَلَ فِي النَّارِ مَأْوايَ، وَلَا الدُّنْيا أَكْبَرَهَمّي، وَأَنْ تُوَسِّعَ عَلَىَّ رِزْقي، وَتُحَسِّنَ خُلْقي، وَتُعْتِقَ رَقَبَتي مِنَ النَّارِ، فَإِنَّكَ سَيِّدي وَمَوْلايَ وَمُؤَمَّلي.

إِلهي وَأَسْأَلُكَ اللَّهُمَّ بِاسْمِكَ الَّذي دَعاكَ بِهِ أَيُّوبُ، لَمَّا حَلّ بِهِ الْبَلاءُ بَعْدَ الصِّحَّةِ، وَنَزَلَ السَّقَمُ مِنْهُ مَنْزِلَ الْعافِيَةِ، وَالضّيقُ بَعْدَ السَّعَةِ وَالْقُدْرَةِ، فَكَشَفْتَ ضُرَّهُ، وَرَدَدْتَ عَلَيْهِ أَهْلَهُ،وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ، حينَ ناداكَ، داعِياً لَكَ، راغِباً إِلَيْكَ، راجِياًلِفَضْلِكَ، شاكِياً

إِلَيْكَ رَبِّ »إِنّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمينَ«(91) فَاسْتَجَبْتَ لَهُ دُعاءَهُ، وَكَشَفْتَ ضُرَّهُ، وَكُنْتَ مِنْهُ قَريباً يا قَريبُ.

أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تَكْشِفَ ضُرّي،وَتُعافِيَني في نَفْسي وَأَهْلي وَمالي وَوَلَدي وَإِخْواني فيكَ،عافِيَةً باقِيَةً شافِيَةً كافِيَةً، وافِرَةً هادِيَةً نامِيَةً، مُسْتَغْنِيَةً عَنِ الْأَطِبَّاءِ وَالْأَدْوِيَةِ، وَتَجْعَلَها شِعاري وَدِثاري، وَتُمَتِّعَني بِسَمْعي وَبَصَري، وَتَجْعَلَهُمَا الْوارِثَيْنِ مِنّي، إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْ ءٍقَديرٌ.

إِلهي وَأَسْئَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذي دَعاكَ بِهِ يُونُسُ بْنُ مَتَّى في بَطْنِ الْحُوتِ حينَ ناداكَ في ظُلُماتٍ ثَلاثٍ »أَنْ لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ

سُبْحانَكَ إِنّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمينَ«(92) وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمينَ،فَاسْتَجَبْتَ لَهُ دُعاءَهُ، وَأَنْبَتَّ عَلَيْهِ شَجَرَةً مِنْ يَقْطينٍ، وَأَرْسَلْتَهُ إِلى مِأَةِ أَلْفٍ أَوْ يَزيدُونَ، وَكُنْتَ مِنْهُ قَريباً يا قَريبُ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تَسْتَجيبَ دُعائي، وَتُدارِكَني بِعَفْوِكَ، فَقَدْ غَرِقْتُ في بَحْرِ الظُّلْمِ لِنَفْسي، وَرَكِبَتْني مَظالِمُ كَثيرَةٌ لِخَلْقِكَ عَلَيَّ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاسْتُرْني مِنْهُمْ، وَأَعْتِقْني مِنَ النَّارِ، وَاجْعَلْني مِنْ عُتَقاءِكَ وَطُلَقائِكَ مِنَ النَّارِ، في مَقامي هذا، بِمَنِّكَ يا مَنَّانُ.

إِلهي وَأَسْئَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذي دَعاكَ بِهِ عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ عيسَى بْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِمَا السَّلامُ إِذْ أَيَّدْتَهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ، وَأَنْطَقْتَهُ فِي الْمَهْدِ، فَأَحْيى بِهِ الْمَوْتى، وَأَبْرَأَ بِهِ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِكَ،وَخَلَقَ مِنَ الطّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَصارَ طائِراً بِإِذْنِكَ، وَكُنْتَ مِنْهُ قَريباً يا قَريبُ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تُفَرِّغَني لِما خُلِقْتُ لَهُ، وَلاتَشْغَلَني بِما قَدْ تَكَلَّفْتَهُ لي،وَتَجْعَلَني مِنْ عُبَّادِكَ وَزُهَّادِكَ فِي الدُّنْيا، وَمِمَّنْ خَلَقْتَهُ لِلْعافِيَةِ،وَهَنَّأْتَهُ بِها مَعَ كَرامَتِكَ يا كَريمُ يا عَلِيُّ يا عَظيمُ.

إِلهي وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذي دَعاكَ بِهِ آصَفُ بْنُ بَرْخِيا عَلىعَرْشِ مَلِكَةِ سَبا، فَكانَ أَقَلَّ مِنْ لَحْظَةِ الطَّرْفِ، حَتَّى كانَ مُصَوَّراً بَيْنَ يَدَيْهِ، فَلَمَّا رَأَتْهُ »قيلَ أَهكَذا عَرْشُكِ قالَتْ كَأَنَّهُ هُوَ«(93) فَاسْتَجَبْتَ دُعاءَهُ، وَكُنْتَ مِنْهُ قَريباً يا قَريبُ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَتُكَفِّرَ عَنّي سَيِّئاتي، وَتَقْبَلَ مِنّي حَسَناتي، وَتَقْبَلَ تَوْبَتي، وَتَتُوبَ عَلَيَّ، وَتُغْنِيَ فَقْري، وَتَجْبُرَكَسْري،

وَتُحْيِيَ فُؤادي بِذِكْرِكَ، وَتُحْيِيَني في عافِيَةٍ، وَتُميتَني في عافِيَةٍ.

إِلهي وَأَسْأَلُكَ بِالْإِسْمِ الَّذي دَعاكَ بِهِ عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ زَكَرِيَّاعَلَيْهِ السَّلامُ حينَ سَئَلَكَ، داعِياً لَكَ، راغِباً إِلَيْكَ، راجِياًلِفَضْلِكَ، فَقامَ فِي الْمِحْرابِ يُنادي نِدآءً خَفِيّاً، فَقالَ رَبِّ »هَبْ لي مِنْ لَدُنْكَ وَلِيّاً × يَرِثُني وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبّ رَضِيّاً«(94) فَوَهَبْتَ لَهُ يَحْيى، وَاسْتَجَبْتَ لَهُ دُعاءَهُ، وَكُنْتَ مِنْهُ قَريباً يا قَريبُ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تُبْقِيَ لي أَوْلادي، وَأَنْ تُمَتِّعَني بِهِمْ، وَتَجْعَلَني وَإِيَّاهُمْ مُؤْمِنينَ لَكَ،

راغِبينَ في ثَوابِكَ، خائِفينَ مِنْ عِقابِكَ، راجينَ لِما عِنْدَكَ،آيِسينَ مِمَّا عِنْدَ غَيْرِكَ حَتَّى تُحْيِيَنا حَيوةً طَيِّبَةً، وَتُميتَنا ميتَةًطَيِّبَةً، إِنَّكَ فَعَّالٌ لِما تُريدُ.

إِلهي وَأَسْأَلُكَ باِلْإِسْمِ الَّذي سَئَلَتْكَ بِهِ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ، »إِذْقالَتْ رَبِّ ابْنِ لي عِنْدَكَ بَيْتاً فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّني مِنْ فِرْعَوْنَ وَعَمَلِهِ وَنَجِّني مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمينَ«(95)، فَاسْتَجَبْتَ لَها دُعائَها،وَكُنْتَ مِنْها قَريباً يا قَريبُ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ،وَأَنْ تُقِرَّ عَيْني بِالنَّظَرِ إِلى جَنَّتِكَ، وَوَجْهِكَ الْكَريمِ وَأَوْلِيائِكَ،وَتُفَرِّجَني بِمُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَتُؤْنِسَني بِهِ وَبِآلِهِ، وَبِمُصاحَبَتِهِمْ وَمُرافَقَتِهِمْ، وَتُمَكِّنَ لي فيها، وَتُنْجِيَني مِنَ النَّارِ، وَما اُعِدَّلِأَهْلِها مِنَ السَّلاسِلِ وَالْأَغلالِ، وَالشَّدائِدِ وَالْأَنْكالِ، وَأَنْواعِ الْعَذابِ، بِعَفْوِكَ يا كَريمُ.

إِلهي وَأَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذي دَعَتْكَ بِهِ عَبْدَتُكَ وَصِدّيقَتُكَ مَرْيَمُ الْبَتُولُ وَاُمُّ الْمَسيحِ الرَّسُولِ عَلَيْهِمَا السَّلامُ، إِذْ قُلْتَ»وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرانَ الَّتي أَحْصَنَتْ فَرْجَها فَنَفَخْنا فيهِ مِنْ

رُوحِنا وَصَدَّقَتْ بِكَلِماتِ رَبِّها وَكُتُبِهِ وَكانَتْ مِنَ الْقانِتينَ«(96)فَاسْتَجَبْتَ لَها دُعائَها، وَكُنْتَ مِنْها قَريباً يا قَريبُ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تُحْصِنَني بِحِصْنِكَ الْحَصينِ،وَتَحْجُبَني بِحِجابِكَ الْمَنيعِ، وَتُحْرِزَني بِحِرْزِكَ الْوَثيقِ،وَتَكْفِيَني بِكِفايَتِكَ الْكافِيَةِ، مِنْ شَرِّ كُلِّ طاغٍ، وَظُلْمِ كُلِّ باغٍ،وَمَكْرِ كُلِّ ماكِرٍ، وَغَدْرِ كُلِّ غادِرٍ، وَسِحْرِ كُلِّ ساحِرٍ، وَجَوْرِ كُلّ سُلْطانٍ جائِرٍ، بِمَنْعِكَ يا مَنيعُ.

إِلهي وَأَسْأَلُكَ بِالْإِسْمِ الَّذي دَعاكَ بِهِ عَبْدُكَ وَنَبِيُّكَ، وَصَفِيُّكَ وَخِيَرَتُكَ مِنْ خَلْقِكَ، وَأَمينُكَ عَلى وَحْيِكَ، وَبَعيثُكَ إِلى بَرِيَّتِكَ،وَرَسُولُكَ إِلى خَلْقِكَ مُحَمَّدٌ خاصَّتُكَ وَخالِصَتُكَ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ

وَسَلَّمَ، فَاسْتَجَبْتَ دُعاءَهُ، وَأَيَّدْتَهُ بِجُنُودٍ لَمْ يَرَوْها،وَجَعَلْتَ كَلِمَتَكَ الْعُلْيا، وَكَلِمَةَ الَّذينَ كَفَرُوا السُّفْلى، وَكُنْتَ مِنْهُ قَريباً يا قَريبُ.

أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، صَلوةً زاكِيَةً طَيِّبَةً، نامِيَةًباقِيَةً مُبارَكَةً، كَما صَلَّيْتَ عَلى أَبيهِمْ إِبْراهيمَ وَآلِ

إِبْراهيمَ، وَبارِكْ عَلَيْهِمْ كَما بارَكْتَ عَلَيْهِمْ، وَسَلِّمْ عَلَيْهِمْ كَماسَلَّمْتَ عَلَيْهِمْ، وَزِدْهُمْ فَوْقَ ذلِكَ كُلِّهِ زِيادَةً مِنْ عِنْدِكَ،وَاخْلُطْني بِهِمْ، وَاجْعَلْني مِنْهُمْ، وَاحْشُرْني مَعَهُمْ، وَفي زُمْرَتِهِمْ حَتَّى تَسْقِيَني مِنْ حَوْضِهِمْ، وَتُدْخِلَني في جُمْلَتِهِمْ،وَتَجْمَعَني وَإِيَّاهُمْ، وَتُقِرَّ عَيْني بِهِمْ، وَتُعْطِيَني سُؤْلي، وَتُبَلِّغَني آمالي في ديني وَدُنْيايَ وَآخِرَتي، وَمَحْيايَ وَمَماتي، وَتُبَلِّغَهُمْ سَلامي، وَتَرُدَّ عَلَيَّ مِنْهُمُ السَّلامَ وَعَلَيْهِمُ السَّلامُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ.

إِلهي وَأَنْتَ الَّذي تُنادي في أَنْصافِ كُلِّ لَيْلَةٍ هَلْ مِنْ سائِلٍ فَاُعْطِيَهُ، أَمْ هَلْ مِنْ داعٍ فَاُجيبَهُ، أَمْ هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَأَغْفِرَ لَهُ،أَمْ هَلْ مِنْ راجٍ فَاُبَلِّغَهُ رَجاهُ، أَمْ هَلْ مِنْ مُؤَمِّلٍ فَاُبَلِّغَهُ أَمَلَهُ، هاأَنَا سائِلُكَ بِفِنائِكَ، وَمِسْكينُكَ بِبابِكَ، وَضَعيفُكَ بِبابِكَ،وَفَقيرُكَ بِبابِكَ، وَمُؤَمِّلُكَ بِفِنائِكَ، أَسْأَلُكَ نائِلَكَ، وَأَرْجُورَحْمَتَكَ، وَاُؤَمِّلُ عَفْوَكَ، وَأَلْتَمِسُ غُفْرانَكَ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍوَآلِ مُحَمَّدٍ.

وَأَعْطِني سُؤْلي، وَبَلِّغْني أَمَلي، وَاجْبُرْ فَقْري، وَارْحَمْ

عِصْياني، وَاعْفُ عَنْ ذُنُوبي، وَفُكَّ رَقَبَتي مِنَ الْمَظالِمِ لِعِبادِكَ رَكِبَتْني، وَقَوِّ ضَعْفي، وَأَعِزَّ مَسْكَنَتي، وَثَبِّتْ وَطْأَتي، وَاغْفِرْجُرْمي، وَأَنْعِمْ بالي، وَأَكْثِرْ مِنَ الْحَلالِ مالي، وَخِرْ لي في جَميعِ اُمُوري وَأَفْعالي، وَرَضِّني بِها، وَارْحَمْني وَوالِدَيَّ وَماوَلَدا مِنَ الْمُؤْمِنينَ وَالْمُؤْمِناتِ، وَالْمُسْلِمينَ وَالْمُسْلِماتِ،اَلْأَحْيآءِ مِنْهُمْ وَالْأَمْواتِ، إِنَّكَ سَميعُ الدَّعَواتِ، وَأَلْهِمْني مِنْ بِرِّهِما ما أَسْتَحِقُّ بِهِ ثَوابَكَ وَالْجَنَّةَ، وَتَقَبَّلْ حَسَناتِهِما ، وَاغْفِرْسَيِّئاتِهِما، وَاجْزِهِما بِأَحْسَنِ ما فَعَلا بي ثَوابَكَ وَالْجَنَّةَ.

إِلهي وَقَدْ عَلِمْتُ يَقيناً أَنَّكَ لاتَأْمُرُ بِالظُّلْمِ وَلاتَرْضاهُ،وَلاتَميلُ إِلَيْهِ وَلاتَهْواهُ وَلاتُحِبُّهُ وَلاتَغْشاهُ، وَتَعْلَمُ ما فيهِ هؤُلآءِالْقَوْمُ مِنْ ظُلْمِ عِبادِكَ وَبَغْيِهِمْ عَلَيْنا، وَتَعَدّيهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ وَلامَعْرُوفٍ، بَلْ ظُلْماً وَعُدْواناً وَزُوراً وَبُهْتاناً، فَإِنْ كُنْتَ جَعَلْتَ لَهُمْ مُدَّةً لابُدَّ مِنْ بُلُوغِها، أَوْ كَتَبْتَ لَهُمْ آجالاً يَنالُونَها، فَقَدْقُلْتَ وَقَوْلُكَ الْحَقُّ وَوَعْدُكَ الصِّدْقُ »يَمْحُو اللَّهُ ما يَشاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ اُمُّ الْكِتابِ«(97).

فَأَنَا

أَسأَلُكَ بِكُلِّ ما سَئَلَكَ بِهِ أَنْبِياءُكَ الْمُرْسَلوُنَ وَرُسُلُكَ،وَأَسْئَلُكَ بِما سَئَلَكَ بِهِ عِبادُكَ الصَّالِحُونَ، وَمَلائِكَتُكَ الْمُقَرَّبُونَ،أَنْ تَمْحُوَ مِنْ اُمِّ الْكِتابِ ذلِكَ، وَتَكْتُبَ لَهُمُ الْاِضْمِحْلالَ وَالْمَحْقَ، حَتَّى تُقَرِّبَ آجالَهُمْ، وَتَقْضِيَ مُدَّتَهُمْ، وَتُذْهِبَ أَيَّامَهُمْ، وَتُبَتِّرَ أَعْمارَهُمْ، وَتُهْلِكَ فُجَّارَهُمْ، وَتُسَلِّطَ بَعْضَهُمْ عَلى بَعْضٍ، حَتَّى لاتُبْقِيَ مِنْهُمْ أَحَداً، وَلاتُنَجِّيَ مِنْهُمْ أَحَداً،وَتُفَرِّقَ جُمُوعَهُمْ، وَتَكِلَّ سِلاحَهُمْ، وَتُبَدِّدَ شَمْلَهُمْ، وَتُقَطِّعَ آجالَهُمْ، وَتُقَصِّرَ أَعْمارَهُمْ، وَتُزَلْزِلَ أَقْدامَهُمْ، وَتُطَهِّرَ بِلادَكَ مِنْهُمْ، وَتُظْهِرَ عِبادَكَ عَلَيْهِمْ، فَقَدْ غَيَّروُا سُنَّتَكَ، وَنَقَضُواعَهْدَكَ، وَهَتَكُوا حَريمَكَ، وَأَتَوْا عَلى ما نَهَيْتَهُمْ عَنْهُ، وَعَتَوْاعُتُوّاً كَبيراً كَبيراً، وَضَلُّوا ضَلالاً بَعيداً.

فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأْذَنْ لِجَمْعِهِمْ بِالشَّتاتِ،وَلِحَيِّهِمْ بِالْمَماتِ، وَلِأَزْواجِهِمْ بِالنَّهَباتِ، وَخَلِّصْ عِبادَكَ مِنْ ظُلْمِهِمْ، وَاقْبِضْ أَيْدِيَهُمْ عَنْ هَضْمِهِمْ، وَطَهِّرْ أَرْضَكَ مِنْهُمْ،وَأْذَنْ بِحَصَدِ نَباتِهِمْ، وَاسْتيصالِ شافَتِهِمْ، وَشَتاتِ شَمْلِهِمْ،وَهَدْمِ بُنْيانِهِمْ، يا ذَا الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ.

وَأَسأَلُكَ يا إِلهي وَإِلهَ كُلِّ شَيْ ءٍ، وَرَبّي وَرَبَّ كُلِّ شيْ ءٍ،وَأَدْعُوكَ بِما دَعاكَ بِهِ عَبْداكَ وَرَسُولاكَ، وَنَبِيَّاكَ وَصَفِيَّاكَ مُوسى وَهارُونَ عَلَيْهِمَا السَّلامُ، حينَ قالا، داعِيَيْنِ لَكَ،راجِيَيْنِ لِفَضْلِكَ، »رَبَّنا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلَأَهُ زينَةً وَأَمْوالاًفِي الْحَيوةِ الدُّنْيا رَبَّنا لِيُضِلُّوا عَنْ سَبيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلىأَمْوالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلى قُلُوبِهِمْ فَلايُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذابَ الْأَليمَ«(98)، فَمَنَنْتَ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِما بِالْإِجابَةِ لَهُما إِلى أَنْ قَرَعْتَ سَمْعَهُما بَأَمْرِكَ، فَقُلْتَ اللَّهُمَّ رَبِّ »قَدْ اُجيبَتْ دَعْوَتُكُمافَاسْتَقيما وَلاتَتَّبِعانِّ سَبيلَ الَّذينَ لايَعْلَمُونَ«(99).

أَنْ تُصَلِّىَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تَطْمِسَ عَلى أَمْوالِ هؤُلآءِ الظَّلَمَةِ، وَأَنْ تَشْدُدَ عَلى قُلُوبِهِمْ، وَأَنْ تَخْسِفَ بِهِمْ بَرَّكَ،وَأَنْ تُغْرِقَهُمْ في بَحْرِكَ، فَإِنَّ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ وَما فيهِمالَكَ، وَأَرِ الْخَلْقَ قُدْرَتَكَ فيهِمْ، وَبَطْشَتَكَ عَلَيْهِمْ، فَافْعَلْ ذلِكَ بِهِمْ، وَعَجِّلْ لَهُمْ ذلِكَ.

يا خَيْرَ مَنْ سُئِلَ، وَخَيْرَ مَنْ دُعِيَ، وَخَيْرَ مَنْ تَذَلَّلَتْ لَهُ

الْوُجُوهُ، وَرُفِعَتْ إِلَيْهِ الْأَيْدي، وَدُعِيَ بِالْأَلْسُنِ، وَشَخَصَتْ إِلَيْهِ الْأَبْصارُ، وَأَمَّتْ إِلَيْهِ الْقُلُوبُ، وَنُقِلَتْ إِلَيْهِ الْأَقْدامُ، وَتُحُوكِمَ إِلَيْهِ فِي الْأَعْمالِ.

إِلهي وَأَنَا عَبْدُكَ أَسْأَلُكَ مِنْ أَسْمائِكَ بِأَبْهاها، وَكُلُّ أَسْمائِكَ بَهِيٌّ، بَلْ أَسأَلُكَ بِأَسْمائِكَ كُلِّها، أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تُرْكِسَهُمْ عَلى

اُمِّ رُؤُسِهِمْ في زُبْيَتِهِمْ، وَتُرْدِيَهُمْ في مَهْوى حُفْرَتِهِمْ، وَارْمِهِمْ بِحَجَرِهِمْ، وَذَكِّهِمْ بِمَشاقِصِهِمْ،وَاكْبُبْهُمْ عَلى مَناخِرِهِمْ، وَاخْنُقْهُمْ بِوَتَرِهِمْ، وَارْدُدْ كَيْدَهُمْ في نُحُورِهِمْ، وَأَوْبِقْهُمْ بِنَدامَتِهِمْ، حَتَّى يَسْتَخْذِلُوا وَيَتَضاءَلُوا بَعْدَنِخْوَتِهِمْ، وَيَنْقَمِعُوا بَعْدَ اسْتِطالَتِهِمْ، أَذِلّاءَ مَأْسُورينَ في رِبَقِ حَبآئِلِهِمْ، اَلَّتي كانُوا يُؤَمِّلُونَ أَنْ يَرَوْنا فيها، وَتُرِيَنا قُدْرَتَكَ فيهِمْ، وَسُلْطانَكَ عَلَيْهِمْ، وَتَأْخُذَهُمْ أَخْذَ الْقُرى وَهِيَ ظالِمَةٌ، إِنّ أَخْذَكَ الْأَليمُ الشَّديدُ، وَتَأْخُذَهُمْ يا رَبِّ أَخْذَ عَزيزٍ مُقْتَدِرٍ،فَإِنَّكَ عَزيزٌ مُقْتَدِرٌ، شَديدُ الْعِقابِ، شَديدُ المِحالِ.

أَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَعَجِّلْ ايرادَهُمْ عَذابَكَ الَّذي أَعْدَدْتَهُ لِلظَّالِمينَ مِنْ أَمْثالِهِمْ، وَالطَّاغينَ مِنْ نُظَرائِهِمْ،

وَارْفَعْ حِلْمَكَ عَنْهُمْ، وَاحْلُلْ عَلَيْهِمْ غَضَبَكَ الَّذي لايَقُومُ لَهُ شَيْ ءٌ، وَأْمُرْ في تَعْجيلِ ذلِكَ عَلَيْهِمْ بِأَمْرِكَ الَّذي لايُرَدُّوَلايُؤَخَّرُ، فَإِنَّكَ شاهِدُ كُلِّ نَجْوى، وَعالِمُ كُلِّ فَحْوى، وَلاتَخْفىعَلَيْكَ مِنْ أَعْمالِهِمْ خافِيَةٌ، وَلاتَذْهَبُ عَنْكَ مِنْ أَعْمالِهِمْ خائِنَةٌ،وَأَنْتَ عَلّامُ الْغُيُوبِ، عالِمٌ بِما فِي الضَّمائِرِ وَالْقُلُوبِ.

وَأَسْأَلُكَ اللَّهُمَّ وَاُناديكَ بِما ناداكَ بِهِ سَيِّدي، وَسَئَلَكَ بِهِ نُوحٌ، إِذْ قُلْتَ تَبارَكْتَ وَتَعالَيْتَ »وَلَقَدْ نادانا نُوحٌ فَلَنِعْمَ الْمُجيبُونَ«(100).

أَجَلِ اللَّهُمَّ يا رَبِّ أَنْتَ نِعْمَ الْمُجيبُ، وَنِعْمَ الْمَدْعُوُّ، وَنِعْمَ الْمَسْئُولُ، وَنِعْمَ الْمُعْطي، أَنْتَ الَّذي لاتُخَيِّبُ سائِلَكَ، وَلاتَرُدُّراجِيَكَ، وَلاتَطْرُدُ الْمُلِحَّ عَنْ بابِكَ، وَلاتَرُدُّ دُعاءَ سائِلِكَ،وَلاتَمُلُّ دُعاءَ مَنْ أَمَّلَكَ، وَلاتَتَبَرَّمُ بِكَثْرَةِ حَوائِجِهِمْ إِلَيْكَ، وَلابِقَضائِها لَهُمْ، فَإِنَّ قَضاءَ حَوائِجِ جَميعِ خَلْقِكَ إِلَيْكَ في أَسْرَعِ لَحْظٍ مِنْ لَمْحِ الطَّرْفِ، وَأَخَفُّ عَلَيْكَ، وَأَهوَنُ عِنْدَكَ مِنْ جَناحِ بَعُوضَةٍ.

وَحاجَتي يا سَيِّدي وَمَوْلايَ، وَمُعْتَمَدي وَرَجائي، أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تَغْفِرَ لي ذَنْبي، فَقَدْ جِئْتُكَ ثَقيلَ الظَّهْرِ بِعَظيمِ ما بارَزْتُكَ بِهِ مِنْ سَيِّئاتي، وَرَكِبَني مِنْ مَظالِمِ عِبادِكَ ما لايَكْفيني، وَلايُخَلِّصُني مِنْها غَيْرُكَ، وَلايَقْدِرُ عَلَيْهِ،وَلايَمْلِكُهُ سِواكَ.

فَامْحُ يا سَيِّدي كَثْرَةَ سَيِّئاتي بِيَسيرِ عَبَراتي، بَلْ بِقَساوَةِقَلْبي، وَجُمُودِ عَيْني، لا بَلْ بِرَحْمَتِكَ الَّتي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْ ءٍ،وَأَنَا شَيْ ءٌ، فَلْتَسَعْني رَحْمَتُكَ، يا رَحْمانُ يا رَحيمُ، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ.

لاتَمْتَحِنّي في هذِهِ الدُّنْيا بِشَيْ ءٍ مِنَ الْمِحَنِ، وَلاتُسَلِّطْ عَلَيّ مَنْ لايَرْحَمُني، وَلاتُهْلِكْني بِذُنُوبي، وَعَجِّلْ خَلاصي مِنْ كُلّ مَكْرُوهٍ،

وَادْفَعْ عَنّي كُلَّ ظُلْمٍ، وَلاتَهْتِكْ سَتْري، وَلاتَفْضَحْني يَوْمَ جَمْعِكَ الْخَلائِقَ لِلْحِسابِ، يا جَزيلَ الْعَطاءِ وَالثَّوابِ.

أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تُحْيِيَني حَيوةَ السُّعَداءِ، وَتُميتَني ميتَةَ الشُّهَداءِ، وَتَقْبَلَني قَبُولَ الْأَوِدَّاءِ،وَتَحْفَظَني في هذِهِ الدُّنْيَا الدَّنِيَّةِ، مِنْ شَرِّ سَلاطينِها وَفُجَّارِها،

وَشِرارِها وَمُحِبّيها، وَالْعامِلينَ لَها وَما فيها، وَقِني شَرَّ طُغاتِهاوَحُسَّادِها، وَباغِى الشِّرْكِ فيها.

حَتَّى تَكْفِيَني مَكْرَ الْمَكَرَةِ، وَتَفْقَأَ عَنّي أَعْيُنَ الْكَفَرَةِ، وَتُفْحِمَ عَنّي أَلْسُنَ الْفَجَرَةِ، وَتَقْبِضَ لي عَلى أَيْدِي الظَّلَمَةِ، وَتُوهِنَ عَنّي كَيْدَهُمْ، وَتُميتَهُمْ بِغَيْظِهِمْ، وَتَشْغَلَهُمْ بِأَسْماعِهِمْ وَأَبْصارِهِمْ وَأَفْئِدَتِهِمْ، وَتَجْعَلَني مِنْ ذلِكَ كُلِّهِ في أَمْنِكَ وَأَمانِكَ، وَحِرْزِكَ وَسُلْطانِكَ، وَحِجابِكَ وَكَنَفِكَ، وَعِياذِكَ وَجارِكَ، وَمِنْ جارِالسُّوءِ وَجَليسِ السُّوءِ، إِنَّكَ عَلى كُلِّ شيْ ءٍ قَديرٌ، »إِنَّ وَلِيِّيَ اللَّهُ الَّذي نَزَّلَ الْكِتابَ وَهُوَ يَتَوَلَّى الصَّالِحينَ«(101).

أَللَّهُمَّ بِكَ أَعُوذُ، وَبِكَ أَلُوذُ، وَلَكَ أَعْبُدُ، وَإِيَّاكَ أَرْجُو، وَبِكَ أَسْتَعينُ، وَبِكَ أَسْتَكْفي، وَبِكَ أَسْتَغيثُ، وَبِكَ أَسْتَنْقِذُ، وَمِنْكَ أَسْئَلُ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَلاتَرُدَّني إِلّا بِذَنْبٍ مَغْفُورٍ، وَسَعْيٍ مَشْكُورٍ، وَتِجارَةٍ لَنْ تَبُورَ، وَأَنْ تَفْعَلَ بي ماأَنْتَ أَهْلُهُ، وَلاتَفْعَلَ بي ما أَنَا أَهْلُهُ، فَإِنَّكَ أَهْلُ التَّقْوى وَأَهْلُ الْمَغْفِرَةِ، وَأَهْلُ الْفَضْلِ وَالرَّحْمَةِ.

إِلهي وَقَدْ أَطَلْتُ دُعائي، وَأَكْثَرْتُ خِطابي، وَضيقُ صَدْري حَداني عَلى ذلِكَ كُلِّهِ، وَحَمَلَني عَلَيْهِ، عِلْماً مِنّي بِأَنَّهُ يُجْزيكَ مِنْهُ قَدْرُ الْمِلْحِ فِي الْعَجينِ، بَلْ يَكْفيكَ عَزْمُ إِرادَةٍ وَأَنْ يَقُولَ الْعَبْدُ بِنِيَّةٍ صادِقَةٍ وَلِسانٍ صادِقٍ يا رَبِّ، فَتَكُونَ عِنْدَ ظَنّ عَبْدِكَ بِكَ، وَقَدْ ناجاكَ بِعَزْمِ الْإِرادَةِ قَلْبي، فَأَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تُقْرِنَ دُعائي بِالْإِجابَةِ مِنْكَ،وَتُبَلِّغَني ما أَمَّلْتُهُ فيكَ، مِنَّةً مِنْكَ وَطَوْلاً، وَقُوَّةً وَحَوْلاً،لاتُقيمُني مِنْ مَقامي هذا إِلّا بِقَضاءِ جَميعِ ما سَأَلْتُكَ، فَإِنَّهُ عَلَيْكَ يَسيرٌ، وَخَطَرَهُ عِنْدي جَليلٌ كَثيرٌ، وَأَنْتَ عَلَيْهِ قَديرٌ، يا سَميعُ يابَصيرُ.

إِلهي وَهذا مَقامُ الْعائِذِ بِكَ مِنَ النَّارِ، وَالْهارِبِ مِنْكَ إِلَيْكَ،مِنْ ذُنُوبٍ تَهَجَّمَتْهُ، وَعُيُوبٍ فَضَحَتْهُ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَانْظُرْ إِلَيَّ نَظْرَةً رَحيمَةً أَفُوزُ بِها إِلى جَنَّتِكَ، وَاعْطِفْ عَلَيَّ عَطْفَةً أَنْجُو بِها

مِنْ عِقابِكَ، فَإِنَّ الْجَنَّةَ وَالنَّارَ لَكَ وَبِيَدِكَ،وَمَفاتيحَهُما وَمَغاليقَهُما إِلَيْكَ، وَأَنْتَ عَلى ذلِكَ قادِرٌ، وَهُوَعَلَيْكَ هَيِّنٌ يَسيرٌ.

فَافْعَلْ بي ما سَأَلْتُكَ يا قَديرُ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظيم، وَحَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكيلُ، نِعْمَ الْمَوْلى وَنِعْمَ النَّصيرُ، وَالْحَمْدُ للَّهِِ رَبِّ الْعالَمينَ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلى سَيِّدِنامُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرينَ.(102)

فضيلة دعاء الندبة

قال صدر الإسلام الهمداني أعلى اللَّه مقامه في تكاليف الأنام: من جملة خواصّ دعاء الندبة أنّه إذا قرء في أيّ مكان مع حضور القلب والإخلاص التامّ والتوجّه إلى مضامينه العالية، يوجب جلب عناية صاحب العصر والزمان أرواحنا فداه إلى ذلك الموضع بل يوجب حضوره أرواحنا فداه فيه، كما اتّفق في بعض المواضع.(103)

ا

دعاء الندبة

قال العلّامة المجلسي رحمه الله في كتابه »زاد المعاد«: بسند معتبر عن الإمام الصادق عليه السلام: يستحبّ أن يقرء دعاء الندبة في الأعياد الأربعة، يوم الجمعة، يوم عيد الفطر، يوم عيد الأضحى ويوم عيد الغدير.(104)

رواه العلّامة المجلسي في »مزار البحار« نقلاً عن السيّد بن طاووس رحمه الله، عن

بعض أصحابنا قال: قال محمّد بن عليّ بن أبي قرّة: نقلت من كتاب محمّد بن الحسين بن سفيان البزوفريّ رضى الله عنه دعاء الندبة، وذكر أنّه الدعاء لصاحب الزمان صلوات اللَّه عليه ويستحبّ أن يدعى به في الأعياد الأربعة.

وروى هذا الدعاء العالم الأجلّ المحدّث النوريّ رحمه الله في »تحيّة الزائر« عن»مصباح الزائر« للسيّد بن طاووس، و»مزار« محمّد بن المشهديّ، بالسندالمذكور، ونقل أيضاً عن »المزار القديم«، وزاد استحبابه في ليلة الجمعة، كاستحبابه في الأعياد الأربعة.(105) والدعاء:

اَلْحَمْدُ للَّهِِ رَبِّ الْعالَمينَ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلى سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ نَبِيِّهِ وَآلِهِ، وَسَلَّمَ تَسْليماً.

أَللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ عَلى ما جَرى بِهِ قَضاؤُكَ في أَوْلِيائِكَ،اَلَّذينَ اسْتَخْلَصْتَهُمْ لِنَفْسِكَ وَدينِكَ، إِذِ اخْتَرْتَ لَهُمْ جَزيلَ ماعِنْدَكَ، مِنَ النَّعيمِ الْمُقيمِ، اَلَّذي لا زَوالَ لَهُ وَلَا اضْمِحْلالَ، بَعْدَأَنْ شَرَطْتَ عَلَيْهِمُ الزُّهْدَ في دَرَجاتِ هذِهِ الدُّنْيَا الدَّنِيَّةِ،وَزُخْرُفِها وَزِبْرِجِها، فَشَرَطُوا لَكَ ذلِكَ، وَعَلِمْتَ مِنْهُمُ الْوَفاءَ بِهِ.

فَقَبِلْتَهُمْ وَقَرَّبْتَهُمْ، وَقَدَّمْتَ لَهُمُ الذِّكْرَ الْعَلِيَّ، وَالثَّناءَ الْجَلِيَّ،وَأَهْبَطْتَ عَلَيْهِمْ مَلائِكَتَكَ، وَكَرَّمْتَهُمْ بِوَحْيِكَ، وَرَفَدْتَهُمْ بِعِلْمِكَ، وَجَعَلْتَهُمُ الذَّريعَةَ إِلَيْكَ، وَالْوَسيلَةَ إِلى رِضْوانِكَ.

فَبَعْضٌ أَسْكَنْتَهُ جَنَّتَكَ، إِلى أَنْ أَخْرَجْتَهُ مِنْها، وَبَعْضٌ حَمَلْتَهُ في فُلْكِكَ وَنَجَّيْتَهُ وَمَنْ آمَنَ مَعَهُ مِنَ الْهَلَكَةِ بِرَحْمَتِكَ،وَبَعْضُ نِ اتَّخَذْتَهُ لِنَفْسِكَ خَليلاً، وَسَأَلَكَ لِسانَ صِدْقٍ

فِي الْآخِرينَ فَأَجَبْتَهُ، وَجَعَلْتَ ذلِكَ عَلِيّاً، وَبَعْضٌ كَلَّمْتَهُ مِنْ شَجَرَةٍتَكْليماً، وَجَعَلْتَ لَهُ مِنْ أَخيهِ رِدْءاً وَوَزيراً، وَبَعْضٌ أَوْلَدْتَهُ مِنْ غَيْرِ أَبٍ وَآتَيْتَهُ الْبَيِّناتِ، وَأَيَّدْتَهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ.

وَكُلٌّ شَرَعْتَ لَهُ شَريعَةً، وَنَهَجْتَ لَهُ مِنْهاجاً، وَتَخَيَّرْتَ لَهُ أَوْصِياءَ مُسْتَحْفِظاً بَعْدَ مُسْتَحْفِظٍ، مِنْ مُدَّةٍ إِلى مُدَّةٍ، إِقامَةًلِدينِكَ، وَحُجَّةً عَلى عِبادِكَ، وَلِئَلّا يَزُولَ الْحَقُّ عَنْ مَقَرِّهِ،وَيَغْلِبَ الْباطِلُ عَلى أَهْلِهِ، وَلا يَقُولَ أَحَدٌ لَوْلا أَرْسَلْتَ إِلَيْنارَسُولاً مُنْذِراً، وَأَقَمْتَ لَنا عَلَماً هادِياً، فَنَتَّبِعَ آياتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزى.

إِلى أَنِ انْتَهَيْتَ بِالْأَمْرِ إِلى حَبيبِكَ وَنَجيبِكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ فَكانَ كَمَا انْتَجَبْتَهُ سَيِّدَ مَنْ خَلَقْتَهُ، وَصَفْوَةَ مَنِ اصْطَفَيْتَهُ، وَأَفْضَلَ مَنِ اجْتَبَيْتَهُ، وَأَكْرَمَ مَنِ اعْتَمَدْتَهُ، قَدَّمْتَهُ عَلى أَنْبِيائِكَ، وَبَعَثْتَهُ إِلَى الثَّقَلَيْنِ مِنْ عِبادِكَ، وَأَوْطَأْتَهُ

مَشارِقَكَ وَمَغارِبَكَ، وَسَخَّرْتَ لَهُ الْبُراقَ، وَعَرَجْتَ بِهِ(106) إِلىسَمائِكَ، وَأَوْدَعْتَهُ عِلْمَ ما كانَ وَما يَكُونُ، إِلَى انْقِضاءِ خَلْقِكَ،ثُمَّ نَصَرْتَهُ بِالرُّعْبِ، وَحَفَفْتَهُ بِجَبْرَئيلَ وَميكائيلَ وَالْمُسَوِّمينَ مِنْ مَلائِكَتِكَ، وَوَعَدْتَهُ أَنْ تُظْهِرَ دينَهُ عَلَى الدّينِ كُلِّهِ، وَلَوْكَرِهَ الْمُشْرِكُونَ.

وَذلِكَ بَعْدَ أَنْ بَوَّأْتَهُ مُبَوَّأَ صِدْقٍ مِنْ أَهْلِهِ، وَجَعَلْتَ لَهُ وَلَهُمْ»أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذي بِبَكَّةَ مُبارَكاً وَهُدًى لِلْعالَمينَ ×فيهِ آياتٌ بَيِّناتٌ مَقامُ إِبْراهيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كانَ آمِناً«2، وَقُلْتَ

»إِنَّما يُريدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهيراً«(107).

ثُمَّ جَعَلْتَ أَجْرَ مُحَمَّدٍ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ مَوَدَّتَهُمْ في كِتابِكَ فَقُلْتَ »قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى«(108).

وَقُلْتَ »ما سَأَلْتُكُمْ مِنْ أَجْرٍ فَهُوَ لَكُمْ«(109)، وَقُلْتَ »ما أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِلّا مَنْ شاءَ أَنْ يَتَّخِذَ إِلى رَبِّهِ سَبيلاً«(110)، فَكانُوا هُمُ السَّبيلَ إِلَيْكَ، وَالْمَسْلَكَ إِلى رِضْوانِكَ.

فَلَمَّا انْقَضَتْ أَيَّامُهُ أَقامَ وَلِيَّهُ عَلِيَّ بْنَ أَبي طالِبٍ صَلَواتُكَ عَلَيْهِما وَآلِهِما هادِياً، إِذْ كانَ هُوَ الْمُنْذِرَ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ، فَقالَ وَالْمَلَأُ أَمامَهُ مَنْ كُنْتُ مَوْلاهُ فَعَلِيٌّ مَوْلاهُ، أَللَّهُمَّ والِ مَنْ والاهُ،وَعادِ مَنْ عاداهُ، وَانْصُرْ مَنْ نَصَرَهُ، وَاخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُ.

وَقالَ مَنْ كُنْتُ أَنَا نَبِيَّهُ فَعَلِيٌّ أَميرُهُ. وَقالَ

أَنَا وَعَلِيٌّ مِنْ شَجَرَةٍ واحِدَةٍ وَسائِرُ النَّاسِ مِنْ شَجَرٍ شَتَّى، وَأَحَلَّهُ مَحَلّ هارُونَ مِنْ مُوسى، فَقالَ لَهُ أَنْتَ مِنّي بِمَنْزِلَةِ هارُونَ مِنْ

مُوسى إِلّا أَنَّهُ لا نَبِيَّ بَعْدي، وَزَوَّجَهُ ابْنَتَهُ سَيِّدَةَ نِساءِ الْعالَمينَ،وَأَحَلَّ لَهُ مِنْ مَسْجِدِهِ ما حَلَّ لَهُ، وَسَدَّ الْأَبْوابَ إِلّا بابَهُ.

ثُمَّ أَوْدَعَهُ عِلْمَهُ وَحِكْمَتَهُ فَقالَ أَنَا مَدينَةُ الْعِلْمِ وَعَلِيٌّ بابُها،فَمَنْ أَرادَ الْمَدينَةَ وَالْحِكْمَةَ فَلْيَأْتِها مِنْ بابِها، ثُمَّ قالَ أَنْتَ أَخي وَوَصِيّي وَوارِثي، لَحْمُكَ مِنْ لَحْمي، وَدَمُكَ مِنْ دَمي،وَسِلْمُكَ سِلْمي، وَحَرْبُكَ حَرْبي، وَالْإيمانُ مُخالِطٌ لَحْمَكَ وَدَمَكَ، كَما خالَطَ لَحْمي وَدَمي، وَأَنْتَ غَداً عَلَى الْحَوْضِ خَليفَتي، وَأَنْتَ تَقْضي دَيْني، وَتُنْجِزُ عِداتي، وَشيعَتُكَ عَلىمَنابِرَ مِنْ نُورٍ مُبْيَضَّةً وُجُوهُهُمْ حَوْلي فِي الْجَنَّةِ وَهُمْ جيراني.

وَلَوْلا أَنْتَ يا عَلِيُّ لَمْ يُعْرَفِ الْمُؤْمِنُونَ بَعْدي، وَكانَ بَعْدَهُ هُدًى مِنَ الضَّلالِ، وَنُوراً مِنَ الْعَمى، وَحَبْلَ اللَّهِ الْمَتينَ،وَصِراطَهُ الْمُسْتَقيمَ، لايُسْبَقُ بِقَرابَةٍ في رَحِمٍ، وَلا بِسابِقَةٍ في دينٍ، وَلا يُلْحَقُ في مَنْقَبَةٍ مِنْ مَناقِبِهِ يَحْذُو حَذْوَ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِما وَآلِهِما.

وَيُقاتِلُ عَلَى التَّأْويلِ، وَلا تَأْخُذُهُ فِي اللَّهِ لَوْمَةُ لائِمٍ، قَدْ وَتَرَفيهِ صَناديدَ الْعَرَبِ، وَقَتَلَ أَبْطالَهُمْ، وَناوَشَ ذُؤْبانَهُمْ، فَأَوْدَعَ

قُلُوبَهُمْ أَحْقاداً بَدْرِيَّةً وَخَيْبَرِيَّةً وَحُنَيْنِيَّةً وَغَيْرَهُنَّ، فَأَضَبَّتْ عَلىعَداوَتِهِ، وَأَكَبَّتْ عَلى مُنابَذَتِهِ حَتَّى قَتَلَ النَّاكِثينَ وَالْقاسِطينَ وَالْمارِقينَ.

وَلَمَّا قَضى نَحْبَهُ وَقَتَلَهُ أَشْقَى الْآخِرينَ، يَتْبَعُ أَشْقَى الْأَوَّلينَ،لَمْ يُمْتَثَلْ أَمْرُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ فِي الْهادينَ بَعْدَالْهادينَ، وَالْاُمَّةُ مُصِرَّةٌ عَلى مَقْتِهِ، مُجْتَمِعَةٌ عَلى قَطيعَةِ رَحِمِهِ،وَإِقْصاءِ وُلْدِهِ إِلَّا الْقَليلَ مِمَّنْ وَفى لِرِعايَةِ الْحَقِّ فيهِمْ.

فَقُتِلَ مَنْ قُتِلَ، وَسُبِيَ مَنْ سُبِيَ، وَاُقْصِيَ مَنْ اُقْصِيَ، وَجَرَى الْقَضاءُ لَهُمْ بِما يُرْجى لَهُ حُسْنُ الْمَثُوبَةِ، إِذْ كانَتِ الْأَرْضُ للَّهِِيُورِثُها مَنْ يَشاءُ مِنْ عِبادِهِ، وَالْعاقِبَةُ لِلْمُتَّقينَ، وَسُبْحانَ رَبِّنا إِنْ كانَ وَعْدُ رَبِّنا لَمَفْعُولاً، وَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ، وَهُوَ الْعَزيزُالْحَكيمُ.

فَعَلَى الْأَطائِبِ مِنْ أَهْلِ بَيْتِ مُحَمَّدٍ وَعَلِيٍّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِماوَآلِهِما فَلْيَبْكِ الْباكُونَ، وَإِيَّاهُمْ فَلْيَنْدُبِ النَّادِبُونَ، وَلِمِثْلِهِمْ فَلْتُذْرَفِ الدُّمُوعُ، وَلْيَصْرُخِ الصَّارِخُونَ، وَيَضِجَّ

الضَّاجُّونَ،وَيَعِجَّ الْعاجُّونَ.

أَيْنَ الْحَسَنُ أَيْنَ الْحُسَيْنُ، أَيْنَ أَبْناءُ الْحُسَيْنِ، صالِحٌ بَعْدَصالِحٍ، وَصادِقٌ بَعْدَ صادِقٍ، أَيْنَ السَّبيلُ بَعْدَ السَّبيلِ، أَيْنَ الْخِيَرَةُ بَعْدَ الْخِيَرَةِ، أَيْنَ الشُّمُوسُ الطَّالِعَةُ، أَيْنَ الْأَقْمارُالْمُنيرَةُ، أَيْنَ الْأَنْجُمُ الزَّاهِرَةُ، أَيْنَ أَعْلامُ الدّينِ وَقَواعِدُ الْعِلْمِ.

أَيْنَ بَقِيَّةُ اللَّهِ الَّتي لاتَخْلُو مِنَ الْعِتْرَةِ الْهادِيَةِ، أَيْنَ الْمُعَدُّ لِقَطْعِ دابِرِ الظَّلَمَةِ، أَيْنَ الْمُنْتَظَرُ لِإِقامَةِ الْأَمْتِ وَالْعِوَجِ، أَيْنَ الْمُرْتَجىلِإِزالَةِ الْجَوْرِ وَالْعُدْوانِ، أَيْنَ الْمُدَّخَرُ لِتَجْديدِ الْفَرائِضِ وَالسُّنَنِ، أَيْنَ الْمُتَخَيَّرُ لِإِعادَةِ الْمِلَّةِ وَالشَّريعَةِ، أَيْنَ الْمُؤَمَّلُ لِإِحْياءِ الْكِتابِ وَحُدُودِهِ، أَيْنَ مُحْيي مَعالِمِ الدّينِ وَأَهْلِهِ.

أَيْنَ قاصِمُ شَوْكَةِ الْمُعْتَدينَ، أَيْنَ هادِمُ أَبْنِيَةِ الشِّرْكِ وَالنِّفاقِ،أَيْنَ مُبيدُ أَهْلِ الْفُسُوقِ وَالْعِصْيانِ وَالطُّغْيانِ، أَيْنَ حاصِدُ فُرُوعِ الْغَيِّ وَالشِّقاقِ، أَيْنَ طامِسُ آثارِ الزَّيْغِ وَالْأَهْواءِ.

أَيْنَ قاطِعُ حَبائِلِ الْكِذْبِ وَالْإِفْتِراءِ، أَيْنَ مُبيدُ الْعُتاةِوَالْمَرَدَةِ، أَيْنَ مُسْتَأْصِلُ أَهْلِ الْعِنادِ وَالتَّضْليلِ وَالْإِلْحادِ، أَيْنَ مُعِزُّ الْأَوْلِياءِ وَمُذِلُّ الْأَعْداءِ، أَيْنَ جامِعُ الْكَلِمَةِ عَلَى التَّقْوى.

أَيْنَ بابُ اللَّهِ الَّذي مِنْهُ يُؤْتى، أَيْنَ وَجْهُ اللَّهِ الَّذي إِلَيْهِ يَتَوَجَّهُ

الْأَوْلِياءُ، أَيْنَ السَّبَبُ الْمُتَّصِلُ بَيْنَ الْأَرْضِ وَالسَّماءِ، أَيْنَ صاحِبُ يَوْمِ الْفَتْحِ وَناشِرُ رايَةِ الْهُدى، أَيْنَ مُؤَلِّفُ شَمْلِ الصَّلاحِ وَالرِّضا.

أَيْنَ الطَّالِبُ بِذُحُولِ الْأَنْبِياءِ وَأَبْناءِ الْأَنْبِياءِ، أَيْنَ الطَّالِبُ بِدَمِ الْمَقْتُولِ بِكَرْبَلاءَ أَيْنَ الْمَنْصُورُ عَلى مَنِ اعْتَدى عَلَيْهِ وَافْتَرى،أَيْنَ الْمُضْطَرُّ الَّذي يُجابُ إِذا دَعا، أَيْنَ صَدْرُ الْخَلائِقِ ذُو الْبِرِّوَالتَّقْوى، أَيْنَ ابْنُ النَّبِيِّ الْمُصْطَفى وَابْنُ عَلِيٍّ الْمُرْتَضى وَابْنُ خَديجَةَ الْغَرَّاءِ وَابْنُ فاطِمَةَ الْكُبْرى.

بِأَبي أَنْتَ وَاُمّي وَنَفْسي لَكَ الْوِقاءُ وَالْحِمى، يَابْنَ السَّادَةِالْمُقَرَّبينَ، يَابْنَ النُّجَباءِ الْأَكْرَمين، يَابْنَ الْهُداةِ الْمَهْدِيّينَ، يَابْنَ الْخِيَرَةِ الْمُهَذَّبينَ، يَابْنَ الْغَطارِفَةِ الْأَنْجَبينَ، يَابْنَ الْأَطائِبِ الْمُطَهَّرينَ، يَابْنَ الْخَضارِمَةِ الْمُنْتَجَبينَ، يَابْنَ الْقَماقِمَةِالْأَكْرَمينَ.

يَابْنَ الْبُدُورِ الْمُنيرَةِ، يَابْنَ السُّرُجِ الْمُضيئَةِ، يَابْنَ الشُّهُبِ الثَّاقِبَةِ، يَابْنَ الْأَنْجُمِ الزَّاهِرَةِ، يَابْنَ السُّبُلِ الْواضِحَةِ، يَابْنَ الْأَعْلامِ اللّائِحَةِ، يَابْنَ الْعُلُومِ الْكامِلَةِ، يَابْنَ السُّنَنِ

الْمَشْهُورَةِ،يَابْنَ الْمَعالِمِ الْمَأْثُورَةِ، يَابْنَ الْمُعْجِزاتِ الْمَوْجُودَةِ،يَابْنَ الدَّلائِلِ الْمَشْهُودَةِ، يَابْنَ الصِّراطِ الْمُسْتَقيمِ، يَابْنَ النَّبَإِالْعَظيمِ، يَابْنَ مَنْ هُوَ في اُمِّ الْكِتابِ لَدَى اللَّهِ عَلِيٌّ حَكيمٌ.

يَابْنَ الْآياتِ وَالْبَيِّناتِ، يَابْنَ الدَّلائِلِ الظَّاهِراتِ، يَابْنَ الْبَراهينِ الْواضِحاتِ

الْباهِراتِ، يَابْنَ الْحُجَجِ الْبالِغاتِ، يَابْنَ النِّعَمِ السَّابِغاتِ، يَابْنَ طه وَالْمُحْكَماتِ، يَابْنَ يس وَالذَّارِياتِ،يَابْنَ الطُّورِ وَالْعادِياتِ، يَابْنَ مَنْ دَنى فَتَدَلَّى فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى دُنُوّاً وَاقْتِراباً مِنَ الْعَلِيِّ الْأَعْلى.

لَيْتَ شِعْري أَيْنَ اسْتَقَرَّتْ بِكَ النَّوى، بَلْ أَيُّ أَرْضٍ تُقِلُّكَ أَوْثَرى، أَبِرَضْوى أَوْ غَيْرِها أَمْ ذي طُوى، عَزيزٌ عَلَيَّ أَنْ أَرَى الْخَلْقَ وَلاتُرى، وَلا أَسْمَعَ لَكَ حَسيساً وَلا نَجْوى، عَزيزٌ عَلَيّ أَنْ تُحيطَ بِكَ دُونِيَ الْبَلْوى وَلايَنالَكَ مِنّي ضَجيجٌ وَلا شَكْوى.

بِنَفْسي أَنْتَ مِنْ مُغَيَّبٍ لَمْ يَخْلُ مِنَّا، بِنَفْسي أَنْتَ مِنْ نازِحٍ مانَزَحَ عَنَّا، بِنَفْسي أَنْتَ اُمْنِيَّةُ شائِقٍ يَتَمَنَّى، مِنْ مُؤْمِنٍ وَمُؤْمِنَةٍذَكَرا فَحَنَّا، بِنَفْسي أَنْتَ مِنْ عَقيدِ عِزٍّ لا يُسامى، بِنَفْسي أَنْتَ مِنْ أَثيلِ مَجْدٍ لايُجارى، بِنَفْسي أَنْتَ مِنْ تِلادِ نِعَمٍ لاتُضاهى،

بِنَفْسي أَنْتَ مِنْ نَصيفِ شَرَفٍ لايُساوى.

إِلى مَتى أَحارُ فيكَ يا مَوْلايَ، وَإِلى مَتى وَأَيَّ خِطابٍ أَصِفُ فيكَ وَأَيَّ نَجْوى، عَزيزٌ عَلَيَّ أَنْ اُجابَ دُونَكَ وَاُناغى،عَزيزٌ عَلَيَّ أَنْ أَبْكِيَكَ وَيَخْذُلَكَ الْوَرى، عَزيزٌ عَلَيَّ أَنْ يَجْرِيَ عَلَيْكَ دُونَهُمْ ما جَرى.

هَلْ مِنْ مُعينٍ فَاُطيلَ مَعَهُ الْعَويلَ وَالْبُكاءَ، هَلْ مِنْ جَزُوعٍ فَاُساعِدَ جَزَعَهُ إِذا خَلا، هَلْ قَذِيَتْ عَيْنٌ فَساعَدَتْها عَيْني عَلَى الْقَذى، هَلْ إِلَيْكَ يَابْنَ أَحْمَدَ سَبيلٌ فَتُلْقى، هَلْ يَتَّصِلُ يَوْمُنامِنْكَ بِغَدِهِ)بِعِدَةٍ( فَنَحْظى.

مَتى نَرِدُ مَناهِلَكَ الرَّوِيَّةَ فَنَرْوى، مَتى نَنْتَقِعُ مِنْ عَذْبِ مائِكَ فَقَدْ طالَ الصَّدى، مَتى نُغاديكَ وَنُراوِحُكَ فَنُقِرَّ عَيْناً، مَتى تَراناوَنَراكَ وَقدْ نَشَرْتَ لِواءَ النَّصْرِ تُرى.

أَتَرانا نَحُفُّ بِكَ وَأَنْتَ تَاُمُّ الْمَلَأَ وَقَدْ مَلَأْتَ الْأَرْضَ عَدْلاً،وَأَذَقْتَ أَعْدائَكَ هَواناً وَعِقاباً، وَأَبَرْتَ الْعُتاةَ وَجَحَدَةَ الْحَقِّ،وَقَطَعْتَ دابِرَ الْمُتَكَبِّرينَ، وَاجْتَثَثْتَ اُصُولَ الظَّالِمينَ، وَنَحْنُ نَقُولُ الْحَمْدُ للَّهِِ رَبِّ الْعالَمينَ.

أَللَّهُمَّ أَنْتَ كَشَّافُ الْكُرَبِ وَالْبَلْوى، وَإِلَيْكَ أَسْتَعْدي فَعِنْدَكَ الْعَدْوى، وَأَنْتَ رَبُّ الْآخِرَةِ وَالدُّنْيا، فَأَغِثْ يا غِياثَ الْمُسْتَغيثينَ عُبَيْدَكَ الْمُبْتَلى، وَأَرِهِ سَيِّدَهُ يا شَديدَ الْقُوى، وَأَزِلْ عَنْهُ بِهِ الْأَسى وَالْجَوى، وَبَرِّدْ غَليلَهُ يا مَنْ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى، وَمَنْ إِلَيْهِ الرُّجْعى وَالْمُنْتَهى.

أَللَّهُمَّ وَنَحْنُ عَبيدُكُ التَّائِقُونَ

إِلى وَلِيِّكَ الْمُذَكِّرِ بِكَ وَبِنَبِيِّكَ،خَلَقْتَهُ لَنا عِصْمَةً وَمَلاذاً، وَأَقَمْتَهُ لَنا قِواماً وَمَعاذاً، وَجَعَلْتَهُ لِلْمُؤْمِنينَ مِنَّا إِماماً، فَبَلِّغْهُ مِنَّا تَحِيَّةً وَسَلاماً، وَزِدْنا بِذلِكَ يارَبِّ إِكْراماً، وَاجْعَلْ مُسْتَقَرَّهُ لَنا مُسْتَقَرّاً وَمُقاماً، وَأَتْمِمْ نِعْمَتَكَ بِتَقْديمِكَ إِيَّاهُ أَمامَنا، حَتَّى تُورِدَنا جِنانَكَ وَمُرافَقَةَ الشُّهَداءِ مِنْ خُلَصائِكَ.

أَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى حُجَّتِكَ وَوَلِيِّ أَمْرِكَ، وَصَلِّ عَلى جَدِّهِ مُحَمَّدٍرَسُولِكَ السَّيِّدِ الْأَكْبَرِ، وَصَلِّ عَلى أَبيهِ السَّيِّدِ الْقَسْوَرِ، وَحامِلِ اللِّواءِ فِي الْمَحْشَرِ، وَساقي أَوْلِيائِهِ مِنْ نَهْرِ الْكَوْثَرِ، وَالْأَميرِعَلى سائِرِ الْبَشَرِ، اَلَّذي مَنْ آمَنَ بِهِ فَقَدْ ظَفَرَ وَشَكَرَ، وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِهِ فَقَدْ خَطَرَ وَكَفَرَ، صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلى أَخيهِ وَعَلى

نَجْلِهِمَا الْمَيامينِ الْغُرَرِ، ما طَلَعَتْ شَمْسٌ وَما أَضاءَ قَمَرٌ.(111)

وَعَلى جَدَّتِهِ الصِّدّيقَةِ الْكُبْرى، فاطِمَةَ الزَّهْراءِ بِنْتِ مُحَمَّدٍالْمُصْطَفى، وَعَلى مَنِ اصْطَفَيْتَ مِنْ آبائِهِ الْبَرَرَةِ، وَعَليْهِ أَفْضَلَ وَأَكْمَلَ وَأَتَمَّ وَأَدْوَمَ وَأَكْثَرَ وَأَوْفَرَ ما صَلَّيْتَ عَلى أَحَدٍ مِنْ أَصْفِيائِكَ، وَخِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ، وَصَلِّ عَلَيْهِ صَلاةً لا غايَةَلِعَدَدِها، وَلا نِهايَةَ لِمَدَدِها، وَلا نَفادَ لِأَمَدِها.

أَللَّهُمَّ وَأَقِمْ بِهِ الْحَقَّ، وَأَدْحِضْ بِهِ الْباطِلَ، وأَدِلْ بِهِ أَوْلِيائَكَ،وَأَذْلِلْ بِهِ أَعْداءَكَ، وَصِلِ اللَّهُمَّ بَيْنَنا وَبَيْنَهُ وُصْلَةً تُؤَدّي إِلىمُرافَقَةِ سَلَفِهِ، وَاجْعَلْنا مِمَّنْ يَأْخُذُ بِحُجْزَتِهِمْ، وَيَمْكُثُ في ظِلِّهِمْ، وَأَعِنَّا عَلى تَأْدِيَةِ حُقُوقِهِ إِلَيْهِ، وَالْإِجْتِهادِ في طاعَتِهِ،وَاجْتِنابِ مَعْصِيَتِهِ.

وَامْنُنْ عَلَيْنا بِرِضاهُ، وَهَبْ لَنا رَأْفَتَهُ وَرَحْمَتَهُ، وَدُعاءَهُ

وَخَيْرَهُ، ما نَنالُ بِهِ سَعَةً مِنْ رَحْمَتِكَ، وَفَوْزاً عِنْدَكَ، وَاجْعَلْ صَلاتَنا بِهِ مَقْبُولَةً، وَذُنُوبَنا بِهِ مَغْفُورَةً، وَدُعاءَنا بِهِ مُسْتَجاباً،وَاجْعَلْ أَرْزاقَنا بِهِ مَبْسُوطَةً، وَهُمُومَنا بِهِ مَكْفِيَّةً، وَحَوائِجَنا بِهِ مَقْضِيَّةً، وَأَقْبِلْ إِلَيْنا بِوَجْهِكَ الْكَريمِ.

وَاقْبَلْ تَقَرُّبَنا إِلَيْكَ، وَانْظُرْ إِلَيْنا نَظْرَةً رَحيمَةً نَسْتَكْمِلُ بِهَاالْكَرامَةَ عِنْدَكَ، ثُمَّ لاتَصْرِفْها عَنَّا بِجُودِكَ، وَاسْقِنا مِنْ حَوْضِ جَدِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، بِكَأْسِهِ وَبِيَدِهِ رَيّاً رَوِيّاً، هَنيئاًسائِغاً، لا ظَمَأَ بَعْدَهُ، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ.(112) ا

الدعاء لظهوره عجّل اللَّه تعالى فرجه في يوم الجمعة

قال الشيخ الطوسي في »مصباح المتهجّد«: يقول إذا أراد الصّلاة على النّبيّ صلى الله عليه وآله وسلم في يوم الجمعة:

أَللَّهُمَّ اجْعَلْ صَلاتَكَ، وَصَلَواتِ مَلائِكَتِكَ وَرُسُلِكَ،

عَلىمُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَعَجِّلْ فَرَجَهُمْ.

أو يقول: أَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَعَجِّلْ فَرَجَهُمْ.(113)

وقال: روى أنّه يقول مأة مرّة: أَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ،وَعَجِّلْ فَرَجَهُمْ.(114) ا

صلوات ضرّاب الإصفهاني

قال السيّد الأجلّ عليّ بن طاووس: ذكر صلوات على النّبيّ وآله صلوات اللَّه عليه وعليهم مرويّة عن مولانا المهديّ صلوات اللَّه عليه:(115)

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ

أَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ سَيِّدِ الْمُرْسَلينَ وَخاتَمِ النَّبِيّينَ وَحُجَّةِرَبِّ الْعالَمينَ، اَلْمُنْتَجَبِ فِي الْميثاقِ، اَلْمُصْطَفى فِي الظِّلالِ،اَلْمُطَهَّرِ مِنْ كُلِّ آفَةٍ، اَلْبَري ءِ مِنْ كُلِّ عَيْبٍ، اَلْمُؤَمَّلِ لِلنَّجاةِ،اَلْمُرْتَجى لِلشَّفاعَةِ، اَلْمُفَوَّضِ إِلَيْهِ دينُ اللَّهِ.

أَللَّهُمَّ شَرِّفْ بُنْيانَهُ، وَعَظِّمْ بُرْهانَهُ، وَأَفْلِجْ حُجَّتَهُ(116)، وَارْفَعْ دَرَجَتَهُ، وَأَضِئْ نُورَهُ، وَبَيِّضْ وَجْهَهُ، وَأَعْطِهِ الْفَضْلَ وَالْفَضيلَةَ،

وَالْمَنْزِلَةَ وَالْوَسيلَةَ، وَالدَّرَجَةَ الرَّفيعَةَ، وَابْعَثْهُ مَقاماً مَحْمُوداًيَغْبِطُهُ بِهِ الْأَوَّلُونَ وَالْآخِرُونَ.

وَصَلِّ عَلى أَميرِالْمُؤْمِنينَ، وَوارِثِ الْمُرْسَلينَ، وَقائِدِ الْغُرِّالْمُحَجَّلينَ، وَسَيِّدِ الْوَصِيّينَ، وَحُجَّةِ رَبِّ الْعالَمينَ.

وَصَلِّ عَلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، إِمامِ الْمُؤْمِنينَ، وَوارِثِ الْمُرْسَلينَ، وَحُجَّةِ رَبِّ الْعالَمينَ.

وَصَلِّ عَلَى الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ، إِمامِ الْمُؤْمِنينَ، وَوارِثِ الْمُرْسَلينَ، وَحُجَّةِ رَبِّ الْعالَمينَ.

وَصَلِّ عَلى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، إِمامِ الْمُؤْمِنينَ، وَوارِثِ الْمُرْسَلينَ، وَحُجَّةِ رَبِّ الْعالَمينَ.

وَصَلِّ عَلى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، إِمامِ الْمُؤْمِنينَ، وَوارِثِ الْمُرْسَلينَ، وَحُجَّةِ رَبِّ الْعالَمينَ.

وَصَلِّ عَلى جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، إِمامِ الْمُؤْمِنينَ، وَوارِثِ الْمُرْسَلينَ، وَحُجَّةِ رَبِّ الْعالَمينَ.

وَصَلِّ عَلى مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ، إِمامِ الْمُؤْمِنينَ، وَوارِثِ الْمُرْسَلينَ، وَحُجَّةِ رَبِّ الْعالَمينَ.

وَصَلِّ عَلى عَلِيِّ بْنِ مُوسى، إِمامِ الْمُؤْمِنينَ، وَوارِثِ الْمُرْسَلينَ، وَحُجَّةِ رَبِّ الْعالَمينَ.

وَصَلِّ عَلى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، إِمامِ الْمُؤْمِنينَ، وَوارِثِ الْمُرْسَلينَ، وَحُجَّةِ رَبِّ الْعالَمينَ.

وَصَلِّ عَلى عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ، إِمامِ الْمُؤْمِنينَ، وَوارِثِ الْمُرْسَلينَ، وَحُجَّةِ رَبِّ الْعالَمينَ.

وَصَلِّ عَلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، إِمامِ الْمُؤْمِنينَ، وَوارِثِ الْمُرْسَلينَ، وَحُجَّةِ رَبِّ الْعالَمينَ.

وَصَلِّ عَلَى الْخَلَفِ الْهادِي الْمَهْدِيِّ، إِمامِ الْمُؤْمِنينَ، وَوارِثِ الْمُرْسَلينَ، وَحُجَّةِ رَبِّ الْعالَمينَ.

أَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ الْأَئِمَّةِ الْهادينَ، اَلْعُلَماءِالصَّادِقينَ، اَلْأَبْرارِ الْمُتَّقينَ، دَعائِمِ دينِكَ، وَأَرْكانِ تَوْحيدِكَ،وَتَراجِمَةِ وَحْيِكَ، وَحُجَجِكَ عَلى خَلْقِكَ، وَخُلَفائِكَ في أَرْضِكَ.

اَلَّذينَ اخْتَرْتَهُمْ لِنَفْسِكَ، وَاصْطَفَيْتَهُمْ عَلى عِبادِكَ،وَارْتَضَيْتَهُمْ لِدينِكَ، وَخَصَصْتَهُمْ بِمَعْرِفَتِكَ، وَجَلَّلْتَهُمْ بِكَرامَتِكَ، وَغَشَّيْتَهُمْ

بِرَحْمَتِكَ، وَرَبَّيْتَهُمْ بِنِعْمَتِكَ، وَغَذَّيْتَهُمْ

بِحِكْمَتِكَ، وَأَلْبَسْتَهُمْ نُورَكَ، وَرَفَعْتَهُمْ في مَلَكُوتِكَ، وَحَفَفْتَهُمْ بِمَلائِكَتِكَ، وَشَرَّفْتَهُمْ بِنَبِيِّكَ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ.

أَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَعَلَيْهِمْ، صَلوةً زاكِيَةً نامِيَةً كَثيرَةًدائِمَةً طَيِّبَةً لايُحيطُ بِها إِلّا أَنْتَ، وَلايَسَعُها إِلّا عِلْمُكَ،وَلايُحْصيها أَحَدٌ غَيْرُكَ.

أَللَّهُمَّ وَصَلِّ عَلى وَلِيِّكَ، اَلْمُحْيي سُنَّتَكَ، اَلْقائِمِ بِأَمْرِكَ،اَلدَّاعي إِلَيْكَ، اَلدَّليلِ عَلَيْكَ، حُجَّتِكَ عَلى خَلْقِكَ، وَخَليفَتِكَ في أَرْضِكَ، وَشاهِدِكَ عَلى عِبادِكَ.

أَللَّهُمَّ أَعِزَّ نَصْرَهُ، وَمُدَّ في عُمْرِهِ، وَزَيِّنِ الْأَرْضَ بِطُولِ بَقائِهِ.

أَللَّهُمَّ اكْفِهِ بَغْيَ الْحاسِدينَ، وَأَعِذْهُ مِنْ شَرِّ الْكائِدينَ، وَازْجُرْعَنْهُ إِرادَةَ الظَّالِمينَ، وَخَلِّصْهُ مِنْ أَيْدِى الْجَبَّارينَ.

أَللَّهُمَّ أَعْطِهِ في نَفْسِهِ وَذُرِّيَّتِهِ، وَشيعَتِهِ وَرَعِيَّتِهِ، وَخاصَّتِهِ وَعامَّتِهِ وَعَدُوِّهِ وَجَميعِ أَهْلِ الدُّنْيا، ما تُقِرُّ بِهِ عَيْنَهُ، وَتَسُرُّ بِهِ نَفْسَهُ، وَبَلِّغْهُ أَفْضَلَ ما أَمَّلَهُ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ، إِنَّكَ عَلى كُلّ شَيْ ءٍ قَديرٌ.

أَللَّهُمَّ جَدِّدْ بِهِ مَا امْتَحى مِنْ دينِكَ، وَأَحْيِ بِهِ ما بُدِّلَ مِنْ كِتابِكَ، وَأَظْهِرْ بِهِ ما غُيِّرَ مِنْ حُكْمِكَ، حَتَّى يَعُودَ دينُكَ بِهِ وَعَلى يَدَيْهِ غَضّاً جَديداً خالِصاً مُخْلَصاً لا شَكَّ فيهِ، وَلا شُبْهَةَمَعَهُ، وَلا باطِلَ عِنْدَهُ، وَلا بِدْعَةَ لَدَيْهِ.

أَللَّهُمَّ نَوِّرْ بِنُورِهِ كُلَّ ظُلْمَةٍ، وَهُدَّ بِرُكْنِهِ كُلَّ بِدْعَةٍ، وَاهْدِمْ بِعِزِّهِ كُلَّ ضَلالَةٍ، وَاقْصِمْ بِهِ كُلَّ جَبَّارٍ، وَأَخْمِدْ بِسَيْفِهِ كُلَّ نارٍ،وَأَهْلِكْ بِعَدْلِهِ جَوْرَ كُلِّ جائِرٍ، وَأَجْرِ حُكْمَهُ عَلى كُلِّ حُكْمٍ،وَأَذِلَّ بِسُلْطانِهِ كُلَّ سُلْطانٍ.

أَللَّهُمَّ أَذِلَّ كُلَّ مَنْ ناواهُ، وَأَهْلِكْ كُلَّ مَنْ عاداهُ، وَامْكُرْ بِمَنْ كادَهُ، وَاسْتَأْصِلْ مَنْ جَحَدَهُ حَقَّهُ، وَاسْتَهانَ بِأَمْرِهِ، وَسَعى في إِطْفاءِ نُورِهِ، وَأَرادَ إِخْمادَ ذِكْرِهِ.

أَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ الْمُصْطَفى، وَعَلِيٍّ الْمُرْتَضى،وَفاطِمَةَ الزَّهْراءِ، وَالْحَسَنِ الرِّضا، وَالْحُسَيْنِ الْمُصَفَّى، وَجَميعِ الْأَوْصِياءِ، مَصابيحِ الدُّجى، وَأَعْلامِ الْهُدى، وَمَنارِ التُّقى،وَالْعُرْوَةِ الْوُثْقى، وَالْحَبْلِ الْمَتينِ، وَالصِّراطِ الْمُسْتَقيمِ.

وَصَلِّ عَلى وَلِيِّكَ وَوُلاةِ عَهْدِكَ، وَالْأَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِهِ، وَمُدَّ في

أَعْمارِهِمْ، وَزِدْ في آجالِهِمْ، وَبَلِّغْهُمْ أَقْصى آمالِهِمْ، ديناً وَدُنْياًوَآخِرَةً، إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْ ءٍ قَديرٌ.(117)

ا

فضيلة قرائة سورة الإسراء في كلّ ليلة جمعة

ونذكر في هذا الباب ما رواه في »تفسير البرهان« عن العيّاشي والصدوق في كتابيهما، بإسنادهما عن الصادق عليه السلام قال:

من قرأ

سورة بني إسرائيل في كلّ ليلة جمعة لم يمت حتّى يدرك القائم،ويكون من أصحابه.(118)

الباب الخامس في أدعية الشهور ا

الدعاء المرويّ عن مولانا صاحب الزمان أرواحنا فداه يقرء في كلّ يوم من شهر رجب

قال ابن عيّاش: وممّا خرج على يد الشيخ أبي جعفر محمّد بن عثمان بن سعيد من الناحية المقدّسة دعاء لكلّ يوم من رجب:

أَللَّهُمَّ إِنّي أَسْأَلُكَ بِمَعاني جَميعِ ما يَدْعُوكَ بِهِ وُلاةُ أَمْرِكَ،اَلْمَأْمُونُونَ عَلى سِرِّكَ، اَلْمُسْتَبْشِرُونَ بِأَمْرِكَ، اَلْواصِفُونَ لِقُدْرَتِكَ، اَلْمُعْلِنُونَ لِعَظَمَتِكَ، أَسْأَلُكَ بِما نَطَقَ فيهِمْ مِنْ مَشِيَّتِكَ، فَجَعَلْتَهُمْ مَعادِنَ لِكَلِماتِكَ، وَأَرْكاناً لِتَوْحِيدِكَ وَآياتِكَ وَمَقاماتِكَ الَّتي لاتَعْطيلَ لَها في كُلِّ مَكانٍ يَعْرِفُكَ بِها مَنْ عَرَفَكَ، لا فَرْقَ بَيْنَكَ وَبَيْنَها إِلّا أَنَّهُمْ عِبادُكَ وَخَلْقُكَ، فَتْقُهاوَرَتْقُها بِيَدِكَ، بَدْؤُها مِنْكَ وَعَوْدُها إِلَيْكَ، أَعْضادٌ وَأَشْهادٌ

وَمُناةٌ وَأَذْوادٌ وَحَفَظَةٌ وَرُوَّادٌ، فَبِهِمْ مَلَأْتَ سَماءَكَ وَأَرْضَكَ حَتَّى ظَهَرَ أَنْ لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ.

فَبِذلِكَ أَسْأَلُكَ وَبِمَواقِعِ الْعِزِّ مِنْ رَحْمَتِكَ، وَبِمَقاماتِكَ وَعَلاماتِكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَأَنْ تَزيدَني إيماناًوَتَثْبيتاً، يا باطِناً في ظُهُورِهِ وَظاهِراً في بُطُونِهِ وَمَكْنُونِهِ، يامُفَرِّقاً بَيْنَ النُّورِ وَالدَّيْجُورِ، يا مَوْصُوفاً بِغَيْرِ كُنْهٍ، وَمَعْرُوفاًبِغَيْرِ شِبْهٍ، حادَّ كُلِّ مَحْدُودٍ، وَشاهِدَ كُلِّ مَشْهُودٍ، وَمُوجِدَ كُلّ مَوْجُودٍ، وَمُحْصِيَ كُلِّ مَعْدُودٍ، وَفاقِدَ كُلِّ مَفْقُودٍ، لَيْسَ دُونَكَ مِنْ مَعْبُودٍ أَهْلَ الْكِبْرِياءِ وَالْجُودِ.

يا مَنْ لايُكَيَّفُ بِكَيْفٍ، وَلايُؤَيَّنُ بِأَيْنٍ، يا مُحْتَجِباً عَنْ كُلّ عَيْنٍ، يا دَيْمُومُ يا قَيُّومُ، وَعالِمَ كُلِّ مَعْلُومٍ، صَلِّ عَلى عِبادِكَ الْمُنْتَجَبينَ، وَبَشَرِكَ الْمُحْتَجِبينَ، وَمَلائِكَتِكَ الْمُقَرَّبينَ، وَالْبُهْمِ الصَّافّينَ الْحافّينَ.

وَبارِكْ لَنا في شَهْرِنا هذَا الْمُرَجَّبِ الْمُكَرَّمِ، وَما بَعْدَهُ مِنَ الْأَشْهُرِ الْحُرُمِ، وَأَسْبِغْ عَلَيْنا فيهِ النِّعَمَ، وَأَجْزِلْ لَنا فيهِ الْقِسَمَ،وَأَبْرِرْ لَنا فيهِ الْقَسَمَ، بِاسْمِكَ الْأَعْظَمِ الْأَعْظَمِ الْأَجَلِّ الْأَكْرَمِ

الَّذي وَضَعْتَهُ عَلَى النَّهارِ فَأَضاءَ، وَعَلَى اللَّيْلِ فَأَظْلَمَ، وَاغْفِرْلَنا ما تَعْلَمُ مِنَّا وَما لانَعْلَمُ، وَاعْصِمْنا مِنَ الذُّنُوبِ خَيْرَ الْعِصَمِ،وَاكْفِنا كَوافِيَ قَدَرِكَ.

وَامْنُنْ عَلَيْنا بِحُسْنِ نَظَرِكَ، وَلاتَكِلْنا إِلى غَيْرِكَ ، وَلاتَمْنَعْنامِنْ خَيْرِكَ، وَبارِكْ لَنا فيما كَتَبْتَهُ لَنا مِنْ أَعْمارِنا، وَأَصْلِحْ لَناخبيئَةَ أَسْرارِنا، وَأَعْطِنا مِنْكَ الْأَمانَ، وَاسْتَعْمِلْنا بِحُسْنِ الْإيمانِ، وَبَلِّغْنا شَهْرَ الصِّيامِ، وَما بَعْدَهُ مِنَ

الْأَيَّامِ وَالْأَعْوامِ، ياذَا الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ.(119)

قال في عمدة الزائر: بيان: ولاة الأمر محمّد وأهل بيته صلوات اللَّه عليهم أجمعين، وهم الموصوفون بهذه الصفات الجميلة، وهم المقامات الّتي لا تعطيل لها في كلّ مكان، لأنّهم عليهم السلام إذا دعوا اللَّه تعالى بتلك المعاني المخزونة عندهم، أو دعا الدّاعي بهم، أو بما دعوا به في كلّ مكان على كلّ شي ء استجاب اللَّه لهم دعائهم من غيرتعطيل.

لأنّ المبدء فيّاض والمحلّ قابل، وببركتهم يفيض على الدّاعي، بل على جميع الخلق، وهذا هو السرّ في لزوم الصلوات عليهم والتوسّل للَّه عزّوجلّ بهم في كلّ حاجة،لأنّ من صلّى عليهم لايردّ.(120)

ا

دعاء آخر مرويّ عنه أرواحنا فداه يقرء في كلّ يوم من شهر رجب

قال ابن عيّاش: وخرج أيضاً من النّاحية المقدّسة على يد الشّيخ أبي القاسم الحسين بن روح هذا الدّعاء في أيّام رجب:

أَللَّهُمَّ إِنّي أَسْأَلُكَ بِالْمَوْلُودَيْنِ في رَجَبٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيّ الثَّاني، وَابْنِهِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْمُنْتَجَبِ، وَأَتَقَرَّبُ بِهِما إِلَيْكَ خَيْرَالْقُرَبِ، يا مَنْ إِلَيْهِ الْمَعْرُوفُ طُلِبَ، وَفيما لَدَيْهِ رُغِبَ.

أَسْأَلُكَ سُؤالَ مُعْتَرِفٍ مُذْنِبٍ قَدْ أَوْبَقَتْهُ ذُنُوبُهُ، وَأَوْثَقَتْهُ عُيُوبُهُ،فَطالَ عَلَى الْخَطايا دُؤُوبُهُ، وَمِنَ الرَّزايا خُطُوبُهُ، يَسْأَلُكَ التَّوْبَةَ،وَحُسْنَ الْأَوْبَةِ، وَالنُّزُوعَ عَنِ الْحَوْبَةِ، وَمِنَ النَّارِ فَكاكَ رَقَبَتِهِ،وَالْعَفْوَ عَمَّا في رِبْقَتِهِ، فَأَنْتَ يا مَوْلايَ أَعْظَمُ أَمَلِهِ وَثِقَتِهِ.

أَللَّهُمَّ وَأَسْأَلُكَ بِمَسائِلِكَ الشَّريفَةِ، وَوَسائِلِكَ الْمُنيفَةِ، أَنْ تَتَغَمَّدَني في هذَا الشَّهْرِ بِرَحْمَةٍ مِنْكَ واسِعَةٍ، وَنِعْمَةٍ وازِعَةٍ،وَنَفْسٍ بِما رَزَقْتَها قانِعَةٍ إِلى نُزُولِ الْحافِرَةِ، وَمَحَلِّ الْآخِرَةِ، وَماهِيَ إِلَيْهِ صائِرَةٌ.(121)

ا

الدعاء الثالث يقرء في أيّام شهر رجب

روي عن محمّد بن عبدالرّحمان التستري أنّه قال: مررت ببني رواس، فقال لي بعض إخواني: لو مِلت بنا إلى مسجد صعصعة، فصلّينا فيه، فإنّ هذا رجب ويستحبّ فيه زيارة هذه المواضع المشرّفة الّتي وطئها الموالي بأقدامهم، وصلّوافيها، ومسجد صعصعة منها.

قال: فملت معه إلى المسجد، وإذا ناقة معلّقة مرحلة قد اُنيخت بباب المسجدفدخلنا وإذا برجل عليه ثياب الحجاز، وعِمّة كَعِمَّتِهم، قاعد يدعو بهذا الدّعاءفحفظته أنا وصاحبي وهو: )قال الشيخ الطوسي أعلى اللَّه مقامه: يستحبّ أن يقرء هذاالدعاء في كلّ يوم من شهر رجب:(

أَللَّهُمَّ يا ذَا الْمِنَنِ السَّابِغَةِ، وَالْآلاءِ الْوازِعَةِ، وَالرَّحْمَةِالْواسِعَةِ، وَالْقُدْرَةِ الْجامِعَةِ، وَالنِّعَمِ الْجَسيمَةِ، وَالْمَواهِبِ الْعَظيمَةِ، وَالْأَيادِي الْجَميلَةِ، وَالْعَطايَا الْجَزيلَةِ.

يا مَنْ لايُنْعَتُ بِتَمْثيلٍ، وَلايُمَثَّلُ بِنَظيرٍ، وَلايُغْلَبُ بِظَهيرٍ، يامَنْ خَلَقَ فَرَزَقَ، وَأَلْهَمَ فَأَنْطَقَ، وَابْتَدَعَ فَشَرَعَ، وَعَلا فَارْتَفَعَ،وَقَدَّرَ فَأَحْسَنَ، وَصَوَّرَ فَأَتْقَنَ، وَاحْتَجَّ فَأَبْلَغَ، وَأَنْعَمَ فَأَسْبَغَ،وَأَعْطى فَأَجْزَلَ، وَمَنَحَ فَأَفْضَلَ.

يا مَنْ سَما فِي الْعِزِّ فَفاتَ نَواظِرَ الْأَبْصارِ، وَدَنا فِي اللُّطْفِ فَجازَ هَواجِسَ الْأَفْكارِ، يَا مَنْ تَوَحَّدَ بِالْمُلْكِ فَلا نِدَّ لَهُ في مَلَكُوتِ سُلْطانِهِ، وَتَفَرَّدَ بِالْآلاءِ وَالْكِبْرِياءِ، فَلا ضِدَّ لَهُ في جَبَرُوتِ شَأْنِهِ،

يا مَنْ حَارَتْ في كِبْرِياءِ هَيْبَتِهِ دَقائِقُ لَطائِفِ الْأَوْهامِ، وَانْحَسَرَتْ دُونَ إِدْراكِ عَظَمَتِهِ خَطائِفُ أَبْصارِ الْأَنامِ.

يا مَنْ عَنَتِ الْوُجُوهُ لِهَيْبَتِهِ، وَخَضَعَتِ الرِّقابُ لِعَظَمَتِهِ،وَوَجِلَتِ الْقُلُوبُ مِنْ خيفَتِهِ، أَسْألُكَ بِهذِهِ الْمِدْحَةِ الَّتي لاتَنْبَغي إِلّا لَكَ، وَبِما وَأَيْتَ بِهِ عَلى نَفْسِكَ لِداعيكَ مِنَ الْمُؤْمِنينَ، وَبِماضَمِنْتَ الْإِجابَةَ فيهِ عَلى نَفْسِكَ لِلدَّاعينَ.

يا أَسْمَعَ السَّامِعينَ، وَأَبْصَرَ النَّاظِرينَ، وَأَسْرَعَ الْحاسِبينَ، ياذَاالْقُوَّةِ الْمَتينِ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبيّينَ، وَعَلى أَهْلِ بَيْتِهِ]الْأَئِمَّةِ الصَّادِقينَ[، وَاقْسِمْ لي في شَهْرِنا هذا خَيْرَ ما قَسَمْتَ،وَاحْتِمْ لي في قَضائِكَ خَيْرَ ما حَتَمْتَ.

وَاخْتِمْ لي بِالسَّعادَةِ فيمَنْ خَتَمْتَ، وَأَحْيِني ما أَحْيَيْتَني مَوْفُوراً، وَأَمِتْني مَسْرُوراً وَمَغْفُوراً، وَتَوَلَّ أَنْتَ نَجاتي مِنْ مُسائَلَةِ الْبَرْزَخِ، وَادْرَأْ عَنّي مُنْكَراً وَنَكيراً، وَأَرِ عَيْني مُبَشِّراً

وَبَشيراً، وَاجْعَلْ لي إِلى رِضْوانِكَ وَجِنانِكَ مَصيراً وَعَيْشاًقَريراً، وَمُلْكاً كَبيراً، وَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ كَثيراً.

ثمّ سجد طويلاً، وقام وركب الراحلة وذهب.

فقال لي صاحبي: نراه الخضرعليه السلام فما بالنا لا نكلّمه كأنّما أمسك على ألسنتنا،فخرجنا فلقينا ابن أبي رواد الرواسي فقال: من أين أقبلتما؟ قلنا: من مسجدصعصعة، وأخبرناه بالخبر.

فقال: هذا الراكب يأتي مسجد صعصعة في اليومين والثلاثة لايتكلّم. قلنا: من هو؟ قال: فمن تريانه أنتما؟ قلنا: نظنّه الخضرعليه السلام.

فقال: فأنا واللَّه ما أراه إلّا مَن الخضرعليه السلام محتاجٌ إلى رؤيته، فانصرفا راشدين.

فقال لي صاحبي: هو واللَّه صاحب الزمان أرواحنا فداه.(122)

أقول: قال السيّد الأجلّ عليّ بن طاووس: روي هذا الدعاء عن أميرالمؤمنين عليه السلام، ولكنّه لمّا كان الدعاء يقرء في أيّام شهر رجب نقلناه في هذا الباب أي باب أدعية الشهور.

دعاء يوم الثالث من شعبان

قال العلّامة المجلسي رحمه الله في البحار: خرج إلى القاسم بن العلاء الهمداني وكيل أبي محمّدعليهما السلام أنّ مولانا الحسين عليه السلام ولد يوم الخميس لثلاث خلون من شعبان،فصمه وادع فيه بهذا الدعاء.(123)

وقال في زاد المعاد: صدر الأمر من صاحب الأمر صلوات اللَّه عليه إنّ

يوم الثالث من شهر شعبان يوم ولادة الإمام الحسين عليه السلام فصمه وادع بهذا الدعاء:

أَللَّهُمَّ إِنّي أَسْئَلُكَ بِحَقِّ الْمَوْلُودِ في هذَا الْيَوْمِ، اَلْمَوْعُودِبِشَهادَتِهِ قَبْلَ اسْتِهْلالِهِ وَوِلادَتِهِ، بَكَتْهُ السَّماءُ وَمَنْ فيها،وَالْأَرْضُ وَمَنْ عَلَيْها، وَلَمَّا يَطَأْ لابَتَيْها قَتيلِ الْعَبَرَةِ وَسَيِّدِالْاُسْرَةِ، اَلْمَمْدُودِ بِالنُّصْرَةِ يَوْمَ الْكَرَّةِ، اَلْمُعَوَّضِ مِنْ قَتْلِهِ أَنّ الْأَئِمَّةَ مِنْ نَسْلِهِ، وَالشِّفاءَ في تُرْبَتِهِ، وَالْفَوْزَ مَعَهُ في أَوْبَتِهِ،وَالْأَوْصِياءَ مِنْ عِتْرَتِهِ، بَعْدَ قائِمِهِمْ وَغَيْبَتِهِ، حَتَّى يُدْرِكُواالْأَوْتارَ، وَيَثْأَرُوا الثَّارَ، وَيُرْضُوا الْجَبَّارَ، وَيَكُونُوا خَيْرَ أَنْصارٍ،صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمْ، مَعَ اخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ.

أَللَّهُمَّ فَبِحَقِّهِمْ إِلَيْكَ أَتَوَسَّلُ، وَأَسْئَلُ سُؤالَ مُقْتَرِفٍ]وَ[مُعْتَرِفٍ، مُسي ءٍ إِلى نَفْسِهِ، مِمَّا فَرَّطَ في يَوْمِهِ وَأَمْسِهِ،يَسْئَلُكَ الْعِصْمَةَ إِلى مَحَلِّ رَمْسِهِ. أَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍوَعِتْرَتِهِ، وَاحْشُرْنا في زُمْرَتِهِ، وَبَوِّئْنا مَعَهُ دارَ الْكَرامَةِ، وَمَحَلّ الْإِقامَةِ.

أَللَّهُمَّ وَكَما أَكْرَمْتَنا بِمَعْرِفَتِهِ، فَأَكْرِمْنا بِزُلْفَتِهِ، وَارْزُقْنا

مُرافَقَتَهُ وَسابِقَتَهُ، وَاجْعَلْنا مِمَّنْ يُسَلِّمُ لِأَمْرِهِ، وَيُكْثِرُ الصَّلاةَعَلَيْهِ عِنْدَ ذِكْرِهِ، وَعَلى جَميعِ أَوْصِيائِهِ وَأَهْلِ اصْطِفائِهِ،اَلْمَمْدُودينَ مِنْكَ بِالْعَدَدِ الْإِثْنَيْ عَشَرَ، اَلنُّجُومِ الزُّهَرِ، وَالْحُجَجِ عَلى جَميعِ الْبَشَرِ.

أَللَّهُمَّ وَهَبْ لَنْا في هذَا الْيَوْمِ خَيْرَ مَوْهِبَةٍ، وَأَنْجِحْ لَنا فيهِ كُلّ طَلِبَةٍ، كَما وَهَبْتَ الْحُسَيْنَ لِمُحَمَّدٍ جَدِّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ،وَعاذَ فُطْرُسُ بِمَهْدِهِ، فَنَحْنُ عائِذُونَ بِقَبْرِهِ مِنْ بَعْدِهِ، نَشْهَدُتُرْبَتَهُ، وَنَنْتَظِرُ أَوْبَتَهُ، آمينَ رَبَّ الْعالَمينَ.(124)

فضيلة ليلة النصف من شعبان

قال السيّد الأجلّ رضي الدين عليّ بن طاووس رحمه الله: ينبغي أن يكون تعظيم هذه الليلة لأجل ولادته عند المسلمين والمعترفين بحقوق إقامته على قدر ما ذكره جدّه محمّدصلى الله عليه وآله وسلم، وبشّر به المسعودين من اُمّته، كما لو كان المسلمون قد أظلمت عليهم أيّام حياتهم، وأشرفت عليهم جيوش أهل عداوتهم، وأحاطت بهم نحوس خطيئاتهم، فأنشأ اللَّه تعالى مولوداً يعتق رقابهم من رقّها، ويمكّن كلّ يدمغلولة من حقّها، ويعطي كلّ نفس ما تستحقّه من سبقها، ويبسط للخلائق في المشارق والمغارب بساطاً متساوي الأطراف، مكمّل الألطاف، مجمل الأوصاف،ويجلس الجميع عليه إجلاس الوالد الشفيق لأولاده العزيزين عليه

أو إجلاس الملك الرّحيم الكريم لمن تحت يديه، ويريهم من مقدّمات آيات المسرّات،

وبشارات المبرّات في دار السّعادات الباقيات، ما يشهد حاضرها لغائبها، وتقودالقلوب والأعناق إلى طاعة واهبها.

أقول: وليقم كلّ إنسان للَّه جلّ جلاله في هذه الليلة بقدر شكر ما منّ اللَّه عزّوجلّ عليه بهذا السلطان، وأنّه جعله من رعاياه، والمذكورين في ديوان جنده، والمسمّين بالأعوان على تمهيد الإسلام والإيمان واستئصال الكفر والطغيان والعدوان، ومدّسرادقات السعادات على سائر الجهات من حيث تطلع شموس السماوات وإلى حيث تغترب إلى أقصى الغايات والنّهايات، ويجعل من خدمته للَّه جلّ جلاله الّذي لا يقوم الأجساد بمعانيها خدمة لرسوله صلى الله عليه وآله وسلم الّذى كان سبب هذه الولادة والسّعادةوشرف رياستها وخدمة لآبائه الطاهرين الّذين كانوا أصلاً لها وأعواناً على إقامةحرمتها وخدمة له صلوات اللَّه عليه، كما يجب على الرعيّة لمالك أزمّتها، والقيّم لهاباستقامتها، وإدراك سعادتها، ولست أجد القوّة البشريّة قادرة على القيام بهذه الحقوق المعظّمة الرضيّة إلّا بقوّة من القدرة الربّانيّة، فليقم كلّ عبد مسعود من العباد بما يبلغ إليه ما أنعم به عليه اللَّه جلّ جلاله من القوّة والإجتهاد.

فصل: فيما نذكره من الدعاء والقسم على اللَّه جلّ جلاله بهذا المولود العظيم المكان ليلة النصف من شعبان وهو:

ا

دعاء ليلة النصف من شعبان

أَللَّهُمَّ بِحَقِّ لَيْلَتِنا هذِهِ وَمَوْلُودِها، وَحُجَّتِكَ وَمَوْعُودِها، اَلَّتي قَرَنْتَ إِلى فَضْلِها فَضْلاً فَتَمَّتْ كَلِمَتُكَ صِدْقاً وَعَدْلاً، لا مُبَدِّلَ لِكَلِماتِكَ، وَلا مُعَقِّبَ لِآياتِكَ، نُورُكَ الْمُتَأَلِّقُ، وَضِياؤُكَ

الْمُشْرِقُ، وَالْعَلَمُ النُّورُ في طَخْياءِ الدَّيْجُورِ، اَلْغائِبُ الْمَسْتُورُ.

جَلَّ مَوْلِدُهُ، وَكَرُمَ مَحْتِدُهُ، وَالْمَلائِكَةُ شُهَّدُهُ، وَاللَّهُ ناصِرُهُ وَمُؤَيِّدُهُ، إِذا آنَ ميعادُهُ، وَالْمَلائِكَةُ أَمْدادُهُ، سَيْفُ اللَّهِ الَّذي لايَنْبُو، وَنُورُهُ الَّذي لايَخْبُو، وَذُو الْحِلْمِ الَّذي لايَصْبُو.

مَدارُ الدَّهْرِ، وَنَواميسُ الْعَصْرِ، وَوُلاةُ الْأَمْرِ، وَالْمُنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الذِّكْرُ، وَما يَنْزِلُ في لَيْلَةِ الْقَدْرِ، وَأَصْحابُ الْحَشْرِ وَالنَّشْرِ،تَراجِمَةُ وَحْيِهِ، وَوُلاةُ أَمْرِهِ وَنَهْيِهِ.

أَللَّهُمَّ فَصَلِّ عَلى خاتِمِهِمْ وَقائِمِهِمْ، اَلْمَسْتُورِ عَنْ عَوالِمِهِمْ)عَوامِلِهِمْ(، وَأَدْرِكْ بِنا

أَيَّامَهُ وَظُهُورَهُ وَقِيامَهُ، وَاجْعَلْنا مِنْ أَنْصارِهِ، وَاقْرِنْ ثارَنا بِثارِهِ، وَاكْتُبْنا في أَعْوانِهِ وَخُلَصائِهِ،وَأَحْيِنا في دَوْلَتِهِ ناعِمينَ، وَبِصُحْبَتِهِ غانِمينَ، وَبِحَقِّهِ قائِمينَ،وَمِنَ السُّوءِ سالِمينَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ، وَالْحَمْدُ للَّهِِ رَبّ الْعالَمينَ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلى مُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبِيّينَ وَالْمُرْسَلينَ،وَعَلى أَهْلِ بَيْتِهِ الصَّادِقينَ وَعِتْرَتِهِ النَّاطِقينَ، وَالْعَنْ جَميعَ الظَّالِمينَ، وَاحْكُمْ بَيْنَنا وَبَيْنَهُمْ يا أَحْكَمَ الْحاكِمينَ.(125)

أقول: ينبغي أن يقرء في ليلة النصف من شعبان وفي يومه صلوات ضرّاب الإصفهاني الّتي نقلناها في ص 228 من هذا الكتاب.

ا

دعاء الإفتتاح

قال العلّامة المجلسي رحمه الله: روي بسند معتبر أنّ صاحب الأمر صلوات اللَّه عليه كتب إلى الشيعة:

أن اقرؤا هذا الدعاء في كلّ ليالي شهر رمضان، لأنّ الملائكة يسمعونه ويستغفرون لقارئه.

والدّعاء هذا:

أَللَّهُمَّ إِنّي أَفْتَتِحُ الثَّناءَ بِحَمْدِكَ، وَأَنْتَ مُسَدِّدٌ لِلصَّوابِ بِمَنِّكَ، وَأَيْقَنْتُ أَنَّكَ أَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمينَ في مَوْضِعِ الْعَفْوِوَالرَّحْمَةِ، وَأَشَدُّ الْمُعاقِبينَ في مَوْضِعِ النَّكالِ وَالنَّقِمَةِ، وَأَعْظَمُ الْمُتَجَبِّرينَ في مَوْضِعِ الْكِبْرِياءِ وَالْعَظَمَةِ.

أَللَّهُمَّ أَذِنْتَ لي في دُعائِكَ وَمَسْئَلَتِكَ، فَاسْمَعْ يا سَميعُ مِدْحَتي، وَأَجِبْ يا رَحيمُ دَعْوَتي، وَأَقِلْ يا غَفُورُ عَثْرَتي، فَكَمْ يا إِلهي مِنْ كُرْبَةٍ قَدْ فَرَّجْتَها، وَهُمُومٍ قَدْ كَشَفْتَها، وَعَثْرَةٍ قَدْأَقَلْتَها، وَرَحْمَةٍ قَدْ نَشَرْتَها، وَحَلْقَةِ بَلاءٍ قَدْ فَكَكْتَها.

اَلْحَمْدُ للَّهِِ الَّذي لَمْ يَتَّخِذْ صاحِبَةً وَلا وَلَداً، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ شَريكٌ فِي الْمُلْكِ، وَلَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ الذُّلِّ وَكَبِّرْهُ تَكْبيراً.اَلْحَمْدُ للَّهِِ بِجَميعِ مَحامِدِهِ كُلِّها عَلى جَميعِ نِعَمِهِ كُلِّها. اَلْحَمْدُ للَّهِِالَّذي لا مُضادَّ لَهُ في مُلْكِهِ، وَلا مُنازِعَ لَهُ في أَمْرِهِ.

اَلْحَمْدُ للَّهِِ الَّذي لا شَريكَ لَهُ في خَلْقِهِ، وَلا شَبيهَ لَهُ في عَظَمَتِهِ. اَلْحَمْدُ للَّهِِ الْفاشي فِي الْخَلْقِ أَمْرُهُ وَحَمْدُهُ، اَلظَّاهِرِبِالْكَرَمِ مَجْدُهُ، وَالْباسِطِ بِالْجُودِ يَدَهُ، اَلَّذي لاتَنْقُصُ خَزائِنُهُ،وَلاتَزيدُهُ كَثْرَةُ الْعَطاءِ إِلّا جُوداً وَكَرَماً، إِنَّهُ هُوَ الْعَزيزُ الْوَهَّابُ.

أَللَّهُمَّ إِنّي أَسْئَلُكَ قَليلاً مِنْ كَثيرٍ مَعَ حاجَةٍ بي إِلَيْهِ عَظيمَةٍ،وَغِناكَ عَنْهُ قَديمٌ، وَهُوَ عِنْدي كَثيرٌ، وَهُوَ عَلَيْكَ سَهْلٌ يَسيرٌ.

أَللَّهُمَّ إِنَّ عَفْوَكَ عَنْ ذَنْبي، وَتَجاوُزَكَ عَنْ

خَطيئَتي،وَصَفْحَكَ عَنْ ظُلْمي، وَسَتْرَكَ عَلى قَبيحِ عَمَلي، وَحِلْمَكَ عَنْ كَثيرِ جُرْمي، عِنْدَ ما كانَ مِنْ خَطَئي وَعَمْدي، أَطْمَعَني في أَنْ أَسْئَلَكَ ما لا أَسْتَوْجِبُهُ مِنْكَ، اَلَّذي رَزَقْتَني مِنْ رَحْمَتِكَ،وَأَرَيْتَني مِنْ قُدْرَتِكَ، وَعَرَّفْتَني مِنْ إِجابَتِكَ، فَصِرْتُ أَدْعُوكَ آمِناً.

وَأَسْأَلُكَ مُسْتَأْنِساً لا خائِفاً وَلا وَجِلاً، مُدِلًّا عَلَيْكَ فيماقَصَدْتُ فيهِ إِلَيْكَ، فَإِنْ أَبْطَأَ عَنّي عَتَبْتُ بِجَهْلي عَلَيْكَ، وَلَعَلّ الَّذي أَبْطَأَ عَنّي هُوَ خَيْرٌ لي، لِعِلْمِكَ بِعاقِبَةِ الْاُمُورِ.

فَلَمْ أَرَ مَوْلًى كَريماً أَصْبَرَ عَلى عَبْدٍ لَئيمٍ مِنْكَ عَلَيَّ يا رَبِّ،إِنَّكَ تَدْعُوني فَاُوَلّي عَنْكَ، وَتتَحَبَّبُ إِلَيَّ فَأَتَبَغَّضُ إِلَيْكَ،وَتَتَوَدَّدُ إِلَيَّ فَلا أَقْبَلُ مِنْكَ، كَأَنَّ لِيَ التَّطَوُّلَ عَلَيْكَ، فَلَمْ يَمْنَعْكَ ذلِكَ مِنَ الرَّحْمَةِ لي، وَالْإِحْسانِ إِلَيَّ، وَالتَّفَضُّلِ عَلَيَّ بِجُودِكَ وَكَرَمِكَ، فَارْحَمْ عَبْدَكَ الْجاهِلَ، وَجُدْ عَلَيْهِ بِفَضْلِ إِحْسانِكَ،إِنَّكَ جَوادٌ كَريمٌ.

اَلْحَمْدُ للَّهِِ مالِكِ الْمُلْكِ، مُجْرِى الْفُلْكِ، مُسَخِّرِ الرِّياحِ، فالِقِ الْإِصْباحِ، دَيَّانِ الدّينِ، رَبِّ الْعالَمينَ. اَلْحَمْدُ للَّهِِ عَلى حِلْمِهِ بَعْدَعِلْمِهِ، وَالْحَمْدُ للَّهِِ عَلى عَفْوِهِ بَعْدَ قُدْرَتِهِ.

وَالْحَمْدُ للَّهِِ عَلى طُولِ أَناتِهِ في غَضَبِهِ، وَهُوَ قادِرٌ عَلى مايُريدُ. اَلْحَمْدُ للَّهِِ خالِقِ الْخَلْقِ، باسِطِ الرِّزْقِ، فالِقِ الْإِصْباحِ،ذِي الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ، وَالْفَضْلِ وَالْإِنْعامِ، اَلَّذي بَعُدَ فَلايُرى،وَقَرُبَ فَشَهِدَ النَّجْوى، تَبارَكَ وَتَعالى.

اَلْحَمْدُ للَّهِِ الَّذي لَيْسَ لَهُ مُنازِعٌ يُعادِلُهُ، وَلا شَبيهٌ يُشاكِلُهُ،وَلا ظَهيرٌ يُعاضِدُهُ، قَهَرَ بِعِزَّتِهِ الْأَعِزَّاءَ، وَتَواضَعَ لِعَظَمَتِهِ الْعُظَماءُ، فَبَلَغَ بِقُدْرَتِهِ ما يَشاءُ.

اَلْحَمْدُ للَّهِِ الَّذي يُجيبُني حينَ اُناديهِ، وَيَسْتُرُ عَلَيَّ كُلَّ عَوْرَةٍوَأَنَا أَعْصيهِ، وَيُعَظِّمُ النِّعْمَةَ عَلَيَّ فَلا اُجازيهِ، فَكَمْ مِنْ مَوْهِبَةٍهَنيئَةٍ قَدْ أَعْطاني، وَعَظيمَةٍ مَخُوفَةٍ قَدْ كَفاني، وَبَهْجَةٍ مُونِقَةٍقَدْ أَراني، فَاُثْني عَلَيْهِ حامِداً، وَأَذْكُرُهُ مُسَبِّحاً.

اَلْحَمْدُ للَّهِِ الَّذي لايُهْتَكُ حِجابُهُ، وَلايُغْلَقُ بابُهُ، وَلا يُرَدُّسائِلُهُ، وَلا يُخَيَّبُ آمِلُهُ. اَلْحَمْدُ للَّهِِ الَّذي يُؤْمِنُ الخائِفينَ،وَيُنَجِّى الصَّالِحينَ، وَيَرْفَعُ الْمُسْتَضْعَفينَ، وَيَضَعُ الْمُسْتَكْبِرينَ،وَيُهْلِكُ مُلُوكاً، وَيَسْتَخْلِفُ آخَرينَ.

وَالْحَمْدُ للَّهِِ قاصِمِ الجَبَّارينَ، مُبيرِ الظَّالِمينَ، مُدْرِكِ الْهارِبينَ، نَكالِ الظَّالِمينَ، صَريخِ الْمُسْتَصْرِخينَ، مَوْضِعِ حاجاتِ الطَّالِبينَ، مُعْتَمَدِ الْمُؤْمِنينَ.

اَلْحَمْدُ للَّهِِ الَّذي مِنْ خَشْيَتِهِ تَرْعَدُ السَّماءُ وَسُكَّانُها، وَتَرْجُفُ الْأَرْضُ

وَعُمَّارُها، وَتَمُوجُ الْبِحارُ وَمَنْ يَسْبَحُ في غَمَراتِها.

اَلْحَمْدُ للَّهِِ الَّذي هَدانا لِهذا، وَما كُنَّا لِنَهْتَدِيَ لَوْلا أَنْ هَدانَا اللَّهُ.

اَلْحَمْدُ للَّهِِ الَّذي يَخْلُقُ وَلَمْ يُخْلَقْ، وَيَرْزُقُ وَلا يُرْزَقْ، وَيُطْعِمُ وَلايُطْعَمْ، وَيُميتُ الْأَحْياءَ وَيُحْيِى الْمَوْتى، وَهُوَ حَيٌّ لايَمُوتُ،بِيَدِهِ الْخَيْرُ، وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْ ءٍ قَديرٌ.

أَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ عَبْدِكَ وَرَسُولِكَ، وَأَمينِكَ وَصَفِيِّكَ،وَحَبيبِكَ وَخِيَرَتِكَ مِنْ خَلْقِكَ، وَحافِظِ سِرِّكَ، وَمُبَلِّغِ رِسالاتِكَ،أَفْضَلَ وَأَحْسَنَ وَأَجْمَلَ وَأَكْمَلَ وَأَزْكى وَأَنْمى وَأَطْيَبَ وَأَطْهَرَوَأَسْنى وَأَكْثَرَ ما صَلَّيْتَ وَبارَكْتَ وَتَرَحَّمْتَ، وَتَحَنَّنْتَ وَسَلَّمْتَ، عَلى أَحَدٍ مِنْ عِبادِكَ وَأَنْبِيائِكَ وَرُسُلِكَ وَصَفْوَتِكَ،وَأَهْلِ الْكَرامَةِ عَلَيْكَ مِنْ خَلْقِكَ.

أَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى عَلِيٍّ أَميرِالْمُؤْمِنينَ، وَوَصِيِّ رَسُولِ رَبّ الْعالَمينَ، عَبْدِكَ وَوَلِيِّكَ، وَأَخي رَسُولِكَ، وَحُجَّتِكَ عَلىخَلْقِكَ، وَآيَتِكَ الْكُبْرى، وَالنَّبَإِ الْعَظيمِ، وَصَلِّ عَلَى الصِّدّيقَةِالطَّاهِرَةِ، فاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِساءِ الْعالَمينَ، وَصَلِّ عَلى سِبْطَيِ الرَّحْمَةِ، وَإِمامَيِ الْهُدى، اَلْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ، سَيِّدَيْ شَبابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ.

وَصَلِّ عَلى أَئِمَّةِ الْمُسْلِمينَ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، وَجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَمُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ، وَعَلِيِّ بْنِ مُوسى،وَمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، وَعَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ، وَالْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ،وَالْخَلَفِ الْهادِى الْمَهْدِيِّ، حُجَجِكَ عَلى عِبادِكَ، واُمَنائِكَ في بِلادِكَ، صَلوةً كَثيرَةً دائِمَةً.

أَللَّهُمَّ وَصَلِّ عَلى وَلِيِّ أَمْرِكَ، اَلْقائِمِ الْمُؤَمَّلِ، وَالْعَدْلِ الْمُنْتَظَرِ، وَحُفَّهُ بِمَلائِكَتِكَ الْمُقَرَّبينَ، وَأَيِّدْهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ، يارَبَّ الْعالَمينَ.

أَللَّهُمَّ اجْعَلْهُ الدَّاعِيَ إِلى كِتابِكَ، وَالْقائِمَ بِدينِكَ، إِسْتَخْلِفْهُ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفْتَ الَّذينَ مِنْ قَبْلِهِ، مَكِّنْ لَهُ دينَهُ الَّذِي ارْتَضَيْتَهُ لَهُ، أَبْدِلْهُ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِ أَمْناً، يَعْبُدُكَ لا يُشْرِكُ بِكَ شَيْئاً.

أَللَّهُمَّ أَعِزَّهُ وَأَعْزِزْ بِهِ، وَانْصُرْهُ وَانْتَصِرْ بِهِ، وَانْصُرْهُ نَصْراًعَزيزاً، وَافْتَحْ لَهُ فَتْحاً يَسيراً، وَاجْعَلْ لَهُ مِنْ لَدُنْكَ سُلْطاناًنَصيراً. أَللَّهُمَّ أَظْهِرْ بِهِ دينَكَ وَسُنَّةَ نَبِيِّكَ حَتَّى لايَسْتَخْفِيَ بِشَيْ ءٍ مِنَ الْحَقِّ مَخافَةَ أَحَدٍ مِنَ الْخَلْقِ.

أَللَّهُمَّ إِنَّا نَرْغَبُ إِلَيْكَ في دَوْلَةٍ كَريمَةٍ، تُعِزُّ بِهَا الْإِسْلامَ وَأَهْلَهُ، وَتُذِلُّ بِهَا النِّفاقَ وَأَهْلَهُ، وَتَجْعَلُنا فيها مِنَ الدُّعاةِ إِلى طاعَتِكَ، وَالْقادَةِ إِلى سَبيلِكَ، وَتَرْزُقُنا بِها كَرامَةَ الدُّنْياوَالْآخِرَةِ. أَللَّهُمَّ ما عَرَّفْتَنا مِنَ الْحَقِّ فَحَمِّلْناهُ، وَما قَصُرْنا عَنْهُ فَبَلِّغْناهُ.

أَللَّهُمَّ

الْمُمْ بِهِ شَعَثَنا، وَاشْعَبْ بِهِ صَدْعَنا، وَارْتُقْ بِهِ فَتْقَنا،وَكَثِّرْ بِهِ قِلَّتَنا، وَأَعْزِزْ بِهِ ذِلَّتَنا، وَأَغْنِ بِهِ عائِلَنا، وَاقْضِ بِهِ عَنْ مَغْرَمِنا، وَاجْبُرْ بِهِ فَقْرَنا، وَسُدَّ بِهِ خَلَّتَنا.

وَيَسِّرْ بِهِ عُسْرَنا، وبَيِّضْ بِهِ وُجُوهَنا، وَفُكَّ بِهِ أَسْرَنا، وَأَنْجِحْ بِهِ طَلِبَتَنا، وَأَنْجِزْ بِهِ مَواعيدَنا، وَاسْتَجِبْ بِهِ دَعْوَتَنا، وَأَعْطِنابِهِ سُؤْلَنا، وَبَلِّغْنا بِهِ مِنَ الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ آمالَنا، وَأَعْطِنا بِهِ فَوْقَ رَغْبَتِنا.

يا خَيْرَ الْمَسْئُولينَ وَأَوْسَعَ الْمُعْطينَ، إِشْفِ بِهِ صُدُورَنا،وَأَذْهِبْ بِهِ غَيْظَ قُلُوبِنا، وَاهْدِنا بِهِ لِمَا اخْتُلِفَ فيهِ مِنَ الْحَقّ بِإِذْنِكَ، إِنَّكَ تَهْدي مَنْ تَشاءُ إِلى صِراطٍ مُسْتَقيمٍ، وَانْصُرْنا بِهِ عَلى عَدُوِّكَ وَعَدُوِّنا، إِلهَ الْحَقِّ آمينَ.

أَللَّهُمَّ إِنَّا نَشْكُو إِلَيْكَ فَقْدَ نَبِيِّنا صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَغَيْبَةَوَلِيِّنا، وَكَثْرَةَ عَدُوِّنا، وَقِلَّةَ عَدَدِنا، وَشِدَّةَ الْفِتَنِ بِنا، وَتَظاهُرَالزَّمانِ عَلَيْنا، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَأَعِنَّا عَلى ذلِكَ بِفَتْحٍ مِنْكَ تُعَجِّلُهُ، وَبِضُرٍّ تَكْشِفُهُ، وَنَصْرٍ تُعِزُّهُ، وَسُلْطانِ حَقٍّ تُظْهِرُهُ، وَرَحْمَةٍمِنْكَ تُجَلِّلُناها، وَعافِيَةٍ مِنْكَ تُلْبِسُناها، بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ.(126) ا

الدعاء لظهوره أرواحنا فداه في اليوم الثالث عشر من شهر رمضان

نقل السيّد الأجلّ عليّ بن طاووس رحمه الله هذا الدعاء لهذا اليوم:

أَللَّهُمَّ إِنّي أَدينُكَ بِطاعَتِكَ وَوِلايَتِكَ، وَوِلايَةِ مُحَمَّدٍ نَبِيِّكَ،وَوِلايَةِ أَميرِالْمُؤْمِنينَ حَبيبِ نَبِيِّكَ، وَوِلايَةِ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ،سِبْطَيْ نَبِيِّكَ وَسَيِّدَيْ شَبابِ أَهْلِ جَنَّتِكَ.

وَأَدينُكَ يا رَبِّ بِوِلايَةِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ وَمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيّ وَجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ وَمُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ وَعَلِيِّ بْنِ مُوسى وَمُحَمَّدِ

بْنِ عَلِيٍّ وَعَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ وَالْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، وَسَيِّدي وَمَوْلايَ صاحِبِ الزَّمانِ.

أَدينُكَ يا رَبِّ بِطاعَتِهِمْ وَوِلايَتِهِمْ، وَبِالتَّسْليمِ بِما فَضَّلْتَهُمْ،راضِياً غَيْرَ مُنْكِرٍ وَلا مُسْتَكْبِرٍ، عَلى ما أَنْزَلْتَ في كِتابِكَ.

أَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَادْفَعْ عَنْ وَلِيِّكَ وَخَليفَتِكَ وَلِسانِكَ وَالْقائِمِ بِقِسْطِكَ، وَالْمُعَظِّمِ لِحُرْمَتِكَ، وَالْمُعَبِّرِ عَنْكَ،وَالنَّاطِقِ بِحُكْمِكَ، وَعَيْنِكَ النَّاظِرَةِ، وَاُذُنِكَ السَّامِعَةِ، وَشاهِدِعِبادِكَ، وَحُجَّتِكَ عَلى خَلْقِكَ، وَالْمُجاهِدِ في سَبيلِكَ، وَالْمُجْتَهِدِفي طاعَتِكَ.

وَاجْعَلْهُ في وَديعَتِكَ الَّتي لاتَضيعُ، وَأَيِّدْهُ بِجُنْدِكَ الْغالِبِ،وَأَعِنْهُ وَأَعِنْ عَنْهُ، وَاجْعَلْني وَوالِدَيَّ وَما وَلَدا وَوُلْدي مِنَ الَّذينَ يَنْصُرُونَهُ، وَيَنْتَصِرُونَ بِهِ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ، إِشْعَبْ بِهِ صَدْعَنا، وَارْتُقْ بِهِ

فَتْقَنا.

أَللَّهُمَّ أَمِتْ بِهِ الْجَوْرَ، وَدَمْدِمْ بِمَنْ نَصَبَ لَهُ، وَاقْصِمْ رُؤُوسَ الضَّلالَةِ حَتَّى لاتَدَعَ عَلَى الْأَرْضِ مِنْهُمْ دَيَّاراً.(127)

ا

الدعاء لظهوره أرواحنا فداه في الليلة الثالثة والعشرين من شهر رمضان

ورد هذا الدعاء في الليلة الثالثة والعشرين من شهر رمضان في بعض النسخ:

أَللَّهُمَّ يا ذَا الْمَجْدِ الشَّامِخِ وَالسُّلْطانِ الْباذِخِ، صَلِّ عَلىمُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَكُنْ لِوَلِيِّكَ وَابْنِ وَلِيِّكَ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْمَهْدِيِّ، في هذِهِ السَّاعَةِ وَلِيّاً وَحافِظاً، وَقائِداً وَناصِراً،وَدَليلاً وَعَوْناً، وَعَيْناً وَمُعيناً، حَتَّى تُسْكِنَهُ أَرْضَكَ طَوْعاً،وَتُمَتِّعَهُ فيها طَويلاً.

يا مُدَبِّرَ الْاُمُورِ، يا باعِثَ مَنْ فِي الْقُبُورِ، يا مُجْرِيَ الْبُحُورِ،يا مُلَيِّنَ الْحَديدِ لِداوُودَ عَلَيْهِ السَّلامُ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَافْعَلْ بي كَذا وَكَذا، أي اُطلب حاجتك.(128)

ا

دعاء آخر لظهوره أرواحنا فداه في الليلة الثالثة والعشرين من شهر رمضان

قال العلّامة المجلسي: عن محمّد بن عيسى بن عبيد بإسناده عن الصالحين عليهم السلام قال:

وكرّر في ليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان قائماً وقاعداً، وعلى كلّ حال،والشهر كلّه، وكيف أمكنك، ومتى حضرك في دهرك، تقول بعد تمجيد اللَّه تعالى والصلاة على النبيّ وآله:

أَللَّهُمَّ كُنْ لِوَلِيِّكَ الْقائِمِ بِأَمْرِكَ، مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْمَهْدِيِّ،عَلَيْهِ وَعَلى آبائِهِ أَفْضَلُ الصَّلاةِ وَالسَّلامِ، في هذِهِ السَّاعَةِوَفي كُلِّ ساعَةٍ، وَلِيّاً وَحافِظاً وَقائِداً وَناصِراً وَدَليلاً وَمُؤَيِّداً،حَتَّى تُسْكِنَهُ أَرْضَكَ طَوْعاً، وَتُمَتِّعَهُ فيها طُولاً وَعَرْضاً،وَتَجْعَلَهُ وَذُرِّيَّتَهُ مِنَ الْأَئِمَّةِ الْوارِثينَ.

أَللَّهُمَّ انْصُرْهُ وَانْتَصِرْ بِهِ، وَاجْعَلِ النَّصْرَ مِنْكَ عَلى يَدِهِ،وَاجْعَلِ النَّصْرَ لَهُ وَالْفَتْحَ عَلى وَجْهِهِ، وَلا تُوَجِّهِ الْأَمْرَ إِلىغَيْرِهِ. أَللَّهُمَّ أَظْهِرْ بِهِ دينَكَ وَسُنَّةَ نَبِيِّكَ، حَتَّى لايَسْتَخْفِيَ بِشَيْ ءٍ مِنَ الْحَقِّ مَخافَةَ أَحَدٍ مِنَ الْخَلْقِ.

أَللَّهُمَّ إِنّي أَرْغَبُ إِلَيْكَ في دَوْلَةٍ كَريمَةٍ تُعِزُّ بِهَا الْإِسْلامَ

وَأَهْلَهُ، وَتُذِلُّ بِهَا النِّفاقَ وَأَهْلَهُ، وَتَجْعَلُنا فيها مِنَ الدُّعاةِ إِلىطاعَتِكَ، وَالْقادَةِ إِلى سَبيلِكَ، وَآتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً، وَقِنا عَذابَ النَّارِ، وَاجْمَعْ لَنا خَيْرَ الدَّارَيْنِ،وَاقْضِ عَنَّا جَميعَ ما تُحِبُّ فيهِما، وَاجْعَلْ لَنا في ذلِكَ الْخِيَرَةَبِرَحْمَتِكَ وَمَنِّكَ في عافِيَةٍ، آمينَ رَبَّ الْعالَمينَ، وَزِدْنا مِنْ فَضْلِكَ وَيَدُكَ الْمَلَأُ، فَإِنَّ كُلَّ مُعْطٍ يَنْقُصُ مِنْ مُلْكِهِ، وَعَطاؤُكَ يَزيدُ في مُلْكِكَ.(129)

ا

الدعاء الثالث لظهوره أرواحنا فداه في الليلة الثالثة والعشرين من شهر رمضان

قال الشيخ الأجلّ الكفعمي رحمه الله: وعنهم عليهم السلام:

كرّر في ليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان، هذا الدعاء ساجداً وقائماً وقاعداًوعلى كلّ حال، وفي الشهر كلّه، وكيف أمكنك، ومتى حضرك من دهرك،تقول بعد تمجيده تعالى والصلاة على نبيّه صلى الله عليه وآله وسلم:

أَللَّهُمَّ كُنْ لِوَلِيِّكَ الْحُجَّةِ بْنِ الْحَسَنِ، )صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَعَلىآبائِهِ(، في هذِهِ السَّاعَةِ وَفي كُلِّ ساعَةٍ، وَلِيّاً وَحافِظاً، وَقائِداً

وَناصِراً، وَدَليلاً وَعَيْناً، حَتَّى تُسْكِنَهُ أَرْضَكَ طَوْعاً، وَتُمَتِّعَهُ فيها طَويلاً.(130)

ا

دعاء يوم عيد الغديرمن قرئه كان كمن يكون تحت راية القائم عجّل اللَّه تعالى فرجه

وفي فسطاطه من النجباء والنقباء

قال العلّامة المجلسي رحمه الله: روينا بالأسانيد المتّصلة ممّا ذكره ورواه محمّد بن عليّ الطرازي في كتابه عن محمّد بن سنان، عن داود بن كثير الرقي، عن عمارةبن جوين أبي هارون العبدي وروينا بأسانيدنا أيضاً إلى الشيخ المفيد محمّد بن محمّد بن النعمان فيما رواه عن عمارة بن جوين أبي هارون العبدي أيضاً قال:دخلت على أبي عبداللَّه عليه السلام في اليوم الثّامن عشر من ذي الحجّة فوجدته صائماًفقال:

إنّ هذا اليوم يوم عظّم اللَّه حرمته على المؤمنين إذ أكمل اللَّه لهم فيه الدّين وتمّم عليهم النّعمة، وجدّد لهم ما أخذ عليهم من الميثاق والعهد في الخلق الأوّل إذ أنساهم اللَّه ذلك الموقف، ووفّقهم للقبول منه، ولم يجعلهم من أهل الإنكار الّذين جحدوا.

فقلت له: جعلت فداك؛ فما ثواب صوم هذا اليوم؟ فقال:

إنّه يوم عيد وفرح وسرور وصوم شكراً للَّه عزّوجلّ، فإنّ صومه يعدل ستّين شهراً من الأشهر الحرم ومن صلّى فيه ركعتين أيّ وقت شاء - وأفضل ذلك قرب الزّوال، وهي السّاعة الّتي اُقيم فيها أميرالمؤمنين عليه السلام بغدير خم علماً

للنّاس، وذلك أنّهم كانوا قربوا من المنزل في ذلك الوقت - فمن صلّى ركعتين ثمّ سجد وشكر اللَّه عزّوجلّ مائة مرّة، ودعا بهذا الدّعاء بعد رفع رأسه من السّجود، الدّعاء:

أَللَّهُمَّ إِنّي أَسْئَلُكَ بِأَنَّ لَكَ الْحَمْدَ، وَحْدَكَ لا شَريكَ لَكَ،وَأَنَّكَ

واحِدٌ أَحَدٌ صَمَدٌ، لَمْ تَلِدْ وَلَمْ تُولَدْ، وَلَمْ يَكُنْ لَكَ كُفُواًأَحَدٌ، وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ، يا مَنْ هُوَ كُلَّ يَوْمٍ في شَأْنٍ، كَما كانَ مِنْ شَأْنِكَ أَنْ تَفَضَّلْتَ عَلَيَّ، بِأَنْ جَعَلْتَني مِنْ أَهْلِ إِجابَتِكَ، وَأَهْلِ دينِكَ وَأَهْلِ دَعْوَتِكَ، وَوَفَّقْتَني لِذلِكَ في مُبْتَدَءِ خَلْقي، تَفَضُّلاً مِنْكَ وَكَرَماً وَجُوداً.

ثُمَّ أَرْدَفْتَ الْفَضْلَ فَضْلاً، وَالْجُودَ جُوداً، وَالْكَرَمَ كَرَماً، رَأْفَةًمِنْكَ وَرَحْمَةً إِلى أَنْ جَدَّدْتَ ذلِكَ الْعَهْدَ لي تَجْديداً بَعْدَتَجْديدِكَ خَلْقي، وَكُنْتُ نَسْياً مَنْسِيّاً ناسِياً ساهِياً غافِلاً، فَأَتْمَمْتَ نِعْمَتَكَ بِأَنْ ذَكَّرْتَني ذلِكَ، وَمَنَنْتَ بِهِ عَلَيَّ، وَهَدَيْتَني لَهُ.

فَلْيَكُنْ مِنْ شَأْنِكَ يا إِلهي وَسَيِّدي وَمَوْلايَ، أَنْ تُتِمَّ لي ذلِكَ، وَلاتَسْلُبْنيهِ، حَتَّى تَتَوَفَّاني عَلى ذلِكَ وَأَنْتَ عَنّي راضٍ،فَإِنَّكَ أَحَقُّ الْمُنْعِمينَ أَنْ تُتِمَّ نِعْمَتَكَ عَلَيَّ.

أَللَّهُمَّ سَمِعْنا وَأَطَعْنا، وَأَجَبْنا داعِيَكَ بِمَنِّكَ، فَلَكَ الْحَمْدُ

غُفْرانَكَ رَبَّنا وَإِلَيْكَ الْمَصيرُ، آمَنَّا بِاللَّهِ، وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ،وَبِرَسُولِهِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَصَدَّقْنا وَأَجَبْنا داعِيَ اللَّهِ، وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ في مُوالاةِ مَوْلانا وَمَوْلَى الْمُؤْمِنينَ أَميرِالْمُؤْمِنينَ عَلِيِّ بْنِ أَبي طالِبٍ، عَبْدِ اللَّهِ وَأَخي رَسُولِهِ،وَالصِّدّيقِ الْأَكْبَرِ، وَالْحُجَّةِ عَلى بَرِيَّتِهِ، اَلْمُؤَيِّدِ بِهِ نَبِيَّهُ وَدينَهُ الْحَقَّ الْمُبينَ، عَلَماً لِدينِ اللَّهِ، وَخازِناً لِعِلْمِهِ، وَعَيْبَةَ غَيْبِ اللَّهِ،وَمَوْضِعَ سِرِّ اللَّهِ، وَأَمينَ اللَّهِ عَلى خَلْقِهِ، وَشاهِدَهُ في بَرِيَّتِهِ.

أَللَّهُمَّ »رَبَّنا إِنَّنا سَمِعْنا مُنادِياً يُنادي لِلْإيمانِ أَنْ آمِنُوابِرَبِّكُمْ، فَآمَنَّا رَبَّنا، فَاغْفِرْلَنا ذُنُوبَنا، وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئاتِنا، وَتَوَفَّنامَعَ الْأَبْرارِ × رَبَّنا وَآتِنا ما وَعَدْتَنا عَلى رُسُلِكَ وَلاتُخْزِنا يَوْمَ الْقِيامَةِ إِنَّكَ لاتُخْلِفُ الْميعادَ«(131).

فَآمَنَّا رَبَّنا بِمَنِّكَ وَلُطْفِكَ، أَجَبْنا داعِيَكَ، وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ وَصدَّقْناهُ وَصدَّقْنا مَوْلَى الْمُؤْمِنينَ، وَكَفَرْنا بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ، فَوَلِّنا ما تَوَلَّيْنا، وَاحْشُرْنا مَعَ أَئِمَّتِنا، فَإِنَّا بِهِمْ مُؤْمِنُونَ مُوقِنُونَ، وَلَهُمْ مُسْلِمُونَ.

آمَنَّا بِسِرِّهِمْ وَعَلانِيَتِهِمْ، وَشاهِدِهِمْ وَغائِبِهِمْ، وَحَيِّهِمْ وَمَيِّتِهِمْ،وَرضينا بِهِمْ أَئِمَّةً، وَقادَةً وَسادَةً، وَحَسْبُنا بِهِمْ بَيْنَنا وَبَيْنَ اللَّهِ دُونَ خَلْقِهِ، لانَبْتَغي بِهِمْ بَدَلاً، وَلانَتَّخِذُ مِنْ دُونِهِمْ وليجَةً.

وَبَرِئْنا إِلَى اللَّهِ مِنْ كُلِّ مَنْ نَصَبَ لَهُمْ حَرْباً، مِنَ الْجِنّ وَالْإِنْسِ، مِنَ الْأَوَّلينَ

وَالْآخِرينَ، وَكَفَرْنا بِالْجِبْتِ وَالطَّاغُوتِ،وَالْأَوْثانِ الْأَرْبَعَةِ، وَأَشْياعِهِمْ وَأَتْباعِهِمْ، وَكُلِّ مَنْ والاهُمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ، مِنْ أَوَّلِ الدَّهْرِ إِلى آخِرِهِ.

أَللَّهُمَّ إِنَّا نُشْهِدُكَ أَنَّا نَدينُ بِما دانَ بِهِ مُحَمَّدٌ وَآلُ مُحَمَّدٍصَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَعَلَيْهِمْ، وَقَوْلُنا ما قالُوا، وَدينُنا ما دانُوا بِهِ، ماقالُوا بِهِ قُلْنا، وَما دانُوا بِهِ دِنَّا، وَما أَنْكَرُوا أَنْكَرْنا، وَمَنْ والَوْاوالَيْنا، وَمَنْ عادَوْا عادَيْنا، وَمَنْ لَعَنُوا لَعَنَّا وَمَنْ تَبَرَّءُوا مِنْهُ تَبَرَّأْنا مِنْهُ، وَمَنْ تَرَحَّمُوا عَلَيْهِ تَرَحَّمْنا عَلَيْهِ، آمَنَّا وَسَلَّمْناوَرضينا، وَاتَّبَعْنا مَوالينا صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ.

أَللَّهُمَّ فَتَمِّمْ لَنا ذلِكَ وَلاتَسْلُبْناهُ، وَاجْعَلْهُ مُسْتَقِرّاً ثابِتاً عِنْدَنا،وَلاتَجْعَلْهُ مُسْتَعاراً، وَأَحْيِنا ما أَحْيَيْتَنا عَلَيْهِ، وَأَمِتْنا إِذا أَمَتَّناعَلَيْهِ، آلُ مُحَمَّدٍ أَئِمَّتُنا، فَبِهِمْ نَأْتَمُّ، وَإِيَّاهُمْ نُوالي، وَعَدُوَّهُمْ

عَدُوَّ اللَّهِ نُعادي، فَاجْعَلْنا مَعَهُمْ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبينَ، فَإِنَّا بِذلِكَ راضُونَ، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ.

ثمّ تسجد وتحمد اللَّه مائة مرّة، وتشكر اللَّه عزّوجلّ مائة مرّة وأنت ساجد، فإنّه من فعل ذلك كان كمن حضر ذلك اليوم وبايع رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم على ذلك وكانت درجته مع درجة الصّادقين الّذين صدقوا اللَّه ورسوله في موالاة مولاهم ذلك اليوم وكان كمن شهد مع رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم وأميرالمؤمنين عليه السلام ومع الحسن والحسين عليهما السلام، وكمن يكون تحت راية القائم أرواحنا فداه وفي فسطاطه من النّجباء والنّقباء.(132)

ا

تسبيح مولانا صاحب الزمان أرواحنا فداه من يوم الثامن عشر إلى آخر كلّ شهر

نقل العلّامة المجلسي رحمه الله في »بحار الأنوار« عن »دعوات الراوندي« بعد تسبيح المعصومين عليهم السلام، تسبيح مولانا صاحب الزمان ارواحنا فداه هكذا:

سُبْحانَ اللَّهِ عَدَدَ خَلْقِهِ، سُبْحانَ اللَّهِ رِضى نَفْسِهِ، سُبْحانَ اللَّهِ مِدادَ كَلِماتِهِ، سُبْحانَ ]اللَّهِ[ زِنَةَ عَرْشِهِ، وَالْحَمْدُ للَّهِِ مِثْلَ ذلِكَ.(133)

يقرء من يوم الثامن عشر إلى آخر كلّ شهر.

الباب السادس في الأدعية المطلقة الّتي لاتختصّ قرائتها بيوم خاصّ

ا

دعاء العهد

قال الإمام جعفر بن محمّد الصادق عليه السلام:

من دعا إلى اللَّه أربعين صباحاً بهذا العهد كان من أنصار قائمنا، وإن مات أخرجه اللَّه إليه من قبره، وأعطاه اللَّه بكلِّ كلمة ألف حسنة ومحا عنه ألف سيّئة، وهذاهو العهد:(134)

أَللَّهُمَّ رَبَّ النُّورِ الْعَظيمِ، وَرَبَّ الْكُرْسِيِّ الرَّفيعِ، وَرَبَّ الْبَحْرِالْمَسْجُورِ، وَمُنْزِلَ التَّوْريةِ وَالْإِنْجيلِ وَالزَّبُورِ، وَرَبَّ الظِّلّ وَالْحَرُورِ، وَمُنْزِلَ الْقُرْآنِ الْعَظيمِ، وَرَبَّ الْمَلائِكَةِ الْمُقَرَّبينَ،وَالْأَنْبِياءِ وَالْمُرْسَلينَ.

أَللَّهُمَّ إِنّي أَسْئَلُكَ بِوَجْهِكَ الْكَريمِ، وَبِنُورِ وَجْهِكَ الْمُنيرِ،

وَمُلْكِكَ الْقَديمِ، يا حَيُّ يا قَيُّومُ، أَسْئَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذي أَشْرَقَتْ بِهِ السَّمواتُ وَالْأَرَضُونَ، وَبِاسْمِكَ الَّذي يَصْلُحُ بِهِ الْأَوَّلُونَ وَالْآخِرُونَ، يا حَيّاً قَبْلَ كُلِّ حَيٍّ، وَيا حَيّاً بَعْدَ كُلِّ حَيٍّ، وَيا حَيّاًحينَ لا حَيَّ، يا مُحْيِيَ الْمَوْتى وَمُميتَ الْأَحْياءِ، يا حَيُّ لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ.

أَللَّهُمَّ بَلِّغْ مَوْلانَا الْإِمامَ الْهادِيَ الْمَهْدِيَّ الْقائِمَ بِأَمْرِكَ،صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَعَلى آبائِهِ الطَّاهِرينَ، عَنْ جَميعِ الْمُؤْمِنينَ وَالْمُؤْمِناتِ، في مَشارِقِ الْأَرْضِ وَمَغارِبِها، سَهْلِها وَجَبَلِها،وَبَرِّها وَبَحْرِها، وَعَنّي وَعَنْ والِدَيَّ، مِنَ الصَّلَواتِ زِنَةَ عَرْشِ اللَّهِ، وَمِدادَ كَلِماتِهِ، وَما أَحْصاهُ عِلْمُهُ، وَأَحاطَ بِهِ كِتابُهُ.

أَللَّهُمَّ إِنّي اُجَدِّدُ لَهُ في صَبيحَةِ يَوْمي هذا، وَما عِشْتُ مِنْ أَيَّامي، عَهْداً وَعَقْداً وَبَيْعَةً لَهُ في عُنُقي، لا أَحُولُ عَنْها، وَلاأَزُولُ أَبَداً.

أَللَّهُمَّ اجْعَلْني مِنْ أَنْصارِهِ وَأَعْوانِهِ، وَالذَّابّينَ عَنْهُ،وَالْمُسارِعينَ إِلَيْهِ في قَضاءِ حَوائِجِهِ، وَالْمُمْتَثِلينَ لِأَوامِرِهِ،وَالْمُحامينَ عَنْهُ، وَالسَّابِقينَ إِلى إِرادَتِهِ، وَالْمُسْتَشْهَدينَ بَيْنَ يَدَيْهِ.

أَللَّهُمَّ إِنْ حالَ بَيْني وَبَيْنَهُ الْمَوْتُ، اَلَّذي جَعَلْتَهُ عَلى عِبادِكَ حَتْماً مَقْضِيّاً، فَأَخْرِجْني مِنْ قَبْري، مُؤْتَزِراً كَفَني، شاهِراً سَيْفي،مُجَرِّداً قَناتي، مُلَبِّياً دَعْوَةَ الدَّاعي، فِي الْحاضِرِ وَالْبادي.

أَللَّهُمَّ أَرِنِي الطَّلْعَةَ الرَّشيدَةَ، وَالْغُرَّةَ الْحَميدَةَ، وَاكْحُلْ ناظِري بِنَظْرَةٍ مِنّي إِلَيْهِ، وَعَجِّلْ فَرَجَهُ، وَسَهِّلْ مَخْرَجَهُ، وَأَوْسِعْ مَنْهَجَهُ، وَاسْلُكْ بي مَحَجَّتَهُ، وَأَنْفِذْ أَمْرَهُ، وَاشْدُدْ أَزْرَهُ.

وَاعْمُرِ اللَّهُمَّ بِهِ بِلادَكَ، وَأَحْيِ بِهِ عِبادَكَ، فَإِنَّكَ قُلْتَ وَقَوْلُكَ الْحَقُّ »ظَهَرَ الْفَسادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِما كَسَبَتْ أَيْدِى النَّاسِ«(135)،فَأَظْهِرِ اللَّهُمَّ لَنا وَلِيَّكَ، وَابْنَ بِنْتِ نَبِيِّكَ، اَلْمُسَمَّى بِاسْمِ رَسُولِكَ،حَتَّى لايَظْفَرَ

بِشَيْ ءٍ مِنَ الْباطِلِ إِلّا مَزَّقَهُ، وَيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُحَقِّقَهُ.

وَاجْعَلْهُ اللَّهُمَّ مَفْزَعاً لِمَظْلُومِ عِبادِكَ، وَناصِراً لِمَنْ لايَجِدُ لَهُ ناصِراً غَيْرَكَ، وَمُجَدِّداً لِما عُطِّلَ مِنْ أَحْكامِ كِتابِكَ، وَمُشَيِّداًلِما وَرَدَ مِنْ أَعْلامِ دينِكَ، وَسُنَنِ نَبِيِّكَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ،وَاجْعَلْهُ اللَّهُمَّ مِمَّنْ حَصَّنْتَهُ مِنْ بَأْسِ الْمُعْتَدينَ.

أَللَّهُمَّ وَسُرَّ نَبِيَّكَ مُحَمَّداً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ بِرُؤْيَتِهِ، وَمَنْ

تَبِعَهُ عَلى دَعْوَتِهِ، وَارْحَمِ اسْتِكانَتَنا بَعْدَهُ. أَللَّهُمَّ اكْشِفْ هذِهِ الْغُمَّةَ عَنْ هذِهِ الْاُمَّةِ بِحُضُورِهِ، وَعَجِّلْ لَنا ظُهُورَهُ، إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعيداً، وَنَريهُ قَريباً، بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ.

ثمّ تضرب على فخذك الأيمن بيدك ثلاث مرّات، وتقول في كلّ مرّة:

اَلْعَجَلَ، اَلْعَجَلَ، يا مَوْلايَ يا صاحِبَ الزَّمانِ.(136)

ا

دعاء العهد الثاني

عن جابر بن يزيد الجعفي قال: قال أبو جعفرعليه السلام:

من دعا بهذا الدّعاء مرّة واحدة في دهره كتب في رقّ العبوديّة، ورفع في ديوان القائم عليه السلام، فإذا قام قائمنا نادى باسمه وإسم أبيه، ثمّ يدفع إليه هذاالكتاب ويقال له: خذ، هذا كتاب العهد الّذي عاهدتنا في الدنيا، وذلك قوله عزّوجلّ: »إِلّا مَنِ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمنِ عَهْداً«(137).

وادع به وأنت طاهر تقول: أَللَّهُمَّ يا إِلهَ الْآلِهَةِ، يا واحِدُ، يا أَحَدُ،يا آخِرَ الْآخِرينَ، يا قاهِرَ الْقاهِرينَ، يا عَلِيُّ يا عَظيمُ، أَنْتَ الْعَلِيّ الْأَعْلى، عَلَوْتَ فَوْقَ كُلِّ عُلُوٍّ، هذا يا سَيِّدي عَهْدي وَأَنْتَ مُنْجِزُ

وَعْدي، فَصِلْ يا مَوْلايَ عَهْدي، وَأَنْجِزْ وَعْدي، آمَنْتُ بِكَ.

وَأَسْأَلُكَ بِحِجابِكَ الْعَرَبِيِّ، وَبِحِجابِكَ الْعَجَمِيِّ، وَبِحِجابِكَ الْعِبْرانِيِّ، وَبِحِجابِكَ السِّرْيانِيِّ، وَبِحِجابِكَ الرُّومِيِّ، وَبِحِجابِكَ الْهِنْدِيِّ، وَأَثْبِتْ مَعْرِفَتَكَ بِالْعِنايَةِ الْاُولى، فَإِنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ لاتُرى، وأَنْتَ بِالْمَنْظَرِ الْأَعْلى.

وَأَتَقَرَّبُ إِلَيْكَ بِرَسُولِكَ الْمُنْذِرِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَبِعَلِيّ أَميرِالْمُؤْمِنينَ صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيْهِ الْهادي، وَبِالْحَسَنِ السَّيِّدِوَبِالْحُسَيْنِ الشَّهيدِ سِبْطَيْ نَبِيِّكَ، وَبِفاطِمَةَ الْبَتُولِ، وَبِعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ زَيْنِ الْعابِدينَ ذِى الثَّفَناتِ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ الْباقِرِ عَنْ عِلْمِكَ، وَبِجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ، اَلَّذي صَدَّقَ بِميثاقِكَ وَبِميعادِكَ، وَبِمُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ الْحَصُورِ الْقائِمِ بِعَهْدِكَ، وَبِعَلِيّ بْنِ مُوسَى الرِّضَا الرَّاضي بِحُكْمِكَ، وَبِمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ

الْحِبْرِالْفاضِلِ، اَلْمُرْتَضى فِي الْمُؤْمِنينَ، وَبِعَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ الْأَمينِ الْمُؤْتَمَنِ، هادِي الْمُسْتَرْشِدينَ، وَبِالْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الطَّاهِرِالزَّكِيِّ، خَزانَةِ الْوَصِيّينَ.

وَأَتَقَرَّبُ إِلَيْكَ بِالْإِمامِ الْقائِمِ الْعَدْلِ الْمُنْتَظَرِ الْمَهْدِيِّ،

إِمامِنا وَابْنِ إِمامِنا صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيْهِمْ أَجْمَعينِ.

يا مَنْ جَلَّ فَعَظُمَ و]هُوَ[ أَهْلُ ذلِكَ فَعَفى وَرَحِمَ، يا مَنْ قَدَرَفَلَطُفَ، أَشْكُو إِلَيْكَ ضَعْفي، وَما قَصُرَ عَنْهُ عَمَلي مِنْ تَوْحيدِكَ،وَكُنْهِ مَعْرِفَتِكَ، وَأَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ بِالتَّسْمِيَةِ الْبَيْضاءِ، وَبِالْوَحْدانِيَّةِالْكُبْرى، اَلَّتي قَصُرَ عَنْها مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى.

وَآمَنْتُ بِحِجابِكَ الْأَعْظَمِ، وَبِكَلِماتِكَ التَّامَّةِ الْعُلْيا، اَلَّتي خَلَقْتَ مِنْها دارَ الْبَلاءِ، وَأَحْلَلْتَ مَنْ أَحْبَبْتَ جَنَّةَ الْمَأْوى،وَآمَنْتُ بِالسَّابِقينَ وَالصِّدّيقينَ، أَصْحابِ الْيَمينِ مِنَ الْمُؤْمِنينَ،]وَ[الَّذينَ خَلَطُوا عَمَلاً صالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً أَلّا تُوَلِّيَني غَيْرَهُمْ،وَلاتُفَرِّقَ بَيْني وَبَيْنَهُمْ غَداً إِذا قَدَّمْتَ الرِّضا بِفَصْلِ الْقَضاءِ.

آمَنْتُ بِسِرِّهِمْ وَعَلانِيَتِهِمْ وَخَواتيمِ أَعْمالِهِمْ، فَإِنَّكَ تَخْتِمُ عَلَيْها إِذا شِئْتَ، يا مَنْ أَتْحَفَني بِالْإِقْرارِ بِالْوَحْدانِيَّةِ، وَحَباني بِمَعْرِفَةِ الرُّبُوبِيَّةِ، وَخَلَّصَني مِنَ الشَّكِّ وَالْعَمى، رَضيتُ بِكَ رَبّاً، وَبِالْأَصْفِياءِ حُجَجاً، وَبِالْمَحْجُوبينَ أَنْبِياءَ، وَبِالرُّسُلِ أَدِلّاءَ،وَبِالْمُتَّقينَ اُمَراءَ، وَسامِعاً لَكَ مُطيعاً.(138)

ا

دعاء أيّام الغيبة

دعاء أيّام الغيبة الّذي أمر بقرائته مولانا ثامن الأئمّةعليه السلام.

قال السيّد الأجلّ رضيّ الدين عليّ بن طاووس في »جمال الاُسبوع«: أنّ الرّضاعليه السلام كان يأمر بالدّعاء لصاحب الأمر صلوات اللَّه عليه بهذا:

أَللَّهُمَّ ادْفَعْ عَنْ وَلِيِّكَ وَخَليفَتِكَ، وَحُجَّتِكَ عَلى خَلْقِكَ،وَلِسانِكَ الْمُعَبِّرِ عَنْكَ بِإِذْنِكَ، اَلنَّاطِقِ بِحِكْمَتِكَ، وَعَيْنِكَ النَّاظِرَةِعَلى بَرِيَّتِكَ، وَشاهِدِكَ عَلى خَلْقِكَ، اَلْجَحْجاحِ الْمُجاهِدِ، اَلْعائِذِبِكَ عِنْدَكَ.

وَأَعِذْهُ مِنْ شَرِّ جَميعِ ما خَلَقْتَ وَبَرَأْتَ، وَأَنْشَأْتَ وَصَوَّرْتَ،وَاحْفَظْهُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ، وَعَنْ يَمينِهِ وَعَنْ شِمالِهِ،وَمِنْ فَوْقِهِ وَمِنْ تَحْتِهِ بِحِفْظِكَ الَّذي لايَضيعُ مَنْ حَفِظْتَهُ بِهِ،وَاحْفَظْ فيهِ رَسُولَكَ وَآباءَهُ، أَئِمَّتَكَ وَدَعائِمَ دينِكَ.

وَاجْعَلْهُ في وَديعَتِكَ الَّتي لاتَضيعُ، وَفي جِوارِكَ الَّذي لايُخْفَرُ،وَفي مَنْعِكَ وَعِزِّكَ الَّذي لايُقْهَرُ، وَآمِنْهُ بِأَمانِكَ الْوَثيقِ، اَلَّذي لايُخْذَلُ مَنْ آمَنْتَهُ بِهِ، وَاجْعَلْهُ في كَنَفِكَ الَّذي لايُرامُ مَنْ كانَ

فيهِ، وَأَيِّدْهُ بِنَصْرِكَ الْعَزيزِ، وَأَيِّدْهُ بِجُنْدِكَ الْغالِبِ، وَقَوِّهِ بِقُوَّتِكَ، وَأَرْدِفْهُ بِمَلائِكَتِكَ، وَوالِ مَنْ والاهُ، وَعادِ مَنْ عاداهُ،وَأَلْبِسْهُ دِرْعَكَ

الْحَصينَةَ، وَحُفَّهُ بِالْمَلائِكَةِ حَفّاً.

أَللَّهُمَّ وَبَلِّغْهُ أَفْضَلَ ما بَلَّغْتَ الْقائِمينَ بِقِسْطِكَ مِنْ أَتْباعِ النَّبِيّينَ. أَللَّهُمَّ اشْعَبْ بِهِ الصَّدْعَ، وَارْتُقْ بِهِ الْفَتْقَ، وَأَمِتْ بِهِ الْجَوْرَ، وَأَظْهِرْ بِهِ الْعَدْلَ، وَزَيِّنْ بِطُولِ بَقائِهِ الْأَرْضَ، وَأَيِّدْهُ بِالنَّصْرِ، وَانْصُرْهُ بِالرُّعْبِ، وَقَوِّ ناصِريهِ، وَاخْذُلْ خاذِليهِ،وَدَمْدِمْ عَلى مَنْ نَصَبَ لَهُ، وَدَمِّرْ مَنْ غَشَّهُ.

وَاقْتُلْ بِهِ جَبابِرَةَ الْكُفْرِ، وَعُمُدَهُ وَدَعائِمَهُ، وَاقْصِمْ بِهِ رُؤُوسَ الضَّلالَةِ وَشارِعَةَ الْبِدَعِ، وَمُميتَةَ السُّنَّةِ، وَمُقَوِّيَةَ الْباطِلِ، وَذَلِّلْ بِهِ الْجَبَّارينَ، وَأَبِرْ بِهِ الْكافِرينَ وَجَميعَ الْمُلْحِدينَ، في مَشارِقِ الْأَرْضِ وَمَغارِبِها، وَبَرِّها وَبَحْرِها، وَسَهْلِها وَجَبَلِها، حَتَّى لاتَدَعَ مِنْهُمْ دَيَّاراً، وَلاتُبْقِيَ لَهُمْ آثاراً.

أَللَّهُمَّ طَهِّرْ مِنْهُمْ بِلادَكَ، وَاشْفِ مِنْهُمْ عِبادَكَ، وَأَعِزَّ بِهِ الْمُؤْمِنينَ، وَأَحْيِ بِهِ سُنَنَ الْمُرْسَلينَ، وَدارِسَ حِكْمَةِ النَّبِيّينَ،وَجَدِّدْ بِهِ مَا امْتَحى مِنْ دينِكَ، وَبُدِّلَ مِنْ حُكْمِكَ، حَتَّى تُعيدَ

دينَكَ بِهِ، وَعَلى يَدَيْهِ غَضّاً مَحْضاً صَحيحاً، لا عِوَجَ فيهِ، وَلابِدْعَةَ مَعَهُ، وَحَتَّى تُنيرَ بِعَدْلِهِ ظُلَمَ الْجَوْرِ، وَتُطْفِئَ بِهِ نيرانَ الْكُفْرِ، وَتُوضِحَ بِهِ مَعاقِدَ الْحَقِّ وَمَجْهُولَ الْعَدْلِ.

فَإِنَّهُ عَبْدُكَ الَّذِي اسْتَخْلَصْتَهُ لِنَفْسِكَ، وَاصْطَفَيْتَهُ مِنْ خَلْقِكَ،وَاصْطَفَيْتَهُ عَلى عِبادِكَ، وَائْتَمَنْتَهُ عَلى غَيْبِكَ، وَعَصَمْتَهُ مِنَ الذُّنُوبِ، وَبَرَّأْتَهُ مِنَ الْعُيُوبِ، وَطَهَّرْتَهُ مِنَ الرِّجْسِ، وَسَلَّمْتَهُ مِنَ الدَّنَسِ.

أَللَّهُمَّ فَإِنَّا نَشْهَدُ لَهُ يَوْمَ الْقِيامَةِ، وَيَوْمَ حُلُولِ الطَّامَّةِ، أَنَّهُ لَمْ يُذْنِبْ ذَنْباً وَلا أَتى حَوْباً، وَلَمْ يَرْتَكِبْ مَعْصِيَةً، وَلَمْ يُضَيِّعْ لَكَ طاعَةً، وَلَمْ يَهْتِكْ لَكَ حُرْمَةً، وَلَمْ يُبَدِّلْ لَكَ فَريضَةً، وَلَمْ يُغَيِّرْلَكَ شَريعَةً، وَأَنَّهُ الْهادِى الْمَهْدِيُّ الطَّاهِرُ التَّقِيُّ النَّقِيُّ الرَّضِيّ الزَّكِيُّ.

أَللَّهُمَّ أَعْطِهِ في نَفْسِهِ وَأَهْلِهِ، وَوُلْدِهِ وَذُرِّيَّتِهِ، وَاُمَّتِهِ وَجَميعِ رَعِيَّتِهِ، ما تُقِرُّ بِهِ عَيْنَهُ، وَتَسُرُّ بِهِ نَفْسَهُ، وَتَجْمَعُ لَهُ مُلْكَ الْمُمْلَكاتِ كُلِّها، قَريبِها وَبَعيدِها، وَعَزيزِها وَذَليلِها، حَتَّى يَجْرِيَ حُكْمُهُ عَلى كُلِّ حُكْمٍ، وَيَغْلِبَ بِحَقِّهِ كُلَّ باطِلٍ.

أَللَّهُمَّ اسْلُكْ بِنا عَلى يَدَيْهِ مِنْهاجَ الْهُدى، وَالْمَحَجَّةَالْعُظْمى، وَالطَّريقَةَ الْوُسْطى، اَلَّتي يَرْجِعُ إِلَيْهَا الْغالي، وَيَلْحَقُ بِهَا التَّالي، وَقَوِّنا عَلى طاعَتِهِ، وَثَبِّتْنا عَلى مُشايَعَتِهِ، وَامْنُنْ عَلَيْنا بِمُتابَعَتِهِ، وَاجْعَلْنا في حِزْبِهِ الْقَوَّامينَ بِأَمْرِهِ، اَلصَّابِرينَ مَعَهُ، اَلطَّالِبينَ رِضاكَ بِمُناصَحَتِهِ، حَتَّى تَحْشُرَنا يَوْمَ الْقِيامَةِفي أَنْصارِهِ

وَأَعْوانِهِ وَمُقَوِّيَةِ سُلْطانِهِ.

أَللَّهُمَّ وَاجْعَلْ ذلِكَ لَنا خالِصاً مِنْ كُلِّ شَكٍّ وَشُبْهَةٍ وَرِياءٍوَسُمْعَةٍ، حَتَّى لانَعْتَمِدَ بِهِ غَيْرَكَ، وَلانَطْلُبَ بِهِ إِلّا وَجْهَكَ،وَحَتَّى تُحِلَّنا مَحَلَّهُ، وَتَجْعَلَنا فِي الْجَنَّةِ مَعَهُ، وَأَعِذْنا مِنَ السَّآمَةِ وَالْكَسَلِ وَالْفَتْرَةِ، وَاجْعَلْنا مِمَّنْ تَنْتَصِرُ بِهِ لِدينِكَ، وَتُعِزُّبِهِ نَصْرَ وَلِيِّكَ، وَلاتَسْتَبْدِلْ بِنا غَيْرَنا، فَإِنَّ اسْتِبْدالَكَ بِنا غَيْرَناعَلَيْكَ يَسيرٌ، وَهُوَ عَلَيْنا عَسيرٌ.

أَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى وُلاةِ عَهْدِهِ، وَالْأَئِمَّةِ مِنْ وُلْدِهِ، وَبَلِّغْهُمْ آمالَهُمْ، وَزِدْ في آجالِهِمْ، وَأَعِزَّ نَصْرَهُمْ، وَتَمِّمْ لَهُمْ ما أَسْنَدْتَ إِلَيْهِمْ في أَمْرِكَ لَهُمْ، وَثَبِّتْ دَعائِمَهُمْ، وَاجْعَلْنا لَهُمْ أَعْواناً،وَعَلى دينِكَ أَنْصاراً.

فَإِنَّهُمْ مَعادِنُ كَلِماتِكَ، وَأَرْكانُ تَوْحيدِكَ، وَدَعائِمُ دينِكَ،وَوُلاةُ أَمْرِكَ، وَخالِصَتُكَ مِنْ عِبادِكَ، وَصَفْوَتُكَ مِنْ خَلْقِكَ،وَأَوْلِيائُكَ وَسَلائِلُ أَوْلِيائِكَ، وَصَفْوَةُ أَوْلادِ رُسُلِكَ، وَالسَّلامُ عَلَيْهِمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ.(139)

ا

دعاء المعرفة يقرء في أيّام الغيبة

قال السيّد الأجلّ عليّ بن طاووس في »جمال الاُسبوع«: دعاء آخر يدعى له صلوات اللَّه عليه، وهو ممّا ينبغي إذا كان لك عذر عن جميع ما ذكرناه، من تعقيب العصر يوم الجمعة فإيّاك أن تُهمل الدّعاء به، فإنّنا عرفنا ذلك من فضل اللَّه جلّ جلاله الّذي خصّنا به، فاعتمد عليه.

روي هذا الدعاء الشريف بطريقين عن محمّد بن همّام أنّه ذكر أنّ الشيخ أباعمرو العمرى قدّس اللَّه روحه أملأه عليه، وأمره أن يدعو به، وهو الدّعاء في غيبةالقائم من آل محمّد عليه وعليهم السلام.

أَللَّهُمَّ عَرِّفْني نَفْسَكَ، فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تُعَرِّفْني نَفْسَكَ لَمْ أَعْرِفْكَ،وَلَمْ أَعْرِفْ رَسُولَكَ. أَللَّهُمَّ عَرِّفْني رَسُولَكَ، فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ

تُعَرِّفْني رَسُولَكَ لَمْ أَعْرِفْ حُجَّتَكَ. أَللَّهُمَّ عَرِّفْني حُجَّتَكَ، فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تُعَرِّفْني حُجَّتَكَ ضَلَلْتُ عَنْ ديني.

أَللَّهُمَّ لاتُمِتْني ميتَةً جاهِلِيَّةً، وَلاتُزِغْ قَلْبي بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَني.أَللَّهُمَّ فَكَما هَدَيْتَني لِوِلايَةِ مَنْ فَرَضْتَ طاعَتَهُ عَلَيَّ مِنْ وُلاةِأَمْرِكَ بَعْدَ رَسُولِكَ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ، حَتَّى والَيْتُ وُلاةَأَمْرِكَ أَميرَالْمُؤْمِنينَ عَلِيَّ بْنَ أَبي طالِبٍ، وَالْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ وَعَلِيّاً وَمُحَمَّداً وَجَعْفَراً وَمُوسى وَعَلِيّاً وَمُحَمَّداً وَعَلِيّاًوَالْحَسَنَ وَالْحُجَّةَ الْقائِمَ الْمَهْدِيَّ صَلَواتُكَ عَلَيْهِمْ أَجْمَعينَ.

أَللَّهُمَّ ثَبِّتْني عَلى

دينِكَ، وَاسْتَعْمِلْني بِطاعَتِكَ، وَلَيِّنْ قَلْبي لِوَلِيِّ أَمْرِكَ، وَعافِني مِمَّا امْتَحَنْتَ بِهِ خَلْقَكَ، وَثَبِّتْني عَلى طاعَةِوَلِيِّ أَمْرِكَ، اَلَّذي سَتَرْتَهُ عَنْ خَلْقِكَ، فَبِإِذْنِكَ غابَ عَنْ بَرِيَّتِكَ،وَأَمْرَكَ يَنْتَظِرُ، وَأَنْتَ الْعالِمُ غَيْرُ مُعَلَّمٍ بِالْوَقْتِ الَّذي فيهِ صَلاحُ أَمْرِ وَلِيِّكَ، فِي الْإِذْنِ لَهُ بِإِظْهارِ أَمْرِهِ وَكَشْفِ سِرِّهِ.

وَصَبِّرْني عَلى ذلِكَ، حَتَّى لا اُحِبَّ تَعْجيلَ ما أَخَّرْتَ، وَلاتَأْخيرَ ما عَجَّلْتَ، وَلا أَكْشِفَ عَمَّا سَتَرْتَ، وَلا أَبْحَثَ عَمَّاكَتَمْتَ، وَلا اُنازِعَكَ في تَدْبيرِكَ، وَلا أَقُولَ لِمَ وَكَيْفَ وَما بالُ

وَلِيِّ الْأَمْرِ لايَظْهَرُ وَقَدِ امْتَلَأَتِ الْأَرْضُ مِنَ الْجَوْرِ، وَاُفَوِّضَ اُمُوري كُلَّها إِلَيْكَ.

أَللَّهُمَّ إِنّي أَسْأَلُكَ أَنْ تُرِيَني وَلِيَّ أَمْرِكَ ظاهِراً نافِذَ الْأَمْرِ،مَعَ عِلْمي بِأَنَّ لَكَ السُّلْطانَ وَالْقُدْرَةَ، وَالْبُرْهانَ وَالْحُجَّةَ،وَالْمَشِيَّةَ وَالْحَوْلَ وَالْقُوَّةَ، فَافْعَلْ ذلِكَ بي وَبِجَميعِ الْمُؤْمِنينَ،حَتَّى نَنْظُرَ إِلى وَلِيِّكَ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وَآلِهِ، ظاهِرَ الْمَقالَةِ،واضِحَ الدَّلالَةِ، هادِياً مِنَ الضَّلالَةِ، شافِياً مِنَ الْجَهالَةِ، وَأَبْرِزْيا رَبِّ مُشاهَدَتَهُ، وَثَبِّتْ قَواعِدَهُ، وَاجْعَلْنا مِمَّنْ تَقَِرُّ عَيْنُهُ بِرُؤْيَتِهِ، وَأَقِمْنا بِخِدْمَتِهِ، وَتَوَفَّنا عَلى مِلَّتِهِ، وَاحْشُرْنا في زُمْرَتِهِ.

أَللَّهُمَّ أَعِذْهُ مِنْ شَرِّ جَميعِ ما خَلَقْتَ وَبَرَأْتَ، وَذَرَأْتَ وَأَنْشَأْتَ وَصوَّرْتَ، وَاحْفَظْهُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ، وَعَنْ يَمينِهِ وَعَنْ شِمالِهِ، وَمِنْ فَوْقِهِ وَمِنْ تَحْتِهِ، بِحِفْظِكَ الَّذي لايَضيعُ مَنْ حَفِظْتَهُ بِهِ، وَاحْفَظْ فيهِ رَسُولَكَ وَوَصِيَّ رَسُولِكَ عَلَيْهِمُ السَّلامُ.

أَللَّهُمَّ وَمُدَّ في عُمْرِهِ، وَزِدْ في أَجَلِهِ، وَأَعِنْهُ عَلى ما وَلَّيْتَهُ

وَاسْتَرْعَيْتَهُ، وَزِدْ في كَرامَتِكَ لَهُ، فَإِنَّهُ الْهادِى الْمَهْدِيُّ،وَالْقائِمُ الْمُهْتَدِيُ، اَلطَّاهِرُ التَّقِيُّ الزَّكِيُّ النَّقِيُّ الرَّضِيُّ الْمَرْضِيّ الصَّابِرُ الشَّكُورُ الْمُجْتَهِدُ.

أَللَّهُمَّ وَلاتَسْلُبْنَا الْيَقينَ لِطُولِ الْأَمَدِ في غَيْبَتِهِ، وَانْقِطاعِ خَبَرِهِ عَنَّا، وَلاتُنْسِنا ذِكْرَهُ وَانْتِظارَهُ، وَالْإيمانَ بِهِ، وَقُوَّةَ الْيَقينِ في ظُهُورِهِ، وَالدُّعاءَ لَهُ وَالصَّلوةَ عَلَيْهِ، حَتَّى لايُقَنِّطَنا طُولُ غَيْبَتِهِ مِنْ]ظُهُورِهِ وَ[قِيامِهِ، وَيَكُونَ يَقينُنا في ذلِكَ كَيَقينِنا في قِيامِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَما جاءَ بِهِ مِنْ وَحْيِكَ وَتَنْزيلِكَ.

وَقَوِّ قُلُوبَنا عَلَى الْإيمانِ بِهِ، حَتَّى تَسْلُكَ بِنا عَلى يَدَيْهِ مِنْهاجَ الْهُدى وَالْمَحَجَّةَ الْعُظْمى، وَالطَّريقَةَ الْوُسْطى، وَقَوِّناعَلى طاعَتِهِ، وَثَبِّتْنا عَلى مُتابَعَتِهِ، وَاجْعَلْنا

في حِزْبِهِ وَأَعْوانِهِ وَأَنْصارِهِ، وَالرَّاضينَ بِفِعْلِهِ، وَلاتَسْلُبْنا ذلِكَ في حَياتِنا، وَلاعِنْدَ وَفاتِنا، حَتَّى تَتَوَفَّانا وَنَحْنُ عَلى ذلِكَ لا شاكّينَ وَلاناكِثينَ، وَلا مُرْتابينَ وَلا مُكَذِّبينَ.

أَللَّهُمَّ عَجِّلْ فَرَجَهُ، وَأَيِّدْهُ بِالنَّصْرِ، وَانْصُرْ ناصِريهِ، وَاخْذُلْ خاذِليهِ، وَدَمْدِمْ عَلى مَنْ نَصَبَ لَهُ وَكَذَّبَ بِهِ، وَأَظْهِرْ بِهِ الْحَقَّ،

وَأَمِتْ بِهِ الْجَوْرَ، وَاسْتَنْقِذْ بِهِ عِبادَكَ الْمُؤْمِنينَ مِنَ الذُّلِّ،وَانْعَشْ بِهِ الْبِلادَ، وَاقْتُلْ بِهِ جَبابِرَةَ الْكَفَرَةِ، وَاقْصِمْ بِهِ رُؤُوسَ الضَّلالَةِ، وَذَلِّلْ ]بِهِ[ الْجَبَّارينَ وَالْكافِرينَ.

وَأَبِرْ بِهِ الْمُنافِقينَ وَالنَّاكِثينَ، وَجَميعَ الْمُخالِفينَ وَالْمُلْحِدينَ،في مَشارِقِ الْأَرْضِ وَمَغارِبِها، وَبَرِّها وَبَحْرِها، وَسَهْلِهاوَجَبَلِها، حَتَّى لاتَدَعَ مِنْهُمْ دَيَّاراً، وَلاتُبْقِيَ لَهُمْ آثاراً، وَطَهِّرْمِنْهُمْ بِلادَكَ، وَاشْفِ مِنْهُمْ صُدُورَ عِبادِكَ.

وَجَدِّدْ بِهِ مَا امْتَحى مِنْ دينِكَ، وَأَصْلِحْ بِهِ ما بُدِّلَ مِنْ حُكْمِكَ، وَغُيِّرَ مِنْ سُنَّتِكَ، حَتَّى يَعُودَ دينُكَ بِهِ وَعَلى يَدَيْهِ غَضّاً جَديداً صَحيحاً لا عِوَجَ فيهِ، وَلا بِدْعَةَ مَعَهُ، حَتَّى تُطْفِئَ بِعَدْلِهِ نيرانَ الْكافِرينَ.

فَإِنَّهُ عَبْدُكَ الَّذِي اسْتَخْلَصْتَهُ لِنَفْسِكَ، وَارْتَضَيْتَهُ لِنُصْرَةِدينِكَ، وَاصْطَفَيْتَهُ بِعِلْمِكَ، وَعَصَمْتَهُ مِنَ الذُّنُوبِ، وَبَرَّأْتَهُ مِنَ الْعُيُوبِ، وَأَطْلَعْتَهُ عَلَى الْغُيُوبِ، وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ، وَطَهَّرْتَهُ مِنَ الرِّجْسِ، وَنَقَّيْتَهُ مِنَ الدَّنَسِ.

أَللَّهُمَّ فَصَلِّ عَلَيْهِ وَعَلى آبائِهِ الْأَئِمَّةِ الطَّاهِرينَ، وَعَلى شيعَتِهِ

الْمُنْتَجَبينَ، وَبَلِّغْهُمْ مِنْ آمالِهِمْ أَفْضَلَ ما يَأْمُلُونَ، وَاجْعَلْ ذلِكَ مِنَّا خالِصاً مِنْ كُلِّ شَكٍّ وَشُبْهَةٍ وَرِياءٍ وَسُمْعَةٍ، حَتَّى لانُريدَ بِهِ غَيْرَكَ، وَلانَطْلُبَ بِهِ إِلّا وَجْهَكَ.

أَللَّهُمَّ إِنَّا نَشْكُو إِلَيْكَ فَقْدَ نَبِيِّنا، وَغَيْبَةَ وَلِيِّنا، وَشِدَّةَ الزَّمانِ عَلَيْنا، وَوُقُوعَ الْفِتَنِ بِنا، وَتَظاهُرَ الْأَعْداءِ ]عَلَيْنا[، وَكَثْرَةَ عَدُوِّنا،وَقِلَّةَ عَدَدِنا. أَللَّهُمَّ فَفَرِّجْ ذلِكَ بِفَتْحٍ مِنْكَ تُعَجِّلُهُ، وَنَصْرٍ مِنْكَ تُعِزُّهُ، وَإِمامِ عَدْلٍ تُظْهِرُهُ، إِلهَ الْحَقِّ ]آمينَ[ رَبَّ الْعالَمينَ.

أَللَّهُمَّ إِنَّا نَسْأَلُكَ أَنْ تَأْذَنَ لِوَلِيِّكَ في إِظْهارِ عَدْلِكَ في عِبادِكَ،وَقَتْلِ أَعْدائِكَ في بِلادِكَ، حَتَّى لاتَدَعَ لِلْجَوْرِ يا رَبِّ دِعامَةً إِلّاقَصَمْتَها، وَلا بَقِيَّةً إِلّا أَفْنَيْتَها، وَلا قُوَّةً إِلّا أَوْهَنْتَها، وَلا رُكْناً إِلّاهَدَمْتَهُ، وَلا حَدّاً إِلّا فَلَلْتَهُ، وَلا سِلاحاً إِلّا أَكْلَلْتَهُ، وَلا رايَةً إِلّانَكَّسْتَها، وَلا شُجاعاً إِلّا قَتَلْتَهُ، وَلا جَيْشاً إِلّا خَذَلْتَهُ.

وَارْمِهِمْ يا

رَبِّ بِحَجَرِكَ الدَّامِغِ، وَاضْرِبْهُمْ بِسَيْفِكَ الْقاطِعِ،وَبَأْسِكَ الَّذي لاتَرُدُّهُ عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمينَ، وَعَذِّبْ أَعْداءَكَ،وَأَعْداءَ دينِكَ وَأَعْداءَ رَسُولِكَ صَلَواتُكَ عَلَيْهِ وآلِهِ، بِيَدِ وَلِيِّكَ،وَأَيْدي عِبادِكَ الْمُؤْمِنينَ.

أَللَّهُمَّ اكْفِ وَلِيَّكَ وَحُجَّتَكَ في أَرْضِكَ هَوْلَ عَدُوِّهِ، وَكَيْدَ مَنْ كادَهُ، وامْكُرْ بِمَنْ مَكَرَ بِهِ، وَاجْعَلْ دائِرَةَ السَّوْءِ عَلى مَنْ أَرادَبِهِ سُوءاً، وَاقْطَعْ عَنْهُمْ مادَّتَهُمْ، وَأَرْعِبْ لَهُ قُلُوبَهُمْ، وَزَلْزِلْ]لَهُ[ أَقْدامَهُمْ، وَخُذْهُمْ جَهْرَةً وَبغْتَةً، وَشَدِّدْ عَلَيْهِمْ عَذابَكَ،وَأَخْزِهِمْ في عِبادِكَ، وَالْعَنْهُمْ في بِلادِكَ، وَأَسْكِنْهُمْ أَسْفَلَ نارِكَ، وَأَحِطْ بِهِمْ أَشَدَّ عَذابِكَ، وَأَصْلِهِمْ ناراً، وَاحْشُ قُبُورَمَوْتاهُمْ ناراً، وَأَصْلِهِمْ حَرَّ نارِكَ، فَإِنَّهُمْ أَضاعُوا الصَّلوةَ،وَاتَّبَعُوا الشَّهَواتِ، وَأَضَلُّوا عِبادَكَ.

أَللَّهُمَّ وَأَحْيِ بِوَلِيِّكَ الْقُرْآنَ، وَأَرِنا نُورَهُ سَرْمَداً، لا ظُلْمَةَفيهِ، وَأَحْيِ ]بِهِ[ الْقُلُوبَ الْمَيِّتَةَ، وَاشْفِ بِهِ الصُّدُورَ الْوَغِرَةَ،وَاجْمَعْ بِهِ الْأَهْواءَ الْمُخْتَلِفَةَ عَلَى الْحَقِّ، وَأَقِمْ بِهِ الْحُدُودَالْمُعَطَّلَةَ، وَالْأَحْكامَ الْمُهْمَلَةَ، حَتَّى لايَبْقى حَقٌّ إِلّا ظَهَرَ، وَلاعَدْلٌ إِلّا زَهَرَ.

وَاجْعَلْنا يا رَبِّ مِنْ أَعْوانِهِ وَمُقَوِّيَةِ سُلْطانِهِ وَالْمُؤْتَمِرينَ لِأَمْرِهِ، وَالرَّاضينَ بِفِعْلِهِ، وَالْمُسَلِّمينَ لِأَحْكامِهِ، وَمِمَّنْ لا حاجَةَبِهِ إِلَى التَّقِيَّةِ مِنْ خَلْقِكَ، أَنْتَ يا رَبِّ الَّذي تَكْشِفُ الضُّرَّ،

وَتُجيبُ الْمُضْطَرَّ إِذا دَعاكَ، وَتُنْجي مِنَ الْكَرْبِ الْعَظيمِ،فَاكْشِفِ الضُّرَّ عَنْ وَلِيِّكَ، وَاجْعَلْهُ خَليفَتَكَ في أَرْضِكَ كَماضَمِنْتَ لَهُ.

أَللَّهُمَّ وَلاتَجْعَلْني مِنْ خُصَماءِ آلِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِمُ السَّلامُ،وَلاتَجْعَلْني مِنْ أَعْداءِ آلِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِمُ السَّلامُ، وَلاتَجْعَلْني مِنْ أَهْلِ الْحَنَقِ والْغَيْظِ عَلى آلِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِمُ السَّلامُ، فَإِنّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ ذلِكَ فَأَعِذْني، وَأَسْتَجيرُ بِكَ فَأَجِرْني.

أَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاجْعَلْني بِهِمْ فائِزاًعِنْدَكَ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ، وَمِنَ الْمُقَرَّبينَ، آمينَ رَبّ الْعالَمينَ.(140)

ا

دعاء آخر يقرء في الغيبة

قال السيّد الأجلّ رضيّ الدين عليّ بن طاووس في »مهج الدعوات«: نروي بإسنادنا إلى محمّد بن أحمد بن إبراهيم الجعفي المعروف بالصابوني من جملةحديث بإسناده، وذكر فيه غيبة المهدي صلوات اللَّه عليه.

قلت: كيف تصنع شيعتك؟ قال:

عليكم بالدعاء وإنتظار الفرج، فإنّه سيبدو لكم علم فإذا بدى لكم فاحمدوا اللَّه وتمسّكوا بما بدى لكم.

قلت: فما ندعو به؟

قال:

تقول:

أَللَّهُمَّ أَنْتَ عَرَّفْتَني نَفْسَكَ، وَعَرَّفْتَني رَسُولَكَ، وَعَرَّفْتَني مَلائِكَتَكَ وَعَرَّفْتَني نَبِيَّكَ، وَعَرَّفْتَني وُلاةَ أَمْرِكَ. أَللَّهُمَّ لا آخِذَإِلّا ما أَعْطَيْتَ، وَلا واقِيَ إِلّا ما وَقَيْتَ. أَللَّهُمَّ لاتُغَيِّبْني عَنْ مَنازِلِ أَوْلِيائِكَ، وَلاتُزِغْ قَلْبي بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَني. أَللَّهُمَّ اهْدِني لِوِلايَةِ مَنِ افْتَرَضْتَ طاعَتَهُ.(141)

ا

دعاء آخر أيضاً يقرء في الغيبة

رواه الشيخ الكليني عن الإمام الصّادق عليه السلام، ما هذا لفظه:

لابدّ للغلام من غيبة.

قلت: ممّا؟

قال: يخاف - وأومئ بيده إلى بطنه - وهو المنتظر، وهو الّذي يشكّ النّاس في ولادته، فمنهم من يقول: حملٌ، ومنهم من يقول: مات أبوه ولم يخلف،ومنهم من يقول: ولد قبل مدّة أبيه بسنتين.

قال زرارة: فقلت: ]و[ما تأمرني إذا أدركت ذلك الزّمان؟ فقال عليه السلام:

اُدع ]اللَّه[ بهذا الدّعاء:

أَللَّهُمَّ عَرِّفْني نَفْسَكَ، فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تُعَرِّفْني نَفْسَكَ لَمْ أَعْرِفْكَ.أَللَّهُمَّ عَرِّفْني نَبِيَّكَ، فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تُعَرِّفْني نَبِيَّكَ لَمْ أَعْرِفْهُ ]قَطُّ[.أَللَّهُمَّ عَرِّفْني حُجَّتَكَ، فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تُعَرِّفْني حُجَّتَكَ ضَلَلْتُ عَنْ ديني.(142)

ا

دعاء الغريق في أيّام الغيبة

قال السيّد الأجلّ رضي الدين عليّ بن طاووس في »مهج الدعوات«: عن عبداللَّه بن سنان قال: قال أبوعبداللَّه عليه السلام:

سيصيبكم شبهة فتبقون بلا علم يرى، ولا إمام هدى ولا ينجو فيها إلّا من دعابدعاء الغريق.

قلت: كيف دعاء الغريق؟

قال: تقول:

»يا اَللَّهُ يا رَحْمانُ يا رَحيمُ، يا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ ثَبِّتْ قَلْبي عَلىدينِكَ«.

فقلت: يا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ وَالْأَبْصارِ، ثَبِّتْ قَلْبي عَلى دينِكَ. فقال:

إنّ اللَّه عزّوجلّ مقلّب القلوب والأبصار، ولكن قل كما أقول: يا مقلّب القلوب ثبّت قلبى على دينك.

أقول: لعلّ معنى قوله »الأبصار« لأنّ تقلّب القلوب والأبصار يكون يوم القيامةمن شدّة أهواله، وفي الغيبة: إنّما يخاف من تقلّب القلوب دون الأبصار.(143)

ا

الدعاء للنجاة من الفتن

نقله في كتاب »سلاح المؤمنين«:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ

أَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَعَجِّلْ فَرَجَهُمْ، )ياأَرْحَمَ الرَّاحِمينَ سبعاً(.

أَللَّهُمَّ عُمَّ أَعْداءَ آلِ نَبِيِّكَ وَظالِميهِمْ وَأَعْداءَ شيعَتِهِمْ،وَأَعْداءَ مَواليهِمْ بِالشَّرِّ عَمّاً، وَطُمَّهُمْ بِالشَّرِّ طَمّاً، وَاطْرُقْهُمْ بِلَيْلَةٍ لا اُخْتَ لَها، وَساعَةٍ لامَنْجى مِنْها، وَانْتَقِمْ مِنْهُمُ انْتِقاماًعاجِلاً، وَأَحْرِقْ قُلُوبَهُمْ بِنارِ غَضَبِكَ.

أَللَّهُمَّ شَتِّتْ شَمْلَهُمْ، وَفَرِّقْ جَمْعَهُمْ، وَقَلِّبْ تَدْبيرَهُمْ، وَنَكِّسْ أَعْلامَهُمْ، وَخَرِّبْ بُنْيانَهُمْ، وَقَرِّبْ آجالَهُمْ، وَأَلْقِ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ،

وَاجْعَلْنا مِنْ بَيْنِهِمْ سالِمينَ، وَخُذْهُمْ أَخْذَ عَزيزٍ مُقْتَدِرٍ.

أَللَّهُمَّ أَلْقِ الْأَوْجاعَ وَالْأَسْقامَ في أَبْدانِهِمْ، وَضَيِّقْ مَسالِكَهُمْ،وَاسْلُبْهُمْ مَمالِكَهُمْ، وَحَيِّرْهُمْ في سُبُلِهِمْ، وَاقْطَعْ عَنْهُمُ الْمَدَدَ،وَانْقُصْ مِنْهُمُ الْعَدَدَ.

أَللَّهُمَّ وَاحْفَظْ مَوالِيَ آلِ بَيْتِ نَبِيِّكَ عَلَيْهِمُ السَّلامُ مِنْ شُرُورِهِمْ، وَسَلِّمْهُمْ مِنْ مَكْرِهِمْ، وَخَدْعِهِمْ وَضُرِّهِمْ، وَانْصُرْهُمْ عَلَيْهِمْ بِنَصْرِكَ، وَاجْمَعْ كَلِمَتَهُمْ، وَأَلِّفْ جَمْعَهُمْ، وَدَبِّرْ أَمْرَهُمْ،وَعَرِّفْهُمْ ما يَجْهَلُونَ، وَعَلِّمْهُمْ ما لايَعْلَمُونَ، وَبَصِّرْهُمْ مالايُبْصِرُونَ، وَأَعْلِ كَلِمَتَهُمْ، وَاجْعَلْهَا الْعُلْيا، وَاجْعَلْ كَلِمَةَالْأَعْداءِ السُّفْلى.(144)

ا

دعاء الفرج )إلهي عظُم البلاء(

قال الشيخ الكفعمي رحمه الله في »البلد الأمين«: دعاء لصاحب الأمر صلوات اللَّه عليه علّمه رجلاً محبوساً فخلص:

إِلهي عَظُمَ الْبَلاءُ، وَبَرِحَ الْخَفاءُ، وَانْكَشَفَ الْغِطاءُ، وَانْقَطَعَ

الرَّجاءُ، وَضاقَتِ الْأَرْضُ، وَمُنِعَتِ السَّماءُ، وَأَنْتَ الْمُسْتَعانُ،وَإِلَيْكَ الْمُشْتَكى، وَعَلَيْكَ الْمُعَوَّلُ فِي الشِّدَّةِ وَالرَّخاءِ.

أَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، اُولِى الْأَمْرِ الَّذينَ فَرَضْتَ عَلَيْنا طاعَتَهُمْ، وَعَرَّفْتَنا بِذلِكَ مَنْزِلَتَهُمْ، فَفَرِّجْ عَنَّابِحَقِّهِمْ فَرَجاً عاجِلاً قَريباً كَلَمْحِ الْبَصَرِ أَوْ هُوَ أَقْرَبُ، يا مُحَمَّدُيا عَلِيُّ، يا عَلِيُّ يا مُحَمَّدُ، إِكْفِياني فَإِنَّكُما كافِيانِ، وَانْصُراني فَإِنَّكُما ناصِرانِ، يا مَوْلانا يا صاحِبَ الزَّمانِ، اَلْغَوْثَ الْغَوْثَ الْغَوْثَ، أَدْرِكْني أَدْرِكْني أَدْرِكْني، اَلسَّاعَةَ السَّاعَةَ السَّاعَةَ،اَلْعَجَلَ الْعَجَلَ الْعَجَلَ، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرينَ.(145)

ا

الدعاء له صلوات اللَّه عليه في الساعة المخصوصة به

نقله في »مفتاح الفلاح« يقرء في الساعة المخصوصة به صلوات اللَّه عليه وهي من إصفرار الشمس إلى غروبها:

أَللَّهُمَّ يا خالِقَ السَّقْفِ الْمَرْفُوعِ، وَالْمِهادِ الْمَوْضُوعِ، وَرازِقَ

الْعاصي وَالْمُطيعِ، اَلَّذي لَيْسَ لَهُ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلا شَفيعٌ.

أَسْأَلُكَ بَأَسْمائِكَ الَّتي إِذا سُمِّيَتْ عَلى طَوارِقِ الْعُسْرِ عادَتْ يُسْراً، وَإِذا وُضِعَتْ عَلَى الْجِبالِ كانَتْ هَباءً مَنْثُوراً، وَإِذارُفِعَتْ إِلَى السَّماءِ تَفَتَّحَتْ لَهَا الْمَغالِقُ، وَإِذا هُبِطَتْ إِلى ظُلُماتِ الْأَرْضِ اتَّسَعَتْ لَهَا الْمَضائِقُ، وَإِذا دُعِيَتْ بِهَا الْمَوْتَى انْتَشَرَتْ مِنَ اللُّحُودِ، وَإِذا نُودِيَتْ بِهَا الْمَعْدُوماتُ خَرَجَتْ إِلَى الْوُجُودِ، وَإِذا ذُكِرَتْ عَلَى الْقُلُوبِ وَجِلَتْ خُشُوعاً، وَإِذا قُرِعَتِ الْأَسْماعُ فاضَتِ الْعُيُونُ دُمُوعاً.

أَسْأَلُكَ بِمُحَمَّدٍ رَسُولِكَ الْمُؤَيَّدِ بِالْمُعْجِزاتِ، اَلْمَبْعُوثِ بِمُحْكَمِ الْاياتِ، وَبِأَميرِالْمُؤْمِنينَ عَلِيِّ بْنِ أَبي طالِبٍ، اَلَّذِي اخْتَرْتَهُ لِمُؤاخاتِهِ وَوَصِيَّتِهِ، وَاصْطَفَيْتَهُ لِمُصافاتِهِ وَمُصاهَرَتِهِ.

وَبِصاحِبِ الزَّمانِ الْمَهْدِيِّ، اَلَّذي تَجْمَعُ عَلى طاعَتِهِ الْآراءَالْمُتَفَرِّقَةَ، وَتُؤَلِّفُ بِهِ بَيْنَ الْأَهْواءِ الْمُخْتَلِفَةِ، وَتَسْتَخْلِصُ بِهِ حُقُوقَ أَوْلِيائِكَ، وَتَنْتَقِمُ بِهِ مِنْ شَرِّ أَعْدائِكَ، وَتَمْلَأُ بِهِ الْأَرْضَ عَدْلاً وَإِحْساناً، وَتُوَسِّعُ عَلَى الْعِبادِ بِظُهُورِهِ فَضْلاً وَامْتِناناً،وَتُعيدُ الْحَقَّ إِلى مَكانِهِ عَزيزاً حَميداً، وَتُرْجِعُ الدّينَ عَلى

يَدَيْهِ غَضّاً جَديداً. أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، فَقَدِاسْتَشْفَعْتُ بِهِمْ إِلَيْكَ، وَقَدَّمْتُهُمْ أَمامي وَبَيْنَ يَدَيْ حَوائِجي،وَأَنْ تُوزِعَني شُكْرَ نِعْمَتِكَ، فِي التَّوْفيقِ لِمَعْرِفَتِهِ، وَالْهِدايَةِ

إِلىطاعَتِهِ، وَتَزيدَني قُوَّةً فِي التَّمَسُّكِ بِعِصْمَتِهِ وَالْإِقْتِداءِ بِسُنَّتِهِ،وَالْكَوْنِ في زُمْرَتِهِ، إِنَّكَ سَميعُ الدُّعاءِ، بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ.(146)

ا

دعاء الإمام الحجّة عجّل اللَّه تعالى فرجه

دعاء لمولانا صاحب الزمان صلوات اللَّه عليه نقله السيّد الأجلّ فى »مهج الدعوات«:

إِلهي بِحَقِّ مَنْ ناجاكَ، وَبِحَقِّ مَنْ دَعاكَ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ، تَفَضَّلْ عَلى فُقَراءِ الْمُؤْمِنينَ وَالْمُؤْمِناتِ بِالْغِناءِ وَالثَّرْوَةِ، وَعَلى مَرْضَى الْمُؤْمِنينَ وَالْمُؤْمِناتِ بِالشِّفاءِ وَالصِّحَّةِ، وَعَلى أَحْياءِ الْمُؤْمِنينَ وَالْمُؤْمِناتِ بِاللُّطْفِ وَالْكَرَمِ، وَعَلى أَمْواتِ الْمُؤْمِنينَ وَالْمُؤْمِناتِ بِالْمَغْفِرَةِ وَالرَّحْمَةِ، وَعَلى غُرَباءِ الْمُؤْمِنينَ وَالْمُؤْمِناتِ بِالرَّدِّإِلى أَوْطانِهِمْ سالِمينَ غانِمينَ، بِمُحَمَّدٍ وَآلِهِ أَجْمَعينَ.(147)

ا

دعاء سهم الليل لصاحب الزمان أرواحنا فداه

دعاء سهم اللّيل مروي عن الإمام المهديّ أرواحنا فداه: أَللَّهُمَّ إِنّي أَسْأَلُكَ بِعَزيزِ تَعْزيزِ اعْتِزازِ عِزَّتِكَ، بِطَوْلِ حَوْلِ شَديدِ قُوَّتِكَ، بِقُدْرَةِمِقْدارِ اقْتِدارِ قُدْرَتِكَ، بِتَأْكيدِ تَحْميدِ تَمْجيدِ عَظَمَتِكَ، بِسُمُوِّ نُمُوِّعُلُوِّ رَفْعَتِكَ، بِدَيْمُومِ قَيُّومِ دَوامِ مُدَّتِكَ، بِرِضْوانِ غُفْرانِ أَمانِ رَحْمَتِكَ، بِرَفيعِ بَديعِ مَنيعِ سَلْطَنَتِكَ، بِسُعاةِ صَلاةِ بِساطِ رَحْمَتِكَ،بِحَقائِقِ الْحَقِّ مِنْ حَقِّ حَقِّكَ، بِمَكْنُونِ السِّرِّ مِنْ سِرِّ سِرِّكَ، بِمَعاقِدِالْعِزِّ مِنْ عِزِّ عِزِّكَ، بِحَنينِ أَنينِ تَسْكينِ الْمُريدينَ، بِحَرَقاتِ خَضَعاتِ زَفَراتِ الْخائِفينَ، بِآمالِ أَعْمالِ أَقْوالِ الْمُجْتَهِدينَ، بِتَخَشُّعِ تَخَضُّعِ تَقَطُّعِ مَراراتِ الصَّابِرينَ، بِتَعَبُّدِ تَهَجُّدِ تَمَجُّدِ تَجَلُّدِ الْعابِدينَ.

أَللَّهُمَّ ذَهَلَتِ الْعُقُولُ، وَانْحَسَرَتِ الْأَبْصارُ، وَضاعَتِ الْأَفْهامُ،وَحارَتِ الْأَوْهامُ، وَقَصُرَتِ الْخَواطِرُ، وَبَعُدَتِ الظُّنُونُ عَنْ إِدْراكِ كُنْهِ كَيْفيَّةِ ما ظَهَرَ مِنْ بَوادي عَجائِبِ أَصْنافِ بَدائِعِ قُدْرَتِكَ، دُونَ الْبُلُوغِ إِلى مَعْرِفَةِ تَلَأْلُؤِ لَمَعانِ بُرُوقِ سَمائِكَ.

أَللَّهُمَّ مُحَرِّكَ الْحَرَكاتِ، وَمُبْدِئَ نِهايَةِ الْغاياتِ، وَمُخْرِجَ يَنابيعِ تَفْريعِ قُضْبانِ النَّباتِ، يَا مَنْ شَقَّ صُمَّ جَلاميدِ الصُّخُورِالرَّاسِياتِ، وَأَنْبَعَ مِنْها ماءً مَعيناً حَياةً لِلْمَخْلُوقاتِ، فَأَحْيى مِنْهَاالْحَيَوانَ وَالنَّباتَ، وَعَلِمَ مَا اخْتَلَجَ في سِرِّ أَفْكارِهِمْ مِنْ نُطْقِ إِشاراتِ خَفِيَّاتِ لُغاتِ النَّمْلِ السَّارِحاتِ.

يا مَنْ سَبَّحَتْ وَهَلَّلَتْ وَقَدَّسَتْ وَكَبَّرَتْ وَسَجَدَتْ لِجَلالِ جَمالِ أَقْوالِ عَظيمِ عِزَّةِ جَبَرُوتِ مَلَكُوتِ سَلْطَنَتِهِ مَلائِكَةُ السَّبْعِ السَّماواتِ، يا مَنْ دارَتْ فَأَضاءَتْ وَأَنارَتْ لِدَوامِ دَيْمُومِيَّتِهِ النُّجُومُ الزَّاهِراتُ، وَأَحْصى عَدَدَ الْأَحْياءِ وَالْأَمْواتِ، صَلِّ عَلىمُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ خَيْرِ الْبَرِيَّاتِ، وَافْعَلْ بي كَذا وَكَذا، واذكرحاجتك.(148)

ا

دعاءٌ آخر مرويّ عنه عجّل اللَّه تعالى فرجه

دعاء مرويّ عن الإمام المهديّ صلوات اللَّه عليه:

أَللَّهُمَّ ارْزُقْنا تَوْفيقَ الطَّاعَةِ، وَبُعْدَ الْمَعْصِيَةِ، وَصِدْقَ النِّيَّةِ،

وَعِرْفانَ الْحُرْمَةِ، وَأَكْرِمْنا بِالْهُدى وَالْإِسْتِقامَةِ، وَسَدِّدْ أَلْسِنَتَنابِالصَّوابِ وَالْحِكْمَةِ، وَامْلَأْ قُلُوبَنا بِالْعِلْمِ وَالْمَعْرِفَةِ، وَطَهِّرْبُطُونَنا مِنَ الْحَرامِ وَالشُّبْهَةِ، وَاكْفُفْ أَيْدِيَنا عَنِ الظُّلْمِ وَالسِّرْقَةِ، وَاغْضُضْ أَبْصارَنا عَنِ الْفُجُورِ وَالْخِيانَةِ، وَاسْدُدْأَسْماعَنا عَنِ اللَّغْوِ وَالْغِيْبَةِ.

وَتَفَضَّلْ عَلى عُلَمائِنا بِالزُّهْدِ وَالنَّصيحَةِ، وَعَلَى الْمُتَعَلِّمينَ بِالْجُهْدِ وَالرَّغْبَةِ، وَعَلَى الْمُسْتَمِعينَ بِالْإِتِّباعِ وَالْمَوْعِظَةِ، وَعَلىمَرْضَى الْمُسْلِمينَ بِالشِّفاءِ وَالرَّاحَةِ، وَعَلى مَوْتاهُمْ بِالرَّأْفَةِوَالرَّحْمَةِ، وَعَلى مَشايِخِنا بِالْوَقارِ وَالسَّكينَةِ، وَعَلَى الشَّبابِ بِالْإِنابَةِ وَالتَّوْبَةِ، وَعَلَى النِّساءِ بِالْحَياءِ وَالْعِفَّةِ، وَعَلَى الْأَغْنِياءِبِالتَّواضُعِ وَالسَّعَةِ،

وَعَلَى الْفُقَراءِ بِالصَّبْرِ وَالْقَناعَةِ، وَعَلَى الْغُزاةِبِالنَّصْرِ وَالْغَلَبَةِ، وَعَلَى الْاُسَراءِ بِالْخَلاصِ وَالرَّاحَةِ، وَعَلَى الْاُمَراءِبِالْعَدْلِ وَالشَّفَقَةِ، وَعَلَى الرَّعِيَّةِ بِالْإِنْصافِ وَحُسْنِ السّيرَةِ.وَبارِكْ لِلْحُجَّاجِ وَالزُّوَّارِ فِي الزَّادِ وَالنَّفَقَةِ، وَاقْضِ ما أَوْجَبْتَ عَلَيْهِمْ مِنَ الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ، بِفَضْلِكَ وَرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ.(149)

ا

دعاء »يا نور النّور« عن الإمام الحجّة عجّل اللَّه تعالى فرجه

نقله الشيخ الكفعمي رحمه الله في »المصباح« عن مولانا الحجّة صلوات اللَّه عليه:

يا نُورَ النُّورِ، يا مُدَبِّرَ الْاُمُورِ، يا باعِثَ مَنْ فِي الْقُبُورِ، صَلّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاجْعَلْ لي وَلِشيعَتي مِنَ الضّيقِ فَرَجاً،وَمِنَ الْهَمِّ مَخْرَجاً، وَأَوْسِعْ لَنَا الْمَنْهَجَ، وَأَطْلِقْ لَنا مِنْ عِنْدِكَ مايُفَرِّجُ، وَافْعَلْ بِنا ما أَنْتَ أَهْلُهُ يا كَريمُ.(150)

وروي أنّه من اختار هذا الدعاء يحشر مع صاحب الأمر صلوات اللَّه عليه.(151)

ا

دعاء آخر عنه أرواحنا فداه لرفع الشدائد

دعاء آخر لمولانا الحجّة صلوات اللَّه عليه لكفاية المهمّات، نقله فى »قصص الأنبياء«:

يا مَنْ إِذا تَضايَقَتِ الْاُمُورُ فَتَحَ لَنا باباً لَمْ تَذْهَبْ إِلَيْهِ الْأَوْهامُ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَافْتَحْ لِاُمُورِي

الْمُتَضايِقَةِ باباً لَمْ يَذْهَبْ إِلَيْهِ وَهْمٌ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ.(152)

قال في »التحفة الرضويّة«: حدّثني العلّامة التقي السيّد مرزه حسن بن السيّدمرزه علي آقا الشيرازي قدس سره بالدعاء الآتي، وذكر أنّه مأثور عن الحجّة عجّل اللَّه تعالى فرجه رواه عنه بعض الثقاة من الأعلام. قال رحمه الله: يقرء بعد الصلوات اليوميّة وفي سائرالأحوال لكفاية المهمّات وبلوغ المرام )وهو(:

يا مَنْ إِذا تَضايَقَتِ الْاُمُورُ فَتَحَ لَها باباً لَمْ تَذْهَبْ إِلَيْهِ الْأَوْهامُ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَافْتَحْ لِاُمُورِي الْمُتَضايِقَةِ باباً لَمْ يَذْهَبْ إِلَيْهِ وَهْمٌ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ.2

ا

دعاء عظيم الشأن مرويّ عنه عجّل اللَّه تعالى فرجه لقضاء الحوائج

قال في »الكلم الطيّب«: هذا دعاءٌ عظيم عن صاحب الأمر صلوات اللَّه عليه لمن ضاع له شي ء أو كانت له حاجة، فليكثر الدّاعي من قرائته عند طلب مهمّاته وهو:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ

أَنْتَ اللَّهُ الَّذي لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ، مُبْدِئُ الْخَلْقِ وَمُعيدُهُمْ، وَأَنْتَ اللَّهُ الَّذي لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ، مُدَبِّرُ الْاُمُورِ، وَباعِثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ،

وَأَنْتَ اللَّهُ الَّذي لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ الْقابِضُ الْباسِطُ، وَأَنْتَ اللَّهُ الَّذي لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ، وارِثُ الْأَرْضِ وَمَنْ عَلَيْها.

أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذي إِذا دُعيتَ بِهِ أَجَبْتَ، وَإِذا سُئِلْتَ بِهِ أَعْطَيْتَ، وَأَسْئَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ، وَبِحَقِّهِمُ الَّذي أَوْجَبْتَهُ عَلى نَفْسِكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تَقْضِيَ لي حاجَتي، اَلسَّاعَةَ السَّاعَةَ.

يا سَيِّداهُ، يا مَوْلاهُ، يا غِياثاهُ، أَسْئَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ سَمَّيْتَهُ بِهِ نَفْسَكَ، وَاسْتَأْثَرْتَ بِهِ في عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍوَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تُعَجِّلَ خَلاصَنا مِنْ هذِهِ الشِّدَّةِ. يا مُقَلِّبَ الْقُلُوبِ وَالْأَبْصارِ، يا سَميعَ الدُّعاءِ، إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْ ءٍ قَديرٌ، بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ.(153)

ا

دعاء مولانا صاحب الزمان عجّل اللَّه تعالى فرجه للشفاء عن الأمراض

قال المحدّث النوري رحمه الله: قال الشيخ الجليل الكفعميّ في كتاب »البلد الأمين«عن المهديّ صلوات اللَّه عليه:

من كتب هذا الدعاء في إناء جديد بتربة الحسين عليه السلام، وغسّله وشربه، شفي من علّته:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ

بِسْمِ اللَّهِ دَواءٌ، وَالْحَمْدُ للَّهِِ شِفاءٌ، وَلا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ كِفاءٌ، هُوَالشَّافي شِفاءٌ، وَهُوَ الْكافي كِفاءٌ، أَذْهِبِ الْبَأْسَ بِرَبِّ النَّاسِ،شِفاءٌ لايُغادِرُهُ سُقْمٌ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ النُّجَباءِ.(154)

ا

دعاء مرويّ عنه عجّل اللَّه تعالى فرجه للنجاة من الضيق والشدّة

قال في الكلم الطيّب: رأيت بخطّ بعض أصحابنا من السادات الأجلّاءالصلحاء الثقات والأثبات ما هذه صورته: سمعت في رجب سنة ثلاث وتسعين وألف الأخ في اللَّه المولى الصدوق العالم العامل، جامع الكمالات الإنسيّة،والصّفات القدسيّة، الأمير إسماعيل بن حسين بيك بن عليّ بن سليمان الجابريّ الأنصاريّ أنار اللَّه برهانه يقول: سمعت الشيخ الصالح المتّقي الورع الشيخ الحاجّ عليّاالمكّي أنّه قال:

إبتليت بضيق وشدّة مناقضة خصوم حقّ، خفت على نفسي القتل والهلاك،فوجدت الدعاء المسطور بعده في جيبي من غير أن يعطينيه أحد، فتعجّبت من ذلك، وكنت متحيّراً، فرأيت في المنام أنّ قائلاً في ذيّ الصلحاء والزهّاد يقول:

إنّا أعطيناك الدعاء الفلانيّ، فادع به، تنج من الضيق والشدّة، ولم يتبيّن لي من القائل، فزاد تعجّبي، فرأيت مرّة اُخرى الحجّة المنتظر صلوات اللَّه عليه فقال لي: اُدع بالدعاء الذّي أعطيتكه، وعلّم من أردت.

وقد جرّبته مراراً عديدة، فرأيت فرجاً قريباً، وبعد هذا ضاع منّي الدعاء برهةمن الزمان، وكنت متأسّفاً على فواته، مستغفراً من سوء العمل، فجاءني شخص وقال لي: إنّ هذا الدعاء قد سقط منك في المكان الفلانيّ، وما كان في بالي إنّي رحت إلى ذلك المكان، فأخذت الدعاء وسجدت اللَّه شكراً وهو:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ

رَبِّ أَسْئَلُكَ مَدَداً رُوحانِيّاً تَقْوى بِهِ قُوايَ الْكُلِّيَّةُ وَالْجُزْئِيَّةُ،حَتَّى أَقْهَرَ بِمَبادي نَفْسي كُلَّ نَفْسٍ قاهِرَةٍ، فَتَنْقَبِضَ لي إِشارَةُدَقائِقِها، اِنْقِباضاً تَسْقُطُ بِهِ

قُويها، حَتَّى لايَبْقى فِي الْكَوْنِ ذُورُوحٍ إِلّا وَنارُ قَهْري قَدْ أَحْرَقَتْ ظُهُورَهُ.

يا شَديدُ، يا شَديدُ، يا ذَا الْبَطْشِ الشَّديدِ، يا قاهِرُ يا قَهَّارُ،أَسْأَلُكَ بِما أَوْدَعْتَهُ عِزْرائيلَ مِنْ أَسْمائِكَ الْقَهْرِيَّةِ، فَانْفَعَلَتْ لَهُ النُّفُوسُ بِالْقَهْرِ، أَنْ تُودِعَني هذَا السِّرَّ في هذِهِ السَّاعَةِ، حَتَّى اُلَيِّنَ بِهِ كُلَّ صَعْبٍ، وَاُذَلِّلَ بِهِ كُلَّ مَنيعٍ، بِقُوَّتِكَ يا ذَا الْقُوَّةِ الْمَتينِ.

يقرء سحراً ثلاثاً إن أمكن، وفي الصبح ثلاثاً، وفي المساء ثلاثاً، فإذا اشتدّت الأمر على من يقرأه، يقول بعد قرائته ثلاثين مرّة:

يا رَحْمانُ يا رَحيمُ، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ، أَسْئَلُكَ اللُّطْفَ بِماجَرَتْ بِهِ الْمَقاديرُ.(155)

ا

حرز لمولانا القائم عجّل اللَّه تعالى فرجه

حرز لمولانا القائم صلوات اللَّه عليه، رواه السيّد الأجلّ في »مهج الدعوات« والشيخ الكفعمي في »المصباح«:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ

يا مالِكَ الرِّقابِ، وَهازِمَ الْأَحْزابِ، يا مُفَتِّحَ الْأَبْوابِ، يامُسَبِّبَ الْأَسْبابِ، سَبِّبْ لَنا سَبَباً لانَسْتَطيعُ لَهُ طَلَباً، بِحَقِّ لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ، مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَآلِهِ أَجْمَعينَ.(156)

ا

دعاء الشيعة عند خروج مولانا القائم أرواحنا فداه

في رواية قال النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم:

إذا أردت أن يؤمنك بعد ذلك عن الغرق والحرق والسرق فقل إذا أصبحت:

بِسْمِ اللَّهِ ما شاءَ اللَّهُ، لايَصْرِفُ السُّوءَ إِلَّا اللَّهُ، بِسْمِ اللَّهِ ما شاءَاللَّهُ، لايَسُوقُ الْخَيْرَ إِلَّا اللَّهُ، بِسْمِ اللَّهِ ما شاءَ اللَّهُ، ما يَكُونُ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ، بِسْمِ اللَّهِ ما شاءَ اللَّهُ، لا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلّا بِاللَّهِ الْعَلِيِّ الْعَظيمِ، بِسْمِ اللَّهِ ما شاءَ اللَّهُ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلى مُحَمَّدٍوَآلِهِ الطَّيِّبينَ.

فإنّ من قالها ثلاثاً إذا أصبح أمن من الغرق والحرق والسرق حتّى يسمى،ومن قالها ثلاثاً إذا أمسى أمن من الحرق والغرق والسرق حتّى يصبح.

وإنّ الخضر وإلياس عليهما السلام يلتقيان في كلّ موسم فإذا تفرّقا تفرّقا عن هذه الكلمات، وإنّ ذلك شعار شيعتي، وبه يمتاز أعدائي من أوليائي يوم خروج قائمهم.(157)

ا

الصلاة على سيّدة النساء فاطمة الزهراء عليها السلام )أللّهمّ صلّ على فاطمة وأبيها...(

من الأدعية المجرّبة لأخذ الحوائج، الصلاة على سيّدة النساء فاطمةالزهراءعليها السلام. وهي أن يقول خمس مائة وثلاثين مرّة:

أَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى فاطِمَةَ وَأَبيها وَبَعْلِها وَبَنيها ]وَالسِّرِّالْمُسْتَوْدَعِ فيها[ بِعَدَدِ ما أَحاطَ بِهِ عِلْمُكَ.

لم تذكر هذه الصلاة في الكتب القديمة وقد اشتهرت من عصر الشيخ الأعظم الأنصاري في الألسنة. ونقلناها في هذا الكتاب لأمرين:

1 - هذه الصلاة وإن لم توجد في الكتب القديمة ونقلها الشيخ الأعظم الأنصاري ولكنّه لوجود الإرتباط الشيخ مع مولانا الإمام المنتظر يحتمل قويّاًصدورها عن الإمام أرواحنا فداه وإن لم يصرّح به الشيخ الأنصاري.

2 - المقصود من »السرّ المستودع فيها« هو الإمام الحجّة أرواحنا فداه.(158)

ا

فضيلة سور المسبّحات

ونذكر في هذا الباب فضيلة سور المسبّحات.

عن جابر قال: سمعت أباجعفرعليه السلام يقول:

من قرأ المسبّحات كلّها قبل أن ينام، لم يمت حتّى يدرك القائم )صلوات اللَّه عليه(، وإن مات كان في جوار النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم.(159)

أقول: ولآية الكرسي وآية شريفة »النور« وآية »رَبِّ أَدْخِلْني« وآيات اُخرى ختومات متعدّدة لها مناسبة لمطالب الكتاب انصرفت عن نقلها.

ولابدّ أن نتوجّه أنّ أفضل الطرق لمن أراد الفوز بلقاء مولانا بقيّة اللَّه الأعظم أرواحنا فداه هو جلب توجّهه ورضايته الكاملة.

الباب السابع في التوسّل بمولانا بقيّة اللَّه أرواحنا فداه ا

دعاء التوسّل المعروف بدعاء التوسّل للخواجة نصير رحمه الله

رواه السيّدرحمه الله في »مهج الدعوات«:(160)

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ

أَللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَزِدْ وَبارِكْ عَلَى النَّبِيِّ الْاُمِّيِّ الْعَرَبِيّ الْهاشِمِيِّ الْقُرَشِيِّ الْمَكِّيِّ الْمَدَنِيِّ الْأَبْطَحِيِّ التَّهامِيِّ، اَلسَّيِّدِالْبَهِيِّ، اَلسِّراجِ الْمُضي ءِ، اَلْكَوْكَبِ الدُّرِّيِّ، صاحِبِ الْوَقارِوَالسَّكينَةِ، اَلْمَدْفُونِ بِالْمَدينَةِ، اَلْعَبْدِ الْمُؤَيَّدِ، وَالرَّسُولِ الْمُسَدَّدِ، اَلْمُصْطَفَى الْأَمْجَدِ، اَلْمَحْمُودِ الْأَحْمَدِ، حَبيبِ إِلهِ

الْعالَمينَ، وَسَيِّدِ الْمُرْسَلينَ، وَخاتَمِ النَّبِيّينَ، وَشَفيعِ الْمُذْنِبينَ،وَرَحْمَةٍ لِلْعالَمينَ، أَبِي الْقاسِمِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ.

اَلصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَيْكَ يا أَبَا الْقاسِمِ يا رَسُولَ اللَّهِ، يا إِمامَ الرَّحْمَةِ، يا شَفيعَ الْاُمَّةِ، يا حُجَّةَ اللَّهِ عَلى خَلْقِهِ، يا سَيِّدَناوَمَوْلانا إِنَّا تَوَجَّهْنا وَاسْتَشْفَعْنا وَتَوَسَّلْنا بِكَ إِلَى اللَّهِ، وَقَدَّمْناكَ بَيْنَ يَدَيْ حاجاتِنا فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ، يا وَجيهاً عِنْدَ اللَّهِ، إِشْفَعْ لَنا عِنْدَ اللَّهِ.

أَللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَزِدْ وَبارِكْ عَلَى السَّيِّدِ الْمُطَهَّرِ، وَالْإِمامِ الْمُظَفَّرِ، وَالشُّجاعِ الْغَضَنْفَرِ، أَبي شُبَيْرَ وَشَبَرَ، قاسِمِ طُوبى وَسَقَرَ، اَلْأَنْزَعِ الْبَطينِ، اَلْأَشْجَعِ الْمَتينِ، اَلْأَشْرَفِ الْمَكينِ،اَلْعالِمِ الْمُبينِ، اَلنَّاصِرِ الْمُعينِ، وَلِيِّ الدّينِ، اَلْوالِيِ الْوَلِيِّ،اَلسَّيِّدِ الرِّضِيِّ، اَلْإِمامِ الْوَصِيِّ، اَلْحاكِمِ بِالنَّصِّ الْجَلِيِّ،اَلْمُخْلِصِ الصَّفِيِّ، اَلْمَدْفُونِ بِالْغَرِيِّ، لَيْثِ بَني غالِبٍ، مَظْهَرِالْعَجائِبِ، وَمُظْهِرِ الْغَرائِبِ، وَمُفَرِّقِ الْكَتائِبِ، وَالشِّهابِ الثَّاقِبِ، وَالْهِزَبْرِ السَّالِبِ، نُقْطَةِ دائِرَةِ الْمَطالِبِ، أَسَدِ اللَّهِ الْغالِبِ، غالِبِ كُلِّ غالِبٍ، وَمَطْلُوبِ كُلِّ طالِبٍ، صاحِبِ الْمَفاخِرِ

وَالْمَناقِبِ، إِمامِ الْمَشارِقِ وَالْمَغارِبِ، مَوْلانا وَمَوْلَى الْكَوْنَيْنِ،اَلْإِمامِ أَبِي الْحَسَنَيْنِ أَميرِالْمُؤْمِنينَ عَلِيِّ بْنِ أَبي طالِبٍ صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيْهِ.

اَلصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَيْكَ يا أَبَا الْحَسَنِ، يا أَميرَالْمُؤْمِنينَ، ياعَلِيَّ بْنَ أَبي طالِبٍ،

يا أَخَ الرَّسُولِ، يا زَوْجَ الْبَتُولِ، يا أَبَاالسِّبْطَيْنِ، يا حُجَّةَ اللَّهِ عَلى خَلْقِهِ، يا سَيِّدَنا يا مَوْلانا، إِنَّاتَوَجَّهْنا وَاسْتَشْفَعْنا وَتَوَسَّلْنا بِكَ إِلَى اللَّهِ، وَقَدَّمْناكَ بَيْنَ يَدَيْ حاجاتِنا فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ، يا وَجيهاً عِنْدَ اللَّهِ، إِشْفَعْ لَنا عِنْدَاللَّهِ.

أَللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَزِدْ وَبارِكْ عَلَى السَّيِّدَةِ الْجَليلَةِ الْجَميلَةِ،اَلْمَعْصُومَةِ الْمَظْلُومَةِ، اَلْكَريمَةِ النَّبيلَةِ، اَلْمَكْرُوبَةِ الْعَليلَةِ، ذاتِ الْأَحْزانِ الطَّويلَةِ فِي الْمُدَّةِ الْقَليلَةِ، اَلرَّضِيَّةِ الْحَليمَةِ، اَلْعَفيفَةِالسَّليمَةِ، اَلْمَجْهُولَةِ قَدْراً، وَالْمَخْفِيَّةِ قَبْراً، اَلْمَدْفُونَةِ سِرّاً،وَالْمَغْصُوبَةِ جَهْراً، سَيِّدَةِ النِّساءِ، اَلْإِنْسِيَّةِ الْحَوْراءِ، اُمِّ الْأَئِمَّةِالنُّقَباءِ النُّجَباءِ، بِنْتِ خَيْرِ الْأَنْبِياءِ، اَلطَّاهِرَةِ الْمُطَهَّرَةِ، اَلْبَتُولِ الْعَذْراءِ، فاطِمَةَ التَّقِيَّةِ الزَّهْراءِ عَلَيْهَا السَّلامُ.

اَلصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَيْكِ وَعَلى ذُرِّيَّتِكِ يا فاطِمَةُ الزَّهْراءُ، يابِنْتَ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللَّهِ، أَيَّتُهَا الْبَتُولُ، يا قُرَّةَ عَيْنِ الرَّسُولِ، يابَضْعَةَ النَّبِيِّ، يا اُمَّ السِّبْطَيْنِ، يا حُجَّةَ اللَّهِ عَلى خَلْقِهِ، يا سَيِّدَتَناوَمَوْلاتَنا، إِنَّا تَوَجَّهْنا وَاسْتَشْفَعْنا وَتَوَسَّلْنا بِكِ إِلَى اللَّهِ،وَقَدَّمْناكِ بَيْنَ يَدَيْ حاجاتِنا فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ، يا وَجيهَةً عِنْدَاللَّهِ، إِشْفَعي لَنا عِنْدَ اللَّهِ.

أَللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَزِدْ وَبارِكْ عَلَى السَّيِّدِ الْمُجْتَبى، وَالْإِمامِ الْمُرْتَجى، سِبْطِ الْمُصْطَفى، وَابْنِ الْمُرْتَضى، عَلَمِ الْهُدى،اَلْعالِمِ الرَّفيعِ، ذِي الْحَسَبِ الْمَنيعِ، وَالْفَضْلِ الْجَميعِ، وَالشَّرَفِ الرَّفيعِ، اَلشَّفيعِ ابْنِ الشَّفيعِ، اَلْمَقْتُولِ بِالسَّمِّ النَّقيعِ، اَلْمَدْفُونِ بِأَرْضِ الْبَقيعِ، اَلْعالِمِ بِالْفَرائِضِ وَالسُّنَنِ، صاحِبِ الْجُودِوَالْمِنَنِ، كاشِفِ الضُّرِّ وَالْبَلْوى وَالْمِحَنِ، ما ظَهَرَ مِنْها وَمابَطَنَ، اَلَّذي عَجَزَ عَنْ عَدِّ مَدائِحِهِ لِسانُ اللُّسَنِ، اَلْإِمامِ بِالْحَقّ الْمُؤْتَمَنِ، أَبي مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ )صَلَواتُ اللَّهِ وَسَلامُهُ عَلَيْهِ(.

اَلصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَيْكَ يا أَبا مُحَمَّدٍ، يا حَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ، أَيُّهَاالْمُجْتَبى، يَابْنَ رَسُولِ اللَّهِ، يَابْنَ أَميرِالْمُؤْمِنينَ، يَابْنَ فاطِمَةَ

الزَّهْراءِ، يا حُجَّةَ اللَّهِ عَلى خَلْقِهِ، يا سَيِّدَ شَبابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، ياسَيِّدَنا وَمَوْلانا إِنَّا تَوَجَّهْنا وَاسْتَشْفَعْنا وَتَوَسَّلْنا بِكَ إِلَى اللَّهِ،وَقَدَّمْناكَ بَيْنَ يَدَيْ حاجاتِنا فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ، يا وَجيهاً عِنْدَاللَّهِ، إِشْفَعْ لَنا عِنْدَ اللَّهِ.

أَللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَزِدْ وَبارِكْ عَلَى السَّيِّدِ الزَّاهِدِ، وَالْإِمامِ الْعابِدِ، اَلرَّاكِعِ السَّاجِدِ، وَلِيِّ الْمَلِكِ الْماجِدِ، وَقَتيلِ الْكافِرِالْجاحِدِ، زَيْنِ

الْمَنابِرِ وَالْمَساجِدِ، صاحِبِ الْمِحْنَةِ وَالْكَرْبِ وَالْبَلاءِ، اَلْمَدْفُونِ بِأَرْضِ كَرْبَلاءَ، سِبْطِ رَسُولِ الثَّقَلَيْنِ، وَنُورِالْعَيْنَيْنِ، مَوْلانا وَمَوْلَى الْكَوْنَيْنِ، اَلْإِمامِ بِالْحَقِّ أَبي عَبْدِ اللَّهِ الْحُسَيْنِ )صَلَواتُ اللَّه وَسَلامُهُ عَلَيْهِ(.

اَلصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَيْكَ يا أَباعَبْدِاللَّهِ، يا حُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ، أَيُّهَاالشَّهيدُ يَابْنَ رَسُولِ اللَّهِ، يَابْنَ أَميرِالْمُؤْمِنينَ، يَابْنَ فاطِمَةَالزَّهْراءِ، يا سَيِّدَ شَبابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ، يا حُجَّةَ اللَّهِ عَلى خَلْقِهِ، ياسَيِّدَنا وَمَوْلانا إِنَّا تَوَجَّهْنا وَاسْتَشْفَعْنا وَتَوَسَّلْنا بِكَ إِلَى اللَّهِ،وَقَدَّمْناكَ بَيْنَ يَدَيْ حاجاتِنا فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ، يا وَجيهاً عِنْدَاللَّهِ، إِشْفَعْ لَنا عِنْدَ اللَّهِ.

أَللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَزِدْ وَبارِكْ عَلى أَبِي الْأَئِمَّةِ، وَسِراجِ الْاُمَّةِ، وَكاشِفِ الْغُمَّةِ، وَمُحْيِى السُّنَّةِ، وَسَنِيِّ الْهِمَّةِ، وَرَفيعِ الرُّتْبَةِ، وَأَنيسِ الْكُرْبَةِ، وَصاحِبِ النُّدْبَةِ، اَلْمَدْفُونِ بِأَرْضِ طيبَةَ، اَلْمُبَرَّءِ مِنْ كُلِّ شَيْنٍ، وَأَفْضَلِ الْمُجاهِدينَ، وَأَكْمَلِ الشَّاكِرينَ وَالْحامِدينَ، شَمْسِ نَهارِ الْمُسْتَغْفِرينَ، وَقَمَرِ لَيْلَةِالْمُتَهَجِّدينَ، اَلْإِمامِ بِالْحَقِّ زَيْنِ الْعابِدينَ، أَبي مُحَمَّدٍ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ )صَلَواتُ اللَّهِ وَسَلامُهُ عَلَيْهِما(.

اَلصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَيْكَ يا أَبا مُحَمَّدٍ، يا عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ، يازَيْنَ الْعابِدينَ، أَيُّهَا السَّجَّادُ يَابْنَ رَسُولِ اللَّهِ، يَابْنَ أَميرِالْمُؤْمِنينَ، يا حُجَّةَ اللَّهِ عَلى خَلْقِهِ، يا سَيِّدَنا وَمَوْلانا إِنَّاتَوَجَّهْنا وَاسْتَشْفَعْنا وَتَوَسَّلْنا بِكَ إِلَى اللَّهِ، وَقَدَّمْناكَ بَيْنَ يَدَيْ حاجاتِنا فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ، يا وَجيهاً عِنْدَ اللَّهِ، إِشْفَعْ لَنا عِنْدَاللَّهِ.

أَللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَزِدْ وَبارِكْ عَلى قَمَرِ الْأَقْمارِ، وَنُورِالْأَنْوارِ، وَقائِدِ الْأَخْيارِ، وَسَيِّدِ الْأَبْرارِ، وَالطُّهْرِ الطَّاهِرِ، وَالْبَدْرِالْباهِرِ، وَالنَّجْمِ الزَّاهِرِ، وَالْبَحْرِ الزَّاخِرِ، وَالدُّرِّ الْفاخِرِ، اَلْمُلَقَّبِ

بِالْباقِرِ، اَلسَّيِّدِ الْوَجيهِ، اَلْإِمامِ النَّبيهِ، اَلْمَدْفُونِ عِنْدَ جَدِّهِ وَأَبيهِ،اَلْحِبْرِ الْمَلِيِّ عِنْدَ الْعَدُوِّ وَالْوَلِيِّ، اَلْإِمامِ بِالْحَقِّ الْأَزَلِيِّ، أَبي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَلَيْهِمَا السَّلامُ.

اَلصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَيْكَ يا أَبا جَعْفَرٍ يا مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ، أَيُّهَاالْباقِرُ يَابْنَ رَسُولِ اللَّهِ، يَابْنَ أَميرِالْمُؤْمِنينَ، يا حُجَّةَ اللَّهِ عَلىخَلْقِهِ، يا سَيِّدَنا وَمَوْلانا إِنَّا تَوَجَّهْنا وَاسْتَشْفَعْنا وَتَوَسَّلْنا بِكَ إِلَى اللَّهِ، وَقَدَّمْناكَ بَيْنَ يَدَيْ حاجاتِنا فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ، يا وَجيهاًعِنْدَ اللَّهِ، إِشْفَعْ لَنا عِنْدَ اللَّهِ.

أَللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَزِدْ وَبارِكْ عَلَى السَّيِّدِ الصَّادِقِ الصِّدّيقِ،اَلْعالِمِ

الْوَثيقِ، اَلْحَليمِ الشَّفيقِ، اَلْهادي إِلَى الطَّريقِ، اَلسَّاقي شيعَتَهُ مِنَ الرَّحيقِ، وَمُبَلِّغِ أَعْدائِهِ إِلَى الْحَريقِ، صاحِبِ الشَّرَفِ الرَّفيعِ، وَالْحَسَبِ الْمَنيعِ، وَالْفَضْلِ الْجَميعِ، اَلشَّفيعِ ابْنِ الشَّفيعِ، اَلْمَدْفُونِ بِالْبَقيعِ، اَلْمُهَذَّبِ الْمُؤَيَّدِ، اَلْإِمامِ الْمُمَجَّدِ أَبي عَبْدِاللَّهِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ )صَلَواتُ اللَّهِ وَسَلامُهُ عَلَيْهِ(.

اَلصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَيْكَ يا أَبا عَبْدِ اللَّهِ، يا جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ،أَيُّهَا الصَّادِقُ يَابْنَ رَسُولِ اللَّهِ، يَابْنَ أَميرِالْمُؤْمِنينَ، يا حُجَّةَ اللَّهِ

عَلى خَلْقِهِ، يا سَيِّدَنا وَمَوْلانا إِنَّا تَوَجَّهْنا وَاسْتَشْفَعْنا وَتَوَسَّلْنابِكَ إِلَى اللَّهِ، وَقَدَّمْناكَ بَيْنَ يَدَيْ حاجاتِنا فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ، ياوَجيهاً عِنْدَ اللَّهِ، إِشْفَعْ لَنا عِنْدَ اللَّهِ.

أَللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَزِدْ وَبارِكْ عَلَى السَّيِّدِ الْكَريمِ، وَالْإِمامِ الْحَليمِ، وَسَمِيِّ الْكَليمِ، اَلصَّابِرِ الْكَظيمِ، قائِدِ الْجَيْشِ، اَلْمَدْفُونِ بِمَقابِرِ قُرَيْشٍ، صاحِبِ الشَّرَفِ الْأَنْوَرِ، وَالْمَجْدِ الْأَظْهَرِ،وَالْجَبينِ الْأَطْهَرِ ]الْأَزْهَرِ خ[، اَلْإِمامِ بِالْحَقِّ أَبي إِبْراهيمَ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ )صَلَواتُ اللَّهِ وَسَلامُهُ عَلَيْهِ(.

اَلصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَيْكَ يا أَبا إِبْراهيمَ، يا مُوسَى بْنَ جَعْفَرٍ،أَيُّهَا الْكاظِمُ، وَأَيُّهَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ، يَابْنَ رَسُولِ اللَّهِ، يَابْنَ أَميرِالْمُؤْمِنينَ، يا حُجَّةَ اللَّهِ عَلى خَلْقِهِ، يا سَيِّدَنا وَمَوْلانا إِنَّاتَوَجَّهْنا وَاسْتَشْفَعْنا وَتَوَسَّلْنا بِكَ إِلَى اللَّهِ، وَقَدَّمْناكَ بَيْنَ يَدَيْ حاجاتِنا فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ، يا وَجيهاً عِنْدَ اللَّهِ، إِشْفَعْ لَنا عِنْدَاللَّهِ.

أَللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَزِدْ وَبارِكْ عَلَى السَّيِّدِ الْمَعْصُومِ، وَالْإِمامِ الْمَظْلُومِ، وَالشَّهيدِ الْمَسْمُومِ، وَالْغَريبِ الْمَغْمُومِ، وَالْقَتيلِ

الْمَحْرُومِ، عالِمِ عِلْمِ الْمَكْتُومِ، بَدْرِ النُّجُومِ، شَمْسِ الشُّمُوسِ،وَأَنيسِ النُّفُوسِ، اَلْمَدْفُونِ بِأَرْضِ طُوسِ، اَلرَّضِيِّ الْمُرْتَضى،اَلْمُرتَجَى الْمُجْتَبى، اَلْإِمامِ بِالْحَقِّ أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى الرِّضا )صَلَواتُ اللَّهِ وَسَلامُهُ عَلَيْهِ(.

اَلصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَيْكَ يا أَبَا الْحَسَنِ، يا عَلِيَّ بْنَ مُوسَى الرِّضا، يَابْنَ رَسُولِ اللَّهِ، يَابْنَ أَميرِالْمُؤْمِنينَ، يا حُجَّةَ اللَّهِ عَلىخَلْقِهِ، يا سَيِّدَنا وَمَوْلانا إِنَّا تَوَجَّهْنا وَاسْتَشْفَعْنا وَتَوَسَّلْنا بِكَ إِلَى اللَّهِ، وَقَدَّمْناكَ بَيْنَ يَدَيْ حاجاتِنا فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ، يا وَجيهاًعِنْدَ اللَّهِ، إِشْفَعْ لَنا عِنْدَ اللَّهِ.

أَللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَزِدْ وَبارِكْ عَلَى السَّيِّدِ الْعادِلِ الْعالِمِ،اَلْعامِلِ الْكامِلِ، اَلْفاضِلِ الْباذِلِ، اَلْأَجْوَدِ اَلْجَوادِ، اَلْعارِفِ بِأَسْرارِ الْمَبْدَءِ وَالْمَعادِ وَلِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ، مَناصِ

الْمُحِبّينَ يَوْمَ يُنادِ الْمُنادِ، اَلْمَذْكُورِ فِي الْهِدايَةِ وَالْإِرْشادِ، اَلْمَدْفُونِ بِأَرْضِ بَغْدادَ، اَلسَّيِّدِ الْعَرَبِيِّ، وَالْإِمامِ الْأَحْمَدِيِّ، وَالنُّورِ الْمُحَمَّدِيِّ،اَلْمُلَقَّبِ بِالتَّقِيِّ، اَلْإِمامِ بِالْحَقِّ أَبي جَعْفَرٍ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ عَلَيْهِ السَّلامُ.

اَلصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَيْكَ يا أَبا جَعْفَرٍ، يا مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ، أَيُّهَاالتَّقِيُّ الْجَوادُ، يَابْنَ رَسُولِ اللَّهِ، يَابْنَ أَميرِالْمُؤْمِنينَ، يا حُجَّةَ اللَّهِ عَلى خَلْقِهِ، يا سَيِّدَنا وَمَوْلانا إِنَّا تَوَجَّهْنا وَاسْتَشْفَعْنا وَتَوَسَّلْنابِكَ إِلَى اللَّهِ، وَقَدَّمْناكَ بَيْنَ يَدَيْ حاجاتِنا فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ، ياوَجيهاً عِنْدَ اللَّهِ، إِشْفَعْ لَنا عِنْدَ اللَّهِ.

أَللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَزِدْ وَبارِكْ عَلَى الْإِمامَيْنِ الْهُمامَيْنِ،اَلسَّيِّدَيْنِ السَّنَدَيْنِ، اَلْفاضِلَيْنِ الْكامِلَيْنِ، اَلْباذِلَيْنِ الْعادِلَيْنِ،اَلْعالِمَيْنِ الْعامِلَيْنِ، اَلْأَوْرَعَيْنِ الْأَطْهَرَيْنِ، اَلنُّورَيْنِ النَّيِّرَيْنِ،وَالشَّمْسَيْنِ الْقَمَرَيْنِ، اَلْكَوْكَبَيْنِ الْأَسْعَدَيْنِ، وارِثَيِ الْمَشْعَرَيْنِ،وَأَهْلَيِ الْحَرَمَيْنِ، كَهْفَيِ التُّقى، غَوْثَيِ الْوَرى، بَدْرَيِ الدُّجى،طَوْدَيِ النُّهى، عَلَمَيِ الْهُدى، اَلْمَدْفُونَيْنِ بِسُرَّ مَنْ رَأى، كاشِفَيِ الْبَلْوى وَالْمِحَنِ، صاحِبَيِ الْجُودِ وَالْمِنَنِ، اَلْإِمامَيْنِ بِالْحَقِّ أَبِي الْحَسَنِ عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ النَّقِيِّ وَأَبي مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ )صَلَواتُ اللَّهِ وَسَلامُهُ عَلَيْهِما(.

اَلصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَيْكُما يا أَبَا الْحَسَنِ وَيا أَبا مُحَمَّدٍ، وَياعَلِيَّ بْنَ مُحَمَّدٍ وَيا حَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ، أَيُّهَا النَّقِيُّ الْهادي وأَيُّهَا

الزَّكِيُّ الْعَسْكَرِيُّ، يَابْنَيْ رَسُولِ اللَّهِ، يَابْنَيْ أَميرِالْمُؤْمِنينَ، ياحُجَّتَيِ اللَّهِ عَلَى الْخَلْقِ أَجْمَعينَ، يا سَيِّدَيْنا وَمَوْلَيَيْنا إِنَّا تَوَجَّهْناوَاسْتَشْفَعْنا وَتَوَسَّلْنا بِكُما إِلَى اللَّهِ، وَقَدَّمْناكُما بَيْنَ يَدَيْ حاجاتِنا فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ، يا وَجيهَيْنِ عِنْدَ اللَّهِ، إِشْفَعا لَنا عِنْدَاللَّهِ.

أَللَّهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ وَزِدْ وَبارِكْ عَلى صاحِبِ الدَّعْوَةِ النَّبَوِيَّةِ،وَالصَّوْلَةِ الْحَيْدَرِيَّةِ، وَالْعِصْمَةِ الْفاطِمِيَّةِ، وَالْحِلْمِ الْحَسَنِيَّةِ،وَالشُّجاعَةِ الْحُسَيْنِيَّةِ، وَالْعِبادَةِ السَّجَّادِيَّةِ، وَالْمَآثِرِ الْباقِرِيَّةِ،وَالْآثارِ الْجَعْفَرِيَّةِ، وَالْعُلُومِ الْكاظِمِيَّةِ، وَالْحُجَجِ الرَّضَوِيَّةِ،وَالْجُودِ التَّقَوِيَّةِ، وَالنَّقاوَةِ النَّقَوِيَّةِ، وَالْهَيْبَةِ الْعَسْكَرِيَّةِ، وَالْغَيْبَةِالْإِلهِيَّةِ، اَلْقائِمِ بِالْحَقِّ، وَالدَّاعي إِلَى الصِّدْقِ الْمُطْلَقِ، كَلِمَةِ اللَّهِ وَأَمانِ اللَّهِ وَحُجَّةِ اللَّهِ، اَلْغالِبِ بِأَمْرِ اللَّهِ، وَالذَّابِّ عَنْ حَرَمِ اللَّهِ،إِمامِ السِّرِّ وَالْعَلَنِ، دافِعِ الْكَرْبِ وَالْمِحَنِ، صاحِبِ الْجُودِوَالْمِنَنِ، اَلْإِمامِ بِالْحَقِّ أَبِي الْقاسِمِ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ، صاحِبِ الْعَصْرِ وَالزَّمانِ، وَخَليفَةِ الرَّحْمانِ، وَإِمامِ الْإِنْسِ وَالْجانِّ)صَلَواتُ اللَّهِ وَسَلامُهُ عَلَيْهِ(.

اَلصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَيْكَ يا وَصِيَّ الْحَسَنِ، وَالْخَلَفَ الصَّالِحَ،يا إِمامَ زَمانِنا، اَلْقائِمَ الْمُنْتَظَرَ

الْمَهْدِيَّ، يا سَيِّدَنا وَمَوْلانا إِنَّاتَوَجَّهْنا وَاسْتَشْفَعْنا وَتَوَسَّلْنا بِكَ إِلَى اللَّهِ، وَقَدَّمْناكَ بَيْنَ يَدَيْ حاجاتِنا فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ، يا وَجيهاً عِنْدَ اللَّهِ، إِشْفَعْ لَنا عِنْدَاللَّهِ عَزَّوَجَلَّ.

فيسئل حاجاته من اللَّه تعالى، ويرفع يديه ويقول:

يا سادَتي وَمَوالِيَّ، إِنّي تَوَجَّهْتُ بِكُمْ، أَنْتُمْ أَئِمَّتِي وَعُدَّتي لِيَوْمِ فَقْري وَفاقَتي وَحاجَتي إِلَى اللَّهِ، وَتَوَسَّلْتُ بِكُمْ إِلَى اللَّهِ،وَبِحُبِّكُمْ وَبِقُرْبِكُمْ أَرْجُو النَّجاةَ مِنَ اللَّهِ، فَكُونُوا عِنْدَ اللَّهِ تَعالىرَجائي، يا ساداتي يا أَوْلِياءَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكُمْ أَجْمَعينَ.

أَللَّهُمّ إِنَّ هؤُلاءِ أَئِمَّتُنا وَسادَتُنا وَقادَتُنا وَكُبَرائُنا وَشُفَعاءُنا،بِهِمْ أَتَوَلَّى وَمِنْ أَعْدائِهِمْ أَتَبَرَّءُ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ.

أَللَّهُمَّ والِ مَنْ والاهُمْ، وَعادِ مَنْ عاداهُمْ، وَانْصُرْ مَنْ نَصَرَهُمْ، وَاخْذُلْ مَنْ خَذَلَهُمْ، وَالْعَنْ عَلى مَنْ ظَلَمَهُمْ، وَعَجِّلْ فَرَجَهُمْ، وَأَهْلِكْ عَدُوَّهُمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ مِنَ الْأَوَّلينَ وَالْآخِرينَ، آمينَ يا رَبَّ الْعالَمينَ.

أَللَّهُمَّ ارْزُقْنا فِي الدُّنْيا زِيارَتَهُمْ، وَفِي الْآخِرَةِ شَفاعَتَهُمْ،وَاحْشُرْنا مَعَهُمْ وَفي زُمْرَتِهِمْ وَتَحْتَ لِوائِهِمْ، وَلاتُفَرِّقْ بَيْنَناوَبَيْنَهُمْ طَرْفَةَ عَيْنٍ أَبَداً فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ، بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ.(161)

ا

التوسّل بمولانا صاحب الزمان عجّل اللَّه تعالى فرجه

نقل في »قبس المصباح« دعاءاً مختصراً للتوسّل بمولانا صاحب الزمان صلوات اللَّه عليه وهو:

أَللَّهُمَّ إِنّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ وَلِيِّكَ وَحُجَّتِكَ صاحِبِ الزَّمانِ إِلّاأَعَنْتَني بِهِ عَلى جَميعِ اُمُوري، وَكَفَيْتَني بِهِ مَؤُونَةَ كُلِّ مُوذٍوَطاغٍ وَباغٍ، وَأَعَنْتَني بِهِ، فَقَدْ بَلَغَ مَجْهُودي.

وَكَفَيْتَني كُلَّ عَدُوٍّ وهَمٍّ ]وَغَمٍّ[ وَدَيْنٍ، وَوُلْدي وَجَميعَ أَهْلي وَإِخْواني، وَمَنْ يُعْنيني أَمْرُهُ وَخاصَّتي، آمينَ رَبّ الْعالَمينَ.(162)

قال في »جنّات الخلود«: إنّ الفتح والظفر على الأعداء في يوم القتال وغيره وأداء الديون يتوقّف على التوسّل بصاحب الأمر أرواحنا فداه بهذا النهج،(163) ونقل الدعاء المذكور. ا

التوسّل به عجّل اللَّه تعالى فرجه في كلّ أمر صعب )يا فارس الحجاز(

روى أنّ كلّ مؤمن قد اصعب عليه أمر من اُمور الدنيا والآخرة أن خرج إلى الصحراء، وقرء هذا الدعاء سبعين مرّة، يصل إليه إمداد من صاحب الأمرأرواحنا فداه:

يا فارِسَ الْحِجازِ أَدْرِكْني، يا أَبا صالِحِ الْمَهْدِيَّ أَدْرِكْني، ياأَبَا الْقاسِمِ أَدْرِكْني أَدْرِكْني وَلاتَدَعْني، فَإِنّي عاجِزٌ ذَليلٌ.(164)

ا

توسّل آخر به أرواحنا فداه (يا صاحب الزّمان)

روي أنّ من أصابه همّ أو غمّ أو شدّة فليقل سبعين مرّة:

»يا اَللَّهُ يا مُحَمَّدُ يا عَلِيُّ يا فاطِمَةُ يا صاحِبَ الزَّمانِ،أَدْرِكْني وَلاتُهْلِكْني«.(165) ا

توسّل آخر به صلوات اللَّه عليه

قال في »التحفة الرضويّة«: تصلّي بعد نافلة المغرب على النبيّ وآله صلوات اللَّه عليهم أجمعين مأة مرّة، ثمّ تقول سبعين مرّة:

»يا اَللَّهُ يا مُحَمَّدُ يا عَلِيُّ يا فاطِمَةُ يا حَسَنُ يا حُسَيْنُ، ياصاحِبَ الزَّمانِ، أَدْرِكْني يا صاحِبَ الزَّمانِ«.

ثمّ تصلّي على النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم مأة مرّة، ثمّ تطلب حاجتك.

قال مؤلّف كتاب »التحفة الرضويّة«: ذكر السيّد العلّامة الوالد طاب ثراه أنّه مجرّب لكشف المهمّات.(166)

الباب الثامن في الرقاع

في الرقاع

إنّ كتابة الرقعة إلى المولى الكريم من أنواع التوسّلات والإستغاثات المؤثّرة،ولها آثار عجيبة غريبة جدّاً، لأنّ مولانا صاحب الزّمان صلوات اللَّه عليه كما ورد في الأخبار هو شديد الرأفة على أحبّائه؛ وقد كتبت إليه صلوات اللَّه عليه الرقعة كراراًورأيت منها آثاراً عجيبة.

ا

كيفيّة كتابة الرقعة

إلى مولانا صاحب الزمان عجّل اللَّه تعالى فرجه

تكتب ما سنذكره في رقعة وتطرحها على قبر من قُبور الأئمّةعليهم السلام، أو فشدّهاواختمها واعجن طيناً نظيفاً واجعلها فيه، واطرحها في نهر أو بئر عميقة، أو غديرماء، فإنّها تصل إلى صاحب الأمر صلوات اللَّه عليه، وهو يتولّى قضاء حاجتك بنفسه،تكتب:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ

كَتَبْتُ يا مَوْلايَ صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيْكَ مُسْتَغيثاً، وَشَكَوْتُ مانَزَلَ بي مُسْتَجيراً بِاللَّهِ عَزَّوَجَلَّ، ثُمَّ بِكَ مِنْ أَمْرٍ قَدْ دَهَمَني،وَأَشْغَلَ قَلْبي، وَأَطالَ فِكْري، وَسَلَبَني بَعْضَ لُبّي، وَغَيَّرَ خَطيرَنِعْمَةِ اللَّهِ عِنْدي، أَسْلَمَني عِنْدَ تَخَيُّلِ وُرُودِهِ الْخَليلُ، وَتَبَرَّأَ مِنّي عِنْدَ تَرائي إِقْبالِهِ إِلَيَّ الْحَميمُ، وَعَجَزَتْ عَنْ دِفاعِهِ حيلَتي،وَخانَني في تَحَمُّلِهِ صَبْري وَقُوَّتي.

فَلَجَأْتُ فيهِ إِلَيْكَ، وَتَوَكَّلْتُ فِي الْمَسْأَلَةِ للَّهِِ جَلَّ ثَناؤُهُ عَلَيْهِ وَعَلَيْكَ في دِفاعِهِ عَنّي، عِلْماً بِمَكانِكَ مِنَ اللَّهِ رَبِّ الْعالَمينَ،وَلِيِّ التَّدْبيرِ وَمالِكِ الْاُمُورِ، وَاثِقاً بِكَ فِي الْمُسارَعَةِ فِي الشَّفاعَةِ إِلَيْهِ جَلَّ ثَناؤُهُ في أَمْري، مُتَيَقِّناً لِإِجابَتِهِ تَبارَكَ وَتَعالى إِيَّاكَ بِإِعْطائي سُؤْلي.

وَأَنْتَ يا مَوْلايَ جَديرٌ بِتَحْقيقِ ظَنّي، وَتَصْديقِ أَمَلي فيكَ،في أَمْرِ كَذا وَكَذا ويذكر حاجته، فيما لا طاقَةَ لي بِحَمْلِهِ، وَلا صَبْرَلي عَلَيْهِ، وَإِنْ كُنْتُ مُسْتَحِقّاً لَهُ وَلِأَضْعافِهِ بِقَبيحِ أَفْعالي،وَتَفْريطي فِي الْواجِباتِ الَّتي للَّهِِ عَزَّوَجَلَّ.

فَأَغِثْني يا مَوْلايَ صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيْكَ عِنْدَ اللَّهْفِ، وَقَدِّمِ الْمَسْأَلَةَ للَّهِِ عَزَّوَجَلَّ في أَمْري، قَبْلَ حُلُولِ التَّلَفِ، وَشَماتَةِالْأَعْداءِ، فَبِكَ بُسِطَتِ النِّعْمَةُ عَلَيَّ.

وَاسْأَلِ اللَّهَ جَلَّ جَلالُهُ لي نَصْراً عَزيزاً، وَفَتْحاً قَريباً، فيهِ بُلُوغُ الْآمالِ، وَخَيْرُ الْمَبادي، وَخَواتيمُ الْأَعْمالِ، وَالْأَمْنُ مِنَ الْمَخاوِفِ كُلِّها في كُلِّ حالٍ، إِنَّهُ جَلَّ ثَناؤُهُ لِما يَشاءُ فَعَّالٌ، وَهُوَحَسْبي

وَنِعْمَ الْوَكيلُ فِي الْمَبْدَءِ وَالْمَآلِ.

ثمّ تقصد النّهر أو الغدير، وتعتمد بعض الأبواب إمّا عثمان بن سعيد العمري أو ولده محمّد بن عثمان أو الحسين بن روح أو علي بن محمّد السّمري قدس سرهم،فهؤلاء كانوا أبواب المهدي صلوات اللَّه عليه، فتنادي بأحدهم وتقول:

يا فُلانَ بْنَ فُلانٍ سَلامٌ عَلَيْكَ، أَشْهَدُ أَنَّ وَفاتَكَ في سَبيلِ اللَّهِ، وَأَنَّكَ حَيٌّ عِنْدَ اللَّهِ مَرْزُوقٌ، وَقَدْ خاطَبْتُكَ في حَياتِكَ الَّتي لَكَ عِنْدَ اللَّهِ جَلَّ وَعَزَّ، وَهذِهِ رُقْعَتي وَحاجَتي إِلى مَوْلانا عَلَيْهِ السَّلامُ، فَسَلِّمْها إِلَيْهِ، فَأَنْتَ الثِّقَةُ الْأَمينُ.

ثمّ ارمها في النّهر أو البئر أو الغدير، تقضى حاجتك إن شاء اللَّه تعالى.(167)

وأضاف العلّامة المجلسي بعد قوله »ثمّ ارم بها في النهر«: وكأنّك تخيّل لك أنّك تسلمها إليه، فإنّها تصل وتقضى الحاجة إن شاء اللَّه تعالى.(168)

قال المحدثّ النوري: ويستفاد من هذا الخبر الشريف أنّ هؤلاء الأجلاّءالأربعة الّذين كانوا واسطة بينه صلوات اللَّه عليه وبين رعاياه في الغيبة الصغرى بعرض الحوائج والرقاع، وأخذ الأجوبة وتبليغ التوقيعات، أنّهم كذلك في ركابه المبجّل في الغيبة الكبرى، ولهم هذا المنصب المعظّ.

ومنه يعرف أن مائدة إحسان وجود وكرم وفضل ونعم امام الزمان صلوات اللَّه عليه مبسوطة في كلّ قطر من أقطار الأرض لكلّ مضطرب عاجز، وتائه ضالّ، ومتحيّر جاهل،وعاص حيران، وذلك الباب مفتوح، والهداية عامّة مع وجود الصدق والإضطراروالحاجة والعزم ومع صفاء الطوية وإخلاص السريرة، وإذا التمس الجاهل شراب علمه، وإذا تاه فإنّه يوصله إلى طريقه، وإذا كان مريضاً فإنّه يلبسه ثوب العافية،كما يظهر ويتّضح من خلال الحكايات والقصص المتقدّمة.

النتيجة المقصودة في هذا المقام وهي أنّ الإمام صاحب الأمر أرواحنا فداه حاضر بين العباد وناظر إلى رعاياه، وقادر على كشف البلايا، وعالم بالأسرار والخفايا، ولم ينعزل عن منصب خلافته لغيبته واستتاره عن النّاس.(169)

الباب التاسع في الإستخارات

في الإستخارات

قال السيّد الأجلّ عليّ بن طاووس: لقد وجدت من

دعوات النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم والأئمّةعليهم السلام في الإستخارات ما يُفهم منه قوّة العناية منه عليه السلام ومنهم صلوات اللَّه عليهم بها،وتعظيمهم لها، حتّى لقد وجدت أنّها من جملة أسرار اللَّه عزّ وجلّ أسرّها إلى النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم لمّا اُسري به إلى السّماء وأنّها من أهمّ المهام. ووجدت أنّ آخر مرسوم خرج عن مولانا المهديّ عليه السلام وعلى آبائه الطاهرين دعاء الإستخارة، وهذا حجّة بالغة عندالعارفين.(170)

ا

الإستخارة الاُولى

رأيت في بعض الكتب القديمة: هذه الإستخارة منسوبة إلى مولانا صاحب الأمر صلوات اللَّه عليه:

ابتدء بقرائة سورة الفاتحة حتّى تصل إلى قوله تعالى »إِهْدِنَا الصِّراطَالمُسْتَقيمَ«، وبعد قرائة هذه الآية صلّ على النبيّ وآله الأطهار ثلاث مرّات، وقل

ثلاث مرّات: »يا مَنْ يَعْلَمُ إِهْدِ مَنْ لايَعْلَمُ«، فاقبض على السبحة، ويعدّ القبضة،فإن كان الباقي فرداً فالعمل خيرٌ وافعله، وإن كان زوجاً فلاتفعله. وإن شئت أن تعلم نهاية حسن العمل وعدمها فاستخر ثانياً بقصد ترك العمل فإن كان في الإستخارة لأصل العمل أمرٌ وكان في الإستخارة في المرتبة الثانية نهيٌ فالعمل في نهاية الحسن، وإن كان في تركه أيضاً أمرٌ فترك العمل وفعله سواءٌ.

وكذلك إن كان في الإستخارة لأصل العمل نهي وكان لتركه أمر، فلابدّ أن يترك العمل جدّاً، وإن كان في تركه أيضاً نهي فالعمل لايكون منهيّاً عنه بشدّة السابق.

ا

الإستخارة الثانية

قال الشيخ الأجلّ الفقيه صاحب الجواهر في كتاب الجواهر: وهناك استخارةاُخرى مستعملة عند بعض أهل زماننا، وربما نسبت إلى مولينا القائم أرواحنا فداه وهي:

أن يقبض على السّبحة بعد قراءة ودعاء ويسقط ثمانية ثمانية، فإن بقي واحداًفحسنة في الجملة، وإن بقي اثنان فنهى واحد وإن بقي ثلاثة فصاحبها بالخيارلتساوي الأمرين، وإن بقي أربعة فنهيان.

وإن بقي خمسة فعند بعض أنّه يكون فيها تعب وعند بعض إنّ فيها ملامة، وإن بقي ستّة فهو الحسنة الكاملة الّتي تجب العجلة، وإن بقي سبعة فالحال فيها كماذكر في الخمسة من إختلاف الرأيين أو الرّوايتين، وإن بقي ثمانية فقد نهى عن ذلك أربع مرّات.(171)

الباب العاشر في حرز اليمانى وحكايته

في حرز اليمانى وحكايته

نختار من الباب العاشر من كتاب »الصحيفة المهديّة« هذا الحرز وهو مرويّ عن الإمام أميرالمؤمنين عليه السلام.

قال الأمير اسحاق الأسترآبادي: قرأت هذا الحرز وأصلحه مولانا صاحب الزمان صلوات اللَّه عليه وهذا قوله:

حكاية حرز اليماني

أعييت في طريق مكّة فتأخّرت عن القافلة، وآيست من الحيوة، واستلقيت كالمحتضر، وشرعت في الشهادة فإذا على رأسي مولانا ومولى العالمين خليفة اللَّه على الناس أجمعين.

فقال: قم يا إسحاق. فقمت، وكنت عطشاناً، فسقاني الماء، واردفني خلفه.

فشرعت في قرائة هذا الحرز، وهو صلوات اللَّه عليه يصلح حتّى تمّ، فإذا أنا بأبطح فنزلت عن المركب وغاب عنّي. ا

حرز اليماني

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ

أَللَّهُمَّ أَنْتَ الْمَلِكُ الْحَقُّ الَّذي لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ، وَأَنَا عَبْدُكَ،

ظَلَمْتُ نَفْسي، وَاعْتَرَفْتُ بِذَنْبي، وَلايَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلّا أَنْتَ،فَاغْفِرْ لي يا غَفُورُ يا شَكُورُ.

أَللَّهُمَّ إِنّي أَحْمَدُكَ، وَأَنْتَ لِلْحَمْدِ أَهْلٌ، عَلى ما خَصَصْتَني بِهِ مِنْ مَواهِبِ الرَّغائِبِ، وَما وَصَلَ إِلَيَّ مِنْ فَضْلِكَ السَّابِغِ، وَماأَوْلَيْتَني بِهِ مِنْ إِحْسانِكَ إِلَيَّ، وَبَوَّأْتَني بِهِ مِنْ مَظَنَّةِ الْعَدْلِ،وَأَنَلْتَني مِنْ مَنِّكَ الْواصِلِ إِلَيَّ، وَمِنَ الدِّفاعِ عَنّي، وَالتَّوْفيقِ لي، وَالْإِجابَةِ لِدُعائي حَيْنَ اُناجيكَ داعِياً.

وَأَدْعُوكَ مُضاماً، وَأَسْأَلُكَ فَأَجِدُكَ فِي الْمَواطِنِ كُلِّها لي جابِراً، وَفِي الْاُمُورِ ناظِراً، وَلِذُنُوبي غافِراً، وَلِعَوْراتي ساتِراً،لَمْ أَعْدَمْ خَيْرَكَ طَرْفَةَ عَيْنٍ مُنْذُ أَنْزَلْتَني دارَ الْإِخْتِيارِ(172)، لِتَنْظُرَ مااُقَدِّمُ لِدارِ الْقَرارِ، فَأَنَا عَتيقُكَ مِنْ جَميعِ الْآفاتِ وَالْمَصائِبِ،فِي اللَّوازِبِ وَالْغُمُومِ الَّتي ساوَرَتْني فيهَا الْهُمُومُ، بِمَعاريضِ أَصْنافِ الْبَلاءِ، وَمَصْرُوفِ جُهْدِ الْقَضاءِ، لا أَذْكُرُ مِنْكَ إِلّاَالْجَميلَ، وَلا أَرى مِنْكَ غَيْرَ التَّفْضيلِ.

خَيْرُكَ لي شامِلٌ، وَفَضْلُكَ عَلَيَّ مُتَواتِرٌ، وَنِعْمَتُكَ عِنْدي

مُتَّصِلَةٌ، وَسَوابِقُ لَمْ تُحَقِّقْ حِذاري، بَلْ صَدَّقْتَ رَجائي،وَصاحَبْتَ أَسْفاري، وَأَكْرَمْتَ أَحْضاري، وَشَفَيْتَ أَمْراضي وَأَوْهاني، وَعافَيْتَ مُنْقَلَبي وَمَثْوايَ، وَلَمْ تُشْمِتْ بي أَعْدائي،وَرَمَيْتَ مَنْ رَماني، وَكَفَيْتَني مَؤُونَةَ مَنْ عاداني.

فَحَمْدي لَكَ واصِلٌ، وَثَنائي عَلَيْكَ دائِمٌ، مِنَ الدَّهْرِ إِلَى الدَّهْرِ، بِأَلْوانِ التَّسْبيحِ، خالِصاً لِذِكْرِكَ، وَمَرْضِيّاً لَكَ بِناصِعِ التَّوْحيدِ(173)، وَإِمْحاضِ التَّمْجيدِ بِطُوْلِ التَّعْديدِ، وَمَزِيَّةِ أَهْلِ الْمَزيدِ، لَمْ تُعَنْ في قُدْرَتِكَ، وَلَمْ تُشارَكَ في إِلهِيَّتِكَ، وَلَمْ تُعْلَمْ لَكَ مائِيَّةً فَتَكُونَ لِلْأَشْياءِ الْمُخْتَلِفَةِ مُجانِساً، وَلَمْ تُعايَنْ إِذْحَبَسْتَ الْأَشْياءَ عَلَى الْغَرائِزِ، وَلا خَرَقَتِ الْأَوْهامُ حُجُبَ الغُيُوبِ، فَتَعْتَقِدُ فيكَ مَحْدُوداً في عَظَمَتِكَ،

فَلا يَبْلُغُكَ بُعْدُالْهِمَمِ، وَلايَنالُكَ غَوْصُ الْفِكَرِ، وَلايَنْتَهي إِلَيْكَ نَظَرُ ناظِرٍ في مَجْدِ جَبَرُوتِكَ.

اِرْتَفَعَتْ عِنْ صِفَةِ الْمَخْلُوقينَ صِفاتُ قُدْرَتِكَ، وَعَلا عَنْ ذلِكَ كِبْرِياءُ عَظَمَتِكَ، لايَنْقُصُ ما أَرَدْتَ أَنْ يَزْدادَ، وَلايَزْدادُ ما

أَرَدْتَ أَنْ يَنْقُصَ، لا أَحَدَ حَضَرَكَ حينَ بَرَأْتَ النُّفُوسَ، كَلَّتِ الْأَوْهامُ عَنْ تَفْسيرِ صِفَتِكَ، وَانْحَسَرَتِ الْعُقُولُ عَنْ كُنْهِ عَظَمَتِكَ،وَكَيْفَ تُوْصَفُ وَأَنْتَ الْجَبَّارُ الْقُدُّوسُ، اَلَّذي لَمْ تَزَلْ أَزَلِيّاً دائِماًفِي الْغُيُوبِ وَحْدَكَ لَيْسَ فيها غَيْرُكَ وَلَمْ يَكُنْ لَها سِواكَ.

حارَ في مَلَكُوتِكَ عَميقاتُ مَذاهِبِ التَّفْكيرِ، فَتَواضَعَتِ الْمُلُوكُ لِهَيْبَتِكَ، وَعَنَتِ الْوُجُوهُ بِذُلِّ الْإِسْتِكانَةِ لَكَ، وَانْقادَ كُلّ شَيْ ءٍ لِعَظَمَتِكَ، وَاسْتَسْلَمَ كُلُّ شَيْ ءٍ لِقُدْرَتِكَ، وَخَضَعَتْ لَكَ الرِّقابُ، وَكَلَّ دُونَ ذلِكَ تَحْبيرُ اللُّغاتِ، وَضَلَّ هُنالِكَ التَّدْبيرُفي تَصاريفِ الصِّفاتِ، فَمَنْ تَفَكَّرَ في ذلِكَ رَجَعَ طَرْفُهُ إِلَيْهِ حَسيراً، وَعَقْلُهُ مَبْهُوراً، وَتَفَكُّرُهُ مُتَحَيِّراً.

أَللَّهُمَّ فَلَكَ الْحَمْدُ مُتَواتِراً مُتَوالِياً مُتَّسِقاً مُسْتَوْثِقاً، يَدُومُ وَلايَبيدُ غَيْرَ مَفْقُودٍ فِي الْمَلَكُوتِ، وَلا مَطْمُوسٍ فِي الْمَعالِمِ،وَلا مُنْتَقِصٍ فِي الْعِرْفانِ، وَلَكَ الْحَمْدُ ما لاتُحْصى مَكارِمُهُ فِي اللَّيْلِ إِذا أَدْبَرَ، وَالصُّبْحِ إِذا أَسْفَرَ، وَفِي الْبَراري وَالْبِحارِ،وَالْغُدُوِّ وَالْآصالِ، وَالْعَشِيِّ وَالْإِبْكارِ، وَفِي الظَّهائِرِ وَالْأَسْحارِ.

أَللَّهُمَّ بِتَوْفيقِكَ قَدْ أَحْضَرْتَنِي الرَّغْبَةَ، وَجَعَلْتَني مِنْكَ في

وِلايَةِ الْعِصْمَةِ لَمْ أَبْرَحْ في سُبُوغِ نَعْمائِكَ، وَتَتابُعِ آلائِكَ مَحْفُوظاً لَكَ فِي الْمَنْعَةِ وَالدِّفاعِ مَحُوطاً بِكَ في مَثْوايَ وَمُنْقَلَبي، وَلَمْ تُكَلِّفْني فَوْقَ طاقَتي، إِذْ لَمْ تَرْضَ مِنّي إِلّاطاعَتي، وَلَيْسَ شُكْري وَإِنْ أَبْلَغْتُ فِي الْمَقالِ وَبالَغْتُ فِي الْفِعالِ بِبالِغِ أَداءِ حَقِّكَ، وَلا مُكافِياً لِفَضْلِكَ، لِأَنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ الَّذي لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ، لَمْ تَغِبْ وَلا تَغيبُ عَنْكَ غائِبَةٌ، وَلاتَخْفىعَلَيْكَ خافِيَةٌ، وَلَمْ تَضِلَّ لَكَ في ظُلَمِ الْخَفِيَّاتِ ضالَّةٌ، إِنَّما أَمْرُكَ إِذا أَرَدْتَ شَيْئاً أَنْ تَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ.

أَللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ مِثْلَ ما حَمِدْتَ بِهِ نَفْسَكَ، وَحَمِدَكَ بِهِ الْحامِدُونَ، وَمَجَّدَكَ بِهِ الْمُمَجِّدُونَ، وَكَبَّرَكَ بِهِ الْمُكَبِّرُونَ،وَعَظَّمَكَ بِهِ الْمُعَظِّمُونَ، حَتَّى يَكُونَ لَكَ مِنّي وَحْدي بِكُلّ طَرْفَةِ عَيْنٍ، وَأَقَلَّ مِنْ ذلِكَ مِثْلُ حَمْدِ الْحامِدينَ، وَتَوْحيدِأَصْنافِ الْمُخْلِصينَ، وَتَقْديسِ أَجْناسِ الْعارِفينَ،

وَثَناءِ جَميعِ الْمُهَلِّلينَ، وَمِثْلُ ما أَنْتَ بِهِ عارِفٌ مِنْ جَميعِ خَلْقِكَ مِنَ الْحَيَوانِ،وَأَرْغَبُ إِلَيْكَ في رَغْبَةِ ما أَنْطَقْتَني بِهِ مِنْ حَمْدِكَ، فَما أَيْسَرَ ماكَلَّفْتَني بِهِ مِنْ حَقِّكَ، وَأَعْظَمَ ما وَعَدْتَني عَلى شُكْرِكَ.

اِبْتَدَأْتَني بِالنِّعَمِ فَضْلاً وَطَوْلاً، وَأَمَرْتَني بِالشُّكْرِ حَقّاً وَعَدْلاً،وَوَعَدْتَني عَلَيْهِ أَضْعافاً وَمَزيداً، وَأَعْطَيْتَني مِنْ رِزْقِكَ اعْتِباراًوَفَضْلاً، وَسَأَلْتَني مِنْهُ يَسيراً صَغيراً، وَأَعْفَيْتَني مِنْ جُهْدِ الْبَلاءِوَلَمْ تُسْلِمْني لِلسُّوءِ مِنْ بَلاءِكَ مَعَ ما أَوْلَيْتَني مِنَ الْعافِيَةِ،وَسَوَّغْتَ مِنْ كَرائِمِ النَّحْلِ، وَضاعَفْتَ لِيَ الْفَضْلَ مَعَ ماأَوْدَعْتَني مِنَ الْمَحَجَّةِ الشَّريفَةِ، وَيَسَّرْتَ لي مِنَ الدَّرَجَةِالْعالِيَةِ الرَّفيعَةِ، وَاصْطَفَيْتَني بِأَعْظَمِ النَّبِيّينَ دَعْوَةً، وَأَفْضَلِهِمْ شَفاعَةً، مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ.

أَللَّهُمَّ فَاغْفِرْ لي ما لايَسَعُهُ إِلّا مَغْفِرَتُكَ، وَلا يَمْحَقُهُ إِلّاعَفْوُكَ، وَلا يُكَفِّرُهُ إِلّا فَضْلُكَ، وَهَبْ لي في يَوْمي يَقيناً تُهَوِّنُ عَلَيَّ بِهِ مُصيباتِ الدُّنْيا وَأَحْزانَها بِشَوْقٍ إِلَيْكَ، وَرَغْبَةٍ فيماعِنْدَكَ، وَاكْتُبْ لي عِنْدَكَ الْمَغْفِرَةَ، وَبَلِّغْنِي الْكَرامَةَ، وَارْزُقْني شُكْرَ ما أَنْعَمْتَ بِهِ عَلَيَّ، فَإِنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ الْواحِدُ الرَّفيعُ الْبَدي ءُالْبَديعُ السَّميعُ الْعَليمُ، اَلَّذي لَيْسَ لِأَمْرِكَ مَدْفَعٌ، وَلا عَنْ قَضائِكَ مُمْتَنِعٌ، أَشْهَدُ أَنَّكَ رَبّي وَرَبُّ كُلِّ شَيْ ءٍ، فاطِرُالسَّماواتِ وَالْأَرْضِ، عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ، اَلْعَلِيٌّ الْكَبيرُ.

أَللَّهُمَّ إِنّي أَسْأَلُكَ الثَّباتَ فِي الْأَمْرِ، وَالْعَزيمَةَ عَلَى الرُّشْدِ،وَالشُّكْرَ عَلى نِعْمَتِكَ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ جَوْرِ كُلِّ جائِرٍ، وَبَغْيِ كُلّ باغٍ، وَحَسَدِ كُلِّ حاسِدٍ، بِكَ أَصُولُ عَلَى الْأَعْداءِ، وَبِكَ أَرْجُووِلايَةَ الْأَحِبَّاءِ مَعَ ما لا أَسْتَطيعُ إِحْصاءَهُ، وَلاتَعْديدَهُ مِنْ عَوائِدِفَضْلِكَ، وَطُرَفِ رِزْقِكَ، وَأَلْوانِ ما أَوْلَيْتَ مِنْ إِرْفادِكَ، فَإِنَّكَ أَنْتَ اللَّهُ الَّذي لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ، اَلْفاشي فِي الْخَلْقِ رِفْدُكَ،اَلْباسِطُ بِالْجُودِ يَدُكَ، وَلاتُضادُّ في حُكْمِكَ، وَلاتُنازَعُ في أَمْرِكَ، تَمْلِكُ مِنَ الْأَنامِ ما تَشاءُ، وَلايَمْلِكُونَ إِلّا ما تُريدُ.

»قُلِ اللَّهُمَّ مالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَنْ تَشاءُ، وَتَنْزِعُ الْمُلْكَ مِمَّنْ تَشاءُ، وَتُعِزُّ مَنْ تَشاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُإِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْ ءٍ قَديرٌ × تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَتُولِجُ النَّهارَفِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ

الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيّ وَتَرْزُقُ مَنْ تَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ«(174).

أَنْتَ الْمُنْعِمُ الْمُفْضِلُ الْخالِقُ الْبارِئُ الْقادِرُ الْقاهِرُ الْمُقَدَّسُ في نُورِ الْقُدْسِ، تَرَدَّيْتَ بِالْمَجْدِ وَالْعِزِّ، وَتَعَظَّمْتَ بِالْكِبْرِياءِ،

وَتَغَشَّيْتَ بِالنُّورِ وَالْبَهاءِ، وَتَجَلَّلْتَ بِالْمَهابَةِ وَالسَّناءِ، لَكَ الْمَنّ الْقَديمُ، وَالسُّلْطانُ الشَّامِخُ، وَالْجُودُ الْواسِعُ، وَالْقُدْرَةُ الْمُقْتَدِرَةُ،جَعَلْتَني مِنْ أَفْضَلِ بَني آدَمَ، وَجَعَلْتَني سَميعاً بَصيراً، صَحيحاًسَوِيّاً مُعافاً، لَمْ تَشْغَلْني بِنُقْصانٍ في بَدَني، وَلَمْ تَمْنَعْكَ كَرامَتُكَ إِيَّايَ، وَحُسْنُ صَنيعِكَ عِنْدي، وَفَضْلُ إِنْعامِكَ عَلَيَّ، أَنْ وَسَّعْتَ عَلَيَّ فِي الدُّنْيا، وَفَضَّلْتَني عَلى كَثيرٍ مِنْ أَهْلِها، فَجَعَلْتَ لي سَمْعاً يَسْمَعُ آياتِكَ، وَفُؤاداً يَعْرِفُ عَظَمَتِكَ، وَأَنَا بِفَضْلِكَ حامِدٌ، وَبِجُهْدِ يَقيني لَكَ شاكِرٌ، وَبِحَقِّكَ شاهِدٌ.

فَإِنَّكَ حَيٌّ قَبْلَ كُلِّ حَيٍّ، وَحَيٌّ بَعْدَ كُلِّ حَيٍّ، وَحَيٌّ لَمْ تَرِثِ الْحَياةَ مِنْ حَيٍّ، وَلَمْ تَقْطَعْ خَيْرَكَ عَنّي طَرْفَةَ عَيْنٍ في كُلّ وَقْتٍ، وَلَمْ تُنْزِلْ بي عُقُوباتِ النِّقَمِ، وَلَمْ تُغَيِّرْ عَلَيَّ دَقائِقَ الْعِصَمِ، فَلَوْ لَمْ أَذْكُرْ مِنْ إِحْسانِكَ إِلّا عَفْوَكَ، وَإِجابَةَ دُعائي حينَ رَفَعْتُ رَأْسي بِتَحْميدِكَ وَتَمْجيدِكَ، وَفي قِسْمَةِ الْأَرْزاقِ حينَ قَدَّرْتَ، فَلَكَ الْحَمْدُ عَدَدَ ما حَفَظَهُ عِلْمُكَ، وَعَدَدَ ماأَحاطَتْ بِهِ قُدْرَتُكَ، وَعَدَدَ ما وَسِعَتْهُ رَحْمَتُكَ.

أَللَّهُمَّ فَتَمِّمْ إِحْسانَكَ فيما بَقِيَ، كَما أَحْسَنْتَ فيما مَضى،فَإِنّي أَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِتَوْحيدِكَ وَتَمْجيدِكَ، وَتَحْميدِكَ وَتَهْليلِكَ،

وَتَكْبيرِكَ وَتَعْظيمِكَ، وَبِنُورِكَ وَرَأْفَتِكَ، وَرَحْمَتِكَ وَعُلُوِّكَ،وَجَمالِكَ وَجَلالِكَ، وَبَهائِكَ وَسُلْطانِكَ، وَقُدْرَتِكَ وَبِمُحَمَّدٍ وَآلِهِ الطَّاهِرينَ، أَلّا تَحْرِمَني رِفْدَكَ وَفَوائِدَكَ، فَإِنَّهُ لايَعْتَريكَ لِكَثْرَةِما يَتَدَفَّقُ بِهِ عَوائِقُ الْبُخْلِ، وَلايَنْقُصُ جُودَكَ تَقْصيرٌ في شُكْرِنِعْمَتِكَ، وَلاتُفْني خَزائِنَ مَواهِبِكَ النِّعَمُ، وَلاتَخافُ ضَيْمَ إِمْلاقٍ فَتُكْدِيَ وَلايَلْحَقُكَ خَوْفُ عُدْمٍ فَيَنْقُصَ فَيْضُ فَضْلِكَ.

أَللَّهُمَّ ارْزُقْني قَلْباً خاشِعاً، وَيَقيناً صادِقاً، وَلِساناً ذاكِراً،وَلاتُؤْمِنّي مَكْرَكَ، وَلاتَكْشِفْ عَنّي سِتْرَكَ، وَلاتُنْسِني ذِكْرَكَ،وَلاتُباعِدْني مِنْ جَوارِكَ، وَلاتَقْطَعْني مِنْ رَحْمَتِكَ، وَلاتُؤْيِسْني مِنْ رَوْحِكَ، وَكُنْ لي أَنيساً مِنْ كُلِّ وَحْشَةٍ، وَاعْصِمْني مِنْ كُلّ هَلَكَةٍ، وَنَجِّني مِنْ كُلِّ بَلاءٍ، فَإِنَّكَ لاتُخْلِفُ الْميعادَ.

أَللَّهُمَّ ارْفَعْني وَلاتَضَعْني، وَزِدْني وَلاتَنْقُصْني، وَارْحَمْني وَلاتُعَذِّبْني، وَانْصُرْني وَلاتَخْذُلْني، وَآثِرْني وَلاتُؤْثِرْ عَلَيَّ،وَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ الطَّيِّبينَ الطَّاهِرينَ، وَسَلَّمَ تَسْليماً كَثيراً.(175)

الباب الحادي عشرفي الزيارات

في استحباب زيارة مولانا صاحب الزمان أرواحنا فداه في كلّ زمان ومكان

قال

العلّامة المجلسي رحمة اللَّه عليه: إعلم أنّه يستحبّ زيارته صلوات اللَّه عليه في كلّ مكان وزمان، وفي السرداب المقدّس، وعند قبور أجداده الطاهرين صلوات اللَّه عليهم أجمعين أفضل، وفي الأزمنة الشريفة لاسيّما ليلة ميلاده وهي النصف من شعبان على الأصحّ، وليلة القدر الّتي تنزل عليه فيها الملائكة والرّوح أنسب.(176)

يلزم في الزيارة التوجّه إلى ما نذكره:

الأوّل: عند التشرّف في المشاهد المشرّفة لأهل البيت عليهم السلام وفي الأماكن المقدّسة، يحصل للمتشرّف التمكّن للدعاء، لوجوده في مكان يوجب التوجّه إلى اللَّه، فعليه الدعاء بتعجيل ظهور مولانا صاحب الزمان أرواحنا فداه، وعليه المواظبة بالعمل بهذه الوظيفة الحياتيّة في كلّ الأماكن المقدّسة.

الثاني: يمكن للإنسان أن يزور صاحب العصر والزمان صلوات اللَّه عليه في أيّ مكان شاء فينبغي بعد الزيارة في المشاهد المشرّفة أن يتوجّه إليه ويزوره، فبقرائته الزيارة يجلى قلبه ويعمل بتكليفه.

في بيان إهداء ثواب الزيارات إلى مولانا صاحب الزمان أرواحنا فداه

يصحّ إهداء ثواب الزيارة إلى النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، أو أحد الأئمّةعليهم السلام.

روى الشيخ بإسناده عن داود الصرمي قال: قلت لأبي الحسن الهادي عليه السلام: إنّي زرت أباك وجعلت ذلك لك. فقال عليه السلام:

لك من اللَّه أجر وثواب عظيم ومنّا المحمدة.(177)

بناء على هذا، ففي هذا العصر الّذي يكون مولانا صاحب الزمان أرواحنا فداه غائباًعن الأنظار، ولايكون عصر حضوره وظهوره، ولايقدر للأحبّاء أن يتشرّفوا في أيّ وقت يشاؤن في الأمكنة المقدّسة المتعلّقة به صلوات اللَّه عليه كالسرداب المقدّس ومسجد الكوفة ومسجد السهلة ومسجد المقدّس في جمكران، يمكن لهم تلافي هذه الخسارة بإهداء ثواب الزيارة في الأماكن المقدّسة الاُخرى إليه صلوات اللَّه عليه ويمكن لهم كذلك أن يقرئوا زياراته صلوات اللَّه عليه في الأماكن المقدّسة للتقرّب عنداللَّه ولجلب عنايته إلى أنفسهم.

وقد وصلت عنايته إلى الآن إلى كثير من أحبّاء أهل البيت عليهم السلام في السرداب المقدّس وكذا في سائر الأماكن المقدّسة، المذكورة في الكتب ونذكر

الآن بعض زياراته صلوات اللَّه عليه:

ا

زيارة آل يس

قال الشيخ الجليل الطبرسي رحمه الله في كتاب »الإحتجاج«: خرج من الناحيةالمقدّسة إلى محمّد الحميري بعد الجواب عن المسائل الّتي سألها:

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ

لا لِأَمْرِهِ تَعْقِلُونَ، وَلا مِنْ أَوْلِيائِهِ تَقْبَلُونَ، حِكْمَةٌ بالِغَةٌ فَماتُغْنِى النُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لايُؤْمِنُونَ، اَلسَّلامُ عَلَيْنا وَعَلى عِبادِ اللَّهِ الصَّالِحينَ.

إذا أردتم التوجّه بنا إلى اللَّه تعالى وإلينا فقولوا كما قال اللَّه تعالى:

»سَلامٌ عَلى آلِ يس«(178)، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا داعِيَ اللَّهِ وَرَبَّانِيّ آياتِهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا بابَ اللَّهِ وَدَيَّانَ دينِهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ ياخَليفَةَ اللَّهِ وَناصِرَ حَقِّهِ.

اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللَّهِ وَدَليلَ إِرادَتِهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ ياتالِيَ كِتابِ اللَّهِ وَتَرْجُمانَهُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ في آناءِ لَيْلِكَ وَأَطْرافِ نَهارِكَ.

اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا بَقِيَّةَ اللَّهِ في أَرْضِهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا ميثاقَ اللَّهِ الَّذي أَخَذَهُ وَوَكَّدَهُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وَعْدَ اللَّهِ الَّذي ضَمِنَهُ،اَلسَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْعَلَمُ الْمَنْصُوبُ، وَالْعِلْمُ الْمَصْبُوبُ،وَالْغَوْثُ وَالرَّحْمَةُ الْواسِعَةُ، وَعْداً غَيْرَ مَكْذُوبٍ.

اَلسَّلامُ عَلَيْكَ حينَ تَقُومُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ حينَ تَقْعُدُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ حينَ تَقْرَءُ وَتُبَيِّنُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ حينَ تُصَلّي وَتَقْنُتُ،اَلسَّلامُ عَلَيْكَ حينَ تَرْكَعُ وَتَسْجُدُ.

اَلسَّلامُ عَلَيْكَ حينَ تُهَلِّلُ وَتُكَبِّرُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ حينَ تَحْمَدُوَتَسْتَغْفِرُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ حينَ تُصْبِحُ وَتُمْسي، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ فِي اللَّيْلِ إِذا يَغْشى وَالنَّهارِ إِذا تَجَلَّى، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَاالْإِمامُ الْمَأْمُونُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْمُقَدَّمُ الْمَأْمُولُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ بِجَوامِعِ السَّلامِ.

اُشْهِدُكَ يا مَوْلايَ أَنّي أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ، وَحْدَهُ لاشَريكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، لا حَبيبَ إِلّا هُوَ وَأَهْلُهُ،وَاُشْهِدُكَ يا مَوْلايَ أَنَّ عَلِيّاً أَميرَالْمُؤْمِنينَ حُجَّتُهُ، وَالْحَسَنَ حُجَّتُهُ، وَالْحُسَيْنَ حُجَّتُهُ، وَعَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ حُجَّتُهُ، وَمُحَمَّدَبْنَ عَلِيٍّ حُجَّتُهُ، وَجَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ حُجَّتُهُ، وَمُوسَى بْنَ جَعْفَرٍحُجَّتُهُ، وَعَلِيَّ بْنَ مُوسى حُجَّتُهُ، وَمُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ حُجَّتُهُ، وَعَلِيّ بْنَ مُحَمَّدٍ حُجَّتُهُ، وَالْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ حُجَّتُهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ حُجَّةُاللَّهِ.

أَنْتُمُ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ، وَأَنَّ رَجْعَتَكُمْ حَقٌّ لا رَيْبَ فيها يَوْمَ لايَنْفَعُ نَفْساً إيمانُها

لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ في إيمانِها خَيْراً، وَأَنَّ الْمَوْتَ حَقٌّ، وَأَنَّ ناكِراً وَنَكيراً حَقٌّ، وَأَشْهَدُأَنَّ النَّشْرَ حَقٌّ، وَالْبَعْثَ حَقٌّ، وَأَنَّ الصِّراطَ حَقٌّ، وَالْمِرْصادَحَقٌّ، وَالْميزانَ حَقٌّ، وَالْحَشْرَ حَقٌّ، وَالْحِسابَ حَقٌّ، وَالْجَنَّةَوَالنَّارَ حَقٌّ، وَالْوَعْدَ وَالْوَعيدَ بِهِما حَقٌّ.

يا مَوْلايَ شَقِيَ مَنْ خالَفَكُمْ، وَسَعِدَ مَنْ أَطاعَكُمْ، فَاشْهَدْعَلى ما أَشْهَدْتُكَ عَلَيْهِ، وَأَنَا وَلِيٌّ لَكَ، بَري ءٌ مِنْ عَدُوِّكَ،فَالْحَقُّ ما رَضيتُمُوهُ، وَالْباطِلُ ما سَخِطْتُمُوهُ، وَالْمَعْرُوفُ ماأَمَرْتُمْ بِهِ، وَالْمُنْكَرُ ما نَهَيْتُمْ عَنْهُ، فَنَفْسي مُؤْمِنَةٌ بِاللَّهِ وَحْدَهُ لاشَريكَ لَهُ، وَبِرَسُولِهِ وَبِأَميرِالْمُؤْمِنينَ وَبِكُمْ يا مَوْلايَ أَوَّلِكُمْ وَآخِرِكُمْ، وَنُصْرَتي مُعَدَّةٌ لَكُمْ، وَمَوَدَّتي خالِصَةٌ لَكُمْ آمينَ آمينَ.

الدعاء عقيب هذا القول:

أَللَّهُمَّ إِنّي أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ نَبِيِّ رَحْمَتِكَ وَكَلِمَةِنُورِكَ، وَأَنْ تَمْلَأَ قَلْبي نُورَ الْيَقينِ، وَصَدْري نُورَ الْإيمانِ،

وَفِكْري نُورَ النِّيَّاتِ، وَعَزْمي نُورَ الْعِلْمِ، وَقُوَّتي نُورَ الْعَمَلِ،وَلِساني نُورَ الصِّدْقِ، وَديني نُورَ الْبَصائِرِ مِنْ عِنْدِكَ، وَبَصَري نُورَ الضِّياءِ، وَسَمْعي نُورَ الْحِكْمَةِ، وَمَوَدَّتي نُورَ الْمُوالاةِلِمُحَمَّدٍ وَآلِهِ عَلَيْهِمُ السَّلامُ، حَتَّى أَلْقاكَ وَقَدْ وَفَيْتُ بِعَهْدِكَ وَميثاقِكَ، فَتُغَشِّيَني رَحْمَتَكَ، يا وَلِيُّ يا حَميدُ.

أَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ حُجَّتِكَ في أَرْضِكَ، وَخَليفَتِكَ في بِلادِكَ، وَالدَّاعي إِلى سَبيلِكَ، وَالْقائِمِ بِقِسْطِكَ، وَالثَّائِرِ بِأَمْرِكَ،وَلِيِّ الْمُؤْمِنينَ، وَبَوارِ الْكافِرينَ، وَمُجَلِّي الظُّلْمَةِ، وَمُنيرِ الْحَقِّ،وَالنَّاطِقِ بِالْحِكْمَةِ وَالصِّدْقِ، وَكَلِمَتِكَ التَّامَّةِ في أَرْضِكَ،اَلْمُرْتَقِبِ الْخائِفِ، وَالْوَلِيِّ النَّاصِحِ، سَفينَةِ النَّجاةِ، وَعَلَمِ الْهُدى، وَنُورِ أَبْصارِ الْوَرى، وَخَيْرِ مَنْ تَقَمَّصَ وَارْتَدى،وَمُجَلِّى الْعَمى، اَلَّذي يَمْلَأُ الْأَرْضَ عَدْلاً وَقِسْطاً، كَما مُلِئَتْ ظُلْماً وَجَوْراً، إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْ ءٍ قَديرٌ.

أَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى وَلِيِّكَ وَابْنِ أَوْلِيائِكَ، اَلَّذينَ فَرَضْتَ طاعَتَهُمْ، وَأَوْجَبْتَ حَقَّهُمْ، وَأَذْهَبْتَ عَنْهُمُ الرِّجْسَ، وَطَهَّرْتَهُمْ تَطْهيراً.

أَللَّهُمَّ انْصُرْهُ، وَانْتَصِرْ بِهِ لِدينِكَ، وَانْصُرْ بِهِ أَوْلِيائَكَ وَأَوْلِيائَهُ، وَشيعَتَهُ وَأَنْصارَهُ، وَاجْعَلْنا مِنْهُمْ.

أَللَّهُمَّ أَعِذْهُ مِنْ شَرِّ كُلِّ باغٍ وَطاغٍ، وَمِنْ شَرِّ جَميعِ خَلْقِكَ،وَاحْفَظْهُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ، وَعَنْ يَمينِهِ وَعَنْ شِمالِهِ،وَاحْرُسْهُ وَامْنَعْهُ مِنْ أَنْ يُوصَلَ إِلَيْهِ بِسُوءٍ، وَاحْفَظْ فيهِ رَسُولَكَ وَآلَ رَسُولِكَ، وَأَظْهِرْ بِهِ الْعَدْلَ، وَأَيِّدْهُ بِالنَّصْرِ.

وَانْصُرْ

ناصِريهِ، وَاخْذُلْ خاذِليهِ، وَاقْصِمْ قاصِميهِ، وَاقْصِمْ بِهِ جَبابِرَةَ الْكُفْرِ، وَاقْتُلْ بِهِ الْكُفَّارَ وَالْمُنافِقينَ وَجَميعَ الْمُلْحِدينَ، حَيْثُ كانُوا مِنْ مَشارِقِ الْأَرْضِ وَمَغارِبِها، بَرِّهاوَبَحْرِها، وَامْلَأْ بِهِ الْأَرْضَ عَدْلاً، وَأَظْهِرْ بِهِ دينَ نَبِيِّكَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ.

وَاجْعَلْنِى اللَّهُمَّ مِنْ أَنْصارِهِ وَأَعْوانِهِ، وَأَتْباعِهِ وَشيعَتِهِ،وَأَرِني في آلِ مُحَمَّدٍ عَلَيْهِمُ السَّلامُ ما يَأْمُلُونَ، وَفي عَدُوِّهِمْ ما يَحْذَرُونَ، إِلهَ الْحَقِّ آمينَ، يا ذَا الْجَلالِ وَالْإِكْرامِ، يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ.(179)

ا

زيارة الندبة

قال العلّامة المجلسي: قال أبو علي الحسن بن أشناس: وأخبرنا أبوالمفضّل محمّد بن عبداللَّه الشيبانيّ أنّ أباجعفر محمّد بن عبداللَّه بن جعفر الحميري أخبره وأجاز له جميع ما رواه أنّه خرج إليه توقيع من الناحية المقدّسة حرسها اللَّه بعدالمسائل الّتي سألها والصلاة والتوجّه أوّله:(180)

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ

لا لِأَمْرِ اللَّهِ تَعْقِلُونَ، وَلا مِنْ أَوْلِيائِهِ تَقْبَلُونَ، حِكْمَةٌ بالِغَةٌ فَماتُغْنِى الْآياتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لايُؤْمِنُونَ، وَالسَّلامُ عَلَيْنا وَعَلىعِبادِ اللَّهِ الصَّالِحينَ.

فإذا أردتم التوجّه بنا إلى اللَّه تعالى وإلينا فقولوا كما قال اللَّه تعالى:

»سَلامٌ عَلى آلِ ياسينَ«، ذلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْمُبينُ، وَاللَّهُ ذُوالْفَضْلِ الْعَظيمِ، لِمَنْ يَهْديهِ صِراطَهُ الْمُسْتَقيمَ، قَدْ آتاكُمُ اللَّهُ يا آلَ ياسينَ خِلافَتَهُ، وَعِلْمَ مَجارِيِ أَمْرِهِ، فيما قَضاهُ وَدَبَّرَهُ وَرَتَّبَهُ وَأَرادَهُ في مَلَكُوتِهِ، فَكَشَفَ لَكُمُ الْغِطاءَ، وَأَنْتُمْ خَزَنَتُهُ

وَشُهَداؤُهُ، وَعُلَماؤُهُ وَاُمَناؤُهُ، ساسَةُ الْعِبادِ، وَأَرْكانُ الْبِلادِ،وَقُضاةُ الْأَحْكامِ، وَأَبْوابُ الْإيمانِ، وَسُلالَةُ النَّبِيّينَ، وَصَفْوَةُالْمُرْسَلينَ، وَعِتْرَةُ خِيَرَةِ رَبِّ الْعالَمينَ.

وَمِنْ تَقْديرِهِ مَنائِحَ الْعَطاءِ بِكُمْ إِنْفاذُهُ مَحْتُوماً مَقْرُوناً، فَماشَيْ ءٌ مِنْهُ إِلّا وَأَنْتُمْ لَهُ السَّبَبُ، وَإِلَيْهِ السَّبيلُ، خِيارُهُ لِوَلِيِّكُمْ نِعْمَةٌ، وَانْتِقامُهُ مِنْ عَدُوِّكُمْ سَخْطَةٌ، فَلا نَجاةَ وَلا مَفْزَعَ إِلّاأَنْتُمْ، وَلا مَذْهَبَ عَنْكُمْ، يا أَعْيُنَ اللَّهِ النَّاظِرَةِ، وَحَمَلَةَ مَعْرِفَتِهِ،وَمَساكِنَ تَوْحيدِهِ في أَرْضِهِ وَسَمائِهِ.

وَأَنْتَ يا حُجَّةَ اللَّهِ وَبَقِيَّتَهُ كَمالُ نِعْمَتِهِ، وَوارِثُ أَنْبِيائِهِ وَخُلَفائِهِ ما بَلَغْناهُ مِنْ دَهْرِنا، وَصاحِبُ الرَّجْعَةِ لِوَعْدِ رَبِّنَا الَّتي فيها دَوْلَةُ الحَقِّ وَفَرَجُنا وَنَصْرُ اللَّهِ لَنا وَعِزُّنا.

اَلسَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْعَلَمُ الْمَنْصُوبُ، وَالْعِلْمُ الْمَصْبُوبُ،وَالْغَوْثُ وَالرَّحْمَةُ الْواسِعَةُ، وَعْداً

غَيْرَ مَكْذُوبٍ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا صاحِبَ الْمَرْأى وَالمَسْمَعِ، اَلَّذي بِعَيْنِ اللَّهِ مَواثيقُهُ، وَبِيَدِ اللَّهِ عُهُودُهُ، وَبِقُدْرَةِ اللَّهِ سُلْطانُهُ.

أَنْتَ الْحَليمُ الَّذي لاتُعَجِّلُهُ الْعَصَبِيَّةُ(181)، وَالْكَريمُ الَّذي لاتُبْخِلُهُ الْحَفيظَةُ، وَالْعالِمُ الَّذي لاتُجْهِلُهُ الْحَمِيَّةُ، مُجاهَدَتُكَ فِي اللَّهِ ذاتُ مَشِيَّةِ اللَّهِ، وَمُقارَعَتُكَ فِي اللَّهِ ذاتُ انْتِقامِ اللَّهِ، وَصَبْرُكَ فِي اللَّهِ ذُو أَناةِ اللَّهِ، وَشُكْرُكَ للَّهِِ ذُو مَزيدِ اللَّهِ وَرَحْمَتِهِ.

اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَحْفُوظاً بِاللَّهِ، اَللَّهُ نُورُ أَمامِهِ وَوَرائِهِ،وَيَمينِهِ وَشِمالِهِ، وَفَوْقِهِ وَتَحْتِهِ، يا مَحْرُوزاً في قُدْرَةِ اللَّهِ، اَللَّهُ نُورُ سَمْعِهِ وَبَصَرِهِ، وَيا وَعْدَ اللَّهِ الَّذي ضَمِنَهُ، وَيا ميثاقَ اللَّهِ الَّذي أَخَذَهُ وَوَكَّدَهُ.

اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا داعِيَ اللَّهِ وَرَبَّانِيَّ آياتِهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يابابَ اللَّهِ وَدَيَّانَ دينِهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا خَليفَةَ اللَّهِ وَناصِرَ حَقِّهِ،اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللَّهِ وَدَليلَ إِرادَتِهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا تالِيَ كِتابِ اللَّهِ وَتَرْجُمانَهُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ في آناءِ لَيْلِكَ وَأَطْرافِ نَهارِكَ.

اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا بَقِيَّةَ اللَّهِ في أَرْضِهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ حينَ تَقُومُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ حينَ تَقْعُدُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ حينَ تَقْرَأُ

وَتُبَيِّنُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ حينَ تُصَلّي وَتَقْنُتُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ حينَ تَرْكَعُ وَتَسْجُدُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ حينَ تُعَوِّذُ وَتُسَبِّحُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ حينَ تُهَلِّلُ وَتُكَبِّرُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ حينَ تَحْمَدُ وَتَسْتَغْفِرُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ حينَ تُمَجِّدُ وَتَمْدَحُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ حينَ تُمْسي وَتُصْبِحُ،اَلسَّلامُ عَلَيْكَ فِي اللَّيْلِ إِذا يَغْشى، وَ]فِي [النَّهارِ إِذا تَجَلَّى،وَالْآخِرَةِ وَالْاُولى.

اَلسَّلامُ عَلَيْكُم يا حُجَجَ اللَّهِ وَرُعاتَنا، وَهُداتَنا وَدُعاتَنا،وَقادَتَنا وَأَئِمَّتَنا، وَسادَتَنا وَمَوالينا، اَلسَّلامُ عَلَيْكُم أَنْتُمْ نُورُنا،وَأَنْتُمْ جاهُنا أَوْقاتُ صَلاتِنا )صَلَواتِنا(، وَعِصْمَتُنا بِكُمْ لِدُعائِناوَصَلاتِنا، وَصِيامِنا وَاسْتِغْفارِنا، وَسائِرِ أَعْمالِنا، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْإِمامُ الْمَأْمُونُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْإِمامُ الْمُقَدَّمُ الْمَأْمُولُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ بِجَوامِعِ السَّلامِ.

اُشْهِدُكَ يا مَوْلايَ أَنّي أَشْهَدُ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ، وَحْدَهُ وَحْدَهُ وَحْدَهُ، لا شَريكَ لَهُ، وَأَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، لا حَبيبَ إِلّاهُوَ وَأَهْلُهُ، وَأَنَّ أَميرَالْمُؤْمِنينَ حُجَّتُهُ، وَأَنَّ الْحَسَنَ حُجَّتُهُ، وَأَنّ الْحُسَيْنَ حُجَّتُهُ، وَأَنَّ عَلِيَّ بْنَ الْحُسَيْنِ حُجَّتُهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ

عَلِيٍّ حُجَّتُهُ، وَأَنَّ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ

حُجَّتُهُ، وَأَنَّ مُوسَى بْنَ جَعْفَرٍحُجَّتُهُ، وَأَنَّ عَلِيَّ بْنَ مُوسى حُجَّتُهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ عَلِيٍّ حُجَّتُهُ،وَأَنَّ عَلِيَّ بْنَ مُحَمَّدٍ حُجَّتُهُ، وَأَنَّ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ حُجَّتُهُ، وَأَنْتَ حُجَّتُهُ، وَأَنَّ الْأَنْبِياءَ دُعاةُ وَهُداةُ رُشدِكُمْ.

أَنْتُمُ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَخاتِمَتُهُ، وَأَنَّ رَجْعَتَكُمْ حَقٌّ لا شَكَّ فيهايَوْمَ لايَنْفَعُ نَفْساً إيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ في إيمانِها خَيْراً، وَأَنَّ الْمَوْتَ حَقٌّ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُنْكَراً وَنَكيراً حَقٌّ،وَأَنَّ النَّشْرَ حَقٌّ وَالْبَعْثَ حَقٌّ، وَأَنَّ الصِّراطَ حَقٌّ، وَالْمِرْصادَحَقٌّ، وَأَنَّ الْميزانَ حَقٌّ وَالْحِسابَ حَقٌّ، وَأَنَّ الْجَنَّةَ وَالنَّارَ حَقٌّ،وَالْجَزاءَ بِهِما لِلْوَعْدِ وَالْوَعيدِ حَقٌّ.

وَأَنَّكُمْ لِلشَّفاعَةِ حَقٌّ، لاتُرَدُّونَ وَلاتَسْبِقُونَ بِمَشِيَّةِ اللَّهِ،وَبِأَمْرِهِ تَعْمَلُونَ، وَللَّهِِ الرَّحْمَةُ وَالْكَلِمَةُ الْعُلْيا، وَبِيَدِهِ الْحُسْنى،وَحُجَّةُ اللَّهِ النُّعْمى )الْعُظْمى(، خَلَقَ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ لِعِبادَتِهِ، أَرادَمِنْ عِبادِهِ عِبادَتَهُ فَشَقِيٌّ وَسَعيدٌ، قَدْ شَقِيَ مَنْ خالَفَكُمْ، وَسَعِدَمَنْ أَطاعَكُمْ.

وَأَنْتَ يا مَوْلايَ فَاشْهَدْ بِما أَشْهَدْتُكَ عَلَيْهِ، تَخْزُنُهُ وَتَحْفَظُهُ

لي عِنْدكَ، أَمُوتُ عَلَيْهِ، وَأَنْشُرُ عَلَيْهِ، وَأَقِفُ بِهِ وَلِيّاً لَكَ، بَريئاًمِنْ عَدُوِّكَ، ماقِتاً لِمَنْ أَبْغَضَكُمْ، وادّاً لِمَنْ أَحَبَّكُمْ، فَالْحَقُّ مارَضيتُمُوهُ، وَالْباطِلُ ما سَخِطْتُمُوهُ، وَالْمَعْرُوفُ ما أَمَرْتُمْ بِهِ،وَالْمُنْكَرُ ما نَهَيْتُمْ عَنْهُ، وَالْقَضاءُ الْمُثْبَتُ مَا اسْتَأْثَرَتْ بِهِ مَشِيَّتُكُمْ، وَالْمَمْحُوُّ ما لَا اسْتَأْثَرَتْ بِهِ سُنَّتُكُمْ.

فَلا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ، مُحَمَّدٌ عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ،عَلِيٌ أَميرُالْمُؤْمِنينَ حُجَّتُهُ، اَلْحَسَنُ حُجَّتُهُ، اَلْحُسَيْنُ حُجَّتُهُ،عَلِيٌّ حُجَّتُهُ، مُحَمَّدٌ حُجَّتُهُ، جَعْفَرٌ حُجَّتُهُ، مُوسى حُجَّتُهُ، عَلِيّ حُجَّتُهُ، مُحَمَّدٌ حُجَّتُهُ، عَلِيٌّ حُجَّتُهُ، اَلْحَسَنُ حُجَّتُهُ، أَنْتَ حُجَّتُهُ،أَنْتُمْ حُجَجُهُ وَبَراهينُهُ.

أَنَا يا مَوْلايَ مُسْتَبْشِرٌ بِالْبَيْعَةِ الَّتي أَخَذَ اللَّهُ عَلَيَّ شَرْطَهُ قِتالاًفي سَبيلِهِ اشْتَرى بِهِ أَنْفُسَ الْمُؤْمِنينَ، فَنَفْسي مُؤْمِنَةٌ بِاللَّهِ وَحْدَهُ لا شَريكَ لَهُ، وَبِرَسُولِهِ وَبِأَميرِالْمُؤْمِنينَ، وَبِكُمْ يا مَوْلايَ،أَوَّلِكُمْ وَآخِرِكُمْ، وَنُصْرَتي لَكُمْ مُعَدَّةٌ، وَمَوَدَّتي خالِصَةٌ لَكُمْ،وَبَرائَتي مِنْ أَعْدائِكُمْ أَهْلِ الْحِرَدَةِ وَالْجِدالِ ثابِتَةٌ، لِثارِكُمْ أَنَاوَلِيٌّ وَحيدٌ، وَاللَّهُ إِلهُ الْحَقِّ يَجْعَلُني كَذلِكَ، آمينَ آمينَ.

مَنْ لي إِلّا أَنْتَ فيما دِنْتُ، وَاعْتَصَمْتُ بِكَ فيهِ، تَحْرُسُني فيما تَقَرَّبْتُ بِهِ إِلَيْكَ، يا

وِقايَةَ اللَّهِ وَسِتْرَهُ وَبَرَكَتَهُ، أَغِثْني]أَدْنِني، أَعِنّي[ أَدْرِكْني، صِلْني بِكَ وَلاتَقْطَعْني.

أَللَّهُمَّ إِلَيْكَ بِهِمْ تَوَسُّلي وَتَقَرُّبي. أَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍوَآلِهِ، وَصِلْني بِهِمْ وَلاتَقْطَعْني. أَللَّهُمَّ بِحُجَّتِكَ وَاعْصِمْني،وَسَلامُكَ عَلى آلِ يس، مَوْلايَ أَنْتَ الْجاهُ عِنْدَ اللَّهِ رَبِّكَ وَرَبّي، ]إِنَّهُ حَميدٌ مَجيدٌ[.

الدعاء بعقب القول: أَللَّهُمَّ إِنّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الَّذي خَلَقْتَهُ مِنْ كُلِّكَ)ذلِكَ( فَاسْتَقَرَّ فيكَ، فَلايَخْرُجُ مِنْكَ إِلى شَيْ ءٍ أَبَداً، أَياكَيْنُونُ أَيا مَكْنُونُ، أَيا مُتَعالُ، أَيا مُتَقَدِّسُ، أَيا مُتَرَحِّمُ، أَيامُتَرَئِّفُ، أَيا مُتَحَنِّنُ.

أَسْأَلُكَ كَما خَلَقْتَهُ غَضّاً أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ نَبِيِّ رَحْمَتِكَ،وَكَلِمَةِ نُورِكَ، وَوالِدِ هُداةِ رَحْمَتِكَ، وَامْلَأْ قَلْبي نُورَ الْيَقينِ،وَصَدْري نُورَ الْإيمانِ، وَفِكْري نُورَ الثَّباتِ، وَعَزْمي نُورَالتَّوْفيقِ، وَذُكائي نُورَ الْعِلْمِ، وَقُوَّتي نُورَ الْعَمَلِ، وَلِساني نُورَالصِّدْقِ، وَديني نُورَ الْبَصائِرِ مِنْ عِنْدِكَ، وَبَصَري نُورَ الضِّياءِ،

وَسَمْعي نُورَ وَعْيِ الْحِكْمَةِ، وَمَوَدَّتي نُورَ الْمُوالاةِ لِمُحَمَّدٍوَآلِهِ عَلَيْهِمُ السَّلامُ، وَيَقيني قُوَّةَ الْبَراءَةِ مِنْ أَعْداءِ مُحَمَّدٍوَأَعْداءِ آلِ مُحَمَّدٍ، حَتَّى أَلْقاكَ وَقَدْ وَفَيْتُ بِعَهْدِكَ وَميثاقِكَ،فَلْتَسَعْني رَحْمَتُكَ، يا وَلِيُّ يا حَميدُ، بِمَرْآكَ وَمَسْمَعِكَ يا حُجَّةَاللَّهِ دُعائي، فَوَفِّني مُنَجِّزاتِ إِجابَتي، أَعْتَصِمُ بِكَ، مَعَكَ مَعَكَ مَعَكَ سَمْعي وَرِضايَ يا كَريمُ.(182)

ا

زيارة مولانا صاحب الزمان أرواحنا فداه في يوم الجمعة

رواها السيّد الأجلّ في »جمال الاُسبوع«:

اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللَّهِ في أَرْضِهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا عَيْنَ اللَّهِ في خَلْقِهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا نُورَ اللَّهِ الَّذي يَهْتَدي بِهِ الْمُهْتَدُونَ، وَيُفَرَّجُ بِهِ عَنِ الْمُؤْمِنينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَاالْمُهَذَّبُ الْخائِفُ.

اَلسَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْوَلِيُّ النَّاصِحُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا سَفينَةَ

النَّجاةِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا عَيْنَ الْحَياةِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْكَ وَعَلى آلِ بَيْتِكَ الطَّيِّبينَ الطَّاهِرينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ عَجَّلَ اللَّهُ لَكَ ما وَعَدَكَ مِنَ النَّصْرِ وَظُهُورِ الْأَمْرِ.

اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلايَ، أَنَا مَوْلاكَ، عارِفٌ بِاُولاكَ وَاُخْراكَ، أَتَقَرَّبُ إِلَى اللَّهِ تَعالى بِكَ وَبِآلِ بَيْتِكَ، وَأَنْتَظِرُظُهُورَكَ وَظُهُورَ الْحَقِّ عَلى يَدَيْكَ، وَأَسْئَلُ اللَّهَ أَنْ يُصَلِّيَ عَلىمُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ يَجْعَلَني مِنَ الْمُنْتَظِرينَ لَكَ، وَالتَّابِعينَ وَالنَّاصِرينَ لَكَ عَلى أَعْدائِكَ، وَالْمُسْتَشْهَدينَ بَيْنَ يَدَيْكَ في جُمْلَةِ أَوْلِيائِكَ.

يا مَوْلايَ

يا صاحِبَ الزَّمانِ، صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَعَلى آلِ بَيْتِكَ، هذا يَوْمُ الْجُمُعَةِ، وَهُوَ يَوْمُكَ الْمُتَوَقَّعُ فيهِ ظُهُورُكَ،وَالْفَرَجُ فيهِ لِلْمُؤْمِنينَ عَلى يَدَيْكَ، وَقَتْلُ الْكافِرينَ بِسَيْفِكَ،وَأَنَا يا مَوْلايَ فيهِ ضَيْفُكَ وَجارُكَ، وَأَنْتَ يا مَوْلايَ كَريمٌ مِنْ أَوْلادِ الْكِرامِ، وَمَأْمُورٌ بِالضِّيافَةِ وَالْإِجارَةِ، فَأَضِفْني وَأَجِرْني،صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَعَلى أَهْلِ بَيْتِكَ الطَّاهِرينَ.

قال السيّد الأجلّ رضي الدين عليّ بن طاووس:

أنا أتمثّل بعد هذه الزّيارة وأقول بالإشارة:

نزيلك حيث ما اتّجهت ركابي

وضيفك حيث كنت من البلاد(183)

ا

زيارة صاحب الأمر أرواحنا فداه يزار بها في المضائق والمخاوف

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ

اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مُحَمَّدَ بْنَ الْحَسَنِ الْحُجَّةَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ ياصاحِبَ الْأَمْرِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا صاحِبَ التَّدْبيرِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلانا يا صاحِبَ الزَّمانِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْإِمامُ الْمُنْتَظَرُ،اَلسَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْقائِمُ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْخَلَفُ الصَّالِحُ لِلْأَئِمَّةِ الْمَعْصُومينَ الْمُطَهَّرينَ.

اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا إِمامَ الْمُسْلِمينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِيَّ اللَّهِ،اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا خَليفَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا فِلْذَةَ كَبِدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللَّهِ.

اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا بَضْعَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ،اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا جادَّةَ اللَّهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا غَوْثَ الْمُسْتَغيثينَ،اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا غَوْثَ الْمَلْهُوفينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا عَوْنَ الْمَظْلُومينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا قُطْبَ الْعالَمِ.

اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا إِمامَ الْمَسيحِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا عَديلَ الْخَيْرِ، أَدْرِكْني، أَدْرِكْني، أَدْرِكْني، أَعِنّي وَلاتُعِنْ عَلَيَّ،وَانْصُرْني وَلاتَنْصُرْ عَلَيَّ، كُنْ مَعي وَلاتُفارِقْني، تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ شاكِراً وَمُصَلِّياً وَهُوَ حَسْبي وَنِعْمَ الْوَكيلُ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلىسَيِّدِنا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ.(184)

ا

زيارة الناحية المقدّسة

قال العلّامة المجلسي رحمه الله في »بحار الأنوار«: روى الشيخ المفيدرحمه الله:

إذا أردت زيارته بها في هذا اليوم، فقف عليه، وقل:

اَلسَّلامُ عَلى آدَمَ صِفْوَةِ اللَّهِ مِنْ خَليقَتِهِ، اَلسَّلامُ عَلى شَيْثٍ وَلِيِّ اللَّهِ وَخِيَرَتِهِ، اَلسَّلامُ عَلى إِدْريسَ الْقائِمِ للَّهِِ بِحُجَّتِهِ،

اَلسَّلامُ عَلى نُوحٍ الْمُجابِ في دَعْوَتِهِ، اَلسَّلامُ عَلى هُودٍالْمَمْدُودِ مِنَ اللَّهِ بِمَعُونَتِهِ، اَلسَّلامُ عَلى صالِحٍ الَّذي تَوَّجَهُ اللَّهُ بِكَرامَتِهِ، اَلسَّلامُ عَلى إِبْراهيمَ الَّذي حَباهُ اللَّهُ بِخُلَّتِهِ، اَلسَّلامُ عَلى إِسْماعيلَ الَّذي فَداهُ اللَّهُ بِذِبْحٍ عَظيمٍ مِنْ جَنَّتِهِ.

اَلسَّلامُ عَلى إِسْحاقَ الَّذي جَعَلَ اللَّهُ النُّبُوَّةَ في ذُرِّيَّتِهِ، اَلسَّلامُ عَلى يَعْقُوبَ الَّذي رَدَّ اللَّهُ عَلَيْهِ بَصَرَهُ بِرَحْمَتِهِ، اَلسَّلامُ عَلىيُوسُفَ الَّذي نَجَّاهُ اللَّهُ مِنَ الْجُبِّ بِعَظَمَتِهِ.

اَلسَّلامُ عَلى مُوسَى الَّذي فَلَقَ اللَّهُ الْبَحْرَ لَهُ بِقُدْرَتِهِ، اَلسَّلامُ عَلى هارُونَ الَّذي خَصَّهُ اللَّهُ بِنُبُوَّتِهِ، اَلسَّلامُ عَلى شُعَيْبٍ الَّذي نَصَرَهُ اللَّهُ عَلى اُمَّتِهِ، اَلسَّلامُ عَلى داوُدَ الَّذي

تابَ اللَّهُ عَلَيْهِ مِنْ خَطيئَتِهِ.

اَلسَّلامُ عَلى سُلَيْمانَ الَّذي ذَلَّتْ لَهُ الْجِنُّ بِعِزَّتِهِ، اَلسَّلامُ عَلىأَيُّوبَ الَّذي شَفاهُ اللَّهُ مِنْ عِلَّتِهِ، اَلسَّلامُ عَلى يُونُسَ الَّذي أَنْجَزَاللَّهُ لَهُ مَضْمُونَ عِدَتِهِ، اَلسَّلامُ عَلى عُزَيْرٍ الَّذي أَحْياهُ اللَّهُ بَعْدَمَيْتَتِهِ، اَلسَّلامُ عَلى زَكَرِيَّا الصَّابِرِ في مِحْنَتِهِ، اَلسَّلامُ عَلى يَحْيَى الَّذي أَزْلَفَهُ اللَّهُ بِشَهادَتِهِ، اَلسَّلامُ عَلى عيسى رُوحِ اللَّهِ وَكَلِمَتِهِ.

اَلسَّلامُ عَلى مُحَمَّدٍ حَبيبِ اللَّهِ وَصِفْوَتِهِ، اَلسَّلامُ عَلىأَميرِالْمُؤْمِنينَ عَلِيِّ بْنِ أَبي طالِبٍ الْمَخْصُوصِ بِاُخُوَّتِهِ، اَلسَّلامُ عَلى فاطِمَةَ الزَّهْراءِ ابْنَتِهِ، اَلسَّلامُ عَلى أَبي مُحَمَّدٍ الْحَسَنِ وَصِيِّ أَبيهِ وَخَليفَتِهِ، اَلسَّلامُ عَلَى الْحُسَيْنِ الَّذي سَمَحَتْ نَفْسُهُ بِمُهْجَتِهِ، اَلسَّلامُ عَلى مَنْ أَطاعَ اللَّهَ في سِرِّهِ وَعَلانِيَتِهِ، اَلسَّلامُ عَلى مَنْ جَعَلَ اللَّهُ الشِّفاءَ في تُرْبَتِهِ، اَلسَّلامُ عَلى مَنِ الْإِجابَةُتَحْتَ قُبَّتِهِ، اَلسَّلامُ عَلى مَنِ الْأَئِمَّةُ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ.

اَلسَّلامُ عَلَى ابْنِ خاتَمِ الْأَنْبِياءِ، اَلسَّلامُ عَلَى ابْنِ سَيِّدِالْأَوْصِياءِ، اَلسَّلامُ عَلَى ابْنِ فاطِمَةَ الزَّهْراءِ، اَلسَّلامُ عَلَى ابْنِ خَديجَةَ الْكُبْرى، اَلسَّلامُ عَلَى ابْنِ سِدْرَةِ الْمُنْتَهى، اَلسَّلامُ عَلَى ابْنِ جَنَّةِ الْمَأْوى، اَلسَّلامُ عَلَى ابْنِ زَمْزَمَ وَالصَّفا.

اَلسَّلامُ عَلَى الْمُرَمَّلِ بِالدِّماءِ، اَلسَّلامُ عَلَى الْمَهْتُوكِ الْخِباءِ،اَلسَّلامُ عَلى خامِسِ أَصْحابِ أَهْلِ الْكِساءِ، اَلسَّلامُ عَلى غَريبِ الْغُرَباءِ، اَلسَّلامُ عَلى شَهيدِ الشُّهَداءِ، اَلسَّلامُ عَلى قَتيلِ الْأَدْعِياءِ، اَلسَّلامُ عَلى ساكِنِ كَرْبَلاءَ، اَلسَّلامُ عَلى مَنْ بَكَتْهُ مَلائِكَةُ السَّماءِ، اَلسَّلامُ عَلى مَنْ ذُرِّيَّتُهُ الْأَزْكِياءُ.

اَلسَّلامُ عَلى يَعْسُوبِ الدّينِ، اَلسَّلامُ عَلى مَنازِلِ الْبَراهينِ،اَلسَّلامُ عَلَى الْأَئِمَّةِ السَّاداتِ، اَلسَّلامُ عَلَى الْجُيُوبِ الْمُضَرَّجاتِ، اَلسَّلامُ عَلَى الشِّفاهِ الذَّابِلاتِ، اَلسَّلامُ عَلَى النُّفُوسِ الْمُصْطَلَماتِ، اَلسَّلامُ عَلَى الْأَرْواحِ الْمُخْتَلَساتِ،اَلسَّلامُ عَلَى الْأَجْسادِ الْعارِياتِ.

اَلسَّلامُ عَلَى الْجُسُومِ الشَّاحِباتِ، اَلسَّلامُ عَلَى الدِّماءِالسَّائِلاتِ، اَلسَّلامُ عَلَى الْأَعْضاءِ الْمُقَطَّعاتِ، اَلسَّلامُ عَلَى الرُّؤُوسِ الْمُشالاتِ، اَلسَّلامُ عَلَى النِّسْوَةِ الْبارِزاتِ.

اَلسَّلامُ عَلى حُجَّةِ رَبِّ الْعالَمينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلى آبائِكَ الطَّاهِرينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلى أَبْنائِكَ الْمُسْتَشْهَدينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلى ذُرِّيَّتِكَ النَّاصِرينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلَى الْمَلائِكَةِالْمُضاجِعينَ، اَلسَّلامُ عَلَى الْقَتيلِ الْمَظْلُومِ، اَلسَّلامُ عَلى أَخيهِ الْمَسْمُومِ، اَلسَّلامُ عَلى عَلِيٍّ الْكَبيرِ، اَلسَّلامُ عَلَى الرَّضيعِ الصَّغير.

اَلسَّلامُ عَلَى الْأَبْدانِ

السَّليبَةِ، اَلسَّلامُ عَلَى الْعِتْرَةِ الْقَريبَةِ)الْغَريبَةِ(، اَلسَّلامُ عَلَى الْمُجَدَّلينَ فِي الْفَلَواتِ، اَلسَّلامُ عَلَى

النَّازِحينَ عَنِ الْأَوْطانِ، اَلسَّلامُ عَلَى الْمَدْفُونينَ بِلا أَكْفانٍ،اَلسَّلامُ عَلَى الرُّؤُوسِ الْمُفَرَّقَةِ عَنِ الْأَبْدانِ، اَلسَّلامُ عَلَى الْمُحْتَسِبِ الصَّابِرِ، اَلسَّلامُ عَلَى الْمَظْلُومِ بِلا ناصِرٍ، اَلسَّلامُ عَلَى ساكِنِ التُّرْبَةِ الزَّاكِيَةِ، اَلسَّلامُ عَلى صاحِبِ الْقُبَّةِ السَّامِيَةِ.

اَلسَّلامُ عَلى مَنْ طَهَّرَهُ الْجَليلُ، اَلسَّلامُ عَلى مَنِ افْتَخَرَ بِهِ جَبْرَئيلُ، اَلسَّلامُ عَلى مَنْ ناغاهُ فِي الْمَهْدِ ميكائيلُ، اَلسَّلامُ عَلى مَنْ نُكِثَتْ ذِمَّتُهُ، اَلسَّلامُ عَلى مَنْ هُتِكَتْ حُرْمَتُهُ، اَلسَّلامُ عَلى مَنْ اُريقُ بِالظُّلْمِ دَمُهُ، اَلسَّلامُ عَلَى الْمُغَسَّلِ بِدَمِ الْجِراحِ،اَلسَّلامُ عَلَى الْمُجَرَّعِ بِكَأْساتِ الرِّماحِ، اَلسَّلامُ عَلَى الْمُضامِ الْمُسْتَباحِ، اَلسَّلامُ عَلَى الْمَنْحُورِ فِي الْوَرى، اَلسَّلامُ عَلى مَنْ دَفَنَهُ أَهْلُ الْقُرى.

اَلسَّلامُ عَلَى الْمَقْطُوعِ الْوَتينِ، اَلسَّلامُ عَلَى الْمُحامي بِلامُعينٍ، اَلسَّلامُ عَلَى الشَّيْبِ الخَضيبِ، اَلسَّلامُ عَلَى الخَدِّالتَّريبِ، اَلسَّلامُ عَلَى الْبَدَنِ السَّليبِ، اَلسَّلامُ عَلَى الثَّغْرِالْمَقْرُوعِ بِالْقَضيبِ، اَلسَّلامُ عَلَى الرَّأْسِ الْمَرْفُوعِ، اَلسَّلامُ عَلَى الْأَجْسامِ الْعارِيَةِ فِي الْفَلَواتِ، تَنْهَشُهَا الذِّئابُ الْعادِياتُ،

وَتَخْتَلِفُ إِلَيْهَا السِّباعُ الضَّارِياتُ.

اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلايَ وَعَلَى الْمَلائِكَةِ الْمَرْفُوفينَ حَوْلَ قُبَّتِكَ، اَلْحافّينَ بِتُرْبَتِكَ، اَلطَّائِفينَ بِعَرْصَتِكَ، اَلْوارِدينَ لِزِيارَتِكَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ فَإِنّي قَصَدْتُ إِلَيْكَ، وَرَجَوْتُ الْفَوْزَلَدَيْكَ.

اَلسَّلامُ عَلَيْكَ سَلامَ الْعارِفِ بِحُرْمَتِكَ، اَلْمُخْلِصِ في وِلايَتِكَ، اَلْمُتَقَرِّبِ إِلَى اللَّهِ بِمَحَبَّتِكَ، اَلْبَري ءِ مِنْ أَعْدائِكَ، سَلامَ مَنْ قَلْبُهُ بِمُصابِكَ مَقْرُوحٌ، وَدَمْعُهُ عِنْدَ ذِكْرِكَ مَسْفُوحٌ، سَلامَ الْمَفْجُوعِ الْحَزينِ الْوالِهِ الْمُسْتَكينِ، سَلامَ مَنْ لَوْ كانَ مَعَكَ بِالطُّفُوفِ لَوَقاكَ بِنَفْسِهِ حَدَّ السُّيُوفِ، وَبَذَلَ حُشاشَتَهُ دُونَكَ لِلْحُتُوفِ، وَجاهَدَ بَيْنَ يَدَيْكَ، وَنَصَرَكَ عَلى مَنْ بَغى عَلَيْكَ،وَفَداكَ بِرُوحِهِ وَجَسَدِهِ وَمالِهِ وَوَلَدِهِ، وَرُوحُهُ لِرُوحِكَ فِداءٌ،وَأَهْلُهُ لِأَهْلِكَ وِقاءٌ.

فَلَئِنْ أَخَّرَتْنِي الدُّهُورُ، وَعاقَني عَنْ نَصْرِكَ الْمَقْدُورُ، وَلَمْ أَكُنْ لِمَنْ حارَبَكَ مُحارِباً، وَلِمَنْ نَصَبَ لَكَ الْعَداوَةَ مُناصِباً،فَلَأَنْدُبَنَّكَ صَباحاً وَمَساءً، وَلَأَبْكِيَنَّ لَكَ بَدَلَ الدُّمُوعِ دَماً،

حَسْرَةً عَلَيْكَ، وَتَأَسُّفاً عَلى ما دَهاكَ، وَتَلَهُّفاً حَتَّى أَمُوتَ بِلَوْعَةِالْمُصابِ، وَغُصَّةِ الْإِكْتِيابِ.

أَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ أَقَمْتَ الصَّلاةَ، وَآتَيْتَ الزَّكاةَ، وَأَمَرْتَ بِالْمَعْرُوفِ، وَنَهَيْتَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَالْعُدْوانِ، وَأَطَعْتَ اللَّهَ وَماعَصَيْتَهُ، وَتَمَسَّكْتَ بِهِ وَبِحَبْلِهِ فَأَرْضَيْتَهُ وَخَشيتَهُ،

وَراقَبْتَهُ وَاسْتَجَبْتَهُ، وَسَنَنْتَ السُّنَنَ، وَأَطْفَأْتَ الْفِتَنَ، وَدَعَوْتَ إِلَى الرَّشادِ، وَأَوْضَحْتَ سُبُلَ السَّدادِ، وَجاهَدْتَ فِي اللَّهِ حَقّ الْجِهادِ.

وَكُنْتَ للَّهِِ طائِعاً، وَلِجَدِّكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ تابِعاً،وَلِقَوْلِ أَبيكَ سامِعَاً، وَإِلى وَصِيَّةِ أَخيكَ مُسارِعاً، وَلِعِمادِالدّينِ رافِعاً، وَلِلطُّغْيانِ قامِعاً، وَلِلطُّغاةِ مُقارِعاً، وَلِلْاُمَّةِ ناصِحاً،وَفي غَمَراتِ الْمَوْتِ سابِحاً، وَلِلْفُسَّاقِ مُكافِحاً، وَبِحُجَجِ اللَّهِ قائِماً، وَلِلْإِسْلامِ وَالْمُسْلِمينَ راحِماً، وَلِلْحَقِّ ناصِراً، وَعِنْدَالْبَلاءِ صابِراً، وَلِلدّينِ كالِئاً، وَعَنْ حَوْزَتِهِ مُرامِياً.

تَحُوطُ الْهُدى وَتَنْصُرُهُ، وَتَبْسُطُ الْعَدْلَ وَتَنْشُرُهُ، وَتَنْصُرُالدّينَ وَتُظْهِرُهُ، وَتَكُفُّ الْعابِثَ وَتَزْجُرُهُ، وَتَأْخُذُ لِلدَّنِيِّ مِنَ

الشَّريفِ، وَتُساوي فِي الْحُكْمِ بَيْنَ الْقَوِيِّ وَالضَّعيفِ.

كُنْتَ رَبيعَ الْأَيْتامِ، وَعِصْمَةَ الْأَنامِ، وَعِزَّ الْإِسْلامِ، وَمَعْدِنَ الْأَحْكامِ، وَحَليفَ الْإِنْعامِ، سالِكاً طَرائِقَ جَدِّكَ وَأَبيكَ، مُشْبِهاًفِي الْوَصِيَّةِ لِأَخيكَ، وَفِيَّ الذِّمَمِ، رَضِيَّ الشِّيَمِ، ظاهِرَ الْكَرَمِ،مُتَهَجِّداً فِي الظُّلَمِ، قَويمَ الطَّرائِقِ، كَريمَ الْخَلائِقِ، عَظيمَ السَّوابِقِ، شَريفَ النَّسَبِ، مُنيفَ الْحَسَبِ، رَفيعَ الرُّتَبِ، كَثيرَالْمَناقِبِ، مَحْمُودَ الضَّرائِبِ، جَزيلَ الْمَواهِبِ.

حَليمٌ رَشيدٌ مُنيبٌ، جَوادٌ عَليمٌ شَديدٌ، إِمامٌ شَهيدٌ، أَوَّاهٌ مُنيبٌ، حَبيبٌ مَهيبٌ. كُنْتَ لِلرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَلَداً،وَلِلْقُرْآنِ سَنَداً، وَلِلْاُمَّةِ عَضُداً، وَفِي الطَّاعَةِ مُجْتَهِداً، حافِظاًلِلْعَهْدِ وَالْميثاقِ، ناكِباً عَنْ سُبُلِ الفُسَّاقِ، ]وَ[باذِلاً لِلْمَجْهُودِ،طَويلَ الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ.

زاهِداً فِي الدُّنْيا زُهْدَ الرَّاحِلِ عَنْها، ناظِراً إِلَيْها بِعَيْنِ الْمُسْتَوْحِشينَ مِنْها، آمالُكَ عَنْها مَكْفُوفَةٌ، وَهِمَّتُكَ عَنْ زينَتِهامَصْرُوفَةٌ، وَأَلْحاظُكَ عَنْ بَهْجَتِها مَطْرُوفَةٌ، وَرَغْبَتُكَ فِي الْآخِرَةِمَعْرُوفَةٌ.

حَتَّى إِذَا الْجَوْرُ مَدَّ باعَهُ، وَأَسْفَرَ الُّظلْمُ قِناعَهُ، وَدَعَا الْغَيّ أَتْباعَهُ، وَأَنْتَ في حَرَمِ جَدِّكَ قاطِنٌ، وَلِلظَّالِمينَ مُبايِنٌ، جَليسُ الْبَيْتِ وَالْمِحْرابِ، مُعْتَزِلٌ عَنِ اللَّذَّاتِ وَالشَّهَواتِ، تُنْكِرُالْمُنْكَرَ بِقَلْبِكَ وَلِسانِكَ، عَلى حَسَبِ طاقَتِكَ وَإِمْكانِكَ، ثُمّ اقْتَضاكَ الْعِلْمُ لِلْإِنْكارِ، وَلَزِمَكَ أَنْ تُجاهِدَ الْفُجَّارَ، فَسِرْتَ في أَوْلادِكَ وَأَهاليكَ، وَشيعَتِكَ وَمَواليكَ، وَصَدَعْتَ بِالْحَقّ وَالْبَيِّنَةِ، وَدَعَوْتَ إِلَى اللَّهِ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ، وَأَمَرْتَ بِإِقامَةِ الْحُدُودِ، وَالطَّاعَةِ لِلْمَعْبُودِ، وَنَهَيْتَ عَنِ الْخَبائِثِ وَالطُّغْيانِ، وَواجَهُوكَ بِالظُّلْمِ وَالْعُدْوانِ.

فَجاهَدْتَهُمْ بَعْدَ الْإيعاظِ لَهُمْ، وَتَأْكيدِ الْحُجَّةِ عَلَيْهِمْ، فَنَكَثُواذِمامَكَ وَبَيْعَتَكَ، وَأَسْخَطُوا رَبَّكَ وَجَدَّكَ، وَبَدَؤُوكَ بِالْحَرْبِ،فَثَبَتَّ لِلطَّعْنِ وَالضَّرْبِ، وَطَحَنْتَ جُنُودَ الْفُجَّارِ، وَاقْتَحَمْتَ قَسْطَلَ الْغُبارِ، مُجالِداً بِذِي الْفِقارِ، كَأَنَّكَ

عَلِيٌّ الْمُخْتارُ.

فَلَمَّا رَأَوْكَ ثابِتَ الْجَأْشِ، غَيْرَ خائِفٍ وَلا خاشٍ، نَصَبُوا لَكَ غَوائِلَ مَكْرِهِمْ، وَقاتَلُوكَ بِكَيْدِهِمْ وَشَرِّهِمْ، وَأَمَرَ اللَّعينُ جُنُودَهُ، فَمَنَعُوكَ الْماءَ وَوُرُودَهُ، وَناجَزُوكَ الْقِتالَ، وَعاجَلُوكَ

النِّزالَ، وَرَشَقُوكَ بِالسِّهامِ وَالنِّبالِ، وَبَسَطُوا إِلَيْكَ أَكُفّ الْإِصْطِلامِ، وَلَمْ يَرْعَوْا لَكَ ذِماماً، وَلا راقَبُوا فيكَ آثاماً، في قَتْلِهِمْ أَوْلِياءَكَ، وَنَهْبِهِمْ رِحالَكَ، وَأَنْتَ مُقَدَّمٌ فِي الْهَبَواتِ،وَمُحْتَمِلٌ لِلْأَذِيَّاتِ، قَدْ عَجِبَتْ مِنْ صَبْرِكَ مَلائِكَةُ السَّماواتِ.

فَأَحْدَقُوا بِكَ مِنْ كُلِّ الْجَهاتِ، وَأَثْخَنُوكَ بِالْجِراحِ، وَحالُوابَيْنَكَ وَبَيْنَ الرَّواحِ، وَلَمْ يَبْقَ لَكَ ناصِرٌ، وَأَنْتَ مُحْتَسِبٌ صابِرٌ،تَذُبُّ عَنْ نِسْوَتِكَ وَأَوْلادِكَ، حَتَّى نَكَسُوكَ عَنْ جَوادِكَ،فَهَوَيْتَ إِلَى الْأَرْضِ جَريحاً، تَطَؤُكَ الْخُيُولُ بِحَوافِرِها، وَتَعْلُوكَ الطُّغاةُ بِبَواتِرِها.

قَدْ رَشَحَ لِلْمَوْتِ جَبينُكَ، وَاخْتَلَفَتْ بِالْإِنْقِباضِ وَالْإِنْبِساطِشِمالُكَ وَيَمينُكَ، تُديرُ طَرْفاً خَفِيّاً إِلى رَحْلِكَ وَبَيْتِكَ، وَقَدْشَغَلْتَ بِنَفْسِكَ عَنْ وُلْدِكَ وَأَهاليكَ، وَأَسْرَعَ فَرَسُكَ شارِداً، إِلىخِيامِكَ قاصِداً، مُحَمْحِماً باكِياً، فَلَمَّا رَأَيْنَ النِّساءُ جَوادَكَ مَخْزِيّاً، وَنَظَرْنَ سَرْجَكَ عَلَيْهِ مَلْوِيّاً، بَرَزْنَ مِنَ الْخُدُورِ، ناشِراتِ الشُّعُورِ عَلَى الْخُدُودِ، لاطِماتِ الْوُجُوهِ سافِراتٍ، وَبِالْعَويلِ داعِياتٍ، وَبَعْدَ الْعِزِّ مُذَلَّلاتٍ، وَإِلى مَصْرَعِكَ مُبادِراتٍ.

وَالشِّمْرُ جالِسٌ عَلى صَدْرِكَ، وَمُولِغٌ سَيْفَهُ عَلى نَحْرِكَ،قابِضٌ عَلى شَيْبَتِكَ بِيَدِهِ، ذابِحٌ لَكَ بِمُهَنَّدِهِ، قَدْ سَكَنَتْ حَواسُّكَ، وَخَفِيَتْ أَنْفاسُكَ، وَرُفِعَ عَلَى الْقَناةِ رَأْسُكَ، وَسُبِىَ أَهْلُكَ كَالْعَبيدِ، وَصُفِّدُوا فِي الْحَديدِ، فَوْقَ أَقْتابِ الْمَطِيَّاتِ،تَلْفَحُ وَجُوهَهُمْ حَرُّ الْهاجِراتِ، يُساقُونَ فِي الْبَراري وَالْفَلَواتِ،أَيْديهِمْ مَغْلُولَةٌ إِلَى الْأَعْناقِ، يُطافُ بِهِمْ فِي الْأَسْواقِ.

فَالْوَيْلُ لِلْعُصاةِ الْفُسَّاقِ، لَقَدْ قَتَلُوا بِقَتْلِكَ الْإِسْلامَ، وَعَطَّلُواالصَّلاةَ وَالصِّيامَ، وَنَقَضُوا السُّنَنَ وَالْأَحْكامَ، وَهَدَمُوا قَواعِدَالْإيمانِ، وَحَرَّفُوا آياتِ الْقُرْآنِ، وَهَمْلَجُوا فِي الْبَغْيِ وَالْعُدْوانِ.

لَقَدْ أَصْبَحَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ مَوْتُوراً، وَعادَكِتابُ اللَّهِ عَزَّوَجَلَّ مَهْجُوراً، وَغُودِرَ الْحَقُّ إِذْ قُهِرْتَ مَقْهُوراً،وَفُقِدَ بِفَقْدِكَ التَّكْبيرُ وَالتَّهْليلُ، وَالتَّحْريمُ وَالتَّحْليلُ، وَالتَنْزيلُ وَالتَّأْويلُ، وَظَهَرَ بَعْدَكَ التَّغْييرُ وَالتَّبْديلُ، وَالْإِلْحادُ وَالتَّعْطيلُ،وَالْأَهْواءُ وَالْأَضاليلُ، وَالْفِتَنُ وَالْأَباطيلُ.

فَقامَ ناعيكَ عِنْدَ قَبْرِ جَدِّكَ الرَّسُولِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ،فَنَعاكَ إِلَيْهِ بِالدَّمْعِ الْهَطُولِ، قائِلاً يا رَسُولَ اللَّهِ قُتِلَ سِبْطُكَ

وَفَتاكَ، وَاسْتُبيحَ أَهْلُكَ وَحِماكَ، وَسُبِيَتْ بَعْدَكَ ذَراريكَ، وَوَقَعَ الْمَحْذُورُ بِعِتْرَتِكَ وَذَويكَ.

فَانْزَعَجَ

الرَّسُولُ، وَبَكى قَلْبُهُ الْمَهُولُ، وَعَزَّاهُ بِكَ الْمَلائِكَةُوَالْأَنْبِياءُ، وَفُجِعَتْ بِكَ اُمُّكَ الزَّهْراءُ، وَاخْتَلَفَتْ جُنُودُ الْمَلائِكَةِالْمُقَرَّبينَ، تُعَزّي أَباكَ أَميرَالْمُؤْمِنينَ، وَاُقيمَتْ لَكَ الْمَاتِمُ فِي أَعْلا عِلِّيّينَ، وَلَطَمَتْ عَلَيْكَ الْحُورُ الْعينُ، وَبَكَتِ السَّماءُوَسُكَّانُها، وَالْجِنانُ وَخُزَّانُها، وَالْهِضابُ وَأَقْطارُها، وَالْبِحارُوَحيتانُها، وَالْجِنانُ وَوِلْدانُها، وَالْبَيْتُ وَالْمَقامُ، وَالْمَشْعَرُالْحَرامُ، وَالْحِلُّ وَالْأَحْرامُ(185).

أَللَّهُمَّ فَبِحُرْمَةِ هذَا الْمَكانِ الْمُنيفِ، صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاحْشُرْني في زُمرَتِهِمْ، وَأَدْخِلْنِي الْجَنَّةَ بِشَفاعَتِهِمْ.

أَللَّهُمَّ إِنّي أَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ يا أَسْرَعَ الْحاسِبينَ، وَيا أَكْرَمَ الْأَكْرَمينَ، وَيا أَحْكَمَ الْحاكِمينَ، بِمُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبِيّينَ، رَسُولِكَ إِلَى الْعالَمينَ أَجْمَعينَ، وَبِأَخيهِ وَابْنِ عَمِّهِ الْأَنْزَعِ الْبَطينِ،اَلْعالِمِ الْمَكينِ، عَلِيٍّ أَميرِالْمُؤْمِنينَ، وَبِفاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِساءِ

الْعالَمينَ، وَبِالْحَسَنِ الزَّكِيِّ عِصْمَةِ الْمُتَّقينَ.

وَبِأَبي عَبْدِاللَّهِ الْحُسَيْنِ أَكْرَمِ الْمُسْتَشْهَدينَ، وَبِأَوْلادِهِ الْمَقْتُولينَ، وَبِعِتْرَتِهِ الْمَظْلُومينَ، وَبِعَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ زَيْنِ الْعابِدينَ، وَبِمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ قِبْلَةِ الْأَوَّابينَ، وَجَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍأَصْدَقِ الصَّادِقينَ، وَمُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ مُظْهِرِ الْبَراهينَ، وَعَلِيِّ بْنِ مُوسى ناصِرِ الدّينِ، وَمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ قُدْوَةِ الْمُهْتَدينَ، وَعَلِيّ بْنِ مُحَمَّدٍ أَزْهَدِ الزَّاهِدينَ، وَالْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ وارِثِ الْمُسْتَخْلَفينَ،وَالْحُجَّةِ عَلَى الْخَلْقِ أَجْمَعينَ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ،اَلصَّادِقينَ الْأَبَرّينَ، آلِ طه وَيس، وَأَنْ تَجْعَلَني فِي الْقِيامَةِ مِنَ الْآمِنينَ الْمُطْمَئِنّينَ الْفائِزينَ الْفَرِحينَ الْمُسْتَبْشِرينَ.

أَللَّهُمَّ اكْتُبْني فِي الْمُسْلِمينَ، وَأَلْحِقْني بِالصَّالِحينَ، وَاجْعَلْ لي لِسانَ صِدْقٍ فِي الْآخِرينَ، وَانْصُرْني عَلَى الْباغينَ، وَاكْفِني كَيْدَ الْحاسِدينَ، وَاصْرِفْ عَنّي مَكْرَ الْماكِرينَ، وَاقْبِضْ عَنّي أَيْدِي الظَّالِمينَ، وَاجْمَعْ بَيْني وَبَيْنَ السَّادَةِ الْمَيامينِ، في أَعْلاعِلِّيّينَ، مَعَ الَّذينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ، مِنَ النَّبِيّينَ وَالصِّدّيقينَ،وَالشُّهَداءِ وَالصَّالِحينَ، بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ.

أَللَّهُمَّ إِنّي اُقْسِمُ عَلَيْكَ بِنَبِيِّكَ الْمَعْصُومِ، وَبِحُكْمِكَ الْمَحْتُومِ،وَنَهْيِكَ الْمَكْتُومِ، وَبِهذَا الْقَبْرِ الْمَلْمُومِ، اَلْمُوَسَّدِ في كَنَفِهِ،اَلْإِمامُ الْمَعْصُومُ الْمَقْتُولُ الْمَظْلُومُ، أَنْ تَكْشِفَ ما بي مِنَ الْغُمُومِ، وَتَصْرِفَ عَنّي شَرَّ الْقَدَرِ الْمَحْتُومِ، وَتُجيرَني مِنَ النَّارِذاتِ السَّمُومِ.

أَللَّهُمَّ جَلِّلْني بِنِعْمَتِكَ، وَرَضِّني بِقِسْمِكَ، وَتَغَمَّدْني بِجُودِكَ وَكَرَمِكَ، وَباعِدْني مِنْ مَكْرِكَ وَنِقْمَتِكَ. أَللَّهُمَّ اعْصِمْني مِنَ الزَّلَلِ، وَسَدِّدْني فِي الْقَوْلِ وَالْعَمَلِ، وَافْسَحْ لي في مُدَّةِالْأَجَلِ، وَأَعْفِني مِنَ الْأَوْجاعِ وَالْعِلَلِ، وَبَلِّغْني بِمَوالِيَّ وَبِفَضْلِكَ أَفْضَلَ الْأَمَلِ.

أَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ

وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاقْبَلْ تَوْبَتي، وَارْحَمْ عَبْرَتي، وَأَقِلْني عَثْرَتي، وَنَفِّسْ كُرْبَتي، وَاغْفِرْ لي خَطيئَتي،وَأَصْلِحْ لي في ذُرِّيَّتي.

أَللَّهُمَّ لاتَدَعْ لي في هذَا الْمَشْهَدِ الْمُعَظَّمِ، وَالْمَحَلِّ الْمُكَرَّمِ ذَنْباً إِلّا غَفَرْتَهُ، وَلا عَيْباً إِلّا سَتَرْتَهُ، وَلا غَمّاً إِلّا كَشَفْتَهُ، وَلارِزْقاً إِلّا بَسَطْتَهُ، وَلا جاهاً إِلّا عَمَّرْتَهُ، وَلا فَساداً إِلّا أَصْلَحْتَهُ،

وَلا أَمَلاً إِلّا بَلَّغْتَهُ، وَلا دُعاءً إِلّا أَجَبْتَهُ، وَلا مَضيقاً إِلّا فَرَّجْتَهُ،وَلا شَمْلاً إِلّا جَمَعْتَهُ، وَلا أَمْراً إِلّا أَتْمَمْتَهُ، وَلا مالاً إِلّا كَثَّرْتَهُ،وَلا خُلْقاً إِلّا حَسَّنْتَهُ، وَلا إِنْفاقاً إِلّا أَخْلَفْتَهُ، وَلا حالاً إِلّا عَمَّرْتَهُ،وَلا حَسُوداً إِلّا قَمَعْتَهُ، وَلا عَدُوّاً إِلّا أَرْدَيْتَهُ، وَلا شَرّاً إِلّاكَفَيْتَهُ، وَلا مَرَضاً إِلّا شَفَيْتَهُ، وَلا بَعيداً إِلّا أَدْنَيْتَهُ، وَلا شَعْثاً إِلّالَمَمْتَهُ، وَلا سُؤالاً إِلّا أَعْطَيْتَهُ.

أَللَّهُمَّ إِنّي أَسْأَلُكَ خَيْرَ الْعاجِلَةِ، وَثَوابَ الْآجِلَةِ. أَللَّهُمَّ أَغْنِني بِحَلالِكَ عَنِ الْحَرامِ، وَبِفَضْلِكَ عَنْ جَميعِ الْأَنامِ. أَللَّهُمَّ إِنّي أَسْأَلُكَ عِلْماً نافِعاً، وَقَلْباً خاشِعاً وَيَقيناً شافِياً، وَعَمَلاً زاكِياً،وَصَبْراً جَميلاً، وَأَجْراً جَزيلاً.

أَللَّهُمَّ ارْزُقْني شُكْرَ نِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وَزِدْ في إِحْسانِكَ وَكَرَمِكَ إِلَيَّ، وَاجْعَلْ قَوْلي فِي النَّاسِ مَسْمُوعاً، وَعَمَلي عِنْدَكَ مَرْفُوعاً، وَأَثَري فِي الْخَيْراتِ مَتْبُوعاً، وَعَدُوّي مَقْمُوعاً.

أَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ الْأَخْيارِ، في آناءِ اللَّيْلِ وَأَطْرافِ النَّهارِ، وَاكْفِني شَرَّ الْأَشْرارِ، وَطَهِّرْني مِنَ الذُّنُوبِ وَالْأَوْزارِ، وَأَجِرْني مِنَ النَّارِ، وَأَحِلَّني دارَ الْقَرارِ، وَاغْفِرْ لي

وَلِجَميعِ إِخْواني فيكَ وَأَخَواتِيَ الْمُؤْمِنينَ وَالْمُؤْمِناتِ،بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ.

ثمّ توجّه إلى القبلة، وصلّ ركعتين، واقرأ في الاُولى »سورة الأنبياء«، وفي الثانية »الحشر«، واقنت وقل:

لا إِلهَ إِلّاَ اللَّهُ الْحَليمُ الْكَريمُ، لا إِلهَ إِلّاَ اللَّهُ الْعَلِيُّ الْعَظيمُ، لاإِلهَ إِلّاَ اللَّهُ رَبُّ السَّماواتِ السَّبْعِ، وَالْأَرَضينَ السَّبْعِ، وَما فيهِنّ وَما بَيْنَهُنَّ، خِلافاً لِأَعْدائِهِ، وَتَكْذيباً لِمَنْ عَدَلَ بِهِ، وَإِقْراراًلِرُبُوبِيَّتِهِ، وَخُضُوعاً لِعِزَّتِهِ، اَلْأَوَّلُ بِغَيْرِ أَوَّلٍ، وَالْآخِرُ إِلى غَيْرِآخِرٍ، اَلظَّاهِرُ عَلى كُلِّ شَيْ ءٍ بِقُدْرَتِهِ، اَلْباطِنُ دُونَ كُلِّ شَيْ ءٍبِعِلْمِهِ وَلُطْفِهِ، لاتَقِفُ الْعُقُولُ عَلى كُنْهِ عَظَمَتِهِ، وَلاتُدْرِكُ الْأَوْهامُ حَقيقَةَ ماهِيَّتِهِ، وَلاتَتَصَوَّرُ الْأَنْفُسُ مَعانِيَ كَيْفِيَّتِهِ،

مُطَّلِعاًعَلَى الضَّمائِرِ، عارِفاً بِالسَّرائِرِ، يَعْلَمُ خائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَما تُخْفِي الصُّدُورُ.

أَللَّهُمَّ إِنّي اُشْهِدُكَ عَلى تَصْديقي رَسُولَكَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَايماني بِهِ، وَعِلْمي بِمَنْزِلَتِهِ، وَإِنّي أَشْهَدُ أَنَّهُ النَّبِيّ الَّذي نَطَقَتِ الْحِكْمَةُ بِفَضْلِهِ، وَبَشَّرَتِ الْأَنْبِياءُ بِهِ، وَدَعَتْ إِلَى

الْإِقْرارِ بِما جاءَ بِهِ، وَحَثَّتْ عَلى تَصْديقِهِ بِقَوْلِهِ تَعالى »اَلَّذي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِنْدَهُمْ فِي التَّوْريةِ وَالْإِنْجيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهيهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّباتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلالَ الَّتي كانَتْ عَلَيْهِمْ«(186).

فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ رَسُولِكَ إِلَى الثَّقَلَيْنِ، وَسَيِّدِ الْأَنْبِياءِالْمُصْطَفَيْنَ، وَعَلى أَخيهِ وَابْنِ عَمِّهِ اللَّذَيْنِ لَمْ يُشْرِكا بِكَ طَرْفَةَعَيْنٍ أَبَداً، وَعَلى فاطِمَةَ الزَّهْراءِ سَيِّدَةِ نِساءِ الْعالَمينَ، وَعَلىسَيِّدَيْ شَبابِ أَهْلِ الْجَنَّةِ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ، صَلاةً خالِدَةَالدَّوامِ، عَدَدَ قَطْرِ الرِّهامِ، وَزِنَةَ الْجِبالِ وَالْآكامِ ما أَوْرَقَ السَّلامُ، وَاخْتَلَفَ الضِّياءُ وَالظَّلامُ، وَعَلى آلِهِ الطَّاهِرينَ،اَلْأَئِمَّةِ الْمُهْتَدينَ، اَلذَّائِدينَ عَنِ الدّينِ، عَلِيٍّ وَمُحَمَّدٍ وَجَعْفَرٍوَمُوسى وَعَلِيٍّ وَمُحَمَّدٍ وَعَلِيٍّ وَالْحَسَنِ وَالْحُجَّةِ الْقُوَّامِ بِالْقِسْطِوَسُلالَةِ السِّبْطِ.

أَللَّهُمَّ إِنّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ هذَا الْإِمامِ، فَرَجاً قَريباً، وَصَبْراً

جَميلاً، وَنَصْراً عَزيزاً، وَغِنىً عَنِ الْخَلْقِ، وَثَباتاً فِي الْهُدى،وَالتَّوْفيقَ لِما تُحِبُّ وَتَرْضى، وَرِزْقاً واسِعاً حَلالاً، طَيِّباً مَريئاً،دارّاً سائِغاً، فاضِلاً مُفَضِّلاً، صَبّاً صَبّاً، مِنْ غَيْرِ كَدٍّ وَلا نَكَدٍ وَلامِنَّةٍ مِنْ أَحَدٍ، وَعافِيَةً مِنْ كُلِّ بَلاءٍ وَسُقْمٍ وَمَرَضٍ، وَالشُّكْرَعَلَى الْعافِيَةِ وَالنَّعْماءِ، وَإِذا جاءَ الْمَوْتُ فَاقْبِضْنا عَلى أَحْسَنِ مايَكُونُ لَكَ طاعَةً، عَلى ما أَمَرْتَنا مُحافِظينَ، حَتَّى تُؤَدِّيَنا إِلىجَنَّاتِ النَّعيمِ، بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ.

أَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَوْحِشْني مِنَ الدُّنْيا،وَآنِسْني بِالْآخِرَةِ، فَإِنَّهُ لايُوْحِشُ مِنَ الدُّنْيا إِلّا خَوْفُكَ، وَلايُؤْنِسُ بِالْآخِرَةِ إِلّا رَجاؤُكَ. أَللَّهُمَّ لَكَ الْحُجَّةُ لا عَلَيْكَ، وَإِلَيْكَ الْمُشْتَكى لا مِنْكَ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِهِ، وَأَعِنّي عَلى نَفْسِيَ الظَّالِمَةِ الْعاصِيَةِ، وَشَهْوَتِيَ الْغالِبَةِ، وَاخْتِمْ لي بِالْعافِيَةِ.

أَللَّهُمَّ إِنَّ اسْتِغْفاري إِيَّاكَ وَأَنَا مُصِرٌّ عَلى ما نَهَيْتَ قِلَّةُ حَياءٍ،وَتَرْكِيَ الْإِسْتِغْفارَ مَعَ عِلْمي بِسَعَةِ حِلْمِكَ تَضْييعٌ لِحَقِّ الرَّجاءِ.أَللَّهُمَّ إِنَّ ذُنُوبي تُؤْيِسُني أَنْ أَرْجُوكَ، وَإِنَّ عِلْمي بِسَعَةِ

رَحْمَتِكَ يَمْنَعُني أَنْ أَخْشاكَ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَصَدِّقْ

رَجائي لَكَ، وَكَذِّبْ خَوْفي مِنْكَ، وَكُنْ لي عِنْدَ أَحْسَنِ ظَنّي بِكَ، يا أَكْرَمَ الْأَكْرَمينَ.

أَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَيِّدْني بِالْعِصْمَةِ،وَأَنْطِقْ لِساني بِالْحِكْمَةِ، وَاجْعَلْني مِمَّنْ يَنْدَمُ عَلى ما ضَيَّعَهُ في أَمْسِهِ، وَلايَغْبَنُ حَظَّهُ في يَوْمِهِ، وَلايَهِمُّ لِرِزْقِ غَدِهِ.

أَللَّهُمَّ إِنَّ الْغَنِىَّ مَنِ اسْتَغْنى بِكَ وَافْتَقَرَ إِلَيْكَ، وَالْفَقيرَ مَنِ اسْتَغْنى بِخَلْقِكَ عَنْكَ، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَغْنِني عَنْ خَلْقِكَ بِكَ، وَاجْعَلْني مِمَّنْ لايَبْسُطُ كَفّاً إِلّا إِلَيْكَ. أَللَّهُمَّ إِنّ الشَّقِيَّ مَنْ قَنَطَ وَأَمامَهُ التَّوْبَةُ، وَوَراءَهُ الرَّحْمَةُ، وَإِنْ كُنْتُ ضَعيفَ الْعَمَلِ فَإِنّي في رَحْمَتِكَ قَوِيُّ الْأَمَلِ، فَهَبْ لي ضَعْفَ عَمَلي لِقُوَّةِ أَمَلي.

أَللَّهُمَّ إِنْ كُنْتَ تَعْلَمُ أَنَّ ما في عِبادِكَ مَنْ هُوَ أَقْسى قَلْباً مِنّي،وَأَعْظَمُ مِنّي ذَنْباً، فَإِنّي أَعْلَمُ أَنَّهُ لا مَوْلى أَعْظَمُ مِنْكَ طَوْلاً،وَأَوْسَعُ رَحْمَةً وَعَفْواً، فَيامَنْ هُوَ أَوْحَدُ في رَحْمَتِهِ، إِغْفِرْ لِمَنْ لَيْسَ بِأَوْحَدَ في خَطيئَتِهِ.

أَللَّهُمَّ إِنَّكَ أَمَرْتَنا فَعَصَيْنا، وَنَهَيْتَ فَمَا انْتَهَيْنا، وَذَكَّرْتَ

فَتَناسَيْنا، وَبَصَّرْتَ فَتَعامَيْنا، وَحَذَّرْتَ فَتَعَدَّيْنا، وَما كانَ ذلِكَ جَزاءَ إِحْسانِكَ إِلَيْنا، وَأَنْتَ أَعْلَمُ بِما أَعْلَنَّا وَأَخْفَيْنا، وَأَخْبَرُ بِمانَأْتي وَما أَتَيْنا، فَصَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَلا تُؤاخِذْنا بِماأَخْطَأْنا وَنَسينا، وَهَبْ لَنا حُقُوقَكَ لَدَيْنا، وَأَتِمَّ إِحْسانَكَ إِلَيْنا،وَأَسْبِلْ رَحْمَتَكَ عَلَيْنا.

أَللَّهُمَّ إِنَّا نَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِهذَا الصِّدّيقِ الْإِمامِ، وَنَسْئَلُكَ بِالْحَقّ الَّذي جَعَلْتَهُ لَهُ، وَلِجَدِّهِ رَسُولِكَ، وَلِأَبَوَيْهِ عَلِيٍّ وَفاطِمَةَ أَهْلِ بَيْتِ الرَّحْمَةِ، إِدْرارَ الرِّزْقِ الَّذي بِهِ قِوامُ حَياتِنا، وَصَلاحُ أَحْوالِ عِيالِنا، فَأَنْتَ الْكَريمُ الَّذي تُعْطي مِنْ سَعَةٍ، وَتَمْنَعُ مِنْ قُدْرَةٍ، وَنَحْنُ نَسْئَلُكَ مِنَ الرِّزْقِ ما يَكُونُ صَلاحاً لِلدُّنْيا،وَبَلاغاً لِلْآخِرَةِ.

أَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَاغْفِرْ لَنا وَلِوالِدَيْنا،وَلِجَميعِ الْمُؤْمِنينَ وَالْمُؤْمِناتِ، وَالْمُسْلِمينَ وَالْمُسْلِماتِ،اَلْأَحْياءِ مِنْهُمْ وَالْأَمْواتِ، وَآتِنا فِي الدُّنْيا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِحَسَنَةً، وَقِنا عَذابَ النَّارِ.

ثمّ تركع وتسجد وتجلس وتتشهّد وتسلّم، فإذا سبّحت فعفّر خدّيك وقل:

»سُبْحانَ اللَّهِ وَالْحَمْدُ للَّهِِ وَلا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ وَاللَّهُ أَكْبَرُ« أربعين مرّة، واسئل اللَّه

العصمةوالنّجاة والمغفرة والتوفيق بحسن العمل والقبول، لما تتقرّب به إليه، وتبتغي به وجهه، وقف عند الرأس، ثمّ صل ركعتين على ما تقدّم.

ثمّ انكبّ على القبر وقبّله وقل: زادَ اللَّهُ في شَرَفِكُمْ، وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ، وادع لنفسك ولوالديك ولمن أردت.(187)

قال العلّامة المجلسي رحمه الله: قال مؤلّف »المزار الكبير«: زيارة اُخرى في يوم عاشورا ممّا خرج من الناحية إلى أحد الأبواب قال: تقف عليه وتقول: اَلسَّلامُ عَلىآدَمَ صِفْوَةِ اللَّهِ مِنْ خَليقَتِهِ، وساق الزّيارة إلى آخرها مثل ما مرّ، فظهر أنّ هذه الزيارةمنقولة مرويّة، ويحتمل أن لاتكون مختصّة بيوم عاشورا، كما فعله السيّدالمرتضى رحمه الله.(188)

قال آيةاللَّه السيّد أحمد المستنبط: لاتدلّ رواية زيارة الناحية المقدّسة على أنّ قرائتها تختصّ بيوم عاشوراء.(189)

ا

الزيارة الرجبيّة يزار بها كلّ المشاهد في شهر رجب

قال أبوالقاسم بن روح قدّس اللَّه روحه: من زار بهذه الزيارة أحد مشاهد آل محمّدعليهم السلام، لم يرجع إلّا وقد قُضيت حاجته، واُجيب دعاؤه في الدين والدنيا.

فإذا أردت ذلك، فقف على قبر الإمام المقصود صلوات اللَّه عليه، وقل:

اَلْحَمْدُ للَّهِِ الَّذي أَشْهَدَنا مَشْهَدَ أَوْلِيائِهِ في رَجَبٍ، وَأَوْجَبَ عَلَيْنا مِنْ حَقِّهِمْ ما قَدْ وَجَبَ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلى مُحَمَّدٍالْمُنْتَجَبِ، وَعَلى أَوْصِيائِهِ الْحُجُبِ.

أَللَّهُمَّ فَكَما أَشْهَدْتَنا مَشْهَدَهُمْ، فَأَنْجِزْ لَنا مَوْعِدَهُمْ، وَأَوْرِدْنامَوْرِدَهُمْ غَيْرَ مُحَلَّئينَ عَنْ وِرْدٍ في دارِ المُقامَةِ وَالْخُلْدِ،وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ إِنّي قَصَدْتُكُمْ، وَاعْتَمَدْتُكُمْ بِمَسْأَلَتي وَحاجَتي، وَهِيَ فَكاكُ رَقَبَتي مِنَ النَّارِ، وَالْمَقَرُّ مَعَكُمْ في دارِالْقَرارِ، مَعَ شيعَتِكُمُ الْأَبْرارِ، وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ بِما صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ.

أَنَا سائِلُكُمْ وَآمِلُكُمْ فيما إِلَيْكُمُ التَّفْويضُ، وَعَلَيْكُمُ التَّعْويضُ، فَبِكُمْ يُجْبَرُ الْمَهيضُ، وَيُشْفَى الْمَريضُ، وَما تَزْدادُالْأَرْحامُ وَما تَغيضُ، إِنّي بِسِرِّكُمْ مُؤْمِنٌ، وَلِقَوْلِكُمْ مُسَلِّمٌ،وَعَلَى اللَّهِ بِكُمْ مُقْسِمٌ في رَجْعي بِحَوائِجي، وَقَضائِهاوَإِمْضائِها، وَإِنْجاحِها وَإِبْراحِها، وَبِشُؤُوني لَدَيْكُمْ وَصَلاحِها.

وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ سَلامَ مُوَدِّعٍ، وَلَكُمْ حَوائِجَهُ مُودِعٌ، يَسْأَلُ اللَّهَ إِلَيْكُمُ الْمَرْجِعَ، وَسَعْيُهُ إِلَيْكُمْ غَيْرُ مُنْقَطِعٍ، وَأَنْ يَرْجِعَني مِنْ

حَضْرَتِكُمْ خَيْرَ مَرْجِعٍ، إِلى جَنابٍ مُمْرِعٍ، وَخَفْضِ ]عَيْشٍ[مُوَسَّعٍ، وَدَعَةٍ وَمَهَلٍ

إِلى حينِ الْأَجَلِ، وَخَيْرِ مَصيرٍ وَمَحَلٍّ فِي النَّعيمِ الْأَزَلِ، وَالْعَيْشِ الْمُقْتَبَلِ، وَدَوامِ الْاُكُلِ، وَشُرْبِ الرَّحيقِ وَالسَّلْسَلِ، وَعَلٍّ وَنَهَلٍ، لا سَأَمَ مِنْهُ وَلا مَلَلَ، وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ وَتَحِيَّاتُهُ عَلَيْكُمْ، حَتَّى الْعَوْدِ إِلى حَضْرَتِكُمْ، وَالْفَوْزِفي كَرَّتِكُمْ، وَالْحَشْرِ في زُمْرَتِكُمْ، وَالسَّلامُ عَلَيْكُمْ وَرحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكاتُهُ عَلَيْكُمْ، وَصَلَواتُهُ وَتَحِيَّاتُهُ، وَهُوَ حَسْبُنا وَنِعْمَ الْوَكيلُ.(190)

ا

زيارة مولانا صاحب الزمان أرواحنا فداه في السرداب المقدّس

زيارة لمولانا صاحب الزمان صلوات اللَّه عليه، وهي المعروفة بزيارة الندبة(191)،خرجت من الناحية المحفوفة بالقدس إلى أبي جعفر محمّد بن عبداللَّه الحميري رحمه الله، وأمر أن تتلى في السرداب المقدّس.(192) ا

زيارة ثانية لمولانا صاحب الزمان أرواحنا فداه

زيارة ثانية يزار بها مولانا صاحب الزمان صلوات اللَّه عليه، تصلّى ركعتين، وتقول بعدهما: سَلامُ اللَّهِ الْكامِلُ التَّامُّ...(194).(193)

ا

زيارة ثالثة لمولانا صاحب الزمان عجّل اللَّه تعالى فرجه

نقل في »مصباح الزائر« زيارة اُخرى وهي:

اَلسَّلامُ عَلَى الْحَقِّ الْجَديدِ وَالْعامِلِ الَّذي لايَبيدُ(195)، اَلسَّلامُ عَلى مُحْيِي الْمُؤْمِنينَ وَمُبيرِ الْكافِرينَ، اَلسَّلامُ عَلى مَهْدِيّ الْاُمَمِ وَجامِعِ الْكَلِمِ، اَلسَّلامُ عَلى خَلَفِ السَّلَفِ وَصاحِبِ الشَّرَفِ، اَلسَّلامُ عَلى حُجَّةِ الْمَعْبُودِ وَكَلِمَةِ الْمَحْمُودِ، اَلسَّلامُ عَلى مُعِزِّ الْأَوْلِياءِ وَمُذِلِّ الْأَعْداءِ.

اَلسَّلامُ عَلى وارِثِ الْأَنْبِياءِ وَخاتَمِ الْأَوْصِياءِ، اَلسَّلامُ عَلَى

الْقائِمِ الْمُنْتَظَرِ وَالْعَدْلِ الْمُشْتَهَرِ، اَلسَّلامُ عَلَى السَّيْفِ الشَّاهِرِوَالْقَمَرِ الزَّاهِرِ، اَلسَّلامُ عَلى شَمْسِ الظَّلامِ وَبَدْرِ التِّمامِ، اَلسَّلامُ عَلى رَبيعِ الْأَنامِ وَفِطْرَةِ الْأَيَّامِ، اَلسَّلامُ عَلى صاحِبِ الصَّمْصامِ]وَ[فَلّاقِ الْهامِّ، اَلسَّلامُ عَلَى الدّينِ الْمَأْثُورِ وَالْكِتابِ الْمَسْطُورِ.

اَلسَّلامُ عَلى بَقِيَّةِ اللَّهِ في بِلادِهِ، وَحُجَّتِهِ عَلى عِبادِهِ، اَلْمُنْتَهىإِلَيْهِ مَواريثُ الْأَنْبِياءِ، وَلَدَيْهِ مَوْجُودٌ آثارُ الْأَصْفِياءِ، اَلْمُؤْتَمَنِ عَلَى السِّرِّ، وَالْوَلِيِّ لِلْاُمَمِ، اَلْمَهْدِيِّ الَّذي وَعَدَ اللَّهُ عَزَّوَجَلَّ بِهِ الْاُمَمَ أَنْ يَجْمَعَ بِهِ الْكَلِمَ، وَيَلُمَّ بِهِ الشَّعَثَ، وَيَمْلَأَ بِهِ الْأَرْضَ قِسْطاً وَعَدْلاً، وَيُمَكِّنَ لَهُ، وَيُنْجِزَ بِهِ وَعْدَ الْمُؤْمِنينَ.

أَشْهَدُ يا مَوْلايَ أَنَّكَ وَالْأَئِمَّةَ مِنْ آبائِكَ أَئِمَّتي وَمَوالِيَّ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهادُ، أَسْأَلُكَ يا مَوْلايَ أَنْ تَسْأَلَ اللَّهَ تَبارَكَ وَتَعالى في صَلاحِ شَأْني، وَقَضاءِ حَوائِجي، وَغُفْرانِ ذُنُوبي، وَالْأَخْذِ بِيَدي في ديني وَدُنْيايَ وَآخِرَتي، لي وَلِإِخْواني وَإِخْوَتِيَ الْمُؤْمِنينَ وَالْمُؤْمِناتِ كافَّةً، إِنَّكَ غَفُورٌ رَحيمٌ.(196)

ثمّ تصلّي اثنا عشرة ركعات وتقرء بعد كلّ ركعتين تسبيح فاطمة الزهراءعليها السلام،

فإذا فرغت فقل: أَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى حُجَّتِكَ في أَرْضِكَ، وَخَليفَتِكَ في بِلادِكَ، اَلدَّاعي إِلى سَبيلِكَ، وَالْقائِمِ الصَّادِعِ بِالْحِكْمَةِ،وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَالصِّدْقِ، وَكَلِمَتِكَ وَعَيْبَتِكَ وَعَيْنِكَ في أَرْضِكَ، اَلْمُتَرَقِّبِ الْخائِفِ، اَلْوَلِيِّ النَّاصِحِ، سَفينَةِ النَّجاةِ،وَعَلَمِ الْهُدى، وَنُورِ أَبْصارِ الْوَرى، وَخَيْرِ مَنْ تَقَمَّصَ وَارْتَدى،وَالْوِتْرِ الْمَوْتُورِ، وَمُفَرِّجِ الْكَرْبِ، وَمُزيلِ الْهَمِّ، وَكاشِفِ الْبَلْوى.

صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَعَلى آبائِهِ الْأَئِمَّةِ الْهادينَ، وَالْقادَةِالْمَيامينِ، ما طَلَعَتْ كَواكِبُ الْأَسْحارِ، وَأَوْرَقَتِ الْأَشْجارُ،وَأَيْنَعَتِ الْأَثْمارُ، وَاخْتَلَفَ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ، وَغَرَّدَتِ الْأَطْيارُ.

أَللَّهُمَّ انْفَعْنا بِحُبِّهِ، وَاحْشُرْنا في زُمْرَتِهِ وَتَحْتَ

لِوائِهِ، إِلهَ الْحَقِّ آمينَ رَبَّ الْعالَمينَ.(197)

الصلاة عليه أرواحنا فداه

وتقرء بعد الزيارة:

أَللَّهُمَّ صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَأَهْلِ بَيْتِهِ، وَصَلِّ عَلى وَلِيِّ الْحَسَنِ

وَوَصِيِّهِ وَوارِثِهِ، اَلْقائِمِ بِأَمْرِكَ، وَالْغائِبِ في خَلْقِكَ، وَالْمُنْتَظِرِلِإِذْنِكَ. أَللَّهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِ، وَقَرِّبْ بُعْدَهُ، وَأَنْجِزْ وَعْدَهُ، وَأَوْفِ عَهْدَهُ، وَاكْشِفْ عَنْ بَأْسِهِ حِجابَ الْغَيْبَةِ، وَأَظْهِرْ بِظُهُورِهِ صَحائِفَ الْمِحْنَةِ، وَقَدِّمْ أَمامَهُ الرُّعْبَ، وَثَبِّتْ بِهِ الْقَلْبَ، وَأَقِمْ بِهِ الْحَرْبَ، وَأَيِّدْهُ بِجُنْدٍ مِنَ الْمَلائِكَةِ مُسَوِّمينَ، وَسَلِّطْهُ عَلىأَعْداءِ دينِكَ أَجْمَعينَ.

وَأَلْهِمْهُ أَنْ لايَدَعَ مِنْهُمْ رُكْناً إِلّا هَدَّهُ، وَلا هاماً إِلّا قَدَّهُ، وَلاكَيْداً إِلّا رَدَّهُ، وَلا فاسِقاً إِلّا حَدَّهُ، وَلا فِرْعَوْناً إِلّا أَهْلَكَهُ، وَلاسَتْراً إِلّا هَتَكَهُ، وَلا عَلَماً إِلّا نَكَّسَهُ، وَلا سُلْطاناً إِلّا كَبَسَهُ، وَلارُمْحاً إِلّا قَصَفَهُ، وَلا مُطْرِداً إِلّا خَرَقَهُ، وَلا جُنْداً إِلّا فَرَّقَهُ، وَلامِنْبَراً إِلّا أَحْرَقَهُ، وَلا سَيْفاً إِلّا كَسَرَهُ، وَلا صَنَماً إِلّا رَضَّهُ، وَلادَماً إِلّا أَراقَهُ، وَلا جَوْراً إِلّا أَبادَهُ، وَلا حِصْناً إِلّا هَدَمَهُ، وَلاباباً إِلّا رَدَمَهُ، وَلا قَصْراً إِلّا أَخْرَبَهُ، وَلا مَسْكَناً إِلّا فَتَّشَهُ، وَلاسَهْلاً إِلّا وَطِئَهُ، وَلا جَبَلاً إِلّا صَعَدَهُ، وَلا كَنْزاً إِلّا أَخْرَجَهُ،بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ.(198)

الباب الثاني عشر في زيارة نوّاب مولانا القائم أرواحنا فداه وما نقلوه بعض أصحابه من الأدعية

زيارة أبواب الإمام الحجّة أرواحنا فداه

قد ذكر الشيخ في »التهذيب« وابن طاووس في »مصباح الزائر«: أنّه يستحبّ زيارتهم بالزيارة المنسوبة إلى الشيخ أبي القاسم الحسين بن روح رضى الله عنه، فتقف على قبر عثمان بن سعيدرضى الله عنه وتقول:

اَلسَّلامُ عَلى رَسُولِ اللَّهِ، اَلسَّلامُ عَلى أَميرِالْمُؤْمِنينَ عَلِيّ بْنِ أَبي طالِبٍ، اَلسَّلامُ عَلى خَديجَةَ الْكُبْرى، اَلسَّلامُ عَلىفاطِمَةَ الزَّهْراءِ، اَلسَّلامُ عَلَى الْحَسَنِ ابْنِ عَلِيٍّ، اَلسَّلامُ عَلَى الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ، اَلسَّلامُ عَلى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، اَلسَّلامُ عَلىمُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، اَلسَّلامُ عَلى جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ.

اَلسَّلامُ عَلى مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ، اَلسَّلامُ عَلى عَلِيِّ بْنِ مُوسى،اَلسَّلامُ عَلى مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، اَلسَّلامُ عَلى عَلِيِّ بْنِ مُحَمَّدٍ،اَلسَّلامُ عَلَى الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، اَلسَّلامُ عَلى مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ الْمَهْدِيِّ صاحِبِ الزَّمانِ.

اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا عُثْمانَ بْنَ سَعيدٍ، أَشْهَدُ أَنَّكَ بابُ الْمَوْلى،أَدَّيْتَ عَنْهُ وَأَدَّيْتَ إِلَيْهِ، ما

خالَفْتَهُ وَلا خالَفْتَ عَلَيْهِ، قُمْتَ خاصّاً، وَانْصَرَفْتَ سابِقاً، جِئْتُكَ عارِفاً بِالْحَقِّ الَّذي أَنْتَ عَلَيْهِ،وَأَنَّكَ ما خُنْتَ فِي التَّأْدِيَةِ وَالسِّفارَةِ.

اَلسَّلامُ عَلَيْكَ مِنْ بابٍ ما أَوْسَعَكَ، وَمِنْ سَفيرٍ ما آمَنَكَ،وَمِنْ ثِقَةٍ ما أَمْكَنَكَ، أَشْهَدُ أَنَّ اللَّهَ اخْتَصَّكَ بِنُورِهِ حَتَّى عايَنْتَ الشَّخْصَ، فَأَدَّيْتَ عَنْهُ وَأَدَّيْتَ إِلَيْهِ.

ثمّ ترجع، تسلم أيضاً على النبيّ والأئمّة صلّى اللَّه عليه وعليهم إلى صاحب الزمان صلوات اللَّه عليه وتقول:

جِئْتُكَ مُخْلِصاً بِتَوْحيدِ اللَّهِ وَمُوالاةِ أَوْلِيائِهِ، وَالْبَراءَةِ مِنْ أَعْدائِهِمْ وَمِنَ الَّذينَ خالَفُوكَ، يا حُجَّةَ الْمَوْلى، وَبِكَ اللَّهُمّ تَوَجُّهي، وَبِهِمْ إِلَيْكَ تَوَسُّلي.

ثمّ تدعو وتطلب حاجتك من اللَّه تعالى، ثمّ تزور الباقين بمثل هذه الزيارةوتذكر بدل »يا عثمان بن سعيد« اسم المزور.(199)

ا

دعاء السمات المرويّ عن النائب الثاني محمّد بن عثمان قدس سره

قال محمّد بن عليّ بن الحسن بن يحيى: حضرنا مجلس محمّد بن عثمان بن سعيد العَمري الأسدي المنتجي رحمه الله ثمّ قال بعد كلام ذكره: حدّثني أبو عمرو محمّد بن سعيد العمري قال: حدّثني محمّد بن أسلم قال: حدّثني محمّد بن سنان قال:حدّثني المفضّل بن عمر الجعفي، وروى الدعاء من مولانا جعفر بن محمّدالصادق عليهما السلام وقال في هذه الرواية: ويستحبّ أن يدعى به آخر نهار يوم الجمعة.

وقال أبو جعفر الطوسي رضوان اللَّه عليه فيما ذكره: دعاء السمات مرويّ عن العَمري،ويستحبّ الدّعاء به في آخر ساعة من نهار يوم الجمعة.

وهذا لفظ الدعاء بالرواية الأولى، فكأنّها أتمّ إنشاء اللَّه تعالى:

أَللَّهُمَّ إِنّي أَسْأَلُكَ بِاسْمِكَ الْعَظيمِ الْأَعْظَمِ، اَلْأَعَزِّ الأَجَلّ الْأَكْرَمِ، اَلَّذي إِذا دُعيتَ بِهِ عَلى مَغالِقِ أَبْوابِ السَّماءِ لِلْفَتْحِ بِالرَّحْمَةِ انْفَتَحَتْ، وَإِذا دُعيتَ بِهِ عَلى مَضائِقِ أَبْوابِ الْأَرْضِ لِلْفَرَجِ بِالرَّحْمَةِ انْفَرَجَتْ، وَإِذَا دُعيتَ بِهِ عَلَى الْعُسْرِ لِلْيُسْرِ

تَيَسَّرَ، وَإِذا دُعيتَ بِهِ عَلَى الْأَمْواتِ لِلنُّشُورِ انْتَشَرَتْ، وَإِذادُعيتَ بِهِ عَلى كَشْفِ الْبَأْساءِ وَالضَّرَّاءِ انْكَشَفَتْ.

وَبِجَلالِ نُورِ وَجْهِكَ الْكَريمِ أَكْرَمِ الْوُجُوهِ، وَأَعَزِّ الْوُجُوهِ،اَلَّذي عَنَتْ لَهُ الْوُجُوهُ، وَخَضَعَتْ لَهُ الرِّقابُ، وَخَشَعَتْ لَهُ الْأَصْواتُ، وَوَجِلَتْ لَهُ الْقُلُوبُ مِنْ

مَخافَتِكَ، وَبِقُوَّتِكَ الَّتي بِهاتُمْسِكُ السَّماءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلّا بِإِذْنِكَ وَتُمْسِكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ أَنْ تَزُولا.

وَبِمَشيَّتِكَ الَّتي دانَ لَهَا الْعالَمُونَ، وَبِكَلِمَتِكَ الَّتي خَلَقْتَ بِهَاالسَّماواتِ وَالْأَرْضَ، وَبِحِكْمَتِكَ الَّتي صَنَعْتَ بِهَا الْعَجائِبَ،وَخَلَقْتَ بِهَا الظُّلْمَةَ وَجَعَلْتَها لَيْلاً، وَجَعَلْتَ اللَّيْلَ سَكَناً، وَخَلَقْتَ بِهَا النُّورَ وَجَعَلْتَهُ نَهاراً، وَجَعَلْتَ النَّهارَ نُشُوراً مُبْصِراً،وَخَلَقْتَ بِهَا الشَّمْسَ وَجَعَلْتَ الشَّمْسَ ضِياءً، وَخَلَقْتَ بِهَا الْقَمَرَوَجَعَلْتَ الْقَمَرَ نُوراً، وَخَلَقْتَ بِهَا الْكَواكِبَ وَجَعَلْتَها نُجُوماًوَبُرُوجاً، وَمَصابيحَ وَزينَةً وَرُجُوماً لِلشَّياطينِ.

وَجَعَلْتَ لَها مَشارِقَ وَمَغارِبَ، وَجَعَلْتَ لَها مَطالِعَ وَمَجارِيَ،وَجَعَلْتَ لَها فَلَكاً وَمَسابِحَ، وَقَدَّرْتَها فِي السَّماءِ مَنازِلَ

فَأَحْسَنْتَ تَقْديرَها، وَصَوَّرْتَها فَأَحْسَنْتَ تَصْويرَها، وَأَحْصَيْتَهابِأَسْمائِكَ إِحْصاءً، وَدَبَّرْتَها بِحِكْمَتِكَ تَدْبيراً فَأَحْسَنْتَ تَدْبيرَها،وَسَخَّرْتَها بِسُلْطانِ اللَّيْلِ وَسُلْطانِ النَّهارِ وَالسَّاعاتِ، وَعَدَدِالسِّنينَ وَالْحِسابِ، وَجَعَلْتَ رُؤْيَتَها لِجَميعِ النَّاسِ مَرْأًى واحِداً.

وَأَسْألُكَ اللَّهُمَّ بِمَجْدِكَ الَّذي كَلَّمْتَ بِهِ عَبْدَكَ وَرَسُولَكَ مُوسَى بْنَ عِمْرانَ عَلَيْهِ السَّلامُ فِي الْمُقَدَّسينَ، فَوْقَ إِحْساسِ الْكَرُّوبِييّنَ، فَوْقَ غَمائِمِ النُّورِ، فَوْقَ تابُوتِ الشَّهادَةِ في عَمُودِالنَّارِ، وَفي طُورِ سَيْناءَ، وَفي جَبَلِ حُوريثَ فِي الْوادِ الْمُقَدَّسِ،فِي الْبُقْعَةِ الْمُبارَكَةِ مِنْ جانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ مِنَ الشَّجَرَةِ، وَفي أَرْضِ مِصْرَ بِتِسْعِ آياتٍ بَيِّناتٍ.

وَيَوْمَ فَرَقْتَ لِبَني إِسْرائيلَ الْبَحْرَ، وَفِي الْمُنْبَجِساتِ الَّتي صَنَعْتَ بِهَا الْعَجائِبَ في بَحْرِ سُوفٍ، وَعَقَدْتَ ماءَ الْبَحْرِ في قَلْبِ الْغَمْرِ كَالْحِجارَةِ، وَجَاوَزْتَ بِبَني إِسْرائيلَ الْبَحْرَ، وَتَمَّتْ كَلِمَتُكَ الْحُسْنى عَلَيْهِمْ بِما صَبَرُوا، وَأَوْرَثْتَهُمْ مَشارِقَ الْأَرْضِ وَمَغارِبَهَا الَّتي بارَكْتَ فيها لِلْعالَمينَ، وَأَغْرَقْتَ فِرْعَوْنَ وَجُنُودَهُ وَمَراكِبَهُ فِي الْيَمِّ.

وَبِاسْمِكَ الْعَظيمِ الْأَعْظَمِ الْأَعْظَمِ الْأَعْظَمِ، اَلْأَعَزِّ الْأَجَلّ الْأَكْرَمِ، وَبِمَجْدِكَ الَّذي تَجَلَّيْتَ بِهِ لِمُوسى كَليمِكَ عَلَيْهِ السَّلامُ في طُورِ سَيْناءَ، وَلِإِبْراهيمَ خَليلِكَ عَلَيْهِ السَّلامُ مِنْ قَبْلُ في مَسْجِدِ الْخَيْفِ، وَلِإِسْحاقَ صَفِيِّكَ عَلَيْهِ السَّلامُ في بِئْرِ شِيَعٍ،وَلِيَعْقُوبَ نَبِيِّكَ عَلَيْهِ السَّلامُ في بَيْتِ إيلٍ، وَأَوْفَيْتَ لِإِبْراهيمَ عَلَيْهِ السَّلامُ بِميثاقِكَ، وَلِإِسْحاقَ عَلَيْهِ السَّلامُ بِحَلْفِكَ،وَلِيَعْقُوبَ بَشَهادَتِكَ، وَلِلْمُؤْمِنينَ بِوَعْدِكَ، وَلِلدَّاعينَ بِأَسْمائِكَ فَأَجَبْتَ.

وَبِمَجْدِكَ الَّذي ظَهَرَ لِمُوسَى بْنِ عِمْرانَ عَلَيْهِ السَّلامُ عَلىقُبَّةِ الرُّمَّانِ وَبِآياتِكَ الَّتي وَقَعَتْ عَلى أَرْضِ مِصْرَ بِمَجْدِ الْعِزَّةِوَالْغَلَبَةِ، بِآياتٍ عَزيزَةٍ، وَبِسُلطانِ الْقُوَّةِ،

وَبِعِزَّةِ الْقُدْرَةِ، وَبِشَأْنِ الْكَلِمَةِ التَّامَّةِ، وَبِكَلِماتِكَ الَّتي تَفَضَّلْتَ بِها عَلى أَهْلِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ، وَأَهْلِ الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ، وَبِرَحْمَتِكَ الَّتي مَنَنْتَ بِها عَلى جَميعِ خَلْقِكَ، وَبِاسْتِطاعَتِكَ الَّتي أَقَمْتَ بِها عَلَى الْعالَمينَ.

وَبِنُورِكَ الَّذي قَدْ خَرَّ مِنْ فَزَعِهِ طُورُ سَيْناءَ، وَبِعِلْمِكَ وَجَلالِكَ

وَكِبْرِيائِكَ وَعِزَّتِكَ وَجَبَرُوتِكَ الَّتي لَمْ تَسْتَقِلَّهَا الْأَرْضُ،وَانْخَفَضَتْ لَهَا السَّماواتُ، وَانْزَجَرَ لَهَا الْعُمْقُ الْأَكْبَرُ، وَرَكَدَتْ لَهَا الْبِحارُ وَالْأَنْهارُ، وَخَضَعَتْ لَهَا الْجِبالُ، وَسَكَنَتْ لَهَاالْأَرْضُ بِمَناكِبِها، وَاسْتَسْلَمَتْ لَهَا الْخَلائِقُ كُلُّها، وَخَفَقَتْ لَهَاالرِّياحُ في جَرَيانِها، وَخَمَدَتْ لَهَا النّيرانُ في أَوْطانِها،وَبِسُلْطانِكَ الَّذي عُرِفَتْ لَكَ بِهِ الْغَلَبَةُ دَهْرَ الدُّهُورِ، وَحُمِدْتَ بِهِ فِي السَّماواتِ وَالْأَرَضينَ، وَبِكَلِمَتِكَ كَلِمَةِ الصِّدْقِ الَّتي سَبَقَتْ لِأَبينا آدَمَ عَلَيْهِ السَّلامُ وَذُرِّيَّتِهِ بِالرَّحْمَةِ.

وَأَسْأَلُكَ بِكَلِمَتِكَ الَّتي غَلَبَتْ كُلَّ شَيْ ءٍ، وَبِنُورِ وَجْهِكَ الَّذي تَجَلَّيْتَ بِهِ لِلْجَبَلِ فَجَعَلْتَهُ دَكّاً وَخَرَّ مُوسى صَعِقاً، وَبِمَجْدِكَ الَّذي ظَهَرَ عَلى طُورِ سَيْناءَ فَكَلَّمْتَ بِهِ عَبْدَكَ وَرَسُولَكَ مُوسَى بْنَ عِمْرانَ.

وَبِطَلْعَتِكَ في ساعيرَ، وَظُهُورِكَ في جَبَلِ فارانَ بِرَبَواتِ الْمُقَدَّسينَ، وَجُنُودِ الْمَلائِكَةِ الصَّافّينَ، وَخُشُوعِ الْمَلائِكَةِالْمُسَبِّحينَ، وَبِبَرَكاتِكَ الَّتي بارَكْتَ فيها عَلى إِبْراهيمَ خَليلِكَ عَلَيْهِ السَّلامُ في اُمَّةِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، وَبارَكْتَ

لِإِسْحاقَ صَفِيِّكَ في اُمَّةِ عيسى عَلَيْهِمَا السَّلامُ، وَبارَكْتَ لِيَعْقُوبَ إِسْرائيلِكَ في اُمَّةِ مُوسى عَلَيْهِمَا السَّلامُ، وَبارَكْتَ لِحَبيبِكَ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ في عِتْرَتِهِ وَذُرِّيَّتِهِ عَلَيْهِمُ السَّلامُ وَاُمَّتِهِ.

أَللَّهُمَّ وَكَما غِبْنا عَنْ ذلِكَ وَلَمْ نَشْهَدْهُ، وَآمَنَّا بِهِ وَلَمْ نَرَهُ صِدْقاً وَعَدْلاً، أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تُبارِكَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَتَرَحَّمَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ،كَأَفْضَلِ ما صَلَّيْتَ وَبارَكْتَ وَتَرَحَّمْتَ عَلى إِبْراهيمَ وَآلِ إِبْراهيمَ، إِنَّكَ حَميدٌ مَجيدٌ، فَعَّالٌ لِما تُريدُ، وَأَنْتَ عَلى كُلّ شَيْ ءٍ قَديرٌ.(200)

وتقول بعده: أَللَّهُمَّ بِحَقِّ هذَا الدُّعاءِ، وَبِحَقِّ هذِهِ الْأَسْماءِ الَّتي لايَعْلَمُ تَفْسيرَها وَلايَعْلَمُ باطِنَها غَيْرُكَ، ]صَلِّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَ[افْعَلْ بي ما أَنْتَ أَهْلُهُ، وَلاتَفْعَلْ بي ما أَنَا أَهْلُهُ.

]وَانْتَقِمْ لي مِنْ ظالِمي، وَعَجِّلْ فَرَجَ آلِ مُحَمَّدٍ، وَهَلاكَ أَعْدائِهِمْ مِنَ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ[، وَاغْفِرْ لي مِنْ ذُنُوبي ما تَقَدَّمَ

مِنْها

وَما تَأَخَّرَ، وَوَسِّعْ عَلَيَّ مِنْ حَلالِ رِزْقِكَ، وَاكْفِني مَؤُونَةَ إِنْسانِ سَوْءٍ ]وَجارِ سَوْءٍ وَقَرينِ سَوْءٍ[ وَسُلْطانِ سَوْءٍ، إِنَّكَ عَلى ]كُلّ شَيْ ءٍ[ قَديرٌ، وَالْحَمْدُ للَّهِِ رَبِّ الْعالَمينَ.(201)

ثمّ قل: أَللَّهُمَّ بِحَقِّ هذَا الدُّعاءِ تَفَضَّلْ عَلى فُقَراءِ الْمُؤْمِنينَ وَالْمُؤْمِناتِ بِالْغِناءِ وَالثَّرْوَةِ، وَعَلى مَرْضَى الْمُؤْمِنينَ وَالْمُؤْمِناتِ بِالشِّفاءِ وَالصِّحَّةِ، وَعَلى أَحْياءِ الْمُؤْمِنينَ وَالْمُؤْمِناتِ بِاللُّطْفِ وَالْكَرامَةِ، وَعَلى أَمْواتِ الْمُؤْمِنينَ وَالْمُؤْمِناتِ بِالْمَغْفِرَةِوَالرَّحْمَةِ، وَعَلى مُسافِرِى الْمُؤْمِنينَ وَالْمُؤْمِناتِ بِالرَّدِّ إِلىأَوْطانِهِمْ سالِمينَ غانِمينَ، بِرَحْمَتِكَ يا أَرْحَمَ الرَّاحِمينَ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلى سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبِيّينَ وَعِتْرَتِهِ الطَّاهِرينَ، وَسَلَّمَ تَسْليماً كَثيراً. (202)

في »جمال الصالحين« ذكر هذا الدعاء:

أَللَّهُمَّ إِنّي أَسْأَلُكَ بِحُرْمَةِ هذَا الدُّعاءِ، وَبِما فاتَ مِنْهُ مِنَ الْأَسْماءِ، وَبِما يَشْتَمِلُ عَلَيْهِ مِنَ التَّفْسيرِ وَالتَّدْبيرِ الَّذي لايُحيطُبِهِ إِلّا أَنْتَ، أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تُعَجِّلَ

فَرَجَهُمْ في عافِيَةٍ، وَتُهْلِكَ أَعْدائَهُمْ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ.

وَأَنْ تَرْزُقَنا بِهِمْ خَيْرَ ما نَرْجُو، وَخَيْرَ ما لانَرْجُو، وَتَصْرِفَ بِهِمْ عَنَّا شَرَّ ما نَحْذَرُ، وَشَرَّ ما لانَحْذَرُ، إِنَّكَ عَلى كُلِّ شَيْ ءٍقَديرٌ، وَأَنْتَ أَكْرَمُ الْأَكْرَمينَ.(203)

ا

دعاء الخضر عليه السلام المعروف بدعاء كميل(204)

يستحبّ قرائة دعاء كميل في ليلة النصف من شعبان وفي ليالي الجُمع.

أَللَّهُمَّ إِنّي أَسْأَلُكَ بِرَحْمَتِكَ الَّتي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْ ءٍ، وَبِقُوَّتِكَ الَّتي قَهَرْتَ بِها كُلَّ شَيْ ءٍ، وَخَضَعَ لَها كُلُّ شَيْ ءٍ، وَذَلَّ لَها كُلّ شَيْ ءٍ، وَبِجَبَرُوتِكَ الَّتي غَلَبْتَ بِها كُلَّ شَيْ ءٍ، وَبِعِزَّتِكَ الَّتي لايَقُومُ لَها شَيْ ءٌ، وَبِعَظَمَتِكَ الَّتي مَلَأَتْ كُلَّ شَيْ ءٍ، وَبِسُلْطانِكَ الَّذي عَلا كُلَّ شَيْ ءٍ، وَبِوَجْهِكَ الْباقي بَعْدَ فَناءِ كُلِّ شَيْ ءٍ،

وَبِأَسْمائِكَ الَّتي مَلَأَتْ أَرْكانَ كُلِّ شَيْ ءٍ، وَبِعِلْمِكَ الَّذي أَحاطَبِكُلِّ شَيْ ءٍ، وَبِنُورِ وَجْهِكَ الَّذي أَضاءَ لَهُ كُلُّ شَيْ ءٍ، يا نُورُ ياقُدُّوسُ، يا أَوَّلَ الْأَوَّلينَ، وَيا آخِرَ الْآخِرينَ.

أَللَّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتي تَهْتِكُ الْعِصَمَ. أَللَّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتي تُنْزِلُ النِّقَمَ. أَللَّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتي تُغَيِّرُالنِّعَمَ. أَللَّهُمَّ اغْفِرْ لِيَ الذُّنُوبَ الَّتي تَحْبِسُ الدُّعاءَ. أَللَّهُمَّ اغْفِرْلِيَ الذُّنُوبَ الَّتي تُنْزِلُ الْبَلاءَ. أَللَّهُمَّ اغْفِرْ لي كُلَّ ذَنْبٍ أَذْنَبْتُهُ،وَكُلَّ خَطيئَةٍ

أَخْطَأْتُها.

أَللَّهُمَّ إِنّي أَتَقَرَّبُ إِلَيْكَ بِذِكْرِكَ، وَأَسْتَشْفِعُ بِكَ إِلى نَفْسِكَ،وَأَسْأَلُكَ بِجُودِكَ أَنْ تُدْنِيَني مِنْ قُرْبِكَ، وَأَنْ تُوزِعَني شُكْرَكَ،وَأَنْ تُلْهِمَني ذِكْرَكَ. أَللَّهُمَّ إِنّي أَسْأَلُكَ سُؤالَ خاضِعٍ مُتَذَلِّلٍ خاشِعٍ أَنْ تُسامِحَني وَتَرْحَمَني وَتَجْعَلَني بِقِسْمِكَ راضِياً قانِعاً،وَفي جَميعِ الْأَحْوالِ مُتَواضِعاً.

أَللَّهُمَّ وَأَسْأَلُكَ سُؤالَ مَنِ اشْتَدَّتْ فاقَتُهُ، وَأَنْزَلَ بِكَ عِنْدَالشَّدائِدِ حاجَتَهُ، وَعَظُمَ فيما عِنْدَكَ رَغْبَتُهُ. أَللَّهُمَّ عَظُمَ سُلْطانُكَ، وَعَلا مَكانُكَ، وَخَفِيَ مَكْرُكَ، وَظَهَرَ أَمْرُكَ، وَغَلَبَ

قَهْرُكَ، وَجَرَتْ قُدْرَتُكَ، وَلايُمْكِنُ الْفِرارُ مِنْ حُكُومَتِكَ.

أَللَّهُمَّ لا أَجِدُ لِذُنُوبي غافِراً، وَلا لِقَبائِحي ساتِراً، وَلا لِشَيْ ءٍمِنْ عَمَلِيَ الْقَبيحِ بِالْحَسَنِ مُبَدِّلاً غَيْرَكَ، لا إِلهَ إِلّا أَنْتَ سُبْحانَكَ وَبِحَمْدِكَ، ظَلَمْتُ نَفْسي، وَتَجَرَّأْتُ بِجَهْلي، وَسَكَنْتُ إِلى قَديمِ ذِكْرِكَ لي، وَمَنِّكَ عَلَيَّ.

أَللَّهُمَّ مَوْلايَ كَمْ مِنْ قَبيحٍ سَتَرْتَهُ، وَكَمْ مِنْ فادِحٍ مِنَ الْبَلاءِأَقَلْتَهُ، وَكَمْ مِنْ عِثارٍ وَقَيْتَهُ، وَكَمْ مِنْ مَكْرُوهٍ دَفَعْتَهُ، وَكَمْ مِنْ ثَناءٍ جَميلٍ لَسْتُ أَهْلاً لَهُ نَشَرْتَهُ.

أَللَّهُمَّ عَظُمَ بَلائي، وَأَفْرَطَ بي سُوءُ حالي، وَقَصُرَتْ بي أَعْمالي، وَقَعَدَتْ بي أَغْلالي، وَحَبَسَني عَنْ نَفْعي بُعْدُ أَمَلي،وَخَدَعَتْنِى الدُّنْيا بِغُرُورِها، وَنَفْسي بِجِنايَتِها، وَمِطالي ياسَيِّدي.

فَأَسْأَلُكَ بِعِزَّتِكَ أَنْ لايَحْجُبَ عَنْكَ دُعائي سُوءُ عَمَلي وَفِعالي، وَلاتَفْضَحْني بِخَفِيِّ مَا اطَّلَعْتَ عَلَيْهِ مِنْ سِرّي،وَلاتُعاجِلْني بِالْعُقُوبَةِ عَلى ما عَمِلْتُهُ في خَلَواتي مِنْ سُوءِ فِعْلي وَإِسائَتي، وَدَوامِ تَفْريطي وَجَهالَتي، وَكَثْرَةِ شَهَواتي وَغَفْلَتي.

وَكُنِ اللَّهُمَّ بِعِزَّتِكَ لي في كُلِّ الْأَحْوالِ رَؤُفاً، وَعَلَيَّ في جَميعِ الْاُمُورِ عَطُوفاً، إِلهي وَرَبّي مَنْ لي غَيْرُكَ، أَسْأَلُهُ كَشْفَ ضُرّي، وَالنَّظَرَ في أَمْري.

إِلهي وَمَوْلايَ أَجْرَيْتَ عَلَيَّ حُكْماً اتَّبَعْتُ فيهِ هَوى نَفْسي،وَلَمْ أَحْتَرِسْ فيهِ مِنْ تَزْيينِ عَدُوّي، فَغَرَّني بِما أَهْوى وَأَسْعَدَهُ عَلى ذلِكَ الْقَضاءُ فَتَجاوَزْتُ بِما جَرى عَلَيَّ مِنْ ذلِكَ بَعْضَ حُدُودِكَ، وَخالَفْتُ بَعْضَ أَوامِرِكَ.

فَلَكَ الْحَمْدُ)الْحُجَّةُ( عَلَيَّ في جَميعِ ذلِكَ، وَلا حُجَّةَ لي فيماجَرى عَلَيَّ فيهِ قَضاؤُكَ، وَأَلْزَمَني حُكْمُكَ وَبَلاؤُكَ، وَقَدْ أَتَيْتُكَ يا إِلهي بَعْدَ تَقْصيري وَإِسْرافي عَلى نَفْسي، مُعْتَذِراً نادِماًمُنْكَسِراً مُسْتَقيلاً مُسْتَغْفِراً مُنيباً مُقِرّاً مُذْعِناً مُعْتَرِفاً، لا أَجِدُمَفَرّاً مِمَّا كانَ مِنّي، وَلا

مَفْزَعاً أَتَوَجَّهُ إِلَيْهِ في أَمْري غَيْرَقَبُولِكَ عُذْري، وَإِدْخالِكَ إِيَّايَ في سَعَةِ رَحْمَتِكَ.

أَللَّهُمَّ فَاقْبَلْ عُذْري، وَارْحَمْ شِدَّةَ ضُرّي، وَفُكَّني مِنْ شَدِّوَثاقي، يا رَبِّ ارْحَمْ ضَعْفَ بَدَني، وَرِقَّةَ جِلْدي، وَدِقَّةَعَظْمي، يا مَنْ بَدَأَ خَلْقي وَذِكْري وَتَرْبِيَتي وَبِرّي وَتَغْذِيَتي،

هَبْني لِابْتِداءِ كَرَمِكَ وَسالِفِ بِرِّكَ بي.

يا إِلهي وَسَيِّدي وَرَبّي، أَتُراكَ مُعَذِّبي بِنارِكَ بَعْدَ تَوْحيدِكَ،وَبَعْدَ مَا انْطَوى عَلَيْهِ قَلْبي مِنْ مَعْرِفَتِكَ، وَلَهِجَ بِهِ لِساني مِنْ ذِكْرِكَ، وَاعْتَقَدَهُ ضَميري مِنْ حُبِّكَ، وَبَعْدَ صِدْقِ اعْتِرافي وَدُعائي خاضِعاً لِرُبُوبِيَّتِكَ، هَيْهاتَ، أَنْتَ أَكْرَمُ مِنْ أَنْ تُضَيِّعَ مَنْ رَبَّيْتَهُ، أَوْ تُبْعِدَ مَنْ أَدْنَيْتَهُ، أَوْ تُشَرِّدَ مَنْ آوَيْتَهُ، أَوْ تُسَلِّمَ إِلَى الْبَلاءِ مَنْ كَفَيْتَهُ وَرَحِمْتَهُ.

وَلَيْتَ شِعْري يا سَيِّدي وَإِلهي وَمَوْلايَ أَتُسَلِّطُ النَّارَ عَلىوُجُوهٍ خَرَّتْ لِعَظَمَتِكَ ساجِدَةً، وَعَلى أَلْسُنٍ نَطَقَتْ بِتَوْحيدِكَ صادِقَةً، وَبِشُكْرِكَ مادِحَةً، وَعَلى قُلُوبٍ اعْتَرَفَتْ بِإِلهِيَّتِكَ مُحَقِّقَةً، وَعَلى ضَمائِرَ حَوَتْ مِنَ الْعِلْمِ بِكَ حَتَّى صارَتْ خاشِعَةً، وَعَلى جَوارِحَ سَعَتْ إِلى أَوْطانِ تَعَبُّدِكَ طائِعَةً،وَأَشارَتْ بِاسْتِغْفارِكَ مُذْعِنَةً.

ما هكَذَا الظَّنُّ بِكَ، وَلا اُخْبِرْنا بِفَضْلِكَ عَنْكَ يا كَريمُ يا رَبِّ،وَأَنْتَ تَعْلَمُ ضَعْفي عَنْ قَليلٍ مِنْ بَلاءِ الدُّنْيا وَعُقُوباتِها، وَمايَجْري فيها مِنَ الْمَكارِهِ عَلى أَهْلِها، عَلى أَنَّ ذلِكَ بَلاءٌ

وَمَكْرُوهٌ قَليلٌ مَكْثُهُ، يَسيرٌ بَقائُهُ، قَصيرٌ مُدَّتُهُ، فَكَيْفَ احْتِمالي لِبَلاءِ الْآخِرَةِ، وَجَليلِ وُقُوعِ الْمَكارِهِ فيها، وَهُوَ بَلاءٌ تَطُولُ مُدَّتُهُ، وَيَدُومُ مَقامُهُ، وَلايُخَفَّفُ عَنْ أَهْلِهِ، لِأَنَّهُ لايَكُونُ إِلّا عَنْ غَضَبِكَ وَانْتِقامِكَ وَسَخَطِكَ، وَهذا ما لاتَقُومُ لَهُ السَّماواتُ وَالْأَرْضُ، يا سَيِّدي، فَكَيْفَ لي وَأَنَا عَبْدُكَ الضَّعيفُ الذَّليلُ الْحَقيرُ الْمِسْكينُ الْمُسْتَكينُ.

يا إِلهي وَرَبّي وَسَيِّدي وَمَوْلايَ، لِأَيِّ الْاُمُورِ إِلَيْكَ أَشْكُو،وَلِما مِنْها أَضِجُّ وَأَبْكي، لِأَليمِ الْعَذابِ وَشِدَّتِهِ، أَمْ لِطُولِ الْبَلاءِوَمُدَّتِهِ، فَلَئِنْ صَيَّرْتَني لِلْعُقُوباتِ مَعَ أَعْدائِكَ، وَجَمَعْتَ بَيْني وَبَيْنَ أَهْلِ بَلائِكَ، وَفَرَّقْتَ بَيْني وَبَيْنَ أَحِبَّائِكَ وَأَوْلِيائِكَ، فَهَبْني ياإِلهي وَسَيِّدي وَمَوْلايَ وَرَبّي، صَبَرْتُ عَلى عَذابِكَ فَكَيْفَ أَصْبِرُعَلى فِراقِكَ، وَهَبْني صَبَرْتُ عَلى حَرِّ نارِكَ فَكَيْفَ أَصْبِرُ عَنِ النَّظَرِ إِلى كَرامَتِكَ، أَمْ كَيْفَ أَسْكُنُ فِى النَّارِ

وَرَجائي عَفْوُكَ.

فَبِعِزَّتِكَ يا سَيِّدي وَمَوْلايَ اُقْسِمُ صادِقاً لَئِنْ تَرَكْتَني ناطِقاً،لَأَضِجَّنَّ إِلَيْكَ بَيْنَ أَهْلِها ضَجيجَ الْآمِلينَ، وَلَأَصْرُخَنَّ إِلَيْكَ صُراخَ الْمُسْتَصْرِخينَ، وَلَأَبْكِيَنَّ عَلَيْكَ بُكاءَ الْفاقِدينَ، وَلَاُنادِيَنَّكَ أَيْنَ

كُنْتَ يا وَلِيَّ الْمُؤْمِنينَ، يا غايَةَ آمالِ الْعارِفينَ، يا غِياثَ الْمُسْتَغيثينَ، يا حَبيبَ قُلُوبِ الصَّادِقينَ، وَيا إِلهَ الْعالَمينَ.

أَفَتُراكَ سُبْحانَكَ يا إِلهي وَبِحَمْدِكَ تَسْمَعُ فيها صَوْتَ عَبْدٍمُسْلِمٍ سُجِنَ فيها بِمُخالَفَتِهِ، وَذاقَ طَعْمَ عَذابِها بِمَعْصِيَتِهِ،وَحُبِسَ بَيْنَ أَطْباقِها بِجُرْمِهِ وَجَريرَتِهِ وَهُوَ يَضِجُّ إِلَيْكَ ضَجيجَ مُؤَمِّلٍ لِرَحْمَتِكَ، وَيُناديكَ بِلِسانِ أَهْلِ تَوْحيدِكَ، وَيَتَوَسَّلُ إِلَيْكَ بِرُبُوبِيَّتِكَ.

يا مَوْلايَ، فَكَيْفَ يَبْقى فِي الْعَذابِ وَهُوَ يَرْجُو ما سَلَفَ مِنْ حِلْمِكَ، أَمْ كَيْفَ تُؤْلِمُهُ النَّارُ وَهُوَ يَأْمُلُ فَضْلَكَ وَرَحْمَتَكَ، أَمْ كَيْفَ يُحْرِقُهُ لَهيبُها وَأَنْتَ تَسْمَعُ صَوْتَهُ وَتَرى مَكانَهُ، أَمْ كَيْفَ يَشْتَمِلُ عَلَيْهِ زَفيرُها وَأَنْتَ تَعْلَمُ ضَعْفَهُ، أَمْ كَيْفَ يَتَقَلْقَلُ بَيْنَ أَطْباقِها وَأَنْتَ تَعْلَمُ صِدْقَهُ، أَمْ كَيْفَ تَزْجُرُهُ زَبانِيَتُها وَهُوَيُناديكَ يا رَبَّهْ، أَمْ كَيْفَ يَرْجُو فَضْلَكَ في عِتْقِهِ مِنْها فَتَتْرُكُهُ فيها، هَيْهاتَ، ما ذلِكَ الظَّنُّ بِكَ، وَلَا الْمَعْرُوفُ مِنْ فَضْلِكَ،وَلا مُشْبِهٌ لِما عامَلْتَ بِهِ الْمُوَحِّدينَ مِنْ بِرِّكَ وَإِحْسانِكَ.

فَبِالْيَقينِ أَقْطَعُ لَوْلا ما حَكَمْتَ بِهِ مِنْ تَعْذيبِ جاحِديكَ،

وَقَضَيْتَ بِهِ مِنْ إِخْلادِ مُعانِديكَ لَجَعَلْتَ النَّارَ كُلَّها بَرْداًوَسَلاماً، وَما كانَ لِأَحَدٍ فيها مَقَرّاً وَلا مُقاماً، لكِنَّكَ تَقَدَّسَتْ أَسْماؤُكَ أَقْسَمْتَ أَنْ تَمْلَأَها مِنَ الْكافِرينَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعينَ، وَأَنْ تُخَلِّدَ فيهَا الْمُعانِدينَ، وَأَنْتَ جَلَّ ثَناؤُكَ قُلْتَ مُبْتَدِئاً، وَتَطَوَّلْتَ بِالْإِنْعامِ مُتَكَرِّماً، أَفَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لايَسْتَوُونَ.

إِلهي وَسَيِّدي، فَأَسْأَلُكَ بِالْقُدْرَةِ الَّتي قَدَّرْتَها، وَبِالْقَضِيَّةِالَّتي حَتَمْتَها وَحَكَمْتَها، وَغَلَبْتَ مَنْ عَلَيْهِ أَجْرَيْتَها، أَنْ تَهَبَ لي في هذِهِ اللَّيْلَةِ وَفي هذِهِ السَّاعَةِ كُلَّ جُرْمٍ أَجْرَمْتُهُ، وَكُلَّ ذَنْبٍ أَذْنَبْتُهُ، وَكُلَّ قَبيحٍ أَسْرَرْتُهُ، وَكُلَّ جَهْلٍ عَمِلْتُهُ، كَتَمْتُهُ أَوْأَعْلَنْتُهُ، أَخْفَيْتُهُ أَوْ أَظْهَرْتُهُ، وَكُلَّ سَيِّئَةٍ أَمَرْتَ بِإِثْباتِهَا الْكِرامَ الْكاتِبينَ، اَلَّذينَ وَكَّلْتَهُمْ بِحِفْظِ ما يَكُونُ مِنّي، وَجَعَلْتَهُمْ شُهُوداً عَلَيَّ مَعَ جَوارِحي، وَكُنْتَ أَنْتَ الرَّقيبَ عَلَيَّ مِنْ وَرائِهِمْ، وَالشَّاهِدَ لِما خَفِيَ عَنْهُمْ، وَبِرَحْمَتِكَ أَخْفَيْتَهُ، وَبِفَضْلِكَ سَتَرْتَهُ،

وَأَنْ تُوَفِّرَ حَظّي مِنْ كُلِّ خَيْرٍ أَنْزَلْتَهُ، أَوْ إِحْسانٍ فَضَّلْتَهُ،أَوْ بِرٍّ نَشَرْتَهُ، أَوْ رِزْقٍ بَسَطْتَهُ، أَوْ ذَنْبٍ تَغْفِرُهُ، أَوْ خَطَإٍ تَسْتُرُهُ.

يا رَبِّ يا رَبِّ يا رَبِّ، يا إِلهي وَسَيِّدي وَمَوْلايَ وَمالِكَ رِقّي، يا مَنْ بِيَدِهِ ناصِيَتي، يا عَليماً بِضُرّي وَمَسْكَنَتي، ياخَبيراً بِفَقْري وَفاقَتي.

يا رَبِّ يا رَبِّ يا رَبِّ، أَسْأَلُكَ بِحَقِّكَ وَقُدْسِكَ، وَأَعْظَمِ صِفاتِكَ وَأَسْمائِكَ، أَنْ تَجْعَلَ أَوْقاتي مِنَ اللَّيْلِ وَالنَّهارِ بِذِكْرِكَ مَعْمُورَةً، وَبِخِدْمَتِكَ مَوْصُولَةً، وَأَعْمالي عِنْدَكَ مَقْبُولَةً، حَتَّى تَكُونَ أَعْمالي وَأَوْرادي كُلُّها وِرْداً واحِداً، وَحالي في خِدْمَتِكَ سَرْمَداً.

يا سَيِّدي يا مَنْ عَلَيْهِ مُعَوَّلي، يا مَنْ إِلَيْهِ شَكَوْتُ أَحْوالي، يارَبِّ يا رَبِّ يا رَبِّ، قَوِّ عَلى خِدْمَتِكَ جَوارِحي، وَاشْدُدْ عَلَى الْعَزيمَةِ جَوانِحي، وَهَبْ لِيَ الْجِدَّ في خَشْيَتِكَ، وَالدَّوامَ فِي الْإِتِّصالِ بِخِدْمَتِكَ، حَتَّى أَسْرَحَ إِلَيْكَ في مَيادينِ السَّابِقينَ،وَاُسْرِعَ إِلَيْكَ فِى الْبارِزينَ، وَأَشْتاقَ إِلى قُرْبِكَ فِي الْمُشْتاقينَ،وَأَدْنُوَ مِنْكَ دُنُوَّ الْمُخْلِصينَ، وَأَخافَكَ مَخافَةَ الْمُوقِنينَ،وَأَجْتَمِعَ في جِوارِكَ مَعَ الْمُؤْمِنينَ.

أَللَّهُمَّ وَمَنْ أَرادَني بِسُوءٍ فَأَرِدْهُ، وَمَنْ كادَني فَكِدْهُ، وَاجْعَلْني

مِنْ أَحْسَنِ عَبيدِكَ نَصيباً عِنْدَكَ، وَأَقْرَبِهِمْ مَنْزِلَةً مِنْكَ، وَأَخَصِّهِمْ زُلْفَةً لَدَيْكَ، فَإِنَّهُ لايُنالُ ذلِكَ إِلّا بِفَضْلِكَ، وَجُدْ لي بِجُودِكَ،وَاعْطِفْ عَلَيَّ بِمَجْدِكَ، وَاحْفَظْني بِرَحْمَتِكَ، وَاجْعَلْ لِساني بِذِكْرِكَ لَهِجاً، وَقَلْبي بِحُبِّكَ مُتَيَّماً، وَمُنَّ عَلَيَّ بِحُسْنِ إِجابَتِكَ، وَأَقِلْني عَثْرَتي، وَاغْفِرْ زَلَّتي، فَإِنَّكَ قَضَيْتَ عَلى عِبادِكَ بِعِبادَتِكَ،وَأَمَرْتَهُمْ بِدُعائِكَ، وَضَمِنْتَ لَهُمُ الْإِجابَةَ.

فَإِلَيْكَ يا رَبِّ نَصَبْتُ وَجْهي، وَإِلَيْكَ يا رَبِّ مَدَدْتُ يَدي،فَبِعِزَّتِكَ اسْتَجِبْ لي دُعائي، وَبَلِّغْني مُنايَ، وَلاتَقْطَعْ مِنْ فَضْلِكَ رَجائي، وَاكْفِني شَرَّ الْجِنِّ وَالْإِنْسِ مِنْ أَعْدائي.

يا سَريعَ الرِّضا، إِغْفِرْ لِمَنْ لايَمْلِكُ إِلَّا الدُّعاءَ، فَإِنَّكَ فَعَّالٌ لِما تَشاءُ، يا مَنِ اسْمُهُ دَواءٌ، وَذِكْرُهُ شِفاءٌ، وَطاعَتُهُ غِنًى، إِرْحَمْ مَنْ رَأْسُ مالِهِ الرَّجاءُ، وَسِلاحُهُ الْبُكاءُ، يا سابِغَ النِّعَمِ، يا دافِعَ النِّقَمِ، يا نُورَ الْمُسْتَوْحِشينَ فِي الظُّلَمِ، يا عالِماً لايُعَلَّمُ، صَلّ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَافْعَلْ بي ما أَنْتَ أَهْلُهُ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلى رَسُولِهِ وَالْأَئِمَّةِ الْمَيامينِ مِنْ آلِهِ، وَسَلَّمَ

تَسْليماً كَثيراً.(205)

خاتمة الكتاب

في ذكر بعض العبادات الّتي إلتفت إليها مولانا صاحب الزمان أرواحنا فداه

نختار من خاتمة كتاب »الصحيفة المهديّة« زيارة عاشوراء ودعاء علقمة:

زيارة عاشوراء

اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا أَباعَبْدِاللَّهِ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ رَسُولِ اللَّهِ،اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ أَميرِالْمُؤْمِنينَ وَابْنَ سَيِّدِ الْوَصِيّينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يَابْنَ فاطِمَةَ سَيِّدَةِ نِساءِ الْعالَمينَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا ثارَاللَّهِ وَابْنَ ثارِهِ، وَالْوِتْرَ الْمَوْتُورَ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ وَعَلَى الْأَرْواحِ الَّتي حَلَّتْ بِفِنائِكَ، عَلَيْكُمْ مِنّي جَميعاً سَلامُ اللَّهِ أَبَداً ما بَقيتُ وَبَقِيَ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ.

يا أَبا عَبْدِاللَّهِ لَقَدْ عَظُمَتِ الرَّزِيَّةُ، وَجَلَّتْ وَعَظُمَتِ الْمُصيبَةُبِكَ عَلَيْنا وَعَلى جَميعِ أَهْلِ الْإِسْلامِ، وَجَلَّتْ وَعَظُمَتْ مُصيبَتُكَ

فِي السَّماواتِ عَلى جَميعِ أَهْلِ السَّماواتِ، فَلَعَنَ اللَّهُ اُمَّةًأَسَّسَتْ أَساسَ الظُّلْمِ وَالْجَوْرِ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ، وَلَعَنَ اللَّهُ اُمَّةًدَفَعَتْكُمْ عَنْ مَقامِكُمْ، وَأَزالَتْكُمْ عَنْ مَراتِبِكُمُ الَّتي رَتَّبَكُمُ اللَّهُ فيها، وَلَعَنَ اللَّهُ اُمَّةً قَتَلَتْكُمْ، وَلَعَنَ اللَّهُ الْمُمَهِّدينَ لَهُمْ بِالتَّمْكينِ مِنْ قِتالِكُمْ، بَرِئْتُ إِلَى اللَّهِ وَإِلَيْكُمْ مِنْهُمْ وَمِنْ أَشْياعِهِمْ وَأَتْباعِهِمْ وَأَوْلِيائِهِمْ.

يا أَباعَبْدِاللَّهِ، إِنّي سِلْمٌ لِمَنْ سالَمَكُمْ، وَحَرْبٌ لِمَنْ حارَبَكُمْ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ، وَلَعَنَ اللَّهُ آلَ زِيادٍ وَآلَ مَرْوانَ، وَلَعَنَ اللَّهُ بَني اُمَيَّةَ قاطِبَةً، وَلَعَنَ اللَّهُ ابْنَ مَرْجانَةَ، وَلَعَنَ اللَّهُ عُمَرَ بْنَ سَعْدٍ،وَلَعَنَ اللَّهُ شِمْراً، وَلَعَنَ اللَّهُ اُمَّةً أَسْرَجَتْ وَأَلْجَمَتْ وَتَنَقَّبَتْ لِقِتالِكَ.

بِأَبي أَنْتَ وَاُمّي لَقَدْ عَظُمَ مُصابي بِكَ، فَأَسْئَلُ اللَّهَ الَّذي أَكْرَمَ مَقامَكَ، وَأَكْرَمَني بِكَ أَنْ يَرْزُقَني طَلَبَ ثارِكَ مَعَ إِمامٍ مَنْصُورٍمِنْ أَهْلِ بَيْتِ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ. أَللَّهُمَّ اجْعَلْني عِنْدَكَ وَجيهاً بِالْحُسَيْنِ عَلَيْهِ السَّلامُ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ.

يا أَباعَبْدِاللَّهِ، إِنّي أَتَقَرَّبُ إِلَى اللَّهِ وَإِلى رَسُولِهِ وَإِلى

أَميرِالْمُؤْمِنينَ وَإِلى فاطِمَةَ وَإِلَى الْحَسَنِ وَإِلَيْكَ بِمُوالاتِكَ،وَبِالْبَرائَةِ مِمَّنْ قاتَلَكَ وَنَصَبَ لَكَ الْحَرْبَ، وَبِالْبَرائَةِ مِمَّنْ أَسَّسَ أَساسَ الظُّلْمِ وَالْجَوْرِ عَلَيْكُمْ، وَأَبْرَءُ إِلَى اللَّهِ وَإِلى رَسُولِهِ مِمَّنْ أَسَّسَ أَساسَ ذلِكَ، وَبَنى عَلَيْهِ بُنْيانَهُ، وَجَرى في ظُلْمِهِ وَجَوْرِهِ عَلَيْكُمْ وَعَلى أَشْياعِكُمْ.

بَرِئْتُ إِلَى اللَّهِ وَإِلَيْكُمْ مِنْهُمْ، وَأَتَقَرَّبُ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ إِلَيْكُمْ بِمُوالاتِكُمْ وَمُوالاةِ وَلِيِّكُمْ، وَبِالْبَرائَةِ مِنْ أَعْدائِكُمْ وَالنَّاصِبينَ لَكُمُ الْحَرْبَ، وَبِالْبَرائَةِ مِنْ أَشْياعِهِمْ وَأَتْباعِهِمْ، إِنّي سِلْمٌ لِمَنْ سالَمَكُمْ، وَحَرْبٌ لِمَنْ حارَبَكُمْ، وَوَلِيٌّ

لِمَنْ والاكُمْ، وَعَدُوٌّ لِمَنْ عاداكُمْ.

فَأَسْأَلُ اللَّهَ الَّذي أَكْرَمَني بِمَعْرِفَتِكُمْ وَمَعْرِفَةِ أَوْلِيائِكُمْ،وَرَزَقَنِي الْبَرائَةَ مِنْ أَعْدائِكُمْ، أَنْ يَجْعَلَني مَعَكُمْ فِي الدُّنْياوَالْآخِرَةِ، وَأَنْ يُثَبِّتَ لي عِنْدَكُمْ قَدَمَ صِدْقٍ فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ.

وَأَسْأَلُهُ أَنْ يُبَلِّغَنِي الْمَقامَ الْمَحْمُودَ لَكُمْ عِنْدَاللَّهِ، وَأَنْ يَرْزُقَني طَلَبَ ثاري مَعَ إِمامٍ مَهْدِيٍّ ظاهِرٍ ناطِقٍ بِالْحَقِّ مِنْكُمْ، وَأَسْئَلُ اللَّهَ بِحَقِّكُمْ، وَبِالشَّأْنِ الَّذي لَكُمْ عِنْدَهُ، أَنْ يُعْطِيَني بِمُصابي

بِكُمْ أَفْضَلَ ما يُعْطي مُصاباً بِمُصيبَتِهِ مُصيبَةً ما أَعْظَمَها وَأَعْظَمَ رَزِيَّتَها فِي الْإِسْلامِ وَفي جَميعِ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ.

أَللَّهُمَّ اجْعَلْني في مَقامي هذا مِمَّنْ تَنالُهُ مِنْكَ صَلَواتٌ وَرَحْمَةٌ وَمَغْفِرَةٌ. أَللَّهُمَّ اجْعَلْ مَحْيايَ مَحْيا مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ،وَمَماتي مَماتَ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ. أَللَّهُمَّ إِنَّ هذا يَوْمٌ تَبَرَّكَتْ بِهِ بَنُواُمَيَّةَ، وَابْنُ آكِلَةِ الْأَكْبادِ اللَّعينُ بْنُ اللَّعينِ عَلى لِسانِكَ وَلِسانِ نَبِيِّكَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ، في كُلِّ مَوْطِنٍ وَمَوْقِفٍ وَقَفَ فيهِ نَبِيُّكَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ.

أَللَّهُمَّ الْعَنْ أَباسُفْيانَ وَمُعاوِيَةَ وَيَزيدَ بْنَ مُعاوِيَةَ، عَلَيْهِمْ مِنْكَ اللَّعْنَةُ أَبَدَ الْابِدينَ، وَهذا يَوْمٌ فَرِحَتْ بِهِ آلُ زِيادٍ وَآلُ مَرْوانَ بِقَتْلِهِمُ الْحُسَيْنَ صَلَواتُ اللَّهِ عَلَيْهِ. أَللَّهُمَّ فَضاعِفْ عَلَيْهِمُ اللَّعْنَ مِنْكَ وَالْعَذابَ الْأَليمَ.

أَللَّهُمَّ إِنّي أَتَقَرَّبُ إِلَيْكَ في هذَا الْيَوْمِ، وَفي مَوْقِفي هذاوَأَيَّامِ حَياتي بِالْبَرائَةِ مِنْهُمْ، وَاللَّعْنَةِ عَلَيْهِمْ، وَبِالْمُوالاتِ لِنَبِيِّكَ وَآلِ نَبِيِّكَ، عَلَيْهِ وَعلَيْهِمُ السَّلامُ.

ثمّ تقول مائة مرّة: أَللَّهُمَّ الْعَنْ أَوَّلَ ظالِمٍ ظَلَمَ حَقَّ مُحَمَّدٍ وَآلِ

مُحَمَّدٍ، وَآخِرَ تابِعٍ لَهُ عَلى ذلِكَ. أَللَّهُمَّ الْعَنِ الْعِصابَةَ الَّتي جاهَدَتِ الْحُسَيْنَ، وَشايَعَتْ وَبايَعَتْ وَتابَعَتْ عَلى قَتْلِهِ. أَللَّهُمّ الْعَنْهُمْ جَميعاً.

ثمّ تقول مائة مرّة: اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا أَباعَبْدِاللَّهِ، وَعَلَى الْأَرْواحِ الَّتي حَلَّتْ بِفِنائِكَ، عَلَيْكَ مِنّي سَلامُ اللَّهِ أَبَداً ما بَقيتُ وَبَقِيَ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ، وَلا جَعَلَهُ اللَّهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنّي لِزِيارَتِكُمْ، اَلسَّلامُ عَلَى الْحُسَيْنِ وَعَلى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ وَعَلى أَوْلادِ الْحُسَيْنِ وَعَلى أَصْحابِ الْحُسَيْنِ.

ثمّ تقول: أَللَّهُمَّ خُصَّ أَنْتَ أَوَّلَ ظالِمٍ بِاللَّعْنِ مِنّي، وَابْدَأْ بِهِ أَوَّلاً ثُمَّ الْعَنِ الثَّانِيَ وَالثَّالِثَ وَالرَّابِعَ. أَللَّهُمَّ الْعَنْ يَزيدَ خامِساً،وَالْعَنْ عُبَيْدَاللَّهِ بْنَ زِيادٍ وَابْنَ مَرْجانَةَ

وَعُمَرَ بْنَ سَعْدٍ وَشِمْراًوَآلَ أَبي سُفْيانَ وَآلَ زِيادٍ وَآلَ مَرْوانَ إِلى يَوْمِ الْقِيامَةِ.

ثمّ تسجد وتقول: أَللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ حَمْدَ الشَّاكِرينَ لَكَ عَلىمُصابِهِمْ، اَلْحَمْدُ للَّهِِ عَلى عَظيمِ رَزِيَّتي. أَللَّهُمَّ ارْزُقْني شَفاعَةَالْحُسَيْنِ يَوْمَ الْوُرُودِ، وَثَبِّتْ لي قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَكَ مَعَ الْحُسَيْنِ وَأَصْحابِ الْحُسَيْنِ، اَلَّذينَ بَذَلُوا مُهَجَهُمْ دُونَ الْحُسَيْنِ عَلَيْهِ

السَّلامُ.(207) (206) ثمّ صلّ ركعتين، واقرء بعد الصلاة دعاء العلقمة.

الدعاء بعد زيارة عاشوراء (208)

يا أَللَّهُ يا أَللَّهُ يا أَللَّهُ، يا مُجيبَ دَعْوَةِ الْمُضْطَرّينَ، يا كاشِفَ كُرَبِ الْمَكْرُوبينَ، يا غِياثَ الْمُسْتَغيثينَ، يا صَريخَ الْمُسْتَصْرِخينَ،وَيا مَنْ هُوَ أَقْرَبُ إِلَيَّ مِنْ حَبْلِ الْوَريدِ، وَيا مَنْ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ، وَيا مَنْ هُوَ بِالْمَنْظَرِ الْأَعْلى وَبِالْاُفُقِ الْمُبينِ، وَيامَنْ هُوَ الرَّحْمنُ الرَّحيمُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى، وَيا مَنْ يَعْلَمُ خائِنَةَالْأَعْيُنِ وَما تُخْفِى الصُّدُورُ، وَيا مَنْ لايَخْفى عَلَيْهِ خافِيَةٌ.

يا مَنْ لاتَشْتَبِهُ عَلَيْهِ الْأَصْواتُ، وَيا مَنْ لاتُغَلِّطُهُ الْحاجاتُ،وَيا مَنْ لايُبْرِمُهُ إِلْحاحُ الْمُلِحّينَ، يا مُدْرِكَ كُلِّ فَوْتٍ، وَيا جامِعَ كُلِّ شَمْلٍ، وَيا بارِئَ النُّفُوسِ بَعْدَ الْمَوْتِ، يا مَنْ هُوَ كُلَّ يَوْمٍ في شَأْنٍ، يا قاضِيَ الْحاجاتِ، يا مُنَفِّسَ الْكُرُباتِ، يا مُعْطِيَ السُّؤُلاتِ، يا وَلِيَّ الرَّغَباتِ، يا كافِيَ الْمُهِمَّاتِ، يا مَنْ يَكْفي مِنْ كُلِّ شَيْ ءٍ وَلايَكْفي مِنْهُ شَيْ ءٌ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ.

أَسْأَلُكَ بِحَقِّ مُحَمَّدٍ خاتَمِ النَّبِيّينَ، وَعَلِيٍّ أَميرِالْمُؤْمِنينَ،وَبِحَقِّ فاطِمَةَ بِنْتِ نَبِيِّكَ، وَبِحَقِّ الْحَسَنِ وَالْحُسَيْنِ، فَإِنّي بِهِمْ أَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ في مَقامي هذا، وَبِهِمْ أَتَوَسَّلُ، وَبِهِمْ أَتَشَفَّعُ إِلَيْكَ،وَبِحَقِّهِمْ أَسْأَلُكَ وَاُقْسِمُ وَأَعْزِمُ عَلَيْكَ، وَبِالشَّأْنِ الَّذي لَهُمْ عِنْدَكَ، وَبِالْقَدْرِ الَّذي لَهُمْ عِنْدَكَ، وَبِالَّذي فَضَّلْتَهُمْ عَلَى الْعالَمينَ، وَبِاسْمِكَ الَّذي جَعَلْتَهُ عِنْدَهُمْ وَبِهِ خَصَصْتَهُمْ دُونَ الْعالَمينَ، وَبِهِ أَبَنْتَهُمْ، وَأَبَنْتَ فَضْلَهُمْ مِنْ فَضْلِ الْعالَمينَ حَتَّى فاقَ فَضْلُهُمْ فَضْلَ الْعالَمينَ جَميعاً.

أَسْأَلُكَ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تَكْشِفَ عَنّي غَمّي وَهَمّي وَكَرْبي، وَتَكْفِيَنِي الْمُهِمَّ مِنْ اُمُوري، وَتَقْضِيَ

عَنّي دَيْني، وَتُجيرَني مِنَ الْفَقْرِ، وَتُجيرَني مِنَ الْفاقَةِ، وَتُغْنِيَني عَنِ الْمَسْأَلَةِ إِلَى الْمَخْلُوقينَ.

وَتَكْفِيَني هَمَّ مَنْ أَخافُ هَمَّهُ، وَعُسْرَ

مَنْ أَخافُ عُسْرَهُ، وَحُزُونَةَمَنْ أَخافُ حُزُونَتَهُ، وَشَرَّ مَنْ أَخافُ شَرَّهُ، وَمَكْرَ مَنْ أَخافُ مَكْرَهُ، وَبَغْيَ مَنْ أَخافُ بَغْيَهُ، وَجَوْرَ مَنْ أَخافُ جَوْرَهُ، وَسُلْطانَ مَنْ أَخافُ سُلْطانَهُ، وَكَيْدَ مَنْ أَخافُ كَيْدَهُ، وَمَقْدُرَةَ مَنْ أَخافُ مَقْدُرَتَهُ عَلَيَّ، وَتَرُدَّ عَنّي كَيْدَ الْكَيَدَةِ، وَمَكْرَ الْمَكَرَةِ.

أَللَّهُمَّ مَنْ أَرادَني فَأَرِدْهُ، وَمَنْ كادَني فَكِدْهُ، وَاصْرِفْ عَنّي كَيْدَهُ وَمَكْرَهُ وَبَأْسَهُ وَأَمانِيَّهُ، وَامْنَعْهُ عَنّي كَيْفَ شِئْتَ وَأَنَّى شِئْتَ.

أَللَّهُمَّ اشْغَلْهُ عَنّي بِفَقْرٍ لاتَجْبُرُهُ، وَبِبَلاءٍ لاتَسْتُرُهُ، وَبِفاقَةٍلاتَسُدُّها، وَبِسُقْمٍ لاتُعافيهِ، وَذُلٍّ لاتُعِزُّهُ، وَبِمَسْكَنَةٍ لاتَجْبُرُها.

أَللَّهُمَّ اضْرِبْ بِالذُّلِّ نَصْبَ عَيْنَيْهِ، وَأَدْخِلْ عَلَيْهِ الْفَقْرَ في مَنْزِلِهِ،وَالْعِلَّةَ وَالسُّقْمَ في بَدَنِهِ حَتَّى تَشْغَلَهُ عَنّي بِشُغْلٍ شاغِلٍ لا فَراغَ لَهُ، وَأَنْسِهِ ذِكْري كَما أَنْسَيْتَهُ ذِكْرَكَ، وَخُذْ عَنّي بِسَمْعِهِ وَبَصَرِهِ وَلِسانِهِ وَيَدِهِ وَرِجْلِهِ وَقَلْبِهِ وَجَميعِ جَوارِحِهِ، وَأَدْخِلْ عَلَيْهِ في جَميعِ ذلِكَ السُّقْمَ، وَلاتَشْفِهِ حَتَّى تَجْعَلَ ذلِكَ لَهُ شُغْلاً شاغِلاً بِهِ

عَنّي وَعَنْ ذِكْري. وَاكْفِني يا كافِيَ ما لايَكْفي سِواكَ، فَإِنَّكَ الْكافي لا كافِيَ سِواكَ، وَمُفَرِّجٌ لا مُفَرِّجَ سِواكَ، وَمُغيثٌ لا مُغيثَ سِواكَ،وَجارٌ لا جارَ سِواكَ، خابَ مَنْ كانَ جارُهُ سِواكَ، وَمُغيثُهُ سِواكَ،وَمَفْزَعُهُ إِلى سِواكَ، وَمَهْرَبُهُ إِلى سِواكَ، وَمَلْجَأُهُ إِلى غَيْرِكَ،وَمَنْجاهُ مِنْ مَخْلُوقٍ غَيْرِكَ، فَأَنْتَ ثِقَتي وَرَجائي وَمَفْزَعي وَمَهْرَبي وَمَلْجَاي وَمَنْجايَ، فَبِكَ اَسْتَفْتِحُ، وَبِكَ اَسْتَنْجِحُ، وَبِمُحَمَّدٍوَآلِ مُحَمَّدٍ أَتَوَجَّهُ إِلَيْكَ، وَأَتَوَسَّلُ وَأَتَشَفَّعُ.

فَأَسْأَلُكَ يا أَللَّهُ يا أَللَّهُ يا أَللَّهُ، فَلَكَ الْحَمْدُ، وَلَكَ الشُّكْرُ، وَإِلَيْكَ الْمُشْتَكى، وَأَنْتَ الْمُسْتَعانُ، فَأَسْأَلُكَ يا أَللَّهُ يا أَللَّهُ يا أَللَّهُ بِحَقّ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ أَنْ تُصَلِّيَ عَلى مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ، وَأَنْ تَكْشِفَ عَنّي غَمّي وَهَمّي وَكَرْبي في مَقامي هذا كَما كَشَفْتَ عَنْ نَبِيِّكَ هَمَّهُ وَغَمَّهُ وَكَرْبَهُ، وَكَفَيْتَهُ هَوْلَ عَدُوِّهِ. فَاكْشِفْ عَنّي كَما كَشَفْتَ عَنْهُ، وَفَرِّجْ عَنّي كَما فَرَّجْتَ عَنْهُ، وَاكْفِني كَما كَفَيْتَهُ،وَاصْرِفْ عَنّي هَوْلَ ما أَخافُ هَوْلَهُ، وَمَؤُونَةَ ما أَخافُ مَؤُونَتَهُ،وَهَمَّ ما أَخافُ هَمَّهُ بِلا مَؤُونَةٍ عَلى نَفْسي مِنْ ذلِكَ، وَاصْرِفْني بِقَضاءِ حَوائِجي، وَكِفايَةِ ما أَهَمَّني هَمُّهُ مِنْ أَمْرِ

آخِرَتي وَدُنْيايَ.

يا أَميرَالْمُؤْمِنينَ وَيا أَبا عَبْدِاللَّهِ عَلَيْكُما مِنّي سَلامُ اللَّهِ أَبَداًما بَقيتُ وَبَقِيَ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ، وَلا جَعَلَهُ اللَّهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنْ زِيارَتِكُما، وَلا فَرَّقَ اللَّهُ بَيْني وَبَيْنَكُما.

أَللَّهُمَّ أَحْيِني حَيوةَ مُحَمَّدٍ وَذُرِّيَّتِهِ، وَأَمِتْني مَماتَهُمْ، وَتَوَفَّني عَلى مِلَّتِهِمْ، وَاحْشُرْني في زُمْرَتِهِمْ، وَلاتُفَرِّقْ بَيْني وَبَيْنَهُمْ طَرْفَةَ عَيْنٍ أَبَداً فِي الدُّنْيا وَالْآخِرَةِ.

يا أَميرَالْمُؤْمِنينَ وَيا أَبا عَبْدِاللَّهِ أَتَيْتُكُما زائِراً وَمُتَوَسِّلاً إِلَى اللَّهِ رَبّي وَربِّكُما، وَمُتَوَجِّهاً إِلَيْهِ بِكُما، وَمُسْتَشْفِعاً بِكُما إِلَى اللَّهِ تَعالى في حاجَتي هذِهِ، فَاشْفَعا لي، فَإِنَّ لَكُما عِنْدَاللَّهِ الْمَقامَ الْمَحْمُودَ، وَالْجاهَ الْوَجيهَ، وَالْمَنْزِلَ الرَّفيعَ وَالْوَسيلَةَ.

إِنّي أَنْقَلِبُ عَنْكُما مُنْتَظِراً لِتَنَجُّزِ الْحاجَةِ وَقَضائِها وَنَجاحِها مِنَ اللَّهِ بِشَفاعَتِكُما لي إِلَى اللَّهِ في ذلِكَ، فَلا أَخيبُ وَلايَكُونُ مُنْقَلَبي مُنْقَلَباً خائِباً خاسِراً بَلْ يَكُونُ مُنْقَلَبي مُنْقَلَباً راجِحاً راجِياً مُفْلِحاًمُنْجِحاً مُسْتَجاباً بِقَضاءِ جَميعِ حَوائِجي، وَتَشَفَّعا لي إِلَى اللَّهِ.

اِنْقَلَبْتُ عَلى ما شاءَ اللَّهُ وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلّا بِاللَّهِ، مُفَوِّضاًأَمْري إِلَى اللَّهِ، مُلْجِأً ظَهْري إِلَى اللَّهِ، مُتَوَكِّلاً عَلَى اللَّهِ، وَأَقُولُ

حَسْبِيَ اللَّهُ وَكَفى، سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ دَعى، لَيْسَ لي وَراءَ اللَّهِ وَوَرائَكُمْ يا سادَتي مُنْتَهى، ما شاءَ رَبّي كانَ، وَما لَمْ يَشَأْ لَمْ يَكُنْ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلّا بِاللَّهِ، أَسْتَوْدِعُكُمَا اللَّهَ، وَلا جَعَلَهُ اللَّهُ آخِرَ الْعَهْدِ مِنّي إِلَيْكُما.

إِنْصَرَفْتُ يا سَيِّدي يا أَميرَالْمُؤْمِنينَ وَمَوْلايَ، وَأَنْتَ ياأَباعَبْدِاللَّهِ يا سَيِّدي، وَسَلامي عَلَيْكُما مُتَّصِلٌ مَا اتَّصَلَ اللَّيْلُ وَالنَّهارُ، واصِلٌ ذلِكَ إِلَيْكُما، غَيْرُ مَحْجُوبٍ عَنْكُما سَلامي إِنْ شاءَاللَّهُ، وَأَسْأَلُهُ بِحَقِّكُما أَنْ يَشاءَ ذلِكَ وَيَفْعَلَ، فَإِنَّهُ حَميدٌ مَجيدٌ.

اِنْقَلَبْتُ يا سَيِّدَيَّ عَنْكُما تائِباً حامِداً للَّهِِ، شاكِراً راجِياًلِلْإِجابَةِ، غَيْرَ آيِسٍ وَلا قانِطٍ، آئِباً عائداً راجِعاً إِلى زِيارَتِكُما،غَيْرَ راغِبٍ عَنْكُما، وَلا مِنْ زِيارَتِكُما، بَلْ راجِعٌ عائِدٌ إِنْ شاءَاللَّهُ، وَلا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إِلّا بِاللَّهِ.

يا سادَتي رَغِبْتُ إِلَيْكُما وَإِلى زِيارَتِكُما بَعْدَ أَنْ زَهِدَ فيكُماوَفي زِيارَتِكُما أَهْلُ الدُّنْيا، فَلا خَيَّبَنِيَ اللَّهُ ما رَجَوْتُ، وَماأَمَّلْتُ في زِيارَتِكُما، إِنَّهُ قَريبٌ

مُجيبٌ.(209)

پی نوشتها

1) الحبتر كناية عن أوّل غاصب لحقّ الخلفاء الإلهيّة، البحار: 336/35.

2) البحار: 306/95.

3) الفجر: 4.

4) البحار: 78/24.

5) يوسف: 87.

6) جمال الاُسبوع: 307.

7) فلاح السائل: 44.

8) مكيال المكارم: 438/1.

9) بوستان ولايت: 18/2.

10) ما ذكره أعلى اللَّه مقامه مروي عن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم وقد نقل الرواية آية اللَّه الشيخ علي أكبر النهاوندي رحمه الله في كتابه: »گلزاراكبرى«.

11) آية اللَّه، المرحوم الحاج السيّد علي الرضوي من العلماء الربّانيّين في المشهد المقدّس؛ وكانت لمرحوم والدي المعظّم رفاقة خالصة معه.

12) مكيال المكارم: 169/2.

13) إرجع إلى كتاب آخر للمؤلّف: »دولت كريمه امام زمان عجّل اللَّه تعالى فرجه« بالفارسيّة.

14) شرح غرر الحكم: 185/1.

15) شرح غرر الحكم: 229/3.

16) يوسف: 92.

17) شرح غرر الحكم: 305/5.

18) إرجع إلى »باب الزيارات« من هذا الكتاب.

19) إرجع إلى »باب الزيارات« من هذا الكتاب.

20) البحار: 153/52.

21) طه: 12.

22) نهج البلاغة: كلمات القصار: 295.

23) البحار: 349/39.

24) البحار: 135/72.

25) دارالسلام للعراقي: 317. نقلنا هذه القضيّة بتمامها في »الصحيفة المهديّة: 296».

26) الإسراء: 71.

27) البحار: 10/8.

28) البحار: 174/53.

29) أي: »زيارة الندبة«، نذكرها في »باب الزيارات«.

30) يوسف: 97.

31) البحار: 91/51.

32) كفاية الأثر: 158، البحار: 337/36 و109/51.

33) البحار: 131/51.

34) امّ القائم عليهما السلام هي من أولاد ملك الروم وللإتّصال ببيت الوحي عليهم السلام ألبست لباس الإماء ودخلت في جمعهنّ، واكتسبت لياقةصيرورتها اُمّ القائم عليهما السلام. ولإرتدائها لباس الإماء وإسارتها معهنّ يقال لها في الروايات: خير الإماء.

35) البحار: 36/51.

36) الغيبة النعماني: 229.

37) البحار: 121/51.

38) البحار: 115/51.

39) نهج البلاغة فيض الإسلام: خطبة 26 ص 92.

40) الغيبة للنعماني: 273.

41) البحار: 394/36/241/24/139/51.

42) الغيبة للنعماني: 273، البحار: 148/51.

نسب الرواية في »عقد الدرر« وكذا غير هذه الرواية

المرويّة عن أبي عبداللَّه الصادق عليه السلام إلى أبي عبداللَّه الحسين عليه السلام، وهولايصحّ بدليل سند الرواية، وعلّة إشتباهه إشتراك الإمامين عليهما السلام في الكنية. إرجع: »الصحيفة المباركة المهديّة«.

43) فلاح السائل: 170.

44) بحار الأنوار: 81/86.

45) الغيبة للنعماني: 180، كمال الدين: 370، البحار: 152/51، إلزام الناصب: 221/1.

46) إلزام الناصب: 271/1.

47) الغدير: 361/2. نقل العلّامةالمجلسي رحمه الله نحو هذه الرواية في بحارالأنوار:154/51.

48) إلزام الناصب: 271/1.

49) جمال الاُسبوع: 181، البحار: 191/91.

50) جنّة المأوى: 231. قد ذكرنا في كتاب »الصحيفة المهديّة« نكاتاً مهمّة حول المسجد المقدّس في جمكران.

51) أقول: هذا ما قدّر لأحمد بن إبراهيم! ولايحمل حكمه على جميع الشيعة، لأنّه سأل بعض آخر عن الشيخ العمري رحمه الله هذه الحاجة، فقضى مسألته، وهو ما قاله الزهري:

طلبت هذا الأمر طلباً شافياً حتّى ذهب لي فيه مال صالح، فوقعت إلى العمري وخدمته ولزمته، فسألته بعد ذلك عن صاحب الزّمان عليه السلام، قال: ليس إلى ذلك وصول، فخضعت له، فقال لي: بكر بالغداة.

فوافيت، فاستقبلني ومعه شابّ من أحسن الناس وجهاً، وأطيبهم ريحاً، وفي كمّه شي ء كهيئة التجّار، فلمّا نظرت إليه دنوت من العمري، فأومى إليه فعدلت إليه وسألته، فأجابني عن كلّ ما أردت. ثمّ مرّ ليدخل الدار وكانت من الدور الّتي لايكترث بها، فقال العمري: إن أردت أن تسأل فاسئل، فإنّك لاتراه بعد ذا... )الإحتجاج: 297/2).

52) البحار: 174/53. ونذكر الزيارة بتمامها في »باب الزيارات« إن شاء اللَّه تعالى.

53) تبصرة الولي: 192، ونحوه في البحار: 349/91، وفي دلائل الإمامة: 551.

54) القصص: 5.

55) مفاتيح الجنان: 117، الكلم الطيّب: 83.

56) تذكر في الدعاء إسم الإمام الّذي تهدى الصلاة إليه.

57) جمال الاُسبوع: 34، الدعوات للراوندي: 108، مصباح المتهجّد: 322.

58) مهج الدعوات: 351، المصباح: 522 بتفاوت يسير.

59) البحار: 207/85.

60) يونس: 24.

61) الزخرف: 2 .55.

مهج الدعوات: 90، البلد الأمين: 664.

62)

63) مهج الدعوات: 91، البلد الأمين: 665.

64) معجم رجال الفكر والأدب في النجف خلال ألف عام: 1199/3.

65) مصباح المتهجّد: 366، جمال الاُسبوع: 256، البحار: 251/89، أبواب الجنّات: 183.

66) مكيال المكارم: 7/2.

67) مكيال المكارم: 3/2، ونحوه في نزهة الزاهد: 91.

68) مكارم الأخلاق: 35/2، وفي مصباح المتهجّد: 58 والصحيفة الصادقيّة: 178 بتفاوت يسير.

69) الروم: 41.

70) البحار: 61/86، الصحيفة الصادقيّة: 180.

71) الصفّ: 4.

72) زاد المعاد: 487، مصباح الزائر: 454. نقل بعض الأعاظم هذا الدعاء في باب الزيارات، لأنّه بمنزلة البيعة مع الإمام ارواحنا فداه.

73) مكيال المكارم: 13/2.

74) دار السلام: 266/2.

75) مصباح المتهجّد: 368، البحار: 77/86 و 363/89، وفي الصحيفة الصادقيّة: 169 يدعو بها مائة مرّة.

76) البحار: 62/86 ح 1، فلاح السائل: 170، المصباح: 48، البلد الأمين: 2 .27. مكيال المكارم: 11/2.

77)

78) فلاح السائل: 199، وفي المصباح: 51 والبلد الأمين: 35 بتفاوت.

79) مصباح المتهجّد: 139.

80) مكيال المكارم: 14/2.

81) المصباح: 75.

82) جمال الاُسبوع: 121.

83) مصباح المتهجّد: 265، و ص 257 بتفاوت يسير.

84) المصباح: 177.

85) مكيال المكارم: 31/2.

86) لهذا الدعاء قضيّة عجيبة، نقلناها في »الصحيفة المهديّة«.

87) القمر: 12 - 10.

88) الذَّبح - بالفتح - : مصدر ذبحت الشاة، والذِّبح - بالكسر - : ما يذبح.

89) مريم: 52.

90) ص: 35.

91) و2. الأنبياء: 83 و 87.

92)

93) النمل: 42.

94) مريم: 6 5.

95) التحريم: 11.

96) التحريم: 12.

97) الرعد: 39.

98) يونس: 88.

99) يونس: 89.

100) الصافّات: 75.

101) الأعراف: 196.

102) مهج الدعوات: 337.

103) تكاليف الأنام في غيبة الإمام: 197.

104) زاد المعاد: 491.

105) مكيال المكارم: 93/2.

106) قال في »مكيال المكارم«: أنّ قوله »وعرجت به«: موافق للنسخة

الّتي نقلها العالم الربّاني الحاج ميرزا حسين النوريّ رحمه الله في كتاب »تحيّة الزائر« عن كتاب المزار القديم، ومزار الشيخ محمّد بن المشهديّ رحمه الله، و»مصباح الزائر« للسيّد بن طاووس رحمه الله، ومأخذ الكلّ كتاب محمّد بن عليّ بن أبي قرّة، لكن قد وقعت في »زاد المعاد«: »وعرجت بروحه«.

والظاهر أنّه تصحيف وقع في المصباح الّذي نقل منه المجلسيّ رحمه الله، ثمّ اشتهر وصار سبباً لشبهة بعض القاصرين والمعاندين، مع أنّ المعراج الجسماني من ضروريّات المذهب بل الدين، وتواترت به الروايات الطاهرين عليهم السلام ونطق به القرآن المبين.

تنبيه نبيه: قد اُلهمت عند تأمّلي في تلك العبارة أنّ هذا الدعاء بنفسه يشهد ويدلّ على أنّ الأصل الصحيح هو ما نقلناه وذكرناه، وأنّ في عبارة »زاد المعاد« تصحيفاً لعلّه وقع من بعض أهل العناد، وجه الدلالة والإستشهاد: أنّ اقتران كلمة»وسخّرت له البراق« بقوله: »وعرجت به« يظهر منه بالتأمّل التامّ لاُولي الأفهام صحّة ما قلنا، لأنّ عروج الروح لا حاجةبه إلى البراق، ولايخفى ذلك على من سلم قلبه من الشرك والنفاق.

وإن قيل: إنّ المقام مقام تعداد فضائل سيّد المرسلين صلى الله عليه وآله وسلم، والعطف بالواو لايقتضي كون العروج إلى السماء بتوسّطالبراق.

قلنا: فالعبارة على فرض كونها »بروحه« لاتدلّ على نفي المعراج الجسماني، لأنّه فضيلة لاينافي ثبوتها ثبوت فضيلةاُخرى لسيّد الورى. )مكيال المكارم: 2 .(100/2. آل عمران: 97 96.

107) الأحزاب: 33.

108) الشورى: 23.

109) السبأ: 47.

110) الفرقان: 57.

111) الفقرة الأخيرة من الدعاء موجودة في كثير من الكتب، كإقبال الأعمال للسيّد الأجلّ عليّ بن طاووس ص 608، وتحفةالزائر )طبع الحجري غير مرقّم( وزاد المعاد كلاهما للعلّامة المجلسي ص 502، والصحيفة الهادية للعالم الجليل الشيخ إبراهيم بن المحسن الكاشاني ص 87، ومفتاح الجنّات للعالم الجليل السيّد محسن الأمين 255/3، وتكاليف الأنام لصدرالإسلام الهمداني ص

195، وعمدة الزائر لآية اللَّه السيّد حيدر الكاظمي ص 358، وفوز أكبر للعلّامة الميرزا محمّد باقرالفقيه الإيماني ص 124، ومكيال المكارم للعلّامة السيّد محمّد تقي الموسوي الإصفهاني 99/2، ومنهاج العارفين للعلّامة السمناني ص 159، وضياء الصالحين ص 542، والصحيفة الصادقيّة ص 728، هديّة الزائرين للمحدّث القمى ص 648، وفي ملحقات »جمال الاُسبوع« نشر دار الذخائر.

112) تحفة الزائر: طبع الحجري غير مرقّم، زاد المعاد :491، وفي مصباح الزائر: 446 بتفاوت يسير.

113) مصباح المتهجّد: 284.

114) مصباح المتهجّد: 387.

115) لهذه الصلوات قضيّة مهمّة، نقلناها في »الصحيفة المهديّة«.

116) أَفْلَجَ فلاناً على خصمه: غَلَّبه وفضَّله.

117) مصباح المتهجّد: 406، البلد الأمين: 120، المصباح: 725، دلائل الإمامة: 549 ونحوه في جمال الاُسبوع: 304.

118) مكيال المكارم: 378/2، المصباح: 585، ثواب الأعمال: 107.

119) المصباح: 701، مصباح المتهجّد: 803، البحار: 392/98، إقبال الأعمال: 145.

120) عمدة الزائر: 174.

121) المصباح: 703، مصباح المتهجّد: 805، البحار: 393/98، إقبال الأعمال: 146.

122) المزار للشهيد: 277، المصباح: 699، البحار: 446/100، إقبال الأعمال: 143 بتفاوت.

123) البحار: 347/101.

124) زاد المعاد: 57، مصباح المتهجّد: 826، المصباح: 720، إقبال الأعمال: 202.

125) إقبال الأعمال: 218، زاد المعاد: 63، المصباح: 724، مصباح الزائر: 315.

126) زاد المعاد: 110، المصباح: 770، مصباح المتهجّد: 577، إقبال الأعمال: 322.

127) إقبال الأعمال: 426، البحار: 37/98، باب السعادة: 85.

128) منهاج العارفين: 274.

129) بحار الأنوار: 349/97، إقبال الأعمال: 357.

130) المصباح: 779، مصباح المتهجّد: 630.

131) آل عمران: 194 193.

132) البحار: 298/98، زاد المعاد: 341.

133) الدعوات للراوندي: 94، البحار: 207/94.

134) البحار: 41/94.

135) الروم: 41.

136) مفاتيح الجنان: 539، زاد المعاد: 488، البلد الأمين: 124، مصباح الزائر: 455، المصباح: 729، الصحيفة الصادقيّة:204، باب السعادة: 214.

137) مريم: 87.

138) مهج الدعوات: 398، البحار: 337/95، النجم الثاقب: 483/2.

139) جمال الاُسبوع: 307، وفي

مصباح المتهجّد: 409، والمصباح: 726، والبلد الأمين: 122 بتفاوت، ورواه السيّدرحمه الله مع زيادة ونقصان في مصباح الزائر: 457.

140) جمال الاُسبوع: 315، وفي مصباح المتهجّد: 411، ومصباح الزائر: 425 بتفاوت يسير.

141) مهج الدعوات: 395.

142) جمال الاُسبوع: 314.

143) مهج الدعوات: 396.

144) سلاح المؤمنين: 59.

145) البلد الأمين: 607، المزار للشهيد: 231، المصباح: 235، منهاج العارفين: 483.

146) مفتاح الفلاح: 498، المصباح: 194 مع اختلاف يسير.

147) مهج الدعوات: 352.

148) المصباح: 354، البلد الأمين: 479.

149) البلد الأمين: 480، المصباح: 374.

150) المصباح: 407، جنّات الخلود: 41، ضياء الصالحين: 533.

151) منتخب الأثر: 521.

152) قصص الأنبياء: 2 .363. التحفة الرضويّة: 114.

153) الكلم الطيّب: 14.

154) جنّة المأوى: 226، دار السلام: 288/1.

155) الكلم الطيّب: 10، جنّة المأوى: 225، دار السلام: 288/1.

156) المصباح: 407، مهج الدعوات: 64.

157) مكيال المكارم: 193/1.

158) إرجعوا إلى »الصحيفة المباركة المهديّة«.

159) ثواب الأعمال: 118.

160) بناءً على ما نقل في بعض القضايا أنّ الإمام صاحب الزمان أرواحنا فداه علّم هذا الدعاء الخواجة نصيرالدين الطوسي رحمه الله في عالم الرؤيا، نقلنا قضيّته في »الصحيفة المهديّة: 281».

161) مهج الدعوات: 425.

162) النجم الثاقب: 424/2.

163) جنّات الخلود: 40.

164) منتخب الختوم: 196.

165) منهاج العارفين: 483.

166) التحفة الرضويّة: 150.

167) المصباح: 531، البلد الأمين: 227، منهاج العارفين: 448.

168) البحار: 30/94.

169) النجم الثاقب: 493/2.

170) فتح الأبواب: 192.

171) الباقيات الصالحات في هامش كتاب مفاتيح الجنان: 222.

172) في البحار 242/95: دار الإختبار.

173) في النسخ المتعدّدة وردت بألفاظ مختلفة: بِصانِعِ التَّوْحيدِ، بِيانِعِ التَّوْحيدِ، بِنايِعِ التَّوْحيدِ، والأصحّ ما ذكرناه في المتن.

174) آل عمران: 27 26.

175) البحار: 240/95، و مهج الدعوات: 137 بتفاوت يسير.

176) البحار: 119/102.

177) مفتاح الجنّات: 531/1.

178) الصافّات: 130.

179) الإحتجاج: 316/2، البحار: 2/94، معادن الحكمة: 291/2.

180)

لم يذكر العلاّمة المجلسي رحمه الله كيفيّة الصّلاة، ونقلناها في »باب الصلوات«.

181) الغضبة خ، المعصية خ.

182) المزار الكبير: 567، البحار: 36/94، وفي مصباح الزائر: 430 بتفاوت يسير.

183) جمال الاُسبوع: 41.

184) المجموع الرائق: 451/1.

185) الأَحْرام جمع الحرم: يقال لأَطراف الكعبة.

186) الأعراف: 157.

187) البحار: 317/101.

188) البحار: 328/101.

189) الزيارة والبشارة: 488/2.

190) مصباح المتهجّد: 821، مصباح الزائر: 493، المزارالكبير: 203، إقبال الأعمال: 124.

191) نقلناها في ص 442 من هذا الكتاب.

192) مصباح الزائر: 430.

193) نقلناها في ص 92 من هذا الكتاب.

194) مصباح الزائر: 435.

195) في المزار للشهيد: وَالْعالِمِ الَّذي عِلْمُهُ لايَبيدُ.

196) مصباح الزائر: 441، المزار للشهيد: 230.

197) مصباح الزائر: 442.

198) مصباح الزائر: 442. الزيارات الّتي نقلناها لاتختصّ قرائتها في السرداب المقدّس ظاهراً ولكنّه في بعض الزيارات الاُخرالمنقولة في »الصحيفة المهديّة« صراحة باختصاص قرائتها في السرداب المقدّس.

199) مفتاح الجنّات: 462/1، عن مصباح الزائر: 514.

200) البلد الأمين: 134، جمال الاُسبوع: 321، المصباح: 559، مصباح المتهجّد: 416، الصحيفة الصادقيّة: 930.

201) المجموع الرائق: 2 .258/1. البحار: 101/90.

202)

203) مكيال المكارم: 33/2.

204) أقول: دعاء كميل من أدعية الخضر ولمّا علّمه الإمام أميرالمؤمنين عليه السلام كميلَ إشتهر ب-»دعاء كميل«.

وأدعية الخضر وإلياس عليهما السلام - وهما من الأنبياء ومن أصحاب مولانا صاحب الزّمان صلوات اللَّه عليه - وسائر أصحابه كعيسى بن مريم عليهما السلام كثيرة قد اقتصرنا بهذا الدعاء لخوف التطويل.

205) مصباح المتهجّد: 844، مفاتيح الجنان: 62.

206) البلد الأمين: 382، مفاتيح الجنان: 456.

207) قال العلّامة الأميني رضوان اللَّه عليه: روى العلّامة الفذّ المولى شريف الشيرواني في كتابه »الصدف ج 2 ص 199» عن مشايخه الأجلّة معنعناً عن الإمام عليّ بن محمّد الهادي عليهما السلام أنّه قال: من قرأ لعن زيارة عاشوراء المشهورة مرّة واحدة ثمّ قال: أَللَّهُمَّ الْعَنْهُمْ

جَميعاً تِسْعاً وَتِسْعينَ مَرَّةً، كان كمن قرئه مائة، ومن قرأ سلامها مرّة واحدة ثمّ قال: اَلسَّلامُ عَلَى الْحُسَيْنِ وَعَلى عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ وَعَلى أَوْلادِ الْحُسَيْنِ وَعَلى أَصْحابِ الْحُسَيْنِ تِسْعاً وَتِسْعينَ مَرَّةً، كان كمن قرئه مائة تامّة من أوّلهما إلى آخرهما. )أدب الزائر: 60).

في معنى العبارة احتمالات نذكر وجهين منها: الف( بعد قرائة اللعن بتمامه، يقول مرّة واحدة: أَللَّهُمَّ الْعَنْهُمْ جَميعاً تِسْعاًوَتِسْعينَ مَرَّةً، وبعد قرائة السلام بتمامه، يقول مرّة واحدة: اَلسَّلامُ عَلَى الْحُسَيْنِ وَعَلى ... تِسْعاً وَتِسْعينَ مَرَّةً.

ب( بعد قرائة اللعن بتمامه، يقول تسعاً وتسعين مرّة: أَللَّهُمَّ الْعَنْهُمْ جَميعاً وبعد قرائة السلام بتمامه، يقول تسعاً وتسعين مرّة: اَلسَّلامُ عَلَى الْحُسَيْنِ وَعَلى ... أَصْحابِ الْحُسَيْنِ.

والأوّل أظهر، وورد نحوه في الروايات كما في قضيّة نوح فإنّه لمّا قصد أن يدخل في السفينة أوحى اللَّه إليه: قل ألف مرّة:»لا إله إلّا اللَّه« ولمّا لم تبق له الفرصة قال: »لا إله إلّا اللَّه ألف مرّة« ودخل السفينة. إرجع بحار الأنوار: 61/11.

208) في قضيّة المرحوم الحاج السيّد أحمد الرشتي بعد الأمر به: »إقرء زيارة عاشوراء«، قرء الزيارة مع دعاء العلقمة من ظهرالقلب مع أنّه لم يكن حافظاً للزيارة والدعاء وهذه نكتة لطيفة تدلّ على العناية بقرائة دعاء العلقمة بعد زيارة عاشوراء.

209) مفاتيح الجنان: 458.

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.