البلد الأمین و الدرع الحصین

هويّة الكتاب

البلد الأمین و الدرع الحصین

كاتب:الکفعمي، ابراهیم بن علي

لغة: العربیة

الناشر: مؤسسة الأعلمي للمطبوعات - بیروت لبنان

سنة النشر:1425 هجري قمري|2004 میلادي

رمز الكونغرس: /ک 7 ب 8 1376 267/63 BP

ص: 1

اشارة

البلد الأمین و الدرع الحصین

ابراهیم بن علی کفعمی

ص: 2

ص: 3

البلد الأمین و الدرع الحصین

ابراهیم بن علی کفعمی

مؤسسة الأعلمي للمطبوعات - بیروت لبنان

ص: 4

ترجمة المؤلف

نسبه و مولده:

بسم اللّه الرّحمن الرّحيم هو الشيخ العالم الباذل الورع الأمين و الثقة، الأديب الماهر تقي الدين ابراهيم بن علي بن الحسن بن محمد بن صالح بن اسماعيل الحارثي العاملي الكفعمي اللويزي الجبعي.

ولد سنة 840 ه كما استفيد من أرجوزة له في علم البديع ذكر فيها أنه نظمها و هو في سن الثلاثين و كان الفراغ من الارجوزة سنة 870 ه و كانت ولادته بقرية كفرعيما من جبل عامل كما ذكر ذلك العلامة السيد الأمين في مصنفه أعيان الشيعة(1).

أقول: ان تاريخ ولادة شيخنا المعظم المترجم له سنة 840 هو بعيد عن الصواب جدا و ذهول عما ذكره السيد الأمين نفسه من أمور تفنده و تضاده. قال في الأعيان ص 185: وجد بخطه كتاب (دروس الشهيد) قدس سره فرغ من كتابته سنة 850 و عليه قرائته و بعض الحواشي الدالة على فضله. وعد من تآليفه ص 186 كتاب (حياة الأرواح) فقال: فرغ من تأليفه سنة 843، وعد من تآليفه أيضا ص 186 مجموعة كبيرة كثيرة الفوائد مشتملة على مؤلفات عديدة قال صاحب الرياض: رأيتها بخطه في بلدة ايروان من بلاد آذربيجان و كان تاريخ اتمام كتابة بعضها سنة 848 و بعضها سنة 849 و بعضها 852.

ص: 5


1- أعيان الشيعة ج 2 ص 184 و قال السيد الأمين فيه: ان كفر عيما قرية من ناحية الشقيف في جبل عامل قرب جبشيت واقعة في سفح جبل مشرفة على البحر هي اليوم خراب و آثارها و آثار مسجدها باقية.

و يقول السيد الأمين: انه فرغ من تأليفه المصباح سنة 895 و ليس في تاريخ مؤلفاته ما هو أزيد من هذا. فعليه يكون المؤلف عند تأليفه (المصباح) ابن خمس و خمسين سنة و له في رائيته في المصباح قوله:

بشيخ كبير له لمة *** كساها التعمر ثوب القتير

فمجموع ما ذكرناه يعطينا خبرا بأن المترجم له ولد في أوليات القرن التاسع و انه كان في سنة 843 مؤلفا صاحب رأي و نظر يثنى على تأليفه الأساتذة الفطاحل و كان حينما ألف المصباح سنة 895 شيخا هرما كبيرا.

مشايخه و أساتذته:

و أما مشايخ اجازته الذين يروى عنهم فمنهم والده المقدس الشيخ زين الدين علي، و السيد حسين بن مساعد الحسيني الحائري صاحب تحفة الأبرار في مناقب الأئمة الأطهار، و السيد علي بن عبد الحسين الموسوي صاحب (رفع الملامة عن علي عليه السلام في ترك الإمامة)، و الشيخ علي بن يونس زين الدين النباطي البياضي صاحب (الصراط المستقيم)(1) و غيرهم.

أقوال العلماء في حقه:

قال المقري في الجزء الرابع من كتابه نفح الطيب ص 397 ط مصر:

الكفعمي هو ابراهيم بن علي بن حسن بن محمد بن صالح و ما رأيت مثله في سعة الحفظ و الجمع.

و قال السيد الأمين في كتابه الأعيان ج 2 ص 185: و حكى الشيخ عبد النبي الكاظمي نزيل جويا من جبل عامل في كتابه تكملة الرجال أنه وجد بخط المجلسي: ابراهيم بن علي بن الحسن بن محمد بن صالح الكفعمي من مشاهير الفضلاء و المحدثين و الصلحاء المتورعين و كان بين الشهيد الأول و الثاني رضي اللّه عنهما و له تصانيف كثيرة في الدعوات و غيرها.

ص: 6


1- روضات الجنات ج 1 ص 32.

و قال الحر العاملي في كتابه أمل الآمل ج 1 ص 28: كان ثقة فاضلا أديبا شاعرا عابدا زاهدا ورعا.

و قال العلامة الاصفهاني في الرياض: الشيخ الأجل العالم الفاضل الكامل الفقيه المعروف بالكفعمي من أجلة علماء الأصحاب.

و قال الخوانساري في كتابه الروضات ج 1 ص 31: هو الشيخ العالم الورع الأمين الثقة الأديب الماهر المتقن.

و قال العلامة الأعلمي في موسوعته دائرة المعارف الشيعية ج 2 ص 115:

ابراهيم بن علي بن الحسن بن محمد بن صالح الكفعمي صاحب المصباح و تصانيف غيرها إمامي عالم جليل ثقة.

و غيرها من كتب التراجم التي سردت ألفاظ الثناء البالغ على المترجم له ككتاب سفينة البحار و الفوائد الرضوية و الكنى و الألقاب و الذريعة و المشيخة للرازي و غيرها من كتب المعاجم و التراجم.

تآليفه القيمة:

1 - الجنة الواقية و الجنة الباقية المشتهر بالمصباح.

2 - البلد الأمين (و هو هذا الكتاب بين يديك)(1).

3 - شرح الصحيفة السجادية.

4 - رسالة المقصد الأسنى أو المقام الأسنى في شرح الأسماء الحسنى.

5 - محاسبة النفس اللوامة و تنبيه الروح النوامة.

6 - نهاية الإرب في أمثال العرب كبير في مجلدين.

7 - قراضة النضير في التفسير ملخص مجمع البيان للطبرسي.

8 - سفط الصفات في شرح دعاء السمات.

ص: 7


1- و قد طبع هذا السفر القيم بالطباعة الحجرية في كل من بمبي الهند و ايران و قد تصدت مؤسسة الأعلمي للمطبوعات في بيروت لطبعه و اخراجه باسلوب جديد و حلة رائعة خالية قدر المستطاع من الأخطاء المطبعية فجاء بحمد اللّه كما أرادت.

9 - لمع البرق في معرفة الفرق.

10 - زهر الربيع في شواهد البديع.

11 - فروق اللغة.

12 - المنتقى في العوذ و الرقى.

13 - الكواكب الدرية.

14 - حياة الأرواح و مشكاة المصباح.

إلى تأليف أخرى أنهاها السيد الأمين في الأعيان الى 49 مصنف.

وفاته:

توفي شيخنا الكفعمي في كربلاء المقدسة سنة 905 كما في كشف الظنون و كان يوصي أهله بدفنه في الحائر المقدس بأرض تسمى (عقيرا) و من ذلك قوله:

سألتكم باللّه أن تدفنوني *** اذا مت في قبر بأرض عقيرا

فاني به جار الشهيد بكربلا *** سليل رسول اللّه خير مجير

فاني به في حفرتي غير خائف *** بلا مرية من منكر و نكير

آمنت به في موقفي و قيامتي *** اذا الناس خافوا من لظى و سعير

فإني رأيت العرب يحمى نزيلها *** و يمنعه من ان ينال بضير

فكيف بسبط المصطفى ان يذود من *** بحائره ثاو بغير نصير

و عار على حامي الحمى و هو في الحمى *** اذا ضل في البيدا عقال بعير

و ذكر السيد الأمين في الأعيان: أن تاريخ وفاته مجهول و في بعض المواضع أنه توفي سنة 900 بكربلا و دفن فيها و ظهر له قبر بجبشيت من جبل عامل و عليه صخرة مكتوب فيها اسمه و اللّه أعلم حيث دفن.

هذا ما أردناه ايراده و الحمد للّه أولا و آخرا و صلّى اللّه على خاتم الأنبياء و المرسلين محمد و على آله الطيبين الطاهرين.

بيروت في 30 من شهر رمضان المبارك عام 1417 ه

الموافق 7 شباط عام 1997 م.

علاء الدين الأعلمي

ص: 8

مقدمة المؤلف

بسم اللّه الرّحمن الرّحيم

اللّهمّ وفّق لإكمالۀ بمحمّد و كرام آله، من استعان بغير اللّه ذلّ، الحمد للّه الّذي جعل الدّعاء سلّما نرتقي به أعلى المراتب، و وسيلة إلى اقتناء غرر المحامد و درر المواهب، و الصّلاة على من وطىء بأخمصه فلك الأفلاك وهام الكواكب محمّد المنتجب، من ذرّيّة لؤيّ بن غالب و على آله و أصحابه السّراة الأطائب، صلاة تعمّ أرجاء المشارق و المغارب، و تسمع كلّ شاهد و غائب، فبعد: فهذا كتاب محتو على عوذ و دعوات و تسابيح و زيارات منقولة عن سادات القادات و قادات السّادات الغرّ الميامين آل طه و يس لا تمجّ ألفاظها الآذان و لا يبلي معانيها الزّمان، مأخوذة من كتب معتمد على صحّتها، مأمور بالتّمسّك بعروتها، لا يغيّرها اختلاف العصرين و لا كرّ الملوين، و قد رسمت ما وضعته و وسمت ما جمعته (بالبلد الأمين و الدّرع الحصين) و هو اسم وافق المسمّى و لفظ طابق المعنى من التجأ إلى معاقل صياصيه أمن من العدوان و من تهجّد بتلاوة أدانيه و أقاصيه، حلّ بساحة الأمان يغلق بعوذاته رتاج الأحزان و يطلق بدعواته عاني الحدثان:

فيا فوز من يهدى بنور هدائه *** و يا فخر من يعلو سواء سبيله

سيأكل عفوا من ثمار جنانه *** و ينهل يوم الحشر من سلسبيله

و صاحبه ذو أمنة يوم ظعنه *** و سعد يرى و اللّه يوم مقيله

سيكلأ حقّا من حوادث يومه *** و يحفظ صدقا من طوارق ليله

به يمس راق في معارج عزّه *** و يصبح باق في نعيم جميله

***

قد عاذ به المتعبّدون *** فهم في حصن حصين

ولاذ به المتهجّدون *** فهم في مقام أمين

يبشّرهم ربّهم برحمة منه و رضوان *** و جنّات لهم فيها نعيم مقيم

ص: 9

خالدين فيها أبدا *** إنّ اللّه عنده أجر عظيم

و اللّه حسبنا و نعم الوكيل *** و لنا في السّرّ و الجهر كفيل

فيما يتعلّق بآداب التخلّي

ينبغي للإنسان إذا دخل إلى الخلاء لقضاء الحاجة أن يغطّي رأسه و يدخل رجله اليسرى قبل اليمنى فليقل(1): بسم اللّه و باللّه أعوذ باللّه من الرّجس النّجس(2)الخبيث المخبث الشيطان الرّجيم.

و يقول إذا استنجى: اللّهمّ حصّن فرجي و أعفّه و استر عورتي و حرّمني على النّار و وفّقني لما يقرّبني منك يا ذا الجلال و الإكرام. فإذا قام من موضعه أمرّ يده

ص: 10


1- ذكر ابن بابويه رحمه اللّه في كتابه من لا يحضره الفقيه، عن الصادق عليه السّلام أنه قال: من كثر عليه السّهو في الصلاة، فليقل اذا دخل الخلا بسم اللّه و باللّه إلى آخر ما في العوذة فانّه يذهب عنه [منه رحمه اللّه].
2- قوله عليه السّلام الرجس النجس الى آخره الرجس القذر و هو ضدّ النظافة و قال الازهري هو اسم لكل ما يتقذر من عمل و يقال الرجس المأثم و منه رجس اذا عمل عملا قبيحا و عليه قوله تعالى: إِنَّمٰا يُرِيدُ اَللّٰهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ اَلرِّجْسَ أَهْلَ اَلْبَيْتِ أي الاعمال القبيحة و المعاصي و قيل الرجس الذي يؤدّي الى العذاب و منه قوله تعالى: كَذٰلِكَ يَجْعَلُ اَللّٰهُ اَلرِّجْسَ عَلَى اَلَّذِينَ لاٰ يُؤْمِنُونَ و الخبيث ضدّ الطيّب و قال أبو الهيثم الخبيث هنا هو الذكر من الشياطين و المخبث هو الذي يعلم الناس الخبث و قال الهروي في الغريبين الخبيث ذو الخبث في نفسه و المخبث الذي اعوانه خبثاء كما قال قوي مقوي فالقويّ في نفسه و المقوّي ان يكون دابته قويّة، و قال المطرزي في المغرب اذا اتى احدكم الخلا فليقل اعوذ باللّه من الخبث و الخبائث و هما جمع خبيث و خبيثة و المراد شياطين الانس و الجن ذكرانهم و اناثهم، و قال الهروي الخبيث هنا الكفر و الخبائث الشياطين، و قيل الخبث بضمّ الخاء جمع الخبيث و هو الذّكر من الشياطين و الخبائث جمع الخبيثة و هي الانثى من الشياطين، و اعلم ان النّجس بفتحتين الاّ هنا فانه بكسر النون و سكون الجيم نصّ على ذلك الحريري في درّته و المقداد في كنزه و غيرهما قلت نجس و كذا نقول حدث امر لا حدث بضم الدّال و أكثر النسخ الرجس النجس بكسر الجيم و قال الشيخ المقداد في تفسير قوله تعالى إِنَّمَا اَلْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ النجس مصدر في الاصل تقول نجس بكسر العين نجسا بفتحتين و هو نجس بفتح العين و كسرها فاذا استعمل مع الرجس كسر اوله يقال رجس نجس بكسر أولهما و سكون الجيم.

على بطنه قائلا: الحمد للّه الّذي أماط(1) عنّي الأذى، و هنأني طعامي و شرابي و عافاني من البلوى. فإذا خرج من الخلاء بعد إخراج رجله اليمنى، قال: الحمد للّه الّذي عرّفني لذّته و أبقى في جسدي قوّته و أخرج عنّي أذاه يا لها نعمة يا لها نعمة يا لها نعمة لا يقدر القادرون قدرها.

فإذا أراد الوضوء فليقل إذا نظر إلى الماء: الحمد للّه الّذي جعل الماء طهورا و لم يجعله نجسا.

و يقول عند المضمضة: اللّهمّ لقّنّي حجّتي يوم ألقاك و أطلق لساني بذكراك.

و عند الاستنشاق: اللّهمّ لا تحرّمني طيّبات الجنان و اجعلني ممّن يشمّ ريحها و روحها و ريحانها(2). و عند غسل الوجه: اللّهمّ بيّض وجهي يوم تسودّ فيه الوجوه و لا تسوّد وجهي يوم تبيضّ فيه الوجوه. و عند غسل يده اليمنى: اللّهمّ أعطني(3)كتابي بيميني و الخلد في الجنان بشمالي و حاسبني حسابا يسيرا. و عند اليسرى:

اللّهمّ لا تعطني كتابي بشمالي و لا من وراء ظهري و لا تجعلها مغلولة إلى عنقي و أعوذ بك من مقطّعات النار. و عند مسح رأسه: اللّهمّ غشّني رحمتك و بركاتك.

و عند رجليه: اللّهمّ ثبّت قدميّ على الصّراط يوم تزلّ فيه الأقدام و اجعل سعيي فيما يرضيك عنّي يا ذا الجلال و الإكرام. و عند فراغه: الحمد للّه ربّ العالمين اللّهمّ اجعلني من التوّابين و من المتطهّرين، و روي أن من قرأ بعد وضوئه إنّا أنزلناه و قال:

اللّهمّ إنّي أسألك تمام الوضوء و تمام الصّلاة و تمام رضوانك و تمام مغفرتك لا تمرّ بذنب قد أذنبه إلاّ محته.

ص: 11


1- قال أماط عنّي أي تنحّى و مطّت عنه تنحيت و منه إماطة الأذى عن الطريق، قاله الجوهري.
2- الروح و الرّيحان ذكر تفسيرهما في حاشية الصّحيفة في دعائه عليه السّلام في عرفة. منه ره.
3- في الحديث يعطى صاحب القرآن الخلد بيمينه، و الملك بشماله لم يرد ان شيئا يوضع في يده، و انّما أراد أن الملك و الخلد يجعلان له، لأن من جعل شيئا له ملكا فقد جعل في يده، يقال: هو في يدك اذا استوليت عليه و منه قوله تعالى: بِيَدِكَ اَلْخَيْرُ قاله الهروي. منه رحمه اللّه تعالى.

ذكر ما يتعلق بالميّت في وصيّته

ينبغي ألاّ يترك الإنسان الوصيّة مطلقا و تتأكّد في حال المرض، و أن يخلّص نفسه من حقوقه تعالى و مظالم عباده. فعن النّبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: من لم يحسن الوصيّة عند موته كان ذلك نقصا في عقله و مروّته، قالوا يا رسول اللّه: و كيف الوصيّة، قال:

إذا حضرته الوفاة و اجتمع النّاس إليه قال(1): اللّهمّ فاطر السّموات و الأرض عالم الغيب و الشهادة الرّحمن الرّحيم إنّي أعهد إليك أنّي أشهد أن لا إله إلاّ أنت وحدك لا شريك لك، و أنّ محمّدا صلّى اللّه عليه و آله عبدك و رسولك، و أنّ السّاعة آتية لا ريب فيها و أنّك تبعث من في القبور، و أنّ الحساب حقّ، و أنّ الجنّة حقّ، و ما وعدت فيها من النّعيم من المأكل و المشرب و النّكاح حقّ، و أنّ النّار حقّ، و أنّ الإيمان حقّ، و أنّ الدّين كما وصفت و أنّ الإسلام كما شرعت، و أنّ القول كما قلت، و أنّ القرآن كما أنزلت و أنّك أنت اللّه الحقّ المبين، و أنّي أعهد إليك في دار الدّنيا أنّي رضيت بك ربّا، و بالإسلام دينا، و بمحمّد صلّى اللّه عليه و آله نبيّا، و بعليّ إماما، و بالقرآن كتابا، و أنّ أهل بيت نبيّك عليه و عليهم السّلام أئمّتي، اللّهمّ أنت ثقتي عند شدّتي، و رجائي عند كربتي، و عدّتي عند الأمور الّتي تنزل بي، و أنت وليّي في نعمتي، و إلهي و إله آبائي، صلّ على محمّد و آله و لا تكلني إلى نفسي طرفة عين أبدا و آنس في قبري وحشتي، و اجعل لي عندك عهدا يوم ألقاك منشورا. فهذا عهد الميّت يوم يوصي بحاجته و الوصيّة حقّ على كلّ مسلم. قال الصّادق عليه السّلام(2):

ص: 12


1- رأيت في بعض المصابيح ان هذا الدعاء المذكور في الأصل يسمّى دعاء العهد، من كتبه يوم الاحد و دخل على سلطان قضى حاجته، و من كتبه يوم الاثنين و حمله و سافر ربحت تجارته، و من كتبه يوم الثلاثاء و ايضا حمله و طلب التزويج من قوم زوّجوه، و ان كتبه المحبوس يوم الاربعاء و حمله اطلق، و من كتبه يوم الخميس بعد زوال الشّمس و حمله و خاصم قهر خصمه، و من كتبه يوم الجمعة و علقه على دكان كثر ربوته و من كتبه يوم السبت و علّقه على من يريد الصّلح بينه و بين قوم او بين امرأة و زوجها حصل الصّلح باذن اللّه تعالى. منه رحمه اللّه تعالى.
2- و عن الصادق عليه السّلام عن أبيه عن آبائه عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في قوله تعالى: لاٰ يَمْلِكُونَ اَلشَّفٰاعَةَ الآية، اذا كان يوم القيامة نادى مناد من قبل العرش الا من كان له قبلي حق او له عندي عهد -

و تصديق هذا قوله تعالى: لاٰ يَمْلِكُونَ اَلشَّفٰاعَةَ إِلاّٰ مَنِ اِتَّخَذَ عِنْدَ اَلرَّحْمٰنِ عَهْداً (1)و هذا هو العهد. و قال النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لعليّ عليه السّلام: تعلمها أنت و علّمها أهل بيتك و شيعتك فقد علّمنيها جبرئيل عليه السّلام.

نسخة الكتاب الّذي يوضع عند الجريدة مع الميّت

تقول قبل أن تكتب: بسم اللّه الرّحمن الرّحيم أشهد أن لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له و أشهد أنّ محمّدا عبده و رسوله صلّى اللّه عليه و آله و أنّ الجنّة حقّ و أنّ النّار حقّ، و أنّ السّاعة آتية لا ريب فيها و أنّ اللّه يبعث من في القبور، ثم تكتب:

بسم اللّه الرّحمن الرّحيم شهد الشّهود المسمّون في هذا الكتاب أنّ أخاهم في اللّه عزّ و جلّ فلان ابن فلان (و يذكر اسم الرّجل) أشهدهم و استودعهم و أقرّ عندهم أنّه يشهد أن لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له، و أنّ محمّدا صلّى اللّه عليه و آله عبده و رسوله، و أنّه مقرّ بجميع الأنبياء و الرّسل عليهم السّلام و أنّ عليّا وليّ اللّه و إمامه، و أنّ الأئمّة من ولده أئمّته، و أنّ أوّلهم الحسن و الحسين ابنا رسول اللّه و سبطاه إماما الهدى و قائدا الرّحمة، و أنّ عليّا و محمّدا و جعفرا و موسى و عليّا و محمّدا و عليّا و حسنا و الحجّة عليهم السّلام أئمّة و قادة و دعاة إلى اللّه جلّ و علا و حجّة على عباده، ثمّ يقول للشهود: يا فلان و يا فلان المسمّين في هذا الكتاب أثبتوا لي هذه الشّهادة عندكم حتى تلقوني بها عند الحوض، ثمّ يقول الشهود: يا فلان نستودعك اللّه و الشّهادة و الإقرار و الإخاء مودوعة عند رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و نقرأ عليك السّلام

ص: 13


1- سورة مريم، الآية: 87.

و رحمة اللّه و بركاته، ثمّ تطوى الصّحيفة و تختم بخاتم الشّهود و خاتم الميّت و توضع على يمين الميّت مع الجريدة، و تكتب الصّحيفة بالكافور و عود على جهته غير مطيّب، و ينبغي إذا حضره الموت أن يقرأ عنده القرآن خصوصا سورتي يس و الصّافّات، و يلقّن الشّهادتين و الإقرار بالأئمّة عليهم السّلام واحدا واحدا، و كلمات الفرج و هي: لا إله إلاّ اللّه الحليم الكريم، لا إله إلاّ اللّه العليّ العظيم، سبحان اللّه ربّ السّماوات السّبع و ربّ الأرضين السّبع، و ما فيهنّ و ما بينهنّ و ما تحتهنّ، و ربّ العرش العظيم، و الحمد للّه ربّ العالمين، و الصّلاة على محمّد و آله الطّيّبين. و ينبغي أن يكتب على الأكفان كلّها: فلان يشهد أن لا إله إلاّ اللّه و أنّ محمّدا رسول اللّه و أنّ عليّا أمير المؤمنين و الأئمّة من ولده واحدا واحدا أئمّة الهدى الأبرار(1).

ذكر الصّلاة على الميت

و هي خمس تكبيرات بينهن أربعة أدعية فيكبّر المصلّي فيقول: اللّه أكبر أشهد أن لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له و أشهد أنّ محمّدا عبده و رسوله. ثمّ يكبّر الثّانية و يقول: اللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد و بارك على محمّد و آل محمّد و ارحم محمّدا و آل محمّد كأفضل ما صلّيت و باركت و ترحّمت على إبراهيم و آل إبراهيم إنّك حميد مجيد. ثمّ يكبّر الثالثة و يقول: اللّهمّ اغفر للمؤمنين و المؤمنات و المسلمين و المسلمات الأحياء منهم و الأموات و تابع بيننا و بينهم بالخيرات إنّك مجيب الدّعوات إنّك على كلّ شيء قدير. ثمّ يكبّر الرّابعة و يدعو للميّت فإن كان مؤمنا قال: اللّهمّ عبدك و ابن عبدك و ابن أمتك نزل بك و أنت خير منزول به اللّهمّ إنّا لا نعلم منه إلاّ خيرا و أنت أعلم به منّا، اللّهمّ إن كان محسنا فزد في إحسانه و إن كان

ص: 14


1- و في فوائد ابن مشحر عن الرّضا عليه السّلام عن ابيه عن آبائه عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم من مر على المقابر فقرأ التوحيد احدى عشر مرة ثم وهب اجره للأموات أعطي من الأجر بعددهم [منه رحمه اللّه تعالى].

مسيئا فتجاوز عن سيّئاته و احشره مع من كان يتولاّه من الأئمّة الطّاهرين(1). و إن كان مخالفا معاندا دعا عليه و لعنه، و إن كان مستضعفا قال: اللّهمّ اغفر لِلَّذِينَ تٰابُوا وَ اِتَّبَعُوا سَبِيلَكَ (2) الآية. و إن كان لا يعرف مذهبه قال: اللّهمّ إنّ هذه نفس أنت أحييتها و أنت أمتّها و أنت أعلم بسرّها و علانيتها فولّها من تولّت و احشرها مع من أحبّت. و إن كان طفلا قال: اللّهمّ اجعله لنا و لأبويه فرطا. ثمّ يكبّر الخامسة و ينصرف، و إن كان إماما لا يبرح حتّى ترفع الجنازة(3) و يقول وليّ الميّت أو من يأمره إذا أنزل الميّت في قبره: اللّهمّ اجعلها روضة من رياض الجنّة و لا تجعلها حفرة من حفر النّار، و يقول من يتناوله: بسم اللّه و باللّه و في سبيل اللّه و على ملّة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، أللّهمّ إيمانا بك و تصديقا بكتابك، هذا ما وعدنا اللّه و رسوله و صدق اللّه و رسوله، اللّهمّ زدنا إيمانا و تسليما. و يستحبّ أن يلقّن الميّت الشّهادتين و أسماء الأئمّة عليهم السّلام عند وضعه في القبر قبل تشريج اللّبن عليه، و كذا بعد انصراف النّاس عنه و أن يدعو للميّت عند تشريج اللّبن عليه و بعد دفنه بهذا الدّعاء: اللّهمّ آنس وحشته و ارحم غربته و أسكن روعته وصل وحدته و أسكن إليه من رحمتك رحمة يستغني بها عن رحمة من سواك و احشره مع من كان يتولاّه.

ص: 15


1- قاله الشهيد في نفليّته و يدعو للميّت في صلاة الجنازة بما روي عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و هو هذا اللهم هذا عبدك و ابن عبدك ماض فيه حكمك، خلقته و لم يكن شيئا مذكورا و أنت خير منزول به فالحقه بنبيّه و نوّر له قبره و اوسع عليه مداخله و ثبّته، فانّه افتقر الى رحمتك و استغنيت عنه و كان يشهد أن لا اله الا انت فاغفر له و لا تحرمنا أجره و لا تفتنّا بعده. و الدعاء الذي في الاصل ذكره الشيخ الطوسي رحمه اللّه تعالى في مصباحه [منه رحمه اللّه تعالى].
2- سورة غافر، الآية: 7 و الآية هي: فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تٰابُوا وَ اِتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَ قِهِمْ عَذٰابَ اَلْجَحِيمِ.
3- الجنازة بالكسر السرير، و بالفتح الميت، قاله المطرزي في مغربه و قيل: هما لغتان، و قال ابن قتيبة في كتابه أدب الكاتب في باب ما يجوز فيه فعالة و فعالة الرطانة و الوقاية و الدلالة و الوكالة و الخزانة و البداوة و الحضارة و الولاية و الوزارة و الرضاعة و الجلالة و الجدالة و مهّدت له مهادة و قد نوب الناقة نوابة.

ذكر الأذان و الإقامة

الأذان و الإقامة معروفان و هما في الصلوات الخمس مستحبّان فإذا قام إلى الصّلاة أذّن، فإذا فرغ منه سجد و قال في سجوده: لا إله إلاّ أنت ربّي سجدت لك خاشعا خاضعا(1) ذليلا، اللّهمّ اجعل قلبي بارّا و رزقي دارّا و عيشي قارّا و اجعل لي عند قبر نبيّك محمّد صلّى اللّه عليه و آله مستقرّا و قرارا. فإذا جلس قال: سبحان من لا تبيد معالمه، سبحان من لا ينسى من ذكره، سبحان من لا يخيّب سائله، سبحان من ليس له حاجب يغشى و لا بوّاب يرشى و لا ترجمان يناجى، سبحان من اختار لنفسه أحسن الأسماء، سبحان من فلق البحر لموسى، سبحان من لا يزداد على كثرة العطاء إلاّ كرما وجودا، سبحان من هو هكذا و لا هكذا غيره. ثمّ يقيم الصّلاة و يقول بعد الإقامة: اللّهمّ ربّ هذه الدّعوة التامّة و الصّلاة القائمة بلّغ محمّدا صلّى اللّه عليه و آله الدّرجة و الوسيلة و الفضل و الفضيلة، باللّه أستفتح و باللّه أستنجح و بمحمّد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و عليهم أتوجّه، اللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد و اجعلني بهم عندك وجيها في الدّنيا و الآخرة و من المقرّبين. ثمّ قل: يا محسن قد أتاك المسيء و قد أمرت المحسن منّا أن يتجاوز عن المسيء و أنت المحسن و أنا المسيء فبحقّ محمّد و آل محمّد صلّ على محمّد و آل محمّد و تجاوز عن قبيح ما تعلم منّي يا ذا الجلال و الإكرام.

ذكر صلاة الظهر و تعقيباتها

و اعلم أنّ أوّل صلاة افترضت صلاة الظّهر، و لذلك سمّيت الأولى فإذا زالت الشّمس فقل: لا إله إلاّ اللّه و اللّه أكبر و سبحان اللّه و الحمد للّه الّذي لم يتّخذ ولدا

ص: 16


1- الفرق بين الخضوع و الخشوع انّ الخضوع في البدن و الخشوع في البدن و البصر و الصّوت [منه رحمه اللّه].

و لم يكن له شريك في الملك و لم يكن له وليّ من الذّلّ و كبّره تكبيرا، ثمّ قل: اللّهمّ ربّنا لك الحمد جملته و تفسيره كما استحمدت به إلى أهله الّذين خلقتهم له و ألهمتهم ذلك الحمد كلّه، اللّهمّ ربّنا لك الحمد كما جعلت الحمد رضاك عمّن بالحمد رضيت عنه ليشكر ما به من نعمتك، اللّهمّ ربّنا لك الحمد كما رضيت به لنفسك و قضيت به على عبادك حمدا مرغوبا فيه عند الخوف منك لمهابتك و مرهوبا عند أهل العزّة بك لسطواتك و مشكورا عند أهل الإنعام منك لإنعامك، فسبحانك ربّنا متكبّرا في منزلة تدهدهت أبصار النّاظرين و تحيّرت عقولهم عن بلوغ علم جلالها، تباركت في منازلك العلى كلّها و تقدّست في الآلاء الّتي أنت فيها يا أهل الكبرياء لا إله إلاّ أنت الكبير للفناء خلقتنا و أنت الكائن للبقاء فلا تفنى و لا نبقى و أنت العالم بنا و نحن أهل الغرّة و الغفلة عن شأنك، و أنت الّذي لا تغفل و لا تأخذك سنة و لا نوم بحقّك يا سيّدي صلّ على محمّد و آله و أجرني من تحويل ما أنعمت به عليّ في الدّين و الدّنيا يا كريم. و يستحبّ أن يقرأ القدر عند الزّوال عشرا ثمّ يتوجّه إلى المسجد(1) ليصلّي الفريضة فيه فإذا أراد دخوله قدّم رجله اليمنى قبل اليسرى، و قال: بسم اللّه و باللّه و من اللّه و إلى اللّه و خير الأسماء كلّها للّه توكّلت على اللّه و لا حول و لا قوّة إلاّ باللّه، اللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد و افتح لي أبواب رحمتك و توبتك و أغلق عنّي أبواب معصيتك و اجعلني من زوّارك و عمّار مساجدك

ص: 17


1- عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: من توضّأ و خرج الى المسجد فقرأ حين يخرج من بيته بسم اللّه الذي خلقني و هو يهدين هداه اللّه عز و جل الى الصواب و اذا قال و الذي يطعمني و يسقين اطعمه اللّه من طعام الجنّة و سقاه من شرابها و اذا قال و اذا مرضت فهو يشفين جعل اللّه عز و جل ذلك كفارة لذنوبه، و اذا قال و الّذي يميتني ثم يحيين اماته اللّه ميتة الشهداء و أحياه حياة السعداء و اذا قال و الذي اطمع ان يغفر لي خطيئتي يوم الدين غفر اللّه له خطأه كلّه و ان كان أكثر من زبد البحر و اذا قال رب هب لي حكما و ألحقني بالصالحين وهب اللّه تعالى له حكما و علما و ألحقه بصالح من مضى و صالح من بقي، و اذا قال و اجعل لي لسان صدق في الآخرين كتب اللّه عز و جل له ورقة بيضاء ان فلان ابن فلان من الصادقين، و اذا قال من ورثة جنة النعيم اعطاه اللّه تعالى منازل في الجنة، و اذا قال و اغفر لأبي غفر اللّه تعالى لأبويه، قاله الشيخ ابن فهد في عدته.

و ممّن يناجيك باللّيل و النّهار، و من الّذين هم في صلاتهم خاشعون و ادحر عنّي الشّيطان الرّجيم و جنود إبليس أجمعين. فإذا واجهت القبلة فقل: اللّهمّ إليك توجّهت، و رضاك طلبت، و ثوابك ابتغيت، و بك آمنت، و عليك توكّلت، اللّهمّ صلّ على محمّد و آله و افتح مسامع قلبي لذكرك، و ثبّتني على دينك و لا تزغ قلبي بعد إذ هديتني، وهب لي من لدنك رحمة إنّك أنت الوهّاب.

فإذا توجّه إلى الصّلاة قال و هو مستقبل القبلة: اللّهمّ ربّ هذه الدّعوة التّامّة (و قد مرّ ذكره) ثم يكبّر ثلاثا و يقول بعدها: اللّهمّ أنت الملك الحقّ المبين لا إله إلاّ أنت سبحانك و بحمدك عملت سوء و ظلمت نفسي فاغفر لي إنّه لا يغفر الذّنوب إلاّ أنت. ثمّ يكبّر اثنتين و يقول: لبيّك و سعديك و الخير في يديك و الشّرّ ليس إليك و المهديّ من هديت عبدك و ابن عبديك ذليل بين يديك منك و بك و لك و إليك لا ملجأ و لا منجا و لا مفرّ منك إلاّ إليك سبحانك و حنانيك سبحانك ربّ البيت الحرام. ثم يكبر اثنتين و يقول: وجّهت وجهي للّذي فطر السّموات و الأرض على ملّة إبراهيم و دين محمّد و منهاج عليّ حنيفا مسلما و ما أنا من المشركين إنّ صلاتي و نسكي و محياي و مماتي للّه ربّ العالمين، لا شريك له و بذلك أمرت و أنا من المسلمين، أعوذ باللّه من الشّيطان الرّجيم. و الواحدة من هذه التّكبيرات فرض و الباقي نفل، و الأولى أن تكون الأخيرة الّتي ينوي بها الدخول في الصّلاة.

و يستحبّ أن يقول في ركوعه: اللّهمّ لك ركعت و لك خشعت و بك آمنت و لك أسلمت و عليك توكّلت و أنت ربّي خشع لك سمعي و بصري و مخّي و عصبي و عظامي و ما أقلّته قدماي للّه ربّ العالمين سبحان ربّي العظيم و بحمده، سبعا أو خمسا أو ثلاثا. و في انتصابه: سمع اللّه لمن حمده الحمد للّه ربّ العالمين أهل الكبرياء و العظمة و الجود و الجبروت. و في كلتي سجدتيه: اللّهمّ لك سجدت و بك آمنت و لك أسلمت و عليك توكّلت و أنت ربّي سجد لك سمعي و بصري و شعري

ص: 18

و بشري و عصبي و مخّي و عظامي سجد وجهي الفاني البالي للّذي خلقه و صوّره و شقّ سمعه و بصره تبارك اللّه أحسن الخالقين سبحان ربّي الأعلى و بحمده، سبعا أو خمسا أو ثلاثا. و في جلوسه: اللّهمّ اغفر لي و ارحمني و اجبرني و اهدني إنّي لما أنزلت إليّ من خير فقير. و في قنوته: ما أحبّ و أفضله كلمات الفرج و قد ذكرت.

و يقول في التشهّد الأوّل: بسم اللّه و باللّه و الأسماء الحسنى كلّها للّه أشهد أن لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له و أشهد أنّ محمّدا عبده و رسوله اللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد و تقبّل شفاعته في أمّته و ارفع درجته. و في قيامه منه: بحول اللّه و قوّته أقوم و أقعد. و في التشهّد الأخير(1): بسم اللّه و باللّه و الأسماء الحسنى كلّها للّه أشهد أن لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له و أشهد أنّ محمّدا عبده و رسوله صلّى اللّه عليه و آله أرسله بالهدى و دين الحقّ ليظهره على الدّين كلّه و لو كره المشركون التحيّات للّه و الصّلوات الطّيّبات الطّاهرات الزّاكيات الرّائحات الغاديات النّاعمات للّه ما طاب و طهر و زكى و نمى و خلص و ما خبث فلغير اللّه، أشهد أن لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له، و أشهد أنّ محمّدا عبده و رسوله أرسله بالحقّ بشيرا و نذيرا بين يدي السّاعة، و أشهد أنّ الجنّة حقّ، و أنّ النّار حقّ، و أنّ السّاعة آتية لا ريب فيها، و أنّ اللّه يبعث من في القبور، و أشهد أنّ ربّي نعم الرّبّ و أنّ محمّدا نعم الرّسول، و أشهد أنّ ما على الرّسول إلاّ البلاغ المبين، اللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد و بارك على محمّد و آل محمّد و ارحم محمّدا و آل محمّد كأفضل ما صلّيت و باركت و رحمت و ترحّمت و تحنّنت على إبراهيم و آل إبراهيم إنّك حميد مجيد، السّلام عليك أيّها النّبيّ و رحمة اللّه و بركاته، السّلام على جميع أنبياء اللّه و ملائكته و رسله، السّلام على الأئمّة الهادين المهديّين، السّلام علينا و على عباد اللّه الصّالحين. ثمّ يكبّر ثلاثا رافعا بها يديه، و يسبّح تسبيح الزّهراء عليها السّلام(2) ثمّ قل

ص: 19


1- و يعتقد وجوب التشهّد في الأولى و ندب الثانية.
2- عن الباقر عليه السّلام من سبح تسبيح فاطمة عليها السّلام ثم استغفر اللّه غفر له، و عن الصادق عليه السّلام -

ما ينبغي أن يقال عقيب كلّ فريضة و هو:

لا إله إلاّ اللّه إلها واحدا و نحن له مسلمون، لا إله إلاّ اللّه و لا نعبد إلاّ إيّاه مخلصين له الدّين و لو كره المشركون، لا إله إلاّ اللّه ربّنا و ربّ آبائنا الأوّلين، لا إله إلاّ اللّه وحده وحده أنجز وعده و نصر عبده و أعزّ جنده و هزم الأحزاب وحده فله الملك و له الحمد يحيي و يميت و هو حيّ لا يموت، بيده الخير و هو على كلّ شيء قدير. ثمّ قل: أستغفر اللّه الّذي لا إله إلاّ هو الحيّ القيّوم و أتوب إليه. ثمّ قل(1):

اللّهمّ اهدني من عندك و أفض عليّ من فضلك و انشر عليّ من رحمتك و أنزل عليّ من بركاتك، سبحانك لا إله إلاّ أنت اغفر لي ذنوبي كلّها جميعا فإنّه لا يغفر الذّنوب كلّها جميعا إلاّ أنت، اللّهمّ (2) إنّي أسألك من كلّ خير أحاط به علمك و أعوذ بك من كلّ شرّ أحاط به علمك اللّهمّ إنّي أسألك عافيتك في أموري كلّها، و أعوذ بك من خزي الدّنيا و عذاب الآخرة، و أعوذ بوجهك الكريم و عزّتك الّتي لا ترام و قدرتك الّتي لا يمتنع منها شيء من شرّ الدّنيا و الآخرة و من شرّ الأوجاع كلّها، و من شرّ كلّ دابّة أنت آخذ بناصيتها، إنّ ربّي على صراط مستقيم و لا حول و لا قوّة إلاّ باللّه العليّ العظيم توكّلت على الحيّ الّذي لا يموت(3) و الحمد للّه الّذي لم

ص: 20


1- و رأيت بخط الشهيد رحمه اللّه ان النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال: من أراد ان لا يقفه اللّه تعالى يوم القيامة على قبيح اعماله، و لا ينشر له ديوان قبائحه فليدع بهذا الدعاء في دبر كل صلاة و هو اللهم ان مغفرتك ارجى من عملي و انّ رحمتك اوسع من ذنبي اللهم ان كان ذنبي عندك عظيما فعفوك أعظم من ذنبي، اللهم ان لم اكن أهلا ان أبلغ رحمتك فرحمتك اهل ان تبلغني لأنها وسعت كل شيء برحمتك يا أرحم الراحمين [منه رحمه اللّه تعالى]..
2- عن الصادق عليه السّلام أدنى ما يجزي من الدعاء عقيب المكتوبة ان يقول اللهم صلّ على محمد و آل محمد اللهم اني اسئلك من كل خير إلى آخر الدعاء.
3- و في كتاب الفرج بعد الشدّة لابن ابي الدنيا أن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال لأحد من أصحابه و قد رآه متغيرا: -

يتّخذ ولدا و لم يكن له شريك في الملك و لم يكن له وليّ من الذّلّ و كبّره تكبيرا. ثم قل(1): لا إله إلاّ اللّه إِنَّ اَللّٰهَ وَ مَلاٰئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى اَلنَّبِيِّ يٰا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَ سَلِّمُوا تَسْلِيماً ، لبّيك اللّهمّ لبّيك و سعديك اللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد و أهل بيت محمّد و على ذرّيّة محمّد و عليه و عليهم السّلام و رحمة اللّه و بركاته، و أشهد أنّ التّسليم منّا لهم و الائتمام بهم و التّصديق لهم ربّنا آمنّا بك و صدّقنا رسولك و سلّمنا تسليما، ربّنا آمنّا بما أنزلت و اتّبعنا الرّسول و آل الرّسول فاكتبنا مع الشّاهدين. ثم قل:(2) سبحان اللّه كلّما سبّح اللّه شيء و كما يحبّ اللّه أن يسبّح و كما هو أهله و كما ينبغي لكرم وجهه و عزّ جلاله، و الحمد للّه كلّما حمد اللّه شيء و كما يحبّ اللّه أن يحمد و كما هو أهله و كما ينبغي لكرم وجهه و عزّ جلاله، و لا إله إلاّ اللّه كلّما هلّل اللّه شيء و كما يحبّ اللّه أن يهلّل و كما هو أهله و كما ينبغي لكرم وجهه و عزّ جلاله، و اللّه أكبر كلّما كبّر اللّه شيء و كما يحبّ اللّه أن يكبّر و كما هو أهله و كما ينبغي لكرم وجهه و عزّ جلاله، و سبحان اللّه و الحمد للّه و لا إله إلاّ اللّه و اللّه أكبر على كلّ نعمة أنعم بها عليّ و على كلّ أحد من خلقه ممّن كان أو يكون إلى يوم القيامة، اللّهمّ إنّي أسألك أن تصلّي على محمّد و آل محمّد و أسألك

ص: 21


1- و عن الصادق عليه السّلام من قال في دبر الفريضة يا من يفعل ما يشاء و لا يفعل ما يشاء احد غيره ثلاثا، أعطاه اللّه ما سئل ذكره، قاله الشيخ ابن فهد في عدّته.
2- ذكر صاحب كتاب شرح نهج البلاغة في حديث المعراج عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم انه رأى ملكا في السماء له الف الف رأس في كل رأس الف الف وجه في كل وجه الف الف فم في كل فم الف الف لسان يسبّح اللّه بألف الف لغة و هو قد سئل اللّه تعالى يوما هل في عبادك من له مثل عبادتي، فأوحى اللّه تعالى إليه إن لي في الأرض عبدا أعظم ثوابا منك و أكثر تسبيحا فاستأذن اللّه في زيارته فأذن له، فأتاه فكان عنده ثلاثة أيام فما وجده يزيد على فرائضه شيئا غير قوله بعد كل فرض سبحان اللّه كلما سبح اللّه شيء إلى آخر التسبيحات الأربع كما في الأصل.

من خير ما أرجو و خير ما لا أرجو و أعوذ بك من شرّ ما أحذر و من شرّ ما لا أحذر.

ثم تقرأ الحمد و آية الكرسي اَللّٰهُ لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ اَلْحَيُّ اَلْقَيُّومُ لاٰ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَ لاٰ نَوْمٌ لَهُ مٰا فِي اَلسَّمٰاوٰاتِ وَ مٰا فِي اَلْأَرْضِ مَنْ ذَا اَلَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاّٰ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مٰا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَ مٰا خَلْفَهُمْ وَ لاٰ يُحِيطُونَ بِشَيْ ءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلاّٰ بِمٰا شٰاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ اَلسَّمٰاوٰاتِ وَ اَلْأَرْضَ وَ لاٰ يَؤُدُهُ حِفْظُهُمٰا وَ هُوَ اَلْعَلِيُّ اَلْعَظِيمُ (1)شَهِدَ اَللّٰهُ أَنَّهُ لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ وَ اَلْمَلاٰئِكَةُ وَ أُولُوا اَلْعِلْمِ قٰائِماً بِالْقِسْطِ لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ اَلْعَزِيزُ اَلْحَكِيمُ إِنَّ اَلدِّينَ عِنْدَ اَللّٰهِ اَلْإِسْلاٰمُ (2)قُلِ اَللّٰهُمَّ مٰالِكَ اَلْمُلْكِ تُؤْتِي اَلْمُلْكَ مَنْ تَشٰاءُ وَ تَنْزِعُ اَلْمُلْكَ مِمَّنْ تَشٰاءُ وَ تُعِزُّ مَنْ تَشٰاءُ وَ تُذِلُّ مَنْ تَشٰاءُ، بِيَدِكَ اَلْخَيْرُ إِنَّكَ عَلىٰ كُلِّ شَيْ ءٍ قَدِيرٌ، تُولِجُ اَللَّيْلَ فِي اَلنَّهٰارِ وَ تُولِجُ اَلنَّهٰارَ فِي اَللَّيْلِ، وَ تُخْرِجُ اَلْحَيَّ مِنَ اَلْمَيِّتِ وَ تُخْرِجُ اَلْمَيِّتَ مِنَ اَلْحَيِّ، وَ تَرْزُقُ مَنْ تَشٰاءُ بِغَيْرِ حِسٰابٍ (3)إِنَّ رَبَّكُمُ اَللّٰهُ اَلَّذِي خَلَقَ اَلسَّمٰاوٰاتِ وَ اَلْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيّٰامٍ ثُمَّ اِسْتَوىٰ عَلَى اَلْعَرْشِ يُغْشِي اَللَّيْلَ اَلنَّهٰارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَ اَلشَّمْسَ وَ اَلْقَمَرَ وَ اَلنُّجُومَ مُسَخَّرٰاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاٰ لَهُ اَلْخَلْقُ وَ اَلْأَمْرُ تَبٰارَكَ اَللّٰهُ رَبُّ اَلْعٰالَمِينَ اُدْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَ خُفْيَةً إِنَّهُ لاٰ يُحِبُّ اَلْمُعْتَدِينَ وَ لاٰ تُفْسِدُوا فِي اَلْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاٰحِهٰا وَ اُدْعُوهُ خَوْفاً وَ طَمَعاً إِنَّ رَحْمَتَ اَللّٰهِ قَرِيبٌ مِنَ اَلْمُحْسِنِينَ (4).

ثمّ قل ثلاثا(5)سُبْحٰانَ رَبِّكَ رَبِّ اَلْعِزَّةِ عَمّٰا يَصِفُونَ وَ سَلاٰمٌ عَلَى اَلْمُرْسَلِينَ

ص: 22


1- و في كتاب الفرج بعد الشدّة لابن ابي الدنيا عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم انه من قرأ أول البقرة الى اَلْمُفْلِحُونَ وَ إِلٰهُكُمْ إِلٰهٌ وٰاحِدٌ الآية و آية الكرسي الى خٰالِدُونَ، و إِنَّ رَبَّكُمُ اَللّٰهُ في الأعراف الى اَلْمُحْسِنِينَ، و اول الصافات إلى لاٰزِبٍ، و يٰا مَعْشَرَ اَلْجِنِّ وَ اَلْإِنْسِ في الرحمن الى تَنْتَصِرٰانِ، و آخر سورة الحشر، و قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ في الجن الى قوله شَطَطاً كفي كل شيطان مارد و سلطان عاد [منه رحمه اللّه تعالى].
2- سورة آل عمران، الآيتان: 18 و 19.
3- سورة آل عمران، الآيتان: 26، و 27.
4- سورة الأعراف، الآيات: 54-56.
5- عن أبي جعفر عليه السّلام: من أراد أن يكتال بالمكيال الأوفى فليقل إذا أراد القيام من مجلسه: سبحان ربك ربّ العزّة عمّا يصفون... إلى آخر السورة [ابن فهد (ره) في عدّته].

وَ اَلْحَمْدُ لِلّٰهِ رَبِّ اَلْعٰالَمِينَ (1) و ثلاثا: اللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد و اجعل لي من أمري فرجا و مخرجا و ارزقني من حيث أحتسب و من حيث لا أحتسب. و سبعا و أنت آخذ بلحيتك بيدك اليمنى و اليسرى مبسوطة باطنها ممّا يلي السّماء: يا ربّ محمّد و آل محمّد صلّ على محمّد و آل محمّد و عجّل فرج آل محمّد. و سبعا: يا ربّ محمّد و آل محمّد صلّ على محمّد و آل محمّد و أعتق رقبتي من النّار. و أربعين مرّة سبحان اللّه و الحمد للّه و لا إله إلاّ اللّه و اللّه أكبر و هي الباقيات الصّالحات. ثمّ قل(2): يا أسمع السّامعين و يا أبصر النّاظرين و يا أسرع الحاسبين و يا أرحم الرّاحمين و يا أحكم الحاكمين و يا صريخ المكروبين و يا مجيب دعوة المضطرّين، أنت اللّه لا إله إلاّ أنت ربّ العالمين، و أنت اللّه لا إله إلاّ أنت العليّ العظيم، و أنت اللّه لا إله إلاّ أنت الرّحمن الرّحيم، و أنت اللّه لا إله إلاّ أنت مالك يوم الدّين، و أنت اللّه لا إله إلاّ أنت منك بدء الخلق و إليك يعود، و أنت اللّه لا إله إلاّ أنت لم تزل و لا تزال، و أنت اللّه لا إله إلاّ أنت مالك الخير و الشّرّ، و أنت اللّه لا إله إلاّ أنت خالق الجنّة و النّار، و أنت اللّه لا إله إلاّ أنت الأحد الصّمد لم تلد و لم تولد و لم يكن لك كفوا أحد، و أنت اللّه لا إله إلاّ أنت عالم الغيب و الشّهادة الرّحمن الرّحيم، و أنت اللّه لا إله إلاّ أنت الملك القدّوس السّلام المؤمن المهيمن العزيز الجبّار المتكبّر سبحان اللّه عمّا يشركون، و أنت اللّه لا إله إلاّ أنت الخالق البارىء المصوّر لك الأسماء الحسنى يسبّح لك ما في السّماوات و الأرض و أنت العزيز الحكيم، و أنت اللّه لا إله إلاّ أنت الكبير المتعال و الكبرياء رداؤك. اللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد و اغفر لي مغفرة عزما جزما لا تغادر ذنبا و لا أرتكب بعدها محرما و عافني معافاة لا تبتليني بعدها أبدا و اهدني هدى لا أضلّ بعده أبدا و علّمني ما ينفعني و انفعني بما علّمتني و اجعله حجّة لي لا عليّ، و ارزقني من فضلك صبّا صبّا كفافا كفافا و أرضني به يا

ص: 23


1- سورة الصافات، الآيات: 180-182.
2- ذكر ابن بابويه في كتاب ثواب الاعمال أنه من قال يا أسمع السامعين الى قوله و الكبرياء رداؤك كل يوم و ليلة ثلاث مرات كتبه اللّه سعيدا و ان كان شقيا.

ربّاه، و تب عليّ يا اللّه يا رحمن يا رحيم صلّ على محمّد و آله و ارحمني و أجرني من النّار ذات السّعير، و ابسط لي في سعة من رزقك عليّ و اهدني بهداك و أغنني بغناك و أرضني بقضائك و اجعلني من أوليائك المخلصين، و أبلغ محمّدا صلّى اللّه عليه و آله تحيّة كثيرة و سلاما، و اهدني لما اختلف فيه من الحقّ بإذنك إنّك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم، و اعصمني من المعاصي كلّها و من الشّيطان الرّجيم آمين ربّ العالمين.

ثم قل ثلاثا: اللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد و أسألك خير الخير رضوانك و الجنّة و أعوذ بك من شرّ الشرّ سخطك و النّار. و ثلاثا و أنت آخذ بلحيتك بيدك اليمنى و اليسرى مبسوطة باطنها ممّا يلي السّماء يا ذا الجلال و الإكرام صلّ على محمّد و آل محمّد و ارحمني و أجرني من النّار. ثمّ ارفع يديك و اجعل باطنهما ممّا يلي السّماء و قل ثلاثا: يا عزيز يا كريم يا غفور يا رحيم. ثمّ اقلبهما و اجعل ظاهرهما ممّا يلي السّماء و قل ثلاثا: أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد و أجرني من العذاب الأليم. ثم اخفضهما و قل: أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد و فقّهني في الدّين و حببّني إلى المسلمين و اجعل لي لسان صدق في الآخرين، و ارزقني هيبة المتّقين يا اللّه يا اللّه يا اللّه أسألك بحقّ من حقّه عليك عظيم أن تصلّي على محمّد و آل محمّد و أن تستعملني بما عرّفتني من حقّك، و أن تبسط عليّ ما حظرت(1) من رزقك. و ثلاثا: أشهد أن لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له، له الملك و له الحمد يحيي و يميت و يميت و يحيي و هو حيّ لا يموت بيده الخير و هو على كلّ شيء قدير. و ثلاثا يا اللّه يا رحمن يا رحيم يا حيّ يا قيّوم برحمتك أستغيث. و ثلاثا أستودع اللّه العليّ الأعلى الجليل العظيم ديني و نفسي و أهلي و مالي و ولدي و إخواني المؤمنين و جميع ما رزقني ربّي و جميع من يعنيني أمره، أستودع اللّه المرهوب

ص: 24


1- و في نسخة أخرى: ما قدرت.

المخوف المتضعضع لعظمته كلّ شيء ديني و نفسي و أهلي و مالي و ولدي و إخواني المؤمنين و جميع ما رزقني ربّي و جميع من يعنيني أمره. و ثلاثا أعيذ نفسي و ديني و أهلي و مالي و ولدي و إخواني في ديني و ما رزقني ربّي و خواتيم عملي و من يعنيني أمره باللّه الأحد الصّمد إلى آخرها و بربّ الفلق إلى آخرها و بربّ النّاس إلى آخرها.

ثم قل(1): حسبي اللّه ربّي اللّه لا إله إلاّ هو عليه توكّلت و هو ربّ العرش العظيم ما شاء اللّه كان و ما لم يشأ لم يكن(2) أشهد و أعلم أنّ اللّه على كلّ شيء قدير، و أنّ اللّه قد أحاط بكلّ شيء علما، أللّهمّ إنّي أعوذ بك من شرّ نفسي و من شرّ كلّ دابّة أنت آخذ بناصيتها إنّ ربّي على صراط مستقيم.

ثمّ اقرأ التوحيد اثنتي عشرة مرّة. ثمّ قل: أللّهمّ إنّي أسألك باسمك المكنون المخزون الطّاهر الطّهر المبارك و أسألك باسمك العظيم و بسلطانك القديم، يا واهب العطايا و يا مطلق الأسارى و يا فكّاك الرّقاب من النّار، أسألك أن تصلّي على محمّد و آل محمّد و أن تعتق رقبتي من النّار و أن تخرجني من الدّنيا سالما و تدخلني الجنّة آمنا و أن تجعل دعائي أوّله صلاحا و أوسطه نجاحا و آخره فلاحا إنّك أنت علاّم الغيوب. و تقول: أللّهمّ إليك رفعت الأصوات و لك عنت الوجوه، و لك خضعت الرّقاب و إليك التحاكم في الأعمال، يا خير من سئل و يا خير من أعطى، يا من لا يخلف الميعاد يا من أمر بالدّعاء و وعد الإجابة، يا من قال ادعوني أستجب لكم، يا من قال و إذا سألك عبادي عنّي فإنّي قريب أجيب دعوة الدّاع إذا دعان، فليستجيبوا

ص: 25


1- و في كتاب رؤيا النوم من قرأ كل يوم سبعا حسبي اللّه لا إله إلاّ هو عليه توكّلت و هو ربّ العرش العظيم كفاه اللّه عزّ و جلّ ما أهمّه من أمر داريه. و في الأنوار للتميمي عن النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم من قرأ حين يصبح سبعا اللّه خير حافظا و هو أرحم الراحمين إِنَّ وَلِيِّيَ اَللّٰهُ اَلَّذِي نَزَّلَ اَلْكِتٰابَ وَ هُوَ يَتَوَلَّى اَلصّٰالِحِينَ حَسْبِيَ اَللّٰهُ لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ الآية حفظه اللّه عزّ و جل يومه ذلك و من قالها لم يصبه سوء منها و قد قلتها و هي حسبي اللّه الخ [منه رحمه اللّه تعالى].
2- في كتاب الذكر لابن أبي الدنيا إن الكلمات التي تزجر الملائكة الشياطين أن يسترقوا السمع هي ما شاء اللّه كان و ما لم يشأ لم يكن. منه ره.

لي و ليؤمنوا بي لعلّهم يرشدون، يا من قال يا عبادي الّذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة اللّه إنّ اللّه يغفر الذّنوب جميعا إنّه هو الغفور الرّحيم، لبيّك و سعديك ها أنا ذا بين يديك المسرف على نفسي و أنت القائل يٰا عِبٰادِيَ اَلَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلىٰ أَنْفُسِهِمْ (الآية) ثمّ تدعو بما تحبّ و تقول: أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد أللّهمّ إنّ الصّادق الأمين صلّى اللّه عليه و آله قال إنّك قلت ما تردّدت في شيء أنا فاعله كتردّدي في قبض روح عبدي المؤمن يكره الموت و أكره مساءته، أللّهمّ فصلّ على محمّد و آل محمّد و عجّل لوليّك الفرج و العافية و النصر و لا تسؤني في نفسي و لا في أحد من أحبّتي، إن شئت تسمّيهم واحدا واحدا و إن شئت متفرّقين و إن شئت مجتمعين، و روي أنّه من دعا بهذا الدّعاء و واظب عليه عقيب كلّ فريضة عاش حتّى يملّ الحياة، و يستحبّ أن يقول قبل أن يثني ركبتيه: أشهد أن لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له إلها واحدا أحدا فردا صمدا لم يتّخذ صاحبة و لا ولدا. و كان الكاظم عليه السّلام يدعو عقيب الفريضة فيقول: أللّهمّ ببرّك القديم و رأفتك بتربيتك اللّطيفة و شفقتك بصنعتك المحكمة و قدرتك بسترك الجميل صلّ على محمّد و آل محمّد، و أحي قلوبنا بذكرك و اجعل ذنوبنا مغفورة و عيوبنا مستورة و فرائضنا مشكورة و نوافلنا مبرورة و قلوبنا بذكرك معمورة و نفوسنا بطاعتك مسرورة و عقولنا على توحيدك مجبورة و أرواحنا على دينك مفطورة و جوارحنا على خدمتك مقهورة و أسماءنا في خواصّك مشهورة و حوائجنا لديك ميسورة و أرزاقنا من خزائنك مدرورة، أنت اللّه الّذي لا إله إلاّ أنت لقد فاز من والاك و سعد من ناجاك و عزّ من ناداك و ظفر من رجاك و غنم من قصدك و ربح من تاجرك. و يقول: أللّهمّ إنّي أسألك العفو و العافية و المعافاة في الدّنيا و الآخرة. ثمّ قل: أللّهمّ إنّي أدينك بطاعتك و ولايتك و ولاية رسولك و ولاية الأئمّة عليهم السّلام من أوّلهم إلى آخرهم و تسمّيهم واحدا واحدا. ثم قل: أللّهمّ إنّي أسألك بحرمة وجهك الكريم و بحرمة اسمك العظيم و بحرمة رسولك صلّى اللّه عليه و آله و بحرمة أهل بيت رسولك عليهم السّلام

ص: 26

و تسمّيهم أن تصلّي على محمّد و آله و أن تفعل بي كذا و كذا.

ثمّ بسمل و قل: حسبي اللّه لديني و حسبي اللّه لدنياي و حسبي اللّه لآخرتي و حسبي اللّه لما أهمّني و حسبي اللّه لمن بغى عليّ و حسبي اللّه عند الموت و حسبي اللّه عند المسألة في القبر و حسبي اللّه عند الميزان و حسبي اللّه عند الصّراط و حسبي اللّه لا إله إلاّ هو عليه توكّلت و هو ربّ العرش العظيم. ثم قل: رضيت باللّه ربّا و بالإسلام دينا و بمحمّد صلّى اللّه عليه و آله نبيّا و بعليّ إماما و بالحسن و الحسين و عليّ و محمّد و جعفر و موسى و عليّ و محمّد و عليّ و الحسن و محمّد الخلف الصّالح عليهم السّلام أئمّة و سادة و قادة، بهم أتولّى و من أعدائهم أتبرّأ.

و ممّا يختصّ عقيب الظّهر: يا سامع كلّ صوت يا جامع كلّ فوت يا بارىء كلّ نفس بعد الموت يا باعث يا وارث يا سيّد السّادة يا إله الآلهة، يا جبّار الجبابرة يا ملك الدّنيا و الآخرة، يا ربّ الأرباب يا ملك الملوك يا بطّاش يا ذا البطش الشّديد يا فعّالا لما يريد، يا محصي عدد الأنفاس و نقل الأقدام، يا من السّرّ عنده علانية، يا مبدىء يا معيد أسألك بحقّك على خيرتك من خلقك و بحقّهم الّذي أوجبت لهم على نفسك أن تصلّي على محمّد و أهل بيته عليه و عليهم السّلام، و أن تمنّ عليّ السّاعة السّاعة بفكاك رقبتي من النّار و أنجز لوليّك و ابن نبيّك(1) الدّاعي إليك بإذنك و أمينك في خلقك، و عينك في عبادك و حجّتك على خلقك، عليه صلواتك و بركاتك وعده أللّهمّ أيّده بنصرك و انصر عبدك و قوّ أصحابه و صبّرهم و اجعل لهم من لدنك سلطانا نصيرا، و عجّل فرجه و أمكنه من أعدائك و أعداء رسولك يا أرحم الرّاحمين. ثم قل: لا إله إلاّ اللّه العظيم الحليم لا إله إلاّ اللّه ربّ العرش الكريم الحمد للّه ربّ العالمين، أللّهمّ إنّي أسألك موجبات رحمتك و عزائم مغفرتك و الغنيمة من كلّ برّ و السّلامة من كلّ إثم، أللّهمّ لا تدع لي ذنبا إلاّ غفرته و لا همّا إلاّ

ص: 27


1- و في نسخة أخرى: و ابن وليّك.

فرّجته و لا سقما إلاّ شفيته و لا عيبا إلاّ سترته و لا رزقا إلاّ بسطته و لا خوفا إلاّ آمنته و لا سوء إلاّ صرفته و لا حاجة هي لك رضى ولي فيها صلاح إلاّ قضيتها يا أرحم الرّاحمين آمين ربّ العالمين.

و تقول: أللّهمّ إنّي أسألك بحقّ محمّد و آل محمّد براءة من النّار فاكتب لنا براءتنا و في جهنّم فلا تجعلنا و في عذابك و هوانك فلا تبتلنا و من الضّريع و الزّقّوم فلا تطعمنا و مع الشّياطين في النّار فلا تجمعنا و على وجوهنا في النّار فلا تكبّنا و من ثياب النّار و سرابيل القطران فلا تلبسنا و من كلّ سوء يا لا إله إلاّ أنت يوم القيامة فنجّنا، و برحمتك في الصّالحين فأدخلنا و في علّيّين فارفعنا و من كأس معين و سلسبيل فاسقنا و من الحور العين برحمتك فزوّجنا، و من الولدان المخلّدين كأنّهم لؤلؤ مكنون فأخدمنا، و من ثمار الجنّة و لحوم الطّير فأطعمنا، و من ثياب الحرير و السندس و الإستبرق فاكسنا، و ليلة القبر فارحمنا و حجّ بيتك الحرام فارزقنا و سدّدنا و قرّبنا إليك زلفى و صالح الدّعاء و المسألة فاستجب لنا يا خالقنا اسمع لنا و استجب منّا و إذا جمعت الأوّلين و الآخرين يوم القيامة فارحمنا يا ربّ عزّ جارك و جلّ ثناؤك و لا إله غيرك. ثمّ قل عشرا: باللّه اعتصمت و باللّه أثق و على اللّه أتوكّل. ثم قل:

أللّهمّ إن عظمت ذنوبي فأنت أعظم و إن كثر تفريطي فأنت أكبر و إن دام بخلي فأنت أجود، أللّهمّ اغفر عظيم ذنوبي بعظيم عفوك و كثير تفريطي بظاهر كرمك و اقمع بخلي بفضل جودك أللّهمّ ما بنا من نعمة فمنك، لا إله إلاّ أنت أستغفرك و أتوب إليك.

ثم تدعو بدعاء معاوية بن عمّار رواه عن الصّادق عليه السّلام: يا أسمع السّامعين و يا أبصر النّاظرين و يا أسرع الحاسبين و يا أجود الأجودين و يا أكرم الأكرمين صلّ على محمّد و آل محمّد كأفضل و أجزل و أوفى و أحسن و أجمل و أكمل و أطهر و أزكى و أنور و أعلى و أبهى و أسنى و أنمى و أدوم و أعمّ و أبقى ما صلّيت

ص: 28

و باركت و مننت و سلّمت و ترحّمت على إبراهيم و آل إبراهيم إنّك حميد مجيد، أللّهمّ امنن على محمّد و آل محمّد كما مننت على موسى و هارون و سلّم على محمّد و آل محمّد كما سلّمت على نوح في العالمين، أللّهمّ و أورد عليه من ذرّيّته و أزواجه و أهل بيته و أصحابه و أتباعه من تقرّ بهم عينه، و اجعلنا منهم و ممّن تسقيه بكأسه و تورده حوضه و احشرنا في زمرته و اجعلنا تحت لوائه، و أدخلنا في كلّ خير أدخلت فيه محمّدا و آل محمّد و أخرجنا من كلّ سوء أخرجت منه محمّدا و آل محمّد، و لا تفرّق بيننا و بين محمّد و آل محمّد طرفة عين أبدا و لا أقلّ من ذلك و لا أكثر، أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد و اجعلني معهم في كلّ عافية و بلاء و اجعلني معهم في كلّ شدّة و رخاء، و اجعلني معهم في كلّ أمن و خوف و اجعلني معهم في كلّ مثوى و منقلب، أللّهمّ أحيني محياهم و أمتني مماتهم و اجعلني معهم في المواقف كلّها و اجعلني بهم عندك وجيها في الدّنيا و الآخرة و من المقرّبين، أللّهمّ صلّ على محمّد و آله و اكشف عنّي بهم كلّ كرب و نفّس عنّي بهم كلّ همّ و فرّج عنّي بهم كلّ غمّ و اكفني بهم كلّ خوف و اصرف عنّي بهم مقادير كلّ بلاء و سوء القضاء و درك الشّقاء و شماتة الأعداء، أللّهمّ صلّ على محمّد و آله و اغفر لي ذنبي و طيّب لي كسبي و قنّعني بما رزقتني و بارك لي فيه و لا تذهب بنفسي إلى شيء صرفته عنّي، أللّهمّ إنّي أعوذ بك من دنيا تمنع خير الآخرة و من عاجل يمنع خير الآجل و حياة تمنع خير الممات و أمل يمنع خير العمل، أللّهمّ إنّي أسألك الصّبر على طاعتك و الصّبر عن معصيتك و القيام بحقّك و أسألك حقائق الإيمان و صدق اليقين في المواطن كلّها، و أسألك العفو و العافية و المعافاة في الدّنيا و الآخرة عافية الدّنيا من البلاء و عافية الآخرة من الشّقاء، أللّهمّ إنّي أسألك الفوز(1) و السّلامة و حلول دار الكرامة، أللّهمّ إنّي أسألك العافية و تمام العافية و الشّكر على العافية يا وليّ العافية، أللّهمّ اجعل لي

ص: 29


1- و في نسخة أخرى: الظفر.

في صلاتي و دعائي رهبة منك و رغبة إليك و راحة تمنّ بها عليّ، أللّهمّ لا تحرمني سعة رحمتك و سبوغ نعمتك و شمول عافيتك و جزيل عطاياك و منح مواهبك لسوء ما عندي و لا تجازني بقبيح عملي و لا تصرف بوجهك الكريم عنّي، أللّهمّ لا تحرمني و أنا أدعوك و لا تخيّبني و أنا أرجوك و لا تكلني إلى نفسي طرفة عين أبدا و لا إلى أحد من خلقك فيحرمني و يستأثر عليّ، أللّهمّ إنّك تمحو ما تشاء و تثبت و عندك أمّ الكتاب، أسألك بآل يس خيرتك من خلقك و صفوتك من بريّتك و أقدّمهم بين يدي حاجتي و رغبتي إليك، أللّهمّ إن كنت كتبتني عندك في أمّ الكتاب شقيّا محروما مقتّرا عليّ في الرّزق، فامح من أمّ الكتاب شقائي و حرماني و إقتار رزقي و أثبتني عندك سعيدا مرزوقا فإنّك تمحو ما تشاء و تثبت و عندك أمّ الكتاب، أللّهمّ إنّي لما أنزلت إليّ من خير فقير و أنا منك خائف و بك مستجير و أنا حقير مسكين، أدعوك كما أمرتني فاستجب لي كما وعدتني إنّك لا تخلف الميعاد، يا من قال ادعوني أستجب لكم نعم المجيب أنت يا سيّدي و نعم الوكيل و نعم الرّبّ و نعم المولى و بئس العبد أنا، و هذا مقام العائذ بك من النّار يا فارج الهمّ و يا كاشف الغمّ و يا مجيب دعوة المضطرّ و رحمن الدّنيا و الآخرة و رحيمهما ارحمني رحمة تغنيني بها عن رحمة من سواك و أدخلني برحمتك في عبادك الصّالحين، الحمد للّه الّذي قضى عنّي صلاتي فإنّ الصّلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا.

ثمّ اسجد سجدتي الشكر و قل فيهما مائة مرّة شكرا شكرا و إن قلت ثلاثا شكرا للّه أجزاك، و كان الكاظم عليه السّلام يقول في سجدة الشّكر: ربّ عصيتك بلساني و لو شئت و عزّتك لأخرستني، و عصيتك ببصري و لو شئت و عزّتك لأكمهتني، و عصيتك بسمعي و لو شئت و عزّتك لأصممتني، و عصيتك بيدي و لو شئت و عزّتك لكنعتني، و عصيتك بفرجي و لو شئت و عزّتك لعقمتني، و عصيتك برجلي و لو شئت و عزّتك لجذمتني، و عصيتك بجميع جوارحي الّتي أنعمت بها عليّ

ص: 30

و لم يكن هذا جزاؤك منّي. ثمّ كان عليه السّلام يقول ألف مرّة: العفو العفو. و ألصق خدّه الأيمن بالأرض و قال بصوت حزين ثلاثا: بؤت إليك بذنبي عملت سوء و ظلمت نفسي فاغفر لي فإنّه لا يغفر الذّنوب غيرك يا مولاي، ثمّ ألصق خدّه الأيسر بالأرض و قال ثلاثا: إرحم من أساء و اقترف و استكان و اعترف، و يستحبّ أن يقول إذا رفع رأسه من السّجود: أللّهمّ أعط محمّدا و آل محمّد السّعادة في الرّشد و إيمان اليسر و فضيلة في النّعم و هناءة في العلم حتّى تشرّفهم على كلّ شريف الحمد للّه وليّ كلّ نعمة و صاحب كلّ حسنة و منتهى كلّ رغبة لم يخذلني عند شديدة، و لم يفضحني بسوء سريرة فلسيّدي الحمد كثيرا. ثمّ يقول: أللّهمّ لك الحمد كما خلقتني و لم أك شيئا مذكورا، ربّ أعنّي على أهوال الدّنيا و بوائق الدّهر و نكبات الزّمان و كربات الآخرة و مصيبات اللّيالي و الأيّام، و اكفني شرّ ما يعمل الظّالمون في الأرض و في سفري فاصحبني و في أهلي فاخلفني و فيما رزقتني فبارك لي و في نفسي لك فذلّلني و في أعين النّاس فعظّمني و إليك فحبّبني و بذنوبي فلا تفضحني و بعملي فلا تبسلني(1)، و بسريرتي فلا تخزني و من شرّ الجنّ و الإنس فسلّمني و لمحاسن الأخلاق فوفّقني و من مساوىء الأخلاق فجنّبني، إلى من تكلني يا ربّ المستضعفين و أنت ربّي إلى عدوّ ملّكته أمري أم إلى بعيد فيتجهّمني فإن لم تكن غضبت عليّ يا ربّ فلا أبالي غير أنّ عافيتك أوسع لي و أحبّ إليّ، أعوذ بنور وجهك الّذي أشرقت له السّماوات و الأرض و كشفت به الظلمة و صلح عليه أمر الأوّلين و الآخرين من أن تحلّ عليّ غضبك أو تنزل بي سخطك، لك الحمد حتّى ترضى و بعد الرّضا و لا حول و لا قوّة إلاّ بك. و يستحبّ أن يقول في سجوده أيضا: يا خير من رفعت إليه

ص: 31


1- تبسلني: أي تسلمني إلى الهلكة و أبسلت فلانا أسلمته إلى الهلكة و المنبسل الذي توطن نفسه على الموت و الضّرب و ابسلّ طرح نفسه إلى الحرب ليقتل أو يقتل لا محالة، قال الجوهري و قوله فيتجهّمني أي يكلح في وجهي و يعبس و رجل جهم الوجه عبوس و منه جهم بن صفوان المنسوب إليه لجهمته، قاله المطرزي في كتابه المسمّى بالمغرب.

أيدي السّائلين و يا أكرم من مدّت إليه أعناق الرّاغبين و يا أكرم الأكرمين و يا أرحم الرّاحمين، صلّ على محمّد و آله الطّيّبين و الطف لي بلطفك الخفيّ في شأني كلّه.

و كان عليّ عليه السّلام يقول في سجدة الشّكر: وعظتني فلم أتّعظ و زجرتني عن محارمك فلم أنزجر و غمرتني أياديك فما شكرت عفوك عفوك يا كريم. و يستحبّ أن يدعو لإخوانه المؤمنين في سجوده فيقول(1): أللّهمّ ربّ الفجر و ليال عشر و الشّفع و الوتر و اللّيل إذا يسر و ربّ كلّ شيء و إله كلّ شيء و خالق كلّ شيء و مليك

ص: 32


1- عن الصّادق عليه السّلام: من قدم أربعين من المؤمنين ثم استجيبت له و يتأكد بعد الفراغ من صلاة الليل فيقول و هو ساجد: اللّهمّ ربّ الفجر إلى آخره، قال ابن فهد في عدته و منها أن اللّه عزّ و جلّ أوحى إلى موسى عليه السّلام ادعني بلسان لم تعصني به فقال أنّى لي بذلك فقال ادعني على لسان غيرك. و منها عن الباقر عليه السّلام أوشك دعوة و أسرع إجابة دعوة المؤمن لأخيه بظهر الغيب، و منها عن الصّادق عليه السّلام قال دعاء الرجل لأخيه بظهر الغيب يدرّ الرزق و يدفع المكروه، و منها عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ما من مؤمن دعا للمؤمنين إلاّ وردّ اللّه عليه مثل الذي دعاه لهم به من كل مؤمن و مؤمنة مضى من أوّل الدّهر أو هو آت إلى يوم القيامة و إنّ العبد ليؤمر به إلى النار يوم القيامة فيقول المؤمنون و المؤمنات يا ربّ هذا الذي كان يدعو لنا فيشفّعهم اللّه عزّ و جلّ فيه فينجو. و منها ما ملخّصه عن زيد النرسي قال كنت مع معاوية بن وهب في الموقف و هو يدعو فتفقدت دعائه فما رأيته يدعو لنفسه بحرف بل يدعو لرجل رجل من الآفاق و يسميهم و يسمي آبائهم حتى أفاض الناس فقلت له: يا عمّ لقد رأيت منك عجبا، قال و ما الذي أعجبك ممّا رأيت قلت إيثارك إخوانك على نفسك في مثل هذا الموضع و تفقّدك رجلا رجلا فقال لي: لا تعجب من هذا يا بن أخي فإنّي سمعت مولاي و مولاك و مولى كل مؤمن و مؤمنة، و كان و اللّه سيّد من مضى و سيّد من بقي بعد آبائه عليهم الصلاة و السّلام و إلا صمّتا أذنا معاوية و عميتا عيناه و لا نالته شفاعة محمد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم إن لم يكن سمعت منه و هو يقول: من دعا لأخيه بظهر الغيب ناداه ملك من السماء الدنيا و لك يا عبد اللّه مائة ألف ضعف مما دعوت، و ناداه ملك من السماء الثانية يا عبد اللّه و لك مائتا ألف ضعف مما دعوت، و ناداه ملك من السماء الثالثة يا عبد اللّه و لك ثلاثمائة ألف ضعف مما سألت، و ناداه ملك من السماء الرّابعة يا عبد اللّه و لك أربعمائة ألف ضعف ممّا سألت، و ناداه ملك من السّماء الخامسة يا عبد اللّه و لك خمسمائة ألف ضعف مما سألت، و ناداه ملك من السماء السّادسة يا عبد اللّه و لك ستمائة ألف ضعف ممّا سألت، و ناداه ملك من السماء السابعة يا عبد اللّه و لك سبعمائة ألف ضعف مما سألت، ثم يناديه اللّه تبارك و تعالى أنا الغنيّ الذي لا أفتقر يا عبدي لك ألف ألف ضعف ممّا سألت و دعوت فأي الخطرين أكبر يا بن أخي ما اخترته أنا لنفسي أو ما تأمرني به [قاله ابن فهد في عدّته رحمه اللّه].

كلّ شيء صلّ على محمّد و آله، و افعل بي (و بفلان و فلان) ما أنت أهله و لا تفعل بنا ما نحن أهله فإنّك أهل التّقوى و أهل المغفرة.

ثمّ ارفع رأسك و ادع بما ذكرناه عقيب هذه السّجدة و إن شئت قلت في سجدتي الشكر(1): أسألك بحقّ حبيبك محمّد صلّى اللّه عليه و آله إلاّ بدّلت سيّئاتي حسنات و حاسبتني حسابا يسيرا، ثمّ تضع خدّك الأيمن على الأرض و تقول:

أسألك بحقّ حبيبك محمّد صلّى اللّه عليه و آله إلاّ كفيتني مؤنة الدّنيا و كلّ هول دون الجنّة، ثمّ ضع الأيسر و قل: أسألك بحقّ حبيبك محمّد صلّى اللّه عليه و آله لما غفرت لي الكثير من الذّنوب و القليل و قبلت من عملي اليسير. ثمّ عد إلى السّجود و قل: أسألك بحقّ حبيبك محمّد صلّى اللّه عليه و آله لما أدخلتني الجنّة و جعلتني من سكّانها و لما نجّيتني من سفعات(2) النّار برحمتك. و إذا رفع رأسه قال الشّهيد رحمه اللّه في نفليته فليمرّ يده اليمنى على جانب خدّه الأيسر إلى جبهته إلى خدّه الأيمن ثلاثا يقول في كلّ مرّة(3): بسم اللّه الّذي لا إله إلاّ هو عالم الغيب و الشّهادة

ص: 33


1- و في كتاب العينة روى مصنّفه الشيخ أبو جعفر محمّد بن علي بن الحسين بن بابويه القمي رحمه اللّه: إنّ الصاحب عليه السّلام قال: كان أمير المؤمنين عليه السّلام يقول في سجدة الشكر: يا من لا يزيده إلحاح الملحين إلاّ جودا و كرما يا من له خزائن السّموات و الأرض لا يمنعك إساءتي من إحسانك أسألك أن تفعل بي ما أنت أهله فأنت قادر على العقوبة و قد استحققتها، لا حجّة لي و لا عذر لي عندك إليك ألجأت أموري كلّها أعترف بها كي تعفو عنّي و أنت أعلم بها مني بؤت إليك بكل ذنب أذنبته و بكل خطيئة أخطأتها و بكلّ سيئة عملتها، فاغفر و ارحم و تجاوز عمّا تعلم إنك أنت الأعزّ الأكرم. و عن الرّضا عليه السّلام سجدة الشكر بعد الفريضة شكر اللّه على ما وفق له العبد من أداء فريضة و أدنى ما يجزي فيها شكرا للّه ثلاثا. و معنى قوله شكرا للّه أي على ما وفّقني له من خدمته و أداء فرضه فإنّ الشكر موجب للزّيادة. [قاله ابن بابويه رحمه اللّه في علله].
2- سفعات النار: أي لفحات النار.
3- و في السّرائر عن الصادق عليه السّلام إذا أصابك همّ فامسح يدك موضع سجودك، و مرّ يدك على وجهك من جانب خدك الأيسر و على جنبك إلى جانب خدّك الأيمن بسم اللّه الّذي لا إله إلاّ هو إلى آخر ما في الأصل.

الرّحمن الرّحيم، أللّهمّ إنّي أعوذ بك من الهمّ و الحزن و السّقم و العدم و الصّغار(1)و الذّلّ و الفواحش ما ظهر منها و ما بطن. قال: و يمرّ يده على صدره في كلّ مرّة.

و إن شئت قلت فيهما ما ذكره أيضا رحمه اللّه في نفليّته: أللّهمّ إنّي أسألك بحقّ من رواه و روى عنه صلّ على جماعتهم و افعل بي كذا و كذا و إن كانت بك علة فامسح موضع سجودك و امسحه على العلّة و قل سبعا: يا من كبس الأرض على الماء و سدّ الهواء بالسّماء و اختار لنفسه أحسن الأسماء صلّ على محمّد و آل محمّد و افعل بي كذا و كذا و ارزقني و عافني من كذا و كذا.

و يستحبّ أن يدعو بعد الظّهر بدعاء النّجاح و دعاء أهل البيت المعمور أما دعاء النّجاح فهو: أللّهمّ ربّ السّماوات السّبع و ربّ الأرضين السّبع و ما فيهنّ و ما بينهنّ و ربّ العرش العظيم، و ربّ جبرئيل و ميكائيل و إسرافيل و ربّ السّبع المثاني و القرآن العظيم، و ربّ محمّد صلّى اللّه عليه و آله خاتم النّبيّين صلّ على محمّد و آله و أسألك باسمك الأعظم الّذي تقوم به السّماء و الأرض و به تحيي الموتى و ترزق الأحياء و تفرّق بين الجمع و تجمع بين المفترق، و به أحصيت عدد الآجال و وزن الجبال و كيل البحار، أسألك يا من هو كذلك أن تصلّي على محمّد و آله و أن تفعل بي كذا و كذا و تسأل حاجتك.

و أمّا دعاء أهل البيت المعمور(2) فهو: يا من أظهر الجميل و ستر القبيح، يا

ص: 34


1- الصغار: أشد الذل و الضيم.
2- هذا الدعاء جليل القدر عظيم الشّأن ختم به المقداد بن عبد اللّه السيوري في كتابه عن المسترشدين و ختم به فخر الدّين الرّازي بعض كتبه، و ختم به الشيخ أحمد بن فهد رحمه اللّه و ذكر فيه ثوابا عظيما، ملخّصه أن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال لجبريل عليه السّلام: يا أخي ما ثواب هذا الدّعاء، فقال: هيهات هيهات انقطع العمل لو اجتمع ملائكة سبع سموات و سبع أرضين على أن يصفوا ثواب ذلك إلى يوم القيامة لم يصفوا من ألف جزو جزوا واحدا و ألقى اللّه على قائله بألف ستر في الدّنيا و الآخرة و يغفر ذنوبه و لو كانت كزبد البحر حتى السرقة و شرب الخمر و غيره من الكبائر، و يفتح له سبعين بابا من الرّحمة حتّى يخوض فيها خوضا، و يعطى من الأجر ثواب كل سالم و كلّ مريض و كل ضرير و كل مسكين و كل فقير و يكرم كرامة الأنبياء و يعطيه منيته و منية الخلائق يوم -

من لم يؤاخذ بالجريرة و لم يهتك السّتر يا عظيم العفو يا حسن التّجاوز يا باسط اليدين بالرّحمة يا صاحب كلّ حاجة يا واسع المغفرة يا مفرّج كلّ كربة يا مقيل العثرات يا كريم الصّفح يا عظيم المنّ يا مبتديا بالنّعم قبل استحقاقها يا ربّاه يا سيّداه يا غاية رغبتاه، أسألك بك و بمحمّد و عليّ و فاطمة و الحسن و الحسين و عليّ بن الحسين و محمّد بن عليّ و جعفر بن محمّد و موسى بن جعفر و عليّ بن موسى و محمّد بن عليّ و عليّ بن محمّد و الحسن بن عليّ و القائم المهديّ الأئمّة الهادية عليهم السّلام أن تصلّي على محمّد و آل محمّد، و أسألك يا اللّه أن لا تشوّه خلقي بالنّار و أن تفعل بي ما أنت أهله.

تعقيبات صلاة العصر

ثمّ قم فأذّن للعصر و اسجد و قل جميع ما تقدّم ذكره بعد ذكر الأذان، ثمّ صل العصر كهيئة الظّهر فإذا سلّمت عقبت بما تقدّم ذكره من التعقيب عقيب كلّ فرض، ثمّ قل ما يختصّ العصر، فعن الصّادق عليه السّلام: من استغفر اللّه بعد صلاة العصر سبعين مرّة غفر اللّه له سبع مائة ذنب(1). و عن الجواد عليه السّلام: من قرأ القدر عشرا بعد العصر مرت له على مثل أعمال الخلائق في ذلك اليوم.

و كان الكاظم عليه السّلام يقول بعد العصر(2): أنت اللّه لا إله إلاّ أنت الأوّل

ص: 35


1- و عن أبي جعفر عليه السّلام من قال ثلاثا في دبر كل صلاة قبل أن يثني رجليه: أستغفر اللّه الّذي لا إله إلاّ هو الحيّ القيوم ذا الجلال و الإكرام و أتوب إليه غفر اللّه ذنوبه و لو كانت مثل زبد البحر.
2- عن الصّادق عليه السّلام قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: من قال بعد العصر في كل يوم مرّة واحدة أستغفر اللّه الذي لا إله إلاّ هو إلى قوله نشورا أمر اللّه عزّ و جل ملكين بتحرير صحيفته كائنا ما كانت [قاله ابن فهد رحمه اللّه في عدته].

و الآخر و الظّاهر و الباطن، أنت اللّه لا إله إلاّ أنت إليك زيادة الأشياء و نقصانها، أنت اللّه لا إله إلاّ أنت خلقت خلقك بغير معونة من غيرك و لا حاجة إليهم، أنت اللّه لا إله إلاّ أنت منك المشيّة و إليك البدء، أنت اللّه لا إله إلاّ أنت قبل القبل و خالق القبل، أنت اللّه لا إله إلاّ أنت بعد البعد و خالق البعد، أنت اللّه لا إله إلاّ أنت تمحو ما تشاء و تثبت و عندك أمّ الكتاب(1)، أنت اللّه لا إله إلاّ أنت غاية كلّ شيء و وارثه، أنت اللّه لا إله إلاّ أنت لا يعزب(2) عنك الدّقيق و لا الجليل، أنت اللّه لا إله إلاّ أنت لا تخفى عليك اللّغات و لا تتشابه عليك الأصوات، كلّ يوم أنت في شأن لا يشغلك شأن عن شأن عالم الغيب و أخفى ديّان الدّين مدبّر الأمور باعث من في القبور محيي العظام و هي رميم، أسألك باسمك المكنون المخزون الحيّ القيّوم الّذي لا يخيب من سألك به أن تصلّي على محمّد و آله و أن تعجّل فرج المنتقم لك من أعدائك و أنجز له ما وعدته يا ذا الجلال و الإكرام، و تقول: تمّ نورك فهديت فلك الحمد و عظم حلمك فعفوت فلك الحمد و بسطت يدك فأعطيت فلك الحمد وجهك أكرم الوجوه وجاهك خير الجاه و عطيّتك أعظم العطايا لا يجازي بآلائك أحد و لا يبلغ مدحتك قول قائل. و تقول: أللّهمّ مدّ لي أيسر العافية و اجعلني في زمرة النّبي صلّى اللّه عليه و آله في العاجلة و الآجلة، و بلّغ بي الغاية و اصرف عنّي العاهات و الآفات و اقض لي بالحسنى في أموري كلّها، و اعزم لي بالرّشاد و لا تكلني إلى نفسي أبدا يا ذا الجلال و الإكرام، أللّهمّ مدّ لي في السّعة و الدّعة و جنّبني ما حرّمته عليّ و وجّه إليّ بالعافية و السّلامة و البركة و لا تشمت بي الأعداء و فرّج عنّي الكرب و أتمم عليّ نعمتك و أصلح لي الحرث في الإصلاح لأمر دنياي و آخرتي و اجعلني سالما من كلّ

ص: 36


1- و في الحلية لأبي نعيم من قال كلّ يوم بعد صلاة الصّبح و صلاة العصر لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له له الملك و له الحمد يحيي و يميت و يميت و يحيي و هو حيّ لا يموت بيده الخير و هو على كلّ شيء قدير مائة مرّة و سبحان اللّه و بحمده مائة مرّة لم يكتب من الغافلين و محى خطاياه و لو كانت مثل زبد البحر.
2- لا يعزب: أي لا يغيب عن علمك.

سوء معافى من الضرورة في منتهى الشّكر و العافية و صلّى اللّه على محمّد نبيّه و آله و سلّم. و تقول: أستغفر اللّه الّذي لا إله إلاّ هو الحيّ القيّوم الرّحمن الرّحيم ذو الجلال و الإكرام و أسأله أن يتوب عليّ توبة عبد ذليل خاضع فقير بائس مسكين مستكين مستجير لا يملك لنفسه نفعا و لا ضرّا و لا موتا و لا حياة و لا نشورا، أللّهمّ إنّي أعوذ بك من نفس لا تشبع و من قلب لا يخشع و من علم لا ينفع و من صلاة لا ترفع و من دعاء لا يسمع أللّهمّ إنّي أسألك اليسر بعد العسر و الفرج بعد الكرب و الرّخاء بعد الشّدة، أللّهمّ ما بنا من نعمة فمنك لا إله إلاّ أنت أستغفرك و أتوب إليك.

ثمّ ادع بدعاء معاوية بن عمّار: الحمد للّه ربّ العالمين و صلّى اللّه على محمّد خاتم النّبيّين و على آله الطّاهرين، أللّهمّ صلّ على محمّد و آله في اللّيل إذا يغشى و صلّ على محمّد و آله في النّهار إذا تجلّى، و صلّ على محمّد و آله في الآخرة و الأولى، و صلّ على محمّد و آل محمّد ما لاح الجديدان(1) و ما اطّرد الخافقان و ما حدى الحاديان و ما عسعس ليل و ما ادلهمّ ظلام و ما تنفّس صبح و ما أضاء فجر، أللّهمّ اجعل محمّدا صلّى اللّه عليه و آله خطيب وفد المؤمنين إليك، و المكسوّ حلل الأمان إذا وقف بين يديك، و النّاطق إذا خرست الألسن بالثّناء عليك، أللّهمّ أعل درجته و ارفع منزلته و أظهر حجّته و تقبّل شفاعته و ابعثه المقام المحمود الّذي وعدته و اغفر له ما أحدث المحدثون من أمّته بعده، أللّهمّ بلّغ روح محمّد و آل محمّد منّي

ص: 37


1- الجديدان: الليل و النهار، يقال لهما الأجدان و الدائبان و الملوان، و يقال للغداة و العشي و العصران و الصّرعان و القرنان و البردان و الأبردان و الكونان، و يقال للمشرق و المغرب الخافقان. و الحاديان الّذي يحدو للإبل ليلا و الذي يحدو لها نهارا، و الحدي سوق الإبل و الغناء لها و يقال للشمال حدواء لأنها تسوق السّحاب، و عسعس اللّيل: أي أقبل. و قيل: أي أدبر و هو من الأضداد، و قال علي: معنى قوله تعالى وَ اَللَّيْلِ إِذٰا عَسْعَسَ أي أدبر، و ادلهمّ أي أظلم، و ليلة مدلهمّة أي مظلمة، ذكر ذلك الكفعمي إبراهيم الجبيعي أصلح اللّه أمر داريه و وفّقه للخير و أعانه عليه في كتابه جنّة الأمان و جنّة الإيمان المشهور بالمصباح.

التّحيّة و السّلام و اردد عليّ منهم التّحيّة و السّلام، يا ذا الجلال و الإكرام و الفضل و الإنعام، أللّهمّ إنّي أعوذ بك من مضلاّت الفتن ما ظهر منها و ما بطن، و الإثم و البغي بغير الحقّ و أن أشرك بك ما لم تنزّل به سلطانا و أن أقول عليك ما لا أعلم، أللّهمّ إنّي أسألك موجبات رحمتك و عزائم مغفرتك و الغنيمة من كلّ برّ و السّلامة من كلّ إثم و أسألك الفوز بالجنّة و النجاة من النّار، أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد و اجعل لي في صلاتي و دعائي بركة تطهّر بها قلبي و تؤمن بها روعتي و تكشف بها كربي و تغفر بها ذنبي و تصلح بها أمري و تغني بها فقري و تذهب بها ضرّي و تفرّج بها همّي و تسلّي بها غمّي و تشفي بها سقمي و تؤمن بها خوفي و تجلو بها حزني و تقضي بها ديني و تجمع بها شملي و تبيّض بها وجهي و اجعل ما عندك خيرا لي، أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد و لا تدع لي ذنبا إلاّ غفرته و لا كربا إلاّ كشفته و لا خوفا إلاّ أمنته و لا سقما إلاّ شفيته و لا همّا إلاّ فرّجته و لا غمّا إلاّ أذهبته و لا حزنا إلاّ سلّيته و لا عدوّا إلاّ كفيته و لا دينا إلاّ قضيته و لا حاجة إلاّ قضيتها و لا دعوة إلاّ أجبتها و لا مسألة إلاّ أعطيتها و لا أمانة إلاّ أدّيتها و لا فتنة إلاّ صرفتها، أللّهمّ اصرف عنّي من العاهات و الآفات و البليّات ما أطيق و ما لا أطيق صرفه إلاّ بك، أللّهمّ أصبح(1) ظلمي مستجيرا بعفوك و أصبحت ذنوبي مستجيرة بمغفرتك و أصبح خوفي مستجيرا بأمانك و أصبح فقري مستجيرا بغناك و أصبح ذلّي مستجيرا بعزّك و أصبح ضعفي مستجيرا بقوّتك و أصبح وجهي البالي الفاني مستجيرا بوجهك الدّائم الباقي، يا كائنا قبل كلّ شيء و يا كائنا بعد كلّ شيء يا مكوّن كلّ شيء صلّ على محمّد و آل محمّد و اصرف

ص: 38


1- لفظ أمسى هنا أليق من أصبح لأنّه ما كان قبل الزّوال يقال فيه أصبح و ما بعده أمسى، و روى ابن فهد رحمه اللّه في عدته أنّ النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم كان إذا احمرت الشمس على رأس قلّة الجبل هملت عيناه دموعا، ثم قال أمسى ظلمي مستجيرا بعفوك و أمست ذنوبي مستجيرة بمغفرتك، أمسى خوفي مستجيرا بأمانك و أمسى ذلّي مستجيرا بعزّتك و أمسى فقري مستجيرا بغناك و أمسى وجهي البالي الفاني مستجيرا بوجهك الدّائم الباقي، أللّهمّ ألبنسي عافيتك و غشّني رحمتك و جلّلني كرامتك و قني شرّ خلقك من الجنّ و الإنس يا اللّه يا رحمن يا رحيم.

عنّي و عن أهلي و مالي و ولدي و أهل حزانتي و إخواني فيك شرّ كلّ ذي شرّ و شرّ كلّ جبّار عنيد و شيطان مريد و سلطان جائر و عدوّ قاهر و حاسد معاند و باغ مراصد، من شرّ السّامّة و الهامّة و ما دبّ في اللّيل و النّهار و شرّ فسّاق العرب و العجم و فسقة الجنّ و الإنس، و أعوذ بك بدرعك الحصينة الّتي لا ترام أن تميتني غمّا أو همّا أو متردّيا أو غرقا أو حرقا أو عطشا أو شرقا أو صبرا أو قودا أو هدما أو ردما أو تردّيا أو أكيل سبع أو في أرض غربة أو ميتة سوء و أمتني على فراشي في عافية أو في الصّفّ الّذي نعتّ أهله في كتابك فقلت كأنّهم بنيان مرصوص على طاعتك و طاعة رسولك مقبلا على عدوّك غير مدبر عنه قائما بحقّك غير جاحد لآلائك و لا معاندا لأوليائك و لا مواليا لأعدائك يا كريم، أللّهمّ اجعل دعائي في المرفوع المستجاب و اجعلن ي عندك وجيها في الدّنيا و الآخرة و من المقرّبين الّذين لا خوف عليهم و لا هم يحزنون، و اغفر لي و لوالديّ و ما ولدا و ما ولدت و ما توالدوا من المؤمنين و المؤمنات يا خير الغافرين، الحمد للّه الّذي قضى عنّي صلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا.

ثمّ اسجد سجدتي الشّكر و قل فيهما ما شئت ممّا تقدّم ثمّ تدعو بدعاء الفراغ من الصّلاة و التّعقيب فتقول: أللّهمّ صلّ على أمير المؤمنين و عاد من عاداه و وال من والاه و العن من ظلمه و وثب عليه، و اقتل من قتل الحسن و الحسين و العن من شرك في دمائهما، و صلّ على فاطمة بنت رسولك و العن من آذى نبيّك فيها، و صلّ على رقيّة و زينب و العن من آذى نبيّك فيهما، و صلّ على إبراهيم و القاسم ابني نبيّك، و صلّ على الأئمّة من أهل بيت نبيّك أئمّة الهدى و أعلام الدّين أئمّة المؤمنين، و صلّ على ذرّيّة نبيّك صلّى اللّه عليه و عليهم السّلام و رحمة اللّه و بركاته. ثمّ قل: أللّهمّ لك صلّيت و إيّاك دعوت و في صلاتي و دعائي ما قد علمت من النّقصان و العجلة و السّهو و الغفلة و الكسل و الفترة و النّسيان و المدافعة و الرّياء و السّمعة و الرّيب

ص: 39

و الفكرة و الشّكّ و المشغلة، و اللّحظة الملهية عن إقامة فرائضك فصلّ على محمّد و آله و اجعل مكان نقصانها تماما و عجلتي تثبّتا و تمسّكا و تمكّنا و سهوي تيقّظا و غفلتي تذكّرا و كسلي نشاطا و فترتي قوّة و نسياني محافظة و مدافعتي مواظبة و ريائي إخلاصا و سمعتي تستّرا و ريبي ثباتا و فكري خشوعا و شكّي يقينا و تشاغلي فراغا و لحاظي خشوعا، فإنّي لك صلّيت و إيّاك دعوت و وجهك أردت و إليك توجّهت و بك آمنت و عليك توكّلت و ما عندك طلبت فصلّ على محمّد و آل محمّد، و اجعل لي في صلاتي و دعائي رحمة و بركة تكفّر بها سيّئاتي و تضاعف بها حسناتي و ترفع بها درجتي و تكرم بها مقامي و تبيّض بها وجهي و تزكّي بها عملي و تحطّ بها وزري و تقبّل بها فرضي و نفلي، أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد و احطط بها وزري و اجعل ما عندك خيرا لي ممّا ينقطع عنّي، الحمد للّه الّذي قضى عنّي صلاتي فإنّ الصّلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا، الحمد للّه الّذي هدانا لهذا و ما كنّا لنهتدي لو لا أن هدانا اللّه، الحمد للّه الّذي أكرم وجهي عن السّجود إلاّ له، أللّهمّ كما أكرمت وجهي عن السّجود إلاّ لك فصلّ على محمّد و آله وصنه عن المسألة إلاّ لك، أللّهمّ صلّ على محمّد و آله و تقبّلها منّي بأحسن قبولك و لا تؤاخذني بنقصانها و ما سهى عنه قلبي منها فتمّمه لي برحمتك يا أرحم الرّاحمين، أللّهمّ صلّ على محمّد و آله أولي الأمر الّذين أمرت بطاعتهم و أولي الأرحام الّذين أمرت بصلتهم و ذوي القربى الّذين أمرت بمودّتهم و أهل الذّكر الّذين أمرت بمسألتهم و الموالي الّذين أمرت بموالاتهم و معرفة حقّهم و أهل البيت الّذين أذهبت عنهم الرّجس و طهّرتهم تطهيرا، أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد و اجعل ثواب صلاتي و ثواب دعائي و ثواب منطقي و ثواب مجلسي رضاك و الجنّة، و اجعل ذلك كلّه خالصا مخلصا وافق منك رحمة و إجابة و افعل بي جميع ما سألتك من خير و زدني من فضلك إنّي إليك من الرّاغبين يا أرحم الرّاحمين يا ذا المنّ الّذي لا ينقطع أبدا و يا ذا المعروف الّذي لا ينقطع أبدا، و يا ذا النّعمة النّعماء الّتي لا تحصى عددا يا كريم يا

ص: 40

كريم يا كريم صلّ على محمّد و آل محمّد، و اجعلني ممّن آمن بك فهديته و توكّل عليك فكفيته و سألك فأعطيته و رغب إليك فأرضيته و أخلص لك فأنجيته، أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد و احللنا دار المقامة من فضلك لا يمسّنا فيها نصب و لا يمسّنا فيها لغوب، أللّهمّ إنّي أسألك مسألة الذّليل الفقير أن تصلّي على محمّد و آله و أن تغفر لي جميع ذنوبي و تقلبني بقضاء جميع حوائجي إليك إنّك على كلّ شيء قدير، أللّهمّ ما قصرت عنه مسألتي و عجزت عنه قوّتي و لم تبلغه فطنتي تعلم فيه صلاح أمر دنياي و آخرتي فصلّ على محمّد و آله و افعل بي ذلك بلا إله إلاّ أنت بحقّ لا إله إلاّ أنت برحمتك في عافية ما شاء اللّه لا حول و لا قوّة إلاّ باللّه. و ليكن آخر ما تدعو به: أللّهمّ إنّي وجّهت وجهي إليك، و أقبلت بدعائي عليك راجيا إجابتك طامعا في مغفرتك طالبا ما وءيت به على نفسك متنجّزا وعدك إذ تقول ادعوني أستجب لكم، فصلّ على محمّد و آله و أقبل إليّ بوجهك و اغفر لي و ارحمني و استجب دعائي يا إله العالمين. ثمّ قل(1): يا اللّه المانع قدرته خلقه، و المالك بها سلطانه و المتسلّط بما في يديه كلّ مرجوّ دونك يخيب رجاء راجيه و راجيك مسرور لا يخيب، أسألك بكلّ رضا لك من كلّ شيء أنت فيه و بكلّ شيء تحبّ أن تذكر به و بك يا اللّه فليس يعدلك شيء أن تصلّي على محمّد و آل محمّد، و أن تحوطني و إخواني و ولدي و مالي و تحفظني بحفظك و أن تقضي حاجتي في كذا و كذا و تذكر ما تريد.

فإذا خرجت من المسجد فقل: أللّهمّ دعوتني فأجبت دعوتك و صلّيت مكتوبتك و انتشرت في أرضك كما أمرتني، فأسألك من فضلك العمل بطاعتك و اجتناب معصيتك و الكفاف من الرّزق برحمتك، الدّعاء عند غروب

ص: 41


1- هذا الدّعاء رفيع الشّأن عظيم المنزلة، ففي الحديث القدسي: يا محمّد من أحبّ من أمّتك أن لا يحول بين دعائه و بيني حائل و أن لا أخيّبه لأي أمر شاء عظيما كان أو صغيرا في السرّ و العلانية إليّ أو إلى غيري فليقل آخر دعائه يا اللّه المانع إلى آخره و هو من أدعية السرّ.

الشمس(1): يا من ختم النّبوّة بمحمّد صلّى اللّه عليه و آله اختم لي في يومي هذا بخير و شهري بخير و سنتي بخير و عمري بخير. ثمّ قل صباحا و مساء: أللّهمّ يا مقلّب القلوب و الأبصار ثبّت قلبي على دينك، و لا تزغ قلبي بعد إذ هديتني وهب لي من لدنك رحمة إنّك أنت الوهّاب، و أجرني من النّار برحمتك، أللّهمّ امدد لي في عمري و أوسع عليّ في رزقي و انشر عليّ رحمتك و إن كنت عندك في أمّ الكتاب شقيّا فاجعلني سعيدا فإنّك تمحو ما تشاء و تثبت و عندك أمّ الكتاب. و قل عشرا:

أللّهمّ ما أصبحت بي من نعمة أو عافية في دين أو دنيا فمنك وحدك لا شريك لك، لك الحمد و لك الشّكر بها عليّ حتّى ترضى و بعد الرّضا. و قل بعد المغرب و بعد الفجر عشرا: لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له، له الملك و له الحمد يحيي و يميت و هو حيّ لا يموت بيده الخير و هو على كلّ شيء قدير. و عشرا: أعوذ باللّه السّميع العليم من همزات الشّياطين و أعوذ باللّه أن يحضرون إنّ اللّه هو السّميع العليم. و إذا أصبحت و أمسيت ضع يدك على رأسك ثمّ أمرّها على وجهك ثمّ خذ بمجامع لحيتك و قل: أحطت على نفسي و أهلي و مالي و ولدي من غائب و شاهد باللّه الّذي لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ عٰالِمُ اَلْغَيْبِ وَ اَلشَّهٰادَةِ اَلرَّحْمٰنُ اَلرَّحِيمُ اَلْحَيُّ اَلْقَيُّومُ لاٰ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَ لاٰ نَوْمٌ (الآية).

دعاء العشرات

ثمّ تدعو بدعاء العشرات(2) عند المساء و الصّباح و أفضله بعد العصر من يوم

ص: 42


1- عن الصّادق عليه السّلام: من دعا به في كل يوم عند زوال الشمس و مات في تلك الليلة أو في تلك الجمعة أو في ذلك الشهر أو في تلك السنة دخل الجنّة.
2- هذا الدّعاء رفيع الشأن عظيم القدر و هو من أسرار الدّعوات و وردت به ستّ روايات، ذكر السيّد ابن طاوس رحمه اللّه منها ثلاث روايات في كتابه كتاب الدّعوات، واحدة في أدعية الغروب و واحدة في تعقيب الصبح و واحدة في تعقيب صلاة يوم الجمعة، و رواية في كتابه إعانة الداعي و رواية في كتاب الدّعوات و نحن ذكرنا في كتابنا هذا الرّواية التي أوردها الشيخ الطوسي رحمه اللّه في مصباحه و ابن باقي في اختياره و ذكر السيّد بن طاوس في مهجه فلخّصه، إن الحسين عليه السّلام قال: عاهدني أبي علي بن أبي طالب عليه السّلام أن لا أعلم هذا الدعاء أحدا سوانا أهل البيت و شيعتنا و موالينا، و قال: يا بنيّ إنّ اللّه تعالى لا بد أن يمضي مقاديره و أحكامه على ما أحبّ و قضى فعاهدني أن لا تلفظ بكلام أسره إليك حتّى أموت و بعد موتي اثنا عشر شهرا تقول غدوّة و عشيّة فيشتغل به ألف ألف ملك يعطى كل ملك منهم قوّة ألف ألف كاتب في سرعة الكتابة و يوكل بالاستغفار لك ألف ألف ملك يعطى كلّ ملك مستغفر قوّة ألف ألف ملك في سرعة الكلام و يبنى لك في الفردوس ألف بيت في مائة قصر يكون لك جار جدّك صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و يبنى لك في جنّات عدن ألف ألف مدينة و يحشر معك في قبرك كتاب يقول ها أنا ذا لا سبيل عليك للفزع و لا للخوف و لا لزلازل الصّراط و لا لعذاب النّار، و لا تدعو بدعوة إلاّ و أتتك في يومك كائنة ما كانت بالغة ما بلغت و تموت شهيدا و لا عارضة مرض و لا يصيبك فقر و لا بلوى و يكتب لك في كلّ يوم بعدد أنفاس الثقلين ألف ألف حسنة و يمحى عنك ألف ألف سيّئة و يرفع لك ألف ألف درجة و يستغفر لك العرش و الكرسي حتّى تقف بين يدي اللّه عزّ و جل و لا تطلب لأحد حاجة إلا قضاها، و لا تطلب إلى اللّه حاجة لك و لغيرك إلى آخر الدهر في دنياك و آخرتك إلاّ قضاها فعاهدني كما أذكر لك، فقال له الحسن عليه السّلام عاهدني يا أبه على ما أحببت، قال: أعاهدك على أن تكتم عليّ فإذا بلغ محلّ منيّتك فلا تعلمه أحدا سوانا أهل البيت أو شيعتنا أو أوليائنا و موالينا فإنّك إن فعلت ذلك طلب النّاس إلى ربّهم الحوائج في كلّ نحو فقضاها فأنا أحبّ أن يتمّ اللّه بكم أهل البيت بما علّمني ما أعلّمك ما أنتم فيه تحشرون لا خوف عليكم و لا أنتم تحزنون فعاهد الحسن عليّا صلوات اللّه عليهما على ذلك، ثم قال إذا أردت إن شاء اللّه ذلك فقل هذا الدّعاء.

الجمعة مرويّ عن مولانا الحسين عليه السّلام:

بسم اللّه الرّحمن الرّحيم سبحان اللّه و الحمد للّه و لا إله إلاّ اللّه و اللّه أكبر، و لا حول و لا قوّة إلاّ باللّه العليّ العظيم، سبحان اللّه آناء اللّيل و أطراف النّهار، سبحان اللّه بالغدوّ و الآصال، سبحان اللّه بالعشيّ و الإبكار، سبحان اللّه حين تمسون و حين تصبحون و له الحمد في السّماوات و الأرض و عشيّا و حين تظهرون، يخرج الحيّ من الميّت و يخرج الميّت من الحيّ و يحيي الأرض بعد موتها و كذلك تخرجون، سبحان ربّك ربّ العزّة عمّا يصفون و سلام على المرسلين و الحمد للّه ربّ العالمين، سبحان ذي الملك و الملكوت سبحان ذي العزّ و الجبروت، سبحان ذي الكبرياء و العظمة سبحان الملك الحقّ المبين المهيمن القدّوس، سبحان اللّه الملك الحيّ الّذي لا

ص: 43

يموت، سبحان اللّه الملك الحيّ القدّوس(1)، سبحان القائم الدّائم، سبحان الدّائم القائم، سبحان ربّي العظيم سبحان ربّي الأعلى، سبحان الحيّ القيّوم سبحان العليّ الأعلى، سبحانه و تعالى سبّوح قدّوس ربّنا و ربّ الملائكة و الرّوح، سبحان الدّائم غير الغافل سبحان العالم بغير تعليم، سبحان خالق ما يرى و ما لا يرى، سبحان الّذي يدرك الأبصار و لا تدركه الأبصار و هو اللّطيف الخبير، أللّهمّ إنّي أصبحت منك في نعمة و خير و بركة و عافية فصلّ على محمّد و آله، و أتمم عليّ نعمتك و خيرك و بركاتك و عافيتك بنجاة من النّار، و ارزقني شكرك و عافيتك و فضلك و كرامتك أبدا ما أبقيتني، أللّهمّ بنورك اهتديت و بفضلك استغنيت و بنعمتك أصبحت و أمسيت، أللّهمّ إنّي أشهدك و كفى بك شهيدا و أشهد ملائكتك و أنبياءك و رسلك و حملة عرشك و سكّان سماواتك و أرضك و جميع خلقك بأنّك أنت اللّه لا إله إلاّ أنت وحدك لا شريك لك، و أنّ محمّدا صلّى اللّه عليه و آله عبدك و رسولك، و أنّك على كلّ شيء قدير، تحيي و تميت و تميت و تحيي، و أشهد أنّ الجنّة حقّ و أنّ النّار حقّ و النّشور حقّ و السّاعة آتية لا ريب فيها، و أنّ اللّه يبعث من في القبور، و أشهد أنّ عليّ بن أبي طالب أمير المؤمنين حقّا حقّا، و أنّ الأئمّة من ولده هم الأئمّة الهداة المهديّون غير الضّالّين و لا المضلّين و أنّهم أولياؤك المصطفون و حزبك الغالبون و صفوتك و خيرتك من خلقك، و نجباؤك الّذين انتجبتهم لدينك و اختصصتهم من خلقك و اصطفيتهم على عبادك، و جعلتهم حجّة على العالمين

ص: 44


1- قال الشيخ شاذان بن جبرئيل من قال في السنة كل يوم مرّة لم يمت حتّى يرى مقعده في الجنّة و هو سبحان القائم الدائم إلى قوله سبحانه و تعالى قال أبو الزّاهرية و هو راويها قلت في نفسي لعلّ لا أبقى سنة فجلست و قلتها ثلاثمائة و ستّين مرّة فرأيت مقعدي في الجنّة قال الربيع بن صبيح قلت ذلك فرأيت مقعدي في الجنة قال أبو الصّلت قلت هذا التسبيح ثلاثمائة و ستين مرّة فرأيت خيرا كثيرا و في كتاب القاصدين للسمسطاري أنّه قال كل يوم في سنة كاملة سبحان القائم الدائم إلى قوله سبحانه و تعالى لم يمت حتى يرى مكانه في الجنّة و روى هذا الشّيخ زيادات على ما ذكره أبو الزّاهرية.

صلواتك عليهم و السّلام عليهم و رحمة اللّه و بركاته، أللّهمّ اكتب لي هذه الشّهادة عندك حتّى تلقّينيها و أنت عنّي راض إنّك على ما تشاء قدير، أللّهمّ لك الحمد حمدا يصعد أوّله و لا ينفد آخره، أللّهمّ لك الحمد حمدا تضع لك السّماء كنفيها و تسبّح لك الأرض و من عليها، أللّهمّ لك الحمد حمدا سرمدا أبدا لا انقطاع له و لا نفاد له و لك ينبغي و إليك ينتهي، فيّ و عليّ و لديّ و معي و قبلي و بعدي و أمامي و فوقي و تحتي و إذا متّ و بقيت فردا وحيدا ثمّ فنيت و لك الحمد إذا نشرت و بعثت يا مولاي، أللّهمّ لك الحمد و الشّكر بجميع محامدك كلّها على جميع نعمائك كلّها حتّى ينتهي الحمد إلى ما تحبّ ربّنا و ترضى، أللّهمّ لك الحمد على كلّ أكلة و شربة و بطشة و قبضة و بسطة و في كلّ موضع شعرة، أللّهمّ لك الحمد حمدا خالدا مع خلودك و لك الحمد حمدا لا منتهى له دون علمك و لك الحمد حمدا لا أمد له دون مشيّتك، و لك الحمد حمدا لا أجر لقائله إلاّ رضاك، و لك الحمد على حلمك بعد علمك، و لك الحمد على عفوك بعد قدرتك، و لك الحمد باعث الحمد، و لك الحمد وارث الحمد، و لك الحمد بديع الحمد، و لك الحمد منتهى الحمد، و لك الحمد مبتدع الحمد، و لك الحمد مشتري الحمد، و لك الحمد وليّ الحمد، و لك الحمد مالك الحمد، و لك الحمد قديم الحمد، و لك الحمد صادق الوعد و فيّ العهد عزيز الجند، قائم المجد، و لك الحمد رفيع الدّرجات مجيب الدّعوات منزّل الآيات من فوق سبع سماوات عظيم البركات، مخرج النّور من الظّلمات و مخرج من في الظّلمات إلى النّور مبدّل السّيّئات حسنات و جاعل الحسنات درجات، أللّهمّ لك الحمد غافر الذّنب و قابل التّوب شديد العقاب ذا الطّول، لا إله إلاّ أنت إليك المصير أللّهمّ لك الحمد في اللّيل إذا يغشى و لك الحمد في النّهار إذا تجلّى، و لك الحمد في الآخرة و الأولى، و لك الحمد عدد كلّ نجم و ملك في السّماء، و لك الحمد عدد الثّرى و الحصى و النّوى، و لك الحمد عدد ما في جوّ السّماء و لك الحمد عدد ما في جوف الأرض، و لك الحمد عدد أوزان مياه البحار، و لك الحمد

ص: 45

عدد أوراق الأشجار، و لك الحمد عدد ما على وجه الأرض، و لك الحمد عدد ما أحصى كتابك، و لك الحمد عدد ما أحاط به علمك، و لك الحمد عدد الإنس و الجنّ و الهوامّ و الطّير و البهائم و السّباع حمدا كثيرا طيّبا مباركا فيه كما تحبّ ربّنا و ترضى و كما ينبغي لكرم وجهك و عزّ جلالك. ثم قل عشرا: لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له له الملك و له الحمد و هو اللّطيف الخبير. و عشرا: لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له، له الملك و له الحمد يحيي و يميت، و يميت و يحيي و هو حيّ لا يموت بيده الخير و هو على كلّ شيء قدير. و عشرا: أستغفر اللّه الّذي لا إله إلاّ هو الحيّ القيّوم و أتوب إليه. ثم قل: يا اللّه عشرا، يا رحمن عشرا، يا رحيم عشرا، يا بديع السّماوات و الأرض عشرا، يا ذا الجلال و الإكرام عشرا، يا حنّان يا منّان عشرا، يا حيّ يا قيّوم عشرا، يا حيّ لا إله إلاّ أنت عشرا، يا اللّه لا إله إلاّ أنت عشرا، و بسمل عشرا، أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد عشرا، أللّهمّ افعل بي ما أنت أهله عشرا، آمين عشرا، و اقرأ التوحيد عشرا، ثم قل بعد ذلك: أللّهمّ اصنع بي ما أنت أهله و لا تصنع بي ما أنا أهله فإنّك أهل التّقوى و أهل المغفرة و أنا أهل الذّنوب و الخطايا فارحمني يا مولاي و أنت أرحم الرّاحمين. ثمّ قل عشرا: لا حول و لا قوّة إلاّ باللّه توكّلت على الحيّ الّذي لا يموت و الحمد للّه الّذي لم يتّخذ ولدا و لم يكن له شريك في الملك، و لم يكن له وليّ من الذّلّ و كبّره تكبيرا.

ثمّ قل من غير هذا الدّعاء: أللّهمّ إنّي أسألك أن تصلّي على محمّد و آل محمّد و أسألك خير ليلتي هذه و خير ما فيها، و أعوذ بك من شرّ ليلتي هذه و شرّ ما فيها، أللّهمّ إنّي أعوذ بك أن تكتب عليّ خطيئة أو إثما، أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد و اكفني خطيئتها و إثمها و أعطني يمنها و بركتها و نورها، أللّهمّ نفسي خلقتها و بيدك حياتها و موتها، أللّهمّ فإن أمسكتها فإلى رضوانك و الجنّة و إن أرسلتها فصلّ على محمّد و آل محمّد و اغفر لها و ارحمها.

ص: 46

في أدعية الصباح و المساء

و تقول عند كلّ مساء و صباح: ربّي اللّه حسبي اللّه لا إله إلاّ هو عليه توكّلت و هو ربّ العرش العظيم، لا حول و لا قوّة إلاّ باللّه ما شاء اللّه كان أشهد و أعلم أنّ اللّه على كلّ شيء قدير، و أنّ اللّه قد أحاط بكلّ شيء علما و أحصى كلّ شيء عددا، أللّهمّ إنّي أعوذ بك من شرّ نفسي و من شرّ كلّ دابّة أنت آخذ بناصيتها إنّ ربّي على صراط مستقيم، إلهي أمسى(1) خوفي مستجيرا بأمانك فصلّ على محمّد و آله و آمنّي فإنّك لا تخذل من أمنته، إلهي أمسى جهلي مستجيرا بحلمك فصلّ على محمّد و آله وعد عليّ بحلمك و فضلك، إلهي أمسى فقري مستجيرا بغناك فصلّ على محمّد و آله و ارزقني من فضلك الواسع الهنيء المريء، إلهي أمسى ذنبي مستجيرا بمغفرتك فصلّ على محمّد و آله و اغفر لي مغفرة عزما لا تغادر لي ذنبا و لا أرتكب بعدها محرّما، إلهي أمسى ذلّي مستجيرا بعزّك فصلّ على محمّد و آله و أعزّني عزّا لا ذلّ بعده أبدا، إلهي أمسى ضعفي مستجيرا بقوّتك فصلّ على محمّد و آله و قوّ في رضاك ضعفي، إلهي أمسى وجهي البالي الفاني مستجيرا بوجهك الدّائم الباقي الّذي لا يبلى و لا يفنى فصلّ على محمّد و آله و أجرني من عذاب النّار و من شرّ الدّنيا و الآخرة، أللّهمّ صلّ على محمّد و آله و افتح لي باب الأمر الّذي فيه اليسر و العافية و النّجاح و الرّزق الكثير الطّيّب الحلال الواسع، أللّهمّ بصّرني سبيله و هيّىء لي مخرجه و من قدّرت له من خلقك عليّ مقدرة بسوء فصلّ على محمّد و آله و خذه عنّي من بين يديه و من خلفه و عن يمينه و عن شماله و من فوقه و من تحته و ألجم لسانه و قصّر يده و أحرج صدره و امنعه من أن يصل إليّ أو إلى أحد من أهلي و من يعنيني أمره، أو شيء ممّا خوّلتني و رزقتني و أنعمت به عليّ من قليل أو كثير بسوء، يا من هو أقرب إليّ من حبل الوريد يا من يحول بين المرء و قلبه، يا من هو بالمنظر الأعلى يا من ليس كمثله شيء و هو السّميع البصير، يا لا إله إلاّ أنت بحقّ لا إله إلاّ أنت ارض

ص: 47


1- و في نسخة أخرى: أصبح.

عنّي، يا لا إله إلاّ أنت بحقّ لا إله إلاّ أنت ارحمني، يا لا إله إلاّ أنت بحقّ لا إله إلاّ أنت تب عليّ، يا لا إله إلاّ أنت بحقّ لا إله إلاّ أنت ارزقني، يا لا إله إلاّ أنت بحقّ لا إله إلاّ أنت أعتقني من النّار، يا لا إله إلاّ أنت بحقّ لا إله إلاّ أنت تفضّل عليّ بقضاء جميع حوائجي في دنياي و آخرتي إنّك على كلّ شيء قدير.

و تدعو أيضا عند كلّ صباح و مساء بهذا الدّعاء و هو دعاء أمير المؤمنين عليه السّلام ليلة المبيت على فراش النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: أمسيت اللّهمّ معتصما(1)بذمامك المنيع الّذي لا يطاول و لا يحاول من شرّ كلّ غاشم و طارق من سائر من خلقت و ما خلقت من خلقك الصّامت و النّاطق في جنّة من كلّ مخوف بلباس سابغة، بولاء أهل بيت نبيّك محمّد عليهم السّلام محتجبا من كلّ قاصد لي بأذيّة بجدار حصين الإخلاص في الإعتراف بحقّهم و التّمسّك بحبلهم موقنا بأن الحقّ لهم و معهم و فيهم و بهم، أوالي من والوا و أجانب من جانبوا فصلّ على محمّد و آله، و أعذني اللّهمّ بهم من شرّ كلّ ما أتّقيه يا عظيم حجزت الأعادي عنّي ببديع السّماوات و الأرض، إنّا جعلنا من بين أيديهم سدّا و من خلفهم سدّا فأغشيناهم فهم لا يبصرون.

و من دعاء السرّ عند الصباح و المساء ليحفظ في نفسه و ماله: آمنت(2) بربّي و هو اللّه الّذي لا إله إلاّ هو إله كلّ شيء و منتهى كلّ علم و وارثه و ربّ كلّ ربّ، و أشهد اللّه على نفسي بالعبوديّة و الذّلّة و الصّغار و أعترف بحسن صنائع اللّه إليّ و أبوء على نفسي بقلّة الشّكر و أسأل اللّه في يومي هذا و في ليلتي هذه بحقّ ما يراه له حقّا

ص: 48


1- عن الهادي عليه السّلام: إذا أردت أن تحصن من مخاوفك و تأمن من محذورك في الأيّام النحسات و غيرها فقل إذا أصبحت ثلاثا: أصبحت اللّهم معتصما إلى آخره و إذا أمسيت فقل ثلاثا. قاله الشيخ رضي الدّين أبو نصر الإمام أمين الدّين أبي علي الفضل الطبرسي قدّس اللّه سرّهما في كتابه مكارم الأخلاق. [منه رحمه اللّه].
2- هذا الدعاء رفيع المنزلة عظيم الشأن، و في الحديث القدسي: يا محمّد من أراد من أمّتك حفظي و كلايتي و معرفتي فليقل عند صباحه و مسائه و نومه آمنت بربّي إلى آخره.

عليّ ما يراه منّي له رضا و إيمانا و إخلاصا و رزقا واسعا و إيقانا بلا شكّ و لا ارتياب و يقينا خالصا، حسبي إلهي من كلّ من هو دونه و اللّه وكيلي على كلّ من سواه، آمنت بسرّ علم اللّه و علانيته و أعوذ بما في علم اللّه من كلّ شرّ، سبحان العالم بما خلق اللّطيف فيه المحصي له القادر عليه(1) ما شاء اللّه لا قوّة إلاّ باللّه أستغفر اللّه و إليه المصير و منه في شكر النّعمة يقال غدوة و عشيّة أللّهمّ (2) إنّه لم يمس(3) أحد من خلقك أنت إليه أحسن صنيعا و لا له أدوم كرامة و لا عليه أبين فضلا و لا به أشدّ ترفّقا و لا عليه أشدّ حياطة و لا عليه أشدّ تعطّفا منك عليّ، و إن كان جميع المخلوقين يعدّدون من ذلك مثل تعديدي فاشهد يا كافي الشّهادة بأنّي أشهدك بنيّة صدق، بأنّ لك الفضل و الطّول في إنعامك عليّ مع قلّة شكري لك فيها، يا فاعل كلّ إرادة صلّ على محمّد و آله، و طوّقني أمانا من حلول السّخط لقلّة الشّكر و أوجب لي زيادة من إتمام النّعمة بسعة المغفرة أمطرني(4) خيرك، و صلّ على

ص: 49


1- و عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ما أنعم اللّه تعالى على عبد نعمة من أهل و لا مال و لا ولد فيقول ما شاء اللّه لا قوّة إلاّ باللّه فيرى فيه آفة دون الموت، و عن الصادق عليه السّلام من قال ما شاء اللّه لا قوّة إلاّ باللّه سبعين مرّة صرف اللّه عنه سبعين نوعا من البلايا أهونها الجنون و البرص. ذكر ذلك السّمعاني عبد الكريم بن محمّد في كتابه كتاب الأدعية المرويّة في الحضرة النبوية صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و تقول كل يوم تصبح ثلاثا و حين تمسي ثلاثا ليأمن السرق و الحرق و الغرق و أنواع البلايا بسم اللّه ما شاء اللّه لا قوّة إلاّ باللّه ما شاء اللّه كان و ما لم يشأ لم يكن ما شاء اللّه لا يصرف السّوء إلاّ اللّه. و هو دعاء الخضر و إلياس. عن الصّادق عليه السّلام إذا دعا الرجل فقال بعدما يدعو: ما شاء اللّه لا قوّة إلاّ باللّه قال اللّه تعالى تقبل عبدي و استسلم لأمري أقضوا حاجته و في خبر آخر عن عليّ عليه السّلام من أحبّ أن يجاب دعاؤه فليقل بعدما يفرع: ما شاء اللّه استكانة للّه ما شاء اللّه ما شاء اللّه تضرّعا إلى اللّه ما شاء اللّه توجّها إلى اللّه ما شاء اللّه لا حول و لا قوّة إلاّ باللّه العليّ العظيم.
2- هذا الدعاء من الأدعية القدسية رفيع المنزلة من عند اللّه تعالى فمنها يا محمّد قل للّذين يريدون التقرب إليّ اعلموا علما يقينا إن هذا الكلام أفضل ما أنتم متقرّبون إليّ به بعد الفرائض يقولون اللّهم إنه لم يصبح إلى آخره.
3- و يقول في الصباح اللّهم إنه لم يصبح.
4- و في نسخة أخرى: أنظرني.

محمّد و آله و لا تقايسني بسوء سريرتي و امتحن قلبي لرضاك و اجعل ما تقرّبت به إليك في دينك لك خالصا و لا تجعله للزوم شبهة أو فخر أو رياء أو كبر يا كريم.

ثمّ قل: يا اللّه المانع قدرته خلقه إلى آخره و قد ذكر في آخر أدعية العصر، فإذا سقط القرص فأذّن للمغرب و قل(1): أللّهمّ إنّي أسألك بإقبال ليلك و إدبار نهارك و حضور صلواتك و أصوات دعاتك و تسبيح ملائكتك أن تصلّي على محمّد و آل محمّد و أن تتوب عليّ إنّك أنت التوّاب الرّحيم. ثمّ قل ما تقدّم ذكره ما يقال بعد الأذان و الإقامة ثمّ صلّ المغرب على ما مضى وصفه فإذا سلّمت عقب يسيرا و سبّح تسبيح الزّهراء عليها السّلام ثمّ قل: إِنَّ اَللّٰهَ وَ مَلاٰئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى اَلنَّبِيِّ (الآية) أللّهمّ صلّ على محمّد النّبيّ و على ذرّيّته و على أهل بيته. ثم بسمل(2) و حولق سبعا و قل ثلاثا:

في تعقيبات صلاة المغرب

الحمد للّه الّذي يفعل ما يشاء و لا يفعل ما يشاء غيره. و تقول: سبحانك لا إله إلاّ أنت اغفر لي ذنوبي كلّها جميعا فإنّه لا يغفر الذّنوب كلّها جميعا إلاّ أنت. ثم قل عشرا: ما شاء اللّه لا قوّة إلاّ باللّه أستغفر اللّه و تقول: أللّهمّ إنّي أسألك موجبات رحمتك و عزائم مغفرتك و السّلامة من كلّ إثم و الغنيمة من كلّ برّ و النّجاة من النّار

ص: 50


1- عن الرضا عليه السّلام أنّه من قال ذلك إذا سمع أذان الصبح و أذان المغرب ثم مات من يومه أو ليلته مات تائبا.
2- عن أبي الحسن عليه السّلام قال: إذا صليت المغرب فلا تبسط رجلك و لا تكلم أحدا حتى تبسمل و تحولق مائة مرّة و عقيب الصّبح، فمن قال ذلك رفع اللّه تعالى عنه مائة نوع من البلاء أدنى نوع منها البرص و الجذام و الشيطان و السّلطان (ملخصا من العدّة لابن فهد). و قد ذكروا فيما يأتي في الإختلاف في الإسم الأعظم عن الرضا عليه السّلام أنه من بسمل و حولق بعد صلاة الفجر مائة كان أقرب إلى اسم اللّه الأعظم من سواد العين إلى بياضها و أنه دخل فيها اسم اللّه الأعظم. و عن الصّادق عليه السّلام: من بسمل و حولق في دبر كلّ صلاة من الفجر و المغرب سبعا دفع اللّه عنه سبعين نوعا من أنواع البلاء أهونها الريح و البرص و الجنون و يكتب في ديوان السّعد و إن كان شقيّا، و عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: من وقع في ورطة فبسمل و حولق صرف اللّه عزّ و جلّ عنه ما شاء من أنواع البلايا. و في ورام عنه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أكثروا من غرس الجنّة فإنّ أرضها واسعة و تربتها طيّبة، قال و ما غرسها قال لا حول و لا قوّة إلاّ باللّه العليّ العظيم.

و من كلّ بليّة و الفوز بالجنّة و الرّضوان في دار السّلام و جوار نبيّك محمّد و آله عليهم السّلام، أللّهمّ ما بنا من نعمة فمنك لا إله إلاّ أنت أستغفرك و أتوب إليك.

ثمّ ادع بما رواه معاوية بن عمّار: بسم اللّه الرّحمن الرّحيم أللّهمّ صلّ على محمّد البشير النّذير السّراج المنير الطّهر الطّاهر الخير الفاضل، خاتم أنبيائك و سيّد أصفيائك و خالص أخلاّئك، ذي الوجه الجميل و الشرف الأصيل و المنبر النّبيل، و المقام المحمود و المنهل المشهود و الحوض المورود، و صلّ على محمّد كما بلّغ رسالاتك و جاهد في سبيلك و نصح لأمّته و عبدك حتّى أتاه اليقين، و صلّ على محمّد و آله الطّاهرين الأخيار الأتقياء الأبرار الّذين انتجبتهم لنفسك و اصطفيتهم من خلقك و أمنتهم على وحيك و جعلتهم خزّان علمك و تراجمة وحيك و أعلام نورك و حفظة سرّك و أذهبت عنهم الرّجس و طهّرتهم تطهيرا، أللّهمّ انفعنا بحبّهم و احشرنا في زمرتهم و تحت لوائهم و لا تفرّق بيننا و بينهم و اجعلني بهم عندك وجيها في الدّنيا و الآخرة و من المقرّبين الّذين لا خوف عليهم و لا هم يحزنون، الحمد للّه الّذي أذهب بالنّهار بقدرته و جاء باللّيل برحمته خلقا جديدا و جعله لباسا و مسكنا و جعل اللّيل و النّهار آيتين ليعلم بهما عدد السّنين و الحساب، الحمد للّه على إقبال اللّيل و إدبار النّهار، أللّهمّ صلّ على محمّد و آله و أصلح لي ديني الّذي هو عصمة أمري، و أصلح لي دنياي الّتي فيها معيشتي، و أصلح لي آخرتي الّتي إليها منقلبي و اجعل الحياة زيادة لي من كلّ خير، و اجعل الموت راحة لي من كلّ سوء و اكفني أمر دنياي و آخرتي بما كفيت به أولياءك و خيرتك من عبادك الصّالحين، و اصرف عنّي شرّهما و وفّقني لما يرضيك عنّي يا كريم أمسينا و الملك للّه الواحد القهّار و ما في اللّيل و النّهار، أللّهمّ إنّي و هذا اللّيل و النّهار خلقان من خلقك فاعصمني فيهما بقوّتك و لا ترهما جرأة منّي على معاصيك و لا ركوبا منّي لمحارمك و اجعل عملي فيهما مقبولا و سعيي مشكورا و سهّل لي ما أخاف عسره و سهّل لي ما صعب عليّ

ص: 51

أمره و اقض لي فيه بالحسنى و آمنّي مكرك و لا تهتك عنّي سترك و لا تنسني ذكرك، و لا تحل بيني و بين حولك و قوّتك و لا تلجئني إلى نفسي طرفة عين أبدا و لا إلى أحد من خلقك يا كريم، أللّهمّ صلّ على محمّد و آله و افتح مسامع قلبي لذكرك حتّى أعي وحيك و أتّبع كتابك و أصدّق رسلك و أومن بوعدك و أخاف وعيدك و أوفي بعهدك و أتّبع أمرك و أجتنب نهيك، أللّهمّ صلّ على محمّد و آله و لا تصرف عنّي وجهك و لا تمنعني فضلك و لا تحرمني عفوك و اجعلني أوالي أولياءك و أعادي أعداءك، و ارزقني الرّهبة منك و الرّغبة إليك و الخشوع و الوقار و التّسليم لأمرك و التّصديق بكتابك و اتّباع سنّة نبيّك صلّى اللّه عليه و آله، أللّهمّ إنّي أعوذ بك من نفس لا تقنع و بطن لا يشبع و عين لا تدمع و قلب لا يخشع و صلاة لا ترفع و عمل لا ينفع و دعاء لا يسمع، و أعوذ بك من سوء القضاء و درك الشّقاء و شماتة الأعداء و جهد البلاء و عمل لا يرضى، و أعوذ بك من الفقر و القهر و الكفر و الوقر و الغدر و ضيق الصّدر و سوء الأمر و من بلاء ليس لي عليه صبر، و من الدّاء العضال و غلبة الرّجال و خيبة المنقلب و سوء المنظر في النّفس و الأهل و المال و الدّين و الولد و عند معاينة الموت، و أعوذ باللّه من إنسان سوء و جار سوء و قرين سوء و يوم سوء و ساعة سوء و من شرّ ما يلج في الأرض و ما يخرج منها و ما ينزل من السّماء و ما يعرج فيها و من شرّ طوارق اللّيل و النّهار إلاّ طارقا يطرق بخير، و من شرّ كلّ دابّة ربّي آخذ بناصيتها إنّ ربّي على صراط مستقيم فسيكفيكهم اللّه و هو السّميع العليم، الحمد للّه الّذي قضى عنّي صلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا. و تقول: أللّهمّ (1) إنّي أسألك

ص: 52


1- عن محمّد الجعفي عن أبيه قال: كنت كثيرا ما أشتكي عيني فشكوت ذلك إلى الصادق عليه السّلام، فقال: ألا أعلمك دعاء لدنياك و آخرتك و تكفى به وجع عينك، قلت: بلى، قال: تقول في دبر الفجر و المغرب: أللّهمّ إنّي أسألك بحق محمّد و آل محمّد إلى آخر الدّعاء. قال السيّد بن الطّاوس رحمه اللّه في مهجه وجدت في مجموع ابن عقبة بن إسماعيل الحضرمي عمّي فرأى في منامه قائلا يقول له قل يا قريب يا مجيب يا سميع الدعاء يا لطيفا لما يشاء ردّ عليّ بصري فقال ذلك فعاد إليه بصره قال رحمه اللّه و رأيت بخطّ الرّضا الأوى دعاء علّمه -

بحقّ محمّد و آل محمّد أن تصلّي على محمّد و آل محمّد، و أسألك أن تجعل النّور في بصري و البصيرة في ديني و اليقين في قلبي و الإخلاص في عملي و السّلامة في نفسي و السّعة في رزقي و الشّكر لك أبدا ما أبقيتني.

ثمّ اسجد سجدتي الشّكر و قل ما شئت ممّا تقدّم ذكره فإذا غاب الشّفق فأذّن للعشاء الآخرة و قل ما تقدّم ذكره ممّا يقال بعد الأذان و الإقامة و ممّا يختص هذه الصّلاة أن تقول:

في تعقيبات صلاة العشاء

أللّهمّ إنّه ليس لي علم بموضع رزقي(1) و إنّما أطلبه بخطرات

ص: 53


1- و تدعو لطلب الرّزق عن الصّادق عليه السّلام: يا اللّه يا اللّه يا اللّه أسألك بحقّ من حقّه عليك عظيم أن تصلّي على محمّد و آل محمّد و أن ترزقني العمل بما علّمتني من معرفة حقّك و أن تبسط عليّ ما حظرت من رزقك. قاله ابن فهد في عدّته. و عن الرّضا عليه السّلام قل في طلب الرّزق عقيب كل فريضة: يا من يملك حوائج السّائلين، يا من لكل مسألة منك سمع حاضر و جواب عتيد و لكل صامت منك علم باطن محيط أسألك بمواعيدك الصّادقة و أياديك الفاضلة و رحمتك الواسعة و سلطانك القاهر و ملكك الدّائم و كلماتك التّامّات، يا من لا ينفعه طاعة المطيعين و لا يضرّه معصية العاصين صلّ على محمد و آل محمّد و ارزقني من فضلك و أعطني فيما ترزقني العافية برحمتك يا أرحم الراحمين. و ممّا يزيد في الرّزق ما روي عن مولانا أمير المؤمنين عليه السّلام قال: من تقدّر عليه رزقه و انغلقت عليه مذاهب المطالب في معاشه ثمّ كتب هذا الكلام في رقّ ظبي أو في قطعة من أدم و علقه عليه أو جعله في ثيابه التي يلبسها و لم يفارقه وسع اللّه تعالى عليه رزقه و فتح له أبواب المطالب في معاشه من حيث لا يحتسب و هو: اللّهمّ لا طاقة لفلان بن فلان بالجهد و لا صبر له على البلاء و لا قوة له على الفقر و الفاقة أللّهم صلّ على محمّد و آل محمّد و لا تحظر على فلان بن فلان رزقك و لا تغيّر عليه سعة ما عندك و لا تحرمه فضلك و لا تحسمه من جزيل قسمك و لا تكله إلى خلقك و لا إلى نفسه فيعجز عنها و يضعف عن القيام فيما يصلحه و يصلح ما قبله بل تفرّد لم شعثه و تولّ كفايته و انظر إليه في جميع أموره إنّك إن وكلته إلى خلقك لم ينفعوه و إن ألجأته إلى أقربائه حرموه و إن أعطوه أعطوا قليلا نكدا و إن منعوه منعوا كثيرا و إن بخلو فهم للبخل أهل أللهم أغن فلان بن فلان من فضلك و لا تخله منه فإنه مضطرّ إليك فقير إلى ما في يديك و أنت -

تخطر على قلبي فأجول في طلبه البلدان، و أنا فيما أنا طالب كالحيران لا أدري أفي سهل هو أم في جبل أم في أرض أم في سماء أم في برّ أم في بحر و على يدي من و من قبل من، و قد علمت أنّ علمه عندك و أسبابه بيدك و أنت الّذي تقسمه بلطفك و تسبّبه برحمتك، أللّهمّ فصلّ على محمّد و آله و اجعل يا ربّ رزقك لي واسعا و مطلبه سهلا و مأخذه قريبا و لا تعنّني بطلب ما لم تقدّر لي فيه رزقا فإنّك غنيّ عن عذابي و أنا فقير إلى رحمتك، فصلّ على محمّد و آله وجد على عبدك بفضلك إنّك ذو فضل عظيم. ثم اقرأ القدر سبعا و قل: أللّهمّ ربّ السّماوات السّبع(1) و ما أظلّت و ربّ الأرضين السّبع و ما أقلّت و ربّ الشّياطين و ما أضلّت و ربّ الرّياح و ما ذرت، أللّهمّ ربّ كلّ شيء و إله كلّ شيء و مليك كلّ شيء أنت اللّه المقتدر على كلّ شيء أنت اللّه الأوّل فلا شيء قبلك و أنت الآخر فلا شيء بعدك و أنت الظّاهر فلا شيء فوقك و أنت الباطن فلا شيء دونك، ربّ جبرئيل و ميكائيل و إسرافيل و إله إبراهيم و إسحاق و يعقوب أسألك أن تصلّي على محمّد و آله و أن تولاّني برحمتك و لا تسلّط عليّ أحدا من خلقك ممّن لا طاقة لي به، أللّهمّ إليك فحبّبني و في النّاس فعزّزني و من شرّ شياطين الجنّ و الإنس فسلّمني يا ربّ العالمين و صلّى اللّه على محمّد و آله.

و ادع بما أحببت و تقول: أللّهمّ بحقّ محمّد و آل محمّد صلّ على محمّد و آل محمّد و لا تؤمنّا مكرك و لا تنسنا ذكرك و لا تكشف عنّا سترك و لا تحرمنا فضلك و لا تحلّ علينا غضبك، و لا تباعدنا من جوارك و لا تنقصنا من رحمتك، و لا تنزع منّا بركتك و لا تمنعنا عافيتك، و أصلح لنا ما أعطيتنا وزدنا من فضلك المبارك الطّيّب

ص: 54


1- في كتاب الدّعاء للطّبراني إنّ النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال لأهل الصفة حين شكوا إليه الحاجة و الفقر: قولوا اللّهمّ ربّ السموات السّبع و ربّ الأرضين السّبع و ما فيهنّ و ما بينهنّ و رب العرش العظيم اقض عنّا الدّين و أغننا من الفقر.

الحسن الجميل، و لا تغيّر ما بنا من نعمتك و لا تؤيسنا من روحك و لا تهنّا بعد كرامتك و لا تضلّنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنّك أنت الوهّاب، أللّهمّ اجعل قلوبنا سالمة و أرواحنا طيّبة و أزواجنا مطهّرة و ألسنتنا صادقة و إيماننا دائما و يقيننا صادقا، و تجارتنا لا تبور، أللّهمّ آتنا في الدّنيا حسنة و في الآخرة حسنة و قنا برحمتك عذاب النّار. ثمّ تقرأ الفاتحة و الإخلاص و المعوّذتين عشرا عشرا و تقول الباقيات الصّالحات عشرا و تصلّي على النّبي و آله عليهم السّلام عشرا و قل: أللّهمّ افتح لي أبواب رحمتك و أسبغ عليّ من حلال رزقك، و متّعني بالعافية ما أبقيتني في سمعي و بصري و جميع جوارح بدني، أللّهمّ ما بنا من نعمة فمنك لا إله إلاّ أنت أستغفرك و أتوب إليك يا أرحم الرّاحمين.

ثمّ ادع بما رواه معاوية بن عمّار: بسم اللّه الرّحمن الرّحيم أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد صلاة تبلّغنا بها رضوانك و الجنّة و تنجّينا بها من سخطك و النّار، أللّهمّ صلّ على محمّد و آله و أرني الحقّ حقّا حتّى أتّبعه و أرني الباطل باطلا حتّى أجتنبه، و لا تجعله عليّ متشابها فأتّبع هواي بغير هدى منك و اجعل هواي تبعا لرضاك و طاعتك و خذ لنفسك رضاها من نفسي، و اهدني لما اختلف فيه من الحقّ بإذنك إنّك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم، أللّهمّ صلّ على محمّد و آله و اهدني فيمن هديت و عافني فيمن عافيت و تولّني فيمن تولّيت و بارك لي فيما أعطيت، وقني شرّ ما قضيت إنّك تقضي و لا يقضى عليك و تجير و لا يجار عليك تمّ نورك اللّهمّ فهديت فلك الحمد و عظم حلمك فعفوت فلك الحمد و بسطت يدك فأعطيت فلك الحمد تطاع ربّنا فتشكر و تعصى ربّنا فتغفر و تستر أنت كما أثنيت على نفسك بالكرم و الجود، لبيّك و سعديك تباركت و تعاليت لا ملجأ و لا منجا منك إلاّ إليك لا إله إلاّ أنت سبحانك اللّهمّ و بحمدك عملت سوء و ظلمت نفسي فاغفر لي و ارحمني و أنت أرحم الرّاحمين، لا إله إلاّ أنت سبحانك إنّي كنت من الظّالمين، لا إله إلاّ أنت

ص: 55

سبحانك اللّهمّ و بحمدك عملت سوء و ظلمت نفسي فاغفر لي يا خير الغافرين، لا إله إلاّ أنت سبحانك اللّهمّ و بحمدك عملت سوء و ظلمت نفسي فتب عليّ إنّك أنت التّوّاب الرّحيم، لا إله إلاّ أنت سبحانك إنّي كنت من الظّالمين، سُبْحٰانَ رَبِّكَ رَبِّ اَلْعِزَّةِ (1)(إلى آخر السورة) أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد و بيّتني منك في عافية و صبّحني منك في عافية و استرني منك بالعافية و ارزقني تمام العافية و دوام العافية و الشّكر على العافية، أللّهمّ إنّي أستودعك نفسي و ذرّيّتي و أهلي و مالي و ولدي و أهل حزانتي و كلّ نعمة أنعمت بها عليّ أو تنعم، فصلّ على محمّد و آله و اجعلني في كنفك و أمنك وكلاءتك و حفظك و حياطتك و كفايتك و سترك و ذمّتك و جوارك و ودائعك، يا من لا تضيع ودائعه و لا يخيب سائله و لا ينفد ما عنده، أللّهمّ إنّي أدرء بك في نحور أعدائي و كلّ من كادني و بغى عليّ، أللّهمّ من أرادنا فأرده و من كادنا فكده و من نصب لنا فخذه يا ربّ أخذ عزيز مقتدر، أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد و اصرف عنّي من البليّات و الآفات و العاهات و النّقم و لزوم السّقم و زوال النّعم و عواقب التّلف و ما طغى به الماء لغضبك(2) و ما عتت به الرّيح عن أمرك و ما أعلم و ما لا أعلم و ما أخاف و ما لا أخاف و ما أحذر و ما لا أحذر و ما أنت أعلم به، أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد و فرّج همّي و نفّس غمّي و سلّ حزني و اكفني ما ضاق به صدري و عيل به صبري و قلّت فيه حيلتي و ضعفت عنه قوّتي و عجزت عنه طاقتي وردّتني فيه الضّرورة عند انقطاع الآمال و خيبة الرّجاء من المخلوقين إليك، فصلّ

ص: 56


1- سُبْحٰانَ رَبِّكَ رَبِّ اَلْعِزَّةِ عَمّٰا يَصِفُونَ، وَ سَلاٰمٌ عَلَى اَلْمُرْسَلِينَ، وَ اَلْحَمْدُ لِلّٰهِ رَبِّ اَلْعٰالَمِينَ سورة الصافات، الآيات: 180-182.
2- يريد عليه السّلام صرف كلّ أذية و آفة يكون من قبل الماء و الرّيح، لأنّه تعالى أهلك بالماء قوم نوح و بالريح قوم هود، ثمّ احترس عليه السّلام بعد ذكر الماء و الرّيح بقوله و ما أعلم و ما لا أعلم ليدخل في ذلك جميع الأشياء المؤذية المسبّبة عن غير هذين، و معنى طغى أي جاوز الحدّ و طغى البحر هاج و الطاغية الصّاعقة و الطّاغوت الكاهن و الشيطان، و قوله عليه السّلام: عتت به الرّيح أي جاوزت حدّها الأوّل، و يقال لكل أمر شديد عات و أمور طاغية أي شديدة، ذكر ذلك الكفعمي إبراهيم بن علي الجبعي عفا اللّه عنه.

على محمّد و آل محمّد و اكفنيه يا كافيا من كلّ شيء و لا يكفي منه شيء إكفني كلّ شيء حتّى لا يبقى شيء يا كريم، أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد و ارزقني حجّ بيتك الحرام و زيارة قبر نبيّك عليه السّلام مع التّوبة و النّدم، أللّهمّ إنّي أستودعك نفسي و ديني و أهلي و ولدي و إخواني و أستكفيك ما أهمّني(1) و ما لم يهمّني و أسألك بخيرتك من خلقك الّذي لا يمنّ به سواك يا كريم الحمد للّه الّذي قضى عنّي صلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا.

ثمّ اسجد سجدة الشكر و قل: أللّهمّ أنت أنت انقطع الرّجاء إلاّ منك. ثم قل: يا أحد من لا أحد له يا أحد من لا أحد له يا أحد من لا أحد له غيرك. ثمّ قل ثلاثا: يا من لا يزيده كثرة الدّعاء إلاّ كرما وجودا. و ثلاثا: صلّ على محمّد و أهل بيته و سل حاجتك ثم تضع خدّك الأيمن على الأرض و قل مثل ذلك ثمّ الأيسر و قل مثل ذلك ثم تعيد جبهتك إلى الأرض و قل مثل ذلك فإذا أوى إلى فراشه فليقل:

في ما يقال عند النوم

أعوذ بعزّة اللّه و أعوذ بقدرة اللّه و أعوذ بجمال اللّه و أعوذ بسلطان اللّه و أعوذ بجبروت اللّه و أعوذ بملكوت اللّه و أعوذ بدفع اللّه و أعوذ بجمع اللّه و أعوذ بملك اللّه و أعوذ برحمة اللّه و أعوذ برسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله من شرّ ما خلق و ذرء و برء، و من شرّ الهامّة و السّامّة و من شرّ فسقة الجنّ و الإنس و من شرّ فسقة العرب و العجم و من شرّ كلّ دابّة في اللّيل و النّهار أنت آخذ بناصيتها إنّ ربّي على صراط مستقيم. فإذا أراد

ص: 57


1- حاشية مأخوذة من مغرب المطرزي و غريبي الهروي و صحاح الجوهري: في خطّ ابن السّكون هنا و في الدعاء الذي بعد صلاة عيد الفطر ما همّنى بغير ألف و في أكثر النّسخ بالألف و تصويبه إن كان الاستكفاء من الهمّ الذي هو مرادف الحزن فهو بالألف و أهمّه الأمر إذا أقلقه و أحزنه و إن كان من الهمّ و هو ما يراد و يقصد فهو بغير ألف و هم بالأمر قصده و هممت بالشيء أردته و قصدته، و الهمّ واحد الهموم و هو ما يشغل القلب من أمر مهمّ و منه اتّقوا الدّين فإنّ أوّله همّ و آخره حزن بفتح الحاء و الزّاء و الحزن أن يؤخذ ماله كلّه و روي حزن. و في حديث سطيح شمّر فإنك ماضي الهمّ شمّير و الهمّ هنا ما يهمّ به من الأمر، يقول إذا عزمت على أمر أمضه و الهمّة واحدة الهمم و الاهتمام الاغتمام و الهم و الحزن و الهمّ الأمر الشديد و همّني المرض أذابني.

النّوم فليتوسّد يمينه و ليقل: بسم اللّه و باللّه و في سبيل اللّه و على ملّة رسول اللّه، أللّهمّ إنّي أسلمت نفسي إليك و وجّهت وجهي إليك و فوّضت أمري إليك و ألجأت ظهري إليك رغبة و رهبة إليك لا ملجأ و لا منجى منك إلاّ إليك، أللّهمّ آمنت بكلّ كتاب أنزلته و بكلّ رسول أرسلته.

ثمّ يسبّح(1) تسبيح الزّهراء عليها السّلام و يقرأ التّوحيد و المعوّذتين ثلاثا و آية السّخرة و آية الشّهادة و القدر إحدى عشرة مرّة ثمّ ليقل: لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له له الملك و له الحمد يحيي و يميت و هو حيّ لا يموت بيده الخير و هو على

ص: 58


1- قلت أمّا تسبيح الزّهراء عليها السّلام فلمّا ذكره الطّبرسي رحمه اللّه في جوامعه في قوله تعالى: وَ اَلذّٰاكِرِينَ اَللّٰهَ كَثِيراً وَ اَلذّٰاكِرٰاتِ عن الصّادق عليه السّلام أنّه من بات على تسبيح فاطمة عليها السّلام كان من الذّاكرين كثيرا و الذّاكرات و أمّا قراءة التّوحيد و المعوّذتين فلما روي عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أن من قرأ ذلك ثلاثا عند نومه كان كمن قرأ القرآن كله... و أما قراءة آية السّخرة فلما روي عن عليّ عليه السّلام أنّه من قرأها عند نومه حرسته الملائكة و تباعدت عنه الشّياطين و أمّا قراءة آية الشّهادة فلما ذكره الطبرسي رحمه اللّه في مجمعه أنّه من قرأها عند منامه خلق اللّه تعالى له منها سبعين ألف ملك يستغفرون له إلى يوم القيامة و أمّا قراءة القدر فلما روي عن الباقر عليه السّلام أنّه من قرأها أحد عشر مرّة حين ينام خلق اللّه تعالى نورا سعته سعة الهواء عرضا و طولا ممتدّا من قرار الأرض إلى حجب النور فوق العرش في كلّ درجة منه ألف ملك لكلّ ملك ألف لسان لكلّ لسان ألف لغة يستغفرون لقارئها إلى زوال الليل ثمّ يضيء اللّه تعالى ذلك النور في جسد قارئها إلى يوم القيامة و عن الرّضا عليه السّلام من قرأها حين ينام و يستيقظ ملأ اللوح المحفوظ ثوابه و عنه عليه السّلام من قرأها مائة مرّة في ليلة رأى الجنّة قبل أن يصبح و اعلم أنّ ثواب قراءة القدر لا يحصى و قد ذكرنا في ذلك جملة مقنعة على حاشية دعاء ثلاث و عشرين من أدعية العشر الأخير من أدعية ابن باقي رحمه اللّه. و من قالها كل ليلة أمنه اللّه تعالى من كل مغتال و سارق روي ذلك عن الصّادق عليه السّلام. و في غرائب ابن شاذان أنّه من قرأ عشر آيات من سورة البقرة عند منامه لم ينس القرآن أربع في أوّلها و آية الكرسي و اثنان بعدها و ثلاث من آخرها و في صفة الصّفوة لابن الجوزي أربع آيات في كتاب اللّه تعالى إذا قرأتهن لا أبالي على ما أصبحت و أمسيت و هي مٰا يَفْتَحِ اَللّٰهُ لِلنّٰاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلاٰ مُمْسِكَ لَهٰا وَ مٰا يُمْسِكْ فَلاٰ مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ وَ إِنْ يَمْسَسْكَ اَللّٰهُ بِضُرٍّ فَلاٰ كٰاشِفَ لَهُ إِلاّٰ هُوَ سَيَجْعَلُ اَللّٰهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْراً وَ مٰا مِنْ دَابَّةٍ فِي اَلْأَرْضِ إِلاّٰ عَلَى اَللّٰهِ رِزْقُهٰا و ذكر ذلك الشيخ مساعد أيضا في كتابه المسمّى ببدر الفلاح.

كلّ شيء قدير. ثمّ يقول: أعوذ باللّه الّذي يمسك السّماء أن تقع على الأرض إلاّ بإذنه من شرّ ما خلق و ذرء و برء و أنشأ و صوّر، و من شرّ الشّيطان و شركه و نزغه و من شرّ شياطين الإنس و الجنّ و أعوذ بكلمات اللّه التّامّة من شرّ السّامّة و الهامّة و اللاّمّة و الخاصّة و العامّة، و من شرّ ما يلج في الأرض و ما يخرج منها و ما ينزل من السّماء و ما يعرج فيها و من شرّ طوارق اللّيل و النّهار إلاّ طارقا يطرق بخير باللّه الرّحمن استعنت و على اللّه توكّلت و هو حسبي و نعم الوكيل.

قال الشّهيد رحمه اللّه في نفليّته و يختصّ العشاء بقراءة الواقعة قبل نومه لأمن الفاقة، قال: و ليقل عند النّوم(1): يا من يمسك السّماوات و الأرض أن تزولا و لئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده إنّه كان حليما غفورا، صلّ على محمّد و آل

ص: 59


1- روي أنّ النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال لعلي عليه السّلام: ما فعلت البارحة يا أبا الحسن، فقال عليه السّلام: صليت ألف ركعة قبل أن أنام، فقال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: و كيف ذلك يا علي، فقال عليه السّلام: سمعتك تقول من قال عند نومه ثلاثا: يفعل اللّه ما يشاء بقدرته و يحكم ما يريد بعزّته فقد صلّى ألف ركعة. فقال: صدقت يا علي. و عن النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم من قرأ التّوحيد و المعوّذتين كل ليلة عشرا كان كمن قرأ القرآن كله، و له في كل آية من القرآن ثواب نبيّ مرسل، و خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه، و إن مات في يومه و ليلته مات شهيدا. و في العدّة عن عليّ عليه السّلام: إذا أراد أحدكم النّوم فليضع يده اليمنى تحت خدّه الأيمن و ليقل: بسم اللّه وضعت جنبي للّه على ملّة إبراهيم و دين محمّد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و ولاية من افترض اللّه طاعته ما شاء اللّه كان و ما لم يشأ لم يكن، فمن قال ذلك عند منامه حفظه اللّه تعالى من اللصّ المغير و الهدم، و يستغفر له الملائكة. و عن أمير المؤمنين عليه السّلام: من قرأ التّوحيد حين يأخذ مضجعه، و كل اللّه تعالى به ألف ملك يحرسونه ليلته، و هي كفارة خمسين سنة. و عن الصّادق عليه السّلام من قال حين يأخذ مضجعه ثلاثا: الحمد للّه الّذي علا فقهر، و الحمد للّه الذي بطن فخبر، و الحمد للّه الذي ملك فقدر، و الحمد للّه الّذي يحيي الموتى و يميت الأحياء و هو على كلّ شيء قدير، خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمّه. و عن النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم من قال حين يأوي إلى فراشه ثلاث مرّات: أستغفر اللّه الّذي لا إله إلاّ هو الحيّ القيوم و أتوب إليه غفر اللّه تعالى له و إن كان مثل زبد البحر أو مثل رمل عالج أو مثل أيّام الدنيا.

محمّد و أمسك عنّا السّوء إنّك على كلّ شيء قدير ليأمن سقوط البيت، و عن النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم إنّه من قرأ ألهاكم التّكاثر عند النّوم وقي فتنة القبر، و من يتفزّع باللّيل فليقرأ إذا أوى إلى فراشه المعوّذتين و آية الكرسي، و من خاف اللّصوص فليقرأ عند منامه قُلِ اُدْعُوا اَللّٰهَ أَوِ اُدْعُوا اَلرَّحْمٰنَ أَيًّا مٰا تَدْعُوا (إلى آخر السّورة)(1).

و من خاف الأرق فليقل عند منامه: سبحان اللّه ذي الشّأن الدّائم السّلطان العظيم البرهان كلّ يوم هو في شأن. ثمّ يقول: يا مشبع البطون الجائعة و يا كاسي الجنوب العارية و يا مسكّن العروق الضّاربة و يا منوّم العيون السّاهرة سكّن عروقي الضّاربة، و أذن لعيني نوما عاجلا.

و من خاف الإحتلام فليقل عند منامه: أللّهمّ إنّي أعوذ بك من الإحتلام و من شرّ الأحلام و أن يلعب بي الشّيطان في اليقظة و المنام.

و تقول لطلب الرّزق(2) عند المنام: أللّهمّ أنت الأوّل فلا شيء قبلك، و أنت

ص: 60


1- قُلِ اُدْعُوا اَللّٰهَ أَوِ اُدْعُوا اَلرَّحْمٰنَ أَيًّا مٰا تَدْعُوا فَلَهُ اَلْأَسْمٰاءُ اَلْحُسْنىٰ وَ لاٰ تَجْهَرْ بِصَلاٰتِكَ وَ لاٰ تُخٰافِتْ بِهٰا وَ اِبْتَغِ بَيْنَ ذٰلِكَ سَبِيلاً، وَ قُلِ اَلْحَمْدُ لِلّٰهِ اَلَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي اَلْمُلْكِ وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ اَلذُّلِّ وَ كَبِّرْهُ تَكْبِيراً سورة الإسراء، الآيتان: 110-111.
2- و تقول في سجود الفرض لطلب الرزق: يا خير المسؤولين و يا خير المعطين ارزقني و ارزق عيالي من فضلك فإنّك ذو الفضل العظيم، ذكره الطوسي و ابن باقي في مصباحهما. و عن علي عليه السّلام: من أصبح و لم يقل هذه الكلمات خيف عليه فوات الرزق و هي: الحمد للّه الّذي عرّفني نفسه و لم يتركني عميان القلب الحمد للّه الّذي جعلني من أمّة محمّد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، الحمد للّه الّذي جعل رزقي في يده و لم تجعله في أيدي الناس، الحمد للّه الّذي ستر عيوبي و لم يفضحني بين الناس. و تقول أيضا في طلب الرّزق اللهمّ ارزقني من فضلك الواسع الحلال الطيّب رزقا واسعا حلالا طيّبا بلاغا للدنيا و الآخرة صبّا صبّا هنيئا مريئا من غير كدّ و لا منّ من أحد من خلقك إلاّ سعة من فضلك الواسع، فإنك قلت و اسألوا اللّه من فضله فمن فضلك أسأل و من عطيتك أسأل و من يدك الملأى أسأل، ثم يقرأ الواقعة و يدعو بدعاء زين العابدين عليه السّلام إذا أقتر عليه الرّزق و من أدعية الصحيفة بدعاء المناجاة بطلب الرزق، و من أدعية الوسائل بدعاء السرّ الّذي أوّله يا محل كنوز أهل الغنى إلى آخره و الجميع مذكور في هذا الكتاب. ذكر الشّيخ علي بن أنجب المعروف بابن الشاعي في تاريخه: إن من واظب على هذا الدّعاء -

الآخر فلا شيء بعدك، و أنت الظّاهر فلا شيء فوقك، و أنت الباطن فلا شيء دونك، أللّهمّ ربّ السّماوات السّبع و ربّ الأرضين السّبع و ربّ التوراة و الإنجيل و الزّبور و القرآن الحكيم، أعوذ بك من شرّ كلّ دابّة أنت آخذ بناصيتها إنّك على صراط مستقيم.

في من أراد رؤية ميته في منامه

و من أراد رؤيا ميّته في منامه فليقل: أللّهمّ أنت الحيّ الّذي لا يوصف و الإيمان يعرف منه، منك بدت الأشياء و إليك تعود، ما أقبل منها كنت ملجأه و منجاه و ما أدبر منها لم يكن له ملجأ و لا منجا منك إلاّ إليك، فأسألك بلا إله إلاّ أنت و أسألك ببسم اللّه الرّحمن الرّحيم، و بحقّ حبيبك محمّد صلّى اللّه عليه و آله سيّد النّبيّين، و بحقّ عليّ خير الوصيّين و بحقّ فاطمة سيّدة نساء العالمين، و بحقّ الحسن و الحسين اللّذين جعلتهما سيّدي شباب أهل الجنّة عليهم أجمعين السّلام، أن تصلّي على محمّد و آل محمّد و أن تريني ميّتي في الحال الّتي هو فيها.

في من أراد الانتباه لصلاة الليل

و من أراد الانتباه لصلاة اللّيل و خاف النّوم(1) فليقرأ عند منامه قُلْ إِنَّمٰا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ إلى آخر السّورة(2)، ثم يقول: أللّهمّ لا تنسني ذكرك و لا تؤمنّي مكرك و لا تجعلني من الغافلين و أنبهني لأحبّ السّاعات إليك أدعوك فيها فتستجيب لي، و أسألك فتعطيني و أستغفرك فتغفر لي إنّه لا يغفر الذّنوب إلاّ أنت يا أرحم الرّاحمين.

ص: 61


1- عن الصادق عليه السّلام: ما قرأها عبد حين ينام إلاّ استيقظ في الساعة التي يريد. و من قرأها سطع له نور إلى المسجد الحرام حشو ذلك النور ملائكة يستغفرون له حتى يصبح. قاله ابن بابويه في الفقيه.
2- السورة سورة الكهف الآية 110 و هي: قُلْ إِنَّمٰا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحىٰ إِلَيَّ أَنَّمٰا إِلٰهُكُمْ إِلٰهٌ وٰاحِدٌ فَمَنْ كٰانَ يَرْجُوا لِقٰاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صٰالِحاً وَ لاٰ يُشْرِكْ بِعِبٰادَةِ رَبِّهِ أَحَداً.

فإذا انتبه من النوم(1) فليقل: الحمد للّه الّذي أحياني بعد ما أماتني و إليه النّشور، الحمد للّه الّذي ردّ عليّ روحي لأحمده و أعبده. فإذا سمع صوت الدّيوك فليقل: سبّوح قدّوس ربّ الملائكة و الرّوح سبقت رحمتك غضبك، لا إله إلاّ أنت عملت سوء و ظلمت نفسي فاغفر لي إنّه لا يغفر الذّنوب إلاّ أنت، و تب عليّ إنّك أنت الغفور الرّحيم، الحمد للّه الّذي أنامني في عروق ساكنة وردّ إليّ مولاي نفسي بعد موتها و لم يمتها في منامها، الحمد للّه الّذي يمسك السّماء أن تقع على الأرض إلاّ بإذنه و لئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده إنّه كان حليما غفورا. فإذا نظر إلى السّماء فليقل: أللّهمّ إنّه لا يواري منك ليل ساج و لا سماء ذات أبراج و لا أرض ذات مهاد و لا ظلمات بعضها فوق بعض، و لا بحر لجّيّ (2) يدلج بين يدي المدلج من خلقك تدلج الرّحمة على من تشاء من خلقك، تعلم خائنة الأعين و ما تخفي الصّدور، غارت النّجوم و نامت العيون و أنت الحيّ القيّوم لا تأخذك سنة و لا نوم سبحان ربّ العالمين و إله المرسلين و الحمد للّه ربّ العالمين و ليقرأ خمس(3) آيات

ص: 62


1- و عن علي عليه السّلام: إذا أراد أحدكم النّوم فلا يضع جنبه حتى يقول: أعيذ نفسي و ديني و أهلي و مالي و ولدي و خواتيم عملي و ما رزقني ربّي و ما خوّلني بعزّة اللّه و عظمة اللّه و جبروت اللّه و سلطان اللّه و رحمة اللّه و رأفة اللّه و غفران اللّه و قوّة اللّه و قدرة اللّه و جلال اللّه و بصنيع اللّه و أركان اللّه و بجمع اللّه و برسول اللّه و قدرة اللّه على ما يشاء من شرّ السّامة و الهامّة و من شرّ الجنّ و الإنس و من شرّ كل ما دب على الأرض و ما يخرج منها و ما ينزل من السّماء و ما يعرج فيها و من شرّ كلّ دابّة ربّي آخذ بناصيتها إنّ ربّي على صراط مستقيم و هو على كلّ شيء قدير و لا حول و لا قوّة إلا باللّه العليّ العظيم فإنّ النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم كان يعوذ الحسين عليه السّلام بذلك.
2- قوله عليه السّلام: و لا بحر لجيّ تدلج بين يدي المدلج: اللجيّ المنسوب إلى اللجّة، هو الّذي لا يدرك قعره و اللجّة معظم الماء و الجمع لجج، و التج البحر إذا تلاطمت أمواجه قوله تعالى: فحسبته لجّة أي عظيما و التجّ الأمر إذا عظم و اختلط، و قوله عليه السّلام: يدلج إلى آخره، الإدلاج السير ليلا قال الجوهري: ادّلجوا بالتّشديد ساروا أوّل الليل و أدلجوا بالتخفيف ساروا آخره، و المعنى أن البحر ليلا إذا طغى اهتياجه و تعظّمت أمواجه و لا يواري ألاّ تحجب عنك المدلج من خلقك السّالك في دجيّة الليل الحالك، و قوله عليه السّلام: يدلج للمناسبة لأنّ الدعاء وقت الإدلاج [منه رحمه اللّه].
3- عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: لما أنزلت هذه الآيات الخمس، قال: ويل لمن لاكها بين فكيه و لم يتأمل ما -

من آخر آل عمران(1) من قوله تعالى إِنَّ فِي خَلْقِ اَلسَّمٰاوٰاتِ إلى قوله تعالى إِنَّكَ لاٰ تُخْلِفُ اَلْمِيعٰادَ و يقول: يا نور النّور يا مدبّر الأمور يا من يلي التّدبير و يمضي المقادير أمض مقاديري في يومي هذا إلى السّلامة و العافية.

في من رأى رؤيا مكروهة

و من رأى رؤيا مكروهة(2) فليتحوّل عن شقه الذي كان عليه و يقول: إنّما النّجوى من الشّيطان ليحزن الّذين آمنوا و ليس بضارّهم شيئا إلاّ بإذن اللّه، و أعوذ باللّه و بما عاذت به ملائكة اللّه المقرّبون و أنبياؤه المرسلون و الأئمّة الرّاشدون المهديّون و عباده الصّالحون من شرّ ما رأيت و من شرّ رؤياي أن تضرّني في ديني أو دنياي و من الشّيطان الرّجيم.

و كان عليّ بن الحسين عليه السّلام يدعو بهذا الدّعاء في جوف الليل إذا هدأت العيون: إلهي غارت نجوم سمائك و نامت عيون أنامك و هدأت أصوات عبادك و أنعامك و غلّقت الملوك عليها أبوابها و طاف عليها حرّاسها و احتجبوا عمّن يسألهم حاجة أو ينتجع منهم فائدة، و أنت إلهي حيّ قيّوم لا تأخذك سنة و لا نوم و لا يشغلك شيء عن شيء، أبواب سمائك لمن دعاك مفتّحات، و خزائنك غير مغلّقات و أبواب

ص: 63


1- الآيات من 190-194.
2- و اسجد عقيب ما تستيقظ من الرؤيا المكروهة بلا فصل ثم تثني على اللّه تعالى بما تيسّر من الثّناء، ثمّ تصلي على محمّد و آله و تتضرع إلى اللّه تعالى و تسأله كفايتها و سلامة عاقبتها، فإنك لا ترى لها أثرا بفضل اللّه و رحمته. و عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: الرّؤيا الصالحة من اللّه تعالى فإذا أراد أحدكم ما يحب فلا تحدث بها إلاّ من تحب، و إذا رأى رؤيا مكروهة فليتفل عن يساره ثلاثا و ليتعوّذ من الشيطان و شرّها و لا يحدث بها أحدا فإنّها لا تضره. و عنه عليه السّلام: الرؤيا الحسنة من الرّجل الصالح جزء من ستّة و أربعين جزء من النبوّة، و عنه عليه السّلام الرّؤيا من اللّه و الحلم من الشيطان. قاله الشيخ ابن فهد رحمه اللّه في عدّته [منه رحمه اللّه].

رحمتك غير محجوبات، و فوائدك لمن سألكها غير محظورات، بل هي مبذولات أنت إلهي الكريم الّذي لا تردّ سائلا من المؤمنين سألك، و لا تحتجب عن أحد منهم أرادك لا و عزّتك و جلالك لا تختزل(1) حوائجهم دونك و لا يقضيها أحد غيرك، أللّهمّ و قد تراني و وقوفي و ذلّ مقامي بين يديك تعلم سريرتي و تطّلع على ما في قلبي و ما يصلح به أمر آخرتي و دنياي، أللّهمّ إن ذكرت الموت و هول المطّلع(2) و الوقوف بين يديك، نغّصني مطعمي و مشربي و أغصّني بريقي و أقلقني عن وسادي و منعني رقادي، كيف ينام من يخاف بيات ملك الموت في طوارق اللّيل و طوارق النّهار، بل كيف ينام العاقل و ملك الموت لا ينام، لا باللّيل و لا بالنّهار و يطلب قبض روحه بالبيات أو في آناء السّاعات. ثمّ يسجد و يلصق خده بالتراب و هو يقول أسألك الرّوح و الرّاحة عند الموت و العفو عنّي حين ألقاك.

و عن النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: ما من عبد يقوم من الليل فيصلّي ركعتين فيدعو في سجوده لأربعين من أصحابه يسمّي بأسمائهم و أسماء آبائهم إلاّ و لم يسأل اللّه تعالى شيئا إلاّ أعطاه،

في ذكر صلاة الليل

و كان عليّ بن الحسين عليه السّلام يدعو بهذا الدعاء بعد صلاة الليل في الاعتراف بذنبه و هو من أدعية الصّحيفة: أللّهمّ يا ذا الملك المتأبّد بالخلود إلى آخره(3) و يستحب أن يستغفر اللّه في سحر كلّ ليلة سبعين مرة و روي مائة مرّة، فيقول: أستغفر اللّه ربّي و أتوب إليه(4) و يقول سبعا: أستغفر اللّه الّذي لا إله إلاّ هو

ص: 64


1- أي لا تقطع.
2- المطلع: المأتى، و مطلع الأمر: أي مأتاه يقال مطلع هذا الجبل من مكان كذا أي مأتاه و مصعده و هو موضع الاطلاع من إشراف إلى انحدار فشبّه عليه السّلام ما أشرف عليه من أمر الآخرة بذلك و منه الحديث لو أنّ لي ما في الأرض جميعا لافتديت به من هو المطّلع من غرس الهروي و صحاح الجوهري. رأيت بخط الشهيد قدّس اللّه سرّه أنّ هول المطلع هول الاطلاع على الملائكة الذين يقبضون الأرواح و المطلع مصدر [منه رحمه اللّه].
3- هذا الدعاء من أدعية الصحيفة السجادية ص 146 طبعة الأعلمي.
4- روي عن علي عليه السّلام: إن العبد ليذنب و يذكره بعد خمس و عشرين سنة فيستغفر اللّه تعالى منه فيغفر له، ثمّ قرأ و من يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثمّ يستغفر اللّه يجد اللّه غفورا رحيما، ثم قال: ما من عبد يذنب ذنبا إلاّ أجله اللّه تعالى سبع ساعات فإن تاب لم يكتب عليه ذنبه، قال عليه السّلام: طوبى للعبد يستغفر اللّه تعالى من ذنب لم يطلع عليه غيره فإنّما مثل الاستغفار يعقب الذنب مثل الماء يصبّ على النار فيطفئها، و قال عليه السّلام: أوحى اللّه تعالى إلى داود عليه السّلام يا داود قل للعاصين يستغفروني فإنّي أنا الغفور الرحيم. و عنه عليه السّلام إنّه صعد المنبر للاستسقاء فما سمع منه غير الاستغفار فقيل له: يا أمير المؤمنين ما سمعنا منك غير الاستغفار فقال عليه السّلام: لم تسمعوا قوله تعالى اِسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كٰانَ غَفّٰاراً يُرْسِلِ اَلسَّمٰاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرٰاراً وَ يُمْدِدْكُمْ بِأَمْوٰالٍ وَ بَنِينَ وَ يَجْعَلْ لَكُمْ جَنّٰاتٍ وَ يَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهٰاراً، و أيّ دعاء أفضل من الاستغفار و أعظم بركة منه في الدّنيا و الآخرة، و عنه عليه السّلام: أفضل أوقات الاستغفار بالأسحار و إنّما قال يعقوب عليه السّلام لبنيه سوف استغفر لكم ربّي يوم قالوا له يا أبانا استغفر لنا ذنوبنا إنّا كنا خاطئين انتظارا لوقت السحر و تأخيرا للاستغفار إلى طلوع الفجر و هو وقت الاستغفار، قال اللّه تعالى وَ اَلْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحٰارِ و قال وَ بِالْأَسْحٰارِ هُمْ يَسْتَغْفِرُونَ و عنه عليه السّلام قال أتمّ الاستغفار سبعون مرّة و هو قوله تعالى اِسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لاٰ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اَللّٰهُ لَهُمْ و كان عليه السّلام يستغفر اللّه في سحر كل ليلة سبعين مرّة يعقب ركعتي الفجر فإذا فرغ من الاستغفار دعا بدعاء الصّبح و سنذكر كيفية استغفاره سبعين مرّة بعد إن شاء اللّه تعالى [منه رحمه اللّه].

الحيّ القيّوم لجميع ظلمي و جرمي و إسرافي على نفسي و أتوب إليه.

في دعاء علي (ع) في الاستغفار

و يستحبّ أن يقول ما كان أمير المؤمنين عليه السّلام يقوله في الاستغفار و هو:

أللّهمّ إنّك قلت في محكم كتابك المنزل على نبيّك المرسل صلّى اللّه عليه و آله، و قولك الحقّ كانوا قليلا من اللّيل ما يهجعون و بالأسحار هم يستغفرون، و أنا أستغفرك و أتوب إليك، و قلت تباركت و تعاليت ثمّ أفيضوا من حيث أفاض النّاس و استغفروا اللّه إنّ اللّه غفور رحيم، و أنا أستغفرك و أتوب إليك و قلت تباركت و تعاليت الصّابرين و الصّادقين و القانتين و المنفقين و المستغفرين بالأسحار، و أنا أستغفرك و أتوب إليك و قلت تباركت و تعاليت و الذّين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا اللّه فاستغفروا لذنوبهم، و من يغفر الذّنوب إلاّ اللّه و لم يصرّوا على ما فعلوا و هم يعلمون، و أنا أستغفرك و أتوب إليك و قلت تباركت و تعاليت فاعف عنهم و استغفر لهم و شاورهم في الأمر، فإذا عزمت فتوكّل على اللّه إنّ اللّه يحبّ المتوكّلين، و أنا أستغفرك و أتوب إليك و قلت تباركت و تعاليت و لو أنّهم إذ ظلموا

ص: 65

أنفسهم جاءوك فاستغفروا اللّه و استغفر لهم الرّسول لوجدوا اللّه توّابا رحيما، و أنا أستغفرك و أتوب إليك و قلت تباركت و تعاليت و من يعمل سوء أو يظلم نفسه ثمّ يستغفر اللّه يجد اللّه غفورا رحيما، و أنا أستغفرك و أتوب إليك و قلت تباركت و تعاليت أفلا يتوبون إلى اللّه و يستغفرونه و اللّه غفور رحيم، و أنا أستغفرك و أتوب إليك و قلت تباركت و تعاليت و ما كان اللّه ليعذّبهم و أنت فيهم و ما كان اللّه معذّبهم و هم يستغفرون، و أنا أستغفرك و أتوب إليك و قلت تباركت و تعاليت استغفر لهم أو لا تستغفر لهم إن تستغفر لهم سبعين مرّة فلن يغفر اللّه لهم، و أنا أستغفرك و أتوب إليك و قلت تباركت و تعاليت ما كان للنّبيّ و الّذين آمنوا معه أن يستغفروا للمشركين و لو كانوا أولي قربى من بعد ما تبيّن لهم أنّهم أصحاب الجحيم، و أنا أستغفرك و أتوب إليك و قلت تباركت و تعاليت و ما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلاّ عن موعدة وعدها إيّاه، و أنا أستغفرك و أتوب إليك و قلت تباركت و تعاليت و أن استغفروا ربّكم ثمّ توبوا إليه يمتّعكم متاعا حسنا إلى أجل مسمّى و يؤت كلّ ذي فضل فضله، و أنا أستغفرك و أتوب إليك و قلت تباركت و تعاليت و أن استغفروا ربّكم ثمّ توبوا إليه يرسل السّماء عليكم مدرارا و يزدكم قوّة إلى قوّتكم و لا تتولّوا مجرمين، و أنا أستغفرك و أتوب إليك و قلت تباركت و تعاليت هو أنشأكم من الأرض و استعمركم فيها فاستغفروه ثمّ توبوا إليه إنّ ربّي قريب مجيب، و أنا أستغفرك و أتوب إليك و قلت تباركت و تعاليت و استغفروا ربّكم ثمّ توبوا إليه إنّ ربّي رحيم ودود، و أنا أستغفرك و أتوب إليك و قلت تباركت و تعاليت و استغفري لذنبك إنّك كنت من الخاطئين، و أنا أستغفرك و أتوب إليك و قلت تباركت و تعاليت يا أبانا استغفر لنا ذنوبنا إنّا كنّا خاطئين، و أنا أستغفرك و أتوب إليك و قلت تباركت و تعاليت سوف أستغفر لكم ربّي إنّه هو الغفور الرّحيم، و أنا أستغفرك و أتوب إليك و قلت تباركت و تعاليت و ما منع النّاس أن يؤمنوا إذ جاءهم الهدى و يستغفروا ربّهم، و أنا أستغفرك و أتوب إليك و قلت تباركت و تعاليت قال سلام عليك سأستغفر لك ربّي إنّه كان بي

ص: 66

حفيّا، و أنا أستغفرك و أتوب إليك و قلت تباركت و تعاليت فأذن لمن شئت منهم و استغفر لهم اللّه إنّ اللّه غفور رحيم، و أنا أستغفرك و أتوب إليك و قلت تباركت و تعاليت يا قوم لم تستعجلون بالسّيّئة قبل الحسنة لو لا تستغفرون اللّه لعلّكم ترحمون، و أنا أستغفرك و أتوب إليك و قلت تباركت و تعاليت و ظنّ داود أنّما فتنّاه فاستغفر ربّه و خرّ راكعا و أناب، و أنا أستغفرك و أتوب إليك و قلت تباركت و تعاليت الّذين يحملون العرش و من حوله يسبّحون بحمد ربّهم و يؤمنون به و يستغفرون للّذين آمنوا، و أنا أستغفرك و أتوب إليك و قلت تباركت و تعاليت و اصبر إنّ وعد اللّه حقّ و استغفر لذنبك و سبّح بحمد ربّك بالعشيّ و الإبكار، و أنا أستغفرك و أتوب إليك و قلت تباركت و تعاليت فاستقيموا إليه و استغفروه، و أنا أستغفرك و أتوب إليك و قلت تباركت و تعاليت و الملائكة يسبّحون بحمد ربّهم و يستغفرون لمن في الأرض ألا إنّ اللّه هو الغفور الرّحيم، و أنا أستغفرك و أتوب إليك و قلت تباركت و تعاليت و اعلم أنّ وعد اللّه حقّ و استغفر لذنبك و للمؤمنين و المؤمنات و اللّه يعلم متقلّبكم و مثواكم، و أنا أستغفرك و أتوب إليك و قلت تباركت و تعاليت سيقول لك المخلّفون من الأعراب شغلتنا أموالنا و أهلونا فاستغفر لنا، و أنا أستغفرك و أتوب إليك و قلت تباركت و تعاليت حتّى يؤمنوا باللّه وحده إلاّ قول إبراهيم لأبيه لأستغفرنّ لك و ما أملك لك من اللّه من شيء ربّنا عليك توكّلنا و إليك أنبنا و إليك المصير، و أنا أستغفرك و أتوب إليك و قلت تباركت و تعاليت و لا يعصينك في معروف فبايعهنّ و استغفر لهنّ اللّه إنّ اللّه غفور رحيم، و أنا أستغفرك و أتوب إليك و قلت تباركت و تعاليت و إذا قيل لهم تعالوا يستغفر لكم رسول اللّه لوّوا رؤوسهم و رأيتهم يصدّون و هم مستكبرون، و أنا أستغفرك و أتوب إليك و قلت تباركت و تعاليت سواء عليهم أستغفرت لهم أم لم تستغفر لهم لن يغفر اللّه لهم، و أنا أستغفرك و أتوب إليك و قلت تباركت و تعاليت استغفروا ربّكم إنّه كان غفّارا، و أنا أستغفرك و أتوب إليك و قلت تباركت و تعاليت هو خيرا و أعظم أجرا و استغفروا اللّه إنّ اللّه غفور رحيم، و أنا

ص: 67

أستغفرك و أتوب إليك و قلت تباركت و تعاليت فسبّح بحمد ربّك و استغفره إنّه كان توّابا و أنا أستغفرك و أتوب إليك.

استغفار علي (ع) بعد ركعتي الفجر

و كان عليّ عليه السّلام يستغفر سبعين مرّة في سحر كل ليلة بعقب ركعتي الفجر الاستغفار: 1 - أللّهمّ إنّي أثني عليك بمعونتك على ما نلت به الثّناء عليك و أقرّ لك على نفسي بما أنت أهله، و المستوجب له في قدر فساد نيّتي و ضعف يقيني، أللّهمّ نعم الإله أنت و نعم الرّبّ أنت و بئس المربوب أنا و نعم المولى أنت و بئس العبد أنا و نعم المالك أنت و بئس المملوك أنا، فكم قد أذنبت فعفوت عن ذنبي و كم قد أجرمت فصفحت عن جرمي و كم قد أخطأت فلم تؤاخذني، و كم قد تعمّدت فتجاوزت عنّي و كم قد عثرت فأقلتني عثرتي، و لم تأخذني على غرّتي فأنا الظّالم لنفسي المقرّ بذنبي المعترف بخطيئتي فيا غافر الذّنوب أستغفرك لذنبي و أستقيلك لعثرتي فأحسن إجابتي فإنّك أهل الإجابة و أهل التّقوى و أهل المغفرة. 2 - أللّهمّ إنّي أستغفرك لكلّ ذنب قوي بدني عليه بعافيتك أو نالته قدرتي بفضل نعمتك أو بسطت إليه يدي بتوسعة رزقك، أو احتجبت فيه من النّاس بسترك أو اتّكلت فيه عند خوفي منه على أناتك و وثقت من سطوتك عليّ فيه بحلمك و عوّلت فيه على كرم عفوك فصلّ على محمّد و آله و اغفره لي يا خير الغافرين. 3 - أللّهمّ و أستغفرك لكلّ ذنب يدعو إلى غضبك أو يدني من سخطك أو يميل بي إلى ما نهيتني عنه أو يناني عمّا دعوتني إليه فصلّ على محمّد و آله و اغفره لي يا خير الغافرين. 4 - أللّهمّ و أستغفرك لكلّ ذنب استملت إليه أحدا من خلقك بغوايتي أو خدعته بحيلتي فعلّمته منه ما جهل و عمّيت عليه منه ما علم و لقيتك غدا بأوزاري و أوزار مع أوزاري فصلّ على محمّد و آله و اغفره لي يا خير الغافرين. 5 - أللّهمّ و أستغفرك لكلّ ذنب يدعو إلى الغيّ و يضلّ عن الرّشد و يقلّ الرّزق و يمحق التّالد و يخمل الذّكر فصلّ على

ص: 68

محمّد و آل محمّد و اغفره لي يا خير الغافرين. 6 - أللّهمّ و أستغفرك لكلّ ذنب أتعبت فيه جوارحي في ليلي و نهاري و قد استترت من عبادك بستري و لا ستر إلاّ ما سترتني فصلّ على محمّد و آل محمّد و اغفره لي يا خير الغافرين. 7 - أللّهمّ و أستغفرك لكلّ ذنب رصدني فيه أعدائي لهتكي فصرفت كيدهم عنّي و لم تعنهم على فضيحتي كأنّي لك وليّ فنصرتني، و إلى متى يا ربّ أعصي فتمهلني و طال ما عصيتك فلم تؤاخذني و سألتك على سوء فعلي فأعطيتني فأيّ شكر يقوم عندك بنعمة من نعمك عليّ فصلّ على محمّد و آل محمّد و اغفره لي يا خير الغافرين. 8 - أللّهمّ و أستغفرك لكلّ ذنب قدّمت إليك فيه توبتي ثمّ واجهت بتكرّم قسمي بك و أشهدت على نفسي بذلك أولياءك من عبادك أنّي غير عائد إلى معصيتك فلمّا قصدني بكيده الشّيطان و مال بي إليه الخذلان ودعتني نفسي إلى العصيان استترت حياء من عبادك جرأة منّي عليك و أنا أعلم أنّه لا يكنّني منك ستر و لا باب و لا يحجب نظرك إليّ حجاب فخالفتك في المعصية إلى ما نهيتني عنه، ثمّ كشفت السّتر عنّي و ساويت أولياءك كأنّي لم أزل لك طائعا و إلى أمرك مسارعا و من وعيدك فازعا فلبّست على عبادك، و لا يعرف بسيرتي غيرك فلم تسمني بغير سمتهم بل أسبغت عليّ مثل نعمهم، ثمّ فضّلتني في ذلك عليهم كأنّي عندك في درجتهم و ما ذلك إلاّ بحلمك و فضل نعمتك، فلك الحمد مولاي فأسألك يا اللّه كما سترته عليّ في الدّنيا أن لا تفضحني به في القيامة يا أرحم الرّاحمين. 9 - أللّهمّ و أستغفرك لكلّ ذنب سهرت له ليلي في التّأنّي لإتيانه و التّخلّص إلى وجوده حتّى إذا أصبحت تخطّأت إليك بحلية الصّالحين و أنا مضمر خلاف رضاك يا ربّ العالمين فصلّ على محمّد و آل محمّد و اغفره لي يا خير الغافرين. 10 - أللّهمّ و أستغفرك لكلّ ذنب ظلمت بسببه وليّا من أوليائك أو نصرت به عدوّا من أعدائك أو تكلّمت فيه بغير محبّتك أو نهضت فيه إلى غير طاعتك فصلّ على محمّد و آل محمّد و اغفره لي يا خير الغافرين. 11 - أللّهمّ و أستغفرك لكلّ ذنب نهيتني عنه فخالفتك إليه أو حذّرتني إيّاه فأقمت عليه أو قبّحته لي فزيّنته لنفسي فصلّ

ص: 69

على محمّد و آل محمّد و اغفره لي يا خير الغافرين. 12 - أللّهمّ و أستغفرك لكلّ ذنب نسيته فأحصيته و تهاونت به فأثبتّه و جاهرتك فيه فسترته عليّ و لو تبت إليك منه لغفرته فصلّ على محمّد و آل محمّد و اغفره لي يا خير الغافرين. 13 - أللّهمّ و أستغفرك لكلّ ذنب توقّعت فيه قبل انقضائه تعجيل العقوبة فأمهلتني و أدليت عليّ سترا فلم آل في هتكه عنّي جهدا فصلّ على محمّد و آل محمّد و اغفره لي يا خير الغافرين. 14 - أللّهمّ و أستغفرك لكلّ ذنب يصرف عنّي رحمتك أو يحلّ بي نقمتك أو يحرمني كرامتك أو يزيل عنّي نعمتك، فصلّ على محمّد و آل محمّد و اغفره لي يا خير الغافرين. 15 - أللّهمّ و أستغفرك لكلّ ذنب يورث الفناء أو يحلّ البلاء أو يشمت الأعداء أو يكشف الغطاء أو يحبس قطر السّماء، فصلّ على محمّد و آل محمّد و اغفره لي يا خير الغافرين. 16 - أللّهمّ و أستغفرك لكلّ ذنب عيّرت به أحدا من خلقك أو قبّحته من فعل أحد من بريّتك، ثمّ تقحّمت عليه و انتهكته جرأة منّي على معصيتك، فصلّ على محمّد و آل محمّد و اغفره لي يا خير الغافرين.

17 - أللّهمّ و أستغفرك لكلّ ذنب تبت إليك منه و أقدمت على فعله فاستحييت منك و أنا عليه و رهبتك و أنا فيه، ثمّ استقلتك منه وعدت إليه فصلّ على محمّد و آل محمّد و اغفره لي يا خير الغافرين.

18 - أللّهمّ و أستغفرك لكلّ ذنب ثوّرك عليّ و وجب في فعلي بسبب عهد عاهدتك عليه أو عقد عقدته لك أو ذمّة آليت بها من أجلك لأحد من خلقك، ثمّ نقضت ذلك من غير ضرورة لرغبتي فيه بل استزلّني عن الوفاء به البطر و استحطّني عن رعايته الأشر، فصلّ على محمّد و آل محمّد و اغفره لي يا خير الغافرين.

19 - أللّهمّ و أستغفرك لكلّ ذنب لحقني بسبب نعمة أنعمت بها عليّ فقويت بها على معصيتك و خالفت بها أمرك و قدمت بها على وعيدك فصلّ على محمّد و آل محمّد و اغفره لي يا خير الغافرين. 20 - أللّهمّ و أستغفرك لكلّ ذنب قدّمت فيه شهوتي على

ص: 70

طاعتك و آثرت فيه محبّتي على أمرك و أرضيت نفسي فيه بسخطك إذ رهّبتني منه بنهيك و قدّمت إليّ فيه بإعذارك و احتججت عليّ فيه بوعيدك، فصلّ على محمّد و آل محمّد و اغفره لي يا خير الغافرين. 21 - أللّهمّ و أستغفرك لكلّ ذنب علمته من نفسي أو نسيته أو ذكرته أو تعمّدته أو أخطأت فيما لا أشكّ أنّك سائلي عنه و أنّ نفسي به مرتهنة لديك و إن كنت قد نسيته و غفلت عنه، فصلّ على محمّد و آل محمّد و اغفره لي يا خير الغافرين. 22 - أللّهمّ و أستغفرك لكلّ ذنب و اجهتك به و قد أيقنت أنّك تراني عليه و أغفلت أن أتوب إليك منه و أنسيت أن أستغفرك له، فصلّ على محمّد و آل محمّد و اغفره لي يا خير الغافرين. 23 - أللّهمّ و أستغفرك لكلّ ذنب دخلت فيه بحسن ظنّي بك ألاّ تعذّبني عليه و رجوتك لمغفرته فأقدمت عليه و قد عوّلت نفسي على معرفتي بكرمك ألاّ تفضحني بعد أن سترته عليّ، فصلّ على محمّد و آل محمّد و اغفره لي يا خير الغافرين. 24 - أللّهمّ و أستغفرك لكلّ ذنب استوجبت منك به ردّ الدّعاء و حرمان الإجابة و خيبة الطّمع و انفساخ الرّجاء، فصلّ على محمّد و آل محمّد و اغفره لي يا خير الغافرين. 25 - أللّهمّ و أستغفرك لكلّ ذنب يعقب الحسرة و يورث النّدامة و يحبس الرّزق و يردّ الدّعاء، فصلّ على محمّد و آل محمّد و اغفره لي يا خير الغافرين. 26 - أللّهمّ و أستغفرك لكلّ ذنب يورث الأسقام و الفناء و يوجب النّقم و البلاء و يكون في القيامة حسرة و ندامة، فصلّ على محمّد و آل محمّد و اغفره لي يا خير الغافرين. 27 - أللّهمّ و أستغفرك لكلّ ذنب مدحته بلساني أو أضمره جناني أو هشّت إليه نفسي أو أتيته بفعالي أو كتبته بيدي، فصلّ على محمّد و آل محمّد و اغفره لي يا خير الغافرين. 28 - أللّهمّ و أستغفرك لكلّ ذنب خلوت به في ليل أو نهار و أرخيت عليّ فيه الأستار حيث لا يراني إلاّ أنت يا جبّار فارتابت فيه نفسي و ميّزت بين تركه لخوفك و انتهاكه لحسن الظّنّ بك فسوّلت لي نفسي الإقدام عليه فواقعته و أنا عارف بمعصيتي فيه لك، فصلّ على محمّد و آل محمّد و اغفره لي يا خير الغافرين. 29 - أللّهمّ و أستغفرك لكلّ ذنب استقللته أو استكثرته أو استعظمته أو

ص: 71

استصغرته أو ورّطني جهلي فيه، فصلّ على محمّد و آل محمّد و اغفره لي يا خير الغافرين. 30 - أللّهمّ و أستغفرك لكلّ ذنب ماليت فيه على أحد من خلقك أو أسأت بسببه إلى أحد من بريّتك أو زيّنته لي نفسي أو أشرت به إلى غيري أو دللت عليه سواي أو أصررت عليه بعمدي أو أقمت عليه بجهلي، فصلّ على محمّد و آل محمّد و اغفره لي يا خير الغافرين. 31 - أللّهمّ و أستغفرك لكلّ ذنب خنت فيه أمانتي أو بخست بفعله نفسي أو أخطأت به على بدني أو آثرت فيه شهواتي أو قدّمت فيه لذّاتي أو سعيت فيه لغيري أو استغويت إليه من تابعني أو كاثرت فيه من منعني أو قهرت عليه من غالبني أو غلبت عليه بحيلتي أو استزلّني إليه ميلي، فصلّ على محمّد و آل محمّد و اغفره لي يا خير الغافرين. 32 - أللّهمّ و أستغفرك لكلّ ذنب استعنت عليه بحيلة تدني من غضبك أو استظهرت بنيله على أهل طاعتك أو استملت به أحدا إلى معصيتك أو راءيت فيه عبادك أو لبّست عليهم بفعالي، فصلّ على محمّد و آل محمّد و اغفره لي يا خير الغافرين. 33 - أللّهمّ و أستغفرك لكلّ ذنب كتبته عليّ بسبب عجب كان منّي بنفسي أو رياء أو سمعة أو خيلاء أو فرح أو حقد أو مرح أو أشر أو بطر أو حميّة أو عصبيّة أو رضا أو سخط أو سخاء أو شحّ أو ظلم أو خيانة أو سرقة أو كذب أو نميمة أو لهو أو لعب أو نوع ممّا يكتسب بمثله الذّنوب و يكون في اجتراحه العطب، فصلّ على محمّد و آل محمّد و اغفره لي يا خير الغافرين. 34 - أللّهمّ و أستغفرك لكلّ ذنب سبق في علمك أنّي فاعله بقدرتك الّتي قدرت بها على كلّ شيء، فصلّ على محمّد و آل محمّد و اغفره لي يا خير الغافرين.

35 - أللّهمّ و أستغفرك لكلّ ذنب رهبت فيه سواك أو عاديت فيه أولياءك أو واليت فيه أعداءك أو خذلت فيه أحبّاءك أو تعرّضت فيه لشيء من غضبك، فصلّ على محمّد و آل محمّد و اغفره لي يا خير الغافرين. 36 - أللّهمّ و أستغفرك لكلّ ذنب تبت إليك منه ثمّ عدت فيه و نقضت العهد فيما بيني و بينك جرأة منّي عليك لمعرفتي بكرمك و عفوك، فصلّ على محمّد و آل محمّد و اغفره لي يا خير الغافرين.

ص: 72

37 - أللّهمّ و أستغفرك لكلّ ذنب أدناني من عذابك أو نآني عن ثوابك أو حجب عنّي رحمتك أو كدّر عليّ نعمتك، فصلّ على محمّد و آل محمّد و اغفره لي يا خير الغافرين. 38 - أللّهمّ و أستغفرك لكلّ ذنب حللت به عقدا شددته أو حرمت به نفسي خيرا وعدتني به، فصلّ على محمّد و آل محمّد و اغفره لي يا خير الغافرين.

39 - أللّهمّ و أستغفرك لكلّ ذنب ارتكبته بشمول عافيتك أو تمكّنت منه بفضل نعمتك أو قويت عليه بسابغ رزقك أو خير أردت به وجهك فخالطني فيه و شارك فعلي ما لا يخلص لك، أو وجب عليّ ما أردت به سواك فكثير ما يكون كذلك، فصلّ على محمّد و آل محمّد و اغفره لي يا خير الغافرين. 40 - أللّهمّ و أستغفرك لكلّ ذنب دعتني الرّخصة فحلّلته لنفسي و هو فيما عندك محرّم، فصلّ على محمّد و آل محمّد و اغفره لي يا خير الغافرين. 41 - أللّهمّ و أستغفرك لكلّ ذنب خفي عن خلقك و لم يعزب عنك فاستقلتك منه فأقلتني ثمّ عدت فيه فسترته عليّ، فصلّ على محمّد و آل محمّد و اغفره لي يا خير الغافرين. 42 - أللّهمّ و أستغفرك لكلّ ذنب خطوت إليه برجلي أو مددت إليه يدي أو تأمّله بصري أو أصغيت إليه بسمعي أو نطق به لساني أو أنفقت فيه ما رزقتني، ثمّ استرزقتك على عصياني فرزقتني، ثمّ استعنت برزقك على معصيتك فسترت عليّ، ثمّ سألتك الزّيادة فلم تخيّبني و جاهرتك فيه فلم تفضحني فلا أزال مصرّا على معصيتك و لا تزال عائدا عليّ بحلمك و مغفرتك يا أكرم الأكرمين، فصلّ على محمّد و آل محمّد و اغفره لي يا خير الغافرين. 43 - أللّهمّ و أستغفرك لكلّ ذنب يوجب عليّ صغيره أليم عذابك و يحلّ بي كبيره شديد عقابك و في إتيانه تعجيل نقمتك و في الإصرار عليه زوال نعمتك، فصلّ على محمّد و آل محمّد و اغفره لي يا خير الغافرين. 44 - أللّهمّ و أستغفرك لكلّ ذنب لم يطّلع عليه أحد سواك و لا علمه أحد غيرك، و لا ينجيني منه إلاّ حلمك و لا يسعه إلاّ عفوك، فصلّ على محمّد و آل محمّد و اغفره لي يا خير الغافرين.

45 - أللّهمّ و أستغفرك لكلّ ذنب يزيل النّعم أو يحلّ النّقم أو يعجّل العدم أو يكثّر

ص: 73

النّدم، فصلّ على محمّد و آل محمّد و اغفره لي يا خير الغافرين. 46 - أللّهمّ و أستغفرك لكلّ ذنب يمحق الحسنات و يضاعف السّيّئات و يعجّل النّقمات و يغضبك يا ربّ السّماوات فصلّ على محمّد و آل محمّد و اغفره لي يا خير الغافرين.

47 - أللّهمّ و أستغفرك لكلّ ذنب أنت أحقّ بمعرفته إذ كنت أولى بسترته، فإنّك أهل التّقوى و أهل المغفرة، فصلّ على محمّد و آل محمّد و اغفره لي يا خير الغافرين.

48 - أللّهمّ و أستغفرك لكلّ ذنب تجهّمت فيه وليّا من أوليائك مساعدة فيه لأعدائك أو ميلا مع أهل معصيتك على أهل طاعتك، فصلّ على محمّد و آل محمّد و اغفره لي يا خير الغافرين. 49 - أللّهمّ و أستغفرك لكلّ ذنب ألبسني كبرة و انهماكي فيه ذلّة أو آيسني من وجود رحمتك أو قصّر بي اليأس عن الرّجوع إلى طاعتك، لمعرفتي بعظيم جرمي و سوء ظنّي بنفسي، فصلّ على محمّد و آل محمّد و اغفره لي يا خير الغافرين. 50 - أللّهمّ و أستغفرك لكلّ ذنب أوردني الهلكة لو لا رحمتك و أحلّني دار البوار لو لا تغمّدك، و سلك بي سبيل الغيّ لو لا رشدك فصلّ على محمّد و آل محمّد و اغفره لي يا خير الغافرين. 51 - أللّهمّ و أستغفرك لكلّ ذنب ألهاني عمّا هديتني إليه أو أمرتني به أو نهيتني عنه أو دللتني عليه فيما فيه الحظّ لي لبلوغ رضاك و إيثار محبّتك و القرب منك فصلّ على محمّد و آل محمّد و اغفره لي يا خير الغافرين.

52 - أللّهمّ و أستغفرك لكلّ ذنب يردّ عنك دعائي أو يقطع منك رجائي أو يطيل في سخطك عنائي أو يقصّر عندك أملي، فصلّ على محمّد و آل محمّد و اغفره لي يا خير الغافرين. 53 - أللّهمّ و أستغفرك لكلّ ذنب يميت القلب و يشعل الكرب و يرضي الشّيطان و يسخط الرّحمن، فصلّ على محمّد و آل محمّد و اغفره لي يا خير الغافرين. 54 - أللّهمّ و أستغفرك لكلّ ذنب يعقب اليأس من رحمتك و القنوط من مغفرتك و الحرمان من سعة ما عندك، فصلّ على محمّد و آل محمّد و اغفره لي يا خير الغافرين. 55 - أللّهمّ و أستغفرك لكلّ ذنب مقتّ نفسي عليه إجلالا لك فأظهرت لك التّوبة فقبلت و سألتك العفو فعفوت، ثمّ مال بي الهوى إلى معاودته

ص: 74

طمعا في سعة رحمتك و كريم عفوك ناسيا لوعيدك راجيا لجميل وعدك، فصلّ على محمّد و آل محمّد و اغفره لي يا خير الغافرين. 56 - أللّهمّ و أستغفرك لكلّ ذنب يورث سواد الوجوه يوم تبيضّ وجوه أوليائك و تسودّ وجوه أعدائك إذ أقبل بعضهم على بعض يتلاومون، فقيل لهم لا تختصموا لديّ و قد قدّمت إليكم بالوعيد، فصلّ على محمّد و آل محمّد و اغفره لي يا خير الغافرين. 57 - أللّهمّ و أستغفرك لكلّ ذنب يدعو إلى الكفر و يطيل الفكر و يورث الفقر و يجلب العسر، فصلّ على محمّد و آل محمّد و اغفره لي يا خير الغافرين. 58 - أللّهمّ و أستغفرك لكلّ ذنب يدني الآجال و يقطع الآمال و يبتر الأعمار فهت به أو صمتّ عنه حياء منك عند ذكره أو أكننته في صدري أو علمته منّي فإنّك تعلم السّرّ و أخفى، فصلّ على محمّد و آل محمّد و اغفره لي يا خير الغافرين. 59 - أللّهمّ و أستغفرك لكلّ ذنب يكون في اجتراحه قطع الرّزق و ردّ الدّعاء و تواتر البلاء و ورود الهموم و تضاعف الغموم، فصلّ على محمّد و آل محمّد و اغفره لي يا خير الغافرين. 60 - أللّهمّ و أستغفرك لكلّ ذنب يبغّضني إلى عبادك و ينفّر عنّي أولياءك أو يوحش منّي أهل طاعتك لوحشة المعاصي و ركوب الحوب(1) و كآبة الذّنوب، فصلّ على محمّد و آل محمّد و اغفره لي يا خير الغافرين.

61 - أللّهمّ و أستغفرك لكلّ ذنب دلّست به منّي ما أظهرته أو كشفت عنّي به ما سترته أو قبّحت به منّي ما زيّنته، فصلّ على محمّد و آل محمّد و اغفره لي يا خير الغافرين.

62 - أللّهمّ و أستغفرك لكلّ ذنب لا ينال به عهدك و لا يؤمن معه غضبك و لا تنزل معه رحمتك و لا تدوم معه نعمتك، فصلّ على محمّد و آل محمّد و اغفره لي يا خير الغافرين. 63 - أللّهمّ و أستغفرك لكلّ ذنب استخفيت له ضوء النّهار من عبادك و بارزت به في ظلمة اللّيل جرءة منّي عليك، على أنّي أعلم أنّ السّرّ عندك علانية و أنّ الخفية عندك بارزة و أنّه لن يمنعني منك مانع و لا سعيي(2) عندك نافع من مال

ص: 75


1- الحوب: الإثم.
2- و في نسخة أخرى: و لا منعني عندك.

و بنين إلاّ أن أتيتك بقلب سليم، فصلّ على محمّد و آل محمّد و اغفره لي يا خير الغافرين. 64 - أللّهمّ و أستغفرك لكلّ ذنب يورث النّسيان لذكرك و يعقب الغفلة عن تحذيرك أو يمادي في الأمن من مكرك أو يطمع في طلب الرّزق من عند غيرك أو يؤيّس من خير ما عندك، فصلّ على محمّد و آل محمّد و اغفره لي يا خير الغافرين.

65 - أللّهمّ و أستغفرك لكلّ ذنب لحقني بسبب عتبي عليك في احتباس الرّزق عنّي و إعراضي عنك و ميلي إلى عبادك بالإستكانة لهم و التّضرّع إليهم، و قد أسمعتني قولك في محكم كتابك فما استكانوا لربّهم و ما يتضرّعون، فصلّ على محمّد و آل محمّد و اغفره لي يا خير الغافرين. 66 - أللّهمّ و أستغفرك لكلّ ذنب لزمني بسبب كربة استعنت عندها بغيرك أو استبددت بأحد فيها دونك، فصلّ على محمّد و آل محمّد و اغفره لي يا خير الغافرين. 67 - أللّهمّ و أستغفرك لكلّ ذنب حملني على الخوف من غيرك أو دعاني إلى التّواضع لأحد من خلقك أو استمالني إليه الطّمع فيما عنده أو زيّن لي طاعته في معصيتك استجرارا لما في يده، و أنا أعلم بحاجتي إليك لا غنى لي عنك، فصلّ على محمّد و آل محمّد و اغفره لي يا خير الغافرين.

68 - أللّهمّ و أستغفرك لكلّ ذنب مدحته بلساني أو هشّت إليه نفسي أو حسّنته بفعالي أو حثثت عليه بمقالي و هو عندك قبيح تعذّبني عليه، فصلّ على محمّد و آل محمّد و اغفره لي يا خير الغافرين. 69 - أللّهمّ و أستغفرك لكلّ ذنب مثّلته في نفسي استقلالا له و صوّرت لي استصغاره و هوّنت عليّ الإستخفاف به حتّى أورطتني فيه، فصلّ على محمّد و آل محمّد و اغفره لي يا خير الغافرين. 70 - أللّهمّ و أستغفرك لكلّ ذنب جرى به علمك فيّ و عليّ إلى آخر عمري، بجميع ذنوبي لأوّلها و آخرها و عمدها و خطائها و قليلها و كثيرها و دقيقها و جليلها و قديمها و حديثها و سرّها و علانيتها، و جميع ما أنا مذنبه و أتوب إليك، و أسألك أن تصلّي على محمّد و آل محمّد و أن تغفر لي جميع ما أحصيت من مظالم العباد قبلي فإنّ لعبادك عليّ حقوقا أنا مرتهن بها تغفرها لي كيف شئت و أنّى شئت يا أرحم الرّاحمين.

ص: 76

في دعاء الامام السجاد (ع) في الاستغفار

ثمّ قل ما كان زين العابدين عليه السّلام يقوله(1): أللّهمّ إنّ استغفاري إيّاك و أنا مصرّ على ما نهيت قلّة حياء، و تركي الاستغفار مع علمي بسعة حلمك تضييع لحقّ الرّجاء، أللّهمّ إنّ ذنوبي تؤيسني أن أرجوك و إنّ علمي بسعة رحمتك يؤمنني أن أخشاك(2)، فصلّ على محمّد و آل محمّد و حقّق رجائي لك، و كذّب خوفي منك و كن لي عند أحسن ظنّي بك يا أكرم الأكرمين، و أيّدني بالعصمة و أنطق لساني بالحكمة و اجعلني ممّن يندم على ما ضيّعه في أمسه، أللّهمّ إنّ الغنيّ من استغنى عن

ص: 77


1- و إن شئت قلت ما كان سيّد العابدين عليه السّلام يقوله بعد دعائه المذكور هنا و هو: ربّ أسأت و ظلمت نفسي و بئس ما صنعت، و هذه يداي يا ربّ جزاء بما كسبت و هذه رقبتي خاضعة لما أتيت، و ها أنا ذا بين يديك فخذ لنفسك من نفسي الرّضا حتّى ترضا لك العتبى لا أعود. هذا آخر دعائه عليه السّلام إن قلت بين كلامه عليه السّلام و بين كلام جدّه أمير المؤمنين عليه السّلام ما يضاهي المباينة فإن عليّا عليه السّلام يقول في دعائه و لا أقول لك العتبى و سيّد العابدين عليه السّلام يقول في دعائه لك العتبى لا أعود. قلت إنّ قول أمير المؤمنين عليه السّلام و لا أقول لك العتبى من حسن الظنّ باللّه و شمول كرمه الّذي وسع البرّ و الفاجر و عموم رحمته التي وسعت كل شيء. قال القاضي ابن خلكان في كتابه وفيات الأعيان: و من أحسن المعاني و أعربها في حسن الظنّ قول أبي نواس: تكثّر ما استطعت من الخطايا فإنّك بالغ ربّا غفورا ستبصر إن وردت عليه عفوا و تلقى سيّدا ملكا كبيرا تعضّ ندامة كفّيك ممّا تركت مخافة النار السرورا و كان السيّد الأوحد العلامة جلال الدّين عبد اللّه بن شرف شاه الحسيني قدّس اللّه سرّه حسن الظن باللّه تعالى و كان يقول: إذا كان الكفر لا ينفع معه شيء من الطاعات كان مقتضى العدل أنّ الإيمان لا يضرّ معه شيء من المعاصي و إلاّ فالكفر أعظم، و كان يقول إذا كان توحيد ساعة يهدم كفر سبعين سنة كيف لا يهدم معصية ساعة عبادة سبعين سنة؟. و أمّا قول سيّد العباد عليه السّلام لك العتبى لا أعود فهو من باب التذلل و الخشوع و طلب التّوبة و ما فات بين الكلامين، و معنى قوله عليه السّلام لا أعود أي لا أرجع إلى إتيان شيء يوجبها، قال الجوهري الإعتاب الإنصراف عن الشيء و اعتتب فلان رجع عمّا كان عليه، و قال الهروي في قوله تعالى وَ إِنْ يَسْتَعْتِبُوا فَمٰا هُمْ مِنَ اَلْمُعْتَبِينَ أي إن يستقيلوا ربّهم لم يقلهم أي لا يردّهم إلى الدّنيا و قرىء و إن يُستعتبوا أي أقالهم اللّه تعالى إلى الدنيا لم يعملوا بطاعته كما قال تعالى وَ لَوْ رُدُّوا لَعٰادُوا لِمٰا نُهُوا عَنْهُ وَ إِنَّهُمْ لَكٰاذِبُونَ [منه رحمه اللّه].
2- أخشاك: أي أخافك.

خلقك بك، فصلّ على محمّد و آل محمّد و أغنني يا ربّ عن خلقك و اجعلني ممّن لا يبسط كفّه إلاّ إليك، أللّهمّ إنّ الشقيّ من قنط و أمامه التّوبة و خلفه الرّحمة، و إن كنت ضعيف العمل فإنّي في رحمتك قويّ الأمل فهب لي ضعف عملي لقوّة أملي، أللّهمّ أمرت فعصينا و نهيت فما انتهينا و ذكّرت فتناسينا و بصّرت فتعامينا و حذّرت فتعدّينا و ما كان ذلك جزاء إحسانك إلينا، و أنت أعلم بما أعلنّا و ما أخفينا و أخبر بما لم نأت و ما أتينا، فصلّ على محمّد و آل محمّد و لا تؤاخذنا بما أخطأنا فيه و ما نسينا وهب لنا حقوقك لدينا و تمّم إحسانك إلينا و أسبغ نعمتك علينا، إنّا نتوسّل إليك بمحمّد صلّى اللّه عليه و آله رسولك و بعليّ وصيّه و فاطمة ابنته و بالحسن و الحسين و عليّ و محمّد و جعفر و موسى و عليّ و محمّد و عليّ و الحسن و الحجّة عليهم السّلام أهل بيت الرّحمة إدرار الرّزق الّذي هو قوام حياتنا و صلاح أحوال عيالنا، فأنت الكريم الّذي تعطي من سعة و تمنع عن قدرة، و نحن نسألك من الخير ما يكون صلاحا للدّنيا و بلاغا للآخرة، و آتنا في الدّنيا حسنة و في الآخرة حسنة و قنا عذاب النّار.

ثمّ قل ما كان أمير المؤمنين عليه السّلام يقوله: أللّهمّ إنّ ذنوبي و إن كانت قطيعة(1) فإنّي ما أردت بها قطيعة، و لا أقول لك العتبى لا أعود لما أعلمه من خلقي و لا أعدك استمرار التّوبة لما أعلمه من ضعفي، فقد جئت أطلب عفوك و وسيلتي إليك كرمك، فصلّ على محمّد و آل محمّد و أكرمني بمغفرتك يا أرحم الرّاحمين.

ثمّ قل العفو العفو ثلاثمائة مرّة.

ص: 78


1- في نسخة أخرى فظيعة.

الدعاء بعد صلاة الليل

و كان الباقر عليه السّلام يدعو(1) عقيب صلاة اللّيل بهذا الدّعاء: لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له، له الملك و له الحمد يحيي و يميت و يميت و يحيي و هو حيّ لا يموت، بيده الخير و هو على كلّ شيء قدير، أللّهمّ لك الحمد يا ربّ أنت نور السّماوات و الأرض فلك الحمد، و أنت قوام السّماوات و الأرض فلك الحمد، و أنت جمال السّماوات و الأرض فلك الحمد، و أنت زين السّماوات و الأرض فلك الحمد، و أنت صريخ المستصرخين فلك الحمد، و أنت غياث المستغيثين فلك

ص: 79


1- عن الرضا عليه السّلام: إنّ اللّه تعالى ينزل ملكا إلى سماء الدنيا كل ليلة في الثلث الأخير و ليلة الجمعة من أوّل الليل إلى آخره فينادي هل من سائل فأعطيه سؤله هل من تائب فأتوب إليه هل من مستغفر فأغفر له يا طالب الخير أقبل يا طالب الشرّ أقصر فلا يزال ينادي كذلك حتى يطلع الفجر فإذا طلع عاد إلى محلّه من ملكوت السماء، حدثني بذلك أبي عن جدّي عن آبائه عليهم السّلام قالها الشيخ رحمه اللّه في عدّته، قال: فإن أمكنك أن تدعو في ذلك الوقت بما وظف أهل البيت عليهم السّلام و علموك من أدعيتهم فبخّ بخّ و إن لم يتفق لك ذلك فقل: أللهم آمنت بك و صدقت رسولك و آل رسولك، صلواتك عليه و عليهم فيما أخبرونا به عن مكارم عفوك و أوانس لطفك، اللهم فصل على محمّد و أهل بيته و اشركني في صالح ما دعيت به في هذه اللّيلة من عاجل الدنيا و آجل الآخرة ثمّ افعل بي ما أنت أهله و لا تفعل بي ما أنا أهله إنك أهل التّقوى و أهل المغفرة يا أرحم الراحمين و صلّى اللّه على محمّد و آله أجمعين [منه رحمه اللّه]. عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال: صلاة الليل مرضاة الربّ و حبّ الملائكة و سنّة الأنبياء و نور المعرفة و أصل الإيمان و راحة الأبدان و كراهة الشّيطان و سلاح على الأعداء و إجابة الدّعاء و قبول الأعمال وسعة في الرزق و شفيع بين صاحبه و بين ملك الموت و سراج في قبره و فراش تحت جنبه و جواب مع منكر و نكير و مؤنس و زائر في القبر إلى يوم القيامة، فإذا كان يوم القيامة كانت الصّلاة ظلا فوقه و تاجا في رأسه و لباسا على بدنه و نورا يسعى بين يديه، و يكون حاجزا بينه و بين النار و حجّة للمؤمن بين يدي اللّه تعالى و ثقلا في الميزان و جوازا على الصراط و مفتاحا للجنّة لأن الصّلاة تكبير و تحميد و تسبيح و تمجيد و تقديس و تعظيم و قراءة و دعاء، و إنّ أفضل الأعمال كلّها الصّلاة لوقتها و في كتاب العلل عن الصّادق عليه السّلام عليكم بصلاة الليل فإنها سنّة نبيّكم صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و دأب الصالحين من قبلكم و مطردة الداء عن أحباءكم، و عنه عليه السّلام صلاة الليل تبيض الوجوه و تطيب الريح و تجلب الرّزق المغبون من حرم قيام الليل و عنه عليه السّلام في قوله تعالى إِنَّ اَلْحَسَنٰاتِ يُذْهِبْنَ اَلسَّيِّئٰاتِ قال صلاة المؤمن باللّيل تذهب ما عمل بالنهار من ذنب [ذكره الصدوق رحمه اللّه في علله].

الحمد، و أنت مجيب دعوة المضطرّين فلك الحمد، و أنت الرّحمن الرّحيم فلك الحمد. أللّهمّ بك تنزل كلّ حاجة فلك الحمد، و بك يا إلهي أنزلت حوائجي اللّيلة فاقضها يا قاضي الحوائج، أللّهمّ أنت الحقّ و قولك الحقّ و وعدك الحقّ و أنت مليك الحقّ، أشهد أنّ لقاءك حقّ و أنّ الجنّة حقّ و النّار حقّ و السّاعة آتية لا ريب فيها و أنّك تبعث من في القبور، أللّهمّ لك أسلمت و بك آمنت و عليك توكّلت و بك خاصمت و إليك حاكمت، فاغفر لي ما قدّمت و أخّرت و أعلنت و أسررت أنت الحيّ الّذي لا إله إلاّ أنت.

و يستحبّ أن يدعى بعد صلاة اللّيل(1) بهذا الدّعاء: إلهي هجعت العيون

ص: 80


1- و كان أمير المؤمنين عليه السّلام يدعو بعد الثماني ركعات فيقول: أللهم إني أسألك بحرمة من عاذ بك و لجا إلى عزّك و استظلّ بفيئك و اعتصم بحبلك و لم يثق إلاّ بك يا جزيل العطايا يا مطلق الأسارى يا من سمّى نفسه من جوده وهّابا أدعوك رغبا و رهبا و خوفا و طمعا و إلحاحا و إلحافا و تضرّعا و تملّقا و قائما و قاعدا و راكعا و ساجدا و راكبا و ماشيا و ذاهبا و جائيا و في كلّ حالاتي، أسألك أن تصلّي على محمّد و آل محمّد و أن تفعل بي كذا و كذا ثمّ ادع بما أحببت و اسجد سجدتي الشكر. قلت قال عليه السّلام: و استظلّ بفيئك الفيء مهموز هو الظلّ بعد الزّوال من الظلّ و سمّي الظلّ فيئا لرجوعه من جانب إلى جانب و قيل الظلّ ما نسخه الشّمس و قيل كلّ ما كانت عليه الشمس فزال عنه فهو فيء و ظلّ و ما لم تكن عليه فهو ظلّ [قاله أبو نصر الجوهريّ]. ثم تقوم و تصلي ركعتي الشفع بالحمد و التّوحيد في كلّ منهما و تدعو عقيبها فتقول إلهي تعرّض لك في هذا الليل المتعرّضون إلى آخره و قد ذكرناه في باب صلاة شعبان عقيب صلاة ليلة النّصف ثم تقوم إلى المفردة من الوتر فتتوجّه بالتكبيرات السّبع و تقرأ فيها بالتوحيد ثلاثا و المعوّذتين ثمّ ترفع يديك بالدّعاء فتدعو بما تحبّ و الأدعية في ذلك لا تحصى و ليس فيها شيء موظف و يستحبّ أن يدعو فيها لأربعين من إخوانه فما زاد ليستجاب دعاءه و أن يقول فيها أستغفر اللّه ربّي و أتوب إليه سبعين مرّة و سبعا أستغفر اللّه الذي لا إله إلاّ هو الحيّ القيوم لجميع ظلمي و جرمي و إسرافي على نفسي و أتوب إليه و ثلاثمائة مرّة العفو العفو و كلّما طول الدعاء كان أفضل فإذا ركع و رفع رأسه قال إلهي طموح الآمال قد خابت إلا لديك إلى آخره. فإذا سلّمت فقل ثلاثا بعد تسبيح الزهراء عليها السّلام سبحان ربي الملك القدّوس العزيز الحكيم يا حيّ يا قيّوم يا برّ يا رحيم يا غنيّ يا كريم ارزقني من التجارة أعظمها فضلا و أوسعها رزقا و خيرها لي عافية فإنّه لا خير فيما لا عاقبة له ثمّ ادع بدعاء الحزين فتقول أناجيك يا موجود في كل مكان لعلّك تسمع ندائي فقد عظم جرمي و قل حيائي مولاي يا مولاي أي الأهوال أتذكر و أيها أنسى و لو لم تكن إلاّ الموت لكفى كيف و ما بعد الموت أعظم و أدهى مولاي يا مولاي حتى متى و إلى متى أقول لك العتبى مرّة بعد أخرى و لا تجد عندي صدقا و لا وفاء فيا غوثاه ثمّ و اغوثاه بك يا اللّه من هوىّ قد غلبني و من عدوّ قد استكلب علي و من دنيا قد تزيّنت لي و من نفس أمّارة بالسوء إلاّ ما رحم ربّي مولاي يا مولاي إن كنت رحمت مثلي فارحمني و إن كنت قبلت مثلي فاقبلني يا قابل السّحرة اقبلني يا من لم أزل أتعرف منه الحسنى يا من يغذيني بالنعم صباحا و مساء ارحمني يوم آتيك فردا شاخصا إليك بصري مقلدا عملي قد تبرّأ جميع الخلق مني نعم و أبي و أمّي و من كان له كدّي و سعيي فإن لم ترحمني فمن يرحم في القبر وحشتي و من ينطق لساني إذا خلوت بعملي و ساءلتني عما أنت أعلم به منّي فإن قلت نعم فأين المهرب من عدلك و إن قلت لم أفعل قلت ألم أكن الشّاهد عليك فعفوك عفوك يا مولاي قبل سرابيل القطران عفوك عفوك يا مولاي قبل أن تغل الأيدي إلى الأعناق يا أرحم الراحمين و خير الغافرين ثمّ اسجد و قل خمسا سبّوح قدّوس ربّ الملائكة و الرّوح ثم اجلس و اقرأ آية الكرسي مرّة ثمّ عد إلى السّجود و قل كالأول فعن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم من سجد عقيب الوتر سجدتين و ذكر ما قلناه لم يقم من مقامه حتى يغفر له و يكتب له ثواب شهداء أحد إلى يوم القيامة و يعطى ثواب مائة حجة و عمرة و يكتب له بكل آية في القرآن مدينة في الجنة و يبعث إليه ملك يكتب له الحسنات إلى يوم يموت و لا يخرج من الدنيا حتى يرى مكانه في الجنة و كأنما طاف بالبيت مائة مرّة و أعتق مائة رقبة و لا يقوم من مقامه حتى تنزل عليه الرّحمة و يستجاب دعاؤه و يقضى حاجة أخيه و له بكل سجدة ثواب ألف صلاة تطوّع. منه رحمه اللّه.

و أغمضت الجفون و غربت الكواكب و دجت الغياهب و غلّقت دون الملوك الأبواب، و حال بينها و بين الطّرّاق الحرّاس و الحجّاب و عمر المحاريب المتهجّدون و قام لك المخبتون و امتنع من التّهجاع الخائفون و دعاك المضطرّون و نام الغافلون، و أنت حيّ قيّوم لا يلمّ بك الهجوع و كيف يلمّ بك و أنت خلقته و على الجفون سلّطته، لقد مال إلى الخسران و آب بالحرمان و تعرّض للخذلان من صرف عنك حاجته و وجّه لغيرك طلبته و أين منه في هذا الوقت الّذي يرتجيه و كيف و أنّى له بالوصول إلى ما أمّله فيجتديه حال و اللّه بينه و بينه ليل ديجور و أبواب و ستور و حصل على ظنون كواذب و مطامع غير صوادق هجع عن حاجته الّذي أمّله و تناساها الّذي سأله، أفتراه المغرور لم يدر أنّه لا مانع لما أعطيت و لا معطي لما منعت و لا رازق لمن حرمت و لا ناصر لمن خذلت، أو تراه ظنّ أنّ الّذي عدل عنك إليه و عوّل من دونك عليه يملك له أو لنفسه نفعا أو ضرّا خسر و اللّه خسرانا مبينا من يسترزق من يسترزقك و يسأل من

ص: 81

يسألك و يمتاح من لا يميحه إلاّ بمشيّتك، و لا يعطيه إلاّ ما وهبته له من نعمتك و فاز و اللّه عبد هداه الإستبصار و صحّت له الأفكار و أرشده الإعتبار و أحسن لنفسه الإختيار فقام إليك بنيّة منه صادقة و نفس مطمئنّة بك واثقة، فناجاك بحاجته متذلّلا و ناداك متضرّعا و اعتمد عليك في إجابته متوكّلا و ابتهل يدعوك، و قد رقد السّائل و المسؤول و أرخيت لليل سدول و هدأت الأصوات و طرق عيون عبادك السّبات فلا يراه غيرك و لا يرجو إلاّ لك و لا يسمع نجواه إلاّ أنت و لا يلتمس طلبته إلاّ من عندك و لا يطلب إلاّ ما عوّدته من رفدك، بات بين يديك لمضجعه هاجرا و عن الغموض نافرا و من الفراش بعيدا و عن الكرى يصدّ صدودا أخلص لك قلبه و ذهل من خشيتك لبّه، يخشع لك و يخضع و يسجد لك و يركع يأمل من لا تخيب فيه الآمال و يرجو مولاه الّذي هو لما يشاء فعّال موقن أنّه ليس يقضي غيرك حاجته و لا ينجح سواك طلبته، فذاك و اللّه الفائز بالنّجاح الآخذ بأزمّة الفلاح المكتسب أوفر الأرباح، سبحانك يا ذا القوّة القويّة و القدم الأزليّة دلّت السّماء على مدائحك و أبانت عن عجائب صنعك، زيّنتها للنّاظرين بأحسن زينة و حلّيتها بأحسن حلية و مهّدت الأرض ففرشتها و أطلعت النّبات، و أنزلت من المعصرات ماء ثجّاجا لتخرج به حبّا و نباتا و جنّات ألفافا، ربّ اللّيل و النّهار و الفلك الدّوّار و الشّموس و الأقمار و البراري و القفار و الجداول و البحار و الغيوم و الأمطار و البادين و الحضّار و كلّ ما يكمن ليلا و يظهر بنهار و كلّ شيء عندك بمقدار، سبحانك يا ذا الفلك الدّوّار و مخرج الثّمار ربّ الملكوت و العزّة و الجبروت و خالق الخلق و قاسم الرّزق يكوّر اللّيل على النّهار و يكوّر النّهار على اللّيل، و سخّر الشّمس و القمر كلّ يجري لأجل مسمّى ألا هو العزيز الغفّار، إلهي أنا عبدك الّذي أوبقته ذنوبه و كثرت عيوبه و قلّت حسناته و عظمت سيّئاته و كثرت زلاّته، واقف بين يديك نادم على ما قدّمت مشفق ممّا أسلفت طويل الأسى على ما فرّطت، ما لي منك خفير و لا عليك مجير و لا من عذابك نصير، و أنا أسألك سؤال و جل ممّا قدّم مقرّ بما اجترح و اجترم، أنت مولاه

ص: 82

و أحقّ من رجاه و قد عوّدتني العفو و الصّفح، فأجرني على جميع عوائدك عندي يا أرحم الرّاحمين، و صلّى اللّه على محمّد النّبيّ و آله الطّاهرين.

فإذا طلع الفجر الثاني فقل: يا فالقه من حيث لا أرى و مخرجه من حيث أرى، صلّ على محمّد و آله و اجعل أوّل يومنا هذا صلاحا و أوسطه فلاحا و آخره نجاحا، الحمد للّه فالق الإصباح، سبحان اللّه ربّ المساء و الصّباح، أللّهمّ صبّح آل محمّد ببركة و سرور و قرّة عين و رزق واسع، أللّهمّ إنّك تنزل في اللّيل و النّهار ما تشاء فأنزل عليّ و على أهل بيتي من بركة السّماوات و الأرض رزقا واسعا تغنيني به عن جميع خلقك. ثمّ أذن للفجر و اسجد و قل: لا إله إلاّ أنت ربّي سجدت لك خاضعا خاشعا. ثمّ ارفع رأسك و قل: أللّهمّ إنّي أسألك بإقبال نهارك و إدبار ليلك و حضور صلواتك و أصوات دعاتك أن تصلّي على محمّد و آل محمّد و أن تتوب عليّ إنّك أنت التّوّاب الرّحيم. و تقول: سبحان من لا تبيد معالمه (إلى آخره) و بعد الإقامة: أللّهمّ ربّ هذه الدّعوة (إلى آخره) ثمّ تتوجّه للفرض على ما تقدم شرحه و يستحب أن يقنت في الفجر بكلمات الفرج ثمّ يقول: يا اللّه الّذي ليس كمثله شيء و هو السّميع العليم، أسألك أن تصلّي على محمّد و آل محمّد و عجّل فرجهم، أللّهمّ من كان أمسى و أصبح وثقته و رجاؤه غيرك فأنت ثقتي و رجائي في الأمور كلّها، يا أجود من سئل و يا أرحم من استرحم إرحم ضعفي و قلّة حيلتي و امنن عليّ بالجنّة طولا منك و فكّ رقبتي من النّار و عافني في نفسي و في جميع أموري برحمتك يا أرحم الرّاحمين. فإذا سلمت عقبت بما تقدّم ذكره عقيب الفرائض ثمّ قل ما يختصّ هذا الموضع:

في تعقيبات صلاة الصبح

أللّهمّ صلّ على محمّد و آله و اهدني لما اختلف فيه من الحقّ بإذنك إنّك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم ثم قل: سبحان اللّه و الحمد للّه و لا إله إلاّ اللّه و اللّه أكبر و لا حول و لا قوّة إلاّ باللّه زنة عرشه و مثله، و مداد كلماته و مثله، و عدد خلقه و مثله، و ملء سماواته و مثله، و عدد ذلك و ملء أرضه و مثله، و عدد ما أحصى

ص: 83

كتابه و مثله، و عدد ذلك أضعافا و أضعافه أضعافا مضاعفة لا يحصي تضاعيفها أحد غيره و مثله، أشهد أن لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له، له الملك و له الحمد يحيي و يميت و هو حيّ لا يموت بيده الخير و هو على كلّ شيء قدير عشرا، ثمّ يقول:

أعيذ نفسي و أهلي و مالي و ولدي و ما رزقني ربّي و كلّ من يعنيني أمره، باللّه الّذي لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ اَلْحَيُّ اَلْقَيُّومُ لاٰ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَ لاٰ نَوْمٌ لَهُ مٰا فِي اَلسَّمٰاوٰاتِ وَ مٰا فِي اَلْأَرْضِ مَنْ ذَا اَلَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاّٰ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مٰا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَ مٰا خَلْفَهُمْ وَ لاٰ يُحِيطُونَ بِشَيْ ءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلاّٰ بِمٰا شٰاءَ وَسِعَ كُرْسِيُّهُ اَلسَّمٰاوٰاتِ وَ اَلْأَرْضَ وَ لاٰ يَؤُدُهُ حِفْظُهُمٰا وَ هُوَ اَلْعَلِيُّ اَلْعَظِيمُ ثمّ يقرأ آية السّخرة و هي قوله تعالى: إِنَّ رَبَّكُمُ اَللّٰهُ اَلَّذِي خَلَقَ اَلسَّمٰاوٰاتِ وَ اَلْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيّٰامٍ ثُمَّ اِسْتَوىٰ عَلَى اَلْعَرْشِ يُغْشِي اَللَّيْلَ اَلنَّهٰارَ يَطْلُبُهُ حَثِيثاً وَ اَلشَّمْسَ وَ اَلْقَمَرَ وَ اَلنُّجُومَ مُسَخَّرٰاتٍ بِأَمْرِهِ أَلاٰ لَهُ اَلْخَلْقُ وَ اَلْأَمْرُ تَبٰارَكَ اَللّٰهُ رَبُّ اَلْعٰالَمِينَ اُدْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَ خُفْيَةً إِنَّهُ لاٰ يُحِبُّ اَلْمُعْتَدِينَ وَ لاٰ تُفْسِدُوا فِي اَلْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاٰحِهٰا وَ اُدْعُوهُ خَوْفاً وَ طَمَعاً إِنَّ رَحْمَتَ اَللّٰهِ قَرِيبٌ مِنَ اَلْمُحْسِنِينَ (1) و آيتين من آخر الكهف قُلْ لَوْ كٰانَ اَلْبَحْرُ مِدٰاداً لِكَلِمٰاتِ رَبِّي لَنَفِدَ اَلْبَحْرُ قَبْلَ أَنْ تَنْفَدَ كَلِمٰاتُ رَبِّي وَ لَوْ جِئْنٰا بِمِثْلِهِ مَدَداً قُلْ إِنَّمٰا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحىٰ إِلَيَّ أَنَّمٰا إِلٰهُكُمْ إِلٰهٌ وٰاحِدٌ فَمَنْ كٰانَ يَرْجُوا لِقٰاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صٰالِحاً وَ لاٰ يُشْرِكْ بِعِبٰادَةِ رَبِّهِ أَحَداً (2) و عشر آيات من أوّل الصّافات بِسْمِ اَللّٰهِ اَلرَّحْمٰنِ اَلرَّحِيمِ وَ اَلصَّافّٰاتِ صَفًّا فَالزّٰاجِرٰاتِ زَجْراً فَالتّٰالِيٰاتِ ذِكْراً إِنَّ إِلٰهَكُمْ لَوٰاحِدٌ رَبُّ اَلسَّمٰاوٰاتِ وَ اَلْأَرْضِ وَ مٰا بَيْنَهُمٰا وَ رَبُّ اَلْمَشٰارِقِ إِنّٰا زَيَّنَّا اَلسَّمٰاءَ اَلدُّنْيٰا بِزِينَةٍ اَلْكَوٰاكِبِ وَ حِفْظاً مِنْ كُلِّ شَيْطٰانٍ مٰارِدٍ لاٰ يَسَّمَّعُونَ إِلَى اَلْمَلَإِ اَلْأَعْلىٰ وَ يُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جٰانِبٍ دُحُوراً وَ لَهُمْ عَذٰابٌ وٰاصِبٌ إِلاّٰ مَنْ خَطِفَ اَلْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهٰابٌ ثٰاقِبٌ (3) و سُبْحٰانَ رَبِّكَ رَبِّ اَلْعِزَّةِ عَمّٰا يَصِفُونَ وَ سَلاٰمٌ عَلَى اَلْمُرْسَلِينَ

ص: 84


1- سورة الأعراف، الآيات: 54-56.
2- سورة الكهف، الآيتان: 109-110.
3- سورة الصافات، الآيات: 1-10.

وَ اَلْحَمْدُ لِلّٰهِ رَبِّ اَلْعٰالَمِينَ (1) . و ثلاث آيات من الرّحمن يٰا مَعْشَرَ اَلْجِنِّ وَ اَلْإِنْسِ إِنِ اِسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا مِنْ أَقْطٰارِ اَلسَّمٰاوٰاتِ وَ اَلْأَرْضِ فَانْفُذُوا لاٰ تَنْفُذُونَ إِلاّٰ بِسُلْطٰانٍ فَبِأَيِّ آلاٰءِ رَبِّكُمٰا تُكَذِّبٰانِ يُرْسَلُ عَلَيْكُمٰا شُوٰاظٌ مِنْ نٰارٍ وَ نُحٰاسٌ فَلاٰ تَنْتَصِرٰانِ (2) و آخر الحشر لَوْ أَنْزَلْنٰا هٰذَا اَلْقُرْآنَ عَلىٰ جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خٰاشِعاً مُتَصَدِّعاً مِنْ خَشْيَةِ اَللّٰهِ وَ تِلْكَ اَلْأَمْثٰالُ نَضْرِبُهٰا لِلنّٰاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ هُوَ اَللّٰهُ اَلَّذِي لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ عٰالِمُ اَلْغَيْبِ وَ اَلشَّهٰادَةِ هُوَ اَلرَّحْمٰنُ اَلرَّحِيمُ هُوَ اَللّٰهُ اَلَّذِي لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ اَلْمَلِكُ اَلْقُدُّوسُ اَلسَّلاٰمُ اَلْمُؤْمِنُ اَلْمُهَيْمِنُ اَلْعَزِيزُ اَلْجَبّٰارُ اَلْمُتَكَبِّرُ سُبْحٰانَ اَللّٰهِ عَمّٰا يُشْرِكُونَ هُوَ اَللّٰهُ اَلْخٰالِقُ اَلْبٰارِئُ اَلْمُصَوِّرُ لَهُ اَلْأَسْمٰاءُ اَلْحُسْنىٰ يُسَبِّحُ لَهُ مٰا فِي اَلسَّمٰاوٰاتِ وَ اَلْأَرْضِ وَ هُوَ اَلْعَزِيزُ اَلْحَكِيمُ (3) ثمّ تقول أعيذ نفسي و أهلي و مالي و ما رزقني ربّي و كلّ من يعنيني أمره باللّه الواحد الأحد الصّمد لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفوا أحد قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ اَلْفَلَقِ مِنْ شَرِّ مٰا خَلَقَ وَ مِنْ شَرِّ غٰاسِقٍ إِذٰا وَقَبَ وَ مِنْ شَرِّ اَلنَّفّٰاثٰاتِ فِي اَلْعُقَدِ وَ مِنْ شَرِّ حٰاسِدٍ إِذٰا حَسَدَ قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ اَلنّٰاسِ مَلِكِ اَلنّٰاسِ إِلٰهِ اَلنّٰاسِ مِنْ شَرِّ اَلْوَسْوٰاسِ اَلْخَنّٰاسِ اَلَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ اَلنّٰاسِ مِنَ اَلْجِنَّةِ وَ اَلنّٰاسِ ثمّ تقول أعيذ نفسي و أهلي و مالي و ولدي و ما رزقني ربّي و كلّ من يعنيني أمره بعزّة اللّه و عظمة اللّه و قدرة اللّه و جلال اللّه و كمال اللّه و سلطان اللّه و غفران اللّه و منّ اللّه و عفو اللّه و حلم اللّه و جمع اللّه و رسول اللّه و أهل بيت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، من شرّ السّامّة و الهامّة و العامّة و اللاّمّة و من شرّ طوارق اللّيل و النّهار و من شرّ كلّ دابّة ربّي آخذ بناصيتها إنّ ربّي على صراط مستقيم، أعيذ نفسي و أهلي و مالي و ولدي و من يعنيني أمره بكلمات اللّه التّامّة من شرّ كلّ شيطان و هامّة و كلّ عين لامّة ثلاثا، ثم تقول: رضيت باللّه ربّا و بالإسلام دينا و بمحمّد صلّى اللّه عليه و آله نبيّا و بالقرآن كتابا و بعليّ إماما و بالحسن

ص: 85


1- الآيات الثلاث الأخيرة من سورة الصافات 180-182.
2- سورة الرحمن، الآيتان: 34-35.
3- سورة الحشر، الآيات: 21-24.

و الحسين و تسمّيهم أئمّة و سادة و قادة أللّهمّ اجعلهم أئمّتي و قادتي في الدّنيا و الآخرة، أللّهمّ أدخلني في كلّ خير أدخلت فيه محمّدا و آل محمّد و أخرجني من كلّ سوء أخرجت منه محمّدا و آل محمّد في الدّنيا و الآخرة، و في كلّ شدّة و رخاء و في كلّ عافية و بلاء و في المشاهد كلّها و لا تفرّق بيني و بينهم طرفة عين أبدا و لا أقلّ من ذلك و لا أكثر فإنّي بذلك راض يا ربّ. ثم تقول: ربّي اللّه حسبي اللّه (إلى آخره) و قد مرّ بعد دعاء العشرات و تقول: أللّهمّ مقلّب القلوب (إلى آخره) و قد مرّ بعد دعاء غروب الشمس، ثم قل: سبحان اللّه ملء الميزان و منتهى العلم و مبلغ الرّضا وزنة العرش وسعة الكرسيّ، ثم تقول: و الحمد للّه و لا إله إلاّ اللّه و اللّه أكبر كذلك ثلاثا يقال ذلك بكرة و عشيّة.

ثم بسمل و قل: بسم اللّه النّور بسم اللّه نور النّور بسم اللّه نور على نور بسم اللّه الّذي هو مدبّر الأمور بسم اللّه الّذي خلق النّور من النّور، الحمد للّه الّذي خلق النّور و أنزل النّور على الطّور في كتاب مسطور بقدر مقدور على نبيّ محبور، الحمد للّه الّذي هو بالعزّ مذكور و بالفخر مشهور و على الضّرّاء و السّرّاء مشكور و صلّى اللّه على سيّدنا محمّد النّبيّ و آله الطّاهرين. يقال بكرة و عشيّا و تقول: مرحبا بالحافظين و حيّاكما اللّه من كاتبين اكتبا رحمكما اللّه بسم اللّه الرّحمن الرّحيم أشهد أن لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له و أنّ محمّدا عبده و رسوله، و أشهد أنّ الدّين كما شرع و أنّ الإسلام كما وصف و أنّ القول كما حدّث و أنّ الكتاب كما أنزل و أنّ اللّه هو الحقّ المبين، أللّهمّ بلّغ محمّدا و آل محمّد تحيّة و أفضل السّلام، أصبحت لربّي حامدا أصبحت لا أشرك باللّه شيئا و لا أدعو مع اللّه إلها و لا أتّخذ من دونه وليّا، أصبحت مرتهنا بعملي أصبحت لا فقير أفقر منّي و اللّه هو الغنيّ الحميد، باللّه أصبح و باللّه أمسي و باللّه نحيا و باللّه نموت و إلى اللّه النّشور، أللّهمّ إنّي أعوذ بك من الهمّ و الحزن و العجز و الكسل و الجبن و البخل و ضلع الدّين و غلبة الرّجال، أصبحت

ص: 86

و الجود و الجمال و الجلال و البهاء و العزّة و القدرة و السّلطان و الخلق و الأمر و الدّنيا و الآخرة و ما سكن في اللّيل و النّهار للّه ربّ العالمين ثلاثا و تقول: الحمد للّه الّذي أذهب اللّيل بقدرته و جاء بالنّهار برحمته خلقا جديدا، و نحن منه في عافية و رحمة، سبحان اللّه إن كان وعد ربّنا لمفعولا. ثلاثا و تقول: أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد الأوصياء الرّاضين المرضيّين، بأفضل صلواتك و بارك عليهم بأفضل بركاتك، و السّلام عليهم و على أرواحهم و أجسادهم و رحمة اللّه و بركاته. عشرا، ثمّ مائة مرّة: أستغفر اللّه و أتوب إليه و مائة أسأل اللّه العافية و مائة أستجير باللّه من النّار و أسأله الجنّة و مائة أسأل اللّه الحور العين و مائة لا إله إلاّ اللّه الملك الحقّ المبين و مائة قل هو اللّه أحد و مائة صلّى اللّه على محمّد و آل محمّد و مائة الباقيات الصّالحات و مائة ما شاء اللّه كان لا حول و لا قوّة إلاّ باللّه العليّ العظيم و مائة أللّهمّ قد رضيت بقضائك و سلّمت لأمرك، أللّهمّ اقض لي بالحسنى و اكفني ما أهمّني و مائة أللّهمّ أوسع لي في رزقي و امدد لي في عمري و اغفر لي ذنبي و اجعلني ممّن تنتصر به لدينك و عشرا لا حول و لا قوّة إلاّ باللّه توكّلت على الحيّ الّذي لا يموت، الحمد للّه الّذي لم يتّخذ ولدا و لم يكن له شريك في الملك و لم يكن له وليّ من الذّلّ و كبّره تكبيرا و عشرا أللّهمّ اقذف في قلوب العباد محبّتي و ضمّن السّماوات و الأرض رزقي، و ألق الرّعب في قلوب أعدائك منّي، و انشر رحمتك لي و أتمم نعمتك عليّ و اجعلها موصولة بكرامتك إيّاي، و أوزعني شكرك و أوجب لي المزيد من لدنك و لا تنسني ذكرك و لا تجعلني من الغافلين و عشرا أللّهمّ يسّر لنا ما نخاف عسره و سهّل لنا ما نخاف حزونته و نفّس عنّا ما نخاف كربته، و اكشف عنّا ما نخاف غمّه و اصرف عنّا ما نخاف بليّته يا أرحم الرّاحمين و عشرا أللّهمّ لا تنزع منّي صالحا أعطيتنيه أبدا و لا تردّني في سوء استنقذتني منه أبدا، و لا تشمت بي عدوّا و لا حاسدا أبدا و لا تكلني إلى نفسي طرفة عين أبدا و عشرا أللّهمّ بارك لي فيما أعطيتني و بارك لي فيما رزقتني و زدني من فضلك و اجعل لي المزيد من كرامتك. ثمّ اقرأ آية

ص: 87

الكرسي عشرا و القدر عشرا ثم قل عشرا: أللّهمّ ما أصبحت بي من نعمة أو عافية (إلى آخره) و ما بعده و دعاء العشرات و ما بعده إلى أوّل أدعية المغرب و قد مرّ ذلك فلا وجه لإعادته.

و تقول: أللّهمّ فاطر السّماوات و الأرض عالم الغيب و الشّهادة الرّحمن الرّحيم إنّي أعهد إليك في هذه الدّنيا أنّك أنت اللّه لا إله إلاّ أنت وحدك لا شريك لك، و أنّ محمّدا صلّى اللّه عليه و آله عبدك و رسولك، أللّهمّ فصلّ على محمّد و آله و لا تكلني إلى نفسي طرفة عين و لا إلى أحد من خلقك فإنّك إن وكلتني إليها تباعدني من الخير و تقرّبني من الشّرّ، أي ربّ لا أثق إلاّ برحمتك فصلّ على محمّد و آله الطّيّبين و اجعل لي عندك عهدا تؤدّيه إليّ يوم القيامة إنّك لا تخلف الميعاد و تقول: أللّهمّ إنّي أسألك بحقّ محمّد و آل محمّد (إلى آخره) و قد مرّ في آخر أدعية المغرب ثمّ اقرأ الفاتحة و المعوّذتين و الإخلاص عشرا عشرا، و قل: الحمد للّه و أستغفر اللّه عشرا و صلّى اللّه على محمّد النّبيّ و آله و سلّم عشرا و قل: أللّهمّ اذكرني برحمتك و لا تذكرني بعقوبتك و ارزقني رهبة منك أبلغ بها أقصى رضوانك، و استعملني بطاعتك بما أستحقّ به جنّتك و قديم غفرانك، أللّهمّ اجعل كدّي في طاعتك و رغبتي في خدمتك، أللّهمّ ما بنا من نعمة فمنك وحدك لا شريك لك، أستغفرك و أتوب إليك.

ثمّ ادع بما رواه معاوية بن عمّار في أعقاب الصّلوات تقول بعد الفجر: بسم اللّه الرّحمن الرّحيم و صلّى اللّه على محمّد و على أهل بيته الطّاهرين الأخيار الأتقياء الأبرار، الّذين أذهب اللّه عنهم الرّجس و طهّرهم تطهيرا و أفوّض أمري إلى اللّه و ما توفيقي إلاّ باللّه عليه توكّلت و من يتوكّل على اللّه فهو حسبه إنّ اللّه بالغ أمره ما شاء اللّه كان حسبنا اللّه و نعم الوكيل و أعوذ باللّه السّميع العليم من الشّيطان الرّجيم، و من همزات الشّياطين و أعوذ بك ربّ أن يحضرون، و لا حول و لا قوّة إلاّ باللّه العليّ العظيم الحمد للّه ربّ العالمين كثيرا كما هو أهله و مستحقّه و كما ينبغي لكرم وجهه

ص: 88

و عزّ جلاله على إدبار اللّيل و إقبال النّهار، الحمد للّه الّذي أذهب باللّيل مظلما بقدرته و جاء بالنّهار مبصرا برحمته خلقا جديدا و نحن في عافيته و سلامته و ستره و كفايته و جميل صنعه، مرحبا بخلق اللّه الجديد و اليوم العتيد و الملك الشّهيد مرحبا بكما من ملكين كريمين و حيّاكما اللّه من كاتبين حافظين، أشهدكما فاشهدا لي و اكتبا شهادتي هذه معكما حتّى ألقى بها ربّي، أنّي أشهد أن لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له و أشهد أنّ محمّدا صلّى اللّه عليه و آله عبده و رسوله أرسله بالهدى و دين الحقّ ليظهره على الدّين كلّه و لو كره المشركون، و أنّ الدّين كما شرع و الإسلام كما وصف و القول كما حدّث، و أنّ اللّه هو الحقّ و الرّسول حقّ و القرآن حقّ و الموت حقّ و مساءلة منكر و نكير في القبر حقّ و البعث حقّ و الصّراط حقّ و الميزان حقّ و الجنّة حقّ و النّار حقّ و السّاعة آتية لا ريب فيها و أنّ اللّه يبعث من في القبور، فصلّ على محمّد و آل محمّد و اكتب اللّهمّ شهادتي عندك مع شهادة أولي العلم بك ربّ و من أبى أن يشهد لك بهذه الشّهادة و زعم أنّ لك ندّا أو لك ولدا أو لك صاحبة أو لك شريكا أو معك خالقا أو رازقا لا إله إلاّ أنت تعاليت عمّا يقول الظّالمون علوّا كبيرا فاكتب اللّهمّ شهادتي مكان شهادتهم و أحيني على ذلك و أمتني عليه و أدخلني برحمتك في عبادك الصّالحين، أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد و صبّحني منك صباحا صالحا مباركا ميمونا لا خازيا و لا فاضحا أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد و اجعل أوّل يومي هذا صلاحا و أوسطه فلاحا و آخره نجاحا، و أعوذ بك من يوم أوّله فزع و أوسطه جزع و آخره وجع، أللّهمّ صلّ على محمّد و آله و ارزقني خير يومي هذا و خير ما فيه و خير ما قبله و خير ما بعده، أللّهمّ صلّ على محمّد و آله و افتح لي باب كلّ خير فتحته على أحد من أهل الخير و لا تغلقه عنّي أبدا و أغلق عنّي باب كلّ شرّ فتحته على أحد من أهل الشّرّ و لا تفتحه عليّ أبدا، أللّهمّ صلّ على محمّد و آله و اجعلني مع محمّد و آل محمّد في كلّ موطن و مشهد و مقام و محلّ و مرتحل و في كلّ شدّة و رخاء و عافية و بلاء، أللّهمّ صلّ على محمّد و آله و اغفر لي مغفرة عزما جزما

ص: 89

لا تغادر ذنبا و لا خطيئة و لا إثما، أللّهمّ إنّي أستغفرك من كلّ ذنب تبت إليك منه ثمّ عدت فيه و أستغفرك لما أعطيتك من نفسي ثمّ لم أف لك به و أستغفرك لما أردت به وجهك فخالطه ما ليس لك فصلّ على محمّد و آله، و اغفر لي يا ربّ و لوالديّ و ما ولدا و ما ولدت و ما توالدوا من المؤمنين و المؤمنات الأحياء منهم و الأموات و لإخواننا الّذين سبقونا بالإيمان و لا تجعل في قلوبنا غلا للّذين آمنوا ربّنا إنّك رؤوف رحيم، الحمد للّه الّذي قضى عنّي صلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا و لم يجعلني من الغافلين ثم تقول ثلاثين مرّة بسم اللّه الرّحمن الرّحيم الحمد للّه ربّ العالمين تبارك اللّه أحسن الخالقين لا حول و لا قوّة إلاّ باللّه العليّ العظيم(1)

ص: 90


1- عن الصّادق عليه السّلام من قال إذا أصبح أربع مرّات: الحمد للّه رب العالمين فقد أدّى شكر يومه، و من قال إذا أمسى فقد أدى شكر ليلته، و عنه عليه السّلام قال قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: من قال الحمد للّه كما هو أهله شغل كتاب السماء فيقولون اللهم إنّا لا نعلم الغيب فيقول اللّه تعالى اكتبوها كما قال عبدي و عليّ ثوابها [من العدة منه رحمه اللّه تعالى]. و رأيت في بعض كتب أصحابنا مرويّ عن الصّادق عليه السّلام أنه من كان به علة فليقل عقيب الصبح أربعين مرّة بسم اللّه الرحمن الرحيم الحمد للّه ربّ العالمين حسبنا اللّه و نعم الوكيل تبارك اللّه إلى آخر ما في الأصل، ثم يمسح يده على العلة تبرأ إن شاء اللّه و يزيد هذه الرواية على ما في الأصل بزيادة: قرأتها أربعين مرّة مع ذكر حسبنا اللّه و نعم الوكيل في أثنائها بخلاف الرواية الأولى و رأيت في بعض كتب أصحابنا أن رجلا أصيب بداء، عجز الأطباء دواؤه و يئس من برئه فنظر يوما في كتاب و إذا في أوّله روي عن الصّادق عليه السّلام أنه من كان به علة فليقل عقيب الصبح أربعين مرة هذه الكلمات (ذكر ما أوردناه أوّل الحاشية) ففعل الرجل ذلك أربعين مرة فبرىء بإذن اللّه تعالى. كان والدي الشيخ زين الإسلام و المسلمين علي بن الحسن بن محمّد بن صالح الجبعي برد اللّه مضجعه و أكرم مرجعه ذا اعتقاد عظيم بمضمون هذه الرواية و كان يذكر ما تضمّنه كل يوم عقيب الفجر أربعين مرّة لا يألو جهدا في ذلك لأنّه رحمه اللّه تزوج امرأة شريفة من أهل بيت كبير فأصابها ورم في جسدها كله ألزمها الفراش أشهرا فقلق والدي لذلك قلقا عظيما فذكر هذه الرواية فأمرها رحمه اللّه أن تقول ما ذكرناه عقيب صلاة الفجر أربعين مرّة ففعلت ذلك فبرأت بإذن اللّه تعالى. و رأيت في كتاب السرائر للشيخ ابن إدريس قدّس اللّه سرّه الرواية التي ذكرناها في الأصل من غير زيادة و لا نقصان و أوردها عن الصادق عليه السّلام و ذكر أن من قال ذلك كل يوم ثلاثين مرة دفع اللّه تعالى عنه تسعة و تسعين نوعا من البلاء أهونها الجذام [منه رحمه اللّه]. -

و يستحبّ أن تدعو بدعاء عليّ بن الحسين عليهما السّلام من الصّحيفة و هو دعاؤه في الصّباح(1) أوّله الحمد للّه الّذي خلق اللّيل و النّهار بقوّته إلى آخره.

في دعاء الحريق

ثمّ تدعو بدعاء الكامل المعروف بدعاء الحريق(2): أللّهمّ إنّي أصبحت

ص: 91


1- الصحيفة السجادية ص 54 طبعة الأعلمي.
2- قلت إنّما سمّي هذا الدعاء بدعاء الحريق لما روي عن الصادق عليه السّلام قال: سمعت أبي محمّد ابن علي الباقر عليه السّلام يقول كنت مع أبي علي بن الحسين عليهما السّلام بقبا يعود شيخا من الأنصار إذ أتى أبي عليه السّلام آت و قال له الحق دارك فقد احترقت فقال أبي و اللّه ما احترقت فذهب ثم عاد و معه جماعة من أهلنا و موالينا و هم يبكون و يقولون لأبي و اللّه قد احترقت دارك فقال كلا و اللّه ما احترقت و لأنا بربّي و بما في يدي أوثق منكم ثم انكشف ذلك عن احتراق جميع ما حول الدار إلاّ هي فقال أبي الباقر عليه السّلام لأبيه زين العابدين يا أبت ما هذا فقال يا بنيّ شيء نتوارثه من علم النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم هو أحبّ إلينا من الدنيا و ما فيها من المال و الجاه و أعدّ من الرجال و السلاح و هو سرّ أتى به جبرئيل عليه السّلام إلى النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فعلمه عليه السّلام و ابنته فاطمة عليها السّلام و توارثناه نحن و هو الدعاء الكامل الذي من قدّمه أمامه في كل يوم وكّل اللّه تعالى به ألف ملك يحفظونه في نفسه و أهله و ولده و ماله و حشمه و أهل عنايته من الحرق و الغرق و السرق و الهدم و الرّدم و الخسف و القذف و آمنه اللّه تعالى من شر الشيطان و السلطان و من شرّ كلّ ذي شر و كان في أمان اللّه و ضمانه و أعطاه اللّه تعالى على قراءته إن كان مخلصا ثواب مائة صديق و إن مات في يومه دخل الجنّة فاحفظه يا بني و لا تعلّمه إلاّ لمن تثق به فإنه لا يسئل محقّ به شيئا إلاّ أعطاه اللّه تعالى ذلك. قلت: و قريب ممّا ذكرناه دعاء المقاليد و هو مروي عن أمير المؤمنين عليه السّلام قال: سألت النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم عن تفسير المقاليد فقال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لقد سألت عظيما المقاليد هو أن تقول عشرا إذا أصبحت و عشرا إذا أمسيت لا إله إلاّ اللّه و اللّه أكبر سبحان اللّه و الحمد للّه و أستغفر اللّه لا حول و لا قوة إلاّ باللّه هو الأول و الآخر و الظاهر و الباطن له الملك و له الحمد يحيي و يميت و هو حيّ لا يموت بيده الخير و هو على كل شيء قدير فمن قاله كذلك أعطاه اللّه خصالا ستّا: يحرسه اللّه تعالى من إبليس و جنوده، يعطى قنطارا من الثواب يكون في ميزانه أثقل من جبل أحد، يرفعه اللّه تعالى درجة لا ينالها إلاّ الأبرار، يزوّجه اللّه من الحور العين، يشهده اثني عشر ملكا يكتبونه في رق منشور يشهدون به يوم القيامة، و كان كمن قرأ الكتب الأربع، و كتب له حجّة مقبولة و عمرة مبرورة و إن مات من يومه أو ليلته أو شهره طبع بطابع الشّهداء [منه ره].

أشهدك و كفى بك شهيدا و أشهد ملائكتك و حملة عرشك و سكّان سبع سماواتك و أرضيك و أنبياءك و رسلك و ورثة أنبياءك و رسلك و الصّالحين من عبادك و جميع خلقك، فاشهد لي و كفى بك شهيدا أنّي أشهد أنّك أنت اللّه لا إله إلاّ أنت المعبود وحدك لا شريك لك، و أنّ محمّدا صلّى اللّه عليه و آله عبدك و رسولك، و أنّ كلّ معبود ممّا دون عرشك إلى قرار أرضك السّابعة السّفلى باطل مضمحلّ ما خلا وجهك الكريم فإنّه أعزّ و أكرم و أجلّ و أعظم من أن يصف الواصفون كنه جلاله أو تهتدي القلوب إلى كنه عظمته، يا من فاق مدح المادحين فخر مدحه وعدا وصف الواصفين مآثر حمده و جلّ عن مقالة النّاطقين تعظيم شأنه، صلّ على محمّد و آل محمّد و افعل بنا ما أنت أهله يا أهل التّقوى و أهل المغفرة. ثلاثا ثم تقول: لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له سبحان اللّه و بحمده أستغفر اللّه و أتوب إليه ما شاء اللّه و لا قوّة إلاّ باللّه هو الأوّل و الآخر و الظّاهر و الباطن له الملك و له الحمد يحيي و يميت و يميت و يحيي و هو حيّ لا يموت بيده الخير و هو على كلّ شيء قدير إحدى عشرة مرّة، ثمّ تقول: سبحان اللّه و الحمد للّه و لا إله إلاّ اللّه و اللّه أكبر أستغفر اللّه و أتوب إليه ما شاء اللّه لا حول و لا قوّة إلاّ باللّه الحليم الكريم العليّ العظيم الرّحمن الرّحيم الملك القدّوس الحقّ المبين، عدد خلقه وزنة عرشه و ملء سماواته و أرضيه و عدد ما جرى به قلمه و أحصاه كتابه و مداد كلماته و رضا نفسه إحدى عشرة مرّة.

ثم قل: أللّهمّ صلّ على محمّد و أهل بيت محمّد المباركين، و صلّ على جبرئيل و ميكائيل و إسرافيل و حملة عرشك أجمعين و الملائكة المقرّبين، أللّهمّ صلّ عليهم حتّى تبلّغهم الرّضا و تزيدهم بعد الرّضا ممّا أنت أهله يا أرحم الرّاحمين،

ص: 92

أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد و صلّ على ملك الموت و أعوانه، و صلّ على رضوان و خزنة الجنان و صلّ على مالك و خزنة النّيران، أللّهمّ صلّ عليهم حتّى تبلّغهم الرّضا و تزيدهم بعد الرّضا ممّا أنت أهله يا أرحم الرّاحمين، أللّهمّ صلّ على الكرام الكاتبين و السّفرة الكرام البررة و الحفظة لبني آدم، و صلّ على ملائكة الهواء و السّماوات العلى و ملائكة الأرضين السّفلى و ملائكة اللّيل و النّهار و الأرض و الأقطار و البحار و الأنهار و البراري و الفلوات و القفار، و صلّ على ملائكتك الّذين أغنيتهم عن الطّعام و الشّراب بتسبيحك و تقديسك و عبادتك، أللّهمّ صلّ عليهم حتّى تبلّغهم الرّضا و تزيدهم بعد الرّضا ممّا أنت أهله يا أرحم الرّاحمين، أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد و صلّ على أبينا آدم و أمّنا حوّاء و ما ولدا من النّبيّين و الصّدّيقين و الشّهداء و الصّالحين، أللّهمّ صلّ عليهم حتّى تبلّغهم الرّضا و تزيدهم بعد الرّضا ممّا أنت أهله يا أرحم الرّاحمين، أللّهمّ صلّ على محمّد و أهل بيته الطّيّبين و على أصحابه المنتجبين و على أزواجه المطهّرات و على ذرّيّة محمّد و على كلّ نبيّ بشّر بمحمّد و على كلّ نبيّ ولد محمّدا و على كلّ من في صلواتك عليه رضا لك و رضا لنبيّك محمّد صلّى اللّه عليه و آله، أللّهمّ صلّ عليهم حتّى تبلّغهم الرّضا و تزيدهم بعد الرّضا ممّا أنت أهله يا أرحم الرّاحمين، أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد و بارك على محمّد و آل محمّد و ارحم محمّدا و آل محمّد كأفضل ما صلّيت و باركت و ترحّمت على إبراهيم و آل إبراهيم إنّك حميد مجيد، أللّهمّ أعط محمّدا صلّى اللّه عليه و آله الوسيلة و الفضل و الفضيلة و الدّرجة الرّفيعة و أعطه حتّى يرضا و زده بعد الرّضا ممّا أنت أهله يا أرحم الرّاحمين، أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد كما أمرتنا أن نصلّي عليه، أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد كما ينبغي لنا أن نصلّي عليه، أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد بعدد من صلّى عليه، أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد بعدد من لم يصلّ عليه، أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد بعدد كلّ حرف في صلاة صلّيت عليه، أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد بعدد من صلّى

ص: 93

عليه و بعدد من لم يصلّ عليه، أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد بعدد كلّ شعرة و لفظة و لحظة و نفس و صفة و سكون و حركة ممّن صلّى عليه و ممّن لم يصلّ عليه و بعدد ساعاتهم و دقائقهم و سكونهم و حركاتهم و حقائقهم و ميقاتهم و صفاتهم و أيّامهم و شهورهم و سنتهم و أشعارهم و أبشارهم و بعدد زنة ذرّ ما عملوا أو يعملون أو بلغهم أو رأوا أو ظنّوا أو فطنوا أو كان منهم أو يكون إلى يوم القيامة و كأضعاف ذلك أضعافا مضاعفة إلى يوم القيامة يا أرحم الرّاحمين، أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد بعدد ما خلقت و ما أنت خالقه إلى يوم القيامة صلاة ترضيه، أللّهمّ لك الحمد و الثّناء و الشّكر و المنّ و الفضل و الطّول و الخير و الحسنى و النّعمة و العظمة و الجبروت و الملك و الملكوت و القهر و السّلطان و الفخر و السّؤدد و الإمتنان و الكرم و الجلال و الإكرام و الجمال و الكمال و الخير و التّوحيد و التّمجيد و التّحميد و التّهليل و التّكبير و التّقديس و الرّحمة و المغفرة و الكبرياء و العظمة و لك ما زكى و طاب و طهر من الثّناء الطّيّب و المديح الفاخر و القول الحسن الجميل الّذي ترضى به عن قائله و ترضي به قائله و هو رضى لك يتّصل حمدي بحمد أوّل الحامدين و ثنائي بثناء أوّل المثنين على ربّ العالمين متّصلا ذلك بذلك و تهليلي بتهليل أوّل المهلّلين و تكبيري بتكبير أوّل المكبّرين، و قولي الحسن الجميل بقول أوّل القائلين المجملين المثنين على ربّ العالمين متّصلا ذلك بذلك من أوّل الدّهر إلى آخره و بعدد زنة ذرّ السّماوات و الأرضين و الرّمال و التّلال و الجبال و عدد جرع ماء البحار و عدد قطر الأمطار و ورق الأشجار و عدد النّجوم و عدد الثّرى و الحصى و النّوى و المدر و عدد زنة ذلك كلّه و عدد زنة ذرّ السّماوات و الأرضين و ما فيهنّ و ما بينهنّ و ما تحتهنّ و ما بين ذلك و ما فوقهنّ إلى يوم القيامة من لدن العرش إلى قرار أرضك السّابعة السّفلى، و بعدد حروف ألفاظ أهلهنّ و عدد أزمانهم و دقائقهم و شعائرهم و ساعاتهم و أيّامهم و شهورهم و سنيهم و سكونهم و حركاتهم و أشعارهم و أبشارهم و عدد زنة ذرّ ما عملوا أو يعملون أو بلغهم أو رأوا أو ظنّوا أو فطنوا أو كان منهم أو يكون إلى

ص: 94

يوم القيامة، و عدد زنة ذرّ ذلك و أضعاف ذلك و كأضعاف ذلك أضعافا مضاعفة لا يعلّمها و لا يحصيها غيرك يا ذا الجلال و الإكرام و أهل ذلك أنت و مستحقّه و مستوجبه منّي و من جميع خلقك يا بديع السّماوات و الأرض، أللّهمّ إنّك لست بربّ استحدثناك و لا معك إله فيشركك في ربوبيّتك و لا معك إله أعانك على خلقنا أنت ربّنا كما تقول و فوق ما يقول القائلون، أسألك أن تصلّي على محمّد و آل محمّد و أن تعطي محمّدا صلّى اللّه عليه و آله أفضل ما سألك و أفضل ما سئلت و أفضل ما أنت مسؤول له إلى يوم القيامة، أعيذ أهل بيت نبيّي محمّد صلّى اللّه عليه و آله و نفسي و ديني و ذرّيّتي و مالي و ولدي و أهلي و قراباتي و أهل بيتي و كلّ ذي رحم لي دخل في الإسلام أو يدخل إلى يوم القيامة و حزانتي و خاصّتي و من قلّدني دعاء أو أسدى إليّ يدا أو ردّ عنّي غيبة أو قال فيّ خيرا أو اتّخذت عنده يدا أو صنيعة و جيراني و إخواني من المؤمنين و المؤمنات باللّه و بأسمائه التّامّة العامّة الشّاملة الكاملة الطّاهرة الفاضلة المباركة المتعالية الزّاكية الشّريفة المنيعة الكريمة العظيمة المخزونة المكنونة الّتي لا يجاوزهنّ برّ و لا فاجر و بأمّ الكتاب و خاتمته و ما بينهما من سورة شريفة و آية محكمة و شفاء و رحمة و عوذة و بركة و بالتّوراة و الإنجيل و الزّبور و الفرقان و صحف إبراهيم و موسى، و بكلّ كتاب أنزله اللّه و بكلّ رسول أرسله اللّه و بكلّ حجّة أقامه اللّه و بكلّ برهان أظهره اللّه و بكلّ نور أناره اللّه و بكلّ آلاء اللّه و عظمته، أعيذ و أستعيذ من شرّ كلّ ذي شرّ و من شرّ ما أخاف و أحذر و من شرّ ما ربّي منه أكبر و من شرّ فسقة العرب و العجم و من شرّ فسقة الجنّ و الإنس و الشّياطين و السّلاطين و إبليس و جنوده و أشياعه و أتباعه، و من شرّ ما في النّور و الظّلمة و من شرّ ما دهم أو هجم أو ألمّ و من شرّ كلّ غمّ و همّ و آفة و ندم و نازلة و سقم، و من شرّ ما يحدث في اللّيل و النّهار و تأتي به الأقدار، و من شرّ ما في النّار و من شرّ ما في الأرضين و الأقطار و الفلوات و القفار و البحار و الأنهار، و من شرّ الفسّاق و الفجّار و الكهّان و السّحّار و الحسّاد و الذّعّار و الأشرار و من شرّ ما يلج في الأرض و ما يخرج

ص: 95

منها و ما ينزل من السّماء و ما يعرج فيها و من شرّ كلّ ذي شرّ، و من شرّ كلّ دابّة ربّي آخذ بناصيتها إنّ ربّي على صراط مستقيم فإن تولّوا فقل حسبي اللّه لا إله إلاّ هو عليه توكّلت و هو ربّ العرش العظيم، و أعوذ بك اللّهمّ من الهمّ و الغمّ و الحزن و العجز و الكسل و الجبن و البخل و من ضلع الدّين و غلبة الرّجال و من عمل لا ينفع و من عين لا تدمع و من قلب لا يخشع و من دعاء لا يسمع و من نصيحة لا تنجع و من صحابة لا تردع و من إجماع على نكر و تودّد على خسر أو تواخذ على خبث و ممّا استعاذ منه ملائكتك المقرّبون و الأنبياء المرسلون و الأئمّة المطهّرون و الشّهداء و الصّالحون و عبادك المتّقون، و أسألك اللّهمّ أن تصلّي على محمّد و آل محمّد و أن تعطيني من الخير ما سألوا و أن تعيذني من شرّ ما استعاذوا و أسألك اللّهمّ من الخير كلّه عاجله و آجله ما علمت منه و ما لم أعلم و أعوذ بك ربّ من همزات الشّياطين و أعوذ بك ربّ أن يحضرون، بسم اللّه على أهل بيت النّبيّ محمّد صلّى اللّه عليه و آله بسم اللّه على نفسي و ديني، بسم اللّه على أهلي و مالي بسم اللّه على كلّ شيء أعطاني ربّي بسم اللّه على أحبّتي و ولدي و قراباتي، بسم اللّه على جيراني و إخواني و من قلّدني دعاء أو اتّخذ عندي يدا أو ابتدأ إليّ برّا من المؤمنين و المؤمنات، بسم اللّه على ما رزقني ربّي و يرزقني بسم اللّه الّذي لا يضرّ مع اسمه شيء في الأرض و لا في السّماء و هو السّميع العليم، أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد وصلني بجميع ما سألك عبادك المؤمنون أن تصلهم به من الخير و اصرف عنّي جميع ما سألك عبادك المؤمنون أن تصرفه عنهم من السّوء و الرّدى و زدني من فضلك ما أنت أهله و وليّه يا أرحم الرّاحمين، أللّهمّ صلّ على محمّد و أهل بيته الطّيّبين و عجّل اللّهمّ فرجهم و فرجي و فرّج عن كلّ مهموم من المؤمنين و المؤمنات، أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد و ارزقني نصرهم و أشهدني أيّامهم و اجمع بيني و بينهم في الدّنيا و الآخرة و اجعل منك عليهم واقية حتّى لا يخلص إليهم إلاّ بسبيل خير و عليّ معهم و على شيعتهم و محبّيهم و على أوليائهم و على جميع المؤمنين و المؤمنات فإنّك على كلّ

ص: 96

شيء قدير، بسم اللّه و باللّه و من اللّه و إلى اللّه و لا غالب إلاّ اللّه ما شاء اللّه لا قوّة إلاّ باللّه حسبي اللّه توكّلت على اللّه و أفوّض أمري إلى اللّه و ألتجىء إلى اللّه و باللّه أحاول و أصاول و أكاثر و أفاخر و أعتزّ و أعتصم عليه توكّلت و إليه متاب لا إله إلاّ اللّه الحيّ القيّوم عدد الثّرى و النّجوم و الملائكة الصّفوف، لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له العليّ العظيم لا إله إلاّ اللّه سبحانك إنّي كنت من الظّالمين.

و ممّا خرج عن صاحب الزّمان عليه السّلام زيادة في هذا الدّعاء إلى محمد بن الصّلت القمي: أللّهمّ ربّ النّور العظيم و ربّ الكرسيّ الرّفيع و ربّ البحر المسجور و منزل التّوراة و الإنجيل و ربّ الظّلّ و الحرور و منزل الزّبور و القرآن العظيم و ربّ الملائكة المقرّبين و الأنبياء المرسلين، أنت إله من في السّماء و إله من في الأرض لا إله فيهما غيرك و أنت جبّار من في السّماء و جبّار من في الأرض لا جبّار فيهما غيرك، و أنت خالق من في السّماء و خالق من في الأرض لا خالق فيهما غيرك، و أنت حكم من في السّماء و حكم من في الأرض لا حكم فيهما غيرك، أللّهمّ إنّي أسألك بوجهك الكريم و بنور وجهك المنير و ملكك القديم يا حيّ يا قيّوم أسألك باسمك الّذي أشرقت به السّماوات و الأرضون و باسمك الّذي يصلح به الأوّلون و الآخرون، يا حيّا قبل كلّ حيّ و يا حيّا بعد كلّ حيّ و يا حيّا حين لا حيّ و يا محيي الموتى و يا حيّ لا إله إلاّ أنت يا حيّ يا قيّوم، أسألك أن تصلّي على محمّد و آل محمّد و ارزقني من حيث أحتسب و من حيث لا أحتسب رزقا واسعا حلالا طيّبا و أن تفرّج عنّي كلّ غمّ و كلّ همّ و أن تعطيني ما أرجوه و آمله إنّك على كلّ شيء قدير.

في دعاء الامام العسكري (ع) في الصباح

دعاء آخر مرويّ عن العسكري عليه السّلام في الصّباح يا كبير كلّ كبير يا من لا شريك له و لا وزير يا خالق الشّمس و القمر المنير يا عصمة الخائف المستجير يا مطلق المكبّل الأسير يا رازق الطّفل الصّغير يا جابر العظم الكسير يا راحم الشّيخ الكبير يا نور النّور يا مدبّر الأمور يا باعث من في القبور يا شافي الصّدور يا جاعل

ص: 97

الظّلّ و الحرور يا عالما بذات الصّدور يا منزل الكتاب و النّور و الفرقان و الزّبور يا من تسبّح له الملائكة بالإبكار و الظّهور يا دائم الثّبات يا مخرج النّبات بالغدوّ و الآصال يا محيي الأموات يا منشىء العظام الدّارسات يا سامع الصّوت يا سابق الفوت يا كاسي العظام البالية بعد الموت يا من لا يشغله شغل عن شغل يا من لا يتغيّر من حال إلى حال يا من لا يحتاج إلى تجشّم حركة و لا انتقال يا من لا يمنعه(1) شأن عن شأن يا من يردّ بألطف الصّدقة و الدّعاء عن أعنان السّماء ما حتم و أبرم من سوء القضاء يا من لا يحيط به موضع و مكان، يا من يجعل الشّفاء فيما يشاء من الأشياء يا من يمسك الرّمق من المدنف العميد بما قلّ من الغذاء، يا من يزيل بأدنى الدّواء ما غلظ من الدّاء يا من إذا وعد و فى و إذا توعّد عفى، يا من يملك حوائج السّائلين يا من يعلم ما في الضّمير يا عظيم الخطر يا كريم الظّفر يا من له وجه لا يبلى يا من له ملك لا يفنى يا من له نور لا يطفى يا من فوق كلّ شيء أمره، يا من في البرّ و البحر سلطانه يا من في جهنّم سخطه يا من في الجنّة رحمته يا من مواعيده صادقة يا من أياديه فاضلة يا من رحمته واسعة يا غياث المستغيثين يا مجيب دعوة المضطرّين يا من هو بالمنظر الأعلى و خلقه بالمنزل الأدنى، يا ربّ الأرواح الفانية يا ربّ الأجساد البالية يا أبصر النّاظرين يا أسمع السّامعين يا أسرع الحاسبين يا أحكم الحاكمين يا أرحم الرّاحمين يا واهب العطايا يا مطلق الأسارى يا ربّ العزّة يا أهل التّقوى و أهل المغفرة يا من لا يدرك أمده يا من لا يحصى عدده يا من لا ينقطع مدده أشهد و الشّهادة لي رفعة وعدّة و هي منّي سمع و طاعة و بها أرجو المفازة يوم الحسرة و النّدامة، أنّك أنت اللّه لا إله إلاّ أنت وحدك لا شريك لك و أنّ محمّدا صلّى اللّه عليه و آله عبدك و رسولك صلواتك عليه و آله و أنّه قد بلّغ عنك و أدّى ما كان واجبا عليه لك و أنّك تعطي دائما و ترزق و تعطي و تمنع و ترفع و تضع و تغني و تفقر و تخذل

ص: 98


1- في نسخة أخرى: لا يشغله.

و تنصر و تعفو و ترحم و تصفح و تجاوز عمّا تعلم، و لا تجوز و لا تظلم و أنّك تقبض و تبسط و تمحو و تثبت و تبدىء و تعيد و تحيي و تميت و أنت حيّ لا تموت، فصلّ على محمّد و آله و اهدني من عندك و أفض عليّ من فضلك و انشر عليّ من رحمتك و أنزل عليّ من بركاتك فطال ما عوّدتني الحسن الجميل و أعطيتني الكثير الجزيل و سترت عليّ القبيح، أللّهمّ فصلّ على محمّد و آله و عجّل فرجي و أقلني عثرتي و ارحم عبرتي و ارددني إلى أفضل عادتك عندي و استقبل بي صحّة من سقمي وسعة من عدمي و سلامة شاملة في بدني و بصيرة و نظرة نافذة في ديني و مهّدني و أعنّي على استغفارك و استقالتك قبل أن يفنى الأجل و ينقطع العمل، و أعنّي على الموت و كربته و على القبر و وحشته و على الميزان و خفّته و على الصّراط و زلّته و على يوم القيامة و روعته و أسألك نجاح العمل قبل انقطاع الأجل و قوّة في سمعي و بصري و استعمال الصّالح ممّا علّمتني و فهّمتني إنّك أنت الرّبّ الجليل و أنا العبد الذّليل و شتّان ما بيننا يا حنّان يا منّان يا ذا الجلال و الإكرام و صلّ على من به فهّمتنا و هو أقرب وسائلنا إليك ربّنا محمّد و آله و عترته الطّاهرين.

دعاء الصادق (ع) في الصباح

و يستحب أن يدعى بدعاء الصباح المرويّ عن الصادق عليه السّلام و هو: بسم اللّه الرّحمن الرّحيم أصبحت باللّه ممتنعا و بعزّته محتجبا و بأسمائه عائذا من شرّ الشّيطان و السّلطان و من شرّ كلّ دابّة ربّي آخذ بناصيتها إنّ ربّي على صراط مستقيم، فإن تولّوا فقل حسبي اللّه لا إله إلاّ هو عليه توكّلت و هو ربّ العرش العظيم فسيكفيكهم اللّه و هو السّميع العليم، فاللّه خير حافظا و هو أرحم الرّاحمين إنّ اللّه يمسك السّماوات و الأرض أن تزولا و لئن زالتا إن أمسكهما من أحد من بعده إنّه كان حليما غفورا، الحمد للّه الّذي أذهب باللّيل بقدرته و جاء بالنّهار برحمته خلقا جديدا

ص: 99

و نحن في عافية منه بمنّه وجوده و كرمه، مرحبا بالحافظين و تلتفت عن يمينك و تقول: حيّاكما اللّه من كاتبين و تلتفت عن شمالك و تقول: اكتبا رحمكما اللّه بسم اللّه أشهد أن لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له و أشهد أنّ محمّدا صلّى اللّه عليه و آله عبده و رسوله، و أشهد أنّ السّاعة آتية لا ريب فيها و أنّ اللّه يبعث من في القبور على ذلك أحيا و عليه أموت و عليه أبعث إن شاء اللّه، أقرىء محمّدا صلّى اللّه عليه و آله منّي السّلام أصبحت في جوار اللّه الّذي لا يضام و في كنف اللّه الّذي لا يرام و في سلطانه الّذي لا يستطاع و في ذمّة اللّه الّتي لا تخفر و في عزّ اللّه الّذي لا يقهر و في حرم اللّه المنيع و في ودائع اللّه الّتي لا تضيع، و من أصبح للّه جارا فهو آمن محفوظ أصبحت و الملك و الملكوت و العظمة و الجبروت و الجلال و الإكرام و النّقض و الإبرام و العزّة و السّلطان و الحجّة و البرهان و الكبرياء و الرّبوبيّة و القدرة و الهيبة و المنعة و السّطوة و الرّأفة و الرّحمة و العفو و العافية و السّلامة و الطّول و الآلاء و الفضل و النّعماء و النّور و الضّياء و الأمن و خزائن الدّنيا و الآخرة للّه ربّ العالمين الواحد القهّار الملك الجبّار العزيز الغفّار أصبحت لا أشرك باللّه شيئا، و لا أتّخذ من دونه وليّا و لا أدعو معه إلها إنّي لن يجيرني من اللّه أحد و لن أجد من دونه ملتحدا، اللّه اللّه ربّي حقّا لا أشرك باللّه شيئا اللّه أعزّ و أكبر و أعلى و أقدر ممّا أخاف و أحذر و لا حول و لا قوّة إلاّ باللّه العليّ العظيم، أللّهمّ كما أذهبت باللّيل و أقبلت بالنّهار خلقا جديدا من خلقك و آية بيّنة من آياتك فصلّ على محمّد و آل محمّد و أذهب عنّي فيه كلّ غمّ و همّ و حزن و مكروه و بليّة و محنة و ملمّة و أقبل إليّ بالعافية و امنن عليّ بالرّحمة و العفو و التّوبة و ادفع عنّي كلّ معرّة و مضرّة، و امنن عليّ بالرّحمة و العفو و التّوبة بحولك و قوّتك وجودك و كرمك أعوذ باللّه و بما عاذت به ملائكته و رسله من شرّ هذا اليوم و ما يأتي بعده و من شرّ الشّيطان و السّلطان و ركوب الحرام و الآثام، و من شرّ السّامّة و الهامّة و العين اللاّمّة و من شرّ كلّ دابّة ربّي آخذ بناصيتها إنّ ربّي على صراط مستقيم، و أعوذ باللّه و بكلماته و عظمته و حوله و قوّته و قدرته من غضبه و سخطه

ص: 100

و عقابه و أخذه و بأسه و سطوته و نقمته من جميع مكاره الدّنيا و الآخرة، و امتنعت بحول اللّه و قوّته من حول خلقه جميعا و قوّتهم و بربّ الفلق من شرّ ما خلق و من شرّ غاسق إذا وقب و من شرّ النّفاثات في العقد و من شرّ حاسد إذا حسد، و بربّ النّاس ملك النّاس إله النّاس من شرّ الوسواس الخنّاس الّذي يوسوس في صدور النّاس من الجنّة و النّاس، فإن تولّوا فقل حسبي اللّه لا إله إلاّ هو عليه توكّلت و هو ربّ العرش العظيم، باللّه أستفتح و باللّه أستنجح و على اللّه أتوكّل و باللّه أعتصم و أستعين و أستجير، بسم اللّه خير الأسماء بسم اللّه الّذي لا يضرّ مع اسمه شيء في الأرض و لا في السّماء و هو السّميع العليم، ربّ إنّي توكّلت عليك ربّ إنّي فوّضت أمري إليك ربّ إنّي ألجأت ضعف ركني إلى قوّة ركنك مستعينا بك على ذوي التّعزّز عليّ و القهر لي و القدرة على ضيمي و الإقدام على ظلمي، و أنا و أهلي و مالي و ولدي في جوارك و كنفك ربّ لا ضعيف معك و لا ضيم على جارك، ربّ فاقهر قاهري بعزّتك و أوهن مستوهني بقدرتك و اقصم ضائمي ببطشك و خذ لي من ظالمي بعدلك و أعذني منه بعياذك و أسبل عليّ سترك فإنّ من سترته فهو آمن محفوظ و لا حول و لا قوّة إلاّ باللّه العليّ العظيم، يا حسن البلاء يا إله من في الأرض و من في السّماء يا من لا غنى لشيء عنه و لا بدّ لشيء منه يا من مصير كلّ شيء إليه و وروده إليه و رزقه عليه صلّ على محمّد و آله و تولّني و لا تولّني أحدا من شرار خلقك كما خلقتني و غذوتني و رحمتني فلا تضيّعني يا من جوده وسيلة كلّ سائل و كرمه شفيع كلّ آمل، يا من هو بالجود موصوف إرحم من هو بالإساءة معروف يا كنز الفقراء يا معين الضّعفاء أللّهمّ إنّي أدعوك لهمّ لا يفرّجه غيرك و لرحمة لا تنال إلاّ منك و لحاجة لا يقضيها إلاّ أنت، أللّهمّ كما كان من شأنك ما أردتني به من ذكرك و ألهمتنيه من شكرك و دعائك فليكن من شأنك الإجابة لي فيما دعوتك و النّجاة ممّا فزعت إليك منه و إن لم أكن أهلا أن أبلغ رحمتك فإنّ رحمتك أهل أن تبلغني و تسعني فإنّها وسعت كلّ شيء، و أنا شيء فلتسعني رحمتك يا مولاي أللّهمّ صلّ على محمّد و آل

ص: 101

محمّد و امنن عليّ و أعطني فكاك رقبتي من النّار و أوجب لي الجنّة برحمتك و زوّجني من الحور العين بفضلك و أجرني من غضبك و وفّقني لما يرضيك عنّي و اعصمني ممّا يسخطك عليّ و رضّني بما قسمت لي و بارك لي فيما أعطيتني و اجعلني شاكرا لنعمتك و ارزقني حبّك و حبّ كلّ من أحبّك و حبّ كلّ عمل يقرّبني إلى حبّك، و امنن عليّ بالتّوكّل عليك و التّفويض إليك و الرّضا بقضائك و التّسليم لأمرك حتّى لا أحبّ تعجيل ما أخّرت و لا تأخير ما عجّلت يا أرحم الرّاحمين، و صلّى اللّه على محمّد و آل محمّد آمين ربّ العالمين أللّهمّ أنت لكلّ عظيمة و لكلّ نازلة فصلّ على محمّد و آل محمّد و اكفني كلّ مؤنة و بلاء يا حسن البلاء عندي يا قديم العفو عنّي يا من لا غنى لشيء عنه يا من رزق كلّ شيء عليه ثم تومي بإصبعك نحو من تريد أن تكفى شرّه و تقرأ: و جعلنا من بين أيديهم سدّا و من خلفهم سدّا فأغشيناهم فهم لا يبصرون، إنّا جعلنا على قلوبهم أكنّة أن يفقهوه و في آذانهم وقرا، و إن تدعهم إلى الهدى فلن يهتدوا إذا أبدا أولئك الّذين طبع اللّه على قلوبهم و سمعهم و أبصارهم و أولئك هم الغافلون، أفرأيت من اتّخذ إلهه هواه و أضلّه اللّه على علم و ختم على سمعه و قلبه و جعل على بصره غشاوة فمن يهديه من بعد اللّه أفلا تذّكّرون، و إذا قرأت القرآن جعلنا بينك و بين الّذين لا يؤمنون بالآخرة حجابا مستورا، و جعلنا على قلوبهم أكنّة أن يفقهوه و في آذانهم وقرا و إذا ذكرت ربّك في القرآن وحده ولّوا على أدبارهم نفورا، الحمد للّه ربّ العالمين أللّهمّ إنّي أسألك باسمك الّذي به تقوم السّماء و به تقوم الأرض و به تفرق بين الحقّ و الباطل و به تجمع بين المتفرّق و به تفرّق بين المجتمع و به أحصيت عدد الرّمال وزنة الجبال وكيل البحار أن تصلّي على محمّد و آله و أن تجعل لي من أمري فرجا و مخرجا إنّك على كلّ شيء قدير.

ص: 102

من أدعية السر القدسية

و من دعاء السرّ: يا محمد و من أراد من أمّتك أن تقبل الفرائض و النوافل منه فليقل عقيب كلّ فريضة أو تطوّع: يا شارعا لملائكته الدّين القيّم دينا راضيا به منهم لنفسه و يا خالقا سوي الخليقة من خلقه للإبتلاء بدينه و يا مستخصّا من خلقه لدينه رسلا بدينه إلى من دونهم و يا مجازي أهل الدّين بما عملوا في الدّين اجعلني بحقّ اسمك الّذي كلّ شيء من الخيرات منسوب إليه من أهل دينك الموثر به بإلزامكهم حقّه و تفريغك قلوبهم للرّغبة في أداء حقّك فيه إليك لا تجعل بحقّ اسمك الّذي فيه تفصيل الأمور كلّها شيئا سوى دينك عندي أبين فضلا و لا إليّ أشدّ تحبّبا و لا بي لاصقا و لا أنا إليه منقطعا و اغلب بالي و هواي و سريرتي و علانيتي و اسفع بناصيتي إلى كلّ ما تراه لك رضا من طاعتك في الدّين.

و منه: يا محمّد و من أراد من أمّتك رفع صلاته متضاعفة فليقل خلف كلّ صلاة افترضت عليه و هو رافع يده آخر كلّ شيء: يا مبدي الأسرار و مبيّن الكتمان و شارع الأحكام و ذاري الأنعام و خالق الأنام و فارض الطّاعة و ملزم الدّين و موجب التّعبّد أسألك بحقّ تزكية كلّ صلاة زكّيتها و بحقّ من زكّيتها له و بحقّ من زكّيتها به أن تجعل صلاتي هذه زاكية متقبّلة بتقبّلكها و رفعكها و تصييرك بها ديني زاكيا و إلهامك قلبي حسن المحافظة عليها حتّى تجعلني من أهلها الّذين ذكرتهم بالخشوع فيها أنت وليّ الحمد كلّه فلا إله إلاّ أنت فلك الحمد كلّه بكلّ حمد أنت له وليّ، و أنت وليّ التّوحيد كلّه فلا إله إلاّ أنت فلك التّوحيد كلّه بكلّ توحيد أنت له وليّ، و أنت وليّ التّهليل كلّه فلا إله إلاّ أنت فلك التّهليل كلّه بكلّ تهليل أنت له وليّ، و أنت وليّ التّسبيح كلّه فلا إله إلاّ أنت فلك التّسبيح كلّه بكلّ تسبيح أنت له وليّ، و أنت وليّ التّكبير كلّه فلا إله إلاّ أنت فلك التّكبير كلّه بكلّ تكبير أنت له وليّ، ربّ عد عليّ في صلاتي هذه برفعكها زاكية متقبّلة إنّك أنت السّميع العليم.

ص: 103

و منه: يا محمّد و من أراد من أمّتك ألاّ يكون لأحد عليه سلطان بكفايتي إيّاه الشرور فليقل: يا قابضا على الملك لما دونه و مانعا من دونه نيل كلّ شيء من ملكه يا مغني أهل التّقوى بإمالته(1) الأذى في جميع الأمور عنهم، لا تجعل ولايتي في الدّين و الدّنيا إلى أحد سواك و اسفع بنواصي أهل الخير كلّهم إليّ حتّى أنال من خيرهم خيره، و كن لي عليهم في ذلك معينا و خذ لي بنواصي أهل الشّرّ كلّهم و كن لي منهم في ذلك حافظا، و عنّي مدافعا ولي مانعا حتّى أكون آمنا بأمانك لي بولايتك لي من شرّ من لا يؤمن شرّه إلاّ بأمانك يا أرحم الرّاحمين.

ثم قل يا اللّه المانع قدرته خلقه (إلى آخره) و قد مر في آخر أدعية العصر فإذا فرغت من الأدعية كلّها فاسجد سجدتي الشكر و قل ما شئت مما تقدم فإذا رفعت رأسك من السجود فقل: أللّهمّ أعط محمّدا و آل محمّد السّعادة في الرّشد (إلى آخره) و قد مرّ عقيب سجدتي الشكر بعد أدعية الظهر ثمّ ادع بالدّعاء المذكور بعد سجدتي الشكر من صلاة العصر و يسمّى بدعاء الفراغ من الصّلاة و التعقيب، ثمّ ادع بعده بالدعاء الّذي يليه ثمّ بالدعاء الّذي بعدهما و قد مرّ ذكر الجميع فلا حاجة بنا إلى ذكر ذلك ثانيا فإذا خرجت من المسجد فادع بما مرّ أيضا بعد أدعية العصر فإذا أردت التوجّه في يوم قد حذّر فيه من التصرف فقدم أمام توجّهك قراءة الفاتحة و المعوّذتين و التّوحيد و آية الكرسي و القدر و آخر آل عمران إِنَّ فِي خَلْقِ اَلسَّمٰاوٰاتِ وَ اَلْأَرْضِ إلى آخر السّورة.

ثم قل: أللّهمّ بك يصول الصّائل و بقدرتك يطول الطائل و لا حول لكلّ ذي حول إلاّ بك و لا قوّة يمتازها ذو قوّة إلاّ منك بصفوتك من خلقك و خيرتك من بريّتك محمّد نبيّك و عترته و سلالته عليه و عليهم السّلام صلّ عليهم، و اكفني شرّ هذا اليوم و ضرّه و ارزقني خيره و يمنه، و اقض لي في متصرّفاتي بحسن العاقبة و بلوغ المحبّة و الظّفر بالأمنيّة و كفاية الطّاغية المغوية و كلّ ذي قدرة لي على أذيّة حتّى

ص: 104


1- في نسخة أخرى: بإماطته.

أكون في جنّة و عصمة من كلّ بلاء و نقمة، و أبدلني فيه من المخاوف أمنا و من العوائق فيه يسرا حتّى لا يصدّني صادّ عن المراد و لا يحلّ بي طارق من أذى العباد إنّك على كلّ شيء قدير و الأمور إليك تصير يا من ليس كمثله شيء و هو السّميع البصير.

ذكر أدعية الأيام و الليالي و عوذها و تسابيحها

و نبدأه بليلة الجمعة

و يستحبّ أن يقرأ في عشائي الجمعة بالجمعة و الأعلى و في صبحها بها و بالتوحيد و في ظهرها بها و بالمنافقين قاله العلامة في قواعده و ما روي من الصلوات المندوبة في ليلة الجمعة و يومها و صلوات الحوائج فيهما فسنذكره إن شاء اللّه في ذكر باب النّوافل فليطلب ثمّ.

و يستحبّ أن يدعو ليلة الجمعة بهذا الدعاء: أللّهمّ أنت الأوّل فلا شيء قبلك، و أنت الآخر الّذي لا يهلك، و أنت الحيّ الّذي لا يموت و الخالق الّذي لا يعجز، و أنت البصير الّذي لا يرتاب، و أنت الصّادق الّذي لا يكذب القاهر الّذي لا يغلب البديء لا ينفد القريب لا يبعد القادر لا يضام الغافر لا يظلم الصّمد لا يطعم القيّوم لا ينام المجيب لا يسأم الحنّان لا يرام العالم لا يعلّم القويّ لا يضعف العظيم لا يوصف الوفيّ لا يخلف العدل لا يحيف الغنيّ لا يفتقر الكبير لا يصغر المنيع لا يقهر المعروف لا ينكر الغالب لا يغلب الوتر لا يستأنس الفرد لا يستشير الوهّاب لا يملّ الجواد لا يبخل العزيز لا يذلّ الحافظ لا يغفل القائم لا ينام المحتجب لا يرى الدّائم لا يفنى الباقي لا يبلى المقتدر لا ينازع الواحد لا يشبّه، لا إله إلاّ أنت الحقّ الّذي لا تغيّرك الأزمنة و لا تحيط بك الأمكنة و لا يأخذك نوم و لا سنة و لا يشبهك شيء، و كيف لا تكون كذلك و أنت خالق كلّ شيء لا إله إلاّ أنت كلّ شيء هالك

ص: 105

إلاّ وجهك الكريم أكرم الوجوه أمان الخائفين و جار المستجيرين، أسألك و لا أسأل غيرك و أرغب إليك و لا أرغب إلى غيرك، أسألك بأفضل المسائل كلّها و أنجحها الّتي لا ينبغي للعباد أن يسألوك إلاّ بها، أنت الفتّاح النفّاح ذو الخيرات مقيل العثرات كاتب الحسنات ماحي السّيّئات رافع الدّرجات، أسألك يا اللّه يا رحمن بأسمائك الحسنى كلّها و كلماتك العليا و نعمك الّتي لا تحصى، و أسألك بأكرم أسمائك عليك و أحبّها إليك و أشرفها عندك منزلة و أقربها منك وسيلة و أسرعها منك إجابة و باسمك المكنون المخزون الجليل الأجلّ العظيم الّذي تحبّه و ترضى عمّن دعاك به و تستجيب له دعاءه و حقّ عليك ألاّ تحرم سائلك، و بكلّ اسم هو لك في التّوراة و الإنجيل و الزّبور و الفرقان العظيم، و بكلّ اسم هو لك علّمته أحدا من خلقك أو لم تعلّمه أحدا أو استأثرت به في علم الغيب عندك، و بكلّ اسم دعاك به حملة عرشك و ملائكتك و أصفياؤك من خلقك و بحقّ السّائلين لك و الرّاغبين إليك و المتعوّذين بك و المتضرّعين إليك، أدعوك يا اللّه دعاء من قد اشتدّت فاقته و عظم جرمه و أشرف على الهلكة نفسه و ضعفت قوّته و من لا يثق بشيء من عمله و لا يجد لفاقته سادّا غيرك و لا لذنبه غافرا غيرك فقد هربت منها إليك غير مستنكف و لا مستكبر عن عبادتك يا أنس كلّ مستجير يا سند كلّ فقير، أسألك بأنّك أنت اللّه الحنّان المنّان لا إله إلاّ أنت بديع السّماوات و الأرض ذو الجلال و الإكرام عالم الغيب و الشّهادة الرّحمن الرّحيم، أنت الرّبّ و أنا العبد و أنت المالك و أنا المملوك و أنت العزيز و أنا الذّليل و أنت الغنيّ و أنا الفقير و أنت الحيّ و أنا الميّت و أنت الباقي و أنا الفاني و أنت المحسن و أنا المسيء و أنت الغفور و أنا المذنب و أنت الرّحيم و أنا الخاطىء و أنت الخالق و أنا المخلوق و أنت القويّ و أنا الضّعيف و أنت المعطي و أنا السّائل و أنت الرّازق و أنا المرزوق، و أنت أحقّ من شكوت إليه و استعنت به و رجوته إلهي كم من مذنب قد غفرت له و كم من مسيء قد تجاوزت عنه، فصلّ على محمّد و آله و اغفر لي و ارحمني و اعف عنّي و عافني و افتح لي من فضلك سبّوح ذكرك قدّوس أمرك

ص: 106

نافذ قضاؤك، يسّر لي من أمري ما أخاف عسره و فرّج عنّي و عن كلّ مؤمن و مؤمنة و اكفني ما أخاف ضرورته و ادرء عنّي ما أخاف حزونته و سهّل لي و لكلّ مؤمن ما أرجوه و أؤمّله لا إله إلاّ أنت سبحانك إنّي كنت من الظّالمين.

و يستحبّ أن يقرأ ليلة الجمعة سورة بني إسرائيل و الكهف و الطّواسين الثلاث(1) و سجدة و لقمان و ص و حم السّجدة و الدّخان و الواقعة.

و يستحبّ أن يدعو أيضا بهذا الدّعاء: أللّهمّ إنّي أسألك رحمة من عندك تهدي بها قلبي و تجمع بها أمري و تلمّ بها شعثي و تحفظ بها غائبي و تصلح بها شاهدي و تزكّي بها عملي و تلهمني بها رشدي و تعصمني بها من كلّ سوء، أللّهمّ أعطني إيمانا صادقا و يقينا خالصا و رحمة أنال بها شرف كرامتك في الدّنيا و الآخرة، أللّهمّ إنّي أسألك الفوز في القضاء و منازل العلماء و عيش السّعداء و النّصر على الأعداء، أللّهمّ إنّي أنزلت بك حاجتي و إن ضعف عملي فقد افتقرت إلى رحمتك، فأسألك يا قاضي الأمور و يا شافي الصّدور كما تجير بين البحور أن تجيرني من عذاب السّعير و من دعوة الثبور و من فتنة القبور، أللّهمّ و ما قصرت عنه مسألتي و لم تبلغه نيّتي و لم تحط به مسألتي من خير وعدته أحدا من خلقك فإنّي أرغب إليك فيه، أللّهمّ يا ذا الحبل الشّديد و الأمر الرّشيد أسألك الأمن يوم الوعيد و الجنّة يوم الخلود مع المقرّبين الشّهود و الرّكّع السّجود الموفين بالعهود إنّك رحيم ودود و إنّك تفعل ما تريد، أللّهمّ اجعلنا هادين مهديّين غير ضالّين و لا مضلّين سلما لأوليائك و حربا لأعدائك نحبّ بحبّك التّائبين و نعادي بعداوتك من خالفك، أللّهمّ هذا الدّعاء و عليك الإستجابة و هذا الجهد و عليك التّكلان، أللّهمّ اجعل لي نورا في قلبي و نورا في قبري و نورا بين يديّ و نورا تحتي و نورا فوقي و نورا في سمعي و نورا في بصري و نورا في شعري و نورا في بشري و نورا في لحمي و نورا في دمي و نورا

ص: 107


1- الطواسين الثلاث: سورة النمل و الشعراء و القصص.

في عظامي، أللّهمّ أعظم لي النّور سبحان الّذي ارتدى بالعزّ و بان به سبحان الّذي لبس المجد و تكرّم به سبحان من لا ينبغي التّسبيح إلاّ له، سبحان ذي الفضل و النّعم سبحان ذي المجد و الكرم سبحان ذي الجلال و الإكرام.

و يستحبّ أن يدعو ليلة الجمعة و يومها و ليلة عرفة و يومها بهذا الدّعاء:

أللّهمّ من تعبّأ و تهيّأ و أعدّ و استعدّ لوفادة إلى مخلوق رجاء رفده و طلب نائله و جائزته، فإليك يا ربّ تعبيتي و تهيئتي و إعدادي و استعدادي رجاء عفوك و طلب نائلك و جائزتك، فلا تخيّب دعائي يا من لا يخيب عليه السّائل و لا ينقصه نائل، فإنّي لم آتك ثقة بعمل صالح عملته و لا لوفادة مخلوق رجوته، أتيتك مقرّا على نفسي بالإساءة و الظّلم معترفا بأنّ لا حجّة لي و لا عذر أتيتك أرجو عظيم عفوك الّذي علوت به على الخاطئين، فلم يمنعك طول عكوفهم على عظيم الجرم أن عدت عليهم بالرّحمة فيا من رحمته واسعة و عفوه عظيم، يا عظيم يا عظيم يا عظيم، لا يردّ غضبك إلاّ حلمك و لا ينجي من سخطك إلاّ التّضرّع إليك فهب لي يا إلهي فرجا بالقدرة الّتي تحيي بها ميت البلاد، و لا تهلكني غمّا حتّى تستجيب لي و تعرّفني الإجابة في دعائي و أذقني طعم العافية إلى منتهى أجلي و لا تشمت بي عدوّي و لا تسلّطه عليّ و لا تمكّنه من عنقي، أللّهمّ إن وضعتني فمن ذا الّذي يرفعني و إن رفعتني فمن ذا الّذي يضعني و إن أهلكتني فمن ذا الّذي يعرض لك في عبدك أو يسألك عن أمره، و قد علمت أنّه ليس في حكمك ظلم و لا في نقمتك عجلة و إنّما يعجل من يخاف الفوت و إنّما يحتاج إلى الظّلم الضّعيف و قد تعاليت يا إلهي عن ذلك علوّا كبيرا، أللّهمّ إنّي أعوذ بك فأعذني و أستجير بك فأجرني و أسترزقك فارزقني و أتوكّل عليك فاكفني و أستنصرك على عدوّي فانصرني و أستعين بك فأعنّي و أستغفرك يا إلهي فاغفر لي آمين آمين آمين.

و يستحب أن يقول ليلة الجمعة و يومها: أللّهمّ أنت ربّي لا إله إلاّ أنت

ص: 108

خلقتني و أنا عبدك و ابن أمتك في قبضتك و ناصيتي بيدك أمسيت على عهدك و وعدك ما استطعت أعوذ برضاك من شرّ ما صنعت أبوء بعملي و أبوء بذنوبي فاغفر لي ذنوبي إنّه لا يغفر الذّنوب إلاّ أنت.

دعاء آخر ليلة الجمعة: أللّهمّ اجعلني أخشاك كأنّي أراك و أسعدني بتقواك و لا تشقني بمعاصيك و خر لي في قضائك و بارك لي في قدرك حتّى لا أحبّ تعجيل ما أخّرت و لا تأخير ما عجّلت، و اجعل غناي في نفسي و متّعني بسمعي و بصري و اجعلهما الوارثين منّي و انصرني على من ظلمني و أرني فيه قدرتك يا ربّ و أقرر بذلك عيني، أللّهمّ أعنّي على هول يوم القيامة و أخرجني من الدّنيا سالما و أدخلني الجنّة آمنا و زوّجني من الحور العين و اكفني مؤنتي و مؤنة عيالي و مؤنة النّاس و أدخلني برحمتك في عبادك الصّالحين، أللّهمّ إن تعذّبني فأهل لذلك أنا، و إن تغفر لي فأهل لذلك أنت، و كيف تعذّبني يا سيّدي و حبّك في قلبي أما و عزّتك لئن فعلت ذلك بي لتجمعنّ بيني و بين قوم طال ما عاديتهم فيك، أللّهمّ بحقّ أوليائك الطّاهرين عليهم السّلام ارزقنا صدق الحديث و أداء الأمانة و المحافظة على الصّلوات، أللّهمّ إنّا أحقّ خلقك أن تفعل ذلك بنا، أللّهمّ افعله بنا برحمتك أللّهمّ ارفعني إليك صاعدا و لا تطمعنّ فيّ عدوّا و لا حاسدا و احفظني قائما و قاعدا و يقظان و راقدا، أللّهمّ اغفر لي و ارحمني و اهدني سبيلك الأقوم وقني حرّ جهنّم و حريقها المضرم و احطط عنّي المغرم و المأثم و اجعلني من خيار العالم، أللّهمّ ارحمني ممّا لا طاقة لي به و لا صبر لي عليه برحمتك يا أرحم الرّاحمين.

ثم ادع بهذا الدعاء و هو من أدعية الأسبوع: بسم اللّه الرّحمن الرّحيم أللّهمّ ربّنا كنت و لم يكن قبلك شيء و أنت تكون حين لا يكون غيرك شيء لا يعلم أحد كنه عزّتك و لا يستطيع أحد أن ينعت عظمتك و لا يعلم أحد أين مستقرّك، أنت فوق كلّ شيء و أنت وراء كلّ شيء و مع كلّ شيء و أمام كلّ شيء. خلقت يا ذا الجلال

ص: 109

و الإكرام العزّة لوجهك و أخلصت الكبرياء و العظمة لنفسك و خلقت القوّة و القدرة بسلطانك فسبحانك ربّنا و لك الحمد على عظمة ملكك و جلال وجهك الّذي ملأ نوره كلّ شيء و هو حيث لا يراه شيء يسبّح بحمده فسبحانك ربّنا و بحمدك، أللّهمّ ربّنا لك الحمد تسلّطت فلا أحد من العباد يحدّ وصفك تسلّطت بعزّتك و تعزّزت بجبروتك و تجبّرت بكبريائك و تكبّرت بملكك و تملّكت بقدرتك و قدرت بقوّتك فلا يستطيع أحد من العباد وصفك و لا يقدر أحد قدرك و لا يسبق أحد من قضاءك سبحانك ربّنا و لك الحمد على جلال وجهك و عظمة ملكك الّذي به قامت السّماوات و الأرض، أللّهمّ ربّنا و لك الحمد ملأت كلّ شيء عظمة و خلقت كلّ شيء بقدرة و أحطت بكلّ شيء علما و أحصيت كلّ شيء عددا و حفظت كلّ شيء كتابا و وسعت كلّ شيء رحمة و أنت أرحم الرّاحمين، فسبحانك ربّنا و لك الحمد على عزّة سلطانك الّذي خشع له كلّ شيء من خلقك و أشفق منه كلّ عبادك و خضعت له كلّ خليقتك، أللّهمّ صلّ على محمّد و آله و اجزه أفضل الجزاء و أفضل ما أنت جاز أحدا من أنبيائك على حفظه دينك و إبلاغه كتابك و اتّباعه وصيّتك و أمرك حتّى تشرّفه يوم القيامة بتفضيلك إيّاه على جميع رسلك يا ذا الجلال و الإكرام، أللّهمّ كما استنقذتنا بما انتجبت به محمّدا صلّى اللّه عليه و آله و هديتنا بما بعثته و بصّرتنا بما أوصيته من العمل فصلّ عليه و على آله و اجزه عنّا أفضل الجزاء و أفضل ما جزيت نبيّا من أنبيائك و رسلك و أن تجمع لي به خير الدّنيا و الآخرة إنّك ذو فضل كريم يا ذا الجلال و الإكرام.

أعمال يوم الجمعة

و يستحبّ أن يقرأ عقيب الفجر يوم الجمعة التوحيد مائة مرة، و أن يستغفر اللّه مائة، و يصلّي على النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم مائة فيقول: أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد

ص: 110

و عجّل فرجهم، و أن يقرأ سورة النّساء و سورة هود و الكهف و الصّافات و الرّحمن، و يدعو بما تقدّم ذكره من قول: أللّهمّ من تعبّأ و تهيّأ. و يقول أيضا: أللّهمّ إنّي تعمّدت إليك بحاجتي و أنزلت إليك اليوم فقري و فاقتي و مسكنتي فأنا لمغفرتك أرجى منّي لعملي و لمغفرتك و رحمتك أوسع من ذنوبي، فتولّ قضاء كلّ حاجة لي بقدرتك عليها و تيسير ذلك عليك و لفقري إليك فإنّي لم أصب خيرا قطّ إلاّ منك و لم يصرف عنّي سوء قطّ أحد سواك، و لست أرجو لآخرتي و دنياي و لا ليوم فقري يوم يفردني النّاس في حفرتي و أفضي إليك بذنبي غيرك.

و من وكيد السّنن فيه الغسل و وقته من بعد طلوع الفجر الثاني إلى الزّوال فإذا أراده فليقل: أشهد أن لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له و أنّ محمّدا عبده و رسوله صلّى اللّه عليه و آله، أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد و اجعلني من التّوّابين و اجعلني من المتطهّرين و الحمد للّه ربّ العالمين.

و يستحبّ أن يقص أظفاره و يقول إذا أراد قصّها: بسم اللّه و باللّه و على سنّة رسول اللّه و الأئمّة من بعده عليهم السّلام. و يأخذ من شاربه و يقول: بسم اللّه و باللّه و على ملّة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و ملّة أمير المؤمنين و الأوصياء عليهم السلام.

و روى عبد اللّه بن سنان عن الصادق عليه السّلام أنّ الساعة التي يستجاب فيها الدّعاء يوم الجمعة ما بين فراغ الإمام من الخطبة إلى أن تستوي الصفوف بالناس، و ساعة أخرى من آخر النّهار إلى غروب الشّمس، و يستحبّ فيه زيارة النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و الأئمة عليهم السّلام و سنذكره في باب الزّيارات إن شاء اللّه و يستحبّ أن يختم القرآن يوم الجمعة و يدعى بعده بدعاء ختم القرآن(1) لعليّ بن الحسين عليهما السّلام.

و يستحبّ أن يقول عند الزّوال: يا سابغ النّعم و يا دافع النّقم يا بارىء النّسم

ص: 111


1- دعاء ختم القرآن موجود في الصحيفة السجادية ص 176، طبعة الأعلمي.

يا عليّ الهمم يا مغشي الظّلم يا ذا الجود و الكرم يا كاشف الضّرّ و الألم يا مؤنس المستوحشين في الظّلم يا عالما لا يعلّم صلّ على محمّد و آل محمّد و افعل بي ما أنت أهله يا من اسمه دواء و ذكره شفاء و طاعته غنى، ارحم من رأس ماله الرّجاء و سلاحه البكاء، سبحانك لا إله إلاّ أنت يا حنّان يا منّان يا بديع السّماوات و الأرض يا ذا الجلال و الإكرام.

ثمّ قل ما قدّمنا ذكره ممّا يقال عند الزّوال و هو بعد ذكر أدعية الأذان و الإقامة، ثمّ ادع بدعاء علي بن الحسين عليهما السّلام إذا فرغ من صلاة العيدين أو صلاة الجمعة، ثمّ بدعائه عليه السّلام أيضا في يوم الجمعة و يوم الأضحى(1).

و يستحبّ أن يقرأ يوم الجمعة القدر مائة مرّة و أن يقول: أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد و عجّل فرجهم ألفا، فمائة، فعشرا، فما أمكن و كذا جميع ما يرد عليك من هذا الباب نحو المئين الموظّفة في تعقيب الفجر و غيرها، و أن يقول سبعا: أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد الأوصياء المرضيّين بأفضل صلواتك و بارك عليهم بأفضل بركاتك و عليهم السّلام و على أرواحهم و أجسادهم و رحمة اللّه و بركاته.

و عن الصادق عليه السّلام أنه يصلّي على النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بعد العصر يوم الجمعة بهذه الصلاة: أللّهمّ إنّ محمّدا صلّى اللّه عليه و آله كما وصفته في كتابك حيث تقول: لَقَدْ جٰاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مٰا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ فأشهد أنّه كذلك و أنّك لم تأمر بالصّلاة عليه إلاّ بعد أن صلّيت عليه أنت و ملائكتك و أنزلت في محكم كتابك إِنَّ اَللّٰهَ وَ مَلاٰئِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى اَلنَّبِيِّ يٰا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَ سَلِّمُوا تَسْلِيماً لا لحاجة إلى صلاة أحد من المخلوقين بعد صلاتك عليه و لا إلى تزكيتهم إيّاه بعد تزكيتك بل الخلق جميعا هم المحتاجون إلى

ص: 112


1- هذه الأدعية موجودة في الصحيفة السجادية.

ذلك، لأنّك جعلته بابك الّذي لا تقبل لمن أتاك إلاّ منه، و جعلت الصّلاة عليه قربة منك و وسيلة إليك و زلفة عندك و دللت المؤمنين عليه، و أمرتهم بالصّلاة عليه ليزدادوا بها أثرة لديك و كرامة عليك، و وكّلت المصلّين عليه ملائكتك يصلّون عليه و يبلّغونه صلاتهم و تسليمهم، أللّهمّ ربّ محمّد فإنّي أسألك بما عظّمت به من أمر محمّد صلّى اللّه عليه و آله و أوجبت من حقّه أن تطلق لساني من الصّلاة عليه بما تحبّ و ترضى، و بما لم تطلق به لسان أحد من خلقك و لم تعطه إيّاه ثمّ تؤتيني على ذلك مرافقته حيث أحللته على قدسك و جنّات فردوسك، ثمّ لا تفرّق بيني و بينه، أللّهمّ إنّي أبدأ بالشّهادة له ثمّ بالصّلاة عليه و إن كنت لا أبلغ من ذلك رضى نفسي و لا يعبّره لساني عن ضميري و لا ألام على التّقصير منّي لعجز قدرتي عن بلوغ الواجب عليّ منه، لأنّه حظّ لي و حقّ عليّ و أداء لما أوجبت له في عنقي أنّه قد بلّغ رسالاتك غير مفرّط فيما أمرت و لا مجاوز لما نهيت و لا مقصّر فيما أردت و لا متعدّ لما أوصيت و تلا آياتك على ما أنزلت إليه وحيك، و جاهد في سبيلك مقبلا غير مدبر و وفى بعهدك و صدّق وعدك و صدع بأمرك لا يخاف فيك لومة لائم، و باعد فيك الأقربين و قرّب فيك الأبعدين و أمر بطاعتك و ائتمر بها سرّا و علانية، و نهى عن معصيتك سرّا و علانية مرضيّا عندك محمودا في المقرّبين و أنبيائك المرسلين و عبادك الصّالحين المصطفين و أنّه غير مليم و لا ذميم و أنّه لم يكن من المتكلّفين و أنّه لم يكن ساحرا و لا سحر له و لا كاهنا و لا تكهّن له و لا شاعرا و لا شعر له و لا كذّابا و أنّه رسولك و خاتم النّبيّين جاء بالحقّ من عند الحقّ و صدّق المرسلين، و أشهد أنّ الّذين كذّبوه ذائقو العذاب الأليم و أشهد أنّ ما أتانا به من عندك و أخبرنا به عنك أنّه الحقّ اليقين لا شكّ فيه من ربّ العالمين، أللّهمّ فصلّ على محمّد عبدك و رسولك و نبيّك و وليّك و نجيّك و صفيّك و صفوتك و خيرتك من خلقك الّذي انتجبته لرسالتك و استخلصته لدينك و استرعيته عبادك و أتمنته على وحيك علم الهدى و باب النّهى و العروة الوثقى فيما بينك و بين خلقك الشّاهد لهم المهيمن عليهم، أشرف و أفضل

ص: 113

و أزكى و أطهر و أنمى و أطيب ما صلّيت على أحد من خلقك و أنبياءك و رسلك و أصفياءك المخلصين من عبادك أللّهمّ و اجعل صلاتك و غفرانك و رضوانك و معافاتك و كرامتك و رحمتك و منّك و فضلك و سلامك و شرفك و إعظامك و تبجيلك و صلوات ملائكتك و رسلك و أنبياءك و الأوصياء و الشّهداء و الصّدّيقين و عبادك الصّالحين و حسن أولئك رفيقا، و أهل السّماوات و الأرضين و ما بينهما و ما فوقهما و ما تحتهما و ما بين الخافقين و ما بين الهواء و الشّمس و القمر و النّجوم و الجبال و الشّجر و الدّوابّ و ما سبّح لك في البرّ و البحر و في الظّلمة و الضّياء بالغدوّ و الآصال و في آناء اللّيل و أطراف النّهار و ساعاته، على محمّد بن عبد اللّه سيّد المرسلين و خاتم النّبيّين و إمام المتّقين و مولى المؤمنين و وليّ المسلمين و قائد الغرّ المحجّلين، و رسول ربّ العالمين إلى الجنّ و الإنس و الأعجمين و الشّاهد البشير الأمين النّذير الدّاعي إليك بإذنك السّراج المنير، أللّهمّ صلّ على محمّد في الأوّلين أللّهمّ صلّ على محمّد في الآخرين و صلّ على محمّد يوم الدّين يوم يقوم النّاس لربّ العالمين، أللّهمّ صلّ على محمّد كما هديتنا به أللّهمّ صلّ على محمّد كما استنقذتنا به أللّهمّ صلّ على محمّد كما أنعشتنا به، أللّهمّ صلّ على محمّد كما أحييتنا به أللّهمّ صلّ على محمّد كما شرّفتنا به، أللّهمّ صلّ على محمّد كما أعززتنا به أللّهمّ صلّ على محمّد كما فضّلتنا به أللّهمّ اجز نبيّنا محمّدا صلّى اللّه عليه و آله أفضل ما أنت جاز يوم القيامة نبيّا عن أمّته و رسولا عمّن أرسلته إليه، أللّهمّ اخصصه بأفضل قسم الفضائل و بلّغه أعلى شرف المنازل من الدّرجات العلى في أعلى علّيّين في جنّات و نهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر، أللّهمّ أعط محمّدا صلّى اللّه عليه و آله حتّى يرضى وزده بعد الرّضى و اجعله أكرم خلقك منك مجلسا و أعظمهم عندك جاها و أوفرهم عندك حظّا في كلّ خير أنت قاسمه بينهم، أللّهمّ أورد عليه من ذرّيّته و أزواجه و أهل بيته و ذوي قرابته و أمّته من تقرّ به عينه و أقرر عيوننا برؤيته و لا تفرّق بيننا و بينه، أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد و أعطه من الوسيلة و الفضيلة و الشّرف

ص: 114

و الكرامة ما يغبطه به الملائكة المقرّبون و النّبيّون و المرسلون و الخلق أجمعون، أللّهمّ بيّض وجهه و أعل كعبه و أفلج حجّته و أجب دعوته و ابعثه المقام المحمود الّذي وعدته و أكرم زلفته و أجزل عطيّته و تقبّل شفاعته و أعطه سؤله و شرّف بنيانه و عظّم برهانه و نوّر نوره و أوردنا حوضه و اسقنا بكأسه و تقبّل صلاة أمّته عليه و اقصص بنا أثره و اسلك بنا سبيله و توفّنا على ملّته و استعملنا بسنّته و ابعثنا على منهاجه، و اجعلنا ندين بدينه و نهتدي بهداه و نقتدي بسنّته و نكون من شيعته و مواليه و أوليائه و أحبّائه و خيار أمّته و مقدّم زمرته و تحت لوائه، نعادي عدوّه و نوالي وليّه حتّى توردنا عليه بعد الممات مورده غير خزايا و لا نادمين و لا مبدّلين و لا ناكثين، أللّهمّ و أعط محمّدا صلّى اللّه عليه و آله مع كلّ زلفة زلفة و مع كلّ قربة قربة و مع كلّ وسيلة وسيلة و مع كلّ فضيلة فضيلة و مع كلّ شفاعة شفاعة و مع كلّ كرامة كرامة و مع كلّ خير خيرا و مع كلّ شرف شرفا، و شفّعه في كلّ من يشفع له من أمّته و غيرهم من الأمم حتّى لا يعطى ملك مقرّب و لا نبيّ مرسل و لا عبد مصطفى إلاّ دون ما أنت معطيه محمّدا صلّى اللّه عليه و آله يوم القيامة، أللّهمّ اجعله المقدّم في الدّعوة و المؤثر به في الأثرة و المنوّه باسمه في الشّفاعة إذا تجلّيت بنورك وجيء بالكتاب و النّبيّين و الصّديقين و الشّهداء و الصّالحين و قضي بينهم بالحقّ، و قيل الحمد للّه ربّ العالمين ذلك يوم التّغابن ذلك يوم الحسرة ذلك يوم الآزفة ذلك يوم لا تستقال فيه العثرات و لا تبسط فيه التّوبات و لا يستدرك فيه ما فات، أللّهمّ فصلّ على محمّد و آل محمّد كأفضل ما صلّيت و رحمت و باركت على إبراهيم و آل إبراهيم إنّك حميد مجيد، أللّهمّ و امنن على محمّد و آل محمّد كأفضل ما مننت على موسى و هارون، أللّهمّ و سلّم على محمّد و آل محمّد كأفضل ما سلّمت على نوح في العالمين، أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد و على أئمّة المسلمين الأوّلين منهم و الآخرين أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد و على إمام المسلمين و احفظه من بين يديه و من خلفه و عن يمينه و عن شماله و من فوقه و من تحته و افتح له فتحا يسيرا و انصره نصرا عزيزا

ص: 115

و اجعل له من لدنك سلطانا نصيرا، أللّهمّ عجّل فرج آل محمّد و أهلك أعداءهم من الجنّ و الإنس، أللّهمّ صلّ على محمّد و أهل بيته و ذرّيّته و أزواجه الطّيّبين الأخيار الطّاهرين المطهّرين الهداة المهديّين غير الضّالّين و لا المضلّين الّذين أذهبت عنهم الرّجس و طهّرتهم تطهيرا، أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد في الأوّلين و صلّ على محمّد و آل محمّد في الآخرين و صلّ عليهم في الملإ الأعلى و صلّ عليهم أبدا الآبدين صلاة لا منتهى لها و لا أمد دون رضاك آمين آمين ربّ العالمين، أللّهمّ العن الّذين بدّلوا دينك و كتابك و غيّروا سنّة نبيّك عليه سلامك و أزالوا الحقّ عن موضعه ألفي ألف لعنة مختلفة غير مؤتلفة و العنهم ألفي ألف لعنة مؤتلفة غير مختلفة و العن أشياعهم و أتباعهم و من رضي بفعالهم من الأوّلين و الآخرين، أللّهمّ يا بارىء السّماوات و داحي المدحوّات و قاصم الجبابرة و رحمن الدّنيا و الآخرة و رحيمهما تعطي منهما ما تشاء و تمنع ما تشاء أسألك بنور وجهك و بحقّ محمّد صلّى اللّه عليه و آله أعط محمّدا حتّى يرضى و بلّغه الوسيلة العظمى، أللّهمّ اجعل محمّدا صلّى اللّه عليه و آله في السّابقين غايته و في المنتجبين كرامته و في العالمين ذكره و أسكنه أعلى غرف الفردوس في الجنّة الّتي لا يفوقها درجة و لا يفضلها شيء، أللّهمّ بيّض وجهه و أضىء نوره و كن أنت الحافظ له، أللّهمّ اجعل محمّدا أوّل قارع لباب الجنّة و أوّل داخل و أوّل شافع و أوّل مشفّع، أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد الولاة السّادة الكفاة الكهول الكرام القادة القماقم الضّخام اللّيوث الأبطال عصمة لمن اعتصم بهم و إجارة لمن استجار بهم و الكهف الحصين و الفلك الجارية في اللّجج الغامرة و الرّاغب عنهم مارق و المتأخّر عنهم زاهق و اللاّزم لهم لا حق، رماحك في أرضك و صلّ على عبادك في أرضك الّذين أنقذت بهم من الهلكة، و أنرت بهم من الظّلمة شجرة النّبوّة و موضع الرّسالة و مختلف الملائكة و معدن العلم صلّى اللّه عليه و عليهم أجمعين آمين آمين ربّ العالمين، أللّهمّ إنّي أسألك مسألة المسكين و أبتغي إليك ابتغاء البائس الفقير و أتضرّع إليك تضرّع الضّعيف الضّرير و أبتهل إليك ابتهال

ص: 116

المذنب الخاطىء، مسألة من خضعت لك نفسه و رغم لك أنفه و سقطت لك ناصيته و انهملت لك دموعه و فاضت لك عبرته و اعترف بخطيئته و قلّت عنه حيلته و أسلمته ذنوبه أسألك الصّلاة على محمّد و آله أوّلا و آخرا و أسألك حسن المعيشة ما أبقيتني معيشة أقوى بها في جميع حالاتي و أتوصّل بها في الحياة الدّنيا إلى آخرتي عفوا لا تثريني فأطغى و لا تقتّر عليّ فأشقى، أعطني من ذلك غنى عن جميع خلقك و بلغة إلى رضاك و لا تجعل الدّنيا لي سجنا و لا تجعل فراقها عليّ حزنا أخرجني منها و من فتنتها مرضيّا عنّي مقبولا فيها عملي إلى دار الحيوان و مساكن الأخيار، أللّهمّ إنّي أعوذ بك من أزلها و زلزالها و سطوات سلطانها و سلاطينها و شرّ شياطينها و بغي من بغى عليّ فيها، أللّهمّ من أرادني فأرده و من كادني فكده وافقأ عنّي عيون الكفرة و اعصمني من ذلك بالسّكينة و ألبسني درعك الحصينة و اجعلني في سترك الواقي و أصلح لي حالي و بارك لي في أهلي و مالي و ولدي و حزانتي و من أحببت فيك و أحبّني، أللّهمّ اغفر لي ما قدّمت و ما أخّرت و ما أعلنت و ما أسررت و ما نسيت و ما تعمّدت، أللّهمّ إنّك خلقتني كما أردت فاجعلني كما تحبّ يا أرحم الرّاحمين.

ثمّ قل مائة مرّة: أللّهمّ صلّ على محمّد و أهل بيته الأئمّة المرضيّين بأفضل صلواتك و بارك عليهم بأفضل بركاتك، و السّلام عليهم و على أرواحهم و أجسادهم و رحمة اللّه و بركاته. ثم تقول سبعين مرّة أستغفر اللّه و أتوب إليه ثمّ ادع بدعاء العشرات و قد مرّ ذكره في أدعية المساء.

و يستحبّ أن يدعى بعد صلاة العصر يوم الجمعة بهذا الدعاء: أللّهمّ إنّك نهجت سبيل الدّلالة عليك بأعلام الهدى بمنّك على خلقك، و أقمت لهم منار القصد إلى طريق أمرك بمعادن لطفك و تولّيت أسباب الإنابة إليك بمستوضحات من حججك، قدرة منك على استخلاص أفاضل عبادك و حضّا لهم على أداء مضمون شكرك و جعلت تلك الأسباب لخصائص من أهل الإحسان عندك و ذوي الحباء لديك تفضيلا لأهل المنازل منك و تعليما أنّ ما أمرت من ذلك مبرّء من الحول

ص: 117

و القوّة إلاّ بك و شاهد في إمضاء الحجّة على عدلك و قوام وجوب حكمك، أللّهمّ و قد استشفعت المعرفة بذلك إليك و وثقت بفضيلتها عندك و قدّمت الثّقة بك وسيلة في استنجاز موعودك و الأخذ بصالح ما ندبت إليه عبادك و انتجاعا بها محلّ تصديقك و الإنصات إلى فهم غباوة الفطن عن توحيدك، علما منّي بعواقب الخيرة في ذلك و استرشادا لبرهان آياتك و اعتمدتك حرزا واقيا ممّن دونك و استنجدت الإعتصام بك كافيا من أسباب خلقك، فأرني مبشّرات من إجابتك تفي بحسن الظّنّ بك و تنفي عوارض التّهم لقضاءك فإنّه ضمانك للمحتدين و وفاؤك للرّاغبين إليك، أللّهمّ و لا أذلّنّ على التّعزّز بك و لا أستقفينّ نهج الضّلالة عنك و قد أمّتك ركائب طلبتي و أنيخت نوازع الآمال منّي إليك و ناجاك عزم البصائر لي فيك، أللّهمّ و لا أسلبنّ عوائد منك غير مترسّمات(1) إلى غيرك أللّهمّ و جدّد لي وصلة الإنقطاع إليك و اصدر(2) قوى سبيي عن سواك حتّى أفرّ عن مصارع الهلكات إليك و أحثّ الرّحلة إلى إيثارك باستظهار اليقين فيك فإنّه لا عذر لمن جهلك بعد استعلاء الثّناء عليك و لا حجّة لمن اختزل عن طريق العلم بك مع إزاحة اليقين مواقع الشّكّ فيك و لا يبلغ إلى فضائل القسم إلاّ بتأييدك و تسديدك فتولّني بتأييد من عونك، و كافني عليه بجزيل عطائك، أللّهمّ أثني عليك أحسن الثّناء لأنّ بلاءك عندي أحسن البلاء أوقرتني نعما و أوقرت نفسي ذنوبا كم من نعمة أسبغتها عليّ لم أؤدّ شكرها و كم من خطيئة أحصيتها عليّ أستحيي من ذكرها و أخاف جزاءها إن تعف لي عنها فأهل ذلك أنت و إن تعاقبني عليها فأهل ذلك أنا، أللّهمّ فارحم نداي إذا ناديتك و أقبل عليّ إذا ناجيتك فإنّي أعترف لك بذنوبي، و أذكر لك حاجتي و أشكو إليك مسكنتي وفاقتي و قسوة قلبي و ميل نفسي فإنّك قلت فما استكانوا لربّهم و ما يتضرّعون، و ها أنا ذا إلهي قد استجرت بك و قعدت بين يديك مستكينا متضرّعا إليك راجيا لما عندك،

ص: 118


1- في نسخة أخرى: عوائد مننك غير متوسّمات.
2- في نسخة أخرى: و اصدد.

تراني و تعلم ما في نفسي و تسمع كلامي و تعرف حاجتي و مسكنتي و حالي و منقلبي و مثواي و ما أريد أن أبتدىء فيه من منطقي و الّذي أرجو منك في عاقبة أمري، و أنت محص لما أريد التّفوّه به من مقالي جرت مقاديرك بأسبابي و ما يكون منّي في سريرتي و علانيتي و أنت متمّ لي ما أخذت عليه ميثاقي، و بيدك لا بيد غيرك زيادتي و نقصاني و أحقّ ما أقدّم إليك قبل ذكر حاجتي و التّفوّه بطلبتي شهادتي بوحدانيّتك و إقراري بربوبيّتك الّتي ضلّت عنها الآراء و تاهت فيها العقول و قصرت دونها الأوهام و كلّت عنها الأحلام، و انقطع دون كنه معرفتها منطق الخلائق و كلّت الألسن عن غاية وصفها، فليس لأحد أن يبلغ شيئا من وصفك و يعرف شيئا من نعتك إلاّ ما حدّدته و وفّقته عليه و بلّغته إيّاه، فأنا مقرّ بأنّي لا أبلغ ما أنت أهله من تعظيم جلالك و تقديس مجدك و تمجيدك و كرمك و الثّناء عليك و المدح لك و الذّكر لآلائك و الحمد لك على بلاءك و الشّكر لك على نعمائك، و ذلك ما تكلّ الألسن عن صفته و تعجز الأبدان عن أداء شكره و إقراري لك بما احتطبت على نفسي من موبقات الذّنوب الّتي قد أوبقتني، و أخلقت عندك وجهي و لكبير خطيئتي و عظيم جرمي هربت إليك ربّي و جلست بين يديك مولاي و تضرّعت إليك سيّدي، لأقرّ لك بوحدانيّتك و بوجود ربوبيّتك و أثني عليك بما أثنيت على نفسك و أصفك بما يليق بك من صفاتك و أذكر ما أنعمت به عليّ من معرفتك و أعترف لك بذنوبي و أستغفرك لخطيئتي و أسألك التّوبة منها إليك و العود منك عليّ بالمغفرة لها فإنّك قلت استغفروا ربّكم إنّه كان غفّارا، و قلت ادعوني أستجب لكم إنّ الّذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنّم داخرين، إلهي إليك اعتمدت لقضاء حاجتي و بك أنزلت اليوم فقري وفاقتي التماسا منّي لرحمتك و رجاء منّي لعفوك فإنّي لرحمتك و عفوك أرجى منّي لعملي، و رحمتك و عفوك أوسع من ذنوبي فتولّ اليوم قضاء حاجتي بقدرتك على ذلك و تيسير ذلك عليك فإنّي لم أر خيرا قطّ إلاّ منك و لم يصرف عنّي سوء قطّ أحد غيرك، فارحمني سيّدي يوم تفردني النّاس في حفرتي و أفضي إليك

ص: 119

بعملي فقد قلت سيّدي و لقد نادانا نوح فلنعم المجيبون، أجل و عزّتك يا سيّدي لنعم المجيب أنت و لنعم المدعوّ أنت و لنعم الرّبّ أنت و لنعم القادر أنت و لنعم الخالق أنت و لنعم المبدىء أنت و لنعم المعيد أنت و لنعم المستغاث أنت و لنعم الصّريخ أنت، فأسألك يا صريخ المكروبين و يا غياث المستغيثين و يا وليّ المؤمنين و الفعّال لما تريد يا كريم يا كريم يا كريم أن تكرمني في مقامي هذا و فيما بعده، كرامة لا تهينني بعدها أبدا و أن تجعل أفضل جائزتك اليوم فكاك رقبتي من النّار و الفوز بالجنّة، و أن تصرف عنّي شرّ كلّ جبّار عنيد و شرّ كلّ شيطان مريد و شرّ كلّ ضعيف من خلقك أو شديد و شرّ كلّ قريب أو بعيد، و شرّ كلّ من ذرأته و برأته و أنشأته و ابتدعته و من شرّ الصّواعق و البرد و الرّيح و المطر و من شرّ كلّ ذي شرّ و شرّ كلّ دابّة صغيرة أو كبيرة باللّيل و النّهار أنت آخذ بناصيتها إنّ ربّي على صراط مستقيم. ثم اسجد سجدة الشكر و قل فيها و بعدها ما أحببت مما تقدّم ذكره في سجدة الشكر عقيب الظّهر.

و يستحب أن يصلّي على النبيّ و الأئمة عليهم السّلام بما روي عن صاحب الأمر عليه السّلام و هو: بسم اللّه الرّحمن الرّحيم أللّهمّ صلّ على محمّد سيّد المرسلين و خاتم النّبيّين و حجّة ربّ العالمين، المنتجب في الميثاق المصطفى في الظّلال المطهّر من كلّ آفة البريء من كلّ عيب المؤمّل للنّجاة المرتجى للشّفاعة المفوّض إليه دين اللّه، أللّهمّ شرّف بنيانه و عظّم برهانه و أفلج حجّته و ارفع درجته و أضىء نوره و بيّض وجهه و أعطه الفضل و الفضيلة و الوسيلة و الدّرجة الرّفيعة و ابعثه مقاما محمودا يغبطه به الأوّلون و الآخرون، و صلّ على أمير المؤمنين و وارث المرسلين و قائد الغرّ المحجّلين و سيّد الوصيّين و حجّة ربّ العالمين، و صلّ على الحسن بن عليّ إمام المؤمنين و وارث المرسلين و حجّة ربّ العالمين، و صلّ على الحسين بن عليّ إمام المؤمنين و وارث المرسلين و حجّة ربّ العالمين، و صلّ على عليّ بن الحسين إمام المؤمنين و وارث المرسلين و حجّة ربّ العالمين، و صلّ على محمّد بن عليّ إمام المؤمنين و وارث المرسلين و حجّة ربّ العالمين، و صلّ على جعفر بن

ص: 120

محمّد إمام المؤمنين و وارث المرسلين و حجّة ربّ العالمين، و صلّ على موسى بن جعفر إمام المؤمنين و وارث المرسلين و حجّة ربّ العالمين، و صلّ على عليّ بن موسى إمام المؤمنين و وارث المرسلين و حجّة ربّ العالمين، و صلّ على محمّد بن عليّ إمام المؤمنين و وارث المرسلين و حجّة ربّ العالمين، و صلّ على عليّ بن محمّد إمام المؤمنين و وارث المرسلين و حجّة ربّ العالمين، و صلّ على الحسن بن عليّ إمام المؤمنين و وارث المرسلين و حجّة ربّ العالمين، و صلّ اللّهمّ على الخلف الهادي المهديّ إمام المؤمنين و وارث المرسلين و حجّة ربّ العالمين، أللّهمّ صلّ على محمّد و أهل بيته الأئمّة الهادين العلماء الصّادقين الأبرار المتّقين دعائم دينك و أركان توحيدك و حججك على خلقك و خلفائك في أرضك، الّذين اخترتهم لنفسك و اصطفيتهم على عبادك و ارتضيتهم لدينك و خصصتهم بمعرفتك و جلّلتهم بكرامتك و غشّيتهم برحمتك و ربيّتهم بنعمتك و غذّيتهم بحكمتك و ألبستهم نورك و رفعتهم في ملكوتك و حففتهم بملائكتك و شرّفتهم بنبيّك صلواتك عليه و آله، أللّهمّ صلّ عليه و عليهم صلاة كثيرة دائمة طيّبة لا يحيط بها إلاّ أنت و لا يسعها إلاّ علمك و لا يحصيها أحد غيرك، أللّهمّ و صلّ على وليّك المحيي سنّتك القائم بأمرك الدّاعي إليك الدّليل عليك حجّتك على خلقك و خليفتك في أرضك و شاهدك على عبادك، أللّهمّ أعزّ نصره و مدّ في عمره و زيّن الأرض بطول بقائه، أللّهمّ اكفه بغي الحاسدين و أعذه من شرّ الكائدين و ازجر عنه إرادة الظّالمين و خلّصه من أيدي الجبّارين أللّهمّ أعطه في نفسه و ذرّيّته و شيعته و رعيّته و خاصّته و عامّته و عدوّه و جميع أهل الدّنيا، ما تقرّ به عينه و تسرّ به نفسه و بلّغه أفضل ما أمّله في الدّنيا و الآخرة إنّك على كلّ شيء قدير، أللّهمّ جدّد به ما امتحى من دينك و أحي به ما بدّل من كتابك و أظهر به ما غيّر من حكمك، حتّى يعود دينك به و على يديه غضّا جديدا خالصا مخلصا لا شكّ فيه و لا شبهة معه و لا باطل عنده و لا بدعة لديه، أللّهمّ نوّر بنوره كلّ ظلمة و هدّ بركنه كلّ بدعة و اهدم بعزّته كلّ ضلالة و اقصم به كلّ جبّار و أخمد بسيفه

ص: 121

كلّ نار و أهلك بعدله كلّ جور و أجر حكمه على كلّ حكم و أذلّ بسلطانه كلّ سلطان، أللّهمّ أذلّ كلّ من ناواه و أهلك كلّ من عاداه و امكر بمن كاده و استأصل من جحده حقّه و استهان بأمره و سعى في إطفاء نوره و أراد إخماد ذكره، أللّهمّ صلّ على محمّد المصطفى و عليّ المرتضى و فاطمة الزّهراء و الحسن الرّضا و الحسين المصفّا و جميع الأوصياء مصابيح الدّجى و أعلام الهدى و منار التّقى و العروة الوثقى و الحبل المتين و الصّراط المستقيم، و صلّ على وليّك و ولاة عهده و الأئمّة من ولده و مدّ في أعمارهم و زد في آجالهم و بلّغهم أقصى آمالهم دينا و دنيا و آخرة إنّك على كلّ شيء قدير.

الدعاء لصاحب الأمر عليه السّلام

روى يونس بن عبد الرحمن عن الرّضا عليه السّلام أنّه كان يأمر بالدّعاء لصاحب الأمر عليه السّلام بهذا الدّعاء: أللّهمّ ادفع عن وليّك و خليفتك و حجّتك على خلقك و لسانك المعبّر عنك النّاطق بحكمتك و عينك النّاظرة بإذنك و شاهدك على عبادك الجحجاح المجاهد العائذ بك العابد عندك، و أعذه من شرّ جميع ما خلقت و برأت و أنشأت و صوّرت، و احفظه من بين يديه و من خلفه و عن يمينه و عن شماله و من فوقه و من تحته بحفظك الّذي لا يضيع من حفظته به، و احفظ فيه رسولك و آبائه أئمّتك و دعائم دينك و اجعله في ودائعك الّتي لا تضيع و في جوارك الّذي لا يخفر و في منعك و عزّك الّذي لا يقهر و آمنه بأمانك الوثيق الّذي لا يخذل من آمنته به و اجعله في كنفك الّذي لا يرام من كان فيه و انصره بنصرك العزيز و أيّده بجندك الغالب و قوّه بقوّتك و أردفه بملائكتك و وال من والاه و عاد من عاداه و ألبسه درعك الحصينة و حفّه بالملائكة حفّا، أللّهمّ اشعب به الصّدع و ارتق به الفتق و أمت به الجور و أظهر به العدل و زيّن بطول بقائه الأرض و أيّده بالنّصر و انصره بالرّعب و قوّ ناصريه و اخذل خاذليه و دمدم على من نصب له و دمّر من غشّه و اقتل به جبابرة الكفر

ص: 122

و عمده و دعائمه و اقصم به رؤوس الضّلالة و شارعة البدع و مميتة السّنّة و مقوّية الباطل و ذلّل به الجبّارين، و أبر به الكافرين و جميع الملحدين في مشارق الأرض و مغاربها و برّها و بحرها و سهلها و جبلها حتّى لا تدع منهم ديّارا و لا تبقي لهم آثارا، أللّهمّ طهّر منهم بلادك و اشف منهم عبادك و أعزّ به المؤمنين و أحي به سنن المرسلين و دارس حكم النّبيّين و جدّد به ما امتحى من دينك و بدّل من حكمك حتّى تعيد دينك به و على يديه، جديدا غضّا محضا صحيحا لا عوج فيه و لا بدعة معه و حتّى تبير بعدله ظلم الجور و تطفىء نيران الكفر و توضح به معاقد الحقّ و مجهول العدل، فإنّه عبدك الّذي استخلصته لنفسك و اصطفيته على غيبك و عصمته من الذّنوب و برّأته من العيوب و طهّرته من الرّجس و سلّمته من الدّنس، أللّهمّ فإنّا نشهد له يوم القيامة و يوم حلول الطّامّة أنّه لم يذنب ذنبا و لا أتى حوبا و لم يرتكب معصية و لم يضيّع لك طاعة و لم يهتك لك حرمة و لم يبدّل لك فريضة و لم يغيّر لك شريعة، و أنّه الهادي المهتدي الطّاهر التّقيّ النّقيّ الرّضيّ الزّكيّ، أللّهمّ أعطه في نفسه و أهله و ولده و ذرّيّته و أمّته و جميع رعيّته ما تقرّ به عينه و تسرّ به نفسه و تجمع له ملك المملّكات كلّها قريبها و بعيدها و عزيزها و ذليلها، حتّى يجري حكمه على كلّ حكم و يغلب بحقّه كلّ باطل، أللّهمّ اسلك بنا على يديه منهاج الهدى و المحجّة العظمى و الطّريقة الوسطى الّتي يرجع إليها الغالي و يلحق بها التّالي، و قوّنا على طاعته و ثبّتنا على مشايعته و امنن علينا بمتابعته و اجعلنا في حزبه و القوّامين بأمره و الصّابرين معه الطّالبين رضاك بمناصحته حتّى تحشرنا يوم القيامة في أنصاره و أعوانه و مقوّية سلطانه، أللّهمّ و اجعل ذلك لنا خالصا من كلّ شكّ و شبهة و رياء و سمعة حتّى لا نعتمد به غيرك و لا نطلب به إلاّ وجهك و حتّى تحلّنا محلّه و تجعلنا في الجنّة معه و أعذنا من السّآمة و الكسل و الفترة و اجعلنا ممّن تنتصر به لدينك و تعزّ به نصر وليّك و لا تستبدل بنا غيرنا فإنّ استبدالك بنا غيرنا عليك يسير و هو علينا كثير، أللّهمّ صلّ على ولاة عهده و الأئمّة من بعده و بلّغهم آمالهم و زد في آجالهم و أعزّ نصرهم و تمّم

ص: 123

لهم ما أسندت إليهم من أمرك لهم، و ثبّت دعائمهم و اجعلنا لهم أعوانا و على دينك أنصارا فإنّهم معادن كلماتك و خزّان علمك و أركان توحيدك و دعائم دينك و ولاة أمرك و خالصتك من عبادك و صفوتك من خلقك و أولياؤك و سلائل أوليائك و صفوة أولاد نبيّك و السّلام عليهم و رحمة اللّه و بركاته.

دعاء آخر أللّهمّ ربّ النّور العظيم و ربّ الكرسيّ الرّفيع و ربّ البحر المسجور و منزل التّوراة و الإنجيل و الزّبور و ربّ الظّلّ و الحرور و منزل الفرقان العظيم و ربّ الملائكة المقرّبين و الأنبياء و المرسلين، أللّهمّ إنّي أسألك باسمك الكريم و بنور وجهك المنير و باسمك الّذي أشرقت به السّماوات و الأرضون يا حيّا قبل كلّ حيّ يا حيّ لا إله إلاّ أنت، أللّهمّ بلّغ مولانا الإمام الهادي المهديّ القائم بأمرك صلّى اللّه عليه و على آبائه الطّاهرين عن جميع المؤمنين و المؤمنات في مشارق الأرض و مغاربها، برّها و بحرها، سهلها و جبلها و عنّي و عن والديّ و ولدي و إخواني من الصّلوات زنة عرشك و مداد كلماتك، و ما أحصاه كتابك و أحاط به علمك، أللّهمّ إنّي أجدّد في صبيحة يومي هذا و ما عشت فيه من أيّام حياتي عهدا و عقدا و بيعة له في عنقي لا أحول عنها و لا أزول، أللّهمّ اجعلني من أنصاره و أعوانه و الذّابّين عنه و المسارعين في حوائجه و الممتثلين لأوامره و نواهيه و المحامين عنه و المستشهدين بين يديه، أللّهمّ فإن حال بيني و بينه الموت الّذي جعلته على عبادك حتما مقضيّا فأخرجني من قبري مؤتزرا كفني شاهرا سيفي مجرّدا قناتي ملبّيا دعوة الدّاعي في الحاضر و البادي، أللّهمّ أرني الطّلعة الرّشيدة و الغرّة الحميدة و أكحل مرهي بنظرة منّي إليه و عجّل فرجه و أوسع منهجه و اسلك بي محجّته و أنفذ أمره و اشدد أزره و قوّ ظهره، و اعمر اللّهمّ به بلادك و أحي به عبادك فإنّك قلت و قولك الحقّ ظهر الفساد في البرّ و البحر بما كسبت أيدي النّاس، فأظهر اللّهمّ وليّك و ابن وليّك و ابن بنت نبيّك المسمّى باسم رسولك صلواتك عليه و آله في الدّنيا و الآخرة، حتّى لا يظفر

ص: 124

بشيء من الباطل إلاّ مزّقه و يحقّ اللّه به الحقّ و يحقّقه، أللّهمّ و اجعله مفزعا للمظلوم من عبادك و ناصرا لمن لا يجد له ناصرا غيرك و مجدّدا لما عطّل من أحكام كتابك و مشيّدا لما ورد من أعلام سنن نبيّك، و اجعله اللّهمّ ممّن حصّنته من بأس المعتدين، أللّهمّ و سرّ نبيّك محمّدا صلّى اللّه عليه و آله برؤيته و من تبعه على دعوته و ارحم استكانتنا من بعده، أللّهمّ اكشف هذه الغمّة عن هذه الأمّة بحضوره و عجّل اللّهمّ ظهوره إنّهم يرونه بعيدا و نراه قريبا برحمتك يا أرحم الرّاحمين. ثمّ تضرب على فخذك الأيمن بيدك ثلاثا و تقول: العجل العجل العجل يا مولاي يا صاحب الزّمان.

في أدعية يوم الجمعة

و من أدعية الأسبوع دعاء يوم الجمعة: بسم اللّه الرّحمن الرّحيم أللّهمّ إنّي أحمدك و أنت للحمد أهل بمحامدك الكثيرة الطّيّبة الّتي استوجبتها عليّ بحسن صنيعك إليّ في الأمور كلّها، فإنّك قد اصطنعت عندي بأن أحمدك كثيرا و أسبّحك كثيرا إنّك كنت بنا بصيرا، و في الأمور كلّها واقيا و عنّي مدافعا، تواترني بالنّعم و الإحسان أن عزمت خلقي إنسانا من نسل آدم الّذي كرّمت و فضّلت، جلّ ثناؤك و تعالى ذكرك، و إذ استنقذتني من الأمم الّتي أهلكت حتّى أخرجتني إلى الدّنيا أسمع و أعقل و أبصر، و إذ جعلتني من أمّة محمّد صلّى اللّه عليه و آله المرحومة المثاب عليها و ربّيتني على ذلك صغيرا و لم تغادر من إحسانك إليّ شيئا، فتحمدك نفسي بحسن الفعال في المنازل كلّها على خلقي و صورتي و هدايتي، و رفعك إيّاي منزلة بعد منزلة حتّى بلغت بي هذا اليوم من العمر ما بلغت، مع جميع نعمك و الأرزاق الّتي أنت عندي بها محمود مشكور، لا إله إلاّ أنت و على ما جعلته لي بمنّك قوتا في بقيّة المدّة، و على ما رفعت عنّي من الإضطرار، و استجبت لي من الدّعاء في الرّغبات و أحمدك على حالي هذه كلّها و ما سواها ممّا أحصي و ممّا لا أحصي، هذا ثنائي عليك مهلّلا مادحا تائبا مستغفرا متعوّذا ذاكرا لتذكرني بالرّضوان جلّ ثناؤك،

ص: 125

و لك الحمد كما تولّيت الحمد بقدرتك و استخلصت الحمد لنفسك و جعلت الحمد من خاصّتك و رضيت بالحمد من عبادك و فتحت بالحمد كتابك و ختمت بالحمد قضاءك، و لم يعدل إلى غيرك و لم يقصر الحمد دونك فلا مدفع للحمد عنك و لا مستقرّ للحمد إلاّ عندك و لا ينبغي الحمد إلاّ لك حمدا عدد ما أنشأت و ملء ما ذرأت و عدد ما حمدك به جميع خلقك، و كما رضيت به لنفسك و رضيت به عمّن حمدك و كما حمدت نفسك و استحمدت إلى خلقك و كما رضيت لنفسك و حمدك جميع ملائكتك يا أرحم الرّاحمين حمدا يكون أرضى الحمد لك و أكثر الحمد عندك و أطيبه لديك حمدا يكون أحبّ الحمد إليك و أشرف الحمد عندك و أسرع الحمد إليك حمدا عدد كلّ شيء خلقته و ملء كلّ شيء خلقته و وزن كلّ شيء خلقته، و لك الحمد مثله و معه أضعافا مضاعفة كلّ ضعف منه عدد كلّ شيء أحاط به علمك و ملء كلّ شيء أحاط به علمك، و زنة كلّ شيء أحاط به علمك يا ذا العلم العليم و الملك القديم و الشّرف العظيم و الوجه الكريم حمدا دائما يدوم ما دام سلطانك و يدوم ما دام وجهك و يدوم ما دامت جنّتك و يدوم ما دامت نعمتك و يدوم ما دامت رحمتك، حمدا مداد الحمد و غايته و معدنه و منتهاه و قراره و مأواه، حمدا مداد كلماتك وزنة عرشك وسعة رحمتك وزنة كرسيّك و رضى نفسك و ملء برّك و بحرك، حمدا سعة علمك و منتهاه و عدد خلقك و مقدار عظمتك و كنه قدرتك و مبلغ مدحتك، حمدا يفضل المحامد كفضلك على جميع خلقك، و حمدا عدد خفقان أجنحة الطّير في الهواء و عدد نجوم السّماء و الدّنيا منذ كانت و إذ عرشك على الماء، حين لا أرض و لا سماء حمدا يصعد و لا ينفد يبلغك أوّله و لا ينقطع آخره، حمدا سرمدا لا يحصى عددا و لا ينقطع أبدا، حمدا كما تقول و فوق ما نقول، حمدا كثيرا نافعا طيّبا واسعا مباركا فيه، حمدا يزداد كثرة و طيبا، أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد و بارك على محمّد و آل محمّد و ترحّم على محمّد و آل محمّد، كما صلّيت و باركت و ترحّمت على إبراهيم و آل إبراهيم إنّك حميد مجيد،

ص: 126

أللّهمّ صلّ على محمّد عبدك و رسولك و أعطه اليوم أفضل الوسائل و أشرف الأعاطي و أكرم المنازل و أسرع الجدود و أقرّ الأعين، أللّهمّ أعط محمّدا صلّى اللّه عليه و آله الوسيلة و الفضيلة و الزّكاية و السّعادة و الرّفعة و الغبطة، و شرف المنتهى و النّصيب الأوفى و الغاية القصوى و الرّفيق الأعلى، و أعطه حتّى يرضى و زده بعد الرّضى، أللّهمّ صلّ على محمّد عبدك و رسولك و نبيّك الأمّيّ الّذي خلقته لنبوّتك و أكرمته برسالتك و بعثته رحمة لخلقك و على آل محمّد، أللّهمّ أقبل عليه راضيا بوجهك و أظلّه في ظلّ عرشك و اجعله في المحلّ الرّفيع من جنّتك، أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد نبيّ الرّحمة و قائد الرّحمة و إمام الهدى و الدّاعي إلى سبيل الإسلام و رسولك يا ربّ العالمين، و خاتم النّبيّين و سيّد المرسلين و إمام المتّقين و نجيّ الرّوح الأمين و رضيّ المؤمنين و صفيّ المصطفين، أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد كما تلا آياتك و بلّغ رسالاتك و عمل بطاعتك و صدع بأمرك و نصح لعبادك و جاهد في سبيلك و ذبّ عن حرماتك و أقام حدودك و أظهر دينك و وفى بعهدك و أوذي في جنبك و دعا إلى كتابك، و عبدك مخلصا حتّى أتاه اليقين و كان بالمؤمنين رؤوفا رحيما، أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد و أكرمه كرامة تبدو فضيلتها على جميع الخلائق، و ابعثه المقام المحمود الّذي وعدته إنّك لا تخلف الميعاد، أللّهمّ اجعل محمّدا صلّى اللّه عليه و آله أحبّ خلقك إليك حبّا، و أفضلهم عندك شرفا و أوفرهم لديك نصيبا و أعظمهم عندك زلفى و أقرّهم برؤيتك عينا و أطلقهم لسانا و أكرمهم مقاما و أدناهم منك مجلسا و أقربهم إليك وسيلة و أكثرهم تبعا و أشرقهم وجها و أتمّهم نورا، و أنجحهم طلبة و أعلاهم كعبا و أوسعهم في الجنّة منزلا إله الحقّ المبين، أللّهمّ اجعل في المنتجبين كرامته و في الأكرمين محبّته و في الأعلين ذكره و في الأفضلين منزلته و في المصطفين محبّته و في المقرّبين مودّته و في علّيّين داره و أعطه أمنيّته و غايته و رضى نفسه و منتهاها، أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد و شرّف بنيانه و عظّم برهانه و ثقّل ميزانه و كرّم نزله و أحسن مآبه و أجزل ثوابه و تقبّل

ص: 127

شفاعته و قرّب وسيلته و بيّض وجهه و أتمّ نوره و ارفع درجته و أحينا على سنّته و توفّنا على ملّته و تحرّ بنا منهاجه، و لا تخالف بنا عن سبيله و اجعلنا ممّن يليه و احشرنا في زمرته و عرّفنا وجهه كما عرّفتنا اسمه، و أقرر عيوننا برؤيته كما أقررتها بذكره و أوردنا حوضه كما آمنّا به و اسقنا بكأسه، و اجعلنا معه و في حزبه و لا تفرّق بيننا و بينه و اجعلنا ممّن تناله شفاعته صلّى اللّه عليه و آله كلّما ذكر السّلام، فعلى نبيّنا و آله منّا رحمة و سلام، أللّهمّ إنّي أسألك بوجهك الكريم الحسن الجميل الّذي ليس كمثله شيء نور السّماوات و الأرض ذو الجلال و الإكرام و كلماتك الّتي لا يجاوزهنّ برّ و لا فاجر، و بسلطانك العظيم و قرآنك الحكيم و فضلك الكبير و منّك الكريم و ملكك القديم و خلقك العظيم و بمغفرتك و رحمتك الواسعة و بإحسانك و رأفتك البالغة و بعظمتك و كبريائك و جبروتك و بفخرك و جلالك و مجدك و كرمك و بركاتك و بحرمة محمّد و آل محمّد و بحرمة عبادك الصّالحين، فإنّك أمرت بالدّعاء و ضمنت الإجابة و إنّك لا تخلف الميعاد، و أدعوك لذلك إلهي و أرغب إليك لذلك إنّي لا أبرح من مقامي هذا و لا تنقضي مسألتي حتّى تغفر لي كلّ ذنب أذنبته، و كلّ شيء تركته ممّا أمرتني به و كلّ شيء أتيته ممّا نهيتني عنه، و كلّ شيء كرهت من أمري و عملي و كلّ شيء تعدّيته من أمرك و حدودك و كلّ شيء وعدت فأخلفت و كلّ شيء عهدت فنقضت، و كلّ ذنب فعلته و ظلم ظلمته و كلّ جور جرته و كلّ زيغ زغته و كلّ سفه سفهته و كلّ سوء أتيته، قديما أو جديدا صغيرا أو كبيرا دقيقا أو جليلا ما أعلم منه و ما لا أعلم و ما نظر إليه بصري و أصغى إليه سمعي أو نطق به لساني أو ساغ في حلقي أو ولج في بطني أو وسوس في صدري أو ركن إليه قلبي أو بسطت إليه يدي أو مشت إليه رجلاي أو باشره جلدي أو أفضى إليه فرجي أو لان له طوري أو قلبت له شيئا من أركاني، مغفرة عزما جزما لا تغادر بعدها ذنبا و لا أكتسب بعدها خطيئة و لا إثما، مغفرة تطهّر بها قلبي و تخفّف بها ظهري و تجاوز بها عن إصري و تضع بها عنّي وزري و تزكّي بها عملي و تجاوز بها عن سيّئاتي و تلقّنني بها عند فراق الدّنيا

ص: 128

حجّتي، و أنظر بها إلى وجهك الكريم يوم القيامة و عليّ منك نور و كرامة يا فعّال الخير و النّعماء، يا مجلّي عظائم الأمور يا كاشف الضّرّ يا مجيب دعوة المضطرّين يا راحم المساكين صلّ على محمّد و آل محمّد، و إليك جاءرت نفسي و أنت منتهى حيلتي و منتهى رجاي و ذخري و إليك منتهى رغبتي، أنت الغنيّ و أنا الفقير و أنت السّيّد و أنا العبد و إنّما يسأل العبد سيّده، إلهي فلا تردّ دعائي و لا تقطع رجائي و لا تجبهني بردّ مسألتي و اقبل معذرتي و تضرّعي و لا تهن عليك شكواي، فبك اليوم أنزلت حاجتي و رغبتي و إليك وجّهت وجهي لا إله إلاّ أنت ربّ العرش العظيم، أنت خير من سئل و أوسع من أعطى و أرحم من قدر و أحقّ من رحم و غفر و عفا و تجاوز، و أنت أحقّ من تاب عليّ و قبل العذر و الملق، و أنت أحقّ من أعاذ و خلّص و نجّى، و أنت أحقّ من أغاث و سمع و استجاب لأنّه لا يرحم رحمتك أحد و لا ينجي نجاتك أحد، أللّهمّ فأرشدني و سدّدني و وفّقني لما تحبّ و ترضى من الأعمال برحمتك يا أرحم الرّاحمين، و صلّى اللّه على محمّد و آله أجمعين أستلطف اللّه العليّ العظيم اللّطيف لما يشاء في تيسير ما أخاف عسره فإنّ تيسير العسير على اللّه يسير و هو على كلّ شيء قدير.

دعاء آخر للسجاد عليه السّلام و هو من أدعية الأسبوع

بسم اللّه الرّحمن الرّحيم الحمد للّه الأوّل قبل الأشياء و الأحياء، و الآخر بعد فناء الأشياء العليم الّذي لا ينسى من ذكره و لا ينقص من شكره و لا يخيّب من دعاه و لا يقطع رجاء من رجاه، أللّهمّ إنّي أشهدك و كفى بك شهيدا و أشهد جميع ملائكتك و رسلك و سكّان سماواتك و حملة عرشك و من بعثت من أنبيائك و رسلك و أنشأت من أصناف خلقك، أنّي أشهد أنّك أنت اللّه وحدك لا شريك لك و لا عديل لك و لا خلف لقولك و لا تبديل، و أنّ محمّدا صلّى اللّه عليه و آله عبدك و رسولك

ص: 129

أدّى ما حمّلته إلى العباد و جاهد في اللّه عزّ و جلّ حقّ الجهاد، و أنّه بشّر بما هو حقّ من الثّواب، و أنذر بما هو صدق من العقاب، أللّهمّ ثبّتني على دينك ما أحييتني و لا تزغ قلبي بعد إذ هديتني وهب لي من لدنك رحمة إنّك أنت الوهّاب صلّ على محمّد و آل محمّد، و اجعلني من أتباعه و شيعته و احشرني في زمرته و وفّقني لأداء فرض الجمعات و ما أوجبت عليّ فيها من الطّاعات، و قسمت لأهلها من العطاء في يوم الجزاء إنّك أنت العزيز الحكيم.

دعاء آخر للكاظم عليه السّلام و هو من أدعية الأسبوع

مرحبا بخلق اللّه الجديد و بكما من كاتبين و شاهدين أكتبا بسم اللّه أشهد أن لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له، و أشهد أنّ محمّدا عبده و رسوله، و أنّ الإسلام كما وصف و الدّين كما شرع، و أنّ الكتاب كما أنزل و القول كما حدّث و أنّ اللّه هو الحقّ المبين و صلوات اللّه و بركاته و شرائف تحيّاته و سلامه على محمّد و آله، أصبحت في أمان اللّه الّذي لا يستباح و في ذمّة اللّه الّتي لا تخفر و في جوار اللّه الّذي لا يضام و كنفه الّذي لا يرام و جار اللّه آمن محفوظ، ما شاء اللّه كلّ نعمة فمن اللّه ما شاء اللّه لا يأتي بالخير إلاّ اللّه ما شاء اللّه نعم القادر اللّه ما شاء اللّه توكّلت على اللّه، أشهد أن لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له، له الملك و له الحمد يحيي و يميت و هو حيّ لا يموت بيده الخير و هو على كلّ شيء قدير، أللّهمّ اغفر لي كلّ ذنب يحبس رزقي و يحجب مسألتي أو يقصر بي عن بلوغ مسألتي أو يصدّ بوجهك الكريم عنّي، أللّهمّ اغفر لي و ارزقني و ارحمني و اجبرني و عافني و اعف عنّي و ارفعني و اهدني و انصرني و ألق في قلبي الصّبر و النّصر، يا مالك الملك فإنّه لا يملك ذلك غيرك، أللّهمّ و ما كتبت عليّ من خير فوفّقني و اهدني له و منّ عليّ به كلّه و أعنّي و ثبّتني عليه و اجعله أحبّ إليّ من غيره و آثر عندي ممّا سواه وزدني من فضلك، أللّهمّ إنّي أسألك رضوانك

ص: 130

و الجنّة و أعوذ بك من سخطك و النّار و أسألك النّصيب الأوفر في جنّات النّعيم، أللّهمّ طهّر لساني من الكذب و قلبي من النّفاق و عملي من الرّياء و بصري من الخيانة فإنّك تعلم خائنة الأعين و ما تخفي الصّدور، أللّهمّ إن كنت عندك محروما مقتّرا عليّ رزقي فامح حرماني و تقتير رزقي و اكتبني عندك مرزوقا موفّقا للخيرات فإنّك قلت تباركت و تعاليت يمحو اللّه ما يشاء و يثبت و عنده أمّ الكتاب، أللّهمّ و صلّ على محمّد و آله إنّك حميد مجيد.

تسبيح يوم الجمعة

بسم اللّه الرّحمن الرّحيم سبحان من لبس العزّ و تأزّر به، سبحان من تعطّف بالمجد و تكرّم به، سبحان من لا ينبغي التّسبيح إلاّ له، سبحان من أحصى كلّ شيء بعلمه، سبحان ذي الطّول و الفضل، سبحان ذي المنّ و النّعيم، سبحان ذي القدرة و الكرم، أللّهمّ إنّي أسألك بمعاقد العزّ من عرشك و منتهى الرّحمة من كتابك و باسمك الأعظم و ذكرك الأعلى و بكلماتك التّامّة، و تمّت كلماتك صدقا و عدلا لا مبدّل لكلماتك إنّك أنت العزيز الكريم يا ذا الجلال و الإكرام، أسألك بما لا يعدله شيء من مسائلك أن تصلّي على محمّد و آل محمّد و أن تجعل لي من أمري فرجا و مخرجا و أن توسّع عليّ رزقي في يسر منك و عافية، سبحان الحيّ الحليم سبحان الحليم الكريم سبحان الباعث الوارث، سبحان اللّه العليّ العظيم سبحانه و بحمده أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد كما صلّيت و باركت على إبراهيم و آل إبراهيم إنّك حميد مجيد.

عوذة يوم الجمعة

بسم اللّه الرّحمن الرّحيم لا حول و لا قوّة إلاّ باللّه العليّ العظيم، أللّهمّ ربّ الملائكة و الرّوح و النّبيّين و المرسلين و قاهر من في السّماوات و الأرضين و خالق كلّ

ص: 131

شيء و مالكه، كفّ عنّي بأس أعدائنا و من أراد بنا سوء من الجنّ و الإنس و أعم أبصارهم و قلوبهم و اجعل بيننا و بينهم حجابا و حرسا و مدفعا، إنّك ربّنا لا حول و لا قوّة لنا إلاّ باللّه عليه توكّلنا و إليه أنبنا و هو العزيز الحكيم، ربّنا عافنا من شرّ كلّ سوء و من شرّ كلّ دابّة أنت آخذ بناصيتها و من شرّ ما سكن في اللّيل و النّهار و من كلّ سوء و من شرّ كلّ ذي شرّ ربّ العالمين و إله المرسلين صلّ على محمّد و آله أجمعين، و أوليائك و خصّ محمّدا و آله بأتمّ ذلك و لا حول و لا قوّة إلاّ باللّه العليّ العظيم، بسم اللّه و باللّه أومن و باللّه أعوذ و باللّه أعتصم و باللّه أستجير و بعزّة اللّه و منعته أمتنع من شياطين الإنس و الجنّ، و من رجلهم و خيلهم و ركضهم و عطفهم و رجعتهم و كيدهم و شرّهم و شرّ ما يأتون به تحت اللّيل و تحت النّهار من القرب و البعد و من شرّ الغائب و الحاضر و الشّاهد و الزّائر أحياء و أمواتا أعمى و بصيرا و من شرّ العامّة و الخاصّة، و من نفس و وسوستها و من شرّ الدّناهش و الحسّ و اللّمس و اللّبس(1) و من

ص: 132


1- اللبس: الاختلاط، و الحس و الحسيس: الصّوت الخفيّ و الحسّ برد يحرق الكلأ. و الحسّ القتل، و منه قوله تعالى: إِذْ تَحُسُّونَهُمْ بإذنه. أي: تقتلونهم قتلا ذريعا، و حسّ البرد الجراد قتله. و الدناهش نوع من الجنّ، و التّمثال الصّورة، و المعاهد الذي حصل منه الأمان، و الآكام جمع أكمة و هي الرابية، و الآجام: جمع أجمة و هي منبت القصب و الشجر الملتف و الآجام الحصون أيضا، و المغائض جميع غيضة و هي الأجمة و هي مغيض الماء يجتمع فيه فينبت الشجر، و كنائس اليهود معروفة و النواويس مقابر النصارى و المريبين الّذين يأتون بالريبة و الريبة: التهمة و الشك و ريب المنون حوادث الدهر، و الأسامرة الذين يتحدثون ليلا، و سمر فلان تحدث ليلا و الأقاطرة الأبالسة، و ابن قرة حيّة خبيثة، و الفراعنة العتاة و كل عات فرعون. الأبالسة هم الشياطين و هم ذكور و إناث يتوالدون و لا يموتون بل يخلدون في الدنيا كما خلّد إبليس، و إبليس هو أبو الجنّ و الجنّ ذكور و إناث و يتوالدون و يموتون، و أمّا الجان فهو أبو الجن و قيل هو إبليس و قيل إنه مسخ الجن كما أنّ القردة و الخنازير مسخ الإنس و الكل خلقوا قبل آدم عليه السّلام، و العرب تنزل الجنّ مراتب فإذا ذكروا الجنس قالوا جن فإذا أرادوا أنّه يسكن مع النّاس، قالوا عامر و الجمع عمار فإن كان ممن يتعرض للصبيان قالوا أرواح فإن خبث و تعرّم قالوا شيطان، فإن زاد على ذلك قالوا: مارد فإن زاد على القوة قالوا عفريت، و روي أن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال خلق اللّه تعالى الجنّ خمسة أصناف صنف حيّات و صنف عقارب و صنف حشرات الأرض و صنف كالريح و صنف كبني آدم عليهم الحساب و العقاب، و الهمز و اللّمز واحد و همزة و ضربة و دفعة و كذا المرة و النفث شبيه بالنفخ، و قالوا و وقاعهم أي قتالهم و بلاياهم، و أخذهم أي سحرهم و الأخذة بالضمّ رقية كالسحر و عبثهم أي لعبهم بالإنسان و من قرأ عيثهم بالياء المثناة من تحت أراد فسادهم و العيث الفساد و الغيلان سحرة الجنّ و أمّ الصّبيان ريح يعرض لهم و العارض و المتعرض الذي يتصدى للشر و أم ملدم بكسر الميم كنية الحمّى بالدال و الذال و المثلّثة التي في اليوم الثالث و الربع التي تأتي في الرابع و النافضة التي يحصل لصاحبها من أجلها رعدة و انتفاض الصالبة التي تشتد حرارتها و ليس معها برد.

الجنّ و الإنس، و بالإسم الّذي اهتزّ له عرش بلقيس و أعيذ ديني و نفسي و جميع ما تحوطه عنايتي من شرّ كلّ صورة و خيال أو بياض أو سواد أو تمثال أو معاهد أو غير معاهد، ممّن سكن الهواء و السّحاب و الظّلمات و النّور و الظّلّ و الحرور و البرّ و البحور و السّهل و الوعور و الخراب و العمران و الآكام و الآجام و المغائض و الكنائس و النّواويس و الفلوات و الجبّانات من الصّادرين و الواردين، ممّن يبدو باللّيل و ينتشر و يستتر بالنّهار و بالعشيّ و الإبكار و الغدوّ و الآصال و المريبين و الأسامرة و الأقاترة و الفراعنة و الأبالسة، و من جنودهم و أزواجهم و عشائرهم و قبائلهم و من همزهم و لمزهم و نفثهم و وقاعهم و أخذهم و سحرهم و ضربهم و عبثهم و لمحهم و احتيالهم و أخلاقهم، و من شرّ كلّ ذي شرّ من السّحرة و الغيلان و أمّ الصّبيان و ما ولدوا و ما وردوا و من شرّ كلّ ذي شرّ داخل و خارج و عارض و متعرّض و ساكن و متحرّك و ضربان عرق و صداع و شقيقة و أمّ ملدم و الحمّى و المثلّثة و الرّبع و الغبّ و النّافضة و الصّالبة و الدّاخلة و الخارجة و من شرّ كلّ دابّة أنت آخذ بناصيتها إنّك على صراط مستقيم و صلّى اللّه على محمّد و آل محمّد و سلّم كثيرا. ثمّ تتعوّذ بعوذة يوم الخميس الأوّلة و ستأتي بعد أدعية يوم الخميس إن شاء اللّه تعالى.

دعاء مروي عن النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في السّاعة الّتي يستجاب فيها الدّعاء يوم الجمعة و هي إذا غاب نصف القرص: سبحانك لا إله إلاّ أنت يا حنّان يا منّان يا بديع السّماوات و الأرض يا ذا الجلال و الإكرام.

ص: 133

دعاء السمات

و يستحبّ أن يدعى بدعاء السّمات(1) آخر ساعة من نهار الجمعة مرويّ عن أبي عمرو العمري(2) و هو: أللّهمّ إنّي أسألك باسمك العظيم الأعظم الأعزّ الأجلّ

ص: 134


1- دعاء السمات بكسر السّين، أي العلامات و السّمة العلامة كأنّ عليه علامة الإجابة، و يسمّى أيضا دعاء الشبور على قدر التنور و هو البوق و فيه مناسبة للقرون المثقوبة كما يجيء فعن الصادق عليه السّلام: إن يوشع ابن نون لما حارب العمالقة و خافهم أمر أن يأخذ الخواص من بني إسرائيل جرارا فرّغا على أكتافهم اليسرى بأسماء العمالقة واحدا واحدا، و بأن يأخذ كل واحد منهم قرنا مثقوبا من قرون الضّان و يدعون بهذا الدعاء لئلاّ يسترق السمع بعض شياطين الجنّ و الإنس فيتعلمونه ففعل أصحابه ذلك ليلتهم فلمّا كان آخر الليل كسروا الجرار في معسكر العمالقة فأصبحوا موتى منتفخي الأجواف كأنّهم أعجاز نخل خاوية فاتخذوه على من اضطهدكم من سائر الناس، ثم قال عليه السّلام هذا من عميق مكنون العلم و مخزون المسائل للحاجة عند اللّه تعالى فادعوا به و لا تبدوه إلاّ لأهله و ليس من أهله السفهاء و النساء و الصّبيان و الظالمون و المنافقون، و عنه عليه السّلام: لو حلفت أنّ في هذا الدعاء الاسم الأعظم لبررت فادعوا به على ظالمنا و مضطهدنا و المتغررين علينا و قال محمّد ابن علي الراشدي ما دعوت به في ملمة و لا مهمّ إلا رأيت سرعة الإجابة و من اتخذ هذا الدّعاء في كلّ وجه يتوجّه فيه و في كلّ حاجة يقصدها و يجعله أمام خروجه إلى عدوّ يخافه أو سلطان يخشاه قضيت حاجته و لم يخش أحدا و من لم يقدر على تلاوته فليكتبه في رقعة و لتكن معه [منه ره].
2- هذا أبو عمرو و سيأتي ذكره في زيارة الجامعة، و أمّا ابنه محمّد بن عثمان فنقول: قال مولانا الصّدر السّعيد ضياء الدين قدّس اللّه روحه وجدت بخط الثّمالي محمّد بن عثمان السعيد العمري برفع العين و فيما قرىء على ابن بابويه رحمه اللّه العمري بنصب العين في عدّة مواضع في باب نوادر الحج في كتاب من لا يحضره الفقيه في نسخة مصحّحة مقروءة على المصنّف، قلت و هو الحق فقد ذكر الشيخ العلاّمة جمال الدين بن المطهر طاب ثراه في كتابه خلاصة الأقوال ما هذا لفظه محمّد بن عثمان بن سعيد العمري بنصب العين الأسدي، يكنّى أبا جعفر و أبوه يكنّى أبا عمرو و هما جميعا و كيلان للقائم عليه السّلام و لهما منزلة جليلة عند الطائفة، و كان محمّد قد حفر لنفسه قبرا و سوّاه بالسّاج فسئل عن ذلك فقال للنّاس أسباب، ثم سئل بعد ذلك فقال: أمرت أن أجمع أمري فمات بعد ذلك بشهرين في جمادى الأول سنة خمس و ثلاثمائة و كان يتولّى هذا الأمر نحو من خمسين سنة، و قال عند موته: أمرت أن أوصي إلى أبي القاسم بن روح و أوصى إليه و أوصى أبو القاسم بن روح إلى أبي الحسن عليّ بن محمّد السّمري فلمّا حضرت السمري الوفاة سئل أن يوصي فقال للّه أمر هو بالغه و الغيبة الثانية هي التي وقعت بعد السّمري [منه رحمه اللّه].

الأكرم، الّذي إذا دعيت به على مغالق أبواب السّماء للفتح بالرّحمة انفتحت، و إذا دعيت به على مضائق أبواب الأرض للفرج بالرّحمة انفرجت، و إذا دعيت به على العسر لليسر تيسّرت، و إذا دعيت به على الأموات للنّشور انتشرت، و إذا دعيت به على كشف البأساء و الضّرّاء انكشفت، و بجلال نور وجهك الكريم أكرم الوجوه و أعزّ الوجوه الّذي عنت له الوجوه و خضعت له الرّقاب و خضعت له الأصوات و وجلت له القلوب من مخافتك، و بقوّتك الّتي بها تمسك السّماء أن تقع على الأرض إلاّ بإذنك و تمسك السّماوات و الأرض أن تزولا و بمشيّتك الّتي دان لها العالمون، و بكلمتك الّتي خلقت بها السّماوات و الأرض و بحكمتك الّتي صنعت بها العجائب و خلقت بها الظّلمة و جعلتها ليلا و جعلت اللّيل سكنا، و خلقت بها النّور و جعلته نهارا و جعلت النّهار نشورا مبصرا، و خلقت بها الشّمس و جعلت الشّمس ضياء، و خلقت بها القمر و جعلت القمر نورا، و خلقت بها الكواكب و جعلتها نجوما و بروجا و مصابيح و زينة و رجوما للشّياطين و جعلت لها مشارق و مغارب و جعلت لها مطالع و مجاري و جعلت لها فلكا و مسابح، و قدّرتها في السّماء منازل فأحسنت تقديرها و صوّرتها فأحسنت تصويرها و أحصيتها بأسمائك إحصاء و دبّرتها بحكمتك تدبيرا فأحسنت تدبيرها، و سخّرتها بسلطان اللّيل و سلطان النّهار و السّاعات و عدد السّنين و الحساب و جعلت رؤيتها لجميع النّاس مرأى واحدا، و أسألك اللّهمّ بمجدك الّذي كلّمت به عبدك و رسولك موسى بن عمران عليه السّلام في المقدّسين(1)، فوق إحساس الكروبيّين فوق غمائم النّور فوق تابوت الشّهادة في

ص: 135


1- قوله في المقدسين: أي المطهرين و القدوس الطاهر و جاء في التفسير القدوس المبارك و الأرض المقدّسة المطهّرة، و هي دمشق و فلسطين و بيت المقدس سمّي بذلك لأنّه يتقدس فيه من الذنوب أي يتطهر، و منه قيل للسّطل قدس لأنه يتوضأ منه أي يتطهر، و روح القدس جبرئيل عليه السّلام سمّي بذلك لأنه خلق من طهارة، و في الحديث لا قدّست أنه لا يؤخذ لضعيفها من قويّها أي لا طهر اللّه. و قوله فوق إحساس الكروبيّين أي: فوق أصواتهم و الحسّ و الحسيس الصوت الخفيّ -

عمود النّار و في طور سيناء و في جبل حوريث في الواد المقدّس في البقعة المباركة من جانب الطّور الأيمن من الشّجرة(1)، و في أرض مصر بتسع آيات بيّنات، و يوم

ص: 136


1- أقول: أمّا الشجرة فقال بعضهم هي عصا هارون عليه السّلام و ذلك أنه وقع بين بعض الأسباط مشاجرة فقالوا إنّما استخلفت أخاك حبّا له و إيثارا فقال موسى عليه السّلام إنّما فعلته عن أمر اللّه تعالى، أخذ موسى عليه السّلام عصي الأسباط جميعها و كتب على كلّ واحدة اسم صاحبها، فلمّا كان من الغد أورقت عصا هارون و كانت من لوز و انعقد عليها اللوز، قلت و هذا ليس بصحيح بل الشجرة هي المشار إليها في التنزيل بقوله فَلَمّٰا أَتٰاهٰا نُودِيَ مِنْ شٰاطِئِ اَلْوٰادِ اَلْأَيْمَنِ فِي اَلْبُقْعَةِ اَلْمُبٰارَكَةِ مِنَ اَلشَّجَرَةِ أَنْ يٰا مُوسىٰ إِنِّي أَنَا اَللّٰهُ رَبُّ اَلْعٰالَمِينَ قال ابن عياش وجد النار في شجرة عنّاب، و قيل من العوسج، و قيل من العليق تتوقد بيضاء مع شدة خضرة الشجرة من أسفلها إلى أعلاها و لم تكن الخضرة تطفىء النار و لا النار تطفىء الخضرة، و رأى نورا عظيما و سمع تسبيح الملائكة فعلم أنّه لأمر عظيم إلى آخر القصّة، قاله الطبرسي. و أمّا الآيات التسع فقيل هي الدم و الضفادع و القمل و الوحش و الوباء و الجراد و البرد، كان ينزل من السماء و تطلع عنه حرّ نار فتحرقهم و الظلام الملتبس بحيث لا يمكن القائم أن يقعد و لا العكس و موت الأبكار و الطوفان، و قال الإمام الطبرسي هي العصا و اليد و الجراد و القمل و الضفادع و الدم و الحجر و البحر و الطور الذي رفع فوقهم و هذا قول ابن عباس، و قد ذكر أيضا الطوفان و السّنون و نقص من الثمرات مكان الحجر و البحر و الطور و قيل إنّها تسع آيات في الأحكام فروي أن بعض اليهود سأل النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم عن ذلك، فقال: أوحى اللّه تعالى إلى موسى عليه السّلام قل لبني إسرائيل لا تشركوا باللّه و لا تسرقوا و لا تزنوا و لا تقتلوا النفس و لا يسخروا و لا يأكلوا الربا و لا يمشوا ببريء إلى سلطان ليقتله، و لا يقذفوا محصنة و لا يفروا من -

فرقت لبني إسرائيل البحر و في المنبجسات(1) الّتي صنعت بها العجائب في بحر

ص: 137


1- و في المنبجسات: هي الاثنتا عشرة عينا الجارية من الحجر و إليها الإشارة في التنزيل بقوله تعالى: فَانْفَجَرَتْ مِنْهُ اِثْنَتٰا عَشْرَةَ عَيْناً. و بجست الماء فجرته. و بحر سوف يقال له بالعبرانية يمسوف كأنّه يمّ سوف، قيل و معناه بحر بعيد القعر و هو بحر القلزم، شعبة من بحر الهند، أوله بين بلاد البربر السودان و أقصاه مدينة القلزم قرب مصر. و سمّي به البحر و القلزم منتهاه و هو الموضع الذي غرق فيه فرعون. و بين هذا الموضع و بين فسطاط مصر سبعة أيام. قاله ياقوت -

سوف، و عقدت(1) ماء البحر في قلب الغمر كالحجارة و جاوزت ببني إسرائيل البحر و تمّت كلمتك الحسنى عليهم بما صبروا، و أورثتهم مشارق الأرض و مغاربها الّتي باركت فيها للعالمين و أغرقت فرعون و جنوده و مواكبه في اليمّ، و باسمك العظيم الأعظم الأعظم الأعظم الأعزّ الأجلّ الأكرم، و بمجدك الّذي تجلّيت به لموسى كليمك عليه السّلام في طور سيناء و لإبراهيم خليلك عليه السّلام من قبل في مسجد الخيف، و لإسحاق صفيّك عليه السّلام في بئر شيع و ليعقوب نبيّك عليه السّلام في بيت إيل و أوفيت لإبراهيم عليه السّلام بميثاقك، و لإسحاق عليه السّلام بحلفك و ليعقوب بشهادتك(2) و للمؤمنين بوعدك و للدّاعين بأسمائك فأجبت، و بمجدك

ص: 138


1- قوله و عقدت ماء البحر في قلب الغمر كالحجارة استعارة. و قلب الشيء: باطنه، و قلب النخلة لبّها و هي مثلثة القاف. و الغمر الماء الكثير الذي يغمر صاحبه. و بئر شيع بئر طمّها عمّال ملك اسمه أبو مالك فسأله إسحق عليه السّلام أن تعاد و تكنس ففعل أبو مالك ذلك و رمى بعمّامتها، فيكون مأخوذا من قولك شاعت الناقة إذا رمت ببولها. و يجوز أن يكون معناه مأخوذا من الشيع و هي الأصحاب و الأعوان لتشايعهم على حفرها و كنسها و منه قوله تعالى: فِي شِيَعِ اَلْأَوَّلِينَ، أي أصحابهم. و رقمه الشهيد (ره) بخطّه بالشين المعجمة و الياء المثناة من تحت كما ذكرنا. و من قال سبع بالسين المهملة و الباء المفردة قال معناه إن إسحق ابن ابراهيم عليه السلام كان عليه ملك يقال له أبو مالك، و تعاهدا على البئر بسبعة من الكباش و سمّيت لذلك بئر سبع. و بيت إيل: قال العماد الأصفهاني هو بيت المقدس و يجوز أن يكون بيت اللّه لأن إيل بالعبرانية اللّه. قوله: و لا سحق بحلفك، قيل معناه أن اللّه تعالى عاهده أن لا تنجلي الغمامة عن نسله، و قال بعضهم معناه أن اللّه آلى ألاّ يسلّم ولد إسحق قالوا لمكان صبره على الذبح. قلت: و هذا ليس بصحيح لتضافر روايات أئمتنا عليهم السّلام بأن الذبيح إسماعيل عليه السّلام و يعضده قوله تعالى بعد قصة الذبح: وَ بَشَّرْنٰاهُ بِإِسْحٰاقَ، و من قال إن البشارة بنبوّة إسحاق فقل ترك الظاهر. و قال تعالى في موضع آخر: فَبَشَّرْنٰاهٰا بِإِسْحٰاقَ وَ مِنْ وَرٰاءِ إِسْحٰاقَ يَعْقُوبَ، فكيف يبشّر بذريته ثم يأمر بذبحه؟! و قد صحّ عن النبيّ صلّى اللّه عليه و آله، قوله: أنا ابن الذبيحين، و لا خلاف أنه صلّى اللّه عليه و آله من ولد إسماعيل و الآخر أبوه عبد اللّه. و روي أن عمر بن عبد العزيز بعث الى عالم مسلم بالشام كان يهوديّا يسأله عن الذبيح فقال: إسماعيل. ثم قال إن اليهود لتعلم و لكنهم يحسدونكم لانه ابوكم و يزعمونه إسحق لانه أبوهم و قال الاصعمي سألت أبا عمرو بن العلاء عنه فقال: أين ذهب عقلك؟ متى كان إسحق بمكة، و إنما كان إسماعيل، و المنحر بمكّة لا شك. قاله الطبرسي في مجمعه.
2- قوله و ليعقوب بشهادتك، قيل شهادة يعقوب عليه السّلام أنه لمّا احتضر جميع ولده و أراد أن يخبرهم بما يصيبهم من النبيّ، فقال اللّه تعالى لا تعلّمهم ذلك لأن ذلك للنبيّ القائم في آخر الزمان و أنا -

الّذي ظهر لموسى بن عمران عليه السّلام على قبّة الرّمّان(1)، و بآياتك الّتي وقعت على أرض مصر بمجد العزّة و الغلبة بآيات عزيزة و بسلطان القوّة، و بعزّة القدرة و بشأن الكلمة التّامّة و بكلماتك الّتي تفضّلت بها على أهل السّماوات و الأرض و أهل الدّنيا و الآخرة، و برحمتك الّتي مننت بها على جميع خلقك و باستطاعتك الّتي أقمت بها على العالمين، و بنورك الّذي قد خرّ من فزعه طور سيناء، و بعلمك و جلالك و كبريائك و عزّتك و جبروتك الّتي لم تستقلّها الأرض و انخفضت لها السّماوات و انزجر لها العمق الأكبر و ركدت لها البحار و الأنهار و خضعت لها الجبال و سكنت لها الأرض بمناكبها و استسلمت لها الخلائق كلّها و خفقت لها الرّياح في جريانها و خمدت لها النّيران في أوطانها، و بسلطانك الّذي عرفت لك به الغلبة دهر الدّهور و حمدت به في السّماوات و الأرضين، و بكلمتك كلمة الصّدق الّتي سبقت لأبينا آدم عليه السلام و ذرّيّته بالرّحمة، و أسألك بكلمتك الّتي غلبت كلّ شيء و بنور وجهك الّذي تجلّيت به للجبل فجعلته دكّا(2) و خرّ موسى صعقا، و بمجدك الّذي ظهر على طور سيناء فكلّمت به عبدك و رسولك موسى بن عمران، و بطلعتك في ساعير و ظهورك في جبل فاران(3)

ص: 139


1- قوله: قبة الرمان بالراء المهملة، قيل معناه أن قبة كانت لبني إسرائيل علي معبد لهم كان يدخلها موسى و هارون عليهم السّلام فدخلها ابنا هارون و هما سكرانان و جاءت نار فأحرقتهما، فخاف بنو إسرائيل من ذلك المكان فعملوا جبّة و فرجيّة و علّقوا في ذيلهما جلاجل من ذهب و رمان من ذهب و ربطوا فيهما سلسلة من داخل المكان إلى خارج؛ فمن دخل ذلك المكان و لبس تلك الجبّة و الفرجيّة فإن أصابه شيء تحركت الجلاجل و الرمان فيجرّوه بالسلسلة. و قيل قبّة الزمان بالزاي المعجمة، قيل و هو بيت المقدّس كما أن الشمس إذا كانت في الفلك يكون في أوج السعادة فكذلك بيت المقدّس من كان فيه كان في أوج السعادة.
2- قوله: فجعلته دكّا، قال الجوهري دككت الشيء كسّرته و سوّيته بالأرض. و ناقة دكّاء: لا سنام لها. و الدّكة بالضم الجبل الداكك و هو الذليل. و الدكداك من الرمل ما التبد منه بالأرض و لم يرتفع. و قال العزيزي في قوله تعالى: كَلاّٰ إِذٰا دُكَّتِ اَلْأَرْضُ دَكًّا، أي دقّت جبالها و أنشازها حتى استوت. قوله و بطلعتك في ساعير، قيل هو جبل يدعى جبل الشراب كان عيسى عليه السّلام يناجي اللّه تعالى عليه و عنده إجابة الدعاء. و قيل ساعير قبّة كانت مع موسى عليه السّلام كما يقال تخت الملك و كرسيّه و عندها إجابة الدعاء. [منه رحمه اللّه تعالى].
3- فاران هو الجبل الّذي كان نبيّنا صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يناجي اللّه تعالى عليه و هو قريب من مكة.

بربوات(1) المقدّسين، و جنود الملائكة الصّافّين و خشوع الملائكة المسبّحين و ببركاتك الّتي باركت فيها على إبراهيم خليلك عليه السّلام في أمّة محمّد صلّى اللّه عليه و آله، و باركت لإسحاق صفيّك في أمّة عيسى عليهما السّلام و باركت ليعقوب إسرائيلك في أمّة موسى عليهما السّلام، و باركت لحبيبك محمّد صلّى اللّه عليه و آله في عترته و ذرّيّته عليهم السّلام و أمّته، أللّهمّ و كما غبنا عن ذلك و لم نشهده و آمنّا به و لم نره صدقا و عدلا أن تصلّي على محمّد و آل محمّد و أن تبارك على محمّد و آل محمّد و ترحّم على محمّد و آل محمّد، كأفضل ما صلّيت و باركت و ترحّمت على إبراهيم و آل إبراهيم إنّك حميد مجيد فعّال لما تريد و أنت على كلّ شيء قدير. ثم تذكر ما تريد.

قال مولانا الصّدر السّعيد ضياء الدّين قدّس اللّه سرّه قرأت في بعض نسخ دعاء السّمات في آخره: أللّهمّ بحقّ هذا الدّعاء و بحقّ هذه الأسماء الّتي لا يعلم تفسيرها و لا يعلم باطنها غيرك، صلّ على محمّد و آل محمّد و انتقم من أعداء آل محمّد و افعل بي كذا و كذا و انتقم لي من فلان و اغفر لي ذنوبي ما تقدّم و ما تأخّر و وسّع عليّ من حلال رزقك و اكفني مؤنة إنسان سوء و جار سوء و قرين سوء و سلطان سوء إنّك على ما تشاء قدير و بكلّ شيء عليم آمين ربّ العالمين و صلّى اللّه على سيّدنا محمّد النّبيّ و آله.

دعاء علي عليه السّلام في يوم الجمعة

دعاء عظيم يدعى به يوم الجمعة و هو من أدعية الأسبوع لعليّ عليه السّلام: بسم اللّه الرّحمن الرّحيم الحمد للّه الّذي لا من شيء كان و لا من شيء كوّن ما قد كان، مستشهد بحدوث الأشياء على أزليّته و بما وسمها به من العجز على قدرته، و بما اضطرّها إليه من الفناء على دوامه لم يخل منه مكان فيدرك بأينيّته، و لا له شبح مثال

ص: 140


1- و الربوات موضع نزول الوحي على موسى عليه السّلام و نزل عليه الوحي اربعمائة مرة و من قال ان الرّبوات لبني اسرائيل فليس بشيء [منه رحمه اللّه].

فيوصف بكيفيّته و لم يغب عن شيء فيعلم بحيثيّته مبائن لجميع ما أحدث في الصّفات، و ممتنع عن الإدراك بما ابتدع من تصرّف الذّوات و خارج بالكبرياء و العظمة من جميع تصرّف الحالات، محرّم على بوارع ثاقبات الفطن تجديده و على عوامق ثاقبات الفكر تكييفه و على غوائص سابحات النّظر تصويره و لا تحويه الأماكن لعظمته و لا تذرعه المقادير لجلاله و لا تقطعه المقاييس لكبريائه، ممتنع عن الأوهام أن تكتنهه و عن الأفهام أن تستغرقه و عن الأذهان أن تمثّله، قد يئست عن استنباط الإحاطة به طوامح العقول و نضبت عن الإشارة إليه بالإكتناه بحار العلوم، و رجعت بالصّغر من السموّ إلى وصف قدرته لطائف الخصوم، واحد لا من عدد و دائم لا بأمد و قائم لا بعمد ليس بجنس فتعادله الأجناس، و لا بشبح فتضارعه الأشباح و لا كالأشياء فتقع عليه الصّفات قد ضلّت العقول في أمواج تيّار إدراكه، و تحيّرت الأوهام عن إحاطة ذكر أزليّته و حصرت الأفهام عن استشعار وصف قدرته و غرقت الأذهان في لجج أفلاك ملكوته مقتدر بالآلاء ممتنع بالكبرياء و متملّك على الأشياء، فلا دهر يخلقه و لا وصف يحيط به قد خضعت له رقاب الصّعاب في محلّ تخوم قرارها و أذعنت له رواصن الأسباب في منتهى شواهق أقطارها، مستشهد بكلّيّة الأجناس على ربوبيّته و بعجزها عن قدرته و بفطورها على قدمته و بزوالها على بقائه فلا لها محيص عن إدراكه إيّاها و لا خروج عن إحاطته بها، و لا احتجاب عن إحصائه لها و لا امتناع من قدرته عليها كفى بإتقان الصّنع له آية و بتركيب الطّبع عليه دلالة و بحدوث الفطر عليه قدمة و بإحكام الصّنعة عليه عبرة، فلا إليه حد منسوب و لا له مثل مضروب و لا شيء عنه بمحجوب، تعالى عن ضرب الأمثال له و الصّفات المخلوقة علوّا كبيرا، و سبحان اللّه الّذي خلق الدّنيا للفناء و البيود و الآخرة للبقاء و الخلود، و سبحان اللّه الّذي لا ينقصه ما أعطى فأسنى و إن جاز المدى في المنى و بلغ الغاية القصوى و لا يجور في حكمه إذا قضى، و سبحان اللّه الّذي لا يردّ ما قضى و لا يصرف ما أمضى و لا يمنع ما أعطى و لا يهفو و لا ينسى و لا يعجل بل يمهل

ص: 141

و يعفو و يغفر و يرحم و يصبر، و لا يسئل عمّا يفعل و هم يسئلون، و لا إله إلاّ اللّه الشّاكر للمطيع له المملي للمشرك به القريب ممّن دعاه على حال بعده و البرّ الرّحيم بمن لجأ إلى ظلّه و اعتصم بحبله، و لا إله إلاّ اللّه المجيب لمن ناداه بأخفض صوته السّميع لمن ناجاه لأغمض سرّه الرّؤوف بمن رجاه لتفريج همّه القريب ممّن دعاه لتنفيس كربه و غمّه، و لا إله إلاّ اللّه الحليم عمّن ألحد في آياته و انحرف عن بيّناته، و دان بالجحود في كلّ حالاته و اللّه أكبر القاهر للأضداد المتعالي عن الأنداد المتفرّد بالمنّة على جميع العباد، و اللّه أكبر المحتجب بالملكوت و العزّة المتوحّد بالجبروت و القدرة المتردّي بالكبرياء و العظمة، و اللّه أكبر المتقدّس بدوام السّلطان و الغالب بالحجّة و البرهان و نفاذ المشيّة في كلّ حين و أوان، أللّهمّ صلّ على محمّد عبدك و رسولك و أعطه اليوم أفضل الوسائل و أشرف العطاء و أعظم الحباء و المنازل و أسعد الجدود و أقرّ الأعين، أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد الّذين أمرت بطاعتهم و أذهبت عنهم الرّجس و طهّرتهم تطهيرا، أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد الّذين ألهمتهم علمك و استحفظتهم كتبك و استرعيتهم عبادك، أللّهمّ صلّ على محمّد عبدك و رسولك و حبيبك و خليلك و سيّد الأوّلين و الآخرين من الأنبياء و المرسلين و الخلق أجمعين و على آله الطّيّبين الّذين أمرت بطاعتهم و أوجبت علينا حقّهم و مودّتهم، أللّهمّ إنّي أسألك سؤال و جل من انتقامك حاذر من نقمتك، فزع إليك منك لم يجد لفاقته مجيرا غيرك و لا أمنا غير فنائك و تطوّلك، سيّدي و مولاي على طول معصيتي لك اقصدني إليك و إن كانت سبقتني الذّنوب و حالت بيني و بينك، لأنّك عماد المعتمد و رصد المرتصد لا تنقصك المواهب و لا تغيضك المطالب فلك المنن العظام و النّعم الجسام، يا من لا تنقص خزائنه و لا يبيد ملكه و لا تراه العيون و لا تعزب منه حركة و لا سكون لم تزل و لا تزال لا يتوارى عنك متوار في كنين أرض و لا سماء و لا تخوم، تكفّلت بالأرزاق يا رزّاق و تقدّست عن أن تتناولك الصّفات و تعزّزت عن أن تحيط بك تصاريف اللّغات، و لم تكن

ص: 142

مستحدثا فتوجد متنقّلا عن حالة إلى حالة بل أنت الفرد الأوّل و الآخر ذو العزّ القاهر جزيل العطاء سابغ النّعماء أحقّ من تجاوز و عفى عمّن ظلم و أساء، بكلّ لسان إلهي تمجّد و في الشّدائد عليك يعتمد فلك الحمد و المجد لأنّك المالك الأبد و الرّبّ السّرمد، أتقنت إنشاء البرايا فأحكمتها بلطف التّقدير، و تعاليت في ارتفاع شأنك عن أن ينفذ فيك حكم التّغيير أو يحتال منك بحال يصفك به الملحد إلى تبديل، أو يوجد في الزّيادة و النّقصان مساغ في اختلاف التّحويل، أو تلتثق(1) سحائب الإحاطة بك في بحور همم الأحلام، أو تمتثل لك منها جبلّة تضلّ فيها رويّات الأوهام فلك مولاي انقاد الخلق مستخذئين بإقرار الرّبوبيّة و معترفين خاضعين بالعبوديّة، سبحانك ما أعظم شأنك و أعلى مكانك و أنطق بالصّدق برهانك و أنفذ أمرك و أحسن تقديرك، سمكت السّماء فرفعتها و مهّدت الأرض ففرشتها و أخرجت منها ماء ثجّاجا و نباتا رجراجا، فسبّحك نباتها و جرت بأمرك مياهها و قاما على مستقرّ المشيّة كما أمرتهما، فيا من تعزّز بالبقاء و قهر عباده بالفناء أكرم مثواي فإنّك خير منتجع لكشف الضّرّ يا من هو مأمول في كلّ عسر و مرتجى لكلّ يسر بك أنزلت اليوم حاجتي و إليك أبتهل، فلا تردّني خائبا ممّا رجوت و لا تحجب دعائي عنك إذ فتحته لي فدعوت، و صلّ على محمّد و آل محمّد و ارزقني من فضلك الواسع رزقا واسعا سائغا حلالا طيّبا هنيئا مريئا لذيذا في عافية، أللّهمّ اجعل خير أيّامي يوم ألقاك و اغفر لي خطاياي فقد أوحشتني، و تجاوز عن ذنوبي فقد أوبقتني فإنّك مجيب مثيب رقيب قريب قادر غافر قاهر رحيم كريم قيّوم، و ذلك عليك يسير و أنت أحسن الخالقين، أللّهمّ افترضت عليّ للآباء و الأمّهات حقوقا فعظّمتهنّ و أنت أولى من حطّ الأوزار و خفّفها و أدّى الحقوق عن عبيده فاحتملهنّ عنّي إليهما و اغفر لهما كما رجاك كلّ موحّد مع المؤمنين و المؤمنات و الإخوة و الأخوات، و ألحقنا و إيّاهم بالأبرار و أبح

ص: 143


1- تلتثق: تندى و تبتلّ و تمتزج.

لنا و لهم جنّاتك مع النّجباء الأخيار إنّك سميع الدّعاء و صلّى اللّه على النّبيّ محمّد و عترته الطّيّبين و سلّم تسليما.

دعاء ليلة السّبت

بسم اللّه الرّحمن الرّحيم سبحانك اللّهمّ ربّنا و لك الحمد، أنت الحيّ القيّوم الأوّل الكائن و لم يكن شيء من خلقك أو يعاين شيء من ملكك، أو يتدبّر في شيء من أمرك أو يتفكّر في شيء من قضاءك، قائم بقسطك مدبّر لأمرك قد جرى فيما هو كائن قدرك و مضى فيما أنت خالق علمك، خلقت السّماوات و الأرض فراشا و بناء فسوّيت السّماء منزلا رضيته لجلالك و وقارك و عزّتك و سلطانك، ثمّ جعلت فيها كرسيّك و عرشك ثمّ سكنتها، ليس فيها شيء غيرك متكبّرا في عظمتك متعظّما في كبريائك متوحّدا في علوّك متمكّنا في ملكك متعاليا في سلطانك محتجبا في علمك مستويا على عرشك، فتباركت و تعاليت و علا هناك بهاؤك و نورك و عزّتك و سلطانك و قدرتك و حولك و قوّتك و رحمتك و قدسك و أمرك و مخافتك، و تمكينك المكين و كبرك الكبير و عظمتك العظيمة و أنت اللّه الحيّ قبل كلّ حيّ و القديم قبل كلّ قديم و الملك بالملك العظيم الممتدح الممدّح اسمك في السّماوات و الأرض و خالقهنّ و نورهنّ و ربّهنّ و إلههنّ و ما فيهنّ، فسبحانك و بحمدك ربّنا و جلّ ثناؤك، أللّهمّ صلّ على محمّد عبدك و رسولك و نبيّك و اجزه بكلّ خير أبلاه و شرّ خلاّه و يسر أتاه و ضعيف قوّاه و يتيم آواه و مسكين رحمه و جاهل علّمه و دين بصّره و حقّ نصره، الجزاء الأوفى و الرّفيق الأعلى و الشّفاعة الجائزة و المنزل الرّفيع في الجنّة عندك آمين ربّ العالمين، اجعل له منزلا مغبوطا و مجلسا رفيعا و ظلاّ ظليلا و مرتفعا جسيما جميلا و نظرا إلى وجهك يوم تحجبه عن المجرمين، أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد و اجعله لنا فرطا و اجعل حوضه لنا موردا و لقاءه لنا موعدا، يستبشر به أوّلنا و آخرنا و أنت عنّا راض في دارك دار السّلام من جنّاتك جنّات النّعيم آمين إله الحقّ

ص: 144

ربّ العالمين، أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد و أسألك باسمك الّذي هو نور من نور و نور فوق كلّ نور و نور تضيء به كلّ ظلمة و تكسر به قوّة كلّ شيطان مريد و جبّار عنيد و جنّيّ عتيد، و تؤمن به خوف كلّ خائف و تبطل به سحر كلّ ساحر و حسد كلّ حاسد، و يتضرّع لعظمته البرّ و الفاجر و باسمك الأكبر الّذي سمّيت به نفسك و استويت به على عرشك و استقررت به على كرسيّك أن تصلّي على محمّد و آل محمّد، و أن تفتح لي اللّيلة يا ربّ باب كلّ خير فتحته لأحد من خلقك و أوليائك و أهل طاعتك، ثمّ لا تسدّه عنّي أبدا حتّى ألقاك و أنت عنّي راض أسألك ذلك برحمتك و أرغب إليك فيه بقدرتك، فشفّع اللّيلة يا ربّ رغبتي و أكرم طلبتي و نفّس كربتي و ارحم عبرتي و صل وحدتي و آنس وحشتي و استر عورتي و آمن روعتي و اجبر فاقتي و لقّني حجّتي و أقلني عثرتي، و استجب اللّيلة دعائي و أعطني مسألتي و أعظم من مسألتي، و كن بدعائي حفيّا و كن بي رحيما و لا تقنطني و لا تؤيسني من روحك و لا تخذلني و أنا أدعوك و لا تحرمني و أنا أسألك و لا تعذّبني و أنا أستغفرك يا أرحم الرّاحمين و صلّى اللّه على محمّد و أهل بيته.

دعاء يوم السّبت لعليّ عليه السّلام

بسم اللّه الرّحمن الرّحيم الحمد للّه الّذي قرن رجائي بعفوه، و فسح أملي بحسن تجاوزه و صفحه، و قوّى متني و ظهري و ساعدي و يدي بما عرّفني من جوده و كرمه، و لم يخلني مع مقامي على معصيته و تقصيري في طاعته، و ما يحقّ عليّ من اعتقاد خشيته و استشعار خيفته من تواتر مننه و تظاهر نعمه، و سبحان اللّه الّذي يتوكّل كلّ مؤمن عليه و يضطرّ كلّ جاحد إليه و لا يستغني أحد إلاّ بفضل ما لديه، و لا إله إلاّ اللّه المقبل على من أعرض عن ذكره، التّوّاب على من تاب إليه من عظيم ذنبه

ص: 145

السّاخط على من قنط من واسع رحمته و يئس من عاجل روحه، و اللّه أكبر خالق كلّ شيء و مالكه و مبيد كلّ شيء و مهلكه، أللّهمّ صلّ على محمّد عبدك و نبيّك و أمينك و شاهدك التّقيّ النّقيّ و على آل محمّد الطّيّبين الطّاهرين، أللّهمّ إنّي أسألك سؤال معترف بذنبه نادم على اقتراف تبعته و أنت أولى من اعتمد و عفى و جاد بالمغفرة على من ظلم و أساء، فقد أوبقتني الذّنوب في مهاوي الهلكة و أحاطت بي الآثام و بقيت غير مستقلّ بها و أنت المرتجى و عليك المعوّل في الشّدّة و الرّخاء، و أنت ملجأ الخائف الغريق و أرءف من كلّ شفيق، إليك قصدت سيّدي و أنت منتهى القصد للقاصدين و أرحم من استرحم في تجاوزك عن المذنبين، أللّهمّ أنت الّذي لا يتعاظمك غفران الذّنوب و كشف الكروب و أنت علاّم الغيوب و ساتر العيوب لأنّك الباقي الرّحيم الّذي تسربلت بالرّبوبيّة و توحّدت بالإلهيّة و تنزّهت من الحيثوثيّة، فلم يجدك واصف محدودا بالكيفوفيّة، و لم تقع عليك الأوهام بالمائيّة و الحينونيّة، فلك الحمد عدد نعمائك على الأنام و لك الشّكر على كرور اللّيالي و الأيّام، إلهي بيدك الخير و أنت وليّه متيح الرّغائب و غاية المطالب أتقرّب إليك بسعة رحمتك الّتي وسعت كلّ شيء، و قد ترى يا ربّ مكاني و تطّلع على ضميري و تعلم سرّي و لا يخفى عليك أمري و أنت أقرب إليّ من حبل الوريد، فتب عليّ توبة لا أعود بعدها فيما يسخطك و اغفر لي مغفرة لا أرجع معها إلى معصيتك يا أكرم الأكرمين، إلهي أنت الّذي أصلحت قلوب المفسدين فصلحت بإصلاحك إيّاها فأصلحني بإصلاحك، و أنت الّذي مننت على الضّالّين فهديتهم برشدك عن الضّلالة و على الجاحدين عن قصدك فسدّدتهم و قوّمت منهم عثر الزّلل فمنحتهم محبّتك و جنّبتهم معصيتك و أدرجتهم درج المغفور لهم و أحللتهم محلّ الفائزين، فأسألك يا مولاي أن تلحقني بهم يا أرحم الرّاحمين، أللّهمّ إنّي أسألك أن تصلّي على محمّد و آل محمّد و أن ترزقني رزقا حلالا طيّبا في عافية و عملا يقرّب إليك يا خير مسؤول، أللّهمّ و أتضرّع إليك ضراعة مقرّ على نفسه

ص: 146

بالهفوات(1) و أتوب إليك يا توّاب فلا تردّني خائبا من جزيل عطائك يا وهّاب فقديما جدت على المذنبين بالمغفرة و سترت على عبدك قبيحات الفعال، يا جليل يا متعال أتوجّه إليك بمن أوجبت حقّه عليك إذ لم يكن لي من الخير ما أتوجّه إليك به و حالت الذّنوب بيني و بين المحسنين، و إذ لم يوجب لي عملي مرافقة المتّقين فلا تردّ سيّدي توجّهي بمن توجّهت، أتخذلني ربّي و أنت أملي أم تردّني صفرا من العفو و أنت منتهى رغبتي، يا من هو موجود موصوف معروف بالجود الخلق له عبيد و إليه مردّ الأمور صلّ على محمّد و آل محمّد، وجد عليّ بإحسانك الّذي فيه الغنى عن القريب و البعيد و الأعداء و الإخوان و الأخوات، و ألحقني بالّذين غمرتهم بسعة تطوّلك و كرامتك و جعلتهم أطايب أبرارا أتقياء أخيارا، و لنبيّك صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في دارك جيرانا، و اغفر للمؤمنين و المؤمنات مع الآباء و الأمّهات و الإخوة و الأخوات يا أرحم الرّاحمين.

دعاء آخر ليوم السّبت

بسم اللّه الرّحمن الرّحيم أللّهمّ ربّنا لك الحمد أنت الّذي ليس كمثله(2) شيء و أنت السّميع البصير، ملكت الملوك بقدرتك و استعبدت الأرباب بعزّتك و علوت السّادة بمجدك، و سدت العظماء بجودك و دوّخت(3) المتكبّرين بجبروتك و تسلّطت على أهل السّلطان بربوبيّتك، و ذلّلت الجبابرة بعزّة ملكك و ابتدأت الأمور بقدرة سلطانك، كلّ شيء سواك قام بأمرك و حسن العزّ و الإستكبار بعظمتك، وضفا الفخر و الوقار بعزّتك و تكبّرت بجلالك و تجلّلت بكبريائك و حلّ المجد و الكرم بك، و أقام الحمد عندك و قصمت الجبابرة بجبروتك و اصطفيت الفخر لعزّتك

ص: 147


1- الهفوات: أي الزلات.
2- و في نسخة أخرى: كمثلك.
3- دوّخت: أي ذللت.

و المجد و العلى لنفسك فتفرّدت بذلك كلّه و توحّدت في الملك وحدك و استبقيت الملك و الجلال لوجهك، و خلص البقاء و الإستكبار لك فكنت كما أنت أهله بمكانك و كما تحبّ و ينبغي لك، فلا مثل لك و لا عدل لك و لا شبه لك و لا خطير لك، و لا يبلغ شيء مبلغك و لا يقدر شيء قدرتك و لا يدرك شيء أثرك و لا ينزل شيء منزلتك و لا يستطيع شيء مكانك و لا يحول شيء دونك و لا يمتنع منك شيء أردته و لا يفوتك شيء طلبته، خالق الخلق و مبتدعه و بارىء الخلق و وارثه، أنت الجبّار تعزّزت بجبروتك و تجبّرت بعزّتك و تملّكت بسلطانك و تسلّطت بملكك و تعظّمت بكبريائك و تكبّرت بعظمتك و افتخرت بعلوّك و علوت بفخرك و استكبرت بجلالك و تجلّلت بكبريائك و تشرّفت بمجدك و تكرّمت بجودك وجدت بكرمك و قدرت بعلوّك و تعاليت بقدرتك، أنت بالمنظر الأعلى حيث لا تدركك الأبصار و ليس فوقك منظر بديع الخلق، فتمّ ملكك و ملكت قدرتك و جرت قوّتك و قدّمت عزّك و أنفذت أمرك بتسليطك و تسلّطت بقدرتك، و قربت في نأيك و نأيت في قربك و لنت في تجبّرك و تجبّرت في لينك و اتّسعت رحمتك في شدّة نقمتك و اشتدّت نقمتك في سعة رحمتك و تهيّبت بجلالك و تجاللت في هيبتك فظهر دينك و تمّ نورك، و فلجت حجّتك و اشتدّ بأسك و علا كبرك و غلب مكرك(1) و علت كلمتك و لا يستطاع مضادّتك، و لا يمتنع من نقماتك و لا يجار من بأسك و لا ينتصر من عقابك و لا ينتصف إلاّ بك و لا يحتال لكيدك و لا تدرك حيلتك و لا يزول ملكك و لا يعازّ

ص: 148


1- قوله عليه السّلام و غلب مكرك: أي عذابك و عقوبتك، و قوله تعالى أَ فَأَمِنُوا مَكْرَ اَللّٰهِ أي عقوبته و عذابه و قوله تعالى: قُلِ اَللّٰهُ أَسْرَعُ مَكْراً أي أقدر على مكركم و عقوبتكم إن شاء، و قوله تعالى إِذٰا لَهُمْ مَكْرٌ فِي آيٰاتِنٰا أي يحتالون لما رأوا من الآيات بالتكذيب و يقولون سحر و أساطير الأوّلين، و قوله تعالى وَ مَكَرُوا وَ مَكَرَ اَللّٰهُ المكر من الخلائق خبّ و خداع، و منه تعالى مجازاة للماكر و يجوز أن يكون استدراجه إياهم من حيث لا يعلمون قاله الهروي و سيأتي معنى ذلك آنفا أيضا في قوله عليه السّلام و لا يخدع خادعك. [منه رحمه اللّه].

أمرك(1) و لا ترام قدرتك و لا يقصر عزّك و لا يذلّ استكبارك و لا تبلغ جبروتك و لا ينال كبرياؤك و لا تصغر عظمتك و لا يضمحلّ فخرك و لا يهون جلالك و لا يتضعضع ركنك و لا تضعف(2) يدك و لا تسفل كلمتك و لا يخدع(3) خادعك و لا يغلب من غالبك، بل قهر من عازّك و غلب من حاربك و ذلّ من كايدك و ضعف من ضادّك و خاب من اغترّ بك(4) و خسر من ناواك و ذلّ من عاداك و هزم من قاتلك و اكتفيت بعزّة قدرتك، و تعاليت بتأييد أمرك و تكبّرت بعدد جنودك عمّن صدّ و تولّى عنك، و امتنعت بعزّتك و عزّزت بمنعك و بلغت ما أردت و أدركت حاجتك و أنجحت طلبتك و قدرت على مشيّتك، و كلّ شيء لك، و بنعمتك و بمقدار عندك و لك خزائنك و ما ملكت(5) يمينك و خلقك و بريّتك و بدعتك، ابتدعتهم بقدرتك و عمرت

ص: 149


1- أي لا يغالب أمرك.
2- يتضعضع: أي لا يتحرك، و لا تضعف يدك: أي لا تذهب قوتك، و في نسخة أخرى أيدك.
3- قوله عليه السّلام لا يخدع خادعك أي من خادعك لا يقدر على خدعك و خدعه أي ختله و مكر به و الخدّاعة المرأة و بالضم ما تخدع به و بفتح الدال الخداع، قال المطرزي و الحرب خدعة و خدعة أي يمكر بها و يحتال، و قوله تعالى يُخٰادِعُونَ اَللّٰهَ أي أولياءه لأنّ اللّه تعالى لا يخفى عليه شيء، قاله الجوهري. و قال العزيزي: يُخٰادِعُونَ بمعنى يخدعون أي يظهرون غير ما في نفوسهم، و الخداع يقع منهم بالاحتيال و المكر و الخداع من اللّه تعالى يقع بأن يظهر لهم من الإحسان و يعجّل لهم من النّعيم في الدّنيا خلاف ما يغيب عنهم، و يستر من عذاب الآخرة لهم فجمع الفعلان لتشابههما من هذه الجهة، و قيل الخدع في كلام العرب الفساد، قال أبيض اللّون لذيذ طعمه طيّب الرّيق إذا الرّيق خدع أي فسد فمعنى يخادعون اللّه و هو خادعهم أي يفسدون ما يظهرون من الإيمان بما يضمرون من الكفر، كما أفسد اللّه عليهم نعمهم في الدّنيا بما صار إليهم من عذاب الآخرة. و قال الشيخ ابن بابويه رحمه اللّه في كتاب الاعتقاد: معنى قوله تعالى وَ مَكَرُوا وَ مَكَرَ اَللّٰهُ و قوله تعالى يُخٰادِعُونَ اَللّٰهَ وَ هُوَ خٰادِعُهُمْ و قوله تعالى اَللّٰهُ يَسْتَهْزِئُ بِهِمْ و قوله تعالى سَخِرَ اَللّٰهُ مِنْهُمْ و قوله تعالى نَسُوا اَللّٰهَ فَأَنْسٰاهُمْ أي أنه تعالى يجازيهم على المكر و المخادعة و جزاء الاستهزاء و جزاء السخرية و جزاء النّسيان و هو أنّهم نسّاهم أنفسهم لأنّه في الحقيقة لا يمكر أو يخادع أو يستهزىء أو يسخر أو ينسى تعالى اللّه عن ذلك علوّا كبيرا [منه رحمه اللّه].
4- اغترّ بك: أي اجترأ عليك.
5- و ما ملكت يمينك: أي قوتك و قدرتك.

بهم أرضك و جعلتها لهم مسكنا عاريّة إلى أجل مسمّى منتهاه عندك و منقلبهم في قبضتك و ذوائب نواصيهم بيدك، أحاط بهم علمك و أحصاهم حفظك و وسعهم كتابك، فخلقك كلّهم يهاب جلالك و يرعد من مخافتك فرقا(1) منك، و يسبّح بحمد قدسك لهيبة جلال عزّك تسبيحا و تقديسا لقديم عزّ كبريائك إنّك أهل الكبرياء، و لا ينبغي إلاّ لك، و محلّ الفخر و لا يليق إلاّ بك، و مدوّخ المردة و قاصم الجبابرة و مبير(2) الظّلمة ربّ الخلق و مدبّر الأمر ذو العزّ الشّامخ و السّلطان الباذخ و الجلال القادر و الكبرياء القاهر و الضّياء الفاخر، كبير المتكبّرين و صغار المعتدين و نكال الظّالمين(3) و غاية المتنافسين و صريخ المستصرخين و صمد(4) المؤمنين و سبيل حاجة الطّالبين المتعالي قدسك المقدّس وجهك، تباركت بعلوّ اسمك و علا عزّ مكانك و فخمت كبرياء عظمتك و عزّة عزّتك لكرامتك و جلالك، فأشرق من نور الحجب نور وجهك و أغشى النّاظرين بهاؤك و استنار في الظّلمات نورك، و علا في السّرّ و العلانية أمرك و أحاط بالسّرائر علمك و حفظ كلّ شيء إحصاؤك، ليس شيء يقصر عنه علمك و لا يفوت شيء حفظك تعلم و هم النّفوس و نيّة القلوب و منطق الألسن و نقل الأقدام و خائنة الأعين، و ما تخفي الصّدور و السّرّ و أخفى و الإستعلان و النّجوى و ما في السّماوات و ما في الأرض و ما بينهما و ما تحت الثّرى، إليك منتهى الأنفس و معاد الخلائق و مصير الأمور، أللّهمّ صلّ على محمّد عبدك و رسولك و نبيّك و أمينك و شاهدك و صفيّك و خيرتك من خلقك النّبيّ الأميّ الرّاشد المهديّ الموفّق التقيّ، الّذي آمن بك و بملائكتك و بلّغ رسالاتك و تلا آياتك و جاهد عدوّك و عبدك مخلصا حتّى أتاه اليقين، و كان بالمؤمنين رؤوفا رحيما صلّى اللّه عليه و آله

ص: 150


1- فرقا منك: أي فزعا و خوفا منك.
2- مبير الظلمة: أي مهلك الظلمة.
3- نكال الظالمين: عقوبتهم.
4- صمد المؤمنين: أي مقصد المؤمنين.

و سلّم تسليما، أللّهمّ شرّف بنيانه و كرّم مقامه و ثقّل ميزانه و بيّض وجهه و أفلج حجّته(1) و أعطه الوسيلة و الشّرف(2) و الرّفعة و الفضيلة يوم القيامة، أللّهمّ اجعل محمّدا أحبّ الأوّلين و الآخرين إليك حبّا و أقربهم منك مجلسا و أعظمهم عندك برهانا و أشرفهم لديك مكانا، أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد و أوردنا حوضه و احشرنا في زمرته و اسقنا بكأسه و اجعلنا من رفقائه و لا تفرّق بيننا و بينه أبدا، أللّهمّ إنّي أسألك بلا إله إلاّ أنت الّذي اعترفت لك بها الملائكة و خضعت لك بها الجبابرة و عنت لك بها الوجوه و خشعت لك منها الأبصار و الرّكب و الأصلاب و الأحشاء، و أجساد الأوّلين و الآخرين و بتقليبك القلوب و علمك بالغيوب و بتدبيرك الأمور و بعلمك ما قد كان و ما هو كائن، و بمعدود إحسانك و مذكور بلائك و سوابغ نعمائك و فضائل كراماتك، خير الدّعاء و خير الإجابة و خير الآجل و خير المسألة و خير العطاء و خير العمل و خير الجزاء و خير الدّنيا و خير الآخرة، أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد و نعوذ بك يا ربّ من الضّلالة بعد الهدى و من الكفر بعد الإيمان و من النّفاق بعد الإسلام، و من الشّكّ بعد اليقين و من الهوان بعد الكرامة، و نعوذ بك يا ربّ من أن نرضى لك سخطا أو نسخط لك رضا أو نوالي لك عدوّا أو نعادي لك وليّا أو ننتهك لك محرما أو نبدّل نعمتك كفرا أو نتّبع هوى بغير هدى منك و نسألك اللّهمّ أن تصلّي على محمّد و آل محمّد، و أن تجعل الإيمان في قلوبنا ما أحييتنا و الزّيادة في عبادتك ما أبقيتنا و البركة فيما آتيتنا و المعافاة في محيانا و مماتنا، و السّعة في أرزاقنا و النّصر على عدوّنا و التّوفيق لرضوانك و الكرامة كلّها في الدّنيا و الآخرة، أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد و لا تحرمنا فضلك و لا تنسنا ذكرك و لا تكشف عنّا سترك و لا تصرف عنّا وجهك و لا تحلل علينا غضبك و لا تنزع منّا كرامتك و لا تباعدنا من جوارك و لا تحظر علينا رزقك و رحمتك، و لا تكلنا إلى

ص: 151


1- أفلج: أظهر.
2- الوسيلة و الشرف: أي أرفع مكانا في الجنة.

أنفسنا و لا تؤاخذنا بجهلنا و لا تهنّا بعد إذ أكرمتنا و لا تضعنا بعد إذ رفعتنا و لا تذلّنا بعد إذ أعززتنا و لا تخذلنا بعد إذ نصرتنا و لا تفرّقنا بعد إذ جمعتنا و لا تشمت بنا الأعداء و لا تجعلنا مع القوم الظّالمين، و اجعلنا من الّذين يسارعون في الخيرات و هم لها سابقون و اجعلنا من المصطفين الأخيار و من الرّفقاء الأبرار و اجعل كتابنا في علّيّين و اسقنا من رحيق مختوم، و زوّجنا من الحور العين و أخدمنا من الولدان، و اجعلنا من أصفيائك الّذين أنعمت عليهم من النّبيّين و الصّدّيقين و الشّهداء و الصّالحين و حسن أولئك رفيقا آمين ربّ العالمين، أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد و اغفر لي و لوالديّ و ارحمهما كما ربّياني صغيرا و اجزهما بأحسن ما عملا إليّ، أللّهمّ أكرم مثواهما و نوّر لهما في قبورهما و افسح لهما في لحديهما و برّد عليهما مضاجعهما و أدخلهما جنّتك و حرّمهما على النّار و أعتقني و إيّاهما منها و عرّف بيني و بينهما في مستقرّ رحمتك و جوار نبيّك صلّى اللّه عليه و آله، و أدخل عليهما من بركة دعائي لهما ما تنفعهما به و تأجرني عليه آمين ربّ العالمين، أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد و اغفر لنا و للمؤمنين و المؤمنات و المسلمين و المسلمات الأحياء منهم و الأموات، أللّهمّ إنّي أسألك العافية و دوام العافية و شكر العافية و المعافاة في الدّنيا و الآخرة من كلّ سوء، و الحمد للّه كثيرا و صلّى اللّه على سيّدنا محمّد و آله و سلّم.

دعاء آخر للسجّاد عليه السّلام

بسم اللّه الرّحمن الرّحيم بسم اللّه كلمة المعتصمين و مقالة المتحرّزين، و أعوذ باللّه من جور الجائرين و كيد الحاسدين و بغي الطّاغين و أحمده فوق حمد الحامدين، أللّهمّ أنت الواحد بلا شريك و الملك بلا تمليك لا تضادّ في حكمك و لا تنازع في ملكك، أسألك أن تصلّي على محمّد عبدك و رسولك و أن

ص: 152

توزعني(1) من شكر نعمائك ما يبلغني في غاية رضاك، و أن تعينني على طاعتك و لزوم عبادتك و استحقاق مثوبتك بلطف عنايتك و ترحمني بصدّي عن معاصيك ما أحييتني، و توفّقني لما ينفعني ما أبقيتني و أن تشرح بكتابك صدري و تحطّ بتلاوته وزري و تمنحني السّلامة في ديني و نفسي و لا توحش بي أهل أنسي، و تمّم إحسانك فيما بقي من عمري كما أحسنت فيما مضى منه يا أرحم الرّاحمين.

دعاء آخر للكاظم عليه السّلام

مرحبا بخلق اللّه الجديد و بكما من كاتبين و شاهدين أكتبا بسم اللّه أشهد أن لا إله إلاّ اللّه و أشهد أنّ محمّدا عبده و رسوله، و أنّ الإسلام كما وصف و أنّ الدّين كما شرع و أنّ الكتاب كما أنزل و القول كما حدّث، و أنّ اللّه هو الحقّ المبين و صلوات اللّه و سلامه على محمّد و آله، أصبحت اللّهمّ في أمانك أسلمت إليك نفسي و وجّهت إليك وجهي و فوّضت إليك أمري و ألجأت إليك ظهري رهبة منك و رغبة إليك، لا ملجأ و لا منجى منك إلاّ إليك، آمنت بكتابك الّذي أنزلت و رسولك الّذي أرسلت، أللّهمّ إنّي فقير إليك فارزقني بغير حساب إنّك ترزق من تشاء بغير حساب، أللّهمّ إنّي أسألك الطّيّبات من الرّزق و ترك المنكرات و حبّ المساكين و أن تتوب عليّ، أللّهمّ إنّي أسألك بكرامتك الّتي أنت أهلها أن تجاوز عن سوء ما عندي بحسن ما عندك، و أن تعطيني من جزيل عطائك أفضل ما أعطيته أحدا من عبادك، أللّهمّ إنّي أعوذ بك من مال يكون عليّ فتنة و من ولد يكون لي عدوّا، أللّهمّ قد ترى مكاني و تسمع دعائي و كلامي و تعلم حاجتي، أسألك بجميع أسمائك أن تقضي لي كلّ حاجة من حوائج الدّنيا و الآخرة، أللّهمّ إنّي أدعوك دعاء عبد ضعفت قوّته و اشتدّت فاقته و عظم جرمه و قلّ عذره و ضعف عمله، دعاء من لا يجد لفاقته سادّا غيرك و لا

ص: 153


1- توزعني: أي تلهمني.

لضعفه عونا سواك، أسألك جوامع الخير و خواتمه و سوابقه و فوائده و جميع ذلك بدوام فضلك و إحسانك و منّك و رحمتك، فارحمني و أعتقني من النّار يا من كبس الأرض على الماء و يا من سمك(1) السّماء بالهواء، و يا واحدا قبل كلّ أحد و يا واحدا بعد كلّ شيء، و يا من لا يعلم و لا يدري كيف هو إلاّ هو و يا من لا يقدر قدرته إلاّ هو يا من كلّ يوم هو في شأن، يا من لا يشغله شأن عن شأن و يا غوث المستغيثين يا صريخ المكروبين و يا مجيب دعوة المضطرّين و يا رحمن الدّنيا و الآخرة و رحيمهما، ربّ ارحمني رحمة لا تضلّني و لا تشقيني بعدها أبدا إنّك حميد مجيد و صلّى اللّه على محمّد و آله و سلّم(2).

تسبيح يوم السّبت

بسم اللّه الرّحمن الرّحيم سبحان الإله الحقّ، سبحان القابض الباسط سبحان الضّارّ النّافع، سبحان القاضي بالحقّ، سبحانه و بحمده، سبحان العليّ الأعلى، سبحان من علا في الهواء سبحانه و تعالى، سبحان الحسن الجميل، سبحان الرّؤوف الرّحيم، سبحان الغنيّ الحميد، سبحان الخالق البارىء، سبحان الرّفيع الأعلى، سبحان العظيم الأعظم، سبحان من هو هكذا و لا يكون هكذا غيره، سبّوح قدّوس لربّي الحقّ الحليم، سبحان اللّه العظيم و بحمده، سبحان من هو دائم لا يسهو، سبحان من هو قائم لا يلهو، سبحان من هو غنيّ لا يفتقر، سبحان من تواضع كلّ

ص: 154


1- سمك السماء: أي رفع السماء.
2- أيضا دعاء يوم السّبت من أدعية فاطمة عليها السّلام: أللّهمّ افتح لنا خزائن رحمتك، و هب لنا اللّهمّ رحمة لا تعذّبنا بعدها في الدّنيا و الآخرة، و ارزقنا من فضلك الواسع رزقا حلالا طيّبا و لا تحوجنا و لا تفقرنا إلى أحد سواك، وزد ذلك شكرا و إليك فاقة و فقرا و بك عمّن سواك غنى و يقينا، اللّهمّ وسّع علينا في الدّنيا، اللّهمّ إنّا نعوذ بك أن تزوي وجهك عنّا في حال و نحن نرغب إليك فيه، اللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد و أعطنا ما تحبّ و اجعله لنا قوّة فيما تحبّ يا أرحم الرّاحمين [منه رحمه اللّه].

شيء لعظمته، سبحان من ذلّ كلّ شيء لعزّته، سبحان من استسلم كلّ شيء لقدرته، سبحان من خضع كلّ شيء لملكه، سبحان من انقادت له الأمور بأزمّتها.

عوذة يوم السّبت من عوذ أبي جعفر عليه السّلام

بسم اللّه الرّحمن الرّحيم أعيذ نفسي باللّه الّذي لا إله إلاّ هو الحيّ القيّوم، لا تأخذه سنة و لا نوم له ما في السّماوات و ما في الأرض من ذا الّذي يشفع عنده إلاّ بإذنه يعلم ما بين أيديهم و ما خلفهم و لا يحيطون بشيء من علمه إلاّ بما شاء وسع كرسيّه السّموات و الأرض و لا يؤده حفظهما و هو العليّ العظيم. ثم تقرأ الحمد و المعوّذتين و التوحيد و تقول: كذلك اللّه ربّنا و سيّدنا و مولانا لا إله إلاّ هو نور النّور و مدبّر الأمور، نور السّماوات و الأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزّجاجة كأنّها كوكب درّيّ يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقيّة و لا غربيّة يكاد زيتها يضيء و لو لم تمسسه نار نور على نور يهدي اللّه لنوره من يشاء و يضرب اللّه الأمثال للنّاس و اللّه بكلّ شيء عليم، الّذي خلق السّماوات و الأرض بالحقّ و يوم يقول كن فيكون قوله الحقّ و له الملك يوم ينفخ في الصّور عالم الغيب و الشّهادة و هو الحكيم الخبير الّذي خلق سبع سماوات طباقا و من الأرض مثلهنّ يتنزّل الأمر بينهنّ لتعلموا أنّ اللّه على كلّ شيء قدير، و أنّ اللّه قد أحاط بكلّ شيء علما و أحصى كلّ شيء عددا من شرّ كلّ ذي شرّ معلن به أو مسرّ و من شرّ الجنّة و البشر و من شرّ ما يظهر باللّيل و يكمن بالنّهار، و من شرّ طوارق اللّيل و النّهار و من شرّ ما ينزل الحمّامات و الحشوش و الخرابات و الأودية و الصّحاري و الغياض و الشّجر و ما يكون في الأنهار، أعيذ نفسي و من يعنيني أمره باللّه مالك الملك يؤتي الملك من يشاء و ينزع الملك ممّن يشاء و يعزّ من يشاء و يذلّ من يشاء بيده الخير و هو على كلّ شيء قدير، يولج اللّيل في النّهار و يولج النّهار في اللّيل و يخرج الحيّ من الميّت و يخرج

ص: 155

الميّت من الحيّ و يرزق من يشاء بغير حساب، له مقاليد السّماوات و الأرض يبسط الرّزق لمن يشاء و يقدر إنّه بكلّ شيء عليم، خلق الأرض و السّماوات العلى الرّحمن على العرش استوى، له ما في السّماوات و ما في الأرض و ما بينهما و ما تحت الثّرى و إن تجهر بالقول فإنّه يعلم السّرّ و أخفى، اللّه لا إله إلاّ هو له الأسماء الحسنى له الخلق و الأمر منزل التّوراة و الإنجيل و الزّبور و الفرقان العظيم، من شرّ كلّ طاغ و باغ و نافث و شيطان و سلطان و ساحر و كاهن و باطر و طارق و متحرّك و ساكن و متكلّم و ساكت و ناطق و صامت و متخيّل و متمثّل و متلوّن و محتقر و متجبّر، و نستجير باللّه حرزنا و ناصرنا و مؤنسنا و هو يدفع عنّا لا شريك له و لا معزّ لمن أذلّ و لا مذلّ لمن أعزّ، و هو الواحد القهّار و صلّى اللّه على سيّدنا محمّد و آله الطّاهرين و سلّم تسليما.

عوذة أخرى ليوم السّبت

بسم اللّه الرّحمن الرّحيم لا حول و لا قوّة إلاّ باللّه العليّ العظيم، أللّهمّ ربّ الملائكة و الرّوح و النّبيّين و المرسلين و قاهر من في السّماوات و الأرضين كفّ عنّي بأس الأشرار و أعم أبصارهم و قلوبهم و اجعل بيني و بينهم حجابا، إنّك ربّنا و لا قوّة إلاّ باللّه توكّلت علىّ اللّه توكّل عائذ به من شرّ كلّ دابّة ربّي آخذ بناصيتها و من شرّ ما سكن في اللّيل و النّهار و من شرّ كلّ سوء و صلّى اللّه على محمّد و آله و سلّم تسليما.

دعاء ليلة الأحد

بسم اللّه الرّحمن الرّحيم أللّهمّ ربّنا لك الحمد و لك الملك و بيدك الخير و أنت على كلّ شيء قدير، سبحانك لك التّسبيح و التّقديس و التّهليل و التّكبير و التّمجيد و التّحميد و الكبرياء و الجبروت و الملكوت و العظمة و العلوّ و الوقار و الجمال و العزّة و الجلال و الغاية و السّلطان و المنعة و الحول و القوّة و الدّنيا و الآخرة و الخلق و الأمر،

ص: 156

تباركت ربّ العالمين و تعاليت، سبحانك لك الحمد و لك البهجة و الجمال و البهاء و النّور و الوقار و الكمال و العزّة و الجلال و الفضل و الإحسان و الكبرياء و الجبروت، و بسطت الرّحمة و العافية و وليت الحمد لا شريك لك، أنت اللّه لا شيء مثلك فسبحانك ما أعظم شأنك و أعزّ سلطانك و أشدّ جبروتك و أحصى عددك، و سبحانك يسبّح الخلق كلّهم لك و قام الخلق كلّهم بك و أشفق الخلق كلّهم منك و ضرع الخلق كلّهم إليك، و سبحانك تسبيحا ينبغي لك و لوجهك و يبلغ منتهى علمك و لا يقصر دون أفضل رضاك و لا يفضله شيء من محامد خلقك، سبحانك خلقت كلّ شيء و إليك معاده و بدأت كلّ شيء و إليك منتهاه و أنشأت كلّ شيء و إليك مصيره، و أنت أرحم الرّاحمين، بأمرك ارتفعت السّماء و وضعت الأرضون و أرست الجبال و سجّرت البحور فملكوتك فوق كلّ ملكوت، تباركت برحمتك و تعاليت برأفتك و تقدّست في مجلس و قارك، لك التّسبيح بحلمك و لك التّمجيد بفضلك و لك الحول بقوّتك و لك الكبرياء بعظمتك، و لك الحمد و الجبروت بسلطانك و لك الملكوت بعزّتك، و لك القدرة بملكك و لك الرّضا بأمرك و لك الطّاعة على خلقك، أحصيت كلّ شيء عددا و أحطت بكلّ شيء علما و وسعت كلّ شيء رحمة و أنت أرحم الرّاحمين، عظيم الجبروت عزيز السّلطان قويّ البطش ملك السّماوات و الأرض ربّ العالمين، ذو العرش العظيم و الملائكة المقرّبين يسبّحون اللّيل و النّهار لا يفترون، فسبحان اللّه الّذي لا يموت أبد الأبد و سبحان ربّ العزّة أبد الأبد و سبحان القدّوس ربّ العزّة أبد الأبد، و سبحان ربّ الملائكة و الرّوح سبحان ربّي الأعلى سبحان ربّي و تعالى سبحان الّذي في السّماء عرشه و في الأرض قدرته، و سبحان الّذي في البحر سبيله و سبحان الّذي في القبور قضاؤه، و سبحان الّذي في الجنّة رضاه و سبحان الّذي في جهنّم سلطانه، سبحان الّذي سبقت رحمته غضبه سبحان من له ملكوت كلّ شيء، سبحان اللّه بالعشيّ و سبحان اللّه بالإبكار، سبحانه و بحمده عزّ وجهه و نصر عبده و علا اسمه و تبارك و تقدّس في مجلس وقاره و كرسيّ

ص: 157

عرشه، يرى كلّ عين و لا تراه عين و يدرك كلّ شيء و لا تدركه الأبصار و هو يدرك الأبصار و هو اللّطيف الخبير، اللّهمّ صلّ على محمّد عبدك و رسولك و نبيّك أمرا اختصصتنا به دون من عبد غيرك و تولّى سواك، و صلّ اللّهمّ عليه بما انتجبته له من رسالتك و أكرمته به من نبوّتك و لا تحرمنا النّظر إلى وجهه و الكون معه في دارك و مستقرّ من جوارك، أللّهمّ كما أرسلته فبلّغ و حمّلته فأدّى حتّى أظهر سلطانك و آمن بك لا شريك لك فضاعف اللّهمّ ثوابه و كرّمه بقربه منك كرامة يفضّل بها على جميع خلقك، و يغبطه به الأوّلون و الآخرون من عبادك و اجعل مثوانا معه فيما لا ظعن له منه يا أرحم الرّاحمين، أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد و أسألك بحولك و قوّتك و طولك و منّك و عظيم ملكك و جلال ذكرك و كبر مجدك و عظم سلطانك و لطف جبروتك و تجبّر عظمتك و حلم عفوك و تحنّن رحمتك و تمام كلماتك و نفاذ أمرك و ربوبيّتك الّتي دان لك بها كلّ ذي ربوبيّة و أطاعك بها كلّ ذي طاعة، و تقرّب بها إليك كلّ ذي رغبة في مرضاتك و يلوذ بها كلّ ذي رهبة من سخطك، أن ترزقني فواتح الخير و خواتمه و ذخائره و جوائزه و فضائله و خيره و نوافله، أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد واهد باليقين معلننا و أصلح باليقين سرائرنا و اجعل قلوبنا مطمئنّة إلى ذكرك و أعمالنا خالصة لك، أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد و أسألك الرّبح من التّجارة الّتي لا تبور و الغنيمة من الأعمال الخالصة الفاضلة في الدّنيا و الآخرة، و الذّكر الكثير لك و العفاف و السّلامة من الذّنوب و الخطايا، أللّهمّ ارزقنا أعمالا زاكية متقبّلة ترضى بها عنّا و تسهّل لنا سكرة الموت و شدّة هول يوم القيامة، أللّهمّ إنّا نسألك خاصّة الخير و عامّته لخاصّنا و عامّنا و الزّيادة من فضلك في كلّ يوم و ليلة و النّجاة من عذابك و الفوز برحمتك، أللّهمّ حبّب إلينا لقاءك و ارزقنا النّظر إلى وجهك و اجعل لنا في لقاءك نضرة و سرورا، أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد و أحضرنا ذكرك عند كلّ غفلة و شكرك عند كلّ نعمة و الصّبر عند كلّ بلاء، و ارزقنا قلوبا و جلة من خشيتك خاشعة لذكرك منيبة إليك، أللّهمّ صلّ على محمّد و آل

ص: 158

محمّد و اجعلنا ممّن يوفي بعهدك و يؤمن بوعدك و يعمل بطاعتك و يسعى في مرضاتك و يرغب فيما عندك و يفرّ إليك منك و يرجو أيّامك و يخاف سوء حسابك و يخشاك حقّ خشيتك، و اجعل ثواب أعمالنا جنّتك برحمتك و تجاوز عن ذنوبنا برأفتك، و أعذنا من ظلمة خطايانا بنور وجهك و تغمّدنا بفضلك و ألبسنا عافيتك و هنّئنا كرامتك و أتمم علينا نعمتك و أوزعنا أن نشكر رحمتك آمين إله الحقّ ربّ العالمين و صلّى اللّه على سيّدنا محمّد خاتم النّبيّين و آله الطّاهرين.

دعاء يوم الأحد لعلي عليه السّلام

بسم اللّه الرّحمن الرّحيم الحمد للّه على حلمه و أناته، و الحمد للّه على علمي بأنّ ذنبي و إن كبر صغير في جنب عفوه و جرمي و إن عظم حقير عند رحمته، و سبحان اللّه الّذي رفع السّماوات بغير عمد و أنشأ جنّات المأوى بلا أمد و خلق الخلائق بلا ظهر و لا سند، و لا إله إلاّ اللّه المنذر من عند عن طاعته و عتا(1) عن أمره و المحذّر من لجّ في معصيته و استكبر عن عبادته المعذر إلى من تمادى في غيّه و ضلالته لتثبيت حجّته عليه و علمه بسوء عاقبته، و اللّه أكبر الجواد الكريم الّذي ليس لقديم إحسانه و عظيم امتنانه على جميع خلقه نهاية و لا لقدرته و سلطانه على بريّته غاية، أللّهمّ صلّ على محمّد و على أهل بيته و بارك على محمّد و على أهل بيته كأفضل ما صلّيت و باركت على إبراهيم و آل إبراهيم إنّك حميد مجيد، أللّهمّ إنّي أسألك سؤال مذنب أوبقته(2) معاصيه في ضيق المسلك و ليس له مجير سواك، و لا أمل غيرك و لا مغيث أرءف به منك و لا معتمد يعتمد عليه غير عفوك، أنت مولاي الّذي جدت بالنّعم قبل استحقاقها و أهّلتها بتطوّلك غير مؤهّليها و لم يعزّك منع و لا

ص: 159


1- عتا: أي تجبر و تكبر.
2- أوبقته: أي أدخلته.

أكداك(1) إعطاء و لا أنفد سعتك سؤال ملحّ بل أردت أرزاق عبادك تطوّلا منك عليهم و تفضّلا منك لديهم، أللّهمّ كلّت العبادة عن بلوغ مدحتك وهفا اللّسان(2)عن نشر محامدك و تفضّلك، و قد تعمّدتك بقصدي إليك و إن أحاطت بي الذّنوب و أنت أرحم الرّاحمين و أكرم الأكرمين و أجود الأجودين و أنعم الرّازقين و أحسن الخالقين، الأوّل الآخر الظّاهر الباطن، أجلّ و أعزّ و أرءف و أكرم من أن تردّ من أمّلك و رجاك و طمع فيما قبلك، فلك الحمد يا أهل الحمد، إلهي إن جرت على نفسي في النّظر لها و سالمت الأيّام باقتراف الآثام و أنت وليّ الإنعام ذو الجلال و الإكرام فما بقي لها إلاّ نظرك، فاجعل مردّها منك بالنّجاح و أجمل النّظر منك لها بالفلاح فإنّك المعطي النفّاح(3)، ذو الآلاء و النّعم و السّماح يا فالق الإصباح امنحها سؤلها و إن لم تستحقّ يا غفّار، أللّهمّ إنّي أسألك باسمك الّذي تمضي به المقادير و بعزّتك الّتي تتمّ بها التّدابير أن تصلّي على محمّد و آله، و ترزقني رزقا واسعا حلالا طيّبا من فضلك و ألاّ تحول بيني و بين ما يقرّبني منك يا حنّان و أدرجني فيمن أبحت

ص: 160


1- من قرأ و لم يعزّك: بالزّاي المعجمة و التّشديد أراد يغلبك، و عزه غلبه و من عزّ بزّ اي من غلب سلب و منه قوله تعالى: أَ يَبْتَغُونَ عِنْدَهُمُ اَلْعِزَّةَ أي المنعة و شدّة الغلبة، و قوله تعالى أَخَذَتْهُ اَلْعِزَّةُ بِالْإِثْمِ أي الامتناع و الغلبة، و سمي ملك يوسف عزيزا لأنّه غلب أهل مملكته و قوله تعالى وَ عَزَّنِي فِي اَلْخِطٰابِ أي غلبني في الاحتجاج، و من قرأ و لم يعرك بالراء المهملة و التخفيف أراد يمسك و يغشاك و عراه كذا و اعتراه إذا مسّه و غشيه، و قوله تعالى إِلاَّ اِعْتَرٰاكَ بَعْضُ آلِهَتِنٰا بِسُوءٍ أي مسّك بجنون و خبل. قوله و لا أكداك إعطاء أي منعك و ردّك و أكديت الرّجل من كذا منعته ورددته، و أكدى الرّجل قل خيره قوله تعالى وَ أَعْطىٰ قَلِيلاً وَ أَكْدىٰ أي قطع عطيته و ئيس من خيره مأخوذة من كدية الركية و هو أن يحفر الحافر فيبلغ إلى الكدية و هي الصلابة من حجر أو غيره فلا يعمل معوله شيئا فييأس و يقطع الحفر [منه رحمه اللّه].
2- هفا اللسان: ضلّ. و الهوافي الضوالّ.
3- النفاح: هو ذو الآلاء الظاهرة، و النّعماء المتكاثرة و نفحت الرّيح هبت و نفح الطّيب فاح، و ناقة نفوح يخرج لبنها من غير حلب، و نفحه أعطاه النّافح المعطي، ذكر هنا لاختلاف اللّفظ و قال أقوى و اقفر بعد أمّ الهيثم و قال و ألفى قولها كذبا و مينا.

له عفوك و رضوانك و أسكنته جنانك برأفتك و طولك و امتنانك، إلهي أنت أكرمت أولياءك بكرامتك فأوجبت لهم حياطتك و أظللتهم برعايتك من التّتابع(1) في المهالك، و أنا عبدك فأنقذني و ألبسني العافية و إلى طاعتك فمل بي و عن طغيانك و معاصيك فردّني فقد عجّت إليك الأصوات بضروب اللّغات يسألونك الحاجات ترتجى لمحق العيوب و غفران الذّنوب يا علاّم الغيوب، أللّهمّ إنّي أستهديك فاهدني و أعتصم بك فاعصمني و أدّ عنّي حقوقك عليّ إنّك أهل التّقوى و أهل المغفرة و اصرف عنّي شرّ كلّ ذي شرّ إلى خير ما لا يملكه أحد سواك، و احتمل عنّي مفترضات حقوق الآباء و الأمّهات و اغفر لي و للمؤمنين و المؤمنات و الإخوة و الأخوات و القرابات يا وليّ البركات و عالم الخفيّات.

دعاء آخر ليوم الأحد

بسم اللّه الرّحمن الرّحيم سبحانك ربّنا و لك الحمد أنت اللّه الحيّ الأوّل الكائن قبل جميع الأمور و المكوّن لها بقدرتك و العالم بمصادرها كيف تكون، أنت الّذي سموت بعرشك في الهواء لعلوّ مكانك و سددت الأبصار عنه بتلألؤ نورك، و احتجبت عنهم بعظيم ملكك و توحّدت فوق عرشك بقهرك و سلطانك، ثمّ دعوت السّماوات إلى طاعة أمرك فأجبن مذعنات إلى دعوتك و استقرّت على غير عمد من خيفتك، و زيّنتها للنّاظرين و أسكنتها العباد المسبّحين و فتقت الأرضين فسطحتها لمن فيها مهادا(2) و أرسيتها بالجبال أوتادا، فرسخ سنخها(3) في الثّرى و علت ذراها

ص: 161


1- التتايع: بالياء المثنّاة من تحت، التهافت، قال الهروي و في الحديث كما يتتايع الفراش في النّار أي يتهافت و قال أبو الفرج بن الجوزي في كتابه تقويم اللّسان فقال تتايعت المصايب لا بالباء المفردة لأن التتايع في الشرّ و التتابع في الخير [منه رحمه اللّه].
2- المهاد: أي الفراش.
3- سنخها: أي أصلها.

في الهواء فاستقرّت على الرّواسي الشّامخات و زيّنتها بالنبات و خفّفت(1) عنها بالأحياء و الأموات، مع حكيم من أمرك يقصر عنه المقال و لطيف من صنعك في الفعال قد أبصره العباد حين نظروا أو فكّر فيه النّاظرون فاعتبروا، فتباركت منشىء الخلق بقدرتك و صانع صور الأجسام(2) بعظمتك، و نافخ النّسيم فيها بعلمك و محكم أمر الدّنيا و الآخرة بحكمتك، و أنت الحامد نفسه بما أنت أهله المجلّل رداء الرّحمة خلقه، المسبغ عليهم فضله الموسع عليهم رزقه لم يكن قبلك يا ربّ ربّ، و لا معك يا إلهي إله لطفت في عظمتك دون اللّطفاء من خلقك و عظمت على كلّ عظيم بعظمتك، و علمت ما تحت أرضك كعلمك ما فوق عرشك تبطّنت للظّاهرين من خلقك و لطفت للنّاظرين في قطرات أرضك، و كانت و ساوس الصّدور كالعلانية عندك و علانية القول كالسّرّ في علمك فانقاد كلّ شيء لعظمتك و خضع كلّ سلطان لسلطانك، و قهرت ملك الملوك بملكك و صار أمر الدّنيا و الآخرة بيدك يا لطيف اللّطفاء في أجلّ الجلالة و يا أعلى الأعلين في أقرب القرب، أنت المغشي بنورك حدق النّاظرين و المحيّر في النّظر أطرف الطّارفين و المظلّ شعاعه أبصار المبصرين فحدق الأبصار حسّر دون النّظر إليك و أناسيّ العيون خاشعة لربوبيّتك، لم تبلغ مقل حملة العرش منتهاك و لا المقاييس قدر علوّك و لا يحيط بك المتفكّرون فسبحانك و بحمدك تباركت ربّنا و جلّ ثناؤك، أللّهمّ صلّ على محمّد عبدك و رسولك و نبيّك نبيّ الرّحمة البرّ بالأمّة الواعظ بالحكمة و الدّليل على كلّ خير و حسنة، إمام الهدا و خاتم الأنبياء و فاتح مذخور الشّفاعة الآمر بالمعروف و النّاهي عن المنكر، و محلّ الطّيّبات و محرّم الخبائث و واضع الآصار و فكّاك الأغلال الّتي كانت على أهل التّوراة و الإنجيل، أللّهمّ و كما أحللت و حرّمت بما جاء به محمّد صلّى اللّه عليه و آله من الهدى فاجزه خير الجزاء و صلّ عليه و على أهل بيته أفضل الصّلاة، و ابعثه المقام

ص: 162


1- في نسخة أخرى: و حففتها.
2- في نسخة أخرى: الأجساد.

المحمود الّذي وعدته مقاما يغبطه به الأوّلون و الآخرون، و يبدو فضله فيه على جميع العالمين و أعطه حتّى يرضى و زده بعد الرّضى و امنن عليه كما مننت على موسى و هارون آمين إله الحقّ ربّ العالمين، أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد و بارك على محمّد و آل محمّد و ترحّم على محمّد و آل محمّد كما صلّيت و باركت و ترحّمت على إبراهيم و آل إبراهيم إنّك حميد مجيد، أللّهمّ إنّي أسألك باسمك العظيم المترحّم به يا متملّكا بالملك العظيم المتعالي المقتدر البرهان العزيز المتعزّز الرّحمن الّذي به تقوم السّماوات و الأرض جميعا، و باسمك المخزون المكنون في نفسك الّذي لا يرام و لا ينال، و باسمك الأعزّ الأكرم الأجلّ الأعظم المصطفى و ذكرك الأعلى و كلماتك التّامّة و بأسماءك الحسنى كلّها الّتي إذا دعيت بها أجبت، و إذا سئلت بها أعطيت و إذا سمّيت بها رضيت أن تصلّي على محمّد و آل محمّد، و أن تقسم لي اليوم سهما وافيا و نصيبا جزيلا من كلّ خير ينزل من السّماء إلى الأرض في هذا اليوم و في هذا الشّهر و في هذه السّنة إنّك على كلّ شيء قدير و بكلّ شيء عليم، أللّهمّ و ما رزقتني فآتني به في يسر منك و عافية و بارك لي فيه و بلّغني فيه أملي، و أملي فيك اليوم، و أطل في الخير بقائي و أمتعني بسمعي و بصري و اجعلهما الوارثين منّي، و اخصصني منك بالنّعمة و أعظم لي العافية و اجمع لي اليوم لطف كرامة الدّنيا و الآخرة، و احفظ لي اليوم أمري كلّه الغائب منه و الشّاهد و السّرّ منه و العلانية، و أسألك يا وليّ المسألة و الرّغبة أن تصلّي على محمّد و آل محمّد و أن ترزقني الرّغبة إله الأرض و إله السّماء، و أن تتمّ لي ما قصرت عنه رغبتي من أمر دنياي و آخرتي برحمتك و رضوانك إنّك أرحم الرّاحمين، أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد و اغفر لي و لوالديّ جميعا و ارحمهما كما ربيّاني صغيرا و اجزهما عنّي خيرا، أللّهمّ اجزهما بالإحسان إحسانا و بالسّيّئات غفرانا و افعل ذلك بكلّ من ولدني من المؤمنين، أستودع اللّه العليّ الأعلى الّذي لا تضيع ودائعه ديني و نفسي و خواتيم عملي و ولدي و أهلي و مالي و أهل بيتي و قراباتي و إخواني و أهل حزانتي و ما ملكته

ص: 163

يميني و جميع نعمه عندي، أستودع اللّه نفسي المرهوب المخوف المتضعضع لعظمته كلّ شيء، أللّهمّ اجعلنا في كنفك و في حفظك و في جوارك و في حرزك و في منعك عزّ جارك و جلّ ثناؤك و تقدّست أسماؤك و لا إله غيرك، أللّهمّ إنّي أسألك العافية و دوام العافية و شكر العافية، أللّهمّ إنّي أسألك حسن العافية و المعافاة في الدّنيا و الآخرة من كلّ سوء توكّلت على الحيّ الّذي لا يموت، و الحمد للّه الّذي لم يتّخذ ولدا و لم يكن له شريك في الملك و لم يكن له وليّ من الذّلّ و كبّره تكبيرا، و الحمد للّه كثيرا و سبحان اللّه بكرة و أصيلا.

دعاء آخر للسجّاد عليه السّلام

بسم اللّه الرّحمن الرّحيم بسم اللّه الّذي لا أرجو إلاّ فضله و لا أخشى إلاّ عدله و لا أعتمد إلاّ قوله و لا أتمسّك إلاّ بحبله، بك أستجير يا ذا العفو و الرّضوان من الظّلم و العدوان و من غير الزّمان و تواتر الأحزان و طوارق الحدثان و من انقضاء المدّة قبل التّأهّب و العدّة، و إيّاك أسترشد لما فيه الصّلاح و الإصلاح و بك أستعين فيما يقترن به النّجاح و الإنجاح و إيّاك أرغب في لباس العافية و تمامها و شمول السّلامة و دوامها، و أعوذ بك يا ربّ من همزات الشّياطين و أحترز بسلطانك من جور السّلاطين فتقبّل ما كان من صلاتي و صومي و اجعل غدي و ما بعده أفضل من ساعتي و يومي، و أعزّني في عشيرتي و قومي و احفظني في يقظتي و نومي فأنت اللّه خير حافظا و أنت أرحم الرّاحمين، أللّهمّ إنّي أبرء إليك في يومي هذا و ما بعده من الآحاد من الشّرك و الإلحاد و أخلص لك دعائي تعرّضا للإجابة و أقهر نفسي على طاعتك رجاء للإثابة، فصلّ على محمّد و آله خير خلقك و أعزّني بعزّك الّذي لا يضام و احفظني بعينك الّتي لا تنام و اختم بالإنقطاع إليك أمري و بالمغفرة عمري إنّك أنت الغفور الرّحيم.

ص: 164

دعاء آخر للكاظم عليه السّلام

مرحبا بخلق اللّه الجديد و بكما من كاتبين و شاهدين اكتبا، بسم اللّه أشهد أن لا إله إلاّ اللّه و أشهد أنّ محمّدا عبده و رسوله و أشهد أنّ الإسلام كما وصف و الدّين كما شرع و أنّ الكتاب كما أنزل و القول كما حدّث، و أنّ اللّه هو الحقّ المبين حيّا اللّه محمّدا بالسّلام و صلّى اللّه عليه كما هو أهله و على آله، أصبحت و أصبح الملك و الكبرياء و العظمة و الخلق و الأمر و اللّيل و النّهار و ما يكون فيهما للّه وحده لا شريك له، أللّهمّ اجعل أوّل هذا النّهار صلاحا و أوسطه نجاحا و آخره فلاحا و أسألك خير الدّنيا و الآخرة، أللّهمّ لا تدع لي ذنبا إلاّ غفرته و لا همّا إلاّ فرّجته و لا دينا إلاّ قضيته و لا غائبا إلاّ حفظته و أدّيته و لا مريضا إلاّ شفيته و عافيته و لا حاجة من حوائج الدّنيا و الآخرة لك فيها رضى ولي فيها صلاح إلاّ قضيتها، أللّهمّ تمّ نورك فهديت و عظم حلمك فعفوت و بسطت يدك فأعطيت فلك الحمد، وجهك خير الوجوه و عطيّتك أنفع العطيّة فلك الحمد تطاع ربّنا فتشكر و تعصى ربّنا فتغفر تجيب المضطرّ و تكشف الضّرّ و تشفي السّقيم و تنجي من الكرب العظيم، لا يجزي بآلائك أحد و لا يحصي نعماءك أحد، رحمتك وسعت كلّ شيء و أنا شيء فارحمني و من الخيرات فارزقني تقبّل صلاتي و اسمع دعائي و لا تعرض عنّي يا مولاي حين أدعوك و لا تحرمني إلهي حين أسألك من أجل خطاياي، و لا تحرمني لقاءك و اجعل محبّتي و إرادتي محبّتك و إرادتك و اكفني هول المطّلع، أللّهمّ إنّي أسألك إيمانا لا يرتدّ و نعيما لا ينفد و مرافقة محمّد صلّى اللّه عليه و آله في أعلى جنّة الخلد، أللّهمّ و أسألك العفاف و التّقى و العمل بما تحبّ و ترضى و الرّضا بالقضاء و النّظر إلى وجهك الكريم، أللّهمّ لقّني حجّتي عند الممات و لا ترني عملي حسرات، أللّهمّ اكفني طلب ما لم تقدّر لي من رزق و ما قسمت لي فأتني به في يسر منك و عافية،

ص: 165

أللّهمّ إنّي أسألك توبة نصوحا تقبلها منّي تبقى عليّ بركتها و تغفر بها ما مضى من ذنوبي و تعصمني بها فيما بقي من عمري يا أهل التّقوى و أهل المغفرة و صلّى اللّه على محمّد و آل محمّد إنّك حميد مجيد(1).

تسبيح يوم الأحد

بسم اللّه الرّحمن الرّحيم سبحان من ملأ الدّهر قدسه، سبحان من يغشى الأبد نوره، سبحان من أشرق كلّ شيء ضوءه، سبحان من يدان بدينه كلّ دين و لا يدان بغير دينه، سبحان من قدر بقدرته كلّ قدر و لا يقدر أحد قدره، سبحان من لا يوصف علمه، سبحان من لا يعتدي على أهل مملكته، سبحان من لا يأخذ أهل الأرض بألوان العذاب، سبحان الرّؤوف الرّحيم، سبحان من هو مطّلع على خزائن القلوب، سبحان من يحصي عدد الذّنوب، سبحان من لا تخفى عليه خافية في الأرض و لا في السّماء، سبحان ربّي الودود سبحان الفرد الوتر، سبحان العظيم الأعظم.

عوذة يوم الأحد و هي من عوذ أبي جعفر الجواد عليه السّلام

بسم اللّه الرّحمن الرّحيم اللّه أكبر اللّه أكبر استوى الرّبّ على العرش و قامت السّماوات و الأرض بحكمته و زهرت النّجوم بأمره و رست الجبال بإذنه لا يجاوز اسمه من في السّماوات و الأرض، الّذي دانت له الجبال و هي طائعة و انبعثت له الأجساد و هي بالية و به أحتجب عن كلّ غاو و باغ و طاغ و جبّار و حاسد، و باسم اللّه

ص: 166


1- دعاء يوم الأحد من أدعية فاطمة عليها السّلام: أللّهمّ اجعل أوّل يومي هذا فلاحا و آخره نجاحا و أوسطه صلاحا أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد و اجعلنا ممّن أناب إليك فقبلته و توكّل عليك فكفيته و تضرّع إليك فرحمته [منه رحمه اللّه].

الّذي جعل به بين البحرين حاجزا و أحتجب باللّه الّذي جعل في السّماء بروجا، و جعل فيها سراجا و قمرا منيرا و زيّنها للنّاظرين و حفظها من كلّ شيطان رجيم، و جعل في الأرض رواسي جبالا أوتادا أن يوصل إليّ سوء أو فاحشة أو بليّة حم حم حم تنزيل من الرّحمن الرّحيم حم حم حم عسق كذلك يوحي إليك و إلى الّذين من قبلك اللّه العزيز الحكيم و صلّى اللّه على محمّد و آل محمّد و سلّم تسليما. ثمّ تتعوّذ بعوذة يوم السّبت الطّويلة.

دعاء ليلة الإثنين

بسم اللّه الرّحمن الرّحيم سبحانك ربّنا و لك الحمد أنت اللّه القائم على عرشك أبدا أحاط بصرك بجميع الخلق و الخلق كلّهم على الفناء، و أنت الباقي الكريم القائم الدّائم بعد فناء كلّ شيء الحيّ الّذي لا يموت بيدك ملكوت السّماوات و الأرض و دهر الدّاهرين، أنت الّذي قصمت بصوتك الجبّارين و أضفت في قبضتك الأرضين و أغشيت بضوء نورك النّاظرين، و أشبعت بفضل رزقك الآكلين و علوت بعرشك على العالمين و أعمرت سماواتك بالملائكة المقرّبين، و علّمت تسبيحك الأوّلين و الآخرين و انقادت لك الدّنيا و الآخرة بأزمّتها و حفظت السّماوات و الأرضين بمقاليدها، و أذعنت لك بالطّاعة و من فوقها و أبت حمل الأمانة من شفقتها و قامت بكلماتك في قرارها، و استقام البحران كما أمرتهما و أحصيت كلّ شيء منهما عددا و أحطت بهما علما خالق الخلق و مصطفيه و مهيمنه و منشئه و بارئه و ذارئه كنت وحدك لا شريك لك، إلها واحدا و كان عرشك على الماء من قبل أن يكون أرض و لا سماء أو شيء ممّا خلقت فيهما بعزّتك كنت قديما بديعا مبتدعا كينونا كائنا مكوّنا كما سمّيت نفسك، ابتدعت الخلق بعظمتك و دبّرت أمورهم بعلمك، فكان عظيم ما ابتدعت من خلقك و قدّرت عليه من أمرك عليك هيّنا يسيرا. لم يكن لك ظهير على خلقك و لا معين على حفظك و لا شريك لك في ملكك و كنت ربّنا

ص: 167

تباركت أسماؤك و جلّ ثناؤك على ذلك عليّا غنيّا قائما، فإنّما أمرك لشيء إذا أردته أن تقول له كن فيكون و لا يخالف شيء منه محبّتك، فسبحانك و بحمدك و تباركت ربّنا و جلّ ثناؤك و تعاليت على ذلك علوّا كبيرا، أللّهمّ صلّ على محمّد عبدك و رسولك و نبيّك و على أهل بيته كما سبقت إلينا به رحمتك و قرب إلينا به هداك، و أورثتنا به كتابك و دلّلتنا به على طاعتك فأصبحنا مبصرين بنور الهدى الّذي جاء به ظاهرين بعزّ الدّين الّذي دعا إليه ناجين بحجج الكتاب الّذي نزّل عليه، أللّهمّ فآثره بقرب المجلس منك يوم القيامة و أكرمه بتمكين الشّفاعات عندك تفضيلا منك له على الفاضلين و تشريفا منك له على المتّقين، أللّهمّ و امنحنا من شفاعته نصيبا نرد به مع الصّادقين جنانه و ننزل به مع الآمنين فسحة رياضه، غير مرفوضين عن دعوته غير مصدودين عن سبيل ما بعثته به و لا محجوبة عنّا مرافقته و لا محظورة عنّا داره آمين إله الحقّ ربّ العالمين، أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد و أسألك باسمك العظيم الّذي لا يعلمه أحد غيرك، و الّذي سخّرت به اللّيل و النّهار و أجريت به الشّمس و القمر و النّجوم و به أنشأت السّحاب و المطر و الرّياح و الّذي به تنزّل الغيث، و تذرىء(1) المرعى و تحيي العظام و هي رميم و الّذي به ترزق من في البرّ و البحر و تكلأهم و تحفظهم و الّذي هو في التّوراة و الإنجيل و الزّبور و القرآن العظيم و الّذي فلقت به البحر لموسى و أسريت بمحمّد صلّى اللّه عليه و آله و بكلّ اسم لك مخزون مكنون، و بكلّ اسم دعاك به ملك مقرّب أو نبيّ مرسل أو عبد مصطفى أن تصلّي على محمّد و آل محمّد، و أن تجعل راحتي في لقاءك و خاتم عملي في سبيلك و حجّ بيتك الحرام و اختلاف إلى مساجدك و مجالس الذّكر و اجعل خير أيّامي يوم ألقاك، أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد و احفظني من بين يديّ و من خلفي و عن يميني و عن شمالي و من فوقي و أسفل منّي و احفظني من السّيّئات و محارمك كلّها، و مكّن

ص: 168


1- و في نسخة أخرى: و تنبت.

لي في ديني الّذي ارتضيت لي و فهّمني فيه و اجعله لي نورا و يسّر لي اليسر و العافية، و اعزم على رشدي كما عزمت على خلقي و أعنّي على نفسي ببرّ و تقوى و عمل راجح و بيع رابع و تجارة لن تبور، أللّهمّ إنّي أسألك الجنّة و ما قرّب إليها من قول أو عمل و أعوذ بك من خون الأمانة و أكل أموال النّاس بالباطل و من التزيّن بما ليس فيّ، و من الآثام و البغي بغير الحقّ و أن أشرك بك ما لم تنزّل به سلطانا، و أجرني من مضلاّت الفتن ما ظهر منها و ما بطن و من محيطات(1) الخطايا و نجّني من الظّلمات إلى النّور و اهدني سبيل الإسلام و اكسني حلل الإيمان و ألبسني لباس التّقوى و استرني بستر الصّالحين و زيّنّي بزينة المؤمنين و ثقّل عملي في الميزان و القني منك بروح(2) و ريحان آمين ربّ العالمين و صلّى اللّه على محمّد و آله و سلّم تسليما.

دعاء يوم الإثنين لعليّ عليه السّلام

بسم اللّه الرّحمن الرّحيم الحمد للّه الّذي هداني للإسلام و أكرمني بالإيمان و بصّرني في الدّين و شرّفني باليقين و عرّفني الحقّ الّذي عنه يؤفكون و النّبأ العظيم الّذي هم فيه مختلفون، و سبحان اللّه الّذي يرزق القاسط و العادل و العاقل و الجاهل و يرحم السّاهي و الغافل فكيف الدّاعي السّائل، و لا إله إلاّ اللّه اللّطيف بمن شرد عنه من مسرفي عباده ليرجع عن عتوّه و عناده، الرّاضي من المنيب المخلص بدون الوسع

ص: 169


1- و في نسخة أخرى: محبطات.
2- الروح طيب نسيم الرّيح و الرّيحان الرّزق، و من قرأ فروح أي فحياة لا موت فيها قاله العزيزي، و قال الجوهري: روح و ريحان أي رحمة و رزق، و قال الهروي فروح و ريحان أي فراحة و رزق قوله تعالى وَ أَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ أي برحمة و كذلك قوله تعالى في عيسى عليه السّلام وَ رُوحٌ مِنْهُ و قوله تعالى وَ لاٰ تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اَللّٰهِ أي من رحمته و في الحديث أنّ النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال لعلي عليه السّلام: أوصيك بريحانتي خيرا يعني فاطمة عليها السّلام قبل أن ينهل ركناك، فلمّا مات النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال علي عليه السّلام هذا أحد الرّكنين فلمّا ماتت فاطمة عليها السّلام قال هذا الرّكن الآخر، و في الحديث الولد من ريحان اللّه أي من رزقه، و قولهم سبحان اللّه و ريحانه يريدون تنزيها له تعالى و استرزاقا [منه رحمه اللّه].

و الطّاقة، و اللّه أكبر الحليم العليم الّذي له في كلّ صنف من غرائب فطرته و عجائب صنعته آية بيّنة توجب له الرّبوبيّة، و على كلّ نوع من غوامض تقديره و حسن تدبيره دليل واضح و شاهد عدل يقضيان له بالوحدانيّة، أللّهمّ إنّي أسألك يا من يصرف البلايا و يعلم الخفايا و يجزل العطايا سؤال نادم على اقتراف الآثام، و سالم على المعاصي من اللّيالي و الأيّام إذ لم يجد مجيرا سواك لغفرانكها و لا موئلا يفزع إليه لارتجاء كشف فاقته إلاّ إيّاك، يا جليل أنت الّذي عمّ الخلائق منّك و غمرتهم سعة رحمتك و شملتهم سوابغ نعمك، يا كريم المآب و الجواد الوهّاب و المنتقم ممّن عصاه بأليم العذاب دعوتك مقرّا بالإساءة على نفسي إذ لم أجد ملجأ ألجأ إليه في اغتفار ما اكتسبت، يا خير من استدعي لبذل الرّغائب و أنجح مأمول لكشف اللّوازب لك عنت الوجوه فلا تردّني منك بالحرمان إنّك تفعل ما تشاء و تحكم ما تريد، إلهي و سيّدي و مولاي أيّ ربّ أرتجيه أم أيّ إله أقصده إذا ألمّ بي النّدم و أحاطت بي المعاصي و نكائب خوف النّقم، و أنت وليّ الصّفح و مأوى الكرم إلهي أتقيمني مقام التّهتّك و أنت جميل السّتر و تسألني عن اقترافي على رؤوس الأشهاد و قد علمت مخبيّات السّتر، فإن كنت إلهي مسرفا على نفسي مخطئا عليها بانتهاك الحرمات ناسيا لما اجترمت من الهفوات فأنت لطيف تجود على المسرفين برحمتك و تتفضّل على الخاطئين بكرمك فارحمني يا أرحم الرّاحمين، فإنّك تسكّن إلهي بتحنّنك روعات قلوب الوجلين و تحقّق بتطوّلك أمل الآملين و تفيض سجال عطاياك على غير المستأهلين، فآمنّي برجاء لا يشوبه قنوط و أمل لا يكدّره يأس يا محيطا بكلّ شيء علما، و قد أصبحت سيّدي و أمسيت على باب من أبواب منحك سائلا و عن التّعرّض لسواك بالمسألة عادلا و ليس من جميل امتنانك ردّ سائل مأسور ملهوف و مضطرّ لانتظار خيرك المألوف، إلهي أنت الّذي عجزت الأوهام عن الإحاطة بك، وكلّت الألسن عن نعت ذاتك فبآلائك و طولك صلّ على محمّد و آل محمّد و اغفر لي ذنوبي و أوسع عليّ من فضلك الواسع رزقا واسعا حلالا طيّبا في عافية، و أقلني

ص: 170

العثرة يا غاية أمل الآملين و جبّار السّماوات و الأرضين و الباقي بعد فناء الخلق أجمعين و ديّان يوم الدّين، و أنت مولاي ثقة من لم يثق بنفسه لإفراط حاله و أمل من لم يكن له تأميل لكثرة زلله و رجاء من لم يرتج لنفسه بوسيلة عمله، إلهي فأنقذني برحمتك من المهالك و أحللني دار الأخيار و اجعلني مرافق الأبرار و اغفر لي ذنوب اللّيل و النّهار يا مطّلعا على الأسرار، و احتمل عنّي مولاي أداء ما افترضت عليّ للآباء و الأمّهات و الإخوان و الأخوات بلطفك و كرمك، يا عليّ الملكوت و أشركنا في دعاء من استجيب(1) له من المؤمنين و المؤمنات إنّك عالم جواد كريم وهّاب و صلّى اللّه على محمّد و عترته الطّاهرين.

دعاء آخر ليوم الإثنين

بسم اللّه الرّحمن الرّحيم أللّهمّ لك الحمد أهل الكبرياء و العظمة و منتهى الجبروت و مالك الدّنيا و الآخرة، أللّهمّ لك الحمد عظيم الملكوت شديد الجبروت عزيز القدرة لطيفا لما يشاء، أللّهمّ لك الحمد مدبّر الأمور مبديء الخفيّات عالم السّرائر محيي الموتى ملك الملوك و ربّ الأرباب و إله الآلهة و جبّار الجبابرة، و أوّل كلّ شيء و آخره و بديع كلّ شيء و منتهاه و مردّ كلّ شيء و مصيره و مبدىء كلّ شيء و معيده، أللّهمّ خشعت لك الأصوات و حارت دونك الأبصار و أفضت إليك القلوب و الخلق كلّهم في قبضتك و النّواصي كلّها بيدك، و الملائكة مشفقون من خشيتك و كلّ من كفر بك عبد داخر لك لا يقضي في الأمور إلاّ أنت، و لا يدبّر مصادرها غيرك و لا يقصر منها شيء دونك و لا يصير شيء إلاّ إليك، أللّهمّ كلّ شيء خاضع لك و كلّ شيء مشفق منك و كلّ شيء ضارع إليك أنت القادر الحكيم و أنت اللّطيف الجليل و أنت العليّ القريب، لك التّسبيح و العظمة و لك الملك و القدرة و لك الحول

ص: 171


1- و في نسخة أخرى: من استجبت.

و القوّة و لك الدّنيا و الآخرة، أحاط بكلّ شيء ملكك و وسع كلّ شيء حفظك و قهر كلّ شيء سلطانك، أللّهمّ لك الحمد تباركت أسماؤك و تعالى ذكرك و قهر سلطانك و تمّت كلماتك أمرك قضاء و كلامك نور و رضاك رحمة و سخطك عذاب، تقضي بعلم و تعفو بحلم و تأخذ بقدرة و تفعل ما تشاء واسع المغفرة شديد النّقمة قريب الرّحمة شديد العقاب، أنت قوّة كلّ ضعيف و غنى كلّ فقير و حرز كلّ ذليل و مفزع كلّ ملهوف، و المطّلع على كلّ خفيّة و شاهد كلّ نجوى و مدبّر كلّ أمر عالم سرائر الغيوب، أللّهمّ لك الحمد مغفر الذّنوب نور النّور مدبّر الأمور ديّان العباد ملك الآخرة و الدّنيا العظيم شأنه العزيز سلطانه العليّ مكانه النّيّر كتابه الّذي يجير و لا يجار عليه و يمتنع به و لا يمتنع منه و يحكم و لا معقّب لحكمه و يقضي فلا رادّ لقضائه، الّذي من تكلّم سمع كلامه و من سكت علم ما في نفسه و من عاش فعليه رزقه و من مات فإليه مردّه ذو التّمجيد و التّحميد و التّهليل و التّفضيل و الجلال و الكبرياء و العزّة و السّلطان، أللّهمّ لك الحمد على ما مضى و على ما بقي و على ما تبدي و على ما تخفي و على ما قد كان و على ما هو كائن، و لك الحمد على حلمك بعد علمك و على عفوك بعد قدرتك و على أناتك بعد حجّتك و على صفحك بعد إعذارك، أللّهمّ لك الحمد على ما تأخذ و تعطي و على ما تبلي و تبتلي و على ما تميت و تحيي و على كلّ شيء من أمرك يا أرحم الرّاحمين، و على الموت و الحياة و النّوم و اليقظة و على الذّكر و الغفلة و على الدّنيا و الآخرة، و لك الحمد على ما تقضي فيما خلقت و على ما تحفظ فيما قدّرت و على ما ترتّب فيما ابتدعت و على بقائك بعد خلقك، حمدا يملأ ما خلقت و يبلغ حيث أردت و تضعف السّماوات عنه و تفرح الملائكة به، حمدا يكون أرضى الحمد لك و أفضل الحمد عندك و أحقّ الحمد لديك و أحبّ الحمد إليك، حمدا لا يحجب عنك و لا ينتهي دونك و لا يقصر عن أفضل رضاك و لا يفضله شيء من محامدك من خلقك، حمدا يفضل حمد من مضى و يفوق حمد من بقي و يكون فيما يصعد إليك ما ترضى به لنفسك، حمدا عدد قطر

ص: 172

المطر و ورق الشّجر و تسبيح الملائكة و ما في البرّ و البحر، حمدا عدد أنفاس خلقك و طرفهم و لفظهم و أظلالهم و ما عن أيمانهم و ما عن شمائلهم و ما فوقهم و ما تحتهم، حمدا عدد ما قهر ملكك و وسع حفظك و ملأ كرسيّك و أحاطت به قدرتك و أحصاه علمك، حمدا عدد ما تجري به الرّياح و تحمل السّحاب و يختلف به اللّيل و النّهار و تسير به الشّمس و القمر، حمدا يملأ السّماوات و الأرض و ما بينهنّ و ما أنت أعلم به ممّا فوقهنّ و ما تحتهنّ و ما يفضل عنهنّ، أللّهمّ صلّ على محمّد عبدك و رسولك و نبيّك و على آل محمّد و اجعله أوجه المقرّبين و أعلى الأعلين و أفضل المفضّلين، أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد و اسمع كلامه إذا دعاك و أعطه إذا سألك و شفّعه إذا شفع، أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد، و آت محمّدا و آله صلّى اللّه عليه و عليهم من كلّ خير خيره و من كلّ فضل أفضله و من كلّ عطاء أجزله و من كلّ كرامة أكرمها و من كلّ جنّة أعلاها في الرّفيق الأعلى الأكرم المقرّب، أللّهمّ إنّي أسألك بمعاقد العزّ من عرشك و منتهى الرّحمة من كتابك و ما ذكرت من عظمتك و خير ما عندك و عظمة و قارك و طيّب خيرك و صدق حديثك، و بمحامدك الّتي اصطنعت لنفسك و كتبك الّتي أنزلت على أنبياءك و بقدرتك على جميع خلقك و جزيل عطائك عند عبادك أن تقبل منّي حسناتي و تكفّر عنّي سيّئاتي و تجاوز عنّي في أصحاب الجنّة وعد الصّدق الّذي كانوا يوعدون، أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد و ارزقني رزقا واسعا حلالا طيّبا نؤدّي به أماناتنا و نستعين به على زماننا و ننفق منه في طاعتك و في سبيلك، أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد و أصلح لنا قلوبنا و أعمالنا و أمر دنيانا و آخرتنا كلّه و أصلحنا بما أصلحت به الصّالحين، أللّهمّ يسّرنا لليسرى و جنّبنا العسرى و هيّىء لنا من أمرنا رشدا و مرفقا، أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد و احفظ لنا أنفسنا و ديننا و أماناتنا بحفظ الإيمان و استرنا بستر الإيمان، أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد و لا تكلنا إلى أنفسنا فنعجز عنها و لا تنزع منّا صالحا أعطيتناه و لا تردّنا في سوء استنقذتنا منه و اجعل غنانا في أنفسنا و انزع الفقر من بين أعيننا،

ص: 173

أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد و اجعلنا نتلو كتابك حقّ تلاوته و نعمل بمحكمه و نؤمن بمتشابهه و نردّ علمه إليك، أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد و بصّرنا في دينك و فهّمنا كتابك و لا تردّنا ضلاّلا و لا تعم علينا هدى، أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد وهب لنا من اليقين يقينا تبلّغنا به رضوانك و الجنّة و تهوّن علينا به هموم الدّنيا و الآخرة و أحزانهما و لا تجعل مصيبتنا في ديننا و لا دنيانا أكبر همّنا، و لا تسلّط علينا من لا يرحمنا و بارك لنا فيها ما صحبناها و في الآخرة إذا أفضينا إليها، و إذا جمعت الأوّلين و الآخرين فاجعلنا في خيرهم جماعة و إذا فرّقت بينهم فاجعلنا في الأهدين سبيلا، أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد و بارك لنا في الموت و اجعله خير غائب ننتظره، و بارك لنا فيما بعده من القضاء و اجعلنا في جوارك و ذمّتك و كنفك و رحمتك، أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد و لا تغيّر ما بنا من نعمتك و إن غيّرنا و كن بنا رحيما و كن بنا لطيفا و الطف لحاجتنا من أمر الدّنيا و الآخرة فإنّك عليها قادر و بها عليم، أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد و اختم أعمالنا بأحسنها و اجعل ثوابها رضوانك و الجنّة، أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد و ارحمنا فقد دعوناك كما أمرتنا فاستجب لنا كما وعدتنا و اجعل دعاءنا في المستجاب من الدّعاء و أعمالنا في المرفوع المتقبّل إله الحقّ آمين ربّ العالمين و صلّى اللّه على سيّدنا محمّد النّبيّ و آله و سلّم تسليما.

دعاء آخر للسجّاد عليه السّلام

بسم اللّه الرّحمن الرّحيم الحمد للّه الّذي لم يشهد أحدا حين فطر الأرض و السّماوات و لا اتّخذ معينا حين برء النّسمات لم يشارك في الإلهيّة و لم يظاهر في الوحدانيّة، كلّت الألسن عن غاية صفته و العقول عن كنه معرفته، و تواضعت الجبابرة لهيبته و عنت الوجوه لخشيته و انقاد كلّ عظيم لعظمته فله الحمد متواترا متّسقا و متواليا مستوسقا، و صلاته على رسوله أبدا و سلامه دائما سرمدا، أللّهمّ

ص: 174

اجعل أوّل يومي هذا صلاحا و أوسطه فلاحا و آخره نجاحا و أعوذ بك من يوم أوّله فزع و أوسطه جزع و آخره وجع، أللّهمّ إنّي أستغفرك لكلّ نذر نذرته و كلّ وعد وعدته و كلّ عهد عاهدته ثمّ لم أف به و أسألك في حمل مظالم العباد عنّا، فأيّما عبد من عبيدك أو أمة من إمائك كانت له قبلي مظلمة ظلمتها إيّاه في نفسه أو في عرضه أو في ماله أو في أهله و ولده أو غيبة اغتبته بها أو تحامل عليه بميل أو هوى أو أنفة أو حميّة أو رياء أو عصبيّة غائبا كان أو شاهدا حيّا كان أو ميّتا، فقصرت يدي و ضاق و سعي عن ردّها إليه و التّحلّل منه فأسألك يا من يملك الحاجات و هي مستجيبة بمشيّته و مسرعة إلى إرادته أن تصلّي على محمّد و آل محمّد، و أن ترضيه عنّي بم شئت و تهب لي من عندك رحمة إنّه لا تنقصك المغفرة و لا تضرّك الموهبة يا أرحم الرّاحمين، أللّهمّ أولني في كلّ يوم اثنين نعمتين ثنتين سعادة في أوّله بطاعتك و نعمة في آخره بمغفرتك، يا من هو الإله و لا يغفر الذّنوب سواه.

دعاء آخر للكاظم عليه السّلام

مرحبا بخلق اللّه الجديد و بكما من كاتبين و شاهدين اكتبا بسم اللّه أشهد أن لا إله إلاّ اللّه و أشهد أنّ محمّدا عبده و رسوله و أشهد أنّ الإسلام كما وصف و أنّ الدّين كما شرع و أنّ القول كما حدّث و أنّ الكتاب كما أنزل، و أنّ اللّه هو الحقّ المبين حيّا اللّه محمّدا بالسّلام و صلّى عليه و على آله، أللّهمّ ما أصبحت فيه من عافية في ديني و دنياي فأنت الّذي أعطيتني و رزقتني و وفّقتني له و سترتني فلا حمد لي يا إلهي فيما كان منّي من خير و لا عذر لي فيما كان منّي من شرّ، أللّهمّ إنّي أعوذ بك أن أتّكل إلى ما لا حمد لي فيه أو ما لا عذر لي فيه، أللّهمّ إنّه لا حول و لا قوّة لي على جميع ذلك إلاّ بك يا من بلّغ أهل الخير الخير و أعانهم عليه بلّغني الخير و أعنّي عليه، أللّهمّ أحسن عاقبتي في الأمور كلّها و أجرني من مواقف الخزي في الدّنيا و الآخرة إنّك على كلّ شيء قدير، أللّهمّ إنّي أسألك موجبات رحمتك و عزائم

ص: 175

مغفرتك و أسألك الغنيمة من كلّ برّ و السّلامة من كلّ إثم و أسألك الفوز بالجنّة و النّجاة من النّار، أللّهمّ رضّني بقضائك حتّى لا أحبّ تعجيل ما أخّرت و لا تأخير ما عجّلت عليّ، أللّهمّ أعطني ما أحببت و اجعله خيرا لي، أللّهمّ ما أنسيتني فلا تنسني ذكرك و ما أحببت فلا أحبّ معصيتك، أللّهمّ امكر لي و لا تمكر عليّ و أعنّي و لا تعن عليّ و انصرني و لا تنصر عليّ و اهدني و يسّر الهدى لي و أعنّي على من ظلمني حتّى أبلغ فيه مآربي، أللّهمّ اجعلني لك شاكرا لك ذاكرا لك محبّا لك راهبا و اختم لي منك بخير، أللّهمّ إنّي أسألك بعلمك الغيب و قدرتك على الخلق أن تحييني ما كانت الحياة خيرا لي، و أن تتوفّاني إذا كانت الوفاة خيرا لي و أسألك خشيتك في السّرّ و العلانية و العدل في الرّضى و الغضب و القصد في الغنى و الفقر، و أن تحبّب إليّ لقاءك في غير ضرّاء مضرّة و لا فتنة مضلّة و اختم لي بما ختمت به لعبادك الصّالحين إنّك حميد مجيد و صلّى اللّه على محمّد و على آله و سلّم.

تسبيح يوم الإثنين

بسم اللّه الرّحمن الرّحيم سبحان الحنّان المنّان الجواد، سبحان الكريم الأكرم سبحان البصير العليم، سبحان السّميع الواسع سبحان اللّه على إقبال النّهار و إقبال اللّيل، سبحان اللّه على إدبار النّهار و إدبار اللّيل لا إله إلاّ اللّه في آناء اللّيل و آناء النّهار، و له الحمد و المجد و العظمة و الكبرياء مع كلّ نفس و كلّ طرفة و كلّ لمحة سبق في علمه، سبحانك عدد ذلك سبحانك زنة ذلك و ما أحصى كتابك، سبحانك زنة عرشك سبحانك سبحانك، سبحان ربّنا ذي الجلال و الإكرام سبحان ربّنا تسبيحا كما ينبغي لكرم وجهه و عزّ جلاله، سبحان ربّنا تسبيحا مقدّسا مزكّى كذلك تعالى ربّنا، سبحان الحيّ الحليم سبحان الّذي كتب على نفسه الرّحمة، سبحان الّذي خلق آدم و أخرجنا من صلبه، سبحان الّذي يحيي الأموات و يميت الأحياء سبحان من هو

ص: 176

رحيم لا يعجل سبحان من هو قريب لا يغفل، سبحان من هو جواد لا يبخل سبحان من هو حليم لا يجهل، سبحان من جلّ ثناؤه و له المدحة البالغة في جميع ما يثنى عليه من المجد، سبحان اللّه الحليم و صلّى اللّه على سيّدنا محمّد و آله الطّاهرين.

عوذة يوم الاثنين و هي من عوذ أبي جعفر عليه السّلام

بسم اللّه الرّحمن الرّحيم أعيذ نفسي بربّي الأكبر ممّا يخفى و ما يظهر، و من شرّ كلّ أنثى و ذكر و من شرّ ما رأت الشّمس و القمر قدّوس قدّوس ربّ الملائكة و الرّوح، أدعوكم أيّها الجنّ إن كنتم سامعين مطيعين و أدعوكم أيّها الإنس إلى اللّطيف الخبير و أدعوكم أيّها الجنّ و الإنس إلى الّذي ختمته بخاتم ربّ العالمين و خاتم جبريل و ميكال و إسرافيل و خاتم سليمان بن داود عليهم السّلام و خاتم محمّد سيّد المرسلين و النّبيّين صلّى اللّه عليه و عليهم و أجز عن فلان بن فلان كلّ ما يغدو و يروح من ذي سمّ أو عقرب أو ساحر أو شيطان رجيم أو سلطان عنيد، أخذت عنه ما يرى و ما لا يرى و ما رأت عين نائم أو يقظان بإذن اللّه اللّطيف الخبير، لا سلطان لكم على اللّه لا شريك له و صلّى اللّه على رسوله سيّدنا محمّد النّبيّ و آله الطّاهرين و سلّم تسليما. ثم يتعوّذ بعوذة يوم الأحد.

دعاء ليلة الثلاثاء

بسم اللّه الرّحمن الرّحيم سبحانك اللّهمّ و بحمدك أنت اللّه الملك الحقّ و أنت ملك لا ملك معك و لا شريك لك و لا إله دونك اعترف لك الخلائق، ربّنا لك الحمد و لك الملك العظيم الّذي لا يزول و الغنى الكبير الّذي لا يعول و السّلطان العزيز الّذي لا يضام و العزّ المنيع الّذي لا يرام و الحول الواسع الّذي لا يضيق و القوّة المتينة الّتي لا تضعف و الكبرياء العظيم الّذي لا يوصف و العظمة الكبيرة، فحول أركان عرشك النّور و الوقار من قبل أن تخلق السّماوات و الأرض و كان عرشك على

ص: 177

الماء و كرسيّك يتوقّد نورا و سرادقك سرادق النّور و العظمة و الإكليل المحيط به هيكل السّلطان و العزّة و المدحة لا إله إلاّ أنت ربّ العرش العظيم و البهاء و النّور و الحسن و الجمال و العلى و العظمة و الكبرياء و الجبروت و السّلطان و القدرة، أنت الكريم القدير العزيز على جميع ما خلقت و لا يقدر شيء قدرك، و لا يضعّف شيء عظمتك خلقت ما أردت بمشيّتك فنفذ فيما خلقت علمك و أحاط به خبرك و أتى على ذلك أمرك و وسعه حولك و قوّتك، لك الخلق و الأمر و الأسماء الحسنى و الأمثال العليا و الآلاء و الكبرياء ذو الجلال و الإكرام و النّعم العظام و العزّة الّتي لا ترام، سبحانك و بحمدك تباركت ربّنا و جلّ ثناؤك، أللّهمّ صلّ على محمّد عبدك و رسولك و نبيّك خاتم النّبيّين المقفّى على آثارهم و المحتجّ به على أممهم، و المهيمن على تصديقهم و النّاصر لهم من ضلال من ادّعى من غيرهم دعوتهم و سار بخلاف سيرتهم صلاة تعظّم بها نوره على نورهم و تزيده بها شرفا على شرفهم و تبلّغه بها أفضل ما بلّغت نبيّا منهم و على أهل بيته، أللّهمّ فزد محمّدا صلّى اللّه عليه و آله مع كلّ فضيلة فضيلة و مع كلّ كرامة كرامة حتّى تعرّف فضيلته و كرامته أهل الكرامة عندك يوم القيامة، وهب له صلّى اللّه عليه و آله من الرّفعة أفضل الرّفعة و من الرّضى أفضل الرّضى و ارفع درجته العليا و تقبّل شفاعته الكبرى و آته سؤله في الآخرة و الأولى آمين إله الحقّ ربّ العالمين، أللّهمّ إنّي أسألك باسمك الأكبر العظيم المخزون الّذي تفتّح به أبواب سماواتك و رحمتك و يستوجب رضوانك الّذي تحبّ و تهوى و ترضى عمّن دعاك به، و هو حقّ عليك ألاّ تحرم به سائلك و بكلّ اسم دعاك به الرّوح الأمين و الملائكة المقرّبون و الحفظة الكرام الكاتبون و أنبياؤك المرسلون و الأخيار المنتجبون و جميع من في سماواتك و أقطار أرضك و الصّفوف حول عرشك تقدّس لك، أن تصلّي على محمّد و آل محمّد و أن تنظر في حاجتي إليك و أن ترزقني نعيم الآخرة و حسن ثواب أهلها في دار المقامة من فضلك و منازل الأخيار في ظلّ أمين، فإنّك أنت برأتني و أنت تعيدني لك أسلمت نفسي و إليك فوّضت

ص: 178

أمري و إليك ألجأت ظهري و عليك توكّلت و بك وثقت، أللّهمّ إنّي أدعوك دعاء ضعيف مضطرّ و رحمتك يا ربّ أوثق عندي من دعائي، أللّهمّ فأذن اللّيلة لدعائي أن يعرج إليك و أذن لكلامي أن يلج إليك و اصرف بصرك عن خطيئتي، أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد و أعوذ بك أن أضلّ في هذه اللّيلة ناشئا أو أن أغوي ناسكا أو أن أعمل بما لا تهوى فأنت ربّ السّماوات العلى و أنت ترى و لا ترى و أنت بالمنظر الأعلى فالق الحبّ و النّوى، أللّهمّ إنّي أسألك اللّيلة أفضل النّصيب في الأنصباء و أتمّ النّعمة في النّعماء و أفضل الشّكر في السّرّاء و أحسن الصّبر في الضّرّاء و أفضل الرّجوع إلى أفضل دار المأوى، أللّهمّ صلّ على محمّد و آله و أسألك المحبّة لمحابّك و العصمة لمحارمك و الوجل من خشيتك و الخشية من عذابك و النّجاة من عقابك و الرّغبة في حسن ثوابك و الفقه في دينك و الفهم في كتابك، و القنوع برزقك و الورع عن محارمك و الإستحلال لحلالك و التّحريم لحرامك و الإنتهاء عن معاصيك و الحفظ لوصيّتك و الصّدق بوعدك و الوفاء بعهدك و الإعتصام بحبلك، و الوقوف عند موعظتك و الإزدجار عند زواجرك و الإصطبار على عبادتك و العمل بجميع أمرك يا أرحم الرّاحمين و صلّى اللّه على سيّدنا محمّد خاتم النّبيّين و على عترته المهديّين و السّلام عليهم و رحمة اللّه و بركاته.

دعاء يوم الثلاثاء لعليّ عليه السّلام

بسم اللّه الرّحمن الرّحيم الحمد للّه الّذي منّ عليّ باستحكام المعرفة و الإخلاص بالتّوحيد له و لم يجعلني من أهل الغواية و الغباوة و الشّكّ و الشّرك و لا ممّن استحوذ الشّيطان عليه فأغواه و أضلّه و اتّخذ إلهه هواه، و سبحان اللّه الّذي يجيب المضطرّ و يكشف الضّرّ و يعلم السّرّ و يملك الخير و الشّرّ، و لا إله إلاّ اللّه الّذي يحلم عن عبده إذا عصاه و يتلقّاه بالإسعاف و التّلبية إذا دعاه، و اللّه أكبر البسيط ملكه المعدوم شركه المجيد عرشه الشّديد بطشه، أللّهمّ إنّي أسألك سؤال من لم يجد

ص: 179

لسؤاله مسؤولا سواك، و أعتمد عليك اعتماد من لم يجد لاعتماده معتمدا غيرك لأنّك الأوّل الّذي ابتدأت الإبتداء فلويته بأيدي تلطّفك فاستكان على مشيّتك منشأ كما أمرت بأحكام التّقدير، و أنت أجلّ و أعزّ من أن تحيط العقول بمبلغ وصفك، أنت العالم الّذي لا يعزب عنك مثقال الذّرّ في الأرض و السّماء، و الجواد الّذي لا يبخّلك إلحاح الملحّين فإنّما أمرك لشيء إذا أردته أن تقول له كن فيكون، أمرك ماض و وعدك حتم و حكمك عدل لا يعزب عنك شيء و إليك مردّ كلّ شيء احتجبت بآلائك فلم تر و شهدت كلّ نجوى و تعاليت على العلى و تفرّدت بالكبرياء و تعزّزت بالقدرة و البقاء، فلك الحمد في الآخرة و الأولى و لك الشّكر في البدء و العقبى، أنت إلهي حليم قادر رؤوف غافر و ملك قاهر و رازق بديع مجيب سميع بيدك نواصي العباد و نواحي البلاد حيّ قيّوم جواد ماجد رحيم كريم، أنت إلهي المالك الّذي ملكت الملوك فتواضع لهيبتك الأعزّاء و دان لك بالطّاعة الأولياء فاحتويت بإلهيّتك على المجد و السّناء و لا يؤدك حفظ خلقك و لا قلّت عطاياك بمن منحته سعة رزقك و أنت علاّم الغيوب سترت عليّ عيوبي و أحصيت عليّ ذنوبي و أكرمتني بمعرفة دينك و لم تهتك عنّي جميل سترك يا حنّان، و لم تفضحني يا منّان أسألك أن تصلّي على محمّد و آل محمّد و أن توسّع عليّ من فضلك الواسع رزقا حلالا طيّبا و أن تغفر لي ذنوبا حالت بيني و بينك باقترافي لها فأنت أهل أن تجود عليّ بسعة رحمتك و تنقذني من أليم عقوبتك و تدرجني درج المكرّمين و تلحقني مولاي بالصّالحين مع الّذين تتوفّاهم الملائكة طيّبين، يقولون سلام عليكم ادخلوا الجنّة بما كنتم تعملون بصفحك و تغمّدك يا رؤوف يا رحيم ربّ أسألك الصّلاة على محمّد و آله و أن تحتمل عنّي واجب الآباء و الأمّهات و أدّ حقوقهم عنّي و ألحقني معهم بالأبرار و الإخوان و الإخوة و الأخوات و المؤمنين و المؤمنات، و اغفر لي و لهم جميعا إنّك قريب مجيب و صلّى اللّه على النّبيّ محمّد و آله أجمعين.

ص: 180

دعاء آخر ليوم الثّلاثاء

بسم اللّه الرّحمن الرّحيم اللّه أكبر اللّه أكبر أهل الكبرياء و العظمة و أهل السّلطان و العزّة و القدرة و أهل البهاء و المجد، وليّ الدّنيا و الآخرة خلق الخلق بقدرته و أعلى الأعلين بعزّته و أعظم العظماء بمجده، و الّذي يسبّح الرّعد بحمده و الملائكة من خيفته و الطّير صافّات بأمره كلّ قد علم صلاته و تسبيحه، له الأسماء الحسنى و الأمثال العليا، و لا شيء أعلم منه و لا شيء أجلّ منه و لا شيء أعزّ منه، سبحان الّذي بعزّته رفع السّماء و وضع الأرض و نصب الجبال و سخّر النّجوم، و الّذي بعزّته أظلم اللّيل و أشرق النّهار و أسرج الشّمس و أنار القمر، سبحان الّذي بعزّته يثير السّحاب و أنزل المطر و أخرج الثّمر و أعظم البركة، سبحان الّذي ملكه دائم و كرسيّه واسع و عرشه رفيع و بطشه شديد، سبحان الّذي عذابه أليم و عقابه سريع و أمره مفعول، سبحان الّذي كلمته تامّة و عهده وفيّ و عقده وثيق، سبحان الّذي عزّه قاهر و كبرياؤه مانع و أمره غالب، سبحان الّذي مقامه مخوف و سلطانه عظيم و برهانه مبين و بقاؤه حق، سبحان الّذي حجّته بالغة و حفظه محفوظ و كيده متين سبحان الّذي قوله صادق و محاله شديد و طلبه مدرك و سبيله قاصد، سبحان الّذي بيده رزق كلّ شيء و ناصية كلّ دابّة يعلم مستقرّها و مستودعها كلّ في كتاب مبين، سبحان ذي العلى و الجبروت سبحان ذي الكبرياء و العظمة، سبحان ذي الملك و العزّة، سبحان ذي السّلطان و القدرة، سبحان ذي الإحسان و المهابة، سبحان ذي الحول و القوّة، سبحان ذي الفضل و السّعة سبحان ذي الطّول و المنعة، سبحان ذي الجلال و الإكرام سبحان ذي الجود و السّماحة، سبحان ذي الثّناء و المدحة سبحان ذي الأيادي و البركة، سبحان ذي الشّرف و الرّفعة سبحان ذي العفو و المغفرة، سبحان ذي المنّ و الرّحمة سبحان ذي الوقار و السّكينة، سبحان ذي الكرم

ص: 181

و الكرامة سبحان ذي النّور و البهجة، سبحان ذي الرّجاء و الثّقة سبحان ربّ الآخرة و الأولى، سبحان الّذي لا يبلى مجده و لا يعثر جدّه و لا يزول ملكه و لا يبدّل قوله و لا معقّب لحكمه، له الحكم و إليه ترجعون أللّهمّ صلّ على محمّد عبدك و رسولك و على أهل بيته أفضل صلواتك الّتي يفضل بها على أنبيائك و ابعثه يوم القيامة مقاما محمودا في أفضل كرامتك و قرّبه من مجلسك، و فضّله على جميع خلقك ثمّ عرّف بيننا و بينه في ذلك المقام من كرامتك و نحن آمنون راضون بمنزلة السّابقين من عبادك، و اجمع بيننا و بينه في أفضل مساكن الجنّة الّتي يفضل بها أنبياؤك و أحبّاؤك من خلقك، أللّهمّ إنّي أسألك بجلالك و جمالك و خيرك المبسوط و طاعتك المفروضة و ثوابك المحمود، و بسترك الفائض و رزقك الدّائم و فضلك الواسع و معروفك العامّ و ثوابك الكريم، و أمرك الغالب و منّك القديم و حصنك المنيع و نصرك الكبير و حبلك المتين و عهدك الوفيّ و وعدك الصّادق على نفسك و ذمّتك الّتي لا تخفر، و عزّتك الّتي أذللت بها الخلائق و دان لك بها كلّ شيء مع أنّي لا أسألك بشيء أعظم منك يا اللّه يا رحمن يا رحيم، و أسألك بكلّ اسم هو لك و بكلّ دعوة دعوتك بها أو لم أدعك بها أن تصلّي على محمّد و آل محمّد، و أن تجعل الإسلام و الصّيام و القيام و الصّبر و الصّلاة و الهدى و التّقوى و الحلم و العلم و الحكم و التّوفيق و التّصديق و السّكينة و الوقار و الرّأفة و الرّقّة في قلوبنا و أسماعنا و أبصارنا و في لحومنا و دمائنا، و اجعله همّنا و هوانا في محيانا و مماتنا، أللّهمّ إنّي أسألك من فضلك قلوبا سليمة و ألسنة صادقة و أزواجا صالحة و إيمانا ثابتا و علما نافعا وبرّا ظاهرا، و تجارة ربيحة و عملا نجيحا و سعيا مشكورا و ذنبا مغفورا و توبة نصوحا لا يغيّرها سرّاء و لا ضرّاء، و ارزقنا اللّهمّ دينا قيّما و شكرا دائما و صبرا جميلا و حياة طيّبة و وفاة كريمة و فوزا عظيما و ظلاّ ظليلا و الفردوس نزلا و نعيما مقيما و ملكا كبيرا و شرابا طهورا و ثياب سندس خضر و إستبرقا و حريرا، أللّهمّ و اجعل غفلة النّاس لنا ذكرا و ذكرهم لنا شكرا، و اجعل نبيّنا صلّى اللّه عليه و آله لنا فرطا و حوضه لنا موردا،

ص: 182

و اجعل اللّيل و النّهار و الدّنيا و الآخرة علينا بركة و ارزقنا علما و إيمانا و هدى و إسلاما و إخلاصا و توكّلا عليك و رغبة إليك و رهبة منك يا أرحم الرّاحمين، و صلّى اللّه على محمّد و آله الطّاهرين.

دعاء آخر للسّجاد عليه السّلام

بسم اللّه الرّحمن الرّحيم الحمد للّه و الحمد حقّه كما يستحقّه حمدا كثيرا، و أعوذ به من شرّ نفسي إنّ النّفس لأمّارة بالسّوء إلاّ ما رحم ربّي، و أعوذ به من شرّ الشّيطان الّذي يزيدني ذنبا إلى ذنبي و أحترز به من كلّ جبّار فاجر و سلطان جائر و عدوّ قاهر، أللّهمّ اجعلني من جندك فإنّ جندك هم الغالبون و اجعلني من أوليائك فإنّ أولياءك لا خوف عليهم و لا هم يحزنون، أللّهمّ أصلح لي ديني فإنّه عصمة أمري و أصلح لي آخرتي فإنّها دار مقرّي و إليها من مجاورة اللّئام مفرّي و اجعل الحياة زيادة لي في كلّ خير و الوفاة زاجرا(1) لي من كلّ شرّ، أللّهمّ صلّ على محمّد خاتم النّبيّين و تمام عدّة المرسلين و على آله الطّيّبين الطّاهرين و أصحابه المنتجبين، وهب لي في الثّلاثاء ثلاثا لا تدع لي ذنبا إلاّ غفرته و لا غمّا إلاّ أذهبته(2) و لا عدوّا إلاّ دفعته، بسم اللّه خير الأسماء بسم اللّه ربّ الأرض و السّماء أستدفع كلّ مكروه، أوّله سخطه و أستجلب كلّ محبوب أوّله رضاه، فاختم لي منك بالغفران يا وليّ الإحسان.

دعاء آخر للكاظم عليه السّلام

مرحبا بخلق اللّه الجديد و بكما من كاتبين و شاهدين اكتبا بسم اللّه، أشهد أن لا إله إلاّ اللّه و أشهد أنّ محمّدا عبده و رسوله، و أشهد أنّ الإسلام كما وصف و الدّين كما شرع و الكتاب كما أنزل و القول كما حدّث، و أنّ اللّه هو الحقّ المبين حيّا اللّه

ص: 183


1- و في نسخة أخرى: راحة.
2- و في نسخة أخرى: و لا هما إلا فرجته.

محمّدا بالسّلام و صلّى اللّه عليه و آله، أصبحت أسألك العفو و العافية في ديني و دنياي و آخرتي و أهلي و مالي و ولدي، أللّهمّ استر عوراتي و أجب دعواتي و احفظني من بين يديّ و من خلفي و عن يميني و عن شمالي، أللّهمّ إن رفعتني فمن ذا الّذي يضعني و إن تضعني فمن ذا الّذي يرفعني، أللّهمّ لا تجعلني للبلاء غرضا و لا للفتنة نصبا و لا تتبعني ببلاء في أثر بلاء، فقد ترى ضعفي و قلّة حيلتي و تضرّعي أعوذ بك من جميع خلقك فأعذني، و أستجير بك من جميع عذابك فأجرني و أستنصرك على عدوّي فانصرني و أستعين بك فأعنّي، و أتوكّل عليك فاكفني و أستهديك فاهدني و أستعصمك فاعصمني و أستغفرك فاغفر لي و أسترحمك فارحمني و أسترزقك فارزقني، سبحانك من ذا يعلم ما أنت و لا يخافك و من ذا يعرف قدرتك و لا يهابك سبحانك ربّنا، أللّهمّ إنّي أسألك إيمانا دائما و قلبا خاشعا و علما نافعا و يقينا صادقا، و أسألك دينا قيّما و أسألك رزقا واسعا، أللّهمّ لا تقطع رجاءنا و لا تخيّب دعاءنا و لا تجهد بلاءنا و أسألك العافية و الشّكر على العافية، و أسألك الغنى عن النّاس أجمعين يا أرحم الرّاحمين و يا منتهى همّة الرّاغبين و المفرّج عن المهمومين، و يا من إذا أراد شيئا فحسبه أن يقول له كن فيكون، أللّهمّ إنّ كلّ شيء لك و كلّ شيء بيدك و كلّ شيء إليك يصير و أنت على كلّ شيء قدير لا مانع لما أعطيت و لا معطي لما منعت و لا ميسّر لما عسّرت و لا معسّر لما يسّرت و لا معقّب لما أحكمت و لا ينفع ذا الجدّ منك الجدّ و لا قوّة إلاّ بك ما شئت كان و ما لم تشأ لم يكن، أللّهمّ فما قصر عنه عملي و رأيي و لم تبلغه مسألتي من خير وعدته أحدا من خلقك و خير ما أنت معطيه أحدا من خلقك فإنّي أسألك و أرغب إليك فيه يا أرحم الرّاحمين، أللّهمّ صلّ على محمّد و آله الطّيّبين الطّاهرين.

تسبيح يوم الثلاثاء

بسم اللّه الرّحمن الرّحيم سبحان من هو في علوّه دان سبحان من هو في دنوّه

ص: 184

عال، سبحان من هو في إشراقه منير سبحان من هو في سلطانه قويّ، سبحان الحليم الجليل سبحان الغنيّ الحميد، سبحان الواسع العليّ سبحان اللّه و تعالى سبحان من يكشف الضّرّ و هو الدّائم الصّمد الفرد القديم، سبحان من علا في الهواء سبحان الحيّ الرّفيع سبحان الحيّ القيّوم، سبحان الدّائم الباقي الّذي لا يزول سبحان الّذي لا تنقص خزائنه سبحان من لا ينفد ما عنده، سبحان من لا تبيد معالمه سبحان من لا يشاور في أمره أحدا، سبحان من لا إله غيره سبحان اللّه العظيم سبحان اللّه و بحمده سبحان ذي العزّ الشّامخ المبين، سبحان ذي الجلال الباذخ العظيم سبحان ذي الجلال الفاخر القديم، سبحان من هو في علوّه دان و في دنوّه عال و في إشراقه منير و في سلطانه قويّ و في ملكه دائم و صلّى اللّه على رسوله سيّدنا محمّد نبيّه و أهل بيته الطّاهرين.

عوذة يوم الثلاثاء من عوذ أبي جعفر عليه السّلام

بسم اللّه الرّحمن الرّحيم أعيذ نفسي باللّه الأكبر ربّ السّماوات القائمات بلا عمد، و بالّذي خلقها في يومين و قضى في كلّ سماء أمرها و خلق الأرض في يومين و قدّر فيها أقواتها و جعل فيها جبالا أوتادا و جعلها فجاجا سبلا، و أنشأ السّحاب و سخّره و أجرى الفلك و سخّر البحر و جعل في الأرض رواسي و أنهارا، من شرّ ما يكون في اللّيل و النّهار و تعقد عليه القلوب و تراه العيون من الجنّ و الإنس، كفانا اللّه كفانا اللّه كفانا اللّه لا إله إلاّ اللّه محمّد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله الطّاهرين و سلّم تسليما. ثم تتعوّذ بعوذة يوم الإثنين.

دعاء ليلة الأربعاء

بسم اللّه الرّحمن الرّحيم سبحانك اللّهمّ ربّنا و لك الحمد، أنت اللّه الغنيّ الدّائم الملك أشهد أنّك إله لا تخترم الأيّام ملكك و لا تغيّر الأنام عزّك، لا إله إلاّ

ص: 185

أنت وحدك لا شريك لك و لا ربّ سواك و لا خالق غيرك، أنت خالق كلّ شيء و كلّ شيء خلقك و أنت ربّ كلّ شيء و كلّ شيء عبدك و أنت إله كلّ شيء و كلّ شيء يعبدك و يسبّح بحمدك و يسجد لك، فسبحانك و بحمدك تباركت أسماؤك الحسنى كلّها إلها معبودا في جلال عظمتك و كبريائك و تعاليت ملكا جبّارا في وقار عزّة ملكك و تقدّست ربّا منعوتا في تأييد منعة سلطانك، و ارتفعت إلها قاهرا فوق ملكوت عرشك و علوت كلّ شيء بارتفاعك و أنفذت كلّ شيء بصرك و لطف بكلّ شيء خبرك و أحاط بكلّ شيء علمك و وسع كلّ شيء حفظك و حفظ كلّ شيء كتابك و ملأ كلّ شيء نورك و قهر كلّ شيء ملكك، و عدل في كلّ شيء حكمك و خاف كلّ شيء من سخطك، و دخلت في كلّ شيء مهابتك إلهي من مخافتك و تأييدك قامت السّماوات و الأرض و ما فيهنّ من شيء طاعة لك و خوفا من مقامك و خشيتك فتقارّ كلّ شيء في قراره و انتهى كلّ شيء إلى أمرك، و من شدّة جبروتك و عزّتك انقاد كلّ شيء لملكك و ذلّ كلّ شيء لسلطانك، و من غناك وسعتك افتقر كلّ شيء إليك فكلّ شيء يعيش من رزقك و من علوّ مكانك و قدرتك، علوت كلّ شيء من خلقك و كلّ شيء أسفل منك تقضي فيهم بحكمك و تجري المقادير فيهم بينهم بمشيّتك، ما قدّمت منها لم يسبقك و ما أخّرت منها لم يعجزك و ما أمضيت منها أمضيته بحكمك و علمك، سبحانك و بحمدك تباركت ربّنا و جلّ ثناؤك، أللّهمّ صلّ على محمّد عبدك و رسولك و نبيّك و آثره بصفو كرامتك على جميع خلقك و اخصصه بأفضل الفضائل منك و بلّغ به أفضل محلّ المكرمين و أشرف رحمتك في شرف المقرّبين و الدّرجة العليا من الأعلين، اللّهمّ بلّغ به الوسيلة من الجنّة في الرّفعة منك و الفضيلة و أدم بأفضل الكرامة زلفته حتّى تتمّ النّعمة عليه و يطول ذكر الخلائق له و اجعلنا من رفقائه على سرر متقابلين مع أبينا إبراهيم آمين إله الحقّ ربّ العالمين، أللّهمّ إنّي أسألك باسمك الّذي أنزلته على موسى في الألواح و باسمك الّذي وضعته على السّماوات فاستقلّت و على الأرض فاستقرّت و على الجبال

ص: 186

فأرست، و بحقّ محمّد صلّى اللّه عليه و آله نبيّك و إبراهيم خليلك و موسى نجيّك و عيسى كلمتك و روحك، و أسألك بتوراة موسى و إنجيل عيسى و زبور داود و قرآن محمّد صلّى اللّه عليه و آله و عليهم السّلام و على جميع أنبياءك، و بكلّ وحي أوحيته و قضاء قضيته و كتاب أنزلته يا إله الحقّ المبين النّور المنير أن تتمّ النّعمة عليّ و تحسن لي العاقبة في الأمور كلّها، فإنّما أنا عبدك و ابن عبدك ناصيتي بيدك أتقلّب في قبضتك غير معجز و لا ممتنع عجزت عن نفسي و عجز النّاس عنّي و لا عشيرة تكفيني و لا مال يفديني و لا عمل ينجيني و لا قوّة لي فأنتصر، و لا أنا بريء من الذّنوب فأعتذر و عظم ذنبي فليسع عفوك لمغفرتي اللّيلة بما و أيت على نفسك، و ارزقني القوّة ما أبقيتني و الإصلاح ما أحييتني و العون على ما حمّلتني و الصّبر على ما أبليتني و الشّكر فيما آتيتني و البركة فيما رزقتني، أللّهمّ لقّني حجّتي يوم الممات و لا ترني عملي حسرات و لا تفضحني بسريرتي يوم ألقاك و لا تخزني بسيّئاتي و ببلائك عند قضائك و أصلح ما بيني و بينك، و اجعل هواي في تقواك، و اكفني هول المطّلع و ما أهمّني و ما لم يهمّني ممّا أنت أعلم به منّي من أمر دنياي و آخرتي، و أعنّي على ما غلبني و ما لم يغلبني فكلّ ذلك بيدك يا ربّ فاكفني و اهدني و أصلح بالي و أدخلني الجنّة و عرّفها لي، و ألحقني بالّذين هم خير منّي و ارزقني مرافقة النّبيّين و الصّدّيقين و الشّهداء و الصّالحين و حسن أولئك رفيقا أنت إله الحقّ ربّ العالمين و صلّى اللّه على سيّدنا رسوله محمّد النّبيّ و آله الطّيّبين الطّاهرين و سلّم تسليما.

دعاء يوم الأربعاء لعليّ عليه السّلام

بسم اللّه الرّحمن الرّحيم الحمد للّه الّذي مرضاته في الطّلب إليه و التماس ما لديه و سخطه في ترك الإلحاح في المسألة عليه، و سبحان اللّه شاهد كلّ نجوى بعلمه

ص: 187

و مباين كلّ جسم بنفسه، و لا إله إلاّ اللّه الّذي لا يدرك بالعيون و الأبصار و لا يجهل بالعقول و الألباب و لا يخلو من الضّمير، و يعلم خائنة الأعين و ما تخفي الصّدور، و اللّه أكبر المتجلّل عن صفات المخلوقين المطّلع على ما في قلوب الخلائق أجمعين، أللّهمّ إنّي أسألك سؤال من لا يملّ دعاء ربّه و أتضرّع إليك تضرّع غريق يرجو كشف كربه و أبتهل إليك ابتهال تائب من ذنوبه، و أنت الرّؤوف الّذي ملكت الخلائق كلّهم و فطرتهم أجناسا مختلفات الألوان و الأقدار على مشيّتك قدّرت آجالهم و أرزاقهم فلم يتعاظمك خلق خلق حتّى كوّنته كما شئت مختلفا ممّا شئت فتعاليت و تجبّرت عن اتّخاذ وزير و تعزّزت من مؤامرة شريك و تنزّهت عن اتّخاذ الأبناء و تقدّست عن ملامسة النّساء، فليست الأبصار بمدركة لك و لا الأوهام واقعة عليك و ليس لك شريك و لا ندّ و لا عديل و لا نظير، أنت الفرد الواحد الدّائم الأوّل الآخر و العالم الأحد الصّمد القائم الّذي لم تلد و لم تولد و لم يكن لك كفوا أحد، لا توصف بوصف و لا تدرك بوهم و لا يغيّرك في مرّ الدّهور صرف، كنت أزليّا لم تزل و لا تزال و علمك بالأشياء في الخفاء، كعلمك بها في الإجهار و الإعلان فيا من ذلّ لعظمته العظماء و خضعت لعزّته الرّؤساء، و من كلّت عن بلوغ ذاته ألسن البلغاء و من أحكم تدبير الأشياء و استعجمت عن إدراكه عبارة علوم العلماء، أتعذّبني بالنّار و أنت أملي أو تسلّطها عليّ بعد إقراري لك بالتّوحيد و خضوعي و خشوعي لك بالسّجود أو تلجلج لساني في الموقف و قد مهّدت لي بمنّك سبل الوصول إلى التّحميد و التّسبيح و التّمجيد فيا غاية الطّالبين و أمن الخائفين و عماد الملهوفين و غياث المستغيثين و جار المستجيرين و كاشف ضرّ المكروبين و ربّ العالمين و أرحم الرّاحمين صلّ على محمّد و آل محمّد، و تب عليّ و ألبسني العافية و ارزقني من فضلك رزقا واسعا و اجعلني من التّوّابين، أللّهمّ إن كنت كتبتني شقيّا عندك فإنّي أسألك بمعاقد العزّ و بالكبرياء و العظمة الّتي لا يقاومها متكبّر و لا عظيم أن تصلّي على محمّد و آل محمّد، و أن تحوّلني سعيدا فإنّك تجري الأمور على إرادتك و تجير

ص: 188

و لا يجار عليك يا قدير و أنت على كلّ شيء قدير و أنت الرّؤوف الرّحيم الخبير، تعلم ما في نفسي و لا أعلم ما في نفسك إنّك أنت علاّم الغيوب فالطف بي فقديما لطفت بمسرف على نفسه غريق في بحور خطيئته أسلمته للحتوف كثرة زلله و تطوّل عليّ يا متطوّلا على المذنبين بالعفو و الصّفح، فإنّك لم تزل آخذا بالفضل و الصّفح على العاثرين و من وجب له باجترائه على الآثام حلول دار البوار يا عالم الخفيّات و الأسرار، يا جبّار يا قهّار و ما ألزمتنيه مولاي من فرض الآباء و الأمّهات و واجب حقوقهم مع الإخوان و الأخوات فاحتمل ذلك عنّي إليهم و أدّه يا ذا الجلال و الإكرام و اغفر للمؤمنين و المؤمنات إنّك على كلّ شيء قدير.

دعاء آخر ليوم الأربعاء

بسم اللّه الرّحمن الرّحيم أللّهمّ لك الحمد قبل كلّ شيء خلقت كلّ شيء و أنت بعد كلّ شيء و أنت وارث كلّ شيء، أحصى علمك كلّ شيء و أحاطت قدرتك بكلّ شيء فليس يعجزك شيء و لا يتوارى منك شيء خشع كلّ شيء لاسمك و ذلّ كلّ شيء لملكك و اعترف كلّ شيء بقدرتك، أللّهمّ لا يقدر أحد قدرك و لا يشكرك أحد حقّ شكرك و لا تهتدي العقول لصفتك لا يدري شيء كيف أنت غير أنّك كما نعتّ نفسك حارت الأبصار دونك، و كلّت الألسن عنك و انتهت العقول دونك و ضلّت الأحلام فيك تعاليت بقدرتك و علوت بسلطانك و قدرت بجبروتك و قهرت عبادك، أللّهمّ و أدركت الأبصار و أحصيت الأعمال و أخذت بالنّواصي و وجلت دونك القلوب، أللّهمّ فأمّا الّذي نرى من خلقك فيهولنا من ملكك و يعجبنا من قدرتك و ما نصف من سلطانك فقليل(1) ممّا يغيب عنّا منه و قصر فهمنا عنه و انتهت عقولنا دونه و حالت الغيوب بيننا و بينه، أللّهمّ أشدّ خلقك خشية لك

ص: 189


1- في نسخة ثانية: فدليل فيما.

أعلمهم بك و أفضل خلقك بك علما أخوفهم لك و أطوع خلقك لك أقربهم منك و أشدّ خلقك لك إعظاما أدناهم إليك، لا علم إلاّ خشيتك و لا حلم إلاّ الإيمان بك ليس لمن لم يخشك علم و لا لمن لم يؤمن بك حلم و كيف لا تعلم ما خلقت و تحفظ ما قدّرت و تفهم ما ذرأت و تقهر ما ذلّلت و تقدر على ما تشاء و بدء كلّ شيء منك و منتهى كلّ شيء إليك و قوام كلّ شيء بك و رزق كلّ شيء عليك، لا ينتقص سلطانك من عصاك و لا يزيد في ملكك من أطاعك و لا يردّ أمرك من سخط قضاءك و لا يمتنع منك من تولّى غيرك كلّ سرّ عندك علانية و كلّ غيب عندك شهادة تعلم خائنة الأعين و ما تخفي الصّدور تحيي الموتى و تميت الأحياء، نور السّماوات و الأرض ملك الدّنيا و الآخرة ليس يمنعك عزّ سلطانك و لا عظم شأنك و لا ارتفاع مكانك و لا شدّة جبروتك من أن تحصي كلّ شيء و تشهد كلّ نجوى و تعلم ما في الأرحام و تطّلع على ما في القلوب، أللّهمّ لم يكن قبلك شيء و أمر كلّ شيء بيدك و لا يفعل ما يشاء غيرك و كلّ شيء هالك إلاّ وجهك رحيم في قدرتك عال في دنوّك قريب في ارتفاعك لطيف في جلالك ليس يشغلك شيء عن شيء و لا يستتر عنك شيء، علمك في السّرّ كعلمك في العلانية و قدرتك على ما تقضي كقدرتك على ما قضيت وسعت كلّ شيء رحمة و ملأت كلّ شيء عظمة و أخذت كلّ شيء بقدرة و ما قضيت فهو الحقّ المبين يا أرحم الرّاحمين، أللّهمّ لا تسبق إن طلبت و لا تقصر إن أردت منتهى دون ما تشاء، و لا تقصر قدرتك عمّا تريده علوت في دنوّك و دنوت في علوّك و لطفت في جلالك و جللت في لطفك لا نفاد لملكك و لا منتهى لعظمتك و لا مقياس لجبروتك و لا استحراز من قدرتك أللّهمّ فأنت الأبد بلا أمد و المدعوّ فلا منجى منك، و المنتهى فلا محيص عنك و الوارث فلا مقصر دونك أنت الحقّ المبين و النّور المنير و القدّوس العظيم وارث الأوّلين و الآخرين حياة كلّ شيء و مصير كلّ ميّت و شاهد كلّ غائب و وليّ تدبير الأمور، أللّهمّ بيدك ناصية كلّ دابّة و إليك مردّ كلّ نسمة و بإذنك تسقط كلّ ورقة و لا يعزب عنك مثقال ذرّة، أللّهمّ فتّ أبصار

ص: 190

الملائكة و علم النّبيّين و عقول الإنس و الجنّ و فهم خيرتك من خلقك القائم بحجّتك و الذّابّ عن حرمك و النّاصح لعبادك فيك و الصّابر على الأذى و التّكذيب في جنبك و المبلّغ رسالاتك فإنّه قد أدّى الأمانة و منح النّصيحة و حمل على المحجّة و كابد العسرة و الشّدّة فيما كان يلقى من جهّال قومه، أللّهمّ فأعطه بكلّ منقبة من مناقبه و كلّ ضريبة من ضرائبه و حال من أحواله و منزلة من منازله رأيته لك فيها ناصرا و على مكروه بلائك صابرا، خصائص من عطائك و فضائل من حبائك تسرّ بها نفسه و تكرم بها وجهه و ترفع بها مقامه و تعلي بها شرفه على القوّام بقسطك، و الذّابّين عن حرمك و الدّعاة إليك و الأدلاّء عليك من المنتجبين الكرام من جميع خلقك من ولد آدم حتّى لا تبقى مكرمة و لا حباء من حبائك جعلتهما منك نزلا لملك مقرّب مفضّل أو نبيّ مرسل إلاّ خصصت محمّدا صلّى اللّه عليه و آله و سلّم من ذلك بمكارمه بحيث لا يلحقه لا حق و لا يسمو إليه سام و لا يطمع أن يدركه طالب، و حتّى لا يبقى ملك مقرّب مكرّم مفضّل و لا نبيّ مرسل و لا مؤمن صالح و لا فاجر طالح و لا شيطان مريد و لا خلق فيما بين ذلك شهيد إلاّ عرّفته منزلة محمّد صلواتك عليه و على أهل بيته منك و كرامته عليك و خاصّته لديك، ثمّ جعلت خالص الصّلوات منك و من ملائكتك المقرّبين و المصطفين من رسلك و الصّالحين من عبادك على محمّد و آل محمّد صلوات اللّه عليه و عليهم، و السّلام عليه و عليهم و رحمة اللّه و بركاته أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد و بارك على محمّد و آل محمّد و ترحّم على محمّد و آل محمّد كأفضل ما صلّيت و باركت و ترحّمت على إبراهيم و آل إبراهيم إنّك حميد مجيد، و امنن على محمّد و آل محمّد كما مننت على موسى و هارون و سلّم على محمّد و آل محمّد كما سلّمت على نوح في العالمين، أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد و أورد عليه من ذرّيّته و أزواجه و أهل بيته و أصحابه و أمّته من تقرّ به عينه، و اجعلني اللّهمّ منهم و ممّن تسقيه بكأسه و توردنا حوضه و تحشرنا في زمرته و تحت لوائه، و تدخلنا في كلّ خير أدخلت فيه محمّدا و آل محمّد و تخرجنا من كلّ سوء

ص: 191

أخرجت منه محمّدا و آل محمّد صلواتك عليه و عليهم، و السّلام عليه و عليهم و رحمة اللّه و بركاته أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد و اجعلني معهم في كلّ عافية و بلاء و اجعلني معهم في كلّ شدّة و رخاء و اجعلني معهم في كلّ مثوى و منقلب، أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد و أحيني محياهم و أمتني مماتهم و اجعلني معهم في المواطن كلّها و المواقف كلّها و المشاهد كلّها و أفنني خير الفناء إذا أفنيتني على موالاتك و موالاة أوليائك و معاداة أعدائك و الرّغبة إليك و الرّهبة منك و الخشوع لك و الوفاء بعهدك و التّصديق بكتابك و الإتّباع لسنة نبيّك صلّى اللّه عليه و آله، أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد صلاة تبلّغهم بها رضوانك و الجنّة و تدخلنا معهم في كرامتك و تنجّينا بهم من سخطك و النّار، يا حابس يدي إبراهيم عن ذبح ابنه و هما يتناجيان ألطف الأشياء يا بنيّ و يا أبتاه، يا مقيّض الرّكب ليوسف في البلد القفر و غيابة الجبّ و جاعله بعد العبوديّة نبيّا ملكا، يا من سمع الهمس من ذي النّون في بطن الحوت في الظّلمات الثلاث ظلمة اللّيل و ظلمة قعر البحر و ظلمة بطن الحوت، يا كاشف ضرّ أيّوب، يا راحم عبرة داود، يا رادّ حزن يعقوب صلوات اللّه عليهم، يا مجيب دعوة المضطرّين يا منفّس همّ المهمومين صلّ على محمّد و على آل محمّد و اكشف عنّا كلّ ضرّ و نفّس عنّا كلّ همّ و فرّج عنّا كلّ غمّ و اكفنا كلّ مؤنة و أجب لنا كلّ دعوة و اقض لنا كلّ حاجة من حوائج الدّنيا و الآخرة، أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد و اغفر لي ذنبي و وسّع لي في رزقي و خلقي و طيّب لي كسبي وقنّعني ما رزقتني و لا تذهب بنفسي إلى شيء صرفته عنّي، أللّهمّ إنّي أعوذ بك من النّسيان و الكسل و التّواني في طاعتك و الفشل و من عذابك الأدنى عذاب القبر و عذابك الأكبر، و لا تجعل فؤادي فارغا ممّا أقول و اجعل ليلك و نهارك بركات منك عليّ، و اجعل سعيي عندك مشكورا أسألك من صالح ما في أيدي العباد من الأمانة و الإيمان و التّقوى و الزّكاة و المال و الولد يا حيّ يا قيّوم، أللّهمّ مثبّت القلوب ثبّت قلبي على دينك و اجعل وسيلتي إليك و اجعل رغبتي فيما عندك و اجعل ثواب عملي رضاك و أعط

ص: 192

نفسي سؤلها و مناها و زكّها أنت خير من زكّاها و أنت وليّها و مولاها، أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد و استر عورتي و آمن روعتي و اقض ديني و اغفر لي ذنبي و وسّع لي في قبري و بارك لي فيما رزقتني، أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد و أسألك الهدى و التّقوى و اليقين و العفاف و الغنى و العمل بما تحبّ و ترضى و أسألك الشّكر و المعافاة في الدّنيا و الآخرة، أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد و أسألك أن تجعلني من خير عبادك عملا و خيرهم أملا و خيرهم حياة و خيرهم موتا و من استعملتهم برحمتك و توفّيتهم برحمتك و رضوانك، أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد و أسألك العفو و العافية في ديني و دنياي و آخرتي و أهلي و مالي و ولدي، أللّهمّ إنّي أسألك الطّيّبات من الرّزق و ترك المنكرات و حبّ المساكين و أن تغفر لي و ترحمني و تتوب عليّ و إذا نزلت في الأرض فتنة فأقلبني غير مفتون، أللّهمّ إنّي أسألك من الخير كلّه عاجله و آجله و أعوذ بك من الشّرّ كلّه عاجله و آجله و افتح لي بخير و اختم لي بخير و آتني في الدّنيا حسنة و في الآخرة حسنة وقني عذاب النّار يا أرحم الرّاحمين إنّك على كلّ شيء قدير، و اغفر لي و لوالديّ إنّك أنت الغنيّ الحميد و صلّى اللّه على محمّد رسوله و آله أجمعين.

دعاء آخر للسجّاد عليه السّلام

بسم اللّه الرّحمن الرّحيم الحمد للّه الّذي جعل اللّيل لباسا و النّوم سباتا و جعل النّهار نشورا، لك الحمد أن بعثتني من مرقدي و لو شئت جعلته سرمدا حمدا دائما لا ينقطع أبدا و لا يحصي له الخلائق عددا، أللّهمّ لك الحمد أن خلقت فسوّيت و قدّرت و قضيت و أمتّ و أحييت و أمرضت و شفيت و عافيت و أبليت، و على العرش استويت و على الملك احتويت أدعوك دعاء من ضعفت وسيلته و انقطعت حيلته و اقترب أجله و تدانى في الدّنيا أمله و اشتدّت إلى رحمتك فاقته و عظمت لتفريطه حسرته و كثرت زلّته و عثرته و خلصت لوجهك توبته فصلّ على محمّد خاتم النّبيّين

ص: 193

و على أهل بيته الطّيّبين الطّاهرين، و ارزقني شفاعة محمّد صلّى اللّه عليه و آله و لا تحرمني صحبته إنّك أنت أرحم الرّاحمين، أللّهمّ اقض لي في الأربعاء أربعا اجعل قوّتي في طاعتك و نشاطي في عبادتك و رغبتي في ثوابك و زهدي فيما يوجب لي أليم عقابك إنّك لطيف لما تشاء.

دعاء آخر للكاظم عليه السّلام

مرحبا بخلق اللّه الجديد و بكما من كاتبين و شاهدين اكتبا، بسم اللّه أشهد أن لا إله إلاّ اللّه و أشهد أنّ محمّدا صلّى اللّه عليه و آله عبده و رسوله، و أشهد أنّ الإسلام كما وصف و الدّين كما شرع و أنّ الكتاب كما أنزل، و القول كما حدّث و أنّ اللّه هو الحقّ المبين حيّا اللّه محمّدا بالسّلام و صلّى عليه و على آله، أللّهمّ اجعلني من أفضل عبادك نصيبا في كلّ خير تقسمه في هذا اليوم من نور تهدي به ورزق تبسطه أو ضرّ تكشفه أو بلاء تصرفه أو شرّ تدفعه أو رحمة تنشرها أو مصيبة تصرفها، أللّهمّ اغفر لي ما قد سلف من ذنوبي و اعصمني فيما بقي من عمري و ارزقني عملا ترضى به عنّي، أللّهمّ إنّي أسألك بكلّ اسم هو لك سمّيت به نفسك و أنزلته في شيء من كتبك استأثرت به في علم الغيب عندك أو علّمته أحدا من خلقك أن تجعل القرآن ربيع قلبي و شفاء صدري و نور بصري و ذهاب همّي و حزني فإنّه لا حول و لا قوّة إلاّ بك، أللّهمّ ربّ الأرواح الفانية و ربّ الأجساد البالية أسألك بطاعة الأرواح البالغة إلى عروقها و بطاعة القبور المنشقّة عن أهلها و بدعوتك الصّادقة فيهم و أخذك الحقّ بينهم و بين الخلائق فلا ينطقون من مخافتك يرجون رحمتك و يخافون عذابك، أسألك النّور في بصري و اليقين في قلبي و الإخلاص في عملي و ذكرك على لساني أبدا ما أبقيتني، أللّهمّ ما فتحت لي من باب طاعة فلا تغلقه عنّي أبدا و ما أغلقت عنّي من باب معصية فلا تفتحه عليّ أبدا، أللّهمّ ارزقني حلاوة الإيمان و طعم المغفرة و لذّة الإسلام و برد العيش بعد الموت إنّه لا يملك ذلك غيرك، أللّهمّ إنّي

ص: 194

أعوذ بك أن أضلّ أو أضلّ أو أذلّ أو أذلّ أو أظلم أو أظلم أو أجهل أو يجهل عليّ أو أجور أو يجار عليّ أخرجني من الدّنيا مغفورا لي ذنبي مقبولا عملي و أعطني كتابي بيميني و احشرني في زمرة النّبيّ محمّد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم كثيرا.

تسبيح يوم الأربعاء

بسم اللّه الرّحمن الرّحيم سبحان من تسبّح له الأنعام بأصواتها يقولون سبّوحا قدّوسا، سبحان الملك الحقّ المبين سبحان من تسبّح له البحار بأمواجها سبحانك ربّنا و بحمدك، سبحان من تسبّح له ملائكة السّماوات بأصواتها سبحان اللّه المحمود في كلّ مقالة، سبحان الّذي يسبّح له الكرسيّ و ما حوله و ما تحته، سبحان الملك الجبّار الّذي ملأ كرسيّه السّماوات السّبع و الأرضين السّبع، سبحان اللّه بعدد ما سبّحه المسبّحون و الحمد للّه بعدد ما حمده الحامدون و لا إله إلاّ اللّه بعدد ما هلّله المهلّلون، و اللّه أكبر بعدد ما كبّره المكبّرون و أستغفر اللّه بعدد ما استغفره المستغفرون و لا حول و لا قوّة إلاّ باللّه العليّ العظيم بعدد ما قاله القائلون، و صلّى اللّه على محمّد و آل محمّد بعدد ما صلّى عليه المصلّون سبحانك لا إله إلاّ أنت تسبّح لك الدّوابّ في مراعيها و الوحوش في مظانّها و السّباع في فلواتها و الطّير في و كورها، سبحانك لا إله إلاّ أنت تسبّح لك البحار بأمواجها و الحيتان في مياهها و المياه على مجاريها و الهوامّ في أماكنها سبحانك لا إله إلاّ أنت الجواد الّذي لا يبخل الغنيّ الّذي لا يعدم الجديد الّذي لا يبلى، الحمد للّه الباقي الّذي تسربل بالبقاء الدّائم الّذي لا يفنى العزيز الّذي لا يذلّ الملك الّذي لا يزول، سبحانك لا إله إلاّ أنت القائم الّذي لا يعيى الدّائم الّذي لا يبيد العليم الّذي لا يرتاب البصير الّذي لا يضلّ الحليم الّذي لا يجهل، سبحانك لا إله إلاّ أنت الحكيم الّذي لا يحيف الرّقيب الّذي لا يسهو المحيط الّذي لا يلهو الشّاهد الّذي لا يغيب، سبحانك لا إله إلاّ أنت القويّ الّذي لا يرام العزيز الّذي لا يضام السّلطان الّذي لا يغلب المدرك

ص: 195

الّذي لا يدرك الطّالب الّذي لا يعجز.

عوذة يوم الأربعاء من عوذ أبي جعفر عليه السّلام

بسم اللّه الرّحمن الرّحيم أعيذ نفسي بالأحد الصّمد من شرّ النّفّاثات في العقد و من شرّ ابن قترة و ما ولد، أستعيذ باللّه الواحد الأعلى من شرّ ما رأت عيني و ما لم تره أستعيذ باللّه الواحد الفرد الكبير الأعلى من شرّ من أرادني بأمر عسير، أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد و اجعلني في جوارك و حصنك الحصين العزيز الجبّار الملك القدّوس القهّار السّلام المؤمن المهيمن الغفّار عالم الغيب و الشّهادة الكبير المتعال هو اللّه هو اللّه هو اللّه لا شريك له محمّد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم كثيرا.

ثم يتعوّذ بعوذة يوم الثلاثاء.

دعاء ليلة الخميس

بسم اللّه الرّحمن الرّحيم سبحانك ربّنا و لك الحمد أنت الّذي بكلمتك خلقت جميع خلقك، فكلّ مشيّتك أتتك بلا لغوب أثبتّ مشيّتك و لم تأنّ فيها لمؤنة و لم تنصب فيها لمشقّة و كان عرشك على الماء و الظّلمة على الهواء و الملائكة يحملون عرشك عرش النّور و الكرامة و يسبّحون بحمدك و الخلق مطيع لك خاشع من خوفك، لا يرى فيه نور إلاّ نورك و لا يسمع فيه صوت إلاّ صوتك، حقيق بما لا يحقّ إلاّ لك خالق الخلق و مبتدعه توحّدت بأمرك و تفرّدت بملكك و تعظّمت بكبريائك و تعزّزت بجبروتك و تسلّطت بقوّتك و تعاليت بقدرتك فأنت بالمنظر الأعلى فوق السّماوات العلى كيف لا يقصر دونك علم العلماء و لك العزّة، أحصيت خلقك و مقاديرك لما جلّ من جلال ما جلّ من ذكرك و لما ارتفع من رفيع ما ارتفع من كرسيّك، علوت على علوّ ما استعلى من مكانك كنت قبل جميع خلقك لا يقدر القادرون قدرك، و لا يصف الواصفون أمرك رفيع البنيان مضيء

ص: 196

البرهان عظيم الجلال قديم المجد محيط العلم لطيف الخير(1) حكيم الأمر، أحكم الأمر صنعك و قهر كلّ شيء سلطانك و تولّيت العظمة بعزّة ملكك و الكبرياء بعظم جلالك، ثمّ دبّرت الأشياء كلّها بحكمك و أحصيت أمر الدّنيا و الآخرة كلّها بعلمك، و كان الموت و الحياة بيدك و ضرع كلّ شيء إليك و ذلّ كلّ شيء لملكك و انقاد كلّ شيء لطاعتك فتقدّست ربّنا و تقدّس اسمك، و تباركت ربّنا و تعالى ذكرك و بقدرتك على خلقك و لطفك في أمرك لا يعزب عنك مثقال ذرّة في السّماوات و الأرض و لا أصغر من ذلك و لا أكبر إلاّ في كتاب مبين، فسبحانك و بحمدك تباركت ربّنا و جلّ ثناؤك، أللّهمّ صلّ على محمّد عبدك و رسولك و نبيّك أفضل ما صلّيت على أحد من بيوتات المسلمين، صلاة تبيّض بها وجهه و تقرّ بها عينه و تزيّن بها مقامه و تجعله خطيبا بمحامدك ما قال صدّقته و ما سأل أعطيته و لمن شفع شفّعته، و اجعل له من عطائك عطاء تامّا و قسما وافيا و نصيبا جزيلا و اسما عاليا على النّبيّين و الصّدّيقين و الشّهداء و الصّالحين و حسن أولئك رفيقا، أللّهمّ إنّي أسألك باسمك الّذي إذا ذكر اهتزّ له عرشك و تهلّل له نورك و استبشرت له ملائكتك و الّذي إذا ذكر تزعزعت له السّماوات و الأرض و الجبال و الشّجر و الدّوابّ، و الّذي إذا ذكر تفتّحت له أبواب السّماء و أشرقت له الأرض و سبّحت له الجبال، و الّذي إذا ذكر تصدّعت له الأرض و قدّست له الملائكة و الإنس و تفجّرت له الأنهار، و الّذي إذا ذكر ارتعدت منه النّفوس و وجلت منه القلوب و خشعت له الأصوات أن تغفر لي و لوالديّ و ارحمهما كما ربيّاني صغيرا و ارزقني ثواب طاعتهما و مرضاتهما و عرّف بيني و بينهما في جنّتك، أسألك لي و لهما الأجر في الآخرة يوم القيامة، و العفو يوم القضاء و برد العيش عند الموت و قرّة عين لا تنقطع و لذّة النظر إلى وجهك و شوقا إلى لقاءك، أللّهمّ إنّي ضعيف فقوّ في رضاك ضعفي و خذ إلى الخير بناصيتي،

ص: 197


1- في نسخة ثانية: الخبر.

و اجعل الإسلام منتهى رضاي و اجعل البرّ أكبر أخلاقي و التّقوى زادي و ارزقني الظّفر بالخير لنفسي و أصلح لي ديني الّذي هو عصمة أمري و بارك لي في دنياي الّتي فيها بلاغي و أصلح لي آخرتي الّتي إليها معادي، و اجعل دنياي زيادة في كلّ خير و اجعل آخرتي عافية من كلّ شرّ، و هيّىء لي الإنابة إلى دار الخلود و التّجافي عن دار الغرور و الإستعداد للموت قبل أن ينزل بي، أللّهمّ لا تأخذني بغتة و لا تقتلني فجاءة و لا تعجّلني عن حقّ و لا تسلبنيه، و عافني من ممارسة الذّنوب بتوبة نصوح و من الأسقام الدّوية بالعفو و العافية و توفّ نفسي آمنة مطمئنّة راضية بما لها مرضيّة ليس عليها خوف و لا حزن و لا جزع و لا فزع و لا وجل و لا مقت منك، مع المؤمنين الّذين سبقت لهم منك الحسنى و هم عن النّار مبعدون، أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد و من أرادني بحسن فأعنه عليه و يسّره لي فإنّي لما أنزلت إليّ من خير فقير، و من أرادني بسوء أو حسد أو بغي أو عداوة أو ظلم فإنّي أدرأ بك في نحره و أستعين بك عليه فاكفنيه بم شئت و اشغله عنّي بم شئت فإنّه لا حول و لا قوّة إلاّ بك، أللّهمّ إنّي أعوذ بك من الشّيطان الرّجيم و من مغاويه و اعتراضه و فزعه و وسوسته، أللّهمّ فلا تجعل له عليّ سلطانا و لا تجعل له عليّ سبيلا و لا تجعل له في مالي و ولدي شركا و لا نصيبا و باعد بيننا و بينه كما باعدت بين المشرق و المغرب حتّى لا يفسد شيئا من طاعتك علينا و أتمم نعمتك عندنا بمرضاتك يا أرحم الرّاحمين، و صلّى اللّه على سيّدنا محمّد النّبيّ و آله الطّاهرين و سلّم تسليما.

دعاء يوم الخميس لعلي عليه السّلام

بسم اللّه الرّحمن الرّحيم الحمد للّه الّذي له في كلّ نفس من الأنفاس و خطرة من الخطرات منّا منن لا تحصى و في كلّ لحظة من اللّحظات نعم لا تنسى و في كلّ حال من الحالات عائدة لا تخفى، و سبحان اللّه الّذي يقهر القويّ و ينصر الضّعيف

ص: 198

و يجبر الكسير و يغني الفقير و يقبل اليسير و يعطي الكثير و هو على كلّ شيء قدير و لا إله إلاّ اللّه السّابغ النّعمة البالغ الحكمة الدّامغ الحجّة الواسع الرّحمة المانع العصمة، و اللّه أكبر ذو السّلطان المنيع و البنيان الرّفيع و الإنشاء البديع و الحساب السّريع و صلّى اللّه على محمّد خير النّبيّين و آله الطّيّبين، أللّهمّ إنّي أسألك سؤال الخائف من وقفة الموقف الوجل من العرض المشفق من الخشية لبوائق القيامة المأخوذ على العزّة النّادم على خطيئته المسؤول المحاسب المثاب المعاقب الّذي لم يكنّه عنك مكان و لا وجد مفرّا إلاّ إليك، سؤال متنصّل من سيّىء عمله مقرّ قد أحاطت به الهموم و ضاقت عليه رحائب التّخوم موقن بالموت مبادر بالتّوبة قبل الفوت إن مننت بها عليه و عفوت، فأنت يا إلهي رجائي إذ ضاق عنّي الرّجاء و ملجأي إذ لم أجد فناء للإلتجاء توحّدت سيّدي بالعزّ و العلاء و تفرّدت بالوحدانيّة و البقاء، و أنت المتعزّز الفرد المتعال ذو المجد فلك ربّي الحمد لا يواري منك مكان و لا يغيّرك زمان تألّفت بلطفك الفرق و فلقت بقدرتك الفلق و أنرت بكرمك دياجي الغسق و أجريت الأمواه من الصّمّ الصّياخيد عذبا و أجاجا و أنهرت من المعصرات ماء ثجّاجا، و جعلت للبريّة سراجا وهّاجا و للقمر و النّجوم أبراجا من غير أن تمارس فيما ابتدأت لغوبا و علاجا و أنت إله كلّ شيء و خالقه و جبّار كلّ مخلوق و رازقه فالعزيز من أعززت و الذّليل من أذللت و السّعيد من أسعدت و الشّقيّ من أشقيت و الغنيّ من أغنيت و الفقير من أفقرت، أنت وليّي و مولاي و عليك رزقي و بيدك ناصيتي فصلّ على محمّد و آل محمّد و افعل بي ما أنت أهله، و عد بفضلك على عبد غمره جهله و استولى عليه التّسويف حتّى سالم الأيّام فاعتقد المحارم و الآثام، فاجعلني سيّدي عبدا يفزع إلى التّوبة فإنّها مفزع المذنبين و أغنني بجودك الواسع عن المخلوقين و لا تحوجني إلى شرار العالمين وهب لي عفوك في موقف يوم الدّين، فإنّك أرحم الرّاحمين و أجود الأجودين و أكرم الأكرمين، يا من له الأسماء الحسنى و الأمثال العليا و جبّار السّماوات و الأرضين إليك قصدت راجيا فلا

ص: 199

تردّني عن سنيّ مواهبك صفرا إنّك جواد مفضال، يا رؤوفا بالعباد و من هو لهم بالمرصاد أسألك أن تصلّي على محمّد و آل محمّد و أن تجزل ثوابي و تحسن مآبي و تستر عيوبي و تغفر ذنوبي و أنقذني مولاي بفضلك من أليم العذاب إنّك كريم وهّاب، فقد ألقتني السّيّئات و الحسنات بين عقاب و ثواب و قد رجوتك أن تكون بلطفك تتغمّد عبدك المقرّ بفوادح العيوب بجودك و كرمك، يا غافر الذّنوب و تصفح عن زلله فليس لي سيّدي ربّ أرتجيه غيرك و لا إله أسأله جبر فاقتي و مسكنتي سواك فلا تردّني منك بالخيبة يا مقيل العثرات و كاشف الكربات و سرّني فإنّي لست بأوّل من سررته يا وليّ النّعم و شديد النّقم و دائم المجد و الكرم و اخصصني منك بمغفرة لا يقاربها شقاء و سعادة لا يدانيها أذى و ألهمني تقاك و محبّتك و جنّبني موبقات معصيتك و لا تجعل للنّار عليّ سلطانا إنّك أهل التّقوى و أهل المغفرة و قد دعوتك و تكفّلت بالإجابة و لا تخيّب سائليك و لا تخذل طالبيك و لا تردّ آمليك يا خير مأمول برأفتك و رحمتك و فردانيّتك و ربوبيّتك إنّك على كلّ شيء قدير و بكلّ شيء محيط، و اكفني ما أهمّني من أمر دنياي و آخرتي إنّك سميع الدّعاء لطيف لما تشاء و أدرجني درج من أوجبت له حلول دار كرامتك مع أصفيائك و أهل اختصاصك بجزيل مواهبك في درجات جنّاتك، مع الّذين أنعمت عليهم من النّبيّين و الصّدّيقين و الشّهداء و الصّالحين و حسن أولئك رفيقا و ما افترضت عليّ فاحتمله عنّي إلى من أوجبت حقوقه من الآباء و الأمّهات و الإخوة و الأخوات، و اغفر لي و لهم مع المؤمنين و المؤمنات إنّك قريب مجيب واسع البركات و ذلك عليك يسير و صلّى اللّه على النّبيّ محمّد و آله أجمعين و سلّم تسليما.

دعاء آخر ليوم الخميس

بسم اللّه الرّحمن الرّحيم أللّهمّ ربّنا لك الحمد و الثّناء الحسن كلّه و لك الحمد حمدا ترضى به و تقبله، و لك الحمد حمدا يقوم أجره و كرامته و لك الحمد

ص: 200

حمدا كثيرا كما تظاهرت علينا نعمك و سبحان اللّه ربّنا الّذي نعمته أفضل من شكرنا، و سبحان اللّه ربّنا الّذي رحمته أنفع لنا من أعمالنا و سبحان اللّه ربّنا الّذي إحسانه خير من إحساننا و سبحان اللّه ربّنا الّذي مغفرته أعظم من ذنوبنا، و سبحان اللّه ربّنا الّذي رزقه أوسع لنا من كسبنا و سبحان اللّه ربّنا الّذي تعليمه لنا أفقه من أحلامنا و سبحان اللّه ربّنا الّذي مغفرته أكفى لنا من فعلنا، و سبحانك يا إلهي ما أعظم شأنك و أعزّ جبروتك و أكرم قدرتك و أفضل عفوك و أسبغ نعمتك و أكبر منّك و أوسع رحمتك يا أرحم الرّاحمين، سبحانك لا تستطيع الألسن وصفك و لا تصف العقول قدرتك و لا تخطر على القلوب عظمتك و لا تبلغ الأعمال شكرك و لا يطيق العاملون صنعك تحيّرت الأبصار دونك، سبحانك أمرك قضاء و كلامك نور و رضاك رحمة و سخطك عذاب و رحمتك حياة و طاعتك نجاة و عبادتك حرز و أخذك أليم و أنت أرحم الرّاحمين و سبحانك صفّت لك الملائكة و خشعت لك الأصوات و انتشرت بك الأمم و أذعن لك الخلائق و قام بك الخلق وصفا لك الملك و الأمر و طلبت إليك الحوائج، و رفعت إليك الأيدي و طمحت نحوك الأبصار و قرّت بك الأعين و أشرقت بنورك الأرض و حييت بك البلاد، و أنحلت لك الأجساد و تناهت إليك الأرواح و تاقت إليك الأنفس و عنت لك الوجوه و اطمأنّت بك الأفئدة و اقشعرّت منك الجلود و أفضيت إليك القلوب، و اطّلعت على السّرائر و أخذت بالنّواصي و الأقدام يا أرحم الرّاحمين، أللّهمّ صلّ على محمّد عبدك و رسولك خاتم النّبيّين و على أهل بيته الطّيّبين، أللّهمّ و أكرمه كرامة تبدو فضيلتها يوم القيامة على جميع العالمين و افعل ذلك بنا يا ربّ العالمين، أللّهمّ و صلّ على محمّد و على آل محمّد و بارك على محمّد و على آله و علينا بركة تفضّلنا بها على من باركت عليه من المسلمين و عرّف بيننا و بينه تحت عرشك و نحن في عافية ممّا فيه من حضر الحساب من المجرمين و اجمعنا و إيّاه في خير مساكن الجنّة الّتي تفضّل بها الأنبياء و الصّالحين صلوات اللّه عليهم أجمعين، أللّهمّ و اختم ذلك لنا برضوان منك و محبّة مع رضوان تقرّبنا بها مع

ص: 201

المقرّبين، أللّهمّ و قرّبنا منك يومئذ قربى قريبة لا تجعل بها أحدا من المؤمنين، و أسألك اللّهمّ بما ألبستني إلهي من محامدك و تعظيمك و الصّلاة على محمّد عبدك و رسولك و نبيّك يا ذا الجلال و الإكرام و الجبروت و الملكوت و السّلطان و القدرة و الإكرام و النّعم العظام و العزّة الّتي لا ترام، أسألك بأفضل مسائلك كلّها و أنجحها و أعظمها الّتي لا ينبغي للعباد أن يسألوك إلاّ بها، و بك يا اللّه يا رحمن يا رحيم، و بعزّتك القديمة و بملكك يا ملك الدّنيا و الآخرة و بنعمائك الّتي لا تحصى و بأحبّ أسمائك إليك و أكرمها عليك و أشرفها لديك منزلة و أقربها إليك وسيلة و أجزلها عندك ثوابا و أسرعها منك إجابة و أدعوك دعاء من اشتدّت فاقته و عظم جرمه و ضعف كدحه و أشرفت على الهلكة نفسه و لم يجد لفاقته مغيثا و لا لكسره جابرا و لا لذنبه غافرا غيرك، و أدعوك دعاء فقير إلى رحمتك إلهي غير مستنكف و لا مستكبر دعاء بائس فقير خائف مستجير، و أدعوك بأنّك الحنّان المنّان بديع السّماوات و الأرض ذو الجلال و الإكرام عالم الغيب و الشّهادة الرّحمن الرّحيم أن تقلبني اليوم برضاك عنّي و عتق رقبتي من النّار عتقا لا رقّ بعده، و تجعلني من طلقائك و محرّريك و تشهد على ذلك ملائكتك و أنبياءك و رسلك في كتاب لا يبدّل و لا يغيّر حتّى ألقاك و أنت عنّي راض و أنا لديك مرضيّ و أن تعافيني في كلّ موطن و تنصرني على كلّ عدوّ و تولاّني في كلّ مقام و تنجّيني من كلّ عدوّ و تفرّج عنّي كلّ كرب و تهوّن لي كلّ سبيل و ترزقني كلّ بركة و أن تسمع لي إذا دعوت و تغفر لي إذا سهوت و تتقبّل منّي إذا صلّيت، و تستجيب لي إذا دعوت و تجاوز عنّي إذا لهوت و لا تعاقبني فيما أتيت وهب لي صالح ما نويت وهب لي من الخير فوق الّذي سمّيت و تقبّل منّي و تجاوز عنّي و عافني و اغفر لي و امنن عليّ و ارحمني و تب عليّ و ارض عنّي و وفّقني لما ينفعني، و اصرف عنّي ما يضرّني و اكفني ما أهمّني و لا تمقتني و لا تعاقبني و لا تخزني و أكرمني و لا تهنّي و أصلحني وهب لي كلّ شيء يصلحني و أعظم أجري و أحسن ثوابي و بيّض وجهي و أكرم مدخلي و قرّبني منك و أكرمني برحمتك آمين ربّ

ص: 202

العالمين و صلّى اللّه على محمّد خاتم النّبيّين و آله الطّيّبين الأخيار الأبرار الّذين لا خوف عليهم و لا هم يحزنون.

دعاء آخر للسجّاد عليه السّلام

بسم اللّه الرّحمن الرّحيم الحمد للّه الّذي أذهب باللّيل مظلما بقدرته و جاء بالنّهار مبصرا برحمته و كساني ضياءه و أنا في نعمته، أللّهمّ فكما أبقيتني له فأبقني لأمثاله و صلّ على النّبيّ محمّد و آله و لا تفجعني فيه و في غيره من اللّيالي و الأيّام بارتكاب المحارم و اكتساب المآثم و ارزقني خيره و خير ما فيه و خير ما بعده، و اصرف عنّي شرّه و شرّ ما فيه و شرّ ما بعده، أللّهمّ إنّي بذمّة الإسلام أتوسّل إليك و بحرمة القرآن أعتمد عليك و بمحمّد المصطفى صلّى اللّه عليه و آله أستشفع لديك فاعرف اللّهمّ ذمّتي الّتي رجوت بها قضاء حاجتي يا أرحم الرّاحمين، أللّهمّ اقض لي في الخميس خمسا لا يتّسع لها إلاّ كرمك و لا يطيقها إلاّ نعمك سلامة أقوى بها على طاعتك و عبادة أستحقّ بها جزيل مثوبتك وسعة في الحال من الرّزق الحلال و أن تؤمنني في مواقف الخوف بأمنك و تجعلني من طوارق الهموم و الغموم في حصنك، و صلّ على محمّد و آل محمّد و اجعله لي شافعا و اجعل توسّلي به يوم القيامة نافعا إنّك أرحم الرّاحمين.

دعاء آخر للكاظم عليه السّلام

بسم اللّه الرّحمن الرّحيم مرحبا بخلق اللّه الجديد و بكما من كاتبين و شاهدين اكتبا، بسم اللّه أشهد أن لا إله إلاّ اللّه و أشهد أنّ محمّدا عبده و رسوله و أشهد أنّ الإسلام كما وصف و الدّين كما شرع و القول كما حدّث و الكتاب كما أنزل، و أنّ اللّه هو الحقّ المبين حيّا اللّه محمّدا بالسّلام و صلّى اللّه عليه و آله أصبحت أعوذ بوجه اللّه

ص: 203

الكريم و اسم اللّه العظيم و كلماته التّامّة من شرّ السّامّة و الهامّة و العين اللاّمّة و من شرّ ما خلق و ذرء و برء و من شرّ كلّ دابّة ربّي آخذ بناصيتها إنّ ربّي على صراط مستقيم أللّهمّ إنّي أعوذ بك من جميع خلقك، و أتوكّل عليك في جميع أموري فاحفظني من بين يديّ و من خلفي و من فوقي و من تحتي و لا تكلني في حوائجي إلى عبد من عبادك فيخذلني أنت مولاي و سيّدي فلا تخيّبني من رحمتك، أللّهمّ إنّي أعوذ بك من زوال نعمتك و تحويل عافيتك، استعنت بحول اللّه و قوّته من حول خلقه و قوّتهم، و أعوذ بربّ الفلق من شرّ ما خلق حسبي اللّه و نعم الوكيل، أللّهمّ أعزّني بطاعتك و أذلّ أعدائي بمعصيتك و اقصمهم يا قاصم كلّ جبّار عنيد يا من لا يخيّب من دعاه و يا من إذا توكّل العبد عليه كفاه اكفني كلّ مهمّ من أمر الدّنيا و الآخرة، أللّهمّ إنّي أسألك عمل الخائفين و خوف العاملين و خشوع العابدين و عبادة المتّقين و إخبات المؤمنين و إنابة المخبتين و توكّل الموقنين و بشرى المتوكّلين و ألحقنا بالأحياء المرزوقين، و أدخلنا الجنّة و أعتقنا من النّار و أصلح لنا شأننا كلّه، أللّهمّ إنّي أسألك إيمانا صادقا يا من يملك حوائج السّائلين و يعلم ضمير الصّامتين إنّك بكلّ خير عالم غير معلّم أن تقضي لي حوائجي و أن تغفر لي و لوالديّ و لجميع المؤمنين و المؤمنات و المسلمين و المسلمات الأحياء منهم و الأموات و صلّى اللّه على سيّدنا محمّد النّبيّ و آله إنّك حميد مجيد.

تسبيح يوم الخميس

بسم اللّه الرّحمن الرّحيم سبحانك لا إله إلاّ أنت الواسع الّذي لا يضيق البصير الّذي لا يضلّ النّور الّذي لا يخمد، سبحانك لا إله إلاّ أنت الحيّ الّذي لا يموت القيّوم الّذي لا يهن الصّمد الّذي لا يطعم، سبحانك لا إله إلاّ أنت ما أعظم شأنك و أعزّ سلطانك و أعلى مكانك، سبحانك لا إله إلاّ أنت ما أبرّك و أرحمك و أحلمك و أعظمك و أعلمك و أسمحك و أجلّك و أكرمك و أعزّك و أعلاك و أقواك

ص: 204

و أسمعك و أبصرك، سبحانك لا إله إلاّ أنت ما أكرم عفوك و أعظم تجاوزك سبحانك لا إله إلاّ أنت ما أوسع رحمتك و أكثر فضلك، سبحانك لا إله إلاّ أنت ما أنعم آلاءك و أسبغ نعماءك سبحانك لا إله إلاّ أنت ما أفضل ثوابك و أجزل عطاءك، سبحانك لا إله إلاّ أنت ما أوسع حجّتك و أوضح برهانك، سبحانك لا إله إلاّ أنت ما أشدّ أخذك و أوجع عقابك سبحانك لا إله إلاّ أنت ما أشدّ مكرك و أمتن كيدك، سبحانك لا إله إلاّ أنت تسبّح لك السّماوات السّبع و الأرضون السّبع سبحانك لا إله إلاّ أنت القريب في علوّك المتعالي في دنوّك المتداني دون كلّ شيء من خلقك، سبحانك لا إله إلاّ أنت القريب قبل كلّ شيء و الدّائم مع كلّ شيء و الباقي بعد فناء كلّ شيء سبحانك لا إله إلاّ أنت تصاغر كلّ شيء لجبروتك و انقاد كلّ شيء لسلطانك و ذلّ كلّ شيء لعزّتك و خضع كلّ شيء لملكك و استسلم كلّ شيء لقدرتك سبحانك لا إله إلاّ أنت ملكت الملوك بعظمتك و قهرت الجبابرة بقدرتك و ذلّلت العظماء بعزّتك، سبحانك لا إله إلاّ أنت تسبيحا يفضل على تسبيح المسبّحين كلّهم من أوّل الدّهر إلى آخره و ملء السّماوات و الأرضين و ملء ما خلقت و ملء ما قدّرت، سبحانك لا إله إلاّ أنت تسبّح لك السّماوات بأقطارها و الشّمس في مجاريها و القمر في منازله و النّجوم في سيراتها و الفلك في معارجه، سبحانك لا إله إلاّ أنت يسبّح لك النّهار بضوءه و اللّيل بدجاه و النّور بشعاعه و الظّلمة بغموضها، سبحانك لا إله إلاّ أنت تسبّح لك الرّياح في مهبّها و السّحاب بأمطارها و البرق بإخطافه و الرّعد بإرزامه، سبحانك لا إله إلاّ أنت تسبّح لك الأرض بأقواتها و الجبال بأطوادها و الأشجار بأوراقها و المراعي في منابتها، سبحانك و بحمدك لا إله إلاّ أنت وحدك لا شريك لك عدد ما سبّحك من شيء و كما تحبّ يا ربّ أن تحمد و كما ينبغي لعظمتك و كبرياءك و عزّك و قوّتك و قدرتك و صلّى اللّه على رسوله محمّد خاتم النّبيّين و آله أجمعين.

ص: 205

عوذة يوم الخميس للإمام الجواد (ع)

بسم اللّه الرّحمن الرّحيم أعيذ نفسي بربّ المشارق و المغارب من كلّ شيطان مارد و قائم و قاعد و حاسد و معاند و ينزّل عليكم من السّماء ماء ليطهّركم به و يذهب عنكم رجز الشّيطان، و ليربط على قلوبكم و يثبّت به الأقدام أركض برجلك هذا مغتسل بارد و شراب و أنزلنا من السّماء ماء طهورا لنحيي به بلدة ميتا و نسقيه ممّا خلقنا أنعاما و أناسيّ كثيرا الآن خفّف اللّه عنكم ذلك تخفيف من ربّكم و رحمة، يريد اللّه أن يخفّف عنكم فسيكفيكهم اللّه و هو السّميع العليم، لا إله إلاّ اللّه و اللّه غالب على أمره لا إله إلاّ اللّه محمّد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله، أعوذ بعزّة اللّه و أعوذ بقدرة اللّه و أعوذ برسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم تسليما.

عوذة أخرى له

بسم اللّه الرّحمن الرّحيم أعيذ نفسي بقدرة اللّه و عزّة اللّه و عظمة اللّه و سلطان اللّه و جلال اللّه و كمال اللّه و بجمع اللّه و برسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله الطّيّبين و بولاة أمر اللّه من شرّ ما أخاف و أحذر و أشهد أنّ اللّه على كلّ شيء قدير و لا حول و لا قوّة إلاّ باللّه العليّ العظيم و صلّى اللّه على سيّدنا محمّد و آله و سلّم تسليما و حسبنا اللّه و نعم الوكيل.

و يستحبّ أن يستغفر اللّه تعالى بهذا الاستغفار آخر نهار الخميس فيقول:

أستغفر اللّه الّذي لا إله إلاّ هو الحيّ القيّوم و أتوب إليه توبة عبد خاضع مسكين مستكين، لا يستطيع لنفسه صرفا و لا عدلا و لا نفعا و لا ضرّا و لا موتا و لا حياة و لا نشورا، و صلّى اللّه على محمّد و عترته الطّيّبين الطّاهرين الأخيار الأبرار و سلّم تسليما. ثمّ يقول: أللّهمّ يا خالق نور النّبيّين و مرزغ قبور العالمين و ديّان حقائق يوم

ص: 206

الدّين و المالك لحكم الأوّلين و الآخرين و المسبّحين، و العالم بكلّ تكوين أشهد بعزّتك في الأرض و السّماء و حجابك المنيع على أهل الطّغيان يا خالق روحي و مقدّر قوتي و العالم بسرّي و جهري، لك سجودي و عبودي و لعدوّك عنودي، يا معبودي أشهد أنّك أنت اللّه لا إله إلاّ أنت وحدك لا شريك لك عليك توكّلت و إليك أنيب و أنت حسبي و نعم الوكيل.

و يستحبّ أن يقرأ فيه سورة المائدة و أن يقرأ القدر ألف مرّة و يصلّي على النبي كذلك و يقول: أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد و عجّل فرجهم و أهلك عدوّهم من الجنّ و الإنس من الأوّلين و الآخرين، و من كانت له حاجة فليباكر فيها لقوله صلّى اللّه عليه و آله أللّهمّ بارك لأمّتي في بكورها، و ليقرأ إذا توجّه ما ذكرناه قبل أدعية الأسبوع.

ذكر أدعية السّاعات للأئمّة الإثني عشر عليهم السّلام

السّاعة الأولى: من طلوع الفجر إلى طلوع الشمس لأمير المؤمنين عليه السّلام:

أللّهمّ ربّ البهاء و العظمة و الكبرياء و السّلطان، أظهرت القدرة كيف شئت، و مننت على عبادك بمعرفتك و تسلّطت عليهم بجبروتك، و علّمتهم شكر نعمتك، أللّهمّ فبحقّ وليّك عليّ أمير المؤمنين المرتضى للدّين و العالم بالحكم و مجاري التّقى إمام المتّقين، صلّ على محمّد و آله في الأوّلين و الآخرين و أقدّمه بين يدي حوائجي و رغبتي إليك أن تصلّي على محمّد و آل محمّد، و أن تنتقم لي ممّن ظلمني و بغى عليّ و اكفني مؤنة من يريدني بسوء أو ظلم يا ناصر المظلوم المبغيّ عليه، يا عظيم البطش يا شديد الإنتقام إنّك على كلّ شيء قدير. و أن تفعل بي كذا و كذا.

الساعة الثانية: من طلوع الشمس إلى ذهاب الحمرة للحسن عليه السّلام: أللّهمّ

ص: 207

لبست بهاءك في أعظم قدرتك وصفا نورك في أنور ضوءك، و فاض علمك في حجابك و خلقت فيه أهل الثّقة بك عند جودك فتعاليت في كبريائك علوّا عظمت فيه منّتك على أهل طاعتك فباهيت بهم أهل سماواتك بمنّتك عليهم، أللّهمّ فبحقّ وليّك الحسن بن عليّ عليك أسألك و به أستغيث إليك، و أقدّمه بين يدي حوائجي و رغبتي إليك أن تصلّي على محمّد و آل محمّد و أن تعينني به على طاعتك و رضوانك و تبلّغني أفضل ما بلّغته أحدا من أوليائك و أوليائه في ذلك، يا ذا المنّ الّذي لا ينفد أبدا و يا ذا النّعماء الّتي لا تحصى عددا يا كريم يا كريم يا كريم. و أن تفعل بي كذا و كذا.

الساعة الثالثة: من ذهاب الشعاع إلى ارتفاع النّهار للحسين عليه السّلام: يا من تجبّر فلا عين تراه يا من تعظّم فلا تخطر القلوب بكنهه، يا حسن المنّ يا حسن التّجاوز يا حسن العفو يا جواد يا كريم يا من لا يشبهه شيء من خلقه يا من منّ على خلقه بأوليائه إذ ارتضاهم لدينه و أدّب بهم عباده و جعلهم حججا منّا منه على خلقه، أسألك بحقّ وليّك الحسين بن عليّ عليهما السّلام السّبط التّابع لمرضاتك و النّاصح في دينك و الدّليل على ذاتك، أسألك بحقّه و أقدّمه بين يدي حوائجي و رغبتي إليك أن تصلّي على محمّد و آل محمّد و أن تعينني على طاعتك و أفعال الخير و كلّ ما يرضيك عنّي و يقرّبني منك يا ذا الجلال و الإكرام و الفضل و الإنعام يا وهّاب يا كريم و أن تفعل بي كذا و كذا.

السّاعة الرّابعة: من ارتفاع النّهار إلى زوال الشّمس لعليّ بن الحسين عليهما السّلام: أللّهمّ صفا نورك في أتمّ عظمتك و علا ضياؤك في أبهى ضوءك، أسألك بنورك الّذي نوّرت به السّماوات و الأرضين و قصمت به الجبابرة و أحييت به الأموات و أمتّ به الأحياء و جمعت به المتفرّق و فرّقت به المجتمع، و أتممت به الكلمات و أقمت به السّماوات أسألك بحقّ وليّك عليّ بن الحسين عليهما السّلام

ص: 208

الذّابّ عن دينك و المجاهد في سبيلك، و أقدّمه بين يدي حوائجي و رغبتي إليك أن تصلّي على محمّد و آل محمّد و أن تكفيني به و تنجّيني من تعرّض السّلاطين و نفث الشّياطين إنّك على ما تشاء قدير. و أن تفعل بي كذا و كذا.

السّاعة الخامسة: من زوال الشمس إلى أربع ركعات من الزّوال للباقر عليه السّلام: أللّهمّ ربّ الضّياء و العظمة و النّور و الكبرياء و السّلطان، تجبّرت بعظمة بهاءك و مننت على عبادك برأفتك و رحمتك و دللتهم على موجود رضاك، و جعلت لهم دليلا يدلّهم على محبّتك و يعلّمهم محابّك و يدلّهم على مشيّتك، أللّهمّ فبحقّ وليّك محمّد بن عليّ عليهما السّلام عليك و أقدّمه بين يدي حوائجي و رغبتي إليك أن تصلّي على محمّد و آل محمّد، و أن تعينني به على آخرتي في القبر و في النّشر و الحشر و عند الميزان و على الصّراط يا حنّان يا منّان يا ذا الجلال و الإكرام.

و أن تفعل بي كذا و كذا.

السّاعة السادسة: من أربع ركعات من الزّوال إلى صلاة الظّهر للصّادق عليه السّلام: يا من لطف عن إدراك الأوهام يا من كبر عن موجود البصر يا من تعالى عن الصّفات كلّها يا من جلّ عن معاني اللّطف و لطف عن معاني الجلال أسألك بنور وجهك و ضياء كبريائك و أسألك بحقّ عظمتك الصّافية من نورك و أسألك بحقّ وليّك جعفر بن محمّد عليهما السّلام عليك و أقدّمه بين يدي حوائجي و رغبتي إليك أن تصلّي على محمّد و آل محمّد و أن تعينني بطاعتك على أهوال الآخرة، يا خير من أنزلت به الحوائج يا رؤوف يا رحيم يا جواد يا كريم. و أن تفعل بي كذا و كذا.

السّاعة السّابعة: من صلاة الظهر إلى أربع ركعات قبل العصر للكاظم عليه السّلام: يا من تكبر عن الأوهام صورته يا من تعالى عن الصّفات نوره يا من قرب عند دعاء خلقه يا من دعاه المضطرّون و لجأ إليه الخائفون و سأله المؤمنون

ص: 209

و عبده الشّاكرون و حمده المخلصون، أسألك بحقّ نورك المضيء و بحقّ وليّك موسى بن جعفر عليهما السّلام عليك و أتقرّب به إليك و أقدّمه بين يدي حوائجي و رغبتي إليك أن تصلّي على محمّد و آل محمّد و أن تعافيني به ممّا أخافه و أحذره على عيني و جسدي و جميع جوارح بدني من جميع الأسقام و الأمراض و الأعراض و العلل و الأوجاع ما ظهر منها و ما بطن بقدرتك يا أرحم الرّاحمين. و أن تفعل بي كذا و كذا.

السّاعة الثامنة: من الأربع ركعات من بعد الظهر إلى صلاة العصر للرّضا عليه السّلام: يا خير مدعوّ يا خير من أعطى يا خير من سئل يا من أضاء باسمه ضوء النّهار و أظلم به ظلمة اللّيل و سال باسمه وابل السّيل و رزق أوليائه كلّ خير، يا من علا السّماوات نوره و الأرض ضوءه و الشّرق و الغرب رحمته، يا واسع الجود أسألك بحقّ وليّك عليّ بن موسى عليهما السّلام و أقدّمه بين يدي حوائجي و رغبتي إليك أن تصلّي على محمّد و آل محمّد و أن تكفيني به و تنجّيني ممّا أخافه و أحذره في جميع أسفاري و في البراري و القفار و الأودية و الآكام و الغياض و الجبال و الشّعاب و البحار يا واحد يا قهّار يا عزيز يا جبّار يا ستّار. و أن تفعل بي كذا و كذا.

السّاعة التّاسعة: من صلاة العصر إلى أن تمضي ساعتان للجواد عليه السّلام: يا من دعاه المضطرّون فأجابهم و التجأ إليه الخائفون فآمنهم و عبده الطّائعون فشكرهم و شكره المؤمنون فحباهم و أطاعوه فعصمهم و سألوه فأعطاهم و نسوا نعمته فلم يخل شكره من قلوبهم و امتنّ عليهم فلم يجعل اسمه منسيّا عندهم، أسألك بحقّ وليّك محمّد بن عليّ عليهما السّلام حجّتك البالغة و نعمتك السّابغة و محجّتك الواضحة و أقدّمه بين يدي حوائجي و رغبتي إليك أن تصلّي على محمّد و آل محمّد و أن تجود عليّ من فضلك و تتفضّل عليّ من وسعك بما أستغني به عمّا في أيدي خلقك و أن تقطع رجاي إلاّ منك و تخيّب آمالي إلاّ فيك، أللّهمّ و أسألك بحقّ من حقّه عليك

ص: 210

واجب ممّن أوجبت له الحقّ عندك أن تصلّي على محمّد و آل محمّد و أن تبسط عليّ ما حظرته من رزقك و تسهّل ذلك لي و تيسّره هنيئا مريئا في يسر منك و عافية برحمتك يا أرحم الرّاحمين و خير الرّازقين و أن تفعل بي كذا و كذا.

السّاعة العاشرة: من ساعتين بعد صلاة العصر إلى قبل اصفرار الشّمس للهادي عليه السّلام: يا من علا فعظم يا من تسلّط فتجبّر و تجبّر فتسلّط يا من عزّ فاستكبر في عزّه يا من مدّ الظّلّ على خلقه يا من امتنّ بالمعروف على عباده يا عزيزا ذو انتقام يا منتقما بعزّته من أهل الشّرك، أسألك بحقّ وليّك عليّ بن محمّد عليهما السّلام عليك و أقدّمه بين يدي حوائجي و رغبتي إليك أن تصلّي على محمّد و آل محمّد و أن تعينني به على قضاء حوائجي و نوافلي و فرائضي و برّ إخواني و كمال طاعتك برحمتك يا أرحم الرّاحمين و أن تفعل بي كذا و كذا.

السّاعة الحادية عشرة: من قبل اصفرار الشّمس إلى اصفرارها للعسكريّ عليه السّلام: يا أوّل بلا أوّليّة و يا آخر بلا آخريّة و يا قيّوما لا منتهى لقدمه يا عزيزا بلا انقطاع لعزّته يا متسلّطا بلا ضعف من سلطانه يا كريما بدوام نعمته يا جبّارا و معزّا لأوليائه يا خبيرا بعلمه يا عليما بقدرته يا قديرا بذاته أسألك بحقّ وليّك الأمين المؤدّي الكريم النّاصح العليم الحسن بن عليّ عليهما السّلام عليك و أقدّمه بين يدي حوائجي و رغبتي إليك أن تصلّي على محمّد و آل محمّد و أن تعينني على آخرتي و تختم لي بخير حتّى تتوفّاني و أنت عنّي راض و تنقلني إلى رحمتك و رضوانك إنّك ذو الفضل العظيم و المنّ القديم و أن تفعل بي كذا و كذا.

السّاعة الثّانية عشرة: من اصفرار الشمس إلى غروبها للخلف الحجّة عليه السّلام: يا من توحّد بنفسه عن خلقه يا من غني عن خلقه بصنعه يا من عرّف نفسه خلقه بلطفه يا من سلك بأهل طاعته مرضاته يا من أعان أهل محبّته على شكره يا من منّ عليهم بدينه و لطف لهم بنائله، أسألك بحقّ وليّك الخلف الصّالح

ص: 211

بقيّتك في أرضك المنتقم لك من أعدائك و أعداء رسولك بقيّة آبائه الصّالحين محمّد بن الحسن عليهما السّلام و أتضرّع به إليك و أقدّمه بين يدي حوائجي و رغبتي إليك أن تصلّي على محمّد و آل محمّد و أن تداركني به و تنجّيني ممّا أخافه و أحذره و ألبسني به عافيتك و عفوك في الدّنيا و الآخرة و كن له وليّا و حافظا و ناصرا و قائدا و كالئا و ساترا حتّى تسكنه أرضك طوعا و تمتّعه فيها طويلا يا أرحم الرّاحمين و لا حول و لا قوّة إلاّ باللّه العليّ العظيم فسيكفيكهم اللّه و هو السّميع العليم، أللّهمّ صلّ على محمّد و أهل بيت محمّد الّذين أمرت بطاعتهم و أولي الأرحام الّذين أمرت بصلتهم و ذوي القربى الّذين أمرت بمودّتهم و الموالي الّذين أمرت بعرفان حقّهم و أهل البيت الّذين أذهبت عنهم الرّجس و طهّرتهم تطهيرا أسألك بهم أن تصلّي على محمّد و آل محمّد و أن تغفر ذنوبي كلّها يا غفّار و تتوب عليّ يا توّاب و ترحمني يا رحيم يا من لا يتعاظمه ذنب و هو على كلّ شيء قدير.

و يستحبّ أن يدعى كلّ يوم بهذا الدّعاء: أللّهمّ إنّي أسألك بنور وجهك المشرق الحيّ الباقي الكريم و أسألك بنور وجهك القدّوس الّذي أشرقت به السّماوات و انكشفت به الظّلمات و صلح عليه أمر الأوّلين و الآخرين أن تصلّي على محمّد و آله و أن تصلح لي شأني كلّه.

ذكر جملة من النّوافل و صلوات الحوائج و الاستخارات

إعلم أنّ ما ذكرناه على قسمين أحدهما ما يختصّ بوقت و ثانيهما عكسه و كلاهما لا ينحصر و لكنا نذكر إن شاء اللّه تعالى من ذلك طرفا، فالنّوافل الرّاتبة أربع و ثلاثون ركعة: ثمان للظّهر بعد الزّوال قبلها، و ثمان للعصر قبلها و للمغرب أربع بعدها، و للعشاء ركعتان من جلوس تعدّان بركعة بعدها و بعد كلّ صلاة يريد

ص: 212

فعلها، و ثماني ركعات صلاة اللّيل و ركعتا الشّفع و ركعة واحدة للوتر و ركعتا الفجر و يسقط في السّفر نوافل الظهرين و العشاء، و كلّ النّوافل ركعتان بتشهّد و تسليم عدا الوتر و صلاة الأعرابي، قاله العلاّمة في قواعده قال: و يستحبّ صلاة ركعتين بين المغرب و العشاء في الأولى الحمد مرّة و الزّلزلة ثلاث عشرة مرّة، و في الثّانية الحمد مرّة و التوحيد خمس عشرة مرة أربع ركعات أخر يقرء في كلّ ركعة الحمد مرّة و خمسين مرّة قل هو اللّه أحد فقد روي أنّ من فعل ذلك انفتل من صلاته و ليس بينه و بين اللّه تعالى ذنب إلاّ و قد غفره له و تسمّى صلاة الأوّابين، و قد مرّ جملة من الأدعية بعد صلاة اللّيل فيما تقدّم غير أنا نزيد هنا فنقول: من كان له عدوّ يؤذيه فليقل في السّجدة الثانية من الركعتين الأوّلتين من صلاة اللّيل: أللّهمّ إنّ فلان ابن فلان قد شهرني و نوّه بي و عرّضني للمكاره أللّهمّ فاصرفه عنّي بسقم عاجل يشغله عنّي، أللّهمّ و قرّب أجله و اقطع أثره و عجّل يا ربّ ذلك السّاعة السّاعة، و من طلب العافية فليقل في هذه السّجدة: يا عليّ يا عظيم يا رحمن يا رحيم يا سميع الدّعوات يا معطي الخيرات صلّ على محمّد و آله و أعطني من خير الدّنيا و الآخرة ما أنت أهله و اصرف عنّي من شرّ الدّنيا و الآخرة ما أنت أهله و أذهب عنّي هذا الوجع و يسمّيه بعينه فإنّه قد غاظني و أحزنني و ليلحّ في الدّعاء فإنّ العافية تعجّل له إن شاء اللّه تعالى.

و من كتاب مهج الدّعوات عن سعد بن عبد اللّه عن الصّادق عليه السّلام قال:

كنت جالسا عند أبي و عنده رجل قد سقطت إحدى يديه من فالج به و هو يطلب أن يدعو له و ذكر أن به حصاة فلا يقدر على البول إلاّ بشدّة فقال له أبي عليه السّلام قل بعد صلاة اللّيل و أنت ساجد: أللّهمّ إنّي أدعوك دعاء العليل الذّليل الفقير أدعوك دعاء من قد اشتدّت فاقته و قلّت حيلته و ضعف عمله من الخطيئة و البلاء دعاء مكروب إن لم تداركه هلك و إن لم تستنقذه فلا حيلة له، و لا تحط بي يا سيّدي و مولاي و إلهي مكرك و لا تثبت عليّ غضبك و لا تضطرّني إلى اليأس من روحك و القنوط من رحمتك و طول الصّبر على الأذى، أللّهمّ لا طاقة لي ببلائك و لا غناء بي

ص: 213

عن رحمتك و هذا ابن بنت نبيّك و حبيبك صلواتك عليه، به أتوجّه إليك فإنّك جعلته مفزعا للخائف و استودعته علم ما كان و ما هو كائن فاكشف ضرّي و خلّصني من هذه البليّة إلى ما عوّدتني من عافيتك و رحمتك إنقطع الرّجاء إلاّ منك يا اللّه يا اللّه يا اللّه.

فانصرف الرجل و جاء بعد أيّام و ليس به شيء و يسمّى دعاء العافية.

و ذكر الشّهيد رحمه اللّه في الرّسالة التكليفيّة أنّ عليّا عليه السّلام قال: من صلّى عشر ليلة مخلصا ابتغاء مرضاة اللّه قال اللّه لملائكته اكتبوا لعبدي هذا من الحسنات عدد ما أنبت في النيل من حبّة و ورقة و شجرة و عدد كلّ قصبة و خوص و مرعى، و من صلّى تسع ليلة أعطاه اللّه تعالى عشر دعوات مستجابات و أعطاه كتابه بيمينه، و من صلّى ثمن ليلة أعطاه اللّه تعالى أجر شهيد صابر صادق النيّة و شفّعه في أهل بيته، و من صلّى سبع ليلة خرج من قبره و وجهه كالقمر ليلة البدر حتى يمرّ على الصّراط مع الآمنين، و من صلّى سدس ليلة كتب من الأوّابين و غفر له ما تقدّم من ذنبه و ما تأخّر، و من صلّى خمس ليلة زاحم إبراهيم عليه السّلام في قبّته، و من صلّى ربع ليلة كان في أوّل الفائزين حتى يمرّ على الصّراط كالرّيح العاصف فيدخل الجنّة بغير حساب، و من صلّى ثلث ليلة لم يبق ملك إلاّ غبطه بمنزلته من اللّه تعالى و قيل له ادخل من أيّ أبواب الجنّة شئت، و من صلّى نصف ليلة لو أعطي ملء الأرضين سبعين مرّة لم يعدل جزاؤه و كان له بذلك عند اللّه تعالى أفضل من سبعين رقبة يعتقها من ولد إسماعيل، و من صلّى ثلثي ليلة كان له من الحسنات قدر رمل عالج أدناها مثل جبل أحد عشر مرّات، و من صلّى ليلة تامّة تاليا لكتاب اللّه تعالى و راكعا ساجدا و ذاكرا أعطي من الثّواب ما أدناه أن يخرج من ذنوبه كيوم ولدته أمّه إلى آخر الخبر.

ذكر ما يعمل في كلّ يوم على التكرار. روى عبيد بن زرارة عن الصّادق عليه السّلام: من صلّى أربع ركعات في كل يوم قبل الزّوال يقرأ في كلّ ركعة الفاتحة و القدر خمسا و عشرين مرّة لم يمرض إلاّ مّرض الموت، و روى أبو برزة عن النّبي صلّى اللّه عليه و آله: من صلى في كلّ يوم اثنتي عشرة ركعة بنى اللّه تعالى له بيتا في الجنّة، و روي عن الكاظم عليه السّلام: من صلّى أربع ركعات في كلّ يوم عند الزّوال و يقرأ في كلّ ركعة الحمد و آية الكرسي عصمه اللّه تعالى في أهله و ماله و دينه و دنياه.

ص: 214

ذكر ما يعمل طول الأسبوع

ليلة السّبت: روي عن النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أنّه من صلّى أربع ركعات ليلة السبت بالحمد مرّة و آية الكرسي ثلاثا و التوحيد مرّة فإذا سلّم قرأ آية الكرسي ثلاثا غفر اللّه تعالى له و لوالديه و كان ممّن يشفع له النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم. يومه: عنه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أربعا بالحمد و الجحد ثلاثا فإذا سلّم قرأ آية الكرسي مرة كتب اللّه تعالى له بكلّ يهودي و يهوديّة عبادة سنة.

ليلة الأحد: عنه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ركعتين بالحمد و آية الكرسي و التوحيد مرة مرّة جاء يوم القيامة و وجهه كالقمر ليلة البدر و متعه اللّه تعالى بعقله حتّى يموت. يومه:

عنه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أربعا بالحمد و آمَنَ اَلرَّسُولُ إلى آخر السّورة(1) كتب اللّه عزّ و جلّ له بكلّ نصرانيّ و نصرانيّة عبادة سنة.

ليلة الاثنين: عنه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أربعا بالحمد سبعا و القدر مرّة، و يقول بعد التسليم مائة مرّة أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد و مائة مرّة أللّهمّ صلّ على جبريل أعطاه اللّه تعالى سبعين ألف قصر في كلّ قصر سبعون ألف دار في كلّ دار سبعون ألف بيت في كل بيت سبعون ألف جارية. يومه: كليلته.

ليلة الثلاثاء: عنه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ركعتين بالحمد و آية الكرسي و التوحيد و آية الشّهادة مرّة مرّة أعطاه اللّه تعالى ما سأل. يومه: عنه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم عشرين ركعة بعد انتصاف النهار بالحمد و آية الكرسي مرّة و التّوحيد ثلاثا لم يكتب عليه خطيئة إلى سبعين يوما.

ليلة الأربعاء: عنه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ركعتين بالحمد و آية الكرسي و التّوحيد و القدر مرّة مرة غفر اللّه تعالى له ما تقدّم من ذنبه و ما تأخّر. يومه: عنه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم اثنتي عشرة ركعة بالحمد مرّة و التّوحيد و المعوّذتين ثلاثا ثلاثا ناداه مناد من عند العرش يا عبد اللّه استأنف العمل فقد غفر لك ما تقدّم من ذنبك و ما تأخّر.

ص: 215


1- سورة البقرة، الآيتان: 285-286.

ليلة الخميس: عنه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ركعتين بين المغرب و العشاء بالحمد مرّة و آية الكرسي و القلاقل خمس خمسا فإذا سلّم استغفر اللّه خمس عشرة مرّة و جعل ثوابها لوالديه فقد أدّى حقهما. يومه: كليلة الاثنين و كذا ليلة الجمعة و يومها، و عنه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم من صلّى ليلة الجمعة ركعتين بالحمد مرّة و الزلزلة خمس عشرة آمنه اللّه تعالى من عذاب القبر و أهوال يوم القيامة، و عن الجواد عليه السّلام إذا دخل شهر جديد فصلّ أوّل يوم منه ركعتين تقرأ في الأولى الحمد مرّة و التّوحيد ثلاثين مرة، و في الثّانية الحمد مرّة و القدر ثلاثين مرّة و تصدّق بما تيسّر لتشتري به سلامة ذلك الشّهر كلّه.

و الصّلوات المرغّب في فعلها يوم الجمعة كثيرة منها: صلاة النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:

و هي ركعتان بالحمد مرّة و القدر خمس عشرة مرّة، ثمّ يقرأ القدر في ركوعه و رفعه و سجوديه و رفعيه كذلك ثمّ يصلّي الثّانية كذلك فإذا سلّمت عقّبت بما أردت و انصرفت و ليس بينك و بين اللّه ذنب إلاّ غفره لك و تدعو بعد هذه الصّلاة بهذا الدّعاء: لا إله إلاّ اللّه ربّنا و ربّ آبائنا الأوّلين لا إله إلاّ اللّه إلها واحدا و نحن له مسلمون، لا إله إلاّ اللّه لا نعبد إلاّ إيّاه مخلصين له الدّين و لو كره المشركون لا إله إلاّ اللّه وحده وحده وحده أنجز وعده و نصر عبده و هزم الأحزاب وحده و له الملك و له الحمد و هو على كلّ شيء قدير، أللّهمّ أنت نور السّماوات و الأرض فلك الحمد و أنت قيام السّماوات و الأرض و من فيهنّ فلك الحمد و أنت الحقّ و وعدك حقّ و إنجازك حقّ و الجنّة حقّ و النّار حقّ، أللّهمّ لك أسلمت و بك آمنت و عليك توكّلت و بك خاصمت و إليك حاكمت يا ربّ يا ربّ يا ربّ اغفر لي ما قدّمت و ما أخّرت و أسررت و أعلنت أنت إلهي لا إله إلاّ أنت صلّ على محمّد و آل محمّد و اغفر لي و ارحمني و تب عليّ إنّك كريم رؤوف رحيم.

و منها صلاة علي عليه السّلام من صلاّها خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمّه و قضيت حوائجه و هي: أربع ركعات بالحمد مرّة و التوحيد خمسين مرّة فإذا سلّم سبّح بهذا التسبيح و هو تسبيحه عليه السّلام: سبحان من لا تبيد معالمه، سبحان من لا تنقص

ص: 216

خزائنه، سبحان من لا اضمحلال لفخره، سبحان من لا ينفد ما عنده، سبحان من لا انقطاع لمدّته، سبحان من لا يشارك أحدا في أمره، سبحان من لا إله غيره.

في صلاة فاطمة (ع) و جعفر الطيار

و منها صلاة فاطمة عليها السّلام و هي ركعتان في الأولى بعد الحمد القدر مائة مرّة، و في الثّانية بعد الحمد التّوحيد كذلك فإذا سلّمت فسبّح تسبيح الزهراء عليها السّلام و قل: سبحان ذي العزّ الشّامخ المنيف، سبحان ذي الجلال الباذخ العظيم، سبحان ذي الملك الفاخر القديم، سبحان من لبس البهجة و الجمال، سبحان من تردّى بالنّور و الوقار، سبحان من يرى أثر النّمل في الصّفا، سبحان من يرى وقع الطّير في الهواء، سبحان من هو هكذا و لا هكذا غيره. و روي أنّه ينبغي لمن صلّى هذه الصلاة و فرغ من التّسبيح أن يكشف ركبتيه و ذراعيه و يباشر بجميع مساجده الأرض بغير حاجز يحجز بينها و بينه و يدعو و يسأل حاجته و يقول و هو ساجد: يا من ليس غيره ربّ يدعى يا من ليس فوقه إله يخشى يا من ليس دونه ملك يتّقى يا من ليس له وزير يؤتى، يا من ليس له حاجب يرشى يا من ليس له بوّاب يغشى يا من لا يزداد على كثرة السّؤال إلاّ كرما وجودا و على كثرة الذّنوب إلاّ عفوا و صفحا صلّ على محمّد و آله و افعل بي كذا و كذا.

و منها صلاة جعفر عليه السّلام و ستأتي في صلاة الحوائج إن شاء اللّه.

و منها صلاة الأعرابي عند ارتفاع النّهار و هي عشر ركعات يصلّي ركعتين بتسليمة يقرأ في الأولى بعد الحمد الفلق سبعا و في الثانية بعد الحمد النّاس سبعا، ثمّ يسلّم و يقرأ آية الكرسي سبعا ثمّ يصلّي ثماني ركعات بتسليمتين يقرأ في كلّ ركعة الحمد مرّة و النّصر مرّة و التوحيد خمسا و عشرين مرّة، ثم يقول: سبحان اللّه ربّ العرش الكريم لا حول و لا قوّة إلاّ باللّه العليّ العظيم سبعين مرّة.

و منها الصّلاة الكاملة عن الصادق عن أبيه عن آبائه عليهم السّلام عن النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:

ص: 217

من صلاّها دفع اللّه تعالى عنه شرّ أهل السّماء و شرّ أهل الأرض و هي أربع ركعات يوم الجمعة قبل الصّلاة بالحمد عشرا و القلاقل(1) و آية الكرسي و القدر و آية الشّهادة عشرا عشرا فإذا سلّم استغفر اللّه تعالى مائة مرّة و قال: سبحان اللّه و الحمد للّه و لا إله إلاّ اللّه و اللّه أكبر و لا حول و لا قوّة إلاّ باللّه العليّ العظيم مائة مرة و يصلّي على النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم مائة مرّة.

و صلوات الحوائج كثيرة منها ما روي عنه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أنه من صلّى يوم الجمعة أربع ركعات قبل الفريضة يقرأ في الأولى الحمد مرّة و الأعلى مرّة و التّوحيد خمس عشرة مرّة، و في الثّانية الحمد مرّة و الزّلزلة مرّة و التوحيد خمس عشرة مرّة، و في الثّالثة الحمد مرّة و ألهاكم مرّة و التّوحيد خمس عشرة مرّة، و في الرّابعة الحمد مرّة و النصر مرّة و التوحيد خمس عشرة مرّة، فإذا فرغ رفع يديه و سأل حاجته تقضى إن شاء اللّه تعالى.

و منها ما رواه المفضّل بن عمر قال: رأيت الصّادق عليه السّلام صلّى صلاة جعفر بن أبي طالب عليه السّلام و رفع يديه و دعا بهذا الدّعاء: يا ربّ يا ربّ حتّى انقطع النفس يا ربّاه يا ربّاه حتى انقطع النّفس ربّ ربّ حتى انقطع النفس يا اللّه يا اللّه حتى انقطع النفس يا حيّ يا حيّ حتى انقطع النفس يا رحيم يا رحيم حتّى انقطع النفس يا رحمن يا رحمن حتى انقطع النفس يا أرحم الرّاحمين سبع مرّات، ثمّ قال: أللّهمّ إنّي أفتتح القول بحمدك و أنطق بالثّناء عليك و أمجّدك و لا غاية لمدحك و أثني عليك و من يبلغ غاية ثنائك و أمد مجدك و أنّى لخليقتك كنه معرفة مجدك و أيّ زمن لم تكن ممدوحا بفضلك موصوفا بمجدك عوّادا على المذنبين بحلمك تخلّف سكّان أرضك عن طاعتك فكنت عليهم عطوفا بجودك جوادا بفضلك عوّادا بكرمك يا لا إله إلاّ أنت المنّان ذو الجلال و الإكرام، و قال: يا مفضّل إذا كانت لك حاجة مهمّة فصلّ هذه الصّلاة وادع بهذا الدّعاء و سل حاجتك تقضى إن شاء اللّه تعالى.

قلت: و هذه الصّلاة أربع ركعات بتشهّدين و تسليمتين يقرأ في الأولى بعد

ص: 218


1- القلاقل أربع سور هي: الكافرون و الإخلاص و الفلق و الناس.

الحمد الزّلزلة و في الثّانية الحمد و العاديات و في الثّالثة الحمد و النصر و في الرّابعة الحمد و التّوحيد فإذا فرغ من القراءة في الرّكعة الأولى قال التّسبيحات الأربع قبل أن يركع خمس عشرة مرّة، ثمّ يقولها في ركوعه و رفعه و سجوديه و رفعيه عشرا عشرا، ثمّ يصلّي الرّكعة الثانية كذلك و يتشهّد و يسلّم، ثمّ يصلّي ركعتين أخريين على هذا التّرتيب فإذا كان في آخر سجدة من الرّكعة الرّابعة قال بعد التّسبيح:

سبحان من لبس العزّ و الوقار سبحان من تعطّف بالمجد و تكرّم به سبحان من لا ينبغي التّسبيح إلاّ له سبحان من أحصى كلّ شيء علمه، سبحان ذي المنّ و النّعم سبحان ذي القدرة و الكرم سبحان ذي العزّة و الفضل، سبحان ذي القوّة و الطّول أللّهمّ إنّي أسألك بمعاقد العزّ من عرشك و منتهى الرّحمة من كتابك و باسمك الأعظم و كلماتك التّامّات الّتي تمّت صدقا و عدلا أن تصلّي على محمّد و أهل بيته و أن تفعل بي كذا و كذا.

في الصلاة لرفع الهموم

و منها ما رواه محمّد بن مسلم الثّقفي قال: سمعته يقول يعني أبا جعفر عليه السّلام: ما يمنع أحدكم إذا أصابه شيء من غمّ الدّنيا أن يصلّي يوم الجمعة ركعتين و يحمد اللّه تعالى و يثني عليه و يصلّي على محمّد و آله عليهم السّلام و يمدّ يده و يقول: أللّهمّ إنّي أسألك بأنّك ملك و أنّك على كلّ شيء قدير مقتدر و أنّك ما تشاء من أمر يكن و ما شاء اللّه من شيء يكون، و أتوجّه إليك بنبيّك نبيّ الرّحمة محمّد صلّى اللّه عليه و آله يا رسول اللّه إنّي أتوجّه بك إلى اللّه ربّي و ربّك لينجح بك طلبتي و يقضي بك حاجتي، أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد و أنجح طلبتي و اقض حاجتي بتوجّهي إليك بنبيّك محمّد صلّى اللّه عليه و آله، أللّهمّ من أرادني من خلقك ببغي أو عنت أو سوء أو مساءة أو كيد من جنّيّ أو إنسيّ من قريب أو بعيد صغير أو كبير فصلّ على محمّد و آل محمّد و أحرج صدره و أفحم لسانه و قصّر يده و اسدد بصره و ادفع في نحره و اقمع رأسه و أوهن كيده و أمته بدائه و غيظه، و اجعل له شاغلا من نفسه فاكفنيه بحولك و قوّتك و عزّتك و عظمتك و قدرتك و سلطانك و منعتك، عزّ

ص: 219

جارك و جلّ ثناؤك و لا إله غيرك و لا حول و لا قوّة إلاّ بك إنّك على كلّ شيء قدير، أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد و المح من أرادني بسوء منك لمحة توهن بها كيده و تغلب بها مكره و تضعف بها قوّته و تكسر بها حدّته و تردّ بها كيده في نحره يا ربّ و ربّ كلّ شيء، و يقول ثلاثا: أللّهمّ إنّي أستكفيك ظلم من لم تعظه المواعظ و لم تمنعه منّي المصائب و لا الغير، أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد و اشغله عنّي بشغل شاغل في نفسه و جميع ما يعانيه إنّك على كلّ شيء قدير، أللّهمّ إنّي بك أعوذ و بك ألوذ و بك أستجير من شرّ فلان و تسمّيه فإنّك تكفاه إن شاء اللّه.

و منها ما رواه عبد الملك بن عمير عن الصّادق عليه السّلام قال: صم يوم الأربعاء و الخميس و الجمعة فإذا كان عشيّة يوم الخميس تصدّقت على عشرة مساكين مدّا مدّا من طعام فإذا كان يوم الجمعة اغتسلت و برزت إلى الصّحراء فصلّ صلاة جعفر بن أبي طالب و اكشف ركبتيك و ألزمهما الأرض و قل: يا من أظهر الجميل و ستر القبيح يا من لم يؤاخذ بالجريرة و لم يهتك السّتر يا عظيم العفو يا حسن التّجاوز يا واسع المغفرة يا باسط اليدين بالرّحمة يا صاحب كلّ نجوى و منتهى كلّ شكوى يا مقيل العثرات يا كريم الصّفح يا عظيم المنّ يا مبتدئا بالنّعم قبل استحقاقها يا غوث كلّ مستغيث يا ربّاه يا ربّاه عشرا يا اللّه عشرا يا سيّداه عشرا يا مولاه عشرا يا رجاءاه عشرا يا غياثاه عشرا يا غاية رغبتاه عشرا يا رحمن عشرا يا رحيم عشرا يا معطي الخيرات عشرا صلّ على محمّد و آل محمّد كثيرا طيّبا كأفضل ما صلّيت على أحد من خلقك عشرا و تسأل حاجتك تقضى إن شاء اللّه تعالى بعد أن تتوسّل بالنبيّ و الأئمّة عليهم السّلام و في رواية أخرى ثمّ ضع خدّك الأيمن على الأرض و قل مائة مرّة يا محمّد يا عليّ يا عليّ يا محمّد إكفياني فإنّكما كافيان و انصراني فإنّكما ناصران ثمّ ضع خدّك الأيسر و قل مائة مرّة أدركني أدركني ثمّ تقول الغوث الغوث حتّى ينقطع النّفس.

و منها ما رواه ميسرة بن عبد العزيز أنّ رجلا شكا إلى الصّادق عليه السّلام الفقر

ص: 220

فأمره بصوم ثلاثة آخرها الجمعة فإذا كان في ضحى يوم الجمعة فليزر النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم من أعلى سطحه أو في فلاة من الأرض بحيث لا يراه أحد، ثمّ يصلّ ركعتين مكانه ثمّ يجث على ركبتيه و يفض بهما إلى الأرض و يده اليمنى فوق اليسرى، و يقول و هو متوجه إلى القبلة: أللّهمّ أنت أنت انقطع الرّجاء إلاّ منك و خابت الآمال إلاّ فيك يا ثقة من لا ثقة له لا ثقة لي غيرك اجعل لي من أمري فرجا و مخرجا و ارزقني من حيث أحتسب و من حيث لا أحتسب، ثمّ يسجد على الأرض و يقول: يا مغيث اجعل لي رزقا من فضلك فلن يطلع نهار يوم السّبت إلا برزق جديد، قال محمد بن عثمان بن سعيد العمري: و إذا لم يكن الدّاعي بالرّزق في المدينة فليزر النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم من عند رأس الإمام الّذي يكون في بلده فإن لم يكن في بلده إمام فليزر بعض الصّالحين و يبرز إلى الصّحراء و يأخذ فيها على ميامنه فإنّ ذلك منجح إن شاء اللّه تعالى.

في صلاة قضاء الحاجة

و منها ما رواه أبان بن تغلب عن الصّادق عليه السّلام قال: إذا كانت لك حاجة فصم الأربعاء و الخميس و الجمعة و صلّ ركعتين عند زوال الشّمس تحت السّماء و قل: أللّهمّ إنّي حللت بساحتك لمعرفتي بوحدانيّتك و صمدانيّتك و أنّه لا يقدر على قضاء حوائجي غيرك و قد علمت يا ربّ أنّه كلّما تظاهرت نعمتك عليّ اشتدّت فاقتي إليك و قد طرقني همّ كذا و كذا و أنت تكشفه لأنّك عالم غير معلّم و واسع غير متكلّف فأسألك باسمك الّذي وضعته على الجبال فاستقرّت و على السّماء فانشقّت و على النّجوم فانتشرت و على الأرض فسطحت و أسألك باسمك الّذي جعلته عند محمّد صلواتك عليه و آله و عند عليّ و الحسن و الحسين و عليّ و محمّد و جعفر و موسى و عليّ و محمّد و عليّ و الحسن و الحجّة عليهم السّلام أن تصلّي على محمّد و آل محمّد و أن تقضي لي حاجتي و تيسّر لي عسيرها و تكفيني مهمّها فإن فعلت فلك الحمد و إن لم تفعل فلك الحمد غير جائر في حكمك يا ربّ و لا متّهم في قضاءك و لا حائف في عدلك، ثمّ تسجد و تقول: أللّهمّ إنّ يونس بن متّى عبدك و رسولك دعاك في بطن الحوت فاستجبت له و فرّجت عنه فاستجب لي كما استجبت له و فرّج

ص: 221

عنّي كما فرّجت عنه و أنا عبدك فاستجب لي كما استجبت له بحقّ محمّد و آل محمّد عليك و فرّج عنّي كما فرّجت عنه يا حيّ يا قيّوم يا لا إله إلاّ أنت برحمتك أستغيث فأغثني السّاعة السّاعة السّاعة يا كريم، ثمّ تضع خدّك الأيمن على الأرض و تقول:

يا حسن البلاء عندي يا قديم العفو عنّي يا من لا غنى لشيء عنه يا من لا بدّ لشيء منه يا من مصير كلّ شيء إليه يا من رزق كلّ شيء عليه تولّني و لا تولّني شرار خلقك و كما خلقتني فلا تضيّعني، ثمّ تضع خدّك الأيسر و تقول: اللّه اللّه ربّي لا أشرك به شيئا عشر مرّات، ثم تعود إلى السّجود و تقول: أللّهمّ أنت لها و لكلّ عظيمة و أنت لهذه الأمور الّتي قد أحاطت بي و اكتنفتني فاكفنيها و خلّصني منها إنّك على كلّ شيء قدير.

و منها ما رواه يونس بن عبد الرّحمن عن الصّادق عليه السّلام أنه من كانت له حاجة مهمّة فليصم الأربعاء و الخميس و الجمعة، ثمّ يصلّي ركعتين قبل الرّكعتين اللّتين يصلّيهما قبل الزّوال، ثمّ يدعو بهذا الدّعاء: أللّهمّ إنّي أسألك باسمك بسم اللّه الرّحمن الرّحيم الّذي لا إله إلاّ هو لا تأخذه سنة و لا نوم، و أسألك باسمك بسم اللّه الرّحمن الرّحيم الّذي خشعت له الأصوات و عنت له الوجوه و ذلّت له النّفوس و وجلت له القلوب من خشيتك، و أسألك بأنّك ملك و أنّك مقتدر و أنّك ما تشاء من أمر يكون و أنّك اللّه الماجد الواحد الّذي لا يحفيك سائل و لا ينقصك نائل و لا يزيدك كثرة الدّعاء إلاّ كرما وجودا، لا إله إلاّ أنت الحيّ القيّوم و لا إله إلاّ أنت الخالق الرّازق و لا إله إلاّ أنت المحيي المميت و لا إله إلاّ أنت البديء البديع، لك الفخر و لك الكرم و لك المجد و لك الحمد و لك الأمر وحدك لا شريك لك يا أحد يا صمد يا من لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفوا أحد صلّ على محمّد و آل محمّد و افعل بي كذا و كذا و هو دعاء الدين أيضا.

في صلاة الغفيلة

و من صلوات الحوائج في غير يوم الجمعة ركعتا الغفيلة بين العشائين رواها هشام بن سالم عن الصّادق عليه السّلام يقرأ في الأولى بعد الحمد و ذَا اَلنُّونِ إِذْ ذَهَبَ

ص: 222

مُغٰاضِباً (الآية)(1) و في الثّانية بعد الحمد وَ عِنْدَهُ مَفٰاتِحُ اَلْغَيْبِ (الآية)(2) ثمّ يرفع يديه فيقول: أللّهمّ إنّي أسألك بمفاتح الغيب الّتي لا يعلمها إلاّ أنت أن تصلّي على محمّد و آل محمّد و أن تفعل بي كذا و كذا، أللّهمّ أنت وليّ نعمتي و القادر على طلبتي تعلم حاجتي فأسألك بحقّ محمّد و آله عليه و عليهم السّلام لمّا قضيتها لي و يسأل حاجته فإنّه يعطى ما سأل.

و منها ما روي عن الكاظم عليه السّلام قال: رأيت النّبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ليلة الأربعاء في النّوم فقال لي: يا موسى أنت محبوس مظلوم يكرّر ذلك عليّ ثلاثا، ثمّ قال لعلّه فتنة لهم و متاع إلى حين أصبح غدا صائما و أتبعه بصيام يوم الخميس و الجمعة فإذا كان وقت العشاء من عشيّة الجمعة فصلّ بين العشائين اثنتي عشرة ركعة تقرأ في كلّ ركعة الحمد و التوحيد اثنتي عشرة مرّة فإذا صلّيت أربع ركعات فاسجد و قل في سجودك: أللّهمّ يا سابق الفوت و يا سامع الصّوت و يا محيي العظام بعد الموت و هي رميم أسألك باسمك العظيم الأعظم أن تصلّي على محمّد عبدك و رسولك و على أهل بيته الطّيّبين الطّاهرين و تعجّل لي الفرج ممّا أنا فيه ففعلت فكان ما رأيت.

و منها عن الصّادق عليه السّلام أنّه من دهمه أمر من سلطان أو عدوّ أو حاسد فليصم ثلاثة آخرها الجمعة و ليدع عشيّة الجمعة ليلة السّبت بهذا الدّعاء: أي ربّاه أي سيّداه أي أملاه أي رجاياه أي عماداه أي كهفاه أي حصناه أي حرزاه أي فخراه، بك آمنت و لك أسلمت و عليك توكّلت و بابك قرعت و بفنائك نزلت و بحبلك اعتصمت و بك استعنت و بك أعوذ و بك ألوذ و عليك أتوكّل و إليك ألجأ و أعتصم

ص: 223


1- الآية هي: وَ ذَا اَلنُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغٰاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنٰادىٰ فِي اَلظُّلُمٰاتِ أَنْ لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ أَنْتَ سُبْحٰانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ اَلظّٰالِمِينَ فَاسْتَجَبْنٰا لَهُ وَ نَجَّيْنٰاهُ مِنَ اَلْغَمِّ وَ كَذٰلِكَ نُنْجِي اَلْمُؤْمِنِينَ [سورة الأنبياء، الآيتان: 86 و 87].
2- الآية هي: وَ عِنْدَهُ مَفٰاتِحُ اَلْغَيْبِ لاٰ يَعْلَمُهٰا إِلاّٰ هُوَ وَ يَعْلَمُ مٰا فِي اَلْبَرِّ وَ اَلْبَحْرِ وَ مٰا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلاّٰ يَعْلَمُهٰا وَ لاٰ حَبَّةٍ فِي ظُلُمٰاتِ اَلْأَرْضِ وَ لاٰ رَطْبٍ وَ لاٰ يٰابِسٍ إِلاّٰ فِي كِتٰابٍ مُبِينٍ [سورة الأنعام، الآية: 59].

و بك أستجير في جميع أموري و أنت غياثي و عمادي و أنت عصمتي و رجائي و أنت اللّه ربّي لا إله إلاّ أنت سبحانك و بحمدك عملت سوءا و ظلمت نفسي فصلّ على محمّد و آل محمّد، و اغفر لي و ارحمني و خذ بيدي و أنقذني وقني و اكفني و اكلأني و ارعني في ليلي و نهاري و إمسائي و إصباحي و مقامي و سفري يا أجود الأجودين و يا أكرم الأكرمين و يا أعدل الفاصلين و يا إله الأوّلين و الآخرين و يا مالك يوم الدّين و يا أرحم الرّاحمين يا حيّ يا قيّوم يا حيّ لا يموت يا حيّ لا إله إلاّ أنت، بمحمّد يا اللّه بعليّ يا اللّه بفاطمة يا اللّه بالحسن يا اللّه بالحسين يا اللّه بعليّ يا اللّه بمحمّد يا اللّه بجعفر يا اللّه بموسى يا اللّه بعليّ يا اللّه بمحمّد يا اللّه بعليّ يا اللّه بالحسن يا اللّه بحجّتك ثمّ خليفتك في بلادك يا اللّه صلّ على محمّد و آل محمّد، و خذ بناصية من أخافه و تسمّيه باسمه و ذلّل لي صعبه و سهّل لي قياده و ردّ عنّي نافرة قلبه و ارزقني خيره و اصرف عنّي شرّه، فإنّي بك اللّهمّ أعوذ و ألوذ و بك أثق و عليك أعتمد و أتوكّل فصلّ على محمّد و آل محمّد و اصرفه عنّي فإنّك غياث المستغيثين و جار المستجيرين و لجأ اللاّجين و أرحم الرّاحمين.

و منها عنه عليه السّلام إنّ أحدكم إذا مرض دعا الطّبيب و أعطاه و إذا كانت له حاجة إلى سلطان رشا البوّاب و أعطاه و لو أنّ أحدكم إذا فدحه أمر فزع إلى اللّه تعالى و تطهّر و تصدّق بصدقة قلّت أو كثرت، ثمّ دخل المسجد فصلّى ركعتين فحمد اللّه و أثنى عليه و صلّى على النّبيّ و أهل بيته، ثمّ قال: أللّهمّ إنّ عافيتي ممّا أخاف من كذا و كذا لآتاه اللّه ذلك و هي اليمين الواجبة و ما جعله اللّه تعالى عليه في الشّكر.

و منها عن الرّضا عليه السّلام إذا كانت لك حاجة إلى اللّه تعالى مهمّة فاغتسل و البس أنظف ثيابك و شمّ شيئا من الطّيب ثم ابرز تحت السّماء فصلّ ركعتين تفتتح الصّلاة فتقرأ الحمد و التوحيد خمس عشرة مرّة ثمّ تركع و تقرأها كذلك على مثال صلاة التّسبيح غير أنّ القراءة خمس عشرة مرّة، ثمّ تسجد فتقول في سجودك:

ص: 224

أللّهمّ إنّ كلّ معبود من لدن عرشك إلى قرار أرضك فهو باطل مضمحلّ سواك فإنّك اللّه الحقّ المبين اقض لي حاجة كذا و كذا السّاعة السّاعة و تلحّ فيما أردت.

و منها عن الصادق عليه السّلام من كان له حاجة فليقم جوف اللّيل و يغتسل و ليلبس أطهر ثيابه و ليأخذ قلّة جديدة ملأى من ماء و يقرأ عليها القدر عشرا ثمّ يرشّ حول مسجده و موضع سجوده، ثمّ يصلي ركعتين بالحمد و القدر فيهما جميعا ثمّ يسأل حاجته فإنّه حريّ أن تقضى إن شاء اللّه تعالى.

في ذكر أدعية الحوائج

و منها من كتاب الوسائل إلى المسائل تأليف المعين أحمد بن علي بن أحمد بن الحسين بن محمّد بن القاسم، أن الصّادق عليه السّلام قال: عليكم بسورة الأنعام فإنّ فيها اسم اللّه تعالى في سبعين موضعا فمن كانت له إلى اللّه تعالى حاجة فليصلّ أربع ركعات بالحمد و الأنعام و ليقل إذا سلّم: يا كريم يا كريم يا عظيم يا عظيم يا أعظم من كلّ عظيم يا سميع الدّعاء يا من لا تغيّره الأيّام و اللّيالي صلّ على محمّد و آل محمّد و ارحم ضعفي و فقري و فاقتي و مسكنتي و مسألتي فإنّك أعلم بحاجتي يا من رحم الشّيخ الكبير يعقوب حتّى ردّ عليه يوسف و أقرّ عينه، يا من رحم أيّوب بعد طول بلائه يا من رحم محمّدا صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و في اليتم آواه و نصره على جبابرة قريش و طواغيتها و أمكنه منهم يا مغيث يا مغيث فو الّذي نفسي بيده لو دعوت بها بعدما تصلّي هذه الصّلاة على جميع حوائجك لقضاها اللّه تعالى.

و من أدعية الحوائج ما روي عن العسكري عن أبيه عن آبائه عن الصّادق عليه السّلام قال: من عرضت له حاجة إلى اللّه تعالى صام الأربعاء و الخميس و الجمعة و لم يفطر على شيء فيه روح و دعا بهذا الدّعاء تقضى حاجته إن شاء اللّه تعالى: أللّهمّ إنّي أسألك باسمك الّذي به ابتدعت عجائب الخلق في غامض العلم بجود جمال وجهك في عظيم عجيب خلق أصناف غريب أجناس الجواهر فخرّت الملائكة سجّدا لهيبتك من مخافتك فلا إله إلاّ أنت و أسألك باسمك الّذي تعلم به خواطر رجم الظّنون بحقائق الإيمان و غيب عزيمات اليقين و كسر الحواجب و إغماض الجفون و ما استقلّت به الأعطاف و إدارة لحظ العيون و الحركات و السّكون

ص: 225

فكوّنته ممّا شئت أن يكون ممّا إذا لم تكوّنه فكيف يكون فلا إله إلاّ أنت، و أسألك باسمك الّذي فتقت به رتق عقيم غواشي جفون حدق عيون قلوب النّاظرين فلا إله إلاّ أنت، و أسألك باسمك الّذي خلقت به في الهواء بحرا معلّقا عجّاجا مغطمطا(1)فحبسته في الهواء على صميم تيّار اليمّ الزّاخر في مستفحلات عظيم تيّار أمواجه على ضحضاح صفاء الماء فغزلج الموج فسبّح ما فيه لعظمتك فلا إله إلاّ أنت، و أسألك باسمك الّذي تجلّيت به للجبل فتحرّك و تزعزع و استفرك و درج اللّيل الحلك و دار بلطفه الفلك فهمك فتعالى ربّنا فلا إله إلاّ أنت، و أسألك باسمك يا نور النّور يا من برء الحور كدرّ منثور بقدر مقدور لغرض النّشور لنقرة النّاقور فلا إله إلاّ أنت، و أسألك باسمك يا واحد يا مولى كلّ أحد يا من هو على العرش واحد أسألك باسمك يا من لا ينام و لا يرام و لا يضام و يا من به تواصلت الأرحام أن تصلّي على محمّد و أهل بيته، ثمّ تسأل حاجتك.

و منها ما روي عن زين العابدين عليه السّلام في طلب الحوائج أللهم يا منتهى مطلب الحاجات إلى آخر الدّعاء(2) و منها ما روي عن الرضا عليه السّلام في المناجاة لطلب الحاجة جدير أللّهمّ من أمرته بالدّعاء أن يدعوك إلى آخره و قد ذكرناه في أدعية الوسائل إلى المسائل.

و منها يا اللّه ما أجد أحدا إلاّ و أنت رجاؤه إلى آخره و قد ذكرناه في أدعية السرّ، ثمّ يقول: يا اللّه المانع قدرته خلقه إلى آخره و قد ذكر في أدعية السر، و منها دعاء مرويّ عن عليّ بن الحسين عليهما السّلام للحاجة و خبره طويل يا من حاز كلّ شيء ملكوتا و قهر كلّ شيء جبروتا ألج قلبي فرح الإقبال عليك و ألحقني بميدان الصّالحين المطيعين لك، يا من قصده الطّالبون فوجدوه متفضّلا و لجأ إليه العائذون فوجدوه نوّالا و أمّه الخائفون فوجدوه قريبا صلّ على محمّد و آل محمّد و سل

ص: 226


1- عجاج مغطمط: أي صوت غليان الماء في البحر.
2- الدعاء موجود في الصحيفة السجادية ص 73 طبعة الأعلمي.

حاجتك تقضى إن شاء اللّه.

و ممّا يدخل في هذا الباب و يزيد في هذا النّقاب ذكر الاستغاثات فمنها ما روي عن الصّادق عليه السّلام أنه من قلّ عليه رزقه أو ضاقت عليه معيشته أو كانت له حاجة مهمّة من أمر دنياه و آخرته فليكتب في رقعة بيضاء و يطرحها في الماء الجاري عند طلوع الشّمس و تكون الأسماء في سطر واحد: بسم اللّه الرّحمن الرّحيم الملك الحقّ المبين، من العبد الذّليل إلى المولى الجليل سلام على محمّد و عليّ و فاطمة و الحسن و الحسين و عليّ و محمّد و جعفر و موسى و عليّ و محمّد و عليّ و الحسن و القائم سيّدنا و مولانا صلوات اللّه عليهم أجمعين، ربّ مسّني الضرّ و الخوف فاكشف ضرّي و آمن خوفي بحقّ محمّد و آل محمّد، و أسألك بكلّ نبيّ و وصيّ و صدّيق و شهيد أن تصلّي على محمّد و آل محمّد يا أرحم الرّاحمين، إشفعوا لي يا سادتي بالشّأن الّذي لكم عند اللّه فإنّ لكم عند اللّه لشأنا من الشّأن فقد مسّني الضّرّ يا ساداتي و اللّه أرحم الرّاحمين فافعل بي يا رب كذا و كذا.

و منها ما يكتب أيضا على كاغذ و يرسل في الماء: بسم اللّه الرّحمن الرّحيم من العبد الذّليل إلى المولى الجليل ربّ إنّي مسّني الضرّ و أنت أرحم الرّاحمين بحقّ محمّد و آله صلّ على محمّد و آله و اكشف همّي و فرّج عنّي غمّي برحمتك يا أرحم الرّاحمين.

في الاستغاثة الى المهدي (ع) لطلب الحاجة

و منها الإستغاثة إلى المهدي عليه السّلام تكتب ما سنذكره في رقعة و تطرحها على قبر من قبور الأئمّة عليهم السّلام أو فشدّها و اختمها و اعجن طينا نظيفا و اجعلها فيه و اطرحها في نهر أو بئر عميقة أو غدير ماء فإنّها تصل إلى السيّد صاحب الأمر عليه السّلام و هو يتولّى قضاء حاجتك بنفسه تكتب: بسم اللّه الرّحمن الرّحيم كتبت يا مولاي صلوات اللّه عليك مستعينا و شكوت ما نزل بي مستجيرا باللّه عزّ و جلّ ثمّ بك من أمر قد دهمني و أشغل قلبي و أطال فكري و سلبني بعض لبّي و غيّر خطير نعمة اللّه عندي أسلمني عند تخيّل وروده الخليل و تبرّء منّي عند ترائي إقباله

ص: 227

إليّ الحميم و عجزت عن دفاعه حيلتي و خانني في تحمّله صبري و قوّتي فلجأت فيه إليك و توكّلت في المسألة للّه جلّ ثناؤه عليه و عليك في دفاعه عنّي علما بمكانك من اللّه ربّ العالمين وليّ التّدبير و مالك الأمور واثقا بك في المسارعة في الشّفاعة إليه جلّ ثناؤه في أمري متيقّنا لإجابته تبارك و تعالى إيّاك بإعطائي سؤلي، و أنت يا مولاي جدير بتحقيق ظنّي و تصديق أملي فيك في أمر كذا و كذا فيما لا طاقة لي بحمله و لا صبر لي عليه و إن كنت مستحقّا له و لأضعافه بقبيح أفعالي و تفريطي في الواجبات الّتي للّه عزّ و جلّ فأغثني يا مولاي صلوات اللّه عليك عند اللّهف و قدّم المسألة للّه عزّ و جلّ في أمري قبل حلول التّلف و شماتة الأعداء فبك بسطت النّعمة عليّ، و اسأل اللّه جلّ جلاله لي نصرا عزيزا و فتحا قريبا فيه بلوغ الآمال و خير المبادي و خواتيم الأعمال و الأمن من المخاوف كلّها في كلّ حال إنّه جلّ ثناؤه لما يشاء فعّال و هو حسبي و نعم الوكيل في المبدء و المآل. ثمّ تصعد النّهر أو الغدير و تعتمد بعض النوّاب إمّا عثمان بن سعيد العمري أو ولده محمّد بن عثمان أو الحسين بن روح أو علي بن محمّد السّمري فهؤلاء كانوا نوّاب المهديّ عليه السّلام فتنادي أحدهم و تقول: يا فلان بن فلان سلام عليك أشهد أنّ وفاتك في سبيل اللّه و أنت حيّ عند اللّه مرزوق و قد خاطبتك في حياتك الّتي لك عند اللّه جلّ و عزّ و هذه رقعتي و حاجتي إلى مولاي عليه السّلام فسلّمها إليه فأنت الثّقة الأمين ثم ارمها في النهر تقضى حاجتك إن شاء اللّه تعالى.

و منها استغاثة إلى المهديّ عليه السّلام أيضا و هي بعد الغسل و صلاة ركعتين تحت السّماء تقرأ في الأولى بالحمد و الفتح و في الثّانية بالحمد و النّصر فإذا سلّمت فقم و قل: سلام اللّه الكامل التّامّ الشّامل العامّ و صلواته الدّائمة و بركاته العامّة على حجّة اللّه و وليّه في أرضه و بلاده و خليفته على خلقه و عباده سلالة النّبوّة و بقيّة العترة و الصّفوة صاحب الزّمان و مظهر الإيمان و معلن أحكام القرآن و مطهّر الأرض و ناشر العدل في الطّول و العرض الحجّة القائم المهديّ و الإمام المنتظر المرضيّ الطّاهر ابن

ص: 228

الطّاهرين الوصيّ ابن الأوصياء المرضيّين الهادي المعصوم ابن الهداة المعصومين، السّلام عليك يا إمام المسلمين و المؤمنين السّلام عليك يا وارث النّبيّين و مستودع حكمة الوصيّين، السّلام عليك يا عصمة الدّين السّلام عليك يا معزّ المؤمنين المستضعفين، السّلام عليك يا مذلّ الكافرين المتكّبرين الظّالمين، السّلام عليك يا مولاي يا صاحب الزّمان يابن رسول اللّه، السّلام عليك يا صاحب الزّمان يابن أمير المؤمنين و ابن فاطمة الزّهراء سيّدة نساء العالمين، السّلام عليك يابن الأئمّة الحجج على الخلق أجمعين السّلام عليك يا مولاي سلام مخلص لك في الولاء، أشهد أنّك الإمام المهديّ قولا و فعلا و أنّك الّذي تملأ الأرض قسطا و عدلا فعجّل اللّه فرجك و سهّل مخرجك و قرّب زمانك و كثّر أنصارك و أعوانك و أنجز لك موعدك و هو أصدق القائلين، و نريد أن نمنّ على الّذين استضعفوا في الأرض و نجعلهم أئمّة و نجعلهم الوارثين يا مولاي حاجتي كذا و كذا.

و منها استغاثة إلى فاطمة عليها السّلام تصلي ركعتين فإذا سلمت فكبّر اللّه تعالى ثلاثا و سبّح تسبيح الزّهراء عليها السّلام و اسجد و قل مائة مرّة يا مولاتي يا فاطمة أغيثيني ثمّ ضع خدّك الأيمن على الأرض و قل كذلك، ثمّ عد إلى السّجود و قل كذلك، ثم ضع خدّك الأيسر على الأرض و قل كذلك، ثمّ عد إلى السجود و قل كذلك مائة و عشر مرّات و اذكر حاجتك تقضى.

في ذكر الاستخارات

اشارة

و أمّا الاستخارات فكثيرة منها: خيرة الرّقاع مرويّة عن الصّادق عليه السّلام قال:

إذا أردت أمرا فخذ ستّة رقاع فاكتب في ثلاث منها، بسم اللّه الرّحمن الرّحيم خيرة من اللّه العزيز الحكيم لفلان بن فلانة إفعل، و في ثلاث منها بسم اللّه الرّحمن الرّحيم خيرة من اللّه العزيز الحكيم لفلان بن فلانة لا تفعل، ثمّ ضعها تحت مصلاّك ثمّ صلّ ركعتين فإذا فرغت فاسجد سجدة و قل فيها مائة مرّة أستخير اللّه برحمته خيرة في عافية، ثم استو جالسا و قل: أللّهمّ خر لي و اختر لي في جميع أموري في يسر منك و عافية ثم اضرب بيدك إلى الرّقاع فشوّشها و أخرج واحدة واحدة فإن خرج ثلاث

ص: 229

متواليات إفعل فافعل الأمر الذي تريده، و إن خرج ثلاث متواليات لا تفعل فلا تفعله، فإن خرجت واحدة إفعل و الأخرى لا تفعل فأخرج من الرّقاع إلى خمس فانظر أكثرها و اعمل به ودع السّادسة و لا تحتاج إليها.

و منها عن إسحاق بن عمّار عن الصادق عليه السّلام قال: قلت له ربّما أردت الأمر فيتفرّق منّي فريقان أحدهما يأمرني و الآخر ينهاني فقال: إذا كنت كذلك فصلّ ركعتين فاستخر اللّه مائة مرّة و مرة ثمّ انظر أجزم الأمرين لك فافعله فإن الخيرة فيه إن شاء اللّه تعالى و لتكن استخارتك في عافية فإنّه ربّما خير للرّجل في قطع يده و موت ولده و ذهاب ماله.

و منها عن الرّضا عليه السّلام و قد استشاره علي بن أسباط في الخروج في البرّ و البحر إلى مصر فقال له ائت مسجد النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في غير وقت صلاة فصلّ ركعتين و استخر اللّه مائة مرّة و انظر أيّ شيء يقع في قلبك فاعمل به.

و منها عنهم عليهم السّلام أن ينوي المستخير حاجته فليكتب في رقعة لا و في الأخرى نعم و يجعلهما في بندقتين طين و يضعهما تحت ذيله و يصلّي ركعتين و يقول: أللّهمّ إنّي أشاورك في أمري هذا و أنت خير مستشار و مشير فأشر عليّ بما فيه صلاح و حسن عاقبة و يخرج واحدة و يعمل بها.

و منها أن يفتح المصحف و ينظر أوّل ما فيه و يأخذ به. و منها أن يستشير بعض إخوانه و يسأل من اللّه تعالى أن يجري على لسانه الخيرة و يفعل ما يشيره عليه.

و منها عن أحدهم عليهم السّلام أنه ما استخار اللّه عبد سبعين مرّة بهذه الإستخارة إلاّ رماه اللّه تعالى بالخيرة يقول: يا أبصر النّاظرين و يا أسمع السّامعين و يا أسرع الحاسبين و يا أرحم الرّاحمين و يا أحكم الحاكمين صلّ على محمّد و أهل بيته و خر لي في كذا و كذا.

و منها عن أبي جعفر عليه السّلام قال: كان عليّ بن الحسين عليهما السّلام إذا همّ بأمر حجّ أو عمرة أو بيع أو شراء أو عتق تطهّر ثم صلّى ركعتين يقرأ فيهما بالحشر

ص: 230

و الرحمن ثمّ يقرأ المعوّذتين و التّوحيد فإذا سلّم قال: أللّهمّ إن كان كذا و كذا خيرا لي في ديني و دنياي و آخرتي و عاجل أمري و آجله فصلّ على محمّد و آله و يسّره لي على أجمل الوجوه و أكملها، أللّهمّ و إن كان كذا و كذا شرّا لي في ديني و دنياي و آخرتي و عاجل أمري و آجله فصلّ على محمّد و آله و اصرفه عنّي على أحسن الوجوه، ربّ صلّ على محمّد و آل محمّد و اعزم لي على رشدي و إن كرهت ذلك أو أبته نفسي.

و منها ما ذكره العلاّمة في مصباحه أنّ هذه الاستخارة مرويّة عن صاحب الأمر عليه السّلام و هي أن يقرأ الحمد عشرا فثلاثا فمرّة، ثمّ يقرأ القدر عشرا ثمّ يقول ثلاثا: أللّهمّ إنّي أستخيرك لعلمك بعاقبة الأمور و أستشيرك لحسن ظنّي بك في المأمول و المحذور، أللّهمّ إن كان الأمر الفلاني و يسمّيه بما قد نيطت بالبركة أعجازه و بواديه و حفّت بالكرامة أيّامه و لياليه فخر لي اللّهمّ فيه خيرة تردّ شموسه ذلولا و تقعض(1) أيّامه سرورا، أللّهمّ إمّا أمر فأئتمر و إمّا نهي فأنتهي، أللّهمّ إنّي أستخيرك برحمتك خيرة في عافية، ثمّ يقبض على قطعة من السّبحة و يضمر حاجته فإن كان عدد ذلك القطعة فردا فليفعل و إن كان عددها زوجا فليترك، قال السيّد الجليل عليّ بن طاوس رحمه اللّه في كتابه فتح الأبواب و لمّا رأيت أخبارا كثيرة تضمّنت تخيير الإنسان فيما يقرأه بعد الحمد في ركعتي الاستخارة هداني اللّه تعالى أن أقرأ فيهما كصلاة ركعتي الغفيلة لأنّي وجدت المستشير له في ظلمات رأيه و تدبيره فقرأت بعد الحمد في الأولى وَ ذَا اَلنُّونِ إِذْ ذَهَبَ إلى قوله تعالى اَلْمُؤْمِنِينَ ثمّ قلت ما معناه يا أرحم الرّاحمين و يا أكرم الأكرمين أنا في ظلمات فيما أستشيرك فيه فنجّني كما وعدت إنّك تنجي المؤمنين و اكشف لي ذلك برحمتك على النّبيّين، ثمّ أقرأ في الركعة الثانية بعد الحمد وَ عِنْدَهُ مَفٰاتِحُ اَلْغَيْبِ (الآية) ثمّ أقنت بعد الآية و أقول: أللّهمّ إنّي أسألك بمفاتح الغيب الّتي لا يعلمها إلاّ أنت ثمّ أدعو بما سنح، قال و من آداب المستخير أن يكون صلاته للاستخارة صلاة مضطرّ إلى معرفة

ص: 231


1- تقعض: تردّ و تعطف.

مصلحته التي لا يعلمها إلاّ منه تعالى فيتأدّب في صلاته كما يتأدّب السائل المسكين و أن يكون عند سجوده للاستخارة، و قوله أستخير اللّه برحمته خيرة في عافية بقلب مقبل على اللّه تعالى و نيّة حاضرة صافية، و إذا عرف من نفسه وقت سجوده أنّها غفلت استغفر و تاب من ذلك فإذا رفع رأسه من السّجدة أقبل بقلبه على اللّه تعالى و لا يتكلّم بين أخذ الرقاع فإنّ العبد لو كان يشاور ملكا من ملوك الدّنيا ما قطع مشورته له و حادث غيره، و لقول الجواد عليه السّلام لعليّ بن أسباط و لا تكلّم أحدا بين أضعاف الاستخارة حتّى تتمّ مائة مرّة و إذا خرجت الاستخارة مخالفة لمراده فلا يقابل مشورة اللّه تعالى بالكراهة بل يقابلها بالشّكر كيف جعله أهلا أن يستشيره.

في ذكر أدعية الاستخارات

و من أدعية الاستخارات ما ذكره ابن طاوس في كتابه المذكور آنفا و أنه مرويّ عن الرّضا عليه السّلام عن أبيه الكاظم عن جدّه الصّادق عليهم السّلام قال: من دعا به لم ير في عاقبة أمره إلاّ ما يحبّه و هو: أللّهمّ إنّ خيرتك تنيل الرّغائب و تجزل المواهب و تطيّب المكاسب و تغنم المطالب و تهدي إلى أحمد العواقب و تقي من محذور النّوائب، أللّهمّ إنّي أستخيرك فيما عقد عليه رأيي وقادني إليه هواي فأسألك يا ربّ أن تسهّل لي من ذلك ما تعسّر و أن تعجّل من ذلك ما تيسّر و أن تعطيني يا ربّ الظّفر فيما استخرتك فيه و عونا بالإنعام فيما دعوتك و أن تجعل يا ربّ بعده قربا و خوفه أمنا و محذوره سلما فإنّك تعلم و لا أعلم و تقدر و لا أقدر و أنت علاّم الغيوب، أللّهمّ إن يكن هذا الأمر خيرا لي في عاجل الدّنيا و الآخرة فسهّله لي و يسّره عليّ و إن لم يكن فاصرفه عنّي و أقدر لي فيه الخيرة إنّك على كلّ شيء قدير يا أرحم الرّاحمين.

و منها ما روي عن الرّضا عليه السّلام و هو من أدعية الوسائل إلى المسائل: أللّهمّ إنّ خيرتك فيما أستخيرك فيه تنيل الرّغائب و تجزل المواهب و تغنم المطالب و تطيّب المكاسب و تهدي إلى أجمل المذاهب و تسوق إلى أحمد العواقب و تقي مخوف النّوائب، أللّهمّ إنّي أستخيرك فيما عزم رأيي عليه وقادني عقلي إليه فسهّل اللّهمّ منه

ص: 232

ما توعّر و يسّر منه ما تعسّر و اكفني فيه المهمّ و ادفع عنّي كلّ ملمّ و اجعل ربّ عواقبه غنما و خوفه سلما و بعده قربا وجدبه خصبا و أرسل اللّهمّ إجابتي و أنجح طلبتي و اقض حاجتي و اقطع عوائقها و امنع عنّي بوائقها و أعطني اللّهمّ لواء الظّفر بالخيرة فيما استخرتك و وفور الغنم فيما دعوتك و عوائد الإفضال فيما رجوتك، و أقرنه اللّهمّ ربّ بالنّجاح و حطه بالصّلاح و أرني أسباب الخيرة واضحة و أعلام غنمها لائحة و اشدد خناق تعسّرها و انعش صريع تيسّرها، و بيّن اللّهمّ ملتبسها و أطلق محتبسها و مكّن أسّها حتّى تكون خيرة مقبلة بالغنم مزيلة للغرم عاجلة النّفع باقية الصّنع إنّك وليّ المزيد مبتدىء بالجود.

و منها من أدعية الصّحيفة: أللّهمّ إنّي أستخيرك بعلمك فصلّ على محمّد و آله و اقض لنا بالخيرة و ألهمنا معرفة الإختيار و اجعل ذلك ذريعة إلى الرّضا بما قضيت لنا و التّسليم لما حكمت فأزح عنّا ريب الإرتياب و أيّدنا بيقين المخلصين و لا تسمنا عجز المعرفة عمّا تخيّرت فنغمط قدرك و نكره موضع رضاك و نجنح إلى الّتي هي أبعد من حسن العاقبة و أقرب إلى ضدّ العافية، حبّب إلينا ما نكره من قضائك و سهّل علينا ما نستصعب من حكمك و ألهمنا الإنقياد لما أوردت علينا من مشيّتك حتّى لا نحبّ تأخير ما عجّلت و لا تعجيل ما أخّرت و لا نكره ما أحببت و لا نتخيّر ما كرهت و اختم لنا بالّتي هي أحمد عاقبة و أكرم مصيرا إنّك تفيد الكريمة و تعطي الجسيمة و تفعل ما تريد و أنت على كلّ شيء قدير.

و منها من أدعية السرّ: أللّهمّ اختر لي بعلمك و وفّقني بعلمك لرضاك و محبّتك، أللّهمّ اختر لي بقدرتك و جنّبني بعزّتك مقتك و سخطك، أللّهمّ اختر لي فيما أريد من هذين الأمرين (و تسمّيهما) أحبّهما إليك و أرضاهما لك و أقربهما منك، أللّهمّ إنّي أسألك بالقدرة الّتي ذويت بها علم الأشياء عن جميع خلقك أن تصلّي على محمّد و آل محمّد، و اغلب بالي و هواي و سريرتي و علانيتي بأخذك

ص: 233

و اسفع بناصيتي إلى ما تراه لك رضا ولي صلاحا فيما أستخيرك فيه حتّى تلزمني من ذلك أمرا أرضى فيه بحكمك و أتّكل فيه على قضاءك و أكتفي فيه بقدرتك و لا تقلبني و هواي لهواك مخالف و لا ما أريد لما تريد لي مجانب، إغلب بقدرتك الّتي تقضي بها ما أحببت على ما أحببت بهواك هواي و يسّرني لليسرى الّتي ترضى بها عن صاحبها و لا تخذلني بعد تفويضي إليك أمري برحمتك الّتي وسعت كلّ شيء، أللّهمّ أوقع خيرتك في قلبي و افتح قلبي للزومها يا كريم آمين.

و منها ما روي عن أمير المؤمنين عليه السّلام: ما شاء اللّه كان أللّهمّ إنّي أستخيرك خيار من فوّض إليك أمره و أسلم إليك نفسه و استسلم إليك في أمره و خلا لك وجهه و توكّل عليك فيما نزل به، أللّهمّ خر لي و لا تخر عليّ و كن لي و لا تكن عليّ و انصرني و لا تنصر عليّ و أعنّي و لا تعن عليّ و أمكنّي و لا تمكّن منّي و اهدني إلى الخير و لا تضلّني و أرضني بقضائك و بارك لي في قدرك إنّك تفعل ما تشاء و تحكم ما تريد و أنت على كلّ شيء قدير، أللّهمّ إن كان لي الخيرة في أمري هذا في ديني و دنياي و عاقبة أمري فسهّله لي و إن كان غير ذلك فاصرفه عنّي يا أرحم الرّاحمين إنّك على كلّ شيء قدير و حسبنا اللّه و نعم الوكيل.

و منها ما يدعا به في الاستخارة و الحاجة مرويّ عن القائم عليه السّلام: بسم اللّه الرّحمن الرّحيم أللّهمّ إنّي أسألك باسمك الّذي عزمت به على السّماوات و الأرض فقلت لهما ائتيا طوعا أو كرها قالتا أتينا طائعين، و باسمك الّذي عزمت به على عصا موسى فإذا هي تلقف ما يأفكون و أسألك باسمك الّذي صرفت به قلوب السّحرة إليك حتّى قالوا آمنّا بربّ العالمين، و أسألك بالقدرة الّتي تبلي بها كلّ جديد و تجدّد بها كلّ بال و أسألك بكلّ حقّ هو لك و بكلّ حقّ جعلته عليك إن كان هذا الأمر خيرا لي في ديني و دنياي و آخرتي أن تصلّي على محمّد و آل محمّد و تسلّم عليهم تسليما و تهيّئه لي و تسهّله عليّ و تلطف لي فيه برحمتك يا أرحم الرّاحمين،

ص: 234

و إن كان شرّا لي في ديني و دنياي و آخرتي أن تصلّي على محمّد و آل محمّد و تسلّم عليهم تسليما و أن تصرفه عنّي بم شئت و كيف شئت و ترضيني بقضائك و تبارك لي في قدرك حتّى لا أحبّ تعجيل شيء أخّرته و لا تأخير شيء عجّلته فإنّه لا حول و لا قوّة إلاّ بك يا عليّ يا عظيم يا ذا الجلال و الإكرام.

في ذكر صلوات الأئمة

و أمّا باقي النّوافل فمن ذلك صلاة النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و عليّ و فاطمة عليهما السّلام و قد مرّ ذكرها في الصّلوات المرغّب في فعلها يوم الجمعة و صلاة الحسنين عليهما السّلام أربع ركعات بالحمد و التوحيد خمسا و عشرين مرّة فإذا سلّم صلّى على النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم مائتي مرّة، و صلاة زين العابدين عليه السّلام ركعتان بالحمد و آية الكرسي مائة مرّة و صلّى على النّبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بعد تسليمه مائة مرّة، و صلاة الباقر عليه السّلام ركعتان بالحمد و مائة مرّة شَهِدَ اَللّٰهُ أَنَّهُ لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ (الآية)(1) و يسلّم و يصلّي على النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم مائة مرّة، و صلاة الصّادق عليه السّلام أربع ركعات بالحمد و مائة مرّة الباقيات الصّالحات و يسلّم و يصلّي على النّبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم مائة مرّة، و صلاة الكاظم عليه السّلام ركعتان بالحمد مرّة و التّوحيد اثنتي عشرة مرّة و يسلّم و يصلّي على النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم مائة مرّة، و صلاة الرّضا عليه السّلام ستّ ركعات بالحمد و سورة الإنسان عشرا و يسلّم و يصلّي على النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم مائة مرّة، و صلاة الجواد عليه السّلام ركعتان بالحمد و التوحيد أربعين مرّة و يسلّم و يصلّي على النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم مائة مرّة، و صلاة الهادي عليه السّلام ركعتان بالحمد و التوحيد ثمانين مرّة و يسلّم و يصلّي على النّبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم مائة مرة، و صلاة العسكري عليه السّلام ركعتان بالحمد و التّوحيد مائة مرّة و يسلّم و يصلّي على النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم مائة مرّة، و صلاة المهديّ عليه السّلام ركعتان بالحمد و مائة مرّة إيّاك نعبد و إيّاك نستعين و يسلّم و يصلّي على النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم مائة مرّة.

و صلاة الشكر عن الصادق عليه السّلام ركعتان إذا أنعم اللّه تعالى عليك بنعمة و دفع عنك نقمة تقرأ في الأولى بالحمد و التّوحيد و في الثّانية بالحمد و الجحد، و تقول في الرّكعة الأولى في ركوعك و سجودك الحمد للّه شكرا شكرا و حمدا،

ص: 235


1- الآية هي: شَهِدَ اَللّٰهُ أَنَّهُ لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ وَ اَلْمَلاٰئِكَةُ وَ أُولُوا اَلْعِلْمِ قٰائِماً بِالْقِسْطِ لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ اَلْعَزِيزُ اَلْحَكِيمُ سورة آل عمران، الآية: 18.

و تقول في الرّكعة الثانية في ركوعك و سجودك الحمد للّه الّذي استجاب دعائي و أعطاني مسألتي، ثمّ تدعو بدعاء عليّ بن الحسين عليه السّلام في الشّكر للّه تعالى و هو من أدعية الصّحيفة(1) و دعاء المناجاة بالشّكر عن الرّضا عليه السّلام و هو من أدعية الوسائل إلى المسائل و قد ذكرناه في محله.

و صلاة هدية الميّت ليلة الدّفن ركعتان في الأولى الحمد و آية الكرسي و في الثّانية الحمد و القدر عشرا فإذا سلّم قال: أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و ابعث ثوابها إلى قبر فلان، و في رواية أخرى بعد الحمد و التوحيد مرّتين في الأولى و في الثانية بعد الحمد التكاثر عشرا ثمّ الدّعاء المذكور و هاتان الرّوايتان ذكرهما صاحب الموجز فيه، و رأيت في بعض كتب أصحابنا أنه يقرأ في الأولى بعد الفاتحة آية الكرسي مرّة و التّوحيد مرّتين و في الثّانية بعد الحمد التكاثر عشرا و نقلتها عن والدي قدّس اللّه سرّه.

في صلاة السفر و الزيارة

و صلاة السّفر ركعتان يقرأ فيهما ما شاء. و صلاة النزول عن ظهر الدّابّة للإستراحة ركعتان و يقرأ بعدهما رَبِّ أَنْزِلْنِي مُنْزَلاً مُبٰارَكاً وَ أَنْتَ خَيْرُ اَلْمُنْزِلِينَ ليرزق خير المكان و يدفع عنه شرّه قاله ابن بابويه في الفقيه.

و صلاة الإرتحال ركعتان و يدعو اللّه بالحفظ و الكلاءة و يودّع الموضع و أهله فإنّ لكلّ موضع أهلا من الملائكة يقول السّلام على ملائكة اللّه الحافظين السّلام علينا و على عباد اللّه الصّالحين و رحمة اللّه و بركاته، قاله المفيد في مزاره.

و صلاة عاشوراء أربع مفصولة يحسن ركوعها و سجودها في الأولى بعد الحمد الجحد و في الثّانية التّوحيد و في الثالثة الأحزاب و في الرّابعة المنافقون أو ما تيسّر، ثمّ يسلّم و يحوّل وجهه نحو قبر الحسين عليه السّلام و يزوره، قاله ابن فهد في موجزه.

و صلاة الزيارة لأحد المعصومين ركعتان يقرأ فيهما ما شاء و يقول بعدهما أللّهمّ إنّي لك صلّيت و لك ركعت و لك سجدت وحدك لا شريك لك (الخ) و قد ذكر في باب الزّيارات.

ص: 236


1- الصحيفة السجادية، ص 162 طبعة الأعلمي.

و صلاة التحيّة ركعتان كعند الضرائح المقدّسة قبل جلوسه و يجزي عنهما فريضة أو نافلة لسبب. و صلاة الاستطعام ركعتان و يقول بعدهما أللّهمّ إنّي جائع فأطعمني فإنّه يطعم قاله الشّهيد في دروسه.

و صلاة الحبل ركعتان بعد الجمعة يطيل فيهما الرّكوع و السّجود ثمّ يقول:

أللّهمّ إنّي أسألك بما سألك به زكريا، إذ قال ربّ لا تذرني فردا و أنت خير الوارثين، أللّهمّ هب لي ذرّيّة طيّبة إنّك سميع الدّعاء أللّهمّ باسمك استحللتها و في أمانتك أخذتها فإن قضيت في رحمها ولدا فاجعله غلاما مباركا زكيّا و لا تجعل للشّيطان فيه نصيبا و لا شركا.

في صلاة العافية و دفع الخوف

و صلاة العافية ركعتان و يدعو بعدهما بدعاء زين العابدين عليه السّلام إذا سأل اللّه العافية و شكرها و هو من أدعية الصّحيفة(1) ثمّ يقول يا مصحّ أبدان ملائكته (إلى آخره) و هو من أدعية السّرّ و هو مذكور في محلّه ثمّ يدعو بدعاء العافية و ما قبله و قد مرّ ذكره في باب ذكر النّوافل بعد أدعية السّاعات فليطلب ثمّ. و صلاة الغنى ركعتان و يدعو بعدهما بدعاء زين العابدين عليه السّلام إذا قتّر عليه الرّزق و هو من أدعية الصّحيفة(2) و بدعاء المناجاة بطلب الرّزق من أدعية الوسائل إلى المسائل و قد ذكر في محله من هذا الكتاب، و بدعاء السّرّ الّذي أوّله يا محلّ كنوز أهل الغنى (إلى آخره) و قد ذكرناه في أدعية السرّ، و يقول كلّ ليلة عند النوم: أللّهمّ أنت الأوّل فلا شيء قبلك (إلى آخره) و قد ذكر بعد تعقيب العشاء فيما مرّ و كذا يقرأ الواقعة قبل نومه ليأمن الفاقة، قاله الشّهيد رحمه اللّه في نفليّته.

و صلاة دفع الخوف ركعتان و يدعو بعدهما بدعاء عليّ بن الحسين عليهما السّلام إذا عرضت له مهمّة أو نزلت به ملمّة و هو من أدعية الصّحيفة(3) و كذا بالدّعاء الّذي بعده منها، ثمّ يقول يا آخذا بنواصي خلقه (إلى آخره) و يدعو بعده بثلاثة أدعية تليه

ص: 237


1- الصحيفة السجادية، ص 114 طبعة الأعلمي.
2- الصحيفة السجادية، ص 136 طبعة الأعلمي.
3- الصحيفة السجادية، ص 69 طبعة الأعلمي.

و الجمع من أدعية السرّ و هي مذكورة في هذا الكتاب.

في صلاة التوبة و الاستسقاء

و صلاة التّوبة ركعتان بعد الغسل و يقول بعدهما أللّهمّ إنّه يحجبني عن مسألتك خلال ثلاث (إلى آخره) ثمّ يقول أللّهمّ يا من لا يصفه نعت الواصفين (إلى آخره) و هذان الدّعاءان من أدعية الصّحيفة(1)، ثمّ يدعو بالدّعاءين الأوّلين من أدعية السرّ و يدعو بدعاء المناجاة بالاستقالة و بدعاء المناجاة بطلب التّوبة و هما من أدعية الوسائل إلى المسائل.

و بالجملة فليدع عقيب كلّ صلاة بما يناسبها و بما يروى لها و صلاة أوّل يوم من ذي الحجّة و هي بصفة صلاة فاطمة عليها السّلام و قد مرّ ذكرها، و صلاة يوم الغدير ركعتان و هي مرويّة عن الصّادق عليه السّلام قال: من صلّى فيه ركعتين قبل الزّوال بنصف ساعة شكرا للّه تعالى على ما منّ به عليه و خصّه به يقرأ في كلّ ركعة الحمد مرّة و كلاّ من التّوحيد و آية الكرسي الآيتين و القدر عشرا عشرا، عدلت عند اللّه تعالى مائة ألف حجّة و مائة ألف عمرة و لا يسأل اللّه تعالى حاجة من حوائج الدّنيا و الآخرة إلاّ قضاها له كائنة ما كانت إن شاء اللّه تعالى.

و صلاة التصدّق بالخاتم ركعتان و هي في الرابع و العشرين من ذي الحجّة و هي كالغدير وقتا و كيفيّة و ثوابا. و صلاة المباهلة و هي في يوم التصدّق على الأظهر فعن الكاظم عليه السّلام: يوم المباهلة اليوم الرابع و العشرون من ذي الحجّة تصلّي في ذلك اليوم ما أردت من الصلاة و كما صليت ركعتين استغفرت اللّه تعالى بعقبها سبعين مرّة، ثم تقوم قائما و تومىء بطرفك إلى موضع سجودك و تقول و أنت على غسل الحمد للّه ربّ العالمين (إلى آخره) و سيأتي ذكره إن شاء اللّه تعالى.

و صلاة الاستسقاء كالعيد إلاّ القنوت فإنّه هنا بالاستغفار و سؤال اللّه تعالى توفير المياه و أفضل القنوت ما روي عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و هو: أستغفر اللّه الّذي لا إله إلاّ هو الحيّ القيّوم الرّحمن الرّحيم ذا الجلال و الإكرام و أسأله أن يتوب على عبد ذليل خاضع فقير بائس مسكين مستكين لا يملك لنفسه نفعا و لا ضرّا و لا موتا و لا

ص: 238


1- الصحيفة السجادية، ص 139 طبعة الأعلمي.

حياة و لا نشورا، أللّهمّ معتق الرّقاب و ربّ الأرباب و منشىء السّحاب و منزل القطر من السّماء إلى الأرض بعد موتها فالق الحبّ و النّوى و مخرج النّبات و جامع الشّتات صلّ على محمّد و آل محمّد و اسقنا غيثا مغيثا غدقا مغدودقا هنيئا مريئا تنبت به الزرع و تدرّ به الضّرع و تحيي به ممّا خلقت أنعاما و أناسيّ كثيرا، أللّهمّ اسق عبادك و بهائمك و انشر رحمتك و أحي بلادك الميتة. و يدعو بعد الصّلاة بدعاء عليّ بن الحسين عليهما السّلام عند الاستسقاء و هو مذكور في أدعية الصّحيفة(1) و هذه الصّلاة سنّة مؤكّدة فيأمر النّاس خطيب الجمعة بالتّوبة و الخروج من المظالم و صوم ثلاثة آخرها الاثنين أو الجمعة مصحّرين إلاّ بمكة بذوي الزّهد و الصّلاح و الشّيوخ و الأطفال و البهائم و العجائز لا الشّواب و الفسّاق و الكفّار و لا أهل الذّمة و التّفرقة بين الأطفال و الأمّهات و الخروج بسكينة خاشعا مبتذلا متنظّفا لا متطيّبا جماعة فإذا سلّم حوّل رداءه و استقبل النّاس مكبّرا فيمينه مسبّحا فيساره مهلّلا فيتلقّاهم حامدا مائة مائة و يتابعونه في الأذكار خاصّة، ثمّ يصعد المنبر و يجلس بعد التّسليم و يأتي بخطبتين و يبدلهما من لا يحسن بالذكر و تصح من المسافر و في كلّ وقت و من الرّجل وحده و لو في بيته و يستسقا بالدّعاء بلا صلاة.

في ذكر صلاة العيد

و صلاة العيد ركعتان كالصّبح بخمس تكبيرات في الأولى و أربع في الثّانية بتسع قنتات غير المعتاد و تفصيل ذلك أنّه بعد تكبيرة الافتتاح يقرأ الحمد و الأعلى ثم يرفع يده بالتّكبير، و يقول: أللّهمّ أهل الكبرياء و العظمة و أهل الجود و الجبروت و أهل العفو و الرّحمة و أهل التّقوى و المغفرة أسألك بحقّ هذا اليوم الّذي جعلته للمسلمين عيدا و لمحمّد صلّى اللّه عليه و آله ذخرا و مزيدا أن تصلّي على محمّد و آل محمّد و أن تدخلني في كلّ خير أدخلت فيه محمّدا و آل محمّد و أن تخرجني من كلّ سوء أخرجت منه محمّدا و آل محمّد صلواتك عليه و عليهم، أللّهمّ إنّي أسألك خير ما سألك عبادك الصّالحون و أعوذ بك ممّا استعاذ منه عبادك الصّالحون، ثمّ يكبّر ثالثة و رابعة و خامسة و سادسة مثل ذلك يفصل بين كلّ تكبيرتين بالدّعاء المذكور،

ص: 239


1- الصحيفة السجادية، ص 94 طبعة الأعلمي.

ثمّ يكبّر السّابعة و يركع ثمّ يصلّي الركعة الثّانية فيقرأ الحمد و الشمس ثمّ يكبر و يدعو بالدّعاء المذكور ثمّ يكبر ثانية و ثالثة و رابعة مثل ذلك فإذا فرغ من الدّعاء كبر الخامسة و ركع بعدها، فيحصل في الركعتين اثنتي عشرة تكبيرة سبع في الأولى و خمس في الثانية منها تكبيرة الافتتاح في الأولى و تكبيرة الرّكوع في الرّكعتين فإذا سلّم سبّح تسبيح الزّهراء عليها السّلام، ثمّ قال أللّهمّ إنّي توجّهت إليك بمحمّد إمامي (إلى آخره) و سيأتي ذكره إن شاء اللّه تعالى و يأتي بخطبتين بعدها و لا تجب هذه الصّلاة إلاّ مع وجود شروطها و هي مذكورة في كتب الفقه.

في ذكر صلوات شهر رجب

و أمّا صلوات رجب فهي مأخوذة من كتاب مصباح الزّائر للسيّد رضي الدّين عليّ بن طاوس قدّس اللّه سرّه رواها سلمان الفارسي عن النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لكلّ ليلة من لياليه صلاة منفردة فمن صلّى في أوّله ثلاثين ركعة بالحمد مرّة و الجحد و التّوحيد ثلاثا غفر اللّه تعالى له ذنوبه و برىء من النّفاق و كتب من المصلّين إلى السنة المقبلة، و في الثّاني عشرا بالحمد و الجحد و ثوابه كما مرّ، و في الثّالث عشرا بالحمد مرّة و النصر خمسا بنى اللّه تعالى له قصرا في الجنّة أوسع من الدّنيا سبع مرّات و نودي بالبشارة بمرافقة النّبيّين و الصدّيقين و الشّهداء و الصّالحين، و في الرّابع مائة في الأولى بالحمد و الفلق و في الثانية بالحمد و النّاس هكذا في الجميع فينزل من كلّ سماء ملك فيكتبون ثوابه إلى يوم القيامة و جاء و وجهه كالقمر ليلة تمامه و يعطى كتابه بيمينه و يحاسب حسابا يسيرا، و في الخامس ستّا بالحمد و التوحيد خمسا و عشرين مرّة أعطي ثواب أربعين نبيّا و أربعين صدّيقا و أربعين شهيدا و يمرّ على الصّراط كالبرق اللاّمع على فرس من نور و في السادس ركعتين بالحمد و آية الكرسي سبعا نودي يا عبد اللّه أنت وليّ اللّه حقّا حقّا و لك بكلّ حرف قرأته في هذه الصّلاة شفاعة في المسلمين و لك سبعون ألف حسنة و كلّ حسنة أثقل من جبال الدّنيا، و في السّابع أربعا بالحمد مرّة و التّوحيد و المعوّذتين ثلاثا ثلاثا فإذا سلّم صلّى على النّبي و آله عشرا و يقول الباقيات الصّالحات عشرا أظلّه اللّه تعالى في ظلّ عرشه و أعطاه اللّه ثواب من صام رمضان و استغفرت له الملائكة حتّى يفرغ من هذه الصّلاة و سهّل عليه النّزع و ضغطة القبر و لا يخرج من الدّنيا حتّى يرى مكانه في الجنّة و يؤمنه اللّه من الفزع الأكبر، و في الثّامن عشرين بالحمد مرّة

ص: 240

و القلاقل ثلاثا ثلاثا أعطاه اللّه تعالى ثواب الشّاكرين و الصّابرين و رفع اسمه في الصّدّيقين و له بكل حرف أجر صدّيق و شهيد و كأنما ختم القرآن في شهر رمضان و إذا خرج من قبره تلقّاه سبعون ملكا يبشّرونه بالجنّة، و التّاسع ركعتين بالحمد و ألهاكم خمسا لم يقم من مقامه حتى يغفر له و يعطى ثواب مائة حجّة و مائة عمرة و تنزل عليه ألف رحمة و يؤمنه اللّه من النّار و إن مات إلى ثمانين يوما مات شهيدا، و في العاشر اثنتي عشرة بعد المغرب بالحمد و التّوحيد ثلاثا رفع اللّه تعالى له قصرا في الجنّة على عمود من ياقوتة حمراء و العمود كما بين المشرق و المغرب في ذلك العمود مائة غرفة من ذهب و فضّة و ياقوت و زبرجد كلّ غرفة أوسع من الدّنيا و في القصر بيوت بعدد النّجوم و فيه ما لا يوصف لبشر، و في الحادي عشر اثنتي عشرة ركعة بالحمد و آية الكرسي اثنتي عشرة مرّة أعطي كمن قرأ الكتب الأربع و كل كتاب أنزله اللّه تعالى و نودي من العرش استأنف العمل فقد غفر لك، و في الثّاني عشر ركعتين بالحمد و آمَنَ اَلرَّسُولُ إلى آخر السّورة عشرا أعطي ثواب الآمرين بالمعروف و النّاهين عن المنكر و ثواب عتق سبعين رقبة من ولد اسماعيل عليه السّلام و يعطيه اللّه سبعين رحمة، و في الثّالث عشرا كلّ ركعتين منها في الأولى بالحمد و العاديات و في الثّانية بالحمد و التّكاثر غفر له و إن كان عاقا و لا يروّعه منكر و نكير و يمرّ على الصّراط كالبرق الخاطف و يعطى كتابه بيمينه و يثقل اللّه ميزانه و يعطى في جنّة الفردوس ألف مدينة، و في الرّابع عشر ثلاثين بالحمد و التّوحيد و قوله تعالى قُلْ إِنَّمٰا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ إلى آخر السّورة لم يخرج من صلاته إلاّ و قد غفرت ذنوبه و لو كانت أكثر من نجوم السّماء و كان كأنّما قرأ كلّ كتاب أنزله اللّه تعالى، و في الخامس عشر و السّادس عشر و السّابع عشر ثلاثين بالحمد و التوحيد إحدى عشرة مرّة أعطي ثواب سبعين شهيدا و يضيء نوره لأهل الجمع كما بين مكة و المدينة و يعطى براءة من النّار و النّفاق و يرفع عنه عذاب القبر، و في الثّامن عشر ركعتين بالحمد و التّوحيد مرّة و الفلق عشرا و النّاس عشرا غفرت ذنوبه و لو كانت أكثر من ذنوب العشّارين و جعل بينه و بين النّار ستة خنادق بين كلّ خندقين كما بين السّماء و الأرض، و في التّاسع عشر أربعا بالحمد و آية الكرسي خمس عشرة مرّة و التّوحيد كذلك أعطي كثواب موسى عليه السّلام و كان له بكلّ حرف ثواب شهيد و يبعث اللّه تعالى إليه مع ملائكته ثلاث بشارات أن لا يفضحه اللّه في الموقف و أن لا يحاسبه

ص: 241

و أن يقال له ادخل الجنّة بغير حساب، و في العشرين ركعتين بالحمد و القدر خمسا أعطي ثواب ابراهيم و موسى و عيسى عليهم السّلام و أمن من شرّ الثقلين و نظر اللّه إليه بالمغفرة، و في الحادي و العشرين ستّا بالحمد مرّة و الكوثر عشرا و التوحيد عشرا لم يكتب عليه كاتباه ذنبا سنة و تكتب له الحسنات إلى أن يحول الحول و من عجز عن القيام فصلاّها قاعدا باهى اللّه تعالى به ملائكته و يقول إني قد غفرت له، و في الثّاني و العشرين ثمان بالحمد و الجحد سبعا و يسلّم و يصلّي على النّبي و آله عشرا و يستغفر اللّه عشرا لم يخرج من الدنيا حتّى يرى مكانه في الجنّة و يموت على الإسلام و يكون له أجر سبعين نبيّا، و في الثّالث و العشرين ركعتين بالحمد و الضّحى خمسا أعطي بكل حرف و بكل كافر و كافرة درجة في الجنّة و ثواب سبعين حجّة و ثواب من شيّع سبعين ألف جنازة و ثواب من عاد ألف مريض و ثواب من قضى ألف حاجة لمؤمن، و في الرّابع و العشرين أربعين بالحمد و الإخلاص كتب اللّه تعالى له ألف حسنة و محي عنه ألف سيّئة و رفع له ألف درجة و ينزل من السّماء ألف ملك رافعون أيديهم يصلّون عليه و يرزقه اللّه تعالى سلامة الدّارين و كأنّما أدرك ليلة القدر، و في الخامس و العشرين عشرين بين المغربين بالحمد (و آمَنَ اَلرَّسُولُ) إلى آخر السّورة و التوحيد مرّة مرّة حفظه اللّه تعالى في نفسه و أهله و دينه و ماله و دنياه و آخرته و لا يقوم من مقامه حتى يغفر له، و في السّادس و العشرين اثنتي عشرة بالحمد و التوحيد أربعين مرّة صافحته الملائكة و أمن من الحساب و الميزان و الوقوف على الصّراط و بعث اللّه تعالى إليه سبعين ملكا يستغفرون له و يكتبون ثوابه حتى يصبح، و في السّابع و الثّامن و التّاسع و العشرين اثنتي عشرة بالحمد مرّة و الأعلى عشرا و القدر عشرا و يسلّم و يصلي على النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم مائة و يستغفر اللّه مائة كتب اللّه له ثواب عبادة الملائكة، و في الثلاثين عشرا بالحمد و التوحيد إحدى عشرة مرّة أعطاه اللّه تعالى في جنّة الفردوس سبع مدن و يخرج من قبره و وجهه كالبدر و يمرّ على الصّراط كالبرق الخاطف و ينجو من النّار.

تتمّة ذكر ابن باقي رحمه اللّه في اختياره أنّ النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال: لا تغفلوا عن أوّل جمعة من رجب فإنّها ليلة تسمّيها الملائكة ليلة الرّغائب و ذلك أنّه إذا مضى ثلث الليل اجتمعت ملائكة السّماوات و الأرض في الكعبة و حولها فيقول اللّه تعالى يا ملائكتي سلوني ما شئتم فيقولون ربّنا حاجتنا أن تغفر لصوّام رجب فيقول اللّه

ص: 242

تعالى قد فعلت ذلك، ثمّ قال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: ما من أحد يصوم أوّل خميس من رجب ثمّ يصلّي بين العشائين ليلة الجمعة اثنتي عشرة ركعة يفصل بين كلّ ركعتين بتسليمة يقرأ في كلّ ركعة الحمد مرّة و القدر ثلاثا و التّوحيد اثنتي عشرة فإذا سلّم قال:

أللّهمّ صلّ على محمّد و آله سبعين مرّة ثمّ يسجد و يقول في سجوده سبّوح قدّوس ربّ الملائكة و الرّوح سبعين مرّة ثمّ يرفع رأسه و يقول ربّ اغفر و ارحم و تجاوز عمّا تعلم إنّك أنت العليّ الأعظم سبعين مرّة ثمّ يسجد أخرى و يقول فيها ما قاله في الأولى ثمّ يسأل اللّه تعالى في سجوده حاجته تقضى إن شاء اللّه تعالى، ثمّ قال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: و الّذي نفسي بيده لا يصلّي عبد أو أمة هذه الصّلاة إلاّ غفر اللّه تعالى له ذنوبه و لو كانت مثل زبد البحر و عدد الرّمل وزنة الجبال و عدد ورق الأشجار و شفع يوم القيامة في سبعمائة من أهل بيته ممّن قد استوجب النّار و ذكر شيئا يطول بذكره الكتاب.

و عن سلمان الفارسي عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أنّه من صلّى في رجب ثلاثين ركعة عشرا في أوّله بالحمد مرّة و التوحيد ثلاثا و الجحد ثلاثا فإذا سلّمت رفعت يديك و قلت: لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له له الملك و له الحمد يحيي و يميت و هو حيّ لا يموت بيده الخير و هو على كلّ شيء قدير، أللّهمّ لا مانع لما أعطيت و لا معطي لما منعت و لا ينفع ذا الجدّ منك الجدّ، ثمّ امسح بها وجهك و عشرا في وسطه كأوّله فإذا سلمت رفعت يديك و قلت: لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له له الملك و له الحمد يحيي و يميت و هو حيّ لا يموت بيده الخير و هو على كلّ شيء قدير إلها واحدا أحدا صمدا لم يتّخذ صاحبة و لا ولدا. ثمّ امسح بها وجهك و عشرا في آخره كما مرّ فإذا سلّمت فارفع يديك إلى السّماء و قل: لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له له الملك و له الحمد يحيي و يميت و هو حيّ لا يموت بيده الخير و هو على كلّ شيء قدير و صلّى اللّه على محمّد و آله الطّاهرين و لا حول و لا قوّة إلاّ باللّه العليّ العظيم.

ثمّ امسح بها وجهك و سل حاجتك فإنّه يستجاب لك دعاؤك و يجعل اللّه بينك و بين جهنم سبعة خنادق كلّ خندق كما بين السّماء و الأرض و يكتب لك بكلّ ركعة ألف

ص: 243

ألف ركعة و يكتب لك براءة من النّار و جواز على الصّراط و يمحو اللّه عزّ و جلّ عن مصلّيها كل ذنب عمله في صغره أو كبره و أعطاه من الأجر كمن صام الشّهر كلّه و كتب من المصلّين إلى السّنة المقبلة و رفع له في كلّ يوم عمل شهيد من شهداء بدر و كتب له بصوم كل يوم يصومه عبادة سنة و رفع له ألف درجة فإن صام الشّهر كله أنجاه اللّه من النّار و أوجب له الجنّة، يا سلمان و هذه علامة بينكم و بين المنافقين لأنّهم لا يصلّون ذلك.

و صلاة ليلة النّصف من رجب اثنتي عشرة ركعة عن الصّادق عليه السّلام في كلّ بالحمد و سورة، فإذا سلّم قرأ الحمد و المعوّذتين و التوحيد و آية الكرسي و الباقيات الصّالحات أربعا أربعا ثمّ تقول: اللّه اللّه ربّي لا أشرك به شيئا و ما شاء اللّه لا قوّة إلاّ باللّه العليّ العظيم. و تقول في ليلة سبع و عشرين مثله. و صلاة ليلة المبعث كالنصف اثنتي عشرة يقرأ في كلّ الحمد و سورة، فعن الجواد عليه السّلام: إن في رجب لليلة خير مما طلعت عليه الشّمس و هي ليلة سبع و عشرين من رجب فيها نبّىء النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في صبيحتها و إنّ للعامل فيها من شيعتنا أجر عمل ستّين سنة وصفة عملها أن تصلّيها أيّ ساعة شئت من اللّيل قبيل الزّوال و تسلم على كلّ شفع و تقرأ بعد التّسليم الحمد و المعوّذتين و التوحيد و الجحد و القدر و آية الكرسي سبعا سبعا، ثمّ قل: اَلْحَمْدُ لِلّٰهِ اَلَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ (الآية)(1) أللّهمّ إنّي أسألك بمعاقد عزّك على أركان عرشك و منتهى الرّحمة من كتابك و باسمك الأعظم الأعظم الأعظم و ذكرك الأعلى الأعلى الأعلى و بكلماتك التّامّات أن تصلّي على محمّد و آله و أن تفعل بي ما أنت أهله. و صلاة يوم المبعث اثنتي عشرة ركعة أيضا يقرأ في كلّ الحمد و سورة و يقرأ بعد التسليم الحمد و التّوحيد و المعوّذتين أربعا أربعا و لا إله إلاّ اللّه و اللّه أكبر و سبحان اللّه و الحمد للّه و لا إله إلاّ اللّه و لا حول و لا قوّة إلاّ باللّه العليّ العظيم أربعا اللّه اللّه ربّي لا أشرك به شيئا أربعا لا أشرك بربّي أحدا أربعا فيستجاب دعاؤه.

ص: 244


1- الآية هي: وَ قُلِ اَلْحَمْدُ لِلّٰهِ اَلَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي اَلْمُلْكِ وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ اَلذُّلِّ وَ كَبِّرْهُ تَكْبِيراً سورة الإسراء، الآية: 111.

في ذكر صلوات شهر شعبان

و أمّا صلوات شعبان: فمرويّة عن النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم نقلتها من بعض كتب المزارات، فمن صلّى في اللّيلة الأولى مائة ركعة بالحمد و التّوحيد و يقرأ بعد التّسليم الفاتحة خمسين مرّة دفع اللّه عنه شرّ أهل السّماء و الأرض و يغفر له سبعين كبيرة و يرفع عنه عذاب القبر و يبعث و وجهه كالقمر ليلة البدر و يمرّ على الصّراط كالبرق و يعطى كتابه بيمينه، و في الثّانية خمسين بالحمد و التّوحيد و المعوّذتين مرّة مرّة لم تكتب عليه سيّئة إلى أن يحول الحول و يجعل اللّه له نصيبا في عبادة أهل السّماء و الأرض و لا يحتقر قيام هذه الليلة إلاّ شقيّ أو منافق أو فاجر و ذكر صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فضلا كثيرا، و في الثّالثة ركعتين بالفاتحة و التّوحيد خمسا و عشرين مرّة فتحت له أبواب الجنّة و أغلقت عنه أبواب النّار و كسي ألف حلّة و ألف تاج، و في الرابعة أربعين بالحمد و التّوحيد خمسا و عشرين مرّة كتب اللّه له بكلّ ركعة ثواب ألف سنة و بنى له بكل سورة ألف مدينة و أعطاه ثواب ألف شهيد، و في الخامسة ركعتين بالحمد و التّوحيد خمسمائة و يصلّي بعد التّسليم على النّبيّ و آله سبعين مرّة قضى اللّه له ألف حاجة من حوائج الدّارين و أعطي بعدد نجوم السّماء مدنا في الجنّة، و في السّادسة أربعا بالحمد و التّوحيد عشرا قبض اللّه روحه على السّعادة و وسّع عليه قبره و نوّره و يبعث و هو يشهد الشّهادتين، و في السّابعة ركعتين بالحمد في الأولى و التّوحيد مائة و في الثّانية بالحمد و آية الكرسي مرّة فيستجاب دعاؤه و تقضى حوائجه و يكتب له بكلّ يوم ثواب شهيد و لا تكتب عليه خطيئة، و في الثّامنة ركعتين في الأولى بالحمد و التوحيد خمس عشرة و في الثّانية بالحمد و قوله تعالى قُلْ إِنَّمٰا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ (الآية)(1) ثمّ يقرأ التّوحيد خمس عشرة غفرت ذنوبه و لو كانت كزبد البحر و كأنّما قرأ الكتب الأربع، و في التّاسعة أربعا بالحمد و النّصر عشرا حرم اللّه جسده على النّار و أعطاه بكلّ آية ثواب اثني عشر شهيدا من شهداء بدر و ثواب العلماء، و في العاشرة أربعا بالحمد مرّة و آية الكرسي ثلاثا و الكوثر ثلاثا كتب له مائة ألف حسنة و رفع له مائة ألف درجة و فتح له مائة ألف باب في الجنّة و غفر له و لوالديه و لجيرانه، و في الحادية عشرة ثمان بالحمد و الجحد عشرا لا يصلّيها إلاّ مؤمن مستكمل الإيمان و يعطى بكلّ ركعة روضة من رياض الجنّة

ص: 245


1- الآية هي: قُلْ إِنَّمٰا أَنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحىٰ إِلَيَّ أَنَّمٰا إِلٰهُكُمْ إِلٰهٌ وٰاحِدٌ فَمَنْ كٰانَ يَرْجُوا لِقٰاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صٰالِحاً وَ لاٰ يُشْرِكْ بِعِبٰادَةِ رَبِّهِ أَحَداً سورة الكهف، الآية: 110.

(الحديث)، و في الثّانية عشرة اثنتي عشرة بالحمد و التكاثر عشرا غفرت له ذنوب أربعين سنة و رفع له أربعين ألف درجة و استغفر له أربعين ملكا و له ثواب ليلة القدر، و في الثّالثة عشرة ركعتين بالحمد و التّين خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمّه و كأنّما أعتق مائة رقبة من ولد إسماعيل عليه السّلام و أعطي براءة من النّفاق و رزق مرافقة النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و ابراهيم عليه السّلام (الحديث)، و في الرّابعة عشرة أربعا بالحمد و العصر خمسا كتب له ثواب المصلّين من ولد آدم عليه السّلام إلى يوم القيامة و غفر له و بعث و وجهه أضوء من الشّمس و القمر، و في الخامسة عشرة أربعا بين العشائين بالحمد و التّوحيد عشرا و يقول بعد تسليمه أللّهمّ اغفر لنا عشرا يا ربّ ارحمنا عشرا سبحان الّذي يحيي الموتى و يميت الأحياء و هو على كلّ شيء قدير عشرا استجيب له و قضيت حوائجه في الدّارين و أعطي كتابه بيمينه و كان في حفظ اللّه تعالى إلى القابل، و في السّادسة عشرة ركعتين بالحمد و آية الكرسي مرّة و التّوحيد خمس عشرة أعطي كأجر النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم على نبوّته و بنى له في الجنّة مائة قصر، و في السّابعة عشرة ركعتين بالحمد و التّوحيد سبعين مرّة و يسلّم ثمّ يستغفر اللّه سبعين مرّة غفر له و لم تكتب عليه خطيئة، و في الثّامنة عشرة عشرا بالحمد و التّوحيد خمسا قضيت له كلّ حاجة طلبها في ليلته و إن كان اللّه تعالى خلقه شقيّا جعله سعيدا و إن مات في سنته مات شهيدا، و في التّاسعة عشرة ركعتين بالحمد و آيتي الملك خمسا غفر له و يقبل منه و إن كان أبواه في النّار أخرجهما، و في العشرين أربعا بالحمد و النّصر خمس عشرة لم يخرج من الدّنيا حتّى يراني في نومه و يرى مقعده في الجنّة و يحشر مع الكرام البررة، و في الحادية و العشرين ثمان بالحمد و التّوحيد و المعوّذتين مرّة مرّة كتب له بعدد نجوم السّماء حسنات و رفع له من الدّرجات و محي عنه من السّيئات كذلك، و في الثّانية و العشرين ركعتين بالحمد و الجحد مرّة و التوحيد خمس عشرة كتب اسمه في السّماء الصّديق و جاء يوم القيامة و هو في ستر اللّه تعالى (الحديث)، و في الثّالثة و العشرين ثلاثين بالحمد و الزلزلة نزع اللّه تعالى الغل و الغش من قلبه و هو ممن شرح اللّه صدره بالإسلام و بعث و وجهه كالقمر ليلة البدر (الحديث)، و في الرّابعة و العشرين ركعتين بالحمد و النّصر عشرا عتق من النّار و نجّي من عذاب القبر و حاسبه اللّه حسابا يسيرا و أكرمه اللّه تعالى بزيارة آدم و النّبيّين عليهم السّلام و الشّفاعة، و في الخامسة و العشرين عشرا بالحمد و التكاثر أعطي

ص: 246

ثواب الآمرين بالمعروف و النّاهين عن المنكر و ثواب سبعين نبيّا، و في السّادسة و العشرين عشرا بالحمد و آمَنَ اَلرَّسُولُ إلى آخر السّورة عشرا عوفي من آفات الدّارين و أعطي ستّة أنوار يوم القيامة، و في السّابعة و العشرين ركعتين بالحمد و الأعلى عشرا كتب له ألف ألف حسنة و محي عنه من السّيئات و رفع له من الدّرجات كذلك و توّجه اللّه بتاج من نور، و في الثّامنة و العشرين أربعا بالحمد و التّوحيد و المعوّذتين مرّة مرّة بعث من قبره و وجهه كالقمر ليلة البدر و يدفع اللّه عنه أهوال يوم القيامة (الحديث)، و في التّاسعة و العشرين عشرا بالحمد مرّة و التكاثر و التّوحيد و المعوّذتين عشرا عشرا أعطي ثواب المجاهدين و ثقل ميزانه و خفف حسابه و يمرّ على الصّراط كالبرق الخاطف، و في الثلاثين ركعتين بالحمد و الأعلى عشرا فإذا سلّم صلّى على النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم مائة رفع اللّه له ألف مدينة في جنّة المأوى و كذا في جنّة النّعيم و لو اجتمع أهل السّماوات و الأرض ما قدروا على إحصاء ثوابه و قضى اللّه له ألف حاجة.

تتمّة روي عن الباقرين عليهما السّلام أنّه يصلّي ليلة النّصف من شعبان أربع ركعات في كلّ بعد الحمد الإخلاص مائة فإذا سلّم قال: أللّهمّ إنّي إليك فقير و من عذابك خائف مستجير أللّهمّ لا تبدّل إسمي و لا تغيّر جسمي و لا تجهد بلائي و لا تشمت بي أعدائي أعوذ بعفوك من عقابك و أعوذ برحمتك من عذابك و أعوذ برضاك من سخطك و أعوذ بك منك جلّ ثناؤك أنت كما أثنيت على نفسك و فوق ما يقول القائلون.

و عن الصّادق عليه السّلام أفضل شيء ليلة نصف شعبان أن تصلّي بعد العشاء ركعتين في الأولى بالحمد و الجحد و في الثّانية بالحمد و التّوحيد فإذا سلّمت فقل:

سبحان اللّه ثلاثا و ثلاثين مرّة و الحمد للّه كذلك و اللّه أكبر أربعا و ثلاثين مرّة ثمّ قل:

يا من إليه ملجأ(1) العباد و إليه يفزع الخلق في الملمّات يا عالم الجهر و الخفيّات يا من لا تخفى عليه خواطر الأوهام و تصرّف الخطرات يا ربّ الخلائق و البريّات يا من

ص: 247


1- و في الإقبال: يلجأ.

بيده ملكوت الأرضين و السّماوات أنت اللّه لا إله إلاّ أنت أمتّ إليك بلا إله إلاّ أنت اجعلني في هذه اللّيلة ممّن نظرت إليه فرحمته و سمعت دعائه فأجبته و علمت استقالته فأقلته و تجاوزت عن سالف خطيئته و عظيم جريرته فقد استجرت بك من ذنوبي و لجأت إليك في ستر عيوبي، أللّهمّ فجد عليّ بكرمك و فضلك و احطط خطاياي بحلمك و عفوك و تغمّدني في هذه اللّيلة بسابغ كرامتك و اجعلني فيها من أوليائك الّذين اجتبيتهم لطاعتك و اخترتهم لعبادتك و جعلتهم خالصتك و صفوتك، أللّهمّ اجعلني ممّن سعد جدّه و توفّر من الخيرات حظّه و اجعلني ممّن سلم فنعم و فاز فغنم و اكفني شرّ ما أسلفت و اعصمني من الإزدياد في معصيتك و حبّب إليّ طاعتك و ما يقرّبني منك و يزلفني عندك سيّدي إليك يلجأ الهارب و منك يلتمس الطّالب و على كرمك يعوّل المستقيل التّائب أدّبت عبادك بالتّكرّم و أنت أكرم الأكرمين و أمرت بالعفو عبادك و أنت الغفور الرّحيم، أللّهمّ فلا تحرمني ما رجوت من كرمك و لا تؤيسني من سابغ نعمك و لا تخيّبني من جزيل قسمك في هذه اللّيلة لأهل طاعتك و اجعلني في جنّة من شرار بريّتك ربّ إن لم أكن من أهل ذلك فأنت أهل الكرم و العفو و المغفرة و جد عليّ بما أنت أهله لا بما أستحقّه فقد حسن ظنّي بك و تحقّق رجائي لك و علقت نفسي بكرمك و أنت أرحم الرّاحمين و أكرم الأكرمين، أللّهمّ و اخصصني من كرمك بجزيل قسمك أعوذ بعفوك من عقوبتك و اغفر لي الذّنب الّذي يحبس عنّي الخلق و يضيّق عليّ الرّزق حتّى أقوم بصالح رضاك و أنعم بجزيل عطائك و أسعد بسابغ نعمائك فقد لذت بحرمك و تعرّضت لكرمك و استعذت بعفوك من عقوبتك و بحلمك من غضبك فجد بما سألتك و أنل ما التمست منك أسألك لا شيء هو أعظم منك. ثمّ تسجد و تقول عشرين مرّة يا ربّ يا ربّ يا اللّه سبعا لا حول و لا قوّة إلاّ باللّه سبعا ما شاء اللّه لا قوّة إلاّ باللّه عشرا لا قوّة إلاّ باللّه عشرا ثمّ تصلّي على النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و تسأل حاجتك فو اللّه لو سألت بها بعدد القطر لرزقك اللّه جلّ و عزّ إيّاها بكرمه و فضله و تقول إلهي تعرّض لك في هذا اللّيل

ص: 248

المتعرّضون و قصدك فيه القاصدون و أمّل فضلك و معروفك الطّالبون و لك في هذا اللّيل نفحات و جوائز و عطايا و مواهب تمنّ بها على من تشاء من عبادك و تمنعها من لم تسبق له العناية منك و ها أناذا عبيدك الفقير إليك المؤمّل فضلك و معروفك فإن كنت يا مولاي تفضّلت في هذه اللّيلة على أحد من خلقك وعدت عليه بعائدة من عطفك فصلّ على محمّد و آل محمّد الطّيّبين الطّاهرين الخيّرين الفاضلين وجد عليّ بطولك و معروفك يا ربّ العالمين و صلّى اللّه على محمّد خاتم النّبيّين و آله الطّاهرين و سلّم تسليما إنّ اللّه حميد مجيد، أللّهمّ إنّي أدعوك كما أمرت فاستجب لي كما وعدت إنّك لا تخلف الميعاد.

في ذكر صلوات شهر رمضان

و أمّا صلوات رمضان نقلتها من كتاب الأربعين حديث للشّهيد رحمه اللّه مرويّة عن النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، فمن صلّى في اللّيلة الأولى أربع ركعات بالحمد و التّوحيد خمسا و عشرين مرّة أعطاه اللّه ثواب الصّدّيقين و الشّهداء و غفر له ذنوبه و كان يوم القيامة من الفائزين، و في الثّانية أربعا بالحمد و القدر عشرين مرّة غفر له و وسّع عليه رزقه و كفي أمر سنته، و في الثالثة عشرا بالحمد و التّوحيد خمسين مرّة نادى مناد من قبل اللّه تعالى ألا إنّ فلان بن فلان عتيق اللّه من النّار و فتحت له أبواب سبع سماوات و من قام تلك اللّيلة فأحياها غفر اللّه له، و في الرّابعة ثمان بالحمد و القدر عشرين مرّة رفع إلى اللّه عمله في تلك اللّيلة بعمل سبعة أنبياء ممّن بلّغ رسالات ربّه، و في الخامسة ركعتين بالحمد و التّوحيد خمسين مرّة فإذا سلّم صلّى على النّبي و آله عليهم السّلام مائة مرّة أحمى يوم القيامة على باب الجنّة، و في السّادسة أربعا بالحمد و تبارك فكأنّما صادف ليلة القدر، و في السّابعة أربع ركعات بالحمد و القدر ثلاث عشرة بني له في جنّة عدن قصر من ذهب و كان في أمان اللّه إلى رمضان مثله، و في الثّامنة ركعتين بالحمد و التوحيد إحدى عشرة مرّة و سبّح ألف تسبيحة بعد تسليمه فتحت له أبواب الجنّة الثّمانية يدخل من أيّ باب شاء، و في التّاسعة ستّا بين العشائين بالحمد و آية الكرسي سبعا و يصلّي على النّبيّ و آله صلّى اللّه عليهم بعد تسليمه خمسين مرّة صعد عمله كعمل الصّدّيقين و الشّهداء و الصّالحين، و في العاشرة عشرين بالحمد و التّوحيد إحدى و ثلاثين مرّة وسّع اللّه تعالى له رزقه

ص: 249

و كان من الفائزين، و في الحادية عشرة ركعتين بالحمد و الكوثر عشرين مرّة لم يتبع بذنب ذلك اليوم و إن جهد إبليس جهده، و في الثّانية عشرة ثمان بالحمد و القدر ثلاثين مرّة أعطي ثواب الشّاكرين و كان يوم القيامة من الصّابرين، و في الثّالثة عشرة أربعا بالحمد و التّوحيد خمسا و عشرين مرّة مرّ على الصّراط كالبرق الخاطف، و في الرّابعة عشرة ستا بالحمد و الزّلزلة ثلاثين مرّة هوّن اللّه عليه سكرات الموت و منكر و نكير، و في الخامسة عشرة مائة بالحمد و التّوحيد عشرا و أيضا أربعا في الأوّلتين بعد الحمد التّوحيد مائة و في الأخيرتين الحمد و التّوحيد خمسين مرّة، و في السّادسة عشرة اثنتي عشرة بالحمد و التّكاثر اثنتي عشرة مرّة خرج من قبره و هو ريّان ينادي بالشّهادتين و يدخل في الجنّة بغير حساب، و في السّابعة عشرة ركعتين في الأولى بالحمد و ما بعدها و في الثّانية بالحمد و التّوحيد مائة و يهلّل بعد التّسليم مائة أعطي ثواب ألف ألف حجّة و ألف ألف عمرة و ألف ألف غزوة، و في الثّامنة عشرة أربعا بالحمد و الكوثر خمسا و عشرين مرّة بشّره ملك الموت بأن اللّه تعالى راض عنه، و في التّاسعة عشرة خمسين بالحمد و الزلزلة خمسين مرّة كان كمن حجّ مائة حجّة و اعتمر مائة عمرة و قبل اللّه تعالى منه سائر عمله، و في العشرين ثمان بمهما تيسّر غفر له، و في الإحدى و العشرين كذلك فتحت له أبواب سبع سماوات و استجيب دعاءه مع ما له عنده تعالى من المزيد، و في الثّانية و العشرين كذلك فتحت له أبواب الجنّة يدخل من أيّ باب شاء، و في الثّالثة و العشرين كذلك و ثوابه كإحدى و عشرين، و في الرّابعة و العشرين كذلك كان كمن حجّ و اعتمر، و في الخامسة و العشرين ثمان بالحمد و التّوحيد عشرا كتب له ثواب العابدين، و في السّادسة و العشرين كإحدي و عشرين قدرا و ثوابا، و في السّابعة و العشرين أربعا بالحمد و تبارك الّذي بيده الملك فإن لم يحفظ تبارك فالتّوحيد خمسا و عشرين مرّة غفر له و لوالديه، و في الثّامنة و العشرين ستّا بالحمد مرّة و آية الكرسي و الكوثر و التّوحيد عشرا عشرا و يصلّي بعد تسليمه على النّبيّ و آله صلّى اللّه عليهم مائة غفر له، و في التّاسعة و العشرين ركعتين بالحمد و التّوحيد عشرين مرّة كان من المرحومين و رفع مكانه في علّيين، و في الثّلاثين إثنتي عشرة بالحمد و التّوحيد عشرين و يصلّي على النّبيّ و آله عليهم السّلام مائة بعد التّسليم ختم له بالرّحمة.

تتمّة نقل الشيخ و سلار الإجماع على مشروعيّة نافلة شهر رمضان و نفاها ابن

ص: 250

بابويه، و قال ابن الجنيد يزيد ليلا أربع ركعات على صلاة اللّيل و لم يذكرها ابن أبي عقيل، و روي عن الصّادق عليه السّلام نفيها و عورض بروايات تكاد تبلغ التّواتر و بعمل الأصحاب و تحمل روايات النّفي على الجماعة فيها و هي ألف ركعة زيادة على المعتاد خمس مائة في العشرين الأوّلين ثمان بعد المغرب و اثنتي عشرة بعد العشاء، و قيل العكس و في ليلة تسع عشرة مائة غير عشرينها و في العشر الأخير خمس مائة كلّ ليلة ثلاثون، ثمان بعد المغرب و اثنان و عشرون بعد العشاء و في ليلة إحدى و عشرين مائة غير ثلاثينها و كذا ثلاث و عشرين، و روي الاقتصار في ليالي الإفراد على مائة فيبقى عليه ثمانون يصلّي في كلّ جمعة عشرا بصلاة عليّ و فاطمة و جعفر عليهم السّلام و في آخر جمعة عشرين بصلاة عليّ عليه السّلام و في عشيّة تلك الجمعة عشرين بصلاة فاطمة عليها السّلام، الأوّل أشهر رواية و الثّاني أظهر فتوى و روي زيادة مائة ركعة ليلة النصف على ما ذكرناه.

و روي عن الصّادق عليه السّلام أنّ عليّا عليه السّلام كان يصلّي في اليوم و الليلة منه ألف ركعة و يستحبّ إضافة الدّعوات المذكورة في المصباح إليها من أرادها فليقف عليها ثمّ. و من كتاب ثواب الأعمال أنّ النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال من صلّى آخر ليلة من رمضان و في نسخة أخرى ليلة العيد عشرا في كلّ بالحمد مرّة و التّوحيد عشرا و يقول في ركوعه و سجوده التّسبيحات الأربع عشرا فإذا سلم استغفر اللّه ألف مرّة، ثمّ يسجد و يقول: يا حيّ يا قيّوم يا ذا الجلال و الإكرام يا رحمن الدّنيا و الآخرة و رحيمهما يا أرحم الرّاحمين يا إله الأوّلين و الآخرين اغفر لي ذنوبي و تقبّل صومي و صلاتي و قيامي فو الّذي بعثني بالحقّ نبيّا لا يرفع رأسه من سجوده حتى يغفر له و يتقبّل منه شهر رمضان و يتجاوز عن ذنوبه و إن أذنب سبعين ذنبا كلّ ذنب منها أعظم من ذنب جميع العباد و يتقبّل من جميع أهل الكورة الّتي هو فيها، ثمّ ذكر خبرا طويلا.

و منه عنه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم من صلّى ستّا ليلة العيد في كلّ بالحمد مرّة و التوحيد خمسا شفع في أهل بيته كلّهم و إن وجبت لهم النّار، قيل و لم ذاك يا رسول اللّه قال: لأنّ المحسن لا يحتاج إلى الشّفاعة إنّما الشّفاعة لكلّ هالك.

و صلاة ليلة الفطر ركعتان في الأولى بالحمد و التّوحيد مائة و في الثّانية

ص: 251

بالحمد و التّوحيد مرّة و كان عليّ عليه السّلام يصلّيها ليلة الفطر بعد المغرب و نافلتها و يقول و الّذي نفسي بيده لا يفعلها أحد فيسأل اللّه شيئا إلاّ أعطاه و يغفر له و لو كانت ذنوبه كرمل عالج.

ذكر عمل السّنة

اشارة

إعلم أنّه قد تقدم ذكر عمل اليوم و اللّيلة و كذا عمل الأسبوع و ذكر النّوافل و لمّا كان ختام ذلك ما ذكرناه من نوافل رجب و شعبان و شهر رمضان حسن أن نذكر لهذه الأشهر من الأدعية في هذا المقام ما روي عنهم عليهم السّلام ثمّ نذكر من بعدها أدعية شهر شوّال و ما بعده على الترتيب و اللّه حسبي و إليه أنيب.

في ذكر أعمال شهر رجب

شهر رجب:

يستحبّ فيه زيارة الحسين عليه السّلام و سيأتي في باب الزيارات إن شاء اللّه تعالى، و يستحبّ أن يدعو أوّل ليلة منه بما روي عن أبي جعفر الثّاني عليه السّلام:

أللّهمّ إنّي أسألك بأنّك ملك و أنت على كلّ شيء مقتدر و أنّك ما تشاء من أمر يكن، أللّهمّ إنّي أتوجّه إليك بنبيّك نبيّ الرّحمة صلواتك عليه و آله يا محمّد يا رسول اللّه إنّي أتوجّه بك إلى اللّه ربّك و ربّي لينجح لي بك طلبتي، أللّهمّ بنبيّك محمّد و بالأئمّة من أهل بيته صلّى اللّه عليهم أنجح طلبتي، ثمّ سل حاجتك و ادع كلّ يوم منه بهذا الدّعاء: يا من يملك حوائج السّائلين و يعلم ضمير الصّامتين لكلّ مسألة منك سمع حاضر و بصر عتيد، أللّهمّ و مواعيدك الصّادقة و أياديك الفاضلة و رحمتك الواسعة فأسألك أن تصلّي على محمّد و آله و أن تقضي لي حوائجي للدّنيا و الآخرة، ثمّ ادع بما روي عن الصّادق عليه السّلام: أللّهمّ إنّي أسألك صبر الشّاكرين لك و عمل الخائفين منك و يقين العابدين لك، أللّهمّ أنت العليّ العظيم و أنا عبدك البائس الفقير أنت

ص: 252

الغنيّ الحميد و أنا العبد الذّليل، أللّهمّ صلّ على محمّد و آله و امنن بغناك على فقري و بحلمك على جهلي و بقوّتك على ضعفي يا قويّ يا عزيز، أللّهمّ صلّ على محمّد و آله الأوصياء المرضيّين و اكفني ما أهمّني من أمر الدّنيا و الآخرة يا أرحم الرّاحمين.

و ادع كلّ يوم منه أيضا بهذا الدّعاء: أللّهمّ يا ذا المنن السّابغة و الآلاء الوازعة و الرّحمة الواسعة و القدرة الجامعة و النّعم الجسيمة و المواهب العظيمة و الأيادي الجميلة و العطايا الجزيلة يا من لا ينعت بتمثيل و لا يمثّل بنظير و لا يغلب بظهير يا من خلق فرزق و ألهم فأنطق و ابتدع فشرع و علا فارتفع و قدّر فأحسن و صوّر فأتقن و احتجّ فأبلغ و أنعم فأسبغ و أعطى فأجزل و منح فأفضل، يا من سما في العزّ ففات خواطر الأبصار و دنا في اللّطف فجاز هواجس الأفكار يا من توحّد بالملك فلا ندّ له في ملكوت سلطانه و تفرّد بالآلاء و الكبرياء فلا ضدّ له في جبروت شأنه يا من حارت في كبرياء هيبته دقائق لطائف الأوهام و انحسرت دون إدراك عظمته خطائف أبصار الأنام يا من عنت الوجوه لهيبته و خضعت الرّقاب لعظمته و وجلت القلوب من خيفته أسألك بهذه المدحة الّتي لا تنبغي إلاّ لك و بما و أيت به على نفسك لداعيك من المؤمنين و بما ضمنت الإجابة فيه على نفسك للدّاعين يا أسمع السّامعين و أبصر النّاظرين و أسرع الحاسبين يا ذا القوّة المتين صلّ على محمّد و آله خاتم النّبيّين و على أهل بيته، و اقسم لي في شهرنا هذا خير ما قسمت و اختم لي في قضائك خير ما ختمت و اختم لي بالسّعادة فيمن ختمت و أحيني ما أحييتني موفورا و أمتني مسرورا و مغفورا و تولّ أنت نجاتي من مساءلة البرزخ و ادرء عنّي منكرا و نكيرا و أر عيني مبشّرا و بشيرا و اجعل لي إلى رضوانك و جنانك مصيرا و عيشا قريرا و ملكا كبيرا و صلّ على محمّد و آله كثيرا.

ص: 253

دعاء كل يوم من أيّام رجب

قال ابن عيّاش: و ممّا خرج على يد الشّيخ أبي جعفر محمّد بن عثمان بن سعيد من النّاحية المقدّسة ما حدثني به خير بن عبد اللّه قال كتبته من التّوقيع الخارج إليه بسم اللّه الرّحمن الرّحيم ادع في كل يوم من أيام رجب: أللّهمّ إنّي أسألك بمعاني جميع ما يدعوك به ولاة أمرك المأمونون على سرّك المستبشرون بأمرك الواصفون لقدرتك المعلنون لعظمتك أسألك بما نطق فيهم من مشيّتك فجعلتهم معادن لكلماتك و أركانا لتوحيدك و آياتك و مقاماتك الّتي لا تعطيل لها في كلّ مكان يعرفك بها من عرفك لا فرق بينك و بينها إلاّ أنّهم عبادك و خلقك فتقها و رتقها بيدك بدؤها منك و عودها إليك أعضاد و أشهاد و مناة و أذواد و حفظة و روّاد فبهم ملأت سماءك و أرضك حتّى ظهر ألاّ إله إلاّ أنت فبذلك أسألك و بمواقع العزّ من رحمتك، و بمقاماتك و علاماتك أن تصلّي على محمّد و آل محمّد و أن تزيدني إيمانا و تثبيتا يا باطنا في ظهوره و ظاهرا في بطونه و مكنونه يا مفرّقا بين النّور و الدّيجور يا موصوفا بغير كنه و معروفا بغير شبه حادّ كلّ محدود و شاهد كلّ مشهود و موجد كلّ موجود و محصي كلّ معدود و فاقد كلّ مفقود ليس دونك من معبود أهل الكبرياء و الجود يا من لا يكيّف بكيف و لا يؤيّن بأين، يا محتجبا عن كلّ عين يا ديموم يا قيّوم و عالم كلّ معلوم صلّ على عبادك المنتجبين و بشرك المحتجبين و ملائكتك المقرّبين و بهم(1) الصّافّين الحافّين و بارك لنا في شهرنا هذا المرجّب المكرّم و ما بعده من الأشهر(2) الحرم و أسبغ علينا فيه النّعم و أجزل لنا فيه القسم و أبرر لنا فيه القسم باسمك الأعظم الأعظم الأجلّ الأكرم الّذي وضعته على النّهار فأضاء و على اللّيل فأظلم فاغفر لنا ما تعلم منّا و لا نعلم و اعصمنا من الذّنوب خير العصم و اكفنا كوافي

ص: 254


1- في نسخة أخرى: و البهم.
2- في نسخة أخرى: أشهر الحرم.

قدرك و امنن علينا بحسن نظرك و لا تكلنا إلى غيرك و لا تمنعنا من خيرك، و بارك لنا فيما كتبته لنا من أعمارنا و أصلح لنا خبيئة أسرارنا و أعطنا منك الأمان و استعملنا بحسن الإيمان و بلّغنا شهر الصّيام و ما بعده من الأيّام و الأعوام يا ذا الجلال و الإكرام.

قال ابن عيّاش و خرج إلى أهلي على يد الشّيخ أبي القاسم الحسين بن روح في مدّة مقامه عندهم هذا الدّعاء في أيّام رجب: أللّهمّ إنّي أسألك بالمولودين في رجب محمّد بن عليّ الثّاني و ابنه عليّ بن محمّد المنتجب و أتقرّب بهما إليك خير القرب، يا من إليه المعروف طلب و فيما لديه رغب أسألك سؤال مقترف مذنب قد أو بقته ذنوبه و أوثقته عيوبه فطال على الخطايا دؤوبه، و من الرّزايا خطوبه يسألك التّوبة و حسن الأوبة و النّزوع عن الحوبة و من النّار فكاك رقبته و العفو عمّا في ربقته، فأنت مولاي أعظم أمله وثقته أللّهمّ و أسألك بمسائلك الشّريفة و وسائلك المنيفة أن تتغمّدني في هذا الشّهر برحمة منك واسعة و نعمة وازعة و نفس بما رزقتها قانعة إلى نزول الحافرة و محلّ الآخرة و ما هي إليه صائرة.

أعمال يوم النصف من رجب

يوم النصف من رجب يستحبّ فيه زيارة الحسين عليه السّلام و أن يدعو بدعاء الاستفتاح و هو المعروف بدعاء أم داود فإذا أراد ذلك فليصم اليوم الثّالث عشر و الرّابع عشر و الخامس عشر و هي أيّام البيض فإذا كان عند الزّوال في يوم الخامس عشر اغتسل فإذا زالت الشّمس صلّى الظّهر و العصر يحسن ركوعهنّ و سجودهنّ، و يكون في موضع خال لا يشغله شاغل و لا يكلّمه إنسان فإذا فرغ من صلاته استقبل القبلة و قرأ الحمد مائة مرّة و الإخلاص كذلك و آية الكرسي عشرا ثمّ يقرأ الأنعام و الإسراء و الكهف و لقمان و يس و الصّافات و حم السّجدة و الشّورى و الدّخان و الفتح و الواقعة و الملك و نون و الإنشقاق و ما بعده إلى آخر القرآن فإذا

ص: 255

فرغ من ذلك و هو مستقبل القبلة قال: صدق اللّه العظيم الّذي لا إله إلاّ هو الحيّ القيّوم ذو الجلال و الإكرام الرّحمن الرّحيم الحليم الكريم الّذي ليس كمثله شيء و هو السّميع العليم البصير الخبير شهد اللّه أنّه لا إله إلاّ هو و الملائكة و أولوا العلم قائما بالقسط لا إله إلاّ هو العزيز الحكيم(1) و بلّغت رسله الكرام و أنا على ذلك من الشّاهدين، أللّهمّ لك الحمد و لك المجد و لك العزّ و لك القهر و لك النّعمة و لك العظمة و لك الرّحمة و لك المهابة و لك السّلطان و لك البهاء و لك الإمتنان و لك التّسبيح و لك التّقديس و لك التّهليل و لك التّكبير و لك ما يرى و لك ما لا يرى و لك ما فوق السّماوات العلى و لك ما تحت الثّرى و لك الأرضون السّفلى و لك الآخرة و الأولى و لك ما ترضى به من الثّناء و الحمد و الشّكر و النّعماء، أللّهمّ صلّ على جبرئيل أمينك على وحيك و القويّ على أمرك و المطاع في سماواتك و محالّ كراماتك المتحمّل لكلماتك النّاصر لأنبيائك المدمّر لأعدائك، أللّهمّ صلّ على ميكائيل ملك رحمتك و المخلوق لرأفتك و المستغفر المعين لأهل طاعتك، أللّهمّ صلّ على إسرافيل حامل عرشك و صاحب الصّور المنتظر لأمرك الوجل المشفق من خيفتك أللّهمّ صلّ على عزرائيل قابض أرواح جميع خلقك، أللّهمّ صلّ على حملة العرش الطّاهرين(2) و على السّفرة الكرام البررة الطّيّبين و على ملائكتك الكرام الكاتبين و على ملائكة الجنان و خزنة النّيران و ملك الموت و الأعوان يا ذا الجلال و الإكرام، أللّهمّ صلّ على أبينا آدم بديع فطرتك الّذي كرّمته بسجود ملائكتك و أبحته جنّتك، أللّهمّ صلّ على أمّنا حوّاء المطهّرة من الرّجس المصفّاة من الدّنس المفضّلة من الإنس المتردّدة بين محالّ القدس، أللّهمّ صلّ على هابيل و شيث و إدريس و نوح و هود و صالح و إبراهيم و إسماعيل و إسحاق و يعقوب و يوسف و الأسباط و لوط و شعيب و أيّوب و موسى و هارون و يوشع و ميشا و الخضر و ذي

ص: 256


1- في الإقبال هنا زيادة: إن الدين عند اللّه الإسلام.
2- في الإقبال زيادة: و على ملائكة الذكر أهل التأمين على دعاء المؤمنين.

القرنين و يونس و إلياس و اليسع و ذي الكفل و طالوت و داود و سليمان و زكريّاء و شعيا و يحيى و تورخ و متّا و ارميا و حيقوق و دانيال و عزير و عيسى و شمعون و جرجيس و الحواريّين و الأتباع و خالد و حنظلة و لقمان، أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد و ارحم محمّدا و آل محمّد و بارك على محمّد و آل محمّد كما صلّيت و رحمت و ترحّمت و باركت على إبراهيم و آل إبراهيم إنّك حميد مجيد، أللّهمّ صلّ على الأوصياء و السّعداء و الشّهداء و أئمّة الهدى، أللّهمّ صلّ على الأبدال و الأوتاد و السّيّاح و العبّاد و المخلصين و الزّهّاد و أهل الجدّ و الإجتهاد و اخصص محمّدا و أهل بيته بأفضل صلواتك و أجزل كرامتك و بلّغ روحه و جسده منّي تحيّة و سلاما، و زده فضلا و شرفا و كرما حتّى تبلّغه أعلى درجات أهل الشّرف من النّبيّين و المرسلين و الأفاضل المقرّبين، أللّهمّ صلّ على من سمّيت و من لم أسمّ من ملائكتك و أنبياءك و رسلك و أهل طاعتك و أوصل صلواتي إليهم و إلى أرواحهم و اجعلهم إخواني فيك و أعواني على دعائك، أللّهمّ إنّي أستشفع بك إليك و بكرمك إلى كرمك و بجودك إلى جودك و برحمتك إلى رحمتك و بأهل طاعتك إليك، و أسألك اللّهمّ بكلّ ما سألك به أحد منهم من مسألة شريفة غير مردودة و بما دعوك به من دعوة مجابة غير مخيّبة يا اللّه يا رحمن يا رحيم يا حليم يا كريم يا عظيم يا جليل يا منيل يا جميل يا كفيل يا وكيل يا مقيل يا مجير يا خبير يا منير يا مبير يا منيع يا مديل يا محيل يا كبير يا قدير يا بصير يا برّ يا شكور يا طهر يا طاهر يا قاهر يا ظاهر يا باطن يا ساتر يا محيط يا مقتدر يا حفيظ يا متجبّر يا قريب يا ودود يا حميد يا مجيد يا مبدىء يا معيد يا شهيد يا محسن يا مجمل يا منعم يا مفضل يا قابض يا باسط يا هادي يا مرسل يا مرشد يا مسدّد يا معطي يا مانع يا دافع يا رافع يا باقي يا واقي يا خلاّق يا رزّاق يا وهّاب يا توّاب يا فتّاح يا نفّاح يا مرتاح يا من بيده كلّ مفتاح يا نفّاع يا رؤوف يا عطوف يا كافي يا شافي يا معافي يا مكافي يا وفيّ يا مهيمن يا عزيز يا جبّار يا متكبّر يا سلام يا مؤمن يا أحد يا صمد يا نور يا مدبّر يا فرد يا وتر يا قدّوس يا ناصر يا

ص: 257

مؤنس يا باعث يا وارث يا عالم يا حاكم يا بارىء يا متعال يا مصوّر يا مسلّم يا متحبّب يا قائم يا دائم يا عليم يا حكيم يا جواد يا بارىء يا بارّ يا سارّ يا عدل يا فاصل يا فاضل يا ديّان يا حنّان يا منّان يا سميع يا بديع يا خفير يا مغيّر يا ناشر يا غافر يا قديم يا مسهّل يا مبشّر يا ميسّر يا مميت يا محيي يا نافع يا رزّاق يا مقدّر يا مسبّب يا مغيث يا مغني يا مقني يا خالق يا واحد يا راصد يا حاضر يا جابر يا حافظ يا شديد يا غياث يا عائذ يا فائض(1) يا من على فاستعلى فكان بالمنظر الأعلى يا من قرب فدنا و بعد فنأى و علم السّرّ و أخفى يا من إليه التّدبير و له المقادير يا من العسير عليه يسير يا من هو على ما يشاء قدير يا مرسل الرّياح يا فالق الإصباح يا باعث الأرواح يا ذا الجود و السّماح يا رادّ ما قد فات يا ناشر الأموات يا جامع الشّتات يا رازق من يشاء و فاعل ما يشاء كيف يشاء يا ذا الجلال و الإكرام يا حيّ يا قيّوم يا حيّا حين لا حيّ يا حيّ يا محيي الموتى يا حيّ لا إله إلاّ أنت بديع السّماوات و الأرض، يا إلهي صلّ على محمّد و آل محمّد و ارحم محمّدا و آل محمّد و بارك على محمّد و آل محمّد كما صلّيت و باركت و رحمت و ترحّمت على إبراهيم و آل إبراهيم إنّك حميد مجيد و ارحم ذلّي و فاقتي و فقري و انفرادي و وحدتي و خضوعي بين يديك و اعتمادي عليك و تضرّعي إليك، أدعوك دعاء الخاضع الذّليل الخاشع الخائف المشفق البائس المهين الحقير الجائع الفقير العائذ المستجير المقرّ بذنبه المستغفر منه المستكين لربّه دعاء من أسلمته نفسه و رفضته أحبّته و عظمت فجيعته دعاء حرق حزين ضعيف مهين بائس مستكين بك مستجير، أللّهمّ و أسألك بأنّك مليك و أنّك ما تشاء من أمر يكن و أنّك على ما تشاء قدير و أسألك بحرمة هذا الشّهر الحرام و البيت الحرام و البلد الحرام و الرّكن و المقام و المشاعر العظام و بحقّ نبيّك محمّد عليه السّلام يا من وهب لآدم شيثا و لإبراهيم إسماعيل و إسحاق و يا من ردّ يوسف على

ص: 258


1- في الإقبال: يا قابض.

يعقوب و يا من كشف بعد البلاء ضرّ أيّوب يا رادّ موسى على أمّه و زائد الخضر في علمه، و يا من وهب لداود سليمان و لزكريّا يحيى و لمريم عيسى يا حافظ بنت شعيب و يا كافل ولد موسى أسألك أن تصلّي على محمّد و آل محمّد صلّى اللّه عليه و آله و أن تغفر لي ذنوبي كلّها و تجيرني من عذابك و توجب لي رضوانك و أمانك و إحسانك و غفرانك و جنانك و أسألك أن تفكّ عنّي كلّ حلقة بيني و بين من يؤذيني و تفتح لي كلّ باب و تليّن لي كلّ صعب و تسهّل لي كلّ عسير و تخرس عنّي كلّ ناطق بشرّ و تكفّ عنّي كلّ باغ و تكبت عنّي كلّ عدوّ لي و حاسد و تمنع منّي كلّ ظالم و تكفيني كلّ عائق يحول بيني و بين ولدي(1) و يحاول أن يفرّق بيني و بين طاعتك و يثبّطني عن عبادتك يا من ألجم الجنّ المتمرّدين و قهر عتاة الشّياطين و أذلّ رقاب المتجبّرين و ردّ كيد المتسلّطين عن المستضعفين أسألك بقدرتك على ما تشاء و تسهيلك لما تشاء كيف تشاء أن تجعل قضاء حاجتي فيما تشاء.

ثمّ اسجد على الأرض و عفر خديك و قل: أللّهمّ لك سجدت و بك آمنت فارحم ذلّي وفاقتي و اجتهادي و تضرّعي و مسكنتي و فقري إليك يا ربّ و اجتهد أن تسحّ عيناك و لو بقدر رأس الذّبابة دموعا فإنّ ذلك من علامة الإجابة.

دعاء ليلة المبعث

و صلاة ليلة النّصف من رجب و ليلة المبعث و يومه قد مرّ ذكرهنّ في باب الصّلوات ليلة المبعث و هي ليلة سبع و عشرين منه جاء في فضلها ما يطول به الكتاب يستحبّ فيها الغسل و أن يدعو بهذا الدّعاء: أللّهمّ إنّي أسألك بالتّجلّي الأعظم في هذه اللّيلة من الشّهر المعظّم و المرسل المكرّم أن تصلّي على محمّد و آله و أن تغفر لنا ما أنت به منّا أعلم يا من يعلم و لا نعلم، أللّهمّ بارك لنا في ليلتنا هذه

ص: 259


1- في الإقبال زيادة: و حاجتي و إخواني من المؤمنين و المؤمنات و والدي.

الّتي بشرف الرّسالة فضّلتها و بكرامتك أجللتها و بالمحلّ الشّريف أحللتها، أللّهمّ فإنّا نسألك بالمبعث الشّريف و السّيّد اللّطيف و العنصر العفيف أن تصلّي على محمّد و آله و أن تجعل أعمالنا في هذه اللّيلة و في سائر اللّيالي مقبولة و ذنوبنا مغفورة و حسناتنا مشكورة و سيّئاتنا مستورة و قلوبنا بحسن القول مسرورة و أرزاقنا من لدنك باليسر مدرورة، أللّهمّ إنّك ترى و لا ترى و أنت بالمنظر الأعلى و إنّ إليك الرّجعى و المنتهى و إنّ لك الممات و المحيى و إنّ لك الآخرة و الأولى، أللّهمّ إنّا نعوذ بك أن نذلّ و نخزى و أن نأتي ما عنه تنهى أللّهمّ إنّا نسألك الجنّة برحمتك و نستعيذ بك من النّار فأعذنا منها بقدرتك و نسألك من الحور العين فارزقنا بعزّتك و اجعل أوسع أرزاقنا عند كبر سنّنا و أحسن أعمالنا عند اقتراب آجالنا و أطل في طاعتك و ما يقرّب إليك و يحظي عندك و يزلف لديك أعمارنا و أحسن في جميع أحوالنا و أمورنا معرفتنا و لا تكلنا إلى أحد من خلقك فيمنّ علينا و تفضّل علينا بجميع حوائجنا للدّنيا و الآخرة و ابدأ بآبائنا و أبنائنا و جميع إخواننا المؤمنين في جميع ما سألناك لأنفسنا يا أرحم الرّاحمين، أللّهمّ إنّا نسألك باسمك العظيم و ملكك القديم أن تصلّي على محمّد و آل محمّد و أن تغفر لنا الذّنب العظيم إنّه لا يغفر العظيم إلاّ العظيم، أللّهمّ و هذا رجب المكرّم الّذي أكرمتنا به أوّل أشهر الحرم أكرمتنا به من بين الأمم فلك الحمد يا ذا الجود و الكرم و أسألك به و باسمك الأعظم الأعظم الأعظم الأجلّ الأكرم الّذي خلقته فاستقرّ في ظلّك فلا يخرج منك إلى غيرك أن تصلّي على محمّد و أهل بيته الطّاهرين و أن تجعلنا من العاملين فيه بطاعتك و الآملين فيه لشفاعتك، أللّهمّ اهدنا إلى سواء السّبيل و اجعل مقيلنا عندك خير مقيل في ظلّ ظليل و ملك جزيل فإنّك حسبنا و نعم الوكيل، أللّهمّ اقلبنا مفلحين منجحين غير مغضوب علينا و لا الضّالّين برحمتك يا أرحم الرّاحمين، أللّهمّ إنّي أسألك بعزائم مغفرتك و بواجب رحمتك السّلامة من كلّ إثم و الغنيمة من كلّ برّ و الفوز بالجنّة و النّجاة من النّار، أللّهمّ دعاك الدّاعون و دعوتك و سألك السّائلون و سألتك و طلب إليك الطّالبون

ص: 260

و طلبت إليك، أللّهمّ أنت الثّقة و الرّجاء و إليك منتهى الرّغبة و الدّعاء، أللّهمّ فصلّ على محمّد و آله و اجعل اليقين في قلبي و النّور في بصري و النّصيحة في صدري و ذكرك باللّيل و النّهار على لساني و رزقا واسعا غير ممنون و لا محظور فارزقني و بارك لي فيما رزقتني و اجعل غناي في نفسي و رغبتي فيما عندك برحمتك يا أرحم الرّاحمين. ثمّ اسجد و قل: الحمد للّه الّذي هدانا لمعرفته و خصّنا بولايته و وفّقنا لطاعته شكرا شكرا مائة مرّة ثمّ ارفع رأسك و قل: أللّهمّ إنّي قصدتك بحاجتي و اعتمدت عليك بمسألتي و توجّهت إليك بأئمّتي و سادتي أللّهمّ انفعنا بحبّهم و أوردنا موردهم و ارزقنا مرافقتهم و أدخلنا الجنّة في زمرتهم برحمتك يا أرحم الرّاحمين.

أعمال يوم المبعث

يوم المبعث: يستحبّ صومه و هو أحد الأيّام الأربعة في السنة و يستحبّ فيه الغسل و أن يدعو فيه بهذا الدّعاء: يا من أمر بالعفو و التّجاوز و ضمن على نفسه العفو و التّجاوز يا من عفى و تجاوز اعف عنّي و تجاوز يا كريم، أللّهمّ و قد أكدى الطّلب و أعيت الحيلة و المذهب و درست الآمال و انقطع الرّجاء إلاّ منك وحدك لا شريك لك، أللّهمّ إنّي أجد سبل المطالب إليك مشرعة و مناهل الرّجاء لديك مترعة و أبواب الدّعاء لمن دعاك مفتّحة و الإستعانة لمن استعان بك مباحة، و أعلم أنّك لداعيك بموضع إجابة و للصّارخ إليك بمرصد إغاثة و أنّ في اللّهف إلى جودك و الضّمان بعدتك عوضا من منع الباخلين و مندوحة عمّا في أيدي المستأثرين و أنّك لا تحجب عن خلقك إلاّ أن تحجبهم الأعمال دونك و قد علمت أنّ أفضل زاد الرّاحل إليك عزم إرادة و قد ناجاك بعزم الإرادة قلبي، فأسألك بكلّ دعوة دعاك بها راج بلّغته أمله أو صارخ إليك أغثت صرخته أو ملهوف مكروب فرّجت عن قلبه أو مذنب خاطىء غفرت له أو معافى أتممت نعمتك عليه أو فقير أهديت غناك إليه

ص: 261

و لتلك الدّعوة عليك حقّ و عندك منزلة إلاّ صلّيت على محمّد و آل محمّد و قضيت حوائجي حوائج الدّنيا و الآخرة، أللّهمّ و هذا رجب المرجّب المكرّم أوّل أشهر الحرم الّذي أكرمتنا به من بين الأمم يا ذا الجود و الكرم فنسألك به و باسمك الأعظم الأعظم الأعظم الأجلّ الأكرم الّذي خلقته فاستقرّ في ظلّك فلا يخرج منك إلى غيرك أن تصلّي على محمّد و أهل بيته الطّاهرين و تجعلنا من العاملين فيه بطاعتك و الآملين فيه لشفاعتك، أللّهمّ و اهدنا إلى سواء السّبيل و اجعل مقيلنا عندك خير مقيل في ظلّ ظليل فإنّك حسبنا و نعم الوكيل و السّلام على عباده المصطفين و صلواته عليهم أجمعين، أللّهمّ و بارك لنا في يومنا هذا الّذي فضّلته و بكرامتك جلّلته و بالمنزل الكريم أحللته، أللّهمّ صلّ عليه صلاة دائمة تكون لك شكرا و لنا ذخرا و اجعل لنا من أمرنا يسرا و اختم لنا بالسّعادة إلى منتهى آجالنا و قد قبلت اليسير من أعمالنا و بلّغنا برحمتك أفضل آمالنا إنّك على كلّ شيء قدير و صلّى اللّه على سيّدنا محمّد النّبيّ و آله الطّاهرين و سلّم كثيرا.

تسبيح كلّ يوم من رجب سبحان الإله الجليل سبحان من لا ينبغي التّسبيح إلاّ له سبحان الأعزّ الأكرم سبحان من لبس العزّ و هو له أهل.

أعمال شعبان و عمل اليوم الثالث منه

اشارة

شهر شعبان: في اليوم الثالث منه ولد الحسين عليه السّلام فصمه وادع فيه بهذا الدّعاء: أللّهمّ إنّي أسألك بحقّ المولود في هذا اليوم الموعود بشهادته قبل استهلاله و ولادته بكته السّماء و من فيها و الأرض و من عليها و لمّا يطأ لابتيها قتيل العبرة و سيّد الأسرة الممدود بالنّصرة يوم الكرّة المعوّض من قتله أنّ الأئمّة من نسله و الشّفاء في تربته و الفوز معه في أوبته و الأوصياء من عترته بعد قائمهم و غيبته حتّى يدركوا الأوتار و يثأروا الثّار و يرضوا الجبّار و يكونوا خير أنصار صلّى اللّه عليهم مع اختلاف

ص: 262

اللّيل و النّهار، اللّهمّ فبحقّهم إليك أتوسّل و أسأل سؤال مقترف معترف مسيء إلى نفسه ممّا فرّط في يومه و أمسه يسألك العصمة إلى محلّ رمسه، أللّهمّ فصلّ على محمّد و عترته و احشرنا في زمرته و بوّئنا معه دار الكرامة و محلّ الإقامة، أللّهمّ و كما أكرمتنا بمعرفته فأكرمنا بزلفته و ارزقنا مرافقته و سابقته و اجعلنا ممّن يسلّم لأمره و يكثر الصّلاة عليه عند ذكره و على جميع أوصيائه و أهل أصفيائه الممدودين منك بالعدد الإثنى عشر النّجوم الزّهر و الحجج على جميع البشر، أللّهمّ وهب لنا في هذا اليوم خير موهبة و أنجح لنا فيه كلّ طلبة كما وهبت الحسين لمحمّد جدّه و عاذ فطرس بمهده فنحن عائذون بقبره من بعده نشهد تربته و ننتظر أوبته آمين ربّ العالمين.

ثمّ تدعو بما روي أنّه آخر دعاء دعا به الحسين عليه السّلام يوم الطف: أللّهمّ متعالي المكان عظيم الجبروت شديد المحال غنيّ عن الخلائق عريض الكبرياء قادر على ما تشاء قريب الرّحمة صادق الوعد سابغ النّعمة حسن البلاء قريب إذا دعيت محيط بما خلقت قابل التّوبة لمن تاب إليك قادر على ما أردت و مدرك ما طلبت و شكور إذا شكرت و ذكور إذا ذكرت، أدعوك محتاجا و أرغب إليك فقيرا و أفزع إليك خائفا و أبكي إليك مكروبا و أستعين بك ضعيفا و أتوكّل عليك كافيا أحكم بيننا و بين قومنا فإنّهم غرّونا و خدعونا و خذلونا و غدروا بنا و قتلونا و نحن عترة نبيّك و ولد حبيبك محمّد بن عبد اللّه الّذي اصطفيته بالرّسالة و ائتمنته على وحيك فاجعل لنا من أمرنا فرجا و مخرجا برحمتك يا أرحم الرّاحمين.

و كان علي بن الحسين عليه السّلام يدعو عند كل زوال من أيّام شعبان و في ليلة النصف منه فيقول: أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد شجرة النّبوّة و موضع الرّسالة و مختلف الملائكة و معدن العلم و أهل بيت الوحي، أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد الفلك الجارية في اللّجج الغامرة يأمن من ركبها و يغرق من تركها المتقدّم

ص: 263

لهم مارق و المتأخّر عنهم زاهق و اللاّزم لهم لا حق، أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد الكهف الحصين و غياث المضطرّ المستكين و ملجأ الهاربين و عصمة المعتصمين، أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد صلاة كثيرة تكون لهم رضى و لحقّ محمّد و آل محمّد أداء و قضاء بحول منك و قوّة يا ربّ العالمين، أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد الطّيّبين الأبرار الأخيار الّذين أوجبت حقوقهم و فرضت طاعتهم و ولايتهم، أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد و اعمر قلبي بطاعتك و لا تخزني بمعصيتك و ارزقني مواساة من قتّرت عليه من رزقك بما وسّعت عليّ من فضلك و نشرت عليّ من عدلك و أحييتني تحت ظلّك و هذا شهر نبيّك و سيّد رسلك شعبان الّذي حففته منك بالرّحمة و الرّضوان الّذي كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يدءب في صيامه و قيامه في لياليه و أيّامه بخوعا لك في إكرامه و إعظامه إلى محلّ حمامه، أللّهمّ فأعنّا على الإستنان بسنّته فيه و نيل الشّفاعة لديه و اجعله لي شفيعا مشفّعا و طريقا إليك مهيعا و اجعلني له متّبعا حتّى ألقاك يوم القيامة عنّي راضيا و عن ذنوبي مغضيا قد أوجبت لي منك الرّحمة و الرّضوان و أنزلتني دار القرار و محلّ الأخيار.

و عن الصّادق عليه السّلام من قال كلّ يوم من شعبان سبعين مرّة أستغفر اللّه الّذي لا إله إلاّ هو الرّحمن الرّحيم الحيّ القيّوم و أتوب إليه كتبه اللّه في الأفق المبين و هو قاع بين يدي العرش فيه أنهار تطّرد فيه من القدحان عدد النّجوم.

عمل ليلة النّصف من شعبان

اشارة

ليلة النّصف من شعبان يستحبّ فيها الغسل و زيارة الحسين عليه السّلام و الصّلوات الّتي مرّ ذكرها و في هذه اللّيلة ولد القائم عليه السّلام و يستحبّ أن يدعى فيها بهذا الدّعاء: أللّهمّ بحقّ ليلتنا و مولودها و حجّتك و موعودها الّتي قرنت إلى فضلها فضلا فتمّت كلمتك صدقا و عدلا لا مبدّل لكلماتك و لا معقّب لآياتك نورك المتألّق و ضياؤك المشرق و العلم النّور في طخياء الدّيجور الغائب المستور جلّ

ص: 264

مولده و كرم محتده و الملائكة شهّده و اللّه ناصره و مؤيّده إذا آن ميعاده و الملائكة أمداده سيف اللّه الّذي لا ينبو و نوره الّذي لا يخبو و ذو الحلم الّذي لا يصبو، مدار الدّهر و نواميس العصر و ولاة الأمر و المنزّل عليهم ما ينزّل في ليلة القدر و أصحاب الحشر و النّشر تراجمة وحيه و ولاة أمره و نهيه، أللّهمّ فصلّ على خاتمهم و قائمهم المستور عن عوالمهم و أدرك بنا أيّامه و ظهوره و قيامه و اجعلنا من أنصاره و اقرن ثارنا بثاره و اكتبنا في أعوانه و خلصائه و أحينا في دولته ناعمين و بصحبته غانمين و بحقّه قائمين و من السّوء سالمين يا أرحم الرّاحمين و الحمد للّه ربّ العالمين و صلّى اللّه على محمّد خاتم النّبيّين و المرسلين و على أهل بيته الصّادقين و عترته النّاطقين و العن جميع الظّالمين و احكم بيننا و بينهم يا أحكم الحاكمين.

دعاء آخر عن الصّادق عليه السّلام في هذه اللّيلة: أللّهمّ أنت الحيّ القيّوم العليّ العظيم الخالق الرّازق المحيي المميت البديء البديع لك الجلال و لك الفضل و لك الحمد و لك الجود و لك الكرم و لك المجد و لك الأمر و لك الشّكر وحدك لا شريك لك يا واحد يا أحد يا صمد يا من لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفوا أحد صلّ على محمّد و آل محمّد و اغفر لي و ارحمني و اكفني ما أهمّني و اقض ديني و وسّع عليّ في رزقي فإنّك في هذه اللّيلة كلّ أمر حكيم تفرق و من تشاء من خلقك ترزق فارزقني و أنت خير الرّازقين فإنّك قلت و أنت خير القائلين النّاطقين و اسألوا اللّه من فضله فمن فضلك أسأل و إيّاك قصدت و ابن نبيّك اعتمدت و لك رجوت فارحمني يا أرحم الرّاحمين.

دعاء كميل

ثمّ تدعو بما روي أنّ أمير المؤمنين عليه السّلام كان يدعو في هذه اللّيلة و هو ساجد: أللّهمّ إنّي أسألك برحمتك الّتي وسعت كلّ شيء، و بقوّتك الّتي قهرت بها كلّ شيء و خضع لها كلّ شيء و ذلّ لها كلّ شيء، و بجبروتك الّتي غلبت بها كلّ

ص: 265

شيء و بعزّتك الّتي لا يقوم لها شيء و بعظمتك الّتي ملأت كلّ شيء و بسلطانك الّذي علا كلّ شيء و بوجهك الباقي بعد فناء كلّ شيء و بأسمائك الّتي ملأت أركان كلّ شيء و بعلمك الّذي أحاط بكلّ شيء و بنور وجهك الّذي أضاء له كلّ شيء، يا نور يا قدّوس يا أوّل الأوّلين و يا آخر الآخرين، أللّهمّ اغفر لي الذّنوب الّتي تهتك العصم، أللّهمّ اغفر لي الذّنوب الّتي تنزل النّقم، أللّهمّ اغفر لي الذّنوب الّتي تغيّر النّعم، أللّهمّ اغفر لي الذّنوب الّتي تحبس الدّعاء، أللّهمّ اغفر لي الذّنوب الّتي تنزل البلاء، أللّهمّ اغفر لي كلّ ذنب أذنبته و كلّ خطيئة أخطأتها، أللّهمّ إنّي أتقرّب إليك بذكرك و أستشفع بك إلى نفسك و أسألك بجودك أن تدنيني من قربك و أن توزعني شكرك و أن تلهمني ذكرك، أللّهمّ إنّي أسألك سؤال خاضع ذليل خاشع أن تسامحني و ترحمني و تجعلني بقسمك راضيا قانعا و في جميع الأحوال متواضعا، أللّهمّ و أسألك سؤال من اشتدّت فاقته و أنزل بك عند الشّدائد حاجته و عظم فيما عندك رغبته، أللّهمّ عظم سلطانك و علا مكانك و خفي مكرك و ظهر أمرك و غلب قهرك و جرت قدرتك و لا يمكن الفرار من حكومتك، أللّهمّ لا أجد لذنوبي غافرا و لا لقبائحي ساترا و لا لشيء من عملي القبيح بالحسن مبدّلا غيرك لا إله إلاّ أنت سبحانك و بحمدك ظلمت نفسي و تجرّأت بجهلي و سكنت إلى قديم ذكرك لي و منّك عليّ، أللّهمّ مولاي كم من قبيح سترته و كم من فادح من البلاء أقلته و كم من عثار وقيته و كم من مكروه دفعته و كم من ثناء جميل لست أهلا له نشرته، أللّهمّ عظم بلائي و أفرط بي سوء حالي و قصرت بي أعمالي و قعدت بي أغلالي و حبسني عن نفعي بعد أملي و خدعتني الدّنيا بغرورها و نفسي بجنايتها، و مطالي يا سيّدي فأسألك بعزّتك ألاّ يحجب عنك دعائي سوء عملي و فعالي و لا تفضحني بخفيّ ما اطّلعت عليه من سرّي و لا تعاجلني بالعقوبة على ما عملته في خلواتي من سوء فعلي و إساءتي و دوام تفريطي و جهالتي و كثرة شهواتي و غفلتي، و كن اللّهمّ بعزّتك لي في الأحوال كلّها رؤوفا و عليّ في جميع الأمور عطوفا، إلهي و ربّي من لي غيرك أسأله

ص: 266

كشف ضرّي و النّظر في أمري إلهي و مولاي أجريت عليّ حكما اتّبعت فيه هوى نفسي و لم أحترس فيه من تزيين عدوّي فغرّني بما أهوى و أسعده على ذلك القضاء فتجاوزت بما جرى عليّ من ذلك من نقض حدودك و خالفت بعض أوامرك فلك الحمد على جميع ذلك و لا حجّة لي فيما جرى عليّ فيه قضاؤك و ألزمني حلمك و بلاؤك، و قد أتيتك يا إلهي بعد تقصيري و إسرافي على نفسي معتذرا نادما منكسرا مستقيلا مستغفرا منيبا مقرّا مذعنا معترفا لا أجد مفرّا ممّا كان منّي و لا مفزعا أتوجّه إليه في أمري غير قبولك عذري و إدخالك إيّاي في سعة رحمتك، أللّهمّ فاقبل عذري و ارحم شدّة تضرّعي و فكّني من شدّ وثاقي، يا ربّ ارحم ضعف بدني ورقّة جلدي و دقّة عظمي يا من بدء خلقي و ذكري و تربيتي و برّي و تغذيتي هبني لابتداء كرمك و سالف برّك بي، يا إلهي و سيّدي و ربّي أتراك معذّبي بنارك بعد توحيدك و بعد ما انطوى عليه قلبي من معرفتك و لهج به لساني من ذكرك و اعتقده ضميري من حبّك و بعد صدق اعترافي و دعائي خاضعا لربوبيّتك هيهات أنت أكرم من أن تضيّع من ربيّته أو تبعد من أدنيته أو تشرّد من آويته أو تسلّم إلى البلاء من كفيته و رحمته و ليت شعري يا سيّدي و إلهي و مولاي أتسلّط النّار على وجوه خرّت لعظمتك ساجدة و على ألسن نطقت بتوحيدك صادقة و بشكرك مادحة و على قلوب اعترفت بإلهيّتك محقّقة و على ضمائر حوت من العلم بك حتّى صارت خاشعة و على جوارح سعت إلى أوطان تعبّدك طائعة و أشارت باستغفارك مذعنة، ما هكذا الظّنّ بك و لا أخبرنا بفضلك عنك يا كريم يا ربّ و أنت تعلم ضعفي عن قليل من بلاء الدّنيا و عقوباتها و ما يجري فيها من المكاره على أهلها على أنّ ذلك بلاء و مكروه قليل مكثه يسير بقاؤه قصير مدّته فكيف احتمالي لبلاء الآخرة و حلول وقوع المكاره فيها، و هو بلاء تطول مدّته و يدوم مقامه و لا يخفّف عن أهله لأنّه لا يكون إلاّ عن غضبك و انتقامك و سخطك، و هذا ما لا تقوم له السّماوات و الأرض يا سيّدي فكيف بي و أنا عبدك الضّعيف الذّليل الحقير المسكين المستكين، يا إلهي و سيّدي و مولاي لأيّ الأمور

ص: 267

إليك أشكو أو لما منها أضجّ و أبكي لأليم العذاب و شدّته أو لطول البلاء و مدّته، فلئن صيّرتني في العقوبات مع أعدائك و جمعت بيني و بين أهل بلائك و فرّقت بيني و بين أحبّائك و أوليائك فهبني يا إلهي و سيّدي و ربّي صبرت على عذابك فكيف أصبر على فراقك و هبني صبرت على حرّ نارك فكيف أصبر عن النّظر إلى كرامتك أم كيف أسكن في النّار و رجائي عفوك فبعزّتك يا سيّدي و مولاي أقسم صادقا لئن تركتني ناطقا لأضجّنّ إليك من بين أهلها ضجيج الآملين و لأصرخنّ إليك صراخ المستصرخين و لأبكينّ عليك بكاء الفاقدين، و لأنادينّك أين كنت يا وليّ المؤمنين يا غاية آمال العارفين يا غياث المستغيثين يا حبيب قلوب الصّادقين و يا إله العالمين أفتراك سبحانك يا إلهي و بحمدك تسمع فيها صوت عبد مسلم سجن فيها بمخالفته و ذاق طعم عذابها بمعصيته و حبس بين أطباقها بجرمه و جريرته و هو يضجّ إليك ضجيج مؤمّل لرحمتك و يناديك بلسان أهل توحيدك و يتوسّل إليك بربوبيّتك يا مولاي فكيف يبقى في العذاب و هو يرجو ما سلف من حلمك أم كيف تؤلمه النّار و هو يأمل فضلك و رحمتك أم كيف يحرقه لهبها و أنت تسمع صوته و ترى مكانه أم كيف يشتمل عليه زفيرها و أنت تعلم ضعفه أم كيف يتغلغل بين أطباقها و أنت تعلم صدقه أم كيف تزجره زبانيتها و هو يناديك يا ربّه، أم كيف يرجو فضلك في عتقه منها فتتركه فيها هيهات ما ذلك الظّنّ بك و لا المعروف من فضلك و لا مشبه لما عاملت به الموحّدين من برّك و إحسانك فباليقين أقطع لو لا ما حكمت به من تعذيب جاحديك و قضيت به من إخلاد معانديك لجعلت النّار كلّها بردا و سلاما و ما كانت لأحد فيها مقرّا و لا مقاما لكنّك تقدّست أسماؤك أقسمت أن تملأها من الكافرين من الجنّة و النّاس أجمعين، و أن تخلّد فيها المعاندين و أنت جلّ ثناؤك قلت مبتديا و تطوّلت بالإنعام متكرّما أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون، إلهي أسألك بالقدرة الّتي قدّرتها و بالقضيّة الّتي حتمتها و حكمتها و غلبت من عليه أجريتها أن تهب لي في هذه اللّيلة و في هذه السّاعة كلّ جرم أجرمته و كلّ ذنب أذنبته و كلّ قبيح

ص: 268

أسررته و كلّ جهل عملته كتمته أو أعلنته أخفيته أو أظهرته، و كلّ سيّئة أمرت بإثباتها الكرام الكاتبين الّذين وكّلتهم بحفظ ما يكون منّي و جعلتهم شهودا عليّ مع جوارحي و كنت أنت الرّقيب عليّ من ورائهم و الشّاهد لما خفي عنهم فبرحمتك أخفيته و بفضلك سترته و أن توفّر حظّي من كلّ خير أنزلته أو إحسان فضّلته أو برّ نشرته أو رزق بسطته أو ذنب تغفره أو خطإ تستره يا ربّ يا ربّ يا ربّ، يا إلهي و سيّدي و مولاي و مالك رقّي يا من بيده ناصيتي يا عليما بذلّي و مسكنتي يا خبيرا بفقري و فاقتي يا ربّ يا ربّ يا ربّ أسألك بحقّك و قدسك و أعظم صفاتك و أسمائك أن تجعل أوقاتي من اللّيل و النّهار بذكرك معمورة و بخدمتك موصولة و أعمالي عندك مقبولة حتّى تكون أعمالي و إراداتي(1) كلّها وردا واحدا و حالي في خدمتك سرمدا، يا سيّدي يا من عليه معوّلي يا من إليه شكوت أحوالي يا ربّ يا ربّ يا ربّ قوّ على خدمتك جوارحي و اشدد على العزيمة جوانحي، و هب لي الجدّ في خشيتك و الدّوام في الإتّصال بخدمتك حتّى أسرح إليك في ميادين السّابقين، و أسرع إليك في المبادرين، و أشتاق إلى قربك في المشتاقين، و أدنو منك دنوّ المخلصين، و أخافك مخافة الموقنين و أجتمع في جوارك مع المؤمنين، أللّهمّ و من أرادني بسوء فأرده و من كادني فكده، و اجعلني من أحسن عبيدك نصيبا عندك و أقربهم منزلة منك و أخصّهم زلفة لديك، فإنّه لا ينال ذلك إلاّ بفضلك و جد لي بجودك و اعطف عليّ بمجدك و احفظني برحمتك و اجعل لساني بذكرك لهجا و قلبي بحبّك متيّما، و منّ عليّ بحسن إجابتك و أقلني عثرتي و اغفر زلّتي فإنّك قضيت على عبادك بعبادتك و أمرتهم بدعائك و ضمنت لهم الإجابة فإليك يا ربّ نصبت وجهي و إليك يا ربّ مددت يدي فبعزّتك استجب لي دعائي و بلّغني مناي و لا تقطع من فضلك رجائي، و اكفني شرّ الجنّ و الإنس من أعدائي يا سريع الرّضا اغفر لمن لا يملك إلاّ الدّعاء

ص: 269


1- في نسخة أخرى: و أورادي.

فإنّك فعّال لما تشاء، يا من اسمه دواء و ذكره شفاء و طاعته غنى ارحم من رأس ماله الرّجاء و سلاحه البكاء، يا سابغ النّعم يا دافع النّقم يا نور المستوحشين في الظّلم يا عالما لا يعلّم صلّ على محمّد و آل محمّد و افعل بي ما أنت أهله و صلّى اللّه على رسوله و الأئمّة الميامين من آله و سلّم تسليما.

أعمال شهر رمضان

اشارة

شهر رمضان: إذا رأيت هلاله فقل ما روي أنّ النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم كان يقول: أللّهمّ أهلّه علينا بالأمن و الإيمان و السّلامة و الإسلام و العافية المجلّلة و الرّزق الواسع و دفع الأسقام، أللّهمّ ارزقنا صيامه و قيامه و تلاوة القرآن فيه، أللّهمّ سلّمه لنا و تسلّمه منّا و سلّمنا فيه(1).

و عن عليّ عليه السّلام إذا رأيت الهلال فلا تبرح و قل: أللّهمّ إنّي أسألك خير هذا الشّهر و نوره و نصره و بركته و طهوره و رزقه و أسألك خير ما فيه و خير ما بعده و أعوذ بك من شرّ ما فيه و شرّ ما بعده، أللّهمّ أدخله علينا بالأمن و الإيمان و السّلامة و الإسلام و البركة و التّقوى و التّوفيق لما تحبّ و ترضى. ثمّ ادع بدعاء عليّ بن الحسين عليهما السّلام إذا نظر إلى الهلال و هو من أدعية الصّحيفة(2).

قال السّيّد ابن باقي رحمه اللّه و ينبغي أن يدعى هاهنا بدعاء آخر ليلة من شعبان و أوّل ليلة من شهر رمضان مرويّ عن الصّادق عليه السّلام: أللّهمّ إنّ هذا الشّهر المبارك الّذي أنزل فيه القرآن و جعل هدى للنّاس و بيّنات من الهدى و الفرقان قد حضر فسلّمنا فيه و سلّمه لنا و تسلّمه منّا في يسر منك و عافية، يا من أخذ القليل و شكر الكثير اقبل منّا اليسير، أللّهمّ إنّي أسألك أن تجعل لي إلى كلّ خير سبيلا و من

ص: 270


1- و في الإقبال هنا زيادة: حتّى ينقضي شهر رمضان و قد عفوت عنّا و غفرت لنا و رحمتنا.
2- الصحيفة السجادية ص 183 طبعة الأعلمي.

كلّ ما لا تحبّ مانعا يا أرحم الرّاحمين، يا من عفا عنّي و عمّا خلوت به من السّيّئات، يا من لم يؤاخذني بارتكاب المعاصي عفوك عفوك عفوك يا كريم، إلهي وعظتني فلم أتّعظ و زجرتني عن محارمك فلم أنزجر فما عذري فاعف عنّي يا كريم عفوك عفوك عفوك، أللّهمّ إنّي أسألك الرّاحة عند الموت و العفو عند الحساب عظم الذّنب من عبدك فليحسن التّجاوز من عندك يا أهل التّقوى و يا أهل المغفرة عفوك عفوك، أللّهمّ إنّي عبدك و ابن عبدك و ابن أمتك ضعيف فقير إلى رحمتك، و أنت منزل الغنى و البركة على العباد قاهر مقتدر أحصيت أعمالهم و قسمت أرزاقهم و جعلتهم مختلفة ألسنتهم و ألوانهم خلقا من بعد خلق لا يعلم العباد علمك و لا يقدر العباد قدرك و كلّنا فقير إلى رحمتك، فلا تصرف عنّي بوجهك و اجعلني من صالح خلقك في العمل و الأمل و القضاء و القدر، أللّهمّ أبقني خير البقاء و أفنني خير الفناء على موالاة أوليائك و معاداة أعدائك و الرّغبة إليك و الرّهبة منك و الخشوع و الوفاء و التّسليم لك و التّصديق بكتابك و اتّباع سنّة رسولك، أللّهمّ ما كان في قلبي من شكّ أو ريبة أو جحود أو قنوط أو فرح أو بذخ أو بطر أو خيلاء أو رياء أو سمعة أو شقاق أو نفاق أو كفر أو فسوق أو عصيان أو عظمة أو شيء لا تحبّ، فأسألك يا ربّ أن تبدّلني مكانه إيمانا بوعدك و وفاء بعهدك و رضى بقضائك و زهدا في الدّنيا و رغبة فيما عندك و أثرة و طمأنينة و توبة نصوحا، أسألك ذلك يا ربّ العالمين إلهي أنت من حلمك تعصى و من كرمك وجودك تطاع فكأنّك لم تعص و أنا و من لم يعصك سكّان أرضك فكن علينا بالفضل جوادا و بالخير عوّادا يا أرحم الرّاحمين و صلّى اللّه على محمّد و آله صلاة دائمة لا تحصى و لا تعدّ و لا يقدر قدرها غيرك يا أرحم الرّاحمين.

دعاء الإفتتاح

و ادع في كلّ ليلة منه بهذا الدّعاء: أللّهمّ إنّي أفتتح الثّناء بحمدك و أنت مسدّد

ص: 271

للصّواب بمنّك و أيقنت أنّك أنت أرحم الرّاحمين في موضع العفو و الرّحمة و أشدّ المعاقبين في موضع النّكال و النّقمة و أعظم المتجبّرين في موضع الكبرياء و العظمة، أللّهمّ أذنت لي في دعائك و مسألتك فاسمع يا سميع مدحتي و أجب يا رحيم دعوتي و أقل يا غفور عثرتي، فكم يا إلهي من كربة قد فرّجتها و هموم قد كشفتها و عثرة قد أقلتها و رحمة قد نشرتها و حلقة بلاء قد فككتها، الحمد للّه الّذي لم يتّخذ صاحبة و لا ولدا و لم يكن له شريك في الملك و لم يكن له وليّ من الذّلّ و كبّره تكبيرا، الحمد للّه بجميع محامده كلّها على جميع نعمه كلّها، الحمد للّه الّذي لا مضادّ له في ملكه و لا منازع له في أمره الحمد للّه الّذي لا شريك له في خلقه و لا شبه له في عظمته الحمد للّه الفاشي في الخلق أمره و حمده الظّاهر بالكرم مجده الباسط بالجود يده الّذي لا تنقص خزائنه و لا تزيده كثرة العطاء إلاّ كرما وجودا إنّه هو العزيز الوهّاب، أللّهمّ إنّي أسألك قليلا من كثير مع حاجة بي إليه عظيمة و غناك عنه قديم و هو عندي كثير و هو عليك سهل يسير، أللّهمّ إنّ عفوك عن ذنبي و تجاوزك عن خطيئتي و صفحك عن ظلمي و سترك على قبيح عملي و حلمك عن كثير جرمي عند ما كان من خطائي و عمدي أطمعني في أن أسألك ما لا أستوجبه منك، الّذي رزقتني من رحمتك و أريتني من قدرتك و عرّفتني من إجابتك فصرت أدعوك آمنا و أسألك مستأنسا لا خائفا و لا وجلا مدلاّ عليك فيما قصدت فيه إليك، فإن أبطأ عنّي عتبت بجهلي عليك و لعلّ الّذي أبطأ عنّي هو خير لي لعلمك بعاقبة الأمور، فلم أر مولى كريما أصبر على عبد لئيم منك عليّ يا ربّ، إنّك تدعوني فأولّي عنك و تتحبّب إليّ فأتبغّض إليك و تتودّد إليّ فلا أقبل منك كأنّ لي التّطوّل عليك، ثمّ لم يمنعك ذلك من الرّحمة لي و الإحسان إليّ و التفضّل عليّ بجودك و كرمك فارحم عبدك الجاهل وجد عليه بفضل إحسانك إنّك جواد كريم، الحمد للّه مالك الملك مجري الفلك مسخّر الرّياح فالق الإصباح ديّان الدّين ربّ العالمين، الحمد للّه على حلمه بعد علمه، و الحمد للّه على عفوه بعد قدرته، و الحمد للّه على طول أناته في غضبه و هو

ص: 272

قادر على ما يريد، الحمد للّه خالق الخلق باسط الرّزق ذي الجلال و الإكرام و الفضل و الإنعام، الّذي بعد فلا يرى و قرب فشهد النّجوى تبارك و تعالى، الحمد للّه الّذي ليس له منازع يعادله و لا شبيه يشاكله و لا ظهير يعاضده قهر بعزّته الأعزّاء و تواضع لعظمته العظماء فبلغ بقدرته ما يشاء، الحمد للّه الّذي يجيبني حين أناديه و يستر عليّ كلّ عورة و أنا أعصيه و يعظم النّعمة عليّ فلا أجازيه، فكم من موهبة هنيئة قد أعطاني و عظيمة مخوفة قد كفاني و بهجة مونقة قد أراني فأثني عليه حامدا و أذكره مسبّحا، الحمد للّه الّذي لا يهتك حجابه و لا يغلق بابه و لا يردّ سائله و لا يخيّب آمله، الحمد للّه الّذي يؤمن الخائفين و ينجي الصّادقين و يرفع المستضعفين و يضع المستكبرين و يهلك ملوكا و يستخلف آخرين، الحمد للّه قاصم الجبّارين مبير الظّلمة مدرك الهاربين نكال الظّالمين صريخ المستصرخين موضع حاجات الطّالبين معتمد المؤمنين، الحمد للّه الّذي من خشيته ترعد السّماء و سكّانها و ترجف الأرض و عمّارها و تموج البحار و من يسبح في غمراتها، الحمد للّه الّذي هدانا لهذا و ما كنّا لنهتدي لو لا أن هدانا اللّه، الحمد للّه الّذي يخلق و لم يخلق و يرزق و لا يرزق و يطعم و لا يطعم و يميت الأحياء و يحيي الموتى و هو حيّ لا يموت بيده الخير و هو على كلّ شيء قدير، أللّهمّ صلّ على محمّد عبدك و رسولك و أمينك و صفيّك و حبيبك و خيرتك من خلقك و حافظ سرّك و مبلّغ رسالاتك أفضل و أحسن و أجمل و أكمل و أزكى و أنمى و أطيب و أطهر و أسنا و أكثر ما صلّيت و باركت و ترحّمت و تحنّنت و سلّمت على أحد من عبادك و أنبياءك و رسلك و صفوتك و أهل الكرامة عليك من خلقك، أللّهمّ صلّ على عليّ أمير المؤمنين و وصيّ رسول ربّ العالمين، و صلّ على الصّدّيقة الطّاهرة فاطمة الزّهراء سيّدة نساء العالمين، و صلّ على سبطي الرّحمة و إمامي الهدى الحسن و الحسين سيّدي شباب أهل الجنّة، و صلّ على أئمّة المسلمين عليّ بن الحسين و محمّد و جعفر و موسى و عليّ و محمّد و عليّ و الحسن و الخلف المهديّ حججك على عبادك و أمنائك في بلادك صلاة كثيرة دائمة، أللّهمّ و صلّ

ص: 273

على وليّ أمرك القائم المؤمّل و العدل المنتظر و احففه بملائكتك المقرّبين و أيّده بروح القدس يا ربّ العالمين، أللّهمّ اجعله الدّاعي إلى كتابك و القائم بدينك استخلفه في الأرض كما استخلفت الّذين من قبله مكّن له دينه الّذي ارتضيته له أبدله من بعد خوفه أمنا يعبدك لا يشرك بك شيئا، أللّهمّ أعزّه و أعزز به و انصره و انتصر به و انصره نصرا عزيزا، أللّهمّ أظهر به دينك و ملّة نبيّك حتّى لا يستخفي بشيء من الحقّ مخافة أحد من الخلق، أللّهمّ إنّا نرغب إليك في دولة كريمة تعزّ بها الإسلام و أهله و تذلّ بها النّفاق و أهله و تجعلنا فيها من الدّعاة إلى طاعتك و القادة إلى سبيلك و ترزقنا بها كرامة الدّنيا و الآخرة، أللّهمّ ما عرّفتنا من الحقّ فحمّلناه و ما قصرنا عنه فبلّغناه، أللّهمّ المم به شعثنا و اشعب به صدعنا و ارتق به فتقنا و كثّر به قلّتنا و أعزز به ذلّتنا و أغن به عائلنا و اقض به عن مغرمنا و اجبر به فقرنا و سدّ به خلّتنا و يسّر به عسرنا و بيّض به وجوهنا و فكّ به أسرنا و أنجح به طلبتنا و أنجز به مواعيدنا، و استجب به دعوتنا و أعطنا به فوق رغبتنا يا خير المسؤولين و أوسع المعطين إشف به صدورنا و أذهب به غيظ قلوبنا و اهدنا به لما اختلف فيه من الحقّ بإذنك إنّك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم، و انصرنا به على عدوّك و عدوّنا إله الحقّ آمين، أللّهمّ إنّا نشكو إليك فقد نبيّنا صلواتك عليه و آله و غيبة إمامنا و كثرة عدوّنا و قلّة عددنا و شدّة الفتن بنا و تظاهر الزّمان علينا فصلّ على محمّد و آل محمّد و أعنّا على ذلك بفتح منك تعجّله و بضرّ تكشفه و نصر تعزّه و سلطان حقّ تظهره، و رحمة منك تجلّلناها و عافية منك تلبسناها برحمتك يا أرحم الرّاحمين.

أدعية ليالي شهر رمضان

و ذكر أبو عبد اللّه الصّفواني في كتاب بلغة المقيم و زاد المسافر أنّ النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم كان يدعو بهذه الأدعية في ليالي شهر رمضان.

اللّيلة الأولى: أللّهمّ أنت الواحد فلا ولد لك و أنت الصّمد فلا شبه لك،

ص: 274

و أنت العزيز فلا أعزّ منك و أنت الغفور فلا شبه لك، و أنت الرّحيم و أنا المخطي و أنت الخالق و أنا المخلوق و أنت الحيّ و أنا الميّت، أسألك برحمتك أن تصلّي على محمّد و آله و أن تغفر لي و ترحمني و تجاوز عنّي إنّك على كلّ شيء قدير.

اللّيلة الثانية: يا إله الأوّلين و إله الآخرين و إله من بقي و إله من مضى، ربّ السّماوات السّبع و من فيهنّ فالق الإصباح و جاعل اللّيل سكنا و الشّمس و القمر حسبانا، لك الحمد و لك الشّكر و لك المنّ و لك الطّول و أنت الواحد الصّمد أسألك بجلالك سيّدي و جمالك مولاي أن تصلّي على محمّد و آل محمّد و أن تغفر لي و ترحمني و تتجاوز عنّي إنّك أنت الغفور الرّحيم.

اللّيلة الثالثة: يا إله إبراهيم و إله إسحاق و يعقوب و الأسباط ربّ الملائكة و الرّوح السّميع العليم الحكيم الكريم العليّ العظيم لك صمت و على رزقك أفطرت و إلى كنفك أويت و إليك أنبت و إليك المصير و أنت الرّؤوف الرّحيم، قوّني على الصّلاة و الصّيام و لا تخزني يوم القيامة إنّك لا تخلف الميعاد.

اللّيلة الرابعة: يا رحمن الدّنيا و الآخرة و رحيمهما و جبّار الدّنيا و يا ملك الملوك و يا رازق العباد هذا شهر التّوبة و هذا شهر الثّواب و شهر الرّجاء و أنت السّميع العليم، أسألك أن تصلّي على محمّد و آل محمّد و أن تجعلني من عبادك الصّالحين الّذين لا خوف عليهم و لا هم يحزنون، و أن تسترني بالسّتر الّذي لا يهتك و تجلّلني بعافيتك الّتي لا ترام و تعطيني سؤلي و تدخلني الجنّة برحمتك، و لا تدع لي ذنبا إلاّ غفرته و لا همّا إلاّ فرّجته و لا كربة إلاّ كشفتها عنّي و لا حاجة إلاّ قضيتها بحقّ محمّد و آله إنّك أنت الأجلّ الأعظم.

اللّيلة الخامسة: يا صانع كلّ مصنوع و يا جابر كلّ كسير و يا شاهد كلّ نجوى يا ربّاه يا سيّداه أنت النّور فوق النّور و نور النّور فيا نور النّور أسألك بحقّ محمّد و آله أن تصلّي على محمّد و آله و أن تغفر لي ذنوب اللّيل و ذنوب النّهار و ذنوب السّرّ

ص: 275

و ذنوب العلانية، يا قادر يا مقتدر يا واحد يا أحد يا صمد يا ودود يا غفور يا رحيم يا غفّار الذّنوب و يا قابل التّوب شديد العقاب ذا الطّول لا إله إلاّ أنت وحدك لا شريك لك تحيي و تميت و تميت و تحيي و أنت الواحد القهّار صلّ على محمّد و آل محمّد و اغفر لي و ارحمني و اعف عنّي إنّك أنت الرّحمن الرّحيم.

اللّيلة السادسة: أللّهمّ أنت السّميع العليم الواحد الكريم و أنت الإله الصّمد رفعت السّماوات بقدرتك و دحوت الأرض بعزّتك و أنشأت السّحاب بوحدانيّتك و أجريت البحار بسلطانك يا من سبّحت له الحيتان في التّخوم و السّباع في الفلوات يا من لا يخفى عليه خافية في السّماوات السّبع و الأرضين السّبع، يا من تسبّح له السّماوات السّبع و ما فيهنّ و الأرضون السّبع و ما فيهنّ يا من لا يموت و لا يبقى إلاّ وجهه الجليل الجبّار صلّ على محمّد و آله و اغفر لي و ارحمني و اعف عنّي إنّك أنت الغفور الرّحيم.

اللّيلة السّابعة: يا من كان و يكون و ليس كمثله شيء يا من يسبّح الرّعد بحمده و الملائكة من خيفته يا من إذا دعي أجاب يا من إذا استرحم رحم يا من لا يدرك الواصفون عظمته يا من لا تدركه الأبصار و هو يدرك الأبصار و هو اللّطيف الخبير، يا من يرى و لا يرى و هو بالمنظر الأعلى يا من بيده نواصي العباد أسألك بحقّ محمّد عليك و بحقّك عليه أن تصلّي على محمّد و آله أفضل ما صلّيت و باركت على إبراهيم و آل إبراهيم إنّك حميد مجيد، و أن تغفر لي و ترحمني إنّك أنت الأجلّ الأعظم.

اللّيلة الثامنة: أللّهمّ هذا الشّهر الّذي أمرت فيه عبادك بالدّعاء و ضمنت لهم الإجابة و الرّحمة فقلت و إذا سألك عبادي عنّي فإنّي قريب أجيب دعوة الدّاع إذا دعان فأدعوك، يا مجيب دعوة المضطرّين يا كاشف كرب المكروبين يا جاعل اللّيل سكنا و يا من لا يموت اغفر لمن يموت قدّرت و خلقت و سوّيت فلك الحمد أسألك أن تصلّي على محمّد و آله في اللّيل إذا يغشى و في النّهار إذا تجلّى و في الآخرة

ص: 276

و الأولى و أن تكفيني ما أهمّني و تغفر لي إنّك أنت الغفور الرّحيم.

الليلة التّاسعة: يا سيّداه يا ربّاه يا ذا الجلال و الإكرام يا ذا العزّ الّذي لا يرام يا قاضي الأمور يا شافي الصّدور اجعل لي من أمري فرجا و مخرجا إقذف رجاك في قلبي حتّى لا أرجو أحدا سواك، توكّلت عليك سيّدي و إليك يا مولاي أنبت و إليك المصير أسألك يا إله الآلهة يا جبّار الجبابرة يا كبير الأكابر و يا من إذا توكّل العبد عليه كفاه و صار حسبه و بالغا أمره عليك توكّلت فاكفني و إليك أنبت فارحمني و إليك المصير فاغفر لي و لا تسوّد وجهي يوم تبيضّ فيه الوجوه إنّك أنت العزيز الحكيم صلّ على محمّد و آله و ارحمني و تجاوز عنّي إنّك أنت الغفور الرّحيم.

اللّيلة العاشرة: اللّهمّ يا سلام يا مؤمن يا مهيمن يا عزيز يا جبّار يا متكبّر يا أحد يا صمد يا واحد يا فرد يا غفور يا رحيم يا ودود يا حليم لست أدري ما صنعت بحاجتي هل غفرت لي أم لا فإن كنت غفرت لي فطوبي لي و إن لم تكن غفرت لي فيا سوءتاه فمن الآن سيّدي فاغفر لي و ارحمني و تب عليّ و لا تخذلني و أقلني عثرتي و استرني بسترك و اغفر لي و اعف عنّي بعفوك و ارحمني برحمتك و تجاوز عنّي بقدرتك إنّك تقضي و لا يقضي عليك، و أنت على كلّ شيء قدير.

اللّيلة الحادية عشرة: أللّهمّ إنّي أعوذ بأسمائك الحسنى و أستجير من نارك الّتي لا تطفى و أسألك أن تقوّيني على قيام هذا الشّهر و صيامه، و أن تغفر لي و ترحمني إنّك لا تخلف الميعاد و عليك توكّلت و أنت الصّمد الّذي لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفوا أحد صلّ على محمّد و آله، و تجاوز عنّي و اغفر لي و اعف عنّي و ارحمني إنّك أنت التوّاب الرّحيم.

اللّيلة الثّانية عشرة: أللّهمّ أنت العزيز الرّحيم و أنت العليّ العظيم لك الحمد حمدا يبقى و لا يفنى و لك الشّكر شكرا يبقى و لا يفنى، و أنت الحكيم العليم أسألك بنور وجهك الأكرم و بجلالك الّذي لا يرام و بعزّك الّذي لا يقهر أن تصلّي على

ص: 277

محمّد و آله و أن تغفر لي و ترحمني إنّك أنت الأجلّ الأعظم.

اللّيلة الثالثة عشرة: يا جبّار السّماوات و الأرض و من له ملكوت السّماوات و الأرضين غفّار الذّنوب الغفور الرّحيم السّميع العليم العزيز الحكيم الصّمد الفرد لا شبيه لك، أنت العليّ الأعلى العزيز القادر أنت التوّاب الرّحيم أسألك أن تصلّي على محمّد و آله و أن تغفر لي و ترحمني إنّك أنت أرحم الرّاحمين.

اللّيلة الرابعة عشرة: يا أوّل الأوّلين و آخر الآخرين و يا جبّار الجبابرة و يا إله الأوّلين و الآخرين أنت خلقتني و لم أكن شيئا مذكورا، و أنت أمرتني بالطّاعة فأطعت سيّدي جهدي و إن كنت توانيت أو أخطأت أو نسيت فتفضّل عليّ يا سيّدي و لا تقطع رجائي و امنن عليّ بالجنّة و اجمع بيني و بين نبيّ الرّحمة محمّد بن عبد اللّه صلّى اللّه عليه و آله و اغفر لي إنّك أنت التوّاب الرّحيم.

الليلة الخامسة عشرة: يا جبّار أنت سيّدي المنّان أنت مولاي الكريم أنت سيّدي الغفور أنت مولاي الحليم أنت سيّدي الوهّاب أنت مولاي العزيز أنت سيّدي القدير أنت مولاي الواحد أنت سيّدي القائم أنت مولاي الصّمد أنت سيّدي الخالق أنت مولاي البارىء صلّ على محمّد و آله و اغفر لي و ارحمني و تجاوز عنّي إنّك أنت الأجلّ الأعظم.

الليلة السادسة عشرة: يا اللّه سبعا يا رحمن سبعا يا رحيم سبعا يا غفور سبعا يا رؤوف سبعا يا جبّار سبعا يا عليّ سبعا صلّ على محمّد و آله و اغفر لي إنّك أنت الغفور الرّحيم.

الليلة السّابعة عشرة: أللّهمّ هذا شهر رمضان الّذي أنزلت فيه القرآن هدى للنّاس و بيّنات من الهدى و الفرقان أمرتنا فيه بعمارة المساجد و الدّعاء و الصّيام و القيام و ضمنت لنا فيه الإجابة و قد اجتهدنا و أنت أعنتنا فاغفر لنا فيه و لا تجعله آخر

ص: 278

العهد منه و اعف عنّا فإنّك ربّنا، و ارحمنا فأنت سيّدنا و اجعلنا ممّن ينقلب إلى مغفرتك و رضوانك بحقّ محمّد و آله إنّك أنت الأجلّ الأعظم.

الليلة الثامنة عشرة: الحمد للّه الّذي أكرمنا بشهر رمضان و أنزل علينا فيه القرآن و عرّفنا حقّه، و الحمد للّه على البصيرة أسألك بنور وجهك يا إلهنا و إله آبائنا الأوّلين أن ترزقنا التّوبة و لا تخذلنا و لا تخلف ظنّنا بك، صلّ على محمّد و آله و اعف عنّا و ارحمنا إنّك أنت الجليل الجبّار.

اللّيلة التاسعة عشرة: سبحان من لا يموت، سبحان من لا يزول، سبحان من لا تخفى عليه خافية، سبحان من لا تسقط ورقة إلاّ يعلمها و لا حبّة في ظلمات الأرض و لا رطب و لا يابس إلاّ بعلمه و قدره، سبحانه سبعا ما أعظم شأنه و أجلّ سلطانه أللّهمّ صلّ على محمّد و آله و اجعلنا من عتقائك و سعداء خلقك بمغفرتك إنّك أنت الغفور الرّحيم.

الليلة العشرون: أستغفر اللّه ممّا مضى من ذنوبي و ما نسيته و هو مكتوب عليّ بحفظ كرام كاتبين يعلمون ما أفعل، و أستغفر اللّه من موبقات الذّنوب، و أستغفر اللّه ممّا فرض عليّ فتوانيت، و أستغفره من مفظعات الذّنوب و أستغفره من الزّلاّت و ما كسبت يداي و أؤمن به و أتوكّل عليه كثيرا، و أستغفر اللّه و أستغفر اللّه سبعا و صلّ على محمّد و آله و اعف عنّي و اغفر لي ما سلف من ذنوبي و استجب يا سيّدي دعائي فإنّك أنت التوّاب الرّحيم.

الليلة الحادية و العشرون: أشهد أن لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له و أشهد أنّ محمّدا عبده و رسوله و أشهد أنّ الجنّة حقّ و النّار حقّ و أنّ اللّه يبعث من في القبور و أشهد أنّ الرّبّ ربّي لا شريك له و لا ولد له و أشهد أنّه الفعّال لما يريد و القاهر من يشاء و الواضع من يشاء و الرّافع من يشاء ملك الملوك و رازق العباد الغفور الرّحيم العليم الحكيم، أشهد سبعا أنّك سيّدي كذلك و فوق ذلك لا يبلغ الواصفون كنه

ص: 279

عظمتك أللّهمّ صلّ على محمّد و آله و اهدني و لا تضلّني بعد إذ هديتني إنّك أنت الهادي المهديّ.

الليلة الثانية و العشرون: أنت سيّدي جبّار غافر قادر قاهر سميع عليم غفور رحيم غافر الذّنب و قابل التّوب شديد العقاب فالق الحبّ و النّوى، تُولِجُ اَللَّيْلَ فِي اَلنَّهٰارِ (إلى آخر الآية)(1) يا جبّار يا جبّار سبعا صلّ على محمّد و آل محمّد و اعف عنّي و اغفر لي في هذا الشّهر و هذه اللّيلة إنّك أنت الغفور الرّحيم.

الليلة الثالثة و العشرون: سبّوح قدّوس ربّ الملائكة و الرّوح سبّوح قدّوس ربّ البحار و الحيتان و الهوامّ و السّباع في الآكام، سبّوح قدّوس ربّ الرّوح و العرش ربّ السّماوات و الأرضين سبّوح قدّوس سبّحت لك الملائكة المقرّبون، سبّوح قدّوس علا فقهر و خلق فقدر، سبّوح قدّوس سبّوح قدّوس سبعا أسألك أن تصلّي على محمّد و آله و أن تغفر لي و ترحمني فإنّك أنت الأحد الصّمد.

الليلة الرّابعة و العشرون: أللّهمّ أمرت بالدّعاء و ضمنت الإجابة و دعوناك و نحن عبادك و لن يصل العباد مسألتك و الرّغبة إليك كرما وجودا و ربوبيّة و وحدانيّة يا موضع شكوى السّائلين و منتهى حاجة الرّاغبين و يا ذا الجبروت و الملكوت يا ذا العزّ و السّلطان يا حيّ يا قيّوم يا برّ يا رحيم يا حنّان يا منّان يا بديع السّماوات و الأرض يا ذا الجلال و الإكرام يا ذا النّعم الجسام و الطّول الّذي لا يرام صلّ على محمّد و آله، و اغفر لي إنّك أنت الغفور الرّحيم.

اللّيلة الخامسة و العشرون: تبارك اللّه أحسن الخالقين خالق الخلق و منشىء السّحاب و أمر الرّعد يسبّح له تبارك الّذي بيده الملك و هو على كلّ شيء قدير، الّذي خلق الموت و الحياة ليبلوكم أيّكم أحسن عملا تبارك الّذي نزّل الفرقان على

ص: 280


1- و الآية هي: تُولِجُ اَللَّيْلَ فِي اَلنَّهٰارِ وَ تُولِجُ اَلنَّهٰارَ فِي اَللَّيْلِ وَ تُخْرِجُ اَلْحَيَّ مِنَ اَلْمَيِّتِ وَ تُخْرِجُ اَلْمَيِّتَ مِنَ اَلْحَيِّ وَ تَرْزُقُ مَنْ تَشٰاءُ بِغَيْرِ حِسٰابٍ سورة آل عمران، الآية: 27.

عبده ليكون للعالمين نذيرا، تبارك الّذي إن شاء جعل لك خيرا من ذلك جنّات تجري من تحتها الأنهار و يجعل لك قصورا تبارك اللّه أحسن الخالقين يا إلهي و إله العالمين و إله السّماوات السّبع و ما فيهنّ و ما بينهنّ و إله الأرضين السّبع و ما فيهنّ و ما بينهنّ صلّ على محمّد و آل محمّد، و امنن عليّ بالجنّة و نجّني من النّار إنّك أنت المنجي المنّان.

الليلة السادسة و العشرون: رَبَّنٰا لاٰ تُزِغْ قُلُوبَنٰا (الآية)(1)رَبَّنٰا إِنَّنٰا سَمِعْنٰا مُنٰادِياً يُنٰادِي لِلْإِيمٰانِ (الآية)(2)رَبَّنٰا لاٰ تُؤٰاخِذْنٰا إِنْ نَسِينٰا أَوْ أَخْطَأْنٰا (الآية)(3) ربّنا صلّ على محمّد و آل محمّد و استجب دعاءنا و اغفر لنا و لوالدينا و ولدنا و ما ولدوا إنّك أنت الغفور الرّحيم.

الليلة السابعة و العشرون: رَبَّنَا اِصْرِفْ عَنّٰا عَذٰابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذٰابَهٰا كٰانَ غَرٰاماً رَبَّنٰا هَبْ لَنٰا مِنْ أَزْوٰاجِنٰا وَ ذُرِّيّٰاتِنٰا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَ اِجْعَلْنٰا لِلْمُتَّقِينَ إِمٰاماً رَبَّنٰا عَلَيْكَ تَوَكَّلْنٰا وَ إِلَيْكَ أَنَبْنٰا وَ إِلَيْكَ اَلْمَصِيرُ رَبَّنٰا لاٰ تَجْعَلْنٰا فِتْنَةً لِلَّذِينَ كَفَرُوا رَبَّنَا اِغْفِرْ لَنٰا وَ لِإِخْوٰانِنَا اَلَّذِينَ سَبَقُونٰا بِالْإِيمٰانِ (الآية)(4) صلّ على محمّد و آله و استر عليّ ذنوبي و عيوبي و اغفر لي بحقّ محمّد و آل محمّد إنّك أنت الرّؤوف الرّحيم.

الليلة الثامنة و العشرون: آمنّا باللّه و كفرنا بالجبت و الطّاغوت آمنّا بمن لا

ص: 281


1- الآية هي: رَبَّنٰا لاٰ تُزِغْ قُلُوبَنٰا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنٰا وَ هَبْ لَنٰا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ اَلْوَهّٰابُ سورة آل عمران، الآية: 8.
2- الآية هي: رَبَّنٰا إِنَّنٰا سَمِعْنٰا مُنٰادِياً يُنٰادِي لِلْإِيمٰانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنّٰا رَبَّنٰا فَاغْفِرْ لَنٰا ذُنُوبَنٰا وَ كَفِّرْ عَنّٰا سَيِّئٰاتِنٰا وَ تَوَفَّنٰا مَعَ اَلْأَبْرٰارِ سورة آل عمران، الآية: 193.
3- الآية هي: رَبَّنٰا لاٰ تُؤٰاخِذْنٰا إِنْ نَسِينٰا أَوْ أَخْطَأْنٰا رَبَّنٰا وَ لاٰ تَحْمِلْ عَلَيْنٰا إِصْراً كَمٰا حَمَلْتَهُ عَلَى اَلَّذِينَ مِنْ قَبْلِنٰا رَبَّنٰا وَ لاٰ تُحَمِّلْنٰا مٰا لاٰ طٰاقَةَ لَنٰا بِهِ وَ اُعْفُ عَنّٰا وَ اِغْفِرْ لَنٰا وَ اِرْحَمْنٰا أَنْتَ مَوْلاٰنٰا فَانْصُرْنٰا عَلَى اَلْقَوْمِ اَلْكٰافِرِينَ سورة البقرة، الآية: 286.
4- الآية هي: رَبَّنَا اِغْفِرْ لَنٰا وَ لِإِخْوٰانِنَا اَلَّذِينَ سَبَقُونٰا بِالْإِيمٰانِ وَ لاٰ تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنٰا غِلاًّ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنٰا إِنَّكَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ سورة الحشر، الآية: 10.

يموت آمنّا بمن خلق السّماوات و الأرضين و الشّمس و القمر و النّجوم و الجبال و الشّجر و الدّوابّ و الإنس و الجنّ، آمنّا بما أنزل إلينا و ما أنزل إليكم و إلهنا و إلهكم واحد و نحن له مسلمون، آمنّا بربّ موسى و هارون آمنّا بربّ الملائكة و الرّوح آمنّا باللّه وحده لا شريك له آمنّا بمن أنشأ السّحاب و خلق العباد و العذاب و العقاب آمنّا بك آمنّا بك سبعا ربّنا فاغفر لنا ذنوبنا بحقّ محمّد و آله و تجاوز عنّا إنّك أنت العزيز الجبّار.

الليلة التاسعة و العشرون: توكّلت على السّيّد الّذي لا يغلبه أحد توكّلت على الجبّار الّذي لا يقهره أحد توكّلت على العزيز الرّحيم الّذي يراني حين أقوم و تقلّبي في السّاجدين توكّلت على الحيّ الّذي لا يموت توكّلت على من بيده نواصي العباد توكّلت على الحليم الّذي لا يعجل، توكّلت على الصّمد الّذي لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفوا أحد توكّلت على القاهر القادر العليّ الأعلى الأحد توكّلت عليك سبعا أسألك يا سيّدي أن تصلّي على محمّد و آل محمّد و أن ترحمني و تتفضّل عليّ و لا تخزني يوم القيامة إنّك شديد العقاب غفور رحيم.

الليلة الثلاثون: ربّنا فآتنا هذا الشّهر المبارك الّذي أمرتنا فيه بالصّيام و القيام، أللّهمّ و لا تجعله آخر العهد منّا به و اغفر لنا ما تقدّم من ذنوبنا و ما تأخّر ربّنا و لا تخذلنا و لا تحرمنا المغفرة و اعف عنّا و اغفر لنا و ارحمنا و تب علينا و ارزقنا و ارض عنّا و اجعلنا من أوليائك المهتدين و من أوليائك المتّقين بحقّ محمّد و آل محمّد، و تقبّل منّا هذا الشّهر و لا تجعله آخر العهد منّا به و ارزقنا حجّ بيتك الحرام في عامنا هذا و في كلّ عام إنّك أنت المعطي الرّازق الحنّان المنّان.

و لنتبع ذلك بأدعية ليالي العشر الأخير منه من متهجد الشّيخ الطّوسي رحمه اللّه.

اللّيلة الأولى: يا مولج اللّيل في النّهار و مولج النّهار في اللّيل و مخرج الحيّ من الميّت و مخرج الميّت من الحيّ، يا رازق من يشاء بغير حساب يا اللّه يا رحمن يا

ص: 282

رحيم يا اللّه يا اللّه يا اللّه لك الأسماء الحسنى و الأمثال العليا و الكبرياء و الآلاء، أسألك أن تصلّي على محمّد و آل محمّد و أن تجعل اسمي في هذه اللّيلة في السّعداء و روحي مع الشّهداء و إحساني في علّيّين و إساءتي مغفورة و أن تهب لي يقينا تباشر به قلبي و إيمانا يذهب الشّكّ عنّي، و ترضيني بما قسمت لي و آتنا في الدّنيا حسنة و في الآخرة حسنة و قنا عذاب النّار الحريق، و ارزقني فيها ذكرك و شكرك و الرّغبة إليك و الإنابة و التّوبة و التّوفيق لما وفّقت له محمّدا و آل محمّد عليه و عليهم السّلام.

الثّانية: يا سالخ النّهار من اللّيل فإذا نحن مظلمون و مجري الشّمس لمستقرّها بتقديرك يا عزيز يا عليم و مقدّر القمر منازل حتّى عاد كالعرجون القديم، يا نور كلّ نور و منتهى كلّ رغبة و وليّ كلّ نعمة يا اللّه يا رحمن يا اللّه يا قدّوس يا أحد يا واحد يا فرد يا اللّه يا اللّه يا اللّه (إلى آخره) كما مرّ في الّذي قبله.

الثالثة: يا ربّ ليلة القدر و جاعلها خيرا من ألف شهر و ربّ اللّيل و النّهار و الجبال و البحار و الظّلم و الأنوار و الأرض و السّماء يا بارىء يا مصوّر يا حنّان يا منّان يا اللّه يا رحمن يا اللّه يا قيّوم يا اللّه يا بديع يا اللّه يا اللّه يا اللّه (إلى آخره) كما مرّ في الأوّل.

الرّابعة: يا فالق الإصباح و جاعل اللّيل سكنا و الشّمس و القمر حسبانا يا عزيز يا عليم يا ذا المنّ و الطّول و القوّة و الحول و الفضل و الإنعام ذا الجلال و الإكرام، يا اللّه يا رحمن يا اللّه يا فرد يا وتر يا اللّه يا ظاهر يا باطن يا حيّ لا إله إلاّ أنت يا اللّه يا اللّه يا اللّه إلى آخره كما مرّ في الأول.

الخامسة: يا جاعل اللّيل لباسا و النّهار معاشا و الأرض مهادا و الجبال أوتادا يا اللّه يا قاهر يا اللّه يا جبّار يا اللّه يا سميع يا اللّه يا قريب يا اللّه يا مجيب يا اللّه يا اللّه يا اللّه إلى آخره، كما مرّ في الأوّل.

السّادسة: يا جاعل اللّيل و النّهار آيتين يا من محى آية اللّيل و جعل آية النّهار

ص: 283

مبصرة لتبتغوا فضلا منه و رضوانا يا مفصّل كلّ شيء تفصيلا يا ماجد يا وهّاب يا اللّه يا جواد يا اللّه يا اللّه يا اللّه (إلى آخره) كما مرّ في الأوّل.

السّابعة: يا مادّ الظّلّ و لو شئت لجعلته ساكنا و جعلت الشّمس عليه دليلا ثمّ قبضته قبضا يسيرا يا ذا الجود و الطّول و الكبرياء و الآلاء لا إله إلاّ أنت عالم الغيب و الشّهادة الرّحمن الرّحيم لا إله إلاّ أنت يا قدّوس يا سلام يا مؤمن يا مهيمن يا عزيز يا جبّار يا متكبّر يا اللّه يا خالق يا بارىء يا مصوّر يا اللّه يا اللّه يا اللّه (إلى آخره) كما مرّ في الأوّل.

الثامنة: يا خازن اللّيل في الهواء و خازن النّور في السّماء و مانع السّماء أن تقع على الأرض إلاّ بإذنه و حابسهما أن تزولا يا عليم يا غفور يا دائم يا اللّه يا وارث يا باعث من في القبور يا اللّه يا اللّه يا اللّه (إلى آخره) كما مرّ في الأوّل.

التّاسعة: يا مكوّر اللّيل على النّهار و مكوّر النّهار على اللّيل يا عليم يا حكيم يا ربّ الأرباب و سيّد السّادات لا إله إلاّ أنت يا أقرب إليّ من حبل الوريد يا اللّه يا اللّه يا اللّه (إلى آخره) كما مرّ في الأوّل.

العاشرة: الحمد للّه لا شريك له الحمد للّه كما ينبغي لكرم وجهه و عزّ جلاله و كما هو أهله يا قدّوس يا نور يا نور القدس يا سبّوح يا منتهى التّسبيح يا رحمن يا فاعل الرّحمة يا اللّه يا عليم يا كبير يا اللّه يا لطيف يا جليل يا اللّه يا سميع يا بصير يا اللّه يا اللّه يا اللّه لك الأسماء الحسنى و الأمثال العليا إلى آخر الدّعاء و قد مرّ ذكره في أوّل ليلة من العشر الأواخر.

و لنتبع ذلك بما ذكره السّيد ابن باقي رحمه اللّه في اختياره من أدعية العشر الأخير أيضا.

اللّيلة الأولى: أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد و اقسم لي حلما يسدّ عنّي باب الجهل و هدى تمنّ به عليّ من كلّ ضلالة و غنى تسدّ به عنّي باب كلّ فقر و قوّة تردّ بها عنّي كلّ ضعف و عزّا تكرمني به عن كلّ ذلّ و رفعة ترفعني بها عن كلّ ضعة

ص: 284

و أمنا تردّ به عنّي كلّ خوف، و عافية تسترني بها من كلّ بلاء و علما تفتح لي به كلّ يقين و يقينا تذهب به عنّي كلّ شكّ، و دعاء تبسط لي به الإجابة في هذه اللّيلة و في هذه السّاعة السّاعة السّاعة السّاعة يا كريم، و خوفا تنشر لي به كلّ رحمة و عصمة تحول بها بيني و بين الذّنوب حتّى أفلح بها بين المعصومين عندك برحمتك يا أرحم الرّاحمين.

الثّانية: يا ظهر اللاّجين صلّ على محمّد و آل محمّد و كن لي حصنا و حرزا يا كهف المستجيرين صلّ على محمّد و آل محمّد و كن لي كهفا و عضدا و ناصرا يا غياث المستغيثين صلّ على محمّد و آل محمّد و كن لي غياثا و مجيرا يا وليّ المؤمنين صلّ على محمّد و آل محمّد، و كن لي وليّا يا مجيز غصص المؤمنين صلّ على محمّد و آل محمّد و أجز غصّتي و نفّس همّي و أسعدني في هذا الشّهر العظيم سعادة لا أشقى بعدها يا أرحم الرّاحمين.

الثّالثة: أللّهمّ مدّ لي في عمري و أوسع لي في رزقي و أصحّ جسمي و بلّغني أملي و إن كنت من الأشقياء فامحني من الأشقياء و اكتبني من السّعداء فإنّك تمحو ما تشاء و تثبت و عندك أمّ الكتاب، أللّهمّ إيّاك تعمّدت بحاجتي في هذه اللّيلة و بك أنزلت فقري و مسكنتي لتسعني اللّيلة برحمتك و عفوك و أنا لرحمتك أرجى منّي لعملي و رحمتك و مغفرتك أوسع من ذنوبي فاقض لي كلّ حاجة هي لي صلاح و لك رضى بقدرتك على ذلك و تيسيره عليك فإنّي لم أصب خيرا قطّ إلاّ منك و لم يصرف عنّي أحد سوء قطّ غيرك و ليس رجائي لديني و دنياي و آخرتي و لا ليوم فقري وفاقتي يوم أدلى في حفرتي و تفرّدني النّاس بعملي غيرك يا ربّ العالمين.

و ادع في هذه الليلة و في ليلتي تسع عشرة و إحدى و عشرين بما روي عن مولانا زين العابدين عليه السّلام أنّه كان يدعو في ليالي الإفراد قائما و قاعدا و راكعا و ساجدا: أللّهمّ إنّي أمسيت لك عبدا داخرا لا أملك لنفسي نفعا و لا ضرّا و لا

ص: 285

أصرف عنها سوء أشهد بذلك على نفسي و أعترف لك بضعف قوّتي و قلّة حيلتي فصلّ على محمّد و آل محمّد و أنجز لي ما وعدتني و جميع المؤمنين و المؤمنات من المغفرة في هذه اللّيلة و أتمم عليّ ما آتيتني فإنّي عبدك المسكين المستكين الضّعيف الفقير المهين، أللّهمّ لا تجعلني ناسيا لذكرك فيما أوليتني و لا لإحسانك فيما أعطيتني و لا آئسا من إجابتك و إن أبطأت عنّي في سرّاء و ضرّاء أو شدّة أو رخاء أو عافية أو بلاء أو بؤس أو نعماء إنّك سميع الدّعاء. و عنهم عليهم السّلام كرّر في ليلة ثلاث و عشرين من شهر رمضان هذا الدّعاء ساجدا و قائما و قاعدا و على كلّ حال و في الشّهر كلّه و كيف أمكنك و متى حضرك من دهرك تقول بعد تمجيده تعالى و الصّلاة على نبيّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أللّهمّ كن لوليّك فلان بن فلان(1) في هذه السّاعة و في كلّ ساعة وليّا و حافظا و قائدا و ناصرا و دليلا و عينا حتّى تسكنه أرضك طوعا و تمتّعه فيها طويلا.

و عن الصّادق عليه السّلام من قرأ سورتي العنكبوت و الرّوم ليلة ثلاث و عشرين من شهر رمضان فهو و اللّه من أهل الجنّة لا أستثني فيه أبدا و لا أخاف أن يكتب اللّه عليّ في يميني إثما و إنّ لهاتين السّورتين من اللّه مكانا. و عنه عليه السّلام من قرأ القدر ألف مرّة ليلة ثلاث و عشرين من شهر رمضان أصبح و هو شديد اليقين بالإعتراف بما يخصّ به فينا و ما ذلك إلا لشيء عاينه في نومه.

الرّابعة: أللّهمّ إنّي أسألك يا سيّدي سؤال مسكين فقير إليك خائف مستجير أسألك يا سيّدي أن تصلّي على محمّد و آل محمّد و أن تجيرني من خزي الدّنيا و من عذاب الآخرة و تضاعف لي في هذه اللّيلة و في هذا الشّهر عملي و ترحم مسكنتي و تتجاوز عمّا أحصيته عليّ و خفي عن خلقك و سترته منّا منك و سلّمتني من شينه و فضيحته و عاره في عاجل الدّنيا فلك الحمد على ذلك و على كلّ حال و أسألك يا ربّ أن تصلّي على محمّد و آل محمّد و تتمّم نعمتك عليّ بستر ذلك في الآخرة

ص: 286


1- و تقول عوض فلان بن فلان: الحجّة ابن الحسن.

و تسلّمني من فضيحته و عاره بمنّك و إحسانك يا أرحم الرّاحمين.

الخامسة: أللّهمّ إنّي أسألك أن تكمّل لي الثّواب بأفضل ما أرجو من رحمتك و تصرف عنّي كلّ سوء فإنّي لا أستطيع دفع ما أحاذر إلاّ بك و قد أمسيت مرتهنا بعملي و أمسى الأمر و القضاء في يديك و لا فقير أفقر منّي فصلّ على محمّد و آل محمّد و اغفر لي ظلمي و جرمي و جهلي و جدّي و هزلي و كلّ ذنب ارتكبته و بلّغني رزقي بغير مشقّة منّي و لا تهلك روحي و جسدي في طلب ما لم تقدّر لي يا أرحم الرّاحمين.

السّادسة: أللّهمّ إنّك عيّرت أقواما على لسان نبيّك صلّى اللّه عليه و آله فقلت قل ادعوا الّذين زعمتم من دونه فلا يملكون كشف الضّرّ عنكم و لا تحويلا فيا من لا يملك كشف الضّرّ عنّا و لا تحويله غيره صلّ على محمّد و آل محمّد و اكشف ما بي من ضرّ و حوّله عنّي و انقلني في هذا الشّهر العظيم من ذلّ المعاصي إلى عزّ الطّاعة يا أرحم الرّاحمين.

السّابعة: يقول من أوّل اللّيل إلى آخره أللّهمّ ارزقني التّجافي عن دار الغرور و الإنابة إلى دار الخلود و الإستعداد للموت قبل حلول الفوت أللّهمّ إنّي أسألك و أقسم عليك بكلّ اسم هو لك سمّاك به أحد من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك و أسألك باسمك الأعظم الّذي حقّ عليك أن تجيب من دعاك به أن تصلّي على محمّد و آل محمّد و أن تسعدني في هذه اللّيلة سعادة لا أشقى بعدها أبدا يا أرحم الرّاحمين.

الثّامنة: أللّهمّ إنّي أسألك أن تصلّي على محمّد و آل محمّد و أن تهب لي قلبا خاشعا و لسانا صادقا و جسدا صابرا و تجعل ثواب ذلك الجنّة يا أرحم الرّاحمين.

التّاسعة: أللّهمّ لا تفتنّي بطلب ما زويت عنّي بحولك و قوّتك فأغنني يا ربّ

ص: 287

برزق واسع بحلالك عن حرامك و ارزقني العفّة في بطني و فرّج عنّي كلّ همّ و غمّ و لا تشمت بي عدوّي و وفّق لي ليلة القدر على أفضل ما رآها أحد من خلقك و وفّقني لما وفّقت له محمّدا و آل محمّد عليه و عليهم السّلام و افعل بي كذا و كذا السّاعة السّاعة حتى ينقطع النّفس و يقول هذا الدّعاء في كلّ ليلة من العشر الأخير.

العاشرة: أللّهمّ ربّ شهر رمضان و منزّل القرآن هذا شهر رمضان قد تصرّم أي ربّ إنّي أعوذ بوجهك الكريم أن يطلع الفجر من ليلتي هذه أو يخرج شهر رمضان و لك عندي تبعة أو ذنب تريد أن تعذّبني به يوم ألقاك إلاّ غفرته لي برحمتك و جودك يا أرحم الرّاحمين أللّهمّ و صلّ على محمّد و آل محمّد إنّك حميد مجيد و أكثر و أنت قائم و قاعد و راكع و ساجد من قولك، يا مدبّر الأمور يا باعث من في القبور يا مجري البحور يا مليّن الحديد لداود عليه السّلام صلّ على محمّد و آل محمّد و افعل بي كذا و كذا السّاعة السّاعة حتى ينقطع النّفس.

دعاء أبي حمزة الثمالي في السحر

دعاء السّحر لعليّ بن الحسين عليهما السّلام: إلهي لا تؤدّبني بعقوبتك و لا تمكر بي في حيلتك من أين لي الخير يا ربّ و لا يوجد إلاّ من عندك و من أين لي النّجاة و لا تستطاع إلاّ بك، لا الّذي أحسن استغنى عن عونك و رحمتك و لا الّذي أساء و اجترأ عليك و لم يرضك خرج عن قدرتك يا ربّ يا ربّ يا ربّ حتى ينقطع النّفس بك عرفتك و أنت دللتني عليك و دعوتني إليك، و لو لا أنت لم أدر ما أنت الحمد للّه الّذي أدعوه فيجيبني و إن كنت بطيئا حين يدعوني، و الحمد للّه الّذي أسأله فيعطيني و إن كنت بخيلا حين يستقرضني، و الحمد للّه الّذي أناديه كلّما شئت لحاجتي و أخلو به حيث شئت لسرّي بغير شفيع فيقضي لي حاجتي، و الحمد للّه الّذي أدعوه و لا أدعو غيره و لو دعوت غيره لم يستجب لي دعائي، و الحمد للّه الّذي أرجوه و لا

ص: 288

أرجو غيره و لو رجوت غيره لأخلف رجائي، و الحمد للّه الّذي وكلني إليه فأكرمني و لم يكلني إلى النّاس فيهينوني، و الحمد للّه الّذي تحبّب إليّ و هو غنيّ عنّي، و الحمد للّه الّذي يحلم عنّي حتّى كأنّي لا ذنب لي فربّي أحمد شيء عندي و أحقّ بحمدي، أللّهمّ إنّي أجد سبل المطالب إليك مشرعة و مناهل الرّجاء إليك مترعة و الإستعانة بفضلك لمن أمّلك مباحة و أبواب الدّعاء إليك للصّارخين مفتوحة، و أعلم أنّك للرّاجين بموضع إجابة و للملهوفين بمرصد إغاثة و أنّ في اللّهف إلى جودك و الرّضى بقضائك عوضا من منع الباخلين و مندوحة عمّا في أيدي المستأثرين، و أنّ الرّاحل إليك قريب المسافة و أنّك لا تحتجب عن خلقك إلاّ أن تحجبهم الآمال دونك، و قد قصدت إليك بطلبتي و توجّهت إليك بحاجتي و جعلت بك استغاثتي و بدعائك توسّلي من غير استحقاق لاستماعك منّي و لا استيجاب لعفوك عنّي، بل لثقتي بكرمك و سكوني إلى صدق وعدك و لجائي إلى الإيمان بتوحيدك و يقيني بمعرفتك منّي أن لا ربّ لي غيرك، و لا إله إلاّ أنت وحدك لا شريك لك، أللّهمّ أنت القائل و قولك حقّ و وعدك صدق و أسألوا اللّه من فضله إنّ اللّه كان بكم رحيما و ليس من صفاتك يا سيّدي أن تأمر بالسّؤال و تمنع العطيّة و أنت المنّان بالعطيّات على أهل مملكتك و العائد عليهم بتحنّن رأفتك، إلهي ربيّتني في نعمك و إحسانك صغيرا و نوّهت باسمي كبيرا فيا من ربّاني في الدّنيا بإحسانه و تفضّله و نعمه و أشار لي في الآخرة إلى عفوه و كرمه. معرفتي يا مولاي دلّتني عليك و حبّي لك شفيعي إليك، و أنا واثق من دليلي بدلالتك و ساكن من شفيعي إلى شفاعتك أدعوك يا سيّدي بلسان قد أخرسه ذنبه، ربّ أناجيك بقلب قد أوبقه جرمه أدعوك يا ربّ راهبا راغبا راجيا خائفا إذا رأيت مولاي ذنوبي فزعت و إذا رأيت كرمك طمعت فإن عفوت فخير راحم و إن عذّبت فغير ظالم، حجّتي يا اللّه في جرأتي على مسألتك مع إتياني ما تكره جودك و كرمك و عدّتي في شدّتي مع قلّة حيائي رأفتك و رحمتك و قد رجوت أن لا تخيّب بين ذين و ذين منيتي فحقّق رجائي

ص: 289

و اسمع دعائي، يا خير من دعاه داع و أفضل من رجاه راج عظم يا سيّدي أملي و ساء عملي فأعطني من عفوك بمقدار أملي و لا تؤاخذني بأسواء عملي، فإنّ كرمك يجلّ عن مجازاة المذنبين و حلمك يكبر عن مكافاة المقصّرين و أنا يا سيّدي عائذ بفضلك هارب منك إليك مستنجز ما وعدت من الصّفح عمّن أحسن بك ظنّا، و ما أنا يا ربّ و ما خطري هبني لفضلك و تصدّق عليّ بعفوك أي ربّ جلّلني بسترك و اعف عن توبيخي بكرم وجهك فلو اطّلع اليوم على ذنبي غيرك ما فعلته، و لو خفت تعجيل العقوبة لاجتنبته لا لأنّك أهون النّاظرين إليّ و أخفّ المطّلعين عليّ بل لأنّك يا ربّ خير السّاترين و أحكم الحاكمين و أكرم الأكرمين ستّار العيوب غفّار الذّنوب علاّم الغيوب، تستر الذّنب بكرمك و تؤخّر العقوبة بحلمك فلك الحمد على حلمك بعد علمك و على عفوك بعد قدرتك و يحملني و يجرّئني على معصيتك حلمك عنّي و يدعوني إلى قلّة الحياء سترك عليّ، و يسرعني إلى التّوثّب على محارمك معرفتي بسعة رحمتك و عظيم عفوك يا حليم يا كريم يا حيّ يا قيّوم يا غافر الذّنب يا قابل التّوب يا عظيم المنّ يا قديم الإحسان، أين سترك الجميل أين عفوك يا جليل أين فرجك القريب أين غياثك السّريع أين رحمتك الواسعة أين عطاياك الفاضلة، أين مواهبك الهنيّة أين صنائعك السّنيّة أين فضلك العظيم أين منّك الجسيم، أين إحسانك القديم أين كرمك يا كريم به و بمحمّد و آله فاستنقذني و برحمتك فخلّصني يا محسن يا مجمل يا منعم يا مفضل لست أتّكل في النّجاة من عقابك على أعمالنا بل بفضلك علينا لأنّك أهل التّقوى و أهل المغفرة تبدي بالإحسان نعما و تعفو عن الذّنب كرما، فما ندري ما نشكر أجميل ما تنشر أم قبيح ما تستر أم عظيم ما أبليت و أوليت أم كثير ما منه نجّيت و عافيت يا حبيب من تحبّب إليك و يا قرّة عين من لاذ بك و انقطع إليك، أنت المحسن و نحن المسيئون فتجاوز يا ربّ عن قبيح ما عندنا بجميل ما عندك، و أيّ جهل يا ربّ لا يسعه جودك و أيّ زمان أطول من أناتك و ما قدر أعمالنا في نعمك و كيف نستكثر أعمالا نقابل بها كرمك، بل كيف يضيق على

ص: 290

المذنبين ما وسعهم من رحمتك يا واسع المغفرة يا باسط اليدين بالرّحمة، فوعزّتك يا سيّدي لو انتهرتني ما برحت من بابك و لا كففت عن تملّقك لما انتهى إليّ من المعرفة بجودك و كرمك و أنت الفاعل لما تشاء تعذّب من تشاء بما تشاء كيف تشاء و ترحم من تشاء بما تشاء كيف تشاء، لا تسأل عن فعلك و لا تنازع في ملكك و لا تشارك في أمرك و لا تضادّ في حكمك و لا يعترض عليك أحد في تدبيرك، لك الخلق و الأمر تبارك اللّه ربّ العالمين، يا ربّ هذا مقام من لاذ بك و استجار بكرمك و ألف إحسانك و نعمك و أنت الجواد الّذي لا يضيق عفوك و لا ينقص فضلك و لا تقلّ رحمتك، و قد توثّقنا منك بالصّفح القديم و الفضل العظيم و الرّحمة الواسعة أفتراك يا ربّ تخلف ظنوننا أو تخيّب آمالنا، كلاّ يا كريم فليس هذا ظنّنا بك و لا هذا فيك طمعنا يا ربّ إنّ لنا فيك أملا طويلا كثيرا، إنّ لنا فيك رجاء عظيما عصيناك و نحن نرجو أن تستجيب لنا فحقّق رجاءنا مولانا فقد علمنا ما نستوجب بأعمالنا و لكن علمك فينا و علمنا بأنّك لا تصرفنا عنك، و إن كنّا غير مستوجبين لرحمتك و أنت أهل أن تجود علينا و على المذنبين بفضل سعتك فامنن علينا بما أنت أهله وجد علينا فإنّا محتاجون إلى نيلك يا غفّار، بنورك اهتدينا و بفضلك استغنينا و بنعمتك أصبحنا و أمسينا ذنوبنا بين يديك نستغفرك اللّهمّ منها و نتوب إليك تتحبّب إلينا بالنّعم و نعارضك بالذّنوب، خيرك إلينا نازل و شرّنا إليك صاعد و لم يزل و لا يزال ملك كريم يأتيك عنّا بعمل قبيح فلا يمنعك ذلك من أن تحوطنا بنعمك و تتفضّل علينا بآلائك، فسبحانك ما أحلمك و أعظمك و أكرمك مبدئا و معيدا تقدّست أسماؤك و جلّ ثناؤك و كرم صنائعك و فعالك، أنت إلهي أوسع فضلا و أعظم حلما من أن تقايسني بفعلي و خطيئتي فالعفو العفو العفو سيّدي سيّدي سيّدي، أللّهمّ اشغلنا بذكرك و أعذنا من سخطك و أجرنا من عذابك و ارزقنا من مواهبك و أنعم علينا من فضلك، و ارزقنا حجّ بيتك و زيارة قبر نبيّك صلواتك و رحمتك و مغفرتك و رضوانك عليه و على أهل بيته إنّك قريب مجيب، و ارزقنا عملا بطاعتك

ص: 291

و توفّنا على ملّتك و سنّة نبيّك صلواتك عليه و آله، أللّهمّ اغفر لي و لوالديّ و ارحمهما كما ربّياني صغيرا إجزهما بالإحسان إحسانا و بالسّيّئات غفرانا، أللّهمّ اغفر للمؤمنين و المؤمنات الأحياء منهم و الأموات و تابع بيننا و بينهم بالخيرات، أللّهمّ اغفر لحيّنا و ميّتنا شاهدنا و غائبنا ذكرنا و أنثانا صغيرنا و كبيرنا حرّنا و مملوكنا كذب العادلون باللّه و ضلّوا ضلالا بعيدا و خسروا خسرانا مبينا، أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد و اكفني ما أهمّني من أمر دنياي و آخرتي و لا تسلّط عليّ من لا يرحمني و اجعل عليّ منك واقية باقية، و لا تسلبني صالح ما أنعمت به عليّ و ارزقني من فضلك رزقا واسعا حلالا طيّبا، أللّهمّ احرسني بحراستك و احفظني بحفظك و اكلأني بكلائتك و ارزقني حجّ بيتك الحرام في عامنا هذا و في كلّ عام، و زيارة قبر نبيّك و الأئمّة عليهم السّلام و لا تخلني يا ربّ من تلك المشاهد الشّريفة و المواقف الكريمة، أللّهمّ تب عليّ حتّى لا أعصيك و ألهمني الخير و العمل به و خشيتك باللّيل و النّهار ما أبقيتني يا ربّ العالمين، أللّهمّ إنّي كلّما قلت قد تهيّأت و تعبّأت و قمت للصّلاة بين يديك و ناجيتك ألقيت عليّ نعاسا إذا أنا صلّيت و سلبتني مناجاتك إذا أنا ناجيت، ما لي كلّما قلت قد صلحت سريرتي و قرب من مجالس التّوّابين مجلسي عرضت لي بليّة أزالت قدمي و حالت بيني و بين خدمتك، سيّدي لعلّك عن بابك طردتني و عن خدمتك نحّيتني، أو لعلّك رأيتني مستخفّا بحقّك فأقصيتني، أو لعلّك رأيتني معرضا عنك فقليتني، أو لعلّك وجدتني في مقام الكاذبين فرفضتني، أو لعلّك رأيتني غير شاكر لنعمائك فحرمتني، أو لعلّك فقدتني من مجالس العلماء فخذلتني، أو لعلّك رأيتني في الغافلين فمن رحمتك آيستني، أو لعلّك رأيتني آلف مجالس البطّالين فبيني و بينهم خلّيتني، أو لعلّك لم تحبّ أن تسمع دعائي فباعدتني، أو لعلّك بجرمي و جريرتي كافيتني، أو لعلّك بقلّة حيائي منك جازيتني فإن عفوت يا ربّ فطال ما عفوت عن المذنبين قبلي، لأنّ كرمك أي ربّ يجلّ عن مكافاة المقصّرين و أنا عائذ بفضلك هارب منك إليك مستنجز ما وعدت من الصّفح عمّن

ص: 292

أحسن بك ظنّا، إلهي أنت أوسع فضلا و أعظم حلما من أن تقايسني بعملي أو تستزلّني بخطيئتي، و ما أنا يا سيّدي و ما خطري هبني لفضلك سيّدي و تصدّق عليّ بعفوك و جلّلني بسترك و اعف عن توبيخي بكرم وجهك، سيّدي أنا الصّغير الّذي ربّيته و أنا الجاهل الّذي علّمته و أنا الضّالّ الّذي هديته و الوضيع الّذي رفعته و أنا الخائف الّذي آمنته و الجائع الّذي أشبعته و العطشان الّذي أرويته و العاري الّذي كسوته و الفقير الّذي أغنيته و الضّعيف الّذي قوّيته و الذّليل الّذي أعززته و السّقيم الّذي شفيته و السّائل الّذي أعطيته و المذنب الّذي سترته، و الخاطىء الّذي أقلته و أنا القليل الّذي كثّرته و المستضعف الّذي نصرته، و أنا الطّريد الّذي آويته أنا يا ربّ الّذي لم أستحيك في الخلاء و لم أراقبك في الملإ، أنا صاحب الدّواهي العظمى أنا الّذي على سيّده اجترء أنا الّذي عصيت جبّار السّماء أنا الّذي أعطيت على معاصي الجليل الرّشا، أنا الّذي حين بشّرت بها خرجت إليها أسعى أنا الّذي أمهلتني فما ارعويت و سترت عليّ فما استحييت و عملت بالمعاصي فتعدّيت و أسقطتني من عينك فما باليت فبحلمك أمهلتني و بسترك سترتني، حتّى كأنّك أغفلتني و من عقوبات المعاصي جنّبتني حتّى كأنّك استحييتني، إلهي لم أعصك حين عصيتك و أنا بربوبيّتك جاحد و لا بأمرك مستخفّ و لا لعقوبتك متعرّض و لا لوعيدك متهاون، و لكن خطيئة عرضت و سوّلت لي نفسي و غلبني هواي و أعانني عليها شقوتي و غرّني سترك المرخى عليّ فقد عصيتك و خالفتك بجهدي، فالآن من عذابك من يستنقذني و من أيدي الخصماء غدا من يخلّصني و بجبل من أتّصل إن أنت قطعت حبلك عنّي فواسوأتاه على ما أحصى كتابك من عملي، الّذي لو لا ما أرجو من كرمك وسعة رحمتك و نهيك إيّاي عن القنوط لقنطت عندما أتذكّرها، يا خير من دعاه داع و أفضل من رجاه راج، أللّهمّ بذمّة الإسلام أتوسّل إليك و بحرمة القرآن أعتمد عليك و بحبّي للنّبيّ الأمّيّ القرشيّ الهاشميّ العربيّ التّهاميّ المدنيّ أرجو الزّلفة لديك، فلا توحش استئناس إيماني و لا تجعل ثوابي ثواب من عبد سواك، فإنّ قوما آمنوا

ص: 293

بألسنتهم ليحقنوا به دماءهم فأدركوا ما أمّلوا و إنّا آمنّا بك بألسنتنا و قلوبنا لتعفو عنّا فأدركنا ما أمّلنا و ثبّت رجاءك في صدورنا و لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنّك أنت الوهّاب، فوعزّتك لو انتهرتني ما برحت عن بابك و لا كففت عن تملّقك لما ألهم قلبي من المعرفة بكرمك وسعة رحمتك، إلى من يذهب العبد إلاّ إلى مولاه و إلى من يلتجىء المخلوق إلاّ إلى خالقه، إلهي لو قرنتني بالأصفاد و منعتني سيبك من بين الأشهاد و دلّلت على فضائحي عيون العباد و أمرت بي إلى النّار، و حلت بيني و بين الأبرار ما قطعت رجائي منك و ما صرفت تأميلي للعفو عنك و لا خرج حبّك من قلبي، أنا لا أنسى أياديك عندي و سترك عليّ في دار الدّنيا، سيّدي أخرج حبّ الدّنيا من قلبي و اجمع بيني و بين المصطفى خيرتك من خلقك و خاتم النّبيّين محمّد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، و انقلني إلى درجة التّوبة إليك و أعنّي بالبكاء على نفسي فقد أفنيت بالتّسويف و الآمال عمري و قد نزلت منزلة الآيسين من خيري فمن يكون أسوء حالا منّي إن أنا نقلت على مثل حالي إلى قبري لم أمهّده لرقدتي و لم أفرشه بالعمل الصّالح لضجعتي، و ما لي لا أبكي و لا أدري إلى ما يكون مصيري و أرى نفسي تخادعني و أيّامي تخاتلني و قد خفقت عند رأسي أجنحة الموت فما لي لا أبكي، أبكي لخروج نفسي أبكي لظلمة قبري أبكي لضيق لحدي أبكي لسؤال منكر و نكير إيّاي أبكي لخروجي من قبري عريانا ذليلا حاملا ثقلي على ظهري، أنظر مرّة عن يميني و أخرى عن شمالي إذ الخلائق في شأن غير شأني لكلّ امرىء منهم يومئذ شأن يغنيه، وجوه يومئذ مسفرة ضاحكة مستبشرة، و وجوه يومئذ عليها غبرة ترهقها قترة و ذلّة، سيّدي عليك معوّلي و معتمدي و رجائي و توكّلي و برحمتك تعلّقي، تصيب برحمتك من تشاء و تهدي بكرامتك من تحبّ فلك الحمد على ما نقّيت من الشّرك قلبي، و لك الحمد على بسط لساني أفبلساني هذا الكالّ أشكرك أم بغاية جهدي في عملي أرضيك، و ما قدر لساني يا ربّ في جنب شكرك و ما قدر عملي في جنب نعمك و إحسانك، إلاّ أنّ جودك بسط أملي

ص: 294

و شكرك قبل عملي، سيّدي إليك رغبتي و إليك رهبتي و إليك تأميلي قد ساقني إليك أملي و عليك يا واحدي عكفت همّتي و فيما عندك انبسطت رغبتي و لك خالص رجائي و خوفي، و بك أنست محبّتي و إليك ألقيت بيدي و بحبل طاعتك مددت رهبتي، مولاي بذكرك عاش قلبي و بمناجاتك برّدت ألم الخوف عنّي فيا مولاي و يا مؤمّلي و يا منتهى سؤلي فرّق بيني و بين ذنبي المانع لي من لزوم طاعتك فإنّما أسألك لقديم الرّجاء فيك و عظيم الطّمع منك الّذي أوجبته على نفسك من الرّأفة و الرّحمة فالأمر لك وحدك لا شريك لك و الخلق كلّهم عيالك و في قبضتك و كلّ شيء خاضع لك تباركت يا ربّ العالمين، إلهي ارحمني إذا انقطعت حجّتي و كلّ عن جوابك لساني و طاش عند سؤالك إيّاي لبّي، فيا عظيم رجائي لا تخيّبني إذا اشتدّت فاقتي و لا تردّني و لا تمنعني لقلّة صبري أعطني لفقري و ارحمني لضعفي، سيّدي عليك معتمدي و معوّلي و رجائي و توكّلي و برحمتك تعلّقي و بفنائك أحطّ رحلي و بجودك أقصد طلبتي و بكرمك أي ربّ أستفتح دعائي و لديك أرجو فاقتي و بغناك أجبر عيلتي و تحت ظلّ عفوك قيامي، و إلى جودك و كرمك أرفع بصري و إلى معروفك أديم نظري فلا تحرقني بالنّار و أنت موضع أملي و لا تسكنّي الهاوية فإنّك قرّة عيني، يا سيّدي لا تكذّب ظنّي بإحسانك و معروفك فإنّك ثقتي و لا تحرمني ثوابك فإنّك العارف بفقري، إلهي إن كان قد دنا أجلي و لم يقرّبني منك عملي فقد جعلت الإعتراف إليك بذنبي وسائل عملي، إلهي إن عفوت فمن أولى منك بالعفو و إن عذّبت فمن أعدل منك في الحكم، أللّهمّ ارحم في هذه الدّنيا غربتي و عند الموت كربتي و في القبر وحدتي و في اللّحد وحشتي، و إذا نشرت للحساب بين يديك ذلّ موقفي فاغفر لي ما خفي على الآدميّين من عملي و أدم لي ما به سترتني، و ارحمني صريعا على الفراش تقلّبني أيدي أحبّتي و تفضّل عليّ ممدودا على المغتسل يغسّلني صالح جيرتي و تحنّن عليّ محمولا قد تناول الأقرباء أطراف جنازتي وجد عليّ منقولا قد نزلت بك وحيدا في حفرتي، و ارحم في ذلك البيت الجديد غربتي حتّى

ص: 295

لا أستأنس بغيرك يا سيّدي فإنّك إن وكلتني إلى نفسي هلكت، سيّدي فبمن أستغيث إن لم تقلني عثرتي و إلى من أفزع إن فقدت عنايتك في ضجعتي و إلى من ألتجىء إن لم تنفّس كربتي، سيّدي من لي و من يرحمني إن لم ترحمني و فضل من أؤمّل إن عدمت فضلك يوم فاقتي و إلى من الفرار من الذّنوب إذا انقضى أجلي، سيّدي لا تعذّبني و أنا أرجوك أللّهمّ حقّق رجائي و آمن خوفي فإنّ كثرة ذنوبي لا أرجو فيها إلاّ عفوك، سيّدي أنا أسألك ما لا أستحقّ و أنت أهل التّقوى و أهل المغفرة فاغفر لي و ألبسني من نظرك ثوبا يغطّي عليّ التّبعات و تغفرها لي و لا أطالب بها إنّك ذو منّ قديم و صفح عظيم و تجاوز كريم، إلهي أنت الّذي تفيض سيبك على من لا يسألك و على الجاحدين بربوبيّتك فكيف سيّدي بمن سألك و أيقن أنّ الخلق لك و الأمر إليك تباركت و تعاليت يا ربّ العالمين، سيّدي عبدك ببابك أقامته الخصاصة بين يديك يقرع باب إحسانك بدعائه فلا تعرض بوجهك الكريم عنّي و اقبل منّي ما أقول، فقد دعوتك بهذا الدّعاء و أنا أرجو ألاّ تردّني معرفة منّي برأفتك و رحمتك، إلهي أنت الّذي لا يحفيك سائل و لا ينقصك نائل أنت كما تقول و فوق ما نقول، أللّهمّ إنّي أسألك صبرا جميلا و فرجا قريبا و قولا صادقا و أجرا عظيما أسألك يا ربّ من الخير كلّه ما علمت منه و ما لم أعلم أسألك اللّهمّ من خير ما سألك منه عبادك الصّالحون، يا خير من سئل و أجود من أعطى أعطني سؤلي في نفسي و أهلي و والديّ و ولدي و أهل حزانتي و إخواني فيك، و أرغد عيشي و أظهر مروّتي و أصلح جميع أحوالي و اجعلني ممّن أطلت عمره و حسّنت عمله و أتممت عليه نعمتك و رضيت عنه و أحييته حياة طيّبة في أدوم السّرور و أسبغ الكرامة و أتمّ العيش إنّك تفعل ما تشاء و لا يفعل ما يشاء غيرك، أللّهمّ خصّني منك بخاصّة ذكرك و لا تجعل شيئا ممّا أتقرّب به إليك في آناء اللّيل و النّهار(1) رياء و لا سمعة و لا أشرا و لا بطرا،

ص: 296


1- في المصباح: في آناء الليل و أطراف النهار.

و اجعلني لك من الخاشعين، أللّهمّ أعطني السّعة في الرّزق و الأمن في الوطن و قرّة العين في الأهل و المال و الولد، و المقام في نعمك عندي و الصّحّة في الجسم و القوّة في البدن و السّلامة في الدّين، و استعملني بطاعتك و طاعة رسولك محمّد صلّى اللّه عليه و آله أبدا ما استعمرتني و اجعلني من أوفر عبادك عندك نصيبا في كلّ خير أنزلته و تنزله في شهر رمضان في ليلة القدر، و ما أنت منزله في كلّ سنة من رحمة تنشرها و عافية تلبسها و بليّة تدفعها و حسنات تتقبّلها و سيّئات تتجاوز عنها، و ارزقني حجّ بيتك الحرام في عامنا هذا و في كلّ عام و ارزقني رزقا واسعا من فضلك الواسع و اصرف عنّي يا سيّدي الأسواء و اقض عنّي الدّين و الظّلامات حتّى لا أتأذّى بشيء منه و خذ عنّي بأسماع و أبصار أعدائي و حسّادي و الباغين عليّ، و انصرني عليهم و أقرّ عيني و فرّج قلبي و اجعل لي من همّي و كربي فرجا و مخرجا و اجعل من أرادني بسوء من جميع خلقك تحت قدمي، و اكفني شرّ الشّيطان و شرّ السّلطان و سيّئات عملي و طهّرني من الذّنوب كلّها و أجرني من النّار بعفوك و أدخلني الجنّة برحمتك و زوّجني من الحور العين بفضلك، و ألحقني بأوليائك الصّالحين محمّد و آله الأبرار الطّيّبين الطّاهرين الأخيار صلواتك عليهم، و على أرواحهم و أجسادهم و رحمة اللّه و بركاته، إلهي و سيّدي و عزّتك و جلالك لئن طالبتني بذنوبي لأطالبنّك بعفوك، و لئن طالبتني بلؤمي لأطالبنّك بكرمك، و لئن أدخلتني النّار لأخبرنّ أهل النّار بحبّي لك، إلهي و سيّدي إن كنت لا تغفر إلاّ لأوليائك و أهل طاعتك فإلى من يفزع المذنبون و إن كنت لا تكرّم إلاّ أهل الوفاء بك فبمن يستغيث المسيئون، إلهي إن أدخلتني النّار ففي ذلك سرور عدوّك و إن أدخلتني الجنّة ففي ذلك سرور نبيّك و أنا و اللّه أعلم أنّ سرور نبيّك أحبّ إليك من سرور عدوّك، أللّهمّ إنّي أسألك أن تملأ قلبي حبّا لك و خشية منك و تصديقا و إيمانا بك و فرقا منك و شوقا إليك يا ذا الجلال و الإكرام، و حبّب إليّ لقاءك و احبب لقائي و اجعل لي في لقائك الرّاحة و الفرج و الكرامة،

ص: 297

أللّهمّ ألحقني بصالح من مضى و اجعلني من صالح من بقي و خذ بي سبيل الصّالحين و أعنّي على نفسي بما تعين به الصّالحين على أنفسهم، و لا تردّني في سوء استنقذتني منه و اختم عملي بأحسنه و اجعل ثوابي منه الجنّة برحمتك، و أعنّي على صالح ما أعطيتني و ثبّتني يا ربّ و لا تردّني في سوء استنقذتني منه يا ربّ العالمين، أللّهمّ إنّي أسألك إيمانا لا أجل له دون لقائك أحيني إذا أحييتني عليه و توفّني إذا توفّيتني عليه و ابعثني إذا بعثتني عليه، و أبرىء قلبي من الرّياء و الشّكّ و السّمعة في دينك حتّى يكون عملي خالصا لك، أللّهمّ أعطني بصيرة في دينك و فهما في حكمك و فقها في علمك و كفلين من رحمتك، و ورعا يحجزني عن معاصيك و بيّض وجهي بنورك و اجعل رغبتي فيما عندك و توفّني في سبيلك و على ملّة رسولك، أللّهمّ إنّي أعوذ بك من الفشل و الهمّ و الجبن و البخل و الغفلة و القسوة و المسكنة و الفاقة و كلّ بليّة و الفواحش ما ظهر منها و ما بطن، و أعوذ بك من بطن لا يشبع و قلب لا يخشع و دعاء لا يسمع(1) و عمل لا ينفع، و أعوذ بك يا ربّ على نفسي و ديني و مالي و على جميع ما رزقتني من الشّيطان الرّجيم إنّك أنت السّميع العليم، أللّهمّ إنّه لا يجيرني منك أحد و لا أجد من دونك ملتحدا فلا تجعل نفسي في شيء من عذابك و لا تردّني بهلكة و لا تردّني بعذاب أليم، أللّهمّ تقبّل منّي و أعل ذكري و ارفع درجتي و حطّ وزري و لا تذكّرني بخطيئتي و اجعل ثواب مجلسي و ثواب منطقي و ثواب دعائي رضاك و الجنّة، و أعطني يا ربّ جميع ما سألتك وزدني من فضلك إنّي إليك راغب يا ربّ العالمين، أللّهمّ إنّك أنزلت في كتابك أن نعفو عمّن ظلمنا و قد ظلمنا أنفسنا فاعف عنّا فإنّك أولى بذلك منّا و أمرتنا أن لا نردّ سائلا عن أبوابنا و قد جئتك سائلا فلا تردّني إلاّ بقضاء حاجتي، و أمرتنا بالإحسان إلى ما

ص: 298


1- قوله دعاء لا يسمع: أي لا يجاب و منه قول المصلي: سمع اللّه لمن حمده، أي تقبّل منه حمده و أجاب حمده، و في الدعاء: اللهم اسمع دعائي أي أجبه لأن غرض السائل الإجابة لا السماع فقط.

ملكت أيماننا و نحن أرقّاؤك فأعتق رقابنا من النّار، يا مفزعي عند كربتي و يا غوثي عند شدّتي إليك فزعت و بك استغثت و بك لذت لا ألوذ بسواك و لا أطلب الفرج إلاّ منك فأغثني و فرّج عنّي يا من يفكّ الأسير و يعفو عن الكثير اقبل منّي اليسير و اعف عنّي الكثير إنّك أنت الرّحيم الغفور، أللّهمّ إنّي أسألك إيمانا تباشر به قلبي و يقينا صادقا حتّى أعلم أنّه لن يصيبني إلاّ ما كتبت لي و رضّني من العيش بما قسمت لي يا أرحم الرّاحمين(1).

في دعاء يا عدتي

ثم ادع بهذا الدّعاء: يا عدّتي في كربتي و يا صاحبي في شدّتي و يا وليّي في نعمتي و يا غياثي في رغبتي، أنت السّائر عورتي و المؤمن روعتي و المقيل عثرتي فاغفر لي خطيئتي، أللّهمّ إنّي أسألك خشوع الإيمان قبل خشوع الذّلّ في النّار، يا واحد يا أحد يا صمد يا من لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفوا أحد يا من يعطي من سأله تحنّنا منه و رحمة و يبتدىء بالخير من لم يسأله تفضّلا منه و كرما بكرمك الدّائم صلّ على محمّد و أهل بيته وهب لي رحمة واسعة جامعة أبلغ بها خير الدّنيا و الآخرة، أللّهمّ إنّي أستغفرك لما تبت إليك منه ثمّ عدت فيه و أستغفرك لكلّ خير أردت به وجهك فخالطني فيه ما ليس لك، أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد و اعف عن ظلمي و جرمي بحلمك وجودك يا كريم، يا من لا يخيّب سائله و لا ينفد نائله يا من علا فلا شيء فوقه و دنا فلا شيء دونه صلّ على محمّد و آل محمّد، و ارحمني يا فالق البحر لموسى اللّيلة اللّيلة اللّيلة السّاعة السّاعة السّاعة، أللّهمّ طهّر قلبي من النّفاق و عملي من الرّياء و لساني من الكذب و عيني من الخيانة فإنّك تعلم خائنة الأعين(2) و ما تخفي الصّدور، يا ربّ هذا مقام العائذ بك من النّار هذا مقام

ص: 299


1- روي أن آدم عليه السلام ركع إلى جانب الركن اليماني ركعتين، ثم قال: أللهم إني أسألك إيمانا تباشر به قلبي. إلى آخر ما في الأصل، فأوحى اللّه تعالى إليه يا آدم من حفظ من ذريتك هذا الدعاء أعطيته ما يحب و جنبته ما يكره و نزعت حب الدنيا عن قلبه و ملأت جوفه حكمة.
2- قال الطبرسي في المجمع: إن النظرة الأولى لك و الثانية عليك فعلى هذا تكون الثانية محرمة و هي المراد بخائنة الأعين.

المستجير بك من النّار هذا مقام المستغيث بك من النّار هذا مقام الهارب إليك من النّار، هذا مقام من يبوء بخطيئته و يعترف بذنبه و يتوب إلى ربّه، هذا مقام البائس الفقير هذا مقام الخائف المستجير هذا مقام المحزون المكروب، هذا مقام المغموم المهموم هذا مقام الغريب الغريق، هذا مقام المستوحش الفرق هذا مقام من لا يجد لذنبه غافرا غيرك و لا لهمّه مفرّجا سواك، يا اللّه يا كريم لا تحرق وجهي بالنّار بعد سجودي لك و تعفيري بغير منّ منّي عليك بل لك الحمد و المنّ و التّفضّل عليّ ارحم أي ربّ أي ربّ حتّى ينقطع النفس ضعفي و قلّة حيلتي و رقّة جلدي و تبدّد أوصالي و تناثر لحمي و جسمي و وحدتي و وحشتي في قبري و جزعي من صغير البلاء، أسألك يا ربّ قرّة العين و الإغتباط يوم الحسرة و النّدامة بيّض وجهي يا ربّ يوم تسودّ فيه الوجوه آمنّي من الفزع الأكبر أسألك البشرى يوم تقلّب فيه القلوب و الأبصار و البشرى عند فراق الدّنيا، الحمد للّه الّذي أرجوه عونا في حياتي و أعدّه ذخرا ليوم فاقتي، الحمد للّه الّذي أدعوه و لا أدعو غيره و لو دعوت غيره لخيّب دعائي، و الحمد للّه الّذي أرجوه و لا أرجو غيره و لو رجوت غيره لأخلف رجائي، الحمد للّه المنعم المحسن المجمل المفضل ذي الجلال و الإكرام وليّ كلّ نعمة و صاحب كلّ حسنة و منتهى كلّ رغبة و قاضي كلّ حاجة، أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد و ارزقني اليقين و حسن الظّنّ بك و أثبت رجاءك في قلبي و اقطع رجائي عمّن سواك حتّى لا أرجو غيرك و لا أثق إلاّ بك، يا لطيفا لما يشاء الطف لي في جميع أحوالي بما تحبّ و ترضى، يا ربّ إنّي ضعيف على النّار فلا تعذّبني بالنّار يا ربّ ارحم دعائي و تضرّعي و خوفي و ذلّي و مسكنتي و تعويذي و تلويذي، يا ربّ إنّي ضعيف عن طلب الدّنيا و أنت واسع كريم أسألك يا ربّ بقوّتك على ذلك و قدرتك عليه و غناك عنه و حاجتي إليه أن ترزقني في عامي هذا و شهري هذا و يومي هذا و ساعتي هذه رزقا

ص: 300

تغنيني به عن تكلّف ما في أيدي النّاس من رزقك الحلال الطّيّب، أي ربّ منك أطلب و إليك أرغب و إيّاك أرجو و أنت أهل ذلك لا أرجو غيرك و لا أثق إلاّ بك يا أرحم الرّاحمين، أي ربّ ظلمت نفسي فاغفر لي و ارحمني و عافني يا سامع كلّ صوت و يا جامع كلّ فوت و يا بارىء النّفوس بعد الموت يا من لا تغشاه الظّلمات و لا تشتبه عليه الأصوات و لا يشغله شيء عن شيء أعط محمّدا صلّى اللّه عليه و آله أفضل ما سألك و أفضل ما سئلت له و أفضل ما أنت مسؤول له إلى يوم القيامة، وهب لي العافية حتّى تهنئّني المعيشة و اختم لي بخير حتّى لا تضرّني الذّنوب، أللّهمّ رضّني بما قسمت لي حتّى لا أسأل أحدا شيئا، أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد و افتح لي خزائن رحمتك و ارحمني رحمة لا تعذّبني بعدها أبدا في الدّنيا و الآخرة و ارزقني من رزقك الواسع رزقا حلالا طيّبا لا تفقرني إلى أحد بعده سواك تزيدني بذلك شكرا و إليك فاقة و فقرا و بك عمّن سواك غنا و تعفّفا، يا محسن يا مجمل يا منعم يا مفضل يا مليك يا مقتدر صلّ على محمّد و آل محمّد و اكفني المهمّ كلّه و اقض لي بالحسنى و بارك لي في جميع أموري و اقض لي جميع حوائجي، أللّهمّ يسّر لي ما أخاف تعسيره فإنّ تيسير ما أخاف تعسيره عليك سهل يسير، و سهّل لي ما أخاف حزونته و نفّس عنّي ما أخاف ضيقه و كفّ عنّي ما أخاف غمّه و اصرف عنّي ما أخاف بليّته يا أرحم الرّاحمين، أللّهمّ املأ قلبي حبّا لك و خشية منك و تصديقا و إيمانا بك و فرقا منك و شوقا إليك يا ذا الجلال و الإكرام، أللّهمّ إنّ لك حقوقا فتصدّق بها عليّ و للنّاس قبلي تبعات فتحمّلها عنّي و قد أوجبت لكلّ ضيف قرى و أنا ضيفك فاجعل قراي اللّيلة الجنّة يا وهّاب الجنّة يا وهّاب المغفرة و لا حول و لا قوّة إلاّ بك.

في دعاء إدريس (ع)

ثم ادع بدعاء إدريس: 1 - سبحانك يا لا إله إلاّ أنت يا ربّ كلّ شيء و وارثه 2 - يا إله الآلهة الرّفيع في جلاله 3 - يا اللّه المحمود في كلّ فعاله 4 - يا

ص: 301

رحمن كلّ شيء و راحمه 5 - يا حيّا حين لا حيّ في ديمومة ملكه و بقائه 6 - يا قيّوم فلا يفوت شيئا علمه و لا يؤوده 7 - يا واحد الباقي أوّل كلّ شيء و آخره 8 - يا دائم بغير فناء و لا زوال لملكه 9 - يا صمد من غير شبيه و لا شيء كمثله 10 - يا بارّ و لا شيء كفوه و لا مداني لوصفه 11 - يا كبير أنت الّذي لا تهتدي القلوب لعظمته 12 - يا بارىء المنشىء بلا مثال خلا من غيره 13 - يا زاكي الطّاهر من كلّ آفة بقدسه 14 - يا كافي الموسع لما خلق من عطايا فضله 15 - يا نقيّ من كلّ جور لم يرضه و لم يخالطه فعاله 16 - يا حنّان الّذي وسعت كلّ شيء رحمته 17 - يا منّان يا ذا الإحسان قد عمّ الخلائق منّه 18 - يا ديّان العباد فكلّ يقوم خاضعا لرهبته 19 - يا خالق من في السّماوات و الأرضين و كلّ إليه معاده 20 - يا رحمن كلّ صريخ و مكروب و غياثه و معاذه 21 - يا بارّ فلا تصف الألسن كلّ جلال ملكه و عزّه 22 - يا مبدىء البدايا يا من لم يبغ في إنشائها أعوانا من خلقه 23 - يا علاّم الغيوب فلا يؤوده من شيء حفظه 24 - يا معيدا لما أفناه إذا برز الخلائق لدعوته من مخافته 25 - يا حليم ذا الأناة فلا شيء يعدله من خلقه 26 - يا محمود الفعال ذا المنّ على جميع خلقه بلطفه 27 - يا عزيز المنيع الغالب على أمره فلا شيء يعدله 28 - يا قاهر ذا البطش الشّديد أنت الّذي لا يطاق انتقامه 29 - يا متعالي القريب في علوّ ارتفاع دنوّه 30 - يا جبّار المذلّل كلّ شيء بقهر عزيز سلطانه 31 - يا نور كلّ شيء أنت الّذي فلق الظّلمات نوره 32 - يا قدّوس الطّاهر من كلّ سوء و لا شيء يعدله 33 - يا قريب المجيب المتداني دون كلّ شيء قربه 34 - يا عالي الشّامخ في السّماء فوق كلّ شيء علوّ ارتفاعه 35 - يا بديع البدائع و معيدها بعد فنائها بقدرته 36 - يا جليل المتكبّر على كلّ شيء و العدل أمره و الصّدق وعده 37 - يا مجيد فلا تبلغ الأوهام كلّ شأنه و مجده 38 - يا كريم العفو و العدل أنت الّذي ملأ كلّ شيء عدله 39 - يا عظيم ذا الثّناء الفاخر و العزّ و الكبرياء فلا يذلّ عزّه 40 - يا عجيب فلا تنطق الألسن بكلّ آلائه و ثنائه أسألك يا معتمدي عند كلّ كربة و غياثي عند كلّ شدّة بهذه

ص: 302

الأسماء أمانا من عقوبات الدّنيا و الآخرة، و أسألك أن تصرف عنّي بهنّ كلّ سوء و مخوف و محذور و تصرف عنّي أبصار الظّلمة المريدين بي السّوء الّذي نهيت عنه من شرّ ما يضمرون إلى خير ما لا يملكون و لا يملكه غيرك يا كريم، أللّهمّ لا تكلني إلى نفسي فأعجز عنها و لا إلى النّاس فيظفروا بي و لا تخيّبني و أنا أرجوك و لا تعذّبني و أنا أدعوك، أللّهمّ إنّي أدعوك كما أمرتني فأجبني كما وعدتني، أللّهمّ اجعل خير عمري ما ولي أجلي، أللّهمّ لا تغيّر جسدي و لا ترسل حظّي و لا تسوء صديقي و أعوذ بك من سقم مضرع و فقر مدقع و من الذّلّ و بئس الخلّ، أللّهمّ سلّ قلبي عن كلّ شيء لا أتزوّده إليك و لا أنتفع به يوم ألقاك من حلال أو حرام ثمّ أعطني قوّة عليه و عزّا و قناعة و مقتا له و رضاك فيه يا أرحم الرّاحمين، أللّهمّ لك الحمد على عطاياك الجزيلة و لك الحمد على مننك المتواترة الّتي بها دافعت عنّي مكاره الأمور و بها آتيتني مواهب السّرور مع تماديّ في الغفلة و ما بقي فيّ من القسوة، فلم يمنعك ذلك من فعلي أن عفوت عنّي و سترت ذلك عليّ و سوّغتني ما في يديّ من نعمك و تابعت عليّ من إحسانك و صفحت لي عن قبيح ما أفضيت به إليك و انتهكته من معاصيك، أللّهمّ إنّي أسألك بكلّ اسم هو لك يحقّ عليك فيه إجابة الدّعاء إذا دعيت به و أسألك بكلّ ذي حقّ عليك و بحقّك على جميع من هو دونك أن تصلّي على محمّد عبدك و رسولك و على آله، و من أرادني بسوء فخذ بسمعه و بصره و من بين يديه و من خلفه و عن يمينه و عن شماله و امنعه عنّي بحولك و قوّتك، يا من ليس معه ربّ يدعى و يا من ليس فوقه خالق يخشى و يا من ليس دونه إله يتّقى و يا من ليس له وزير يؤتى و يا من ليس له حاجب يرشى و يا من ليس له بوّاب ينادى و يا من لا يزداد على كثرة العطاء إلاّ كرما وجودا و لا على تتابع الذّنوب إلاّ مغفرة و عفوا صلّ على محمّد و آل محمّد و افعل بي ما أنت أهله إنّك أهل التّقوى و أهل المغفرة.

ص: 303

أدعية أيام شهر رمضان

و حيث ذكرنا ما تيسّر من أدعية ليالي شهر رمضان و أدعية سحره فلنذكر من أدعية أيّامه ما ذكره الشّيخ الطّوسي رحمه اللّه في متهجّده و ما ذكره صاحب الذّخيرة في ذخيرته و ما تيسّر من غيرهما، و بالجملة فأدعية هذا الشّهر الشّريف كثيرة جدّا و ذكرها يطول به الكتاب و اللّه الموفّق للصّواب.

فنقول: روى عليّ بن رئاب عن العبد الصّالح عليه السّلام قال: ادع بهذا الدّعاء في شهر رمضان مستقبل دخول السنة فإن من دعا به محتسبا مخلصا لم تصبه في تلك السنة فتنة و لا آفة يضرّ بها دينه و بدنه و وقاه اللّه شرّ ما يأتي به في تلك السنّة و هو هذا الدّعاء: أللّهمّ إنّي أسألك باسمك الّذي دان له كلّ شيء و برحمتك الّتي وسعت كلّ شيء و بعظمتك الّتي تواضع لها كلّ شيء و بقوّتك الّتي خضع لها كلّ شيء، و بعزّتك الّتي قهرت كلّ شيء و بجبروتك الّتي غلبت كلّ شيء و بعلمك الّذي أحاط بكلّ شيء، يا نور يا قدّوس يا أوّلا قبل كلّ شيء و يا باقيا بعد كلّ شيء يا اللّه يا رحمن صلّ على محمّد و آل محمّد، و اغفر لي الذّنوب الّتي تغيّر النّعم و اغفر لي الذّنوب الّتي تنزل النّقم و اغفر لي الذّنوب الّتي تقطع الرّجاء و اغفر لي الذّنوب الّتي تديل الأعداء، و اغفر لي الذّنوب الّتي تردّ الدّعاء و اغفر لي الذّنوب الّتي يستحقّ بها نزول البلاء و اغفر لي الذّنوب الّتي تحبس غيث السّماء و اغفر لي الذّنوب الّتي تكشف الغطاء، و اغفر لي الذّنوب الّتي تعجّل الفناء و اغفر لي الذّنوب الّتي تظلم الهواء و اغفر لي الذّنوب الّتي تورث النّدم، و اغفر لي الذّنوب الّتي تهتك العصم و اغفر لي الذّنوب الّتي ترفع القسم، و ألبسني درعك الحصينة الّتي لا ترام و عافني من شرّ ما أحاذر باللّيل و النّهار في مستقبل سنتي هذه، أللّهمّ ربّ السّماوات السّبع و الأرضين السّبع و ما فيهنّ و ما بينهنّ و ربّ العرش العظيم و ربّ السّبع المثاني و القرآن العظيم، و ربّ إسرافيل و ميكائيل و جبرئيل و ربّ محمّد صلّى اللّه عليه و آله سيّد المرسلين و خاتم النّبيّين، أسألك بك و بما سمّيت به، يا عظيم أنت الّذي تمنّ

ص: 304

بالعظيم و تدفع كلّ محذور و تعطي كلّ جزيل و تضاعف من الحسنات بالقليل و بالكثير و تفعل ما تشاء يا قدير يا اللّه يا رحمن صلّ على محمّد و أهل بيته، و ألبسني في مستقبل سنتي هذه سترك و نضّر وجهي بنورك و أحبّني بمحبّتك و بلّغني رضوانك و شريف كرامتك و جسيم عطيّتك من خير ما عندك و من خير ما أنت معطيه أحدا من خلقك، و ألبسني مع ذلك عافيتك يا موضع كلّ شكوى و شاهد كلّ نجوى و عالم كلّ خفيّة و يا دافع ما يشاء من بليّة يا كريم العفو يا حسن التّجاوز، توفّني على ملّة إبراهيم و فطرته و على دين محمّد صلّى اللّه عليه و آله و سنّته و على خير الوفاة فتوفّني مواليا لأوليائك معاديا لأعدائك، أللّهمّ و جنّبني في هذه السّنة كلّ عمل أو قول أو فعل يباعدني منك و أجلبني إلى كلّ عمل أو قول أو فعل يقرّبني منك في هذه السّنة يا أرحم الرّاحمين، و امنعني من كلّ عمل أو قول أو فعل يكون منّي أخاف ضرر عاقبته و أخاف مقتك إيّاي عليه حذار أن تصرف وجهك الكريم عنّي فأستوجب به نقصا من حظّ لي عندك يا رؤوف يا رحيم، أللّهمّ اجعلني في مستقبل سنتي هذه في حفظك و في جوارك و في كنفك و جلّلني ستر عافيتك وهب لي كرامتك عزّ جارك و جلّ ثناؤك و لا إله غيرك، أللّهمّ اجعلني تابعا لصالح من مضى من أوليائك و ألحقني بهم و اجعلني مسلما لمن قال بالصّدق عليك منهم، و أعوذ بك اللّهمّ أن تحيط بي خطيئتي و ظلمي و إسرافي على نفسي و اتّباعي لهواي و اشتغالي بشهواتي فيحول ذلك بيني و بين رحمتك و رضوانك، فأكون منسيّا عندك متعرّضا لسخطك و نقمتك، أللّهمّ وفّقني لكلّ عمل صالح ترضى به عنّي و قرّبني إليك زلفى، أللّهمّ كما كفيت نبيّك محمّدا صلّى اللّه عليه و آله هول عدوّه و فرّجت همّه و كشفت غمّه و صدقته وعدك و أنجزت له عهدك، أللّهمّ فبذلك فاكفني هول هذه السّنة و آفاتها و أسقامها و فتنتها و شرورها و أحزانها و ضيق المعاش فيها و بلّغني برحمتك كمال العافية بتمام دوام النّعمة عندي إلى منتهى أجلي، أسألك سؤال من أساء و ظلم و اعترف و أسألك أن تغفر لي ما مضى من الذّنوب الّتي حصرتها حفظتك و أحصتها

ص: 305

كرام ملائكتك عليّ، و أن تعصمني إلهي من الذّنوب فيما بقي من عمري إلى منتهى أجلي يا اللّه يا رحمن صلّ على محمّد و أهل بيت محمّد و آتني كلّ ما سألتك و رغبت إليك فيه فإنّك أمرتني بالدّعاء و تكفّلت لي بالإجابة يا أرحم الرّاحمين.

ثم ادع بدعاء عليّ بن الحسين عليهما السّلام إذا دخل شهر رمضان و هو من أدعية الصّحيفة(1).

و يستحبّ أن يدعو في أيّام شهر رمضان بهذه الأدعية لكلّ يوم دعاء على حدة من أوّله إلى آخره من كتاب الذّخيرة رواها ابن عبّاس عن النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.

اليوم الأوّل: أللّهمّ اجعل صيامي فيه صيام الصّائمين وهب لي جرمي فيه يا إله العالمين، و اعف عنّي يا عافيا عن المجرمين. من دعا به أعطي ألف ألف حسنة و رفع له ألف ألف درجة و محي عنه ألف ألف سيّئة.

اليوم الثاني: أللّهمّ قرّبني فيه إلى مرضاتك و جنّبني سخطك و نقماتك و وفّقني فيه لقراءة آياتك برحمتك يا أرحم الرّاحمين. من دعا به أعطي بكل خطوة له في جميع عمره عبادة سنة صائما نهارها قائما ليلها.

اليوم الثالث: أللّهمّ ارزقني الذّهن و التّنبيه و أبعدني من السّفاهة و التّمويه و اجعل لي نصيبا في كلّ خير أنزل فيه بجودك يا أجود الأجودين. من دعا به بنى اللّه تعالى له بيتا في جنّة الفردوس فيه سبعون ألف غرفة من نور ساطع في كل غرفة ألف سرير على كلّ سرير حورية، و يدخل عليه كل يوم ألف ملك بالهدايا من عند اللّه تعالى.

اليوم الرابع: أللّهمّ قوّني فيه على إقامة أمرك و أوزعني لأداء شكرك بكرمك و احفظني بحفظك و سترك يا أبصر النّاظرين. من دعا به أعطي في جنّة الخلد سبعين ألف سرير على كلّ سرير جارية من الحور العين.

اليوم الخامس: أللّهمّ اجعلني فيه من المستغفرين و اجعلني فيه من عبادك

ص: 306


1- الصحيفة السجادية ص 185 طبعة الأعلمي.

الصّالحين و اجعلني فيه من أوليائك المتّقين برأفتك يا أكرم الأكرمين. من دعا به أعطي في جنّة المأوى ألف ألف قصعة في كلّ قصعة ألف لون من الطّعام.

اليوم السادس: أللّهمّ لا تخذلني لتعرّض معاصيك و أعذني من سياط نقمتك و مهاويك و أجرني من موجبات سخطك بمنّك و أياديك يا منتهى رغبة الرّاغبين. من دعا به أعطاه اللّه تعالى أربعين ألف مدينة في كل مدينة ألف ألف بيت في كلّ بيت ألف سرير طول كلّ سرير ألف ذراع على كلّ سرير حوريّة لها ألف ذؤابة يحمل كلّ ذؤابة سبعون خادما.

اليوم السابع: أللّهمّ أعنّي على صيامه و قيامه و جنّبني فيه من هفواته و آثامه، و ارزقني ذكرك و شكرك بدوام هدايتك يا هادي المؤمنين. من دعا به أعطي في الجنّة ما يعطى الشّهداء و السّعداء و الأولياء.

اليوم الثامن: أللّهمّ ارزقني فيه رحمة الأيتام و إطعام الطّعام و إفشاء السّلام و ارزقني فيه صحبة الكرام و مجانبة اللّئام بطولك يا أمل الآملين. من دعا به رفع عمله بعمل ألف صدّيق.

اليوم التاسع: أللّهمّ اجعل لي فيه نصيبا من رحمتك الواسعة و اهدني فيه ببراهينك القاطعة و خذ بناصيتي إلى مرضاتك الجامعة بمحبّتك يا أمل المشتاقين.

من دعا به أعطي ثواب بني إسرائيل.

اليوم العاشر: أللّهمّ اجعلني من المتوكّلين عليك الفائزين لديك المقرّبين إليك بإحسانك يا غاية الطّالبين. من دعا به استغفر له كلّ شيء.

اليوم الحادي عشر: أللّهمّ حبّب إليّ فيه الإحسان و كرّه إليّ فيه الفسوق و العصيان و حرّم عليّ فيه السّخط و النّيران بقوّتك يا غوث المستغيثين. من دعا به كتب له حجة مقبولة مع النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و عمرة مع أهل بيته عليهم السّلام، و كلّ حجّة معه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم تعدل سبعين ألف حجّة مع غيره و كل عمرة معهم عليهم السّلام تعدل سبعين ألف عمرة مع غيرهم.

اليوم الثاني عشر: أللّهمّ ارزقني فيه السّتر و العفاف و ألبسني فيه لباس القنوع

ص: 307

و الكفاف و نجّني فيه ممّا أحذر و أخاف بعصمتك يا عصمة الخائفين. من دعا به بدّلت سيّئاته حسنات و غفر له ما تقدّم من ذنبه و ما تأخّر.

اليوم الثالث عشر: أللّهمّ طهّرني فيه من الدّنس و الأقذار و صبّرني على كائنات الأقدار و وفّقني للتّقى و صحبة الأبرار بعونك يا قرّة عين المساكين. من دعا به أعطي بكلّ حجر و مدر حسنة و درجة في الجنة.

اليوم الرابع عشر: أللّهمّ لا تؤاخذني فيه بالعثرات و أقلني فيه من الخطايا و الهفوات و لا تجعلني غرضا للبلايا و الآفات بعزّك يا عزّ المسلمين. من دعا به فكأنّما صام مع النّبيّين و الشّهداء و الصّالحين.

اليوم الخامس عشر: أللّهمّ ارزقني فيه طاعة العابدين و اشرح فيه صدري بإنابة المخبتين بأمانك يا أمان الخائفين. من دعا به قضى اللّه له ثمانين حاجة من حوائج الدّنيا و عشرين من حوائج الآخرة و رفع له في جنّة الفردوس ألف مدينة في جوار النبيّين من نور يتلألأ في كلّ مدينة ألف ألف غرفة في كلّ غرفة ألف ألف حجرة في كلّ حجرة ما تشتهي الأنفس و تلذّ الأعين.

اليوم السادس عشر: أللّهمّ اهدني فيه لعمل الأبرار و جنّبني فيه مرافقة الأشرار و أدخلني فيه برحمتك دار القرار بإلهيّتك يا إله العالمين. من دعا به أعطي يوم خروجه من قبره نور ساطع يمشي به و حلة يلبسها و ناقة يركبها و سقي من شراب الجنّة.

اليوم السابع عشر: أللّهمّ اهدني فيه لصالح الأعمال و اقض لي فيه الحوائج و الآمال يا من لا يحتاج إلى السّؤال يا عالما بما في صدور العالمين. من دعا به غفر له و لو كان من الخاسرين.

اليوم الثامن عشر: أللّهمّ نبّهني فيه لبركات أسحاره و نوّر قلبي بضياء أنواره و خذ بكلّ أعضائي إلى اتّباع آثاره يا منوّر قلوب العارفين. من دعا به أعطي ثواب ألف نبيّ.

اليوم التاسع عشر: أللّهمّ وفّر حظّي ببركاته و سهّل سبيلي إلى خيراته و لا

ص: 308

تحرمني قبول حسناته يا هاديا إلى الحقّ المبين. من دعا به استغفر له ملائكة السّماوات و الأرض و دعوا له.

اليوم العشرون: أللّهمّ افتح لي أبواب الجنان و أغلق عنّي أبواب النّيران و وفّقني فيه لتلاوة القرآن يا منزل السّكينة في قلوب المؤمنين. من دعا به بعث اللّه إليه ألف ألف ملك يحفظونه من كل جبّار و شيطان و سلطان و كتب له بكل من صام شهر رمضان ستّين سنة مقبولة و جعل اللّه بينه و بين النّار سبعين خندقا كل خندق كما بين السّماء و الأرض.

اليوم الحادي و العشرون: أللّهمّ اجعل لي فيه إلى مرضاتك دليلا و لا تجعل عليّ فيه للشّيطان سبيلا يا قاضي حوائج السّائلين. من دعا به نوّر اللّه تعالى قبره و بيّض وجهه و مر على الصّراط كالبرق الخاطف.

اليوم الثاني و العشرون: أللّهمّ افتح لي فيه أبواب فضلك و أنزل عليّ فيه بركاتك و وفّقني فيه لموجبات مرضاتك و أسكنّي فيه بحبوحة جنّاتك يا مجيب دعوة المضطرّين. من دعا به هوّن اللّه عليه مسئلة منكر و نكير و سكرات الموت و ثبّته بالقول الثّابت.

اليوم الثالث و العشرون: أللّهمّ اغسلني فيه من الذّنوب و طهّرني فيه من العيوب و امتحن فيه قلبي بتقوى القلوب يا مقيل عثرات المذنبين. من دعا به مرّ على الصّراط كالبرق الخاطف مع النّبيين و الشّهداء و الصّالحين.

اليوم الرابع و العشرون: أللّهمّ إنّي أسألك فيه ما يرضيك و أعوذ بك فيه ممّا يؤذيك بأن أطيعك و لا أعصيك يا عالما بما في صدور العالمين. من دعا به أعطي بعدد كل شعرة على رأسه و جسده ألف خادم و ألف غلام كالياقوت و المرجان.

اليوم الخامس و العشرون: أللّهمّ اجعلني محبّا لأوليائك و معاديا لأعدائك و متمسّكا بسنّة أنبيائك يا عظيما في قلوب النّبيّين. من دعا به بني له في الجنّة مائة قصر على رأس كلّ قصر خيمة خضراء.

اليوم السادس و العشرون: أللّهمّ اجعل سعيي فيه مشكورا و ذنبي فيه مغفورا

ص: 309

و عملي فيه مقبولا و عيبي فيه مستورا يا أسمع السّامعين. من دعا به نودي يوم القيامة لا تخف و لا تحزن فقد غفر لك.

اليوم السابع و العشرون: أللّهمّ وفّر حظّي فيه من النّوافل و أكرمني فيه بإحضار الأحرار من المسائل و قرّب وسيلتي إليك من بين الوسائل يا من لا يشغله إلحاح الملحّين. من دعا به فكأنّما أطعم كلّ جائع و أروى كلّ عطشان و أكسى كلّ مؤمن و مؤمنة كانوا في الدّنيا.

اليوم الثامن و العشرون: أللّهمّ غشّني فيه بالرّحمة و التّوفيق و العصمة و طهّر قلبي من عائبات التّهمة يا رؤوفا بعباده المؤمنين. من دعا به جعل اللّه تعالى له في الجنّة نصيبا وافرا لو قيس نصيبه بالدّنيا لكان مثلها أربعين مرّة.

اليوم التاسع و العشرون: أللّهمّ ارزقني ليلة القدر و صيّر لي كلّ عسر إلى يسر و اقبل معاذيري و حطّ عنّي الوزر يا رحيما بعباده المؤمنين. من دعا به بنى له ألف مدينة في الجنّة من الذّهب و الفضة و الزمرّد و اللؤلؤ.

اليوم الثلاثون: أللّهمّ اجعل صيامي فيه بالشّكر و القبول على ما ترضاه و يرضاه الرّسول محكمة فروعه بالأصول بحقّ محمّد و آله الطّيّبين الطّاهرين(1).

و يستحبّ أن يدعو في كل يوم من شهر رمضان بهذا الدّعاء و في أوّل ليلة منه أيضا و يسمّى دعاء الحجّ ذكره أبو الفتح الكراجكي في كتاب روضة العابدين و ذكره المفيد و الكليني مسندا عن الصّادق عليه السّلام و أنه كان يدعو به في شهر رمضان و هو: أللّهمّ منك أطلب حاجتي و من طلب حاجته إلى أحد من النّاس فإنّي لا أطلب حاجتي إلاّ منك وحدك لا شريك لك، أسألك بفضلك و رضوانك أن تصلّي على محمّد و أهل بيته و أن تجعل لي في عامي هذا إلى بيتك الحرام سبيلا حجّة مبرورة متقبّلة زاكية خالصة لك، تقرّ بها عيني و ترفع بها درجتي و ترزقني أن أغضّ بصري و أن أحفظ فرجي و أن أكفّ عن جميع محارمك حتّى لا يكون عندي شيء آثر من

ص: 310


1- من دعا به كرمه اللّه تعالى كرامة الأنبياء و الأوصياء (المصباح).

طاعتك و خشيتك، و العمل بما أحببت و الترك لما كرهت و نهيت عنه و اجعل ذلك في يسر منك و عافية و أوزعني شكر ما أنعمت به عليّ، و أسألك أن تجعل وفاتي قتلا في سبيلك تحت راية محمّد نبيّك مع وليّك صلواتك عليهما، و أسألك أن تقتل بي أعداءك و أعداء رسولك و أن تكرمني بهوان من شئت من خلقك و لا تهنّي بكرامة أحد من أوليائك، أللّهمّ اجعل لي مع الرّسول سبيلا حسبي اللّه ما شاء اللّه و صلّى اللّه على سيّدنا محمّد رسوله خاتم النّبيّين و آله الطّاهرين.

و ادع أيضا بما روي عن النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، أنّه قال: من دعا بهذا الدّعاء في شهر رمضان بعد المكتوبة غفر اللّه له ذنوبه إلى يوم القيامة و هو: أللّهمّ أدخل على أهل القبور السّرور أللّهمّ أغن كلّ فقير أللّهمّ أشبع كلّ جائع أللّهمّ اكس كلّ عريان، أللّهمّ اقض دين كلّ مدين أللّهمّ فرّج عن كلّ مكروب، أللّهمّ ردّ كلّ غريب أللّهمّ فكّ كلّ أسير أللّهمّ أصلح كلّ فاسد من أمور المسلمين، أللّهمّ اشف كلّ مريض أللّهمّ سدّ فقرنا بغناك أللّهمّ غيّر سوء حالنا بحسن حالك أللّهمّ اقض عنّا الدّين و أغننا من الفقر إنّك على كلّ شيء قدير.

ثم ادع بما ذكره السّيد عليّ بن الحسين بن باقي رحمه اللّه في اختياره، فقد روي أنّه من دعا به كل يوم من شهر رمضان غفر اللّه له ذنوب أربعين سنة و هو: أللّهمّ ربّ شهر رمضان الّذي أنزلت فيه القرآن و افترضت على عبادك فيه الصّيام ارزقني حجّ بيتك الحرام في هذا العام و في كلّ عام، و اغفر لي الذّنوب العظام فإنّه لا يغفرها غيرك يا ذا الجلال و الإكرام.

و يستحبّ أن يدعو كل يوم من شهر رمضان بهذا الدّعاء(1): أللّهمّ هذا شهر رمضان الّذي أنزلت فيه القرآن هدى للنّاس و بيّنات من الهدى و الفرقان، و هذا شهر الصّيام و هذا شهر القيام و هذا شهر الإنابة و هذا شهر التّوبة و هذا شهر المغفرة

ص: 311


1- ذكره الطوسي في متهجده في كل يوم منه.

و الرّحمة، و هذا شهر العتق من النّار و الفوز بالجنّة و هذا شهر فيه ليلة القدر الّتي هي خير من ألف شهر، أللّهمّ فصلّ على محمّد و آل محمّد و أعنّي على صيامه و قيامه و سلّمه لي و سلّمني فيه و أعنّي عليه بأفضل عونك و وفّقني فيه لطاعتك و طاعة رسولك و أوليائك صلّى اللّه عليهم، و فرّغني فيه لعبادتك و دعائك و تلاوة كتابك و أعظم لي فيه البركة و أحسن لي فيه العافية و أصحّ فيه بدني و أوسع فيه رزقي، و اكفني فيه ما أهمّني و استجب فيه دعائي و بلّغني فيه رجائي، أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد و أذهب عنّي فيه النّعاس و الكسل و السّامة و الفترة و القسوة و الغفلة و الغرّة، و جنّبني فيه العلل و الأسقام و الهموم و الأحزان و الأعراض و الأمراض و الخطايا و الذّنوب، و اصرف عنّي فيه السّوء و الفحشاء و الجهد و البلاء و التّعب و العناء إنّك سميع الدّعاء، أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد و أعذني فيه من الشّيطان الرّجيم و همزه و لمزه و نفثه و نفخه و وسوسته و تثبيطه و كيده و مكره و حبائله و خدعه و أمانيّه و غروره و فتنته و شركه و أحزابه و أتباعه و أشياعه و أوليائه و شركائه و جميع مكائده، أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد و ارزقنا قيامه و صيامه و بلوغ الأمل فيه و في قيامه و استكمال ما يرضيك عنّي صبرا و احتسابا و إيمانا و يقينا، ثمّ تقبّل ذلك منّي بالأضعاف الكثيرة و الأجر العظيم يا ربّ العالمين، أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد و ارزقني الحجّ و العمرة و الجدّ و الإجتهاد و القوّة و النّشاط و الإنابة و التّوبة و القربة و الخير المقبول و الرّهبة و الرّغبة و التضرّع و الخشوع و الرّقّة و النّيّة الصّادقة و صدق اللّسان، و الوجل منك و الرّجاء لك و التّوكّل عليك و الثّقة بك و الورع عن محارمك مع صالح القول و مقبول السّعي و مرفوع العمل و مستجاب الدّعوة، و لا تحل بيني و بين شيء من ذلك بعرض و لا مرض و لا همّ و لا غمّ و لا سقم و لا غفلة و لا نسيان، بل بالتّعاهد و التّحفّظ لك و فيك و الرّعاية لحقّك و الوفاء بعهدك و وعدك برحمتك يا أرحم الرّاحمين، أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد و اقسم لي فيه أفضل ما تقسمه لعبادك الصّالحين و أعطني فيه أفضل ما تعطي أوليائك

ص: 312

المقرّبين من الرّحمة و المغفرة و التحنّن و الإجابة و العفو و المغفرة الدّائمة و العافية و المعافاة و العتق من النّار و الفوز بالجنّة و خير الدّنيا و الآخرة، أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد و اجعل دعائي فيه إليك و اصلا و رحمتك و خيرك إليّ فيه نازلا و عملي فيه مقبولا و سعيي فيه مشكورا و ذنبي فيه مغفورا، حتّى يكون نصيبي فيه الأكبر و حظّي فيه الأوفر، أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد و وفّقني فيه لليلة القدر على أفضل حال تحبّ أن يكون عليها أحد من أوليائك و أرضاها لك، ثمّ اجعلها لي خيرا من ألف شهر و ارزقني فيها أفضل ما رزقت أحدا ممّن بلّغته إيّاها و أكرمته بها و اجعلني فيها من عتقائك من جهنّم و طلقائك من النّار و سعداء خلقك بمغفرتك و رضوانك يا أرحم الرّاحمين، أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد و ارزقنا في شهرنا هذا الجدّ و الإجتهاد و القوّة و النّشاط و ما تحبّ و ترضى، أللّهمّ ربّ الفجر و ليال عشر و الشّفع و الوتر و ربّ شهر رمضان و ما أنزلت فيه من القرآن و ربّ جبرئيل و ميكال و إسرافيل و جميع الملائكة المقرّبين، و ربّ إبراهيم و إسماعيل و إسحاق و يعقوب و ربّ موسى و عيسى و جميع النّبيّين و المرسلين، و ربّ محمّد خاتم النّبيّين صلواتك عليه و آله أجمعين، و أسألك بحقّك عليهم و بحقّهم عليك و بحقّك العظيم لمّا صلّيت عليه و آله و عليهم أجمعين، و نظرت إليّ نظرة رحيمة ترضى بها عنّي رضى لا سخط عليّ بعده أبدا و أعطيتني جميع سؤلي و رغبتي و أمنيّتي و إرادتي، و صرفت عنّي ما أكره و أحذر و أخاف على نفسي و ما لا أخاف عن أهلي و مالي و إخواني و ذرّيّتي، أللّهمّ إليك فررنا من ذنوبنا فآونا تائبين و تب علينا مستغفرين و اغفر لنا متعوّذين و أعذنا مستجيرين و أجرنا مستسلمين، و لا تخذلنا راهبين و أمتنا راغبين و شفّعنا سائلين و أعطنا إنّك سميع الدّعاء قريب مجيب، أللّهمّ أنت ربّي و أنا عبدك و أحقّ من سأل العبد ربّه و لم يسأل العباد مثلك كرما وجودا، يا موضع شكوى السّائلين و يا منتهى حاجة الرّاغبين و يا غياث المستغيثين و يا من يجيب دعوة المضطرّين و يا ملجأ الهاربين و يا صريخ المستصرخين و يا ربّ المستضعفين و يا

ص: 313

كاشف كرب المكروبين و يا فارج همّ المهمومين و يا كاشف الكرب العظيم، يا اللّه يا رحمن يا رحيم يا أرحم الرّاحمين صلّ على محمّد و آل محمّد و اغفر لي ذنوبي و عيوبي و إساءتي و ظلمي و جرمي و إسرافي على نفسي و ارزقني من فضلك و رحمتك فإنّه لا يملكها غيرك، و اعف عنّي و اغفر لي كلّ ما سلف من ذنوبي و اعصمني فيما بقي من عمري و استر عليّ و على والديّ و ولدي و قرابتي و أهل حزانتي و من كان منّي بسبيل من المؤمنين و المؤمنات في الدّنيا و الآخرة، فإنّ ذلك كلّه بيدك و أنت واسع المغفرة فلا تخيّبني يا سيّدي و لا تردّ دعائي(1) و لا تردّ يدي إلى نحري حتّى تفعل ذلك بي، و تستجيب لي جميع ما سألتك و تزيدني من فضلك فإنّك على كلّ شيء قدير و نحن إليك راغبون، أللّهمّ لك الأسماء الحسنى و الأمثال العليا و الكبرياء و الآلاء أسألك باسمك بسم اللّه الرّحمن الرّحيم إن كنت قضيت(2) في هذه اللّيلة تنزّل الملائكة و الرّوح فيها أن تصلّي على محمّد و آل محمّد، و أن تجعل إسمي في هذه اللّيلة في السّعداء و روحي مع الشّهداء و إحساني في علّيّين و إساءتي مغفورة و أن تهب لي يقينا تباشر به قلبي و إيمانا لا يشوبه شكّ و رضى بما قسمت لي، و آتني في الدّنيا حسنة و في الآخرة حسنة وقني عذاب النّار، و إن لم تكن قضيت في هذه اللّيلة تنزّل الملائكة و الرّوح فيها فأخّرني إلى ذلك و ارزقني فيها ذكرك و شكرك و طاعتك و حسن عبادتك فصلّ على محمّد و آل محمّد بأفضل صلواتك يا أرحم الرّاحمين يا أحد يا صمد يا ربّ محمّد اغضب اليوم لمحمّد و لأبرار عترته و اقتل أعداءهم بددا و أحصهم عددا و لا تدع على ظهر الأرض منهم أحدا و لا تغفر لهم أبدا يا حسن الصّحبة يا خليفة النّبيّين أنت أرحم الرّاحمين البديء البديع الّذي ليس كمثلك شيء و الدّائم غير الغافل و الحيّ الّذي لا يموت أنت كلّ يوم في شأن أنت خليفة محمّد و ناصر محمّد و مفضّل محمّد أسألك أن تنصر وصيّ محمّد و خليفة

ص: 314


1- في نسخة أخرى: و لا ترد عليّ دعائي.
2- و في نسخة أخرى: تفضّلت.

محمّد و القائم بالقسط من أوصياء محمّد صلواتك عليه و عليهم، أعطف عليهم نصرك يا لا إله إلاّ أنت بحقّ لا إله إلاّ أنت صلّ على محمّد و آل محمّد و اجعلني معهم في الدّنيا و الآخرة، و اجعل عاقبة أمري إلى غفرانك و رحمتك يا أرحم الرّاحمين و كذلك نسبت نفسك يا سيّدي باللّطيف بلى إنّك لطيف فصلّ على محمّد و آله و الطف لي إنّك لطيف لما تشاء أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد و ارزقني الحجّ و العمرة في عامنا هذا و تطوّل عليّ بجميع حوائجي للآخرة و الدّنيا.

ثم قل: أستغفر اللّه ربّي و أتوب إليه إنّ ربّي قريب مجيب، أستغفر اللّه ربّي و أتوب إليه إنّ ربّي رحيم ودود، أستغفر اللّه ربّي و أتوب إليه إنّه كان غفّارا، أللّهمّ اغفر لي إنّك أرحم الرّاحمين ربّ إنّي عملت سوءا و ظلمت نفسي فاغفر لي إنّه لا يغفر الذّنوب إلاّ أنت، أستغفر اللّه الّذي لا إله إلاّ هو الحيّ القيّوم الحليم العظيم الكريم الغافر للذّنب العظيم و أتوب إليه، أستغفر اللّه إنّ اللّه كان غفورا رحيما:

ثلاث مرّات أللّهمّ إنّي أسألك أن تصلّي على محمّد و آل محمّد و أن تجعل فيما تقضي و تقدّر من الأمر العظيم المحتوم في ليلة القدر من القضاء الّذي لا يردّ و لا يبدّل أن تكتبني من حجّاج بيتك الحرام المبرور حجّهم المشكور سعيهم المغفور ذنوبهم المكفّر عنهم سيّئاتهم، و أن تجعل فيما تقضي و تقدّر أن تطيل عمري و توسّع في رزقي و تؤدّي عنّي أمانتي و ديني آمين ربّ العالمين، أللّهمّ اجعل لي من أمري فرجا و مخرجا و ارزقني من حيث أحتسب و من حيث لا أحتسب و احرسني من حيث أحترس و من حيث لا أحترس و صلّ على محمّد و آل محمّد و سلّم كثيرا.

ثم قل: يا ذا الّذي كان قبل كلّ شيء و خلق كلّ شيء ثمّ يبقى و يفني كلّ شيء، يا ذا الّذي ليس في السّماوات العلى و لا في الأرضين السّفلى و لا فوقهنّ و لا بينهنّ و لا تحتهنّ إله يعبد غيره لك الحمد حمدا لا يقوى على إحصائه إلاّ أنت صلّ على محمّد و آل محمّد صلاة لا يقوى على إحصائها إلاّ أنت.

ص: 315

و ادع أيضا في كلّ يوم منه: أللّهمّ إنّي أسألك من فضلك بأفضله و كلّ فضلك فاضل، أللّهمّ إنّي أسألك بفضلك كلّه أللّهمّ إنّي أسألك من رزقك بأعمّه و كلّ رزقك عامّ، أللّهمّ إنّي أسألك برزقك كلّه، أللّهمّ إنّي أسألك من عطائك بأهنئه و كلّ عطائك هنيء، أللّهمّ إنّي أسألك بعطائك كلّه، أللّهمّ إنّي أسألك من خيرك بأعجله و كلّ خيرك عاجل أللّهمّ إنّي أسألك بخيرك كلّه، أللّهمّ إنّي أسألك من إحسانك بأحسنه و كلّ إحسانك حسن أللّهمّ إنّي أسألك بإحسانك كلّه، أللّهمّ إنّي أسألك بما تجيبني به حين أسألك فأجبني يا اللّه و صلّ على محمّد عبدك المرتضى و رسولك المصطفى و أمينك المجتبى و نجيّك دون خلقك و نجيبك من عبادك و نبيّك بالصّدق و حبيبك المفضّل على رسلك، صلّ على محمّد رسولك و خيرتك من العالمين البشير النّذير السّراج المنير و على أهل بيته الأبرار الطّاهرين الأخيار و على ملائكتك الّذين استخلصتهم لنفسك و حجبتهم عن خلقك و على أنبيائك الّذين ينبئون عنك بالصّدق، و على رسلك الّذين خصصتهم بوحيك و فضّلتهم على العالمين برسالاتك و على عبادك الصّالحين الّذين أدخلتهم في رحمتك الأئمّة المهتدين الرّاشدين و أوليائك المطهّرين و على جبريل و ميكال و إسرافيل و ملك الموت و رضوان خازن الجنان و مالك خازن النّار و روح القدس و الرّوح الأمين، و حملة عرشك المقرّبين و على الملكين الحافظين عليّ بالصّلاة الّتي تحبّ أن يصلّي بها عليهم أهل السّماوات و أهل الأرضين صلاة طيّبة كثيرة مباركة زاكية نامية ظاهرة باطنة شريفة فاضلة تبيّن بها فضلهم على الأوّلين و الآخرين، أللّهمّ أعط محمّدا الوسيلة و الشّرف و الفضيلة و أجزه خير ما جزيت نبيّا عن أمّته، أللّهمّ فأعط محمّدا صلّى اللّه عليه و آله مع كلّ زلفة زلفة و مع كلّ وسيلة وسيلة و مع كلّ فضيلة فضيلة و مع كلّ شرف شرفا تعطي محمّدا و آله يوم القيامة أفضل ما أعطيت أحدا من الأوّلين و الآخرين، أللّهمّ و اجعل محمّدا صلّى اللّه عليه و آله أدنى المرسلين منك مجلسا

ص: 316

و أفسحهم في الجنّة عندك منزلا و أقربهم إليك وسيلة و أبينهم فضيلة، و اجعله أوّل شافع و أوّل مشفّع و أوّل قائل و أنجح سائل، و ابعثه المقام المحمود الّذي يغبطه به الأوّلون و الآخرون يا أرحم الرّاحمين، و أسألك أن تصلّي على محمّد و آل محمّد و أن تسمع صوتي و تجيب دعوتي و تجاوز عن خطيئتي و تصفح عن ظلمي و تنجح طلبتي و تقضي حاجتي و تنجز لي ما وعدتني و تقيل عثرتي و تغفر ذنوبي و تعفو عن جرمي و تقبل توبتي، و تقبل عليّ و لا تعرض عني و ترحمني و لا تعذّبني و تعافيني و لا تبتليني و ترزقني من الرّزق أطيبه و أوسعه و لا تحرمني يا ربّ و اقض عنّي ديني وضع عنّي وزري، و لا تحمّلني ما لا طاقة لي به يا مولاي و أدخلني في كلّ خير أدخلت فيه محمّدا و آل محمّد و أخرجني من كلّ سوء أخرجت منه محمّدا و آل محمّد صلواتك عليه و عليهم و السّلام عليه و عليهم و رحمة اللّه و بركاته.

ثمّ قل: أللّهمّ إنّي أدعوك كما أمرتني فاستجب لي كما وعدتني ثلاثا، أللّهمّ إنّي أسألك قليلا من كثير مع حاجة بي إليه عظيمة و غناك عنه قديم و هو عندي كثير و هو عليك سهل يسير فامنن عليّ به إنّك على كلّ شيء قدير آمين ربّ العالمين.

في تسبيحات أيام شهر رمضان

و تسبّح في كلّ يوم منه بهذا التّسبيح و هو عشرة أجزاء:

الأول: سبحان اللّه بارىء النّسم سبحان اللّه المصوّر، سبحان اللّه خالق الأرواح(1) كلّها سبحان اللّه جاعل الظّلمات و النّور سبحان اللّه فالق الحبّ و النّوى، سبحان اللّه خالق كلّ شيء سبحان اللّه خالق ما يرى و ما لا يرى، سبحان اللّه مداد كلماته سبحان اللّه ربّ العالمين، سبحان اللّه السّميع الّذي ليس شيء أسمع منه يسمع من فوق عرشه ما تحت سبع أرضين و يسمع ما في ظلمات البرّ و البحر و يسمع الأنين و الشّكوى و يسمع السّرّ و أخفى و يسمع وساوس الصّدور و لا يصمّ سمعه صوت.

ص: 317


1- و في نسخة أخرى: الأزواج.

الثاني: سبحان اللّه بارىء النّسم إلى قوله سبحان اللّه ربّ العالمين، سبحان اللّه البصير الّذي ليس شيء أبصر منه يبصر من فوق عرشه ما تحت سبع أرضين، و يبصر ما في ظلمات البرّ و البحر لا تدركه الأبصار و هو يدرك الأبصار و هو اللّطيف الخبير، لا تغشى بصره الظّلمة و لا يستر منه ستر و لا يواري منه جدر و لا يغيب عنه برّ و لا بحر، و لا يكنّ منه جبل ما في أصله و لا قلب ما فيه و لا جنب ما في قلبه، و لا يستتر منه صغير و لا كبير و لا يخفى عليه شيء في الأرض و لا في السّماء هو الّذي يصوّركم في الأرحام كيف يشاء لا إله إلاّ هو العزيز الحكيم.

الثالث: سبحان اللّه بارىء النّسم إلى قوله ربّ العالمين، سبحان اللّه الّذي ينشىء السّحاب الثّقال و يسبّح الرّعد بحمده و الملائكة من خيفته، و يرسل الصّواعق فيصيب بها من يشاء و يرسل الرّيح بشرا بين يدي رحمته، و ينزّل الماء من السّماء بكلمته و ينبت النّبات بقدرته و يسقط الورق بعلمه، سبحان اللّه الّذي لا يعزب عنه مثقال ذرّة في الأرض و لا في السّماء و لا أصغر من ذلك و لا أكبر إلاّ في كتاب مبين.

الرابع: سبحان اللّه بارىء النّسم إلى قوله ربّ العالمين، سبحان اللّه الّذي يعلم ما تحمل كلّ أنثى و ما تغيض الأرحام و ما تزداد و كلّ شيء عنده بمقدار، عالم الغيب و الشّهادة الكبير المتعال سواء منكم من أسرّ القول و من جهر به و من هو مستخف باللّيل و سارب بالنّهار له معقّبات من بين يديه و من خلفه يحفظونه من أمر اللّه سبحان اللّه الّذي يميت الأحياء و يحيي الموتى و يعلم ما تنقص الأرض منهم و يقرّ في الأرحام ما يشاء إلى أجل مسمّى.

الخامس: سبحان اللّه بارىء النّسم إلى قوله ربّ العالمين، سبحان اللّه مالك الملك تؤتي الملك من تشاء و تنزع الملك ممّن تشاء و تعزّ من تشاء و تذلّ من تشاء، بيدك الخير إنّك على كلّ شيء قدير تولج اللّيل في النّهار و تولج النّهار في اللّيل

ص: 318

و تخرج الحيّ من الميّت و تخرج الميّت من الحيّ و ترزق من تشاء بغير حساب.

السادس: سبحان اللّه بارىء النّسم إلى قوله ربّ العالمين، سبحان اللّه الّذي عنده مفاتح الغيب لا يعلمها إلاّ هو و يعلم ما في البرّ و البحر، و ما تسقط من ورقة إلاّ يعلمها و لا حبّة في ظلمات الأرض و لا رطب و لا يابس إلاّ في كتاب مبين.

السابع: سبحان اللّه بارىء النّسم إلى قوله ربّ العالمين، سبحان اللّه الّذي لا يحصي مدحته القائلون و لا يجزي بآلائه الشّاكرون العابدون، و هو كما قال و فوق ما يقول القائلون و اللّه سبحانه كما أثنى على نفسه و لا يحيطون بشيء من علمه إلاّ بما شاء وسع كرسيّه السّماوات و الأرض و لا يؤوده حفظهما و هو العليّ العظيم.

الثامن: سبحان اللّه بارىء النّسم إلى قوله ربّ العالمين، سبحان اللّه الّذي يعلم ما يلج في الأرض و ما يخرج منها و ما ينزل من السّماء و ما يعرج فيها و لا يشغله ما ينزل من السّماء و ما يعرج فيها عمّا يلج في الأرض و ما يخرج منها، و لا يشغله ما يلج في الأرض و ما يخرج منها عمّا ينزل من السّماء و ما يعرج فيها و لا يشغله علم شيء عن علم شيء و لا يشغله خلق شيء عن خلق شيء و لا حفظ شيء عن حفظ شيء و لا يساويه شيء و لا يعدله شيء ليس كمثله شيء و هو السّميع البصير.

التاسع: سبحان اللّه بارىء النّسم إلى قوله ربّ العالمين، سبحان اللّه فاطر السّماوات و الأرض جاعل الملائكة رسلا أولي أجنحة مثنى و ثلاث و رباع يزيد في الخلق ما يشاء إنّ اللّه على كلّ شيء قدير، ما يفتح اللّه للنّاس من رحمة فلا ممسك لها و ما يمسك فلا مرسل له من بعده و هو العزيز الحكيم.

العاشر: سبحان اللّه بارىء النّسم إلى قوله ربّ العالمين، سبحان اللّه الّذي يعلم ما في السّماوات و ما في الأرض ما يكون من نجوى ثلاثة إلاّ هو رابعهم و لا خمسة إلاّ هو سادسهم و لا أدنى من ذلك و لا أكثر إلاّ هو معهم أين ما كانوا ثمّ

ص: 319

ينبّئهم بما عملوا يوم القيامة إنّ اللّه بكلّ شيء عليم.

ثمّ أتبعه بالصّلاة على النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فتقول: إنّ اللّه و ملائكته يصلّون على النّبيّ يا أيّها الّذين آمنوا صلّوا عليه و سلّموا تسليما، لبّيك يا ربّ و سعديك و سبحانك، أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد و بارك على محمّد و آل محمّد كما صلّيت و باركت على إبراهيم و آل إبراهيم إنّك حميد مجيد، أللّهمّ ارحم محمّدا و آل محمّد كما رحمت إبراهيم و آل إبراهيم إنّك حميد مجيد، أللّهمّ سلّم على محمّد و آل محمّد كما سلّمت على نوح في العالمين، أللّهمّ امنن على محمّد و آل محمّد كما مننت على موسى و هارون، أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد كما هديتنا به، أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد كما شرّفتنا به، أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد و ابعثه مقاما محمودا يغبطه به الأوّلون و الآخرون، أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد كلّما طلعت شمس أو غربت على محمّد و آله السّلام كلّما طرفت عين أو برقت على محمّد و آله السّلام كلّما ذكر السّلام على محمّد و آله السّلام كلّما سبّح اللّه ملك أو قدّسه، السّلام على محمّد و آله في الأوّلين السّلام على محمّد و آله في الآخرين، السّلام على محمّد و آله في الدّنيا و الآخرة، أللّهمّ ربّ البلد الحرام و ربّ الرّكن و المقام و ربّ الحلّ و الحرام، أبلغ نبيّك محمّدا صلّى اللّه عليه و آله عنّا السّلام، أللّهمّ أعط محمّدا صلّى اللّه عليه و آله من البهاء و النّضرة و السّرور و الكرامة و الغبطة و الوسيلة و المنزلة و المقام و الشّرف و الرّفعة و الشّفاعة عندك يوم القيامة، أفضل ما تعطي أحدا من خلقك و أعط محمّدا و آله فوق ما تعطي الخلائق من الخير أضعافا كثيرة لا يحصيها غيرك، أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد أطيب و أطهر و أزكى و أنمى و أفضل ما صلّيت على الأوّلين و الآخرين و على أحد من خلقك يا أرحم الرّاحمين، أللّهمّ صلّ على عليّ أمير المؤمنين و وصيّ رسول ربّ العالمين و وال من والاه و عاد من عاداه و ضاعف العذاب على من شرك في دمه، أللّهمّ صلّ على فاطمة

ص: 320

بنت نبيّك محمّد صلّى اللّه عليه و آله و العن من آذى نبيّك فيها، أللّهمّ صلّ على الحسن و الحسين إمامي المسلمين و وال من والاهما و عاد من عاداهما و ضاعف العذاب على من شرك في دمهما، أللّهمّ صلّ على عليّ بن الحسين إمام المسلمين و وال من والاه و عاد من عاداه و ضاعف العذاب على من ظلمه، أللّهمّ صلّ على محمّد بن عليّ إمام المسلمين و وال من والاه و عاد من عاداه و ضاعف العذاب على من ظلمه، أللّهمّ صلّ على جعفر بن محمّد إمام المسلمين و وال من والاه و عاد من عاداه و ضاعف العذاب على من ظلمه، أللّهمّ صلّ على موسى بن جعفر إمام المسلمين و وال من والاه و عاد من عاداه و ضاعف العذاب على من شرك في دمه، أللّهمّ صلّ على عليّ بن موسى إمام المسلمين و وال من والاه و عاد من عاداه و ضاعف العذاب على من شرك في دمه، أللّهمّ صلّ على محمّد بن عليّ إمام المسلمين و وال من والاه و عاد من عاداه و ضاعف العذاب على من ظلمه، أللّهمّ صلّ على عليّ بن محمّد إمام المسلمين و وال من والاه و عاد من عاداه و ضاعف العذاب على من ظلمه، أللّهمّ صلّ على الحسن بن عليّ إمام المسلمين و وال من والاه و عاد من عاداه و ضاعف العذاب على من ظلمه، أللّهمّ صلّ على الخلف من بعده إمام المسلمين و وال من والاه و عاد من عاداه و عجّل اللّهمّ فرجه، أللّهمّ صلّ على الطّاهر و القاسم ابني نبيّك، أللّهمّ صلّ على رقيّة و أمّ كلثوم بنتي نبيّك، و العن من آذى نبيّك فيهما، أللّهمّ صلّ على الخيرة من ذرّيّة نبيّك، أللّهمّ اخلف نبيّك في أهل بيته، أللّهمّ مكّن لهم في الأرض، أللّهمّ اجعلنا من عددهم و مددهم و أشياعهم و أنصارهم على الحقّ في السّرّ و العلانية، أللّهمّ اطلب بذحلهم و وترهم و دماءهم و كفّ عنّا و عنهم و عن كلّ مؤمن و مؤمنة بأس كلّ باغ و طاغ و كلّ دابّة أنت آخذ بناصيتها إنّك أشدّ بأسا و أشدّ تنكيلا.

في أدعية الإفطار

و أمّا الأدعية عند الإفطار: فمنها ما روي عن الصّادق عليه السّلام عن

ص: 321

آبائه عليهم السّلام أن النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم كان إذا أفطر قال: أللّهمّ لك صمنا و على رزقك أفطرنا فتقبّله منّا ذهب الظّمأ و ابتلّت العروق و بقي الأجر.

و منها عن أبي بصير أن الصّادق عليه السّلام يقول عند الإفطار في كلّ ليلة من شهر رمضان: الحمد للّه الّذي أعاننا فصمنا و رزقنا فأفطرنا، أللّهمّ تقبّل منّا و أعنّا عليه و سلّمنا فيه و تسلّمه منّا في يسر منك و عافية، الحمد للّه الّذي قضى عنّا يوما من شهر رمضان.

و منها أنّ عليّا عليه السّلام كان إذا أراد أن يفطر قال: بسم اللّه أللّهمّ لك صمنا و على رزقك أفطرنا فتقبّل منّا إنّك أنت السّميع العليم.

و منها ما روي عن النّبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أنّه قال: ما من عبد يصوم و يقول عند إفطاره هذا الدّعاء إلاّ خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمّه و هو: يا عظيم يا عظيم يا عظيم أنت اللّه الّذي لا إله إلاّ أنت اغفر لي الذّنب العظيم إنّه لا يغفر الذّنب العظيم إلاّ أنت يا عظيم.

و منها ما ذكره السّيّد ابن باقي رحمه اللّه في اختياره أنّ النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال لعليّ عليه السّلام: يا أبا الحسن هذا شهر رمضان قد أقبل فاجعل دعاك قبل فطورك، فإن جبرئيل عليه السّلام أخبرني عن اللّه تعالى أنّه من دعا بهذا الدّعاء في شهر رمضان قبل أن يفطر استجاب اللّه دعائه و قبل صومه و صلاته و استجاب له عشر دعوات و غفر له ذنبه و فرّج همّه و نفّس كربته و قضى حوائجه و أنجح طلبته و رفع عمله مع أعمال النبيّين و الصّدّيقين و جاء يوم القيامة و وجهه أضوء من القمر ليلة البدر و هو:

أللّهمّ ربّ النّور العظيم و ربّ الكرسيّ الرّفيع و ربّ البحر المسجور و ربّ الشّفع الكبير و النّور العزيز، و ربّ التّوراة و الإنجيل و الزّبور و القرآن العظيم، أنت إله من في السّماوات و إله من في الأرض لا إله فيهما غيرك، و أنت جبّار من في السّماوات و جبّار من في الأرض لا جبّار فيهما غيرك، و أنت ملك من في السّماوات و ملك من في الأرض لا ملك فيهما غيرك، أسألك باسمك الكبير و نور وجهك الكريم و ملكك

ص: 322

القديم يا حيّ يا قيّوم يا حيّ يا قيّوم يا حيّ يا قيّوم، و أسألك باسمك الّذي أشرق به كلّ شيء و باسمك الّذي أشرقت به السّماوات و الأرض و باسمك الّذي صلح به الأوّلون و به يصلح الآخرون، يا حيّا قبل كلّ حيّ و يا حيّا بعد كلّ حيّ يا حيّ لا إله إلاّ أنت صلّ على محمّد و آل محمّد و اغفر لي ذنوبي و اجعل لي من أمري يسرا و فرجا قريبا و ثبّتني على دين محمّد و آل محمّد و على هدى محمّد و آل محمّد و على سنّة محمّد و آل محمّد عليه و عليهم السّلام، و اجعل عملي في المرفوع المتقبّل وهب لي كما وهبت لأوليائك و أهل طاعتك فإنّي مؤمن بك متوكّل عليك منيب إليك مع مصيري إليك، و تجمع لي و لأهلي و لولدي الخير كلّه و تصرف عنّي و عن ولدي و أهلي الشّرّ كلّه أنت الحنّان المنّان بديع السّماوات و الأرض تعطي الخير من تشاء و تصرفه عمّن تشاء فامنن عليّ برحمتك يا أرحم الرّاحمين.

و عن الصّادق عليه السّلام من قرأ القدر عند سحوره و عند إفطاره إلاّ كان بينهما كالمتشحّط بدمه في سبيل اللّه.

و عن النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أن لكلّ صائم عند فطره دعوة مستجابة فإذا كان في أوّل لقمة فقل: بسم اللّه يا واسع المغفرة اغفر لي. فمن قالها عند إفطاره غفر له.

في أدعية وداع شهر رمضان

وداع شهر رمضان: رواه أبو بصير عن الصّادق عليه السّلام قال: تقول في آخر ليلة منه أو في السّحر و هو أفضل: أللّهمّ إنّك قلت في كتابك المنزل على لسان نبيّك المرسل صلواتك عليه و آله و قولك حقّ، شهر رمضان الّذي أنزل فيه القرآن هدى للنّاس و بيّنات من الهدى و الفرقان، و هذا شهر رمضان قد تصرّم فأسألك بوجهك الكريم و كلماتك التّامّة و جمالك و بهائك و علوّك و ارتفاعك فوق عرشك أن تصلّي على محمّد و آل محمّد، و إن كان بقي عليّ ذنب لم تغفره لي أو تريد أن تعذّبني عليه أو تقايسني به أو تحاسبني به أن يطلع فجر هذه اللّيلة أو يتصرّم هذا الشّهر إلاّ و قد غفرته لي يا أرحم الرّاحمين، أللّهمّ لك الحمد بمحامدك كلّها أوّلها

ص: 323

و آخرها ما قلت لنفسك منها و ما قال لك الخلائق الحامدون المجتهدون المعدّدون الموترون في ذكرك، و الشّكر لك أعنتهم على أداء حقّك من أصناف خلقك من الملائكة المقرّبين و النّبيّين و المرسلين و أصناف النّاطقين المسبّحين لك من جميع العالمين، على أنّك قد بلّغتنا شهر رمضان و علينا من نعمك و عندنا من قسمك و إحسانك و تظاهر امتنانك فبذلك لك منتهى الحمد الخالد الدّائم الرّاكد المخلّد السّرمد الّذي لا ينفد طول الأبد، جلّ ثناؤك أعنتنا عليه حتّى قضيت عنّا صيامه و قيامه من صلاة و ما كان منّا فيه من برّ أو شكر أو ذكر، أللّهمّ فتقبّله منّا بأحسن قبولك و تجاوزك و عفوك و صفحك و غفرانك و حقيقة رضوانك حتّى تظفرنا فيه بكلّ خير مطلوب و جزيل عطاء موهوب و تؤمننا فيه من كلّ أمر مرهوب و ذنب مكسوب، أللّهمّ إنّي أسألك بعظيم ما سألك أحد من خلقك من كريم أسماءك و جزيل ثنائك و خاصّة دعائك أن تصلّي على محمّد و آل محمّد، و أن تجعل شهرنا هذا أعظم شهر رمضان مرّ علينا مذ أنزلتنا إلى الدّنيا بركة في عصمة ديني و خلاص نفسي و قضاء حاجتي و تشفّعني في مسائلي و تمام النّعمة عليّ و صرف السّوء عنّي و لباس العافية لي، و أن تجعلني برحمتك ممّن حزت له ليلة القدر و جعلتها له خيرا من ألف شهر في أعظم الأجر و كرائم الذّخر و طول العمر و حسن الشّكر و دوام اليسر، أللّهمّ و أسألك برحمتك و طولك و عفوك و نعمائك و جلالك و قديم إحسانك و امتنانك أن لا تجعله آخر العهد منّا لشهر رمضان حتّى تبلّغناه من قابل على أحسن حال و تعرّفني هلاله مع النّاظرين إليه و المتعرّفين له في أعفى عافيتك و أتمّ نعمتك و أوسع رحمتك و أجزل قسمك، أللّهمّ يا ربّي الّذي ليس لي ربّ غيره أسألك أن لا يكون هذا الوداع منّي وداع فناء و لا آخر العهد من اللّقاء حتّى ترينيه من قابل في أسبغ النّعم و أفضل الرّجاء و أنا لك على أحسن الوفاء إنّك سميع الدّعاء، أللّهمّ اسمع دعائي و ارحم تضرّعي و تذلّلي لك و استكانتي لك و توكّلي عليك و أنا لك سلم لا أرجو نجاحا و لا معافاة و لا تشريفا و لا تبليغا إلاّ بك و منك فامنن عليّ جلّ ثناؤك و تقدّست أسماؤك

ص: 324

بتبليغي شهر رمضان و أنا معافى من كلّ مكروه و محذور من جميع البوائق، الحمد للّه الّذي أعاننا على صيام هذا الشّهر و قيامه حتّى بلّغنا آخر ليلة منه، أللّهمّ إنّي أسألك بأحبّ ما دعيت و أرضى ما رضيت به عن محمّد صلّى اللّه عليه و آله أن تصلّي على محمّد و آل محمّد، و لا تجعل وداعي شهر رمضان وداع خروجي من الدّنيا و لا وداع آخر عبادتك فيه و لا آخر صومي لك و ارزقني العود فيه ثمّ العود فيه برحمتك يا وليّ المؤمنين، و وفّقني فيه لليلة القدر و اجعلها لي خيرا من ألف شهر ربّ اللّيل و النّهار و الجبال و البحار و الظّلم و الأنوار و الأرض و السّماء يا بارىء يا مصوّر يا حنّان يا منّان يا اللّه يا رحمن يا قيّوم يا بديع لك الأسماء الحسنى و الأمثال العليا و الكبرياء و الآلاء، أسألك باسمك بسم اللّه الرّحمن الرّحيم أن تصلّي على محمّد و آل محمّد و أن تجعل اسمي في هذه اللّيلة في السّعداء و روحي مع الشّهداء و إحساني في علّيّين و إساءتي مغفورة و أن تهب لي يقينا تباشر به قلبي و إيمانا لا يشوبه شكّ و رضى بما قسمت لي و أن تؤتيني في الدّنيا حسنة و في الآخرة حسنة و أن تقيني عذاب النّار، أللّهمّ اجعل فيما تقضي و تقدّر من الأمر المحتوم و فيما تفرق من الأمر الحكيم في ليلة القدر من القضاء الّذي لا يردّ و لا يبدّل و لا يغيّر أن تكتبني من حجّاج بيتك الحرام المبرور حجّهم المشكور سعيهم المغفور ذنبهم المكفّر عنهم سيّئاتهم، و اجعل فيما تقضي و تقدّر أن تعتق رقبتي من النّار يا أرحم الرّاحمين، أللّهمّ إنّي أسألك و لم يسأل العباد مثلك جودا و كرما و أرغب إليك و لم يرغب إلى مثلك أنت موضع مسئلة السّائلين و منتهى رغبة الرّاغبين أسألك بأعظم المسائل كلّها و أفضلها و أنجحها الّتي ينبغي للعباد أن يسألوك بها يا اللّه يا رحمن و بأسمائك ما علمت منها و ما لم أعلم، و بأسمائك الحسنى و أمثالك العليا و نعمتك الّتي لا تحصى و بأكرم أسمائك عليك و أحبّها إليك و أشرفها عندك منزلة و أقربها منك وسيلة و أجزلها منك ثوابا و أسرعها لديك إجابة و باسمك المكنون المخزون الحيّ القيّوم الأكبر الأجلّ الّذي تحبّه و تهواه و ترضى عمّن دعاك به و تستجيب له دعاءه، و حقّ

ص: 325

عليك ألاّ تخيّب سائلك و أسألك بكلّ اسم هو لك في التّوراة و الإنجيل و الزّبور و القرآن، و بكلّ اسم دعاك به حملة عرشك و ملائكة سماواتك و جميع الأصناف من خلقك من نبيّ أو صدّيق أو شهيد و بحقّ الرّاغبين إليك الفرقين منك المتعوّذين بك و بحقّ مجاوري بيتك الحرام حجّاجا و معتمرين و مقرّبين و مقدّسين و المجاهدين في سبيلك و بحقّ كلّ عبد متعبّد لك في برّ أو بحر أو سهل أو جبل، أدعوك دعاء من قد اشتدّت فاقته و كثرت ذنوبه و عظم جرمه و ضعف كدحه دعاء من لا يجد لنفسه سادّا و لا لضعفه معوّلا و لا لذنبه غافرا غيرك هاربا إليك متعوّذا بك متعبّدا لك غير مستكبر و لا مستنكف، خائفا بائسا فقيرا مستجيرا بك أسألك بعزّتك و عظمتك و جبروتك و سلطانك و ملكك و بهائك وجودك و كرمك و بآلائك و حسنك و جمالك و بقوّتك على ما أردت من خلقك أدعوك يا ربّ خوفا و طمعا و رهبة و رغبة و تخشّعا و تملّقا و تضرّعا و إلحافا و إلحاحا خاضعا لك، لا إله إلاّ أنت وحدك لا شريك لك يا قدّوس ثلاثا يا اللّه ثلاثا يا رحمن ثلاثا يا رحيم ثلاثا يا ربّ ثلاثا أعوذ بك يا اللّه الواحد الأحد الصّمد الوتر المتكبّر المتعال و أسألك بجميع ما دعوتك به و بأسمائك الّتي تملأ أركانك كلّها أن تصلّي على محمّد و آل محمّد و اغفر لي ذنبي و ارحمني و أوسع عليّ من فضلك العظيم، و تقبّل منّي شهر رمضان و صيامه و قيامه فرضه و نوافله و اغفر لي و ارحمني و اعف عنّي و لا تجعله آخر شهر رمضان صمته لك و عبدتك فيه، و لا تجعل و داعي إيّاه وداع خروجي من الدّنيا، أللّهمّ أوجب لي من رحمتك و مغفرتك و رضوانك و خشيتك أفضل ما أعطيت أحدا ممّن عبدك فيه، أللّهمّ لا تجعلني أخسر من سألك فيه و اجعلني ممّن أعتقته في هذا الشّهر من النّار و غفرت له ما تقدّم من ذنبه و ما تأخّر، و أوجبت له أفضل ما رجاك و أمّله منك يا أرحم الرّاحمين، أللّهمّ ارزقني العود في صيامه لك و عبادتك فيه و اجعلني ممّن كتبته في هذا الشهر من حجّاج بيتك الحرام المبرور حجّهم المغفور لهم ذنبهم المتقبّل عملهم آمين آمين ربّ العالمين، أللّهمّ لا تدع لي فيه ذنبا إلاّ غفرته و لا

ص: 326

خطيئة إلاّ محوتها و لا عثرة إلاّ أقلتها و لا دينا إلاّ قضيته و لا عيلة إلاّ أغنيتها و لا همّا إلاّ فرّجته و لا فاقة إلاّ سددتها و لا عريانا إلاّ كسوته و لا مرضا إلاّ شفيته و لا داء إلاّ أذهبته، و لا حاجة من حوائج الدّنيا و الآخرة إلاّ قضيتها على أفضل أملي و رجائي فيك يا أرحم الرّاحمين، أللّهمّ لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا و لا تذلّنا بعد إذ أعززتنا و لا تضعنا بعد إذ رفعتنا و لا تهنّا بعد إذ أكرمتنا و لا تفقرنا بعد إذ أغنيتنا و لا تمنعنا بعد إذ أعطيتنا و لا تحرمنا بعد إذ رزقتنا و لا تغيّر شيئا من نعمتك علينا و إحسانك إلينا لشيء كان من ذنوبنا و لا لما هو كائن منّا فإنّ في كرمك و عفوك و فضلك سعة لمغفرة ذنوبنا فاغفر لنا و تجاوز عنّا و لا تعاقبنا عليها يا أرحم الرّاحمين، أللّهمّ أكرمني في مجلسي هذا كرامة لا تهينني بعدها أبدا و أعزّني عزّا لا تذلّني بعده أبدا و عافني عافية لا تبتليني بعدها أبدا و ارفعني رفعة لا تضعني بعدها أبدا و اصرف عنّي شرّ كلّ شيطان مريد و شرّ كلّ جبّار عنيد و شرّ كلّ قريب أو بعيد و شرّ كلّ صغير أو كبير و شرّ كلّ دابّة أنت آخذ بناصيتها إنّ ربّي على صراط مستقيم، أللّهمّ ما كان في قلبي من شكّ أو ريبة أو جحود أو قنوط أو فرح أو مرح أو بذخ أو بطر أو خيلاء أو رياء أو سمعة أو شقاق أو نفاق أو كفر أو فسوق أو معصية أو شيء لا تحبّ عليه وليّا لك، فأسألك أن تصلّي على محمّد و آل محمّد و أن تمحوه من قلبي و تبدلني مكانه إيمانا بوعدك و رضى بقضائك و وفاء بعهدك و وجلا منك و زهدا في الدّنيا و رغبة فيما عندك وثقة بك و طمأنينة إليك و توبة نصوحا إليك، أللّهمّ إن كنت بلّغتناه و إلاّ فأخّر آجالنا إلى قابل حتّى تبلّغناه في يسر منك و عافية يا أرحم الرّاحمين و صلّى اللّه على محمّد و آله كثيرا و رحمة اللّه و بركاته.

ثمّ قل: الحمد للّه الّذي بلّغنا شهر رمضان و أعاننا على صيامه و قيامه حتّى تقضّت آخر ليلة منه و لم يبتلنا فيه بارتكاب محرم، و لا انتهاك حرمة و لا أكل ربا و لا بعقوق و الدّين و لا قطع رحم و لا بشيء من البوائق و الكبائر و أنواع البلايا الّتي قد

ص: 327

بلي بها من هو خير منّي، أللّهمّ فلك الحمد شكرا على ما عافيتني و حسن ما أبليتني إلهي أثني عليك أحسن الثّناء لأنّ بلاءك عندي أحسن البلاء، أوقرتني نعما و أوقرت نفسي ذنوبا كم من نعمة لك يا سيّدي أسبغتها عليّ لم أؤدّ شكرها و كم من خطيئة أحصيتها عليّ أستحيي من ذكرها و أخاف جزاءها و أحذر معرّتها إن لم تعف لي عنها أكن من الخاسرين، إلهي فإنّي أعترف لك بذنوبي و أذكر لك حاجتي و أشكو إليك مسكنتي وفاقتي و قسوة قلبي و ميل نفسي، فإنّك قلت فما استكانوا لربّهم و ما يتضرّعون و ها أنا ذا قد استجرت بك و قعدت بين يديك مستكينا متضرّعا إليك راجيا لما أريد من الثّواب بصيامي و صلاتي، و قد عرفت حاجتي و مسكنتي إلى رحمتك و الثّبات على هداك و قد هربت إليك هرب العبد السّوء إلى المولى الكريم يا مولاي، و تقرّبت إليك فأسألك بوحدانيّتك لمّا صلّيت على محمّد و آل محمّد صلاة كبيرة كريمة شريفة توجب لي بها شفاعتهم في القيامة عندك، و صلّيت على ملائكتك المقرّبين و أنبيائك المرسلين و أسألك بحقّك عليهم أجمعين لمّا غفرت لي في هذا اليوم مغفرة لا أشقى بعدها أبدا إنّك على كلّ شيء قدير و صلّى اللّه على محمّد و آله كثيرا و رحمة اللّه و بركاته.

ثمّ ادع بدعاء عليّ بن الحسين عليهما السّلام في وداع شهر رمضان و هو من أدعية الصّحيفة(1).

أعمال شهر شوّال و أدعية ليلة الفطر

اشارة

شهر شوّال: ينبغي للإنسان ألاّ ينام في ليلة الفطر للحديث عن الصّادق عليه السّلام: ثلاث ليال ينبغي للعباد ألاّ يناموا فيها، ليلة ثلاث و عشرين من شهر رمضان، و ليلة الفطر، و ليلة المزدلفة. و كان عليّ بن الحسين عليهما السّلام يحييها بالصّلاة حتى يصبح، و كان يبيتها في المسجد و يقول لابنه الباقر عليه السّلام: يا بنيّ ما

ص: 328


1- الصحيفة السجادية ص 191 طبعة الأعلمي.

هي بدون ليلة يعني ليلة القدر، و يستحبّ فيها الغسل بعد غروب الشّمس و أن يقول بعد صلاة المغرب و نافلتها: يا ذا الجلال و الإكرام يا ذا الطّول يا مصطفيا محمّدا و ناصره صلّ على محمّد و آل محمّد و اغفر لي كلّ ذنب أذنبته و نسيته أنا و هو عندك في كتاب مبين، ثمّ يخرّ ساجدا و يقول: أتوب إلى اللّه مائة مرّة، ثمّ يسئل حاجته تقضى إن شاء اللّه تعالى، و يستحبّ أيضا التّكبير عقيب أربع صلوات صلاة المغرب و العشاء و صلاة الفجر و صلاة العيد يقول: اللّه أكبر اللّه أكبر لا إله إلاّ اللّه و اللّه أكبر و للّه الحمد الحمد للّه على ما هدانا و له الشّكر على ما أولانا، و أن يصلّي بعد الفراغ من جميع صلاته ركعتين في الأولى بالحمد مرّة و التوحيد ألفا و في الثّانية بالحمد مرّة و التّوحيد مرّة، و قد مرّت في باب النّوافل.

في دعاء ليلة الفطر

ثمّ يدعو بعدها بهذا الدّعاء: يا اللّه يا اللّه يا اللّه يا رحمن يا اللّه يا ملك يا اللّه يا قدّوس يا اللّه يا سلام يا اللّه يا مؤمن يا اللّه يا مهيمن يا اللّه يا عزيز يا اللّه يا جبّار يا اللّه يا متكبّر يا اللّه يا خالق يا اللّه يا بارىء يا اللّه يا مصوّر يا اللّه يا عالم يا اللّه يا عظيم يا اللّه يا عليم يا اللّه يا كريم يا اللّه يا حليم يا اللّه يا حكيم يا اللّه يا سميع يا اللّه يا بصير يا اللّه يا قريب يا اللّه يا مجيب يا اللّه يا جواد يا اللّه يا واحد يا اللّه يا مليّ يا اللّه يا حفيظ يا اللّه يا محيط يا اللّه يا ماجد يا اللّه يا وفيّ يا اللّه يا مولى يا اللّه يا قاضي يا اللّه يا سريع يا اللّه يا شديد يا اللّه يا رؤوف يا اللّه يا رقيب يا اللّه يا قاهر يا اللّه يا أوّل يا اللّه يا آخر يا اللّه يا ظاهر يا اللّه يا باطن يا اللّه يا فاخر يا اللّه يا سيّد السّادة يا اللّه يا ربّاه يا اللّه يا ودود يا اللّه يا نور يا اللّه يا رافع يا اللّه يا مانع يا اللّه يا دافع يا اللّه يا فاتح يا اللّه يا نفّاح يا اللّه يا جليل يا اللّه يا جميل يا اللّه يا شهيد يا اللّه يا شاهد يا اللّه يا مغيث يا اللّه يا حبيب يا اللّه يا فاطر يا اللّه يا مطهّر يا اللّه يا مليك يا اللّه يا مقتدر يا اللّه يا قابض يا اللّه يا باسط يا اللّه يا محيي يا اللّه يا مميت يا اللّه يا باعث يا اللّه يا وارث يا اللّه يا معطي يا اللّه يا مفضل يا اللّه يا منعم يا اللّه يا حقّ يا اللّه يا مبين يا اللّه يا طيّب يا اللّه يا محسن يا اللّه يا مجمل يا اللّه يا مبدىء يا اللّه يا معيد يا اللّه يا بارّ يا اللّه يا بديع يا اللّه يا هادي يا

ص: 329

اللّه يا كافي يا اللّه يا شافي يا اللّه يا عليّ يا اللّه يا حنّان يا اللّه يا منّان يا اللّه يا ذا الطّول يا اللّه يا متعال يا اللّه يا عدل يا اللّه يا ذا المعارج يا اللّه يا صادق يا اللّه يا ديّان يا اللّه يا باقي يا اللّه يا معين يا اللّه يا ذا الجلال و الإكرام يا اللّه يا محمود يا اللّه يا معبود يا اللّه يا صانع يا اللّه يا مكوّن يا اللّه يا فعّالا لما يشاء يا اللّه يا لطيف يا اللّه يا خبير يا اللّه يا غفور يا اللّه يا شكور يا اللّه يا نور يا اللّه يا قدير يا اللّه يا ربّاه يا اللّه يا ربّاه يا اللّه عشرا أسألك أن تصلّي على محمّد و آل محمّد و أن تمنّ عليّ برضاك و تعفو عنّي بحلمك و توسّع عليّ من رزقك الحلال الطّيّب من حيث أحتسب و من حيث لا أحتسب فإنّي عبدك ليس لي أحد سواك و لا أحد أسأله غيرك يا أرحم الرّاحمين ما شاء اللّه لا قوّة إلاّ باللّه العليّ العظيم.

ثمّ تسجد و تقول: يا اللّه يا اللّه يا اللّه يا ربّ يا ربّ يا ربّ يا منزل البركات بك تنزل كلّ حاجة أسألك بكلّ اسم هو لك و بكلّ اسم هو في مخزون الغيب عندك و بالأسماء الجليلة المشهورات عندك المكتوبة على سرادق عرشك أن تصلّي على محمّد و آل محمّد و أن تقبل منّي شهر رمضان و تكتبني في الوافدين إلى بيتك الحرام، و تصفح لي عن الذّنوب العظام و تستخرج كنوزك يا اللّه يا رحمن.

ثمّ اغتسل آخر اللّيل و اجلس في مصلاّك إلى طلوع الفجر، فإذا طلع فصلّ الفجر و عقّب إلى أن تبزغ الشّمس فإذا بزغت فانهض قائما و ادع تجاه القبلة بما روي عن مولانا زين العابدين عليه السّلام و هو(1): إلهي و سيّدي أنت فطرتني و ابتدأت خلقي لا لحاجة منك إليّ بل تفضّلا منك عليّ و قدّرت لي أجلا و رزقا لا أتعدّاهما

ص: 330


1- عن جابر بن عبد اللّه الأنصاري قال: كنت يوم الفطر بالمدينة فغدوت من منزلي آخر الليل أريد سيدي علي بن الحسين عليه السّلام فأتيت مسجد النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فلم أجد فيه إلا سيدي زين العابدين عليه السّلام قائما يصلي صلاة الفجر وحده، فوقفت فصليت بصلاته فلما فرغ سجد سجدة الشكر، ثم جلس يدعو و جلست أؤمن على دعائه فما أتى على آخر دعائه حتى بزغت الشمس، فوثب عليه السّلام قائما على قدميه تجاه القبلة و تجاه قبر النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ثم رفع يديه حتى صارتا بإزاء وجهه و قال: إلهي و سيدي إلى آخر الدعاء كما في الأصل [قاله ابن باقي في اختياره].

و لا ينقصني أحد منهما شيئا و كنفتني منك بأنواع النّعم و الكفاية طفلا و ناشئا من غير عمل عملته فعلمته منّي فجازيتني عليه بل كان ذلك منك تطوّلا عليّ و امتنانا فلمّا بلغت بي أجل الكتاب من علمك بي وفّقتني لمعرفة وحدانيّتك و الإقرار بربوبيّتك فوحّدتك مخلصا لم أدع لك شريكا في ملكك و لا معينا على قدرتك و لم أنسب إليك صاحبة و لا ولدا، فلمّا بلّغت بي تناهي الرّحمة منك مننت عليّ بمن هديتني به من الضّلالة و استنقذتني به من الهلكة و استخلصتني به من الحيرة و فككتني به من الجهالة و هو حبيبك و نبيّك محمّد صلّى اللّه عليه و آله أزلف خلقك عندك و أكرمهم منزلة لديك فشهدت معه بالوحدانيّة و أقررت لك بالرّبوبيّة و له بالرّسالة و أوجبت له عليّ الطّاعة فأطعته كما أمرت و صدّقته فيما حتمت، و خصصته بالكتاب المنزل عليه و السّبع المثاني الموحاة إليه، و أسميته القرآن و أكنيته الفرقان العظيم فقلت جلّ اسمك وَ لَقَدْ آتَيْنٰاكَ سَبْعاً مِنَ اَلْمَثٰانِي وَ اَلْقُرْآنَ اَلْعَظِيمَ و قلت جلّ قولك له حين اختصصته بما سمّيته من الأسماء طه مٰا أَنْزَلْنٰا عَلَيْكَ اَلْقُرْآنَ لِتَشْقىٰ و قلت عزّ قولك يس وَ اَلْقُرْآنِ اَلْحَكِيمِ و قلت تقدّست أسماؤك ص وَ اَلْقُرْآنِ ذِي اَلذِّكْرِ و قلت عظمت آلاؤك ق وَ اَلْقُرْآنِ اَلْمَجِيدِ فخصصته أن جعلته قسمك حين أسميته و قرنت القرآن به فما في كتابك من شاهد قسم و القرآن مردف به إلاّ و هو اسمه، و ذلك شرف شرّفته به و فضل بعثته إليه تعجز الألسن و الأفهام عن علم وصف مرادك به و تكلّ عن علم شأنك عليه، فقلت عزّ جلالك في تأكيد الكتاب و قبول ما جاء به هٰذٰا كِتٰابُنٰا يَنْطِقُ عَلَيْكُمْ بِالْحَقِّ و قلت عزّيت و جلّيت مٰا فَرَّطْنٰا فِي اَلْكِتٰابِ مِنْ شَيْ ءٍ و قلت تباركت و تعاليت في عامّة ابتدائه الر كِتٰابٌ أُحْكِمَتْ آيٰاتُهُ و الر كِتٰابٌ أَنْزَلْنٰاهُ و الر تِلْكَ آيٰاتُ اَلْكِتٰابِ اَلْمُبِينِ و الم ذٰلِكَ اَلْكِتٰابُ لاٰ رَيْبَ فِيهِ و في أمثالها من سور الطّواسين و الحواميم في كلّ ذلك بيّنت في الكتاب مع القسم الّذي هو اسم من اختصصته لوحيك، و استودعته سرّ غيبك فأوضح لنا منه شروط فرائضك و أبان عن واضح سنّتك و أفصح لنا عن الحلال و الحرام و أنار لنا مدلهمّات

ص: 331

الظّلام و جنّبنا ركوب الآثام و ألزمنا الطّاعة و وعدنا من بعدها الشّفاعة فكنت ممّن أطاع أمره و أجاب دعوته و استمسك بحبله و أقمت الصّلاة و آتيت الزّكاة و التزمت الصّيام الّذي جعلته حقّا، فقلت جلّ اسمك كُتِبَ عَلَيْكُمُ اَلصِّيٰامُ كَمٰا كُتِبَ عَلَى اَلَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ ثمّ إنّك أبنته فقلت شَهْرُ رَمَضٰانَ اَلَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ اَلْقُرْآنُ و قلت فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ اَلشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ و رغّبت في الحجّ بعد إذ فرضته إلى بيتك الّذي حرّمته فقلت جلّ اسمك وَ لِلّٰهِ عَلَى اَلنّٰاسِ حِجُّ اَلْبَيْتِ مَنِ اِسْتَطٰاعَ إِلَيْهِ سَبِيلاً و قلت وَ أَذِّنْ فِي اَلنّٰاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجٰالاً وَ عَلىٰ كُلِّ ضٰامِرٍ يَأْتِينَ مِنْ كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ لِيَشْهَدُوا مَنٰافِعَ لَهُمْ وَ يَذْكُرُوا اِسْمَ اَللّٰهِ فِي أَيّٰامٍ مَعْلُومٰاتٍ فأعنّي اللّهمّ على جهاد عدوّك في سبيلك مع وليّك كما قلت جلّ قولك إِنَّ اَللّٰهَ اِشْتَرىٰ مِنَ اَلْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَ أَمْوٰالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ اَلْجَنَّةَ يُقٰاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اَللّٰهِ و قلت جلّت أسماؤك وَ لَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتّٰى نَعْلَمَ اَلْمُجٰاهِدِينَ مِنْكُمْ وَ اَلصّٰابِرِينَ وَ نَبْلُوَا أَخْبٰارَكُمْ أللّهمّ فأرني ذلك السّبيل حتّى أقاتل فيه بنفسي و مالي طلب رضاك فأكون من الفائزين، إلهي أين المفرّ عنك فلا يسعني بعد ذلك إلاّ حلمك فكن بي رؤوفا رحيما و اقبلني و تقبّل منّي و أعظم لي في هذا اليوم بركة المغفرة و مثوبة الأجر و أرني صحّة التّصديق بما سألت و إن أنت عمّرتني إلى عام مثله و يوم مثله و لم تجعله آخر العهد منّي فأعنّي بالتّوفيق على بلوغ رضاك، و أشركني يا إلهي في هذا اليوم في جميع دعاء من أجبته من المؤمنين و المؤمنات و أشركهم في دعائي إذا أجبتني في مقامي هذا بين يديك فإنّي راغب إليك لي و لهم و عائذ بك لي و لهم فاستجب لي يا أرحم الرّاحمين.

في صلاة العيد

فإذا خرجت إلى صلاة العيد فاستفتح خروجك بالدّعاء إلى أن تدخل مع الإمام في الصّلاة فتقول: أللّهمّ إليك وجّهت وجهي و إليك فوّضت أمري و عليك توكّلت اللّه أكبر على ما هدانا اللّه أكبر إلهنا و مولانا اللّه أكبر على ما أولانا و حسن ما أبلانا اللّه أكبر وليّنا الّذي اجتبانا اللّه أكبر ربّنا الّذي خلقنا و سوّانا اللّه أكبر ربّنا الّذي

ص: 332

برأنا اللّه أكبر الّذي أنشأنا اللّه أكبر الّذي بقدرته هدانا اللّه أكبر الّذي بدينه حيّانا اللّه أكبر الّذي من فتنته عافانا اللّه أكبر الّذي بالإسلام اصطفانا اللّه أكبر الّذي فضّلنا بالإسلام على من سوانا، اللّه أكبر و أكبر سلطانا اللّه أكبر و أعلى برهانا اللّه أكبر و أجلّ سبحانا اللّه أكبر و أقدم إحسانا اللّه أكبر و أعزّ أركانا اللّه أكبر و أعلى مكانا اللّه أكبر و أسنا شانا اللّه أكبر ناصر من استنصر اللّه أكبر ذو المغفرة لمن استغفر اللّه أكبر الّذي خلق فصوّر اللّه أكبر الّذي أمات فأقبر اللّه أكبر الّذي إذا شاء أنشر اللّه أكبر أقدر من كلّ شيء و أظهر، اللّه أكبر ربّ الخلق و البرّ و البحر اللّه أكبر كلّما سبّح اللّه شيء و كبّر و كما يحبّ اللّه أن يكبّر، أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد عبدك و رسولك و نبيّك و صفيّك و نجيّك و أمينك و نجيبك و صفوتك من خلقك و خليلك و خاصّتك و خيرتك من بريّتك، أللّهمّ صلّ على محمّد عبدك و رسولك الّذي هديتنا به من الضّلالة و علّمتنا به من الجهالة و بصّرتنا به من العمى و أقمتنا به على المحجّة العظمى و سبيل التّقوى و أخرجتنا به من الغمرات إلى جميع الخيرات و أنقذتنا به من شفا جرف الهلكات، أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد أفضل و أكمل و أشرف و أكبر و أطهر و أطيب و أتمّ و أعمّ و أزكى و أنمى و أحسن و أجمل ما صلّيت على أحد من العالمين، أللّهمّ شرّف مقامه في القيامة و عظّم على رؤوس الخلائق حاله، أللّهمّ اجعل محمّدا و آل محمّد يوم القيامة أقرب الخلق منك منزلة و أعلاهم مكانا و أفسحهم لديك مجلسا و أعظمهم عندك شرفا و أرفعهم منزلا، أللّهمّ صلّ على محمّد و على أئمّة الهدى الأئمّة المهديّين و الحجج على خلقك و الأدلاّء على سنّتك و الباب الّذي منه تؤتى و التّراجمة لوحيك كما استنّوا سنّتك النّاطقين بحكمك و الشّهداء على خلقك، أللّهمّ اشعب بهم الصّدع(1) و ارتق بهم الفتق و أمت بهم الجور و أظهر بهم العدل و زيّن بطول بقائهم الأرض و أيّدهم بنصرك و انصرهم

ص: 333


1- قوله: اشعب بهم الصدع، هذه استعارة أي أصلح بهم كل ما فسد.

بالرّعب، و قوّ ناصرهم و اخذل خاذلهم و دمدم على من نصب لهم و دمّر على من غشمهم و افضض بهم رؤوس الضّلالة و شارعة البدع و مميتة السّنن و المتعزّزين بالباطل، و أعزّ بهم المؤمنين و أذلّ بهم المنافقين و الكافرين و جميع الملحدين و المخالفين في مشارق الأرض و مغاربها يا أرحم الرّاحمين، أللّهمّ و صلّ على جميع المرسلين و النّبيّين الّذين بلّغوا عنك الهدى و اعتقدوا لك المواثيق بالطّاعة و دعوا العباد إليك بالنّصيحة و صبروا على ما لقوا من الأذى و التّكذيب في جنبك، أللّهمّ صلّ على محمّد و عليهم و على ذراريهم و أهل بيوتاتهم و أزواجهم و جميع أشياعهم و أتباعهم من المؤمنين و المؤمنات و المسلمين و المسلمات الأحياء منهم و الأموات، و السّلام عليهم جميعا في هذه السّاعة و في هذا اليوم و رحمة اللّه و بركاته، أللّهمّ اخصص أهل بيت نبيّك المباركين السّامعين المطيعين لك الّذين أذهبت عنهم الرّجس و طهّرتهم تطهيرا بأفضل صلواتك و نوامي بركاتك و السّلام عليهم و رحمة اللّه و بركاته.

فإذا توجّه إلى صلاة العيد فليقل: أللّهمّ من تهيّأ و تعبّأ و أعدّ و استعدّ لوفادة إلى مخلوق رجاء رفده و طلب جوائزه و فواضله، فإليك يا سيّدي وفادتي و تهيئتي و إعدادي و استعدادي رجاء رفدك و جوائزك و نوافلك، فلا تخيّب اليوم رجائي يا مولاي يا من لا يخيب عليه سائل و لا ينقصه نائل فإنّي لم آتك اليوم بعمل صالح قدّمته و لا شفاعة مخلوق رجوتها، و لكن أتيتك خاضعا مقرّا بالظّلم و الإساءة لا حجّة لي و لا عذر فأسألك يا ربّ أن تعطيني مسألتي و تقلبني برغبتي و لا تردّني مجبوها و لا خائبا يا عظيم يا عظيم يا عظيم، أرجوك للعظيم أسألك يا عظيم أن تغفر لي العظيم لا إله إلاّ أنت، أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد و ارزقني خير هذا اليوم الّذي شرّفته و عظّمته و تغسلني فيه من جميع ذنوبي و خطاياي و زدني من فضلك إنّك أنت الوهّاب.

ص: 334

ثمّ صلّ صلاة العيد و قد مرّ ذكرها في باب الصّلوات و ادع بعدها بهذا الدّعاء: أللّهمّ إنّي توجّهت إليك بمحمّد صلّى اللّه عليه و آله أمامي و عليّ من خلفي و أئمّتي عن يميني و شمالي، أستتر بهم من عذابك و سخطك و أتقرّب إليك زلفى لا أجد أحدا أقرب إليك منهم، فهم أئمّتي فآمن بهم خوفي من عذابك و سخطك و أدخلني برحمتك الجنّة في عبادك الصّالحين، أصبحت باللّه مؤمنا موقنا مخلصا على دين محمّد صلّى اللّه عليه و آله و سنّته و على دين عليّ و سنّته و على دين الأوصياء و سنّتهم آمنت بسرّهم و علانيتهم و أرغب إلى اللّه تعالى فيما رغبوا فيه و أعوذ باللّه من شرّ ما استعاذوا منه و لا حول و لا قوّة و لا منعة إلاّ باللّه العليّ العظيم، توكّلت على اللّه حسبي اللّه و من يتوكّل على اللّه فهو حسبه، أللّهمّ إنّي أريدك فأردني و أطلب ما عندك فيسّره لي، أللّهمّ إنّك قلت في محكم كتابك المنزل و قولك الحقّ و وعدك الصّدق شَهْرُ رَمَضٰانَ اَلَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ اَلْقُرْآنُ هُدىً لِلنّٰاسِ فعظّمت شهر رمضان بما أنزلت فيه من القرآن الكريم و خصّصته بأن جعلت فيه ليلة القدر، أللّهمّ و قد انقضت أيّامه و لياليه و قد صرت منه إلى ما أنت أعلم به منّي فأسألك يا إلهي بما سألك به ملائكتك المقرّبون و أنبياؤك المرسلون و عبادك الصّالحون أن تصلّي على محمّد و آل محمّد و أن تقبل منّي كلّ ما تقرّبت به إليك فيه، و تتفضّل عليّ بتضعيف عملي و قبول تقرّبي و قرباني(1) و استجابة دعائي وهب لي من لدنك رحمة، و أعتق رقبتي من النّار و آمنّي يوم الخوف من كلّ الفزع و من كلّ هول أعددته ليوم القيامة، أعوذ بحرمة وجهك الكريم و بحرمة نبيّك صلّى اللّه عليه و آله و بحرمة الأوصياء عليهم السّلام أن يتصرّم هذا اليوم و لك قبلي تبعة تريد أن تؤاخذني بها أو خطيئة تريد أن تقتصّها منّي لم تغفرها لي أسألك بحرمة وجهك الكريم يا لا إله إلاّ أنت بلا إله إلاّ أنت أن ترضى عنّي و إن كنت رضيت عنّي فزد فيما بقي من عمري رضى، و إن كنت

ص: 335


1- في الإقبال: و قرباتي.

لم ترض عنّي فمن الآن فارض عنّي يا سيّدي و مولاي السّاعة السّاعة السّاعة، و اجعلني في هذه السّاعة و في هذا اليوم و في هذا المجلس من عتقائك من النّار عتقا لا رقّ بعده، أللّهمّ إنّي أسألك بحرمة وجهك الكريم أن تجعل يومي هذا خير يوم عبدتك فيه منذ أسكنتني الأرض، أعظمه أجرا و أعمّه نعمة و عافية و أوسعه رزقا و أبتله عتقا من النّار و أوجبه مغفرة و أكمله رضوانا و أقربه إلى ما تحبّ و ترضى، أللّهمّ لا تجعله آخر شهر رمضان صمته(1) لك و ارزقني العود فيه ثمّ العود فيه حتّى ترضى و يرضى كلّ من له قبلي تبعة، و لا تخرجني من الدّنيا إلاّ و أنت عنّي راض، أللّهمّ اجعلني من حجّاج بيتك الحرام في هذا العام المبرور حجّهم المشكور سعيهم المغفور ذنبهم المستجاب دعاؤهم المحفوظين في أنفسهم و أديانهم و ذراريهم و أموالهم و جميع ما أنعمت به عليهم، أللّهمّ اقلبني من مجلسي هذا و في يومي هذا و في ساعتي هذه مفلحا منجحا مستجابا دعائي مرحوما صوتي مغفورا ذنبي، أللّهمّ و اجعل فيما شئت و أردت و قضيت و حتمت أن تطيل عمري و أن تقوّي ضعفي و تجبر

ص: 336


1- قال المقداد رحمه اللّه في رابعة الحديث القدسي: كلّ عمل ابن آدم له إلاّ الصّوم فإنه لي و أنا أجزي به، قيل في توجيه هذا وجوه: أ - اختصاصه بترك الشهوات في الفرج و النظر و ذلك أمر عظيم شريف و عورض بالجهاد فإنّه ترك الحياة فضلا عن الشهوات. ب - إنّ خلاء الجوف تشبيه بالصمديّة و عورض بالعلم فإنّه تشبيه بأجل صفات الرّبوبية و كذلك الإحسان و سائر أخلاق الربّ تعالى. ج - إن جميع العبادات قد يقع إلى غير اللّه تعالى إلاّ الصّوم فإنّه لم يتقرب به إلاّ إليه تعالى و عورض بأنّه يفعله أصحاب استخدام الكواكب. د - إنّه يوجب صفاء الفكر و العقل بواسطة ضعف القوى الشهوانية و ذلك يوجب حصول المعارف الرّبانيّة، و لهذا قال عليه السّلام: لا تدخل الحكمة جوفا ملىء طعاما و المعارف الربانية أشرف أحوال النفس الإنسانيّة و عورض بأنّ سائر العبادات كذلك إذا واظب عليها، و لذلك قال عليه السّلام: من أخلص للّه تعالى أربعين صباحا ظهرت ينابيع الحكمة من قلبه على لسانه. ه - إنه أمر خفيّ لا يطّلع عليه و عورض بالإيمان و كلّ هذه المعارضات مدخولة فإنّ أكثرها يخرج بقوله عليه السّلام: عمل و العلم و المعارف و الإيمان ليست أعمالا في الإصطلاح و غير بعيد أن يكون مجموع هذه الخمسة مختصّا به فارقا بينه و بين غيره.

فاقتي و أن تعزّ ذلّي و تؤنس وحشتي و أن تكثّر قلّتي و أن تدرّ رزقي في عافية و رزق و يسر و خفض عيش(1)، و تكفيني كلّ ما أهمّني من أمر آخرتي و لا تكلني إلى نفسي فأعجز عنها و لا إلى النّاس فيرفضوني و عافني في بدني و أهلي و ولدي و أهل مودّتي و جيراني و إخواني و ذرّيّتي، و أن تمنّ عليّ بالأمن أبدا ما أبقيتني توجّهت إليك بمحمّد و آل محمّد صلّى اللّه عليهم، و قدّمتهم إليك أمامي و أمام حاجتي و طلبتي و تضرّعي و مسألتي فاجعلني بهم عندك وجيها في الدّنيا و الآخرة فإنّك مننت عليّ بمعرفتهم فاختم لي بها السّعادة إنّك على كلّ شيء قدير، فإنّك وليّي و مولاي و سيّدي و ربّي و إلهي و ثقتي و رجائي و معدن مسألتي و موضع شكواي و منتهى رغبتي و مناي، فلا تخيّبنّ عليك دعائي يا سيّدي و مولاي، أللّهمّ فلا تبطلنّ عملي و طمعي و رجائي يا إلهي و مسألتي و اختم لي بالسّعادة و السّلامة و الإسلام و الأمن و الإيمان و المغفرة و الرّضوان و الشّهادة و الحفظ، يا منزولا به كلّ حاجة يا اللّه يا اللّه يا اللّه أنت لكلّ حاجة فتولّ عاقبتها و لا تسلّط علينا أحدا من خلقك بشيء لا طاقة لنا به من أمر الدّنيا و فرّغنا لأمر الآخرة يا ذا الجلال و الإكرام صلّ على محمّد و آل محمّد و بارك على محمّد و آل محمّد و سلّم على محمّد و آل محمّد و تحنّن على محمّد و آل محمّد كأفضل ما صلّيت و باركت و ترحّمت و سلّمت و تحنّنت و مننت على إبراهيم و آل إبراهيم إنّك حميد مجيد.

في أدعية يوم العيد

ثمّ ادع بدعاء زين العابدين عليه السّلام في يوم العيدين و الجمعة من أدعية الصّحيفة(2) و هو يا من يرحم من لا يرحمه العباد إلى آخره.

خاتمة: روي عن النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أنّه من صام رمضان و أتبعه بستّ من شوّال فكأنّما صام الدّهر(3)، قال الشّيخ الطّوسي رحمه اللّه في مصباحيه: و العامّة تسميه

ص: 337


1- الخفض: الدّعة و الراحة.
2- الصحيفة السجادية ص 202 طبعة الأعلمي.
3- ذكر الشهيد رحمه اللّه في قواعده في هذا الحديث فوائد: 1 - لم قال رمضان و قد قال تعالى شَهْرُ رَمَضٰانَ الّذي في الحديث لا تقولوا رمضان و جوابه إنّما قيل للتّنبيه على جواز ذلك اللفظ و إن كان غيره أولى منه. 2 - هل هذه الستة مرتّبة على صيام مجموع الشّهر أو يكفي صوم شيء منها و لا يترتب أصلا و جوابه أنّ الظاهر ترتبها على مجموع الشّهر لما نذكره في عدل صيام الدّهر، و يحتمل عدم الترتب أصلا لأنّها أيام معيّنة الصّوم و لا يختلف فيها الحال. 3 - لم قال بستّ و الأيّام مذكرة و جوابه للجري على قاعدة كلام العرب في تغليب اللّيالي على الأيّام كقوله تعالى إِنْ لَبِثْتُمْ إِلاّٰ يَوْماً بعد قوله إِنْ لَبِثْتُمْ إِلاّٰ عَشْراً. 4 - لم قال من شوّال و هل له مزيّة على غيره من الشهور و جوابه لعلّه رفق بالمكلّف لاعتبار أنّه حديث عهد بالصوم فيكون دوامه على الصّوم أسهل من ابتدائه بعد انقطاعه. 5 - هل هي بعد العيد بغير فصل أم لا و لو أخّرها عن العيد هل يأتي بها أم لا، و جوابه أنّ الأفضل أن تلي العيد بلا فصل لما قلناه و لو أخّرها فالظّاهر بقاء الاستحباب لشمول اللفظ. 6 - لم حصر العدد بستّ دون غيرها و جوابه لقوله تعالى مَنْ جٰاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثٰالِهٰا فيكون مع رمضان ثلاثمائة و ستين يوما و ذلك سنة كاملة. 7 - لم قال فكأنّما و لم يقل فكأنّه و جوابه لأن مراد تشبيه الصّوم بالصوم، و لو قال فكأنّه لكان تشبيها للصّائم بالصّوم و ليس بمراد. 8 - كيف يتصوّر أن يكون هذا القدر معادلا لصوم الدّهر و هو جزء منه و كيف يساوي الكلّ و جوابه أنّ لصائم هذه مثل ثواب صيام الدّهر مجرّدا عن المضاعفة أي أضعاف هذه مثل استحقاق صوم الدهر و المراد أن لو كان في غير هذه الملّة كان الاضعاف إنّما جاءت في هذه الملّة. 9 - هل المشبّه به كيف اتفق أو كونه على حالة مخصوصة و جوابه بل المراد صوم الدهر خمسة أسداسه فرض و سدسه نفل كما لو كان المشبّه بهذه النّسبة فله الحسنة من الواجب عشر أمثالها من المندوب. 10 - هل الفرق بين هذه الستة و بين الستة الأيّام في آية السّخرة و جوابه نعم لأنّ هذه الستة قد ثبت حكمها و أمّا ستّة الخلق فقيل لأن الستة أوّل عدد تام يعني بالتام الذي إذا اجتمعت أجزاءه لا ينقص عنه لأن ثلث الستّة و نصفها و سدسها يساويها و كذا اثنان و أربعون و ما تنقص عنه كالأربعة فإنّ لها نصفا و ربعا ينقص عنها و قد تكون زائدة و هو الذي تزيد أجزاؤه عنه كالاثني عشر و العدد التام أحسن الأعداد كإنسان خلق سويّا، و النّاقص كإنسان ناقص عضوا و الزائد كإنسان خلق بيد زائدة. 11 - هل المراد دهر هذا الصّيام أو مطلقا فإن كان الأول فهلا قال دهره و إن كان الثّاني فلا يتوجّه الجواب عن السّادس و جوابه أن المراد دهر الصّائم وال عوض عن المضاف إليه.

التّشييع، قال و في أصحابنا من كرهه و الأصل فيه التخيير و الصّوم عبادة لا تكره لأنّ النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، قال: الصّوم جنّة من النّار و هو على عمومه، قال رحمه اللّه:

و يستحبّ في هذا الشهر و في كلّ شهر صوم ثلاثة أيّام أوّل خميس في العشر الأوّل

ص: 338

و أوّل أربعاء في العشر الثّاني و آخر خميس في العشر الأخير فإنّه روي عنهم عليهم السّلام إنّ ذلك يعدل صيام الدّهر.

أعمال دحو الأرض في ذي القعدة

ذو القعدة: يوم الخامس و العشرين منه دحيت فيه الأرض من تحت الكعبة و صيامه يعدل صوم ستّين شهرا و ادع فيه بهذا الدّعاء: أللّهمّ داحي الكعبة و فالق الحبّة و صارف اللّزبة و كاشف كلّ كربة، أسألك في هذا اليوم من أيّامك الّتي أعظمت حقّها و أقدمت سبقها و جعلتها عند المؤمنين وديعة، و إليك ذريعة و برحمتك الوسيعة أن تصلّي على محمّد عبدك المجيب(1) في الميثاق القريب يوم التّلاق فاتق كلّ رتق وداع إلى كلّ حقّ، و على أهل بيته الأطهار الهداة المنار دعائم الجبّار و ولاة الجنّة و النّار، و أعطنا في يومنا هذا من عطاءك المخزون غير مقطوع و لا ممنون تجمع لنا به التّوبة و حسن الأوبة(2)، يا خير مدعوّ و أكرم مرجوّ يا وفيّ يا من لطفه خفيّ الطف لي بلطفك و أسعدني بعفوك و أيّدني بنصرك و لا تنسني كريم ذكرك بولاة أمرك و حفظة سرّك، احفظني من شوائب الدّهر(3) إلى يوم الحشر

ص: 339


1- في جلّ النسخ المنتجب و في نسخة ابن السّكون المجيب و هو الأوّل لدلالة التّفاسير و الآية في قوله تعالى وَ إِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ و إنّ النّبي و الأئمّة عليهم السّلام، أوّل من أجابوا اللّه في ابتداء الخلق و في دعائه يوم الغدير بأنه على ما ذكرناه فإنّ فيه في باب حمده تعالى و باب بعض نعمه: و ذكرتنا ميثاقك المأخوذ في ابتداء خلقك إيّانا و جعلتنا من أهل الإيمان و لم تنسنا ذكرك، و إنك قلت و إذ أخذ ربك من بني آدم من ظهورهم ذرّيّاتهم و أشهدهم على أنفسهم ألست بربّكم قالوا بلى شهدنا بمنّك و لطفك بأنّك أنت اللّه لا إله إلاّ أنت ربّنا هذا مع أن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم منتجب قبل الميثاق و ذكر ابن بابويه في علله أن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم سئل لأي شيء سبقت الأنبياء و فضلت عليهم و أنت آخرهم، فقال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لأني كنت أوّل من أقرّ بربي عزّ و جلّ و أول من أجاب حيث أخذ اللّه ميثاق النّبيين و أشهدهم على أنفسهم ألست بربّكم، قالوا بلى فكنت أوّل نبي قال بلى فبعثهم إلى الإقرار باللّه عزّ و جل.
2- الأوبة: الرجوع.
3- شوائب الدهر: زلاّته.

و النّشر، و أشهدني أولياءك عند خروج نفسي و حلول رمسي و انقطاع عملي و انقضاء أجلي، أللّهمّ و اذكرني على طول البلى إذا حللت بين أطباق الثّرى و نسيني النّاسون من الورى و أحللني دار المقامة و بوّئني منزل الكرامة و اجعلني من مرافقي أوليائك و أهل اجتبائك(1) و أصفياءك و بارك لي في لقاءك و ارزقني حسن العمل قبل حلول الأجل بريئا من الزّلل و سوء الخطل(2) أللّهمّ و أوردني حوض نبيّك محمّد صلّى اللّه عليه و أهل بيته و اسقني منه مشربا رويّا سائغا هنيا لا أظمأ بعده و لا أحلأ(3) ورده و لا عنه أذاد(4)، و اجعله لي خير زاد و أوفى ميعاد يوم يقوم الأشهاد، أللّهمّ و العن جبابرة الأوّلين و الآخرين و لحقوق أوليائك المستأثرين، أللّهمّ و اقصم دعائمهم و أهلك أشياعهم و عالمهم و عجّل مهالكهم و اسلبهم ممالكهم و ضيّق عليهم مسالكهم و العن مساهمهم و مشاركهم، أللّهمّ و عجّل فرج أوليائك و اردد عليهم مظالمهم و أظهر بالحقّ قائمهم و اجعله لدينك منتصرا و بأمرك في أعدائك مؤتمرا، أللّهمّ احففه بملائكة النّصر و بما ألقيت عليه من الأمر في ليلة القدر منتقما لك حتّى ترضى و يعود دينك به و على يديه جديدا غضّا و يمحض الحقّ محضا و يرفض الباطل رفضا، أللّهمّ صلّ عليه و على جميع آبائه و اجعلنا من صحبه و أسرته و ابعثنا في كرّته حتّى نكون في زمانه من أعوانه، أللّهمّ أدرك بنا قيامه و أشهدنا أيّامه و صلّ عليه و عليه السّلام و اردد إلينا سلامه و رحمة اللّه و بركاته.

أعمال شهر ذي الحجة

اشارة

ذو الحجّة: يستحبّ صوم هذا العشر إلى التّاسع فإن لم يقدر صام أوّل يوم منه فعن الكاظم عليه السّلام إنّ صيامه يعدل صوم ثمانين شهرا و هو اليوم الّذي ولد فيه

ص: 340


1- في نسخة: أحبائك.
2- الخطل: النطق الفاسد الفاحش.
3- أحلأ: أي أمنع و أطرد، و حلأت الإبل عن الماء: أي طردتها.
4- أذاد: أي أدفع.

إبراهيم عليه السّلام، و فيه اتّخذه اللّه خليلا و فيه تزوّج عليّ عليه السّلام بفاطمة عليها السّلام، فصلّ فيه صلاة فاطمة عليها السّلام، و قل بعد الفراغ منها: سبحان ذي العزّ الشّامخ المنيف (إلى آخره) و قد مرّ ذلك في باب الصّلوات.

و كان الصّادق عليه السّلام يدعو بهذا الدعاء من أوّل عشر ذي الحجّة إلى عشيّة عرفة في دبر الصّبح و قبل المغرب و هو: أللّهمّ هذه الأيّام الّتي فضّلتها على الأيّام و شرّفتها قد بلّغتنيها بمنّك و رحمتك فأنزل علينا فيها من بركاتك و أوسع علينا فيها من نعمائك، أللّهمّ إنّي أسألك أن تصلّي على محمّد و آل محمّد و أن تهدينا فيها لسبيل الهدى و العفاف و الغنى و العمل فيها بما تحبّ و ترضى، أللّهمّ إنّي أسألك يا موضع كلّ شكوى و يا سامع كلّ نجوى و يا شاهد كلّ ملاء و يا عالم كلّ خفيّة أن تصلّي على محمّد و آل محمّد و أن تكشف عنّا فيها البلاء و تستجيب لنا فيها الدّعاء و تقوّينا فيها و تعيننا و توفّقنا فيها لما تحبّ ربّنا و ترضى و على ما افترضت علينا من طاعتك و طاعة رسولك و أهل ولايتك، أللّهمّ إنّي أسألك يا أرحم الرّاحمين أن تصلّي على محمّد و آل محمّد و أن تهب لنا فيها الرّضى إنّك سميع الدّعاء و لا تحرمنا خير ما ينزل فيها من السّماء و طهّرنا من الذّنوب يا علاّم الغيوب و أوجب لنا فيها دار الخلود، أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد و لا تترك لنا فيها ذنبا إلاّ غفرته و لا همّا إلاّ فرّجته و لا دينا إلاّ قضيته و لا غائبا إلاّ أدنيته و لا حاجة من حوائج الدّنيا و الآخرة إلاّ سهّلتها و يسّرتها إنّك على كلّ شيء قدير، أللّهمّ يا عالم الخفيّات يا راحم العبرات يا مجيب الدّعوات يا ربّ الأرضين و السّماوات يا من لا تتشابه عليه الأصوات صلّ على محمّد و آل محمّد، و اجعلنا فيها من عتقائك و طلقائك من النّار الفائزين بجنّتك النّاجين برحمتك يا أرحم الرّاحمين و صلّى اللّه على سيّدنا محمّد و آله أجمعين و سلّم تسليما.

و قل في كلّ يوم من هذا العشر أيضا: لا إله إلاّ اللّه عدد اللّيالي و الدّهور لا

ص: 341

إله إلاّ اللّه عدد أمواج البحور لا إله إلاّ اللّه و رحمته خير ممّا يجمعون، لا إله إلاّ اللّه عدد الشّوك و الشّجر لا إله إلاّ اللّه عدد الشّعر و الوبر لا إله إلاّ اللّه عدد الحجر و المدر، لا إله إلاّ اللّه عدد لمح العيون لا إله إلاّ اللّه في اللّيل إذا عسعس و في الصّبح إذا تنفّس لا إله إلاّ اللّه عدد الرّياح في البراري و الصّخور، لا إله إلاّ اللّه من اليوم إلى يوم ينفخ في الصّور عشرا. قال الشيخ الطّوسي رحمه اللّه في متهجّده: إنّ أمير المؤمنين عليه السّلام كان يقول: من قال ذلك في كلّ يوم من أيّام العشر عشر مرّات أعطاه اللّه بكلّ تهليلة درجة في الجنّة من الدرّ و الياقوت ما بين كلّ درجتين مسيرة مائة عام للرّاكب المسرع في كلّ درجة مدينة(1) إلى تمام الخبر.

في أعمال يوم عرفة

يوم(2) عرفة يوم التّاسع منه يستحبّ صومه لمن لا يضعف عن الدّعاء

ص: 342


1- في كل درجة مدينة فيها قصر من جوهرة واحدة لا فصل فيها في كل مدينة من تلك المدائن من الدرّ و الحصون و الغرف و البيوت و الفرش و الأزواج و السّرر و الحور العين و من النمارق و الزرابي، قلت الزرابي التنافس و النمارق و الوسائد هكذا ذكره أهل اللغة و جعلها الجوهري بمعنى الموائد و الخدم و الأنهار و الأشجار و الحلى و الحلل ما لا يوصف فإذا خرج من قبره أضاءت كلّ شعرة منه نورا و ابتدره سبعون ألف ملك يمشون أمامه و عن شماله، حتى ينتهي إلى مدينة ظاهرها ياقوتة حمراء و باطنها زبرجدة خضراء فيها من أصناف ما خلق اللّه تعالى في الجنّة، فإن انتهوا إليها قالوا يا وليّ اللّه هذه المدينة بما فيها لك ثوابا من عند اللّه تعالى و ابشر بأفضل منها في دار اللّه تعالى دار السّلام، و عطاء لا ينقطع أبدا فيقول من أنتم فيقولون نحن الملائكة الذين شهدناك في الدّنيا يوم هللت اللّه تعالى بالتهليل.
2- و روي أن رجلا وقف بعرفات و قال بسم اللّه الحمد للّه ربّ العالمين حمدا تفاضل فوق حمد الحامدين كفضل ربّي على خلقه أجمعين، فلمّا كان في العام الثّاني قال ذلك فسمع قائلا يقول و هو لا يرى: يا فلان بن فلان ما كفاك ما قلته في العام الماضي حتى قلته في هذا العام و اللّه لقد عجزت السّماوات و الأرضين و من فيهن عن ثواب ما قلته في العام الأوّل. و ينبغي أن يقال التسبيحات الأربع على هذا المنوال، قال الشيخ أبو القاسم عبد العزيز بن البراج في كتابه النّفس صلاة عرفة ركعتان تصلّى بعد العصر و يدعو بعدهما بالمسطور. قلت فيهما ما شاء و إن قرأ في الأولى بعد الحمد التوحيد و في الثانية بعد الحمد الجحد كان أفضل هكذا ذكره بعضهم. و في كتاب مبشر العموم السّاكن لابن الجوزي: إنه من صلّى يوم عرفة بين الظهرين أربع ركعات يقرأ في كل ركعة بالفاتحة مرّة و التوحيد خمسين مرة كتب اللّه له ألف ألف حسنة و محى ألف ألف سيئة و رفع له بكل حرف درجة في الجنّة ما بين كلّ درجتين خمسمائة عام، و في السنن للبيهقي عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ما من مسلم يقف بعشية عرفة في الموقف و يستقبل القبلة بوجهه و يقول: لا إله إلا -

و الاغتسال قبل الزّوال فإذا زالت الشمس فابرز تحت السّماء و صلّ الظّهرين تحسن ركوعهنّ و سجودهنّ، فإذا فرغت فكبّر اللّه مائة و احمده مائة و سبّحه مائة و اقرأ التّوحيد مائة و احمد اللّه تعالى و هلّله و مجّده و اثن عليه ما قدرت و تخيّر لنفسك من الدّعاء ما أحببت و اجتهد فإنّه يوم دعاء و مسألة، ثمّ قل: أللّهمّ من تهيّأ و تعبّأ إلى آخره و قد مرّ ذكره في أدعية ليلة الجمعة، ثمّ ادع بدعاء عليّ بن الحسين عليهما السّلام يوم عرفة و هو من أدعية الصّحيفة(1).

في دعاء السجاد (ع) يوم عرفة

ثم ادع بهذا الدّعاء و هو من أدعية عليّ بن الحسين عليهما السّلام أيضا ذكره الطّوسي رحمه اللّه في مصباحيه: أللّهمّ أنت اللّه ربّ العالمين و أنت اللّه الرّحمن الرّحيم و أنت اللّه الدّائب في غير وصب و لا نصب(2) لا تشغلك رحمتك عن عذابك و لا عذابك عن رحمتك، خفيت من غير موت و ظهرت فلا شيء فوقك و تقدّست في علوّك و تردّيت بالكبرياء في الأرض و في السّماء و قويت في سلطانك و دنوت من كلّ

ص: 343


1- الصحيفة السجادية ص 207 طبعة الأعلمي.
2- الوصب: المرض و النصب و التعب.

شيء في ارتفاعك و خلقت الخلق بقدرتك و قدّرت الأمور بعلمك و قسمت الأرزاق بعدلك و نفذ في كلّ شيء علمك و حارت الأبصار دونك و قصر دونك طرف كلّ طارف و كلّت الألسن عن صفاتك و غشي بصر كلّ ناظر نورك و ملأت بعظمتك أركان عرشك، و ابتدأت الخلق على غير مثال نظرت إليه من أحد سبقك إلى صنعة شيء منه و لم تشارك في خلقك و لم تستعن بأحد في شيء من أمرك، و لطفت في عظمتك و انقاد لعظمتك كلّ شيء و ذلّ لعزّك كلّ شيء أثني عليك يا سيّدي و ما عسى أن يبلغ في مدحك ثنائي مع قلّة عملي و قصر رأيي(1)، و أنت يا ربّ الخالق و أنا المخلوق و أنت المالك و أنا المملوك و أنت الرّبّ و أنا العبد و أنت الغنيّ و أنا الفقير و أنت المعطي و أنا السّائل و أنت الغفور و أنا الخاطىء و أنت الحيّ الّذي لا يموت و أنا خلق أموت، يا من خلق الخلق و دبّر الأمور فلم يقايس شيئا بشيء من خلقه و لم يستعن على خلقه بغيره، ثمّ أمضى الأمور على قضائه و أجّلها إلى أجل قضى فيها بعدله و عدل فيها بفصله و فصّل فيها بحكمه و حكم فيها بعدله و علمها بحفظه، ثمّ جعل منتهاها إلى مشيّته و مستقرّها إلى محبّته و مواقيتها إلى قضائه لا مبدّل لكلماته و لا معقّب لحكمه و لا رادّ لفضله و لا مستزاح عن أمره و لا محيص عن قدره(2) و لا خلف لوعده و لا متخلّف عن دعوته، و لا يعجزه شيء طلبه و لا يمتنع

ص: 344


1- الرأي ما رآه الإنسان و اعتقده، قال المطرّزي: و الرويّة التفكر و رؤيت في الأمر فكرت بهمز و لا بهمز قاله الجوهري، و قوله تعالى بٰادِيَ اَلرَّأْيِ مهموز أول الرّأي و بادىء الرّأي غير مهموز ظاهر الرأي.
2- أي لا معدّل عن قدره تعالى و لا محيد عنه، و في نسخة ابن السّكون و لا محيص لقدره أي مع قدره. فما لنا من محيص أي: ما لنا من معقل و لا ملجأ، يقال حاص يحيص حصه حياصا إذا مال ملتجئا، و جاض يجيض بالجيم و الضّاد أيضا قريب منه، و قوله تعالى: وَ لاٰ يَجِدُونَ عَنْهٰا مَحِيصاً أي مهربا و محيدا، و في حديث مطرف هو الموت يحايضه و لا بد منه أي يحد عنه، و قولهم وقع في حيص و بيص أي: في شدّة و اختلاط، و قيل هما اسمان من حيص و بوص و الحيص الرّواع و التخلف و البوص السّبق و الفرار، و حاص عن كذا أي عدل و مال قاله الجوهري، و في بعض النسخ و لا محيص عن قدره و في بعضها و لا محصى لقدره و معناهما ظاهر و القدر ما يقضيه اللّه تعالى على عبده و ما لي عليه مقدرة أي قدرة و قدر اللّه و قدره بمعنى تعظيمه -

منه أحد أراده و لا يعظم عليه شيء فعله و لا يكبر عليه شيء صنعه، و لا يزيد في سلطانه طاعة مطيع و لا تنقصه معصية عاص و لا يبدّل القول لديه و لا يشرك في حكمه أحدا، الّذي ملك الملوك بقدرته و استعبد الأرباب بعزّه و ساد العظماء بجوده و علا السّادة بمجده، و انهدّت الملوك لهيبته و علا أهل السّلطان بسلطانه و ربوبيّته و أباد الجبابرة بقهره و أذلّ العظماء بعزّه و أسّس الأمور بقدرته و بنى المعالي بسؤدده، و تمجّد بفخره و فخر بعزّه و عزّ بجبروته و وسع كلّ شيء برحمته، إيّاك أدعو و إيّاك أسأل و منك أطلب و إليك أرغب، يا غاية المستضعفين و يا صريخ المستصرخين و معتمد المضطهدين و منجي المؤمنين و مثيب الصّابرين و عصمة الصّالحين و حرز العارفين و أمان الخائفين و ظهر اللاّجئين و جار المستجيرين و طلب الغادرين و مدرك الهاربين و أرحم الرّاحمين، و خير النّاصرين و خير الفاصلين و خير الغافرين و أحكم الحاكمين و أسرع الحاسبين لا يمتنع من بطشه و لا محيص عن قدره و لا ينتصر من عقوبته و لا يحتال لكيده و لا يدرك علمه و لا يدرء ملكه و لا يقهر عزّه و لا يذلّ استكباره و لا يبلغ جبروته و لا تصغر عظمته و لا يضمحلّ (1) فخره و لا يتضعضع

ص: 345


1- اضمحلّ الشيء ذهب و في لغة امضحلّ. و اضمحلّ السّحاب تقشع قاله الجوهري، قوله لا ضد له و لا ند له الأكفاء و النظير و الأشباه و الأقربين و الأمثال و الأنداد و الأشكال نظائر. قاله الهمداني في كتاب الألفاظ و الفرق بين الضدّ و الند ذكرناه في دعاء زين العابدين عليه السّلام في مكارم -

ركنه، و لا ترام قوّته المحصي لبريّته الحافظ أعمال خلقه، لا ضدّ له و لا ندّ له و لا ولد له و لا صاحبة له و لا سميّ له و لا قريب له و لا كفء له و لا شبيه له و لا نظير له و لا مبدّل لكلماته و لا يبلغ مبلغه و لا يقدر شيء قدرته و لا يدرك شيء أثره و لا ينزل شيء منزلته و لا يدرك شيء أحرزه و لا يحول دونه شيء بنى السّماوات فأتقنهنّ و ما فيهنّ بعظمته، و دبّر أمره فيهنّ بحكمته فكان هو كما هو أهله لا بأوّليّة قبله و لا بآخريّة بعده، و كان كما ينبغي له يرى و لا يرى و هو بالمنظر الأعلى يعلم السّرّ و العلانية و لا تخفى عليه خافية و ليس لنقمته واقية يبطش البطشة الكبرى و لا تحصّن منه القصور و لا تجنّ (1) منه السّتور و لا تكنّ منه الخدور و لا تواري منه البحور و هو على كلّ شيء قدير و هو بكلّ شيء عليم، يعلم هماهم(2) الأنفس و ما تخفي الصّدور و وساوسها و نيّات القلوب و نطق الألسن و رجع الشّفاه و بطش الأيدي و نقل الأقدام و خائنة الأعين و السّرّ و أخفى(3) و النّجوى و ما تحت الثّرى، و لا يشغله شيء عن شيء و لا يفرّط(4) في شيء و لا ينسى شيئا لشيء، أسألك يا من عظم صفحه

ص: 346


1- تجن أي تستر و الجنين الموارى في بطن أو سرّ أو قبر أو صدر و المجن الترس لستره صاحبه و الجنان بالفتح القلب و الثوب المواري و الاجتنان الاستتار، قوله و لا تكن أي تستر أيضا و الكن السترة و الأكنّة الأغطية و تكن و تجن و تواري نظائر.
2- قوله هماهم الأنفس الهمهمة كالغمغمة و الهمهم أن لا يبين الكلام و الوساوس حديث النفس و الوسواس إبليس و الوسواس بالكسر الوسوسة، و يقال لما يقع في النفس من عمل الخير إلهاما و ما لا خير فيه وسواس و لما يقع من الخوف إيجاس و لما يقع من تقدير نيل الخير أمل و لما يقع من التقدير الذي لا على الإنسان إلاّ إلى خاطر.
3- و قوله يعلم السرّ و أخفى قيل السّرّ ما حدث به العبد غيره في خفية و أخفى منه ما أضمره في نفسه و لم تحدّث غيره، و قيل السرّ ما أضمره العبد في نفسه و أخفى منه ما لم يكن و لا أضمره، و قيل السرّ ما تحدّث به نفسك و أخفى منه ما تريد أن تحدث به في ثاني الحال و قيل السرّ العمل الذي تستره عن الناس و أخفى منه الوسوسة، و عن الباقرين عليهما السّلام السرّ ما أخفيته في نفسك و أخفى منه ما خطر ببالك ثمّ أنسيته و تفسير السرّ و أخفى من المجمع الطبرسي، و تفسير ما قبل ذلك مأخوذ من غريبي الهروي و صحاح الجوهري.
4- و من قرأ لا يفرّط شيء أي يقصر و فرط في الأمر قصّر فيه حتّى فات، و من قرأ و لا يفرط -

و حسن صنعه و كرم عفوه و كثرت نعمه و لا يحصى إحسانه و جميل بلائه أن تصلّي على محمّد و آل محمّد و أن تقضي حوائجي الّتي أفضيت بها إليك و قمت بها بين يديك و أنزلتها بك و شكوتها إليك مع ما كان من تفريطي فيما أمرتني به و تقصيري فيما نهيتني عنه، يا نوري في كلّ ظلمة و يا أنسي في كلّ وحشة و يا ثقتي في كلّ شديدة و يا رجائي في كلّ كربة و يا وليّي في كلّ نعمة و يا دليلي في الظّلام، أنت دليلي إذا انقطعت دلالة الأدلاّء فإنّ دلالتك لا تنقطع لا يضلّ من هديت و لا يذلّ من و اليت، أنعمت عليّ فأسبغت و رزقتني فوفّرت و وعدتني فأحسنت و أعطيتني فأجزلت بلا استحقاق لذلك بعمل منّي و لكن ابتداء منك بكرمك و جودك، فأنفقت نعمتك في معاصيك و تقوّيت برزقك على سخطك و أفنيت عمري فيما لا تحبّ، فلم تمنعك جرأتي عليك و ركوبي ما نهيتني عنه و دخولي فيما حرّمت عليّ أن عدت عليّ بفضلك و لم يمنعني عودك عليّ بفضلك أن عدت في معاصيك، فأنت العائد بالفضل و أنا العائد في المعاصي و أنت يا سيّدي خير الموالي لعبيده و أنا شرّ العبيد(1) أدعوك فتجيبني و أسألك فتعطيني و أسكت عنك فتبتدئني و أستزيدك فتزيدني فبئس العبد أنا لك يا سيّدي و مولاي، أنا الّذي لم أزل أسيء و تغفر لي و لم أزل أتعرّض للبلاء و تعافيني، و لم أزل أتعرّض للهلكة و تنجيني و لم أزل أضيع(2) في

ص: 347


1- يقال في جمع العبد اعبد و عبيد و عباد و عبدان و عبدا و أعابد و معبوداء بالمدّ و معبودى بالقصر و معبدة و عبدون، قاله الهروي في الغريبين، و قيس بن عباد صحابي و عبادة تحريف و عبيدة السلماني من التابعين بفتح العين و رايضة بن معبد مفعل من العبد و معد تحريف و عبادي بوزن حبالي نصرانيّ أهدي إلى النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و ابن أمّ عبد هو عبد اللّه بن مسعود و العبادلة ابن مسعود و ابن عباس و ابن عمرو في عرف المحدثين العبادلة أربعة بزيادة عبد اللّه بن الزّبير و اقتلوا عباديد اي متفرّقين. قاله المطرزي.
2- اضيع، أي أضل و الضائع الضّالّ و منهم من خصّ الضّائع بمن يعقل و الضالّ بمن لا يعقل هكذا -

اللّيل و النّهار في تقلّبي فتحفظني فرفعت خسيستي(1) و أقلت عثرتي و سترت عورتي و لم تفضحني بسريرتي و لم تنكّس برأسي عند إخواني، بل سترت عليّ القبائح العظام و الفضائح الكبار و أظهرت حسناتي القليلة الصّغار منّا منك و تفضّلا و إحسانا و إنعاما و اصطناعا، ثمّ أمرتني فلم أئتمر و زجرتني فلم أنزجر و لم أشكر نعمتك و لم أقبل نصيحتك و لم أؤدّ حقّك و لم أترك معاصيك، بل عصيتك بعيني و لو شئت أعميتني فلم تفعل ذلك بي و عصيتك بسمعي و لو شئت أصممتني فلم تفعل ذلك بي و عصيتك بيدي و لو شئت لكنعتني فلم تفعل ذلك بي، و عصيتك برجلي و لو شئت جذمتني فلم تفعل ذلك بي، و عصيتك بفرجي و لو شئت عقمتني فلم تفعل ذلك بي، و عصيتك بجميع جوارحي و لم يك هذا جزاؤك منّي فعفوك عفوك فها أنا ذا عبدك المقرّ بذنبي الخاضع لك بذلّي المستكين لك بجرمي مقرّ لك بجنايتي متضرّع إليك، راج لك في موقفي تائب إليك من ذنوبي و من اقترافي و مستغفر لك من ظلمي لنفسي راغب إليك في فكاك رقبتي من النّار مبتهل إليك في العفو عن المعاصي طالب إليك أن تنجح لي حوائجي و تعطيني فوق رغبتي، و أن تسمع ندائي و تستجيب دعائي و ترحم تضرّعي و شكواي و كذلك العبد الخاطىء يخضع لسيّده و يتخشّع لمولاه بالذّلّ يا أكرم من أقرّ له بالذّنوب و أكرم من خضع له و خشع ما أنت صانع بمقرّ لك بذنبه خاشع لك بذلّه، فإن كانت ذنوبي قد حالت بيني و بينك أن تقبل عليّ بوجهك و تنشر عليّ رحمتك و تنزل عليّ شيئا من بركاتك أو ترفع لي إليك صوتا أو

ص: 348


1- خسيستي: أي دناءتي و حقارتي و الخسيس الدّني قاله الجوهري و خسائس الأشياء محقّراتها جمع خسيسة تأنيث خسيس و أخسّه و خسه جعله خسيسا قال المطرزي، و الخمول و الخساسة و الضعة و السّفال و السّقوط و الانحطاط و العموض و الدّناءة و التحقّر نظائر.

تغفر لي ذنبا أو تتجاوز لي عن خطيئة فها أنا ذا عبدك مستجير بكرم وجهك و عزّ جلالك متوجّه إليك و متوسّل إليك و متقرّب إليك بنبيّك صلّى اللّه عليه و آله أحبّ خلقك إليك و أكرمهم لديك و أولاهم بك و أطوعهم لك و أعظمهم منك منزلة و عندك مكانا، و بعترته صلّى اللّه عليهم الهداة المهديّين الّذين افترضت طاعتهم و أمرت بمودّتهم و جعلتهم ولاة الأمر بعد نبيّك صلّى اللّه عليه و آله، يا مذلّ كلّ جبّار و يا معزّ كلّ ذليل قد بلغ مجهودي فهب لي نفسي السّاعة السّاعة السّاعة برحمتك، أللّهمّ لا قوّة لي على سخطك و لا صبر لي على عذابك و لا غنى لي عن رحمتك تجد من تعذّب غيري و لا أجد من يرحمني غيرك و لا قوّة لي على البلاء و لا طاقة لي على الجهد، أسألك بحقّ محمّد نبيّك صلّى اللّه عليه و آله و أتوسّل إليك بالأئمّة عليهم السّلام الّذين اخترتهم لسرّك و أطلعتهم على خفيّك و اخترتهم بعلمك و طهّرتهم و أخلصتهم و اصطفيتهم و أصفيتهم و جعلتهم هداة مهديّين و ائتمنتهم على وحيك و عصمتهم عن معاصيك و رضيتهم لخلقك و خصصتهم بعلمك و اجتبيتهم و حبوتهم و جعلتهم حججا على خلقك، و أمرت بطاعتهم و لم ترخّص لأحد في معصيتهم و فرضت طاعتهم على من برأت، و أتوسّل إليك في موقفي اليوم أن تجعلني من خيار وفدك، أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد و ارحم صراخي و اعترافي بذنبي و تضرّعي و ارحم طرحي رحلي بفناءك و ارحم مسيري إليك يا أكرم من سئل يا عظيما يرجى لكلّ عظيم اغفر لي ذنبي العظيم فإنّه لا يغفر العظيم إلاّ العظيم، أللّهمّ إنّي أسألك فكاك رقبتي من النّار يا ربّ المؤمنين لا تقطع رجائي يا منّان منّ عليّ بالرّحمة يا أرحم الرّاحمين يا من لا يخيب سائله لا تردّني يا عفوّ اعف عنّي يا توّاب تب عليّ و اقبل توبتي يا مولاي حاجتي الّتي إن أعطيتنيها لم يضرّني ما منعتني و إن منعتنيها لم ينفعني ما أعطيتني فكاك رقبتي من النّار، أللّهمّ بلّغ روح محمّد و آل محمّد عنّي تحيّة و سلاما و بهم اليوم فاستنقذني يا من أمر بالعفو يا من يجزي على العفو يا من يعفو يا من رضي العفو يا من يثيب على العفو، العفو العفو تقولها

ص: 349

عشرين مرّة أسألك اليوم العفو و أسألك من كلّ خير أحاط به علمك هذا مكان البائس الفقير هذا مكان المضطرّ إلى رحمتك هذا مكان المستجير بعفوك من عقوبتك هذا مكان العائذ بك منك، أعوذ برضاك من سخطك و من فجأة نقمتك يا أملي يا رجائي يا خير مستغاث يا أجود المعطين يا من سبقت رحمته غضبه يا سيّدي و مولاي وثقتي و معتمدي و رجائي و يا ذخري و ظهري و عدّتي و غاية أملي و رغبتي يا غياثي يا وارثي ما أنت صانع بي في هذا اليوم الّذي فزعت فيه إليك الأصوات، أسألك أن تصلّي على محمّد و آل محمّد و أن تقلبني فيه مفلحا منجحا بأفضل ما انقلب به من رضيت عنه و استجبت دعاءه و قبلته و أجزلت حباءه و غفرت ذنوبه و أكرمته و لم تستبدل به سواه و شرّفت مقامه و باهيت به من هو خير منه، و قلبته بكلّ حوائجه و أحييته بعد الممات حياة طيّبة و ختمت له بالمغفرة و ألحقته بمن تولاّه، أللّهمّ إنّ لكلّ وافد جائزة و لكلّ زائر كرامة و لكلّ سائل لك عطيّة و لكلّ راج لك ثوابا، و لكلّ ملتمس ما عندك جزاء و لكلّ راغب إليك هبة و لكلّ من فزع إليك رحمة و لكلّ من رغب فيك زلفى و لكلّ متضرّع إليك إجابة، و لكلّ مستكين إليك رأفة و لكلّ نازل بك حفظا و لكلّ متوسّل عفوا و قد وفدت إليك و وقفت بين يديك في هذا الموضع الّذي شرّفته رجاء لما عندك و رغبة إليك، فلا تجعلني اليوم أخيب وفدك، و أكرمني بالجنّة و منّ عليّ بالمغفرة و جمّلني بالعافية و أجرني من النّار و أوسع عليّ من رزقك الحلال الطّيّب، و ادرء عنّي شرّ فسقة العرب و العجم و شرّ شياطين الإنس و الجنّ، أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد و لا تردّني خائبا و سلّمني ما بيني و بين لقاءك حتّى تبلّغني الدّرجة الّتي فيها مرافقة أولياءك و اسقني من حوضهم مشربا رويّا لا أظمأ بعده أبدا، و احشرني في زمرتهم و توفّني في حزبهم و عرّفني وجوههم في رضوانك و الجنّة، فإنّي رضيت بهم هداة يا كافي كلّ شيء و لا يكفي منه شيء صلّ على محمّد و آل محمّد و اكفني شرّ ما أحذر و شرّ ما لا أحذر و لا تكلني إلى أحد سواك، و بارك لي فيما رزقتني و لا تستبدل بي غيري و لا تكلني إلى

ص: 350

أحد من خلقك و لا إلى رأيي فتعجّزني و لا إلى الدّنيا فتلفظني و لا إلى قريب و لا بعيد تفرّد بالصّنع لي يا سيّدي و مولاي، اللّهمّ أنت أنت انقطع الرّجاء إلاّ منك في هذا اليوم تطوّل عليّ فيه بالرّحمة و المغفرة، أللّهمّ ربّ هذه الأمكنة الشّريفة و ربّ كلّ حرم و مشعر عظّمت قدره و شرّفته و بالبيت الحرام و بالحلّ و الإحرام و الرّكن و المقام صلّ على محمّد و آل محمّد، و أنجح لي كلّ حاجة ممّا فيه صلاح ديني و دنياي و آخرتي و اغفر لي و لوالديّ و من ولدني من المسلمين و ارحمهما كما ربيّاني صغيرا و اجزهما عنّي خير الجزاء، و عرّفهما بدعائي لهما ما يقرّ أعينهما فإنّهما قد سبقاني إلى الغاية، و خلّفتني بعدهما فشفّعني في نفسي و فيهما و في جميع أسلافي من المؤمنين في هذا اليوم يا أرحم الرّاحمين، أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد و فرّج عن آل محمّد و اجعلهم أئمّة يهدون بالحقّ و به يعدلون و انصرهم و انتصر بهم و أنجز لهم ما وعدتهم و بلّغني فتح آل محمّد و اكفني كلّ هول دونه، ثمّ اقسم اللّهمّ لي فيهم نصيبا خالصا يا مقدّر الآجال يا مقسّم الأرزاق افسح لي في عمري و ابسط لي في رزقي، أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد و أصلح(1) لنا إمامنا و استصلحه و أصلح على يديه و آمن خوفه و خوفنا عليه، و اجعله اللّهمّ الّذي تنتصر به لدينك، أللّهمّ املإ الأرض به عدلا و قسطا كما ملئت ظلما و جورا و امنن به على فقراء المسلمين و أراملهم و مساكينهم و اجعلني من خيار مواليه و شيعته أشدّهم له حبّا و أطوعهم له طوعا و أنفذهم لأمره و أسرعهم إلى مرضاته، و أقبلهم لقوله و أقومهم بأمره و ارزقني الشّهادة بين يديه حتّى ألقاك و أنت عنّي راض، أللّهمّ إنّي خلّفت

ص: 351


1- أصلح لنا إمامنا أي أصلح أحوالنا به و استصلحه أي اجعله من الصّالحين، و قوله تعالى وَ أَصْلَحْنٰا لَهُ زَوْجَهُ يعني من العقر، ألا ترى قوله تعالى وَ كٰانَتِ اِمْرَأَتِي عٰاقِراً فجعلها ولودا، و قوله تعالى وَ نَبِيًّا مِنَ اَلصّٰالِحِينَ، يقال الصّالح الذي يؤدّي فرائض اللّه، و مثله إِنّٰا لاٰ نُضِيعُ أَجْرَ اَلْمُصْلِحِينَ أي المخلصين المقيمين على أديانهم المؤدين لفرائض اللّه عقدا و فعلا، و قوله لئن آتيتنا صالحا أي ولدا صالحا، و قوله تعالى وَ تَكُونُوا مِنْ بَعْدِهِ قَوْماً صٰالِحِينَ أي تائبين، قاله الهروي و الصّلاح بفتح الصّاد ضدّ الفساد و بكسره مصدر المصالحة و الصّلح يذكر و يؤنّث، قاله الجوهري.

الأهل و الولد و ما خوّلتني و خرجت إليك و إلى هذا الموضع الّذي شرّفته رجاء ما عندك و رغبة إليك، و وكلت ما خلّفت إليك فأحسن عليّ فيهم الخلف فإنّك وليّ ذلك من خلقك، لا إله إلاّ اللّه الحليم الكريم. إلى آخر كلمات الفرج و قد مرّ ذكرها في أوّل الكتاب.

في دعاء الحسين (ع) يوم عرفة

ثمّ ادع بدعاء الحسين(1) عليه السّلام و هو: الحمد للّه الّذي ليس لقضائه دافع و لا لعطائه مانع و لا كصنعه صنع صانع، و هو الجواد الواسع فطر أجناس البدائع و أتقن بحكمته الصّنائع و لا تخفى عليه الطّلائع(2) و لا تضيع عنده الودائع(3)، جازي كلّ صانع و رائش(4) كلّ قانع و راحم كلّ ضارع، منزل المنافع و الكتاب الجامع بالنّور السّاطع، و هو للدّعوات سامع و للكربات دافع و للدّرجات رافع و للجبابرة قامع، فلا إله غيره و لا شيء يعدله و ليس كمثله شيء و هو السّميع البصير اللّطيف الخبير و هو

ص: 352


1- ذكر السيد الحسيب النسيب رضي الدّين علي بن طاوس قدّس اللّه سرّه في كتاب مصباح الزائر، قال: روى بشر و بشير الأسديّان أن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السّلام خرج عشيّة عرفة يومئذ من فسطاطه متذلّلا متخشعا فجعل عليه السلام هونا هونا حتى وقف هو و جماعة من أهل بيته و ولده و مواليه في ميسرة الجبل مستقبل البيت، ثمّ رفع يديه تلقاء وجهه كاستطعام المسكين، قال الحمد للّه الّذي ليس لقضائه دافع (إلى آخره) قلت معنى هونا أي مشيا رويدا رفيعا يعني بالسكينة و الوقار. قاله العزيزي.
2- الطلائع: أي المغيبات، و طلعت عن القوم، أي غبت عنهم.
3- في الإقبال هنا زيادة: أتى بالكتاب الجامع و بشرع الإسلام النور الساطع و هو للخليفة صانع و هو المستعان على الفجائع.
4- قوله عليه السّلام و رائش كل قانع أي مصلح أحوال كلّ راض بما قسم له، ورشت فلانا أصلحت حاله، و الرّيش و الرّياش اللّباس الفاخر و الخصب و المعاش قاله الجوهري. و في الحديث أن عليّا عليه السلام كان يفضل على امرأة مؤمنة من رياشه أي ممّا يستفيده و الرّياش الأكل و الشرب و الرّياش المال المستفاد، و في حديث علي عليه السّلام إنه اشترى قميصا بثلاثة دراهم، و قال الحمد للّه الّذي هذا من رياشه. الريش و الرّياش ما ظهر من اللباس قاله الهروي. و القانع الراضي بما قسم له و القناعة الرّضى بالقسم و أقنعني كذا أرضاني قاله الجوهري، و يجوز أن يكون القانع هنا بمعنى السّائل و هو المراد في قوله تعالى وَ أَطْعِمُوا اَلْقٰانِعَ وَ اَلْمُعْتَرَّ فقال قنع بفتح النون يقنع قنوعا إذا سأل مثل ركع يركع ركوعا و قنع يقنع قناعة إذا رضي مثل شمت يشمت شماتة و شنع يشنع شناعة قاله العزيزي، و يجوز أن يكون السائل سمّي قانعا لرضائه بما يعطى قاله الجوهري فيكون المعنى أنه تعالى مصلح أحوال كل سائل سأله.

على كلّ شيء قدير، أللّهمّ إنّي أرغب إليك و أشهد بالرّبوبيّة لك مقرّ بأنّك ربّي و إليك مردّي، ابتدأتني بنعمتك قبل أن أكون شيئا مذكورا خلقتني من التّراب ثمّ أسكنتني الأصلاب آمنا لريب المنون و اختلاف الدّهور و السّنين، فلم أزل ظاعنا من صلب إلى رحم في تقادم من الأيّام الماضية و القرون الخالية لم تخرجني لرأفتك بي و لطفك لي و إحسانك إليّ في دولة أئمّة الكفر الّذين نقضوا عهدك و كذّبوا رسلك، لكنّك أخرجتني للّذي سبق لي من الهدى الّذي له يسّرتني و فيه أنشأتني و من قبل ذلك رأفة بي بجميل صنعك و سوابغ نعمك فابتدعت خلقي من منّي يمنى، و أسكنتني في ظلمات(1)ثلاث من بين لحم و دم و جلد لم تشهدني خلقي و لم تجعل لي شيئا من أمري، ثمّ أخرجتني للّذي سبق لي من الهدى إلى الدّنيا تامّا سويّا و حفظتني في المهد طفلا صبيّا و رزقتني من الغذاء لبنا مريّا و عطفت عليّ قلوب الحواضن، و كفّلتني الأمّهات الرّواحم و كلأتني من طوارق الجانّ و سلّمتني من الزيادة و النّقصان، فتعاليت يا رحيم يا رحمن حتّى إذا استهللت ناطقا بالكلام و أتممت عليّ سوابغ الإنعام و ربّيتني زائدا في كلّ عام حتّى إذا اكتملت فطرتي و اعتدلّت مرّتي(2) أوجبت عليّ حجّتك بأن ألهمتني معرفتك و روّعتني بعجائب حكمتك و أيقظتني لما ذرأت في سماءك و أرضك من بدائع خلقك و نبّهتني لشكرك و ذكرك و أوجبت عليّ طاعتك و عبادتك و فهّمتني ما جاءت به رسلك و يسّرت لي تقبّل مرضاتك و مننت عليّ في جميع ذلك بعونك و لطفك، ثمّ إذ

ص: 353


1- الظلمات الثلاث ظلمة المشيمة و ظلمة الرّحم و ظلمة البطن قاله العزيزي، و إليها الإشارة بقوله تعالى يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهٰاتِكُمْ خَلْقاً مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمٰاتٍ ثَلاٰثٍ، و أمّا قوله تعالى حكاية عن يونس (ع) فَنٰادىٰ فِي اَلظُّلُمٰاتِ هي ظلمة الليل و ظلمة البحر و ظلمة بطن الحوت، و قوله تعالى قُلْ مَنْ يُنَجِّيكُمْ مِنْ ظُلُمٰاتِ اَلْبَرِّ وَ اَلْبَحْرِ أي من شدائدهما نحو يقال اليوم الّذي فيه شدّة يوم مظلم و يوم ذو الكواكب أي قد اشتدت ظلمته حتى صار كاللّيل، و يقال لأرينّك الكواكب ظهرا قال و تريك النجم تجري بالظهر و قوله ليخرج من الظلمات إلى النّور أي من ظلمات الكفر إلى نور الإيمان و أظلم اللّيل و ظلم و أظلم القوم دخلوا في الظلمة و منه فإذا هم مظلمون. قاله الهروي [منه رحمه اللّه].
2- مرّتي: أي قوتي، و في نسخة أخرى: مريرتي.

خلقتني من حرّ الثّرى لم ترض لي يا إلهي نعمة دون أخرى و رزقتني من أنواع المعاش و صنوف الرّياش بمنّك العظيم الأعظم عليّ و إحسانك القديم إليّ حتّى إذا أتممت عليّ جميع النّعم و صرفت عنّي كلّ النّقم لم يمنعك جهلي و جرأتي عليك أن دللتني إلى ما يقرّبني إليك و وفّقتني لما يزلفني لديك فإن دعوتك أجبتني و إن سألتك أعطيتني و إن أطعتك شكرتني و إن شكرتك زدتني، كلّ ذلك إكمال لأنعمك عليّ و إحسانك إليّ، فسبحانك سبحانك من مبدىء معيد حميد مجيد تقدّست أسماؤك و عظمت آلاؤك فأيّ نعمك يا إلهي أحصي عددا و ذكرا أم أيّ عطاياك أقوم بها شكرا و هي يا ربّ أكثر من أن يحصيها العادّون أو يبلغ علما بها الحافظون، ثمّ ما صرفت و درأت عنّي(1) اللّهمّ من الضّرّ و الضّرّاء أكثر ممّا ظهر لي من العافية و السّرّاء فأنا أشهد يا إلهي بحقيقة إيماني و عقد عزمات يقيني و خالص صريح توحيدي و باطن مكنون ضميري و علائق مجاري(2)نور بصري و أسارير صفحة جبيني و خرق مسارب نفسي و خذاريف مارن عرنيني و مسارب سماخ سمعي و ما ضمّت و أطبقت عليه شفتاي و حركات لفظ لساني و مغرز حنك فمي و فكّي و منابت أضراسي و مساغ مطعمي و مشربي و حمالة أمّ رأسي و بلوغ فارغ حبائل عنقي و ما اشتمل عليه تامور صدري و حمائل حبل وتيني، و نياط حجاب قلبي و أفلاذ حواشي كبدي و ما حوته شراسيف أضلاعي، و حقاق مفاصلي و قبض عواملي و أطراف أناملي و لحمي و دمي و شعري و بشري و عصبي و قصبي و عظامي

ص: 354


1- درأت عنّي: منعت.
2- قوله: و علائق مجاري إلى آخره: العلائق جمع علاقة بكسر العين و هو ما تعلّق به نور البصر قال الشيخ و رام قدّس اللّه سرّه في كتابه تنبيه الخاطر و نزهة الناظر، إن اللّه تعالى خلق أربعة و عشروين عضلة لتحريك حدقة العين و العضلة مركّبة من لحم و عصب و ربط و أغشية، و هي مختلفة الأشكال و المقادير بحسب اختلاف مواضعها، و الأسارير منّي خطوط الجبهة، و خرق المسارب هي المنافذ التي في الإنسان كالأنف و الفم و السّبلين و الأذنين، و الخذاريف القطع و تركّب السّيوف رأسه خذارف أي قطعا، و المارن ما لان من الأنف و العرنين أول الأنف و عرنين كل شيء أوّله، و مسارب السّماخ أي طرفه السّماخ بالسين و الصّاد خرق الأذن، قال ابن خلكان في كتابه وفيات الأعيان كلّ كلمة فيها سين و جاء بعدها أحد الحروف الأربعة الطّاء و الخاء و الغين و القاف يجوز إبدال السّين بالصّاد، فيقول سراط و صراط و سخّر لكم و صخّر لكم و مسبغة -

و مخّي و عروقي و جميع جوارحي، و ما انتسج على ذلك(1) أيّام رضاعي و ما أقلّت الأرض منّي و نومي و يقظتي و سكوني و حركات ركوعي و سجودي، أن لو حاولت و اجتهدت مدى الأعصار و الأحقاب لو عمّرتها أن أؤدّي شكر واحدة من أنعمك ما استطعت ذلك إلاّ بمنّك الموجب عليّ به شكرك أبدا جديدا و ثناء طارفا عتيدا، أجل و لو حرصت أنا و العادّون من أنامك أن نحصي مدى أنعامك سالفه و آنفه ما حصرناه عددا و لا

ص: 355


1- قوله و ما انتسج على ذلك أي نسج على جوارحي و عروقي و مخّي و جميع ما عدده عليه السّلام أي خلق و الانتساج هنا استعارة لتداخل العروق و الأعصاب بعضها في بعض كما أنّ الناس يدخل الجهة في السّدي، و فلان نسيج وحده إذا كان لا نظير له كالثوب الرّفيع الذي لا ينسج معه غيره قوله و ما أقلّت الأرض منّي أي حملت و منه الأرض و ما أقلّت أي أطاقت حمله و أقل الجرة إطاق حملها، و قوله و يقظتي اليقظة خلاف النوم و هي بفتحتين لا غير و أيقظ الوسنان نبهه، و قوله مدى الأعصار و الأحقاب الأعصار جمع عصر و هو الدّهر و العصران الليل و النّهار و الغداة و العشيّ أيضا و الأحقاب جمع حقب و هو الدّهر و كرّر لضرب من التّأكيد و اختلاف اللفظ كقوله و ألفى -

أحصيناه أمدا، هيهات أنّى ذلك(1) و أنت المخبر في كتابك النّاطق و النّبإ الصّادق و إن تعدّوا نعمة اللّه لا تحصوها صدق كتابك اللّهمّ و إنباؤك و بلّغت أنبياؤك و رسلك ما أنزلت عليها من وحيك و شرعت لها و بها من دينك، غير أنّي يا إلهي أشهد بجهدي و جدّي و مبلغ طاقتي و وسعي و أقول مؤمنا موقنا، الحمد للّه الّذي لم يتّخذ ولدا فيكون موروثا و لم يكن له شريك في الملك فيضادّه فيما ابتدع و لا وليّ من الذّلّ فيرفده فيما صنع، فسبحانه سبحانه لَوْ كٰانَ فِيهِمٰا آلِهَةٌ إِلاَّ اَللّٰهُ لَفَسَدَتٰا و تفطّرتا، سبحان اللّه الواحد الأحد الصّمد الّذي لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفوا أحد، الحمد للّه حمدا يعادل حمد ملائكته المقرّبين و أنبيائه المرسلين و صلّى اللّه على خيرته محمّد خاتم النّبيّين و آله الطّيّبين الطّاهرين المخلصين و سلّم.

ثمّ اندفع عليه السّلام في المسألة و اجتهد في الدّعاء و قال و عيناه تكفان دموعا:

أللّهمّ اجعلني أخشاك كأنّي أراك و أسعدني بتقواك و لا تشقني بمعصيتك و خر لي في قضاءك و بارك لي في قدرك حتّى لا أحبّ تعجيل ما أخّرت و لا تأخير ما عجّلت، أللّهمّ اجعل غنائي في نفسي و اليقين في قلبي و الإخلاص في عملي و النّور في بصري و البصيرة في ديني و متّعني بجوارحي، و اجعل سمعي و بصري الوارثين منّي و انصرني على من ظلمني و أرني فيه ثاري و مآربي(2) و أقرّ بذلك عيني، أللّهمّ اكشف

ص: 356


1- قوله أنّى ذلك أي كيف ذلك. و قوله تعالى أَنّٰى لَكِ هٰذٰا أي من أين لك و قوله أَنّٰى شِئْتُمْ أي كيف شئتم حيث شئتم و متى شئتم فيكون أنّى ههنا على ثلاث معان. قاله العزيزي.
2- قوله مآربي أي حوائجي و منه قوله تعالى وَ لِيَ فِيهٰا مَآرِبُ أُخْرىٰ، و قوله تعالى غَيْرِ أُولِي اَلْإِرْبَةِ أي الحاجة، و قيل غير أولي العقل و أرب الرّجل أي احتاج و الأرب و الأربة و المأربة الحاجة قاله الهروي، و قوله أخسأ شيطاني أي أبعده و منه اِخْسَؤُا فِيهٰا أي تباعدوا تباعد سخط. قوله و فك رهاني فكّ الرّهان هنا استعارة المراد خلّصني من التّبعات و السّيآت و من جميع ما اقترفته و اكتسبته، و قوله تعالى كُلُّ نَفْسٍ بِمٰا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ أي مرتهنة و جمع الرّهن رهان و رهن و رهنت الشيء و أرهنته، و قال الأصمعي لا يقال أرهنته و فكّ الرّهن و افتكّه إذا خلصه من يد المرتهن، و قوله تعالى فَكُّ رَقَبَةٍ أي عتقها بقول اقتحام العقبة فك رقبة، و في الحديث أعتق النّسمة و فكّ الرّقبة قيل أو ليسا واحدا قال لا، عتق النّسمة أن تتفرّد بعتقها و فكّ الرقبة أن تعين في عتقها [منه رحمه اللّه]

كربتي و استر عورتي و اغفر لي خطيئتي و اخسأ شيطاني و فكّ رهاني و اجعل لي يا إلهي الدّرجة العليا في الآخرة و الأولى، أللّهمّ لك الحمد كما خلقتني فجعلتني سميعا بصيرا و لك الحمد كما خلقتني فجعلتني خلقا سويّا رحمة بي و قد كنت عن خلقي غنيّا ربّ بما برأتني فعدّلت فطرتي ربّ بما أنشأتني فأحسنت صورتي، ربّ بما أحسنت إليّ و في نفسي عافيتني ربّ بما كلأتني و وفّقتني ربّ بما أنعمت عليّ فهديتني، ربّ بما أوليتني و من كلّ خير أعطيتني ربّ بما أطعمتني و سقيتني ربّ بما أغنيتني و أقنيتني ربّ بما أعنتني و أعززتني، ربّ بما ألبستني من سترك الصّافي و يسّرت لي من صنعك الكافي صلّ على محمّد و آل محمّد و أعنّي على بوائق الدّهور و صروف اللّيالي و الأيّام و نجّني من أهوال الدّنيا و كربات الآخرة و اكفني شرّ ما يعمل الظّالمون في الأرض، أللّهمّ ما أخاف فاكفني و ما أحذر فقني و في نفسي و ديني فاحرسني و في سفري فاحفظني و في أهلي و مالي فاخلفني و فيما رزقتني فبارك لي، و في نفسي فذلّلني و في أعين النّاس فعظّمني و من شرّ الجنّ و الإنس فسلّمني و بذنوبي فلا تفضحني و بسريرتي فلا تخزني و بعملي فلا تبتلني و نعمك فلا تسلبني و إلى غيرك فلا تكلني، إلهي إلى من تكلني إلى قريب فيقطعني أم إلى بعيد فيتجهّمني أم إلى المستضعفين لي و أنت ربّي و مليك أمري أشكو إليك غربتي و بعد داري و هواني على من ملّكته أمري، إلهي فلا تحلل عليّ غضبك فإن لم تكن غضبت عليّ فلا أبالي سبحانك غير أنّ عافيتك أوسع لي، فأسألك يا ربّ بنور وجهك الّذي أشرقت له الأرض و السّماوات و كشفت به الظّلمات و صلح به أمر الأوّلين و الآخرين أن لا تميتني على غضبك و لا تنزل بي سخطك لك العتبى حتّى

ص: 357

ترضى قبل ذلك لا إله إلاّ أنت ربّ البلد الحرام و المشعر الحرام و البيت العتيق الّذي أحللته البركة و جعلته للنّاس أمنا يا من عفا عن عظيم الذّنوب بحلمه يا من أسبغ النّعماء بفضله يا من أعطى الجزيل بكرمه، يا عدّتي في شدّتي يا صاحبي في وحدتي يا غياثي في كربتي يا وليّي في نعمتي يا إلهي و إله آبائي إبراهيم و إسماعيل و إسحاق و يعقوب و ربّ جبرئيل و ميكائيل و إسرافيل و ربّ محمّد خاتم النّبيّين و آله المنتجبين، منزّل التّوراة و الإنجيل و الزّبور و الفرقان و منزّل كهيعص و طه و يس و القرآن الحكيم أنت كهفي حين تعييني المذاهب في سعتها و تضيق بي الأرض برحبها و لو لا رحمتك لكنت من الهالكين و أنت مقيل عثرتي و لو لا سترك إيّاي لكنت من المفضوحين و أنت مؤيّدي بالنّصر على أعدائي و لو لا نصرك إيّاي لكنت من المغلوبين، يا من خصّ نفسه بالسّموّ و الرّفعة فأولياؤه بعزّه يعتزّون يا من جعلت له الملوك نير المذلّة على أعناقهم فهم من سطواته خائفون، يعلم خائنة الأعين و ما تخفي الصّدور و غيب ما تأتي به الأزمنة و الدّهور، يا من لا يعلم كيف هو إلاّ هو يا من لا يعلم ما هو إلاّ هو يا من لا يعلم ما يعلمه إلاّ هو يا من كبس الأرض على الماء و سدّ الهواء بالسّماء يا من له أكرم الأسماء يا ذا المعروف الّذي لا ينقطع أبدا يا مقيّض الرّكب ليوسف في البلد القفر و مخرجه من الجبّ و جاعله بعد العبوديّة ملكا، يا رادّه على يعقوب بعد أن ابيضّت عيناه من الحزن فهو كظيم(1) يا كاشف الضّرّ و البلوى عن أيّوب و ممسك يدي إبراهيم عن ذبح ابنه بعد كبر سنّه و فناء عمره يا من استجاب لزكريّا فوهب له يحيى و لم يدعه فردا وحيدا، يا من أخرج يونس من بطن الحوت يا من فلق البحر لبني إسرائيل

ص: 358


1- كظيم: أي حابس حزنه لا يشكوه قاله العزيزي. و قال الجوهري أي مملوء كربا و كظم غيظه اجترعه فهو رجل كظيم و الغيظ مكظوم و الكظوم السكوت و كظم البعير أمسك عن الجرّة و أخذت بكظمة أي بمجرى نفسه. و قال الهروي كظيم أي ممسك على غيظ و قوله إذ نادى و هو مكظوم أي كربا و منه قوله تعالى إِذِ اَلْقُلُوبُ لَدَى اَلْحَنٰاجِرِ كٰاظِمِينَ القلوب ليس في مستقرّها، فأعلم اللّه تعالى أن القلوب قد زالت عن مستقرّها لهول ما ينزل بهم من الكرب و الأصل في الكظم للبعير و هو أن يرد الجرّة في حلقه يقال كظم البعير إذا لم يجترّ و كظم فلان غيظه إذا لم يوقع بعدوّه مع قدرته فأمسك و لم يمضه و منه يقال كظم خصمه إذا أجابه بالسكوت فأصمته و كظمه كذلك أيضا.

فأنجاهم و جعل فرعون و جنوده من المغرقين يا من أرسل الرّياح مبشّرات بين يدي رحمته يا من لم يعجل على من عصاه من خلقه يا من استنقذ السّحرة من بعد طول الجحود و قد غدوا في نعمته يأكلون رزقه و يعبدون غيره، و قد حادّوه و نادّوه و كذّبوا رسله يا اللّه يا اللّه يا بديء يا بديع لا ندّ لك يا دائم لا نفاد لك، يا حيّ حين لا حيّ يا محيي الموتى يا من هو قائم على كلّ نفس بما كسبت يا من قلّ له شكري فلم يحرمني و عظمت خطيئتي فلم يفضحني و رآني على المعاصي فلم يشهرني، يا من حفظني في صغري يا من رزقني في كبري يا من أياديه عندي لا تحصى و نعمه لا تجازى يا من عارضني بالخير و الإحسان و عارضته بالإساءة و العصيان، يا من هداني للإيمان من قبل أن أعرف شكر الإمتنان يا من دعوته مريضا فشفاني و عريانا فكساني و جائعا فأشبعني و عطشانا فأرواني و ذليلا فأعزّني و جاهلا فعرّفني و وحيدا فكثّرني و غائبا فردّني و مقيلا فأغناني و منتصرا فنصرني و غنيّا فلم يسلبني، و أمسكت عن جميع ذلك فابتدأني فلك الحمد و الشّكر يا من أقال عثرتي و نفّس كربتي و أجاب دعوتي و ستر عورتي و غفر ذنوبي و بلّغني طلبتي و نصرني على عدوّي، و إن أعدّ نعمك و مننك و كرائم منحك لا أحصيها يا مولاي أنت الّذي مننت أنت الّذي أنعمت أنت الّذي أحسنت أنت الّذي أجملت أنت الّذي أفضلت أنت الّذي أكملت أنت الّذي رزقت أنت الّذي وفّقت أنت الّذي أعطيت أنت الّذي أغنيت أنت الّذي أقنيت أنت الّذي آويت أنت الّذي كفيت أنت الّذي هديت أنت الّذي عصمت أنت الّذي سترت أنت الّذي غفرت أنت الّذي أقلت أنت الّذي مكّنت أنت الّذي أعززت أنت الّذي أعنت أنت الّذي عضدت أنت الّذي أيّدت أنت الّذي نصرت أنت الّذي شفيت أنت الّذي عافيت أنت الّذي أكرمت تباركت و تعاليت، فلك الحمد دائما و لك الشّكر واصبا أبدا ثمّ أنا يا إلهي المعترف بذنوبي فاغفرها لي، أنا الّذي أسأت أنا الّذي أخطأت أنا الّذي هممت أنا الّذي جهلت أنا الّذي غفلت أنا الّذي سهوت أنا الّذي اعتمدت أنا الّذي تعمّدت أنا الّذي وعدت أنا الّذي أخلفت أنا الّذي نكثت أنا الّذي أقررت أنا الّذي اعترفت بنعمتك عليّ و عندي

ص: 359

و أبوء بذنوبي فاغفرها لي يا من لا تضرّه ذنوب عباده و هو الغنيّ عن طاعتهم و الموفّق من عمل صالحا منهم بمعونته و رحمته، فلك الحمد إلهي و سيّدي إلهي أمرتني فعصيتك و نهيتني فارتكبت نهيك فأصبحت لا ذا براءة لي فأعتذر و لا ذا قوّة فأنتصر فبأيّ شيء أستقبلك يا مولاي أبسمعي أم ببصري أم بلساني أم بيدي أم برجلي أليس كلّها نعمك عندي و بكلّها عصيتك يا مولاي، فلك الحجّة و السّبيل عليّ يا من سترني من الآباء و الأمّهات أن يزجروني و من العشائر و الإخوان أن يعيّروني و من السّلاطين أن يعاقبوني و لو اطّلعوا يا مولاي على ما اطّلعت عليه منّي إذا ما أنظروني و لرفضوني و قطعوني فها أنا ذا يا إلهي بين يديك يا سيّدي خاضع ذليل حصير حقير لا ذو براءة فأعتذر و لا ذو قوّة فأنتصر و لا ذو حجّة فأحتجّ بها و لا قائل لم أجترح و لم أعمل سوءا و ما عسى الجحود لو جحدت يا مولاي ينفعني كيف و أنّى ذلك و جوارحي كلّه ا شاهدة عليّ بما قد عملت يقينا غير ذي شكّ أنّك سائلي عن عظائم الأمور و أنّك الحكم العدل الّذي لا تجور و عدلك مهلكي و من كلّ عدلك مهربي، فإن تعذّبني يا إلهي فبذنوبي بعد حجّتك عليّ و إن تعف عنّي فبحلمك و جودك و كرمك لا إله إلاّ أنت سبحانك إنّي كنت من الظّالمين لا إله إلاّ أنت سبحانك إنّي كنت من المستغفرين لا إله إلاّ أنت سبحانك إنّي كنت من الموحّدين، لا إله إلاّ أنت سبحانك إنّي كنت من الخائفين لا إله إلاّ أنت سبحانك إنّي كنت من الوجلين لا إله إلاّ أنت سبحانك إنّي كنت من الرّاجين، لا إله إلاّ أنت سبحانك إنّي كنت من الرّاغبين لا إله إلاّ أنت سبحانك إنّي كنت من المهلّلين لا إله إلاّ أنت سبحانك إنّي كنت من السّائلين، لا إله إلاّ أنت سبحانك إنّي كنت من المسبّحين لا إله إلاّ أنت سبحانك إنّي كنت من المكبّرين، لا إله إلاّ أنت سبحانك ربّي و ربّ آبائي الأوّلين، أللّهمّ هذا ثنائي عليك ممجّدا و إخلاصي لذكرك موحّدا و إقراري بآلائك معدّدا و إن كنت مقرّا أنّي لم أحصها لكثرتها و سبوغها و تظاهرها و تقادمها إلى

ص: 360

حادث(1) ما لم تزل تتعهّدني به معها منذ خلقتني و برأتني من أوّل العمر من الإغناء من الفقر و كشف الضّرّ و تسبيب اليسر و دفع العسر و تفريج الكرب و العافية في البدن و السّلامة في الدّين، و لو رفدني(2) على قدر ذكر نعمتك جميع العالمين من الأوّلين و الآخرين ما قدرت و لا هم على ذلك تقدّست و تعاليت من ربّ كريم عظيم رحيم لا تحصى آلاؤك و لا يبلغ ثناؤك و لا تكافى نعماؤك صلّ على محمّد و آل محمّد، و أتمم علينا نعمك و أسعدنا بطاعتك سبحانك لا إله إلاّ أنت، أللّهمّ إنّك تجيب المضطرّ و تكشف السّوء و تغيث المكروب و تشفي السّقيم و تغني الفقير و تجبر الكسير و ترحم الصّغير و تعين الكبير و ليس دونك ظهير و لا فوقك قدير و أنت العليّ الكبير، يا مطلق المكبّل الأسير يا رازق الطّفل الصّغير يا عصمة الخائف المستجير يا من لا شريك له

ص: 361


1- يجوز أن يكون قوله إلى حادث ما لم تزل تتعهّدني به أي من وقت حدوثه فيكون إلى بمعنى من قال يستقي فلا يروى إني ابن أحمر أي من ابن أحمر، قاله ابن قتيبة في أدب الكاتب و يجوز أن يكون قوله إلى حادث أي مع حادث و إلى تأتي بمعنى مع يقال إنّ فلانا لظريف عاقل إلى حسب ثاقب أي مع حسب، قال ابن مفرغ شدخت عزّة السوابق فيهم: في وجوه إلى اللّمام الجعاد أي مع اللمام، و قال ذو الرمّة بها كل خوار إلى كل صلعة، و قوله تعالى وَ لاٰ تَأْكُلُوا أَمْوٰالَهُمْ إِلىٰ أَمْوٰالِكُمْ أي مع أموالكم، و كذا قوله تعالى مَنْ أَنْصٰارِي إِلَى اَللّٰهِ و قولهم إلى الذود إبل أي مع الذود من كتاب ابن قتيبة المترجم بأدب الكاتب، و الحادث هنا بمعنى الّذي حدث و هو كون شيء لم يكن قال المطرزي و قولهم أخذه ما قدم و ما حدث أي قديم الأحزان و حديثها و الحدث الحادث، و منه إيّاك و الحدث أي لا تحدّث شيئا لم تعهد، قيل و به سمّي الحدث من قلاع الروم لحدوثه و لكونه عدّة لأحداث الزّمان و صروفه، قال الجوهري لا يضمّ دال حدث إلا بمصاحبة قدم قال و الحديث نقيض القديم و الحدث كون شيء لم يكن و الحدث و الحدثى و الحادثة و الحادثان واحد و أحدث الرّجل من الحدث، و استحدثت خيرا أي وجدّت خيرا جديدا و رجل حدث أي شاب، و المحادثة معروفة و حدث و حدث بضم الدّال و كسرها أي حسن الحديث، و رجل حديث أي كثير الحديث و رجل حدث ملوك بكسر الحاء إذا كان صاحب سرهم و حديثهم رجل حدث نساء إذا كان يتحدّث إليهن و افعل الأمر بحداثيّه و حداثاته أي في أوّله و رجل محدث بفتح الدّال المشدّدة إذا كان صادق الظن قاله الهروي، قوله تعالى إِنْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِهٰذَا اَلْحَدِيثِ أَسَفاً أي القرآن، و قوله تعالى وَ أَمّٰا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ يعني النبوّة مبلّغا الرّسالة و قوله تعالى فَجَعَلْنٰاهُمْ أَحٰادِيثَ أي يتحدّث بهلاكهم و في الحديث في كلّ أمّة محدّثين يريد قوما يصيبوا إذا ظنّوا.
2- رفدني: أعانني.

و لا وزير صلّ على محمّد و آل محمّد و أعطني في هذه العشيّة أفضل ما أعطيت و أنلت أحدا من عبادك من نعمة توليها و آلاء تجدّدها و بليّة تصرفها و كربة تكشفها و دعوة تسمعها و حسنة تتقبّلها و سيّئة تتغمّدها إنّك لطيف بما تشاء خبير و على كلّ شيء قدير، أللّهمّ إنّك أقرب من دعي و أسرع من أجاب و أكرم من عفا و أوسع من أعطى و أسمع من سئل يا رحمن الدّنيا و الآخرة و رحيمهما ليس كمثلك مسؤول و لا سواك مأمول دعوتك فأجبتني و سألتك فأعطيتني و رغبت إليك فرحمتني و وثقت بك فنجّيتني و فزعت إليك فكفيتني، أللّهمّ فصلّ على محمّد عبدك و رسولك و نبيّك و على آله الطّيّبين الطّاهرين أجمعين، و تمّم لنا نعماءك و هنّئنا عطاءك و اكتبنا لك شاكرين و لآلائك ذاكرين آمين آمين ربّ العالمين، أللّهمّ يا من ملك فقدر و قدر فقهر و عصي فستر و استغفر فغفر يا غاية الطّالبين الرّاغبين و منتهى أمل الرّاجين يا من أحاط بكلّ شيء علما و وسع المستقيلين رأفة و رحمة و حلما، أللّهمّ إنّا نتوجّه إليك في هذه العشيّة الّتي شرّفتها و عظّمتها بمحمّد نبيّك و رسولك و خيرتك من خلقك و أمينك على وحيك البشير النّذير السّراج المنير الّذي أنعمت به على المسلمين و جعلته رحمة للعالمين، أللّهمّ فصلّ على محمّد و آل محمّد كما محمّد أهل لذلك منك يا عظيم فصلّ عليه و على آله المنتجبين الطّيّبين الطّاهرين أجمعين و تغمّدنا بعفوك عنّا فإليك عجّت الأصوات بصنوف اللّغات، فاجعل لنا اللّهمّ في هذه العشيّة نصيبا من كلّ خير تقسمه بين عبادك و نور تهدي به و رحمة تنشرها و بركة تنزلها و عافية تجلّلها و رزق تبسطه يا أرحم الرّاحمين، أللّهمّ اقلبنا في هذا الوقت منجحين مفلحين مبرورين غانمين و لا تجعلنا من القانطين و لا تخلنا من رحمتك و لا تحرمنا ما نؤمّله من فضلك و لا تجعلنا من رحمتك محرومين و لا لفضل ما نؤمّله من عطائك قانطين و لا تردّنا خائبين و لا من بابك مطرودين يا أجود الأجودين و أكرم الأكرمين، إليك أقبلنا موقنين و لبيتك الحرام آمّين قاصدين فأعنّا على مناسكنا و أكمل لنا حجّنا و اعف اللّهمّ عنّا و عافنا، فقد مددنا إليك أيدينا فهي بذلّة الإعتراف موسومة، أللّهمّ فأعطنا في هذه

ص: 362

العشيّة ما سألناك و اكفنا ما استكفيناك فلا كافي لنا سواك و لا ربّ لنا غيرك نافذ فينا حكمك محيط بنا علمك عدل فينا قضاؤك إقض لنا الخير و اجعلنا من أهل الخير، أللّهمّ أوجب لنا بجودك عظيم الأجر و كريم الذّخر و دوام اليسر و اغفر لنا ذنوبنا أجمعين و لا تهلكنا مع الهالكين و لا تصرف عنّا رأفتك و رحمتك يا أرحم الرّاحمين، أللّهمّ اجعلنا في هذا الوقت ممّن سألك فأعطيته و شكرك فزدته و تاب إليك فقبلته و تنصّل إليك من ذنوبه كلّها(1) فغفرتها له يا ذا الجلال و الإكرام، أللّهمّ وفّقنا و سدّدنا و اقبل تضرّعنا يا خير من سئل و يا أرحم من استرحم يا من لا يخفى عليه إغماض الجفون و لا لحظ العيون و لا ما استقرّ في المكنون و لا ما انطوت عليه مضمرات القلوب، ألا كلّ ذلك قد أحصاه علمك و وسعه حلمك سبحانك و تعاليت عمّا يقول الظّالمون علوّا كبيرا تسبّح لك السّماوات السّبع و الأرضون و من فيهنّ و إن من شيء إلاّ يسبّح بحمدك فلك الحمد و المجد و علوّ الجدّ، يا ذا الجلال و الإكرام و الفضل و الإنعام و الأيادي الجسام و أنت الجواد الكريم الرّؤوف الرّحيم، أللّهمّ أوسع عليّ من رزقك الحلال و عافني في بدني و ديني و آمن خوفي و أعتق رقبتي من النّار، أللّهمّ لا تمكر بي و لا تستدرجني و لا تخدعني و ادرء عنّي شرّ فسقة الجنّ و الإنس.

قال بشر و بشير: ثمّ رفع عليه السّلام صوته و بصره إلى السّماء و عيناه قاطرتان كأنّهما مزادتان و قال: يا أسمع السّامعين و يا أبصر النّاظرين و يا أسرع الحاسبين و يا أرحم الرّاحمين صلّ على محمّد و آل محمّد السّادة الميامين، و أسألك اللّهمّ حاجتي الّتي إن أعطيتنيها لم يضرّني ما منعتني و إن منعتنيها لم ينفعني ما أعطيتني أسألك فكاك رقبتي من النّار لا إله إلاّ أنت وحدك لا شريك لك لك الملك و لك الحمد و أنت على كلّ شيء قدير يا ربّ يا ربّ، قال بشر و بشير فلم يكن له عليه السّلام جهد إلاّ قوله يا ربّ يا ربّ بعد هذا الدّعاء و شغل من حضر ممن كان حوله و شهد ذلك المحضر عن

ص: 363


1- تنصّل إليك من ذنوبه كلّها: تبرّأ، قاله الجوهري. و فلان يعتذر ممّا قرف به و ينتفي و يتنصّل بمعنى قاله الهمداني في ألفاظه.

الدّعاء لأنفسهم و أقبلوا على الاستماع له عليه السّلام و التّأمين على دعائه قد اقتصروا على ذلك لأنفسهم، ثمّ علت أصواتهم بالبكاء معه و غربت الشمس و أفاض عليه السّلام و أفاض النّاس معه.

و ينبغي أن يقول هذا التّسبيح بعد ذلك و ثوابه لا يحصى كثرة تركناه اختصارا و هو: سبحان اللّه قبل كلّ أحد و سبحان اللّه بعد كلّ أحد و سبحان اللّه مع كلّ أحد، و سبحان اللّه يبقى ربّنا و يفنى كلّ أحد و سبحان اللّه تسبيحا يفضل تسبيح المسبّحين فضلا كثيرا قبل كلّ أحد، و سبحان اللّه تسبيحا يفضل تسبيح المسبّحين فضلا كثيرا بعد كلّ أحد، و سبحان اللّه تسبيحا يفضل تسبيح المسبّحين فضلا كثيرا مع كلّ أحد، و سبحان اللّه تسبيحا يفضل تسبيح المسبّحين فضلا كثيرا لربّنا الباقي و يفنى كلّ أحد، و سبحان اللّه تسبيحا لا يحصى و لا يدرى و لا ينسى و لا يبلى و لا يفنى و لا يكون له منتهى، و سبحان اللّه تسبيحا يدوم بدوامه و يبقى ببقائه في سنيّ العالمين و شهور الدّهور و أيّام الدّنيا و ساعات اللّيل و النّهار، و سبحان اللّه أبد الأبد و مع الأبد ممّا لا يحصيه العدد و لا يفنيه الأمد و لا يقطعه الأبد و تبارك اللّه أحسن الخالقين. ثم قل:

و الحمد للّه قبل كلّ أحد (إلى آخره) كما مرّ في التّسبيح غير أنّك تبدّل لفظ التّسبيح بالتّحميد، و كذلك تقول لا إله إلاّ اللّه و اللّه أكبر، و إن استطعت أن تحيي ليلة الأضحى فافعل فإنّ أبواب السّماء لا تغلق تلك الليلة لأصوات المؤمنين، فإذا أصبحت و صلّيت العيد فادع بعدها بالدّعاءين المذكورين في الصّحيفة و هما بعد دعاء يوم عرفة.

أعمال يوم الغدير

يوم الغدير(1) صومه كفارة ستين سنة و فضله لا يحصى و هو الثامن عشر من

ص: 364


1- و من كتاب السّرائر للشيخ الإمام محمّد بن إدريس قدّس اللّه سره قال: في يوم الغدير قتل عثمان بن عفان و بايع الناس عليّا عليه السّلام سوى أربعة نفر: عبد اللّه بن عمر و محمد بن سلمة و سعد بن أبي وقاص و أسامة بن زيد، و فيه فلج موسى عليه السّلام على السّحرة و أخزى اللّه تعالى -

ذي الحجّة، و من سننه أن تغتسل و تصلّي الصّلاة الّتي ذكرناها في باب الصّلوات فيه، ثم قل بعد التّسليم: ربّنا إنّنا سمعنا مناديا ينادي للإيمان أن آمنوا بربّكم فآمنّا، ربّنا فاغفر لنا ذنوبنا و كفّر عنّا سيّئاتنا و توفّنا مع الأبرار، ربّنا و آتنا ما وعدتنا على رسلك و لا تخزنا يوم القيامة إنّك لا تخلف الميعاد، أللّهمّ إنّي أشهدك و كفى بك شهيدا و أشهد ملائكتك و أنبياءك و حملة عرشك و سكّان سماواتك و أرضك، بأنّك أنت اللّه لا إله إلاّ أنت المعبود فلا يعبد سواك فتعاليت عمّا يقول الظّالمون علوّا كبيرا، و أشهد أنّ محمّدا صلّى اللّه عليه و آله عبدك و رسولك و أشهد أنّ أمير المؤمنين عبدك و مولانا، ربّنا سمعنا و أجبنا و صدّقنا المنادي رسولك صلّى اللّه عليه و آله إذ نادى بنداء عنك بالّذي أمرته أن يبلّغ ما أنزلت إليه من ولاية وليّ أمرك و حذّرته و أنذرته إن لم يبلّغ ما أمرته أن تسخط عليه، و لمّا بلّغ رسالاتك عصمته من النّاس فنادى مبلّغا عنك ألا من كنت مولاه فعليّ (1) مولاه و من كنت وليّه فعليّ وليّه

ص: 365


1- و عن الباقر عليه السّلام إن الرجل يكون له المال دينا على رجل فيكون له شاهدان فيستخرج بهما حقّه، و قد كان لعليّ عليه السّلام ممّن شهد الغدير إثنا عشر ألف شاهد فما أعطي عليه السّلام حقه.

و من كنت نبيّه فعليّ أميره، ربّنا قد أجبنا داعيك النّذير محمّدا صلّى اللّه عليه و آله عبدك و رسولك إلى الهادي المهدي، عبدك الّذي أنعمت عليه و جعلته مثلا لبني إسرائيل عليّ أمير المؤمنين و مولاهم و وليّهم، ربّنا و اتّبعنا مولانا و وليّنا و هادينا و داعينا و داعي الأنام و صراطك المستقيم و حجّتك البيضاء و سبيلك الدّاعي إليك على بصيرة هو و من اتّبعه و سبحان اللّه و تعالى عمّا يشركون، و أشهد أنّه الإمام الهادي الرّشيد أمير المؤمنين الّذي ذكرته في كتابك فإنّك قلت و إنّه في أمّ الكتاب لدينا لعليّ حكيم، أللّهمّ فإنّا نشهد بأنّه عبدك و الهادي من بعد نبيّك النّذير المنذر و صراطك المستقيم، و أمير المؤمنين عليه السلام و قائد الغرّ المحجّلين و حجّتك البالغة و لسانك المعبّر عنك في خلقك و أنّه القائم بالقسط في بريّتك و ديّان دينك و خازن علمك و أمينك المأمون المأخوذ ميثاقه و ميثاق رسولك من جميع خلقك و بريّتك، شاهدا بالإخلاص لك و الوحدانيّة بأنّك أنت اللّه لا إله إلاّ أنت و أنّ محمّدا صلّى اللّه عليه و آله عبدك و رسولك و أنّ عليّا أمير المؤمنين جعلته و الإقرار بولايته تمام وحدانيّتك و كمال دينك و تمام نعمتك على جميع خلقك و بريّتك، فقلت و قولك الحقّ اليوم أكملت لكم دينكم(1) و أتممت عليكم نعمتي و رضيت لكم

ص: 366


1- و من كتاب الخصائص ملخصا أنّ الرّضا عليه السّلام قال إذا كان يوم القيامة زفت أربعة أيام إلى اللّه تعالى كما تزف العروس إلى خدرها و هي الأضحى و الفطر و الجمعة و الغدير، و إن يوم الغدير بين الأضحى و الفطر و الجمعة كالقمر بين الكواكب و هو اليوم الذي نجى اللّه تعالى فيه إبراهيم عليه السّلام من النار فصام شكرا للّه تعالى و هو اليوم الّذي أكمل اللّه تعالى به الدّين في إقامة النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم عليّا عليه السّلام علما و أبان فضله و وصّى به فصام ذلك اليوم، و هو يوم الكمال و يوم مرغمة الشيطان و يوم يقبل فيه أعمال الشيعة و ينجّي آل محمّد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و يبطل فيه أعمال المخالفين فيجعله هباء منثورا و ذلك قوله تعالى وَ قَدِمْنٰا إِلىٰ مٰا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ (الآية)، و هو اليوم الذي يأمر اللّه تعالى جبرائيل عليه السّلام أن ينصب كرسي كرامة بإزاء البيت المعمور و يصعده جبرئيل عليه السّلام مجتمع إليه ملائكة السّماوات فيثنون على اللّه تعالى و يصلون على النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و يستغفرون لشيعة علي عليه السّلام و الأئمة عليهم السّلام و محبّيهم، و هو اليوم الذي يأمر اللّه تعالى الكرام الكاتبين أن يرفعوا القلم عن محبّي أهل البيت عليهم السّلام و شيعتهم ثلاثة أيام من يوم الغدير و لا يكتبون عليهم شيئا من الخطايا كرامة لمحمّد و عليّ و الأئمة عليهم السّلام، و هو اليوم الذي جعله اللّه تعالى لمحمّد و آله عليهم السّلام هدى و رحمة، و هو اليوم الذي يزيد اللّه تعالى في مال من عبد فيه و شيعة عليّ و عياله، و هو يوم غفران ذنوب الشيعة و يوم تنفيس الكرب و يوم حطّة الأوزار و يوم الجزاء و العطيّة، و يوم بشر القلم و يوم البشارة و العيد الأكبر و يوم يستجاب فيه الدّعاء و يوم الموقف العظيم و يوم لبس البياض و نزع السّواد و يوم الشرط المشروط و يوم نفي الهموم و يوم الصّفح عن مذنبي الشّيعة و يوم السّبق و يوم إكثار الصّلاة على محمد و آله، و يوم الرّضى و يوم عيد أهل البيت عليهم السّلام و يوم قبول الأعمال و يوم طلب الزيادة و يوم استراحة المؤمنين و يوم المناجزة و يوم التودّد و يوم الوصول إلى رحمة اللّه تعالى، و يوم التزكية و يوم ترك الكبائر و الذّنوب و يوم العبادة و يوم تفطير الصّائمين فمن فطر فيه صائما و مؤمنا كان كمن أطعم فئاما و فئاما (الخبر)، و هو يوم التهنية فإذا لقي المؤمن أخاه فليقل الحمد للّه الّذي جعلنا من المتمسّكين بولاية أمير المؤمنين و الأئمة عليهم السّلام، و هو يوم التبسّم في وجوه أهل الإيمان فمن تبسّم في وجه أخيه نظر اللّه تعالى إليه يوم القيامة بالرحمة و قضى له ألف حاجة و بنى له قصرا في الجنة من درّة بيضاء و نضر وجهه، و هو يوم الزّينة فمن تزيّن فيه غفر اللّه له كل خطيئة عملها صغيرة أو كبيرة و بعث اللّه إليه ملائكة يكتبون له الحسنات و يرفعون له الدّرجات إلى قابل مثل ذلك اليوم و إن مات مات شهيدا و إن عاش عاش سعيدا، و من أطعم فيه مؤمنا كان كمن أطعم جميع الأنبياء و الصّدّيقين و من زار فيه مؤمنا أدخل اللّه تعالى قبره سبعين نورا و وسعه عليه و يزوره في كل يوم سبعون ألف ملك و يبشّرونه بالجنة، و في يوم الغدير عرض اللّه تعالى الولاية على أهل السّماوات فسبق إليها أهل السماء السّابعة فزينت بالبيت المعمور، ثمّ أهل السماء الدّنيا فزينت بالكواكب ثم عرضت على الأرض فسبقت إليها مكة فزينت بالكعبة ثمّ المدينة فزينت بالنبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ثم الكوفة فزيّنت بعلي عليه السّلام، ثمّ عرضت على الجبال فسبقت إليها ثلاثة أجبل جبل العقيق و جبل الفيروزج و جبل الياقوت فصارت أفضل الجواهر. ثمّ سبقت إليها جبال أخر، فصارت معادن الذهب و الفضّة و التي لم تقبل لم تنبت شيئا، ثمّ عرضت في ذلك اليوم على المياه فما قبلها صار عذبا و ما أنكرها صار مرّا و مثل المؤمنين في قبولهم الولاية لعلي عليه السّلام في يوم الغدير كمثل الملائكة في سجودهم لآدم عليه السّلام و مثل من أبى ولايته في يوم الغدير كمثل إبليس في إبائه السجود لآدم عليه السّلام و ما أظهر نبيّ وصيّا له إلا في يوم الغدير و فيه أنزل اللّه تعالى اَلْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ.

الإسلام دينا، فلك الحمد بموالاته و إتمام نعمتك علينا بالّذي جدّدت من عهدك و ميثاقك و ذكّرتنا ذلك، و جعلتنا من أهل الإخلاص و التّصديق بميثاقك و من أهل الوفاء بذلك و لم تجعلنا من أتباع المغيّرين و المبدّلين و المنحرفين و المبتّكين آذان الأنعام و المغيّرين خلق اللّه، و من الّذين استحوذ عليهم الشّيطان فأنساهم ذكر اللّه و صدّهم عن السّبيل و الصّراط المستقيم، أللّهمّ العن الجاحدين و النّاكثين و المغيّرين

ص: 367

و المكذّبين بيوم الدّين من الأوّلين و الآخرين، أللّهمّ فلك الحمد على إنعامك علينا بالهدى الّذي هديتنا به إلى ولاة أمرك من بعد نبيّك صلّى اللّه عليه و آله الأئمّة الهداة الرّاشدين و أعلام الهدى و منار القلوب و التّقوى و العروة الوثقى و كمال دينك و تمام نعمتك و من بهم و بموالاتهم رضيت لنا الإسلام دينا ربّنا فلك الحمد آمنّا و صدّقنا بمنّك علينا بالرّسول النّذير المنذر، و الينا وليّهم و عادينا عدوّهم و برئنا من الجاحدين و المكذّبين بيوم الدّين، أللّهمّ فكما كان ذلك من شأنك يا صادق الوعد يا من لا يخلف الميعاد يا من هو كلّ يوم في شأن إذ أتممت علينا نعمتك بموالاة أوليائك المسئول عنهم عبادك فإنّك قلت ثُمَّ لَتُسْئَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ اَلنَّعِيمِ و قلت و قولك الحقّ وَ قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ و مننت علينا بشهادة الإخلاص و بولاية أولياءك الهداة بعد النّذير المنذر السّراج المنير، و أكملت لنا بهم الدّين و أتممت علينا النّعمة وجدّدت لنا عهدك و ذكّرتنا ميثاقك المأخوذ منّا في ابتداء خلقك إيّانا، و جعلتنا من أهل الإجابة و لم تنسنا ذكرك فإنّك قلت وَ إِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَ أَشْهَدَهُمْ عَلىٰ أَنْفُسِهِمْ أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ قٰالُوا بَلىٰ شَهِدْنٰا بمنّك و لطفك بأنّك أنت اللّه لا إله إلاّ أنت ربّنا و محمّد عبدك و رسولك نبيّنا، و عليّ أمير المؤمنين عبدك الّذي أنعمت به علينا و جعلته آية لنبيّك صلّى اللّه عليه و آله و آيتك الكبرى و النّبأ العظيم الّذي هم فيه مختلفون و عنه مسؤولون، أللّهمّ فكما كان من شأنك أن أنعمت علينا بالهداية إلى معرفتهم فليكن من شأنك أن تصلّي على محمّد و آل محمّد و أن تبارك لنا في يومنا هذا الّذي أكرمتنا به و ذكّرتنا فيه عهدك و ميثاقك و أكملت ديننا و أتممت علينا نعمتك و جعلتنا بمنّك من أهل الإجابة و البراءة من أعدائك و أعداء أوليائك المكذّبين بيوم الدّين، فأسألك يا ربّ تمام ما أنعمت و أن تجعلنا من الموفين و لا تلحقنا بالمكذّبين و اجعل لنا قدم صدق مع المتّقين و اجعلنا مع المتّقين إماما يوم تدعو كلّ أناس بإمامهم، و احشرنا في زمرة أهل بيت نبيّك الأئمّة الصّادقين و اجعلنا من البرآء من الّذين هم دعاة إلى النّار و يوم القيامة هم من

ص: 368

المقبوحين و أحينا على ذلك ما أحييتنا و اجعل لنا مع الرّسول سبيلا و اجعل لنا قدم صدق في الهجرة، أللّهمّ و اجعل محيانا خير محيا و مماتنا خير الممات و منقلبنا خير المنقلب على موالاة أوليائك و معاداة أعدائك حتّى توفّانا و أنت عنّا راض قد أوجبت لنا جنّتك برحمتك و المثوى في جوارك في دار المقامة من فضلك لا يمسّنا فيها نصب و لا يمسّنا فيها لغوب، ربّنا اغفر لنا ذنوبنا و كفّر عنّا سيّآتنا و توفّنا مع الأبرار ربّنا و آتنا ما وعدتنا على رسلك و لا تخزنا يوم القيامة إنّك لا تخلف الميعاد، أللّهمّ و احشرنا مع الأئمّة الهداة من آل رسولك نؤمن بسرّهم و علانيتهم و شاهدهم و غائبهم، أللّهمّ إنّي أسألك بالحقّ الّذي جعلته عندهم و بالّذي فضّلتهم به على العالمين جميعا، أن تبارك لنا في يومنا هذا الّذي أكرمتنا فيه بالموافاة بعهدك الّذي عهدته إلينا و الميثاق الّذي واثقتنا به من موالاة أولياءك و البراءة من أعدائك أن تتمّم علينا نعمتك و لا تجعله مستودعا و اجعله مستقرّا، و لا تسلبناه أبدا و لا تجعله مستعارا و ارزقنا مرافقة وليّك الهادي المهديّ إلى الهدى و تحت لوائه و في زمرته شهداء صادقين على بصيرة من دينك إنّك على كلّ شيء قدير ثمّ تسأل بعدها حاجتك للدّنيا و الآخرة فإنّها و اللّه مقضيّة.

ثمّ ادع أيضا هذا الدّعاء: أللّهمّ إنّي أسألك بحقّ محمّد صلّى اللّه عليه و آله نبيّك و عليّ وليّك و الشّأن و القدر الّذي اختصصتهما به دون خلقك أن تصلّي عليهما و على ذرّيّتهما و أن تبدأ بهما في كلّ خير عاجل، أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد الأئمّة القادة و الدّعاة السّادة و النّجوم الزّاهرة و الأعلام الباهرة وساسة العباد و أركان البلاد و النّاقة المرسلة و السّفينة الجارية في اللّجج الغامرة، أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد خزّان علمك و أركان توحيدك و دعائم دينك و معادن كرامتك و صفوتك من بريّتك و خيرتك من خلقك الأتقياء النّجباء الأبرار و الباب المبتلى به النّاس من أتاه نجا و من أباه هوى، أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد أهل الذّكر الّذين أمرت بمسألتهم و ذوي القربى الّذين أمرت بمودّتهم و فرضت حقّهم و جعلت الجنّة معاد من

ص: 369

اقتصّ آثارهم، أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد كما أمروا بطاعتك و نهوا عن معصيتك و دلّوا عبادك على وحدانيّتك، أللّهمّ إنّي أسألك بحقّ محمّد نبيّك و نجيّك و صفوتك و أمينك و رسولك إلى خلقك و بحقّ أمير المؤمنين و يعسوب الدّين و قائد الغرّ المحجّلين الوصيّ الوفيّ الصّدّيق الأكبر و الفاروق الأعظم بين الحقّ و الباطل و الشّاهد لك و الدّالّ عليك و الصّادع بأمرك و المجاهد في سبيلك لم تأخذه فيك لومة لائم، أن تصلّي على محمّد و آل محمّد و أن تجعلني في هذا اليوم الّذي عقدت فيه لوليّك العهد في أعناق خلقك و أكملت لهم الدّين من العارفين بحقّه و المقرّين بفضله من عتقائك و طلقائك من النّار و لا تشمت بي حاسدي النّعم، أللّهمّ فكما جعلته عيدك الأكبر و سمّيته في السّماء يوم العهد المعهود و في الأرض يوم الميثاق المأخوذ و الجمع المسؤول صلّ على محمّد و آل محمّد، و أقرّ به عيوننا و اجمع به شملنا و لا تضلّنا بعد إذ هديتنا و اجعلنا لأنعمك من الشّاكرين يا أرحم الرّاحمين، الحمد للّه الّذي عرّفنا فضل هذا اليوم و بصّرنا حرمته و كرّمنا به و شرّفنا بمعرفته و هدانا بنوره يا رسول اللّه يا أمير المؤمنين عليكما و على عترتكما و محبيّكما منّي أفضل السّلام ما بقي اللّيل و النّهار، و بكما أتوجّه إلى اللّه ربّي و ربّكما في نجاح طلبتي و قضاء حوائجي و تيسير أموري، أللّهمّ إنّي أسألك بحقّ محمّد و آل محمّد أن تصلّي على محمّد و آل محمّد و أن تلعن من جحد حقّ هذا اليوم و أنكر حرمته فصدّ عن سبيلك لإطفاء نورك فأبى اللّه إلاّ أن يتمّ نوره، أللّهمّ فرّج عن أهل بيت نبيّك صلّى اللّه عليهم و اكشف عنهم و بهم عن المؤمنين الكربات، أللّهمّ املإ الأرض بهم عدلا و قسطا كما ملئت ظلما و جورا و أنجز لهم ما وعدتهم إنّك لا تخلف الميعاد.

ثمّ تسجد و تقول شكرا شكرا مائة مرّة و تحمد اللّه مائة مرّة و قل مائة مرّة الحمد للّه على إكمال الدّين و إتمام النّعمة و رضى الرّبّ الكريم و الحمد للّه ربّ العالمين و الصّلاة على خير خلقه محمّد و عترته الطّاهرين و يستحبّ أن يقول الإخوان في هذا اليوم عند التقائهم: الحمد للّه الّذي أكرمنا بهذا اليوم و جعلنا من

ص: 370

الموفين بعهده إلينا و ميثاقه الّذي واثقنا به من ولاية ولاة أمره و القوّام بقسطه و لم يجعلنا من الجاحدين و المكذّبين بيوم الدّين.

و روى زياد بن محمد عن الصّادق عليه السّلام قال: قلت للمسلمين عيد غير يوم الجمعة و الفطر و الأضحى، قال: نعم اليوم الذي نصب فيه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أمير المؤمنين عليه السّلام، فقلت: و أيّ يوم هو، فقال: و ما تصنع بذلك اليوم و الأيّام تدور و لكنّه الثّامن عشر من ذي الحجّة ينبغي لكم أن تتقرّبوا إلى اللّه تعالى بالبرّ و الصّوم و الصّلاة و صلة الرّحم و صلة الإخوان فإنّ الأنبياء كانوا إذا أقاموا أوصياءهم فعلوا ذلك و أمروا به، و يستحب في هذا اليوم زيارة أمير المؤمنين(1) عليه السّلام و سيأتي في

ص: 371


1- و من خطبة علي عليه السّلام في هذا اليوم و هو: إن هذا يوم عظيم الشأن فيه وقع الفرج و رفعت الدّرج و وضحت الحجج و هو يوم الإيضاح و الإفصاح و الكشف عن المقام الصّراح و يوم كمال الدّين و يوم العهد المعهود، و يوم الشاهد و المشهود و يوم تبيان العقود عن النّفاق و الجحود، و يوم البيان عن حقائق الإيمان و يوم دحر الشيطان، و يوم البرهان و يوم الفضل الذي كنتم توعدون، و هذا يوم الملأ الأعلى الذي أنتم عنه معرضون، هذا يوم الإرشاد و يوم محنة العباد و يوم الدّليل على الرّواد، هذا يوم إبداء خفايا الصّدور و مضمرات الأمور، هذا يوم النصوص على أهل الخصوص، هذا يوم شيث هذا يوم إدريس هذا يوم يوشع هذا يوم شمعون هذا يوم الأمن المأمون هذا يوم إظهار المصون من المكنون، هذا يوم إبلاء السرائر فلم يزل عليه السّلام يقول هذا يوم. و منها فالبرّ فيه ينمي المال و يزيد العمر و التعاطف فيه يقتضي رحمة اللّه و عطفه و هيّئوا لإخوانكم و عيالكم بالجهد من جودكم و بما تناله القدرة من استطاعتكم و أظهروا البشر فيما بينكم و السّرور في ملاقاتكم، و احمدوا اللّه على ما منحكم و عودوا بالمزيد من الخير على أهل التأميل لكم و ساووا بكم ضعفاءكم في مأكلكم و ما تناله القدرة من استطاعتكم و على حسب إمكانكم، و الدرهم فيه بألف درهم و المزيد من اللّه عز و جلّ و صوم هذا اليوم ممّا ندب اللّه عزّ و جل إليه و جعل اللّه العظيم كفالة له عنه حتى لو تعبّد له عبد من العبيد في التشبيه من ابتداء الدّنيا إلى انقضائها صائما نهارها قائما ليلها إذا أخلص المخلص في صومه لقصرت إليه أيّام الدنيا عن كفاية، و من اسعف أخاه و برّه راغبا فله كأجر من صام هذا اليوم و قام ليله و من فطر مؤمنا في ليلته فكأنما فطر فئاما، يعدّها بيده عليه السّلام عشرة فنهض ناهض و قال يا أمير المؤمنين و ما الفئام، قال مائة ألف نبيّ و صديق و شهيد فكيف بمن يكفل عددا من المؤمنين و المؤمنات فأنا ضمينه على اللّه تعالى الأمان من الكفر و الفقر، و إن مات في ليلته أو يومه، أو بعده أو إلى مثله من غير ارتكاب كبيرة فأجره على اللّه، و من استدان لإخوانه و أعانهم فأنا الضّامن على اللّه إن بقاه قضاه و إن قبضه حمله عنه و إذا تلاقيتم فتصافحوا بالتسليم و تهانوا النّعمة في هذا اليوم و ليبلغ الحاضر الغائب -

باب الزّيارات إن شاء اللّه تعالى.

اليوم الرابع و العشرون من ذي الحجّة صلّ فيه صلاة يوم الغدير و قد مرّت في باب الصّلوات، و في هذا اليوم تصدّق أمير المؤمنين بخاتمه و هو راكع و هذا اليوم بعينه هو يوم المباهلة(1) على الأظهر قال ابن باقي رحمه اللّه و فضل يوم المباهلة كثير لا يحتمل ذكره هنا، و يستحبّ فيه الغسل و أن تدعو بما روي عن الصّادق(2) عليه السّلام و هو:

في دعاء يوم المباهلة

أللّهمّ إنّي أسألك من بهائك بأبهاه و كلّ بهائك بهيّ أللّهمّ

ص: 372


1- قال الهروي نبتهل أي نلتعن و عليه بهلة اللّه أي اخته و بهله اللّه أي لعنه و أبعده من رحمته، من قولك بهله إذا أهمله، و القصة أن الآية نزلت في وفد نجران العاقب و السيد و من معهما و لما دعاهم النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم إلى المباهلة قالوا للعاقب و كان ذا رأيهم: يا عبد المسيح ما ترى قال و اللّه لقد عرفتم أنّ محمّدا نبي مرسل و لقد جاءكم بالفصل من أمر صاحبكم، لا و اللّه ما باهل نبيّا قط لقومه فعاش كبيرهم و لا نبت صغيرهم فإن أبيتم إلاّ إلف دينكم و الإقامة على ما أنتم عليه فوادعوا الرّجل و انصرفوا إلى بلادكم و ذلك بعد أن غدا النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم آخذا بيد علي بن أبي طالب و الحسنين بين يديه و فاطمة خلفه عليهم السّلام و خرج النصارى يقدّمهم أسقفهم أبو حارثة، فقال الأسقف إنّي لأرى وجوها لو شاء اللّه أن يزيل جبلا من مكانه لأزاله بها فلا تباهلوا فتهلكوا و لا يبقى على وجه الأرض نصرانيّ إلى يوم القيامة، فقالوا: يا أبا القاسم إنا لا نباهلك و لكن نصالحك فصالحهم النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم على أن يؤدوا إليه كلّ عام ألفي حلة ألف في صفر و ألف في رجب و على عارية ثلاثين درعا و عارية ثلاثين فرسا و ثلاثين رمحا إن وقع كيد و باليمين، و قال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: و الذي نفسي بيده إن الهلاك قد تدانى على أهل نجران و لو لا عنوا لمسخوا قردة و خنازير و لاضطرم عليهم الوادي نارا و لما حال الحول على النصارى كلهم حتّى هلكوا، و في هذه الآية أوضح دلالة على فضل أصحاب الكساء عليهم السّلام و علوّ درجتهم و بلوغ مرتبتهم في الكمال إلى حدّ لا يدانيهم أحد من الخلق [قاله الطبرسي رحمه اللّه في جوامعه].
2- و عن الصّادق عليه السّلام قال: لو قلت إن في هذا الدعاء الإسم الأكبر لصدقت و لو علم النّاس ما فيه من الإجابة، لاضطربوا على تعليمه بالأيدي و إنّي لأقدمه بين يدي حوائجي فتنجح و هو دعاء المباهلة من قوله تعالى قل تَعٰالَوْا نَدْعُ أَبْنٰاءَنٰا وَ أَبْنٰاءَكُمْ الآية و إن جبرئيل عليه السّلام نزل به على النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فعلّمه هذا الدّعاء، و قال له تخرج أنت و وصيّك و سبطاك و ابنتك و باهل القوم و ادعو به و عن الصادق عليه السّلام لا تعلموه السّفهاء و المنافقين و اكتموه عن غير أهله، و يستحبّ صوم هذا اليوم و زيارة النبيّ و الأئمة عليهم السّلام فيه و الصلاة و الأدعية بما هو مذكور. فإذا أردت ذلك فابدأ بذلك شكرا للّه تعالى و اغتسل و البس أنظف ثيابك و امض إلى مشهد ولي من أولياءه و إلاّ في موضع خال أو جبل عال فإذا وصلت إلى مكان الدّعاء و الصّلاة فصل ساعة و كلّما صلّيت ركعتين استغفر اللّه تعالى سبعين مرّة، ثمّ تقوم قائما و ارفع يديك و تومىء بطرفك إلى موضع سجودك و قل الحمد للّه ربّ العالمين إلى آخر الدّعاء و سيأتي بعد هذا الدعاء المذكور هنا و اعلم أن هذا اليوم عظيم الشّأن اشتمل على عدّة كرامات منها أنّه أول مقام فتح اللّه تعالى فيه باب المباهلة في هذه الأمّة الفاضلة عند جحود حججه و بيّناته، و منها أنه أوّل يوم أظهر اللّه تعالى لنبيّه و أهل بيته العزّة و لمن حاجّه من أهل الكتاب الخزي و الذلّة و منها أنّه أوّل يوم ظهرت فيه إمارات العذاب بالمنكرين لمعجزات النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و منها أنّه أوّل يوم أشرف نفسه بنور تصديق النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و تفريق أعدائه و منها أنّه يوم أظهر اللّه تعالى فيه تخصيص أهل الذكر عليهم السّلام بعلو مقامهم و منها أنه تعالى أظهر فيه أن عليّا عليه السّلام نفس النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و أن فاطمة عليها السّلام أرجح من نساء الأمّة و كلّ من تأخر عن مقام المباهلة دونهم عليهم السّلام [منه رحمه اللّه].

إنّي أسألك ببهائك كلّه، أللّهمّ إنّي أسألك من جلالك بأجلّه و كلّ جلالك جليل أللّهمّ إنّي أسألك بجلالك كلّه، أللّهمّ إنّي أسألك من جمالك بأجمله و كلّ جمالك جميل اللّهمّ إنّي أسألك بجمالك كلّه، أللّهمّ إنّي أدعوك كما أمرتني فاستجب لي كما وعدتني، أللّهمّ إنّي أسألك من عظمتك بأعظمها و كلّ عظمتك عظيمة أللّهمّ إنّي أسألك بعظمتك كلّها، أللّهمّ إنّي أسألك من نورك بأنوره و كلّ نورك نيّر أللّهمّ إنّي أسألك بنورك كلّه، أللّهمّ إنّي أسألك من رحمتك بأوسعها و كلّ رحمتك واسعة أللّهمّ إنّي أسألك برحمتك كلّها، أللّهمّ إنّي أدعوك كما أمرتني فاستجب لي كما وعدتني، أللّهمّ إنّي أسألك من كمالك بأكمله و كلّ كمالك كامل أللّهمّ إنّي أسألك بكمالك كلّه، أللّهمّ إنّي أسألك من كلماتك بأتمّها و كلّ كلماتك تامّة أللّهمّ إنّي أسألك بكلماتك كلّها، أللّهمّ إنّي أسألك من أسمائك بأكبرها و كلّ أسماءك كبيرة أللّهمّ إنّي أسألك بأسماءك كلّها، أللّهمّ إنّي أدعوك كما أمرتني فاستجب لي كما وعدتني، أللّهمّ إنّي أسألك من عزّتك بأعزّها و كلّ عزّتك عزيزة أللّهمّ إنّي أسألك بعزّتك كلّها، أللّهمّ إنّي أسألك من مشيّتك بأمضاها و كلّ مشيّتك ماضية، أللّهمّ إنّي أسألك بمشيّتك كلّها، أللّهمّ إنّي أسألك بقدرتك الّتي استطلت بها على كلّ شيء و كلّ قدرتك مستطيلة أللّهمّ إنّي أسألك بقدرتك كلّها، أللّهمّ إنّي أدعوك كما أمرتني

ص: 373

فاستجب لي كما وعدتني أللّهمّ إنّي أسألك من علمك بأنفذه و كلّ علمك نافذ أللّهمّ إنّي أسألك بعلمك كلّه، أللّهمّ إنّي أسألك من قولك بأرضاه و كلّ قولك رضيّ أللّهمّ إنّي أسألك بقولك كلّه، أللّهمّ إنّي أسألك من مسائلك بأحبّها و كلّ مسائلك حبيبة أللّهمّ إنّي أسألك بمسائلك كلّها، أللّهمّ إنّي أدعوك كما أمرتني فاستجب لي كما وعدتني، أللّهمّ إنّي أسألك من شرفك بأشرفه و كلّ شرفك شريف أللّهمّ إنّي أسألك بشرفك كلّه، أللّهمّ إنّي أسألك من سلطانك بأدومه و كلّ سلطانك دائم أللّهمّ إنّي أسألك بسلطانك كلّه، أللّهمّ إنّي أسألك من ملكك بأفخره و كلّ ملكك فاخر أللّهمّ إنّي أسألك بملكك كلّه، أللّهمّ إنّي أدعوك كما أمرتني فاستجب لي كما وعدتني، أللّهمّ إنّي أسألك من علائك بأعلاه و كلّ علائك عال أللّهمّ إنّي أسألك بعلائك كلّه، أللّهمّ إنّي أسألك من آياتك بأعجبها و كلّ آياتك عجيبة أللّهمّ إنّي أسألك بآياتك كلّها، أللّهمّ إنّي أسألك من منّك بأقدمه و كلّ منّك قديم أللّهمّ إنّي أسألك بمنّك كلّه، أللّهمّ إنّي أدعوك كما أمرتني فاستجب لي كما وعدتني، أللّهمّ و إنّي أسألك بما أنت فيه من الشّؤون و الجبروت أللّهمّ إنّي أسألك بكلّ شأن و كلّ جبروت، أللّهمّ و إنّي أسألك بما تجيبني به حين أسألك يا اللّه يا لا إله إلاّ أنت أسألك ببهاء لا إله إلاّ أنت، يا لا إله إلاّ أنت أسألك بجلال لا إله إلاّ أنت يا لا إله إلاّ أنت أسألك بلا إله إلاّ أنت، أللّهمّ إنّي أدعوك كما أمرتني فاستجب لي كما وعدتني، أللّهمّ إنّي أسألك من رزقك بأعمّه و كلّ رزقك عامّ أللّهمّ إنّي أسألك برزقك كلّه، أللّهمّ إنّي أسألك من عطائك بأهنئه و كلّ عطاءك هنيء أللّهمّ إنّي أسألك بعطائك كلّه، أللّهمّ إنّي أسألك من خيرك بأعجله و كلّ خيرك عاجل أللّهمّ إنّي أسألك بخيرك كلّه، أللّهمّ إنّي أسألك من فضلك بأفضله و كلّ فضلك فاضل أللّهمّ إنّي أسألك بفضلك كلّه، أللّهمّ إنّي أدعوك كما أمرتني فاستجب لي كما وعدتني، أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد و ابعثني على الإيمان بك و التّصديق برسولك عليه و آله السّلام، و الولاية لعليّ بن أبي طالب و البراءة من عدوّه و الإئتمام

ص: 374

بالأئمّة من آل محمّد عليهم السّلام فإنّي رضيت بذلك يا ربّ، أللّهمّ صلّ على محمّد عبدك و رسولك في الأوّلين و صلّ على محمّد في الآخرين و صلّ على محمّد في الملإ الأعلى و صلّ على محمّد في المرسلين، أللّهمّ أعط محمّدا صلّى اللّه عليه و آله الوسيلة و الشّرف و الفضيلة و الدّرجة الكبيرة، أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد وقنّعني بما رزقتني و بارك لي فيما أعطيتني و احفظني في غيبتي و في كلّ غائب هو لي، أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد و ابعثني على الإيمان بك و التّصديق برسولك، أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد و أسألك خير الخير رضوانك و الجنّة و أعوذ بك من شرّ الشّرّ سخطك و النّار، أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد و احفظني من كلّ مصيبة و من كلّ بليّة و من كلّ عقوبة و من كلّ فتنة و من كلّ بلاء و من كلّ شرّ و من كلّ مكروه و من كلّ مصيبة و من كلّ آفة نزلت أو تنزل من السّماء إلى الأرض في هذه السّاعة و في هذه اللّيلة و في هذا اليوم و في هذا الشّهر و في هذه السّنة، أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد و اقسم لي من كلّ سرور و من كلّ بهجة و من كلّ استقامة و من كلّ فرج و من كلّ عافية و من كلّ سلامة و من كلّ كرامة و من كلّ رزق واسع حلال طيّب و من كلّ نعمة و من كلّ سعة نزلت أو تنزل من السّماء إلى الأرض في هذه السّاعة و في هذه اللّيلة و في هذا اليوم و في هذا الشّهر و في هذه السّنة، أللّهمّ إن كانت ذنوبي أخلقت وجهي عندك و حالت بيني و بينك و غيّرت حالي عندك فإنّي أسألك بنور وجهك الّذي لا يطفأ و بوجه محمّد حبيبك المصطفى و بوجه وليّك عليّ المرتضى و بحقّ أوليائك الّذين انتجبتهم أن تصلّي على محمّد و آل محمّد و أن تغفر لي ما مضى من ذنوبي و أن تعصمني فيما بقي من عمري، و أعوذ بك اللّهمّ أن أعود في شيء من معاصيك أبدا ما أبقيتني حتّى تتوفّاني، و أنا لك مطيع و أنت عنّي راض و أن تختم لي عملي بأحسنه و تجعل لي ثوابه الجنّة و أن تفعل بي ما أنت أهله، يا أهل التّقوى و يا أهل المغفرة صلّ على محمّد و آل محمّد و ارحمني برحمتك يا أرحم الرّاحمين.

ص: 375

و عن الكاظم عليه السّلام صلّ يوم المباهلة ما أردت من الصّلاة و كلّما صلّيت ركعتين استغفرت اللّه تعالى بعقبهما سبعين مرّة ثم تقوم قائما و تومىء بطرفك في موضع سجودك و تقول و أنت على غسل: الحمد للّه ربّ العالمين الحمد للّه فاطر السّماوات و الأرض الحمد للّه الّذي له ما في السّماوات و ما في الأرض، الحمد للّه الّذي خلق السّماوات و الأرض و جعل الظّلمات و النّور الحمد للّه الّذي عرّفني ما كنت به جاهلا و لو لا تعريفه إيّاي لكنت هالكا إذ قال و قوله الحقّ قُلْ لاٰ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ اَلْمَوَدَّةَ فِي اَلْقُرْبىٰ فبيّن لي القرابة فقال سبحانه إِنَّمٰا يُرِيدُ اَللّٰهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ اَلرِّجْسَ أَهْلَ اَلْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً فبيّن لي أهل البيت بعد القرابة و قال تعالى مبيّنا عن الصّادقين الّذين أمرنا بالكون معهم و الرّدّ إليهم بقوله سبحانه يٰا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا اِتَّقُوا اَللّٰهَ وَ كُونُوا مَعَ اَلصّٰادِقِينَ فأوضح عنهم و أبان عن صفتهم بقوله جلّ ثناؤه قل تَعٰالَوْا نَدْعُ أَبْنٰاءَنٰا وَ أَبْنٰاءَكُمْ وَ نِسٰاءَنٰا وَ نِسٰاءَكُمْ وَ أَنْفُسَنٰا وَ أَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اَللّٰهِ عَلَى اَلْكٰاذِبِينَ فلك الشّكر يا ربّ و لك المنّ حيث هديتني و أرشدتني حتّى لم يخف عليّ الأهل و البيت و القرابة فعرّفتني نساءهم و أولادهم و رجالهم، أللّهمّ إنّي أتقرّب إليك بذلك المقام الّذي لا يكون أعظم منه فضلا للمؤمنين و لا أكثر رحمة لهم بتعريفك إيّاهم شأنه و إبانتك فضل أهله الّذين بهم أرحضت باطل أعدائك و ثبّتّ بهم قواعد دينك، و لو لا هذا المقام المحمود الّذي أنقذتنا به و دللتنا على اتّباع المحقّين من أهل بيت نبيّك الصّادقين عنك الّذين عصمتهم من لغو المقال و مدانس الأفعال لخصم(1) أهل الإسلام و ظهرت كلمة أهل الإلحاد و فعل أولي العناد فلك الحمد و لك المنّ و لك الشّكر على نعمائك و أياديك، أللّهمّ فصلّ على محمّد و آل محمّد الّذين افترضت علينا طاعتهم و عقدت في رقابنا ولايتهم و أكرمتنا بمعرفتهم و شرّفتنا باتّباع آثارهم و ثبّتّنا بالقول الثّابت الّذي عرّفوناه فأعنّا على الأخذ بما بصّروناه و اجز محمّدا صلّى اللّه عليه و آله عنّا أفضل

ص: 376


1- خصم: غلب.

الجزاء بما نصح لخلقك و بذل وسعه في إبلاغ رسالتك و أخطر بنفسه في إقامة دينك، و على أخيه(1) و وصيّه الهادي إلى دينه و القيّم بسنّته عليّ أمير المؤمنين و صلّ على الأئمّة من أبنائه الصّادقين الّذين وصلت طاعتهم بطاعتك و أدخلنا بشفاعتهم دار كرامتك يا أرحم الرّاحمين، أللّهمّ هؤلاء أصحاب الكساء و العباء يوم المباهلة اجعلهم شفعاءنا أسألك بحقّ ذلك المقام المحمود و اليوم المشهود أن تغفر لي و تتوب عليّ إنّك أنت التوّاب الرّحيم، أللّهمّ إنّي أشهد أنّ أرواحهم و طينتهم واحدة و هي الشّجرة الّتي طاب أصلها و أغصانها و أوراقها، أللّهمّ ارحمنا بحقّهم و أجرنا من مواقف الخزي في الدّنيا و الآخرة بولايتهم و أوردنا موارد الأمن من أهوال يوم القيامة بحبّهم و إقرارنا بفضلهم و اتّباعنا آثارهم و اهتدائنا بهداهم و اعتقادنا ما عرّفوناه من توحيدك، و وقفونا(2) عليه من تعظيم شأنك و تقديس أسماءك و شكر آلائك و نفي الصّفات أن تحلّك و العلم أن يحيط بك و الوهم أن يقع عليك فإنّك أقمتهم حججا على خلقك و دلائل على توحيدك و هداة تنبّه عن أمرك و تهدي إلى دينك و توضح ما أشكل على عبادك و بابا للمعجزات الّتي يعجز عنها غيرك و بها تبين حجّتك، و تدعو إلى تعظيم السّفير بينك و بين خلقك و أنت المتفضّل عليهم حيث قرّبتهم من ملكوتك و اختصصتهم بسرّك و اصطفيتهم لوحيك و أورثتهم غوامض تأويلك رحمة بخلقك و لطفا بعبادك و حنانا(3) على بريّتك و علما بما تنطوي عليه ضمائر أمنائك، و ما يكون من شأن صفوتك و طهّرتهم في منشئهم و مبتدئهم و حرستهم من نفث نافث إليهم و أريتهم برهانا من عرض نسولهم(4)، فاستجابوا لأمرك و شغلوا أنفسهم

ص: 377


1- أي: و صلّ على أخيه.
2- وقفونا: أي أطلعونا وقفته على ذنبه أطلعته عليه، قاله الجوهري.
3- أي رحمة و كرر لضرب من التأكيد و اختلاف اللفظ و قوله تعالى: وَ حَنٰاناً مِنْ لَدُنّٰا أي رحمة من عندنا [منه رحمه اللّه].
4- من عرض نسولهم: أي من كثير نسلهم و العرض الكثير عرض و عارض و عريض أي كثير و النسول جمع نسل و النسل الولد و المعنى أنّه تعالى أرى الأئمة عليهم السّلام برهانا من كثرة ولدهم، قال ابن العتايقي جاء في سنة ستّ و ستين و سبعمائة دراهم يفرق على العلويّين في مشهد -

بطاعتك و ملأوا أجزاءهم من ذكرك و عمروا قلوبهم بتعظيم أمرك و جزّءوا أوقاتهم فيما يرضيك و أخلوا دخائلهم(1) من معاريض الخطرات الشّاغلة عنك، فجعلت قلوبهم مكامن لإرادتك و عقولهم مناصب لأمرك و نهيك و ألسنتهم تراجمة لسنّتك، ثمّ أكرمتهم بنورك حتّى فضّلتهم من بين أهل زمانهم و الأقربين إليهم فخصصتهم بوحيك و أنزلت إليهم كتابك و أمرتنا بالتّمسّك بهم و الرّدّ إليهم و الإستنباط منهم، أللّهمّ إنّا قد تمسّكنا بكتابك و بعترة نبيّك صلوات اللّه عليهم الّذين أقمتهم لنا دليلا و علما و أمرتنا باتّباعهم، أللّهمّ فإنّا قد تمسّكنا بهم فارزقنا شفاعتهم حين يقول الخائبون فما لنا من شافعين و لا صديق حميم و اجعلنا من الصّادقين المصدّقين لهم المطرين(2) لإمامهم النّاظرين إلى شفاعتهم و لا تضلّنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنّك أنت الوهّاب آمين ربّ العالمين، أللّهمّ صلّ على محمّد و عليّ أخيه و صنوه أمير المؤمنين و قبلة العارفين و علم المهتدين و ثاني الخمسة الميامين الّذين فخر بهم الرّوح الأمين و باهل اللّه بهم المباهلين، فقال و هو أصدق القائلين فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مٰا جٰاءَكَ مِنَ اَلْعِلْمِ، فَقُلْ تَعٰالَوْا نَدْعُ (الآية)(3) ذلك الإمام المخصوص بمؤاخاته يوم الإخاء و المؤثر بالقوت بعد ضرّ الطّوى و من شكر اللّه سعيه في هل أتى و من شهد بفضله معادوه و أقرّ بمناقبه جاحدوه مولى الأنام و مكسّر الأصنام، و من لم تأخذه في اللّه لومة لائم صلّى اللّه عليه و آله، ما طلعت شمس النّهار و أورقت الأشجار و على النّجوم المشرقات من عترته و الحجج الواضحات من ذرّيّته.

ص: 378


1- دخائلهم بواطن أمورهم و داخلة الرجل و دخله باطن أمره، [قاله الجوهري].
2- في نسخة أخرى: المنتظرين لإمامهم.
3- الآية: فَقُلْ تَعٰالَوْا نَدْعُ أَبْنٰاءَنٰا وَ أَبْنٰاءَكُمْ وَ نِسٰاءَنٰا وَ نِسٰاءَكُمْ وَ أَنْفُسَنٰا وَ أَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اَللّٰهِ عَلَى اَلْكٰاذِبِينَ.

و صلاة آخر يوم من ذي الحجّة ركعتان و صلاة أوّل يوم من المحرّم كذلك و قد مرّ ذكرهنّ في باب الصّلوات.

أعمال شهر محرم

اشارة

المحرّم(1): هو آخر أشهر الحرم عظيم الحرمة في الجاهليّة و الإسلام و في عاشره كان مقتل الحسين عليه السّلام فزره فيه و حيث وصلنا إلى هذا المقام فلنذكر زيارات(2) النّبيّ و فاطمة و الأئمّة عليهم السّلام و نبدء بهذا الشّهر لأنّه أوّل السنة اصطلاحا و عليه بني سني الهجرة.

فنقول من عزم على السّفر إلى الحجّ أو الزّيارة فليقطع العلائق بينه و بين الخلائق و يخلّص رقبته من جميع الحقوق ثمّ ينظر في أمر مخلّفيه، و من تجب عليه نفقته فيترك لهم من النفقة ما يكفيهم مقتصدا مدّة غيبته، ثم يوصي بوصيّة يذكر فيها ما يقرّبه إلى اللّه تعالى و يحسن وصيّته و يسندها إلى من يثق به من المؤمنين، فإذا عزم على الخروج(3) فليختر يوما مرضيّا له و يجمع أهله و يصلّي ركعتين بمهما

ص: 379


1- المحرّم أول يوم فيه استجاب اللّه تعالى دعوة زكريا عليه السلام، و في ثالثه كان خلاص يوسف عليه السّلام و في خامسه كان عبور موسى عليه السّلام البحر و في سابعه كلّم على جبل الطّور و في تاسعه اخرج يونس عليه السّلام من بطن الحوت و في عاشره كان مقتل الحسين عليه السّلام، و يستحب صوم هذا العشر فإذا كان عاشوراء أمسك عن الطعام و الشراب إلى بعد العصر ثم يتناول شيئا يسيرا من تربة الحسين عليه السّلام و يستحبّ اجتناب الملاذ فيه و إقامة المصائب إلى بعد العصر. في سابع عشره انصرف أصحاب الفيل عن مكة و نزل عليهم العذاب و في الخامس و عشرين منه كانت وفاة زين العابدين عليه السّلام سنة أربع و تسعين. [قاله الشيخ أبو جعفر الطوسي رحمه اللّه في متهجّده].
2- هذه الزيارات و الأخبار التي أوردناها في هذا المقام مأخوذة من عدّة كتب منها: مصباح الشيخ الطّوسي رحمه اللّه و تهذيبه و مزاره، و كتاب المزار لأبي الحسن محمّد بن أحمد القمي و كتاب المزاد لأبي القاسم جعفر بن محمّد بن قولويه، و كتاب المزار للشيخ المفيد و كتاب الكافي للكليني و كتاب الأمالي لابن بابويه.
3- و ليقل قبل أن يخرج من منزله اللّه أكبر ثلاثا باللّه أخرج و باللّه أدخل و على اللّه أتوكّل، ثلاثا اللهمّ افتح لي في وجهي هذا بخير و اختم لي بخير وقني شرّ كلّ دابّة أنت آخذ بناصيتها إنّ ربّي على صراط مستقيم، فعن الصّادق عليه السّلام من قال ذلك قبل أن يخرج من منزله كان في أمانه تعالى و ضمانه من الجن و الإنس و السّباع و الهوام حتّى يرجع إلى المكان الّذي خرج منه، و ذكر صاحب المنسك فيه أن المسافر يستحبّ له إذا أراد النّزول في موضع أن يقرأ ربّ أنزلني منزلا مباركا و أنت خير المنزلين قال ابن بابويه في الفقيه فمن فعل ذلك رزق خير المكان و دفع عنه شرّه.

شاء فإذا سلّم قال: أللّهمّ إنّي أستودعك السّاعة نفسي و أهلي و مالي و ذرّيّتي و ديني و دنياي و آخرتي و خاتمة عملي، أللّهمّ احفظ الشّاهد منّا و الغائب أللّهمّ احفظنا و احفظ علينا أللّهمّ اجعلنا في جوارك أللّهمّ لا تسلبنا نعمتك و لا تغيّر ما بنا من عافيتك و فضلك، فإذا خرج من داره قام على الباب تلقاء وجهه الّذي يتوجّه له و يقرأ الفاتحة أمامه و عن يمينه و يساره و آية الكرسي كذلك، ثمّ يقول: أللّهمّ احفظني و احفظ ما معي و سلّمني و سلّم ما معي و بلّغني و بلّغ ما معي ببلاغك الحسن الجميل يا أرحم الرّاحمين. ثمّ يقرأ الفاتحة و المعوذتين و التّوحيد و آية الكرسي و القدر و آخر آل عمران إِنَّ فِي خَلْقِ اَلسَّمٰاوٰاتِ وَ اَلْأَرْضِ إلى آخر السّورة ثم يدعو بما ذكرناه و أشرنا إليه قبل الخوض في أدعية الأيّام و اللّيالي، ثمّ يدعو بدعاء الفرج و هو: لا إله إلاّ اللّه الحليم الكريم، إلى آخر كلمات الفرج و قد مرّ ذكرها في أوّل الكتاب.

ثم قل: أللّهمّ كن لي جارا من كلّ جبّار عنيد و من كلّ شيطان مريد، بسم اللّه دخلت و بسم اللّه خرجت أللّهمّ إنّي أقدّم بين يدي نسياني و عجلتي، بسم اللّه و ما شاء اللّه في سفري هذا ذكرته أو نسيته، أللّهمّ أنت المستعان على الأمور كلّها و أنت الصّاحب في السّفر و الخليفة في الأهل، أللّهمّ هوّن علينا سفرنا و اطو لنا الأرض و سيّرنا فيها بطاعتك و طاعة رسولك، أللّهمّ أصلح لنا ظهرنا و بارك لنا فيما رزقتنا و قنا عذاب النّار، أللّهمّ إنّي أعوذ بك من وعثاء السّفر و كآبة المنقلب و سوء المنظر في الأهل و المال و الولد أللّهمّ أنت عضدي و ناصري، أللّهمّ اقطع عنّي بعده و مشقّته و اصحبني فيه و اخلفني في أهلي بخير لا حول و لا قوّة إلاّ باللّه، ثمّ قل: ما شاء اللّه لا حول و لا قوّة إلاّ باللّه أللّهمّ آنس وحشتي و أعنّي على وحدتي و أدّ غيبتي، و لا

ص: 380

يخرج إلا متوضّئا متحنّكا قد تصدّق بشيء فإذا أراد الرّكوب(1) بسمل و قال بسم اللّه و اللّه أكبر.

فإذا ركب قال: الحمد للّه الّذي هدانا للإسلام و منّ علينا بمحمّد صلّى اللّه عليه و آله، سبحان الّذي سخّر لنا هذا الآيتين و الحمد للّه ربّ العالمين، أللّهمّ أنت الحامل على الظّهر و المستعان على الأمر أللّهمّ بلّغنا بلاغا يبلّغ إلى الخير بلاغا يبلّغ إلى رحمتك و رضوانك و مغفرتك، أللّهمّ لا طير إلاّ طيرك و لا خير إلاّ خيرك و لا حافظ غيرك، أللّهمّ لا يأتي بالحسنات إلاّ أنت و لا يذهب بالسّيّئات إلاّ أنت و لا حول و لا قوّة إلاّ باللّه العليّ العظيم. فإذا أشرف إلى منزل أو قرية أو بلد فليقل:

أللّهمّ ربّ السّماء و ما أظلّت و ربّ الأرض و ما أقلّت و ربّ الرّياح و ما ذرت و ربّ الأنهار و ما جرت عرّفنا خير هذه القرية و خير أهلها و أعذنا من شرّها و شرّ أهلها إنّك على كلّ شيء قدير.

و يستحبّ زيارة النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و فاطمة و الأئمّة عليهم السّلام في كل جمعة و الزيارة

ص: 381


1- عن أبي جعفر عليه السّلام من قال حين يخرج من منزله: بسم اللّه حسبي اللّه توكّلت على اللّه اللّهمّ إني أسألك خير أموري كلّها و أعوذ بك من خزي الدّنيا و عذاب الآخرة كفاه اللّه ما أهمّه من أمر الدنيا و الآخرة. و عنه عليه السّلام من قال حين يخرج من بيته: بسم اللّه قال له الملكان هديت و إذا قال لا حول و لا قوّة إلاّ باللّه العليّ العظيم، قالا له: وقيت، و إذا قال توكّلت على اللّه قالا له كفيت فيقول الشيطان كيف أصنع بمن قد هدي و وقي و كفي قاله الشيخ جمال الدّين أحمد بن فهد رحمه اللّه في عدّته. و منها أيضا عن أبي جعفر عليه السّلام من قال حين يخرج من باب داره: أعوذ بما عاذت ملائكة اللّه من شرّ هذا اليوم الجديد الذي إذا غابت شمسه لم تعد من شر نفسي و من شر غيري و من شر الشياطين و من شرّ من نصب لأولياء اللّه و من شرّ الجن و الإنس و من شرّ السّباع و الهوام و من شرّ ركوب المحارم كلها أجير نفسي باللّه من كلّ سوء غفر اللّه له و تاب عليه و كفاه المهمّ و حجزه عن السّوء و عصمه من الشرّ، و منها عن الصّادق عليه السّلام من قرأ التّوحيد عشرا حين يخرج من منزله لم يزل في حفظ اللّه تعالى وكلاءته حتى يرجع، و عن أبي جعفر عليه السّلام من قال لا حول و لا قوّة إلاّ باللّه العليّ العظيم دفع اللّه تعالى عنه بها سبعين نوعا من البلاء أيسره الجنون [قاله ابن فهد في عدته].

في المواسم المشهورة قصدا و قصد المشاهد الشّريفة في رجب خصوصا مشهد الرّضا عليه السّلام فإنّه من أفضل الأعمال.

في زيارة عاشوراء

زيارة عاشوراء من قرب أو بعد عن الباقر عليه السّلام فمن أراد ذلك و كان بعيدا عنه عليه السّلام فليبرز إلى الصّحراء أو يصعد سطحا مرتفعا في داره و يومىء إليه عليه السّلام بالسّلام و يجتهد في الدّعاء على قاتله ثمّ يصلّ ركعتين و ليكن ذلك في صدر النّهار قبل أن تزول الشّمس، ثمّ ليندب الحسين عليه السّلام و يبكيه و يأمر من في داره بذلك ممن لا يتّقيه و ليقم مع من حضره المصيبة بإظهار الجزع و ليعز بعضهم بعضا بمصابهم بالحسين عليه السّلام فيقولون أعظم اللّه أجورنا بمصابنا بالحسين عليه السّلام و جعلنا و إيّاكم من الطّالبين بثاره مع وليّه الإمام المهديّ من آل محمّد عليهم السّلام، فإذا أنت صليت الرّكعتين المذكورتين آنفا فكبّر اللّه تعالى مائة مرّة ثمّ أوم إليه عليه السّلام.

و قل: السّلام عليك يا أبا عبد اللّه السّلام عليك يابن رسول اللّه السّلام عليك يا خيرة اللّه و ابن خيرته السّلام عليك يابن أمير المؤمنين و ابن سيّد الوصيّين السّلام عليك يابن فاطمة سيّدة نساء العالمين السّلام عليك يا ثار اللّه و ابن ثاره و الوتر الموتور السّلام عليك و على الأرواح الّتي حلّت بفنائك عليكم منّي جميعا سلام اللّه أبدا ما بقيت و بقي اللّيل و النّهار يا أبا عبد اللّه لقد عظمت الرّزيّة و جلّت و عظمت المصيبة بك علينا و على جميع أهل الإسلام و جلّت و عظمت مصيبتك في السّماوات على جميع أهل السّماوات، فلعن اللّه أمّة أسّست أساس الظّلم و الجور عليكم أهل البيت، و لعن اللّه أمّة دفعتكم عن مقامكم و أزالتكم عن مراتبكم الّتي رتّبكم اللّه فيها، و لعن اللّه أمّة قتلتكم و لعن اللّه الممهّدين لهم بالتّمكين من قتالكم، برئت إلى اللّه و إليكم منهم و من أشياعهم و أتباعهم و أوليائهم يا أبا عبد اللّه إنّي سلم لمن سالمكم و حرب لمن حاربكم إلى يوم القيامة، و لعن اللّه آل زياد و آل مروان و لعن اللّه بني أميّة قاطبة، و لعن اللّه ابن مرجانة و لعن اللّه عمر بن سعد و لعن اللّه شمرا و لعن اللّه أمّة

ص: 382

أسرجت و ألجمت و تهيّأت و تنقّبت(1) لقتالك، بأبي أنت و أمّي لقد عظم مصابي بك فأسأل اللّه الّذي أكرم مقامك و أكرمني بك أن يرزقني طلب ثارك مع إمام منصور من أهل بيت محمّد صلّى اللّه عليه و آله، أللّهمّ اجعلني عندك وجيها بالحسين عليه السّلام في الدّنيا و الآخرة يا أبا عبد اللّه إنّي أتقرّب إلى اللّه و إلى رسوله و إلى أمير المؤمنين و إلى فاطمة و إلى الحسن و إليك بموالاتك و بالبراءة ممّن قاتلك و نصب لك الحرب و بالبراءة ممّن أسّس أساس الظّلم و الجور عليكم و أبرء إلى اللّه و إلى رسوله ممّن أسّس أساس ذلك و بنى عليه بنيانه و جرى في ظلمه و جوره عليكم و على أشياعكم، برئت إلى اللّه و إليكم منهم و أتقرّب إلى اللّه ثمّ إليكم بموالاتكم و موالاة وليّكم و بالبراءة من أعدائكم و النّاصبين لكم الحرب و بالبراءة من أشياعهم و أتباعهم، إنّي سلم لمن سالمكم و حرب لمن حاربكم و وليّ لمن والاكم و عدوّ لمن عاداكم، فأسأل اللّه الّذي أكرمني بمعرفتكم و معرفة أوليائكم و رزقني البراءة من أعدائكم أن يجعلني معكم في الدّنيا و الآخرة و أن يثبّت لي عندكم قدم صدق في الدّنيا و الآخرة و أسأله أن يبلّغني المقام المحمود الّذي لكم عند اللّه و أن يرزقني طلب ثاركم مع إمام مهديّ ظاهر ناطق منكم، و أسأل اللّه بحقّكم و بالشّأن الّذي لكم عنده أن يعطيني بمصابي بكم أفضل ما يعطي مصابا بمصيبته يا لها من مصيبة ما أعظمها و أعظم رزيّتها في الإسلام و في جميع أهل السّماوات و الأرض، أللّهمّ اجعلني في مقامي هذا ممّن تناله منك صلوات و رحمة و مغفرة، أللّهمّ اجعل محياي محيا محمّد و آل محمّد و مماتي ممات محمّد و آل محمّد، أللّهمّ إنّ هذا يوم تبرّكت به بنو أميّة

ص: 383


1- يمكن أن يكون قوله عليه السّلام تنقبت مأخوذ من النقاب أي اشتملت بآلات الحرب كاشتمال المرأة بالنّقاب فيكون النقاب هنا استعارة أو يكون مأخوذا من النقبة و هو ثوب يشتمل به كالإزار أو يكون معنى تنقبت أي سارت في نقوب الأرض و هي أطرافها الواحد نقب و هي المناقب أيضا و منه قوله تعالى فَنَقَّبُوا فِي اَلْبِلاٰدِ أي طوفوا و سيروا في قراها قال: و قد نقّبت في الآفاق حتّى رضيت من السّلامة بالإياب قاله الهروي.

و ابن آكلة الأكباد اللّعين ابن اللّعين على لسانك و لسان نبيّك في كلّ موطن و موقف وقف فيه نبيّك أللّهمّ العن أبا سفيان و معاوية بن أبي سفيان و يزيد بن معاوية عليهم منك اللّعنة أبد الآبدين، و هذا يوم فرحت به آل زياد و آل مروان بقتلهم الحسين عليه السّلام، أللّهمّ فضاعف عليهم اللّعن منك و العذاب الأليم، أللّهمّ إنّي أتقرّب إليك في هذا اليوم و في موقفي هذا و أيّام حياتي بالبراءة منهم و اللّعنة عليهم و بالموالاة لنبيّك و آل نبيّك عليهم السّلام.

ثم تقول مائة مرّة: أللّهمّ العن أوّل ظالم ظلم حقّ محمّد و آل محمّد و آخر تابع له على ذلك أللّهمّ العن العصابة التي جاهدت الحسين عليه السّلام و شايعت و بايعت و تابعت على قتله، أللّهمّ العنهم جميعا.

ثمّ تقول مائة مرّة: السّلام عليك يا أبا عبد اللّه و على الأرواح الّتي حلّت بفنائك عليك منّي سلام اللّه ما بقيت و بقي اللّيل و النّهار و لا جعله اللّه آخر العهد منّي لزيارتكم السّلام على الحسين و على عليّ بن الحسين و على أولاد الحسين و على أصحاب الحسين عليهم السّلام.

ثمّ تقول: أللّهمّ خصّ أنت أوّل ظالم باللّعن منّي و ابدأ به(1) أوّلا ثمّ الثّاني ثمّ

ص: 384


1- قال الحريري في كتابه المترجم بدرة الغواص في أوهام الخواص: يقولون ابدأ به أوّلا فيوهمون فيه و الصّواب أن يقال ابدأ به أوّل بالضمّ، قال معن بن أوس: لعمرك ما أدري و إني لأوجل على أيّنا تعدو المنية أوّل و إنما بنى أوّل هنا لأنّ الإضافة مرادة فيه إذ تقدير الكلام ابدأ به أوّل الناس فلما انقطع عن الإضافة بنى كأسماء الغايات التي هي قبل و بعد و نظائرهما، و معنى تسمية هذه الأسماء الغايات أي جعلت غاية للنطق بعدما كانت مضافة، و لهذه العلة استوجب أن تبنى لأن آخرها حين قطع عن الإضافة صار كوسط الكلمة و وسط الكلمة لا يكون إلاّ مبنيّا، و إنما بنيت على الضمّ لأنها في حالة الإضافة تعرب تارة بالنصب و أخرى بالجرّ فخصّت عند البناء بالضمّ الذي خالف حركتي إعرابها ليعلم أنها مبنيّة لا معربة، على أنّ أوّل إذا أعرب لا يصرف لأنه على وزن أفعل و هو صفة و لهذا قالوا ذاك عاما أوّل و ما رأيت مذ أوّل من أمس و لم يسمع صرفه إلاّ في قولهم ما تركت له أولا و أخيرا، فجعلوه في هذا الكلام اسم جنس و أخرجوه عن حكم الصّفة و أجروا هذا الكلام -

الثّالث ثمّ الرّابع أللّهمّ العن يزيد بن معاوية خامسا و العن عبيد اللّه بن زياد و ابن مرجانة و عمر بن سعد و شمرا و آل أبي سفيان و آل زياد و آل مروان إلى يوم القيامة.

ثمّ اسجد و قل: أللّهمّ لك الحمد حمد الشّاكرين لك على مصابهم الحمد للّه على عظيم رزيّتي أللّهمّ ارزقني شفاعة الحسين عليه السّلام يوم الورود و ثبّت لي قدم صدق عندك مع الحسين و أصحاب الحسين الّذين بذلوا مهجهم دون الحسين عليه السّلام.

ثمّ صلّ ركعتي الزّيارة و قل بعدهما: أللّهمّ إنّي لك صلّيت و لك ركعت و لك سجدت وحدك لا شريك لك لأنّه لا يجوز الصّلاة و الرّكوع و السّجود إلاّ لك، لأنّك أنت اللّه لا إله إلاّ أنت أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد و أبلغهم عنّي أفضل السّلام و التّحيّة و اردد عليّ منهم السّلام و التّحيّة، أللّهمّ و هاتان الرّكعتان هديّة منّي إلى سيّدي و مولاي الحسين بن عليّ عليهما السّلام أللّهمّ صلّ على محمّد و آله و تقبّلهما منّي و أجرني عليهما أفضل أملي و رجائي فيك و في وليّك يا وليّ المؤمنين.

في دعاء الصادق (ع) في يوم عاشوراء

ثمّ ادع بهذا الدّعاء المرويّ عن الصّادق(1) عليه السّلام و هو: يا اللّه يا اللّه يا اللّه يا

ص: 385


1- قال صفوان بن مهران الجمّال قال لي الصّادق عليه السّلام: يا صفوان تعاهد هذه الزيارة و ادع بهذا الدعاء بعدها فإنّي ضامن على اللّه تعالى لكل من زار بهذه الزيارة و دعا بهذا الدّعاء من قرب أو بعد أن زيارته مقبولة و سعيه مشكور و سلامه و اصل غير محجوب و حاجته مقضيّة من اللّه تعالى بالغا ما بلغت و لا يخيّبه، يا صفوان وجدت هذه الزّيارة مضمونة بهذا الضمان عن أبي و أبي عن أبيه عليّ بن الحسين عليهما السّلام مضمونا بهذا الضمان، و الحسين عن أخيه الحسن عليهما السّلام مضمونا بهذا الضّمان، و الحسن عن أبيه علي عليهما السّلام مضمونا بهذا الضمان، و أمير المؤمنين عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم مضمونا بهذا الضمان، و رسول اللّه عن جبرئيل صلوات اللّه عليهما مضمونا بهذا الضمان، و جبرئيل عليه السّلام عن اللّه عزّ و جلّ مضمونا بهذا الضّمان، و قد آلى اللّه تعالى على نفسه أن من زار الحسين عليه السّلام بهذه الزيارة و دعا بهذا الدّعاء من قرب أو بعد قبلت منه زيارته و شفّعته في مسألته بالغا ما بلغ و أعطيته سؤله ثم لا ينقلب عنّي خائبا و اقلبه مسرورا قريرا عينه بقضاء حاجته و الفوز بالجنّة و العتق من النّار و شفعته في كل من شفع، خلا ناصب العداوة لنا أهل البيت آلى اللّه تعالى بذلك على نفسه و اشهدنا بما شهد به ملائكة ملكوته على ذلك، يا صفوان إذا عرض لك إلى اللّه تعالى حاجة فرز بهذه الزيارة من حيث كنت و ادع بهذا الدّعاء و سل ربّك حاجتك تقضى إن شاء اللّه.

مجيب دعوة المضطرّين يا كاشف كرب المكروبين يا غياث المستغيثين و يا صريخ المستصرخين و يا من هو أقرب إليّ من حبل الوريد، و يا من يحول بين المرء و قلبه و يا من هو بالمنظر الأعلى و بالأفق المبين، و يا من هو الرّحمن الرّحيم على العرش استوى و يا من يعلم خائنة الأعين و ما تخفي الصّدور يا من لا تخفى عليه خافية يا من لا تشتبه عليه الأصوات و يا من لا تغلّطه الحاجات و يا من لا يبرمه إلحاح الملحّين، يا مدرك كلّ فوت و يا جامع كلّ شمل و يا بارىء النّفوس بعد الموت يا من هو كلّ يوم في شأن يا قاضي الحاجات يا منفّس الكربات يا معطي السّؤلات يا وليّ الرّغبات يا كافي المهمّات، يا من يكفي من كلّ شيء و لا يكفي منه شيء في السّماوات و الأرض أسألك بحقّ محمّد و عليّ و بحقّ فاطمة بنت نبيّك و بحقّ الحسن و الحسين و التّسعة من ولد الحسين عليهم السّلام، فإنّي بهم أتوجّه إليك في مقامي هذا و بهم أتوسّل و بهم أتشفّع إليك و بحقّهم أسألك و أقسم و أعزم عليك و بالشّأن الّذي لهم عندك و بالقدر الّذي لهم عندك و بالّذي فضّلتهم على العالمين و باسمك الّذي جعلته عندهم و به خصصتهم دون العالمين و به أبنتهم و أبنت فضلهم من فضل العالمين حتّى فاق فضلهم فضل العالمين جميعا أسألك أن تصلّي على محمّد و آل محمّد و أن تكشف عنّي غمّي و همّي و كربي و تكفيني المهمّ من أموري، و تقضي عنّي ديني و تجيرني من الفقر و تجبرني من الفاقة و تغنيني عن المسألة إلى المخلوقين و تكفيني همّ من أخاف همّه و عسر من أخاف عسره و حزونة من أخاف حزونته و شرّ ما أخاف

ص: 386

شرّه و مكرما أخاف(1) مكره و بغي من أخاف بغيه و جور من أخاف جوره، و سلطان من أخاف سلطانه و كيد من أخاف كيده و مقدرة من أخاف بلاء مقدرته عليّ، و تردّ عنّي كيد الكيدة و مكر المكرة، أللّهمّ من أرادني فأرده و من كادني فكده و اصرف عنّي كيده و مكره و بأسه و أمانيّه و امنعه عنّي كيف شئت و أنّى شئت، أللّهمّ اشغله عنّي بفقر لا تجبره و ببلاء لا تستره و بفاقة لا تسدّها و بسقم لا تعافيه و بذلّ لا تعزّه و بمسكنة لا تجبرها، أللّهمّ اضرب بالذّلّ نصب عينيه و أدخل عليه الفقر في منزله و العلّة و السّقم في بدنه حتّى تشغله عنّي بشغل شاغل لا فراغ له و أنسه ذكري كما أنسيته ذكرك و خذ عنّي بسمعه و بصره و لسانه و يده و رجله و قلبه و جميع جوارحه، و أدخل عليه في جميع ذلك السّقم و لا تشفه حتّى تجعل ذلك شغلا شاغلا له عنّي و عن ذكري، و اكفني يا كافي ما لا يكفي سواك فإنّك الكافي لا كافي سواك و مفرّج لا مفرّج سواك و مغيث لا مغيث سواك و جار لا جار سواك، و من كان جاره سواك و مغيثه سواك و مفزعه إلى سواك و مهربه و ملجأه إلى غيرك و منجاه من مخلوق غيرك، فأنت ثقتي و رجائي و مفزعي و مهربي و ملجإي و منجاي فبك أستفتح و بك أستنجح و بمحمّد و آل محمّد أتوجّه إليك و أتوسّل و أتشفّع، فأسألك يا اللّه يا اللّه يا اللّه فلك الحمد و لك الشّكر و إليك المشتكى و أنت المستعان فأسألك يا اللّه يا اللّه يا اللّه بحقّ محمّد و آل محمّد أن تصلّي على محمّد و آل محمّد و أن تكشف عنّي غمّي و همّي و كربي في مقامي هذا كما كشفت عن نبيّك صلّى اللّه عليه و آله همّه و غمّه و كربه، و كفيته هول عدوّه فاكشف عنّي كما كشفت عنه و فرّج عنّي كما فرّجت عنه و اكفني كما كفيته، و اصرف عنّي هول ما أخاف هوله و مؤنة ما أخاف مؤنته و همّ ما أخاف همّه بلا مؤنة على نفسي من ذلك و اصرفني بقضاء حوائجي و كفاية ما أهمّني همّه من أمر آخرتي و دنياي يا أمير المؤمنين و يا أبا عبد اللّه عليكما منّي سلام اللّه أبدا

ص: 387


1- و في نسخة أخرى: و شر من أخاف شره و مكر من أخاف مكره.

ما بقيت و بقي اللّيل و النّهار و لا جعله اللّه آخر العهد من زيارتكما و لا فرّق اللّه بيني و بينكما، أللّهمّ أحيني حياة محمّد صلّى اللّه عليه و آله و ذرّيّته و أمتني مماتهم و توفّني على ملّتهم و احشرني في زمرتهم و لا تفرّق بيني و بينهم طرفة عين أبدا في الدّنيا و الآخرة، يا أمير المؤمنين و يا أبا عبد اللّه قصدتكما بقلبي زائرا و متوسّلا إلى اللّه ربّي و ربّكما و متوجّها إليه بكما و مستشفعا بكما إلى اللّه في حاجتي هذه فاشفعا لي فإنّ لكما عند اللّه المقام المحمود و الجاه الوجيه و المنزل الرّفيع و الوسيلة، إنّي أنقلب عنكما منتظرا لتنجّز الحاجة و قضائها و نجاحها من اللّه بشفاعتكما لي إلى اللّه فلا أخيب و لا يكون منقلبي منقلبا خائبا خاسرا بل يكون منقلبي منقلبا راجيا مفلحا منجحا مستجابا بقضاء جميع حوائجي، و تشفعا لي إلى اللّه انقلبت على ما شاء اللّه و لا حول و لا قوّة إلاّ باللّه مفوّضا أمري إلى اللّه ملجئا ظهري إلى اللّه متوكّلا على اللّه و أقول حسبي اللّه و كفى سمع اللّه لمن دعا ليس وراء اللّه و وراءكم يا ساداتي منتهى ما شاء ربّي كان و ما لم يشأ لم يكن و لا حول و لا قوّة إلاّ باللّه، أستودعكم اللّه و لا جعله اللّه آخر العهد منّي إليكما انصرفت يا سيّدي يا أمير المؤمنين و مولاي و أنت يا أبا عبد اللّه يا سيّدي و سلامي عليكما متّصل ما اتّصل اللّيل و النّهار و اصل ذلك إليكما غير محجوب عنكما سلامي إن شاء اللّه، و أسأله بحقّكما أن يشاء ذلك و يفعل فإنّه حميد مجيد انقلبت يا سيّدي عنكما تائبا حامدا للّه شاكرا راجيا للإجابة غير آيس و لا قانط آئبا عائدا راجعا إلى زيارتكما غير راغب عنكما و لا عن زيارتكما، بل راجع عائد إن شاء اللّه و لا حول و لا قوّة إلاّ باللّه يا سادتي رغبت إليكما و إلى زيارتكما بعد أن زهد فيكما و في زيارتكما أهل الدّنيا فلا خيّبني اللّه ما رجوت و ما أمّلت في زيارتكما إنّه قريب مجيب ثمّ صلّ صلاة عاشوراء و هي أربع ركعات و قد مرّت في باب الصّلوات.

ص: 388

أعمال شهر صفر و زيارة الأربعين

شهر صفر: يستحبّ في العشرين منه زيارة الحسين عليه السّلام و هي زيارة الأربعين تزوره عند ارتفاع النّهار و هي مرويّة عن الصّادق عليه السّلام تقول: السّلام على وليّ اللّه و حبيبه السّلام على خليل اللّه و نجيبه السّلام على صفيّ اللّه و ابن صفيّه السّلام على الحسين المظلوم الشّهيد السّلام على أسير الكربات و قتيل العبرات، أللّهمّ إنّي أشهد أنّه وليّك و ابن وليّك و صفيّك و ابن صفيّك الفائز بكرامتك أكرمته بالشّهادة و حبوته بالسّعادة و اجتبيته بطيب الولادة و جعلته سيّدا من السّادة و قائدا من القادة و ذائدا من الذّادة(1) و أعطيته مواريث الأنبياء و جعلته على خلقك من الأوصياء فأعذر في الدّعاء و منح النّصح و بذل مهجته فيك ليستنقذ عبادك من الجهالة و حيرة الضّلالة، و قد توازر(2) عليه من غرّته الدّنيا و باع حظّه بالأرذل الأدنى و شرى آخرته بالثّمن الأوكس(3) و تغطرس و تردّى في هواه و أسخطك و أسخط نبيّك و أطاع من عبادك أهل الشّقاق و النّفاق و حملة الأوزار المستوجبين للنّار، فجاهدهم فيك صابرا محتسبا حتّى سفك في طاعتك دمه و استبيح حريمه، أللّهمّ فالعنهم لعنا و بيلا و عذّبهم عذابا أليما السّلام عليك يابن رسول اللّه السّلام عليك يابن سيّد الأوصياء أشهد أنّك أمين اللّه و ابن أمينه عشت سعيدا و مضيت حميدا و متّ فقيدا مظلوما شهيدا، و أشهد أنّ اللّه منجز ما وعدك و مهلك من خذلك و معذّب من قتلك، و أشهد أنّك وفيت بعهد اللّه و جاهدت في سبيله حتّى آتاك اليقين، فلعن اللّه من قتلك و لعن اللّه من ظلمك و لعن اللّه أمّة سمعت بذلك فرضيت به، أللّهمّ إنّي أشهدك أنّي وليّ لمن والاه و عدوّ لمن عاداه بأبي أنت و أمّي يابن رسول اللّه أشهد أنّك كنت نورا في الأصلاب الشّامخة

ص: 389


1- قوله: و ذائدا من الذادة، أي: مدافعا من المدافعين، و رجل ذوّاد أي دفاع.
2- قوله: توازر عليه، أي: تعاون و تناصر، و آزرني فلان أي كان لي معينا.
3- قوله: الأوكس، أي: الأخسر و توكس في تجارته أي خسر.

و الأرحام الطّاهرة لم تنجّسك الجاهليّة بأنجاسها و لم تكسك المدلهمّات من ثيابها(1)، و أشهد أنّك الإمام البرّ التّقيّ الرّضيّ الزّكيّ الهادي المهديّ، و أشهد أنّ الأئمّة من ولدك كلمة التّقوى و أعلام الهدى و العروة الوثقى و الحجّة على أهل الدّنيا، و أشهد أنّي بكم مؤمن و بإيابكم موقن بشرائع ديني و خواتيم عملي و قلبي لقلبكم سلم و أمري لأمركم متّبع و نصرتي لكم معدّة حتّى يأذن اللّه لكم فمعكم معكم لا مع عدوّكم، صلوات اللّه عليكم و على أرواحكم و أجسامكم و شاهدكم و غائبكم و ظاهركم و باطنكم آمين ربّ العالمين ثمّ تصلّي ركعتي الزّيارة و تدعو بما أحببت.

ثمّ زر عليّ بن الحسين عليهما السّلام و الشّهداء و العبّاس بما سنذكره في زيارة عرفة إن شاء اللّه تعالى، و هكذا تفعل في كلّ زيارة للحسين عليه السّلام.

و لليلتين بقيتا من صفر سنة إحدى عشرة من الهجرة توفي سيّدنا رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فزره فيه و كانت في مثله من سنة خمسين وفاة أبي محمّد الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السّلام. أمّا زيارة النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فستأتي إن شاء اللّه في شهر ربيع الأوّل، فأمّا زيارة الحسن عليه السّلام و الأئمّة عليهم السّلام في البقيع فستأتي إن شاء اللّه تعالى بعدها.

أعمال شهر ربيع الأول

اشارة

شهر ربيع الأول: زر فيه الحسين عليه السّلام و كذا في كلّ شهر للرّواية عن الصّادق عليه السّلام إن من زار قبر الحسين عليه السّلام في كلّ شهر كان له ثواب مائة ألف شهيد من شهداء بدر زيارة مختصرة تعضد ما أشرنا إليه من زيارته عليه السّلام في كل شهر من الشهور.

روي أن الصّادق عليه السّلام قال لسدير بن حكيم: يا سدير أتزور الحسين عليه السّلام في كلّ يوم، قال: لا، قال: ما أجفاكم أفتزوره في كلّ شهر، قال: لا، قال: أفتزوره في كلّ سنة، قلت: قد يكون ذلك، فقال: ما أجفاكم

ص: 390


1- في نسخة زيادة: و أشهد أنك من دعائم الدين و أركان المسلمين و معقل المؤمنين.

بالحسين عليه السّلام أما علمت أنّ للّه تعالى ألف ألف ملك شعث غبر يبكونه و يزورونه و لا يفترون و ما عليك يا سدير أن تزور الحسين عليه السّلام في كلّ يوم مرّة، قال:

فقلت جعلت فداك بيننا و بينه فراسخ كثيرة، فقال لي اصعد فوق سطحك، ثمّ التفت يمنة و يسرة ثمّ ارفع رأسك إلى السّماء ثم تنحو نحو القبر و تقول: السّلام عليك يا أبا عبد اللّه السّلام عليك و رحمة اللّه و بركاته تكتب لك زورة و الزّورة حجة و عمرة، قلت فلهذين الحديثين أوردنا في كتابنا هذا للحسين عليه السّلام في أوّل كلّ شهر زيارة مفردة إلاّ أن يكون في الشهر زيارة موظفة فنكتفي بذكرها.

يوم السّابع عشر منه قال الشّيخ الطّوسي رحمه اللّه في مصباحيه: يوم السّابع عشر منه كان مولد النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم عند طلوع الفجر من يوم الجمعة في عام الفيل و هو يوم شريف عظيم البركة و في صومه فضل كثير و ثواب جزيل و هو أحد الأيّام الأربعة، فروي عنهم عليهم السّلام أنّهم قالوا من صام يوم السّابع عشر من شهر ربيع الأوّل كتب اللّه له صيام سنة و يستحبّ فيه الصّدقة و زيارة المشاهد. انتهى كلامه رحمه اللّه.

في زيارة النبي (ص)

فإذا أردت زيارة النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فاغتسل و كذا إذا أردت زيارة أحد من المعصومين عليهم السّلام و قل في أثناء غسلك ما ذكره الشّهيد رحمه اللّه في نفليّته و هو:

أللّهمّ طهّر قلبي و اشرح لي صدري و أجر على لساني مدحتك و الثّناء عليك، أللّهمّ اجعله لي طهورا و شفاء و نورا إنّك على كلّ شيء قدير. و تقول بعد الفراغ أللّهمّ طهّر قلبي و زكّ عملي و اجعل ما عندك خيرا لي أللّهمّ اجعلني من التّوّابين و اجعلني من المتطهّرين. و يستحبّ أن تدعو بهذين الدّعاءين في جميع الأغسال المستحبّة.

ثمّ استأذن بهذا الإستئذان إن كانت الزّيارة من قرب، و كذا تستأذن به في مشاهد المعصومين عليهم السّلام فتقول: أللّهمّ إنّي وقفت على باب من أبواب بيوت نبيّك صلواتك عليه و آله و قد منعت النّاس أن يدخلوا إلاّ بإذنه فقلت يا أيّها الّذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبيّ إلاّ أن يؤذن لكم أللّهمّ إنّي أعتقد حرمة نبيّك صلّى اللّه عليه و آله في غيبته كما أعتقدها في حضرته و أعلم أنّ رسولك و خلفاءك عليهم

ص: 391

السّلام أحياء عندك يرزقون يرون مقامي و يسمعون كلامي و يردّون سلامي و أنّك حجبت عن سمعي كلامهم و فتحت باب فهمي بلذيذ مناجاتهم و إنّي أستأذنك يا ربّ أوّلا و أستأذن رسولك صلّى اللّه عليه و آله ثانيا و أستأذن خليفتك الإمام المفروض عليّ طاعته فلان ابن فلان و تسمّيه إن كانت الزّيارة لغير النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و الملائكة الموكّلين بهذه البقعة المباركة ثالثا ءأدخل يا رسول اللّه ءأدخل يا حجّة اللّه أأدخل يا ملائكة اللّه المقرّبين المقيمين في هذا المشهد فأذن لي يا مولاي في الدّخول أفضل ما أذنت لأحد من أوليائك فإن لم أكن أهلا لذلك فأنت أهل له. فإن خشع قلبك و دمعت عينك فهو علامة الإذن.

ثم قبّل العتبة و ادخل و قل: بسم اللّه و باللّه و في سبيل اللّه و على ملّة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله أللّهمّ اغفر لي و ارحمني و تب عليّ إنّك أنت التوّاب الرّحيم.

ثمّ قف عند رأس النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و استقبل القبلة و قل ما ذكره الشّيخ الطّوسي رحمه اللّه في متهجّده: أشهد أن لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له و أشهد أنّ محمّدا عبده و رسوله و أشهد أنّك رسول اللّه و أنّك محمّد بن عبد اللّه و أشهد أنّك قد بلّغت رسالات ربّك و نصحت لأمّتك و جاهدت في سبيل اللّه و عبدت اللّه مخلصا حتّى أتاك اليقين بالحكمة و الموعظة الحسنة و أدّيت الّذي عليك من الحقّ و أنّك قد رؤفت بالمؤمنين و غلظت على الكافرين، فبلّغ اللّه بك أفضل شرف محلّ المكرمين الحمد للّه الّذي استنقذنا بك من الشّرك و الضّلالة، أللّهمّ فاجعل صلواتك و صلوات ملائكتك المقرّبين و أنبياءك المرسلين و عبادك الصّالحين و أهل السّماوات و الأرضين و من سبّح لك يا ربّ العالمين من الأوّلين و الآخرين على محمّد عبدك و رسولك و نبيّك و أمينك و نجيّك و حبيبك و صفيّك و خاصّتك و صفوتك و خيرتك من خلقك، أللّهمّ أعطه الدّرجة الرّفيعة و آته الوسيلة من الجنّة و ابعثه مقاما محمودا يغبطه به الأوّلون و الآخرون، أللّهمّ إنّك قلت وَ لَوْ أَنَّهُمْ إِذْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ جٰاؤُكَ فَاسْتَغْفَرُوا

ص: 392

اَللّٰهَ وَ اِسْتَغْفَرَ لَهُمُ اَلرَّسُولُ لَوَجَدُوا اَللّٰهَ تَوّٰاباً رَحِيماً و إنّي أتيتك مستغفرا تائبا من ذنوبي و إنّي أتوجّه بك إلى اللّه ربّي و ربّك ليغفر لي ذنوبي.

و إن كانت لك حاجة فاجعل قبره صلّى اللّه عليه و آله و سلّم خلف كتفيك و استقبل القبلة و ارفع يديك و سل حاجتك تقضى إن شاء اللّه تعالى.

زيارة أخرى له صلّى اللّه عليه و آله و سلّم تقول إذا وقفت على ضريحه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: السّلام على رسول اللّه أمين اللّه على وحيه و عزائم أمره الخاتم لما سبق و الفاتح لما استقبل و المهيمن على ذلك كلّه و رحمة اللّه و بركاته، السّلام على صاحب السّكينة السّلام على المدفون بالمدينة السّلام على المنصور المؤيّد السّلام على أبي القاسم محمّد.

ثمّ قل ما روي عن الرّضا عليه السّلام في زيارة النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: السّلام عليك يا رسول اللّه السّلام عليك يا حبيب اللّه السّلام عليك يا صفوة اللّه السّلام عليك يا أمين اللّه السّلام عليك يا حجّة اللّه أشهد أنّك قد نصحت لأمّتك و جاهدت في سبيل اللّه و عبدته مخلصا حتّى أتاك اليقين فجزاك اللّه أفضل ما جزى نبيّا عن أمّته أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد أفضل ما صلّيت على إبراهيم و آل إبراهيم إنّك حميد مجيد.

زيارة أخرى مرويّة عن الصّادق عليه السّلام تقول إذا وقفت على ضريحه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:

أسأل اللّه الّذي اجتباك و اختارك و هداك و هدى بك أن يصلّي عليك إنّ اللّه و ملائكته يصلّون على النّبيّ يا أيّها الّذين آمنوا صلّوا عليه و سلّموا تسليما.

و تقول في وداعه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: أللّهمّ لا تجعله آخر العهد من زيارة قبر نبيّك فإن توفّيتني قبل ذلك فإنّي أشهد في مماتي على ما أشهد عليه في حياتي أن لا إله إلاّ أنت و أنّ محمّدا عبدك و رسولك و أنّك قد اخترته من خلقك ثمّ اخترت من أهل بيته الأئمّة الطّاهرين الّذين أذهبت عنهم الرّجس و طهّرتهم تطهيرا، فاحشرنا معهم و في زمرتهم و تحت لوائهم و لا تفرّق بيننا و بينهم في الدّنيا و الآخرة يا أرحم الرّاحمين.

و تقول في زيارة حمزة عليه السّلام و الشّهداء بأحد: السّلام عليكم بما صبرتم

ص: 393

فنعم عقبى الدّار أنتم لنا فرط و إنّا بكم لاحقون.

في زيارة فاطمة الزهراء (ع)

ثم تأتي البقيع فزر به فاطمة عليها السّلام و الأئمّة الأربعة عليهم السّلام أمّا زيارة فاطمة عليها السّلام فقل بعد أن تجعل القبر بين يديك: السّلام عليك يا بنت رسول اللّه السّلام عليك يا بنت حبيب اللّه السّلام عليك يا بنت خليل اللّه السّلام عليك يا بنت خير خلق اللّه السّلام عليك يا بنت أفضل أنبياء اللّه و ملائكته و رسله السّلام عليك يا بنت صفيّ اللّه السّلام عليك يا بنت أمين اللّه السّلام عليك يا بنت خير البريّة السّلام عليك يا سيّدة نساء العالمين من الأوّلين و الآخرين السّلام عليك يا زوجة وليّ اللّه و خير الخلق بعد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله السّلام عليك يا أمّ الحسن و الحسين سيّدي شباب أهل الجنّة السّلام عليك أيّتها الصّدّيقة الشّهيدة السّلام عليك أيّتها الرّضيّة المرضيّة السّلام عليك أيّتها الفاضلة الزّكيّة السّلام عليك أيّتها الحوراء الإنسيّة السّلام عليك أيّتها التّقيّة النّقيّة السّلام عليك أيّتها المحدّثة العليمة السّلام عليك أيّتها المظلومة المغصوبة السّلام عليك أيّتها المضطهدة المقهورة السّلام عليك يا فاطمة بنت رسول اللّه و رحمة اللّه و بركاته، صلّى اللّه عليك و على روحك و بدنك أشهد أنّك قد مضيت على بيّنة من ربّك و أنّ من سرّك فقد سرّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و من جفاك فقد جفا رسول اللّه و من قطعك فقد قطع رسول اللّه، لأنّك بضعة منه و روحه الّتي بين جنبيه أشهد اللّه و رسوله و ملائكته أنّي راض عمّن رضيت عنه ساخط على من سخطت عليه متبرّىء ممّن تبرّئت منه موال لمن واليت معاد لمن عاديت مبغض لمن أبغضت محبّ لمن أحببت و كفى باللّه شهيدا و حسيبا و جازيا و مثيبا. ثمّ صلّ على النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و على الأئمّة عليهم السّلام.

زيارة أخرى لها عليها السّلام قف بالرّوضة و قل: السّلام عليك يا رسول اللّه صلّى اللّه عليك السّلام على ابنتك الصّدّيقة الطّاهرة السّلام عليك يا فاطمة يا سيّدة نساء العالمين السّلام عليك أيّتها البتول الشّهيدة لعن اللّه مانعك إرثك و دافعك عن

ص: 394

حقّك و الرّادّ عليك قولك لعن اللّه أشياعهم و أتباعهم و ألحقهم بدرك الجحيم صلّى اللّه عليك و على أبيك و بعلك و ولدك الأئمّة الرّاشدين و عليهم السّلام و رحمة اللّه و بركاته.

في زيارة الائمة الاربعة (ع)

و أمّا زيارة الأئمّة الأربعة و هم الحسن بن عليّ و عليّ بن الحسين و محمّد بن عليّ و جعفر بن محمّد عليهم السّلام فقل بعد أن تجعل القبر بين يديك و أنت على غسل:

السّلام عليكم أئمّة الهدى السّلام عليكم أهل التّقوى السّلام عليكم الحجّة على أهل الدّنيا السّلام عليكم القوّام في البريّة بالقسط السّلام عليكم أهل الصّفوة السّلام عليكم أهل النّجوى أشهد أنّكم قد بلّغتم و نصحتم و صبرتم في ذات اللّه و كذّبتم و أسيء إليكم فعفوتم، و أشهد أنّكم الأئمّة الرّاشدون المهتدون و أنّ طاعتكم مفروضة و أنّ قولكم الصّدق و أنّكم دعوتم فلم تجابوا و أمرتم فلم تطاعوا و أنّكم دعائم الدّين و أركان الأرض لم تزالوا بعين اللّه ينسخكم في أصلاب كلّ مطهّر و ينقلكم من أرحام المطهّرات لم تدنّسكم الجاهليّة الجهلاء و لم تشرك فيكم فتن الأهواء، طبتم و طاب منبتكم منّ بكم علينا ديّان الدّين فجعلكم في بيوت أذن اللّه أن ترفع و يذكر فيها اسمه و جعل صلاتنا عليكم رحمة لنا و كفّارة لذنوبنا إذ اختاركم لنا و طيّب خلقنا بما منّ به علينا من ولايتكم، و كنّا عنده مسمّين بعلمكم معترفين بتصديقنا إيّاكم و هذا مقام من أسرف و أخطأ و استكان و أقرّ بما جنى و رجا بمقامه الخلاص و أن يستنقذه بكم مستنقذ الهلكى من الرّدى فكونوا لي شفعاء فقد وفدت إليكم إذ رغب عنكم أهل الدّنيا و اتّخذوا آيات اللّه هزوا و استكبروا عنها، يا من هو ذاكر لا يسهو و دائم لا يهلو و محيط بكلّ شيء لك المنّ بما وفّقتني و عرّفتني من أئمّتي عليهم السّلام ما ثبّتّني عليه إذ صدّ عنهم عبادك و جحدوا معرفتهم و استخفّوا بحقّهم و مالوا إلى سواهم، فكانت المنّة لك و منك عليّ مع أقوام خصصتهم بما خصصتني به فلك الحمد إذ كنت عندك في مقامي مذكورا مكتوبا و لا تحرمني ما

ص: 395

رجوت و لا تخيّبني فيما دعوت. ثمّ ادع لنفسك بما أحببت.

و تقول في وداعهم عليهم السّلام: السّلام عليكم أئمّة الهدى و رحمة اللّه و بركاته أستودعكم اللّه و أقرأ عليكم السّلام آمنّا باللّه و بالرّسول و بما جئتم به و دللتم عليه، أللّهمّ فاكتبنا مع الشّاهدين و لا تجعله آخر العهد من زيارتهم و السّلام عليهم و رحمة اللّه و بركاته.

زيارة أخرى للبقيع تقول: السّلام عليكم يا خزّان علم اللّه و حفظة سرّه و تراجمة وحيه أتيتكم يا بني رسول اللّه عارفا بحقّكم مستبصرا بشأنكم معاديا لأعدائكم مواليا لأوليائكم بأبي أنتم و أمّي صلّى اللّه على أرواحكم و أبدانكم أللّهمّ إنّي أتولّى آخرهم كما تولّيت أوّلهم و أبرأ من كلّ وليجة دونهم آمنت باللّه و كفرتم بالجبت و الطّاغوت و اللاّت و العزّى و كلّ ندّ يدعى من دون اللّه.

أعمال شهر ربيع الآخر

ربيع الآخر: إذا زرت الحسين عليه السّلام فيه فقل: السّلام عليك يا وارث آدم صفوة اللّه، السّلام عليك يا وارث نوح نبيّ اللّه، السّلام عليك يا وارث إبراهيم خليل اللّه، السّلام عليك يا وارث موسى كليم اللّه، السّلام عليك يا وارث عيسى روح اللّه، السّلام عليك يا وارث محمّد سيّد رسل اللّه، السّلام عليك يا وارث عليّ أمير المؤمنين و خير الوصيّين، السّلام عليك يا وارث أخيه الحسن الزّكيّ الطّاهر الرّضيّ المرضيّ، السّلام عليك أيّها الصّدّيق السّلام عليك أيّها الرّضيّ البّارّ التّقيّ، السّلام عليك و على الأرواح الّتي حلّت بفنائك و أناخت برحلك، السّلام عليك و على الملائكة الحافّين بك، أشهد أنّك قد أقمت الصّلاة و آتيت الزّكاة و أمرت بالمعروف و نهيت عن المنكر و جاهدت الملحدين، و عبدت اللّه عزّ و جلّ حتّى أتاك اليقين و السّلام عليك و رحمة اللّه و بركاته. ثم استلم القبر و سلّم عليه و قل السّلام عليك يا حجّة اللّه.

ص: 396

أعمال شهر جمادى الأولى

جمادى الأولى: إذا زرت فيه الحسين عليه السّلام فقل بعد تكبيرك أربعا و ثلاثين مرّة: السّلام عليك يا وارث آدم فطرة اللّه، السّلام عليك يا وارث نوح صفوة اللّه، السّلام عليك يا وارث إبراهيم خليل اللّه، السّلام عليك يا وارث موسى كليم اللّه، السّلام عليك يا وارث عيسى روح اللّه، السّلام عليك يا وارث محمّد حبيب اللّه، السّلام عليك يا حسين بن عليّ الرّضيّ الزّكيّ، السّلام عليك أيّها البرّ التّقيّ السّلام عليك أيّها الصّدّيق الشّهيد، السّلام على ملائكة اللّه المقرّبين الّذين هم بك محدقون أشهد أنّك أقمت الصّلاة و آتيت الزّكاة و أمرت بالمعروف و نهيت عن المنكر و عبدت اللّه مخلصا حتّى أتاك اليقين و السّلام عليك و رحمة اللّه و بركاته.

ثمّ التزم القبر و قل: السّلام عليك يا حجّة اللّه في أرضه و سمائه. ثمّ انكبّ على القبر و قل: أللّهمّ ربّ الحسين اشف صدر الحسين و اطلب بثاره، أللّهمّ انتقم ممّن قتله و أعان عليه.

ثمّ ارفع رأسك و يديك إلى السّماء و قل: سلام اللّه و ملائكته و أنبيائه و رسله و الصّالحين من عباده و جميع خلقه و رحمته و بركاته على محمّد و أهل بيته و عليك يا مولاي الشّهيد المظلوم، لعن اللّه قاتلك و خاذلك برئت إلى اللّه عزّ و جلّ منهم و من أفعالهم و ممّن شايع و رضي به و أشهد أنّهم كفّار مشركون و اللّه و رسوله برآء منهم.

ثمّ زر عليّ بن الحسين عليهما السّلام ثم الشّهداء و العبّاس بما سنذكره إن شاء اللّه تعالى في زيارة عرفة و تصلّي ركعات الزّيارات و هي ثمان و تدعو بعد كلّ ركعتين منها بما ذكرناه في زيارة عاشوراء، و كذا تفعل في عقب كلّ زيارة ذكرناها في هذا الكتاب.

ص: 397

أعمال شهر جمادى الآخرة

جمادى الآخرة: إذا زرت فيه الحسين عليه السّلام فقل: السّلام عليك يابن رسول اللّه السّلام عليك يابن أمير المؤمنين السّلام عليك يا أبا عبد اللّه السّلام عليك يا سيّد شباب أهل الجنّة و رحمة اللّه و بركاته، يا من رضاه رضى الرّحمن و سخطه سخط الرّحمن، السّلام عليك يا أمين اللّه و حجّة اللّه و باب اللّه و الدّليل على اللّه و الدّاعي إلى اللّه أشهد أنّك قد حلّلت حلال اللّه و حرّمت حرام اللّه و أقمت الصّلاة و آتيت الزّكاة و أمرت بالمعروف و نهيت عن المنكر و دعوت إلى سبيل ربّك بالحكمة و الموعظة الحسنة، أشهد أنّك و من قتل معك شهداء أحياء عند ربّكم ترزقون، أشهد أنّ قاتلك في النّار أدين اللّه عزّ و جلّ بالبراءة ممّن قتلك و ممّن قاتلك و شايع على قتلك و ممّن جمع عليك و ممّن سمع صوتك فلم يغثك، يا ليتني كنت معك فأفوز فوزا عظيما.

في الزيارات

في زيارة الحسين في شهر رجب

شهر رجب يستحبّ زيارة الحسين عليه السّلام في أوّل ليلة منه و يومه و كذا ليلة نصفه و يومه فإذا أردت زيارته فيما ذكرناه و كانت الزيارة من قرب فقف على باب قبّته عليه السّلام مستقبل القبلة و أنت على غسل، و سلّم على النّبي و فاطمة و الأئمة عليهم السّلام ثمّ استأذن بما ذكرناه في زيارة النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و ادخل وقف على ضريحه عليه السّلام و استقبل وجهك بوجهه و اجعل القبلة بين كتفيك و هكذا تفعل في كل زيارة له عليه السّلام إذا كانت الزّيارة من قريب، ثمّ كبّر مائة تكبيرة.

و قل: السّلام عليك يابن رسول اللّه السّلام عليك يابن خاتم النّبيّين، السّلام عليك يابن سيّد المرسلين السّلام عليك يابن سيّد الوصيّين، السّلام عليك يا أبا عبد اللّه السّلام عليك أيّها الحسين بن عليّ، السّلام عليك يابن فاطمة سيّدة نساء العالمين السّلام عليك يا وليّ اللّه و ابن وليّه، السّلام عليك يا صفيّ اللّه و ابن صفيّه السّلام عليك يا حجّة اللّه و ابن حجّته، السّلام عليك يا حبيب اللّه و ابن حبيبه السّلام عليك يا سفير اللّه و ابن سفيره، السّلام عليك يا خازن الكتاب المسطور السّلام

ص: 398

عليك يا وارث التّوراة و الإنجيل و الزّبور، السّلام عليك يا أمين الرّحمن السّلام عليك يا شريك القرآن، السّلام عليك يا عمود الدّين السّلام عليك يا باب حكمة ربّ العالمين، السّلام عليك يا عيبة علم اللّه السّلام عليك يا موضع سرّ اللّه، السّلام عليك يا ثار اللّه و ابن ثاره و الوتر الموتور، السّلام عليك و على الأرواح الّتي حلّت بفنائك و أناخت برحلك بأبي أنت و أمّي و نفسي يا أبا عبد اللّه لقد عظمت المصيبة و جلّت الرّزيّة بك علينا و على جميع الإسلام(1)، فلعن اللّه أمّة أسّست أساس الظّلم و الجور عليكم أهل البيت و لعن اللّه أمّة دفعتكم عن مقامكم و أزالتكم عن مراتبكم الّتي رتّبكم اللّه فيها، بأبي أنت و أمّي و نفسي يا أبا عبد اللّه أشهد لقد اقشعرّت لدمائكم أظلّة العرش مع أظلّة الخلائق و بكتكم السّماء و الأرض، و سكّان الجنان و البرّ و البحر صلّى اللّه عليك عدد ما في علم اللّه لبّيك داعي اللّه إن كان لم يجبك بدني عند استغاثتك و لساني عند استنصارك فقد أجابك قلبي و سمعي و بصري، سبحان ربّنا إن كان وعد ربّنا لمفعولا أشهد أنّك طهر طاهر مطهّر من طهر طاهر مطهّر طهرت و طهرت بك البلاد و طهرت أرض أنت بها و طهر حرمك، أشهد أنّك أمرت بالقسط و العدل و دعوت إليهما و أنّك صادق صدّيق صدقت فيما دعوت إليه، و أنّك ثار اللّه في الأرض و أشهد أنّك قد بلّغت عن اللّه و عن جدّك رسول اللّه و عن أبيك أمير المؤمنين و عن أخيك الحسن و نصحت و جاهدت في سبيل ربّك و عبدت اللّه مخلصا حتّى أتاك اليقين، فجزاك اللّه خير جزاء السّابقين و صلّى اللّه عليك و سلّم تسليما، أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد و صلّ على الحسين المظلوم الشّهيد الرّشيد قتيل العبرات و أسير الكربات صلاة نامية زاكية مباركة يصعد أوّلها و لا ينفد آخرها أفضل ما صلّيت على أحد من أولاد أنبياءك المرسلين يا إله العالمين.

ثمّ قبّل الضّريح و زر عليّ بن الحسين و الشّهداء و العبّاس بما سنذكره في

ص: 399


1- في المصباح: و على جميع أهل الإسلام.

زيارة عرفة إن شاء اللّه تعالى.

في زيارة الأئمة (ع) في رجب

و يستحبّ زيارة النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و الأئمّة عليهم السّلام في رجب و إتيان مشاهدهم فيه، فنقول أمّا زيارة النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و فاطمة و الأئمة الأربعة عليهم السّلام فقد مرّت في شهر ربيع الأوّل، و أما زيارة عليّ عليه السّلام فستأتي إن شاء اللّه في ذي الحجّة في ذكر يوم الغدير.

و أمّا زيارة الكاظم و الجواد عليهما السّلام فنقول: إذا أردت زيارتهما من قرب فاستأذن بما مرّ ذكره فإذا دخلت فقف على قبر الكاظم عليه السّلام و أنت على غسل و استقبله بوجهك و قل: السّلام عليك يا وليّ اللّه السّلام عليك يا حجّة اللّه السّلام عليك يا نور اللّه في ظلمات الأرض، أشهد أنّك قد بلّغت عن اللّه ما حمّلت و حفظت ما استودعت و حلّلت حلال اللّه و حرّمت حرام اللّه و أقمت حدود اللّه و تلوت كتاب اللّه و صبرت على الأذى في جنب اللّه محتسبا حتّى أتاك اليقين أبرء إلى اللّه و إليك من أعدائك مستبصرا بالهدى الّذي أنت عليه عارفا بضلالة من خالفك فاشفع لي عند ربّك.

ثمّ قبل تربته عليه السّلام وضع خدّك الأيمن و الأيسر عليها و تحول إلى عند الرّأس و قل: السّلام عليك يا حجّة اللّه في أرضه و سمائه، ثمّ تصلّي ركعتي الزّيارة و تدعو بعدهما بما ذكرناه في زيارة عاشوراء.

ثم زر الجواد عليه السّلام بهذه الزّيارة و ترتيب العمل فيها على الترتيب الذي ذكرناه و تقول في وداعهما عليهما السّلام بما مرّ ذكره في زيارة البقيع.

و أمّا زيارة الرّضا عليه السّلام فقل بعد الإستئذان إن كانت الزّيارة من قرب و أنت على غسل: أللّهمّ صلّ على عليّ بن موسى الرّضا المرتضى الإمام التّقيّ النقيّ و حجّتك على من فوق الأرض و من تحت الثّرى الصّدّيق الشّهيد صلاة كثيرة تامّة زاكية مباركة متواصلة مترادفة متواترة كأفضل ما صلّيت على أحد من أوليائك. ثم صلّ ركعتين و قل في وداعه ما روي عن الصّادق عليه السّلام في وداع النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال:

ص: 400

قل لا جعله اللّه آخر تسليمي عليك، و إن شئت قلت السّلام عليك يا وليّ اللّه و رحمة اللّه و بركاته أللّهمّ لا تجعله آخر العهد من زيارتي ابن نبيّك و حجّتك على خلقك و اجمعني و إيّاه في جنّتك و احشرني معه و في حزبه مع الشّهداء و الصّالحين و حسن أولئك رفيقا و أستودعك اللّه و أسترعيك و أقرء عليك السّلام آمنّا باللّه و بالرّسول و بما جئت به و دللت عليه أللّهمّ فاكتبنا مع الشّاهدين.

و أمّا الهادي و العسكريّ عليهما السّلام فاغتسل لزيارتهما و البس ثوبا طاهرا و استأذن بما مرّ في زيارة النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فإذا دخلت فاستقبلهما و اجعل القبلة بين كتفيك و كبر اللّه تعالى مائة مرّة و قل: السّلام عليكما يا وليّي اللّه السّلام عليكما يا حجّتي اللّه السّلام عليكما يا نوري اللّه في ظلمات الأرض السّلام عليكما يا أميني اللّه أتيتكما زائرا لكما عارفا بحقّكما مؤمنا بما آمنتما به كافرا بما كفرتما به محقّقا لما حقّقتما مبطلا لما أبطلتما، أسأل اللّه ربّي و ربّكما أن يجعل حظّي من زيارتكما الصّلاة على محمّد و آله و أن يرزقني شفاعتكما و لا يفرّق بيني و بينكما و لا يسلبني حبّكما و حبّ آبائكما الصّالحين، و لا يجعله آخر العهد من زيارتكما و يحشرني معكما و يجمع بيني و بينكما في الجنّة برحمته.

ثمّ قبل كلّ واحد من القبرين وضع خدّك الأيمن و الأيسر، ثمّ ارفع رأسك و قل: أللّهمّ ارزقني حبّهم و توفّني على ولايتهم، أللّهمّ العن ظالمي آل محمّد حقّهم و انتقم منهم اللّهمّ العن الأوّلين منهم و الآخرين و ضاعف عليهم العذاب الأليم إنّك على كلّ شيء قدير أللّهمّ عجّل فرج وليّك و ابن نبيّك و اجعل فرجنا مع فرجهم يا أرحم الرّاحمين. ثم صلّ أربع ركعات صلاة الزّيارة و ادع بعد كلّ ركعتين بما ذكرناه في زيارة عاشوراء، و تدعو بعد ذلك بما أحببت، ثمّ ودعهما بوداع زيارة البقيع و قد مرّ ذكره.

و أمّا زيارة القائم عليه السّلام فستأتي إن شاء اللّه تعالى في شعبان.

يوم المبعث يوم جليل القدر يستحبّ فيه أن تزور النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بما أسلفناه

ص: 401

و عليّا عليه السّلام بما يأتي إن شاء اللّه تعالى في يوم الغدير و الأئمّة عليهم السّلام بالزّيارة الجامعة و ستأتي إن شاء اللّه تعالى.

في زيارة القائم (ع) في شعبان

شهر شعبان في ليلة نصفه مولد القائم عليه السّلام يستحبّ فيها زيارته و زيارة الحسين عليهما السّلام و كذا يوم النّصف منه فتقول في زيارة الحسين عليه السّلام بعد الإستئذان و وقوفك على قبره عليه السّلام و أنت على غسل: الحمد للّه العليّ العظيم السّلام عليك أيّها العبد الصّالح الزّكيّ أودعك شهادة منّي لك تقرّبني إليك في يوم شفاعتك، أشهد أنّك قتلت و لم تمت بل برجاء حياتك حييت قلوب شيعتك و بضياء نورك اهتدى الطّالبون إليك، و أشهد أنّك نور اللّه الّذي لم يطف و لا يطفأ أبدا و أنّك وجه اللّه الّذي لم يهلك و لا يهلك أبدا، و أشهد أنّ هذه التّربة تربتك و هذا الحرم حرمك و هذا المصرع مصرع بدنك لا ذليل و اللّه معزّك و لا مغلوب و اللّه ناصرك، هذه شهادة لي عندك إلى يوم قبض روحي بحضرتك و السّلام عليك و رحمة اللّه و بركاته. ثمّ زره عليه السّلام بالزّيارة الّتي مرّ ذكرها في أوّل شهر رجب.

و تقول في زيارة القائم عليه السّلام بعد الأذان و التّكبير مائة قبل أن تنزل في السّرداب إن كانت الزّيارة من قرب: السّلام عليك يا خليفة اللّه و خليفة آبائه المهديّين السّلام عليك يا وصيّ الأوصياء الماضين السّلام عليك يا حافظ أسرار ربّ العالمين السّلام عليك يا وارث علوم النّبيّين السّلام عليك يا بقيّة اللّه من الصّفوة المنتجبين، السّلام عليك يابن الأنوار الزّاهرة السّلام عليك يابن الآيات الباهرة السّلام عليك يابن العترة الطّاهرة السّلام عليك يا معدن العلوم النّبويّة و الأسرار الرّبّانيّة، السّلام عليك يا باب اللّه الّذي لا يؤتى إلاّ منه السّلام عليك يا سبيل اللّه الّذي من سلك غيره هلك، السّلام عليك يابن شجرة طوبى و سدرة المنتهى السّلام عليك يا نور اللّه الّذي لا يطفى، السّلام عليك يا حجّة اللّه الّذي لا يخفى السّلام عليك يا حجّة اللّه في الأرض و السّماء، السّلام عليك سلام من عرفك بما عرّفك اللّه به و نعتك ببعض نعوته الّتي أنت أهلها و فوقها، أشهد أنّك الحجّة على من مضى

ص: 402

و من بقي و أنّ حزبك هم الغالبون و أوليائك هم الفائزون و أعداءك هم الخاسرون، و أنّك خازن كلّ علم و فاتق كلّ رتق و محقّق كلّ حقّ و مبطل كلّ باطل، رضيت بك يا مولاي إماما و وليّا و مرشدا لا أبغي بك بدلا و لا أتّخذ من دونك وليّا، أشهد أنّك الحقّ الثّابت الّذي لا عيب فيه و أنّ وعد اللّه فيك حقّ، لا أرتاب لطول الغيبة و بعد الأمد و لا أتجبّر مع من جحدك و جهلك و جهل بك بل منتظر متوقّع لآياتك أنت الشّافع الّذي لا ينازع و الوليّ الّذي لا يدافع ذخرك اللّه لنصرة الدّين و إعزاز المؤمنين و الإنتقام من الجاحدين المارقين، و أشهد أنّ بولايتك تقبل الأعمال و تزكو الأفعال و تضعّف الحسنات و تمحى السّيّآت، فمن جاء بولايتك و اعترف بإمامتك قبلت أعماله و صدقت أقواله و تضعّفت حسناته و محيت سيّاته، و من عدل عن ولايتك و جهل معرفتك و استبدل بك غيرك أكبّه اللّه على وجهه في النّار و لم يقبل له عملا و لم يقم له يوم القيامة وزنا، أشهد اللّه و أشهد ملائكته و أشهدك يا مولاي أنّ مقالي هذا ظاهره كباطنه و سرّه كعلانيته و أنت الشّاهد على ذلك و هو عهدي إليك و ميثاقي لديك، إذ أنت نظام الدّين و يعسوب(1) المتّقين و عزّ الموحّدين، و بذلك أمرني ربّ العالمين و لو تطاولت الدّهور و تمادت الأعصار لم أزدد فيك إلاّ يقينا و لك إلاّ حبّا و عليك إلاّ توكّلا و اعتمادا و لظهورك إلاّ توقّعا و انتظارا و ترقّبا لجهادي بين يديك، فأبذل نفسي و مالي و ولدي و أهلي و جميع ما خوّلني ربّي بين يديك و التّصرّف بين أمرك و نهيك يا مولاي فإن أدركت أيّامك الزّاهرة و أعلامك الباهرة فها أنا ذا عبدك متصرّف بين أمرك و نهيك، أرجو بطاعتك الشّهادة بين يديك و بولايتك السّعادة و الفوز لديك مولاي فإن أدركني الموت قبل ظهورك فإنّي أتوسّل بك و بآبائك الطّاهرين إلى اللّه، و أسأله أن يصلّي على محمّد و آله و أن يجعل لي كرّة في ظهورك و رجعة في أيّامك، لأبلغ من طاعتك مرادي و أشفي من أعدائك فؤادي، مولاي

ص: 403


1- قوله: و يعسوب المتقين أي سيدهم و أميرهم و يقال للسيد يعسوب و لأمير النحل يعسوب.

وقفت في زيارتك موقف الخاطئين النّادمين الخائفين من عقاب ربّ العالمين، و قد اتّكلت على شفاعتك و رجوت بموالاتك و شفاعتك محو ذنوبي و ستر عورتي(1)و مغفرة ذنوبي و زللي، فكن لوليّك يا مولاي عند تحقيق أمله و اسأل اللّه غفران زلله فقد تعلّق بحبلك و تمسّك بولايتك و تبرّأ من أعدائك، أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد و أظهر كلمته و أعل دعوته و انصره على عدوّه و عدوّك يا ربّ العالمين، أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد و أظهر كلمتك التّامّة و مغيّبك الّذي في أرضك الخائف المترقّب، أللّهمّ انصره نصرا عزيزا و افتح له فتحا يسيرا، أللّهمّ و أعزّ به الدّين بعد الخمول و أطلع به الحقّ بعد الأفول و اجل به الظّلمة و اكشف به الغمّة، أللّهمّ و آمن به البلاد و اهد به العباد، أللّهمّ املأ به الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما إنّك سميع مجيب، السّلام عليك يا وليّ اللّه ائذن لوليّك الدّخول إلى حرمك صلوات اللّه عليك و على آبائك الطّاهرين و رحمة اللّه و بركاته.

ثمّ قل عند نزول السّرداب: السّلام على الحقّ الجديد و العالم الّذي علمه لا يبيد، السّلام على محيي المؤمنين و مبير الكافرين، السّلام على مهديّ الأمم و جامع الكلم، السّلام على خلف السّلف و صاحب الشّرف، السّلام على حجّة المعبود و كلمة المحمود، السّلام على معزّ الأولياء و مذلّ الأعداء، السّلام على وارث الأنبياء و خاتم الأوصياء، السّلام على القائم المنتظر و الغائب المشتهر، السّلام على السّيف الشّاهر و القمر الزّاهر و النّور الباهر، السّلام على شمس الظّلام و البدر التّمام، السّلام على ربيع الأيتام و نضرة الأيّام(2)، السّلام على صاحب الصّمصام و فلاّق الهام، السّلام على الدّين المأثور و الكتاب المسطور، السّلام على بقيّة اللّه في بلاده و حجّته على عباده المنتهي إليه مواريث الأنبياء ولديه موجودة آثار الأصفياء

ص: 404


1- في المصباح: عيوبي.
2- في نسخة أخرى: ربيع الأيّام و نضرة الأنام.

المؤتمن على السّرّ و الوليّ على الأمم(1)، السّلام على المهديّ الّذي وعد اللّه به الأمم أن يجمع به الكلم و يلمّ به الشّعث و يملأ به الأرض قسطا و عدلا و يمكّن له و ينجز له ما وعد المؤمنين، أشهد يا مولاي أنّك و الأئمّة من آبائك عليهم السّلام أئمّتي و مواليّ في الحياة الدّنيا و يوم يقوم الأشهاد، أسألك يا مولاي أن تسأل اللّه تبارك و تعالى في صلاح شأني و قضاء حوائجي و غفران ذنوبي و الأخذ بيدي في ديني و دنياي و آخرتي لي و لإخواني المؤمنين و المؤمنات إنّه غفور رحيم.

ثمّ صلّ اثنتي عشرة ركعة بالحمد و التّوحيد فيها كلّها و تسبّح عقيب كل ركعتين منها بتسبيح الزّهراء عليها السّلام و تدعو بما ذكرناه عقيب ركعتي الزّيارة في زيارة عاشوراء ثمّ اهدها له عليه السّلام، ثم ادع بالصّلاة المرويّة عن صاحب الأمر عليه السّلام ثمّ بالدّعائين اللّذين بعدها و قد مرّ ذلك في أدعية يوم الجمعة، ثمّ ادع بما ذكرناه ليلة النّصف من شعبان و تقول في وداعه عليه السّلام ما مرّ ذكره في وداع الرّضا عليه السّلام.

في زيارة الحسين (ع) ليلة القدر

شهر رمضان: يستحبّ في ليلة القدر منه زيارة الحسين عليه السّلام فتقول بعد الإستئذان إن كانت الزّيارة من قريب: السّلام عليك يا أبا عبد اللّه السّلام عليك يا حجّة اللّه في أرضه و شاهده على خلقه، السّلام عليك يابن رسول اللّه السّلام عليك يابن عليّ المرتضى السّلام عليك يابن فاطمة الزّهراء، أشهد أنّك أقمت الصّلاة و آتيت الزّكاة و أمرت بالمعروف و نهيت عن المنكر و جاهدت في سبيل اللّه حتّى أتاك اليقين فصلّى اللّه عليك حيّا و ميّتا. ثم ضع خدّك الأيمن على القبر و قل: أشهد أنّك على بيّنة من ربّك جئتك مقرّا بالذّنوب لتشفع لي عند ربّك يابن رسول اللّه. ثمّ سلّم على الأئمّة عليهم السّلام بأسمائهم واحدا واحدا و قل: أشهد أنّكم حجّة اللّه. ثمّ قل: اكتب لي عندك ميثاقا و عهدا أنّي أتيتك أجدّد الميثاق فاشهد لي عند ربّك إنّك

ص: 405


1- في المصباح: و الوليّ للأمم.

أنت الشّاهد. ثمّ تصلّي ركعتي الزّيارة و تزور عليّ بن الحسين و الشّهداء و العبّاس بما سيأتي إن شاء اللّه.

في زيارة الحسين (ع) ليلة الفطر

شهر شوّال: يستحبّ في ليلة الفطر و يومه زيارة الحسين عليه السّلام: فتقول بعد الغسل و الاستئذان إن كانت الزّيارة من قرب: اللّه أكبر كبيرا و الحمد للّه كثيرا و سبحان اللّه بكرة و أصيلا و الحمد للّه الفرد الصّمد الماجد الأحد المتفضّل المنّان المتطوّل الحنّان الّذي من تطوّله سهّل لي زيارة مولاي بإحسانه و لم يجعلني عن زيارته ممنوعا و لا عن ذمّته مدفوعا، بل تطوّل و منح. ثمّ ادخل فإذا صرت حذاء القبر فقم حذاءه بخشوع و بكاء و تضرّع و قل: السّلام عليك يا وارث آدم صفوة اللّه السّلام عليك يا وارث نوح أمين اللّه السّلام عليك يا وارث إبراهيم خليل اللّه، السّلام عليك يا وارث موسى كليم اللّه السّلام عليك يا وارث عيسى روح اللّه، السّلام عليك يا وارث محمّد صلّى اللّه عليه و آله حبيب اللّه السّلام عليك يا وارث عليّ حجّة اللّه، السّلام عليك أيّها الوصيّ البرّ التّقيّ السّلام عليك يا ثار اللّه و ابن ثاره و الوتر الموتور أشهد أنّك أقمت الصّلاة و آتيت الزّكاة و أمرت بالمعروف و نهيت عن المنكر و جاهدت في اللّه حقّ جهاده حتّى استبيح حريمك و قتلت مظلوما.

ثم قم عند الرّأس بقلب خاشع و عين دامعة و قل: السّلام عليك يا أبا عبد اللّه السّلام عليك يابن رسول اللّه السّلام عليك يابن سيّد الوصيّين السّلام عليك يابن فاطمة سيّدة نساء العالمين، السّلام عليك يا بطل المسلمين أشهد أنّك كنت نورا في الأصلاب الشّامخة و الأرحام المطهّرة لم تنجّسك الجاهليّة بأنجاسها و لم تكسك من مدلهمّات ثيابها، و أشهد أنّك من دعائم الدّين و أركان المسلمين و معقل المؤمنين، و أشهد أنّك الإمام البرّ التّقيّ الرّضيّ الزّكيّ الهادي المهديّ، و أشهد أنّ الأئمّة من ولدك كلمة التّقوى و أعلام الهدى و العروة الوثقى و الحجّة على أهل الدّنيا.

ثمّ تنكب على ضريحه عليه السّلام و تقول: إنّا للّه و إنّا إليه راجعون يا مولاي أنا

ص: 406

موال لوليّكم و معاد لعدوّكم و أنا بكم مؤمن و بإيابكم موقن، بشرائع ديني و خواتيم عملي و قلبي لقلبكم سلم و أمري لأمركم متّبع، يا مولاي أتيتك خائفا فآمنّي و أتيتك مستجيرا فأجرني و أتيتك فقيرا فأغنني سيّدي و مولاي أنت مولاي و حجّة اللّه على الخلق أجمعين، آمنت بسرّكم و علانيتكم و بظاهركم و باطنكم و أوّلكم و آخركم و أشهد أنّك التّالي لكتاب اللّه و أمين اللّه و الدّاعي إلى اللّه بالحكمة و الموعظة الحسنة لعن اللّه أمّة قتلتك و لعن اللّه أمّة ظلمتك و لعن اللّه أمّة سمعت بذلك فرضيت به.

ثمّ صلّ عند رأسه عليه السّلام ركعتين و قل بعدهما ما مرّ في زيارة عاشوراء، ثمّ تنكبّ على القبر و تقبّله و تقول: السّلام على وليّ اللّه و حبيبه إلى آخر زيارة صفر و قد مرّ ذكرها. ثمّ زر عليّ بن الحسين عليه السّلام و الشّهداء و العبّاس بما يأتي ذكره في زيارة عرفة.

في زيارة الحسين (ع) في شهر ذي القعدة

ذو القعدة إذا زرت الحسين عليه السّلام فيه فقل: السّلام عليك يا وليّ اللّه و ابن وليّه و أبا أوليائه السّلام عليك يا حجّة اللّه و ابن حجّته و أبا حججه السّلام عليك يابن خاتم النّبيّين و ابن سيّد الوصيّين و ابن إمام المتّقين و ابن قائد الغرّ المحجّلين إلى جنّات النّعيم، و كيف لا تكون كذلك و أنت باب الهدى و إمام التّقى و العروة الوثقى و الحجّة على أهل الدّنيا و خامس أصحاب الكساء غذّتك يد الرّحمة و رضعت من ثدي الإيمان و ربّيت في حجر الإسلام و النّفس غير راضية بفراقك و لا شاكّة في حياتك، صلوات اللّه عليك و على آبائك و أبنائك السّلام عليك يا صريع العبرة السّاكبة و قرين المصيبة الرّاتبة لعن اللّه أمّة استحلّت منك المحارم فقتلت صلّى اللّه عليك مقهورا و أصبح رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله بك موتورا و أصبح كتاب اللّه بفقدك مهجورا، السّلام عليك و على جدّك و أبيك و أمّك و أخيك و على الأئمّة من بنيك و على المستشهدين معك و على الملائكة الحافّين بقبرك و الشّاهدين لزوّارك المؤمّنين بالقبول على دعاء شيعتك و السّلام عليك و رحمة اللّه و بركاته بأبي أنت و أمّي يابن رسول اللّه بأبي أنت و أمّي يا أبا عبد اللّه لقد عظمت الرّزيّة و جلّت المصيبة

ص: 407

بك علينا و على جميع أهل السّماوات و الأرض فلعن اللّه أمّة أسرجت و ألجمت و تهيّأت لقتالك يا مولاي يا أبا عبد اللّه، قصدت حرمك و أتيت مشهدك أسأل اللّه بالشّأن الّذي لك عنده و بالمحلّ الّذي لك لديه أن يصلّي على محمّد و آل محمّد و أن يجعلني معكم في الدّنيا و الآخرة بمنّه و رحمته.

في زيارة الحسين (ع) ليلة عرفة

ذو الحجّة: يستحبّ زيارة الحسين عليه السّلام فيه و في ليلة عرفة و يومها و في ليلة الأضحى و يومه فتقول بعد الاغتسال و استخراج الإذن إن كانت الزّيارة من قرب: اللّه أكبر كبيرا و الحمد للّه كثيرا و سبحان اللّه بكرة و أصيلا، و الحمد للّه الّذي هدانا لهذا و ما كنّا لنهتدي لو لا أن هدانا اللّه لقد جاءت رسل ربّنا بالحقّ. ثم سلّم على النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و الأئمّة عليهم السّلام و قل: السّلام عليك يا أبا عبد اللّه السّلام عليك يابن رسول اللّه عبدك و ابن عبدك و ابن أمتك الموالي لوليّك المعادي لعدوّك استجار بمشهدك و تقرّب إليك بقصدك الحمد للّه الّذي هداني لولايتك و خصّني بزيارتك و سهّل لي قصدك.

ثمّ قف ممّا يلي رأسه عليه السّلام و قل: السّلام عليك يا وارث آدم صفوة اللّه السّلام عليك يا وارث نوح نبيّ اللّه السّلام عليك يا وارث إبراهيم خليل اللّه السّلام عليك يا وارث موسى كليم اللّه السّلام عليك يا وارث عيسى روح اللّه، السّلام عليك يا وارث محمّد صلّى اللّه عليه و آله حبيب اللّه السّلام عليك يا وارث أمير المؤمنين السّلام عليك يابن محمّد المصطفى السّلام عليك يابن عليّ المرتضى السّلام عليك يابن فاطمة الزّهراء السّلام عليك يابن خديجة الكبرى السّلام عليك يا ثار اللّه و ابن ثاره و الوتر الموتور، أشهد أنّك قد أقمت الصّلاة و آتيت الزّكاة و أمرت بالمعروف و نهيت عن المنكر و أطعت اللّه حتّى أتاك اليقين، فلعن اللّه أمّة قتلتك و لعن اللّه أمّة ظلمتك و لعن اللّه أمّة سمعت بذلك فرضيت به يا مولاي يا أبا عبد اللّه، أشهد اللّه و ملائكته و أنبيائه و رسله أنّي بكم مؤمن و بإيابكم موقن بشرائع ديني و خواتيم عملي

ص: 408

فصلوات اللّه عليكم و على أرواحكم و على أجسادكم و على شاهدكم و غائبكم و ظاهركم و باطنكم و رحمة اللّه و بركاته. ثم انكبّ على القبر و قل: بأبي أنت و أمّي يابن رسول اللّه إلى آخر زيارة ذي القعدة و قد مرّت آنفا ثمّ صلّ ركعتين عند رأسه عليه السّلام و قل بعدهما ما مرّ في زيارة عاشوراء.

ثمّ زر عليّ بن الحسين عليهما السّلام عند رجلي أبيه عليهما السّلام فتقول: السّلام عليك يابن رسول اللّه السّلام عليك يابن نبيّ اللّه السّلام عليك يابن أمير المؤمنين السّلام عليك يابن الحسين الشّهيد السّلام عليك أيّها الشّهيد ابن الشّهيد السّلام عليك أيّها المظلوم ابن المظلوم لعن اللّه أمّة قتلتك و لعن اللّه أمّة ظلمتك و لعن اللّه أمّة سمعت بذلك فرضيت به. ثمّ انكبّ على قبره و قبّله و قل: السّلام عليك يا وليّ اللّه و ابن وليّه لقد عظمت المصيبة و جلّت الرّزيّة بك علينا و على جميع المسلمين فلعن اللّه أمّة قتلتك و أبرء إلى اللّه و إليك منهم. ثمّ صلّ عند رأسه عليه السّلام ركعتين ثمّ ائت الشّهداء و قل: السّلام عليكم يا أولياء اللّه و أحبّاءه السّلام عليكم يا أصفياء اللّه و أودّاءه السّلام عليكم يا أنصار دين اللّه و أنصار نبيّه و أنصار أمير المؤمنين و أنصار الحسن و الحسين عليهم السّلام بأبي أنتم و أمّي طبتم و طابت الأرض الّتي فيها دفنتم و فزتم فوزا عظيما، فيا ليتني كنت معكم فأفوز معكم(1). ثمّ عد إلى عند الحسين عليه السّلام بعد أن تصلي ركعتي زيارة الشهداء.

ثمّ انكب على قبره إذا أردت وداعه عليه السّلام و قل: السّلام عليك يا مولاي السّلام عليك يا حجّة اللّه السّلام عليك يا صفوة اللّه السّلام عليك يا خالصة اللّه السّلام عليك يا أمين اللّه سلام مودّع لا قال و لا سئم فإن أمض فلا عن ملالة و إن أقم فلا عن سوء ظنّ بما وعد اللّه الصّابرين لا جعله اللّه يا مولاي آخر العهد منّي لزيارتك و رزقني العود إلى مشهدك و المقام في حرمك و أن يجعلني معكم في الدّنيا

ص: 409


1- هنا في المصباح زيادة: فوزا عظيما و السلام عليكم و رحمة اللّه و بركاته.

و الآخرة، ثمّ اخرج و لا تولّ ظهرك و أكثر من قول إنّا للّه و إنّا إليه راجعون حتى تغيب عن القبر.

و تقول في زيارة العبّاس عليه السّلام إذا أتيت مشهده السّلام عليك أيّها العبد الصّالح المطيع للّه و لرسوله و لأمير المؤمنين و الحسن و الحسين عليهم و عليك السّلام و رحمة اللّه و بركاته و مغفرته و على روحك و بدنك أشهد اللّه أنّك مضيت على ما مضى عليه البدريّون المجاهدون في سبيل اللّه المناصحون له في جهاد الأعداء المبالغون في نصرة أولياءه فجزاك اللّه أفضل الجزاء و أوفر جزاء أحد وفى ببيعته و استجاب له دعوته و حشرك مع النّبيّين و الشّهداء و الصّالحين و الصّدّيقين و حسن أولئك رفيقا(1). ثمّ صلّ عند رأسه عليه السّلام ركعتين و تدعو بعدهما و كذا بعد ركعتي زيارة الشّهداء و ركعتي زيارة عليّ بن الحسين و هو الأكبر على الأصحّ بما مرّ عقيب ركعتي زيارة عاشوراء، و تقول في وداع العبّاس أستودعك اللّه(2) و أقرء عليك السّلام آمنّا باللّه و برسوله و بما جاء به من عند اللّه، أللّهمّ اكتبنا مع الشّاهدين أللّهمّ لا تجعله آخر العهد من زيارتي قبر وليّك و ابن أخي نبيّك و ارزقني زيارته أبدا ما أبقيتني و احشرني معه و مع آبائه في الجنان.

ثمّ زر الحرّ بن يزيد و هاني بن عروة و مسلم بن عقيل بزيارة العباس عليه السّلام و ودّعهم بوداعه و تقول في وداع الشّهداء: السّلام عليكم و رحمة اللّه و بركاته اللّهمّ لا تجعله آخر العهد من زيارتي إيّاهم و أشركني معهم في صالح ما أعطيتهم على نصرتهم ابن نبيّك و حجّتك على خلقك، أللّهمّ اجعلنا و إيّاهم في جنّتك مع الشّهداء و الصّالحين و حسن أولئك رفيقا أستودعكم اللّه و أقرء عليكم السّلام، أللّهمّ ارزقني العود إليهم و احشرني معهم يا أرحم الرّاحمين.

ص: 410


1- في المصباح زيادة: و السلام عليكم و رحمة اللّه و بركاته.
2- في المصباح زيادة: و أسترعيك.

و إن أمكنك أن تزور الحسين عليه السّلام بهذه الزّيارات الّتي ذكرناها له كلها في موسم واحد من المواسم المشهورة التي ذكرناها فافعل و إلاّ فيما أمكنك منها.

في زيارة أمير المؤمنين يوم الغدير

يوم الغدير قد مرّ ذكر فضله و أدعيته بعد أدعية عرفة فلا حاجة إلى إعادة ذلك و يستحبّ فيه زيارة أمير المؤمنين عليه السّلام فإذا أردت زيارته عليه السّلام من قرب فاغتسل وقف على بابه عليه السّلام و قل بعد الإستئذان: اللّه أكبر اللّه أكبر اللّه أكبر لا إله إلاّ اللّه و اللّه أكبر اللّه أكبر الحمد للّه على هدايته و التّوفيق لما دعا إليه من سبيله، أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد و اجعل مقامي هذا مقام من لطفت له بمنّك في إيقاع مرادك و ارتضيت له قرباته في طاعتك و أعطيته به غاية مأموله و نهاية سؤله إنّك سميع الدّعاء قريب مجيب، أللّهمّ إنّك أفضل مقصود و أكرم مأتيّ و قد أتيتك متقرّبا إليك بنبيّك نبيّ الرّحمة و بأخيه أمير المؤمنين عليه السلام فصلّ على محمّد و آل محمّد و لا تخيّب سعيي و انظر إليّ نظرة تنعشني بها و اجعلني عندك وجيها في الدّنيا و الآخرة و من المقرّبين. ثم ادخل و قدّم رجلك اليمنى قبل اليسرى و قل: بسم اللّه و باللّه و في سبيل اللّه و على ملّة رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله أللّهمّ اغفر لي و ارحمني، ثمّ امش حتّى تحاذي القبر و استقبله بوجهك و قل: السّلام على رسول اللّه أمين اللّه على وحيه و عزائم أمره و الخاتم لما سبق و الفاتح لما استقبل و المهيمن على ذلك كلّه و رحمة اللّه و بركاته، السّلام على أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب وصيّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و خليفته و القائم بالأمر من بعده سيّد الوصيّين و رحمة اللّه و بركاته السّلام على فاطمة بنت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله سيّدة نساء العالمين، السّلام على الحسن و الحسين سيّدي شباب أهل الجنّة من الخلق أجمعين السّلام على الأئمّة الرّاشدين السّلام على الأنبياء و المرسلين السّلام على الملائكة المقرّبين السّلام علينا و على عباد اللّه الصّالحين.

ثمّ امض حتى تقف على القبر و تستقبله بوجهك و تجعل القبلة بين كتفيك

ص: 411

السّلام عليك يا صفوة اللّه السّلام عليك يا حبيب اللّه السّلام عليك يا عمود الدّين السّلام عليك يا وصيّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله السّلام عليك يا سيّد الوصيّين السّلام عليك يا حجّة اللّه على الخلق أجمعين، السّلام عليك أيّها النّبأ العظيم الّذي هم فيه مختلفون و عنه مسؤولون السّلام عليك أيّها الصّدّيق الأكبر السّلام عليك أيّها الفاروق الأعظم، السّلام عليك يا أمين اللّه السّلام عليك يا خليل اللّه و موضع سرّه و عيبة علمه و خازن وحيه، بأبي أنت و أمّي يا مولاي يا أمير المؤمنين يا حجّة الخصام بأبي أنت و أمّي يا باب المقام، أشهد أنّك حبيب اللّه و خاصّته و خالصته أشهد أنّك عمود الدّين و وارث علم الأوّلين و الآخرين و صاحب الميسم و الصّراط المستقيم، أشهد أنّك قد بلّغت عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله ما حمّلت و رعيت ما استحفظت و حفظت ما استودعت و حلّلت حلال اللّه و حرّمت حرام اللّه و أقمت أحكام اللّه و لم تتعدّ حدود اللّه و عبدت اللّه مخلصا حتّى أتاك اليقين، أشهد أنّك أقمت الصّلاة و آتيت الزّكاة و أمرت بالمعروف و نهيت عن المنكر و اتّبعت الرّسول و تلوت الكتاب حقّ تلاوته و جاهدت في اللّه حقّ جهاده و نصحت للّه و رسوله وجدت بنفسك صابرا محتسبا و عن دين اللّه مجاهدا و لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله موقنا(1)و لما عند اللّه طالبا و فيما وعد راغبا و مضيت للّذي كنت عليه شهيدا و شاهدا و مشهودا فجزاك اللّه عن رسوله صلّى اللّه عليه و آله و عن الإسلام و أهله أفضل الجزاء لعن اللّه من خالفك و لعن اللّه من ظلمك و لعن اللّه من افترى عليك و غصبك و لعن اللّه من قتلك و لعن اللّه من تابع على قتلك و لعن اللّه من بلغه ذلك فرضي به إنّا إلى اللّه منهم برآء لعن اللّه أمّة خالفتك و أمّة جحدت ولايتك و أمّة تظاهرت عليك و أمّة قتلتك و أمّة حادت عنك و أمّة خذلتك، الحمد للّه الّذي جعل النّار مثواهم و بئس الورد المورود، أللّهمّ العن قتلة أنبياءك و أوصياء أنبيائك بجميع لعناتك و أصلهم حرّ

ص: 412


1- في المصباح: موقيا.

نارك، أللّهمّ العن الجوابيت و الطّواغيت و الفراعنة و اللاّت و العزّى و كلّ ندّ يدعى من دونك و كلّ ملحد مفتر، أللّهمّ العنهم و أشياعهم و أتباعهم و أوليائهم و أعوانهم و محبّيهم لعنا كثيرا لا انقطاع له و لا أجل، أللّهمّ إنّي أبرأ إليك من جميع أعدائك و أسألك أن تصلّي على محمّد و آل محمّد و أن تجعل لي لسان صدق في أوليائك و تحبّب إليّ مشاهدهم حتّى تلحقني بهم و تجعلني لهم تبعا في الدّنيا و الآخرة يا أرحم الرّاحمين.

ثم تحوّل إلى عند رأسه عليه السّلام و قل: سلام اللّه و سلام ملائكته المقرّبين و المسلّمين لك بقلوبهم و النّاطقين بفضلك و الشّاهدين على أنّك صادق صدّيق عليك يا أمير المؤمنين و رحمة اللّه و بركاته، صلّى اللّه عليك و على روحك و بدنك و أشهد أنّك طهر طاهر مطهّر من طهر طاهر مطهّر و أشهد لك يا وليّ اللّه و وليّ رسوله بالبلاغ و الأداء، و أشهد أنّك جنب اللّه و أنّك باب اللّه و أنّك وجه اللّه الّذي يؤتى منه و أنّك سبيل اللّه و أنّك عبد اللّه و أخو رسوله أتيتك وافدا لعظيم حالك و منزلتك عند اللّه و عند رسوله صلّى اللّه عليه و آله، أتيتك متقرّبا إلى اللّه بزيارتك في خلاص نفسي متعوّذا من نار استحقّها مثلي بما جنيت على نفسي أتيتك انقطاعا إليك و إلى ولدك الخلف من بعدك على الحقّ، فقلبي لكم مسلّم و أمري لكم متّبع و نصرتي لكم معدّة أنا عبد اللّه و مولاك في طاعتك الوافد إليك ألتمس بذلك كمال المنزلة عند اللّه تعالى و أنت يا مولاي ممّن أمرني اللّه بصلته و حثّني على برّه و دلّني على فضله و هداني لحبّه و رغّبني في الوفادة إليه و ألهمني طلب الحوائج عنده أنتم أهل بيت يسعد من تولاّكم و لا يخسر من يهواكم و لا يخيب من أتاكم و لا يسعد من عاداكم لا أجد أحدا أفزع إليه خيرا لي منكم أنتم أهل بيت الرّحمة و دعائم الدّين و أركان الأرض و الشّجرة الطّيّبة، أللّهمّ لا تخيّب توجّهي إليك برسولك و آل رسولك و استشفاعي بهم إليك، أللّهمّ أنت مننت عليّ بزيارة مولاي أمير المؤمنين و ولايته

ص: 413

و معرفته فاجعلني ممّن ينصره و ينتصر به و منّ عليّ بنصرك لدينك في الدّنيا و الآخرة، أللّهمّ إنّي أحيا على ما حيي عليه مولاي عليّ بن أبي طالب و أموت على ما مات عليه عليّ بن أبي طالب صلوات اللّه عليه و على ذرّيّته الطّاهرين.

ثم قبّل ضريحه عليه السّلام وضع خدّك الأيمن عليه ثمّ الأيسر، ثمّ صلّ عند رأسه عليه السّلام ركعتين تقرأ في الأولى بالحمد و الرّحمن و في الثانية بالحمد و يس، ثم سبّح بعدهما بتسبيح الزّهراء و استغفر وادع بما مرّ عقيب ركعتي زيارة عاشوراء، ثم اسجد للّه تعالى شكرا و قل: أللّهمّ إليك توجّهت و بك اعتصمت أللّهمّ أنت ثقتي و رجائي فاكفني ما أهمّني و ما لا يهمّني و ما أنت أعلم به منّي عزّ جارك و جلّ ثناؤك و لا إله غيرك صلّ على محمّد و آل محمّد و قرّب فرجهم ثمّ ضع خدّك الأيمن على الأرض، و قل ثلاثا أللّهمّ ارحم ذلّي بين يديك و تضرّعي إليك و وحشتي من العالم و أنسي بك يا كريم، ثم ضع الأيسر و قل ثلاثا: لا إله إلاّ أنت ربّي حقّا حقّا سجدت لك يا ربّ تعبّدا ورقّا، أللّهمّ إنّ عملي ضعيف فضعّفه لي يا كريم، ثم عد إلى السّجود و قل مائة مرّة شكرا شكرا.

ثم قم إلى زيارة آدم عليه السّلام و قل: السّلام عليك يا صفيّ اللّه السّلام عليك يا حبيب اللّه السّلام عليك يا نبيّ اللّه السّلام عليك يا أمين اللّه السّلام عليك يا خليفة اللّه في أرضه، السّلام عليك يا أبا البشر صلوات اللّه و سلامه عليك و على روحك و بدنك و على الطّاهرين من ولدك و ذرّيّتك صلاة لا يحصيها إلاّ هو و رحمة اللّه و بركاته.

ثمّ زر نوحا عليه السّلام فتقول: السّلام عليك يا نبيّ اللّه السّلام عليك يا صفيّ اللّه السّلام عليك يا نجيّ اللّه السّلام عليك يا حبيب اللّه السّلام عليك يا شيخ المرسلين السّلام عليك يا أمين اللّه في أرضه صلوات اللّه و سلامه عليك و على روحك و بدنك و على الطّاهرين من ولدك و رحمة اللّه و بركاته. ثمّ صلّ لكلّ منهما ركعتين و قل بعد كلّ ركعتين ما مرّ في زيارة عاشوراء.

ص: 414

ثم تحوّل عند رجلي أمير المؤمنين عليه السّلام و قل: السّلام عليك يا أمير المؤمنين و رحمة اللّه و بركاته أنت أوّل مظلوم و أوّل مغصوب حقّه صبرت و احتسبت حتّى أتاك اليقين، أشهد أنّك لقيت اللّه و أنت شهيد عذّب اللّه قاتلك بأنواع العذاب، جئتك زائرا عارفا بحقّك مستبصرا بشأنك معاديا لأعدائك(1) ألقى على ذلك ربّي إن شاء اللّه، ولي ذنوب كثيرة فاشفع لي عند ربّك فإنّ لك عند اللّه مقاما معلوما و جاها واسعا و شفاعة و قد قال اللّه تعالى وَ لاٰ يَشْفَعُونَ إِلاّٰ لِمَنِ اِرْتَضىٰ وَ هُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ صلّى اللّه عليك و على روحك و بدنك و على الأئمّة من ذرّيّتك صلاة لا يحصيها إلاّ هو و عليكم أفضل الصّلاة و السّلام و رحمة اللّه و بركاته. و أكثر من الصّلاة و الزّيارة و التّسبيح و التّكبير و التّهليل و ذكر اللّه تعالى و تلاوة القرآن و الاستغفار و اجتهد في الدّعاء فإنّه موضع مسألة.

فإذا أردت وداعه عليه السّلام فقف على القبر كوقوفك في ابتداء زيارتك و تقول:

السّلام عليك يا أمير المؤمنين و رحمة اللّه و بركاته أستودعك اللّه و أسترعيك و أقرأ عليك السّلام آمنّا باللّه و بالرّسل و بما جاءت به و دلّت عليه، أللّهمّ فاكتبنا مع الشّاهدين أللّهمّ إنّي أشهد في مماتي على ما شهدت عليه في حياتي أنّ الأئمّة عليّ بن أبي طالب و الحسن و الحسين (إلى آخرهم) و أشهد أنّ من قتلكم و حاربكم مشركون و من ردّ عليكم في أسفل درك الجحيم و أشهد أنّ من حاربكم لنا أعداء و نحن منهم برآء و أنّهم حزب الشّيطان و على من قتلكم لعنة اللّه و الملائكة و النّاس أجمعين و من شرك فيه و من سرّه قتلكم، أللّهمّ إنّي أسألك بعد الصّلاة و التّسليم أن تصلّي على محمّد و عليّ و فاطمة و الحسن و الحسين (إلى آخرهم) و لا تجعل هذا آخر العهد من زيارته فإن جعلته فاحشرني مع هؤلاء الأئمّة المسمّين، أللّهمّ و ذلّل قلوبنا لهم بالطّاعة و المناصحة و المحبّة و حسن الموازرة و التّسليم. و يستحبّ أن تزور أمير المؤمنين عليه السّلام بهذه الزّيارة.

ص: 415


1- في المصباح زيادة: مواليا لأوليائك.

في زيارة أمين اللّه

قال الباقر عليه السّلام مضى أبي عليّ بن الحسين عليهما السّلام إلى مشهد أمير المؤمنين فوقف عليه ثمّ بكى و قال: السّلام عليك يا أمين اللّه في أرضه و حجّته على عباده السّلام عليك يا أمير المؤمنين، أشهد أنّك جاهدت في اللّه حقّ جهاده و عملت بكتابه و اتّبعت سنّة نبيّه صلّى اللّه عليه و آله حتّى دعاك اللّه إلى جواره و قبضك إليه باختياره و ألزم أعداءك الحجّة مع ما لك من الحجج البالغة على جميع خلقه، أللّهمّ فاجعل نفسي مطمئنّة بقدرك راضية بقضائك مولعة بذكرك و دعائك محبّة لصفوة أوليائك محبوبة في أرضك و سمائك صابرة على نزول بلائك مشتاقة إلى فرحة لقاءك متزوّدة التّقوى ليوم جزاءك مستنّة بسنن أوليائك مفارقة لأخلاق أعدائك مشغولة عن الدّنيا بحمدك و ثنائك.

ثمّ وضع خدّه على قبره و قال: أللّهمّ إنّ قلوب المخبتين إليك و الهة و سبل الرّاغبين إليك شارعة و أعلام القاصدين إليك واضحة و أفئدة العارفين منك فازعة و أصوات الدّاعين إليك صاعدة و أبواب الإجابة لهم مفتّحة و دعوة من ناجاك مستجابة و توبة من أناب إليك مقبولة و عبرة من بكى من خوفك مرحومة و الإغاثة لمن استغاث بك مرجوّة و الإعانة لمن استعان بك مبذولة وعداتك لعبادك منجّزة و زلل من استقالك مقالة و أعمال العاملين لديك محفوظة و أرزاقك إلى الخلائق من لدنك نازلة و عوائد المزيد إليهم واصلة و ذنوب المستغفرين مغفورة و حوائج خلقك عندك مقضيّة و جوائز السّائلين عندك موفّرة و عوائد المزيد متواترة و موائد المستطعمين معدّة و مناهل الظّمإ مترعة، أللّهمّ فاستجب دعائي و اقبل ثنائي و اجمع بيني و بين أوليائي بحقّ محمّد و عليّ و فاطمة و الحسن و الحسين إنّك وليّ نعمائي و منتهى مناي و غاية رجائي في منقلبي و مثواي.

في الزيارة الجامعة

زيارة جامعة زر بها في كل موسم أسلفناه بعد أن تذكر ما يقال فيه إذا أردت زيارة أحد من المعصومين عليهم السّلام فاستأذن بما مرّ في زيارة النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ثم ادخل

ص: 416

و استقبل وجه المزور و استدبر القبلة و قل بعد التكبير مائة مرّة السّلام على رسول اللّه أمين اللّه على وحيه و عزائم أمره الخاتم لما سبق و الفاتح لما استقبل و المهيمن على ذلك كلّه و رحمة اللّه و بركاته، أللّهمّ صلّ على محمّد عبدك و رسولك الّذي انتجبته بعلمك و جعلته هاديا مهديّا لمن شئت من خلقك و الدّليل على من بعثته برسالاتك و ديّان الدّين بعدلك و فصل قضائك بين خلقك و المهيمن على ذلك كلّه و السّلام عليه و رحمة اللّه و بركاته، أللّهمّ صلّ على أمير المؤمنين عبدك و أخي نبيّك و وصيّ رسولك الّذي انتجبته بعلمك و جعلته هاديا مهديّا لمن شئت من خلقك و الدّليل على من بعثته برسالاتك و ديّان الدّين بعدلك و فصل قضاءك بين خلقك و المهيمن على ذلك كلّه و السّلام عليه و رحمة اللّه و بركاته، أللّهمّ صلّ على فاطمة الطّيّبة الطّاهرة المطهّرة الّتي انتجبتها و طهّرتها و فضّلتها على نساء العالمين و جعلت منها أئمّة الهدى الّذين يقولون بالحقّ و به يعدلون صلّى اللّه عليها و على أبيها و بعلها و بنيها و السّلام عليها و رحمة اللّه و بركاته، أللّهمّ صلّ على الحسن بن عليّ عبدك و ابن رسولك و ابن وصيّ رسولك الّذي انتجبته بعلمك و جعلته هاديا مهديّا لمن شئت من خلقك و الدّليل على من بعثته برسالاتك و ديّان الدّين بعدلك و فصل قضائك بين خلقك و المهيمن على ذلك كلّه و السّلام عليه و رحمة اللّه و بركاته، أللّهمّ صلّ على الحسين بن عليّ عبدك و ابن رسولك (إلى آخره) كما قلت في الحسن عليه السّلام و هكذا تصلّي على باقي الأئمّة عليهم السّلام واحدا واحدا ثم قل ما ذكره الشيخ المفيد رحمه اللّه في مزاره قال و تجزيك في جميع مشاهد الأئمّة عليهم السّلام:

السّلام على أولياء اللّه و أصفيائه السّلام على أمناء اللّه و أحبّائه السّلام على أنصار اللّه و خلفائه، السّلام على محالّ معرفة اللّه السّلام على معادن حكمة اللّه السّلام على مساكن ذكر اللّه السّلام على عباد اللّه المكرمين الّذين لا يسبقونه بالقول و هم بأمره يعملون السّلام على مظاهري أمر اللّه و نهيه، السّلام على الأدلاّء على اللّه السّلام على المستقرّين في مرضاة اللّه السّلام على الممحّضين في طاعة اللّه السّلام على الّذين من

ص: 417

والاهم فقد والى اللّه و من عاداهم فقد عادى اللّه و من عرفهم فقد عرف اللّه و من جهلهم فقد جهل اللّه و من اعتصم بهم فقد اعتصم باللّه و من تخلّى منهم فقد تخلّى من اللّه، أشهد اللّه أنّي حرب لمن حاربكم سلم لمن سالمكم مؤمن بما آمنتم به كافر بما كفرتم به محقّق لما حقّقتم مبطل لما أبطلتم مؤمن بسرّكم و علانيتكم مفوّض في ذلك كلّه إليكم لعن اللّه عدوّكم من الجنّ و الإنس و ضعّف عليهم العذاب الأليم و أبرء إلى اللّه منهم و السّلام عليكم و رحمة اللّه و بركاته.

ثمّ زر بالزّيارة المرويّة عن الهادي عليه السّلام: السّلام عليكم يا أهل بيت النبوّة و موضع الرّسالة و مختلف الملائكة و مهبط الوحي و خزّان العلم و منتهى الحلم و معدن الرّحمة و مأوى السّكينة و أصول الكرم و قادة الأمم و أولياء النّعم و عناصر الأبرار و دعائم الجبّار وساسة العباد و أركان البلاد و أبواب الإيمان و أمناء الرّحمن و سلالة النّبيّين و صفوة المرسلين و آل ياسين و عترة رسول ربّ العالمين و رحمة اللّه و بركاته، السّلام عليكم أئمّة الهدى و مصابيح الدّجى و كهوف الورى و بدور الدّنيا و أعلام التّقى و ذوي النّهي و أولي الحجى و ذرّيّة الأنبياء و المثل الأعلى و الدّعوة الحسنى و ورثة الأنبياء و الحجّة على من في الأرض و السّماء و الآخرة و الأولى و رحمة اللّه و بركاته، السّلام على محالّ معرفة اللّه و مشاكي نور اللّه و مساكن بركة اللّه و معادن حكمة اللّه و خزنة علم اللّه و حفظة سرّ اللّه و حملة كتاب اللّه و ورثة رسول اللّه و أوصياءه و ذرّيّته صلّى اللّه عليه و آله و رحمة اللّه و بركاته، السّلام على الدّعاة إلى اللّه و الأدلاّء على مرضاة اللّه و المؤدّين عن اللّه و القائمين بحقّ اللّه و النّاطقين عن اللّه و المستقرّين في أمر اللّه و المخلصين في توحيد اللّه و الصّادعين بأمر اللّه و الثّابتين في محبّة اللّه و المظهرين لأمر اللّه و نهيه و عباده المكرمين الّذين لا يسبقونه بالقول و هم بأمره يعملون و رحمة اللّه و بركاته، السّلام على الأئمّة الدّعاة و القادة الهداة و السّادة الولاة و الذّادة الحماة و أهل الذّكر و أولي الأمر و بقيّة اللّه و حزبه و خيرته و عيبة علمه

ص: 418

و حجّته و عينه و جنبه و صراطه و نوره و برهانه و رحمة اللّه و بركاته، أشهد أن لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له كما شهد اللّه لنفسه و شهدت له ملائكته و أولوا العلم من خلقه لا إله إلاّ هو العزيز الحكيم، و أشهد أنّ محمّدا عبده المجتبى و رسوله المرتجى و نبيّه المصطفى و أمينه المرتضى أرسله بالهدى و دين الحقّ ليظهره على الدّين كلّه و لو كره المشركون فصدع صلّى اللّه عليه و آله بأمر ربّه و بلّغ ما حمّله و نصح لأمّته و جاهد في سبيل ربّه و دعا إليه بالحكمة و الموعظة الحسنة و صبر على ما أصابه في جنبه و عبده صادقا حتّى أتاه اليقين فصلّى اللّه عليه و آله، و أشهد أنّ الدّين كما شرع و الكتاب كما تلا و الحلال كما أحلّ و الحرام كما حرّم و الفصل كما قضى و الحقّ ما قال و الرّشد ما أمر و أنّ الّذين كذّبوه و خالفوا عليه و جحدوا حقّه و أنكروا فضله و اتّهموه و ظلموا وصيّه و حلّوا عقده و نكثوا بيعته و اعتدوا عليه و غصبوه خلافته و نبذوا أمره و أسّسوا الجور و العدوان على أهل النّبيّ صلّى اللّه عليه و آله و قتلوهم و تولّوا غيرهم ذائقو العذاب في أسفل درك من نار جهنّم لا يخفّف عنهم من عذابها و هم فيه مبلسون ملعونون متّبعون ناكسوا رؤوسهم يعاينون النّدامة و الخزي الطّويل مع الأذلّين الأشرار، قد كبّوا على وجوههم في النّار و أنّ الّذين آمنوا به و صدّقوه و نصروه و وقّروه و عزّزوه و اتّبعوا النّور الّذي أنزل معه أولئك هم المفلحون، في جنّات النّعيم و الفوز العظيم و الثّواب المقيم الكريم و الغبطة و السّرور و الفوز الكبير فجزاه اللّه عنّا أحسن الجزاء، و خير ما جزى نبيّا عن أمّته و رسولا عمّن أرسل إليه، و خصّه بأفضل قسم الفضائل و بلّغه أعلى محلّ شرف المكرّمين من الدّرجات العلى في أعلى علّيّين في جنّات و نهر في مقعد صدق عند مليك مقتدر، و أعطاه حتّى يرضى و زاده بعد الرّضى و جعله أقرب النّبيّين مجلسا و أدناهم إليه منزلا و أعظمهم عنده جاها و أعلاهم لديه كعبا و أحسنهم أتباعا و أوفر الخلق نصيبا و أجزلهم حظّا في كلّ خير اللّه قاسمه بينهم و نصيبا، و أحسن اللّهمّ مجازاته عن جميع المؤمنين من الأوّلين و الآخرين، و أشهد أنّكم الأئمّة الرّاشدون المهديّون المعصومون المكرّمون

ص: 419

المقرّبون الصّادقون المصطفون المطيعون للّه، القوّامون بأمره العاملون بإرادته الفائزون بكرامته اصطفاكم بعلمه و اصطنعكم لنفسه و ارتضاكم لغيبه و اختاركم لسرّه و اجتباكم بقدرته و أعزّكم بهداه و خصّكم ببرهانه و انتجبكم لنوره و أيّدكم بروحه و رضيكم خلفاء في أرضه، و جعلكم حججا على بريّته و أنصارا لدينه و حفظة لحكمته و خزنة لعلمه و مستودعا لسرّه و تراجمة لوحيه و أركانا لتوحيده و شهداء على خلقه و أسبابا إليه، و أعلاما لعباده و منارا في بلاده و سبيلا إلى جنّته و أدلاّء على صراطه عصمكم اللّه ساداتي من الذّنوب و برّأكم من العيوب و ائتمنكم على الغيوب و جنّبكم الآفات و وقاكم من السّيّآت و طهّركم من الدّنس و الزّيغ، و نزّهكم من الزّلل و الخطإ و أذهب عنكم الرّجس و طهّركم تطهيرا، و آمنكم من الفتن و استرعاكم الأنام و عرّفكم الأسباب و أورثكم الكتاب و أعطاكم المقاليد و سخّر لكم ما خلق، فعظّمتم جلاله و أكبرتم شأنه وهبتم عظمته و مجّدتم كرمه و أدمتم ذكره و وكّدتم ميثاقه و أحكمتم عقد عرى طاعته و نصحتم له في السّرّ و العلانية و دعوتم إلى سبيله بالحكمة و الموعظة الحسنة و بذلتم أنفسكم في مرضاته و صبرتم على ما أصابكم في جنبه، و صدعتم بأمره و تلوتم كتابه و حذّرتم بأسه و ذكّرتم بأيّامه و أوفيتم بعهده و أقمتم الصّلاة و آتيتم الزّكاة و أمرتم بالمعروف و نهيتم عن المنكر و جاهدتم بالّتي هي أحسن، و جاهدتم في اللّه حقّ جهاده حتّى أعلنتم دعوته و قمعتم عدوّه و أظهرتم دينه و بيّنتم فرائضه و أقمتم حدوده و شرعتم أحكامه و سننتم سنّته و صرتم في ذلك منه إلى الرّضى، و سلّمتم له القضاء و صدّقتم من رسله من مضى فالرّاغب عنكم مارق و اللاّزم لكم لا حق و المقصّر عنكم زاهق و الحقّ معكم و فيكم و منكم و إليكم، و أنتم أهله و معدنه و ميراث النّبوّة عندكم و إياب الخلق إليكم و حسابهم عليكم و فصل الخطاب عندكم و آيات اللّه لديكم و عزائمه فيكم و نوره معكم و برهانه عندكم و أمره نازل إليكم من والاكم فقد والى اللّه و من عاداكم فقد عادى اللّه و من أحبّكم فقد أحبّ اللّه و من اعتصم بكم فقد اعتصم باللّه، أنتم يا مواليّ نعم الموالي لعبيدهم أنتم

ص: 420

السّبيل الأعظم و الصّراط الأقوم و شهداء دار الفناء و شفعاء دار البقاء، و الرّحمة الموصولة و الآية المخزونة و الأمانة المحفوظة و الباب المبتلى به النّاس من أتاكم ساداتي نجا و من لم يأتكم هلك و من أباكم هوى، إلى اللّه تدعون و عليه تدلّون و به تؤمنون و له تسلمون و بأمره تعملون و إلى سبيله ترشدون و بقوله تحكمون و إليه تنيبون و إيّاه تعظّمون، سعد و اللّه بكم من والاكم و هلك من عاداكم و خاب من جهلكم و ضلّ من فارقكم و فاز من تمسّك بكم و أمن من لجأ إليكم و سلم من صدّقكم و هدي من اعتصم بكم، من اتّبعكم فالجنّة مأواه و من خالفكم فالنّار مثواه و من جحدكم كافر و من حاربكم مشرك و من ردّ عليكم ففي أسفل درك الجحيم، أشهد أنّ هذا سابق لكم فيما مضى و جار لكم فيما بقي و أنّ أنواركم و أشباحكم و سناءكم و ظلالكم و أرواحكم و طينتكم واحدة، جلّت و عظمت و بوركت و قدّست و طابت و طهرت بعضها من بعض، لم تزالوا بعين اللّه و عنده في ملكوته أنوارا تأمرون و له تخافون و إيّاه تسبّحون و بعرشه محدقون و به حافّون حتّى منّ بكم علينا فجعلكم في بيوت أذن اللّه أن ترفع و يذكر فيها اسمه، تولّى عزّ ذكره تطهيرها و رضي من خلقه بتعظيمها فرفعها عن كلّ بيت قدّسه و أعلاها عن كلّ بيت طهّره في السّماء لا يوازيها خطر و لا يسمو إلى سمائها النّظر و لا يقع على كنهها الفكر و لا يطمح إلى أرضها البصر و لا يغادر سكّانها البشر، يتمنّى كلّ أحد أنّه منكم و لا يتمنّون أنّهم من غيركم إليكم انتهت المكارم و الشّرف و فيكم استقرّت الأنوار و العزم و المجد و السّؤدد، فما فوقكم أحد إلاّ اللّه و لا أقرب إليه و لا أخصّ لديه و لا أكرم عليه منكم أنتم سكن البلاد و نور العباد و عليكم الاعتماد يوم التّناد كلّما غاب منكم حجّة، أو أفل منكم علم أطلع اللّه لخلقه من عقب الماضي خلفا إماما و نورا هاديا و برهانا مبينا نيّرا داعيا عن داع و هاديا بعد هاد و خزنة و حفظة، لا يغيض بكم غوره و لا ينقطع عنكم موادّه و لا يسلب منكم أريجه سببا موصولا من اللّه إليكم و رحمة منه علينا يرشدنا إليه و يقرّبنا منه و يزلفنا لديه، و جعل صلاتنا عليكم و ذكرنا لكم و ما خصّنا به

ص: 421

من ولايتكم و عرّفناه من فضلكم طيبا لخلقنا و طهارة لأنفسنا و تزكيّة لنا و كفارة لذنوبنا، إذ كنّا عنده بكم مؤمنين مسوّمين و بفضلكم معروفين و بتصديقنا إيّاكم مشكورين و بطاعتنا لكم مشهورين، فبلّغ اللّه بكم أشرف محلّ المكرمين و أفضل شرف المشرّفين و أعلى منازل المقرّبين و أرفع درجات المرسلين، حيث لا يلحقه لا حق و لا يفوقه فائق و لا يسبقه سابق و لا يطمع في إدراكه طامع، حتّى لا يبقى ملك مقرّب و لا نبيّ مرسل و لا صدّيق و لا شهيد و لا عالم و لا جاهل و لا دنيّ و لا فاضل و لا مؤمن صالح و لا فاجر طالح و لا جبّار عنيد و لا شيطان مريد، و لا خلق فيما بين ذلك شهيد إلاّ عرّفهم جلالة أمركم و عظم خطركم و كبر شأنكم و تمام نوركم و صدق مقالكم و ثبات مقامكم و شرف محلّكم و منزلتكم عنده و كرامتكم عليه و خاصّتكم لديه و قرب منزلتكم منه، بأبي أنتم و أمّي و نفسي و أهلي و مالي و أسرتي يا سادتي و أئمّتي، أشهد اللّه و أشهدكم أنّي مؤمن بكم و بما آمنتم به كافر بعدوّكم و بما كفرتم به مستبصر بشأنكم عارف بضلالة من خالفكم موال لكم و لأوليائكم مبغض لأعدائكم و معاد لهم سلم لمن سالمكم حرب لمن حاربكم، محقّق لما حقّقتم مبطل لما أبطلتم مطيع لكم عارف بحقّكم مقرّ بفضلكم محتمل لعلمكم مقتد بكم محتجب بذمّتكم معترف بكم مؤمن بإيابكم مصدّق برجعتكم منتظر لأمركم مرتقب لدولتكم آخذ بقولكم عامل بأمركم مستجير بكم زائر لكم عائذ لائذ بقبوركم مستشفع إلى اللّه عزّ و جلّ بكم، و متقرّب إليه بمحبّتكم و مقدّمكم أمام طلبتي و مسألتي و حوائجي و إرادتي و متوسّل بكم إليه و مقدّمكم بين يديّ في كلّ أحوالي و أموري، مؤمن بسرّكم و علانيتكم و شاهدكم و غائبكم و أوّلكم و آخركم و مفوّض في ذلك كلّه إلى اللّه عزّ و جلّ ثمّ إليكم، و مسلّم فيه معكم و قلبي لكم سلم و رأيي لكم تبع و نصرتي لكم معدّة حتّى يحيي اللّه تعالى دينه بكم و يردّكم في أيّامه و يظهركم لعدله و يمكّنكم في أرضه، فمعكم معكم إن شاء اللّه لا مع غيركم آمنت بكم و تواليت آخركم بما تواليت به أوّلكم و برئت إلى اللّه عزّ و جلّ من أعدائكم و من

ص: 422

الجبت و الطّاغوت و أوليائهم و الشّياطين و حزبهم و الظّالمين لكم و الجاحدين لحقّكم و المارقين من دينكم و ولايتكم، و الغاصبين لإرثكم و الشّاكّين فيكم المنحرفين عنكم و من كلّ وليجة دونكم و كلّ مطاع سواكم، و من الأئمّة الّذين يدعون إلى النّار فثبّتني اللّه أبدا ما حييت على موالاتكم و محبّتكم و دينكم و وفّقني لطاعتكم و رزقني شفاعتكم و جعلني من خيار مواليكم و التّابعين لما دعوتم إليه، و جعلني ممّن يقتصّ آثاركم و يسلك سبيلكم و يهتدي بهداكم و يحشر في زمرتكم و يكرّ في رجعتكم و يملّك في دولتكم و يشرّف في عافيتكم و يمكّن في ولايتكم و يتمكّن في أيّامكم و تقرّ عينه غدا برؤيتكم، بأبي أنتم و أمّي و نفسي و أهلي و مالي و أسرتي من أراد اللّه بدأ بكم و من وحّده قبل عنكم و من قصده توجّه بكم، مواليّ لا أحصي ثناءكم و لا أبلغ من المدح كنهكم و لا من الوصف قدركم لأنّكم نور الأنوار و خيرة الأخيار و هداة الأبرار و حجج الجبّار بكم فتح اللّه و بكم ختم اللّه و بكم ينزّل الغيث و الرّحمة و بكم يمسك السّماء أن تقع على الأرض إلاّ بإذنه و بكم ينفّس الهمّ و يكشف الضّرّ و عندكم ما نزلت به رسله و هبطت به ملائكته و إلى جدّكم بعث الرّوح الأمين (و إن كانت الزّيارة لأمير المؤمنين عليه السّلام فقل و إلى أخيك بعث الرّوح الأمين) و بمفتاح منطقكم نطق كلّ لسان، و بكم يسبّح القدّوس السّبّوح و بتسبيحكم جرت الألسن بالتّسبيح و اللّه بمنّه آتاكم ما لم يؤت أحدا من العالمين طأطأ كلّ شرف لشرفكم و نجع كلّ متكبّر لطاعتكم و خضع كلّ جبّار لفضلكم و ذلّ كلّ شيء لكم، و أشرقت الأرض بنوركم و فاز الفائزون بولايتكم بكم يسلك إلى الرّضوان و على من جحد ولايتكم غضب الرّحمن، بأبي أنتم و أمّي و نفسي و أهلي و مالي ذكركم في الذّاكرين و أسماؤكم في الأسماء و أجسادكم في الأجساد و أرواحكم في الأرواح و أنفسكم في الأنفس و آثاركم في الآثار و قبوركم في القبور، فما أحلى أسماءكم و أكرم أنفسكم و أعظم شأنكم و أجلّ خطركم و أوفى عهدكم و أصدق وعدكم، كلامكم نور و أمركم رشد و وصيّتكم التّقوى و فعلكم الخير و عادتكم الإحسان و سجيّتكم الكرم و شأنكم الحقّ

ص: 423

و كلامكم الصّدق و طبعكم الرّفق و قولكم حكم و حتم و رأيكم علم و حلم و كرم و أمركم عزم و حزم، إن ذكر الخير كنتم أوّله و آخره و أصله و فرعه و معدنه و مأواه و إليكم منتهاه، بأبي أنتم و أمّي و نفسي و أهلي و مالي كيف أصف حسن ثنائكم و أحصي جميل بلائكم، بكم أخرجنا اللّه من الذّلّ و أطلق عنّا رهائن الغلّ و فرّج عنّا غمرات الكروب و أنقذنا بكم من شفا جرف الهلكات و من عذاب النّار، بأبي أنتم و أمّي و نفسي و أهلي و مالي بموالاتكم علّمنا اللّه معالم ديننا و أصلح ما كان فسد من دنيانا، و بموالاتكم تمّت الكلمة و عظمت النّعمة و كملت المنّة و ائتلفت الفرقة و بموالاتكم تقبل الأعمال، و لكم الطّاعة المفترضة و المودّة الواجبة و الدّرجات الرّفيعة و المكان المحمود و المقام المعلوم عند اللّه عزّ و جلّ و الجاه العظيم و الشأن الكبير و الشّفاعة المقبولة، رَبَّنٰا آمَنّٰا بِمٰا أَنْزَلْتَ وَ اِتَّبَعْنَا اَلرَّسُولَ فَاكْتُبْنٰا مَعَ اَلشّٰاهِدِينَ ، رَبَّنٰا لاٰ تُزِغْ قُلُوبَنٰا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنٰا وَ هَبْ لَنٰا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ اَلْوَهّٰابُ ، سُبْحٰانَ رَبِّنٰا إِنْ كٰانَ وَعْدُ رَبِّنٰا لَمَفْعُولاً .

ثم انكب على الضّريح فقبّله فقل يا ساداتي يا أولياء اللّه يا وليّ اللّه إنّ بيني و بين اللّه عزّ و جلّ ذنوبا كثيرة لا يأتي عليها إلاّ رضى اللّه و رضاكم فبحقّ من ائتمنكم على سرّه و استرعاكم أمر خلقه و قرن طاعتكم بطاعته و موالاتكم بموالاته لمّا استوهبتم ذنوبي و كنتم شفعائي إلى اللّه تعالى فإنّي لكم مطيع، من أطاعكم فقد أطاع اللّه و من عصاكم فقد عصى اللّه و من أحبّكم فقد أحبّ اللّه و من أبغضكم فقد أبغض اللّه ثمّ ارفع يديك إلى السّماء و قل: أللّهمّ إنّي لو وجدت وسيلة أقرب إليك من محمّد و أهل بيته الأخيار الأئمّة الأبرار عليه و عليهم السّلام لجعلتهم شفعائي إليك، أللّهمّ فبحقّهم الّذي أوجبت لهم عليك أسألك أن تدخلني في جملة العارفين بهم و بحقّهم و في زمرة المرحومين بشفاعتهم إنّك أنت أرحم الرّاحمين.

ثمّ صلّ على النبيّ و آله عليهم السّلام بهذه الصّلاة و هي مرويّة عن

ص: 424

العسكري عليه السّلام: أللّهمّ صلّ على محمّد كما حمل وحيك و بلّغ رسالاتك، و صلّ على محمّد كما أحلّ حلالك و حرّم حرامك و علّم كتابك، و صلّ على محمّد كما أقام الصّلاة و آتى الزّكاة و دعا إلى دينك، و صلّ على محمّد كما صدّق بوعدك و أشفق من وعيدك، و صلّ على محمّد كما غفرت به الذّنوب و سترت به العيوب و فرّجت به الكروب، و صلّ على محمّد كما دفعت به الشّقاء و كشفت به الغمّاء و أجبت به الدّعاء و نجّيت به من البلاء، و صلّ على محمّد كما رحمت به العباد و أحييت به البلاد و قصمت به الجبابرة و أهلكت به الفراعنة، و صلّ على محمّد كما أضعفت به الأموال و أحرزت به من الأهوال و كسرت به الأصنام و رحمت به الأنام، و صلّ على محمّد كما بعثته بخير الأديان و أعززت به الإيمان و تبّرت به الأوثان و عظّمت به البيت الحرام، و صلّ على محمّد و أهل بيته الطّاهرين و سلّم تسليما، أللّهمّ صلّ على أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب أخي نبيّك و وصيّه و وليّه و صفيّه و وزيره و مستودع علمه و موضع سرّه و باب حكمته و النّاطق بحجّته، و الدّاعي إلى شريعته و خليفته في أمّته و مفرّج الكرب عن وجهه، قاصم الكفرة و مرغم الفجرة الّذي جعلته من نبيّك بمنزلة هارون من موسى، أللّهمّ وال من والاه و عاد من عاداه و انصر من نصره و اخذل من خذله و العن من نصب له من الأوّلين و الآخرين، و صلّ عليه أفضل ما صلّيت على أحد من أوصياء أنبيائك يا ربّ العالمين، أللّهمّ صلّ على الصّدّيقة فاطمة الزّكيّة حبيبة حبيبك و نبيّك و أمّ أحبّائك و أصفيائك الّتي انتجبتها و فضّلتها و اخترتها على نساء العالمين، أللّهمّ كن الطّالب لها ممّن ظلمها و استخفّ بحقّها و كن الثّائر اللّهمّ بدم أولادها، أللّهمّ و كما جعلتها أمّ أئمّة الهدى و حليلة صاحب اللّواء و الكريمة عند الملإ الأعلى فصلّ عليها و على أمّها خديجة الكبرى، صلاة تكرم بها وجه محمّد صلّى اللّه عليه و آله و تقرّ بها أعين ذرّيّتها و أبلغهم عنّي في هذه السّاعة أفضل التّحيّة و السّلام، أللّهمّ صلّ على الحسن و الحسين عبديك و وليّيك و ابني رسولك و سبطي الرّحمة و سيّدي شباب أهل الجنّة أفضل ما صلّيت

ص: 425

على أحد من أولاد النّبيّين و المرسلين، أللّهمّ صلّ على الحسن ابن سيّد النّبيّين و وصيّ أمير المؤمنين السّلام عليك يابن رسول اللّه السّلام عليك يابن سيّد الوصيّين، أشهد أنّك يابن أمير المؤمنين أمين اللّه و ابن أمينه عشت مظلوما و مضيت شهيدا و أشهد أنّك الإمام الزّكيّ الهادي المهديّ، أللّهمّ صلّ عليه و بلّغ روحه و جسده عنّي في هذه السّاعة أفضل التّحيّة و السّلام، أللّهمّ صلّ على الحسين بن عليّ المظلوم الشّهيد قتيل الكفرة و طريح الفجرة، السّلام عليك يا أبا عبد اللّه السّلام عليك يابن رسول اللّه السّلام عليك يابن أمير المؤمنين أشهد موقنا أنّك أمين اللّه و ابن أمينه قتلت مظلوما و مضيت شهيدا، و أشهد أنّ اللّه تعالى الطّالب بثارك و منجز ما وعدك من النّصر و التّأييد في هلاك عدوّك و إظهار دعوتك، و أشهد أنّك وفيت بعهد اللّه و جاهدت في سبيل اللّه و عبدت اللّه مخلصا حتّى أتاك اليقين، لعن اللّه أمّة قتلتك و لعن اللّه أمّة خذلتك و لعن اللّه أمّة ألّبت عليك و أبرء إلى اللّه تعالى ممّن أكذبك و استخفّ بحقّك و استحلّ دمك، بأبي أنت و أمّي يا أبا عبد اللّه لعن اللّه قاتلك و لعن اللّه خاذلك و لعن اللّه من سمع واعيتك فلم يجبك و لم ينصرك و لعن اللّه من سبى نساءك، أنا إلى اللّه منهم بريء و ممّن والاهم و مالاهم و أعانهم عليه أشهد أنّك و الأئمّة من ولدك كلمة التّقوى و باب الهدى و العروة الوثقى و الحجّة على أهل الدّنيا، و أشهد أنّي بكم مؤمن و بمنزلتكم موقن و لكم تابع بذات نفسي و شرائع ديني و خواتيم عملي و منقلبي في دنياي و آخرتي، أللّهمّ صلّ على عليّ بن الحسين سيّد العابدين الّذي استخلصته لنفسك و جعلت منه أئمّة الهدى الّذين يهدون بالحقّ و به يعدلون، اخترته لنفسك و طهّرته من الرّجس و اصطفيته و جعلته هاديا مهديّا، أللّهمّ فصلّ عليه أفضل ما صلّيت على أحد من ذرّيّة أنبيائك حتّى تبلّغ به ما تقرّ به عينه في الدّنيا و الآخرة إنّك عزيز كريم، أللّهمّ صلّ على محمّد بن عليّ باقر العلم و إمام الهدى و قائد أهل التّقوى و المنتجب من عبادك، أللّهمّ و كما جعلته علما لعبادك و منارا لبلادك و مستودعا لحكمتك و مترجما لوحيك و أمرت بطاعته و حذّرت من

ص: 426

معصيته، فصلّ عليه يا ربّ أفضل ما صلّيت على أحد من ذرّيّة أنبياءك و أصفيائك و رسلك و أمناءك يا ربّ العالمين، أللّهمّ صلّ على جعفر بن محمّد الصّادق خازن العلم الدّاعي إليك بالحقّ النّور المبين، أللّهمّ و كما جعلته معدن كلامك و وحيك و خازن علمك و لسان توحيدك و وليّ أمرك و مستحفظ دينك، فصلّ عليه كما صلّيت على أحد من أصفيائك و حججك إنّك حميد مجيد، أللّهمّ صلّ على الأمين المؤتمن موسى بن جعفر البرّ الوفيّ الطّاهر الزّكيّ النّور المبين المجتهد المحتسب الصّابر على الأذى فيك، أللّهمّ و كما بلّغ عن آبائه ما استودع من أمرك و نهيك و حمل على المحجّة و كابد أهل الغرّة و الشّدّة فيما كان يلقى من جهّال قومه، ربّ فصلّ عليه أفضل و أكمل ما صلّيت على أحد ممّن أطاعك و نصح لعبادك إنّك غفور رحيم، أللّهمّ صلّ على عليّ بن موسى الّذي ارتضيته و رضّيت به من شئت من خلقك، أللّهمّ و كما جعلته حجّة على خلقك و قائما بأمرك و ناصرا لدينك و شاهدا على عبادك و كما نصح لهم في السّرّ و العلانية و دعا إلى سبيلك بالحكمة و الموعظة الحسنة، فصلّ عليه أفضل ما صلّيت على أحد من أوليائك و خيرتك من خلقك إنّك جواد كريم، أللّهمّ صلّ على محمّد بن عليّ بن موسى علم التّقى و نور الهدى و معدن الوفاء و فرع الأزكياء و خليفة الأوصياء و أمينك على وحيك، أللّهمّ و كما هديت به من الضّلالة و استنقذت به من الحيرة و أرشدت به من اهتدى و زكّيت به من تزكّى، فصلّ عليه أفضل ما صلّيت على أحد من أوليائك و بقيّة أوليائك إنّك عزيز حكيم، أللّهمّ صلّ على عليّ بن محمّد وصيّ الأوصياء و إمام الأتقياء و خلف أئمّة الدّين و الحجّة على الخلائق أجمعين، أللّهمّ و كما جعلته نورا يستضيء به المؤمنون فبشّر بالجزيل من ثوابك و أنذر بالأليم من عقابك و حذّر بأسك و ذكّر بأيّامك و أحلّ حلالك و حرّم حرامك و بيّن شرائعك و حضّ على عبادتك و أمر بطاعتك و نهى عن معصيتك، فصلّ عليه أفضل ما صلّيت على أحد من أوليائك و ذرّيّة أنبياءك يا إله العالمين، أللّهمّ صلّ على الحسن بن عليّ بن محمّد البرّ التّقيّ الصّادق الوفيّ النّور

ص: 427

المضيء خازن علمك و المذكّر بتوحيدك و وليّ أمرك و خلف أئمّة الدّين الهداة الرّاشدين و الحجّة على أهل الدّنيا، فصلّ عليه يا ربّ أفضل ما صلّيت على أحد من أصفيائك و حججك و أولاد رسلك يا إله العالمين، أللّهمّ صلّ على وليّك و ابن أوليائك الّذين فرضت طاعتهم و أوجبت حقّهم و أذهبت عنهم الرّجس و طهّرتهم تطهيرا، أللّهمّ و انصره و انتصر به لدينك و انصر به أوليائك و أولياءه و شيعته و أنصاره و اجعلنا منهم، أللّهمّ أعذه من شرّ كلّ باغ و طاغ و من شرّ جميع خلقك و احفظه من بين يديه و من خلفه و عن يمينه و عن شماله و احرسه و امنعه أن يوصل إليه بسوء، و احفظ فيه رسولك و آل رسولك و أظهر به العدل و أيّده بالنّصر و انصر ناصريه و اخذل خاذليه و اقصم به جبابرة الكفرة و اقتل به الكفّار و المنافقين و جميع الملحدين، حيث كانوا من مشارق الأرض و مغاربها و برّها و بحرها و املأ به الأرض عدلا و أظهر به دين نبيّك صلّى اللّه عليه و آله، و اجعلني اللّهمّ من أنصاره و أعوانه و أتباعه و شيعته، و أرني في آل محمّد ما يأملون و في عدوّهم ما يحذرون إله الحقّ آمين.

في دعاء القائم (ع) في يوم الجمعة

ثم صلّ على النّبيّ و آله بما هو مرويّ عن صاحب الأمر عليه السّلام ثمّ ادع بالدّعاءين بعدها و قد مرّ ذكر جميع ذلك في أدعية يوم الجمعة فإذا فرغت من ذلك فادع بهذا الدّعاء و هو مرويّ عن القائم عليه السّلام: أللّهمّ عرّفني نفسك فإنّك إن لم تعرّفني نفسك لم أعرف رسولك، أللّهمّ عرّفني رسولك فإنّك إن لم تعرّفني رسولك لم أعرف حجّتك، أللّهمّ عرّفني حجّتك فإنّك إن لم تعرّفني حجّتك ضللت عن ديني، أللّهمّ لا تمتني ميتة جاهليّة و لا تزغ قلبي بعد إذ هديتني، أللّهمّ فكما هديتني لولاية من فرضت عليّ طاعته من ولاية ولاة أمرك بعد رسولك صلواتك عليه و آله، حتّى و اليت ولاة أمرك أمير المؤمنين و الحسن و الحسين و عليّا و محمّدا و جعفرا و موسى و عليّا و محمّدا و عليّا و الحسن و الحجّة القائم المهديّ صلواتك عليهم

ص: 428

أجمعين، أللّهمّ فثبّتني على دينك و استعملني بطاعتك و ليّن قلبي لوليّ أمرك و عافني ممّا امتحنت به خلقك و ثبّتني على طاعة وليّ أمرك الّذي سترته عن خلقك فبإذنك غاب عن بريّتك و أمرك ينتظر، و أنت العالم غير المعلّم بالوقت الّذي فيه صلاح أمر وليّك في الإذن له بإظهار أمره و كشف ستره، فصبّرني على ذلك حتّى لا أحبّ تعجيل ما أخّرت و لا تأخير ما عجّلت و لا أكشف ما سترت و لا أبحث عمّا كتمت و لا أنازعك في تدبيرك، و لا أقول لم و كيف و ما بال وليّ الأمر لا يظهر و قد امتلأت الأرض من الجور و أفوّض أموري كلّها إليك، أللّهمّ إنّي أسألك أن تريني وليّ الأمر ظاهرا نافذ الأمر مع علمي بأنّ لك السّلطان و القدرة و البرهان و الحجّة و المشيّة و الحول و القوّة، فافعل ذلك بي و بجميع المؤمنين حتّى ننظر إلى وليّك صلواتك عليه ظاهر المقالة واضح الدّلالة هاديا من الضّلالة شافيا من الجهالة، أبرز يا ربّ مشاهدته و ثبّت قواعده و اجعلنا ممّن تقرّ عينه برؤيته و أقمنا بخدمته و توفّنا على ملّته و احشرنا في زمرته، أللّهمّ أعذه من شرّ جميع ما خلقت و ذرأت و برأت و أنشأت و صوّرت، و احفظه من بين يديه و من خلفه و عن يمينه و عن شماله بحفظك الّذي لا يضيع من حفظته به و احفظ فيه رسولك و وصيّ رسولك عليهم السّلام، أللّهمّ و مدّ في عمره و زد في أجله و أعنه على ما ولّيته و استرعيته وزد في كرامتك له فإنّه الهادي المهديّ و القائم المهتدي و الطّاهر التّقيّ الزّكيّ النّقيّ الرّضيّ المرضيّ الصّابر الشّكور المجتهد، أللّهمّ و لا تسلبنا اليقين لطول الأمد في غيبته و انقطاع خبره عنّا و لا تنسنا ذكره و انتظاره و الإيمان به و قوّة اليقين في ظهوره و الدّعاء له و الصّلاة عليه حتّى لا يقنطنا طول غيبته من قيامه، و يكون يقيننا في ذلك كيقيننا في قيام رسولك صلواتك عليه و آله و ما جاء به من وحيك و تنزيلك، و قوّ قلوبنا على الإيمان به حتّى تسلك بنا على يده منهاج الهدى و المحجّة العظمى و الطّريقة الوسطى و توفّنا على طاعته و ثبّتنا على مشايعته و اجعلنا في حزبه و أعوانه و أنصاره و الرّاضين بفعله، و لا تسلبنا ذلك في حياتنا و لا عند وفاتنا حتّى تتوفّانا و نحن على ذلك لا شاكّين و لا

ص: 429

ناكثين و لا مرتابين و لا مكذّبين، أللّهمّ عجّل فرجه و أيّده بالنّصر و انصر ناصريه و اخذل خاذليه و دمدم على من نصب له و كذّب به و أظهر به الحقّ و أمت به الجور و استنقذ به عبادك المؤمنين من الذّلّ و انعش به البلاد و اقتل به جبابرة الكفر و اقصم به رؤوس الضّلالة و ذلّل به الجبّارين و الكافرين و أبر به المنافقين و النّاكثين و جميع المخالفين و الملحدين، في مشارق الأرض و مغاربها و برّها و بحرها و سهلها و جبلها حتّى لا تدع منهم ديّارا و لا تبقي لهم آثارا، طهّر منهم بلادك و اشف منهم صدور عبادك و جدّد به ما امتحي من دينك و أصلح به ما بدّل من حكمك و غيّر من سنّتك حتّى يعود دينك به و على يديه غضّا جديدا صحيحا لا عوج فيه و لا بدعة معه حتّى تطفىء بعدله نيران الكافرين، فإنّه عبدك الّذي استخلصته لنفسك و ارتضيته لنصرة دينك و اصطفيته بعلمك و عصمته من الذّنوب و برّأته من العيوب و أطلعته على الغيوب و أنعمت عليه و طهّرته من الرّجس و نقّيته من الدّنس، أللّهمّ فصلّ عليه و على آبائه الطّاهرين و على شيعته المنتجبين و بلّغهم من آمالهم ما يأملون و اجعل ذلك منّا خالصا من كلّ شكّ و شبهة و رياء و سمعة حتّى لا نريد به غيرك و لا نطلب به إلاّ وجهك، أللّهمّ إنّا نشكو إليك فقد نبيّنا و غيبة وليّنا و شدّة الزّمان علينا و وقوع الفتن و تظاهر الأعداء و كثرة عدوّنا و قلّة عددنا، أللّهمّ فأفرج ذلك عنّا بفتح منك تعجّله و نصر منك تعزّه و إمام عدل تظهره إله الحقّ آمين، أللّهمّ إنّا نسألك أن تأذن لوليّك في إظهار عدلك في بلادك و قتل أعدائك في بلادك حتّى لا تدع للجور يا ربّ دعامة إلاّ قصمتها و لا بقيّة إلاّ أفنيتها و لا قوّة إلاّ أوهنتها و لا ركنا إلاّ هددته و لا حدّا إلاّ أفللته و لا سلاحا إلاّ أكللته و لا راية إلاّ نكّستها و لا شجاعا إلاّ قتلته و لا جيشا إلاّ خذلته، و ارمهم يا ربّ بحجرك الدّامغ و اضربهم بسيفك القاطع و بأسك الّذي لا تردّه عن القوم المجرمين و عذّب أعداءك و أعداء رسولك صلواتك عليه و آله بيد وليّك و أيدي عبادك المؤمنين، أللّهمّ اكف وليّك و حجّتك في أرضك هول عدوّه و كد من كاده و امكر بمن مكر به و اجعل دائرة السّوء على من أراد به سوءا، و اقطع

ص: 430

عنه مادّتهم و أرعب له قلوبهم و زلزل أقدامهم و خذهم جهرة و بغتة و شدّد عليهم عذابك و أخزهم في عبادك و العنهم في بلادك و أسكنهم أسفل نارك و أحط بهم أشدّ عذابك و أصلهم نارا و احش قبور موتاهم نارا و أصلهم حرّ نارك، فإنّهم أضاعوا الصّلاة و اتّبعوا الشّهوات و ضلّوا و أضلّوا عبادك، أللّهمّ فأحي بوليّك القرآن و أرنا نوره سرمدا لا ليل فيه و أحي به القلوب الميتة و اشف به الصّدور الوغرة و اجمع به الأهواء المختلفة على الحقّ و أقم به الحدود المعطّلة و الأحكام المهملة حتّى لا يبقى حقّ إلاّ ظهر و لا عدل إلاّ زهر و اجعلنا يا ربّ من أعوانه و مقوّية سلطانه و المؤتمرين لأمره و الرّاضين بفعله و المسلّمين لأحكامه، و ممّن لا حاجة له إلى التّقيّة من خلقك أنت يا ربّ الّذي تكشف الضّرّ و تجيب المضطرّ إذا دعاك و تنجي من الكرب العظيم فاكشف الضّرّ عن وليّك و اجعله خليفة في أرضك كما ضمنت له، أللّهمّ و لا تجعلني من خصماء آل محمّد عليهم السّلام و لا تجعلني من أعداء آل محمّد عليهم السّلام و لا تجعلني من أهل الحنق و الغيظ على آل محمّد عليهم السّلام، فإنّي أعوذ بك من ذلك فأعذني و أستجير بك فأجرني، أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد و اجعلني بهم عندك فائزا في الدّنيا و الآخرة و من المقرّبين آمين ربّ العالمين.

ثمّ ودّع بالوداع الجامع لسائر الأئمّة عليهم السّلام تقول إذا أردت الإنصراف من الزّيارة: السّلام عليكم يا أهل بيت النّبوّة و معدن الرّسالة سلام مودّع لا سئم و لا قال و رحمة اللّه و بركاته، إنّه حميد مجيد سلام وليّ غير راغب عنكم و لا منحرف عنكم و لا مستبدل بكم و لا مؤثر عليكم و لا زاهد في قربكم، لا جعله اللّه آخر العهد من زيارتكم و إتيان مشاهدكم و السّلام عليكم و رحمة اللّه و بركاته، حشرني اللّه في زمرتكم و أوردني حوضكم و جعلني في حزبكم و أرضاكم عنّي و مكّنني في دولتكم و أحياني في رجعتكم و ملّكني في أيّامكم و شكر سعيي بكم و غفر ذنبي بشفاعتكم و أقال عثرتي بمحبّتكم و أعلى كعبي بولايتكم و شرّفني بطاعتكم و أعزّني بهداكم،

ص: 431

و جعلني ممّن ينقلب مفلحا منجحا غانما سالما معافىّ غنيّا فائزا برضوان اللّه و فضله و كفايته بأفضل ما ينقلب به أحد من زوّاركم و مواليكم و شيعتكم، و رزقني اللّه العود ثمّ العود أبدا ما أبقاني بنيّة صادقة و إيمان و تقوى و رزق واسع حلال طيّب، أللّهمّ لا تجعله آخر العهد من زيارتهم و ذكرهم و الصّلاة عليهم و أوجب لي المغفرة و الرّحمة و البركة و الخير و النّور و الإيمان و حسن الإجابة، كما أوجبت لأوليائك العارفين بحقّهم الموجبين طاعتهم الرّاغبين في زيارتهم المتقرّبين إليك و إليهم، بأبي أنتم و أمي و نفسي و أهلي و مالي و ولدي فاجعلوني من همّتكم و صيّروني من حزبكم و أدخلوني في شفاعتكم و اذكروني عند ربّكم و أوردوني حوضكم، أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد و أبلغ أرواحهم و أجسادهم منّي تحيّة كثيرة و سلاما و السّلام عليكم و رحمة اللّه و بركاته.

خاتمة: يستحبّ زيارة المهدي في كلّ مكان و زمان و الدعاء بتعجيل فرجه صلوات اللّه عليه عند زيارته و تتأكد زيارته في السرداب بسر من رأى، و يستحبّ زيارة النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و الأئمّة عليهم السّلام كل جمعة و لو من البعد و إذا كان على مكان عال كان أفضل و زيارة المنتجبين من الصّحابة، خصوصا جعفر بن أبي طالب بمؤتة و العبّاس و أولاده و سلمان بالمدائن و حذيفة و زيارة الأنبياء عليهم السّلام حيث كانوا، خصوصا إبراهيم و إسحاق و يعقوب بمشهدهم المعروف، و زيارة قبور الشّهداء و الصّلحاء من المؤمنين.

قال الكاظم عليه السّلام: من لم يقدر أن يزورنا فليزر صالحي إخواننا يكتب له ثواب زيارتنا، و من لم يقدر أن يصلنا فليصل صالحي إخوانه يكتب له ثواب صلتنا و يستحبّ تلاوة شيء من القرآن عند ضريح المعصوم و إهداءه إلى المزور و المنتفع بذلك الزّائر، و فيه تعظيم للمزور و إهداء ثواب الأعمال و القربات و خصوصا القرآن للأموات من المؤمنين و خصوصا العلماء و ذوي الأرحام و خصوصا الوالدين، و يستحب زيارة الإخوان في اللّه تعالى استحبابا مؤكّدا، فعن الصّادق عليه السّلام: من زار أخاه في اللّه تعالى و كل اللّه به سبعين ألف ملك ينادونه ألا طبت و طابت لك الجنّة، و يستحبّ للمزور استقبال الزّائر و اعتناقه و مصافحته و تقبيل موضع السّجود

ص: 432

من كلّ منهما و لو قبّل يده كان جائزا خصوصا العلماء و ذرّية النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، فإذا زاره نزل على حكمه و لا يحتشمه و لا يكلّفه و ليتحفه بما حضر من طعام و شراب و فاكهة و طيب، و أدناه شرب الماء و الوضوء و صلاة ركعتين عنده و التّأنيس بالحديث و التّوديع، فعن الباقر عليه السّلام أنّ النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم كان إذا ودّع مسافرا أخذ بيده، و قال:

أحسن اللّه لك الصّحابة و أكمل لك المعونة و سهّل لك الحزونة و قرّب لك البعيد و كفاك المهم و حفظ لك دينك و أمانتك و خواتيم عملك و وجّهك لكل خير عليك بتقوى اللّه، استودع اللّه نفسك سر على بركة اللّه عزّ و جلّ.

و يستحبّ أن يقال للقادم من الحج: الحمد للّه الّذي يسّر سبيلك و هدى دليلك و أقدمك بحال عافية و قد قضى الحجّ و أعان على السّفر تقبّل اللّه منك و أخلف عليك نفقتك و جعلها حجّة مبرورة و لذنوبك طهورا.

في فضيلة تربة الحسين (ع)

و يستحبّ حمل سبحة من طين الحسين عليه السّلام ثلاث و ثلاثون حبّة و ليستشف بتربته من حريم قبره عليه السّلام و حدّه خمسة فراسخ من أربع جوانبه أو فرسخ أو خمس و عشرون ذراعا أو عشرون ذراعا و كله على التّرتيب في الفضل، فلتؤخذ من قبره إلى سبعين ذراعا على الأفضل فإذا تناولتها فقبّلها وضعها على عينيك و لا تتجاوز أكبر من حمّصة، ثمّ قل: أللّهمّ إنّي أسألك بحقّ هذه الطّينة و بحقّ جبرئيل عليه السّلام الملك الّذي قبضها و أسألك بحقّ محمّد النّبيّ الّذي خزنها و بحقّ الحسين عليه السّلام الوصيّ الّذي حلّ فيها أن تصلّي على محمّد و آل محمّد و أن تجعله شفاء من كلّ داء و أمانا من كلّ خوف و حفظا من كلّ سوء، فإذا قلت ذلك فاشددها في شيء نظيف و اقرء عليها القدر فإنّ الدعاء الّذي تقدّم لأخذها هو الإستئذان عليها و قراءة القدر ختمها فإذا أردت الأكل منها للاستشفاء بها فقل: أللّهمّ ربّ هذه التّربة المباركة الطّاهرة و ربّ النّور الّذي أنزل فيه و ربّ الجسد الّذي سكن فيه و ربّ الملائكة الموكّلين به صلّ على محمّد و آل محمّد، و اجعل هذا الطّين لي أمانا من كلّ خوف و شفاء من كلّ داء كذا و كذا و تسمّي ذلك الدّاء، ثمّ اجرع من الماء جرعة خلفه و قل: بسم اللّه و باللّه أللّهمّ اجعله رزقا واسعا

ص: 433

و علما نافعا و شفاء من كلّ داء و سقم إنّك على كلّ شيء قدير، أللّهمّ ربّ هذه التّربة المباركة و ربّ الوصيّ الّذي وارثه صلّ على محمّد و آل محمّد، و اجعل هذا الطّين شفاء من كلّ داء و أمانا من كلّ خوف و عزّا من كلّ ذلّ و عافية من كلّ سقم و غنا من كلّ فقر. روي ذلك عن الصّادق عليه السّلام و إن من تناولها و لم يدع بما ذكرناه لم يكد ينتفع بها.

عوذة لكل شيء مرويّة عن الرّضا عليه السّلام ذكرها الشّيخ الطوسي رحمه اللّه في آخر مختصر المصباح و هي رقعة الجيب: بسم اللّه الرّحمن الرّحيم اِخْسَؤُا فِيهٰا وَ لاٰ تُكَلِّمُونِ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمٰنِ مِنْكَ إِنْ كُنْتَ تَقِيًّا أخذت بسمع اللّه و بصره على أسماعكم و أبصاركم و بقوّة اللّه على قوّتكم لا سلطان لكم على فلان بن فلانة و لا على ذرّيّته و لا على أهله و لا على أهل بيته سترت بينه و بينكم بستر النّبوّة الّتي استتروا بها من سطوات الفراعنة، جبريل عن أيمانكم و ميكال عن يساركم و محمّد صلّى اللّه عليه و آله أمامكم و اللّه مطلّ عليكم يمنعه نبيّ اللّه و يمنع ذرّيّته و أهل بيته منكم و من الشّياطين، ما شاء اللّه لا حول و لا قوّة إلاّ باللّه العليّ العظيم، أللّهمّ إنّه لا يبلغ حلمنا أناتك فلا تبتله و لا يبلغ مجهود نفسه عليك توكّلت و أنت نعم المولى و نعم الوكيل حرسك اللّه يا فلان بن فلان و ذرّيّتك ممّا يخاف على أحد من خلقه و صلّى اللّه على محمّد و آله و تكتب آية الكرسي على التّنزيل و تكتب: لا حول و لا قوّة إلاّ باللّه لا ملجأ من اللّه إلاّ إليه حسبي اللّه و نعم الوكيل و اسلم في رأس الشّهباء لياليها طلسلسبيلا و صلّى اللّه على محمّد و أهل بيته الطّيّبين و سلّم كثيرا و الحمد للّه ربّ العالمين و الصّلاة على محمّد و آله الطّاهرين.

في مناجاة أمير المؤمنين (ع)

مناجاة مولانا أمير المؤمنين عليه السّلام مرويّة عن العسكري عن آبائه عليهم السّلام:

إلهي صلّ على محمّد و آل محمّد و ارحمني إذا انقطع من الدّنيا أثري و امتحى من المخلوقين ذكري و صرت في المنسيّين كمن قد نسي، إلهي كبرت سنّي و رقّ جلدي

ص: 434

و دقّ عظمي و نال الدّهر منّي و اقترب أجلي و نفدت أيّامي و ذهبت شهواتي و بقيت تبعاتي، إلهي ارحمني إذا تغيّرت صورتي و امتحت محاسني و بلي جسمي و تقطّعت أوصالي و تفرّقت أعضائي، إلهي أفحمتني ذنوبي و قطعت مقالتي فلا حجّة لي و لا عذر فأنا المقرّ بجرمي المعترف بإساءتي الأسير بذنبي المرتهن بعملي المتهوّر في بحور خطيئتي المتحيّر عن قصدي المنقطع بي، فصلّ على محمّد و آل محمّد و ارحمني برحمتك و تجاوز عنّي يا كريم بفضلك، إلهي إن كان صغر في جنب طاعتك عملي فقد كبر في جنب رجائك أملي، إلهي كيف أنقلب بالخيبة من عندك محروما و كان ظنّي بك و بجودك أن تقلبني بالنّجاة مرحوما، إلهي لم أسلّط على حسن ظنّي بك قنوط الآيسين فلا تبطل صدق رجائي لك بين الآملين، إلهي عظم جرمي إذ كنت المبارز به و كبر ذنبي إذ كنت المطالب به إلاّ أنّي إذا ذكرت كبير جرمي و عظيم غفرانك وجدت الحاصل لي من بينهما عفو رضوانك، إلهي إن دعاني إلى النّار بذنبي مخشيّ عقابك فقد ناداني إلى الجنّة بالرّجاء حسن ثوابك، إلهي إن أوحشتني الخطايا عن محاسن لطفك فقد آنستني باليقين مكارم عطفك، إلهي إن أنامتني الغفلة عن الإستعداد للقائك فقد أنبهتني المعرفة يا سيّدي بكريم آلائك، إلهي إن عزب لبّي عن تقويم ما يصلحني فما عزب إيقاني بنظرك لي فيما ينفعني، إلهي إن انقرضت بغير ما أحببت من السّعي أيّامي فبالإيمان أمضتها الماضيات من أعوامي، إلهي جئتك ملهوفا قد ألبست عدم فاقتي و إقامتي مقام الأذلاّء بين يديك ضرّ حاجتي، إلهي كرمت فأكرمني إذ كنت من سؤّالك وجدت بالمعروف فاخلطني بأهل نوالك، إلهي مسكنتي لا يجبرها إلاّ عطاؤك و أمنيتي لا يغنيها إلاّ جزاؤك، إلهي أصبحت على باب من أبواب منحك سائلا و عن التّعرّض لسواك بالمسألة عادلا و ليس من جميل امتنانك ردّ سائل ملهوف و مضطرّ لانتظار خيرك المألوف، إلهي أقمت على قنطرة من قناطر الأخطار مبلوّا بالأعمال و الإعتبار فأنا الهالك إن لم تعن علينا بتخفيف الأثقال، إلهي أمن أهل الشّقاء خلقتني فأطيل

ص: 435

بكائي أم من أهل السّعادة خلقتني فأبشّر رجائي، إلهي إن حرمتني رؤية محمّد صلّى اللّه عليه و آله في دار السّلام و أعدمتني تطواف الوصفاء من الخدّام و صرفت وجه تأميلي بالخيبة في دار المقام فغير ذلك منّتني نفسي منك يا ذا الفضل و الإنعام، إلهي و عزّتك و جلالك و لو قرنتني في الأصفاد طول الأيّام و منعتني سيبك من بين الأنام و حلت بيني و بين الكرام ما قطعت رجائي منك و لا صرفت وجه انتظاري للعفو عنك، إلهي لو لم تهدني إلى الإسلام ما اهتديت و لو لم ترزقني الإيمان بك ما آمنت و لو لم تطلق لساني بدعائك ما دعوت و لو لم تعرّفني حلاوة معرفتك ما عرفت و لو لم تبيّن لي شديد عقابك ما استجرت، إلهي أطعتك في أحبّ الأشياء إليك و هو التّوحيد و لم أعصك في أبغض الأشياء إليك و هو الكفر فاغفر لي ما بينهما، إلهي أحبّ طاعتك و إن قصرت عنها و أكره معصيتك و إن ركبتها فتفضّل عليّ بالجنّة و إن لم أكن من أهلها و خلّصني من النّار و إن استوجبتها، إلهي إن أقعدني التّخلّف عن السّبق مع الأبرار فقد أقامتني الثّقة بك على مدارج الأخيار، إلهي قلب حشوته من محبّتك في دار الدّنيا كيف تطّلع عليه نار محرقة في لظى، إلهي نفس أعززتها بتأييد إيمانك كيف تذلّها بين أطباق نيرانك، إلهي لسان كسوته من تماجيدك أنيق أثوابها كيف تهوي إليه من النّار مشتعلات التهابها، إلهي كلّ مكروب إليك يلتجي و كلّ محزون إيّاك يرتجي، إلهي سمع العابدون بجزيل ثوابك فخشعوا و سمع الزّاهدون بسعة رحمتك فقنعوا و سمع المولّون عن القصد بجودك فرجعوا و سمع المجرمون بسعة غفرانك فطمعوا و سمع المؤمنون بكرم عفوك و فضل عوارفك فرغبوا، حتّى ازدحمت مولاي ببابك عصائب العصاة من عبادك و عجّت إليك منهم عجيج الضّجيج بالدّعاء في بلادك و لكلّ أمل قد ساق صاحبه إليك محتاجا و قلب تركه و جيب خوف المنع منك مهتاجا، و أنت المسؤول الّذي لا تسودّ لديه وجوه المطالب و لم تزرء بنزيله فظيعات المعاطب، إلهي إن أخطأت طريق النّظر لنفسي بما فيه كرامتها فقد أصبت طريق الفزع إليك بما فيه سلامتها، إلهي إن كانت نفسي

ص: 436

استسعدتني متمرّدة على ما يرديها فقد استسعدتها الآن بدعائك على ما ينجيها، إلهي إن عداني الإجتهاد في ابتغاء منفعتي فلم يعدني برّك بي فيما فيه مصلحتي، إلهي إن قسطت في الحكم على نفسي بما فيه حسرتها فقد أقسطت الآن بتعريفي إيّاها من رحمتك إشفاق رأفتها، إلهي إن أحجف بي قلّة الزّاد في المسير إليك فقد وصلته الآن بذخائر ما أعددته من فضل تعويلي عليك، إلهي إذا ذكرت رحمتك ضحكت إليها وجوه وسائلي و إذا ذكرت سخطتك بكت لها عيون مسائلي، إلهي فافض بسجل من سجالك على عبد آيس فقد أتلفه الظّما و أحاط بخيط جيده كلال الونى، إلهي أدعوك دعاء من لم يرج غيرك بدعائه و أرجوك رجاء من لم يقصد غيرك برجائه، إلهي كيف أردّ عارض تطلّعي إلى نوالك و إنّما أنا في استرزاقي لهذا البدن أحد عيالك، إلهي كيف أسكت بالإفحام لسان ضراعتي و قد أقلقني ما أبهم عليّ من مصير عاقبتي، إلهي قد علمت حاجة نفسي إلى ما تكفّلت لها به من الرّزق في حياتي و عرفت قلّة استغنائي عنه من الجنّة بعد وفاتي، فيا من سمح لي به متفضّلا في العاجل لا تمنعنيه يوم فاقتي إليه في الآجل فمن شواهد نعماء الكريم استتمام نعمائه و من محاسن آلاء الجواد استكمال آلائه، إلهي لو لا ما جهلت من أمري ما شكوت عثراتي و لو لا ما ذكرت من الإفراط ما سفحت عبراتي، إلهي صلّ على محمّد و آل محمّد و امح مثبتات العثرات بمرسلات العبرات و هب لي كثير السّيّآت لقليل الحسنات، إلهي إن كنت لا ترحم إلاّ المجدّين في طاعتك فإلى من يفزع المقصّرون، و إن كنت لا تقبل إلاّ من المجتهدين فإلى من يلتجىء المفرّطون، و إن كنت لا تكرم إلاّ أهل الإحسان فكيف يصنع المسيئون، و إن كان لا يفوز يوم الحشر إلاّ المتّقون فبمن يستغيث المذنبون، إلهي إن كان لا يجوز على الصّراط إلاّ من أجازته براءة عمله فأنّى بالجواز لمن لم يتب إليك قبل انقضاء أجله، إلهي إن لم تجد إلاّ على من قد عمّر بالزّهد مكنون سريرته فمن للمضطرّ الّذي لم يرضه بين العالمين سعي نقيبته، إلهي إن حجبت عن موحّديك نظر تغمّدك لجناياتهم أوقعهم

ص: 437

غضبك بين المشركين في كرباتهم، إلهي إن لم تنلنا يد إحسانك يوم الورود اختلطنا في الجزاء بذوي الجحود، أللّهمّ فأوجب لنا بالإسلام مذخور هباتك و استصف ما كدّرته الجرائر منّا بصفو صلاتك، إلهي ارحمنا غرباء إذا تضمّنتنا بطون لحودنا و غمّيت باللّبن سقوف بيوتنا و أضجعنا مساكين على الإيمان في قبورنا و خلّفنا فرادى في أضيق المضاجع و صرعتنا المنايا في أعجب المصارع و صرنا في دار قوم كأنّها مأهولة و هي منهم بلاقع، إلهي إذا جئناك عراة حفاة مغبرّة من ثرى الأجداث رؤوسنا و شاحبة من تراب الملاحيد وجوهنا و خاشعة من أفزاع القيامة أبصارنا و ذابلة من شدّة العطش شفاهنا و جائعة لطول المقام بطوننا و بادية هنا لك للعيون سوآتنا و موقرة من ثقل الأوزار ظهورنا و مشغولين بما قد دهانا عن أهالينا و أولادنا، فلا تضعّف المصائب علينا بإعراض وجهك عنّا و سلب عائدة ما مثّله الرّجاء منّا، إلهي ما حنّت هذه العيون إلى بكائها و لا جادت متسرّبة بمائها و لا أسهدها بنحيب الثّاكلات فقد عزائها إلاّ لما أسلفته من عمدها و خطائها و ما دعاها إليه عواقب بلائها و أنت القادر يا عزيز على كشف غمّائها، إلهي إن كنّا مجرمين فإنّا نبكي على إضاعتنا من حرمتك ما تستوجبه و إن كنّا محرومين فإنّا نبكي إذ فاتنا من جودك ما نطلبه، إلهي شب حلاوة ما يستعذبه لساني من النّطق في بلاغته بزهادة ما يعرفه قلبي من النّصح في دلالته، إلهي أمرت بالمعروف و أنت أولى به من المأمورين و أمرت بصلة السّؤّال و أنت خير المسؤولين، إلهي كيف ينقل بنا اليأس إلى الإمساك عمّا لهجنا بطلابه و قد ادّرعنا من تأميلنا إيّاك أسبغ أثوابه، إلهي إذا هزّت الرّهبة أفنان مخافتنا انقلعت من الأصول أشجارها و إذا تنسّمت أرواح الرّغبة منّا أغصان رجائنا أينعت بتلقيح البشارة أثمارها، إلهي إذا تلونا من صفاتك شديد العقاب أسفنا و إذا تلونا منها الغفور الرّحيم فرحنا فنحن بين أمرين فلا سخطتك تؤمننا و لا رحمتك تؤيسنا، إلهي إن قصرت مساعينا عن استحقاق نظرتك فما قصرت رحمتك بنا عن دفاع نقمتك، إلهي إنّك لم تزل علينا بحظوظ صنائعك منعما و لنا من بين الأقاليم مكرما و تلك

ص: 438

عادتك اللّطيفة في أهل الخيفة في سالفات الدّهور و غابراتها و خاليات اللّيالي و باقياتها، إلهي اجعل ما حبوتنا به من نور هدايتك درجات نرقى بها إلى ما عرّفتنا من جنّتك، إلهي كيف تفرح بصحبة الدّنيا صدورنا و كيف تلتئم في غمراتها أمورنا و كيف يخلص لنا فيها سرورنا و كيف يملكنا باللّهو و اللّعب غرورنا و قد دعتنا باقتراب الآجال قبورنا، إلهي كيف نبتهج في دار حفرت لنا فيها حفائر صرعتها و فتلت بأيدي المنايا حبائل غدرتها و جرّعتنا مكرهين جرع مرارتها و دلّتنا النّفس على انقطاع عيشتها لو لا ما صغت إليه هذه النّفوس من رفائغ لذّتها و افتتانها بالفانيات من فواحش زينتها، إلهي فإليك نلتجىء من مكائد خدعتها و بك نستعين على عبور قنطرتها و بك نستفطم الجوارح عن أخلاف شهوتها و بك نستكشف جلابيب حيرتها و بك نقوّم من القلوب استصعاب جهالتها، إلهي كيف للدّور بأن تمنع من فيها من طوارق الرّزايا و قد أصيب في كلّ دار سهم من أسهم المنايا، إلهي ما تتفجّع أنفسنا من النّقلة عن الدّيار إن لم توحشنا هنالك من مرافقة الأبرار، إلهي ما تضيرنا فرقة الإخوان و القرابات إن قرّبتنا منك يا ذا العطيّات، إلهي ما تجفّ من ماء الرّجاء مجاري لهواتنا إن لم تحم طير الأشائم بحياض رغباتنا، إلهي إن عذّبتني فعبد خلقته لما أردته فعذّبته و إن رحمتني فعبد وجدته مسيئا فأنجيته، إلهي لا سبيل إلى الإحتراس من الذّنب إلاّ بعصمتك و لا وصول إلى عمل الخيرات إلاّ بمشيّتك فكيف لي بإفادة ما أسلفتني فيه مشيّتك و كيف لي بالإحتراس من الذّنب ما إن لم تدركني فيه عصمتك، إلهي أنت دللتني على سؤال الجنّة قبل معرفتها فأقبلت النّفس بعد العرفان على مسألتها أفتدلّ على خيرك السّؤّال ثمّ تمنعهم النّوال و أنت الكريم المحمود في كلّ ما تصنعه يا ذا الجلال و الإكرام، إلهي إن كنت غير مستوجب لما أرجو من رحمتك فأنت أهل التّفضّل عليّ بكرمك فالكريم ليس يصنع كلّ معروف عند من يستوجبه، إلهي إن كنت غير مستأهل لما أرجو من رحمتك فأنت أهل أن تجود على المذنبين بسعة رحمتك، إلهي إن كان ذنبي قد أخافني فإنّ حسن ظنّي بك

ص: 439

قد أجارني، إلهي ليس تشبه مسألتي مسألة السّائلين لأنّ السّائل إذا منع امتنع عن السّؤال و أنا لا غناء بي عمّا سألتك على كلّ حال، إلهي إرض عنّي فإن لم ترض عنّي فاعف عنّي فقد يعفو السّيّد عن عبده و هو عنه غير راض، إلهي كيف أدعوك و أنا أنا أم كيف أيئس منك و أنت أنت، إلهي إنّ نفسي قائمة بين يديك و قد أظلّها حسن توكّلي عليك فصنعت بها ما يشبهك و تغمّدتني بعفوك، إلهي إن كان قد دنا أجلي و لم يقرّبني منك عملي فقد جعلت الإعتراف بالذّنب إليك وسائل عللي فإن عفوت فمن أولى منك بذلك و إن عذّبت فمن أعدل منك في الحكم هنالك، إلهي إنّي جرت على نفسي في النّظر لها و بقي نظرك لها فالويل لها إن لم تسلم به، إلهي إنّك لم تزل بي بارّا أيّام حياتي فلا تقطع برّك عنّي بعد وفاتي، إلهي كيف أيأس من حسن نظرك لي بعد مماتي و أنت لم تولّني إلاّ الجميل في أيّام حياتي، إلهي إنّ ذنوبي قد أخافتني و محبّتي لك قد أجارتني فتولّ من أمري ما أنت أهله و عد بفضلك على من غمره جهله، يا من لا تخفى عليه خافية صلّ على محمّد و آل محمّد و اغفر لي ما قد خفي على النّاس من أمري، إلهي سترت عليّ في الدّنيا ذنوبا و لم تظهرها و أنا إلى سترها يوم القيامة أحوج و قد أحسنت بي إذ لم تظهرها للعصابة من المسلمين فلا تفضحني بها يوم القيامة على رؤوس العالمين، إلهي جودك بسط أملي و شكرك قبل عملي فسرّني بلقائك عند اقتراب أجلي، إلهي ليس اعتذاري إليك اعتذار من يستغني عن قبول عذره فاقبل عذري يا خير من اعتذر إليه المسيئون، إلهي لا تردّني في حاجة قد أفنيت عمري في طلبها منك و هي المغفرة، إلهي إنّك لو أردت إهانتي لم تهدني و لو أردت فضيحتي لم تسترني فمتّعني بما له قد هديتني و أدم لي ما به سترتني، إلهي ما وصفت من بلاء ابتليتنيه أو إحسان أوليتنيه فكلّ ذلك بمنّك فعلته و عفوك تمام ذلك إن أتممته، إلهي لو لا ما قرفت من الذّنوب ما فرقت عقابك و لو لا ما عرفت من كرمك ما رجوت ثوابك و أنت أولى الأكرمين بتحقيق أمل الآملين و أرحم من استرحم في تجاوزه عن المذنبين، إلهي نفسي تمنّيني بأنّك

ص: 440

تغفر لي فأكرم بها أمنيّة بشّرت بعفوك فصدّق بكرمك مبشّرات تمنّيها وهب لي بجودك مدمّرات تجنّيها، إلهي ألقتني الحسنات بين جودك و كرمك و ألقتني السّيّآت بين عفوك و مغفرتك و قد رجوت ألاّ يضيع بين ذين و ذين مسيء و محسن، إلهي إذا شهد لي الإيمان بتوحيدك و انطلق لساني بتمجيدك و دلّني القرآن على فواضل جودك فكيف لا يبتهج رجائي بحسن موعودك، إلهي تتابع إحسانك إليّ يدلّني على حسن نظرك لي فكيف يشقى امرؤ حسن له منك النّظر، إلهي إن نظرت إليّ بالهلكة عيون سخطتك فما نامت عن استنقاذي منها عيون رحمتك، إلهي إن عرّضني ذنبي لعقابك فقد أدناني رجائي من ثوابك، إلهي إن عفوت فبفضلك و إن عذّبت فبعدلك فيا من لا يرجى إلاّ فضله و لا يخاف إلاّ عدله صلّ على محمّد و آل محمّد و امنن علينا بفضلك و لا تستقص علينا في عدلك، إلهي خلقت لي جسما و جعلت لي فيه آلات أطيعك بها و أعصيك و أغضبك بها و أرضيك و جعلت لي من نفسي داعية إلى الشّهوات و أسكنتني دارا قد ملئت من الآفات، ثمّ قلت لي انزجر فبك أنزجر و بك أعتصم و بك أستجير و بك أحترز و أستوفقك لما يرضيك و أسألك يا مولاي فإنّ سؤالي لا يحفيك، إلهي أدعوك دعاء ملحّ لا يملّ دعاء مولاه و أتضرّع إليك تضرّع من قد أقرّ على نفسه بالحجّة في دعواه، إلهي لو عرفت اعتذارا من الذّنب في التنّصّل أبلغ من الإعتراف به لأتيته فهب لي ذنبي بالإعتراف و لا تردّني بالخيبة عند الإنصراف، إلهي سعت نفسي إليك لنفسي تستوهبها و فتحت أفواه آمالها نحو نظرة منك لا تستوجبها فهب لها ما سألت وجد عليها بما طلبت فإنّك أكرم الأكرمين بتحقيق أمل الآملين، إلهي قد أصبت من الذّنوب ما قد عرفت و أسرفت على نفسي بما قد علمت فاجعلني عبدا إمّا طائعا فأكرمته و إمّا عاصيا فرحمته، إلهي كأنّي بنفسي قد أضجعت في حفرتها و انصرف عنها المتّبعون من جيرتها و بكى الغريب عليها لغربتها و جاد بالدّموع عليها المشفقون من عشيرتها و ناداها من شفير القبر ذوو مودّتها و رحمها المعادي لها في الحياة عند صرعتها و لم يخف على النّاظرين إليها

ص: 441

عند ذلك ضرّ فاقتها و لا على من رآها قد توسّدت الثّرى عجز حيلتها، فقلت ملائكتي فريد نأى عنه الأقربون و وحيد جفاه الأهلون نزل بي قريبا و أصبح في اللّحد غريبا و قد كان لي في دار الدّنيا داعيا و لنظري إليه في هذا اليوم راجيا، فتحسن عند ذلك ضيافتي و تكون أرحم بي من أهلي و قرابتي، إلهي لو طبّقت ذنوبي ما بين السّماء إلى الأرض و خرقت النّجوم و بلغت أسفل الثّرى ما ردّني اليأس عن توقّع غفرانك و لا صرفني القنوط عن انتظار رضوانك، إلهي دعوتك بالدّعاء الّذي علّمتنيه فلا تحرمني جزاءك الّذي وعدتنيه فمن النّعمة أن هديتني لحسن دعائك و من تمامها أن توجب لي محمود جزائك، إلهي و عزّتك و جلالك لقد أحببتك محبّة استقرّت حلاوتها في قلبي و ما تنعقد ضمائر موحّديك على أنّك تبغض محبّيك، إلهي أنتظر عفوك كما ينتظره المذنبون و لست أيأس من رحمتك الّتي يتوقّعها المحسنون، إلهي لا تغضب عليّ فلست أقوى لغضبك و لا تسخط عليّ فلست أقوم لسخطك، إلهي أللنّار ربّتني أمّي فليتها لم تربّني أم للشّقاء ولدتني فليتها لم تلدني، إلهي انهملت عبراتي حين ذكرت عثراتي و ما لها لا تنهمل و لا أدري إلى ما يكون مصيري و على ماذا يهجم عند البلاغ مسيري و أرى نفسي تخاتلني و أيّامي تخادعني و قد خفقت فوق رأسي أجنحة الموت و رمقتني من قريب أعين الفوت فما عذري و قد حشا مسامعي رافع الصّوت، إلهي لقد رجوت ممّن ألبسني بين الأحياء ثوب عافيته ألاّ يعرّيني منه بين الأموات بجود رأفته و لقد رجوت ممّن تولاّني في حياتي بإحسانه أن يشفعه لي عند وفاتي بغفرانه يا أنيس كلّ غريب آنس في القبر غربتي و يا ثاني كلّ وحيد ارحم في القبر وحدتي و يا عالم السّرّ و النّجوى و يا كاشف الضّرّ و البلوى كيف نظرك لي بين سكّان الثّرى و كيف صنيعك إليّ في دار الوحشة و البلى فقد كنت بي لطيفا أيّام حياة الدّنيا يا أفضل المنعمين في آلائه و أنعم المفضلين في نعمائه، كثرت أياديك عندي فعجزت عن إحصائها و ضقت ذرعا في شكري لك بجزائها فلك الحمد على ما أوليت و لك الشّكر على ما أبليت يا خير من دعاه داع

ص: 442

و أفضل من رجاه راج، بذمّة الإسلام أتوسّل إليك و بحرمة القرآن أعتمد عليك و بحقّ محمّد و آل محمّد أتقرّب إليك فصلّ على محمّد و آل محمّد و اعرف ذمّتي الّتي بها رجوت قضاء حاجتي برحمتك يا أرحم الرّاحمين.

ثمّ أقبل أمير المؤمنين عليه السّلام على نفسه يعاتبها و يقول: أيّها المناجي ربّه بأنواع الكلام و الطّالب منه مسكنا في دار السّلام و المسوّف بالتّوبة عاما بعد عام ما أراك منصفا لنفسك من بين الأنام، فلو دافعت نومك يا غافلا بالقيام و قطّعت يومك بالصّيام و اقتصرت على القليل من لعق الطّعام و أحييت مجتهدا ليلك بالقيام كنت أحرى أن تنال أشرف المقام، أيّتها النّفس أخلطي ليلك و نهارك بالذّاكرين لعلّك أن تسكني رياض الخلد مع المتّقين و تشبّهي بنفوس قد أقرح السّهر رقّة جفونها و دامت في الخلوات شدّة حنينها و أبكى المستمعين عولة أنينها، و ألان قسوة الضّمائر ضجّة رنينها فإنّها نفوس قد باعت زينة الدّنيا و آثرت الآخرة على الأولى أولئك وفد الكرامة يوم يخسر فيه المبطلون و يحشر إلى ربّهم بالحسنى و السّرور المتّقون.

مناجاة أخرى له عليه السّلام: أللّهمّ إنّي أسألك الأمان الأمان يوم لا ينفع مال و لا بنون إلاّ من أتى اللّه بقلب سليم، و أسألك الأمان الأمان يوم يعضّ الظّالم على يديه يقول يا ليتني اتّخذت مع الرّسول سبيلا، و أسألك الأمان الأمان يوم يعرف المجرمون بسيماهم فيؤخذ بالنّواصي و الأقدام، و أسألك الأمان الأمان يوم لا يجزي والد عن ولده و لا مولود هو جاز عن والده شيئا إنّ وعد اللّه حقّ، و أسألك الأمان الأمان يوم لا ينفع الظّالمين معذرتهم و لهم اللّعنة و لهم سوء الدّار، و أسألك الأمان الأمان يوم لا تملك نفس لنفس شيئا و الأمر يومئذ للّه، و أسألك الأمان الأمان يوم يفرّ المرء من أخيه و أمّه و أبيه و صاحبته و بنيه لكلّ امرىء منهم يومئذ شأن يغنيه، و أسألك الأمان الأمان يوم يودّ المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذ ببنيه و صاحبته و أخيه و فصيلته الّتي تؤويه و من في الأرض جميعا ثمّ ينجيه، مولاي يا مولاي أنت

ص: 443

المولى و أنا العبد و هل يرحم العبد إلاّ المولى، مولاي يا مولاي أنت المالك و أنا المملوك و هل يرحم المملوك إلاّ المالك، مولاي يا مولاي أنت العزيز و أنا الذّليل و هل يرحم الذّليل إلاّ العزيز، مولاي يا مولاي أنت الخالق و أنا المخلوق و هل يرحم المخلوق إلاّ الخالق، مولاي يا مولاي أنت العظيم و أنا الحقير و هل يرحم الحقير إلاّ العظيم، مولاي يا مولاي أنت القويّ و أنا الضّعيف و هل يرحم الضّعيف إلاّ القويّ، مولاي يا مولاي أنت الغنيّ و أنا الفقير و هل يرحم الفقير إلاّ الغنيّ، مولاي يا مولاي أنت المعطي و أنا السّائل و هل يرحم السّائل إلاّ المعطي، مولاي يا مولاي أنت الحيّ و أنا الميّت و هل يرحم الميّت إلاّ الحيّ، مولاي يا مولاي أنت الباقي و أنا الفاني و هل يرحم الفاني إلاّ الباقي، مولاي يا مولاي أنت الدّائم و أنا الزّائل و هل يرحم الزّائل إلاّ الدّائم، مولاي يا مولاي أنت الرّازق و أنا المرزوق و هل يرحم المرزوق إلاّ الرّازق، مولاي يا مولاي أنت الجواد و أنا البخيل و هل يرحم البخيل إلاّ الجواد، مولاي يا مولاي أنت المعافي و أنا المبتلى و هل يرحم المبتلى إلاّ المعافي، مولاي يا مولاي أنت الكبير و أنا الصّغير و هل يرحم الصّغير إلاّ الكبير، مولاي يا مولاي أنت الهادي و أنا الضّالّ و هل يرحم الضّالّ إلاّ الهادي، مولاي يا مولاي أنت الرّحمن و أنا المرحوم و هل يرحم المرحوم إلاّ الرّحمن، مولاي يا مولاي أنت السّلطان و أنا الممتحن و هل يرحم الممتحن إلاّ السّلطان، مولاي يا مولاي أنت الدّليل و أنا المتحيّر و هل يرحم المتحيّر إلاّ الدّليل، مولاي يا مولاي أنت الغفور و أنا المذنب و هل يرحم المذنب إلاّ الغفور، مولاي يا مولاي أنت الغالب و أنا المغلوب و هل يرحم المغلوب إلاّ الغالب، مولاي يا مولاي أنت الرّبّ و أنا المربوب و هل يرحم المربوب إلاّ الرّبّ، مولاي يا مولاي أنت المتكبّر و أنا الخاشع و هل يرحم الخاشع إلاّ المتكبّر، مولاي يا مولاي ارحمني برحمتك و ارض عنّي بجودك و كرمك يا ذا الجود و الإحسان و الطّول و الإمتنان يا أرحم الرّاحمين و صلّى اللّه على نبيّنا محمّد و آله أجمعين.

ص: 444

في ندبة للإمام زين العابدين (ع)

ندبة مولانا زين العابدين عليه السّلام رواية الزّهريّ: يا نفس حتّى م إلى الحياة سكونك و إلى الدّنيا و عمارتها ركونك، أما اعتبرت بمن مضى من أسلافك و من وارته الأرض من ألاّفك و من فجعت به من إخوانك و نقلت إلى دار البلى من أقرانك:

فهم في بطون الأرض بعد ظهورها *** محاسنهم فيها بوال دواثر

خلت دورهم منهم و أقوت عراصهم *** و ساقتهم نحو المنايا المقادر

و خلّوا عن الدّنيا و ما جمعوا لها *** و ضمّتهم تحت التّراب الحفائر

كم اخترمت أيدي المنون من قرون بعد قرون و كم غيّرت الأرض ببلاها و غيّبت في ثراها ممّن عاشرت في صنوف النّاس و شيّعتهم إلى الأرماس.

و أنت على الدّنيا مكبّ منافس *** لخطّابها فيها حريص مكاثر

على خطر تمسي و تصبح لاهيا *** أتدري بماذا لو عقلت تخاطر

و إنّ امرءا يسعى لدنياه جاهدا *** و يذهل عن أخراه لا شكّ خاسر

فحتّام على الدّنيا إقبالك و بشهوتها اشتغالك و قد و خطك القتير و وافاك النّذير و أنت عمّا يراد بك ساه و بلذّة يومك لاه.

و في ذكر هول الموت و القبر و البلى *** عن اللّهو و اللّذّات للمرء زاجر

أبعد اقتراب الأربعين تربّص *** و شيب القذال منذ ذلك ذاعر

كأنّك معنيّ بما هو ضائر *** لنفسك عمدا أو عن الرّشد جائر

أنظري إلى الأمم الماضية و القرون الفانية و الملوك العاتية كيف انتسفتهم الأيّام فأفناهم الحمام فامتحت من الدّنيا آثارهم و بقيت فيها أخبارهم.

و أضحوا رميما في التّراب و أقفرت *** مجالس منهم عطّلت و مقاصر

و حلّوا بدار لا تزاور بينهم *** و أنّى لسكّان القبور التّزاور

فما إن ترى إلاّ جثى قد ثووا بها *** مسنّمة تسفي عليها الأعاصر

كم عاينت من ذي عزّ و سلطان و جنود و أعوان تمكّن من دنياه و نال منها مناه،

ص: 445

فبنى الحصون و الدّساكر و جمع الأعلاق و الذّخائر.

فما صرفت كفّ المنيّة إذ أتت *** مبادرة تهوي إليه الذّخائر

و لا دفعت عنه الحصون الّتي بنى *** و حفّ بها أنهارها و الدّساكر

و لا قارعت عنه المنيّة خيله *** و لا طمعت في الذّبّ عنه العساكر

أتاه من أمر اللّه ما لا يردّ و نزل به من قضائه ما لا يصدّ، فتعالى الملك الجبّار المتكبّر القهّار قاصم الجبّارين و مبير المتكبّرين.

مليك عزيز ما يردّ قضاؤه *** عليم حكيم نافذ الأمر قاهر

عنى كلّ ذي عزّ لعزّة وجهه *** فكلّ عزيز للمهيمن صاغر

لقد خشعت و استسلمت و تضاءلت *** لعزّة ذي العرش الملوك الجبابر

فالبدار البدار و الحذار الحذار من الدّنيا و مكائدها، و ما نصبت لك من مصائدها و تجلّى لك من زينتها و استشرف لك من فتنتها.

و في دون ما عاينت من فجعاتها *** إلى رفضها داع و بالزّهد آمر

فجدّ و لا تغفل فعيشك زائل *** و أنت إلى دار المنيّة صائر

و لا تطلب الدّنيا فإنّ طلابها *** و إن نلت منها غبّه لك ضائر

فهل يحرص عليها لبيب أو يسرّ بلذّتها أريب، و هو على ثقة من فنائها و غير طامع في بقائها أم كيف تنام عين من يخشى البيات أو تسكن نفس من يتوقّع الممات.

ألا لا و لكنّا نغرّ نفوسنا *** و تشغلنا اللّذّات عمّا نحاذر

و كيف يلذّ العيش من هو موقن *** بموقف عدل حين تبلى السّرائر

كأنّا نرى ألاّ نشور و أنّنا سدى *** ما لنا بعد الفناء مصائر

و ما عسى أن ينال طالب الدّنيا من لذّتها و يتمتّع به من بهجتها مع فنون مصائبها و أصناف عجائبها و كثرة تعبه في طلابها و تكادحه في اكتسابها و تكابده من أسقامها و أوصابها.

ص: 446

و ما أن بنى في كلّ يوم و ليلة *** يروح علينا صرفها و يباكر

تعاوره آفاتها و همومها *** و كم ما عسى يبقى لها المتعاور

فلا هو مغبوط بدنياه آمن *** و لا هو عن تطلابها النّفس قاصر

كم غرّت من مخلد إليها و صرعت من مكبّ عليها فلم تنعشه من صرعته و لم تقله من عثرته و لم تداوه من سقمه و لم تشفه من ألمه.

بلى أوردته بعد عزّ و منعة *** موارد سوء ما لهنّ مصادر

فلمّا رأى ألاّ نجاة و أنّه *** هو الموت لا تنجيه منه الموازر

تندّم لو يغنيه طول ندامة *** عليه و أبكته الذّنوب الكبائر

بكى على ما أسلف من خطاياه و تحسّر على ما خلّف من دنياه حيث لا ينفعه الإستعبار و لا ينجيه الإعتذار من هول المنيّة و نزول البليّة.

أحاطت به آفاته و همومه *** و أبلس لمّا أعجزته المعاذر

فليس له من كربة الموت فارج *** و ليس له ممّا يحاذر ناصر

و قد جشأت خوف المنيّة نفسه *** تردّدها دون اللّهاة الحناجر

هنا لك خفّ عنه عوّاده و أسلمه أهله و أولاده و ارتفعت الرّنّة و العويل و يئسوا من برء العليل غضّوا بأيديهم عينيه و مدّوا عند خروج نفسه رجليه.

فكم موجع يبكي عليه تفجّعا *** و مستنجد صبرا و ما هو صابر

و مسترجع داع له اللّه مخلص *** يعدّد منه خير ما هو ذاكر

و كم شامت مستبشر بوفاته *** و عمّا قليل كالّذي صار صائر

شقّ جيوبها نساؤه و لطم خدودها إماؤه و أعول لفقده جيرانه و توجّع لرزيّته إخوانه ثمّ أقبلوا على جهازه و تشمّروا لإبرازه.

فظلّ أحبّ القوم كان لقربه *** يحثّ على تجهيزه و يبادر

و شمّر من قد أحضروه لغسله *** و وجّه لمّا فاض للقبر حافر

و كفّن في ثوبين فاجتمعت *** له مشيّعة إخوانه و العشائر

فلو رأيت الأصغر من أولاده و قد غلب الحزن على فؤاده فغشي من الجزع

ص: 447

عليه و قد خضبت الدّموع خدّيه ثمّ أفاق و هو يندب أباه و يقول بشجو واويلاه.

لأبصرت من قبح المنيّة منظرا *** يهال لمرآه و يرتاع ناظر

أكابر أولاد يهيج اكتئابهم *** إذا ما تناساه البنون الأصاغر

ورنّة نسوان عليه جوازع *** مدامعها فوق الخدود غزائر

ثمّ أخرج من سعة قصره إلى ضيق قبره فحثّوا بأيديهم التّراب و أكثروا التّلدّد(1)و الانتحاب و وقفوا ساعة عليه و قد يئسوا من النّظر إليه.

فولّوا عليه معولين و كلّهم *** لمثل الّذي لاقى أخوه محاذر

كشاء رتاع آمنات بدا لها *** بمدية باد للذّراعين حاسر

فراعت و لم ترتع قليلا و أجفلت *** فلمّا انتحى منها الّذي هو حاذر

عادت إلى مرعاها و نسيت ما في أختها دهاها أفبأفعال البهائم اقتدينا و على عادتها جرينا عد إلى ذكر المنقول إلى الثّرى و المدفوع إلى هول ما ترى.

هوى مصرعا في لحده *** و توزّعت مواريثه أرحامه و الأواصر

و أنحوا على أمواله يخضمونها *** فما حامد منهم عليها و شاكر

فيا عامر الدّنيا و يا ساعيا لها *** و يا آمنا من أن تدور الدّوائر

كيف أمنت هذه الحالة و أنت صائر إليها لا محالة، أم كيف تتهنّأ بحياتك و هي مطيّتك إلى مماتك، أم كيف تسيغ طعامك و أنت تنتظر حمامك.

و لم تتزوّد للرّحيل و قد دنا *** و أنت على حال و شيكا مسافر

فيا ويح نفسي كم أسوّف توبتي *** و عمري فان و الرّدى لي ناظر

و كلّ الّذي أسلفت في الصّحف مثبت *** يجازي عليه عادل الحكم قاهر

فكم ترقع بدينك دنياك و تركب في ذلك هواك إنّي لأراك ضعيف اليقين يا راقع الدّنيا بالدّين، أبهذا أمرك الرّحمن أم على هذا دلّك القرآن.

تخرّب ما يبقى و تعمر فانيا *** فلا ذاك موفور و لا ذاك عامر

ص: 448


1- أي الالتفات يمنة و يسرة.

و هل لك إن وافاك حتفك بغتة *** و لم تكتسب خيرا لدى اللّه عاذر

أترضى بأن تفنى الحياة و تنقضي *** و دينك منقوص و مالك وافر

فبك إلهنا نستجير يا عليم يا خبير من نؤمّل لفكاك رقابنا غيرك و من نرجو لغفران ذنوبنا سواك و أنت المتفضّل المنّان القائم الدّيّان العائد علينا بالإحسان بعد الإساءة منّا و العصيان، يا ذا العزّة و السّلطان و القوّة و البرهان أجرنا من عذابك الأليم و اجعلنا من سكّان دار النّعيم يا أرحم الرّاحمين.

في دعاء الفرج

دعاء الفرج: يدعى به عقيب صلاة الحاجة المرويّة عن الرّضا عليه السّلام فإذا سلّمت فادع بهذا الدّعاء و أنت قائم و هو: بسم اللّه الرّحمن الرّحيم أشهد أن لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له خالق الخلق و قاسم الرّزق و فالق الإصباح، و جاعل اللّيل سكنا و الشّمس و القمر حسبانا ذلك تقدير العزيز العليم، لا إله إلاّ هو العزيز الحكيم و أشهد أنّ محمّدا عبده و رسوله و وليّه و نبيّه و خليله و صفيّه و حبيبه و خالصته و خاصّته من خلقه و أمينه على وحيه، أرسله بالهدى و دين الحقّ ليظهره على الدّين كلّه و لو كره المشركون، بشيرا و نذيرا و داعيا إلى اللّه بإذنه و سراجا منيرا، صلّى اللّه عليه و على أهل بيته الّذين أذهب اللّه عنهم الرّجس و طهّرهم تطهيرا، يا مقوّي كلّ ذليل و معزّ المؤمنين و مذلّ الجبّارين، قد و حقّك بلغ منّي المجهود ففرّج عنّي يا أرحم الرّاحمين، يا مفرّج الفرج يا كريم الفرج يا عزيز الفرج يا جبّار الفرج يا رحمن الفرج يا رحيم الفرج يا جليل الفرج يا جميل الفرج يا كفيل الفرج يا منيل الفرج يا مقيل الفرج يا مجير الفرج يا خبير الفرج يا منير الفرج يا مبلّغ الفرج يا مديل الفرج يا محيل الفرج يا كبير الفرج يا قدير الفرج يا بصير الفرج يا برّ الفرج يا طهر الفرج يا طاهر الفرج يا قاهر الفرج يا ظاهر الفرج يا باطن الفرج يا ساتر الفرج يا محيط الفرج يا مقتدر الفرج يا حفيظ الفرج يا متجبّر الفرج يا قريب الفرج يا ودود الفرج يا حميد الفرج يا مجيد الفرج يا مبدىء الفرج يا معيد الفرج يا شهيد الفرج يا محسن الفرج يا

ص: 449

مجمل الفرج يا منعم الفرج يا مفضل الفرج يا قابض الفرج يا باسط الفرج يا هادي الفرج يا مرسل الفرج يا دافع الفرج يا رافع الفرج يا باقي الفرج يا واقي الفرج يا خلاّق الفرج يا وهّاب الفرج يا توّاب الفرج يا فتّاح الفرج يا نفّاح الفرج يا مرتاح الفرج يا نفّاع الفرج يا رؤوف الفرج يا عطوف الفرج يا كافي الفرج يا شافي الفرج يا معافي الفرج يا مكافي الفرج يا وفيّ الفرج يا مهيمن الفرج يا سلام الفرج يا متكبّر الفرج يا مؤمن الفرج يا أحد الفرج يا صمد الفرج يا نور الفرج يا مدبّر الفرج يا فرد الفرج يا وتر الفرج يا ناصر الفرج يا مؤنس الفرج يا باعث الفرج يا وارث الفرج يا عالم الفرج يا حاكم الفرج يا بارىء الفرج يا متعالي الفرج يا مصوّر الفرج يا مجيب الفرج يا قائم الفرج يا دائم الفرج يا عليم الفرج يا حكيم الفرج يا جواد الفرج يا بارّ الفرج يا سارّ الفرج يا عدل الفرج يا فاضل الفرج يا ديّان الفرج يا حنّان الفرج يا منّان الفرج يا سميع الفرج يا خفيّ الفرج يا معين الفرج يا ناشر الفرج يا غافر الفرج يا قديم الفرج يا مسهّل الفرج يا ميسّر الفرج يا مميت الفرج يا محيي الفرج يا نافع الفرج يا رازق الفرج يا مسبّب الفرج يا مغيث الفرج يا مغني الفرج يا مقني الفرج يا خالق الفرج يا راصد الفرج يا حاضر الفرج يا جابر الفرج يا حافظ الفرج يا شديد الفرج يا غياث الفرج يا عائذ الفرج يا اللّه الفرج يا عظيم الفرج يا حيّ الفرج يا قيّوم الفرج يا عالي الفرج يا ربّ الفرج يا أعظم الفرج يا أعزّ الفرج يا أجلّ الفرج يا غنيّ الفرج يا أكبر الفرج يا أزليّ الفرج يا أوّل الفرج يا آخر الفرج يا حقّ الفرج يا مبين الفرج يا يقين الفرج يا مالك الفرج يا قدّوس الفرج يا متقدّس الفرج يا واحد الفرج يا أحد الفرج يا متوحّد الفرج يا ممدّ الفرج يا قهّار الفرج يا راحم الفرج يا مفضّل الفرج يا مترحّم الفرج يا قاصم الفرج يا مكرم الفرج يا معلّم الفرج يا مصطفي الفرج يا مزكّي الفرج يا وافي الفرج يا كاشف الفرج يا مصرّف الفرج يا داعي الفرج يا مرجوّ الفرج يا متجاوز الفرج يا فاتح الفرج يا مليك الفرج يا مقدّر الفرج يا مؤلّف الفرج يا ممهّد الفرج يا مؤيّد الفرج يا شاهد الفرج يا صادق الفرج يا مصدّق الفرج يا

ص: 450

مدرك الفرج يا سابق الفرج يا عون الفرج يا لطيف الفرج يا رقيب الفرج يا فاطر الفرج يا مفني الفرج يا مسخّر الفرج يا ممجّد الفرج يا معبود الفرج يا مدعوّ الفرج يا مرهوب الفرج يا مستعان الفرج يا ملتجىء الفرج يا كهف الفرج يا عدّة الفرج يا ذا الجلال و الإكرام، أللّهمّ بحقّ هذه الأسماء الحسنى و الكلمات العليا و بحقّ بسم اللّه الرّحمن الرّحيم قُلْ هُوَ اَللّٰهُ أَحَدٌ اَللّٰهُ اَلصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَ لَمْ يُولَدْ وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ أهلك عدوّ محمّد و آل محمّد، أللّهمّ إن كان فلان عدوّ اللّه و عدوّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و أهل بيته و ذرّيّته و شيعته جحد حقّا و ادّعى باطلا، فأنزل عليه حسبانا من السّماء و عذابا عاجلا آمين آمين آمين ربّ العالمين و أمان الخائفين، أدركنا في هذه الحاجة و أغثنا يا إلهي بحقّ ملائكتك المقرّبين و أنبيائك المرسلين المطهّرين و بشفاعة نبيّك محمّد صلّى اللّه عليه و آله، أللّهمّ إنّي أتوجّه إليك بنبيّك محمّد صلّى اللّه عليه و آله يا أبا القاسم يا رسول اللّه يا إمام الرّحمة إنّا توجّهنا بك إلى اللّه و توسّلنا بك إلى اللّه، و استشفعنا بك إلى اللّه و قدّمناك بين يدي حاجاتنا يا وجيها عند اللّه اشفع لنا عند اللّه، يا أبا الحسن يا عليّ بن أبي طالب يا أمير المؤمنين يا حجّة اللّه على خلقه يا سيّدنا و مولانا إنّا توجّهنا بك إلى اللّه و توسّلنا بك إلى اللّه و استشفعنا بك إلى اللّه و قدّمناك بين يدي حاجاتنا يا وجيها عند اللّه اشفع لنا عند اللّه، يا فاطمة الزّهراء يا بنت رسول اللّه يا سيّدتنا و مولاتنا إنّا توجّهنا بك إلى اللّه و توسّلنا بك إلى اللّه و استشفعنا بك إلى اللّه و قدّمناك بين يدي حاجاتنا يا وجيهة عند اللّه اشفعي لنا عند اللّه، يا أبا محمّد يا حسن بن عليّ يابن رسول اللّه يا حجّة اللّه على خلقه يا سيّدنا و مولانا إنّا توجّهنا بك إلى اللّه و توسّلنا بك إلى اللّه و استشفعنا بك إلى اللّه و قدّمناك بين يدي حاجاتنا يا وجيها عند اللّه اشفع لنا عند اللّه، يا أبا عبد اللّه يا حسين بن عليّ (إلى آخره) كما تقدّم في الحسن عليه السّلام، يا أبا الحسن يا عليّ بن الحسين (إلى آخره) يا أبا جعفر يا محمّد بن عليّ (إلى آخره) يا أبا عبد اللّه يا جعفر بن محمّد (إلى آخره) يا أبا إبراهيم يا موسى بن جعفر (إلى آخره) يا أبا

ص: 451

الحسن يا عليّ بن موسى (إلى آخره) يا أبا جعفر يا محمّد بن عليّ (إلى آخره) يا أبا الحسن يا عليّ بن محمّد (إلى آخره) يا أبا محمّد يا حسن بن عليّ (إلى آخره) يا وصيّ الحسن و الخلف الصّالح (إلى آخره) كما مرّ في الحسن السّبط عليه السّلام، أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد و اكشف عنّا كلّ همّ و فرّج عنّا كلّ غمّ و اقض لنا كلّ حاجة من حوائج الدّنيا و الآخرة، أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد و أعذنا من شرّ جميع ما خلقت، أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد و ألبسنا درعك الحصينة و قنا شرّ جميع خلقك، أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد و احفظ غربتنا و استر عورتنا و آمن روعتنا و اكفنا من بغى علينا، و انصرنا على من ظلمنا و أعذنا من الشّيطان الرّجيم و من جور السّلطان و من شرّ كلّ ذي شرّ، أللّهمّ اجعلنا في سترك و في حفظك و في كنفك و في حرزك و في عياذك و في عزّك و في منعك، عزّ جارك و جلّ ثناؤك و امتنع عائذك و لا إله غيرك توكّلت على الحيّ الّذي لا يموت، و الحمد للّه الّذي لم يتّخذ ولدا و لم يكن له شريك في الملك و لم يكن له وليّ من الذّلّ و كبّره تكبيرا، و سبحان اللّه بكرة و أصيلا و لا حول و لا قوّة إلاّ باللّه العليّ العظيم و صلّى اللّه على محمّد و آله أجمعين، أللّهمّ كفّ عن عبدك الضّعيف فلان بن فلان شرّ فلان بن فلان و ذبّ عنه كيده و مكره و غائلته و بطشه و حيلته و غمزه، و طمّه بالعذاب طمّا و قمّه بالبلاء قمّا و أبح حريمه و ارمه بيوم لا معاد له و بساعة لا مردّ لها إنّك على كلّ شيء قدير، أللّهمّ بحقّ الأئمّة المعصومين و بحقّ حرمتهم لديك و منزلتهم عندك أهلكه هلاكا عاجلا غير آجل و خذه أخذ عزيز مقتدر برحمتك يا أرحم الرّاحمين، أللّهمّ بحقّك العظيم و بحقّ محمّد و آل محمّد و بحقّ أنبياءك و رسلك و بحقّ هؤلاء الأئمّة المعصومين و بحقّ عبادك الصّالحين و بحقّ من ناداك و ناجاك و دعاك في البرّ و البحر صلّ على محمّد و آل محمّد و عجّل فرجهم، و تفضّل على فقراء المؤمنين و المؤمنات بالغنى و البركة و على مرضى المؤمنين و المؤمنات بالشّفاء و العافية و على موتى المؤمنين و المؤمنات بالمغفرة و الرّحمة، و على غرباء المؤمنين و المؤمنات

ص: 452

بالرّدّ إلى أوطانهم سالمين غانمين، و على والدينا و أزواجنا و ذرّيّاتنا و أهل حزانتنا بالعتق من النّار و الفوز بالجنّة، و اجعل لنا من أمرنا فرجا و مخرجا و ارزقنا رزقا حلالا طيّبا من حيث نحتسب و من حيث لا نحتسب، و اختم لنا بخير و أصلح لنا شأننا و أعنّا لديننا و دنيانا و اقض حوائجنا كلّها من أمور الدّنيا و الآخرة ممّا لك فيه رضى و لنا فيه صلاح، و أغثنا و أدركنا و ارزقنا حجّ بيتك الحرام و زيارة النّبيّ و الأئمّة عليهم السّلام في عامنا هذا و في كلّ عام، و اجعلنا في طاعتك مجدّين و في خدمتك راغبين وقنا بفضل رحمتك عذاب الفقر و القبر و النّار و سكرات الموت و أهوال يوم القيامة يا أرحم الرّاحمين. ثمّ يسجد سجدة الشّكر و يسئل حاجته تقضى إن شاء اللّه تعالى.

في دعاء الجوشن الصغير

دعاء الجوشن المرويّ عن الصّادق عليه السّلام و له أخبار مشهورة في سرعة الإجابة: بسم اللّه الرّحمن الرّحيم إلهي كم من عدوّ انتضى عليّ سيف عداوته، و شحذ لي ظبة مديته و أرهف لي شبا حدّه و داف لي قواتل سمومه، و سدّد إليّ صوائب سهامه و لم تنم عنّي عين حراسته، و أضمر أن يسومني المكروه و يجرّعني ذعاف مرارته، فنظرت يا إلهي إلى ضعفي عن احتمال الفوادح و عجزي عن الإنتصار ممّن قصدني بمحاربته، و وحدتي في كثير ممّن ناواني و إرصادهم لي فيما لم أعمل فيه فكري في الإرصاد لهم بمثله، فأيّدتني بقوّتك و شددت أزري بنصرتك و فللت لي شبا حدّه و خذلته بعد جمع عديده و حشده، و أعليت كعبي عليه و وجّهت ما سدّد إليّ من مكائده إليه، و رددته عليه و لم تشف غليله و لم تبرّد حزازات غيظه، و قد عضّ عليّ أنامله و أدبر مولّيا قد أخفقت سراياه، فلك الحمد يا ربّ من مقتدر لا يغلب و ذي أناة لا يعجل صلّ على محمّد و آل محمّد و اجعلني لنعمائك من الشّاكرين و لآلائك من الذّاكرين، إلهي و كم من باغ بغاني بمكائده و نصب لي أشراك مصائده و وكّل بي تفقّد رعايته و ضبأ إليّ ضبء السّبع لطريدته انتظارا لانتهاز فرصته، و هو يظهر بشاشة الملق و يبسط لي وجها غير طلق، فلمّا رأيت دغل سريرته

ص: 453

و قبح ما انطوى عليه لشريكه في ملّته، و أصبح مجلبا لي في بغيه أركسته لأمّ رأسه و أتيت بنيانه من أساسه فصرعته في زبيته و أرديته في مهوى حفرته، و جعلت خدّه طبقا لتراب رجله و شغلته في بدنه و رزقه و رميته بحجره و خنقته بوتره و ذكّيته بمشاقصه و كببته لمنخره، و رددت كيده في نحره و وثقته بندامته و فثأته بحسرته فاستخذء و استخذل و تضاءل بعد نخوته و انقمع بعد استطالته ذليلا مأسورا في ربق حبائله الّتي كان يؤمّل أن يراني فيها يوم سطوته، و قد كدت يا ربّ لو لا رحمتك أن يحلّ بي ما حلّ بساحته، فلك الحمد يا ربّ من مقتدر لا يغلب و ذي أناة لا يعجل صلّ على محمّد و آل محمّد، و اجعلني لنعمائك من الشّاكرين و لآلائك من الذّاكرين، إلهي و كم من حاسد شرق بحسده و عدوّ شجي بغيظه و سلقني بحدّ لسانه و وخزني بموق عينه و جعل عرضي غرضا لمراميه، و قلّدني خلالا لم تزل فيه فناديتك يا ربّ مستجيرا بك واثقا بسرعة إجابتك متوكّلا على ما لم أزل أتعرّفه من حسن دفاعك، عالما أنّه لا يضطهد من آوى إلى ظلّ كنفك و كفايتك و اعتضد بولايتك و لن تقرع الحوادث من لجأ إلى معقل الانتصار بك، فحصّنتني من بأسه بقدرتك فلك الحمد يا ربّ من مقتدر لا يغلب و ذي أناة لا يعجل صلّ على محمّد و آل محمّد، و اجعلني لنعمائك من الشّاكرين و لآلائك من الذّاكرين، إلهي و كم من سحائب مكروه جلّيتها و سماء نعمة أمطرتها و جداول كرامة أجريتها و أعين أحداث طمستها و ناشئة رحمة نشرتها و جنّة عافية ألبستها و غوامر كربات كشفتها و أمور جارية قدّرتها، لم تعجزك إذ طلبتها و لم تمتنع عليك إذ أردتها فلك الحمد يا ربّ من مقتدر لا يغلب و ذي أناة لا يعجل صلّ على محمّد و آل محمّد، و اجعلني لنعمائك من الشّاكرين و لآلائك من الذّاكرين، إلهي و كم من ظنّ حسن حقّقت و من كسر إملاق جبرت و من مسكنة فادحة حوّلت و من صرعة مهلكة نعشت و من مشقّة أزحت، لا تسئل عمّا تفعل و هم يسألون و لا ينقصك يا سيّدي ما أنفقت و لقد سئلت فأعطيت، و لم تسئل فابتدأت و استميح باب فضلك فما أكديت أبيت إلاّ إنعاما

ص: 454

و امتنانا و إلاّ تطوّلا يا ربّ و إحسانا، و أبيت يا ربّ إلاّ انتهاكا لحرماتك و اجتراء على معاصيك و تعدّيا لحدودك و غفلة عن وعيدك و طاعة لعدوّي و عدوّك، و لم يمنعك يا إلهي و ناصري إخلالي بالشّكر عن إتمام إحسانك و لا حجزني ذلك عن ارتكاب مساخطك، أللّهمّ و هذا مقام عبد ذليل اعترف لك بالتّوحيد و أقرّ على نفسه بالتّقصير في أداء حقّك و شهد لك بسبوغ نعمتك عليه و جميل عادتك عنده و إحسانك إليه، فهب لي يا إلهي و سيّدي من فضلك ما أريده سببا إلى رحمتك و أتّخذه سلّما أعرج فيه إلى مرضاتك، و آمن به من سخطك بعزّتك و طولك و بحقّ نبيّك محمّد صلّى اللّه عليه و آله و الأئمّة عليهم السّلام، فلك الحمد يا ربّ من مقتدر لا يغلب و ذي أناة لا يعجل صلّ على محمّد و آل محمّد و اجعلني لنعمائك من الشّاكرين و لآلائك من الذّاكرين، إلهي و كم من عبد أمسى و أصبح في كرب الموت و حشرجة الصّدر و النّظر إلى ما تقشعرّ منه الجلود و تفزع له القلوب و أنا في عافية من ذلك كلّه، فلك الحمد يا ربّ من مقتدر لا يغلب و ذي أناة لا يعجل صلّ على محمّد و آل محمّد و اجعلني لنعمائك من الشّاكرين و لآلائك من الذّاكرين، إلهي و كم من عبد أمسى و أصبح سقيما موجعا مدنفا في أنين و عويل يتقلّب في غمّه و لا يجد محيصا و لا يسيغ طعاما و لا يستعذب شرابا، و أنا في صحّة من البدن و سلامة في النّفس من العيش كلّ ذلك منك، فلك الحمد يا ربّ من مقتدر لا يغلب و ذي أناة لا يعجل صلّ على محمّد و آل محمّد و اجعلني لنعمائك من الشّاكرين و لآلائك من الذّاكرين، إلهي و كم من عبد أمسى و أصبح خائفا مرعوبا مسهّدا مشفقا وحيدا وجلا هاربا طريدا منحجزا في مضيق أو مخبأة من المخابئ قد ضاقت عليه الأرض برحبها لا يجد حيلة و لا منجى و لا مأوى و لا مهربا و أنا في أمن و طمأنينة و عافية من ذلك كلّه، فلك الحمد يا ربّ من مقتدر لا يغلب و ذي أناة لا يعجل صلّ على محمّد و آل محمّد و اجعلني لنعمائك من الشّاكرين و لآلائك من الذّاكرين، إلهي و سيّدي و كم من عبد أمسى و أصبح مغلولا مكبّلا في الحديد بأيدي العداة لا يرحمونه فقيدا من

ص: 455

أهله و ولده منقطعا عن إخوانه و بلده يتوقّع كلّ ساعة بأيّ قتلة يقتل و بأيّ مثلة يمثّل به و أنا في عافية من ذلك كلّه، فلك الحمد يا ربّ من مقتدر لا يغلب و ذي أناة لا يعجل صلّ على محمّد و آل محمّد و اجعلني لنعمائك من الشّاكرين و لآلائك من الذّاكرين، إلهي و سيّدي و كم من عبد أمسى و أصبح يقاسي الحرب و مباشرة القتال بنفسه قد غشيته الأعداء من كلّ جانب بالسّيوف و الرّماح و آلة الحرب يتقعقع في الحديد قد بلغ مجهوده لا يعرف حيلة و لا يجد مهربا قد أدنف بالجراحات أو متشحّطا بدمه تحت السّنابك و الأرجل يتمنّى شربة من ماء عذب، أو نظرة إلى أهله و ولده و لا يقدر عليها قد شربت الأرض من دمه و أكلت السّباع و الطّير من لحمه و أنا في عافية من ذلك كلّه، فلك الحمد يا ربّ من مقتدر لا يغلب و ذي أناة لا يعجل صلّ على محمّد و آل محمّد و اجعلني لنعمائك من الشّاكرين و لآلائك من الذّاكرين، إلهي و كم من عبد أمسى و أصبح في ظلمات البحار و عواصف الرّياح و الأهوال و الأمواج يتوقّع الغرق و الهلاك لا يقدر على حيلة أو مبتلى بصاعقة أو هدم أو حرق أو شرق أو خسف أو مسخ أو قذف و أنا في عافية من ذلك كلّه، فلك الحمد يا ربّ من مقتدر لا يغلب و ذي أناة لا يعجل صلّ على محمّد و آل محمّد و اجعلني لنعمائك من الشّاكرين و لآلائك من الذّاكرين، إلهي و كم من عبد أمسى و أصبح مسافرا شاخصا عن أهله و وطنه و ولده متحيّرا في المفاوز تائها مع الوحوش و البهائم و الهوامّ وحيدا فريدا لا يعرف حيلة و لا يهتدي سبيلا أو متأذّيا ببرد أو حرّ أو جوع أو عطش أو عرى أو غيره من الشّدائد ممّا أنا منه خلو و في عافية من ذلك كلّه، فلك الحمد يا ربّ من مقتدر لا يغلب و ذي أناة لا يعجل صلّ على محمّد و آل محمّد و اجعلني لنعمائك من الشّاكرين و لآلائك من الذّاكرين، إلهي و سيّدي و كم من عبد أمسى و أصبح فقيرا عائلا عاريا مملقا مخفقا مهجورا خائفا جائعا ظمآنا ينتظر من يعود عليه بفضل أو عبد وجيه عندك هو أوجه منّي عندك و أشدّ عبادة لك مغلولا مقهورا، قد حمل ثقلا من تعب العناء و شدّة العبوديّة و كلفة الرّقّ و ثقل الضّريبة أو

ص: 456

مبتلى ببلاء شديد لا قبل له به إلاّ بمنّك عليه، و أنا المخدوم المنعّم المعافى المكرّم في عافية ممّا هو فيه، فلك الحمد على ذلك كلّه يا ربّ من مقتدر لا يغلب و ذي أناة لا يعجل صلّ على محمّد و آل محمّد و اجعلني لنعمائك من الشّاكرين و لآلائك من الذّاكرين، إلهي و سيّدي و كم من عبد أمسى و أصبح عليلا مريضا سقيما مدنفا على فرش العلّة و في لباسها يتقلّب يمينا و شمالا لا يعرف شيئا من لذّة الطّعام و لا من لذّة الشّراب ينظر إلى نفسه حسرة لا يستطيع لها ضرّا و لا نفعا، و أنا خلو من ذلك كلّه بجودك و كرمك فلا إله إلاّ أنت سبحانك من مقتدر لا يغلب و ذي أناة لا يعجل صلّ على محمّد و آل محمّد و اجعلني لك من العابدين و لنعمائك من الشّاكرين و لآلائك من الذّاكرين و ارحمني برحمتك يا أرحم الرّاحمين، مولاي و سيّدي و كم من عبد أمسى و أصبح و قد دنا يومه من حتفه و قد أحدق به ملك الموت في أعوانه يعالج سكرات الموت و حياضه تدور عيناه يمينا و شمالا ينظر إلى أحبّائه و أودّائه و أخلاّئه قد منع من الكلام و حجب عن الخطاب، ينظر إلى نفسه حسرة فلا يستطيع لها ضرّا و لا نفعا و أنا خلو من ذلك كلّه بجودك و كرمك، فلا إله إلاّ أنت سبحانك من مقتدر لا يغلب و ذي أناة لا يعجل صلّ على محمّد و آل محمّد و اجعلني لنعمائك من الشّاكرين و لآلائك من الذّاكرين و ارحمني برحمتك يا أرحم الرّاحمين، مولاي و سيّدي و كم من عبد أمسى و أصبح في مضائق الحبوس و السّجون و كربها و ذلّها و حديدها تتداوله أعوانها و زبانيتها فلا يدري أيّ حال يفعل به و أيّ مثلة يمثّل به، فهو في ضرّ من العيش و ضنك من الحياة ينظر إلى نفسه حسرة لا يستطيع لها ضرّا و لا نفعا و أنا خلو من ذلك كلّه بجودك و كرمك فلا إله إلاّ أنت سبحانك من مقتدر لا يغلب و ذي أناة لا يعجل صلّ على محمّد و آل محمّد، و اجعلني لك من العابدين و لنعمائك من الشّاكرين و لآلائك من الذّاكرين و ارحمني برحمتك يا أرحم الرّاحمين، سيّدي و مولاي و كم من عبد أمسى و أصبح قد استمرّ عليه القضاء و أحدق به البلاء و فارق أودّاءه و أحبّاءه و أخلاّءه و أمسى أسيرا حقيرا ذليلا في أيدي

ص: 457

الكفّار و الأعداء يتداولونه يمينا و شمالا قد حصر في المطامير و ثقّل في الحديد لا يرى شيئا من ضياء الدّنيا و لا من روحها، ينظر إلى نفسه حسرة لا يستطيع لها ضرّا و لا نفعا و أنا خلو من ذلك كلّه بجودك و كرمك فلا إله إلاّ أنت، سبحانك من مقتدر لا يغلب و ذي أناة لا يعجل صلّ على محمّد و آل محمّد و اجعلني لك من العابدين و لنعمائك من الشّاكرين و لآلائك من الذّاكرين و ارحمني برحمتك يا أرحم الرّاحمين إلهي و سيّدي و مولاي و كم من عبد أمسى و أصبح قد اشتاق إلى الدّنيا للرّغبة فيها إلى أن خاطر بنفسه و ماله حرصا منه عليها و قد ركب الفلك و كسرت به فهو في آفاق البحار و ظلمها ينظر إلى نفسه حسرة لا يقدر لها على ضرّ و لا نفع، و أنا خلو من ذلك كلّه بجودك و كرمك فلا إله إلاّ أنت، سبحانك من مقتدر لا يغلب و ذي أناة لا يعجل صلّ على محمّد و آل محمّد و اجعلني لك من العابدين و لنعمائك من الشّاكرين و لآلائك من الذّاكرين و ارحمني برحمتك يا أرحم الرّاحمين، مولاي و سيّدي و كم من عبد أمسى و أصبح قد استمرّ عليه القضاء و أحدق به البلاء و الكفّار و الأعداء و أخذته الرّماح و السّيوف و السّهام و جدّل صريعا و قد شربت الأرض من دمه و أكلت السّباع و الطّير من لحمه، و أنا خلو من ذلك كلّه بجودك و كرمك لا باستحقاق منّي لا إله إلاّ أنت، سبحانك من مقتدر لا يغلب و ذي أناة لا يعجل صلّ على محمّد و آل محمّد و اجعلني لنعمائك من الشّاكرين و لآلائك من الذّاكرين و ارحمني برحمتك يا أرحم الرّاحمين، و عزّتك يا كريم لأطلبنّ ممّا لديك و لألحّنّ عليك و لألجأنّ إليك و لأمدّنّ يديّ نحوك مع جرمها إليك يا ربّ، فبمن أعوذ و بمن ألوذ لا أحد لي إلاّ أنت أفتردّني و أنت معوّلي و عليك متّكلي، أسألك باسمك الّذي وضعته على السّماء فاستقلّت و على الأرض فاستقرّت و على الجبال فرست و على اللّيل فأظلم و على النّهار فاستنار أن تصلّي على محمّد و آل محمّد، و أن تقضي لي جميع حوائجي كلّها و تغفر لي ذنوبي كلّها صغيرها و كبيرها و توسّع عليّ من الرّزق ما تبلّغني به شرف الدّنيا و الآخرة يا أرحم الرّاحمين، مولاي بك استعنت فصلّ على

ص: 458

محمّد و آل محمّد و أعنّي و بك استجرت فصلّ على محمّد و آل محمّد و أجرني و أغنني بطاعتك عن طاعة عبادك و بمسألتك عن مسألة خلقك، و انقلني من ذلّ الفقر إلى عزّ الغنى و من ذلّ المعاصي إلى عزّ الطّاعة فقد فضّلتني على كثير من خلقك جودا منك و كرما لا باستحقاق منّي، إلهي فلك الحمد على ذلك كلّه صلّ على محمّد و آل محمّد و اجعلني لنعمائك من الشّاكرين و لآلائك من الذّاكرين و ارحمني برحمتك يا أرحم الرّاحمين ثمّ اسجد و قل: سجد وجهي الذّليل لوجهك العزيز الجليل، سجد وجهي البالي الفاني لوجهك الدّائم الباقي، سجد وجهي الفقير لوجهك الغنيّ الكبير، سجد وجهي و سمعي و بصري و لحمي و دمي و جلدي و عظمي و ما أقلّت الأرض منّي للّه ربّ العالمين، أللّهمّ عد على جهلي بحلمك و على فقري بغناك و على ذلّي بعزّك و سلطانك و على ضعفي بقوّتك و على خوفي بأمنك و على ذنوبي و خطاياي بعفوك و رحمتك يا رحمن يا رحيم، أللّهمّ إنّي أدرء بك في نحر فلان بن فلان و أعوذ بك من شرّه فاكفنيه بما كفيت به أنبياءك و أولياءك من خلقك و صالحي عبادك من فراعنة خلقك و طغاة عداتك و شرّ جميع خلقك برحمتك يا أرحم الرّاحمين إنّك على كلّ شيء قدير و حسبنا اللّه و نعم الوكيل.

في دعاء يا عماد من لا عماد له

دعاء مرويّ عن أمير المؤمنين عليه السّلام تعلمه من النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لا يدعو به ملهوف و لا مكروب و لا محزون و لا حريق و لا غريق و لا خائف إلاّ فرج عنه و هو:

يا عماد من لا عماد له و يا ذخر من لا ذخر له و يا سند من لا سند له و يا حرز من لا حرز له و يا غياث من لا غياث له و يا كنز من لا كنز له و يا عزّ من لا عزّ له، يا كريم العفو و يا حسن التّجاوز يا عون الضعفاء يا كنز الفقراء يا عظيم الرّجاء يا منقذ الغرقى يا منجي الهلكى يا محسن يا مجمل يا منعم يا مفضل، أنت الّذي سجد لك سواد اللّيل و نور النّهار وضوء القمر و شعاع الشّمس و حفيف الشّجر و دويّ الماء، يا اللّه يا اللّه يا اللّه لا إله إلاّ أنت وحدك لا شريك لك يا ربّاه يا اللّه صلّ على محمّد و آل

ص: 459

محمّد و افعل بنا ما أنت أهله، و نجّنا من النّار بعفوك و أدخلنا الجنّة برحمتك و زوّجنا من الحور العين بجودك و صلّ على محمّد و آل محمّد و افعل بي ما أنت أهله يا أرحم الرّاحمين إنّك على كلّ شيء قدير. و هذه الزيادة ذكرها الشيخ الطوسي رحمه اللّه في مصباحيه في آخر هذا الدّعاء، ثم ادع بما أحببت.

في دعاء عظيم الشأن للنبي (ص)

دعاء عظيم مرويّ عن النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: أللّهمّ إنّك حيّ لا تموت و صادق لا تكذب و قاهر لا تقهر و خالق لا تعان، و بديء لا تنفد و قريب لا تبعد و قادر لا تضام و غافر لا تظلم، و صمد لا تطعم و قيّوم لا تنام و مجيب لا تسأم، و بصير لا ترتاب و جبّار لا تعازّ و عظيم لا ترام و عليم لا تعلّم، و قويّ لا تضعف و عالم لا تجهل و عظيم لا توصف و وفيّ لا تخلف و عدل لا تحيف، و غالب لا تغلب و غنيّ لا تفتقر و كبير لا تصغر و حكم لا تجور؛ و وكيل لا تحقر و منيع لا تقهر، و معروف لا تنكر و وتر لا تستأنس و فرد لا تستشير و وهّاب لا تملّ و سريع لا تذهل و جواد لا تبخل و عزيز لا تذلّ، و حافظ لا تغفل و قائم لا تسهو و قيّوم لا تنام و سميع لا تشكّ و رفيق لا تعنف و حليم لا تعجل و شاهد لا تغيب، و محتجب لا ترى و دائم لا تفنى و باق لا تبلى و واحد لا تشبّه و مقتدر لا تنازع، يا كريم يا جواد يا متكرّم يا قريب يا مجيب يا متعال يا جليل يا سلام، يا مؤمن يا مهيمن يا عزيز يا متعزّز يا جبّار يا متجبّر يا متكبّر يا غافر يا متطهّر يا قادر يا مقتدر، يا من ينادى من كلّ فجّ عميق بألسنة شتّى و لغات مختلفة و حوائج متتابعة، لا يشغلك شيء عن شيء أنت الّذي لا تبيد و لا تفنيك الدّهور و لا تغيّرك الأزمنة و لا تحيط بك الأمكنة، و لا تأخذك نوم و لا سنة و لا يشبهك شيء، و كيف لا تكون كذلك و أنت خالق كلّ شيء لا إله إلاّ أنت، كلّ شيء هالك إلاّ وجهك الكريم أكرم الوجوه، سبّوح ذكرك قدّوس أمرك واجب حقّك نافذ قضاؤك لازم صلّ على محمّد و آل محمّد و يسّر لي من أمري ما أخاف عسره، و فرّج عنّي و عن كلّ مؤمن و مؤمنة ما أخاف كربه و سهّل لي ما أخاف صعوبته و خلّصني ممّا أخاف هلكته يا أرحم الرّاحمين يا ذا الجلال و الإكرام لا إله

ص: 460

إلاّ أنت، سبحانك إنّي كنت من الظّالمين و صلّى اللّه على محمّد و آله الطّيّبين الطّاهرين.

دعاء العبرات

دعاء عظيم مرويّ عن القائم عليه السّلام يدعى به في المهمّات العظام و يسمّى دعاء العبرات و هو: أللّهمّ إنّي أسألك يا راحم العبرات و يا كاشف الزّفرات(1) أنت الّذي تقشع سحاب المحن و قد أمست ثقالا، و تجلو ضباب الفتن و قد سحبت أذيالا و تجعل زرعها هشيما و بنيانها هديما و عظامها رميما، و تردّ المغلوب غالبا و المطلوب طالبا و المقهور قاهرا و المقدور عليه قادرا، فكم من عبد ناداك ربّ إنّي مغلوب فانتصر ففتحت له من نصرك أبواب السّماء بماء منهمر و فجّرت له من عونك عيونا، فالتقى الماء على أمر قد قدر و حملته من كفايتك على ذات ألواح و دسر، ربّ إنّي مغلوب فانتصر (ثلاثا) ربّ صلّ على محمّد و آل محمّد و افتح لي من نصرك أبواب السّماء بماء منهمر، و فجّر لي من عونك عيونا ليلتقي ماء فرجي على أمر قد قدر، و احملني يا ربّ من كفايتك على ذات ألواح و دسر، يا من إذا و لج العبد في ليل من حيرته يهيم و لم يجد له صريخا يصرخه من وليّ و لا حميم، وجد يا ربّ من معونتك صريخا مغيثا و وليّا يطلبه حثيثا ينجيه من ضيق أمره و حربه و يظهر له أعلام فرجه، أللّهمّ فيا من قدرته قاهرة و آياته باهرة و نقماته قاصمة لكلّ جبّار دامغة لكلّ كفور ختّار، صلّ يا ربّ على محمّد و آل محمّد و انظر إليّ يا ربّ نظرة من نظراتك رحيمة تجلي بها عنّي ظلمة عاكفة مقيمة من عاهة جفّت منها الضّروع و تلفت منها الزّروع و انهملت من أجلها الدّموع، و اشتمل لها على القلوب اليأس و خرّت بسببها الأنفاس، إلهي فحفظا حفظا لغرائس غرسها بيد الرّحمن و شربها من ماء الحيوان و نجاتها بدخول الجنان، أن تكون بيد الشّيطان تحزّ و بفأسه

ص: 461


1- في نسخة أخرى: يا كاشف الكربات.

تقطع و تجزّ، إلهي فمن أولى منك بأن يكون عن حريمك دافعا و من أجدر منك بأن يكون عن حماك حارسا و مانعا، إلهي إنّ الأمر قد هال فهوّنه و خشن فألنه و إنّ القلوب كاعت فطمّنها و النّفوس ارتاعت فسكّنها، إلهي إلهي تدارك أقداما زلّت و أفكارا في مهامه الحياة ضلّت بأن رأت جبرك على كسيرها و إطلاقك لأسيرها و إجارتك لمستجيرها، أجحف الضّرّ بالمضرور و لبّى داعيه بالويل و الثّبور فهل يحسن من عدلك يا مولاي أن تدعه فريسة البلاء و هو لك راج، أم هل يجمل من فضلك أن يخوض لجّة الغمّاء و هو إليك لاج، مولاي لئن كنت لا أشقّ على نفسي في التّقى و لا أبلغ في حمل أعباء الطّاعة مبلغ الرّضى و لا أنتظم في سلك قوم رفضوا الدّنيا فهم خمص البطون من الطّوى ذبل الشّفاه من الظّماء و عمش العيون من البكاء، بل أتيتك بضعف من العمل و ظهر ثقيل بالخطايا و الزّلل و نفس للرّاحة معتادة و لدواعي الشّهوة منقادة، أما يكفيني يا ربّ وسيلة إليك و ذريعة لديك أنّني لأولياء دينك موال و في محبّتهم مغال و لجلباب البلاء فيهم لابس و لكتاب تحمّل العناء بهم دارس، أما يكفيني أن أروح فيهم مظلوما و أغدو مكظوما و أقضي بعد هموم هموما و بعد وجوم وجوما، أما عندك يا مولاي بهذه حرمة لا تضيّع و ذمّة بأدناها تقتنع فلم لا تمنعني يا ربّ و ها أنا ذا غريق و تدعني هكذا و أنا بنار عدوّك حريق، مولاي أتجعل أولياءك لأعدائك طرائد و لمكرهم مصائد و تقلّدهم من خسفهم قلائد و أنت مالك نفوسهم أن لو قبضتها جمدوا و في قبضتك موادّ أنفاسهم أن لو قطعتها خمدوا، فما يمنعك يا ربّ أن تكفّ بأسهم و تنزع عنهم من حفظك لباسهم و تعرّيهم من سلامة بها في أرضك يسرحون و في ميدان البغي على عبادك يمرحون، أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد و أدركني و لمّا يدركني الغرق و تداركني و لمّا غيّب شمسي الشّفق، إلهي كم من خائف التجأ إلى سلطان فآب عنه محفوظا بأمن و أمان، أفأقصد يا ربّ أعظم من سلطانك سلطانا أم أوسع من إحسانك إحسانا أم أكبر من اقتدارك اقتدارا أم أكرم من انتصارك انتصارا، ما عذري يا إلهي إذا

ص: 462

حرمت من حسن الكرامة نائلك و أنت الّذي لا تخيّب آملك و لا تردّ سائلك، إلهي إلهي أين أين كفايتك الّتي هي نصرة المستضعفين من الأنام، و أين أين عنايتك الّتي هي جنّة المستهدفين بجور الأيّام، إليّ إليّ بها يا ربّ نجّني من القوم الظّالمين إنّي مسّني الضّرّ و أنت أرحم الرّاحمين، مولاي ترى تحيّري في أمري و تقلّبي في ضرّي و انطواي على حرقة قلبي و حرارة صدري فصلّ يا ربّ على محمّد و آل محمّد، وجد لي يا ربّ بما أنت أهله فرجا و مخرجا و يسّر لي يا ربّ نحو البشرى منهجا، و اجعل يا ربّ من ينصب لي الحبالة ليصرعني بها صريع ما مكر و من يحفر لي البئر ليوقعني فيها واقعا فيما حفر، و اصرف اللّهمّ عنّي من شرّه و مكره و فساده و ضرّه ما تصرفه عن القوم المتّقين و عمّن قاد نفسه لدين الدّيّان و مناد ينادي للإيمان، إلهي عبدك عبدك أجب دعوته ضعيفك ضعيفك فرّج غمّته، فقد انقطع به كلّ حبل إلاّ حبلك و تقلّب عنه كلّ ظلّ إلاّ ظلّك مولاي دعوتي هذه إن رددتها أين تصادف موضع الإجابة و مخيلتي هذه إن كذّبتها أين تلاقي موضع الإعانة، فلا تردّ عن بابك من لا يعلم غيره بابا و لا تمنع دون جنابك من لا يعلم سواه جنابا.

ثمّ اسجد و قل: إلهي إنّ وجها إليك في رغبته توجّه خليق بأن تجيبه(1) و إنّ جبينا لك بابتهاله سجد حقيق أن يبلغ ما قصد و إنّ خدّا لديك بمسألته تعفّر جدير أن يفوز بمراده و يظفر، و ها أنا ذا يا إلهي قد ترى تعفير خدّي و اجتهادي في مسألتك و جدّي فتلقّ يا ربّ رغباتي برحمتك قبولا و سهّل إلى طلباتي برأفتك(2) وصولا و ذلّل قطوف ثمرة إجابتك لي تذليلا، إلهي فإذا قام ذو حاجة بحاجته شفيعا فوجدته ممتنع النّجاح سهل القياد مطيعا فإنّي أستشفع إليك بكرامتك و الصّفوة من أنامك الّذين أنشأت لهم ما تظلّ و تقلّ و برأت ما يدقّ و يجلّ، أتقرّب إليك بأوّل من توّجته

ص: 463


1- في نسخة أخرى: بأن لا تخيبه.
2- في نسخة أخرى: بعزتك.

تاج الجلالة و أحللته من الفطرة الرّوحانيّة محلّ السّلالة حجّتك في خلقك و أمينك على عبادك محمّد رسولك صلواتك عليه و آله، و بمن جعلته لنوره مغربا و عن مكنون سرّه معربا سيّد الأوصياء و إمام الأتقياء يعسوب الدّين و قائد الغرّ المحجّلين و أبو الأئمّة الرّاشدين عليّ أمير المؤمنين عليه السّلام، و أتقرّب إليك بخيرة الأخيار و أمّ الأنوار الإنسيّة الحوراء البتول العذراء فاطمة الزّهراء، و بقرّتي عين الرّسول و ثمرتي فؤاد البتول السّيّدين الإمامين أبي محمّد الحسن و أبي عبد اللّه الحسين و بالسّجّاد زين العباد ذي الثّفنات راهب العرب عليّ بن الحسين، و بالإمام العالم و السّيّد الحاكم النّجم الزّاهر و القمر الباهر مولاي محمّد بن عليّ الباقر، و بالإمام الصّادق مبيّن المشكلات مظهر الحقائق المفحم بحجّته كلّ ناطق مخرس ألسنة أهل الجدال مساكن الشّقاشق مولاي جعفر بن محمّد الصّادق، و بالإمام التّقيّ و المخلص الصّفيّ و النّور الأحمديّ النّور الأنور و الضّياء الأزهر مولاي موسى بن جعفر، و بالإمام المرتضى و السّيف المنتضى و الرّاضي بالقضا مولاي عليّ بن موسى الرّضا، و بالإمام الأمجد و الباب الأقصد و الطّريق الأرشد و العالم المؤيّد ينبوع الحكم و مصباح الظّلم سيّد العرب و العجم الهادي إلى الرّشاد و الموفّق بالتّأييد و السّداد مولاي محمّد بن عليّ الجواد، و بالإمام منحة الجبّار و والد الأئمّة الأطهار عليّ بن محمّد المولود بالعسكر الّذي حذّر بمواعظه و أنذر و بالإمام المنزّه عن المآثم المطهّر من المظالم الحبر العالم ربيع الأنام و بدر الظّلام التّقيّ النّقيّ الطّاهر الزّكيّ مولاي أبي محمّد الحسن بن عليّ العسكريّ، و أتقرّب إليك بالحفيظ العليم الّذي جعلته على خزائن الأرض و الأب الرّحيم الّذي ملّكته أزمّة البسط و القبض صاحب النّقيبة الميمونة و قاصف الشّجرة الملعونة مكلّم النّاس في المهد و الدّالّ على منهاج الرّشد الغائب عن الأبصار الحاضر في الأمصار الغائب عن العيون الحاضر في الأفكار بقيّة الأخيار الوارث لذي الفقار الّذي يظهر في بيت اللّه ذي الأستار العالم المطهّر محمّد بن الحسن عليهم أفضل التّحيّات و أعظم البركات و أتمّ الصّلوات، أللّهمّ فهؤلاء

ص: 464

معاقلي إليك في طلباتي و وسائلي فصلّ عليهم صلاة لا يعرف سواك مقاديرها و لا يبلغ كثير همم الخلائق صغيرها، و كن لي بهم عند أحسن ظنّي و حقّق لي بمقاديرك تهيئة التّمنّي، إلهي لا ركن لي أشدّ منك فآوي إلى ركن شديد و لا قول لي أسدّ من دعائك فأستظهرك بقول سديد و لا شفيع لي إليك أوجه من هؤلاء فآتيك بشفيع وديد، و قد أويت إليك و عوّلت في قضاء حوائجي عليك و دعوتك كما أمرت فاستجب لي كما وعدت، فهل بقي يا ربّ غير أن تجيب و ترحم منّي البكاء و النّحيب يا من لا إله سواه يا من يجيب المضطرّ إذا دعاه يا كاشف ضرّ أيّوب يا راحم عبرة يعقوب اغفر لي و ارحمني و انصرني على القوم الكافرين، و افتح لي و أنت خير الفاتحين و الطف بي يا ربّ و بجميع المؤمنين و المؤمنات، يا ذا القوّة المتين برحمتك يا أرحم الرّاحمين و الحمد للّه ربّ العالمين و صلّى اللّه على سيّدنا محمّد النّبيّ و آله الطّاهرين.

في دعاء المشلول

دعاء المشلول: يقول ابراهيم بن عليّ بن حسن بن محمّد بن صالح أصلح اللّه شأنه و صانه عمّا شانه: وجدت هذا الدّعاء بصورتين متغايرتين الصّورة الأولى نقلتها من بعض كتب الأدعية: إلهي لك بهاء الجلال في انفراد وحدانيّتك و لك كبرياء الجلال في إتقان حكمتك و لك سلطان العزّ في دوام هيبتك و لك جلال العظمة في شموخ رفعتك يا عالما بباطن مكنون السّرائر لم يغب من ذلك شيء عليك، فلك الحمد الّذي لا يزول و لا ينبغي إلاّ لظهور قدسك و لا يزكو إلاّ لكبرياء جبروتك فكيف يلحقك اللّهمّ من عبادك فهم أم كيف ينالك يا إلهي و هم و أنت المتعظّم بأنوار الهيبة و غواشي شعاع المهابة و الكروبيّون حول كرسيّ كرامتك و الحاملون ما حمّلتهم بقوّتك من جلال عظمة عرشك و الرّوحانيّون الّذين قد تسربلوا بنور جلال هيبتك، و الملائكة الّذين قد عكفوا على ذكر ما أوليتهم من نعمك لا تنالك أوهامهم و لا تلحقك أفهامهم و قد رسخت هيبتك في قلوبهم، أللّهمّ

ص: 465

فبحقّك يا ذا الجلال و الإكرام و الأسامي العظام و بحقّ نبيّك و أهل بيته عليهم السّلام اشرح لي صدري و يسّر لي أمري و احلل عقدة من لساني و يدي و ارجعني إلى أحسن العافية عندي و اصرف عنّي العاهة و الآفة و كلّ بليّة بجودك و عفوك و قدرتك.

الصورة الثانية من كتاب مهج الدّعوات و هي أرجح من الّتي قبلها غير أنّي أحببت الاستظهار في حفظ الدّعاء بالصّورتين معا و هي هذه: أللّهمّ إنّي أسألك باسمك بسم اللّه الرّحمن الرّحيم يا ذا الجلال و الإكرام يا حيّ يا قيّوم يا حيّ لا إله إلاّ أنت، يا هو يا من لا يعلم ما هو و لا كيف هو و لا أين هو و لا حيث هو إلاّ هو، يا ذا الملك و الملكوت يا ذا العزّة و الجبروت يا ملك يا قدّوس يا سلام يا مؤمن يا مهيمن يا عزيز يا جبّار يا متكبّر يا خالق يا بارىء يا مصوّر يا مفيد يا مدبّر يا شديد يا مبدىء يا معيد يا مبيد يا ودود يا محمود يا معبود يا بعيد يا قريب يا مجيب يا رقيب يا حسيب يا بديع يا رفيع يا منيع يا سميع يا عليم يا حليم يا كريم يا حكيم يا قديم يا عليّ يا عظيم يا حنّان يا منّان يا ديّان يا مستعان يا جليل يا جميل يا وكيل يا كفيل يا مقيل يا منيل يا نبيل يا دليل يا هادي يا بادي يا أوّل يا آخر يا ظاهر يا باطن يا قائم يا دائم يا عالم يا حاكم يا قاضي يا عادل يا فاصل يا واصل يا طاهر يا مطهّر يا قادر يا مقتدر يا كبير يا متكبّر يا واحد يا أحد يا صمد يا من لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفوا أحد، و لم تكن له صاحبة و لا كان معه وزير و لا اتّخذ معه مشيرا و لا احتاج إلى ظهير و لا كان معه إله لا إله إلاّ أنت فتعاليت عمّا يقول الظّالمون علوّا كبيرا، يا عليّ يا شامخ يا باذخ يا فتّاح يا نفّاح يا مرتاح يا مفرّج يا ناصر يا منتصر يا مدرك يا مهلك يا منتقم يا باعث يا وارث يا طالب يا غالب يا من لا يفوته هارب يا توّاب يا أوّاب يا وهّاب يا مسبّب الأسباب يا مفتّح الأبواب، يا من حيث ما دعي أجاب يا طهور يا شكور يا عفوّ يا غفور يا نور النّور يا مدبّر الأمور يا لطيف يا خبير يا مجير يا منير يا بصير يا ظهير يا كبير يا وتر يا فرد يا أبد يا سند يا صمد يا كافي يا شافي يا وافي يا

ص: 466

معافي يا محسن يا مجمل يا منعم يا مفضل يا متكرّم يا متفرّد يا من علا فقهر و يا من ملك فقدر يا من بطن فخبر و يا من عبد فشكر و يا من عصي فغفر و ستر، و يا من لا تحويه الفكر و لا يدركه بصر و لا يخفى عليه أثر يا رازق البشر و يا مقدّر كلّ قدر يا عالي المكان يا شديد الأركان يا مبدّل الزّمان يا قابل القربان، يا ذا المنّ و الإحسان يا ذا العزّ و السّلطان يا رحيم يا رحمن يا من هو كلّ يوم في شأن يا من لا يشغله شأن عن شأن يا عظيم الشّأن يا من هو بكلّ مكان يا سامع الأصوات يا مجيب الدّعوات يا منجح الطّلبات يا قاضي الحاجات يا منزل البركات يا راحم العبرات يا مقيل العثرات يا كاشف الكربات يا وليّ الحسنات يا رافع الدّرجات يا مؤتي السّؤلات يا محيي الأموات يا جامع الشّتات يا مطّلعا على النّيّات يا رادّ ما قد فات يا من لا تشتبه عليه الأصوات يا من لا تضجره المسئلات و لا تغشاه الظّلمات يا نور الأرض و السّماوات، يا سابغ النّعم يا دافع النّقم يا بارىء النّسم يا جامع الأمم يا شافي السّقم يا خالق النّور و الظّلم يا ذا الجود و الكرم يا من لا يطأ عرشه قدم يا أجود الأجودين يا أكرم الأكرمين يا أسمع السّامعين يا أبصر النّاظرين يا جار المستجيرين يا أمان الخائفين يا ظهر اللاّجين يا وليّ المؤمنين يا غياث المستغيثين يا غاية الطّالبين يا صاحب كلّ غريب يا مؤنس كلّ وحيد يا ملجأ كلّ طريد، يا مأوى كلّ شريد يا حافظ كلّ ضالّة يا راحم الشّيخ الكبير يا رازق الطّفل الصّغير يا جابر العظم الكسير يا فاكّ كلّ أسير يا مغني البائس الفقير يا عصمة الخائف المستجير يا من له التّدبير و التّقدير يا من العسير عليه يسير، يا من لا يحتاج إلى تفسير يا من هو على كلّ شيء قدير يا من هو بكلّ شيء خبير يا من هو بكلّ شيء بصير يا مرسل الرّياح يا فالق الإصباح يا باعث الأرواح يا ذا الجود و السّماح يا من بيده كلّ مفتاح، يا سامع كلّ صوت يا سابق كلّ فوت يا محيي كلّ نفس بعد الموت، يا عدّتي في شدّتي يا حافظي في غربتي يا مؤنسي في وحدتي يا وليّي في نعمتي يا كهفي حين تعييني المذاهب و تسلّمني الأقارب و يخذلني كلّ صاحب، يا عماد من لا عماد له يا سند

ص: 467

من لا سند له يا ذخر من لا ذخر له يا حرز من لا حرز له يا كهف من لا كهف له يا كنز من لا كنز له يا ركن من لا ركن له يا غياث من لا غياث له يا جار من لا جار له، يا جاري اللّصيق يا ركني الوثيق يا إلهي بالتّحقيق يا ربّ البيت العتيق يا شفيق يا رفيق، فكّني من حلق المضيق و اصرف عنّي كلّ همّ و غمّ و ضيق و اكفني شرّ ما لا أطيق و أعنّي على ما أطيق، يا رادّ يوسف على يعقوب يا كاشف ضرّ أيّوب يا غافر ذنب داود يا رافع عيسى بن مريم و منجّيه من أيدي اليهود يا مجيب نداء يونس في الظّلمات يا مصطفي موسى بالكلمات يا من غفر لآدم خطيئته و رفع إدريس مكانا عليّا برحمته، يا من نجّى نوحا من الغرق يا من أهلك عادا الأولى و ثمود فما أبقى و قوم نوح من قبل إنّهم كانوا هم أظلم و أطغى و المؤتفكة أهوى، يا من دمّر على قوم لوط و دمدم على قوم شعيب يا من اتّخذ إبراهيم خليلا يا من اتّخذ موسى كليما و اتّخذ محمّدا صلّى اللّه عليه و آله و عليهم أجمعين حبيبا يا مؤتي لقمان الحكمة و الواهب لسليمان ملكا لا ينبغي لأحد من بعده، يا من نصر ذا القرنين على الملوك الجبابرة يا من أعطى الخضر الحياة و ردّ ليوشع بن نون الشّمس بعد غروبها، يا من ربط على قلب أمّ موسى و أحصن فرج مريم ابنة عمران يا من حصّن يحيى بن زكريّا من الذّنب و سكّن عن موسى الغضب، يا من بشّر زكريّاء بيحيى يا من فدى إسماعيل من الذّبح بذبح عظيم يا من قبل قربان هابيل و جعل اللّعنة على قابيل، يا هازم الأحزاب لمحمّد صلّى اللّه عليه و آله صلّ على محمّد و آل محمّد و على جميع المرسلين و ملائكتك المقرّبين و أهل طاعتك أجمعين، و أسألك بكلّ مسألة سألك بها أحد ممّن رضيت عنه فحتمت له على الإجابة يا اللّه ثلاثا يا رحمن ثلاثا يا رحيم ثلاثا يا ذا الجلال و الإكرام ثلاثا به به سبعا أسألك و بكلّ اسم سمّيت به نفسك أو أنزلته في شيء من كتبك أو استأثرت به في علم الغيب عندك و بمعاقد العزّ من عرشك و بمنتهى الرّحمة من كتابك، و بما لو أنّ ما في الأرض من شجرة أقلام و البحر يمدّه من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات اللّه إنّ اللّه عزيز حكيم، و أسألك

ص: 468

بأسمائك الحسنى الّتي نعتّها في كتابك فقلت وَ لِلّٰهِ اَلْأَسْمٰاءُ اَلْحُسْنىٰ فَادْعُوهُ بِهٰا و قلت اُدْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ و قلت وَ إِذٰا سَأَلَكَ عِبٰادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ اَلدّٰاعِ إِذٰا دَعٰانِ و قلت يٰا عِبٰادِيَ اَلَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلىٰ أَنْفُسِهِمْ لاٰ تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اَللّٰهِ إِنَّ اَللّٰهَ يَغْفِرُ اَلذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ اَلْغَفُورُ اَلرَّحِيمُ و أنا أسألك يا إلهي و أدعوك يا ربّ و أرجوك يا سيّدي و أطمع في إجابتي يا مولاي كما وعدتني و قد دعوتك كما أمرتني فافعل بي ما أنت أهله يا كريم و الحمد للّه ربّ العالمين و صلّى اللّه على محمّد و آله أجمعين. ثمّ تذكر حاجتك تقضى إن شاء اللّه بمنّه و كرمه.

في دعاء الذخيرة

دعاء الذّخيرة: روي عنهم عليهم السّلام أنه لكلّ أهل بيت ذخيرة و ذخيرتنا هذا الدّعاء: أللّهمّ إنّي أسألك يا من هو هو و ليس شيء كهو إلاّ هو يا من لا يعلم ما هو إلاّ هو يا من لا يعجزه شيء و لا يعتاض عليه شيء و خالق كلّ شيء و مدبّر كلّ شيء و من في قبضته كلّ شيء، القاهر لكلّ شيء و القادر على كلّ شيء قمع الجبابرة ببأسه و استعبد الخلق بسلطانه، أنت الّذي خشع لك كلّ ناصية و أذعنت لربوبيّتك كلّ نفس دانية و قاصية تعلم السّرّ و النجوى و ما هو من كلّ شيء أخفى، يا من يعلم لحظات الجفون و ما تخفيه القلوب من غامض المكنون، يا من يعلم ما كان و ما يكون يا من بيده ملكوت السّماوات و الأرض يا بديع السّماوات و الأرض، يا من بيده ملكوت كلّ شيء و هو يجير و لا يجار عليه أجرنا بلطفك ممّا نتّقي و بلّغنا بقدرتك ما نرتجي، يا من لا يخفى عليه الدّقيق الخفيّ و لا الجليل الجليّ يا مولاي انقطع الرّجاء إلاّ منك و خابت الآمال إلاّ فيك أسألك بحقّ من حقّه واجب عليك ممّن جعلت لهم الحقّ عندك أن تصلّي على محمّد و آل محمّد و أن تقضي لي حاجتي و أن تبلّغني أمنيّتي و تنجز لي أملي فإنّني أسألك و أعلم أنّك الرّبّ العظيم الّذي لا يعجزك شيء إذا أردته، أللّهمّ إنّي أصبح و أمسي في ذمامك و جوارك فأجرني، أللّهمّ و أهلي و ولدي ممّن خلقت و ما خلقت يا عظيم إنّا جَعَلْنٰا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا

ص: 469

(الآية)(1) بسم اللّه الرّحمن الرّحيم الم اَللّٰهُ لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ اَلْحَيُّ اَلْقَيُّومُ أللّهمّ فبهما و باسمك الأعظم منهما، اجعلنا في حرز و جنّة من كلّ ما نتّقيه و من شرّ السّلطان و شرّ الشّيطان و شرّ كلّ وحش و دبيب و هوامّ و طوارق اللّيل و خوارج النّهار و من كلّ أمر مخوف لا أعلمه فأتّقيه و لا آمن أن يحلّ بي فأحتويه، أللّهمّ إنّ عقيدتي توحيدك و همّتي تأميلك و معوّلي على إنعامك فلا تحرمني ما أرتجيه بلا إله إلاّ أنت يا لا إله إلاّ أنت بلا إله إلاّ أنت اكفني مخاوفي و أنلني مطالبي و من ظلمني أو خفته من سلطان أو شيطان أو كلّ إنسان فقد جعلت لا إله إلاّ أنت على قلبه كهيعص حم عسق شاهت الوجوه فغلبوا هنالك فهم لا يبصرون صه صه (سبعا) كَتَبَ اَللّٰهُ لَأَغْلِبَنَّ (الآية) فَسَيَكْفِيكَهُمُ اَللّٰهُ (الآية) ثمّ حسبل و حولق.

في دعاء السيف اليماني

دعاء السّيف و يسمّى اليماني أيضا و هذا الدّعاء وجدته بصورتين متغايرتين الصّورة الأولى: نقلتها من بعض كتب الأدعية و هي هذه: بسم اللّه الرّحمن الرّحيم أللّهمّ إنّك أنت الملك المتعزّز بالكبرياء المتفرّد بالبقاء الحيّ القيّوم المقتدر القهّار الّذي لا إله إلاّ أنت، أنا عبدك و أنت ربّي ظلمت نفسي و اعترفت بإساءتي و أستغفر إليك من ذنوبي فاغفر لي إنّه لا يغفر الذّنوب إلاّ أنت، أللّهمّ إنّي و فلان عبدان من عبيدك نواصينا بيدك تعلم مستقرّنا و مستودعنا و منقلبنا و مثوانا و سرّنا و علانيتنا و تطّلع على نيّتنا و تحيط بضمائرنا، علمك بما نبديه كعلمك بما نخفيه و معرفتك بما نبطنه كمعرفتك بما نظهره، لا ينطوي عنك شيء من أمورنا و لا يستتر دونك حال من أحوالنا، و لا لنا منك معقل يحصّننا و لا وزر يحرزنا و لا مهرب لنا نفوتك به و لا يمنع الظّالم منك سلطانه و حصونه و لا يجاهدك عنه جنوده و لا يغالبك مغالب بمنعة و لا يعازّك معازّ بكثرة، أنت مدركه أينما سلك و قادر عليه أين لجأ فمعاذ المظلوم منّا بك و توكّل المقهور منّا عليك و رجوعه إليك يستغيث بك إذا خذله المغيث،

ص: 470


1- الآية هي: إنا جَعَلْنٰا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا وَ مِنْ خَلْفِهِمْ سَدًّا فَأَغْشَيْنٰاهُمْ فَهُمْ لاٰ يُبْصِرُونَ.

و يستصرخك إذا قعد به النّصير و يلوذ بك إذا نفته الأفنية و يطرق بابك إذا غلّقت عنه الأبواب المرتجة و يصل إليك إذا احتجبت عنه الملوك الغافلة، تعلم ما حلّ به قبل أن يشكوه إليك و تعلم ما يصلحه قبل أن يدعوك له، فلك الحمد سميعا بصيرا عليما لطيفا خبيرا، أللّهمّ و إنّه قد كان في سابق علمك و محكم قضاءك و جاري قدرك و نافذ حكمك و ماضي مشيّتك في خلقك أجمعين شقيّهم و سعيدهم و برّهم و فاجرهم أن جعلت لفلان ابن فلان عليّ قدرة فظلمني بها و بغى عليّ بمكانها و استطال و تعزّز بسلطانه الّذي خوّلته إيّاه، و تجبّر و افتخر بعلوّ حاله الّذي نوّلته و غرّه إملاؤك له و أطغاه حلمك عليه فقصدني بمكروه عجزت عن الصّبر عليه و تغمّدني بشرّ ضعفت عن احتماله و لم أقدر على الإستنصاف منه لضعفي و لا على الإنتصار لقلّتي و ذلّي، فوكلت أمره إليك و توكّلت في شأنه عليك و توعّدته بعقوبتك و حذّرته بطشك و خوّفته نقمتك، و ظنّ أنّ حلمك عنه من ضعف و حسب أنّ إملاءك له عن عجز و لم تنهه واحدة عن أخرى و لا انزجر عن ثانية بأولى لكنّه تمادى في غيّه و تتابع في ظلمه و لجّ في عدوانه و استشرى في طغيانه جرأة عليك يا سيّدي، و تعرّضا لسخطك الّذي لا تردّه عن الظّالمين و قلّة اكتراث ببأسك الّذي لا تحبسه عن الباغين فها أنا ذا يا سيّدي مستضعف في يده مستضام تحت سلطانه مستذلّ بفنائه مغلوب، مبغيّ عليّ مغضوب و جل خائف مروّع مقهور قد قلّ صبري و ضاقت حيلتي و انغلقت عليّ المذاهب إلاّ إليك و انسدّت عنّي الجهات إلاّ جهتك، و التبست عليّ أموري في دفع مكروهه عنّي و اشتبهت عليّ الآراء في إزالة ظلمه، و خذلني من استنصرته من خلقك و أسلمني من تعلّقت به من عبادك فاستشرت نصيحي فأشار عليّ بالرّغبة إليك و استرشدت دليلي فلم يدلّني إلاّ عليك، فرجعت إليك يا مولاي صاغرا راغما مشتكيا عالما أنّه لا فرج لي إلاّ عندك و لا خلاص لي إلاّ بك، أنتجز وعدك و نصرتي و إجابة دعائي فإنّك قلت تباركت و تعاليت و من بغي عليه لينصرنّه اللّه، و قلت جلّ ثناؤك و تقدّست أسماؤك ادعوني أستجب لكم فها أنا فاعل ما أمرتني به لا منّا عليك

ص: 471

و كيف أمنّ به و أنت عليه دللتني فاستجب لي كما وعدتني يا من لا يخلف الميعاد، و إنّي لأعلم يا سيّدي أنّ لك يوما تنتقم فيه من الظّالم للمظلوم و أتيقّن أنّ لك وقتا تأخذ فيه من الغاصب للمغصوب، لأنّه لا يسبقك معاند و لا يخرج من قبضتك منابذ و لا تخاف فوت فائت، و لكن جزعي و هلعي لا يبلغان الصّبر على أناتك و انتظار حلمك، فقدرتك يا سيّدي و مولاي فوق كلّ ذي قدرة، و سلطانك غالب كلّ سلطان و معاد كلّ أحد إليك و إن أمهلته و رجوع كلّ ظالم إليك و إن أنذرته و قد أضرّ بي يا سيّدي حلمك عن فلان و طول أناتك له و إمهالك إيّاه، و كاد القنوط يستولي عليّ لو لا الثّقة بك و اليقين بوعدك فإن كان في قضاءك النّافذ و قدرتك الماضية أنّه ينيب أو يتوب أو يرجع عن ظلمي أو يكفّ عن مكروهه و ينتقل عن عظيم ما ركب منّي، فصلّ اللّهمّ على محمّد و آله و أوقع ذلك في قلبه السّاعة السّاعة قبل إزالة نعمتك الّتي أنعمت بها عليّ و تكدير معروفك الّذي صنعته عندي، و إن كان علمك به غير ذلك من مقامه على ظلمي فإنّي أسألك يا ناصر المظلومين المبغيّ عليهم إجابة دعوتي، و أن تصلّي على محمّد و آل محمّد و خذه من مأمنه أخذ عزيز مقتدر و افجأه في غفلته مفاجأة مليك منتصر، و اسلبه نعمته و سلطانه و افضض عنه جموعه و أعوانه و مزّق ملكه كلّ ممزّق و فرّق أنصاره كلّ مفرّق و أعره من نعمتك الّتي لم يقابلها بالشّكر و أنزع عنه سربال عزّتك الّذي لم يجازه بالإحسان، و اقصمه يا قاصم الجبّارين و أهلكه يا مهلك القرون الخالية و أبره يا مبير الأمم الظّالمة و اخذله يا خاذل الفرق الباغية و ابتر عمره و ابتزّه ملكه و عفّ أثره و اقطع خبره و أطف ناره و أظلم نهاره و كوّر شمسه و أزهق نفسه و اهشم سوقه و جبّ سنامه و أرغم أنفه و عجّل حتفه، و لا تدع له جنّة إلاّ هتكتها و لا دعامة إلاّ قصمتها و لا كلمة مجتمعة إلاّ فرّقتها و لا قائمة علوّ إلاّ وضعتها و لا ركنا إلاّ وهنته و لا سببا إلاّ قطعته، و أرنا أنصاره عباديد بعد الألفة و شتّى بعد اجتماع الكلمة و مقنعي الرّؤوس بعد الظّهور على الأمّة، و اشف

ص: 472

بزوال أمره القلوب النّغلة(1) و الأفئدة اللّهفة و الأمّة المتحيّرة و البريّة الضّائعة، و أحي ببواره الحدود المعطّلة و السّنن الدّاثرة و الأحكام المهملة و العوالم المغيّرة و الآيات المحرّفة و المدارس المهجورة و المحاريب المجفوءة و المساجد المهدّمة و أشبع به الخماص السّاغبة و أرو به اللّهوات اللاّغبة و الأكباد الظّامية و أرح به الأقدام المتعبة و اطرقه بليلة لا أخت لها و بساعة لا مثوى فيها و بنكبة لا انتعاش معها و بعثرة لا إقالة منها، و أبح حريمه و نغّص نعيمه و أره بطشتك الكبرى و نقمتك المثلى و قدرتك الّتي فوق قدرته و سلطانك الّذي هو أعزّ من سلطانه، و اغلبه لي بقوّتك القويّة و محالك الشّديد و امنعني منه بمنعك الّذي كلّ خلق فيه ذليل، و ابتله بفقر لا تجبره و بسوء لا تستره وكلّه إلى نفسه فيما يريد إنّك فعّال لما تريد، و أبرءه من حولك و قوّتك و كله إلى حوله و قوّته و أزل مكره بمكرك و ادفع مشيّته بمشيّتك و أسقم جسده و أيتم ولده و انقص أجله و خيّب أمله و أدل دولته و أطل عولته و اجعل شغله في بدنه و لا تفكّه من حزنه و صيّر كيده في ضلال و أمره إلى زوال و نعمته إلى انتقال، و جدّه في سفال و سلطانه في اضمحلال و عاقبته إلى شرّ مآل و أمته بغيظه إن أمتّه و أبقه بحسرته إن أبقيته و قني شرّه و همزه و لمزه و سطوته و عداوته، و المحه لمحة تدمّر بها عليه فإنّك أشدّ بأسا و أشدّ تنكيلا.

الصّورة الثانية و هي أرجح من الأولى و نسخها كثيرة متغايرة بالزّيادة و النّقصان و التّقديم و التّأخير وجدت بها ستّ نسخ في كتب أصحابنا ذكر من ذلك السيّد ابن طاوس رحمه اللّه في كتابه مهج الدّعوات نسختين، و نحن قد جمعنا بين النّسخ في هذه الصّورة فيما يناسب وضعه استظهارا لحفظ الدّعاء بالنّسخ كلّها، و أمّا قصّة الدّعاء فأوردها ابن طاوس رحمه اللّه في مهجه نحو ما ذكرناه في الصّورة الأولى على حاشية المصباح(2)، و الصّورة المذكورة ثانيا هي هذه: بسم اللّه

ص: 473


1- النغلة: الفاسدة.
2- المصباح ص 281.

الرّحمن الرّحيم الحمد للّه ربّ العالمين و العاقبة للمتّقين و صلّى اللّه على محمّد خاتم النّبيّين و على أهل بيته أجمعين، أللّهمّ أنت الملك الحقّ الّذي لا إله إلاّ أنت أنت ربّي و أنا عبدك عملت سوءا و ظلمت نفسي و اعترفت بذنبي فاغفر لي ذنوبي جميعا فإنّه لا يغفر الذّنوب إلاّ أنت يا غفور يا شكور يا حليم يا رحيم، أللّهمّ إنّي أحمدك و أنت للحمد أهل على ما اختصصتني به من مواهب الرّغائب و أوصلت إليّ من فضائل الصّنائع و ما أوليتني به من إحسانك إليّ و بوّأتني به من مظنّة الصّدق و أنلتني به من مننك الواصلة إليّ و إحسانك بالدّفاع عنّي و التّوفيق لي و الإجابة لدعائي حين أناديك داعيا و أناجيك راغبا و أدعوك ضارعا مصافيا و أسألك راجيا، فأجدك في المواطن كلّها لي جارا و حاضرا حفيّا و في الأمور ناظرا و على الأعداء ناصرا و للعيوب ساترا و للخطايا و الذّنوب غافرا، لم أعدم عونك و برّك و فضلك و خيرك طرفة عين منذ أنزلتني دار الإختبار و الفكر و الإعتبار لتنظر ما أقدّم إليك لدار القرار فأنا عتيقك يا مولاي من جميع الآفات و المضارّ و المصائب و المعائب و الشّوائب و اللّوازب و الغموم الّتي قد ساورتني فيها الهموم بمعاريض أصناف البلاء و ضروب جهد القضاء لا أذكر منك إلاّ الجميل و لم أر منك غير التّفضيل، خيرك لي شامل و صنعك لي كامل و لطفك لي كافل و فضلك عليّ متواتر و نعمك عندي متّصلة سوابق لم تخفر جواري و لم تحقّق حذاري بل صدقت رجائي و صاحبت أسفاري و أكرمت أحضاري و شفيت أمراضي و عافيت أوصابي و أكرمت منقلبي و مثواي، و لم تشمت بي أعدائي و رميت من رماني و كفيتني شرّ من عاداني فحمدي لك واصل و ثنائي عليك دائم من أبد الدّهر إلى الدّهر بألوان التّسبيح لك و أنواع التّقديس خالصا لذكرك و مرضيّا لك بناصع التّوحيد و إخلاص التّفريد و إمحاض التّمجيد و التّحميد بطول التّعبّد و التّعديد و مزيّة أهل المزيد و إكذاب أهل التّنديد، لم تعن في قدرتك و لم تشارك في إلهيّتك و لم تعلم لك ماهيّة فتكون للأشياء المختلفة مجانسا، و لم تعاين إذ حبست الأشياء على الغرائز المختلفات و لا خرقت الأوهام

ص: 474

حجب الغيوب إليك فأعتقد منك محدودا في عظمتك لا يبلغك بعد الهمم و لا ينالك غوص الفطن و لا ينتهي إليك بصر النّاظرين، في مجد جبروتك ارتفعت عن صفة المخلوقين صفات قدرتك و علا عن ذلك كبرياء عظمتك لا ينقص ما أردت أن يزداد و لا يزداد ما أردت أن ينقص، و لا أحد شهدك حين فطرت الخلق و لا ندّ حضرك حين برئت النّفوس كلّت الألسن عن تفسير صفتك و انحسرت العقول عن كنه معرفتك، و كيف توصف يا ربّ و أنت اللّه الملك الجبّار القدّوس الّذي لم تزل و لا تزال أوّليّا أزليّا أبديّا سرمديّا قديما دائما في الغيوب وحدك لا شريك لك، ليس فيها أحد غيرك و لم يكن لها إله سواك و لا هجمت الأعيان عليك فتدرك منك إنشاء، و لا تهتدي العقول لصفتك و لا تبلغ العقول جلال عزّتك حارت في ملكوتك عميقات مذاهب التّفكير فتواضعت الملوك لهيبتك و عنت الوجوه بذلّة الإستكانة لعزّتك و انقاد كلّ شيء لعظمتك، و استسلم كلّ شيء لقدرتك و خضعت لك الرّقاب و كلّ دون ذلك تحبير اللّغات، و ضلّ هنالك التّدبير في تصاريف صفاتك فمن تفكّر في ذلك رجع طرفه إليه حسيرا و عقله مبهوتا و تفكّره متحيّرا، أللّهمّ فلك الحمد حمدا كثيرا مترادفا متواليا متواترا متّسعا متّسقا مستوسقا يدوم و لا يبيد غير مفقود في الملكوت و لا مطموس في المعالم و لا منتقص في العرفان، و لك الحمد على مكارمك الّتي لا تحصى في اللّيل إذا أدبر و الصّبح إذا أسفر و في البرّ و البحار و الغدوّ و الآصال و العشيّ و الأبكار و الظّهيرة و الأسحار و في كلّ جزء من أجزاء اللّيل و النّهار، أللّهمّ بتوفيقك قد أحضرتني النّجاة و جعلتني منك في ولاية العصمة فلم أبرح في سبوغ نعمائك و تتابع آلائك محروسا بك في الرّدّ و الإمتناع محوطا في المنعة و الدّفاع محفوظا بك في مثواي و منقلبي لم تكلّفني فوق طاقتي و لم ترض منّي إلاّ طاعتي، فليس شكري و إن دأبت منه في المقال و بالغت في الفعال مؤدّيا لشكرك و لا مكافيا لفضلك و لا موازيا لنعمك، لأنّك أنت اللّه الّذي لا إله إلاّ أنت لم تغب و لا تغيب عنك غائبة و لا تخفى عليك في غوامض الولائج خافية و لم تضلّ عنك في

ص: 475

ظلم الخفيّات ضالّة، إنّما أمرك إذا أردت شيئا أن تقول له كن فيكون، أللّهمّ فلك الحمد كما حمدت به نفسك و حمدك به الحامدون و مجّدك به الممجّدون و وحّدك به الموحّدون و كبّرك به المكبّرون و هلّلك به المهلّلون و عظّمك به المعظّمون و قدّسك به المقدّسون، حتّى يكون لك منّي وحدي في كلّ طرفة عين و أقلّ من ذلك مثل حمد جميع الحامدين و توحيد أصناف الموحّدين و المخلصين و تقديس أجناس العارفين و ثناء جميع المهلّلين و المصلّين و المسبّحين، و مثل ما أنت به حامد نفسك و مثل ما أنت به عالم و محمود به من جميع خلقك كلّهم من الحيوان، و أرغب إليك في بركة ما أنطقتني به من حمدك فما أيسر ما كلّفتني به من حقّك و أعظم ما وعدتني به على شكرك من ثوابك، ابتدأتني بالنّعم فضلا و طولا و أمرتني بالشّكر حقّا و عدلا و وعدتني عليه أضعافا و مزيدا و أعطيتني من رزقك اختيارا و رضا و سألتني منه شكرا يسيرا صغيرا و عافيتني من جهد البلاء و لم تسلمني لسوء قضائك و بلائك، و جعلت ملبسي العافية و أوليتني البسطة و الرّخاء و سوّغت لي أيسر القصد و كرائم النّحل و ضاعفت لي أشرف الفضل مع ما أودعتني من المحجّة الشّريفة و بشّرتني به من الدّرجة الرّفيعة و اصطفيتني بأعظم النّبيّين دعوة و أفضلهم شفاعة و أوضحهم حجّة محمّد صلّى اللّه عليه و آله و جعلتني من أمّته، أللّهمّ فاغفر لي ما لا يسعه إلاّ مغفرتك و لا يمحقه إلاّ عفوك و لا يكفّره إلاّ تجاوزك و فضلك، و هب لي في يومي هذا و ليلتي هذه و شهري هذا و سنتي هذه يقينا صادقا يهوّن عليّ مصائب الدّنيا و الآخرة و أحزانهما و يشوّقني إليك و يرغّبني فيما عندك و اكتب لي عندك المغفرة و بلّغني الكرامة و أوزعني شكر ما أنعمت به عليّ، فإنّك أنت اللّه لا إله إلاّ أنت الواحد الرّفيع البديء البديع السّميع العليم الّذي ليس لأمرك مدفع و لا عن قضائك ممتنع تفعل ما تشاء و تحكم ما تريد و أشهد أنّك ربّي و ربّ كلّ شيء، فاطر السّماوات و الأرض عالم الغيب و الشّهادة العليّ الكبير المتعال، أللّهمّ إنّي أسألك الثّبات في الأمر و العزيمة على الرّشد و الشّكر على نعمائك، و أسألك من كلّ خير تعلم و أعوذ

ص: 476

بك من كلّ شرّ تعلم إنّك أنت علاّم الغيوب، و أعوذ بك من جور كلّ جائر و ظلم كلّ ظالم و كيد كلّ كائد و بغي كلّ باغ و حسد كلّ حاسد و حقد كلّ حقود و ضغن كلّ ضاغن و حيلة كلّ محتال و مكر كلّ ماكر و شماتة كلّ كاشح فبك أصول على الأعداء و إيّاك أرجو لولاية الأحبّاء و الأقرباء و الأولياء، فلك الحمد على ما لا أستطيع إحصاءه و لا تعديده من عوائد فضلك و عوارف رزقك و ألوان ما أوليتني به من أرفادك و جعلته عندي من وظائف حقّك و عظيم ما وصل إليّ من آلائك الظّاهرة و الباطنة، فأنا مقرّ بأنّك أنت اللّه الّذي لا إله إلاّ أنت وحدك لا شريك لك الفاشي في الخلق حمدك الظّاهر بالكرم مجدك الباسط بالجود يدك، لا تضادّ في حكمك و لا تنازع في سلطانك و أمرك، تملك من الأنام ما تشاء و لا يملكون منك إلاّ ما تريد، قُلِ اَللّٰهُمَّ مٰالِكَ اَلْمُلْكِ (الآيتين)(1) أنت المنعم المفضل القادر القاهر الدّائم الفرد الواحد الأحد السّلام المؤمن المهيمن العزيز الجبّار المتكبّر الخالق البارىء المصوّر المقتدر المقدّس القدّوس في نور القدس، تردّيت بالمجد و العزّ و العلى و تأزّرت بالعظمة و الكبرياء و تغشّيت بالنّور و الضّياء و تجلّلت بالمهابة و البهاء، لك المنّ القديم و السّلطان الشّامخ و الملك الباذخ و الجود الواسع و القدرة المقتدرة الكاملة، فلك الحمد إذ جعلتني من أمّة محمّد صلّى اللّه عليه و آله و هو من أفضل أفاضل بني آدم الّذين كرّمتهم و حملتهم في البرّ و البحر و رزقتهم من الطّيّبات و فضّلتهم على كثير ممّن خلقتهم تفضيلا، و خلقتني سميعا بصيرا صحيحا سويّا معافى و لم تشغلني بنقصان في بدني عن طاعتك و لم تمنعني كرامتك إيّاي و حسن صنيعك عندي و فضل منائحك لديّ و نعمائك عليّ في الدّنيا لإخلالي بالشّكر بل وسّعت عليّ في الدّنيا و فضّلتني على كثير من خلقك فجعلت لي سمعا يسمع آياتك، و عقلا يفهم إيمانك

ص: 477


1- الآيتان هما: قُلِ اَللّٰهُمَّ مٰالِكَ اَلْمُلْكِ تُؤْتِي اَلْمُلْكَ مَنْ تَشٰاءُ وَ تَنْزِعُ اَلْمُلْكَ مِمَّنْ تَشٰاءُ وَ تُعِزُّ مَنْ تَشٰاءُ وَ تُذِلُّ مَنْ تَشٰاءُ بِيَدِكَ اَلْخَيْرُ إِنَّكَ عَلىٰ كُلِّ شَيْ ءٍ قَدِيرٌ * تُولِجُ اَللَّيْلَ فِي اَلنَّهٰارِ وَ تُولِجُ اَلنَّهٰارَ فِي اَللَّيْلِ وَ تُخْرِجُ اَلْحَيَّ مِنَ اَلْمَيِّتِ وَ تُخْرِجُ اَلْمَيِّتَ مِنَ اَلْحَيِّ وَ تَرْزُقُ مَنْ تَشٰاءُ بِغَيْرِ حِسٰابٍ.

و بصرا يرى قدرتك و فؤادا يعرف عظمتك و قلبا يعتقد توحيدك فأنا لفضلك عليّ حامد و بجهد يقيني لك شاكر و بحقّك شاهد، فإنّك حيّ قبل كلّ حيّ و حيّ بعد كلّ حيّ و حيّ لم ترث الحياة من حيّ، و حيّ ترث الأرض و من عليها لم تقطع خيرك عنّي طرفة عين في كلّ وقت، و لم تنزل بي عقوبات النّقم و لم تغيّر عليّ وثائق العصم و لم تمنع عنّي دقائق النّعم، فلو لم أذكر من إحسانك إلاّ عفوك عنّي و التّوفيق لي و الإستجابة لدعائي حين رفعت صوتي بتوحيدك و تمجيدك و تحميدك و أنطقت لساني بتعظيمك و تكبيرك و تهليلك، و إلاّ في تقديرك خلقي حين صوّرتني فأحسنت تصويري و إلاّ في قسمتك الأرزاق حين قدّرتها لي لكان في ذلك ما يشغل شكري عن جهدي، فكيف إذا فكّرت في النّعم العظام الّتي أتقلّب فيها و لا أبلغ شكر شيء منها، فلك الحمد عدد ما حفظه علمك و عدد ما أحاطت به قدرتك و عدد ما وسعته رحمتك و أضعاف ما تستوجبه من جميع خلقك، أللّهمّ صلّ على محمّد و آله الطّيّبين بعدد ما أحصاه كتابك و أحاط به علمك و تمّم إحسانك إليّ فيما بقي من عمري كما أحسنت إليّ فيما مضى منه، و ارزقني شكر ما أنعمت به عليّ و انصرني على من عاداني و ارزقني التّوفيق و التّسديد و العصمة و حطّ ثقل الأوزار و الخطايا و مرغمات المعاصي، فإنّك تمحو ما تشاء و تثبت و عندك أمّ الكتاب، اللّهمّ إنّي أسألك و أتوسّل إليك بتوحيدك و تحميدك و تمجيدك و تهليلك و تكبيرك و تعظيمك و بنورك و رأفتك و رحمتك و علوّك و وقارك و حياطتك و وفائك و منّك و جلالك و جمالك و بهائك و كمالك و كبريائك و سلطانك و قدرتك و إحسانك و بفضلك و تطهيرك و امتنانك و بجميع ما سألك به خلقك و نبيّك محمّد صلّى اللّه عليه و آله و عترته الطّاهرين أن تصلّي على محمّد و آله، و لا تحرمني رفدك و فضلك و فوائد كراماتك فإنّه لا يعتريك لكثرة ما تتدفّق به سيوب العطايا عوائق البخل، و لا ينقص جودك التّقصير في شكر نعمتك و لا يجمّ خزائن مواهبك المنع و لا يؤثّر في جودك العظيم منحك الفائقة الجميلة الجليلة، و لا تخاف ضيم إملاق فتكدي و لا يلحقك

ص: 478

خوف عدم فينقص من جودك فيض فضلك العميم، أللّهمّ ارزقني قلبا خاشعا خاضعا ضارعا و بدنا صابرا و يقينا صادقا و لسانا ذاكرا و عينا باكية و علما نافعا و ولدا صالحا و عمرا طويلا و عملا صالحا و خلقا حسنا و رزقا واسعا حلالا طيّبا و لا تؤمنّي مكرك و لا تنسني ذكرك و لا تكشف عنّي سترك و لا تقنّطني من رحمتك و لا تباعدني من جوارك و كنفك، و أعذني من سخطك و غضبك و لا تؤيسني من روحك و لا تنزع عنّي عافيتك و بركتك و سلامتك، و كن لي أنيسا من كلّ روعة و وحشة و اعصمني من كلّ هلكة و نجّني من كلّ بلاء و آفة و عاهة و محنة و زلزلة و بلاء و وباء و حرّ و برد وجوع و عطش و غصّة و غيّ و ضلالة و شدّة في الدّارين إنّك لا تخلف الميعاد، أللّهمّ ارفعني و لا تضعني و ادفع عنّي و لا تدفعني و أعطني و لا تحرمني و أكرمني و لا تهنّي و زدني و لا تنقصني و ارحمني و لا تعذّبني و انصرني و لا تخذلني و استرني و لا تفضحني و احفظني و لا تضيّعني و آثرني و لا تؤثر عليّ و فرّج همّي و اكشف غمّي و أهلك عدوّي إنّك على كلّ شيء قدير يا ذا الجلال و الإكرام يا أرحم الرّاحمين، أللّهمّ و أهلك الكفرة الّذين يكذّبون رسلك و يجحدون آياتك و يصدّون عن سبيلك و أحلل بهم غضبك و عذابك يا إله الحقّ ربّ العالمين، أللّهمّ و ما قدّرت عليّ من أمر و شرعت فيه بتوفيقك و تيسيرك فتمّمه لي على أحسن الوجوه كلّها و أصلحها و أصوبها إنّك على ما تشاء قدير و بالإجابة جدير، يا من قامت السّماوات و الأرض بأمره يا من يمسك السّماء أن تقع على الأرض إلاّ بإذنه يا من أَمْرُهُ إِذٰا أَرٰادَ شَيْئاً (إلى آخره)(1) و صلّى اللّه على أشرف الخلق و حبيب الحقّ نبيّ الرّحمة و شفيع الأمّة سيّدنا محمّد خاتم النّبيّين و على آله أجمعين، سبحان ربّك ربّ العزّة عمّا يصفون و سلام على المرسلين و الحمد للّه ربّ العالمين.

في دعاء سهم الليل

دعاء مرويّ عن المهدي عليه السّلام يسمى سهم الليل: أللّهمّ إنّي أسألك بعزيز

ص: 479


1- إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون.

تعزيز اعتزاز عزّتك، بطول حول شديد قوّتك بقدرة مقدار اقتدار قدرتك، بتأكيد تحميد تمجيد عظمتك بسموّ نموّ علوّ رفعتك، بديموم قيّوم دوام مدّتك برضوان غفران أمان رحمتك، برفيع بديع منيع سلطنتك بسعاة صلاة بساط رحمتك، بحقائق الحقّ من حقّ حقّك بمكنون السّرّ من سرّ سرّك، بمعاقد العزّ من عزّ عزّك بحنين أنين تسكين المريدين، بحرقات خضعات زفرات الخائفين، بآمال أعمال أقوال المجتهدين بتخشّع تخضّع تقطّع مرارات الصّابرين، بتعبّد تهجّد تمجّد تجلّد العابدين، أللّهمّ ذهلت العقول و انحسرت الأبصار و ضاعت الأفهام و حارت الأوهام و قصرت الخواطر و بعدت الظّنون عن إدراك كنه كيفيّة ما ظهر من بوادي عجائب أصناف بدائع قدرتك دون البلوغ إلى معرفة تلألؤ لمعات بروق سمائك، أللّهمّ محرّك الحركات و مبدي نهاية الغايات و مخرج ينابيع تفريع قضبان النّبات، يا من شقّ صمّ جلاميد الصّخور الرّاسيات و أنبع منها ماء معينا حياة للمخلوقات فأحيا منها الحيوان و النّبات، و علم ما اختلج في سرّ أفكارهم من نطق إشارات خفيّات لغات النّمل السّارحات، يا من سبّحت و هلّلت و قدّست و كبّرت و سجدت لجلال جمال أقوال عظيم عزّة جبروت ملكوت سلطنته ملائكة السّبع سماوات، يا من دارت فأضاءت و أنارت لدوام ديموميّته النّجوم الزّاهرات و أحصى عدد الأحياء و الأموات صلّ على محمّد و آل محمّد خير البريّات و افعل بي كذا و كذا.

في أدعية مختلفة مأثورة

دعاء آخر مرويّ عن المهدي عليه السّلام أيضا: أللّهمّ ارزقنا توفيق الطّاعة و بعد المعصية و صدق النّيّة و عرفان الحرمة و أكرمنا بالهدى و الإستقامة، و سدّد ألسنتنا بالصّواب و الحكمة و املأ قلوبنا بالعلم و المعرفة، و طهّر بطوننا من الحرام و الشّبهة و اكفف أيدينا عن الظّلم و السّرقة و اغضض أبصارنا عن الفجور و الخيانة، و اسدد أسماعنا عن اللّغو و الغيبة، و تفضّل على علمائنا بالزّهد و النّصيحة و على المتعلّمين بالجهد و الرّغبة و على المستمعين بالإتّباع و الموعظة، و على مرضى المسلمين

ص: 480

بالشّفاء و الرّاحة و على موتاهم بالرّأفة و الرّحمة، و على مشايخنا بالوقار و السّكينة و على الشّباب بالإنابة و التّوبة و على النّساء بالحياء و العفّة، و على الأغنياء بالتّواضع و السّعة و على الفقراء بالصّبر و القناعة، و على الغزاة بالنّصر و الغلبة و على الأسراء بالخلاص و الرّاحة و على الأمراء بالعدل و الشّفقة، و على الرّعيّة بالإنصاف و حسن السّيرة و بارك للحجّاج و الزّوّار في الزّاد و النّفقة و اقض ما أوحيت عليهم من الحجّ و العمرة بفضلك و رحمتك يا أرحم الرّاحمين.

دعاء عظيم مرويّ عن النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: بسم اللّه الرّحمن الرّحيم أللّهمّ إنّك حميد مجيد ودود شكور كريم و فيّ مليّ، أللّهمّ إنّك توّاب وهّاب سريع الحساب جليل عزيز متكبّر خالق بارىء مصوّر واحد أحد قادر قاهر، أللّهمّ لا ينفد ما وهبت و لا يردّ ما منعت، فلك الحمد كما خلقت و صوّرت و قضيت و أضللت و هديت و أضحكت و أبكيت و أمتّ و أحييت و أفقرت و أغنيت و أمرضت و شفيت و أطعمت و سقيت، و لك الحمد في كلّ ما قضيت و لا ملجأ منك إلاّ إليك يا واسع النّعماء يا كريم الآلاء يا جزيل العطاء يا قاضي القضاء يا باسط الخيرات يا كاشف الكربات يا مجيب الدّعوات يا وليّ الحسنات يا رافع الدّرجات يا منزل البركات و الآيات، أللّهمّ إنّك ترى و لا ترى و أنت بالمنظر الأعلى يا فالق الحبّ و النّوى، و لك الحمد في الآخرة و الأولى، أللّهمّ إنّك غافر الذّنب و قابل التّوب شديد العقاب ذي الطّول لا إله إلاّ أنت إليك المصير، وسعت كلّ شيء رحمتك و لا رادّ لأمرك و لا معقّب لحكمك بلغت حجّتك و نفذ أمرك و بقيت أنت وحدك لا شريك في أمرك، و لا تخيّب سائلك إذا سألك، أسألك بحقّ السّائلين إليك الطّالبين ما عندك أسألك يا ربّ بأحبّ السّائلين إليك و بأسمائك الّتي إذا دعيت بها أجبت، و إذا سئلت بها أعطيت أسألك أن تصلّي على محمّد و آل محمّد، و أسألك باسمك العظيم الأعظم الّذي إذا سئلت به أعطيت و إذا أقسم عليك به كفيت أسألك أن تصلّي على محمّد

ص: 481

و آل محمّد و أن تكفينا ما أهمّنا و ما لم يهمّنا من أمر ديننا و دنيانا و آخرتنا و تعفو عنّا و تغفر لنا و تقضي حوائجنا، أللّهمّ اجعلنا من الّذين إذا حدّثوا صدقوا و إذا أساؤا استغفروا و إذا سئلوا أعطوا و إذا سلبوا صبروا و إذا عاهدوا وفوا و إذا غضبوا غفروا و إذا جهلوا رجعوا و إذا ظلموا لم يظلموا و إذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما، و الّذين يبيتون لربّهم سجّدا و قياما و الّذين يقولون ربّنا اصرف عنّا عذاب جهنّم إنّ عذابها كان غراما إنّها ساءت مستقرّا و مقاما، أللّهمّ اجعلنا من الّذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنّا للّه و إنّا إليه راجعون، أللّهمّ إنّي أسألك من علمك لجهلنا و من قوّتك لضعفنا و من غناك لفقرنا، أللّهمّ لا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين و لا أقلّ من ذلك و لا تردّنا على أعقابنا و لا تزلّ أقدامنا و لا تزغ قلوبنا و لا تدحض حجّتنا و لا تمح معذرتنا و لا تعسّر علينا سعينا و لا تشمت بنا أعداءنا و لا تسلّط علينا سلطانا مخيفا، وهب لنا من لدنك رحمة إنّك أنت الوهّاب، ربّنا هب لنا من أزواجنا و ذرّيّاتنا قرّة أعين و اجعلنا للمتّقين إماما، أللّهمّ لا تؤمنّا مكرك و لا تكشف عنّا سترك و لا تصرف عنّا وجهك و لا تحلل علينا غضبك و لا تنحّ عنّا كرمك، و اجعلنا اللّهمّ من الصّالحين الأخيار و ارزقنا ثواب دار القرار و اجعلنا من الأتقياء الأبرار و وفّقنا في الدّنيا و الآخرة و اجعل لنا مودّة في قلوب المؤمنين آمين ربّ العالمين، أللّهمّ كما اجتبيت آدم و تبت عليه تب علينا و كما رضيت عن إسحاق فارض عنّا و كما صبّرت إسماعيل على البلاء فصبّرنا و كما كشفت الضّرّ عن أيّوب فاكشف ضرّنا و كما جعلت لسليمان زلفى و حسن مآب فاجعل لنا و كما أعطيت موسى و هارون سؤلهما فأعطنا و كما رفعت إدريس مكانا عليّا فارفعنا و كما أدخلت إلياس و اليسع و ذا الكفل و ذا القرنين في الصّالحين فأدخلنا و كما ربطت على قلوب أهل الكهف إذ قاموا فقالوا ربّنا ربّ السّماوات و الأرض لن ندعو من دونه إلها لقد قلنا إذا شططا، و نحن نقول كذلك فاربط على قلوبنا و كما دعاك زكريّا فاستجبت له فاستجب لنا و كما أيّدت عيسى بروح القدس فأيّدنا بما تحبّ و ترضى و كما غفرت لمحمّد صلّى اللّه عليه و آله فاغفر

ص: 482

لنا ذنوبنا و كفّر عنّا سيّآتنا ما قدّمنا و ما أخّرنا و ما أسررنا و ما أعلنّا إنّك على كلّ شيء قدير، و اجعلنا اللّهمّ و جميع المؤمنين من عبادك العالمين العاملين الخاشعين المتّقين المخلصين الّذين لا خوف عليهم و لا هم يحزنون و الحمد للّه ربّ العالمين و صلّى اللّه على محمّد و آله و سلّم تسليما كثيرا.

دعاء عظيم مرويّ عن النّبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: بسم اللّه الرّحمن الرّحيم سبحانك أنت اللّه ربّ العرش العظيم، سبحانك أنت اللّه الرّحمن الرّحيم، سبحانك أنت اللّه ربّ العالمين، سبحانك أنت اللّه الملك القدّوس، سبحانك أنت اللّه السّلام المؤمن، سبحانك أنت اللّه العزيز المهيمن، سبحانك أنت اللّه الجبّار المتكبّر، سبحانك أنت اللّه الخالق البارىء، سبحانك أنت اللّه المصوّر الحكيم، سبحانك أنت اللّه السّميع العليم، سبحانك أنت اللّه البصير الصّادق، سبحانك أنت اللّه الحيّ القيّوم، سبحانك أنت اللّه الواسع اللّطيف، سبحانك أنت اللّه البديع الأحد، سبحانك أنت اللّه العليّ الكبير، سبحانك أنت اللّه الغفور الودود، سبحانك أنت اللّه الشّكور الحليم، سبحانك أنت اللّه الحميد المجيد، سبحانك أنت اللّه المبدىء المعيد، سبحانك أنت اللّه الواحد الأحد، سبحانك أنت اللّه السّيّد الصّمد، سبحانك أنت اللّه الأوّل الآخر، سبحانك أنت اللّه الظّاهر الباطن، سبحانك أنت اللّه الغفور الغفّار، سبحانك أنت اللّه الوكيل الكافي، سبحانك أنت اللّه العظيم الكريم، سبحانك أنت اللّه المغيث الدّائم، سبحانك أنت اللّه المتعالي الحقّ، سبحانك أنت اللّه الباعث الوارث، سبحانك أنت اللّه الباقي الرّؤوف، سبحانك أنت اللّه العزيز الحميد، سبحانك أنت اللّه القريب المجيب، سبحانك أنت اللّه القابض الباسط، سبحانك أنت اللّه الشّهيد المنعم، سبحانك أنت اللّه القاهر الرّزّاق، سبحانك أنت اللّه الحسيب البارىء، سبحانك أنت اللّه الغنيّ الوفيّ، سبحانك أنت اللّه القادر المقتدر، سبحانك أنت اللّه التّوّاب الوهّاب، سبحانك أنت اللّه المحيي المميت، سبحانك أنت اللّه الحنّان المنّان،

ص: 483

سبحانك أنت اللّه القديم الفعّال، سبحانك أنت اللّه القويّ القائم، سبحانك أنت اللّه الرّؤوف الرّحيم، سبحانك أنت اللّه الوفيّ الكريم، سبحانك أنت اللّه الفاطر الخالق، سبحانك أنت اللّه العزيز الفتّاح، سبحانك أنت اللّه الدّيّان الشّكور، سبحانك أنت اللّه علاّم الغيوب، سبحانك أنت اللّه الصّادق العدل، سبحانك أنت اللّه الطّاهر الطّهر، سبحانك أنت اللّه الرّفيع الباقي، سبحانك أنت اللّه الوتر الهادي، سبحانك أنت اللّه الوليّ النّصير، سبحانك أنت اللّه الكفيل المستعان، سبحانك أنت اللّه الغالب المعطي، سبحانك أنت اللّه العالم المعظّم، سبحانك أنت اللّه المحسن المجمل، سبحانك أنت اللّه المنعم المفضل، سبحانك أنت اللّه الفاضل الصّادق، سبحانك أنت اللّه خير الحاكمين، سبحانك أنت اللّه خير الفاصلين، سبحانك أنت اللّه خير الوارثين، سبحانك أنت اللّه خير النّاصرين، سبحانك أنت اللّه خير الغافرين، سبحانك أنت اللّه خير الفاطرين، سبحانك أنت اللّه خير الرّازقين، سبحانك أنت اللّه أسرع الحاسبين، سبحانك أنت اللّه أحسن الخالقين، سبحانك أنت اللّه العزيز الحكيم، سبحانك أنت اللّه أرحم الرّاحمين، سبحانك أنت اللّه لا إله إلاّ أنت ربّ العرش العظيم، سبحانك أنت اللّه لا إله إلاّ أنت، سبحانك إنّي كنت من الظّالمين فاستجبنا له و نجّيناه من الغمّ و كذلك ننجي المؤمنين و لا حول و لا قوّة إلاّ باللّه العليّ العظيم و الحمد للّه ربّ العالمين و صلّى اللّه على سيّدنا محمّد و آله الطّيّبين الطّاهرين.

دعاء عظيم مرويّ عن النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: أللّهمّ إنّي أسألك باسمك المخزون المكنون المحجوب المرفوع الّذي قامت به السّماوات و الأرضون، و ثبتت به الجبال الرّاسيات و جرت به البحار الزّاخرات و باسمك الّذي به تعزّ و تذلّ، و باسمك الّذي أنزلت به التّوراة و الإنجيل و باسمك الّذي أنزلت به الفرقان و الزّبور، و باسمك الّذي تحيي به الموتى و تميت به الأحياء و باسمك الّذي خلقت به جنّتك و نارك، و باسمك

ص: 484

الّذي إذا دعيت به أجبت و إذا سئلت به أعطيت و باسمك الّذي تأخذ به و تعطي و باسمك الجميل الجليل الكريم و باسمك العزيز الغفور الرّحيم، و أسألك بكلّ ما دعاك به كلّ ملك مقرّب أو نبيّ مرسل أو رسول مصطفى أو أحد ممّن خلقت من ذكر أو أنثى في برّ أو بحر في شدّة أو رخاء في غمّ أو همّ أو كرب في فرح أو ترح في سماء أو أرض في سهل أو جبل أو عان خائف أو أسير مظلوم أو حزين مضطرّ في ليل أو نهار، استجبت دعاءه و كشفت بلاءه و رحمت بكاءه و حسمت شكواه فإنّي أسألك بحقّ لا إله إلاّ أنت و بحقّ أحبّ الأسماء إليك و أكرمها لديك و أعظمها عليك، و بحقّ إبراهيم عليه السّلام و ما أنزلت عليه و بحقّ داود عليه السلام و ما أنزلت عليه و بحقّ موسى عليه السّلام و ما أنزلت عليه و بحقّ عيسى عليه السّلام و ما أنزلت عليه و بحقّ محمّد المصطفى صلّى اللّه عليه و آله و ما أنزلت عليه و بحقّ جميع الأنبياء عليهم السّلام و ما أنزلت عليهم، و بحقّ الرّاغبين إليك و الطّالبين ما لديك، و بحقّ السّائلين و العارفين و بحقّ المسبّحين و المستغفرين و بحقّ المهلّلين و المكبّرين و بحقّ الحامدين و الذّاكرين، و بحقّ السّاجدين و الرّاكعين و بحقّ أسماءك كلّها فأنت أمرت بالدّعاء و تكفّلت بالإجابة فمنّا الدّعاء و منك الإجابة و منّا الطّلب و منك العطيّة فإنّك تعطي من سعة و تمنع من قدرة و تعفو عن حلم و تأخذ بجرم، يا شاهد كلّ نجوى و يا موضع كلّ شكوى و يا معطي كلّ حاجة و يا عالم كلّ سريرة و يا غافر الذّنب و يا قابل التّوب القاضي الأكبر، و يا منزل القطر و يا كريم العفو و يا جوادا لا يبخل يا من لا يواري منه ليل داج و لا بحر عجّاج و لا سماء ذات أبراج، أللّهمّ إنّي أسألك بحقّ حجّاج بيتك الحرام عاما بعد عام و بالرّكن و المقام و المشعر الحرام و بحقّ الملبّين و الدّاعين باللّيل و النّهار و بحقّ الحلّ و الحرام و بحقّ النّور و الظّلام و أسألك باسمك الّذي رفعت به السّماوات بغير عمد مأسوس و لا محسوس و سطحت به الأرض على وجه ماء محبوس، و أسألك باسمك الّذي دحوت به الأرضين فانبسطت بإذنك و استقرّت بعلمك، و أسألك باسمك الطّهر الطّاهر المطهّر

ص: 485

الّذي إذا دعيت به أجبت و إذا سئلت به أعطيت، و أسألك باسمك الشّامخ القدّوس البرهان المبين الّذي هو نور على نور و نور فوق نور و نور يضيء به كلّ نور، و أسألك باسمك الّذي إذا بلغ الأرض انشقّت و إذا بلغ السّماوات تفتّحت و إذا بلغ الكرسيّ تخشّع و إذا بلغ العرش اهتزّ، و أسألك باسمك الّذي استويت به على عرشك و علوت به على كرسيّك، و أسألك باسمك الّذي قام به عرشك و ارتعدت منه حملته فثبّتهم به و ثبّت به حملة كرسيّك، و أسألك باسمك الّذي لقّنته آدم عليه السّلام بعد أن أخرجته من الجنّة فرحمته به و تبت عليه، و أسألك باسمك الّذي دعاك به إدريس فرفعته مكانا عليّا، و أسألك باسمك الّذي نجّيت به إبراهيم عليه السّلام خليلك من النّار و جعلت النّار عليه بردا و سلاما، و أسألك باسمك الّذي دعاك به يعقوب عليه السّلام فرددت عليه بصره و أقررت عينه بيوسف و جمعت شمله به بعد الفرقة، و أسألك باسمك الّذي دعاك به أيّوب عليه السّلام فكشفت بلاءه و ضرّه و آتيته أهله و مثلهم معهم، و أسألك باسمك الّذي دعاك به عبدك موسى فمشى به على الماء، و أسألك باسمك الّذي فلقت به البحر لبني إسرائيل و أغرقت فرعون و من معه، و أسألك باسمك الّذي دعاك به موسى عليه السّلام من جانب الطّور الأيمن في البقعة المباركة من الشّجرة فكلّمته تكليما و استجبت له و ألقيت عليه محبّة منك، و أسألك باسمك الّذي دعتك به آسية امرأة فرعون فاستجبت لها و بنيت لها عندك بيتا في الجنّة، و أسألك باسمك الّذي دعاك به ذو النّون في ظلمات ثلاث فاستجبت له و نجّيته و أسألك باسمك الّذي دعاك به داود عليه السّلام في خطيئته و هو ساجد فغفرت له ذنبه، و أسألك باسمك الّذي دعاك به سليمان عليه السّلام إذ قال ربّ هب لي حكما لا ينبغي لأحد من بعدي فاستجبت له و أعطيته، و أسألك باسمك الّذي أنزلت به البراق على محمّد المختار عليه و آله السّلام ليلة أسري به إلى السّماء و قلت له قل يا محمّد سبحان الّذي سخّر لنا هذا و ما كنّا له مقرنين و إنّا إلى ربّنا لمنقلبون، و أسألك باسمك الّذي دعاك به حملة عرشك و كرسيّك و بحقّ

ص: 486

جبرئيل و ميكائيل و إسرافيل و عزرائيل و بحقّ محمّد عبدك و رسولك و بحقّ ملائكتك المقرّبين و أنبياءك المرسلين و عبادك الصّالحين، و أسألك بحقّ السّماء و الأرض و بحقّ الجبال و البحار و بحقّ الشّجر و الدّوابّ و بحقّ الرّيح و الهواء و بحقّ القلم و اللّوح و بحقّ الظّلّ و الحرور و بحقّ القمر المنير و بحقّ البيت الحرام و يوم محمّد و آل محمّد عليهم السّلام، و بحقّ إبراهيم و آل إبراهيم و بحقّ فضائل يوم القيامة و بحقّ فصل القضاء و بحقّ القسط و الميزان و بحقّ الصّحف و بحقّ القلم و ما جرى به و بحقّ اسمك المرفوع عندك الّذي استأثرت به في علم الغيب عندك و لا تظهره لأحد من خلقك و لم يطّلع عليه أحد من ملائكتك و لا نبيّ مرسل من رسلك، و أسألك باسمك الّذي استقرّت به البحار و قامت به الجبال و باسمك الّذي يختلف به اللّيل و النّهار فيظلم به اللّيل و يضيء به النّهار و بحقّ الكرام الكاتبين و بحقّ الحفظة الموكّلين و بحقّ السّبع المثاني و القرآن العظيم، و بحقّ الحمد للّه ربّ العالمين، و بحقّ سورة البقرة و آل عمران و النّساء و المائدة، و بحقّ الأنعام و الأعراف و الأنفال و التّوبة، و بحقّ يونس و هود و يوسف و الرّعد، و بحقّ إبراهيم و الحجر و النّحل و بني إسرائيل، و بحقّ الكهف و مريم و طه و الأنبياء، و بحقّ الحجّ و المؤمنين و النّور و الفرقان و بحقّ الشّعراء و النّمل و القصص و العنكبوت، و بحقّ الرّوم و لقمان و السّجدة و الأحزاب و سبأ و بحقّ الملائكة و يس و الصّافات و ص، و بحقّ الزّمر و المؤمن و حم السّجدة و حم عسق، و بحقّ الزّخرف و الدّخان و الجاثية و الأحقاف، و بحقّ سورة محمّد صلّى اللّه عليه و آله و الفتح و الحجرات و ق و الذّاريات، و بحقّ الطّور و النّجم و القمر و الرّحمن، و بحقّ الواقعة و الحديد و المجادلة و الحشر و الممتحنة و الصّفّ، و بحقّ الجمعة و المنافقين و التّغابن و الطّلاق و التّحريم، و بحقّ تبارك و ن و الحاقّة و المعارج، و بحقّ نوح و الجنّ و المزّمّل و المدّثّر و بحقّ القيامة و الإنسان و المرسلات و النّبإ العظيم و النّازعات، و بحقّ عبس و التّكوير و الإنفطار و المطفّفين، و بحقّ الإنشقاق و البروج و الطّارق و بحقّ الأعلى و الغاشية و الفجر

ص: 487

و البلد، و بحقّ الشّمس و اللّيل و الضّحى و ألم نشرح و التّين، و بحقّ العلق و القدر و لم يكن و الزّلزلة و العاديات، و بحقّ القارعة و التّكاثر و العصر و الهمزة و الفيل و قريش، و بحقّ أرأيت و الكوثر و قل يا أيّها الكافرون و النّصر و تبّت، و بحقّ قُلْ هُوَ اَللّٰهُ أَحَدٌ (السّورة) و بحقّ الفلق و النّاس، و أسألك باسمك الّذي علّمته ملك الموت و قبض به أرواح الخلق و باسمك الّذي كتبته على سرادق عرشك، يا من لا يخفى عليه سؤال سائل يا من لا يلهيه قول قائل يا من لا تنقص خزائنه العطايا يا من هو كلّ يوم في شأن، أسألك باسمك الّذي كتب على ورق الزّيتون و ألقي في النّار فلم يحترق، يا مفرّج غمّ المغمومين و يا دافع عن المكروبين و يا مؤنس الموحّدين و يا غياث المستغيثين و يا جار المستجيرين و يا ملاذ المتحيّرين و يا جبّار المتجبّرين و يا ربّ العالمين، أسألك بمعاقد العزّ من عرشك و منتهى الرّحمة من كتابك و إنفاذ وحيك في خلقك و إثبات حكمك في لوحك و علم خلقك في قلمك و باسمك العليّ الأعلى العظيم الأعظم، و أسألك بالرّياح و ما ذرت و البحار و ما جرت و الأرض و ما أقلّت و السّماء و ما أظلّت، و بحقّ الملائكة الأوّلين و الآخرين و بحقّ المستغفرين آناء اللّيل و أطراف النّهار، و بحقّ إبراهيم خليلك و آدم صفيّك و موسى كليمك و عيسى روحك و داود نبيّك و نوح رسولك و ميكائيل صاحب وحيك و إسرافيل صاحب نفخك و جبرئيل أمينك و محمّد صلّى اللّه عليه و آله و عترته خيرتك من خلقك، و بحقّ كلّ مناد وداع و بحقّ كلّ مسبّح و ذاكر و مصلّ و قارىء و شاهد و غائب و غريب و كلّ حاجّ و معتمر من ذكر أو أنثى فيما مضى و فيما بقي من عمري، و بكلّ اسم هو لك في برّ أو بحر أو سهل أو جبل، و بحقّ كلّ اسم دعاك به ملك مقرّب أو نبيّ مرسل، و بحقّ اسمك الّذي لا تخيّب من دعاك به إلاّ صلّيت على محمّد و آل محمّد و أحييتني و كشفت كربي و سترت ذنوبي و قضيت حوائجي، أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد و بارك على محمّد و آل محمّد و ارحم محمّدا و آل محمّد كما صلّيت و باركت و ترحّمت على إبراهيم و آل إبراهيم إنّك حميد مجيد، أللّهمّ صلّ على ملائكتك

ص: 488

المقرّبين و أنبيائك المرسلين و عبادك الصّالحين و أهل طاعتك أجمعين من أهل السّماوات و أهل الأرضين، أللّهمّ اغفر للمؤمنين و المؤمنات و المسلمين و المسلمات الأحياء منهم و الأموات و تابع بيننا و بينهم في الخيرات و أدخلنا و إيّاهم الجنّات إنّك سميع الدّعوات يا أرحم الرّاحمين و سل حاجتك.

في دعاء كنز العرش

دعاء كنز العرش مرويّ عن النبيّ صلّى اللّه عليه و آله: بسم اللّه الرّحمن الرّحيم لا إله إلاّ اللّه الحليم الكريم لا إله إلاّ اللّه العليّ العظيم لا إله إلاّ اللّه الملك الحقّ المبين لا إله إلاّ اللّه الحقّ العدل اليقين لا إله إلاّ اللّه ربّنا و ربّ آبائنا الأوّلين لا إله إلاّ أنت سبحانك إنّي كنت من الظّالمين لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له له الملك و له الحمد يحيي و يميت و يميت و يحيي و هو حيّ لا يموت بيده الخير و هو على كلّ شيء قدير، لا إله إلاّ اللّه محمّد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و الحمد للّه ربّ العالمين، لا إله إلاّ اللّه إقرارا بربوبيّته و سبحان اللّه خضوعا لعظمته و نشهد أنّ محمّدا عبده و رسوله، أللّهمّ يا نور السّماوات و الأرض و يا غياث السّماوات و الأرض و يا فاطر السّماوات و الأرض و يا عماد السّماوات و الأرض يا ذا الجلال و الإكرام يا حيّ يا قيّوم، أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد و ارحم محمّدا و آل محمّد و بارك على محمّد و آل محمّد كأفضل ما صلّيت و باركت و ترحّمت و تحنّنت على إبراهيم و آل إبراهيم إنّك حميد مجيد، أللّهمّ إنّك تعلم سرّي و علانيتي و ما في نفسي فاقبل معذرتي و تعلم حاجتي فأعطني سؤلي و اغفر لي ذنوبي إنّه لا يغفر الذّنوب إلاّ أنت يا أرحم الرّاحمين، أللّهمّ إنّي أسألك بحقّ وجهك الكريم عليك يا ربّ، و أسألك بحقّ عزّتك عليك يا ربّ و أسألك بحقّ عظمة جلالك عليك يا ربّ، و أسألك بحقّ ملائكتك المقرّبين و أنبياءك المرسلين عليك يا ربّ و أسألك بحقّ جبرئيل عليك يا ربّ، و أسألك بحقّ ميكائيل عليك يا ربّ، و أسألك بحقّ إسرافيل عليك يا ربّ، و أسألك بحقّ عزرائيل عليك يا ربّ، و أسألك بحقّ حملة عرشك و الكروبيّين عليك

ص: 489

يا ربّ، و أسألك بحقّ آدم و محمّد و من بينهما من الأنبياء و المرسلين عليك يا ربّ، و أسألك بحقّ محمّد المصطفى خاتم النّبيّين عليك يا ربّ، و أسألك بحقّ عليّ بن أبي طالب أمير المؤمنين و إمام المتّقين عليك يا ربّ، و أسألك بحقّ فاطمة الزّهراء سيّدة نساء العالمين عليك يا ربّ، و أسألك بحقّ الحسن المجتبى عليك يا ربّ، و أسألك بحقّ الحسين الإمام الشّهيد المظلوم المقتول بكربلا عليك يا ربّ، و أسألك بحقّ عليّ بن الحسين زين العابدين عليك يا ربّ، و أسألك بحقّ محمّد بن عليّ الباقر لعلم النّبيّين عليك يا ربّ، و أسألك بحقّ جعفر بن محمّد الصّادق البارّ عليك يا ربّ، و أسألك بحقّ موسى بن جعفر الكاظم في اللّه عليك يا ربّ، و أسألك بحقّ عليّ بن موسى الرّضى عليك يا ربّ، و أسألك بحقّ محمّد بن عليّ التّقيّ عليك يا ربّ، و أسألك بحقّ عليّ بن محمّد النّقيّ عليك يا ربّ، و أسألك بحقّ الحسن بن عليّ الزّكيّ الرّضيّ عليك يا ربّ، و أسألك بحقّ محمّد بن الحسن القائم بأمرك و الحجّة على عبادك عليك يا ربّ، و أسألك بحقّ صحف إبراهيم عليك يا ربّ، و أسألك بحقّ زبور داود عليك يا ربّ، و أسألك بحقّ توراة موسى عليك يا ربّ، و أسألك بحقّ إنجيل عيسى عليك يا ربّ، و أسألك بحقّ اسمك المكتوب في فرقان محمّد صلّى اللّه عليه و آله عليك يا ربّ، و أسألك بحقّ اسمك بسم اللّه الرّحمن الرّحيم عليك يا ربّ، و أسألك بحقّ سورة الحمد عليك يا ربّ، و أسألك بحقّ سورة البقرة عليك يا ربّ، و أسألك بحقّ سورة آل عمران عليك يا ربّ، و أسألك بحقّ سورة النّساء عليك يا ربّ، و أسألك هكذا إلى آخر القرآن سورة سورة و قد مرّ ذكرها في الدّعاء المتقدّم آنفا، و أسألك بحقّ كلّ سورة أنزلتها على نبيّ من أنبيائك عليك يا ربّ، و أسألك بحقّ مائة ألف نبيّ و أربعة و عشرين ألف نبيّ عليك يا ربّ، و أسألك بحقّ الأدعية الّتي دعاك بها أنبياؤك و رسلك و أهل طاعتك عليك يا ربّ، و أسألك بحقّ اسمك المكتوب على اللّوح المحفوظ عليك يا ربّ، و أسألك بحقّ اسمك المكتوب على ساق عرشك عليك يا ربّ، و أسألك بحقّ اسمك المكتوب

ص: 490

على الصّراط عليك يا ربّ، و أسألك بحقّ اسمك المكتوب على أجنحة جبرئيل و ميكائيل عليك يا ربّ، و أسألك بحقّ اسمك المكتوب على أجنحة إسرافيل عليك يا ربّ، و أسألك بحقّ اسمك المكتوب على كفّ عزرائيل عليك يا ربّ، و أسألك بحقّ اسمك المكتوب على باب الجنان عليك يا ربّ، و أسألك بحقّ اسمك الّذي دعاك به منكر و نكير عليك يا ربّ، و أسألك بحقّ اسمك الّذي دعاك به حملة عرشك عليك يا ربّ، و أسألك بحقّ اسمك الّذي دعاك به ملائكتك المقرّبون و الكرّوبيّون عليك يا ربّ، و أسألك بحقّ غاية رحمتك على عبادك عليك يا ربّ، و أسألك بحقّ تمام كلماتك عليك يا ربّ، و أسألك بحقّ علمك أسرار عبادك عليك يا ربّ، و أسألك بحقّ اسمك الأعظم عليك يا ربّ، و أسألك بحقّ الإسم الّذي لقّنته آدم عليه السّلام و قبلت توبته و عفوت عنه عليك يا ربّ، و أسألك بحقّ الكلمات الّتي تلقّاها منك فتبت عليه عليك يا ربّ، و أسألك بحقّ اسمك الّذي دعاك به هابيل فقبلت قربانه عليك يا ربّ، و أسألك بحقّ الإسم الّذي دعاك به شيث عليه السّلام فاجتبيته عليك يا ربّ، و أسألك بحقّ الإسم الّذي دعاك به إدريس عليه السّلام فرفعته مكانا عليّا عليك يا ربّ، و أسألك بحقّ الإسم الّذي دعاك به نوح عليه السّلام فنجّيته و من معه في السّفينة عليك يا ربّ، و أسألك بحقّ الإسم الّذي دعاك به إبراهيم عليه السّلام و جعلت النّار عليه بردا و سلاما عليك يا ربّ، و أسألك بحقّ الإسم الّذي دعاك به إسماعيل عليه السّلام ففديته بذبح عظيم عليك يا ربّ، و أسألك بحقّ الإسم الّذي دعاك به إسحاق عليه السّلام عليك يا ربّ، و أسألك بحقّ الإسم الّذي دعاك به هود عليه السّلام فاستجبت له و أهلكت عادا عليك يا ربّ، و أسألك بحقّ الإسم الّذي دعاك به صالح عليه السّلام فاستجبت له و أهلكت ثمود عليك يا ربّ، و أسألك بحقّ الإسم الّذي دعاك به يعقوب عليه السّلام فرددت عليه بصره و ولده و كشفت عنه ضرّه عليك يا ربّ، و أسألك بحقّ الإسم الّذي دعاك به يوسف عليه السّلام فأنجيته من غيابة الجبّ و من السّجن عليك يا ربّ، و أسألك

ص: 491

بحقّ الإسم الّذي دعاك به داود عليه السّلام فجعلته خليفة في الأرض عليك يا ربّ، و أسألك بحقّ الإسم الّذي دعاك به سليمان عليه السّلام فوهبت له ملكا لا ينبغي لأحد من بعده إنّك أنت الوهّاب عليك يا ربّ، و أسألك بحقّ الإسم الّذي دعاك به أيّوب عليه السّلام فكشفت عنه ضرّه و أبرأته من سقمه عليك يا ربّ، و أسألك بحقّ الإسم الّذي دعاك به موسى عليه السّلام و أتى إلى فرعون فألبسته هيبتك عليك يا ربّ، و أسألك بحقّ الإسم الّذي دعاك به موسى عليه السّلام على جبل الطّور فكلّمته تكليما عليك يا ربّ، و أسألك بحقّ الإسم الّذي دعتك به آسية بنت مزاحم فبنيت لها عندك بيتا في الجنّة عليك يا ربّ، و أسألك بحقّ الإسم الّذي دعاك به بنو إسرائيل فجعلت لهم طريقا في البحر يبسا عليك يا ربّ، و أسألك بحقّ الإسم الّذي دعاك به دانيال فنجّيته من عدوّه عليك يا ربّ، و أسألك بحقّ الإسم الّذي دعاك به الخضر عليه السّلام عليك يا ربّ، و أسألك بحقّ الإسم الّذي دعاك به عيسى عليه السّلام فأبرء الأكمه و الأبرص و أحيى الموتى بإذنك عليك يا ربّ، و أسألك بحقّ الإسم الّذي دعاك به محمّد صلّى اللّه عليه و آله فاستجبت له و كفيته هول عدوّه عليك يا ربّ، و أسألك بحقّ الإسم الّذي دعاك به أنبياؤك و رسلك فأجبت لهم دعاءهم و آتيتهم سؤلهم عليك يا ربّ، و أسألك بحقّ الإسم الّذي دعاك به الأنبياء و الأولياء و الأصفياء و الزّهّاد و العبّاد و الأبدال عليك يا ربّ، و أسألك بحقّ الإسم الّذي قامت به السّماوات السّبع و استقرّت به الأرضون السّبع و استقلّت به الجبال الرّواسي عليك يا ربّ، و أسألك بحقّ كلّ اسم له عندك حقّ عليك يا ربّ، و أسألك بحقّ الإسم الّذي اصطفيته و لم تطلع عليه أحدا من الملائكة المقرّبين و الأنبياء و المرسلين عليك يا ربّ، و أسألك بحقّ البيت الحرام عليك يا ربّ و أسألك بحقّ الرّكن و المقام عليك يا ربّ، و أسألك بحقّ البيت المعمور عليك يا ربّ و أسألك بحقّ المشعر الحرام عليك يا ربّ، و أسألك بحقّ الصفا و المروة عليك يا ربّ و أسألك بحقّ بئر زمزم عليك يا ربّ، و أسألك بحقّ الإسم الّذي دعاك به حجّاج بيتك الحرام عليك يا

ص: 492

ربّ، و أسألك بحقّ الإسم الّذي تحيي به الأموات و تميت به الأحياء عليك يا ربّ، و أسألك بحقّ محمّد المصطفى و أهل بيته عليهم السّلام عليك يا ربّ، و أسألك بحقّ سعة رحمتك عليك يا ربّ، و أسألك بحقّ من حقّه عليك عظيم عليك يا ربّ و أسألك بحقّ أسماءك الّتي إذا دعيت بها أجبت و إذا سئلت بها أعطيت عليك يا ربّ، و أسألك بحقّ الرّاغبين إليك عليك يا ربّ، و أسألك بحقّ المطيعين لك و القائمين بأمرك عليك يا ربّ، و أسألك بحقّ الرّوحانيّين و الملائكة المقرّبين في السّماوات و الأرضين عليك يا ربّ صلّ على محمّد و آل محمّد صلاة كثيرة دائمة، و ارحمنا و عافنا و اعف عنّا و اغفر لنا و تب علينا و أصلح لنا شأننا و اقض حوائجنا و حقّق آمالنا و ارض عنّا و انظر إلينا بعين الرّأفة و الرّحمة و اغفر لنا و لوالدينا و ما ولدا من المؤمنين و المؤمنات و ارحمهما كما ربّياني صغيرا و اجزهما بالإحسان إحسانا و بالسّيّآت غفرانا، و عافنا من الآفات الدّنياويّة ما أحييتنا و ادفع عنّا الغلاء و الوباء و البلاء و الأوجاع و الأسقام و الأمراض و القحط و الزّلازل و الفتن و جور السّلطان و كيد الشّيطان، و شرّ فسقة الجنّ و الإنس و شرّ فسقة العرب و العجم، و أهلك من في هلاكه صلاح للمؤمنين و أبق من في بقائه صلاح للمؤمنين، أللّهمّ و كن لوليّك في أرضك و حجّتك على عبادك وليّا و حافظا و قائدا و ناصرا و دليلا و عينا حتّى تسكنه أرضك طوعا و تمتّعه فيها طويلا و عجّل فرجه، و اجعلنا من شيعته و أوليائه و أعوانه و أنصاره و محبّيه و أتباعه، أللّهمّ و أحينا ما كانت الحياة خيرا لنا و توفّنا ما كانت الوفاة خيرا لنا و أخرجنا من الدّنيا سالمين و أدخلنا الجنّة آمنين في جوار رسولك محمّد المصطفى و الأئمّة من عترته صلواتك عليهم أجمعين، أللّهمّ و وسّع علينا معيشتنا و انشر علينا رحمتك و فضلك و أنزل علينا من بركاتك و ارزقنا رزقا واسعا حلالا طيّبا غير ممنون و لا محظور بفضلك و رحمتك و كرمك و جودك، يا ذا الفضل و المنّ و الكرم و الجود و الإحسان القديم يا ذا الجلال و الإكرام إنّك على كلّ شيء قدير و الحمد للّه ربّ العالمين و صلاته على محمّد خاتم النّبيّين و آله الطّيّبين

ص: 493

الطّاهرين و سلّم تسليما.

دعاء عظيم مرويّ عن أمير المؤمنين عليه السّلام: أللّهمّ إنّي أسألك يا مدرك الهاربين و يا ملجأ الخائفين و يا غياث المستغيثين، أللّهمّ إنّي أسألك بمعاقد العزّ من عرشك و منتهى الرّحمة من كتابك و باسمك العظيم الأعظم الكبير الأكبر الطّاهر المطهّر القدّوس المبارك، و لو أنّ ما في الأرض من شجرة أقلام و البحر يمدّه من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات اللّه إنّ اللّه عزيز حكيم يا اللّه عشرا يا ربّاه عشرا يا مولاه يا غاية رغبتاه يا هو يا من هو يا من لا يعلم ما هو إلاّ هو و لا كيف هو إلاّ هو و لا أين هو إلاّ هو يا ذا الجلال و الإكرام و الإفضال و الإنعام يا ذا الملك و الملكوت يا ذا العزّ و الكبرياء و العظمة و الجبروت يا حيّ لا يموت يا من علا فقهر، يا من ملك فقدر يا من عبد فشكر يا من عصي فستر يا من بطن فخبر، يا من لا تحيط به الفكر يا رازق البشر يا مقدّر القدر يا محصي قطر المطر، يا دائم الثّبات يا مخرج النّبات يا قاضي الحاجات يا منجح الطّلبات يا جاعل البركات يا محيي الأموات يا رفيع الدّرجات يا راحم العبرات يا مقيل العثرات يا كاشف الكربات، يا نور الأرض و السّماوات يا صاحب كلّ غريب و يا شاهدا لا يغيب يا مؤنس كلّ وحيد يا ملجأ كلّ طريد، يا راحم الشّيخ الكبير يا عصمة الخائف المستجير يا مغني البائس الفقير يا فاكّ العاني الأسير يا من لا يحتاج إلى التّفسير يا من هو بكلّ شيء خبير يا من هو على كلّ شيء قدير، يا عالي المكان يا شديد الأركان يا من ليس له ترجمان يا نعم المستعان يا قديم الإحسان يا من هو كلّ يوم في شان يا من لا يخلو منه مكان، يا أجود الأجودين يا أكرم الأكرمين يا أسمع السّامعين يا أبصر النّاظرين يا أسرع الحاسبين يا وليّ المؤمنين يا يد الواثقين يا ظهر اللاّجين يا غياث المستغيثين و يا جار المستجيرين يا ربّ الأرباب يا مسبّب الأسباب يا مفتّح الأبواب يا معتق الرّقاب يا منشىء السّحاب يا وهّاب يا توّاب يا من حيث ما دعي أجاب يا فالق الإصباح يا

ص: 494

باعث الأرواح يا من بيده كلّ مفتاح، يا سابغ النّعم يا دافع النّقم يا بارىء النّسم يا جامع الأمم يا ذا الجود و الكرم، يا عماد من لا عماد له يا سند من لا سند له يا عزّ من لا عزّ له يا حرز من لا حرز له يا غياث من لا غياث له يا حسن البلاء يا جزيل العطاء يا جميل الثّناء يا حليما لا يعجل يا عليما لا يجهل يا جوادا لا يبخل يا قريبا لا يغفل، يا صاحبي في وحدتي يا عدّتي في شدّتي يا كهفي حين تعييني المذاهب و تخذلني الأقارب و يسلمني كلّ صاحب يا رجائي في المضيق يا ركني الوثيق، يا إلهي بالتّحقيق يا ربّ البيت العتيق يا شفيق يا رفيق اكفني ما لا أطيق و فكّني من حلق الضّيق إلى فرجك القريب و اكفني ما أهمّني و ما لم يهمّني من أمر دنياي و آخرتي برحمتك يا أرحم الرّاحمين.

في دعاء المجير

دعاء المجير و هو مرويّ عن النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بسم اللّه الرّحمن الرّحيم سبحانك يا اللّه تعاليت يا رحمن أجرنا من النّار يا مجير، سبحانك يا رحيم تعاليت يا كريم أجرنا من النّار يا مجير، سبحانك يا ملك تعاليت يا مالك أجرنا من النّار يا مجير، سبحانك يا قدّوس تعاليت يا سلام أجرنا من النّار يا مجير، سبحانك يا مؤمن تعاليت يا مهيمن أجرنا من النّار يا مجير، سبحانك يا عزيز تعاليت يا جبّار أجرنا من النّار يا مجير، سبحانك يا متكبّر تعاليت يا متجبّر أجرنا من النّار يا مجير، سبحانك يا خالق تعاليت يا بارىء أجرنا من النّار يا مجير، سبحانك يا مصوّر تعاليت يا مقدّر أجرنا من النّار يا مجير، سبحانك يا هادي تعاليت يا باقي أجرنا من النّار يا مجير، سبحانك يا وهّاب تعاليت يا توّاب أجرنا من النّار يا مجير، سبحانك يا فتّاح تعاليت يا مرتاح أجرنا من النّار يا مجير، سبحانك يا سيّدي تعاليت يا مولاي أجرنا من النّار يا مجير، سبحانك يا قريب تعاليت يا رقيب أجرنا من النّار يا مجير، سبحانك يا مبدىء تعاليت يا معيد أجرنا من النّار يا مجير، سبحانك يا حميد تعاليت يا مجيد أجرنا من النّار يا مجير، سبحانك يا قديم تعاليت يا عظيم أجرنا من النّار يا مجير،

ص: 495

سبحانك يا غفور تعاليت يا شكور أجرنا من النّار يا مجير، سبحانك يا شاهد تعاليت يا شهيد أجرنا من النّار يا مجير، سبحانك يا حنّان تعاليت يا منّان أجرنا من النّار يا مجير، سبحانك يا باعث تعاليت يا وارث أجرنا من النّار يا مجير، سبحانك يا محيي تعاليت يا مميت أجرنا من النّار يا مجير، سبحانك يا شفيق تعاليت يا رفيق أجرنا من النّار يا مجير، سبحانك يا أنيس تعاليت يا مؤنس أجرنا من النّار يا مجير، سبحانك يا جليل تعاليت يا جميل أجرنا من النّار يا مجير، سبحانك يا خبير تعاليت يا بصير أجرنا من النّار يا مجير، سبحانك يا حفيّ تعاليت يا مليّ أجرنا من النّار يا مجير، سبحانك يا معبود تعاليت يا موجود أجرنا من النّار يا مجير، سبحانك يا غفّار تعاليت يا قهّار أجرنا من النّار يا مجير، سبحانك يا مذكور تعاليت يا مشكور أجرنا من النّار يا مجير، سبحانك يا جواد تعاليت يا معاذ أجرنا من النّار يا مجير، سبحانك يا جمال تعاليت يا جلال أجرنا من النّار يا مجير، سبحانك يا سابق تعاليت يا رازق أجرنا من النّار يا مجير، سبحانك يا صادق تعاليت يا فالق أجرنا من النّار يا مجير، سبحانك يا سميع تعاليت يا سريع أجرنا من النّار يا مجير، سبحانك يا رفيع تعاليت يا بديع أجرنا من النّار يا مجير، سبحانك يا فعّال تعاليت يا متعال أجرنا من النّار يا مجير، سبحانك يا قاضي تعاليت يا راضي أجرنا من النّار يا مجير، سبحانك يا قاهر تعاليت يا ظاهر أجرنا من النّار يا مجير، سبحانك يا عالم تعاليت يا حاكم أجرنا من النّار يا مجير، سبحانك يا دائم تعاليت يا قائم أجرنا من النّار يا مجير، سبحانك يا عاصم تعاليت يا قاسم أجرنا من النّار يا مجير، سبحانك يا غنيّ تعاليت يا مغني أجرنا من النّار يا مجير، سبحانك يا وفيّ تعاليت يا قويّ أجرنا من النّار يا مجير، سبحانك يا كافي تعاليت يا شافي أجرنا من النّار يا مجير، سبحانك يا مقدّم تعاليت يا مؤخّر أجرنا من النّار يا مجير، سبحانك يا أوّل تعاليت يا آخر أجرنا من النّار يا مجير، سبحانك يا ظاهر تعاليت يا باطن أجرنا من النّار يا مجير، سبحانك يا رجاء تعاليت يا مرتجى أجرنا من النّار يا مجير، سبحانك يا ذا المنّ تعاليت يا ذا

ص: 496

الطّول أجرنا من النّار يا مجير، سبحانك يا حيّ تعاليت يا قيّوم أجرنا من النّار يا مجير، سبحانك يا واحد تعاليت يا أحد أجرنا من النّار يا مجير، سبحانك يا سيّد تعاليت يا صمد أجرنا من النّار يا مجير، سبحانك يا قدير تعاليت يا كبير أجرنا من النّار يا مجير، سبحانك يا والي تعاليت يا عالي أجرنا من النّار يا مجير، سبحانك يا عليّ تعاليت يا أعلى أجرنا من النّار يا مجير، سبحانك يا وليّ تعاليت يا مولى أجرنا من النّار يا مجير، سبحانك يا ذارىء تعاليت يا بارىء أجرنا من النّار يا مجير، سبحانك يا خافض تعاليت يا رافع أجرنا من النّار يا مجير، سبحانك يا مقسط تعاليت يا جامع أجرنا من النّار يا مجير، سبحانك يا معزّ تعاليت يا مذلّ أجرنا من النّار يا مجير، سبحانك يا حافظ تعاليت يا حفيظ أجرنا من النّار يا مجير، سبحانك يا قادر تعاليت يا مقتدر أجرنا من النّار يا مجير، سبحانك يا عليم تعاليت يا حليم أجرنا من النّار يا مجير، سبحانك يا حكم تعاليت يا حكيم أجرنا من النّار يا مجير، سبحانك يا معطي تعاليت يا مانع أجرنا من النّار يا مجير، سبحانك يا ضارّ تعاليت يا نافع أجرنا من النّار يا مجير، سبحانك يا مجيب تعاليت يا حسيب أجرنا من النّار يا مجير، سبحانك يا عادل تعاليت يا فاضل أجرنا من النّار يا مجير، سبحانك يا لطيف تعاليت يا شريف أجرنا من النّار يا مجير، سبحانك يا ربّ تعاليت يا حقّ أجرنا من النّار يا مجير، سبحانك يا ماجد تعاليت يا واجد أجرنا من النّار يا مجير، سبحانك يا عفوّ تعاليت يا منتقم أجرنا من النّار يا مجير، سبحانك يا واسع تعاليت يا موسع أجرنا من النّار يا مجير، سبحانك يا رؤوف تعاليت يا عطوف أجرنا من النّار يا مجير، سبحانك يا فرد تعاليت يا وتر أجرنا من النّار يا مجير، سبحانك يا مقيت تعاليت يا محيط أجرنا من النّار يا مجير، سبحانك يا وكيل تعاليت يا عدل أجرنا من النّار يا مجير، سبحانك يا مبين تعاليت يا متين أجرنا من النّار يا مجير، سبحانك يا برّ تعاليت يا ودود أجرنا من النّار يا مجير، سبحانك يا رشيد تعاليت يا مرشد أجرنا من النّار يا مجير، سبحانك يا نور تعاليت يا منوّر أجرنا من النّار يا

ص: 497

مجير، سبحانك يا نصير تعاليت يا ناصر أجرنا من النّار يا مجير، سبحانك يا صبور تعاليت يا صابر أجرنا من النّار يا مجير، سبحانك يا محصي تعاليت يا منشي أجرنا من النّار يا مجير، سبحانك يا سبحان تعاليت يا ديّان أجرنا من النّار يا مجير، سبحانك يا مغيث تعاليت يا غياث أجرنا من النّار يا مجير، سبحانك يا فاطر تعاليت يا حاضر أجرنا من النّار يا مجير، سبحانك يا ذا العزّ و الجمال تباركت يا ذا الجبروت و الجلال سبحانك لا إله إلاّ أنت سبحانك إنّي كنت من الظّالمين فاستجبنا له و نجّيناه من الغمّ و كذلك ننجي المؤمنين و صلّى اللّه على محمّد و آله. ثم حمدل و حسبل و حولق.

دعاء الصحيفة مرويّ عن النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و هو: سبحان اللّه العظيم و بحمده من إله ما أقدره، و سبحانه من قدير ما أعظمه، و سبحانه من عظيم ما أجلّه، و سبحانه من جليل ما أمجده، و سبحانه من ماجد ما أرءفه، و سبحانه من رؤوف ما أعزّه، و سبحانه من عزيز ما أكبره، و سبحانه من كبير ما أقدمه، و سبحانه من قديم ما أعلاه، و سبحانه من عليّ ما أسناه، و سبحانه من سنيّ ما أبهاه، و سبحانه من بهيّ ما أنوره، و سبحانه من منير ما أظهره، و سبحانه من ظاهر ما أخفاه، و سبحانه من خفيّ ما أعلمه، و سبحانه من عليم ما أخبره، و سبحانه من خبير ما أكرمه، و سبحانه من كريم ما ألطفه، و سبحانه من لطيف ما أبصره، و سبحانه من بصير ما أسمعه، و سبحانه من سميع ما أحفظه، و سبحانه من حفيظ ما أملاه، و سبحانه من مليّ ما أوفاه، و سبحانه من وفيّ ما أغناه، و سبحانه من غنيّ ما أعطاه، و سبحانه من معط ما أوسعه، و سبحانه من واسع ما أجوده، و سبحانه من جواد ما أفضله، و سبحانه من مفضل ما أنعمه، و سبحانه من منعم ما أسيده، و سبحانه من سيّد ما أرحمه، و سبحانه من رحيم ما أشدّه، و سبحانه من شديد ما أقواه، و سبحانه من قويّ ما أحمده، و سبحانه من حميد ما أحكمه، و سبحانه من حكيم ما أبطشه، و سبحانه من باطش ما أقومه، و سبحانه من قيّوم ما أدومه، و سبحانه من دائم ما أبقاه، و سبحانه

ص: 498

من باق ما أفرده، و سبحانه من فرد ما أوحده، و سبحانه من واحد ما أصمده، و سبحانه من صمد ما أكمله، و سبحانه من كامل ما أتمّه، و سبحانه من تامّ ما أعجبه، و سبحانه من عجيب ما أفخره، و سبحانه من فاخر ما أبعده، و سبحانه من بعيد ما أقربه، و سبحانه من قريب ما أمنعه، و سبحانه من مانع ما أغلبه، و سبحانه من غالب ما أعفاه، و سبحانه من عفوّ ما أحسنه، و سبحانه من محسن ما أجمله، و سبحانه من مجمل ما أقبله، و سبحانه من قابل ما أشكره، و سبحانه من شكور ما أغفره، و سبحانه من غفور ما أصبره، و سبحانه من صبور ما أجبره، و سبحانه من جبّار ما أدينه، و سبحانه من ديّان ما أقضاه، و سبحانه من قاض ما أمضاه، و سبحانه من ماض ما أنفذه، و سبحانه من نافذ ما أحلمه، و سبحانه من حليم ما أخلقه، و سبحانه من خالق ما أرزقه، و سبحانه من رازق ما أقهره، و سبحانه من قاهر ما أنشأه، و سبحانه من منشىء ما أملكه، و سبحانه من ملك ما أولاه، و سبحانه من وال ما أرفعه، و سبحانه من رفيع ما أشرفه، و سبحانه من شريف ما أبسطه، و سبحانه من باسط ما أقبضه، و سبحانه من قابض ما أبداه، و سبحانه من باد ما أقدسه، و سبحانه من قدّوس ما أطهره، و سبحانه من طاهر ما أزكاه، و سبحانه من زكيّ ما أهداه، و سبحانه من هاد ما أصدقه، و سبحانه من صادق ما أعوده، و سبحانه من عوّاد ما أفطره، و سبحانه من فاطر ما أرعاه، و سبحانه من راع ما أعونه، و سبحانه من معين ما أوهبه، و سبحانه من وهّاب ما أتوبه، و سبحانه من توّاب ما أسخاه، و سبحانه من سخيّ ما أنصره، و سبحانه من نصير ما أسلمه، و سبحانه من سلام ما أشفاه، و سبحانه من شاف ما أنجاه، و سبحانه من منج ما أبرّه، و سبحانه من بارّ ما أطلبه، و سبحانه من طالب ما أدركه، و سبحانه من مدرك ما أرشده، و سبحانه من رشيد ما أعطفه، و سبحانه من متعطّف ما أعدله، و سبحانه من عدل ما أتقنه، و سبحانه من متقن ما أكفله، و سبحانه من كفيل ما أشهده، و سبحانه من شهيد ما أحمده، و سبحانه هو اللّه العظيم و بحمده، و الحمد للّه و لا إله إلاّ اللّه و اللّه أكبر و للّه الحمد و لا

ص: 499

حول و لا قوّة إلاّ باللّه العليّ العظيم، دافع كلّ بليّة و حسبنا اللّه و نعم الوكيل.

في دعاء قاف

دعاء قاف مرويّ عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: أللّهمّ إنّي أسألك باسمك يا اللّه يا ربّ الأرباب يا عزيز يا وهّاب، باحتياط قاف بهول يوم المخاف، بالزّخرف بالطّور و كتاب مسطور في رقّ منشور بالبيت المعمور و السّقف المرفوع و البحر المسجور، بهول يوم النّشور بعلم القلم بحجب العرش بسعة الكرسيّ بظلام اللّيل بنور القمر بشعاع الشّمس بحفيف الشّجر بدويّ الرّيح بعلوّ السّماء بهيجان البحر ببسط الأرض بخلق الإنس بقوّة الجنّ بحجّ الكعبة ببركة القدس بشدّة الحديد بقوّة الجبال بعدد الملائكة بعدد الخلق بمدد الرّزق بجملة الأنبياء بوحي الغيب بنزول المطر بقطر القطر بعلم الخضر بدوابّ البحر بأكرم أسمائك بعزّة ذات نعمائك بمكنون سرّك بوفاء عهدك بقرب الجنّة ببعد النّار بغرق الطّوفان بعدل الميزان بحدّ الصّراط بملّة إبراهيم بفطرة الإسلام بقرب المشرق ببعد المغرب بأهلّة الشّهور بساعات الدّهور بحلّة آدم بتاج حوّا بصحف شيث برفعة إدريس بسفينة نوح بما في اللّوح المحفوظ، بخلّة إبراهيم بكبش إسماعيل بناقة صالح بقميص يوسف بحزن يعقوب بضرّ أيّوب بتوبة داود بملك سليمان بحكمة لقمان بعلم الصّحف بطول التّوراة بعجائب الإنجيل بخطّ الزّبور بفضل آيات القرآن بكرامة الإيمان بعزّة الرّحمن بدعاء يونس بأصناف الخلق ببدو الأمر بيوم الحشر بعجائب الدّنيا بنفخ الصّور بتبعثر القبور بدوران الفلك بلغات الطير بهبوب الرّياح بمستقرّ الأرواح بهدير الرّعد بلمع البرق برقدة أصحاب الكهف بقدر القدر بزبد البحر بثمر الشّجر بهوامّ القفر بليلة القدر، بالفجر و ليال عشر بالشّفع و الوتر و اللّيل إذا يسر، بخاتمة الحشر برمل البرّ بوحي الرّسل بدجى المغرب ببهاء المشرق بحرّ الصّيف ببرد الشّتاء بجملة النّجوم بضياء النّهار بظلمة اللّيل بلغات الألسن بنوم الأعين بباطن الموت بظاهر الحياة بكرامة العقل بأيّام الجمعة بشهور الحول بساعات اليوم ببركة نعيم الجنّة بسعير النّار بما فوق

ص: 500

الفوق بما تحت التّحت برداء هارون بعصا موسى بآية عيسى بنخلة مريم بعلم الخضر بمحمّد المصطفى بعليّ المرتضى بفاطمة الزّهراء بخديجة الكبرى بالحسن الزّكيّ بالحسين الشّهيد التّقيّ بعليّ ابن الحسين زين العابدين بمحمّد بن عليّ باقر علم الدّين بجعفر بن محمّد الصّادق الأمين بموسى بن جعفر الكاظم الحليم بعليّ بن موسى الرّضى بمحمّد بن عليّ الجواد بعليّ بن محمّد الهادي بالحسن بن عليّ العسكريّ بالإمام الخلف القائم محمّد بن الحسن صلوات اللّه عليهم أجمعين بكثرة الأصوات باختلاف اللّغات بتسبيح الملائكة بالأمم الهالكة بما في الهواء و ما تحت الثّرى بالسّماء و ما فوقها و الأرض و ما تحتها بالجود و الكرم بطول القلم بسعة رزقك بفضيلة أمرك بعلمك و حلمك بكثرة العباد بسعة البلاد بتزخرف الجنان بالحور و الولدان بدعاء الخلائق بالتّضرّع عند الحقائق، أنت اللّه الصّادق الخالق الرّازق البارىء الفاصل بالثّور و ما حمل و الأقلام و ما كتبت و المصاحف و ما حملت و الصّدور و ما وعت و الألسن و ما نطقت و الأيدي و ما بطشت و الأقدام و ما وطئت و الأعين و ما نظرت و السّحاب و ما درّت و الرّياح و ما ذرت بحور العين بالأنبياء و المرسلين بتسبيح البحار بأحرف القرآن بسورة الرّحمن ببدء الحجر بالمدّثّر بالشّمس و القمر، بكلّ كتاب أنزلته و نبيّ أرسلته و ملك قرّبته و وحي أوحيته، بالإسم الّذي به أمتّ و أحييت و أفقرت و أغنيت و على العرش استويت، بفرائض الصّلاة بقبول الصّدقة بفضل الزّكاة بعتق الرّقاب بتسبيب الأسباب بفتح الأبواب بمنشىء السّحاب يا ربّ الأرباب اغفر لمن تاب يا كريم يا وهّاب يا مجيب الدّعوات يا مقيل العثرات، أسألك بتفجّر الأنهار باختلاف اللّيل و النّهار برجوع الشّمس باستوائك على العرش بنجاة لوط بعفّة زكريّا بكتاب يحيى بقرب الأجل ببعد الأمل بالملائكة المقرّبين بالشّهداء و الصّالحين و بالآيات و الذّكر الحكيم بالإيمان و القرآن و القبلة و الإسلام و السّنّة و شرائع الملّة بالحجّ و الإحرام بزمزم و المقام و المشعر الحرام بفضل الصّيام بالشّهور و الأيّام بسورة يس بفضل الطّواسين بجملة الحواميم باللّواميم

ص: 501

و الرّواميم بتلاوة القرآن بسورة آل عمران بفضيلة الدّخان بصيام شهر رمضان بالذّاريات ذروا بالحاملات وقرا بالجاريات يسرا بالمقسّمات أمرا بالنّازعات غرقا بالنّاشطات نشطا بالسّابحات سبحا بالسّابقات سبقا بالمدبّرات أمرا بالنّجم إذا هوى باللّيل إذا يغشى و النّهار إذا تجلّى بسورة الضّحى و اللّيل إذا سجى بالشّمس و ضحاها و القمر إذا تلاها و النّهار إذا جلاّها و اللّيل إذا يغشاها و السّماء و ما بناها و الأرض و ما طحاها و نفس و ما سوّاها، بالسّماء و الطّارق بربّ المشارق و المغارب بالنّور السّاطع بالشّهاب اللاّمع بالعرش و ما حوى بالحجاب الأقصى بالملإ الأعلى بمن على العرش استوى لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له و لا غاية له و لا منتهى له، باقتدار ميكائيل بنفخة إسرافيل بسطوة جبرئيل بقبضة عزرائيل بسلطان الملك الجليل بمعاقد العزّ من عرشك بمنتهى الرّحمة من كتابك و بما وراء العرش من جمالك و جلالك، و بما طاف بالعرش من بهاء كمالك، بعرشك الثّابت الأركان بما أحاطت به قدرتك من ملكوت السّلطان، بالتّسعين ليلة من شهر رجب و شعبان و شهر رمضان، بشجرة طوبى بسدرة المنتهى بجنّة المأوى باهتزاز الأرض بيوم العرض، بنفخ الصّور بكمال الأمور بسورة التّوبة بسورة قاف و الطّور و النّار و النّور بمنهاج الدّين بعلم اليقين بشرائع المسلمين بكرامة المؤمنين بأوليائك المتّقين، بأهل طاعتك أجمعين من أهل السّماوات و أهل الأرضين و أسألك يا حيّ يا قيّوم أن تصلّي على محمّد خاتم النّبيّين و إمام المرسلين و قائد الغرّ المحجّلين إلى جنّاتك جنّات النّعيم و على آله و ذرّيّته الطّيّبين الطّاهرين و على أصحابه أجمعين و على أزواجه المطهّرات أمّهات المؤمنين، و أسألك اللّهمّ يا ذا الجلال و الإكرام بحقّ نور وجهك الكريم و اسمك القديم و ملكك العظيم و حجّتك البالغة و كلماتك التّامّات كلّها، و بهذه الأسماء الّتي دعوتك بها و بحقّ كلّ اسم هو لك سمّيت به نفسك أو أنزلته في كتبك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أو علّمته لأحد من خلقك، و بحقّ محمّد صلّى اللّه عليه و آله عبدك و نبيّك و بآله الطّيّبين الطّاهرين عليهم السّلام أسألك أن تصلّي على محمّد و آل

ص: 502

محمّد و أن تغفر لنا و لجميع المؤمنين ما قدّمنا و ما أخّرنا و ما أسررنا و ما أعلنّا و ما أنت أعلم به منّا إنّك على كلّ شيء قدير، أللّهمّ اغفر لنا ذنوبنا كلّها أوّلها و آخرها صغيرها و كبيرها قديمها و حديثها ظاهرها و باطنها سرّها و علانيتها و طهّرنا من الذّنوب و الخطايا كما يطهّر الثّوب الدّنس بالماء يا إلهنا و إله كلّ شيء إنّك على كلّ شيء قدير، أللّهمّ و من أرادنا بخير و صلاح فأرده و من كادنا فكده و من بغى علينا بهلك فأهلكه و افلل حدّه و أجنّنا في سترك الواقي يا كافي كلّ شيء و لا يكفي منه شيء، صلّ على محمّد و آله و اكفنا ما أهمّنا و ما لم يهمّنا من أمر الدّنيا و الآخرة إنّك على كلّ شيء قدير، أللّهمّ هب لنا إيمانا تباشر به قلوبنا و يقينا صادقا حتّى نعلم أنّه لن يصيبنا إلاّ ما كتبت لنا و الرّضى بما قضيت علينا إنّك أهل التّقوى و أهل المغفرة و أنت على كلّ شيء قدير، آمين يا ربّ العالمين، أللّهمّ استجب بكرمك دعاءنا و حقّق في سعة رحمتك رجاءنا و اشغل بالنّقمة أعداءنا رَبَّنٰا لاٰ تُؤٰاخِذْنٰا إِنْ نَسِينٰا أَوْ أَخْطَأْنٰا رَبَّنٰا وَ لاٰ تَحْمِلْ عَلَيْنٰا إِصْراً كَمٰا حَمَلْتَهُ عَلَى اَلَّذِينَ مِنْ قَبْلِنٰا رَبَّنٰا وَ لاٰ تُحَمِّلْنٰا مٰا لاٰ طٰاقَةَ لَنٰا بِهِ وَ اُعْفُ عَنّٰا وَ اِغْفِرْ لَنٰا وَ اِرْحَمْنٰا أَنْتَ مَوْلاٰنٰا فَانْصُرْنٰا عَلَى اَلْقَوْمِ اَلْكٰافِرِينَ أللّهمّ أرخص أسعارنا و أدرر أرزاقنا و آمن سبلنا و فكّ أسرنا و أنجح طلبتنا و اقض حاجتنا و اقبل معذرتنا و أقل عثرتنا و اكشف كربتنا و اشف مرضانا و ارحم موتانا و اشرح صدورنا و يسّر أمورنا و أغن فقرنا و صلّ اللّهمّ على محمّد نبيّنا و آله الطّاهرين، أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد و نبّهنا لذكرك في أوقات الغفلة و استعملنا بطاعتك في أيّام المهلة و افتح لنا إلى محبّتك طريقا سهلة بجميل إحسانك و علوّ مكانك و برهانك يا ذا الجلال و الإكرام، سبحان ربّك ربّ العزّة عمّا يصفون و سلام على المرسلين و الحمد للّه ربّ العالمين.

في دعاء التوسل

دعاء التوسّل و هو دعاء شريف مرويّ عنهم عليهم السّلام: أللّهمّ إنّي أسألك يا اللّه يا من لا عين تراه، يا من يطّلع على الغيب و يراه، يا من تتقطّع الأبصار دون حجاب

ص: 503

سمائه، يا من ردّ على يعقوب ولده من بعد طول حزنه و بكاءه، يا من أخرج يوسف من غيابة الجبّ و كلاه، يا من أخرج يونس من بطن الحوت و من ظلمات ثلاث نجّاه، يا من اتّخذ إبراهيم خليلا و من النّار أنجاه، يا من اتّخذ إسماعيل نبيّا و من الذّبح فداه، يا من اتّخذ موسى كليما و ناداه، يا من اتّخذ محمّدا رسولا و اصطفاه، يا من اتّخذ عليّا وليّا و ارتضاه، يا قريبا من كلّ ملهوف ناداه، و يا مجيبا لكلّ مضطرّ دعاه، و يا حليما عن كلّ ذي هفوة عصاه، و يا رؤوفا بكلّ عبد اتّقاه، و يا قابلا لكلّ منيب أناب إليه فأتاه و من عظيم جناياته تاب عليه و ارتضاه، يا من إذا أراد أمرا أنفذه و أمضاه، و يا قريبا إذا توكّل العبد عليه كفاه، و يا عزيزا قاهرا لكلّ من ناواه، و يا وليّا لكلّ من قصده و تولاّه، و يا قائما بكلّ ما في آخرته على كلّ من آثره على دنياه، و يا معينا بالنّصر لكلّ من توكّل عليه و استكفاه، يا من ليس للبرايا إله و لا ربّ يرغبون إليه عند الشّدائد سواه، أسألك بالعرش و رفعته و الكرسيّ وسعته و الميزان وحدّته و القلم و جريته و اللّوح و حملته و الصّراط و دقّته و جبرئيل و أمانته و ميكائيل و منزلته و إسرافيل و نفخته و عزرائيل و صولته و رضوان و جنّته و مالك و زبانيته و آدم و صفوته و إدريس و رفعته و شعيب و ابنته و صالح و ناقته و إبراهيم و خلّته و إسماعيل و درجته و يعقوب و حسرته و يوسف و غربته و لقمان و حكمته و داود و قضيّته و سليمان و هيبته و دانيال و كرامته و موسى و آيته و هارون و خشيته و لوط و نصيحته و الخضر و صحابته و أيّوب و بليّته و يونس و دعوته و عيسى و عبادته و محمّد صلّى اللّه عليه و آله و شفاعته و عليّ عليه السّلام و ولايته و فاطمة الزّهراء و حزنها على والدها و الحسن و سمّه و الحسين و قتله و عليّ بن الحسين و عبادته و محمّد بن عليّ الباقر و علمه و جعفر بن محمّد الصّادق و صدقه و موسى بن جعفر الكاظم و حلمه و عليّ بن موسى الرّضا و نأيه و محمّد بن عليّ الجواد و اجتبائه و عليّ بن محمّد النّقيّ و وفائه و الحسن العسكريّ و رضاه بقضاء اللّه، و الخلف المهديّ الحجّة و قيامه بالحقّ عليهم السّلام و بالقرآن و تلاوته و بالعلم و دراسته، أللّهمّ إنّي أسألك بحقّ هذه الأسماء ألاّ تجعل لنا

ص: 504

ذنبا إلاّ غفرته و لا عدوّا إلاّ كفيته و لا فقرا إلاّ أغنيته و لا عيبا إلاّ سترته و لا عريا إلاّ كسوته و لا باغيا إلاّ قصمته و لا غائبا إلاّ أدّيته و لا ولدا إلاّ ربيّته و لا همّا إلاّ فرّجته و لا غمّا إلاّ أزحته و لا حاجة من حوائج الدّنيا و الآخرة إلاّ قضيتها يا أرحم الرّاحمين.

في دعاء المعراج

دعاء المعراج: مرويّ عن النّبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: أللّهمّ إنّي أسألك يا من أقرّ بالعبوديّة له كلّ معبود يا من يحمده كلّ محمود، يا من يفزع إليه كلّ مجهود، يا من يطلب عنده كلّ مفقود، يا من سائله غير مردود، يا من بابه عن سؤاله غير مسدود يا من هو غير موصوف و لا محدود، يا من عطاؤه غير ممنوع و لا منكود يا من هو لمن دعاه ليس ببعيد و هو نعم المقصود، يا من رجاء عباده بحبله مشدود يا من شبهه و مثله غير موجود، يا من ليس بوالد و لا مولود يا من كرمه و فضله ليس بمعدود، يا من حوض برّه للأنام مورود يا من لا يوصف بقيام و لا قعود، يا من لا تجري عليه حركة و لا جمود، يا اللّه يا رحمن يا رحيم يا ودود يا راحم الشّيخ الكبير يعقوب، يا غافر ذنب داود يا من لا يخلف الوعد و يعفو عن الموعود، يا من رزقه و ستره للعاصين ممدود، يا من هو ملجأ كلّ مقصى مطرود يا من دان له جميع خلقه بالسّجود، يا من ليس عن نيله وجوده أحد مصدود، يا من لا يحيف في حكمه و يحلم عن الظّالم العنود، ارحم عبيدا خاطئا لم يوف بالعهود إنّك فعّال لما تريد يا بارّ يا ودود صلّ على محمّد خير مبعوث دعا إلى خير معبود و على آله الطّيّبين الطّاهرين أهل الكرم و الجود، و افعل بنا ما أنت أهله يا أرحم الرّاحمين و سل حاجتك.

دعاء عظيم مرويّ عن الصادق عليه السّلام: أللّهمّ يا ربّ السّماوات السّبع و من فيهنّ و الأرضين السّبع و من فيهنّ و مجري البحار السّبع و رازق من فيهنّ و مسخّر السّحاب و مجري الفلك و جاعل الشّمس ضياء و القمر نورا، و خالق آدم و منشىء

ص: 505

و منجّي إبراهيم و جاعل النّار عليه بردا و سلاما و مكلّم موسى و جاعل عصاه ثعبانا و منزّل التّوراة في الألواح وفادي إسماعيل من الذّبح و مبتلي يعقوب بفقد ابنه و رادّ يوسف عليه بعد بياض عينه، و رازق زكريّاء يحيى بعد اليأس و الكبر و مخرج النّاقة لصالح من صخرة و مرسل الرّيح على قوم هود و كاشف البلاء عن أيّوب و منزّل العذاب على قوم شعيب، و منجّي لوط من القوم الفاسقين و واهب الحكمة للقمان و مليّن الحديد لداود و مسخّر الجنّ لسليمان و مخرج يونس من بطن الحوت و ملقي روح القدس إلى مريم و مخرج عيسى من العذراء البتول و محيي الموتى له بإذنه و مرسل محمّد صلّى اللّه عليه و آله رحمة للعالمين و خاتما للنّبيّين بدينك القديم، و ملّة خليلك إبراهيم عليه السّلام و إظهار دينه و إعلاء كلمته و بوصيّه و مؤيّده و سبطيه و ولديه و السّجّاد و الباقر و الصّادق و الكاظم و الرّضى و التّقيّ و النّقيّ و الزّكيّ و المهديّ يا ذا الجلال و الإكرام و العزّة و السّلطان يا من لا تأخذه سنة و لا نوم يا أحد يا صمد يا من لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفوا أحد، يا قادر يا ظاهر يا ذا الجبروت و الكبرياء و الملكوت يا حيّا لا يموت يا عليّ يا وفيّ يا قريب يا مجيب يا مبدىء يا معيد يا فعّالا لما يريد يا دائم يا كريم يا رحيم يا عظيم يا غفور يا شكور يا رحمن يا حنّان يا منّان يا رؤوف يا عطوف يا منعم يا مطعم يا شافي يا كافي يا معافي يا عليم يا حليم يا سميع يا بصير يا مجير يا سلام يا مؤمن يا مهيمن يا عزيز يا جبّار يا متكبّر يا خالق يا بارىء يا مصوّر يا مقتدر يا قاهر يا أوّاب يا وهّاب يا خبير يا كبير يا ذا الطّول يا ذا المعارج، يا من بان من الأشياء و بانت الأشياء منه بقهره لها و خضوعها له، يا من خلق البحار و أجرى الأنهار و أنبت الأشجار و أخرج منها الثّمار من البارد و الحارّ، يا فالق البحر بإذنه و مغرق فرعون عدوّه و مهلك نمرود و مدمّر الظّالمين، أسألك بالإسم الّذي إذا دعيت به اهتزّ له عرشك و سرّت به ملائكتك، يا اللّه لا إله إلاّ أنت الوحدانيّ القديم الفردانيّ خالق النّسمة و بارىء النّوى و الحبّة، و أسألك باسمك العزيز الكبير الجليل الرّفيع العظيم القويّ الشّديد، و بالإسم الّذي ينفخ به عبدك

ص: 506

إسرافيل في الصّور فيقوم به أهل القبور للبعث و النّشور سراعا إلى أمرك ينسلون و باسمك الّذي رفعت به السّماوات بغير عمد و دحوت به الأرضين على الماء و جعلت الجبال فيها أوتادا، و بالإسم الّذي حبست به الماء و أرسلت به الرّيح و باسمك الّذي جعلت به الأرضين على ظهر الحوت، و أجريت به الشّمس و القمر و النّجوم كلاّ في فلك يسبحون، و بالإسم الّذي إذا دعيت به أنزلت أرزاق خلقك من سكّان سماواتك و أرضيك و الهوامّ و الحيتان و الطّير و الدّوابّ و الجنّ و الإنس و الشّياطين، و كلّ دابّة أنت آخذ بناصيتها إنّك على كلّ شيء قدير، و باسمك الّذي جعلت به لجعفر جناحين يطير بهما مع ملائكتك، و جعلت الملائكة رسلا أولي أجنحة مثنى و ثلاث و رباع تزيد في الخلق ما تشاء و بالإسم الّذي دعاك به عبدك يونس فأخرجته من اليمّ، و أنبتّ عليه شجرة من يقطين و استجبت له و كشفت عنه البلاء، و أنا يا ربّ عبدك و ابن عبديك و من عترة نبيّك و صفيّك و نجيّك الّذي باركت عليهم و رحمتهم و صلّيت عليهم و زكّيتهم كما صلّيت و باركت و رحمت و زكّيت إبراهيم و آل إبراهيم إنّك حميد مجيد، أسألك بمجدك و جودك و سؤددك و سخائك و بهائك و عزّك و ثنائك و كرمك و وفائك و طولك و حولك و عظمتك و قدرتك يا ربّاه يا سيّداه، و بحقّ محمّد عبدك و رسولك و صفيّك و نجيّك و خيرتك من خلقك و بحقّك على نفسك فإنّ أحدا لا يقادر قدرك و بكلماتك التّامّات و آياتك المرسلات و كتبك الطّاهرات، و بحقّ ملائكتك المقرّبين و أنبياءك المرسلين و حملة عرشك المقدّسين و أوليائك المؤمنين إلاّ صلّيت على محمّد و آله، و انتقمت لنفسك من عدوّك و غضبت لنبّيك و وليّك الذي افترضت طاعته على عبادك الموحّدين و طهّرت أرضك من العتاة الظّالمين الجبابرة المعتدين و ولّيت أرضك أفضل عبادك عندك منزلة و أشرفهم لديك مزيّة و أعظمهم عندك قدرا و أطوعهم لك أمرا و أكثرهم لك ذكرا و أعملهم في عبادك و بلادك بطاعتك و طاعة رسولك، و أقومهم بشرائع دينك و آيات كتابك يا ربّ السّماوات و الأرضين و من فيهما يا مدبّر الأوّلين و الآخرين،

ص: 507

أدعوك دعاء موقن بالإجابة مقرّ بالرّحمة متوقّع للفرج راج للفضل خائف من العقاب و جل من العذاب راكن إلى عفوك مسلّم لقضائك راض بحكمك مفوّض إليك، فأجب دعائي و حقّق أملي يا عدّتي عند شدّتي و يا غياثي في كربتي و يا وليّ نعمتي و يا غافر خطيئتي، و يا كاشف محنتي بعزّتك و جلالك و قدرتك و كمالك و عظمتك و بهائك و نورك و سنائك فإنّك فعّال لما تريد.

دعاء مرويّ عن الصّادق عليه السّلام بسمل و قل: أللّهمّ إنّي أسألك أمنا و إيمانا و سلامة و إسلاما و رزقا و غنى و مغفرة لا تغادر ذنبا، أللّهمّ إنّي أسألك الهدى و التّقى و العفّة و الغنى يا خير من نودي فأجاب و يا خير من دعي فاستجاب و يا خير من عبد فأثاب يا جليس كلّ متوحّد معك و يا أنيس كلّ متفرّد يخلو بك، يا من الكرم من صفة أفعاله و الكريم من أجلّ أسمائه أعذني و أجرني يا كريم، أللّهمّ و أجرني من النّار و ارزقني صحبة الأخيار و اجعلني يوم القيامة من الأبرار إنّك واحد قهّار ملك جبّار عزيز غفّار، أللّهمّ إنّي مستجيرك فأجرني و مستعيذك فأعذني و مستغيثك فأغثني و مستعينك فأعنّي و مستنقذك فأنقذني و مستنصرك فانصرني و مسترزقك فارزقني و مسترشدك فأرشدني و مستعصمك فاعصمني و مستهديك فاهدني و مستكفيك فاكفني و مسترحمك فارحمني و مستعفيك فاعف عنّي و مستتيبك فتب عليّ، و مستغفرك فاغفر لي ذنوبي إنّه لا يغفر الذّنوب إلاّ أنت، يا من لا تضرّك المعصية و لا تنقصك المغفرة اغفر لي ما لا يضرّك وهب لي ما لا ينقصك. ثمّ بسمل و حولق ثلاثا.

في دعاء الأمان

دعاء الأمان: مرويّ عن النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: بسم اللّه الرّحمن الرّحيم عن يميني بسم اللّه الرّحمن الرّحيم عن شمالي بسم اللّه الرّحمن الرّحيم بين يديّ بسم اللّه الرّحمن الرّحيم من خلفي بسم اللّه الرّحمن الرّحيم قابض على ناصيتي، أعوذ باللّه و بعظمته و بعزّة اللّه و قدرته و بعزّ اللّه و سلطانه و بعزّ جلال اللّه و بعزّ عزّ اللّه من شرّ ما خلق و ذرء

ص: 508

و برء و من شرّ ما تحت الثّرى و من شرّ كلّ دابّة ربّي آخذ بناصيتها إنّ ربّي على صراط مستقيم، لا حول و لا قوّة إلاّ باللّه العليّ العظيم قوّة كلّ ضعيف و عون كلّ فقير، لا حول و لا قوّة إلاّ باللّه العليّ العظيم ملجأ كلّ هارب و مأوى كلّ خائف، لا حول و لا قوّة إلاّ باللّه العليّ العظيم غياث كلّ ملهوف و رجاء كلّ مضطرّ، لا حول و لا قوّة إلاّ باللّه أقي بها نفسي و ديني و أهلي و مالي و جميع نعم إلهي و مولاي و سيّدي عندي، لا حول و لا قوّة إلاّ باللّه أنجو بها من إبليس و خيله و رجله و شياطينه و مردته و أعوانه و جميع الإنس و الجنّ و شرورهم، لا حول و لا قوّة إلاّ باللّه أمتنع بها من ظلم من أراد ظلمي من جميع خلق اللّه، لا حول و لا قوّة إلاّ باللّه أتعس بها جدّ من بغى عليّ من جميع خلق اللّه، لا حول و لا قوّة إلاّ باللّه أكفّ بها عدوان من اعتدى عليّ من جميع خلق اللّه، لا حول و لا قوّة إلاّ باللّه أضعف بها كيد من كادني من جميع خلق اللّه، لا حول و لا قوّة إلاّ باللّه أزيل بها مكر من مكرني من جميع خلق اللّه، لا حول و لا قوّة إلاّ باللّه أبطل بها سعي من سعى عليّ من جميع خلق اللّه، لا حول و لا قوّة إلاّ باللّه أذلّ بها جميع من تعزّز عليّ من جميع خلق اللّه، لا حول و لا قوّة إلاّ باللّه أوهن بها مستوهني من جميع خلق اللّه، لا حول و لا قوّة إلاّ باللّه أقصم بها ظالمي من جميع خلق اللّه، لا حول و لا قوّة إلاّ باللّه أقدر بها علي ذوي القدرة عليّ من جميع خلق اللّه، لا حول و لا قوّة إلاّ باللّه أدفع بها شرّ من أرادني من جميع خلق اللّه، لا حول و لا قوّة إلاّ باللّه استعانة بعزّة اللّه، لا حول و لا قوّة إلاّ باللّه استغاثة بقوّة اللّه، لا حول و لا قوّة إلاّ باللّه استجارة بقدرة اللّه، لا حول و لا قوّة إلاّ باللّه أستعين بها على محياي و مماتي و عند نزول الموت و معالجة سكراته و غمراته، لا حول و لا قوّة إلاّ باللّه أحصّن بها روحي و أعضائي و شعري و بشري إذا أدخلت قبري فريدا وحيدا خاليا بعملي، لا حول و لا قوّة إلاّ باللّه أستعين بها على محشري إذا نشرت لي صحيفتي و رأيت ذنوبي و خطاياي، لا حول و لا قوّة إلاّ باللّه إذا طال في القيامة وقوفي و اشتدّ عطشي، لا حول و لا قوّة إلاّ باللّه أثقّل بها الميزان عند الجزاء إذا اشتدّ خوفي، لا

ص: 509

حول و لا قوّة إلاّ باللّه أجوز بها الصّراط مع الأولياء و أثبّت بها قدمي، لا حول و لا قوّة إلاّ باللّه أستقرّ بها في دار القرار مع الأبرار عدد ما قالها و يقولها القائلون منذ أوّل الدّهر إلى آخره و عدد ما أحصاه كتابه و أحاط به علمه و أضعاف ذلك أضعافا مضاعفة و كلّ ضعف يتضاعف أضعاف ذلك أضعافا مضاعفة أبد الآبدين و منتهى العدد بلا أمد عددا لا يحصيه إلاّ هو و لا يحيط به إلاّ علمه، و لا حول و لا قوّة إلاّ باللّه العليّ العظيم.

في دعاء التهليل

دعاء التهليل: مروي عن النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بسمل و قل: لا إله إلاّ اللّه ثلاثا بعدد كلّ تهليل هلّله المهلّلون و اللّه أكبر ثلاثا بعدد كلّ تكبير كبّره المكبّرون، و الحمد للّه ثلاثا بعدد كلّ تحميد حمده الحامدون، و سبحان اللّه ثلاثا بعدد كلّ تسبيح سبّحه المسبّحون، و أستغفر اللّه ثلاثا بعدد كلّ استغفار استغفره المستغفرون، و لا حول و لا قوّة إلاّ باللّه العليّ العظيم ثلاثا بعدد ما قاله القائلون، أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد ثلاثا بعدد ما صلّى عليه المصلّون، و حسبنا اللّه و نعم الوكيل ما شاء اللّه كان و ما لم يشأ لم يكن، أشهد أنّ اللّه على كلّ شيء قدير و أنّ اللّه قد أحاط بكلّ شيء علما و أحصى كلّ شيء عددا، و الحمد للّه على كلّ حال و الحمد للّه عند انقطاع الأحوال، و الحمد للّه بعدد كلّ من حمده و الحمد للّه بعدد من لم يحمده، و سبحان من ليس كمثله شيء سبحان من لا يقادره شيء سبحان اللّه الحكيم الكبير الخالق، سبحان الحنّان المنّان سبحان الحليم الكريم سبحان الخالق البارىء سبحان الصّادق البادي، سبحان المصوّر الكافي سبحان الشّافي المعافي سبحان من لا يعادله شيء، سبحان من لا يحادّه شيء سبحان من لا يعلمه شيء سبحان من لا يغيّره شيء سبحان من لا يقهره شيء في ملكه، سبحان من لا يحدّه الحادّون سبحان من لا يصفه الواصفون، سبحان من لا يشبّهه المشبّهون سبحان من لا أب له سبحان من لا قرين له سبحان من لا شبيه له، سبحان القادر المقتدر سبحان العليّ المتعال سبحان من لا

ص: 510

يفوته شيء، سبحان من لا يخفى عليه شيء سبحان من لا تدركه العيون سبحان من لا تخالطه الظّنون، سبحان منشىء الأشياء بمشيّته سبحان المدبّر بتدبيره، سبحان من جلّ عن الأشياء و العرش بإنشائه سبحان من أنشأ اللّيل و النّهار بقدرته سبحان من أنشأ السّماوات العلى، سبحان من قدّر الحجب من غير أن يستعين بأحد سبحان خالق سورة النّور سبحان من أقام السّماوات بغير عمد و لا معين، سبحان من خلق العرش و انفرد بتقدير الأشياء سبحان من خلق عجائب خلقه من غير شريك معه و جلّ عن الأشياء فلا يدركه شيء، سبحان الخالق المصوّر له الأسماء الحسنى يسبّح له ما في السّماوات و الأرض و هو العزيز الحكيم، سبحان من أثبت الأرض بقدرته سبحان من خلق الخلق بعظمته، سبحان من أنشأ الرّياح و يرسلها حيث يشاء سبحان من لم يقطع رزقه عن أحد من خلقه، سبحان من تسبّح له الملائكة بأنواع اللّغات سبحان من تسبّح له الجنّة بغرائب التّسبيح، سبحان من تسبّح له النّيران بأغلالها سبحان من تسبّح له الجبال بأكنافها، سبحان من تسبّح له الأشجار عند توريد أوراقها سبحانه و تعالى عمّا يشركون، يا ربّ ثلاثا يا ربّ الأرباب و يا مسبّب الأسباب و يا معتق الرّقاب من العذاب، سبحان من تسبّح له البحار عند تلاطم أمواجها، سبحان من تسبّح له الذّرّ في مساكنها سبحان من تسبّح له الرّياح عند هبوب جريانها، سبحان من تسبّح له الحيتان في قرار بحارها، سبحان من تسبّح له الجنّ بلغاتها سبحان من تسبّح له بنو آدم على اختلاف لغاتها، سبحان القائم الدّائم سبحان الجليل الجميل يا علاّم الغيوب يا غفّار الذّنوب يا ستّار العيوب يا من لا يخفى عليه مكان، يا من هو كلّ يوم في شأن يا عظيم الشّأن يا من لا يشغله شأن عن شأن، يا ذا الجلال و الإكرام يا دائم يا قائم يا قديم يا ملك يا قدّوس يا سلام يا مؤمن يا مهيمن يا عزيز يا جبّار يا متكبّر يا خالق يا بارىء يا مصوّر، يا من ليس كمثله شيء و هو السّميع البصير لا إله إلاّ أنت سبحانك إنّي كنت من الظّالمين.

ص: 511

في دعاء الحجب

دعاء الحجب: مرويّ عن النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: أللّهمّ إنّي أسألك يا من احتجب بشعاع نوره عن نواظر خلقه، يا من تسربل بالجلال و العظمة و اشتهر بالتّجبّر في قدسه يا من تعالى بالجلال و الكبرياء في تفرّد مجده، يا من انقادت له الأمور بأزمّتها طوعا لأمره، يا من قامت السّماوات و الأرضون مجيبات لدعوته، يا من زيّن السّماء بالنّجوم الطّالعة و جعلها هادية لخلقه، يا من أنار القمر المنير في سواد اللّيل المظلم بلطفه، يا من أنار الشّمس المنيرة و جعلها معاشا لخلقه و جعلها مفرّقة بين اللّيل و النّهار بعظمته، يا من استوجب الشّكر بنشر سحائب نعمه أسألك بمعاقد العزّ من عرشك و منتهى الرّحمة من كتابك، و بكلّ اسم هو لك سمّيت به نفسك أو استأثرت به في علم الغيب عندك، و بكلّ اسم هو لك أنزلته في كتابك أو أثبتّه في قلوب الصّافّين الحافّين حول عرشك فتراجعت القلوب إلى الصّدور عن البيان بإخلاص الوحدانيّة و تحقيق الفردانيّة مقرّة لك بالعبوديّة، و أنّك أنت اللّه أنت اللّه أنت اللّه لا إله إلاّ أنت و أسألك بالأسماء الّتي تجلّيت بها للكليم على الجبل العظيم، فلمّا بدا شعاع نور الحجب من بهاء العظمة خرّت الجبال متدكدكة لعظمتك و جلالك و هيبتك و خوفا من سطواتك راهبة منك، فلا إله إلاّ أنت ثلاثا و أسألك باسمك الّذي فتقت به رتق عظيم جفون عيون النّاظرين الّذي به تدبير حكمتك و شواهد حجج أنبيائك، يعرفونك بفطن القلوب و أنت في غوامض مسرّات سريرات الغيوب أسألك بعزّة ذلك الإسم أن تصلّي على محمّد و آل محمّد و أن تصرف عنّي جميع الآفات و العاهات و الأعراض و الأمراض و الخطايا و الذّنوب و الشّكّ و الشّرك و الكفر و الشّقاق و النّفاق و الضّلالة و الجهل و المقت و الغضب و العسر و الضّيق و فساد الضّمير و حلول النّقمة و شماتة الأعداء و غلبة الرّجال إنّك سميع الدّعاء لطيف لما تشاء.

دعاء فيه أسماء روى ذلك علي عليه السّلام عن النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم بسمل و قل: أللّهمّ

ص: 512

أنت اللّه و أنت الرّحمن و أنت الرّحيم الملك القدّوس السّلام المؤمن المهيمن العزيز الجبّار المتكبّر الأوّل الآخر الباطن الظّاهر الحميد المجيد المبدىء المعيد الودود الشّهيد القديم العليّ الصّادق الرّؤوف الرّحيم الشّكور الغفور العزيز الحكيم ذو القوّة المتين الرّقيب الحفيظ ذو الجلال و الإكرام العظيم العليم الغنيّ الوليّ الفتّاح المرتاح القابض الباسط العدل الوفيّ الحقّ المبين الخلاّق الرّزّاق الوهّاب التّوّاب الرّبّ الوكيل اللّطيف الخبير السّميع البصير الدّيّان المتعال القريب المجيب الباعث الوارث الواسع الباقي الحيّ الدّائم الّذي لا يموت القيّوم النّور الغفّار الواحد القهّار الأحد اَلصَّمَدُ (السّورة) ذو الطّول المقتدر علاّم الغيوب البديء البديع الدّاعي الطّاهر المقيت المغيث الدّافع الرّافع الضّارّ النّافع المعزّ المذلّ المطعم المنعم المهيمن المكرم المحسن المجمل الحنّان المفضل المحيي المميت الفعّال لما يريد مٰالِكَ اَلْمُلْكِ (الآيتين) فالق الإصباح فالق الحبّ و النّوى يسبّح له ما في السّماوات و الأرض و هو العزيز الحكيم، أللّهمّ و ما قلت من قول أو حلفت من حلف أو نذرت من نذر، في يومي هذا و ليلتي هذه فمشيّتك بين يدي ذلك ما شئت منه كان و ما لم تشأ منه لم يكن فادفع عنّي بحولك و قوّتك فإنّه لا حول و لا قوّة إلاّ باللّه العليّ العظيم، أللّهمّ بحقّ هذه الأسماء عندك صلّ على محمّد و آل محمّد و اغفر لي و ارحمني و تب عليّ و تقبّل منّي و أصلح شأني و يسّر أموري و وسّع عليّ رزقي و أغنني بكرم وجهك عن جميع خلقك و صن وجهي و يدي و لساني عن مسألة غيرك، و اجعل لي من أمري فرجا و مخرجا فإنّك تعلم و لا أعلم و تقدر و لا أقدر و أنت على كلّ شيء قدير برحمتك يا أرحم الرّاحمين و صلّى اللّه على سيّد المرسلين سيّدنا محمّد النّبيّ و آله الطّاهرين.

في دعاء أويس القرني

دعاء أويس القرني: علّمه إيّاه علي عليه السّلام: يا سلام المؤمن المهيمن العزيز الجبّار المتكبّر الطّاهر المطهّر القاهر القادر المقتدر، يا من ينادي من كلّ فجّ عميق

ص: 513

بألسنة شتّى و لغات مختلفة و حوائج أخرى، يا من لا يشغله شأن عن شأن أنت الّذي لا تغيّرك الأزمنة و لا تحيط بك الأمكنة و لا تأخذك نوم و لا سنة يسّر لي من أمري ما أخاف عسره و فرّج لي من أمري ما أخاف كربه و سهّل لي من أمري ما أخاف حزنه، سبحانك لا إله إلاّ أنت إنّي كنت من الظّالمين عملت سوء و ظلمت نفسي فاغفر لي إنّه لا يغفر الذّنوب إلاّ أنت، و الحمد للّه ربّ العالمين و لا حول و لا قوّة إلاّ باللّه العليّ العظيم و صلّى اللّه على نبيّه و آله و سلّم تسليما.

دعاء آخر لأويس أيضا و تعلّمه من علي عليه السّلام أيضا بسمل و قل: أللّهمّ إنّي أسألك و لا أسأل غيرك و أرغب إليك و لا أرغب إلى غيرك، أسألك يا أمان الخائفين و جار المستجيرين أنت الفتّاح ذو الخيرات مقيل العثرات و ماحي السّيّآت و كاتب الحسنات و رافع الدّرجات، أسألك بأفضل المسائل كلّها و أنجحها الّتي لا ينبغي للعباد أن يسألوك إلاّ بها و أسألك بك يا اللّه يا رحمن و بأسمائك الحسنى و أمثالك العليا و نعمك الّتي لا تحصى، و بأكرم أسمائك عليك و أحبّها إليك و أشرفها عندك منزلة و أقربها منك وسيلة و أجزلها مبلغا و أسرعها منك إجابة، و باسمك المخزون الجليل الأجلّ العظيم الأعظم الّذي تحبّه و ترضاه و ترضى عمّن دعاك به و تستجيب دعاءه، و حقّ عليك ألاّ تحرم به سائلك و بكلّ اسم هو لك في التّوراة و الإنجيل و الزّبور و الفرقان، و بكلّ اسم هو لك علّمته أحدا من خلقك أو لم تعلّمه أحدا و بكلّ اسم دعاك به حملة عرشك و ملائكتك و أصفياؤك من خلقك، و بحقّ السّائلين لك و الرّاغبين إليك و المتعوّذين بك و المتضرّعين إليك، و بحقّ كلّ عبد متعبّد لك في برّ أو بحر أو سهل أو جبل أدعوك دعاء من قد اشتدّت فاقته و عظم جرمه و أشرف على الهلكة نفسه و ضعفت قوّته و من لا يثق بشيء من عمله، و لا يجد لذنبه غافرا غيرك و لا لسعيه ملجأ سواك، هربت منك إليك غير مستنكف و لا مستكبر عن عبادتك يا أنس كلّ فقير مستجير، أسألك بأنّك أنت اللّه لا إله إلاّ أنت الحنّان المنّان

ص: 514

بديع السّماوات و الأرض ذو الجلال و الإكرام عالم الغيب و الشّهادة الرّحمن الرّحيم، أنت الرّبّ و أنا العبد و أنت المالك و أنا المملوك و أنت العزيز و أنا الذّليل و أنت الغنيّ و أنا الفقير و أنت الحيّ و أنا الميّت و أنت الباقي و أنا الفاني و أنت المحسن و أنا المسيء و أنت الغفور و أنا المذنب و أنت الرّحيم و أنا الخاطي و أنت الخالق و أنا المخلوق و أنت القويّ و أنا الضّعيف و أنت المعطي و أنا السّائل و أنت الآمن و أنا الخائف و أنت الرّازق و أنا المرزوق و أنت أحقّ من شكوت إليه و استغثت به ورجوته لأنّك كم من مذنب قد غفرت له و كم من مسيء قد تجاوزت عنه، فاغفر لي و تجاوز عنّي و ارحمني و عافني ممّا نزل بي و لا تفضحني بما جنيته على نفسي و خذ بيدي و بيد والديّ و ولدي و ارحمنا برحمتك يا ذا الجلال و الإكرام.

دعاء لمولانا أمير المؤمنين عليه السّلام و هو المفضّل على كلّ دعاء له عليه السّلام و كان يدعو به الباقران عليهما السّلام ذكر ذلك ابن طاوس رحمه اللّه في مهجه و هو: أللّهمّ أنت ربّي و أنا عبدك آمنت بك مخلصا لك على عهدك و وعدك ما استطعت، أتوب إليك من سوء عملي و أستغفرك للذّنوب الّتي لا يغفرها غيرك، أصبح ذلّي مستجيرا بعزّتك و أصبح فقري مستجيرا بغناك و أصبح جهلي مستجيرا بحلمك، و أصبحت قلّة حيلتي مستجيرة بقدرتك و أصبح خوفي مستجيرا بأمانك و أصبح دائي مستجيرا بدوائك، و أصبح سقمي مستجيرا بشفائك و أصبح حيني مستجيرا بقضائك و أصبح ضعفي مستجيرا بقوّتك و أصبح ذنبي مستجيرا بمغفرتك، و أصبح وجهي الفاني البالي مستجيرا بوجهك الباقي الدّائم الّذي لا يبلى و لا يفنى، يا من لا يواري منه ليل داج و لا سماء ذات أبراج و لا حجب ذات أرتاج و لا ما في قعر بحر عجّاج، يا دافع السّطوات يا كاشف الكربات يا منزّل البركات من فوق سبع سماوات، أسألك يا فتّاح يا مرتاح يا نفّاح يا من بيده خزائن كلّ مفتاح، أسألك أن تصلّي على محمّد و آل محمّد الطّيّبين الطّاهرين، و أن تفتح لي خير الدّنيا و الآخرة و أن تحجب

ص: 515

عنّي فتنة الموكّل بي و لا تسلّطه عليّ فيهلكني، و لا تكلني إلى أحد طرفة عين فيعجز عنّي و لا تحرمني الجنّة و ارحمني و توفّني مسلما و ألحقني بالصّالحين، و اكففني بالحلال عن الحرام و بالطّيّب عن الخبيث يا أرحم الرّاحمين، أللّهمّ خلقت القلوب على إرادتك و فطرت العقول على معرفتك فتململت الأفئدة من مخافتك و صرخت القلوب بالوله إليك، و تقاصر وسع قدر العقول عن الثّناء عليك و انقطعت الألفاظ عن مقدار محاسنك و كلّت الألسن عن إحصاء نعمك، فإذا ولجت بطرق البحث عن نعتك بهرتها حيرة العجز عن إدراك وصفك و هي تتردّد في التّقصير عن مجاوزة ما حددت لها إذ ليس لها أن تتجاوز ما أمرتها، فهي بالإقتدار على ما مكّنتها تحمدك بما أنهيت إليها و الألسن منبسطة بما تملي عليها، و لك على كلّ من استعبدت من خلقك ألاّ يملّوا من حمدك و إن قصرت المحامد عن شكرك بما أسديت إليها من نعمك، فحمدك بمبلغ طاقة جهدهم الحامدون و اعتصم برجاء عفوك المقصّرون و أوجس بالرّبوبيّة لك الخائفون و قصد بالرّغبة إليك الطّالبون، و انتسب إلى فضلك المحسنون و كلّ يتفيّأ في ظلال تأميل عفوك و يتضاءل بالذلّ لخوفك، و يعترف بالتّقصير في شكرك فلم يمنعك صدوف من صدف عن طاعتك و لا عكوف من عكف على معصيتك، أن أسبغت عليهم النّعم و أجزلت لهم القسم و صرفت عنهم النّقم و خوّفتهم عواقب النّدم، و ضاعفت لمن أحسن و أوجبت على المحسن شكر توفيقك للإحسان و على المسيء شكر تعطّفك بالإمتنان، و وعدت محسنهم الزّيادة في الإحسان منك فسبحانك تثيب على ما بدؤه منك و انتسابه إليك، و القوّة عليه بك و الإحسان فيه منك و التّوكّل في التّوفيق له عليك، فلك الحمد حمد من علم أنّ الحمد لك و أنّ بدءه منك و معاده إليك حمدا لا يقصر عن بلوغ الرّضى منك حمد من قصدك بحمده و استحقّ المزيد له منك في نعمه، أللّهمّ و لك مؤيّدات من عونك و رحمة تحصّن بها من أحببت من خلقك فصلّ على محمّد و آله، و اخصصنا من رحمتك و مؤيّدات لطفك أوجبها للإقالات و أعصمها من الإضاعات و أنجاها من

ص: 516

الهلكات و أرشدها إلى الهدايات و أوقاها من الآفات و أوفرها من الحسنات و آثرها في البركات و أزيدها في القسم و أسبغها للنّعم و أسترها للعيوب و أسرّها للغيوب و أغفرها للذّنوب إنّك قريب مجيب، و صلّ على خيرتك من خلقك و صفوتك من بريّتك و أمينك على وحيك بأفضل الصّلوات و بارك عليهم بأفضل البركات بما بلّغ عنك من الرّسالات و صدع بأمرك، و دعا إليك و أفصح بالدّلائل عليك بالحقّ المبين حتّى أتاه اليقين و صلّى اللّه عليه في الأوّلين و صلّى عليه في الآخرين و على آله و أهل بيته الطّاهرين، و اخلفه فيهم بأحسن ما خلفت به أحدا من المرسلين بك يا أرحم الرّاحمين، أللّهمّ و لك إرادات لا تعارض دون بلوغها الغايات قد انقطع معارضتها بعجز الإستطاعات عن الرّدّ لها دون النّهايات، فأيّة إرادة جعلتها إرادة لعفوك و سببا لنيل فضلك و استنزالا لخيرك فصلّ على محمّد و أهل بيت محمّد، وصلها اللّهمّ بدوام و أيّدها بتمام إنّك واسع الحباء كريم العطاء مجيب النّداء سميع الدّعاء.

دعاء آخر عظيم الشّأن أيضا لأمير المؤمنين عليه السّلام بسمل و قل: الحمد للّه الّذي لا إله إلاّ هو الحيّ القيّوم، الدّائم الملك الحقّ المبين المدبّر بلا وزير و لا خلق من عباده يستشير، الأوّل غير موصوف الباقي بعد فناء الخلق العظيم الرّبوبيّة نور السّماوات و الأرضين و فاطرهما و مبتدعهما، خلقهما بغير عمد ترونه و فتقهما فتقا فقامت السّماوات طائعات بأمره و استقرّت الأرض بأوتادها فوق الماء، ثمّ علا ربّنا في السّماوات العلى الرّحمن على العرش استوى له ما في السّماوات و ما في الأرض و ما بينهما و ما تحت الثّرى، فأنا أشهد بأنّك أنت اللّه لا إله إلاّ أنت لا رافع لما وضعت و لا واضع لما رفعت و لا معزّ لمن أذللت و لا مذلّ لمن أعززت و لا مانع لما أعطيت و لا معطي لما منعت، و أنت اللّه لا إله إلاّ أنت كنت إذ لم يكن سماء مبنيّة و لا أرض مدحيّة و لا شمس مضيئة و لا ليل مظلم و لا نهار مضيء و لا بحر لجّيّ و لا جبل راس و لا نجم سار و لا قمر منير و لا ريح تهبّ و لا سحاب يسكب و لا برق

ص: 517

يلمع و لا رعد يسبّح و لا روح يتنفّس و لا طائر يطير و لا نار تتوقّد و لا ماء يطّرد، كنت قبل كلّ شيء و كوّنت كلّ شيء و قدرت على كلّ شيء و ابتدعت كلّ شيء و أفقرت و أغنيت و أمتّ و أحييت و أضحكت و أبكيت و على العرش استويت، تباركت يا اللّه و تعاليت أنت اللّه الّذي لا إله إلاّ أنت الخلاّق العليم أمرك غالب و علمك نافذ و كيدك غريب و وعدك صادق و قولك حقّ و حكمك عدل و كلامك هدى و وحيك نور و رحمتك واسعة و عفوك عظيم و فضلك كبير و عطاؤك جزيل و حبلك متين و إمكانك عتيد و جارك عزيز و بأسك شديد و مكرك مكيد، أنت يا ربّ موضع كلّ شكوى و شاهد كلّ نجوى و حاضر كلّ ملاء و منتهى كلّ حاجة و فرج كلّ حزين و غنى كلّ فقير مسكين و حصن كلّ هارب و أمان كلّ خائف حرز الضّعفاء كنز الفقراء مفرّج الغمّاء معين الصّالحين ذلك اللّه ربّنا لا إله إلاّ هو تكفي من عبادك من توكّل عليك، و أنت جار من لاذ بك و تضرّع إليك عصمة من اعتصم بك من عبادك ناصر من انتصر بك، تغفر الذّنوب لمن استغفرك جبّار الجبابرة عظيم العظماء كبير الكبراء سيّد السّادات مولى الموالي صريخ المستصرخين منفّس عن المكروبين مجيب دعوة المضطرّين، أسمع السّامعين أبصر النّاظرين أحكم الحاكمين أسرع الحاسبين أرحم الرّاحمين خير الغافرين قاضي حوائج المؤمنين مغيث الصّالحين، أنت اللّه لا إله إلاّ أنت ربّ العالمين أنت الخالق و أنا المخلوق و أنت المالك و أنا المملوك و أنت الرّبّ و أنا العبد و أنت الرّازق و أنا المرزوق و أنت المعطي و أنا السّائل و أنت الجواد و أنا البخيل و أنت القويّ و أنا الضّعيف و أنت العزيز و أنا الذّليل و أنت الغنيّ و أنا الفقير و أنت السّيّد و أنا العبد و أنت الغافر و أنا المسيء و أنت العالم و أنا الجاهل و أنت الحليم و أنا العجول و أنت الرّاحم و أنا المرحوم و أنت المعافي و أنا المبتلى و أنت المجيب و أنا المضطرّ، و أنا أشهد بأنّك أنت اللّه لا إله إلاّ أنت الواحد الفرد و إليك المصير و صلّى اللّه على محمّد و أهل بيته الطّيّبين الطّاهرين، و اغفر لي ذنوبي و استر عليّ عيوبي و افتح لي من لدنك رحمة و رزقا واسعا يا أرحم

ص: 518

الرّاحمين. ثمّ حمدل و حسبل و حولق.

في دعاء الجامع

دعاء الجامع: لعلي عليه السّلام و فضله عظيم و هو: لا إله إلاّ اللّه في علمه منتهى رضاه، لا إله إلاّ اللّه بعد علمه منتهى رضاه، لا إله إلاّ اللّه مع علمه منتهى رضاه، اللّه أكبر في علمه منتهى رضاه، اللّه أكبر بعد علمه منتهى رضاه، اللّه أكبر مع علمه منتهى رضاه، الحمد للّه في علمه منتهى رضاه، الحمد للّه بعد علمه منتهى رضاه، الحمد للّه مع علمه منتهى رضاه، سبحان اللّه في علمه منتهى رضاه، سبحان اللّه بعد علمه منتهى رضاه، سبحان اللّه مع علمه منتهى رضاه، و اللّه أكبر و حقّ له ذلك لا إله إلاّ اللّه الحليم الكريم لا إله إلاّ اللّه العليّ العظيم لا إله إلاّ اللّه نور السّماوات السّبع و نور الأرضين السّبع و نور العرش العظيم، لا إله إلاّ اللّه تهليلا لا يحصيه غيره قبل كلّ أحد و مع كلّ أحد و بعد كلّ أحد، اللّه أكبر تكبيرا لا يحصيه غيره قبل كلّ أحد و مع كلّ أحد و بعد كلّ أحد، الحمد للّه تحميدا لا يحصيه غيره قبل كلّ أحد و مع كلّ أحد و بعد كلّ أحد، سبحان اللّه تسبيحا لا يحصيه غيره قبل كلّ أحد و مع كلّ أحد و بعد كلّ أحد، أللّهمّ إنّي أشهدك و كفى بك شهيدا فاشهد لي بأنّ قولك حقّ و فعلك حقّ و أنّ قضاءك حقّ و أنّ قدرك حقّ و أنّ رسلك حقّ و أنّ أوصياءك حقّ و أنّ رحمتك حقّ و أنّ جنّتك حقّ و أنّ نارك حقّ و أنّ قيامتك حقّ و أنّك مميت الأحياء و أنّك محيي الموتى و أنّك باعث من في القبور و أنّك جامع النّاس ليوم لا ريب فيه و أنّك لا تخلف الميعاد، أللّهمّ إنّي أشهدك فاشهد لي أنّك ربّي و أنّ محمّدا رسولك نبيّي و أنّ الأوصياء من بعده أئمّتي و أنّ الدّين الّذي شرعت ديني و أنّ الكتاب الّذي أنزلت على محمّد رسولك صلّى اللّه عليه و آله نوري، أللّهمّ إنّي أشهدك و كفى بك شهيدا فاشهد لي أنّك أنت المنعم عليّ لا غيرك لك الحمد و بنعمتك تتمّ الصّالحات، لا إله إلاّ اللّه عدد ما أحصى علمه و مثل ما أحصى علمه و ملء ما أحصى علمه، و أضعاف ما أحصى علمه و اللّه أكبر عدد ما أحصى علمه، و مثل ما

ص: 519

أحصى علمه و ملء ما أحصى علمه، و أضعاف ما أحصى علمه و الحمد للّه عدد ما أحصى علمه و مثل ما أحصى علمه و ملء ما أحصى علمه، و أضعاف ما أحصى علمه و سبحان اللّه عدد ما أحصى علمه و مثل ما أحصى علمه و ملء ما أحصى علمه و أضعاف ما أحصى علمه، لا إله إلاّ اللّه و اللّه أكبر و الحمد للّه و سبحان اللّه و بحمده و تبارك اللّه و تعالى و لا حول و لا قوّة إلاّ باللّه، و لا منجا و لا ملجأ من اللّه إلاّ إليه عدد الشّفع و الوتر و عدد كلمات ربّي الطّيّبات التّامّات المباركات صدق اللّه و صدق المرسلون.

دعاء عظيم احترز به الصّادق عليه السّلام من المنصور لمّا أراد قتله و هو: أللّهمّ إنّي أسألك يا مدرك الهاربين و يا ملجأ الخائفين و يا صريخ المستصرخين و يا غياث المستغيثين و يا منتهى غاية السّائلين و يا مجيب دعوة المضطرّين يا أرحم الرّاحمين، يا حقّ يا مبين يا ذا الكيد المتين يا منصف المظلومين من الظّالمين يا مؤمن أوليائه من العذاب المهين، يا من يعلم خائنة الأعين و خافيات لحظ الجفون و سرائر القلوب و ما كان و ما يكون، يا ربّ السّماوات و الأرضين و الملائكة المقرّبين و الأنبياء و المرسلين و ربّ الإنس و الجنّ أجمعين، يا شاهدا لا يغيب يا غالبا غير مغلوب يا من هو على كلّ شيء رقيب و على كلّ شيء حسيب و من كلّ عبد قريب و لكلّ دعوة مستجيب، يا إله الماضين و الغابرين و المقرّين و الجاحدين و إله الصّامتين و النّاطقين ربّ الأخيار المنيبين، يا اللّه يا ربّاه يا عزيز يا حكيم يا غفور يا رحيم يا أوّل يا قديم يا شكور يا حليم يا قاهر يا عليم يا سميع يا بصير يا لطيف يا خبير يا عالم يا قدير يا قهّار يا غفّار يا جبّار يا خالق يا رازق يا فاتق يا راتق يا صادق يا أحد يا واحد يا ماجد يا صمد يا رحمن يا فرد يا منّان يا سبّوح يا حنّان يا قدّوس يا رؤوف يا مهيمن يا حميد يا مجيد يا مبدىء يا معيد يا وليّ يا عليّ يا غنيّ يا قويّ يا بارىء يا مصوّر يا ملك يا مقتدر يا باعث يا وارث يا متكبّر يا عظيم يا باسط يا

ص: 520

قابض يا سلام يا مؤمن يا بارّ يا وتر يا معطي يا مانع يا ضارّ يا نافع يا مفرّق يا جامع يا حقّ يا مبين يا حيّ يا قيّوم يا ودود يا معيد يا طالب يا غالب يا مدرك يا جليل يا مفضل يا كريم يا متفضّل يا متطوّل يا أوّاب يا سمح يا فارج الهمّ يا كاشف الغمّ يا منزّل الحقّ يا قائل الصّدق يا فاطر السّماوات و الأرض يا عماد السّماوات و الأرض يا ممسك السّماوات و الأرض، يا ذا البلاء الجميل و الطّول العظيم، يا ذا السّلطان الّذي لا يذلّ و العزّ الّذي لا يضام، يا معروفا بالإحسان يا موصوفا بالإمتنان يا ظاهرا بلا مشافهة يا باطنا بلا ملامسة، يا سابق الأشياء بنفسه يا أوّلا بغير غاية يا آخرا بغير نهاية، يا قائما بلا انتصاب يا عالما بلا اكتساب يا ذا الأسماء الحسنى و الصّفات المثلى و المثل الأعلى، يا من قصرت عن وصفه ألسن الواصفين و انقطعت عنه أفكار المتفكّرين و علا و تكبّر عن صفات الملحدين و جلّ و عزّ عن عيب العائبين، و تبارك و تعالى عن كذب الكاذبين و أباطيل المبطلين و أقاويل العادلين، يا من بطن فخبر و ظهر فقدر و أعطى فشكر و علا فقهر، يا ربّ العين و الأثر و الجنّ و البشر و الأنثى و الذّكر و البحث و النّظر و القطر و المطر و الشّمس و القمر يا شاهد النّجوى و كاشف الغماء و دافع البلوى و غاية كلّ شكوى، يا نعم النّصير و المولى يا من هو على العرش استوى له ما في السّماوات و ما في الأرض و ما بينهما و ما تحت الثّرى، يا منعم يا مفضل يا محسن يا مجمل يا كافي يا شافي يا محيي يا مميت يا من يرى و لا يرى و لا يستعين بسنا الضّياء، يا محصي عدد الأشياء يا عليّ الجدّ يا غالب الجند يا من له على كلّ شيء يد و في كلّ شيء كيد، يا من لا يشغله صغير عن كبير و لا حقير عن خطير و لا يسير عن عسير يا فاعل بغير مباشرة يا عالم بغير معلّم، يا من بدء بالنّعمة قبل استحقاقها و الفضيلة قبل استيجابها يا من أنعم على المؤمن و الكافر و استصلح الفاسد و الصّالح عليه و ردّ المعاند و الشّارد عنه، يا من أهلك بعد البيّنة و أخذ بعد قطع المعذرة و أقام الحجّة و درأ عن القلوب الشّبهة و أقام الدّلالة و قاد إلى معاينة الآية، يا بارىء الجسد و موسع البلد و مجري القلوب و منشر العظام بعد

ص: 521

الموت و منزّل الغيث، يا سامع الصّوت و سابق الفوت يا ربّ الآيات و المعجزات مطر و نبات و آباء و أمّهات و بنين و بنات و ذاهب و آت و ليل داج و سماء ذات أبراج و سراج وهّاج و بحر عجّاج و نجوم تمور و أرواح تدور و مياه تغور و مهاد موضوع و ستر مرفوع و رياح تهبّ، و بلاء مدفوع و كلام مسموع و يقظة و منام و سباع و أنعام و دوابّ و هوامّ و غمام و آكام و أمور ذات نظام، من شتاء و صيف و ربيع و خريف أنت أنت خلقت هذا يا ربّ فأحسنت و قدّرت فأتقنت و سوّيت فأحكمت و نبّهت على الفكرة فأنعمت و ناديت الأحياء فأفهمت، فلم يبق عليّ إلاّ الشّكر لك و الذّكر لمحامدك و الإنقياد إلى طاعتك و الاستماع للدّاعي إليك، فإن عصيتك فلك الحجّة و إن أطعتك فلك المنّة، يا من يمهل فلا يعجل و يعلم فلا يجهل و يعطي فلا يبخل يا أحقّ من عبد و حمد و سئل و رجي و اعتمد، أسألك بكلّ اسم مقدّس مطهّر مكنون اخترته لنفسك و كلّ ثناء عال رفيع كريم رضيت به مدحة لك، و بحقّ كلّ ملك قرّبت منزلته عندك و بحقّ كلّ نبيّ أرسلته إلى عبادك و بكلّ شيء جعلته مصدّقا لرسلك و بكلّ كتاب فصّلته و وصّلته و بيّنته و أحكمته و شرعته و نسخته، و بكلّ دعاء سمعته فأجبته و عمل رفعته، و أسألك بكلّ من عظّمت حقّه و أعليت قدره و شرّفت بنيانه ممّن أسمعتنا ذكره و عرّفتنا أمره و ممّن لم تعرّفنا مقامه و لم تظهر لنا شأنه ممّن خلقته من أوّل ما ابتدأت به خلقك و ممّن تخلقه إلى انقضاء علمك، و أسألك بتوحيدك الّذي فطرت عليه العقول و أخذت به المواثيق و أرسلت به الرّسل و أنزلت عليه الكتب و جعلته أوّل فروضك و نهاية طاعتك، فلم تقبل حسنة إلاّ معها و لم تغفر سيّئة إلاّ بعدها، و أتوجّه إليك بجودك و مجدك و كرمك و عزّك و جلالك و عفوك و امتنانك و تطوّلك، و بحقّك الّذي هو أعظم من حقوق خلقك و أسألك يا اللّه يا اللّه ثلاثا يا ربّاه ستّا و أرغب إليك خاصّا و عامّا و أوّلا و آخرا، و بحقّ محمّد صلّى اللّه عليه و آله الأمين رسولك سيّد المرسلين و نبيّك إمام المتّقين و بالرّسالة الّتي أدّاها و العبادة الّتي اجتهد فيها و المحنة الّتي صبر عليها و المغفرة الّتي دعا إليها و الدّيانة الّتي حضّ

ص: 522

عليها منذ وقت رسالتك إيّاه إلى أن توفّيته، و بما بين ذلك من أقواله الحكيمة و أفعاله الكريمة و مقاماته المشهورة و ساعاته المعدودة أن تصلّي عليه كما وعدته من نفسك، و تعطيه أفضل ما أمّل من ثوابك و تزلف لديك منزلته و تعلي عندك درجته و تبعثه المقام المحمود و تورده حوض الكرم و الجود، و تبارك عليه بركة عامّة تامّة خاصّة نامية زاكية عالية سامية لا انقطاع لدوامها و لا نقيصة في كمالها و لا مزيد إلاّ في قدرتك عليها، و تزيده بعد ذلك ممّا أنت أعلم به و أقدر عليه و أوسع له و تؤتيه ذلك حتّى تزداد في الإيمان به بصيرة و في محبّته ثباتا و حجّة و على آله الطّيّبين الأخيار المنتجبين الأبرار، و على جبرئيل و ميكائيل و الملائكة المقرّبين و حملة عرشك أجمعين، و على جميع النّبيّين و الصّدّيقين و الشّهداء و الصّالحين و عليه و عليهم السّلام و رحمة اللّه و بركاته، أللّهمّ إنّي أصبحت لا أملك لنفسي ضرّا و لا نفعا و لا موتا و لا حياة و لا نشورا، قد كلّ مصرخي و انقطع عذري و ذهبت مسألتي و ذلّ ناصري و أسلمني أهلي و ولدي بعد قيام حجّتك عليّ و ظهور براهينك عندي و وضوح دلائلك لديّ، أللّهمّ إنّه قد أكدى الطّلب و أعيت الحيل إلاّ عندك و انغلقت الطّرق و ضاقت المذاهب إلاّ إليك، و درست الآمال و انقطع الرّجاء إلاّ منك و كذب الظّنّ و أخلفت العدات إلاّ عدتك، أللّهمّ إنّ مناهل الرّجاء لفضلك مترعة و أبواب الدّعاء لمن دعاك مفتّحة و الإستعانة لمن استعان بك مباحة، و أنت لداعيك بموضع إجابة و للصّارخ إليك وليّ الإغاثة و القاصد إليك قريب المسافة و أنّ موعدك عوض عن منع الباخلين و مندوحة عمّا في أيدي المستأثرين و درك من حيل الموازرين، و الرّاحل إليك يا ربّ قريب المسافة منك و أنت لا تحتجب عن خلقك إلاّ أن يحجبهم الأعمال السّيّئة دونك، و ما أبرّىء نفسي منها و لا أرفع قدري عنها إنّي لنفسي يا سيّدي لظلوم و بقدري لجهول إلاّ أن ترحمني و تعود بفضلك عليّ و تدرأ عقابك عنّي و ترحمني و تلحظني بالعين الّتي أنقذتني بها من حيرة الشّكّ و رفعتني من هوّة الكفر و أنعشتني من ميتة الجهالة و هديتني بها من الأنهاج الحائرة، أللّهمّ و قد

ص: 523

علمت أنّ أفضل زاد الرّاحل إليك عزم إرادة و إخلاص نيّة و قد دعوتك بعزم إرادتي و إخلاص طويّتي و صادق نيّتي فها أنا ذا مسكينك بائسك أسيرك فقيرك سائلك منيخ بفنائك قارع باب رجائك، و أنت آنس الآنسين لأوليائك و أحرى بكفاية المتوكّلين عليك و أولى بنصر الواثق بك و أحقّ برعاية المنقطع إليك، سرّي لك مكشوف و أنا إليك ملهوف، أنا عاجز و أنت قدير و أنا صغير و أنت كبير و أنا ضعيف و أنت قويّ و أنا فقير و أنت غنيّ، إذا أوحشتني الغربة آنسني ذكرك، و إذا صبّت عليّ الأمور استجرت بك و إذا تلاحكت عليّ الشّدائد أمّلتك، و أين تذهب بي عنك و أنت أقرب من وريدي و أحصن من عديدي و أوجد في مكاني و أصحّ في معقولي و أزمّة الأمور كلّها بيدك صادرة عن قضائك مذعنة بالخضوع لقدرتك فقيرة إلى عفوك ذات فاقة إلى قارب من رحمتك، و قد مسّني الفقر و نالني الضّرّ و شملتني الخصاصة و عرتني الحاجة و توسّمت بالذّلّة و علتني المسكنة و حقّت عليّ الكلمة و أحاطت بي الخطيئة، و هذا الوقت الّذي وعدت أوليائك فيه الإجابة فامسح ما بي بيمينك الشّافية و انظر إليّ بعينك الرّاحمة و أدخلني في رحمتك الواسعة و أقبل عليّ بوجهك ذي الجلال و الإكرام، فإنّك إذا أقبلت على أسير فككته و على ضالّ هديته و على حائر آويته و على ضعيف قوّيته و على خائف آمنته، أللّهمّ إنّك أنعمت عليّ فلم أشكر و ابتليتني فلم أصبر، فلم يوجب عجزي عن شكرك منع المؤمّل من فضلك و أوجب عجزي عن الصّبر على بلائك كشف ضرّك و إنزال رحمتك، فيا من قلّ عند بلائه صبري فعافاني و عند نعمائه شكري فأعطاني، أسألك المزيد من فضلك و الإيزاع لشكرك و الإعتداد بنعمائك في أعفى العافية و أسبغ النّعمة إنّك على كلّ شيء قدير، أللّهمّ لا تخلّني من يدك و لا تتركني لقاء لعدوّك و لا لعدوّي و لا توحشني من لطائفك الخفيّة و كفايتك الجميلة و إن شردت عنك فارددني إليك و إن فسدت عليك فأصلحني لك، فإنّك تردّ الشّارد و تصلح الفاسد و أنت على كلّ شيء قدير أللّهمّ هذا مقام العائذ بك اللاّئذ بعفوك المستجير بعزّ جلالك قد رأى أعلام قدرتك فأره آثار رحمتك فإنّك

ص: 524

تبدؤ الخلق ثمّ تعيده و هو أهون عليك، و لك المثل الأعلى في السّماوات و الأرض و أنت العزيز الحكيم، أللّهمّ فتولّني ولاية تغنيني بها عن سواها و أعطني عطيّة لا أحتاج إلى غيرك معها فإنّها ليست ببدع من ولايتك و لا بنكر من عطيّتك و لا بأولى من كفايتك، إدفع الصّرعة و انعش السّقطة و تجاوز عن الزّلّة و اقبل التّوبة و ارحم الهفوة و نجّ من الورطة و أقل العثرة، يا منتهى الرّغبة و غياث الكربة و وليّ النّعمة و صاحبي في الشّدّة و رحمن الدّنيا و الآخرة، أنت رحماني إلى من تكلني إلى بعيد يتجهّمني أو عدوّ يملك أمري إن لم تك عليّ ساخطا فما أبالي، غير أن عفوك لا يضيق عنّي و رضاك ينفعني و كنفك يسعني و يدك الباسطة تدفع عنّي فخذ بيدي من دحض الزّلّة فقد كبوت و ثبّتني على الصّراط المستقيم، و اهدني و إلاّ غويت يا هادي الطّريق يا فارج المضيق يا إلهي بالتّحقيق يا جاري اللّصيق يا ركني الوثيق يا كنزي العتيق، احلل عنّي المضيق و اكفني شرّ ما أطيق و ما لا أطيق إنّك بذلك حقيق و بكلّ خير خليق يا أهل التّقوى و أهل المغفرة و ذا العزّ و القدرة و الآلاء و العظمة يا أرحم الرّاحمين و خير الغافرين و أكرم الأكرمين و أبصر النّاظرين و ربّ العالمين، لا تقطع منك رجائي و لا تخيّب دعائي و لا تجهد بلائي و لا تسىء قضائي و لا تجعل النّار مأواي و اجعل الجنّة مثواي، و أعطني من الدّنيا سؤلي و مناي و بلّغني من الآخرة أملي و رضاي و آتنا في الدّنيا حسنة و في الآخرة حسنة و قنا عذاب النّار يا أرحم الرّاحمين، إنّك على كلّ شيء قدير و بكلّ شيء محيط و أنت حسبي و نعم الوكيل و المعين.

في دعاء الاعتقاد

دعاء الاعتقاد: مروي عن الكاظم عليه السّلام: إلهي إنّ ذنوبي و كثرتها قد غيّرت وجهي عندك و حجبتني عن استيهال رحمتك و باعدتني عن استيجاب(1) مغفرتك، و لو لا تعلّقي بآلائك و تمسّكي بالرّجاء لما وعدت أمثالي من المسرفين و أشباهي من

ص: 525


1- في المهج: استنجاز.

الخاطئين بقولك يٰا عِبٰادِيَ اَلَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلىٰ أَنْفُسِهِمْ (الآية)(1) و حذّرت القانطين من رحمتك فقلت وَ مَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلاَّ اَلضّٰالُّونَ ثمّ ندبتنا برحمتك إلى دعائك فقلت اُدْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ اَلَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبٰادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دٰاخِرِينَ إلهي لقد كان ذلّ الإياس عليّ مشتملا و القنوط من رحمتك بي ملتحفا، إلهي قد وعدت المحسن ظنّه بك ثوابا و أوعدت المسيء ظنّه بك عقابا، إلهي و قد أمسك رمقي حسن الظّنّ بك في عتق رقبتي من النّار و تغمّد زللي و إقالة عثرتي و قلت و قولك الحقّ الّذي لا خلف له و لا تبديل يَوْمَ نَدْعُوا كُلَّ أُنٰاسٍ بِإِمٰامِهِمْ ذلك يوم النّشور إذا نفخ في الصّور و بعثرت القبور أللّهمّ إنّي أقرّ و أشهد و أعترف و لا أجحد و أسرّ و أظهر و أعلن و أبطن بأنّك أنت اللّه الّذي لا إله إلاّ أنت وحدك لا شريك لك، و أنّ محمّدا صلّى اللّه عليه و آله عبدك و رسولك و أنّ عليّا أمير المؤمنين و سيّد الوصيّين و وارث علم النّبيّين و قاتل المشركين و إمام المتّقين و مبير المنافقين و مجاهد النّاكثين و القاسطين و المارقين، إمامي و حجّتي و عروتي و صراطي و دليلي و محجّتي و من لا أثق بالأعمال و إن زكت و لا أراها منجية لي و إن صلحت إلاّ بولايته و الائتمام به و الإقرار بفضائله و القبول من حملتها و التّسليم لرواتها، أللّهمّ و أقرّ بأوصيائه من أبنائه أئمّة و حججا و أدلّة و سرجا و أعلاما و منارا و سادة أبرارا، و أدين بسرّهم و جهرهم و ظاهرهم و باطنهم و حيّهم و ميّتهم و شاهدهم و غائبهم لا شكّ في ذلك و لا ارتياب يحوّلني عنه و لا انقلاب، أللّهمّ فادعني يوم حشري و حين نشري بإمامتهم و احشرني في زمرتهم و اكتبني في أصحابهم و اجعلني من أحزابهم، و أنقذني بهم يا مولاي من حرّ النّيران و إن لم ترزقني روح الجنان فإنّك إن أعتقتني من النّار كنت من الفائزين، أللّهمّ و قد أصبحت في يومي هذا و لا ثقة لي و لا رجاء و لا مفزع و لا ملجأ و لا ملتجأ غير من توسّلت بهم إليك و هم رسولك و آله

ص: 526


1- الآية هي: يٰا عِبٰادِيَ اَلَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلىٰ أَنْفُسِهِمْ لاٰ تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اَللّٰهِ إِنَّ اَللّٰهَ يَغْفِرُ اَلذُّنُوبَ جَمِيعاً.

عليّ أمير المؤمنين و سيّدتي فاطمة الزّهراء سيّدة النّساء و الحسن و الحسين و عليّ و محمّد و جعفر و موسى و عليّ و محمّد و عليّ و الحسن و مقيم المحجّة من بعدهم، الحجّة المستورة من ولدهم و المرجوّة للأمّة من ذرّيّتهم و خيرتك عليه و عليهم السّلام، أللّهمّ و اجعلهم في هذا اليوم و ما بعده حصني من المكاره و معقلي من المخاوف و نجّني بهم من كلّ عدوّ و طاغ و فاسق و باغ و من شرّ ما أعرف و ما أنكر و ما استتر عليّ، و ما أبصر و من شرّ كلّ دابّة ربّي آخذ بناصيتها إنّ ربّي على صراط مستقيم، أللّهمّ فبتوسّلي إليك بهم و تقرّبي بمحبّتهم و تمسّكي بإمامتهم افتح عليّ في هذا اليوم أبواب رزقك و انشر عليّ رحمتك و مغفرتك و حبّبني إلى خلقك و جنّبني عداوتهم و بغضهم إنّك على كلّ شيء قدير، أللّهمّ و لكلّ متوسّل ثواب و لكلّ ذي شفاعة حقّ فأسألك بمن جعلته إليك سببي و قدّمته أمام طلبتي أن تعرّفني بركة يومي هذا و شهري هذا و عامي هذا، أللّهمّ فهم مفزعي و معوّلي في شدّتي و رخائي و عافيتي و بلائي و نومي و يقظتي و ظعني و إقامتي و عسري و يسري و علانيتي و سرّي و صباحي و مسائي و منقلبي و مثواي، أللّهمّ فلا تخيّبني بهم من نائلك و لا تقطع رجائي من رحمتك و لا تخلني بهم من نعمتك و لا تؤيسني من روحك و لا تفتنّي بانغلاق أبواب الأرزاق و انسداد مسالكها و ارتتاج مذاهبها، و افتح لي من لدنك فتحا يسيرا و رزقا واسعا و اجعل لي من كلّ ضنك مخرجا و إلى كلّ سعة منهجا برحمتك يا أرحم الرّاحمين، أللّهمّ و اجعل اللّيل و النّهار مختلفين عليّ برحمتك و معافاتك و منّك و فضلك و لا تفقرني إلى أحد من خلقك برحمتك يا أرحم الرّاحمين إنّك على كلّ شيء قدير و بكلّ شيء محيط و حسبنا اللّه و نعم الوكيل و صلّى اللّه على محمّد و آله الطّيّبين الطّاهرين.

دعاء مستجاب(1) مروي أيضا عن الكاظم عليه السّلام بسمل و قل: سبحانك

ص: 527


1- يقول السيد ابن طاووس (قدس سره) في مهجه: ما دعا به مغموم إلا فرج اللّه غمه و لا مكروب إلا نفس اللّه كربه، و وقي عذاب القبر و وسع في رزقه و حشر يوم القيامة مع الصديقين و الشهداء و الصالحين، و لا يسأل اللّه شيئا إلا أعطاه، و غفر له كل ذنب و لو كانت ذنوبه مثل رمل عالج.

اللّهمّ و بحمدك أثني عليك و ما عسى أن يبلغ من ثنائي عليك، و أمجّدك مع قلّة عملي و قصر ثنائي و أنت الخالق و أنا المخلوق و أنت الرّازق و أنا المرزوق و أنت الرّبّ و أنا المربوب، و أنا الضّعيف و أنت القويّ و أنا السّائل و أنت الغنيّ لا يزول ملكك و لا يبيد عزّك و لا تموت و أنا خلق أموت و أزول و أفنى و أنت الصّمد الّذي لا يطعم و الفرد الواحد بغير شبيه و الدّائم بلا مدّة و الباقي إلى غير غاية و المتوحّد بالقدرة و الغالب على الأمور بلا زوال و لا فناء، تعطي من تشاء كما تشاء المعبود بالعبوديّة المحمود بالنّعم المرهوب بالنّقم حيّ لا يموت صمد لا يطعم قيّوم لا ينام جبّار لا يظلم محتجب لا يرى سميع لا يشكّ بصير لا يرتاب غنيّ لا يحتاج عالم لا يجهل خبير لا يذهل، ابتدأت المجد بالعزّ و تعطّفت الفخر بالكبرياء و تجلّلت بالمهابة و البهاء و الجمال و النّور، و استشعرت العظمة بالسّلطان الشّامخ و العزّ الباذخ و الملك الظّاهر و الشّرف القاهر و الكرم الفاخر و النّور السّاطع، و الآلاء المتظاهرة و الأسماء الحسنى و النّعم السّابغة و المنن المتقدّمة و الرّحمة الواسعة، كنت إذ لم يكن شيء و كان عرشك على الماء إذ لا سماء مبنيّة و لا أرض مدحيّة و لا شمس تضيء و لا قمر يجري و لا كوكب درّيّ و لا نجم يسري و لا سحابة منشأة و لا دنيا معلومة و لا آخرة مفهومة، و تبقى وحدك وحدك كما كنت وحدك علمت ما كان قبل أن يكون و حفظت ما كان بعد أن يكون لا منتهى لنعمتك(1) نفذ علمك فيما تريد و ما تشاء و سلطانك فيما تريد و ما تشاء من تبديل الأرض غير الأرض و السّماوات و ما ذرأت فيهنّ و ما خلقت من كلّ شيء و أنت تقول له كن فيكون، لا إله إلاّ أنت وحدك لا شريك لك أنت اللّه اللّه اللّه العليّ العظيم الحيّ القيّوم اللّه اللّه اللّه الحليم الكريم اللّه اللّه اللّه الفرد الصّمد اللّه اللّه اللّه بديع السّماوات و الأرض عزّك عزيز و جارك منيع و أمرك غالب و أنت ملك قاهر عزيز فاخر، لا إله إلاّ أنت خلوت في

ص: 528


1- في نسخة ثانية: لرحمتك.

الملكوت و استترت بالجبروت و حارت أبصار ملائكتك المقرّبين و ذهلت عقولهم في فكر عظمتك، لا إله إلاّ أنت ترى من بعد ارتفاعك و علوّ مكانك ما تحت الثّرى و منتهى الأرضين السّابعة السّفلى من علم الآخرة و الأولى و الظّلمات و الهواء و ترى بثّ الذّرّ في الثّرى و ترى قوائم النّمل على الصّفا و تسمع خفقان الطّير في الهواء و تعلم تقلّب السّاري في الماء، و تعطي السّائل و تنصر المظلوم و تجيب المضطرّ و تؤمن الخائف و تهدي السّبيل و تجبر الكسير و تغني الفقير، قضاؤك فصل و حكمك عدل و أمرك جزم و وعدك صدق و مشيّتك عزيزة و قولك حقّ و كلامك نور و طاعتك نجاة، ليس لك في الخلق شريك و لو كان لك شريك لتشابه علينا و لذهب كلّ إله بما خلق و لعلا علوّا كبيرا، جلّ قدرك عن مجاورة الشّركاء و تعاليت عن مخالطة الخلطاء و تقدّست عن ملامسة النّساء فلا ولد لك و لا والد لك، كذلك و صفت نفسك في كتابك المكنون المطهّر المنزّل البرهان المضيء الّذي أنزلته على محمّد نبيّ الرّحمة القرشيّ الزّكيّ التّقيّ النّقيّ الأبطحيّ المضريّ الهادي المهديّ الهاشميّ صلوات اللّه عليه و آله و سلّم و رحم و كرّم، بسم اللّه الرّحمن الرّحيم قُلْ هُوَ اَللّٰهُ أَحَدٌ (السّورة) فلا إله إلاّ أنت ذلّ كلّ شيء عزيز لعزّتك و صغرت كلّ عظمة لعظمتك، و لا يفزعك ليل دامس و لا قلب هاجس و لا جبل باذخ و لا علوّ شامخ و لا سماء ذات أبراج و لا بحار ذات أمواج و لا حجب ذات أرتاج و لا أرض ذات فجاج و لا ليل داج و لا ظلم ذات أدعاج و لا سهل و لا جبل و لا برّ و لا بحر و لا شجر و لا مدر و لا يستتر منك شيء و لا يحول دونك ستر، و لا يفوتك شيء السّرّ عندك علانية و الغيب عندك شهادة، تعلم و هم القلوب و رجم الغيوب و رجع الألسن و خائنة الأعين و ما تخفي الصّدور أنت رجاءنا عند كلّ شدّة و غياثنا عند كلّ محل و قوّتنا في كلّ ضعف و بلاغنا في كلّ عجز و سندنا في كلّ كريهة و ناصرنا عند كلّ ظلم، كم كريهة و شدّة ضعفت فيها القوّة و قلّت فيها الحيلة أسلمنا فيها الرّفيق و خذلنا فيها الشّفيق أنزلتها بك يا ربّ و لم نرج غيرك ففرّجتها و خفّفت ثقلها و كشفت غمرتها

ص: 529

و كفيتنا إيّاها عمّن سواك، فلك الحمد أفلح سائلك و أنجح طالبك و عزّ جارك و ربح متاجرك و تقدّست أسماؤك و علا ملكك و جلّ ثناؤك و غلب أمرك و لا إله غيرك، أسألك يا ربّ بأسمائك المتعاليات المكرّمة المطهّرة المقدّسة العزيزة، و باسمك العظيم الّذي بعثت به موسى عليه السّلام حين قلت إنّي أنا اللّه في الدّهر الباقي و بعلمك الغيب و بقدرتك على الخلق، و باسمك الّذي هو مكتوب حول كرسيّك و بكلماتك التّامّات يا أعزّ مذكور و أقدمه في العزّ و أدومه في الملك و الجبروت، يا رحيما بكلّ مسترحم و يا رؤوفا بكلّ مسكين و يا أقرب من دعي و أسرعه إجابة و يا مفرّجا عن كلّ ملهوف و يا خير من طلب منه الخير و أسرعه عطاء و نجاحا و أحسنه عطفا و تفضّلا، يا من خافت الملائكة من نوره المتوقّد فهم حول كرسيّه و عرشه صافّون مسبّحون طائفون خاضعون مذعنون لنور جلاله، يا من يشتكى إليه منه و يرغب منه إليه مخافة عذابه في سهر اللّيالي، يا فعّال الخير و لا يزال الخير فعاله يا صالح خلقه يوم يبعث خلقه و عباده بالسّاهرة فإذا هم قيام ينظرون، يا من إذا همّ بشيء أمضاه يا من قوله فعاله، يا من يفعل ما يشاء كيف يشاء و لا يفعل ما يشاء غيره، يا من خصّ نفسه بالخلد و البقاء و كتب على جميع خلقه الموت و الفناء يا من يصوّر في الأرحام ما يشاء كيف يشاء، يا من أحاط بكلّ شيء علما يا من أحصى كلّ شيء عددا لا شريك لك في الملك و لا وليّ لك، تعزّزت بالجبروت و تقدّست بالملكوت و أنت حيّ لا يموت و أنت عزيز ذو انتقام قيّوم لا تنام قاهر لا تغلب و لا ترام ذو البأس الّذي لا يستضام، أنت مالك الملك و مجري الفلك تعطي من سعة و تمنع بقدرة و تُؤْتِي اَلْمُلْكَ مَنْ تَشٰاءُ (الآيتين) أسألك أن تصلّي على مولانا و سيّدنا محمّد عبدك و رسولك و حبيبك الخالص و صفيّك المختصّ الّذي استخصصته بالحباء و التّفويض و ائتمنته على وحيك و مكنون سرّك و خفيّ علمك و فضّلته على من خلقت و قرّبته إليك و اخترته من بريّتك، البشير النّذير السّراج المنير الّذي أيّدته بسلطانك و استخلصته لنفسك و على أخيه و وصيّه و صهره و وارثه و الخليفة لك من

ص: 530

بعده في خلقك و أرضك أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب، و على ابنة نبيّك الكريمة الطّاهرة الفاضلة فاطمة الزّهراء الغرّاء، و على ولديها الحسن و الحسين سيّدي شباب أهل الجنّة الفاضلين الرّاجحين الزّكيّين النّقيّين الشّهيدين الخيّرين، و على عليّ بن الحسين زين العابدين و سيّدهم ذي الثّفنات، و على محمّد بن عليّ الباقر و على جعفر بن محمّد الصّادق و على موسى بن جعفر الكاظم و على عليّ بن موسى الرّضا و على محمّد بن عليّ الجواد و على عليّ بن محمّد الهادي و الحسن بن عليّ العسكريّين، و على محمّد بن الحسن المنتظر لأمرك و القائم في أمرك بما يرضيك و الحجّة على خلقك و الخليفة لك على عبادك المهديّ ابن المهديّين الرّاشد ابن الرّاشدين إلى صراط مستقيم، صلّ عليهم يا ربّ صلاة تامّة عامّة دائمة نامية باقية شاملة كاملة متواصلة لا انقطاع لها و لا زوال، صلاة يصعد أوّلها و لا ينفد آخرها و على جميع الأنبياء و المرسلين آمين، و أسألك أن تغفر لنا و ترحمنا و تفرّج عنّا كربنا و همّنا و غمّنا، أللّهمّ إنّي أسألك و لا أسأل غيرك و أرغب إليك و لا أرغب إلى سواك أسألك بجميع مسائلك و أحبّها إليك و أدعوك و أتضرّع إليك و أتوسّل إليك بأحبّ أسمائك إليك و أحظاها عندك و كلّها حظيّ عندك أن تصلّي على محمّد و آل محمّد و أن ترزقني الشّكر عند النّعماء و الصّبر عند البلاء و النّصر على الأعداء، و أن تعطيني خير السّفر و الحضر و القضاء و القدر و خير ما سبق في أمّ الكتاب و خير اللّيل و النّهار، أللّهمّ ارزقني حسن ذكر الذّاكرين يا ربّ العالمين و ارزقني خشوع الخاشعين و عمل الصّالحين و صبر الصّابرين و أجر المحسنين و سعادة المتّقين و قبول الفائزين و حسن عبادة العابدين و توبة التّائبين و إجابة المخلصين و يقين الصّدّيقين، و ألبسني محبّتك و ألهمني الخشية لك و اتّباع أمرك و طاعتك و نجّني من سخطك و اجعل لي إلى كلّ خير سبيلا و لا تجعل للسّلطان عليّ سبيلا و لا للشّيطان و اكفني شرّهما و شرّ ما أخافه كلّه علانيته و سرّه، أللّهمّ ارزقني الإستعداد عند الموت و اكتساب الخير قبل الفوت حتّى تجعل ذلك عدّة لي في آخرتي و أنسا لي في

ص: 531

وحشتي يا وليّي في نعمتي اغفر لي خطيئتي و تجاوز عن زلّتي و أقلني عثرتي و فرّج عنّي كربتي، و برّد بإجابتك حرّ غلّتي و اقض لي حاجتي و سدّ بغناك فاقتي و أعنّي في الدّنيا و الآخرة و أحسن معونتي و ارحم في الدّنيا غربتي و عند الموت صرعتي و في القبر وحشتي و بين أطباق الثّرى وحدتي، و لقّني عند المسألة حجّتي و استر عورتي و لا تؤاخذني على زلّتي و طيّب لي مضجعي و هنئّني معيشتي، يا صاحبي الشّفيق و يا سيّدي الرّفيق و يا مؤنسي في كلّ طريق و يا مخرجي من حلق المضيق و يا غياث المستغيثين و يا مفرّج الكرب عن المكروبين و يا حبيب التّائبين و يا قرّة عين العابدين و يا ناصر أوليائه المتّقين و يا مؤنس أحبّائه المستوحشين و يا ملك يوم الدّين يا ربّ العالمين يا إله الأوّلين و الآخرين، بك اعتصمت و بك وثقت و عليك توكّلت و بك أنبت و بك انتصرت و بك احتجبت و إليك هربت فصلّ على محمّد و آله، و أعطني الخير فيمن أعطيت و اهدني فيمن هديت و عافني فيمن عافيت و اكفني فيمن كفيت وقني شرّ ما قضيت إنّك تقضي و لا يقضى عليك و لا مانع لما أعطيت و لا معطي لما منعت، و لا مضلّ لمن هديت و لا مذلّ لمن واليت و لا ناصر لمن عاديت و لا ملجأ و لا منجا منك إلاّ إليك، فوّضت أمري إليك ارزقني الغنيمة من كلّ برّ و السّلامة من كلّ وزر يا سامع كلّ صوت و يا محيي كلّ نفس بعد الموت يا من لا يخاف الفوت صلّ على محمّد و آل محمّد، و اجلب لي الرّزق جلبا فإنّي لا أستطيع له طلبا و لا تضرب بالطّلب وجهي و لا تحرمني رزقي و لا تحبس عنّي إجابتي و لا توقف مسألتي و لا تطل حيرتي و شفّع ولايتي و وسيلتي بمحمّد عبدك و رسولك و نبيّك و صفيّك و خاصّتك و خالصتك البشير النّذير المنذر الطّيّب الطّهر الطّاهر، و بحقّ أخيه أمير المؤمنين و قائد المؤمنين إلى جنّات النّعيم و بحقّ فاطمة الزّهراء المكرّمة الطّاهرة الغرّاء، و بحقّ الحسن و الحسين سيّدي شباب أهل الجنّة و بحقّ الأئمّة من ولد الحسين عليهم السّلام الطّيّبين الطّاهرين الأخيار صلّ على محمّد و آل محمّد، و ارزقني رزقا واسعا و أنت خير الرّازقين فقد قدّمت وسيلتي إليك بهم و توجّهت بك

ص: 532

إليك يا برّ يا رؤوف يا رحيم يا اللّه يا اللّه يا ذا المعارج فإنّك ترزق من تشاء بغير حساب، أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد و ارحمنا و أعتقنا من النّار و اختم لنا بخير الدّنيا و الآخرة برحمتك يا أرحم الرّاحمين إنّك على كلّ شيء قدير و بالإجابة جدير آمين ربّ العالمين و لا حول و لا قوّة إلاّ باللّه العليّ العظيم.

في دعاء علوي المصري

دعاء علوي المصري: علمه المؤمّل عليه السّلام في المنام لرجل مظلوم من شيعته ففرّج اللّه عنه و قتل عدوّه و هو: ربّ من ذا الّذي دعاك فلم تجبه و من ذا الّذي سألك فلم تعطه و من ذا الّذي ناجاك فخيّبته، أم من ذا الّذي تقرّب إليك فأبعدته ربّ هذا فرعون ذو الأوتاد مع عناده و كفره و عتوّه و ادّعائه الرّبوبيّة لنفسه و علمك أنّه لا يتوب و لا يؤمن و لا يرجع و لا يؤوب و لا يخشع، استجبت له دعائه و أعطيته سؤله كرما منك وجودا و قلّة مقدار لما سألك عندك مع عظمه عنده أخذا بحجّتك عليه و تأكيدا لها حين فجر و كفر و استطال على قومه و تجبّر، و بكفره عليهم افتخر و بظلمه لنفسه تكبّر و بحلمك عنه استكبر، فكتب على نفسه جرأة منه أنّ جزاء مثله أن يغرق في البحر فجزيته بما حكم به على نفسه، إلهي و أنا عبدك و ابن عبدك و ابن أمتك معترف بالعبوديّة لك مقرّ بأنّك أنت اللّه خالقي لا إله لي غيرك و لا ربّ لي سواك، مقرّ بأنّك ربّي و إليك مردّي و إيابي عالم بأنّك على كلّ شيء قدير تفعل ما تشاء و تقدر(1) لا معقّب لحكمك و لا رادّ لقضائك و أنّك الأوّل و الآخر و الظّاهر و الباطن لم تكن من شيء و لم تبن عن شيء كنت قبل كلّ شيء و أنت الكائن بعد كلّ شيء و المكوّن لكلّ شيء خلقت كلّ شيء بتقدير و أنت السّميع البصير، و أشهد أنّك كذلك كنت و تكون و أنت حيّ قيّوم لا تأخذك سنة و لا نوم و لا توصف بالأوهام و لا تدرك بالحواسّ و لا تقاس بالمقياس و لا تشبّه بالنّاس و أنّ الخلق كلّهم عبيدك و إماؤك، أنت الرّبّ و نحن المربوبون و أنت الخالق و نحن المخلوقون و أنت الرّازق و نحن

ص: 533


1- في المهج زيادة: و تحكم ما تريد.

المرزوقون، فلك الحمد يا إلهي إذ خلقتني بشرا سويّا و جعلتني غنيّا مكفيّا بعدما كنت طفلا صبيّا فقوّيتني من الثّدي لبنا مريّا سائغا طريّا، و غذّيتني غذاء طيّبا هنيئا و جعلتني ذكرا مثالا سويّا، فلك الحمد حمدا إن عدّ لم يحص و إن وضع لم يتّسع له شيء، حمدا يفوق على جميع حمد الحامدين و يعلو على حمد كلّ شيء حمدك و يفخم و يعظم على ذلك كلّه و كلّما حمد اللّه شيء، و الحمد للّه كما يحبّ اللّه أن يحمد و الحمد للّه عدد ما خلق اللّه وزنة ما خلق اللّه وزنة أخفّ ما خلق اللّه وزنة أجلّ ما خلق اللّه و بعدد أكبر ما خلق اللّه و بعدد أصغر ما خلق اللّه، و الحمد للّه حتّى يرضى ربّنا و بعد الرّضي و أسأله أن يصلّي على محمّد و آل محمّد و أن يغفر لي ذنبي و أن يحمد لي أمري و يتوب عليّ إنّه هو التوّاب الرّحيم، إلهي و إنّي أدعوك و أسألك باسمك الّذي دعاك به صفوتك أبونا آدم عليه السّلام و هو مسيء ظالم حين أصاب الخطيئة فغفرت له خطيئته و تبت عليه و استجبت له دعوته و كنت منه قريبا يا قريب أن تصلّي على محمّد و آل محمّد و أن تغفر لي خطيئتي و ترضى عنّي فإن لم ترض عنّي فاعف عنّي فإنّي مسيء ظالم خاطىء عاص، و قد يعفو السّيّد عن عبده و ليس براض عنه و أن ترضي عنّي خلقك و تميط عنّي حقّك، إلهي و أسألك باسمك الّذي دعاك به إدريس عليه السّلام فجعلته صدّيقا نبيّا و رفعته مكانا عليّا و استجبت دعاءه و كنت منه قريبا يا قريب أن تصلّي على محمّد و آل محمّد، و أن تجعل مآبي إلى جنّتك و محلّي في رحمتك و تسكنني فيها بعفوك و تزوّجني من حورها بقدرتك يا قدير، إلهي و أسألك باسمك الّذي دعاك به نوح عليه السّلام إذ نادى ربّه أنّي مغلوب فانتصر ففتحت له أبواب السّماء بماء منهمر و فجّرت له الأرض عيونا فالتقى الماء على أمر قد قدر و نجّيته و حملته على ذات ألواح و دسر فاستجبت دعاءه و كنت منه قريبا، يا قريب أن تصلّي على محمّد و آل محمّد و أن تنجّيني من ظلم من يريد ظلمي و تكفّ عنّي بأس من يريد هضمي و تكفّ عنّي شرّ كلّ سلطان جائر و عدوّ قاهر و مستخفّ قادر و جبّار عنيد و كلّ شيطان مريد و إنسيّ شديد و كيد كلّ مكيد يا حليم

ص: 534

يا ودود، إلهي و أسألك باسمك الّذي دعاك به عبدك و نبيّك صالح عليه السّلام فنجّيته من الخسف و أعليته على عدوّه و استجبت له دعاءه و كنت منه قريبا يا قريب أن تصلّي على محمّد و آل محمّد، و أن تخلّصني من شرّ ما يريد بي أعدائي و تبغي لي حسّادي يا اللّه يا اللّه و تكفيني بكفايتك و تتولاّني بولايتك و تهدي قلبي بهداك و تؤيّدني بتقواك و تبصّرني بما فيه رضاك و تغنيني بغناك يا حليم، إلهي و أسألك باسمك الّذي دعاك به نبيّك و خليلك إبراهيم عليه السّلام حين أراد نمرود إلقاءه في النّار فجعلت النّار عليه بردا و سلاما و استجبت له دعاءه و كنت منه قريبا يا قريب أن تصلّي على محمّد و آل محمّد، و أن تبرّد عنّي حرّ نارك و تطفىء عنّي لهبها و تكفيني حرّها و تجعل نائرة أعدائي في شعارهم و دثارهم و تردّ كيدهم في نحورهم و تبارك لي فيما أعطيتنيه كما باركت عليه و على آله إنّك أنت الوهّاب الحميد المجيد، إلهي و أسألك باسمك الّذي دعاك به إسماعيل عليه السّلام ابن خليلك الّذي نجّيته من الذّبح و فديته بذبح عظيم و قلبت له المشقص حين ناجاك موقنا بذبحه راضيا بأمر والده، فجعلته نبيّا رسولا و جعلت له حرمك منسكا و مسكنا و مأوى و استجبت له دعاءه و كنت منه قريبا يا قريب أن تصلّي على محمّد و آل محمّد، و أن تفسح لي في قبري و تحطّ عنّي وزري و تشدّ لي أزري و تغفر لي ذنبي و ترزقني التّوبة بحطّ السّيّآت و تضاعف الحسنات و كشف البليّات و ربح التّجارات و دفع معرّة التّبعات إنّك مجيب الدّعوات منزل البركات و قاضي الحاجات و معطي الخيرات و جبّار السّماوات و أن تنجيني من كلّ سوء و مكيدة و بليّة و تصرف عنّي كلّ ظلمة و خيمة و تكفيني ما أهمّني و ما لم يهمّني من أمر دنياي و آخرتي و ما أحاذره و أخشاه و من شرّ خلقك أجمعين بحقّ آل طه و ياسين، إلهي و أسألك باسمك الّذي دعاك به لوط عليه السّلام فنجّيته و أهله من الخسف و الهدم و المثلات و الشّدّة و الجهد و أخرجته و أهله من الكرب العظيم و استجبت دعاءه و كنت منه قريبا يا قريب أن تصلّي على محمّد و آل محمّد، و أن تأذن لي بجميع ما شتّت من شملي و تقرّ عيني بولدي و أهلي و مالي و تصلح لي

ص: 535

أموري و تبارك لي في جميع أحوالي و تبلّغني في نفسي آمالي و تجيرني من النّار و تكفيني شرّ الأشرار بالمصطفين الأخيار الأئمّة الأبرار و نور الأنوار محمّد و آله الطّيّبين الطّاهرين الأخيار الأئمّة المهديّين و الصّفوة المنتجبين صلوات اللّه عليهم أجمعين، و أسألك أن ترزقني مجالستهم و تمنّ عليّ بمرافقتهم و توفّق لي صحبتهم مع أنبيائك المرسلين و ملائكتك المقرّبين و عبادك الصّالحين و أهل طاعتك أجمعين و حملة عرشك و الكروبيّين، إلهي و أسألك باسمك الّذي دعاك به يعقوب عليه السّلام و قد كفّ بصره و تشتّت شمله و فقد قرّة عينه ابنه فاستجبت له دعاءه و جمعت شمله و أقررت عينه و كشفت ضرّه و كربه و كنت منه قريبا يا قريب أن تصلّي على محمّد و آل محمّد، و أن تأذن لي بجميع ما تبدّد من أمري و تقرّ عيني بولدي و أهلي و مالي و تصلح لي شأني كلّه و تبارك لي في جميع أحوالي و تبلّغني في نفسي آمالي و تصلح لي أفعالي و تمنّ عليّ يا كريم يا ذا المعالي برحمتك يا أرحم الرّاحمين، إلهي و أسألك باسمك الّذي دعاك به عبدك و نبيّك يوسف عليه السّلام فاستجبت له و نجّيته من غيابة الجبّ و كشفت ضرّه و كفيته كيد إخوته و جعلته بعد العبوديّة ملكا و استجبت دعاءه و كنت منه قريبا يا قريب أن تصلّي على محمّد و آل محمّد، و أن تدفع عنّي كيد كلّ كائد و شرّ كلّ حاسد إنّك على كلّ شيء قدير، إلهي و أسألك بالإسم الّذي دعاك به عبدك و نبيّك موسى بن عمران عليه السّلام إذ قلت تباركت و تعاليت و ناديناه من جانب الطّور الأيمن و قرّبناه نجيّا و ضربت له طريقا في البحر يبسا و نجّيته و من معه(1) من بني إسرائيل و أغرقت فرعون و هامان و جنودهما و استجبت له دعاءه و كنت منه قريبا يا قريب أن تصلّي على محمّد و آل محمّد، و أن تعيذني من شرّ خلقك و تقرّبني من عفوك و تنشر عليّ من فضلك ما تغنيني به عن جميع خلقك و يكون لي بلاغا أنال به مغفرتك و رضوانك يا وليّي و وليّ المؤمنين،

ص: 536


1- في نسخة ثانية: و من تبعه.

إلهي و أسألك بالإسم الّذي دعاك به عبدك و نبيّك داود عليه السّلام فاستجبت له دعاءه و سخّرت له الجبال يسبّحن معه بالعشيّ و الإشراق و الطّير محشورة كلّ له أوّاب و شددت ملكه و آتيته الحكمة و فصل الخطاب و ألنت له الحديد و علّمته صنعة لبوس لهم و غفرت ذنبه و كنت منه قريبا يا قريب أن تصلّي على محمّد و آل محمّد، و أن تسخّر لي جميع أموري و تسهّل لي تقديري و ترزقني مغفرتك و عبادتك و تدفع عنّي ظلم الظّالمين و كيد الكائدين و مكر الماكرين و سطوات الفراعنة الجبّارين و حسد الحاسدين يا أمان الخائفين و جار المستجيرين و ثقة المؤمنين و ذريعة الواثقين و رجاء المتوكّلين و معتمد الصّالحين يا أرحم الرّاحمين، إلهي و أسألك اللّهمّ بالإسم الّذي سألك به عبدك و نبيّك سليمان بن داود عليه السّلام إذ قال ربّ اغفر لي وهب لي ملكا لا ينبغي لأحد من بعدي إنّك أنت الوهّاب فاستجبت له دعاءه و أطعت له الخلق و حملته على الرّيح و علّمته منطق الطّير و سخّرت له الشّياطين من كلّ بنّاء و غوّاص و آخرين مقرّنين في الأصفاد هذا عطاؤك لا عطاء غيرك و كنت منه قريبا يا قريب أن تصلّي على محمّد و آل محمّد، و أن تهدي لي قلبي و تجمع لي لبّي و تكفيني همّي و تؤمن خوفي و تفكّ أسري و تشدّ أزري و تمهّلني و تنفّسني و تستجيب دعائي و تسمع ندائي و لا تجعل في النّار مثواي و لا تجعل الدّنيا أكبر همّي و أن توسّع عليّ في رزقي و تحسّن خلقي و تعتق رقبتي من النّار فإنّك سيّدي و مولاي و مؤمّلي، إلهي و أسألك اللّهمّ باسمك الّذي دعاك به أيّوب عليه السّلام لما حلّ به من البلاء بعد الصّحّة و نزل السّقم منه منزل العافية و الضّيق بعد السّعة فكشفت ضرّه ورددت عليه أهله و مثلهم معهم حين ناداك داعيا لك راغبا إليك راجيا لفضلك شاكيا إليك ربّ إنّي مسّني الضّرّ و أنت أرحم الرّاحمين فاستجبت له دعاءه و كشفت ضرّه(1) و كنت منه قريبا يا قريب أن تصلّي على محمّد و آل محمّد، و أن تكشف ضرّي و أن تعافيني

ص: 537


1- في نسخة ثانية زيادة: ضره و بلاءه.

في نفسي و أهلي و مالي و ولدي و إخواني فيك عافية باقية شافية كافية وافرة هادية نامية عافية مستغنية عن الأطبّاء و الأدوية و تجعلها شعاري و دثاري و تمتّعني بسمعي و بصري و تجعلهما الوارثين منّي إنّك على كلّ شيء قدير، إلهي و أسألك باسمك الّذي دعاك به يونس بن متّى عليه السّلام في بطن الحوت حين ناداك(1) في ظلمات ثلاث أن لا إله إلاّ أنت سبحانك إنّي كنت من الظّالمين و أنت أرحم الرّاحمين، فاستجبت له دعاءه و أنبتّ عليه شجرة من يقطين و أرسلته إلى مائة ألف أو يزيدون و كنت منه قريبا يا قريب أن تصلّي على محمّد و آل محمّد، و أن تستجيب لي دعائي و تداركني بعفوك فقد غرقت في بحر الظّلم لنفسي و ركبتني مظالم كثيرة لخلقك عليّ فصلّ على محمّد و آل محمّد و اشترني منهم و أعتقني من النّار و اجعلني من عتقائك و طلقائك من النّار في مقامي هذا بمنّك يا منّان، إلهي و أسألك باسمك الّذي دعاك به عبدك و نبيّك عيسى بن مريم عليهما السّلام إذ أيّدته بروح القدس و أنطقته في المهد فأحيا به الموتى و أبرأ به الأكمه و الأبرص بإذنك و خلق من الطّين كهيئة الطّير فصار طيرا بإذنك و كنت منه قريبا يا قريب أن تصلّي على محمّد و آل محمّد، و أن تفرّغني لما خلقت له و لا تشغلني بما قد تكفّلت لي به و تجعلني من عبّادك و زهّادك في الدّنيا و ممّن خلقته للعافية فيها و هنّأته بها مع كرامتك يا كريم يا عليّ يا عظيم، إلهي و أسألك بالإسم الّذي دعاك به آصف بن برخيا على عرش ملكة سبإ فكان أقلّ من لحظ الطّرف حتّى كان مصوّرا بين يديه فلمّا رأته قيل أهكذا عرشك قالت كأنّه هو فاستجبت له دعائه و كنت منه قريبا يا قريب أن تصلّي على محمّد و آل محمّد، و أن تكفّر عنّي سيّآتي و تقبّل منّي حسناتي و تقبّل توبتي و تتوب عليّ و تغني فقري و تجبر كسري و تحيي فؤادي بذكرك و تحييني في عافية و تميتني في عافية، إلهي و أسألك بالإسم الّذي دعاك به عبدك و نبيّك زكريّاء عليه السّلام حين سألك

ص: 538


1- في نسخة ثانية زيادة: ناداك راجيا.

داعيا راجيا لفضلك فقام في المحراب ينادي ربّه نداء خفيّا فقال ربّ فهب لي من لدنك وليّا يرثني و يرث من آل يعقوب (عليه السّلام)، و اجعله ربّ رضيّا فوهبت له يحيى و استجبت له دعاءه و كنت منه قريبا يا قريب أن تصلّي على محمّد و آل محمّد، و أن تبقي لي أولادي و أن تمتّعني بهم و تجعلني و إيّاهم مؤمنين لك راغبين في ثوابك خائفين من عقابك راجين لما عندك آيسين ممّا عند غيرك حتّى تحيينا حياة طيّبة و تميتنا ميتة طيّبة إنّك فعّال لما تريد، إلهي و أسألك بالإسم الّذي سألتك به امرأة فرعون إذ قالت ربّ ابن لي عندك بيتا في الجنّة و نجّني من فرعون و عمله و نجّني من القوم الظّالمين فاستجبت لها دعاءها و كنت منها قريبا يا قريب أن تصلّي على محمّد و آل محمّد، و أن تقرّ عيني بالنّظر إلى جنّتك و وجهك الكريم و أوليائك و تفرّجني بمحمّد و آله و تؤنسني به و بآله و بمصاحبتهم و مرافقتهم و تمكّن لي فيها و تنجّيني من النّار و ما أعدّ لأهلها من السّلاسل و الأغلال و الشّدائد و الأنكال و أنواع العذاب بعفوك يا كريم، إلهي و أسألك باسمك الّذي دعتك به عبدتك و صدّيقتك مريم البتول و أمّ المسيح الرّسول عليهما السّلام إذ قلت و مريم ابنة عمران الّتي أحصنت فرجها فنفخنا فيه من روحنا و صدّقت بكلمات ربّها و كتبه و كانت من القانتين فاستجبت دعاءها و كنت منها قريبا يا قريب أن تصلّي على محمّد و آل محمّد، و أن تحصّنني بحصنك الحصين و تحجبني بحجابك المنيع و تحرزني بحرزك الوثيق و تكفيني بكفايتك الكافية من شرّ كلّ طاغ و ظلم كلّ باغ و مكر كلّ ماكر و غدر كلّ غادر و سحر كلّ ساحر، و من شرّ كلّ شيطان فاجر و سلطان جائر بمنعك المنيع يا منيع، إلهي و أسألك بالإسم الّذي دعاك به عبدك و نبيّك و صفيّك و خيرتك من خلقك و أمينك على وحيك و رسولك إلى خلقك و بعيثك إلى بريّتك محمّد خاصّتك و خالصتك صلّى اللّه عليه و آله فاستجبت دعاءه و أيّدته بجنود لم يروها و جعلت كلمتك العليا و كلمة الّذين كفروا السّفلى و كنت منه قريبا يا قريب أن تصلّي على محمّد و آل محمّد صلاة زاكية طيّبة نامية باقية مباركة كما صلّيت على أبيهم إبراهيم

ص: 539

و بارك عليهم كما باركت عليه و سلّم عليهم كما سلّمت عليه و زدهم فوق ذلك كلّه زيادة من عندك و اخلطني بهم و اجعلني منهم و احشرني معهم و في زمرتهم حتّى تسقيني من حوضهم و تدخلني في جملتهم و تجمعني و إيّاهم و تقرّ عيني بهم و تعطيني سؤلي و تبلّغني آمالي في ديني و دنياي و آخرتي و مماتي و محياي و تبلّغهم سلامي و تردّ عليّ منهم السّلام و عليهم السّلام و رحمة اللّه و بركاته، إلهي و أنت الّذي تنادي في أنصاف كلّ ليلة هل من سائل فأعطيه أم هل من داع فأجيبه أم هل من مستغفر فأغفر له أم هل من راج فأبلغه رجاءه أم هل من مؤمّل فأبلّغه أمله ها أنا سائلك بفنائك و مسكينك ببابك و ضعيفك ببابك و عبيدك ببابك و فقيرك ببابك و مؤمّلك بفنائك أسألك نائلك و أرجو رحمتك و أؤمّل عفوك و ألتمس غفرانك فصلّ على محمّد و آله و أعطني سؤلي و بلّغني أملي و اجبر فقري و ارحم عصياني و اعف عنّي ذنوبي و فكّ رقبتي من مظالم لعبادك قد ركبتني و صلّ على محمّد و آله، و قوّ ضعفي و أغن مسكنتي و ثبّت و طائتي و اغفر جرمي و أنعم بالي و كثّر من الحلال مالي و خر لي في جميع أموري و أحوالي و رضّني بها و ارحمني و والديّ و ما ولدا من المؤمنين و المؤمنات و المسلمين و المسلمات الأحياء منهم و الأموات إنّك سميع الدّعوات و ألهمني من برّهما ما أستحقّ به ثوابك و الجنّة و تقبّل حسناتهما و اغفر سيّآتهما و اجزهما بأحسن ما فعلا بي ثوابك و الجنّة، إلهي و قد علمت يقينا أنّك لا تأمر بالظّلم و لا ترضاه و لا تميل إليه و لا تهواه و لا تحبّه و لا تغشاه و تعلم ما فيه هؤلاء القوم من ظلم عبادك و عنادهم و بغيهم علينا و تعدّيهم بغير حقّ و لا معروف بل ظلما و عدوانا وزورا و بهتانا، فإن كنت قد جعلت لهم مدّة لا بدّ من بلوغها أو كتبت لهم آجالا لا بدّ أن ينالوها فقد قلت و قولك الحقّ و وعدك الصّدق يَمْحُوا اَللّٰهُ مٰا يَشٰاءُ وَ يُثْبِتُ وَ عِنْدَهُ أُمُّ اَلْكِتٰابِ فأنا أسألك بكلّ ما سألك به أنبياؤك المرسلون و أسألك بما سألك به عبادك الصّالحون و ملائكتك المقرّبون أن تمحو من أمّ الكتاب ذلك و تكتب لهم الإضمحلال و المحق حتّى تقرّب آجالهم و تقضي مدّتهم و تذهب أيّامهم

ص: 540

و تبتّر أعمارهم و تهلك فجّارهم و تسلّط بعضهم على بعض حتّى لا تبقي منهم أحدا و لا تنجّي منهم أحدا أبدا، و تفرّق جمعهم و تكلّ سلاحهم و تبدّد شملهم و تقطّع آجالهم و تقصّر أعمارهم و تزلزل أقدامهم و تطهّر بلادك منهم و تظهر عبادك عليهم فقد غيّروا سنّتك و نقضوا عهدك و هتكوا حرمتك و أتوا ما نهيتهم عنه و عتوا عتوّا كبيرا و ضلّوا ضلالا بعيدا، فصلّ على محمّد و آله و ائذن لجمعهم بالشّتات و لحيّهم بالممات و لأزواجهم بالنّهبات و خلّص عبادك من ظلمهم و اقبض أيديهم عن هضمهم و طهّر أرضك منهم و ائذن بحصد نباتهم و استئصال شأفتهم و شتات شملهم و هدم بنيانهم، يا ذا الجلال و الإكرام أللّهمّ و أسألك يا إلهي و إله كلّ شيء و ربّي و ربّ كلّ شيء و أدعوك بما دعاك به عبداك و نبيّاك و رسولاك و صفيّاك موسى و هارون عليهما السّلام حين قالا داعيين لك راجيين لفضلك، ربّنا إنّك آتيت فرعون و ملأه زينة و أموالا في الحياة الدّنيا ربّنا ليضلّوا عن سبيلك ربّنا اطمس على أموالهم و اشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتّى يروا العذاب الأليم، فمننت و أنعمت عليهما بالإجابة لهما إلى أن قرعت سمعهما بأمرك، أللّهمّ ربّ إذ قلت قد أجيبت دعوتكما فاستقيما و لا تتّبعانّ سبيل الّذين لا يعلمون أن تصلّي على محمّد و آل محمّد و أن تطمس على أموال هؤلاء الظّلمة و أن تشدّد على قلوبهم و أن تخسف بهم برّك و أن تغرقهم في بحرك فإنّ السّماوات و الأرض و ما فيهما لك، و أر الخلق قدرتك فيهم و بطشتك عليهم فافعل ذلك بهم و عجّل ذلك لهم يا خير من سئل و خير من دعي و خير من تذلّلت له الوجوه و رفعت إليه الأيدي و دعي بالألسن و شخصت إليه الأبصار و أمّت إليه القلوب و نقلت إليه الأقدام و تحوكم إليه في الأعمال، إلهي و أنا عبدك أسألك من أسمائك بأبهاها و كلّ أسمائك بهيّ بل أسألك بأسمائك كلّها أن تصلّي على محمّد و آل محمّد، و أن تركسهم على أمّ رؤوسهم في زبيتهم و تردّيهم في مهوى حفرتهم و ارمهم بحجرهم و ذكّهم بمشاقصهم و اكببهم على مناخرهم و اخنقهم بوترهم و اردد كيدهم في نحورهم و أوبقهم بندامتهم حتّى يستخذلوا

ص: 541

و يتضاءلوا بعد نخوتهم و يخشعوا بعد استطالتهم أذلاّء مأسورين في ربق حبائلهم الّتي يؤمّلون أن يرونا فيها، و ترينا بطشك و قدرتك فيهم و سلطانك عليهم و تأخذهم أخذ القرى و هي ظالمة إنّ أخذك الأليم الشّديد، و تأخذهم يا ربّ أخذ عزيز مقتدر فإنّك عزيز قدير شديد العقاب شديد المحال، أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد و عجّل إيرادهم عذابك الّذي أعددته للظّالمين من أمثالهم و الطّاغين من نظرائهم و ارفع حلمك عنهم و احلل عليهم غضبك الّذي لا يقوم له شيء، و ائمر في تعجيل ذلك عليهم بأمرك الّذي لا يردّ و لا يؤخّر فإنّك شاهد كلّ نجوى و عالم كلّ فحوى و لا يخفى عليك من أعمالهم خافية و لا تذهب عنك من أعينهم خائنة و أنت علاّم الغيوب عالم بما في الضّمائر و القلوب، أللّهمّ فأسألك و أناديك بما ناداك به و سألك نوح عليه السّلام إذ قلت تباركت و تعاليت و لقد نادانا نوح فلنعم المجيبون، أجل اللّهمّ أنت نعم المجيب و نعم المدعوّ و نعم المسؤول و نعم المعطي أنت الّذي لا تخيّب سائلك و لا تردّ راجيك و لا تطرد الملحّ عن بابك و لا تردّ داعيا سألك و لا تملّ دعاء من أمّلك و لا تتبرّم بكثرة حوائجهم إليك و لا بقضائها لهم فإنّ قضاء حوائج جميع خلقك إليك في أسرع من لمح الطّرف و أخفّ عليك و أهون عندك من جناح بعوضة، و حاجتي إليك يا سيّدي و مولاي و معتمدي و رجائي أن تصلّي على محمّد و آل محمّد و أن تغفر لي ذنبي فقد جئتك ثقيل الظّهر بعظيم ما بارزتك به من سيّآتي و ركبني من مظالم عبادك ففكّني ممّا لا يفكّني و لا يخلّصني منها غيرك و لا يقدر عليه و لا يملكه سواك فصلّ على محمّد و آله و امح يا سيّدي كثرة سيّاتي بيسير عبراتي بل بقساوة قلبي و جمود عيني، لا بل برحمتك الّتي وسعت كلّ شيء و أنا شيء فلتسعني رحمتك يا رحمن يا رحيم يا أرحم الرّاحمين و لا تمتحنّي في هذه الدّنيا بشيء من المحن و لا تسلّط عليّ من لا يرحمني و لا تهلكني بذنوبي، و عجّل خلاصي من كلّ مكروه و ادفع عنّي كلّ ظلم و لا تهتك ستري و لا تفضحني يوم جمعك الخلائق للحساب يا جزيل العطاء و الثّواب أسألك أن تصلّي على محمّد و آل محمّد و أن

ص: 542

تحييني حياة السّعداء و تميتني ميتة الشّهداء و تقبلني قبول الأودّاء، و تحفظني في هذه الدّنيا الدّنيّة من شرّ سلاطينها و فجّارها و أشرارها و محبّيها و العاملين لها و فيها وقني شرّ طغاتها و حسّادها و باغي الشّرّ لي فيها حتّى تكفيني مكر المكرة و تفقأ عنّي أعين الكفرة و تفحم عنّي ألسن الفجرة و تقبض لي على أيدي الظّلمة و توهن عنّي كيدهم و تميتهم بغيظهم و تشغلهم بأسماعهم و أبصارهم و أفئدتهم، و تجعلني من ذلك كلّه في أمنك و أمانك و حرزك و حجّتك و سلطانك و حجابك و كنفك و عياذك و جوارك و من جار السّوء و جليس السّوء إنّك وليّ ذلك و أنت على كلّ شيء قدير، إنّ وليّي اللّه الّذي نزّل الكتاب و هو يتولّى الصّالحين، أللّهمّ بك أعوذ و بك ألوذ و لك أعبد و إيّاك أرجو و بك أستعين و بك أستغيث و بك أستكفي و بك أستقدر و منك أسأل فصلّ على محمّد و آل محمّد، و لا تردّني إلاّ بذنب مغفور و سعي مشكور و تجارة لن تبور و أن تفعل بي ما أنت أهله و لا تفعل بي ما أنا أهله فإنّك أهل القوّة و القدرة و أهل التّقوى و أهل المغفرة و أهل الفضل و الرّحمة إلهي و قد أطلت دعائي و أكثرت خطابي و ضيق صدري حداني على ذلك و حملني عليه علما منّي بأنّه يجزيك منه قدر الملح في العجين بل يكفيك عزم إرادة و أن يقول العبد بنيّة صادقة و لسان صادق يا ربّ فتكون عند ظنّ عبدك بك، و قد ناجاك بعزم الإرادة قلبي فأسألك أن تصلّي على محمّد و آل محمّد و أن تقرنه بإجابة منك و تبلّغني ما أمّلته فيك منّة منك و طولا و قوّة و حولا، و لا تقمني من مقامي هذا إلاّ بقضاء جميع ما سألتك فإنّه عليك يسير و خطره عندي جليل كبير و أنت عليه قدير يا سميع يا بصير، إلهي و هذا مقام العائذ بك من النّار و الهارب منك إليك و التّائب من ذنوب اجترمتها و عيوب اجترحتها، أللّهمّ فانظر إليّ نظرة رحيمة أفوز بها إلى جنّتك و اعطف عليّ عطفة أنجو بها من عقابك فإنّ الجنّة و النّار لك و بيدك و مفاتيحهما و مغاليقهما إليك و أنت على كلّ شيء قدير، و هو عليك هيّن يسير فافعل بي ما سألتك يا قدير و لا حول و لا قوّة إلاّ باللّه العليّ العظيم و حسبنا اللّه و نعم الوكيل و صلّى اللّه على سيّدنا محمّد النّبيّ و آله

ص: 543

الطّيّبين الطّاهرين يا ربّ.

في دعاء الجوشن الكبير

دعاء الجوشن الكبير مرويّ عن النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و هو مائة فصل كل فصل عشرة أسماء و تبسمل في أوّل كلّ فصل منها و تقول في آخره سبحانك يا لا إله إلاّ أنت الغوث الغوث صلّ على محمّد و آله و خلّصنا من النّار يا ربّ يا ذا الجلال و الإكرام يا أرحم الرّاحمين.

1 - أللّهمّ إنّي أسألك باسمك يا اللّه يا رحمن يا رحيم يا كريم يا مقيم يا عظيم يا قديم يا عليم يا حليم يا حكيم.

2 - يا سيّد السّادات يا مجيب الدّعوات يا رافع الدّرجات يا وليّ الحسنات يا غافر الخطيئات يا معطي المسئلات يا قابل التّوبات يا سامع الأصوات يا عالم الخفيّات يا دافع البليّات.

3 - يا خير الغافرين يا خير الفاتحين يا خير النّاصرين يا خير الحاكمين يا خير الرّازقين يا خير الوارثين يا خير الحامدين يا خير الذّاكرين يا خير المنزلين يا خير المحسنين.

4 - يا من له العزّة و الجمال يا من له القدرة و الكمال يا من له الملك و الجلال يا من هو الكبير المتعال يا منشىء السّحاب الثّقال يا من هو شديد المحال يا من هو سريع الحساب يا من هو شديد العقاب يا من هو عنده حسن الثّواب يا من عنده أمّ الكتاب.

5 - أللّهمّ إنّي أسألك باسمك يا حنّان يا منّان يا ديّان يا برهان يا سلطان يا رضوان يا غفران يا سبحان يا مستعان يا ذا المنّ و البيان.

6 - يا من تواضع كلّ شيء لعظمته يا من استسلم كلّ شيء لقدرته يا من ذلّ كلّ شيء لعزّته يا من خضع كلّ شيء لهيبته يا من انقاد كلّ شيء من خشيته يا من

ص: 544

تشقّقت الجبال من مخافته يا من قامت السّماوات بأمره يا من استقرّت الأرضون بإذنه يا من يسبّح الرّعد بحمده يا من لا يعتدي على أهل مملكته.

7 - يا غافر الخطايا يا كاشف البلايا يا منتهى الرّجايا يا مجزل العطايا يا واهب الهدايا يا رازق البرايا يا قاضي المنايا يا سامع الشّكايا يا باعث البرايا يا مطلق الأسارى.

8 - يا ذا الحمد و الثّناء يا ذا الفخر و البهاء يا ذا المجد و السّناء يا ذا العهد و الوفاء يا ذا العفو و الرّضاء يا ذا المنّ و العطاء يا ذا الفصل و القضاء يا ذا العزّ و البقاء يا ذا الجود و السّخاء يا ذا الآلاء و النّعماء.

9 - أللّهمّ إنّي أسألك باسمك يا مانع يا دافع يا رافع يا صانع يا نافع يا سامع يا جامع يا شافع يا واسع يا موسّع.

10 - يا صانع كلّ مصنوع يا خالق كلّ مخلوق يا رازق كلّ مرزوق يا مالك كلّ مملوك يا كاشف كلّ مكروب يا فارج كلّ مهموم يا راحم كلّ مرحوم يا ناصر كلّ مخذول يا ساتر كلّ معيوب يا ملجأ كلّ مطرود.

11 - يا عدّتي عند شدّتي يا رجائي عند مصيبتي يا مؤنسي عند وحشتي يا صاحبي عند غربتي يا وليّي عند نعمتي يا غياثي عند كربتي يا دليلي عند حيرتي يا غنائي عند افتقاري يا ملجإي عند اضطراري يا معيني عند مفزعي.

12 - يا علاّم الغيوب يا غفّار الذّنوب يا ستّار العيوب يا كاشف الكروب يا مقلّب القلوب يا طبيب القلوب يا منوّر القلوب يا أنيس القلوب يا مفرّج الهموم يا منفّس الغموم.

13 - أللّهمّ إنّي أسألك باسمك يا جليل يا جميل يا وكيل يا كفيل يا دليل يا قبيل يا مديل يا منيل يا مقيل يا محيل.

ص: 545

14 - يا دليل المتحيّرين يا غياث المستغيثين يا صريخ المستصرخين يا جار المستجيرين يا أمان الخائفين يا عون المؤمنين يا راحم المساكين يا ملجأ العاصين يا غافر المذنبين يا مجيب دعوة المضطرّين.

15 - يا ذا الجود و الإحسان يا ذا الفضل و الإمتنان يا ذا الأمن و الأمان يا ذا القدس و السّبحان يا ذا الحكمة و البيان يا ذا الرّحمة و الرّضوان يا ذا الحجّة و البرهان يا ذا العظمة و السّلطان يا ذا الرّأفة و المستعان يا ذا العفو و الغفران.

16 - يا من هو ربّ كلّ شيء يا من هو إله كلّ شيء يا من هو صانع كلّ شيء يا من هو خالق كلّ شيء يا من هو قبل كلّ شيء يا من هو بعد كلّ شيء يا من هو فوق كلّ شيء يا من هو عالم بكلّ شيء يا من هو قادر على كلّ شيء يا من يبقى و يفنى كلّ شيء.

17 - أللّهمّ إنّي أسألك باسمك يا مؤمن يا مهيمن يا مكوّن يا ملقّن يا مبيّن يا مهوّن يا ممكّن يا مزيّن يا معلن يا مقسّم.

18 - يا من هو في ملكه مقيم يا من هو في سلطانه قديم يا من هو في جلاله عظيم يا من هو على عباده رحيم يا من هو بكلّ شيء عليم يا من هو بمن عصاه حليم يا من هو بمن رجاه كريم يا من هو في صنعه حكيم يا من هو في حكمته لطيف يا من هو في لطفه قديم.

19 - يا من لا يرجى إلاّ فضله يا من لا يسأل إلاّ عفوه يا من لا ينظر إلاّ برّه يا من لا يخاف إلاّ عدله يا من لا يدوم إلاّ ملكه يا من لا سلطان إلاّ سلطانه يا من وسعت كلّ شيء رحمته يا من سبقت رحمته غضبه يا من أحاط بكلّ شيء علمه يا من ليس أحد مثله.

20 - يا فارج الهمّ يا كاشف الغمّ يا غافر الذّنب يا قابل التّوب يا خالق الخلق

ص: 546

يا صادق الوعد يا موفي العهد يا عالم السّرّ يا فالق الحبّ يا رازق الأنام.

21 - أللّهمّ إنّي أسألك باسمك يا عليّ يا وفيّ يا غنيّ يا مليّ يا حفيّ يا رضيّ يا زكيّ يا بديّ يا قويّ يا وليّ.

22 - يا من أظهر الجميل يا من ستر القبيح يا من لم يؤاخذ بالجريرة يا من لم يهتك السّتر يا عظيم العفو يا حسن التّجاوز يا واسع المغفرة يا باسط اليدين بالرّحمة يا صاحب كلّ نجوى يا منتهى كلّ شكوى.

23 - يا ذا النّعمة السّابغة يا ذا الرّحمة الواسعة يا ذا المنّة السّابقة يا ذا الحكمة البالغة يا ذا القدرة الكاملة يا ذا الحجّة القاطعة يا ذا الكرامة الظّاهرة يا ذا العزّة الدّائمة يا ذا القوّة المتينة يا ذا العظمة المنيعة.

24 - يا بديع السّماوات يا جاعل الظّلمات يا راحم العبرات يا مقيل العثرات يا ساتر العورات يا محيي الأموات يا منزّل الآيات يا مضعّف الحسنات يا ماحي السّيّآت يا شديد النّقمات.

25 - أللّهمّ إنّي أسألك باسمك يا مصوّر يا مقدّر يا مدبّر يا مطهّر يا منوّر يا ميسّر يا مبشّر يا منذر يا مقدّم يا مؤخّر.

26 - يا ربّ البيت الحرام يا ربّ الشّهر الحرام يا ربّ البلد الحرام يا ربّ الرّكن و المقام يا ربّ المشعر الحرام يا ربّ المسجد الحرام يا ربّ الحلّ و الحرام يا ربّ النّور و الظّلام يا ربّ التّحيّة و السّلام يا ربّ القدرة في الأنام.

27 - يا أحكم الحاكمين يا أعدل العادلين يا أصدق الصّادقين يا أطهر الطّاهرين يا أحسن الخالقين يا أسرع الحاسبين يا أسمع السّامعين يا أبصر النّاظرين يا أشفع الشّافعين يا أكرم الأكرمين.

28 - يا عماد من لا عماد له يا سند من لا سند له يا ذخر من لا ذخر له يا حرز

ص: 547

من لا حرز له يا غياث من لا غياث له يا فخر من لا فخر له يا عزّ من لا عزّ له يا معين من لا معين له يا أنيس من لا أنيس له يا أمان من لا أمان له.

29 - أللّهمّ إنّي أسألك باسمك يا عاصم يا قائم يا دائم يا راحم يا سالم يا حاكم يا عالم يا قاسم يا قابض يا باسط.

30 - يا عاصم من استعصمه يا راحم من استرحمه يا غافر من استغفره يا ناصر من استنصره يا حافظ من استحفظه يا مكرم من استكرمه يا مرشد من استرشده يا صريخ من استصرخه يا معين من استعانه يا مغيث من استغاثه.

31 - يا عزيزا لا يضام يا لطيفا لا يرام يا قيّوما لا ينام يا دائما لا يفوت يا حيّا لا يموت يا ملكا لا يزول يا باقيا لا يفنى يا عالما لا يجهل يا صمدا لا يطعم يا قويّا لا يضعف.

32 - أللّهمّ إنّي أسألك باسمك يا أحد يا واحد يا شاهد يا ماجد يا حامد يا راشد يا باعث يا وارث يا ضارّ يا نافع.

33 - يا أعظم من كلّ عظيم يا أكرم من كلّ كريم يا أرحم من كلّ رحيم يا أعلم من كلّ عليم يا أحكم من كلّ حكيم يا أقدم من كلّ قديم يا أكبر من كلّ كبير يا ألطف من كلّ لطيف يا أجلّ من كلّ جليل يا أعزّ من كلّ عزيز.

34 - يا كريم الصّفح يا عظيم المنّ يا كثير الخير يا قديم الفضل يا دائم اللّطف يا لطيف الصّنع يا منفّس الكرب يا كاشف الضّرّ يا مالك الملك يا قاضي الحقّ.

35 - يا من هو في عهده وفيّ يا من هو في وفائه قويّ يا من هو في قوّته عليّ يا من هو في علوّه قريب يا من هو في قربه لطيف يا من هو في لطفه شريف يا من هو في شرفه عزيز يا من هو في عزّه عظيم يا من هو في عظمته مجيد يا من هو في

ص: 548

مجده حميد.

36 - أللّهمّ إنّي أسألك باسمك يا كافي يا شافي يا وافي يا معافي يا هادي يا داعي يا قاضي يا راضي يا عالي يا باقي.

37 - يا من كلّ شيء خاضع له يا من كلّ شيء خاشع له يا من كلّ شيء كائن له يا من كلّ شيء موجود به يا من كلّ شيء منيب إليه يا من كلّ شيء خائف منه يا من كلّ شيء قائم به يا من كلّ شيء صائر إليه يا من كلّ شيء يسبّح بحمده يا من كلّ شيء هالك إلاّ وجهه.

38 - يا من لا مفرّ إلاّ إليه يا من لا مفزع إلاّ إليه يا من لا مقصد إلاّ إليه يا من لا منجا منه إلاّ إليه يا من لا يرغب إلاّ إليه يا من لا حول و لا قوّة إلاّ به يا من لا يستعان إلاّ به يا من لا يتوكّل إلاّ عليه يا من لا يرجى إلاّ هو يا من لا يعبد إلاّ إيّاه.

39 - يا خير المرهوبين يا خير المطلوبين يا خير المرغوبين يا خير المسؤولين يا خير المقصودين يا خير المذكورين يا خير المشكورين يا خير المحبوبين يا خير المدعوّين يا خير المستأنسين.

40 - أللّهمّ إنّي أسألك باسمك يا غافر يا ساتر يا قادر يا قاهر يا فاطر يا كاسر يا جابر يا ذاكر يا ناظر يا ناصر.

41 - يا من خلق فسوّى يا من قدّر فهدى يا من يكشف البلوى يا من يسمع النّجوى يا من ينقذ الغرقى يا من ينجي الهلكى يا من يشفي المرضى يا من أضحك و أبكى يا من أمات و أحيا يا من خلق الزّوجين الذّكر و الأنثى.

42 - يا من في البرّ و البحر سبيله يا من في الآفاق آياته يا من في الآيات برهانه يا من في الممات قدرته يا من في القبور عبرته يا من في القيامة ملكه يا من في الحساب هيبته يا من في الميزان قضاؤه يا من في الجنّة ثوابه يا من في النّار عقابه.

ص: 549

43 - يا من إليه يهرب الخائفون يا من إليه يفزع المذنبون يا من إليه يقصد المنيبون يا من إليه يرغب الزّاهدون يا من إليه يلجأ المتحيّرون يا من به يستأنس المريدون يا من به يفتخر المحبّون يا من في عفوه يطمع الخاطئون يا من إليه يسكن الموقنون يا من عليه يتوكّل المتوكّلون.

44 - أللّهمّ إنّي أسألك باسمك يا حبيب يا طبيب يا قريب يا رقيب يا حسيب يا مهيب يا مثيب يا مجيب يا خبير يا بصير.

45 - يا أقرب من كلّ قريب يا أحبّ من كلّ حبيب يا أبصر من كلّ بصير يا أخبر من كلّ خبير يا أشرف من كلّ شريف يا أرفع من كلّ رفيع يا أقوى من كلّ قويّ يا أغنى من كلّ غنيّ يا أجود من كلّ جواد يا أرءف من كلّ رؤوف.

46 - يا غالبا غير مغلوب يا صانعا غير مصنوع يا خالقا غير مخلوق يا مالكا غير مملوك يا قاهرا غير مقهور يا رافعا غير مرفوع يا حافظا غير محفوظ يا ناصرا غير منصور يا شاهدا غير غائب يا قريبا غير بعيد.

47 - يا نور النّور يا منوّر النّور يا خالق النّور يا مدبّر النّور يا مقدّر النّور يا نور كلّ نور يا نورا قبل كلّ نور يا نورا بعد كلّ نور يا نورا فوق كلّ نور يا نورا ليس كمثله نور.

48 - يا من عطاؤه شريف يا من فعله لطيف يا من لطفه مقيم يا من إحسانه قديم يا من قوله حقّ يا من وعده صدق يا من عفوه فضل يا من عذابه عدل يا من ذكره حلو يا من فضله عميم.

49 - أللّهمّ إنّي أسألك باسمك يا مسهّل يا مفصّل يا مبدّل يا مذلّل يا منزّل يا منوّل يا مفضل يا مجزل يا ممهل يا مجمل.

50 - يا من يرى و لا يرى يا من يخلق و لا يخلق يا من يهدي و لا يهدى يا من

ص: 550

يحيي و لا يحيى يا من يسأل و لا يسأل يا من يطعم و لا يطعم يا من يجير و لا يجار عليه يا من يقضي و لا يقضى عليه يا من يحكم و لا يحكم عليه يا من لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفوا أحد.

51 - يا نعم الحسيب يا نعم الطّبيب يا نعم الرّقيب يا نعم القريب يا نعم المجيب يا نعم الحبيب يا نعم الكفيل يا نعم الوكيل يا نعم المولى يا نعم النّصير.

52 - يا سرور العارفين يا منى المحبّين يا أنيس المريدين يا حبيب التّوّابين يا رازق المقلّين يا رجاء المذنبين يا قرّة عين العابدين يا منفّس عن المكروبين يا مفرّج عن المغمومين يا إله الأوّلين و الآخرين.

53 - أللّهمّ إنّي أسألك باسمك يا ربّنا يا إلهنا يا سيّدنا يا مولانا يا ناصرنا يا حافظنا يا دليلنا يا معيننا يا حبيبنا يا طبيبنا.

54 - يا ربّ النّبيّين و الأبرار يا ربّ الصّدّيقين و الأخيار يا ربّ الجنّة و النّار يا ربّ الصّغار و الكبار يا ربّ الحبوب و الثّمار يا ربّ الأنهار و الأشجار يا ربّ الصّحاري و القفار يا ربّ البراري و البحار يا ربّ اللّيل و النّهار يا ربّ الإعلان و الإسرار.

55 - يا من نفذ في كلّ شيء أمره يا من لحق بكلّ شيء علمه يا من بلغت إلى كلّ شيء قدرته يا من لا تحصي العباد نعمه يا من لا تبلغ الخلائق شكره يا من لا تدرك الأفهام جلاله يا من لا تنال الأوهام كنهه يا من العظمة و الكبرياء رداؤه يا من لا تردّ العباد قضاءه يا من لا ملك إلاّ ملكه يا من لا عطاء إلاّ عطاؤه.

56 - يا من له المثل الأعلى يا من له الصّفات العليا يا من له الآخرة و الأولى يا من له الجنّة المأوى يا من له الآيات الكبرى يا من له الأسماء الحسنى يا من له

ص: 551

الحكم و القضاء يا من له الهواء و الفضاء يا من له العرش و الثّرى يا من له السّماوات العلى.

57 - أللّهمّ إنّي أسألك باسمك يا عفوّ يا غفور يا صبور يا شكور يا رؤوف يا عطوف يا مسؤول يا ودود يا سبّوح يا قدّوس.

58 - يا من في السّماء عظمته يا من في الأرض آياته يا من في كلّ شيء دلائله يا من في البحار عجائبه يا من في الجبال خزائنه يا من يبدؤ الخلق ثمّ يعيده يا من إليه يرجع الأمر كلّه يا من أظهر في كلّ شيء لطفه يا من أحسن كلّ شيء خلقه يا من تصرّف في الخلائق قدرته.

59 - يا حبيب من لا حبيب له يا طبيب من لا طبيب له يا مجيب من لا مجيب له يا شفيق من لا شفيق له يا رفيق من لا رفيق له يا مغيث من لا مغيث له يا دليل من لا دليل له يا أنيس من لا أنيس له يا راحم من لا راحم له يا صاحب من لا صاحب له.

60 - يا كافي من استكفاه يا هادي من استهداه يا كالي من استكلاه يا راعي من استرعاه يا شافي من استشفاه يا قاضي من استقضاه يا مغني من استغناه يا موفي من استوفاه يا مقوّي من استقواه يا وليّ من استولاه.

61 - أللّهمّ إنّي أسألك باسمك يا خالق يا رازق يا ناطق يا صادق يا فالق يا فارق يا فاتق يا راتق يا سابق يا سامق.

62 - يا من يقلّب اللّيل و النّهار يا من جعل الظّلمات و الأنوار يا من خلق الظّلّ و الحرور يا من سخّر الشّمس و القمر يا من قدّر الخير و الشّرّ يا من خلق الموت و الحياة يا من له الخلق و الأمر يا من لم يتّخذ ولدا يا من ليس له شريك في الملك يا من لم يكن له وليّ من الذّلّ.

ص: 552

63 - يا من يعلم مراد المريدين يا من يعلم ضمير الصّامتين يا من يسمع أنين الواهنين يا من يرى بكاء الخائفين يا من يملك حوائج السّائلين يا من يقبل عذر التّائبين يا من لا يصلح أعمال المفسدين يا من لا يضيع أجر المحسنين يا من لا يبعد عن قلوب العارفين يا أجود الأجودين.

64 - يا دائم البقاء يا سامع الدّعاء يا واسع العطاء يا غافر الخطاء يا بديع السّماء يا حسن البلاء يا جميل الثّناء يا قديم السّناء يا كثير الوفاء يا شريف الجزاء.

65 - أللّهمّ إنّي أسألك باسمك يا ستّار يا غفّار يا قهّار يا جبّار يا صبّار يا بارّ يا مختار يا فتّاح يا نفّاح يا مرتاح(1).

66 - يا من خلقني و سوّاني يا من رزقني و ربّاني يا من أطعمني و سقاني يا من قرّبني و أدناني يا من عصمني و كفاني يا من حفظني و كلاني يا من أعزّني و أغناني يا من وفّقني و هداني يا من آنسني و آواني يا من أماتني و أحياني.

67 - يا من يحقّ الحقّ بكلماته يا من يقبل التّوبة عن عباده يا من يحول بين المرء و قلبه يا من لا تنفع الشّفاعة إلاّ بإذنه يا من هو أعلم بمن ضلّ عن سبيله يا من لا معقّب لحكمه يا من لا رادّ لقضائه يا من انقاد كلّ شيء لأمره يا من السّماوات مطويّات بيمينه يا من يرسل الرّياح بشرا بين يدي رحمته.

68 - يا من جعل الأرض مهادا يا من جعل الجبال أوتادا يا من جعل الشّمس سراجا يا من جعل القمر نورا يا من جعل اللّيل لباسا يا من جعل النّهار معاشا يا من جعل النّوم سباتا يا من جعل السّماء بناء يا من جعل الأشياء أزواجا يا من جعل النّار مرصادا.

69 - أللّهمّ إنّي أسألك باسمك يا سميع يا شفيع يا رفيع يا منيع يا سريع يا

ص: 553


1- قوله: يا نفاح يا مرتاح: أي يا معطي يا كريم.

بديع يا كبير يا قدير يا منير يا مجير.

70 - يا حيّا قبل كلّ حيّ يا حيّا بعد كلّ حيّ يا حيّ الّذي ليس كمثله حيّ يا حيّ الّذي لا يشاركه حيّ يا حيّ الّذي لا يحتاج إلى حيّ يا حيّ الّذي يميت كلّ حيّ يا حيّ الّذي يرزق كلّ حيّ يا حيّا لم يرث الحياة من حيّ يا حيّ الّذي يحيي الموتى يا حيّ يا قيّوم لا تأخذه سنة و لا نوم.

71 - يا من له ذكر لا ينسى يا من له نور لا يطفى يا من له نعم لا تعدّ يا من له ملك لا يزول يا من له ثناء لا يحصى يا من له جلال لا يكيّف يا من له كمال لا يدرك يا من له قضاء لا يردّ يا من له صفات لا تبدّل يا من له نعوت لا تغيّر.

72 - يا ربّ العالمين يا مالك يوم الدّين يا غاية الطّالبين يا ظهر اللاّجين يا مدرك الهاربين يا من يحبّ الصّابرين يا من يحبّ التّوّابين يا من يحبّ المتطهّرين يا من يحبّ المحسنين يا من هو أعلم بالمهتدين.

73 - أللّهمّ إنّي أسألك باسمك يا شفيق يا رفيق يا حفيظ يا محيط يا مقيت يا مغيث يا معزّ يا مذلّ يا مبدىء يا معيد.

74 - يا من هو أحد بلا ضدّ يا من هو فرد بلا ندّ يا من هو صمد بلا عيب يا من هو وتر بلا كيف يا من هو قاض بلا حيف يا من هو ربّ بلا وزير يا من هو عزيز بلا ذلّ يا من هو غنيّ بلا فقر يا من هو ملك بلا عزل يا من هو موصوف بلا شبيه.

75 - يا من ذكره شرف للذّاكرين يا من شكره فوز للشّاكرين يا من حمده عزّ للحامدين يا من طاعته نجاة للمطيعين يا من بابه مفتوح للطّالبين يا من سبيله واضح للمنيبين يا من آياته برهان للنّاظرين يا من كتابه تذكرة للمتّقين يا من رزقه عموم للطّائعين و العاصين يا من رحمته قريب من المحسنين.

76 - يا من تبارك اسمه يا من تعالى جدّه يا من لا إله غيره يا من جلّ ثناؤه يا

ص: 554

من تقدّست أسماؤه يا من يدوم بقاؤه يا من العظمة بهاؤه يا من الكبرياء رداؤه يا من لا تحصى آلاؤه يا من لا تعدّ نعماؤه.

77 - أللّهمّ إنّي أسألك باسمك يا معين يا أمين يا مبين يا متين يا مكين يا رشيد يا حميد يا مجيد يا شديد يا شهيد.

78 - يا ذا العرش المجيد يا ذا القول السّديد يا ذا الفعل الرّشيد يا ذا البطش الشّديد يا ذا الوعد و الوعيد يا من هو الوليّ الحميد يا من هو فعّال لما يريد يا من هو قريب غير بعيد يا من هو على كلّ شيء شهيد يا من هو ليس بظلاّم للعبيد.

79 - يا من لا شريك له و لا وزير يا من لا شبيه له و لا نظير يا خالق الشّمس و القمر المنير يا مغني البائس الفقير يا رازق الطّفل الصّغير يا راحم الشّيخ الكبير يا جابر العظم الكسير يا عصمة الخائف المستجير يا من هو بعباده خبير بصير يا من هو على كلّ شيء قدير.

80 - يا ذا الجود و النّعم يا ذا الفضل و الكرم يا خالق اللّوح و القلم يا بارىء الذّرّ و النّسم يا ذا البأس و النّقم يا ملهم العرب و العجم يا كاشف الضّرّ و الألم يا عالم السّرّ و الهمم يا ربّ البيت و الحرم يا من خلق الأشياء من العدم.

81 - أللّهمّ إنّي أسألك باسمك يا فاعل يا جاعل يا قابل يا كامل يا فاصل يا واصل يا عادل يا غالب يا طالب يا واهب.

82 - يا من أنعم بطوله يا من أكرم بجوده يا من جاد بلطفه يا من تعزّز بقدرته يا من قدّر بحكمته يا من حكم بتدبيره يا من دبّر بعلمه يا من تجاوز بحلمه يا من دنا في علوّه يا من علا في دنوّه.

83 - يا من يخلق ما يشاء يا من يفعل ما يشاء يا من يهدي من يشاء يا من يضلّ من يشاء يا من يعذّب من يشاء يا من يغفر لمن يشاء يا من يعزّ من يشاء يا من

ص: 555

يذلّ من يشاء يا من يصوّر في الأرحام ما يشاء يا من يختصّ برحمته من يشاء.

84 - يا من لم يتّخذ صاحبة و لا ولدا يا من جعل لكلّ شيء قدرا يا من لا يشرك في حكمه أحدا يا من جعل الملائكة رسلا يا من جعل في السّماء بروجا يا من جعل الأرض قرارا يا من خلق من الماء بشرا يا من جعل لكلّ شيء أمدا يا من أحاط بكلّ شيء علما يا من أحصى كلّ شيء عددا.

85 - أللّهمّ إنّي أسألك باسمك يا أوّل يا آخر يا ظاهر يا باطن يا برّ يا حقّ يا فرد يا وتر يا صمد يا سرمد.

86 - يا خير معروف عرف يا أفضل معبود عبد يا أجلّ مشكور شكر يا أعزّ مذكور ذكر يا أعلى محمود حمد يا أقدم موجود طلب يا أرفع موصوف وصف يا أكبر مقصود قصد يا أكرم مسؤول سئل يا أشرف محبوب علم.

87 - يا حبيب الباكين يا سيّد المتوكّلين يا هادي المضلّين يا وليّ المؤمنين يا أنيس الذّاكرين يا مفزع الملهوفين يا منجي الصّادقين يا أقدر القادرين يا أعلم العالمين يا إله الخلق أجمعين.

88 - يا من علا فقهر يا من ملك فقدر يا من بطن فخبر يا من عبد فشكر يا من عصي فغفر يا من لا تحويه الفكر يا من لا يدركه بصر يا من لا يخفى عليه أثر يا رازق البشر يا مقدّر كلّ قدر.

89 - أللّهمّ إنّي أسألك باسمك يا حافظ يا بارىء يا ذارىء يا باذخ يا فارج يا فاتح يا كاشف يا ضامن يا آمر يا ناهي.

90 - يا من لا يعلم الغيب إلاّ هو يا من لا يصرف السّوء إلاّ هو يا من لا يخلق الخلق إلاّ هو يا من لا يغفر الذّنب إلاّ هو يا من لا يتمّ النّعمة إلاّ هو يا من لا يقلّب القلوب إلاّ هو يا من لا يدبّر الأمر إلاّ هو يا من لا ينزّل الغيث إلاّ هو يا من لا يبسط

ص: 556

الرّزق إلاّ هو يا من لا يحيي الموتى إلاّ هو.

91 - يا معين الضّعفاء يا صاحب الغرباء يا ناصر الأولياء يا قاهر الأعداء يا رافع السّماء يا أنيس الأصفياء يا حبيب الأتقياء يا كنز الفقراء يا إله الأغنياء يا أكرم الكرماء.

92 - يا كافيا من كلّ شيء يا قائما على كلّ شيء يا من لا يشبهه شيء يا من لا يزيد في ملكه شيء يا من لا يخفى عليه شيء يا من لا ينقص من خزائنه شيء يا من ليس كمثله شيء يا من لا يعزب عن علمه شيء يا من هو خبير بكلّ شيء يا من وسعت رحمته كلّ شيء.

93 - أللّهمّ إنّي أسألك باسمك يا مكرم يا مطعم يا منعم يا معطي يا مغني يا مقني يا مفني يا محيي يا مرضي يا منجي.

94 - يا أوّل كلّ شيء و آخره يا إله كلّ شيء و مليكه يا ربّ كلّ شيء و صانعه يا بارىء كلّ شيء و خالقه يا قابض كلّ شيء و باسطه يا مبدىء كلّ شيء و معيده يا منشىء كلّ شيء و مقدّره يا مكوّن كلّ شيء و محوّله يا محيي كلّ شيء و مميته يا خالق كلّ شيء و وارثه.

95 - يا خير ذاكر و مذكور يا خير شاكر و مشكور يا خير حامد و محمود يا خير شاهد و مشهود يا خير داع و مدعوّ يا خير مجاب و مجيب يا خير مؤنس و أنيس يا خير صاحب و جليس يا خير مقصود و مطلوب يا خير حبيب و محبوب.

96 - يا من هو لمن دعاه مجيب يا من هو لمن أطاعه حبيب يا من هو إلى من أحبّه قريب يا من هو بمن استحفظه رقيب يا من هو بمن رجاه كريم يا من هو بمن عصاه حليم يا من هو في عظمته رحيم يا من هو في حكمته عظيم يا من هو في إحسانه قديم يا من هو بمن أراده عليم.

ص: 557

97 - أللّهمّ إنّي أسألك باسمك يا مسبّب يا مرغّب يا مقلّب يا معقّب يا مرتّب يا مخوّف يا محذّر يا مذكّر يا مسخّر يا مغيّر.

98 - يا من علمه سابق يا من وعده صادق يا من لطفه ظاهر يا من أمره غالب يا من كتابه محكم يا من قضاؤه كائن يا من قرآنه مجيد يا من ملكه قديم يا من فضله عميم يا من عرشه عظيم.

99 - يا من لا يشغله سمع عن سمع يا من لا يمنعه فعل عن فعل يا من لا يلهيه قول عن قول يا من لا يغلّطه سؤال عن سؤال يا من لا يحجبه شيء عن شيء يا من لا يبرمه إلحاح الملحّين يا من هو غاية مراد المريدين يا من هو منتهى همم العارفين يا من هو منتهى طلب الطّالبين يا من لا يخفى عليه ذرّة في العالمين.

100 - يا حليما لا يعجل يا جوادا لا يبخل يا صادقا لا يخلف يا وهّابا لا يملّ يا قاهرا لا يغلب يا عظيما لا يوصف يا عدلا لا يحيف يا غنيّا لا يفتقر يا كبيرا لا يصغر يا حافظا لا يغفل سبحانك يا لا إله إلاّ أنت الغوث الغوث صلّ على محمّد و آله و خلّصنا من النّار يا ربّ، يا ذا الجلال و الإكرام يا أرحم الرّاحمين.

في دعاء الأسماء الحسنى

الأسماء الحسنى و هي مرويّة عن النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و لها شرح عظيم و لا تقرأها إلاّ و أنت طاهر و هي: بسم اللّه الرّحمن الرّحيم يا اللّه آهيا هو اللّه شراهيّا يا اللّه يا حيّ يا قيّوم يا اللّه يا أوّل كلّ شيء و آخره فلا شيء يكون قبله و لا شيء يكون بعده يا اللّه يا حافظ يا حفيظ تحفظ السّماء أن تقع على الأرض إلاّ بإذنك يا حفيظ يا اللّه، يا منعام يا منعم خلقت النّعمة ظاهرة و باطنة يا اللّه و أسألك و أدعوك باسمك الّذي أنشأت به ما شئت من مشيّتك يا اللّه، و أسألك و أدعوك باسمك الّذي تقطع به العروق من العظام ثمّ تنبت عليها اللّحم بمشيّتك فلا ينقص منها مثقال ذرّة بعظيم ذلك الإسم

ص: 558

بقدرتك يا اللّه، و أسألك باسمك الّذي تعلم به ما في السّماء و ما في الأرض و ما في الأرحام و لا يعلم ذلك أحد غيرك يا اللّه، و أسألك باسمك الّذي تنفخ به الأرواح في الأجساد فيدخل بعظيم ذلك الإسم كلّ روح إلى جسدها و لا يعلم بتلك الأرواح الّتي صوّرت في جسدها المسمّى في ظلمات الأحشاء إلاّ أنت يا اللّه، و أسألك باسمك الّذي تعلم به ما في القبور و تحصّل به ما في الصّدور يا اللّه، و أسألك باسمك الّذي أنبتّ به اللّحوم على العظام فتنبت عليها بذلك الإسم يا اللّه، و أسألك باسمك القادر بك على كلّ شيء يا اللّه، و أسألك باسمك الّذي خلقت به الحياة من مشيّتك العظمى إلى أجل مسمّى يا اللّه، و أسألك باسمك الّذي خلقت به الموت و أجريته في الخلق عند انقطاع آجالهم و فراغ أعمالهم يا اللّه، و أسألك باسمك الّذي طيّبت به نفوس عبادك فطابت لهم أسماؤك الحسنى و آلاؤك الكبرى يا اللّه، و أسألك باسمك المصوّر الماجد الواحد الّذي خشعت له الجبال و ما فيها يا اللّه، و أسألك باسمك الّذي تقول به للشّيء كن فيكون بقدرتك يا اللّه، و أسألك باسمك العظيم الّذي تجلّيت به لعظمة سلطانك يا اللّه، و أسألك باسمك الكبير الشّأن يا عظيم السّلطان يا اللّه، و أسألك باسمك البرهان المنير الّذي سكن له الضّياء و النّور يا اللّه، و أسألك بأسمائك الوحدانيّة يا واحد يا اللّه و أسألك بأسمائك الفردانيّة يا فرد يا اللّه، و أسألك بأسمائك الصّمدانيّة يا صمد يا اللّه، و أسألك بأسمائك الكبريائيّة يا كبير يا اللّه، و أسألك باسمك الّذي هو على كلّ شيء و فوق كلّ شيء و قبل كلّ شيء و بعد كلّ شيء و مع كلّ شيء يا اللّه، و أسألك باسمك الّذي سمّيت به نفسك أوّل كلّ شيء و آخر كلّ شيء و الظّاهر و الباطن و أنت بكلّ شيء عليم يا اللّه، و أسألك باسمك الّذي هو عندك مكنون مخزون الّذي كتبه القلم في قدم الأزمنة في اللّوح المحفوظ يا اللّه، و أسألك باسمك الّذي تجري به الفلك في البحر المسلسل المحبوس بقدرتك يا اللّه، و أسألك باسمك الّذي يسبّح لك به قطر المطر و السّحاب الحاملات قطرات رحمتك يا اللّه، و أسألك باسمك الّذي أجريت به وابل السّحاب في الهواء

ص: 559

بقدرتك يا اللّه، و أسألك باسمك الّذي تنزل به قطر المطر من المعصرات ماء ثجّاجا فتجعله فرجا يا اللّه، و أسألك باسمك الّذي ملأت به قدسك بعظيم التّقديس يا قدّوس يا اللّه، و أسألك باسمك الّذي استعان به حملة عرشك فأعنتهم و طوّقتهم احتماله فحملوه بذلك الإسم يا اللّه، و أسألك باسمك الّذي خلقت به الكرسيّ سعة السّماوات و الأرض يا اللّه، و أسألك باسمك الّذي خلقت به العرش العظيم الكريم و عظّمت خلقه فكان كما شئت أن يكون بذلك الإسم يا عظيم يا اللّه، و أسألك باسمك الّذي طوّقت به العرش بهيبة العزّة و السّلطان يا اللّه، و أسألك باسمك الّذي تخرج به نبات الأرض منافع لخلقك و غياثا يا اللّه، و أسألك باسمك الّذي تطيّب به كلّ مرّ و حلو و حامض و هو من طينة واحدة يا اللّه، و أسألك باسمك المحسن المجمل المنعم المفضل يا اللّه، و أسألك باسمك الّذي ملأ الدّهر قدسه فعظّمته بالتّقديس يا قدّوس يا اللّه، و أسألك باسمك يا لا إله إلاّ أنت و برحمتك أستجير و بعزّتك أستعين يا معين يا اللّه، و أسألك باسمك يا لا إله إلاّ أنت الصّمد الّذي لا نفاد له يا اللّه، و أسألك باسمك الّذي تقطّع به أكناف السّماوات و الأرض لدعوتك يا اللّه، و أسألك باسمك الّذي خلقت به النّجوم و جعلت منها رجوما للشّياطين ما بين السّماء و الأرض يا اللّه، و أسألك باسمك الّذي تنتثر به الكواكب نثرا لدعوتك يا اللّه، و أسألك باسمك الّذي يطير به الطّير في جوّ السّماء صافّات بأمرك يا اللّه، و أسألك باسمك الّذي أحضرت به الأرضون لأمرك يا اللّه، و أسألك باسمك الّذي يسبّح لك به كلّ شيء بلغات مختلفة يا اللّه، و أسألك باسمك الّذي تنفتح به أبواب السّماوات يا اللّه، و أسألك باسمك الّذي إذا دعيت به أجبت و إذا سئلت به أعطيت يا اللّه، و أسألك باسمك الّذي يسبّح لك به البرق الخاطف و الصّواعق القاصفة يا اللّه، و أسألك باسمك الّذي تسبّح لك به الرّياح العاصفات في مجاريها يا اللّه، و أسألك باسمك الّذي ينزل به مع كلّ قطرة ملك من السّماء يسبّحك به و لا يرجع إلى يوم القيامة يا اللّه، و أسألك باسمك الّذي شققت به الأرض شقّا و أنبتّ فيها حبّا و عنبا

ص: 560

و قضبا و زيتونا و نخلا و حدائق غلبا و فاكهة و أبّا يا اللّه، و أسألك باسمك الّذي تخرج به الحبوب من الأرض فتزيّن بها الأرض فتذكّر بنعمتك يا اللّه، و أسألك باسمك الّذي تسبّح لك به الضّفادع في البحار و الأنهار و الغدران بألوان صفاتها و اختلاف لغاتها يا اللّه، و أسألك باسمك الّذي يسبّح لك به الملك القائم على الصّخرة تحت الأرضين السّفلى فيثبت عليها بذلك الإسم فهو يسبّحك به خشية أن يسقط من مقامه فيهلك يا اللّه، و أسألك باسمك الّذي أثبتّ به الأرضين على هامة ذلك الملك القائم على الصّخرة بأمرك فهو يسبّحك بذلك الإسم دائما لا يفتر من التّسبيح لك و التّقديس ليدوم ثبوتها و إلاّ يسقط في اليمّ فيهلك يا اللّه، و أسألك باسمك الّذي أهبطت به الصّخرة من جنّة الفردوس إلى تحت الأرضين السّفلى كلّها فجعلتها أساسا لقدمي ذلك الملك يقف عليها بقدرتك فهو يسبّح لك بذلك الإسم و هي مسبّحة لك به لا تفتر من التّسبيح لك لئلاّ تقع في اليمّ الأكبر على البردة العظّمى يا اللّه، و أسألك باسمك الّذي أثبتّ به قوائم الثّور على شوكة من ظهر الحوت فثبتت عليها قوائمه بقدرتك يا اللّه فهو يسبّح لك بذلك الإسم لا يفتر من التّسبيح لحظة خوفا أن يقع في اليمّ فيهلك يا اللّه، و أسألك باسمك الّذي أثبتّ به اليمّ الأكبر على البردة العظمى فهو يسبّح لك بذلك الإسم لا يفتر منه أبدا يا اللّه، و أسألك باسمك الّذي أثبتّ به البردة مطبقة على النّار بقدرتك فهي مسبّحة لك بذلك الإسم لا تفتر من التّسبيح و التّقديس خشية أن تذوب من وهج النّار الكبرى يا اللّه، و أسألك باسمك الّذي أثبتّ به جهنّم بجميع ما خلقت فيها على متن الرّيح فاستقرّت عليه بقدرتك فهي مسبّحة لك بذلك الإسم لا تفتر من التّسبيح و التّقديس لئلاّ تخترق بها الرّيح فتذريها يا اللّه، و أسألك باسمك الّذي أقررت به الرّيح على السّموم فاستقرّت لعظمة ذلك الإسم فهي مسبّحة لك بذلك الإسم لا تفتر من التّسبيح و التّقديس خشية أن تحرقها شمّ تلك السّموم فتهلك يا اللّه، و أسألك باسمك الّذي أقررت به السّموم على النّور فاستقرّت عليه بأمرك بذلك الإسم يا اللّه، و أسألك باسمك الّذي أثبتّ به

ص: 561

النّور على الظّلمة و الظّلمة على الهواء فاستقرّ ذلك على الثّرى بقدرتك بذلك الإسم يا اللّه، و أسألك باسمك الّذي حملت به الثّرى على حرفين من كتابك المخزون و لا يعلم ما تحت الثّرى إلاّ أنت يا اللّه، و أسألك باسمك الّذي تسبّح لك به الملائكة الّذين حول العرش و الأرضين يا اللّه، و أسألك باسمك الّذي تسبّح لك به الملائكة الّذين خلقتهم من ضياء ذلك الإسم يا اللّه، و أسألك باسمك الّذي تسبّح لك به الملائكة الّذين خلقتهم من الرّحمة يا اللّه، و أسألك باسمك الّذي تسبّح لك به الملائكة الّذين خلقتهم من الظّلمة يا اللّه، و أسألك باسمك الّذي تسبّح لك به الملائكة الّذين خلقتهم من العذاب يا اللّه، و أسألك باسمك الّذي تسبّح لك به الملائكة الّذين خلقتهم من البرد يا اللّه، و أسألك باسمك الّذي تسبّح لك به الملائكة الّذين خلقتهم من الثّلج و النّار و ألّفت بينهم بعظمة ذلك الإسم لا تذيب النّار الثّلج و لا يطفي الثّلج النّار يا اللّه، و أسألك باسمك الّذي تسبّح لك به الملائكة الّذين خلقتهم من النّور فيخرج من أفواههم النّور بذلك الإسم يا اللّه، و أسألك باسمك الّذي خلقته من تسبيح ذلك الإسم و به يخرج من أفواههم تسبيحا تخلق منه ملائكة يسبّحونك و يقدّسونك و يهلّلونك و يكبّرونك و يمجّدونك بذلك الإسم إلى يوم القيامة يا اللّه، و أسألك باسمك الّذي خلقت به ملائكة من رحمتك فهم بذلك الإسم يرحمون الضّعفاء من خلقك يا رحيم يا اللّه، و أسألك باسمك الّذي خلقت به ملائكة الرّأفة و الرّحمة و زيّنتهم برأفتك فهم يتحنّنون بذلك الإسم على عبادك يا اللّه، و أسألك باسمك الّذي خلقت به ملائكة من غضبك و جعلتهم بذلك الإسم عدوّا لمن عصاك يا اللّه، و أسألك باسمك الّذي خلقت به ملائكة من سخطك و جعلتهم ينتقمون ممّن تشاء من خلقك يا اللّه، و أسألك باسمك يا لا إله إلاّ أنت الأوّل بغير تكوين يا اللّه، و أسألك باسمك يا لا إله إلاّ أنت الآخر بلا نفاد يا اللّه، و أسألك باسمك يا لا إله إلاّ أنت البارىء بغير غاية يا اللّه، و أسألك باسمك يا لا إله إلاّ أنت الدّائم بغير فناء يا اللّه، و أسألك باسمك يا لا إله إلاّ أنت القائم على كلّ نفس بما

ص: 562

كسبت يا اللّه، و أسألك باسمك يا لا إله إلاّ أنت العزيز بلا معين يا اللّه، و أسألك باسمك يا لا إله إلاّ أنت القاضي في خلقه بما يشاء كيف يشاء لما يشاء بلا مشير يا اللّه، و أسألك باسمك يا لا إله إلاّ أنت وحدك لا شريك لك يا اللّه، و أسألك باسمك يا لا إله إلاّ أنت لا ندّ لك و لا عديل لك و لا نظير لك و لا سميّ لك و لا صاحبة لك و لا ولد لك و لا مولود لك و لا ضدّ لك و لا معاند لك و لا مكايد لك و لا يبلغ أحد وصفك أنت كما وصفت نفسك أحد صمد لم يتّخذ ولدا و لم يولد و لم يكن له كفوا أحد يا اللّه، و أسألك باسمك يا لا إله إلاّ أنت الّذي ليس كمثله شيء و هو السّميع العليم يا اللّه، و أسألك باسمك يا لا إله إلاّ أنت الواحد الفرد الصّمد ليس كمثلك شيء و لا مدى لوصفك يا اللّه، و أسألك باسمك يا لا إله إلاّ أنت ليس أحدا سواك يا اللّه، و أسألك باسمك يا لا إله إلاّ أنت ليس إلها غيرك يا اللّه، و أسألك باسمك يا لا إله إلاّ أنت ليس خالقا و لا رازقا سواك يا اللّه، و أسألك باسمك(1) الظّاهر في كلّ شيء بالقدرة و الكبرياء و البرهان و السّلطان يا اللّه، و أسألك باسمك يا لا إله إلاّ أنت الباطن دون كلّ شيء يا اللّه، و أسألك باسمك يا لا إله إلاّ أنت تعاليت في كلّ شيء بالقهر و السّلطان يا اللّه، و أسألك باسمك الّذي لا يحيط به علم العلماء يا اللّه، و أسألك باسمك الّذي لا يحويه حكم الحكماء يا اللّه، و أسألك باسمك الّذي لا يغلبه تدبير الفقهاء يا اللّه، و أسألك باسمك الّذي لا يناله تفكّر العقلاء يا اللّه، و أسألك باسمك الّذي لا يبصره بصر البصراء يا اللّه، و أسألك باسمك الّذي لا يعلمه أحد سواك يا اللّه، و أسألك باسمك يا لا إله إلاّ أنت المخزون المكنون الّذي لا يعرفه أحد إلاّ بالآيات الواضحات و الدّلالات البيّنات و العلامات الظّاهرات من عجائب الخلق من النّار و النّور و الظّلمات و السّحاب المتطابقات و الرّياح الذّاريات و الأعين الجاريات و النّجوم المسخّرات و جلاميد الأهوية المتراكمات بين الأرضين

ص: 563


1- هكذا في الأصل و الظاهر: و أسألك باسمك يا لا إله إلاّ أنت الظاهر...

و السّماوات و العيون المنفجرات، و الأنهار الجاريات و البحار و ما فيهنّ من الأمم المختلفات كلّ يسبّح لك بذلك الإسم العظيم الّذي لا تفنى عجائبه لمّا عظّمته و شرّفته و كرّمته و كبّرته يا اللّه، و أسألك باسمك الّذي يسبّح لك به الجبال الرّاسيات بأمرك يا اللّه، و أسألك باسمك الّذي يسبّح لك به الأنهار الجاريات بأمرك يا اللّه، و أسألك باسمك الّذي يسبّح لك به البحار الزّاخرات الّتي هي بالأرض محيطات يا اللّه، و أسألك باسمك الّذي يسبّح لك به الأشجار المخضرّات النّضرات و الأوراق الزّاهرات و الأغصان المثمرات و الثّمرات الطّيّبات كلّ يسبّح لك بذلك الإسم يا اللّه، و أسألك باسمك الّذي يسبّح لك به العيون الواقفات بقدرتك يا اللّه، و أسألك باسمك الّذي يسبّح لك به النّخل الباسقات يا اللّه، و أسألك باسمك الكبير الجليل الأجلّ الأعظم الّذي إذا دعيت به أجبت و إذا سئلت به أعطيت و إذا أقسم به عليك بررت يا اللّه، و أسألك باسمك الّذي من دعاك بغيره لم يزدد من معرفته بك إلاّ بعدا و ينقلب إليك البصر خاسئا و هو حسير يا اللّه، و أسألك باسمك الّذي خلقت به النّيران بجميع ما خلقت فيها بذلك الإسم يا اللّه، و أسألك باسمك الّذي خلقت به رضوان خازن الجنان من نور العزّة و السّلطان يا اللّه، و أسألك باسمك الّذي خلقت به مالك خازن النّيران من الغضب و الإنتقام يا اللّه، و أسألك باسمك الّذي غرست به أشجار الجنان زينة لها بذلك الإسم يا اللّه، و أسألك باسمك الّذي فتحت به أبواب الجنان لأهل طاعتك و غلقتها عن أهل معصيتك بذلك الإسم يا اللّه، و أسألك باسمك الّذي فتحت به أبواب النّيران لأهل معصيتك و غلقتها عن أهل طاعتك بذلك الإسم يا اللّه، و أسألك باسمك الّذي فجّرت به عيون الجنان لأوليائك يا اللّه، و أسألك باسمك الّذي خلقت به جنّة عرضها كعرض السّماء و الأرض و كذلك جعلت كلّ شيء من الجنان بقدرتك يا اللّه، و أسألك باسمك الّذي وضعته على الجنان فحسنت و أشرقت و تزيّنت بضوء نور ذلك الإسم يا اللّه، و أسألك باسمك الّذي خلقت به الشّمس و القمر و النّجوم المسخّرات بأمرك و أجريتهم في الفلك

ص: 564

بقدرتك يا اللّه، و أسألك باسمك الّذي يسبّح لك به النّجوم بعظمتك يا اللّه، و أسألك باسمك الّذي كتبته حول سدرة المنتهى عندها جنّة المأوى و جعلت فيها رحمتك و مغفرتك و رضوانك بذلك الإسم يا اللّه، و أسألك باسمك الّذي في خزائن رحمتك و مغفرتك فهو يترأف برأفتك على الرّاحمين و المستغفرين و النّاس من عبادك يا اللّه، و أسألك باسمك الّذي في خزائن ملكك و عنده قضاء سلطانك يا اللّه، و أسألك باسمك الّذي افتخرت به نفسك و بكبريائك و عظمتك و لا ينبغي الفخر و الكبرياء و العظمة و المنّة إلاّ لك يا اللّه، و أسألك باسمك الّذي خلقت به جبرئيل من روح القدس و جعلته سفيرا بينك و بين أنبيائك بذلك الإسم يا اللّه، و أسألك باسمك الّذي خلقت به ميكائيل من نور البهاء و جعلته بكيل المطر عالما و كلّ ذلك عندك معلوما و عدد كلّ قطرة مفهوما بذلك الإسم يا اللّه، و أسألك باسمك الّذي خلقت به إسرافيل و عظّمت خلقته بذلك الإسم فهو يسبّحك به إلى يوم القيامة يا اللّه، و أسألك باسمك الّذي خلقت به عزرائيل ملك الموت فظلّ بعظيم ذلك الإسم وكيلا على قبض الأرواح و هي له سامعة مطيعة لأمره بذلك الإسم يا اللّه، و أسألك باسمك الّذي دعاك به إسرافيل فأجبته و العرش على كاهله و هو فارش أجنحته لم يضطجع و لم ينم و لم يأكل و لم يشرب و لم يغفل منذ خلقته و لم يشتغل عن عبادتك طرفة عين هيبة لك و خوفا بذلك الإسم يا اللّه، و أسألك باسمك الّذي يسبّح لك به إسرافيل فيقطع تسبيحه على جميع الملائكة عبادتهم لاستماعهم إلى طيب صوته و تسبيحه بذلك الإسم يا اللّه، و أسألك باسمك الّذي يسبّح لك به عزرائيل في مقامه بين يديك بذلك الإسم يا اللّه، و أسألك باسمك الّذي يسبّح لك به جبرئيل في مقامه بين يديك بذلك الإسم يا اللّه، و أسألك باسمك الّذي يسبّح لك به إسرافيل فتخلق من كلّ لفظة من تسبيحه ملكا يسبّحك بذلك الإسم إلى يوم القيامة يا اللّه، و أسألك باسمك الّذي خلقت به و أحييت جميع خلقك بعد أن كانوا أمواتا بذلك الإسم إذ قلت في كتابك كُنْتُمْ أَمْوٰاتاً فَأَحْيٰاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ يا اللّه، و أسألك

ص: 565

باسمك الّذي تميت به جميع خلقك عند فناء آجالهم يا اللّه، و أسألك باسمك الّذي تحيي به جميع خلقك للقيام بين يديك يا اللّه، و أسألك باسمك الّذي تحشر به جميع خلقك يخرجون به من الأجداث سراعا يا اللّه، و أسألك باسمك الّذي ينفخ به إسرافيل فتخرج به الأرواح من القبور و تنشقّ عن أهلها فتدخل كلّ روح إلى جسدها لا تتشابه على الأرواح أجسادها بذلك الإسم فيخرج به إلى ربّهم ينسلون يا اللّه، و أسألك باسمك الطّهر الطّاهر يا اللّه، و أسألك باسمك القدّوس يا اللّه، و أسألك باسمك المقيل يا اللّه، و أسألك باسمك الحقّ المبين يا اللّه، و أسألك باسمك الباسط يا باسط البسيطة يا اللّه، و أسألك باسمك الودود المتوحّد يا اللّه، و أسألك باسمك الرّشيد يا مرشدنا يا اللّه، و أسألك باسمك الواهب الموهّب يا وهّاب يا اللّه، و أسألك باسمك الغائب في خزائن الغيب يا علاّم الغيوب يا اللّه، و أسألك باسمك الغافر يا غفّار الذّنوب يا اللّه، و أسألك باسمك ذو العفو و الغفران و الرّحمة و الرّضوان يا اللّه، و أسألك بأسماء نعمائك الدّائمة يا منعم يا اللّه، و أسألك بأسماء آلائك الباقية يا باقي يا اللّه، و أسألك باسمك الّذي طوّقت به أبصار عبادك يوم القيامة حتّى ينظروا إلى نور وجهك الكريم الباقي يا اللّه، و أسألك باسمك الّذي قذفت به الخوف في قلوب الخائفين الرّاجين فهم يرجون رحمتك و يخافون عذابك يا اللّه، و أسألك باسمك الّذي وضعته على سمائك فتزيّنت بنور بهائك يا اللّه، و أسألك باسمك الّذي تنوّم به العيون و أنت حيّ قيّوم لا تأخذك سنة و لا نوم يا حيّ يا قيّوم يا اللّه، و أسألك باسمك الّذي أنزلته على عيون أهل الغفلة فغفلوا عنك فناموا عن طاعتك يا قيّوم السّماوات و الأرض يا اللّه، و أسألك باسمك الّذي أنزلته على عيون محبيّك فطار عنهم النّوم إجلالا لعظمة ذلك الإسم فقاموا صفوفا بين يديك قياما على أقدامهم يناجونك في فكاك رقابهم من النّار يا اللّه، و أسألك باسمك التّامّ العامّ الكامل يا اللّه، و أسألك باسمك ص و يس و الصّافّات و حم عسق و كهيعص يا اللّه، و أسألك باسمك الم اللّه لا إله إلاّ هو الحيّ القيّوم يا اللّه، و أسألك باسمك يا لا إله إلاّ أنت الملك الحقّ المبين

ص: 566

يا اللّه، و أسألك باسمك يا لا إله إلاّ أنت الرّازق الخالق البارىء المبدىء المعيد الفعّال لما يريد يا اللّه، و أسألك باسمك يا لا إله إلاّ أنت سبحانك إنّي كنت من الظّالمين يا اللّه، و أسألك باسمك العزيز الأعزّ لا عزيز غيرك يا عزيز يا اللّه، و أسألك باسمك العليّ العالي المتعالي المبارك البارّ يا بارّ بعباده يا اللّه، و أسألك باسمك الجواد الأجود يا جواد يا اللّه، و أسألك باسمك الكريم الأكرم يا أكرم الأكرمين يا اللّه، و أسألك باسمك العجيب القابض الباسط يداك مبسوطتان بالخير و الجبروت يا اللّه، و أسألك باسمك الرّازق في الظّلّ و الحرور و الخير و الشّرور و الغمّ و السّرور لا يعزب عنك شيء في الأزمان و الدّهور يا سيّد يا غفور يا سيّد يا شكور يا اللّه، و أسألك باسمك الجامع المجموع الجليل الجميل يا اللّه، و أسألك باسمك الدّائم القائم الحافظ يا حفيظ يا اللّه، و أسألك باسمك الظّاهر الباطن البرهان المبين يا اللّه، و أسألك باسمك الّذي تعلم به حاجتي و ما في نفسي و ضميري لأنّك أنت تعلم ضمائر القلوب يا علاّم الغيوب يا غفّار الذّنوب يا ستّار العيوب اغفر لي ما سبق في علمك من ذنوبي و استر عليّ فيما بقي من عمري يا كريم يا اللّه، و أسألك باسمك الكريم المنير يا نور السّماوات و الأرض يا اللّه، يا من هو باسط السّماوات و الأرض يا اللّه، يا من هو ملك السّماوات و الأرض يا اللّه، يا من هو بكلّ شيء محيط في السّماوات و الأرض يا اللّه، يا حيّ السّماوات و الأرض يا اللّه، يا أحد السّماوات و الأرض يا اللّه، يا قاضي السّماوات و الأرض يا اللّه، يا قيّوم السّماوات و الأرض يا اللّه، يا قدّوس السّماوات و الأرض يا اللّه، يا مؤمن السّماوات و الأرض يا اللّه، يا سلام السّماوات و الأرض يا اللّه، يا جبّار السّماوات و الأرض يا اللّه، يا طاهر السّماوات و الأرض يا اللّه، يا عزيز السّماوات و الأرض يا اللّه، يا جميل السّماوات و الأرض يا اللّه، يا مكوّن السّماوات و الأرض يا اللّه، يا بارىء السّماوات و الأرض يا اللّه، يا سلطان السّماوات و الأرض يا اللّه، يا صمد السّماوات و الأرض يا اللّه، يا واحد السّماوات و الأرض يا اللّه، يا من هو معروف في السّماوات و الأرض يا اللّه، يا

ص: 567

من هو بالجود موصوف في السّماوات و الأرض يا اللّه، يا معبود من في السّماوات و الأرض يا اللّه، يا موجد من في السّماوات و الأرض يا اللّه، يا سيّد من في السّماوات و الأرض يا اللّه، يا شديد من في السّماوات و الأرض يا اللّه، يا رحيم من في السّماوات و الأرض يا اللّه، يا من ليس له صاحبة و لا ولد في السّماوات و الأرض يا اللّه، يا من ليس له معين في السّماوات و الأرض يا اللّه، يا من ليس له وزير في السّماوات و الأرض يا اللّه، يا من ليس له عديل في السّماوات و الأرض يا اللّه، يا من ليس له بديل في السّماوات و الأرض يا اللّه، يا من ليس له شبيه في السّماوات و الأرض يا اللّه، يا من لا يقاس به شيء في السّماوات و الأرض يا اللّه، يا من لا يدركه من في السّماوات و الأرض يا اللّه، يا حكم من في السّماوات و الأرض يا اللّه، يا من يعلم ما في السّماوات و الأرض يا اللّه، يا من يسجد له من في السّماوات و الأرض يا اللّه، يا من هو مذكور بكلّ لسان في السّماوات و الأرض يا اللّه، يا من هو مقصود بالخير في السّماوات و الأرض يا اللّه، يا دائم الملك في السّماوات و الأرض يا اللّه، يا من لا يزيد ملكه أهل السّماوات و الأرض يا اللّه، يا من له الأسماء الحسنى في السّماوات و الأرض يا اللّه، يا من له الكبرياء في السّماوات و الأرض يا اللّه، يا من له العزّة في السّماوات و الأرض يا اللّه، يا من له ملكوت السّماوات و الأرض يا اللّه، يا عظيم السّماوات و الأرض يا اللّه، يا جليل السّماوات و الأرض يا اللّه، يا قدير السّماوات و الأرض يا مقتدر السّماوات و الأرض يا اللّه، يا من يعيش في كنفه أهل السّماوات و الأرض يا اللّه، يا من بيده مقاليد السّماوات و الأرض يا اللّه، يا من يبسط الرّزق على أهل السّماوات و الأرض يا اللّه، يا من نعمته لا تحصى على أهل السّماوات و الأرض يا اللّه، يا من هو منعم على أهل السّماوات و الأرض يا اللّه، يا من رأفته على أهل السّماوات و الأرض يا اللّه، يا من هو متفضّل على أهل السّماوات و الأرض يا اللّه، يا من هو متعطّف على أهل السّماوات و الأرض يا اللّه، يا من وجب حقّه على أهل السّماوات و الأرض يا اللّه، يا من وجب

ص: 568

شكره على أهل السّماوات و الأرض يا اللّه، يا من وجب ذكره على أهل السّماوات و الأرض يا اللّه، يا من وجب عبادته على أهل السّماوات و الأرض يا اللّه، يا من أياديه على أهل السّماوات و الأرض يا اللّه، يا من فضله على أهل السّماوات و الأرض يا اللّه، يا من تفضّله على أهل السّماوات و الأرض يا اللّه، يا من تعطّفه على أهل السّماوات و الأرض يا اللّه، يا من نعمه مبسوطة على أهل السّماوات و الأرض يا اللّه، يا من هو ناصر لأهل السّماوات و الأرض يا اللّه، يا توّابا على أهل السّماوات و الأرض يا اللّه، يا من هو غافر لأهل السّماوات و الأرض يا اللّه، يا لطيفا بأهل السّماوات و الأرض يا اللّه، يا رؤوفا بأهل السّماوات و الأرض يا اللّه، يا رفيقا بأهل السّماوات و الأرض يا اللّه، يا من في قبضته أهل السّماوات و الأرض يا اللّه، يا عليما بأهل السّماوات و الأرض يا اللّه، يا من أهل السّماوات و الأرض عبيده يا اللّه، يا من يحكم على أهل السّماوات و الأرض يا اللّه، يا من هو كنز لأهل السّماوات و الأرض يا اللّه، يا من هو عزّ لأهل السّماوات و الأرض يا اللّه، يا من هو حرز لأهل السّماوات و الأرض يا اللّه، يا من هو ذخر لأهل السّماوات و الأرض يا اللّه، يا من هو كهف لأهل السّماوات و الأرض يا اللّه، يا من هو منجى لأهل السّماوات و الأرض يا اللّه، يا من هو ملجأ لأهل السّماوات و الأرض يا اللّه، يا من هو حصن لأهل السّماوات و الأرض يا اللّه، يا من هو حسن الصّنع في أهل السّماوات و الأرض يا اللّه، يا قديم الإحسان بأهل السّماوات و الأرض يا اللّه، يا مجمل أهل السّماوات و الأرض يا اللّه، يا من له المنّة على أهل السّماوات و الأرض يا اللّه، يا من لا يؤدّي حقّه أهل السّماوات و الأرض يا اللّه، يا من لا يؤدّي شكره أهل السّماوات و الأرض يا اللّه، يا من لا يبلغ كنه عظمته أهل السّماوات و الأرض يا اللّه، يا من له ميراث أهل السّماوات و الأرض يا اللّه، يا من هو وارث أهل السّماوات و الأرض يا اللّه، يا مثبت أهل السّماوات و الأرض يا اللّه، يا محيي أهل السّماوات و الأرض يا اللّه، يا مميت أهل السّماوات و الأرض يا اللّه، يا نافع أهل السّماوات و الأرض يا اللّه، يا من يرجوه

ص: 569

أهل السّماوات و الأرض يا اللّه، يا ثقة أهل السّماوات و الأرض يا اللّه، يا أمل أهل السّماوات و الأرض يا اللّه، يا رجاء أهل السّماوات و الأرض يا اللّه، يا زين أهل السّماوات و الأرض يا اللّه، يا من يذكره أهل السّماوات و الأرض يا اللّه، يا من يسئله أهل السّماوات و الأرض يا اللّه، أسألك بكلّ اسم سمّيت به نفسك و استويت به على عرشك و هو مكتوب على كرسيّك يا اللّه، و أسألك باسمك الّذي من دعاك به أجبته و من ناداك به لبيّته و من ناجاك به ناجيته يا اللّه، و أسألك باسمك المخزون المكنون الطّهر الطّاهر يا اللّه، و أسألك باسمك الّذي من استغاثك به أغثته و من استجارك به أجرته يا اللّه، و أسألك باسمك الّذي لا يعلمه أحد سواك يا اللّه، و أسألك باسمك الّذي كتبته على قلب محمّد صلّى اللّه عليه و آله فعرف ما أوجبته إليه من وحيك فبحقّ محمّد و آل محمّد و بحقّ حقّك على محمّد و آل محمّد و بحقّهم عليك أسألك أن تصلّي عليهم أجمعين، كما صلّيت و باركت و رحمت و ترحّمت على إبراهيم و آل إبراهيم إنّك حميد مجيد، و أعطني سؤلي في الدّنيا و الآخرة فإنّك تعلم سؤلي و مناي و أن تجعل نفسي مطمئنّة بلقائك صابرة على بلائك راضية بقضائك مشتاقة إلى لقائك، أللّهمّ إنّي عبدك ابن عبدك ابن أمتك ناصيتي بيدك أتقلّب في قبضتك نافذ فيّ حكمك ماض فيّ قضاؤك أمرتني فعصيت و نهيتني فأتيت و دعوتني إلى طاعتك فقصّرت و حلمت عنّي فأسرفت و أحسنت إليّ، و إلى نفسي أسأت و هذه يداي يا سيّداه يا مولاياه مرفوعة إليك و متوكّل عليك و تائب إليك فيما أتيت من سوء فعالي و قبيح أعمالي و طول آمالي، و هذه رقبتي إليك خاضعة عندك ذليلة لديك خاشعة فإن أخذت فبعدلك و إن عفوت فبفضلك فكن عند ظنّي بك محسنا، يا محسن يا مجمل يا منعم يا مفضل يا أكرم الأكرمين يا أجود الأجودين يا اللّه يا أرحم الرّاحمين يا سامع كلّ صوت يا أبصر النّاظرين يا أسرع الحاسبين يا أحكم الحاكمين، يا خير الغافرين يا خير الشّاكرين يا خير الفاصلين يا خير الرّازقين يا رازق المقلّين يا راحم المذنبين يا مقيل عثرة العاثرين يا معطي المساكين يا ذا القوّة المتين يا أوسع

ص: 570

المعطين يا وليّ المؤمنين أنت المستعان و عليك المعوّل و إليك المشتكى و بك المستغاث و أنت المؤمّل و الرّجاء و المرتجى للآخرة و الأولى، أللّهمّ أنت الذّاكر لمن ذكرك الشّاكر لمن شكرك المجيب لمن دعاك المغيث لمن ناداك و المرجى لمن رجاك المقبل على من ناجاك المعطي لمن سألك، أسألك يا سيّدي برحمتك الّتي وسعت كلّ شيء و انقادت بها القلوب إلى طاعتك و أقلت بها العثرات إلى رحمتك يا أرحم الرّاحمين، أللّهمّ إنّي أرغب إليك فقيرا و أتوكّل عليك محتسبا و أسترزقك متوسّعا، سيّدي أنت بحاجتي عليم فكن بها حفيّا فإنّك بها عالم غير معلّم و أنت بها واسع غير متكلّف قادر عليها غير عاجز قويّ غير ضعيف، أللّهمّ إنّي أسألك بحقّ ما في هذا الكتاب من أسمائك و دعائك و أسمائك الحسنى و آلائك الكبرى العظمى أن تغفر لي ما سلف من ذنوبي و عافني فيما بقي من عمري وهب لي عملا صالحا رضيّا زكيّا تقيّا و تقبّله منّي و لا تردّه عليّ إنّك جواد كريم و أنت على كلّ شيء قدير، أللّهمّ إنّي أسألك يا أكرم الأكرمين يا خير من سئل و أجود من أعطى أسألك أن تغفر لي ما أخطأت و ما تعمّدت و ما نسيت و ما ذكرت و ما أنكرت و ما علمت و ما جهلت و ما أنت أعلم به منّي عزّ جارك و جلّ ثناؤك و لا إله غيرك، تعاليت أن يكون لك ولد أو شريك و تجبّرت أن يكون لك ندّ لا إله إلاّ أنت وحدك لا شريك لك، أللّهمّ إنّك تعلم أنّ هذا قولي سرّا و علانية، أللّهمّ فإن كنت صادقا في ذلك فاغفر لي و لوالديّ و ارحمهما كما ربّياني صغيرا، أللّهمّ إنّه لا براءة لي فأعتذر و لا قوّة لي فأنتصر غير أنّي مقرّ بالذّنب العظيم على نفسي و معترف به عندك و مستغفر منه إليك يا من لا تتعاظمه الذّنوب و لا تنقصه المغفرة اغفر لي ذنوبي و استر عليّ عيوبي يا كريم يا عظيم يا حليم يا عليم يا اللّه يا اللّه يا اللّه يا ربّ يا ربّ يا ربّ استجب لي دعائي و لا تشمت بي أعدائي و لا تجعل النّار مأواي، و اجعل الجنّة منزلي و قراري و مسكني و مثواي يا سيّدي و رجائي و ثقتي و مولاي، أللّهمّ إنّي أسألك و أدعوك دعاء المضطرّ الضّرير و أدعوك دعاء المكبّل الأسير و أرجوك رجاء المستجير الغريق الّذي قد تحيّر

ص: 571

من كثرة ذنوبه و غرق في بحار عيوبه، سيّدي أدعوك دعاء من لا يكشف ما به غيرك يا كريم أدعوك دعاء من ليس له سواك يا أرحم الرّاحمين، أللّهمّ إنّي أسألك و أدعوك دعاء من قد اشتدّت فاقته و قلّت حيلته و ضعفت قوّته و عظمت فيما عندك رغبته و ألقى إليك بحاجته و قصدك بمسألته يا أكرم من سئل و أفضل من أعطى يا ربّ يا ربّ يا ربّ، أللّهمّ إنّي أسألك أن تحييني حياة الأبرار و أن تتوفّاني وفاة الأخيار الّذين هم في القيامة مصابيح الأنوار الّذين لا خوف عليهم و لا هم يحزنون، أللّهمّ إنّي أسألك أن تجعلني في الدّنيا على حذر و من الآخرة على و جل و من نفسي على حسن عمل و من يقين قلبي على قرب أمل يا أكرم الأكرمين، أللّهمّ إنّي أسألك الأمن و الإيمان و السّلامة و الإسلام و العفو و الغفران و الرّحمة و الرّضوان و النّجاة من النّيران يا أرحم الرّاحمين يا كريم، أللّهمّ إنّي أسألك يا من ليس له سميّ أن تصلّي على محمّد و آل محمّد كما صلّيت على إبراهيم و آل إبراهيم إنّك حميد مجيد، أللّهمّ اجمع بيني و بين محمّد و آل محمّد في رحمتك يا أرحم الرّاحمين فإنّي آمنت به و لم أره و لا تحرمني في القيامة رؤيته و أحيني على سنّته و اقبضني على ملّته و احشرني في زمرته و أدخلني في شفاعته و اسقني بكأسه الأوفى مشربا رويّا سائغا هنيئا طيّبا مريئا شربة لا ظمأ بعدها يا كريم، أنت سيّدي و رجائي و ذخري و ذخيرتي و أملي فقصّر في الدّنيا آمالي و أدم رغبتي إليك و آمالي، أللّهمّ كم نعمة أنعمت بها عليّ قلّ لك عندها شكري و كم من بليّة ابتليتني بها قلّ لك عندها صبري، فيا من قلّ عند نعمته شكري فلم يحرمني و يا من قلّ عند بليّته صبري فلم يخذلني و يا من رآني على الخطايا و المعاصي فسترها عليّ و لم يفضحني، و رآني مقيما على ما يكره من الزّلاّت و الهفوات فلم يشهرني و كان بي حفيّا و بما وعدني من خير مليّا و أجرى عليّ رزقه بكرة و عشيّا و خلقني سليما سويّا، أللّهمّ إنّي أسألك و أدعوك يا ذا المعروف الّذي لا ينقضي أبدا و يا ذا المنّ الّذي لا يفنى أبدا و يا ذا النّعم الّتي لا تحصى عددا، احفظني فيما غاب عنّي و لا تكلني إلى نفسي فيما أحصرته عليّ فيهلكني إنّك جواد كريم،

ص: 572

أللّهمّ إنّي أسألك فرجا قريبا و صبرا جميلا و أجرا عظيما و رزقا واسعا و أسألك العافية من جميع البلايا و العافية في الدّنيا و الآخرة برحمتك يا اللّه، و أسألك اللّهمّ باسمك و أدعوك و أبتهل إليك و أرجوك يا من لا تضرّه الذّنوب و لا تنقصه المغفرة اغفر لي ما لا يضرّك و هب لي ما لا ينقصك يا رحيم إنّك جواد كريم، أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد بعدد ما خلقت و رزقت و بعدد ما أنت خالقه و رازقه أضعافا مضاعفة أبدا إلى يوم القيامة و صلّ علينا معهم أجمعين يا أرحم الرّاحمين، أللّهمّ إنّي أسألك أن تفتح لي خزائن الأرض و أن تعافيني أبدا ما أبقيتني و اعصمني و ارحمني إذا توفّيتني و آمنّي إذا حشرتني و سكّن روعي بين يديك إذا أوقفتني للحساب بين يديك يا أرحم الرّاحمين، أللّهمّ إنّي أسألك أن تجعلني بك مؤمنا و أحيني لك موقنا و اجعلني لك مسلّما و بك واثقا و لك راجيا و عليك متوكّلا و إليك متوسّلا و من عذابك آمنا، أللّهمّ أحيني على الإسلام و أنت عنّي راض غير غضبان و اجمع اللّهمّ بيني و بين محمّد و آل محمّد عليهم السّلام في المقام المحمود و الحوض المشهود، و لقّني حجّتي يوم ألقاك و ارزقني من رحمتك ما تغنيني به عن رحمة من سواك يا أرحم الرّاحمين و لا تعذّبني بعدها أبدا، أللّهمّ و ارزقني يا واسع المغفرة يا قريب الرّحمة من فضلك الواسع رزقا هنيئا لا تفقرني بعده أبدا رزقا أصون به ماء وجهي ما أحييتني أبدا، أللّهمّ إنّي أسألك أن تجعل على الهدى أمري و التّقوى زادي و أقلني عثرتي و اجعل على الصّدق كلمتي و في اليقين همّتي و على الإخلاص سريرتي و اجعل على حسن الطّاعة لك جميع شأني، أللّهمّ إنّي أسألك أن تجعل التّقوى زادي إلى يوم معادي و الجنّة ثوابي و الحسنات مآبي وهب لي اليقين و الهدى و العفاف و الغنى و الكفاف و التّقوى و العافية في الآخرة و الأولى يا كريم، أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد و على ملائكتك الرّوحانيّين و حملة عرشك أجمعين من أهل السّماوات و أهل الأرضين و ارزقني شفاعة محمّد و آله عند الحوض المورود و المقام المحمود مع الرّكّع السّجود إنّك غفور ودود، إلهي أستغفرك من

ص: 573

جميع ما علمته منّي و ما جهلته أنا من نفسي يا غفّار يا عزيز يا قهّار يا كريم يا جبّار يا غفور يا ستّار يا اللّه يا ربّ يا ربّ يا ربّ، إلهي جميع خلقك يسألونك الحاجات و أنت لهم بها مليّ و حاجتي أن تذكرني على طول البلى إذا نسيتني أهلي و أهل الدّنيا ذكر من دامت وحدته و نفدت مدّته و خلت أيّامه و فنيت أعوامه و بقيت آثامه يا كريم تظاهرت عليّ منه النّعم و تداركت عنده منّي الذّنوب، أللّهمّ إنّي أستغفرك من الذّنوب الّتي تداركت منّي إليك و أحمدك على النّعم الّتي تظاهرت منك عليّ يا كبير كلّ كبير يا من لا شريك له و لا وزير يا خالق الشّمس و القمر المنير يا عصمة الخائف المستجير يا سميع يا بصير يا راحم الشّيخ الكبير يا رازق الطّفل الصّغير يا مطلق المكبّل الأسير يا جابر العظم الكسير يا قاصم كلّ جبّار عنيد يا اللّه يا أرحم الرّاحمين، أسألك بمعاقد العزّ من عرشك و منتهى الرّحمة من كتابك و بأسمائك الثّمانية المكتوبة على فلك الشّمس أن تصلّي على محمّد و آله و أن تجيرني من شرّ كلّ ذي شرّ و من بغي كلّ باغ و من حسد كلّ حاسد و من فساد كلّ فاسد و من أذى كلّ مؤذ و من طغيان كلّ طاغ و من جور كلّ جائر و من قضاء السّوء و من قرين السّوء و من صاحب السّوء و من رفيق السّوء و من جليس السّوء يا أرحم الرّاحمين، أللّهمّ إنّي أسألك يا من خلق الذرّ و أعشب البرّ و شقّ الصّخر و فلق البحر و خصّ بالفخر محمّدا الطّهر صلّ عليه و آله و اكفني ما أهمّني من أمور الدّنيا و الآخرة يا اللّه برحمتك يا كريم، أللّهمّ و عافني في الدّنيا من شرّ الشّيطان و جور السّلطان و من الضّلالة و الطّغيان إنّك كريم منّان، أللّهمّ إنّك أكرم مسؤول فأسألك أن تحييني حياة السّعداء و أن تتوفّاني وفاة الشّهداء و أنت عنّي راض غير غضبان يا رحيم يا رحمن، أللّهمّ عافني في الدّنيا من شرّ البلاء و الأذى و عافني في الآخرة من النّار و سوء الحساب و من الأهوال الطّوال و الأغلال الثّقال و أليم النّكال و من الزّقّوم و شرب الحميم و اليحموم و من مقاساة السّموم في شدّة الغموم بدار الأحزان و الهموم يا حيّ يا قيّوم يا اللّه، و أسألك يا ربّ بما في هذا الكتاب من أسمائك العظام و الأحرف الكرام أن

ص: 574

تعطيني و جميع إخواني المؤمنين ما سألتك و رغبت فيه إليك و ابدأ بهم وثنّ بي يا كريم إنّك على كلّ شيء قدير، أللّهمّ إنّك قد خلقت برأفتك أقواما أطاعوك فيما أمرتهم و عملوا لك فيما خلقتهم له فإنّهم لم يبلغوا ذلك إلاّ بك و لم يوفّقهم له غيرك يا كريم، كانت رحمتك لهم قبل طاعتهم لك فأسألك يا إلهي بحقّهم عليك و بحقّك عليهم أن تجعلني معهم و منهم آمين ربّ العالمين و صلّ اللّهمّ على محمّد المصطفى و الرّسول المجتبى المبلّغ رسالاتك و المظهر بمعجزاتك و براهين كلماتك و على آله الطّاهرين الأخيار الغرّ الميامين الأبرار، و تقبّل منّي ما دعوتك و رجوتك و اقرنه بالإجابة يا أرحم الرّاحمين رَبَّنٰا لاٰ تُؤٰاخِذْنٰا إِنْ نَسِينٰا أَوْ أَخْطَأْنٰا (الآية) و صلّى اللّه على سيّدنا محمّد و آله أجمعين سُبْحٰانَ رَبِّكَ رَبِّ اَلْعِزَّةِ عَمّٰا يَصِفُونَ الآيات الثلاث.

في دعاء الاسم الأعظم

دعاء عظيم مرويّ عن النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و هو: أللّهمّ إنّي أسألك باسمك الّذي إذا ذكرت به تزعزعت منه السّماوات و انشقّت منه الأرضون و تقطّعت منه السّحاب و تصدّعت منه الجبال و جرت منه الرّياح و انتقصت منه البحار و اضطربت منه الأمواج، و غارت منه النّفوس و وجلت منه القلوب و زلّت منه الأقدام و صمّت منه الآذان و شخصت منه الأبصار و خشعت منه الأصوات و خضعت له الرّقاب و قامت له الأرواح، و سجدت له الملائكة و سبّحت له الألسن و ارتعدت له الفرائص و اهتزّ له العرش و دانت له الخلائق، و بالإسم الّذي وضع على الجنّة فأزلفت و على الجحيم فسعّرت و على النّار فتوقّدت و على السّماء فاستقلّت و قامت بلا عمد و لا سند و على النّجوم فتزيّنت و على الشّمس فأشرقت و على القمر فأنار و أضاء، و على الأرض فاستقرّت و على الجبال فرست و على الرّياح فذرت و على السّحاب فأمطرت و على الملائكة فسبّحت و على الجنّ و الإنس فأجابت و على الطّير و النّمل فتكلّمت و على اللّيل فأظلم و على النّهار فاستنار و على كلّ شيء فسبّح و بالإسم الّذي استقرّت به الأرضون على قرارها و الجبال على مناكبها و البحار على حدودها و الأشجار على

ص: 575

عروقها و النّجوم على مجاريها و السّماوات على بنائها و حملت الملائكة عرش الرّحمن بقدرة ربّها، و بالإسم القدّوس القديم المختار المتقدّم الجبّار المتكبّر الكبير المتعظّم العظيم المتعزّز العزيز المهيمن الملك المقتدر الحميد المجيد الصّمد المتوحّد المتفرّد الكبير المتعال و بالإسم المخزون المكنون في علمه المحيط بعرشه الطّهر الطّاهر المطهّر المبارك القدّوس السّلام المؤمن المهيمن العزيز الجبّار المتكبّر الخالق البارىء المصوّر الأوّل الآخر الظّاهر الباطن الكائن قبل كلّ شيء و المكوّن لكلّ شيء و الكائن بعد فناء كلّ شيء، لم يزل و لا يزال و لا يفنى و لا يتغيّر نور في نور و نور على نور و نور فوق كلّ نور و نور يضيء به كلّ نور، و بالإسم الّذي سمّى به نفسه و استوى به على عرشه و استقرّ به على كرسيّه و خلق به ملائكته و سماواته و أرضه و جنّته و ناره و ابتدع به خلقه واحدا أحدا صمدا كبيرا متكبّرا عظيما متعظّما عزيزا مليكا مقتدرا قدّوسا متقدّسا لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفوا أحد، و بالإسم الّذي لم يكتبه لأحد من خلقه صدق الصّادقون و كذب الكاذبون و بالإسم الّذي هو مكتوب في راحة ملك الموت عليه السّلام الّذي إذا نظرت إليه الأرواح تطايرت، و بالإسم الّذي هو مكتوب على سرادق عرشه من نور لا إله إلاّ اللّه محمّد رسول اللّه، و بالإسم المكتوب في سرادق المجد و بالإسم المكتوب في سرادق البهاء و بالإسم المكتوب في سرادق العظمة و بالإسم المكتوب في سرادق الجلال و بالإسم المكتوب في سرادق الخالق البصير ربّ الملائكة الثّمانية و ربّ العرش العظيم، و بالإسم الأكبر الأكبر و بالإسم الأعظم الأعظم المحيط بملكوت السّماوات و الأرض و بالإسم الّذي أشرقت به الشّمس و أضاء به القمر و سجّرت به البحار و نصبت به الجبال، و بالإسم الّذي قام به العرش و الكرسيّ و بالأسماء المقدّسات المكنونات المخزونات في علم الغيب عنده، و بالإسم الّذي كتب على ورق الزّيتون و ألقي في النّار فلم يحترق، و بالإسم الّذي مشى به الخضر عليه السّلام على الماء فلم تبتلّ قدماه، و بالإسم الّذي تفتّح به أبواب السّماء و به يفرق كلّ أمر حكيم، و بالإسم

ص: 576

الّذي ضرب به موسى عليه السّلام بعصاه البحر فانفلق فكان كلّ فرق كالطّود العظيم، و بالإسم الّذي كان عيسى بن مريم عليه السّلام يحيي به الموتى و يبرىء به الأكمة و الأبرص بإذن اللّه و بالأسماء الّتي يدعو بها جبرئيل و ميكائيل و إسرافيل و عزرائيل و حملة العرش و الكرّوبيّون و من حولهم من الملائكة و الرّوحانيّون الصّافّون المسبّحون، و بأسمائه الّتي لا تنسى و بوجهه الّذي لا يبلى و بنوره الّذي لا يطفى و بعزّته الّتي لا ترام و بقدرته الّتي لا تضام و بملكه الّذي لا يزول و بسلطانه الّذي لا يتغيّر و بالعرش الّذي لا يتحرّك و بالكرسيّ الّذي لا يزول و بالعين الّتي لا تنام و باليقظان الّذي لا يسهو و بالحيّ الّذي لا يموت و بالقيّوم الّذي لا تأخذه سنة و لا نوم، و بالّذي تسبّح له السّماوات بأكنافها و الأرضون بأطرافها و البحار بأمواجها و الحيتان في بحارها و الأشجار بأغصانها و النّجوم بتزيّنها و الوحوش في قفارها و الطّير في أوكارها و النّحل في أحجارها و النّمل في مساكنها و الشّمس و القمر في أفلاكهما و كلّ شيء يسبّح بحمد ربّه، فسبحانه يميت الخلائق و لا يموت ما أبين نوره و أكرم وجهه و أجلّ ذكره و أقدس قدسه و أحمد حمده و أنفذ أمره و أقدر قدرته على ما يشاء و أنجز وعده تعالى عمّا يقول الظّالمون علوّا كبيرا، ليس له شبه و ليس كمثله شيء له الخلق و الأمر تبارك اللّه ربّ العالمين، و بالإسم الّذي قرّب به محمّدا صلّى اللّه عليه و آله حتّى جاوز سدرة المنتهى فكان منه كقاب قوسين أو أدنى و بالإسم الّذي جعل النّار على إبراهيم عليه السّلام بردا و سلاما و وهب له من رحمته إسحاق و بالإسم الّذي أوتي يعقوب عليه السّلام بالقميص فألقاه على وجهه فارتدّ بصيرا، و بالإسم الّذي ينشىء به السّحاب الثّقال و يسبّح الرّعد بحمده و الملائكة من خيفته و بالإسم الّذي كشف به ضرّ أيّوب عليه السّلام و استجاب ليونس عليه السّلام في ظلمات ثلاث، و بالإسم الّذي وهب به لزكريّاء يحيى نبيّا و أنعم على عبده عيسى بن مريم إذ علّمه الكتاب و الحكمة و جعله نبيّا مباركا من الصّالحين، و بالإسم الّذي دعاك به جبرئيل عليه السّلام في المقرّبين و دعاك به ميكائيل و إسرافيل عليهما السّلام

ص: 577

فاستجبت لهم و كنت من الملائكة قريبا مجيبا، و باسمك المكتوب في اللّوح المحفوظ و باسمك المكتوب في البيت المعمور و باسمك المكتوب في لواء الحمد الّذي أعطيته نبيّك محمّدا صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و وعدته الحوض و الشّفاعة و المقام المحمود، و باسمك الّذي لا يضام و هو مكتوب عندك في حجاب عرشك، و باسمك الّذي تطوي به السّماوات كطيّ السّجلّ للكتاب، و باسمك الّذي به تقبل التّوبة عن عبادك و تعفو عن السّيّآت و بوجهك الكريم أكرم الوجوه و بما توارت به الحجب من نورك و بما استقلّ به العرش من بهائك، يا إله محمّد و إبراهيم و إسماعيل و إسحاق و يعقوب و يوسف و الأسباط صلّى اللّه عليهم، يا ربّ جبرئيل و ميكائيل و إسرافيل و عزرائيل و ربّ النّبيّين و المرسلين و منزّل التّوراة و الإنجيل و الزّبور و الفرقان العظيم، أسألك بكلّ اسم هو لك أنزلته في كتاب من كتبك أو علّمته أحدا من خلقك أو استأثرت به في علم الغيب عندك، يا وهّاب العطايا يا فكّاك الرّقاب و طارد العسر من اليسر كن شفيعي إليك إذ كنت دليلي عليك، و بالإسم الّذي يحقّ الحقّ بكلماته و يبطل الباطل و لو كره المجرمون، و بالإسم الّذي يسبّح الرّعد بحمده و الملائكة من خيفته و بأسمائك المكتوبات على أجنحة الكرّوبيّين، و بأسمائك الّتي تحيي بها العظام و هي رميم، و باسمك الّذي دعاك به عيسى عليه السّلام فنجّيته من أيدي اليهود، و بأسمائك المكتوبات على عصا موسى عليه السّلام و باسمك الّذي تكلّم به موسى عليه السّلام على سحرة مصر فأوحيت إليه لا تخف إنّك أنت الأعلى، و بالأسماء المنقوشات على خاتم سليمان بن داود عليهما السّلام الّتي ملك بها الجنّ و الإنس و الشّياطين و أذلّ بها إبليس و جنوده، و بالأسماء الّتي نجّيت بها إبراهيم من نار نمرود و بالأسماء الّتي رفعت بها إدريس مكانا عليّا، و بالأسماء المكتوبات على جبهة إسرافيل و بالأسماء المكتوبات على دار قدسه و بكلّ اسم هو للّه عزّ و جلّ دعا اللّه به نبيّ مرسل أو ملك مقرّب أو عبد مؤمن، و بكلّ اسم هو للّه في شيء من كتبه و بكلّ اسم هو مخزون في علمه و بأسمائه

ص: 578

المكتوبات في اللّوح المحفوظ و بأسمائه كلّها الّتي إذا ذكرت ارتعدت فرائص ملائكته و سمائه و أرضه و جنّته و ناره، و بالإسم الّذي خلق به جبلاّت الخلق كلّهم و باسم اللّه الأكبر الكبير الأجلّ الجليل الأعزّ العزيز الأعظم العظيم، و باسمه الأعظم الّذي علّمه في جنّات عدن لآدم عليه السّلام، أللّهمّ إنّي أسألك بحرمة هذه الأسماء و بحرمة تفسيرها فإنّه لا يعلم تفسيرها غيرك أن تصلّي على محمّد و آله و على جميع الأنبياء و المرسلين، و أن تستجيب دعائي و ارحم تضرّعي و أدخلني في عبادك الصّالحين و آتني في الدّنيا حسنة و في الآخرة حسنة و قنا عذاب النّار و توفّنا مع الأبرار و لا تخزنا يوم القيامة إنّك لا تخلف الميعاد، و ترى الملائكة حافّين من حول العرش يسبّحون بحمد ربّهم و قضي بينهم بالحقّ و قيل الحمد للّه ربّ العالمين.

في دعاء الشيخ

دعاء عظيم يعرف بدعاء الشّيخ: بسم اللّه الرّحمن الرّحيم أللّهمّ إنّ نضرة شبابي قد مضت و زهرته قد انقضت و منافعه و محاسنه قد تولّت، و أرى النّقص في قواي باديا و بدني مختلفا واهيا و حرصي متزايدا ناميا و قلبي عمّا يعنيه ساهيا لاهيا، و رسول المنايا على أشباهي و نظرائي في السّنّ رائحا و غاديا، و ما زلت أعد من نفسي توبة لم أف بها و أجرّها بخطام أمنيّة(1) لم أبلغها و لم أنقع بمشاربها حتّى ساء العمل و دنا الأجل و اشتدّ الوجل و ضاقت السّبل و انقطعت الحيل و خاب الرّجاء و الأمل إلاّ منك وحدك لا شريك لك، فلم تبق لي يا ربّ قوّة أستظهر بها و لا مدّة متراخية أتّكل عليها إنّما كنت آكل هنيّا و ألبس ثوب عافيتك مليّا و أتقلّب في نعمتك سويّا ثمّ أقصّر في حقّك و أعرض عن ذكرك و أخلّ بما يجب عليّ من حمدك و شكرك، و أتشاغل بلذّاتي و شهواتي عن نهيك و أمرك حتّى أبلت الأيّام طراوتي و حدّتي و أقامتني على شفا حفرتي و مصارع منيّتي، فأراني يا ربّ العزّة بادي العورة ظاهر الخلّة شديد الحسرة بيّن الإضاعة منقطع الحجّة قليل الحيلة كاذب الظّنّ

ص: 579


1- في المهج: و أخّرها حطام أمنية.

خائب الأمنيّة إلاّ أن تتداركني منك رحمة، أللّهمّ و كلّ ما أوليتنيه من هدى و صواب فعن غير استحقاق منّي و لا استيجاب و إنّما كان عن طول منك و فضل، و قد كنت تقابل يا ربّ كفراني بالنّعم كثيرا و أنا ساه و إساءتي بالإحسان قديما و أنا لاه و أحوج ما كان عبدك الضّعيف الملهوف إلى عطفك و عظيم عفوك و صفحك حين تنبّه على رشده و استيقظ من سنته و أفاق من سكرته و خرج من ضباب غفلته و سراب غرّته و من طخاء جهله و التجاج ظلمته، و قد سقط في يده و وقف على سوء عمله و اقتراب أجله و انقطاع حيله و قد بقي معي يا ربّ الأرباب و سيّد السّادة منك و إن كثرت الذّنوب و ظهرت العيوب، سابغ من نعمك جليل و ظنّ بكرمك جميل أدين بالإخلاص في توحيدك و محبّة نبيّك و موالاة وليّك و معاداة عدوّك ولي مع هذا رجاء و تأميل لا يعترض دونه يأس و لا قنوط و يقين لا يشوبه شكّ و لا تفريط و كلّ ذلك منك و بك و ما ذلك الخير يا إلهي إلاّ بيدك و لا يوصل إليه إلاّ بمعونتك و قدرتك و لا ينال إلاّ بمشيّتك و إرادتك و لا يلتمس إلاّ بتوفيقك و تسديدك، فإن تعاقب يا ذا الجلال و الإكرام عبدك الخاطىء العاصي و تنتقم منه و تأخذه بما اعتدى و ظلم و عصى و أجرم فلا جور عليه و إن تعف عنه و ترحم و تتجاوز عمّا تعلم كعادتك الحسنة عنده فطال ما أحسنت إليه، أللّهمّ و كلّما قصّرت فيه أو أضعته من عمل صالح يقرّب إليك و يزلف عندك فإنّما هو نقص من درجتي و حطّ من منزلتي و ارتباط لحسرتي و غرّتي و ليس بدعا يا غفور يا رحيم أن يذنب العبد اللّئيم فيعفو عنه المولى الكريم، و إذا فكّرت يا إلهي في أنّك أرحم الرّاحمين و أكرم الأكرمين و أنّك عزيز وهّاب المواهب كرما وجودا في قولك يٰا عِبٰادِيَ اَلَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلىٰ أَنْفُسِهِمْ (الآية) و ما أشبهها من الآيات الّتي لا يقع فيها نسخ و لا يلحقها خلف و لا تحويل، و في تألّفك العصاة البغاة المستكبرين و العتاة الطّغاة المستنكفين و عرضك الخلود في الجنان عليهم و إنذارك إيّاهم و إعذارك إليهم مع حاجتهم إليك و استغنائك عنهم قوي أملي و اشتدّ ظهري و سكن روعي و اتّصل أنسي حتّى كأنّ الخاطىء المذنب و العاصي

ص: 580

المجرم غيري، أو كأنّ معي أمانا و براءة منك لحسن ظنّي وثقتي بك يا إلهي، و أطمعني يا ربّ أنّي لم أشرك بك شيئا و لم ألحد في آية من آياتك و لم أكذّب ببيّنة من بيّناتك في إجرائي يوما في جملة تعتقهم من النّار برحمتك على كثرتهم أو تقضي لي حقّا من حقوق صفوة لك أهّلتهم لقبول شفاعتهم و اختصصتهم بوجوب ولايتهم و إسعاف طلبتهم، إذ جعلتني من أهل مودّتهم و محبّتهم فأقع في جمهورهم و أنجو بنجاتهم من عذابك و أليم عقابك، و إن كنت اللّهمّ أسقط جاها في نفسي و أخلق وجها و أخسّ منزلة و قدرا من أن أتصدّى لثوابك و أستشرف لحسن جزائك مع ما قدّمته يداي عندك، أللّهمّ و الأمر الّذي لا فرار معه و لا هدوء لي دونه و أعلم يقينا أنّه لا محيد له و لا بدّ من الخروج منه و لا ينفعني هوادة و لا قرابة من أحد عنده تبعات و مظالم و جنايات و جرائم و خيانات هي بيني و بين خلقك، ساقني القضاء و القدر إليها و بعثني الشّقاء و البلاء عليها و قد كان سبق علمك بكونها منّي قبل أن تخلقني من غير إجبار و لا إكراه، لأنّك يا إلهي بأن تمنّ و تنعم أولى منك بأن تجور و تظلم فأنا بها مرتهن و بمكروهها و سوءها ممتحن و قد كثر خوفي و وجلي منها و ارتياعي و قلقي من أجلها لعلمي بأنّهم إذا رأوا أحوال القيامة و أهوالها و أغلال جهنّم و أنكالها، و تأمّلوا بها مناقشة الحساب على الذّرّة و الخردلة و ترجّح موازين القسط بالنّقصان و الزّيادة و خروج الصّكاك بالجنّة و النّار و لم يجدوا إلى حسنة يعملونها سبيلا و لا عن سيّئة يخافونها محيصا، ابتدروني بسوء المطالبة و ضيق المحاكمة فعل الفقير المحتاج الشّديد الإضطرار إلى اليسير الحقير من الأعمال فأخذوا يا ربّ من حسناتي الضّئيلة القليلة و حمّلوني من سيّآتهم الثّقيلة الوبيلة و أنت بما كسبت يداي عنّي معرض و لفعلي مبغض يا ربّ فمن يغيثني هناك إن لم تغثني و من يجيرني إن لم تجرني و من ينقذني منهم إن لم تنقذني، و بماذا أدفع خصمي و قد كلّ لساني و قلّ بياني و ضعف برهاني و خفّ ميزاني يوم يفرّ المرء من أخيه و أمّه و أبيه و صاحبته و بنيه لكلّ امرىء منهم يومئذ شأن يغنيه، إن لم ترضهم عنّي و إذا عمّ الخلائق يا ربّ

ص: 581

عدلك فما لدائي دواء إلاّ فضلك، و لا أرى المؤمّل إلاّ إليك و لا المعوّل إلاّ عليك و لا مذهب لي عنك و لا بدّ لي منك، و أين مفرّ العبد الآبق عند الحقائق إلاّ إلى مولاه، أللّهمّ وها أنا ذا بين يديك معترف بذنوبي مقرّ بإساءتي ماقت لنفسي شانىء لفعلي قد جنيت عظيما و أسأت قديما و لك الحجّة البالغة و السّلطان و القدرة و قد أمرت المسرفين من عبادك بالدّعاء و عممتهم بالتطوّل و النّعماء و التّفضّل و الآلاء و ضمنت الإجابة كرما وجودا و وعدك مقرون بالنّجح و الوفاء و أوعدت الوعيد الشّديد على القنوط من رحمتك و اليأس من روحك و مغفرتك، و كنت أنت في هذه أعظم منّة عليهم و أتمّ نعمة لديهم و لو لا ثقتي بوفائك و علمي بأنّك لا تخلف وعدك و لا تنكث عهدك لكنت بشدّة إسرافي على نفسي من القانطين و بطول معصيتي من الآيسين المنقطعين يا أرحم الرّاحمين، فأسألك اللّهمّ يا ربّ يا كريم العفو يا حسن التّجاوز يا واسع المغفرة يا ذا الجلال و الإكرام و المنّ و الإنعام يا من يجزي بالإحسان إحسانا و بالسّيّئات غفرانا فليس كمثلك شيء و أنت السّميع البصير، بأسمائك الحسنى كلّها و بكلّ اسم هو لك دعاك به أحد من أوليائك و أهل طاعتك فاستجبت له و أعطيته سؤله و بكلّ اسم استأثرت به في علم الغيب عندك فخزنته و كننته و باسمك الأعظم الأجلّ الأكرم و بحقّك على نفسك و بحقّك على خلقك و بحقّ كلّ ذي حقّ عندك أن تصلّي على محمّد و آل محمّد الطّيّبين الطّاهرين الّذين أذهبت عنهم الرّجس و طهّرتهم تطهيرا و جعلتهم كباب حطّة في الحجّة و أمانا من الدّمار و الهلكة لهذه الأمّة، صلاة تجمع لهم بها خير الدّنيا و الآخرة و تصرف عنهم شرّهما و شرّ ما فيهما و أن تهب لي حقّك فإنّه لا ينقصك و لا يضرّك و ترضي عنّي خلقك فإنّه لا يعجزك و لا يعوزك و أن تتوب يا ربّ عليّ توبة نصوحا و أن توفّقني فيها لعبادتك و تستعملني بطاعتك و طاعة من أوجبت طاعته و افترضت ولايته، و تندّمني على ذنوبي ندما تمحو به خطيئتي يوم الدّين و تلحقني بالتّوّابين الأوّابين المستغفرين بالأسحار العائذين اللاّئذين بك من النّار حتّى لا أعود بعدها في ذنب

ص: 582

و خطيئة و لا أفتر من اجتهاد و عبادة و لا أزول عن سمع و طاعة و أن تدخلني في رحمتك و تتغمّدني بمغفرتك و تمدّ عليّ سترك و تلهمني ذكرك و شكرك و لا تؤمنني مكرك و ترزقني حجّ بيتك و الجهاد في سبيلك و تقتل بي أعداءك و أعداء رسولك صلّى اللّه عليه و آله، و أن ترضى منّي بالقليل اليسير من الأعمال و تهب لي الكثير من الأوزار و لا تقفني مواقف الخزي و العار و المقت و الشّنار و الذّلّ و الصّغار إنّك جواد كريم و أعوذ بك اللّهمّ من سخطك و أستجير بك من غضبك و استدراجك و بأسك و أليم عقابك و أخذك و من حجب دعائي عنك و قطع رجائي منك و منعي رأفتك و تحنّنك و حملي على المرّ من حقّك و تكليفي ما لا أطيقه من عدلك و قسطك و من ذنوبي الّتي لا أرجو لغفرانك لها و سترها غيرك، و سيّآتي الّتي لا أعدّ لتبديلها حسنات إلاّ عفوك و جميل صفحك يا أهل التّقوى و أهل المغفرة و الحمد للّه ربّ العالمين أوّلا و آخرا على ما أكرمني به من التّوفيق لدعائه و عظيم الرّغبة في ثوابه و هداني من الإعتراف بحقّه و الثّقة بكرمه وجوده و اليقين بوعده و وعيده و صلّى اللّه على السّيّد المصطفى محمّد و آله الطّاهرين.

تهليل القرآن مرويّ عن النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و فضله عظيم و هو هذه الآيات:

وَ إِلٰهُكُمْ إِلٰهٌ وٰاحِدٌ لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ اَلرَّحْمٰنُ اَلرَّحِيمُ اَللّٰهُ لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ اَلْحَيُّ اَلْقَيُّومُ (الآية) الم اَللّٰهُ لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ اَلْحَيُّ اَلْقَيُّومُ نَزَّلَ عَلَيْكَ اَلْكِتٰابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقاً لِمٰا بَيْنَ يَدَيْهِ وَ أَنْزَلَ اَلتَّوْرٰاةَ وَ اَلْإِنْجِيلَ مِنْ قَبْلُ هُدىً لِلنّٰاسِ وَ أَنْزَلَ اَلْفُرْقٰانَ هُوَ اَلَّذِي يُصَوِّرُكُمْ فِي اَلْأَرْحٰامِ كَيْفَ يَشٰاءُ لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ اَلْعَزِيزُ اَلْحَكِيمُ شَهِدَ اَللّٰهُ أَنَّهُ لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ وَ اَلْمَلاٰئِكَةُ وَ أُولُوا اَلْعِلْمِ قٰائِماً بِالْقِسْطِ لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ اَلْعَزِيزُ اَلْحَكِيمُ إِنَّ اَلدِّينَ عِنْدَ اَللّٰهِ اَلْإِسْلاٰمُ اَللّٰهُ لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ لَيَجْمَعَنَّكُمْ إِلىٰ يَوْمِ اَلْقِيٰامَةِ لاٰ رَيْبَ فِيهِ وَ مَنْ أَصْدَقُ مِنَ اَللّٰهِ حَدِيثاً ذٰلِكُمُ اَللّٰهُ رَبُّكُمْ لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ خٰالِقُ كُلِّ شَيْ ءٍ فَاعْبُدُوهُ وَ هُوَ عَلىٰ كُلِّ شَيْ ءٍ وَكِيلٌ اِتَّبِعْ مٰا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ وَ أَعْرِضْ عَنِ

ص: 583

اَلْمُشْرِكِينَ قُلْ يٰا أَيُّهَا اَلنّٰاسُ إِنِّي رَسُولُ اَللّٰهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعاً اَلَّذِي لَهُ مُلْكُ اَلسَّمٰاوٰاتِ وَ اَلْأَرْضِ لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ يُحيِي وَ يُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللّٰهِ وَ رَسُولِهِ اَلنَّبِيِّ اَلْأُمِّيِّ اَلَّذِي يُؤْمِنُ بِاللّٰهِ وَ كَلِمٰاتِهِ وَ اِتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ وَ مٰا أُمِرُوا إِلاّٰ لِيَعْبُدُوا إِلٰهاً وٰاحِداً لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ سُبْحٰانَهُ عَمّٰا يُشْرِكُونَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اَللّٰهُ لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَ هُوَ رَبُّ اَلْعَرْشِ اَلْعَظِيمِ وَ جٰاوَزْنٰا بِبَنِي إِسْرٰائِيلَ اَلْبَحْرَ فَأَتْبَعَهُمْ فِرْعَوْنُ وَ جُنُودُهُ بَغْياً وَ عَدْواً حَتّٰى إِذٰا أَدْرَكَهُ اَلْغَرَقُ قٰالَ آمَنْتُ أَنَّهُ لاٰ إِلٰهَ إِلاَّ اَلَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُوا إِسْرٰائِيلَ وَ أَنَا مِنَ اَلْمُسْلِمِينَ فَإِلَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمٰا أُنْزِلَ بِعِلْمِ اَللّٰهِ وَ أَنْ لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ فَهَلْ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ كَذٰلِكَ أَرْسَلْنٰاكَ فِي أُمَّةٍ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهٰا أُمَمٌ لِتَتْلُوَا عَلَيْهِمُ اَلَّذِي أَوْحَيْنٰا إِلَيْكَ وَ هُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمٰنِ قُلْ هُوَ رَبِّي لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَ إِلَيْهِ مَتٰابِ يُنَزِّلُ اَلْمَلاٰئِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلىٰ مَنْ يَشٰاءُ مِنْ عِبٰادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ أَنَا فَاتَّقُونِ وَ إِنْ تَجْهَرْ بِالْقَوْلِ فَإِنَّهُ يَعْلَمُ اَلسِّرَّ وَ أَخْفىٰ اَللّٰهُ لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ لَهُ اَلْأَسْمٰاءُ اَلْحُسْنىٰ وَ أَنَا اِخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِمٰا يُوحىٰ إِنَّنِي أَنَا اَللّٰهُ لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ أَنَا فَاعْبُدْنِي وَ أَقِمِ اَلصَّلاٰةَ لِذِكْرِي إِنَّمٰا إِلٰهُكُمُ اَللّٰهُ اَلَّذِي لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ وَسِعَ كُلَّ شَيْ ءٍ عِلْماً وَ مٰا أَرْسَلْنٰا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلاّٰ نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ أَنَا فَاعْبُدُونِ وَ ذَا اَلنُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغٰاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنٰادىٰ فِي اَلظُّلُمٰاتِ أَنْ لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ أَنْتَ سُبْحٰانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ اَلظّٰالِمِينَ فَاسْتَجَبْنٰا لَهُ وَ نَجَّيْنٰاهُ مِنَ اَلْغَمِّ وَ كَذٰلِكَ نُنْجِي اَلْمُؤْمِنِينَ فَتَعٰالَى اَللّٰهُ اَلْمَلِكُ اَلْحَقُّ لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ رَبُّ اَلْعَرْشِ اَلْكَرِيمِ وَ هُوَ اَللّٰهُ لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ لَهُ اَلْحَمْدُ فِي اَلْأُولىٰ وَ اَلْآخِرَةِ وَ لَهُ اَلْحُكْمُ وَ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ وَ لاٰ تَدْعُ مَعَ اَللّٰهِ إِلٰهاً آخَرَ لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ كُلُّ شَيْ ءٍ هٰالِكٌ إِلاّٰ وَجْهَهُ لَهُ اَلْحُكْمُ وَ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ يٰا أَيُّهَا اَلنّٰاسُ اُذْكُرُوا نِعْمَتَ اَللّٰهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خٰالِقٍ غَيْرُ اَللّٰهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ اَلسَّمٰاءِ وَ اَلْأَرْضِ لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ فَأَنّٰى تُؤْفَكُونَ إِنَّهُمْ كٰانُوا إِذٰا قِيلَ لَهُمْ لاٰ إِلٰهَ إِلاَّ اَللّٰهُ يَسْتَكْبِرُونَ خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وٰاحِدَةٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْهٰا زَوْجَهٰا وَ أَنْزَلَ لَكُمْ مِنَ اَلْأَنْعٰامِ ثَمٰانِيَةَ أَزْوٰاجٍ يَخْلُقُكُمْ فِي بُطُونِ أُمَّهٰاتِكُمْ خَلْقاً مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِي ظُلُمٰاتٍ ثَلاٰثٍ ذٰلِكُمُ اَللّٰهُ رَبُّكُمْ لَهُ

ص: 584

اَلْمُلْكُ لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ فَأَنّٰى تُصْرَفُونَ غٰافِرِ اَلذَّنْبِ وَ قٰابِلِ اَلتَّوْبِ شَدِيدِ اَلْعِقٰابِ ذِي اَلطَّوْلِ لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ إِلَيْهِ اَلْمَصِيرُ ذٰلِكُمُ اَللّٰهُ رَبُّكُمْ خٰالِقُ كُلِّ شَيْ ءٍ لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ فَأَنّٰى تُؤْفَكُونَ هُوَ اَلْحَيُّ لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ اَلدِّينَ اَلْحَمْدُ لِلّٰهِ رَبِّ اَلْعٰالَمِينَ رَبِّ اَلسَّمٰاوٰاتِ وَ اَلْأَرْضِ وَ مٰا بَيْنَهُمٰا إِنْ كُنْتُمْ مُوقِنِينَ لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ يُحْيِي وَ يُمِيتُ رَبُّكُمْ وَ رَبُّ آبٰائِكُمُ اَلْأَوَّلِينَ فَاعْلَمْ أَنَّهُ لاٰ إِلٰهَ إِلاَّ اَللّٰهُ وَ اِسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَ لِلْمُؤْمِنِينَ وَ اَلْمُؤْمِنٰاتِ وَ اَللّٰهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَ مَثْوٰاكُمْ هُوَ اَللّٰهُ اَلَّذِي لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ عٰالِمُ اَلْغَيْبِ وَ اَلشَّهٰادَةِ هُوَ اَلرَّحْمٰنُ اَلرَّحِيمُ هُوَ اَللّٰهُ اَلَّذِي لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ اَلْمَلِكُ اَلْقُدُّوسُ اَلسَّلاٰمُ اَلْمُؤْمِنُ اَلْمُهَيْمِنُ اَلْعَزِيزُ اَلْجَبّٰارُ اَلْمُتَكَبِّرُ سُبْحٰانَ اَللّٰهِ عَمّٰا يُشْرِكُونَ هُوَ اَللّٰهُ اَلْخٰالِقُ اَلْبٰارِئُ اَلْمُصَوِّرُ لَهُ اَلْأَسْمٰاءُ اَلْحُسْنىٰ يُسَبِّحُ لَهُ مٰا فِي اَلسَّمٰاوٰاتِ وَ اَلْأَرْضِ وَ هُوَ اَلْعَزِيزُ اَلْحَكِيمُ اَللّٰهُ لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ وَ عَلَى اَللّٰهِ فَلْيَتَوَكَّلِ اَلْمُؤْمِنُونَ رَبُّ اَلْمَشْرِقِ وَ اَلْمَغْرِبِ لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ فَاتَّخِذْهُ وَكِيلاً ثمّ اقرأ قُلِ اُدْعُوا اَللّٰهَ أَوِ اُدْعُوا اَلرَّحْمٰنَ أَيًّا مٰا تَدْعُوا فَلَهُ اَلْأَسْمٰاءُ اَلْحُسْنىٰ وَ لاٰ تَجْهَرْ بِصَلاٰتِكَ وَ لاٰ تُخٰافِتْ بِهٰا وَ اِبْتَغِ بَيْنَ ذٰلِكَ سَبِيلاً وَ قُلِ اَلْحَمْدُ لِلّٰهِ اَلَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي اَلْمُلْكِ وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ اَلذُّلِّ وَ كَبِّرْهُ تَكْبِيراً . تم التهليل سُبْحٰانَ رَبِّكَ رَبِّ اَلْعِزَّةِ عَمّٰا يَصِفُونَ وَ سَلاٰمٌ عَلَى اَلْمُرْسَلِينَ وَ اَلْحَمْدُ لِلّٰهِ رَبِّ اَلْعٰالَمِينَ .

في ذكر أدعية السر

بسم اللّه الرّحمن الرّحيم

الحمد للّه ربّ العالمين كفاء لإفضاله و صلاته على خير خلقه محمّد و آله.

أدعية السرّ: رواية عن أبي جعفر الباقر عليه السّلام عن أمير المؤمنين عليه السّلام قال: كان لرسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم سرّ لا يعلمه إلاّ قليل فلمّا عثر عليه كان يقول (و أنا أقول): لعنة اللّه و ملائكته و أنبيائه و صالح خلقه على مفشي سر رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم إلى غير ثقة، فاكتموا سرّ رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم فإنّي سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يقول: يا

ص: 585

علي إنّي و اللّه ما أحدّثك إلا ما سمعته أذناي و وعاه قلبي و نظره بصري إن لم يكن من اللّه فمن رسوله يعني جبرئيل عليه السّلام، فإيّاك يا علي أن تضيّع سرّي هذا فإنّي دعوت اللّه تعالى أن يذيق من أضاع سرّي هذا جراثيم جهنّم، اعلم أنّ كثيرا من النّاس و إن قلّ تعبّدهم إذا علموا ما أقول لك كانوا في أشدّ العبادة و أفضل الاجتهاد، و لو لا طغاة هذه الأمّة لبثثت هذا السّرّ و لكن قد علمت أن الدّين إذا يضيع و أحببت أن لا ينتهي ذلك إلاّ إلى ثقة إنّي لما أسري بي إلى السّماء فانتهيت إلى السّماء السابعة فتح لي بصري إلى فرجة في العرش تفور كفور القدور، فلمّا أردت الإنصراف قعدت عند تلك الفرجة، ثمّ نوديت: يا محمّد إن ربّك يقرء عليك السّلام و يقول أنت أكرم خلقه عليه و عنده علم قد زواه عن جميع الأنبياء و جميع أممهم غيرك و غير أمّتك لمن ارتضيت للّه منهم أن ينشروه لمن بعدهم لمن ارتضوا للّه منهم أنّه لا يضرهم بعد ما أقول لك ذنب كان قبله و لا مخافة تأتي من بعده، و لذلك أمرت بكتمانه لئلاّ يقول العالمون حسبنا هذا من الطّاعة.

يا محمّد: قل لمن عمل كبيرة من أمّتك فأراد محوها و الطّهارة منها فليطهّر لي بدنه و ثيابه ثمّ ليخرج إلى بريّة أرضي فيستقبل وجهي (يعني القبلة) حيث لا يراه أحد، ثمّ ليرفع يديه إليّ فإنّه ليس بيني و بينه حائل و ليقل: يا واسعا بحسن عائدته و يا ملبسنا فضل رحمته و يا مهيبا لشدّة سلطانه و يا راحما بكلّ مكان ضريرا أصابه الضّرّ فخرج إليك مستغيثا بك آئبا إليك هائبا لك، يقول عملت سوءا و ظلمت نفسي و لمغفرتك خرجت إليك أستجير بك في خروجي من النّار و بعزّ جلالك تجاوزت تجاوز يا كريم، و باسمك الّذي تسمّيت به و جعلته في كلّ عظمتك و مع كلّ قدرتك و في كلّ سلطانك و صيّرته في قبضتك و نوّرته بكتابك و ألبسته و قارا منك، يا اللّه يا اللّه أطلب إليك أن تمحو عنّي ما أتيتك به و أنزع بدني عن مثله فإنّي بك لا إله إلاّ أنت، و باسمك الّذي فيه تفصيل الأمور كلّها مؤمن هذا اعترافي فلا تخذلني وهب لي عاقبة و أنجني من الذّنب العظيم هلكت فتلافني بحقّ حقوقك كلّها يا كريم، فإنه إن لم يرد بما أمرتك به غيري خلّصته من كبيرته تلك حتّى أغفرها له و أطهّره الأبد منها لأنّي قد علمتك أسماء أجيب بها الدّاعي.

ص: 586

يا محمّد: و من كثرت ذنوبه من أمتك فيما دون الكبائر حتّى يشهر بكثرتها و يمقت على اتباعها فليعتمدني عند طلوع الفجر و قبل أفول الشّفق و لينصب وجهه إليّ و ليقل: يا ربّ يا ربّ فلان بن فلان عبدك شديد حياؤه منك لتعرّضه لرحمتك لإصراره على ما نهيت عنه من الذّنب العظيم يا عظيم، إنّ عظيم ما أتيت به لا يعلمه غيرك قد شمت بي فيه القريب و البعيد و أسلمني فيه العدوّ و الحبيب و ألقيت بيدي إليك طمعا لأمر واحد و طمعي ذلك في رحمتك فارحمني يا ذا الرّحمة الواسعة و تلافني بالمغفرة و العصمة من الذّنوب إنّي إليك متضرّع، أسألك باسمك الّذي يزيل أقدام حملة عرشك ذكره و ترعد لسماعه أركان العرش إلى أسفل التّخوم، إنّي أسألك بعزّ ذلك الإسم الّذي ملأ كلّ شيء دونك إلاّ رحمتني باستجارتي إليك باسمك هذا يا عظيم أتيتك لكذا و كذا و يسمّي الأمر الّذي أتى به فاغفر لي تبعته و عافني من إشاعته بعد مقامي هذا يا رحيم. فإنّه إذا قال ذلك بدّلت ذنوبه إحسانا و رفعت دعاءه مستجابا و غلبت له هواه.

يا محمّد: و من كان كافرا و أراد التوبة و الإيمان فليطهّر لي بدنه و ثيابه ثمّ ليستقبل قبلتي و ليضع حرّ جبينه لي بالسّجود فإنّه ليس بيني و بينه حائل و ليقل: يا من تغشى لباس النّور السّاطع الّذي استضاء به أهل سماواته و أرضه و يا من خزّن رؤيته عن كلّ من هو دونه و كذلك ينبغي لوجهه الّذي عنت وجوه الملائكة المقرّبين له إنّ الّذي كنت لك فيه من عظمتك جاحدا أشدّ من كلّ نفاق، فاغفر لي جحودي فإنّي أتيتك تائبا و ها أنا ذا أعترف لك على نفسي بالفرية عليك فإذا أمهلت لي في الكفر ثمّ خلّصتني منه فطوّقني حبّ الإيمان الّذي أطلبه منك بحقّ ما لك من الأسماء الّتي منعت من دونك علمها لعظم شأنها و شدّة جلالها، و بالإسم الواحد الّذي لا يبلغ أحد صفة كنهه و بحقّها كلّها أجرني أن أعود إلى الكفر بك، سبحانك لا إله إلاّ أنت غفرانك إنّي كنت من الظّالمين. فإنّه إذا قال ذلك لم يرفع رأسه إلاّ عن رضى منّي و هذا له قبول.

ص: 587

يا محمّد: و من كثرت همومه من أمتك فليدعني سرّا و ليقل: يا جالي الأحزان و يا موسّع الضّيق و يا أولى بخلقه من أنفسهم و يا فاطر تلك النّفوس و ملهمها فجورها و التّقوى، نزل بي يا فارج الهمّ همّ ضقت به ذرعا و صدرا حتّى خشيت أن أكون غرض فتنة يا اللّه و بذكرك تطمئنّ القلوب يا مقلّب القلوب قلّب قلبي من الهموم إلى الرّوح و الدّعة، و لا تشغلني عن ذكرك بتركك ما بي من الهموم إنّي إليك متضرّع، أسألك باسمك الّذي لا يوصف إلاّ بالمعنى لكتمانك أنت في غيوبك ذات النّور أجّل بحقّه أحزاني و اشرح صدري بكشوط ما بي من الهمّ يا كريم. فإنّه إذا قال ذلك تولّيته فجلوت همومه فلن تعود إليه أبدا.

يا محمّد: و من نزلت به قارعة من فقر في دنياه فأحبّ العافية منها فلينزل بي فيها و ليقل: يا محلّ كنوز أهل الغنى و يا مغني أهل الفاقة من سعة تلك الكنوز بالعائدة إليهم و النّظر لهم يا اللّه، لا يسمّى غيرك إلها إنّما الآلهة كلّها معبودة دونك بالفرية و الكذب، لا إله إلاّ أنت يا سادّ الفقر و يا جابر الضّرّ و يا عالم السّرائر ارحم هربي إليك من فقري، أسألك باسمك الحالّ في غناك الّذي لا يفتقر ذاكره أبدا أن تعيذني من لزوم فقر أنسى به الدّين أو بسوء غنى أفتتن به عن الطّاعة بحقّ نور أسمائك كلّها أطلب إليك من رزقك كفافا للدّنيا تعصم به الدّين لا أجد لي غيرك مقادير الأرزاق عندك فانفعني من قدرتك فيها بما تنزع به ما نزل بي من الفقر يا غنيّ. فإنه إذا قال ذلك نزعت الفقر من قلبه و غشّيته الغنى و جعلته من أهل القناعة.

يا محمّد: و من نزلت به مصيبة في نفسه أو دينه أو دنياه أو أهله أو ماله فأحبّ فرجها فلينزلها بي و ليقل: يا ممتنّا على أهل الصّبر بتطويقكهم بالدّعة الّتي أدخلتها عليهم بطاعتك لا حول و لا قوّة إلاّ بك فدحتني مصيبة قد فتنتني و أعيتني المسالك للخروج منها و اضطرّني إليك الطّمع فيها مع حسن الرّجاء لك فيها،

ص: 588

فهربت إليك بنفسي و انقطعت إليك لضرّي و رجوتك لدعائي قد هلكت فأغثني و اجبر مصيبتي بجلاء كربها، و إدخالك الصّبر عليّ فيها فإنّك إن خلّيت بيني و بين ما أنا فيه هلكت فلا صبر لي يا ذا الإسم الجامع فيه عظيم الشّؤون كلّها بحقّك أغثني بتفريج مصيبتي عنّي يا كريم. فإنّه إذا قال ذلك ألهمته الصّبر و طوّقته الشّكر و فرّجت عنه مصيبته بجبرانها.

يا محمد: و من خاف شيئا دوني من كيد الأعداء و اللّصوص فليقل في المكان الّذي يخاف فيه: يا آخذا بنواصي خلقه و السّافع بها إلى قدره و المنفذ فيها حكمه و خالقها و جاعل قضائه لها غالبا و كلّهم ضعيف عند غلبته، و ثقت بك يا سيّدي عند قوّتهم إنّي مكيود لضعفي و لقوّتك على من كادني تعرّضت لك فسلّمني منهم، أللّهمّ فإن حلت بينهم و بيني فذلك أرجوه منك و إن أسلمتني إليهم غيّروا ما بي من نعمك يا خير المنعمين صلّ على محمّد و آل محمّد و لا تجعل تغيير نعمك على يد أحد سواك و لا تغيّرها أنت بي فقد ترى الّذي يراد بي فحل بيني و بين شرّهم بحقّ ما به تستجيب الدّعاء يا اللّه ربّ العالمين. فإنّه إذا قال ذلك نصرته على أعدائه و حفظته.

يا محمّد: و من خاف شيئا ممّا في الأرض من سبع أو هامّة فليقل في المكان الّذي يخاف ذلك فيه: يا ذارىء ما في الأرض كلّها بعلمه بعلمك يكون ما يكون ممّا ذرأت لك السّلطان على ما ذرأت و لك السّلطان القاهر على كلّ شيء دونك يا عزيز يا منيع إنّي أعوذ بك و بقدرتك على كلّ شيء من كلّ شيء يضرّ من سبع أو هامّة أو عارض من سائر الدّوابّ يا خالقها بفطرته أدرأها عنّي و احجزها و لا تسلّطها عليّ و عافني من شرّها و بأسها يا اللّه ذا العلم العظيم حطني بحفظك من مخاوفي يا رحيم. فإنّه إذا قال ذلك لم تضرّه دوابّ الأرض التي ترى و التي لا ترى.

يا محمّد: و من خاف ممّا في الأرض جانّا أو شيطانا فليقل حين يدخله الرّوع: يا اللّه الإله الأكبر القاهر بقدرته جميع عباده و المطاع لعظمته عند كلّ خليقته

ص: 589

و الممضي مشيّته لسابق قدره أنت تكلأ ما خلقت باللّيل و النّهار و لا يمتنع من أردت به سوءا بشيء دونك من ذلك السّوء و لا يحول أحد دونك بين أحد و ما تريد به من الخير كلّ ما يرى و ما لا يرى في قبضتك و جعلت قبائل الجنّ و الشّياطين يروننا و لا نراهم و أنا لكيدهم خائف فآمنّي من شرّهم و بأسهم بحقّ سلطانك العزيز يا عزيز.

فإنّه إذا قال ذلك لم يصل إليه من الجن و الشّياطين سوء أبدا.

يا محمّد: و من خاف سلطانا أو أراد إليه طلب حاجة فليقل حين يدخل عليه: يا ممكّن هذا ممّا في يديه و مسلّطه على كلّ من دونه و معرّضه في ذلك لامتحان دينه على كلّ من دونه إنّه يسطو بمرحه فيما آتيته من الملك و يجور فينا و يتجبّر بافتخاره بالّذي ابتليته به من العظيم عند عبادك، أسألك أن تسلبه ما هو فيه أنت بقوّة لا امتناع منها عند إرادتك فيها إنّي أمتنع من شرّ هذا بخيرك و أعوذ من قوّته بقدرتك، أللّهمّ ادفعه عنّي و آمنّي من حذاري منه بحقّ وجهك و عظمتك يا عظيم.

يا محمد: فليقل إذا أراد طلب حاجة إليه: يا من هو أولى بهذا من نفسه و يا أقرب إليه من قلبه و يا أعلم به من غيره و يا رازقه ممّا هو في يديه ممّا أحتاج إليه، إليك أطلب و بك أتشفّع لنجاح حاجتي فخذ لي حين أكلّمه بقلبه فاغلبه لي حتّى أبتزّ منه حوائجي كلّها بلا امتناع منه و لا منّ و لا ردّ و لا فظاظة، يا حيّا في غنى لا تموت و لا تبلى أمت قلبه عن ردّي بلا قضاء الحاجة و اقض لي طلبتي في الّذي قبله و خذه لي في ذلك أخذ عزيز مقتدر بحقّ قدرتك الّتي غلبت بها العالمين. فإنّه إذا قال ذلك قضيت حاجته و لو كانت في نفس المطلوب إليه.

يا محمد: و من همّ بأمرين فأحبّ أن أختار أرضاهما إليّ فألزمه إيّاه فليقل حين يريد ذلك: أللّهمّ اختر لي بعلمك و وفّقني بعلمك لرضاك و محبّتك، أللّهمّ اختر لي بقدرتك و جنّبني بعزّتك مقتك و سخطك، أللّهمّ اختر لي فيما أريد من هذين الأمرين (و تسمّيهما) أحبّهما إليك و أرضاهما لك و أقربهما منك، أللّهمّ إنّي

ص: 590

أسألك بالقدرة الّتي زويت بها علم الأشياء عن جميع خلقك أن تصلّي على محمّد و آل محمّد و اغلب بالي و هواي و سريرتي و علانيتي بأخذك و اسفع بناصيتي إلى ما تراه لك رضى ولي صلاحا فيما أستخيرك فيه حتّى تلزمني من ذلك أمرا أرضى فيه بحكمك و أتّكل فيه على قضائك و أكتفي فيه بقدرتك، و لا تقلبني و هواي لهواك مخالف و لا ما أريد لما تريد لي مجانب اغلب بقدرتك الّتي تقضي بها ما أحببت على ما أحببت بهواك هواي و يسّرني لليسرى الّتي ترضى بها عن صاحبها و لا تخذلني بعد تفويضي إليك أمري برحمتك الّتي وسعت كلّ شيء، أللّهمّ أوقع خيرتك في قلبي و افتح قلبي للزومها يا كريم آمين. فإنّه إذا قال ذلك اخترت له منافعه في العاجل و الآجل.

يا محمّد: و من أصابه معاريض بلاء من مرض فلينزل بي فيه و ليقل: يا مصحّ أبدان ملائكته و يا مفرّغ تلك الأبدان لطاعته و يا خالق الآدميّين صحيحا و مبتلى و يا معرّض أهل السّقم و أهل الصّحّة للأجر و البليّة، و يا مداوي المرضى و شافيهم بطبّه و يا مفرّج عن أهل البلاء بلاياهم بجليل رحمته قد نزل بي من الأمر ما رفضني فيه أقاربي و أهلي و الصّديق و البعيد و ما شمت بي فيه أعدائي، حتّى صرت مذكورا ببلائي في أفواه المخلوقين و أعيتني أقاويل أهل الأرض لقلّة علمهم بدواء دائي و طبّ دوائي في علمك عندك مثبت صلّ على محمّد و آل محمّد و انفعني بطبّك فلا طبيب أرجى عندي منك و لا حميم أشدّ تعطّفا منك عليّ قد غيّرت بليّتك نعمك عليّ فحوّل ذلك عنّي إلى الفرج و الرّخاء، فإنّك إن لم تفعل لم أرجه من غيرك فانفعني بطبّك و داوني بدواءك يا رحيم. فإنّه إذا قال ذلك صرفت عنه ضرّه و عافيته منه.

يا محمّد: و من نزل به القحط من أمتك فإنّي إنّما أبتلي بالقحط أهل الذّنوب فليجأروا إليّ جميعا أو ليجأر إليّ جائرهم و ليقل: يا معيننا على ديننا بإحيائه أنفسنا بالّذي نشر علينا من رزقه نزل بنا أمر عظيم لا يقدر على تفريجه عنّا غير منزله، يا منزله عجز العباد عن فرجه فقد أشرفت الأبدان على الهلاك و إذا هلكت الأبدان

ص: 591

هلك الدّين، يا ديّان العباد و مدبّر أمورهم بتقدير أرزاقهم لا تحولنّ بيننا و بين رزقك و هنّئنا ما أصبحنا فيه من كرامتك لك متعرّضين قد أصيب من لا ذنب له من خلقك بذنوبنا فارحمنا بمن جعلته أهلا لذلك حين تسئل به يا رحيم، لا تحبس عن أهل الأرض ما في السّماء و انشر علينا رحمتك و ابسط علينا كنفك وعد علينا بقبولك و عافنا من الفتنة في الدّين و الدّنيا و شماتة القوم الكافرين، يا ذا النّفع و الضّرّ إنّك إن أنجيتنا فبلا تقديم منّا لأعمال حسنة و لكن لإتمام ما بنا من الرّحمة و إن رددتنا فبلا ظلم منك لنا و لكن بجنايتنا فاعف عنّا قبل انصرافنا و اقلبنا بإنجاح الحاجة يا عظيم.

فإنه إن لم يرد بما أمرتك أحدا غيري حوّلت لأهل تلك البلدة بالشّدّة رخاء و بالخوف أمنا و بالعسر يسرا و ذلك لأنّي قد علمتك دعاء عظيما.

يا محمّد: و من أراد الخروج من أهله لحاجة أو سفر فأحبّ أن أؤدّيه سالما مع قضائي له الحاجة فليقل حين يخرج من بيته: بسم اللّه مخرجي و بإذنه خرجت و قد علم قبل أن أخرج خروجي و قد أحصى علمه ما في مخرجي و مرجعي، توكّلت على الإله الأكبر توكّل مفوّض إليه أمره و مستعين به على شؤونه مستزيد من فضله مبرّىء نفسه من كلّ حول و من كلّ قوّة إلاّ به، خروج ضرير خرج بضرّه إلى من يكشفه و خروج فقير خرج بفقره إلى من يسدّه و خروج عائل خرج بعيلته إلى من يغنيها و خروج من ربّه أكبر ثقته و أعظم رجائه و أفضل أمنيّته، اللّه ثقتي في جميع أموري كلّها به فيها جميعا أستعين و لا شيء إلاّ ما شاء اللّه في علمه أسئل اللّه خير المخرج و المدخل لا إله إلاّ هو إليه المصير. فإنّه إذا قال ذلك وجّهت له في مدخله و مخرجه السّرور و أدّيته سالما.

يا محمّد: و من أراد من أمّتك ألاّ يحول بين دعائه و بيني حائل و أن أجيبه لأيّ أمر شاء عظيما كان أو صغيرا في السّر و العلانية إليّ أو إلى غيري فليقل آخر دعائه: يا اللّه المانع بقدرته خلقه و المالك بها سلطانه و المتسلّط بما في يديه كلّ مرجوّ دونك يخيّب رجاء راجيه و راجيك مسرور لا يخيب، و أسألك بكلّ رضى لك

ص: 592

من كلّ شيء أنت فيه و بكلّ شيء تحبّ أن تذكر به و بك يا اللّه فليس يعدلك شيء أن تصلّي على محمّد و آله و أن تحوطني و والديّ و ولدي و إخواني و أخواتي و مالي بحفظك و أن تقضي حاجتي في كذا و كذا فإنّه إذا قال ذلك قضيت حاجته قبل أن يزول من مكانه.

يا محمّد: و من أراد طلب شيء من الخير الّذي يتقرّب به العباد إليّ و أن أفتح له به كائنا ما كان فليقل حين يريد ذلك: يا دالّنا على المنافع لأنفسنا من لزوم طاعته و يا هادينا لعبادته الّتي جعلها سبيلا إلى درك رضاه إنّما يفتح الخير وليّه يا وليّ الخير قد أردت منك (كذا و كذا و يسمّ ذلك الأمر) و لم أجد إليه باب سبيل مفتوحا و لا ناهج طريق واضح و لا تهيئة سبب تيسّر أعيتني فيه جميع أموري كلّها في الموارد و المصادر و أنت وليّ الفتح لي بذلك لأنّك دللتني عليه فلا تحظره عنّي و لا تجبهني عنه بردّ، فليس يقدر عليه أحد غيرك و ليس عند أحد إلاّ عندك أسألك بمفاتح غيوبك كلّها و جلال علمك كلّه و عظيم شؤونك كلّها إقرار عيني و إفراح قلبي و تهنيتك إيّاي نعمك على تيسير قضاء حوائجي و نسخكها في حوائج من نسخت حاجته مقضيّة لا تقلبني بحقّك عن اعتمادي لك إلاّ بها، فإنّك أنت الفتّاح بالخيرات و أنت على كلّ شيء قدير فيا فتّاح يا مدبّر هيّىء لي تيسير سببها و سهّل عليّ باب طريقها و افتح لي من غناك باب مدخلها و لينفعني جاري بك فيها يا رحيم. فإنّه إذا قال ذلك فتحت له باب الخير برضاي عنه و جعلته لي وليّا.

يا محمّد: و من أراد من أمّتك أن أعافيه من الغلّ و الحسد و الرّياء و الفجور فليقل حين يسمع تأذين السحر: يا مطفىء الأنوار بنوره و يا مانع الأبصار من رؤيته و يا محيّر القلوب في شأنه، إنّك طاهر مطهّر يطهر بطهرتك من طهّرته بها و ليس من دونك أحد أحوج إلى تطهيرك إيّاه منّي لديني و بدني و قلبي فأيّة حال كنت فيها مجانبا لك في الطّاعة و الهوى فألزمني و إن كرهت حبّ طاعتك بحقّ محلّ جلالك منك حتّى أنال فضيلة الطّهرة منك لجميع شؤوني ربّ و اجعل ما ظهر من طهرتك

ص: 593

على بدني طهرة خير حتّى تطهّر به منّي ما أكنّ في صدري و أخفيه في نفسي و اجعلني على ذلك أحببت أم كرهت و اجعل محبّتي تابعة لمحبّتك اشغلني بنفسي عن كلّ من دونك شغلا يدوم فيه العمل بطاعتك و اشغل غيري عنّي للمعافاة من نفسي و من جميع المخلوقين. فإنه إذا قال ذلك ألزمته حبّ أوليائي و بغض أعدائي و كفيته كلّ الّذي أكفي عبادي الصّالحين.

يا محمّد: و من كانت له حاجة سرّا بالغة ما بلغت إليّ أو إلى غيري فليدعني في جوف اللّيل خاليا و ليقل و هو على طهر: يا اللّه ما أجد أحدا إلاّ و أنت رجاؤه و من أرجى خلقك لك أنا يا اللّه، و ليس شيء من خلقك إلاّ و هو بك واثق و من أوثق خلقك بك أنا يا اللّه و ليس أحد من خلقك إلاّ و هو لك في حاجته معتمد و في طلبته سائل و من ألحفهم سؤالا لك أنا و من أشدّهم اعتمادا لك أنا لأنّي أمسيت شديدا ثقتي في طلبتي إليك و هي (كذا و كذا و سمّها) فإنّك إن قضيتها قضيت و إن لم تقضها لم تقض أبدا و قد لزمني من الأمر ما لا بدّ لي منه فلذلك طلبت إليك يا منفذ أحكامه بإمضائها أمض قضاء حاجتي هذه بإثباتكها في غيوب الإجابة حتّى تقلبني بها منجحا حيث كانت تغلب لي فيها أهواء جميع عبادك و امنن عليّ بإمضائها و تيسيرها و نجاحها فيسّرها لي فإنّي مضطرّ إلى قضائها، و قد علمت ذلك فاكشف ما بي من الضّرّ بحقّك الّذي تقضي به ما تريد. فإنّه إذا قال ذلك قضيت حاجته قبل أن يزول فليطب بذلك نفسه.

يا محمّد: إنّ لي علما أبلغ به من علمه رضاي مع طاعتي و أغلب له هواه إلى محبّتي فمن أراد ذلك فليقل: يا مزيل قلوب المخلوقين عن هواهم إلى هواه و يا قاصر أفئدة العباد لإمضاء القضاء بنفاذ القدر ثبّت قلبي على طاعتك و معرفتك و ربوبيّتك و أثبت في قضائك و قدرك البركة في نفسي و أهلي و مالي في لوح الحفظ المحفوظ بحفظك يا حفيظ الحافظ حفظه احفظني بالحفظ الّذي جعلت من حفظته به محفوظا، و صيّر شؤوني كلّها بمشيّتك في الطّاعة لك منّي مؤاتية و حبّب إليّ حبّ

ص: 594

ما تحبّ من محبّتك إليّ في الدّين و الدّنيا، أحيني على ذلك و توفّني عليه و اجعلني من أهله على كلّ حال أحببت أم كرهت يا رحيم. فإنّه إذا قال ذلك لم أره في دينه فتنة و لم أكرّه إليه طاعتي و مرضاتي أبدا.

يا محمّد: و من أحبّ من أمتك رحمتي و بركاتي و رضواني و تعطفي و قبولي و ولايتي و إجابتي فليقل حين تزول الشمس أو يزول اللّيل: أللّهمّ ربّنا لك الحمد كلّه جملته و تفصيله كما استحمدت به إلى أهله الّذين خلقتهم له، أللّهمّ ربّنا لك الحمد حمدا كما يحمدك من بالحمد رضيت عنه لشكر ما به من نعمك، أللّهمّ ربّنا لك الحمد كما رضيت به لنفسك و قضيت به على عبادك حمدا مرغوبا فيه عند أهل الخوف منك لمهابتك و مرهوبا عند أهل العزّة بك لسطواتك و مشهودا عند أهل الإنعام منك لإنعامك سبحانك متكبّرا في منزلة تذبذبت أبصار النّاظرين و تحيّرت عقولهم عن بلوغ علم جلالها تباركت في منازلك كلّها و تقدّست في الآلاء الّتي أنت فيها أهل الكبرياء، لا إله إلاّ أنت الكبير الأكبر للفناء خلقتنا و أنت الكائن للبقاء فلا تفنى و لا نبقى و أنت العالم بنا و نحن أهل الغرّة بك و الغفلة عن شأنك، و أنت الّذي لا تغفل بسنة و لا نوم بحقّك يا سيّدي أجرني من تحويل ما أنعمت عليّ به في الدّين و الدّنيا في أيّام الدّنيا يا كريم. فإنّه إذا قال ذلك كفيته كل الّذي أكفي عبادي الصّالحين الحامدين الشّاكرين.

يا محمّد: و من أراد من أمّتك حفظي و كلائتي و معونتي فليقل عند صباحه و مسائه و نومه: آمنت بربّي و هو اللّه الّذي لا إله إلاّ هو إله كلّ شيء و منتهى كلّ علم و وارثه و ربّ كلّ ربّ و أشهد اللّه على نفسي بالعبوديّة و الذّلّ و الصّغار و أعترف بحسن صنائع اللّه إليّ و أبوء على نفسي بقلّة الشّكر و أسأل اللّه في يومي هذا (أو في ليلتي هذه) بحقّ ما يراه له حقّا على ما يراه منّي له رضى و إيمانا و إخلاصا و رزقا واسعا و يقينا خالصا بلا شكّ و لا ارتياب، حسبي إلهي من كلّ من هو دونه و اللّه وكيلي من كلّ من سواه آمنت بسرّ علم اللّه كلّه و علانيته و أعوذ بما في علم اللّه من

ص: 595

كلّ سوء و من كلّ شرّ، سبحان العالم بما خلق اللّطيف فيه المحصي له القادر عليه ما شاء اللّه كان لا قوّة إلاّ باللّه أستغفر اللّه و إليه المصير. فإنّه إذا قال ذلك جعلت له في خلقي جهة و عطفت عليه قلوبهم و جعلته في دينه محفوظا.

يا محمّد: إنّ السحر لم يزل قديما و ليس يضرّ شيئا إلاّ بإذني فمن أحبّ أن يكون من أهل عافيتي من السّحر فليقل: أللّهمّ ربّ موسى و خاصّه بكلامه و هازم من كاده بسحره بعصاه و معيدها بعد العود ثعبانا و ملقّفها إفك أهل الإفك و مفسد عمل السّاحرين و مبطل كيد أهل الفساد من كادني بسحر أو بضرّ عامدا أو غير عامد أعلمه أو لا أعلمه أخافه أو لا أخافه فاقطع من أسباب السّماوات عمله حتّى ترجعه عنّي غير نافذ و لا ضارّ لي و لا شامت بي إنّي أدرء بعظمتك في نحور الأعداء فكن لي منهم مدافعا أحسن مدافعة و أتمّها يا كريم. فإنّه إذا قال ذلك لم يضرّه سحر ساحر جنّي و لا إنسيّ أبدا.

يا محمّد: و من أراد من أمّتك تقبّل الفرائض و النّوافل منه فليقل خلف كلّ فريضة أو تطوّع: يا شارعا لملائكته الدّين القيّم دينا راضيا به منهم لنفسه و يا خالق من سوى الملائكة من خلقه للإبتلاء بدينه و يا مستخصّا من خلقه لدينه رسلا بدينه إلى من دونهم و يا مجازي أهل الدّين بما عملوا في الدّين اجعلني بحقّ اسمك الّذي كلّ شيء من الخيرات منسوب إليه من أهل دينك المؤثّر به بإلزامكهم حقّه و تفريغك قلوبهم للرّغبة في أداء حقّك فيه إليك لا تجعل بحقّ اسمك الّذي فيه تفصيل الأمور كلّها شيئا سوى دينك عندي أبين فضلا و لا إليّ أشدّ تحبّبا و لا بي لاصقا و لا أنا إليه منقطعا و اغلب بالي و هواي و سريرتي و علانيتي و اسفع بناصيتي إلى كلّ ما تراه لك منّي رضى من طاعتك في الدّين. فإنّه إذا قال ذلك تقبّلت منه النّوافل و الفرائض و عصمته فيها من العجب و حببت إليه طاعتي و ذكري.

يا محمّد: و من ملأه همّ دين من أمّتك فلينزل بي و ليقل: يا مبتلي الفريقين أهل الفقر و أهل الغنى و جازيهم بالصّبر في الّذي ابتليتهم به و يا مزيّن حبّ المال

ص: 596

عند عباده و ملهم الأنفس الشّحّ و السّخاء و فاطر الخلق على الفظاظة و اللّين غمّني دين فلان ابن فلان و فضحني بمنّه عليّ به و أعياني باب طلبته إلاّ منك يا خير مطلوب إليه الحوائج يا مفرّج الأهاويل فرّج همّي و أهاويلي في الّذي لزمني من دين فلان بتيسيركه لي من رزقك فاقضه يا قدير و لا تهنّي بتأخير أدائه و لا بتضييقه عليّ و يسّر لي أداءه فإنّي به مسترقّ فافكك رقّي من سعتك الّتي لا تبيد و لا تغيض أبدا. فإنّه إذا قال ذلك صرفت عنه صاحب الدّين و أديته إليه عنه.

يا محمّد: من أصابه بروائع فأحبّ أن أتمّ عليه النعمة و أهنّئه الكرامة و أجعله وجيها عندي فليقل: يا حاشي العزّ قلوب أهل التّقوى و يا متولّيهم بحسن سرائرهم و يا مؤمّنهم بحسن تعبّدهم أسألك بكلّ ما قد أبرمته إحصاء من كلّ شيء قد أتقنته علما أن تستجيب لي بتثبيت قلبي على الطّمأنينة و الإيمان و أن تولّيني من قبولك ما تبلّغني به شدّة الرّغبة في طاعتك حتّى لا أبالي أحدا سواك و لا أخاف شيئا من دونك يا رحيم. فإنّه إذا قال ذلك آمنته من روائع الحدثان في نفسه و دينه و نعمه.

يا محمّد: قل للّذين يريدون التّقرّب إليّ اعلموا علم يقين أنّ هذا الكلام أفضل ما أنتم متقرّبون به إليّ بعد الفرائض و ذلك أن تقول: أللّهمّ إنّه لم يمس أحد من خلقك أنت أحسن إليه صنيعا و لا له أدوم كرامة و لا عليه أبين فضلا و لا به أشدّ ترفّقا و لا عليه أشدّ حياطة و لا عليه أشدّ تعطّفا منك عليّ و إن كان جميع المخلوقين يعدّدون من ذلك مثل تعديدي فاشهد يا كافي الشّهادة بأنّي أشهدك بنيّة صدق بأنّ لك الفضل و الطّول في إنعامك عليّ و مع قلّة شكري لك فيها يا فاعل كلّ إرادته صلّ على محمّد و آله و طوّقني أمانا من حلول السّخط لقلّة الشّكر و أوجب لي زيادة من إتمام النّعمة بسعة المغفرة أنظرني خيرك و صلّ على محمّد و آله، و لا تقايسني بسريرتي و امتحن قلبي لرضاك و اجعل ما تقرّبت به إليك في دينك لك خالصا و لا تجعله للزوم شبهة أو فخر أو رياء أو كبر يا كريم. فإنّه إذا قال ذلك أحبّه أهل سماواتي و سمّوه الشّكور.

ص: 597

يا محمّد: و من أراد من أمّتك ألاّ يكون لأحد عليه سلطان بكفايتي إياه الشّرور فليقل: يا قابضا على الملك لما دونه و مانعا من دونه نيل شيء من ملكه يا مغني أهل التّقوى بإماطته الأذى في جميع الأمور عنهم لا تجعل ولايتي في الدّين و الدّنيا إلى أحد سواك و اسفع بنواصي أهل الخير كلّهم إليّ حتّى أنال من خيرهم خيره و كن لي عليهم في ذلك معينا و خذ لي بنواصي أهل الشّرّ كلّهم و كن لي منهم في ذلك حافظا و عنّي مدافعا ولي مانعا حتّى أكون آمنا بأمانك لي بولايتك لي من شرّ من لا يؤمن شرّه إلاّ بأمانك يا أرحم الرّاحمين. فإنّه إذا قال ذلك لم يضرّه كيد كائد أبدا.

يا محمّد: و من أراد من أمتك أن تربح تجارته فليقل حين يبتدىء بها: يا مربّي نفقات أهل التّقوى و مضاعفها و يا سائق الأرزاق سحّا إلى المخلوقين و يا مفضّلنا بالأرزاق بعضنا على بعض سقني و وجّهني في تجارتي هذه إلى وجه غنى عاصم شكور آخذه بحسن شكر لتنفعني به و تنفع به منّي يا مربح تجارات العالمين بطاعته سق لي في تجارتي هذه رزقا ترزقني فيه حسن الصّنع فيما ابتليتني به و تمنعني فيه من الطّغيان و القنوط يا خير ناشر رزقه فلا تشمت بي عدوّي بردّك دعائي بالخسران لي و أسعدني بطلبتي منك و بدعائي إيّاك يا أرحم الرّاحمين. فإنّه إذا قال ذلك أربحت تجارته و أربيتها له.

يا محمّد: و من أراد من أمتك الأمان من بليّتي و الاستجابة لدعوتي فليقل حين يسمع تأذين المغرب: يا مسلّط نقمه على أعدائه بالخذلان لهم في الدّنيا و العذاب لهم في الآخرة و يا موسّعا على أوليائه بعصمته إيّاهم في الدّنيا و حسن عائدته و يا شديد النّكال بالإنتقام و يا حسن المجازاة بالثّواب و يا بارىء خلق الجنّة و النّار و ملزم أهلهما عملهما و العالم بمن يصير إلى جنّته و ناره يا هادي يا مضلّ يا كافي يا معافي يا معاقب اهدني بهداك و عافني بمعافاتك من سكنى جهنّم مع الشّياطين و ارحمني فإنّك إن لم ترحمني أكن من الخاسرين أعذني من الخسران

ص: 598

بدخول النّار و حرمان الجنّة بحقّ لا إله إلاّ أنت يا ذا الفضل العظيم. فإنّه إذا قال ذلك تغمّدته في ذلك المقام الّذي يقول فيه برحمتي.

يا محمّد: و من كان غائبا فأحبّ أن أؤدّيه سالما مع قضائي له الحاجة فليقل في غربته: يا جامعا بين أهل الجنّة على تألّف من القلوب و شدّة تواجد في المحبّة و يا جامعا بين طاعته و بين من خلقه لها و يا مفرّجا عن كلّ محزون و يا موئل كلّ غريب و يا راحمي في غربتي بحسن الحفظ و الكلاءة و المعونة لي، و يا مفرّج ما بي من الضّيق و الحزن بالجمع بيني و بين أحبّتي، و يا مؤلّفا بين الأحبّاء لا تفجعني بانقطاع أوبة أهلي و ولدي عنّي و لا تفجع أهلي بانقطاع أوبتي عنهم بكلّ مسائلك أدعوك فاستجب لي فذلك دعائي إيّاك فارحمني يا أرحم الرّاحمين. فإنّه إذا قال ذلك آنسته في غربته و حفظته في الأهل و أدّيته سالما مع قضائي له الحاجة.

يا محمّد: و من أراد من أمّتك أن أرفع صلاته مضاعفة فليقل خلف كلّ صلاة افترضت عليه و هو رافع يديه آخر كل شيء: يا مبدي الأسرار و مبيّن الكتمان و شارع الأحكام و ذارىء الأنعام و خالق الأنام و فارض الطّاعة و ملزم الدّين و موجب التّعبّد أسألك بحقّ تزكية كلّ صلاة زكيّتها و بحقّ من زكيّتها له و بحقّ من زكّيتها به أن تجعل صلاتي هذه زاكية متقبّلة بتقبّلكها و رفعكها و تصييرك بها ديني زاكيا و إلهامك قلبي حسن المحافظة عليها حتّى تجعلني من أهلها الّذين ذكرتهم بالخشوع فيها، أنت وليّ الحمد كلّه فلا إله إلاّ أنت فلك الحمد كلّه بكلّ حمد أنت له وليّ و أنت وليّ التّوحيد كلّه، فلا إله إلاّ أنت فلك التّوحيد كلّه بكلّ توحيد أنت له وليّ و أنت وليّ التّهليل كلّه فلا إله إلاّ أنت فلك التّهليل كلّه بكلّ تهليل أنت له وليّ و أنت وليّ التّسبيح كلّه فلا إله إلاّ أنت فلك التّسبيح كلّه بكلّ تسبيح أنت له وليّ و أنت وليّ التّكبير كلّه فلا إله إلاّ أنت فلك التّكبير كلّه بكلّ تكبير أنت له وليّ ربّ عد عليّ في صلاتي هذه برفعكها زاكية متقبّلة إنّك أنت السّميع العليم. فإنّه إذا قال ذلك رفعت له صلاته مضاعفة في اللوح المحفوظ.

ص: 599

و لنتبع ذلك بأدعية الوسائل إلى المسائل المرويّة عن الجواد عليه السّلام روى الشّيخ أبو جعفر محمّد بن بابويه، قال: حدثني عبد اللّه بن رفاعة، قال: حدّثني إبراهيم بن محمّد الحارث النّوفلي، قال: حدثني أبي و كان خادم عليّ بن موسى الرّضا عليهما السّلام قال: لما زوّج المأمون عليّ بن موسى عليهما السّلام ابنته كتب إليه إنّ لكلّ زوجة صداقا من مال زوجها و قد جعل اللّه أموالنا في الآخرة مؤجّلة لنا فكنزناها هناك كما جعل أموالكم في الدّنيا معجّلة لكم فكنزتموها هنا و قد أمهرت ابنتك الوسائل إلى المسائل و هي مناجاة دفعها إليّ أبي، و قال: دفعها إليّ موسى أبي و قال دفعها إليّ جعفر أبي، و قال دفعها إليّ محمّد أبي و قال دفعها إليّ عليّ أبي و قال دفعها إليّ الحسين بن عليّ أبي و قال دفعها إليّ الحسن أخي و قال دفعها إليّ عليّ بن أبي طالب عليهم السّلام و قال دفعها إليّ النّبي محمّد صلّى اللّه عليه و آله في صحيفة و قال دفعها إليّ جبرئيل عليه السّلام و قال ربّك يقول هذه مفاتيح كنوز الدّنيا و الآخرة و اجعلها وسائلك تصل إلى بغيتك و تنجح في طلبتك و لا تؤثرها لحوائج دنياك فتبخّس بها الحظّ من آخرتك و هي عشر وسائل إلى عشر مسائل تطرق بها أبواب الرغبات فتفتح و تطلب بها الحاجات فتنجح و هذه نسختها.

في المناجاة بالاستخارة

المناجاة بالإستخارة: بسم اللّه الرّحمن الرّحيم أللّهمّ إنّ خيرتك فيما أستخيرك فيه تنيل الرّغائب و تجزل المواهب و تغنم المطالب و تطيّب المكاسب و تهدي إلى أجمل المذاهب و تسوق إلى أحمد العواقب و تقي مخوف النّوائب، أللّهمّ إنّي أستخيرك فيما عزم رأيي عليه و قادني عقلي إليه فسهّل اللّهمّ منه ما توعّر و يسّر منه ما تعسّر و اكفني فيه المهمّ و ادفع عنّي كلّ ملمّ و اجعل ربّ عواقبه غنما و خوفه سلما و بعده قربا وجدبه خصبا و أرسل إليه إجابتي و أنجح طلبتي و اقض حاجتي و اقطع عنّي عوائقها و امنع عنّي بوائقها، و أعطني اللّهمّ لواء الظّفر بالخيرة فيما استخرتك و وفور الغنم فيما دعوتك و عوائد الإفضال فيما رجوتك، و اقرنه اللّهمّ ربّ بالنّجاح و خصّه بالصّلاح و أرني أسباب الخيرة واضحة و أعلام غنمها لائحة و اشدد خناق تعسّرها و انعش صريع تيسّرها، و بيّن اللّهمّ ملتبسها و أطلق محتبسها و مكّن أسّها

ص: 600

حتّى تكون خيرة مقبلة بالغنم مزيلة للغرم عاجلة النّفع باقية الصّنع إنّك وليّ المزيد مبتدىء بالجود.

المناجاة بالاستقالة: بسم اللّه الرّحمن الرّحيم أللّهمّ إنّ الرّجاء لسعة رحمتك أنطقني باستقالتك و الأمل لأناتك و رفقك شجّعني على طلب أمانك و عفوك، ولي يا ربّ ذنوب قد واجهتها أوجه الإنتقام و خطايا قد لاحظتها أعين الإصطلام و استوجبت بها على عدلك أليم العذاب و استحققت باجتراحها مبير العقاب و خفت تعويقها لإجابتي وردّها إيّاي عن قضاء حاجتي و إبطالها لطلبتي و قطعها لأسباب رغبتي من أجل ما أنقض ظهري من ثقلها و بهظني من الإستقلال بحملها، ثمّ تراجعت ربّ إلى حلمك عن العاصين و عفوك عن الخاطئين و رحمتك للمذنبين فأقبلت بثقتي متوكّلا عليك طارحا نفسي بين يديك شاكيا بثّي إليك سائلا ربّ ما لا أستوجبه من تفريج الغمّ و لا أستحقّه من تنفيس الهمّ مستقيلا ربّ لك واثقا مولاي بك، أللّهمّ فامنن عليّ بالفرج و تطوّل عليّ بسلامة المخرج و ادللني برأفتك على سمت المنهج و أزلني بقدرتك عن الطّريق الأعوج و خلّصني من سجن الكرب بإقالتك و أطلق أسري برحمتك و طل عليّ برضوانك و جد عليّ بإحسانك و أقلني عثرتي و فرّج كربتي و ارحم عبرتي و لا تحجب دعوتي و اشدد بالإقالة أزري و قوّ بها ظهري و أصلح بها أمري و أطل بها عمري و ارحمني يوم حشري و وقت نشري إنّك جواد كريم غفور رحيم.

المناجاة بالسّفر: بسم اللّه الرّحمن الرّحيم أللّهمّ إنّي أريد سفرا فخر لي فيه و أوضح لي فيه سبيل الرّأي و فهّمنيه و افتح عزمي بالإستقامة و اشملني في سفري بالسّلامة و أفدني جزيل الحظّ و الكرامة و اكلأني فيه بحريز الحفظ و الحراسة، و جنّبني اللّهمّ و عثاء الأسفار و سهّل لي حزونة الأوعار واطو لي بساط المراحل و قرّب منّي بعد نأي المناهل و باعد في المسير بين خطى الرّواحل حتّى تقرّب نياط

ص: 601

البعيد و تسهّل و عور الشّديد، و لقّني اللّهمّ في سفري نجح طائر الواقية و هنّئني غنم العافية و خفير الإستقلال و دليل مجاوزة الأهوال و باعث وفود الكفاية و سانح خفير الولاية و اجعله اللّهمّ ربّ عظيم السّلم حاصل الغنم، و اجعل اللّهمّ ربّ اللّيل سترا لي من الآفات و النّهار مانعا من الهلكات و اقطع عنّي قطع لصوصه بقدرتك و احرسني من وحوشه بقوّتك حتّى تكون السّلامة فيه مصاحبتي و العافية مقارنتي و اليمن سائقي و اليسر معانقي و العسر مفارقي و النّجح موافقي و الأمن مرافقي إنّك ذو المنّ و الطّول و القوّة و الحول و أنت على كلّ شيء قدير و بعبادك بصير خبير.

في المناجاة بطلب الرزق

المناجاة بطلب الرّزق بسم اللّه الرّحمن الرّحيم أللّهمّ أرسل عليّ سجال رزقك مدرارا و أمطر سحائب إفضالك عليّ غزارا و أدم غيث نيلك إليّ سجالا و أسبل مزيد نعمك على خلّتي إسبالا و أفقرني بجودك إليك و أغنني عمّن يطلب ما لديك و داو فقري بدواء فضلك و انعش صرعة عيلتي بطولك و اجبر كسر خلّتي بنولك و تصدّق على إقلالي بكثرة عطائك و على اختلالي بكرم حبائك و سهّل ربّ سبيل الرّزق إليّ و أثبت قواعده لديّ و بجّس لي عيون سعة رحمتك و فجّر أنهار رغد العيش قبلي برأفتك و أجدب أرض فقري و أخصب جدب ضرّي و اصرف عنّي في الرّزق العوائق و اقطع عنّي من الضّيق العلائق و ارمني اللّهمّ من سعة الرّزق بأخصب سهامه و احبني من رغد العيش بأكثر دوامه و اكسني اللّهمّ سرابيل السّعة و جلابيب الدّعة فإنّي ربّ منتظر لإنعامك بحذف المضيق و لتطوّلك بقطع التّعويق و لتفضّلك ببتر التّقتير و لوصل حبلي بكرمك بالتّيسير، و أمطر اللّهمّ عليّ سماء رزقك بسجال الدّيم و أغنني عن خلقك بعوائد النّعم وارم مقاتل الإقتار منّي و احمل كشف الضّرّ عنّي على مطايا الإعجال و اضرب عنّي الضّيق بسيف الإستئصال و أتحفني ربّ منك بسعة الإفضال و امددني بنموّ الأموال و احرسني من ضيق الإقلال و اقبض عنّي سوء الجدب و ابسط لي بساط الخصب و اسقني من ماء رزقك غدقا و انهج لي من عميم بذلك

ص: 602

طرقا و افجأني بالثّروة و المال و انعشني به من الإقلال و صبّحني بالإستظهار و مسّني بالتّمكّن من اليسار إنّك ذو الطّول العظيم و الفضل العميم و المنّ الجسيم و أنت الجواد الكريم الملك الغفور الرّحيم.

في المناجاة بالاستعاذة و طلب التوبة

المناجاة بالاستعاذة: بسم اللّه الرّحمن الرّحيم أللّهمّ إنّي أعوذ بك من ملمّات نوازل البلاء و أهوال عظائم الضّرّاء فأعذني ربّ من صرعة البأساء و احجبني من سطوات البلاء و نجّني من مفاجآت النّقم و احرسني من زوال النّعم و من زلل القدم، و اجعلني اللّهمّ ربّ في حمى عزّك و حياطة حرزك من مباغتة الدّوائر و معاجلة البوادر، أللّهمّ ربّ و أرض البلاء فاخسفها و عرصة المحن فارجفها و شمس النّوائب فاكسفها و جبال السّوء فانسفها و كرب الدّهر فاكشفها و عوائق الأمور فاصرفها و أوردني حياض السّلامة و احملني على مطايا الكرامة و اصحبني بإقالة العثرة و اشملني بستر العورة، و جد عليّ ربّ بآلائك و كشف بلائك و دفع ضرّائك و ادفع عنّي كلاكل عذابك و اصرف عنّي أليم عقابك و أعذني من بوائق الدّهور و أنقذني من سوء عواقب الأمور و احرسني من جميع المحذور و اصدع صفاة البلاء عن أمري و اشلل يده عنّي مدّة عمري إنّك الرّبّ المجيد المبدىء المعيد الفعّال لما تريد.

المناجاة بطلب التّوبة: بسم اللّه الرّحمن الرّحيم أللّهمّ إنّي قصدت إليك بإخلاص توبة نصوح و تثبيت عقد صحيح و دعاء قلب جريح و إعلان قول صريح، أللّهمّ ربّ فتقبّل منّي إنابة مخلص التّوبة و إقبال سريع الأوبة و مصارع تخشّع الحوبة و قابل ربّ توبتي بجزيل الثّواب و كريم المآب و حطّ العقاب و صرف العذاب و غنم الإياب و ستر الحجاب، و امح اللّهمّ ربّ بالتّوبة ما ثبت من ذنوبي و اغسل بقبولها جميع عيوبي و اجعلها جالية لرين قلبي شاخصة لبصيرة لبّي غاسلة لدرني مطهّرة لنجاسة بدني مصحّحة فيها ضميري عاجلة إلى الوفاء بها مصيري، و اقبل ربّ توبتي فإنّها بصدق من إخلاص نيّتي و محض من تصحيح بصيرتي و احتفال في طويّتي

ص: 603

و اجتهاد في نقاء سريرتي و تثبيت إنابتي و مسارعة إلى أمرك بطاعتي، و اجل اللّهمّ ربّ عنّي بالتّوبة ظلمة الإصرار و امح بها ما قدّمته من الأوزار و اكسني بها لباس التّقوى و جلابيب الهدى فقد خلعت ربق المعاصي عن جلدي(1) و نزعت سربال الذّنوب عن جسدي مستمسكا ربّ بقدرتك مستعينا على نفسي بعزّتك مستودعا توبتي من النّكث بخفرتك معتصما من الخذلان بعصمتك مقرّا بألاّ حول و لا قوّة إلاّ بك.

في المناجاة بطلب الحج

المناجاة بطلب الحج: بسم اللّه الرّحمن الرّحيم أللّهمّ ارزقني الحجّ الّذي فرضته على من استطاع إليه سبيلا و اجعل لي فيه هاديا و إليه دليلا و قرّب لي بعد المسالك و أعنّي فيه على تأدية المناسك و حرّم بإحرامي على النّار جسدي و زد للسّفر قوّتي و جلدي و ارزقني ربّ الوقوف بين يديك و الإفاضة إليك و أظفرني بالنّجح و احبني بوافر الرّبح و أصدرني ربّ من موقف الحجّ الأكبر إلى مزدلفة المشعر و اجعلها زلفة إلى رحمتك و طريقا إلى جنّتك وقفني موقف المشعر الحرام و مقام وقوف الإحرام و أهّلني لتأدية المناسك و نحر الهدي التّوامك بدم يثجّ و أوداج تمجّ و إراقة الدّماء المسفوحة من الهدايا المذبوحة و فري أوداجها على ما أمرت و التّنفّل بها كما رسمت، و أحضرني اللّهمّ صلاة العيد راجيا للوعد خائفا من الوعيد حالقا شعر رأسي و مقصّرا مجتهدا في طاعتك مشمّرا راميا للجمار بسبع بعد سبع من الأحجار و أدخلني اللّهمّ عرصة بيتك و عقوتك و أولجني محلّ أمنك و كعبتك و مساكينك و سؤّالك و وفدك و محاويجك، وجد عليّ اللّهمّ بوافر الأجر من الإنكفاء و النّفر و اختم لي مناسك حجّي و انقضاء عجّي بقبول منك لي و رأفة منك بي يا غفور يا رحيم يا أرحم الرّاحمين.

ص: 604


1- الجلد: محرّكة، جلد ولد الناقة يحشى و يعرض على الناقة لتحتلب، و لعلّ المعنى هنا إني عصيتك حين عصيت و كأني جسد بلا روح أفقد الوعي و الحياة و لو كان لي نصيب منها لما أذنبت، و اللّه تعالى العالم [منه].

المناجاة بكشف الظّلم: بسم اللّه الرّحمن الرّحيم أللّهمّ إنّ ظلم عبادك قد تمكّن في بلادك حتّى أمات العدل و قطع السّبل و محق الحقّ و أبطل الصّدق و أخفى البرّ و أظهر الشّرّ و أخمد التّقوى و أزال الهدى و أزاح الخير و أثبت الضّير و أنمى الفساد و قوّى العناد و بسط الجور و عدى الطّور، أللّهمّ يا ربّ لا يكشف ذلك إلاّ سلطانك و لا يجير منه إلاّ امتنانك، أللّهمّ ربّ فابتر الظّلم و بثّ جبال الغشم و أخمل سوق المنكر و أعزّ من عنه ينزجر و احصد شأفة أهل الجور و ألبسهم الحور بعد الكور و عجّل لهم البيات و أنزل عليهم المثلات و أمت حياة المنكرات ليؤمن المخوف و يسكن الملهوف و يشبع الجائع و يحفظ الضّائع و يأوي الطّريد و يعود الشّريد و يغنى الفقير و يجار المستجير و يوقّر الكبير و يرحم الصّغير و يعزّ المظلوم و يذلّ الظّلوم و يفرّج المغموم و تنفرج الغمّاء و تسكن الدّهماء و يموت الإختلاف و يحيى الإئتلاف و يعلو العلم و يشمل السّلم و تجمل النّيّات و يجمع الشّتات و يقوى الإيمان و يتلى القرآن إنّك أنت الدّيّان المنعم المنّان.

المناجاة بالشكر للّه تعالى: بسم اللّه الرّحمن الرّحيم أللّهمّ لك الحمد على مردّ نوازل البلاء و ملمّات الضّرّاء و كشف نوائب اللأواء و توالي سبوغ النّعماء، و لك الحمد ربّ على هنيء عطائك و محمود بلائك و جليل آلائك و لك الحمد على إحسانك الكثير و خيرك الغزير و تكليفك اليسير و دفعك العسير، و لك الحمد يا ربّ على تثميرك قليل الشّكر و إعطائك وافر الأجر و حطّك مثقّل الوزر و قبولك ضيّق العذر و وضعك باهظ الإصر و تسهيلك موضع الوعر و منعك مفظع الأمر، و لك الحمد على البلاء المصروف و وافر المعروف و دفع المخوف و إذلال العسوف، و لك الحمد على قلّة التّكليف و كثرة التّخفيف و تقوية الضّعيف و إغاثة اللّهيف، و لك الحمد على سعة إمهالك و دوام إفضالك و صرف محالك و حميد فعالك و توالي نوالك، و لك الحمد على تأخير معاجلة العقاب و ترك مغافصة العذاب و تسهيل طرق

ص: 605

المآب و إنزال غيث السّحاب إنّك المنّان الوهّاب.

في المناجاة بطلب الحاجة

المناجاة بطلب الحاجة: بسم اللّه الرّحمن الرّحيم أللّهمّ جدير من أمرته بالدّعاء أن يدعوك و من وعدته بالإجابة أن يرجوك ولي اللّهمّ حاجة قد عجزت عنها حيلتي و كلّت فيها طاقتي و ضعفت عن مرامها قدرتي و سوّلت لي نفسي الأمّارة بالسّوء و عدوّي الغرور الّذي أنا منه مبتلى أن أرغب فيها إلى ضعيف مثلي و من هو في النّكول شكلي حتّى تداركتني رحمتك و بادرتني بالتّوفيق رأفتك، و رددت عليّ عقلي بتطوّلك و ألهمتني رشدي بتفضّلك و أحييت بالرّجاء لك قلبي و أزلت خدعة عدوّي عن لبّي و صحّحت بالتّأميل فكري و شرحت بالرّجاء لإسعافك صدري و صوّرت لي الفوز ببلوغ ما رجوته و الوصول إلى ما أمّلته فوقفت اللّهمّ ربّ بين يديك سائلا لك ضارعا إليك واثقا بك متوكّلا عليك في قضاء حاجتي و تحقيق أمنيّتي و تصديق رغبتي، فأنجح اللّهمّ حاجتي بأيمن نجاح و اهدها سبيل الفلاح، و أعذني اللّهمّ ربّ بكرمك من الخيبة و القنوط و الإناءة و التّثبيط بهنيء إجابتك و سابغ موهبتك إنّك مليّ وليّ و على عبادك بالمنائح الجزيلة و فيّ و أنت على كلّ شيء قدير و بكلّ شيء محيط و بعبادك خبير بصير.

أدعية مأخوذة من أماكن متبدّدة و مساكن متعدّدة.

في دعاء سريع الإجابة

دعاء عظيم الشأن سريع الإجابة مرويّ عن الكاظم عليه السّلام: أللّهمّ إنّي أطعتك في أحبّ الأشياء إليك و هو التّوحيد و لم أعصك في أبغض الأشياء إليك و هو الكفر، فاغفر لي ما بينهما يا من إليه مفرّي آمنّي ممّا فزعت منه إليك، أللّهمّ اغفر لي الكثير من معاصيك و اقبل منّي اليسير من طاعتك يا عدّتي دون العدد و يا رجائي و المعتمد و يا كهفي و السّند و يا واحد يا أحد يا قُلْ هُوَ اَللّٰهُ أَحَدٌ (السورة) أسألك بحقّ من اصطفيتهم من خلقك و لم تجعل في خلقك مثلهم أحدا أن تصلّي على محمّد و آله و تفعل بي ما أنت أهله، أللّهمّ إنّي أسألك بالوحدانيّة الكبرى

ص: 606

و المحمّديّة البيضاء و العلويّة العليا و بجميع ما احتجبت به على عبادك و بالإسم الّذي حجبت عن خلقك فلم يخرج منك إلاّ إليك صلّ على محمّد و آله، و اجعل لي من أمري فرجا و مخرجا و ارزقني من حيث أحتسب و من حيث لا أحتسب إنّك ترزق من تشاء بغير حساب. ثمّ سل حاجتك.

دعاء لصاحب الأمر عليه السّلام علّمه رجلا محبوسا فخلص: إلهي عظم البلاء و برح الخفاء و انكشف الغطاء و انقطع الرّجاء و ضاقت الأرض و منعت السّماء و أنت المستعان و إليك المشتكى و عليك المعوّل في الشّدّة و الرّخاء، أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد أولي الأمر الّذين فرضت علينا طاعتهم و عرّفتنا بذلك منزلتهم ففرّج عنّا بحقّهم فرجا عاجلا قريبا كلمح البصر أو هو أقرب، يا محمّد يا عليّ يا عليّ يا محمّد اكفياني فإنّكما كافيان و انصراني فإنّكما ناصران يا مولانا يا صاحب الزّمان الغوث الغوث ثلاثا أدركني ثلاثا السّاعة ثلاثا العجل ثلاثا يا أرحم الرّاحمين بحقّ محمّد و آله الطّاهرين.

في دعاء الطير الرومي المسمى بدعاء الفرج

دعاء الطّير الرّومي: و يسمّى دعاء الفرج يفرّج به الكرب و يطلق به الأسير المحبوس و هو: أللّهمّ إنّي أسألك يا من لا تراه العيون و لا تخالطه الظّنون و لا تصفه الواصفون و لا تغيّره الحوادث و لا الدّهور، و تعلم مثاقيل الجبال و مكاييل البحار و عدد قطر الأمطار و عدد ورق الأشجار و عدد ما يظلم عليه اللّيل و يشرق عليه النّهار و لا تواري منه سماء سماء و لا أرض أرضا و لا جبل إلاّ و يعلم ما في وعره و لا بحر إلاّ و يعلم ما في قعره، أللّهمّ إنّي أسألك أن تجعل خير عملي خواتمه و خير أيّامي يوم ألقاك إنّك على كلّ شيء قدير، أللّهمّ و من عاداني فعاده و من كادني فكده و من بغى عليّ فأهلكه و من نصب لي فخذه و أطف عنّي نار من أشبّ إليّ ناره و اكفني همّ من أدخل عليّ همّه و أدخلني في درعك الحصينة و استرني بسترك الواقي، يا من يكفي من كلّ شيء و لا يكفي منه شيء اكفني ما أهمّني من أمر الدّنيا و الآخرة

ص: 607

و صدّق قولي و فعلي بالتّحقيق يا شفيق يا رفيق، و فرّج عنّي كلّ ضيق و لا تحمّلني ما لا أطيق أنت إلهي الحقّ الحقيق يا ظاهر البرهان يا قويّ الأركان يا من رحمته في كلّ مكان يا من لا يحويه مكان و لا يخلو منه مكان احرسني بعينك الّتي لا تنام و اكنفني بركنك الّذي لا يرام، أللّهمّ إنّه تيقّن قلبي أنّه لا إله إلاّ أنت و أنّي لا أهلك و أنت معي يا رجائي فارحمني بقدرتك عليّ، يا عظيما يرجى لكلّ عظيم يا حليم يا عليم أنت بحاجتي عليم و على خلاصي قدير و هو عليك سهل يسير فامنن عليّ بقضائها يا أكرم الأكرمين و يا أجود الأجودين و يا أسرع الحاسبين يا ربّ العالمين ارحمني و اغفر لي و لوالديّ و للمؤمنين و المؤمنات إنّك على كلّ شيء قدير و صلّى اللّه على سيّدنا محمّد و آله و صحبه أجمعين. قلت هذه النّسخة الّتي مضت في كتاب حياة الحيوان و في كتاب المستغيثين و ليس بين النّسختين اختلاف، ثمّ وجدته في كتاب المجتني بنسخة أخرى بينهما و بين النسخة الأولى تغاير و هي هذه:

أللّهمّ إنّي أسألك يا من لا تراه العيون و لا تخالطه الظّنون و لا تصفه الواصفون و لا تغيّره الحوادث و لا تغشى عليه الدّهور أنت تعلم مثاقيل الجبال و مكاييل البحار و ما أظلم عليه اللّيل و ما أشرق عليه النّهار و لا تواري عنك سماء سماء و لا أرض أرضا و لا جبال ما في وعورها و لا بحار ما في قعورها، أنت الّذي سجد لك سواد اللّيل و نور النّهار و شعاع الشّمس و ضوء القمر و دويّ الماء و حفيف الشّجر أنت الّذي نجّيت نوحا من الغرق و غفرت لداود ذنبه و كشفت عن أيّوب ضرّه و نفّست عن يونس كربته في بطن الحوت و رددت موسى من البحر على أمّه و صرفت عن يوسف السّوء و الفحشاء و أنت الّذي فلقت البحر لبني إسرائيل حين ضربه موسى بعصاه فانفلق فكان كلّ فرق كالطّود العظيم حتّى مشى عليه و شيعته، و أنت الّذي صرفت قلوب سحرة فرعون إلى الإيمان بنبوّة موسى عليه السّلام حتّى قالوا آمنّا بربّ العالمين ربّ موسى و هارون، و أنت الّذي جعلت النّار بردا و سلاما على إبراهيم و أرادوا به كيدا فجعلتهم الأخسرين يا شفيق يا رفيق يا جاري اللّصيق يا ركني الوثيق

ص: 608

يا مولاي بالتّحقيق صلّ على محمّد و آل محمّد و خلّصني من كرب المضيق و لا تجعلني أعالج ما لا أطيق أنت منقذ الغرقى و منجي الهلكى و جليس كلّ غريب و أنيس كلّ وحيد و مغيث كلّ مستغيث صلّ على محمّد و آل محمّد و فرّج عنّي السّاعة السّاعة فلا صبر لي على حلمك يا لا إله إلاّ أنت ليس كمثلك شيء و لا حول و لا قوّة إلاّ باللّه العليّ العظيم.

في الأدعية للخلاص من السجن

و تقول للخروج من الحبس أسأل اللّه العفو و العافية و المعافاة في الدّنيا و الآخرة ثلاثا. من كتاب دفع الهموم و الأحزان و من كتاب المستغيثين أنّ رجلا حمل إلى السّجن فمرّ على حائط عليه مكتوب يا وليّي في نعمتي و يا صاحبي في وحدتي و يا عدّتي في كربتي فدعا بها و كرّرها فخلّي سبيله فعاد إلى ذلك الحائط فلم يجد عليه شيئا مكتوبا.

و منه أنّ رجلا أسر عشر سنين فرأى في منامه من علّمه هذا الدّعاء فدعا به فخلّصه اللّه و هو: تحصّنت بالحيّ الّذي لا يموت و رميت كلّ من أرادني بسوء بلا حول و لا قوّة إلاّ باللّه العليّ العظيم و أصبحت في جوار اللّه الّذي لا يرام و لا يستباح و حمى اللّه الكريم و ذمّته الّتي لا تخفر و استمسكت بالعروة الوثقى و توكّلت على اللّه ربّي و ربّ السّماوات و الأرض لا إله إلاّ هو و اتّخذته وليّا ما شاء اللّه لا قوّة إلاّ باللّه حسبي اللّه و نعم الوكيل.

و منه أنّ شخصا حبسه بنو أميّة فرأى عيسى عليه السّلام في منامه فعلّمه هذه الكلمات ففرج اللّه عنه باقي يومه و هي: لا إله إلاّ اللّه الملك الحقّ المبين.

و من المتهجّد ما روي عن الكاظم عليه السّلام قال: رأيت النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ليلة الأربعاء في النّوم فقال لي يا موسى أنت محبوس مظلوم... الحديث، و قد مرّ ذكره في باب صلاة الحوائج.

و من المهج أنّ رجلا كان محبوسا بالشّام مدّة طويلة مضيّقا عليه فرأى في

ص: 609

منامه فاطمة عليها السّلام فعلّمته هذا الدّعاء فدعا به فخلص: أللّهمّ بحقّ العرش و من علاه و بحقّ الوحي و من أوحاه و بحقّ النّبيّ و من نبّاه يا سامع كلّ صوت يا جامع كلّ فوت يا بارىء النّفوس بعد الموت صلّ على محمّد و آله و آتنا و جميع المؤمنين و المؤمنات في مشارق الأرض و مغاربها فرجا من عندك عاجلا بشهادة أن لا إله إلاّ اللّه و أنّ محمّدا عبدك و رسولك صلّى اللّه عليه و على ذرّيّته الطّيّبين المطهّرين و سلّم تسليما.

في الدعاء لرد المظالم

دعاء مرويّ عن النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لردّ المظالم: يا نور السّماوات و الأرض و يا غوث المستغيثين و يا جار المستجيرين أنت المنزل بك كلّ حاجة أستغفرك و أتوب إليك من مظالم كثيرة لعبادك قبلي، أللّهمّ فأيّما عبد من عبيدك أو أمة من إمائك كانت له قبلي مظلمة ظلمتها إيّاه في نفسه أو في عرضه أو في ماله أو في أهله و ولده أو غيبة اغتبته بها أو تحامل عليه بميل أو هوى أو أنفة أو حميّة أو رئاء أو عصبيّة غائبا كان أو شاهدا و حيّا كان أو ميّتا فقصرت يدي و ضاق وسعي عن ردّها إليه و التّحلّل منه، فأسألك يا من يملك الحاجات و هي مستجيبة بمشيّته و مسرعة إلى إرادته أن تصلّي على محمّد و آل محمّد و أن ترضيه عنّي بم شئت من خزائن رحمتك ثمّ هبها لي من لدنك إنّه لا تنقصك المغفرة و لا تضرّك الموهبة، ربّ أكرمني برحمتك و لا تهنّي بذنوبي إنّك واسع المغفرة يا أرحم الرّاحمين.

و من كتاب المستغيثين دعا به من خان أمانته و أنفقها فلمّا دعا به أعطاه اللّه تعالى عوضها فأدّاها عنه في الحال و هو: يا سادّ الهواء بالسّماء و يا حابس الأرض على الماء و يا واحدا قبل كلّ أحد و يا واحدا بعد كلّ أحد أدّ عنّي أمانتي. فسمع قائلا يقول خذ هذه فأدّها عن أمانتك.

دعاء مرويّ عن الصّادق عليه السّلام: أللّهمّ أنت الحيّ القيّوم الخالق الرّازق المحيي المميت البديء البديع لك الكرم و لك الحمد و لك المنّ و لك الجود و لك

ص: 610

الأمر وحدك لا شريك لك يا واحد يا أحد يا صمد يا فرد يا من لَمْ يَلِدْ (السّورة) صلّ على محمّد و آله و افعل بي كذا و كذا.

دعاء آخر عنه عليه السّلام: أللّهمّ يا من إذا تفاقمت الأمور طرحت عليه و يا من إذا تضايقت الحاجات فزع منها إليه و يا من نواصي العباد و قلوبهم بيديه و يا من حوائج كبير الخلق و صغيرهم إليه و يا من إذا غلقت الأبواب فتح بابا لا يهتدى إليه، إلهي عبدك بفنائك سائلك بفنائك أسألك سؤال من اشتدّت إليك فاقته و عظمت لديك رغبته و ضعفت قوّته سؤال من لا يجد لذنبه غافرا غيرك و لا لحاجته قاضيا سواك صلّ على محمّد و آل محمّد و افعل بي كذا و كذا.

دعاء لعليّ بن الحسين عليه السّلام: إلهي كيف أدعوك و أنا أنا و كيف أقطع رجائي منك و أنت أنت إلهي إذا لم أسألك فتعطيني فمن ذا الّذي أسأله فيعطيني، إلهي إذا لم أدعك فتستجيب لي فمن ذا الّذي أدعوه فيستجيب لي، إلهي إذا لم أتضرّع إليك فترحمني فمن ذا الّذي أتضرّع إليه فيرحمني، إلهي فكما فلقت البحر لموسى عليه السّلام و نجّيته أسألك أن تصلّي على محمّد و آله و أن تنجّيني ممّا أنا فيه و تفرّج عنّي فرجا عاجلا غير آجل بفضلك و رحمتك يا أرحم الرّاحمين.

في أدعية لقضاء الدّين

دعاء لقضاء الدّين: تقرأ آية الملك ثمّ تقول: يا رحمن الدّنيا و الآخرة و رحيمهما تعطي منهما من تشاء و تمنع منهما من تشاء صلّ على محمّد و آله و اقض عنّي ديني و في رواية أخرى أنّ المديون يصلّي ركعتين و يدعو بعدهما بما ذكرناه.

و تقول لقضاء الدّين عشرا غدوة و عشرا عشيّة توكّلت على الحيّ الّذي لا يموت و اَلْحَمْدُ لِلّٰهِ اَلَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً (السورة).

و روي لقضاء الدّين تقوله يوم الجمعة و روي مطلقا: أللّهمّ أغنني بحلالك عن حرامك و أغنني بفضلك عمّن سواك يا حيّ يا قيّوم. و تقول لقضاء الدّين و تلحّ به و تكثر منه و هو: يا ذا الجلال و الإكرام بحرمة وجهك الكريم اقض عنّي ديني.

ص: 611

و تقول أيضا لقضاء الدّين: يا مبتلي الفريقين (إلى آخره) و قد مرّ ذكره في أدعية السرّ، ثمّ ادع بدعاء عليّ بن الحسين في المعونة على قضاء الدّين من أدعية الصحيفة(1).

و من كتاب العدّة ملخصا عن الصّادق عليه السّلام قل عند العلّة و أنت بارز تحت السّماء رافع يديك: أللّهمّ إنّك عيّرت أقواما في كتابك فقلت قُلِ اُدْعُوا اَلَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلاٰ يَمْلِكُونَ كَشْفَ اَلضُّرِّ عَنْكُمْ وَ لاٰ تَحْوِيلاً فيا من لا يملك كشف ضرّي و لا تحويله عنّي أحد غيره صلّ على محمّد و آله و اكشف ضرّي و حوّله إلى من يدعو معك إلها آخر و إنّي أشهد أن لا إله غيرك.

و منها أنّ الصّادق عليه السّلام كتب إلى داود بن زربى و كان مريضا: اشتر صاعا من برّ ثمّ استلق على قفاك و انثره على صدرك كيف ما انتثر و قل: أللّهمّ إنّي أسألك باسمك الّذي إذا سألك به المضطرّ كشفت ما به من ضرّ و مكّنت له في الأرض و جعلته خليفتك أن تصلّي على محمّد و على أهل بيته و أن تعافيني من علّتي. ثم استو جالسا و اجمع البرّ من حولك و قل مثل ذلك و اقسمه مدّا مدّا لكلّ مسكين و قل مثل ذلك ففعلت ذلك فكأنّما أنشطت من عقال و قد فعله غير واحد و انتفع به.

و منها عنه عليه السّلام بسمل و قل ثلاثا: اللّه اللّه اللّه ربّي حقّا لا أشرك به شيئا أللّهمّ أنت لها و لكلّ عظيمة ففرّقها عنّي.

في أدعية للأوجاع و الآلام

و منها عنه عليه السّلام للأوجاع كلّها: بسم اللّه و باللّه كم من نعمة للّه في عرق ساكن و غير ساكن على عبد شاكر و غير شاكر، ثمّ تأخذ بلحيتك بيدك اليمنى عقيب المفروضة و قل ثلاثا أللّهمّ فرّج عنّي كربتي و عجّل عافيتي و اكشف ضرّي. و احرص أن يكون ذلك مع دموع و بكاء.

و منها عن أبي جعفر عليه السّلام لوجع الرّكبة تقول بعد الصّلاة يا أجود من أعطى

ص: 612


1- الصحيفة السجادية ص 137، طبعة الأعلمي.

و يا خير من سئل و يا أرحم من استرحم ارحم ضعفي و قلّة حيلتي و عافني من وجعي.

و منها عنه عليه السّلام أنّ عليّا عليه السّلام مرض فأتاه النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و قال له قل:

أللّهمّ إنّي أسألك تعجيل عافيتك و صبرا على بليّتك و خروجا من الدّنيا إلى رحمتك.

و منها عن الصّادق عليه السّلام ضع يدك على الوجع و قل بسم اللّه ثم امسح يدك عليه و قل سبعا أعوذ بعزّة اللّه و أعوذ بقدرة اللّه و أعوذ بجلال اللّه و أعوذ بعظمة اللّه و أعوذ بجمع اللّه و أعوذ برسول اللّه و أعوذ بأسماء اللّه من شرّ ما أحذر و من شرّ ما أخاف على نفسي.

و من كتاب المجتني تقول في الدّعاء للمريض: أللّهمّ إنّك قلت في كتابك المنزل على نبيّك المرسل وَ مٰا أَصٰابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمٰا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَ يَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ أللّهمّ فصلّ على محمّد و آل محمّد و اجعل هذا المرض من الكثير الّذي تعفو عنه و تبرىء منه أسكن أيّها الوجع و ارتحل السّاعة عن هذا العبد الضّعيف سكّنتك و رحّلتك بالّذي سكن له ما فِي اَللَّيْلِ (1)(الآية) فإن عوفي المريض بمرّة و إلا كرّرها حتى يبرأ.

و وجدت بخطّ الشّهيد رحمه اللّه أنّه يمسك بعضد المريض الأيمن و يقرأ الحمد سبعا و يدعو بهذا الدّعاء: أللّهمّ أزل عنه العلل و الدّاء و أعده إلى الصّحّة و الشّفاء و أمدّه بحسن الوقاية و ردّه إلى حسن العافية و اجعل ما ناله في مرضه هذا مادّة لحياته و كفّارة لسيّآته، أللّهمّ و صلّ على محمّد و آل محمّد فإن لم ينجع و إلاّ كرّر الحمد سبعين مرّة فإنّه ينجع إن شاء اللّه تعالى. و ممّا يزيل العلل ما ذكرناه عقيب سجدتي الشّكر عقيب تعقيب الظّهر.

ص: 613


1- الآية هي: وَ لَهُ مٰا سَكَنَ فِي اَللَّيْلِ وَ اَلنَّهٰارِ وَ هُوَ اَلسَّمِيعُ اَلْعَلِيمُ. [سورة الأنعام، الآية: 13].

و من كتاب العدّة قال روي أنّ الولد إذا مرض ترقى أمّه السطح و تكشف عن قناعها و تبرز شعرها نحو السّماء و تقول: أللّهمّ ربّ أنت أعطيتنيه و أنت وهبته لي اللّهمّ فاجعل هبتك اليوم جديدة إنّك قادر مقتدر، ثم تسجد و لا ترفع رأسها حتّى يبرء ولدها.

و من كتاب الدّروس للشّهيد رحمه اللّه قال من اشتدّ وجعه فليقرء على قدح فيه ماء الحمد أربعين مرّة، ثمّ يضعه عليه و ليجعل المريض عنده مكيلا فيه برّ و يناول السّائل من يده و يأمره أن يدعو له فيعافى إن شاء اللّه تعالى و الدّعاء في حال السّجود يزيل العلل و مسح اليد على المسجد ثمّ يمسحها على العلّة كذلك قال و علّم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم عليّا للحمّى أللّهمّ ارحم جلدي الرّقيق و عظمي الدّقيق و أعوذ بك من فورة الحريق يا أمّ ملدم إن كنت آمنت باللّه فلا تأكلي اللّحم و لا تشربي الدّم و لا تفوري من الفمّ و انتقلي إلى من يزعم أنّ مع اللّه إلها آخر فإنّي أشهد أن لا إله إلاّ اللّه وحده لا شريك له و أنّ محمّدا عبده و رسوله فقالها فعوفي من ساعته، قال الصّادق عليه السّلام: ما فزعت إليه قط إلاّ وجدته.

و من الرّوضة عن الصّادق عليه السّلام أنّ النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم حمّ فأتاه جبرئيل عليه السّلام فعوّذه فقال: بسم اللّه أرقيك يا محمّد و بسم اللّه أشفيك و بسم اللّه من كلّ داء يغنيك بسم اللّه و اللّه شافيك بسم اللّه خذها فلتهنيك بسم اللّه الرّحمن الرّحيم فلا أقسم بمواقع النّجوم لتبرأنّ بإذن اللّه. و منها عنهم عليهم السّلام أنّهم كانوا يتداوون من الحمّى بالماء البارد و هو أن يتناوبوا ببلّ الثّياب فواحد في الماء و آخر على الجسد فإذا نشف الّذي على الجسد لبس الآخر رطبا.

و وجد بخطّ الرّضى عليه السّلام للحمّى ما معناه على ثلاث قطع من الكاغذ يكتب على الأول بعد البسملة: لا تخف إنّك أنت الأعلى، و على الثّاني بعدها: لا تخف نجوت من القوم الظّالمين، و على الثّالث بعدها: ألا له الخلق و الأمر تبارك اللّه ربّ العالمين، و يقرء على كلّ قطعة التّوحيد ثلاثا و يبتلعها المحموم ثلاثة أيّام كل يوم واحدة يبرء إن شاء اللّه تعالى.

ص: 614

و عن الصّادق عليه السّلام حل أزرار قميصك و أدخل رأسك في قميصك و أذّن و أقم و اقرء الحمد سبعا تبرء إن شاء اللّه من الحمّى و من سرّه ألاّ يمسّ جسده الحمّى فليقل بكرة و عشيّة بسم اللّه النّور (إلى آخره) و قد مرّ ذكره في تعقيب الصّبح.

و من كتاب طبّ الأئمّة عليهم السّلام و غيره منافع متفرّقة. لوجع الرأس عن الباقر عليه السّلام ضع يدك على الوجع و قل سبعا أعوذ باللّه الّذي سكن له ما في البرّ و البحر و ما في السّماوات و الأرض و هو السّميع العليم، و قل كذلك لوجع الأذن.

أيضا لوجع الرّأس عن العسكري عليه السّلام تقرأ على قدح فيه ماء أو لم ير الّذين كفروا أنّ السّماوات و الأرض كانتا رتقا ففتقناهما و جعلنا من الماء كلّ شيء حيّ أفلا يؤمنون ثمّ تشربه.

للشّقيقة عن الباقر عليه السّلام ضع يدك على الشقّ الّذي يعتريك ألمه و قل ثلاثا يا ظاهرا موجودا و يا باطنا غير مفقود اردد على عبدك الضّعيف أياديك الجميلة عنده و أذهب عنه ما به من أذى إنّك رحيم قدير.

للصّمم عن الباقر عليه السّلام امسح يدك عليه و اقرء لَوْ أَنْزَلْنٰا هٰذَا اَلْقُرْآنَ عَلىٰ جَبَلٍ (الآية).

لوجع الفم عن الصّادق عليه السّلام ضع يدك عليه و قل بعد البسملة بسم اللّه الّذي لا يضرّ مع اسمه داء أعوذ بكلمات اللّه الّتي لا يضرّ معها شيء قدّوس قدّوس قدّوس أسألك يا ربّ باسمك الطّاهر المقدّس المبارك الّذي من سألك به أعطيته و من دعاك به أجبته أسألك يا اللّه يا اللّه يااللّه أن تصلّي على محمّد النّبيّ و أهل بيته و أن تعافيني ممّا أجد في فمي و في رأسي و في سمعي و في بصري و في بطني و في ظهري و في يدي و في رجلي و في جوارحي كلّها تشفي إن شاء اللّه تعالى.

لوجع الضّرس عن الصّادق عليه السّلام يقرء عليه بعد وضع اليد الحمد و التّوحيد

ص: 615

و القدر و قوله تعالى وَ تَرَى اَلْجِبٰالَ تَحْسَبُهٰا جٰامِدَةً وَ هِيَ تَمُرُّ مَرَّ اَلسَّحٰابِ صنع اللّه الّذي أتقن كلّ شيء إنّه خبير بما تفعلون، أيضا عن علي عليه السّلام امسح موضع سجودك ثمّ امسح الضّرس الموجوع و قل: بسم اللّه و الشّافي اللّه و لا حول و لا قوّة إلاّ باللّه.

لوجع الخاصرة عن الباقر عليه السّلام إذا فرغت من صلاتك فضع يدك موضع السجود و اقرأ أَ فَحَسِبْتُمْ أَنَّمٰا خَلَقْنٰاكُمْ عَبَثاً (إلى آخر السورة)(1).

لوجع البطن عن النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم تشرب شربة عسل بماء حار و تعوّذه بفاتحة الكتاب سبعا تشفي إن شاء اللّه تعالى، أيضا عن عليّ عليه السّلام تشرب ماء حارا و تقول يا اللّه ثلاثا يا رحمن يا رحيم يا ربّ الأرباب يا إله الآلهة يا ملك الملوك يا سيّد السّادة اشفني بشفائك من كلّ داء و سقم فإنّي عبدك و ابن عبديك أتقلّب في قبضتك.

لوجع السّرّة عن الصّادق عليه السّلام ضع يدك على الألم و قل ثلاثا و إنّه لكتاب عزيز لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه تنزيل من حكيم حميد.

لوجع المثانة عنه عليه السّلام عوّذ الوجع إذا نمت ثلاثا و إذا انتبهت واحدة بقوله ألم تعلم أنّ اللّه على كلّ شيء قدير ألم تعلم أنّ اللّه له ملك السّماوات و الأرض و ما لكم من دون اللّه من وليّ و لا نصير.

لوجع الظّهر عن الباقر عليه السّلام ضع يدك عليه و اقرء و ما كان لنفس أن تموت إلاّ بإذن اللّه كتابا مؤجّلا و من يرد ثواب الدّنيا نؤته منها و من يرد ثواب الآخرة نؤته منها و سنجزي الشّاكرين ثم اقرء القدر سبعا.

لوجع الفخذين عنه عليه السّلام يجلس في طشت في الماء المسخن و يضع يده

ص: 616


1- سورة المؤمنون الآيات 115-118.

على الألم و يقرء أَ وَ لَمْ يَرَ اَلَّذِينَ كَفَرُوا (الآية) و قد تقدّم ذكرها في باب وجع الرّأس عن العسكري عليه السّلام و كذا تقدّم ما يقال لوجع الرّكبة عن الباقر عليه السّلام من كتاب العدّة.

لوجع الفرج عن الصّادق عليه السّلام ضع يدك اليسرى عليه و قل بسم اللّه و باللّه بلى من أسلم وجهه للّه و هو محسن فله أجره عند ربّه و لا خوف عليهم و لا هم يحزنون، أللّهمّ إنّي أسلمت وجهي إليك و فوّضت أمري إليك لا ملجأ و لا منجا منك إلاّ إليك ثلاثا.

لوجع الساقين عنه عليه السّلام اقرء عليهما سبعا و اتل ما أوحي إليك من كتاب ربّك لا مبدّل لكلماته و لن تجد من دونه ملتحدا.

للبواسير عن عليّ عليه السّلام قل عليها: يا جواد يا ماجد يا رحيم يا قريب يا مجيب يا بارىء يا راحم صلّ على محمّد و آله و اردد عليّ نعمتك و اكفني أمر وجعي.

لوجع الرّجلين عن الباقر عليه السّلام يقرء عليهما أوّل سورة الفتح (إلى قوله) عَزِيزاً حَكِيماً .

لوجع العراقيب و باطن القدم عن الحسين عليه السّلام تضع يدك على الألم إذا أحسست به و قل: بسم اللّه و باللّه وَ مٰا قَدَرُوا اَللّٰهَ حَقَّ قَدْرِهِ الآية.

للورم عن الصّادق عليه السّلام يقرء على كلّ ورم في الجسد و أنت طاهر قد أعددت و ضوءك لصلاة الفريضة و تعوّذ بها ورمك قبل الصّلاة و دبرها لَوْ أَنْزَلْنٰا هٰذَا اَلْقُرْآنَ عَلىٰ جَبَلٍ (السّورة).

لعسر الولادة عن الصادق عليه السّلام يكتب بعد البسملة مريم ولدت عيسى هو الّذي خلقكم من تراب ثمّ من نطفة ثمّ من علقة ثمّ يخرجكم طفلا ثمّ لتبلغوا أشدّكم ثمّ لتكونوا شيوخا فإنّ مع العسر يسرا إنّ مع العسر يسرا و صلّى اللّه على محمّد و آل

ص: 617

محمّد و سلّم تسليما. أيضا من كتاب جمع الشّتات عنه عليه السّلام يكتب لها في رقّ بعد البسملة كأنّهم يوم يرون ما يوعدون لم يلبثوا إلاّ ساعة من نهار كأنّهم يوم يرونها لم يلبثوا إلاّ عشيّة أو ضحاها إذ قالت امرأت عمران ربّ إنّي نذرت لك ما في بطني محرّرا ثمّ اربطه على فخذها الأيمن فإذا وضعت فانزعه. قلت و هذه النسخة بعينها وجدتها في كتاب السّرائر لابن إدريس في باب الزّيارات.

لعرق النسا عن عليّ عليه السّلام إذا أحسست به فضع يدك عليه و قل بسم اللّه الرّحمن الرّحيم و بسم اللّه و باللّه أعوذ بسم اللّه الكبير و أعوذ بسم اللّه العظيم من شرّ كلّ عرق نعّار و من شرّ حرّ النّار.

للخنازير عن الرّضا عليه السّلام قل عليها يا رؤوف يا رحيم يا ربّ يا سيّدي.

للسلّ عن الصّادق عليه السّلام يقول على المرض يا اللّه يا ربّ الأرباب و يا سيّد السّادات و يا إله الآلهة و يا ملك الملوك و يا جبّار السّماوات و الأرض اشفني و عافني من دائي هذا فإنّي عبدك و ابن عبدك أتقلّب في قبضتك و ناصيتي بيدك ثلاثا.

للبثر عن الصّادق عليه السّلام إذا أحسست به فضع السّبابة عليه و دوّرها حوله و قل: لا إله إلاّ اللّه الحليم الكريم سبعا فإذا كان في السّابعة فضمّده و شدّده بالسّبابة.

للقولنج عن الصّادق عليه السّلام يكتب له الفاتحة و التّوحيد و المعوّذتين ثمّ يكتب أعوذ بوجه اللّه العظيم و بعزّته الّتي لا ترام و بقدرته الّتي لا يمتنع منها شيء من شرّ هذا الوجع و من شرّ ما فيه ثمّ يشربه على الرّيق.

لوجع اللّوى عن الكاظم عليه السّلام خذ ماء و اقرء عليه يُرِيدُ اَللّٰهُ بِكُمُ اَلْيُسْرَ وَ لاٰ يُرِيدُ بِكُمُ اَلْعُسْرَ ثلاثا أَ وَ لَمْ يَرَ اَلَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ اَلسَّمٰاوٰاتِ وَ اَلْأَرْضَ كٰانَتٰا رَتْقاً (الآية) ثم اشربه و مرّ يدك على بطنك تعافى إن شاء اللّه تعالى.

للسّلعة عن الصّادق عليه السّلام اغتسل بعد صوم ثلاثة عند الزّوال و ليكن معك خرقة نظيفة، ثمّ صلّ أربع ركعات تقرأ فيها ما شئت فإذا فرغت فألق ثيابك و ابرز

ص: 618

بالخرقة و ألصق خدّك على الأرض، ثمّ قل بابتهال و تضرّع و خشوع يا واحد يا أحد يا صمد يا كريم يا جبّار يا قريب يا مجيب يا أرحم الرّاحمين صلّ على محمّد و آل محمّد و اكشف ما بي من ضرّ و ألبسني العافية الشّافية الكافية في الدّنيا و الآخرة و امنن عليّ بتمام النّعمة و أذهب ما بي فقد آذاني و غمّني.

للدم و الدّماميل و القروح عن الصّادق عليه السّلام فمن غلب عليه شيء من ذلك فليقل إذا أوى إلى فراشه: أعوذ بوجه اللّه العظيم و كلماته التّامّات الّتي لا يجاوزهنّ برّ و لا فاجر من شرّ كلّ ذي شرّ.

للبرص عنه عليه السّلام يتطهّر من به ذلك ثمّ يصلّي ركعتين و يقول يا اللّه يا رحمن يا رحيم يا سامع الأصوات يا معطي الخيرات أعطني خير الدّنيا و الآخرة وقني شرّ الدّنيا و الآخرة و أذهب عنّي ما أجد فقد غاظني الأمر و أحزنني.

للثّالول عن الرّضا عليه السّلام خذ لكلّ ثؤلول سبع شعيرات و اقرء على كلّ شعيرة من أوّل الواقعة إلى قوله منبثّا و يسألونك عن الجبال إلى قوله أمتا سبعا ثمّ خذ شعيرة شعيرة و امسح بها على الثّؤلول ثم صرّها في خرقة و اربط على الخرقة حجرا و ألقها في كنيف قال بعضهم ينبغي أن تعالج في محاق الشّهر.

للمصروع عنه عليه السّلام يقرأ على قدح فيه ماء الحمد و المعوّذتين و تنفث في القدح و تصب الماء على وجهه و رأسه.

للرّيح الّذي يعرض للصّبيان عن الصّادق عليه السّلام يكتب الحمد سبعا بزعفران و مسك ثمّ اغسله بالماء و اسق الصّبي منه شهرا.

للوسوسة عنه عليه السّلام مرّ يدك على صدرك و قل بسم اللّه و باللّه محمّد رسول اللّه و لا حول و لا قوّة إلاّ باللّه العليّ العظيم، أللّهمّ امسح عنّي ما أحذر ثلاثا بعد أن تمرّ يدك على بطنك فإنّ اللّه يذهب الوسوسة و التّمنّي عنك. و قيل شكا آدم عليه السّلام إلى اللّه تعالى كثرة الوسوسة فأمره أن يكثر من الحولقة ففعل ذلك فزالت عنه.

لحلّ المربوط ذكره ابن فهد في عدّته تكتب أوّل الفتح (إلى قوله) صِرٰاطاً مُسْتَقِيماً و سورة النّصر و قوله وَ مِنْ آيٰاتِهِ أَنْ جعل لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوٰاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهٰا وَ جَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَ رَحْمَةً إِنَّ فِي ذٰلِكَ لَآيٰاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ اُدْخُلُوا عَلَيْهِمُ اَلْبٰابَ فَإِذٰا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غٰالِبُونَ فَفَتَحْنٰا أَبْوٰابَ اَلسَّمٰاءِ بِمٰاءٍ مُنْهَمِرٍ وَ فَجَّرْنَا اَلْأَرْضَ عُيُوناً فَالْتَقَى اَلْمٰاءُ عَلىٰ أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ رَبِّ اِشْرَحْ لِي صَدْرِي وَ يَسِّرْ لِي أَمْرِي وَ اُحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسٰانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي وَ تَرَكْنٰا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَ نُفِخَ فِي اَلصُّورِ فَجَمَعْنٰاهُمْ جَمْعاً كذلك حللت فلان بن فلانة عن فلانة بنت فلانة لَقَدْ جٰاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مٰا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اَللّٰهُ لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَ هُوَ رَبُّ اَلْعَرْشِ اَلْعَظِيمِ . ثمّ يعلّق. أيضا من كتاب الحائريّة تكتب أوّل الفتح (إلى قوله) نَصْراً عَزِيزاً وَ فَجَّرْنَا اَلْأَرْضَ (الآية) و جعلنا بعضهم (الآية) وَ ضَرَبَ لَنٰا مَثَلاً وَ نَسِيَ خَلْقَهُ (الآيتين) حَتّٰى إِذٰا رَكِبٰا فِي اَلسَّفِينَةِ خَرَقَهٰا قٰالَ أَ خَرَقْتَهٰا لِتُغْرِقَ أَهْلَهٰا تكتب هذه الآية فقط ثلاثا ثمّ تكتب أللّهمّ إنّي أسألك بحقّ المكنون بين الكاف و النّون و بحقّ محمّد و أهل بيته الطّاهرين أن تحل ذكر فلان بن فلانة عن فلانة بنت فلانة بكهيعص و بحم عسق بقل هو اللّه أحد و عنت الوجوه للحيّ القيّوم و قد خاب من حمل ظلما بألف لا حول و لا قوّة إلاّ باللّه العليّ العظيم.

ص: 619

لحلّ المربوط ذكره ابن فهد في عدّته تكتب أوّل الفتح (إلى قوله) صِرٰاطاً مُسْتَقِيماً و سورة النّصر و قوله وَ مِنْ آيٰاتِهِ أَنْ جعل لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوٰاجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْهٰا وَ جَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَ رَحْمَةً إِنَّ فِي ذٰلِكَ لَآيٰاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ اُدْخُلُوا عَلَيْهِمُ اَلْبٰابَ فَإِذٰا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غٰالِبُونَ فَفَتَحْنٰا أَبْوٰابَ اَلسَّمٰاءِ بِمٰاءٍ مُنْهَمِرٍ وَ فَجَّرْنَا اَلْأَرْضَ عُيُوناً فَالْتَقَى اَلْمٰاءُ عَلىٰ أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ رَبِّ اِشْرَحْ لِي صَدْرِي وَ يَسِّرْ لِي أَمْرِي وَ اُحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسٰانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي وَ تَرَكْنٰا بَعْضَهُمْ يَوْمَئِذٍ يَمُوجُ فِي بَعْضٍ وَ نُفِخَ فِي اَلصُّورِ فَجَمَعْنٰاهُمْ جَمْعاً كذلك حللت فلان بن فلانة عن فلانة بنت فلانة لَقَدْ جٰاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مٰا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُفٌ رَحِيمٌ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اَللّٰهُ لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَ هُوَ رَبُّ اَلْعَرْشِ اَلْعَظِيمِ . ثمّ يعلّق. أيضا من كتاب الحائريّة تكتب أوّل الفتح (إلى قوله) نَصْراً عَزِيزاً وَ فَجَّرْنَا اَلْأَرْضَ (الآية) و جعلنا بعضهم (الآية) وَ ضَرَبَ لَنٰا مَثَلاً وَ نَسِيَ خَلْقَهُ (الآيتين) حَتّٰى إِذٰا رَكِبٰا فِي اَلسَّفِينَةِ خَرَقَهٰا قٰالَ أَ خَرَقْتَهٰا لِتُغْرِقَ أَهْلَهٰا تكتب هذه الآية فقط ثلاثا ثمّ تكتب أللّهمّ إنّي أسألك بحقّ المكنون بين الكاف و النّون و بحقّ محمّد و أهل بيته الطّاهرين أن تحل ذكر فلان بن فلانة عن فلانة بنت فلانة بكهيعص و بحم عسق بقل هو اللّه أحد و عنت الوجوه للحيّ القيّوم و قد خاب من حمل ظلما بألف لا حول و لا قوّة إلاّ باللّه العليّ العظيم.

و من كتاب نزهة الأدباء عن الصّادق عليه السّلام إذا لقيت السبع فاقرء في وجهه آية الكرسي و قل عزمت عليك بعزيمة اللّه و بعزيمة محمّد صلّى اللّه عليه و آله و عزيمة سليمان بن داود عليه السّلام و عزيمة عليّ بن أبي طالب عليه السّلام و الأئمّة من ولده عليهم السّلام إلاّ انصرفت عنّا فإنّه ينصرف.

و منه يقرأ خائف الكلب العقور: يٰا مَعْشَرَ اَلْجِنِّ وَ اَلْإِنْسِ إِنِ اِسْتَطَعْتُمْ (الآية) وَ خَشَعَتِ اَلْأَصْوٰاتُ لِلرَّحْمٰنِ (الآية) وَ عَنَتِ اَلْوُجُوهُ (الآية).

و من كتاب طريق النّجاة تقرأ عند ملاقاة السّبع لَقَدْ جٰاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ

ص: 620

(الآيتين) و عند ملاقاة الكلب العقور أَ فَغَيْرَ دِينِ اَللّٰهِ (الآيتين).

و تقول للأمن من البراغيث إذا أويت إلى مضجعك أيّها الأسود الوثاب الّذين لا يبالون بغلق و لا باب عزمت عليكم بأمّ الكتاب ألاّ تؤذوني و أصحابي إلى أن يذهب اللّيل و يؤوب الصّبح بما آب. و تقرء للأمن منها أيضا قوله و ما لنا ألاّ نتوكّل على اللّه و قد هدانا سبلنا و لنصبرنّ على ما آذيتمونا و على اللّه فليتوكّل المتوكّلون سبعا على قدح فيه ماء، ثمّ قل إن كنتم آمنتم باللّه فكفّوا شرّكم و أذاكم عنّا، ثمّ ترشّ الماء حول فراشك تأمنها إن شاء اللّه تعالى.

و عن عليّ عليه السّلام من خاف الغرق و الحرق فليقل: إِنَّ وَلِيِّيَ اَللّٰهُ اَلَّذِي نَزَّلَ اَلْكِتٰابَ وَ هُوَ يَتَوَلَّى اَلصّٰالِحِينَ وَ مٰا قَدَرُوا اَللّٰهَ حَقَّ قَدْرِهِ (الآية).

و من استصعبت عليه دابّته و خاف منها فليقرأ في أذنها اليمنى وَ لَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي اَلسَّمٰاوٰاتِ (الآية).

و من أبق له شيء فليقرأ أو كظلمات في بحر لجّيّ يغشاه موج من فوقه موج من فوقه سحاب ظلمات بعضها فوق بعض إذا أخرج يده لم يكد يراها و من لم يجعل اللّه له نورا فما له من نور.

و رأيت في نسخة أخرى عن عليّ عليه السّلام لردّ الغائب و الآبق يكتب: أللّهمّ إنّ السّماء سماؤك و الأرض أرضك و البرّ برّك و البحر بحرك و ما بينهما في الدّنيا و الآخرة لك اللّهمّ فاجعل الأرض بما رحبت على فلان بن فلان أضيق من مسك جمل و خذ بسمعه و بصره و قلبه أَوْ كَظُلُمٰاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ (الآية) و اكتب حوله آية الكرسي و علقه في الهواء ثلاثة أيّام ثمّ ضعه حيث كان يأوي يرجع إن شاء اللّه.

و من كتاب خواص القرآن: إن من ضاع له شيء أو أبق فليصلّ ضحى الجمعة ثماني ركعات فإذا سلّم قرأ الضّحى سبعا و قال يا صانع العجائب يا رادّ كلّ غائب يا جامع الشّتات يا من مقاليد الأمور بيده اجمع عليّ كذا لا جامع إلاّ أنت فإنّه يرجع إن شاء اللّه تعالى. و من كتاب حياة الحيوان: إنّه إذا ضاع منك شيء و أردت

ص: 621

أن يجمع اللّه بينك و بينه أو بينك و بين إنسان فقل يا جامع النّاس ليوم لا ريب فيه إنّ اللّه لا يخلف الميعاد اجمع بيني و بين كذا فإنّه تعالى يجمع بينك و بين ما تريد.

و عن عليّ عليه السّلام من ضلّت له ضالّة فليقرأ سورة يس في ركعتين و يقول بعدهما يا هادي الضّالّة ردّ عليّ ضالّتي.

في آيات الحرس و الاستكفاء

آيات الحرس: من قرأها كان في أمان اللّه تعالى و هي شفاء من تسع مائة و تسعة و تسعين داء مرويّة عن النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و هي أن تقرأ الحمد و أوّل البقرة إلى اَلْمُفْلِحُونَ و آية الكرسي إلى العظيم و ثلاث آيات من آخر البقرة و آية السّخرة و آيتين من آخر الإسراء و أوّل الصّافّات إلى لاٰزِبٍ و يٰا مَعْشَرَ اَلْجِنِّ وَ اَلْإِنْسِ إِنِ اِسْتَطَعْتُمْ أَنْ تَنْفُذُوا إلى تَنْتَصِرٰانِ لَوْ أَنْزَلْنٰا هٰذَا اَلْقُرْآنَ عَلىٰ جَبَلٍ (السّورة) و أَنَّهُ تَعٰالىٰ جَدُّ رَبِّنٰا (الآيتين) لَهُ مُعَقِّبٰاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَ مِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اَللّٰهِ وَ جَعَلْنٰا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا (الآية) خَتَمَ اَللّٰهُ عَلىٰ قُلُوبِهِمْ (الآية) اللّه الشّافي الكافي المعافي بألف لا حول و لا قوّة إلاّ باللّه العليّ العظيم.

آيات الاستكفاء: من كتاب الدّلائل و هي آيات ستّ و أجوبتها يكفي بتلاوتها المحبوس و الخائف و المدين و المهموم.

الآية الأولى: و اَلَّذِينَ إِذٰا أَصٰابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قٰالُوا إِنّٰا لِلّٰهِ وَ إِنّٰا إِلَيْهِ رٰاجِعُونَ (جوابها) أُولٰئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوٰاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَ رَحْمَةٌ وَ أُولٰئِكَ هُمُ اَلْمُهْتَدُونَ .

الآية الثانية: اَلَّذِينَ قٰالَ لَهُمُ اَلنّٰاسُ إِنَّ اَلنّٰاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزٰادَهُمْ إِيمٰاناً وَ قٰالُوا حَسْبُنَا اَللّٰهُ وَ نِعْمَ اَلْوَكِيلُ (جوابها) فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اَللّٰهِ وَ فَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَ اِتَّبَعُوا رِضْوٰانَ اَللّٰهِ وَ اَللّٰهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ .

الآية الثالثة: وَ ذَا اَلنُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغٰاضِباً فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنٰادىٰ فِي اَلظُّلُمٰاتِ أَنْ لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ أَنْتَ سُبْحٰانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ اَلظّٰالِمِينَ (جوابها) فَاسْتَجَبْنٰا لَهُ وَ نَجَّيْنٰاهُ مِنَ اَلْغَمِّ وَ كَذٰلِكَ نُنْجِي اَلْمُؤْمِنِينَ .

ص: 622

الآية الرابعة: وَ أَيُّوبَ إِذْ نٰادىٰ رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ اَلضُّرُّ وَ أَنْتَ أَرْحَمُ اَلرّٰاحِمِينَ (جوابها) فَاسْتَجَبْنٰا لَهُ و كشفنا مٰا بِهِ مِنْ ضُرٍّ وَ آتَيْنٰاهُ أَهْلَهُ وَ مِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنٰا وَ ذِكْرىٰ لِلْعٰابِدِينَ .

الآية الخامسة: وَ أُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اَللّٰهِ إِنَّ اَللّٰهَ بَصِيرٌ بِالْعِبٰادِ (جوابها) فَوَقٰاهُ اَللّٰهُ سَيِّئٰاتِ مٰا مَكَرُوا وَ حٰاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ اَلْعَذٰابِ .

الآية السادسة: وَ اَلَّذِينَ إِذٰا فَعَلُوا فٰاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اَللّٰهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَ مَنْ يَغْفِرُ اَلذُّنُوبَ إِلاَّ اَللّٰهُ وَ لَمْ يُصِرُّوا عَلىٰ مٰا فَعَلُوا وَ هُمْ يَعْلَمُونَ (جوابها) أُولٰئِكَ جَزٰاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَ جَنّٰاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا اَلْأَنْهٰارُ خٰالِدِينَ فِيهٰا وَ نِعْمَ أَجْرُ اَلْعٰامِلِينَ .

في آيات الشفاء و الحفظ

آيات الشفاء: من كتبها و شربها شفي من كلّ داء و هي: وَ يَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ وَ شِفٰاءٌ لِمٰا فِي اَلصُّدُورِ يَخْرُجُ مِنْ بُطُونِهٰا شَرٰابٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوٰانُهُ فِيهِ شِفٰاءٌ لِلنّٰاسِ وَ نُنَزِّلُ مِنَ اَلْقُرْآنِ مٰا هُوَ شِفٰاءٌ وَ رَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَ إِذٰا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدىً وَ شِفٰاءٌ ذٰلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَ رَحْمَةٌ اَلْآنَ خَفَّفَ اَللّٰهُ عَنْكُمْ يُرِيدُ اَللّٰهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ قُلْنٰا يٰا نٰارُ كُونِي بَرْداً وَ سَلاٰماً عَلىٰ إِبْرٰاهِيمَ وَ أَرٰادُوا بِهِ كَيْداً فَجَعَلْنٰاهُمُ اَلْأَخْسَرِينَ أَ لَمْ تَرَ إِلىٰ رَبِّكَ كَيْفَ مَدَّ اَلظِّلَّ وَ لَوْ شٰاءَ لَجَعَلَهُ سٰاكِناً وَ لَهُ مٰا سَكَنَ فِي اَللَّيْلِ وَ اَلنَّهٰارِ وَ هُوَ اَلسَّمِيعُ اَلْعَلِيمُ بألف لا حول و لا قوّة إلاّ باللّه العليّ العظيم.

آيات الحفظ: من تلاها أو حملها كان في حفظ اللّه و هي وَ لاٰ يَؤُدُهُ حِفْظُهُمٰا وَ هُوَ اَلْعَلِيُّ اَلْعَظِيمُ و اللّه خَيْرٌ حٰافِظاً وَ هُوَ أَرْحَمُ اَلرّٰاحِمِينَ لَهُ مُعَقِّبٰاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَ مِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اَللّٰهِ إِنَّ رَبِّي عَلىٰ كُلِّ شَيْ ءٍ حَفِيظٌ إِنّٰا نَحْنُ نَزَّلْنَا اَلذِّكْرَ وَ إِنّٰا لَهُ لَحٰافِظُونَ وَ حَفِظْنٰاهٰا مِنْ كُلِّ شَيْطٰانٍ رَجِيمٍ وَ حِفْظاً مِنْ كُلِّ شَيْطٰانٍ مٰارِدٍ وَ إِنَّ عَلَيْكُمْ لَحٰافِظِينَ كِرٰاماً كٰاتِبِينَ إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمّٰا عَلَيْهٰا حٰافِظٌ إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ (السّورة).

ص: 623

آيات الحفظ: من تلاها أو حملها كان في حفظ اللّه و هي وَ لاٰ يَؤُدُهُ حِفْظُهُمٰا وَ هُوَ اَلْعَلِيُّ اَلْعَظِيمُ و اللّه خَيْرٌ حٰافِظاً وَ هُوَ أَرْحَمُ اَلرّٰاحِمِينَ لَهُ مُعَقِّبٰاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَ مِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اَللّٰهِ إِنَّ رَبِّي عَلىٰ كُلِّ شَيْ ءٍ حَفِيظٌ إِنّٰا نَحْنُ نَزَّلْنَا اَلذِّكْرَ وَ إِنّٰا لَهُ لَحٰافِظُونَ وَ حَفِظْنٰاهٰا مِنْ كُلِّ شَيْطٰانٍ رَجِيمٍ وَ حِفْظاً مِنْ كُلِّ شَيْطٰانٍ مٰارِدٍ وَ إِنَّ عَلَيْكُمْ لَحٰافِظِينَ كِرٰاماً كٰاتِبِينَ إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمّٰا عَلَيْهٰا حٰافِظٌ إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ (السّورة).

قلت و أمثال هذه ممّا يحفظ الإنسان من كيد السّلطان و الشّيطان و الخذلان و الحرمان ففي كتابنا هذا منه أحصن حصن و معقل و ملاذ و موئل، و أمّا ما يورث حفظ القرآن و علوم الرّحمن فسنذكر منه طرفا مقنعا فنقول ذكر الشّيخ رحمه اللّه في متهجّده أنه من أراد حفظ القرآن فليصلّ ليلة الجمعة أربع ركعات إلى آخره و قد ذكرناه في المصباح في ذكر آيات الحفظ و الشفاء ص 264. و عن النبيّ صلّى اللّه عليه و آله بإسناد صحيح أنه من أراد حفظ القرآن و العلم فليكتب هذا الدّعاء في إناء نظيف بزعفران و عسل ماذي ثمّ يغسله بماء المطر يؤخذ قبل أن ينزل إلى الأرض ثم يشربه على الرّيق يفعل ذلك ثلاثة أيام يحفظ ما يريد حفظه إن شاء اللّه تعالى: أللّهمّ إنّي أسألك فأنت مسؤول و لم يسأل مثلك أسألك بحقّ محمّد نبيّك و رسولك و إبراهيم خليلك و صفيّك و موسى كليمك و نجيّك و عيسى كلمتك و روحك و أسألك بصحف إبراهيم و توراة موسى و إنجيل عيسى و زبور داود و قرآن محمّد صلّى اللّه عليه و آله و عليهم أجمعين، و أسألك بكلّ وحي أوحيته و بكلّ حرف أنزلته و بكلّ قضاء قضيته و بكلّ سائل أعطيته و أسألك باسمك الّذي إذا دعاك به أنبياؤك و أصفياؤك و أحبّاؤك استجبت لهم، و أسألك بكلّ اسم أنزلته في كتاب من كتبك و أسألك بالإسم الّذي أثبتّ به أرزاق العباد و أسألك بالإسم الّذي استقلّ به عرشك و أسألك بالإسم الّذي وضعته على الأرضين فاستقرّت و أسألك بالإسم الّذي دعوت به السّماوات فاستقلّت و أسألك بالإسم الّذي وضعته على النّهار فاستنار، و أسألك بالإسم الّذي وضعته على اللّيل فأظلم و أسألك بالإسم الّذي وضعته على الجبال فرست، و أسألك باسمك الواحد الأحد الفرد الصّمد الوتر العزيز الّذي ملأ الأركان كلّها الطّهر الطّاهر المطهّر يا اللّه يا رحمن يا رحيم يا مهيمن يا قدّوس يا حيّ يا قيّوم يا ذا الجلال و الإكرام أن تصلّي على محمّد و آل محمّد و ترزقني حفظ القرآن العزيز و العلم و الحكمة برحمتك يا أرحم الرّاحمين أللّهمّ ارحمني و اكفني يا

ص: 624

كافي كلّ شيء بقدرتك على كلّ شيء اكفني كلّ شيء و اصرف عنّي كلّ ذي شرّ برحمتك يا أرحم الرّاحمين.

و عن النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال أهدى إليّ جبرئيل عليه السّلام هديّة فقال اكتب على الطّست بالزّعفران الحمد و المعوّذتين و التّوحيد و القارعة و تبارك و الحشر و يس. ثمّ اكتب لا إله إلاّ اللّه المعبود في رؤوس الجبال، لا إله إلاّ اللّه المعبود في الأرضين القفار، لا إله إلاّ اللّه المعبود في لجج البحار لا إله إلاّ اللّه المعبود في الأودية و الآكام، لا إله إلاّ اللّه المعبود في كلّ أوان، لا إله إلاّ اللّه المذكور بكلّ لسان، لا إله إلاّ اللّه المسؤول مع كلّ شدّة و رخاء، لا إله إلاّ اللّه المعروف بالإحسان، لا إله إلاّ اللّه الفعّال لما يريد، لا إله إلاّ اللّه الحيّ الدّائم الّذي لا يزول سبحان ذي الملكوت سبحان ذي العزّة و الجبروت سبحان الحيّ الّذي لا يموت سبحان الحيّ الدّائم الّذي لا يزول اغسل المكتوب بماء زمزم أو بماء المطر من الطّست و اشربه وقت السّحور ليلة الاثنين أو ليلة الخميس أو ليلة الجمعة مع ثلاث أواق كندر و ثلاث مثاقيل سكر طبرزد و عشرة مثاقيل عسل، ثمّ صلّ ركعتين تقرأ في كلّ ركعة بالحمد مرّة و الإخلاص خمسين مرّة ثمّ تصبح صائما و لا يمضى عليك أربعون يوما إلاّ و تصير حافظا، قال علي عليه السّلام و ابن عبّاس و جماعة من الصّحابة تعلّمنا ذلك فما فرحنا بالإسلام كفرحنا به و هو ينفع لمن دون الستّين عمره فإذا بلغ الستّين قلّ نفعه، قال الزهري كتبته و أنا ابن الستين سنة فلم يأت عليّ شهرين إلاّ و وجدت في نفسي من الزّيادة ما لا أقدر عليه و كان يكتبه و يسقيه لولده.

و ذكر ابن فهد رحمه اللّه في عدّته أنّ النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم قال يا عليّ إذا أردت أن تحفظ كل ما تسمع فقل في دبر كلّ صلاة سبحان من لا يعتدي على أهل مملكته سبحان من لا يأخذ أهل الأرض بألوان العذاب سبحان الرّؤوف الرّحيم، أللّهمّ اجعل في قلبي نورا و بصرا و فهما و علما إنّك على كلّ شيء قدير.

قال شهاب الدّين السّهروردي من كان بعيد الذّهن قليل الحفظ فليقل كلّ يوم

ص: 625

بعد صلاة الفجر قبل أن يتكلّم يا حيّ يا قيّوم فلا يفوت شيئا علمه و لا يؤوده فإنّه يكثر حفظه و يقل نسيانه، و عن أبي العباس البوني ينبغي لمن كان كثير النّسيان أن يواظب على قراءة رَبَّنٰا لاٰ تُؤٰاخِذْنٰا إِنْ نَسِينٰا (الآية) في سنة الفجر ثمّ يقول: أللّهمّ لا تنسني ما أقرأ في يومي هذا فإنّك قلت سنقرئك فلا تنسى فإنّه لا ينسى ما قرأه في ذلك اليوم.

و في كتاب جمع الشّتات عن الصّادق عليه السّلام إذا أردت أن تحدّث عنّا بحديث فأنساكه الشّيطان فضع يدك على جبهتك و قل صلّى اللّه على محمّد و آله أللّهمّ إنّي أسألك يا مذكّر الخير و الآمر به ذكّرني ما أنسانيه الشّيطان فإنّه يذكره إن شاء اللّه تعالى.

و في كتاب من لا يحضره الفقيه عن الصّادق عليه السّلام من كثر عليه السّهو في الصّلاة فليقل إذا دخل الخلاء بسم اللّه و باللّه أعوذ باللّه من الرّجس النّجس الخبيث المخبث الشّيطان الرّجيم.

و في الرّسالة النّفليّة للشّهيد رحمه اللّه يستحبّ تخفيف الصّلاة لكثير السّهو و ليطعن فخذه اليسرى بمسبّحته اليمنى عند الشّروع في الصّلاة قائلا بسم اللّه و باللّه توكّلت على اللّه و أعوذ باللّه السّميع العليم من الشّيطان الرّجيم.

فصل: يجمع أشياء متفرّقة وجد بخطّ الشّهيد رحمه اللّه قال وجدت في كتاب الفرج بعد الشدّة للقاضي التنوخي ما هذه صورته و ما أعجب هذا الخبر فإني وجدته في عدّة كتب بأسانيد و غير أسانيد على اختلاف في الألفاظ و المعنى قريب و أنا أذكر أصحّها عندي.

وجدت في كتاب محمّد بن جرير الطّبري الّذي سماه كتاب الآداب الحميدة نقلته بحذف الإسناد عن الحارث بن روح عن أبيه عن جدّه أنّه قال لبنيه يا بنيّ إذا دهمكم أمر أو أهمّكم فلا يبيتنّ أحدكم إلاّ و هو طاهر على فراش و لحاف طاهرين و لا يبيتنّ و معه امرأة ثمّ ليقرأ و الشّمس سبعا و اللّيل سبعا ثم ليقل: أللّهمّ اجعل لي من أمري هذا فرجا و مخرجا فإنّه يأتيه أوّل ليلة أو في الثّالثة أو في الخامسة و أظنّه

ص: 626

قال أو في السّابعة يقول له المخرج ممّا أنت فيه كذا قال أنس فأصابني وجع لم أدر كيف آتي له ففعلت أوّل ليلة فأتاني اثنان فجلس أحدهما عند رأسي و الآخر عند رجلي، ثمّ قال أحدهما للآخر جسّه فلمس جسدي كله فلمّا انتهى إلى موضع من رأسي قال احتجم ههنا و لا تحلق و لكن أطلّه بغراء ثمّ التفت إليّ أحدهما أو كلاهما فقال لي فكيف لو ضممت إليهما التّين و الزّيتون قال فاحتجمت فبرئت و أنا فلست أحدّث به أحدا إلاّ و حصل له الشّفاء.

و من العدّة عن النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم من أصابه همّ أو غمّ أو كرب أو بلاء أو لأواء فليقل اللّه ربّي لا أشرك به شيئا توكّلت على الحيّ الّذي لا يموت.

و منها عن الكاظم عليه السّلام من استكفى بآية من القرآن من المشرق إلى المغرب كفي إذا كان له يقين.

و منها عن الكاظم عليه السّلام احتجز من النّاس كلّهم ببسم اللّه الرّحمن الرّحيم و ب قُلْ هُوَ اَللّٰهُ أَحَدٌ (السّورة) اقرأها عن يمينك و عن شمالك و من بين يديك و من خلفك و من فوقك و من تحتك و إذا دخلت على سلطان جائر فاقرأها حين تنظر إليه ثلاثا و اعقد بيدك اليسرى ثمّ لا تفارقها حتّى تخرج من عنده.

في دعاء الأمن من السلطان

و منها عن الصّادق عليه السّلام من دخل على سلطان يخافه فليقرأ عندما يقابله كهيعص و يضم أصابع يده اليمنى كلّما قرأ حرفا ضمّ أصبعا ثم يقرأ حم عسق و يضمّ أصابع يده اليسرى كذلك ثمّ يقرأ وَ عَنَتِ اَلْوُجُوهُ لِلْحَيِّ اَلْقَيُّومِ و يفتحها في وجهه يكفى شرّه.

قلت و يقرب من هذا ما ذكره صاحب حياة الحيوان فيه قال إذا دخل الإنسان على من يخاف شرّه فليقرأ كهيعص حم عسق حين يقابله و عدد حروف الكلمتين عشرة يعقد لكل حرف أصبعا من أصابعه يبدأ بإبهام يده اليمنى و يختم بإبهام اليسرى ثمّ يقرأ في نفسه سورة الفيل فإذا وصل إلى قوله ترميهم كرّر لفظ ترميهم عشرا و يفتح في كلّ مرّة اصبعا من الأصابع المعقودة يأمن شرّه و هو عجيب مجرّب.

و من كتاب طبّ الأئمّة عليهم السّلام عن الكاظم عليه السّلام لمن يدخل على سلطان

ص: 627

يخافه يقول إذا نظره يا من لا يضام و لا يرام و به تواصلت الأرحام صلّ على محمّد و آله و اكفني شرّه بحولك.

و من كتاب دفع الهموم إذا فزعت من سلطان أو غيره فقل في وجهه حسبي اللّه لا إله إلاّ هو عليه توكّلت و هو ربّ العرش العظيم.

و منه للسّلطان إذا خفته فقل مرارا اللّه اللّه ربّي لا أشرك به شيئا فإنّه لا يضرّك.

و منه ممّا قد جرّب تقوله في وجهه أطفأت غضبك يا فلان بلا إله إلاّ اللّه و منه تقول في وجهه فلا يضرّك كتب اللّه لأغلبنّ أنا و رسلي إنّ اللّه قويّ عزيز.

و منه إذا خفته تقرأ في وجهه و ينجّي اللّه الّذين اتّقوا بمفازتهم لا يمسّهم السّوء و لا هم يحزنون فإنّه لا يضرّك.

صفات الاحتجاب عن الآفات بالحصيات منها ما ذكره محمّد بن عثمان بن عليّ بن يحيى الأنصاري في كتابه مستوجب المحامد في شرح خاتم أبي حامد أنّه إذا خفت في مكان فخذ بعدد لفظ الهاء حصى و ترشهم حولك و تدفن عدد الزّاي عند رأسك تأمن إن شاء اللّه.

و منها من الكتاب المذكور أيضا أنّه إذا أردت النّوم في برية فخذ بعدد نقط الهاء حصى و ادفنهم عند رأسك ثمّ خذ خمسة أخرى على أسماء أولي العزم تلقط 1 - و تقول نوح عليه السّلام. 2 - إبراهيم عليه السّلام. 3 - موسى عليه السّلام. 4 - عيسى عليه السّلام. 5 - محمّد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ثم ترمي واحدة إلى القبلة و تقول قوله و 2 - إلى المشرق و تقول الحق. و 3 - إلى الشمال و تقول و له. و 4 - إلى المغرب و تقول الملك و 5 - تضعها مع الحصى المتقدّم ذكرهم و تقول قفوا و لا تبرحوا فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرّحمة و ظاهره من قبله العذاب ثمّ تأخذ أربعين حصاة فتدفنها حولك و تنام فإنّه حجاب عظيم. و منها صفة الإخفاء تقول فقج مخمت.

من دعاء جدّه عليّ بن الحسين عليه السّلام العسكري عليه السّلام: بسمل و قل يا

ص: 628

عدّتي عند شدّتي يا غوثي عند كربتي أحرسني بعينك الّتي لا تنام و اكنفني بركنك الّذي لا يرام.

القائم عليه السّلام بسمل و قل يا مالك الرّقاب و هازم الأحزاب يا مفتّح الأبواب يا مسبّب الأسباب سبّب لنا سببا لا نستطيع له طلبا بحقّ لا إله إلاّ اللّه محمّد رسول اللّه صلوات اللّه عليه و آله أجمعين قلت و هذان الدّعاءان ذكرهما ابن طاوس رحمه اللّه في مهجه في باب الأحراز.

في أدعية مختلفة للأئمة (ع)

و لنختم هذه الأدعية بأدعية تنسب إلى الحسين و التسعة من ولده عليهم السلام نقلتها من حديث طويل بإسناد صحيح إلى النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.

للحسين عليه السّلام و دعاؤه أن تقول بعد صلاة الفريضة أللّهمّ إنّي أسألك بكلماتك و معاقد عرشك و سكّان سماواتك و أرضك و أنبيائك و رسلك أن تستجيب لي فقد رهقني من أمري عسر فأسألك أن تصلّي على محمّد و آل محمّد و أن تجعل لي من عسري يسرا.

للسّجاد عليه السّلام و هو يا دائم يا ديموم يا حيّ يا قيّوم يا كاشف الغمّ يا فارج الهمّ و يا باعث الرّسل و يا صادق الوعد صلّ على محمّد و آل محمّد و افعل بي ما أنت أهله.

للباقر عليه السّلام و هو أللّهمّ إن كان لي عندك رضوان و ودّ فاغفر لي و لمن اتّبعني من إخواني و شيعتي و طيّب ما في صلبي برحمتك يا أرحم الرّاحمين و صلّى اللّه على محمّد و آل محمّد.

للصّادق عليه السّلام و هو يا ديّان غير متوان يا أرحم الرّاحمين اجعل لشيعتي من النّار وقاء و عندك رضى و اغفر ذنوبهم و يسّر أمورهم و اقض ديونهم و استر عوراتهم وهب لهم الكبائر الّتي بينك و بينهم، يا من لا يخاف الضّيم و لا تأخذه سنة و لا نوم اجعل لي من كلّ غمّ فرجا و مخرجا.

ص: 629

للكاظم عليه السّلام و هو يا خالق الخلق و يا باسط الرّزق و يا فالق الحبّ و بارىء النّسم و محيي الموتى و مميت الأحياء و دائم الثّبات و مخرج النّبات افعل بي ما أنت أهله و لا تفعل بي ما أنا أهله فإنّك أهل التّقوى و أهل المغفرة.

للرضا عليه السّلام و هو اللّهمّ اعطني الهدى و ثبّتني عليه و احشرني عليه آمنا أمن من لا خوف عليه و لا حزن و لا جزع إنّك أهل التّقوى و أهل المغفرة.

للجواد عليه السّلام و هو يا من لا شبيه له و لا مثال أنت اللّه لا إله إلاّ أنت و لا خالق إلاّ أنت تفني المخلوقين و تبقى أنت حلمت عمّن عصاك و في المغفرة رضاك.

للهادي عليه السّلام و هو يا نور يا برهان يا مبين يا متين يا ربّ اكفني شرّ الشّرور و آفات الدّهور و أسألك النّجاة يوم ينفخ في الصّور.

للعسكري عليه السّلام و هو يا عزيز العزّ في عزّه ما أعزّ عزيز العزّ في عزّه يا عزيز أعزّني بعزّك و أيّدني بنصرك و اطرد عنّي همزات الشّياطين و ادفع عنّي بدفعك و امنع عنّي بمنعك و اجعلني من خيار خلقك يا واحد يا أحد يا فرد يا صمد.

للقائم عليه السّلام و هو يا نور النّور يا مدبّر الأمور يا باعث من في القبور صلّ على محمّد و آل محمّد و اجعل لي و لشيعتي من الضّيق فرجا و من الهمّ مخرجا و أوسع لنا المنهج و أطلق لنا من عندك ما يفرّج و افعل بنا ما أنت أهله يا كريم.

و للقائم عليه السّلام أدعية عظيمة الشّأن كبيرة المنزلة جليلة القدر مرّت في هذا الكتاب كدعاء العبرات و دعاء سهم الليل و الدّعاء الّذي بعده و دعاء العلويّ المصري.

في أحراز الأئمة (ع)

فصل تذكر فيه أدعية و عوذ مشرّفات و ضراعات عند الأمور المخوفات عن النبي و آله عليهم أفضل الصّلوات ما بين مقصّرات و مطوّلات فمن ذلك ما ذكره السيّد بهاء الدّين عليّ بن عبد الحميد في كتابه الأنوار المضيئة أن آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة أم النّبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم لما حان أن تضع أتاها آت في منامها و أمرها

ص: 630

أن تعوّذ النّبي بهذه العوذة: أعيذه بالواحد من شرّ كلّ حاسد و كلّ خلق رائد من قائم و قاعد يأخذ بالمراصد.

و من ذلك حرز لمولانا زين العابدين يقرأ صباحا و مساء بسمل و قل: بسم اللّه و باللّه سددت أفواه الجنّ و الإنس و الشّياطين و السّحرة و الأبالسة من الجنّ و الإنس و السّلاطين و من يلوذ بهم باللّه العزيز الأعزّ و باللّه الكبير الأكبر، بسم اللّه الظّاهر الباطن المكنون المخزون الّذي أقام به السّماوات و الأرض ثمّ استوى على العرش، بسم اللّه الرّحمن الرّحيم وَ وَقَعَ اَلْقَوْلُ عَلَيْهِمْ بِمٰا ظَلَمُوا فَهُمْ لاٰ يَنْطِقُونَ مٰا لَكُمْ لاٰ تَنْطِقُونَ قٰالَ اِخْسَؤُا فِيهٰا وَ لاٰ تُكَلِّمُونِ وَ خَشَعَتِ اَلْأَصْوٰاتُ لِلرَّحْمٰنِ فَلاٰ تَسْمَعُ إِلاّٰ هَمْساً وَ عَنَتِ اَلْوُجُوهُ لِلْحَيِّ اَلْقَيُّومِ وَ قَدْ خٰابَ مَنْ حَمَلَ ظُلْماً وَ إِذٰا قَرَأْتَ اَلْقُرْآنَ جَعَلْنٰا بَيْنَكَ وَ بَيْنَ اَلَّذِينَ لاٰ يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجٰاباً مَسْتُوراً وَ جَعَلْنٰا عَلىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ (الآية) وَ جَعَلْنٰا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا (الآية) اَلْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلىٰ أَفْوٰاهِهِمْ فَهُمْ لاٰ يَنْطِقُونَ لَوْ أَنْفَقْتَ مٰا فِي اَلْأَرْضِ (الآية) و صلّى اللّه على محمّد و آله الطّاهرين.

و من ذلك حرز الصّادق عليه السّلام الّذي لمّا قرأه آمنه اللّه من المنصور و هو بسم اللّه الرّحمن الرّحيم الحمد للّه الّذي هداني للإسلام و أكرمني بالإيمان و عرّفني الحقّ الّذي عنه يؤفكون و النّبأ العظيم الّذي هم فيه مختلفون سبحان اللّه الّذي رفع السّماء بغير عمد ترونها و أنشأ جنّات المأوى بلا أمد تلقونها و لا إله إلاّ اللّه السّابغ النّعمة الدّافع النّقمة الواسع الرّحمة و اللّه أكبر ذو السّلطان المنيع و الإنشاء البديع و الشّأن الرّفيع و الحساب السّريع، أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد عبدك و رسولك و نبيّك و أمينك و شهيدك التّقيّ النّقيّ البشير النّذير السّراج المنير محمّد و آله الطّيّبين الأخيار ما شاء اللّه توجّها إلى اللّه ما شاء اللّه تقرّبا إلى اللّه ما شاء اللّه تلطّفا إلى اللّه ما شاء اللّه ما بنا من نعمة فمن اللّه ما شاء اللّه لا يصرف السّوء إلاّ اللّه ما شاء اللّه لا يسوق الخير إلاّ اللّه ما شاء اللّه لا قوّة إلاّ باللّه أعيذ نفسي و شعري و بشري و أهلي و مالي و ولدي

ص: 631

و ذرّيّتي و ديني و دنياي و ما رزقني ربّي و ما أغلقت عليه أبوابي و أحاطت به جدراني و ما أتقلّب فيه من نعمه و إحسانه و جميع إخواني و أقربائي و قراباتي من المؤمنين و المؤمنات باللّه العظيم، و بأسمائه التّامّة العامّة الكافية الشّافية الفاضلة المباركة المنيفة المتعالية الزّاكية الشّريفة الكريمة الطّاهرة المعظّمة المخزونة المكنونة الّتي لا يجاوزهنّ برّ و لا فاجر و بأمّ الكتاب و فاتحته و خاتمته و ما بينهما من سورة شريفة و آية محكمة و شفاء و رحمة و عوذة و بركة و بالتّوراة و بالإنجيل و الزّبور و الفرقان و بصحف إبراهيم و موسى و بكلّ كتاب أنزله اللّه و بكلّ رسول أرسله اللّه و بكلّ حجّة أقامها اللّه و بكلّ برهان أظهره اللّه و بكلّ آلاء اللّه و عزّة اللّه و عظمة اللّه و قدرة اللّه و سلطان اللّه و جلال اللّه و منعة اللّه و منّ اللّه و عفو اللّه و حكم اللّه و غفران اللّه و ملائكة اللّه و كتب اللّه و رسل اللّه و أنبياء اللّه و محمّد رسول اللّه من غضب اللّه و سخط اللّه و نكال اللّه و عقاب اللّه و أخذ اللّه و بطشه و اجتياحه و اجتثاثه و اصطلامه و تدميره و سطواته و نقمته و جميع مثلاته و من إعراضه و صدوده و تنكيله و توكيله و خذلانه و دمدمته و تخليته، و من الكفر و النّفاق و الشّك و الشّرك و الحيرة في دين اللّه و من شرّ يوم النّشور و الحشر و الموقف و الحساب و من شرّ كتاب قد سبق و من زوال النّعمة و تحويل العافية و حلول النّقمة و موجبات الهلكة، و من مواقف الخزي و الفضيحة في الدّنيا و الآخرة و أعوذ باللّه العظيم من هوى مرد و قرين مله و صاحب مسه و جار مؤذ و غنى مطغ و فقر منس، و من قلب لا يخشع و صلاة لا تنفع و دعاء لا يسمع و عين لا تدمع و نفس لا تقنع و بطن لا يشبع و عمل لا يرفع و استغاثة لا تجاب و غفلة و تفريط يوجبان الحسرة و النّدامة، و من الرّياء و السّمعة و الشّكّ و العمى في دين اللّه و من نصب و اجتهاد يوجبان العذاب و من مردّ إلى النّار و من ضلع الدّين و غلبة الرّجال و سوء المنظر في الدّين و النّفس و الأهل و المال و الولد و الإخوان و عند معاينة ملك الموت عليه السّلام و أعوذ باللّه العظيم من الغرق و الحرق و الشّرق و السّرق و الهدم و الخسف و الرّجم و الحجارة و الصّيحة و الزّلازل و الفتن و العين و الصّواعق و البرد و القود و القرد

ص: 632

و الجنون و الجذام و البرص و أكل السّبع و ميتة السّوء و جميع أنواع البلايا في الدّنيا و الآخرة، و أعوذ باللّه العظيم من شرّ السّامّة و اللاّمّة و الخاصّة و العامّة و الحامّة و من شرّ أحداث النّهار و من شرّ طوارق اللّيل إلاّ طارقا يطرق بخير يا رحمن، و من درك الشّقاء و سوء القضاء و جهد البلاء و شماتة الأعداء و الفقر إلى الإكفاء و سوء الممات و المحياء و سوء المنقلب و أعوذ باللّه العظيم من شرّ إبليس و جنوده و أتباعه و أشياعه و من شرّ الجنّ و الإنس و من شرّ الشّيطان و من شرّ السّلطان و من شرّ كلّ ذي شرّ و من شرّ ما أخاف و أحذر و من شرّ فسقة العرب و العجم و من شرّ فسقة الجنّ و الإنس و من شرّ ما في النّور و الظّلمة و من شرّ ما دهم أو هجم أو ألمّ و من شرّ كلّ سقم و همّ و غمّ و آفة و ندم و من شرّ ما في اللّيل و النّهار و البرّ و البحار و من شرّ الفسّاق و الذّعّار و الفجّار و الكفّار و الحسّاد و السّحّار و الجبابرة و الأشرار و من شرّ ما ينزل من السّماء و ما يعرج فيها و من شرّ ما يلج في الأرض و ما يخرج منها و من شرّ كلّ دابّة ربّي آخذ بناصيتها إنّ ربّي على صراط مستقيم، و أعوذ باللّه العظيم من شرّ ما استعاذ منه الملائكة المقرّبون و الأنبياء المرسلون و الشّهداء الصّالحون و عبادك المتّقون، و محمّد و عليّ و فاطمة و الحسن و الحسين و الأئمّة المهديّون و الأوصياء و الحجج المطهّرون عليهم السّلام و رحمة اللّه و بركاته، و أسألك أن تعطيني من خير ما سألوكه و أن تعيذني من شرّ ما استعاذوا بك منه و أسألك من الخير كلّه عاجله و آجله ما علمت منه و ما لم أعلم و أعوذ بك من همزات الشّياطين و أعوذ بك ربّ أن يحضرون، أللّهمّ من أرادني في يومي هذا أو في ما بعده من الأيّام من جميع خلقك كلّهم من الجنّ و الإنس من قريب أو بعيد ضعيف أو شديد بشرّ أو مكروه أو مساءة بيد أو لسان أو قلب فأحرج صدره و أفحم لسانه و اسدد سمعه و افتح بصره و أرعب قلبه و اشغله بنفسه و أمته بغيظه و اكفنيه بم شئت و كيف شئت و أنّى شئت بحولك و قوّتك إنّك على كلّ شيء قدير، أللّهمّ اكفني شرّ من نصب لي حدّه و اكفني مكر المكرة و أعنّي على ذلك بالسّكينة و الوقار و ألبسني درعك الحصينة و أحيني ما

ص: 633

أحييتني في سترك الواقي و أصلح حالي أصبحت و أمسيت في جوار اللّه ممتنعا و بعزّة اللّه الّتي لا ترام محتجبا و بسلطان اللّه المنيع معتصما متمسّكا و بأسماء اللّه الحسنى كلّها عائذا أصبحت في حمى اللّه الّذي لا يستباح و في ذمّته الّتي لا تخفر و في حبل اللّه الّذي لا يجذم و في جوار اللّه الّذي لا يستضام و في منع اللّه الّذي لا يدرك و في ستر اللّه الّذي لا يهتك و في عون اللّه الّذي لا يخذل، أللّهمّ اعطف علينا قلوب عبيدك و إمائك و أوليائك برأفة منك و رحمة إنّك أنت أرحم الرّاحمين حسبي اللّه و كفى سمع اللّه لمن دعا ليس وراء اللّه منتهى و لا دون اللّه ملجأ من اعتصم باللّه نجا كتب اللّه لأغلبنّ أنا و رسلي إنّ اللّه قويّ عزيز فاللّه خير حافظا و هو أرحم الرّاحمين، و ما توفيقي إلاّ باللّه عليه توكّلت و هو ربّ العرش العظيم، شهد اللّه أنّه لا إله إلاّ هو و الملائكة و أولوا العلم قائما بالقسط لا إله إلاّ هو العزيز الحكيم إنّ الدّين عند اللّه الإسلام تحصّنت باللّه العظيم و اعتصمت بالحيّ الّذي لا يموت و رميت كلّ عدوّ لنا بلا حول و لا قوّة إلاّ باللّه العليّ العظيم و صلّى اللّه على محمّد و آله الطّيّبين الطّاهرين و سلّم.

و من ذلك حرز آخر له عليه السّلام برواية عليّ بن إبراهيم بن هاشم قال: إنّ الصّادق عليه السّلام استخرج من كتاب اللّه تعالى آيات من القرآن و جعلها حرزا لابنه الكاظم عليه السّلام و كان يقرأه و يعوذ نفسه به: بسم اللّه الرّحمن الرّحيم بسم اللّه لا إله إلاّ اللّه أبدا حقّا لا إله إلاّ اللّه إيمانا و صدقا لا إله إلاّ اللّه تعبّدا و رقّا لا إله إلاّ اللّه تلطّفا و رقّا لا إله إلاّ اللّه، بسم اللّه و الحمد للّه و اعتصمت باللّه و ألجأت ظهري إلى اللّه ما شاء اللّه لا قوّة إلاّ باللّه و نعم القادر اللّه و نعم المولى اللّه و نعم النّصير اللّه و لا يأتي بالحسنات إلاّ اللّه و لا يصرف السّيّئات إلاّ اللّه و ما بنا من نعمة فمن اللّه و إنّ الأمر كلّه للّه و أستكفي اللّه و أستعين اللّه و أستقيل اللّه و أستغفر اللّه و أستغيث اللّه و صلّى اللّه على محمّد رسول اللّه و آله و على أنبياء اللّه و على ملائكة اللّه و على الصّالحين من عباد

ص: 634

اللّه، إِنَّهُ مِنْ سُلَيْمٰانَ وَ إِنَّهُ بِسْمِ اَللّٰهِ اَلرَّحْمٰنِ اَلرَّحِيمِ كَتَبَ اَللّٰهُ لَأَغْلِبَنَّ (الآية) لا يضرّكم كيدهم شيئا إنّ اللّه بما تعملون محيط وَ اِجْعَلْ لِي مِنْ لَدُنْكَ سُلْطٰاناً نَصِيراً ، إِذْ هَمَّ قَوْمٌ أَنْ يَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ فَكَفَّ أَيْدِيَهُمْ عَنْكُمْ وَ اِتَّقُوا اَللّٰهَ وَ عَلَى اَللّٰهِ فَلْيَتَوَكَّلِ اَلْمُؤْمِنُونَ ، وَ اَللّٰهُ يَعْصِمُكَ مِنَ اَلنّٰاسِ إِنَّ اَللّٰهَ لاٰ يَهْدِي اَلْقَوْمَ اَلْكٰافِرِينَ ، كُلَّمٰا أَوْقَدُوا نٰاراً لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اَللّٰهُ وَ يَسْعَوْنَ فِي اَلْأَرْضِ فَسٰاداً وَ اَللّٰهُ لاٰ يُحِبُّ اَلْمُفْسِدِينَ ، يٰا نٰارُ كُونِي بَرْداً وَ سَلاٰماً عَلىٰ إِبْرٰاهِيمَ وَ زٰادَكُمْ فِي اَلْخَلْقِ بَصْطَةً فَاذْكُرُوا آلاٰءَ اَللّٰهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ، لَهُ مُعَقِّبٰاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَ مِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اَللّٰهِ رَبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ (الآية) وَ قَرَّبْنٰاهُ نَجِيًّا وَ رَفَعْنٰاهُ مَكٰاناً عَلِيًّا سَيَجْعَلُ له اَلرَّحْمٰنُ وُدًّا وَ أَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِنِّي وَ لِتُصْنَعَ عَلىٰ عَيْنِي إِذْ تَمْشِي أُخْتُكَ فَتَقُولُ هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلىٰ مَنْ يَكْفُلُهُ فَرَجَعْنٰاكَ إِلىٰ أُمِّكَ كَيْ تَقَرَّ عَيْنُهٰا وَ لاٰ تَحْزَنَ، وَ قَتَلْتَ نَفْساً فَنَجَّيْنٰاكَ مِنَ اَلْغَمِّ وَ فَتَنّٰاكَ فُتُوناً لاٰ تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ اَلْآمِنِينَ لاٰ تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ اَلْأَعْلىٰ لاٰ تَخٰافُ دَرَكاً وَ لاٰ تَخْشىٰ لاٰ تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ اَلْقَوْمِ اَلظّٰالِمِينَ لاٰ تَخَفْ إِنّٰا مُنَجُّوكَ وَ أَهْلَكَ ، لاٰ تَخٰافٰا إِنَّنِي مَعَكُمٰا أَسْمَعُ وَ أَرىٰ وَ يَنْصُرَكَ اَللّٰهُ نَصْراً عَزِيزاً وَ مَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اَللّٰهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اَللّٰهَ بٰالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اَللّٰهُ لِكُلِّ شَيْ ءٍ قَدْراً ، فَوَقٰاهُمُ اَللّٰهُ شَرَّ ذٰلِكَ اَلْيَوْمِ وَ لَقّٰاهُمْ نَضْرَةً وَ سُرُوراً وَ يَنْقَلِبُ إِلىٰ أَهْلِهِ مَسْرُوراً وَ رَفَعْنٰا لَكَ ذِكْرَكَ يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اَللّٰهِ وَ اَلَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلّٰهِ ، رَبَّنٰا أَفْرِغْ عَلَيْنٰا صَبْراً وَ ثَبِّتْ أَقْدٰامَنٰا وَ اُنْصُرْنٰا عَلَى اَلْقَوْمِ اَلْكٰافِرِينَ ، اَلَّذِينَ قٰالَ لَهُمُ اَلنّٰاسُ إِنَّ اَلنّٰاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزٰادَهُمْ إِيمٰاناً وَ قٰالُوا حَسْبُنَا اَللّٰهُ وَ نِعْمَ اَلْوَكِيلُ فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اَللّٰهِ وَ فَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَ اِتَّبَعُوا رِضْوٰانَ اَللّٰهِ وَ اَللّٰهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ ، أَ وَ مَنْ كٰانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنٰاهُ وَ جَعَلْنٰا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِي اَلنّٰاسِ هُوَ اَلَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَ بِالْمُؤْمِنِينَ وَ أَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مٰا فِي اَلْأَرْضِ جَمِيعاً مٰا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَ لٰكِنَّ اَللّٰهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ، سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَ نَجْعَلُ لَكُمٰا سُلْطٰاناً فَلاٰ يَصِلُونَ إِلَيْكُمٰا بِآيٰاتِنٰا أَنْتُمٰا وَ مَنِ اِتَّبَعَكُمَا اَلْغٰالِبُونَ عَلَى اَللّٰهِ تَوَكَّلْنٰا، رَبَّنَا اِفْتَحْ بَيْنَنٰا وَ بَيْنَ قَوْمِنٰا بِالْحَقِّ وَ أَنْتَ خَيْرُ اَلْفٰاتِحِينَ ، إِنِّي تَوَكَّلْتُ عَلَى اَللّٰهِ رَبِّي وَ رَبِّكُمْ

ص: 635

وَ مٰا مِنْ دَابَّةٍ فِي اَلْأَرْضِ إِلاّٰ عَلَى اَللّٰهِ رِزْقُهٰا وَ يَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهٰا وَ مُسْتَوْدَعَهٰا كُلٌّ فِي كِتٰابٍ مُبِينٍ ، فَسَتَذْكُرُونَ مٰا أَقُولُ لَكُمْ وَ أُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اَللّٰهِ إِنَّ اَللّٰهَ بَصِيرٌ بِالْعِبٰادِ ، فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اَللّٰهُ لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَ هُوَ رَبُّ اَلْعَرْشِ اَلْعَظِيمِ ، ربّ أَنِّي مَسَّنِيَ اَلضُّرُّ وَ أَنْتَ أَرْحَمُ اَلرّٰاحِمِينَ لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ أَنْتَ سُبْحٰانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ اَلظّٰالِمِينَ ، الم ذٰلِكَ اَلْكِتٰابُ لاٰ رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ اَلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَ يُقِيمُونَ اَلصَّلاٰةَ وَ مِمّٰا رَزَقْنٰاهُمْ يُنْفِقُونَ ، اَللّٰهُ لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ اَلْحَيُّ اَلْقَيُّومُ لاٰ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَ لاٰ نَوْمٌ (الآية) وَ عَنَتِ اَلْوُجُوهُ (الآية) فَتَعٰالَى اَللّٰهُ اَلْمَلِكُ اَلْحَقُّ لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ رَبُّ اَلْعَرْشِ اَلْكَرِيمِ ، فَلِلّٰهِ اَلْحَمْدُ رَبِّ اَلسَّمٰاوٰاتِ وَ رَبِّ اَلْأَرْضِ رَبِّ اَلْعٰالَمِينَ ، وَ لَهُ اَلْكِبْرِيٰاءُ فِي اَلسَّمٰاوٰاتِ وَ اَلْأَرْضِ وَ هُوَ اَلْعَزِيزُ اَلْحَكِيمُ، وَ إِذٰا قَرَأْتَ اَلْقُرْآنَ (1) جَعَلْنٰا بَيْنَكَ وَ بَيْنَ اَلَّذِينَ لاٰ يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ حِجٰاباً مَسْتُوراً، وَ جَعَلْنٰا عَلىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَ فِي آذٰانِهِمْ وَقْراً وَ إِذٰا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي اَلْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلىٰ أَدْبٰارِهِمْ نُفُوراً ، أَ فَرَأَيْتَ مَنِ اِتَّخَذَ إِلٰهَهُ هَوٰاهُ وَ أَضَلَّهُ اَللّٰهُ عَلىٰ عِلْمٍ وَ خَتَمَ عَلىٰ سَمْعِهِ وَ قَلْبِهِ وَ جَعَلَ عَلىٰ بَصَرِهِ غِشٰاوَةً فَمَنْ يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اَللّٰهِ أَ فَلاٰ تَذَكَّرُونَ ، وَ جَعَلْنٰا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا (الآية) وَ مٰا تَوْفِيقِي إِلاّٰ بِاللّٰهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَ إِلَيْهِ أُنِيبُ إِنَّ اَللّٰهَ مَعَ اَلَّذِينَ اِتَّقَوْا وَ اَلَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ ، وَ قٰالَ اَلْمَلِكُ اِئْتُونِي بِهِ أَسْتَخْلِصْهُ لِنَفْسِي فَلَمّٰا كَلَّمَهُ قٰالَ إِنَّكَ اَلْيَوْمَ لَدَيْنٰا مَكِينٌ أَمِينٌ ، وَ خَشَعَتِ اَلْأَصْوٰاتُ لِلرَّحْمٰنِ (الآية) فَسَيَكْفِيكَهُمُ اَللّٰهُ (الآية) لَوْ أَنْزَلْنٰا هٰذَا اَلْقُرْآنَ عَلىٰ جَبَلٍ (السورة) رَبَّنٰا ظَلَمْنٰا أَنْفُسَنٰا وَ إِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنٰا وَ تَرْحَمْنٰا لَنَكُونَنَّ مِنَ اَلْخٰاسِرِينَ رَبَّنَا اِصْرِفْ عَنّٰا عَذٰابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذٰابَهٰا كٰانَ غَرٰاماً ، رَبَّنٰا مٰا خَلَقْتَ هٰذٰا بٰاطِلاً سُبْحٰانَكَ فَقِنٰا عَذٰابَ اَلنّٰارِ ، وَ قُلِ اَلْحَمْدُ لِلّٰهِ اَلَّذِي لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ شَرِيكٌ فِي اَلْمُلْكِ وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلِيٌّ مِنَ اَلذُّلِّ وَ كَبِّرْهُ تَكْبِيراً ، وَ مٰا لَنٰا أَلاّٰ نَتَوَكَّلَ عَلَى اَللّٰهِ وَ قَدْ هَدٰانٰا سُبُلَنٰا وَ لَنَصْبِرَنَّ عَلىٰ مٰا آذَيْتُمُونٰا وَ عَلَى اَللّٰهِ فَلْيَتَوَكَّلِ اَلْمُتَوَكِّلُونَ ، إِنَّمٰا أَمْرُهُ إِذٰا أَرٰادَ شَيْئاً أَنْ

ص: 636


1- في نسخة ثانية: و إذا قرأت القرآن فاستعذ.

يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (الآية) أللّهمّ من أرادني و أهلي و أولادي و أهل عنايتي بشرّ أو ضرّ فاقمع رأسه و اعقل لسانه و ألجم فاه و حل بيني و بينه كيف شئت و أنّى شئت اجعلنا منه و من كلّ دابّة أنت آخذ بناصيتها إنّك على صراط مستقيم، في حجابك الّذي لا يرام و في سلطانك الّذي لا يستضام فإنّ حجابك منيع و جارك عزيز و أمرك غالب و سلطانك قاهر و أنت على كلّ شيء قدير، أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد أفضل ما صلّيت على أحد من خلقك و صلّ على محمّد و آل محمّد كما هديتنا به من الضّلالة و اغفر لنا و لآبائنا و لأمّهاتنا و لجميع المؤمنين و المؤمنات الأحياء منهم و الأموات و تابع بيننا و بينهم بالخيرات إنّك مجيب الدّعوات و أنت على كلّ شيء قدير، أللّهمّ إنّي أستودعك نفسي و ديني و أهلي و مالي و عيالي و أهل حزانتي و خواتيم عملي و جميع ما أنعمت به عليّ من أمر دنياي و آخرتي فإنّه لا يضيع محفوظك و لا ترزء ودائعك قل لن يجيرني من اللّه أحد و لن أجد من دونه ملتحدا، أللّهمّ ربّنا آتنا في الدّنيا حسنة و في الآخرة حسنة و قنا عذاب النّار، و صلّى اللّه على محمّد و آله أجمعين.

في دعاء الصادق (ع) للأمن

و من ذلك دعاء عظيم دعا به الصّادق عليه السّلام قبل دخوله على المنصور فآمنه اللّه تعالى منه: حسبي الرّبّ من المربوبين حسبي الخالق من المخلوقين حسبي من لم يزل حسبي حسبي اللّه لا إله إلاّ هو عليه توكّلت و هو ربّ العرش العظيم حسبي اللّه الّذي لم يزل حسبي حسبي اللّه و نعم الوكيل، أللّهمّ احرسني بعينك الّتي لا تنام و اكنفني بركنك الّذي لا يرام و احفظني بعزّك و اكفني شرّ فلان بقدرتك و منّ عليّ بنصرك و إلاّ هلكت، أللّهمّ إنّك أجلّ و أكبر ممّن أخاف و أحذر، أللّهمّ إنّي أدرأ بك في نحره و أعوذ بك من شرّه و أستكفيك إيّاه يا كافي موسى فرعون و محمّد صلّى اللّه عليه و آله الأحزاب اَلَّذِينَ قٰالَ لَهُمُ اَلنّٰاسُ إِنَّ اَلنّٰاسَ (الآيتين) أُولٰئِكَ اَلَّذِينَ طَبَعَ اَللّٰهُ عَلىٰ قُلُوبِهِمْ (الآية) لاٰ جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي اَلْآخِرَةِ هُمُ اَلْأَخْسَرُونَ وَ جَعَلْنٰا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا (الآية) باللّه أستفتح و باللّه أستنجح و برسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله أتوسّل و بأمير المؤمنين صلّى اللّه عليه أتشفّع و بالحسن و الحسين صلّى اللّه عليهما أتقرّب، أللّهمّ ليّن لي صعوبته و سهّل لي حزونته و وجّه سمعه و بصره و جميع جوارحه إليّ بالرّأفة و الرّحمة و أذهب عنّي غيظه و بأسه و مكره و جنوده و أحزابه و انصرني عليه بحقّ كلّ ملك سابح سبح في رياض قدسك و فضاء نورك و شرب من حيوان مائك و أنقذني بنصرك العامّ المحيط جبرئيل عن يميني و ميكائيل عن يساري و محمّد صلّى اللّه عليه و آله أمامي و اللّه وليّي و حافظي و ناصري و أماني فإنّ حزب اللّه هم الغالبون استترت و احتجبت و امتنعت و تعزّزت بكلمة اللّه الوحدانيّة الأزليّة الإلهيّة الّتي من امتنع بها كان محفوظا إنّ وليّي اللّه الّذي نزّل الكتاب و هو يتولّى الصّالحين.

ص: 637

و من ذلك دعاء عظيم دعا به الصّادق عليه السّلام قبل دخوله على المنصور فآمنه اللّه تعالى منه: حسبي الرّبّ من المربوبين حسبي الخالق من المخلوقين حسبي من لم يزل حسبي حسبي اللّه لا إله إلاّ هو عليه توكّلت و هو ربّ العرش العظيم حسبي اللّه الّذي لم يزل حسبي حسبي اللّه و نعم الوكيل، أللّهمّ احرسني بعينك الّتي لا تنام و اكنفني بركنك الّذي لا يرام و احفظني بعزّك و اكفني شرّ فلان بقدرتك و منّ عليّ بنصرك و إلاّ هلكت، أللّهمّ إنّك أجلّ و أكبر ممّن أخاف و أحذر، أللّهمّ إنّي أدرأ بك في نحره و أعوذ بك من شرّه و أستكفيك إيّاه يا كافي موسى فرعون و محمّد صلّى اللّه عليه و آله الأحزاب اَلَّذِينَ قٰالَ لَهُمُ اَلنّٰاسُ إِنَّ اَلنّٰاسَ (الآيتين) أُولٰئِكَ اَلَّذِينَ طَبَعَ اَللّٰهُ عَلىٰ قُلُوبِهِمْ (الآية) لاٰ جَرَمَ أَنَّهُمْ فِي اَلْآخِرَةِ هُمُ اَلْأَخْسَرُونَ وَ جَعَلْنٰا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا (الآية) باللّه أستفتح و باللّه أستنجح و برسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله أتوسّل و بأمير المؤمنين صلّى اللّه عليه أتشفّع و بالحسن و الحسين صلّى اللّه عليهما أتقرّب، أللّهمّ ليّن لي صعوبته و سهّل لي حزونته و وجّه سمعه و بصره و جميع جوارحه إليّ بالرّأفة و الرّحمة و أذهب عنّي غيظه و بأسه و مكره و جنوده و أحزابه و انصرني عليه بحقّ كلّ ملك سابح سبح في رياض قدسك و فضاء نورك و شرب من حيوان مائك و أنقذني بنصرك العامّ المحيط جبرئيل عن يميني و ميكائيل عن يساري و محمّد صلّى اللّه عليه و آله أمامي و اللّه وليّي و حافظي و ناصري و أماني فإنّ حزب اللّه هم الغالبون استترت و احتجبت و امتنعت و تعزّزت بكلمة اللّه الوحدانيّة الأزليّة الإلهيّة الّتي من امتنع بها كان محفوظا إنّ وليّي اللّه الّذي نزّل الكتاب و هو يتولّى الصّالحين.

و من ذلك دعاؤه عليه السّلام لما أراد أن يقتله المنصور في الكوفة: أللّهمّ أنت ثقتي في كلّ كرب (إلى آخره) و هو دعاء النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم يوم بدر و قد مرّ ذكره في فصل أدعية الأنبياء و الأئمّة عليهم السّلام و هذا الدّعاء قاله عليه السّلام حين وصل إليه رسول المنصور يستحثه فلمّا أن خرج ليركب قال: أللّهمّ بك أستفتح و بك أستنجح و بمحمّد صلّى اللّه عليه و آله أتوجّه، أللّهمّ ذلّل لي حزونته و كلّ حزونة و سهّل لي صعوبته و كلّ صعوبة و ارزقني من الخير فوق ما أرجو و اصرف عنّي من الشّرّ فوق ما أحذر فإنّك تمحو ما تشاء و تثبت و عندك أمّ الكتاب. فلمّا نزل الكوفة صلّى ركعتين و رفع يديه إلى السّماء و قال: أللّهمّ ربّ السّماوات السّبع و ما أظلّت و ربّ الأرضين السّبع و ما أقلّت و الرّياح و ما ذرت و الشّياطين و ما أضلّت و الملائكة و ما عملت أسألك أن تصلّي على محمّد و آل محمّد و أن ترزقني خير هذه البلدة و خير ما فيها و خير أهلها و خير ما قدمت له و أن تصرف عنّي شرّها و شرّ ما فيها و شرّ أهلها و شرّ ما قدمت له. فلمّا قرب من ستر المنصور أخذ بمجامعه و قال: يا إله جبرئيل و ميكائيل و إسرافيل و إله إبراهيم و إسماعيل و إسحاق و يعقوب و محمّد صلّى اللّه عليه

ص: 638

و عليهم تولّني في هذه الغداة و لا تسلّط عليّ الغداة أحدا من خلقك بشيء لا طاقة لي به. فلمّا دخل حرّك شفتيه بهذا الدّعاء و هو: أللّهمّ احرسنا بعينك الّتي لا تنام و اكنفنا بركنك الّذي لا يرام و ارحمنا بقدرتك علينا و لا تهلكنا فأنت الرّجاء ربّ كم من نعمة أنعمت بها عليّ قلّ لك عندها شكري و كم من بليّة ابتليتني بها قلّ لك عندها صبري فيا من قلّ عند نعمته شكري فلم يحرمني و يا من قلّ عند بليّته صبري فلم يخذلني يا ذا المعروف الدّائم الّذي لا ينقضي أبدا و يا ذا النّعماء الّتي لا تحصى عددا أسألك أن تصلّي على محمّد و آله الطّاهرين، و أدرأ بك في نحور الأعداء و الجبّارين، أللّهمّ أعنّي على ديني بدنياي و على آخرتي بتقواي و احفظني فيما غبت عنه و لا تكلني إلى نفسي فيما حضرته يا من لا تنقصه المغفرة و لا تضرّه المعصية أسألك فرجا عاجلا و صبرا جميلا و رزقا واسعا و العافية من جميع البلاء و الشّكر على العافية يا أرحم الرّاحمين.

و من ذلك دعاؤه عليه السّلام لما استدعاه المنصور ثاني مرّة إلى بغداد فدعا به فآمنه اللّه تعالى منه و هو: يا من ليس له ابتداء و لا انقضاء يا من ليس له أمد و لا نهاية و لا ميقات و لا غاية يا ذا العرش المجيد و البطش الشّديد يا من هو فعّال لما يريد يا من لا يخفى عليه اللّغات و لا تشتبه عليه الأصوات يا من قامت بجبروته الأرض و السّماوات يا حسن الصّحبة يا واسع المغفرة يا كريم العفو صلّ على محمّد و آل محمّد و احرسني في سفري و مقامي و في حركتي و انتقالي بعينك الّتي لا تنام و اكنفني بركنك الّذي لا يضام، أللّهمّ إنّي أتوجّه إليك في سفري هذا بلا ثقة منّي لغيرك و لا رجاء يأوي بي إلاّ إليك و لا قوّة لي أتّكل عليها و لا حيلة ألجأ إليها إلاّ ابتغاء فضلك و التماس عافيتك و طلب فضلك و إجرائك لي على أفضل عوائدك عندي، أللّهمّ و أنت أعلم بما سبق لي في سفري هذا ممّا أحبّ و أكره فمهما أوقعت عليه قدرك فمحمود فيه بلاؤك منتصح فيه قضاؤك و أنت تمحو ما تشاء و تثبت

ص: 639

و عندك أمّ الكتاب، أللّهمّ فاصرف عنّي فيه مقادير كلّ بلاء و مقضيّ كلّ لأواء و ابسط عليّ كنفا من رحمتك و لطفا من عفوك و تماما من نعمتك حتّى تحفظني فيه بأحسن ما حفظت به غائبا من المؤمنين و المؤمنات في ستر كلّ عورة و كفاية كلّ مضرّة و صرف كلّ محذور وهب لي فيه أمنا و إيمانا و عافية و يسرا و صبرا و شكرا و أرجعني فيه سالما إلى سالمين يا أرحم الرّاحمين.

و من ذلك دعاء الحجاب له عليه السّلام و قد مرّ ذكره و شرحه في باب أدعية الأنبياء و الأئمّة عليهم السّلام.

في رقعة الحبيب للإمام الرضا (ع)

و من ذلك رقعة الجيب الّذي احترز بها الرّضا عليه السّلام من الرّشيد و هي: بسم اللّه الرّحمن الرّحيم بسم اللّه إنّي أعوذ بالرّحمن منك إن كنت تقيّا أو غير تقيّ أخذت باللّه السّميع البصير على سمعك و بصرك لا سلطان لك عليّ و لا على سمعي و لا على بصري و لا على شعري و لا على بشري و لا على لحمي و لا على دمي و لا على مخّي و لا على عصبي و لا على عظامي و لا على مالي و لا على ما رزقني ربّي سترت بيني و بينك بستر النّبوّة الّذي استتر به أنبياء اللّه من سطوات الجبابرة و الفراعنة جبرئيل عن يميني و ميكائيل عن يساري و إسرافيل من ورائي و محمّد أمامي و اللّه مطّلع عليّ يمنعك منّي و يمنع الشّيطان منّي أللّهمّ لا يغلب جهله أناتك أن يستفزّني و يستخفّني، ثمّ قل أللّهمّ إليك التجأت ثلاثا.

و للرّضا عليه السّلام رقعة أخرى للجيب و قد مرّ ذكرها عقيب الزّيارات، و له عليه السّلام عوذة أخرى مر ذكرها في باب أدعية الأنبياء و الأئمة عليهم السّلام و بالجملة فقد تكثر ما في هذا الكتاب من الأدعية و العوذ و الأحراز عددا و صار ذلك فيه طرائق قددا و فيما أوردناه كفاية لمن اهتدى غير أنّا نذكر لهذا الفصل خاتمة يحسن هنا أن نحدر لفاعها و نسفر قناعها و إنّما كانت أخلق بهذا المقام لاشتمالها على حجب النّبيّ و الأئمّة عليهم السّلام.

في حجب الأئمة (ع)

فنقول قال السّيد العلاّمة رضي الدّين سليل الأنبياء و المرسلين أبو القاسم

ص: 640

عليّ بن موسى بن جعفر بن محمّد بن محمّد الطاوس العلوي الفاطمي قدّس اللّه روحه و أسكن الرّحمة رجامه و ضريحه هذه الحجب مروية عن النّبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و عن الأئمّة عليهم السّلام و هي الّتي احتجبوا بها ممّن أراد الإسائة إليهم.

للنبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم وَ جَعَلْنٰا عَلىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَ فِي آذٰانِهِمْ وَقْراً (الآية)(1)أللّهمّ بما وارت الحجب من جلالك و جمالك و بما أطاف به العرش من بهاء كمالك و بمعاقد العزّ من عرشك و بما تحيط به من قدرتك و ملكوت سلطانك، يا من لا رادّ لأمره و لا معقّب لحكمه اضرب بيني و بين أعدائي بسترك الّذي لا تمزّقه عواصف الرّياح و لا تقطعه بواتر الصّفاح و لا تنفذ فيه عوامل الرّماح، و حل يا شديد البطش بيني و بين من يرميني بخوافقه أو من تسري إليّ طوارقه و فرّج عنّي كلّ همّ و غمّ يا فارج همّ يعقوب فرّج همّي يا كاشف ضرّ أيّوب اكشف ضرّي و اغلب لي من غالبني يا غالبا غير مغلوب وَ رَدَّ اَللّٰهُ اَلَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ (الآية)(2)فَأَيَّدْنَا اَلَّذِينَ آمَنُوا (الآية)(3).

لأمير المؤمنين عليه السّلام: بعد قراءة آية الملك اللّه أكبر اللّه أكبر اللّه أكبر خضعت البريّة لعظمة جلاله أجمعون، و ذلّ لعظمة عزّه كلّ متعاظم منهم لا يجد أحد منهم إليّ مخلصا بل يجعلهم اللّه شاردين متمزّقين في عزّ طغيانهم هالكين ب قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ اَلْفَلَقِ (السّورة) ب قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ اَلنّٰاسِ (السورة) أغلق عنّي باب المستأخرين منكم و المستقدمين و بهتّم ضالّين مطرودين بالصّافّات و بالذّاريات و بالمرسلات و بالنّازعات أزجركم عن الحركات كونوا رمادا و لا تبسطوا إليّ و لا إلى

ص: 641


1- الآية هي من سورة الإسراء رقم 46 وَ جَعَلْنٰا عَلىٰ قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَ فِي آذٰانِهِمْ وَقْراً وَ إِذٰا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي اَلْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلىٰ أَدْبٰارِهِمْ نُفُوراً.
2- الآية هي من سورة الأحزاب رقم 25 وَ رَدَّ اَللّٰهُ اَلَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنٰالُوا خَيْراً وَ كَفَى اَللّٰهُ اَلْمُؤْمِنِينَ اَلْقِتٰالَ وَ كٰانَ اَللّٰهُ قَوِيًّا عَزِيزاً.
3- الآية من سورة الصف رقم 14... فَأَيَّدْنَا اَلَّذِينَ آمَنُوا عَلىٰ عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظٰاهِرِينَ.

مؤمن يدا اَلْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلىٰ أَفْوٰاهِهِمْ (الآية)(1)هٰذٰا يَوْمُ لاٰ يَنْطِقُونَ وَ لاٰ يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ جمدت الأعين و خرست الألسن و خضعت الرّقاب للملك الوهّاب، أللّهمّ بالميم و العين و الفاء و الحائين بنور الأشباح و بتلألىء ضياء الإصباح و بتقديرك لي يا قدير في الغدوّ و الرّواح، اكفني شرّ من دبّ و مشى و تجبّر و عتا اللّه اللّه الغالب و لا لجأ منه لهارب نصر من اللّه و فتح قريب، إذا جاء نصر اللّه و الفتح إن ينصركم اللّه فلا غالب لكم كَتَبَ اَللّٰهُ لَأَغْلِبَنَّ أَنَا وَ رُسُلِي إِنَّ اَللّٰهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ أمن من استجار باللّه و لا حول و لا قوّة إلاّ باللّه العليّ العظيم.

للحسن عليه السّلام: أللّهمّ يا من جعل بين البحرين حاجزا و برزخا و حجرا محجورا يا ذا القوّة و السّلطان يا عليّ المكان كيف أخاف و أنت أملي و كيف أضام و عليك متّكلي فغطّني من أعدائك بسترك و أفرغ عليّ من صبرك و أظهرني على أعدائي بأمرك و أيّدني بنصرك إليك اللّجأ و نحوك الملتجأ فاجعل لي من أمري فرجا و مخرجا يا كافي أهل الحرم من أصحاب الفيل و المرسل عليهم طيرا أبابيل ترميهم بحجارة من سجّيل إرم من عاداني بالتّنكيل، أللّهمّ إنّي أسألك الشّفاء من كلّ داء و النّصر على الأعداء و التّوفيق لما تحبّ و ترضى، يا إله من في السّماوات و الأرض و ما بينهما و ما تحت الثّرى بك أستكفي و بك أستعفي و بك أستشفي و عليك أتوكّل فَسَيَكْفِيكَهُمُ اَللّٰهُ وَ هُوَ اَلسَّمِيعُ اَلْعَلِيمُ .

للحسين عليه السّلام: يا من شأنه الكفاية و سرادقه الرّعاية يا من هو الغاية و النّهاية يا صارف السّوء و الغواية اصرف عنّي أذيّة العالمين من الجنّ و الإنس أجمعين بالأشباح النّورانيّة و بالأسماء السّريانيّة و بالأقلام اليونانيّة و بالكلمات العبرانيّة و بما نزل في الألواح من يقين الإيضاح، اجعلني اللّهمّ في حزبك و في حرزك و في عياذك

ص: 642


1- الآية من سورة يس رقم 65 اَلْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلىٰ أَفْوٰاهِهِمْ وَ تُكَلِّمُنٰا أَيْدِيهِمْ وَ تَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمٰا كٰانُوا يَكْسِبُونَ.

و في سترك و في حفظك و في كنفك من شرّ كلّ شيطان مارد و عدوّ راصد و لئيم معاند و ضدّ كنود و من كلّ حاسد بسم اللّه استشفيت و بسم اللّه اكتفيت و على اللّه توكّلت و به استعنت و إليه استعديت على كلّ ظالم ظلم و غاشم غشم و طارق طرق و زاجر زجر فاللّه خير حافظا و هو أرحم الرّاحمين.

للسّجّاد عليه السّلام: بسم اللّه استعنت و بسم اللّه استجرت و به اعتصمت و ما توفيقي إلاّ باللّه عليه توكّلت و إليه أنيب، فأعذني اللّهمّ من كلّ طارق طرق في ليل غسق أو صبح برق و من كيد كائد أو حسد حاسد زجرتهم ب قُلْ هُوَ اَللّٰهُ أَحَدٌ (السّورة) و بالإسم المكنون المتردّد بين الكاف و النّون، و بالإسم الغامض المكنون الّذي تكوّن منه الكون قبل أن يكون أتدرّع به من كلّ ما نظرت العيون و حقّقت الظّنون وَ جَعَلْنٰا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا (الآية) وَ كَفىٰ بِاللّٰهِ وَلِيًّا وَ كَفىٰ بِاللّٰهِ نَصِيراً .

للباقر عليه السّلام: يا نور السّماوات و الأرض جميعا يا من خضع لنوره كلّ جبّار و ذلّ لهيبته أهل الأقطار و همد و كند جميع الأشرار خاضعين خاسئين لأسماء ربّ العالمين، حجبت عنّي شرور جبّاري الهواء و مسترقي السّمع من السّماء و حلاّل المنازل و الدّيار و المتغيّبين بالأسحار و البارزين في أظهار النّهار حجبتكم و زجرتكم معاشر الجنّ و الإنس و الشّياطين بأسماء اللّه الملك الجبّار العظيم القهّار خالق كلّ شيء بمقدار لاٰ تُدْرِكُهُ اَلْأَبْصٰارُ (الآية) لا منجا لكم جميعا من صواعق القرآن المبين و عظيم أسماء ربّ العالمين لا ملجأ لواردكم و لا منقذ لهاربكم من ركسة التّثبيط و نزاع المهيط و رواجس التّخبيط فرائعكم محبوس و طالعكم منحوس مطموس و شامخ عزّكم منكوس فاستبسلوا أخباطا و تمزّقوا أشتاتا و تواقعوا بأسماء اللّه أمواتا و اللّه الغالب و إليه ترجع الأمور و هو الحكيم الخبير.

للصّادق عليه السّلام: يا من إذا استعذت به أعاذني و إذا استجرت به عند الشّدائد أجارني و إذا استغثت به عند النّوائب أغاثني و إذا استنصرت به على عدوّي نصرني

ص: 643

و أغاثني إليك المفزع و أنت الثّقة فاقمع عنّي من أرادني و اغلب لي من كادني يا من قال إن ينصركم اللّه فلا غالب لكم يا من نجّى نوحا من القوم الظّالمين يا من نجّى لوطا من القوم الفاسقين يا من نجّى هودا من القوم العادين يا من نجّى محمّدا صلّى اللّه عليه و آله من القوم الكافرين نجّني من أعدائي و أعدائك بأسمائك يا رحمن يا رحيم لا سبيل لهم على من تعوّذ بالقرآن و استجار بالرّحمن الرّحيم الرّحمن على العرش استوى إِنَّ بَطْشَ رَبِّكَ لَشَدِيدٌ إلى قوله فَعّٰالٌ لِمٰا يُرِيدُ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُلْ حَسْبِيَ اَللّٰهُ (الآية).

للكاظم عليه السّلام: توكّلت على الحيّ الّذي لا يموت و تحصّنت بذي العزّة و العظمة و الجبروت و استعنت بذي الكبرياء و الملكوت مولاي استسلمت إليك فلا تسلمني و توكّلت عليك فلا تخذلني و لجأت إلى ظلّك البسيط فلا تطرحني، أنت المطلب و إليك المهرب تعلم ما أخفي و ما أعلن و تعلم خائنة الأعين و ما تخفي الصّدور، فأمسك اللّهمّ عنّي أيدي الظّالمين من الجنّ و الإنس أجمعين و عافني يا أرحم الرّاحمين.

للرّضا عليه السّلام: استسلمت مولاي لك و أسلمت نفسي إليك و توكّلت في كلّ أموري عليك و أنا عبدك و ابن عبديك فاخبأني اللّهمّ في سترك عن شرار خلقك و اعصمنمي من كلّ أذى و سوء بمنّك و اكفني شرّ كلّ ذي شرّ بقدرتك، أللّهمّ من كادني أو أرادني فإنّي أدرأ بك في نحره و أستعين بك عليه و أستعيذ منه بحولك و قوّتك فسدّ عنّي أبصار الظّالمين إذ كنت ناصري لا إله إلاّ أنت يا أرحم الرّاحمين و إله العالمين أسألك كفاية الأذى و العافية و الشّفاء و النّصر على الأعداء و التّوفيق لما تحبّ ربّنا و ترضى يا إله العالمين يا جبّار السّماوات و الأرضين يا ربّ محمّد و آله الطّيّبين الطّاهرين صلواتك عليهم أجمعين.

للجواد عليه السّلام: الخالق أعظم و أكبر من المخلوقين و الرّازق أبسط يدا من

ص: 644

المرزوقين و نار اللّه الموصدة الّتي في عمد ممدّة تكيد أفئدة المردة و تردّ كيد الحسدة بالأقسام بالأحكام باللّوح المحفوظ و الحجاب المضروب و بعرش ربّنا العظيم احتجبت و استترت و استجرت و اعتصمت و تحصّنت بآلم و بكهيعص و بطه و بطسم و بحم و بحمعسق و نون و بطسين و بق و القرآن المجيد و إنّه لقسم لو تعلمون عظيم و اللّه وليّي و نعم الوكيل.

للهادي عليه السّلام: وَ إِذٰا قَرَأْتَ اَلْقُرْآنَ (إلى قوله) وَقْراً و إذا قَرَأْتَ اَلْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّٰهِ مِنَ اَلشَّيْطٰانِ اَلرَّجِيمِ إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطٰانٌ عَلَى اَلَّذِينَ آمَنُوا وَ عَلىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ ، عليك يا مولاي توكّلي و أنت حسبي و أملي و من يتوكّل على اللّه فهو حسبه تبارك إله إبراهيم و إسماعيل و إسحاق و يعقوب و ربّ الأرباب و مالك الملوك و جبّار الجبابرة و ملك الدّنيا و الآخرة ربّ أرسل إليّ منك رحمة يا رحيم ألبسني منك عافية و ازرع في قلبي من نورك و اخبأني من عدوّك و احفظني في ليلي و نهاري بعينك يا أنس كلّ مستوحش و يا إله العالمين، قل من يكلؤكم باللّيل و النّهار من الرّحمن بل هم عن ذكر ربّهم معرضون، حسبي اللّه كافيا و معينا و معافيا فإن تولّوا ثمّ حسبل.

للعسكريّ عليه السّلام: أللّهمّ إنّي أشهد بحقيقة إيماني و عقد عزمات يقيني و خالص صريح توحيدي و خفيّ سطوات سرّي و شعري و بشري و لحمي و دمي و صميم قلبي و جوارحي و لبّي بأنّك أنت اللّه لا إله إلاّ أنت مالك الملوك و جبّار الجبابرة و ملك الدّنيا و الآخرة تُؤْتِي اَلْمُلْكَ مَنْ تَشٰاءُ (الآية) فأعزّني بعزّك و اقهر قاهري و من أرادني بشرّ بسطوتك و اخبأني من أعدائي في سترك صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاٰ يَرْجِعُونَ وَ جَعَلْنٰا مِنْ بَيْنِ أَيْدِيهِمْ سَدًّا (الآية) بعزّة اللّه استجرنا و بأسماء اللّه إيّاكم طردنا و عليه توكّلنا و هو حسبنا و نعم الوكيل، و لا حول و لا قوّة إلاّ باللّه العليّ العظيم و الحمد للّه ربّ العالمين و صلّى اللّه على سيّدنا محمّد النّبيّ و آله الطّاهرين

ص: 645

و حَسْبُنَا اَللّٰهُ وَ نِعْمَ اَلْوَكِيلُ و هو نعم النّصير وَ مٰا لَنٰا أَلاّٰ نَتَوَكَّلَ عَلَى اَللّٰهِ (الآية) وَ مَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اَللّٰهِ (الآية).

لصاحب الأمر عليه السّلام: أللّهمّ احجبني عن عيون أعدائي و اجمع بيني و بين أوليائي و أنجز لي ما وعدتني و احفظني في غيبتي إلى أن تأذن في ظهوري و أحي بي ما درس من فروضك و سننك و عجّل فرجي و سهّل مخرجي و اجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا و افتح لي فتحا مبينا و اهدني صراطا مستقيما وقني شرّ ما أحاذره من الظّالمين و احجبني عن أعين الباغضين النّاصبين العداوة لأهل بيت نبيّك و لا يصل منهم إليّ أحد بسوء فإذا أذنت في ظهوري فأيّدني بجنودك و اجعل من يتّبعني لنصرة دينك مريدين و في سبيلك مجاهدين و على من أرادني و أرادهم بسوء منصورين و وفّقني لإقامة حدودك و انصرني على من تعدّى محدودك و انصر الحقّ و أزهق الباطل إنّ الباطل كان زهوقا، و أورد عليّ من شيعتي و أنصاري من تقرّ بهم العين و يشتدّ بهم الأزر و اجعلهم في حرزك و أمنك و كنفك و حرزك و عياذك و سترك برحمتك يا أرحم الرّاحمين.

فصل في ذكر قنوتات الأئمة عليهم السّلام

لأمير المؤمنين عليه السلام: أللّهمّ العن صنمي قريش و جبتيها و طاغوتيها و ابنتيهما اللّذين أكلا أنعامك و جحدا آلائك و خالفا أمرك و أنكرا وحيك و عصيا رسولك و قلّبا دينك و حرّفا كتابك و عطّلا أحكامك و أبطلا فرائضك و ألحدا في آياتك و عاديا أوليائك و واليا أعدائك و أفسدا عبادك و أضرّا ببلادك، أللّهمّ العنهما و أنصارهما فقد أخربا بيت النّبوّة و ردما بابه و نقضا سقفه و ألحقا سماءه بأرضه و عاليه بسافله و ظاهره بباطنه و استأصلا أهله و أبادا أنصاره و قتلا أطفاله و أخليا منبره من وصيّه و وارث علمه و جحدا نبوّته و أشركا بربّهما فعظّم ذنبهما و خلّدهما في سقر و ما أدراك ما سقر لا تبقي و لا تذر، أللّهمّ العنهم بعدد كلّ منكر أتوه و حق أخفوه

ص: 646

و منبر علوه و منافق ولّوه و مؤمن أردوه و وليّ آذوه و طريد آووه و صاحب طردوه و كافر نصروه و إمام قهروه و فرض غيّروه و أثر أنكروه و شرّ أضمروه و دم أراقوه و خبر بدّلوه و حكم قلّبوه و كفر أبدعوه و كذب دلّسوه و إرث غصبوه و فيء اقتطعوه و سحت أكلوه و خمس استحلّوه و باطل أسّسوه و جور بسطوه و ظلم نشروه و وعد أخلفوه و عهد نقضوه و حلال حرّموه و حرام حلّلوه و نفاق أسرّوه و غدر أضمروه و بطن فتقوه و ضلع كسّروه و صكّ مزّقوه و شمل بدّدوه و ذليل أعزّوه و عزيز أذلّوه و حقّ منعوه و إمام خالفوه، أللّهمّ العنهم بكلّ آية حرّفوها و فريضة تركوها و سنّة غيّروها و أحكام عطّلوها و أرحام قطعوها و شهادات كتموها و وصيّة ضيّعوها و أيمان نكثوها و دعوى أبطلوها و بيعة أنكروها و حيلة أحدثوها و خيانة أوردوها و عقبة ارتقوها و دباب دحرجوها و أزياف لزموها، أللّهمّ العنهما في مكنون السّرّ و ظاهر العلانية لعنا دائما دائبا سرمدا لا انقطاع لأمده و لا نفاد لعدده لعنا يغدو أوّله و لا يروح آخره لهم و لأعوانهم و أنصارهم و محبّيهم و مواليهم و المسلّمين إليهم و النّاهضين باحتجاجهم و المقتدين بكلامهم و المصدّقين بأحكامهم، ثم يقول أللّهمّ عذّبهم عذابا يستغيث منه أهل النّار آمين ربّ العالمين أربع مرّات.

و دعا عليه السّلام في قنوته: أللّهمّ صلّ على محمّد وقنّعني بحلالك عن حرامك و أعذني من الفقر إنّي أسأت و ظلمت نفسي و اعترفت بذنوبي فها أنا واقف بين يديك فخذ لنفسك رضاها من نفسي لك العتبى لا أعود فإن عدت فعد عليّ بالمغفرة و العفو، ثمّ قال عليه السّلام: العفو العفو مائة مرّة، ثم قال أستغفر اللّه العظيم من ظلمي و جرمي و إسرافي على نفسي و أتوب إليه مائة مرّة، فلمّا فرغ عليه السّلام من الاستغفار، ركع و تشهد و سلّم.

للحسن عليه السّلام: يا من بسلطانه ينتصر المظلوم و بعونه يعتصم المكلوم سبقت مشيّتك و تمّت كلمتك و أنت على كلّ شيء قدير و بما تمضيه خبير، يا حاضر كلّ غيب و عالم كلّ سرّ و ملجأ كلّ مضطرّ ضلّت فيك الفهوم و تقطّعت دونك العلوم

ص: 647

و أنت اللّه الحيّ القيّوم الدّائم الدّيموم قد ترى ما أنت به عليم و فيه حكيم و عنه حليم و أنت بالتّناصر على كشفه و العون على كفّه غير ضائق و إليك مرجع كلّ أمر كما عن مشيّتك مصدره و قد أبنت عن عقود قوم و أخفيت سرائر آخرين و أمضيت ما قضيت و أخّرت ما لا فوت عليك فيه و حمّلت العقول ما تحمّلت في غيبك ليهلك من هلك عن بيّنة و يحيي من حيّ عن بيّنة و إنّك أنت السّميع العليم الأحد البصير، و أنت اللّهمّ المستعان و عليك التّوكّل و أنت وليّ ما تولّيت لك الأمر كلّه تشهد الإنفعال و تعلم الإختلال و ترى تخاذل أهل الخيال و جنوحهم إلى ما جنحوا إليه من عاجل فان و حطام عقباه حميم آن، و قعود من قعد و ارتداد من ارتدّ و خلوّي من النّصّار و انفرادي عن الظّهّار و بك أعتصم و بحبلك أمتسك و عليك أتوكّل، أللّهمّ فقد تعلم أنّي ما ذخرت جهدي و لا منعت وجدي حتّى انفلّ حدّي و بقيت وحدي فاتّبعت طريقة من تقدّمني في كفّ العادية و تسكين الطّاغية عن دماء أهل المشايعة و حرست ما حرسه أوليائي من أمر آخرتي و دنياي فكنت ككظمهم أكظم و بنظامهم أنتظم و لطريقتهم أتسنّم و بميسمهم أتّسم حتّى يأتي نصرك و أنت ناصر الحقّ و عونه و إن بعد المدى عن المرتاد و نأى الوقت إلى فناء الأضداد، أللّهمّ صلّ على محمّد و آله و امرجهم مع النّصّاب في سرمد العذاب و أعم عن الرّشد أبصارهم و سكّعهم في غمرات لذّاتهم حتّى تأخذهم بغتة و هم غافلون و سحرة و هم نائمون، بالحقّ الّذي تظهره و اليد الّتي تبطش بها و العلم الّذي تبديه إنّك كريم عليم.

و دعا عليه السّلام في قنوته: أللّهمّ أنت الرّبّ الرّؤوف الملك العطوف المتحنّن المألوف، و أنت غياث الحيران الملهوف و مرشد الضّالّ المكفوف تشهد خواطر أسرار المسرّين كمشاهدتك أقوال النّاطقين أسألك بمغيّبات علمك في بواطن سرائر المسرّين إليك أن تصلّي على محمّد و آله صلاة يسبق بها من اجتهد من المتقدّمين و يتجاوز فيها من يجتهد من المتأخّرين، و أن تصل الّذي بيننا و بينك صلة من صنعته

ص: 648

لنفسك و اصطنعته لغيبك فلم تتخطّفه خاطفات الظّنن و لا واردات الفتن حتّى نكون لك في الدّنيا مطيعين و في الآخرة في جوارك خالدين.

للحسين عليه السّلام: أللّهمّ منك البدء و لك المشيّة و لك الحول و لك القوّة و أنت اللّه الّذي لا إله إلاّ أنت جعلت قلوب أوليائك مسكنا لمشيّتك و مكمنا لإرادتك و جعلت عقولهم مناصب أوامرك و نواهيك فأنت إذا شئت ما تشاء حرّكت من أسرارهم كوامن ما أبطنت فيهم و أبدأت من إرادتك على ألسنتهم ما أفهمتهم به عنك في عقودهم بعقول تدعوك و تدعو إليك بحقائق ما منحتهم، و إنّي لأعلم ممّا علّمتني ممّا أنت المشكور على ما منه أريتني و إليه آويتني، أللّهمّ و إنّي مع ذلك كلّه عائذ بك لائذ بحولك و قوّتك راض بحكمك الّذي سقته إليّ في علمك جار بحيث أجريتني قاصد ما أممتني غير ضنين بنفسي فيما يرضيك عنّي إذ به قد رضّيتني و لا قاصر بجهدي عمّا إليه ندبتني مسارع لما عرّفتني شارع فيما أشرعتني مستبصر ما بصّرتني مراع ما أرعيتني و لا تخلني من رعايتك و لا تخرجني من عنايتك و لا تقعدني عن حولك و لا تخرجني عن مقصد أنال به إرادتك و اجعل على البصيرة مدرجي و على الهداية محجّتي و على الرّشاد مسلكي حتّى تنيلني و تنيل بي أمنيّتي و تحلّ بي على ما به أردتني و له خلقتني و إليه أويت بي، و أعذ أوليائك من الإفتتان بي و فتّنهم برحمتك لرحمتك في نقمتك تفتين الإجتباء و الإستخلاص بسلوك طريقتي و اتّباع منهجي و ألحقني بالصّالحين من آبائي و ذوي لحمتي.

و دعا عليه السّلام في قنوته: أللّهمّ من أوى إلى مأوى فأنت مأواي و من لجأ إلى ملجإ فأنت ملجإي، أللّهمّ صلّ على محمّد و آله و اسمع نداي و أجب دعاي و اجعل عندك مآبي و مثواي و احرسني في بلواي من افتنان الإمتحان و لمّة الشّيطان بعظمتك الّتي لا يشوبها و لع نفس بتفتين و لا وارد طيف بتظنين و لا يلمّ بها فرج حتّى تقلبني إليك بإرادتك غير ظنين و لا مظنون و لا مراب و لا مرتاب إنّك أرحم الرّاحمين.

ص: 649

للسجّاد عليه السّلام: أللّهمّ إنّ جبلّة البشريّة و طباع الإنسانيّة و ما جرت عليه تركيبات النّفسيّة و انعقدت به عقود الإنسيّة تعجز عن حمل واردات الأقضية إلاّ ما وفّقت له أهل الإصطفاء و أعنت عليه ذوي الإجتباء، أللّهمّ و إنّ القلوب في قبضتك و المشيّة لك في ملكتك و قد تعلم أيّ ربّ ما الرّغبة إليك في كشفه واقعة لأوقاتها بقدرتك واقفة بحدّك من إرادتك، و إنّي لأعلم أنّ لك دار جزاء من الخير و الشّرّ مثوبة و عقوبة و أنّ لك يوما تأخذ فيه بالحقّ و أنّ أناتك أشبه الأشياء بكرمك و أليقها بما وصفت به نفسك في عطفك و ترؤفك و أنت بالمرصاد لكلّ ظالم في وخيم عقباه و سوء مثواه، أللّهمّ إنّك قد أوسعت خلقك رحمة و حلما و قد بدّلت أحكامك و غيّرت سنن نبيّك وردّ الظّالمون على خلصائك و استباحوا حرماتك و ركبوا مراكب الإستمرار على الجرأة عليك، أللّهمّ فبادرهم بقواصف مساخطك و عواصف تنكيلاتك و اجتثاث غضبك و طهّر البلاد منهم و عفّ عنها آثارهم و احطط من قاعاتها و مظانّها منارهم و اصطلمهم ببوارك حتّى لا تبقي منهم دعامة لناجم و لا علما لآمّ و لا مناصا لقاصد و لا رائدا لمرتاد، أللّهمّ امح آثارهم و اطمس على أموالهم و ديارهم و امحق أعقابهم و افكك أصلابهم و عجّل إلى عذابك السّرمد انقلابهم و أقم للحقّ مناصه و اقدح للرّشاد زناده و أثر للثّار مثيره و أيّد بالعون مرتاده و وفّر من النّصر زاده حتّى يعود الحقّ بجدّته و تنير معالم مقاصده و يسلكه أهله بالأمنة حقّ سلوكه إنّك على كلّ شيء قدير.

و دعا عليه السّلام في قنوته: أللّهمّ أنت المبين الباين المبيّن و أنت المكين الماكن الممكّن، أللّهمّ صلّ على آدم بديع فطرتك و بكر حجّتك و لسان قدرتك و الخليفة في بسطتك و أوّل مجتبى للنّبوّة برحمتك و ساحف شعر رأسه تذلّلا لك في حرمك لعزّتك و منشإ من التّراب نطق إعرابا بوحدانيّتك و عبد لك أنشأته لأمتك و مستعيذ بك من مسّ عقوبتك و صلّ على ابنه الخالص من صفوتك و الفاحص عن معرفتك

ص: 650

و الغائص المأمون عن مكنون سريرتك بما أوليته من نعمك و معونتك و على من بينهما من النّبيّين و المرسلين و الصّدّيقين و الشّهداء و الصّالحين، و أسألك اللّهمّ حاجتي الّتي بيني و بينك لا يعلمها أحد غيرك أن تأتي على قضائها و إمضائها في تيسير منك و يسر و شدّ أزر و حطّ وزر يا من له نور لا يطفى و ظهور لا يخفى و أمور لا تكفى، أللّهمّ إنّي دعوتك دعاء من عرفك و تبتّل إليك و آل بجميع بدنه إليك سبحانك طوت الأبصار في صنعتك مديدتها و أمسكت الألباب عن كنهك أعنّتها فأنت المدرك غير المدرك و المحيط غير المحاط و عزّتك لتفعلنّ و عزّتك لتفعلنّ.

للباقر عليه السّلام: أللّهمّ إنّ عدوّي قد استتر في عدوانه و أمن بما شمله من الحلم عاقبة جرأته عليك و تمرّد في مباينتك و لك اللّهمّ لحظات سخط بياتا و هم نائمون و نهارا و هم غافلون و جهرة و هم يلعبون و بغتة و هم ساهون، و إنّ الخناق قد اشتدّ و الوثاق قد احتدّ و القلوب قد شحبت و العقول قد تنكّرت و الصّبر قد أودى و كاد ينقطع حبائله و إنّك لبالمرصاد من الظّالم و مشاهدة من الكاظم لا يعجلك فوت درك و لا يعجزك احتجاز محتجز و إنّما أمهلته استثباتا و ليكون حجّتك على الأحوال البالغة الدّامغة و بعبيدك ضعف البشريّة و عجز الإنسانيّة و لك سلطان الإلهيّة و ملكة الرّبوبيّة و بطشة الأناة و عقوبة التّأبّد، أللّهمّ فإن كان في المصابرة لجرأة المعان من الظّالمين و كمد من نشاهد من المبدّلين رضى لك و مثوبة منك فهب لنا مزيدا من التّأييد و عونا من التّسديد إلى حين نفوذ مشيّتك فيمن أسعدته و أشقيته من بريّتك و امنن علينا بالتّسليم لمحتومات أقضيتك و التّجرّع لواردات أقدارك وهب لنا محبّة لما أحببت في متقدّم و متأخّر و معجّل و مؤجّل، و الإيثار لما اخترت في مستقرب و مستبعد و لا تخلنا اللّهمّ مع ذلك من عواطف رأفتك و رحمتك و كفايتك و حسن كلائتك بمنّك.

و دعا عليه السّلام في قنوته: يا من يعلم هواجس السّرائر و مكامن الضّمائر

ص: 651

و حقائق الخواطر يا من هو لكلّ غيب حاضر و لكلّ منسيّ ذاكر و على كلّ شيء قادر و إلى الكلّ ناظر بعد المهل و قرب الأجل و ضعف الأمل و أراب الآمل و آن المنتقل و أنت يا اللّه الآخر كما أنت الأوّل مبيد ما أنشأت و مصيّرهم إلى البلى و مقلّدهم أعمالهم و محمّلها ظهورهم إلى وقت نشورهم من بعثة قبورهم عند نفخة الصّور و انشقاق السّماء بالنّور، و الخروج بالمنشر إلى ساحة المحشر لا يرتدّ إليهم طرفهم و أفئدتهم هواء متراطمين في غمّة ممّا أسلفوا و مطالبين بما احتقبوا و محاسبين هناك على ما ارتكبوا الصّحائف في الأعناق منشورة و الأوزار على الظّهور مأزورة لا انفكاك، و لا مناص و لا محيص عن القصاص قد أفحمتهم الحجّة و حلّوا في حيرة المحجّة و همس الضجّة معدول بهم عن المحجّة إلاّ من سبقت له من اللّه الحسنى فنجا من هول المشهد و عظيم المورد و لم يكن ممّن في الدّنيا تمرّد و على أولياء اللّه تعنّد و لهم استعبد و عنهم بحقوقهم تفرّد، أللّهمّ فإنّ القلوب قد بلغت الحناجر و النّفوس قد علت التّراقي و الأعمار قد نفدت بالإنتظار لا عن نقص استبصار و لا عن اتّهام مقدار و لكن لما يعاني من لزوم معاصيك و الخلاف عليك في أوامرك و نواهيك و التّلعّب بأوليائك و مظاهرة أعدائك، أللّهمّ فقرّب ما قد قرب و أورد ما قد دنا و حقّق ظنون الموقنين و بلّغ المؤمنين تأميلهم من إقامة حقّك و نصر دينك و إظهار حجّتك و الإنتقام من أعدائك.

للصّادق عليه السّلام: يا من سبق علمه و نفذ حكمه و شمل حلمه صلّ على محمّد و آله و أزل حلمك عن ظالمي و بادره بالنّقمة و عاجله بالإستئصال و كبّه لمنخره و اغصصه بريقه و اردد كيده في نحره و حل بينه و بيني بشغل شاغل مؤلم و سقم دائم و امنعه التّوبة و حل بينه و بين الإنابة و اسلبه روح الرّاحة و اشدد عليه الوطأة و خذ منه بالمخنق و حشرجه في صدره و لا تثبت له قدما و أثكله و نكّله و اجتثّه و استأصله و حتّه و حتّ نعمتك عنه و ألبسه الصّغار و اجعل عقباه النّار بعد محو آثاره و سلب قراره

ص: 652

و إجهار قبيح آصاره و أسكنه دار بواره و لا تبق له ذكرا و لا تعقبه من مستخلف أجرا، أللّهمّ بادره ثلاثا أللّهمّ عاجله ثلاثا أللّهمّ لا تؤجّله ثلاثا أللّهمّ خذه ثلاثا أللّهمّ اسلبه التّوفيق ثلاثا أللّهمّ لا تنهنهه أللّهمّ لا تريّثه أللّهمّ لا تؤخّره أللّهمّ عليك به أللّهمّ اشدد قبضتك عليه، أللّهمّ بك اعتصمت عليه و بك استجرت منه و بك تواريت عنه و بك استكففت دونه و بك استترت من ضرّائه، أللّهمّ احرسني بحراستك منه و من عذابك و اكفني بكفايتك كيده و كيد بغاتك، أللّهمّ احفظني بحفظ الإيمان و أسبل عليّ سترك الّذي سترت به رسلك عن الطّواغيت و حصّنّي بحصنك الّذي وقيتهم به من الجوابيت، أللّهمّ أيّدني منك بنصر لا ينفكّ و عزيمة صدق لا تحلّ و جلّلني بنورك و اجعلني مدّرعا بدرعك الواقية و اكلأني بكلائتك الكافية إنّك واسع لما تشاء و وليّ من لك توالى و ناصر من إليك أوى و عون من بك استعدى و كافي من بك استكفى و العزيز الّذي لا تمانع عمّا تشاء و لا قوّة إلاّ باللّه و هو حسبي و عليه توكّلت و هو ربّ العرش العظيم.

و دعا عليه السّلام في قنوته: يا مأمن الخائف و كهف اللاّهف و جنّة العائذ و غوث اللاّئذ خاب من اعتمد سواك و خسر من لجأ إلى دونك و ذلّ من اعتزّ بغيرك و افتقر من استغنى عنك إليك اللّهمّ المهرب و منك اللّهمّ المطلب، أللّهمّ و قد تعلم عقد ضميري عند مناجاتك و حقيقة سريرتي عند دعائك و صدق خالصتي باللّجإ إليك فأفزعني إذا فزعت إليك و لا تخذلني إذا اعتمدت عليك و بادرني بكفايتك و لا تسلبني رفق عنايتك و خذ ظالمي السّاعة السّاعة أخذ عزيز مقتدر عليه مستأصل شأفته مجتثّ قائمته حاطّ دعامته متبّر له مدمّر عليه، أللّهمّ بادره قبل أذيّتي و اسبقه بكفايتي كيده و شرّه و مكروهه و غمزه و سوء عقده و قصده، أللّهمّ إليك فوّضت أمري و بك تحصّنت منه و من كلّ من يتعمّدني بمكروهه و يترصّد لي بأذيّته و يصلت لي ظباته و يسعى عليّ بمكائده، أللّهمّ كد لي و لا تكد عليّ و امكر لي و لا تمكر بي

ص: 653

و أرني الثّار من كلّ عدوّ أو مكّار و لا يضرّني ضارّ و أنت وليّي و لا يغلبني غالب و أنت عضدي و لا تجري عليّ مساءة و أنت كنفي، أللّهمّ بك استدرعت و اعتصمت و عليك توكّلت و لا قوّة لي و لا حول إلاّ بك.

للكاظم عليه السّلام: يا مفزع الفازع و مأمن الهالع و مطمع الطّامع و ملجأ الضّارع يا غوث اللّهفان و مأوى الحيران و مروي الظّمآن و مشبع الغرثان و يا كاسي العريان و حاضر كلّ مكان بلا درك و لا عيان و لا صفة و لا بيان و لا بطان عجزت الأفهام و ضلّت الأوهام عن موافقة صفة دابّة من الهوامّ فضلا عن الأجرام العظام ممّا أنشأت حجابا لعظمتك و أنّى يتغلغل إلى ما وراء ذلك ممّا لا يرام، تقدّست يا قدّوس عن الظّنون و الحدوس و أنت الملك القدّوس بارىء الأجسام و النّفوس و منخر العظام و مميت الأنام و معيدها بعد الفناء و التّطميس، أسألك يا ذا العلاء و العزّ و السّناء أن تصلّي على محمّد و آله أولي النّهى و المحلّ الأوفى و المقام الأعلى و أن تعجّل ما قد تأجّل و تقدّم ما قد تأخّر و تأتي بما قد أوجبت إثباته و تقرّب ما قد تأخّر في النّفوس الحصرة أوانه و تكشف البأس و سوء اليأس و عوارض الوسواس الخنّاس في صدور النّاس، و تكفينا ما قد رهقنا و تصرف عنّا ما قد ركبنا و تبادر اصطلام الظّالمين و نصر المؤمنين و الإدالة من المعاندين آمين ربّ العالمين.

و دعا عليه السّلام في قنوته: أللّهمّ إنّي و فلان بن فلان عبدان من عبيدك (إلى آخره و هو قوله) فإنّك أشدّ بأسا و أشدّ تنكيلا. و قد مرّ ذكره في دعاء السّيف في الصّورة الأولى.

للرّضا عليه السّلام: الفزع الفزع إليك يا ذا المحاضرة و الرّغبة الرّغبة إليك يا من به المفاخرة، و أنت اللّهمّ مشاهد هواجس النّفوس و مراصد حركات القلوب و مطالع مسرّات السّرائر من غير تكلّف و لا تعنّف، و قد ترى اللّهمّ ما ليس عنك بمنطو لكن حلمك آمن أهله عليه جرأة و تمرّدا و عتوّا و عنادا، أللّهمّ و ما يعاينه أوليائك من تعفية

ص: 654

آثار الحقّ و دروس معالمه و تزيّد الفواحش و استمرار أهلها عليها و ظهور الباطل و عموم التّغاشم، و التّراضي بذلك في المعاملات و المتصرّفات قد جرت به العادات و صار كالمفروضات و المسنونات، أللّهمّ فبادرنا منك بالعون الّذي من أعنته فاز و من أيّدته لم يخف لمز لمّاز و خذ الظّالم أخذا عنيفا و لا تكن له راحما و لا به رؤوفا، أللّهمّ اللّهمّ اللّهمّ عاجلهم أللّهمّ لا تمهلهم أللّهمّ غادرهم بكرة و هجرة و سحرة و بياتا و هم نائمون و ضحى و هم يلعبون و مكرا و هم يمكرون و فجأة و هم آمنون، أللّهمّ بدّدهم و بدّد أعوانهم و افلل أعضادهم و اهزم جنودهم و افلل حدّهم و اجتثّ سنامهم و أضعف عزائمهم، أللّهمّ امنحنا أكتافهم و ملّكنا أموالهم و بدّلهم بالنّعم النّقم و بدّلنا من محاذرتهم و بغيهم السّلامة و اغنمناهم أكمل المغنم، أللّهمّ و لا تردّ عنهم بأسك الّذي إذا حلّ بقوم فساء صباح المنذرين.

و دعا عليه السّلام في قنوته: أللّهمّ يا ذا القدرة الجامعة و الرّحمة الواسعة و المنن المتتابعة و الآلاء المتوالية و الأيادي الجميلة و المواهب الجزيلة يا من خلق فرزق و ألهم فأنطق و ابتدع فشرع و علا فارتفع و قدّر فأحسن و صوّر فأتقن و احتجّ فأبلغ و أنعم فأسبغ و أعطى فأجزل و منح فأفضل يا من سما في العزّ ففات خواطف الأبصار و دنا في اللّطف فجاز هواجس الأفكار يا من تفرّد بالملك فلا ندّ له في ملكوت سلطانه و توحّد بالكبرياء فلا ضدّ له في جبروت شأنه يا من حارت في كبرياء هيبته دقائق لطائف الأوهام و انحسرت دون إدراك عظمته خطائف أبصار الأنام يا عالم خطرات قلوب العالمين، و شاهد لحظات أبصار النّاظرين يا من عنت الوجوه لهيبته و خضعت الرّقاب لعظمته و جلالته و وجلت القلوب من خيفته و ارتعدت الفرائص من فرقه، يا بديء يا بديع يا قويّ يا منيع يا عليّ يا رفيع صلّ على من شرّفت الصّلاة بالصّلاة عليه و انتقم لي ممّن ظلمني و استخفّ بي و طرد الشّيعة عن بابي و أذقه مرارة الذّلّ و الهوان كما أذاقنيها و اجعله طريد الأرجاس و شريد الأنجاس و الحمد للّه ربّ

ص: 655

العالمين و صلّى اللّه على محمّد و آله الطّيّبين الطّاهرين.

للجواد عليه السّلام: أللّهمّ منائحك متتابعة و أياديك متوالية و نعمك سابغة و شكرنا قصير و حمدنا يسير و أنت بالتعطّف على من اعترف جدير، أللّهمّ و قد غصّ أهل الحقّ بالرّيق و ارتبك أهل الصّدق في المضيق و أنت اللّهمّ بعبادك و ذوي الرّغبة إليك شفيق و بإجابة دعائهم و تعجيل الفرج لهم حقيق، أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد و بادرنا منك بالعون الّذي لا خذلان بعده و النّصر الّذي لا باطل يتكأّده و أتح لنا من لدنك متاحا يأمر فيه وليّك و يخيب فيه عدوّك و تقام فيه معالمك و تظهر فيه أوامرك و تنكفّ فيه عوادي عداتك، أللّهمّ بادرنا منك بدار الرّحمة و بادر أعدائك من بأسك بدار النّقمة، أللّهمّ أعنّا و أغثنا و ارفع نقمتك عنّا و أحلّها بالقوم الظّالمين.

و دعا عليه السّلام في قنوته: أللّهمّ أنت الأوّل بلا أوّليّة معدودة و الآخر بلا آخريّة محدودة أنشأتنا لا لعلّة اقتسارا و اخترعتنا لا لحاجة اقتدارا و ابتدعتنا بحكمتك اختيارا و بلوتنا بأمرك و نهيك اختبارا و أيّدتنا بالآلات و منحتنا الأدوات و كلّفتنا الطّاقة و جشّمتنا الطّاعة فأمرت تخييرا و نهيت تحذيرا و خوّلت كثيرا و سألت يسيرا، فعصي أمرك فحلمت و جهل قدرك فتكرّمت فأنت ربّ العزّة و البهاء و العظمة و الكبرياء و الإحسان و النّعماء و المنّ و الآلاء و المنح و العطاء و الإنجاز و الوفاء، لا تحيط القلوب لك بكنه و لا تدرك الأوهام لك صفة و لا يشبهك شيء من خلقك و لا يمثّل بك شيء من صنعتك تباركت أن تحسّ أو تمسّ أو تدركك الحواسّ الخمس و أنّى يدرك مخلوق خالقه تعاليت عمّا يقول الظّالمون علوّا كبيرا أللّهمّ أدل لأوليائك من أعدائك الظّالمين الباغين النّاكثين القاسطين المارقين الّذين أضلّوا عبادك و حرّفوا كتابك و بدّلوا أحكامك و جحدوا حقّك و جلسوا مجالس أوليائك جرأة منهم و ظلما منهم لأهل بيت نبيّك عليهم سلامك و صلواتك و رحمتك و بركاتك فضلّوا و أضلّوا خلقك، و هتكوا حجاب سترك عن عبادك، و اتّخذوا اللّهمّ مالك دولا و عبادك خولا

ص: 656

و تركوا اللّهمّ عالم أرضك في بكماء عمياء ظلماء مدلهمّة فأعينهم مفتوحة و قلوبهم عميّة و لم يبق لهم اللّهمّ عليك من حجّة لقد حذّرت اللّهمّ عذابك و بيّنت نكالك و وعدت المطيعين إحسانك و قدّمت إليهم بالنّذر فآمنت طائفة فأيّد اللّهمّ الّذين آمنوا على عدوّك و عدوّهم و عدوّ أوليائك فيصبحوا ظاهرين و إلى الحقّ داعين و للإمام المنتظر القائم بالقسط تابعين، و جدّد اللّهمّ على أعدائك و أعدائهم نارك و عذابك الّذي لا تدفعه عن القوم الظّالمين، أللّهمّ صلّ على محمّد و آله و قوّ ضعف المخلصين لك بالمحبّة المشايعين لنا بالموالاة المتّبعين لنا بالتّصديق و العمل الموازرين لنا بالمواساة فينا المحبّين ذكرنا عند اجتماعهم و شدّد اللّهمّ ركنهم و سدّد اللّهمّ لهم دينهم الّذي ارتضيته لهم و أتمم عليهم نعمتك و خلّصهم و استخلصهم و سدّ اللّهمّ فقرهم و المم اللّهمّ شعث فاقتهم و اغفر اللّهمّ ذنوبهم و خطاياهم و لا تزغ قلوبهم بعد إذ هديتهم و لا تخلّهم أي ربّ بغصّتهم و احفظ لهم ما منحتهم من الطّهارة بولاية أوليائك و البراءة من أعدائك إنّك سميع مجيب.

للهادي عليه السّلام: أللّهمّ مناهل كرامتك بجزيل عطيّاتك مترعة و أبواب مناجاتك لمن أمّك مشرعة و عطوف لحظاتك لمن ضرع إليك غير منقطعة و قد ألجم الحذار و اشتدّ الإصرار و عجز عن الإصطبار أهل الإنتظار، و أنت اللّهمّ بالمرصد من المكّار و غير مهمل مع الإمهال و اللاّئذ بك آمن و الرّاغب إليك غانم و القاصد اللّهمّ لبابك سالم، أللّهمّ فعاجل من قد استنّ في طغيانه و استمرّ على جهالته لعقباه في كفرانه و أطمعه حلمك عنه في نيل إرادته و هو يتسرّع إلى أوليائك بمكارهه و يراصدهم بقبيح مراصده و يقصدهم في مظانّهم بأذيّته، أللّهمّ اكشف العذاب عن المؤمنين و ابعثه جهرة على الظّالمين، أللّهمّ اكفف العذاب عن المستجيرين واصببه على المغترّين، أللّهمّ بادر عصبة الحقّ بالعون و بادر أعوان الظّلم بالقصم، أللّهمّ أسعدنا بالشّكر و امنحنا النّصر و اعصمنا من سوء المبدء و العاقبة و الختر.

ص: 657

و دعا عليه السّلام في قنوته: يا من تفرّد بالرّبوبيّة و توحّد بالوحدانيّة يا من أضاء باسمه النّهار و أشرقت به الأنوار و أظلم بأمره حندس اللّيل و هطل بغيثه و ابل السّيل يا من دعاه المضطرّون فأجابهم و لجأ إليه الخائفون فآمنهم و عبده الطّائعون فشكرهم و حمده الشّاكرون فأثابهم ما أجلّ شأنك و أنفذ سلطانك، أنت الخالق بغير تكلّف و القاضي بغير تحيّف حجّتك البالغة و كلمتك الدّامغة بك اعتصمت و تعوّذت من نفثات العندة و رصدات الملحدة الّذين ألحدوا في أسمائك و رصدوا بالمكاره لأوليائك و أعانوا على قتل أنبيائك و أصفيائك و قصدوا لإطفاء نورك بإذاعة سرّك و كذّبوا رسلك و صدّوا عن آياتك و اتّخذوا دونك و دون رسولك و دون المؤمنين وليجة رغبة عنك و عبدوا طواغيتهم و جوابيتهم بدلا منك فمننت على أوليائك بعظيم نعمائك وجدت عليهم بكريم آلائك و أتممت لهم ما أوليتهم بحسن جزائك حفظا لهم من معاندة الرّسل و ضلال السّبل فصدّقت لهم بالعهود ألسنة الإجابة و خشعت لك بالعقود قلوب الإنابة أسألك اللّهمّ باسمك الّذي خشعت له السّماوات و الأرض و أحييت به موات الأشياء و أمتّ به جميع الأحياء و جمعت به كلّ متفرّق و فرّقت به كلّ مجتمع و أتممت به الكلمات و أريت به كبرى الآيات و تبت به على التّوّابين و أخسرت به عمل المفسدين فجعلت عملهم هباء منثورا و تبرّتهم تتبيرا أن تصلّي على محمّد و آل محمّد و أن تجعل شيعتي من الّذين حمّلوا فصدقوا و استنطقوا فنطقوا آمنين مأمونين، أللّهمّ إنّي أسألك لهم توفيق أهل الهدى و أعمال أهل اليقين و مناصحة أهل التّوبة و عزم أهل الصّبر و تقيّة أهل الورع و كتمان الصّديقين حتّى يخافوك اللّهمّ مخافة تحجزهم عن معاصيك و حتّى يعملوا بطاعتك لينالوا كرامتك و حتّى يناصحوا لك و فيك خوفا منك و حتّى يخلصوا النّصيحة في التّوبة حبّا لك فتوجب لهم محبّتك الّتي أوجبتها للتّوّابين و حتّى يتوكّلوا عليك في أمورهم كلّها حسن ظنّ بك و حتّى يفوّضوا إليك أمورهم ثقة بك، أللّهمّ لا تنال طاعتك إلاّ

ص: 658

بتوفيقك و لا تنال درجة من درجات الخير إلاّ بك، أللّهمّ يا مالك يوم الدّين العالم بخفايا صدور العالمين طهّر الأرض من نجس أهل الشّرك و أخرس الخرّاصين عن تقوّلهم على رسولك الإفك، أللّهمّ اقصم الجبّارين و أبر المغيّرين و أبد الأفّاكين الّذين إذا تتلى عليهم آيات الكتاب قالوا أساطير الأوّلين و أنجز وعدك إنّك لا تخلف الميعاد، و عجّل فرج كلّ طالب مرتاد إنّك لبالمرصاد للعباد أعوذ بك من كلّ لبس ملبوس و من قلب عن معرفتك محبوس و من كلّ نفس تكفر إذا أصابها بؤس و من واصف عندك عمله عن العدل معكوس و من طالب للحقّ و هو عن صفات الحقّ منكوس و من مكتسب إثم بإثمه مركوس و من وجه عند تتابع النّعم عليه عبوس أعوذ بك من ذلك كلّه و من نظيره و أشكاله و أشباهه و أمثاله إنّك عليم حكيم.

للعسكريّ عليه السّلام: يا من غشي نوره الظّلمات يا من أنارت بقدسه الفجاج المتوعّرات يا من خشع له أهل الأرض و السّماوات يا من بخع له بالطّاعة كلّ متجبّر عات يا عالم الضّمائر المستخفيات وسعت كلّ شيء رحمة و علما فاغفر للّذين تابوا و اتّبعوا سبيلك و قهم عذاب الجحيم و عاجلهم بنصرك الّذي وعدتهم إنّك لا تخلف الميعاد، و عجّل اللّهمّ اجتياح أهل الكيد و آوهم إلى شرّ دار في أعظم نكال و أقبح مثاب، أللّهمّ إنّك حاضر أسرار خلقك و عالم بضمائرهم و مستغن لو لا النّدب باللّجإ إلى تنجّز ما وعدته اللاّجي عن كشف مكامنهم، و قد تعلم يا ربّ ما أسرّه و أبديه و أنشره و أطويه و أظهره و أخفيه على متصرّفات أوقاتي و أصناف حركاتي من جميع حاجاتي، و قد ترى يا ربّ ما قد تراطم فيه أهل ولايتك و استمرّ عليهم من أعدائك غير ظنين في كرم و لا ضنين بنعم و لكنّ الجهد يبعث على الإستزادة و ما أمرت به من الدّعاء إذا أخلص لك اللّجاء يقتضي إحسانك شرط الزّيادة و هذه النّواصي و الأعناق خاضعة لك بذلّ العبوديّة و الإعتراف بملكة الرّبوبيّة داعية بقلوبها و مشخصات إليك في تعجيل الإنالة فما شئت كان و ما تشاء كائن أنت المدعوّ المرجوّ المأمول

ص: 659

المسؤول لا ينقصك نائل و إن اتّسع و لا يلحقك ضجرة من سائل و إن ألحّ و ضرع ملكك لا يخلقه التّنفيذ و عزّك الباقي على التّأبيد و الأعصار من مشيّتك بمقدار و أنت اللّه لا إله إلاّ أنت الرّؤوف الجبّار، أللّهمّ أيّدنا بعونك و اكنفنا بصونك و أنلنا منال المعتصمين بحبلك المستظلّين بظلّك.

و دعا عليه السّلام في قنوته و أمر أهل قم بذلك لمّا شكوا من موسى بن بغي:

الحمد للّه شكرا لنعمائه و استدعاء لمزيده و استجلابا لرزقه و استخلاصا له و به دون غيره و عياذا به من كفرانه و الإلحاد في عظمته و كبريائه حمد من علم أنّ ما به من نعمة فمن عنده و ما مسّه من عقوبته فبسوء جناية يده و صلّى اللّه على محمّد عبده و رسوله و خيرته من خلقه و ذريعة المؤمنين إلى رحمته و على آله الطّاهرين ولاة أمره، أللّهمّ إنّك ندبت إلى فضلك و أمرت بدعائك و ضمنت الإجابة لعبادك و لم تخيّب من فزع إليك برغبته و قصد إليك بحاجته و لم ترجع يد طالبة صفرا من عطائك و لا خائبة من نحل هباتك و أيّ راحل رحل إليك فلم يجدك قريبا أم أيّ وافد وفد عليك فاقتطعته عوائق الرّدّ دونك بل أيّ مستجير من فضلك لم ينل من فيض جودك بل أيّ محتفر من فضلك لم يمهه فيض جودك و أيّ مستنبط لمزيدك أكدى دون استماحة سجال عطيّتك، أللّهمّ و قد قصدت إليك برغبتي و قرعت باب فضلك يد مسألتي و ناجاك بخشوع الإستكانة قلبي و وجدتك خير شفيع لي إليك و قد علمت اللّهمّ ما يحدث من طلبتي قبل أن يخطر بفكري أو يقع في خلدي، فصل اللّهمّ دعائي إيّاك بإجابتي و اشفع مسألتي بنجح طلبتي أللّهمّ و قد شملنا زيغ الفتن و استولت علينا عشوة الحيرة و قارعنا الذّلّ و الصّغار و حكم علينا غير المأمون في دينك و ابتزّ أمورنا معادن الأبن ممّن عطّل حكمك و سعى في إتلاف عبادك و إفساد بلادك، أللّهمّ و قد عاد فيئنا دولة بعد القسمة و إمارتنا غلبة بعد المشورة وعدنا ميراثا بعد الإختيار للأمّة و اشتريت الملاهي و المعازف بسهم اليتيم و الأرملة و رعى في مال

ص: 660

اللّه من لا يرعى له حرمة و حكم في أبشار المؤمنين أهل الذّمّة و ولي القيام لليتيم بأمورهم فاسق كلّ قبيلة فلا ذائد يذودهم عن هلكة و لا راع ينظر إليهم بعين الرّحمة و لا ذو شفقة يشبع الكبد الحرّى من مسغبة فهم أولو ضرع بدار مضيعة و أسراء مسكنة و خلفاء كآبة و ذلّة، أللّهمّ و قد استحصد زرع الباطل و بلغ نهايته و استحكم عموده و استجمع طريده و خذرف وليده و بسق فرعه و ضرب بجرانه، أللّهمّ فأتح له من الحقّ يدا حاصدة تصرع قائمه و تهشم سوقه و تجذّ سنامه و تجدع مراغمه ليستخفي الباطل بقبح صورته و يظهر الحقّ بحسن صورته، أللّهمّ لا تدع للجور دعامة إلاّ قصمتها و لا جنّة إلاّ هتكتها و لا كلمة مجتمعة إلاّ فرّقتها و لا سرّية ثقل إلاّ خفّفتها و لا قائمة علوّ إلاّ حططتها و لا رافعة علم إلاّ نكّستها و لا خضراء إلاّ أبرتها، أللّهمّ و كوّر شمسه و حطّ نوره و ارم بالحقّ رأسه و فضّ جيوشه و أوعر قلوب أهله، أللّهمّ لا تدع منه بقيّة إلاّ أفنيت و لا بنيّة إلاّ سوّيت و لا حلقة إلاّ فصمت و لا سلاحا إلاّ أكللت و لا حدّا إلاّ فللت و لا كراعا إلاّ اجتحت و لا حاملة علم إلاّ نكّبت، أللّهمّ و أرنا أنصاره عباديد بعد الألفة و شتّى بعد اجتماع الكلمة و مقنعي الرّؤوس بعد الظّهور على الأمّة، أللّهمّ و أسفر لنا عن نهار العدل و أرناه سرمدا لا ليل فيه و نورا لا شوب معه و أهطل علينا ناشئته و أنزل علينا بركته و أدل له ممّن ناواه و انصره على من عاداه، أللّهمّ و أظهر به الحقّ و أصبح به في غسق الظّلمة و بهم الحيرة و أحي به القلوب الميّتة و اجمع به الأهواء المتفرّقة و الآراء المختلفة و أقم به الحدود المعطّلة و الأحكام المهملة و أشبع به الخماص السّاغبة و أرح به الأبدان اللاّغبة، أللّهمّ و كما ألهجتنا بذكره و أخطرت ببالنا دعاءك له و وفّقتنا للدّعاء إليه و حياشة أهل الغفلة عنه و أسكنت قلوبنا محبّته و الطّمع فيه و حسن الظّنّ بك لإقامته، أللّهمّ فأت لنا منه على حسن يقيننا بغيتنا يا محقّق الظّنون الحسنة و يا مصدّق الآمال المبطئة، أللّهمّ و أكذب به المتألّين عليك فيه و أخلف به ظنون القانطين من رحمتك و الآيسين منه، أللّهمّ و اجعلنا سببا من أسبابه و علما من أعلامه و معقلا من معاقله و نضّر وجوهنا بتجليته

ص: 661

و أكرمنا بنصرته و اجعل فينا خيرا يطهّرنا له و به و لا تشمتنّ بنا حاسدي النّعم و المتربّصين بنا حلول الفتن و نزول المثل في دار النّقم فقد ترى يا ربّ براءة ساحتنا و خلاء ذرعنا من الإضمار لهم على إحنة أو التّمنّي لهم وقوع جائحة و ما تبارك من تحصينهم بالعافية و ما أضبؤا لنا من انتظار الفرصة و طلب الوثوب بنا عند الغفلة، أللّهمّ و قد عرّفتنا من أنفسنا و بصّرتنا من عيوبنا خلالا نخشى أن تقعد بنا عن انتهاز الفرصة و أنت المتفضّل على غير المستحقّين و المبتدىء بالإحسان غير السّائلين فآتنا من أمرنا على حسب كرمك وجودك و فضلك و امتنانك إنّك تفعل ما تشاء و تحكم ما تريد إنّا إليك راغبون و من جميع ذنوبنا تائبون، أللّهمّ و الدّاعي إليك و القائم بالقسط من عبادك الفقير إلى رحمتك المحتاج إلى معونتك على طاعتك إذ ابتدأته بنعمتك و ألبسته أثواب كرامتك و ألقيت عليه محبّة طاعتك و ثبّتّ وطأته في القلوب من محبّتك و وفّقته للقيام بما أغمض فيه أهل زمانه من أمرك و جعلته مفزعا لمظلوم عبادك و ناصرا لمن لا يجد له ناصرا غيرك و مجدّدا لما عطّل من أحكام كتابك و مشيّدا لما ورد من أعلام سنن نبيّك عليه و آله سلامك و رحمتك و بركاتك فاجعله اللّهمّ في حصانة من بأس المعتدين و أشرق به القلوب المختلفة من بغاة الدّين و بلّغ به أفضل ما بلّغت به القائمين بقسطك من أتباع النّبيّين، أللّهمّ و أذلل به من لم تسهم له في الرّجوع إلى محبّتك و من نصب له العداوة و ارم بحجرك الدّامغ من أراد التّأليب على دينك بإذلاله و تشتيت جمعه و اغضب لمن لا ترة له و لا طائلة و عادى الأقربين و الأبعدين فيك منّا منك عليه لا منّا منه عليك، أللّهمّ فكما نصب نفسه فيك غرضا للأبعدين و جاد ببذل مهجته لك في الذّبّ عن حريم المؤمنين و ردّ شرّ بغاة المرتدّين حتّى أخفي ما كان جهر به من المعاصي و ابتدأ ما كان نبذه العلماء وراء ظهورهم فيما أخذ ميثاقهم على أن يبيّنوه للنّاس و لا يكتموه و دعا إلى الإقرار لك بالطّاعة و ألاّ يجعل لك شريكا من خلقك يعلو أمره على أمرك مع ما يتجرّعه فيك من مرارة الغيظ الجارحة بمواسي القلوب و ما يعتوره من الغموم و يفرغ عليه من

ص: 662

أحداث الخطوب و يشرق به من الغصص الّتي لا تبتلعها الحلوق و لا تحنو عليها الضّلوع عند نظره إلى أمر من أمرك و لا تناله يده بتغييره و ردّه إلى محبّتك، فاشدد اللّهمّ أزره بنصرك و أطل باعه فيما قصر عنه من إطراد الرّاتعين في حماك وزده في قوّته بسطة من تأييدك و لا توحشنا من أنسه، و لا تخترمه دون أمله من الصّلاح الفاشي في أهل ملّته و العدل الظّاهر في أمّته، أللّهمّ و شرّف بما استقبل به من القيام بأمرك لدى مواقف الحساب مقامه و سرّ نبيّك محمّدا صلّى اللّه عليه و آله برؤيته و من تبعه على دعوته و أجزل له على ما رأيته قائما به من أمرك ثوابه و ابن قرب دنوّه منك في حياته و ارحم استكانتنا من بعده و استخذاءنا لمن كنّا نقمعه به إذا فقدتنا وجهه و بسطت أيدي من كنّا نبسط أيدينا عليه لنردّه عن غضبك و افتراقنا بعد الألفة و الإجتماع تحت ظلّ كنفه و تلهّفنا عند الفوت على ما أقعدتنا عنه من نصرته و طلبنا من القيام بحقّ اللّه ما لا سبيل إلى رجعته و اجعله اللّهمّ في أمن ممّا نشفق عليه منه و ردّ عنه من سهام المكائد ما يوجّهه أهل الشّنآن إليه و إلى شركائه في أمره و معاونيه على طاعة ربّه الّذين جعلتهم سلاحه و أنسه و مفزعه و حصنه الّذين سلوا عن الأهل و الأولاد و عطّلوا الوثير من المهاد و رفضوا تجاراتهم و أسرّوا بمعايشهم و فقدوا أنديتهم بغير غيبة عن مصرهم و خاللوا البعيد ممّن عاضدهم على أمرهم و قلوا القريب ممّن صدّ عن وجهتهم و ائتلفوا بعد التّدابر و التّقاطع في دهرهم و قطعوا الأسباب المتّصلة بعاجل حطام الدّنيا و اجعلهم اللّهمّ في أمنك و حرزك و ظلّك و كنفك و ردّ عنهم بأس من قصد إليهم بالعداوة من عبادك و أجزل لهم على دعوتهم من كفايتك و معونتك و أيّدهم بتأييدك و نصرك و أزهق بحقّهم باطل من أراد إطفاء نورك، أللّهمّ و املأ بهم كلّ أفق من الآفاق و قطر من الأقطار قسطا و عدلا و مرحمة و فضلا و اشكرهم على حسب كرمك و جودك على ما مننت به على القائمين بالقسط من عبادك و ادّخرت لهم من ثوابك ما ترفع لهم به الدّرجات إنّك تفعل ما تشاء و تحكم ما تريد و صلّى اللّه على خيرته من خلقه محمّد و آله الأطهار، أللّهمّ إنّي أجد

ص: 663

هذه النّدبة امتحت دلالتها و درست أعلامها و عفت إلاّ ذكرها و تلاوة الحجّة بها، أللّهمّ إنّي أجد بيني و بينك مشتبهات تقطعني دونك و مبطئات تقعد بي عن إجابتك و قد علمت أنّي عبدك و لا يرحل إليك إلاّ بزاد و أنّك لا تحجب عن خلقك إلاّ أن يحجبهم الأعمال دونك و قد علمت أنّ زاد الرّاحل إليك عزم إرادة يختارك بها و يصير بها إلى ما يؤدّي إليك، أللّهمّ و قد ناداك بعزم الإرادة قلبي فاستبقني نعمتك بفهم حجّتك لساني و ما تيسّر لي من إرادتك، أللّهمّ فلا أختزلنّ عنك و أنا آمّك و لا أحتلجنّ عنك و أنا أتحرّاك، أللّهمّ و أيّدنا بما نستخرج به فاقة الدّنيا من قلوبنا و تنعشنا من مصارع هوانها و تهدم به عنّا ما شيّد من بنيانها و تسقينا بكأس السّلوة عنها حتّى تخلّصنا لعبادتك و تورثنا ميراث أوليائك الّذين ضربت لهم المنازل إلى قصدك و آنست وحشتهم حتّى و صلوا إليك، أللّهمّ و إن كان هوى من هوى الدّنيا أو فتنة من فتنها علق بقلوبنا حتّى قطعنا عنك أو حجبنا عن رضوانك و قعد بنا عن إجابتك فاقطع اللّهمّ كلّ حبل من حبالها جذبنا عن طاعتك و أعرض بقلوبنا عن أداء فرائضك و اسقنا عن ذلك سلوة و صبرا يوردنا على عفوك و يقدمنا على مرضاتك إنّك وليّ ذلك، أللّهمّ و اجعلنا قائمين على أنفسنا بأحكامك حتّى تسقط عنّا مؤن المعاصي و اقمع الأهواء أن تكون مساورة وهب لنا وطء آثار محمّد و آله صلواتك عليه و عليهم و اللّحوق بهم حتّى يرفع الدّين أعلامه ابتغاء اليوم الّذي عندك، أللّهمّ فمنّ علينا بوطء آثار سلفنا و اجعلنا خير فرط لمن ائتمّ بنا فإنّك على ذلك قدير و ذلك عليك يسير و أنت أرحم الرّاحمين و صلّى اللّه على محمّد سيّدنا و آله الأبرار و سلّم.

للخلف الصّالح المؤمل صاحب المرأى و المسمع الحجّة المنتظر القائم عليه السّلام: أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد و أكرم أوليائك بإنجاز وعدك و بلّغهم درك ما يأملونه من نصرك و اكفف عنهم بأس من نصب للخلاف عليك

ص: 664

و تمرّد بمنعتك على ركوب مخالفتك و استعان برفدك على فلّ جندك و قصد لكيدك بأيدك و وسعته حلما لتأخذه على جهرة أو تستأصله على غرّة فإنّك اللّهمّ قلت و قولك الحقّ حَتّٰى إِذٰا أَخَذَتِ اَلْأَرْضُ زُخْرُفَهٰا وَ اِزَّيَّنَتْ وَ ظَنَّ أَهْلُهٰا أَنَّهُمْ قٰادِرُونَ عَلَيْهٰا أَتٰاهٰا أَمْرُنٰا لَيْلاً أَوْ نَهٰاراً فَجَعَلْنٰاهٰا حَصِيداً كَأَنْ لَمْ تَغْنَ بِالْأَمْسِ كَذٰلِكَ نُفَصِّلُ اَلْآيٰاتِ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (1) و قلت فلمّا آسفونا انتقمنا منهم و إنّ الغاية عندنا قد تناهت و إنّا لغضبك غاضبون و على نصر الحقّ متعاصبون و إلى ورود أمرك مشتاقون و لإنجاز وعدك مرتقبون و لحلول وعيدك بأعدائك متوقّعون، أللّهمّ فأذن بذلك و افتح طرقاته و سهّل خروجه و وطّىء مسالكه و أشرع شرائعه و أيّد جنوده و أعوانه و بادر بأسك القوم الظّالمين و ابسط سيف نقمتك على أعدائك المعاندين و خذ بالثّار إنّك جواد مكّار.

و دعا عليه السّلام في قنوته: قُلِ اَللّٰهُمَّ مٰالِكَ اَلْمُلْكِ (الآيتين) يا ماجد يا جواد يا ذا الجلال و الإكرام يا بطّاش يا ذا البطش الشّديد يا فعّالا لما يريد، يا ذا القوّة المتين يا رؤوف يا رحيم يا لطيف يا حيّا حين لا حيّ أسألك باسمك المخزون المكنون القيّوم الّذي استأثرت به في علم الغيب عندك و لم تطلع عليه أحدا من خلقك و أسألك باسمك الّذي تصوّر به خلقك في الأرحام كيف تشاء و به تسوق إليهم أرزاقهم في أطباق الظّلمات من بين العروق و العظام و أسألك باسمك الّذي ألّفت به بين قلوب أوليائك و به ألّفت بين الثّلج و النّار لا هذا يذيب هذا و لا هذا يطفىء هذا و أسألك باسمك الّذي كوّنت به طعم المياه و أسألك باسمك الّذي أجريت به الماء في عروق النّبات بين أطباق الثّرى و سقت الماء إلى عروق الأشجار بين الصّخرة الصّمّاء و أسألك باسمك الّذي به تبدىء و تعيد و أسألك باسمك الفرد الواحد المتفرّد بالوحدانيّة المتوحّد بالصّمدانيّة و أسألك باسمك الّذي فجّرت به المياه من الصّخرة

ص: 665


1- سورة يونس، الآية: 24.

الصّمّاء و سقته من حيث شئت و أسألك باسمك الّذي خلقت به خلقك و رزقتهم كيف شئت و حيث شئت، يا من لا يغيّره الأيّام و اللّيالي أدعوك بما دعاك به نوح عليه السّلام حين ناداك فأنجيته و من معه و أهلكت قومه و أدعوك بما دعاك به إبراهيم خليلك عليه السّلام حين ناداك فأنجيته و جعلت النّار عليه بردا و سلاما و أدعوك بما دعاك به موسى كليمك عليه السّلام حين ناداك ففرّقت له البحر و أنجيته و بني إسرائيل و أهلكت فرعون و قومه باليمّ و أدعوك بما دعاك به عيسى عليه السّلام روحك حين ناداك فنجّيته من أعدائه و إليك رفعته و أدعوك بما دعاك به حبيبك و صفيّك و نبيّك محمّد صلّى اللّه عليه و آله فاستجبت له و من الأحزاب نجّيته و على أعدائك نصرته و أسألك باسمك الّذي إذا دعيت به أجبت يا من له الخلق و الأمر يا من أحاط بكلّ شيء علما و أحصى كلّ شيء عددا يا من لا تغيّره الأيّام و اللّيالي و لا تتشبّه عليه الأصوات و لا تخفى عليه اللّغات و لا يبرمه إلحاح الملحّين أسألك أن تصلّي على محمّد خيرتك من خلقك و على آله بأفضل صلواتك و صلّ على جميع النّبيّين و المرسلين الّذين بلّغوا عنك الهدى و اعتقدوا لك المواثيق بالطّاعة و صلّ على عبادك الصّالحين، يا من لا يخلف الميعاد أنجز لي ما وعدتني و اجمع لي أصحابي و صبّرهم و انصرني على أعدائك و أعداء رسولك و لا تخيّب دعائي فإنّي عبدك ابن عبدك ابن أمتك أسير بين يديك أنت الّذي مننت بهذا المقام و تفضّلت به عليّ دون كثير من خلقك أسألك أن تصلّي على محمّد و آل محمّد و أن تنجز لي ما وعدتني إنّك أنت الصّادق و لا تخلف الميعاد و أنت على كلّ شيء قدير.

الهياكل السّبعة

الهيكل الأول: الحمد للّه الّذي لا ينسى من ذكره و لا يخيّب من دعاه و الحمد للّه الّذي لا تحصى نعمائه و الحمد للّه الّذي يجزي بالإحسان إحسانا و بالسّيّئات غفرانا و بالصّبر نجاة، و الحمد للّه الّذي هو رجاءنا حين ينقطع الأمل منّا و اَلْحَمْدُ لِلّٰهِ اَلَّذِي

ص: 666

لَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً (الآية) اللّه أكبر كبيرا و الحمد للّه كثيرا و سبحان اللّه بكرة و أصيلا و لا حول و لا قوّة إلاّ باللّه العليّ العظيم، آمنت باللّه وحده و كفرت بالجبت و الطّاغوت و توكّلت على الحيّ الّذي لا يموت وَ مَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اَللّٰهِ فَهُوَ حَسْبُهُ (الآية) سيجعل اللّه بعد عسر يسرا تحصّنت بشهادة أن لا إله إلاّ اللّه محمّد رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.

الهيكل الثاني: أعيذ نفسي باللّه الّذي لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ اَلْحَيُّ اَلْقَيُّومُ (الآيتين) آمَنَ اَلرَّسُولُ بِمٰا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ (الآيتين) و صلّى اللّه على سيّدنا محمّد و آله و صحبه و سلّم.

الهيكل الثالث: أعيذ نفسي بالّذي خلق الأرض و السّماوات العلى الرّحمن على العرش استوى له ما في السّماوات و ما في الأرض و ما بينهما و ما تحت الثّرى و إن تجهر بالقول فإنّه يعلم السّرّ و أخفى اللّه لا إله إلاّ هو له الأسماء الحسنى من سحر كلّ ساحر و مكر كلّ ماكر و من شرّ كلّ متكبّر فاجر، و أعيذ حاملها من شرّ الأشرار و كيد الفجّار و ما اختلف اللّيل و النّهار بقل هو اللّه أحد الواحد القهّار و أعيذه بالإسم الّذي به تُؤْتِي اَلْمُلْكَ مَنْ تَشٰاءُ وَ تَنْزِعُ اَلْمُلْكَ مِمَّنْ تَشٰاءُ (الآيتين) و صلّى اللّه على سيّدنا محمّد و آله و سلّم.

الهيكل الرابع: أعيذ نفسي بالّذي قال للسّماوات و الأرض اِئْتِيٰا (الآية) و أعوذ باللّه من شرّ كلّ جبّار عنيد و شيطان مريد و جنّيّ شديد قائم أو قاعد في أكل و شرب أو نوم أو اغتسال كلّما سمعوا بذكر آيات اللّه تولّوا على أعقابهم هربا أَ فَحَسِبْتُمْ أَنَّمٰا خَلَقْنٰاكُمْ عَبَثاً وَ أَنَّكُمْ إِلَيْنٰا لاٰ تُرْجَعُونَ، فَتَعٰالَى اَللّٰهُ اَلْمَلِكُ اَلْحَقُّ لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ رَبُّ اَلْعَرْشِ اَلْكَرِيمِ ، و أعيذ حامل كتابي هذا بالأسماء الثّمانية المكتوبات في قلب الشّمس و بالإسم الّذي أضاء به القمر و بالإسم الّذي كتب على ورق الزّيتون و ألقي في النّار فلم يحترق، قُلْ كُونُوا حِجٰارَةً أَوْ حَدِيداً (إلى قوله) أَوَّلَ مَرَّةٍ و صلّى اللّه

ص: 667

على سيّدنا محمّد و آله و سلّم.

الهيكل الخامس: أعيذ نفسي باللّه الّذي تجلّى للجبل فجعله دَكًّا وَ خَرَّ مُوسىٰ صَعِقاً فَلَمّٰا أَفٰاقَ (الآية) و أعوذ باللّه من سحر السّاحرين و مكر الماكرين و غدر الغادرين و من شرّ كلّ شيطان لعين، إِنَّ اَلَّذِينَ قٰالُوا رَبُّنَا اَللّٰهُ ثُمَّ اِسْتَقٰامُوا (الآية) و أعوذ بالإسم الّذي نزل به الرّوح الأمين جبرئيل عليه السّلام على النّبيّ الصّادق الأمين محمّد صلّى اللّه عليه و آله و سلّم في يوم الإثنين و بما وارت الحجب من جلال جمالك و بما طاف به العرش من بهاء كمالك و بمنتهى الرّحمة من كتابك، إكف حامل كتابي هذا آفات الدّنيا و عذاب الآخرة إنّك أهل التّقوى و أهل المغفرة و صلّى اللّه على سيّدنا محمّد و آله و صحبه و سلّم.

الهيكل السادس: أعيذ نفسي باللّه الّذي لا إله سواه من شرّ ما يلج في الأرض و ما يخرج منها و ما ينزل من السّماء و ما يعرج فيها و هو يعلم أين ما كنتم و اللّه بما تعملون بصير له ملك السّماوات و الأرض و إلى اللّه ترجع الأمور، و أعوذ بما استعاذ به آدم أبو البشر و شيث و هابيل و إدريس و نوح و هود و صالح و شعيب و لوط و إبراهيم و إسماعيل و إسحاق و يعقوب و الأسباط و موسى و هارون و داود و سليمان و أيّوب و إلياس و اليسع و ذو الكفل و يونس و عيسى و زكريّا و يحيى و الخضر و محمّد خير البشر صلوات اللّه عليهم أجمعين و بما استعاذ به كلّ ملك مقرّب و نبيّ مرسل إلاّ ما تباعدتم و تفرّقتم عن حامل كتابي هذا و صلّى اللّه على سيّدنا محمّد و آله و صحبه و سلّم.

الهيكل السابع: أعيذ نفسي و أهلي و مالي و ولدي و جيراني و ما خوّلني ربّي و أهل حزانتي و من أسدى إليّ يدا أو عمل معي معروفا بيده أو لسانه باللّه اَلَّذِي لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ عٰالِمُ اَلْغَيْبِ وَ اَلشَّهٰادَةِ (السّورة) يا نور النّور يا مدبّر الأمور اللّه نور السّماوات و الأرض مَثَلُ نُورِهِ (الآية) إِنَّ رَبَّكُمُ اَللّٰهُ اَلَّذِي خَلَقَ اَلسَّمٰاوٰاتِ وَ اَلْأَرْضَ (إلى قوله) إِنَّ رَحْمَتَ اَللّٰهِ قَرِيبٌ مِنَ اَلْمُحْسِنِينَ و صلّى اللّه على سيّدنا محمّد و آله و صحبه و سلّم.

ص: 668

الهيكل السابع: أعيذ نفسي و أهلي و مالي و ولدي و جيراني و ما خوّلني ربّي و أهل حزانتي و من أسدى إليّ يدا أو عمل معي معروفا بيده أو لسانه باللّه اَلَّذِي لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ عٰالِمُ اَلْغَيْبِ وَ اَلشَّهٰادَةِ (السّورة) يا نور النّور يا مدبّر الأمور اللّه نور السّماوات و الأرض مَثَلُ نُورِهِ (الآية) إِنَّ رَبَّكُمُ اَللّٰهُ اَلَّذِي خَلَقَ اَلسَّمٰاوٰاتِ وَ اَلْأَرْضَ (إلى قوله) إِنَّ رَحْمَتَ اَللّٰهِ قَرِيبٌ مِنَ اَلْمُحْسِنِينَ و صلّى اللّه على سيّدنا محمّد و آله و صحبه و سلّم.

الأسماء الحسنى و شرحها

و سنوردها هنا بثلاث عبارات الأولى: ما ذكرها الشيخ جمال الدّين أحمد بن فهد رحمه اللّه في عدّته أنّ الرّضا عليه السّلام روى عن أبيه عن آبائه عن عليّ عليه السّلام إنّ للّه تسعة و تسعين اسما من دعا بها استجيب له و من أحصاها دخل الجنّة و هي هذه:

اللّه الواحد الأحد الصّمد الأوّل الآخر السّميع البصير القدير القادر العليّ الأعلى الباقي البديع البارىء الأكرم الظّاهر الباطن الحيّ الحكيم العليم الحليم الحفيظ الحقّ الحسيب الحميد الحفيّ الرّبّ الرّحمن الرّحيم الذّارىء الرّازق الرّقيب الرّؤوف الرّائي السّلام المؤمن المهيمن العزيز الجبّار المتكبّر السّيّد السّبّوح الشّهيد الصّادق الصّانع الطّاهر العدل العفوّ الغفور الغنيّ الغياث الفاطر الفرد الفتّاح الفالق القديم الملك القدّوس القويّ القريب القيّوم القابض الباسط القاضي المجيد الوليّ المنّان المحيط المبين المقيت المصوّر الكريم الكبير الكافي كاشف الضّرّ الوتر النّور الوهّاب النّاصر الواسع الودود الهادي الوفيّ الوكيل الوارث البرّ الباعث التوّاب الجليل الجواد الخبير الخالق خير النّاصرين الدّيّان الشّكور العظيم اللّطيف الشّافي.

الثانية: ما ذكرها الشهيد رحمه اللّه في قواعده و هي: اللّه الرّحمن الرّحيم الملك القدّوس السّلام المؤمن المهيمن العزيز الجبّار المتكبّر البارىء الخالق المصوّر الغفّار الوهّاب الرّزّاق الخافض الرّافع المعزّ المذلّ السّميع البصير الحليم العظيم العليّ الكبير الحفيظ الجليل الرّقيب المجيب الحكيم المجيد الباعث الحميد المبدىء المعيد المحيي المميت الحيّ القيّوم الماجد التّوّاب المنتقم الشّديد العقاب العفوّ الرّؤوف الوالي الغنيّ المغني الفتّاح القابض الباسط الحكم العدل اللّطيف الخبير الغفور الشّكور المقيت الحسيب الواسع الودود الشّهيد الحقّ الوكيل القويّ

ص: 669

المتين الوليّ المحصي الواجد الواحد الأحد الصّمد القادر المقتدر المقدّم المؤخّر الأوّل الآخر الظّاهر الباطن البرّ ذو الجلال و الإكرام المقسط الجامع المانع الضّارّ النّافع النّور البديع الوارث الرّشيد الصّبور الهادي الباقي. قال رحمه اللّه ورد في الكتاب العزيز من الأسماء الحسنى الربّ و المولى و النّصير و المحيط و الفاطر و العلاّم و الكافي و ذو الطّول و ذو المعارج.

الثالثة: ما ذكرها فخر الدّين محمّد بن محاسن رحمه اللّه في جواهره و هي: اللّه الرّحمن الرّحيم الملك القدّوس السّلام المؤمن المهيمن العزيز الجبّار المتكبّر الخالق البارىء المصوّر الغفّار القهّار الوهّاب الرّزّاق الفتّاح العليم القابض الباسط الخافض الرّافع المعزّ المذلّ السّميع البصير الحكم العدل اللّطيف الخبير الحليم العظيم الغفور الشّكور العليّ الكبير الحفيظ المغيث الحسيب الجليل الكريم الرّقيب المجيب الواسع الحكيم الودود المجيد الماجد الباعث الشّهيد الحقّ الوكيل القويّ الأمين الوليّ الحميد المحصي المبدىء المعيد المحيي المميت الحيّ القيّوم الواحد الأحد الصّمد القادر المقتدر المقدّم المؤخّر الأوّل الآخر الظّاهر الباطن الوالي المتعالي البرّ التّوّاب المنتقم العفوّ الرّؤوف مالك الملك ذو الجلال و الإكرام المقسط الجامع الغنيّ المغني المانع الضّارّ النّافع النّور الهادي البديع الباقي الوارث الرّشيد.

فهذه تسعة و تسعون إسما رواها محمّد بن إسحاق في المأثور و لما كانت كل واحد من هذه العبارات الثّلاث تزيد عن صاحبتيها بأسماء و تنقص عنهما بأسماء أحببت أن أضع عبارة رابعة مشتملة على أسماء العبارات الثلاث مع الإشارة إلى شرح كلّ اسم منها من غير إيجاز مخلّ و لا إسهاب مملّ و سمّيت ذلك بالمقام الأسنى في تفسير الأسماء الحسنى فنقول و باللّه التوفيق:

اللّه: اسم علم مفرد موضوع على ذات واجب الوجود تعالى، و قال الغزالي اللّه اسم للموجود الحق الجامع لصفات الإلهيّة المنعوت بنعوت الربوبية المتفرد بالوجود الحقيقي فإن كل موجود سواه غير مستحق للوجود بذاته و إنّما استفاد

ص: 670

الوجود منه، و قيل اللّه اسم لمن هو الخالق لهذا العالم و المدبّر له، و قال الشهيد في قواعده اسم للذات لجريان النعوت عليه، و قيل هو اسم للذّات مع جملة الصّفات الإلهية فإذا قلنا اللّه فمعناه الذّات الموصوفة بالصّفات الخاصة و هي صفات الكمال و نعوت الجلال، قال رحمه اللّه و هذا المفهوم هو الّذي نعبد و نوحد و ننزه عن الشريك و النظير و المثل و النّد و الضّد، و اعلم أن هذا الإسم الشريف قد امتاز عن غيره من أسمائه تعالى الحسنى بوجوه عشرة: 1 - إنه أشهر أسماء اللّه تعالى. 2 - إنّه أعلاها محلاّ في القرآن. 3 - إنه أعلاها محلاّ في الدّعاء. 4 - إنه جعل أمام سائر الأسماء. 5 - إنّه خصّت به كلمة الإخلاص. 6 - إنّه رفع به الشهادة. 7 - إنه علم على الذّات المقدّسة و هو مختصّ بالمعبود بالحقّ تعالى فلا يطلق على غيره حقيقة و لا مجازا قال تعالى هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيًّا أي هل تعلم أحدا يسمّى اللّه، و قيل سميّا أي مثلا و شبيها. 8 - إن هذا الإسم الشريف دال على الذّات المقدّسة الموصوفة بجميع الكمالات حتّى لا يشذ به شيء و باقي أسمائه تعالى لا تدل آحادها إلاّ على آحاد المعاني كالقادر على القدرة و العالم على العلم أو فعل منسوب إلى الذّات مثل قولنا الرّحمن فإنه اسم للذّات مع اعتبار الرّحمة و كذا الرّحيم و العليم و الخالق اسم للذّات مع اعتبار وصف وجودي خارجيّ و القدّوس اسم للذّات مع وصف سلبيّ أعني القدوس الّذي هو التّطهير عن النقائص و الباقي اسم للذّات مع نسبة و إضافة أعني البقاء و هو نسبة بين الوجود و الأزمنة إذ هو استمرار الوجود في الأزمنة و الأبديّ هو المستمر في جميع الأزمنة فالباقي أعم منه و الأزليّ هو الّذي قارن وجوده جميع الأزمنة الماضية المحققة و المقدّرة فهذه الاعتبارات تكاد تأتي على الأسماء الحسنى بحسب الضّبط. 9 - إنه اسم غير صفة بخلاف سائر أسمائه تعالى فإنه تقع صفات أما أنّه اسم غير صفة فلأنّك تصفه و لا تصف به فتقول إله واحد و لا تقول شيء إله و أمّا وقوع ما عداه من أسمائه الحسنى صفات فلأنه يقال شيء قادر و عالم وحيّ إلى غير ذلك. 10 - إنّ جميع أسمائه الحسنى يتسمى بهذا الإسم و لا يتسمّى هو بشيء منها فلا يقال اللّه اسم من أسماء الصّبور أو الرّحيم أو الشكور، و لكن يقال الصّبور اسم من أسماء اللّه تعالى إذا عرفت ذلك فاعلم أنه قد قيل إنّ هذا الإسم المقدّس هو الإسم الأعظم.

ص: 671

قال ابن فهد في عدّته و هذا القول قريب جدا لأنّ الوارد في هذا المعنى كثير و رأيت في كتاب الدرّ المنتظم في السّرّ الأعظم للشيخ محمد بن طلحة بن محمّد ابن الحسين أنّ هذا الإسم المقدّس يدلّ على الأسماء الحسنى كلّها التي هي تسعة و تسعون إسما لأنّك إذا قسّمت الإسم المقدس في علم الحروف على قسمين كان كل قسم ثلاثة و ثلاثين فتضرب الثّلاثة و الثلاثين في حروف الإسم المقدّس بعد إسقاط المكرّر و هي ثلاثة تكون عدد الأسماء الحسنى و ذكر أمثلة أخر في هذا المعنى تركناها اختصارا.

و رأيت في كتاب مشارق الأنوار و حقائق الأسرار للشيخ رجب بن محمّد بن رجب الحافظ إنّ هذا الإسم المقدّس أربعة أحرف اللّه فإذا وقفت على الأشياء عرفت أنها منه و به و إليه و عنه فإذا أخذ منه الألف بقي للّه و للّه كل شيء فإن أخذ اللام و ترك الألف بقي إله و هو إله كل شيء و إن أخذ الألف من إله بقي له و له كلّ شيء فإن أخذ من له اللاّم بقي هو و هو هو وحده لا شريك له و هو لفظ يوصل إلى ينبوع العزّة و لفظ هو مركب من حرفين و الهاء أصل الواو فهو حرف واحد يدلّ على الواحد الحق، و الهاء أوّل المخارج و الواو آخرها هو الأوّل و الآخر و الظّاهر و الباطن و لمّا كان الإسم المقدّس الأقدس أرفع أسماء اللّه تعالى شأنا و أعلاها مكانا، و كان لكمالها جمالا و لجمالها كمالا خرجنا فيه بالإسهاب عن مناسبة الكتاب و اللّه الموفّق للصّواب.

الرّحمن الرّحيم: قال الشّهيد رحمه اللّه هما اسمان للمبالغة من رحم كغضبان من غضب و عليم من علم و الرحمة لغة رقة القلب و انعطاف يقتضي التفضل و الإحسان و منه الرّحم لانعطافها على ما فيها و أسماء اللّه تعالى إنّما تؤخذ باعتبار الغايات التي هي أفعال دون المبادىء التي هي انفعال، و قال صاحب العدّة الرحمن الرّحيم مشتقان من الرّحمة و هي النّعمة و منه وَ مٰا أَرْسَلْنٰاكَ إِلاّٰ رَحْمَةً لِلْعٰالَمِينَ أي نعمة و يقال للقرآن رحمة و للغيث رحمة أي نعمة و قد يتسمى بالرّحيم غيره تعالى و لا يتسمى بالرّحمن سواه لأنّ الرّحمن هو الّذي يقدر على كشف الضرّ و البلوى، و يقال لرقيق القلب من الخلق رحيم لكثرة وجود الرّحمة منه بسبب الرقة و أقلّها الدّعاء للمرحوم و التّوجّع له و ليست في حقّه تعالى كذلك بل

ص: 672

معناها إيجاد النّعمة للمرحوم و كشف البلوى عنه فالحد الشّامل أن تقول هي التخلّص من أقسام الآفات و إيصال الخيرات إلى أرباب الحاجات و في كتاب الرّسالة الواضحة أنّ الرّحمن الرّحيم من أبنية المبالغة إلاّ أنّ فعلان أبلغ من فعل ثمّ هذه المبالغة قد توجد تارة باعتبار الكميّة و أخرى باعتبار الكيفيّة فعلى الأوّل قيل يا رحمن الدّنيا لأنّه يعمّ المؤمن و الكافر و رحيم الآخرة لأنّه يخصّ الرّحمة بالمؤمنين لقوله تعالى وَ كٰانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيماً و على الثّاني قيل يا رحمن الدّنيا و الآخرة و رحيم الدّنيا لأن النّعم الأخرويّة كلّها جسام و أمّا النّعم الدّنيوية فجليلة و حقيرة، و عن الصّادق عليه السّلام الرّحمن اسم خاص بصفة عامّة و الرّحيم اسم عام بصفة خاصّة، و عن أبي عبيدة الرّحمن ذو الرّحمة و الرّحيم الرّاحم و كرّر لضرب من التّأكيد، و عن السيّد المرتضى رحمه اللّه إن الرحمن مشترك فيه اللّغة العربيّة و العبرانية و السّريانية و الرّحيم مختصّ بالعربيّة، قال الطبرسي و إنّما قدم الرّحمن على الرّحيم لأن الرحمن بمنزلة الإسم العلم من حيث إنّه لا يوصف به إلاّ اللّه تعالى و لهذا جمع بينهما تعالى في قوله قُلِ اُدْعُوا اَللّٰهَ أَوِ اُدْعُوا اَلرَّحْمٰنَ فوجب لذلك تقديمه على الرّحيم لأنّه يطلق عليه و على غيره.

الملك: التّام الملك الجامع لأصناف المملوكات قاله البادرائي في جواهره، و قال الشّهيد الملك المتصرّف بالأمر و النّهي في المأمورين أو الّذي يستغني في ذاته و صفاته عن كل موجود و يحتاج إليه كلّ موجود و الملكوت ملك اللّه زيدت فيه التاء كما زيدت في رهبوت و رحموت من الرّهبة و الرّحمة.

القدّوس: فعّول من القدّوس و هو الطّهارة فالقدّوس الطّاهر من العيوب المنزّه عن الأضداد و الأنداد و التقديس التطهير و قوله تعالى حكاية عن الملائكة وَ نَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَ نُقَدِّسُ لَكَ أي ننسبك إلى الطّهارة و سمي بيت المقدّس بذلك لأنه المكان الّذي يتطهر فيه من الذنوب، و قيل للجنّة حظيرة القدس لأنها موضع الطّهارة من الأدناس و الآفات التي تكون في الدّنيا.

السّلام: معناه ذو السّلامة أي سلم في ذاته عن كلّ عيب و في صفاته عن كل نقص و آفة تلحق المخلوقين و السلام مصدر وصف به للمبالغة و قيل معناه المسلم لأن السّلامة تنال من قبله و قوله لهم دار السّلام يجوز أن يكون مضافة إليه تعالى

ص: 673

و يجوز أن يكون تعالى قد سمّى الجنّة سلاما لأنّ الصّائر إليها يسلم من كلّ آفة.

المؤمن: المصدّق لأنّ الإيمان في اللغة التّصديق و يحتمل في ذلك و جهان:

أ - إنه يصدق عباده وعده و يفي لهم بما ضمنه لهم. ب - إنّه يصدق ظنون عباده المؤمنين و لا يخيب آمالهم قاله البادرائي، و عن الصّادق عليه السّلام سمى تعالى مؤمنا لأنه يؤمن عذابه من أطاعه، و في الصّحاح اللّه تعالى مؤمن و هو الّذي أمن عباده ظلمه.

المهيمن: قال العزيزي في غريبه و الشّهيد في قواعده هو القائم على خلقه بأعمالهم و آجالهم و أرزاقهم، و قال صاحب العدّة المهيمن الشّاهد و منه قوله تعالى وَ مُهَيْمِناً عَلَيْهِ أي شاهدا فهو تعالى الشّاهد على خلقه بما يكون منهم من قول أو فعل، و قيل هو الرّقيب على الشيء و الحافظ له و قيل هو الأمين و إلى قول الأوسط ذهب الجوهري فقال المهيمن الشّاهد فهو من أمن غيره من الخوف. قلت إنما كان المهيمن من أمن لأنّ الأصل في مهيمن مؤيمن فقلبت الهمزة هاء لقرب مخرجهما كما في هرقت الماء و أرقته و ايهات و هيهات و ابريّة و هبريّة للحزاز الّذي في الرأس، و قرأ أبو السرار الغنويّ هيّاك نعبد و هياك نستعين، قال الشّاعر:

و هياك و الأمر الذي إن توسعت *** موارده ضاقت عليك مصادره

العزيز: الغالب القاهر أو ما يمتنع الوصول إليه قاله الشّهيد في قواعده، و قال الشيخ عليّ بن يوسف بن عبد الجليل في كتابه منتهى السؤول في شرح الفصول العزيز هو الخطير الّذي يقل وجود مثله و تشتدّ الحاجة إليه و يصعب الوصول إليه فليس العزيز المطلق إلاّ هو تعالى، و قال صاحب العدّة العزيز المنيع الذي لا يغلب و يقال من عزّ بزّ أي من غلب سلب، و منه قوله تعالى وَ عَزَّنِي فِي اَلْخِطٰابِ أي غلبني في محاورة الكلام و قد يقال العزيز للملك و منه قوله تعالى يٰا أَيُّهَا اَلْعَزِيزُ أي يا أيّها الملك و العزيز أيضا الّذي لا يعادله شيء و الذي لا مثل له و لا نظير.

الجبّار: القهّار أو المتكبّر أو المتسلّط أو الذي جبر مفاقر الخلق و كفاهم أسباب المعاش و الرّزق أو الّذي تنفذ مشيئته على سبيل الإجبار في كلّ أحد و لا ينفذ فيه مشيئة أحد، و يقال الجبار العالي فوق خلقه، و يقال للنخل الّذي طال

ص: 674

وفات اليد جبّار.

المتكبّر: ذو الكبرياء و هو الملك أو ما يرى الملك حقيرا بالنّسبة إلى عظمته، قال الشّهيد و قال صاحب العدّة المتكبّر المتعالي عن صفات الخلق و يقال المتكبر على عتاة خلقه و هو مأخوذ من الكبرياء و هو اسم التكبير و التعظيم.

الخالق: هو المبدئ للخلق و المخترع لهم على غير مثال سبق قاله البادرائي في جواهره، و قال الشهيد الخالق المقدّر قلت و هو حسن إذ قد يراد بالخلق التقدير و منه قوله تعالى أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ اَلطِّينِ كَهَيْئَةِ اَلطَّيْرِ أي أقدّر.

البارىء: الخالق و البريّة الخلق و بارىء البرايا أي خالق الخلائق.

المصوّر: الذي أنشأ خلقه على صور مختلفة ليتعارفوا بها قال تعالى وَ صَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ و قال الغزالي في تفسير أسماء اللّه تعالى الحسنى قد يظن أن الخالق و البارىء و المصوّر ألفاظ مترادفة و أن الكل يرجع إلى الخلق و الاختراع و ليس كذلك بل كلّ ما يخرج من العدم إلى الوجود مفتقر إلى تقديره أولا و إلى إيجاده على وفق التقدير ثانيا و إلى التصوير بعد الإيجاد ثالثا و اللّه تعالى خالق من حيث إنه مقدر و بارىء من حيث إنه مخترع موجد و مصور من حيث إنه مرتب صور المخترعات أحسن ترتيب و هذا كالبناء مثلا فإنه يحتاج إلى مقدر يقدر ما لا بدّ منه من الخشب و اللّبن و مساحة الأرض و عدد الأبنية و طولها و عرضها و هذا يتولاه المهندس فيرسمه و يصوّره ثم يحتاج إلى بنّاء يتولى الأعمال التي عندها تحدث أصول الأبنية ثم يحتاج إلى مزيّن ينقش ظاهره و يزين صورته فيتولاه غير البّناء هذه هي العادة في التقدير في البناء و التصوير و ليس كذلك في أفعاله تعالى بل هو المقدّر و الموجد و الصّانع فهو الخالق و البارىء و المصوّر.

الغفّار: هو الذي أظهر الجميل و ستر القبيح قال الشهيد و قال البادرائي هو الّذي يغفر الذّنوب و كلّما تكرّرت التّوبة من المذنب تكررت منه تعالى المغفرة لقوله وَ إِنِّي لَغَفّٰارٌ لِمَنْ تٰابَ (الآية) و الغفر في اللّغة السّتر و التّغطية فالغفار الستّار لذنوب عباده.

القهّار: و القاهر بمعنى و هو الّذي قهر الجبابرة و قهر العباد بالموت غير أن

ص: 675

قهار و غفّار و جبّار و وهّاب و رزّاق و فتّاح و نحو ذلك من أبنية المبالغة لأنّ العرب قد بنت مثال من كرّر الفعل على فعّال و لهذا يقولون لكثير السّؤال سأّال و سآلة قال:

سأّالة للفتى ما ليس في يده *** ذهّابة بعقول القوم و المال

و كذا ما بني على فعلان و فعيل كرحمن و رحيم، إلاّ أنّ فعلان أبلغ من فعيل و بنت مثال من بالغ في الأمر و كان قويا عليه على فعول كصبور و شكور و بنت مثال من فعل الشيء مرة على فاعل نحو سائل و قاتل و بنت مثال من اعتاد الفعل على مفعال مثل امرأة مذكار إذا كان من عادتها أن تلد الذّكور و مئناث إذا كان من عادتها أن تلد الإناث و معقاب إذا كان من عادتها أن تلد نوبة ذكرا و نوبة أنثى و رجل منعام و مفضال إذا كان ذلك من عادته.

الوهّاب: هو من أبنية المبالغة كما مرّ آنفا و هو الذي يجود بالعطايا التي لا تفنى و كلّ من وهب شيئا من أعراض الدّنيا فهو واهب و لا يسمّى وهّابا بل الوهّاب من تصرفت مواهبه في أنواع العطايا و دامت و المخلوقون إنما يملكون أن يهبوا مالا أو نوالا في حال دون حال و لا يملكون أن يهبوا شفاء لسقيم و لا ولدا لعقيم قاله البادرائي، و قال صاحب العدّة الوهاب الكثير الهبة و المفضال في العطيّة، و قال الشّهيد الوهّاب المعطي كلّ ما يحتاج إليه لكل من يحتاج إليه.

الرزّاق: و الرازق بمعنى و هو خالق الأرزقة و المرتزقة و المتكفل بإيصالها لكلّ نفس من مؤمن و كافر غير أن في الرزّاق المبالغة.

الفتّاح: الحاكم بين عباده و فتح الحاكم بين الخصمين إذا قضى بينهما و منه ربّنا افتح بيننا و بين قومنا بالحق أي احكم و هو أيضا الذي يفتح أبواب الرزق و الرحمة لعباده و هو الّذي بعنايته ينفتح كل مغلق.

العليم: العالم بالسّرائر و الخفيّات و تفاصيل المعلومات قبل حدوثها و بعد وجودها.

القابض الباسط: هو الّذي يوسّع الرزق و يحبسه بحسب الحكمة و يحسن القران بين هذين الإسمين و نظائرهما كالخافض و الرّافع و المعزّ و المذلّ و الضّار و النّافع و المبدىء و المعيد و المحيي و المميت و المقدّم و المؤخر و الأوّل و الآخر

ص: 676

و الظّاهر و الباطن لأنّه أنبأ عن القدرة و أدلّ على الحكمة قال اللّه تعالى وَ اَللّٰهُ يَقْبِضُ وَ يَبْصُطُ فإذا ذكرت القابض مفردا عن الباسط كنت كأنّك قد قصرت الصّفة على المنع و الحرمان و إذا وصلت أحدهما بالآخر فقد جمعت بين الصفتين فأولى لمن وقف بحسن الأدب بين يدي اللّه تعالى أن لا يفرد كل اسم عن مقابله لما فيه من الإعراب عن وجه الحكمة.

الخافض الرّافع: هو الذي يخفض الكفار بالإشقاء و يرفع المؤمنين بالإسعاد و قوله خافضة رافعة أي تخفض أقواما إلى النّار و ترفع أقواما إلى الجنّة يعني القيامة.

المعز المذلّ: الّذي يؤتي الملك من يشاء و ينزعه ممّن يشاء و الّذي أعزّ بالطّاعة أولياءه فأظهرهم على أعدائه في الدّنيا و أحلّهم دار الكرامة في العقبى و أذلّ أهل الكفر في الدّنيا بأن ضربهم بالرقّ و الجزية و الصّغار و في الآخرة في الخلود في النّار.

السّميع: بمعنى السامع يسمع السرّ و النجوى سواء عنده الجهر و الخفوت و النّطق و السّكوت و قد يكون السّميع بمعنى القبول و الإجابة و منه قول المصلّي سمع اللّه لمن حمده معناه قبل حمد من حمده و استجاب له، و قيل السّميع العليم بالمسموعات و هي الأصوات و الحروف.

البصير: العالم بالخفيّات و قيل العالم بالمبصرات و في عبارة الشهيد السّميع الّذي لا يعزب عن إدراكه مسموع خفي أو ظهر و البصير الذي لا يعزب عنه ما تحت الثرى و مرجعهما إلى العلم لتعاليه سبحانه عن الحاسة و المعاني القديمة.

الحكم: هو الحاكم الذي سلم له الحكم و سمّي الحاكم حاكما لمنعه النّاس من التّظالم.

العدل: أي ذو العدل و هو مصدر أقيم مقام الأصل وصف به تعالى للمبالغة لكثرة عدله و العدل هو الّذي لا يجور في الحكم و رجل عدل و قوم عدل و امرأة عدل يستوي فيه الواحد و الجمع و المذكر و المؤنّث.

اللّطيف: العالم بغوامض الأشياء ثم يوصلها إلى المستصلح برفق دون

ص: 677

العنف أو البرّ بعباده الذي يوصل إليهم ما ينتفعون به في الدّارين و يهيىء لهم أسباب مصالحهم من حيث لا يحتسبون، قال الشهيد في قواعده و قيل اللّطيف فاعل اللّطف و هو ما يقرب معه العبد من الطّاعة و يبعد من المعصية و اللّطف من اللّه التوفيق، و في كتاب التوحيد عن الصّادق عليه السّلام أن معنى اللّطيف هو العالم بالشيء اللّطيف كالبعوضة و خلقه إيّاها و أنه لا يدرك و لا يحدّ و فلان لطيف في أمره إذا كان متعمقا متلطّفا لا يدرك أمره و ليس معناه أنه تعالى صغر و دق، و قال الهروي في الغريبين اللّطيف من أسمائه تعالى و هو الرفيق بعباده، يقال لطف له يلطف إذا رفق به و لطف اللّه بك أي أوصل إليك مرادك برفق و اللطيف منه فأمّا لطف يلطف فمعناه صغر و دق.

الخبير: هو العالم بكنه الشيء على حقيقته و الخبر العلم ولي بكذا خبر أي علم و اختبرت بكذا بلوته.

الحليم: ذو الحلم و الصّفح و الأناة و هو الذي يشاهد معصية العصاة و يرى مخالفة الأمر ثم لا يسارع إلى الانتقام مع غاية قدرته و لا يستحق الصّافح مع العجز اسم الحلم إنما الحليم هو الصّفوح مع القدرة.

العظيم: قال الشّهيد هو الذي لا تحيط بكنهه العقول، و قال البادرائي هو ذو العظمة و الجلال أي عظيم الشأن جليل القدر دون العظيم الّذي هو من نعوت الأجسام، و قيل إنه تعالى سمى العظيم لأنّه الخالق للخلق العظيم كما أن معنى اللطيف هو الخالق للخلق اللّطيف.

العفوّ: هو الماحي للذّنوب و هو فعول من العفو و هو الصّفح عن الذّنب و ترك مجازاة المسيء، و قيل هو مأخوذ من عفت الرّيح الأثر إذا درسته و محته.

الغفور: الذي تكثر منه المغفرة أي يغفر الذّنوب و يتجاوز عن العقوبة و اشتقاقه من الغفر و هو الستر و التغطية و سمّي المغفر به لستره الرّأس و في العفوّ مبالغة أعظم من الغفور لأنّ ستر الشيء قد يحصل مع بقاء أصله بخلاف العفو فإنه إزالة له رأسا و جملة و يقال ما فيهم غفيرة أي لا يغفرون ذنبا لأحد.

الشّكور: الذي يشكر اليسير من الطّاعة و يثيب عليه الكثير من الثواب و يعطي الجزيل من النعمة و يرضى باليسير من الشكر، قال تعالى إِنَّ رَبَّنٰا لَغَفُورٌ شَكُورٌ

ص: 678

و هما اسمان مبنيان للمبالغة و لما كان تعالى مجازيا للمطيع على طاعته بجزيل ثوابه جعل مجازاته شكرا لهم على سبيل المجاز كما سمّيت المكافاة شكرا.

العليّ: الذي لا رتبة فوق رتبته أو المنزّه عن صفات المخلوقين و قد يكون بمعنى العالي فوق خلقه بالقدرة عليهم.

الكبير: ذو الكبرياء في كمال الذّات و الصّفات و هو الموصوف بالجلال و كبر الشّأن و يقال هو الّذي كبر عن شبه المخلوقين و صغر دون جلاله كلّ كبير و قيل الكبير السيّد و يقال لكبير القوم سيّدهم.

الحفيظ: الحافظ لدوام الموجود و المزيل تضاد العنصريات بحفظها عن الفساد فهو تعالى يحفظ السّماوات و الأرض و ما بينهما و يحفظ عبده من المهالك و المعاطب و الحافظ و الحفيظ بمعنى و هو الرّقيب المهيمن، قال بعضهم الحفيظ وضع للمبالغة فتفسيره بالحافظ فيه هضم لذلك الإسم.

المقيت: المقتدر و أقات على الشّيء اقتدر عليه و قال:

و ذي ضغن كففت النفس عنه *** و كنت على مساءته مقيتا

أي قادرا. و المقيت معطي القوت و المقيت الحافظ للشيء و الشّاهد عليه و المقيت الموقوف على الشيء قال:

إلى الفضل أم عليّ إذا *** حوسبت أني على الحساب مقيت

أي أني على الحساب موقوف. و المعاني الأربع الأول كلّها صادقة عليه تعالى بخلاف الخامس.

الحسيب: الكافي و هو فعيل بمعنى مفعل كأليم بمعنى مؤلم من قولهم أحسبني أي أعطاني ما كفاني و حسبك درهم أي كفاك و منه حَسْبُكَ اَللّٰهُ وَ مَنِ اِتَّبَعَكَ أي هو كافيك و الحسيب المحاسب أيضا و منه قوله تعالى كَفىٰ بِنَفْسِكَ اَلْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً أي محاسبا و الحسيب أيضا المحصي و العالم.

الجليل: الموصوف بصفات الجلال من الغنى و الملك و القدرة و العلم و التقدّس عن النقائص فهو الجليل الّذي يصغر دونه كلّ جليل و يتضع معه كلّ رفيع.

ص: 679

الكريم: في اللغة الكثير الخير و العرب تسمي الشيء الّذي يدوم نفعه و يسهل تناوله كريما و من كرمه تعالى أنّه يبتدىء بالنّعمة من غير استحقاق و يغفر الذّنب و يعفو عن المسيء، و قيل الكريم الجواد المفضل يقال رجل كريم أي جواد، و قيل هو العزيز كقولهم فلان أكرم من فلان أي أعز منه و منه قوله تعالى إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ أي عزيز.

الرّقيب: الحافظ الّذي لا يغيب عنه شيء و منه قوله تعالى مٰا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلاّٰ لَدَيْهِ رَقِيبٌ معناه أي حافظ و العتيد المهيّأ الحاضر، و قال الشّهيد الرّقيب الحفيظ العليم.

المجيب: هو الّذي يجيب المضطرّ و يغيث الملهوف إذا دعاه.

القريب: هو المجيب و منه أُجِيبُ دَعْوَةَ اَلدّٰاعِ أي قريب من دعائه و قد يكون بمعنى العالم بوساوس القلوب لا حجاب بينها و بينه تعالى و لا مسافة و منه وَ نَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ اَلْوَرِيدِ .

الواسع: الغني الّذي وسع غناؤه مفاقر عباده و وسع رزقه جميع خلقه و السّعة في كلام العرب الغنى و منه و لينفق ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ ، و قيل هو المحيط بعلم كلّ شيء و منه وَسِعَ كُلَّ شَيْ ءٍ عِلْماً و في كتاب منتهى السّؤال الواسع مشتقّ من السّعة و السعة تضاف تارة إلى العلم إذا اتسع و أحاط بالمعلومات الكثيرة و تضاف أخرى إلى الإحسان و بسط النعم و كيف ما قدّر و على أي شيء نزل فالواسع المطلق هو اللّه تعالى لأنه إذا نظر إلى علمه فلا ساحل لبحره بل تنفد البحار لو كانت مدادا لكلماته و إن نظر إلى إحسانه و نعمه فلا نهاية لها و كلّ نعمة تكون من غيره و إن عظمت فهي متناهية فهو أحق بإطلاق اسم السعة عليه تعالى.

الغنيّ: هو الذي استغنى عن الخلق و هم إليه محتاجون فلا تعلق له بغيره لا في ذاته و لا في شيء من صفاته بل يكون منزها عن العلاقة مع الغير فمن تعلقت ذاته أو صفاته بأمر خارج عن ذاته يتوقف في وجوده أو كماله عليه فهو محتاج إلى ذلك الأمر و لا يتصوّر ذلك في اللّه تعالى.

المغني: الّذي جبر مفاقر الخلق و أغناهم عمن سواه بواسع الرّزق.

ص: 680

الحكيم: هو المحكم خلق الأشياء و الإحكام هو إتقان التدبير و حسن التّصوير و التقدير، و قيل الحكيم العالم و الحكمة لغة العلم و منه يُؤْتِي اَلْحِكْمَةَ مَنْ يَشٰاءُ و الحكيم أيضا الّذي لا يفعل قبيحا و لا يخل بواجب و الّذي يضع الأشياء مواضعها.

الودود: الّذي يود عباده أي يرضى عنهم و يقبل أعمالهم، مأخوذ من الودّ و هو المحبّة أو يكون بمعنى أن يودّهم إلى خلقه، و منه سَيَجْعَلُ لَهُمُ اَلرَّحْمٰنُ وُدًّا أي محبّة في قلوب العباد. أو يكون فعول هذا بمعنى مفعول كمهيب بمعنى مهيوب يريد أنه مودود في قلوب أوليائه بما ساق إليهم من المعارف و أظهر لهم من الألطاف.

المجيد: و الماجد بمعنى و المجد الكرم قاله الجوهري، و المجيد الواسع الكرم و رجل ماجد إذا كان سخيا واسع العطاء و قيل هو الكريم العزيز و منه قوله تعالى بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَجِيدٌ أي كريم عزيز، و قيل معنى مجيد ممجّد أي مجّده خلقه و عظموه، قاله ابن فهد في عدّته و قال الهروي في قوله تعالى ق وَ اَلْقُرْآنِ اَلْمَجِيدِ أي الشريف و المجد في كلامهم الشرف الواسع و رجل ماجد مفضال كثير الخير و مجّدت الإبل إذا وقعت في مرعى كثير واسع و قال الشهيد المجيد هو الشّريف ذاته الجميل فعاله قال و الماجد مبالغة في المجيد.

الباعث: محيي الخلق في النشأة الأخرى و باعثهم للحساب.

الشّهيد: الّذي لا يغيب عنه شيء و قد يكون الشهيد بمعنى العليم و منه شَهِدَ اَللّٰهُ أَنَّهُ لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ أي علم.

الحق: هو المتحقق وجوده و كونه و كل شيء تحقق وجوده و كونه فهو حق و منه اَلْحَاقَّةُ مَا اَلْحَاقَّةُ أي الكائنة حقا لا شك في كونها، و قولهم الجنة حق أي كائنة و كذلك النّار.

الوكيل: هو الكافي و الموكول إليه جميع الأمور، و قيل هو الكفيل بأرزاق العباد و القائم بمصالحهم و منه حَسْبُنَا اَللّٰهُ وَ نِعْمَ اَلْوَكِيلُ أي نعم الكفيل بأمورنا القائم بها و قد يكون بمعنى المعتمد و الملجأ و التوكّل الاعتماد و الإلتجاء.

ص: 681

القويّ: القادر من قوي على الشيء إذا قدر عليه أو الّذي لا يستولي عليه العجز و الضّعف في حال من الأحوال و قد يكون معناه التّام القوة.

المتين: هو الشّديد القوة الذي لا يعتريه و هن و لا يمسّه لغوب و لا يلحقه في أفعاله مشقة.

الولي: هو المستأثر بنصر عباده المؤمنين و منه اَللّٰهُ وَلِيُّ اَلَّذِينَ آمَنُوا و أَنَّ اَلْكٰافِرِينَ لاٰ مَوْلىٰ لَهُمْ أي لا ناصر لهم أو يكون بمعنى المتولي للأمر القائم به.

المولى: قد قيل فيه ما مرّ من المعنيين المتقدمين في الوليّ أو يكون بمعنى الأولى و منه قول النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: «ألست أولى منكم بأنفسكم قالوا بلى يا رسول اللّه قال من كنت مولاه فعليّ مولاه» أي من كنت أولى منه بنفسه فعليّ أولى منه بنفسه، و قوله تعالى مَأْوٰاكُمُ اَلنّٰارُ هِيَ مَوْلاٰكُمْ أي أولى بكم.

الحميد: هو المحمود الّذي استحق الحمد بفعاله في السّراء و الضّراء و الشدّة و الرّخاء.

المحصي: الّذي أحصى كلّ شيء بعلمه فلا يعزب عنه مثقال ذرة.

المبدىء المعيد: فالمبدىء الّذي بدأ الأشياء اختراعا و أوجدها و المعيد الّذي يعيد الخلق بعد الحياة إلى الممات ثم يعيدهم بعد الممات إلى الحياة لقوله تعالى وَ كُنْتُمْ أَمْوٰاتاً فَأَحْيٰاكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ و لقوله إِنَّهُ هُوَ يُبْدِئُ وَ يُعِيدُ .

المحيي المميت: فالمحيي هو الّذي يحيي النّطفة الميتة فيخرج منها النّسمة الحية و يحيي الأجسام بإعادة الأرواح إليها للبعث و المميت هو الّذي يميت الأحياء. تمدّح سبحانه بالإماتة كما تمدّح بالإحياء ليعلم أنّ الإحياء و الإماتة من قبله.

الحيّ: هو الّذي لم يزل موجودا و بالحياة موصوفا لم يحدث له الموت بعد الحياة و لا العكس قاله البادرائي، و في منتهى السّؤال إنه الفعّال المدرك حتى إن ما لا فعل له و لا إدراك فهو ميت و أقل درجات الإدراك أن يشعر المدرك نفسه فالحي الكامل هو الذي يندرج جميع المدركات تحت إدراكه حتى لا يشذّ عن علمه مدرك

ص: 682

و لا عن فعله مخلوق و كل ذلك للّه تعالى فالحي المطلق هو اللّه تعالى.

القيّوم: هو القائم الدائم بلا زوال بذاته و به قيام كل موجود في إيجاده و تدبيره و حفظه و منه قوله أَ فَمَنْ هُوَ قٰائِمٌ عَلىٰ كُلِّ نَفْسٍ بِمٰا كَسَبَتْ أي يقوم بأرزاقهم و آجالهم و أعمالهم، و قيل هو القيم على كلّ شيء بالرّعاية له و مثله القيّام و هما من فيعول و فيعال من قمت بالشيء إذا توليته بنفسك و أصلحته و دبّرته و قالوا ما فيها ديّور و لا ديّار، و في الصحاح أن عمر قرأ الحي القيام قال و هو لغة.

الواجد: أي الغني مأخوذ من الجدّ و هو الغنى و الحظ في الرزق و منه قولهم في الدّعاء: و لا ينفع ذا الجدّ منك الجد، أي من كان ذا غنى و بخت في الدّنيا لم ينفعه ذلك عندك في الآخرة إنّما ينفعه الطّاعة و الإيمان بدليل يَوْمَ لاٰ يَنْفَعُ مٰالٌ وَ لاٰ بَنُونَ أو يكون مأخوذا من الجدة و هي السعة في المال و المقدرة و رجل واجد أي غني بين الوجد و الجدة و افتقر بعد وجد و وجد بعد فقر و قوله تعالى أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ أي سعتكم و مقدرتكم و قد يكون الواجد هو الذي لا يعوزه شيء أو الذي لا يحول بينه و بين مراده حائل من الوجود.

الواحد الأحد: هما دالاّن على معنى الوحدانيّة و عدم التجزّي قيل و الأحد و الواحد بمعنى واحد و هو الفرد الّذي لا ينبعث من شيء و لا يتّحد بشيء و قيل الفرق بينهما من وجوه: أ - إنّ الواحد يدخل الحساب و يجوز أن يجعل له ثانيا لأنّه لا يستوعب جنسه بخلاف الأحد ألا ترى أنّك لو قلت فلان لا يقاومه واحد من النّاس جاز أن يقاومه اثنان، و لو قلت لا يقاومه أحد لم يجز أن يقاومه أكثر فهو أبلغ قاله الطبرسي، قلت: لأن أحدا نفي عام للمذكر و المؤنث و الواحد و الجماعة قال تعالى لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ اَلنِّسٰاءِ و لم يقل كواحدة لما ذكرناه. ب - قال الأزهري الفرق بينهما أن الأحد بني لنفي ما يذكر معه من العدد و الواحد اسم لمفتتح العدد. ج - قال الشّهيد الواحد يقتضي نفي الشريك بالنسبة إلى الذات و الأحد يقتضي نفي الشريك بالنسبة إلى الصّفات. د - قال صاحب العدّة إن الواحد أعم موردا لكونه يطلق على من يعقل و غيره و لا يطلق الأحد إلا على من يعقل.

الصّمد: السيّد الّذي يصمد إليه في الحوائج أي يقصد و أصل الصّمد القصد قال ما كنت أحسب أنّ بيتا ظاهرا للّه في أكناف مكّة يصمد أي يقصد، و قيل هو

ص: 683

الباقي بعد فناء الخلق، و عن الحسين عليه السّلام الصمد الذي انتهى إليه السّؤدد و الدّائم و الّذي لا جوف له و الّذي لا يأكل و لا يشرب و لا ينام، قال وهب: بعث أهل البصرة إلى الحسين عليه السّلام يسألونه عن الصّمد فقال إنّ اللّه قد فسره، فقال لَمْ يَلِدْ وَ لَمْ يُولَدْ وَ لَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ لم يخرج منه شيء كثيف كالولد و لا لطيف كالنفس و لا تنبعث منه البدورات كالنوم و الغمّ و الرّجاء و الرغبة و الشبع و الخوف و أضدادها و كذا هو لا يخرج من كثيف كالحيوان و النّبات و لا لطيف كالبصر و سائر الآلات. ابن الحنفية: الصّمد هو القائم بنفسه الغني عن غيره. زين العابدين عليه السّلام: هو الّذي لا شريك له و لا يؤوده حفظ شيء و لا يعزب عنه شيء. زيد بن علي: هو الّذي إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون و هو الذي أبدع الأشياء أمثالا و أضدادا و باينها. و عن الصّادق عليه السّلام قال: قدم على أبي الباقر عليه السّلام وفد من فلسطين بمسائل منها الصّمد فقال تفسيره فيه هو خمسة أحرف الألف دليل على أنيّته و ذلك قوله تعالى شَهِدَ اَللّٰهُ أَنَّهُ لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ هُوَ و اللاّم على إلهيّته و هما مدغمان لا يظهران و لا يسمعان بل يكتبان فإدغامهما دليل لطفه و اللّه تعالى لا يقع في وصف لسان و لا يقرع الآذان فإذا فكر العبد في أنيّة الباري تعالى تحيّر و لم يخطر له شيء يتصوّر مثل لام الصّمد لم تقع في حاسة فإذا نظر في نفسه لم يرها فإذا فكر في أنه الخالق للأشياء ظهر له ما خفي كنظره إلى اللاّم المكتوبة، و الصّاد دليل صدقه في كلامه و أمره بالصّدق لعباده و الميم دليل ملكه الّذي لا يحول و أنّه ملك لا يزول و الدّال دليل دوامه المتعالي عن الزّوال.

القدير القادر: بمعنى غير أن القدير مبالغة في القادر و هو الموجد للشيء اختيارا من غير عجز و لا فتور، و في منتهى السؤال: القادر هو الّذي إن شاء فعل و إن لم يشأ لم يفعل و ليس من شرطه أن يشاء لأنّ اللّه قادر على إقامة القيامة الآن لأنه لو شاء أقامها و إن كان لا يقيمها الآن لأنّه لم يشأ إقامتها الآن لما جرى في سابق علمه من تقدير أجلها و وقتها فذلك لا يقدح في القدرة و القادر المطلق هو الذي يخترع كل موجود اختراعا يتفرد به و يستغني فيه عن معاونة غيره و هو اللّه تعالى.

المقتدر: هو التام القدرة الّذي لا يطاق الامتناع عن مراده و لا الخروج عن إصداره و إيراده، و قال الشهيد: المقتدر أبلغ من القادر لاقتضائه الإطلاق و لا

ص: 684

يوصف بالقدرة المطلقة غير اللّه تعالى.

المقدم المؤخر: هو المنزل الأشياء منازلها و مرتبها في التكوين و التّصوير و الأزمنة على ما تقتضيه الحكمة فيقدم منها ما يشاء و يؤخر ما يشاء.

الأوّل الآخر: فالأوّل هو الّذي لا شيء قبله الكائن قبل وجود الأشياء و الآخر الباقي بعد فناء الخلق بلا انتهاء، كما أنّه الأوّل بلا ابتداء و ليس معنى الآخر ما له الانتهاء كما ليس معنى الأوّل ما له الابتداء.

الظاهر الباطن: فالظّاهر أي بحججه الظّاهرة و براهينه الباهرة الدّالة على ثبوت ربوبيّته و صحة وحدانيّته فلا موجود إلاّ و هو يشهد بوجوده و لا مخترع إلاّ و هو يعرب عن توحيده:

و في كلّ شيء له آية *** تدلّ على أنه واحد

و قد يكون الظاهر بمعنى العالي و منه قوله صلّى اللّه عليه و آله و سلّم أنت الظاهر فليس فوقك شيء. و قد يكون الظّاهر بمعنى الغالب و منه قوله تعالى فَأَيَّدْنَا اَلَّذِينَ آمَنُوا عَلىٰ عَدُوِّهِمْ فَأَصْبَحُوا ظٰاهِرِينَ و الباطن المحتجب عن إدراك الأبصار و توهّم الخواطر و الأفكار و قد يكون بمعنى البطون و هو الخبر و بطنت الأمر عرفت باطنه و بطانة الرّجل و ليجته الّذين يطلعهم على سرّه و المعنى أنه عالم بسرائر القلوب و المطلع على ما بطن من الغيوب.

الضار النّافع: أي يملك الضرّ و النفع فيضر من يشاء و ينفع من يشاء، و قال الشّهيد: معناهما أنه تعالى خالق ما يضرّ و ينفع.

المقسط: هو العادل في حكمه الّذي لا يجور و القسط بالكسر العدل و منه قوله تعالى قٰائِماً بِالْقِسْطِ و قوله ذٰلِكُمْ أَقْسَطُ أي أعدل و أقسط إذا عدل و قسط بغير ألف إذا جار و منه وَ أَمَّا اَلْقٰاسِطُونَ فَكٰانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَباً .

الجامع: الّذي يجمع الخلائق ليوم القيامة أو الجامع للمتباينات و المؤلف بين المتضادات أو الجامع لأوصاف الحمد و الثناء، و يقال الجامع الّذي قد جمع الفضائل و حوى المكارم و المآثر.

البرّ: بفتح الباء و هو العطوف على العباد الّذي عم برّه جميع خلقه يبرّ

ص: 685

المحسن بتضعيف الثّواب و المسيء بالعفو عن العقاب و بقبول التّوبة و قد يكون بمعنى الصّادق و منه بر في يمينه أي صدق. و بكسر الباء قال الهروي هو الاتساع و الإحسان و الزّيادة و منه سمّيت البريّة لاتّساعها و قوله لَنْ تَنٰالُوا اَلْبِرَّ حَتّٰى تُنْفِقُوا مِمّٰا تُحِبُّونَ البرّ الجنة. و البر بالكسر خلاف العقوق و بررت والدي بالكسر أي أطعته و من كسر باء البرّ في اسمه تعالى فقد وهم، قال الحريري في كتابه درة الغواص: و قولهم برّ والدك و شم يدك وهم و الصّواب فتح الباء و الشين لأنهما مفتوحان في قولك يبر و يشمّ و عقد هذا الباب أنّ حركته أوّل فعل الأمر من حركة ثاني الفعل المضارع إذا كان متحرّكا فتفتح الباء في قولك برّ أباك لانفتاحها في قولك يبر و تضمّ الميم في قولك مدّ الحبل لانضمامها في قولك يمد و يكسر الخاء في قولك خف في العمل لانكسارها في قولك يخف.

المانع: الّذي يمنع أوليائه و يحوطهم و ينصرهم من المنعة أو يمنع من يستحقّ المنع و الحكمة في منعه و اشتقاقه من المنع أي الحرمان لأن منعه سبحانه حكمة و عطائه جود و رحمة فلا مانع لما أعطى و لا معطي لما منع و قد يكون المانع الذي يمنع أسباب الهلاك و النقصان بما يخلقه في الأبدان و الأديان من الأسباب المعدّة للحفظ.

الوالي: هو المالك للأشياء المتصرّف فيها المتولي عليها و قد يكون بمعنى المنعم عودا على بدء و قوله تعالى وَ مٰا لكم مِنْ دُونِهِ مِنْ وٰالٍ أي من وليّ أي من ناصر و المولى و الولي يأتيان بمعنى النّاصر أيضا و قد مر شرحهما في اسم الولي و اسم المولى و الولاية بفتح الواو النّصرة و بكسره الإمارة و قيل هما لغتان كالدلالة و الدلالة و الولاية أيضا الربوبية و منه هُنٰالِكَ اَلْوَلاٰيَةُ لِلّٰهِ اَلْحَقِّ يعني يومئذ يتولون اللّه و يؤمنون به و يتبرّؤون ممّا كانوا يعبدون.

المتعالي: قال البادرائي هو المتنزه عن صفات المخلوقين، و قال الهروي:

المتعالي الّذي جلّ عن إفك المفترين و قد يكون المتعالي بمعنى العالي و معنى تعالى اللّه أي جلّ عن أن يوصف.

التّوّاب: من أبنية المبالغة و هو الّذي يقبل التوبة من عباده و يسهل لهم أسباب التوبة و كلما تكررت التوبة من العبد تكرر منه القبول. و التوّاب من الناس

ص: 686

التائب، و التوبة و التوب الرّجوع عن الذّنب، و قيل التوب جمع توبة.

المنتقم: هو الّذي يبالغ في العقوبة لمن يشاء و انتقم اللّه من فلان عاقبه و في عبارة الشّهيد هو قاصم ظهور العصاة.

الرّؤوف: هو الرّحيم العاطف برحمته على عباده و قيل الرّأفة أبلغ الرّحمة و أرقّها، و قيل الرأفة أخصّ و الرّحمة أعمّ.

مالك الملك: معناه أنّ الملك بيده و قد يكون معناه مالك الملوك و الملكوت من الملك كالرّهبوت من الرّهبة و تملك كذا أي ملكه قهرا.

ذو الجلال و الإكرام: أي ذو العظمة و الغنى المطلق و الفضل العام قاله الشّهيد، و قيل معناه أي يستحقّ أن يجلّ و يكرم فلا يجحد و لا يكفر به قاله البادرائي.

ذو الطّول: أي المتفضّل بترك العقاب المستحق عاجلا و آجلا لغير الكافر و الطّول بفتح الطاء الفضل و الزّيادة و بضمّها في الجسم لأنه زيادة فيه، كما أنّ القصر قصور فيه و نقصان، و قولهم طلت فلانا أي كنت أطول منه من الطّول و الطّول جميعا.

ذو المعارج: أي ذو الدّرجات التي هي مصاعد الكلم الطيّب و العمل الصّالح أو التي يترقّى فيها المؤمنون في الجنة و قوله تعالى وَ مَعٰارِجَ عَلَيْهٰا يَظْهَرُونَ أي درج عليها يعلون واحدها معرج و معراج و عرج في الدّرجة أو السّلّم ارتقى.

النّور: قال البادرائي هو الّذي بنوره يبصر ذو العماية و بهدايته ينظر ذو الغواية و على هذا يتأوّل قوله تعالى اَللّٰهُ نُورُ اَلسَّمٰاوٰاتِ وَ اَلْأَرْضِ أي منورهما، و قال الشهيد النّور المنوّر مخلوقاته بالوجود و الكواكب و الشّمس و القمر و اقتباس النّار أو نوّر الوجود بالملائكة و الأنبياء أو دبّر الخلق بتدبيره.

الهادي: الذي هدى الخلق إلى معرفته بغير واسطة أو بواسطة ما خلقه من الأدلّة على معرفته و هدى سائر الحيوان إلى مصالحها قال تعالى اَلَّذِي أَعْطىٰ كُلَّ شَيْ ءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدىٰ .

البديع: هو الّذي فطر الخلق مبتدعا لا على مثال سبق و هو فعيل بمعنى

ص: 687

مفعل كأليم بمعنى مؤلم و البديع يقال على الفاعل و المنفعل و المراد هنا الأوّل و البدع الّذي يكون أوّلا في كل شيء و منه قوله تعالى و مٰا كُنْتُ بِدْعاً مِنَ اَلرُّسُلِ أي لست بأوّل مرسل.

الباقي: قال الشّهيد: هو الموجود الواجب وجوده لذاته أزلا و أبدا، و قال البادرائي و صاحب العدّة: هو الّذي بقاؤه غير متناه و لا محدود و لا تعرض عليه عوارض الزّوال و ليست صفة بقائه و دوامه كبقاء الجنّة و النّار و دوامهما لأن بقاءه أزليّ أبديّ و بقاءهما أبديّ غير أزليّ و معنى الأزليّ ما لم يزل و الأبديّ ما لا يزال و الجنة و النّار مخلوقتان كائنتان بعد أن لم تكونا.

الوارث: هو الباقي بعد فناء الخلق فترجع إليه الأملاك بعد فناء الملاّك.

الرّشيد: الذي أرشد الخلق إلى مصالحهم أو ذو الرّشد و هو الحكمة لاستقامة تدبيره أو الّذي تنساق الأمور بتدبيراته إلى غايتها.

الصّبور: هو الّذي لا تحمله العجلة على المنازعة إلى الفعل قبل أوانه أو الذي لا تحمله العجلة بعقوبة العصاة لاستغنائه عن التسرّع إذ لا يخاف الفوت و الصّبور من أبنية المبالغة و هو في صفة اللّه قريب من معنى الحليم إلاّ أنّ الفرق بينهما أنّهم لا يأمنون العقوبة في صفة الصّبور كما يسلمون منها في صفة الحليم.

الرّبّ: هو في الأصل بمعنى التّربية و هي تبليغ الشّيء إلى كماله شيئا فشيئا ثمّ وصف به للمبالغة كالصّوم و العدل و قيل هو نعت من ربّه يربّه فهو ربّ ثمّ سمّي به المالك لأنه يحفظ ما يملكه و يربّيه و لا يطلق على غير اللّه تعالى إلاّ مقيدا كقولنا رب الضيعة و منه اِرْجِعْ إِلىٰ رَبِّكَ و اختلف في اشتقاقه على أربعة أوجه أ - إنه مشتق من المالك كما يقال ربّ الدّار أي مالكها قال بعضهم لأن يربني رجل من قريش أحبّ إليّ من أن يربّني رجل من هوازن أي يملكني. ب - إنه مشتق من السيّد و منه أَمّٰا أَحَدُكُمٰا فَيَسْقِي رَبَّهُ خَمْراً أي سيّده. ج - إنه المدبّر و منه قوله وَ اَلرَّبّٰانِيُّونَ و هم العلماء سمّوا بذلك لقيامهم بتدبير النّاس و تعليمهم و منه ربّة البيت لأنّها تدبّره. د - إنه مشتق من التربية و منه قوله تعالى وَ رَبٰائِبُكُمُ يسمّى ولد الزّوجة ربيبة لتربية الزّوج له، فعلى هذا إن قيل بأنّه تعالى ربّ لأنّه سيّد أو

ص: 688

مالك فذلك من صفات ذاته و إن قيل لأنّه مدبّر لخلقه أو مربّيهم فذلك من صفات أفعاله.

السّيد: الملك و سيّد القوم ملكهم و عظيمهم، و قال النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: علي سيّد العرب، فقالت عائشة أو لست سيّد العرب، فقال صلّى اللّه عليه و آله و سلّم: أنا سيّد ولد آدم و علي سيّد العرب، فقالت: و ما السيّد، فقال (ص): هو من افترضت طاعته كما افترضت طاعتي، فعلى هذا الحديث السيّد هو الملك الواجب الطّاعة قاله صاحب العدّة، قال الشّهيد في قواعده: و منع بعضهم من تسميته تعالى بالسيّد قلت و هذا المنع ليس بشيء، أمّا أوّلا: فلما ذكرناه من قول صاحب العدّة و قد أثبته في الأسماء الحسنى في عبارته، و أمّا ثانيا: فلأنّه قد جاء في الدّعاء كثيرا و ورد أيضا في بعض الأحاديث قال السيّد الكريم، و أمّا ثالثا: فلأن هذا الإسم لا يوهم نقصا فيجوز إطلاقه على اللّه تعالى إجماعا.

الجواد: هو الكثير الإنعام و الإحسان و الفرق بينه و بين الكريم أنّ الكريم الذي يعطي مع السّؤال و الجواد الّذي يعطي من غير سؤال، و قيل بالعكس، و رجل جواد أي سخيّ و لا يقال اللّه تعالى سخيّ لأن أصل السّخاوة راجع إلى اللّين، و أرض سخاوية و قرطاس سخاوي إذا كان ليّنا و يسمّى السّخي سخيّا للينه عند الحوائج هذا آخر كلام صاحب العدّة.

قلت: و قوله و لا يقال اللّه تعالى سخي ليس بشيء لأن السّخاء مرادف للجود و هو صفة كمال فيجوز إطلاقه عليه تعالى مع أنه قد ورد به الإذن ففي دعاء الصّحيفة المذكور في مهج ابن طاوس قدّس اللّه سرّه: سبحانه من توّاب ما أسخاه و سبحانه من سخيّ ما أنصره فإذا كان اسم السّخاء لا يوهم نقصا و قد ورد في الدّعوات فما المانع من إطلاقه عليه تعالى، إن قلت إن المانع أن أصل السّخاوة راجع إلى اللّين إلى آخره كما ذكره صاحب العدّة، قلت: إن اللّين هنا بمعنى الحلم لا بمعنى ضد الخشونة، و في دعوات المصباح: و لنت في تجبرك أي حلمت في عظمتك و ليس صفاته تعالى كصفات خلقه لأنّ التوّاب من النّاس التّائب و الصّبور كثير حبس النفس عن الجزع و هما في صفته تعالى كما مرّ في شرحهما إلى غير ذلك من صفاته تعالى المخالفة لصفات خلقه و هنا فائدة يحسن بهذا المقام

ص: 689

أن نسفر قناعها و نحدر لفاعها و هي أنّ الأسماء الّتي ورد بها السّمع و لا شيء منها يوهم نقصا يجوز إطلاقها على اللّه تعالى إجماعا و ما عدا ذلك فأقسامه ثلاثة: أ - ما لم يرد به السّمع و يوهم نقصا فيمتنع إطلاقه عليه تعالى إجماعا كالعارف و العاقل و الفطن و الذّكي لأن المعرفة قد تشعر بسبق فكره و العقل هو المنع عمّا لا يليق و الفطنة و الذكاء يشعران بسرعة الإدراك لما غاب عن المدرك و كذا المتواضع لأنه يوهم الذلّة و العلاّمة لأنه يوهم التأنيث و الدّاري لأنه يوهم تقدّم الشكّ و ما جاء في الدّعاء من قول الكاظم عليه السّلام في دعاء يوم السّبت: يا من لا يعلم و لا يدري كيف هو إلاّ هو جواز هذا فيكون مرادفا للعلم. ب - ما ورد به السّمع و لكن إطلاقه في غير مورده يوهم النقص فلا يجوز كأن يقول يا ماكر أو يا مستهزىء و يحلف به، قال الشهيد و منع بعضهم أن يقال اللّهم امكر بفلان و قد ورد في دعوات المصباح:

أللّهمّ استهزىء به و لا تستهزىء بي. ج - ما خلا عن الإيهام إلاّ أنّه لم يرد به السّمع كالنجى و الإرتجي، قال الشّهيد: و الأولى التوقف عمّا لم تثبت التسمية به و إن جاز أن يطلق معناه عليه إذا لم يكن فيه إيهام. إذا عرفت ذلك، فنقول: قال الشيخ نصير الدّين أبو جعفر محمّد بن محمد بن الحسن الطّوسي قدّس اللّه سرّه في فصوله: كل اسم يليق بجلاله و يناسب كماله ممّا لم يرد به إذن جاز إطلاقه عليه تعالى إلا أنّه ليس من الأدب لجواز أن لا يناسبه من وجه آخر. قلت و عنده يجوز أن يطلق عليه تعالى الجوهر لأن الجوهر قائم بذاته غير مفتقر إلى الغير و اللّه تعالى كذلك، و قال الشّيخ عليّ بن يوسف بن عبد الجليل في كتابه منتهى السّؤول في شرح الفصول: لا يجوز أن يطلق على الواجب تعالى صفة لم يرد في الشرع المطهّر إطلاقها عليه و إن صحّ اتصافه بها معنى كالجوهر مثلا بمعنى القائم بذاته لجواز أن يكون في ذلك مفسدة خفيّة لا نعلمها فإنه لا يكفي في إطلاق الصّفة على الموصوف ثبوت معناها له فإنّ لفظتي عزّ و جلّ لا يجوز إطلاقهما على النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و إن كان عزيزا جليلا في قومه لأنّهما يختصان باللّه تعالى و لو لا عناية اللّه و رأفته بعباده في إلهام أنبيائه أسماءه و صفاته لما جسر أحد من الخلق و لا تهجم في إطلاق شيء من هذه الأسماء و الصفات عليه سبحانه، قلت و هذا القول أولى من قول صاحب الفصول لأنه إذا جاز عدم المناسبة و لا ضرورة داعية إلى التسمية وجب الامتناع من جميع ما لم يرد به نصّ شرعي من الأسماء و هذا معنى قول

ص: 690

العلماء إن أسماء اللّه تعالى توقيفية أي موقوفة على النصّ و الإذن و لقد خرجنا في هذا الباب بالإكثار عن حد الاختصار غير أنّ الحديث ذو شجون.

شديد العقاب: أي للطّغاة و الشديد القوي و منه وَ شَدَدْنٰا مُلْكَهُ أي قويناه و شد اللّه عضده أي قواه و اشتدّ الرّجل إذا كان معه دابّة شديدة أي قوية و المشتدّ الذي دوابّه شديدة قويّة و المضعّف الذي دوابّه ضعيفة.

الناصر: هو النّصير و النّصير مبالغة في النّاصر و النّصرة المعونة و النّصير و النّاصر المعين و نصر الغيث البلد إذا أعانه على الخصب و النّبات و قوله تعالى وَ لاٰ هُمْ يُنْصَرُونَ أي يعاونون.

العلاّم: مبالغة في العلم و هو الذي لا يشذّ عنه معلوم و قالوا رجل علاّمة فألحقوا الهاء لتدلّ على تحقيق المبالغة فتؤذن بحدوث معنى زائد في الصّفة و لا يوصف سبحانه بالعلاّمة لأنه يوهم التأنيث.

المحيط: هو الشامل علمه و أحاط علم فلان بكذا أي لم يعزب عنه.

الفاطر: أي المبتدع لأنه فطر الخلق أي ابتدعهم و خلقهم من الفطر و هو الشق و منه إِذَا اَلسَّمٰاءُ اِنْفَطَرَتْ كأنه تعالى شق العدم بإخراجنا منه و قوله فٰاطِرُ اَلسَّمٰاوٰاتِ وَ اَلْأَرْضِ أي مبتدىء خلقهما، قال ابن عبّاس ما كنت أدري ما فاطر السّماوات و الأرض حتّى احتكم إليّ أعرابيان في بئر فقال أحدهما أنا فطرتها أي ابتدأتها و قوله إِلاَّ اَلَّذِي فَطَرَنِي أي خلقني.

الكافي: هو الّذي يكفي عباده جميع مهمّاتهم و يدفع عنهم مؤذياتهم فهو الكافي لمن توكل عليه فيكفيه ما يحتاج إليه و الكفية القوت و الجمع الكفا.

الأعلى: الغالب و منه لاٰ تَخَفْ إِنَّكَ أَنْتَ اَلْأَعْلىٰ أي الغالب و قوله وَ أَنْتُمُ اَلْأَعْلَوْنَ أي الغالبون المنصورون بالحجّة و الظّفر و علوت قرني غلبته، و قوله إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلاٰ فِي اَلْأَرْضِ أي غلب و تكبّر و طغى و قد يكون بمعنى المتنزه عن الأمثال و الأضداد و الأنداد و الأشباه.

الأكرم: معناه الكريم و قد يجيء أفعل بمعنى فعيل كقوله تعالى وَ هُوَ أَهْوَنُ عَلَيْهِ أي هيّن و لاٰ يَصْلاٰهٰا إِلاَّ اَلْأَشْقَى وَ سَيُجَنَّبُهَا اَلْأَتْقَى يعني الشّقيّ و التقيّ

ص: 691

قال:

إنّ الّذي سمك السّماء بنى لنا *** بيتا دعائمه أعزّ و أطول

أي عزيزة طويلة.

الحفيّ: أي العالم و منه يَسْئَلُونَكَ عن السّاعة كَأَنَّكَ حَفِيٌّ عَنْهٰا أي عالم بوقت مجيئها و قد يكون الحفي بمعنى اللّطيف و معناه المحتفي بك أي الّذي يبرّك و يلطف بك و منه إِنَّهُ كٰانَ بِي حَفِيًّا أي بارّا معينا.

الذّارىء: الخالق و اللّه ذرأ الخلق و برأهم أي خلقهم و أكثرهم على ترك الهمزة و قوله وَ لَقَدْ ذَرَأْنٰا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً أي خلقنا.

الصّانع: فاعل الصّنعة و اللّه تعالى صانع كلّ مصنوع و خالق كلّ مخلوق فكلّ موجود سواه فهو فعله و في الحديث أنه صلّى اللّه عليه و آله و سلّم اصطنع خاتما من ذهب أي سأل أن يصنع له كما تقول اكتتب أي سأل أن يكتب له و امرأة صناع اليدين أي حاذقة ماهرة بعمل اليدين و خلافها الخرقاء و امرأتان صناعان و نسوة صنّع و رجل صنيع اليدين بفتحتين أي حاذق و الصنعة و الصّناعة حرفة الصّانع.

الرّائي: العالم و الرّؤية العلم و منه أَ لَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ أي ألم تعلم و الرّؤية بالعين تتعدّى إلى مفعول واحد و بمعنى العلم إلى مفعولين، تقول رأيت زيدا عالما و الأمر من الرؤية ارء ورء و قوله وَ أَرِنٰا مَنٰاسِكَنٰا أي علمنا و قوله أَ عِنْدَهُ عِلْمُ اَلْغَيْبِ فَهُوَ يَرىٰ أي يعلم و قوله وَ لَوْ نَشٰاءُ لَأَرَيْنٰاكَهُمْ أي عرّفناكهم.

السّبوح: المنزّه عن كل سوء و سبّح اللّه نزّهه و قوله سبحانك أي أنزهك من كلّ سوء و قال المطرزي قولهم سبحانك اللّهمّ و بحمدك معناه سبحانك بجميع آلائك و بحمدك سبّحتك و سمّيت الصّلاة تسبيحا لأنّ التسبيح تعظيم اللّه و تنزيهه من كلّ سوء، قال تعالى وَ سَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَ اَلْإِبْكٰارِ أي و صلّ و قوله فَلَوْ لاٰ أَنَّهُ كٰانَ مِنَ اَلْمُسَبِّحِينَ أي المصلّين، قال الجوهري سبّوح من صفات اللّه و كل اسم على فعول مفتوح الأوّل إلاّ سبّوح قدّوس ذرّوح و سبحان ربّنا بضمّ السّين و الباء أي جلالته.

ص: 692

الصّادق: الّذي يصدق في وعده و لا يبخس ثواب من يفي بعهده و الصّدق خلاف الكذب و قوله مُبَوَّأَ صِدْقٍ أي منزلا صالحا و كل ما نسب إلى الخير و الصّلاح أضيف إلى الصدق فقيل رجل صدق و دابة صدق.

الطّاهر: المنزّه عن الأشباه و الأضداد و الأمثال و الأنداد و عن صفات الممكنات و نعوت المخلوقات من الحدوث و الزّوال و السّكون و الانتقال و غير ذلك و التطهّر التنزه عمّا لا يحلّ و منه إِنَّهُمْ أُنٰاسٌ يَتَطَهَّرُونَ أي يتنزّهون عن أدبار الرّجال و النّساء.

الغياث: معناه المغيث سمّي تعالى باسم المصدر توسعا و مبالغة لكثرة إغاثته الملهوفين و إجابته دعوة المضطرّين.

الفرد الوتر: هما بمعنى و هو المتفرّد بالربوبيّة و بالأمر دون خلقه و الوتر بالكسر الفرد و بالفتح الذحل و الحجازيّون عكسوا و تميم كسروهما و في الحديث «إنّ اللّه وتر يحبّ الوتر فأوتروا» و قوله وَ اَلشَّفْعِ وَ اَلْوَتْرِ فيه اثنا عشر قولا(1)أحدها أن الشفع هو الخلق لكونه كلّه أزواجا كما قال وَ خَلَقْنٰاكُمْ أَزْوٰاجاً و الوتر هو اللّه وحده و هو في حديث الخدري عن النبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم.

الفالق: الذي فلق الأرحام فانشقت عن الحيوان و فلق الحبّ و النّوى فانفلقت عن النبات و فلق الأرض فانفلقت عن كلّ ما أخرج منها و هو قوله وَ اَلْأَرْضِ ذٰاتِ اَلصَّدْعِ و فلق الظّلام عن الصّباح و السّماء عن القطر و فلق البحر لموسى عليه السّلام.

القديم: هو المتقدم للأشياء و ليس لوجوده أوّل و الّذي لا يسبقه عدم.

القاضي: الحاكم على عباده و منه وَ قَضىٰ رَبُّكَ أَلاّٰ تَعْبُدُوا إِلاّٰ إِيّٰاهُ أي حكم و قيل أي أمر و وصّى و قوله وَ اَللّٰهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ أي يحكم(2).

المنّان: المعطي المنعم و منه فَامْنُنْ أَوْ أَمْسِكْ بِغَيْرِ حِسٰابٍ أي أعط و أنعم، و قيل المنّان الّذي يبتدىء بالنّوال قبل السؤال و الحنّان الّذي يقبل على من أعرض عنه.

ص: 693


1- للتفصيل راجع المصباح للمؤلف ص 456 طبعة الأعلمي.
2- ذكر المؤلف قدس سره أربعة عشر وجها للقضاء في كتابه المصباح ص 458.

المبين: المظهر حكمته بما أبان من تدبيره و أوضح من بيّناته و بان الشيء و أبان اتضح و استبان الشيء و تبيّن ظهر و البيان ما يبين به الشيء.

كاشف الضرّ: معناه المفرّج يجيب المضطرّ إذا دعاه و يكشف السّوء و الضرّ بفتح الضّاد خلاف النّفع و بالضّم الهزال و سوء الحال و ضرّه و ضارّه بمعنى و الإسم الضّرر.

خير الناصرين: معناه كثرة تكرار النصر منه كما قيل خير الرّاحمين لكثرة رحمته.

الوفيّ: معناه أنّه يفي بعهده و يوفي بوعده و الوفاء ضدّ الغدر و فى الشيء تم و كثر و وفاه حقّه و أوفاه أعطاه وافيا أي تاما و توفيت حقي من فلان و استوفيته بمعنى واحد أي أخذته تاما، و منه اَلَّذِينَ إِذَا اِكْتٰالُوا عَلَى اَلنّٰاسِ يَسْتَوْفُونَ ، و درهم واف وكيل واف أي تام و منه وَ أَوْفُوا اَلْكَيْلَ ، و قوله وَ إِبْرٰاهِيمَ اَلَّذِي وَفّٰى أي وفى سهام الإسلام امتحن بذبح ابنه فصبر و صبر على عذاب قومه و على مضض ختانه و قد وفى عدد ما أمر به و قيل وفّى بمعنى وفى و لكنّه أوكد.

الدّيّان: الّذي يجزي العباد بأعمالهم و الدّين الجزاء و منه كما تدين تدان أي كما تجازي تجازى قال:

كما يدين الفتى يوما يدان به *** من يزرع الثوم لا يقلعه ريحانا

الشّافي: هو رازق العافية و الشّفاء و منه وَ إِذٰا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ .

خاتمة فيها أبحاث

الأول: هنا سؤال تقريره قد ثبت أنّ اللّه تعالى واحدي الذّات لا مجال للتعدّد فيه فليس بمتكثّر بحسب الوجود الخارجي لا فرضا و لا اعتبارا و لا بشيء من الوجوه الموجبة للتكثر و لا شك أنّ هذه الصّفات التي ذكرناها في الواجب تعالى متعدّدة، فإمّا أن تكون معانيها ثابتة للواجب تعالى فيلزم التكثّر في ذاته و هو محال أو ليست ثابتة فلم يجز صدقها عليه لكنّها صادقة عليه تعالى فتكون معانيها ثابتة له فيلزم التكثر في ذاته. و الجواب: إنّ الإسم الّذي يطلق عليه تعالى من غير اعتبار

ص: 694

غيره ليس إلاّ لفظة اللّه تعالى و معناها ثابت للواجب تعالى بالنّظر إلى ذاته لا باعتبار أمر خارج، و ما عداه من الصّفات إنما يطلق عليه باعتبار إضافته إلى الغير كالخالق فإنّه يسمّى خالقا باعتبار الخلق و هو أمر خارج عنه أو باعتبار سلب الغير عنه كالواحد فإن معناه سلب الشّريك أو باعتبار الإضافة و السلب عنه معا كالحيّ فإنّ معناه في حق الواجب تعالى كونه لا يستحيل أن يقدر و يعلم و يلزم صحة القدرة و العلم فهي سلبية باعتبار معناها و إضافية باعتبار لازمها فهذه التكثرات التي ذكرناها ليست حاصلة في ذات الواجب تعالى بل في أمور خارجة عنه فالحاصل أنّ الصّفات المذكورة المتعدّدة ثابتة للواجب تعالى باعتبار تكثرات خارجة عنه فليس في الذّات تكثر لا باعتبارها و لا باعتبار الصّفات بل هي واحدة من جميع الجهات و الاعتبارات قاله صاحب كتاب منتهى السؤول فيه.

الثاني: قال الشهيد في قواعده: مرجع هذه الأسماء و الصّفات عندنا و عند المعتزلة إلى الذّات و ذلك لأن مرجع هذه إلى الذات و الحياة و القدرة و العلم و الإرادة و السّمع و البصر و الكلام و الأربعة الأخيرة ترجع إلى العلم و القدرة و العلم و القدرة كافيان في الحياة و العلم و القدرة نفس الذات فرجعت جميعها إلى الذّات إمّا مستقلة أو إليها مع السّلب أو الإضافة أو هما أو إليها مع واحدة من الصّفات الاعتبارية المذكورة أو إلى صفة مع إضافة أو إلى صفة مع زيادة إضافة أو إلى صفة مع فعل و إضافة أو إلى صفة فعل مع إضافة زائدة 1 - كاللّه تبارك و تعالى. 2 - مثل القدّوس و السلام و الغني و الأحد. 3 - كالعليّ و العظيم و الأوّل و الآخر. 4 - كالملك و العزيز. 5 - كالعليم و القدير. 6 - كالحكيم و الخبير و الشهيد و المحصي. 7 - كالقوي و المبين. 8 - كالرّحمن و الرّحيم و الرؤوف و الودود. 9 - كالخالق و البارىء و المصوّر. 10 - كالمجيد و الكريم و اللّطيف.

الثالث: روي عن الصّادق عليه السّلام أنّه من عبد اللّه بالوهم فقد كفر و من عبد الإسم و المعنى فقد أشرك و من عبد المعنى بإيقاع الأسماء عليه بصفاته الّتي وصف بها نفسه و عقد عليه قلبه و نطق به لسانه في سريرته و علانيته فأولئك هم المؤمنون حقا. و قال عليه السّلام لهشام بن الحكم في حديث: إنّ للّه تسعة و تسعون اسما فلو كان الإسم هو المعنى لكان كلّ اسم منها إلها و لكن اللّه تعالى معنى واحد تدل عليه هذه الأسماء.

ص: 695

الرابع: إنّ تخصيص هذه الأسماء بالذّكر لا يدلّ على نفي ما عداها لأن في أدعيتهم عليهم السّلام أسماء كثيرة لم تذكر في هذه الأسماء حتّى إنّه ذكر أن للّه تعالى ألفا من الأسماء المقدسة المطهّرة و روي أربعة آلاف و لعلّ تخصيص هذه الأسماء بالذكر لاختصاصها بمزية الشرف على باقي الأسماء أو لأنها أشهر الأسماء و أبينها معاني و أظهرها.

و حيث فرغنا من هذه العبارة الرابعة التي هي لأسماء العبارات الأول جامعة فلنشرع في عبارة خامسة من غير ذكر المعنى تحتوي على كثير من الأسماء الحسنى و وضعتها على نسق الحروف المعجمة فصارت كالبرود المعلّمة لا يضل سالكها و لا تجهل مسالكها و جعلت في غرّة كل اسم منها حرف النداء لتكون مشتملة بربطة الدّعاء و ملاءة الثناء فادعوه بها و الطوا على لزوم المثابرة على أسمائها و طيّبوا دوائكم بمعجون نجاحها و أيارج لوغاذياتها و اكشفوا لأوائكم بنفحة من نفحات نور خمائل آلائها و لمحة من لمحات نور مخايل لآلائها.

الألف: أللّهمّ إنّي أسألك باسمك يا اللّه يا إله يا أبد يا أيّد يا أبديّ يا أزليّ يا أوّاب يا أمين يا أمن من لا أمن له يا أمان الخائفين يا أشفع الشّافعين يا أسرع الحاسبين و يا أحسن الخالقين يا أسبغ المنعمين يا أكرم الأكرمين يا أعدل العادلين يا أحكم الحاكمين يا أصدق الصّادقين يا أظهر الظّاهرين يا أسمع السّامعين يا أبصر النّاظرين يا أجود الأجودين يا أرحم الرّاحمين يا أنيس الذّاكرين يا أقدر القادرين يا أعلم العالمين يا إله الخلق أجمعين يا أمل الآملين يا أنيس الذّاكرين يا أنس المستوحشين يا آمرا بالطّاعة يا أليم الأخذ يا أهل التّقوى يا أهل المغفرة و يا أقدر من كلّ قدير يا أعظم من كلّ عظيم يا أجلّ من كلّ جليل يا أمجد من كلّ ماجد يا أرأف من كلّ رؤوف يا أعزّ من كلّ عزيز يا أكبر من كلّ كبير يا أقدم من كلّ قديم يا أعلى من كلّ عليّ يا أسنى من كلّ سنيّ يا أبهى من كلّ بهيّ يا أنور من كلّ منير يا أظهر من كلّ ظاهر يا أخفى من كلّ خفيّ يا أعلم من كلّ عليم يا أخبر من كلّ خبير يا أكرم من كلّ كريم يا ألطف من كلّ لطيف يا أبصر من كلّ بصير يا أسمع من كلّ

ص: 696

سميع يا أحفظ من كلّ حفيظ يا أملى من كلّ مليّ يا أوفى من كلّ وفيّ يا أغنى من كلّ غنيّ يا أعطى من كلّ معط يا أوسع من كلّ واسع يا أجود من كلّ جواد يا أفضل من كلّ مفضل يا أنعم من كلّ منعم يا أسيد من كلّ سيّد يا أرحم من كلّ رحيم يا أشدّ من كلّ شديد يا أقوى من كلّ قويّ يا أحمد من كلّ حميد يا أحكم من كلّ حكيم يا أبطش من كلّ باطش يا أقوم من كلّ قيّوم يا أدوم من كلّ دائم يا أبقى من كلّ باق يا أفرد من كلّ فرد يا أوحد من كلّ واحد يا أصمد من كلّ صمد يا أكمل من كلّ كامل يا أتمّ من كلّ تامّ يا أعجب من كلّ عجيب يا أفخر من كلّ فاخر يا أبعد من كلّ بعيد يا أقرب من كلّ قريب يا أمنع من كلّ مانع يا أغلب من كلّ غالب يا أعفى من كلّ عفوّ يا أحسن من كلّ محسن يا أجمل من كلّ مجمل يا أقبل من كلّ قابل يا أشكر من كلّ شاكر يا أغفر من كلّ غفور يا أصبر من كلّ صبور يا أجبر من كلّ جبّار يا أدين من كلّ ديّان يا أقضى من كلّ قاض يا أمضى من كلّ ماض يا أنفذ من كلّ نافذ يا أحلم من كلّ حليم يا أخلق من كلّ خالق يا أرزق من كلّ رازق يا أقهر من كلّ قاهر يا أنشى من كلّ منشىء يا أملك من كلّ ملك يا أولى من كلّ وليّ يا أرفع من كلّ رفيع يا أشرف من كلّ شريف يا أبسط من كلّ باسط يا أقبض من كلّ قابض يا أبدى م كلّ باد يا أقدس من كلّ قدّوس يا أطهر من كلّ طاهر يا أزكى من كلّ زكيّ يا أهدى من كلّ هاد يا أصدق من كلّ صادق يا أعود من كلّ عوّاد يا أفطر من كلّ فاطر يا أرعى من كلّ راع يا أعون من كلّ معين يا أوهب من كلّ وهّاب يا أثوب من كلّ ثوّاب يا أسخى من كلّ سخيّ يا أنصر من كلّ نصير يا أسلم من كلّ سلام يا أشفى من كلّ شاف يا أنجى من كلّ منج يا أبرّ من كلّ بارّ يا أطلب من كلّ طالب يا أدرك من كلّ مدرك يا أرشد من كلّ رشيد يا أعطف من كلّ معطف يا أعدل من كلّ عدل يا أتقن من كلّ متقن يا أكفل من كلّ كفيل يا أشهد من كلّ شهيد أن تصلّي على محمّد و آله و افعل بي و بجميع المؤمنين ما أنت أهله يا أرحم الرّاحمين.

ص: 697

الباء: اللّهمّ إنّي أسألك باسمك يا بديع يا بديّ يا بادىء يا برّ يا بارّ يا برهان يا بصير يا باطن يا باين يا بارىء يا باسط يا باطش يا بطّاش يا باقي يا باعث يا باذخ يا بهيّ يا بريّا من كلّ عيب يا بالغ الحجّة يا باني السّماء بقوّته يا باسّ الجبال بقدرته يا باثّ الأقوات بعلمه يا بلاغ العاجزين يا بشرى المؤمنين يا باتر عمر الباغين يا بعد البعد يا بعيدا في قربه أن تصلّي على محمّد و آله و افعل بي و بجميع المؤمنين ما أنت أهله يا أرحم الرّاحمين.

التاء: أللّهمّ إنّي أسألك باسمك يا تامّ يا توّاب يا تالي الأنباء على رسوله أن تصلّي على محمّد و آل محمّد و افعل بي و بجميع المؤمنين ما أنت أهله يا أرحم الرّاحمين.

الثّاء: أللّهمّ إنّي أسألك باسمك يا ثقة المتوكّلين يا ثابت الرّبوبيّة يا ثاني كلّ وحيد يا ثاجّ المعصرات بقدرته يا ثالج قلوب المؤمنين بذكره أن تصلّي على محمّد و آله و افعل بي و بجميع المؤمنين ما أنت أهله يا أرحم الرّاحمين.

الجيم: أللّهمّ إنّي أسألك باسمك يا جبّار يا جواد يا جامع يا جابر يا جليل يا جلال السّماوات و الأرض يا جمال السّماوات و الأرض يا جاعل اللّيل سكنا يا جميل الصّنع يا جالي الهموم يا جسيم النّعم يا جاري القدر يا جديدا لا يبلى يا جاذّ أصول الظّالمين يا جليّ البراهين يا جار المستجيرين يا جليس الذّاكرين يا جنّة العائذين أن تصلّي على محمّد و آله و افعل بي و بجميع المؤمنين ما أنت أهله يا أرحم الرّاحمين.

الحاء: أللّهمّ إنّي أسألك باسمك يا حيّ يا حامد يا حميد يا حافظ يا حفيظ يا حفيّ يا حسيب يا حنّان يا حليم يا حكم يا حاكم يا حكيم يا حقّ يا حامل العرش يا حلو الذّكر يا حسن التّجاوز يا حاضر كلّ ملإ يا حبيب من لا حبيب له يا حرز من لا حرز له يا حصن كلّ هارب يا حياة كلّ شيء يا حافّ العرش بملائكته يا حارس

ص: 698

السّماء بالشّهب يا حابس السّماوات و الأرض أن تزولا يا حاشر الخلائق في اليوم الموعود يا حاثّ عباده على شكره يا حاشي الذّلّ قلوب المتّقين يا حاطّ أوزار التّائبين أن تصلّي على محمّد و آله و افعل بي و بجميع المؤمنين ما أنت أهله يا أرحم الرّاحمين.

الخاء: أللّهمّ إنّي أسألك يا خافض يا خالق يا خلاّق يا خفير يا خبير يا خالد الملك يا خفيّ الألطاف يا خازن النّور في السّماء يا خاصّ موسى بكلامه يا خليفة النّبيّين يا خاذل الظّالمين يا خادع الكافرين يا خير النّاصرين يا خير الفاتحين يا خير الوارثين يا خير المنزلين يا خير المحسنين يا خير الرّازقين يا خير الفاصلين يا خير الغافلين يا خير السّاترين يا خير الحاكمين يا خير الحامدين يا خير الذّاكرين يا خير الشّاكرين يا خاتما بالخير لأوليائه أن تصلّي على محمّد و آله و افعل بي و بجميع المؤمنين ما أنت أهله يا أرحم الرّاحمين.

الدّال: أللّهمّ إنّي أسألك باسمك يا داعي يا دائب يا دائم يا ديموم يا ديّوم يا دالّ يا دليل يا دان في علوّه يا ديّان العباد يا دافع الهموم يا دامغ الباغين يا داحي المدحوّات أن تصلّي على محمّد و آله و افعل بي و بجميع المؤمنين ما أنت أهله يا أرحم الرّاحمين.

الذّال: أللّهمّ إنّي أسألك باسمك يا ذاكر يا ذكور يا ذائد يا ذارىء ما في الأرض يا ذخر من لا ذخر له يا ذا الطّول يا ذا المعارج يا ذا القوّة المتين يا ذا الجلال و الإكرام أن تصلّي على محمّد و آله و افعل بي و بجميع المؤمنين ما أنت أهله يا أرحم الرّاحمين.

الرّاء: أللّهمّ إنّي أسألك باسمك يا ربّ يا رقيب يا رشيد يا راشد يا رفيع يا رافع يا رحمن يا رحيم يا راحم يا رؤوف يا رازق يا رزّاق يا راتق يا رائي يا رضوان يا راصد يا رصد المرتصد يا رضيّ القول يا راض على أوليائه يا رافد من استرفده يا

ص: 699

راعي من استرعاه يا ركن من لا ركن له يا رفيق من لا رفيق له يا رايش كلّ قانع يا رادّ ما فات يا رامي أصحاب الفيل بالسجيل يا رابط على قلوب أهل الكهف بقدرته يا راجّ الأرض بعظمته يا رغبة العابدين يا رجاء المتوكّلين أن تصلّي على محمّد و آله و افعل بي و بجميع المؤمنين ما أنت أهله يا أرحم الرّاحمين.

الزّاي: أللّهمّ إنّي أسألك باسمك يا زكيّ يا زاكي يا زارع النّبات يا زين السّماوات و الأرض يا زاجر الظّلوم يا زائد الخضر في علمه أن تصلّي على محمّد و آله و افعل بي و بجميع المؤمنين ما أنت أهله يا أرحم الرّاحمين.

السّين: أللّهمّ إنّي أسألك باسمك يا سمح يا سموح يا سلام يا سالم يا ساتر يا ستّار يا سبحان يا سلطان يا سامق يا سبّوح يا سرمديّ يا سخيّ يا سنيّ يا سابغ النّعم يا سامي القدر يا سابق الفوت يا ساجر البحر يا سالخ النّهار من اللّيل يا سادّ الهواء بالسّماء يا سيّد السّادات يا سبب من لا سبب له يا سند من لا سند له يا سريع الحساب يا سميع الدّعاء يا سامع الأصوات يا سارّ أوليائه يا سرور العارفين يا ساقي الظّمآنين يا سبيل حاجة الطّالبين يا سامك السّماء يا ساطح الأرضين يا سالب نعم الجاحدين يا سافعا بنواصي الخلق أجمعين أن تصلّي على محمّد و آله و أن تفعل بي و بجميع المؤمنين ما أنت أهله يا أرحم الرّاحمين.

الشين: أللّهمّ إنّي أسألك باسمك يا شاهد يا شهيد يا شاكر يا شكور يا شافع يا شفيع يا شاء لا بهمّة يا شاقّ السّماء بالغمام يا شفيق من لا شفيق له يا شرف من لا شرف له يا شديد البطش يا شريف الجزاء يا شارع الأحكام يا شامل اللّطف يا شاعب صدع المكسورين يا شادّ أزر النّبيّين يا شافي مرضى المؤمنين أن تصلّي على محمّد و آله و أن تفعل بي و بجميع المؤمنين ما أنت أهله يا أرحم الرّاحمين.

الصّاد: أللّهمّ إنّي أسألك باسمك يا صبّار يا صابر يا صبور يا صادق يا صدوق يا صافح يا صفوح يا صمد المؤمنين يا صانع كلّ مصنوع يا صالح خلقه يا

ص: 700

صارف اللّزبة يا صابّ ماء المطر بقدرته يا صافّ الملائكة بعظمته يا صافي الملك يا صاحب كلّ وحيد يا صغار المعتدين يا صريخ المستصرخين أن تصلّي على محمّد و آله و افعل بي و بجميع المؤمنين ما أنت أهله يا أرحم الرّاحمين.

الضّاد: أللّهمّ إنّي أسألك باسمك يا ضارّ المعتدين يا ضامن الأرزاق يا ضارب الأمثال يا ضافي الفخر و الجمال أن تصلّي على محمّد و آله و افعل بي و بجميع المؤمنين ما أنت أهله يا أرحم الرّاحمين.

الطّاء: أللّهمّ إنّي أسألك باسمك يا طهر يا طاهر يا طهور يا طبيب الأولياء يا طامس عيون الأعداء يا طالبا لا يعجز يا طاحي الأرض يا طاوي السّماء يا طلب الغادرين يا طارد العسر عن اليسر أن تصلّي على محمّد و آله و افعل بي و بجميع المؤمنين ما أنت أهله يا أرحم الرّاحمين.

الظّاء: أللّهمّ إنّي أسألك باسمك يا ظاهر يا ظهير يا ظليل الظلّ يا ظهر اللاّجين أن تصلّي على محمّد و آله و افعل بي و بجميع المؤمنين ما أنت أهله يا أرحم الرّاحمين.

العين: أللّهمّ إنّي أسألك باسمك يا عدل يا عادل يا عليّ يا عالي يا عليم يا علاّم يا عالم يا عزّ يا عزيز يا عظيم يا عاضد يا عاطف يا عطوف يا عافي يا عفوّ يا عتيد الإمكان يا عجيب القدرة يا عريض الكبرياء يا عائدا بالجود يا عوّادا بالفضل يا عاجل النّفع يا عامّ المعروف يا عاملا بإرادته يا عامر السّماوات بملائكته يا عاصم المستعصمين يا عصمة التّائبين يا عون المستضعفين يا عين المتوكّلين يا عدّة الواثقين يا عماد المعتمدين يا عون المؤمنين يا عياذ العائذين أن تصلّي على محمّد و آله و افعل بي و بجميع المؤمنين ما أنت أهله يا أرحم الرّاحمين.

الغين: أللّهمّ إنّي أسألك باسمك يا غنيّ يا غالب يا غفور يا غفّار يا غافر يا

ص: 701

غفران يا غامر خلقه برحمته يا غارس أشجار الجنان لأوليائه يا غالق أبواب النّار على أعدائه يا غوث كلّ طريد يا غنيّ كلّ فقير يا غاية الطّالبين يا غياث المستغيثين أن تصلّي على محمّد و آله و افعل بي و بجميع المؤمنين ما أنت أهله يا أرحم الرّاحمين.

الفاء: أللّهمّ إنّي أسألك باسمك يا فاتح يا فتّاح يا فرد يا فاصل يا فاضل يا فاخر يا فاطر يا فائق يا فاعل ما يشاء يا فعّالا لما يريد يا فالق الحبّ و النّوى يا فارج الهمّ يا فائض السّتر يا فاكّ العناة يا فالج الحجّة يا فارض الطّاعة يا فرج كلّ حزين يا فخر الأولياء يا فاضّ رؤوس الضّلالة يا فاقد كلّ مفقود يا فارق كلّ أمر حكيم يا فكّاك الرّقاب من النّار يا فادي إسماعيل من الذّبح يا فاتق السّماوات و الأرض بعد رتقهما أن تصلّي على محمّد و آل محمّد و افعل بي و بجميع المؤمنين ما أنت أهله يا أرحم الرّاحمين.

القاف: أللّهمّ إنّي أسألك باسمك يا قادر يا قدير يا قيّوم يا قيّام يا قائم يا قاهر يا قهّار يا قديم يا قويّ يا قريب يا قبل يا قدّوس يا قابض يا قاصد السّبيل يا قاضي الحاجات يا قاسم الأرزاق يا قاتل المردة يا قاصم الظّلمة يا قامع الفجرة يا قاصف الشّجرة الملعونة يا قبل القبل يا قابل التّوب يا قائل الصّدق يا قاذفا بالحقّ يا قوام السّماوات و الأرض يا قوّة كلّ ضعيف يا قاصّ نبإ الماضين يا قرّة عين العابدين يا قائد المتوكّلين أن تصلّي على محمّد و آله و افعل بي و بجميع المؤمنين ما أنت أهله يا أرحم الرّاحمين.

الكاف: أللّهمّ إنّي أسألك باسمك يا كامل يا كالي يا كبير يا كائن يا كينون يا كريم يا كفيل يا كهيعص يا كافي يا كافّ الشّرور يا كاسر الأحزاب يا كافل موسى يا كادر النّجوم يا كاشف السّماء يا كابت الأعداء يا كانف الأولياء يا كنز الفقراء يا كهف الضّعفاء يا كثير الخير يا كاتب الحسنات يا كاشف الكرب يا كاسي الجنوب

ص: 702

العارية يا كابس الأرضين على الماء أن تصلّي على محمّد و آله و افعل بي و بجميع المؤمنين ما أنت أهله يا أرحم الرّاحمين.

اللاّم: أللّهمّ إنّي أسألك باسمك يا لطيف يا لجأ اللاّجين يا لذيذ الإسم يا ليّنا في تجبّره أن تصلّي على محمّد و آله و افعل بي و بجميع المؤمنين ما أنت أهله يا أرحم الرّاحمين.

الميم: أللّهمّ إنّي أسألك باسمك يا مزيل يا منيل يا مقيل يا مديل يا محيل يا مفيد يا مزيد يا مبيد يا مريد يا مجيد يا ماجد يا موجد يا منجد يا مرفد يا مرشد يا مسعد يا مؤيّد يا ممهّد يا مسدّد يا متوحّد يا منفرد يا متفرّد يا مقصد يا موحّد يا ممجّد يا مصدّق يا مقدّس يا مسبّح يا مهلّل يا مكبّر يا مطهّر يا موقّر يا مبجّل يا مؤمّل يا منزّه يا مبارك يا معظّم يا مكرّم يا مستغفر يا مسترزق يا مستنجد يا مستعظم يا مستحفظ يا مستهدي يا مسترحم يا مستصرخ يا مستجار يا مستعاذ يا مستغاث يا مستكفي يا معتمد يا مجتدىء يا مناجي يا منادي يا مخشي يا ممتنّ يا منّان يا معتزّ يا متعزّز يا متجاوز يا متقدّس يا متكبّر يا متجبّر يا متطهّر يا متسلّط يا متعظّم يا متكرّم يا متفضّل يا متطوّل يا متجلّل يا متحبّب يا مترحّم يا متحنّن يا متعطّف يا مترئّف يا متشرّف يا متعال يا محتجب يا مبتلي يا مختبر يا ممتحن يا مبين يا متين يا معين يا مكين يا ماكن يا مكوّن يا مزيّن يا مهوّن يا ملقّن يا مبيّن يا ممكّن يا محصّن يا مؤمن يا مهيمن يا متكلّم يا معلّم يا مقسّم يا معظّم يا مكرّم يا ملهم يا مفهم يا مبدّل يا منوّل يا مذلّل يا مفضّل يا منزّل يا معدّل يا مسهّل يا محوّل يا ممهّل يا موئل يا مرسل يا مجزل يا مجمل يا محسن يا مكافي يا مقيم يا منعم يا منعام يا مفضل يا مفضال يا مصلح يا موضح يا منجح يا ممنح يا مانح يا منّاح يا مرتاح يا مؤنس يا منفّس يا محتجّ يا مبلّغ يا مشفّع يا ممتّع يا مطّلع يا مستمع يا مرتفع يا مبتدع يا مخترع يا موسّع يا منيع يا ممتنع يا مستطيع يا محيط يا مقسط يا مولى يا مليّ يا مملّك يا

ص: 703

متملّك يا مالك يا مليك يا ملك يا مطاع يا ملاذ يا معاذ يا معيذ يا مجيب يا مستجيب يا مجاب يا مقيت يا مغيث يا مستعلي يا مستغني يا مصرخ يا منقذ يا منفذ يا مخلّص يا ممحّص يا مخصّص يا معوّض يا منطق يا مطلق يا معتق يا مغلق يا مفرّق يا مطوّق يا موفّق يا مصدّق يا متجلّى يا منجلي يا مخوّف يا مهوب يا مهيب يا مهاب يا موهب يا مرهوب يا مرغوب يا مطلوب يا محبوب يا منيف يا مألوف يا موصوف يا معروف يا منعوت يا مشكور يا مذكور يا مشهور يا موجود يا معبود يا محمود يا مقصود يا موفود يا مسؤول يا مأمول يا مرجوّ يا مدعوّ يا ممدوح يا ممتدح يا ممدّح يا ممسك يا مهلك يا مدرك يا مبوّىء يا مسوّي يا مقلّب يا مرغّب يا مرهّب يا مرتّب يا مسبّب يا محبّب يا مركّب يا معقّب يا مخوّف يا مصرّف يا مؤلّف يا مكلّف يا مشرّف يا معرّف يا مضعّف يا منصف يا مهنّىء يا منبىء يا موفي يا مرضي يا ممضي يا منجي يا محصي يا منشي يا مقني يا مجزي يا مجازي يا منتجب يا مصطفي يا مرتضي يا مجتبي يا مزكّي يا مختار يا مظفّر يا مقدّر يا مقتدر يا مفتخر يا منتصر يا مستكبر يا منوّر يا مصوّر يا مبصّر يا مصبّر يا مسخّر يا مغيّر يا مبشّر يا ميسّر يا مسيّر يا مذكّر يا مدبّر يا مخيّر يا محذّر يا منذر يا منشّر يا مقبّر يا مرجى يا مرتجى يا منجى يا ملتجى يا ملجأ يا محاسب يا مطلب يا مصيب يا مفرّج يا مسلّط يا مجير يا مبير يا محكم يا متقن يا مخفي يا معلن يا مسقي يا مطعم يا مهين يا مكرّم يا منتقم يا مسلّم يا محلّل يا محرّم يا مقرّب يا مبعّد يا مثيب يا معذّب يا مخصب يا مجدب يا مقدّم يا مؤخّر يا مقلّل يا مكثّر يا معزّ يا مذلّ يا محيي يا مميت يا مورد يا مصدر يا مضعف يا مقوي يا معيش يا متوفّي يا مصحّ يا مبرىء يا ممرض يا مشفي يا معلّ يا مداوي يا معاقب يا معافي يا مثبت يا ماحي يا معيد يا مبدىء يا مضحك يا مبكي يا مضلّ يا مهدي يا مسعد يا مشفي يا مدني يا مقضي يا مفقر يا مغني يا مانع يا معطي يا مبقي يا مفني يا مروي الظّمآن يا مشبع الغرثان يا مبلي كلّ جديد يا مجدّد كلّ بال يا مظلم اللّيل يا مشرق النّهار يا مسرج الشّمس يا منير القمر يا مزهر النّجوم يا مطلع النّبات يا منبت

ص: 704

الشّجر يا مخالف طعم الثّمر يا منبع العيون يا مثير السّحاب يا مدجي الظّلمة يا مشعشع النّور يا مهبّ الرّياح يا مورق الأشجار يا مومض البرق يا مرزم الرّعد يا ممطر المطر يا مهبط الملائكة إلى الأرض يا مرسي الجبال يا مجري الفلك يا مغطش اللّيل يا مولج اللّيل في النّهار و مولج النّهار في اللّيل يا مكوّر اللّيل على النّهار و مكوّر النّهار على اللّيل يا مخرج الحيّ من الميّت و مخرج الميّت من الحيّ يا مرخّص الأسعار يا معظم البركة يا مبارك في الأرض المقدّسة يا مربح متاجريه يا مزيح العلل يا مظهر الآيات يا مادّ الظلّ يا ممدّ الأرض يا مموّر السّماء يا مكيد المكر يا مستوجب الشّكر يا منجز العدات يا مؤدّي الأمانات يا منتهى الرّغبات يا مستقبل الحسنات يا مكفّر السّيّئات يا مؤتي السّؤلات يا مأمن الهالع يا معقل الضّارع يا مفزع الفازع يا مطمع الطّامع يا مأوى الحيران يا مخسىء الشّيطان يا مضيء البرهان يا متمّم النّعم يا مسبغ المنن يا مولى التطوّل يا مواتر الأنعام يا متابع الإحسان يا موالي الإفضال يا متّصل الآلاء يا مرادف النّعماء يا مدرّ الأرزاق يا ملزم الدّين يا موجب التعبّد يا محقّ الحقّ يا مبطل الباطل يا مميط الأذى يا منعشا من الصّرعة يا محرّك الحركات يا محفوظ الحفظ يا مسلّي الأحزان يا مذهب الغموم يا موزع الشّكر يا منهج الدّلالة يا مفعول الأمر يا متّسع الرّحمة يا معدن العفو يا مخفّف الأثقال يا معشب البرّ يا موطّد الجبال يا مفجّر البحار يا معذب الأنهار يا متكفّلا بالرّزق يا منخر العظام يا مستطيل القدرة يا مؤجّل الآجال يا موقّت المواقيت يا مؤسّس الأمور يا مكمّل الدّين يا موضع كلّ شكوى يا مظلّل كلّ شيء يا مفتّح الأبواب يا مكّارا بالمترفين يا مخزي الكافرين يا مستدرج العاصين يا ماقت أعمال المفسدين يا مبيّض وجوه المؤمنين يا مسوّد وجوه المجرمين يا مبدّد شمل الباغين يا مجتثّ أصل الطّاغين يا متوعّدا بعذاب الجبّارين يا مدحض كلمة الجاحدين يا مشتّت جمع المعاندين يا مفاجيا بنكاله الظّالمين يا مرغم أنوف المستكبرين يا مخترما بسطوته المتجبّرين يا مفلّ حدّ النّاكثين يا مكلّ سلاح القاسطين يا معفّي آثار

ص: 705

المارقين يا ممزّق ملك المتغلّبين يا مرعب قلوب المحاربين يا مجنّب عقوبته الطّائعين يا مباعدا بأسه عن التّائبين يا موطّىء مسالك المتّقين يا مهيّىء أمور المتوكّلين يا مال المقلّين يا مهرب الخائفين يا متولّي الصّالحين يا منى المحبّين يا مريح اللاّغبين يا مخرس ألسنة المعاندين يا ملجم الجنّ المتمرّدين يا مزوّج الحور العين يا محقّق أمل الآملين يا مفيض عطيّته على السّائلين يا مديم نعمته على الشّاكرين يا مرجّح موازين المطيعين يا مصعد أصوات الدّاعين يا معلي دينه على كلّ دين يا مجير غصص الملهوفين يا مرزغ(1) قبور العارفين يا مفحم بحجّته المجادلين يا مجلّي عظائم الأمور يا منتجعا لكشف الضرّ يا مستدعى لبذل الرّغائب يا منزولا به كلّ حاجة يا ماضي العلم فيما خلق يا ملقي الرّواسي في الأرض يا مربّي نفقات أهل التّقوى يا مسكّن العروق الضّاربة يا منوّم العيون السّاهرة يا متلقّي العصاة بحلمه يا ممليا لمن لجّ في طغيانه يا معذرا إلى من تمادى في غيّه يا موصد النّار على أهل معصيته يا مردفا جنده بملائكته يا مشري أنفس المؤمنين بجنّته يا مجلّل خلقه برداء رحمته يا محلّ كنوز أهل الغنى يا مقرّ السّماوات بغير عمد يا مزلزل أقدام الأحزاب يا متنزّع الملك ممّن يشاء يا مغرق فرعون و جنوده يا مجاوزا ببني إسرائيل البحر يا مليّن الحديد لداود يا مكلّم موسى تكليما يا مناديه من جانب الطّور يا مقيّض الرّكب ليوسف يا مبرّد نار الخليل يا مدمّرا على قوم لوط يا مدمدما على قوم شعيب يا متبّر الظّلمة يا مستأصل الكفرة يا متبّ الفسقة يا مصطلم الفجرة و يا مدوّخ المردة يا مبتّ حبال الغشم يا مخمل سوق الظّلم يا مزلّف الجنّة لمن أطاعه يا مسعر النّار لمن ناواه يا موحي إلى عبده ما أوحى يا مبعثر القبور بقدرته يا محصّل ما في الصّدور بعلمه يا مقصّر الأبصار عن إدراكه يا مباينا لخلقه في صفاته يا محيّر القلوب في شأنه يا مطفىء الأنوار بنوره يا مستعبد الأرباب بعزّته يا مستبقي الملك بوجهه يا مالىء

ص: 706


1- أي يا مبلّ.

أركانه بعظمته يا مبتدىء الخلق بقدرته يا متأبّدا بخلوده يا متقدّما بوعيده يا متلطّفا في ترغيبه يا مستوليا على سلطانه يا متمكّنا في ملكه يا مستويا على عرشه يا متردّيا بكبريائه يا متأزّرا بعظمته يا متسربلا بجلاله يا مشتهرا بتجبّره يا مستأثرا بغيبه يا متمّا نوره يا مدرج السّعداء في غفرانه يا مصلي الأشقياء حرّ نيرانه يا مدّخر الثّواب لأوليائه يا معدّ العقاب لأعدائه يا مطمئنّ القلوب بذكره يا مطيّب النّفوس بآلائه يا مفرّج عن المؤمنين بنصره يا معرّض أهل السّقم لأجره يا متعمّدا بعفوه يا متودّدا بإحسانه يا متعرّفا بامتنانه يا مغشّيا برحمته يا مؤويا في ظلّه يا مجيبا بكرامته يا مغذّيا بآلائه يا مربّيا بنعمائه يا مقرّ عيون أوليائه يا ملبّسهم جنّته يا مؤتمن أنبيائه و أمينه على وحيه و مستحفظهم ببرهانه و مستخلصهم لدعوته و مستصلحهم لعباده و مستخلفهم في أرضه و مطلّعهم على سرّه و مصطنعهم لنفسه و مخلصهم بمشيّته و مريهم ملكوته و مسترعيهم الأنام و مورثهم الكتاب أن تصلّي على محمّد و آله و افعل بي و بجميع المؤمنين ما أنت أهله يا أرحم الرّاحمين.

النون: أللّهمّ إنّي أسألك باسمك يا ناشر يا نافع يا نفّاع يا نفّاح يا نصير يا ناصر يا ناظر يا نور يا ناطق يا نوّال يا ناه عن المعاصي يا ناصب الجبال أوتادا يا ناثر النّجوم نثرا يا ناسف الجبال نسفا يا نقيّا من كلّ جور يا نافخ النّسيم في الأجساد يا نائي في قربه يا نكال الظّالمين يا نافذ العلم يا نبيل العظمة و الجلال يا نعم المولى يا نعم النّصير أن تصلّي على محمّد و آله و افعل بي و بجميع المؤمنين ما أنت أهله يا أرحم الرّاحمين.

الواو: أللّهمّ إنّي أسألك باسمك يا واحد يا واجد يا وليّ يا والي يا وفيّ يا وافي يا واقي يا وكيل يا ودود يا وادّ يا واهب يا وهّاب يا وارث يا وتر يا واسع الرّحمة يا واصل النّعم يا واضح الآثار يا وثيق العهد يا وحيّ الإجابة يا واعدا بالجنّة يا واضح السّبيل أن تصلّي على محمّد و آله و افعل بي و بجميع المؤمنين ما أنت أهله

ص: 707

يا أرحم الرّاحمين.

الهاء: أللّهمّ إنّي أسألك يا هو يا هو يا هنيء العطاء يا هادي المضلّين يا هازم الأحزاب يا هاشم سوق الفجرة يا هاتك جنّة الظّلمة يا هادم بنيان البدع يا هادّ ركن الضّلالة أن تصلّي على محمّد و آله و افعل بي و بجميع المؤمنين ما أنت أهله يا أرحم الرّاحمين.

اللام ألف: أللّهمّ إنّي أسألك يا لا إله إلاّ أنت أن تصلّي على محمّد و آله و افعل بي و بجميع المؤمنين ما أنت أهله يا أرحم الرّاحمين.

الياء: أللّهمّ إنّي أسألك باسمك يا يقين يا يد الواثقين يا يقظان لا يسهو يا ينبوع العظمة و الجلال أن تصلّي على محمّد و آله و افعل بي و بجميع المؤمنين ما أنت أهله يا أرحم الرّاحمين.

في ذكر آداب الداعي

و لنتبع ذلك بشيء من آداب الدّاعي اختصرته من عدة الشيخ جمال الدّين أحمد بن فهد رحمه اللّه و غيرها و شيء من خواص الأسماء الحسنى، أمّا الآداب ففيها أبواب. الأوّل: في أسباب الإجابة و هي خمسة أقسام:

أ - ما يرجع إلى الوقت كيوم الجمعة و السّاعة السّابعة من الليل و الثلث الأخير كلّه و ليلة الجمعة كلّها و يتأكّد ساعتين من يوم الجمعة الأولى ما بين فراغ الإمام من الخطبة إلى استواء الصّفوف و الثّانية من آخره، و روي إذا غاب نصف القرص و شهر رمضان و ليالي القدر الثلاث و يتأكّد ليلة الجهني و أيّامها و ليالي عرفة و المبعث و الأعياد الثّلاثة و أيّامها و هي الغدير و الأضحى و الفطر، و ليالي الإحياء الأربعة و هي غرة رجب و ليلة النّصف من شعبان و ليلتا العيدين و يوم المولود و يوم النّصف من رجب و كلّ ليلة منه و أشهر الحرم الأربعة ثلاثة سرر ذو القعدة و ذو الحجّة و المحرّم و واحد فرد و هو رجب، و قيل أحقها منها بالإجابة رجب و ذو القعدة و للنّهار اثنتا عشرة ساعة يتوجّه في كلّ ساعة منه بإمام من أئمة الهدى عليهم السّلام و يدعو فيها بالدّعائين المخصوصين بها على ما ذكرناه بعد أدعية الأيّام و اللّيالي، و يتوجّه في كلّ يوم من أيّام الأسبوع بواحد منهم عليهم السّلام فيوم

ص: 708

السّبت للنبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم و الأحد لعلي عليه السّلام و الاثنين للحسنين و الثلاثاء للسّجاد و الباقر و الصّادق عليهم السّلام و الأربعاء للكاظم و الرّضا و الجواد و الهادي عليهم السّلام و الخميس للعسكري عليه السّلام و الجمعة للحجة الخلف عليه السّلام، و عند زوال الشمس من كلّ يوم(1) و إذا بقي من النهار للظهر نحو رمح من كل يوم و عند هبوب الرّياح و نزول المطر و عند أوّل قطرة من دم الشّهيد و عند طلوع الفجر إلى طلوع الشّمس و عند قراءة الجحد عشرا مع طلوع شمس الجمعة و عند قراءة القدر خمس عشرة مرة في الثلث الأخير من ليلة الجمعة و عند الأذان و قراءة القرآن.

ب - ما يرجع إلى المكان كالمسجد و الحرم و الكعبة و عرفة و مزدلفة و الحائر.

ج - ما يرجع إلى الفعل كأعقاب الصّلوات و يتأكّد سؤال الجنة و الحور العين و الاستجارة من النّار و بعد الوتر و الفجر و بعد الظّهر و المغرب و في سجوده بعد المغرب و المريض لعائده و السّائل لمعطيه و دعوة الحاج لملتقيه.

د - حالات الدّاعي كالصّوم فدعاء الصّائم لا يرد و كذا المريض و الغازي و الحاجّ و المعتمر و من صلى صلاة لا يخطر قلبه فيها شيئا من أمور الدّنيا لا يسئل اللّه شيئا إلاّ أعطاه، و من اقشعر جلده و دمعت عينه و عند التقاء الصّفين و من تطهّر و جلس ينتظر الصّلاة و من في يده خاتم فيروزج أو عقيق كلّه أو فصّه، ثلاثة نفر اجتمعوا عند أخ لهم يأمنون بوائقه و لا يخافون غوائله إن دعوا اللّه أجابهم و إن سألوه أعطاهم و إن سكتوا ابتدأهم و إن استزادوه زادهم و ما اجتمع أربعة على أمر إلاّ تفرّقوا عن إجابة و الأم لولدها المريض بعد أن ترقى سطحها (الحديث) و قد مرّ في باب أدعية المرض.

ه - ما يرجع إلى الدّعاء و هو ما كان متضمّنا للإسم الأعظم و قد مرّ ذكر الاختلاف فيه و الدّعاء بالأسماء الحسنى فيدعو بواحدة من العبارات الثّلاث المتقدّمة و إن شئت بالعبارة الرّابعة المشروحة و إن اتّسع الزّمان فبالعبارة الخامسة المبيّنة على حروف المعجم و إن أمكنك أن تقول عقيب كلّ اسم منها يا اللّه كان

ص: 709


1- فعن النبيّ (ص): إذا زالت الشمس فتحت أبواب السماء و أبواب الجنان و استجيب الدعاء فطوبى لمن رفع له عند ذلك عمل صالح.

أسرع للإجابة و الدّعاء بعد يا اللّه يا اللّه عشرا أو يا ربّاه يا ربّاه أو يا ربّ يا ربّ عشرا أو يا سيّداه يا سيّداه عشرا أو يقول في سجوده يا اللّه يا ربّاه يا سيّداه ثلاثا.

الباب الثاني: الدّاعي و هو قسمان: أ - من يستجاب دعاؤه و هو الوالد لولده إذا بره و عليه إذا عقه و كذا الوالدة و المظلوم على ظالمه و لمن انتصر له منه و المؤمن المحتاج لأخيه إذا وصله و عليه إذا قطعه مع استغناء أخيه و حاجته إلى رفده و من لا يعتمد في حوائجه على غير اللّه سبحانه و الدّعاء المتقدم قبل نزول البلاء و الآلام المقسط و المعمم بدعائه و من حسن ظنّه بربّه في إجابته و من دعاه تعالى منقطعا إليه كالغريق و المقسم على اللّه تعالى بمحمّد و آله و من ابتدأ بالدّعاء بالصّلاة على محمّد و آله و ختمه بها و من طيب كسبه و من طهّر دينه بالتّقوى و الدّاعي بظهر الغيب. ب - من لا يستجاب دعاؤه و هو من جلس في بيته فاغرا فاه يقول ربّ ارزقني، و من دعا على زوجة جعل اللّه بيده طلاقها و من دعا على غريم جحده و قد ترك ما أمر به من الإشهاد عليه و من رزق مالا فأفسده ثم دعا ليرزقه ثانيا، و من دعا على جار يقدر على التحوّل عن جواره و من دعا بقلب قاس أو ساه و من لم يتقدّم في الدّعاء حتّى نزل به البلاء و من دعا و هو مصرّ على المعاصي و المتحمل لتبعات المخلوقين و آكل الحرام، و الظّلمة و إن اجتمعوا للدّعاء لعنوا و من دعا و ظنّه عدم الإجابة و من دعا على نفسه في حال ضجره و من دعا على أهل العراق و من دعا على ردّ المملوك قد أبق ثلاثا و لم يبعه و رجل مر بحائط مائل و لم يسرع المشي حتى سقط عليه.

الباب الثّالث: في كيفيّة الدّعاء و له آداب ينقسم إلى ثلاثة أقسام أ - ما يتقدّم الدّعاء و هو الطّهارة و شم الطيب و الرّواح إلى المسجد و الصّدقة و استقبال القبلة و اعتقاده قدرة اللّه تعالى على إجابته و حسن ظنه باللّه تعالى في تعجيل إجابته و إقباله بقلبه و أن لا يسأل محرّما و لا قطيعة رحم و لا ما يتضمن قلّة الحياء و إساءة الأدب و ما لا يقدر عليه و لا يتجاوز الحدّ في سؤاله كأن يطلب منازل الأنبياء، و تنظيف البطن من الحرام بالصّوم و الجوع و تجديد التوبة. ب - ما يقارن حال الدّعاء و هو التّلبية بالدّعاء و ترك الاستعجال فيه و تسمية الحاجة و الإسرار بالدّعاء و التّعميم به و الاجتماع فيه و المؤمن شريك و إظهار البصبصة و الخشوع و البكاء فالتباكي

ص: 710

و الإقبال بالقلب و الاعتراف بالذّنب و تقديم الإخوان و المدحة و الثناء على اللّه تعالى و ذلك غير منحصر في لفظ معيّن لإطلاق كثير من الروايات بتقديم المدحة و الثناء على اللّه و الصّلاة على محمد و آله و رفع اليدين بالدّعاء و هو على ستّة أوجه، الرغبة و هو أن يجعل باطن كفيه إلى السّماء و الرّهبة بالعكس و التضرع تحرّك أصابعه فيه يمينا و شمالا و باطنها إلى السّماء و التبتل أن يرفع السّبابة مرة و يضعها أخرى و ينبغي أن يكون عند العبرة و الابتهال مد يديه تلقاء وجهه مع رفع ذراعيه و مد يديه إلى السّماء، و في رواية أبي بصير هو أن ترفع يديك تتجاوز بهما رأسك و الإستكانة أن يضع يديه على منكبيه و اعلم أنّه لا بدّ مع الآداب المتقدّمة من المدحة و الثّناء من غير تعيين فيرجع إلى المكلّف و أقله أن يذكر في مدحه و ثنائه ما يليق بجلاله و أجود ما كان ذلك بذكر شيء من أسمائه الحسنى لقوله تعالى وَ لِلّٰهِ اَلْأَسْمٰاءُ اَلْحُسْنىٰ فَادْعُوهُ بِهٰا ، و لقول الصّادق عليه السّلام فأكثر من أسماء اللّه. فإذا أردت ذلك فتطهر فاستقبل القبلة و اقرأ من القرآن ما تيسّر و أحسنه ما تضمّن التّمجيد و أيسره سورة الإخلاص، ثم قل: الحمد للّه الّذي علا فقهر و الحمد للّه الّذي ملك فقدّر و الحمد للّه الّذي بطن فخبر و الحمد للّه الّذي يحيي الموتى و هو على كلّ شيء قدير، أللّهمّ أنت الأوّل فليس قبلك شيء و أنت الآخر فليس بعدك شيء و أنت الظّاهر فليس فوقك شيء و أنت الباطن فليس دونك شيء و أنت العزيز الحكيم، يا أجود من أعطى و يا خير من سئل و يا أرحم من استرحم يا واحد يا أحد يا فرد يا صمد يا من لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفوا أحد، يا من لم يتّخذ صاحبة و لا ولدا يا من يفعل ما يشاء و يحكم ما يريد و يقضي ما أحبّ يا من هو أقرب إليّ من حبل الوريد يا فعّالا لما يريد يا من يحول بين المرء و قلبه يا من هو بالمنظر الأعلى يا من ليس كمثله شيء يا سميع يا بصير. و أكثر من ذكر أسماء اللّه ثم تقول: يا إلهي أنت الّذي أنعمت عليّ بكذا و هديتني لمعرفة كذا و أسبغت عليّ من نعمك كذا و دفعت عنّي من البلاء كذا و سترت على كذا أنت الّذي و هكذا حتّى تأخذ غايتك ثم اذكر ذنوبك على التفصيل وعدّها ذنبا ذنبا و إن عجزت عن ذكرها أو ضاق الوقت فاذكر ما تقدر منها، ثم قل: يا إلهي أنا أكثر ذنوبا و أعظم عيوبا و أقبح أفعالا و أشنع آثارا من أن

ص: 711

أقدر على إحصاء عيوبي أو تعداد ذنوبي و إنّما أوبّخ بهذا نفسي و رحمتك و بركاتك و مغفرتك يا ربّ أعظم و أوسع منها لأنّها وسعت كلّ شيء و أنا أستغفرك يا إلهي و أتوب إليك من كلّ ما خالف إرادتك أو زال عن محبّتك توبة من لا يحدّث نفسه بمعصية و لا يضمر أن يعود في خطيئة فصلّ على محمّد و آل محمّد و تب عليّ إنّك أنت التّوّاب الرّحيم أللّهمّ صلّ على محمّد و آل محمّد و اغفر لفلان و تسمّي أربعين من إخوانك بأسمائهم و أسماء آبائهم و تدعو لهم مع المغفرة بما تحبّ من أمر الدّين و الدّنيا و إن تعسّر عليك معرفة آبائهم اقتصرت على أسمائهم و إن عجزت عمّ بالمؤمنين و المؤمنات و إن عمّمت بعد المعرفة كان أحسن، ثم قل أنا يا مولاي الّذي لم تتجدّد عليّ نعمة إلاّ شهدت عليّ بمعصية و أنت يا سيّدي الّذي لم تزل نعمتك عليّ في تزايد و ترادف أوقرتني نعما و أوقرت نفسي ذنوبا فأنا يا إلهي أعظم المسرفين و أفحش المذنبين أنا الّذي لم أدع شيئا من الذّنوب إلاّ فعلته أنا الّذي إذا تأمّلت حسناتي وجدتها سيّئات و أنا أستغفرك و أتوب إليك منها فلك الحمد على نعمك كما أنت أهله و أسألك أن تصلّي على محمّد و آل محمّد و أن تغفر للمؤمنين و المؤمنات و أن تجود عليهم بمسائلهم و تمنّ عليهم بما أنت أهله يا أرحم الرّاحمين سبعا يا اللّه عشرا صلّ على محمّد و آله و افعل بي كذا و كذا ما شاء اللّه لا قوّة إلاّ باللّه و صلّى اللّه على محمّد و آله. ثم قل: يا اللّه المانع بقدرته خلقه و قد مرّ في أدعية السرّ.

ج - ما يتأخر عن الدّعاء من الآداب و هو معاودة الدّعاء مع الإجابة و عدمها و أن يختم دعاؤه بالصّلاة على محمّد و آله و قول ما شاء اللّه لا قوّة إلاّ باللّه و أن يكون بعد الدعاء خيرا منه قبله و أن يمسح بيديه وجهه و رأسه و روي وجهه و صدره.

تتمّة: قال أمير المؤمنين عليه السّلام: الدّعاء مفاتيح النّجاح و مقاليد الصّلاح و خير الدّعاء ما صدر عن صدر نقيّ و قلب تقيّ و في المناجاة سبب النّجاة و بالإخلاص يكون الخلاص فإذا اشتد الفزع فإلى اللّه المفزع. و قال النّبي صلّى اللّه عليه و آله و سلّم:

ألا أدلكم على سلاح ينجيكم من أعدائكم و يدرّ أرزاقكم، قالوا بلى، قال: تدعون

ص: 712

ربّكم باللّيل و النّهار فإن سلاح المؤمنين الدّعاء. و عن أبي جعفر عليه السّلام قال: ألا أدلّكم على شيء لم يستثن فيه النّبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم، قيل بلى، قال: الدّعاء يردّ القضا و قد أبرم إبراما، و ضم أصابعه، و قال الباقر عليه السّلام كثرة الدّعاء أفضل من كثرة القراءة، ثم قرأ قُلْ مٰا يَعْبَؤُا بِكُمْ رَبِّي لَوْ لاٰ دُعٰاؤُكُمْ .

و من الآيات الحاثة على الدّعاء قوله تعالى وَ قٰالَ رَبُّكُمُ اُدْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ اَلَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبٰادَتِي الآية فجعل الدّعاء عبادة و المتكبّر عنه بمنزلة الكافر و قوله وَ اُدْعُوهُ خَوْفاً وَ طَمَعاً و قوله إِذٰا سَأَلَكَ عِبٰادِي عَنِّي الآية إن قلت ترى كثيرا من النّاس يدعون فلا يجابون فما معنى قوله أجيب دعوة الدّاع. قلت سبب منع الإجابة الإخلال بشرطها من طرف السّائل إمّا أن يكون قد سأله تعالى غير متقيد بآداب الدّعاء و لا جامع لشرائطه و إمّا بأن يكون قد سأل ما لا صلاح فيه فربّما يتوهّم السّائل صلاح أمر و فيه فساده فلو عجّل اللّه إجابته لهلك به فاللّه تعالى يجيبه إن اقتضت المصلحة الإجابة أو تؤخّر إن اقتضت المصلحة التأخير، قال تعالى وَ لَوْ يُعَجِّلُ اَللّٰهُ لِلنّٰاسِ اَلشَّرَّ اِسْتِعْجٰالَهُمْ بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ و في دعائهم عليهم السّلام: يا من لا تغيّر حكمته الوسائل، قال عليّ عليه السّلام ربّما أخرت عن العبد إجابة الدّعاء ليكون أعظم لأجر السّائل و أجزل لعطاء الآمل، و روى عثمان بن عيسى عمن حدّثه عن الصّادق عليه السّلام قال قلت آيتين في كتاب اللّه أطلبهما فلا أجدهما قال ما هما قلت قوله تعالى اُدْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ فندعوه فلا نرى الإجابة قال أفترى اللّه أخلف وعده قلت لا قال فممّ ذلك قلت لا أدري فقال عليه السّلام و لكنّي أخبرك من أطاع اللّه تعالى فيما أمره ثم دعاه من جهة الدّعاء أجابه قلت و ما جهة الدّعاء قال تبدأ فتحمد اللّه تعالى فتذكر نعمه عندك ثم تشكره ثم تصلي على النبيّ صلّى اللّه عليه و آله و سلّم ثم تذكر ذنوبك فتقر بها ثم تستغفر اللّه تعالى منها فهذا جهة الدّعاء، ثم قال عليه السّلام و ما الآية الأخرى قلت قوله تعالى وَ مٰا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْ ءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ و إني أنفق و لا أرى خلفا قال أفترى اللّه أخلف وعده قلت لا، قال فممّ قلت لا أدري، قال: لو أنّ أحدكم اكتسب المال من حلّه و أنفقه في حقّه لم ينفق رجل درهما إلاّ أخلف عليه. و عن أبي جعفر عليه السّلام إنّ العبد يسأل اللّه تعالى حاجته فيكون من شأن اللّه تعالى قضاؤها إلى أجل قريب أو بطيء فيذنب العبد عند ذلك الوقت ذنبا فيقول اللّه تعالى للملك الموكّل بحاجته لا تنجزها فقد

ص: 713

تعرض لسخطي و استوجب الحرمان منّي. و اعلم أنّ للدّعاء أركانا و أسبابا و أوقاتا و أجنحة فأركانه ستّة حضور القلب و الرقّة و الاستكانة و الخشوع و تعلق القلب باللّه و قطعه عن الأسباب و أسبابه الصّلاة على محمّد و آله و أوقاته الأسحار و أجنحته الصّدق فإذا وافق أركانه قوي و إن وافق أسبابه أنجح و إن وافق أوقاته فاز و إن وافق أجنحته طار.

خواص الأسماء الحسنى

و أمّا خواصّ الأسماء الحسنى التي وعدنا بها فكثيرة؛ فمن ذلك ما وجدته من كتاب الشيخ العلاّمة رجب بن محمّد بن رجب الحافظ بخطّه قدس اللّه سرّه.

اللّه: ذكره ضحى و عصرا و في الثلث الأخير من اللّيل ستة و ستّين مرة بغير يا يوصل إلى المطلوب.

الرحمن الرّحيم: من خواصّهما حصول اللّطف الإلهي إذا ذكرا عقيب الفرائض مائة مرّة.

الملك: ذكره أربعة و ستّين مرّة و خواصّه دوام الملك لمن واظب عليه.

القدوس: خواصّه إذا ذكر في الجمع مائة و سبعين مرّة تطهير الباطن من الرذائل.

السّلام: فيه شفاء المرضى و السّلامة من الآفات و من قرأه على مريض مائة مرّة شفي.

المؤمن: قراءته مائة و ستة و ثلاثين مرّة أمان من شيطان الجن و الإنس.

المهيمن: ذكره مائة و خمسة و عشرين مرة يورث صفاء الباطن و الاطلاع على أسرار الحقائق.

العزيز: ذكره أربعة و تسعين مرّة عقيب الفجر في كلّ يوم يكشف أسرار علم السيمياء و الكيمياء و من قرأه أربعين يوما كل يوم أربعين مرّة لم يحتج إلى أحد.

الجبّار: من قرأه في كل يوم إحدى و عشرين مرّة أمن من كل ظالم.

ص: 714

المتكبّر: من ذكره عند جبار ذلّ.

الخالق: من أكثر ذكره نور اللّه تعالى قلبه.

البارىء: من أكثر ذكره بقي طريّا في قبره لم يبل.

المصوّر: إذا صامت العاقر سبعة أيام و تلته ثلاث عشرة مرّة عند كتابته في جام و محته و شربته رزقت ذكرا صالحا.

الغفّار: من ذكره عند صلاة الجمعة مائة مرة يقول أللّهمّ اغفر لي يا غفّار غفر له.

القهّار: من أكثر ذكره أخرج اللّه حبّ الدنيا من قلبه و من قال في محاق القمر آخر اللّيل يا قاهر يا قهّار يا ذا البطش الشّديد أنت الّذي لا يطاق انتقامه و دعى على عدوّه قهره اللّه.

الوهّاب: من ذكره و هو ساجد أربع عشرة مرة أغناه اللّه و من ذكره آخر اللّيل حاسر الرّأس رافعا يديه مائة مرة أذهب اللّه فقره و قضى حاجته و من أكثر ذكر الكريم الوهّاب ذي الطّول رزقه اللّه من حيث لا يحتسب.

الرزّاق: من ذكره رزق البركة.

الفتّاح: من ذكره عقيب صلاة الفجر سبعين مرة واضعا يده على صدره أذهب اللّه عن قلبه الحجاب من خواصه أن يفتح المعارف على قلب ذاكره.

العليم الحكيم: من أدام ذكرهما و له أمر مهمّ كشف اللّه عن مطلبه و كذا الحفيظ الحكيم.

القابض: من كتبه أربعين مرة على أربعين لقمة أربعين يوما و أكله آمنه اللّه من عذاب الجوع طول عمره.

الباسط: من ذكره سحرا و هو رافع يده عشرا لم يحتج إلى مسألة أحد.

عالم الغيب: من قرأه بعد الصّلاة مائة مرّة حصل له الكشف عن المغيّبات.

الخافض: من ذكره سبعين مرة دفع اللّه عنه شر الظّالمين.

ص: 715

الرافع: من ذكره عقيب الظّهر مائة مرّة زاده اللّه رفعة.

المعز: ذاكره يرزق الهيبة.

المذلّ من ذكره في اللّيل المظلم و هو ساجد على التراب ألف مرّة و قال يا مذلّ الجبّارين و مبير الظّالمين إنّ فلانا أذلّني فخذ لي حقّي منه فإنه يؤخذ لوقته و من قرأه خمسا و خمسين مرة و سجد و قال إلهي آمنّي من فلان فإنه يأمن منه.

السّميع: من أكثر ذكره استجيبت دعوته.

البصير: من أكثر ذكره في الجمعات خصّ منه تعالى بالعناية و الرّعاية.

الحكم العدل: من أكثر ذكرهما في جوف اللّيل خصّه اللّه تعالى بلطائفه و روحه و جعل باطنه خزانة سرّه.

اللّطيف: ما أسرعه لتفريج الكروب إذا ذكره في أوقات الشّدائد.

الهادي الخبير المبين: من استدام هذا الذّكر عقيب سهر وجوع عثر على أسرار الغيب و يقول بعده اهدني يا هادي و أخبرني يا خبير و بيّن لي يا مبين و كذا ذكر النّور الهادي.

الحليم الرّؤوف المنّان: ما ذكره خائف إلاّ أمن.

الحكيم: من كتبه و غسله بماء ورشه على الزّرع زكى و ظهرت بركته.

الغفور: من أكثر ذكره ذهب عنه الوسواس.

الشّكور: من تلاه على ماء أربعين مرّة و غسلت منه العين الرّمدة برئت.

العليّ: من أكثر ذكره و علقه عليه كان عند النّاس وجيها.

الكبير من ذكره بعدده و كان في خلوة و رياضة و دعا بعده استجيبت دعوته.

الحفيظ: من تلاه بعدده لم يفزع و لو مشى في مسبعات الأرض و هو أمان من الغرق سريع الإجابة للخائفين في الأسفار ذاكره لا يزال محفوظا.

الحسيب: من قال سبع أسابيع حسبي اللّه الحسيب و يبدأ من يوم الخميس في كلّ يوم من كلّ أسبوع سبعين مرة كفي مؤنة ما يطلب و نجى ممّا يخاف.

ص: 716

الجليل: من أكثر ذكره هابه و وقره كل من رآه.

الكريم: من ذكره و نام على الذّكر أمر اللّه الملائكة أن تدعو له و تقول آمنك اللّه.

القريب المجيب: من ذكره أمن.

الواسع: من أكثر ذكره وسع عليه رزقه.

الودود: من تلاه ألف مرة على طعام و أطعمه لمتباغضين تحابّا.

المجيد: من أكثر ذكره شفي من جميع الآلام.

الباعث: من ذكره عند نومه مائة مرّة و أمرّ يده على صدره أحيى اللّه تعالى باطنه و نور قلبه.

الشّهيد الحقّ من كتب على أربع زوايا ورقة و يكتب ما ضاع أو غاب في وسط الورقة و يبرز نصف اللّيل إلى تحت السّماء و ينظر إليها و يكرّر هذين الإسمين سبعين مرّة فإنه يأتيه خبر الضّائع أو الغائب.

الوكيل: من جعله ورده أمن من الحرق و الغرق.

القويّ: من كان له عدوّ لا يقدر على دفعه فليعمل من الدّقيق ألف بندقة و يقول على كلّ واحدة يا قويّ و يرميها للطيور يكفى شر عدوّه.

المعيد: من قام في زوايا بيته نصف اللّيل و كرّره سبعين مرّة و قال يا معيد ردّ علي فلان فإنّه في الأسبوع يأتيه خبر الغائب أو هو بالتحقيق فسبحان من أودع أسراره أسمائه.

المحيي المميت: من كانت نفسه نافرة عن الطّاعة فليضع يده على صدره و يذكرهما عند منامه فإن نفسه تطيعه.

الحيّ: من ذكره على مريض أو رمد تسع عشرة مرّة شفي و ذكر الحيّ القيّوم آخر اللّيل في الزّيادة أثر عظيم.

القّيوم: من ذكره كثيرا حصل له تصفية القلب و من نقش الحيّ القيوم على

ص: 717

خاتم أحيا اللّه ذكره و إن كان خاملا و آمنه و إن كان خائفا.

الواجد: من ذكره على طعام وجد في باطنه النّور.

الماجد: ذكره في الخلوة يورث النّور.

الأحد: من ذكره في الخلوة ألف مرّة بعد الرّياضة شاهد الملائكة حوله.

الصّمد: ذاكره لا يجد ألم الجوع.

القادر: من أكثر ذكره عند وضوئه غلب خصمه.

البرّ: من أكثر تلاوته و له طفل سلم إلى البلوغ.

التّواب: من أكثر ذكره تاب اللّه عليه.

المنتقم: من أكثر ذكره كفي أمر عدوّه.

الرّؤوف: من ذكره عند ظالم خضع له.

السّبوح: من كتبه على خبزة بعد صلاة الجمعة و أكلها صار ملكيّ الصّفات.

الرّبّ: من أكثر ذكره حفظه اللّه في ولده.

مالك الملك: من أكثر ذكره أغناه اللّه في الدّارين.

الغني المغني: من ذكرهما عشر جمع كل جمعة عشرة آلاف مرّة و لا يأكل حيوانا أغناه اللّه عاجلا و آجلا و إن قرأ مع ذلك الفاتحة كذلك رزق الغنى يقينا.

المعطي: من أكثر من قول يا معطي السّائلين أغناه اللّه تعالى عن السّؤال.

المانع: من ذكره عند النّوم قضى اللّه دينه.

النّور: من ذكره ألف مرّة جعل اللّه له نورا باطنا و ظاهرا.

الهادي: من أكثر ذكره رزقه اللّه المعرفة.

البديع: من ذكره ألف مرّة قضيت حاجته.

الوارث: من ذكره ألف مرّة هداه اللّه إلى الصّواب.

الصّبور: من ذكره ألف مرّة ألهمه اللّه الصّبر على الشدائد.

ص: 718

و من ذلك ما رأيته في كتاب المقصد الأسنى في تفسير الأسماء الحسنى ما ملخّصه: إن الإنسان إذا دهمه ما يهمه أو أقبل على سلطان أو بلد يخافه أو يخاف عسرا أو مرضا استخرج ما يناسب ذلك الأمر من هذه الأسماء فينظر إلى حروف من يخافه و يحذف المتكرّر إن كان و يحسب ما بقي بالجمل الكبير فأين بلغ العدد كرّر تلك الأسماء بقدره. مثاله إذا خفت أحدا نظرت إلى اسمه مثل أحمد فالذي يناسب الألف اللّه أحد و يناسب الحاء حكيم حليم و يناسب الميم مؤمن مهيمن و الدّال دليل و دائم و عدد حروف أحمد ثلاثة و خمسين فكرّر من هذه الأسماء ثلاثة و خمسين و كذلك يفعل إذا خاف من بلد أو شر.

و من خاف من لصّ أو مؤذ فليقرأ إحدى السّورتين إمّا الإخلاص أو النصر فليقل على رأس كل عشرة من الأسماء الحسنى من عبارة البادرائي و هي المذكورة بعد عبارة الشهيد: يا حافظ يا حفيظ يا قريب يا رقيب، فإنّه ينجو ممّا يخاف. و من أقبل على من يخافه و قال و هو حاضر البال مقبل القلب يا كبير يا كبير خمسين مرّة أمن منه.

و من ذلك ما ذكره الشيخ أحمد بن فهد رحمه اللّه في عدّته عن بعض أهل العلم قال ينبغي للدّاعي إذا مجّد اللّه سبحانه و أثنى عليه أن يذكر من أسمائه الحسنى ما يناسب مطلوبه مثلا إذا كان مطلوبه الرزق يذكر من أسمائه تعالى مثل الرزّاق و الوهّاب و الجواد و المغني و المنعم و المعطي و الكريم و الواسع و مسبّب الأسباب و المنّان و رازق من يشاء بغير حساب و إن كان مطلوبه المغفرة و التوبة يذكر مثل التواب و الرّحمن و الرّحيم و الرّؤوف و العطوف و الصّبور و الشكور و العفوّ و الغفور و الستّار و الغفّار و النّفاح و المرتاح و ذي المجد و السّماح و المحسن و المجمل و المنعم و المفضل و إن كان مطلوبه الانتقام من العدوّ يذكر مثل العزيز و الجبار و القهار و المنتقم و البطّاش و ذي البطش الشديد الفعّال لما يريد و مدوّخ الجبابرة و قاصم المردة و الطالب الغالب المهلك المدرك الّذي لا يعجزه شيء و الذي لا يطاق انتقامه و على هذا القياس و إن كان مطلوبه العلم يذكر مثل العالم و الفتاح و الهادي و المرشد و المعز و الرافع و ما أشبه ذلك.

و ليكن هذا آخر كتابنا هذا المترجم بالبلد الأمين و الدّرع الحصين فمن حكم

ص: 719

التأييد الإلهي له بتلاوة أدعيته حتم له بجنّته و ختم له برحمته و من رقي في معارج طرقه استضاء بنور أفقه و من ألمّ بساحة أقسامه و عزائمه تطوق بأنفس مراحمه و مكارمه قد اشتمل من العوذ و الدّعوات على أفضلها و احتوى من التّسابيح و الزّيارات على أكملها فهو الدرّة الموسومة باليتيمة و الجوهرة الثمينة ذات القيمة و العقود المنضودة من اللآلي النّظيمة بل جهات الخيرات المتصفة بالمكانة العلية و المنزلة العظيمة فاجعله شعارك و دثارك ليلك و نهارك فلست تعدم فيه في كلّ لمحة إمّا دعوات يجاب سائلها و إمّا عوذات تنجح وسائلها و إمّا رقيات تحلّ محلّ العافية من المريض و إمّا تحصينات تنزله منزلة الجبر من الكسير المهيض و إمّا صلاة المرقومة بحيعلة الفلاح و إمّا زيارات إذا أطيروا من أوكارهنّ حلقت محلقة الجناح و إمّا تسبيحات غصونها لا تدرى و إمّا استخارات تكشف قناع البلوى و إمّا تفسيرات تفتر منه أفواه المعاني الملاح فهي كزجاجة المصباح عند الاستصباح.

تم الكتاب بعون اللّه الملك الوهّاب

ص: 720

مصادر الكتاب

1 - كتاب الصحاح.

2 - كتاب العزيزي.

3 - كتاب الغريبين.

4 - كتاب المغرب.

5 - كتاب مجمع البيان.

6 - كتاب جوامع الجامع.

7 - كتاب زبدة البيان.

8 - كتابي القواعد.

9 - كتاب من لا يحضره الفقيه.

10 - كتاب العلل.

11 - كتاب الاعتقاد.

12 - كتاب المقامات.

13 - كتاب درة الغوّاص.

14 - كتاب جامع الفوائد.

15 - كتاب درر القلائد.

16 - كتاب شرح المعشبيّة.

17 - كتاب شرح البديعيّة.

18 - كتاب الدّروس الشرعيّة.

19 - كتاب كنز الفوائد.

20 - كتاب البرهان.

21 - كتاب المدهش.

22 - كتاب تقويم اللسان.

23 - كتاب آداب النّفس.

24 - كتاب الغرر و الأخبار.

25 - كتاب ربيع الأبرار.

26 - كتاب شرح المفصّل.

27 - كتاب الأضداد.

28 - كتاب الاعتماد.

29 - كتاب أدب الكاتب.

30 - كتاب الاحتجاج.

31 - كتاب التحرير.

32 - كتاب السرائر.

33 - كتاب الشرائع.

34 - كتاب تقويم القبلة.

35 - كتاب فقه اللغة.

36 - كتاب البلاغتين.

37 - كتاب الذّريعة.

38 - كتاب حلية الآداب.

ص: 721

39 - كتاب الجواهر.

40 - كتاب المجازات.

41 - كتاب تلخيص الآثار.

42 - كتاب المجمل.

43 - كتاب المجتنى.

44 - كتاب الكافي.

45 - كتاب الرائع.

46 - كتاب اللّوامع.

47 - كتاب كنز العرفان.

48 - كتاب الآل.

49 - كتاب اللبس.

50 - كتاب المطر.

51 - كتاب نزهة المتحفّظ.

52 - كتاب الألفاظ.

53 - كتاب وفيات الأعيان.

54 - كتابي الحدود.

55 - كتاب كيمياء الإشراق.

56 - كتاب المغني.

57 - كتاب العزّة.

58 - كتاب الحديقة الناضرة.

59 - كتاب الفروق.

60 - كتاب الكوكب الدريّ.

61 - كتاب اللفظ الوجيز.

62 - كتاب التذكرة.

63 - كتاب منية المحاضر.

64 - كتاب الطّبقات.

65 - كتاب حياة الحيوان.

66 - كتاب ابن قدّامة.

67 - كتاب الرّسالة الواضحة.

68 - كتاب نهج القصّاد.

69 - كتاب المفتاح.

70 - كتاب النكت.

71 - كتاب التكملة.

72 - كتاب إصلاح غلط العامّة.

73 - كتاب خلاصة الأقوال.

74 - كتاب الرّجال.

75 - كتاب تأويل ما نزل في القرآن.

76 - كتاب الإشارات.

77 - كتاب شرح النصيريّة.

78 - كتاب شرح النّهج.

79 - كتاب نهج السداد.

80 - كتاب شذور العقود.

81 - كتاب الأجوبة.

82 - كتاب مكارم الأخلاق.

83 - كتاب المتهجّد.

84 - كتاب مختصر المصباح.

85 - كتاب الاختيار.

86 - كتاب الغيبة.

87 - كتاب نور حدقة البديع.

88 - كتاب المتعلّق بقضاء حوائج المؤمنين.

89 - كتاب تلخيص الآثار.

90 - كتاب عيون الأخبار.

91 - كتاب معاني الأخبار.

ص: 722

92 - كتاب معاني الحروف.

93 - كتاب منتهى السّؤل.

94 - كتاب المقصد الأسنى.

95 - كتاب الذكرى.

96 - كتاب التهذيب.

97 - كتاب الأمالي للطّوسي.

98 - كتاب الأمالي للمفيد.

99 - كتاب الأمالي لابن بابويه.

100 - كتاب الأمالي للشّيباني.

101 - كتاب الأمالي لسعد بن نصر.

102 - كتاب المزار لأبي الحسن محمد بن أحمد القمّي.

103 - كتاب المزار لأبي القاسم جعفر بن محمد بن قولويه.

104 - كتاب المزار للشيخ المفيد.

105 - كتاب المزار للشّيخ الطّوسي.

106 - كتاب الكفاية.

107 - كتاب ألفيّة ابن معطي.

108 - كتاب النّفلية.

109 - كتاب التكليفيّة.

110 - كتاب البيان.

111 - كتاب جامع البزنطي.

112 - كتاب خصائص.

113 - كتاب يوم الغدير.

114 - كتاب الخصائص للأصفهاني.

115 - كتاب الخصائص للرضي.

116 - كتاب عدّة الدّاعي.

117 - كتاب إغاثة الدّاعي.

118 - كتاب فضل الدّعاء لمحمّد بن الحسن الصّفار.

119 - كتاب فضل الدّعاء لسعد بن عبد اللّه.

120 - كتاب الدعاء للكليني.

121 - كتاب الدّعاء و الذكر.

122 - كتاب الأدعيّة المرويّة.

123 - كتاب الأدعيّة المستجابات.

124 - كتاب الدّعوات.

125 - كتاب الروضة للكليني.

126 - كتاب روضة النفس.

127 - كتاب روضة العابدين.

128 - كتاب معجم أهل البلد.

129 - كتاب تفسير عليّ بن إبراهيم.

130 - كتاب الصّحيفة.

131 - كتاب النكت الشريفة.

132 - كتاب الوسائل إلى المسائل للمعين أحمد بن عليّ بن أحمد بن الحسين بن محمّد بن القسم.

133 - كتاب الوسائل إلى المسائل للجواد عليه السّلام.

134 - كتاب أدعية السرّ.

135 - كتاب الاحتساب.

136 - كتاب فتح الأبواب.

137 - كتاب الرّسالة الغريّة.

138 - كتاب المهذّب.

ص: 723

139 - كتاب الموجز.

140 - كتاب مكارم الأخلاق.

141 - كتاب مفاتح التنزيل.

142 - كتاب التّلفيق.

143 - كتاب الأربعين.

144 - كتاب مصباح الزّائر.

145 - كتاب مهج الدّعوات.

146 - كتاب المجتني.

147 - كتاب المشيخة.

148 - كتاب الصّلاة.

149 - كتاب كشف الهموم و الأحزان.

150 - كتاب مسارّ الشّيعة.

151 - كتاب الذخيرة.

152 - كتاب العبر.

153 - كتاب تاريخ ابن السّاعي.

154 - كتاب تاريخ ابن الأثير.

155 - كتاب تاريخ ابن الخوارزمي.

156 - كتاب المستغيثين.

157 - كتاب المنسك.

158 - كتاب طبّ الأئمّة عليهم السّلام.

159 - كتاب لفظ الفوائد.

160 - كتاب جمع الشتات.

161 - كتاب شرح أسماء الأدويّة.

162 - كتاب الحائريّة.

163 - كتاب الفوائد الجليّة.

164 - كتاب الأنوار المضيئة.

165 - كتاب طريق النّجاة.

166 - كتاب نزهة الخاطر.

167 - كتاب نزهة الأدباء.

168 - كتاب الدّلائل.

169 - كتاب مشارق الأنوار.

170 - كتاب منافع القرآن.

171 - كتاب الشيخ رجب.

172 - كتاب الدرّ المنتظم.

173 - كتاب مجموع ابن عقبة.

174 - كتاب مجموع ابن فاطر.

175 - كتاب مجموع التلعكبري.

176 - كتاب عبد اللّه بن حماد.

177 - كتاب الإرشاد.

178 - كتاب العياشي.

179 - كتاب الأغسال.

180 - كتاب التهجّد.

181 - كتاب الخرائج.

182 - كتاب مفاتح الغيب.

183 - كتاب التحصيل.

184 - كتاب التذييل.

185 - كتاب نهج البلاغة.

186 - كتاب شرح نهج البلاغة.

187 - كتاب شرح نهج المسترشدين.

188 - كتاب التجمّل.

189 - كتاب التوكّل.

190 - كتاب التّوحيد.

191 - كتاب كنوز النّجاح.

192 - كتاب مستوجب المحامد.

ص: 724

193 - كتاب الفرج بعد الشدّة.

194 - كتاب بعض سير الأئمّة عليهم السّلام.

195 - كتاب نثر اللآلي.

196 - كتاب المجالس.

197 - كتاب دستور معالم الحكم.

198 - كتاب التبصرة.

199 - كتاب النهي.

200 - كتاب الفردوس.

201 - كتاب قصص الأنبياء.

202 - كتاب الشّهاب.

203 - كتاب التعبير.

204 - كتاب صفين.

205 - كتاب بصائر الدّرجات.

206 - كتاب العلميّات.

207 - كتاب شرح العلويّات.

208 - كتاب شرح الملوكي.

209 - كتاب عبد الواحد بن زكريّا.

210 - كتاب تحفة المؤمن.

211 - كتاب الدّروع الواقية.

212 - كتاب الوسيط.

213 - كتاب الأفراد و الغرائب.

214 - كتاب سنن البيهقي.

215 - كتاب مشير العزم الساكن.

216 - كتاب فضائل الأعمال.

217 - كتاب السّفينة البغدادية.

218 - كتاب جزء ابن المنذري.

219 - كتاب فضائل القرآن.

220 - كتاب مسند أبي حنيفة.

221 - كتاب جامع ابن وهب.

222 - كتاب سنن سعيد بن منصور.

223 - كتاب فوائد ابن مسخر.

224 - كتاب توسيع الثعلبي.

225 - كتاب تفسير القرطبي.

226 - كتاب معجم الطبراني.

227 - كتاب الأحياء.

228 - كتاب فضائل الإخلاص.

229 - كتاب جزء الحسن بن المقدام.

230 - كتاب الهواتف.

231 - كتاب غرائب ابن شاذان.

232 - كتاب صفة الصّفوة.

233 - كتاب جزء العطريف.

234 - كتاب دليل القاصدين.

235 - كتاب جزء أبي القسم التميمي.

236 - كتاب الحلية.

237 - كتاب التّرغيب و التّرهيب.

238 - كتاب الذكر.

239 - كتاب علامات أهل الحقائق.

240 - كتاب المطر.

241 - كتاب وابل الصّيب.

242 - كتاب فضل الحولقة.

243 - كتاب الأنوار و الأذكار.

244 - كتاب فضائل الذكر لابن أبي الدنيا.

245 - كتاب رؤيا القوم.

ص: 725

246 - كتاب مسند عبد الرزّاق.

247 - كتاب الأنوار.

248 - كتاب فوائد القطيعي.

249 - كتاب الدّعاء للطّبراني.

250 - كتاب الدعاء لابن أبي الدنيا.

251 - كتاب قوت القلوب.

252 - كتاب تاريخ ابن الفرات.

253 - كتاب شرح الفاكهاني.

254 - كتاب مجمع الأخبار.

255 - كتاب ابن أبي شيبة.

256 - كتاب بيدر الفلاح.

257 - كتاب دعوات الأسماء.

258 - كتاب عدّة السّفر و عدّة الحضر.

ص: 726

فهرس الكتاب

الموضوع الصفحة

ترجمة المؤلف 5

مقدمة المؤلف 9

في آداب التخلي 10

في الأدعية عند الوضوء 11

في وصية الميت 12

في ما يكتب و يوضع مع الميت 13

في ذكر الصلاة على الميت 14

في ذكر الأذان و الإقامة 16

في ذكر صلاة الظهر 17

في تعقيبات صلاة الظهر 20

في تعقيبات صلاة العصر 35

في دعاء العشرات 42

في أدعية الصباح و المساء 47

في تعقيبات صلاة المغرب 50

في تعقيبات صلاة العشاء 53

في ما يقال عند النوم 57

في من أراد رؤية ميته في منامه 61

ص: 727

في من أراد الانتباه لصلاة الليل 62

في من رأى رؤيا مكروهة 63

في ذكر صلاة الليل 64

في دعاء علي (ع) في الاستغفار 65

في دعاء الامام السجاد (ع) في الاستغفار 77

في الدعاء بعد صلاة الليل 79

في تعقيبات صلاة الصبح 83

في دعاء الحريق 91

في دعاء الامام العسكري (ع) في الصباح 98

في دعاء الامام الصادق (ع) في الصباح 99

في أدعية السر القدسية 103

في أدعية الأيام و الليالي 105

في أدعية ليلة الجمعة 107

في أعمال يوم الجمعة 110

في الدعاء لصاحب الأمر 122

في أدعية يوم الجمعة 125

في تسبيح و عوذة يوم الجمعة 131

في دعاء السمات 134

في دعاء علي (ع) في يوم الجمعة 140

في دعاء ليلة السبت 144

في أدعية يوم السبت 145

في تسبيح يوم السبت 154

في عوذة يوم السبت 155

في دعاء ليلة الأحد 156

في أدعية يوم الأحد 159

في تسبيح و عوذة يوم الأحد 166

ص: 728

في دعاء ليلة الاثنين 167

في أدعية يوم الاثنين 169

في تسبيح و عوذة يوم الاثنين 176

في دعاء ليلة الثلاثاء 178

في أدعية يوم الثلاثاء 179

في تسبيح و عوذة يوم الثلاثاء 184

في دعاء ليلة الأربعاء 185

في أدعية يوم الأربعاء 187

في تسبيح و عوذة يوم الأربعاء 195

في دعاء ليلة الخميس 196

في أدعية يوم الخميس 198

في تسبيح يوم الخميس 204

في عوذة يوم الخميس 206

في ذكر أدعية الساعات 207

في صلوات النوافل 212

في أعمال ليالي الاسبوع 215

في صلوات ليالي الاسبوع 216

في صلاة فاطمة (ع) و جعفر الطيار 217

في الصلاة لرفع الهموم 219

في صلاة قضاء الحاجة 221

في صلاة الغفيلة 223

في ذكر أدعية الحوائج 225

في الاستغاثة الى المهدي (ع) لطلب الحاجة 227

في ذكر الاستخارات 229

في ذكر أدعية الاستخارات 232

في ذكر صلوات الأئمة 235

في صلاة السفر و الزيارة 236

ص: 729

في صلاة العافية و دفع الخوف 237

في صلاة التوبة و الاستسقاء 238

في ذكر صلاة العيد 239

في ذكر صلوات شهر رجب 240

في ذكر صلوات شهر شعبان 245

في ذكر صلوات شهر رمضان 249

في ذكر أعمال شهر رجب 252

في أعمال يوم النصف من رجب و أعمال أم داوود 255

في دعاء ليلة المبعث 259

في أعمال يوم المبعث 261

في أعمال شهر شعبان 262

في أعمال ليلة النصف من شعبان 264

في دعاء كميل 265

في أعمال شهر رمضان 270

في دعاء الافتتاح 271

في أدعية ليالي شهر رمضان 274

في دعاء أبي حمزة الثمالي 288

في دعاء يا عدتي 299

في دعاء إدريس (ع) 301

في أدعية أيام شهر رمضان 304

في تسبيحات أيام شهر رمضان 317

في أدعية الإفطار 321

في أدعية وداع شهر رمضان 323

في أعمال شهر شوال 328

في دعاء ليلة الفطر 329

في صلاة العيد 332

في أدعية يوم العيد 337

ص: 730

في أعمال دحو الأرض في ذي القعدة 339

في أعمال شهر ذي الحجة 340

في أعمال يوم عرفة 342

في دعاء السجاد (ع) يوم عرفة 343

في دعاء الحسين (ع) يوم عرفة 352

في أعمال يوم الغدير 364

في دعاء يوم المباهلة 372

في أعمال شهر محرام الحرام 379

في زيارة عاشوراء 382

في دعاء الصادق (ع) في يوم عاشوراء 385

في أعمال شهر صفر و زيارة الاربعين 389

في أعمال شهر ربيع الأول 390

في زيارة النبي (ص) 391

في زيارة فاطمة الزهراء (ع) 394

في زيارة الائمة الاربعة (ع) 395

في أعمال شهر ربيع الآخر 396

في أعمال شهر جمادى الأولى 397

في أعمال شهر جمادى الآخرة 398

في زيارة الحسين في شهر رجب 399

في زيارة الأئمة (ع) في رجب 400

في زيارة القائم (ع) في شعبان 402

في زيارة الحسين (ع) ليلة القدر 405

في زيارة الحسين (ع) ليلة الفطر 406

في زيارة الحسين (ع) في شهر ذي القعدة 407

في زيارة الحسين (ع) ليلة عرفة 408

في زيارة أمير المؤمنين يوم الغدير 411

في زيارة أمين اللّه 416

ص: 731

في الزيارة الجامعة 417

في دعاء القائم (ع) في يوم الجمعة 428

في فضيلة تربة الحسين (ع) 433

في مناجاة أمير المؤمنين (ع) 434

في ندبة للإمام زين العابدين (ع) 445

في دعاء الفرج 449

في دعاء الجوشن الصغير 453

في دعاء يا عماد من لا عماد له 459

في دعاء عظيم الشأن للنبي (ص) 460

في دعاء العبرات 461

في دعاء المشلول 465

في دعاء الذخيرة 469

في دعاء السيف اليماني 470

في دعاء سهم الليل 479

في أدعية مختلفة مأثورة 481

في دعاء كنز العرش 489

في دعاء المجير 495

في دعاء قاف 500

في دعاء التوسل 503

في دعاء المعراج 505

في دعاء الأمان 508

في دعاء التهليل 510

في دعاء الحجب 512

في دعاء أويس القرني 513

في دعاء الجامع 519

في دعاء الاعتقاد 525

في دعاء علوي المصري 533

ص: 732

في دعاء الجوشن الكبير 544

في دعاء الأسماء الحسنى 558

في دعاء الاسم الأعظم 575

في دعاء الشيخ 579

في ذكر أدعية السر 585

في المناجاة بالاستخارة 600

في المناجاة بطلب الرزق 602

في المناجاة بالاستعاذة و طلب التوبة 603

في المناجاة بطلب الحج 604

في المناجاة بطلب الحاجة 606

في دعاء سريع الإجابة 606

في دعاء الطير الرومي المسمى بدعاء الفرج 607

في الأدعية للخلاص من السجن 609

في الدعاء لرد المظالم 610

في أدعية لقضاء الدّين 611

في أدعية للأوجاع و الآلام 612

في آيات الحرس و الاستكفاء 622

في آيات الشفاء و الحفظ 623

في دعاء الأمن من السلطان 627

في أدعية مختلفة للأئمة (ع) 629

في أحراز الأئمة (ع) 631

في دعاء الصادق (ع) للأمن 637

في رقعة الحبيب للإمام الرضا (ع) 641

في حجب الأئمة (ع) 642

في ذكر قنوتات الأئمة 646

في ذكر الهياكل السبعة 666

في ذكر الأسماء الحسنى و شرحها 669

ص: 733

في ذكر آداب الداعي 708

في خواص الأسماء الحسنى 714

في مصادر الكتاب 721

فهرس الموضوعات 727

ص: 734

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.