الامان من اخطار الاسفار و الازمان

اشارة

سرشناسه : ابن طاوس ، علی بن موسی ، ق 664 - 589

عنوان و نام پديدآور : الامان من اخطار الاسفار و الازمان / تالیف علی بن موسی بن طاووس ؛ تحقیق موسسه ال البیت علیهم السلام لاحیاآ التراث

مشخصات نشر : قم : موسسه آل البیت (ع )، لاحیاآ التراث ، 1409ق . = 1369.

مشخصات ظاهری : ص 266

فروست : (موسسه آل البیت علیهم السلام لاحیاآ التراث ؛ 59: سلسله مصادر بحار الانوار7)

شابک : بها:900ریال

وضعیت فهرست نویسی : فهرستنویسی قبلی

یادداشت : کتابنامه : 266 - 262

موضوع : دعاها

موضوع : سفرها -- کتابهای دعا

شناسه افزوده : موسسه آل البیت (علیهم السلام ). احیاآ التراث

رده بندی کنگره : BP267/4 /‮الف م

رده بندی دیویی : 297/772

شماره کتابشناسی ملی : م 70-2601

المقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين وصلي الله علي محمد وآله الطاهرين . يقول مولانا الأفضل الأكمل الأورع الزاهد العابد المرابط المجاهد ذو المناقب والفضائل والأيادي والفواضل النقيب الطاهر شرف العترة بقية نقباء آل أبي طالب في الأقارب والأجانب رضي الدين جمال العارفين ركن الإسلام والمسلمين أبوالقاسم علي بن موسي بن جعفر بن محمدالطاوس العلوي الفاطمي حرس الله مجده المنيف وأطال في عمره الشريف الحمد لله ألذي استجارت به الأرواح بلسان الحال في إخراجها من العدم فأجارها واستغاثت به في فك إسارها من يد الظلم فأطلقها ووهب لها أنوارها ورأت نفوسها عالية والية فطلبت رفعها عن الخمول فبلغها مطلوبها وأعلي منارها وسألت مراكب ومطايا لأسفارها

فأخرج لها جواهر الأجسام وجمعها بعدانتشارها وعرفت أن من تمام مسارها أن يمدها بالعقول فأمدها بأسرارها وخافت من عقبات طرقها وأخطارها فجعل لها مسالك إلي السلامة من مهالك ليلها ونهارها ومكنها من المسير علي مراكب الأجساد إلي سعادة الدنيا والمعاد حتي نهضت بتمكينه من

[ صفحه 18]

مراكز الظهور وقطعت مفاوز البطون وتنزهت في عجائب طرقات القرون بعدالقرون ورأت من غرائب قدرته جل جلاله في طي مكنون كن فيكون ماصار السفر لها مألوفا وتركه موتا وقطعه مخوفا. وأشهد أن لاإله إلا هوشهادة جاءت أمانا لها من العطب ومبشرة بحسن المنقلب . وأشهد أن جدي محمداص الكاشف من أنوارها مااحتجب والمظهر من شموس أنوارها ماغرب واغترب . وأشهد أن نوابه فيما بلغ إليه من أعلي الرتب يجب أن يكونوا من الحماة الكماة الذين لاتذل شجاعتهم كثرة من نهب أوسلب و لايفسد مروءتهم وحمايتهم من أطمعهم فيما بذل أووهب و أن يكون طالع بدايتهم وولادتهم في سعود من غلب وظفر بنجاح الطلب وعرف طرق الإقبال في الإنشاء في الآباء مع الأنبياء من غيرتعب و لانصب وسلم من العمي بعبادة حجر أوخشب . و بعدفإنني وجدت الإنسان مسافرا مذ خرج من العدم إلي الوجود في ظهور

الآباء والجدود وبطون الأمهات الحافظات للودائع والعهود ووجدت الله جل جلاله قدتولي سلاحه من حفظه من النقم التي جرت علي من سلف من الأمم وعامله بالكرم والنعم حتي أوجب عليه من العبودية بما بلغه من المقامات الدنيوية والدينية أن تكون حركاته وسكناته وأسفاره واختياره كلها بحسب الإرادة الإلهية وإنه قدسيره ألوفا من السنين و في شهور الدهور في سفر السلامة من المحذور و علي مطايا النجاة من فتك شر ذوي الشرور وأطلقه في الأسفار إلي دار القرار وجعل له قائدا وسائقا من المواعظ الهاوية لذوي البصائر والأبصار وعلم جل جلاله أن اتكاله علي مجرد قدرة العبد وضعف اختياره يقتضي تكرار عثاره فبعث له علي لسان الأنبياء والأوصياء من دروع الدعوات وحصون الصدقات ما يكون أمانا له من المخافات في

[ صفحه 19]

الطرقات . و قدرأيت أن أصنف كتابا مفردا يحتاج الإنسان إليه في أسفاره ويأخذ منه بالله جل جلاله أمانا من عثاره وأكداره وأسميه كتاب الأمان من أخطار الأسفار والأزمان وأجعله أبوابا و كل باب يشتمل علي فصول أذكر فيها مايتهيأ ذكره من المنقول و مايفتحه الله جل جلاله من مواهب المعقول وربما لانذكر الأسانيد و لاجميع الكتب التي نروي منها

مانختاره ونعتمد عليه لأن المراد من هذاالكتاب الاختصار ومجرد العمل بما يقتصر عليه إن شاء الله تعالي .فصل و إذا كان ألذي أجده من الدعوات المنقولات مختصرا عما يحتاج إليه الإنسان في المهمات في شيءمما يحتوي عليه هذاالكتاب أو لم أجد دعاء لبعض الأسباب فإني أنشئ دعاء لذلك الوجه من مواهب الله جل جلاله الأرحم الأكرم ألذي علم الإنسان ما لم يعلم .فقد رأيت في كتاب عبد الله بن حماد الأنصاري في النصف الثاني منه عندمقدار ثلثه بإسناده قلت لأبي عبد الله ع علمني دعاء فقال إن أفضل الدعاء ماجري علي لسانك .

وروي سعد بن عبد الله في كتاب الدعاء بإسناده عن زرارة قال قلت لأبي عبد الله ع علمني دعاء فقال إن أفضل الدعاء ماجري علي لسانك

-روایت-1-2-روایت-66-141

فصل وربما يكون الدعاء ألذي ننشئه كالمنثور والقرائن والسجع وعسي أن يوجد في بعض الروايات أن السجع في الدعاء وغيره مكروه ولعل تأويل ذلك إن صحت الرواية أن يكون السجع عن تكلف أولغير الله أوقاصرا عن آداب السنة والكتاب لأننا رأينا وروينا أدعية كثيرة عن النبي ص والأئمة عليهم أفضل الصلاة و السلام علي سبيل السجع والنثر وترتيب

الكلام و في صحائف مولانا زين العابدين ص كثير مما ذكرناه و في القرآن الشريف آثار كثيرة علي نحو ماوصفناه .

[ صفحه 20]

ونحن مانذكر في الإنشاء من الدعاء إلا مانجده من غيرروية و لاكلفة بل إفاضة علينا من مالك الأشياء ألذي هوربي وحسبي كما قال جل جلاله ذلِكُما مِمّا علَمّنَيِ ربَيّ . ونحن ذاكرون لمايشتمل عليه هذاالكتاب من الأبواب والفصول وإشارات إلي معانيه بحسب المعقول والمنقول وعددها علي التفصيل ليعلم الناظر فيهاالموضع ألذي يحتاج إليه منها فيقصده ويظفر به علي التعجيل إن شاء الله تعالي

-قرآن-140-170

فصل في ذكر تفصيل ماقدمناه وأجملناه من الأبواب والفصول

الباب الأول فيما نذكره من كيفية العزم والنية للأسفار و مايحتاج إليه قبل الخروج من المسكن والدار و فيه فصول الفصل الأول فيما نذكره من عزم الإنسان ونيته لسفره علي اختلاف إرادته .الفصل الثاني فيما نذكره من الأخبار التي وردت في تعيين اختيار أوقات الأسفار.الفصل الثالث فيما نذكره من نيتنا إذاأردنا التوجه في الأسفار.الفصل الرابع فيما نذكره من الوصية المأمور بها عندالأسفار والاستظهار بمقتضي الأخبار والاعتبار.الفصل الخامس فيما نذكره من الأيام والأوقات التي يكره فيهاالابتداء في الأسفار بمقتضي الأخبار.الفصل السادس فيما نذكره من الغسل قبل الأسفار و مايجريه الله جل جلاله علي خاطرنا من

الأذكار.الفصل السابع فيما نذكره مما أقوله أنا عندخلع ثيابي للاغتسال و ماأذكره عندالغسل من النية والابتهال .

[ صفحه 21]

الفصل الثامن فيما نذكره عندلبس الثياب من الآداب .الفصل التاسع فيما نذكره مما يتعلق بالتطيب والبخور.الفصل العاشر فيما نذكره من الأذكار عندتسريح اللحية و عندالنظر في المرآة.الفصل الحادي عشر فيما نذكره من الصدقة ودعائها عندالسفر ودفع مايخاف من الخطر.الفصل الثاني عشر فيما نذكره من توديع العيال بالصلاة والدعاء والابتهال وصواب المقال .الفصل الثالث عشر في رواية أخري بالصلاة عندتوديع العيال بأربع ركعات وابتهال .الفصل الرابع عشر فيما نذكره من توديع الروحانيين الذين يخلفهم المسافر في منزله مع عياله و ماذا يخاطبهم من مقاله .الفصل الخامس عشر فيما نذكره من الترغيب والترهيب للعيال قبل التوجه والانفصال .الباب الثاني فيما يصحبه الإنسان معه في أسفاره للسلامة من أخطاره وأكداره و فيه فصول .الفصل الأول فيما نذكره من صحبة العصا اللوز المر في الأسفار والسلامة بها من الأخطار.الفصل الثاني فيما نذكره من أن أخذ التربة الشريفة في الحضر والسفر أمان من الخطر.الفصل الثالث فيما نذكره من أخذ الخواتيم في السفر للأمان من الضرر.الفصل الرابع فيما نذكره من تمام مايمكن أن يحتاج إليه في هذه

الثلاثة الفصول .الفصل الخامس فيما نذكره من فوائد التختم بالعقيق في الأسفار و عند

[ صفحه 22]

الخوف من الأخطار وأنها دافعة للمضار.الباب الثالث فيما نذكره مما يصحبه الإنسان في السفر من الرفقاء والمهام والطعام و فيه فصول الفصل الأول في النهي عن الانفراد في الأسفار واستعداد الرفقاء لدفع الأخطار.الفصل الثاني فيما يستصحبه في سفره من الآلات بمقتضي الروايات و مانذكره من الزيادات .الفصل الثالث فيما نذكره من إعداد الطعام للأسفار و مايتصل به من الآداب والأذكار.الفصل الرابع فيما نذكره من آداب المأكول والمشروب بالمنقول .الباب الرابع فيما نذكره من الآداب في لبس المداس والنعل والسيف والعدة عندالأسفار و فيه فصول الفصل الأول فيما نذكره مما يختص بالنعل والخف .الفصل الثاني في صحبة السيف في السفر و مايتعلق به من العوذة الدافعة للخطر.الفصل الثالث فيما نذكره من القوس والنشاب و من ابتدأه و مايقصد بحمله من رضي سلطان الحساب .

[ صفحه 23]

الباب الخامس فيما نذكره من استعداد العوذ للفارس والراكب عندالأسفار وللدواب للحماية من الأخطار و فيه فصول الفصل الأول في العوذة المروية عن مولانا محمد بن علي الجوادص وهي العوذة الحامية من ضرب السيف و من كل خوف .الفصل الثاني

في العوذة المجربة في دفع الأخطار وتصلح أن تكون مع الإنسان في الأسفار.الفصل الثالث فيما نذكره من العوذة التي تكون في العمامة لتمام السلامة.الفصل الرابع فيما نذكره من اتخاذ عوذة للفارس والفرس وللدواب بحسب ماوجدناه داخلا في هذاالباب .الفصل الخامس فيما نذكره من دعاء دعا به قائله علي فرس قدمات فعاش .الباب السادس فيما نذكره مما يحمله صحبته من الكتب التي تعين علي العبادة وزيادة السعادة و فيه فصول الفصل الأول في حمل المصحف الشريف وبعض مايروي في دفع الأمر المخوف .الفصل الثاني فيما نذكره إذا كان سفره مقدار نهار و مايحمل معه من الكتب للاستظهار.الفصل الثالث فيما نذكره إذا كان سفره يوما وليلة ونحو هذاالمقدار و مايصحبه للعبادة والحفظ والاستظهار.الفصل الرابع فيما نذكره إن كان سفره مقدار أسبوع أونحو هذاالمقدار و مايحتاج أن يصحب معه من المعونة علي دفع المحاذير.الفصل الخامس فيما نذكره إن كان سفره مقدار شهر علي التقريب .

[ صفحه 24]

الفصل السادس فيما نذكره إن كان سفره مقدار سنة أوشهور و مايصحب معه لزيادة العبادة والسرور ودفع المحذور.الفصل السابع فيما يصحبه أيضا في أسفاره من الكتب لزيادة مساره ودفع أخطاره .الفصل

الثامن فيما نذكره من صلاة المسافرين و مايقتضي الاهتمام بها عندالعارفين .الفصل التاسع فيما نذكره مما يحتاج إليه المسافر من معرفة القبلة للصلوات نذكر فيها مايختص بأهل العراق فإننا الآن ساكنون بهذه الجهات .الفصل العاشر فيما نذكره إذااشتبه مطلع الشمس عليه أو كان غيما أووجد مانعا لايعرف سمت القبلة ليتوجه إليه .الفصل الحادي عشر فيما نذكره من الأخبار المروية بالعمل علي القرعة الشرعية.الفصل الثاني عشر فيما نذكره من روايات في صفة القرعة الشرعية كماذكرناها في كتاب فتح الأبواب بين ذوي الألباب و بين رب الأرباب .الفصل الثالث عشر فيما نذكره من الآداب في الأسفار عن الصادق ابن الصادقين الأبرار حدث بها عن لقمان نذكر منها مايحتاج إليه الآن .الباب السابع فيما نذكره إذاشرع الإنسان في خروجه من الدار للأسفار و مايعمله عندالباب و عندركوب الدواب و فيه فصول الفصل الأول فيما نذكره من تعيين الساعة التي يخرج فيها في ذلك النهار إلي الأسفار.الفصل الثاني فيما نذكره من التحنك بالعمامة عندتحقيق عزمك علي السفر لتسلم من الخطر.

[ صفحه 25]

الفصل الثالث في التحنك بالعمامة البيضاء عندالسفر يوم السبت .الفصل الرابع فيما نذكره مما يدعي به عندساعة التوجه و عندالوقوف علي الباب لفتح أبواب

المجاب .الفصل الخامس في ذكر مانختاره من الآداب والدعاء عندركوب الدواب الباب الثامن فيما نذكره عندالمسير والطريق ومهمات حسن التوفيق والأمان من الخطر والتعويق و فيه فصول الفصل الأول فيما نذكره عندالمسير من القول وحسن التدبير.الفصل الثاني فيما نذكره من العبور علي القناطر والجسور و ما في ذلك من الأمور.الفصل الثالث فيما نذكره مما يتفأل به المسافر ويخاف الخطر منه و مايدفع ذلك عنه .الباب التاسع فيما نذكره إذا كان سفره في سفينة أوعبوره فيها و مايفتح علينا من مهماتها و فيه فصول الفصل الأول فيما نذكره عندنزوله في السفينة.الفصل الثاني فيما نذكره من الإنشاء عندركوب السفينة والسفر في الماء.الفصل الثالث في النجاة في سفينة بآيات من القرآن نذكرها ليقتدي بها أهل الإيمان .الفصل الرابع فيما نذكره مما يمكن أن يكون سببا لماقدمناه من الصلوات علي محمد وآله ص .الفصل الخامس فيما نذكره من دعاء دعا به من سقط من مركب في البحار فنجاه الله تعالي من تلك الأخطار.

[ صفحه 26]

الفصل السادس فيما نذكره من دعاء ذكر في تاريخ أن المسلمين دعوا به فجازوا علي بحر وظفروا بالمحاربين .الفصل السابع فيما نذكره عن مولانا علي ص عندخوف الغرق فيسلم مما يخاف

عليه .الفصل الثامن فيما نذكره عندالضلال في الطرقات بمقتضي الروايات .الفصل التاسع فيما نذكره من تصديق صاحب الرسالة أن في الأرض من الجن من يدل علي الطريق عندالضلالة.الفصل العاشر فيما نذكره إذاخاف في طريقه من الأعداء واللصوص .الفصل الحادي عشر فيما نذكره مما يكون أمانا من اللص إذاظفر به ويتخلص من عطبه .الفصل الثاني عشر فيما نذكره من دعاء قاله مولانا علي ع عندكيد الأعداء وظفر بدفع ذلك الابتلاء.الفصل الثالث عشر فيما نذكره من أن المؤمن إذا كان مخلصا أخاف الله منه كل شيء.الفصل الرابع عشر فيما نذكره إذاخاف من المطر في سفره وكيف يسلم من ضرره و إذاعطش كيف يغاث ويأمن من خطره .الفصل الخامس عشر فيما نذكره إذاتعذر علي المسافر الماء.الفصل السادس عشر فيما نذكره إذاخاف شيطانا أوساحرا.الفصل السابع عشر فيما نذكره لدفع ضرر السباع .الفصل الثامن عشر في حديث آخر للسلامة من السباع .الفصل التاسع عشر في دفع خطر الأسد ويمكن أن يدفع به ضرر كل أحد.الفصل العشرون فيما نذكره إذاخاف من السرق .الفصل الحادي والعشرون فيما نذكره لاستصعاب الدابة.الفصل الثاني والعشرون فيما نذكره إذاحصلت الملعونة في عين دابته

يقرؤها

[ صفحه 27]

ويمر يده علي عينها ووجهها أويكتبها ويمر الكتابة عليها بإخلاص نيته .الفصل الثالث والعشرون فيما نذكره من الدعاء الفاضل إذاأشرف علي بلد أوقرية أوبعض المنازل .الفصل الرابع والعشرون فيما نذكره من اختيار مواضع النزول و مايفتح علينا من المعقول والمنقول .الفصل الخامس والعشرون فيما نذكره من أن اختيار المنازل منها مايعرف صوابه بالنظر الظاهر ومنها مايعرفه الله جل جلاله لمن شاء بنوره الباهر.الباب العاشر فيما نذكره مما نقول عندالنزول من المروي المنقول و مايفتح علينا من زيادة في القبول و مايتحصن به من المخوفات من الدعوات و فيه فصول الفصل الأول فيما نذكره مما يقول إذانزل ببعض المنازل .الفصل الثاني فيما نذكره من زيادة الاستظهار للظفر بالمسار ودفع الأخطار.الفصل الثالث فيما نذكره من الأدعية المنقولات لدفع محذورات مسميات .الفصل الرابع فيما نذكره مما يحفظه الله جل جلاله به إذاأراد النوم في منازل أسفاره .الفصل الخامس فيما نذكره مما يقوله المسافر لزوال وحشته والأمان عندنومه من مضرته .الفصل السادس فيما نذكره من زيادة السعادة والسلامة بما يقوله عندالنوم في سفره ليظفر بالعناية التامة.الفصل السابع فيما نذكره مما كان رسول الله ص

يقوله إذاغزا أوسافر فأدركه الليل .الفصل الثامن فيما نذكره إذااستيقظ من نومه .الفصل التاسع فيما نذكره مما يقوله ويفعله عندرحيله من المنزل الأول .

[ صفحه 28]

الفصل العاشر فيما نذكره في وداع المنزل الأول من الإنشاء.الفصل الحادي عشر فيما نذكره من وداع الأرض التي عبدنا الله جل جلاله عندالنزول عليها في المنزل الأول .الفصل الثاني عشر فيما نذكره من القول عندركوب الدواب من المنزل الثاني عوضا عما ذكرناه في أوائل الكتاب .الباب الحادي عشر فيما نذكره من دواء لبعض جوارح الإنسان فيما يعرض في السفر من سقم للأبدان و فيه كتاب برء ساعة لابن زكريا واضح البيان .الباب الثاني عشر فيما جربناه واقترن بالقبول و فيه عدة فصول الفصل الأول فيما جربناه لزوال الحمي فوجدناه كمارويناه .الفصل الثاني في عوذة جربناها لسائر الأمراض فتزول بقدرة الله جل جلاله ألذي لايخيب لديه المأمول .الفصل الثالث فيما نذكره لزوال الأسقام وجربناه فبلغنا به نهايات المرام .الفصل الرابع فيما نذكره من الاستشفاء بالعسل والماء.الفصل الخامس فيما جربناه أيضا وبلغنا به ماتمنيناه .الباب الثالث عشر فيما نذكره من كتاب صنفه قسطا بن لوقا لأبي محمد الحسن بن مخلد في تدبير

الأبدان في السفر من المرض والخطر ننقله بلفظ مصنفه وإضافته إليه أداء للأمانة وتوفر الشكر عليه .ذكر تفصيل ماقدمناه وأجملناه من الأبواب والفصول

[ صفحه 29]

الباب الأول فيما نذكره من كيفية العزم والنية للأسفار و مايحتاج إليه قبل الخروج من المسكن والدار و فيه فصول

الفصل الأول فيما نذكره من عزم الإنسان ونيته لسفره علي اختلاف إرادته

اعلم أن العقل والنقل والفصل كشف أن المتشرف بالتكليف لايخلو من إحاطة علم الله جل جلاله به و أنه كالأسير في قبضته والمشمول باتصال نعمته باستمرار وجوده وحياته وعافيته والمأمور بحفظ حرمة مقدس حضرته ولزوم الأدب لعظيم هيبته فكما أن الإنسان إذاحضر بين يدي سلطان عظيم الشأن عميم الإحسان وتقيدت إرادته وحركاته وسكناته بلزوم الأدب مع ذلك السلطان حيث هو في حضرته و لا يكون معذورا إذاوقع منه شيءمخالف لإرادته و لاتهوين بحفظ حرمته فكذا ينبغي أن يكون العبد مع الله جل جلاله بل أعظم وأعظم وأعظم لأجل التفاوت العظيم بين الله جل جلاله رب الأرباب ومالك الأسباب و بين سلطان خلق من تراب و من طين وماء مهين يئول أمره إلي الخراب والفناء والذهاب .فيكون سفر الإنسان لايخلو عن امتثاله لأجل الله جل جلاله في أسفاره ويتخذه حاميا وخفيرا في ساعات ليله ونهاره و لاأري له

أن يعزل الله جل جلاله عن ولايته عليه ويعتزل هوبنفسه عن الأدب بين يديه ويجعل الطبع أوالشهوات هي الولاة عليه جل جلاله و هذامما أعتقد أن الإنسان يخاطر به مع مالك دنياه وأخراه ويخرج عن حماه ويصير ضائعا متلفا بذلك لنفسه ولجميع ماوهبه وأعطاه . ومتي اعتبر الإنسان آداب المنقول والأدعية والأوامر عن الله جل جلاله والرسول رأي أنه مايخلو سفر من الأسفار إلا و له مدخل في العبادة والسعادة في دار القرار فهذا مارأينا بالله جل جلاله التنبه عليه فمن أراد الاحتياط لآخرته اعتمد عليه و من أراد أن يكون عندالطبع فيكون دركه وثوابه عليه

[ صفحه 30]

الفصل الثاني فيما نذكره من الأخبار التي وردت في تعيين اختيار أوقات الأسفار

فمن ذلك مارويناه بإسنادنا إلي أبي جعفر محمد بن بابويه فيما رواه عن أبي عبد الله ع قال من أراد سفرا فليسافر يوم السبت فلو أن حجرا زال عن جبل في يوم السبت لرده الله عز و جل إلي مكانه و من تعذرت عليه الحوائج فليلتمس طلبها يوم الثلاثاء فإنه اليوم ألذي ألان الله عز و جل فيه الحديد لداود ع

-روایت-1-2-روایت-100-318

و من ذلك مارويناه بإسنادنا عن ابن بابويه أيضا بإسناده إلي أبي

جعفر ع قال كان رسول الله ص يسافر يوم الخميس و قال يوم الخميس يوم يحبه الله ورسوله وملائكته

-روایت-1-2-روایت-86-177

قلت أنا ويؤكد ذلك الحديث المشهور عنه ع

بورك لأمتي في سبتها وخميسها

-روایت-1-31

و من ذلك بإسنادنا عنه رضي الله عنه عن ابراهيم بن أبي يحيي المدني عن أبي عبد الله ع قال لابأس بالخروج في السفر ليلة الجمعة

-روایت-1-2-روایت-104-142

أقول أنا واعلم أن يوم السبت و يوم الخميس و يوم الثلاثاء وليلة الجمعة قدتتفق في أيام من الشهر مما تضمن حديث الصادق ع في اختيارات أيام الشهر النهي عن السفر أوالحركة فيهافيظن الإنسان أن ذلك كالمتضاد أو مايقتضي التحير

[ صفحه 31]

في المراد و ليس الأمر كذلك فإنه يمكن أن يكون تعيين هذه الأيام للاختيار في الأسفار إذا لم تصادف أيام النهي في الشهر عنها ويحتمل أن يكون اختيار هذه الأيام من الأسبوع يدفع النحوس المذكورة في أيام الشهور. و إن شك في أنه هل يعمل بالرواية في الأيام المختارة من الأسبوع أوبما تضمنته الرواية باختيار أيام الشهر عنداشتباهها فيعتبر ذلك بالاستخارة و إن ضاق وقته عن الاستخارة فيستعلم ذلك بالقرعة فإنها طريق إلي كشف مايشكل من ذلك إن شاء الله تعالي

الفصل الثالث فيما نذكره من نيتنا إذاأردنا التوجه في الأسفار

اعلم أننا نحكي للناظر في كتابنا مايتهيأ ذكره مما يعتمد عليه فإن ارتضاه عمل عليه و إن لم يرتضه فقد صارت الحجة عليه فنحن نقصد بالسفر أننا نتوجه من الله جل جلاله بالله جل جلاله إلي الله جل جلاله لله جل جلاله . ونقصد بتفسير هذه النية أن يكون توجهنا من بين يدي الله جل جلاله ذاكرين أننا في مقدس حضرته و في ملكته و من رعايا مملكته ونقصد بقولنا أونيتنا بالله جل جلاله أي بحوله وقوته ومواد رحمته ونعمته و من حفظه وحراسته وحمايته وخفارته ونقصد بنيتنا إلي الله جل جلاله أننا متبعون في السفر لمقدس إرادته وسائرون إلي مراده جل جلاله من عبادته فنحن في المعني مسافرون منه إليه ونقصد بنيتنا أوقولنا لله جل جلاله أن سفرنا خالصا من ممازجة الطبع و كل مايخرجنا عن حفظ حرمته وشكر نعمته وتذكارنا أننا في حضرته

الفصل الرابع فيما نذكره من الوصية المأمور بها

اعلم أن العقل والنقل قضي أن كل من لايعلم متي يموت وهل يموت فجأة أوبأمراض متطاولة فإنه تقتضي صفاته الكاملة أوالفاضلة أن يمتثل الأوامر النبوية في الاهتمام بالوصية و أن لايبيت ليلة واحدة في حضر و لاسفر إلا ووصيته بمهماته

في حياته و بعدمماته مكتوبة أومعروفة علي أحسن القواعد المرضية. وتتأكد الوصايا في الأسفار لأجل أنه لايؤمن بالسفر تجدد الأخطار و يكون

[ صفحه 32]

بعيدا عن العيال والمال فلايقدر أن يقول في السفر كل مايريده من وصاياه لجواز أن تكون وفاته بغتة أو ليس عنده شهود أو لا يكون معه من يطلعه علي سره فيما يريد الوصية به من أمور دنياه وأخراه فلايسعه في حكم عقله وفضله وسداده أن يهمل عندالسفر الوصية بأمور دنياه ومعاده

الفصل الخامس فيما نذكره من الأيام والأوقات التي يكره فيهاالابتداء في الأسفار بمقتضي الأخبار

أقول وحيث قدذكرنا ماأردنا ذكره من الأيام المختارة للسفر فينبغي أن نذكر الأيام والأوقات التي يكره السفر فيهافنقول أماالأيام التي يكره فيهاالابتداء بالسفر في الأسبوع فيوم الاثنين روينا عدة روايات بالنهي عن السفر فيه ورأيت في الصحيفة المروية عن الرضا ع

قال كان رسول الله ص يسافر يوم الاثنين و يوم الخميس ويقال فيهما ترفع الأعمال إلي الله تعالي وتعقد الألوية

-روایت-1-2-روایت-8-121

. وروي كراهية السفر يوم الأربعاء وخاصة آخر أربعاء في كل شهر وروينا من كتاب من لايحضره الفقيه سببا لزوال كراهية السفر فيه فقال

كتب بعض البغداديين إلي أبي الحسن الثاني ع يسأله في الخروج يوم الأربعاء لايدور فكتب ع من خرج يوم الأربعاء لايدور خلافا علي

أهل الطيرة وقي من كل آفة وعوفي من كل عاهة وقضي الله حاجته

-روایت-1-199

. ويكره الابتداء بالسفر يوم الجمعة قبل الظهر ويكره السفر والقمر في برج العقرب و أنه من سافر في ذلك الوقت لم ير الحسني . و أماالأيام المكروهة في الشهر للسفر في بعض رواياته اليوم الثالث منه والرابع والخامس والثالث عشر والسادس عشر والعشرون والحادي والعشرون

[ صفحه 33]

والرابع والعشرون والخامس والعشرون والسادس والعشرون . و في بعض الروايات أن اليوم الرابع من الشهر و يوم الحادي والعشرين صالحان للأسفار. و في رواية أن ثامن الشهر والثالث والعشرين منه مكروهان للسفر. و قدقدمنا أنه إذااشتبه علي الإنسان اختيار الأيام للأسفار باختلاف الأخبار فإنه يعتبر ذلك بالاستخارة فإن تعذر ذلك عليه لبعض الأعذار فيعتبره بالقرعة فإنها من طرق الكشف والاعتبار إن شاء الله تعالي . وسيأتي في الفصل المتضمن لذكر الصدقة بين يدي الأسفار مايزيل المحذور من أيام الأكدار والأخطار إن شاء الله تعالي

الفصل السادس فيما نذكره من الغسل قبل الأسفار و مايجريه الله جل جلاله علي خاطرنا من الأذكار

فأقول أن الأخبار وردت بصورة هذه الحال مع اختلاف في الزيادة في لفظ المقال فنحن نذكر من ذلك مايهدينا الله جل جلاله ونرجو أن يكون مقربا لنا إليه إن شاء الله تعالي .

فمن ذلك أنه روي أن الإنسان يستحب له

إذاأراد السفر أن يغتسل و يقول عندالغسل بسم الله وبالله و لاحول و لاقوة إلابالله و علي ملة رسول الله والصادقين عن الله صلوات الله عليهم أجمعين أللهم طهر به قلبي واشرح به صدري ونور به قبري أللهم اجعله لي نورا وطهورا وحرزا وشفاء من كل داء وآفة وعاهة وسوء ومما أخاف وأحذر وطهر قلبي وجوارحي وعظامي ودمي وشعري وبشري ومخي وعصبي و ماأقلت الأرض مني أللهم اجعله لي شاهدا يوم حاجتي وفقري وفاقتي إليك يارب العالمين إنك

-روایت-1-2-روایت-21-ادامه دارد

[ صفحه 34]

علي كل شيءقدير

-روایت-از قبل-20

الفصل السابع فيما أذكره مما أقوله أنا

فمما أقوله علي سبيل الارتجال في هذه الحال

أللهم إني أخلع ثيابي لأجلك عازما أنني أتقرب بذلك إلي أبواب فضلك فاجعل ذلك سببا لإزالة لباس الأدناس والأنجاس وتطهيري من غضبك و من مظالم الناس وألبسني عوضها من خلع التقوي ودروع السلامة من البلوي وجلباب العافية من كل مايوجب شكوي برحمتك ياأرحم الراحمين

-روایت-1-281

فإذادخلت إلي موضع الاغتسال قصدت بالنية أنني أغتسل غسل التوبة من كل مايكرهه الله جل جلاله مني سواء علمته أوجهلته وغسل الحاجة وغسل الزيارة وغسل الاستخارة وغسل الصلوات وغسل الدعوات و إن كان يوم الجمعة ذكرت غسل يوم الجمعة و إن كان

علي غسل واجب ذكرته و كل من هذه الأغسال وقفت له علي رواية تقتضي ذكره في هذه الحال . فإذاتكملت هذه النيات أجزأني عنها جميعها غسل واحد بحسب مارأيته في بعض الروايات وخاصة إن كنت مرتمسا فإن كل دقيقة ولحظة من الارتماس في الماء تكفي في أن تكون أجزاؤها عن أفراد الأغسال ويغني عن أفرادها بارتماسات متفرقة لشمولها لسائر الأعضاء ثم أتمضمض وأستنشق عقيب النية المذكورة و ماأحتاج بعد ذلك إلي نية مستأنفة لهذه الأغسال المسطورة.أقول ثم أخاطب الله جل جلاله بما معناه

أللهم إنني ماأسلم نفسي إلي

-روایت-1-ادامه دارد

[ صفحه 35]

الماء و لا إلي الهواء و لا إلي غيرك من سائر الأشياء وإنما أسلمها إليك و إلي محل عنايتك بها وحفظك لها عندالإنشاء وشمولك لها بالنعماء فيا من يجعل الشفاء فيما يشاء من الأشياء اجعل شفائي من كل داء في اغتسالي بهذا الماء واملأه من الدواء والشفاء واجعله سببا لطول البقاء وإجابة الدعاء ودفع أنواع البلاء والابتلاء والنصر علي الأعداء وطهرني به من الذنوب والعيوب ووفقني به لأداء الواجب والمندوب برحمتك ياأرحم الراحمين

-روایت-از قبل-436

الفصل الثامن فيما نذكره

ثم ألبس ثيابي وأقول عندلبسها وبعضه منقول

الحمد لله ألذي رزقني من اللباس ماأتجمل به في الناس وأستر به عورتي وأؤدي به فريضتي وأحفظ به مهجتي أللهم اجعلها

ثياب بركة أسعي فيهالمرضاتك وأعمر فيهامساجد عباداتك برحمتك ياأرحم الراحمين

-روایت-1-203

. و إذاأردت التعمم قمت قائما وأتعمم وأدير العمامة تحت حنكي وأقول

أللهم توجني تاج الإيمان وسومني سيماء الكرامة وقلدني قلادة السعادة وشرفني بما أنت أهله من الزيادة

-روایت-1-106

وروينا أيضا من كتاب المحاسن بإسناده عن أبي حمزة عن أبي عبد الله ع قال من اعتم و لم يدر العمامة تحت حنكه فأصابه ألم لادواء له فلايلومن إلانفسه

-روایت-1-2-روایت-82-163

وروي أن المسومين المتعممون . ثم ألبس اللباس وأقول وبعضه من المنقول وأكون جالسا و غيرمستقبل القبلة و لامستقبل الناس

أللهم استر عورتي وأعف فرجي و لاتجعل للشيطان في ذلك نصيبا و لا له إلي ذلك وصولا فيضع لي المكايد ويهيجني لارتكاب

-روایت-1-ادامه دارد

[ صفحه 36]

محارمك وسلمني من أمراض العورات حتي لاأحتاج إلي كشفها و لاذكرها للأطباء ولأهل المودات برحمتك ياأرحم الراحمين

-روایت-از قبل-122

الفصل التاسع فيما نذكره مما يتعلق بالتطيب والبخور

و إذاأردت أن أتطيب بماء الورد كماروينا في كتاب المضمار في عمل أول يوم من شهر رمضان

عن أبي عبد الله ع أن من ضرب وجهه بكف ماء ورد أمن ذلك اليوم من الذلة والفقر و من وضع علي رأسه ماء ورد أمن تلك السنة البرسام

-روایت-1-2-روایت-25-142

فلاتدعوا مانوصيكم به فإنني أجعل ماء الورد في

كفي اليمين وأقول

أللهم بالرحمة والحكمة التي طيبت بهاأصل هذه الشجرة حتي جاءت بهذه الروائح العطرة و لم تكن شرفتها بمعرفتك و لاارتضيتها لعبادتك و قدشرفتنا لمعرفتك وارتضيتنا لعبادتك فلايكن تطييبك لذكرنا وعنايتك بأمرنا وارتفاع قدرنا دون هذه الثمرة وطيب ذكرنا في دار الفناء و بعدمفارقة الأحياء و في يوم الجزاء و في دار البقاء أفضل ماطيبت ذكر أحد من أولاد الأنبياء و أهل الدعاء وذوي الرجاء واجعله سببا لدفع أنواع البلاء والابتلاء برحمتك ياأرحم الراحمين

-روایت-1-458

. ثم أجعله علي رأسي ووجهي بحسب المنقول . و إن أردت البخور فإنني أقول عند ذلك

ماروي أن رسول الله ص كان يقوله عندبخوره ع الحمد لله ألذي بنعمته تتم الصالحات أللهم طيب عرفنا وذك روائحنا وأحسن منقلبنا واجعل التقوي زادنا والجنة معادنا و لاتفرق بيننا و بين عافيتك إيانا وكرامتك لنا إنك علي كل شيءقدير

-روایت-1-2-روایت-10-243

و في رواية أنه يقول الإنسان عندتبخره وتعطره الحمد لله رب العالمين أللهم أمتعني بما رزقتني و لاتسلبني ماخولتني واجعل ذلك رحمة و لاتجعله وبالا علي

-روایت-1-2-روایت-14-ادامه دارد

[ صفحه 37]

أللهم طيب ذكري بين خلقك كماطيبت نشوي ونشواري بفضل نعمتك عندي

-روایت-از قبل-73

الفصل العاشر فيما نذكره من الأذكار

روي أنه يبتد ئ من تحت ويقرأ إنا أنزلناه في ليلة القدر

-روایت-1-2-روایت-7-60

و في رواية أنه يسرح لحيته من تحت

إلي فوق أربعين مرة ويقرأ إنا أنزلناه و من فوق إلي تحت سبع مرات ويقرأ والعاديات ثم يقول أللهم سرح عني الهموم والغموم ووحشة الصدور

-روایت-1-2-روایت-14-183

وروي أن من سرح لحيته سبعين مرة وعدها مرة مرة لم يقربه الشيطان أربعين يوما

-روایت-1-2-روایت-9-86

أقول و في رواية أخري أنه يقول عندتسريح لحيته أللهم صل علي محمد وآل محمد واكسني جمالا في خلقك وزينة في عبادك وحسن شعري وبشري و لاتبتلني بالنفاق وارزقني المهابة بين بريتك والرحمة من عبادك ياأرحم الراحمين

-روایت-1-2-روایت-25-227

و أماالنظر في المرآة فروي أنك تأخذها بيدك اليسري فإذانظرت وجهك فيهافقل الحمد لله ألذي أحسن وأكمل خلقي وحسن خلقي وخلقني خلقا سويا و لم يجعلني جبارا شقيا الحمد لله ألذي زين مني ماأشان من غيري أللهم كماأحسنت خلقي فصل علي محمد وآل محمد وحسن خلقي وتمم نعمتك علي وزيني في عيون خلقك وجملني في عيون بريتك وارزقني القبول والمهابة والرأفة والرحمة ياأرحم الراحمين و في رواية أخري أنك تقول عندنظر وجهك في المرآة الحمد لله ألذي خلقني بشرا سويا وزانني و لم يشني وفضلني علي كثير من خلقه تفضيلا و من علي بالإسلام ورضيه لي دينا

-روایت-1-ادامه دارد

[ صفحه 38]

و إذاوضع المرآة من يده قال

أللهم لاتغير مابنا من نعمك واجعلنا لأنعمك من الشاكرين

-روایت-از قبل-91

الفصل الحادي عشر فيما نذكره من الصدقة ودعائها

روي أحمد بن خالد البرقي في كتاب المحاسن بإسناده عن حماد بن عثمان قال قلت لأبي عبد الله ع أيكره السفر في شيء من الأيام المكروهة مثل يوم الأربعاء والاثنين فقال افتتح سفرك بالصدقة واقرأ آية الكرسي واخرج إذابدا لك

-روایت-1-2-روایت-78-233

و من كتاب المحاسن المذكور بإسناده عن عبد الله بن سليمان عن أحدهما ع قال كان أبي ع إذاخرج يوم الأربعاء من آخر الشهر و في يوم يكرهه الناس من محاق أوغيره تصدق ثم خرج

-روایت-1-2-روایت-83-186

و من كتاب المحاسن بإسناده عن سفيان بن أبي عمر قال كنت أنظر في النجوم وأعرفها وأعرف الطالع فيدخلني من ذلك فشكوت ذلك إلي أبي عبد الله ع فقال إذاوقع في نفسك شيءفتصدق علي أول مسكين ثم امض فإن الله تعالي يدفع عنك

-روایت-1-2-روایت-59-240

ومما رأيناه في المنقول أنه يقال عندالصدقة قبل السفر أللهم إني اشتريت بهذه الصدقة سلامتي وسلامة سفري و مامعي أللهم احفظني واحفظ مامعي وسلمني وسلم مامعي وبلغني وبلغ مامعي ببلاغك الحسن الجميل

-روایت-1-2-روایت-28-213

[ صفحه 39]

ومما نقوله نحن زيادة علي المنقول مانذكره في فصل منفرد فنقول فصل ونحن

إذاأردنا الصدقة قلنا عند ذلك

أللهم إنك قلت لقوم يتصدقون وَ لا تَيَمّمُوا الخَبِيثَ مِنهُ تُنفِقُونَ و قدعلمت يا الله ماجري في الإسلام من اختلاط الحلال بالحرام فأنا أسألك بمن يعز عليك وبجميع الوسائل إليك أن تطهر هذا من الأدناس وحقوق الناس والحرامات والشبهات وتصانع عنه أصحابه من الأحياء والأموات حتي يصير طاهرا يصلح للصدقة بين يديك وعرضه عليك والتقرب به إليك أللهم إن هذه لك ومنك وهي صدقة عن مولاناص و بين يدي أسفاره وحركاته وسكناته في ساعات ليله ونهاره وصدقة عمن يعنيه أمره و مايعنيه أمره و مايصحبه و مايخلفه وصدقة عني و عن ذريتي و أهل عنايتي و ماأصحبه و ماأخلفه و بين يدي حركاتي وسكناتي في ساعات الأسفار بالليل والنهار لتكفيه وتكفينا بها كل خطر مابطن أوظهر وتفتح بها عليه وعلينا أبواب المسار وطول الأعمار والانتصار وتلهمنا ما فيه رضاك والدخول في حماك والأمان في الدنيا و يوم نلقاك و ما فيه كمال سلامتنا وسعادتنا في دنيانا وآخرتنا أللهم فتلقها بالقبول ونجاح المسئول وبلوغ المأمول برحمتك ياأرحم الراحمين

-روایت-1-956

.أقول وربما زدنا في بعض الأوقات في الدعوات فنقول

يا من يدفع بالصدقة والدعاء من أعنان السماء ماحتم وأبرم

من سوء القضاء صل علي محمد وآل محمد وادفع بهذه الصدقة والدعاء ماحتمت وأبرمت من سوء القضاء وسائر أنواع البلاء وشماتة الحساد والأعداء وافتح علينا بها ما أنت أهله من طول البقاء والنعماء

-روایت-1-ادامه دارد

[ صفحه 40]

والآلاء والشفاء والدواء وبلوغ الرجاء وإجابة الدعاء برحمتك ياأرحم الراحمين

-روایت-از قبل-81

. ونقول أيضا بعدالصدقة من المنقول

لاإله إلا الله الحليم الكريم لاإله إلا الله العلي العظيم سبحان الله رب السماوات السبع ورب الأرضين السبع و مافيهن و مابينهن ورب العرش العظيم وسلام علي المرسلين والحمد لله رب العالمين وصلي الله علي محمد وآله الطيبين الطاهرين أللهم كن لي جارا من كل جبار عنيد و من كل شيطان مريد بسم الله دخلت وبسم الله خرجت أللهم إني أقدم بين يدي نسياني وعجلتي بسم الله و ماشاء الله في سفري هذاذكرته أم نسيته أللهم أنت المستعان علي الأمور كلها و أنت الصاحب في السفر والخليفة في الأهل أللهم هون علينا سفرنا واطو لنا الأرض وسيرنا فيهابطاعتك وطاعة رسولك أللهم أصلح لنا ظهرنا وبارك لنا فيما رزقتنا وقنا عذاب النار أللهم إنا نعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة المنقلب وسوء المنظر في الأهل والمال والولد أللهم أنت عضدي وناصري أللهم

اقطع عني بعده ومشقته واصحبني فيه واخلفني في أهلي بخير و لاحول و لاقوة إلابالله العلي العظيم

-روایت-1-873

الفصل الثاني عشر فيما نذكره من توديع العيال بالصلاة والدعاء والابتهال وصواب المقال

اعلم أننا نحضر عيالنا ونوصيهم بالمحافظة علي مايعملونه وقت حضورنا من الصلوات في أوائل الأوقات و من دراسة القرآن و من صيانة أبوابهم وأسبابهم بغاية الإمكان ونذكرهم أن الله جل جلاله خليفتنا عليهم و أنه حاضر عندهم وناظر إليهم و أن مراقبتهم لمقدس حضوره وحضورهم بين يديه أهم عليهم من حضورنا عندهم

[ صفحه 41]

وحضورهم عندنا وأوجب في حفظ مايقربهم إليه . ثم نصلي ركعتي توديعهم الأولي بالحمد مرة وقل هو الله أحد مرة والثانية الحمد مرة وإنا أنزلناه في ليلة القدر مرة وربما قرأنا سورة الفتح أوبعضها مع مانقرؤه في الأولة وسورة النصر مع مانقرؤه في الثانية ونقنت بما يفتحه الله علينا من الدعاء المتعلق بالسلامة والعناية التامة. فإذافرغنا من الركعتين وتسبيح الزهراء ع نقول مانختاره من المنقول و مايفتح علينا من المعقول ونبدأ بذكر ماورد في الروايات من الدعوات عندتوديع العيال فمن ذلك أن نقول

أللهم إني أستودعك اليوم نفسي وأهلي ومالي وولدي و من كان مني بسبيل الشاهد منهم والغائب أللهم احفظنا بحفظ الإيمان واحفظ علينا أللهم اجمعنا في رحمتك و لاتسلبنا فضلك إنا إليك راغبون أللهم

إنا نعوذ بك من وعثاء السفر وكآبة المنقلب وسوء المنظر في الأهل والمال والولد في الدنيا والآخرة أللهم إني أتوجه إليك هذاالتوجه طلبا لمرضاتك وتقربا إليك أللهم فبلغني ماأؤمله وأرجوه فيك و في أوليائك ياأرحم الراحمين و إن شئت فقل أيضا أللهم خرجت في وجهي هذابلا ثقة مني لغيرك و لارجاء يأوي بي إلاإليك و لاقوة أتكل عليها و لاحيلة ألجأ إليها إلاطلب رضاك وابتغاء رحمتك وتعرضا لثوابك وسكونا إلي حسن عائدتك و أنت أعلم بما سبق لي في علمك في وجهي مما أحب وأكره أللهم فاصرف عني مقادير كل بلاء ومقضي كل لأواء وابسط علي كنفا من رحمتك ولطفا من عفوك وحرزا من عفوك وسعة من رزقك وتماما من نعمتك وجماعا من معافاتك ووفق لي فيه يارب جميع قضائك علي موافقة هواي وحقيقة أملي وادفع عني ماأحذر و ما لاأحذر علي نفسي مما أنت أعلم به مني واجعل ذلك خيرا لي لآخرتي ودنياي مع ماأسألك أن تخلفني فيمن خلفت ورائي من

-روایت-1-ادامه دارد

[ صفحه 42]

ولدي وأهلي ومالي وإخواني وجميع حزانتي بأفضل ماتخلف فيه غائبا من المؤمنين في تحصين كل عورة وحفظ كل مضيعة وتمام كل نعمة ودفاع كل سيئة وكفاية كل محذور وصرف كل مكروه وكمال مايجمع لي به

الرضا والسرور في الدنيا والآخرة ثم ارزقني ذكرك وشكرك وطاعتك وعبادتك حتي ترضي و بعدالرضا أللهم إني أستودعك اليوم ديني ونفسي ومالي وأهلي وذريتي وجميع إخواني أللهم احفظ الشاهد منا والغائب أللهم احفظنا واحفظ علينا أللهم اجعلنا في جوارك و لاتسلبنا نعمتك و لاتغير مابنا من نعمة وعافية وفضل

-روایت-از قبل-505

وروي أنك إذاأردت التوجه في وقت يكره فيه السفر فقدم أمام توجهك قراءة الحمد والمعوذتين وآية الكرسي وسورة القدر وآخر آل عمران من قوله تعالي إِنّ فِي خَلقِ السّماواتِ وَ الأَرضِ إلي آخر السورة ثم قل أللهم بك يصول الصائل وبك يطول الطائل و لاحول لكل ذي حول إلابك و لاقوة يمتارها ذو القوة إلامنك أسألك بصفوتك من خلقك وخيرتك من بريتك محمدنبيك وعترته وسلالته عليه وعليهم السلام صل عليه وعليهم واكفني شر هذااليوم وضره وارزقني خيره ويمنه واقض لي في متصرفاتي بحسن العاقبة وبلوغ المحبة والظفر بالأمنية وكفاية الطاغية الغوية و كل ذي قدرة لي علي أذية حتي أكون في جنة وعصمة من كل بلاء ونقمة وأبدلني فيه من المخاوف أمنا و من العوائق فيه يسرا حتي لايصدني صاد عن المراد و لايحل بي طارق من أذي العباد إنك علي كل شيءقدير والأمور إليك

تصير يا من ليس كمثله شيء و هوالسميع البصير

-روایت-1-2-روایت-9-832

.أقول و إن كان لك عذر عن الدعاء في توديع العيال بما ذكرناه فقل من الدعاء المختصر مارويناه من كتاب المحاسن قال ما هذالفظه

النوفلي بإسناده

-روایت-1-2

[ صفحه 43]

قال قال رسول الله ص مااستخلف رجل علي أهله خليفة أفضل من ركعتين يركعهما إذاأراد الخروج إلي سفره و يقول أستودع الله نفسي وأهلي ومالي وذريتي وإخوتي وأمانتي وخاتمة عملي إلاأعطاه الله ماسأل

-روایت-28-212

.أقول ومما نذكره من الدعوات زيادة علي ماذكرناه في الروايات أننا نقول

أللهم إننا نتوجه إليك بك وبمن يعز عليك وبجميع الوسائل إليك أن تصلي علي محمد وآل محمد و علي كل من ترضيك الصلاة عليه و أن تبلغ أرواح الملائكة والأنبياء والأوصياء والأولياء ع إننا سألناك الصلاة عليهم وإننا نتوجه إليهم بإقبالك عليهم وإحسانك إليهم في أن يكونوا من وسائلنا إليك وذرائعنا بين يديك في بلوغنا في سفرنا هذاكلما دعوناه وأملناه ورجوناه و ما لم تبلغه آمالنا و لاابتهالنا و لاسؤالنا مما أنت قادر عليه ونحن محتاجون إليه و أن تبلغ من نقصده من أوليائك إننا نتوجه إليه بك ونتوجه إليك به في قضاء حاجاتنا وإجابة دعواتنا و أن نكون

من أخص وفوده وأعز جنوده وأكرم عبيده وأبلغهم ظفرا بجوده وإنجاز وعوده و أن يدخلنا في حمايته ورعايته وخفارته كأفضل ماعمل مع أحد قصد لزيارته وتشرف بمقدس حضرته برحمتك ياأرحم الراحمين

-روایت-1-771

الفصل الثالث عشر في رواية أخري بالصلاة

قدذكرنا هذه الرواية في الجزء الثاني من كتاب التراجم فيما نذكره عن الحاكم بإسناده قال جاء رجل إلي النبي ص فقال إني أريد سفرا

-روایت-1-2-روایت-95-ادامه دارد

[ صفحه 44]

و قدكتبت وصيتي فإلي أي الثلاث تأمرني أن أدفع إلي أبي أوابني أوأخي فقال النبي ص مااستخلف العبد في أهله من خليفة إذا هوشد ثياب سفره خير من أربع ركعات يضعهن في بيته يقرأ في كل ركعة منهن بفاتحة الكتاب وقل هو الله أحد و يقول أللهم إني أتقرب بهن إليك فاجعلهن خليفتي في أهلي ومالي قال فهن خليفته في أهله وماله وداره حتي يرجع إلي أهله

-روایت-از قبل-371

الفصل الرابع عشر فيما نذكره من توديع الروحانيين الذين يخلفهم المسافر في منزله مع عياله و ماذا يخاطبهم من مقاله

اعلم أننا روينا أن لكل منزل أهلا من الروحانيين وخاصة المنازل المسكونة بالآدميين فإنه لابد أن لله جل جلاله عليهم من حافظين فإذافرغ الإنسان من توديع عياله وإيداعهم فليخاطب الروحانيين معتقدا لاستماعهم وراجيا لإسماعهم فيقول السلام علي من بهذا المنزل من الروحانيين والملائكة الحافظين والمسبحين والعابدين نستودعكم الله ونقرأ عليكم أفضل السلام ونتوجه إليكم بالله جل جلاله وبما خصكم به من الإنعام والإكرام أن تستودعونا الله جل جلاله أكمل الوداع والإيداع و أن تسألوه لنا

كل مانحتاج إليه من الحفظ والانتفاع و أن يردنا سالمين إلي سالمين وغانمين إلي غانمين و أن تكونوا لعيالنا علي أحسن الخلافة والأمن من كل آفة ومخافة وأتمها في المساعدة علي كل رحمة ورأفة و أن تقيموا علي الصفاء والوفاء مدة أيام البقاء

الفصل الخامس عشر فيما نذكره من الترغيب والترهيب للعيال قبل التوجه والانفصال

اعلم أن العيال في غالب الأحوال لايخلو بعضهم أوأكثرهم من حسد بعضهم لبعض وعداوة بعضهم لبعض وأنهم مع حضور صاحب المنزل ومشاهدتهم له

[ صفحه 45]

يحتاج إلي تقويمهم وسياستهم فكيف إذا بعدعنهم وخلا منظره منهم فيحتاج أن يكون آخر مايلقاهم به أن يعد أهل القبول لوصاياه والحافظين له في غيبته بما يرضاه أن يحسن إليهم بعدالوصول ويعمل معهم مايستحقونه علي القبول ويتوعد من يعرفه منهم بالفتن والمنافرة والمحاسدة والمناقرة أنه متي تجدد منهم في غيبته مايحتاج إلي مؤاخذته فإنه يضاعف عليهم من العقاب والآداب وينقصهم من عوائد المحاب والطلاب ما يكون سببا لاستقامتهم عندالأسفار ومدة الأعمار

[ صفحه 46]

الباب الثاني فيما يصحبه الإنسان معه في أسفاره للسلامة من أخطاره وأكداره و فيه فصول

الفصل الأول فيما نذكره من صحبة العصا اللوز المر في الأسفار والسلامة بها من الأخطار

روينا بإسنادنا إلي ابن بابويه رضوان الله جل جلاله عليه فيما رواه في كتاب من لايحضره الفقيه في باب حمل العصا في السفر فقال قال أمير المؤمنين ع قال رسول الله ص من خرج في سفر ومعه عصا لوز مر وتلا هذه الآيةوَ لَمّا تَوَجّهَ تِلقاءَ مَديَنَ قالَ عَسي ربَيّ أَن يهَديِنَيِ سَواءَ السّبِيلِ إلي قوله وَ اللّهُ عَلي ما نَقُولُ وَكِيلٌآمنه الله عز و جل من كل سبع ضار و من كل لص

عاد و من كل ذات حمة حتي يرجع إلي منزله وأهله و كان معه سبعة وسبعون من المعقبات يستغفرون له حتي يرجع ويضعها و قال ع تنفي الفقر و لايجاوره الشيطان

-روایت-1-2-روایت-181-565

و قال ع من أراد أن تطوي له الأرض فليتخذ النقد من العصا

-روایت-1-2-روایت-13-63

والنقد عصا لوز مر

و من غير كتاب ابن بابويه و قال ع مرض آدم ع مرضا شديدا أصابته فيه وحشة فشكا ذلك إلي جبرئيل ع فقال له اقطع منها واحدة وضمها إلي صدرك ففعل ذلك فأذهب الله عنه الوحشة

-روایت-1-2-روایت-41-182

أقول وروي عن الأئمة ع أنهم قالوا إذاأراد أحدكم أن يسافر

-روایت-1-2-روایت-38-ادامه دارد

[ صفحه 47]

فليصحب معه في سفره عصا من شجر اللوز المر وليكتب هذه الأحرف في رق

-روایت-از قبل-74

الفصل الثاني فيما نذكره من أن أخذ التربة الشريفة في الحضر والسفر أمان من الخطر

قدكنا ذكرنا في كتاب مصباح الزائر وجناح المسافر أنه لماورد الصادق ع إلي العراق اجتمع الناس إليه فقالوا يامولانا تربة قبر الحسين ع شفاء من كل داء فهل هي أمان من كل خوف فقال نعم إذاأراد أحدكم أن يكون آمنا من كل خوف فليأخذ السبحة من تربته ع ويدعو بدعاء ليلة المبيت علي الفراش ثلاث مرات ثم يقبلها ويضعها علي عينه و يقول أللهم إني أسألك بحق هذه التربة وبحق صاحبها

وبحق جده وبحق أبيه وبحق أمه وبحق أخيه وبحق ولده الطاهرين اجعلها شفاء من كل داء وأمانا من كل خوف وحفظا من كل سوء ثم يضعها في جيبه فإن فعل ذلك في الغداة فلايزال في أمان الله حتي العشاء و إن فعل ذلك في العشاء فلايزال في أمان الله حتي الغداة

-روایت-1-2-روایت-53-659

أقول و في رواية أخري قال وقل إذاأخذتها أللهم هذه طينة قبر الحسين ع وليك و ابن وليك اتخذتها حرزا لماأخاف و ما لاأخاف

-روایت-1-2-روایت-30-129

أقول وروي من طريق أخري أللهم إني أخذته من قبر وليك و ابن وليك فاجعله لي أمنا وحرزا مما أخاف ومما لاأخاف

-روایت-1-2-روایت-29-118

وروي أن من خاف سلطانا أوغيره وخرج من منزله واستعمل ذلك كان حرزا له

-روایت-1-2-روایت-9-80

[ صفحه 48]

الفصل الثالث فيما نذكره من أخذ خواتيم في السفر للأمان من الضرر

عن أبي محمدالقاسم بن العلاء المدائني قال حدثني خادم لعلي بن محمد ع قال استأذنته في الزيارة إلي طوس فقال لي يكون معك خاتم فصه عقيق أصفر عليه ماشاء الله لاقوة إلابالله أستغفر الله و علي الجانب الآخر محمد و علي فإنه أمان من القطع وأتم للسلامة وأصون لدينك قال فخرجت وأخذت خاتما علي الصفة التي أمرني بها ثم رجعت إليه لوداعه

فودعته وانصرفت فلما بعدت عنه أمر بردي فرجعت إليه فقال ياصافي قلت لبيك ياسيدي قال ليكن معك خاتم آخر فيروزج فإنه يلقاك في طريقك أسد بين طوس ونيسابور فيمنع القافلة من المسير فتقدم إليه وأره الخاتم وقل له مولاي يقول لك تنح عن الطريق ثم قال ليكن نقشه الله الملك و علي الجانب الآخر الملك لله الواحد القهار فإنه خاتم أمير المؤمنين علي ع كان عليه الله الملك فلما ولي الخلافة نقش علي خاتمه الملك لله الواحد القهار و كان فصه فيروزج و هوأمان من السباع خاصة وظفر في الحروب قال الخادم فخرجت في سفري ذلك فلقيني و الله السبع ففعلت ماأمرت ورجعت حدثته فقال ع لي بقيت عليك خصلة لم تحدثني بها إن شئت حدثتك بهافقلت ياسيدي علي نسيتها فقال نعم بت ليلة بطوس عندالقبر فصار إلي القبر قوم من الجن لزيارته فنظروا إلي الفص في يدك وقرءوا نقشه فأخذوه من يدك وصاروا به إلي عليل لهم وغسلوا الخاتم بالماء وسقوه ذلك الماء فبرأ وردوا الخاتم إليك و كان في يدك اليمني فصيروه في يدك اليسري فكثر تعجبك

من ذلك و لم تعرف السبب فيه ووجدت عندرأسك حجرا ياقوتا فأخذته و هومعك فاحمله إلي السوق فإنك ستبيعه بثمانين دينارا وهي هدية القوم إليك فحملته إلي السوق فبعته بثمانين دينارا كما قال سيدي ع

-روایت-1-2-روایت-84-1524

[ صفحه 49]

أقول ورأيت في حديثين عن مولانا الباقر محمد بن علي ص في الفص الحديد الصيني مانذكر المراد منه أن من أخذه معه و عليه نقشة معينة تنقش في وقت معين من الشهر كان حرزا لحامله من كل مكروه من الجن والإنس والشيطان والسلطان وهوام الأرض و من كل مكروه

-روایت-1-2-روایت-60-267

وروي في الحديث أن نقش الخاتم الصيني ألذي كان لمولانا علي ص كانت نقشته وأسراره كماأشرنا إليه

-روایت-1-2-روایت-20-107

أقول وروي في الدعاء عندلبس كل خاتم أللهم سومني بسيماء الإيمان وتوجني تاج الكرامة وقلدني حبل الإيمان و لاتنزع ربقة الإيمان من عنقي

-روایت-1-2-روایت-8-147

الفصل الرابع فيما نذكره من تمام مايمكن أن يحتاج إليه في هذه الثلاثة فصول

فمن ذلك من ذكرناه في أخذ العصا اللوز المر أنه يقرأ قوله جل جلاله وَ لَمّا تَوَجّهَ تِلقاءَ مَديَنَ و لم نذكر تمام الآيات وربما يقف علي كتابنا هذا من لايحفظها و لامعه من يحفظها فيحسن أن نذكرها له لئلا يفوته الانتفاع بتلك الروايات فنقول إنه يقرأوَ لَمّا تَوَجّهَ تِلقاءَ مَديَنَ قالَ عَسي ربَيّ أَن يهَديِنَيِ

سَواءَ السّبِيلِ وَ لَمّا وَرَدَ ماءَ مَديَنَ وَجَدَ عَلَيهِ أُمّةً مِنَ النّاسِ يَسقُونَ وَ وَجَدَ مِن دُونِهِمُ امرَأَتَينِ تَذُودانِ قالَ ما خَطبُكُما قالَتا لا نسَقيِ حَتّي يُصدِرَ الرّعاءُ وَ أَبُونا شَيخٌ كَبِيرٌ فَسَقي لَهُما ثُمّ تَوَلّي إِلَي الظّلّ فَقالَ رَبّ إنِيّ لِما أَنزَلتَ إلِيَ ّ مِن خَيرٍ فَقِيرٌ فَجاءَتهُ إِحداهُما تمَشيِ عَلَي استِحياءٍ قالَت إِنّ أَبِي يَدعُوكَ لِيَجزِيَكَ أَجرَ ما سَقَيتَ لَنا فَلَمّا جاءَهُ وَ قَصّ عَلَيهِ القَصَصَ قالَ لا تَخَف نَجَوتَ مِنَ القَومِ الظّالِمِينَ قالَت إِحداهُما يا أَبَتِ استَأجِرهُ إِنّ خَيرَ مَنِ استَأجَرتَ القوَيِ ّ الأَمِينُ قالَ إنِيّ أُرِيدُ أَن أُنكِحَكَ إِحدَي ابنتَيَ ّ هاتَينِ عَلي أَن تأَجرُنَيِ ثمَانيِ َ حِجَجٍ فَإِن أَتمَمتَ عَشراً فَمِن عِندِكَ وَ ما أُرِيدُ أَن أَشُقّ عَلَيكَ ستَجَدِنُيِ إِن شاءَ اللّهُ مِنَ الصّالِحِينَ قالَ ذلِكَ بيَنيِ وَ بَينَكَ أَيّمَا الأَجَلَينِ قَضَيتُ فَلا عُدوانَ عَلَيّ وَ اللّهُ عَلي ما نَقُولُ وَكِيلٌ. و من ذلك ماذكرناه في حديث التربة الشريفة أنه يدعو بدعاء الفراش و هودعاء مولانا علي ع حين بات علي فراش النبي ص لماهاجر

-قرآن-70-102-قرآن-260-1245

[ صفحه 50]

من مكة إلي المدينة و هذالفظ الدعاء ألذي ذكرناه كمارويناه

أمسيت أللهم معتصما بذمامك وجوارك المنيع ألذي لايطاول و لايحاول من شر كل طارق وغاشم من سائر من خلقت و ماخلقت من خلقك الصامت والناطق في جنة من كل مخوف بلباس سابغة حصينة وهي ولاء أهل بيت نبيك محتجزا من كل قاصد لي إلي أذية بجدار حصين الإخلاص في الاعتراف بحقهم والتمسك

بحبلهم جميعا موقنا أن الحق لهم ومعهم ومنهم وفيهم وبهم أوالي من والوا وأعادي من عادوا وأجانب من جانبوا فأعذني أللهم بهم من شر كل ماأتقيه إنا جعلنا من بين أيديهم سدا و من خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لايبصرون

-روایت-1-514

. و من ذلك أننا ذكرنا الفص الصيني و لم نذكر نقشته و لاالوقت ألذي ينقش فيه ونحن نذكر النقشة ففيها بعض المراد إلي أن يتهيأ ذكر الوقت ألذي ينقش فيه و هذه صورة النقشة

ذكر حديث آخر في نقش الفص الحديد الصيني و هوأتي رجل إلي سيدنا أبي عبد الله جعفر بن محمد ع فقال ياسيدي إني خائف من والي بلد الجزيرة وأخاف أن يعرفه بي أعدائي ولست آمن علي نفسي فقال ع استعمل خاتما فصه حديد صيني منقوشا عليه من ظاهره

-روایت-1-ادامه دارد

[ صفحه 51]

ثلاثة أسطر الأول أعوذ بجلال الله الثاني أعوذ بكلمات الله الثالث أعوذ برسول الله وتحت الفص سطران الأول آمنت بالله وكتبه الثاني وإني واثق بالله ورسله وانقش حول الفص علي جوانبه أشهد أن لاإله إلا الله مخلصا و هذه صورة الفص والبسه في سائر مايصعب عليك من حوائجك و إذاخفت أذي أحد من الناس فالبسه

فإن حوائجك تنجح ومخاوفك تزول وكذلك علقه علي المرأة التي يتعسر عليها الولد فإنها تضع بمشية الله تعالي وكذلك من تصيبه العين فإنها تزول واحذر عليه من النجاسة والزهومة ودخول الحمام والخلاء واحفظه فإنه من أسرار الله عز و جل وحراسته ثم التفت الحسن ع إلينا و قال وأنتم فمن خاف منكم علي نفسه فليستعمل ذلك واكتموه عن أعدائكم لئلا ينتفعوا به و لاتبيحوه إلالمن تثقون به

-روایت-از قبل-724

. قال الراوي لهذا الحديث قدجربت هذاالخاتم فوجدته صحيحا والحمد لله

الفصل الخامس فيما نذكره من فوائد التختم بالعقيق في الأسفار و

روينا من كتاب فضل العقيق والتختم به تأليف السيد السعيد قريش بن السبيع بن مهنا العلوي المدني رضي الله عنه بإسناده المتصل فيه عن الصادق

-روایت-1-2

[ صفحه 52]

ع أنه قال الخاتم العقيق أمان في السفر

-روایت-16-47

و من الكتاب المذكور في حديث آخر قال قال أبو عبد الله ع الخاتم العقيق حرز في السفر

-روایت-1-2-روایت-64-93

و من الكتاب المذكور قال وأخبرنا الغيداق ثم ذكر الإسناد إلي أبي هاشم داود الجعفري رحمه الله قال قال لي إسماعيل بن جعفر قال قال لي أبو جعفر محمد بن علي الباقر ع يابني من أصبح و عليه خاتم فصه عقيق

متختما به في يده اليمني فأصبح من قبل أن يري أحدا فقلب فصه إلي باطن كفه وقرأإِنّا أَنزَلناهُ فِي لَيلَةِ القَدرِ إلي آخرها ثم قال آمنت بالله وحده لاشريك له وكفرت بالجبت والطاغوت وآمنت بسر آل محمد وعلانيتهم وظاهرهم وباطنهم وأولهم وآخرهم وقاه الله في ذلك اليوم شر ماينزل من السماء و مايعرج فيها و الأرض و مايخرج منها و كان في حرز الله وحرز وليه حتي يمسي

-روایت-1-2-روایت-179-609

و من الكتاب المذكور بإسناده في حديث آخر عن الباقر ع وذكر العقيق وأجناسه ثم قال بعدكلام طويل فمن تختم بشي ء منها و هو من شيعة آل محمد ع لم ير إلاالخير ثم الحسني والسعة في رزقه والغني عن الناس والسلامة من جميع أنواع البلايا و هوأمان من السلطان الجائر و من كل مايخافه الإنسان ويحذره

-روایت-1-2-روایت-59-312

[ صفحه 53]

الباب الثالث فيما نذكره مما يصحبه الإنسان في السفر من الرفقاء والمهام والطعام و فيه فصول

الفصل الأول في النهي عن الانفراد في الأسفار واستعداد الرفقاء لدفع الأخطار

ذكر أحمد بن محمدالبرقي في كتاب المحاسن بإسناده عن أبي الحسن موسي ع قال لعن رسول الله ص ثلاثة أحدهم راكب الفلاة وحده

-روایت-1-2-روایت-84-135

و من كتاب المحاسن بإسناده إلي السري بن خالد عن أبي عبد الله ع قال قال رسول الله

ص أ لاأنبئكم بشر الناس قالوا بلي يا رسول الله قال من سافر وحده ومنع رفده وضرب عبده

-روایت-1-2-روایت-98-190

و في كتاب الشهاب الرفيق قبل الطريق

-روایت-1-2-روایت-22-43

و من الكتاب المذكور بإسناده قال قال رسول الله ص الرفيق ثم السفر

-روایت-1-2-روایت-58-75

أقول أناأعلم أن ألذي يريد السفر يحتاج إلي استعداد الرفقاء والخفراء علي قدر ما يكون بين يديه من الأخطار والأكدار وطول الأسفار و علي قدر حاله في كثرة الحساد والأعداء و علي قدر مايصحبه مما يعز عليه من سائر الأشياء و قدكنت إذا

[ صفحه 54]

توجهت في الزيارات أستظهر في صحبة الأجناد والعدد والرجالة بحسب تلك الأوقات فيقول لي بعض أهل الغفلات إن التوكل علي الله جل جلاله يغني عن الاستعداد و عن العدة والأجناد فأقول إن سيد المتوكلين محمدسيد الأولين والآخرين قال الله جل جلاله له في خاص عباداته وأوقات صلواته وَ إِذا كُنتَ فِيهِم فَأَقَمتَ لَهُمُ الصّلاةَ فَلتَقُم طائِفَةٌ مِنهُم مَعَكَ وَ ليَأخُذُوا أَسلِحَتَهُم فَإِذا سَجَدُوا فَليَكُونُوا مِن وَرائِكُم وَ لتَأتِ طائِفَةٌ أُخري لَم يُصَلّوا فَليُصَلّوا مَعَكَ وَ ليَأخُذُوا حِذرَهُم وَ أَسلِحَتَهُم وَدّ الّذِينَ كَفَرُوا لَو تَغفُلُونَ عَن أَسلِحَتِكُم وَ أَمتِعَتِكُم فَيَمِيلُونَ عَلَيكُم مَيلَةً واحِدَةً و قال الله جل جلاله وَ أَعِدّوا لَهُم مَا استَطَعتُم مِن قُوّةٍ وَ مِن رِباطِ الخَيلِ تُرهِبُونَ بِهِ عَدُوّ اللّهِ وَ عَدُوّكُم و قلت لبعض

من سأل عن الاستظهار في الأسفار إن ذلك يسعد علي تأدية الفرائض في أوائل الأوقات أين كان الإنسان في مخافات الطرقات ويقوي علي الشيطان ألذي يخوف الإنسان من حوادث الأزمان

-قرآن-288-641-قرآن-665-772

الفصل الثاني فيما يستصحبه في سفره من الآلات بمقتضي الروايات و مانذكره من الزيادات

روينا من كتاب المحاسن لأحمد بن محمد بن خالد البرقي بإسناده عن حماد بن عيسي عن أبي عبد الله ع قال في وصية لقمان رضي الله عنه لابنه يابني سافر بسيفك وخفك وعمامتك وحبلك وسقائك وإبرتك وخيوطك ومخرزك ثم تزود معك الأدوية التي تنتفع بها أنت و من معك وكن لأصحابك موافقا إلا في معصية الله وزاد فيه بعضهم وقوسك

-روایت-1-2-روایت-110-337

أقول وذكر صاحب كتاب عوارف المعارف حديثا أسنده أن النبي ص

-روایت-1-2-روایت-53-ادامه دارد

[ صفحه 55]

كان إذاسافر حمل معه خمسة أشياء المرآة والمكحلة والمدري والسواك والمشط و في رواية أخري والمقراض

-روایت-از قبل-105

أقول واعلم أن اتخاذ الآلات في الأسفار إنما هي بحسب حال ذلك السفر وبحسب حال الإنسان وبحسب الأزمان فإن سفر الصيف ما هومثل سفر الشتاء وسفر الضعفاء ما هوكسفر الأقوياء و لاسفر الفقراء كسفر الأغنياء ولكل إنسان حال في أسفاره يكون بحسب مصلحته ومساره ويساره . والمهم في حمل الآلات واتخاذ الرفقاء في الطرقات أن يكون قصد المسافر

بهذه الأسباب امتثال أوامر سلطان الحساب والعمل بمراسم الآداب وحفظ النفس علي مولاها ألذي خلقها له في دنياها وأخراها.أقول وإياه أن يتعلق قلبه عندالاستعداد بالعدة والأجناد مع ترك التوكل علي سلطان الدنيا والمعاد فيكون كما قال الله جل جلاله وَ يَومَ حُنَينٍ إِذ أَعجَبَتكُم كَثرَتُكُم فَلَم تُغنِ عَنكُم شَيئاً وَ ضاقَت عَلَيكُمُ الأَرضُ بِما رَحُبَت ثُمّ وَلّيتُم مُدبِرِينَ و لايعتمد علي الآلات اعتماد فارغ القلب من الخالق لها والمنعم بها والقادر علي أن يغني عن كثير منها بل يكون القلب متعلقا علي الله جل جلاله ومشغولا به جل جلاله عنها ليكون كما قال جل جلاله وَ مَن يَتَوَكّل عَلَي اللّهِ فَهُوَ حَسبُهُ إِنّ اللّهَ بالِغُ أَمرِهِفيقوي الله جل جلاله قلبه ويشد أزره ويكمل نصره

-قرآن-599-732-قرآن-935-1005

الفصل الثالث فيما نذكره من إعداد الطعام للأسفار و مايتصل به من الآداب والأذكار

روينا بإسنادنا إلي أحمد بن محمد بن خالد البرقي من كتاب المحاسن بإسناده إلي أبي عبد الله ع عن آبائه ع عن أمير المؤمنين ع

-روایت-1-2

[ صفحه 56]

قال قال رسول الله ص من شرف الرجل أن يطيب زاده إذاخرج في سفره

-روایت-28-76

و من ذلك بإسنادنا من الكتاب المذكور قال قال أبو عبد الله ع إذاسافرتم فاتخذوا سفرة وتنوقوا فيها

-روایت-1-2-روایت-68-106

أقول إن اتخاذ السفرة والطعام في الأسفار يختلف بحسب حال

المسافرين و من يصحبهم وبحسب اليسار والإعسار وبحسب سفر الاختيار وسفر الاضطرار فعسي أن يكون المراد بهذه الأخبار سفر أهل اليسار والاختيار. و قدروينا كراهية السفرة والتنوق في الطعام إلي زيارة الحسين ع .

فمن ذلك مارويناه بإسنادنا إلي أبي جعفر بن بابويه من كتاب من لايحضره الفقيه فقال ما هذالفظه قال الصادق ع لبعض أصحابه تأتون قبر أبي عبد الله ص فقال له نعم قال تتخذون لذلك سفرة قال نعم قال أما لوأتيتم قبور آبائكم وأمهاتكم لم تفعلوا ذلك قال قلت فأي شيءنأكل قال الخبز واللبن

-روایت-1-2-روایت-106-307

و من الكتاب المذكور قال و في آخر قال الصادق ع بلغني أن قوما إذازاروا الحسين ص حملوا معهم السفر فيهاالجداء والأخبصة وأشباهه و لوزاروا قبور أحبائهم ماحملوا معهم هذا

-روایت-1-2-روایت-53-176

. يقول علي بن موسي بن جعفر بن محمد بن محمدالطاوس مؤلف هذا

[ صفحه 57]

الكتاب وحيث قدذكرنا مايصحب في سفره من الطعام فلنذكر مايحضرنا ويتهيأ ذكره من الآداب المتعلقة بالأكل بحسب مايهدينا إليه واهب الألباب فنقول إن الطعام مايحضر بين يدي الإنسان إلا بعد أن يولي الله جل جلاله بيد قدرته وحكمته ورحمته وداعيته واختياره وإرادته إنشاء السماوات والأرضين

والبحار والأنهار والغيوث والغيوم والأمطار وفصول الصيف والشتاء والربيع والخريف و ما فيها من المنافع والأسرار ويستخدم في ذلك من يختص بهذه المصالح من الملائكة و من يقوم بتدبير الخلائق من الأنبياء والأوصياء والرعايا والولاة وأصحاب الصنائع والأكرة والحدادين والنجارين والدواب التي يحتاج إليها لهذه الأسباب و من يقوم بمصالح ذلك ومهماته من ابتدائه إلي حين طحنه وخبزه وحمله إلي بين يدي من يأكله أوقات حاجاته فالمنة فيه لله جل جلاله أعظم من المئونة علي مائدة بني إسرائيل فيجب أن يكون العبد عارفا وذاكرا وشاكرا لهذا الإنعام الجزيل الجليل وجالسا عندأكله بين يدي الله جل جلاله ليأكل من طبق ضيافته كمايجلس العبد بين يدي سلطان قدعمل له طعاما واستخدم فيه نفسه وخواصه و من يحتاج إليه من أهل دولته والسلطان ناظر إلي ألذي يأكل كيف شكره لنعمته وكيف حفظه لحضور السلطان وحرمته وكيف يتأدب في جلوسه بين يديه وكيف يقصد بأكل الطعام مايريد به السلطان مما يقربه إليه .أقول ثم يكون العبد ذاكرا وشاكرا أنه إذاأكل الطعام أنه لو لا ماوهبه الله جل جلاله من الجوارح

التي تعينه علي حمله وأكله ومضغه والريق ألذي يأتي بقدر حاجته من غيرزيادة علي اللقمة فكانت الزيادة تجري من فمه و لانقيصة فكانت اللقمة تكون يابسة أو غيرناعمة.أقول وليكن ذاكرا وشاكرا أنه إذاصار الطعام في معدته فإن الله

[ صفحه 58]

جل جلاله يطبخه بحرارة المعدة وبقدرته حتي يصير صالحا لتفريقه في الجوارح والأعضاء فيبعث جل جلاله لكل جارحة ولكل عضو بقدر حاجته من غيرزيادة فتكون الزيادة ضررا عليه أونقيصة فتكون سقما وضعفا وخطرا لايقوي العبد عليه .أقول و لو أن الله تعالي عرف العبد مايحتاج كل عضو إليه ومكنه من قسمة ذلك علي أعضائه عجز عنه وكره الحياة لأجل المشقة التي تدخل بذلك عليه وكيف يحل أويليق بالتوفيق أن يكون ذاهلا وغافلا عمن كفاه هذاالمهم العظيم وتولاه جل جلاله بنفسه و هو جل جلاله أعظم من كل عظيم .أقول وينبغي أن يكون ذاكرا وشاكرا كيف استخلص من الطعام ما لايصلح للأعضاء والجوارح وأفرده جل جلاله وساقه بيد القدرة وأخرجه في طرقه والعبد في غفلة عن تدبير هذه المصالح .أقول و لو أن العبد أنصف من نفسه مولاه ومالك دنياه وأخراه و من أنشأه

وربه وستر عمله القبيح عن أعين الناظرين وغطاه ورأي بعين عقله كيف إمساك الله جل جلاله للسماوات والأرضين لأجل العبد الضعيف وكيف إمساكه لوجوده وحياته وعقله ونفسه وعافيته بتدبيره المقدس الشريف ما كان العبد علي هذه الحال من الإهمال وسوء الأعمال والاشتغال بما يضره أوبما لاينفعه من جميع منافعه منه وكيف استحسن لنفسه الإعراض عنه .

أقول واعلم أننا روينا من كتاب مسائل الرجال لمولانا أبي الحسن علي بن محمدالهادي ع قال محمد بن الحسن قال محمد بن هارون الجلاب قلت له روينا عن آبائك أنه يأتي علي الناس زمان لا يكون شيءأعز من أخ أنيس أوكسب درهم من حلال فقال لي يا أبا محمد إن العزيز موجود ولكنك في زمان ليس شيءأعسر من درهم حلال وأخ في الله عز و جل

-روایت-1-2-روایت-143-352

.

[ صفحه 59]

قلت أنا و إذا كان الحلال عسرا ومتعذرا في ذلك الزمان و هوقريب العهد بابتداء الإسلام والإيمان فكيف يكون حال الحلال والطعام مع اختلاف أمور الحلال والحرام وإنني لمارأيت الأمر قدبلغ إلي هذه الغايات رأيت أن

الاستظهار بإخراج الخمس والحقوق الواجبات مما اختص به من سائر المهمات أقرب إلي النجاة والسلامة في الحياة و بعدالممات . ثم إنني أقول عندالمأكولات

أللهم إني أسألك بالرحمة التي سبقت غضبك وبالرحمة التي أنشأتني بها و لم أك شيئا مذكورا وبالرحمة التي نقلتني بها من ظهور الآباء وبطون الأمهات من لدن آدم إلي هذه الغايات وقمت لهم بالكسوات والأقوات والمهمات وبالرحمة التي وقيتني وسلفي مما جري علي الأمم الهالكة من النكبات والآفات وبالرحمة التي دللتني بهاعليك وبالرحمة التي شرفتني بهابالخدمة التي تقربني إليك وبالرحمة التي حلمت بهاعني عندجرأتي عليك وسوء أدبي بين يديك وبالمراحم والمكارم التي أحاط بهاعلمك أن تصلي علي محمد وآل محمد و علي كل من يعز عليك و أن تنظر إلي طعامنا هذابعين الرحمة والحلم والكرم والجود وتطهره من الأدناس والأرجاس وحقوق الناس والحرامات والشبهات وتوصل في هذه الساعة إلي كل ذي حق حقه من الأحياء والأموات حتي تجعله طاهرا مطهرا شفاء لأدياننا ودواء لأبداننا وطهارة لسرائرنا وظواهرنا ونورا لعقولنا ونورا لأرواحنا وباعثا لنا علي طاعتك ومقويا لنا علي عبادتك واجعلنا ممن أغنيته بعلمك عن المقال وبكرمك عن السؤال

-روایت-1-948

الفصل الرابع فيما نذكره من آداب المأكول والمشروب بالمنقول

ذكر الشيخ السعيد أبو علي الفضل بن الحسن الطبرسي في كتاب الآداب الدينية في الفصل

الثامن قال قال الحسن بن علي ع في المائدة اثنتا عشرة خصلة يجب علي كل مسلم أن يعرفها أربع منها فرض وأربع منها سنة وأربع منها تأديب فأما الفرض فالمعرفة والرضا والتسمية والشكر

-روایت-1-2-روایت-126-ادامه دارد

[ صفحه 60]

و أماالسنة فالوضوء قبل الطعام والجلوس علي الجانب الأيسر والأكل بثلاث أصابع ولعق الأصابع و أماالتأديب فالأكل مما يليك وتصغير اللقمة والمضغ الشديد وقلة النظر في وجوه الناس

-روایت-از قبل-188

قال الطبرسي رحمه الله وروي أن من غسل يده قبل الطعام وبعده عاش في سعة وعوفي من بلوي في جسده قال و إذا كان علي المائدة ألوان مختلفة فسم الله تعالي عند كل لون منها فإن نسيت فقل بسم الله علي أوله وآخره قال و لاتتك في حال الأكل و لاتقطع اللحم بالسكين لأنه من فعل الأعاجم وانهش نهشا فإنه أهنأ وأمرأ و لاتستعن بالخبز و لاتستخدمه فإنه من فعل ذلك وقع عليه الفقر وسلط عليه الجذام و كل ماوقع تحت مائدتك فإنه ينفي عنك الفقر و هومهر الحور العين و من أكله حشي قلبه علما وحكما وإيمانا ونورا و إن كنت في الصحراء فدعه قال و لاتأكل

علي الشبع فإنه مكروه وربما بلغ حد الحظر قال و لاتتول الأكل والشرب باليسار إلا عندالضرورة قال وعليك بالخلال فإن الصادق ع قال نزل جبرئيل ع بالسواك والحجامة والخلال قال و لاتخلل بالقصب و لابالآس و لابالرمان

-روایت-1-2-روایت-34-804

و قال الطبرسي رضي الله عنه وتقول عندتناول الطعام الحمد لله ألذي يطعم و لايطعم ويجير و لايجار عليه ويستغني ويفتقر إليه أللهم لك الحمد علي مارزقتنا من طعام وإدام في يسر منك وعافية بغير كد مني و لامشقة بسم الله خير الأسماء

-روایت-1-2-روایت-34-ادامه دارد

[ صفحه 61]

بسم الله رب الأرض والسماء بسم الله ألذي لايضر مع اسمه شيء في الأرض و لا في السماء و هوالسميع العليم أللهم أسعدني في مطعمي هذابخيره وأعذني من شره وأمتعني بنفعه وسلمني من ضره قال الطبرسي وابدأ في أول الطعام بالملح واختم بالخل

-روایت-از قبل-253

و قال و كان النبي ص إذاأكل طعاما قال أللهم بارك لنا فيه وارزقنا خيرا منه قال و كان إذاأكل اللبن أوشرب قال أللهم بارك لنا فيه وارزقنا منه

-روایت-1-2-روایت-10-159

و قال الطبرسي وتقول عندالفراغ من الطعام الحمد لله ألذي أطعمني فأشبعني وسقاني فأرواني وصانني وحماني الحمد لله ألذي عرفني البركة واليمن فيما أصبته وتركته

منه أللهم اجعله هنيئا مريئا لاوبيئا و لادويا وأبقني بعده سويا قائما بشكرك محافظا علي طاعتك وارزقني رزقا دارا وعيشا قارا واجعلني بارا واجعل مايتلقاني في المعاد منهجا سارا برحمتك ياأرحم الراحمين و قال الطبرسي في آداب شرب الماء و إذاشربت الماء فاجتنب موضع العروة فإنها مقعد الشياطين و لاتشرب بنفس واحد بل ينبغي أن يكون بثلاثة أنفاس قال وتقول عندشرب الماء الحمد لله منزل الماء من السماء مصرف الأمر كيف يشاء بسم الله خير الأسماء قال وتقول عندالفراغ من الشرب الحمد لله ألذي سقاني عذبا فراتا و لم

-روایت-1-2-روایت-18-ادامه دارد

[ صفحه 62]

يجعله ملحا أجاجا فله الشكر علي إنعامه وجوده وامتنانه الحمد لله ألذي سقاني فأرواني وأعطاني فأرضاني وعافاني وكفاني أللهم اجعلني ممن تسقيه في المعاد من حوض محمدص وتسعده بمرافقته برحمتك ياأرحم الراحمين

-روایت-از قبل-223

و قال في آداب الأكل والشرب ويكره الأكل والشرب ماشيا و ليس بمحظور. قال ويستحب أن يبدأ صاحب الطعام بالأكل و أن يكون آخر من يرفع يده . قال و إذاأرادوا غسل الأيدي بدأ بمن هو عن يمينه حتي ينتهي إلي آخرهم قال ويستحب جمع غسالة الأيدي في إناء واحد. قال و كان النبي ص إذاأكل التمر طرح النوي

علي ظهر كفه ثم يقذف به . و قال و كان عبد الله بن عباس رضي الله عنه إذاأكل رمانة لايشركه فيهاأحد و يقول في كل رمانة حبة من حب الجنة. قال ويستحب أكل الرمان يوم الجمعة. قال و في آداب الضيافة

أن رجلا دعا أمير المؤمنين ع فقال له قدأجبتك علي أن تضمن لي ثلاث خصال قال و ماهي يا أمير المؤمنين قال لاتدخل علي شيئا من خارج و لاتدخر عني شيئا في البيت و لاتجحف بالعيال قال ذلك لك فأجابه علي ع

-روایت-1-219

[ صفحه 63]

الباب الرابع فيما نذكره من الآداب في لبس المداس أوالنعل أوالسيف والعدة

اشاره

اعلم أننا نذكر لكل شيء من هذه الآلات مانختاره من الآداب في الروايات

الفصل الأول فيما نذكره مما يختص بالنعل والخف

فمن ذلك مارواه الطبرسي في كتاب الآداب الدينية فقال و إذاأردت لبس الخف أوالنعل فالبسهما جالسا وابدأ باليمين وقل بسم الله أللهم صل علي محمد وآل محمد ووطئ قدمي في الدنيا والآخرة وثبتهما علي الصراط يوم تزل فيه الأقدام و إذاأردت خلع النعل أوالخف فابدأ باليسار وقل بسم الله الحمد لله ألذي رزقني ماأوقي به قدمي من الأذي أللهم ثبتهما علي صراطك و لاتزلهما عن صراطك السوي

-روایت-1-2-روایت-60-401

قال ويستحب لبس النعل البيضاء والصفراء ويكره لبس النعل السوداء وروي في ذلك عدة روايات

الفصل الثاني في صحبة السيف في السفر و مايتعلق به من العوذة الدافعة للخطر

اعلم أن القرآن الشريف يتضمن وَ أَعِدّوا لَهُم مَا استَطَعتُم مِن قُوّةٍ وَ مِن رِباطِ الخَيلِ تُرهِبُونَ بِهِ عَدُوّ اللّهِ وَ عَدُوّكُم والأحاديث كثيرة في صحبة النبي ص السيف وحمله له ص و أمالبس السيف فإن العادة أنه يكون نصله عن اليسار بحيث إذااحتاج الإنسان إلي سله يأخذه باليمين من غيرالتفات و لامشقة عندالضرورات و قد يكون الإنسان قوته باليد اليسار فيحتاج أن

-قرآن-32-139

[ صفحه 64]

يلبسه علي يمينه ليكون أمكن له عندسله فهذا أمر يتعلق بمصلحة حامله في الأسفار في دفع الأخطار. و أماالعوذة التي تشد علي السيف فنذكر بعض مارأيناه من العوذ والدعوات فإنها كثيرة في الروايات فمن ذلك

عوذة روي أنها وجدت في قائم سيف مولانا علي بن أبي طالب ص وكانت في قائم سيف رسول الله ص وهي

بسم الله الرحمن الرحيم يا الله يا الله يا الله أسألك ياملك الملوك الأول القديم الأبدي ألذي لايزول و لايحول أنت الله العظيم الكافي كل شيءالمحيط بكل شيء أللهم اكفني باسمك الأعظم الأجل الواحد الأحد الصمد ألذي لم يلد و لم يولد و لم يكن له كفوا أحد حجبت عني شرورهم وشرور الأعداء كلهم وسيوفهم وبأسهم و الله من ورائهم محيط أللهم احجب عني شر من أرادني بسوء بحجابك ألذي احتجبت به فلم ينظر إليه أحد من شر فسقة الجن والإنس و من شر سلاحهم و من الحديد و من كل مايتخوف ويحذر و من شر كل شدة وبلية و من شر ما أنت به أعلم و عليه أقدر إنك علي كل شيءقدير وصلي الله علي محمدنبيه وآله وسلم تسليما

-روایت-1-633

الفصل الثالث فيما نذكره من القوس والنشاب و من ابتدأه و مايقصد بحمله من رضي سلطان الحساب

وجدت في كتاب الرمي بالنشاب و هو كتاب عتيق لم يذكر اسم مصنفه فذكر أنه أول ماابتدأ بالرمي علي عهد سليمان بن داود ع فقال إنه سأل ربه أن يرزقه من الحيلة مايقتل به عدوه من الجن والإنس

من غير أن يروه ويخالطوه فألهمه الله صنعة القوس والنشاب . قال مصنف كتاب الرمي فلم تزل الملوك من بعده يرمون بنشابة واحدة حتي كان علي عهد كيخسرو بن سياوش ملك الأقاليم و كان موحدا عظيم الهيبة سديد الرأي في نكاية العدو و كان له قائد يقال له بسطام بن كردم صاحب ثغر ناحية

[ صفحه 65]

أرمينية وآذربيجان و كان مسلحته يومئذ وخزائن سلاحه مدينة همدان و كان لبسطام إذ ذاك أب يقال له كردم من قدماء فرسانهم و أهل العلم والخير والتجارب بالحرب منهم و كان له أربعة عشر ولدا مع بسطام فلما رأي غلبة الملوك علي البلاد وإضرارهم بولده وأصحابه ومسالحه طلب الحيلة في الظفر بالملوك .أقول ثم شرح كيف استخرج الرمي في دفعة واحدة بقوس واحد بنشاب جماعة عن يمين وشمال وذكر ماأنعم به الملك كيخسرو علي بسطام من الإنعام وكيف علم الجند ذلك الرمي وأزال الملوك عن البلاد. و قدذكر محمد بن صالح مولي جعفر بن سليمان في كتاب نسب الخيل في حديث عن ابن عباس ما هذالفظه قال فلما شب إسماعيل أعطاه الله القوس فرمي عنها و كان لايرمي شيئا إلاأصابه

. و قال الحميري في الجزء الأول من الدلائل إن أول من اتخذ القسي والنشاب الملك منوشهر ورواه عن النبي ص . قلت و أناأعلم أنه ينبغي اتخاذ هذاالقوس والنشاب للأمر ألذي أراده سليمان بن داود ع ليدفع به العدو بحسب رضي رب الأرباب فإنه إذافعل الرامي ذلك بالله ولله و في الله كان علي منهاج صاحب النبوةص في يوم بدر لمارماهم بالحصي بقوة مالك الأسباب فذلت صعاب الرقاب فقال الله جل جلاله وَ ما رَمَيتَ إِذ رَمَيتَ وَ لكِنّ اللّهَ رَمي و قدذكر علي بن ابراهيم بن هاشم في كتاب المبعث وغزوات النبي ص ننقله من نسخة عتيقة مما وقفناه من كتب خزانتنا تاريخها سنة أربعمائة فقال ما هذالفظه ثم أخذ رسول الله ص كفا من حصي فرمي به في وجوه قريش و قال شاهت الوجوه فبعث الله ريحا فضربت وجوه قريش وكانت الهزيمة عليهم .

-قرآن-1098-1143

[ صفحه 66]

أقول فاجعل هذامثالا لرميك بالنشاب ليكون الله جل جلاله هوالرامي في المعني إذا كان به جل جلاله ولأجله جل جلاله وتظفر بنجاح الطلاب .أقول و قدروينا في الرمي إذا كان بالله و في الله جل جلاله

حديثا ينبغي ذكره ونشره ففيه كرامة وقدوة ومعجزة لملوك ذوي الألباب رويناه من كتاب دلائل الإمامة تأليف أبي جعفر محمد بن رستم بن جرير الطبري الإمامي من أخبار معجزات مولانا محمد بن علي الباقر ع

ذكر بإسناده عن الصادق ع قال حج هشام بن عبدالملك بن مروان سنة من السنين و كان قدحج في تلك السنة محمد بن علي الباقر وابنه جعفر بن محمد ع فقال جعفر بن محمد ع الحمد لله ألذي بعث محمدا بالحق نبيا وأكرمنا به فنحن صفوة الله وخلفاؤه علي خلقه وخيرته من عباده فالسعيد من اتبعنا والشقي من عادانا وخالفنا ثم قال فأخبر مسلمة أخاه بما سمع فلم يعرض لنا حتي انصرف إلي دمشق وانصرفنا إلي المدينة فأنفذ بريدا إلي عامل المدينة بإشخاص أبي وإشخاصي فأشخصنا فلما وردنا مدينة دمشق حجبنا ثلاثا ثم أذن لنا في اليوم الرابع فدخلنا و إذا قدقعد علي سرير الملك وجنده وخاصته وقوف علي أرجلهم سماطان متسلحان و قدنصب البرجاس حذاءه وأشياخ قومه يرمون فلما دخلنا و أبي أمامي و أناخلفه فنادي أبي يا محمدارم مع أشياخ قومك الغرض فقال له إني قدكبرت عن الرمي فإن رأيت أن

تعفيني فقال وحق من أعزنا بدينه ونبيه محمدص لاأعفيك ثم أومأ إلي شيخ من بني أمية أن أعطه قوسك فتناول أبي عند ذلك قوس الشيخ ثم تناول منه سهما فوضعه في كبد القوس

-روایت-1-2-روایت-34-ادامه دارد

[ صفحه 67]

ثم انتزع ورمي وسط الغرض فنصبه فيه ثم رمي فيه الثانية فشق فواق سهمه إلي نصله ثم تابع الرمي حتي شق تسعة أسهم بعضها في جوف بعض وهشام يضطرب في مجلسه فلم يتمالك إن قال أجدت يا أبا جعفر و أنت أرمي العرب والعجم كلا زعمت أنك كبرت عن الرمي ثم أدركته ندامة علي ما قال و كان هشام لم يكن أحدا قبل أبي و لابعده في خلافته فهم به وأطرق إلي الأرض إطراقة يتروي فيه و أنا و أبي واقف حذاءه مواجه له فلما طال وقوفنا غضب أبي فهم به و كان أبي عليه و علي آبائه السلام إذاغضب نظر إلي السماء نظر غضبان يتبين الناظر الغضب في وجهه فلما نظر هشام إلي ذلك من أبي قال له إلي يا محمدفصعد أبي إلي السرير و أناأتبعه فلما دنا من هشام قام إليه

واعتنقه وأقعده عن يمينه ثم اعتنقني وأقعدني عن يمين أبي ثم أقبل علي أبي بوجهه فقال له يا محمد لاتزال العرب والعجم يسودها قريش مادام فيهم مثلك لله درك من علمك هذاالرمي و في كم تعلمته فقال أبي قدعلمت أن أهل المدينة يتعاطونه فتعاطيته أيام حداثتي ثم تركته فلما أراد أمير المؤمنين مني ذلك عدت فيه فقال له مارأيت مثل هذاالرمي قط مذ عقلت و ماظننت أن في الأرض أحدا يرمي مثل هذاالرمي أيرمي جعفرمثل رميك فقال إنا نحن نتوارث الكمال والتمام اللذين أنزلهما الله علي نبيه ص في قوله اليَومَ أَكمَلتُ لَكُم دِينَكُم وَ أَتمَمتُ عَلَيكُم نعِمتَيِ وَ رَضِيتُ لَكُمُ الإِسلامَ دِيناً و الأرض لاتخلو ممن يكمل هذه الأمور التي يقصر غيرنا عنها قال فلما سمع ذلك من أبي انقلبت عينه اليمني فاحولت واحمر وجهه و كان ذلك علامة غضبه إذاغضب ثم أطرق هنيئة ثم رفع رأسه فقال لأبي ألسنا بنو عبدمناف نسبنا ونسبكم واحد فقال أبي نحن كذلك ولكن الله جل ثناؤه اختصنا من مكنون سره

-روایت-از قبل-1617

[ صفحه 68]

وخالص علمه بما لم يخص به أحدا غيرنا فقال أ ليس

الله جل ثناؤه بعث محمداص من شجرة عبدمناف إلي الناس كافة أبيضها وأسودها وأحمرها من أين ورثتم ما ليس لغيركم و رسول الله مبعوث إلي الناس كافة و ذلك قول الله تبارك و تعالي وَ لِلّهِ مِيراثُ السّماواتِ وَ الأَرضِ إلي آخر الآية فمن أين ورثتم هذاالعلم و ليس بعد محمدنبي و لاأنتم أنبياء فقال من قوله تبارك و تعالي لنبيه ص لا تُحَرّك بِهِ لِسانَكَ لِتَعجَلَ بِهِ ألذي لم يحرك به لسانه لغيرنا أمره الله أن يخصنا به من دون غيرنا فلذلك كان ناجي أخاه عليا من دون أصحابه فأنزل الله بذلك قرآنا في قوله وَ تَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ فقال رسول الله لأصحابه سألت الله يجعلها أذنك يا علي فلذلك قال علي بن أبي طالب ص بالكوفة علمني رسول الله ص ألف باب من العلم ففتح كل باب ألف باب خصه رسول الله ص من مكنون سره بما يخص أمير المؤمنين أكرم الخلق عليه كماخص الله نبيه ع أخاه عليا من مكنون سره وعلمه بما لم يخص به أحدا من قومه حتي صار إلينا فتوارثناه من دون أهلنا فقال هشام بن عبدالملك إن عليا كان يدعي علم

الغيب و الله لم يطلع علي غيبه أحدا فمن أين ادعي ذلك فقال أبي إن الله جل ذكره أنزل علي نبيه ص كتابا بين فيه ما كان و ما يكون إلي يوم القيامة في قوله وَ نَزّلنا عَلَيكَ الكِتابَ تِبياناً لِكُلّ شَيءٍ وَ هُديً وَ رَحمَةً وَ بُشري لِلمُسلِمِينَ و في قوله وَ كُلّ شَيءٍ أَحصَيناهُ فِي إِمامٍ مُبِينٍ

-روایت-1-1335

[ صفحه 69]

و في قوله ما فَرّطنا فِي الكِتابِ مِن شَيءٍ و في قوله وَ ما مِن غائِبَةٍ فِي السّماءِ وَ الأَرضِ إِلّا فِي كِتابٍ مُبِينٍ وأوحي الله إلي نبيه ص أن لايبقي في غيبه وسره ومكنون علمه شيئا إلايناجي به عليا فأمره أن يؤلف القرآن من بعده ويتولي غسله وتكفينه وتحنيطه من دون قومه و قال لأصحابه حرام علي أصحابي وأهلي أن ينظروا إلي عورتي غيرأخي علي فإنه مني و أنا منه له ما لي و عليه ما علي و هوقاضي ديني ومنجز وعدي ثم قال لأصحابه علي بن أبي طالب يقاتل علي تأويل القرآن كماقاتلت علي تنزيله و لم يكن عندأحد تأويل القرآن بكماله وتمامه إلا عند علي ع ولذلك قال رسول الله ص أقضاكم علي أي هوقاضيكم و قال عمر بن الخطاب

لو لا علي هلك عمر يشهد له عمر ويجحده غيره فأطرق هشام طويلا ثم رفع رأسه فقال سل حاجتك فقال خلفت عيالي وأهلي مستوحشين لخروجي فقال قدآنس الله وحشتهم برجوعك إليهم و لاتقم سر من يومك فاعتنقه أبي ودعا له وفعلت أناكفعل أبي ثم نهض ونهضت معه وخرجنا إلي بابه إذاميدان ببابه و في آخر الميدان أناس قعود عدد كثير قال أبي من هؤلاء فقال الحجاب هؤلاء القسيسون والرهبان و هذاعالم لهم يقعد إليهم في كل سنة يوما واحدا يستفتونه فيفتيهم فلف أبي عند ذلك رأسه بفاضل ردائه وفعلت أنامثل فعل أبي فأقبل نحوهم حتي قعد نحوهم وقعدت وراء أبي ورفع ذلك الخبر إلي هشام فأمر بعض غلمانه أن يحضر الموضع فينظر مايصنع أبي فأقبل وأقبل عداد من المسلمين فأحاطوا بنا وأقبل عالم النصاري قدشد حاجبيه بحريرة صفراء حتي توسطنا فقام إليه جميع القسيسين والرهبان مسلمين عليه فجاء إلي صدر المجلس

-روایت-1-ادامه دارد

[ صفحه 70]

فقعد فيه وأحاط به أصحابه و أبي و أنابينهم فأدار نظره ثم قال لأبي أمنا أم من هذه الأمة المرحومة فقال أبي بل من هذه الأمة المرحومة فقال

من أين أنت من علمائها أم من جهالها فقال له أبي لست من جهالها فاضطرب اضطرابا شديدا ثم قال له أسألك فقال له أبي سل فقال من أين ادعيتم أن أهل الجنة يطعمون ويشربون و لايحدثون و لايبولون و ماالدليل فيما تدعونه من شاهد لايجهل فقال له أبي دليل ماندعي من شاهد لايجهل الجنين في بطن أمه يطعم و لايحدث قال فاضطرب النصراني اضطرابا شديدا ثم قال كلا زعمت أنك لست من علمائها فقال له أبي و لا من جهالها وأصحاب هشام يسمعون ذلك فقال لأبي أسألك عن مسألة أخري فقال له أبي سل فقال من أين ادعيتم أن فاكهة الجنة أبدا غضة طرية موجودة غيرمعدومة عندجميع أهل الجنة و ماالدليل فيما تدعونه من شاهد لايجهل فقال له أبي دليل ماندعي أن ترابنا أبدا يكون غضا طريا موجودا غيرمعدوم عندجميع أهل الدنيا لاينقطع فاضطرب اضطرابا شديدا ثم قال كلا زعمت أنك لست من علمائها فقال له أبي و لا من جهالها فقال له أسألك عن مسألة فقال له سل فقال أخبرني عن ساعة لا من ساعات الليل و لا من ساعات النهار فقال له أبي هي

الساعة التي بين طلوع الفجر إلي طلوع الشمس يهدأ فيهاالمبتلي ويرقد فيهاالساهر ويفيق المغمي عليه جعلها الله في الدنيا رغبة للراغبين و في الآخرة للعاملين لها ودليلا واضحا وحجابا بالغا علي الجاحدين المنكرين التاركين لها قال فصاح النصراني صيحة ثم قال بقيت مسألة واحدة و الله لأسألنك

-روایت-از قبل-1394

[ صفحه 71]

عن مسألة لاتهتدي إلي الجواب عنها أبدا قال له أبي سل فإنك حانث في يمينك فقال أخبرني عن مولودين ولدا في يوم واحد وماتا في يوم واحد عمر أحدهما خمسون ومائة سنة والآخر خمسون سنة في دار الدنيا فقال له أبي ذلك عزير وعزيرة ولدا في يوم واحد فلما بلغا مبلغ الرجال خمسة وعشرين عاما مر عزير علي حماره راكبا علي قرية بأنطاكية وهي خاوية علي عروشها فقال أني يحيي هذه الله بعدموتها و قد كان الله اصطفاه وهداه فلما قال ذلك القول غضب الله عليه فأماته الله مائة عام سخطا عليه بما قال ثم بعثه علي حماره بعينه وطعامه وشرابه فعاد إلي داره وعزيرة أخوه لايعرفه فاستضافه فأضافه وبعث إلي ولد عزيرة وولد ولده و قدشاخوا وعزير شاب في سن خمس وعشرين سنة فلم يزل عزير يذكر أخاه وولده و قدشاخوا وهم يذكرون مايذكرهم

ويقولون ماأعلمك بأمر قدمضت عليه السنون والشهور و يقول له عزيرة و هوشيخ كبير ابن مائة وخمس وعشرين سنة مارأيت شابا في سن خمس وعشرين سنة أعلم بما كان بيني و بين أخي عزير أيام شبابي منك فمن أهل السماء أنت أم من أهل الأرض فقال عزير لأخيه عزيرة أناعزير سخط الله علي بقول قلته بعد أن اصطفاني وهداني فأماتني مائة سنة ثم بعثني لتزدادوا بذلك يقينا أن الله علي كل شيءقدير وها هو هذاحماري وطعامي وشرابي ألذي خرجت به من عندكم أعاده الله تعالي لي كما كان فعندها أيقنوا فأعاشه الله بينهم خمسا وعشرين سنة ثم قبضه الله وأخاه في يوم واحد فنهض عالم النصاري عند ذلك قائما وقام النصاري علي أرجلهم فقال لهم عالمهم جئتموني بأعلم مني وأقعدتموه معكم حتي هتكني وفضحني وأعلم المسلمين أن لهم من أحاط بعلومنا وعنده ما ليس عندنا لا و الله لاكلمتكم من رأسي كلمة و لاقعدت لكم إن عشت سنة فتفرقوا و أبي قاعد مكانه و أنامعه ورفع ذلك في الخبر إلي هشام بن عبدالملك فلما تفرق الناس نهض أبي وانصرف إلي المنزل ألذي كنا فيه فوافانا رسول هشام بالجائزة وأمرنا

أن ننصرف إلي المدينة من ساعتنا و لانحتبس لأن الناس ماجوا

-روایت-1-1813

[ صفحه 72]

وخاضوا فيما دار بين أبي و بين عالم النصاري فركبنا دوابنا منصرفين و قدسبقنا بريد من عندهشام إلي عامل مدين علي طريقنا إلي المدينة أن ابني أبي تراب الساحرين محمد بن علي و جعفر بن محمدالكذابين بل هوالكذاب لعنه الله فيما يظهران من الإسلام وردا علي فلما صرفتهما إلي المدينة مالا إلي القسيسين والرهبان من كفار النصاري وأظهرا لهما دينهما ومرقا من الإسلام إلي الكفر دين النصاري وتقربا إليهم بالنصرانية فكرهت أن أنكل بهما لقرابتهما فإذاقرأت كتابي هذافناد في الناس برئت الذمة ممن يشاريهما أويبايعهما أويصافحهما أويسلم عليهما فإنهما قدارتدا عن الإسلام ورأي أمير المؤمنين أن تقتلهما ودوابهما وغلمانهما و من معهما شر قتله قال فورد البريد إلي مدينة مدين فلما شارفنا مدينة مدين قدم أبي غلمانه ليرتادوا لنا منزلا ويشتروا لدوابنا علفا ولنا طعاما فلما قرب غلماننا من باب المدينة أغلقوا الباب في وجوهنا وشتمونا وذكروا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ص وقالوا لانزول لكم عندنا و لاشراء و لابيع ياكفار يامشركين يامرتدين ياكذابين ياشر الخلائق أجمعين فوقف غلماننا علي الباب حتي انتهينا إليهم فكلمهم أبي ولين لهم القول و قال لهم

اتقوا الله و لاتغلطون فلسنا كمابلغكم و لانحن كماتقولون فاسمعونا فقال لهم فهبنا كمايقولون افتحوا لنا الباب وشارونا وبايعونا كماتشارون وتبايعون اليهود والنصاري والمجوس فقالوا أنتم شر من اليهود والنصاري والمجوس لأن هؤلاء يؤدون الجزية وأنتم ماتؤدون فقال لهم أبي فافتحوا لنا الباب وأنزلونا وخذوا منا الجزية كماتأخذون منهم فقالوا لانفتح و لاكرامة لكم حتي تموتوا علي ظهور دوابكم جياعا نياعا أوتموت دوابكم تحتكم فوعظهم أبي فازدادوا عتوا ونشوزا قال فثني أبي رجله عن سرجه ثم قال لي مكانك يا جعفر لاتبرح ثم صعد الجبل المطل علي مدينة مدين و أهل مدين ينظرون إليه مايصنع فلما صار في أعلاه

-روایت-1-ادامه دارد

[ صفحه 73]

استقبل بوجهه المدينة وحده ثم وضع إصبعيه في أذنيه ثم نادي بأعلي صوته وَ إِلي مَديَنَ أَخاهُم شُعَيباً إلي قوله تعالي بَقِيّتُ اللّهِ خَيرٌ لَكُم إِن كُنتُم مُؤمِنِينَنحن و الله بقية الله في أرضه فأمر الله ريحا سوداء مظلمة فهبت واحتملت صوت أبي فطرحته في أسماع الرجال والنساء والصبيان فما بقي أحد من الرجال والنساء والصبيان إلاصعد السطوح و أبي مشرف عليهم وصعد فيمن صعد شيخ من أهل مدين كبير السن فنظر إلي أبي علي الجبل فنادي

بأعلي صوته اتقوا الله يا أهل مدين فإنه قدوقف الموقف ألذي وقف فيه شعيب ع حين دعا علي قومه فإن أنتم لم تفتحوا له الباب و لم تنزلوه جاءكم من الله العذاب فأتي عليكم و قدأعذر من أنذر ففزعوا وفتحوا الباب وأنزلونا وكتب بجميع ذلك إلي هشام فارتحلنا في اليوم الثاني فكتب هشام إلي عامل مدينة مدين يأمره بأن يأخذ الشيخ فيطمره رحمة الله عليه وصلواته وكتب إلي عامل مدينة الرسول أن يحتال في سم أبي في طعام أوشراب فمضي هشام و لم يتهيأ له في أبي من ذلك شيء

-روایت-از قبل-951

يقول علي بن موسي بن طاوس فهذا ماأردنا ذكره من التنبه علي أن الرمي بالله جل جلاله ولله جل جلاله يتولاه الله جل جلاله

[ صفحه 74]

الباب الخامس فيما نذكره من استعداد العوذ للفارس والراكب

الفصل الأول في العوذة المروية عن مولانا محمد بن علي الجوادص وهي العوذة الحامية من ضرب السيف و من كل خوف

ذكرها جماعة من أصحابنا ونحن نرويها وننقلها من كتاب منية الداعي وغنية الواعي تأليف الشيخ السعيد علي بن محمد بن علي بن الحسين بن عبدالصمد التميمي رضي الله عنه فقال حدثناالفقيه أبو جعفر محمد بن أبي الحسن رحمه الله عم والدي قال حدثنا أبو عبد الله جعفر بن محمد بن

أحمد بن العباس الدوريستي قال حدثناوالدي عن الفقيه أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن بابويه وأخبرني جدي قال حدثناوالدي الفقيه أبو الحسن رحمه الله قال حدثناجماعة من أصحابنا رحمهم الله منهم السيد العالم أبوالبركات والشيخ أبوالقاسم علي بن محمدالمعاذي و أبوبكر محمد بن علي المعمري و أبو جعفر محمد بن ابراهيم بن عبد الله المدائني قالوا كلهم حدثناالشيخ أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين القمي قدس الله روحه قال حدثني أبي قال حدثني علي بن ابراهيم بن هاشم عن جده قال حدثني أبونصر الهمداني قال حدثتني حكيمة بنت محمد بن علي بن موسي بن جعفرعمة أبي محمد الحسن بن علي ع قالت لمامات محمد بن علي الرضا ع أتيت زوجته أم عيسي بنت المأمون فعزيتها ووجدتها شديدة الحزن والجزع عليه وكادت أن تقتل نفسها بالبكاء والعويل فخفت عليها أن تنصدع مرارتها فبينما نحن في حديثه وكرمه ووصف خلقه و ماأعطاه الله تعالي من الشرف والإخلاص ومنحه من العز والكرامة إذ قالت أم عيسي أ لاأخبرك عنه بشي ء عجيب وأمر جليل فوق الوصف والمقدار قلت و ماذاك

-روایت-1-2-روایت-911-ادامه

دارد

[ صفحه 75]

قالت كنت أغار عليه كثيرا وأراقبه أبدا وربما أسمعني الكلام فأشكو ذلك إلي أبي فيقول يابنت احتمليه فإنه بضعة من رسول الله ص فبينما أناجالسة ذات يوم إذ دخلت علي جارية فسلمت فقلت من أنت فقالت أناجارية من ولد عمار بن ياسر و أنازوجة أبي جعفر محمد بن علي الرضا ع زوجك فدخلني من الغيرة ما لم أقدر علي احتمال ذلك وهممت أن أخرج وأسيح في البلاد وكاد الشيطان أن يحملني علي الإساءة إليها فكظمت غيظي وأحسنت رفدها وكسوتها فلما خرجت من عندي نهضت ودخلت علي أبي وأخبرته الخبر و كان سكران لايعقل فقال ياغلام علي بالسيف فأتي به فركب و قال و الله لأقتلنه فلما رأيت ذلك قلت إنا لله وإنا إليه راجعون ماصنعت بنفسي وبزوجي وجعلت ألطم حر وجهي فدخل عليه والدي و مازال يضربه بالسيف حتي قطعه ثم خرج من عنده وخرجت هاربة من خلفه فلم أرقد ليلتي فلما ارتفع النهار أتيت أبي فقلت أتدري ماصنعت البارحة قال و ماصنعت قلت قتلت ابن الرضا ع فبرق عينيه وغشي عليه ثم أفاق بعدحين و قال ويلك ماتقولين قلت نعم و الله ياأبت دخلت

عليه و لم تزل تضربه بالسيف حتي قتلته فاضطرب من ذلك اضطرابا شديدا و قال علي بياسر الخادم فجاء ياسر فنظر إليه المأمون و قال ويلك ما هذا ألذي تقول هذه ابنتي قال صدقت يا أمير المؤمنين فضرب بيده علي خده وصدره و قال إنا لله وإنا إليه راجعون هلكنا و الله وعطبنا وافتضحنا إلي آخر الأبد ويلك ياياسر فانظر ماالخبر والقصة عنه ع وعجل علي بالخبر فإن نفسي تكاد أن تخرج الساعة فخرج ياسر و أناألطم حر وجهي فما كان بأسرع من أن رجع ياسر فقال البشري يا أمير المؤمنين قال لك البشري فما عندك قال ياسر دخلت عليه فإذا هوجالس و عليه قميص ودواج و هويستاك فسلمت عليه و قلت يا ابن رسول الله

-روایت-از قبل-1589

[ صفحه 76]

أحب أن تهب لي قميصك هذاأصلي فيه وأتبرك به وإنما أردت أن أنظر إليه و إلي جسده هل به جراحة وأثر السيف قال لابل أكسوك خيرا من هذافقلت يا ابن رسول الله لاأريد غير هذافخلعه و أناأنظر إليه و إلي جسده هل به أثر السيف فو الله كأنه العاج ألذي مسته صفرة و ما به أثر قال فبكي المأمون بكاء طويلا

و قال مابقي مع هذا شيء إن هذالعبرة للأولين والآخرين و قال ياياسر أماركوبي إليه وأخذي السيف ودخولي عليه فإني ذاكر له ولخروجي عنه ولست أذكر شيئا غيره و لاأذكر أيضا انصرافي إلي مجلسي فكيف كان أمري وذهابي إليه لعن الله هذه الابنة لعنا وبيلا تقدم إليها وقل لها يقول لك أبوك و الله لئن جئتني بعد هذااليوم شكوت أوخرجت بغير إذنه لأنتقمن له منك ثم سر إلي ابن الرضا ع وأبلغه عني السلام واحمل عليه عشرين ألف دينار وقدم إليه الشهري ألذي ركبته البارحة ثم مر بعد ذلك الهاشميين أن يدخلوا عليه بالسلام ويسلموا عليه قال ياسر فأمرت لهم بذلك ودخلت أناأيضا معهم عليه وسلمت وأبلغت التسليم ووضعت المال بين يديه وعرضت الشهري فنظر إليه ساعة ثم تبسم فقال ياياسر هكذا كان العهد بيننا و بين أبي وبينه حتي يهجم علي بالسيف أ ماعلم أن لي ناصرا وحاجزا يحجز بيني وبينه فقلت ياسيدي يا ابن رسول الله ص ما كان يعقل شيئا من أمره و ماعلم أين هو من أرض الله و قدنذر لله نذرا صادقا وحلف أن لايسكر بعد ذلك أبدا فإن ذلك من حبائل الشيطان

فإذا أنت يا ابن رسول الله أتيته فلاتذكر له شيئا و لاتعاتبه علي ما كان منه فقال ع هكذا كان عزمي ورأيي و الله ثم دعا بثيابه ولبس ونهض وقام معه الناس أجمعون حتي دخل علي المأمون

-روایت-1-ادامه دارد

[ صفحه 77]

فلما رآه قام إليه وضمه إلي صدره ورحب به و لم يأذن لأحد في الدخول عليه و لم يزل يحدثه ويسامره فلما انقضي ذلك قال أبو جعفر محمد بن الرضا ع يا أمير المؤمنين قال لبيك وسعديك قال لك عندي نصيحة فاقبلها قال المأمون بالحمد والشكر قال فما ذاك يا ابن رسول الله قال أحب لك أن لاتخرج بالليل فإني لاآمن عليك هذاالخلق المنكوس وعندي عقد تحصن به نفسك وتحترز به من الشرور والبلايا والمكاره والآفات والعاهات كماأنقذني الله منك البارحة و لولقيت به جيوش الروم والترك واجتمع عليك و علي غلبتك أهل الأرض جميعا ماتهيأ لهم منك شر بإذن الله الجبار و إن أحببت بعثت به إليك ولتحترز به من جميع ماذكرت لك قال نعم فاكتب ذلك بخطك وابعثه إلي قال نعم يا أمير المؤمنين

-روایت-از قبل-708

فلما أصبح أبو جعفر ع بعث

إلي فدعاني فلما صرت إليه وجلست بين يديه دعا برق ظبي من أرض تهامة ثم كتب بخطه هذاالعقد ثم قال ياياسر احمل هذا إلي أمير المؤمنين وقل له حتي يصاغ له قصبة من فضة منقوش عليها ماأذكر بعد فإذاأراد شدة علي عضده فليشده علي عضده الأيمن وليتوضأ وضوء حسنا سابغا وليصل أربع ركعات يقرأ في كل ركعة بفاتحة الكتاب وسبع مرات آية الكرسي وسبع مرات شهد الله وسبع مرات والشمس وضحاها وسبع مرات والليل إذايغشي وسبع مرات قل هو الله أحد ثم يشد علي عضده الأيمن عندالشدائد والنوائب يسلم بحول الله وقوته من كل شيءيخافه ويحذره وينبغي أن لا يكون طلوع القمر في برج العقرب و لو أنه حارب أهل الروم وملكهم لغلبهم ببركة هذاالحرز وروي أنه لماسمع المأمون من أبي جعفر ع في أمر هذاالحرز هذه الصفات كلها غزا أهل الروم فنصره الله تعالي عليهم ومنح من المغنم ماشاء الله عز و جل و لم يفارق هذاالعقد عند كل غزوة ومحاربة و كان ينصره الله عز و جل بفضله ويرزقه الفتح بمشيئته إنه ولي ذلك بحوله وقوته الحرزبِسمِ اللّهِ الرّحمنِ

الرّحِيمِ الحَمدُ لِلّهِ رَبّ العالَمِينَ الرّحمنِ الرّحِيمِ مالِكِ

-روایت-1-ادامه دارد

[ صفحه 78]

يَومِ الدّينِ إِيّاكَ نَعبُدُ وَ إِيّاكَ نَستَعِينُ اهدِنَا الصّراطَ المُستَقِيمَ صِراطَ الّذِينَ أَنعَمتَ عَلَيهِم غَيرِ المَغضُوبِ عَلَيهِم وَ لَا الضّالّينَأَ لَم تَرَ أَنّ اللّهَ سَخّرَ لَكُم ما فِي الأَرضِ وَ الفُلكَ تجَريِ فِي البَحرِ بِأَمرِهِ وَ يُمسِكُ السّماءَ أَن تَقَعَ عَلَي الأَرضِ إِلّا بِإِذنِهِ إِنّ اللّهَ بِالنّاسِ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ أللهم أنت الواحد الملك الديان يوم الدين تفعل ماتشاء بلا مغالبة وتعطي من تشاء بلا من تفعل ماتشاء وتحكم ماتريد وتداول الأيام بين الناس وتركبهم طبقا عن طبق أسألك باسمك المكتوب علي سرادق المجد وأسألك باسمك المكتوب علي سرادق السرائر السابق الفائق الحسن النضير رب الملائكة الثمانية والعرش ألذي لايتحرك وأسألك بالعين التي لاتنام وبالحياة التي لاتموت وبنور وجهك ألذي لايطفأ وبالاسم الأكبر الأكبر الأكبر وبالاسم الأعظم الأعظم الأعظم ألذي هومحيط بملكوت السماوات و الأرض وبالاسم ألذي أشرقت به الشمس وأضاء به القمر وسجرت به البحار ونصبت به الجبال وبالاسم ألذي قام به العرش والكرسي وباسمك المكتوب علي سرادق العرش وباسمك المكتوب علي سرادق العظمة وباسمك المكتوب علي سرادق البهاء وباسمك المكتوب علي سرادق القدرة وباسمك العزيز وبأسمائك المقدسات المكرمات المخزونات في علم الغيب عندك

وأسألك من خيرك خيرا مما أرجو وأعوذ بعزتك وقدرتك من شر ماأخاف وأحذر و ما لاأحذر ياصاحب محمد يوم حنين و ياصاحب علي يوم صفين أنت يارب مبير الجبارين وقاصم المتكبرين أسألك بحق طه ويس والقرآن العظيم والفرقان الحكيم أن تصلي علي محمد وآل محمد و أن تشد عضد صاحب هذاالعقد وأدرأ بك

-روایت-از قبل-1493

[ صفحه 79]

في نحر كل جبار عنيد و كل شيطان مريد وعدو شديد وعدو منكر الأخلاق واجعله ممن أسلم إليك نفسه وفوض إليك أمره وألجأ إليك ظهره أللهم بحق هذه الأسماء التي ذكرتها وقرأتها و أنت أعرف بحقها مني وأسألك ياذا المن العظيم والجود الكريم ولي الدعوات المستجابات والكلمات التامات والأسماء النافذات وأسألك يانور النهار و يانور الليل ونور السماء و الأرض ونور النور ونورا يضي ء كل نور ياعالم الخفيات كلها في البر والبحر و الأرض والسماء والجبال وأسألك يا من لايفني و لايبيد و لايزول و لا له شيءموصوف و لا إليه حد منسوب و لامعه إله و لاإله سواه و لا له في ملكه شريك و لاتضاف العزة إلا إليه و لم يزل بالعلوم عالما و علي العلوم واقفا وللأمور ناظما وبالكينونة عالما وللتدبير

محكما وبالخلق بصيرا وبالأمور خبيرا أنت ألذي خشعت لك الأصوات وضلت فيك الأحلام وضاقت دونك الأسباب وملأ كل شيءنورك ووجل كل شيءمنك وهرب كل شيءإليك وتوكل كل شيءعليك و أنت الرفيع في جلالك و أنت البهي في جمالك و أنت العظيم في قدرتك و أنت ألذي لايدركك شيء و أنت العلي الكبير مجيب الدعوات قاضي الحاجات مفرج الكربات ولي النعمات يا من هو في علوه دان و في دنوه عال و في إشراقه منير و في سلطانه قوي و في ملكه عزيز صل علي محمد وآل محمد واحرس صاحب هذاالعقد و هذاالحرز و هذاالكتاب بعينك التي لاتنام واكنفه بركنك ألذي لايرام وارحمه بقدرتك عليه فإنه مرزوقك بسم الله الرحمن الرحيم بسم الله وبالله لاصاحبة له و لاولد بسم الله قوي الشأن عظيم البرهان شديد السلطان ماشاء الله كان و ما لم يشأ لم يكن أشهد أن نوحا رسول الله و أن ابراهيم خليل الله و أن موسي كليم الله ونجيه و أن عيسي ابن مريم صلوات الله عليه وعليهم أجمعين كلمته وروحه و

أن محمداص خاتم النبيين لانبي بعده وأسألك بحق الساعة التي يؤتي فيهابإبليس اللعين يوم القيامة و يقول اللعين

-روایت-1-ادامه دارد

[ صفحه 80]

في تلك الساعة و الله ما أنا إلامهيج مردة الله نور السماوات و الأرض و هوالقاهر و هوالغالب له القدرة السابغة و هوالحليم الخبير أللهم وأسألك بحق هذه الأسماء كلها وصفاتها وصورها وهي

-روایت-از قبل-192

سبحان ألذي خلق العرش والكرسي واستوي عليه أسألك أن تصرف عن صاحب كتابي هذا كل سوء ومحذور فهو عبدك ابن عبدك و ابن أمتك وعبدك و أنت مولاه فقه أللهم الأسواء كلها وأقمع عنه أبصار الظالمين وألسنة المعاندين والمريدين به السوء والضر وادفع عنه كل محذور ومخوف و أي عبد من عبيدك أوأمة من إمائك أوسلطان مارد أوشيطان أوشيطانة أوجني أوجنية أوغول أوغولة أراد صاحب كتابي هذابظلم أوضر أومكر أوكيد أوخديعة أونكاية أوسعاية أوفساد أوغرق أواصطلام أوعطب أومغالبة أوغدر أوقهر أوهتك ستر أواقتدار أوآفة أوعاهة أوقتل أوحرق أوانتقام أوقطع أوسحر أومسخ أومرض أوسقم أوبرص أوبؤس أوفاقة أوسغب أوعطش أووسوسة أونقص في دين أومعيشة فأكفه بما شئت

-روایت-1-ادامه دارد

[ صفحه 81]

وكيف شئت وأني شئت إنك علي كل شيءقدير وصلي الله علي محمد وآله الطاهرين أجمعين وسلم

تسليما كثيرا و لاحول و لاقوة إلابالله العلي العظيم والحمد لله رب العالمين فأما ماينقش علي هذه القصبة الفضة من فضة غيرمغشوشة يامشهورا في السماوات يامشهورا في الأرضين يامشهورا في الدنيا والآخرة جهدت الجبابرة والملوك علي إطفاء نورك وإخماد ذكرك فأبي الله إلا أن يتم نورك ويبوح بذكرك و لوكره المشركون

-روایت-از قبل-418

أقول وجدت في الجزء الثالث من كتاب الواحدة أن المراد بقوله يامشهورا في السماوات إلي آخره هومولانا علي بن أبي طالب ع ومعني قوله فأبي الله إلا أن يتم نورك يعني نورك أيها الاسم الأعظم المكتوب في الحرز. ورأيت في نسخة خلاف كلمة وهي وأبيت إلا أن تتم نورك والرواية الأولي أعني فأبي الله أليق بكون علي ص هوالمراد بالدعاء إلي آخره والمراد بما قلت ظاهر لكل أحد

الفصل الثاني في العوذة المجربة في دفع الأخطار ويصلح أن تكون مع الإنسان في الأسفار

هذه العوذة ذكرناها بإسنادها في كتاب السعادات بطريقين كماوجدناها في الروايات ونذكر الآن إحدي الروايتين لأنها أبسط وأحوط في دفع المحذورات

قال أحمد بن سعيد بن عقدة قال أخبرنا أحمد بن يحيي الصوفي قال حدثني الحسن بن إسحاق بن الحسن العلوي قال كان عبدربه بن علقمة لايغلق باب داره صيفا و لاشتاء و كان يصيح الصائح في القبيلة اللصوص فيخرج إليهم

في إزار قداتشح به فيلطم وجوههم ويأخذ منهم ما قدسرقوه فسئل عن ذلك فقال حدثني موسي ويحيي وإدريس وسليمان بنو عبد الله بن الحسن بن الحسن عن آبائهم عن أمير المؤمنين علي ع قال

-روایت-1-2-روایت-113-ادامه دارد

[ صفحه 82]

أسلم رجل من اليهود فأتي النبي ص برق و عليه مكتوب بالذهب هذه الأسماء و قال هذه من ذخائر موسي وهارون ع لايخاف صاحبها من سلطان و لاسبع و لاسيف قال فدفعها النبي ص إلي علي ع و قال علمها الحسن و الحسين ع قال ففعلت ذلك قال فولد إدريس إلي الآن يكتبونها في رق ظبي ويجعلونها تحت أسنة الرماح فلاترد لهم راية و لايلقون أحدا من أعدائهم إلاهزموهم وهي قال أبوالعباس بن عقدة إن القرامطة لمانزلوا الكوفة كتبت هذه الأسماء في عدة رقاع وبعثت بها إلي أصدقائي فجعلوها في دورهم فكانت القرامطة يجيئون إلي الدار الكبيرة التي فيها مايرغب فيه و فيه هذه الأسماء فكأنها مستورة عنهم فيجوزونها إلي غيرها من الدور الصغار مما لم تدخلها هذه الأسماء فيأخذون خلقان أهلها وخبزهم فإذاأردت كتبتها فاكتبها في رق ظبي بمسك وزعفران وماء ورد فيكون في عضدك أوشله معك

-روایت-از قبل-787

الفصل الثالث فيما نذكره من العوذ التي تكون في العمامة لتمام السلامة

ذكرنا هذه العوذة

في كتاب المنتقي من العوذ والرقي وهي ماتجعل في مقدم العمامة يروي أن جبرئيل ع نزل بها إلي النبي ص و قال له اتركها في سنان رمح علي ع فلم ترد له راية بعد ذلك وهي

-روایت-1-ادامه دارد

[ صفحه 83]

ويكتب معهاوَ عَنَتِ الوُجُوهُ للِحيَ ّ القَيّومِ وَ قَد خابَ مَن حَمَلَ ظُلماً وذكر في بعض الروايات أن تفسير هذه الكلمات يا من هو يا من ليس هو إلا هو ياحي ياقيوم ياحيا لايموت ياحي لاإله إلا أنت يا لاإله إلا أنت صل علي محمد وآل محمد وكن لفلان بن فلان درعا حصينا وحصنا منيعا يارب العالمين

-روایت-از قبل-312

رقعة أخري للعمامة وهي أَقبِل وَ لا تَخَف إِنّكَ مِنَ الآمِنِينَلا تَخَف نَجَوتَ مِنَ القَومِ الظّالِمِينَلا تَخافا إنِنّيِ مَعَكُما أَسمَعُ وَ أَريلا تَخافُ دَرَكاً وَ لا تَخشيألّذِي أَطعَمَهُم مِن جُوعٍ وَ آمَنَهُم مِن خَوفٍفَسَيَكفِيكَهُمُ اللّهُ وَ هُوَ السّمِيعُ العَلِيمُفَاللّهُ خَيرٌ حافِظاً وَ هُوَ أَرحَمُ الرّاحِمِينَادخُلُوا عَلَيهِمُ البابَ فَإِذا دَخَلتُمُوهُ فَإِنّكُم غالِبُونَ وَ عَلَي اللّهِ فَتَوَكّلُوا إِن كُنتُم مُؤمِنِينَ

-روایت-1-447

الفصل الرابع فيما نذكره من اتخاذ عوذة للفارس والفرس وللدواب بحسب ماوجدناه داخلا في هذاالباب

وجدنا هذه العوذة للفارس والفرس في كتاب مشتمل علي أحراز جليلة ومهمات جميلة دافعة للأخطار وتصلح للأسفار وهي بسم الله الرحمن الرحيم أعوذ وأعيذ دابة فلان بن فلان المعروف بكذا وكذا وسائر دوابه من الخيل من دهمها

-روایت-1-ادامه دارد

[ صفحه 84]

وشقرها وكميتها وأغرها ومحجلها وحصنها وحجورها من المشش والرهش والرعش والدعص

والرهصة والرضة وخفقان الفؤاد ورعدة الصفاق والدخس وبلع الريش وبلع الخيس والحران والخذلان ووجع الجوف والربو في الريش و من الطرفة والصدمة والعثار والحمرة في الآماق والحمر والنهر وسائر الأعلال في البهائم دفعت عيون السوء عنها في سائر جسومها ولحمها ودمها ومخها وعظمها وجلدها وجوفها وعرقها وعصبها وشعرها

-روایت-از قبل-1-روایت-2-ادامه دارد

[ صفحه 85]

ووبرها وظاهرها وباطنها بالإحاطة الكبري وبأسماء الله الحسني وبكلماته العظمي من الامتناع من الأكل والشرب والتغصص والالتواء والضربان والخفقان و من جرح بالحديد ووخز بالشوك وحرق بالنار أوبخلب و من وقع نصال السهام وأسنة الرماح و من الغوامر واللواذع واللوادغ واللواسع و من ضربة موهنة ودفعة محطمة وسقطة موجعة وعثرة معرجة ووقعة مؤلمة أعيذه وراكبه بما استعاذ به جبرئيل وعوذ به النبي ص البراق وبما عوذ به فرسه السحاب وبما عوذ به علي ع فرسه لزاز وبما عوذ به شمعون الصفار فرسه الطماح وبما عوذ به موسي الكليم فرسه ألذي عبر في أثره البحر عوذت هذه الدابة وصاحبها وموضعها ومرعاها وسائر ما له من الكراع والراتع من الهامة والسامة والعين اللامة من سائر السباع والهوام و من كل أذية وبلية و من الشهور والدهور والردة والغرق والحرق والوباء ومدارك الشقاء بالعقد العظيمة والأسماء الأولية العلية من كل

عين عيانة بسوء و من شر العيانين و من أعين الجن والإنس أجمعين بسم الله رب العالمين بسم الله عالم السر وأخفي بسم الله الأعلي وبأسماء الله الكبري في سرادق علم الله و في حجب ملكوت الله ألذي يحيا به الأموات و بهارفعت السماوات وبأسماء الله التي أضاءت بهاالشمس وارتفع بهاالعرش من سائر ماذكرت و ما لم أذكر و ماعلمت و ما لم أعلم ورفعت عنها سائر العيون الناظرة والعادية والخواطر الخاطرة والصدور الواغرة بلا حول و لاقوة إلابالله العلي العظيم و هوحسبي ونعم الوكيل

-روایت-از قبل-1322

[ صفحه 86]

عوذة أخري من الكتاب المذكور للدواب عن الصادقين ع بسم الله الرحمن الرحيم أعيذ من علق عليه كتابي هذا من الخيل والدواب كميتها وشقرها وبلقها ودهمها وأغرها وأحواها وسميدعها وزرزورها وأعسانها ومحجلها وأصفرها و مااختلف من ألوانها أعوذ وأمنع وأزجر وأعقد وأحبس عن من علق عليه كتابي هذا من جميع الخيل والبهائم والحيوان من الكلام والصدام ومضغ اللجام ومرض الأسنان والأرسان والعثرة والنظرة والشبكرة والحصاة والبغدلية ووجع الكبد والرئة والطحال والانتشار والعثار والكبوة والقردة والعزيزي والحكة والجرب والجلد والقصر والجمرة والهدة في الظهر

-روایت-1-ادامه دارد

[ صفحه 87]

والزوائد والنفاخ والعلاق والذباب والزنابير والارتعاش والارتهاش والظلمة والمغل والورم

والجدري والطبوع و من الجمح والرمح و من الفالج والقولنج والخداج وقيام العين والدمعة عندالجري و من التعسر والتبخيل و من معط شعر الناصية و من الامتناع و من العلف و من البرص وبلع الريش و من الذرب و من قصر الأرساغ و من النكبة والنملة و من الامتناع من الآنية والعلف والسرج واللجام حصنت جميع ماعلق عليه كتابي هذابالله العلي العظيم من كل سبع وضبع وأسد وأسود و من شر كل ذي شر و من شر السراق والطراق إلاطارقا يطرق بخيرقُل مَن يَكلَؤُكُم بِاللّيلِ وَ النّهارِ مِنَ الرّحمنِ بَل هُم عَن ذِكرِ رَبّهِم مُعرِضُونَبل هو الله الواحد القهار تحصنت بذي العزة والجبروت وتوكلت علي الحي ألذي لايموت نور النور ومقدر النور نور الأنوار مقلب القلوب والأبصار ذلك الله الملك القهار فسيكفيكهم الله و هوالسميع العليم و هوبكل شيءمحيط

-روایت-از قبل-851

عوذة أخري للدابة وصاحبها روي أنها مجربة تكتب وتعلق علي الدابة أللهم احفظ علي ما لوحفظه غيرك لضاع واستر علي ما لوستره غيرك لشاع واحمل عني ما لوحمله غيرك لكاع واجعل علي ظلا ظليلا أتوقي به كل من رامني بسوء أونصب لي مكرا أوهيأ لي مكروها حتي يعود و هو غيرظافر بي و لاقادر علي أللهم احفظني بما

-روایت-1-ادامه دارد

[ صفحه

88]

حفظت به كتابك المنزل علي قلب نبيك المرسل أللهم إنك قلت وقولك الحق إِنّا نَحنُ نَزّلنَا الذّكرَ وَ إِنّا لَهُ لَحافِظُونَ

-روایت-از قبل-133

عوذة أخري للدابة إذاكانت حرونا تكتب وتعلق عليها وتقرأ في أذنها بسم الله الرحمن الرحيم أَ وَ لَم يَرَوا أَنّا خَلَقنا لَهُم مِمّا عَمِلَت أَيدِينا أَنعاماً فَهُم لَها مالِكُونَ وَ ذَلّلناها لَهُم فَمِنها رَكُوبُهُم وَ مِنها يَأكُلُونَ

-روایت-1-241

الفصل الخامس فيما نذكره من دعاء دعا به قائله علي فرس قدمات فعاش

رأيت ذلك في كتاب المستغيثين بإسناده أن إنسانا ماتت فرسه فقال أقسمت عليك أيتها العلة النازلة واللزبة الملمة بعزة عزة الله وبجلال جلال الله وبقدرة قدرة الله وبسلطان سلطان الله وبلا إله إلا الله وبما جري به القلم من عند الله وبلا حول و لاقوة إلابالله إلااندفعت وانصرفت عني و عن فرسي ودابتي فوثب الفرس سالما

-روایت-1-2-روایت-43-339

[ صفحه 89]

الباب السادس فيما نذكره مما يحمله صحبته من الكتب التي تعين علي العبادة وزيادة السعادة و فيه فصول

الفصل الأول في حمل المصحف الشريف وبعض مايروي في دفع الأمر المخوف

روينا في كتاب السعادات عن الصادق عليه أفضل الصلوات في سورة المائدة قال من كتبها وجعلها في ربعة أوصندوق أمن من أن يؤخذ قماشه ومتاعه و أن يسرق له شيء و لو كان قماشه وماله علي قارعة الطريق حرس عليه بحول الله وقوته ولطفه وقدرته و إذاشربها الجائع أوالعطشان شبع وروي و لم يضره عدم الخبز والماء بقدرة الله عز و جل

-روایت-1-2-روایت-58-340

و من ذلك في رواية أخري عن الصادق ع في سورة المائدة من كتبها وجعلها في قماشه أمن عليه من السرقة والتلف و لم يعدم شيئا وعوفي من الأوجاع والأورام

-روایت-1-2-روایت-43-160

و من ذلك في سورة مريم ع عن الصادق ع من كتبها وجعلها في منزله كثر خيره ورزقه

-روایت-1-2-روایت-14-89

و من ذلك في سورة الزخرف عن

الصادق ع من كتبها وحملها أمن من شر كل ملك و كان محبوبا عند الناس أجمعين وماؤها ينفع شاربه من انفصام البطن ويسهل المخرج

-روایت-1-2-روایت-14-164

و من ذلك في سورة الجاثية عن الصادق ع من كتبها وحملها أمن في نومه و في يقظته كل محذور و إذاجعلها الإنسان تحت رأسه كفي شر كل طارق من الجان

-روایت-1-2-روایت-14-154

و من ذلك في سورة محمدص عن الصادق ع من كتبها وحملها في وقت محاربه أوقتال فيه خوف أمن ذلك وفتح عليه باب كل خير و من شرب ماءها سكن عنه الرعب والزحير وقراءتها عندركوب البحر منجاة من

-روایت-1-2-روایت-14-ادامه دارد

[ صفحه 90]

الغرق

-روایت-از قبل-9

و من ذلك في سورة عبس عن الصادق ع من كتبها في رق بياض وجعلها معه حيث ماتوجه لم ير في طريقه إلاخيرا وكفي غائلة طريقه تلك بإذن الله تعالي

-روایت-1-2-روایت-14-156

أقول فإذا كان من فضائل هذه السور المعظمات ماتضمنته الرواية من الأمان والسعادات فإن حمل المصحف الكريم جامع لفوائد حملها وشرف فضلها

الفصل الثاني إذا كان سفره مقدار نهار و مايحمل معه من الكتب للاستظهار

ينبغي أن يحمل معه لنهاره في أسفاره كتاب الأسرار المودعة في ساعات الليل والنهار فإن فيه مايحتاج إليه لدفع الأخطار

الفصل الثالث فيما نذكره إن كان سفره يوما وليلة ونحو هذاالمقدار و مايصحبه للعبادة والحفظ والاستظهار

يصحب معه كتابنا في عمل اليوم والليلة المسمي كتاب فلاح السائل ونجاح المسائل و هومجلدان الأول منهما من حيث تزول الشمس إلي أن ينام بالليل والثاني من حيث يستيقظ لصلاة الليل أولغير الصلاة بالليل إلي أن تزول الشمس ففيهما من العبادات والدعوات ماهي كالعوذ الواقية من المحذورات

الفصل الرابع فيما نذكره إن كان سفره مقدار أسبوع أونحو هذاالتقدير و مايحتاج أن يصحب معه للمعونة علي دفع المحاذير

ينبغي أن يصحب معه كتابنا ألذي صنفناه وسميناه زهرة الربيع في أدعية الأسابيع فإن فيه من الدعوات ماهي كالعدة الدافعة للمحذورات ويصحب معه كتابنا المسمي جمال الأسبوع في كمال العمل المشروع فإن فيه من المهمات والصلوات والعبادات ما هوأمان في الحضر وأوقات الأسفار المخوفات

الفصل الخامس فيما نذكره إن كان سفره مقدار شهر علي التقريب

فيصحب معه كتابنا ألذي سميناه الدروع الواقية من الأخطار فيما يعمل في الشهر كل يوم علي التكرار فإنه قداشتمل علي مائة وعشرين فصلا مما يحتاج الإنسان

[ صفحه 91]

إليه في حضوره وأسفاره لدفع أكدار الوقت وأخطاره و فيه ضمان عن الصادق ص لسلامة من عمل به واعتمد عليه

الفصل السادس فيما نذكره لمن كان سفره مقدار سنة أوشهور و مايصحب معه لزيادة العبادة والسرور ودفع المحذور

ينبغي أن يصحب معه كتبنا في عمل السنة منها كتاب عمل شهر رمضان واسمه كتاب المضمار و كتاب التمام لمهام شهر الصيام و كتاب الإقبال بالأعمال الحسنة فيما يعمل مرة في السنة وهما مجلدان الأول من شهر شوال و إلي آخر ذي الحجة والثاني من شهر محرم و إلي آخر شهر شعبان فإنهما قدتضمنا من مهمات الإنسان ما هوكالفتح لأبواب الأمان والإحسان ودفع محذورات الأزمان

الفصل السابع فيما يصحبه أيضا في أسفاره من الكتب لزيادة مساره ودفع أخطاره

وينبغي أن يصحب معه كتابنا المسمي المنتقي في العوذ والرقي فإن فيه مايمكن أن يحتاج الإنسان إليه عندالأمراض والحوادث التي لايأمن المسافر هجومها عليه أقول وربما ألحقنا في آخر هذاالكتاب كتاب ابن زكريا ألذي سماه برء ساعة وسماه الكناش فهو نحو خمس قوائم وذكرنا قبله أوبعده بعض المهمات للأمراض الحادثات والتداوي بالأمور الإلهيات إن شاء الله تعالي أقول و لمااحتاج الإنسان في أسفاره إلي كتاب مروح لأسراره مثل كتاب الفرج بعدالشدة و كتاب المنامات الصادقات و كتاب البشارات بقضاء الحاجات علي يد الأئمة ع بعدالممات ويصحب معه كتاب الإهليلجة و هو كتاب مناظرة مولانا الصادق ع للهندي في معرفة الله جل جلاله بطرق غريبة عجيبة ضرورية حتي أقر الهندي بالإلهية والوحدانية ويصحب معه

كتاب المفضل بن عمر ألذي رواه عن الصادق ع في معرفة وجوه الحكمة في إنشاء العالم السفلي وإظهار أسراره فإنه عجيب في معناه ويصحب معه كتاب مصباح

[ صفحه 92]

الشريعة ومفتاح الحقيقة عن الصادق ع فإنه كتاب لطيف شريف في التعريف بالتسليك إلي الله جل جلاله والإقبال عليه والظفر بالأسرار التي اشتملت عليه فإن هذه الثلاثة كتب تكون مقدار مجلد واحد وهي كثيرة الفوائد و إن تعذرت هذه الكتب عليه فليصحب معه من أهل العلوم الربانية من يسر بمحادثته في الأمور الدينية والدنيوية

الفصل الثامن فيما نذكره من صلاة المسافرين و مايقتضي الاهتمام بها

نذكر ذلك علي الجملة دون التفصيل لأن شرح ذلك قدذكرناه في كتاب عمل اليوم والليلة المسمي كتاب فلاح السائل ونجاح المسائل .فنقول إن ألذي يسافر في طاعة الله جل جلاله والعمل بمقدس إرادته قدخفف عنه جل جلاله من الصلاة لعلمه جل جلاله بضعف الإنسان وقصور همته فيصلي الظهر ركعتين والعصر ركعتين وصلاة المغرب ثلاث ركعات كما كان يصليها في الحضر وعشاء الآخرة ركعتين والصبح ركعتين . و أماصفة مايصليه منها ركعتين فكما كان يصليها للركعتين الأوليين في الحضر ويزيد عليهما أنه يسلم في التشهد الأول ويأتي من تعقيب كل صلاة منها بما يتهيأ

له و قدذكر في كتاب فلاح السائل المهم من تعقيب الصلوات . و أماالنوافل فيسقط عنه منها نوافل الزوال ونوافل العصر ولعل ذلك لأنه وقت المسير والسلوك في الطرقات ويصلي نوافل المغرب و ماشاء من النوافل المروية بين العشاءين وبعدهما ونافلة الليل علي عادته في الحضر ويهتم بخلاص نفسه من كل خطر.أقول وإياه أن يأتي بفرائضه في الأسفار علي عجلة تقتضي ترك الاستظهار فإن الإنسان إذافعل ذلك كان كرجل عليه لسلطان أربعة وعشرون دينارا فرحمه فخفف عنه عشرين وقنع منه بأربعة دنانير فكيف يحسن في العقل والنقل ومكافأة التخفيف أن يأتي بأربعة دنانير ناقصة العيار وقيمتها دون المقدار وإنما قلنا ذلك لأن نوافل الزوال ثمان ركعات وكانت الظهر في الحضر أربع ركعات ونوافل العصر ثمان

[ صفحه 93]

ركعات والعصر أربع ركعات فهذه أربع وعشرون ركعة فقنع الله جل جلاله منها بأربع ركعات الظهر ركعتان والعصر ركعتان فكيف يأتي بها علي النقصان أقول وإياه أن يشتبه الأمر عليه في القصد بأسفاره فيسافر بالطبع والطمع والشهوات والأمور الدنيوية فيعتقد أن هذاطاعة الله جل جلاله ويقصر في صلاته و هوبهذه النية وإياه أن يكون

في جملة قصده بسفره ألذي ظاهره طاعة مولاه و هوعازم أن يعصي الله جل جلاله في شيءآخر بالسفر لفوائد دنياه فتصير الطاعة معصية وإضاعة و لايصح له التقصير في صلاته فلايغالط نفسه فإن الله جل جلاله مطلع علي إرادته

الفصل التاسع فيما نذكره مما يحتاج إليه المسافر من معرفة القبلة للصلوات نذكر منها مايختص بأهل العراق فإننا الآن ساكنون بهذه الجهات

فنقول إن كان الإنسان يريد معرفة القبلة لصلاة الصبح فيجعل مطلع الفجر في الزمان المعتدل عن يساره فتكون القبلة بين يديه و إن كان يريد القبلة لصلاة الظهر أوصلاة غيرها فإذاعرف الأفق ألذي طلعت منه الشمس فيجعله عن يساره ويستقبل وسط السماء فإذارأي عين الشمس علي طرف حاجبه الأيمن من جانب أنفه الأيمن فقد دخل وقت الصلاة لفريضة الظهر و إن أراد معرفة القبلة لصلاة العشاء فيجل غروب الشمس عن يمينه في الزمان المعتدل ويصلي فإنه يكون متوجها إلي القبلة و إن كان قدبان له الكوكب المسمي بالجدي فيجعله وراء ظهره من جانبه الأيمن و يكون مستقبل القبلة وكذا متي أراد معرفة القبلة لصلاة بالليل فيعتبر ذلك بالجدي كماذكرناه

الفصل العاشر فيما نذكر إذااشتبه مطلع الشمس عليه إن كان غيما أووجد مانعا لايعرف سمت القبلة ليتوجه إليه

نقول إذااشتبه مطلع الشمس عليه و لم يكن معه من الآلات التي ذكرها أهل العلم بذلك مايعتمد عليه فيأخذ عودا مقوما يقيمه في الأرض المستوية فإذازاد الفي ء فهو قبل الزوال و إذاشرع الفي ء في النقصان فقد زالت الشمس ودخل وقت الصلاة لفريضة الظهر و إن كان الوقت غيما أوغيره مما يمنع من معرفة القبلة

[ صفحه 94]

بالكلية و كان عنده ظن أوأمارة بجهة القبلة فيعمل عليه فإن تعذر ذلك فيعمد

علي القرعة الشرعية و لاحاجة أن يصلي إلي أربع جهات فإننا وجدنا القرعة أصلا شرعيا معولا عليه في الروايات فإن لم يحصل له بهاعلم اليقين فلابد أن يحصل له بهاظن و هوكاف في معرفة القبلة لمن اشتبهت عليه من المصلين و إن قدر أن يصحب المسافر معه كتاب دلائل القبلة لأحمد بن أبي أحمدالفقيه فإنه شامل للتعريف والتنبيه ولمعرفة القبلة من سائر الجهات و فيه كثير من المهمات .أقول وعسي يقول قائل إذاجاز أن يعمل بالقرعة عنداشتباه القبلة فلايبقي معني للفتوي بالصلاة عندالاشتباه إلي أربع جهات والجواب لعل الصلاة إلي أربع جهات لمن لم يقدر علي القرعة الشرعية و لايحفظ كيفيتها فيكون حاله كمن عدم الدلالات والأمارات علي معرفة القبلة. و من الجواب أنه إذا لم يكن للمفتي بالأربع جهات حجة إلاالحديثين المقطوعين عن الإسناد اللذين رواهما جدي الطوسي في تهذيب الأحكام فإن أحاديث العمل بالقرعة أرجح منهما وأحق بالتقديم عليهما. و من الجواب أننا اعتبرنا ماحضرنا من الروايات فلم نجد في الحال الحاضرة إلاالحديثين المشار إليهما و هذالفظهما

الحديث الأول محمد بن علي بن محبوب عن العباس عن عبد الله بن المغيرة عن إسماعيل بن عباد عن خراش

عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله ع قال قلت له جعلت فداك إن هؤلاء المخالفين علينا يقولون إذاأطبقت علينا أوأظلمت فلم نعرف السماء كنا وأنتم سواء في الاجتهاد فقال ليس كمايقولون إذا كان ذلك فليصل لأربع وجوه الحديث الثاني وروي الحسين بن سعيد عن إسماعيل بن عباد عن خراش عن بعض أصحابنا عن أبي عبد الله ع

-روایت-1-2-روایت-149-434

مثله

أقول فهذان الحديثان كماتري عن طريق واحدة وهي إسماعيل بن عباد

[ صفحه 95]

عن خراش عن بعض أصحابنا مقطوعي الإسناد.أقول و قدروي جدي الطوسي قدس الله روحه في تحري القبلة عندالاشتباه ما هوأرجح من هذين الحديثين وعسي أن يكون له عذر في ترجيح حديث الأربع جهات مع ضعفه وانقطاع سنده وظهور قوة أخبار القرعة من عدة جهات ونحن عاملون بما عرفناه و مانكلف أحدا أن يقلدنا وربكم أعلم بمن هوأهدي سبيلا

الفصل الحادي عشر فيما نذكره من الأخبار المروية بالعمل علي القرعة الشرعية

فمن ذلك مارويناه بإسنادنا إلي الثقة الصالح علي بن ابراهيم بن هاشم القمي رضي الله عنه في كتابه كتاب المبعث من نسخة تاريخها سنة أربعمائة من الهجرة النبوية فيما ذكره في سرية عبد الله بن عتيك و قدنفذهم النبي ص لقتل أبي رافع

فقال في حديثه ما هذالفظه وكانوا قبل أن يدخلوا قدتشاوروا فيمن يقتله و من يقوم علي أهل الدار بالسيف فوقعت القرعة علي عبد الله بن أنيس .أقول فهذا ماأردنا ذكره من الحديث قدتضمن عملهم علي القرعة في حياة النبي ص في مثل هذاالمهم العظيم فلو لاعلمهم أن القرعة من شريعته وأنها تدل علي المراد بها علي حقيقته كيف كانوا يعتمدون عليها ويخاطرون بنفوسهم في الرجوع إليها و من الأحاديث في العمل بالقرعة

مارويناه بعدة طرق إلي الحسن بن محبوب من كتاب المشيخة من مسند جميل عن منصور بن حازم قال سمعت أبا عبد الله ع يقول وسأله بعض أصحابنا عن مسألة فقال هذه تخرج في القرعة ثم قال و أي قضية أعدل من القرعة إذافوض الأمر إلي الله عز و جل أ ليس الله عز و جل يقول فَساهَمَ فَكانَ مِنَ المُدحَضِينَ

-روایت-1-2-روایت-127-313

. و من الأحاديث في العمل بالقرعة مارويته بعدة طرق أيضا إلي جدي أبي جعفرالطوسي فيما ذكره في كتاب النهاية فقال

روي عن أبي الحسن موسي ع و عن غيره من آبائه وأبنائه ص من قولهم كل

-روایت-1-2-روایت-75-ادامه دارد

[ صفحه 96]

مجهول ففيه القرعة قلت له إن القرعة تخطئ

وتصيب فقال كل ماحكم الله به فليس بمخطئ

-روایت-از قبل-93

.أقول فهذا يكشف أن كل مجهول ففيه القرعة و إذااشتبهت جهة القبلة فهو أمر مجهول فينبغي أن تكون فيه القرعة وسوف نذكر من صفة القرعة بعض مارويناه .فصل و قدرويت أيضا من حديث القرعة ماذكره أبونعيم الحافظ في المجلدة الأخيرة من كتاب حلية الأولياء ما هذالفظه

حدثنا أبوإسحاق بن حمزة قال حدثنا أبوالعباس أحمد بن محمد بن مسروق الصوفي قال حدثنا عبدالأعلي قال حدثناحماد بن سلمة عن عطاء الخراساني عن سعيد بن المسيب وأيوب عن محمد بن سيرين قال عمران بن حصين وقتادة وحميد عن الحسن عن عمران رضي الله عنه أن رجلا أعتق ستة مملوكين عندموته ليس له مال غيرهم فأقرع رسول الله ص بينهم فأعتق اثنين ورد أربعة في الرق

-روایت-1-2-روایت-260-378

.أقول فهذا يقتضي تحقيق العمل بالقرعة في حياة النبي ص و أنه مروي من طريقنا وطريق الجمهور فصار كالإجماع فيما أشرنا إليه .فصل ورأيت في كتاب عتيق تسميته كتاب الأبواب الدامغة تأليف أبي بشر أحمد بن ابراهيم بن أحمدالعمي ما هذالفظه قالت فاطمة بنت أسد فلما أملق أبوطالب جاءه رسول الله ص والعباس فأخذا من عياله اثنين

بالقرعة فطار سهم رسول الله ص بعلي ع فصار معه و له وأنشأه ورباه فأخذ علي ع بخلق رسول الله ص وهديه وسيرته و كان أول من آمن به وصدقه تم الحديث

[ صفحه 97]

الفصل الثاني عشر فيما نذكره من روايات في صفة القرعة الشرعية كنا ذكرناها في كتاب فتح الأبواب بين ذوي الألباب ورب الأرباب

اشاره

منها مارويناه بإسنادنا إلي الحسن بن محبوب عن علي بن رئاب عن عبدالرحمن بن سيابة قال خرجت إلي مكة ومعي متاع كثير فكسد علينا فقال بعض أصحابنا ابعث به إلي اليمن فذكرت ذلك لأبي عبد الله ع فقال لي ساهم بين مصر واليمن ثم فوض أمرك إلي الله فأي البلدين خرج اسمه في السهم فابعث إليه متاعك فقلت كيف أساهم فقال اكتب في رقعة بسم الله الرحمن الرحيم أللهم إنه لاإله إلا أنت عالم الغيب والشهادة أنت العالم و أناالمتعلم فانظر في أي الأمرين خيرا لي حتي أتوكل عليك وأعمل به ثم اكتب مصر إن شاء الله ثم اكتب في رقعة أخري مثل ذلك ثم اكتب اليمن إن شاء الله ثم اكتب في رقعة أخري مثل ذلك ثم اكتب يحبس إن شاء الله و لايبعث به إلي بلدة منهما ثم اجمع الرقاع فادفعها

إلي من يسترها عنك ثم أدخل يدك فخذ رقعة من الثلاث رقاع فأيها وقعت في يدك فتوكل علي الله واعمل بما فيها إن شاء الله

-روایت-1-2-روایت-95-841

أقول ورويت صفة مساهمة برواية أخري بإسنادنا إلي عمرو بن أبي المقدام عن أحدهما ع في المساهمة تكتب بسم الله الرحمن الرحيم أللهم فاطر السماوات و الأرض عالم الغيب والشهادة الرحمن الرحيم أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون أسألك بحق محمد وآل محمد أن تصلي علي محمد وآل محمد و أن تخرج لي خير السهمين في ديني ودنياي وعاقبة أمري وعاجله إنك علي كل شيءقدير ماشاء الله و لاحول و لاقوة إلابالله صلي الله علي محمد وآله وسلم ثم تكتب ماتريد في رقعتين و يكون الثالث غفلا ثم تجيل السهام فأيها خرج عملت عليه و لاتخالف فمن خالف لم يصنع له و إن خرج الغفل رميت به

-روایت-1-2-روایت-87-608

[ صفحه 98]

أقول صفة رواية أخري في القرعة عن الصادق ع أنه قال من أراد أن يستخير الله تعالي فليقرأ الحمد عشر مرات وإنا أنزلناه عشر مرات ثم يقول أللهم إني أستخيرك لعلمك بعواقب الأمور وأستشيرك لحسن ظني بك

في المأمون والمحذور أللهم إن كان أمري هذامما قدنيطت بالبركة إعجاز وبواديه وحفت بالكرامة أيامه ولياليه فخر لي فيه بخيرة ترد شموسه ذلولا وتقعض أيامه سرورا يا الله إما أمر فآتمر وإما نهي فأنتهي أللهم خر لي برحمتك خيرة في عافية ثلاث مرات ثم تأخذ كفا من الحصي أوسبحتك

-روایت-1-2-روایت-58-496

أقول لعل معناه أن يجعل الكف من الحصي أوالسبحة في مقام رجل آخر يقارع معه ويعزم علي ماوقعت القرعة فيعمل عليه . و في رواية أخري يقرأ الحمد مرة وإنا أنزلناه إحدي عشرة مرة ثم يدعو الدعاء ألذي ذكرناه ويقارع هو وآخر و يكون قصده أنني متي وقعت القرعة علي أحدهما أعمل عليه .

فصل فيما جربناه و فيه دلالة علي القبلة

كان قدوصف لنا صورة سمكة لطيفة من حديد قدعملت في الابتداء علي استقبال حجر المغناطيس و هو في تلك الحال في جهة القبلة وكنا إذاجعلنا ماء في طاسة أوآنية وجعلنا السمكة الحديد علي الماء استقبلت السمكة القبلة و لوأدرناها عن القبلة عادت إليها وعرفنا ذلك علي اليقين فيكون صحبة من له اهتمام بمعرفة القبلة في الأسفار مثل هذه السمكة فيستغني بها عن الخيرة و عن اختلاف الأخبار. وعندنا سمكة منها و قدأمرنا أن يقال للصانع يعمل عوض صورة السمكة صورة سفينة صغيرة لأجل نهي النبي ص عن عمل الصور التي تشبه

الحيوان وليكون عملها سفينة مأذونا فيه للصانع ولمن يحتاج إليها عندمعرفة القبلة و ما

[ صفحه 99]

عرفنا أن أحدا سبقنا إلي التماسها أن يكون صورة سفينة أو مايجري مجراها من الصور التي ليست محرمة في شريعة الإسلام

الفصل الثالث عشرة فيما نذكره من آداب الأسفار عن الصادق ابن الصادقين الأبرار ع حدث بها عن لقمان نذكر منها مايحتاج إليه الآن

روينا من كتاب المحاسن بإسناده إلي حماد بن عثمان أو ابن عيسي عن أبي عبد الله ع قال قال لقمان لابنه رضي الله عنه إذاسافرت مع قوم فأكثر استشارتهم في أمرك وأمورهم وأكثر التبسم في وجوههم وكن كريما علي زادك بينهم و إذادعوك فأجبهم و إذااستعانوا بك فأعنهم واغلبهم بثلاث طول الصمت وكثرة الصلاة وسخاء النفس بما معك من دابة أومال أوزاد و إذااستشهدوك علي الحق فاشهد لهم واجهد رأيك لهم إذااستشاروك ثم لاتعزم حتي تتثبت وتتوطن و لاتجب في مشورة حتي تقوم فيها وتقعد وتنام وتأكل وتصلي و أنت مستعمل فكرك وحكمتك في مشورتك فإن من لم يمحض النصيحة في مشورته سلبه الله رأيه ونزع عنه الأمانة و إذارأيت أصحابك يمشون فامش معهم و إذارأيتهم يعملون فاعمل معهم و إذاتصدقوا وأعطوا فأعط معهم واسمع لمن هوأكبر منك و إذاأمروا بأمر وسألوا فتبرع ثم قل نعم

و لاتقل لا فإن لاعي ولؤم و إذاتحيرتم في الطريق فقفوا وتأمروا و إذارأيتم شخصا واحدا فلاتسألوه عن طريقكم و لاتسترشدوه فإن الشخص الواحد في الفلاة مريب لعله أن يكون عينا للصوص أو أن يكون هوالشيطان ألذي حيركم واحذروا الشخصين أيضا إلا أن تروا ما لاأري فإن العاقل إذاأبصر بعينه شيئا عرف الحق منه والشاهد يري ما لايري الغائب يابني إذاجاء وقت الصلاة فلاتؤخرها لشي ء صلها واسترح منها فإنها

-روایت-1-2-روایت-94-ادامه دارد

[ صفحه 100]

دين و لاتنامن علي دابتك فإن ذلك سريع في دبرها و ليس ذلك من فعل الحكماء إلا أن تكون في محمل يمكنك التمدد لاسترخاء المفاصل و إذاقربت من المنزل فانزل عن دابتك وابدأ بعلفها قبل نفسك و إذاأردت النزول فعليك من بقاع الأرض بأحسنها لونا وألينها تربة وأكثرها عشبا فإذانزلت فصل ركعتين قبل أن تجلس و إذاأردت قضاء حاجة فابعد المذهب في الأرض و إذاارتحلت فصل ركعتين ثم ودع الأرض التي حللت بها وسلم عليها و علي أهلها فإن لكل بقعة أهلا من الملائكة و إن استطعت ألا تأكل طعاما حتي تبدأ فتتصدق منه فافعل وعليك بقراءة كتاب الله مادمت راكبا وعليك بالتسبيح مادمت عاملا

عملا وعليك بالدعاء مادمت خاليا وإياك والسير في أول الليل وعليك بالتعريس والدلجة من لدن نصف الليل إلي آخره وإياك ورفع الصوت في مسيرك

-روایت-از قبل-746

هذاآخر لفظها نقلناه كماوجدناه

[ صفحه 101]

الباب السابع فيما نذكره إذاشرع الإنسان في خروجه من الدار للأسفار و مايعمله

الفصل الأول فيما نذكره من تعيين الساعة التي يخرج فيها في ذلك النهار إلي الأسفار

اعلم أننا قدذكرنا فيما قدمناه الأيام التي تصلح لابتداء السفر بحسب مارويناه وبقي وقت الساعة التي يختارها من نهاره للتوجه في أسفاره فإنه لاريب أن الساعات تختلف حالها في السعود والنحوس بحسب مااقتضته الرحمة والحكمة الإلهية في تدبير الأفلاك والنفوس وكنا روينا في كتاب فرج المهموم في معرفة الحلال والحرام من علم النجوم قول مولانا علي ص في سعود النجوم ونحوسها وأوردنا أحاديث الأئمةص في أن النجوم دلالات علي الحادثات وأوقات السعادات والمحذورات فاقتضي ذلك تعيين وقت الساعة التي يتوجه الإنسان فيها من داره ليكون فاتحة لأبواب مساره ومصونة عن أكداره وأخطاره .فأقول إن كان ألذي يريد هذاالسفر ممن أقبل الله جل جلاله عليه وارتضاه لكشف الساعة السعيدة التي يتوجه فيها به جل جلاله إليه ويجد ذلك في سريرته فيا سعادة هذاالعبد ألذي قدبلغ حاله إلي مكاشفة الله جل جلاله بأوقات سعادته .أقول و إن لم يكن

بلغ إنعام الله جل جلاله عليه إلي هذه الحال فقد ذكرنا في كتاب الأسرار المودعة في ساعات الليل والنهار أن كل ساعة من النهار يختص بهاواحد من الأئمة الأطهار ولها دعاءان أحدهما نقلناه من خط جدي أبي جعفرالطوسي رضوان الله عليه والآخر من خط ابن مقلة المنسوب إليه و كل واحد منهم عليهم أفضل الصلوات كالخفير والحامي لساعته بمقتضي الروايات .فالساعة الأولي لمولانا علي ص والساعة الثانية لمولانا الحسن ع والساعة الثالثة لمولانا الحسين ع والساعة الرابعة لمولانا علي بن

[ صفحه 102]

الحسين ع والساعة الخامسة لمولانا محمد بن علي الباقر ع والساعة السادسة لمولانا جعفر بن محمدالصادق ع والساعة السابعة لمولانا موسي بن جعفرالكاظم ع والساعة الثامنة لمولانا علي بن موسي الرضا ع والساعة التاسعة لمولانا محمد بن علي الجواد ع والساعة العاشرة لمولانا علي بن محمدالهادي ع والساعة الحادية عشر لمولانا الحسن بن العسكري ع والساعة الثانية عشر لمولانا المهدي ص .أقول و هذه الساعات يدعو الإنسان في كل ساعة منها بما يخصها من الدعوات سواء كان نهار الصيف الكامل الساعات أونهار الشتاء القصير الأوقات لأن الدعوات تنقسم اثني عشر قسما كيف كان مقدار ذلك النهار بمقتضي الأخبار.أقول فإذااتفق خروجك للسفر في ساعة يختص

بهاأحد الأئمة الحماة الذين جعلهم الله جل جلاله سببا للنجاة فقل مامعناه أللهم بلغ مولانا فلاناص أنني أسلم عليه وأنني أتوجه إليه بإقبالك عليه في أن يكون خفارتي وحمايتي وسلامتي وكمال سعادتي ضمانها بك عليه حيث قدتوجهت في الساعة التي جعلته كالخفير فيها وحديثها في ذلك إليه .أقول وتقول إذانزلت منزلا في ساعة تختص بواحد منهم أورحلت منه فتسلم علي ذلك الإمام بما يقربك منه وتخاطبه في ضمان مايتجدد في ساعته فلو لا أن الله جل جلاله أراد ذلك منك مادلك عليه و إذاعملت بهذا هداك الله جل جلاله إليه صارت حركاتك وسكناتك في أسفارك عبادة وسعادة لدار قرارك

الفصل الثاني فيما نذكره من التحنك للعمامة

روينا ذلك من كتاب الآداب الدينية عن الطبرسي رضوان الله عليه فيما رواه عن مولانا موسي بن جعفرص أنه قال أناضامن ثلاثا لمن خرج يريد سفرا معتما تحت حنكه أن لايصيبه السرق و لاالغرق و لاالحرق ورويناه

-روایت-1-2-روایت-117-ادامه دارد

[ صفحه 103]

أيضا عن البرقي من كتاب المحاسن بإسناده إلي أبي الحسن ع

-روایت-از قبل-66

أقول و قدروينا في العمامة عندالتوجه للمهمات روايات عن أبي العباس أحمد بن عقدة في كتابه ألذي سماه كتاب الولاية وروي

فيه حديث نص مولانا وسيدنا رسول الله ص علي مولانا علي بن أبي طالب ص في يوم الغدير بالخلافة ودلالته عليه فذكر بإسناده المذكور في ذلك المكان و هو من ذخائر أهل الإيمان في ترجمة عبد الله بن بسر المازني ورواه من طريقين فقال بعدإسناده المتصل المشار إليه

عن عبد الله بن بسر صاحب رسول الله ص قال بعث رسول الله ص يوم غدير خم إلي علي فعممه وأسدل العمامة بين كتفيه و قال هكذا أيدني ربي يوم حنين بالملائكة معممين قدأسدلوا العمائم و ذلك حجر بين المسلمين و بين المشركين و رسول الله ص معتمد علي قوس له عربية فبصر برجل في آخر القوم وبيده قوس فارسية فقال ملعون حاملها عليكم بالقسي العربية ورماح القنا فإنها بهاأيد الله لكم دينكم ويمكن لكم في البلاد و قال في الحديث الآخر

-روایت-1-2-روایت-50-449

عمم رسول الله عليا يوم غدير خم عمامة سدلها بين كتفيه و قال هكذا أيدني ربي بالملائكة ثم أخذ بيده فقال أيها الناس من كنت مولاه فهذا علي مولاه والي الله من والاه وعادي الله من عاداه

.أقول هذالفظ مارويناه أردنا أن نذكره ليعلم وصف العمائم في السفر ألذي يخشاه

الفصل الثالث في التحنك بالعمامة البيضاء

ورأيت بخط جدي لأمي

ورام بن أبي فراس قدس الله روحه علي آخر

[ صفحه 104]

كتاب المنبئ عن زهد النبي ص و ليس من الكتاب ما هذالفظه

عن صفوان بن يحيي و أحمد بن محمدالبزنطي عن أبي الحسن الرضا ع قال قال رسول الله ص لو أن رجلا خرج من منزله يوم السبت معتما بعمامة بيضاء قدحنكها تحت حنكه ثم أتي إلي جبل ليزيله عن مكانه لأزاله عن مكانه

-روایت-1-2-روایت-95-224

الفصل الرابع فيما نذكره مما يدعي به

ينبغي أن تستحضر ماذكرناه في الفصل الثالث من الباب الأول من كيفية النية لتكون ذاكرا لماحررناه من معاملتك بالسفر للمراضي الإلهية وتخرج بسكينة ووقار كماتمشي لوكنت تمشي بين يدي سلطان عظيم المقدار وقلبك ملآن من جلاله ويدك متمسكة بمقدس حباله وعينك ناظرة إلي عوائد إطلاق نواله وإفضاله وعقلك محافظ علي إقباله وقل مامعناه أو مارويناه ثلاث مرات

بالله أخرج وبالله أدخل و علي الله أتوكل أللهم افتح لي في وجهي هذابخير واختم لي بخير وقني شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها إن ربي علي صراط مستقيم

-روایت-1-154

فإنه من قاله بالإخلاص يوشك أن يكون من أهل الاختصاص و هوداخل في ضمان السلامة من الندامة. فإذاوصلت إلي باب دارك فقل

مارويناه بإسنادنا إلي صباح الحذاء

قال سمعت موسي بن جعفر ع يقول لو كان الرجل منكم إذاأراد سفرا قام علي باب داره تلقاء الوجه ألذي يتوجه إليه فقرأ فاتحة الكتاب أمامه و عن يمينه و عن شماله وآية الكرسي أمامه و عن يمينه و عن شماله ثم قال أللهم احفظني واحفظ مامعي وسلمني وسلم مامعي وبلغني وبلغ مامعي ببلاغك الحسن لحفظه الله وحفظ مامعه وسلمه وسلم مامعه وبلغه الله وبلغ مامعه ثم قال ياصباح أ مارأيت الرجل يحفظ و لايحفظ مامعه ويسلم و لايسلم مامعه ويبلغ و لايبلغ مامعه قلت بلي جعلت فداك

-روایت-1-2-روایت-73-537

[ صفحه 105]

أقول وروينا بإسنادنا إلي علي بن أسباط عن أبي الحسن الرضا ع قال قال إذاخرجت من منزلك في سفر أوحضر فقل بسم الله آمنت بالله توكلت علي الله ماشاء الله لاحول و لاقوة إلابالله فتلقاه الشياطين فتضرب الملائكة وجوهها وتقول ماسبيلكم عليه و قدسمي الله وآمن به وتوكل عليه و قال ماشاء الله لاقوة إلابالله

-روایت-1-2-روایت-77-330

أقول وروينا بإسنادنا عن عبدالرحمن بن أبي هاشم عن أبي خديجة قال كان أبو عبد الله ع إذاخرج

يقول أللهم خرجت إليك و لك أسلمت وبك آمنت وعليك توكلت أللهم بارك لي في يومي هذا وارزقني قوته ونصره وفتحه وطهوره وهداه وبركته واصرف عني شره وشر ما فيه بسم الله و الله أكبر والحمد لله رب العالمين أللهم إني خرجت فبارك لي في خروجي وانفعني به و إذادخل منزله قال مثل ذلك

-روایت-1-2-روایت-72-404

أقول وروينا بإسنادنا عن أبي بصير عن أبي جعفر ع قال من قال حين يخرج من باب داره أعوذ بما عاذت به ملائكة الله من شر هذااليوم الجديد ألذي إذاغابت شمسه لم يعد من شر نفسي و من شر غيري و من شر الشياطين و من شر من نصب لأولياء الله و من شر الجن والإنس وشر السباع والهوام و من شر ركوب المحارم كلها أجير نفسي بالله من كل سوء إلاغفر الله له وتاب عليه وكفاه المهم وحجزه عن السوء وعصمه من الشر

-روایت-1-2-روایت-59-423

أقول وروينا بإسنادنا إلي معاوية بن عمار قال قال أبو عبد الله ع إذاخرجت من منزلك فقل بسم الله توكلت علي الله لاحول و لاقوة إلابالله أللهم إني أسألك خير ماخرجت له وأعوذ بك

من شر ماخرجت له أللهم أوسع علي

-روایت-1-2-روایت-70-ادامه دارد

[ صفحه 106]

من فضلك وأتمم علي نعمتك واستعملني في طاعتك واجعل رغبتي فيما عندك وتوفني علي ملتك وملة رسولك ص

-روایت-از قبل-109

أقول و في حديث آخر عن الثمالي عن أبي جعفرالباقر ع من قال حين يخرج من منزله بسم الله حسبي الله توكلت علي الله أللهم إني أسألك خير أموري كلها وأعوذ بك من خزي الدنيا وعذاب الآخرة كفاه الله ماأهمه من أمر دنياه وآخرته

-روایت-1-2-روایت-58-242

أقول وروي أنه إذاوقف علي باب داره سبح تسبيح الزهراء ع وقرأ الحمد وآية الكرسي كماقدمناه و قال أللهم إليك وجهت وجهي وعليك خلفت أهلي ومالي و ماخولتني قدوثقت بك فلاتخيبني يا من لايخيب من أراده و لايضيع من حفظه أللهم صل علي محمد وآله واحفظني فيما غبت عنه و لاتكلني إلي نفسي ياأرحم الراحمين أللهم بلغني ماتوجهت له وسبب لي المراد وسخر لي عبادك وبلادك وارزقني زيارة نبيك ووليك أمير المؤمنين والأئمة من ولده وجميع أهل بيته ع ومدني منك بالمعونة في جميع أحوالي و لاتكلني إلي نفسي و لا إلي غيري فأكل وأعطب وزودني التقوي واغفر لي في الآخرة والأولي أللهم اجعلني أوجه

من توجه إليك وتقول أيضا بسم الله وبالله وتوكلت علي الله واستعنت بالله وألجأت ظهري إلي الله وفوضت أمري إلي الله رب آمنت بكتابك ألذي أنزلت ونبيك ألذي أرسلت لأنه لايأتي بالخير إلهي إلا أنت و لايصرف السوء إلا أنت عزجارك و جل ثناؤك وتقدست أسماؤك وعظمت آلاؤك و لاإله غيرك

-روایت-1-2-روایت-14-927

.فقد روي أن من خرج من منزله مصبحا ودعا بهذا الدعاء لم يطرقه بلاء حتي يمسي ويئوب إلي منزله وكذلك من خرج في المساء ودعا به لم يطرقه بلاء حتي يصبح أويئوب إلي منزله .أقول و قداقتصرنا علي بعض مارويناه في هذه الحال فقل منه مايحتمله

[ صفحه 107]

حالك ووقتك فالناس يختلف حالهم في الاهتمام والإهمال

الفصل الخامس في ذكر مانختاره من الآداب والدعاء

اشاره

اعلم أنني رأيت أن إنعام الله جل جلاله بالدواب وتسخيرها لذوي الألباب قدوقع الغفول عنه حتي كأنها ليست منه ووجدت السائس للدابة يعرف له حق سياسته و يكون له في القلب موضع بمقدار شفقته والركيبدار يعرف له حق معرفته وحرمة إسراج الدابة وتحميلها وتقديمها لركوب صاحبها في حاجته و ليس في القلب و لا في شكر اللسان مكان لمعرفة

حق منشئها وجالبها وواهبها ومسخرها وميسرها و هذه الغفلة من الإنسان مخاطرة هائلة بغضب الله جل جلاله وبكل ماوهبه للعبد من الإحسان .أقول وينبغي للعبد إذاأكرمه مولاه أن يراعي حق إكرامه وحق ماأولاه ومتي غفل وأهمل شكر ماأنعم به عليه كان العبد مستحقا لاستعادة كل ماوصل إليه .أقول ويكشف هذابمثال نذكره ومقال نسطره فنقول لو أن الله جل جلاله ماأعطي أحدا من الخلائق في المغارب والمشارق دابة إلا أنت و كان الناس كلهم عزيزهم وذليلهم وغنيهم وفقيرهم إذاسافروا مشوا في أسفارهم علي أقدامهم وحملوا قماشهم علي ظهورهم وظهور غلمانهم و أنت معك دابة تركب عليها وتحمل قماشك للسفر عليها كيف كنت تكون في سرورك بها وتعظيم الواهب لها.فالأمر الآن علي هذه الحال لأنك تعلم أن خلقا كثيرا مالهم دابة في الأسفار ويمشون علي أقدامهم ويحملون قماش سفرهم علي ظهورهم و أما من حصل له منهم شيء من الدواب كماحصل لك فلايجوز في عقل و لانقل يليق بالصواب أن يكون إنعام الله جل جلاله علي غيرك بدابة مثل دابتك أن يسقط عنك حق الدابة التي وهبك إياها

وجعلها من جملة نعمتك فكيف ساغ في المعقول والمنقول أن يكون لسائسك و ألذي يسرج دابتك موضع من خاطرك وذكر في سرائرك أوظواهرك و الله جل جلاله المنشئ لها والمنعم بها والمسخر لها قلبك خال منه و من هديتها لك ومسيرها بك هذا لايليق بالتوفيق و أنت مخاطر في ركوبها في الطريق .أقول ولقد كنت قدخرجت في بعض الأسفار ومعنا جماعة من ذوي

[ صفحه 108]

الألباب قدتبادروا إلي ركوب الدواب ولسان حالهم يشهد عليهم أنهم غافلون عن رب الأرباب فقلت لهم لو أن هذه الدواب تكلمت وقالت لكم إنما سخرت لكم لأجل ماوهبكم الله تعالي من العقول وشرفكم به من التكليف المقبول فإذاكنتم قدأطرحتم في ركوبي حكم العقل وأدب النقل وركبتم بالطبع والغفلات فقد صرتم مثلي في سلوك الطرقات فينبغي في العدل والإنصاف أن تجروا أنفسكم مجري الدواب وتركبوني تارة وأركب عليكم تارة و إلافأنا ماسخرت لأمثالكم ممن قدعزل الله جل جلاله عن ربوبيته وأسقط حق نعمته وعرفتهم ماحضرني من كيفية السفر ألذي يكون طاعة للمراضي الإلهية

فصل

وحيث قدذكرنا حديث الدواب فلنذكر بعض ماروي في ابتداء

وجودها

فذكر محمد بن صالح مولي جعفر بن سليمان في كتاب نسب الخيل في حديث عن ابن عباس أن إسماعيل ع لمابلغ أخرج الله له من البحر مائة فرس فأقامت ترعي بمكة ماشاء الله ثم أصبحت علي بابه فرسنها وانتتجها وركبها

-روایت-1-2-روایت-87-220

وروي في حديث آخر عن مسلم بن جندب أن أول من ركب الخيل إسماعيل ع

-روایت-1-2-روایت-40-76

. و أماالدعاء عندركوب الدواب فإنه كثير في كتب الآداب لكنا نذكر منه مايسهل حفظه أو ما لايحسن الغفول عنه فنقول

روينا من كتاب المحاسن المشار إليه بإسناده عن سعد بن طريف عن الأصبغ بن نباتة رحمه الله قال أمسكت لأمير المؤمنين ع بالركاب و هويريد أن يركب فرفع رأسه ثم تبسم فقلت يا أمير المؤمنين رأيتك قدرفعت رأسك وتبسمت فقال نعم ياأصبغ أمسكت لرسول الله ص كماأمسكت لي فرفع رأسه وتبسم ثم سألته كما

-روایت-1-2-روایت-100-ادامه دارد

[ صفحه 109]

سألتني وسأخبرك كماأخبرني فقلت يا رسول الله رفعت رأسك ثم تبسمت فقال يا علي إنه ليس من أحد يركب فيذكر ماأنعم الله به عليه ثم يقرأ آية السخرة ثم يقول أستغفر الله ألذي لاإله إلا هوالحي القيوم وأتوب

إليه أللهم اغفر لي ذنوبي فإنه لايغفر الذنوب إلا أنت إلا قال الله السيد الكريم ملائكتي عبدي يعلم أنه لايغفر الذنوب غيري اشهدوا أني قدغفرت له ذنوبه

-روایت-از قبل-381

.أقول أنا أ فلانراه ع قد قال عندركوب الدابة فذكر ماأنعم الله به عليه و أماآية السخرة فإنها مذكرة للعبد بما سخر الله جل جلاله له وأحسن به إليه وهي إِنّ رَبّكُمُ اللّهُ ألّذِي خَلَقَ السّماواتِ وَ الأَرضَ فِي سِتّةِ أَيّامٍ ثُمّ استَوي عَلَي العَرشِ يغُشيِ اللّيلَ النّهارَ يَطلُبُهُ حَثِيثاً وَ الشّمسَ وَ القَمَرَ وَ النّجُومَ مُسَخّراتٍ بِأَمرِهِ أَلا لَهُ الخَلقُ وَ الأَمرُ تَبارَكَ اللّهُ رَبّ العالَمِينَ ادعُوا رَبّكُم تَضَرّعاً وَ خُفيَةً إِنّهُ لا يُحِبّ المُعتَدِينَ وَ لا تُفسِدُوا فِي الأَرضِ بَعدَ إِصلاحِها وَ ادعُوهُ خَوفاً وَ طَمَعاً إِنّ رَحمَتَ اللّهِ قَرِيبٌ مِنَ المُحسِنِينَ.

-قرآن-162-610

أقول وروي أن الصادق ع كان يقول إذاوضع رجله في الركاب سُبحانَ ألّذِي سَخّرَ لَنا هذا وَ ما كُنّا لَهُ مُقرِنِينَ ويسبح الله سبعا ويحمد الله سبعا ويهلل الله سبعا

-روایت-1-2-روایت-14-173

و في رواية صفوان بن مهران الجمال أنه ع لماركب الجمل قال بسم الله و لاحول و لاقوة إلابالله سُبحانَ ألّذِي سَخّرَ لَنا هذا وَ ما كُنّا لَهُ مُقرِنِينَ وَ إِنّا إِلي رَبّنا لَمُنقَلِبُونَ

-روایت-1-2-روایت-39-199

أقول فإذااستويت علي الدابة فقل الحمد لله ألذي هدانا للإسلام و من علينا بمحمدص سُبحانَ ألّذِي سَخّرَ لَنا هذا وَ ما كُنّا لَهُ مُقرِنِينَ

وَ إِنّا إِلي

-روایت-1-2-روایت-8-ادامه دارد

[ صفحه 110]

رَبّنا لَمُنقَلِبُونَ والحمد لله رب العالمين أللهم أنت الحامل علي الظهر والمستعان علي الأمر أللهم بلغنا بلاغا نبلغ به إلي خير بلاغا يبلغ إلي رحمتك ورضوانك ومغفرتك أللهم لاضير إلاضيرك و لاخير إلاخيرك و لاحافظ غيرك

-روایت-از قبل-230

.ذكر مانقوله نحن زيادة علي هذه العبارة عندركوب الدابة.اعلم أن النبي والأئمة ع سلكوا الناس إلي السعادات والدعوات علي قدر ماتحتمله حالهم في ضيق الأوقات والتخفيف في العبادات ونحن نقول بحسب مايحتاج إليه للإذن منهم ع للإنسان في الدعاء بمهما أفاض الله تعالي عليه فنقول وبعضه من المنقول

الحمد لله ألّذِي سَخّرَ لَنا هذا وَ ما كُنّا لَهُ مُقرِنِينَ وَ إِنّا إِلي رَبّنا لَمُنقَلِبُونَ والحمد لله رب العالمين أللهم احفظ علينا دوابنا ووطئ لنا ركابنا وسهل لنا محابنا وأنجح لنا طلابنا وسيرنا في بلادك و بين عبادك بإسعادك وإنجادك واتباع مرادك أللهم اطو لنا البعيد وسهل لنا كل صعب شديد واكفنا شر كل قريب وبعيد وضعيف ومريد وكمل لنا تحف المزيد والعمر المديد والعيش الرغيد واجعلنا من خيار العبيد المسعودين في الدنيا و يوم الوعيد

-روایت-1-453

ثم أقول أللهم إنك ابتدأتنا بخلق مانحتاج إليه من منافع الأرض والسماء وابتدأتنا بالإنشاء والنعماء وسيرتنا من لدن آدم ع

و إلي هذه الغايات في ظهور الآباء وبطون الأمهات وأقمت لهم بالأقوات والكسوات والمهمات ووقيتهم ووقيتنا من الآفات والعاهات و لم أكن ممن شرفتني بمعرفتك و لاارتضيتني لعبادتك أللهم وحيث قدشرفتني لمعرفتك وارتضيتني لخدمتك فلايكن تسييري دون ذلك التسيير و لاتدبيري دون ذلك التدبير وسيرني في سفري هذا و مابعده بالسلامة والكرامة والعناية التامة والرعاية العامة والأمن من الندامة في الدنيا و يوم القيامة واجعل أللهم حركاتنا وسكناتنا صادرة عن المعاملة بالإخلاص لك والاختصاص بك واجعل قلوبنا وعقولنا وقفا علي طاعتك وملهمة بمراقبتك واتباع إرادتك وألهمنا كل قول أوفعل يكون فيه رضاك والدخول في حماك والأمان في الدنيا و يوم

-روایت-1-2-روایت-12-ادامه دارد

[ صفحه 111]

نلقاك برحمتك ياأرحم الراحمين

-روایت-از قبل-35

[ صفحه 112]

الباب الثامن فيما نذكره

الفصل الأول فيما نذكره

روينا من كتاب المحاسن قال كان أبو عبد الله ع إذاأراد سفرا قال أللهم خل سبيلنا وأحسن تسييرنا أو قال مسيرنا وأعظم عافيتنا

-روایت-1-2-روایت-31-133

وروينا من كتاب من لايحضره الفقيه عن العلاء عن أبي عبيدة عن أحدهما ع قال قال إذاكنت في سفر فقل أللهم اجعل مسيري عبرا وصمتي تفكرا وكلامي ذكرا

-روایت-1-2-روایت-88-159

أقول وينبغي للمسافر إذاهبط أن يسبح و إذاصعد أن يكبر

فقد روي ابن بابويه عن أبي عبد الله ع قال

كان رسول الله ص في سفره إذاهبط سبح و إذاصعد كبر

-روایت-1-2-روایت-50-105

و قال رسول الله ص و ألذي نفس أبي القاسم بيده ماهلل مهلل و لاكبر مكبر علي شرف من الأشراف إلاهلل ماخلفه وكبر ما بين يديه بتهليله وتكبيره حتي يبلغ مقطع التراب

-روایت-1-2-روایت-25-179

وروي في لفظ التكبير إذاعلوت تلعة أوأكمة أوقنطرة فقل الله أكبر

-روایت-1-ادامه دارد

[ صفحه 113]

الله أكبر الله أكبر لاإله إلا الله و الله أكبر والحمد لله رب العالمين أللهم لك الشرف علي كل شرف ثم تقول خرجت بحول الله وقوته بغير حول مني و لاقوة لكن بحول الله وقوته برئت إليك يارب من الحول والقوة أللهم إني أسألك بركة سفري هذا وبركة أهله أللهم إني أسألك من فضلك الواسع رزقا حلالا طيبا تسوقه إلي و أناخافض في عافية بقوتك وقدرتك أللهم سرت في سفري هذابلا ثقة مني لغيرك و لارجاء لسواك فارزقني في ذلك شكرك وعافيتك ووفقني لطاعتك وعبادتك حتي ترضي و بعدالرضا

-روایت-از قبل-504

الفصل الثاني فيما نذكره من العبور علي القناطر والجسور و ما في ذلك من الأمور

اعلم أن الإنسان علي نفسه بصيرة ونفسه لله جل جلاله وهي في يد العبد أمانة يجب حفظها لمالكها من الأخطار الكثيرة واليسيرة فإذاوصل إلي قنطرة أوجسر مخوف فينزل إن كان راكبا عن

دابته ويستظهر في سلامته و لايمتنع من النزول أماللكسل أوللرياء والسمعة حتي لايراه أحد قدنزل أولئلا يقال إنه ذليل أوضعيف أوجبان فإن الاحتياط للسلامة والأمان أليق بالعاقل الكامل من أن يرضي بركوب الخطر من النقصان والتفريط بنفسه التي هي أمانة لمولاه وإنه جل جلاله مسائله عن حفظها يوم يلقاه و أما ما يقول المسافر من الأذكار

فقد روي أن علي كل قنطرة شيطانا للعبث بالإنسان فيقول بسم الله أللهم ادحر عني الشيطان

-روایت-1-2-روایت-11-97

. هذالفظ مارويناه و إن شاء أن يقول زيادة علي ماذكرناه

أللهم إن الشياطين والأشرار من الجن الروحانيين يروني و أنا لاأراهم و أنت تراهم و لايصح أن يروك و قدجعلت يا الله في مقابلة رؤيتهم لي و أنا لاأراهم رؤيتك لهم و لايرونك فامنعهم بعلمك بهم ورؤيتك لهم عن أذيتنا وبقدرتك عن تغيير ماوهبتنا من نعمتك برحمتك وعنايتك وخفف عنا بذلك عقاب معصيتك و أن يشغلونا عن

-روایت-1-ادامه دارد

[ صفحه 114]

طاعتك وتول عبورنا علي هذه القناطر بأمرك ونصرك الباهر القاهر وعفوك الشامل الغامر وإحسانك في الباطن والظاهر إنك أرحم الراحمين وأكرم الأكرمين

-روایت-از قبل-155

الفصل الثالث فيما نذكره مما يتفأل به المسافر ويخاف الخطر منه و مايدفع ذلك عنه

روينا من كتاب من لايحضره الفقيه بإسناده

إلي أبي الحسن مولانا موسي بن جعفر ع قال الشؤم للمسافر في طريقه في خمسة الغراب الناعق عن يمينه الناشر لذنبه والذئب العاوي ألذي يعوي في وجه الرجل و هومقع علي ذنبه يعوي ثم يرتفع ثم ينخفض ثلاثا والظبي السانح من يمين إلي شمال والبومة الصارخة والمرأة الشمطاء تلقي فرجها والأتان العضباء يعني الجدعاء و في رواية كتاب المحاسن

-روایت-1-2-روایت-94-395

والأتان الجدعاء يعني العضباء فمن أوجس في نفسه منهن شيئا فليقل اعتصمت بك يارب من شر ماأحذر في نفسي فاعصمني من ذلك قال فيعصمه من ذلك وزاد في كتاب المحاسن إن شاء الله

وكذا وجدنا في الروايتين خمسة وهي ستة فلعله من غلط الناسخ أوالرواة

[ صفحه 115]

الباب التاسع فيما نذكره إذا كان سفره في سفينة أوعبوره فيها و مايفتح علينا من مهماتها و فيه فصول

الفصل الأول فيما نذكره

روينا أنه إذاركب في سفينة فيكبر الله جل جلاله مائة تكبيرة ويصلي علي محمد وآل محمدص مائة مرة ويلعن ظالمي آل محمد ع مائة مرة و يقول بسم الله وبالله والصلاة علي رسول الله ص و علي الصادقين أللهم أحسن مسيرنا وعظم أجورنا أللهم بك انتشرنا وإليك توجهنا وبك آمنا وبحبلك اعتصمنا وعليك توكلنا أللهم أنت ثقتنا ورجاؤنا وناصرنا لاتحل بنا ما لانحب أللهم بك نحل وبك نسير أللهم خل سبيلنا وأعظم عافيتنا أنت الخليفة في الأهل

والمال و أنت الحامل في الماء و علي الظهر و قال اركبوا فيهابسم الله مجراها ومرساها إن ربي لغفور رحيم و ماقدروا الله حق قدره و الأرض جميعا قبضته يوم القيامة والسماوات مطويات بيمينه سبحانه و تعالي عما يشركون أللهم أنت خير من وفد إليه الرجال وشدت إليه الرحال فأنت سيدي أكرم مزور وأكرم مقصود و قدجعلت لكل زائر كرامة ولكل وافد تحفة فأسألك أن تجعل تحفتك إياي فكاك رقبتي من النار واشكر سعيي وارحم مسيري من أهلي بغير من مني عليك بل لك المنة علي إذ جعلت لي سبيلا إلي زيارة وليك وعرفتني فضله وحفظتني في ليلي ونهاري حتي بلغتني هذاالمكان و قدرجوتك فلاتقطع رجائي وأملتك فلاتخيب أملي واجعل مسيري هذاكفارة لذنوبي ياأرحم الراحمين

-روایت-1-2-روایت-8-1114

أقول و إن كان قصده بركوب السفينة غيرالزيارة فيغير اللفظ بما يليق بسفره من العبارة

[ صفحه 116]

الفصل الثاني فيما نذكره من الإنشاء

يقول أللهم إنك قلت هُوَ ألّذِي يُسَيّرُكُم فِي البَرّ وَ البَحرِ وحيث كنت ياأرحم الراحمين وأكرم الأكرمين المتولي لتسييرنا فكن أللهم المتولي لحسن تدبيرنا وكمال سرورنا ودفع محذورنا والرحمة لنا والعناية بنا في جميع أمورنا ومدنا في تسييرك في البحر في السر والجهر بالنصر وجبر الكسر وشد الأزر وصلاح الأمر والبر واليسر برحمتك ياأرحم الراحمين

-روایت-1-357

أقول ورأيت في أخبار الأخيار عندركوب

البحار أن الريح عصفت بهم حتي أشرفوا علي الهلاك وعجزوا عن الاستدراك فقالوا لواحد منهم يثقون بدينه ويعرفون قوة يقينه ادع لنا بالسلامة فقال أنا لاأعارض الله تعالي في ملكه وفلكه فقالوا إن لم تتداركنا بأدعيتك وشفاعتك و إلاذهبت أدياننا وأبداننا فنظر إلي البحر و قال أللهم قدأريتنا قدرتك فأرنا عفوك فسكن البحر. فقال له بعض أصحابه كيف وصلتم إلي هذاالحال من تعجيل إجابة السؤال قال إنا تركنا لله جل جلاله مانريد نحن لأجل مايريد هو جل جلاله فصار إذاعرضت إليه حاجة جل جلاله ترك مايريد هولأجل مانريد نحن .أقول وحدثني أبوالفخر بن قرة رحمه الله و كان رجلا صالحا أنه ركب في بعض مراكب البحار فأشرف أهل المركب علي الأخطار لقوة الرياح و كان معهم رجل معروف بالصلاح فاستغاثوا به فكتب في رقعة لطيفة شيئا ورماه في البحر فسكن الهواء وزال الابتلاء فاجتهدنا أن يعرفنا ماكتب فامتنع من ذلك وخرجنا من المركب وتبعته من بلد إلي بلد ليعرفني ماكتب فلما ألححت عليه قال و الله ماكتبت غيرسورة قل هو الله أحد.أقول أنا و لاريب أنه كتبها بالإخلاص فكانت سبب الخلاص و لوكتب اسم

الله الأعظم الأرحم الأكرم لكفي في النجاة والظفر بالعز والجاه

[ صفحه 117]

الفصل الثالث في النجاة في السفينة بآيات من القرآن نذكرها ليقتدي بها أهل الإيمان

ورأيت في المجلد السابع من معجم البلدان للحموي في ترجمة محمد بن السائب الكلبي ما هذالفظه وحدث هشام عن أبيه محمد بن السائب قال كنت يوما بالحيرة فوثب إلي رجل فقال أنت الكلبي قلت نعم قال مفسر القرآن قلت نعم قال فأخبرني عن قول الله عز و جل وَ إِذا قَرَأتَ القُرآنَ جَعَلنا بَينَكَ وَ بَينَ الّذِينَ لا يُؤمِنُونَ بِالآخِرَةِ حِجاباً مَستُوراً ما ذلك القرآن ألذي كان رسول الله ص إذاقرأه حجب عن عدوه من الجن والإنس . قال قلت لاأدري قال فتفسر القرآن و أنت لاتعلمه . قلت أخبرني قال آية من الكهف وآية من الجاثية وآية في النحل قلت الآيات في هذه السور كثيرة فقال قوله تعالي أَ فَرَأَيتَ مَنِ اتّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ وَ أَضَلّهُ اللّهُ عَلي عِلمٍ وَ خَتَمَ عَلي سَمعِهِ وَ قَلبِهِ وَ جَعَلَ عَلي بَصَرِهِ غِشاوَةً فَمَن يَهدِيهِ مِن بَعدِ اللّهِ أَ فَلا تَذَكّرُونَ و قوله عز و جل وَ مَن أَظلَمُ مِمّن ذُكّرَ بِآياتِ رَبّهِ فَأَعرَضَ عَنها وَ نسَيِ َ ما قَدّمَت يَداهُ إِنّا جَعَلنا عَلي قُلُوبِهِم أَكِنّةً أَن يَفقَهُوهُ وَ فِي آذانِهِم وَقراً وَ إِن تَدعُهُم إِلَي الهُدي فَلَن يَهتَدُوا إِذاً أَبَداً و قوله تعالي أُولئِكَ الّذِينَ طَبَعَ اللّهُ عَلي قُلُوبِهِم وَ سَمعِهِم وَ أَبصارِهِم وَ أُولئِكَ هُمُ الغافِلُونَ. ثم

التفت فلم أره فكأنما ابتلعته الأرض فصرت إلي مجلس من مجالسي فتحدثت بهذا الحديث . فلما كان بعدمدة صار إلي رجل ممن حضر مجلسي فقال لي خرجت من الكوفة أريد بغداد وخرجت معي سفائن ست وكانت سفينتي السابعة فقرأت هذه

-قرآن-262-363-قرآن-611-799-قرآن-817-1039-قرآن-1055-1156

[ صفحه 118]

الآيات في سفينتي فنجوت وقطع الست . قال وضرب الدهر ضربانه وأتاني رجل بعدسنين كثيرة فسلم علي و قال أناعتيقك ومولاك قال قلت كيف يكون ذلك و أنت رجل من العرب قال غزوت الديلم فأسرت فكنت فيهم عشر سنين فذكرت الآيات فقرأتها فخرجت أرسف في قيودي ومررت علي الموكلة بنا من السجانين وغيرهم فما عرض لي أحد منهم حتي صرت إلي بلاد الإسلام فأنا عتيقك ومولاك

الفصل الرابع فيما نذكره مما يمكن أن يكون سببا لماقدمناه من الصلاة علي محمد وآله ص

رويت عن شيخي محمد بن النجار متقدم أهل الحديث بالمدرسة المستنصرية و كان محافظا علي مقتضي عقيدته فيما رواه لنا من الأخبار النبوية من كتابه ألذي جعله تذييلا علي تاريخ الخطيب فقال في ترجمة الحسن بن أحمدالمحمدي أبي محمدالعلوي ما هذالفظه حدث عن القاضي أبي محمد الحسن بن عبدالرحمن بن خلاد الرامهرمزي و أبي عبد الله الغالبي وبكر بن أحمد بن مخلد روي عنه أبو عبد الله

الحسين بن الحسن بن زيد الحسيني القصبي أنبأنا القاضي أبوالفتح محمد بن أحمد بن بختيار الواسطي قال كتب إلي أبو جعفر محمد بن الحسن بن محمدالهمداني قال أخبرنا السيد أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن زيد الحسيني القصبي بقراءتي عليه بجرجان قال حدثناالشريف أبو محمد الحسن بن أحمدالعلوي المحمدي ببغداد في شهر رمضان من سنة خمس وعشرين وأربعمائة قال حدثناالقاضي أبو محمد الحسن بن عبدالرحمن بن خلاد وبكر بن أحمد بن مخلد و أبو عبد الله الغالبي قالوا حدثنا محمد بن هارون المنصوري العباسي حدثنا أحمد بن شاكر حدثنايحيي بن أكثم القاضي حدثناالمأمون عن عطية العوفي عن ثابت البناني عن أنس بن مالك عن النبي ص أنه قال لماأراد الله عز و جل أن يهلك قوم نوح ع أوحي الله

-روایت-1-2-روایت-1040-ادامه دارد

[ صفحه 119]

إليه أن شق ألواح الساج فلما شقها لم يدر مايصنع بهافهبط جبرئيل ع فأراه هيئة السفينة ومعه تابوت فيه مائة ألف مسمار وتسعة وعشرون ألف مسمار فسمر بالمسامير كلها السفينة إلي أن بقيت خمسة مسامير فضرب بيده إلي مسمار منها فأشرق في يده وأضاء كمايضي ء الكوكب الدري في أفق السماء فتحير من ذلك نوح فأنطق الله ذلك المسمار بلسان طلق ذلق فقال

علي اسم خير الأنبياء محمد بن عبد الله فهبط عليه جبرئيل فقال له ياجبرئيل ما هذاالمسمار ألذي مارأيت مثله قال هذاباسم خير الأولين والآخرين محمد بن عبد الله أسمره في أولها علي جانب السفينة اليمين ثم ضرب بيده علي مسمار ثان فأشرق وأنار فقال نوح و ما هذاالمسمار قال مسمار أخيه و ابن عمه علي بن أبي طالب فأسمره علي جانب السفينة اليسار في أولها ثم ضرب بيده إلي مسمار ثالث فزهر وأشرق وأنار فقال هذامسمار فاطمة فأسمره إلي جانب مسمار أبيها ثم ضرب بيده إلي مسمار رابع فزهر وأنار فقال هذامسمار الحسن فأسمره إلي جانب مسمار أبيه ثم ضرب بيده إلي مسمار خامس فأشرق وأنار وبكي فقال ياجبرئيل ما هذه النداوة فقال هذامسمار الحسين بن علي سيد الشهداء فأسمره إلي جانب مسمار أخيه ثم قال النبي ص وَ حَمَلناهُ عَلي ذاتِ أَلواحٍ وَ دُسُرٍ قال النبي ص الألواح خشب السفينة ونحن الدسر لولانا ماسارت السفينة بأهلها

-روایت-از قبل-1205

يقول أبوالقاسم علي بن موسي بن جعفر بن محمد بن محمدالطاوس مصنف

[ صفحه 120]

هذاالكتاب وإنما ذكرت هذاالحديث لأنه برواية محمد بن النجار ألذي هو من أعيان أهل الحديث

من الأربعة المذاهب وثقاتهم وممن لايتهم فيما يرويه من فضائل أهل البيت ع وعلو مقاماتهم و مارأيته و لارويته من طريق شيعتهم إلي الآن . و إذا كان نجاة سفينة نوح بأهلها وهم أصل كل من بقي من ولد آدم صلوات الله عليه فلاعجب إذاصلي الإنسان عليهم عندركوب كل سفينة شكرا لعلو مقاماتهم و ماظفرنا به من النجاة ببركاتهم و إن اختار كل من ركب في سفينة وخاف من أخطارها ومعاطبها أن يكتب علي جوانبها في المواضع التي كانت أسماؤهم في سفينة نوح س توسلا وتوصلا في الظفر بما انتهت في النجاة سفينة نوح إليه أويكتبه في رقاع ويلصقها في جوانب سفينة ركوبه فلايبعد من فضل الله جل جلاله أن يظفره بمطلوبه وإدراك محبوبه إن شاء الله تعالي

الفصل الخامس فيما نذكره من دعاء دعا به من سقط من مركب في البحار فنجاه الله تعالي من تلك الأخطار

وجدت في كتاب المستغيثين بإسناده أن رجلا كان في مركب فسقط في البحر فقال ثلاث مرات ياحي لاإله إلا أنت فسمع أهل المركب مناديا ينادي لبيك لبيك نعم الرب ناديت ثم اختطف من البحر.فصل و قدعرفت أن يونس بن متي ع لما قال في البحرلا إِلهَ إِلّا أَنتَ سُبحانَكَ إنِيّ كُنتُ مِنَ الظّالِمِينَنجاه الله برحمته إنه أرحم الراحمين

فقل كما قال فإنه جل جلاله قال وَ كَذلِكَ ننُجيِ المُؤمِنِينَ

-قرآن-244-304-قرآن-378-408

الفصل السادس فيما نذكره من دعاء ذكر في تاريخ أن المسلمين دعوا به فجازوا علي بحر وظفروا بالمحاربين

و هو ياأرحم الراحمين ياكريم ياحليم ياأحد ياصمد ياحي يامحيي الموتي ياحي ياقيوم لاإله إلا أنت ياربنا

-روایت-1-112

[ صفحه 121]

الفصل السابع فيما نذكره عن مولانا علي ص

يقرأاللّهُ ألّذِي نَزّلَ الكِتابَ وَ هُوَ يَتَوَلّي الصّالِحِينَوَ ما قَدَرُوا اللّهَ حَقّ قَدرِهِ وَ الأَرضُ جَمِيعاً قَبضَتُهُ يَومَ القِيامَةِ وَ السّماواتُ مَطوِيّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبحانَهُ وَ تَعالي عَمّا يُشرِكُونَ.أقول و قدذكر الله جل جلاله في حال الخائفين من الغرق في البحار و أن الإخلاص في الدعاء كان سبب نجاتهم من الماء والهواء فقال جل جلاله فَإِذا رَكِبُوا فِي الفُلكِ دَعَوُا اللّهَ مُخلِصِينَ لَهُ الدّينَ فَلَمّا نَجّاهُم إِلَي البَرّ إِذا هُم يُشرِكُونَفالمهم الإخلاص في الدعاء لمن يقول للشي ء كن فيكون

-قرآن-5-64-قرآن-65-219-قرآن-362-477

الفصل الثامن فيما نذكره

روينا عن أحمد بن محمدالبرقي من كتاب المحاسن في باب دعاء الضال عن الطريق بإسناده عن علي بن أبي حمزة عن أبي بصير عن أبي عبد الله ع قال إذاضللت في الطريق فناد ياصالح أو يا أباصالح أرشدونا إلي الطريق رحمكم الله

-روایت-1-2-روایت-153-235

قال عبيد بن الحسين الزرندي فأصابنا ذلك فأمرنا بعض من معنا أن يتنحي وينادي قال فتنحي ونادي ثم أتانا فأخبرنا أنه سمع صوتا دقيقا يقول الطريق يمنة

[ صفحه 122]

أو قال يسرة فوجدناه كما قال .كذا وجدنا الحديث ياصالح أو يا أباصالح و يكون السهو من الراوي وكذا قوله الطريق يمنة أويسره و يكون الشك ممن رواه . و من الكتاب قال حدثني أبي أنهم حادوا عن الطريق بالبادية ففعلنا ذلك فأرشدونا و قال صاحبنا سمعت صوتا دقيقا يقول الطريق

إلي يمنة فأخبرني و لم يخبر الجماعة فقلت خذوا يمنة فأخذنا يمنة فما سرنا إلاقليلا حتي عارضنا الطريق .

و من ذلك بإسناده إلي أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر ع قال من نفرت به دابة فقال هذه الكلمات ياعباد الله الصالحين أمسكوا علي رحمكم الله يا في ع ح و ياه أه ح

-روایت-1-2-روایت-67-176

قال ثم قال أبو جعفر ع إن البر موكل به أر ع ح والبحر موكل به ه وم ح

-روایت-1-2-روایت-29-82

. قال قال عمر بن عبدالعزيز أحد رواة الحديث فقلت أنافعلت ذلك في بغال ضلت فجمعها لي .

و من ذلك بإسناده عن أبي عبيدة الحذاء قال كنت مع أبي جعفر ع فضل بعيري فقال صل ركعتين وقل كماأقول أللهم راد الضالة هاديا من الضلالة رد علي ضالتي فإنها من فضل الله وعطائه ثم إن أبا جعفر ع أمر غلامه فشد علي بعير من إبله محمله ثم قال يا أباعبيدة تعال اركب فركبت مع أبي جعفر فلما سرنا فإذاسواد علي الطريق فقال يا أباعبيدة هذابعيرك فإذا هو

-روایت-1-2-روایت-48-ادامه دارد

[ صفحه 123]

بعيري

-روایت-از قبل-9

أقول وروي عن الصادق ع أن البر موكل به صالح والبحر موكل به حمزة

-روایت-1-2-روایت-28-73

وروي البرقي عن النبي ص أنه

قال إذاأخطأتم الطريق فتيامنوا

-روایت-1-2-روایت-41-70

.أقول و إن احتاج إلي القرعة أوالاستخارة في معرفة الطريق فإنه من التوفيق

الفصل التاسع فيما نذكره من تصديق صاحب الرسالة أن في الأرض من الجن من يدل علي الطريق

روينا ذلك من كتاب المحاسن بإسناده عن عمر بن يزيد قال ضللنا سنة من السنين ونحن في طريق مكة فأقمنا ثلاثة أيام نطلب الطريق فلم نجده فلما أن كان في اليوم الثالث و قدنفد ما كان معنا فتحنطنا وتكفنا بأزرنا أزر إحرامنا فقام رجل منا فنادي ياصالح يا أبا الحسن فأجابه مجيب من بعدفقلنا من أنت يرحمك الله فقال أنا من النفر الذين قال الله تعالي في كتابه وَ إِذ صَرَفنا إِلَيكَ نَفَراً مِنَ الجِنّ يَستَمِعُونَ القُرآنَ إلي آخر الآيات و لم يبق منهم غيري و أنامرشد الضلال من الطريق قال فلم نزل نتبع الصوت حتي خرجنا إلي الطريق

-روایت-1-2-روایت-60-555

أقول ورأيت بخط جدي المسعود ورام بن أبي فراس قدس الله جل جلاله روحه ونور ضريحه في المعني ألذي ذكرناه ما هذالفظ ماوجدناه

وروي عن محمد بن علي الباقر ع أن قوما خرجوا في سفر فتوسطوا مفازة في يوم قائظ فهجر

-روایت-1-2-روایت-36-ادامه دارد

[ صفحه 124]

عليهم النهار و قدنفد الماء والزاد فأشرفوا علي الهلكة عطشا فتلقوا أصول الشجر فإذا رجل عليه بياض الثياب وقف عليهم فقال سلام فقالوا سلام

قال ماحالكم قالوا ماتري قال أبشروا بالسلامة فإني رجل من الجن أسلمت علي يد أبي القاسم محمدص فسمعته يقول المؤمن أخو المؤمن عينه ودليله فما كنتم لتهلكوا بحضرتي اتلوني قال فتلوناه فأوردنا علي ماء وكلاء فأخذنا حاجتنا ومضينا

-روایت-از قبل-383

.أقول أنا و هذا من معجزاته ع وكراماته

الفصل العاشر فيما نذكره إذاخاف في طريقه من الأعداء واللصوص و هو من أدعية السر المنصوص

اشاره

ياآخذا بنواصي خلقه والسافع بها إلي قدرته والمنفذ فيهاحكمه وخالقها وجاعل قضائه لها غالبا إني مكيد لضعفي ولقوتك علي من كادني تعرضت لك فإن حلت بيني وبينهم فذلك ماأرجو و إن أسلمتني إليهم غيروا مابي من نعمتك ياخير المنعمين لاتجعل أحدا مغيرا نعمك التي أنعمت بها علي سواك و لاتغيرها أنت ربي و قدتري ألذي نزل بي فحل بيني و بين شرهم بحق ما به تستجيب الدعاء يا الله رب العالمين

-روایت-1-409

[ صفحه 125]

و يقول أيضا بسم الله وبالله و من الله و إلي الله و في سبيل الله أللهم إليك أسلمت نفسي وإليك وجهت وجهي وإليك ألجأت ظهري وإليك فوضت أمري فاحفظني بحفظ الإيمان من بين يدي و من خلفي و عن يميني و عن شمالي و من فوقي و من تحتي وادفع عني بحولك وقوتك فإنه لاحول و لاقوة إلابالله العلي العظيم

-روایت-1-323

فقد روي عن زين العابدين ع

أنه قال ماأبالي إذا قلت هذه الكلمات لواجتمع علي الجن والإنس

-روایت-1-2-روایت-42-101

ذكر آيات يحتجب الإنسان بها من أهل العداوات

تومئ بيدك اليمني إلي من تخاف شره وتقول وَ جَعَلنا مِن بَينِ أَيدِيهِم سَدّا وَ مِن خَلفِهِم سَدّا فَأَغشَيناهُم فَهُم لا يُبصِرُونَإِنّا جَعَلنا عَلي قُلُوبِهِم أَكِنّةً أَن يَفقَهُوهُ وَ فِي آذانِهِم وَقراً وَ إِن تَدعُهُم إِلَي الهُدي فَلَن يَهتَدُوا إِذاً أَبَداًأُولئِكَ الّذِينَ طَبَعَ اللّهُ عَلي قُلُوبِهِم وَ سَمعِهِم وَ أَبصارِهِم وَ أُولئِكَ هُمُ الغافِلُونَأَ فَرَأَيتَ مَنِ اتّخَذَ إِلهَهُ هَواهُ وَ أَضَلّهُ اللّهُ عَلي عِلمٍ وَ خَتَمَ عَلي سَمعِهِ وَ قَلبِهِ وَ جَعَلَ عَلي بَصَرِهِ غِشاوَةً فَمَن يَهدِيهِ مِن بَعدِ اللّهِ أَ فَلا تَذَكّرُونَوَ إِذا قَرَأتَ القُرآنَ جَعَلنا بَينَكَ وَ بَينَ الّذِينَ لا يُؤمِنُونَ بِالآخِرَةِ حِجاباً مَستُوراً وَ جَعَلنا عَلي قُلُوبِهِم أَكِنّةً أَن يَفقَهُوهُ وَ فِي آذانِهِم وَقراً وَ إِذا ذَكَرتَ رَبّكَ فِي القُرآنِ وَحدَهُ وَلّوا عَلي أَدبارِهِم نُفُوراً

-قرآن-46-137-قرآن-138-272-قرآن-273-374-قرآن-375-563-قرآن-564-815

[ صفحه 126]

الفصل الحادي عشر فيما نذكره مما يكون أمانا من اللص إذاظفر به ويتخلص من عطبه

رأيت في كتاب المستغيثين بإسناده إلي رجل من الأنصار و هو أبومغلق لقيه لص فأراد أخذه فسأله أن يصلي أربع ركعات فتركه فصلاها وسجد و قال في سجوده ياودود ياذا العرش المجيد يافعالا لمايريد أسألك بعزتك التي لاترام وملكك ألذي لايضام وبنورك ألذي ملأ أركان عرشك أن تكفيني شر هذااللص يامغيث أغثني وكرر هذاالدعاء ثلاث مرات فإذابفارس قدأقبل بيده حربة فقتل اللص و قال له أناملك من السماء الرابعة و إن من صنع كماصنعت أستجيب له مكروبا كان أو غيرمكروب . و من الكتاب المذكور

بإسناده عن زيد بن حارثة أنه ظفر به لص وأراد قتله فقال له دعني أصلي ركعتين فخلاه فلما فرغ منهما قال ياأرحم الراحمين فسمع اللص قائلا يقول له لاتقتله فعاد فقال ياأرحم الراحمين فسمع اللص قائلا يقول له لاتقتله فقال مرة ثالثة ياأرحم الراحمين فإذابفارس في يده حربة في رأسها شعلة من نار فقتل بهااللص ثم قال للمأخوذ لما قلت ياأرحم الراحمين كنت في السماء السابعة فلما قلت ثانية كنت في السماء الدنيا فلما قلت مرة ثالثة ياأرحم الراحمين أتيتك

الفصل الثاني عشر فيما نذكره من دعاء قاله مولانا علي ع

رأيت في الجزء الرابع من كتاب دفع الهموم والأحزان تأليف أحمد بن داود النعماني قال ابن عباس قلت لأمير المؤمنين ع ليلة صفين أ ماتري الأعداء قدأحدقوا بنا فقال و قدراعك هذا قلت نعم فقال أللهم إني أعوذ بك أن أضام في سلطانك أللهم إني أعوذ بك أن أضل في هداك أللهم إني أعوذ بك

-روایت-1-2-روایت-102-ادامه دارد

[ صفحه 127]

أن أفتقر في غناك أللهم إني أعوذ بك أن أضيع في سلامتك أللهم إني أعوذ بك أن أغلب والأمر لك

-روایت-از قبل-101

أقول أنافكفاه الله جل جلاله أمرهم

الفصل الثالث عشر فيما نذكره من أن المؤمن إذا كان مخلصا أخاف الله منه كل شيء

روينا ذلك بإسنادنا إلي البرقي من كتابه كتاب المحاسن عن صفوان الجمال قال قال أبو عبد الله ع إن المؤمن يخشع له كل شيء ويهابه كل شيء ثم قال إذا كان مخلصا لله أخاف الله منه كل شيء حتي هوام الأرض وسباعها وطير السماء وحيتان البحر

-روایت-1-2-روایت-102-252

فمن ذلك مارويناه من كتاب الرجال للكشي و قدذكرناه في كتاب الكرامات و لم يحضرنا لفظه فنذكر الآن معناه أن بعض خواص مولانا علي ع من شيعته كان قدسجد فتطوق أفعي علي حلقه فلم يتغير عن حال سجوده ومراقبة معبوده حتي انفصل الأفعي من

رقبته بغير حيلة منه بل بفضل الله جل جلاله ورحمته . و من ذلك مارأيناه مرويا عن علي الزاهد بن الحسن بن الحسن بن الحسن السبط ع أنه كان قائما في الصلاة فانحدر أفعي من رأس جبل فصعد علي ثيابه ودخل من زيقه وخرج من تحت ثيابه فلم يتغير عن حال صلاته ومراقبته لمالك حياته . و من ذلك مارأيناه في كتاب السفراء و قدنقلناه بلفظه في كتاب الكرامات ونذكر هاهنا بعض معناه أن عليا بن عاصم الزاهد كان يزور الحسين ع قبل عمارة مشهده بالناس فدخل سبع إليه فلم يهرب منه ورأي كف

[ صفحه 128]

السبع منتفخة بقصبة قددخلت فيهافأخرج القصبة منه وعصر كف السبع وشده ببعض عمامته و لم يقف من الزوار لذلك سواه . و من ذلك ماعرفناه نحن و هو أن بعض الجوار والعيال جاءوني ليلة وهم منزعجون وكنت إذ ذاك مجاورا بعيالي لمولانا علي ع فقالوا قدرأينا مسلخ الحمام تطوي الحصر ألذي فيه وتنشر و مانبصر من يفعل ذلك فحضرت عند باب المسلخ و قلت سلام عليكم قدبلغني عنكم ما قدفعلتم ونحن جيران مولانا علي

ع وأولاده وضيفانه و ماأسأنا مجاورتكم فلاتكدروا علينا مجاورته ومتي فعلتم شيئا من ذلك شكوناكم إليه فلم نعرف منهم تعرضا لمسلخ الحمام بعد ذلك أبدا. و من ذلك أن ابنتي الحافظة الكاتبة شرف الأشراف كمل الله تعالي لها تحف الألطاف عرفتني أنها تسمع سلاما عليها ممن لاتراه فوقفت في الموضع فقلت سلام عليكم أيها الروحانيون فقد عرفتني ابنتي شرف الأشراف بالتعرض لها بالسلام و هذاالإنعام مكدر علينا ونحن نخاف منه أن ينفر بعض العيال منه ونسأل أن لاتتعرضوا لنا بشي ء من المكدرات وتكونوا معنا علي جميل العادات فلم يتعرض لها أحد بعد ذلك بكلام . و من ذلك أنني كنت أصلي المغرب بداري بالحلة فجاءت حية فدخلت تحت خرقة كانت عندموضع سجودي فتممت الصلاة و لم تتعرض لي بسوء وقتلتها بعدفراغي من الصلاة و هذاأمر معلوم يعرفه من رآه أورواه

الفصل الرابع عشر فيما نذكره إذاخاف من المطر في سفره وكيف يسلم من ضرره و إذاعطش كيف يغاث ويأمن من خطره

وروينا بإسنادنا إلي عبد الله بن جعفرالحميري في كتاب دلائل الرضا ع بإسناد الحميري إلي سليمان الجعفري إلي أبي الحسن الرضاص قال كنت معه و هويريد بعض أمواله فأمر غلاما له يحمل له قباء فعجبت من ذلك و قلت مايصنع به فلما

صرنا في بعض الطريق نزلنا إلي الصلاة وأقبلت السماء فألقوا القباء علي و عليه وخر ساجدا فسجدت معه ثم رفعت رأسي وبقي ساجدا فسمعته يقول يا رسول الله يا رسول الله فكف المطر

-روایت-1-2-روایت-142-425

[ صفحه 129]

قلت أنا وكنت مرة قدتوجهت من بغداد إلي الحلة علي طريق المدائن فلما حصلنا في موضع بعيد من القرايا جاءت الغيوم والرعود واستوي الغمام للمطر وعجزنا عن احتماله فألهمني الله جل جلاله أنني أقول يا من يمسك السماوات و الأرض أن تزولا أمسك عنا مطره وخطره وكدره وضرره بقدرتك القاهرة وقوتك الباهرة وكررت ذلك وأمثاله كثيرا و هومتماسك بالله جل جلاله حتي وصلنا إلي قرية فيهامسجد فدخلته وجاء الغيث شيئا عظيما في اللحظة التي دخلت فيهاالمسجد وسلمنا منه و كان ذلك قبل أن أقف علي هذاالحديث .أقول وتوجهت مرة في الشتاء بعيالي من مشهد الحسين ص إلي بغداد في السفن فتغيمت الدنيا وأرعدت وبدأ المطر فألهمت أنني قلت مامعناه أللهم إن هذاالمطر تنزله لمصلحة العباد و مايحتاجون إليه من عمارة البلاد فهو كالعبد في خدمتنا ومصلحتنا ونحن الآن قدسافرنا بأمرك راجين لإحسانك وبرك فلاتسلط علينا ما هوكالعبد لنا أن يضر بنا وأجرنا علي عوائد العناية الإلهية والرعاية الربانية وأجر

المطر علي عوائد العبودية واصرفه عنا إلي المواضع النافعة لعبادك وعمارة بلادك برحمتك ياأرحم الراحمين فسكن في الحال .أقول و هذا من تصديق الآيات المعظمات في إجابة الدعوات ولمحمدص من جملة المعجزات ولذريته من جملة العنايات فإنه جل جلاله استجاب من المحسنين و من المسيئين

الفصل الخامس عشر فيما نذكره إذاتعذر علي المسافر الماء

وجدت في حديث حذفت إسناده لأن المراد العمل بمقتضاه

أن الحاج تعذر عليهم وجود الماء حتي أشرفوا علي الموت والفناء فغشي علي أحدهم فسقط إلي الأرض مغشيا عليه فرأي في حال غشيته مولانا علياص يقول ماأغفلك عن كلمة النجاة فقال له و ماكلمة النجاة فقال ع تقول أدم ملكك

-روایت-1-ادامه دارد

[ صفحه 130]

علي ملكك بلطفك الخفي و أنا علي بن أبي طالب فجلس من غشيته ودعا بهافأنشأ الله جل جلاله غماما في غيرزمانه ورمي غيثا عاش به الحاج علي عوائد عفوه وجوده وإحسانه

-روایت-از قبل-176

الفصل السادس عشر فيما نذكره إذاخاف شيطانا أوساحرا

روينا من كتاب منية الداعي وغنية الواعي تأليف علي بن محمد بن عبدالصمد التميمي بإسناده قال قال رسول الله ص يا علي من خاف شيطانا أوساحرا فليقرأإِنّ رَبّكُمُ اللّهُ ألّذِي خَلَقَ السّماواتِ وَ الأَرضَ فِي سِتّةِ أَيّامٍ ثُمّ استَوي عَلَي العَرشِ يغُشيِ اللّيلَ النّهارَ يَطلُبُهُ حَثِيثاً وَ الشّمسَ وَ القَمَرَ وَ النّجُومَ مُسَخّراتٍ بِأَمرِهِ أَلا لَهُ الخَلقُ وَ الأَمرُ تَبارَكَ اللّهُ رَبّ العالَمِينَ

-روایت-1-2-روایت-121-424

و كان في الأصل بعض الآية و قال يقرأ الآية فأتممناها ليحتاج إليها من لايحفظها

الفصل السابع عشر فيما نذكره لدفع ضرر السباع

قدقدمنا طرفا مما يحتاج إليه من خاف في سفره من السباع ونذكر حديثا آخر من كتاب غنية الداعي زيادة في الانتفاع

بإسناده إلي مولانا جعفر بن محمد عن آبائه ع قال قال أمير المؤمنين ع من تخوف سبعا علي نفسه أو علي غنمه فليقل أللهم رب دانيال ورب الجب ورب كل أسد مستأسد احفظني واحفظ علي غنمي

-روایت-1-2-روایت-77-194

الفصل الثامن عشر في حديث آخر للسلامة من السباع

رويناه من كتاب المحاسن بإسناده عن ابن أبي فاختة عن أبيه قال بعثني جعدة بن هبيرة إلي سوراء فذكرت ذلك لعلي ع فقال سأعلمك ما إذاقلته لم يضرك الأسد قل أعوذ برب دانيال والجب من شر الأسد ثلاث مرات قال فخرجت فإذا هوباسط ذراعيه عندالجسر فقلتها فلم يتعرض لي ومرت بقرات

-روایت-1-2-روایت-71-ادامه دارد

[ صفحه 131]

فتعرض لهن وضرب منهن بقرة

-روایت-از قبل-32

الفصل التاسع عشر في دفع خطر الأسد ويمكن أن يدفع به ضرر كل أحد

وجدته في كتاب الدلائل للنعماني بإسناده عن الصادق ع لدفع الأسد إذاعرض للإنسان يقرأ آية الكرسي و يقول عزمت عليك بعزيمة الله جل جلاله وعزيمة محمد رسول الله ص وعزيمة سليمان بن داود ع وعزيمة علي بن أبي طالب ع والأئمة من بعده إلاتنحيت عن طريقنا و لاتؤذينا فإنه لايؤذيك قال فجرب ذلك فصح والحديث مختصر

-روایت-1-2-روایت-46-327

الفصل العشرون فيما نذكره إذاخاف من السرق

من كتاب منية الداعي بإسناده قال رسول الله ص يا علي أمان لأمتي من السرق قُلِ ادعُوا اللّهَ أَوِ ادعُوا الرّحمنَ أَيّا ما تَدعُوا فَلَهُ الأَسماءُ الحُسني وَ لا تَجهَر بِصَلاتِكَ وَ لا تُخافِت بِها وَ ابتَغِ بَينَ ذلِكَ سَبِيلًا وَ قُلِ الحَمدُ لِلّهِ ألّذِي لَم يَتّخِذ وَلَداً وَ لَم يَكُن لَهُ شَرِيكٌ فِي المُلكِ وَ لَم يَكُن لَهُ ولَيِ ّ مِنَ الذّلّ وَ كَبّرهُ تَكبِيراً

-روایت-1-2-روایت-54-387

و كان في الحديث إلي آخر السورة فأتممناها لمن يحتاج إليها

الفصل الحادي والعشرون فيما نذكره لاستصعاب الدابة

من كتاب منية الداعي بإسناده قال رسول الله ص يا علي من استصعبت عليه دابته فليقرأ في أذنها الأيسروَ لَهُ أَسلَمَ مَن فِي السّماواتِ وَ الأَرضِ طَوعاً وَ كَرهاً وَ إِلَيهِ يُرجَعُونَ

-روایت-1-2-روایت-54-194

الفصل الثاني والعشرون فيما نذكره إذاحصلت الملعونة في عين دابته يقرؤها ويمر يده علي عينها ووجهها أويكتبها ويمر الكتابة عليها بإخلاص نيته

بسم الله الرحمن الرحيم بسم الله الشافي بسم الله الكافي بسم الله المعافي بسم الله ألذي لايضر مع اسمه شيء في الأرض و لا في السماء و هوالسميع العليم

-روایت-1-ادامه دارد

[ صفحه 132]

وننزل من القرآن ما هوشفاء ورحمة للمؤمنين واردد العين الحابس والحجر اليابس وماء قارس وشهاب ثاقب من العين إلي العين واردد العين إلي العين فقال جبرئيل وميكائيل ع إلي أين تذهب ياعين السوء قالت أذهب إلي الثور في نيره والجمل في قطاره والدابة في رباطها فقالا لها ع عزمنا عليك بتسعة وتسعين اسما أن تلقي الثور في نيره والجمل في قطاره والدابة في رباطها كذلك يطفئ الله الوجع من العين بلا حول و لاقوة إلابالله العلي العظيم بسم الله سلام سلام من الله ألذي لاإله إلا هو السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر سبحان الله عما يشركون

-روایت-از قبل-574

الفصل الثالث والعشرون فيما نذكره من الدعاء الفاضل إذاأشرف علي بلد أوقرية أوبعض المنازل

روينا من عدة طرق ونذكر لفظ مانقلناه في كتاب مصباح الزائر وجناح المسافر فليقل أللهم رب السماوات السبع و ماأظلت ورب الأرضين السبع و ماأقلت ورب الشياطين و ماأضلت ورب الرياح و ماذرت ورب البحار و ماجرت إني أسألك خير هذه القرية وخير

ما فيها وأعوذ بك من شرها وشر ما فيها أللهم يسر لي ما كان فيها من يسر وأعني علي قضاء حاجتي ياقاضي الحاجات و يامجيب الدعوات أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق واجعل لي من لدنك سلطانا نصيرا

-روایت-1-2-روایت-85-457

و إن شئت فقل مانقوله من الإنشاء بعد هذاالدعاء أللهم ارزقني خير هذاالمكان وخير أهله وخير من دخل إليه أويدخل إليه وخير من قرب منه أوأقام به أوخرج عنه واكفني شره وشر أهله وشر من دخل إليه أويدخل إليه وشر من قرب منه أوأقام به أوخرج عنه أللهم وألهمهم حفظ حرمتك والعمل بشريعتك في ترك الأذي لأنفسهم بظلمهم لنا والغيبة لنا والتعرض بنا واختم علي جوارحهم أن تقع منها مخالفة لإرادتك أومعارضة لحكمك بشي ء يغير علينا عوائد رحمتك وفوائد

-روایت-1-ادامه دارد

[ صفحه 133]

نعمتك وادفع عنا نحوس هذاالمكان وضره وبؤسه وأكداره وأخطاره وكمل لنا سعوده وخلوده ومساره ومباره وأدخلنا إليه مدخل صدق وأقمنا به مقام صدق وأخرجنا منه مخرج صدق واجعل لنا من لدنك سلطانا نصيرا وكن لنا علي الدهر ظهيرا و من كل سوء مجيرا وهب لنا في الدنيا إنعاما كثيرا و في الآخرة نعيما وملكا كبيرا وابدأ في

هذاالدعاء و هذاالرجاء بمن يرضيك البدأة به من أهل الاصطفاء والاجتباء واجعلهم من الوسائل لنا إليك في كل ماعرضناه أونعرضه عليك برحمتك ياأرحم الراحمين

-روایت-از قبل-489

الفصل الرابع والعشرون فيما نذكره من اختيار مواضع النزول و مايفتح علينا من المعقول والمنقول

اعلم أن اختيار موضع النزول ينبغي أن يكون في موضع قريب من الماء للطهارات والشرب والضرورات و فيه مايحتاج إليه الأصحاب والدواب من المهمات و أن يكون في وسط القوم الذين صحبتهم لخفارتك وحفظ حرمتك وتجعل الليل إن كان الوقت ليلا مقسما بينهم يحفظ كل منهم بقدر حصته من ليلته و ليس ذلك مخالفا للتوكل علي الله جل جلاله و علي حفظه وحراسته .فصل فقد روينا أن النبي ص كان له من صحابته من يحفظه في سفره من أهل عداوته إلي أن نزل قوله جل جلاله وَ اللّهُ يَعصِمُكَ مِنَ النّاسِفترك الاحتراس بالناس .فمن الرواية في تحفظه ع في سفره مانذكر معناه لأن الغرض من ذلك الاقتداء به ص والتعريف بأفعاله .رأينا وروينا من بعض تواريخ أسفاره عليه أفضل الصلوات أنه كان قدقصد قوما من أهل الكتاب قبل دخولهم في الذمة فظفر منهم بامرأة قريبة العرس

-قرآن-476-507

[ صفحه 134]

بزوجها وعاد من سفره

فبات في طريقه وأشار إلي عمار بن ياسر وعباد بن بشر أن يحرساه فاقتسما الليلة فكان لعباد بن بشر النصف الأول ولعمار بن ياسر النصف الثاني فنام عمار بن ياسر وقام عباد بن بشر يصلي و قدتبعهم اليهودي يطلب امرأته ويغتنم إهمالا من التحفظ فيفتك بالنبي ص فنظر اليهودي إلي عباد بن بشر يصلي في موضع العبور فلم يعلم في ظلام الليل هل هوشجرة أوأكمة أودابة أوإنسان فرماه بسهم فأثبته فيه فلم يقطع عباد بن بشر الصلاة فرماه بآخر فأثبته فيه فلم يقطع الصلاة فرماه بآخر فخفف الصلاة وأيقظ عمار بن ياسر فرأي السهام في جسده فعاتبه و قال هلا أيقظتني في أول سهم فقال كنت قدبدأت بسورة الكهف فكرهت أن أقطعها و لو لاخوفي أن يأتي العدو علي نفسي ويصل إلي رسول الله ص وأكون قدضيعت ثغرا من ثغور المسلمين ماخففت من صلاتي و لوأتي علي نفسي فدفعا العدو عما أراده .

أقول وذكر أبونعيم الحافظ في الجزء الثاني من كتاب حلية الأولياء بإسناده في حديث أبي ريحانة أنه كان مع رسول الله ص في غزوة فأوينا ذات ليلة إلي شرف فأصابنا فيه برد شديد حتي رأيت الرجال يحفر أحدهم الحفيرة فيدخل فيها ويكفأ عليه بحجفته فلما

رأي ذلك منهم قال من يحرسنا في هذه الليلة فأدعو له بدعاء يصيب به فضله فقام رجل فقال أنا يا رسول الله فقال من أنت فقال فلان بن فلان الأنصاري فقال ادنه فدنا منه فأخذ ببعض ثيابه ثم استفتح بدعاء له قال أبوريحانة فلما سمعت مايدعو به رسول الله ص للأنصاري فقمت فقلت أنا رجل فسألني كماسأله و قال ادنه كما قال له ودعا بدعاء دون مادعا به للأنصاري ثم قال حرمت النار علي عين سهرت في سبيل الله وحرمت النار علي عين دمعت من خشية الله و قال الثالثة أنسيتها قال أبوشريح بعد ذلك وحرمت النار علي عين غضت عن محارم الله

-روایت-1-2-روایت-98-810

[ صفحه 135]

الفصل الخامس والعشرون فيما نذكره من أن اختيار المنازل منها مايعرف صوابه بالنظر الظاهر ومنها مايعرفه الله جل جلاله لمن يشاء بنوره الباهر

أقول أمااختيار المنازل بالنظر الظاهر فأن يكون كماذكرناه في أرض ومكان فيه مايحتاج الإنسان إليه له ولأصحابه ولدوابه ويأمن فيه من ضرر يتوجه عليه و أماتعريف الله جل جلاله لمن يشاء بنوره الباهر

كمارويناه من كتاب محمد بن جرير بن رستم الطبري من كتاب دلائل الإمامة عندذكر كرامات علي بن الحسين ص بإسناده إلي جابر بن يزيد الجعفي عن أبي جعفر محمد بن علي الباقر ع

قال خرج أبو محمد علي بن الحسين ع إلي مكة في جماعة من مواليه وناس من سواهم فلما بلغ عسفان ضرب مواليه فسطاطه في موضع منها فلما دنا علي بن الحسين ع من ذلك الموضع قال لمواليه كيف ضربتم في هذاالموضع و هذاموضع قوم من الجن هم لنا أولياء ولنا شيعة و ذلك يضر بهم ويضيق عليهم فقلنا ماعلمنا ذلك وعملوا علي قلع الفساطيط و إذاهاتف يسمع صوته و لايري شخصه و هو يقول يا ابن رسول الله لاتحول فسطاطك من موضعه فإنا نحتمل لك ذلك و هذااللطف قدأهديناه إليك ونحب أن تنال منه لنسر بذلك فإذا في جانب الفسطاط طبق عظيم وأطباق معه فيهاعنب ورمان وموز وفاكهة كثيرة فدعا أبو محمد ع من كان معه فأكل وأكلوا معه من تلك الفاكهة

-روایت-1-2-روایت-188-845

[ صفحه 136]

الباب العاشر فيما نذكره مما نقوله

الفصل الأول فيما نذكره مما يقوله إذانزل ببعض المنازل

روينا في كتاب مصباح الزائر وجناح المسافر وغيره من النقل الظاهر أن المسافر إذانزل ببعض المنازل يقول أللهم أنزلني منزلا مباركا و أنت خير المنزلين ويصلي ركعتين بالحمد و مايشاء من السور القصار و يقول أللهم ارزقنا خير هذه البقعة وأعذنا من شرها أللهم أطعمنا من جناها وأعذنا من

وباها وحببنا إلي أهلها وحبب صالحي أهلها إلينا و يقول أشهد أن لاإله إلا الله وحده لاشريك له و أن محمدا عبده ورسوله و أن عليا أمير المؤمنين والأئمة من ولده أئمة أتولاهم وأبرأ من أعدائهم أللهم إني أسألك خير هذه البقعة وأعوذ بك من شرها أللهم اجعل أول دخولنا هذاصلاحا وأوسطه فلاحا وآخره نجاحا

-روایت-1-2-روایت-70-596

الفصل الثاني فيما نذكره من زيادة الاستظهار للظفر بالمسار ودفع الأخطار

و إن شاء فيقول السلام علي من بهذا المنزل من الروحانيين من الملائكة الحافظين والجن المؤمنين قدنزلنا في هذاالمقام واخترناكم لمقام إكرام الضيفان والجيران ونحن نتوجه إليكم بالله جل جلاله المنعم علينا وعليكم أن تكونوا لنا علي قدم الضيافة والحماية من كل آفة ومخافة

-روایت-1-285

ذكر مافتح علينا من دعوات تحصن من المخافات و إن شئت فقل زيادة علي ماأوردناه ورويناه

أللهم صل علي محمد وآل محمد واجعل هذاالمنزل لنا من منازل المسعودين المجدودين المحفوظين الملحوظين المسرورين المنصورين الظافرين بسعادة الدنيا والدين المحميين من أذي الظالمين والباغين والمغتابين والحاسدين برحمتك ياأرحم الراحمين

-روایت-1-249

[ صفحه 137]

الفصل الثالث فيما نذكره من الأدعية المنقولات لدفع محذورات مسميات

إذاخفت في منزلك شيئا من هوام الأرض فقل في المكان ألذي تخاف ذلك فيه و هو من أدعية السر ياذار ئ ما في الأرض كلها لعلمك بما يكون مما ذرأت لك السلطان علي كل من دونك إني أعوذ بقدرتك علي كل شيء من الضر في بدني من سبع أوهامة أوعارض من سائر الدواب ياخالقها بقدرته وفاطرها بفطرته ادرأها عني واحجزها عني و لاتسلطها علي وعافني من شرها وبأسها يا الله العلي العظيم حطني بحياطتك واحمني بحمايتك واكفني بكفايتك واحفظني بحفظك واجنبني بسترك

الواقي من مخاوفي يارحيم

-روایت-1-493

الفصل الرابع فيما نذكره مما يحفظه الله جل جلاله به إذاأراد النوم في منازل أسفاره

رويناه من كتاب المحاسن للبرقي بإسناده إلي أبي عبد الله ع قال أتي إخوان إلي رسول الله ص فقالا نريد الشام في تجارة فعلمنا مانقول فقال نعم إذاأويتما إلي المنزل فصليا العشاء الآخرة فإذاوضع أحدكما جنبه علي فراشه بعدالصلاة فليسبح تسبيح فاطمة الزهراء ع ثم ليقرأ آية الكرسي فإنه محفوظ من كل شيء حتي يصبح و إن لصوصا تبعوهما حتي إذانزلوا بعثوا غلاما لهم ينظر كيف حالتهما ناما أم مستيقظان فانتهي الغلام إليهما و قدوضع أحدهما جنبه علي فراشه وقرأ آية الكرسي وسبح تسبيح فاطمة ع قال فإذاعليهما حائطان مبنيان فجاء الغلام فطاف بهما فكلما دار لم ير إلا

-روایت-1-2-روایت-73-ادامه دارد

[ صفحه 138]

حائطين مبنيين فرجع إلي أصحابه فقال لا و الله مارأيت إلاحائطين مبنيين فقالوا له أخزاك الله لقد كذبت بل ضعفت وجبنت فقاموا فنظروا فلم يروا إلاحائطين مبنيين فداروا بالحائطين فلم يروا إنسانا فانصرفوا إلي منزلهم فلما كان من الغد جاءوا إليهم فقالوا أين كنتم فقالوا ماكنا إلاهاهنا و مابرحنا قالوا و الله لقد جئنا و مارأينا إلاحائطين مبنيين فحدثونا ماقصتكم فقالوا إنا أتينا رسول الله ص وسألناه أن يعلمنا فعلمنا آية الكرسي وتسبيح

فاطمة ع فقلنا ذلك قالوا انطلقوا لا و الله لانتبعكم أبدا و لايقدر عليكم لص بعد هذاالكلام

-روایت-از قبل-549

الفصل الخامس فيما نذكره مما يقوله المسافر لزوال وحشته والأمان

روينا من كتاب المحاسن بإسناده عن الجعفري عن أبي الحسن ع قال من خرج وحده في سفر فليقل ماشاء الله لاحول و لاقوة إلابالله أللهم آنس وحشتي وأعني علي وحدتي وأد غربتي قال و من بات في بيت وحده أو في دار أو في قرية وحده فليقل أللهم آنس وحشتي وأعني علي وحدتي قال و قال له قائل إني صاحب صيد فربما يعرض لي سبع أوأبيت بالليل في الخرابات والمكان الموحش فقال إذادخلت فقل بسم الله وأدخل رجلك اليمني و إذاخرجت فأخرج اليسري وسم الله فإنك لاتري مكروها إن شاء الله تعالي

-روایت-1-2-روایت-71-513

[ صفحه 139]

الفصل السادس فيما نذكره من زيادة السعادة والسلامة بما يقوله

حيث قدذكرنا نوم المسافر و أنه يبقي هو و مامعه محتاجا إلي حافظ لاينام قادر قاهر فلنذكر مايحضرنا في ذلك إن شاء الله تعالي فنذكر بعض ماذكرناه في كتاب فلاح السائل ونجاح المسائل عندالنوم فنقول إن النوم موت اليقظة ووفاة الجوارح عن حياة الاستقامة قال الله جل جلاله وَ هُوَ ألّذِي يَتَوَفّاكُم بِاللّيلِ وَ يَعلَمُ ما جَرَحتُم بِالنّهارِ ثُمّ يَبعَثُكُم فِيهِفجعل جل جلاله النوم وفاة واليقظة بعثا وحياة و قدعرفت أن النائم يصير كالأعمي والأصم والأخرس والزمن والمرطوب ويضيع منه

الانتفاع بعقله فيما يقربه إلي علام الغيوب وكأنه إذانام قدضيع عياله وأمواله وحوائجه ومهماته وضروراته و مابقي له قدرة علي حفظ شيءمما كان يحفظه باليقظة من مطلوباته ومراداته و لوأحرزها بالأقفال و مايجري مجراها من الاحتيال فإنه إذانام أمكن فيهاوقوع ما لايريد علي كل حال فكان الإنسان إذانام قدأصيب مصائب هائلة ووقع تحت أخطار ذاهلة و مابقي يقدر علي جمع شمله باليقظة علي السلامة وبجوارحه علي الاستقامة ويحفظ له مهماته علي الإرادة التامة إلا الله جل جلاله .أقول فينبغي أن يتوب من كل مايقتضي غضبه عليه فإن لم توافقه نفسه علي التوبة و كان مصرا قدغلبت القساوة عليه فيسأل الله جل جلاله العفو عنه فإن مصانعته لله جل جلاله عندنومه أمر لابد منه فإنه إذا كان الله جل جلاله غضبان عليه و هومهون بغضبه و غيرملتفت إليه فقد أعان علي هلاك مهجته و كل مايعز عليه

-قرآن-281-373

[ صفحه 140]

وصار في حال ينبغي أن يبكي منه ويبكي عليه و إن لم يصح منه طلب العفو والغفران بذل الجناة و أهل العصيان فيستسلم لله جل جلاله استسلام من يسترحم لمن يأخذ القود منه فعسي من

رحمته وسعت كل شيء جل جلاله أن يرحمه ويعفو عنه ويحفظه في نومته ويعيده إلي فوائد يقظته ويودع نفسه و كل من يعز عليه و مايعز عليه لله جل جلاله ألذي أمر بحفظ الودائع والأمانات وجعل ذلك من الوصف الكامل و هوأجل وأقدر عليه .أقول ولقد رأيت في كتاب الياقوت الأحمر تأليف أحمد بن الحسن الأهوازي ما هذالفظه قال وسمعت أن بعض وصفاء الأكاسرة قالت مانام كسري قط إلا وقبل نومه يسجد لله عز و جل ويسأله أن يحييه بعد مايميته يعني بالموت النوم وبالحياة الانتباه

الفصل السابع فيما نذكره مما كان رسول الله يقوله إذاغزا أوسافر فأدركه الليل

رويت ذلك بإسنادي من كتاب التذييل لمحمد بن النجار في ترجمة حمزة بن علي بن عثمان القرشي المخزومي قال كان رسول الله ص إذاغزا أوسافر فأدركه الليل قال ياأرض ربي وربك الله أعوذ بالله من شرك وشر مافيك وشر ماخلق فيك وشر مادب عليك أعوذ بالله من شر كل أسد وأسود وحية وعقرب و من ساكن البلد و من شر والد و ماولد

-روایت-1-2-روایت-111-333

الفصل الثامن فيما نذكره إذااستيقظ من نومه

قدذكرنا في كتاب فلاح السائل ونجاح المسائل و كتاب الأسرار المودعة في ساعات الليل والنهار مايحتاج الإنسان إليه في مثل هذه الحال التي تتهيأ عليه ونقول هاهنا إنه إذااستيقظ ليلا كان أونهارا يسجد عقيب يقظته شكرا لله جل جلاله علي سلامته وتمام عافيته فقد روينا أن النبي عليه أفضل الصلاة و السلام كان يسجد لله جل جلاله عقيب اليقظة والمنام

[ صفحه 141]

الفصل التاسع فيما نذكره مما يقوله ويفعله

قدقدمنا في أوائل هذاالكتاب عندوداعه لمنزله وعياله من دعائه وابتهاله مايغني عن تكراره ونحن نذكر مايحضرنا من غير ذلك اللفظ لئلا نحوجه أن يرجع إلي تصفح الكتاب واعتباره فنقول ذكر الطبرسي في كتاب الآداب الدينية مارواه عن العترة النبوية من العمل عندالرحيل من منازل الأسفار فقال ما هذالفظه

و إذاأردت الرحيل فصل ركعتين وادع الله بالحفظ والكلاءة وودع الموضع وأهله فإن لكل موضع أهلا من الملائكة وقل السلام علي ملائكة الله الحافظين السلام علينا و علي عباد الله الصالحين ورحمة الله وبركاته

-روایت-1-213

الفصل العاشر فيما نذكره في وداع المنزل الأول من الإنشاء

السلام علي من بهذا المنزل من أهله سلاما يزيدكم الله جل جلاله به من فضله ونستودعكم الله جل جلاله والحفظة من ملائكته وخاصته ونسألكم أن تستودعونا الله جل جلاله وجميع حفظته و أن تذكرونا في خلواتكم ومناجاتكم بما يليق بمروءاتكم وعناياتكم وتشركونا في دعواتكم و أن تسألوا الله جل جلاله لنا تمام السلامة ودوام الاستقامة و إن كان قدوقع منا في هذاالمنزل شيءيقتضي سوء مجاورتكم أوإهمال لحق صحبتكم أومخالفة لله جل جلاله في مراعاة أهل المنازل أوتضييع لبعض الآداب والفضائل فنسألكم العفو عما يخصكم وطلب العفو عنا من الله

جل جلاله فيما يختص بإهمال أمره وتعظيم قدره و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

-روایت-1-643

الفصل الحادي عشر فيما نذكره من وداع الأرض التي عبدنا الله جل جلاله

فنقول أللهم إنا روينا في الأخبار النبوية والآثار المرضية أن كل أرض تشهد يوم القيامة لمن قصد إليها وعبدك عليها أللهم فاجعل هذه الأرض من جملة شهودنا

-روایت-1-ادامه دارد

[ صفحه 142]

يوم موعودنا إنك ارتضيتنا فيهالعبادتك وأهلتنا للتشريف بطاعتك ووفقتنا للشكر لنعمتك وأغننا في اليوم الموعود عن شهادة الشهود بما أنت أهله من الرحمة والجود واجعل العناية التي دلتنا علي هذاالتعريف والتشريف سببا لحفظنا في طريقنا وزيادة توفيقنا وزوال الأمور المقتضية لتعويقنا برحمتك ياأرحم الراحمين وأشرك في كل مادعوناه ورجوناه من صحبنا من صديقنا ورفيقنا و من كان مسافرا من إخواننا الصالحين ياأكرم الأكرمين

-روایت-از قبل-427

الفصل الثاني عشر فيما نذكره من القول

إذاركبت الدابة من المنزل الثاني فإن شئت فقل ماقدمنا ذكره عندركوب الدواب ففيه كفاية وهداية إلي الصواب و إن لم ترد تصفح الأوراق وكرهت الرجوع بنظرك له إلي ماقدمناه لسرعة التوجه وعجلة الرفاق فقل أللهم إنك خلقت لنا هذه الدواب وسخرتها لنا لنسير عليها إلي طلب المحاب والظفر بسعادة يوم الحساب ونعيم دار الثواب وجعلت ماتحتاج إليه من العلف والماء ناشئا عن قدرتك وسعة رحمتك و لم يكن ذلك عن سؤال منا و لاعمل صالح سابق صدر عنا فيا من ابتدأنا بالنوال قبل السؤال وسخر لنا المطايا قبل

أن نتعرض للعطايا و لم يعاجلنا بالعقوبة عندالخطايا صل علي محمد وآل محمد وعرفنا قدر رحمتك ونعمتك وأوزعنا شكرها بعنايتك وهبنا قوة ربانية للقيام بحقوق عطيتك وذللها لنا تذليل العناية بنا والرحمة لنا وألهمنا أن يكون مسيرنا وتدبيرنا موافقا لإرادتك وتابعا لحكمتك في تدبير خليقتك و إذاغفلنا عن تصريفها في تسييرها بحسب سلامتنا وسعادتنا فألهمها أن تسير كما أنت أهله من حفظنا وحراستنا و مايقتضي ظفرنا بسعادة دنيانا وآخرتنا برحمتك ياأرحم الراحمين

-روایت-1-972

و إذاشرعت في المسير فقل أللهم تسلم منا ماوهبت لنا من الاختيار واجعل اختيارنا في مسيرنا وليلنا ونهارنا صادرا عن الإلهام الواقي من أخطارنا وأكدارنا وحل بيننا و بين من يمكن أن يؤذينا في طريقنا بما تمدنا به من حسن توفيقنا وصلاح رقيقنا واجعل حولنا حجابا من أستارك وحصنا من كفايتك ومبارك وألبسنا دروع حمايتك

-روایت-1-ادامه دارد

[ صفحه 143]

وانتصارك واملأ قلوبنا من كنوز التوكل والتقوي الواقية من البلوي برحمتك ياأرحم الراحمين

-روایت-از قبل-96

و إذاأشرفت علي قرية أومنزل تريد النزول فيه بعدالمسير الثاني فقل أللهم قدأريتنا من حفظك وحياطتك وعوائد رحمتك وظاهر إجابتك ماأطمعنا في زيادة الدعاء والابتهال والظفر بإجابة السؤال وبلوغ الآمال و قدوصلنا إلي المنزل الثالث من حيث خرجنا من منازل العيال فاجعله أللهم من منازل البشارات ومناهل العنايات

وموارد السعادات وضاعف لنا فيه عندنزوله و عندالإقامة به و عندالرحيل منه مواهب الكرامات والبركات والخيرات واصرف عنا فيه جميع المكروهات والمحذورات واحفظ علينا ماصحبناه و ماخلفناه و مانحتاج إلي حفظه مما ذكرناه أوأهملناه وأصلح قلوب أهله لنا وألهمهم العناية بنا واجعل ماننتفع منه من الغذاء وغيره من الأشياء في مقام الدواء والشفاء وطهره من الأدناس والأقذاء وسلمنا من كيد الأعداء وسائر أنواع البلاء والابتلاء برحمتك ياأرحم الراحمين

-روایت-1-781

و إذانزلت في المنزل الثالث فقل أللهم اجعل نزولنا في هذاالمنزل الثالث محروسا من خطر الحوادث ونزهه من الأكدار وأخطار الأسفار واملأه من المسار وأنوار الأسرار واجعلنا فيه و من صحبنا ممن يعز علينا وجميع ماأحسنت به إلينا من المحفوظين بعينك التي لاتنام والمحروسين بركنك ألذي لايرام والمحميين بدرعك ألذي لايضام ووفقنا فيه لماتريد منا وترضي به عنا علي الكمال والتمام برحمتك ياأرحم الراحمين

-روایت-1-417

و إن شئت فاسجد سجدة الشكر علي السلامة والعافية وقل فيها أللهم إنك جعلت السجود محلا للقرب بمنطق قرآنك و أناأسألك دوام ماأعطيتنا من إحسانك وأمانك ومكاشفتنا بجلالة سلطانك وثبوتنا علي مرادك إلي أن تكمل لنا ما أنت أهله من دوام رضوانك برحمتك

ياأرحم الراحمين

-روایت-1-275

و إذاأردت أكل الطعام في المنزل الثالث فقل أللهم قدكنت تضيفت علي موائد رحمتك وتوليت يارب تسييره في أعضائي علي جميل عادتك و لم تعاجلني بعقوبة

-روایت-1-ادامه دارد

[ صفحه 144]

علي إهمال لشكر نعمتك و لاتهوين بمراقبتك فأنا أحمدك كماتستحقه مني وترضي به عني و قدجلست الآن علي هذه المائدة الصادرة عن عواطفك وعوارفك متضيفا ومسترحما ومستعطفا فاجعلها ضيافة مقرونة بما أوصيت به من إكرام الضيوف والأمان من كل أمر مخوف فقد رأينا في مناقب عبيدك الذين تعلموا الفضائل منك أن الضيف إذاأكل من طعامهم أمن منهم وصدر بالسلامة عنهم و أنت أحق بما علمتهم من صفات الكمال فنسألك أن تضيفنا بضيافة مائدتك أفضل مابلغ إليه ضيف من الإقبال والآمال برحمتك ياأرحم الراحمين

-روایت-از قبل-514

و إذاأردت النوم في المنزل الثالث فقل أللهم قدأريتنا من قدرتك وعنايتك في هذاالسفر المقترن بحفظك وحياطتك مابسط أكف سؤالنا ورجونا به بلوغ آمالنا أللهم فكما حفظتنا فيما مضي من حركتنا في نومنا ويقظتنا و لم تكلنا إلي ضعف قوتنا و لاعجز حيلتنا فصل علي محمد وآل محمد واحفظنا في هذاالمنزل الثالث عندالمنام واليقظة واجعل لنا من لطفك وعطفك

حفظة وأيقظنا فيه لعبادتك وشرفنا باتباع إرادتك وآداب شريعتك برحمتك ياأرحم الراحمين

-روایت-1-446

و إذااستيقظت من النوم في هذاالمنزل الثالث فقل بعدسجدة الشكر علي سلامتك في نومك ويقظتك أللهم قدحفظت ووقيت وعفوت وعافيت وأريتنا في هذه المنازل من فضلك الكامل وظلك الشامل مايحمدك عليه بيان مقالي ولسان حالي ونسألك تمام ماعودتنا من رحمتك وجميل عائدتك وجليل معونتك وحفظك وحياطتك ونصرتك وتدبيرنا في مسيرنا بأفضل مادبرت أحدا من أهل الأسفار من السلامة والمسار برحمتك ياأرحم الراحمين

-روایت-1-417

و إذاأردت وداع الروحانيين في هذاالمنزل الثالث فقل السلام عليكم أيها الروحانيون والحافظون والمجاورون قدعزمنا علي الرحيل من جهتكم ونحن شاكرون لحسن مجاورتكم وسائلون الله جل جلاله أن يجازيكم عنا بما يليق بفضله وسائلون لكم أن تسألوه أن يشملنا بظله و أن يصحبنا منكم فيما بقي من أسفارنا من يعيننا علي

-روایت-1-ادامه دارد

[ صفحه 145]

السلامة من أخطار ليلنا ونهارنا و أن تستودعونا الله جل جلاله حيث حللنا ورحلنا ويبلغنا ماأملنا وسألنا ونستودعكم الله جل جلاله ونقرأ عليكم تحية البركات وسلام أهل المودات ورحمة الله وبركاته عليكم

-روایت-از قبل-207

و إذاأردت وداع الأرض في المنزل الثالث

فقل إنا عارفون أيتها الأرض أن ابتداء خلقنا منك وإنا صادرون عنك وإنك كالأم والأب لنا و قدرجونا أنك تكوني شاهدة بلسان الحال يوم القيامة لنا بعناية الله جل جلاله بنا وعبادتنا له علي ظهرك ونحن نقسم علي لسان حالك بمالك أمرك أن تحسني بلسان الحال الشهادة فيما يكون لنا سعادة وزيادة و أن تستري بإذن الله جل جلاله حركات النقصان والعصيان و أن يجمل الله جل جلاله ذكرنا علي كل لسان وبمنطق كل بيان برحمته إنه أرحم الراحمين

-روایت-1-499

و إذاأردت النهوض من المنزل الثالث فصل ركعتين للوداع كماقدمناه وقل أللهم إن كل ماوفقتنا له من الطاعات والصلوات والعبادات فلك المنة فيه و ماحصلنا فيه من الإضاعات والغفلات فأنت المرجو للعفو عن كل مايقتضيه فيا من من علينا بالإيمان من غيرسؤال لاتمنعنا ما هودونه من الآمال والإقبال في الرحيل والترحال وسائر الأحوال مع الابتهال والتعرض للنوال برحمتك ياأرحم الراحمين

-روایت-1-402

و إذاأردت الركوب من المنزل الثالث فقل أللهم قدسيرتنا بالسلامة من المخاوف وشمول العواطف والعوارف فنحن نحمدك علي إحسانك المتضاعف وأمانك المترادف

ونسألك أن تجعل رحيلنا من هذاالمكان رحيلا مقرونا بالأمان والحماية من أخطار الأزمان و أن تحفظنا وتحفظ علينا دوابنا وتبلغنا عليها محابنا وتنجح طلابنا وتلهمنا وإياها في المسير أحسن التدبير وتطوي لنا المراحل وتقرب بين أيدينا المنازل وتكف عنا يد الأعداء و أهل الاعتداء برحمتك ياأرحم الراحمين

-روایت-1-463

و إذاأردت المسير من المنزل الثالث فقل أللهم قدأسلمنا نفوسنا و من صحبناه إليك وتوكلنا عليك وسلمنا زمام قلوبنا وعقولنا وأعنه دوابنا إلي تدبيرك الحسن الجميل فتول تسييرنا وتدبيرنا في الكثير والقليل واجعل لنا من رحمتك

-روایت-1-ادامه دارد

[ صفحه 146]

وعنايتك قائدا إلي طرق السلامة والكرامة وسخر لنا من الروحانيين من يعيننا علي الأمان من الندامة وأوزعنا شكر ماتنعم به علينا وهيئ لنا مانحتاج فيما بين يدينا برحمتك ياأرحم الراحمين

-روایت-از قبل-190

و إذاأشرفت علي المنزل الرابع فقل أللهم قدعودتنا من القبول وبلوغ المأمول وأريتنا من الرحمة لنا والعناية بنا مارجونا معه تمام حفظنا وحراستنا ودوام سلامتنا وحسن خاتمتنا و قدكنت ياأرحم الراحمين وأكرم الأكرمين سيرتنا في الظهور والبطون و في طبقات القرون بعدالقرون وتوليت من أمورنا في المنازل والمراحل ما لم يكن في سؤال سائل و لاأمل آمل فتول نزولنا في هذاالمنزل الرابع بتلك العنايات السالفة والرعايات المتضاعفة

والسعادات المترادفة واجعل من لسان حالنا من يحمدك إن غفلنا ويشكرك إن جهلنا ويثني عليك إن أهملنا وطيب لنا هذاالمنزل بمواهب الكرم وإسباغ النعم ودفع النقم وفراش العافية ومهاد الحماية الكافية برحمتك ياأرحم الراحمين

-روایت-1-671

و إذانزلت بهذا المنزل الرابع فصل فيه الركعتين كماقدمناه وقل أللهم قدنزلنا متوكلين عليك ومفوضين إليك و إن لم تصدق سرائرنا في إخلاص التوكل والتفويض والاستسلام فلسان حالنا وضعف أعمالنا متوكل ومفوض ومستسلم بين يديك لفقره وضعفه وضرورته إليك ولسان حال رحمتك الواسعة ومكارمك السابغة وسيلة لنا وذريعة وشافعة إليك في كل ماعرضناه أوسألناه أونسأله أونعرضه عليك فاجعلنا ممن أغنيته بعلمك عن المقال وبكرمك عن السؤال برحمتك ياأرحم الراحمين

-روایت-1-476

و إذاأردت أكل الطعام في المنزل الرابع فقل أللهم إن موائد الكرماء وطعام الحكماء والرحماء مصونة عن التكدير والمواقفة والتعيير فاعف عما مضي من ذنوبنا واستر مااطلعت عليه من عيوبنا وأزل وحشة المعاصي من قلوبنا حتي نتهنأ بمائدتك

-روایت-1-ادامه دارد

[ صفحه 147]

وضيافتك وطهرنا وطهرها مما يقضي تنغيصنا بشي ء من معاقبتك أومعاتبتك فقد روينا في الأخبار عن سيد الأبرار أنه قال أطيلوا في الجلوس علي الموائد فإنها ساعة لاتحسب من أعماركم

و لاتحاسبون عليها و قدرجونا دخولنا في هذه الوعود وشمولنا بعوائد الجود فصدق حسن ظننا بكرمك وأجرنا علي ماعودتنا من نعمك برحمتك ياأرحم الراحمين

-روایت-از قبل-330

و إذاأردت النوم في المنزل الرابع فقل أللهم إنك عرفتنا أن النائمين كالأموات والمستيقظين من النوم كالمبعوثين بعدالممات و قدكنا مواتا في أجزاء التراب ومواتا في النطف في الأصلاب وقبل تشريفنا في الحياة وتوليت تلك الموتات بالنجاة والعافية في العز والجاه نسألك بتلك المراحم والمكارم أن تتولانا في هذاالمنام وتجرينا علي ماعودتنا من الإنعام والإكرام والكرامة من الأسقام والآلام وأذي الأنام والآثام وتوقظنا يقظة الحافظين لآداب الإسلام وشكر ماأوليتنا من النعم الجسام برحمتك ياأرحم الراحمين

-روایت-1-523

و إذاأردت الرحيل من المنزل الرابع ووداع الروحانيين وحفظ الودائع فقل السلام عليكم من إخوان يرونا و لانراهم و قدعزمنا علي مفارقتهم ونحن شاكرون لمسعاهم وسالمون من أذاهم نستودعكم الله جل جلاله وديعة أمثالكم ونسألكم أن تستودعونا الله جل جلاله ببيان مقالكم ولسان حالكم وديعة تليق بحسن ظننا في قبول ابتهالكم

-روایت-1-335

و إذاأردت أن تودع الأرض في المنزل الرابع فقل أيتها الأرض التي كنا فيها وخرجنا عنها ونحن صائرون

إليها وقادمون عليها وساكنون في بطنها أحقابا بعدأحقاب قدرأيت ماوفقنا له رب الأرباب من تعريفنا وتشريفنا بعبادته وطاعته وتجملنا لذكرك بخدمته ومحبته وكرامته والولد إذاجمل ذكر والده بصالح أعماله فيليق بالوالد أن يكون عونا له علي بلوغ آماله ونحن لك كالأولاد فنسألك أن تسألي بلسان الحال سلطان الدنيا والمعاد في حملنا علي ظهرك أيام حياتنا علي مطايا سعادتنا

-روایت-1-ادامه دارد

[ صفحه 148]

وسلامتنا في سائر حركاتنا وسكناتنا وحفظنا مما احتويت عليه ومما علي ظهرك من المؤذيات من سائر الحيوانات والجمادات والأمان في الطرقات من المخافات و إذاسكنا في بطنك أن تكوني لنا أشفق علينا من سائر الحاملات الوالدات و أن يسلمنا فيك من المعاقبات و أن يخرجنا منك خروج المسعودين المنصورين الظافرين بالمحاب في يوم الحساب الذين يسيرون مع المتقين إلي جمع شملهم تحت شجرة طوبي لهم وحسن مآب

-روایت-از قبل-413

و إذاأردت الركوب من المنزل الرابع فاركب وقل أللهم إني أحمدك علي نعمك التي لاتحصي بالحساب حمدا يزيد علي حمد كل حامدين من ذوي الألباب و علي تسخيرك لنا منافع السماوات و الأرض و ما فيها من المحاب و علي تسخير هذه الدواب أللهم فبالرحمة التي فتحت علينا و

بين يدينا طرق المقاصد وفوائد الموارد حتي سرينا في ظلمات الليل وضوء النهار متمكنين من الأسفار سالمين من الأخطار فنسألك تمام هذه المسار والأنوار وحفظنا وحفظ ماأنعمت علينا بما حفظت به كنز أصحاب الجدار وبما حفظت به قلوب الأبرار من دنس الآصار والإصرار برحمتك ياأرحم الراحمين

-روایت-1-559

و إذاأردت المسير بعدركوب الدواب من المنزل الرابع فقل أللهم قدتوجهنا علي نية أننا متوجهون منك جل جلالك بك جل جلالك إليك جل جلالك لك جل جلالك فقونا علي تصديق هذاالمقال بالفعال وسيرنا علي مطايا الإقبال والظفر بالآمال وقرب لنا من المنازل ما كان بعيدا وقونا وقو دوابنا قوة تجعل مسيرنا حميدا وتدبيرنا سعيدا برحمتك ياأرحم الراحمين

-روایت-1-353

و إذاأشرفت علي المنزل الخامس فقل أللهم قدأشرفنا علي هذاالمنزل و مانعرف مساره فنسألك منها و لاأخطاره فنسألك الصيانة عنها و أناكالمحجوب عن صواب تدبيره والمستور بينه و بين سروره فنسألك أن تنظر إلينا نظر العناية بنا والرحمة لنا والإحسان إلينا وتزيل محذورات هذاالمنزل عنا وتقرب مساره منا وتجعل نزولنا وإقامتنا ورحيلنا ومفارقتنا مقرونة بسعادة نظرك الكريم وفضلك الجسيم والأمان من كل حال ذميم برحمتك ياأرحم الراحمين

-روایت-1-446

[ صفحه 149]

و إذانزلت في المنزل الخامس فصل

فيه ركعتي النزول كماقدمناه في المنقول وقل أللهم قدنزلنا في أرضك التي خلقتها لسعادتنا وجعلتها محلا لعبادتنا و قدشرفتنا بالظفر فيما مضي من العبادة فظفرنا في نزولنا بكمال السعادة وأجر بنا علي أحسن عادة واختم علي جوارح المؤذيات من سائر المخلوقات واجعلنا في حصون واقية من المحذورات وألهمنا حسن مصاحبة من في هذاالمنزل من الروحانيين والروحانيات وألهمهم حسن صحبتنا ومجاورتنا ومساعدتنا علي صواب الإرادات وكمال المسرات برحمتك ياأرحم الراحمين

-روایت-1-501

و إذاأردت الشروع في المأكول في المنزل الخامس فتقول أللهم إنا نحمد حلمك ورحمتك وجودك ألذي أخرجنا من العدم إلي الوجود وسيرنا إلي كل مقصود وهيأ لنا مانحتاج من المطاعم والمشارب وتولي مانريده من المطالب وحفظنا وحفظ مامعنا من المواهب أللهم فبتلك المراحم سير طعامنا هذا في أعضائنا تسييرا يقتضي طول بقائنا وسداد آرائنا بعدتطهيره من الحرامات والشبهات والأسقام المؤذيات وألهمنا زيادة الشكر والثناء وتفضل علينا بإنجاز وعدك لمن شكرك من زيادة النعماء وبلوغ الرجاء

-روایت-1-485

و إذاأردت الشروع بالنوم في المنزل الخامس فقل أللهم إنك توليت حفظ آبائنا والأمهات مذ آدم ع و إلي هذه الغايات فيما تجدد لهم من النوم واليقظة والغفلات و عندوقوع السيئات و في ظهور وبطون

من ولدنا من الكافرين والكافرات فبتلك المراحم التي سلمتهم حتي أخرجتنا بالسلامة والعافية التامة صل علي محمد وآل محمد وكن لنا حافظا في منامنا ويقظتنا وحفظ مااشتملت عليه يد عنايتنا وجميل عادتنا برحمتك ياأرحم الراحمين

-روایت-1-431

و إذااستيقظت من المنام وسجدت سجدة الشكر كماذكرناه عن النبي عليه أفضل السلام وعزمت علي الرحيل من المنزل الخامس فسلم علي

-روایت-1-ادامه دارد

[ صفحه 150]

الروحانيين وقل السلام علي من بهذه الأرض من أهلها المشمولين بعناية الله جل جلاله وفضلها قدعزمنا علي الرحيل الآن ونحن نستودعكم الله جل جلاله ألذي هو جل جلاله أهل للأمان وتمام الإحسان ونسألكم أن تستودعونا الله جل جلاله بلسان الإخلاص والاختصاص وتسألوه مانحتاج إليه في أسفارنا من مسارنا والسلامة من أكدارنا وأخطارنا إنه أرحم الراحمين وأكرم الأكرمين

-روایت-از قبل-380

و إذاأردت وداع الأرض من المنزل الخامس فقل أللهم إننا سمعنا في القرآن المبين أن الأرض لمادعوتها قالت أَتَينا طائِعِينَفنحن نخاطبها ببيان المقال ونسأل أن تجيبنا بلسان الحال و كماجعلت لها من إجابة السؤال أن تكون شاهدة لنا برحمتك لنا وعنايتك بنا وعبادتنا لك وتعلقنا بك و أن تغنينا عن شهادة كل شاهد بفضلك و ماعودتنا من جميل

العوائد برحمتك ياأرحم الراحمين

-روایت-1-380

و إذاأردت الركوب من المنزل الخامس فقل أللهم قدتكرر ركوبنا بين المنازل ونحن مشمولون بالفضل الكامل ومحفوظون بظلك الشامل أللهم و قدركبنا الآن فاجعله ركوبا مقرونا بالأمان والحفظ ألذي يغني عن تحفظ الإنسان واحفظ علينا جميع ماأحسنت به إلينا واجعل رحمتك وهدايتك تسير بالدلالة بين يدينا بكل مانحتاج إليه من المهمات وسعادة الحركات والسكنات برحمتك ياأرحم الراحمين

-روایت-1-389

و إذاأردت المسير من المنزل الخامس فقل أللهم هذاآخر المسير ألذي قصدناه و قدقربنا من المنزل ألذي أردناه فاجعل لنا من الاقتدار والأنوار وطهارة الأسرار مانكون من أسعد السائرين و أحمدالشاكرين وأبلغهم ظفرا بسعادة الدنيا والدين برحمتك ياأرحم الراحمين

-روایت-1-263

يقول علي بن موسي بن جعفر بن محمد بن محمدالطاوس جامع هذاالكتاب قدذكرنا من الآداب في هذه الخمسة المنازل ماأنشأناه بحسب مانعتقد أنه موافق لطاعة الله جل جلاله ورضاه ونحن مقيمون الآن ببغداد وأبعد أسفارنا إلي مشهد

[ صفحه 151]

مولانا علي ص و إلي مشهد سر من رأي سلام الله جل جلاله علي من نسبت إليه وهي دون خمسة منازل للفارس والراجل فلأجل ذلك اقتصرنا علي هذاالمقدار و فيه كفاية لذوي البصائر

والأبصار إن شاء الله تعالي

[ صفحه 152]

الباب الحادي عشر فيما نذكره من دواء لبعض جوارح الإنسان فيما يعرض في السفر من سقم للأبدان و فيه كتاب برء ساعة لابن زكريا واضح البيان

و قدذكرنا فيما تقدم قبل التوجه للأسفار و عندالخروج من الدار ما إن عمل به عامل بالإخلاص وطهارة الأسرار كفاه في دفع الأخطار إن شاء الله تعالي ولكن لايبعد أن يقع من بعض المسافرين بعدالتوجه في سفره تقصير في طاعة رب العالمين فيخاف عليه من تكفير ذلك الذنب الكبير أوالصغير بسقم أوألم لقوله جل جلاله وَ ما أَصابَكُم مِن مُصِيبَةٍ فَبِما كَسَبَت أَيدِيكُم وَ يَعفُوا عَن كَثِيرٍ ولقوله جل جلاله إِنّ اللّهَ لا يُغَيّرُ ما بِقَومٍ حَتّي يُغَيّرُوا ما بِأَنفُسِهِمفرأينا بالله جل جلاله أن نذكر في كتابنا هذا من الأدوية المجربة في الشفاء مايرجي بها مع التوكل علي الله جل جلاله زوال ذلك الداء. وكنا وقفنا علي كتاب لابن زكريا قدسماه برء ساعة فننقله بألفاظه ونضيف بعدتمامه ماجربناه نحن أوجربه غيرنا مما يداوي به الإنسان بعض مايعرض له في السفر من أخطار أسقامه و هذالفظ كتاب ابن زكريا ألذي أشرنا إليه .بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله كما هوأهله ومستحقه وصلواته علي خير خلقه محمد وآله وعترته وسلم تسليما كثيرا. هذا كتاب ألفه محمد بن زكريا الرازي في الطب وترجمه برء ساعة. قال أبوبكر محمد بن زكريا الرازي كنت عندالوزير أبي القاسم

عبيد الله فجري بحضرته ذكر شيء في الطب وبحضرته جماعة ممن يدعي ذلك فتكلم كل واحد منهم في ذلك بمقدار مابلغه علمه حتي قال بعضهم إن العلل من مواد تكون قد

-قرآن-319-395-قرآن-414-480

[ صفحه 153]

اجتمعت علي ممر الأيام والشهور و ما يكون هذاسبيل كونه لايكاد يبرأ في ساعة بل يكون في مثل ذلك من الأيام والشهور حتي يتم برء العليل فسمع كلامه جماعة ممن حضر من المتطببين كل ذلك يريدون به كثرة الذهاب والمجي ء إلي العليل وأخذ الشي ء منه بعدالشي ء فعرفت الوزير أن من العلل مايجتمع في أيام ويبرأ في ساعة واحدة و قد يكون في شهر ويبرأ في ساعة فتعجبوا من ذلك .فسألني الوزير أن أؤلف في ذلك كتابا يشتمل علي العلل التي تبرأ في ساعة فبادرت إلي منزلي وعملت هذاالكتاب واجتهدت فيه وسميته كتاب برء ساعة و هومثل كتاب السر في الصنعة لأن هذاالكتاب هودستور الطبيب و الله الموفق للصواب و هوحسبنا ونعم الوكيل . قال أبوبكر إن من شأن تأليف الكتب أن أذكر العلل التي تكون من الفرق إلي القدم و ليس كل العلل تبرأ في ساعة واحدة فلأجل ذلك ذكرنا عضوا وتركنا أعضاء كثيرة ثم ذكرنا بعد وقدمت ذكر مايجوز أن

يبرأ في ساعة إن شاء الله تعالي باب الصداع إذا كان الصداع في مقدم الرأس و مايلي الجبهة فإن ذلك يكون من فضل الدم يكون علاج ذلك أن يخرج شيئا من الدم إما بحجامة أوبفصد فإنه يسكن علي المكان أويشم شيئا من الأفيون المصري الجيد ويجعل منه في فيه وأعراضه أويأخذ شيئا من العناب أويأخذ شيئا من مرقة عدس أويتناول شيئا من الكسفرة اليابسة فإنه يسكن علي المكان .

[ صفحه 154]

و قد يكون من مادة صفراوية ودليل ذلك الحرارة و يكون علاج ذلك أن تبل خرقة كتان بدهن ورد وخل خمر وتوضع علي الرأس أولبن جارية تبل به الخرقة أوتبل بدهن ورد فإن ذلك يسكن علي المكان . أويشم النيلوفر ويأكل من لب الخيار ألذي قدوضع في خل أويتناول شيئا من الربوب الحامضة التي من شأنها إطفاء الصفراء فإنه يسكن في الوقت إن شاء الله تعالي . و إذا كان الصداع في مؤخر الرأس مما يلي القمحدوة فإن ذلك يكون من البلغم وعلاج ذلك أن يقيأ العليل بالسكنجبين وبالفجل ويشرب عليه ماء الشبت حتي يتقيأ كل ما في جوفه من البلغم ويجتهد أن يكون ذلك في ماء حار

فإنه يسكن علي المكان ويتناول شيئا من الإهليلج والأملج المربي فإنه يسكن في الوقت و أن تمضمض بأيارج قبقرا يبرأ في الوقت إن شاء الله تعالي في هيجان العين و يكون هيجان العين من المشي في الشمس علاجه أن يشم الأفيون المصري ويطلي العين به و يكون ذلك بعقب الجلوس عندالنار فإن كان يعقبه الرمد تناول شيئا من الطعام مبلغم وليكتحل بشي ء من الإهليلج الكابلي فإنه يسكن ويبرأ في

[ صفحه 155]

الوقت إن شاء الله تعالي في الزكام و يكون علاج الزكام ألذي هوأصعب العلل في ساعة واحدة و ذلك بأن تأمر العليل بأن يصب علي يافوخه ماء حارا شديد الحرارة فإذاأحس بتلك الحرارة في دماغه برأ في ساعته ووقته و يكون علاجه بأن تأخذ خرقة كتان فتحمي علي النار ويوضع علي يافوخه فإذاأحس بتلك الحرارة يسكن في الوقت إن شاء الله تعالي . في وجع الأسنان وعلاجه أن تأمر العليل أن يأخذ حبتين أوثلاثة من الميويزج ويلفه بقطنة ويبله بماء ويدقه بين حجرين ويضعه علي السن العليل فإنه يسكن علي المكان أويأخذ وزن قيراطين من سكر العشر ويلفه في قطنة

ويجعله علي الضرس فإنه يسكن و قديفعل ذلك أشياء كثيرة مثل الغالية والقطران وكي النار. في قلع الأسنان بغير حديد تأخذ عاقرقرحا وتضعه في خل خمر شهرا حتي يلين ويصير مثل العجين ثم اجعله علي أي ضرس شئت فإنه يقلعه إن شاء الله تعالي في الوقت أوتأخذ ماء عروق التوت الصيفي وتجمده في الشمس في جام ويوضع منه علي الضرس فإنه يقلعه

[ صفحه 156]

في الوقت . في الخوانيق علاجه أن يتغرغر برب التوت مع خرء الكلب فإنه يسكن في الوقت . في البخر يؤخذ زبيب طائفي أومروزي جيد ويدق معه أطراف الآس الرطب ويجعله بنادق ويتناوله فإنه يسكن البخر في الوقت . في العلق إذانشب في الحلق علاجه أن يتغرغر بالخل أويأخذ وزن درهم من الذباب ألذي يكون في الباقلي ويدق وينخل ويحل بخل خمر ويتغرغر به فإنه ينحل في الوقت . في الشقيقة علاجه أن يبخر بغرطنيثا فإنه يبرأ في الوقت أويبخر بعظام الكلب فإنه يبرأ في الوقت فإن كان ذلك من لقوة عولج بأن يؤخذ كف من شعير ويوضع تحت الحب حتي يقطر عليه الماء ويلين ثم يؤخذ ويعصر

من مائه نصف رطل ويفتر ثم يؤخذ دانق أشق ودانق جاوشير ويسعط من ذلك أجمع بوزن دانق إلي دانقين فإن حدث من ذلك وجع في الرأس صب علي رأسه ماء باردا شتاء كان أوصيفا فإنه يذهب في الوقت .

[ صفحه 157]

في الدوي والطنين في الأذن علاجه أن يفتق الأفيون الجيد بالماء ويقطر في الأذن فإنه يسكن في الوقت إن شاء الله تعالي . في الصرع علاجه أن يؤخذ أفتيمون وعاقرقرحا وأسطوخوذوس وبسفايج يدق وينخل ويعجن بزبيب طائفي ويتناول منه مثل الجوزة قبل النوم فإنه يدفع الصرع في ذلك الأسبوع بإذن الله تعالي . في الرعاف ينفخ في الأنف شب يماني أوتوضع محجمة بالنار علي الجانب ألذي يرعف منه فإنه يسكن بإذن الله تعالي في الوقت أويستعمل قطنة وتجعل قارورة الحجامة علي تلك القطنة ويحجم . في البواسير وعلاجه أن يبخر بوزن دانق لوف شامي فإنه يسكن في الوقت و إن عمل حبا وطرح فيه وزن دانق منه كان أبلغ وسكن الوجع اللوف نوع من بزر الشلجم .

[ صفحه 158]

في النواسير علاجه أن يذر عليه التوتياء الأخضر فإنه يقطع المدة

علي المكان . في الجراحات العتيقة التي لم تسكن منذ سنة أوأكثر يؤخذ من السمن البقري العتيق ألذي له ثلاثون سنة أوأكثر ويعمل فتيلة من قطن وتغمس فيه ويوضع في العقر فإنه يقطع المدة في الوقت إن شاء الله تعالي و يكون تمام التحام الجرح ثلاثة أيام بعدالعلاج . في الجراحات الطرية علاجه أن يوضع فيه صمغ البلوط أوإهليلج كابلي مسحوقا مثل الكحل أوماء كافور لم يمسه دهن أوعسل لبني فإنه يسكن في الوقت . ومما يذهب بالوجع عن الأعضاء من سقطة أوضربة يؤخذ قياقيا وصبر وماش ومغاث وطين أرمني يدق الجميع ويبل بماء الآس ويطليه بريشه فإنه يسكن الوجع في الوقت ويذهب الخضرة التي تولدت منه .حرق النار و قديعرض من حرق النار وجع شديد علاجه أن يؤخذ مرداسنج أصفهاني ونورة مطحونة وورد مطحون وحنا من كل واحد جزء وتبل القروح بدهن ورد خالص ثم ينثر عليه فإنه يسكن الوجع إن شاء الله تعالي و يكون تمام البرء في أقل من ثلاثة أيام .

[ صفحه 159]

في خروج المقعدة علاج ذلك أن يأخذ ظلف شاة وقرن فيحرق ذلك ويدق وينخل ويخلط معه جفت بلوط وجلنار وشب

وعفص وورد مطحون وقشور رمان وآس رطب من كل واحد جزء ويطبخ بماء قليل حتي تخرج قوته ويقعد فيه الصبي فإذاخرجت مقعدته أوضمد به ثم يرده فإنه يلبث علي الوقت و لايخرج منه إن شاء الله تعالي . في القولنج علاجه أن يؤخذ من المعجون الملوكي فإنه يسهل في الوقت إن شاء الله تعالي أويؤخذ حنظلة ويستخرج شحمها ويعمل منه فتيلة هذه الفتيلة تتخذ من سكر وملح وشحم الحنظل ويؤمر العليل أن يحتمله فإنه يحله في الوقت غير أنه يحدث منه كرب عظيم ومغص في الجوف علاج ذلك المغص أن يؤخذ كف كفرة وقليل كمون وكرويا وكف صعتر وأنجدان وكف حب رمان ويطبخ جيدا ويؤخذ من مائه نصف رطل ويصب عليه أوقية مري ويضرب ويشرب فإنه يسكن في الوقت إن شاء الله تعالي .

[ صفحه 160]

في الخلفة ينفع منه بأن يضمد البطن بصندل وكافور وماء الشاهسفرم و هوالريحان ويطلي حواليه ويعطي أقراص الكندري ألذي ذكرناه في المنصوري في باب الخلفة نافع إن شاء الله تعالي . ولزحير الصبيان يؤخذ حب الرشاد مثقال ويطرح عليه ثلثا مثقال كمون كرماني وينخل ويعجن

بسمن بقر عتيق ويسقي بلبن أمه فإنه يبرأ في الوقت إن شاء الله تعالي . في عرق النسا هذه علة عظيمة كثيرة الخطر يتلف فيهاالخلق لقلة معرفتهم بها و يكون ذلك في الجانب الوحشي من طرف العصعص إلي القدم و إن كان الأجود أن نقول قولا بليغا غير أنانحب أن لانجاوز غرض كتابنا هذافقلنا فيه بالإيجاز وعلاجه أن يؤخذ درهم صبر أصقوطري ومثله إهليلج أصفر ومثله سورنجان يدق وينخل ويعمل حبا ويتناوله فإنه يسهل خمسا أوستا يبرأ في الوقت إن شاء الله تعالي ولقد عالجت بهذا الدواء شيخا بقي بهذه العلة سنة لايمكنه النهوض بتة و لاالتقلب من جانب إلي جانب فبرأ في الوقت وخرج بإذن الله تعالي .

[ صفحه 161]

في العياء والتعب قد يكون الرجل يمشي عشرة فراسخ أوأكثر فيناله من ذلك تعب وجمود في المفاصل و لايمكنه النهوض علاجه أن يبل أظفاره بأي دهن كان فإنه يسكن في الوقت إن شاء الله تعالي ويمكنه أن يمشي مثلها بإذن الله تعالي . وينفع منه أيضا أن يقوم الرجل في الماء البارد إن كان صيفا و إن كان شتاء ففي الماء الحار وليكن إلي ركبتيه و لايصب

علي بدنه فإنه يذهب العياء في الوقت إن شاء الله تعالي . في الأطراف إذاعرض لها الحكة و ذلك في الشتاء إذا هوغسل بدنه بالماء البارد علاجه أن يأخذ ماء حارا شديد الحرارة فيطرح فيه كف ملح ويضع أطرافه فيه ساعة فإنه يسكن في الوقت . وإذ قدأتينا علي ماقصدناه إليه فنقول لاحول و لاقوة إلابالله العلي العظيم نجزت والحمد لله رب العالمين وصلاته علي سيد المرسلين محمد النبي وآله وسلامه

[ صفحه 162]

الباب الثاني عشر فيما جربناه واقترن بالقبول و فيه عدة فصول

الفصل الأول فيما جربناه لزوال الحمي فوجدناه كمارويناه

يكتب في كاغذ يوم الأحد و يوم الأربعاء كل طلسم منها منفرد في رقعة ويغسل في شراب أوماء الأول يوم الأحد والثاني يوم الاثنين والثالث يوم الثلاثاء ويشرب كل يوم منها واحد و إذاغسل لايبقي في الورقة من مداده شيء فإن زالت الحمي في أحد هذه الثلاثة الأيام و إلايكتب كذلك في ثلاث ورقات يوم الأربعاء ويغسل الأول يوم الأربعاء ويشرب ماؤه والثاني يوم الخميس والثالث يوم الجمعة ويشرب ماؤه و قدزالت الحمي بالله جل جلاله إن شاء جل جلاله و هذه صورة الثلاث طلسمات

الفصل الثاني في عوذة جربناها لسائر الأمراض فتزول بقدرة الله جل جلاله ألذي لايخيب لديه المأمول

إذاعرض مرض فاجعل يدك اليمني عليه وقل اسكن أيها الوجع وارتحل

[ صفحه 163]

الساعة من هذاالعبد الضعيف سكنتك ورحلتك بالذي سكن له ما في الليل والنهار و هوالسميع العليم فإن لم يسكن في أول مرة فقل ذلك ثلاث مرات أو حتي يسكن إن شاء الله تعالي

الفصل الثالث فيما نذكره لزوال الأسقام وجربناه فبلغنا به نهايات المرام

يكتب في رقعة يا من اسمه دواء وذكره شفاء يا من يجعل الشفاء فيما يشاء من الأشياء صل علي محمد وآل محمد واجعل شفائي من هذاالداء في اسمك هذا يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يا الله يارب يارب يارب يارب يارب يارب يارب يارب يارب يارب ياأرحم الراحمين ياأرحم الراحمين ياأرحم الراحمين ياأرحم الراحمين ياأرحم الراحمين

-روایت-1-388

الفصل الرابع فيما نذكره من الاستشفاء بالعسل والماء

اعلم أن الله جل جلاله يقول وَ جَعَلنا مِنَ الماءِ كُلّ شَيءٍ حيَ ّ و قال في العسل يَخرُجُ مِن بُطُونِها شَرابٌ مُختَلِفٌ أَلوانُهُ فِيهِ شِفاءٌ لِلنّاسِ فإذامزج للمريض العسل بالماء و كان علي يقين من تصديق القرآن حصل بذلك الظفر بالشفاء إن شاء الله تعالي

-قرآن-32-70-قرآن-88-157

الفصل الخامس فيما جربناه أيضا وبلغنا به ماتمنيناه

أللهم إن كان هذاالمرض عرض من باب العدل وعبدك قدقصد إليه من بابك باب الفضل وسلطان الفضل أرجح للكامل بذاته من ديوان العدل فاسكن أيها

-روایت-1-ادامه دارد

[ صفحه 164]

المرض وارتحل الساعة بحكم الفضل وبما الله جل جلاله له أهل

-روایت-از قبل-68

فصل و إن أراد من يشرب عسلا يسيرا بالماء للشفاء

يقول أللهم إنك شرفتني بالدلالة علي معرفتك والهداية إلي معرفة رسولك وخاصتك وجعلتني من المصدقين لقرآنك والمشمولين بإحسانك و قدوجدت في القرآن المجيدوَ جَعَلنا مِنَ الماءِ كُلّ شَيءٍ حيَ ّفكان الماء من أسباب الحياة والبقاء و قلت جل جلالك في العسل والظفر منه بالشفاءيَخرُجُ مِن بُطُونِها شَرابٌ مُختَلِفٌ أَلوانُهُ فِيهِ شِفاءٌ لِلنّاسِ و قدجمعت بين الماء ألذي هوسبب الحياة و بين العسل ألذي جعلته للعافية والنجاة أللهم فعجل رحمتي وإجابتي في عافيتي وتصديق ماوجدته في كتابك الصادق علي لسان رسولك الصادق واجعلني ممن يطلب البقاء والشفاء لسعادتي بعبادتي في دنياي

وآخرتي برحمتك ياأرحم الراحمين واجعل أللهم ذلك داعيا للشاكين في ربوبيتك والمخالفين لرسالتك إلي هدايتهم وسلامتهم من ضلالتهم ياأكرم الأكرمين

-روایت-1-748

[ صفحه 165]

الباب الثالث عشر

اشاره

فيما نذكره من كتاب صنفه قسطا بن لوقا لأبي محمد الحسن بن مخلد في تدبير الأبدان في السفر للسلامة من المرض والخطر ننقله بلفظ مصنفه وإضافته إليه أداء للأمانة وتوفير الشكر عليه و هو ما هذالفظه .بسم الله الرحمن الرحيم كتاب قسطا بن لوقا اليوناني إلي أبي محمد الحسن بن مخلد فيما عمله في تدبير بدنه في سفره إلي الحج . قال التأهب أعزك الله لما لايؤمن حلوله والاستعداد لكل مايحتاج إليه من قبل وقت الحاجة إليه من الحزم وقوة التفكر وصحة التشمير و قداعتزمت أعزك الله من هذاالسفر علي ماأسأل الله تعالي ذكره أن يعظم عليك بركته و أن يرزقك فيه السلامة ومحمود العاقبة ويجزل لك الثواب عليه ويحسن فيه صحابتك .فتحتاج إلي الاستظهار بكل مايحتاج إليه في مثله من آلة العلاج إذ كان مسيرك في بلد لايحضره طبيب و لايوجد فيه كل مايحتاج إليه من الأدوية وبالله يمينا يعلم عز و جل صدقي فيها لو لاصبية لي بعضهم أعلاء لايمكن التعزب عنهم

واعلم أنك ستخرج معك من الأطباء من يفي بجميع مايحتاج إليه من مثله لآثرت الخروج معك علي أي الأحوال كان ذلك والقيام بخدمتك والسعي في حوائجك بما يظهر به سري في طاعتك و لم أجد إلي ذلك سبيلا رأيت إن أثبت جميع ماتحتاج إليه في كتاب ينوب عن حضوري بعض النيابة و إلي الله أرغب في إيناس الخاص والعام من أوليائك وأصحابك بأوبتك سالما معافي إنه جواد حكيم قادر. في وصف التدابير التي يحتاج إلي استعمالها في الأسفار من تدبير الأبدان وهي أربعة معان المعني الأول منها العلم بالتدبير في وقت السير ووقت الراحة والطعام

[ صفحه 166]

والشراب والنوم والباه . والثاني في العلم بأصناف الإعياء والأشياء التي تذهب بكل صنف منه . والثالث العلم بالعلل التي تعرض من هبوب الرياح المختلفة وعلاجها. والرابع العلم بالتحرز من الهوام وعلاج آفاتها إذاوقعت .فهذه الأشياء التي يحتاج إليها أن تعلم ويعمل بها في الأسفار.فأما سفر الحج فمع الحاجة فيه إلي هذه المعاني قدتخصه أربعة معان أخر الأول منها العلم باختلاف المياه وإصلاح الفاسد منها. والثاني الاحتيال في عوز الماء وقلته بما يقطع العطش . والثالث

العلم بالتحرز من الأشياء التي يتولد منها العرق المديني وهيجان البواسير. والرابع التحرز من الحيات والعلاج من آفاتها. و أناواصف كل مايحتاج إليه من العلم بهذه المعاني علي ماقالت الأوائل في ذلك ومصنفه بابا بابا علي ماقالت الأوائل لتظهر معانيه وليسهل استخراج أي معني التمس منها و علي الله تعالي ذكره توكلنا في ذلك و به نستعين الباب الأول كيف ينبغي أن يكون التدبير في نفس السير وأوقات الطعام والشراب والنوم والباه .الباب الثاني ماالإعياء وعما يحدث وكم أنواعه وبأي شيءيتعالج من كل نوع منه .الباب الثالث في أصناف الغمز ودلك أسفل القدم و في أي الأحوال يحتاج إلي كل صنف من الأصناف منه و في أيها يحتاج إلي دلك القدم .الباب الرابع في العلل التي تتولد من هبوب الرياح المختلفة وتغير الهواء.الباب الخامس في وجع الأذن ألذي يعرض كثيرا من هبوب الرياح المختلفة الشديدة الحر والبرد وعلاج ذلك .الباب السادس في الزكام والنوازل والسعال و ماشابه ذلك من الأشياء التي

[ صفحه 167]

تعرض من أصناف الهواء وعلاج ذلك .الباب السابع في علل العين التي

تعرض من اختلاف الهواء والغبار والرياح و غير ذلك .الباب الثامن في امتحان المياه المختلفة ليعلم أصلحها.الباب التاسع في إصلاح المياه الفاسدة.الباب العاشر في الاحتيال في عوز الماء وقلته بما يقطع العطش .الباب الحادي عشر في التحرز من كل الهوام .الباب الثاني عشر في علاج عام في لسع الهوام جميعا.الباب الثالث عشر عما ذا يتولد العرق المديني وبما ذا يتحرز من تولده .الباب الرابع عشر في صفة علاج العرق المديني إذاتولد في البدن

[ صفحه 168]

الباب الأول كيف ينبغي أن يكون التدبير في السير نفسه وأوقات الطعام والشراب والنوم والباه

ينبغي أن يكون السير في الأوقات التي يكون الهواء علي أحمدأحواله أعني أن يكون قريبا من الاعتدال و أن يكون بريئا من الحر المفرط والبرد المفرط. و أن يشد الحقوين والصدر والصلب بعمائم لينة شدا معتدلا يمنع البدن من الاهتزاز في أوقات الحركة الدائمة. و أن يتوقي تناول الغذاء في أوائل المسير أو في وسطه بل يكون التدبير في المسير والغذاء والراحة والباه علي ماأصف .ينبغي أن يكون السير إذا كان البدن مستريحا والمعدة نقية من الطعام وخروج فضل الغذاء من البطن والأمعاء ثم يسار إلي المنزل ويتوخي ألا يكون أكله في المسير فإن اتصل فطال صير مايغتذي به في السير سويق السلت وشراب الخوخ وشراب الإجاص أوشراب ورد أوجلاب

وسكنجبين مجموعين بعد أن يكون السكر النقل في أوقات المسير والحركة ولوز مقشر من قشرته يؤخذ مع السكر. فإذانزل المنزل بودر بالراحة والنوم مدة يسيرة. فإن احتجت إلي استعمال الباه كان استعمال ذلك بعدالراحة اليسيرة من تعب حركة المسير ثم يستعمل صب الماء الفاتر علي البدن ومرخه بالأدهان المعتدلة القوية المقوية للأعضاء المصلبة لها كدهن الورد ودهن الآس والأدهان المعمولة بالأفاويه العطرية ثم يدلك البدن بعد ذلك المروخ بنخالة قدرش عليها نضوح مبرد أوماء ورد ويصب علي البدن بعقب ذلك ماء فاتر إلي البرد ما هوليصلب البدن ويسدد ما قدتخلخل منه بحركة السير ثم يغتذي بعد ذلك بالغذاء المولد أخلاطا معتدلة سليمة من الاستحالة مثل لحوم الحملان الحولية إذاكانت صبغتها سليمة من الفلفل

[ صفحه 169]

والكرويا والخولنجان والدارصيني وسائر الأبازير الحارة و إن وجد البيض النيمبرشت كان من أحمد مايتغذي به . و بعدالاغتذاء يستعمل النوم والراحة إلي وقت الحركة للمسير الثاني و إذاتدبر بهذا التدبير سلم من أن يجد في بدنه الأخلاط أويعرض له إعياء أوغيره من الآفات التي يجلبها المسير إن شاء الله تعالي

[ صفحه 170]

الباب الثاني ماالإعياء وعما ذا يحدث وكم أنواعه وبأي شيءيعالج كل نوع منه

و من أجل أنه لايؤمن أن يتولد عن الحركة المفرطة إعياء مايجب أن نصف الإعياء وأنواعه وبأي شيءينبغي أن يحتال في إصلاحه

والسلامة منه .فنقول إن الإعياء هوحال يحدث للبدن حس ألم يتولد عن حركة مفرطة و ذلك أن حركات البدن جميعا إنما تكن بالعضل والعصب ألذي منشؤه وأصله النخاع فإذاتحرك البدن حركة مفرطة نال العضل المحرك له أذي بالاحتكاك والتصادم فيه ألذي يكون بالحركة السريعة فالحال الحادثة عن ذلك تسمي إعياء وأنواع الإعياء التي ذكرها جالينوس أربعة فالأول منها يسمي المثقل . والثاني الممدد. والثالث المسخن . والرابع المؤلم .فالأبدان الممتلئة أخلاطا لزجة غليظة مائلة إلي البرد والرطوبة إذاتعبت بالحركة أذابت الحركة تلك الأخلاط وانضجتها فصارت دما رقيقا لطيفا تمتلئ به أوعية البدن ويزيد في دم البدن زيادة بينة فإن كانت قوة البدن ضعيفة كانت تلك الزيادة كلا عليه فأحس من ذلك بثقل أكثر مايمكنه أن يحتمله فكان من ذلك الإعياء المثقل . و إن كانت قوة البدن قوية وتفي بحمل الأخلاط التي حللتها الحركة كان من ذلك الإعياء الممدد فيحس الإنسان كأن عروقه وأعضاءه تمدد للتمدد ألذي تناله بالزيادة التي زادت فيهابالأخلاط التي أذابتها الحركة وحللتها.فأما ألذي يكون مع إسخان وحرارة فالإعياء ألذي يكون مع ألم يحس في

[ صفحه 171]

الأعضاء فإنهما يكونان في الأبدان التي أخلاطها لطيفة رقيقة فإذاتحركت

هذه الأبدان حركة كثيرة حميت الأخلاط التي فيها وسخنت بالحركة إذ كانت في طبيعتها مائلة إلي الحركة فكان منها الإعياء ألذي يكون من حرارة مع إسخان . فإن كانت الأخلاط في طبيعتها حارة ازدادت سخونة من قبل الحركة فكان من ذلك الإعياء المؤلم و ذلك أن الأخلاط تصير في هذه الحال بمنزلة الشي ء ألذي قدغلا واحتد يلذع ويؤلم .فهذه أسباب الإعياء الأربعة التي ذكرها جالينوس .فأما علاجها فإن النوع الأول والثاني منها يصلحان بالتغميز الرقيق والمروخات بالأدهان المعتدلة الحارة كدهن الخيري ودهن السوس ودهن الآس والأدهان المتخذة بالزيت ألذي قدطبخت فيه أفاويه طيبة الرائحة ملطفة محللة مثل الزيت ألذي قدطبخ فيه القسط والأسطرك والميعة أوأظفار الطيب أوذريرة القصب و ماشابه ذلك من الأشياء العطرية التي ليست حرارتها مفرطة و يكون استعمال الغمز بأن يملأ الغامز كفه من لحم البدن ويشد عليه كفه شدا متساويا لا يكون شدة علي مايقع منه تحت إبهامه وأطراف أصابعه أكثر من شدة علي سائر ما في كفه من اللحم بل يكون كأنه يضغط شيئا قدملأ كفه . وكذلك أوقات الدهن يجب أن يكون مسحه للبدن بالراحة كلها والأصابع مسحا واحدا و لاينال البدن وأطراف الأصابع أشد

من المسح ألذي يناله من الكف

[ صفحه 172]

وسط الراحة. وأيضا فإن دخول الحمام والاستنقاع في الماء المتعدل الحرارة ألذي حرارته إلي الفتور ماهي تذهب بهذا الجنس من الإعياء.فأما الإعياء ألذي يسخن فيه البدن والإعياء ألذي يكون منه في البدن شيء من جنس الألم فإن حاجته إلي الغمز يسيرة بل إن لم يستعمل فيه الغمز البتة كان ذلك أصلح و ألذي ينبغي أن يقصد في تدبيره تمريخه بدهن ورد مع ماء فاتر قدخلط جميعا وضرب ضربا شديدا حتي يصير في صورة الزبد و ذلك يكون إذاأخذ من الماء الفاتر جزء و من الدهن جزءان أوثلاثة ثم ضربا في قارورة ضيقة الفم حتي يختلط ويمتزج بهما وكذلك يفعل بدهن الخيري ودهن البنفسج ودهن النيلوفر ويمسح البدن بهذه الأدهان مسحا رقيقا ويستعمل القعود في الماء الفاتر ألذي فتوره بمقدار فتور اللبن الحليب في وقت حلبه . و ألذي ينبغي أن يستعمل في أنواع الإعياء كلها من الأغذية الغذاء المعتدل في جوهرة وكميته وكيفيته و أن يحتمي من جميع الأشياء الظاهرة الحرارة التي تولد أخلاطا رديئة حارة ويبادر بعقب الإعياء و أن يتوقي الحركة بعدالطعام و في الأوقات التي يظن فيها أن في المعدة طعاما و أن يتوقي شرب الماء البارد بعقب التعب الكثير

[ صفحه

173]

الباب الثالث في أصناف الغمز ودلك القدم و في أي الأحوال يحتاج إلي كل صنف من أصناف الغمز و في أيها يحتاج إلي دلك القدم

الغمز ثلاثة أصناف فمنه صنف يكون بدلك شديد مفرط الحرارة والشدة يصير به البدن إلي حال حمرة وسخونة وانتفاخ و لايثبت فيه أصابع الغامز علي موضع واحد من البدن بل يجعل علي البدن صعدا وسفلا و هذاالصنف من الغمز اسم الدلك به أليق من اسم التغميز. و منه صنف يكون بضغط شديد وكبس علي الأعضاء يلزم فيه الكف والأصابع موضعا واحدا من البدن علي خلاف الصنف الأول . و منه ما يكون ذلك فيه برفق ولين لاشدة معه و لاإتعاب للغامز.فالغمز ألذي يكون بالدلك الشديد يحتاج إليه إذاكانت قداجتمعت في البدن بخارات كثيرة متكاثفة قدتخثرت في البدن وبقيت فيه وحدوث هذه البخارات يكون إما عن راحة كثيرة وبطالة وغذاء كثير وإما عن تعفن وحرارة غريبة خارجة عن الطبيعة و ذلك إنما يتهيأ عندتكاثف الجلد وتلبده .ففي هذه الأحوال جميعا ينبغي أن يستعمل هذاالنوع من الغمز أعني ألذي يكون بدلك شديد ومسح بقوة صالحة بعد أن يكون ذلك في الأعضاء التي تغمز متساويا و لاتكون أطراف الأصابع والإبهام تعمل في ذلك أكثر مما تعمله الراحة وسائر الكف فإن استعمال هذاالصنف من التغميز يخرج تلك البخارات المحتقنة ويحللها عن البدن فيحدث من

ذلك للبدن راحة بينة. و هذه الحال من الغمز ينبغي أن تتوقي وتجتنب فيمن قدتعب تعبا شديدا أواستعمل رياضة مفرطة و ذلك أن من كانت هذه حاله يكون قدانحل عن بدنه بالتعب والحركة وسخف وتحلل منه ما لايحتاج معه إلي زيادة تحليل أوتخلخل بل هو

[ صفحه 174]

إلي تشديد بدنه وتصليبه أحوج . و أماالغمز ألذي يشد به الغامز يده علي الأعضاء من غيردلك فذلك يكون بشد اليد علي الأعضاء شدا شديدا ممتدا لابالدلك الشديد فذلك يحتاج إليه في وقت الإعياء المتولد عن التعب و ذلك أن هذاالغمز يشد البدن ويجمع بعضه إلي بعض حتي يذهب عنه التخلخل والتسخف ألذي اكتسبه من التعب .فأما الغمز ألذي يكون برفق ولين فيحتاج إليه في التدبير ألذي يسمي الإنعاش أعني به تدبير الناقة من مرض حاد و في أبدان المشايخ والصبيان و في أبدان المحمرين لأن أبدان هؤلاء جميعا قديحتاج فيها إلي جذب الغذاء من داخل الأعضاء إلي ظاهر البدن .فأما دلك القدم فإن منفعته في جذب شيء إن كان تخثر في المعدة أو في الأمعاء ولذلك ينبغي أن يستعمل عندامتلاء المعدة من الطعام و عندأخذ الدواء ألذي لايؤمن أن يتقياه شاربه و أن يجتنب

في الأوقات التي يحتاج فيها إلي أن يثبت الدواء في المعدة والأمعاء لئلا ينحدر عنها فيبطل فعله . و أماالشد علي القدم واستعمال أحوال التغميز فيها لاالدلك الشديد فينتفع به منفعة بينة فيمن قدمشي مشيا كثيرا أووقف وقوفا كثيرا و ذلك أنه يفعل في القدم كفعل الغمز في سائر البدن لأنه يجمع ويشد ويصلب العضل ويفشي الفضل البخاري الحار ألذي قدانصب إليها مع الدم في المشي أوبالوقوف ألذي هوأكثر مما يمكنها أن تحتمله . ولذلك ينبغي أن يجتنب الدلك الشديد في جميع الأعضاء بعقب التعب و أن يستعمل فيه الغمز بالشد عليه وجمع الكف علي الموضع ألذي يحتوي عليه منه وكذلك في القدم .

[ صفحه 175]

فهذا مايحتاج إليه من العلم بأمر الغمز و ماينبغي أن يستعمل منه في الأسفار

[ صفحه 176]

الباب الرابع في العلل التي تتولد من هبوب الرياح المختلفة المفرطة البرد أوالحر أوالغبار الكثير وكيف ينبغي أن يحتال لإصلاحها

الرياح المفرطة في الحر والبرد قدتكون في أوقات تجني علي البدن جنايات عظيمة فمنها ما هويولد وجع الأذن و ذلك يقع كثيرا. ومنها مايولد زكاما ونوازل وسعالا. ومنها مايولد أوجاعا في العين و لاسيما إذا كان مع الريح الشديد غبار و كان في العين علة مامتقدمة. و ألذي يتحرز به من هذه الآفات جميعا أن يشد الرأس بعمامة شدا يشتمل علي الأذنين والأنف والفم و

لايترك في شدة خلل يدخل بينه و بين الدثار ريح البتة. و أن تشد الأذن إن كان فيهاعلة وكانت في جوهرها ضعيفة بقطنة قدبلت ببعض الأدهان فإن كانت الريح حارة كان الدهن دهن ورد أودهن بنفسج و ماأشبههما و إن كانت باردة كان الدهن دهن سوسن أوياسمين أوناردين أو ماأشبه ذلك . و أماالزكام والنزل فينبغي في أوقات هذه الرياح إن كانت باردة أن يستنشق رائحة الشونيز المقلو والكمون والأفاوية اليابسة الحارة مثل القرنفل والبسباسة والزعفران والورس والعود و ماأشبه ذلك و إن كانت الرياح حارة استعمل الأشياء الباردة مثل الكافور والصندل والورد و ماأشبه ذلك .

[ صفحه 177]

فهذا مما يستظهر به في دفع آفات هذه العوارض ألا تقع فأما مايتعالج به منها إذاوقعت فسنخبر به فيما بعد إن شاء الله تعالي

[ صفحه 178]

الباب الخامس في وجع الأذن ألذي يعرض كثيرا من هبوب الرياح المختلفة وكيف ينبغي أن يحتال لإصلاحها

قديعرض كثيرا من هبوب الرياح الحارة أوالباردة وجع الأذن و قد يكون ذلك أيضا في الأسفار من غيرهبوب رياح عندالحركة المفرطة وحدة الأخلاط وحرارتها وحماها. فإن عرض وجع الأذن من برودة كان دليله أن الوجع يكون في داخل الأذن في عمقها و لا يكون معه ثفل و لاتمدد و لاحمرة في ظاهر الأذن و يكون سائر البدن سليما من

الحرارة و لا يكون ماتقدم من تدبيره يوجب حرارة بل يكون كل تدبير تقدم له من المطعم والمشرب والهواء المحيط يوجب برودة و أن يكون الهواء باردا والرياح الهابة شمالية.فأما إن كان التدبير المقدم في المطعم والمشرب تدبيرا حارا و كان الهواء حارا وهبت الرياح جنوبية و كان الوجع نفسه مع تمدد و مع حمرة في اللون وثقل في الرأس فإن ذلك دليل علي أن الوجع من حرارة. فإن كان الوجع مع تمدد و كان معه طنين و لم يكن معه ثفل فإنه دليل علي أن الوجع من ريح مستكنة في الأذن ليس لها مسلك تخرج منه .علاج وجع الأذن من برد إذاصح عندنا بالدلائل التي وصفنا أن وجع الأذن من برد فينبغي أن نعالجه بأن نقطر في الأذن زيتا قدطبخ فيه سذاب أودهن الناردين أودهن الغار مفترا أودهن قدطبخ فيه أقحوان أوزيت قدأذيب فيه فربيون يسير أو

[ صفحه 179]

زيت قدأغلي فيه شيءيسير من جندبادستر ودهن البلسان ويطبخ أيضا بابونج وإكليل الملك وبنفسج يابس وحرمل وورق الغار في ماء حتي يغلي الماء غليانا جيدا وتكمد الأذن به .علاج وجع الأذن ألذي يكون من

حرارة فأما إن كان وجع الأذن من حرارة و ذلك يعلم بالدلائل التي ذكرنا فيما تقدم فينبغي أن يقطر في الأذن بياض البيض مفترا مع دهن ورد أو مع ماء الكاكنج أو مع ماء الكزبرة الرطبة أوزيت قدطبخ فيه خراطين وأصداف البحر مع الحيوان ألذي في داخلها فإن هذاالزيت يعمل في وجع الأذن بالطبع عملا عجيبا. و ذلك بأن يؤخذ من هذه الأصداف التي لم تنفتح و لم يخرج ما فيهاثلاثة فتطبخ بزيت مغسول ويقطر من ذلك الزيت في الأذن ودهن اللوز الحلو إذاقطر في الأذن نفع منفعة بينة وكذلك الزيت ألذي قدطبخ فيه الخنثي و هوأصل شجرة الأريش .

[ صفحه 180]

علاج وجع الأذن ألذي يكون من ريح استكنت في موضع السمع أو من خلط آخر لزج قدلحج موضع السمع . فإن كان وجع الأذن من ريح مستكنة في موضع السمع ودلت علي ذلك الدلائل التي وصفناها فيما تقدم فينبغي أن يعالج بالعلاج ألذي وصفناه في وجع الأذن ألذي يكون من برد ويقطر فيها من تلك الأدهان التي وصفناها في ذلك الباب واستعمال بخار ذلك الماء. ويستعمل فيهاأيضا قطور متخذ من خل وعسل وبورق

أو من عسل ونبيذ مطبوخ ونطرون . ويقطر في الأذن أيضا شيئا يسيرا من مرارة الجمل مع دهن ورد ونبيذ مطبوخ ودهن لوز وماء الكراث أوالبصل إذافتر وخلط معه شيءيسير من عسل أودهن أذهب وجع الأذن ألذي يكون من ريح وخلط لزج . والصعتر الجبلي إذاسحق وخلط مع عسل ولبن امرأة وقطر في الأذن أذهب وجع الأذن ألذي يتولد من الريح الغليظة والأخلاط اللزجة.صفة دواء جامع ينفع من جميع أوجاع الأذن وثقل السمع .يؤخذ من اللوز المقشر من قشرته عشرين لوزة و من البورق وزن أربعة دراهم و من الأفيون وزن أربعة دراهم و من الكندر وزن أربعة دراهم و من الباذاورد وزن أربعة دراهم و من المر وزن أربعة دراهم يداف ذلك أجمع بخل ويتخذ منه أقراص صغار يكون كل قرص وزن دانق ونصف و عندوقت الحاجة إن كان وجع الأذن شديدا يداف القرص بدهن ورد ويقطر في الأذن و إن كان يسيل من الأذن قيح ديف القرص بسكنجبين أوببعض الأنبذة و إن كان السمع ثقيلا ديف القرص بخل خمر.

[ صفحه 181]

فهذا مايحتاج إليه من العمل بعلاج الأذن من العلل التي لايؤمن

أن تحدث في الأسفار

[ صفحه 182]

الباب السادس في الزكام والنوازل والسعال و ماشابه ذلك من الأشياء التي تعرض من اختلاف الهواء وعلاج ذلك

هذه العلل أعني الزكام والبحوحة والنوازل والسعال و ماأشبه ذلك تتولد في أكثر الأمر من رطوبة فضلية تنصب من الدماغ فإن كان انصبابها إلي الأنف في المجاري المشاشية التي بين طرف الأنف و بين الدماغ سمي ذلك زكاما و إن كان انصبابها إلي مجاري الحلق والنغانغ سمي ذلك نزلة و إن كان انصبابها يتجاوز ذلك حتي يصير إلي قصبة الرئة و مايلي الصدر سمي ذلك أيضا نزلة إلي الصدر. فإن كان الفضل غليظا لزجا كان منه سعال شديد يقذف معه رطوبات فضلية و إن كان الفضل رقيقا مائيا أحدث السعال ألذي يسمي يابسا. و هذه العلل قدتتولد من سوء مزاج حار وبارد جميعا.فأما مايتحرز به منها في وقت هبوب الرياح الحارة والباردة فقد وصفناه فيما تقدم . و أما مايتعالج به منها إذاحدثت واستحكمت فإنا نصفه الآن علي أن كل ماوصفناه في التحرز من الزكام والنوازل من الروائح التي تستنشق قدينتفع بها إذااستعملت بعدحدوث العلة منفعة بينة.صفة البخورات التي تذهب بالزكام .القراطيس إذاأشعلت بالنار وقربت من الأنف واستنشق دخانها دائما أذهبت الزكام . وكذلك السكر الطبرزد إذاأحرق بالنار حتي يخرج منه دخان واستنشق دخانه نفع .

[ صفحه 183]

وكذلك يفعل الأصطرك

والكارباه والبخورات المتصلة بالأفاويه العطرية الحادة الرائحة. فإذااتصل الزكام و لم تنجع فيه هذه الروائح ألزق علي الجبهة الضماد ألذي يقال له بربارا والضماد ألذي يقال له اثينا والضماد ألذي يقال له انكاسوس وهي ضمادات مشهورة لااختلاف في صفاتها فلذلك لم يكن بنا حاجة إلي نسخها.صفة بخور نافع من النوازل منضج يجمع الفضول الغليظة المنحدرة من الرأس .يؤخذ من الأصطرك و هوميعة الرمان و من المصطكي و من بزر الكرفس الجبلي من كل واحد أوقية و من الزرنيخ الأحمر وزن نصف درهم و من حب الغار حبتين يدق ذلك ويجمع ويعجن بعسل ويتبخر به من الزكام ألذي لم ينضج و من السعال الشديد و ذلك بأن يوضع منه شيءيسير علي جمر فحم ويوضع عليه قمع يجتمع البخار فيؤديه إلي الموضع ألذي يقصد لعلاجه .صفة دواء يشرب نافع من النوازل التي قدصارت إلي الصدور وولدت سعالا.يؤخذ بزر البنج وزن اثني عشر درهما حب الصنوبر وزن ستة دراهم المر وزن درهم يسحق ذلك ويعجن بعقيد العنب ويؤخذ منه في كل غداة وعشاء مقدار وزن درهم بماء حار.صفة دواء آخر يقوم مقام الحساء يذهب بأوجاع السعال كلها ويفعل فعلا قريب

المنفعة.يؤخذ من العسل وزن عشرة دراهم و من السمن وزن خمسة دراهم و من الزوفي وزن درهمين و من التين أربع تينات و من الصنوبر المرضوض المنقي وزن عشرة دراهم و من أصل السوس وزن عشرة دراهم يطبخ الزوفي والتين والصنوبر وأصل السوس بماء قدر رطلين حتي يبقي نصف رطل ثم يصفي ويلقي عليه السمن والعسل ويطبخ حتي يصير في ثخن اللعوق

[ صفحه 184]

الباب السابع في علل العين التي تحدث عن اختلاف الهواء والغبار والرياح و غير ذلك

أماغبار تراب الأرض النقية التي لايشوبها شيء من الرماد والرمل ودقاق التبن و ماشابه ذلك فإنه ليس بضار للعين الصحيحة و ذلك أن جوهر العين بالجملة رطب و كل أرض طبيعتها يابسة و ماانسحق منها حتي يصير غبارا إذا كان من أرض محض لايشوبها غيرها فهو لامحالة يابس فمن هذه الجهة يقاوم رطوبة العين ويصلحها فأما العين التي فيهاعلة من رمد أو من عرض آخر فإن الغبار لها ردي ء لأنه لايؤمن وحده أن يحدث فيهاحادث من حرارة أوحدة أو غير ذلك من الآفات وكذلك ينبغي أن يتوقي منه في الأعين التي فيهاعلة غاية التوقي . ومما يحفظ العين ويقويها ويمنع من آفات الغبار والحر والعرق هذاالبرود.صفته يؤخذ نشاستج الحنطة وزن أربعة دراهم و من الصمغ

وزن درهمين و من أسفيداج الرصاص وأقليميا وإثمد من كل واحد وزن درهم تجمع هذه الأدوية مسحوقة منخولة بحريرة وترفع في إناء وتستعمل وقت الحاجة إن شاء الله تعالي .صفة برود آخر أبيض يقوي الناظر ويذهب بالدمعة يؤخذ صدف محرق ولؤلؤ من كل واحد درهمين ونشاستج الحنطة وزن درهم وإثمد وزن درهمين وتوتياء هندي وزن أربعة دراهم وكافور وزن دانق تدق هذه الأدوية وتسحق وتنخل بحريرة وترفع في إناء وتستعمل عندالحاجة إن شاء الله تعالي .

[ صفحه 185]

صفة برود آخر يطفئ الحرارة من العين يؤخذ أسفيداج الرصاص وزن خمسة دراهم وشاذنج هندي ومرقشيشا ولؤلؤ من كل واحد وزن ثلاثة دراهم وصمغ وزن درهم ونحاس محرق وزن أربعة دراهم ومسك وزن حبتين تجمع هذه الأدوية مسحوقة منخولة بحريرة وترفع في إناء وتستعمل عندالحاجة إن شاء الله تعالي .صفة طلاء للأورام الحارة الملتهبة في العين يؤخذ مر وصبر وعصارة الماميثا وحضض وزعفران وأفتيمون وأقاقيا وطين أرمني أجزاء سواء يسحق وينخل ويداف بماء عنب الثعلب ويستعمل عندالحاجة إن شاء الله تعالي .صفة طلاء آخر يوضع علي الصدغين فيصلح آفات العين وأوجاعها الشديدة يؤخذ مر وزعفران وأفيون وبزر البنج وكندر أجزاء سواء ويطلي

علي القرطاس ويصير علي الصدغين إن شاء الله تعالي

[ صفحه 186]

الباب الثامن في امتحان المياه المختلفة ليعلم أيها أصلح

أجود المياه وأحمدها ما كان لاطعم له و لارائحة و لالون و هذاالجنس من المياه يكون صافيا سليما من مخالطة سائر الأجسام إياه و ذلك أن كل ماء يحس له طعم أورائحة فإنما يحس ذلك فيه من جوهر آخر قدخالطه فيظهر طعم ذلك الجوهر فيه ولونه ورائحته ولذلك ينسب ذلك الماء إلي ذلك الجوهر ألذي خالطه فيسمي بالكبريتي أوبورقي أوقفري أونطروني أو غير ذلك من الأسماء فما كان سليما من هذه الخواص فإنه لامحالة يكون صافيا في لونه لذيذا في ذوقه طيبا في رائحته ينفذ عن المعدة إلي الأعضاء نفوذا سهلا فأما ماغلبت عليه رائحة كريهة أوطعم ردي ء أولون كدر فينبغي أن يجتنب . وأقوي دلائل المياه المحمودة الدليل ألذي ذكره بقراط و هو أن يبرد سريعا. و من الناس من يمتحن المياه بالوزن فيحكم لأخفها بأنه أجودها و هذه المحنة ليست بصحيحة إلا أن يجتمع معها الدلائل الأخر المحمودة أعني طيب الرائحة وعذوبة الطعم وصفاء اللون والنفوذ من المعدة سريعا و أن يسخن سريعا ويبرد سريعا و أن يكون في ينبوعه في الصيف باردا و في الشتاء فاترا. والمياه المجتمعة من الأمطار في نقائع نظيفة هي مياه محمودة

نافعة لأن الشمس قدطيبتها وأذهبت عنها كل آفة كانت فيها وحللت أجزاءها.فأما المياه التي تكون من ذوبان الثلج والجليد و ماشابه ذلك فهي كلها رديئة ضارة و ذلك أن وقت جمودها يتحلل كل ما كان فيها من جوهر رقيق لطيف ويبقي أغلظ جوهرها وأكثفه فلذلك ينبغي أن يجتنب . وكذلك ما كان من المياه مجتمعا في مواضع مستترة عن الشمس كثيرة التبن والطين فإنها كلها رديئة

[ صفحه 187]

الباب التاسع في إصلاح المياه الفاسدة

فإن اضطر مضطر إلي أن يشرب شيئا من هذه المياه الفاسدة التي قدغلب عليها بعض الجواهر الرديئة فينبغي أن يحتال لإصلاحها بما أصف ينبغي أولا أن يطبخ طبخا صالحا أعني يغلي علي النار و أن يمزج بعدالطبخ ببعض الأنبذة أوالأفشرجات و أن يكون مايمزج به من الأنبذة في ضد طعم الماء فإن كان الطعم مائلا إلي القبض والبشاعة مزج بنبيذ حلو و إن كان مائلا إلي الملوحة مزج بنبيذ قابض الطعم . و ما كان من المياه غليظا من كدورة فيه فينبغي أن يصفي مرارا حتي يصفو ويذهب عنه كدرة فإن جعلت الأسوقة أحد مايصفي به كان ذلك صالحا لأن الأسوقة من شأنها تصفية الماء وتعذيبه . و ما كان من المياه شديد البرد مفرطه فينبغي أن لايشرب إلا بعدالطعام

و أن يكون مصا ليواقع المعدة والأعضاء الداخلة شيئا بعد شيء و لايواقعها دفعة فيؤلمها. و ما كان من المياه ظاهر الرداءة فينبغي أن يطبخ فيه حمص ويؤكل الحمص ويشرب ماؤه أويطبخ فيه رازيانج أوالقرع فيؤكل الرازيانج والقرع ويشرب الماء و من أحمد مايؤكل من الأطعمة مما يذهب برداءة المياه الردية وضررها السلق والبقلة اليمانية والبقول التي معها تفتح مثل الرازيانج والكرفس والشبت والهندباء و ماشابه ذلك .فأما مايذهب برداءة طعم الماء فالبلوط والشاه بلوط والحبة الخضراء

[ صفحه 188]

والسمسم وأصناف البقول كلها

[ صفحه 189]

الباب العاشر في احتيال مايذهب بالعطش

منافع شرب الماء في بدن الإنسان منفعتان إحداهما ترطيب الغذاء الجاف اليابس لتهضمه المعدة والأخري تبريد الحرارة المفرطة التي تحدث عن الحركات الشديدة والهواء الحار. و قديحدث العطش أيضا من جفاف الفم واللهوات وفناء الرطوبة التي ترطب أغشية الحنك و مايتصل به من علة حادثة فيكون من ذلك عطش ولذلك يقال إن من قطعت لهاته لايصبر علي العطش البتة لأنه قدعدم العضو المولد للرطوبات التي يترطب بهاالحنك وأغشية المعدة ترطيبا دائما. و قديعرض العطش أيضا من شرب نبيذ كثير فيحمي الجوف ويحرقه فيتولد عن ذلك عطش وتكون الحاجة عند ذلك من الماء

إلي التبريد أكثر منها إلي الترطيب .فأما العطش ألذي يكون من أكل الأشياء المالحة فإنه يجتمع فيه المعنيان جميعا أعني اليبس والحرارة إذ كانت الملوحة من شأنها أن تفعل ذلك .فمن عدم الماء واحتاج أن يداوي نفسه لئلا يعطش فينبغي أولا أن يقلل من الغذاء أوبأن يكون مايغتذي به من الأغذية التي هي من جوهرها باردة رطبة كالبقول والفاكهة الباردة الرطبة و أن يدهن بدهن الورد مبردا وبغيره من الأدهان الباردة الرطبة. وأقوي مايستعمل في ذهاب العطش أن يلاك بزر الخس الأسود وأصل السوس وبزر القثاء كل ذلك إذاأمسك في الفم وقتا طويلا أذهب العطش . و قديتخذ أقراص تمسك في الفم فتمنع من العطش . وصفتها دواء يمنع من العطش .يؤخذ بزر القثاء المقشر وزن ثمانية دراهم وكثيراء وزن أربعة دراهم

[ صفحه 190]

يداف الكثيراء ببياض البيض الطري فإذاذاب سحق بزر القثاء المقشر وألقي عليه وتتخذ منه أقراص وتجفف في الظل فإذااحتيج إليه أخذ منه قرص وأمسك تحت اللسان فكلما ذاب منه شيءابتلع فإنه يذهب بالعطش إن شاء الله تعالي . وعصارات الفواكه الرطبة والبقول الباردة إذاعصرت واستعملت سكنت العطش والبزرقطونا إذابل بماء الخيار أوببعض مياه الفواكه حتي

يستخرج لعابه وأمسك في الفم لعابا كثيرا ويبلع شيئا بعد شيءيذهب العطش وكذلك يفعل حب السفرجل

[ صفحه 191]

الباب الحادي عشر في التحرز من جملة الهوام

أول ماينبغي أن يتحرز به من الهوام أن يرش أرض الموضع ألذي لايؤمن فيه الهوام بماء قدطبخ فيه بابونج وحنظل وحرمل أوثوم أوبنجنكشت و أن تسد مواضع جميع الأجحرة التي فيها والمواضع التي لايؤمن أن يخرج منها الهوام بهذه البخورات .صفة مايتبخر به فيذهب بالهوام يبخر الموضع بقرن الأيل أوبأظلاف المعزي أوبشعورها أوبالحجر ألذي يسمي عاعاطس أومقل اليهود أوبجوز السرو أوبورق الشونيز أوشونيز أوبورق العنجنكشت أوبالسكبينج أوبالجند بادستر أوبالكارباه كل هذه الأشياء إذاتبخر بها أوببعضها أوبواحد منها أذهبت رائحتها الهوام المؤذية بإذن الله .صفة بخور يذهب بالبعوض والبق والجرجس يؤخذ من القلقديس وبزر الشونيز البري والكمون متساوية الأجزاء فيبخر به الموضع مرارا كثيرة وينبغي أن توقد نار قوية في الموضع ألذي يتخوف فيه من الهوام فإن الهوام تهرب من ضوء النار وينبغي أن يفرش في المواضع التي يتخوف فيها من هوام الأرض من حشيش الأشراس والفنجكشت وبالصعتر البري وبالفوتنج النهري

[ صفحه 192]

والشيح والقيصوم والجعدة والمشكمطرامشير فإن لم يتهيأ من هذه الحشائش مايفرش به المكان كله جعل

منها حول المرقد والمجلس فإنها تمنع الهوام منه إن شاء الله تعالي . و إن اتفق أن يكون المنزل في هذاالسفر في الصحاري فينبغي أن يتوقي النزول تحت الأشجار والوقود تحتها فإن كثيرا من الأشجار البرية تكون فيهاالهوام فإذاجعل الوقود تحتها نزلت من حرارة بخار النار و قدقويت بحرارتها فأفسدت وأذت .فأما الأواني فينبغي أن يستقصي سد رءوسها و لاسيما في المواضع التي يتخوف فيها من الحيات ولتكن أغطية الأواني الصغار من القوارير والدساتيج و ما فيه الأشربة و ماشابه ذلك متخذة من شمع قدخلط فيه برادة العاج وبارزد وكمون كرماني فإن هذه الأشياء كلها لايكاد يقربها شيء من الهوام .فأما الزنابير والنحل فإنه يتحرز منها بالتمسح بورق الخبازي وبمائه وباستعمال الأدهان في المواضع التي يخاف مضرتها فيها

[ صفحه 193]

الباب الثاني عشر في علاج عام من لسع الهوام جميعا

فإن عرض لأحد أن يناله آفة من بعض الهوام أيها كان فأول ماينبغي أن يبدأ به من العلاج أن يمص الموضع مصا شديدا و أن يكون ألذي يمصه ليس بصائم بل يكون قدتناول طعاما و أن يتمضمض قبل المص بنبيذ مطبوخ و أن يمسك في فيه زيتا في وقت مصه فإذامصه فينبغي أن يأخذ قدح زجاج ويشعل فتيله بالنار فإذااستوقدت يلقيها داخل القدح

ويكب القدح علي الموضع فإن القدح عند ذلك يقوم مقام المحجمة ويجلب السم من داخل الأعضاء إلي خارجها ثم يشرط الموضع المنتفخ ويمص حتي يخرج منه دم صالح فإن خروج ذلك الدم يخرج السم أيضا إن شاء الله تعالي . وينبغي بعد ذلك أن يضمد الموضع بالأدوية الحارة التي لها جذب قوي مثل رماد الكبريت ورماد ورق التين أولباب الخبز أوبصل مدقوق أوكراث البقل أوزبل الغنم كل ذلك يخلط معه ملح مدقوق ويعجن بمري أوبخل أوبهما جميعا ويضمد به الموضع . والزفت الرطب أيضا إذاضمد به موضع اللسع نفع منفعة بينة وينبغي أن يبل الموضع أيضا بخل قدطبخ به فوتنج جبلي وصعتر أوبماء البحر أوبماء مالح فإن هذه الأشياء تجذب السم أي سم كان وتخرجه إن شاء الله تعالي . وينبغي أن يضمد الموضع بفراخ الحمام وفراريج ذبحت ساعتها حارة وتشد علي العضو فإنها تجذب السم وتسكن الوجع . وينبغي أن يضمد الموضع أيضا بالأضمدة المركبة المعمولة بقاقلة الطيب وبالأشياء العطرية القوية الرائحة وينبغي أن يسقي الملسوع أي حيوان كان لسعه من ذوات السم من جوز السرو أوحمر و هوقفر اليهود من كل واحد وزن درهم

[ صفحه 194]

بشراب أو

من ماء الحشيشة التي تسمي بالبورس وهي غبيراء ذكر يعصر ويسقي من مائها قدر أوقيتين ودم السلحفاة البحرية من الأدوية القوية في دفع السموم وتسكين الوجع وكذلك الجند بادستر وأصل القثاء وماء الكراث والحشيشة المعروفة بخصي الثعلب والفنجنكشت والزراوند وحب الغار والسراطين النهرية مشوية أومطبوخة هذه الأدوية كلها تعمل في دفع السم وتسكين الوجع عملا صالحا. و من الأدوية المركبة الترياق الأعظم إذاشرب نفع من لسع جميع الهوام ولكن يحتاج أن يبادر به قبل وصول السم إلي الأعضاء علي أن لاتقتل آفة السم وتدفعها. و قدينفع من لسع الهوام استعمال الأشياء التي تولد العرق وتخرج الفضول من البدن ويستعمل أيضا هذاالدواء فإنه كثير المنفعة في لسع الحيات والعقارب وجميع الهوام .أخلاطه يؤخذ من السكبينج وأصل السوس الأسمانجوني الأزرق والزنجبيل من كل واحد وزن أربعة دراهم و من الزراوند وزن خمسة دراهم و من السذاب والغاريقون من كل واحد ثلاثة دراهم و من دقيق الكرسنة وزن درهمين يدق ذلك أجمع وينخل ويتخذ منه أقراص وزن كل قرص أربعة دوانيق ويشرب في وقت الحاجة بشراب أوببعض الأشربة المتخذة من الفواكه أوبماء حار نافع إن

شاء الله تعالي . و في نسخة أخري و قدينفع من لسع الهوام فصد العرق لاسيما إذا كان الملسوع شابا ممتلئ البدن

[ صفحه 195]

الباب الثالث عشر عما ذا يتولد العرق المديني وبما ذا يتحرز من تولده

من أجل أن العرق المديني يتولد كثيرا في ذلك الصقع حتي صار يعرف باسمه أعني بالمدينة رأيت أن أصف التدبير ألذي يتحرز به منه .فأقول إن تولد هذاالعرق في اللحم كتولد الحيات وحب القرع وأصناف الدود في البطن وكتولد سائر الأشياء التي تدب علي الأرض منها. والعلة التي تشمل هذه الأشياء في تولدها العفونة المعتدلة و كما أن كل مايعفن من جميع الأجسام يولد حيوانا ماكذلك العفن في اللحم يكون منه تولد هذاالعرق و كل تعفن فإنما يكون باجتماع حرارة ورطوبة بأقساط معلومة. وتلك الأقساط ليس يدركها البشر و ليس يعلم مقاديرها إلاالباري سبحانه و جل ثناؤه علي أنها ليست محصورة حصرا لايلزم فيهازيادة و لانقصان لكنها مختلفة واختلافها علي قدر اختلاف الحيوان المتولد منها فإن الأقساط من الحرارة والرطوبة التي تتولد عنها الحيات في البطن خلاف الأقساط التي تتولد عنها حبات القرع و أن الأقساط التي يتولد عنها القمل والبراغيث والبق والجرجس وكذلك الأقساط التي يتولد عنها من الأرض الضب واليربوع والجرذان وخلاف الأقساط التي تتولد عنها الحيات والعقارب وبنات وردان . و

علي هذاالقياس تختلف هذه الحيوانات في البلدان علي قدر اختلاف ترب البلدان فإن كل بلد قدتخصه تربة يتولد فيها من هذه الحيوانات خلاف الحيوانات التي تتولد في التربة الأخري فالأرض الجصية يتولد فيها من الحيوانات خلاف مايتولد في الأرض الرمادية و الأرض الحمراء التربة يتولد فيهاحيوان غيرالحيوانات التي تتولد في الأرض السوداء إذ كان التعفن في كل واحد من الترب يكون في مقادير مختلفة مخالفة للمقادير التي تكون في التربة التي يكون منها الحيوان من غيرتلك التربة.فلهذه العلة صار يتولد في كل بلد جنس من الحيوان مخالف للجنس ألذي يتولد في البلد الآخر حتي صار بعض البلدان لايتولد فيهاالعقرب البتة وبعضها لايتولد فيها

[ صفحه 196]

البراغيث وبعضها لاتتولد فيه الذباب وبعضها لاتتولد فيه البق . و من هذه الجهة صار العرق المديني يتولد بالمدينة و مايليها في أكثر الأمر دون سائر المواضع والسبب في ذلك أن هواء ذلك الصقع مع الأغذية التي توجد فيه كثيرا فيغتذي بها الناس كالتمور تولد ذلك العرق في اللحم فيصير حيوانا كسائر الحيوان ألذي يتولد في البطن والأمعاء. والتحرز من تولده يكون بترك أكل التمور البتة والتوقي من استعمال الأغذية التي يسرع إليها الفساد والاستحالة كالألبان و مايعمل منها مثل الجبن والمصل و ماشابه ذلك

وبإدمان دخول الحمام واستعمال صب الماء الحار علي البدن إذا كان ذلك البلد لاحمامات فيه وشرب السكنجبين كثيرا قبل الطعام وأخذ الإطريفل الأصفر في أيام معلومة والهليلج المربي والأملج المربي والشقاقل المربي والحبوب التي تنقي المعدة والأمعاء مثل الحب المعروف بالميشيار وحب الذهب وحب المقل وسفوف الإهليلج والرازيانج والسكر و ماشابه ذلك واستعمال الكبر في الطبيخ واتخاذ البوارد أعني من قضبانه من أنفع الأشياء في التحرز من هذه العلة وكذلك الشبت والرازيانج والطرشقوق و هوالهندباء البري والفوتنج النهري والفوتنج الجبلي والسذاب والنعنع وجميع البقول التي معها تفتيح لمنافذ البدن وإنضاج الأخلاط وتنفيذها وتعديلها لئلا تلجج في عضو من أعضاء البدن فيتعفن فيه .فبهذا التدبير و ماشابهه يكون التحرز من العرق المديني

[ صفحه 197]

الباب الرابع عشر في وصف العلاج من العرق المديني إذاتولد في البدن

ولأن العلم بما ينتفع به و إن لم تدع إليه حاجة شديدة حسن محمود رأيت أن أصف العلاج من العرق المديني و إن كان بقراط وجالينوس لم يذكراه . و أناأقول فيه ماقاله سورانورس ولاوبندس وهما إمامان من أئمة الأطباء فأما سورانورس فإنه لم ير هذاالعرق حيوانا و أنه يتحرك بل رأي أنه يتوهم أنه يتحرك و هوبالحقيقة

غيرمتحرك فأما لاوبندس وغيره ممن أتي بعده فإنهم رأوا أنه حيوان يتولد في لحم العضل فأكثر تولده يكون في السواعد والأعضاد والسوق والأفخاذ فأما في الصبيان فإنه يتولد مع ذلك أيضا منهم في الظهر والصدر تحت الجلد. و قداتفق كلهم في علاجه علي أنه ينبغي أن ينطل العضو ألذي ظهر فيه بالماء الحار نطلا دائما حتي يخرج طرفه فإذاخرج سل سلا رفيقا فإن لم يجب إلي الخروج شد في طرفه رصاصة بخيط وترك لتجذبه الرصاصة بثقلها فتحطه إلي أسفل فتسله شيئا فشيئا. ويستعمل مع ذلك أيضا إقعاد العليل في الماء الحار ويضمد الموضع بالأضمدة المحللة كالضماد المتخذ من دقيق الشعير ودقيق الحنطة والحلبة والتين والبابونج و ماأشبه ذلك وتلزق عليه لزوقات محللة كاللزوق المنسوب إلي الغار والطرفاء و غير ذلك مما شابهه فإن انقطع العرق وتفتح موضعه شق عنه وعولج كماتعالج سائر الجراحات .فقد أتيت علي مايحتاج إلي وصفه من علاج العرق المديني وسلكت في ذلك المسلك ألذي سلكته في سائر هذاالكتاب فإني قدوصفت فيه أشياء كثيرة و أناأري أن الله جل و عزبمنه وطوله وسعة رحمته سيغنيك بالعافية فلاتحتاج إلي استعمال شيءمنها علي

أني مع ذلك قدرجعت إلي أن مثلك لايخرج إلي مثل هذاالسفر بل

[ صفحه 198]

و لا إلي أقرب منه من المواضع بعد أن يقع عليه اسم سفر إلا في جمع وعدد كثير من الناس وحيث كان الجمع والعدد الكثير فإنهم لايخلون من بعض الأسباب التي ذكرنا فالأولي بمثلك معرفة هذه العلاجات والاستظهار بهذه الأدوية والأشربة. و الله أسأل أن يتفضل عليك وعلينا فيك و علي جميع من معك بالسعادة الكاملة التي هي سلامة النفس وصحة البدن إنه علي مايشاء قدير. يقول مولانا النقيب الطاهر الفقيه العالم العلامة العامل البارع الفاضل الحبر الكامل الزاهد العابد المرابط المجاهد نقيب نقباء آل أبي طالب في الأقارب والأجانب جمال العترة فخر الأمة عماد الملة رضي الدين ركن الإسلام والمسلمين زين المجتهدين قبلة العارفين أبوالقاسم علي بن موسي بن جعفر بن محمد بن محمدالطاوس العلوي الفاطمي أعز الله نصره وأشاع في الخلائق شرفه وذكره هذا مارأيت بالله جل جلاله إثباته في كتاب الأمان من أخطار الأسفار والأزمان . فإن عملت بشي ء منه مما قدذكرنا أنه دافع للأكدار وتأخر عنك الظفر بالمسار فاعلم يقينا أن الذنب لك في تلك الحال

وعسي يكون فيما تعمله مجربا و غيرواثق ببلوغ الآمال أو أنت مصر علي ذنوب قدجعلتك كالمحجوب عن علام الغيوب فأنت عنداستعمال هذاالدواء كبناء واحد يعمر ووراءه دور كثيرة تخرب أضعاف مايعمر من أسباب الشفاء ويحول بينه و بين الرجاء فاليقين برب العالمين وتصديق سيد المرسلين والثقة بجوده ووعوده وحلمه ورحمته من أقوي الوسائل إلي إجابته وغايته وعنايته وعافيته وصلي الله علي سيد المرسلين محمد النبي وآله الطاهرين .تم الكتاب بحمد الله و منه علقه الفقير إلي رحمة الله تعالي حسين بن عمار البصري وفرغ منه يوم الأربعاء رابع عشر ربيع الأول من سنة اثنتين وثلاثين وستمائة

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.