أسئلة حول أحداث إيران والحكومة الإسلامية المرتقبة

هوية الکتاب

تأليف اية الله السيد محمد الحسيني الشيرازي (قدس سره الشريف)

الطبعة الأولى/ 1422ه_ / 2002م

دار صادق للتحقيق والنشر

بيروت لبنان ص ب 6080 / 13 شوران

الطلیعة

الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا للهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ

سورة البقرة 156

كان هذا الكتاب ماثلاً للطبع، إذ تلقينا ببالغ الحزن والأسى نبأ ارتحال المرجع الديني الأعلى الإمام السيد محمد الحسيني الشيرازي (قدس سره) ، حيث فجع العالم الإسلامي والحوزات العلمية بفقده، وهو في عز عطائه..

لا صوت الناعي بفقدك إنه يوم على آل الرسول عظيم

بسم الله الرحمن الرحيم

إِنَّ اللهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ

صدق الله العلي العظيم

سورة الرعد : الآية 11

كلمة الناشر

لما بدأت أحداث إيران وأخذ الشعب الإيراني المسلم يطالب الشاه بحقوقه المشروعة، ويؤاخذه على انتهاكه للقوانين الإسلامية والأحكام الشرعية، بدأ الشاه يراوغ شعبه ويحاول التهرب تارة والقمع أخرى، عندئذ هب الفقهاء المراجع والعلماء الأفاضل لنصرة الشعب الإيراني المسلم والمطالبة بحقوقه المشروعة، واجتمع معظم العلماء على تأييد الثورة ودعم الحركة ضد الظلم والطغيان، والتحريف والتشويه الذي كان سائداً أيام البهلويين: الأول والثاني(1).

وقد بين الفقهاء المراجع النهج الإسلامي والإطار الشرعي لتطبيق الأحكام الذي كان يضمن للشعب تحقق أهدافه ونيل مطالبه، مثل (شورى الفقهاء المراجع) و(تعدد الاحزاب) و(حرية الرأي والفكر) و(حرية القلم والبيان) و(سياسة اللين والرفق) و(سياسة المفاوضات والمحادثات) و(سياسة حسن الجوار وحسن التعامل مع جميع الدول)، كما وبينوا الأسس الاقتصادية والسياسية الكفيلة لبناء مجتمع إسلامي صالح.

وبقي الفقهاء المراجع بعد بيان المنهج الإسلامي والأسس الشرعية لبناء دولة إسلامية نموذجية، يواصلون دعمهم للشعب الإيراني المسلم وهم على أمل كبير لتحقق الدولة الفاضلة والحكومة العادلة التي تنجز فيها متطلبات الشعب المسلم وتحقق بها أهدافه وتأخذ بيديه إلى الأمام.

ولكن وبعد انتصار الشعب المسلم على الشاه وعملائه، لم يطبق المنهج الإسلامي الصحيح الذي رسمه لنا رسول الله صلي الله عليه و اله والإمام أمير المؤمنين * في حكومتيهما العادلة

والذي بنى أمة إسلامية متقدمة ونموذجية.

حيث لم تشكل شورى الفقهاء المراجع لإدارة البلاد والعباد، ولم تنفذ ثقافة التعددية، ولا مسألة تعدد الأحزاب، ولا حرية المؤسسات الدستورية، وترك تطبيق كثير من الأحكام الشرعية والقوانين الإسلامية، مثل الحريات الأساسية الموجودة في ظل الإسلام، بالنسبة إلى السياسة والاقتصاد، والثقافة والإعلام وغير ذلك..

وأخذوا بسياسة العنف والخرق، والمواجهات والمقاطعات، بدلاً من سياسة الرفق واللين، والعلاقات والروابط التي أمر بها الإسلام وحرّض عليها إلى غير ذلك.

مضافاً إلى ما أوردوا من الضغط على الحوزات العلمية، والتضييق على الفقهاء المراجع، مما سبب الكثير من المشاكل الداخلية والخارجية.

وهذا الكراس هو مجموعة أسئلة طرحت على سماحة المرجع الديني الأعلى الإمام السيد محمد الحسيني الشيرازي (قدس سره) إبان ثورة الشعب المسلم في إيران، فأجاب سماحته عليها وكان سماحته آنذاك يقطن دولة الكويت، وقد طبع الكراس باللغة الفارسية قبل عشرين عاماً.

وقد رأينا أن تظهر النسخة العربية إلى عالم النور وإن مضى على الثورة أكثر من عشرين عاماً، فإنه مضافاً إلى ما فيها من العظات والعبر هو مطالبة بتنفيذ الوعود التي وعدوا بها الشعب الإيراني المسلم من تطبيق أحكام الإسلام السمحة التي تشمل رحمتها المسلم وغير المسلم، والاستناد الى شورى الفقهاء المراجع في إدارة العباد والبلاد، والتركيز على نظام التعددية السياسية، والحرية المؤسساتية، وحرية الإعلام والصحافة، واستقلالية القضاء، وما أشبه، وهو استعراض لبعض ما قدمه الفقهاء المراجع ومنهم سماحة الإمام الشيرازي دعماً للشعب الإيراني المسلم وثورته الإسلامية المسالمة، وكان ذلك أملاً منهم بتحقق دولة إسلامية يتعرف العالم من خلالها على الإسلام وتعاليمه الحكيمة، وسياسته القويمة، ونظامه العادل فإذا عرفوا حكمته وعدله كانت للجميع نبراساً، يقتدون بها، ويستضيئون بنورها، فيعم رحمتها العالم كله، ويشملهم بركتها وخيرها، إذ في الإسلام

تحقيق طموحات الفرد والمجتمع، وإيصال الإنسان إلى ما يتمناه من هناء وسعادة، وما يأمله من رغد ورقي.

وإليكم فيما يلي نص الأسئلة وأجوبتها بحسب ما كتبه يراع سماحته (قدس سره).

دار صادق للطباعة والنشر

بيروت لبنان ص.ب: 6080 / 13

المقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين وصلى الله على محمد وآله الطاهرين.

أما بعد: فهذه مجموعة من الأسئلة التي تقدم بها بعض الشباب الجامعي المسلم، المقيم في أمريكا حول الأحداث الأخيرة والأوضاع الحساسة في إيران، والحكومة الإسلامية المرتقبة فيها، وسألني الإجابة، فأجبته عليها فأسأل الله تعالى أن يفيد بها، وهو الموفق المعين.

محمد الشيرازي

الكويت

رجاء واعتذار

بسم الله الرحمن الرحيم

سماحة آية الله المجاهد الحاج السيد محمد الحسيني الشيرازي (حفظه الله).

نحن مجموعة من الطلبة الجامعيين المقيمين في أمريكا، لدينا عدة أسئلة نرجو من سماحتكم الإجابة عليها وبصورة واضحة وشكراً لكم.

مع أحداث إيران

س1: ما هو رأيكم بالنسبة إلى أحداث إيران؟ مع من الحق؟ هل هناك اختلاف في موقف المراجع العظام فيما بينهم بالنسبة إلى هذه الأوضاع؟ وكيف تنظرون إلى المستقبل؟

الجواب: الأحداث في إيران تتلخص في مقارعة الظلم ومبارزة الظالم.

والشعب المسلم في إيران شنّ بقيادة المراجع العظام حملة شعواء على الظلم والظالمين.

والمراجع العظام كافة متحدون في هذه الحملة ضد الظلم وينوون تأسيس حكومة إسلامية.

لذا يلزم على الأمة الإسلامية مناصرة المراجع العظام لأن انتصار المراجع العظام هو انتصار لدين الله، وانتصار للحق والعدل.

قال تعالى: *إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم*(2).

وهذه هي المرة الرابعة خلال المائة والخمسين عاماً الأخيرة التي يهب فيها المراجع العظام لإنقاذ إيران من مخالب الأجانب الخارجيين والظلمة الداخليين كي تقام الحكومة الإسلامية.

فكان القيام الأول: دفاع (السيد المجاهد*) لمنع دخول روسيا إلى إيران.

والقيام الثاني: نهضة (المجدد الشيرازي*)(3) بعنوان (ثورة التبغ) للمنع من نفوذ بريطانيا في إيران.

والقيام الثالث: نهضة (الآخوند الخراساني*)(4) من أجل القضاء على (الحكومة الاستبدادية) في إيران.

والقيام الرابع: ثورة الشعب المسلم الإيراني الحالية بقيادة المراجع العظام، ضد نفوذ الأجانب ولإسقاط الدكتاتورية، لان الظلمة في الداخل وبمساعدة أسيادهم تمكنوا من جعل إيران بلداً متخلفاً منحطاً، فاسداً منهاراً، يسوده الخوف والرعب، والاعتقالات والاغتيالات، والسجن والتعذيب.

إن المستقبل بلا شك سيكون في صالح رجال التقوى والفضيلة، والمسألة هي (زمان النصر) الذي وعد الله به حيث قال عزوجل: *فإن حزب الله هم الغالبون*(5).

وقال تعالى: *ولينصرن الله من ينصره*(6).

وقال سبحانه: *والعاقبة للمتقين*(7).

برامج الحكومة الإسلامية

س2: (الحكومة الإسلامية) التي يتحدث عنها المراجع العظام ماذا تعني؟

وكيف سيكون برنامجها؟

الجواب: (الحكومة الإسلامية) تقام على أساس (الشورى)، قال الله تعالى: *وشاورهم في الأمر*(8).

وقال سبحانه: *وأمرهم شورى بينهم*(9).

إن الأمة في (الحكومة الإسلامية) ستنتخب مندوبيها من الذين يدركون الإسلام إدراكاً

جيداً، ولهم اطلاع واف بأوضاع العالم وإلمام كافٍ بكيفية إدارة البلاد والعباد، مضافاً إلى تمتعهم بالعدالة، فإنهم سيأخذون بالبلاد إلى التقدم والرقي بإذن الله عزوجل.

وكما ذكرنا في (الفقه: كتاب التقليد)، إن القائد الأعلى الذي بيده زمام الأمة، بالإضافة إلى الشروط السابقة، يجب ان يكون (فقيهاً) أيضاً.

علماً بأن مدة القيادة، والرئاسة، والانتداب للمجلس، وطريقة الانتخابات، وغيرها من الأمور تتعلق برأي الأمة، وذلك بواسطة سن قوانين ومقررات لائقة بها، تنظم أمر دينها ودنياها طبقاً للموازين الشرعية.

المعمل والعامل والأرض والفلاح

س3: في (الحكومة الإسلامية) ماذا سيكون وضع الأرض، الفلاح، العامل وصاحب المعمل؟

الجواب: إن القانون الأول في الإسلام الذي يتعلق بالزراعة هو: ان الأراضي البائرة هي «لله ولمن عمرها»(10)، فأراضي الموات لمن أحياها.

ثم إن الإسلام عندما يؤسس حكومته سوف يقوم بزرع جميع الأراضي البائرة واستخدام كافة وسائل التكنولوجيا الحديثة المتعلقة بالزراعة ويضعها في أيدي الفلاحين ومن أشبه.

إن الإسلام في نفس الوقت الذي يقر (الملكية الفردية) يمنع الاستثمار اللامشروع، والاحتكار، والربا، والفساد وما أشبه.

والعامل والفلاح في الإسلام هم أحرار في أعمالهم ولهم جميع حقوقهم.

مضافاً إلى أن (الحكومة الإسلامية) تتعهد بإيجاد فرص العمل لكل من له القدرة على العمل.

وفي النهاية إذا ما وجد عاطل عن العمل فإن الإسلام يتعهد بتأمين حياته(11) ودفع نفقاته الضرورية إلى أن يجد عملاً له، لأن في (الحكومة الإسلامية) لا يوجد (فقر) ولا (فقير).

الحريات العامة وحرية المرأة

س4: ما هو رأي الإسلام بالنسبة إلى (الحريات العامة) خصوصاً (حرية المرأة)؟

الجواب: إن الإسلام يقر جميع الحريات المعقولة مثل: حرية الزراعة، حرية الصناعة، حرية التجارة، حرية الخطابة، حرية الكتابة، حرية إبداء الرأي، حرية الإقامة، حرية السفر، وإلى ما أشبه ذلك.

وحيث إن الإسلام يربي ويكمل (شخصية الإنسان المسلم) بأفضل ما يمكن، فإن كافة الشؤون الاقتصادية، الزراعية، التجارية، الصناعية وغير ذلك تكون في الدرجة العالية، وذلك لتأثير دور شخصية الإنسان فيها.

مضافاً إلى أن (الحكومة الإسلامية) تسعى جاهدة (للاكتفاء الذاتي) في جميع الميادين وفي جميع المجالات، ولا تشجع سياسة التجميع في الإنتاج الصناعي لصالح الدول الصناعية الكبرى.

وأما بالنسبة إلى حرية المرأة، فإن الإسلام قد ضمن لها جميع الحريات المتصورة في محيط طاهر ونزيه، وذلك بشكل يحفظ كرامتها وشرفها.

إن الإسلام أنقذ المرأة من أسر الهوى ومن الرغبات غير المشروعة.

إن الإسلام قد رفع من قدر

المرأة ولم يرض لها أن تكون سلعة لأجل التحلل والمتعة المحرمة، كما لم يرض باستغلالها وجعلها أداة رخيصة لترويج البضائع التجارية وفي وسائل البث والإعلام، وأنقذها من تجارة الجنس.

إن الإسلام حرر المرأة من الأسر وتحطيم الشخصية وفقدان العفة وسلب العظمة.

في النهاية إذا شاءت إرادة الله وأقيمت (الحكومة الإسلامية) فسيرى العالم الحريات المختلفة، والذي لم يرها في المنام، والتي لا مثيل ولا وجود لها في (العالم الحر) أيضاً.

الأقليات الدينية

س5: ما هو رأي الإسلام بالنسبة إلى الأقليات غير المسلمة؟.

الجواب: إن الأقليات الدينية غير الإسلامية تنعم في ظل (الحكومة الإسلامية) بالأمن والرفاه، لأن (الحكومة الإسلامية) توفر لهم من الحريات ما لم تتوفر في أي بلد آخر وحتى في البلاد التي تدعي الحرية، ولكن بشرط أن يراعوا مشاعر المسلمين ولا يخططوا لمحاربة المسلمين بمساعدة الأجنبي أو يتآمروا معهم لذلك.

التصنيع والتسليح

س6: ما هو رأي الإسلام بالنسبة إلى التصنيع والتسليح العسكري للبلاد؟

الجواب: إذا شاء الله وأقيمت (الحكومة الإسلامية) سوف ترون وخلال فترة زمنية قصيرة كيف تشيد المصانع الكبرى للصناعات الأم، وتمتلك الحكومة من القدرة ما يمكنها من تصدير الصناعة والتكنولوجيا إلى العالم، وبالقريب سوف يلاحظ كيف تهيئ لنفسها الأسلحة الدفاعية اللازمة من دون الأخذ من هنا وهناك.

وانما تستطيع ذلك لأن (الحكومة الإسلامية) حيث توفر الحرية الكاملة للناس، وحيث تعتمد مبدأ (الشورى) في الحكم _ في التطبيق فقط لا في التشريع _ سوف تدعم كل ما يوجب التقدم الصناعي وسائر شؤون الحياة الأخرى.

العلاقات الدولية

س7: ما هو النهج الذي ستتبعه (الحكومة الإسلامية) مع الدول الإسلامية وغير الإسلامية؟

الجواب: ان نهج (الحكومة الإسلامية) مع الدول الأخرى هو نفس النهج الذي اتبعه رسول الله صلي الله عليه و اله مع الآخرين، وكما قال أمير المؤمنين علي *: «فإنهم صنفان: إما أخ لك في الدين، أو نظير لك في الخلق»(12).

وعلى هذا: فتتعامل (الحكومة الإسلامية) مع الدول الإسلامية على أساس (الأخوة الإسلامية)، وأما مع الدول غير الإسلامية فعلى أساس المنافع المشتركة للطرفين، وستنشر صفحة جديدة في التاريخ.

الذهب الأسود: النفط

س8: ما هو رأي الإسلام بالنسبة إلى (النفط) ومقدار الإنتاج وبرنامج التصدير؟

الجواب: إن برنامج (الحكومة الإسلامية) بالنسبة إلى هذا المعدن وسائر الثروات الطبيعية التي هي ملك الشعب المسلم، يتركز على أنها ثروات عامة للأمة وللأجيال القادمة وتنفذ برنامجها بعدم الخيانة فيها حتى ولو بقطرة واحدة.

فلسطين واليهود

س9: كيف ينظر (الإسلام) إلى (اليهود) و(فلسطين)؟

الجواب: إن نظر الإسلام بالنسبة إلى اليهود قد ذكرته في كتاب: (هؤلاء اليهود)، وباختصار أقول: إنه يلزم على كل مسلم أن يقف إلى جانب (الشعب الفلسطيني المظلوم) في صف واحد، حتى يستطيع من العودة إلى أراضيه بحول الله وقوته، فإنه قد وقع عليه الظلم وطرد من أرضه.

القتلى في الثورة

س10: ما رأي الإسلام بالنسبة إلى قتلى إيران، الذين نالوا شرف الشهادة بأمر (المراجع العظام) خلال الجهاد؟

الجواب: هذه المجموعة وكما ذكرت ذلك في (الفقه: كتاب الطهارة) و(الفقه: كتاب الجهاد) لها حكم الشهيد، فلا تغسل ولا تكفن بل يصلّى عليها وتدفن بملابسها ودمائها.

وفي الختام، أسأل من الله الواحد العزيز، السعادة والنصر والعزة والفوز لكم ولجميع الأخوة المسلمين وما ذلك على الله بعزيز.

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

محمد بن المهدي الحسيني الشيرازي

الكويت

خاتمة

وتعميماً للفائدة، رأينا نحن الناشرين، أن نلحق بالكتاب بعض ما جرى على الساحة الإسلامية، من تأييد المراجع العظام ومنهم سماحة الإمام الشيرازي للشعب المسلم في إيران، وإبلاغ ظلامتهم إلى مشاعر العالم كله، وإيصال استغاثتهم إلى مسامع الناس جميعهم، بدءً من نقطة الانطلاق، وحتى انتصار الثورة. وذلك على ما يلي:

حركة الفقهاء المراجع

لقد قام سماحة الإمام الشيرازي من باب الواجب الإسلامي الملقاة على عاتق العلماء تجاه المظلومين ببعض الأمور الآتية وهو إذ ذاك في الكويت، دعماً للشعب الإيراني المسلم، ومساندة للفقهاء المراجع في قم المقدسة، الذين قادوا الشعب المسلم الأبي في حركتهم الإيمانية، وثورتهم الإسلامية ضد الشاه وظلمه وطغيانه وانحرافه، قيادة كما أمر بها الإسلام، وصدع بها القرآن حيث يقول: *وأمرهم شورى بينهم* (13) فقاد أولئك الفقهاء المراجع العظام الشعب الإيراني المسلم على شكل شورى الفقهاء المراجع، حيث كانوا يجتمعون معاً، ويتخذون القرارات جمعياً، ويوقّعون عليها معاً ثم تصدر منهم البيانات.

وحيث كان الشعب الإيراني المسلم يرجع كل منهم إلى أحد هؤلاء المراجع الفقهاء في تقليده صار الجميع كتلة واحدة، وساعداً واحداً على العدو، فأيدهم الله على عدوّهم، كما وعد تعالى بقوله: *إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم* (14) وكما في الحديث الشريف: *يد الله مع الجماعة*(15).

وكان المتوقع والمأمول للجميع: أن يبقى شورى المراجع الفقهاء على ما هو عليه _ من كونه المقرر للأمور والمصدّر للأحكام والآخذ بزمام الأمر _ حتى بعد انتصار الثورة، ووراثة الشعب المسلم الحكم في إيران، كي يضمن استمرار موفقيتهم حتى بلوغ الهدف، الذي من أجله ثار الشعب المسلم بقيادة مراجعه العظام.

علماً بأن الموفقية لا تستمر إلا في ظل شورى المراجع والتعددية السياسية وحرية الأحزاب، فان المراجع هم جمعياً المنصوص عليهم في التوقيع الشريف،

وكلهم معاً الحجة على الأمة من قبل الإمام المهدي * مضافاً إلى الروايات التي تؤكد على أن الجماعة ولو كانوا قليلين ولا يتجاوزون العشرة لو قام بأمرهم أحدهم وفيهم من هو أعلم منه فان أمرهم لا يزال إلى سفال، أي: لا إلى تقدم ورقي، وانما إلى تقهقر وانحطاط، والصيغة التي تجمع غير الأعلم إلى الأعلم، وتصان من محذور السفال، هي صيغة الاجتماع على شكل شورى الفقهاء المراجع، والتعاون على نحو شورى المرجعية، فانها الصيغة الجامعة، كما انها هي صيغة العصر، ولغة الاعراف السياسية المتقدمة والمترقية.

وإنما قام سماحته كبقية المراجع العظام بهذه الأمور، رجاءً لثواب الله تعالى، ومساهمة في نصرة المظلوم، ودعماً لحركة الفقهاء المراجع، بأمل أن ترجع الأمور إلى أصولها، وتعود أزمة الأمة مرة أخرى بيد مراجعها الفقهاء، فيعود إليهم عزّهم ورقيّهم، وتؤوب إليهم سيادتهم، بعون الله وتوفيقه.

هذا مضافاً إلى ما قام به في العراق من مختلف النشاطات السياسية والإعلامية والدينية في نصرة الشعب الإيراني المظلوم.

حتى قال وزير الخارجية الإيرانية في عهد الشاه (أردشير زاهدي): «الخميني فجر الثورة في قم والشيرازي أوصل صوته إلى العالم من كربلاء»(16).

وإليك نموذج من تلك الفعاليات، أما التفصيل فبحاجة الى كتاب مستقل:

أعباء ومسؤوليات

انطلاقاً من المسؤوليات التي يحملها الإسلام كل المسلمين تجاه بعضهم البعض، ويجعل عبئها على عواتقهم جمعياً، كما في قوله تعالى: *المؤمنون والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر* (17).

وكما في قوله صلي الله عليه و اله: «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته»(18).

وقوله صلي الله عليه و اله: «من أصبح ولم يهتم بأمور المسلمين فليس بمسلم»(19).

وقوله صلي الله عليه و اله: «من سمع منادياً ينادي: يا للمسلمين فلم يجبه فليس بمسلم»(20).

وغيرها من الآيات والروايات..

وانطلاقاً من هذه

المسؤوليات الثقيلة قام سماحته بما يفرضه الإسلام عليه تجاه إخوانه المسلمين المظلومين في إيران ضد الشاه، كما قام بذلك تجاه سائر المسلمين المظلومين في مختلف نقاط العالم، كإخوانه المسلمين المظلومين في العراق ضد العفالقة البعثيين، والمسلمين المظلومين في أفغانستان وفي الشيشان وفي البوسنة والهرسك وفي فلسطين وفي غيرها من البلاد الإسلامية التي وقعت مظلومة واعتدى أعداء الإسلام على شعبها المسلم..

وكان يطالب سماحته المنظمات الدولية والعالمية بتقنين ما يفرض على الدول الكبرى التدخل السريع لإنقاذ الشعوب من ظلم حكامهم المستبدين كما يتدخلون لرد ما يرونه من اعتداء دولة على دولة.

وكيف كان: فقد قام سماحته بإبلاغ صوت المسلمين المظلومين في إيران إلى أسماع كل المسلمين، والى ضمير كل الأحرار في العالم وذلك ضمن خطوات مؤثرة كان منها ما يلي:

نقطة الانطلاق

لقد بدأ سماحة الإمام الشيرازي في الإعلان عن تأييده للمسلمين المظلومين في إيران مع ابتداء انطلاقة الشعب الإيراني المسلم الذين هبوا بقيادة مراجعهم العظام يطالبون الشاه بالإسلام وبحقوقهم الضائعة، فلم يستجب لهم الشاه، بل قابلهم بالقمع والارهاب، وأجابهم بالحديد والنار، وسقط على إثر ذلك الكثير من الشهداء الأبرياء، فأقام سماحته وهو إذ ذاك في العراق، مجالس الفاتحة على أرواحهم، واجتمع بالمراجع العظام في كربلاء المقدسة والنجف الأشرف وتعاون معهم في إرسال البرقيات المطالبة للوقوف بجانب الشعب الإيراني المسلم ضد الشاه إلى أغلب المنظمات العالمية، والمؤسسات الدولية، ورؤساء الدول والحكومات، في العالم الإسلامي وغير الإسلامي آنذاك، فأوصل بذلك صوت مظلومية الشعب الإيراني المسلم إلى كل العالم، وأخبرهم بما يجري من ظلم وقمع على هذا الشعب المظلوم، مما أدى إلى تعاطف الرأي العام العالمي مع الشعب، واستنكار دكتاتورية الشاه وظلمه وقمعه.

نعم لقد أعلن سماحة الإمام الشيرازي تأييده للشعب الإيراني المسلم،

ولثورته الإسلامية بقيادة المراجع العظام منذ اللحظات الأولى لانطلاقتها.

إن تأييد سماحته للشعب المسلم في إيران، ولثورته الإسلامية لم يقتصر على جهة واحدة، بل كان من مختلف الجهات الاجتماعية والسياسية، والثقافية والإعلامية، وغير ذلك، فبدأ _ كما سبق _ بإقامة مجالس الفاتحة على أرواح الشهداء الذين سقطوا ضحايا للدين والحرية على أرض الوطن، وبإرسال البرقيات إلى رؤساء العالم والمنظمات العالمية، للمطالبة برفع الضغوط الموجهة على العلماء الأعلام، والفقهاء المراجع في إيران، وإعطاء حقوق الشعب الإيراني المسلم، ومنحه حرياته الإسلامية، وإطلاق أسرائه وسجنائه، والإفراج عن موقوفيه ومكبّليه، وفتح المجال السياسي أمام الشعب لينتخب بنفسه قيادته، ويختار بنفسه طريقة الحكم وكيفيته التي يرتضيها، مضافاً إلى لقاءات مختلفة تمت بينه وبين المعنيين بالأمر، وإجابات على أسئلة وجّهت إلى سماحته حول معالم الحكومة الإسلامية ومبانيها، وشرائطها ودواعيها، وظل سماحته يواصل تأييده للشعب الإيراني المسلم ولثورته الإسلامية حتى انتصر الشعب المسلم وتكللت ثورته الإسلامية بالنصر، وكان سماحته إذ ذاك في الكويت، فما إن سمع بها حتى قام سماحته بما يلي:

سرد موجز لبعض الأنشطة

1_ في الليلة الأولى لانتصار الثورة، وبأمر من سماحته خرج الشعب الكويتي المسلم، بصورة مجاميع عدة وأفواج ضخمة، وقد استقلت السيارات إلى الشوارع، والفرحة تعلو الوجوه، والبسمة تطبع الشفاه، وطافوا خلال شوارع المدينة مرددين الشعارات الدينية التي ملئت الفضاء، عبر مكبرات الصوت، مثل: عاش العلماء المجاهدون، وعاشت الثورة الإسلامية في إيران بقيادة المراجع العظام.

2_ في اليوم الثاني لانتصار الثورة، وبأمر من سماحته قام الإيرانيون المقيمون في الكويت، بمسيرات كبرى شرعت من بيت سماحته جابوا خلالها شوارع الكويت، وهتفوا خلالها بالشعارات المؤيدة للثورة الإسلامية.

3_ تزامناً مع إعلان نبأ انتصار الثورة الإسلامية في إيران بواسطة المذياع، ألقى سماحته خطبة خاصة في المسجد الذي

يقيم فيه صلاة الجماعة، أثنى فيها على الثورة الإسلامية، ودعى المسلمين كافة، والعالم أجمع إلى دعمها ومساندتها.

4_ بعد مضي يومين من انتصار الثورة، قام مجموعة من العلماء والخطباء بالنيابة عن سماحته بالذهاب إلى مقر السفارة الإيرانية في الكويت، وطالبوا بإنزال صورة الشاه، والاندماج مع الشعب المسلم وثورته الإسلامية، وتغيير الاسم المكتوب على باب السفارة وتبديله إلى: (سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية).

5_ أصدر سماحته بيان نشر في الصحف الرسمية خاطب فيه الأمة الإسلامية ودعاها إلى حماية الثورة الإسلامية، ونص البيان ملحق في آخر الكتاب.

6_ بأمر من سماحته نظمت محاضرات من أجل حماية الثورة الإسلامية في إيران، وذلك في (حسينية الرسول الأعظم صلي الله عليه و اله)، التي بنيت بفضل همة سماحته وجهود المؤمنين الخيريين في الكويت، وارتقى المنبر في جملة المحاضرين الخطيب القدير الشيخ عبد الحميد المهاجر (حفظه الله).

7_ أقام طلبة جامعة الكويت، حسب وصاياه وإرشاداته الدائمة، احتفالاً كبيراً بهذه المناسبة، وأصدروا بياناً دعوا فيه الجميع للاشتراك في هذا الاحتفال.

8_ أبرق سماحته عدة برقيات تضمنت التأكيد على التآزر والتكاتف إلى قائد الثورة وبقية مراجع التقليد العظام والعلماء الأعلام في: قم، طهران، خراسان، شيراز، اصفهان، تبريز وغيرهم.

9_ أصدر سماحته بياناً آخر خاطب فيه الإخوة المؤمنين حول ضرورة المحافظة على الثورة الإسلامية، ونص البيان ملحق في آخر الكتاب.

10_ قام سماحته بإصدار بيان، نشرته وسائل الإعلام، دعى فيه المسلمين وكافة أفراد الشعب المسلم في إيران للاشتراك في الاستفتاء العام حول الجمهورية الإسلامية والتصويت بكلمة (نعم) لصالح الجمهورية الإسلامية.

ملف البرقيات والبيانات

ونذكر هنا نص بعض البرقيات، وبعض البيانات، التي أبرق بها، أو صدّرها سماحة الإمام الشيرازي إلى بعض الجهات المعينة، مساندة للشعب الإيراني المسلم دعماً لثورته الإسلامية، وهي كالتالي:

نص برقية

آية الله العظمى الإمام الشيرازي إلى الرئيس العراقي

بسم الله الرحمن الرحيم

بغداد _ الرئيس أحمد حسن البكر.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لقد أقلقتنا الأنباء الواصلة حول التضييق على الإمام الخميني (دام ظله).

من غير اللائق للحكومة التي ترفع شعار الحرية ومقاومة إسرائيل التضييق على القائد العظيم الذي يجاهد من أجل الحرية وسخر كل طاقاته من أجل إزالة إسرائيل من الوجود.

نأمل سريعاً أن تصدروا أمراً برفع كافة أنواع التضييق والصعوبات عن الإمام الخميني.

والله المستعان.

27 / شوال / 1398ه_

الكويت

محمد بن المهدي الحسيني الشيرازي

نص برقية آية الله العظمى الإمام الشيرازي

إلى الرئيس الفرنسي

باريس. الرئيس جيسكار ديستان

تحية طيبة

إن معاملتكم الحسنة في استقبال الإمام الخميني الذي حل ضيفاً على بلدكم كان عوناً للأحرار وإثباتاً للحرية.

إن احترامكم هذا للقائد الحر جعل من الشيعة في العالم والبالغ عددهم أربعمائة مليون نسمة ينظرون إليكم بعين الشكر والاحترام.

مع الشكر .

5 / ذي العقدة / 98ه_

الكويت

محمد بن المهدي الحسيني الشيرازي

نص بيان آية الله العظمى الإمام الشيرازي

في مطلع انتصار الثورة الإسلامية في إيران

بسم الله الرحمن الرحيم

*كتب الله لأغلبنّ أنا ورسلي إن الله قوي عزيز*(21).

في هذه اللحظات التي شاء الله أن تنتصر الثورة الإسلامية نصراً نهائياً، يلزم على المسلمين ان يلاحظوا النقاط التالية:

1_ لقد انبثقت الثورة الإيرانية من وسط الشعب المسلم، وبقيادة علماء الإسلام الأعلام، والمراجع العظام، على أسس الشرع، والمعتقدات الإسلامية.

2_ هدف الثورة، بالإضافة إلى تطبيق جميع مراحل الحياة مع الإسلام، هو الاعتماد على رأي الأمة في كيفية إجراء القوانين في ظل الانتخابات الحرة.

3_ إن من الأصول الأساسية للثورة الإسلامية، هو العمل والدعاء لانتصار المسلمين في جميع نقاط العالم وعودة الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني المظلوم، الذي يعاني منذ أكثر من ثلاثين عاماً من ظلم الصهيونية.

4_ الثورة الإسلامية، ثورة الكل وتشمل كافة الطوائف المذهبية.

5_ إن هذه الثورة _ حسب ظواهرها ومعالمها _ هي ثورة شعبية محضة ولم تأخذ مساعدة من أي دولة أو جهة أجنبية.

ونحن بحكم الحديث الشريف القائل: «من أصبح ولم يهتم بأمور المسلمين فليس بمسلم» نأمل من الأمة الإسلامية قاطبة مراعاة الأمور التالية:

ا: دعم الشعب الإيراني المسلم ومساندة الثورة الإسلامية بجميع ما تملك من امكانات.

ب: الوقوف ضد التدخل الأجنبي وكشف كافة المخططات التي تروم ضرب الثورة وإدانتها.

ج: على المفكرين والكتاب أن يتحملوا المسؤولية أمام الله والتاريخ بالنسبة إلى الثورة الإسلامية، وأن ينشروا الأخبار الصحيحة ويتحروا الصدق والأمانة،

وأن يفضحوا المخططات التي تعكس عن الثورة الإسلامية صورة غير لائقة.

د: على الأمة الإسلامية أن تحافظ على وحدتها في مقابل القوى المخالفة والتي تنوي تفريق الأمة وتدخل الأجنبي في أمور المسلمين.

قال الله تعالى: *واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا*(22).

كما قال سبحانه أيضاً: *ولينصرن الله من ينصره*(23).

14 / ربيع الأول / 99

محمد بن المهدي الحسيني الشيرازي

نص الدعوة التي وجّهها طلبة الكويت

إلى احتفال التآزر مع الثورة الإيرانية

بسم الله الرحمن الرحيم

الأخوة، الأخوات!

تتشرف اللجنة الاتحادية لطلبة جامعة الكويت، بدعوتكم لحضور الاحتفال الذي تقيمه من أجل دعم ومساندة انتصار ثورة الشعب الإيراني المسلم _ ضد الشاه _ وذلك يوم الثلاثاء 20 / 2 / 1979 الساعة العاشرة صباحاً في جامعة الخالدية، والدعوة عامة للجميع.

عاشت ثورة الشعب الشجاع في إيران

عاش اتحاد القوى الثورية

فلتنتصر الأمم المجاهدة

ولتندحر القوى المخالفة

اللجنة الدائمة لاتحاد طلبة جامعة الكويت

نص برقية الإمام الشيرازي إلى قائد الثورة الإسلامية

بسم الله الرحمن الرحيم

إيران _ طهران

سماحة آية الله العظمى الإمام القائد الحاج السيد روح الله الموسوي الخميني (دام ظله).

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

*ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين*(24)

نعم لقد منَّ الله عليكم بهذا المقام السامي الإسلامي اسأل من الله أن يجعلكم مثلاً ونموذجاً لسائر البلدان إنه الموفق وهو المستعان.

محمد بن المهدي الحسيني الشيرازي

نص برقية الإمام الشيرازي

إلى المراجع العظام والعلماء الأعلام

بسم الله الرحمن الرحيم

*كتب الله لأغلبن أنا ورسلي إن الله قوي عزيز*(25)

نبارك لكم وللحوزة العلمية والمسلمين كافة تحقق إقامة الجمهورية الإسلامية في إيران وذلك بجهود العلماء والقادة المتنورين من أمثالكم وجهود الشعب المسلم.

أسأل من الله أن يحفظ هذه النعمة ويديمها عليكم، وأن يجعلها مثلاً ونموذجاً تقتدي به سائر البلدان الإسلامية، إنه هو الموفق وهو المستعان.

الكويت

محمد بن المهدي الحسيني الشيرازي

قائمة بأسماء

المراجع العظام والعلماء الأعلام

الذين أرسلت باسمهم البرقية أعلاه:

قم _ سماحة آية الله العظمى المجاهد الحاج السيد كاظم شريعتمداري (دام ظله).

قم _ سماحة آية الله العظمى المجاهد الحاج السيد محمد رضا الكلبايكاني (دام ظله).

قم _ سماحة آية الله العظمى المجاهد الحاج السيد شهاب الدين المرعشي النجفي (دام ظله).

قم _ سماحة آية الله العظمى الحاج السيد صادق الروحاني (دامت بركاته).

خراسان _ سماحة آية الله العظمى المجاهد الحاج السيد عبد الله الشيرازي (دام ظله).

خراسان _ سماحة آية الله العظمى المجاهد الحاج السيد حسن القمي (دام ظله).

شيراز _ سماحة آية الله الحاج السيد عبد الحسين دستغيب (دامت بركاته).

شيراز _ سماحة آية الله الحاج الشيخ بهاء الدين المحلاتي (دامت بركاته).

تبريز _ سماحة آية الله الحاج السيد محمد علي القاضي (دامت بركاته).

اصفهان _ سماحة آية الله الخادمي (دامت بركاته).

يزد _ سماحة آية الله الحاج الشيخ محمد الصدوقي (دامت بركاته).

نص بيان الإمام الشيرازي

إلى الأخوة المؤمنين في إيران

بسم الله الرحمن الرحيم

*الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن إن ربنا لغفور شكور*(26)

سلام الله ورحمته على الأخوة المؤمنين:

إن أطهر فاكهة في القرن الحاضر على أثر المصلحين الواعين تحت قيادة العلماء المتنورين قد حصلت في إيران، ألا وهي: الجمهورية الإسلامية، من هذه الناحية يلزم على المسلمين وبحكم الواجب الإسلامي ومن أجل بقاء هذه الجمهورية الفتيّة أن يجمعوا قواهم، ويحفظوها مما يلوثها، ويطهروها من كل شيء يجعل نغمة الحسن فيها قبيحاً كي تنمو شجرتها وتثمر ثمرتها بحول الله وقوته، لذا يلزم رعاية النقاط التالية:

1_ تعيين الأفراد المؤمنين وذوي الكفاءة في مختلف دوائر الدولة.

2_ من أجل دعم ومساندة الدولة يلزم إعداد خطة للاستفادة من قدرات متفكري الشباب المتنورين في المؤسسات الفكرية والعلمية.

3_ على كافة المدن والقصبات الاشتراك في المؤسسات العامة

والخاصة، كي تتمكن الدولة بهذه الطريقة من بسط نفوذها لحفظ الأمن وسلامة المواطنين، ولتسهيل إجراء الانتخابات الحرة _ والتي ستجري بإذن الله تعالى في القريب العاجل _ ولكي تبقى في أمان من نفوذ الشرق والغرب حتى تستطيع وتحت لواء الإسلام أن تحفظ الحريات الإسلامية التي تعتبر من عوامل بقاء أية دولة.

4_ إعداد خطة عمل للإعلان والدعاية الصحيحة والعميقة في داخل البلاد وخارجها، لبيان أصول الثورة _ القائمة على اللاعنف _ وتوضيح حدودها وأهدافها _ الإنسانية _ للجميع.

5_ من أجل الوصول بالبلاد إلى (الاكتفاء الذاتي) يلزم السعي والعمل بجدية في كل جانب، يقول الإمام أمير المؤمنين علي *: «استغن عمن شئت تكن نظيره»(27).

أسأل من الله أن يوفق الجميع لما فيه رضاه وهو المستعان.

الكويت

20 / ربيع الأول / 99

محمد بن المهدي الحسيني الشيرازي

خطاب آية الله العظمى الإمام الشيرازي

إلى مسلمي العالم

أصدر سماحة الإمام الشيرازي بياناً استنكر فيه العمل الظالم لقادة: أمريكا، مصر، وإسرائيل، بالنسبة إلى توقيع معاهدة الصلح بين مصر وإسرائيل، كما دعى مسلمي العالم كافة إلى استنكار مثل هذه المعاهدة، التي زادت من تعدي الإسرائيليين على حقوق الشعب العربي المسلم والاستمرار في أسر واغتصاب أراضي الشعب الفلسطيني المجاهد.

كما أصدر سماحته بياناً آخر، طلب فيه من كافة أبناء الشعب الإيراني، الاشتراك في الاستفتاء العام الذي سيجري يوم الجمعة والتصويت بكلمة: (نعم) لصالح الجمهورية الإسلامية تلبيةً لنداء قائد الثورة.

كما ألقى سماحته خطاباً شرح فيه أهداف الجمهورية الإسلامية وأبعادها الإنسانية حضره مختلف الطبقات في الكويت وقد لاقى استحساناً وتعاطفاً من قبل الجمهور.

وكذلك قام الإمام الشيرازي بإرسال مجموعة من قبله للإشراف على سير عملية أخذ الآراء من الإيرانيين المقيمين في الكويت(28).

***

«اللهم إنا نرغب إليك في دولة كريمة تعز بها الإسلام وأهله، وتذل بها النفاق

وأهله، وتجعلنا فيها من الدعاة إلى طاعتك، والقادة إلى سبيلك، وترزقنا بها كرامة الدنيا والآخرة»(29).

دار صادق للطباعة والنشر

بيروت لبنان

الهوامش

(1) البهلوي الأول: رضا بهلوي (1878-1944م) شاه ايران 1925م، حكم بالظلم والجور والاستبداد، ونشر الفساد، تنازل لابنه محمد 1941م. والبهلوي الثاني: محمد رضا بهلوي (1919 _ 1980م) شاه إيران 1941م خلفاً لأبيه رضا، ثار عليه الشعب، ترك البلاد 1979م توفي في مصر.

(2) سورة محمد: 7.

(3) آية الله العظمى السيد محمد حسن الشيرازي، المشهور بالمجدد ، عميد أسرة الشيرازي، ولد في 15 جمادى الأولى 1230ه، هاج_ر إل_ى النجف الأشرف سنة 1259ه ثم إلى سامراء 1291ه . تتلمذ عند العلماء الأعلام أمثال السيد حسن المدرس والمحقّق الكلباسي وصاحب الجواهر والشيخ الأنصاري. آلت إليه المرجعية سنة 1281ه بعد وفاة أستاذه الشيخ الأنصاري. قارع الاستعمار البريطاني في ثورته المعروفة «التنباك» والتي أيقظت العالم الإسلامي وأعطته الوعي السياسي في تاريخه الحديث، فقد تنبه المسلمون بفضلها إلى الأخطار التي يسببها النفوذ الأجنبي في بلادهم. ووقف كذلك بوجه الفتنة الطائفية التي أحدثها ملك أفغانستان عبد الرحمن خان حيث أخذ يقتل الشيعة ويجعل من رؤوسهم منائر في كل مكان. وقد تسالم المؤرخون على وصفه: إماماً عالماً فقيها ماهراً محقّقا رئيساً دينياً عاماً وورعاً نقياً، ثاقب الفكر، بعيد النظر، مصيب الرأي، صائب الفراسة ، يوقِّر الكبير ويحنو على الصغير، ويرفق بالضعيف، أعجوبة في أحاديثه وسعة مادته وجودة قريحته.

(4) هو الشيخ ملا محمد كاظم بن ملا حسين الهروي الخراساني المعروف بالشيخ الآخوند، ولد بطوس سنة (1255ه_)، تتلمذ على الشيخ راضي النجفي والشيخ الأنصاري والميرزا السيد محمد حسن الشيرازي، توفي في النجف الأشرف عام (1329ه_) من أشهر مؤلفاته: (كفاية الأصول).

(5) سورة المائدة: 56.

(6) سورة الحج: 40.

(7) سورة

الأعراف: 128.

(8) سورة آل عمران: 159.

(9) سورة الشورى: 38.

(10) الكافي: ج5 ص279 باب في إحياء أرض الموات ح2.

(11) مما يسمى اليوم بالضمان الاجتماعي.

(12) نهج البلاغة، الخطب: 53 ومن كتاب له عليه السلام كتبه للأشتر النخعي، لما ولاه على مصر وأعمالها حين اضطرب أمر أميرها محمد بن أبي بكر.

(13) سورة الشورى: 38.

(14) سورة محمد: 7.

(15) نهج البلاغة، الخطب: 127 ومن كلام له عليه السلام وفيه يبين بعض أحكام الدين ويكشف للخوارج الشبهة وينقض حكم الحكمين.

(16) مجلة الأسبوع العربي: العدد 1029.

(17) سورة التوبة: 71.

(18) بحار الأنوار: ج72 ص38 ب35 ح36.

(19) راجع وسائل الشيعة: ج16 ص336 ب18 ح21701. وفيه: «من أصبح لا يهتم...».

(20) راجع الكافي: ج2 ص164 باب الاهتمام بأمور المسلمين والنصيحة لهم ونفعهم، ح5. وفيه: «من سمع رجلاً ينادي...».

(21) سورة المجادلة: 21.

(22) سورة آل عمران: 103.

(23) سورة الحج: 40.

(24) سورة القصص: 5.

(25) سورة المجادلة: 21.

(26) سورة فاطر: 34.

(27) الارشاد: ج1 ص303 ومن كلامه عليه السلام في وصف الإنسان.

(28) صحيفة اطلاعات الإيرانية: العدد15816 الأربعاء 8/1/1358ه_ الموافق: 28/3/1979م.

(29) مفاتيح الجنان: دعاء الافتتاح.

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.