الصولة العلوية على القصيدة البغدادية

اشارة

الصولة العلوية على القصيدة البغدادية

تاليف العلامه الكبيرالسيد محمد صادق آل بحر العلوم

المتوفي سنة 1399 ه

تحقيق : وحدة تحقيق

مكتبة العتبة العباسية المقدسة

ص: 1

اشارة

العتبة العباسية المقدسة

قسم الشؤون الفكرية والثقافية/ شعبة المكتبة

كربلاء المقدسة، ص. ب ( 233 ) / هاتف: 322600، داخلي: 251

www.alkafeel.net

library@alkafeel.net abbas_library@yahoo.com

PJAبحر العلوم، محمد صادق ، 1315 -1399 ق.، شارح

4890 الصولة العلوية على القصيدة البغدادية / تأليف محمد صادق بحر العلوم ، تحقیق وحدة التحقيق

54 ألف/في مكتبة ودار مخطوطات العتبة العباسية المقدسة .- کربلاء: مکتبة ودار مخطوطات العتبة

482ر العباسية المقدسة، 1431 ق.= 2010م.

187 ص. - (تصاویر). - (مكتبة ودار مخطوطات العتبة العباسية المقدسة ؛ 9).

المصادر : ص. 176-184 ؛ و كذلك في الحاشية.

1. كاشف الغطاء ، محمد حسین ، 1877–1954 م. الرد على القصيدة البغدادية - نقد و تفسیر.2. المهدوية - شبهات وردود - شعر.3. محمد بن الحسن (عج) ، الإمام الثاني عشر ، 256 ق.4. الآلوسي ، محمود شكري ، 1857–1924 م. القصيدة البغدادية - شبهات وردود . ألف . کاشف الغطاء ، محمد حسین ، 1877-1954 م. الرد على القصيدة البغدادية ، شرح ب . البلاغي ، محمدجواد ، 1864-1933 م . الرد على القصيدة البغدادية ج . وحدة التحقيق في مكتبة ودار مخطوطات العتبة العباسية المقدسة .د. العنوان . الرد على القصيدة البغدادية .ه القصيدة البغدادية .

تصنيف وحدة الفهرسة حسب النظام العالمي (. L.C.C )

الكتاب : الصولة العلوية على القصيدة البغدادية .

المؤلف : السيد محمد صادق بحر العلوم.

التحقيق : وحدة التحقيق في مكتبة و دار مخطوطات العتبة العباسية المقدسة .

الناشر : مكتبة ودار مخطوطات العتبة العباسية المقدسة .

الإخراج الطباعي : عدي فاضل الأسدي.

المدقق اللغوي : الأستاذ علي حبيب العيداني .

المطبعة : مؤسسة الأعلمي للمطبوعات - كربلاء المقدسة . العراق - بيروت - لبنان .

الطبعة: الأولى .

عدد النسخ 3000.

التاريخ : شهر رمضان 1431 ه /آب 2010م.

ص: 2

صورة المولف رحمة الله

الصورة

ص: 3

ص: 4

الإهداء

إلى نور الله الذي لا يطفى ***وحجة الله التي لا تخفى

إلى حافظ أسرا رب العالمين*** وبقية الله من الصفوة المنتجيين

إلى معدن العلوم النبوية***وسليل الدوحة الهاشمية

إلى حامل لواء الثورة الحسينية***والاخذ بثأر العترة المحمدية

إليك يا قائم آل محمد

ص: 5

ص: 6

بسم الله الرحمن الرحيم

ص: 7

ص: 8

كلمة الناشر

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على الخيرة من الخلق أجمعين محمد، و آله الطيبين الطاهرين صلوات الله عليهم أجمعين .

إن موضوع الكتاب الذي بين يدي القارئ الكريم ينتظم في سلك المؤلفات الأدبية العقائدية النقدية، فإن نظرت إلى جانب الموضوع طالعتك قضية عقائدية حيوية هي من أدق وأهم القضايا في الفكر الإسلامي، ألا وهي قضية الإمام المهدي عليه السلام وما يتعلق بولادته الميمونة ووجوده المبارك حيث يبدأ الموضوع برسالة يبعث بها أحد شعراء بغداد المشهورين آنذاك ينكر فيها ولادة الإمام المهدي عليه السلام، ويسوق ما وقف عليه من الأدلة، ثم يأتي من النجف الأشرف الرد، فانبرى العلماء والشعراء الإثبات وجوده الشريف، قاطعين حجج المنكر بالأدلة القاطعة والبراهين الساطعة، مستندين إلى ما ورد في الكتاب والسنة، مرشدين ذلك المشكک إلى مصادر القوم المؤيدة والمثبتة لولادة الإمام وحياته عليه السلام .

وأما الجانب الأدبي .. فاعلم أن ما سيق من أسئلة وشبهات وردود و استدلالات كلها صيغت بقالب من الشعر، أجادوا فيه النظم، وأبدعوا في نزجه النول، فما أبقوا لذي عذر عذرا، وما آلوا في الذب عن قضيتهم جهدا، فجادت قرائحهم بالمجيد، و قابلوا الشعر بأحلى الشعر، فترى الواحد منهم قد رد على الخمسة والعشرين بيتا بأضعافها من الأبيات، منظومة على نفس الوزن وعين القافية

وسط هذه الأجواء الغنية أدبيا وفكريا، تراك مأخوذة بأمر آخر غير ما سيق وهو أمر يتطلب منا الإمعان ويستوجب الإذعان، نعني به ذلك الضرب العالي والمنهج الرفيع في منهج التبادل الفكري والحوار الثقافي، الذي انتهجته الأطراف المختلفة في حوارها، حيث الترفع عن دنايا القول فضلا عن الفعل .

ص: 9

ما يستوقف القارئ معجبا بذلك الواقع الثقافي الذي سلكه علماء ذلك الجيل قبل ما يربو على مائة سنة .

ولعل تلك الجماليات مجتمعة هي ما حدت بالعلامة المحقق السيد محمد صادق بحر العلوم رحمه الله لشرح هذا الكتاب، وهو عالم معروف بمكانته العلمية والأدبية.

ونحن في مكتبة ودار مخطوطات العتبة العباسية المقدسة لا يسعنا إلا أن نعطي الكتاب ما نعتقد أنه يستحقه من الاهتمام والعناية، فبادرنا لتحقيقه ونشره وإخراجه إلى فضاء القراء؛ ليتبصر فيه المتبصرون، وليجتني من أفانين أعذاقه المجتنون، وليكون دليلا آخر لمن رام الوصول إلى ساحة النجاة بحب محمد المختارين من ذريته الهداة صلوات الله عليهم أجمعين .

ولا يفوتنا أن نتقدم بالشكر الوافر لإدارة مكتبة العلمين في النجف الأشرف متمثلة بسماحة العلامة السيد محمد علي بحر العلوم (دام عزه) ؛ لتعاونه في رفدنا بالنسخة الخطية من الكتاب، كما لا ننسى الإخوة فريق التحقيق محمد محمد حسن الوكيل، عدي فاضل الأسدي، علي كاظم خضير، الأستاذ علي حبيب العيداني، السيد میثم مهدي الخطيب، على ما بذلوه من جهود في إخراج هذا السفر بهذه الحلة الجميلة، سائلين المولى جل اسمه أن يتقبله منا بأحسن قبوله أنه سميع الدعاء .

نور الدين الموسوي

إدارة مكتبة ودار مخطوطات

العتبة العباسية المقدسة

ص: 10

مقدمة التحقيق

اشارة

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين أبي القاسم محمد صلي الله عليه و آله وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين عليهم السلام، ولاسيما خاتمهم عجل الله تعالي فرجه الشريف، ثمرة الشجرة النبوية، وصاحب الصولة العلوية على منكري الشرائع السماوية.

أما بعد، فلا يختلف لبيبان في خروج مصلح مهما طال الزمان، كيف، وأني لهما؟ وقد صرح بخروجه من «لا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى »(1). حين قال صلي الله عليه و آله :

«لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد، لطول الله ذلك اليوم، حتى يبعث فيه رجلامن ولدي يواطئ اسمه اسمي، يملأها عدلا وقسطا كما ملئت جورا وظلما»(2).

فلا خلاف بين الفرق والمذاهب الإسلامية في خروج ذلك المصلح عجل الله تعالي فرجه الشريف طال الزمان أو قصر، وإنما كان الخلاف في بعض التفصيلات، كأن يكون قد ولد ثم غاب، أو أنه سيولد في آخر الزمان، أو هل أنه من ولد فاطمة؟ أو من ولد بني العباس .. إلى غيرها من الاختلافات .

ولما كان الظلم متفشيا في الأزمنة المتعاقبة، توالت الدعوات التي اتخذت من الإمام المهدي عجل الله تعالي فرجه الشريف غطاء لها، فظهر غير واحد بدعوى المهدوية، وإنه يخلص العالم، ويملأ الأرض قسطا وعدلا كما ملئت ظلما وجورا، ولكن سرعان ما تضاءلت تلك الدعوات وتلاشت؛ لبطلانها وزيفها، وقال البارئ : «يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ»(3).

ص: 11


1- اقتباس من سورة النجم : آية 4-3
2- روضه الواعظین:261، و ینظر هذا الحدیث و نحوه فی: مسند احمد:99/1، کمال الدین: 317، سنن الترمذی: 343/3
3- سورة التوبة : آية 32

والإمام المهدي عجل الله تعالي فرجه الشريف و هو سليل بيت النبوة، ومعدن الرسالة، ومهبط الوحي، وهو المنقذ الذي تواترت في ظهوره الأخبار على مر الدهور والأعصار، فيستبشر لمقدمه مظلومي الأمصار، وقد تواترت الروايات عند الشيعة الإمامية بأنه ولد وغاب الغيبة الصغرى، وكان له سفراء أربعة رضي الله عنهم هم الواسطة بينه وبين العامة، ثم غاب الغيبة الكبرى، وسيظهر حين يأمر الله عزوجل بظهوره، وسينشر العدل والأمان، ويحكم بكتاب الله عزوجل وسنة نبيه صلي الله عليه و آله، بعد أن هجر الكتاب وزيفت السنة، فهو الذي يجسد الشريعة الحقة، بل هو الحق ذاته.

ولما كانت هناك عقول واهية يتمثل لها الحق باطلا والباطل حقا، أخذت تشكك بوجوده، ولا غرابة في ذلك والأمس ليس ببعيد، فله في آبائه عليهم السلام وجده رسول الله صلي الله عليه و آله أسوة، فما عانته رسالة المصطفی صلي الله عليه وآله و ولاية المرتضى عليه السلام وإمامة الأئمة الأطهار عليهم السلام له من تشكيك و تنکیر ودعوى، لهو أعظم برهان على تشكيكهم في رسالته التي هي امتداد طبيعي للرسالة النبوية، فذاك أمير المنافقين یزید بن معاوية لعنه الله يشكك في نبوة نبينا محمد صلي الله عليه و آله حين تمثل مخاطبا رأس الحسين عليه السلام:

لعبت هاشم بالملك فلا***خبر جاء ولا وحي نزل (1).

وذاك قائد جيش الظلم والطغيان عمر بن سعد لعنه الله يشكك بخلق الله للجنة والنار،ومن ثم الثواب والعقاب، حين يخير نفسه بين ملك الري وقتل الحسين عليه السلام، إذ أنشد قائلا :

أأترك ملك الري والري منيتي ***أم أصبح مأثوما بقتل حسین

إلى أن قال :

يقولون إن الله خالق جنة ***ونار وتعذيب وغل يدين

فإن صدقوا مما يقولون إنني*** أتوب إلى الرحمن من سنتين

ص: 12


1- ينظر : تاريخ الطبري :188/8

وإن كذبوا فزنا بدنيا عظيمة ***وملك عقيم دائم الحجلين (1).

وغير ذلك مما صدر عن أصحاب الخط الباطل، وحاملي العقول الزائفة الواهية على مر العصور المتوالية.

والكتاب الذي بين يديك سيتعرض لقصيدة وصلت من بغداد إلى النجف الأشرف، تنسب لأحد شعرائها، تشكك بوجود الإمام المهدي عليه السلام و تطلب الرد من علمائها، وقد تصدى للرد عليها عدد غير قليل من العلماء بالنظم والنثر، واحتوی کتابنا هذا على قصيدتين في الرد على تلك القصيدة: الأولى للعلامة الشيخ محمد جواد البلاغي رحمه الله، والثانية للشيخ المجاهد محمد الحسين آل كاشف الغطاء رحمه الله، مذيلة بشرح واف للعلامة السيد محمد صادق آل بحر العلوم رحمه الله،كتبه في حياة الناظم رحمه الله.

ومما تجدر الإشارة إليه أن هذا الكتاب لم يذكره المؤلف رحمه الله في سيرته الذاتية التي ستأتي إليك لاحقا، كما لم يذكر في كتاب الذريعة، وهذا مما يستدرك عليهما .

وستلاحظ أخي القارئ العزيز في مقدمة كتابنا هذا بيان لعدة أمور، هي كالآتي:

1 - دراسة مفصلة حول القصيدة البغدادية، وما يتعلق بها، والردود عليها . تفضل بها علينا مشكورا الأخ الأستاذ أحمد علي مجيد الحلي وفقه الله، حيث وافانا بها، وبالسيرة الذاتية للسيد الصادق رحمه الله ، وما استدرك هو عليها.

2 - ترجمةالناظم الشيخ العلامة الكبير الإمام محمد الحسين آل كاشف الغطاء رحمه الله.

3- ترجمة الشارح العلامة المحقق السيد محمد صادق ابن السيد حسن آل بحرالعلوم، وهي سيرته الذاتية .

4-مواصفات النسخة المعتمدة .

ص: 13


1- اللهوف في قتلي الطفوف :193

5 - منهجيتنا في التحقيق .

6 شكر وعرفان .

7 نماذج من النسخة المعتمدة .

فدونكها تباعا:

ص: 14

دراسة مفصلة حول القصيدة البغدادية وما يتعلق بها، والردود عليها

اشارة

من البديهيات التي لا ينكرها كل ذي عقل لبيب، أن لكل عنوان أصلا يفرضه على معنونه؛ ليكون دليلا عليه، والشواهد على ذلك لا يمكن حصرها، إذ هي تعايشنا في سبل الحياة اليومية التي تتعهدنا صباحا مساءً، والقصائد الشعرية التي يترنم بها خير شاهد لنا على ذلك، فترى أن نسبة العنوان إليها تعود مرة إلى الناظم (1)، وتارة إلى البلد (2)، وأخرى إلى الظرف الذي حيكت به الأبيات (3) .

والقصيدة التي بين يديك (4) . والتي نقدم لها دراسة مختصرة . اشتهرت عند علماء الشيعة الكرام . أنار الله برهانهم بالقصيدة البغدادية نسبة إلى البلد؛ لخلق نبيل سما فيهم حال دون ذكر اسم الناظم لها في كتبهم .

فما هي تلك القصيدة؟ وما موضوعها؟ ومن قائلها؟ وما قيل عنها؟ ومن رد عليها نظما أو نثرا؟ و أسئلة أخرى تقع في الخلد نسعى لإيجاد جواب شاف لها في بحثنا هذا، فدونکه :

ص: 15


1- كالقصيدة الحميرية لنشوان بن سعيد الحميري (ت 573 ه )
2- كالقصيدة الموصلية لعبد الله بن القاسم الشهر زوري الموصلي ( 511ه)
3- کالقصيدة الحبسية المعروفة ب(الإشكنوانية) لعميد الدين أسعد الأفزري (ت 624ه)، والتي نظمها في الحبس
4- أنشئت هذه القصيدة بحسب ما ذكره السيد البراقي رحمه الله في شهر ربيع الثاني سنة 1317 ه وردها الشيخ النوري رحمه بكتابه (كشف الأستار ) في 10 جمادی الآخر من نفس السنة

أولا- القصيدة

*أولا- القصيدة :(1).

أيا علماء العصر یا من لهم خبر*** بكل دقيق حار من دونه الفكر(2).

لقد حار مني الفكر بالقائم الذي *** تنازع فيه الناس واشتبه الأمر

فمن قائل في القشر لب وجوده *** ومن قائل قد ذب عن لبه القشر

وأول هذين اللذين تقررا *** به العقل يقضي والعيان ولا نكر

و كيف وهذا الوقت داع لمثله*** ففيه توالى الظلم وانتشر الشر

وما هو إلا ناشر العدل والهدى*** فلو كان موجودا لما وجد الجور

وإن قيل من خوف الطغاۃ قد اختفى*** فذاك لعمري لا يجوزه الحجر(3).

ولا النقل كلا إذ تيقن أنه*** إلى وقت عيسى يستطيل له العمر

وأن ليس بين الناس من هو قادر *** على قتله وهو المؤيدة النصر

وأن جميع الأرض ترجع ملكه*** ويملؤها قسطأ ويرتفع المكر

وإن قيل من خوف الأذاة قد اختفى*** فذلك قول عن معایب يفتر

فهلا بدا بين الورى متحملا*** مشقة نصح الخلق من دأبه الصبر

ومن عيب هذا القول لا شك أنه *** يؤول إلى جبن الإمام وينجر

ص: 16


1- ولقد التبس أمرها على بعض الأفاضل، فتصور أنما . أي البغدادية : هي التي ذكرها ابن حجر في الصواعق، والتي مطلعها : ما آن للسرداب أن يلد الذي )، فليلاحظ (ينظر : استخراج المرام :204/1)
2- في كتابنا هذا : (بكل دقیق حار في مثله الفكر) ، وما أثبتناه من (كشف الأستار)
3- الحجر : العقل . (السان العرب :170/4)

وحاشاه من(1). جبن ولكن هو الذي ***غدا يختشيه من حوى البر والبحر(2).

(و يرهب منه الباسلون جميعهم*** وتعنو له حتى المثقة السمر)(3).

على أن هذا القول غير مسلم*** ولا يرتضيه العبد كلا ولا الحر

ففي الهند أبدى المهدوية كاذب*** وما ناله قتل ولا ناله ضر

وإن قيل هذا الاختفاء بأمر من*** له الأمر في الأكوان والحمد والشكر

فذلك أدهى الداهيات ولم يقل*** به أحد إلا أخو السفه الغمر(4).

ايعجز رب الخلق عن نصر حزبه*** على غيرهم كلا فهذا هو الكفر

فحتى م هذا الاختفاء وقد مضى*** من الدهر آلاف وذاك له ذكر

وما أسعد السرداب في سر من رأى ***له الفضل عن أم القرى وله فخر

فيا للأعاجيب التي من عجيبها*** أن اتخذ السرداب برجا له البدر

(فيا علماء المسلمين فجاوبوا*** بحق، ومن رب الورى لكم الأجر)

(وغوصوا لنيل الدر أبحر علمكم*** فمنها لنا لازال يستخرج الدر)

ص: 17


1- في السر المكنون: (عن)
2- (البحر ) : موضعه يقتضي النصب إلا أنه رفع للضرورة الشعرية
3- الأبيات الثلاثة التي بين الأقواس من القصيدة المذكورة أعلاه . في مواضع متفرقة ، أوردها السيد البراقي رحمه الله معه في كتابه (السر المكنون : 157) (مخطوط )، والعلامة السيد الصادق من آل بحر العلوم في كتابنا هذا زيادة عما في (كشف الأستار ). والمثقفة السمر : أي الرماح . ينظر : مغني اللبيب : 2/427)
4- الغمر : منهمك الباطل . (العين : 416/4)

ثانيا موضوع القصيدة:

لا يخفى على القارئ ما تضمنته هذه الأبيات التي قوامها (22) بیتا -و برواية السيد البراقي رحمه الله والسيد محمد صادق آل بحر العلوم رحمه الله(25) بيتا -والمرسلة إلى علماء النجف الأشرف في حينها (1)، من إنكار وجود الإمام المهدي عجل الله تعالي فرجه الشريف، الذي بشر بظهوره رسول الخلق صلي الله عليه و آله و بقوله: «لو لم يبق من الدنيا إلا يوم، لطول الله ذلك اليوم، حتى يبعث فيه رجلا مني ..... الحديث»(2)، والذي فاح شذى عبقات ذكره في أسفار

ص: 18


1- نص على ذلك . إرسالها لعلماء النجف الأشرف أو ورودها عليهم - عدة من المعاصرين في تلك الحقبة وهم كل من : السيد البراقي رحمه الله (ت 1332 ه) في كتابه (السر المكنون في النهي لمن وقت للغائب المصون) ص 155(مخطوط)، والسيد الأمين رحمه الله(1371 ه ) في مقدمة كتابه (البرهان على وجود صاحب الزمان) ، والشيخ محمد الحسين آل كاشف الغطاء رحمه الله(ت 1373 ه) في كتابه (عقود حياتي) ص 10 (المخطوط )، وفي صدر قصيدته التي هي رد علی هذه القصيدة، و شیخ الباحثين الشيخ أغا بزرك الطهراني رحمه الله (ت 1389 ه ) في كتابه (الذريعة) في مواضع عدة. كما قال الشيخ النوري رحمه الله (ت 1320 ه ) في مقدمة (كشفه ) عن ذلك ما نصه: «ولكن حملت إلينا ألسنة الرواة في هذه الأوقات قصيدة فريدة، نظمها بعض علماء دارالسلام ومدينة الإسلام، استغرب الناظم لها اختفاءه عليه السلام، ولم يعلم أن له أسوة بالأنبياء والمرسلين، واستبعد إلى هذه الأيام بقاءه، وغفل عن قدرة رب العالمين، وزعم أن هذه الأيام أوان خروجه لانتشار الشر وكثرة الجور، وأخطأ سهمه الغرض». (كشف الأستار : 34). وقال السيد البراقي رحمه الله عن ذلك، بما نصه : «وأرسلها . الناظم - إلى بلد الكاظم عليه السلام إلى جناب الفاضل الشيخ محمد تقي ابن الشيخ حسن ابن الشيخ أسد الله، فلما وصلت إلى الشيخ غلفها، وأرسلها إلى النجف الأشرف إلى أخيه الشيخ مهدي ابن الشيخ أسد الله، فجاء بها الشيخ مهدي وعرضها على جناب الشيخ محمد طه نجف، فأمر الشيخ بجوابه، فأجابوه العلماء الفضلاء الآباء بقصائد عديدة». (السر المكنون (مخطوط ) : 155). (ينظر : أعيان الشيعة :: 143/6، البرهان : 9، عقود حياتي (مخطوط):9-11، الذریعة:475/1رقم 2346، و91/3 رقم 287، و218/10 رقم 622)
2- سنن ابي داود:309/2 ح 4282

أبناء العامة، وأبياتها التي أنكرت ذلك، فرضت الحق على علمائنا الأعلام أن يردوا عليها بما يشفي الغليل نثرا و نظما، بأدلة نقلية وعقلية، اعتقادا منهم للذب عن عقائد الإسلام وأهله.

ثالثا من هو ناظمها؟

ولما حملته القصيدة من موضوع مثير للجدل، اختلف في ناظمها من هو؟ فبين من صرح بنسبتها لمجهول من أحد أبناء العامة، أو لأحد علماء بغداد دون ذكر اسم له(1) ، أو لأحد من شعرائها (2) ، أو لأحد الآلوسيين (3)، أو لابن الآلوسي(4) وتارة المعلوم مسمى وقع بين ثلاثة وهم : جميل صدقي الزهاوي(1279-1354 ه )(5)،

ص: 19


1- ذكر ذلك الشيخ النوري رحمه الله في مقدمة وخاتمة (كشف الأستار )، وينظر أيضا: (موسوعة الشيخ الشيخ البلاغي 90/8 )، كما صرح الشيخ كاشف الغطاء رحمه الله في صدر قصيدته، بنسبتها إلى بعض جماعة دار السلام، وفي (عقود حياتي) كما سيأتي لبعض العامة من طلبة بغداد
2- ذكر ذلك الخاقاني في (شعراء الغري: 2/443)
3- ذكر ذلك السيد أحمد ابن السيد رضا الموسوي الهندي في صدر قصيدة والده رحمه الله في الرد علی القصيدة البغدادية، والتي أسماها (القصيدة الصاحبية )، والمطبوعة مع (القصيدة الكوثرية) في النجف الأشرف سنة 1369 ه. وكذا تبعه السيد عبد الصاحب الموسوي في تحقيقه (لديوان السيد رضا الموسوي الهندي : 26)
4- ذكر ذلك الشيخ الطهراني في (الذريعة : 1/15رقم 5)
5- ذكر ذلك السيد حسين البراقي (ت 1332 ه) في كتابه المخطوط (السر المكنون في النهي لمن لمن وقت للغائب المصون )، إذ قال ما نصه : «كمثل ابن المفتي الزهاوي من أهل بغداد، ويدعي أنه مطلع على السير والأخبار، بل بكل العلوم، ويدعي أنه من الظرفاء الأدباء، وكان منکرا الصاحب الزمان عليه السلام، وإنه غير مولود ولا موجود، وإنه سيولد بعد هذا إن كان حقا».(السر المكنون (مخطوط ): 155)، وينظر ترجمة الزهاوي في : (الأعلام: 173/2).

و معروف الرصافي (1294-1364 ه) (1)، وأبو الثناء محمود شكري الألوسي 1273-1342)(2).

ص: 20


1- ذكر ذلك الشيخ محمد السماوي (ت 1370 ه) في كتابه (الطليعة: 194/1 رقم 46 ) ضمن ترجمة الشيخ البلاغي، وقال الأستاذ محمدعباس الدراجي في كتابه (الإمام المهدي عليه السلام نور في الأدب العربي : 19 ) عن ذلك ما نصه : «وفي حديث لي مع الأستاذ السيد جواد نجل الحجة الأكبر السيد هبة الدين الحسيني الشهرستاني في مكتبته - مكتبة الجوادين العامة - في مدينة الكاظمية، ذكر لي حكاية مفادها أن أبا الثناء الآلوسي زار والده عام 1922 م حينما كان وزيرا للمعارف، وعاتبه السيد هبة الدين على القصيدة المذكورة المنسوبة إليه، فأبدى إنكاره لها، وقال : بأن معروف الرصافي هو الذي نظمها، والله العالم بصدق الإنكار»، وينظر ترجمة الرصافي في (الأعلام : 268/7)
2- ذكر ذلك الشيخ محمد الحسين آل كاشف الغطاء قدس سره في كتابه (عقود حياتي: 10)(المخطوط )، والسيد محمد صادق بحر العلوم رحمه الله في كتابه (الدرر البهية في تراجم علماء الإمامية ) (مخطوط ) عند ترجمة الشيخ البلاغي رحمه الله ، والشيخ باقر شريف القرشي في كتابه (حياة الإمام المهدي عليه السلام : 246 رقم ه ) عند تعداد المنكرين للإمام عجل الله تعالي فرجه الشريف ، والسيد إبراهيم اللوساني في تحقيقه لكتاب (انور الأفهام : 130/2)، والأستاذ محمد عباس الدراجي في كتابه (الإمام المهدي عليه السلام نور في الأدب العربي : 18). ومما يؤيد أن الناظم لها هو محمود شكري الآلوسي - ملخص و معرب (التحفة الاثناعشرية) المسمى (بالمنحة الإلهية ) (ينظر : المسك الأذفر : 64/1) عند تعداد أسماء مؤلفاته -ما ذكره الشيخ النوري رحمه الله في خاتمة (كشفه ) إذ قال ما نصه : «ولكن حدث في بعض الأيام بعض الحوادث من علماء دار السلام، فصنف بعضهم رسالة فيها بعض المطالب المثيرة للفتن، آخذا من کتاب (التحفة الاثنا عشرية ) للمولوي عبد العزيز شاه الدهلوي، الذي هو ترجمة كتاب (الصواعق) لملا نصر الله الكابلي، وتعرض لرده علماء الإمامية بالهند في أزيد من أربعين مجلدا وأودع فيها مناكير توجب تجديد العداوة واختلاف الكلمة، وظن أنها مطالب جديدة عثر عليها فطبعها ونشرها، ولولا خوف زيادة الاختلاف لتعرض معاصروه لتوضيح هفواتها، ثم أردفها الناظم بهذه [بنظم هذه . ض ] القصيدة التي هجا فيها الإمامية بألطف عبارة، مع أنك قد عرفت أن القول بولادة المهدي عليه السلام وأنه الحجة بن الحسن عليه السلام لا ينافي الأخذ بمذهب أهل السنة والجماعة؛ ولذا قال به جماعة من أعيان علمائهم، فلا شناعة توجب الذم والاستهزاء، وهذا يوهم أن يكون المقصد الأصلي إثارة الفتنة والغوغاء وتطميع الأعداء، نعوذ بالله تعالى من سوء السريرة واحتقار هذه الموبقة الكبيرة». (كشف الأستار : 239). كما تؤيده الرسائل التي أرسلها الآلوسي إلى شيخ الشريعة الإصفهاني، بواسطة رجل من أهل بغداد، والتي أنكر فيها الإمام المهدي عليه السلام ، وتلك الرسائل وأجوبتها موجودة في مكتبة الإمام الحكيم ورقمها 2676، وينظر ترجمة محمود الآلوسي في (الأعلام : 172/7)

رابعا حول القصيدة:

ألقت هذه القصيدة بظلالها على الأوساط العلمية في النجف الأشرف، وتلقاها العلماء بالنقد والرد، وصدر عن بعض المعاصرين لحدث وصولها كلام حولها، سنورده في دراستنا هذه فدونکه:

أ- قال السيد حسين البراقي رحمه الله (ت 1332 ه ) في كتابه المخطوط (السر المكنون في النهى لمن وقت للغائب المصون 155 ) ، ما نصه : «... وينبذون أمر الله وراءهم، فانظروا من تناقض ذلك ما بين أن يحصروا وقت ظهوره، وما بين أن ينكروه بالمرة، وإنه غير موجود، وذلك كمثل ابن المفتي الزهاوي من أهل بغداد، ويدعي أنه مطلع على السير والأخبار، بل بكل العلوم، ويدعي أنه من الظرفاء الأدباء، و كان منكرا لصاحب الزمان عليه السلام وإنه غير مولود ولا موجود، وإنه سيولد بعد هذا إن كان حقا، وإنه في شهر ربيع الثاني سنة سبع عشرة بعد الثلاثمائة والألف أنشأ قصيدة، تهكما منه على عقولنا، وتعجبا منه على اعتقاداتنا، من حيث إنه ثابت العزيمة، وغيره ، وهو نحن- خاطئون وفي عشواء الضلالة تائهون؛ لأننا باعتقادنا ضالون مضلون، وهو ممن على زعمه قابضون على الدين، فأنشأ قصيدته وأرسلها إلى بلد الكاظم عليه السلام إلى جناب الفاضل الشيخ محمد تقي ابن الشيخ حسن ابن الشيخ أسد الله، فلما وصلت إلى الشيخ غلفها وأرسلها إلى النجف الأشرف إلى أخيه الشيخ مهدي ابن الشيخ أسد الله، فجاء بها الشيخ مهدي وعرضها على جناب الشيخ محمد طه نجف، فأمر الشيخ بجوابه، فأجابوه العلماء الفضلاء الآباء بقصائد عديده، اذا ذكرناها طال المقام، فكان مما كتب و أرسل وهو شعر:

ص: 21

«أيا علماء العصر يا من لهم خبر ***بكل دقيق حار من دونه الفكر». ... إلخ (1) .

ب _ قال السيد محسن الأمين العاملي رحمه الله (1371 ه) في كتابه (أعيان الشيعة :137/1)، ما نصه : «والسيد علي ابن عمنا -السيد محمود- له أرجوزة كبيرة في رد أبيات البغدادي الرائية في المهدي عليه السلام، تتضمن كثيرا من مباحث علم الكلام . ولجماعة من فضلاء العصر في رد الأبيات المذكورة عدة قصائد، لو جمعت لكانت كتابا في الكلام، فممن نظم في ذلك الشيخ محمد حسين آل صاحب کشف الغطاء، والشيخ جواد البلاغي النجفي، والسيد رضا ابن السيد محمد الهندي النجفي، والشيخ رشید العاملي الزبديني، والفقير مؤلف هذا الكتاب نظم قصيدة طويلة وشرحها وسمی المجموع ب (البرهان )، مطبوع».

ج _ قال الشيخ محمد الحسين آل كاشف الغطاء رحمه الله(ت 1373 ه) في كتابه (العبقات العنبرية )(مخطوط )عند ترجمة أستاذه الشيخ النوري رحمه الله، ما نصه : «ووردت في هذه الأيام إلى النجف أبيات شعر، لبعض العامة من طلبة بغداد، يذكر فيها أمر الحجة عجل الله تعالي فرجه الشريف، وبطلان ما تدعيه جماعتنا من غيبته لأمور تخيلها، وتخيلات وهم استعملها، وأول أبياته قوله:

أيا علماء العصر یا من لهم خبر***بكل دقيق حار من دون الفكر (2).

ص: 22


1- ثم أوردها رحمه الله في (25) بيتا .لم نوردها ؛ خوف التكرار والإطالة ، والمذكور منها في (كشف الأستار : 34)(22) بيتا
2- ثم أورد رحمة الله، أبيات بعد هذا البيت لم نوردها؛ خوف التكرار والإطالة

ثم أخذ في هذا وأمثاله وبعثها إلى أهل الكاظمين عليهما السلام، فأجابوا ولكن لا بما يشفي الغليل أو يصيب الداء الدخيل، فبعثها بعض الفضلاء إلى النجف، التي هي قبة الكمال اليوم وتخت مملكة العلم والشرف، فتصدى للجواب فضلاؤها ممن جمع بين فضيلتي العلم والأدب، وأخذ من الكمالات بأوفي نصيب وأعظم سبب، فأجابوا وأطابوا ورموا الغرض فأصابوا، حتى بلغ مجموع ما قيل في النجف للجواب عنها ألفي بيت أو أكثر، فعلمت جزما أن هناك أمورا لم تذكر، ومطالب في الرد عليهم هي أقصى عن أذهان سائر الفضلاء وباعهم عنها أقصر، وإن كان ما جاؤوا به کافيا في الجواب، غير مائل عن خطة الحق والصواب، ولكن قلت أعط القوس باريها، فلا يخطي مراميها، فعرضتها عليه دام ظله العالي، فكتب في الجواب عنها رسالة فائقة على كل ما كتب في أمر الغيبة إلى الآن، وسماها (کشف الأستار عن وجه غيبة الإمام عن الأنظار )، وذكر في أولها أربعين رجلا من أعاظم علمائهم قائلا بمقالتنا، وأنه عليه السلام مولود، وبين ظهراني الخلق موجود، ونقل كلماتهم الصريحة بذلك من الكتب التي أثبت من طرقهم، وبشهادة علماء رجالهم أنها لهم، ثم أجاب عن كل شبهة أوردها ذلك الشاعر حلا" ونقضا، وحفظا على قاعدة تطابق الجواب

مع السؤال، نظمت تلك الرسالة على الوزن والقافية من أبياته، وأدرجت فيها جميع ما في الرسالة فبلغت الثلثمائة بيت، وجعلنا أكثرها في ظهر الكتاب المذكور كالتكملة له، وأول قصيدتنا:

بنفسي بعيد الدار قربة الفكر*** وأدناه من عشاقه الشوق والذكر

تستر لكن قد تجلی بنوره*** فلا حُجُب تخفيه عنهم ولا ستر

... إلى أن تخلصنا إلى المقصود، بفيض واهب الوجود والجود بقولنا:

فيا بأبي لح للبرية أو فغب***فليس على علياك من غيبة ضر

فشمس الضحى والبدر نوراهما هما*** وإن غربت أو غيب الشمس والبدر

ص: 23

(ولا نكر) (1).إن لاحت ولم ير ضوءها ***أخو نظر لكن على عينه النكر

ولا بأس ممن جاء يسأل قائلا*** (أيا علماء العصر يا من لهم خبر)

والحاصل أنه دام علاه بتوفيق الله و تسديد الحجة عجل الله تعالي فرجه الشريف، أقام على المعاندين أوضح برهان وأصح حجة، ومن أراد أن يحصل له الإيمان والاعتقاد الراسخ في هذا الباب، بحيث لا يبقى له في هذا الأمر شك ولا ارتياب، فليكثر من مراجعة هذا الكتاب، فإن فيه الغاية والكفاية لذوي الألباب، وهذا من حسن باطن مؤلفه، الذي هو مع ما عرفت في العلم من أمره، أعبد وأتقى أهل دهره»،

وقال رحمه الله أيضا في كتابه (عقود حياتي (مخطوط) : 9-11)، ما نصه: «... ولما وردت إلى النجف قصيدة شكري أفندي الآلوسي، التي يعترض فيها على غيبة الإمام المنتظر سلام الله عليه وعلى أبائه، والتي يقول في أولها:

أيا علماء العصر یا من لهم خبر***بكل دقيق حار من دونه الفكر(2).

ثم يرجح القول الأول ويبدي الإشكالات على الثاني، وقد نهض للجواب عنها جماعة من شعراء أهل العلم والأدب في النجف بقصائد مطولة.

فعرضت القصيدة على أستاذنا النوري، فكتب رسالة بديعة أسماها (کشف الأستار عن وجه غيبة الإمام الغائب عن الأنظار)، وذكر نصوص جماعة من كبراء علماء السنة صرحوا بوجوده، ودحض تلك الشبهة بأقوى حجة، فنظمت جميع تلك الرسالة بقصيدة تناهز الثلاثمائة بيت في مطلعها براعة الاستهلال:

بنفسي بعيد الدار قربة الفكر ***وأدناه من عشاقه الشوق والذكر

وقد طبعت مع الرسالة غير مرة».

ص: 24


1- في (كشف الأستار- الملحق): (ولا غرو )
2- ثم أورد رحمه الله بيتين بعد هذا البيت لم نوردها؛ خوف التكرار والإطالة

وقال رحمه الله

في نظمه لكتاب (كشف الأستار )، ما نصه : « ... أنه وردت إلينا في هذه الأيام قصيدة من بعض جماعة دار السلام، ولكنها يتيمة،وإن كانت في سوق الشعراء ما لها قيمة، يسأل فيها عن أمور الحجة المنتظر والإمام الثاني عشر، وتصدى شعراء العصر للجواب عنها، ولكنهم لم يبلغوا حقيقته وإن أجادوا، وما أصابوا الغرض وإن أحسنوا بما جاؤوا به وأفادوا.

فقلت في نفسي: أعط القوس باريها فلا يخطي مراميها، فعرضتها على علامة الفقهاء والمحدثین، جامع أخبار الأئمة الطاهرين، حائز علوم الأولين والآخرین، حجة الله على اليقين، من عقمت النساء عن أن تلد مثله، وتقاعست أساطين الفضلاء فلا يداني أحد فضله ونبله، التقى الأواه المعجب ملائكة السماء بتقواه، من لو تجلی الله لخلقه لقال : هذا نوري، مولانا ثقة الإسلام الحاج میرزا حسين النوري أدام الله تعالی وجوده الشريف، وحفظ سورة بقائه المبارك من التنقيص والتحريف.

فكتب أيده الله تعالى رسالة أبهرت العقول والألباب، ولم يأت أحد بمثلها في هذا الباب، وحيث إن السؤال كان نظما، أحببت أن يكون الجواب طبق السؤال، فنظمتها على الوزن والقافية على تشتت البال، وجعلتها خدمة لإمامنا الحجة ولنوابه الأعلام ...».

(كشف الأستار - الملحق : 246-245).

خامسا. الردود عليها:

وقد انبرى لها أعلامنا الأعلام -أنار الله برهانهم- بأقلامهم، فكتبوا في ردها نظمأ ونثرا، فارتأينا ذكرهم تباعا وبحسب التسلسل الألفبائي، فممن ردها نظمأ وبحسب استقصائنا:

أ - الشيخ محمد باقر الهمداني البهاري رحمه الله (ت ق 14): له رد عليها ورد بعنوان (الرد على القصيدة البغدادية )(1)

ص: 25


1- الذريعة :218/10 رقم 622 بتصرف .

ب - العلامة الشيخ محمد الحسين آل كاشف الغطاء رحمه الله (ت 1373 ه) له رد عليها ورد بعنوان (الرد على القصيدة البغدادية)(1).وهو نظم لكتاب (كشف الأستار) ، وتتكون قصيدته من (240 ) بيتا، ونسخة الأصل موجودة في مكتبة الإمام الحكيم، وطبعت القصيدة في (كشف الأستار - الملحق : 247 ) بطبعاته المتعددة، وفي کتاب (تنبيه الغافلات ) (2).وفي كتاب (إلزام الناصب : 325-345)، وفي (الإمام المهدي عليه السلام نور في الأدب العربي) ، وقد شرح هذه القصيدة شرحا وافيا السيد محمد صادق بحر العلوم رحمه الله (ت 1399 ه) أسماه الصولة العلوية على القصيدة البغدادية)(3).

، وهو الكتاب الذي بين يديك .

ج - العلامة الشيخ محمد جواد ابن الشيخ حسن بن طالب البلاغي (ت 1352 ه): له رد عليها ورد بعنوان (الرد على القصيدة البغدادية)، وتتكون قصيدته من (110) أبيات، وطبعت في سنة 1343 ه مع بعض قصائده، ملحقة بكتابه (العقود المفصلة) في سنة 1343 ه ، وفي (شعراء الغري : 443/2)، و(في كشف الأستار - الملحق :263)

ص: 26


1- الذريعة : 218/10 ، ووردت فيها بعنوانين هما : الأول : نظم کشف الأستار عن وجه الغائب عن الأبصار )( الذريعة : 24/222 رقم 1150)، والثاني : (قصيدة الرد على منكري الحجة عليه السلام)الذريعة : 117/17 رقم 624)، ولقبه عند ذكرها ب(شيخ العراقين )، والمشهور أن هذا اللقب هو للشيخ عبد الرضا بن عبد الحسين آل كاشف الغطاء صاحب کتاب (الباب الذهبي ) و (مجلة الغري)، كما قرأت في كتاب (عقود حياتي) للشيخ محمد الحسين آل كاشف الغطاء قدس سره المخطوط في صفحة (7) منه : أن -عم المؤلف - الشيخ محمد حسن ابن الشيخ محمد رضا ابن الشيخ موسی ابن الشيخ جعفر كاشف الغطاء كان يلقب به أيضا، فلاحظ
2- تنبيه الغافلات للسيد محمد علي الشاه عبد العظيمي، طبع في إيران سنة 1322 ه . (ينظر :الذريعة : 444/4رقم 1979)
3- تاريخ إنهاء هذه الرسالة سنة 1359 ه، علما أنها لم تذكر في كتاب (الذريعة) فهي مما يستدرك عليه

الطبعة الثانية، وفي موسوعة الشيخ البلاغي :90/8-100)(1).

د _ الشيخ رشيد بن قاسم أقعون الزبديني(2).العاملي، المتوفى بالنجف سنة (1317 ه )، له رد عليها ورد بعنوان (الرد على القصيدة البغدادية)(3).

ه - السيد رضا ابن السيد محمد الموسوي الهندي (ت 1362 ه) : له رد عليها ورد بعنوان : القصيدة الصاحبية(4)، كما سمي باسم (الرد على القصيدة البغدادية)(5).وتتكون قصيدته من (107 ) أبيات، وهي مطبوعة عدة مرات مع الكوثرية في النجف سنة 1349ه، وفي ديوانه، وفي كتاب (السر المكنون في النهي لمن وقت للغائب المصون :158-163) للسيد البراقي رحمه الله بزیادة بيت واحد، وأورد البراقي رحمه الله للقصيدة صدرا لم يرد في المطبوع من دیوانه؛ فلذا أحببت إيراده هنا ليستدرك به على الديوان، ونص ما ذكره : « .... فكان ممن أجابه . ونختصر عليه -العالم الأديب السيد رضا ابن السيد محمد الهندي ، قال السيد مجيبا : بسم الله تعالى، الحمد لله الذي غاب عن ظلم الوهم في حجب الأنوار، فشهدته العقول بما له من الآثار، وصلى الله على رسوله ونبيه وأمين

ص: 27


1- الذريعة :9 ق 140/1رقم 882، و 218/10 رقم 623 بتصرف
2- في الذريعة : الزيني، وهو من التصحيف، والزبديني نسبته إلى (زبدین ) قرية معروفة بغوطة دمشق، وأيضا قرية من قرى جبل عامل
3- الذريعة : 218/10 رقم 624 بتصرف، أعيان الشيعة : 7/5 رقم 4. وقال الطهراني رحمه الله فيما يتعلق به، ما نصه : «قال سیدنا في التكملة : رأيتها».وقال عنها السيد محمد صادق بحر العلوم رحمه الله في خاتمة كتابنا هذا، ما نصه : «و لم أظفر بالقصيدة، بالرغم من كثرة التفحص والتنقيب عنها، أيام سفري إلى سوريا ولبنان سنة 1353 ه، وقد مكثنا في تلك البلاد زهاء عامين»
4- الذريعة : 1/15رقم 5
5- الذريعة : 218/10رقم 625

وحيه وصفيه محمد سيد البشر، وآله الميامين الغرر وخلفائه الأثني عشر، المختومین بسميه المنتظر عجل الله فرجه وسهل مخرجه، وجعلنا من أنصاره المقتبسين من أشعة أنواره، وخلد الله دولة أميرالمؤمنين الواجب الطاعة على المسلمين، وسيف الله المنتقم من أعدائه الكافرين، السلطان ابن السلطان والخاقان ابن الخاقان الغازي عبد الحمید خان، لا زالت قلوب أعدائه کرایا ته خافقة، وما برحت ألسنة الدهر بحمده ناطقة.

هذا وبعد، فقد وردت إلينا قصيدة غريبة، ما هي من الدهر بأول عجيبة، تعرب عن براعة ناظمها، وسعة باعه، وكثرة وقوفه على التواریخ، واطلاعه و تبحره في العلوم وإمتاعه، حيث أبتدأها ب (أيا علماء العصر ... )، فتحاما عن جوابها علماء العصر، ووكلوا أمرها إلى أدباء المصر؛ لأن جواب مثلها لا يليق بالعلماء الجهابذة، بل يكفيهم إياه أقل التلامذة، فأجابوا وأجبت، وانتدبوا وانتدبت، وأنا أقل الصناعة بضاعة، وأعياهم في حلبة اليراعة براعة، فقلت :

«يمثلك الشوق المبرح والفكر*** فلا حجب تخفيك عني ولاستر» .

... إلخ(1).

و- الشيخ عبد الهادي ابن الحاج جواد البغدادي المعروف ب (الهمداني) ، من بیت شليلة في بغداد (ت 1333) : له رد عليها ورد بعنوان (الرد على القصيدة البغدادية) (2).

ز - العلامة السيد علي بن محمود الأمين الحسيني الشقرائي العاملي 1276-1328 ه): له رد عليها ورد بعنوان (الرد على القصيدة البغدادية)، أرجوزة، مرتبة على مقدمتين

ص: 28


1- ثم أورد السيد البراقي رحمه الله في كتابه (السر المكنون) تمام القصيدة، وقوامها فيه (108) أبيات، بزيادة بيت واحد عن الديوان المطبوع
2- الذريعة: 219/10 رقم 626. وقد انتقلت كتبه رحمه الله في حياته إلى مكتبة الشيخ محمد الحسين آل کاشف الغطاء رحمه الله، علما أني استقصیت البحث عن رده هذا فيها فلم أجده، ولا يعني عدم عثوري عليه إنكار أصله

وسبعة فصول وخاتمة، أولها :

يقول راجي عفو ربه الحفي *** سلاله الأمين عبده العلي

...إلى تمام مائة و تسعة عشر بيتا (1) .

ح - العلامة السيد محسن ابن السيد عبد الكريم الأمين الحسيني العاملي، نزيل دمشق (ت 1371 ه ): له رد عليها ورد بعنوان (الرد على القصيدة البغدادية) ، نظمه يوم كان في النجف الأشرف، وهي تتكون من (311) بيتا، وطبعت القصيدة في كتابه (الرحيق المختوم في المنثور والمنظوم )ص 276-296، وفي (كشف الأستار- الملحق) الطبعة الثانية، كما طبعت مع شرحها الذي أسماه (البرهان على وجود صاحب الزمان عليه السلام) في صيدا سنة 1333 في (108 ص) ، وقد فرغ من شرحها سنة 1328 ه، كما طبع في مطبعة العرفان في صيدا مرة أخرى سنة 1346 ه، وطبع أخيرا سنة 1429 ه محققا في مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي عليه السلام في النجف الأشرف في (180 ص )(2).

هذا وقد ذكر الشيخ لطف الله الصافي قدس سره في كتابه(مجموعة الرسائل) ج 2 ص 214 : أن للشيخ جعفر النقدي نظما في رد هذه القصيدة، ولم أر من ذكر هذا غيره .

وأما من ردها نثرا، فهو :

العلامة الشيخ حسين بن محمد تقي النوري (ت 1320 ه )بكتاب أسماه ب-(کشف الأستار عن وجه الغائب عن الأبصار)(3).

ص: 29


1- الذريعة : 475/1 رقم 2346، و 219/10 رقم 627 بتصرف
2- الذريعة : 91/3 رقم 287، و 219/10 رقم 628
3- الذريعة :11/18 رقم 429

هذا وقد ذكر الشيخ أغا بزرك الطهراني رحمه الله (ت 1389 ه) في كتابه (الذريعة 14/248 رقم 2421 )، ما نصه : «الشهاب الثاقب في الرد على ما لفقه العاقب شكري أفندي البغدادي للسيد العلامة السيد محمد باقر -الملقب بالحجة- ابن الميرزا أبي القاسم ابن السيد حسين ابن العلامة السيد محمد المجاهد ابن صاحب الرياض الطباطبائي الحائري، المتوفى في الحادي عشر من رجب سنة 1331 ه ، وهي أرجوزة لطيفة في الإمامة أولها :

قال الشريف الفاطمي أحمد*** أبدأ بسم الله ثم أحمد

جعلها الناظم باسم غيره لبعض المصالح، تقرب من خمسمائة بيت، وقد طبعت مع (النهائية الأزرية )عام 1318 ه، وعليها تقریظات نثرا ونظما، و تشطيرها أيضا يسمى ب (الشهاب الثاقب)»، انتهى.

ولم يخصص الشيخ الطهراني رحمه الله لرد بأنه على القصيدة هذه أو على غيرها، علما أني لم أقف على كتاب (الشهاب الثاقب)

وقد ذكر أيضا الشيخ جعفر محبوبه رحمه الله في كتابه (ماضي النجف وحاضرها :3/223 ) : أن للشيخ هاشم بن حسن بن ناصر العاملي الكاظمي رسالة رد بها على محمود شكري الآلوسي، ولم يخصص الشيخ محبوبه رحمه الله أيضا الرد بأنه على القصيدة هذه أو على غيرها.

وقد ذكر أيضا الشيخ محمد علي الأوردبادي رحمه الله في (مجامیعه الرجالية ): أن للسيد هاشم ابن السيد محمد القزويني الحائري (1327 ه ) ردا على ابن الآلوسي في (8000) بیت، ولم يخصص الشيخ الأوردبادي رحمه الله أيضا الرد بأنه على القصيدة هذه أو على غيرها.

ص: 30

ترجمة الناظم الشيخ العلامة الكبير الإمام محمد الحسين آل كاشف الغطاء رحمه الله

اسمه ونسبه:

هو الشيخ محمد الحسين ابن العلامة الكبير الشيخ علي -صاحب الحصون المنيعة - ابن الحجة الشيخ محمد رضا ابن المصلح بين الدولتين الشيخ الأفقه الشيخ موسی ابن الشيخ الأكبر الشيخ جعفر ابن العلامة الشيخ خضر بن يحيى بن سيف الدين المالكي الجناجي النجفي.

ولادته ونشأته:

ولد في النجف الأشرف سنة 1295 ه ، نشأ في بيته الجليل -الطافح بالعلم والعلماء وعباقرة الفقه والاجتهاد -نشأة طيبة، وتربى في حجر الفطاحل بالسؤدد والشرف والعزة والترف، ولما بلغ العاشرة من عمره الشريف، شرع بدراسة العلوم العربية، ثم قرأ علوم البلاغة ، كالمعاني، والبيان، والبديع ، ومع العبقرية الفذة، والثقافة الأدبية في بيئته التي نشأ فيها،فإن في بيته تسلسل العلماء والأدباء منذ قرنين، وهو يتعلم الأدب بين أظهرهم منذ ترعرعه وشبابه، ثم درس الرياضيات من الهيئة والحساب وأضرابهما، وأنهى دراسة سطوح الفقه والأصول وهو بعد شاب، ثم أخذ بالحضور عند الأساتذة الكبار في حلقات العلم، وحضر دروس الطبقات العليا كالمحقق الأصولي المولی محمد کاظم الخراساني رحمه الله ، فقد حضر بحثه في عدة دورات في أصول الفقه، وحضر عند الفقيه الأكبر السيد محمد کاظم الطباطبائي اليزدي رحمه الله ، من سنة 1312 ه إلى وفاة السيد رحمه الله في سنة 1337 ه ، واختص به مع أخيه الفقيه المتبحر الشيخ أحمد کاشف الغطاء رحمه الله، و كان السيد يعول عليه وعلى أخيه في أكثر مهماته،

ص: 31

ويثق بهما ويرجع إليهما مرافعاته، وحضر الشيخ الإمام رحمه الله أيضا عند الفقيه الحاج آقا رضا الهمداني رحمه الله صاحب (مصباح الفقيه) عشر سنوات، وعند المحقق الأصولي السيد محمد الأصفهاني رحمه الله ثلاث سنوات، وعند الفقيه الورع التقي میرزا محمد تقي الشيرازي رحمه الله سنتين .

وحضر في الحكمة والكلام عند العلامة الحكيم الشيخ محمد باقر الإصطهباناتي رحمه الله وعلى العلامة الأصولي الحكيم الشيخ أحمد الشيرازي رحمه الله والعلامة الشيخ علي محمد النجف آبادي رحمه الله. و كان هؤلاء من فحول الحكماء والرياضيين ومن أبطال الحكمة والكلام ، وحضر في الحديث والرجال عند العلامة المحدث النوري رحمه الله صاحب (المستدرك ) وروى عنه، وعن الفقيه الحاج میرزا حسين الطهراني رحمه الله وعن الشيخ الجليل الشيخ علي الخاقاني رحمه الله وغيرهم.

وشرع بالتدریس، فكانت له حوزة تتألف من الفضلاء ورواد العلم، وكان تدريسه في مسجد الهندي تارة، والصحن المرتضوي في طرف الباب الطوسي، أو مقبرة الإمام الميرزا الشيرازي رحمه الله أخرى.

كان فقيها قوي الحجة والبرهان، مجتهدا في المباني لا مقلدة في المبنى، واسع الاطلاع، حرا في آرائه ونظرياته، كان ينتزع كثيرة من الفروع من ذوق عربي سليم، قد ارتكز على فهم نصوص الأخبار والروايات التي يبتنى عليها المذهب الجعفري، ويمتاز بالجرأة في إبداء الرأي الذي يراه قد ارتكز على الحجة وسانده العقل، فكتابه (تحریر المجلة ) -وهو من أهم آثاره- دلیل قوي على تضلعه في الفقه، و جلالة مؤلفه وعظمته في مقام الاستنباط .

والحديث عن مقامه الشامخ في العلم والفقاهة لا يحتاج إلى بسط، فإن آثاره العلمية التي طبعت والتي ما تزال مخطوطة -وهي كثيرة- تكشف عن سعة اطلاعه، وغزارة علمه المتدفق، و كان يجمع إلى علمه قوة البيان واللباقة، والجرأة المفرطة مع

ص: 32

صوت جهوري، وكان يسترسل في حديثه كأنه حفظه عن ظهر الغيب، أو يكتب فكأنه ينقل شيئا مسطورا دون أن يمر عليه أو يقرأه ثانيا .

يومياته:

كان رجلا متوقدا نشيطا في العمل، يقضي القسم الأكبر من وقته في العمل، فقد كان يستيقظ عند طلوع الفجر وقت الأذان قبل طلوع الشمس بساعة ونصف، فيصلي ويقرأ الأدعية، ثم يقرأ ويكتب، وكان له في جوف الليل مناجاة وتضرع وابتهال إلى الله تعالی بعد صلاة الليل، قلما يتفق نظيرها للعباد والزهاد إلا للمستغرقين في محبة الله وخشيته، والخائفين من نقمته والراجين لرحمته .

وعند طلوع الشمس يتناول الفطور، وبعده يعود إلى المطالعة والكتابة حتى وقت الضحى، وقبل الظهر بثلاث ساعات يخرج إلى الديوان - مدرسته العلمية -لمقابلة الناس والوافدين عليه وذوي المصالح؛ لقضاء حوائجهم، ويفصل بين المتخاصمين . وقرب الظهر يعود إلى البيت، وعند الظهر يؤدي فريضة الظهر، والعصر في الدار أو الحرم العلوي الشريف، ثم يعود فيتناول طعام الغداء ، وقد ينام أقل من ساعة واحدة تقريبا، ثم يستيقظ ويعود إلي الكتابة والمطالعة وقراءة الرسائل والمسائل و كتابة الأجوبة، ولا سيما أجوبة المسائل التي ترده من أنحاء العالم، ويستمر إلى قبيل الغروب بساعة، فيخرج إلى الديوان لمواجهة المراجعين والزائرين حتى وقت الغروب، فيخرج إلى الصحن العلوي لأداء الفريضة جماعة .

وبعد أداء صلاة الجماعة كان يلقي درسا خارجا في الفقه على تلامذته وهو جالس على المنبر، والتلاميذ جالسون على الأرض، ويستمر درسه ساعتين، وبعد الانتهاء يعود إلى البيت، ويزور بعض العلماء والوجهاء في النجف أو القادمين من خارج النجف، وحينما يعود إلى داره يستريح مع أهله مدة قليلة، ثم يتناول العشاء، وبعده يعود إلى الكتابة والمطالعة إلى نصف الليل أو قبله بساعة فينام . وهذه الأعمال لا

ص: 33

يستطيع أن يقوم بها جسم الشاب القوي فضلا عن الشيخ الناهز على السبعين، غير أنه يصدق عليه قول القائل :

وإذا حلت الهدايه قلبا*** نشطت للعبادة الأعضاء

مواقفه الإصلاحية:

1. إخماد فتنة الحصان عام 1351 ه .

2. إبطال العادات المؤذية في العراق عام 1353 ه.

3. إخماد ثورة عشائر الفرات عام 1353 ه.

4. منع الشغب والمظاهرات التي حدثت في وزارة نور الدين محمود (1).

5. موقفه من مؤتمر بحمدون .

مؤلفاته:

مؤلفاته المطبوعة:

1.الآيات البينات ، تشتمل على أربع مسائل في الرد على الفرق الضالة .

2 الأرض والتربة الحسينية : طبعت ترجمتها أيضا

3. أصل الشيعة وأصولها ، تكرر طبعه وترجم إلى اللغات المختلفة .

4. تحرير المجلة ، خمسة أجزاء من جلائل الكتب .

5. تعاليق على (نهج البلاغة) ، ونقود على شرح الشيخ محمد عبده، ومؤاخذات عليه .

6. تعليقات على (الكلم الجامعة والحكم النافعة) .

ص: 34


1- ينظر تفصيل هذه الوقائع في كتابه : (المحاورة مع السفيرين )، وفي المقال الذي كتبه نجله عبد الحليم آل کاشف الغطاء في ترجمة والده الإمام رحمه الله، ونشره في مجلة العرفان المجلد 42 ج 5 و 6 العدد الخاص بالعراق

7. تعليقات على الوساطة بين المتنبي وخصومه .

8. تعليقات على (ديوان السيد سعيد الحبوبي رحمه الله) .

9.تعليقات على (معالم الإصابة).

10. تعليقات وتراجم على ديوان السيد جعفر الحلي رحمه الله: المعروف ب( سحر بابل وسجع البلابل) .

11. التوضيح في ما هو الإنجيل ومن هو المسيح: جزءان وطبعت ترجمتهما بالفارسية أيضا .

12. جنة المأوی .

13. حاشية على (التبصرة) للعلامة الحلي رحمه الله.

14. حاشية على (العروة الوثقى) للسيد الشريف الطباطبائي اليزدي رحمه الله، وفيها فوائد جليلة .

15. حاشية على مجمع الرسائل : فارسي، مطبوعة مع حواشي السيد الزعيم المرجع الأعلى حسين الطباطبائي البروجردي رحمه الله في النجف الأشرف سنة 1367ه.

16. حواشي على (سفينة النجاة ): لأخيه الشيخ أحمد، أربعة مجلدات، دورة فقه كاملة، وفيها مسائل نادرة وفوائد جليلة .

17. حواشي على (عين الحياة) ترجمة سفينة النجاة - بالفارسية، جزءان، مطبوعة مع (عين الحياة) في بومبي.

18. الخطب الأربع.

19. خطبة الاتحاد والاقتصاد : ألقاها في مسجد الكوفة عند رجوعه من المؤتمر الإسلامي بفلسطين، وهي من أعظم الخطب .

20. خطبة الباكستان وترجمتها بالفارسية أيضأ مطبوعة .

ص: 35

21. الخطبة التاريخية في القدس .

22، الدين والإسلام أو الدعوة الإسلامية جزءان، طبعا في صيدا .

23. الرد على القصيدة البغدادية .

26 ، زاد المقلدين : فارسي.

25، سؤال و جواب .

26 صحائف الأبرار في وظائف الأسحار : طبع بعد وفاة المؤلف رحمه الله.

27. العبقات العنبرية في الطبقات الجعفرية في ترجمة عائلته .

28. عين الميزان

29. الفردوس الأعلى ، طبع في النجف، و تبریز، ولبنان .

30. مبادئ الإيمان : دروس دينية جمعها من رشحات قلمه الشريف بعد وفاته نجله الأستاذ الشيخ عبد الحليم، وقدم لها و طبعها سنة 1378 ه.

31. المثل العليا في الإسلام لا في بحمدون: وقد لاقى هذا الكتاب رواجا عجيبا، وأعيد طبعه مرارا في ظرف قصير، كما ترجم إلى الفارسية، وطبع في ايران.

32. المجالس الحسينية ، طبع بتحقيق ونشر مكتبة ودار مخطوطات العتبة العباسية المقدسة

33. المحاورة مع السفيرين : طبع في العراق، والأرجنتين .

34 ، مختارات من شعر (الأغاني)

35. المراجعات الريحانية : جزءان تكرر طبعهما في الشرق والغرب في صيدا، و بیروت، وبغداد، والأرجنتين.

36، المسائل القندهارية .

ص: 36

37. مناسك الحج.

38. الميثاق العربي الوطني.

39. نبذة من السياسة الحسينية .

40. نقد (ملوك العرب) للريحاني

41. وجيزة الأحكام

مؤلفاته المخطوطة:

42. تعاليق على (أدب الكاتب) لابن قتيبة .

43. تعاليق على (أمالي) السيد المرتضی علم الهدی رحمه الله

44. تعاليق على (الفتنة الكبرى) لطه حسين

45. تعاليق على الوجيز في تفسير القرآن العزيز .

46. تعريب قسم من رحلة (ناصر خسرو) الحكيم المشهور .

47. تعریب کتاب (حجة السعادة في حجة الشهادة) .

48، تعریب کتاب فارسي (هیئت)

49. تنقیح المقال : في مباحث الألفاظ .

50. الجزء الثالث والرابع من الدين والإسلام.

51. حاشية على القوانين

52. حاشية على (الكفاية) للشيخ الآخوند الخراساني رحمه الله.

53.حاشية على رسائل الشيخ الأعظم الأنصاري رحمه الله.

54.حاشية على (رسالة العرشية) لصدر المتألهين رحمه الله.

55. حاشية على (رسالة الوجود) لصدرالمتألهين رحمه الله.

56. حاشية على كتاب (الأسفار) لصدر المتألهين رحمه الله.

ص: 37

57. دائرة المعارف العليا : وقد جمع في هذا الكتاب بعض ما ورد من الأسئلة، مع أجوبتها في الفقه، والحكمة، والتفسير، وغيرها يحتوي على ثلاثة مجلدات .

58 . دیوان شعره الذي أسماه (الشعر الحسن من شعر الحسين).

59. رسالة عن الاجتهاد عند الشيعة.

60. رسالة في الجمع بين الحكم الظاهري والواقعي.

61. شرح (العروة الوثقى) للسيد الطباطبائي اليزدي رحمه الله خمسة مجلدات .

62 عقود حياتي : ترجمة حياته مفصلا بقلمه، تشتمل على أهم الحوادث والتواريخ في تلك العقود، ومعه المجموع من شعره الذي نظمه في الكبر بعد سن الخمسين.

63 , مغني الغواني عن الأغاني : مختصر (الأغاني ).

64، منتخبات من الأحاديث والأخبار والتراجم وغيرها .

65. منتخبات من الشعر القديم مجموعة كبيرة .

66 ، نزهة السمر ونهزة السفر: رحلته الأولى إلى الحج وسوريا ومصر .

وفاته:

لما مرض المؤلف رحمه الله مرضه الذي قضى على حياته الغالية، ويئس من شفائه على أيدي أطباء النجف الأشرف، سافر إلى بغداد للمعالجة، و أدخل في مستشفى الكرخ، فباشره جمع من حذاق الأطباء مدة لا تقل عن شهر، ولم تتقدم صحته، ولم يتحسن مزاجه، بل زادت آلامه، فانتقل رحمه الله إلى قرية كرند -وهي قرية جبلية واقعة بین خانقين و کرمانشاه في الأراضي الإيرانية- ؛ طلبا للراحة، وبعد وصوله إليها لم تستقر به النوى، واختطفه ریب المنون، وانتقل من دار الفناء إلى دار البقاء، إلى جوار ربه الكريم بعد أدائه لفريضة الفجر صباح يوم الإثنين 18 ذي القعدة سنة 1373 ه.

ص: 38

ولما أشيع خبر وفاته انهالت الناس إلى تلك القرية من كل فج عميق؛ لتشييع جثمان بطل العلم والفضيلة، فقيد الإسلام والمسلمين، وأذيع إثر وفاته خبر رحيله من معظم محطات العالم، وشيعت جثمانه الطاهر مئات السيارات، وسرب من الطائرات الإيرانية وجيء بجثمانه من القرية إلى الحدود العراقية، وهناك استقبل الجثمان من قبل العراقيين، واستلمته أيدي جماهير الناس من مختلف طبقات الفريقين، ومن كبار رجال الدولة، ثم أخذ جثمانه إلى بغداد، ثم إلى حرم الإمامين الجوادين عليهما السلام ، ثم إلى كربلاء إلى حرم أبي عبد الله الحسين عليه السلام، وحرم أخيه البار أبي الفضل العباس عليه السلام، ثم إلى النجف الأشرف إلى حرم مولى الكونين والثقلين أمير المؤمنين عليه السلام الشهيد أبي الشهداء الأحرار؛ للطواف بجثمان الراحل رحمه الله حول مراقدهم، وأن يجدد عهده مع الأئمة عليهم السلام، ثم إلى وادي السلام، إلى مقره الأخير- مقبرته الخاصة التي أعدها بنظره من قبل سنين لنفسه-.

وأقيمت مجالس الفاتحة في النجف الأشرف من قبل أسرة الفقيد والعلماء والجمعيات، ومن قبل مختلف الطبقات، كما أقيمت مئات الفواتح في العراق، وإيران، وباكستان، والهند، وسوريا، ولبنان، وأقيمت له في النجف بعد مرور أربعين يوما حفلة تأبينية في مدرسة الصدر، حضرتها وفود الدول وغيرها ممثلين لحكوماتهم، ووردت إلى النجف مئات البرقيات بمختلف اللغات من الشرق والغرب من الملوك ورؤساء الجمهوريات ورؤساء الأديان والشخصيات تعزي أسرة الفقيد والعلماء؛ لأن وفاة المؤلف الراحل كانت ثلمة كبيرة في الدين، وخسارة عظيمة على الطائفة، لا يعرف مدى تأثيرها إلا الأوحدي من العلماء ، فإنا لله وإنا إليه راجعون، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم (1).

ص: 39


1- لا يخفى أننا استفدنا كثيرا من ترجمة المؤلف رحمه الله، التي كتبها يراع المحقق الشهيد السعيد محمد علي القاضي الطباطبائي رحمه الله-تلميذه - في مقدمة كتابه (جتة المأوى)، وعدم ذكرنا لمصادرترجمة المؤلف رحمه الله؛ هو كثرة ما كتب عنه في الكتب الرجالية والتاريخية والأدبية

ترجمة الشارح العلامة المحقق السيد محمد صادق ابن السيد حسن آل بحر العلوم رحمه الله - وهي سيرته الذاتية-

اشارة

استخرجت (1).هذه الترجمة الشاملة له رحمه الله من كتابه (سمير المسافر) والذي شرع في تأليفه سنة 1380 ه ، وهو المجموعة الثامنة من مجامیعه والمرقمة بحسب أرقام نسخ المكتبة برقم (123)، كتبها بعنوان (مختصر حياتي) و تقع في (60 )صفحة من القطع الصغير، وتبدأ من ص 43 و تنتهي في ص 103، كما استفدت من ترجمته التي كتبها بخط يده والمرقمة بحسب أرقام نسخ المكتبة برقم (111) ، وتقع في (20) صفحة، ثم استدر کت عليهما ما يتعلق بوفاته رحمه الله ومدفنه ورثائه، وإليك نصها :

(مختصر حياتي)

كتب لي الأستاذ الكبير صاحب المؤلفات المطبوعة محمد عبد المنعم الخفاجي من القاهرة، طالبة مني نبذة من حياتي فما وسعني إلا أن البي طلبه، وقد أوردت صورة كتابه في (ص 36)(2). فكتبت إليه ما يلي :

ص: 40


1- الكلام هنا للأخ أحمد الحلي
2- أي من كتابه (سمير المسافر )، ونص ما كتبه هو : «أهديت مؤلفي (دليل القضاء الشرعي وأصوله وفروعه ) بأجزائه الثلاثة إلى الأستاذ الكبير، صاحب المؤلفات الممتعة المطبوعة، وعضو رابطة الأدب الحديث محمد عبد المنعم الخفاجي المصري، فأرسل إلى كتابا فيه تقريظ للكتاب، وصورته ما يأتي : بسم الله الرحمن الرحيم سماحة السيد الأستاذ الكبير العلامة فضيلة الشيخ محمد صادق بحر العلوم حفظ الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . مع صادق التحية والتقدير. سعدت بوصول نسخة من كتابكم القيم (دلیل القضاء الشرعي ) ثلاثة أجزاء، فراعني منه دقة بحثكم، وسعة باعكم، وطول أناتكم في الصبر على كتابة هذا المؤلف النفيس، وأدعو الله أن يوفقكم، وأن يبارك أعمالكم العلمية الجليلة، وأن ينفع بكم . سیدي، أرجو التفضل بإرسال نسخة من الكتاب؛ لنقدمها إلى (رابطة الأدب الحديث) ؛ لنقيم ندوة عن الكتاب في موسمها الثقافي، مع نبذة عن تاريخ حياتكم، والله يحفظكم، وينفع بكم، والسلام عليكم ورحمة الله. 1960/12/25 المخلص محمد عبد المنعم الخفاجي - القاهرة

النسب:

أبو المهدي محمد صادق ابن السيد حسن ابن السيد إبراهيم ابن السيد حسين ابن السيد رضا ابن السيد محمد مهدي الشهير ببحر العلوم الحسني الطباطبائي المتوفى سنة1212 ه.

الولادة والتتلمذ

ولدت في النجف الأشرف في العشرة الأولى من شهر ذي القعدة سنة 1315 ه، نشأت بها على مدرسة والدي السيد حسن المتوفى سنة 1355 ه، وهو الذي وجهني توجيها صحيحة يوم كنت صبية فرحمه الله رحمة واسعة، وقرأت المقدمات الآلية على بعض أساتذتها، ثم أخذت علمي المعاني والبيان على ابن عم والدي وابن خالته العلامة أبي صالح السيد مهدي ابن السيد محسن ابن السيد حسين آل بحر العلوم المتوفى سنة 1335 ه .

وفي الأصول والفقه تخرجت على العلامة الشيخ شكر بن أحمد البغدادي المتوفى سنة 1357 ه ، وذلك يوم كان يسكن النجف الأشرف، ثم رجع إلى بغداد

ص: 41

وتولى القضاء الشرعي في عهد الملك فيصل الأول، وتخرجت أيضا على العلامة الفقيه السيد محسن ابن السيد حسين ابن السيد مهدي القزويني النجفي المتوفى سنة 1356 ه، وعلى الميرزا أبو الحسن المشكيني المتوفى سنة 1358 ه، وعلى الميرزا فتاح التبريزي المتوفى بتبریز سنة 1372 ه ، وعلى السيد محمود الشاهرودي النجفي أدام الله وجوده، وعلى الشيخ محمد علي الخراساني الكاظمي المتوفى سنة 1365 ه، وعلى الشيخ الزاهد الإلهي الشيخ إسماعيل المحلاتي النجفي المتوفى سنة 1343 ه، وحضرت حلقة درس الإمام الراحل الميرزا محمد حسين النائيني النجفي المتوفى سنة 1355 ه ، و حلقة درس الإمام السيد أبو الحسن الموسوي الإصفهاني المتوفى سنة 1365 ه، واختلفت على حلقة درس الحجة الشيخ محمد حسن المظفر المتوفى سنة 1375 ه، وعلى حلقة درس الحجة الإمام الشيخ محمد جواد البلاغي المتوفى سنة 1352 ه في تفسير القرآن إلى أن توفي .

وأخذت علمي دراية الحديث والرجال من الحجة السيد أبو تراب الخونساري النجفي المتوفى سنة 1346 ه.

وفي سنة 1353 ه. سافرت إلى سوريا ولبنان للاستجمام؛ لمرض ألم بي، ومكثت في تلك البلاد سنتين تقريبا، اجتمعت خلالها بكبار العلماء والأدباء، وجرت لي معهم مساجلات ومناظرات في شتى المسائل علمية وأدبية في كثير من محافلهم، سجلتها في رحلتي ولا زالت مخطوطة (1).

وفي النجف الأشرف بعد عودتي إليها حضرت حلقة درس الإمام السيد محسن الطباطبائي الحكيم أدام الله أيامه، ولازمت العلامة المحقق الحجة الشيخ آغا بزرك الطهراني صاحب الذريعة أطال الله بقاه، واستفدت من معلوماته الرجالية، ولازمت شیخ الأساتذة والأدباء الشيخ محمد ابن الشيخ طاهر السماوي المتوفى سنة 1370 ه، لازمته

ص: 42


1- وهي رحلته المسماة ب-(المجموعة السورية )

أكثر من عشرين سنة؛ نظرا للروابط المتينة التي منها كونه تخرج في الأدب على جدي السيد إبراهيم الطباطبائي المتوفى سنة 1319 ه صاحب الديوان المطبوع بصيدا (لبنان) بمطبعة العرفان، وقد استفدت كثيرا من معلوماته الأدبية، واستفدت بمكتبته النادرة الحاوية على كثير من المخطوطات الثمينة الأثرية والمطبوعات الجيدة، ولكن من الأسف أنها قد تفرقت بعد وفاته أيدي سبأ، وبيعت من قبل ورثته الذين لا يقدرونها بشكل منفرد، وبثمن بخس دراهم معدودة، مما دعا ذلك إلى موت صاحبها و تلاشي ذکره.

وقد ولعت منذ صباي بجمع الكتب على ضيق عيشي فكونت مكتبة قيمةواحتفظت بآثار فيها نادرة ومخطوطة، وقد كتبت بخطي كثيرا من المؤلفات القديمة النادرة تتجاوز الخمسين كتابا، واستفدت منها، طبع أكثرها بالمطبعة الحيدرية في النجف الأشرف على نفقة صاحب المطبعة الشيخ محمد کاظم ابن المرحوم الشيخ صادق الكتبي وفقه الله، وهو مولع بطبع المؤلفات الأثرية الإسلامية وقد طبع الكثير منها ولا زال جاهدا في طبع النافع منها ، وقد حققت كثيرا منها وعلقت عليها تعليقات ثمينة وترجمت لمؤلفيها وفقنا الله تعالی.

تعييني للقضاء الشرعي:

ارتأت وزارة العدل العراقية تعييني للقضاء الشرعي في محاكم العراق، وصدرت الإرادة الملكية بذلك -في عهد ملوكية فيصل الثاني -ورئاسة وزارة المرحوم السيد محمد الصدر المتوفى سنة 1375 ه، فوجهت وزارة العدل كتابا لي برقم العدد (309) و تاریخ 3 مایس 1948 م المصادف 23 جمادى الثانية سنة 1367 ه ، فتوليت قضاء بلدة العمارة وما والاها من النواحي التابعة لها إداريا بتاریخ1948/5/12 ، فبقيت أشغل القضاء فيها، حتى ارتأت الوزارة نقلي إلى لواء البصرة لأشغل القضاء فيه، فنقلت إليها بتاريخ 1955/7/21حسب أمر الوزارة المرقم بعدد (1314) ، وبقيت أمارس القضاء هناك في المحكمة الشرعية الجعفرية حتى تاريخ 1960/7/1 .

ص: 43

ثم أحلت إلى التقاعد؛ لبلوغى السن القانونية (63) سنة، وذلك حسب أمر وزارة العدل المرقم بعدد (1042) والمؤرخ 1960/9/13، حيث إن قانون الخدمة المدنية العراقي المرقم بعدد (24) لسنة 1960 يوجب إحالة الموظف المدني على التقاعد إذا بلغ من العمر ال- 63 سنة، وقد كتب لي رئيس محكمة استئناف البصرة عند إحالتي على التقاعد کتاب برقم العدد ذ3007 و تاریخ 1960/7/13، ونصه كما يلي:

«فضيلة الأستاذ السيد محمد صادق بحر العلوم قاضي المحكمة الشرعية الجعفرية في البصرة (سابقا): يؤسفنا جدا أنكم أحلتم على التقاعد، وهذه نتيجة تنتظر كل موظف مهما بلغ شأنه، غير أن ما لمسناه من جهودكم في القضاء الشرعي، طيلة المدة التي قضيتموها معنا في الوظيفة وما اتصفتم به، وتحققناه من وافر علمكم في الأصول الشرعية، وتطبيقها نصا وروحا في القضايا الكثيرة التي عرضت عليكم، وفي تطبيقكم مبدأ العدالة ومقتضياتها، لمما يبعث على الإعجاب بشخصكم وكفاءتكم، ولا يسعنا تجاه ذلك إلا أن نبدي لكم عظيم تقديرنا ووافر إعجابنا، متمنين لكم الخير والتوفيق في خدمة الأمة والوطن، سائلين المولى أن ينفع الناس بعلمكم وجهودكم في سبيل الصالح العام»

الرئيس

إدريس أبو طبيخ

وأنا اليوم _بحمد الله_ في النجف الأشرف مسکني الأصلي ووطني العزيز، مشغولا في مكتبتي بتقديم الجزء الرابع من كتابي (القضاء الشرعي أصوله وفروعه) للطبع، وسيكون هذا الجزء كأجزائه الثلاثة الأولى في الضخامة، بدأت فيه بمقدمة تمهيدية في تاريخ المرأة وحقوقها قبل الإسلام وبعده، وتاريخ الزواج في العهدین، ومقارنته في العهد الإسلامي بما قبله، ومقارنته في قانون الأحوال الشخصية العراقي الجديد ببقية القوانين الإسلامية العربية وغير الإسلامية، وبالقوانين الغربية لاسيما القانون الفرنسي، وأرجو من الله سبحانه أن يوفقنا لإنجاز طبعه .

ص: 44

أجازات العلماء لي:

الإجازة : مأخوذة من جواز الماء الذي تسقاه الماشية أو الحرث، تقول :استجزته فأجازني إذا سقاك ماء لماشيتك أو أرضك، كذا طالب العلم يستجيز العالم علمه ويطلب إعطاءه له فيجيزه له، بمعنى أنه يعطيه إياه ويسمح له به، فإذا قال : أجزتك، فكأنه قال : أعطيك إياه وأفيده لك، وإعطاء كل شيء بحسبه، وهو في الحديث الإخبار به، فبذلك يظهر أن الإجازة إخبار إجمالي بما تضمنه الكتاب، أو الأصل المجاز في روايته، وعلى ذلك يترتب جواز الرواية للمجاز عن المجيز؛ لتحقق الإخبار منه له بطريق الإجازة على حد القراءة والسماع.

والإجازة كان لها أثر كبير في حين لم تكن نسبة الكتب ثابتة إلى مؤلفيها بالتواتر، فكانت إجازة أصل أو كتاب دليلا على صحة ذلك الكتاب لمن ينسب إليه، وأما في الأزمنة المتأخرة التي أصبحت الكتب المعروفة فيها مسندة إلى مؤلفيها بالتواتر القطعي، فليست الإجازة مما يكون لها ذلك الأثر الكبير أو يتوقف عليها شيء من المهمات، ولكن مع ذلك لم تزل سيرة العلماء طبقة بعد طبقة وجيلا بعد جيل على الإجازة والاستجازة؛ للتيمن بإدراج أنفسهم في السلسلة المتصلة إلى مهابط الوحي ومعادن التنزيل عليهم أفضل الصلاة والسلام، والدخول في عداد تلاميذ آل محمد عليهم السلام بالسند المعنعن الموصول إليهم غير منقطع الإسناد .

وهذه فائدة عظيمة اعتنى بها ذوو العلم والفضيلة في كل عصر و زمان، حتی أنهم لأجل توسيع النطاق واستعجال الخير بحصول هذه البركة، ربما لم ينتظروا في المجاز أن يصل إلى حد البلوغ أو التمييز، فهذا أبو غالب أحمد بن محمد الزراري قد كتب الإجازة لابن ابنه محمد بن عبد الله بن أحمد بن محمد الزراري، وهو ابن أربع سنين، فقال في رسالته إليه : «كان مولدك في قصر عيسى ببغداد، يوم الأحد لثلاث خلون من شوال سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة، وخفت أن يسبق أجلي إدراكك.

ص: 45

وتمكنك من سماع الحديث، وتمكني من حديثك بما سمعت من الحديث، وأن أفرط في شيء من ذلك كما فرط جدي وخال أبي، إذ لم يجذباني إلى سماع جميع حديثهما، مع ما شاهداه من رغبتي لذلك، ولم يبق لآل أعين أحد يروي الحديث ويطلب العلم، وشححت على أهل البيت الذي لم يخل من محدث أن يضمحل ذكرهم، ويدرس رسمهم، ويبطل حديثهم من أولادهم ... إلخ».

وكانت كتابة هذه الرسالة في ذي القعدة سنة (356 ه) كما هو مذكور في آخرها .

وقال الشهيد الثاني زين الدين العاملي رحمه الله في (البداية) : «قد رأيت خطوط جماعة من فضلائنا بالإجازة لأبنائهم عند ولادتهم مع تاريخ ولادتهم، منهم السيد جمال الدین ابن طاووس لولده غياث الدين، وشيخنا الشهيد رحمه الله استجاز من أكثر مشايخه بالعراق لأولاده الذين ولدوا بالشام قريبا من ولادتهم، وعندي الآن خطوطهم لهم بالإجازة».

ولما كان اهتمام العلماء والصالحين من ذوي الثقافة الدينية والفضل المبين بالإجازة والاستجازة على هذه المثابة، حتى كانوا يشدون إليها الرحال ويطوون المراحل ويضربون آباط الإبل، ولم يعتبروا في ذلك أن يكون المجيز أعلى من المستجيز، فعقدوا عنوان لرواية الكبار عن الصغار، وذلك كرواية الصحابي عن التابعي، ومن أمثاله رواية العبادلة له وغيرهم عن كعب الأحبار، ورواية التابعي عن تابعي التابعي كعمرو بن شعيب، فإنه لم يكن من التابعين وروى عنه خلق كثير منهم، قيل إنهم سبعون، ورواية الآباء عن الأبناء كالعباس بن عبد المطلب روی عن ابنه الفضل أن النبي صلي الله عليه وآله و سلم جمع بين الصلاتين في المزدلفة، ورواية المشايخ عن تلاميذهم.

قال الشهيد الثاني في (درايته ): «وممن رأيت خطه من العلماء بذلك السيد تاج الدين ابن معية الحسني الديباجي، فإنه أجاز لشيخنا الشهيد رحمه الله رواية مروياته، وكان معدودة من مشيخته، واستجاز في آخر إجازته منه، وهو يصلح مثالا لهذا القسم من حيث الكبر والنسب واللقاء»، انتهى .

ص: 46

فأنا قد جرت على هذا المنهاج، فاستجزت جمعة من العلماء في رواية الحديث، فأجازوني جزاهم الله خيرا، وفي طليعتهم الإمام السيد محسن الأمين العاملي نزيل دمشق الشام المتوفى سنة 1371 ه، وصاحب المؤلفات الممتعة التي منها (أعيان الشيعة) المطبوع في مجلدات تجاوزت الأربعين مجلدا، فإنه رحمه الله أجازنی سنة 1352 ه في النجف الأشرف، عند سفره إليها لزيارة المشاهد المشرفة، فإنه رحمه الله استعار منی بعض مجاميعي العلمية ومنها (السلاسل الذهبية) ، فكتب لي إجازة بخطه على ظهرها، وقد جعل هذه المجموعة وغيرها من مصادر كتابه أعيان الشيعة .

وقد أجازني أيضا غيره من العلماء رواية الحديث، كما هو المتعارف والمصطلح عليه عند أهل العلم كما ذكرنا، منهم الإمام سيدنا الجليل السيد حسن ابن السيد هادي صدر الدين الكاظمي صاحب المؤلفات الكثيرة التي منها (تأسيس الشيعة) ، و (تكملة أمل الآمل) ، والعلامة الفقيه السيد أبو تراب الخونساري النجفي رحمه الله والإمام الكبير الميرزا محمد حسين النائيني النجفي رحمه الله والعلامة الزاهد الشيخ أسد الله الزنجاني النجفي رحمه الله وسيدنا الحجة السيد ميرزا هادي الخراساني الحائري رحمه الله، وشيخنا الحجة الشيخ میرزا محمد الطهراني نزيل سامراء رحمه الله، وشيخنا الإمام الشيخ محمد محسن الشهير بالشيخ آغا بزرك الطهراني النجفي صاحب كتاب (الذريعة إلى تصانيف الشيعة) المطبوع وغيره من المؤلفات الثمينة أدام الله وجوده، وابن خالنا العلامة الجليل المتبع السيد جعفر ابن السيد محمد باقر آل بحر العلوم رحمه الله تعالى، وصديقنا الحجة العلامة السيد شهاب الدين المرعشي التبريزي نزيل قم (إيران ) اليوم وأحد أعلامها المبرزين، والعلامة الشهير السيد نجم الحسن الهندي اللكهنوي مؤسس (مدرسة الواعظین) في لکهنو الهند، والسيد ناصر حسین اللكهنوي الهندي، وصديقنا العلامة الحجة السيد علي نقي النقوي اللكهنوي دام فضله، وإجازته مفصلة، والشيخ حبيب آل إبراهيم العاملي نزيل بعلبك وعالمها المقدم صاحب المؤلفات.

ص: 47

الممتعة أدام الله وجوده ونفع به، والمحدث الزاهد التقي صاحب المؤلفات العديدة النافعة شيخنا الشيخ عباس القمي النجفي رحمه الله، والعلامة المتتبع شيخنا الشيخ عبد الوهاب الفضلي الحنفي مدرس الرحمانية وإمام وخطيب جامع عبد الله آغا في محلة السيف بالبصرة، وشيخنا العلامة الكبير الشيخ محمد ابن الشيخ طاهر السماوي النجفي، وقد نظم هذا الأخير إجازته لي أرجوزة، فقال رحمه الله:

أحمد ربي وأصلي أبدا ***على النبي القرشي أحمدا

وآله أهل النهى والأمر*** ثم أقول في جواب الأمر

أجزت سيدي أخا الفضل السني ***(محمد الصادق) نجل الحسن

سليل إبراهيم طود المجد*** ابن الحسين بن الرضا بن المهدي

عن شيخنا المقدسي التقي ***محمد بن هاشم الهندي

عن شيخه البحر محمد الحسن*** معطي الوری جواهرا بلا ثمن

عن شيخنا محمد الجواد*** عن شيخه المهدي بالإسناد

(حيلولة) وعن معز الدين *** محمد بن الحسن القزويني

عن عمه محمد الباقر عن*** محمد المهدي من آل الحسن

(بحر العلوم) والفنون والأثر*** من جدد القرن لها الثاني عشر

عن شيخه محمد الباقر عن ***والده محمد الأكمل من

عن شيخ محمد عن الأب*** محمد المجلسي المنسب

عن شيخه محمد البهائي*** وطرقه نيرة السناء

سلسلة تزان في محمد*** من كل شیخ بالوثوق مسند

(أجزته) أن يروي الكتب التي*** صحت على شرط المجيز المثبت

ص: 48

فإنه أهل لهذا ومحل*** والسؤل أن يدعو لمولاة (الأقل

محمد بن الطاهر السماوي)*** عفا له الله عن المساوي

وصور هذه الإجازات بخطوط المجيزين محفوظة عندنا ماعدا: إجازة السيد حسن الصدر الكاظمي، والسيد أبو تراب الخونساري، والميرزا حسين النائيني، والشيخ عباس القمي فإن إجازاتهم لي كانت شفاهية، أما الأول فقد أجازني شفاها في داره الكائنة في بلد الكاظمية، والثاني أجازني في الصحن الشريف المرتضوي العلوي، والثالث أجازني في داره في النجف الأشرف، والرابع أجازني في داره الكائنة في النجف الأشرف رحمهم الله تعالى جميعا .

مبادلة الرسائل بيني وبين الأعلام:

تبودلت الرسائل بيني وبين جمع من الأعلام والأدباء، منهم الإمام الحجة السيد محسن الأمين العاملي نزيل دمشق الشام، والمرحوم السيد الحجة السيد عبد الحسين شرف الدين العاملي الصوري، والعلامة الكبير السيد عبد الحسين نور الدين العاملي النباطي، وشيخ أدباء جبل عامل العلامة شيخنا الشيخ عبد الحسين صادق العاملي النباطي رحمه الله، والعلامة الكبير الشيخ عبد الكريم صادق العاملي الخيامي، والشيخ عبد الله العاملي النباطي أدام الله وجوده، والشيخ نعمة العاملي، والشيخ حسين نور الدين العاملي، والشيخ محمد علي عز الدين العاملي، والسيد محمد آل إبراهيم وأخوه السيد مهدي آل إبراهيم العاملي، وشيخ الأدباء الشيخ سليمان ظاهر العاملي النباطي، والشيخ أحمد رضا العاملي النباطي، والشيخ محمد رضا الزين العاملي، والشيخ عبد الكريم الزين العاملي الجب شيثي، والشيخ أحمد عارف الزين العاملي الصيداوي صاحب (مجلة العرفان) ، والشيخ محمد الحر العاملي الجباعي، والشيخ عبد الله الحر العاملي الجباعي، والشيخ منير عسيران العاملي رئيس مجلس التميیز الشرعي الجعفري في

ص: 49

لبنان، والشيخ يوسف الفقيه العاملي، والشيخ حبيب آل إبراهيم المهاجر العاملي البعلبكي، وقد تعرفت بأكثر هؤلاء عند زيارتي لسوريا ولبنان، وكتبت رحلة واسعة وصفت فيها المجالس والحوار الذي دار بيننا، ولم تزل الرحلة على مخطوطة عندي .

مؤلفاتي وآثاري العلمية:

1.القضاء الشرعي أصوله وفروعه : يقع في ستة أجزاء، طبع منها ثلاثة أجزاء ضخام، وبقية الأجزاء قيد الطبع، وتتضمن الأجزاء الأخيرة البحث في الأحوال الشخصية، ومقدمة تمهيدية في حقوق المرأة وتاريخها قبل الإسلام وبعده، والزواج قبل الإسلام وبعده، ومقارنة قانون الأحوال الشخصية الجديد العراقي المرقم (188) السنة 1959 بالأحكام الشرعية والقوانين العربية الأخرى للأحوال الشخصية الإسلامية وغير الإسلامية الغربية وغيرها، وفقنا الله لإنجازها .

2.الصكوك الشرعية: وهي القرارات التي صدرت مني نتيجة المرافعات طيلة إشغالي للقضاء، وصدقت من قبل هيئة مجلسي التمييز الشرعي الجعفري والسني، وهو مجلد واحد ماثل للطبع.

3.تحقیق کتاب (تاريخ الكوفة) للسيد حسين المعروف بالسيد حسون البراقي النجفي المتوفى سنة 1333 ه ، وقد نقحته، وهذبته، وأضفت إليه إضافات مهمة تاريخية، طبع في النجف الأشرف طبعتين، وقرظته مجلة الحكمة البيروتية بعددها (6-5) ص 112.

4.تحقیق تاريخ أحمد بن يعقوب المعروف بابن واضح اليعقوبي المتوفى بعد سنة 292 ه والتعليق عليه، طبع في النجف الأشرف في ثلاثة أجزاء، وقد قرظته مجلة الحكمة البيروتية بعددها (7-8)ص 160

5.تحقیق کتاب (الحجة للذاهب إلى إيمان أبي طالب) ، للإمام شمس الدين أبي علي فخار بن معد الموسوي المتوفى سنة 630 ه، والتعليق عليه، طبع في

ص: 50

النجف الأشرف.

6. تحقیق کتاب (شذور العقود) في ذكر النقود القديمة والإسلامية، للمقريزي

تقي الدين أحمد بن علي بن عبد القادر البعلبكي المصري، صاحب الخطط والآثار المتوفى سنة 845 ه ، وقد علقت عليه، وطبع في النجف الأشرف،وقرظته مجلة الحكمة بعددها (19-20) ص 393.

7. تحقیق کتاب (فرق الشيعة) لأبي محمد الحسن بن موسى النوبختي البغدادي، من أعلام القرن الثالث الهجري، والتعليق عليه، طبع في النجف الأشرف طبعتين.

8.تحقیق شرح دیوان شيخ الأبطح أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم القرشي،جمع أبي هفان عبد الله بن أحمد المهزمي العبدي، رواية عفيف بن أسعد عن عثمان ابن جني النحوي، والتعليق عليه، طبع في النجف الأشرف.

9. تحقیق کتاب (البلدان) لابن واضح اليعقوبي المتوفى بعد سنة 292 ه،والتعليق عليه، طبع في النجف الأشرف طبعتين.

10. تحقیق کتاب (عمدة الطالب في أنساب آل أبي طالب) للنسابة الشهير جمال الدين أحمد بن علي بن الحسين بن علي بن مهنا بن عنبة الأصغر الداوودي الحسني المتوفى سنة 828 ه ، وقد علقت عليه تعليقات ثمينة، وطبع في النجف الأشرف، وقد قرظته مجلة الحكمة بعددها المرقم (19-20) ص 394، وبوشر الآن بطبعه للمرة الثانية بتحقيق أوسع.

11. تحقیق كتاب (كفاية الطالب في تاريخ آل أبي طالب)(1)لفقيه الحرمین، ومفتي العراقين، محدث الشام أبي عبد الله محمد بن يوسف بن محمد القرشي الكنجي الشافعي المتوفى سنة 658 ه، والتعليق عليه، طبع في النجف الأشرف .

ص: 51


1- كذا، واسم الكتاب هو (كفاية الطالب في مناقب علي بن أبي طالب)

12 تحقيق كتاب (أنساب القبائل العراقية) للعلامة الكبير الحجة السيد مهدي القزويني الحلي المتوفى سنة 1300 ه، والتعليق عليه، طبع في النجف الأشرف طبعتين، وقرظته مجلة الحكمة البيروتية بعددها المرقم (19-20)ص 394.

13. تحقیق (فهرست الرجال المؤلفين) لشيخ الطائفة الإمام محمد بن الحسن المعروف بالشيخ الطوسي النجفي المتوفى سنة 460 بالنجف، والمدفون بمقبرته المعروفة بمقبرة الشيخ الطوسي، والتي كانت دارا له، وقد اتخذت بعده مسجدا ويعرف ب-(مسجد الشيخ الطوسي) ، وبجنبه مقبرة جدنا الإمام الحجة بحر العلوم و آله الأفاضل، وقد علقت على الفهرست المذكور تعليقات نافعة، وصدرت الكتاب بترجمة مفصلة لحياة مؤلفه رحمه الله و طبع طبعتین .

14 . تحقیق (كتاب الرجال) المتضمن بیان طبقات رواة الحديث، والتعليق عليه، للإمام الشيخ الطوسي المذكور رحمه الله وقد صحح على نسخة مخطوطة على نسخة بخط الإمام الفقيه محمد بن إدريس الحلي المتوفى سنة 598 ه، وقد كتبها على نسخة بخط جده لأمه المؤلف الشيخ الطوسي رحمه الله وقد قدمت للكتاب مقدمة تتضمن التعريف به وبمؤلفه تبلغ 110 ص.

15. تعليقة على كتاب (الكواكب السماوية في شرح القصيدة الميمية الفرزدقية) لشيخ محمد ابن الشيخ طاهر السماوي المتوفى سنة 1370 ه، طبع في النجف الأشرف.

16. تهذيب الجزء الأول من كتاب (ماضي النجف وحاضرها) للعلامة المحقق صديقنا المرحوم الشيخ جعفر ابن الشيخ باقر آل محبوبة المتوفى سنة 1377 ه، والتعليق عليه، وذلك سنة سفري إلى لبنان المصادف لسنة 1353 ه، طبع للمرة الأولى في صيدا بمطبعة العرفان، وللمرة الثانية مع إضافات مهمة في النجف الأشرف .

ص: 52

17. تعليقة على كتاب (کشف الظنون عن أسامي الكتب والفنون) ، تأليف ملا مصطفی بن عبد الله القسطنطيني المعروف بملا كاتب جلبي المتوفى سنة 1067 ه، مخطوطة

18 . تعليقة على كتاب (المكاسب) في الفقه -المعاملات- للشيخ المرتضی الأنصاري النجفي المتوفى سنة 1281 ه، مخطوطة.

19. تعليقة على كتاب (فرائد الأصول) الفقهية لشيخ الطائفة الأنصاري المذكور،مخطوطة.

20. تعليقة على كتاب (كفاية الأصول) الفقهية للعلامة الشيخ ملا محمد کاظم الخراساني النجفي المتوفى سنة 1329 ه ، مخطوطة.

21. الدرر البهية في تراجم العلماء الإمامية، مخطوط، وهو مصدر لبعض المؤلفات الرجالية التي ألفت بعده، وقد نقل كثيرة منه الإمام الراحل المرحوم السيد محسن الأمين العاملي في كتابه الواسع (أعيان الشيعة) وجعله أحد مصادره .

22.مجموعة نثرية سميتها (السلاسل الذهبية) ، قرظها جماعة من الأدباء، مخطوطة .

23. المجموع الرائق، يشتمل على كثير من الشعر المنسي، ووقائع تاريخية، وتراجم الشعراء والأدباء، ومن قيل فيهم الشعر، مخطوط قرظه كثير من شيوخ الأدب : كالمرحوم الشيخ محمد السماوي، والشيخ جعفر نقدي، والشيخ عبد الحسين الحويزي، والشيخ محمد علي اليعقوبي، والشيخ محسن أبو الحب الخطيب الحائري، والعلامة الكبير الحجة الشيخ عبد الوهاب الفضلي الإمام في جامع عبد الله آغا في البصرة، والخطيب ومدرس الرحمانية الحنفي أدام الله وجوده، وغير هؤلاء من الأدباء .

ص: 53

وقد نقل عن هذا المجموع كثير من المؤلفين منهم: المرحوم السيد محسن الأمين العاملي في كتابه (أعيان الشيعة)، والشيخ عبد الحسين الأميني النجفي في كتابه (شهداء الفضيلة) المطبوع في النجف، وكتابه (شعراء الغدير) المطبوع بالنجف وإيران، ونقل أيضا عنه الأستاذ علي الخاقاني النجفي في كتابه الواسع (شعراء الغري) و كتابه (شعراء الحلة)

24. مجموعة نثرية وشعرية تتضمن تاريخ النجف الأشرف والكوفة بصورة إجمالية، وتواريخ أخرى، ووفيات الأعلام، وتواريخ البويهيين والصفویین والعثمانيين بصورة إجمالية وسميتها (اللآلئ المنظومة)، وما زالت مخطوطة .

25. مجموعة شعرية سميتها (الشذور الذهبية)، مخطوطة، تتضمن ما قيل في النبي وآله الأطهار عليهم السلام مدحا ورثاء، من الشعر غير المطبوع، مع تراجم الشعراء، وهي كبيرة تقع في (652 ص) ، فرغت من جمعها في ضحوة يوم السبت الرابع عشر من شهر جمادى الأولى سنة 1366 ه، وقد قرظها العلامة الكبير الشيخ عبد الوهاب الفضلي الحنفي البصري مدرس الرحمانية المذكور، وذلك في اليوم الثاني من شهر محرم الحرام سنة 1380، يقول :

تيمتني شذورك الذهبية*** ورمتني ألحاظها الزجية

يا لها طرفة وفت بمديح*** ورثاء للعترة النبوية

طهر الله بيتهم وحباهم*** من عظيم الإكرام بالأفضلية

حفظ الله (صادقا) ورعاه ***بعيون الرعاية الأزلية

ص: 54

بقية أثاري التي صدرت بعد تاريخ كتابة هذه الترجمة هي:

[1] - (معالم العلماء) لابن شهر آشوب المازندراني السروي، تحقيق و تعليق وتقديم، طبع النجف.

[2] - (لؤلؤة البحرين) للشيخ يوسف البحراني صاحب (الحدائق)، تحقيق وتعليق، طبع النجف الأشرف.

[3] - (تكملة الرجال) للشيخ عبد النبي الكاظمي، جزءان، تحقيق و تعليق وتقديم، طبع النجف.

[4] - (رجال السيد بحر العلوم) ، أربعة أجزاء، تحقیق و تعلیق باشتراك مع ابن الأخ السيد حسين، طبع النجف الأشرف

[5] - (رجال حسن بن داود الحلي) ، تحقیق وتعليق وتقديم، طبع النجف الأشرف .

[6] - ترجمة مفصلة للشيخ محمد علي بن بشارة آل موحي النجفي، أدرجت في مقدمة الجزء الأول من (نشوة السلافة) تأليفه، طبع النجف الأشرف.

[7] - (سر السلسلة العلوية) لأبي نصر البخاري في الأنساب، تحقیق وتعلیق وتقديم، طبع النجف.

[8] - غاية الاختصار في الأنساب لابن زهرة نقيب حلب، تحقیق و تعلیق وتقديم، طبع النجف الأشرف.

[9] - رجال الشيخ علي الخاقاني النجفي، تحقيق وتقديم، طبع النجف الأشرف .

[10] -کتاب سلیم بن قیس الهلالي، تحقيق وتقديم، طبع النجف الأشرف .

[11] - مجاميعي العلمية الأدبية وهي إحدى عشرة (1)، كل واحدة منها لها اسم خاص، مخطوطة.

ص: 55


1- و کتب مجموعة أخرى له فصار المجموع اثنتي عشرة، فلاحظ

[12] - (تنبيه الخواطر ونزهة الناظر) المعروف بمجموعة ورام، تقدیم وترجمة، طبع النجف الأشرف.

[13] - وفيات الأعلام : مجلد ضخم.

[14] - ولي مؤلفات ومجاميع نثرية وشعرية أخرى عديدة، كلها مخطوطة، ومقدمات لكتب مخطوطة ومطبوعة .

نماذج من شعري:

إني -بحق- لست بالشاعر الذي يهز المشاعر أو يرتفع بالأحاسيس وإنما جاء شعري برزخا بين القديم والجديد، ولصدق شعوري تجد لشعري الذي لم يتعد حدود الأدب اللفظي إلا قليلا نبرة ترتاح إليها وجوانب تقف عليها من تاريخ إلى مساجلة صديق إلى حوار ديني و تاريخي، وقد نظمت حسب الظروف التي تمليه علي نظرا لانشغالي بالبحث والتحقيق في الكتب العلمية، وقد قلت من إحدى قصائدي التي أرسلتها لبعض الأعلام:

ليس دأبي نظم القريض ولكن*** حركتني عواطف الشعراء

وإليك نموذجا

من شعري من قصيدة، أرسلتها إلى الإمام الحجة المرحوم السيد محسن الأمين العاملي صاحب كتاب (أعيان الشيعة) ، بمناسبة صدور الجزء الأول من كتابه المذكور:

إي ووصل الحبيب بعد التنائي*** إن داء الهوى لأعظم داء

أنا أهوى مهفهفا إن تثني*** يتثني بصعدة سمراء

ذا قوام كالغصن والجيد جيد*** الظبي والوجه مثل بدر السماء

تخذ القلب مألفا ومقرا*** عجبا والفلا مقرالظباء

ما تجائي من السهام اللواتي ***رشقني ولات حین نجاء

بي غزالا له عقارب صدغ*** فوق خد مطرز بالبهاء

ص: 56

يا رشيق القوام رفقا بصب*** لم يزل في هواك رهن بلاء

واضمائي إلى مقبلك العذ*** ب وثغر مفلج لألاء

یا خليلي كيف احتيالي لوصل*** (من حبيب دان إلى القلب نائي )

ما سقاني من ريقه البارد العذ*** ب رحيقا إلا وكان شفائي

إن تبدی جبينه في مساء*** أخجل الصبح وجه ذاك المساء

أيها العاذلون خلوا ملامي*** لي أذن صمت عن الفحشاء

كيف لي بالسلو عنه ونار ال*** حب شبت في القلب والأخشاء

...إلى نهاية ثلاثة وثلاثين بيتا، وقد أدرج القصيدة بتمامها العلامة السيد المحسن الأمين العاملي في خاتمة ديوانه (الرحيق المختوم) المطبوع، في باب ما قيل فيه من المراسلات والشعر.

وقلت أيضا في مناسبة جميلة :

هيا أصيحابي فقد ***آن أوان الطرب

هيا فقد نلنا المنى*** فاللهو أقصى الإرب

ما بين هيفاء وغيد*** اء بوسط الملعب

ما بين ولدان كأقما *** ر السما والكوكب

ما بين تغريد وتس*** جيع بحقل العنب

هذي الحياة فاغتنم*** فداك أمي وأبي

وأرسلت إلى بعض أصدقائي مداعبا وموريا:

أنا وحدي موفق و (سعيد)*** زهرتي (زهرة ) وأنسي (سهام)

فلماذا تلومني يا عذولي*** أنا فيها متيم مستهام

ص: 57

فهوى الغيد قد أذاب فؤادي*** يا (أبا أحمد) فكيف ألام

فعلي السلام ما دمت حيا*** وعليك العذاب والآلام

فإذا قامت القيامه فاصرخ*** أين حقي يا ربي العلام

فهناك الإله يأمر توا***اسحبوه فإنه ظلام

إسحبوه دعأ لنار تلظي*** إسحبوه فملؤه آثام

قلنا في لقا الملاح نعيم*** ولك الويل والجحيم (ختام )

وكتبت إلى صديقي العلامة السيد مرتضى الحسيني الشاه عبد العظيمي -عالم قضاء الهندية- ، معاتبا له على عدم عيادته لي عند قدومه النجف الأشرف، وكنت أنئذ مريضا:

إن عشت بصرك الزمان عجائبا*** إن العجائب جمة في ذا الزمن

أنا (صادق) في الود قد أخلصته ***(للمرتضی) رب المكارم والمنن

ياليت شعري كيف يقصد زائرا*** (يوم الغدير) إمامنا و (أبا الحسن)

يطوف حول القبر يسأل ربه ***أن يستجيب دعا الأسير المرتهن

ويعود توآ راجعا لبلاده*** كالطير كي يحظى بمن وبمن ومن

ويغادر الخل الوفي رمية*** حلف الفراش رهين حمى ممتحن

ما ضر لو أن عاده إلمامة ***لؤث الإزار لكي يخفف ذا الشجن

أو هكذا سمه الكرام ذوي العلى*** من جاؤزوا الجوزاء في فضلي ومن

ما كنت أحسب للصدود حسابه ***ما كان بالحسبان هجراني يسن

أنا ما دريت ولا المنجم قد دری ***ما ذلك الهجران في نجل (الحسن)

(بحر العلوم الصادق) الخل الذي ***ما زال حلف ولائكم من قبل أن

ص: 58

أو ما خشيت بأن أصول بمخذم*** وأجول جولة (حيدر) يوم المحن

أنا ذلك البطل الذي جربتة*** يوم الكفاح إذا الفوارس تمتهن

أسطو وفي كفي مهنده الظبا*** لا يعتريني في الوغى أبدا وهن

فأنت وتب من ذلك الذنب الذي*** قد هز عرش الود كي تحظى بمن

هذا شعوري قد نظمت عقوده*** طوقا يحلي جيد غيداء سكن

فاسلم ودم ما غرد القمري في ***شعر الأديب الألمعي (ابن الحسن)

وقلت مقرظا كتاب (الحجة للذاهب إلى إيمان أبي طالب) للسيد الجليل فخار بن معد الموسوي المتوفى سنة 630 ه، وقد طبع في النجف الأشرف بالمطبعة العلوية سنة 1351 ه :

بشراك (فخار) بما أولا ***ك الخالق في يوم المحشر

نزهت (بحجتك) الغرا ***(شیخ البطحاء) أبا (حيدر)

عما نسبوه إليه من ال***كفر المردود دعاة الشر

أني وبه قام الإسلا *** م فنال بعلياه المفخر

قسما بولاء (أبي حسن) ***لولاة الدين لما أزهر

فعليه من الله الرضوا*** ن وللأعدا نار تسعر

وقلت مشطرة أبياتا لبعض الأصدقاء :

(سيارتي سارت ولكنما)*** عيني ترعى في السرى عينك

إني وإن سرت بجسمي فقد ***(تركت قلبي فاطم عندك)

(لولاصروف الدهر يا إبنتي)*** كان بقربي رغدا عيشك

ولو وفت أيامنا برهة ***(ما اخترت في الدنيا سوى قربك)

ص: 59

(بعدك يافاطم حزالحشا)*** فلم أطق صبرا علی بينك

فصحت من وجدي وفرط الجوى***(آها من الدهر ومن بعدك)

وأرسلت إلى أخي العلامة السيد محمد تقي آل بحر العلوم من لبنان، معزيا له بوفاة ولده الصغير محمود وذلك عام 1354 ه.

دهر رماك بخطب*** رمي فؤادي فصابا

وإن رزءا جليلا ***أذاقك الطعم صابا

كأنني أنا وحدي ***قاسيت عنه المصابا

الموت ما كان إلا ***للمرء حقا لزابا

صبرا أخي جميلا ***لكي تنال الثوابا

فلاأصابك سوء ***ولا لقيت الوصابا

وأرسلت إليه أيضا سنة 1354 من لبنان، بعد أن قرأت رسالته التي أرسلها إلي من النجف الأشرف، يعزيني فيها بوفاة ولدي الصغير (مرتضی)، و كان قد ولد وتوفي ولم أشاهده:

في كل يوم لنا هم وأحزان*** وقرحة لحشاشات وأشجان

لم يندمل بعد جرح القلب مذ خطفت*** أيدي الردي (كاظما) وانفك حدثان

حتي شجانا (بمحمود) فأفجعنا***فالكل منا لفرط الوجد ثكلان

واليوم قد دهمتنا أي كارثة*** ب (المرتضى) فذكت بالقلب نيران

بني عيني لم تنظرك في لدة ***وساعة الموت إذ أطبقن أجفان

إما سلوت فلا أسلوك يا كبدي ***أو إن نسيت فلا يقصيك نسيان

مضيت يا مهجتي والقلب بعدك مق*** روح ودمعي لفرط الحزن هتان

ص: 60

وقلت مشطرة البيتين المشهورين لبعض القدماء:

(المصائب الدنيا اتخذتك صاحبا)*** لتذود عني طارق الحدثان

هذا الذي أبغيه منك مؤملا*** (والأمر في الأخرى إلى الرحمن)

(أعلى الصراط أريد منك مودة) ***في حين لا ينجي سوى الغفران

أم حيث تنشر للإله صحائفي*** (أم في الحساب تكون خلا ثاني)

وقلت في مناسبة:

سيفقدني صحبي وتبقى مآثري*** وخير حياة المرء ذكرى المآثر

العمري جمع المال ليس بنافع ***إذا صار جسم المرء رهن المقابر

ومن شعري من بحر الرجز منظومتي التي سميتها (اللؤلؤ المنظوم في نسب آل بحر العلوم) ، نظمت فيها نسبي المنتهي إلى الإمام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، فقلت:

قال الفتى (الصادق) أحقر الورى*** وإن زكا أصلا وطاب عنصرا

نسل الأطائب الهداة النجبا ***نسل الكرام الغر من (طباطبا)

أحمد من أبرزنا من العدم*** لطفا بنا شرفنا على الأمم

مصليا على النبي الأكمل ***وصهره الإمام بعده علي

وأهل بيت الوحي والقرآن*** و معدن الحكمة والتبيان

أئمه الدین لسان الحق ***خزائن العلم أمان الخلق

أرجو به نجاة يوم المحشر***لي ولمن قفاهم في الأثر

وبعد جاء في الصحيح المسند ***عن النبي المصطفى محمد

بأن كل سبب أو نسب*** ينبت إلا سببي أو نسبي

ص: 61

فاستمعن يا أيها الخل الوفي*** نظم الحقير الفاطمي الأشرف

أرجوزة سمت على الجوزاء*** اذ قد حوت لنسب الآباء

أنهيت فيها لعلي نسبي ***أربعة بعد ثلاثين أبي

مبتدئا بوالدي المهذب ***وفقه الباري لنيل الإرب

وهو سمي المجتبى الزاكي الحسن*** ذا شبل إبراهيم صاحب المنن

نسل الحسين بن الرضا بن المهدي ***حليف سؤدد ربيب المجد

بحر العلوم صاحب المناقب*** سيد أهل الفضل ذي التجارب

محقق المعقول والمنقول ***مدقق الفروع والأصول

بر تقي ورع إمام ***بمثله لم تسمح الأيام

وفضله في سائر الأقطار*** كالشمس في رائعة النهار

فکم کرامات له مشتهرة ***وقد غدت في عصره مزدهرة

كآیۃ الحجاز والغمامة ***فإنها لفضله علامه

وآية السهلة والأعرابي*** وآية التشييع والسرداب

وآية الرؤية للإمام*** في حالة النهوض للقيام

وآية الضم دليل مرتضی*** لشبل حجه الأنام المرتضی

نسل محمد سمي المصطفى*** وهو التقي المتعالي شرفا

نسل الفتی عبد الكريم الفاضل*** نسل مراد نسل شاه الكامل

ذا أسد الله حليف السودد*** نسل جلال الدين نسل الأوحدي

وهو ربيب المكرمات الحسن*** قامت فروضها به والسنن

ص: 62

نسل حليف المجد مجد الدين*** نسل فتى العليا قوام الدين

سليل إسماعيل نسل الأنجب*** عباد نسل الفذ عالي الرتب

وهو المكنى بأبي المكارم *** سليل عباد ابن خير عالم

وهو أبو المجد بن عباد السنن*** نسل على القدر صاحب المنن

نسل الزكئ حمزة بن طاهر*** نسل علي وهو ذو المفاخر

نسل محمد سليل أحمد*** نسل محمد الهمام الأمجد

نسل الرئيس أحمد النبيل*** فخر الورى ذي الشرف الأصيل

سليل إبراهيم أزكى النجبا*** وهو الذي لقب في (طباطبا)

سليل إسماعيل الدیباج*** من فضله كالكوكب الوهاج

سليل إبراهيم نسل الحسن ***وهو المثنى ابن الإمام الحسن

نسل الإمام صاحب الفضل الجلي*** أمير أهل الحق مولانا (علي)

أبي الإمامين الحسين والحسن ***صلى عليه الله في مدى الزمن

ما طلعت شمس وماضاء قمر ***وغرد القمري في أعلى الشجر

أولئك الآباء والأعاظم*** آبائي الأماجد الأكارم

فأحمد الله على النعماء*** إذ خصنا بأشرف الآباء

وأختم المقال بالصلاة ***على النبي سيد الهداة

و آله المنتجبين النجبا*** أئمة الحق وهم أهل العبا

فهذه خلاصة المنظومة ***فهاكها لآلئا منظومة

ص: 63

هذا مختصر من ترجمتي، وقد سبق أن طلبها مني الأستاذ علي الخاقاني النجفي لیدرجها في مؤلفه (شعراء الغري) ، وأنا آنئذ أتولى القضاء الشرعي في البصرة، فما وسعني إلا تلبية طلبه مع كثرة أشغالي، فكتبت له مفصل حياتي كما طلبه هو، فأوردها في الجزء التاسع من مؤلفه المذكور من ص 206 ص 232، وبقيت المسودة عندي فلخصت منها هذه الترجمة، فمن أراد تفصيلها فليرجع إلى الجزء المذكور من شعراء الغري.

وبالختام نرجو من الله تعالى أن يجعلنا خيرا عما يظنون، ولا يؤاخذنا بما يقولون، ويغفر لنا ما لا يعلمون، وهو الموفق والمعين.

ص: 64

المستدرك على سيرته

توفي بالنجف يوم 21 شهر رجب سنة 1399 ه ، ودفن في مقبرة أسرته جنب مسجد الطوسي، وقد أرخ وفاته عدة من الأفاضل، و كتب تحت صورته رحمه الله بالمقبرة تأريخ شعري، نصه:

سقت تراك العوادي*** ما لاح بالأفق بارق

أمسيت جار علي ***وصي هادي الخلائق

خلدت سفرا جليلا*** للعدل جاء موافق

فأنت في العلم بحر ***وأنت للفضل سابق

ومذ رحلت کریما*** نعماك للعلم وامق

للخلد أرخ (ينادي***مضى المحقق صادق) (1)

كما أرخ وفاته السيد محمد حسن الطالقاني رحمه الله ونصه:

قد رزئ الدين وراء أهله ***فقد عميد كان بدرا واختفى

كان وحيد عصره في طهره*** ونبله وسيره وفي الصفى

نموذج العفه والعلم مضى*** وبعده على الفضيلة العفی

بكاء أهل الحق والصدق معا*** وذرفوا لفقده مع الوفي

قد أعول الناعي له مؤرخا***(فصادق العلم ضياء انطفى)(2).

ص: 65


1- ينادي مضى المحقق صادق =1399 ه
2- فصادق العلم ضیاء انطفى= 1399 ه

مواصفات النسخة المعتمدة:

هي نسخة الأصل التي بخط المؤلف رحمه الله زودتنا بها إدارة مكتبة العلمين مشكورة بواسطة الأخ أحمد علي مجيد الحلي، ورقمها فيها (7/81 )، وتاريخ نسخها(1359 ه) وهي سنة التأليف، وعدد أوراقها (29)، وعدد أسطرها مختلف (16-18)،وقياسها : (21*16)، والنسخة تقع ضمن مجموعة بتسلسل (7).

ص: 66

منهجيتنا في التحقيق:

وكانت منهجيتنا في التحقيق كالآتي :

1. بعد حصولنا على نسخة الأصل والمكتوبة بخط المؤلف رحمه الله جعلناها في المتن، مع إثبات شرح المؤلف رحمه الله في الهامش.

2. ضبطنا النص، وأثبتنا ما سقط منه من مصادره، وجعلناه بين معقوفين .

3. وضع الآيات القرآنية بين الأقواس المزهرة

4. خرجنا الأحاديث من مصادرها .

5. نسبنا الأقوال المحكية إلى مصادرها الأصلية، وإلا فإلى بعض المصادر الناقلة لها .

6.علقنا بعض التعليقات الضرورية في الهوامش؛ لرفع غموض أو بيان مطلب أو ما شابه ذلك.

7. جعلنا أقوال السيد محمد صادق بحر العلوم رحمه الله في الهامش بالخط الغامق، وقد أشار هو رحمه الله لأقوال الشيخ محمد جواد البلاغي رحمه الله بعبارة (دام ظلة).

8.جعلنا هامش التحقيق على أقوال العلامة البلاغي رحمه الله والسيد الصادق رحمه الله في الهامش بخط فاتح مع علامة(*).

9. جعلنا هامش التحقيق على المتن بخط فاتح بدون علامة(*).

ص: 67

شكر وعرفان:

إيمانا منا بالحديث الوارد عن الإمام الرضا علیه السلام: «من لم يشكر المنعم من المخلوقين لم يشكر الله عزوجل»(1).وتجسيدا منا لهذا المعنى العظيم، كان لزاما علينا أن نشكر كل من آزرنا، وقدم لنا يد العون في إتمام تحقيق هذا الكتاب، جزاهم الله خيرجزاء المحسنين، وهم كلا من:

1. إدارة مكتبة العلمين في النجف الأشرف المتمثلة بسماحة العلامة السيد محمد علي بحر العلوم (دامت توفیقاته) ، حيث زودتنا بنسخة الأصل، وحفيد المؤلف السيد حيدر بحر العلوم حفظ الله .

2. إدارة الروضة العباسية المقدسة المتمثلة بسماحة العلامة السيد أحمد الصافي الموسوي دام عزه، وإدارة قسم الشؤون الفكرية فيها المتمثلة بفضيلة السيد ليث الموسوي حفظ الله ،وإدارة المكتبة فيها المتمثلة بفضيلة السيد نور الدين الموسوي حفظ الله لدعمهم مشروع تحقيق هذا الكتاب ونشره

3. الأستاذ علاء الزبيدي والذي كانت له مساهمة فعالة في تحقيق الكتاب، جزاه الله عنه خير الجزاء

4. الأستاذ أحمد علي مجيد الحلي -والمشرف على وحدة التحقيق- ، والذي استفدنا كثيرا من وجوده المعطاء، جزاه الله عنا خير الجزاء

5. الأستاذ خالد جواد جاسم، لما أضافه من لمسات إبداعية على الأبيات الشعرية من حيث التشكيل وضبط الأوزان الشعرية .

ص: 68


1- عیون أخبار الرضا : 27/1 ح2

وختاما :

نرجو من الإخوة القراء -ولا سيما أهل البحث والتحقيق -أن يغفروا لنا ما زاغ عنه البصر من أخطاء واكبت سير تحقيق النسخة؛ فإن كبوة الجواد معلومة، والعصمة الأهلها، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد صلي الله عليه و آله وآل بيته الطيبين الطاهرين عليهم السلام.

وحدة التحقيق

في مكتبة ودار مخطوطات

العتبة العباسية المقدسة

15 شعبان 1431 ه

يوم مولد الإمام المهدي عجل الله تعالي فرجه الشريف

ص: 69

نماذج من النسخة المعتمدة

ص: 70

الصورة

الصفحه الاولي من المخطوط

ص: 71

الصورة

الصفحة الأخيرة من المخطوط

ص: 72

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي هدانا لواضح المحجة، ولم يخل الأرض في عصر من الحجة، والصلاة والسلام على نبيه ورسوله محمد المصطفى، وعلى آله خزان العلم ومعادن الحلم، واللعنة الدائمة على أعدائهم ومخالفيهم أجمعين، ما سجى الليل وادلهم الظلام.

وبعد، فيقول أحوج العباد إلى ربه الغني محمد صادق بن الحسن آل بحر العلوم الطباطبائي الحسني (عفا الله عن سيئاته): إنه وردت النجف الأشرف في السنة السابعة عشرة بعد الثلاثمائة والألف هجرية، من دار السلام (بغداد) قصيدة لبعض الآلوسيين، لم يذكر ناظمها اسمه (1)، ضمنها إنكار وجود المهدي القائم المنتظر عجل الله تعالي فرجه الشريف وأشار فيها إلى أنه ما ؤلد بعد، وسيولد، طالبا الجواب من أعلام النجف الأشرف، وقد حسب أنه سيعيبهم الجواب، لكنه ذهب عليه أن النجف الأشرف معهد العلم ومهد الأدب، وقد ضم إلى جنبتيه فطاحل محققين لا تعترضهم شبهة إلا تركوها في مدحرة البطلان، ولا يرجع منهم المشكك إلا بخفي حنين، صفر الكف من شر که و حبائله، وقد صدق هذا القول حتى في خصوص تلك القصيدة، حيث جعلوها کالهباء المنثور، فدونك الأصل على ما فيه من التعصب البارز، والتورط الشائن، قال :

ص: 73


1- ذكر أن ناظمها هو شکري أفندي الآلوسي البغدادي، على ما ذكره الشيخ محمد الحسين آل کاشف الغطاء قدس سره في كتابه عقود حياني : 10) (المخطوط)، والسيد محمد صادق بحر العلوم رحمه الله عليه في كتابه (الدرر البهية في تراجم علماء الإمامية) (مخطوط ) عند ترجمة الشيخ البلاغي رحمه الله ، والشيخ باقر شريف القرشي في كتابه (حياة الإمام المهدي عليه السلام: 246 رقم 5) عند تعداد المنكرين للإمام عجل الله تعالي فرجه الشريف ، والسيد إبراهيم اللوساني في تحقيقه لكتاب (نور الأفهام: 130/2 )، والأستاذ محمد عباس الدراجي في كتابه (الإمام المهدي عليه السلام يا نور في الأدب العربي : 18)

القصيده البغداديه:

أيا علماء العصر یا من لهم خبر*** بكل دقيق حار (في مثله )(1) الفكر

لقد حار مني الفكر بالقائم الذي*** تنازع فيه الناس واشتبه الأمر

فمن قائل في القشر لب وجوده ***ومن قائل قد ذب عن لبه القشر

وأول هذين اللذين تقررا ***به العقل يقضي والعيان ولا نكر

وكيف وهذا الوقت داع لمثيله***ففيه توالى الظلم وانتشرالشر

وما هو إلا ناشر العدل والهدى ***فلو كان موجودا لما وجد الجور

وإن قيل من خوف الطغاة قد اختفى ***فذاك لعمري لا يجوزه الحجر(2).

ولا النقل كلا إذ تيقن أنه ***إلى وقت عیسی يستطيل له العمر

وأن ليس بين الناس من هو قادر*** على قتله وهو المؤيده النصر

وأن جميع الأرض ترجع ملكه ***ويملؤها قسطا وترتفع المكر

وإن قيل من خوف الأذاه قد اختفى*** فذلك قول عن معايب يفتر

فهلا بدا بين الوری متحملا***مشقة نصح الخلق من دأبه الصبر

ومن عيب هذا القول لا شك أنه ***يؤول إلى جبن الإمام وينجر

وحاشاه عن(3)جبن ولكن هو الذي***غدا يختشيه من حوى البر والبحر (4).

ص: 74


1- ما بين القوسين ورد في الذريعة أيضا، وفي (كشف الأستار)، و (إلزام الناصب : (من دونه )
2- الحجر : العقل . (ينظر : الصحاح : 623/2)
3- في (كشف الأستار)، و (إلزام الناصب) بدل (عن) : (من)
4- ينظر هامش ص 17

(ويرهب منه الباسلون جميعهم***تعنو له حتی المثقفه السمر)(1).(2).

على أن هذا القول غير مسلم***ولا يرتضيه العبد كلا ولا الحر

ففي الهند أبدى المهدوية كاذب (3). ***وما ناله قتل ولا ناله ضر

ص: 75


1- عنا، يعنو ، خضع وذل، وأعناه غيره، ومنه قوله تعالى : «وعَنَتِ الوُجُوهُ لِلحيِّ القَيُّومِ»[طه:111]، (ينظر : الصحاح : 244/6)، والمثقفة السمر : الرماح . (ينظر : مغني اللبيب : 2/427)
2- الأبيات الثلاثة التي بين الأقواس من القصيدة المذكورة أعلاه - في مواضع متفرقة - أوردها السيد البراقي رحمه الله في كتابه (السر المكنون (مخطوط ) : 157 )، والعلامة السيد الصادق من آل بحر العلوم في كتابنا هذا زيادة عما في (كشف الأستار)
3- ممن ادعوا المهدوية في الهند : أحمد بن مرتضی بن محمد القادياني (1255-1326 ه/1839-1908 م) ، ويلقب بالمسیح الثاني، زعيم القاديانية ومؤسس نحلتهم، هندي، له كتابات عربية . نسبته إلى قادیان من قرى بنجاب، ؤلد ودفن فيها . قرأ شيئا من الأدب العربي، واشتغل بعلم الكلام. وخدم الحكومة الإنكليزية أيام احتلالها للهند مدة، عمل بها كاتبا في المحكمة الابتدائية الإنكليزية بمدينة سیالکوت . ولما تم القرن الثالث عشر الهجري نعت نفسه بمجدد المئة، ثم أعلن أنه المهدي ...، وآمن به جمهور من الهنود على أنه في تابع للشريعة الاسلامية، وأنه أحمد المعني بآية : «وَمُبَشِّراً بِرَسولٍ يَأتِي مِن بَعدِي اسمُهُ أُحمَدُ»، ووضع كتبا بالعربية والأردية ..... ولولده محمود أحمد كتابان في مناصرة أبيه ...، ولا يزال له أتباع إلى اليوم في الهند وباكستان. وتصدى كثير من معاصريه للرد عليه وتكفيره ...، منهم الدكتور محمد إقبال في كتابه : (القاديانية ثورة على نبوة محمد صلي لله عليه وآله، و مؤامرة ضد الإسلام، و ديانة مستقلة). وقال أحد علماء الهند : كان الإنكليز أكبر أعوان القادياني على نشر دعوته لإحداث الانشقاق في وحدة المسلمين بالهند، وصرفهم عن التفكير في مقاومة احتلالهم لبلادهم (ينظر : الأعلام: 256/1) وكان قد نشأت قبله في الهند أيضا فرقة مهدوية، وكان مؤسس هذه الفرقة محمد بن يوسف الجونبوري، ولد في سنة 848 ه في مدينة جونبور بشرق الهند، وطلب العلم من بعض المشايخ، ثم اشتغل بالعبادة والرياضة حتى ترك الأهل والأولاد، وخرج يتجول في الفيافي والصحاري والجبال، ورجع بدعوى المهدية فأخذ يبشر الناس بمهديته من بلد إلى بلد، وتبعه أناس كثيرون مغترین بزهده و تقشفه . وفي سنة 901 ه سافر للحج وادعي في مكة المكرمة أنه المهدي، ومن تبعه فهو مؤمن . ثم رجع إلى الهند وأخذ يتجول من بلد إلى بلد يدعو الناس إلى مهديته، وتوجه إلى خراسان ...، ولكن حالت بعض الموانع دونه، فمات وهو ينتظرالدخول في خراسان، وكانت وفاته سنة 910 ه. (نزهة الخواطر :324/7-326) وقال البرزنجي : وقد سمعت كثيرا من القادمين من بلاد الهند إلى الحرمين من العلماء والصلحاء، أن أولئك القوم إلى الآن على ذلك الاعتقاد الخبيث، وأنهم يعرفون بالمهدوية، وربما سموا بالقتالية؛ لأن كل من قال لهم إن اعتقاد کم باطل قتلوه. (الإشاعة في أشراط الساعة : 121)

وإن قيل هذا الإختفاء بأمر من*** له الأمر في الأكوان والحمد والشكر

فلك أدهى الداهيات ولم يقل ***به أحد إلاأخو السفه الغمر

أيعجز رب الخلق عن نصر جزبه ***على غيرهم كلا فهذا هو الكفر

فحتى م هذا الإختفاء وقد مضى*** من الدهر آلاف وذاك له ذ كر

وما أسعد السرداب في سر من رأى***له الفضل عن أم القرى وله الفخر (1).

(فيا للأعاجيب التي من عجيبها*** أن اتخذ السرداب برجأ له البدر)

(فيا علماء المسلمين فجاوبوا ***بحق، ومن رب الوري لكم الأجر)

(و غوصوا لنيل الدر أبحر علمكم*** فمنها لنا لا زال يستخرج الدر)

ولما وردت هذه القصيدة النجف الأشرف بادر نیاقد الأدب وصيارفة البحث والتنقيب في الرد عليها، وفي طليعتهم إمام المحدثين العلم الكبير ثقة الإسلام الميرزا محمد حسين النوري (طاب ثراه) (2)، فصنف في ذلك كتابه (کشف الأستار عن وجه

ص: 76


1- كذا في الأصل، وفي (كشف الأستار . الملحق ) و (إلزام الناصب ): (فخر)
2- هو العلم الباذخ، وثقة الإسلام، وجمال السالكين، وخاتمة المحدثين والرجاليين،وأحد الفقهاء الماهرين، مجمع الفضائل والفواضل، ومنبثق العلم، ولد في الثامن عشر من شهر شوال سنة 1254 ه. في قرية يالو من قرى نور إحدى کور طبرستان، ولما بلغ أوان الحلم لازم العلماء الأعلام هناك، وهاجر إلى النجف، ثم برع فألف وصنف مؤلفاته، وأكثرها مطبوعة، منها: (مستدرك الوسائل)، توفي في النجف السابع والعشرين من جمادى الثانية سنة 1320 ه.

الغائب عن الأبصار) ، المطبوع في طهران سنة 1318 ه، وبلغ المدى في دحض ما تضمنته القصيدة من الشبهات .

ونهض أكابر رجال العلم والأدب، فنظموا فيه القصائد الرنانة، وأبدعوا فيها ما شاء وا، ولعمري إنهم قد جاءوا بما هو ري الصادي، ونجعة المرتاد، فمنهم العلامة الحجة الشيخ محمد جواد البلاغي النجفي (دامت إفاداته) (1).(2)، قال :

أطعت الهوى فيهم وعاصاني الصبر ***فها أنا ما لي فيه نهي ولا أمر

أنست بهم سهل القفار ووعرها***فما راعني منهن سهل ولا وعر

أخا سفر ولهان أغتنم السرى ***من الليل تغليسا إذا عرس السفر

بذامله ما أنكرت ألم الوجى ***وماصدها عن قصدها مهمة قفر

ص: 77


1- هو علم الدين الخقاق، وسيفه البتار، والمجاهد الأعظم دون الدعاية الإسلامية، ألقيت إليه أزمة العلم والتحقيق والفلسفة، وخص به أمر الهداية والإرشاد، فهو أجل من خط في ذلك كله بقلم أو نطق بفم، ولذلك رضخ له كل من سلك تلك المسالك، وأذعن بفضله الجميع، حتى عادت كتبه الدينية كبرنامج لمن يؤلف بعده في مواضيعها، أو يقف موقف الدعاية والتبشير ومجابهة تيار الشبهات الأجنبية، فجاءوا عيالا عليه فيما أدوه وأسدوه، وأما الفقه وأصوله فهو جذيلهما المحكك وعذيقهما المرجب، وكذلك غيرهما من الفنون، المعقول منها والمنقول، من حكمة طبيعية، أو رياضية، من حساب وهندسة وجغرافيا، إلى غيرها مما تنم عنها كتبه الدينية، وقد طبع منها الكثير، منها: (الرحلة المدرسية) في ثلاثة أجزاء، و (الهدى إلى دين المصطفى) في جزأين، وقد ترجمنا له في كتابنا (الدرر البهية)
2- ينظر : الدرر البهية (مخطوط): 30

يضيق بها صدر الفضا فكانها*** بصدر مذيع عئ عن كتمه سر

تحن إذا ذكرتها بديارهم*** حنین مشوق هاج لوعته الذكر

وشملالة أعديتها بصبابتي*** إذا هاجها شوق الديار فلا نكر

أروح وقلبي للواعج والجوى ***مباح وأجفاني عليها الكرى حجر

وأحمل أوزار الغرام وأنه*** غرام به ينحط عن كاهلي الوزر

وكم لذ لي خلع العذار وإن يكن*** بحبي آل المصطفى فهو لي عذر

علقت بهم طفلا فكانت تمائمي*** مودتهم لا ما يقلده النحر

ومازج دري حبهم یوم ساغ لی***ولولا مزاج الحب ما ساغ لي در

نعمت بحبهم ولكن بليتي*** ببينهم والبين مطعمه مر

و نائين تدنيهم إلي صبابتي ***فعن ناظري غابوا وفي خاطري قروا

فمن نازح قد غيب الرمس شخصه*** و من غائب قد حال من دونه الستر

أطال زمان البين والصبر خانني ***وما يصنع الولهان إن خانه الصبر

إلى م وكم تنكي بقلبي جراحة*** من البين لا يأتي على قعرها سبر

فكم سائل عنه يسيل مدامعي ***بتذكاره وكفأ كما يكف القطر

فيا سائلا سمعا لآيۃ معجز ***بآیاته لاما يزخرفة الشعر

إذا رضت صعب الفكر تهدى فقد كبا*** لعا لك(1).في دحض العثار بك الفكر

فما الحجر في التقليد إلا حجارة ***وليس بغير الجد يصفو لك الحجر

لتدرك في الحسن والقبح مثلما ***يحس بحس الذائق الحلو والمر

فإن قلت بالعدل الذي قال و ذوالنهی*** به وله يهدي بمحكمه الذكر

ص: 78


1- العرب تقول للعاثر لعا لك، أي : ارتفاعا. (السان العرب: 11/472-473)

ودنت بتنزيه الإله وأنه*** غني لا يلجيه في فعله فقر

وأقررت لله اللطيف بأنه ***حكيم له في كل أفعاله سر

وجانبت قول الجبر علما بأنه*** ينوب أصول الدين من وهمه کسر

أوجبت باللطف الإمام وانه*** به من عصاه الخلق ينقطع العذر

وعاينت فيمن مات فهو لذي الحجى ***شفاء إذا أعيا بأدوائه الصدر

تؤسس بنيان الصواب على التقي*** ويطلع بين أفق اليقين لك الفجر

وفي خبر الثقلين هاد إلى الذي*** تنازع فيه الناس والتبس الأمر

إذا قال خير الرسل لن يتفرقا*** فكيف إذن يخلو من العتره العصرة

و(ما إن تمسكتم)(1). تنبيك أنهم*** هم الساده الهادون والقادة الغمر

ولما انطوى عصر الخلافة وانتهى*** ولف بساط العدل وابتدأ الشر

وزاد یزید الدین نقصا و بعده*** دهی بالوليد القرد أم الهدی عقر

تنادي لإحياء الهدى عثره الهدى*** فما عاقهم قتل ولا هالهم ضر

وكم بذلوا في الوعظ والزجر جهدهم*** ولم يجد بالغاوین وعظ ولا زجر

وكم ندبوا لله سرا وجهرة ***وقد خلصا منهم له السر والجهر

إلى أن تفانوا كابرا بعد كابر*** وما دولة إلا وفيها لهم وتر

ولا مثل يؤم الطف يؤم فجيعة*** لذكراه في الأيام ينقصم الظهر

يذيب سويدا القلب حزنا فعاذر*** إذا سفحت من ذوبها الأدمع الحمر

ص: 79


1- إشارة إلى قوله صلي الله عليه و آله: «إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي، أحدهما أعظم من الآخر، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض، فانظروا كيف تخلفوبي فيهما».ينظر : سنن الترمذي :329/5، أسد الغابة : 12/2، الدر المنثور : 7/6، کنز العمال : 173/1 ح 873 )

ومذ أعذروا بالنصح في الله والدعا*** إليه وآذان الوری صكها وقر

وشاء إله العرش أن يعضد الهدى*** ويظهر من مكنون أسمائه السر

تألب أحزاب الضلال لقتله*** عصائب يغريها به البغي والغدر

وهموا به خبطا كموسی وجده ال-*** -خليل فاضحى ربح همهم الخسر

فأغشاهم عنه وغشاه ونوره*** وكان بما هموا لجدهم العثر

وقام لخمس بالإمامة آیة*** كعیسی ويحيی آیة وله الفخر

إذا أم معصوم من الآل زاخر*** من العلم لا ساجي العباب ولا نزر

وكان كداود(1)ابن حجر العسقلاني هو أحمد بن علي بن محمد بن حجر العسقلاني المتوفي (852ه ) صاحب كتاب (لسان الميزان)، أما صاحب (الصواعق المحرقة ) فهو أحمد بن حجر الهيتمي المكي المتوفي (973 ه)، وكثير ما يشتبه بينهما، فلاحظ. (2)أحمد بن حجر الهيتمي المكي (ت 973 ه )، قال في كتابه (الصواعق المحرقة: 290 ) في آخر الفصل الثالث من الباب الحادي عشر ما هذا نصه : «أبو محمد الحسن الخالص، وجعل ابن خلكان هذا هو العسكري، ولد سنة اثنتين وثلاثين ومائتين ...، مات بسر من رأى، ودفن عند أبيه وعمه، وعمره ثماني وعشرون سنة، ويقال : إنه سم أيضا، ولم يخلف غير ولده أبي القاسم محمد الحجة، وعمره عند وفاة أبيه خمس سنين، لكن أتاه الله فيها الحكمة، ويسمى القائم المنتظر، قيل : لأنه ستر بالمدينة وغاب فلم يعرف أين ذهب»، انتهی(3)قال بعد أن ذكر أحاديث صحيحة كثيرة وردت عن النبي صلي الله عليه و آله وسلم و في المهدي عليه السلام، وأنه من ذريته، ومن، من ولد فاطمة، ما هذا نصه : «ثم المقرر في الشريعة المطهرة أن الصغير لا تصح ولايته،

فكيف ساغ لهؤلاء الحمقى المغفلين أن يزعموا إمامة من عمره خمس سنين، وأنه أوتي الحكم صبيا، مع أنه صلي الله عليه و آله لم يخبر به، ما ذلك إلا مجازفة وجرأة على الشريعة الغراء قال بعض أهل البيت : وليت شعري من المخبر لهم بهذا؟ وما طريقه؟ ولقد صاروا بذلك - و بوقوفهم بالخيل على ذلك السرداب، وصياحهم بأن يخرج إليهم -ضحكة لأولي الألباب».

(الصواعق المحرقة: 234).(4)أي : الشيخ البلاغي رحمه الله، الناظم لهذه القصيدة


1- في أنه أوتي الحكمة وفصل الخطاب، كما اعترف به الهيثمي ابن حجر
2- في صواعقه
3- ، ثم اعترض بأنه علیه السلام يه كيف يكون إماما وهو ابن خمس سنوات
4- فتدافع كلامه! (منه دام ظله)

وغاب بأمر الله للأجل الذي*** يراه له في علمه وله الأمر

وواعده أن يحيي الدين سيفه*** وفيه لدين المصطفى يدرك الوتر

ويخدمه الأملاك جندا وأنه*** يشد له بالروح في ملګه أزر

(وأن جميع الأرض ترجع ملكه*** ويملاها قسطا ويرتفع المكر)

فأيقن أن الوعد حق وأنه***( إلى وقت عيسی يستطیل له العمر)

فسلم تقويضا إلى الله صابرا*** وعن أمره منه النهوض أو الصبر

ولم يك من خوف الأذاة اختفاؤه ***ولكن بأمر الله خير له الستر

(وحاشاه من جبن ولكن هو الذي*** غدا يختشيه من حوى البر والبحر)(1).

أكل اختفاء خلت من خيفة الأذى*** فرب اختفاء فيه يستنزل النصر

و كل فرار خلت جبنا فربما***يفر اخو بأس ليمكنه الكر

فكم قد تمادت(2)للنبيين غيبة*** على موعد فيها إلى ربهم فروا

وأن بيوم الغار والشعب قبله ***غناء كما يغني عن الخبر الخبر

ولم أدر لم أنكرت کؤن اختفائه ***بأمر الذي يعيا بحكمته الفكر

أتحصر أمر الله في العجز أم لدى*** إقامة ما لفقت أقعدك الحصر

(فذلك أدهى الداهيات ولم يقل*** به أحد إلا أخو السفه الغمر)

ص: 81


1- ينظر : هامش ص17
2- تمادت: بتخفيف الدال، بلغت المدي، أي الغاية من التمادي، وبتشديد الدال من التمادد تفاعل من المد، أي : استطالت واستمرت و استقرت

ودونك أمر الأنبياء وما لقوا*** ففيه لذي عينين يتضح الأمر

فمنهم فريق قد سقاهم حمامهم*** بكأس الهوان القتل والذبح والنشر

(أيعجزرب الخلق عن نصر حزبه*** على غيرهم كلا فهذا هو الكفر)

وكم مختف بين الشعاب وهارب*** إلى الله في الأجبال يالفه النسر

(فهلا بدا بين الوری متحملا*** مشقة نصح الخلق من دأبه الصبر)

وإن كنت في ريب لطول بقائه*** فهل رابك الدجال والصالح الخضر

أيرضى لبيب أن يعمر كافر*** ويأباه في باق ليمحی به الكفر

ودونك أنباء النبي به تزد*** بأحادها خبرا وآحادها كثر

فكم في (ينابيع الموده) منهل***نمير به يشقی لوارده الصدر

وفي غيره كم من حديث مسلسل*** به يفطن الساهي ويستبصر الغر

ومن بين أسفارالتواريخ عندكم*** يؤلف في تاريخ مولده سفر

وكم قال من أعلامكم مثل قولنا*** به عارف بحر وذو خبره حبر

فكم في يواقيت (1)البيان (2)كفاية (3)*** يقلد من فصل الخطاب (4)بها النحر

وذي روضة الأحباب(5)فيها مطالب ال-*** -سؤول (6)وفي كل الفصول(7)لها نشر

ص: 82


1- (اليواقيت) للشعراني
2- (البيان)للكنجي الشافعي
3- (كفاية الطالب) للكنجي أيضا
4- (فصل الخطاب) للخواجا پارسا البخاري الحنفي
5- (روضة الأحباب في سيرة النبي والأصحاب) للسيد جمال الدین عطاء الله
6- (مطالب السؤول) لمحمد بن طلحة الشافعي المولود سنة 582
7- الفصول المهمة) لنور الدين ابن الصباغ المالكي

مناقب (1) آل المصطفى لشواهد(2)ال-***-نبوه فيها وهي تذكرة(3)ذكر

وذا الشيخ أضحى في فتوحاته(4)له*** علی کل تاریخ بتاريخه نصر

ولاح بمرقاه (5)الهداية(6)في المكا***شفات(7)الدى مرآة(8)أسراره السر

وللحسن الشيخ العراقي قصه(9)الشيخ عبد الوهاب الشعراني المتوفى سنة 973 ه ، وهو من أجلة علماء الستة وأكابرهم كما هو مذكور في كتبهم، قال في كتابه (لواقح الأنوار في طبقات الأخبار/الطبعة الأولى بمصر سنة 1373 هجرية) في ذكر من رأى الحجة:

ومنهم : الشيخ الصالح العابد الزاهد، ذو الكشف الصحيح والحال العظيم الشيخ حسن العراقي، المدفون فوق الكوم المطل على بركة الرطلي، كان رضی الله عنه قد عمر نحو مائة سنة وثلاثين سنة، ودخلت عليه مرة أنا وسيدي أبو العباس الحرشي، فقال : أحدثكم بحديث تعرفون به أمري من حين كنت شابا إلى وقتي هذا، فقلنا : نعم، فقال :

كنت شابا أمرد أنسج العباء في الشام، وكنت مسرفا على نفسي، فدخلت جامع بني أمية، فوجدت شخصا على الكرسي يتكلم في أمر المهدي وخروجه، فتشرب حبه قلبي، وصرت أدعو في سجودي بأن الله يجمعني عليه، فمكثت نحو سنة وأنا أدعو، فبينما أنا بعد المغرب في الجامع إذ دخل علي شخص عليه عمامة كعمائم العجم وجبة من وبر الجمل، فجس بيده على كتفي، وقال لي : ما لك بالاجتماع بي؟ فقلت له : من أنت؟ فقال : أنا المهدي، فقبلت يده وقلت : امض بنا إلى البيت، فأجاب، وقال : أخل لي مكانا لا يدخل علي فيه أحد غيرك فأخليت له، فمكث عندي سبعة أيام، وأمرني بصوم يوم وإفطار يوم، وبصلاة خمسمائة ركعة في كل ليلة، وأن لا أضع جنبي على الأرض للنوم إلا غلبة، ثم طلب الخروج وقال لي : يا حسن، لا تجتمع بأحد بعدي، ويكفيك ما حصل لك مني، فما ثم إلا دون ما وصل إليك مني، فلا تتحمل منة أحد بلا فائدة، قلت : سمعا وطاعة، وخرجت أودعه، فأوقفني عند عتبة باب الدار، وقال : من هنا، فأقمت على ذلك سنين عديدة.

... إلى أن قال الشعراني بعد ذكر سياحة حسن العراقي، إنه قال : وسألت المهدي عن عمره؟ فقال : يا ولدي، عمري الآن ستمائة سنة وعشرون سنة، ولي عنه الآن مائة سنة . فقلت ذلك لسيدي علي الخواص، فوافقه على عمر المهدي رضي الله عنه .

(الطبقات الکبری، عنه استقصاء الإفحام:92/1)(10)الیواقیت والجواهر : 143/ط. عبد الحميد أحمد حنفي بمصر(11)أي : الشيخ البلاغي رحمه الله، الناظم لهذه القصيدة، بدءا من كتاب (اليواقيت) حتى كتاب (الطبقات الكبرى) للشعراني


1- (کتاب المناقب) لاخطباء الخوارزمی
2- (شواهد النبوة) للجامي صاحب شرح الكافية في النحو
3- (تذكرة الخواص) لسبط ابن الجوزي الحنبلي ثم الحنفي
4- (الفتوحات المكية) لمحي الدين العربي
5- (المرقاة)لعلي المتقي
6- (هداية السعداء) للقاضي ملك العلماء الدهلوي
7- (المكاشفات) للمولي علي أكبر المؤودي
8- (مرأة الأسرار)للعارف عبد الرحمن
9- ذكرها الشعراني في (الطبقات الكبرى)
10- ، وأشار إليها في (اليواقيت)
11- منه دام ظله)

وصدقه الخواص فيما يقوله ***وكل لديكم عارف ثقه بر

وما أسعد السرداب حظا ولا تقل ***(له الفضل عن أم القرى وله الفخر)

لين غاب في السرداب يوما فإنما ***على الناس من أم القرى يطلع البدر

ولم يتخذه البدر برجأ وإنما*** غدا أفقأ من خطه يضرب الستر

وها هو بين الناس كالشمس ضمها *** سحاب ومنها يشرق البر والبحر

به تدفع الجلى(1).ويستنزل الحيا*** و تستنبت الغبرا ويستكشف الضر

كما قيل في الأبدال والغوث أنهم*** بهم تدفع الجلى وتستنزل القطر

ولا عجب أن كان في كل حجة*** يحج وفيه يسعد النحر والنفر

ويعرفه البيت الحرام وركنه*** وزمزم والأستار والخيف والحجر

ص: 84


1- الجلى : الأمر العظيم. (السان العرب: 116/11)

ولكنه عن أعين الناس غائب*** كماغاب بين الناس إلياس والخضر

وقولك (هذا الوقت داع لمثله*** ففيه توالى الظلم وانتشر الشر)

يعيبك فيه السامعون فإنه*** لعمري (قول عن معایب يفتر)

فما أنت والداعي فدعه مسلما ***لعلم عليم عنه لا يعزب الذر

وقد جاء في الآثار أن ظهوره*** يكون إذا ما جاء بالعجب الدهر

ويعرو(1)أناسا قد تمادوا بغيهم ***من القذف بعد المسخ والخسف ما يعرو

وتغدو الورى إذ كان يقتادها العمى*** ويحملها من جهلها المركب الوعر

حیاری بلا دين وذو الدين قابض*** على دينه ضعفا كما يقبض الجمر

وكيف وهذا الدين يزهرروضه*** ويتفخ من حافات زاهره النشر

وهذي ثغور المسلمين منيعة ***بكل رباط فيه يبتسم الثغر

وذي راية التوحيد يخفق ظلها*** فينكص رعبا دونها الشرك والكفر

وها هم ملوك المسلمين وعدلهم ***وذي علماء الأمة الأنجم الزهر

فدع عنك وهما تهت في ظلماته*** ولا يرتضيه العبد كلا ولا الحر

وإن شئت تقريب المدى فلربما*** يكل بميدان الجياد بك الفكر

فمذ قادنا هادي الدليل بما قضى*** به العقل والنقل اليقينان والذكر

إلى عصمة الهادين آل محمد*** وأنهم في عصرهم لهم الأمر

وقد جاء في الآثار عن كل وأحد*** أحاديث يعيامن تواترها الحصر

تعرفنا إبن العسكري وانه ***هو القائم المهدي والواتر الوتر

ص: 85


1- یعرو : يغشي ویلم . قال الجوهري : وعراني هذا الأمر واعتراني ، إذا غشيك . وعروت الرجل أعروه عروا، إذا ألمت به وأتيته طالبا فهو معرو . وفلان تعروه الأضياف وتعتريه، أي تغشاه . (الصحاح : 2423/6)

تبعنا هدى الهادي فأبلغنا المدى ***بنور الهدى والحمد لله والشكر

ص: 86

بسم الله الرحمن الرحيم

وبه نستعين، والحمد لله رب العالمين، وصلى على محمد، وأهل بيته الطاهرين ولعنة الله على أعدائهم أجمعين .

بعد حمد الله وثنائه، والصلاة على أنبيائه وأوليائه، ولعنة الله على أعدائهم وأعدائه، يقول أسير الذنوب والبلايا، ورهين الخطوب والخطايا، الأحقر محمد حسين آل الشيخ الأكبر كاشف الغطاء الشيخ جعفر : إنه وردت إلينا في هذه الأيام قصيدة من بعض جماعة دار السلام، ولكنها يتيمة، وإن كانت في سوق الشعراء ما لها قيمة، يسأل فيها عن أمر الحجة المنتظر والإمام الثاني عشر، و تصدی شعراء العصر للجواب عنها، ولكنهم لم يبلغوا حقيقته وإن أجادوا، ولم يبلغوا الغرض وإن أحسنوا بما جاءوا به وأفادوا .

فقلت في نفسي أعط القوس باريها (1)، فلا يخطي مراسها(2)فعرضتها على علامة الفقهاء والمحدثین، جامع أخبار الأئمة الطاهرين، حائز علوم الأولين والآخرین، حجة الله على اليقين، من عقمت النساء عن أن تلد مثله، وتقاعست أساطين الفضلاء فلا يداني أحد فضله ونبله، التقي الأواه، المعجب ملائكة السماء بتقواه، من لو تجلی الله لخلقه لقال : هذا (نوري) ، مولانا ثقة الإسلام الحاج میرزا حسین النوري أدام الله وجوده الشريف، وحفظ سورة بقائه المبارك من التنقيص والتحريف.

فكتب (أيده الله تعالی) رسالة أبهرت العقول والألباب، ولم يأت أحد بمثلها في هذا الباب(3).

ص: 87


1- أي : أكل الأمر إلى صاحبه
2- أي : مكانها و محل ثبوتها واستقرارها. وفي نسخة بخط الناظم: (مراميها)
3- والرسالة هي المسماة ب- ( کشف الأستار عن وجه الغائب عن الأبصار)، رتبها رحمه الله علی مقدمتين، وفصلين، وخاتمة . أما المقدمة ، فكانت في ذكر القصيدة المذكورة . وأما الفصلين : فالأول ذكر فيه اختلاف المسلمين في ولادة المهدي عليه السلام وذكر من اعترف بما من علماء أهل السنة الموافقين للإمامية، وذكر دليل إجمالي على كون المهدي الموعود هو الحجة بن الحسن العسكري عليهماالسلام بأوجز بیان وأحسن نظام. وأما الفصل الثاني : فذكر الشبهات التي تضمنتها القصيدة والجواب عنها . وأما الخاتمة : فكانت في توضيح ورد بعض مفترياتهم على الشيعة في ما يتعلق بولادة المهدي عليه السلام ، ومحلها، والغيبة في السرداب، وأنه يخرج منه، إلى غير ذلك من الأمور

وحيث إن السؤال كان نظمأ، أحببت أن يكون الجواب طبق السؤال، فنظمتها على الوزن والقافية، على تشتت البال، وجعلتها خدمة لإمامنا الحجة، ولنوابه الأعلام، خصوصا صاحب الرسالة، فإن له على جميع المؤمنين منة لا يقوم بواجبها الشكر ولو مدى العمر، والرجاء أن ينظر إليها بعين الرضا والمسامحة، فإنها من سوء صاحبها مملوءة من المساوئ، كثيرة السقطات والمهاوي؛ لأنها صدرت بأيسر زمان، مع اشتغالي بتحصيل الأهم، و تشوش بالي فيما هو ألزم، ولكن الهدايا على مقدار مهدیها، والجائزة على حسب معطيها، وهم أهل بيت الرحمة، ورزقنا الله شفاعتهم ومودتهم، إنه أرحم الراحمين، وهي هذه:

بنفسي بعيد الدار قربة الفكر*** وأدناه من عشاقه الشوق والذكر

تستر لكن قد تجلی نوره*** فلا حجب تخفيه عنهم و لا ستر

ولاح لهم (في)(1)كل شيء تجليا*** فلايشتكى منه العباد ولا (الهجر)(2).

بمرآه تشقي العين خسرا و خيبه***ويسعد في أنواره القلب والصدر

ألا طل وإن عذبت يا ليل بعده***فمن بعد طول الليل يستعذب الفجر

وأقصر أطلت اللوم ياعاذلي به*** فلا مفصل إلا علي حبه قصر

ص: 88


1- في الأصل : (عن). وما أثبتناه من (کشف الأستار - الملحق) و( إلزام الناصب)
2- في الأصل : (ولا البحر) ، ولا يستقيم بما المعنى، وما أثبتناه من (كشف الأستار - الملحق)

عداك السنا من هذه الجذوة التي*** بأكباد أهل الحب شب لها جمر

وما الحب إلا منتهى السدرة التي*** لهم من جناها لبه ولك القشر

حبيبي بك الأشياء قامت فما الذي*** يقيم على إثباتك الجاهل الغمر

حبيبي أماري في وجودك ضله*** ولولاك للإيجاد ما انتظم الأمر

بفيك جرت عين الحياة ومذ دنا*** ليشرب منها عمر الشارب الخضر

ولي فيك سر لو أبوح ببعضه*** لقلت من الإيجاد هذا هو السر

فيا بأبي لح للبرية أو فغب*** وليس على علياك من غيبه ضر

فشمس الضحى والبدر نوراهما هما*** وإن غربت أو غيب الشمس والبدر

(ولا نكر) (1)إن لاحت ولم ير ضوءها*** أخو نظر لكن على عينه النكر

ولا بأس ممن جاء يسأل قائلا***(أيا علماء العصر یا من لهم خبر)

(لقد حار مني الفكر بالقائم الذي*** تحبير فيه الناس (واشتبه)(2)الأمر)

عثرت ألا يأ سائلا تاة فكرة*** على من له في كل مسألة خبر

أعرني منك اليوم أذنا سميعة*** إذا ما قرأت الحق لم يعرها وقر

وقلبا ذكيا في التخاصم يعتدي***لطائرة الإنصاف عنك به وكر

و خذ عندها من نظم فكري لآلئا*** بهن إليك الخبر يقذف لا البحر

مضامينها الغر الصحيحه صادر*** بها مصدر العلم الإلهي والصدر

إمام الهدى (النوري)(3)من نور علمه*** أنارت به في الأفق أنجمه الزهر

ص: 89


1- في (كشف الأستار - الملحق) : (ولا غرو )
2- في (كشف الأستار - الملحق) و (إلزام الناصب) : (و التبس)
3- هو العلامة النوري (طاب ثراه) ، فإنك قد عرفت أن له کتاب (کشف الأستار) عن وجه الغائب عن الأبصار )، جوابا عن القصيدة البغدادية، وناظمنا العلامة نظم في هذه القصيدة مضامين ذلك الكتاب

يقول ولا تنفك أعلام فضله*** على أروس الأعلام في طيها نشر

ألا إن ما استغربت منا مقالة*** به قال منكم معشرما لهم حصر

وكلهم أضحوا لديكم أئمة*** عنا لعلاهم من حوى البر والبحر(1).

موثقة أسماؤهم في رجالهم*** ففي كل سفر من فضائلهم شطر

فمنهم كمال الدين(2)في الأصل : (الشهيد) ، والصحيح ما أثبتناه (3)طبقات الشافعية: 452/1 رقم 421. وقد اعتمد مؤلفنا رحمه الله قوله هذا -أي (ابن جماعة) علی کتاب (کشف الأستار: 40) وهو اشتباه، والمعروف في كتب الرجال ب-(ابن جماعة) هو عز الدين محمد بن أبي بكر بن قاضي القضاء عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم بن سعد الله بن جماعة الحموي الشافعي، المتكلم، الأصولي، النحوي، اللغوي، وهو غير برهان الدين ابن جماعة الذي أفتي بقتل الشهيد الأول أبي عبد الله محمد بن مكي قدس سره. (ينظر : الكنى والألقاب : 245/1)(4)كم في (مطالب الس-***-وول) طوی سولا به انكشف الستر

وذا الحافظ الكنجي(5)الفصول المهمة:590/1(6)كم في بيانه*** بيان براهين يبين بها الأمر

ص: 90


1- ينظر : هامش ص17
2- هو أبو سالم كمال الدين محمد بن طلحة بن محمد بن الحسن القرشي النصيبي، الذي صرح تقي الدين أبو بكر أحمد بن قاضي( شهبة)
3- المعروف بابن جماعة الدمشقي الأسدي في (طبقات الشافعية)
4- :بأنه كان أحد الصدور والرؤساء المعظمين، ولد سنة 582 ه ، وتوفي في سابع رجب سنة 652 ه.
5- هو أبو عبد الله محمد بن يوسف بن محمد الكنجي الشافعي، الذي يعبر عنه ابن الصباغ المالكي في كتابه (الفصول المهمة)
6- بقوله: الإمام الحافظ، توفي سنة 658ه.

وكم لابن صباغ (1)(فصول مهمة)*** نفصل ما قد أجمل الكتب والسفر

وإن لشمس الدين (2)(تذكرة) لمن***يريد خواصا طبقها النص والذكر

وحسبي بمحيي الدين (3)نقضا فان في (إل-*** -فتوح )(4)عليك الفتح قد جاء والنصر

وكم في (يواقيت الجواهر) (5)جوهر***به عاد شعرانیكم وله الفخر

ص: 91


1- هو الشيخ نور الدين علي بن محمد ابن الصباغ المالكي، الذي ذكروه في التراجم بكل وصف جميل، ولد في مكة في العشر الأول من ذي الحجة سنة 784 ه، وتوفي في سابع ذي القعدة سنة 855 ه ، ودفن في المعلاة.
2- هو الفقيه الواعظ شمس الدين أبو المظفر يوسف بن قزاغلي بن عبد الله البغدادي الحنفي، سبط العالم الواعظ أبي الفرج عبد الرحمن ابن الجوزي، توفي سنة 654 ه
3- هو الشيخ الأكبر رأس أجلاء العارفين أبو عبد الله محمد بن علي بن محمد ابن عربي الحاتمي الطائي الأندلسي، المولود بمرسية سنة 560 ه، والمتوفى سنة 638 ه، والمدفون بصالحية الشام، وقبره بها معروف مزور وعليه قبة مشيدة، فإنه ذكر في الباب السادس والستين والثلثمائة من (الفتوحات المكية [3/419 ط. بولاق - مصر ]) ما هذا لفظه: «واعلموا أنه لا بد من خروج المهدي عليه السلام ، لكن لا يخرج حتى تمتلئ الأرض جورا وظلما، فيملأها قسطا وعدلا، ولو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد لطول الله ذلك اليوم حتى يلي ذلك الخليفة». ثم سرد ذكر نسبه وسيرته بعد ظهوره
4- أي : الفتوحات المكية
5- کتاب اليواقيت بمنزلة الشرح المغلقات الفتوحات، وهو من مؤلفات الشيخ العارف الخبير أبي المواهب عبد الوهاب بن أحمد بن علي الشعراني المتوفي سنة 973 ه.

لواقح أنوار له انظر فإن لل-***-عراقي (1)المسمى ب (لواقح الأنوار في طبقات الأخبار : 2/139 ، الطبعة الأولى بمصر سنة 1373هجرية)(2).(3)فيه قصة عودها نضر

وصدقه فيه الخواص علي (4)من***(كراماته)(5)لا يستطاع لها ذكر

و ذوالقدر ها هم بينوا قدر عمره***فماذا يقول اليوم من ما له قدر

وشاهدهم فيما ادعوه (شواهد***النبوه) فالجامي(6)، ممن له خبر

و(فصل الخطاب) الخواجه پارسا(7)قد احتوى*** تفاصيل فيها يثلج القلب والصدر

ص: 92


1- هو الشيخ العارف الشيخ حسن العراقي رحمه الله المدفون فوق الكوم المطل على بركة الرطلي، وقد كان عمر نحو مائة سنة وثلاثين سنة، وقد ذكر له الشعراني في (الطبقات الكبرى)
2- قصة طويلة فيها، أنه سأل المهدي عليه السلام و عن عمره؟ فقال له: «يا ولدي، عمري الآن ستمائة سنة وعشرون سنة، ولي عنه الآن مائة سنة»
3- تقدم ذكرها في صفحة 84
4- هو الشيخ العارف على الخواص البراسي، وكان أميا لا يقرأ ولا يكتب، ذا کرامات ومقامات
5- في الأصل : (كرامته) ، وما أثبتناه من (كشف الأستار . الملحق)
6- هو نور الدين عبد الرحمن بن أحمد بن قوام الدين الدشتي الجامي الحنفي، الشاعر العارف المعروف، المولود سنة 817 ه، والمتوفى سنة 898 ه، صاحب (شرح الكافية) الدائر في أيدي المشتغلين، و کتاب شواهد النبوة ، وهو کتاب فارسي جلیل معروف معتمد عليه
7- هو الحافظ محمد بن محمد بن محمود البخاري المعروف ب-(خواجه پارسا)من أعيان علماء الحنفية، وأكابر مشايخ النقشبندية، توفي بالمدينة المنورة سنة 822 ه، ودفن بها

وهذا أبوالفتح(1)المتوفى سنة 412ه(2)احتوت أربعینة*** أحاديث فيها جل أصحابكم قروا

وكم للبخاري الدهلوي(3)رسائل*** بهن مع المهدي آباؤه الغمر

وفي (روضة الأحباب) للحق روضة*** بعرف عطاء الله (4)ضاع لها نشر

وهذا البلاذري(5)سل عن مسلسلاتهم ***تجده روى عنه شفاها ولا نكر

وهذا (مواليد الأئمة) قاطع*** بها كم تبدى لابن خشابكم(6).سر

ص: 93


1- هو الحافظ محمد بن أبي الفوارس
2- ، وكتابه (الأربعين) أودع فيه أربعين حديثا في فضائل علي أمير المؤمنين وأهل بيته عليهم السلام
3- هو أبو المجد عبد الحق الدهلوي البخاري، العارف، المحدث، الفقيه، صاحب التصانيف الشائعة الكثيرة، ولد في محرم سنة 958 ه، وتوفي سنة 1052 ه
4- هو السيد جمال الدین عطاء الله ابن السيد غیاث الدین فضل الله ابن السيد عبد الرحمن، المحدث المعروف، صاحب كتاب (روضة الأحباب في سيرة النبي صلي الله عليه و آل والآل والأصحاب) ، المتوفى سنة 1000 ه
5- هو الحافظ أبو محمد أحمد بن إبراهيم بن هاشم الطوسي البلاذري - بفتح الباء الموحدة وبعدها الألف وضم الذال وفي آخرها الراء - نسبة إلى البلاذر [هو دواء يعالج به، فأفرط منه صاحب الترجمة فمات، والنسبة إليه كانت بعد موته]استشهد بالطاهران سنة 339 ه.
6- هو العالم الأوحد حجة الإسلام أبو محمد عبد الله بن أحمد بن محمد بن الخشاب، المتوقى عشية الجمعة ثالث شهر رمضان سنة 567 ه ببغداد، و کتابه في تواريخ مواليد الأئمة ووفياتهم عليهم السلام ، وهو كتاب صغير معروف ينقل عنه ابن الصباغ المالكي في (الفصول المهمة) ، وعلي بن عيسى الإربلي في (كشف الغمة) [طبع أخيرا ضمن مجموعة نفيسة في مكتبة المرعشي]

وها لابن شمس الدين(1) كم من هدايه*** علی سعداء الكشف آثارها غر

يقول أرى المهدي حقا وأنه*** سيبدو وإن كان استطال له العمر

ففي الكافرين السامري نظيره*** وفي المؤينين الياس والروح (2)والخضر(3).

وكالسامري الدجال إن لشأنه*** حديثا غريبا سوف يأتي له ذكر(4).

وفضل بن روزبهانكم(5)فرغ منه سنه 909 ه.(6)(7)قال الفضل : أقول : ما ذكر من فضائل فاطمة (صلوات الله على أبيها وعليها وعلى سائر آل محمد و السلام) أمر لا ينكر، فإن الإنكار على البحر برحمته، وعلى البر بسعته، وعلی الشمس بنورها، وعلى الأنوار بظهورها، وعلى السحاب بجودها، وعلى الملك بسجوده، إنكار لا يزيد المنكر إلا الاستهزاء به، ومن هو قادر على أن ينكر على جماعة هم أهل السداد، و خزان معدن النبوة، و حفاظ آداب الفتوة (صلوات الله وسلامه عليهم) ، ونعم ما قلت فيهم منظومة :

سلام على المصطفى المجتبى*** سلام على السيد المرتضی

سلام علی ستنا فاطمة*** من اختارها الله خير النسا

... إلى أن قال:

سلام على السيد العسكري*** إمام يجهز جيش الصفا

سلام على القائم المنتظر*** ابي القاسيم العرم نور الهدی

سيطلع كالشمس في غاسق ***ينجبه من سيفه المنتقی

ترى يملأ الأرض من عدله***كما ملئت جور أهل الهوى

سلام علیه وآبائه*** وأنصاره ماتدوم السما)

فنص من غير تردد أن المهدي الموعود القائم المنتظر هو الثاني عشر من هؤلاء الأئمة الغرالميامين الدرر .

(ينظر : کشف الأستار : 73)


1- هو شهاب الدين بن شمس الدين بن عمر الهندي، المعروف ب- (ملك العلماء) ، صاحب التفسير الموسوم ب- ا(بحر المواج) ، وكتاب (مناقب السادات) بالفارسية الموسوم با (هداية السعداء )، توفي سنة 849 ه
2- الروح : إشارة إلى عيسى بن مريم عليه السلام
3- روى في كتابه الموسوم ب-(هداية السعداء)، عن جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنه قال: «دخلت على فاطمة بنت رسول الله صلي الله عليه و آله و بين يديها ألواح فيها أسماء أئمة من ولدها، فعددت أحد عشر اسما، آخرهم القائم ...، إلى أن قال : والتاسع الإمام حجة الله القائم الإمام المهدي ابنه - أي ابن الحسن العسكري - وهو غائب، وله عمر طويل، كما بين المؤمنين عيسى وإلياس والخضر، وفي الكافرين الدجال والسامري». (عن كشف الأستار: 70-71 وإلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب :296/1)
4- سيأتي في شرح البيت : (و هذا تميم قد حكى لنبيه ...)، راجع ص 108
5- هو العالم المعروف أبو الخير فضل الله بن أبي محمد روزبهان، شارح (الشمائل) للترمذي، وهو الذي تصدى لرد کتاب (نهج الحق) للعلامة الحلي (طاب ثراه) وسماه (إبطال الباطل)
6- وهو مع شدة تعصبه وإنكاره جملة من الأخبار الصحيحة الصريحة، بل بعضها کالمحسوس، وافق الإمامية في ولادة الحجة المنتظر وأنه القائم المنتظر
7- ذكر ذلك خاتمة المحدثين الميرزا النوري رحمه الله في كتابه (کشف الأستار : 73-74) ، فقال : ... فقال في شرح قول العلامة : المطلب الثاني في زوجته وأولاده عليهم السلام: كانت فاطمة سيدة نساء العالمين عليها السلام زوجته، وساق بعض فضائلها وفضائل الأئمة من ولدها

وناصر دين الله(1)المتوفى سنة 622 ه، كان له اشتغال بالحديث، جمع كتابا فيه سماه (روح العارفين)(2)***ولا اعتقاده على أن ذا السرداب غاب به البدر

لما شيدت منه المباني بأمره *** وحرر فيها باسمه الخلف الطهر

وهذي (ينابيع الموده) كم جرت *** لنا من سليمان(3)المتوفى سنة 1294 ه (4)به الأبحر الغزر

ص: 95


1- هو أحمد بن المستضيء بنور الله
2- .من خلفاء الدولة العباسية، الذي أمر بعمارة السرداب الشريف، وجعل على الصفة التي فيه شباكة من خشب ساج
3- هو العالم العابد العارف الشيخ سليمان ابن خواجة كلان الحسين القندوزي البلخي
4- ، صاحب كتاب (ينابيع المودة)، فقد بالغ فيه في إثبات كون المهدي الموعود هو الحجة بن الحسن العسكري عليه السلام، و كان حنفي المذهب صوفي المشرب

وذا أحمد الجامي(1)ابنه الشيخ نور الدين عبد الرحمن الجامي الحنفي المتوفي سنة 898 ه، صاحب كتاب (شواهد النبوة).(2)والعارف الذي***غدا شيخ إسلام لكم أيها النفر

وللصفدي(3)هو صاحب (الوافي بالوفيات) في التراجم، المتوفى سنة 764 ه.(4)على ما في (ينابيع المودة) : 347/3)(5)شرح دائرۃ بها*** على الغيب محي الدين أطلعه الجفر

وعينه في شعره مادحا أبو ال- ***-معالي(6)أبو المعالي محمد بن مجد الدين بن إسحاق بن علي صدر الدين القونوي، من كبار الصوفية، المتوفى سنة 672 ه، صحب الشيخ ابن عربي، له تصانيف في السلوك، منها : (النفحات) ، و(تحفة الشكور)، و (تجليات )، و (تفسير سورة الفاتحة)(7)ذكر ذلك الشيخ القندوزي الحنفي في (الينابيع : 340/3)، قال : وقال الشيخ صدر الدین القونوي (قدس الله سره وأفاض علينا من فيوضه وعلومه) في شأن الموعود شعر ... فذكره، ثم قال : وقال الشيخ صدر الدين لتلاميذه في وصاياه : إن الكتب التي كانت لي من كتب الطب، وكتب الحكماء، وكتب الفلاسفة بيعوها وتصدقوا بثمنها للفقراء، وأما كتب التفاسير والأحاديث والتصوف، فاحفظوها في دار الكتب، واقرؤوا كلمة التوحيد لا إله إلا الله سبعين ألف مرة ليلة الأولى بحضور القلب، و بلغوا مني سلاما إلى المهدي عليه السلام(8)ذي الأسرار القونوي الصدر

ص: 96


1- هو العارف المشهور ب-(شيخ الإسلام)
2- صنف كتابا قدره ألف ورقة، تحير فيه العلماء والحكماء من غموض معانيه، وهو فارسي
3- هو صلاح الدين الصفدي
4- ذكر في كتابه (شرح الدائرة): أن المهدي الموعود هو الإمام الثاني عشر من الأئمة عليهم السلام
5- .
6- هو الشيخ العارف المشهور
7- ، له قصيدة في شأن المهدي عليه السلام يقول فيها: يقوم بأمر الله في الأرض ظاهرا*** علی رغم شیطانین يمحق للكفر يؤيد شرع المصطفى وهو ختمه*** ويمتد من ميم بأحكامها يدري ومدته ميقات موسي وجنده*** خیار الورى في الوقت يخلو عن الحصر ... إلى آخر ما قال
8- .

وملا جلال الدين المثنوي(1)المعروف ب (الرومي)(2)ينابيع المودة : 351/3(3)الذي*** يحق له ذو الكشف لو سجدا خروا

وكم عبد رحمن (4)هو أحمد بن عبد الرحيم الهندي الحنفي، المتوفى سنة 1180 ه. (إيضاح المكنون : 65/1)(5)قال في (مرآة الأسرار : 31 / مخطوط) ما ترجمته بالعربية : ذكر شمس الدين والدولة، هادي الملة والدولة، من هو القائم في المقام المطهري الأحمدي، الإمام بالحق أبي القاسم محمد بن الحسن المهدي رضي الله عنه ، وهو الإمام الثاني عشر من أئمة أهل البيت، أمه كانت أم ولد اسمها نرجس ولادته ليلة الجمعة خامس عشر شهر شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين، وعلى رواية (شواهد النبوة)أنها في ثلاث وعشرين من شهر رمضان سنة ثمان وخمسين في سر من رأي المعروفة بسامراء، وافق رسول الله وصلي الله عليه و آله في الاسم والكنية، وألقابه : المهدي، والحجة، والقائم، والمنتظر، وصاحب الزمان، وخاتم الاثني عشر . كان عمره عند وفاة أبيه خمس سنين، وجلس على مسند الإمامة،ومثله مثل يحيى بن زكريا، حيث أعطاه الله في الطفولة الحكمة والكرامة ، ومثل عيسى ابن مريم، حيث أعطاه الله النبوة في صغر سنه، كذلك المهدي جعله الله إماما في صغر سنه، وما ظهر له من خوارق العادات كثير لا يسعها هذا المختصر .

(عنه : شرح إحقاق الحق :93/13)


1- هو شيخ مشايخ الصوفية ملا جلال الدين
2- محمد بن محمد البلخي ثم القونوي،المتوفى سنة 670ه ، صاحب المثنوي، وهو فارسي منظوم في مزاحفات الرمل المسدس في ستة مجلدات، وهو كتاب مشهور مستغني عن التعريف، واعتنى به طائفة المولوية وغيرهم، وله شروح كثيرة، فقال في ديوانه الكبير في قصيدة أولها: أي سرور مردان علي***مستان سلامت میکنند وعد الأئمة من أولاده عليهم السلام ... إلى أن قال : با میر دین هادي بگو***با عسکري مهدي بگو با آن ولي مهدي بگو***مستان سلامت میکنند
3- .
4- هو العارف عبد الرحمن، من مشايخ الصوفية، الذي ينقل عنه الشاه ولي الله الدهلوي
5- والد الشاه عبد العزيز صاحب (التحفة الاثني عشرية) ، في كتاب (الانتباه في سلاسل أولياء الله وأسانید وارثي رسول الله صلي الله عليه و آله)، فإنه ذكر في كتابه (مرآة الأسرار) کلاما طويلا يدل على ولادته، وذكر فيه شيئا من سيرته بعد ظهوره

وذا النسفي يحكيه عن حمویكم(1).(2)***وعن ذاك تحقيق النبوه يفتر

براهین ساباطيكم(3)المتوفي سنه 1250ه(4)ما بين المعقوفين ليس في الأصل، وأثبتناه الاقتضاء السياق وللفائدة .(نقلا عن: البراهين الساباطية : 206-208)(5)في الأصل : (الأميون )، والصحيح ما أثبتناه من المصادر(6).كم تضمنت*** لقاضي جواد ما يبين له العذر

ص: 98


1- هو الشيخ العارف سعد الدين محمد بن المؤيد بن أبي الحسين بن محمد بن حمویه، المعروف بالشيخ سعد الدين الحموي، خليفة نجم الدين البكري، وقد ألف كتابا مفردا في حالات القائم المهدي عليه السلام ووافق فيه الإمامية، وحکی عنه . المولى عزیز الدين عمر بن محمد بن أحمد النسفي المولود سنة 461 ه، والمتوفى سنة 537 ه، صاحب (العقائد النسفية) المشهورة في رسالته في تحقيق النبوة والولاية - كلاما يدل على وجود الإمام المهدي عليه السلام
2- وهذا ما نص عليه الشيخ سعد الدين الحموي، أورده الشيخ النسفي في كتابه، وحكاه عنه الشيخ القندوزي الحنفي في(ينابيع المودة : 352/3) بالفارسية، وهذا معربه : «إنه لم يكن قبل نبينا محمد صلي الله عليه و آله و سلم في الأديان السابقة عنوان (الولي) ، وإنما كان عنوان (النبي )، وكانوا يسمون المقربين إلى الله الوارثين لصاحب الشريعة ب- (الأنبياء )... ، فلما نزل الدين الجديد والشريعة الجديدة على محمد صلي الله عليه و آله من عند الله عزوجل ، وجد في هذا الدين اسم (الولي) ، إذ اختار اثني عشر رجلا من أهل بيت محمد صلي الله عليه و آله وجعلهم الوارثين له، المقربين إلى نفسه، واختصهم بولايته، فهم النواب - من عند الله - لمحمد صلي الله عليه و آله ، الوارثون له، وهؤلاء الاثنا عشر هم الذين ورد فيهم الحديث : «العلماء ورثة الأنبياء)، والحديث : «علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل»-وإن آخر الأولياء- ، وهو آخر النواب- : هو الولي والنائب الثاني عشر ، وهو خاتم الأولياء، واسمه المهدي، صاحب الزمان . قال الشيخ : والأولياء في العالم لا يزيدون على اثني عشر، وأما الثلاثمائة والخمسون، الذين هم رجال الغيب، فلا يسمون بالأولياء، وإنما هم الأبدال». نفحات الأزهار :16/306-307)
3- هو الفاضل قاضي جواد الساباطي
4- وكان نصرانيا فأسلم، من أهل السنة والجماعة، وألف كتابا في إثبات حقية الإسلام سماه (البراهين الساباطية)، وهو رد على النصارى، ونقل فيه من كتاب (أشعيا) کلاما هو نص على وجود المهدي عليه السلام، وأنه من ولد فاطمة عليها السلام وذكر في آخره ما ترجمته [بالعربية : وسيخرج من قبل الأسي عصي، وينبت من عروقه غصن، وستستقر عليه روح الرب، أعني روح الحكمة والمعرفة، وروح الشورى والعدل، وروح العلم وخشية الله، ويجعله ذا فكرة وقادة، مستقیما في خشية الرب، فلا يقضى بمحاباة الوجوه، ولا يدين بمجرد السمع . ثم ذكر تأويل اليهود والنصارى هذا الكلام ورده .... إلى أن قال: «وقد اختلف المسلمون في المهدي عليه السلام فقال أصحابنا من أهل السنة والجماعة: إنه رجل من أولاد فاطمة يكون اسمه محمدا، واسم أبيه عبد الله، واسم أمه آمنة. وقال الإماميون : بل إنه هو محمد بن الحسن العسكري عليهما السلام وكان قد تولد سنة خمس وخمسين بعد المائتين، من فتاة للحسن العسكري عليه السلام و اسمها نرجس، في سر من رأي بزمن المعتمد، ثم غاب سنة، ثم ظهر، ثم غاب، وهي الغيبة الكبرى، ولا يؤوب بعدها إلا إذا شاء الله]
5- .ولما كان قولهم - أي قول أصحابه من أهل السنة والجماعة -أقرب لتناول هذا النص، وكان غرضي الذب عن ملة محمد صلي الله عليه و آله، مع قطع النظر عن التعصب في المذهب، ذكرت لك مطابقة ما يدعيه الإماميون
6- مع هذا النص»

وكم حل مؤوديكم (1)(قال في المكاشفات : ولقد قالوا إن عدم الخطأ في الحكم مخصوص بالأنبياء أكيد الخصوصية والشيخ رضي لله عنه - أي : الشيخ عبد الرحمن الجامي - يخالفهم في ذلك، لحديث ورد في شأن الإمام المهدي الموعود على جده وعليه الصلاة والسلام، كما ذكر ذلك صاحب (اليواقيت) عنه، حيث قال : صرح الشيخ رضي الله عنه في (الفتوحات) : بأن الإمام المهدي يحكم بما ألقى عليه ملك الإلهام من الشريعة، وذلك أنه يلهمه الشرع المحمدي فيحكم به، كما أشار إليه حديث المهدي عليه السلام أنه يقفو أثري لا يخطئ، فعرفنا صلي الله عليه و آله أنه متبع لا مبتدع، وأنه معصوم في حكمه، إذ لا معنى للمعصوم في الحكم إلا أنه لا يخطئ، وحكم رسول الله صلي الله عليه و آله لا يخطىء، فإنه لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحي، وقد أخبر عن المهدي أنه لا يخطئ، وجعله ملحقا بالأنبياء في ذلك الحكم.

وأطال صاحب (الیواقیت) في ذلك نقلا عن الشيخ رضي الله عنه ، وعن غيره من العلماء الفضلاء من أهل السنة والجماعة.

... إلى أن قال : ثم قال في المبحث الخامس والأربعين : قد ذكر الشيخ أبو الحسن الشاذلي رضي الله عنه أن للقطب خمس عشرة علامة : أن يمدد بمدد العصمة، والرحمة، والخلافة، والنيابة مدد حملة العرش، ويكشف له عن حقيقة الذات، وإحاطة الصفات ... إلى آخره .

فبهذا صح مذهب من ذهب إلى كون غير النبي صلي الله عليه و آله معصوما، ومن قيد العصمة في زمرة معدودة و نفاها عن غير تلك الزمرة فقد سلك مسلكا آخر،وله أيضا وجه يعلمه من علمه، فإن الحكم بكون المهدي الموعود رضي الله عنه موجودا، وهو كان قطبا بعد أبيه الحسن العسكري عليهماالسلام ، كما كان هو قطبا بعد أبيه إلى الإمام علي بن أبي طالب کرمنا الله بوجودههم، يشير إلى صحة حصر تلك الرتبة في وجوداتهم ... إلخ).

(عنه : كشف الأستار : 79-81)(2)فی الاصل: (الستر)، و ما اثبتناه من (کشف الاستار)

ص: 99


1- هو المولوي علي أكبر بن أسد الله المؤودي، من متأخري علماء الهند، فإنه ذکرفي كتاب (المكاشفات) ، الذي جعله كالحواشي على كتاب (النفحات)، للمولى عبد الرحمن الجامي في حاشية ترجمة علي بن سهل بن الأزهرالأصبهاني - كلاما يدل على وجود المهدي علیه السلام وسيرته بعد ظهوره
2- ب-( المكاشفات) من***غوامضيها ما ضمت الحجب (والستر)

وقد نظم البصري عامر(1)المتوفى سنة 696 ه. (معجم المؤلفين : 54/5)(2)في (الأصل : (سواین)، والصحيح ما أثبتناه من المصادر، و سیواس بلدة بلاد الروم (تركيا ) مما يلي إنطاكية . (ينظر : معجم البلدان : 59/2 ، تاریخ ابن خلدون : 163/5)(3)أشار إلى قوله هذا الميرزا النوري الطبرسي في(كشف الأستار : 55)، والشيخ الطهراني في الذريعة : 1/10رقم 4)


1- هو الشيخ العارف المتأله عامر بن عامر البصري
2- .، المتوطن في سيواس
3- .الروم، صاحب القصيدة التائية الطويلة المسماة ب-(ذات الأنوار) ، التي باري بها قصيدة أبي حفص عمر ابن الفارض المغربي الأندلسي، وهي في المعارف والأسرار والحكم والآداب، مشتملة على اثني عشر نورا، قال في النور التاسع ما نصه: إمام الهدى حتى متى أنت غائب*** فمن علينا يا أبانا بأوبه تراءت لنا رايات جيشك قادما*** ففاحت لنا منها روائح مسكة ونشرت الدنيا بذلك فاغتدت***مباسمها مفترة عن مسرة مللنا وطال الانتظار فجد لنا*** بربك يا قطب الوجود بلقيه .. إلخ

تعرض فيها الفارضة فاعتلت***عليها ولم لا تعتلي وهي البكر

يقول بها حتی متى أنت غائب***إمام الهدی قد ضاق منا لك الصدر

كذا الهمداني(1)المتوفى سنة 786 ه (2)على ما في (المودة في القربي المطبوع ضمن ينابيع المودة : 314/2)(3).والنسيمي(4)وشيخكم ***محمد صبان-(5)المتوفى سنة 1206 ه (6)ينابيع المودة : 343/3(7)في الأصل : (ساكن السماء وساكن الأرض)، وما أثبتناه من المصدر


1- هو العالم العارف الكامل السيد علي بن شهاب الدين الهمداني
2- ، الذي ذكروا في ترجمته : أنه وصل إلى خدمة أربعمائة من الأولياء، وبالغ في مدحه عبد الرحمن الجامي في (نفحات الأنس) ، ومحمد بن سليمان الكفوي في (أعلام الأخيار) ، وحسين بن معين الدين الميبدي في (الفواتح) ، وغيرهم، فإنه صرح بوجوده عليه السلام في المودة العاشرة من كتابه الموسوم ب-( المودة في القربى)
3- .قال فيها ما نصه : «عن الشعبي، عن عمر بن قیس، قال : كنا جلوسا في حلقة كان فيها عبد الله بن مسعود، فجاء أعرابي فقال : أيكم عبد الله بن مسعود؟ قال : أنا عبد الله ابن مسعود، قال : هل حدثكم نبيكم كم يكون بعده من الخلفاء؟ قال : نعم، اثنا عشر،عدد نقباء بني إسرائيل»
4- هو محمد بن داود المنزلاوي النسيمي المصري الصوفي، المتوفى سنة 900 ه، ذكره الشيخ القندوزي الحنفي في (ينابيع المودة : 3/ 348) في من ذكر، ممن ذكروا في أشعارهم في مدائح أهل البيت عليهم السلام، مدح المهدي في آخرهم متصلا بهم، ثم قال : فهذه أدلة على أن المهدي ولد أولا
5- هو علامة زمانه و فرید أوانه الشيخ محمد الصبان المصري،
6- ذكر في كتابه (إسعاف الراغبين) كما حکی صاحب (ينابيع المودة)
7- ما نصه : أخرج الروياني والطبراني وغيرهما مرفوعا: «المهدي من ولدي، وجهه كالكوكب الدري، اللون لون عربي، والجسم جسم إسرائيلي -أي طويل - يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا، يرضى الخلافته (أهل السماء وأهل الأرض)

كذا العارف العطار(1)هو فريد الدين محمد بن إبراهيم العطار النيشابوري الشهير ب (العطار) ، المتوفى عن مائة وأربعة عشر عاما سنة 627 ه

(الذريعة : 29/4).(2)في الأصل : (مظهر الصفا) ، والصحيح ما أثبتناه (3)ينابيع المودة :350/3.(4)في الأصل : (أز)، والصحيح ما أثبتناه من المصدر .(5)كم ضم شعره ***مدائح من أرواحها نفخ العطر

ص: 102


1- هو الشيخ العارف محمد الشهير ب (شیخ عطار)
2- صاحب الدواوين المعروفة،فإنه ذكر -في كتابه «مظهر الصفات»
3- »على ما نقل صاحب الينابيع
4- -أبياتا، ذكر فيها تعداد الأئمة الأحد عشر، ثم قال: صد هزاران أوليا روي زمين*** يا إلهي مهدیم از غیب آر
5- از خدا خواهند مهدي را يقين*** تا جهان عدل گردد آشکار ... إلخ

وهذا الخوارزمي (1)حكاه عنه القندوزي الحنفي في (ينابيع المودة : 394/3ب 94 ح 44 )، قال : ومنها في كتاب (المناقب) لموفق بن أحمد الخوارزمي ... وذكر الحديث . ولم نقف عليه في المناقب . كما أشار إليه المؤلف رحمه الله-، وإنما رواه في كتابه الآخر: (مقتل الحسين عليه السلام )وفيه :

«إنك سيد، ابن سید، أبو سادة، إنك إمام، ابن إمام، أبو الأئمة، إنك حجة، ابن حجة، ابو حجج تسعة من صلبك، تاسعهم قائمهم».

(راجع ص 45، ط الغري). (2)ما بين المعقوفين أثبتناه من المصدر(3)في الأصل : (و أخو )، وما أثبتناه من المصدر(4)في الأصل : (أبو السادات)، وما أثبتناه من (مقتل الحسين عليه السلام للخوارزمي) ، وكلا اللفظين ليسا في (الينابيع). (5)كذا في الأصل، وفي المصدر : (ابن إمام )(6)كذا في الأصل، وفي المصدر : (أخو إمام)(7)فإن الإمام أبا بكر أحمد بن الحسين بن علي بن عبد الله بن موسى البيهقي، الفقيه الشافعي، الحافظ الكبير المشهور، المتولد في شعبان سنة 384 ه ، والمتوفى في العاشر من جمادى الأولى سنة 458 ه بنیسابور وتقل إلى بيهق، نسب هذا القول إلى جماعة من أهل الكشف، إذ قال في كتابه (شعب الإيمان) على ما حكي عنه (8):

«اختلف الناس في أمر المهدي، فتوقف جماعة، وأحالوا العلم إلى عالمه، واعتقدوا أنه واحد من أولاد فاطمة بنت رسول الله صلي الله عليه و آله ، يخلقه الله متى يشاء، [و] -(9)يبعثه نصرة لدينه ، وطائفة يقولون : إن المهدي الموعود ولد يوم الجمعة منتصف شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين، وهو الإمام الملقب بالحجة القائم المنتظر محمد بن الحسن العسكري، وأنه دخل السرداب ب( سر من رأى)، وهو مختف عن أعين الناس، منتظر خروجه، وسيظهر ويملأ الأرض عدلا وقسطة كما ملئت جورا وظلما، ولا امتناع في طول عمره، وامتداد أيامه كعیسی بن مریم والخضر عليهما السلام، وهؤلاء الشيعة [و] خصوصا الإمامية، ووافقهم عليه جماعة من أهل الكشف، انتهى».

ومراده من (جماعة من أهل الكشف) غير الشيخ محيي الدين، والشعراني، والشيخ حسن العراقي، وعلي الخواص وغيرهم ممن تقدم؛ لتقدمه عليهم بسنين كثيرة، فإن البيهقي توفي سنة 458 ه، كما سمعت، والشيخ محيي الدين توفي سنة 638 ه كما صرح به الشعراني في أوائل الفصل الأول من (اليواقيت) ، والشعراني كان بعد عصر التسعمائة، يدل عليه قوله في آخر (الكبريت الأحمر): إنه فرغ منه سنة اثنين وأربعين وتسعمائة، وفي آخر (اليواقيت) أنه فرغ منه سنة خمس وخمسين وتسعمائة، والعراقي والخواص كانا معاصرين للشعراني، وكذا غيرهم ممن تقدم متأخر عن البيهقي بكثير كما قيل، والذي في طبقته على ما قيل مثل الحلاج، والجنيد، وأبي الحسن الوراق، وأبي بكر الشبلي، وسهل بن عبد الله التستري وغيرهم .

ثم إن هناك جماعة من علمائهم قالوا بوجود الإمام المهدي عليه السلام ، لم يذكرهم الناظم (دام ظله) : منهم القطب المدار الذي كتب عبد الرحمن الصوفي کتاب (مرآة الأسرار) الأجله . (10)ينابيع المودة : 3/346(11)ينابيع المودة : 337/3(12)و في الأصل : (العلى) ، والصحيح ما أثبتناه (13)في الأصل : (محمد) ، والصحيح ما أثبتناه من المصادر (14)إلزام الناصب : 297/1، عن مرقاة المفاتيح : 279 (15)ينابيع المودة : 348/3(16)في الأصل : (أثر) ، وما أثبتناه من المصدر(17)ينابيع المودة : 348/3


1- هو موفق بن أحمد، أبو المؤيد الخطيب المكي، ثم الخوارزمي الحنفي، المتوفى سنة 568 ه، أخطب خطباء خوارزم، فإن له كتاب (المناقب) في فضائل أهل البيت عليهم السلام قال فيه على ما حكي
2- بحذف الإسناد : [عن سلمان الفارسي]
3- قال : دخلت على النبي صلي الله عليه و آله و سلم ، وإذا الحسين عليه السلام على فخذه، وهو يقبل عينيه ويلثم فاه، وهو يقول : أنت سید، ابن سید، (أخو)
4- سید، أبو سادة
5- أنت إمام، ابن الإمام
6- أخو الإمام
7- أبو الأئمة، أنت حجة، ابن حجة، أخو حجة، أبو حجج تسعة من صلبك، تاسعهم قائمهم»الخطيب روی لنا*** حديثا به لا شك يعتقد الحبر ألا فانظروا يامسلمين لمنكر*** علي مقالا مابه ابدا نکر يكفرني فيما أقول وإنما ***تدین به تالله أقوامه الغمر وكلهم مابين راو و عارف ***وشيخ له الكشف
8- ينظر : إحقاق الحق :631/29
9- ما بين المعقوفين أثبتناه من المصدر
10- ومنهم بعض مشايخ مصر، قال في (ينابيع المودة)
11- :قال لي الشيخ عبد اللطيف الحلبي سنة ألف ومائتين وثلاث وسبعين : «إن أبي الشيخ إبراهيم رحمه الله قال : سمعت بعض مشايخي من مشايخ مصر يقول : بايعنا الإمام المهدي عليه السلام، (انتهى ). وكان الشيخ إبراهيم في طريقة القادرية، ومن كبار مشايخ حلب الشهباء المحروسة، نفعنا الله من فيضه، (انتهى كلام الينابيع). ومنهم الشيخ عبد الرحمن البسطامي المتوفى في أنطاكية سنة [858 ه]، قال في (الينابيع)
12- :قال الشيخ الكبير عبد الرحمن البسطامي صاحب كتاب(درة المعارف) (قدس الله سره وأفاض علينا فتوحه وغوامض علومه) : ويظهر ميم المجد من آل أحمد-
13- *** ويظهر عدل الله في الناس أولا كما قد روينا عن علي الرضا*** وفي كنز علم الحرف أضحى محصلا وقال أيضا: ويخرج حرف الميم من بعد شينه*** بمكة نحو البيت بالنصر قد علا فهذا هو المهدي بالحق ظاهر ***سيأتي من الرحمان للخلق مرسلا ويملا" كل الأرض بالعدل رحمة*** ويمحو ظلام الشرك والجور أولا ولايته بالأمر من عند ربه*** خليفه خير الرسل من عالم العلا
14- . ومنهم الشيخ العالم المحدث على المتقي بن حسام الدين ابن القاضي عبد الملك بن قاضي خان القرشي، المتوفى سنة 975 ه، وكان من كبار العلماء العاملين، وقد مدحوه في التراجم، ووصفوه بكل جميل، قال في (المرقاة في شرح المشكاة)بعد ذکر حدیث اثني عشرية الخلفاء على ما حكي ما نصه: «قلت : وقد حمل الشيعة الاثني عشرية على أنهم من أهل بيت النبوة متوالية، أعم من أن لهم خلافة حقيقية، يعني ظاهرا أو استحقاقا، فأولهم علي، ثم الحسن والحسين، فزين العابدين، فمحمد الباقر، فجعفر الصادق، فموسی الكاظم، فعلي الرضا، فمحمد التقي، فعلي النقي، فحسن العسكري، فمحمد- المهدي (رضوان الله تعالى عليهم أجمعين) ، على ما ذكرهم زبدة الأولياء خواجة محمد پارسا في كتاب (فصل الخطاب) مفصلا، وتبعه مولانا نور الدين عبد الرحمن الجامي في أواخر (شواهد النبوة) ، وذكرا فضائلهم ومناقبهم و کراماتهم مجملة، وفيه رد على الروافض، حيث يظنون بأهل السنة أنهم يبغضون أهل البيت باعتقادهم الفاسد ووهمهم الكاسد»
15- .(انتهى). وأول كلامه وإن كان نقلا لمذهب الشيعة، إلا أن آخره صريح في التصديق بما قالوا. ومنهم شمس الدين التبريزي شيخ المولوي جلال الدين الرومي، نسب إليه هذا القول صاحب (الينابيع)
16- ، وقال : ذكره في أشعاره، ولم يذكر شيئا منها . ومنهم السيد نعمة الله الولي، نسبة إليه في (الينابيع)، قال فيها بعد ذکر هؤلاء: «وغيرهم (قدس الله أسرارهم ووهب لنا عرفانهم وبرکاتهم) ذكروا في أشعارهم في مدائح الأئمة من أهل البيت الطيبين رضي الله عنهم ، مدح المهدي في آخرهم متصلا بهم، فهذه أدلة على أن المهدي عليه السلام ولد أولا رضي الله عنه ، ومن تتبع آثار
17- هؤلاء الكاملين العارفين يجد الأمر واضحا عيانا».

ص: 104

ص: 105

وما ذكروا في جنب من لم أبخ بهم***كما سنحت من شاهقات الذری ذر

ص: 106

و فيما ذكرناه ترى الحق عند من*** غدا قائلا (قد ذب عن لبه القشر)

ويا ليت شعري ما العيان الذي قضى*** ببطلان هذا عند من ما له شعر

فأما التجلي للعيون فما ادعی*** (به أحد إلا أخو السفه الغمر)

ففي الهند أبدى المهدوية كاذب ***فكذبه كل الورى البدو والخضر

و ما كل من أضحى مضلا يناله*** كما (تخب)(1)القتل المعجل والضر

وإلا فإنا نحن او أنتم على*** ضلال فلم لا نالنا السوء والشر

نعم هو موجود ولكن لحكمة*** بها الله أدرى اختير عنا له الستر

وإلا فكم فاز الخواص بشخصه*** كما للعراقي والخواص مضى ذكر)(2)

وعد رجال الغيب ذا نسفيكم(3)ينابيع المودة :353/3(4)ما بين المعقوفين منا للتوضيح(5)أصل القول في المصدر غير معرب(6)***ثلاث مئين بل يزيدهم الحصر

وقال وهم كلا حضور لدى الورى ***ولم يرهم إلا الأخصاء و النزر

فلم لا بذا المقدار كذبت حائرا*** كما حارمنك اليوم في واحد فکر

ص: 107


1- كذا في الأصل، وفي (كشف الأستار - الملحق): (تحسب )، ولعلها الأصوب
2- تقدم في ص 83-84
3- نقل صاحب (ينابيع المودة)
4- -عن كتاب الشيخ عزيز بن محمد النسفي -کلاما للشيخ سعد الدين الحموي، يقول في آخره [ما ترجمته]
5- :(وأما الولي الآخر، وهو النائب الآخر، الولي الثاني عشر، والنائب الثاني عشر، خاتم الأولياء، واسمه المهدي، صاحب الزمان، وقال الشيخ: الأولياء في العالم ليسوا أزيد من اثني عشر، وأما الثلاثمائة وست وخمسون الذين هم رجال الغيب لا يقال لهم: الأولياء، ويقال لهم : الأبدال)
6- انتهى ما في الينابيع

و ما هو مسجون فتحسب أنه*** (قد اتخذ السرداب برجا له البدر)

بلى هو في الأمصار غاډ ورائح*** يخيب به مضر ويحظى به مصر

وها هو قطب الكائنات جميعها***ولولاه لم يوجد ذري لا ولا ذر

وما حق من لا يدرك العقل وجهه*** ويعجز عن إدراكه الذهن والفكر

مسارعة الإنكار فيه فإنما*** ينزه عن أمثالها العالم الحبر

وهذا تميم قد حكى لنبيه(1)ما بين المعقوفين من صحيح مسلم(2)ما بين المعقوفين من صحيح مسلم (3)اغتلم : أي هاج واضطربت أمواجه، والاغتلام : مجاوزة الحد. (ينظر: النهاية في غريب الحديث : 382/3، ولسان العرب: 439/12)(4)ما بين القوسين زيادة من السيد محمد صادق آل بحر العلوم رحمه الله للتوضيح(5)ما بين المعقوفين من صحيح مسلم(6)في الأصل : (قال)، وما أثبتناه من صحيح مسلم، إذ إن الراوي لهذه الرواية هي فاطمة بنت قيس أخت الضحاك بن قيس. (7)کشف الأستار : 103-105، عن صحیح مسلم: 204/8بتصرف(8)هذا القول ذكره الشيخ النوري رحمه الله في (كشف الأستار) (9)كذا في الأصل وفي (كشف الأستار)، والسياق يقتضي : (أنذر به)(10)کشف الأستار : 105-107، صحیح مسلم: 8/ 203، 206، مصابيح الستة : 199/2 ، البيان في أخبار صاحب الزمان عليه السلام : 477 ب 25(11)كذا، والبيت كما في (الحجة على الذاهب : 17 )، هكذا :

العيب في العين لا في الشمس مشرقة ***إن أنكرت مقلة الخفاش لألاما


1- روى مسلم في صحيحه بعدة أسانيد على ما حكي قصة تميم والجساسة، وهي طويلة، وفيها : أن النبي صلي الله عليه و آله و سلم خطب الناس و قال لهم : «إن تميما الداري كان رجلا نصرانية [فجاء]
2- فبايع وأسلم، وحدثني حديثا وافق الذي كنت أحدثكم به عن مسيح الدجال، حدثني : أنه ركب في سفينة بحرية مع ثلاثين رجلا من لخم وجذام، فلعب بهم الموج شهرا في البحر، ثم أرفئوا إلى جزيرة في البحر حين مغرب الشمس، فجلسوا في أقرب السفينة، فدخلوا الجزيرة فلقيتهم دابة أهلب كثيرة الشعر، لا يدرون ما قبله من دبره؛ لكثرة الشعر، فقالوا: ويلك! ما أنت؟ قالت : أنا الجساسة، قالوا: وما الجساسة؟ قالت : أيها القوم، انطلقوا إلى هذا الرجل في الدير، فإنه إلى خبركم بالأشواق قال : لما سمت لنا رجلا فرقنا منه أن تكون شیطانة . قال : فانطلقنا سريعا حتى دخلنا الدير، فإذا فيه أعظم إنسان رأيناه قط خلقا وأشده وثاقا، مجموعة يداه إلى عنقه ما بين ركبتيه إلى كعبيه بالحديد، قلنا: ويلك ! [ما أنت]؟
3- قال : قد قدرتم على خبري، فأخبروني ما أنتم؟ قلنا: نحن أناس من العرب، ركبنا في سفينة بحرية، فصادفنا البحر حين اغتلم
4- ، فلعب بنا الموج شهرا، ثم أرفئنا إلى جزيرتك هذه، فجلسنا في أقربها، فدخلنا الجزيرة فلقينا دابة أهلب كثيرة الشعر، لا يدري ما قبله من دبره؛ من كثرة الشعر، فقلنا : ويلك ! ما أنت؟ قالت : أنا الجساسة، قلنا : ما الجساسة؟ قالت : اعمدوا إلى هذا الرجل في الدير، فإنه إلى خبر کم بالأشواق، فأقبلنا إليك سراعا، وفزعنا منها، ولم نأمن أن تكون شیطانة. فقال : أخبروني عن نخل بيسان؟ قلنا : عن أي شأنها تستخبر؟ قال : أسألكم عن نخلها هل يثمر؟ فقلنا : نعم، فقال : أما إنه يوشك أن لا يثمر. قال : أخبرونا عن بحيرة طبرية؟ قلنا : عن أي شأنها تستخبر؟ قال : هل فيها ماء؟ قالوا : هي كثيرة الماء، قال : أما إن ماءها يوشك أن يذهب . قال : أخبروني عن عين زعر؟ قالوا: عن أي شأنها تستخبر؟ قال : هل في العين ماء؟ وهل يزرع أهلها بماء العين؟ قلنا له : نعم، هي كثيرة الماء وأهلهايزرعون من مائها. قال : أخبروني عن نبي الأميين ما فعل؟ قالوا : قد خرج مهاجرا من مكة ونزل يثرب، قال : أقاتله العرب؟ قلنا: نعم، قال : كيف صنع بهم؟ قال : فأخبرناه أنه قد ظهر على من يليه من العرب وأطاعوه، قال لهم : قد كان ذاك؟ قلنا: نعم، قال أما إن ذلك خير لهم أن يطيعوه، وإني مخبركم عني، إني أنا المسيح الدجال، وإني أوشك أن يؤذن لي في الخروج، فأخرج فأسير في الأرض، فلا أدع قرية إلا هبطتها في أربعين ليلة، غير مكة وطيبة، فهما محروسان علي كلتاهما، كلما أردت أن أدخل واحدا أو واحدا منهما، استقبلني ملك بيده السيف مصلتا يصدني عنها، وإن على كل نقب منها ملائكة يحرسونها». قالت (فاطمة بنت قيس- أخت الضحاك بن قيس - التي هي الراوية لهذه القصة عن النبي صلي الله عليه و آله)
5- :قال رسول الله صلي الله عليه و آله وطعن بمخصرته في المنبر: «هذه طيبة، هذه طيبة، هذه طيبة - يعني المدينة - ألا هل كنت حدثتكم ذلك؟ فقال الناس : نعم، قال : فإنه أعجبني حديث تميم أنه وافق الذي كنت أحدثكم عنه وعن مكة والمدينة، ألا إنه في بحر الشام أو بحر اليمن، لا بل من قبل المشرق، وما هو من قبل المشرق، ما هو من المشرق، ما هو -وأومأ بيده [إلى المشرق]
6- ». (قالت)
7- :فحفظت هذا من رسول الله صلي الله عليه و آله، (انتهى)
8- . قال
9- الحافظ الكنجي في الفصل الخامس والعشرين من كتابه (البيان) بعد نقل هذا الخبر، على ما ځکي : قلت : هذا حديث صحيح متفق على صحته، وعده البغوي في (المصابيح)من الصحاح، ورواه مسلم أيضا في صحيحه بطرق ثلاثة أخرى باختلاف يسير في صدر الخبر، لا يضر بالمقصود». فليتأمل المنصف في هذا الخبر، وما تضمنه من وجود شخص کافر مضل لم يسبقه فيه أحد في جزيرة، لا يوجد فيها من البشر قبل بعث النبي صلي الله عليه و آله و بما شاء الله، محبوسا مغلولا إلى آخر الزمان، ويكون مع كفره وضلالته عالما بما يكون، وما سيفعله بعد قرون لا يعلمها إلا الله تعالی. فينبغي أن يسأل ويقال : ما الحكمة في إيجاد هذا الكافر المضل الذي أنذره
10- كل نبي قومه قبل أوان خروجه بهذه المدة الطويلة، التي تزيد على مدة غيبة المهدي عليه السلام بقرون، وأي منفعة بوجوده لأهل الأرض؟ ومن علمه الغيب؟ ومن حبسه في الجزيرة؟ ولم حبس؟ ومن يتكفل لوازم عیشه؟ ولم لم يطلع عليه بعد تميم وأصحابه أحد من أصحاب السفن التي لا تحصى في طول هذه المدة؟ أوليس المقام مقام حيرة العقل وتبلد الفهم؟ أو يجوز المسلم رد هذه الأخبار لمجرد عدم درك العقل هذه المطالب، واستبعاده وجود إنسان كذلك بهذه الكيفية في هذه المدة؟ فوجود الدجال أحق بالتحير والسؤال من العلماء عن حكمة خلقته . فيجاب : بأنه تعالى شأنه لا يسأل عما يفعل، أو وجود المهدي الذي هو عند أكابر مشايخ الصوفية القطب الذي بسبب وجوده يفيض الله تعالی الفيوضات على الخلق، وعند الإمامية الحجة الذي لا قرار للأرض إلا بوجوده أو مثله من نبي أو وصي، ولولا الحجة لساخت الأرض بأهلها، وقد خلق الحجة قبل خلق الخلق، وهو قبلهم ومعهم وبعدهم، وهو آخر من يهلك من الخلق عند قيام الساعة، وعلى الطريقتين، فمنفعة وجوده للخلق في كل ساعة، بل في كل آن لا يحصيها إلا الله تعالى، وفائدة وجوده في الظاهر من سد الثغور، وإقامة الحدود، وأخذ الحقوق، ونظم الجنود، وأمثالها بالنسبة إلى ما ذكر شيء قليل ونبذ يسير، وهو مع ذلك مطلق مختار، يسير في البلاد، ويحضر في الأمصار، ويحضر الموسم في كل سنة، وله أهل وعیال . وما نسب إلى الإمامية من أنه في طول غيبته في السرداب، كما أشار إليه الناظم بقوله: فيا للأعاجيب التي من عجيبها*** أن اتخذ السرداب يرجا له البدر افتراء محض
11- ، وكذب بحت . وبالجملة فالأخبار الواردة من الفريقين في وجوده عليه السلام بلغت إلى حد يستحيل إنكارها لمن أنصف نفسه وجانب التعصب، إذ هي كالشمس في رابعة النهار، ولكن: الذنب للعين للشمس مشرقة *** لو أنكرت مقله الخفاش لئلاها

ص: 109

ص: 110

ص: 111

غداة بهم سفن المسير تكسرت*** فألقاه في عظمی جزائره البحر

هنالك إذ جساسه ظن أنها*** لشيطانه من فرقها أرتكم الشعر

فجاءت بهم تسعى لشخص مغلل*** تحير فيه العقل واندهش الفكر

فأخبرهم فيما سيجزي به القضا*** وقال أنا الدجال بي تعد النذر

فلا مرسل إلا ويؤعد قومه*** بأعور دجال سیقوی به الكفر

فهذا لعمر الله أعظم حيرة ***وأجدر أن لو رده اللب والحجر

وأحرى لعمري لو تحيرت سائلا*** بإيجاده من قبل ذلك ما السر؟!

وتلك علوم الغيب من جاءه بها؟! وها هو ملعون له الخزي والخسر

وقد كان مغلول اليدين من الذي*** لإطعامه إياه أخره الدهر

وبعد تميم كيف لم يره امرؤ*** وكم موكب بالأبحر السبع قد مروا

ولكنه عن فعله ليس يسأل ال-*** إله وجاء النهي عن ذاك والزجر

وإن عقول الخلق أقصر مبتغي*** عروجا إلى ما دبر الخالق البر

و قد صح بالبرهان أن إلهنا*** حكيم غني ليس يلجئه فقر

وكم مشكل يعيي العقول وإنما*** بما قد أشرنا يكتفي الفطن الحر

فكل بيان جاءنا عن نبينا ***تناقله قوم هم ييننا السفر

علينا وجوبا أن يكون اعتقادنا ***هو الحق لا يعروه ريب ولا نكر

وإنا أناس لم ننازع ولم نكن ***شركناه في خلق فيبدو لنا السر

ص: 112

وقد وردت أخباركم وتواترت(1)مسند أحمد :406/1(2)مسند أحمد: 398/1(3)کمال الدین و تمام النعمة :68(4)مسند أحمد: 398/1(5)ما بين المعقوفين أثبتناه من المصدر(6)ما بين المعقوفين أثبتناه من المصدر (7)صحیح مسلم : 3/6(8) في الأصل : (خليفة) بدلا من (رجلا)؟ ، وما أثبتناه من المصدر(9)صحیح مسلم :3/6(10)صحیح مسلم : 4/6(11)ما بين المعقوفين أثبتناه من المصدر(12)في الأصل : (و يكون) ، وما أثبتناه من المصدر (13)في الأصل : (عليهم اثني)، وما أثبتناه من المصدر (14)صحیح مسلم : 4/6(15)عنه : التستري في (الصوارم المهرقة : 93)، وأخرجه الطبراني في (المعجم الكبير : 197/2 وفيه : (هذا الأمر ) بدلا من : (أمر أمتي)، و (أمير) بدلا من: (خليفة )(16)كذا، وإنما أخرجه بلفظ آخر، قال : عن جابر بن سمرة، قال : سمعت رسول الله صلي الله عليه و آل و سلم يقول : «لا يزال هذا الدين عزيزا إلى اثني عشر خليفة».

قال : فكبر الناس وضجوا، ثم قال كلمة خفية، قلت لأبي : يا أبة ما قال؟ قال : «كلهم من قریش».ثم زاد عليه ما تلاه (17)سنن أبي داود:309/2(18)***أن الخلفاء اثنان بعدهما عشر

ص: 113


1- ومما تواتر عن النبي صلي الله عليه و آل و سلم - مما رواه أصحاب الصحاح، وحفاظ الأحادیث، وسدنة الآثار - إخباره عن اثني عشر خليفة من بعده، على اختلاف في بعض المتون، وهي كثيرة مذكورة مع أسانيدها في جملة من الجوامع، منها ما حكي في (مسند أحمد) عن مسروق قال: «كنا مع عبد الله جلوسا في المسجد يقرئنا، فأتاه رجل فقال : يابن مسعود، هل حدثكم نبيكم كم يكون من بعده خليفة؟ قال : نعم، كعدة نقباء بني إسرائيل»
2- . ولهذا المتن طرق عديدة كما حکي، وفي بعضها : «نعم، اثنا عشر، كعدة نقباء بني إسرائيل»
3- وفي بعضها : «نعم، عهد إلينا نبينا صلي الله عليه و آل و سلم أنه يكون بعده اثنا عشر خليفة بعدد نقباء بني إسرائيل»
4- . وفي بعضها : «فقال : سألنا رسول الله صلي الله عليه و آل و سلم ، فقال : اثنا عشر كعدة نقباء بني إسرائيل »
5- . ومنها ما حكي أنه أخرج مسلم في صحيحه، عن حصين، عن جابر بن سمرة، قال : دخلت مع أبي على النبي صلي الله عليه و آل و سلم ، فسمعته يقول : «إن هذا الأمر لا ينقضي حتى يمضي فيهم اثنا عشر خلیفة»، قال : ثم تكلم بكلام خفي [علي]
6- ، قال : فقلت
7- لأبي : ما قال؟ قال: «كلهم من قریش»
8- . وبطريق آخر: «لا يزال أمر الناس ماضيا ما وليهم اثنا عشر رجلا
9- »
10- . وبطريق آخر: «لا يزال هذا الدين عزيزا منيعا»،
11- . ومنها ما أخرجه مسلم أيضا كما حکي بإسناده : أنه صلي الله عليه و آل و سلم قال [ليوم]
12- جمعة عشية رجم الأسلمي: «لا يزال الدين قائما حتى تقوم الساعة، أو يكون
13- عليكم اثنا
14- عشر خلیفة، كلهم من قریش»
15- . ومنها ما ځكي أيضا أنه أخرج البزاز عنه صلي الله عليه و آل و سلم : «لا يزال أمر أمتي قائما حتى يمضي اثنا عشر خليفة، كلهم من قریش»
16- .وأخرجه
17- أبو داود، وزاد : «فلما رجع إلى منزله أتته قريش، فقالوا : ثم يكون ماذا؟ قال : ثم يكون الهرج»
18- . إلى غير ذلك مما رووه في الصحاح والمسانید والسنن ولحديث الأئمة من قريش طرق كثيرة، جمعها الحافظ ابن حجر في مؤلف سماه (لذة العيش في طرق حديث الأئمة من قريش)

ص: 114

وفيهم يقوم الدين أبلج واضحا*** وتندفع اللأوا ويستنزل القطر

ولما انقضت للراشدين خلاقة*** وأضحى عضوضأ بعدهم ذلك الأمر

وانقص دين الله وقدرا يزيده*** فأصبح دين الله ليس له قذر

لكعبته همدم (1)ينظر : تاريخ الطبري: 382/4، والكامل في التاريخ : 124/4(2)وذلك أن يزيد لعنه الله ولى على المدينة المنورة ابن عمه عثمان بن محمد بن أبي سفيان، فوجد الناس يتحفزون

للانقلاب على يزيد إثر تمثيله بصفوة آل بيت النبي صلي الله عليه و آله ، ذلك التمثيل المفجع، وما سمعوه بعد ذلك من انصرافه إلى اللهو والخمر، فرأى عثمان هذا أن يوجه نفرا من وجهاء أهل المدينة إلى يزيد، فيستميلهم إليه بهباته، ويتلافي الفتنة بذلك، وبالفعل وجه عبد الله بن حنظلة الأنصاري، وعبد الله بن أبي عمرو بن حفص بن المغيرة المخزومي، والمنذر بن (الزبير)(3)ونحوهم من كبار المهاجرين والأنصار إلى دمشق، فاستقبلهم يزيد بالإكرام وأغدق عليهم الهبات، غير أنهم رأوا عيانا ما كرهوه منه على السماع، من انصرافه وهو خليفة المسلمين إلى ما حرم الله من الموبقات والمخازي .

فرجعوا إلى المدينة وهم أشد نقمة على يزيد، فأطلقوا ألسنتهم بعيبه، وسبوه أشنع السب، وأعلنوا أنهم خلعوا بيعته، فتابعهم الناس وكانوا كما سبق القول يكرهون خلافته، وحصروا من في المدينة من الأمويين بدار مروان بن الحكم، فوجه (إليهم)(4)يزيد جيشا من اثني عشر ألف مقاتل بقيادة مسلم بن عقبة المري، فلما وصل مسلم إلى المدينة دعا أهلها للخضوع فأبوا، فحاربهم و حاربوه، فكانت الغلبة لأهل الشام بعد أن قتل من الفريقين خلق كثير، وما اكتفى مسلم بهذا الشر، بل أباح مدينة الرسول صلي الله عليه و آله ثلاثة أيام، فأعمل رجاله فيها أيدي النهب والسبي والقتل، غير محترمين جيرة رسول الله صلي الله عليه و آله ، فيا لها من جرأة على الله وعلى رسوله صلي الله عليه و آله !

قال ابن قتيبة في (الإمامة والسياسة) (5):«بلغ عدة قتلى الحرة من قریش والأنصار والمهاجرين ووجوه الناس ألفا وسبعمائة، ومن سائر الناس عشرة آلاف، سوى النساء والصبيان»(6).

وقال في موضع آخر منه: «أنه قتل في يوم الحرة من أصحاب النبي صلي الله عليه و آله ثمانون رجلا، ولم يبق بدري بعد ذلك، ومن قریش والأنصار سبعمائة، ومن سائر الناس من الموالي والعرب والتابعين عشرة آلاف».(7).

ثم قال : «فما ترك في المنازل من أثاث ولا حلي ولا فراش إلا نقض صوفه،حتى الحمام والدجاج كانوا يذبحونها»(8).

وقال : «إنهم دخلوا على أبي سعيد الخدري صاحب رسول الله صلي الله عليه و آله ، وقالوا : أخرج إلينا ما عندك، فقال : والله ما عندي مال، فتتفوا لحيته، وضربوه ضربات، ثم أخذوا كل ما وجدوه في بيته حتى (الصواع)(9)، وحتى زوج حمام كان له».(10).

وحكى ابن قتيبة عن أبي معشر: «أن رجلا من أهل الشام دخل على امرأة نفساء من نساء الأنصار، فحلفت له أنهم لم يتركوا لها شيئا، فتهددها بقتلها أو قتل ولدها إن لم تخرج له شيئا، فذكرت له أنه [ولد] (11)ابن أبي كبشة الأنصاري صاحب رسول الله صلي الله عليه و آله ، وأنها بایعت بيعة الشجرة، ثم قالت لابنها :لو كان عندي شيء لافتديتك به . فأخذ برجل الصبي والثدي في فمه، فجذبه من حجرها، فضرب به الحائط، فانتثر دماغه، فلم يخرج من البيت حتى اسود نصف وجهه»(12).

وولد في المدينة بعد تلك الوقعة ألف مولود لا يعرف لهم أب، وكان الرجل من أهل المدينة إذا أراد تزويج ابنته بعد وقعة الحرة لا يضمن بكارتها، يقول : لعلها أصابها شيء يوم الحرة .

وأمر مسلم بن عقبة بقتل جماعة من الأسرى صبرا، وبايع أهل المدينة على أنهم عبيد خول لیزید بن معاوية، يحكم في دمائهم وأموالهم وأهليهم، وكل من امتنع عن ذلك قتل ولو قبل بعد ذلك، ولم يستثن غير علي بن الحسين عليهما السلام فإنه بايعه على أنه أخوه وابن عمه، وعلي بن عبد الله بن العباس وكانت أمه من كندة، فقال الحصين بن نمير : لا يبايع ابن أختنا إلا كبيعة علي بن الحسين، وقامت معه كندة، فتر که مسلم، وبعث بالرؤوس إلى يزيد بالشام، وكانت هذه الواقعة لليلتين بقيتا من ذي الحجة سنة 63 للهجرة (13).

ص: 115


1- وذلك أن عبد الله بن الزبير بعد أن بلغه مقتل سیدنا وإمامنا الحسين عليه السلام دعا أهل مكة وهو فيها إلى بيعته، فتألب عليه الناس، لكرههم لخلافة يزيد، فلما وجه هذا مسلما لحرب المدينة المنورة، أمره أن يسير بعد أن يبطش بأهلها إلى مكة لمحاربة عبد الله بن الزبير، فصدع مسلم بالأمر وسار من المدينة المنورة إلى مكة المكرمة، وهلك في الطريق في موضع يدعى المشلل، فخلفه في قيادة جيش يزيد الحصين بن نمير، وأمر يزيد، فسار بالجند إلى مكة، فوصلها لأربع بقين من المحرم سنة 64 للهجرة، [وقدم عليه ابن عامر الحنفي الخارجي الخارجي نجدة له، فخرج إليهم عبد الله بن الزبير وحاربهم، فتغلبوا على جيشه فارتد إلى مكة، فأقاموا عليه يحاربونه بقية المحرم وصفر كله، غير مكترثين بحرمة القتال في محرم، وفي اليوم الثالث من ربيع الأول رموا مكة بالمنجنيق، فهدموا البيت، وما زالوا يحاصرونها حتى بلغهم أن صاحبهم يزيد لعنه الله قد هلك، فارتدوا راجعين
2- .و قبرنبيه*** تطل الدما فيه وينسکب الخمر
3- في الأصل : (الأيبر)، وما أثبتناه من المصادر
4- في الأصل : (عليهم)، والصحيح ما أثبتناه
5- الإمامة والسياسة :182/1-185
6- الإمامة والسياسة : 184/1
7- الامامه والسياسة: 185/1
8- الإمامة والسياسة : 182/1
9- في الأصل :( الصوف )، وما أثبتناه من المصدر، والصواع: الإناء الذي يشرب منه . (العين :199/2 ، الصحاح : 246/2)
10- الإمامة والسياسة :182/1-183
11- ما بين المعقوفين أثبتناه من المصدر
12- لإمامة والسياسة :184/1
13- راجع تفصيل هذه الواقعة و حوادثها الجسام في ما ذكره الطبري في تاريخه368/4، 380-372 ، وابن الأثير في الكامل :111/4-121، وابن عساكر في تاريخ دمشق :429/27

ص: 116

ص: 117

وآل رسول الله تلك دماؤهم*** لدى كل رجس من لئام الوری هدر

مصائبهم شتی وشتی قبورهم*** فلابقعة إلا وفيها لهم قبر

على ضمأ تقضي ومن فیض نحرها*** تروى الصفاح البيض والذبل السمر

و يمسي حسين بالطفوف مجدلا*** ويرفع منه الرأس فوق القنا شمر

وتسبى بنات المصطفى الطهر حسرا(1)كذا، وفي (أعيان الشيعة : 347/9 ): (المثل)(2) و نسوه صخر لا یراع لها و کر


1- شهرة واقعة الطف وما جرى فيها من قتل آل الرسول صلي الله عليه و آله عطاشى، وسبي نسائهم مهتكات على نياق عجف من کربلا إلى الكوفة، وما جرى من ابن مرجانة اللعين في مجلسه بالنسبة إلى العقيلات، ثم إلى الشام مع الرؤوس الطاهرة، وما جرى فيه من الهتك الشنيع. تتصفح البلدان صورة سبيها***أشكال بارزة بذل (المثل)
2- .کذا و فی (اعیان الشیعه: 347/9): (المثل). تسود من ضرب السياط متونها*** ووجوهها بلظى الهواجر تصطلي وما جرى في مجلس يزيد اللعين مع آل الرسول صلي الله عليه و آله بمرأى حشده وجلسائه مما تقشعر منه الجلود، ويشيب لهولها الرضيع، وتمثله بأبيات ابن الزبعرى حين حمل إليه رأس الحسين عليه السلام وعیالاته، وهي قوله: ليت أشياخي ببدرشهدوا*** جزع الخزرج من وقع الأسل الأهلوا واستهلوا فرحأ*** ثم قالوا يا يزيد لا تشل قد قتلنا القرم من ساداتهم*** وعدلناه ببدر فاعتدل لعبت هاشم بالملك فلا*** خبر جاء ولا وحي نزل لست من خندف إن لم أنتقم ***من بني أحمد ما كان فعل الذي هو أقوى شاهد على كفره وارتداده، وغير ذلك مما يشوه وجه التاريخ، ومما خلف لبني أمية العار والشنار إلى يوم القيامة، شهرة كل ذلك وتواتره بين الفريقين وذكره في التواريخ والمقاتل، أغنانا عن سرد الفاجعة وتفصيل الواقعة، ولعمري إن هذه الحوادث الفظيعة التي حدثت على عهد یزید وبأمره لتدهش عقول الناس، فتستقل معها كل فضاعة يأتيها ظلمة الملوك، فإذا لا بدع إذا بات يزيد موضع لعنة المسلمين إلى يوم الدين. أيها القاتلون جهلاحسينا*** أبشروا بالعذاب والتنكيل كل من في السماء يدعو عليكم ***من نبي وملائك وقبيل قد لعنتم على لسان ابن داو*** د وموسی و صاحب الإنجيل

أتوها بنو مروان فافتعلوا بها*** أفاعیل منها شنعة بريء الكفر

فكم أخربوا فيها بلادا وأهلكوا ***عبادا وضج القتل في الناس والأسر

وأولهم تنبيك مكه ما جنى*** عشية بالحجاج شد له ازر

علی حرم الله المجانيق نصبت***فهدم حتى البيت والركن والحجر

وولي من بعد العراق فعندها*** توالی هناك الظلم وانتشر الشر

وما زال في كوفان يعبث ظلمة*** إلى أن أعيدت وهي مخربه قفر

فكم من سعيد قد شقى بهلاكه*** وكم عابد صلت على عنقه البسر

ودع للوليد (1)الكامل في التاريخ : 290/5(2)سورة إبراهيم: 15(3)الكامل في التاريخ : 264/5(4)الكامل في التاريخ :264/5-265(5)العقد الفريد :366/6(6)مروج الذهب : 263/3


1- هو الوليد بن يزيد بن عبد الملك بن مروان بن الحكم، قال ابن الأثير في تاریخه
2- :«ومما اشتهر عنه -يعني عن الوليد- أنه فتح المصحف، فخرج :«وَاستَفتَحُوا وَخابَ كلُّ جَبَّارٍ عَنيدٍ »
3- ، فألقاه ورماه بالسهام، وقال : تهددني بجبار عنيد ***فها أنا ذاك جبار عنيد إذا ما جئت ربك يوم حشر*** فقل يارب مزقني الوليد فلم يلبث بعد ذلك إلا يسيرا حتى قُتل »(انتهى) وقال أيضا : إنه لما ولي الحج، حمل معه كلابا في صناديق، وعمل قبة على قدر الكعبة؛ ليضعها فوق الكعبة، وحمل معه الخمر، وأراد أن ينصب القبة على الكعبة ويشرب فيها الخمر، فخوفه أصحابه من الناس، فلم يفعل
4- . وقال أيضا : إن الوليد أفرط في الشراب وطلب اللذات، فقال له هشام . يعني ابن عبد الملك : والله ما أدري على الإسلام أنت أم لا؟! ما تدع شيئا من المنكر إلا أتيته غير متحاش ! فكتب إليه الوليد: يا أيها السائل عن دیننا*** نحن على دين أبي شاكر نشربها صرفا وممزوجة*** بالسخن أحيانا وبالفاتر
5- . وأبو شاکر هو مسلمة بن هشام. وذكر صاحب (العقد الفريد) : أنه لما كثر القول في الوليد، قال : خذوا ملككم لا ثبت الله ملككم*** ثباتا يساوي ما حييت عقالا دعوا لي سليمى مع طلاء وقينة*** وكأس ألا حسبي بذلك مالا
6- . وذكر المسعودي عن المبرد : أن الوليد ألحد في شعر له ذكر فيه النبي صلي الله عليه و آله، فمنه قوله : تلعب بالخلافة هاشمي*** بلاوحي أتاه ولا كتاب فقل لله يمنعني طعامي ***وقل لله يمنعني شرابي

أما جعل القرآن مرمی سهامه***فمزقه رميا كما يشهد الشعر

ص: 120

أما أمر السكري وقد أجنبا معا***فأمت بأهل المصر(1)غادته العفر

أما نكحوا عماتهم وبناتهم(2)في الأصل : (بن الغسيل) ، والصحيح ما أثبتناه . وحنظلة بن الراهب بن أبي عامر، هو غسيل الملائكة، لقول رسول الله صلي الله عليه و آله فيه : «إن صاحبكم تغسله الملائكة».(كتر العمال : 674/11).

وكان خرج حين سمع الهائعة يوم أحد وهو جنب، فاستشهد فيها، فطهرته الملائكة (3)***وشاع الخنا ما بينهم وفشا العهر

ألم ترد الأخبار عنه بلعنهم***وطرد أناس ما استطال له المر(4)في تاريخ دمشق : 272/57. وعنه : المتقي الهندي في كتر العمال : 359/11(5)في الأصل : (فيدعو)، وما أثبتناه من المصدر(6)في الأصل : (هذا) ، وما أثبتناه من المصدر(7)المستدرك على الصحيحين : 479/4. وقال الحاكم بعد روايته للحديث : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ، أي : البخاري ومسلم(8)سورة الأحقاف : 17(9)المستدرك على الصحيحين : 481/4 . وقال الحاكم بعد روايته للحديث : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه (10)في الأصل : يترفهون ، وما أثبتناه من المصدر (11)المستدرك على الصحيحين : 481/4 . وقال الحاكم بعد روايته للحديث : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه (12)حياة الحيوان :215/2


1- وعن كتاب (أدب الدين والدنيا )ج 1 ص 62: أن الوليد بن یزید بن عبد الملك واقع جارية له وهو سكران، وجاءه المؤذنون يؤذنونه بالصلاة، فحلف أن لا يصلي بالناس إلا هي، فلبست ثيابه، وتنكرت، وصلت بالمسلمين وهي جنب سکری
2- وفي (الصواعق المحرقة) لابن حجر، طبع مصر، ص 135 ما نصه: «أخرج الواقدي من طرق، أن عبد الله بن حنظلة الغسيل
3- .قال : والله ما خرجنا علی یزید . يعني ابن معاوية ، حتى خفنا أن ترمي بالحجارة من السماء، أن كان رجلا ينكح أمهات الأولاد والبنات والأخوات، ويشرب الخمر، ويدع الصلاة»
4- عن (کنز العمال) جلد 6 ص 90: عن عائشة : «كان النبي صلي الله عليه و آله و في حجرته، فسمع حسا، فاستنكره، فذهبوا فنظروا، فإذا الحكم كان يطلع على النبي صلي الله عليه و آله ، فلعنه النبي صلي الله عليه و آله، وما في صلبه، ونفاه عاما». رواه ابن عساكر
5- على ما حکي. وفي حديث صححه الحاكم: «أن عبد الرحمن بن عوف قال : كان لا يولد لأحد مولود إلا أتي به النبي صلي الله عليه و آله فدعا
6- .له، فأدخل عليه مروان بن الحكم، فقال : هو
7- الوزغ ابن الوزغ،الملعون ابن الملعون»
8- . وروى بعده بيسير، عن محمد بن زیاد قال : لما بایع معاوية لابنه يزيد، قال مروان : سنة أبي بكر وعمر، فقال عبد الرحمن بن أبي بكر : سنة هرقل وقيصر، فقال له مروان : أنت الذي أنزل الله فيك : «وَالَّذي قالَ لِوالِدَيهِ أفٍّ لَكُما»
9- .فبلغ ذلك عائشة، فقالت: كذب والله، ما هو به، ولكن رسول الله صلي الله عليه و آله عن أبا مروان ومروان في صلبه
10- . ثم روى عن عمرو بن مرة الجهني، وكانت له صحبة : «أن الحكم بن أبي العاص استأذن علی رسول الله صلي الله عليه و آله ، فعرف صوته، فقال : ائذنوا له، عليه لعنة الله وعلى من يخرج من صلبه، إلا المؤمن منهم، وقليل ما هم، يشرفون
11- في الدنيا، ويضيعون في الآخرة، ذوو مكر وخديعة، يعطون في الدنيا، وما لهم في الآخرة من خلاق»
12- . حكي ذلك كله عن الدميري في (حياة الحيوان)

ألم ير رؤيا أزعجته فنزلت***بلعنهم الآيات إذ ذاك والذكر (1)تاریخ الخلفاء:13


1- عن تاریخ الخلفاء) ص 9: قال ابن جرير في تفسيره بإسناده : رأى رسول الله صلي الله عليه و آله بني الحكم بن أبي العاص ينزون على منبره نزو القردة، فساءه ذلك، فما استجمع ضاحكا حتى مات، وأنزل الله في ذلك : (وما جعلنا الرؤيا التي أريناك...) ، الآية. إسناده ضعيف، لكن له شواهد من حديث عبد الله بن عمر، ویعلی بن مرة، والحسين بن علي، وغيرهم، وقد أوردتها بطرقها في كتاب (التفسيروالمسند ، وأشرت إليها في كتاب (أسباب النزول)

أماعاد مال المسلمين وبيته*** لهم دخلا يشری به اللهو والسكر

(اهولا)(1)للاسلام كانوا أئمة*** إليهم من الله انتهى النهي والأمر

فوا أسفي لو كان يجدي تأسفي*** وواصبر نفسي حيل من دونها الصبر

تعد بنو مروان فيكم أئمة*** وآل رسول الله ليس لهم ذكر

وتحكي مزاياهم مساوي عداهم*** فكل به تفنى الدفاتر والحبر

وحسب بني المختار أحمد جدهم ***وحسب بني مروان جدهم صخر

ولما رأينا فيهم كل سبه*** و كل شنيع دونه الكفر والمكر

علمنا بأن المصطفى ماعناهم*** بأخباره والأمر في بيته قصر

وإن اجتماع الناس لا خيرة لهم*** ولكنما ألجاهم الخوف والقهر

وليس الذي يعنيهم من تجمعت ***عليه الوری قسرأ ولو دأبه الكفر

وذا خبر الثقلين(2)ينظر : غاية المرام : 304/2-320ب (3):في الأصل : (فيها) ، وما أثبتناه من المصدر(4)في الأصل : (أبيها) ، وما أثبتناه من المصدر(5)سورة آل عمران : 103(6)كذا، وذيل الحديث لم يرد في المصدر(7)كذا، والصحيح أنه من (المناقب ) لابن المغازلي كما في (غاية المرام)(8)في الأصل : (يوشك)، وما أثبتناه من المصدر(9)ما بين المعقوفين أثبتناه من المصدر(10)في الأصل : (التقلين) ، وما أثبتناه من المصدر (11)ما بين المعقوفين أثبتناه من المصدر(12)ما بين المعقوفين أثبتناه من المصدر(13)ما بين المعقوفين أثبتناه من المصدر (14)ما بين المعقوفين أثبتناه من المصدر (15)أي : عطية العوفي راوي الحديث عن أبي سعيد (16)راجع: غاية المرام :320/3-367 ب 29. وينظر : (مسند أحمد:59/3، 17، 0182/5، صحیح مسلم : 7/122، 123، تفسير الثعلبي : 3/163، سنن الترمذي 328/5،المناقب للخوارزمي : 154، فرائد السمطين : 142-147)


1- في الأصل : (أولئك) ، وما أثبتناه من (کشف الأستار - الملحق)، و (إلزام الناصب)
2- في (غاية المرام)
3- 28: ان خبر الثقلین من طرق اهل اسنه بتسعه و ثلاثین طریقا و من الشیعه باثنین طریقا، فمن الاولی: وما نقله من (مسند احمد بن حنبل)، عن النبی صلی علی محمد و آله: «انی قد ترکت فبکم ما ان تمسکتم به لن تضلوا بعدی، الثقلین، و احدهما اکبر من الآخر، کتاب الله حبل ممدود من السما الی الارض، و عترتی اهل بیتی، الا انهما لن یفترقا حتی یردا علی الحوض »وفي رواية : «انظروا كيف تخلفوني فيهما » و ما نقله منه ایضا: إني تارك فيكم خليفتين : كتاب الله، حبل ممدود ما بين السماء والأرض -أو إلى الأرض- ، وعترتي أهل بيتي، وإنهما لن يتفرقا حتى يردا على الحوض». وما نقله من (صحیح مسلم ) في الجزء الرابع منه -من أجزاء ستة- في آخر الكراسة الثانية من أوله، بسنده عن زيد بن أرقم من خطبة رسول الله صلي الله عليه و آله : «...أيها الناس، إنما أنا بشر، يوشك أن يأتيني رسول ربي فأجيب، وأنا تارك فيكم ثقلين : أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور، فخذوا بكتاب الله واستمسكوا به، . فحث على كتاب الله ورغب فيه، ثم قال : " وأهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي، أذكركم الله في أهل بيتي ». فقال حصين (بن سبرة ): ومن أهل بيته يا زيد؟ أليس نساؤه من أهل بيته؟ قال : نساؤه من أهل بيته، ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده (إلى هنا روی الرواية في غاية المرام). وتكملتها ، قال : ومن هم؟ قال : هم آل علي، وآل عقيل، وآل جعفر، وآل عباس. وفي رواية بعد قوله: «...والنور»: «من استمسك به، وأخذ به كان على الهدى، ومن أخطأه ضل». وفي رواية أخرى بعد قوله : «... ثقلين»: «أحدهما كتاب الله، هو حبل الله، من اتبعه كان على الهدى، ومن تر که کان على ضلالة . وفيه
4- فقلنا : من أهل بيته؟ نساؤه؟ قال: لا، وأيم الله إن المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر، ثم يطلقها، فترجع إلى أهلها
5- وقومها، أهل بيته أصله، وعصبته الذين حرموا الصدقة بعده». ولا يخفى على العارف بأساليب الكلام، أن مراد زيد بن أرقم بقوله: (نساؤه من أهل بيته) ليس الإخبار بذلك، بل الإنكار . واقتران أهل البيت بالكتاب في هذه الرواية ظاهر في وجوب التمسك بهم أيضا، سيما مع كون الصدر دالا على أن مراده صلي الله عليه و آله أن يبين لهم ما يرجعون إليه بعد موته، وملاحظة الأخبار الأخر، والتعميم الذي فهمه زيد، ينافيه الأمر بوجوب التمسك وعدم مفارقة الكتاب الذي هو خاص ببعض أهل البيت؛ لعدم عصمة الكل اتفاقا . وما نقله أيضا من (تفسير الثعلبي) في تفسير قوله تعالى في سورة آل عمران : وَاعتَصِموا بِحَبلِ اللَّهِ جَميعًا وَلا تَفَرَّقوا ۚ
6- ، بسنده عن النبي صلي الله عليه و آله: «أيها الناس، إني تركت فيكم الثقلين خليفتين، إن أخذتم بهما لن تضلوا بعدي، أحدهما أكبر من الآخر : كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، ألا وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض، (فانظروا ماذا تخلفوني فيهما)
7- » وما نقله (منه أيضا)
8- في خطبة غدير الجحفة: «(توشكون)
9- أن تردوا على الحوض، فأسألكم [حين تلقوني]
10- عن (ثقلي)
11- كيف خلفتموني فيهما؟ فسأله رجل من المهاجرين : ما الثقلان؟ قال [ صلي الله عليه و آله] : الأكبر منهما كتاب الله سبب [طرف]
12- بيد الله تعالی و طرف بأيديكم، فتمسكوا به ولا تولوا ولا تضلوا، والأصغر منهما عترتي، من استقبل قبلتي وأجاب دعوتي، فلا تقتلوهم ولا تقهروهم ولا تقصروا عنهم، فإني [قد]
13- سألت الله اللطيف الخبير، فأعطاني أن يردا علي الحوض كهاتين -وأشار بالمسبحة -، ولو شئت قلت : كهاتين -وأشار بالسبابة والوسطى -، ناصرهما إلي ناصر، وخاذلهما إلي خاذل، ووليهما لي ولي، وعدوهما لي عدو ...، ثم أخذ بيد علي بن أبي طالب عليه السلام فرفعها فقال : من کنت وليه فهذا وليه، اللهم وال من والاه، وعاير من عاداه -قالها ثلاثة -». وما نقله أيضا من (الجمع بين الصحاح الستة) من الجزء الثالث من أجزاء أربعة، من صحيح أبي داود السجستاني، وهو كتاب السنن، ومن صحيح الترمذي، عن زيد بن أرقم، قال : قال رسول الله صلي الله عليه و آله : «إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي، أحدهما أعظم من الآخر، وهو كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، لن يفترقا حتى يردا علي الحوض، فانظروا كيف تخلفوني في عترتي». وما نقله أيضا من کتاب (فضائل علي أمير المؤمنين عليه السلام) لصدر الأئمة موفق بن أحمد - من أعيان علماء أهل السنة ، عن زيد بن أرقم، قال: «لما رجع رسول الله صلي الله عليه و آله من حجة الوداع، ونزل بغدیر خم، أمر بدوحات فقممن، ثم قال : كأني قد دعيت فأجبت، إني قد ترکت فیکم الثقلين، أحدهما أكبر من الآخر : كتاب الله، وعترتي أهل بيتي، فانظروا كيف تخلفوني فيهما، فإنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض، [إن الله عزوجل مولاي، وأنا ولي كل مؤمن ومؤمنة ]
14- ، ثم أخذ بيد علي عليه السلام وقال : من کنت مولاه فعلي مولاه، فهذا وليه (كذا)، اللهم وال من والاه، [وعاد من عاداه]
15- ». فقال : أنت سمعت من رسول الله صلي الله عليه و آله هذا؟ فقال [نعم!] ، وما كان في الدوحات أحد إلا قد رآه بعينه وسمعه بأذنه. وما نقله أيضا عن الحمويني من أعيان علماء أهل السنة بتسعة طرق: «إني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله عزوجل ، وعترتي أهل بيتي، وإنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض». وفي بعضها بعد قوله: «أهل بيتي »: «ألا وهما الخليفتان من بعدي ». وفي بعضها عن أبي سعيد الخدري [عن رسول الله صلي الله عليه و آله قال] : «إني تارك فيكم أمرين، أحدهما أطول من الآخر . وفي رواية : أكبر-، كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، طرف بيد الله، وعترتي، ألا وإنهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض». فقلت
16- الأبي سعيد : من عترته؟ قال : أهل بيته . ، وفي بعضها: «أذكركم الله في أهل بيتي - ثلاث مرات - ». وما نقله أيضا عن كتاب (فضائل الصحابة) للسمعاني : إني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، وإن اللطيف الخبير أخبرني أنهما لن يفترقا حتى يردا علي الحوض». وما نقله أيضا عن كتاب (سير الصحابة) ، وفي الأخير بعد ذكر العترة : «فلا تتقدموهم فتهلكوا، ولا تعلموهم فهم أعلم منكم». و في رواية : «لا تسابقوهم فتهلكوا، ولا تقصروا عنهم فتهلكوا، ولا تعلموهم فهم أعلم منكم». وما نقله أيضا عن (أفراد مسلم) للحمیدي، وغيره مما يطول الكلام بنقله . وأما الأخبار الواردة من طرق الإمامية فهي متواترة . وحيث كان غرضنا ذكر الأخبار الواردة من طرق العامة؛ لأنها أقنع للخصم - أعرضنا عن ذكرها، فمن أرادها فليطلبها من (غاية المرام)

ص: 124

ص: 125

ص: 126

ص: 127

وها هوبالتعيين نص بأهله*** فقد قرنوا هم بالتمسك والذكر

فمن أهله لن يخلو عصر بحكمه***كما من كتاب الله لن يخلون عصر

وأكده مذ قال لن يتفرقا*** إلى أن يوافيني معأ بهما الحشر

سفينة نوح(1)غاية المرام :13/3-16(2)ينظر : مناقب ابن المغازلي : 148-150، فرائد السمطين : 242/2 ، الفصول المهمة :.141/1(3)في الأصل : (فراكبه) ، وما أثبتناه من (کشف الأستار) (4)في الأصل : (فتارکه )، وما أثبتناه من كشف الأستار)


1- أشار بذلك إلى رواية رواها الفريقان بعشرین طريقا، وهي مافي (غاية المرام)
2- ، عن كتاب (المناقب) للفقيه أبي الحسن ابن المغازلي الشافعي بخمسة طرق، وفيها: مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح، من ركبها - أو من ركب فيها- نجا، ومن تخلف عنها هلك او غرق» وما عن إبراهيم بن محمد الحمويني بخمسة طرق: إنما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح، من ركبها -أو من دخلها نجا- ومن تخلف عنها غرق - أو هلك - ، وإنما مثل أهل بيتي فيكم مثل باب حطة في بني إسرائيل، من دخله غفر له». وما عن (الفصول المهمة) لعلي ابن الصباغ المالكي : «مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح، من ركبها نجا، ومن تخلف عنها زج في النار»
3- .هم فراكبها
4- نجا*** وتاركها

[ويوم غدير الدوح قام بنصبه***نبي الهدى لكن بهم قعد الغدر

وسرعان ما هبوا إلى حل عقدها ***فأضحى على الإيمان ينتصر الكفر](1).

وأورد سمهوديكم(2) في خلاصة ال-*** -وفا خبرا ما أن يحيق به المكر

ص: 129


1- ما بين المعقوفين زيادة من الناظم رحمه الله، وجدناهما في حاشية نسخة مكتبته من الطبعة الحجرية -الطبعة الأولى من كشف الأستار-المصححة من قبله رحمه الله
2- هو أبو الحسن علي بن عبد الله بن أحمد الحسيني نور الدين السمهودي الشافعي، أصله من سمهود في الصعيد، وتعلم في القاهرة، ثم حج وأقام في المدينة، واشتغل بالتعليم وتقدم وارتقى، توفي سنة 911 ه، وخلف کتبا أهمها : (وفاء الوفا بأخبار دار المصطفی) ، هو مختصر کتاب مطول اسمه (الوفا) ، قد جمع فيه ما أمكنه الوقوف عليه من تواريخ المدينة وما عاينه من أمور لم يظفر بها غيره، ثم اختصره قبل إتمامه في كتاب سماه (وفاء الوفا) ، ثم احترق الأصل وبقي هذا، وقد طبع بمصر سنة 1326 ه في مجلدين، صفحاتهما نيف وألف صفحة كبيرة ، وله (خلاصة الوفا) هي خلاصة الكتاب المتقدم ذكره، طبعت بمصر سنة 1285ه، قال في الفصل الخامس منها : وفي فضل أهل البيت عليهم السلام لابن المؤيد الحموي : عن جابر رضي الله عنه قال : كنت مع النبي صلي الله عليه و آله في بعض حيطان المدينة، ويد علي عليه السلام في يده، فمررنا بنخل، فصاح النخل : هذا محمد سيد الأنبياء، وهذا علي سيد الأولياء، أبو الأئمة الطاهرين، ثم مررنا بنخل، فصاح النخل : هذا محمد رسول الله صلي الله عليه و آله ، وهذا علي سيف الله، فالتفت النبي صلي الله عليه إلى علي عليه السلام، فقال : سمه الصيحاني، فسمي من ذلك اليوم الصيحاني».(انتهى)

إلى حائط جاء النبي وكفه*** بكف علي في السماء له القدر

هنالك صاح النخل هذا النبی وال-***-ولي الذي منه أئمتنا الطهر

فقال رسول الله للصهر سم ذا*** من النخل (صيحاني) ليشتهر الأمر

فواعجبا حتى الجمادات سلمت ***فما بال قوم تدعي أن لها حجر

و ثم حدیث قد روته كباركم ***بإسناده قد صح مضمونه البكر

هم امن أهل الأرض لولاهم هوى*** كاهل السما أمن لها الأنجم الزهر(1)كذا، ولم نجده فيه، والحديث ورد في كتابه (فضائل الصحابة :671/2ح1145)(2)فرائد السمطين : 252/2 ب 48 ح 521، وقد ذكر الحديث بألفاظ أخر في :241/2ب 47 ح 515، و 253/2ب 48 ح 522(3)الصواعق المحرقة : 140(4)حكاه الآمر تستري في (أرجح المطالب : 328 ط لاهور) ، على ما في (شرح إحقاق الحق : 300/9)


1- أشار (دام ظله) إلى مضمون حديث اتفق على نقله الفريقان، فمن طريق أهل السنة ما حكي عن أحمد بن حنبل في (مسنده)
2- ، عن علي عليه السلام : قال رسول الله صلي الله عليه و آله : النجوم أمان لأهل السماء، إذا ذهبت النجوم ذهبوا، وأهل بيتي أمان لأهل الأرض، فإذا ذهب أهل بيتي ذهب أهل الأرض». وما عن إبراهيم بن محمد الحمويني بسنده : أن رسول الله صلي الله عليه و آله و قال : «النجوم أمان لأهل السماء، وأهل بيتي أمان لأمتي»
3- . وما في (الصواعق المحرقة) في رواية صححها الحاكم على شرط الشيخين، قال:صلي الله عليه و آله: «النجوم أمان لأهل الأرض من الغرق، وأهل بيتي أمان لأمتي من الاختلاف،فإذا خالفتها قبيلة من العرب اختلفوا فصاروا حزب إبليس»
4- . وحكي أنه أخرج أبو عمر، ومسدد، وابن أبي شيبة، وأبو يعلى في مسانیدهم،والطبراني بإسنادهم عن إياس بن سلمة، عن أبيه : قال رسول الله صلي الله عليه و آله : النجوم أمان لأهل السماء، وأهل بيتي أمان لأهل الأرض»

ومن هاهناقد بان نفع وجؤده*** لكل الورى من أنكروه ومن قروا

وكم مثل ذا ما لو تأملتم به*** لكم لاح من أسراره البطن والظهر

ومن مات لم يعرف إمام زمانه(1)لم نعثر على هذا الحديث في المصدر المطبوع، وحكاه عنه عدة منهم : التستري في (الصوارم المهرقة : 263)(2)المستدرك على الصحيحين: 77/1، وفيه : عليه إمام جماعة (3)سورة الإسراء آية 71(4)الدر المنثور : 194/4(5) ***يصرح عما ندعيه ويفتر

ويا ليت شعري لوسئلت من الذي*** إذا مت لم تعرفه عاجلك الخسر

وفي أي ثقل قد تمسكت طائعا*** نبيك في أهليه إذ جاءك الأمر

ص: 131


1- أشار بذلك إلى ما أخرجه الحميدي كما حكي في (الجمع بين الصحيحين) ، عن النبي صلي الله عليه و آله و أنه قال : من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ميتة جاهلية»
2- وما أخرجه الحاكم كما حكي أيضا، وصححه عن ابن عمر أن رسول الله صلي الله عليه و آله قال : من مات وليس عليه إمام، فإن موته موتة جاهلية».
3- . ولا يخفى على الخبير أن هذا من باب المبالغة؛ للاتفاق على أن جهل الإمام لا يوجب الكفر. وعن (الدر المنثور) للسيوطي، قال : أخرج ابن مردویه، عن علي عليه السلام قال : «قال رسول الله صلي الله عليه و آله في قول الله تعالى : «يَومَ نَدعُوا كُلَّ أناس بِإمامِهِم»
4- ، قال : يدعی کل قوم بإمام زمانهم، وكتاب ربهم، وسنة نبيهم»
5- .

أتكفرها من بعد ما قد تواترت*** وسلم فيها الكل لا الشفع والوتر

أجل أم تقل في غير آل محمد*** مؤولة تلك الأحاديث والزبر

فجئنا بأهدى منهم نتبعهم*** وإلا فمن زيد إذا عد أو عمرو

ومن ذا جميعا بان لابد ثم من*** إمام هدى لم يخل من شخصه عصر

وقولك: (هذا الوقت داع لمثله) ***ضلال فلا ظلم توالی و لاشر

وما ظلم ذاك الوقت إلا إذا ملا ال-*** -بقاع وما تحت السما الكفر والغدر (1)في الأصل بياض، وما بين المعقوفين أثبتناه من المصدر(2)كذا، وفي بعض النسخ الخطية للمصدر :( الكرب)(3)في الأصل : (يكون بينهم)، وما أثبتناه من المصدر(4)لم ترد في المصدر : (منا) (5)في الأصل : (فيضطرب أهل الشام إلى فلسطين)(6)في الأصل : (الملك)(7)في الأصل : (خر ستا)(8)في الأصل : (ذهاب) (9)في الأصل: (ما لك)(10)في الأصل: (الخوف )، وما أثبتناه من المصدر(11)في الأصل: (فتخرج ، وما أثبتناه من المصدر (12)في الأصل : (خلفائكم) ، وما أثبتناه من المصدر(13)في الأصل : (ثم يجيبهم فيجيء يوم الجمعة) (14)في الأصل : (فيأمر) ، وما أثبتناه من المصدر (15)في الأصل : (عتبة)، وما أثبتناه من المصدر(16)كذا، وفي المصدر : (بن مرة بن كلب بن سلمة بن يزيد بن عثمان بن خالد بن يزيد بن معاوية بن أبي سفيان بن صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس)(17)في الأصل : (من) ، وأدرج الشارح رحمه الله فوقها : (إلى خ. ل)، وما أثبتناه يوافق المصدر المطبوع المحقق، وغيره ممن نقل عنه(18)في الأصل : (يجمع) ، وما أثبتناه من المصدر (19)في الأصل : (ويلاحق بهم)، وما أثبتناه من المصدر(20)في الأصل : (فيأتيهم منه) ، وما أثبتناه من المصدر(21)في الأصل : (ببطن الوادي في الأردن) ، وما أثبتناه من المصدر وغيره (22)في الأصل : (الرحمة من قلبه) ، وما أثبتناه من المصدر(23)في الأصل : (أذله) ، وما أثبتناه من المصدر(24)في الأصل : (صالح )، بدلا من : (أحد)، وما أثبتناه من المصدر (25)في الأصل : (آخر)، بدلا من : (أثر )، وما أثبتناه من المصدر (26)في الأصل: (المزامير)، وما أثبتناه من المصدر (27)في الأصل : (فرضه) ، وما أثبتناه من المصدر(28)في الأصل : (كل من)، وما أثبتناه من المصدر (29)في الأصل : (أذنبنا)، وما أثبتناه من المصدر(30)في الأصل : (فعل) ، وما أثبتناه من المصدر(31))في الأصل : (اسمهما)، وما أثبتناه من المصدر (32)في الأصل :( فيغلى دماء هما )، وفي بعض النسخ الخطية للمصدر : (فيغلى دمهما)، وما أثبتناه من المصدر (33)في الأصل : (غلي) ، وما أثبتناه من المصدر (34)في الأصل : (غاباتهم)، وما أثبتناه من المصدر (35)في الأصل : (الدين )، بدلا من : (الزي) ، وما أثبتناه من المصدر (36)في الأصل : (إني لأعرف أسماءهم)، وما أثبتناه من المصدر (37)في الأصل : (انحلى )، وما أثبتناه من المصدر(38)في الأصل : (الصباح) ، وما أثبتناه من المصدر(39)ما بين المعقوفين أثبتناه من المصدر (40)في الأصل : (لأنه) ، وما أثبتناه من المصدر (41)في الأصل : (إلى أن تولوا)، والصحيح ما أثبتناه من المصدر(42)في الأصل : (الفاحشة) ، وما أثبتناه من المصدر (43)في الأصل : (برا)، وما أثبتناه من المصدر (44)في الأصل : (بما لا )، وما أثبتناه من المصدر (45)في الأصل : (ذهبا)، وما أثبتناه من المصدر (46)في الأصل : (ولا تتبعوا هاربة)، بدلا من : (ولا تبيعوها ربة )، والصحيح ما أثبتناه من المصدر(47)في الأصل : (على مستأمن) ، وما أثبتناه من المصدر(48)في الأصل : (اولا تبغوا) ، والصحيح ما أثبتناه من المصدر، وفي بعض النسخ الخطية للمصدر :(ولا تنفقوا) (49)في الأصل: بعد حاجبا : (ولا بوابا)، ولم نجده في المصدر (50)في الأصل : (وارتضوا لي )، بدلا من : (وأني لكم وتفوا لي) ، وما أثبتناه من المصدر (51)في الأصل : (فيفتح) ، وما أثبتناه من المصدر (52)كذا، وفي المصدر : (و تطيعه) .(53)كذا، وفي المصدر : (ويكون)(54)في الأصل : (جمعهم) ، وما أثبتناه من المصدر(55)في الأصل : (راياته) ، وما أثبتناه من المصدر (56)في الأصل : (و تخالفه) ، وما أثبتناه من المصدر(57)في الأصل : (ويسير) ، وما أثبتناه من المصدر(58)في الأصل : (الدس)، بدلا من : (القرى)، وما أثبتناه من المصدر (59)في الأصل : (فيلحقه) ، وما أثبتناه من المصدر(60)في الأصل : (آیات) ، وما أثبتناه من المصدر(61)في الأصل : (فيسقط )، وما أثبتناه من المصدر(62)في الأصل : (يديه) ، وما أثبتناه من المصدر(63)في الأصل : (هما) ، وما أثبتناه من المصدر(64)كذا، وفي المصدر : (بالشام) (65)في الأصل : (يخرج) ، وما أثبتناه من المصدر(66)في الأصل : (و رجله)، وما أثبتناه من المصدر (67)في الأصل : (بمائتي)، بدلا من: (في مائتي)، وما أثبتناه من المصدر(68)في الأصل : (بحيرة )، وما أثبتناه من المصدر(69)في الأصل : (الإيمان) ، وما أثبتناه من المصدر(70)في الأصل كلمة : (يملك )، وفوقها (يهلك خ.ل)، والصحيح ما أثبتناه من المصدر(71)في الأصل : (فيمضي)، وما أثبتناه من المصدر (72)في الأصل : (ضباح)، وما أثبتناه من المصدر(73)في الأصل : ويسحب ويوقف ، بدلا من: (و سحب، فيوقفه)، وما أثبتناه من المصدر (74)في الأصل : (يا ابن عم )، وما أثبتناه من المصدر (75)كذا، وفي المصدر : (أكون)(76)(ويقولون) : لم ترد في المصدر (77)في الأصل : (ضباح)، وما أثبتناه من المصدر (78)في الأصل : (ضباح)، وما أثبتناه من المصدر (79)في الأصل : (فيهللون ويكبرون)، وما أثبتناه من المصدر(80)في الأصل : (و كان) ، وما أثبتناه من المصدر (81)في الأصل : (أندلس)، وما أثبتناه من المصدر(82)في الأصل :(و أخربوا)، وما أثبتناه من المصدر (83)في الأصل : (فيها) ، وما أثبتناه من المصدر(84)في الأصل : (فينتقل)، وما أثبتناه من المصدر(85)في الأصل : (يجيش)، وما أثبتناه من المصدر(86)في الأصل : (غنيمة) ، وما أثبتناه من المصدر (87)

ص: 132


1- قال يوسف بن يحيى أبو بدر السلمي المتوفى سنة [685 ه]
2- ، في آخرالفصل الثاني من الباب الرابع من كتاب (عقد الدرر في أخبار الإمام المنتظر) على ما حكي عنه ما نصه: «ولنختم هذا الفصل بشيء من كلام الإمام علي بن أبي طالب علي السلام و هازم الأبطال، فيما تضمنه من الأهوال الشديدة، والأمور الصعاب، وخروج الإمام المهدي مفرج الكروب
3- ، ومفرق الأحزاب، وفي ذلك أدل دليل على فضله وكرامته بلغه الله تعالى أفضل سلامه وتحياته : عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام قال : تختلف ثلاث رايات: راية بالمغرب، ويل لمصر وما يحل بها منهم، وراية بالجزيرة، وراية بالشام، تدوم الفتنة بينهم سنة ، ثم يخرج رجل من ولد العباس بالشام، حتى (تكون منهم)
4- مسيرة ليلتين، فيقول أهل المغرب : قد جاء کم قوم (منا)
5- حفاة أصحاب أهواء مختلفة، (فتضطرب الشام وفلسطين)
6- ، فتجتمع رؤساء الشام وفلسطين، فيقولون : اطلبوا (ملك)
7- الأول، فيطلبونه فيوافونه بغوطة دمشق بموضع يقال لها: (حرستا)
8- ، فإذا أحس بهم هرب إلى أخواله کلب، وذلك (دهاء)
9- منه . ويكون بالوادي اليابس عدة عديدة، فيقولون له : يا هذا، (ما يحل لك)
10- أن تضيع الإسلام، أما ترى ما الناس فيه من (الهوان)
11- والفتن؟ فاتق الله واخرج أما تنصر دينك؟ فيقول : لست بصاحبكم، فيقولون : ألست من قریش، من أهل بیت الملك القديم، أما تغضب لأهل بيتك وما نزل بهم من الذل والهوان؟ (ويخرج)
12- راغبا في الأموال والعيش الرغد، فيقول: اذهبوا إلى (حلفائكم)
13- الذين كنتم تدينون لهم هذه المدة . (ثم يجيئهم، فيخرج في يوم جمعة)
14- ، فيصعد منبر دمشق وهو أول منبر يصعده، فيخطب و(يأمرهم)
15- بالجهاد، ويبايعهم على أنهم لا يخالفون له أمرا ، رضوه أم كرهوه . فقام رجل فقال : ما اسمه يا أمير المؤمنين؟ فقال : هو حرب بن (عنبسة)
16- -(وساق نسبه إلى يزيد بن معاوية-
17- .، ملعون في السماء، ملعون في الأرض، أشر خلق الله عزوجل أبا، وألعن خلق الله جدا، وأكثر خلق الله ظلما. قال : ثم يخرج (إلى)
18- .الغوطة، فما يبرح حتى (يجتمع)
19- الناس إليه، (و تتلاحق به)
20- أهل الضغائن، فيكون في خمسين ألفا، ثم يبعث إلى كلب، فيأتيه منهم
21- مثل السيل، ويكون في ذلك الوقت رجال البربر يقاتلون رجال الملك من ولد العباس، فيفاجئهم السفياني في عصائب أهل الشام، فتختلف الثلاث رايات: رجال ولد العباس هم الترك والعجم، وراياتهم سوداء، وراية البربر صفراء، وراية السفياني حمراء، فيقتتلون (ببطن الأردن)
22- قتالا شديدا، فيقتل فيما بينهم ستون ألفا، فيغلب السفياني ... (إلى أن قال) : وينزع الله (من قلبه الرحمة)
23- ، ثم يسير إلى الموضع المعروف بقرقيسيا، فيكون له بها وقعة عظيمة، ولا يبقى بلد إلا بلغه خبره، فيداخلهم من ذلك الجزع، ثم يرجع إلى دمشق، وقد (دان له الخلق)
24- ، فيجيش جیشین : جيش إلى المدينة، وجيش إلى المشرق، فأما جيش المشرق فيقتلون بالزوراء سبعين ألفا، ويبقرون بطون ثلاثمائة امرأة، ويخرج الجيش إلى الكوفة، فيقتل بها خلقا. وأما جيش المدينة إذا توسطوا البيداء صاح بهم صائح، وهو جبریل عليه السلام فلا يبقى منهم (أحد)
25- إلا خسف الله به، ويكون في (أثر)
26- الجيش رجلان يقال لهما : بشير ونذير، فإذا أتيا الجيش لم يريا إلا رؤوسا خارجة على الأرض، فيسألان جبريل عليه السلام ما أصاب الجيش؟ فيقول : أنتما منهم؟ فیقولان : نعم، فيصيح بهما، فتتحول وجوههما القهقرى، ويمضي أحدهما إلى المدينة وهو بشیر، فيبشرهم بما سلمهم الله عزوجل منه، والآخر نذیر، فيرجع إلى السفياني، فيخبره بما نال الجيش عند ذلك . قال : (وعند جهينة الخبر اليقين) ؛ لأنهما من جهينة . ثم يهرب قوم من ولد رسول الله صلي الله عليه و آله إلى بلد الروم، فيبعث السفياني إلى ملك الروم : رد إلي عبيدي، فيردهم إليه، فيضرب أعناقهم على الدرج شرقي مسجد دمشق، فلا ينكر ذلك عليه . ثم يسير في سبعين ألفا نحو العراقين الكوفة، والبصرة، ثم يدور الأمصار والأقطار، ويحل عرى الإسلام عروة بعد عروة، ويقتل أهل العلم، ويحرق المصاحف، ويخرب المساجد، ويستبيح الحرام، ويأمر بضرب الملاهي (والمزاهر)
27- في الأسواق، والشرب على قوارع الطريق، ويحلل لهم الفواحش، ويحرم عليهم كل (ما افترضه)
28- الله عزوجل عليهم من الفرائض، ولا يرتدع عن الظلم والفجور، بل يزداد تمردا وعتوا وطغيانا، ويقتل (من كان)
29- اسمه محمد، وأحمد، وعلي، وجعفر، وحمزة، وحسن، وحسين، وفاطمة، وزينب، ورقية، وأم کلثوم، وخديجة، وعاتكة؛ حنقا وبغضا لآل بیت رسول الله صلي الله عليه و آله. ثم يبعث فيجمع الأطفال، ويغلي الزيت لهم، فيقولون : إن كان آباؤنا عصوك فنحن (ما ذنبنا)؟
30- ، فيأخذ منهم اثنين، اسمهما حسن وحسین فيصلبهما، ثم يسير إلى الكوفة، فيفعل بهم كما فعله
31- بالأطفال، ويصلب على باب مسجدها طفلين (أسماؤهما)
32- حسن وحسین، (فتغلي دماؤهما)
33- كما (غلى)
34- دم يحیی بن زکریا علیهما السلام، فإذا رأى ذلك أيقن بالهلاك والبلاء، فيخرج هاربة منها متوجها إلى الشام، فلا يرى في طريقه أحدا يخالفه، فإذا دخل دمشق اعتكف على شرب الخمر والمعاصي، ويأمر أصحابه بذلك ويخرج السفياني وبيده حربة، فيأخذ امرأة حاملا فيدفعها إلى بعض أصحابه ويقول : افجر بها في وسط الطريق، فيفعل ذلك، ويبقر بطنها، فيسقط الجنين من بطن أمه، فلا يقدر أحد أن يغير ذلك، فتضطرب الملائكة في السماء، فيأمر الله عزوجل جبريل عليه السلام، فيصيح على سور مسجد دمشق : ألا قد جاءكم الغوث يا أمة محمد، قد جاءكم الغوث يا أمة محمد، قد جاءكم الفرج، وهو المهدي عليه السلام خارج من مكة فأجيبوه . ثم قال (صلوات الله عليه) : ألا أصفه لكم، (ثم ذكر بعضه) ، ثم قال عليه السلام: فيجمع الله عزوجل و أصحابه على عدد أهل بدر، وعلى عدد أصحاب طالوت، ثلاثمائة وثلاثة عشر رجلا، كأنهم ليوث خرجوا من (غابة)
35- ، قلوبهم مثل زبر الحدید، لو هتموا بإزالة الجبال لأزالوها عن موضعها، (الزي)
36- واحد، واللباس واحد، كأنما آباؤهم أب واحد. ثم قال أمير المؤمنين عليه السلام: وإني لأعرفهم (وأعرف أسماءهم)
37- ثم سماهم، وقال : ثم يجمعهم الله تعالى من مطلع الشمس إلى مغربها في أقل من نصف ليلة، فيأتون مكة، فيشرف عليهم أهل مكة فلا يعرفونهم، فيقولون : كبسنا أصحاب السفياني، فإذا (تجلى)
38- لهم (الصبح)
39- يرونهم طائعين مصلين، فینکرونهم، فعند ذلك يقيض الله لهم من يعرفهم المهدي عليه السلام وهو مختف فيجتمعون إليه، فيقولون [له]
40- أنت المهدي؟ فيقول : أنا أنصاري، والله ما كذب، (وذلك أنه)
41- ناصر الدين. ويتغيب عنهم، فيخبرونهم أنه قد لحق بقبر جده عليه السلام، فيلحقونه بالمدينة، فإذا أحس بهم رجع إلى مكة، فلا يزالون به إلى أن يجيبهم إلى ذلك، فيقول لهم : إني لست قاطعا أمرا حتى تبايعوني على ثلاثين خصلة تلزمكم لا تغيرون منها شيئا، ولكم علي ثماني خصال، قالوا : قد فعلنا ذلك، فاذكر ما أنت ذاكر یابن رسول الله صلي الله عليه و آله فيخرجون معه إلى الصفا، فيقول : أنا معكم (على أن لا تولوا)
42- ، ولا تسرقوا، ولا تزنوا، ولا تقتلوا محرما، ولا تأتوا (فاحشة)
43- ، ولا تضربوا أحدا إلا بحقه، ولا تكنزوا ذهبا ولا فضة ولا (تبرا)
44- ، ولا شعيرا، ولا تأكلوا مال اليتيم، ولا تشهدوا بغير ما
45- تعلمون، ولا تخربوا مسجدا، ولا تقبحوا مسلما، ولا تلعنوا مؤاجرا إلا بحقه، ولا تشربوا مسكرا، ولا تلبسوا (الذهب)
46- ولا الحرير ولا الديباج، ولا تبيعوها (ربا)
47- ، ولا تسفكوا دما حراما، ولا تغدروا (یمستأمن)
48- ، (ولا تبقوا)
49- علی کافر ولا منافق، وتلبسون الخشن من الثياب، وتتوسدون التراب على الخدود، وتجاهدون في الله حق جهاده، ولا تشتمون، وتكرهون النجاسة، وتأمرون بالمعروف، وتنهون عن المنکر. فإذا فعلتم ذلك فعلي أن لا أتخذ (حاجبا)
50- ، ولا ألبس إلا كما تلبسون، ولا أركب إلا كما تركبون، وأرضى بالقليل، وأملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا، وأعبد الله عزوجل حق عبادته، (أفي لكم وتفوا لي)
51- .قالوا :رضينا، واتبعنا على ذلك، فيصافحهم رجلا رجلا. (ويفتح)
52- الله عزوجل له خراسان، (ويطيعه)
53- أهل اليمن، وتقبل الجيوش أمامه، (وتكون)
54- همدان وزراءه، وخولان جيوشه، وحمير أعوانه، ومضر قواده، ويكثر الله عزوجل (جمعه)
55- بتميم، ويشد ظهره بقيس، ويسير (ورايته)
56- أمامه، وعلى مقدمته عقيل، وعلى ساقته الحارث، (وتحالفه)
57- ثقيف وغداف، (وتسير)
58- الجيوش حتى تصير بوادي (القرى)
59- في هدوء ورفق. (ويلحقه)
60- هناك ابن عمه الحسني في اثني عشر ألف فارس، فيقول: یابن عم، أنا أحق بهذا الجيش منك، أنا ابن الحسن وأنا المهدي، فيقول المهدي عليه السلام: بل أنا المهدي، فيقول الحسني له : هل لك من (آية)
61- فنبايعك؟ فيومئ المهدي عليه السلام إلى الطير (فتسقط)
62- على (يده)
63- ، ويغرس قضيبا في بقعة- من الأرض فيخضر ويورق، فيقول له الحسني : [يابن عم] (هي)
64- لك، ويسلم إليه جيشه ويكون على مقدمته، واسمه على اسمه . وتقع الضجة (في الشام)
65- ألا إن أعراب الحجاز قد خرجوا إليكم، فيجتمعون إلى السفياني بدمشق، فيقولون : أعراب الحجاز قد جمعوا علينا، فيقول السفياني لأصحابه : ما تقولون في هؤلاء القوم؟ فيقولون : هم أصحاب نبل وإبل، ونحن أصحاب العدة والسلاح، أخرج بنا إليهم. فيرونه قد جبن، وهو عالم بما يراد منه، فلا يزالون به حتى (يخرجوه)
66- فيخرج بخيله (ورجاله)
67- وجيشه (في مائتي)
68- ألف وستين ألفا، حتى ينزلوا (ببحيرة)
69- طبرية، فيسير المهدي عليه السلام بمن معه، لا يحدث في بلد حادثة إلا الأمن (والأمان)
70- والبشري، وعن يمينه جبريل، وعن شماله میکائیل عليهما السلام لها، والناس يلحقونه من الآفاق، حتى يلحقوا السفياني على بحيرة طبرية. ويغضب الله تعالى على السفياني وجيشه، ويغضب سائر خلقه عليهم حتی الطير في السماء فترميهم بأجنحتها، وإن الجبال لترميهم بصخورها، فتكون وقعة (يهلك)
71- الله عزوجل فيها جيش السفياني، (ويمضي)
72- هاربا، فيأخذا رجل من الموالي اسمه (صباح)
73- ، فيأتي به إلى المهدي عليه السلام وهو يصلي العشاء الآخرة فيبشره، فيخفف في الصلاة ويخرج، ويكون السفياني قد جعلت عمامته في عنقه (وسحب، فيوقفه)
74- بين يديه، فيقول السفياني للمهدي : يا ابن (عمي)
75- من علي بالحياة (أكن)
76- سيفا بين يديك، وأجاهد أعداءك، والمهدي جالس بين أصحابه وهو أحيي من عذراء، فيقول : خلوه. فيقول أصحاب المهدي عليه السلام : يابن بنت رسول الله، تمن عليه بالحياة وقد قتل أولاد رسول الله صلي الله عليه و آله [ويقولون]
77- :ما نصبر على ذلك، فيقول : شأنكم وإياه، اصنعوا به ما شئتم، وقد كان خلاه وأفلته، فيلحقه (صباح)
78- في جماعة إلى عند السدرة، فيضجعه ويذبحه ويأخذ رأسه، ويأتي به المهدي عليه السلام (فتنظر)
79- شیعته إلى الرأس (فيكبرون ويهللون)
80- ، ويحمدون الله تعالى على ذلك، ثم يأمر المهدي عليه السلام بدفنه . ثم يسير في عساکره فينزل دمشق، و(قد كان)
81- أصحاب (الأندلس)
82- أحرقوا مسجدها، (وأخربوه)
83- وأخربوا، فيقيم في دمشق مدة، ويأمر بعمارة جامعها، وإن دمشق فسطاط المسلمين يومئذ، وهي خير مدينة على وجه الأرض في ذلك الوقت، ألا وفيها آثار النبيين، وبقايا الصالحين، معصومة من الفتن، منصورة على أعدائها، فمن وجد السبيل إلى أن يتخذ (بها)
84- موضعا ولو مربط شاة، فإن ذلك خير من عشرة حيطان بالمدينة، (تنتقل)
85- أخیار العراق إليها، ثم إن المهدي عليه السلام يبعث (جيشا)
86- إلى أحياء كلب، والخائب من خاب من (سبي)
87- کلب».والله العالم بالصواب. هذا أقل قليل مما رواه علماء العامة ومشايخهم في ولادته عليه السلام، وفي الآيات والعلامات السابقة على ظهوره عليه السلام وحيث كان مبنى النقود والردود على ذكر رواياتهم، ترکنا ما رواه علماؤنا الإمامية في هذا الشأن، ولو رمنا ذكرها وحصرها لاحتجنا إلى مجلد ضخم، والله الموفق

ص: 133

ص: 134

ص: 135

ص: 136

ص: 137

ص: 138

ص: 139

ص: 140

ص: 141

بحيث لو استبقى من الناس مؤمن*** لأهلكه ما بينها الخوف والحذر

هناك له يأتي الإله بعده*** كعدة ما للمصطفى ضمنت بدر

ويأتي له من ربه الإذن عندها*** فيملاها قسطا ويرتفع المكر

ولم يأت للآن النداء من السما*** على احد هذا هو الخلف الطهر

وحاشاه أن يعصي ويخرج قبل أن*** يجيء له من ربه الاذن والنصر

ومنا إله العرش أدرى بفعله*** وليس لنا نهي عليه ولا أمر

ولم نعترض هلا أذنت بوقتنا*** (ففيه توالى الظلم وانتشر الشر)

على أنه لا ظلم باد وهذه ***ملوك بني عثمان آثارها غر

وراياتها في كل شرق ومغرب*** على طي اعناق المملوك لها نشر

بسلطاننا عبد الحميد(1)قد اغتدت***ثغوربني الإسلام بالعدل تفتر

بيض أياديه وزرق سيوفه*** جميع بقاع الأرض يانعة ځضر

ولم نر في الأعصار عصر كعصره*** به انبسط الإيمان وانتشر البشر

ومنه قد استوجبت حدا وإنما ***بقولك ذا عماله الصيد لم يدروا

على أنه لؤ سلم الظلم في الورى ***وأن جميع الأرض قد عممها النكر

فذاك عليكم وارد؛ حيث إنه ***إلى الآن لم يولد ولم يبده الدهر

وقولك: (من خوف الطغاه قد اختفى) ***وأن ذاك شيء (لا يجوزه الحجر)

كقولك: (من خوف الأذاه قد اختفى ***وذلك قول عن معایب يفتر)

ص: 142


1- هو الرابع والثلاثون من الملوك العثمانيين، ابن السلطان عبد المجيد، والجالس على سرير الملك سنة 1293 ه ، والمخلوع سنة 1325ه، وحيث كان نظم القصيدة في عهده، اقتضى المقام نظم هذه الأبيات على هذه الصفة

ويتلوها هذا (الإختفاء بأمر من*** له الأمر في الأكوان والحمد والشكر)

وإن رمت توضیح المقال لدفع ما*** به وقع الإشكال والتبس الأمر

فاجمعها طول على غير طائل*** وتكوير الفاظ بها قبح الكر

وما الكل إن لاحظتها غير شبهة*** لكل جهول ما له مسكه تعرو

فمنا اغتنم حلا ونقضأ جوابها*** على أن هذا الأمر مسلكه وعر

وذلك أن الله أرسل رسله*** فلم يبق للعاصي بمعصية عذر

ودلت عليه بالعقول خوارق ***معجزة كيلا يقال هي السحر

ولو أنهم في كل حال يرى لهم*** على كل من عاداهم الفتح والنصر

لأوشك من ضعف العقول يرونهم*** عن الله أربابا فينعكس الأمر

فمن أجل هذا لم يزل لعداهم ***عليهم على طول المدى القهر والظفر

ويشهد فيما قلته كل من له*** بأحوال رسل الله من قبل ذا سبر

وإلا فقل مذ غاب في الغار أحمد ***وصديقه لما أطلهم المكر

(أيعجز رب الخلق عن نصر جزبه*** على غيرهم حاشا فهذا هو الكفر)

وليتك مذ منك المعاني تكسرت*** حفظت مبانيها فلم يعرها الكسر

بلی حينما قد خانك النصر جئنتا*** تقول (بها)(1)،( وهو المؤيده النصر)

وقد بان من هذا بأن لو بكل ما*** تقول التزامنا ما علينا بها ضر

وإن خلافا منك ذا حيث لم تكن ***بحسن تقول الأشعريه والجبر

ولا حسن إلا ما به الشرع قد أتى*** ولا قبح إلا عنه ما قد أتى الزجر

فكان جديرا لو سألت من الذي*** يقول به ما قاله الشارع الطهر

ص: 143


1- في الأصل : (به)، وما أثبتناه من (كشف الأستار . الملحق)

وطالبت في دعواه حق دليلها*** فإن قاله فالحمد لله والشكر

وإن لم يقله كان حقا عليك لو ***سخرت بها واهتزك الجهل والكبر

ولكن بحمد الله أصبحت أجهل ال-*** أنام فلا عرف لديكم ولا نكر

رددت دعاوينا بأسوأ فريه*** كما ردها يوما بسوأته عمرو

حفرت لنا بئرا لتوقعنا بها*** وقد أوقعتكم في حفيرتها البئر

وشعرك لم يعذب على أن كله*** افتراء وها بالكذب يستعذب الشعر

ولكن من العجز اخترعت كواذبا***تثير من الأحقاد ما كمن الصدر

شققت عصا الإسلام فيها وان ذا*** بإيحاء أهل الكفر كي يغلب الكفر

شياطينهم غرتك فيه وإنما*** قد استلبت إيمانك البيض والصفر

فترجمت من تلك الأباطيل جيفة*** كستها بنتن الخبث ألفاظك الغبر

وألقيت بالبغضاء في أهل ملة*** ليشغلها ما بينها الكروالفر

فتأخذها الأعداء من كل جانب*** وتنهش أسد الدين أكلبها العقر

أجل فاختراع الكذب فيكم سجية*** ففيكم على أشياخكم يقتفي الأثر

فكم نسبوا أمرا إلينا ولم يفه*** به أحد منا ولا ضمه سفر

فذا الهيثمي كم في صواعقه رمي***إلينا أمورا ليس فينا لها ذكر(1)وقد ذكر ذلك -نسبته إلى السيد حيدر الحلي - السيد محمد صادق آل بحر العلوم رحمه الله في کشکول له (مخطوط ) برقم 107 في مكتبته رحمه الله، ونسب الشيخ محمد علي اليعقوبي هذا التشطير في (البابليات) : 3 ق51/2 إلى الأديب السيد عبد المطلب الحلي. (2)في الأصل : (تستر)، وما أثبتناه من المصادر(3)في الأصل : (رب العالمين و إنكم)، وما أثبتناه من المصادر(4)لهذه الكلمة تأويل يفهمه اللبيب، أعرضنا عن ذكره(5)ينظر : ديوان السيد محمد مهدي بحر العلوم : 123-130(6)ينظر : کشف الأستار : 212(7)كذا، وفي بعض نسخ الخرائج و مصادر أخرى:(المادرائي) أو (المادرائي)(8)كذا في النسخ والمصادر، والظاهر أنه تصحيف (المعتمد). حيث بويع أبو العباس أحمد بن طلحة المعتضد بالله في اليوم الذي مات فيه المعتمد على الله عمه، وهو يوم الثلاثاء لاثنتي عشرة ليلة بقيت من رجب سنة سبع وسبعين ومائتين، بينما قبض الإمام الحسن العسكري عليه السلام في سنة ستين ومائتين . (ينظر : مروج الذهب : 111/4و143).(9)في الأصل : (عبيد)، وما أثبتناه من المصدر (10)الخرائج والجرائح :460/1 ب 13 ح 5(11)في الأصل والبحار : (بعثوا) ، وما أثبتناه من المصدر (12)ما بين المعقوفين أثبتناه من المصدر(13)لم ترد في المصدر : (و حفظوه).(14)و لم ترد في المصدر : (الأمير)(15)في المصدر : (فخذوه)(16)في المصدر : (إنه مر عليك وما أمرت بأخذه)(17)الخرائج والجرائح :942/2(18)في الأصل بياض، وما أثبتناه من المصادر


1- قال شهاب الدين أحمد بن حجر الهيثمي المتوفى سنة 973 ه في (الصواعق المحرقة، صحيفة 103، طبع مصر) بعد أن نقل عن مؤلفات أصحابه بعض الافتراءات على الفرقة الإمامية ما هذا نص عبارته: «ثم المقرر في الشريعة المطهرة أن الصغير - يعني به المهدي عليه السلام - لا تصح ولايته، فكيف ساغ لهؤلاء الحمقى المغفلين أن يزعموا إمامة من عمره خمس سنين، وأنه أوتي الحكم صبیا، مع أنه صلي الله عليه و آله يخبر به، ما ذلك إلا مجازفة وجرأة على الشريعة الغراء. قال بعض أهل البيت : وليت شعري من المخبر لهم بهذا، وما طريقه،ولقد صاروا بذلك- وبوقوفهم بالخيل على ذلك السرداب وصياحهم بأن يخرج إليهم -ضحكة لأولي الألباب ».(انتهى موضع الحاجة من كلامه ). ونحن لا نتعرض لرد قوله : (فكيف ساغ ... إلى قوله : إنه صلي الله عليه و آله لم يخبر به)؛ لأنا قد ذكرنا فيما تقدم ما يدل على ذلك من كلمات أصحابه ورواياتهم مستوفي، وهو لعمري كاف في دحض حججه الواهية لو أنصف، ولكم هلم الخطب فيما لفقه من الأقاويل والافتراءات على الفرقة الإمامية، بما يحمر منه وجه الإنسانية خجلا، وهم بريئون منها براءة الذئب من دم يوسف، فهذه كتب أصحابنا الإمامية ومؤلفاتهم بمرأى ومسمع، قد ملأت الأصقاع والأمصار بفضل المطابع خالية مما افتراه عليهم، وليس فيها من ذلك عين ولا أثر، فانظر واعجب، وما عشت أراك الدهر عجبا! وليته ذكر لنا من أي كتاب أخذ ذلك ونسبه إليهم، غفرانك اللهم ورحماك من هذه الافتراءات، التي تكاد السماوات يتفطرن منها، وتنشق الأرض، وتخر الجبال هذا، فبشرع الحق وذمة الإنصاف، هل يسوغ العقل السليم أو الشرع المطهر أن ينسب إلى هذه الفرقة المحقة مثل هذه الخرافات والخزعبلات، فاحكموا یا منصفون ! بعينك يا رسول الله ما تقاسي الشيعة من المحن والبلايا، فصبر جميل . ولم يكفه ذلك حتى استحسن قول القائل : ما آن للسرداب أن يلد الذي*** صيرتموه بجهلكم إنسانا فعلى عقولكم العفاء فإنكم*** (ثلثتم) العنقاء والغيلانا ولقد أحسن وأجاد الشاعر المفلق السيد (حيدر الحلي)
2- في تشطير هذين البيتين حيث قال : لا فض فوه -: (ما آن للسرداب أن يلد الذي)*** فيه تغيب
3- عنكم كتمانا هو نور رب (العرش إلا)
4- أنكم*** (صيرتموه بجهلكم إنسانا) (فعلى عقولكم العفاء فإنكم*** أنكرتم بجحوده القرآنا لو لم تثنوا (العجل)
5- ما قلتم لنا***ثلثتموا العنقاء والغيلانا) ولجدنا الأعلى العلامة العيلم العلم السيد محمد مهدي بحر العلوم طاب ثراه أجوبة أربعة في رد هذين البيتين، تشتمل على اثنين وثلاثين بيتا، توجد في دیوانه المخطوط عندنا، أبدع فيها في الرد بما لم يسبقه أحد
6- . فقد علمت أنه ليس في كتب أصحابنا الإمامية أن المهدي عليه السلام غاب في السرداب، وأنه موجود فيه إلى الآن، ومنه يكون خروجه كما افتري عليهم. وأما سبب تعظيمهم للسرداب وتعاهدهم إياه والصلاة فيه، فهو ما ورد من أخبار أئمتهم الهداة من بعض الأعمال المندوبة فيه؛ لكونه دار العسكريين عليهما السلام التي فيها قبر اهما، ومحل عبادتهما وعبادة المهدي عليه السلام، فهو من البيوت التي أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه، ووردت منهم [وورد عنهم -ض-] عليه السلام استحباب زيارة المهدي عليه السلام فيه، ورويت له فيه معجزة ذكرها الفاضل الجامي الذي هو أحد المعترفين بولادته عليه السلام من علماء أهل السنة، كما تقدم. وإني أحسب أنهم لما رأوا في كتب الزيارات تسميته ب-(سرداب الغيبة) ،توهموا أن الشيعة يعتقدون بوجود المهدي فيه وأنه محل غيبته، مع أنه لم يوجد في كتب أصحابنا الإمامية ما يدل على أنه عليه السلام غاب في السرداب، ولا أنه يخرج منه عند ظهوره، بل يعتقدون أن خروجه يكون من مكة، ويبايعونه بين الركن والمقام. ولعل سبب تسميتهم له ب-(سرداب الغيبة) ما ذكره نور الدين عبد الرحمن الجامي في (شواهد النبوة) على ما حكي
7- ، وهذا نصه : «عن رشیق صاحب (المادراي)
8- قال : بعث إلينا (المعتضد)
9- ونحن ثلاثة نفر ... (إلى أن قال): فوافینا سامرة، فوجدنا الأمر كما وصفه، وفي الدهليز خادم أسود وفي يده تكة ينسجها، فسألناه عن الدار ومن فيها؟ فقال : صاحبها، فوالله ما التفت إلينا، وقل اكتراثه بنا، فكبسنا الدار كما أمرنا، فوجدنا دارا سريه، ومقابل الدار ستر ما نظرت قط إلى أنبل منه، كأن الأيدي رفعت عنه في ذلك الوقت، ولم يكن في الدار أحد، فرفعنا الستر فإذا بيت كبير كأن بحرا فيه، وفي أقصى البيت حصير قد علمنا أنه على الماء، وفوقه رجل من أحسن الناس هيئة قائم يصلي، فلم يلتفت إلينا ولا إلى شيء من أسبابنا، فسبق أحمد بن (عبد)
10- الله ليتخطى البيت، فغرق في الماء...)، (إلى هنا حكي الحديث عن بعض نسخ الخرائج للقطب الراوندي)
11- . وعن بعضها : ثم (بعث)
12- بعد ذلك عسكرة أكثر [من الأول]
13- ، فلما دخلوا الدار سمعوا من السرداب قراءة القرآن، فاجتمعوا على بابه [وحفظوه]
14- حتى لا يصعد ولا يخرج، وأميرهم قائم حتى يصل العسكر كلهم، فخرج من السكة التي على باب السرداب، ومر عليهم، فلما غاب قال [الأمير]
15- :انزلوا (عليه)
16- ، فقالوا: (أليس هو قد مر عليك؟)
17- ، فقال : ما رأيت، وقال : ولم تركتموه؟ قالوا : إنا حسبنا أنك تراه».(انتهى الحديث)
18- . وهذا هو السبب في تسميته ب- (سرداب الغيبة) في بعض مؤلفات أصحابنا الأعلام (رضوان الله عليهم)، لا ما لفقه ابن حجر وافتراه، ولعمري إنه حق فيه ما قاله الأديب البارع الشيخ جعفر الخطي المتوفى سنة [1028 ه]

ص: 145

ص: 146

ص: 147

وذا الحافظ الذهبي يزعم أن نرى***بسردابه المهدي أعدمه الستر(1)تاريخ الإسلام 160/20 ، بتصرف(2)ما بين المعقوفين أثبتناه من المصدر(3)في الأصل : (الذين )، وما أثبتناه من المصدر(4)كذا، وإنما الكلام متصل(5)ما بين المعقوفين أثبتناه من المصدر(6)في الأصل : (و لم )، وما أثبتناه من المصدر (7).

ومثله ما ذكره ابن خلكان المتوفى سنة [681 ه](8)في تاريخه(9)في ترجمة المهدي عليه السلام ، قال : «وهو الذي تزعم الشيعة(10)أنه المنتظر [و] القائم(11)، [و] المهدي (12)، وهو صاحب السرداب عندهم، وأقاويلهم فيه كثيرة، وهم ينتظرون (ظهوره)(13)[في](14)آخر الزمان من السرداب ب-(سر من رأى) ، [كانت ولادته يوم الجمعة منتصف شعبان سنة خمس وخمسين ومائتين، ولما توفي أبوه _وقد سبق ذكره - كان عمره خمس سنين، واسم أمه خمط، وقيل: نرجس، والشيعة يقولون : إنه](15)، [دخل السرداب](16)في دار أبيه، وأمه تنظر إليه، فلم يعد يخرج إليها، [وذلك في] (17)سنة خمس وستين ومائتين، وعمره (يومئذ)(18)تسع سنين .

[(قال) : وذكر ابن الأزرق في (تاريخ ميافارقين) : أن الحجة المذكور ...... لما دخل السرداب] (19)كان عمره أربع [سنين](20)، وقيل : خمس [سنين](21)، وقيل : [إنه دخل السرداب سنة خمس وسبعين ومائتين وعمره](22)، وقيل : سبع عشرة [سنة](23).انتهى من تاریخ ابن خلکان.

وقال ابن الأثير في (الكامل)(24)في حوادث سنة ستين ومائتين ما لفظه: «وفيها توفي الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسی بن جعفر بن محمد ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام)(25).

[وهو] (26) أبو محمد العلوي العسكري، وهو أحد الأئمة الاثني عشر على مذهب الإمامية، وهو والد محمد الذي يعتقدونه المنتظر بسرداب سامرا، وكان مولده سنة اثنتين وثلاثين ومائتين».(انتهى ).

بربك فانظر إلى هذا الرجل كيف زاد في الطنبور نغمة وفي الصدر غلة، جعل أبا محمد العسكري والد الحجة عليهما السلام غير الحسن بن علي بن محمد عليه السلام(27)!

ص: 148


1- قال شمس الدين محمد بن أحمد الحافظ الذهبي المتوفى سنة 748 ه في (تاريخ الإسلام)
2- ، على ما حكي ما نص عبارته: «محمد بن الحسن العسكري ابن علي الهادي بن محمد الجواد بن علي الرضا [بن موسى الكاظم]
3- ، أبوالقاسم العلوي الحسيني، خاتم الاثني عشر إماما للشيعة، وهو منتظر الرافضة،(الذي)
4- يزعمون أنه المهدي، وأنه صاحب الزمان، وأنه الخلف الحجة، وهو صاحب السرداب بسامراء...( إلى أن قال)
5- :ولهم أربعمائة وخمسون سنة ينتظرون ظهوره، ويدعون أنه دخل سردابا في البيت الذي لوالده وأمه تنظر [إليه]
6- ، فلم
7- يخرج منه إلى الآن، فدخل السرداب وعدم وهو ابن تسع سنین). (انتهى)
8- في الأصل بياض، وما بين المعقوفين أثبتناه من المصادر
9- وفيات الأعيان :176/4 الترجمة رقم 562.
10- في الأصل : (و الشيعة ترى فيه) ، وما أثبتناه من المصدر
11- ما بين المعقوفين أثبتناه من المصدر
12- ما بين المعقوفين أثبتناه من المصدر
13- في الأصل : (خروجه) ، وما أثبتناه من المصدر
14- ما بين المعقوفين أثبتناه من المصدر
15- ما بين المعقوفين أثبتناه من المصدر
16- في الأصل : (دخله) ، وما بين المعقوفين أثبتناه من المصدر
17- ما بين المعقوفين أثبتناه من المصدر
18- في الأصل : (حينئذ )، وما أثبتناه من المصدر
19- ما بين المعقوفين أثبتناه من المصدر ، وفي الأصل بدلا من ذلك : (فلم يعد يخرج إليها، وقيل :دخله و)
20- ما بين المعقوفين أثبتناه من المصدر
21- ما بين المعقوفين أثبتناه من المصدر
22- ما بين المعقوفين أثبتناه من المصدر
23- ما بين المعقوفين أثبتناه من المصدر
24- الكامل في التاريخ : 274/7
25- كذا، وفي المصدر : (عليه السلام)
26- ما بين المعقوفين أثبتناه من المصدر المحقق، وفي الأصل بدلا من ذلك : (وفيها توفي )، و ذلك يغير المعنى تماما، وهو الذي جعل المؤلف رحمه الله يعلق بعد هذا النص استنکارا، ولا نعلم إلى ماذا استند؟ فإما أنه وهم، وإما أنه اعتمد على نسخة مغلوطة غير محققة لم تقع بأيدينا، وسبحان من لا يسهو .
27- كذا، وهذه الفقرة تنتفي بعد التسليم بما تقدم.

ص: 149

وهان نحن كل قائلون بأن من***رأى شخصه بالذات لم يحصه الذكر

بكبراه والصغرى معا بان للورى ***وفي كل هذا كل أصحابنا قروا

ص: 150

و ينكر منا القول أن هؤ جامع ال-***-علوم وأن في كل شيء له خبر

وماهو إلا وارث علم جده*** وإن علوم المصطفى ما لها حصر

فلاغرو أن لؤ تفتري اليوم قائلا***(له الفضل عن أم القرى وله الفخر)

وتهزأ في السرداب جهلا وفيهم***ويبدو على ما تفتري الهزؤ والسخر

فما أسعد السرداب بالبدر وحده ***نعما أظلته السما البر والبحر

وأسعدها أم القرى فيه أنه*** سيطلع منها مشرقا ذلك البدر

وذا منك جهلا وافتراء بأننا***عليها نرى السرداب أضحى له الفخر

وماشرف السرداب إلا لأنه***غدا لهم بيتا به برهه قروا

وهم في بيوت ربها آذن لها*** لترفع إجلالا ويتلی بها الذكر

فيا مفتري هذا المقال أبن لنا***بذلك من ذا قال فلتنشر السفر

وقد صرح الأصحاب أن طلوعة*** بحيث شموس الدين أطلعها الظهر(1)

[أبا صالح خذها إليك خريده*** ولا يرتجى إلا القبول لها مهر

تمزق من أعداك کل ممزق ***ويمرق في أكبادها الخوف والذعر

وذخرا ليوم الحشر أعددتكم بها***ولم يفتقر عبد له أنتم الذخر

إذا أسود وجهي بالذنوب فإن لي ***لديكم بها ما يستضاء به الحشر

ألستم الشرع الدين أنتم نشرتم*** ومنه إليكم فوض الحشر والنشر

ألستم بساق العرش نورا ومنكم***لأهل السما التسبيح يعلم والذكر

صفا الذهب الإبريز أنتم وإنما ***فؤادي إلا عن ولائكم صفر

موالي ما آتي به من ثنائكم*** وقد ملئت منه الأناجيل والزبر

ص: 151


1- إلى هنا ينتهي ما في الأصل من القصيدة، وألحقنا بما تتمتها؛ استكمالا للفائدة من (كشف -الأستار - الملحق : 257-258)، وجعلناها بين معقوفين

ويواليكم قلبي على أن جرحه*** لرزئكم لا يستطاع له سبر

و ينصركم مني لساني و مقولي***إذا ما يدي قد فاتها لکم النصر

ولا صبر لي حتي أراها تطالعت***لقائيكم في الجو راياته الخضر

بكم أستمد الفيض ثم أمدكم ***ببحر ثناء فيكم ما له قعر

بني المصطفى من لي بأن أك عبدكم*** فعبدكم من حر نار لظي حر

فبشرى لأعداكم بآل أمية ***كما بكم آل النبي لنا البشر

سلام عليكم كلما نفحت صبا***وما غربت شمس وما طلع البدر

ولا برحت أعداؤكم في مهانة ***يعاجلها خزي ويعقبها خسر]

ص: 152

ومنهم العلامة الكبير السيد رضا الهندي النجفي (دام تأییده)(1)، مطلع قصيدته:

يمثلك الشوق المبرح والفكر***فلا حجب تخفيك عني ولا ستر(2).

ومنهم العلم الشامخ الحجة السيد محسن الأمين العاملي أيام مجاورته النجف الأشرف، مطلعها:

نأوا وبقلبي من فراقهم جمر*** وفي الخد من دمعي لبينهم غمر

وقد شرحها هو بنفسه شرحة كبيرة سماه (البرهان على وجود صاحب الزمان) ، طبع بالشام سنة 1333 ه في ثلاثمائة بیت و تسعة أبيات، وفرغ من شرحها سنة 1328 ه (3).

ومنهم العلامة البارع السيد علي محمود الأمين العاملي المتوفى سنة 1328 ه، تحتوي على مقدمتين وسبعة فصول وخاتمة على بحر الرجز، مطلعها:

يقول راجي لطف ربه الخفي***سلالة (الأمين) عبده (علي)(4).

ص: 153


1- أشار لذلك الشيخ الطهراني في (الذريعة :218/10رقم 625) بما نصه : «(الرد على القصيدة البغدادية ) للسيد رضا ابن السيد محمد الهندي المولود في (1290 ه) والمتوفی (1362 ه)، قصيدة مطبوعة مكررا مع (الكوثرية ) له أيضا في النجف».
2- ينظر : دیوانه : 26/ط الأولى : دار الأضواء / بيروت، والقصيدة قوامها (107 أبيات)
3- روقد طبعت أخيرا مع شرحها في مركز الدراسات التخصصية في الإمام المهدي عليه السلام في النجف الأشرف
4- أشار إلى ذلك الشيخ الطهراني في (الذريعة :475/1رقم 2346 ) بما نصه : «أرجوزة في الرد على القصيدة البغدادية الواردة إلى النجف المتضمنة إنكار وجود الحجة عليه السلام التي مطلعها : ایا علماء العصر يا من لهم خبر*** بكل دقيق حار في مثله الفكر للعلامة السيد علي بن محمود الأمين الحسيني الشقرائي العاملي المولود حدود سنة 1276 ه ، والمتوفي ليلة السبت الحادي عشر من شوال سنة 1328 ه ، مرتبة على مقدمتين، و سبعة فصول، وخاتمة، أولها : يقول راجي عفو ربه الحفي***سلاله الأمين عبده العلي ... إلى تمام مائة وتسعة عشر بيتا»

ومنهم العلامة الأديب الشيخ رشيد أقعون العاملي الزبديني، المتوفى سنة 1317 ه، ولم أظفر بالقصيدة بالرغم من كثرة التفحص والتنقيب عنها أيام سفري إلى سوريا ولبنان سنة 1353 ه ، وقد مكثنا في تلك البلاد زهاء عامين(1).

هذا ولم تسع الظروف الجبارة لشرح بقية القصائد، بالرغم من شدة الشوق لذلك .

وبالختام نصلي على محمد و آله سادات الأنام .

حرر سنة 1353 ه

ص: 154


1- أشار لذلك أيضا السيد الأمين في (أعيان الشيعة : 5/7) بقوله : «الشيخ رشید ابن الحاج قاسم أقعون العاملي الزبديني، توفي في النجف سنة 1317 ه ، كان عالما فاضلا شاعرا ذكيا نقيا صالحا معاصرا، هاجر إلى النجف الأشرف، وطلب العلم وحصل وقرأ على المؤلف، ثم اختر مته المنية في ريعان شبابه في النجف الأشرف بمرض الدق، وكان أبوه أتی به إلى النجف لهذه الغاية، وأتى هو وعائلته معه، فتوفي أبوه قبل وفاته بسنة، له قصيدة رائية في رد قصيدة البغدادي المشهورة في المهدي عليه السلام لم تحضرنا الآن»

الفهارس الفنية

اشارة

* فهرس الآيات القرآنية .

* فهرس الأحاديث النبوية .

* فهرس الأشعار .

* فهرس الأعلام .

* فهرس المذاهب والأديان والقبائل والبيوتات .

* فهرس الوقائع والحوادث .

* فهرس الأماكن والبلدان .

* فهرس الحيوانات .

* فهرس مصادر التحقيق .

* فهرس المحتويات .

ص: 155

ص: 156

فهرس الآيات القرآنية

الآيه - السورة-رقم الآيه-الصفحة

«واعتصموا بحبل الله جميعا ... »-آل عمران- 103-125

«يريدون أن يطفئوا نور الله .... »-التوبه - 32-11

«واستفتحوا وخاب كل جبار...»-ابراهيم - 15-119

«يوم ندعوا كل أناس بإمامهم»-الاسراء -71-131

«وعنت الوجوه للحي القيوم »-طه -111-75

«والذي قال لوالديه أف لكما »-الاحقاف -17-122

«ومبشرا برسول يأتي من بعدي... »-الصف-6-75

ص: 157

فهرس الاحاديث النبويه

الحديث...الصفحه

اثنا عشر كعدة نقباء بني إسرائيل ...113

أحدهما كتاب الله هو حبل الله ... 124

إن الحكم بن أبي العاص استأذن على رسول الله، فعرف صوته ... 122

إن النبي خطب الناس وقال لهم إن تميما الداري ... 108

إن صاحبكم تغسله الملائكة ... 121

إن هذا الأمر لا ينقضي حتى ... 113

إنك سيد، ابن سید، أبو سادة ... 103

إنما مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح...128

إني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله حبل ممدود من ...127

إني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله، وعترتي أهل بيتي ...126

إني تارك فيكم أمرين، أحدهما أطول من الآخر ...126

إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي ...79

إني قد تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي ...123

أيها الناس، إنما أنا بشر، يوشك أن يأتيني رسول ربي فأجيب ...124

أيها الناس، إني تركت فيكم الثقلين خليفتين ...125

تختلف ثلاث رايات : راية بالمغرب ...132

توشكون أن تردوا على الحوض فأسألكم... 125

دخلت على النبي وإذا الحسين على فخذه ...103

دخلت على فاطمة بنت رسول الله وبين يديها ألواح فيها أسماء أئمة ...94

رأى رسول الله بني الحكم بن أبي العاص ينزون ...122

علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل ...98

العلماء ورثة الأنبياء ... 98

ص: 158

الحديث...الصفحه

إن تميما الداري كان رجلا نصرانيا...108

كان لا يولد لأحد مولود إلا أتي به النبي ...121

كنا جلوسا في حلقة كان فيها عبد الله بن مسعود ...101

كنا مع عبد الله جلوسا في المسجد...113

كنت مع النبي في بعض حيطان المدينة ويد علي في يده ...129

لا يزال أمر الناس ماضيا ...113

لا يزال أمر أمتي قائما ...114

لا يزال هذا الدين عزيزا إلى...114

لا يزال هذا الدين عزيزا منيعا... 113

لما بایع معاوية لابنه يزيد، قال مروان : سنة أبي بكر وعمر ...121

لما رجع رسول الله من حجة الوداع ونزل بغدیر خم أمر بدوحات ...126

لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد ....11

مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح......128

مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح، من ركبها نجا، ومن تخلف عنها ...128

من استمسك به، وأخذ به كان على الهدی ...124

من لم يشكر المنعم من المخلوقين ...68

من مات ولم يعرف إمام زمانه مات ...131

من مات وليس عليه إمام، فإن موته ...131

المهدي من ولدي وجهه كالكوكب الدري ...102

النجوم أمان لأهل الأرض من الغرق ...130

النجوم أمان لأهل السماء، إذا ذهبت النجوم ذهبوا ...130

النجوم أمان لأهل السماء، وأهل بيتي أمان لأمتي ...130

النجوم أمان لأهل السماء، وأهل بيتي أمان لأهل الأرض ...130

نعم، اثنا عشر، كعدة نقباء بني إسرائيل ...113

نعم، عهد إلينا نبينا انه يكون بعده اثنا عشر ...113

يدعي كل قوم بامام زمانهم ...131

ص: 159

فهرس الأشعار

صدر البيت- القافيه-الصفحه

أأترك ملك الري والري منيتي -حسين -12

أحمد ربي وأصلي أبدا-احمدا-48

أطعت الهوى فيهم وعاصاني الصبر-امر-77

إمام الهدی حتی متى أنت غائب -باويه-100

إن عشت بصرك الزمان عجائبا-الزمن-58

انا وحدي موفق وسعيد-سهام-57

إي ووصل الحبيب بعد التنائي-داء -56

أياعلماء العصر يامن لهم خبر-الفكر-74،24،22،16

أيها القاتلون جهلا حسينا-التنكيل -119

بشراك فخار بما أولاك -المحشر -59

بنفسي بعيد الدار قربه الفكر-الذكر-88،24،23

تتصفح البلدان صورة سبيها-مثل-118

تلعب بالخلافة هاشمي-كتاب-120

تهددني بجبار عنيد -عنيد -119

تیمتني شذورک الذهبية -الزجيه -54

خذوا ملککم لاثبت الله ملککم -عقالا-120

دهر رماك بخطب-فصابا-60

الذنب للعين لا للشمس مشرقة-لئلاها -112،111

سقت ثراك العوادي-بارق-65

سلام علی المصطفی المجتبی- المرتضي -95

ص: 160

صدر البيت -القافيه-الصفحه

سيارتي سارت ولكنما- عينك-59

سيفقدني صحبي وتبقى مآثري - الماثر-61

في كل يوم لناهم وأحزان -اشجان-60

فيا للأعاجيب التي من عجيبها-اليدر-111

قال الشريف الفاطمي أحمد -احمد-30

قال الفتى الصادق أحقر الوری-عنصرا-61

ليت أشياخي ببدر شهدوا -الاسل-118

ليس دأبي نظم القريض ولكن-الشعرا-56

ما آن للسرداب أن يلد الذي -انسانا-145

ما آن للسرداب أن يلد الذي -كتمانا-145

نأوا وبقلبي من فراقهم جمر -غمر-153

هيا أصيحابي فقد -الطرب-57

وإذا حلت الهداية قلبا -الاعضاء-34

ويظهر ميم المجد من آل أحمد -اولا-105

يا أيها السائل عن ديننا -شاكر-120

یا واردا للجحيم علك أن -حجر-147

يقول راجي لطف ربه الخفي-علي-153

يقوم بأمر الله في الأرض ظاهرا -للكفر-96

یمثلك الشوق المبرح والفكر-ستر-153،28

ص: 161

فهرس الأعلام

آمنة : 99 أبو تراب الخونساري : 42، 47، 49.

أبا بكر أحمد بن الحسين ... البيهقي : 103ابو الثناء محمود شكري الآلوسي =

ابا محمد الحسن العسكري عليه السلام: 100، 148، 149 20،30.

إبراهيم الطباطبائي : 43.ابو الحسن الشاذلي:100.

إبراهيم اللوساني : 20.أبو الحسن علي بن عبد الله بن أحمد

إبراهيم بن محمد الحمويني : 128، 130 .الحسيني ... السمهودي : 129

ابن أبي شيبة : 130أبو الحسن المشکینی : 42

ابن أبي كبشة الأنصاري : 116. أبو الحسن الموسوي الإصفهاني: 42

ابن الأثير : 119، 149أبو الخير فضل الله بن أبي محمد

ابن الأزرق : 149 روزبهان : 94

ابن جریر : 122.أبوالعباس أحمد بن طلحة المعتضد

ابن حجر = أحمد بن حجر الهيثمي : 16، 80 بالله : 148

114 ،121 ،144 ،147.أبو العباس الحرشي: 83.

ابن خلكان : 80، 149أبو غالب أحمد بن محمد الزراري : 45

ابن الزبعری 118 أبو المجد عبد الحق الدهلوي : 93

ابن زهرة : 55.أبو محمد أحمد بن إبراهيم بن هاشم

ابن شهر آشوب المازندرانی :55 الطوسي البلاذري : 93

ابن عساکر : 121 أبو محمد الحسن الخالص: 80

ابن عمر : 131أبو محمد عبد الله بن أحمد بن محمد

ابن قتيبة : 37، 116بن الخشاب : 93

ابن مرجانة : 118.أبي بكر: 121

ابن واضح اليعقوبي : 50، 51أبي بكر الشبلي : 104

ص: 162

ابي الحسن الوراق:104.الياس عليه السلام 94،85.

ابي حفض عمر ابن الفارض المغربي:100.ام كلثوم عليها سلام:134

ابي داود السجستاني:125.امير المومنين=علي=ابالحسن عليه السلام

ابي سعيد الخدري: 126،116129،126،125،65،63،61،58

ابي صالح مهدي بن محسن... آل بحر العلوم:41.135،133،132،131،130.

ابي القاسم=محمد=رسول الله= المصطفياياس بن سلمه:130.

صلي الله عليه و آله:96،95،87،73،69،61،28،12،11باقر شريف القرشي: 73،20.

،117،116،114،113،110،109،100،97البراقي=حسين البراقي=حسون

،130،129،126،125،124،123،122،121،البراقي النجفي: 50،27،21،19،18.

154،151،145،131.البرزنجي:76.

ابي محمد الحسن بن موسي النوبختي:51.البزاز:114.

ابي نصر البخاري:55.البغوي:110.

ابي هفان عبدالله بن احمد المهزي:51.تاج الدين ابن معيه الحسني:46.

احمد بن حنبل:130،123.التستري: 131،114

احمد رضا العاملي النباطي :49.تقي الدين ابوبکر احمد بن قاضي:90.

احمد الشيرازي: 32احمد بن علي... البعلبكي:51.

احمد الصافي الموسوي:68.تميم الداري: 112،110،109،108.

احمد عارف الزين العاملي الصيداوي:49.جابر بن سمره:113،114

احمد علي مجيد الحلي: 68،66،14جابر بن عبدالله الانصاري:94.

احمد كاشف الغطاء:31.جبريل عليه السلام: 137،135،134،133

احمد بن مرتضي بن محمد القادياني:75.جعفر ابن الشيخ باقر آل محبوبه:52.

احمد بن المستضيء بنورالله= ناصر دين الله:95.جعفر الخطي:147.

ادريس ابو طبيخ:44.جعفر الصادق عليه السلام: 105.

اسدالله الزنجاني:47.جعفر النقدي:29.

اسماعيل المحلاتي:42.جلال الدين الرومي:106.

أغا بزرگ الطهراني:47،42،30،18.جلال الدين محمد بن محمد البلخي:97.

ص: 163

جمال الدين أحمد بن على ... الداوودي 51.الحميدي : 131.

جمال الدین ابن طاووس 46حنظلة بن الراهب بن أبي عامر : 121

جمال الدین عطاء الله : 82، 93 حیدر بحر العلوم : 68

جمیل صدقي الزهاوي 19خالد جواد جاسم : 68

الجنيد : 104خديجة عليها السلام: 134 .

جواد الساباطي : 98.الخضر عليه السلام : 82، 85، 96، 104.

الجوهري : 85الدجال : 82، 94، 108، 109، 110، 112.

حبیب آل إبراهيم العاملي : 47 الدميري : 122.

حرب بن عنبسة : السفياني : 133، 134، 135، 137.رشيد العاملي الزبديني : 22

الحسن عليه السلام: 62، 63، 105.رشید بن قاسم أقعون الزبديني : 27.

حسن العراقي :83، 84، 92، 104. الرضا عليه السلام 68، 105، 148.

حسن هادي صدر الدين الكاظمي : 47 .رضا الهمداني : 32

الحسين عليه السلام 12، 63، 103، 115، 149.رضا الهندي النجفی 22، 27، 153.

الحسين بن الرضا بن المهدي : 48، 62 رقية عليه السلام: 134

حسين الطباطبائي البروجردي : 35 الروياني : 102

حسين الطهرانی : 32 .زيد بن أرقم : 124، 125، 126.

حسين النوري : 15، 18، 19، 20، 22، 24، 25، زين الدين العاملی : 46.

.141 ،111 ،101 ،94 ،89 ،87 ،76 ،32 ،29 زینب عليها السلام: 134.

حسین بن معين الدين الميبدي : 101السامري : 94

حسین نور الدين العاملي : 49 سعد الدين محمد بن المؤيد بن أبی

حصين بن سبرة : 124 الحسين بن محمد بن حمویه: 98.

الحصين بن نمیر : 115، 117. سلمان الفارسي: 103

الحكم بن أبي العاص : 122.سليمان ابن خواجة كلان الحسيني

الحلاج : 104 القندوزي : 95

حمزة 134 سليمان ظاهر العاملي النباطي: 49

حمزة بن طاهر : 63سهل بن عبد الله التستري : 104

ص: 164

الشعبي : 101 عبد الحسين صادق العاملي النباطي: 49

شکر بن أحمد البغدادي : 41 عبد الحسين نور الدين العاملي : 49

شمس الدين أبو المظفر يوسف بن قزاغلي : 91 عبد الحليم آل كاشف الغطاء :34.

شمس الدين أبي علي فخار بن معد الموسوي:عبد الحمید خان : 28

59 ،50 عبد الرحمن بن أبي بكر 121

شمس الدین التبريزي :106عبد الرحمن البسطامي :105.

شمس الدین محمد بن أحمد الذهبي : 148.عبد الرحمن ابن الجوزي : 91.

شهاب الدین بن شمس الدين بن عمر الهندي : 94عبد الرحمن الصوفي : 104

شهاب الدين المرعشی : 47 عبد الرحمن بن عوف : 121

شیخ البطحاء :59عبد الرضا بن عبد الحسين آل کاشف

الشيخ مهدي ابن الشيخ أسد الله : 18، 21 الغطاء : 26

صدر المتألهين : 37عبد العزيز شاه الدهلوي: 20

صلاح الدين الصفدي: 96 عبد الكريم الزين العاملي : 49

الضحاك بن قيس : 109، 111عبد الكريم صادق العاملي الخيامي: 49

طالوت : 135 عبد الله بن أبي عمرو ..... المخزومي

طه حسين : 37. 115.

الطبرانی : 102، 114، 130.عبد الله الحر العاملي الجباعي : 49

عائشة : 121، 122. عبد الله بن حنظلة الأنصاري : 115

عاتكة : 136 عبد الله بن الزبير : 115

العارف عبد الرحمن : 97 عبد الله العاملي النباطي : 49

عامر بن عامر البصري : 100 عبد الله بن عمر : 123

العباس بن عبد المطلب : 46 عبد الله بن القاسم الشهرزوري : 15

عباس القمي: 48، 49عبد الله بن مسعود:101

عبد الحسين الأميني : 54.عبد اللطيف الحلبي :105

عبد الحسين الحويزي : 53.عبد المطلب الحلي : 147.

عبد الحسین شرف الدين العاملي : 49عبد النبي الكاظمي : 55.

ص: 165

عبد الهادي ابن الحاج جواد البغدادي : 28عمرو بن مرة الجهني : 122

عبد الوهاب بن أحمد بن علي الشعراني : 91،83 عميد الدين أسعد الأفزري : 15.

عبد الوهاب الفضلي الحنفي 48، 54.عیسی بن مریم عیسی= المسيح =

عثمان ابن جني النحوي : 51 الروح عليه السلام 16، 35، 74، 80، 81، 94.

عثمان بن محمد بن أبي سفيان : 115 فاطمة عليها السلام 11، 80، 94، 95، 99،

عزیز الدین عمر بن محمد بن أحمد النسفی: 98104،103.

عفيف بن أسعد : 51 فاطمة بنت قيس : 109، 111

علاء الزبيدي : 68 فتاح التبريزي : 42

علي أكبر بن أسد الله المؤودي : 83، 99. فرید الدین محمد بن إبراهيم العطار

علي ابن الحسین= زین العابدین عليه السلام:117،105النيشابوري: 102.

149.فيصل الأول : 42

علي الخاقاني: 32، 54، 55، 64 فيصل الثاني : 43

علي الخواص : 84، 92، 104 القطب المدار: 104.

علي بن سهل بن الأزهر الأصبهاني :100قیصر : 121.

علي بن شهاب الدين الهمداني: 101کعب الأحبار : 46

علي بن عبد الله بن العباس : 117كمال الدين محمد بن طلحة .... الحسن

علي بن عيسى الإربلي : 93القرشي: 90

علي المتقي: 83لطف الله الصافي : 29.

علي محمد النجف آبادي : 32 ليث الموسوي : 68.

علي بن محمود الأمين العاملي : 28، 153 المبرد : 120

علي النقي عليه السلام: 105 محسن أبو الحب الخطيب الحائري :

علي نقي النقوي اللكهنوي : 47 53.

عمر : 121محسن الأمين العاملي : 22، 47، 49

عمر بن سعد : 12153 ،57 ،56 ،54 ،53

عمر بن قیس : 101.محسن ابن السيد حسين ... القزوینی:

عمرو بن شعيب 46.42.

ص: 166

محسن الطباطبائي الحكيم : 42 محمد بن زياد 121

محمد الأصفهاني : 32 محمد بن سليمان الكفوي: 101.

محمد آل إبراهيم : 49 محمد طاهر السماوي: 20، 42، 48،

محمد بن أبي الفوارس : 93 53 ،52

محمد بن إدريس الحلي : 52محمد صادق آل بحر العلوم: 13، 14،

محمد إقبال : 75. 111 ،73 ،67 ،44 ،40 ،27 ،26 ،20 ،18

محمد الباقر عليه السلام: 105141،147

محمد باقر الأصطهباناتي: 32.محمد الصبان المصري : 102

محمد باقر الهمداني البهاري : 25.محمد الصدر : 43

محمد البهائي : 48 محمد طه نجف : 18، 21.

محمد التقي عليه السلام:105محمد بن طلحة الشافعي : 82

محمد تقي ابن الشيخ حسن ابن الشيخ أسد الله : محمد الطهراني : 47

21،28محمد عباس الدراجي : 20، 73

محمد تقي الشيرازي : 32 محمد بن عبد الله بن أحمد الزراري :

محمد جواد البلاغي ، 13، 42، 67، 77 45.

محمد الحر العاملي : 49 محمد عبد المنعم الخفاجي : 40، 41

محمد حسن ابن الشيخ محمد رضا ابن الشيخ محمد علي بحر العلوم : 68

موسی ...کاشف الغطاء : 26 محمد علي بن بشارة آل موحي : 55

محمد حسن الطالقاني 65محمد علي الخراساني الكاظمي: 42

محمد بن الحسن القزويني :48. محمد علي الشاه عبد العظيمي: 29

محمد حسن المظفر: 42. محمد علي عز الدين العاملي : 49

محمد بن الحسن الطوسي : 52. محمد علي القاضي الطباطبائي : 39

محمد الحسين آل کاشف الغطاء : 13، 14، 18، محمد بن علي بن محمد ابن عربي :91.

73 ،31 ،28 ،26 ،22 ،20 محمد علي اليعقوبي : 53، 147.

محمد حسین النائيني : 42، 47محمد کاظم الخراساني ، 31، 37، 53.

محمد بن داود المنزلاوي النسيمي: 102 محمد کاظم الشيخ صادق الكتبي : 43

ص: 167

محمد کاظم الطباطبائي اليزدي : 31 99 ،98 ،97 ،95 ،94 ،93 ،89 ،88

محمد بن مجد الدين بن إسحاق ... القونوي : 96151 ،149 ،148 ،107 ،104

محمد بن محمد بن محمود البخاري : 92 مهدي آل إبراهيم العاملي : 49

محمد مهدي بحر العلوم : 146 مهدي القزويني الحلي : 52

محمد بن هاشم الهندي : 148 موسى الكاظم علیه السلام: 105، 148، 149

محمد بن يوسف الجونبوري : 75.موفق بن أحمد أبو المؤيد الخطيب

محمد بن يوسف الكنجي الشافعي : 90. المكي : 103.

محمود أحمد القادياني : 75.میکائیل: 137.

محمود الشاهرودي : 42. ناصر حسین اللكهنوي : 47.

المرتضى الأنصاري :53. نجم الحسن الهندي الكهنوي :47

مرتضى الحسيني الشاه عبد العظيمي : 58.نجم الدين البكري : 98

مسدد : 130. نرجس عليها السلام: 97، 99، 149

مسروق : 113 نشوان بن سعيد الحميري : 15

المسعودي : 120نعمة العاملي : 49

مسلم النيسابوري : 108، 110، 113 نعمة الله الولي : 106

مسلم بن عقبة المري : 116 نور الدين عبد الرحمن الجامي

مسلمة بن هشام : 120 الحنفي : 96

مصطفی بن عبد الله القسطنطيني : 53.نور الدين علي بن محمد ابن الصباغ

المعتمد : 99، 148 المالكي :82، 90، 91، 93

معروف الرصافي : 20 نور الدين محمود : 34

منیر عسيران العاملي : 49 نور الدين الموسوي : 68

المهدي= صاحب الزمان=الحجة بن الحسنهادي الخراساني 47

المنتظر=ابن العسكري=محمد بن الحسن=هاشم بن حسن بن ناصر العاملي: 30

القائم=خاتم الاثني عشر=أبو القاسم العلوي هبة الدين الحسيني الشهرستاني: 20

الحسيني= أبا صالح علیه السلام: 11، 12، 13، 16، 18، هرقل : 121

87 ،85 ،80 ،74 ،73 ،28 ،25 ،24 ،22 ،21 ،20 الواقدي : 121

ص: 168

ولي الله الدهلوي :97.

الوليد بن یزید بن عبد الملك : 119، 121.

یحیی بن زکریا : 97، 134

یزید بن معاوية : 12، 117، 133.

یعلی بن مرة : 123

يوسف البحراني : 55.

يوسف الفقيه العاملي : 50.

يوسف بن يحيى أبو بدر السلمي : 132.

ص: 169

فهرس المذاهب والأديان والقبائل والبيوتات

آل أعين : 46 الصفويين : 54.

آل محمد :بنی المختار : 45، 85، 123، 132، العثمانيين: 54، 142.

171 العجم :83،133

الإسلام 19، 75، 98، 120، 132، 142، 144.عقیل : 136

الإماميون: 99العقيلات: 118.

أهل السنة والجماعة : 20، 98، 99، 100 غداف: 136

أهل الشام : 116، 133، 138القادرية : 105.

أهل الكاظمين : 23 القاديانية : 75.

البربر: 133القتالية : 76.

بني إسرائيل : 98، 113 قريش 113، 114، 116، 133.

بني أمية : 118 قیس: 136

بني مروان :123کلب : 132، 133، 138

البويهيين : 54.مضر: 136

بيت شليلة: 28 المهدوية: 11، 17، 75، 76، 107

الترك : 133. النصارى : 99

تمیم: 136. هاشم : 12، 118، 120

ثقيف : 139 .همدان : 139

جهينة : 134ولد العباس : 132، 133.

الحارث : 136.اليهود : 99.

حمير: 136

خندف : 118.

خولان : 136

ص: 170

فهرس الوقائع والحوادث

بدر: 135

ثورة عشائر الفرات : 34

الحرة =يوم الحرة : 116، 117.

فتنة الحصان : 36

مقتل سیدنا وإمامنا الحسين =واقعة الطف:

118 ،115

مؤتمر بحمدون : 36

يوم أحد، 121

ص: 171

فهرس الأماكن والبلدان

الصورة

ص: 172

الصورة

ص: 173

الصورة

ص: 174

فهرس الحيوانات

الإبل : نیاق : 46، 118.

الحمام: 116

الدجاج : 116

الذئب : 145.

عقارب : 56.

غزال : 56

القرد : 79، 122.

کلاب : 120 .

اليوث : 135 .

الوزغ : 121

ص: 175

فهرس مصادر التحقيق

1- استخراج المرام من استقصاء الإفحام: للسيد علي الحسيني الميلاني (معاصر) ، ط 1-1425 ه .

2-استقصاء الإفحام واستيفاء الانتقام : للسيد حامد حسین اللكهنوي (ت 1306 ه)، ط 1326 ه ، طبعة مجمع البحرین .

3- أسد الغابة في معرفة الصحابة لعز الدين أبي الحسن علي بن أبي الكرم محمد المعروف بابن الأثير (ت 630 ه) ، الناشر دار الكتاب العربي، بیروت-لبنان .

4- إسعاف الراغبين في سيرة المصطفى وفضائل أهل بيته الطاهرين الشيخ محمد الصبان (ت 1306 ه)، مطبوع بهامش كتاب (نور الأبصار) ، ط دار إحياء التراث العربي، بيروت - لبنان.

5-الإشاعة في أشراط الساعة: لمحمد بن عبد الرسول البرزنجي الشافعي (ت 1103 ه ):

6-الأعلام : خير الدين الزركلي (ت 1410 ه )، طه5-1980 م، الناشر دار العلم للملایین، بیروت- لبنان .

7- أعيان الشيعة: السيد محسن الأمين (ت 1371 ه )، تحقيق السيد حسن الأمين، الناشر دار التعارف، بیروت لبنان .

8-إكمال الدين وإتمام النعمة= كمال الدين وتمام النعمة= الشيخ محمد بن علي بن بابويه القمي الصدوق (ت 381 ه )، تحقیق علي أكبر غفاري، ط 1405 ه، الناشر مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسین .

ص: 176

9. إلزام الناصب في إثبات الحجة الغائب : الشيخ علي اليزدي الحائري (ت1333 ه )، تحقيق السيد علي عاشور .

10.الإمامة والسياسة: لعبد الله بن مسلم بن قتيبة الدينوري (ت 276 ه)، تحقيق الدكتور طه محمد الزيني، الناشر مؤسسة الحلبي وشركاؤه .

11.البابليات الشيخ محمد علي اليعقوبي (ت 1385 ه) ، ط 2، مطبعة مهر ، قم، الناشر دار البيان.

12.بحار الأنوار: الشيخ محمد باقر المجلسي (ت 1111 ه)، ط 2-1403 ه، الناشر مؤسسة الوفاء، بیروت لبنان .

13.البرهان في علامات مهدي آخر الزمان : للشيخ علاء الدين علي بن حسام الدين الشهير بالمتقي الهندي (ت 975 ه) ، تحقیق علي أكبر غفاري، مطبعة الخيام قم، 1399

14.البيان في أخبار صاحب الزمان : المطبوع بضميمة كتاب(كفاية الطالب): للإمام عبد الله محمد بن يوسف الكنجي الشافعي (ت 658 ه) ، تحقیق الدكتور محمد هادي الأميني، ط 4-1413 ه، الناشر شركة الكتبي.

15. تاریخ ابن خلدون: لعبد الرحمن بن محمد بن خلدون الحضرمي (ت 808ه) ، ط 4، الناشر دار إحياء التراث العربي، بیروت لبنان .

16. تاريخ الإسلام ووفيات المشاهير والأعلام : محمد بن أحمد الذهبي (ت 748 ه )، تحقيق مصطفى عبد القادر عطا، ط-1426 ه) ، الناشر دارالكتب العلمية، بيروت.

17 : تاریخ الخلفاء: الإمام الحافظ جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكر السيوطي (ت 911 ه)، تحقیق محمد محيي الدين عبد الحميد، ط 1383-3 ه، مطبعة المدني، مصر .

ص: 177

18- تاريخ الطبري = تاريخ الأمم والملوك : للإمام أبي جعفر محمد بن جریرالطبري (ت 310 ه)، تحقیق نخبة من المحققين، ط 2-1403 ه )، الناشر مؤسسة الأعلمي، بيروت - لبنان

19 - تاريخ مدينة دمشق: أبي القاسم علي بن الحسن الشافعي المعروف بابن عساكر (ت 571 ه)، تحقیق علي شيري، ط 1415 ه، الناشر دار الفكر،بیروت- لبنان .

20- تفسير الثعلبي: أبي إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم الثعلبي (427 ه )،تحقيق أبي محمد بن عاشور، ط 1422-1 ه، الناشر دار إحياء التراث العربي .

21- الجمع بين الصحيحين: لمحمد بن فتوح الحميدي (ت 488 ه)، تحقیق الدكتور علي حسين البواب، ط 2-1423 ه، الناشر دار ابن حزم، بیروت لبنان .

22-جنة المأوى : الشيخ محمد الحسين آل كاشف الغطاء، تحقيق الشهيد السعيد محمد علي القاضي الطباطبائي، ط 2-1426 ه، الناشر دار أنوار الهدى،قم .إيران.

23-حياة الإمام المهدي: للشيخ باقر شريف القرشي (معاصر) ، ط 1417-1 ه ،الناشر ابن المؤلف.

24- حياة الحيوان الكبرى: الشيخ كمال الدين محمد بن موسی الدميري (ت 808 ه )، ط 3-1422 ه ، الناشر دار إحياء التراث العربي، بیروت لبنان .

25- الخرائج والجرائح: قطب الدين الراوندي (ت 573 ه)، تحقيق مؤسسة الإمام المهدي بإشراف السيد محمد باقر الموحد الأبطحي، ط 1-1409ه ،الناشر مؤسسة الإمام المهدي، قم المقدسة.

26- الدر المنثور في التفسير بالمأثور: جلال الدين عبد الرحمن بن أبي بكرالسيوطي (ت 911 ه) ، الناشر دار الفکر، بیروت لبنان .

ص: 178

27- الدرر البهية في تراجم علماء الإمامية للسيد محمد صادق بحر العلوم (ت 1399 ه )، مخطوط

28 - ديوان السيد رضا الموسوي الهندي (ت 1362 ه ) : جمعه السيد موسی الموسوي، راجعه وعلق عليه الدكتور السيد عبد الصاحب الموسوي، ط1-1409ه، الناشر دار الأضواء، بيروت - لبنان.

29- ديوان السيد محمد مهدي بحر العلوم: للسيد محمد مهدي بحر العلوم :(ت 1212 ه) ، تحقیق محمد جواد فخر الدين وحيدر الجد .

30-الذريعة إلى تصانيف الشيعة : آقا بزرك الطهراني (ت 1389 ه) ، ط1-1403ه، الناشر دار الأضواء، بيروت - لبنان .

31 - روضة الواعظين: للشيخ محمد بن الفتال النيسابوري (ت 508 ه)، تحقيق السيد محمد مهدي السيد حسن الخرسان، الناشر منشورات الرضي، قم -إيران.

32 - السر المكنون في النهي لمن وقت للغائب المصون: للسيد حسون البراقي (ت 1332 ه )، مخطوط

33 - سمير المسافر: للسيد محمد صادق بحر العلوم (ت 1399 ه )، مخطوط .

34 - سنن أبي داود: للحافظ أبي داود سليمان بن الأشعث السجستاني (ت 275 ه)،تحقیق سعيد محمد اللحام، ط1-1415ه، الناشر دار الفکر، بیروت - لبنان .

35 - سنن الترمذي : أبي عیسی محمد بن عيسى بن سورة الترمذي (ت 279 ه )، تحقیق عبد الوهاب عبد اللطيف، ط1-1403ه، الناشر دار الفکر، بیروت لبنان .

36- شرح إحقاق الحق: السيد شهاب الدين المرعشي (ت 1411 ه )، الناشرمنشورات مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي، قم - إيران . -

ص: 179

37 شعراء الغري : للشيخ علي الخاقاني (ت 1399 ه)، ط 1408ه ، الناشر منشورات مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي، قم - إيران.

38- الصحاح: الإسماعيل بن حماد الجوهري (ت 393 ه )، تحقيق أحمد عبد الغفور عطار، ط4-1407ه ، الناشر دار العلم للملایین، بیروت- لبنان.

39- صحیح مسلم: أبي الحسن مسلم بن الحجاج النيسابوري (ت 261 ه) الناشر دار الفکر، بیروت لبنان .

40- الصوارم المهرقة في جواب الصواعق المحرقة: القاضي نور الله التستري الشهيد (ت 1019 ه)، تحقيق السيد جلال الدين المحدث، ط 1367 ه ،مطبعة نهضت

41 - الصواعق المحرقة في الرد على أهل البدع والزندقة: أحمد بن حجر الهيتمي المكي (ت 974 ه) ، تحقیق عبد الوهاب عبد اللطيف، ط2-1417ه،الناشر مكتبة القاهرة، الأزهر - القاهرة

42- طبقات الشافعية: لتقي الدين أبي بكر أحمد بن محمد بن قاضي شهبة الدمشقي (ت 851 ه)، علق عليه الدكتور عبد العلیم خان، ط 1407 ه،الناشر مؤسسة دار الندوة الجديدة، بيروت - لبنان

43 - الطليعة من شعراء الشيعة: للشيخ محمد بن طاهر السماوي (ت 1370 ه )، تحقیق کامل سلمان الجبوري، ط1-1422ه ، الناشر دار المؤرخ العربي، بیروت لبنان.

44-عقد الدرر في أخبار المنتظر: يوسف بن يحيى بن علي بن عبد العزيزالمقدسي الشافعي السلمي (ق 7 )، تحقيق الدكتور عبد الفتاح محمد الحلو، ط2-1425ه، الناشر مسجد جمکران المقدس، قم المقدسة .

ص: 180

45- العقد الفريد: الأحمد بن محمد بن عبد ربه الأندلسي (ت 328 ه) ، تحقیق مكتب تحقيق التراث، الناشر دار إحياء التراث العربي، بيروت - لبنان .

46- عقود حياتي: للشيخ محمد الحسين آل كاشف الغطاء (ت 1373 ه) ،مخطوط

47 - عيون أخبار الرضا: أبي جعفر محمد بن علي بن بابويه القمي الصدوق (ت381 ه )، تحقيق الشيخ حسين الأعلمي، ط 1404 ه، الناشر مؤسسة الأعلمي للمطبوعات، بیروت - لبنان .

48 - غاية المرام وحجة الخصام في تعيين الإمام من طريق الخاص والعام: للسيد هاشم البحراني الموسوي التوبلي (ت 1107 ه)، تحقيق السيد علي عاشور، ط1-1422ه، الناشر مؤسسة التاريخ العربي، بیروت -لبنان.

49- الفتوحات المكية: للشيخ أبي عبد الله محمد بن علي المعروف بابن عربي (ت 638 ه )، قراءة وتقديم نواف الجراح، ط دار صادر، بیروت.

50 - فرائد السمطين في فضائل المرتضى والبتول والسبطين والأئمة من ذريتهم: لإبراهيم الجويني الخراساني (ت ق 8-7ه)، تحقیق محمد باقرالمحمودي، ط1-1428ه، الناشر دار الحبيب، قم -إيران.

51 - الفصول المهمة في أصول الأئمة: الشيخ محمد بن الحسن الحر العاملي (ت 1104ه)، تحقيق وإشراف محمد بن محمد الحسين القائيني، ط1-1418ه، الناشر مؤسسة معارف إسلامي إمام رضا.

52- فضائل الصحابة: لأبي عبد الرحمن أحمد بن شعيب المعروف بالنسائي (ت 303 ه) ، الناشر دار الكتب العلمية، بيروت- لبنان .

53 - الكامل في التاريخ: عز الدين أبي الحسن علي بن أبي الكرم محمد بن محمد بن عبد الكريم بن عبد الواحد الشيباني المعروف بابن الأثير، (ت

ص: 181

630 ه )، تحقيق الشيخ خليل مأمون شيحا، ط1-1422ه، الناشر دار المعرفة، بیروت - لبنان .

54 - كتاب العين: للخليل بن أحمد الفراهيدي (ت 175 ه) ، ط2-1409ه،الناشر مؤسسة دار الهجرة، إيران.

55- کشف الأستار عن وجه الغائب عن الأبصار: للمحدث الشيخ حسين محمد تقي النوري (ت 1320 ه) ، تقديم السيد علي الحسيني الميلاني، ط2-1400ه ، إصدار مكتبة نينوى الحديثة، مطبعة الخيام، قم إيران.

56-کشکول :للسيد محمد صادق بحر العلوم (ت 1399 ه )، مخطوط

57 - کنز العمال في سنن الأقوال والأفعال : علاء الدين علي المتقي بن حسام الدين الهندي (ت 975 ه)، تحقيق الشيخ بكري حياني والشيخ صفوة السقا، ط 1409 ه ، الناشر مؤسسة الرسالة، بيروت - لبنان

58 - لسان العرب: لجمال الدین محمد بن مکرم ابن منظور (ت 711ه)، ط 1405ه، الناشر أدب الحوزة، قم ، إيران.

59- اللهوف في قتلي الطفوف: للسيد علي بن طاووس الحسيني (ت 664 ه )،ط1-1417ه ،مطبعة مهر، الناشر أنوار الهدی، قم : إيران.

60-لواقح الأنوار في طبقات الأخبار =الطبقات الكبرى: للشيخ عبد الوهاب الشعراني (ت 973 ه)، ط 1373 ه، مصر

61- مروج الذهب ومعادن الجواهر: لأبي الحسن علي المسعودي (ت 346 ه)شرح عبد الأمير علي مهنا، ط1-1421ه ، الناشر منشورات مؤسسة الأعلمي،بیروت لبنان.

62-المستدرك على الصحيحين: أبي عبد الله الحاكم النيسابوري (ت 405ه )،تحقيق يوسف عبد الرحمن المرعشلي، الناشر دار المعرفة، بیروت لبنان .

ص: 182

63 - المسك الأذفر في نشر مزايا القرنين الثاني عشر والثالث عشر: للسيد محمود شكري الآلوسي (ت 1342 ه) ، تحقيق الدكتور عبد الله الجبوري، ط1-1427ه ، الناشر الدار العربية الموسوعات .

64- مسند أحمد : أحمد بن حنبل (ت 241 ه)، الناشر دار صادر، بیروت - لبنان .

65- مصابیح السنة: الحسين بن مسعود البغوي الشافعي (ت 516 ه)، مطبعة محمد علي صبيح وأولاده، مصر.

66- معجم البلدان: شهاب الدين أبي عبد الله ياقوت بن عبد الله الحموي (ت626 ه )، ط 1399 ه ، الناشر دار إحياء التراث العربي، بيروت - لبنان

67 - المعجم الكبير: لأبي القاسم سليمان بن أحمد الطبراني (ت 360 ه )،تحقیق حمدي عبد المجيد السلفي، ط 2، مزيدة و منقحة، الناشر دار إحياء التراث العربي، بیروت- لبنان.

68- مغني اللبيب عن كتب الأعاريب: لأبي محمد عبد الله بن يوسف بن هشام الأنصاري (ت 761 ه)، تحقیق محمد محيي الدين عبد الحميد، ط 1404 ه،الناشر منشورات مكتبة آية الله العظمى المرعشي النجفي، قم - إيران.

69 - مقال: كتبه الشيخ عبد الحليم كاشف الغطاء في ترجمة والده، نشر في مجلة العرفان المجلد 42 ج 5 و 6 العدد الخاص بالعراق .

70 - مقتل الحسين : أبي مؤيد الموفق بن أحمد المكي الخوارزمي (ت 568 ه )تحقيق الشيخ محمد السماوي، ط3-1425ه، الناشر منشورات أنوار الهدی .

71 - موسوعة العلامة البلاغي للشيخ محمد جواد البلاغي (ت 1302 ه)، تحقيق مركز إحياء التراث الإسلامي، قم المقدسة، ط1-1428ه، مطبعة الباقري .

72-نفحات الأزهار في خلاصة عبقات الأنوار في الرد على التحفة الاثني عشرية: السيد علي الحسيني الميلاني، ط1-1414ه، الناشر المؤلف .

ص: 183

73 - النهاية في غريب الحديث: للمبارك محمد بن محمد بن عبد الكريم الشيباني الجزري ثم الموصلي الشافعي والمعروف بابن الأثير(ت 606 ه)، تحقیق طاهر أحمد الزاوي ومحمود محمد الطناحي، ط4-1364ه.ش، الناشر مؤسسة إسماعیلیان، قم - إيران.

74 - نور الأفهام في علم الكلام: للعلامة السيد حسن الحسيني اللواساني (ت1400 ه) ، تحقيق السيد إبراهيم اللواساني، ط1-1425ه ، الناشر مؤسسة النشر الإسلامي التابعة لجماعة المدرسين، قم المشرفة

75- وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان: أبي العباس شمس الدين أحمد بن محمد بن أبي بكر بن خلکان (ت 681 ه )، تحقيق الدكتور إحسان عباس، ط دار صادر، بیروت .

76- ينابيع المودة لذوي القربی: سلیمان بن إبراهيم القندوزي الحنفي (ت 1294 ه) ، تحقیق سید علي جمال أشرف الحسيني، ط1-1416ه، الناشر دار الأسوة للطباعة والنشر

77 - الیواقیت والجواهر في بيان عقائد الأكابر: الشيخ عبد الوهاب بن أحمد ابن علي الشعراني المصري الحنفي (ت 973 ه )، الناشر دار إحياء التراث العربي، بیروت .

ص: 184

فهرس المحتويات

صورة المؤلف رحمه الله ...3

الاهداء ...5

مقدمة الناشر ...9

مقدمة التحقيق ...11

دراسة مفصلة حول القصيدة البغدادية وما يتعلق بها والردود عليها ...12

القصيدة ...16

موضوع القصيده ...18

من هو ناظمها ...19

حول القصيده ...21

الردود عليها ...25

ترجمة الناظم الشيخ محمد الحسين آل كاشف الغطاء رحمه الله ...31

اسمه ونسبه ...31

ولادته ونشأته ...31

يومياته ...33

مواقفه الإصلاحية ...34

مؤلفاته ...34

وفاته ...38

ترجمة الشارح السيد محمد صادق بحر العلوم رحمه الله ...40

النسب ...41

ص: 185

الولادة والتتلمذ ...41

تعییني للقضاء الشرعي ...43

إجازات العلماء لى ...45

مبادلة الرسائل بيني وبين الأعلام ...49

مولفاتي و آثاري العلمية ...50

بقية آثاري التي صدرت بعد تاريخ كتابة هذه الترجمه هي ...55

نماذج من شعري ...56

المستدرك على سيرته ...65

مواصفات النسخة المعتمدة ...66

منهجيتنا في التحقيق ...67

شكر وعرفان ...68

وختاما ...69

نماذج من النسخة المعتمدة ...71

القصيدة البغدادية ...74

الفهارس الفنية

فهرس الآيات ...157

فهرس الأحاديث ...158

فهرس الأشعار ...160

فهرس الأعلام ...162

ص: 186

فهرس المذاهب والأديان والقبائل والبيوتات ...170

فهرس الوقائع والحوادث ...171

فهرس الأماكن ...172

فهرس الحيوانات ...175

فهرس مصادر التحقيق ...176

فهرس المحتويات ...185

ص: 187

ص: 188

منشوراتنا

تشرفت مكتبتنا - مكتبة ودار مخطوطات العتبة العباسية المقدسة-

بتحقيق أو مراجعة الكتب الآتية، ونشرها:

(1). العباس عليه السلام

تأليف :السيد عبد الرزاق الموسوي المقرم (ت 1391 ه).

تحقيق الشيخ محمد الحسون .

(2). المجالس الحسينية .

تأليف: الشيخ محمد الحسين آل کاشف الغطاء (ت 1373 ه).

تحقيق: الأستاذ أحمد علي مجيد الحلي.

راجعه ووضع فهارسه: وحدة التحقيق في مكتبة العتبة العباسية المقدسة .

(3). سند الخصام في ما انتخب من مسند الإمام أحمد بن حنبل .

تأليف: الحجة الشيخ شیر محمد بن صفر علي الهمداني (ت1390 ه ).

تحقيق: وحدة التحقيق في مكتبة العتبة العباسية /الأستاذ أحمد علي مجيد الحلي .

(4). معارج الأفهام إلى علم الكلام

تأليف: الشيخ جمال الدين أحمد بن علي الجبعي الكفعمي (ق9).

تحقيق : عبد الحليم عوض الحلي.

مراجعة و تصحيح: وحدة التحقيق في مكتبة العتبة العباسية المقدسة.

ص: 189

(5). مکارم أخلاق النبي والأئمة .

تأليف الشيخ الإمام قطب الدين الراوندي (ت 573 ه).

تحقيق : السيد حسين الموسوي البروجردي .

مراجعة وتصحيح: وحدة التحقيق في مكتبة العتبة العباسية المقدسة .

(6). منار الهدى في إثبات النص على الأئمة الاثني عشر الجبا .

تأليف:الشيخ علي بن عبد الله البحراني (ت 1319 ه).

تحقيق: عبد الحليم عوض الحلي.

مراجعة: وحدة التحقيق في مكتبة العتبة العباسية المقدسة .

(7). الأربعون حديثا .

اختیار: محمد صادق السيد محمد رضا الخرسان.

تحقيق: وحدة التحقيق في مكتبة العتبة العباسية المقدسة .

(8). فهرس مخطوطات العتبة العباسية المقدسة .

إعداد وفهرسة: السيد حسن الموسوي البروجردي .

(9). الصولة العلوية على القصيدة البغدادية .

تأليف: محمد صادق آل بحر العلوم (ت 1399 ه).

تحقيق: وحدة التحقيق في مكتبة العتبة العباسية المقدسة .

ص: 190

وسيصدر قريبا:

(1). مجالي اللطف بأرض الطف .

نظم: الشيخ محمد بن طاهر الساوي (ت 1371 ه).

شرح: علاء عبد النبي الزبيدي .

راجعه وضبطه ووضع فهارسه: وحدة التحقيق في مكتبة العتبة العباسية المقدسة .

(2). ديوان السيد سلیمان بن داود الحلي .

دراسة وتحقيق: د. مضر سليمان الحسيني الحلي .

مراجعة: وحدة التحقيق في مكتبة العتبة العباسية المقدسة .

(3). کشف الأستار عن وجه الغائب عن الأبصار عجل الله تعالي فرجه الشريف .

تأليف: العلامة الميرزا المحدث حسين النوري الطبرسي (ت 1320 ه).

تحقيق: الأستاذ أحمد علي مجيد الحلي

راجعه ووضع فهارسه: وحدة التحقيق في مكتبة العتبة العباسية المقدسة .

(4). الدرر البهية في تراجم علماء الإمامية .

تأليف: العلامة محمد صادق بحر العلوم (ت 1399 ه ).

تحقيق: وحدة التحقيق في مكتبة العتبة العباسية المقدسة .

ص: 191

(5). وفيات الأعلام

تأليف: العلامة محمد صادق بحر العلوم (ت 1399 ه ).

تحقيق: وحدة التحقيق في مكتبة العتبة العباسية المقدسة .

ص: 192

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.