الاتقان والنصر فی تفسیر سورة والعصر

مشخصات کتاب

سرشناسه:مرتضوی لنگرودی، سید محمد حسین ‫، 1307 -

عنوان و نام پديدآور:الاتقان والنصر فی تفسیر سورة والعصر/ سیدمحمدحسین مرتضوی لنگرودی.

مشخصات نشر:تهران: دلیل ما ‫، 1442ق. ‫= 1399.

مشخصات ظاهری: ‫192ص. ‫؛ 21/5×14/5س م.

شابک: 978-600-442222-2

وضعیت فهرست نویسی:فیپا

يادداشت:فارسی-عربی.

یادداشت:کتابنامه به صورت زیرنویس.

موضوع: ‫تفاسیر (سوره عصر)

موضوع:تفاسیر شیعه -- قرن 14

موضوع:Qur'an -- Shiite hermeneutics -- 20th century

رده بندی کنگره: ‫ ‮ BP102/973

رده بندی دیویی: ‫ ‮ 297/18

شماره کتابشناسی ملی:7303701

وضعيت ركورد:فیپا

ص: 1

اشاره

ص: 2

الإتقان و النّصر فی تفسیر سورة «و العصر»

حضرت آيت الله العظمي ابو الصّدر سيّد محمّد حسين مرتضوي لنگرودي مدّ ظلّه العالي

ص: 3

بسم الله الرحمن الرحیم

بَعدَ الحَمدِ لِلَّهِ المُتَعالِ

وَالصَّلَوةِ عَلَی الرَّسولِ وَ الآلِ

وَاللَّعنِ عَلَی عَدُوِّهِمُ الضَّالِّ

ص: 4

فهرست مطالب

الإتقان والنّصر فی تفسیر سورة «والعصر». 9

المدخل.. 9

المقدّمة الاُولى.. 10

المقدّمة الثّانية. 11

المقدّمة الثّالثة. 12

تبصرة 16

المقدّمة الرّابعة. 19

المقدّمة الخامسة. 20

المقدّمة السّادسة. 22

بیان مراتب نصرة الله تعالی للمؤمن.. 29

وهم ودفع. 35

فی توهّم تجرّی المؤمن، ودفعه. 39

دفع وهم آخر. 42

من هو غیر الخاسر؟. 42

عدم خلود المؤمن الخفیفة الموازین فی النّار. 49

عدم نصیب للکافر من الجنّة. 51

وجه جزاء الکافر بعمله الصّالح، والمراد من الحبط.. 65

وجه اندفاع إشکال ربّما یختلج بالبال. 68

ص: 5

تذنيب.. 73

تذنيب آخر. 77

فذلکة البحث.. 83

ترجمة تفسیر سورة «والعصر» 86

مدخل.. 86

مقدّمة نخست.. 87

مقدّمة دوّم. 88

مقدّمة سوّم. 90

نکته. 95

مقدّمة چهارم. 99

مقدّمة پنجم. 102

مقدّمة ششم. 105

موارد نصرت الهی نسبت به مؤمنین.. 114

پاسخ به یک شبهه. 125

شبهة جرأت مؤمن بر انجام بدیها، و پاسخ آن. 129

پاسخ به شبهه ای دیگر. 134

چه کسانی خسران نمی بینند؟. 134

مؤمنانی که بار گناهان سنگینی دارند، در آتش جاودانی نیستند. 143

کافر بهره ای از بهشت ندارد. 146

چگونگی پاداش عمل صالح کافر، و نیز مراد از حبط.. 165

پاسخ به اشکالی محتمل.. 170

دنباله ای برای بحث.. 177

دنباله ای دیگر. 182

چکیدة مطالب.. 189

ص: 6

پیشگفتار

بِسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحیمِ

یکی از فعّالیّتهای گرانقدر حضرت آیت الله العظمی سیّدمحمّدحسین مرتضوی لنگرودی _ مُدَّ ظِلُّهُ _ تألیف و تدوین مقالات مفیدی است که یا ابتدا به ساکن توسّط معظَّمٌ له به رشتة تحریر در آمده و یا در پاسخ به سؤالات و دفع شبهات به نگارش درآمده است. ایشان در این نوشته ها به موضوعاتی مختلف بر حسب نیاز و ضرورتی که احساس می کردند، پرداخته اند، و در هر مقاله نکته های ناب و بعضاً مغفولٌ عنه را افاده نموده اند؛ از این رو، این نوشته ها در مجموعه ای به نام «ابحاث ناب» جمع آوری شده است.

گزیده ای از این ابحاث که با مسائل اعتقادی مرتبط است، پیشتر در کتاب «تولّی و تبرّی» در اختیار علاقه مندان قرار گرفت. سپس شمارة دوّم از ابحاث ناب تحت عنوان «اقسام شبانه روز» که حاوی افادات معظَّمٌ له در بارة شبانه روز، تقسیمات آن و بیان پاره ای از احکام مرتبط با آن بود

ص: 7

به زیور طبع آراسته شد و در اختیار علاقه مندان قرارگرفت.

کتاب حاضر که شمارة سوّم از این ابحاث است به موضوع تفسیر قرآن که از موضوعاتی است که در حوزة علوم دینی جدّاً مغفولٌ عنه مانده است، می پردازد. معظَّمٌ له در این شماره به تفسیر سورة عصر با رویکرد عقیدتی و جدید همّت گمارده اند.

این کتاب در اصل توسّط معظّمٌ له به زبان عربی به رشتة تحریر در آمده است. در کنار اصل عربی، ترجمة روانی از آنچه مؤلّف نگاشته است در اینجا ارائه شده است تا استفادة عمومی و هرچه بیشتر از معارف اهل بیت عَلَیهِمُ السَّلامُ را در بر داشته باشد.

از خداوند متعال برای وجود شریف ایشان، صحّت و عافیت خواهانیم تا همچنان از آموزه های ایشان برخوردار شویم. از خوانندگان عزیز نیز استدعا داریم که نظرات خود را پس از مطالعة دقیق این کتاب منتقل کنند.

لجنة تحقیق

ص: 8

الإتقان والنّصر فی تفسیر سورة «والعصر»

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * وَالْعَصْرِ * إِنَّ الإنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ

المدخل

ممّا منَّ اللهُ تَعالَى وَتَقَدَّسَ تفسير هذه السّورة المباركة عميقاً بما نرجوا أن يكون مراداً واقعيّاً. كيف لا، مع أنّه متّخذ من عیون صافية أعني بها العترة الطّاهرة عَلَیهِمُ السَّلامُ الّذين تكون مرويّاتهم سنّة نبویّة عدل القرآن العظيم، وهم قرآن ناطق وأحد الثّقلين _ الکتاب والسّنّة علی ما فی الحدیث المتواتر بین الفریقین _ اللذين تركهما النّبيّ المكرَّم صَلَّی اللهُ عَلَیهِ وَآلِهِ فی

ص: 9

الاُمّة ليتمسّكوا بکلیهما ويتحصّلوا من رواياتهم ما هو المرادالواقعيّ من القرآن المجيد، فیعملوا بعقائدها جانحاً، وبأحکامها جارحاً(1).

وقبل الشّروع في التّفسير لابدّ من تمهيد مقدّمات، فنقول:

المقدّمة الاُولى

أنّ الاُناس بمقتضى هذه السّورة على أقسام أربعة:

الأوّل: الإنسان الجامع لكمال الإيمان والعمل الصّالح؛

الثّاني: الفاقد لكليهما؛

الثّالث: الفاقد لكمال الإيمان، دون العمل؛

الرّابع: الفاقد للعمل، دون کمال الإيمان.

ص: 10


1- _ بحیث یکون تارک العترة ومرویّاتهم تارکاً لما هو المراد الواقعیّ من القرآن العظیم، فیکون مَثَل التّارکین مَثَل الیهود فی ترکهم ما هو المراد من التّوراة، وحملهم کالحمار أسفاراً وأوراقاً. فعلی المسلمین أن یتمسّکوا بالکتاب والعترة کما اُمروا، ویتّحدوا ولا یتفرّقوا. إن شاء الله تَعالَی.

وأنّ ما عدا الأوّل منها في الخسران، وغير الخاسر هو الجامع لهما وسیتّضح.

المقدّمة الثّانية

لا ريب في أنّ «العصر» المقسم عليه لابدّ وأن يكون من الاُمور المهمّة كزمان العصر، أو عصر النّبيّ المعظّم صَلَّی اللهُ عَلَیهِ وَآلِهِ، أو عصر ظهور إمام العصر القائم عَجَّلَ اللهُ تَعالَى فَرَجَهُ، أو عصر غیبته (الصّغری والکبری)، أو عصر التّكليف، أو عصر الحوادث الواقعة في تاريخ البشريّة، أو صلاة العصر(1) الّتی تحمل علیها الصّلاة الوسطى بدلیل قوله تَعالَی: (حافِظوا عَلَی الصَّلَواتِ وَالصَّلوةِ الوُسطَی)(2)، أو الغمام المعصرات(3)، إلى

ص: 11


1- _ وفی بعض الأحادیث أنّ المراد من «صلاة العصر» نفس أمیر المؤمنین عَلَیهِ السَّلامُ؛ کما أنّ المراد من «صلاة الظّهر» نفس الرّسول المکرّم صَلَّی اللهُ عَلَیهِ وَآلِهِ، ومن «صلاة المغرب» نفس الصّدّیقة الطّاهرة عَلَیهَا السَّلامُ، ومن «صلاة العشاء» نفس الحسن المجتبی عَلَیهِ السَّلامُ، ومن «صلاة الفجر» نفس سیّد الشّهداء عَلَیهِ السَّلامُ.
2- _ سورة البقرة / الآیة 238. لایبعد أن تکون صلاة الوسطی کلیلة القدر غیر متعیّنة بین الخمس الیومیّة، وأن یکون جمیعها محتملةً، وإن کانت صلاة العصر علی ما فی بعض الرّوایات أقوی احتمالاً. فالأولی أن یحافظ علی جمیع الصّلوات الخمس.
3- _ سورة النّبأ / الآیة 14.

غير ذلك. ولا بأس بأن يراد منه جميعها بإرادة الجامع لها، أو ما هو الحقّ من جواز استعمال لفظ واحد وإرادة معانٍ متعدّدة مشتركة في اللّفظ، ولاسيّما مع وجود القرينة على ذلك ولو خارجيّة غير حاليّة؛ كما في المقام ولا يخفى.

المقدّمة الثّالثة

اشاره

أنّ المراد من الإيمان في الآية، بل في جميع الآيات کقوله تَعالَی: (قَد أفلَحَ المُؤمِنونَ)(1) و(اللهُ وَلِیُّ الَّذینَ آمَنُوا)(2) إلی غیر ذلک، والموارد الاُخری، الإيمان الكامل وهو الإيمان بالمبدأ الأعلى إلى آخر الأولياء، أعني به إيمان صدر الإسلام، وهو الإيمان (بعد المبدأ والمعاد والنبوّة الخاصّة)

ص: 12


1- _ سورة المؤمنون / الآیة 1.
2- _ سورة البقرة / الآیة 257.

بالولاية العامّة السّارية من ولاية أميرالمؤمنين علىّ بن أبي طالب عَلَیهِ السَّلامُ والصّدّیقة الکبری فاطمة الزّهراء عَلَیهَا السَّلامُ وسائر المعصومين إلى إمام العصر عَلَیهِمُ السَّلامُ(1)، بل إلى النّوّاب

ص: 13


1- _ ویدلّ علیه مثل قوله عَلَیهِ السَّلامُ: «الْمُنْكِرَ لآخِرِنَا كَالْمُنْكِرِ لأوَّلِنَا». (کفایة الأثر: 296، و إکمال الدّین/ 1/ 14). ومثل قوله صَلَّی اللهُ عَلَیهِ وَآلِهِ: حَدَّثَنِي جَبْرَئِيلُ عَنْ رَبِّ الْعِزَّةِ جَلَّ جَلالُهُ أنَّهُ قَالَ: مَنْ عَلِمَ أنْ لا إِلَهَ إِلاَّ أنَا وَحْدِي وَأنَّ مُحَمَّداً عَبْدِي وَرَسُولِي وَأنَّ عَلِيَّ بْنَ أبِي طَالِبٍ خَلِيفَتِي وَأنَّ الأئِمَّةَ مِنْ وُلْدِهِ حُجَجِي اُدْخِلُهُ الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِي، وَنَجَّيْتُهُ مِنَ النَّارِ بِعَفْوِي، وَأبَحْتُ لَهُ جِوَارِي، وَأوْجَبْتُ لَهُ كَرَامَتِي، وَأتْمَمْتُ عَلَيْهِ نِعْمَتِي، وَجَعَلْتُهُ مِنْ خَاصَّتِي وَخَالِصَتِي، إِنْ نَادَانِي لَبَّيْتُهُ، وَإِنْ دَعَانِي أجَبْتُهُ، وَإِنْ سَألَنِي أعْطَيْتُهُ، وَإِنْ سَكَتَ ابْتَدَأْتُهُ، وَإِنْ أسَاءَ رَحِمْتُهُ، وَإِنْ فَرَّ مِنِّي دَعَوْتُهُ، وَإِنْ رَجَعَ إِلَيَّ قَبِلْتُهُ، وَإِنْ قَرَعَ بَابِي فَتَحْتُهُ. وَمَنْ لَمْ يَشْهَدْ أنْ لا إِلَهَ إِلاَّ أنَا وَحْدِي أوْ شَهِدَ بِذَلِكَ وَلَمْ يَشْهَدْ أنَّ مُحَمَّداً عَبْدِي وَرَسُولِي، أوْ شَهِدَ بِذَلِكَ وَلَمْ يَشْهَدْ أنَّ عَلِيَّ بْنَ أبِي طَالِبٍ خَلِيفَتِي، أوْ شَهِدَ بِذَلِكَ وَلَمْ يَشْهَدْ أنَّ الأئِمَّةَ مِنْ وُلْدِهِ حُجَجِي فَقَدْ جَحَدَ نِعْمَتِي، وَصَغَّرَ عَظَمَتِي، وَكَفَرَ بِآيَاتِي وَكُتُبِي، إِنْ قَصَدَنِي حَجَبْتُهُ، وَإِنْ سَألَنِي حَرَمْتُهُ، وَإِنْ نَادَانِي لَمْ أسْمَعْ نِدَاءَهُ، وَإِنْ دَعَانِي لَمْ أسْتَجِبْ دُعَاءَهُ، وَإِنْ رَجَانِي خَيَّبْتُهُ، وَذَلِكَ جَزَاؤُهُ مِنِّي وَما أنَا بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ. فَقَامَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الأنْصَارِيُّ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ! وَمَنِ الأئِمَّةُ مِنْ وُلْدِ عَلِيِّ بْنِ أبِي طَالِبٍ؟ قَالَ: الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ سَيِّدَا شَبَابِ أهْلِ الْجَنَّةِ، ثُمَّ سَيِّدُ الْعَابِدِينَ فِي زَمَانِهِ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثُمَّ الْبَاقِرُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ وَسَتُدْرِكُهُ يَا جَابِرُ، فَإِذَا أدْرَكْتَهُ فَأقْرِئْهُ مِنِّي السَّلامَ، ثُمَّ الصَّادِقُ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثُمَّ الْكَاظِمُ مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ، ثُمَّ الرِّضَا عَلِيُّ بْنُ مُوسَى، ثُمَّ التَّقِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، ثُمَّ النَّقِيُّ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثُمَّ الزَّكِيُّ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، ثُمَّ ابْنُهُ الْقَائِمُ بِالْحَقِّ مَهْدِيُّ اُمَّتِي الَّذِي يَمْلَاُ الأرْضَ قِسْطاً وَعَدْلاً كَمَا مُلِئَتْ جَوْراً وَظُلْماً. هَؤُلاءِ يَا جَابِرُ خُلَفَائِي وَأوْصِيَائِي وَأوْلادِي وَعِتْرَتِي، مَنْ أطَاعَهُمْ فَقَدْ أطَاعَنِي، وَمَنْ عَصَاهُمْ فَقَدْ عَصَانِي، وَمَنْ أنْكَرَهُمْ أوْ أنْكَرَ وَاحِداً مِنْهُمْ فَقَدْ أنْكَرَنِي، بِهِمْ يُمْسِكُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ السَّماءَ أنْ تَقَعَ عَلَى الأرْضِ إِلاَّ بِإِذْنِهِ، وَبِهِمْ يَحْفَظُ اللهُ الأرْضَ أنْ تَمِيدَ بِأهْلِهَا. (إکمال الدّین/ 1/ 258/ ح 3). فالمبعّض فی الإیمان علی هذا لا یُعدّ مؤمناً، بل یُعدُّ کافراً معانداً، بل یمکن أن یقال: یستفاد من بعض المدارک أنّ مقتضی التّبعیض أنّه کالکافر نجس، لکنّ الشّارع تَعالَی حکم بطهارته من باب الحرج النّوعیّ للمؤمنین الکمّلین من ناحیة المعاشرة؛ فلا تغفل.

الخاصّة في الغيبة الصّغرى، والعامّة في الغيبة الكبرى(1)، مع البراءة من الکفر والشّرک أیضاً، والبراءة من الطّواغيت ومن

ص: 14


1- _ وعلیه یخرج کثیر من الفِرَق المنتحلة بالتّشیّع عن کمال الإیمان کالزیدیّة والإسماعیلیّة والشّیخیّة وأمثالها.

مخالفي المبدأ إلى المنتهى(1)؛ فإنّ المؤمن بهذا الإيمان هو المخاطب في جميع الخطابات القرآنيّة وغيرها، دون المبعِّض الملحق بعدم الإيمان(2)؛ کما سیأتی تفصیله قریباً. إن شاء الله تَعالَی. ولعمری! إنّ هذا بعینه هو إیمان أهل الولایة أعنی الشّیعة الإمامیّة الإثنی عشریّة المعترفة بالنوّاب العامّة.

ص: 15


1- _ بحیث لم یکن یقبل الإسلام فی ذلک العصر المنوّر من أحد حتّی من المنافقین _ علی حسب الظّاهر _ إلاّ الإسلام المبنیّ علی ولایة أمیر المؤمنین علیّ بن أبی طالب عَلَیهِ السَّلامُ؛ فأصبح الإسلام محمّدیّاً علویّاً ... لا ولا ولا ....
2- _ وذلک یستفاد من قوله تَعالَی: (أفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَما جَزاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذلِكَ مِنْكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَيَوْمَ الْقِيامَةِ يُرَدُّونَ إِلى أشَدِّ الْعَذابِ وَمَا اللهُ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ)؛ (سورة البقرة / الآیة 85)، وقوله تَعالَی: (إِنَّ الَّذينَ يَكْفُرُونَ بِاللهِ وَرُسُلِهِ وَيُريدُونَ أنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُريدُونَ أنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذلِكَ سَبيلاً اُولئِكَ هُمُ الْكافِرُونَ حَقًّا وَأعْتَدْنا لِلْكافِرينَ عَذاباً مُهيناً)؛ (سورة النّساء / الآیة 150 و151 ).

تبصرة

ولیعلم: أنّ المراد من أهل التّوحید الّذین لا یدخلهم الله تَعالَی النّار بمقتضی کثیر من الرّوایات هم هؤلاء الکمّلین فی الإیمان؛ لما ورد عن الإمام علیّ بن موسی الرّضا عَلَیهِمَا السَّلامُ حین مروره بنیشابور ناقلاً عن آبائه الطّاهرین عَلَیهِمُ السَّلامُ عن النبیّ المکرّم صَلَّی اللهُ عَلَیهِ وَآلِهِ أنّه قال: «سمعت جبرئیل عَلَیهِ السَّلامُ یقول: سمعت الله جَلَّ جلالُهُ یقول: لا إلَهَ إلاَّ اللهُ حِصنی، فَمَن دَخَلَ حِصنی أمِنَ مِن عَذابی». ثمّ قال الإمام عَلَیهِ السَّلامُ: «بشروطها وأنا من شروطها»(1). أی من شروطها الإقرار بالإمامة والولایة السّاریة من ولایة أمیر المؤمنین عَلَیهِ السَّلامُ إلی الولایة العامّة فی عصر الغیبة الکبری؛ کما هو ظاهر لا یخفی.

ومن تلکم الرّوایات ما عن ابن عبّاس عن رسول الله صَلَّی اللهُ عَلَیهِ وَآلِهِ قال: «والّذی بعثنی بالحقّ بشیراً لا یعذّب الله بالنّار

ص: 16


1- _ معانی الأخبار: 371، و بحار الأنوار/ 3/ 7/ ح 16، و49/ 123/ ح 4.

موحّداً أبداً، وإنّ أهل التّوحید لَیشفعون فیُشفّعون». ثمّ قال صَلَّی اللهُ عَلَیهِ وَآلِهِ: إنّه إذا کان یوم القیامة أمر الله تَبارَکَ وَتَعالَی بقوم سائت أعمالهم فی دار الدّنیا إلی النّار. فیقولون: یا ربّنا! کیف تدخلنا النّار وقد کنّا نوحّدک فی دار الدّنیا؟ وکیف تحرق بالنّار ألسنتنا وقد نطقت بتوحیدک فی دار الدّنیا؟ وکیف تحرق قلوبنا وقد عقدت علی أن لا إله إلاّ أنت؟ أم کیف تحرق وجوهنا وقد عفّرناها لک فی التّراب؟ أم کیف تحرق أیدینا وقد رفعناها بالدّعاء إلیک؟ فیقول الله جلَّ جَلالُهُ: عبادی! سائت أعمالکم فی دار الدّنیا فجزاؤکم نار جهنّم. فیقولون: یا ربّنا! عفوک أعظم أم خطیئتنا؟ فیقول تَبارَکَ وَتَعالَی: بل عفوی. فیقولون: رحمتک أوسع أم ذنوبنا؟ فیقول عَزَّ وَجَلَّ: بل رحمتی. فیقولون: إقرارنا بتوحیدک أعظم أم ذنوبنا؟ فیقول تَعالَی: بل إقرارکم بتوحیدی أعظم. فیقولون: یا ربّ! فلیسعنا عفوک ورحمتک الّتی وسعت کلّ شیء. فیقول الله جَلَّ جَلالُهُ ملائکتی! وعزّتی وجلالی ما خلقت خلقاً أحبَّ إلیَّ من

ص: 17

المقرّین بتوحیدی وأن لا إله غیری، وحقّ علیَّ أن لا اُصلی(1) بالنّار أهل توحیدی. أدخلوا عبادی الجنّة»(2).

ولیعلم: أنّ المراد من الإیمان إذا ذکر بنحو الإطلاق هو الإیمان الکامل المشار إلیه؛ مثل ما روی: «أنّ النّبیّ صَلَّی اللهُ عَلَیهِ وَآلِهِ لمّا قرأ (وآخَرینَ مِنهُم لَمّا یَلحَقوا بِهِم ... الآیة)(3)، فقیل له من هؤلاء؟ فوضع صَلَّی اللهُ عَلَیهِ وَآلِهِ یده علی کتف سلمان وقال: لو کان الإیمان فی الثُّریّا لنالته رجال من هؤلاء»(4)؛ بداهة أنّ المراد من الإیمان فی هذه الرّوایة هو الإیمان الکامل بالمبدأ إلی المنتهی، علی ما تقدّم(5).

ص: 18


1- _ من «صَلِیَ» بتخفیف اللاّم وکسرها یصلی صلیاً أی لا اُحرقهم بالنّار، ومثله قوله تعالی فی سورة مریم عَلَیهَا السَّلامُ / الآیة 70: (هُم أولَی بِها صِلِیًّا)؛ کذا فی مجمع البحرین/ 1/ 266، و فسّر بعضهم: «لا اُدخلهم النّار».
2- _ بحار الأنوار/ 3/ 1/ ح 1، و8/ 358/ ح 23.
3- _ سورة الجمعة / الآیة 3.
4- _ مجمع البیان/ 10/ 429، وبحار الأنوار/ 16/ 310.
5- _ راجع المقدّمة الثّالثة.

المقدّمة الرّابعة

العمل في كونه صالحاً أو غير صالح ممّا يختلف فيه بين الأقوام والملل؛ فربّما يكون العمل صالحاً في ملّة دون ملّة كأكل اللّحم مثلاً؛ فإنّه محرّم لدى بعض الملل دون بعض، فالعامل بما كان صالحاً في ملّته يكون صالح العمل، وإن لم يُعدّ صالح العمل في غير ملّته.

وأمّا في الشّريعة المقدّسة فالواجب والمندوب من الأعمال الصّالحة، والمحرّم والمكروه من غيرها، وأمّا المباح فكذلك من غيرها لدى المقرّبين كالأولياء والأنبياء والمرسلين، وإن لم يكن لدى غيرهم، وإن كان من الأبرار؛ فإنّ حسنات الأبرار سيّئات المقرّبين(1)؛ فالعمل المباح غير صالح عند المقرّبين، فلو أتى به مقرّب لم يُعدّ هذا منه عمل صالح.

ص: 19


1- _ مرآة العقول/ 11/ 308.

وعلى أيّ حال، إنّه سُبحانَهُ بمقتضى قوله: (أنِّي لاَ اُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أوْ اُنْثَى)(1) لا يضيع عمل عامل، ولو لم يكن كامل الإيمان، بل یجزیه سُبحانَهُ، وإن لم یکن صالحاً فی الشّریعة وفی غیر ملّته؛ كيف! وإنّه مقتضى العدل الإلهيّ؛ كما يأتي بيانه. إن شاء الله تَعالَى.

المقدّمة الخامسة

أنّ کلاًّ من الرّسالة والولایة لطف من الله جَلَّ وَعَلا؛ بداهة أنّهما ممّا یقرّبان العبد إلی الطّاعة ویبعّدانه عن المعصیة، وکلّ ما کان کذلک فهو لطف أوجبه الله علی نفسه؛ کما فی الحدیث عن أبی عبد الله جعفر بن محمّد الصّادق عَلَیهِمَا السَّلامُ: «إنّ الناصبیّ شرّ من الیهودیّ. فقیل: وکیف ذلک یابن رسول الله؟ فقال: لأنّ الیهودیّ (المنکر للرّسالة) منع لطف النّبوّة وهو خاصّ، والنّاصبیّ (السّابّ للأئمّة عَلَیهِمُ السَّلامُ) منع لطف الإمامة

ص: 20


1- _ سورة آل عمران / الآیة 195.

(الولایة) وهو عامّ»(1). فالولایة أعمّ من الرّسالة؛ لاختصاص الرّسالة بالرّسول الأعظم صَلَّی اللهُ عَلَیهِ وَآلِهِ، والولایة تعمّه صَلَّی اللهُ عَلَیهِ وَآلِهِ وسائر المعصومین عَلَیهِمُ السَّلامُ، حتّی الصّدّیقة الطّاهرة فاطمة الزّهراء عَلَیهَا السَّلامُ؛

وعلیه تکون الولایة والإمامة أهمّ؛ ولذا عذّب الله سُبحانَهُ مکذّب الولایة الحارث بن النّعمان الفهریّ بقوله عَزَّ مِن قائِلٍ: (سَألَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ لِلکافِرینَ لَیسَ لَهُ دافِعٌ)(2) مع أنّه

ص: 21


1- _ عوالی اللّئالی/ 1/ 11/ ح 19.
2- _ سورة المعارج / الآیة 1 و 2. عن الشّعبیّ من مفسّری العامّة فی تفسیر الآیة أنّ الحارث بن النّمان الفهریّ أتی نحو النبیّ صَلَّی اللهُ عَلَیهِ وَآلِهِ علی ناقته بعد وقعة غدیر خمّ وهو صَلَّی اللهُ عَلَیهِ وَآلِهِ فی ملأ من أصحابه، فقال: یا محمّد! أمرتنا بعد الشّهادتین أن نصلّی خمساً و نصوم شهر رمضان ونحجّ فقلناها، ثمّ لم ترض بها حتّی فضّلت ابن عمّک علینا وقلت: «من کنت مولاه فعلیّ مولاه». هذا شیء منک أم من الله؟ فقال النّبیّ صَلَّی اللهُ عَلَیهِ وَآلِهِ: والّذی لا إله إلاّ هو من الله. فولّی الحارث وهو یقول: أللَّهمَّ إن کان ما یقول محمّد حقّاً فأمطر علینا حجارة من السّماء أو ائتنا بعذاب ألیم. فما وصل إلی ناقته حتّی رماه الله بحجر فسقط علی هامّته وخرج من دبره فقتله. انتهی ملخّصاً. راجع حقّ الیقین للعلاّمة الشّبّر/ 1/ 146، و الجامع لأحکام القرآن/ 18/ 278، و روح المعانی/ 15/ 62، و مجمع البیان/ 10/ 529، و روض الجنان/ 19/ 402.

تَعالَی لم یعذّب ولا یعذّب مکذّب الرّسالة؛ فإنّه بعد أن قال مکذّب الرّسالة: (أللَّهُمَّ إن کانَ هَذا (أی القرآن والرّسول) هُوَ الحَقَّ مِن عِندِکَ فَأمطِر عَلَینا حِجارَةً مِنَ السَّماءِ أوِ ائتِنا بِعَذابٍ ألیمٍ)(1) قال: (وَما کانَ اللهُ لِیُعَذِّبَهُم وَأنتَ فیهِم وَما کانَ اللهُ مُعَذِّبَهُم وَهُم یَستَغفِرونَ)(2).

المقدّمة السّادسة

أنّه کما فی الأثر: «الدُّنیا مَزرَعَةُ الآخِرَةِ»(3) تزرع فیها أعمال صالحة وتحصد فی الآخرة، وهی مختصّة بالمؤمنین وأهل الولایة الکاملین أعنی بهم أهل عبادة التّولّی والتّبرّی؛ لعدم نصیب للکافر حتّی بأعماله الصّالحة فی الآخرة، بل هو

ص: 22


1- _ سورة الأنفال / الآیة 32.
2- _ سورة الأنفال / الآیة 33.
3- _ عوالی اللّئالی/ 1/ 267/ ح 66.

بشؤم کفره مخلّد فی الجحیم وأعماله هباء منثور؛ کما یأتی بیانه. إن شاء الله تَعالَی.

کیف لا! وفی الأثر أیضاً: «حُبُّ الدُّنیا رأس کُلِّ خَطیئَةٍ»(1) ورأس الخطایا _ کما لا یخفی _ هو الکفر وعدم کمال الإیمان الموجب للخلود فی الجحیم، وإن یخفّف عنه فیها أو یرتفع ببعض الأعمال الحائزة للأهمّیّة ک_«السّخاوة» و«العدالة»(2)، علی ما حقّق، ویأتی تفصیله فی الأثناء. إن شاء الله تَعالَی.

وبعد تمهید هذه المقدّمات نشرع فی تفسیر هذه السّورة المبارکة، وإن کان ربّما یستلزم تکرار بعض المکرّرات الّتی فی الواقع مؤکّدات فی فهم المرادات. إن شاء الله تَعالَی، فنقول:

ص: 23


1- _ الکافی/ 2/ 131/ ح 11، و2/ 317/ ح 8، والخصال/ 1/ 25/ ح 87.
2- _ ولعلّ منها مودّة ذوی القربی عَلَیهِمُ السَّلامُ.

إنّ الله سُبحانَهُ وَجَلَّت عَظَمَتُهُ وَعَزَّ اسمُهُ بعد أن أقسم فی هذه السّورة ب_«العصر» الّذی بجامعه وجمیع معانیه من الاُمور العظیمة قال بأنّ جمیع الاُناس فی خسر وخیبة، إلاّ من کان منهم جمع بین الإیمان الکامل والعمل الصّالح وکان واجداً لکلیهما، وإلاّ فلو کان فاقداً لهما فهو فی خسر، وکذا الواجد لأحدهما دون الآخر؛ کما تقدّم(1) فی الخبر أیضاً، مع تفاوت بینهما فی الخسران؛ کما سیتّضح. إن شاء الله تَعالَی.

والظّاهر: أنّ قوله تَعالَی فی ذیل هذه السّورة: (وَتَواصَوا بِالحَقِّ) إشارة إلی نفس الإیمان المذکور قبله؛ بداهة أنّ کمال الإیمان هو الحقّ الواقع المطلوب لدیه سُبحانَهُ وَتَعالَی(2)؛ کما أنّ قوله: (وَتَواصَوا بِالصَّبرِ) إشارة إلی نفس العمل الصّالح الّذی یعمّ ترک المحرّمات والمکروهات، بل ترک المباحات

ص: 24


1- _ راجع التّبصرة بعد المقدّمة الثّالثة.
2- _ کما أنّ ذاته المقدّسة جَلَّ وَعَلا هو الحقّ الواقع فی خارج الوجود مجهول الکنه غیر مشهود وغیر محدود، وإن لم تدرکه الأفهام والعقول، وأنّه جَلَّت عَظَمَتُهُ وَعَزَّ اسمُهُ حقیقة الخارج والخارج الحقیقیّ؛ علی ما حقّق فی محلّه.

باعتبار، فإنّهما (فعل الواجب والمندوب وترک المحرّم والمکروه والمباح) یحتاجان _ حتّی توصیتهما _ إلی الصّبر، بل الجهاد الأکبر مع النّفس الأمّارة بالسّوء؛ کما فی الأثر(1).

فلیس التّواصی بالحقّ والتّواصی بالصّبر أمرین آخرین غیر کمال الإیمان والعمل الصّالح المستثنی صاحبهما عن الخسران.

وکیفما کان، ليس المراد من وجود العمل الصّالح أن لا يكون للواجد أعمالاً غير صالحة أصلاً، بل يعمّ ذلك ومن كان له أعمال غير صالحة، ولكن يثقل موازين أعماله الصّالحة عليها ولا تخفّف؛ فإنّها مغتفرة، وكذا إذا كانت

ص: 25


1- _ قال رسول الله صَلَّی اللهُ عَلَیهِ وَآلِهِ بعد جهاد المجاهدین: «علیکم بالجهاد الأکبر. قیل: وما هو الجهاد الأکبر یا رسول الله؟ قال: الجهاد مع النّفس»؛ راجع الکافی/ 5/ 12/ ح 3.

متساوية، وإن كان في صورة التّساوي كالقاصرين في الأعراف(1)؛ تفضّلاً منه سُبحانَهُ مطمعین دخول الجنّة(2).

فكامل الإيمان إذا كان عاملاً بالعمل الصّالح بمقدار يثقل موازينه من الأعمال الصّالحة الّتي منها التّواصي بالحقّ والتّواصي بالصّبر يُعدّ من الواجدين للأعمال الصّالحة ويكون في عيشةٍ راضيةٍ ولا يكون من الخاسرين بلا كلام؛ بمقتضى قوله تَعالَى: (فَأمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ)(3) وأمّا من لم یكن كامل الإيمان _ سواء لم يؤمن أصلاً أو كان مبعّضاً _ ولم يعمل بالصّالحات بأن خفّت موازينه الصّالحة

ص: 26


1- _ الکافی/ 2/ 381/ ح 1، و2/ 403/ ح 2، و2/ 408/ ح 1.
2- _ المستفاد من بعض الآثار أنّ القاصر المستضعف ربّما یهدیه أمیر المؤمنین علیّ بن أبی طالب عَلَیهِ السَّلامُ لدی الاحتضار إلی ما هو الصّراط المستقیم؛ کما فی الأثر أنّه عَلَیهِ السَّلامُ قال للحارث الهمدانیّ: یا حارُ هَمدانَ مَن یَمُت یَرَنی مِن مُؤمنٍ أو مُنافقٍ قُبُلا یَعرِفُنی طَرفُهُ وأعرِفُهُ بِنَعتِهِ واسمِهِ وما فَعَلا بحار الأنوار/34/432.
3- _ سورة القارعة / الآیة 6 و7.

فاُمّه هاوية يُعدّ من الخاسرين بلا شكّ ولا شبهة ولا ارتياب.

وكذا من عمل صالحاً _ ظاهراً _ بما ثقلت موازينه، ولكن لم يكن كامل الإيمان فهو أيضاً خاسر؛ فإنّ غير الخاسر المستفاد من السّورة المباركة من جمع كمال الإيمان مع العمل الصّالح، وهذا المنتفی عنه کمال الإیمان غير جامع لهما.

وكذلك عكسه، أعني به من كان كامل الإيمان، ولكن لم يعمل أو خفّت موازين أعماله الصّالحة فهو أيضاً معدود من الخاسرين بمقتضى السّورة؛ لعدم جمعه أيضاً بين كمال الإيمان وصالح الأعمال بحيث يثقل موازينه الصّالحة ولا تخفّف، بل كان مقتصراً علی كمال الإيمان فخفّت أو لا أقلّ تساوت(1) أعماله الصّالحة وغیرها، لكن خسران هذا المؤمن

ص: 27


1- _ لما أشرنا من أنّ المساوی لا یدخل النّار، بل یندرج فی زمرة العاملین تفضّلاً من الله المنّان.

غير العامل لم يكن بمثابة خسران غير كامل الإيمان، وإن كان صالح العمل؛ كما أشرنا إليه في هذه الرباعيّة بالفارسيّة:

كافران باعمل با مؤمنان بي عمل

هر دو در خُسرند امّا این كجا و آن كجا

خُسرِ آن باشد خلود آتش دوزخ به حشر

خُسرِ اين باشد صباحى بس گرفتار بلا

وذلك لما يستفاد من غير واحد من المدارك القرآنيّة وغيرها من الفرق الفاحش جدّاً بين الخسرانین مصداقاً.

أمّا من غير الآيات القرآنيّة فسيأتي عن قريبٍ. إن شاء الله تَعالَى.

وأمّا من الآيات المباركات _ مضافاً إلی الآیات الآتیة الّتی استشهد بها الإمام الصّادق عَلَیهِ السَّلامُ لأبی بصیر _ فقوله عَزَّ مِن قائِلٍ وَجَلَّت عَظَمَتُهُ: (اللهُ وَلِىُّ الَّذينَ آمَنوا يُخرِجُهُم مِنَ الظُّلُماتِ

ص: 28

إلَى النُّورِ)(1) أي يخرجهم ببركة كمال الإيمان من ظلمات الذّنوب والعصيان إلى نور الطّاعة والانقياد.

وبعبارة اُخرى: يكون سُبحانَهُ وَتَعالَى لا یزال وليّه وناصره ويكون كامل الإيمان من جهة شرافة إيمانه الكامل لا یزال مؤيّداً منصوراً من قِبَل الله تَعالَى وَتَقَدَّسَ بأنحاء من النّصرة فيوفّقه:

بیان مراتب نصرة الله تعالی للمؤمن

أوّلاً: ببركة إيمانه بالتّوبة _ ولاسيّما بتوبة النّصوح _ فيكون بالتّوبة كمن لا ذنب له؛ كما في الأثر: «التّائِبُ مِنَ الذَّنبِ كَمَن لا ذَنبَ لَهُ»(2)، بل التّائب إذا عمل صالحاً یبدّل الله سیِّئاته حسناتٍ؛ وذلک قوله تَعالَی: (إِلاَّ مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَاُولئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ)(3).

ص: 29


1- _ سورة البقرة / الآیة 257.
2- _ الکافی/ 2/ 435/ ح 10.
3- _ سورة الفرقان / الآیة 70.

وکذا قال سُبحانَهُ: (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى)(1) وفی الأثر أی اهتدی إلی ولایتنا أهل البیت(2).

وثانياً: إذا لم يوفَّق بالتّوبة یوفّقه بالدّعاء والتّوسّلات.

وثالثاً: أنّ حسنات المؤمن بمقتضی قوله تَعالَی: (إنَّ الحَسَناتِ یُذهِبنَ السَّیِّئاتِ)(3) ماحیات لسیّئاته إلی حیث یخرجه عن (مَن خَفَّت مَوازینُهُ) ویدخله فی (مَن ثَقُلَت مَوازینُهُ).

ورابعاً: أنّ المؤمن بمقتضی قوله تَعالَی: (مَن جاءَ بِالحَسَنَةِ فَلَهُ عَشرُ أمثالِها)(4) ربّما تزداد حسناته القلیلة علی سیّئاته ویخرج عن (مَن خَفَّت مَوازینُهُ) إلی من تساوت، بل إلی (مَن ثَقُلَت مَوازینُهُ).

ص: 30


1- _ سورة طه / الآیة 82.
2- _ المحاسن/ 1/ 142/ ح 35، وتفسیر فرات الکوفیّ/ 257/ ح 350 و352، والکافی/ 1/ 392/ ح 3.
3- _ سورة هود عَلَیهِ السَّلامُ / الآیة 114.
4- _ سورة الأنعام / الآیة 160.

والحسنة فی الموردین لم یتحقّق من الکافر؛ فإنّ الکفّار، وإن کانوا علی التّحقیق مکلّفین بالفروع والحسنات والاُصول، إلاّ أنّه إنّما یصحّ منهم بشرط الإیمان، فمن لم یکن مؤمناً لم یتحقّق منه فرع ولا حسنة وإنّهما یکونان فی انحصار أهل الإیمان. فالکفّار لم یکونوا مشمولین للآیتین المبارکتین.

وخامساً: إذا لم یخرج المؤمن مع ما ذکر من الحالات والأحوال عمّن (خَفَّت مَوازینُهُ) ابتلاه الله سُبحانَهُ وَتَعالَی بشیء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس والثّمرات امتحاناً لیکون مورداً لصلواته ورحمته جَلَّت آلاؤُهُ؛ قال الله تَعالَی وَتَقَدَّسَ: (وَلَنَبلُوَنَّکُم بِشیءٍ مِنَ الخَوفِ وَالجُوعِ وَنَقصٍ مِنَ الأموالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَراتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرینَ الَّذینَ إذا أصابَتهُم مُصیبَةٌ قالوا إنَّا لِلَّهِ وَإنّا إلَیهِ راجِعونَ اُولَئِکَ عَلَیهِم صَلَواتٌ مِن رَبِّهِم وَرَحمَةٌ وَاُولَئِکَ هُمُ المُهتَدونَ)(1)،

ص: 31


1- _ سورة البقرة / الآیة 155 _ 157.

وظاهر أنّ هذه البلیّات فی خصوص الکمّلین من أهل الإیمان؛ کما هو ظاهر لا یحتاج إلی البیان.

وسادساً: ينصره الله بما يطهّره من الذّنوب في هذه الدّنيا من الابتلاء ببلاء یكون كفّارة لذنوبه؛ فإن كان ذنبه أكثر بحيث لم يطهّر بتلك الكفّارات ابتلاه سُبحانَهُ ببلاء أصعب وهكذا إلى أن يطهّر كاملاً في هذه الدّنيا(1).

والحاصل، أنَّه سُبحانَهُ لا یزال يكون ناصره ببركة إيمانه حتّى إذا لم يكف الابتلاءات لتطهير ذنوبه من جهة الكثرة يشدّد

ص: 32


1- _ وربّما يبتليه ببلاءٍ من غير ذنب؛ لأن يرتفع مقامه؛ كما نشاهد في الأمثل والأمثل من الأولياء: هر که در این دار مقرّب تر است جام بلا بیشترش می دهند روی عن أمیر المؤمنین علیّ بن أبی طالب عَلَیهِ السَّلامُ أنّه قال: «مرضت فعادنی رسول الله صَلَّی اللهُ عَلَیهِ وَآلِهِ وأنا لا أتقارّ علی فراشی. فقال: یا علیّ! إنّ أشدّ النّاس بلاءً النّبیّون ثمّ الأوصیاء ثمّ الّذین یلونهم. أبشر فإنّها حظّک من عذاب الله مع ما لک من الثّواب. انتهی موضع الحاجة»؛ دعائم الإسلام/ 2/ 140/ ح 490.

عليه نزع الرّوح عند الاحتضار؛ لئلاّ يتأخّر جزاء ذنوبه إلى الآخرة(1)، وعليه فلا تكون شدّة النزع دليلاً على الكفر، كما أنّ الكافر الّذي لا نصيب له في الآخرة ينتفع بخفّة النّزع من جهة بعض أعماله الصّالحة في هذه الدّنيا؛ فإنّه سُبحانَهُ _ علی ما في القرآن من قوله: (أنِّي لاَ اُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أوْ اُنْثَى)(2) _ إن كان عامل الخیر كافراً يخفّف نزعه(3)؛ كما يجزي سُبحانَهُ كفّار الهنود في هذه الدّنيا برياضاتهم بعض القدرة غير الطّبيعيّة ولا يؤخّر جزاءهم إلى الآخرة إلاّ لبعض الأوحديّ ممّن يأتي ذكره.

وقد تعجّب بعض شبّاننا من بعض مبلّغي الملل المنسوخة والباطلة من الكفرة كانوا يوصون بأهل ملّتهم أن يعملوا صالحاً حتّى يمدّهم ربّهم! فسألني عن أنّه كيف يمدُّهم سُبحانَهُ

ص: 33


1- _ الکافی/ 2/ 444/ ح 1 _ 12.
2- _ سورة آل عمران / الآیة 195.
3- _ الکافی/ 2/ 444/ ح 1 و3 و5 و10 و11.

مع أنّهم غير مسلمين؟! فأجبت بأنّ الأمر كذلك، وأنّه تعلّقت مشيّة الله تَعالَى على أن يجزي أعمالهم الصّالحة في الدّنيا لعدم نصیب لهم فی الآخرة ولعدم تضييعه سُبحانَهُ عمل عامل، ولكن یجزی أعمالهم السّيّئة كجزاء كفرهم في الآخرة، على خلاف المؤمنين؛ فإنَّه سُبحانَهُ يجزي أعمالهم الصّالحة كجزاء إیمانهم في الآخرة ويجزي أعمالهم غير الصّالحة في هذه الدّنيا، حتّى أنّه إذا كانت ذنوبهم في الكثرة بحیث لم يكفّروا ولم یطهّروا في هذه الدّنيا يكونوا في عالم البرزخ مبتلين حتّى يطهَّروا، فإذا لم يكفّروا ولم يطهَّروا بعدُ من أجل كثرة الذّنوب يكونون متوقّفين مبتلين بالتّوقّف في مواقف القيامة ليطهَّروا، فإن كان كثرة الذّنوب إلى حدّ لم تكن بليّة التّوقّف بعد تلكم البليّات الدّنيويّة والبرزخيّة وافية للتّكفير والتّطهير فيدخلون النّار أيّاماً معدودة بمقدار تزول عنهم جرائم الذّنوب ثمّ يخرجون منها كما في الأثر بشفاعة نبيّ الإسلام صَلَّی اللهُ عَلَیهِ وَآلِهِ فيغمسون في عين من العيون ويصيرون كالبدر السّاطع بعد صيرورتهم في النّار كالفحم السّوداء فيدخلون

ص: 34

الجنّة مخلّدین ولا يخلّدون في نار الجحيم كالكفّار المعاندين ببرکة الإيمان(1)، بخلاف الكفّار؛ فإنّهم بشؤم كفرهم وعنادهم عن قبول الحقّ والإيمان الکامل يخلّدون في الجحيم؛ كما قال سُبحانَهُ: (ألْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ)(2).

نعم، لیس أمر غیر المعاندین من الکفّار أعنی بهم القاصرین کذلک کالمقصّرین، وعلیه یفترق خسران المؤمن غیر العامل وخسران العامل غیر المؤمن؛ فإنّ مآل الأوّل إلی الخلود فی الجنّة، ومآل الثّانی إلی الخلود فی الجحیم.

وهم ودفع

إن قلت: أليس قوله تَعالَى: (أن كَذَّبُوا) في آية: (ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أسَاءُوا السُّوءَى أنْ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللهِ وَكَانُوا بِهَا

ص: 35


1- _ بحار الأنوار/ 8/ 360/ ح 29 _ 33.
2- _ سورة ق / الآیة 24.

يَسْتَهْزِءُونَ)(1) غاية أمر الّذين أساؤا السّوئى ولاسيّما إذا كثر السّوئى وارتفع الإیمان حتّی الکامل؟ وعليه فكيف التّوفيق؟

قلت: ليست تلك الجملة بغاية، بل علّة وأنَّهم كانوا من قبلُ مكذّبين باطناً غير مؤمنين واقعاً، وإنّما كانوا متظاهرين بالإيمان، وكان صدور بعض خوارق العادة منهم بسبب بعض أعمالهم ورياضاتهم في حال الكفر؛ لما أشرنا من أنَّه سُبحانَهُ لا يضيع عمل عامل، ولو كان كافراً، غاية الأمر أنَّه يجزيه في الدّنيا وليس له في الآخرة من نصيب، ومن هذا القبيل بلعم باعورا(2) وبرصيصا العابد(3)، وكان علّة تكذيبهم أنَّهم لم يكونوا بمؤمنين واقعاً وكان تظاهرهم بالإيمان لدنياهم.

ص: 36


1- _ سورة الرّوم / الآیة 10.
2- _ بلعم بن باعورا كان رجلاً على دين موسى عَلَیهِ السَّلامُ، وكان في المدينة الّتي قصدها موسى عَلَیهِ السَّلامُ وكانوا كفّاراً، وكان عنده اسم الله الأعظم، وكان إذا دعا الله تَعالَى به أجابه. کذا فی تفسیر مجمع البیان/ 4/ 768.
3- _ هو عابد بني إسرائيل عن ابن عبّاس رَضِیَ اللهُ عَنهُ قال: إنَّه كان في بني إسرائيل عابد اسمه برصيصا، عبد الله زماناً من الدّهر حتّى كان يؤتى بالمجانين يداويهم ويعوّذهم فيبرءون على يده، وأنَّه اُتي بامرأة في شرف قد جنت، وكان لها إخوة فأتوه بها، فكانت عنده. فلم يزل به الشّيطان يزيّن له حتّى وقع عليها فحملت. فلمّا استبان حملها قتلها ودفنها. فلمّا فعل ذلك ذهب الشّيطان حتّى لقي أحد إخوتها فأخبره بالّذي فعل الراهب وأنَّه دفنها في مكان كذا، ثمّ أتى بقيّة إخوتها رجلاً رجلاً فذكر ذلك له، فجعل الرّجل يلقى أخاه فيقول: والله لقد أتاني آتٍ فذكر لي شيئاً يكبر عليّ ذكره. فذكر بعضهم لبعض حتّى بلغ ذلك ملكهم، فسار الملك والناس فاستنزلوه فأقرّ لهم بالّذي فعل، فأمر به فصلب فلمّا رفع على خشبته تمثّل له الشّيطان فقال: أنا الّذي ألقيتك في هذا. فهل أنت مطيعي فيما أقول لك اُخلِّصك ممّا أنت فيه؟ قال: نعم. قال: اسجد لي سجدة واحدة. فقال: كيف أسجد لك وأنا على هذه الحالة؟ فقال: أكتفي منك بالإيماء. فأومأ له بالسّجود فكفر بالله، وقتل الرّجل. کذا فی تفسیر مجمع البیان/ 3/ 397.

وهذه الحقيقة _ أعني بها كون كامل الإيمان منصوراً في جميع تلك الموارد _ مستفادة من القرائن الخارجيّة والآثار والأخبار سنشير ذيلاً إلى بعضها. إن شاء الله تَعالَى، مضافاً إلى ما أشرنا إلیه من الآية الثّانية الملحقة بآية الكرسيّ وإطلاق كونه سُبحانَهُ وليّاً وناصراً للّذين آمنوا وأنَّه يخرجهم

ص: 37

من ظلمات العصیان إلى نور الطّاعة، بل هذه الآية الشّريفة المباركة الأنیقة بإطلاقها _ بمقتضى أنّ آيات القرآن يفسّر بعضها بعضاً(1)_ مفسّرة لآية: (ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أسَاءُوا السُّوءَى أنْ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللهِ وَ كَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِءُونَ)(2) وأنَّ قوله سُبحانَهُ فیها: (أن كَذَّبُوا) علّة لسوء العاقبة وليس بغاية، وإن كانت متوهّمة في بادئ النّظر؛ فليتدبّر جدّاّ جيّداً(3).

ص: 38


1- _ بحار الأنوار/ 2/ 284، و30/ 512، و89/ 22.
2- _ سورة الرّوم / الآیة 10.
3- _ ومن جملة تفسیر الآیات بعضها ببعض تفسیر الآیة 59 من سورة النّساء: (أطیعوا اللهَ وأطیعوا الرَّسولَ وَاُولِی الأمرِ مِنکُم) بالآیة 55 من سورة المائدة: (إنَّما وَلِیُّکُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذینَ آمَنوا الَّذینَ یُقِیمونَ الصَّلاةَ وَیُؤتونَ الزَّکاةَ وَهُم راکِعونَ)؛ فإنّه انحصر الولیّ المطاع فیها بعد الله جَلَّ وَعَلا والرّسول صَلَّی اللهُ عَلَیهِ وَآلِهِ بالمؤمن المقیم للصّلاة المؤتی للزّکاة فی حال الرّکوع کأمیر المؤمنین علیّ بن أبی طالب عَلَیهِ صَلَواتُ اللهِ المَلِکِ الغالِبِ الّذی یکون من أهل العدالة والعصمة، لا مطلق من یتصدّی ولو عنفاً وظلماً وجوراً، علی ما یزعمه من لا خبرة له من أهل العامّة وعمیاهم. قاتلهم الله أنّی یؤفکون.

فی توهّم تجرّی المؤمن، ودفعه

ولا وجه لما قد يختلج بالبال من أنَّ النّصرة من الله سُبحانَهُ للمؤمنين الكاملين من أهل الولاية بما عرفت، ربّما يوجب تجرّيهم في العصيان وعدم مبالاتهم في الطّغيان؛ وذلك أمّا أوّلاً: لأنّ كامل الإيمان لا يحصل منه التّجرّي بمجرّد ذلك، بل هو مصون منه ولا يعصى إلاَّ حياءً وخجلاً ومنفعلاً، لا محلّلاً ومتكبّراً.

وثانياً: أنّ الولاية والإیمان من مبدء الوحدانيّة إلى منتهاها من أجلِّ الاُمور وأعظمها وأحبِّها عنده سُبحانَهُ فلا محالة لابدَّ له تَعالَى من أن يهتمّ بها بأيّ نحو كان ليرغب فيه الأنام، بخلاف الكفر وعدم التّوحيد والإيمان؛ فإنَّه من أبغض الأشياء عنده سُبحانَهُ؛ كما في بعض الأدعية(1).

ص: 39


1- _ کالدّعاء المرویّ عن أمیر المؤمنین والإمام الکاظم عَلَیهِمَا السَّلامُ: «أللَّهُمَّ إِنِّي أطَعْتُكَ فِي أحَبِّ الأشْيَاءِ إِلَيْكَ وَهُوَ التَّوْحِيدُ وَلَمْ أعْصِكَ فِي أبْغَضِ الأشْيَاءِ إِلَيْكَ وَ هُوَ الْكُفْر»؛ المصباح للکفعمیّ: 370 و291.

وثالثاً: أنَّ ما عرفت من الابتلاءات المبتلى بها عصاة أهل الإيمان والولاية في الدّنيا وفي حال الاحتضار وفي عالم البرزخ ومواقف القيامة وفي دخول النَّار أيَّاماً عديدةً، ليس بيسير ولا يكون بحيث يتیسّر لكلّ أحد تحمّله، بل تحمّله صعب مستصعب؛ بيت:

گر بدانى پشت سرها چيستت فرصت خاراندن سر نيستت

نعم، لا يعادل عقاب الكفّار، ولاسيّما عذاب خلود النّار. نعوذ بالله تَعالَى منه.

ولا يخفى على الخبير البصير أنّ المراد من «الإيمان» و«المؤمن» الوارد في القرآن وغيره _ كما أشرنا _ من كان مؤمناً بكمال الإيمان، لا بأن يؤمن ببعض ويكفر ببعض؛ فإنّه معدود من الکفّار؛ قال الله تَعالَی: (إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذلِكَ سَبِيلاً

ص: 40

اُولئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً مُهِيناً)(1)، وقال تَعالَی أیضاً: (أفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ ... الآیة)(2)، وأعني بكمال الإيمان من كان من أهل الولاية والإیمان من أصل التّوحيد والعدل والمعاد والنّبوّة والإمامة، فهؤلاء هم المقصودون من الّذين آمنوا في هذه السّورة المباركة؛ كما فصّلناه، وفي آية (اللهُ وَلِىُّ الَّذينَ آمَنوا ... الآیة)(3) ؛ كما أومأنا إليه وفي سائر الآيات الباهرات وغيرها، دون غيرهم.

فتحصّل: ما هو الفرق بين خسران أهل الإيمان والكفّار من جهة أنّه سُبحانَهُ وليّ أهل الإيمان وناصرهم ولا مولى ولا ناصر لأهل الكفر.

ص: 41


1- _ سورة النّساء / الآیة 150.
2- _ سورة البقرة / الآیة 85.
3- _ سورة البقرة / الآیة 257.

دفع وهم آخر

فما قد يتوهّم أو يقال _ حتّى مع الأسف ممّن لم يترقّب منه التّفوّه به من فضلاء أهل الولاية ولا یکاد ینقضی تعجّبی منه _ من أنّ الولاية والإيمان بلا عمل کالعمل بلا ولاية ولا إيمان، وأنّهما على حدّ سواء في الخسران والعذاب، لا وجه له ولا يصغى إليه؛ لما فصّل من الفرق الفاحش بينهما.

فالمرجوّ من المسلمين أن يؤمنوا، ومن المؤمنين أن یقوّوا إيمانهم ويكمّلوه على مراتب الإيمان. إن شاء الله تَعالَی.

من هو غیر الخاسر؟

المستفاد من هذه السّورة المباركة بعد أن أقسم سُبحانَهُ وَتَعالَی وحلف بالعصر _ کما تقدّم(1) _ أنّ جميع الاُناس لفي الخسران

ص: 42


1- _ تقدّم فی الشّروع بالتّفسیر بعد المقدّمة السّادسة.

إلاّ من جمع منهم بين كمال الإيمان والعمل الصّالح(1) الأعمّ من أن لا يكون له عمل غير صالح أو يكون، ولكن كان موازين أعماله الصّالحة أثقل بأن لا يكون أخفّ، وإن كان في صورة التّساوي من الصّالحين؛ تفضّلاً منه سُبحانَهُ، فإنّ هذا الجامع في عيشةٍ راضيةٍ بلا كلام.

وأمّا الفاقد لكليهما فلا محالة يكون في الخسران، واُمّه هاوية بلا كلام أيضاً ولا ارتياب، وكذا الواجد لأحدهما دون الآخر في الخسران؛ لأنّ كلاًّ منهما لم یجمع بين الإيمان والعمل، فالواجد فقطّ للعمل الصّالح ولو في اُمّته لم يكن صالحاً في اُمم اُخرى ولا في الشّريعة المقدّسة، یكون في الخسران فلا یقال: إنّ قوله تَعالَی: (فَأمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ)(2) مطلق یشمل هذا الواجد للعمل

ص: 43


1- _ ولیعلم: أنّ هذا الجمع هو المراد من الحدیث المنسوب إلی سیّد الشّهداء عَلَیهِ السَّلامُ: «إنّ الحیاة عقیدة وجهاد»، والمراد من «العقیدة» الإیمان، والمراد من «الجهاد» الأعمال الصّالحة الّتی لا تتحقّق إلاّ بالجهاد الأکبر مع النّفس الأمّارة.
2- _ سورة القارعة / الآیة 6 و7.

دون الإیمان؛ فإنّه کالفاقد لكليهما؛ لعدم تحقّق الجمع بينهما منه.

نعم، يجزي أعماله الصّالحة _ ولو فی اُمّته _ بالإمداد الغيبيّ في هذه الدّنيا _ كما أومأنا _ لعدم نصيب له في الآخرة من جهة کفره وشرکه، إلاّ إذا كان عمله الصّالح كالسّخاوة أو العدالة حائزاً للأهمّيّة، فإنَّه يجزى في الآخرة إمّا بدفع أو بتخفيف من العذاب الأليم فی الجحيم؛ کما روی عن الرّسول الأعظم صَلَّی اللهُ عَلَیهِ وَآلِهِ أنّه قال لعدیّ بن حاتم فی حقّ أبیه حاتم الطّائیّ: «دفع عن أبیک العذاب الشّدید لسخاء نفسه»(1).

وعن عمّار السّاباطیّ فی أمر أنو شیروان العادل النّسبیّ أنّه: «قدم أمیر المؤمنین عَلَیهِ السَّلامُ المدائن فنزل بإیوان کِسری _ إلی أن قال _ ثمّ نظر عَلَیهِ السَّلامُ إلی جمجمة نخرة، فقال لبعض أصحابه: خذ هذه الجمجمة، ثمّ جاء عَلَیهِ السَّلامُ إلی الإیوان

ص: 44


1- _ بحار الأنوار/ 68/ 354/ ذح 16.

وجلس فیه ودعا بطشت فیه ماء فقال للرّجل: دع هذه الجمجمة فی الطّشت، ثمّ قال عَلَیهِ السَّلامُ: أقسمت علیک یا جمجمة! لتخبرینی من أنا ومن أنت؟ فقالت الجمجمة بلسان فصیح: أمّا أنت فأمیر المؤمنین وسیّد الوصیّین وإمام المتّقین. وأمّا أنا فعبد الله وابن أمة الله کِسری أنو شیروان. فقال له أمیر المؤمنین عَلَیهِ السَّلامُ: کیف حالک؟ قال: یا أمیر المؤمنین! إنّی کنت ملکاً عادلاً شفیقاً علی الرّعایا رحیماً لا أرضی بظلم، ولکن کنت علی دین المجوس، وقد ولد محمّد صَلَّی اللهُ عَلَیهِ وَآلِهِ فی زمان ملکی فسقط من شرفات قصری ثلاث وعشرون شرفة لیلة ولد. فهممت أن اُومن به من کثرة ما سمعت من الزّیادة من أنواع شرفه وفضله ومرتبته وعزّه فی السّماوات والأرض ومن شرف أهل بیته، ولکنّی تغافلت عن ذلک وتشاغلت عنه فی الملک. فیا لها من نعمة ومنزلة ذهبت منّی حیث لم اُومن، فأنا محروم من الجنّة بعدم إیمانی به، ولکنّی مع هذا الکفر خلّصنی الله تَعالَی من عذاب النّار ببرکة عدلی وإنصافی بین الرّعیّة، وأنا فی النّار والنّار

ص: 45

محرّمة علیّ. فوا حسرتی! لو آمنت لکنت معک یا سیّد أهل بیت محمّد صَلَّی اللهُ عَلَیهِ وَآلِهِ ویا أمیر اُمّته. انتهی موضع الحاجة»(1).

وفی حقّ أبی لهب روی: «أنّ أوّل من أرضعت رسول الله صَلَّی اللهُ عَلَیهِ وَآلِهِ ثویبة بلبن ابنها «مسروح» أیّاماً قبل أن تقدم حلیمة، وکانت ثویبة عتیقة أبی لهب أعتقها حین بشّرته بولادة رسول الله صَلَّی اللهُ عَلَیهِ وَآلِهِ، وکانت تدخل علی رسول الله صَلَّی اللهُ عَلَیهِ وَآلِهِ فیکرمها وتکرمها خدیجة رَضِیَ اللهُ عَنها ولمّا مات ابو لهب رآه أخوه العبّاس فی المنام بعد سنة. فقال له: ما حالک؟ قال: فی النّار(2)، إلاّ أنّه خفّف عنّی العذاب کلّ لیلة اثنین، وأمصّ بین اصبعیّ هاتین ماءً، وأشار إلی ما بین

ص: 46


1- _ بحار الأنوار/41/ 213/ ح 27.
2- _ فی عالم البرزخ ویقاس علیه عالم القیامة.

الإبهام والسّبّابة؛ وإنّ ذلک بإعتاقی لثویبة عندما بشّرتنی بولادة النّبیّ صَلَّی اللهُ عَلَیهِ وَآلِهِ وبإرضاعها له. انتهی»(1).

ولعلّ هکذا یکون کاشف البرق والکهربا (إدیسون الکافر) ونحوه من الکفّار إذا کان قصده من کشفه خدمة الخلق الّتی مرجعها إلهیّ دون قصد الجائزة والشّهرة ونحوهما.

وأمّا العكس _ أعني به الواجد لكمال الإيمان الفائد للعمل الصّالح بأن خفّت موازينه ولم تكن أیضاً مساويةً _ فإنَّه أيضاً في الخسران، لكن خسرانه جُلاًّ _ لو لم نقل كلاًّ _ يجزي في الدّنيا بما عرفت من نصرته سُبحانَهُ بأنحاء مختلفة وأنّ مشيّته تَعالَی وَتَقَدَّسَ تعلّقت على أن يطهّر المؤمن بكمال الإيمان بأنواع من التّطهير في الدّنيا من الأعمال غير الصّالحة بالكفّارة والابتلاء بالبليّات إلى حيث لا يخلّد في نار جهنّم، ويجزى أعماله الصّالحة في الآخرة کجزاء إيمانه

ص: 47


1- _ سفینة البحار/ 1/ 523.

بالخلود في الجنّة، بخلاف الكافر غير المؤمن بكمال الإيمان؛ فإنّ مشيَّته سُبحانَهُ تعلّقت على أن يجزى أعماله الصّالحة لعدم نصيب له في الآخرة(1)؛ كما أشرنا إليه في المقدّمات، ويجزى أعماله السّيّئة کجزاء كفره وشركه وارتداده(2) في الآخرة بالخلود في نار الجحيم؛ وذلك لشرافة الإيمان وشؤم الكفر والطغيان، فكلاهما، وإن كانا متساويين في أصل الخسران، لكن بينهما في المصداق بون بعيد في الغاية، حتّی من جهة جزاء الأعمال الصّالحة الصّادرة من الکفّار الحائزة للأهمّیّة وجزاء سیّئات المؤمنین فی السّخافة؛ فإنّ الأوّل لا یخرج من خلود الجحیم، بل یخفّف عذابه فیها، والثّانی یخرج منها بعد التّعذیب ویخلّد فی الجنّة؛ فلیتدبّر.

ص: 48


1- _ راجع الکافی/ 2/ 444/ ح 1 و 3 و 5 و 10 و 11، و معانی الأخبار/ 287/ ح 1 و 6.
2- _ وکذا جزاء عدم عمله بفروع الدّین؛ فإنّ الکفّار علی التّحقیق کما یکونون مکلّفین باُصول الدّین مکلّفون أیضاً بالفروع کالصّلاة مثلاً مشروطاً بالإیمان، ولمّا لم یمتثلوا ولم یصحّ منهم الامتثال حال الکفر یعاقبون علی ذلک زائداً علی عقاب الکفر والسّیّئات.

مؤمنان بی عمل با عاملان بی ولا

هر دو در خُسرند، امّا این کجا و آن کجا

عدم خلود المؤمن الخفیفة الموازین فی النّار

إن قلت: كيف لا يكون كامل الإيمان الّذي خفّت موازينه مخلّداً في النّار مع أنّ قوله تَعالَی: (وَأمّا مَن خَفَّت مَوازينُهُ فَاُمُّهُ هاوِيَةٌ)(1) مطلق يشمله، ومقتضى الإطلاق والشّمول أن يكون كغير المؤمن في الهاوية؟

قلت: نعم، ولكنّ الإطلاق یقيّد بما تقدّم(2) من شرافة الإيمان الكامل ونصرة الله السّبحان له بخروجه من ظلمات العصيان إلى نور الطّاعة والإتيان بتوفیقه توبة النّصوح أو بالتّوسّلات والاستشفاعات أو بغيرها ممّا ترتفع به الذّنوب ويكون ممّن لا ذنب له، أو بتطهيره بالكفّارات في الدّنيا أو بمشقّة نزع

ص: 49


1- _ سورة القارعة / الآیة 8 و9.
2- _ راجع إلی بیان مراتب نصرة الله للمؤمن.

الرّوح لدى الاحتضار أو بالابتلائات في البرزخ أو مواقف القيامة، ولا يخلّد في النّار.

نعم، بعض منهم ممّن لم ترتفع آثار ذنوبه بتلكم الاُمور يكون في النار صباحاً لترتفع الآثار فيخرجون بشفاعة الرّسول صَلَّی اللهُ عَلَیهِ وَآلِهِ _ على ما تقدّم(1) _ فلا يخلّد أيضاً كغيره ممّن عرفت في النّار، وإنّما يخلّد فيها غير كامل الإيمان، وإن ثقلت موازين أعماله الصّالحة و كان في الإيمان مبعّضاً ويجزون على أعمالهم الصّالحة جزاءً دنيويًّا إقامةً للعدل الإلهيّ؛ لأنّه سُبحانَهُ وَتَعالَی _ على ما وعد _ لا يضيع عمل عامل من الخلائق حتّى الكفّار، غاية الأمر يجزى الكفّار في الدّنيا دون الآخرة؛ لعدم نصيب لهم في الآخرة، إلاّ الخلود في النّار(2).

ص: 50


1- _ تقدّم فی بیان مراتب نصرة الله للمؤمن.
2- _ وممّا یدلّ علی المطلوب قوله تَعالَی: (قُلْ إِنَّما أنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أحَداً)؛ سورة الکهف / الآیة 110؛ فإنّ المراد من لقاء الرّبّ هو ثواب الجنّة؛ کما أنّ المراد من الشّرک الکفر، بل هذه الآیة المبارکة عبارة اُخری عن مضمون السّورة المفسّرة؛ فافهم.

عدم نصیب للکافر من الجنّة

إن قلت: كيف يكون الكافر والمشرك والمرتدّ إذا كانوا صالحي العمل كلاًّ أو جُلاًّ مخلّدين في الجحيم مع أنَّ قوله سُبحانَهُ وَتَعالَی: (وَأمَّا مَن ثَقُلَت مَوازينُهُ فَهُوَ في عِيشَةٍ راضِيَةٍ)(1) تشملهم، ومقتضاه أن يكونوا في عيشة راضية وهي الجنّة؟

قلت: أوّلاً أنَّ قوله سُبحانَهُ: (ثَقُلَت مَوازينُهُ)(2) لیس مقسماً للمؤمن والكافر كليهما، بل يختصّ بالمؤمنين الكمّلين، وأنّ

ص: 51


1- _ سورة القارعة / الآیة 6 و7.
2- _ سورة الأعراف / الآیة 8، وسورة المؤمنون / الآیة 102، وسورة القارعة / الآیة 6.

الكفّار غير مشمولين له، فهم خارجون تخصّصاً؛ لعدم نصيب لهم في الآخرة بمقتضى ما تقدّم من الأدلّة القاطعة.

وثانياً: على فرض تسليم الشّمول، مخرجون تخصيصاً؛ بمقتضى نفس تلك الأدلّة القاطعة.

مضافاً إلی قوله تَعالَی: (وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُوراً)(1) أی فی الآخرة بحیث لا یکون له فیها نصیب. ومضافاً أیضاً إلی قوله سُبحانَهُ: (مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ لاَ يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلَى شَيْ ءٍ ذلِكَ هُوَ الضَّلاَلُ الْبَعِيدُ)(2).

وممّا يدلّ بأقوى الدّلالة على أنّ النّاجح غير الخاسر في الآخرة هو كامل الإيمان غير المبعّض (وأنّه الموالی المؤمن من المبدء والمعاد إلى آخر ما کان فی کمال الإیمان معتبراً

ص: 52


1- _ سورة الفرقان / الآیة 23.
2- _ سورة إبراهیم عَلَیهِ السَّلامُ / الآیة 18.

و مراداً) هو ما روى (روایة تلوح منها آثار الصّدق) عن محمّد بن سليمان، عن أبيه(1) قال:

«كُنْتُ عِنْدَ أبِي عَبْدِ اللهِ عَلَیهِ السَّلامُ إِذْ دَخَلَ عَلَيْهِ أبُو بَصِيرٍ(2) وَقَدْ حَفَزَهُ(3) النَّفَسُ فَلَمَّا أخَذَ مَجْلِسَهُ قَالَ لَهُ أبُو عَبْدِ اللهِ عَلَیهِ السَّلامُ: يَا أبَا مُحَمَّدٍ! مَا هَذَا النَّفَسُ الْعَالِي؟ فَقَالَ: _ جُعِلْتُ فِدَاكَ _ يَا ابْنَ رَسُولِ اللهِ! كَبِرَ سِنِّي وَدَقَّ عَظْمِي وَاقْتَرَبَ أجَلِي مَعَ أنَّنِي لَسْتُ أدْرِي مَا أرِدُ عَلَيْهِ مِنْ أمْرِ آخِرَتِي. فَقَالَ أبُو عَبْدِ اللهِ عَلَیهِ السَّلامُ: يَا أبَا مُحَمَّدٍ! وَ إِنَّكَ لَتَقُولُ هَذَا(4)؟ قَالَ:

ص: 53


1- _ الظّاهر أنّه سلیمان بن عبد الله الدّیلمیّ من أصحاب الصّادق عَلَیهِ السَّلامُ روی عنه ابنه محمّد بن سلیمان؛ راجع معجم رجال الحدیث/9/300 و301.
2- _ الظَّاهر هو اللَّیثُ البَختَریّ؛ کما عن النّجاشیّ/321: «لیث بن البَختَریّ المرادیّ، أبومحمّد وقیل: أبو بصیر الأصغر، روی عن أبی جعفر وأبی عبد الله عَلَیهِمَا السَّلامُ، له کتاب یرویه جماعة». أثبت صاحب تنقیح المقال وثاقته؛ راجع تنقیح المقال/ 2/باب «لیث».
3- _ الحفز: الحثّ والإعجال _ النّهایة فی غریب الحدیث/ 1/ 407.
4- _ أی کیف تقول هذا وأنت من أهل الولایة والمؤمن الکامل غیر المبعّض؟

_ جُعِلْتُ فِدَاكَ _ وَكَيْفَ لا أقُولُ هَذَا؟ فَقَالَ: يَا أبَا مُحَمَّدٍ! أمَا عَلِمْتَ أنَّ اللهَ تَعَالَى يُكْرِمُ الشَّبَابَ مِنْكُمْ وَيَسْتَحْيِي مِنَ الْكُهُولِ؟ قَالَ: قُلْتُ: _ جُعِلْتُ فِدَاكَ _ فَكَيْفَ يُكْرِمُ الشَّبَابَ وَيَسْتَحْيِي مِنَ الْكُهُولِ؟ فَقَالَ: يُكْرِمُ اللهُ الشَّبَابَ أنْ يُعَذِّبَهُمْ (بخطایاهم ببرکة إیمانهم) وَيَسْتَحْيِي مِنَ الْكُهُولِ أنْ يُحَاسِبَهُمْ (بقصوراتهم ببرکة إیمانهم). قَالَ: قُلْتُ: _ جُعِلْتُ فِدَاكَ _ هَذَا لَنَا خَاصَّةً أمْ لأهْلِ التَّوْحِيدِ(1)؟ قَالَ: فَقَالَ: لا وَاللهِ إِلاّ لَکُم خاصَّة(2) دُونَ الْعَالَمِ.

العلّة الّتی بها یکرم الله الشّباب من العذاب و یستحیی من الکهول أن یحاسبهم هو الإیمان الکامل؛ یشهد بذلک سؤال الرّاوی عن شمول هذه العلّة، و الإمام عَلَیهِ السَّلامُ یبیّن أنّها تختصّ بالشّیعة، دون سائر المکاتب. فعلی هذا لعلّنا نستطیع

ص: 54


1- _ إذ قد یطلق «أهل التّوحید» أیضاً علی غیر الکاملین المبعّضین فی الإیمان.
2- _ ولیس هذا إلاّ ببرکة الإیمان الکامل الّذی یخصّهم.

أن نقول بأنّه من کان من الشّیعة ناقص الإیمان فهو خارج عن شمول هذه الرّوایة.

قَالَ: قُلْتُ: _ جُعِلْتُ فِدَاكَ _ فَإِنَّا قَدْ نُبِزْنَا نَبْزاً(1) انْكَسَرَتْ لَهُ ظُهُورُنَا وَمَاتَتْ لَهُ أفْئِدَتُنَا وَاسْتَحَلَّتْ لَهُ الْوُلاةُ دِمَاءَنَا فِي حَدِيثٍ رَوَاهُ لَهُمْ فُقَهَاؤُهُم.ْ قَالَ: فَقَالَ أبُو عَبْدِ اللهِ عَلَیهِ السَّلامُ: الرَّافِضَةُ؟ قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ. قَالَ: لا وَاللهِ مَا هُمْ سَمَّوْكُمْ، وَلَكِنَّ اللهَ سَمَّاكُمْ بِهِ؛ أمَا عَلِمْتَ يَا أبَا مُحَمَّدٍ! أنَّ سَبْعِينَ رَجُلاً مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ رَفَضُوا فِرْعَوْنَ وَقَوْمَهُ لَمَّا اسْتَبَانَ لَهُمْ ضَلالُهُمْ فَلَحِقُوا بِمُوسَى عَلَیهِ السَّلامُ لَمَّا اسْتَبَانَ لَهُمْ هُدَاهُ فَسُمُّوا فِي عَسْكَرِ مُوسَى عَلَیهِ السَّلامُ الرَّافِضَةَ؛ لأنَّهُمْ رَفَضُوا فِرْعَوْنَ وَكَانُوا أشَدَّ أهْلِ ذَلِكَ الْعَسْكَرِ عِبَادَةً وَأشَدَّهُمْ حُبًّا لِمُوسَى وَهَارُونَ عَلَیهِمَا السَّلامُ وَذُرِّيَّتِهِمَا فَأوْحَى اللهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَى مُوسَى عَلَیهِ السَّلامُ أنْ أثْبِتْ لَهُمْ هَذَا الاسْمَ فِي التَّوْرَاةِ؛ فَإِنِّي قَدْ سَمَّيْتُهُمْ بِهِ وَنَحَلْتُهُمْ إِيَّاهُ فَأثْبَتَ مُوسَى عَلَیهِ السَّلامُ الاسْمَ لَهُمْ ثُمَّ ذَخَرَ اللهُ

ص: 55


1- _ النَّبز بالتّحریک: اللّقب، أی لقّبونا بألقاب انکسرت ظهورنا.

عَزَّ وَجَلَّ لَكُمْ هَذَا الاسْمَ حَتَّى نَحَلَكُمُوهُ. يَا أبَا مُحَمَّدٍ! رَفَضُوا(1) الْخَيْرَ وَرَفَضْتُمُ الشَّرّ،َ افْتَرَقَ النَّاسُ كُلَّ فُرْقَةٍ وَتَشَعَّبُوا كُلَّ شُعْبَةٍ، فَانْشَعَبْتُمْ مَعَ أهْلِ بَيْتِ نَبِيِّكُمْ صَلَّی اللهُ عَلَیهِ وَآلِهِ(2) وَذَهَبْتُمْ حَيْثُ ذَهَبُوا وَاخْتَرْتُمْ مَنِ اخْتَارَ اللهُ لَكُمْ وَأرَدْتُمْ مَنْ أرَادَ اللهُ فَأبْشِرُوا ثُمَّ أبْشِرُوا فَأنْتُمْ وَاللهِ الْمَرْحُومُونَ الْمُتَقَبَّلُ مِنْ مُحْسِنِكُمْ وَالْمُتَجَاوَزُ عَنْ مُسِيئِكُمْ، مَنْ لَمْ يَأتِ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ بِمَا أنْتُمْ عَلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَمْ يُتَقَبَّلْ مِنْهُ حَسَنَةٌ وَلَمْ يُتَجَاوَزْ لَهُ عَنْ سَيِّئَةٍ. يَا أبَا مُحَمَّدٍ! فَهَلْ سَرَرْتُكَ؟ قَالَ: قُلْتُ: _ جُعِلْتُ فِدَاكَ _ زِدْنِي.

إنّ الإمام عَلَیهِ السَّلامُ یقوم فی هذه الفقرة ببیان أمر هو فی الظّاهر ذمٌّ للشّیعة، وفی الباطن مدح لهم وهو: أنّ العامّة سمّت الشّیعة ب_«الرّافضة» بمعنی أنّ الشّیعة رفضوا الحقّ،

ص: 56


1- _ أی المخالفون.
2- _ کما ورد عنه مستفیضاً، بل متواتراً: «إنّ مَثَلَ أهلِ بَیتی فیکُم مَثَلُ سَفینَة نوحٍ، مَن رَکِبَها نَجَی، ومَن تَخَلَّفَ عَنها غَرِقَ»؛ بحار الأنوار/ 23/ 105/ ح 3، و23/ 119/ ح 38 و40 _ 45 و48 _ 53.

وجعلوا ذلک متمسّکاً لهم فی إباحة دماء الشّیعة وإراقتها. بینما الإمام عَلَیهِ السَّلامُ یکشف عن جهة هذه التّسمیة وأنّها بخلاف ما قالته العامّة؛ والنّکتة الاُولی فی ذلک أنّ تبرّی الشّیعة من الخلفاء الجائرین أوجبت تسمیتهم بهذا الاسم من قِبَل العامّة. فالإیمان الکامل لا یعقد إلاّ بهذا التّبرّی.

والنّکتة الاُخری هی أنّ الإمام عَلَیهِ السَّلامُ یبیّن أنّ المؤمنین فی الملل السّابقة والأدوار السّالفة کانوا کذلک متسمّین بهذا الاسم، وبهذا یسهل علی الشّیعة تحمّل ما لاقته من العامّة من الأذی والتهمة وغیر ذلک.

فَقَالَ: يَا أبَا مُحَمَّدٍ! إِنَّ للهِ عَزَّ وَجَلَّ مَلائِكَةً يُسْقِطُونَ الذُّنُوبَ عَنْ ظُهُورِ شِيعَتِنَا كَمَا يُسْقِطُ الرِّيحُ الْوَرَقَ فِي أوَانِ سُقُوطِهِ؛ وَذَلِكَ قَوْلُهُ عَزَّ وَجَلَّ: ((الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا)(1) اسْتِغْفَارُهُمْ

ص: 57


1- _ سورة المؤمن / الآیة 7.

وَاللهِ لَكُمْ دُونَ هَذَا الْخَلْقِ. يَا أبَا مُحَمَّدٍ! فَهَلْ سَرَرْتُكَ؟ قَالَ: قُلْتُ: _ جُعِلْتُ فِدَاكَ _ زِدْنِي. قَالَ: يَا أبَا مُحَمَّدٍ! لَقَدْ ذَكَرَكُمُ اللهُ فِي كِتَابِهِ فَقَالَ: (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَما بَدَّلُوا تَبْدِيلا)(1) إِنَّكُمْ وَفَيْتُمْ بِمَا أخَذَ اللهُ عَلَيْهِ مِيثَاقَكُمْ مِنْ وَلايَتِنَا وَإِنَّكُمْ لَمْ تُبَدِّلُوا بِنَا غَيْرَنَا وَلَوْ لَمْ تَفْعَلُوا لَعَيَّرَكُمُ اللهُ كَمَا عَيَّرَهُمْ حَيْثُ يَقُولُ جَلَّ ذِكْرُهُ: (وَما وَجَدْنا لأكْثَرِهِمْ مِنْ عَهْدٍ وَإِنْ وَجَدْنا أكْثَرَهُمْ لَفاسِقِينَ)(2). يَا أبَا مُحَمَّدٍ! فَهَلْ سَرَرْتُكَ؟ قَالَ: قُلْتُ: _ جُعِلْتُ فِدَاكَ _ زِدْنِي. فَقَالَ: يَا أبَا مُحَمَّدٍ! لَقَدْ ذَكَرَكُمُ اللهُ فِي كِتَابِهِ فَقَالَ: (إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ)(3) وَاللهِ مَا أرَادَ بِهَذَا غَيْرَكُمْ. يَا أبَا مُحَمَّدٍ! فَهَلْ سَرَرْتُكَ؟ قَالَ: قُلْتُ: _ جُعِلْتُ فِدَاكَ _ زِدْنِي. فَقَالَ: يَا أبَا مُحَمَّدٍ! (الأخِلاَّءُ يَوْمَئِذٍ

ص: 58


1- _ سورة الأحزاب / الآیة 23.
2- _ سورة الأعراف / الآیة 102.
3- _ سورة الحجر / الآیة 47.

بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ الْمُتَّقِينَ)(1) وَاللهِ مَا أرَادَ بِهَذَا غَيْرَكُمْ. يَا أبَا مُحَمَّدٍ! فَهَلْ سَرَرْتُكَ؟ قَالَ: قُلْتُ: _ جُعِلْتُ فِدَاكَ _ زِدْنِي.

فی هذه الفقرة یأتی الإمام عَلَیهِ السَّلامُ بآیات من القرآن یذکر فیها فضائل الشّیعة وصفاتهم، وبأنّ هذه الآیات ناظرة بالشّیعة فقطّ فتنحصر هذه الفضائل والصّفات فی المؤمن بالإیمان الکامل. فعلی هذا لو أنّ مؤمناً کان فی إیمانه نقص و خلل فلا تشمله هذه الآیات. والإمام عَلَیهِ السَّلامُ باستخدام ضمیر «کُم» ینتسب هذه الفضائل إلی أبی بصیر ومن فی زمرته. فهذا الاختصاص من قِبَل الإمام یبیّن أنّ هذه الفضائل والصّفات مختصّة بالشّیعة.

فَقَالَ: يَا أبَا مُحَمَّدٍ! لَقَدْ ذَكَرَنَا اللهُ عَزَّ وَجَلَّ وَشِيعَتَنَا وَعَدُوَّنَا فِي آيَةٍ مِنْ كِتَابِهِ فَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ: (هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّما يَتَذَكَّرُ اُولُوا الألْبابِ)(2) فَنَحْنُ (الَّذِينَ

ص: 59


1- _ سورة الزّخرف / الآیة 67.
2- _ سورة الزّمر / الآیة 9.

يَعْلَمُونَ) وَعَدُوُّنَا (الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ) وَشِيعَتُنَا هُمْ (اُولُواالألْبابِ) يَا أبَا مُحَمَّدٍ! فَهَلْ سَرَرْتُكَ؟ قَالَ: قُلْتُ: _ جُعِلْتُ فِدَاكَ _ زِدْنِي. فَقَالَ: يَا أبَا مُحَمَّدٍ! وَاللهِ مَا اسْتَثْنَى اللهُ عَزَّ وَجَلَّ بِأحَدٍ مِنْ أوْصِيَاءِ الأنْبِيَاءِ وَلا أتْبَاعِهِمْ مَا خَلا أمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَیهِ السَّلامُ وَشِيعَتَهُ فَقَالَ فِي كِتَابِهِ _ وَقَوْلُهُ الْحَقُّ _: (يَوْمَ لا يُغْنِي مَوْلًى عَنْ مَوْلًى شَيْئاً وَلا هُمْ يُنْصَرُونَ إِلاَّ مَنْ رَحِمَ اللهُ)(1) يَعْنِي بِذَلِكَ عَلِيّاً عَلَیهِ السَّلامُ وَشِيعَتَهُ. يَا أبَا مُحَمَّدٍ! فَهَلْ سَرَرْتُكَ؟ قَالَ: قُلْتُ: _ جُعِلْتُ فِدَاكَ _ زِدْنِي. قَالَ: يَا أبَا مُحَمَّدٍ! لَقَدْ ذَكَرَكُمُ اللهُ تَعَالَى فِي كِتَابِهِ إِذْ يَقُولُ: (يا عِبادِيَ الَّذِينَ أسْرَفُوا عَلى أنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)(2) وَاللهِ مَا أرَادَ بِهَذَا غَيْرَكُمْ. فَهَلْ سَرَرْتُكَ يَا أبَا مُحَمَّدٍ!؟ قَالَ: قُلْتُ: _ جُعِلْتُ فِدَاكَ _ زِدْنِي. فَقَالَ: يَا أبَا مُحَمَّدٍ! لَقَدْ ذَكَرَكُمُ اللهُ فِي كِتَابِهِ

ص: 60


1- _ سورة الدّخان / الآیة 41 و42.
2- _ سورة الزّمر / الآیة 53.

فَقَالَ: (إِنَّ عِبادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطانٌ)(1) وَاللهِ مَا أرَادَبِهَذَا إِلاَّ الأئِمَّةَ عَلَیهِمُ السَّلامُ وَشِيعَتَهُمْ. فَهَلْ سَرَرْتُكَ يَا أبَا مُحَمَّدٍ!؟ قَالَ: قُلْتُ: _ جُعِلْتُ فِدَاكَ _ زِدْنِي. فَقَالَ: يَا أبَا مُحَمَّدٍ! لَقَدْ ذَكَرَكُمُ اللهُ فِي كِتَابِهِ فَقَالَ: (فَاُولئِكَ مَعَ الَّذِينَ أنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَداءِ وَالصّالِحِينَ وَحَسُنَ اُولئِكَ رَفِيقاً)(2) فَرَسُولُ اللهِ صَلَّی اللهُ عَلَیهِ وَآلِهِ فِي الآيَةِ النَّبِيُّونَ، وَنَحْنُ فِي هَذَا الْمَوْضِعِ الصِّدِّيقُونَ وَالشُّهَدَاءُ، وَأنْتُمُ الصَّالِحُونَ فَتَسَمَّوْا بِالصَّلاحِ كَمَا سَمَّاكُمُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ. يَا أبَا مُحَمَّدٍ! فَهَلْ سَرَرْتُكَ؟ قَالَ: قُلْتُ: _ جُعِلْتُ فِدَاكَ _ زِدْنِي. قَالَ: يَا أبَا مُحَمَّدٍ! لَقَدْ ذَكَرَكُمُ اللهُ إِذْ حَكَى عَنْ عَدُوِّكُمْ فِي النَّارِ بِقَوْلِهِ: (وَقالُوا ما لَنا لا نَرى رِجالاً كُنّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الأشْرارِ أتَّخَذْناهُمْ سِخْرِيًّا أمْ زاغَتْ عَنْهُمُ الأبْصارُ)(3) وَاللهِ مَا عَنَى وَلا أرَادَ بِهَذَا غَيْرَكُمْ. صِرْتُمْ عِنْدَ أهْلِ هَذَا الْعَالَمِ شِرَارَ

ص: 61


1- _ سورة الحجر / الآیة 42، وسورة الإسراء / الآیة 65.
2- _ سورة النّساء / الآیة 69.
3- _ سورة ص / الآیة 62 و63.

النَّاسِ وَأنْتُمْ وَاللهِ فِي الْجَنَّةِ تُحْبَرُونَ(1) وَفِي النَّارِ تُطْلَبُونَ. يَا أبَا مُحَمَّدٍ! فَهَلْ سَرَرْتُكَ؟ قَالَ: قُلْتُ: _ جُعِلْتُ فِدَاكَ _ زِدْنِي.

قد نسب الإمام عَلَیهِ السَّلامُ إلی الشّیعة _ کما بیّنّا _ صفاتاً ونعوتاً و فضائل نطق بها القرآن. فیتبیّن أنّ هذه النّسبة لا تکون إلاّ لإیمانهم الکامل. فعلی هذا لا یجوز تسمیة غیر الشّیعة بمثل «المتّقین» و«اُولی الألباب» و«عباد الله» و«الصّالحین»؛ لأنّها من خصائص الشّیعة.

قَالَ: يَا أبَا مُحَمَّدٍ! مَا مِنْ آيَةٍ نَزَلَتْ تَقُودُ(2) إِلَى الْجَنَّةِ وَلا تَذْكُرُ أهْلَهَا بِخَيْرٍ إِلاَّ وَهِيَ فِينَا وَفِي شِيعَتِنَا(3)، وَمَا مِنْ آيَةٍ نَزَلَتْ

ص: 62


1- _ أی تکرمون وتنعَّمون وتسرّون.
2- _ أی ترشد، ومنه القائد أی المرشد.
3- _ ولا تعجبنّ من هذا وغیره ممّا ذکره الإمام عَلَیهِ السَّلامُ فی هذه الرّوایة الشّریفة من مقامات الشّیعة وأهل الولایة؛ فإنّهم _ صانهم الله عن الحدثان _ هم الکمّلون فی أمر التّوحید وحقیقة الإیمان ولیسوا مبعّضین فی ذلک کی یکونوا _ کما تقدّم _ محکومین بالکفر والعذاب بقوله تَعالَی: (إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ ... وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ ... اُولئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقّاً) (سورة النّساء / الآیة 150 و151) وقوله الآخر: (أفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ... فَما جَزاءُ مَن یَفعَلُ ذلِکَ مِنکُم إلاَّ خِزیٌ ... الآیة) (سورة البقرة / الآیة 85) إلی غیر ذلک.

تَذْكُرُ أهْلَهَا بِشَرٍّ وَلا تَسُوقُ إِلَى النَّارِ إِلاَّ وَهِيَ فِي عَدُوِّنَا وَمَنْ خَالَفَنَا. فَهَلْ سَرَرْتُكَ يَا أبَا مُحَمَّدٍ!؟ قَالَ: قُلْتُ: _ جُعِلْتُ فِدَاكَ _ زِدْنِي. فَقَالَ: يَا أبَا مُحَمَّدٍ! لَيْسَ عَلَى مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ نَحْنُ وَشِيعَتُنَا، وَسَائِرُ النَّاسِ مِنْ ذَلِكَ بُرَآءُ. يَا أبَا مُحَمَّدٍ! فَهَلْ سَرَرْتُكَ؟ وَ فِي رِوَايَةٍ اُخْرَى: فَقَالَ: حَسْبِي(1).

ولعلّه لو قال أیضاً: «زدنی» لتلا عَلَیهِ السَّلامُ علیه قوله تَعالَی: (اللهُ وَلِیُّ الَّذینَ آمَنوا ... الآیة)(2)؛ لما تقدّم(3) من أنّ المراد من الإیمان هنا الإیمان الکامل وهو فی انحصار أهل الولایة.

ص: 63


1- _ الکافی/ 8/ 33/ ح 6.
2- _ سورة البقرة / الآیة 257.
3- _ راجع المقدّمة الثّالثة.

وَ رَوَى الشَّيْخُ فِي أمَالِيهِ عَنْ أبِي مُحَمَّدٍ الْفَحَّامِ عَنْ عَمِّ أبِيهِ قَالَ:

«دَخَلَ سَمَاعَةُ بْنُ مِهْرَانَ عَلَى الصَّادِقِ عَلَیهِ السَّلامُ فَقَالَ عَلَیهِ السَّلامُ لَهُ: يَا سَمَاعَةُ! مَنْ شَرُّ النَّاسِ عِنْدَ النَّاسِ؟ قَالَ: نَحْنُ يَا ابْنَ رَسُولِ اللهِ! قَالَ: فَغَضِبَ حَتَّى احْمَرَّتْ وَجْنَتَاهُ ثُمَّ اسْتَوَى جَالِساً وَكَانَ مُتَّكِئاً فَقَالَ عَلَیهِ السَّلامُ: يَا سَمَاعَةُ! مَنْ شَرُّ النَّاسِ عِنْدَ النَّاسِ؟ فَقُلْتُ: وَاللهِ مَا كَذَبْتُكَ يَا ابْنَ رَسُولِ اللهِ! نَحْنُ شَرُّ النَّاسِ عِنْدَ النَّاسِ؛ لأنَّهُمْ سَمَّوْنَا كُفَّاراً وَرَافِضَةً. فَنَظَرَ إِلَيَّ ثُمَّ قَالَ عَلَیهِ السَّلامُ: كَيْفَ بِكُمْ إِذَا سِيقَ بِكُمْ إِلَى الْجَنَّةِ، وَسِيقَ بِهِمْ إِلَى النَّارِ فَيَنْظُرُونَ إِلَيْكُمْ فَيَقُولُونَ: (ما لَنا لا نَرى رِجالاً كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الأشْرارِ)(1)؟ يَا سَمَاعَةَ بْنَ مِهْرَانَ! إِنَّهُ مَنْ أسَاءَ مِنْكُمْ إِسَاءَةً مَشَيْنَا إِلَى اللهِ تَعالَی يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِأقْدَامِنَا فَنَشْفَعُ فِيهِ فَنُشَفَّعُ، وَاللهِ لا يَدْخُلُ النَّارَ مِنْكُمْ عَشَرَةُ رِجَالٍ ، وَاللهِ لا يَدْخُلُ النَّارَ مِنْكُمْ خمسةُ رِجَالٍ، وَاللهِ لا يَدْخُلُ النَّارَ مِنْكُمْ

ص: 64


1- _ سورة ص / الآیة 62.

ثَلاثَةُ رِجَالٍ، وَاللهِ لا يَدْخُلُ النَّارَ مِنْكُمْ رَجُلٌ وَاحِدٌ فَتَنَافَسُوا فِي الدَّرَجَاتِ وَ أكْمِدُوا أعْدَاءَكُمْ بِالْوَرَعِ»(1) .

وجه جزاء الکافر بعمله الصّالح، والمراد من الحبط

إن قلت: كيف يجزي الكافر بأعماله الصّالحة مع أنّ الأعمال تحبط بالكفر والشّرك والارتداد؛ كما في آيات عديدة كقوله تعالی: (وَمَن يَكفُر بِالإيمانِ فَقَد حَبِطَ عَمَلُهُ)(2) وقوله تعالی: (وَلَو أشرَكُوا لَحَبِطَ عَنهُم ما كانُوا يَعمَلونَ)(3) إلى غير ذلك(4)، ومقتضاها حبط الأعمال الصّالحة مطلقاً، سواء أتي

ص: 65


1- _ الأمالی للشّیخ الطّوسیّ: 295.
2- _ سورة المائدة / الآیة 5.
3- _ سورة الأنعام / الآیة 88.
4- _ کقوله تَعالَی: (إِنَّ الَّذينَ يَكْفُرُونَ بِآياتِ اللهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذينَ يَأمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أليمٍ اُولئِكَ الَّذينَ حَبِطَتْ أعْمالُهُمْ فِي الدُّنْيا وَالآخِرَةِ وَما لَهُمْ مِنْ ناصِرينَ) (سورة آل عمران / الآیة 21 و22) وقوله تَعالَی: (وَالَّذينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا وَلِقاءِ الآخِرَةِ حَبِطَتْ أعْمالُهُمْ هَلْ يُجْزَوْنَ إِلاَّ ما كانُوا يَعْمَلُونَ) (سورة الأعراف / الآیة 147) وقوله تَعالَی: (مَثَلُ الَّذينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أعْمالُهُمْ كَرَمادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ في يَوْمٍ عاصِفٍ لا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلى شَيْ ءٍ ذلِكَ هُوَ الضَّلالُ الْبَعيدُ) (سورة إبراهیم / الآیة 18) وقوله تَعالَی: (وَقَدِمْنا إِلى ما عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْناهُ هَباءً مَنْثُوراً) (سورة الفرقان / الآیة 23).

بها في حال الكفر والشّرك والارتداد أو من قبل حال الإيمان فلابدّ أن لا يجزي بها مطلقاً.

قلت: ليس المراد من الحبط أن لا يجزي الكافر بأعماله الصّالحة مطلقاً _ لا في الدّنيا ولا في الآخرة _؛ فإنّه خلاف العدل الإلهيّ _ تعالى الله عن ذلك علوّاً كبيراً _ ولاسيّما مع تصريحه سُبحانَهُ بأنَّه جَلَّ وَعَلا لا يضيع أجر عمل عامل منكم من ذكر أو اُنثى(1)، بل المراد من حبط الأعمال أنّه لا أجر له في الآخرة(2)، ولا ينافى أن يجزي في الدّنيا لدفع توهّم الظّلم، وإلاّ فهو تفضّل وعطاء يعطي من لم يعرفه؛ كما في

ص: 66


1- _ سورة آل عمران / الآیة 195.
2- _ کما یدلّ علیه _ مضافاً إلی الآیات المذکورة _ بعض الأخبار؛ راجع الکافی/ 2/ 444/ ح 1 و3 و5 و10 و11، ومعانی الأخبار/ 287/ ح 1 و6.

بعض الأدعية الرّجبيّة: «یا مَن یُعطی مَن لَم یَسألهُ وَمَن لَم یَعرِفهُ تَحَنُّناً مِنهُ وَرَحمَةً»(1)، بل الاقتصار على الأجر الدّنيويّ دون الاُخرويِّ یُعَدّ مرتبة من الحبط؛ فإنّ العمل إنّما لا يحبط إذا كان له في الآخرة جزاء، وإن کان له جزاء دنيويّ، ولذا عن الإمام أميرالمؤمنين عَلَیهِ السَّلامُ في شعر منسوب إليه عَلَیهِ السَّلامُ:

قال المنجّم والطّبيب كلاهما:

لن يحشر الأموات، قلت: إليهما

إن صحّ قولكما فلست بخاسر

إن صحّ قولي فالخسار عليكما(2)

فقوله عَلَیهِ السَّلامُ: «إن صحّ قولكما فلست بخاسر» مع أنّ الفرض أنّه عَلَیهِ السَّلامُ عمل في الدّنيا بأعمال غير مجزيّة بها، وقوله: «وإن صحّ قولي فالخسار عليكما»؛ لعدم نصیب لهما في الآخرة، والمراد من المنجّم والطّبيب فی اصطلاح السّلف منکر المبدء والمعاد؛ کما لا یخفی.

ص: 67


1- _ إقبال الأعمال/ 3/ 211.
2- _ دیوان أمیر المؤمنین عَلَیهِ السَّلامُ: 396، وبحار الأنوار/ 75/ 87.

فتحصّل: أنّ الحبط إنّما يتحقّق بانعدام الأجر والجزاء الاُخرويِّ، سواء اُوجر دنيويّاً أم لا، وأنّ الأجر الدّنيويّ لا يخرج العمل من الحبط، بل العمل مع ذلك یعدّ محبوطاً، وإنّما يؤجر به عمل الكافر لدفع توهّم الظّلم عنه سُبحانَهُ على ما تقدّم.

وجه اندفاع إشکال ربّما یختلج بالبال

وقد اندفع بما ذكر ما ربّما كان يختلج بالبال قديماً من الإشكال بأنَّه لِمَ لا يجزي غالباً أعمال المؤمنين الصّالحة الصّحيحة المقبولة في الدّنيا حتّى بعد مدّة مديدة بتاتاً أو إلاّ قليلاً(1)، وإنّما یؤخّر مع جزاء إيمانهم إلى الآخرة بالخلود في نعيم الجنّة؟

ص: 68


1- _ کبعض الکرامات لبعض الأوحدیّ من المؤمنین الکمّلین.

ولا يخفى عليك وجه اندفاع الإشكال وأنّه في نفسه تفضّل من الله سُبحانَهُ وَتَعالَى على المؤمنين وتعلّقت مشیّته تَعالَی بهم کذلک(1). فالحمد والمنّة لله ربّ العالمين.

وقد طرحت هذا الإشكال في سالف الزّمان على غير واحد من مدّعى الحال والأحوال وأيّدته بأنّه إذا كان الأمر بهذا المنوال ولم يكن جزاء دنيويّ للأعمال، فربّما ييأس المؤمنون ولا یهتمّون بالأعمال الصّالحة، ولكن لم يكن لهم جواب مقنع، إلاّ أنّ بعضهم أجاب بهذا المصرع:

گفتم به کام وصلت خواهم رسید روزی؟

گفتا که نيك بنگر شايد رسيده باشى

ص: 69


1- _ هذا، ولکن یستفاد من قوله تَعالَی: (وَوَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنا في ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتابَ وَآتَيْناهُ أجْرَهُ فِي الدُّنْيا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحينَ) (سورة العنکبوت / الآیة 27) أنَّه تَعالَی یجزی بعض أعمال المؤمن الصّالحة فی الدّنیا مضافاً إلی الآخرة بإعطاء ذراری حسنة وفیوضات علمیّة علیّة ووضع باقیات صالحات ونظائرها.

ولكن من المعلوم أنّ (الإنسان عَلَى نَفسِهِ بَصيرَةٌ وَلَو ألقَى مَعاذيرَهُ)(1) ولا يرى إلاّ ما هو خلاف الوصول.

ويؤيّد الإشكال ما سنح لسيّدنا الاُستاذ الأكبر العلاّمة البروجرديّ رَحِمَهُ اللهُ في أواخر عمره الشّريف، مع كونه نائماً في الفراش ظاهراً وحوله عدّة من الفضلاء والعلماء، فتأوّه وقال: «إنّي لم أعلم إلى الآن هل عملت عملاً خالصاً مخلصاً لوجهه الكريم جَلَّ وَعَلا»؟ فتعجّب الحاضرون وقالوا: «كيف! وإنّه صدر منك أعمال صالحة وصدقات جارية كالمساجد والمكاتيب وتربية المجتهدين واستنباط الأحكام وحقائق الدّين المبین»! فأجاب رَحِمَهُ اللهُ: «نعم، هذا ظاهر الأمر وقد ورد ما ترتعد منه الفرائص، من الأمر بإخلاص العمل جدّاً بأنّ النّقّاد بصير»(2).

ص: 70


1- _ سورة القیامة / الآیة 14 و15.
2- _ الاختصاص: 341.

فقال بعض الحاضرين: «إنّه بإشرافكم جمعت أحاديث أهل بيت العترة الطّاهرة عَلَیهِمُ السَّلامُ وسمّیت ب_«جامع أحادیث الشّیعة»، فسكت وقال: أرجو أن أكون ببركة جمع الأحاديث مشمولاً لشفاعتهم عَلَیهِمُ السَّلامُ.

فتأوّه الاُستاذ مشعر بأنَّه ما رأى جزاءً مقابلاً لأعماله الصّالحة في مدّة عمره، وإلاّ لما كان متردّداً في خلوص بعض أعماله الصّالحة.

فاتّضح: أنّ ما ربّما يتوهّم من أنّ الحبط هو أن لا يجزي الكافر مطلقاً حتّى من الجزاء الدّنيويّ توهّم فاسد لا یصغی إلیه.

واتّضح ممّا ذكرنا أیضاً: أنّ الحبط الّذي كان في الحقيقة انعدام أجر الأعمال الصّالحة في الآخرة مختصّ من بين المعاصي بالكفر والشّرك والارتداد، دون سائر المعاصي، لكن في عدّة روايات أنّ بعض المعاصي كالحسد يأكل

ص: 71

الحسنات(1)، بل الإيمان(2) كما تأكل النّار الحطب(3)، ومقتضی حبط الإيمان وحسنات المؤمنين عدم جزاء لهم في الآخرة؛ إذ لا معنى لحبط حسنات غير المؤمنين إلاّ بنحو السّالبة بانتفاء الموضوع؛ فإنّ حسناتهم محبوطة بالكفر، وهذا _ أعني حبط الإيمان وحسنات المؤمنين _ مخالف لما حقّق من كون المؤمنين منصورين غير محبوطي الأعمال في الآخرة فيشكل الأمر، فكيف التوفیق؟

ويمكن أن يجاب بأنّ الحسد وغيره من سائر المعاصي إنّما يحبط الإيمان والحسنات بها في نفسها أوّلاً وبالذّات مع قطع النّظر عن دليل خارجيّ يخالفها كما في المقام؛ لما دلّ

ص: 72


1- _ ومثلُ ما عن النَّبِيِّ صَلَّی اللهُ عَلَیهِ وَآلِهِ أنّه قَالَ: «لَحَدِيثُ الْبَغْيِ فِي الْمَسْجِدِ يَأكُلُ الْحَسَنَاتِ كَمَا تَأكُلُ الْبَهِيمَةُ الْحَشِيشَ»؛ جامع الأخبار: 70.
2- _ الکافی/ 2/ 306، و4/ 89.
3- _ الکافی/ 8/ 45.

من الدليل ممّا حقّق من أنّ إيمان المؤمنين وحسناتهم لم تكن محبوطة وبالنّظر إلى الدّليل لا تحبط بها.

وبعبارة اُخرى: مقتضى بعض النّصوص، وإن كان حبط إيمان المؤمنين وحسناتهم ببعض المعاصي بمقتضى ذواتها، لكنّه مندفع بما تقدّم من الدّليل على عدم حبط إيمان المؤمنين وحسناتهم بها، فاندفع الإشكال، مضافاً إلی أنّه لا بأس بذهاب حسنات المؤمن بذلک؛ فإنّه یکون حینئذٍ کمن لا حسنة له من أوّل الأمر وهو غیر مشکل؛ فتدبّر.

هذا کلّه إذا لم نقل بأنّ الحبط هیهنا _ ولو بقرائن خارجیّة _ لیس بمعناه الحقیقیّ، بل کنائیّ عن شدّة غلظة تلکم المعاصی کی لا یبتلی بها المؤمنون.

تذنيب

وليعلم: أنّ في قبال ما قدّمنا من أنّ الكفر والشّرك والارتداد تحبط صالحات أعمال الكافرين والمشركين والمرتدِّين،

ص: 73

مقتضى قوله تَعالَی: (إنَّ الحَسَناتِ يُذهِبنَ السَّيِّئاتِ)(1) أنّ حسنات المؤمنين الكمّلين یذهبن ویحبطن سيّئات أعمالهم، ویسمّى هذا الحبط والانحباط اصطلاحاً بالتّكفير، فالتّكفير في الحقيقة حبط سيّئات المؤمنين؛ كما أنّ الحبط تكفير حسنات الكفّار والمشركين والمرتدّين.

وكيفما كان، فالظّاهر: أنّ الحسنات تحبط السّيّئات مطلقاً، حتّى إذا ازدادت السّيّئات ولم تثقل الحسنات، بل خفّت، بحيث لا تحتاج السَّيِّئات حینئذٍ إلى التّطهیر بالبليّات والكفّارات بمقتضى السّالبة بانتفاء الموضوع؛ کما أنّ الظّاهر أيضاً من الآية الشّريفة أنّ المراد من الحسنات المحبطة للسّيّئات _ على ما سردنا _ حسنات أهل الإيمان، وأمّا حسنات أهل الكفر والشّرك والارتداد أعنی أعمالهم الصّالحة فهل تحبط سيّئاتهم أيضاً بها بمقتضى الآية؟ فيه تأمّل، بل منع، وعلى فرض الحبط لا يخرجون بذلك عن

ص: 74


1- _ سورة هود عَلَیهِ السَّلامُ / الآیة 114.

خسران الخلود فی النّار؛ من جهة الكفر والشّرك والارتداد المشؤمات. أعاذنا الله تَعالَى منها، بل لا یزداد عقابهم بتلکم المعاصی بسبب الحبط علی الفرض.

فحبط السّيّئات بالحسنات من شأنه الكريم ولطفه العميم. جلّت عظمته.

وأمّا تبديل السّيّئات بالحسنات بمقتضى قوله تَعالَی: (فَاُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئاتِهِم حَسَناتٍ)(1) فمتفرّع على التّوبة؛ بمعنى أنّ السّيّئات إنّما تبدّل بالحسنات إذا كانت الحسنات مقارنة بالتّوبة؛ كما تقدّمت الإشارة إليه(2)، وإلاّ فالحسنات بمجرّدها لا تبدّل السّيّئات، بل السّيّئات مع التّوبة یبدّلها الله تَعالَى بمقتضى الآية حسنات؛ فتدبّر.

ص: 75


1- _ سورة الفرقان / الآیة 70.
2- _ تقدّمت فی بیان مراتب نصرة الله للمؤمن.

وعلى أيّ حال، حبط السّيّئات بالحسنات أو تبديلها بها تفضّل عظيم من الله تَعالَى ومن ألطافه العالية المتعالية، وكما أنَّ من ألطافه سُبحانَهُ ما في الأثر أنّ من نوى حسنة تكتب له حسنة، وإن لم يعمل بها، بخلاف السّيّئة؛ فإنّه لا تكتب إلاّ من عمل بها(1)؛ كيف! وإنَّه تَعالَى لطيف بالعباد وأوجب على نفسه أن يلطف بهم، ولذا اشتهر _ کما قدّمنا _ أنّ كلّ ما يقرّب العبد إلى الطّاعة ويبعّده عن المعصية فهو لطف واجب عليه(2)، والألطاف _ حتّى الخفيّة المقارنة بالضّرر _ تفضّل منه؛ كما لا يخفى، والتّفضّل ترحُّم منه تَعالَى على العباد يقابل العدل الّذي هو معاملة بالاستحقاق. والمراد من اللّعن فی الدّعاء على الأعادي هو أن لا يرحم عليهم، بل يعاملهم بالعدل وبما يستحقّونه.

ص: 76


1- _ بحار الأنوار/ 68/ 245/ باب تضاعف الحسنات وتأخیر إثبات الذّنوب بفضل الله.
2- _ شرح الکافی/ 5/ 32، والوافی/ 1/ 474، ومرآة العقول/ 2/ 190.

وبعبارة اُخرى: المراد مثلاً من «أللّهمّ العنهم» أللّهمّ عاملهم بعدلك ولا تعاملهم بفضلك، فلیس اللعن _ کما ربّما یتوهّم _ استدعاء عذاب زائد علی الاستحقاق حتّی ینافی عدالته سُبحانَهُ.(1)

تذنيب آخر

وممّا يمكن أن يستدلّ به على أنّ مشيّة الله تَعالَى تعلّقت على أن يجزي سيّئات المؤمنین في الدّنيا ببعض البليّات والمشقّات وتكفيرهم به قصّتا آدم ويونس عَلَى نَبِيِّنا وَآلِهِ وَعَلَيهِمَا السَّلامُ (اللذين من أعالي المؤمنين) بسبب فعلهما المباح و ترك ما هو الأولى مع عدم ترقّبه منهما، فشُقّ على آدم عَلَیهِ السَّلامُ بالهبوط من الجنّة، وعلى يونس عَلَیهِ السَّلامُ بالدّخول في

ص: 77


1- _ وربّما یسأل أنّه فی بعض الزّیارات کزیارة عاشوراء لعن مثلاً بنو اُمیَّة قاطبةً، مع أنّه منهم من المؤمنین الّذین نهی عن لعنهم. فما هو التّوفیق؟ والجواب: أنّ المؤمنین هنالک مستثنون بتخصیص عقلیّ، فلا إشکال؛ کما أنّ القاصرین من الکفّار فی لعن الکفّار مستثنون بتخصیص عقلیّ أیضاً.

بطن الحوت؛ قال الله تَعالَى فی آدم عَلَیهِ السَّلامُ: (فَقُلنا يا آدَمُ إنَّ هذا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوجِكَ فَلا يُخرِجَنَّكُما مِنَ الجَنَّةِ فَتَشقَى)(1) و قال فیه أیضاً: (قالَ اهبِطا مِنها جَميعاً ... الآية)(2). وقال فی یونس عَلَیهِ السَّلامُ: (وَذَا النُّونِ إذ ذَهَبَ مُغاضِباً فَظَنَّ أن لَن نَقدِرَ عَلَيهِ ... الآية)(3)، وقوله تَعالَى في موضع آخر: (لَلَبِثَ في بَطنِهِ إلَى يَومِ يُبعَثونَ)(4) أدلّ دليل على أنّ جزائه عَلَیهِ السَّلامُ لم يكن إلاّ إلى يوم يبعثون لا بعده؛ فتدبّر؛ فإنّ الغایة لیست داخلة فی المغیّی. ودلالة القضيّتين على المطلوب واضحة لا سترة عليهما.

وممّا يدلّ أیضاً على أنّ مشیَّته تَعالَى تعلّقت على جزاء صالحات الكافرین والمشركین، ما اشتهر من أنّ في زمن الإمام الهمام أبی عبد الله جعفر بن محمّد الصّادق عَلَیهِمَا السَّلامُ

ص: 78


1- _ سورة طه / الآیة 117.
2- _ سورة طه / الآیة 123.
3- _ سورة الأنبیاء عَلَیهِمُ السَّلامُ / الآیة 87.
4- _ سورة الصّافّات / الآیة 144.

كان من الكفّار مرتاض ظفر ببعض المغيبات من طريق رياضة مخالفة النَّفس فاُتي به إلی محضره الشّريف فامتحنه عَلَیهِ السَّلامُ بأن أخذ عَلَیهِ السَّلامُ إعجازاً بيضة من عشّ طير من بعض الجزائر بيده تارةً، واُخرى أخذ بيده مقداراً من التّربة الحسينيّة عَلَیهِ السَّلامُ فأجاب المرتاض في جواب كليهما صحيحاً، فسئل عن سبب ذلك؟ فقال بأنّه من أثر مخالفة نفسي في كلّ ما اشتهيت. فقال عَلَیهِ السَّلامُ: هل تميل نفسك أن تصير مسلماً؟ فأجاب منفيّاً. فقال عَلَیهِ السَّلامُ: لابدّ من أن تخالف نفسك وتسلم. فلمّا أسلم محى عنه المغيبات فلم يقدر بعد على جواب المخفيّات. فسأل عن السبب؟ فأجاب عَلَیهِ السَّلامُ بما يناسب المقام بأنّك لمّا لم تكن إلى الحال مسلماً ما كان لك في الآخرة نصيب من الأجر والجزاء لمخالفة مشتهيات نفسك، فآتاك سُبحانَهُ أجر رياضتك في هذه الدّنيا بما صرت قادراً عليه، ولكن لمّا صرت مسلماً

ص: 79

انتقل جزاء عملك إلى الآخرة(1). انتهى مضمون الخبر مع بعض التّوضیحات، ودلالته على ما ادّعيناه من تعلّق مشيّة الله سُبحانَهُ على الاختلاف بالنّسبة إلى الأعمال الصّالحة من المؤمن والكافر واضحة لاخفاء فيها.

وممّا یدلّ أیضاً علی ما ادّعیناه غیر واحد من القضایا؛ کما لا یخفی علی المتتبّع.

وممّا یدلّ أیضاً علی تعلّق مشیَّته تَعالَى کذلک، ما ورد في أنَّه سُبحانَهُ وَتَعالَى بعد ما أبعد الشّيطان الكافر اللّعين من أجل تمرّده بما أمره من السّجدة على آدم عَلَى نَبِيِّنا وَآلِهِ وَعَلَيهِ السَّلامُ (2)اعترض

ص: 80


1- _ لم نجد هذا الخبر فی کتب الحدیث الّتی بأیدینا، ولکن عدم الوجدان لا یدلّ علی عدم الوجود، ولعلّ المتتبّعین فی الأخبار ظفروا علی مصدره. إن شاء الله.
2- _ إن قلت: کیف عُدّ الشّیطان من أوّل الأمر بمجرّد تمرّده عن السّجدة لآدم عَلَى نَبِيِّنا وَآلِهِ وَعَلَيهِ السَّلامُ من الکفّار، مع أنّه لم یتمرّد عن السّجدة لنفسه المتعال، ولم یعص إلاّ عصیاناً واحداً، وهو فی ذلک التّمرّد مع إیمانه بالله تَعالَی، فما هو الوجه فی تکفیره سُبحانَهُ ورجمه بمجرّد ذلک؟ قلت: العصیان علی قسمین؛ عصیان مقرون بالاعتراف والخجلة والحیاء کعصیان المؤمنین _ ولا سیّما الکمّلین _ ومنه ترک الأولی الصّادر من بعض الأولیاء والنبیّین عَلَیهِمُ السَّلامُ، وهذا العصیان یتعقّبه التّوبة والاعتذار؛ کما فی قصّة آدم عَلَى نَبِيِّنا وَآلِهِ وَعَلَيهِ السَّلامُ؛ فإنّه وحوّاء اعتذرا بعد ذلک فقالا: (رَبَّنا ظَلَمنا أنفُسَنا وَإن لَم تَغفِر لَنا وَتَرحَمنا لَنَکونَنَّ مِنَ الخاسرینَ) (سورة الأعراف / الآیة 23)، وکذلک غیرهما من الکمّلین. والقسم الآخر من العصیان عصیان غیر مقرون بما عرفت، بل یعصی مع الغرور والکبر والتّمرّد والعناد، من غیر أن یتعقّب بالتّوبة والاعتذار، وهو عصیان الکفرة ومنهم الشّیطان اللعین. ولذا لم ینفعل من تمرّده وعصیانه، بل شدّد الإنکار وتغمّس فی العصیان وإغواء بنی آدم بما هو واضح بالعیان، وأراد منه سُبحانَهُ جزاء أعماله قبل العصیان، مع أنّها محبوطة بالکفر أی غیر مجزیّة فی الآخرة، ومع ذلک أجزأه الله سُبحانَهُ فی هذه الدّنیا إنجازاً لوعده تعالی: (أنّی لا اُضیعُ عَمَلَ عامِلٍ مِنکُم) (سورة آل عمران / الآیة 195). فتبیّن: أنّ الشّیطان الرّجیم لَعَنَهُ اللهُ صار من أکفر الکفّار بعصیانه.

علي الله سُبحانَهُ بأنّك عادل فما هو جزاء سجداتي الطّويلة الّتي سجدتها لک؟ فأجاب سُبحانَهُ العَظيمُ بأنّه لا نصيب لك من الجزاء فی الآخرة، وإنَّما اُجزيك لذلك بما ترى في هذه الدّنيا.

ص: 81

فأجزاه باُمور عديدة دنيويَّة طلبها منه سُبحانَهُ وَتَعالَى(1):

منها: أن یرى الاُناس هو وقبيله من حيث لا يرونه؛ كما في القرآن المجيد قوله عَزَّ شَأنُهُ: (إِنَّهُ يَراكُم هُوَ وَقَبيلُهُ مِن حَيثُ لا تَرَونَهُم) (2).

وغير ذلك.

ودلالة هذا الخبر على ما ادّعيناه من تعلّق مشيّة الله تَعالَى على جزاء صالحات أعمال الكفّار في الدّنيا دون الآخرة لعدم نصیب لهم فی الآخرة أيضاً واضحة.

ولعمری إنّه یستفاد من هذه السّورة المبارکة أهمّیّة أمر الولایة والإیمان الکمّل بما لابدّ أن یغتنم بها ولا یغفل عنها جدّاً.

ص: 82


1- _ تفسیر القمّیّ/ 1/ 42، وبحار الأنوار/ 11/ 141، و 60/ 274.
2- _ سورة الأعراف / الآیة 27.

فذلکة البحث

فتحصّل وتحقّق من تفسير هذه السّورة الشّريفة: أنّ خسران فاقد الأعمال من المؤمنين لم يكن کخسران فاقد الإيمان من صالحي الكفّار مصداقاً، وأنّ خسران غير صالحي المؤمنين الابتلاءات المكفّرة المطهّرة من غير أن يبلغ الخلود في النّار، بخلاف خسران صالحي الكفّار المعاندين؛ فإنّ عاقبة خسرانهم الخلود في نار جهنّم. نعوذ بالله منه.

فالحرىّ من المؤمنين أن لا يحزنوا من وقوع البلايا لتكفير معاصيهم، بل يطلبوا منه سُبحانَهُ الصّبر ولا سيّما إذا كانت لترفيع مقامهم، والأولى أن يدعوا بدعاء أمير المؤمنين عَلَیهِ السَّلامُ: «أللَّهُمَّ إن ابتليتني فَصَبِّرني وَالعافِيَةُ أحَبُّ إلَيَّ»(1).

فالحمد لله المنّان الّذي هدى ومنّ على من أسلم كمال الإيمان ونجّاهم تفضّلاً وتحنّناً من الخلود في النّيران.

ص: 83


1- _ بحار الأنوار/ 95/ 126/ ح 1.

ص: 84

ترجمة تفسیر سورة «والعصر»

اشاره

ترجمة روانی از الإتقان و النّصر فی تفسیر سورة «والعصر»

ص: 85

*ترجمة تفسیر سورة «والعصر»

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * وَالْعَصْرِ * إِنَّ الإنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ

به نام خداوند بخشندة مهربان * سوگند به عصرِ [غلبة حقّ بر باطل] * که واقعاً انسان دستخوشِ زیان است * مگر کسانی که گرویده، و کارهای شایسته کرده، و همدیگر را به حقّ سفارش و به شکیبایی توصیه کرده اند.

مدخل

اشاره

منّتی که خداوند بر من گذارد، تفسیر این سورة مبارکه است که امیدوارم همان مراد واقعی قرآن باشد. البتّه

ص: 86

چگونه ممکن است که مراد واقعی خداوند نباشد، هنگامی که از چشمه های زلال عترت طاهره عَلَیهِمُ السَّلامُ سیراب گشته و از ثمرات معرفت آنان، چیده شده است؛ زیرا هر آنچه که آنان فرموده اند، همان سنّت پیامبر است که هم سنگ با قرآن کریم است(1).

پیش از آغاز تفسیر، مقدّماتی را که چاره ای جز بیان آن نیست را بیان می کنیم:

مقدّمة نخست

مردمان با توجّه به این سوره، به چهار گروه تقسیم شده اند:

اوّل: انسانی که از ایمان و عمل صالح، بهره و حظّ کافی را برخوردار است.

ص: 87


1- _ به طوری که هر کس عترت طاهره عَلَیهِمُ السَّلامُ و روایات آنها را واگذارد و ترک کند در واقع مراد حقیقی از قرآن را ترک کرده است، و همانند یهود خواهد شد که به گفتة قرآن کتابها را همچون حیوان بارکش حمل می کنند؛ پس بر مسلمین لازم است که به قرآن و عترت طاهره عَلَیهِمُ السَّلامُ چنگ زده و با هم متّحد شوند و از تفرقه و جدایی بپرهیزند.

دوّم: انسانی که از ایمان و عمل صالح، بهره ای ندارد.

سوّم: انسانی که دارای ایمان است، ولی عمل صالح ندارد.

چهارم: انسانی که دارای عمل صالح نیست، ولی بهره ای از ایمان دارد.

تمامی اقسام، جز گروه نخستین، در خسرانند و تنها کسی که هر دو را داشته باشد، خسران ندارد که شرح آن خواهد آمد.

مقدّمة دوّم

شکّی نیست که واژة «عصر» به امر مهمّی اشاره دارد که می توان به «دوران کنونی»، «دوران پیامبر اکرم صَلَّی اللهُ عَلَیهِ وَآلِهِ»، «دوران ظهور امام عصر عَجَّلَ اللهُ تَعالَی فَرَجَهُ»، «دوران غیبت صغری و کبری»، «دوران اتّفاقات مهمّی که در تاریخ بشر رقم خورده است»، یا «زمان تکلیف»، یا «نماز

ص: 88

عصر»(1)

که به تناسب آیة کریمة: (حافِظوا عَلَی الصَّلَواتِ وَالصَّلوةِ الوُسطَی)(2) می توان «نماز وسطی» را بر آن حمل کرد، یا «ابرهای معصرات(3) و فشرده» که از مادّة عصر گرفته شده، و موارد دیگر مثال زد. و ممکن است که با ارادة جامعی که از واژة «عصر» صورت گرفته و یا با جواز قاعدة استعمال لفظ در بیشتر از یک معنا (که متکلّم لفظی را بگوید، و معانی مختلفی را از آن اراده کند) می توان تمامی معانی بازگو شده برای «عصر» را در

ص: 89


1- _ در روایت آمده است: مراد از نماز عصر، امیر مؤمنان عَلَیهِ السَّلامُ است؛ همانگونه که مراد از نماز ظهر، رسول اکرم صَلَّی اللهُ عَلَیهِ وَآلِهِ، و مراد از نماز مغرب، حضرت فاطمه عَلَیهَا السَّلامُ، و مراد از نماز عشا، امام حسن مجتبی عَلَیهِ السَّلامُ، و مراد از نماز صبح، امام حسین عَلَیهِ السَّلامُ می باشد.
2- _ سورة بقره / آیة 238. بعید نیست که «صلاة الوسطی» مانند شب قدر نامشخّص باشد و هر یک از نمازهای پنجگانه محتمل وسطی بودن باشد. اگرچه این احتمال در نماز عصر به لحاظ روایاتی که وارد شده است قوّت بیشتری دارد. با این وجود سزاوار است که انسان نسبت به تمامی نمازهای پنجگانه محافظت و مراقبت داشته باشد.
3- _ سورة نبأ / آیة 14.

نظر گرفت. علی الخصوص با وجود قرینه و شاهد برای این منظور، گرچه این شاهد، بیرون از لفظ باشد؛ همچنانکه در این سوره به این گونه است.

مقدّمة سوّم

اشاره

مراد از «ایمان» در این آیه و در آیات دیگر قرآن _ مانند (قَد أفلَحَ المُؤمِنونَ(1): به راستی که مؤمنان رستگار شدند) و آیة (اللهُ وَلِیُّ الَّذینَ آمَنُوا(2): خداوند یاور کسانی است که ایمان آوردند) و غیر آنها _ ایمان کاملی است که از مبدأ اعلی که ذات خداوند است تا آخرین پیشوایان را در بر گیرد و این همان ایمانی است که در صدر اسلام(3) بوده که پس از ایمان آوردن به مبدأ، معاد و نبوّت خاصّه، به ولایت عامّی که از ولایت امیر المؤمنین و

ص: 90


1- _ سورة مؤمنون / آیة 1.
2- _ سورة بقره / آیة 257.
3- _ به گونه ای که در آن عصر نورانی نیز از همه _ حتّی منافقین علی الظّاهر _ تنها اسلام مبتنی بر ولایت امیر مؤمنان علی عَلَیهِ السَّلامُ مورد قبول بوده است.

حضرت زهرا عَلَیهِمَا السَّلامُ جاری شده است، می باشد که تا امام عصر عَجَّلَ اللهُ تَعالَی فَرَجَهُ را شامل می شود(1) ، و نیز به

ص: 91


1- _ چنانکه روایت شده است: «الْمُنْكِرَ لآخِرِنَا كَالْمُنْكِرِ لأوَّلِنَا». (کفایة الأثر/ 296، و اِکمال الدّین/ 1/ 14). و نیز از همین دسته است کلام رسول خدا صَلَّی اللهُ عَلَیهِ وَآلِهِ در روایت زیر: حَدَّثَنِي جَبْرَئِيلُ عَنْ رَبِّ الْعِزَّةِ جَلَّ جَلالُهُ أنَّهُ قَالَ: مَنْ عَلِمَ أنْ لا إِلَهَ إِلاَّ أنَا وَحْدِي وَأنَّ مُحَمَّداً عَبْدِي وَرَسُولِي وَأنَّ عَلِيَّ بْنَ أبِي طَالِبٍ خَلِيفَتِي وَأنَّ الأئِمَّةَ مِنْ وُلْدِهِ حُجَجِي اُدْخِلُهُ الْجَنَّةَ بِرَحْمَتِي، وَنَجَّيْتُهُ مِنَ النَّارِ بِعَفْوِي، وَأبَحْتُ لَهُ جِوَارِي، وَأوْجَبْتُ لَهُ كَرَامَتِي، وَأتْمَمْتُ عَلَيْهِ نِعْمَتِي، وَجَعَلْتُهُ مِنْ خَاصَّتِي وَخَالِصَتِي، إِنْ نَادَانِي لَبَّيْتُهُ، وَإِنْ دَعَانِي أجَبْتُهُ، وَإِنْ سَألَنِي أعْطَيْتُهُ، وَإِنْ سَكَتَ ابْتَدَأْتُهُ، وَإِنْ أسَاءَ رَحِمْتُهُ، وَإِنْ فَرَّ مِنِّي دَعَوْتُهُ، وَإِنْ رَجَعَ إِلَيَّ قَبِلْتُهُ، وَإِنْ قَرَعَ بَابِي فَتَحْتُهُ. وَمَنْ لَمْ يَشْهَدْ أنْ لا إِلَهَ إِلاَّ أنَا وَحْدِي أوْ شَهِدَ بِذَلِكَ وَلَمْ يَشْهَدْ أنَّ مُحَمَّداً عَبْدِي وَرَسُولِي، أوْ شَهِدَ بِذَلِكَ وَلَمْ يَشْهَدْ أنَّ عَلِيَّ بْنَ أبِي طَالِبٍ خَلِيفَتِي، أوْ شَهِدَ بِذَلِكَ وَلَمْ يَشْهَدْ أنَّ الأئِمَّةَ مِنْ وُلْدِهِ حُجَجِي فَقَدْ جَحَدَ نِعْمَتِي، وَصَغَّرَ عَظَمَتِي، وَكَفَرَ بِآيَاتِي وَكُتُبِي، إِنْ قَصَدَنِي حَجَبْتُهُ، وَإِنْ سَألَنِي حَرَمْتُهُ، وَإِنْ نَادَانِي لَمْ أسْمَعْ نِدَاءَهُ، وَإِنْ دَعَانِي لَمْ أسْتَجِبْ دُعَاءَهُ، وَإِنْ رَجَانِي خَيَّبْتُهُ، وَذَلِكَ جَزَاؤُهُ مِنِّي وَما أنَا بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ. فَقَامَ جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ الأنْصَارِيُّ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ! وَمَنِ الأئِمَّةُ مِنْ وُلْدِ عَلِيِّ بْنِ أبِي طَالِبٍ؟ قَالَ: الْحَسَنُ وَالْحُسَيْنُ سَيِّدَا شَبَابِ أهْلِ الْجَنَّةِ، ثُمَّ سَيِّدُ الْعَابِدِينَ فِي زَمَانِهِ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ، ثُمَّ الْبَاقِرُ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ وَسَتُدْرِكُهُ يَا جَابِرُ، فَإِذَا أدْرَكْتَهُ فَأقْرِئْهُ مِنِّي السَّلامَ، ثُمَّ الصَّادِقُ جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثُمَّ الْكَاظِمُ مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ، ثُمَّ الرِّضَا عَلِيُّ بْنُ مُوسَى، ثُمَّ التَّقِيُّ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيٍّ، ثُمَّ النَّقِيُّ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدٍ، ثُمَّ الزَّكِيُّ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، ثُمَّ ابْنُهُ الْقَائِمُ بِالْحَقِّ مَهْدِيُّ اُمَّتِي الَّذِي يَمْلَاُ الأرْضَ قِسْطاً وَعَدْلاً كَمَا مُلِئَتْ جَوْراً وَظُلْماً. هَؤُلاءِ يَا جَابِرُ خُلَفَائِي وَأوْصِيَائِي وَأوْلادِي وَعِتْرَتِي، مَنْ أطَاعَهُمْ فَقَدْ أطَاعَنِي، وَمَنْ عَصَاهُمْ فَقَدْ عَصَانِي، وَمَنْ أنْكَرَهُمْ أوْ أنْكَرَ وَاحِداً مِنْهُمْ فَقَدْ أنْكَرَنِي، بِهِمْ يُمْسِكُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ السَّماءَ أنْ تَقَعَ عَلَى الأرْضِ إِلاَّ بِإِذْنِهِ، وَبِهِمْ يَحْفَظُ اللهُ الأرْضَ أنْ تَمِيدَ بِأهْلِهَا. امام صادق عَلَیهِ السَّلامُ از پدران بزرگوارش عَلَیهِمُ السَّلامُ از رسول خدا صَلَّی اللهُ عَلَيهِ وَآلِهِ روايت می كند كه فرمود: جبرئيل عَلَیهِ السَّلامُ از ربّ العزّة جَلَّ جَلالُهُ برايم حديث كرد كه فرمود: «هر كس بداند كه هيچ معبودى جز من نيست، و محمّد بنده و فرستادة من است، و عليّ بن ابى طالب جانشين من است، و ائمّه اى كه از فرزندان او هستند حجّتهاى منند، او را به رحمت خود به بهشت داخل مى سازم، و به عفو خود او را از آتشم نجات مى بخشم، و همسايگى خود را براى او مباح مى گردانم، و كرامتم را بر او واجب مى گردانم، و نعمتم را بر او تمام ساخته، و او را از خاصّان و خالصان خود قرار مى دهم. اگر مرا ندا كند به او لبّيك مى گويم، و اگر مرا بخواند اجابتش مى كنم، و اگر از من درخواست كند به او مى بخشم، و اگر خاموش باشد به او ابتدا مى كنم، و اگر بد كند به او رحمت مى آورم، و اگر از من فرار كند او را مى خوانم، و اگر بازگردد او را مى پذيرم، و اگر درب خانه ام را بكوبد آن را مى گشايم. و هر كس گواهى ندهد كه من معبود يكتا هستم، يا بدان شهادت دهد امّا گواهى ندهد كه محمّد بنده و رسول من است، يا بدان شهادت دهد امّا گواهى ندهد كه علىّ بن ابى طالب جانشين من است، يا بدان شهادت دهد امّا گواهى ندهد كه امامان از فرزندان او حجّتهاى من هستند، به تحقيق كه چنين شخصى نعمت مرا انكار كرده، و عظمت مرا كوچك شمرده، و به آيات و كتابهاى من كافر شده است. اگر مرا قصد كند محجوبش مى كنم، و اگر از من درخواست كند محرومش مى سازم، و اگر مرا ندا كند ندايش را نمى شنوم، و اگر مرا بخواند دعايش را استجابت نمى سازم، و اگر به من اميد بندد نااميدش مى گردانم، و اين جزاى او از جانب من است، و من هرگز به بندگانم ستم نمى كنم. آنگاه جابر بن عبد الله انصارىّ از جا برخاست و گفت: اى رسول خدا! ائمّه از فرزندان عليّ بن ابى طالب چه كسانى هستند؟ فرمود: حسن و حسين سيّد جوانان بهشت، سپس سيّد العابدين در زمانش عليّ بن الحسين، سپس محمّد بن عليّ الباقر، و تو اى جابر! او را درك مى كنى، و آن هنگام كه او را ديدى سلام مرا بدو برسان، سپس جعفر بن محمّد الصّادق، سپس موسى بن جعفر الكاظم، سپس علىّ بن موسى الرّضا، سپس محمّد بن عليّ التّقىّ، سپس عليّ بن محمّد النّقىّ، سپس حسن بن عليّ الزّكىّ، سپس فرزند او قائم به حقّ مهدى اُمّتم، كسى كه او زمين را پر از عدل و داد نمايد همانگونه كه پر از جور و ظلم شده باشد. اى جابر! آنان جانشينان و اوصيا و اولاد و عترت من هستند، كسى كه ايشان را اطاعت كند مرا اطاعت كرده است، و كسى كه از آنان سرپيچى كند مرا سرپيچى كرده است، و كسى كه ايشان را يا يكى از آنان را انكار كند مرا انكار كرده است. به واسطة ايشان است كه خداوند آسمان را نگاه داشته كه بر زمين نيفتد مگر به اذن او، و به سبب ايشان است كه خداوند زمين را حفظ كرده كه اهلش را نلرزاند»؛ (اِکمال الدّین/ 1/ 258/ ح 3).

ص: 92

همین جا پایان نمی پذیرد، بلکه ایمان به نوّاب خاصّ

ص: 93

حضرتش را در غیبت صغری، و نوّاب عامّ در غیبت کبری(1) را هم در برمی گیرد، ضمن اینکه بیزاری جستن از تمامی مظاهر کفر، شرک، طاغوت ها (سلطه گران ستمگر) و مخالفین مبدأ تا منتهی را نیز در خود دارد.

پس روشن می شود که مؤمنی که خداوند او را در آیات خود، مورد خطاب قرار می دهد، چنین مؤمنی است؛ پس اگر انسان، فاقد چنین ایمانی بود، هرچند بخشی از ایمان را داراست، امّا باید او را به گروه بی ایمانان ملحق کرد(2)؛ زیرا از آن ایمان حقیقی و کامل بی بهره بوده است.

ص: 94


1- _ بنا بر این، بسیاری از فرقه ها مانند زیدیّه، اسماعیلیّه و شیخیّه که خود را به تشیّع منتسب کرده اند از دارا بودن ایمان کامل خارج می شوند.
2- _ و این مطلب از آیة 85 سورة بقره: (أفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَما جَزاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذلِكَ مِنْكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَيَوْمَ الْقِيامَةِ يُرَدُّونَ إِلى أشَدِّ الْعَذابِ وَمَا اللهُ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ)، و آیة 150 و 151 سورة نسا: (إِنَّ الَّذينَ يَكْفُرُونَ بِاللهِ وَرُسُلِهِ وَيُريدُونَ أنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُريدُونَ أنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذلِكَ سَبيلاً اُولئِكَ هُمُ الْكافِرُونَ حَقًّا وَأعْتَدْنا لِلْكافِرينَ عَذاباً مُهيناً) به دست می آید. بنا بر این، مبعّضین در ایمان در شمار کفّارند، بلکه می توان از بعضی از مدارک به دست می آید که مقتضای تبعیض در ایمان نجاست شخص مبعّض همچون شخص کافر است، ولی شارع از باب حرج نوعی که مؤمنین در معاشرت خود به آن دچار نشوند به طهارت شخص مبعّض حکم کرده است؛ غفلت نشود.

سوگند می خورم که چنین ایمانی، همان ایمان شیعة دوازده امامی است که دایرة آن، نوّاب عامّة امام عصر عَجَّلَ اللهُ تَعالَی فَرَجَهُ در زمان غیبت کبری را هم در بر می گیرد که شرح و تفصیل آن، مجالی می خواهد که در همین کتاب بیان خواهد شد.

نکته

باید دانست که اهل توحید به مقتضای روایات فراوانی که از اهل بیت عَلَیهِمُ السَّلامُ رسیده است، وارد آتش قهر الهی نمی شوند، و همانهایی هستند که در ایمان کامل ترین هستند؛ دلیل این مطلب، روایتی از امام رضا عَلَیهِ السَّلامُ است که مربوط است به زمانی که در حال عبور از نیشابور بودند.

ص: 95

علیّ بن موسی الرّضا عَلَیهِمَا السَّلامُ از پدران بزرگوارش عَلَیهِمُ السَّلامُ از پیامبر اکرم صَلَّی اللهُ عَلَیهِ وَآلِهِ نقل می کند که فرمودند: «از جبرئیل عَلَیهِ السَّلامُ شنیدم که می گوید: شنیدم از خداوند متعال که می فرماید: «لا إِله إلاَّ اللهُ» دژ من است؛ هر کس در دژ من وارد شود، از عذاب من ایمن خواهد بود».

سپس امام عَلَیهِ السَّلامُ فرمود: «این امر با شروطی محقّق می شود، و من نیز از شروط آن می باشم»(1)؛ بدین معنا که از شرطهای ایمن ماندن از عذاب الهی، اقرار به امامت و ولایتی است که از امیر المؤمنین عَلَیهِ السَّلامُ آغاز شده و امام رضا عَلَیهِ السَّلامُ نیز بخشی از این ولایت جاریه می باشد و تا ولایت عامّه در دوران غیبت کبری ادامه دارد؛ و این مطلب بر کسی پوشیده نیست.

یکی دیگر از روایاتی که اهل توحید را مستحقّ عذاب نمی داند، روایتی است که ابن عبّاس رَضُیَ اللهُ عَنهُ از پیامبر اکرم صَلَّی اللهُ عَلَیهِ وَآلِهِ نقل می کند: «سوگند به کسی که مرا به

ص: 96


1- _ معانی الاخبار: 371.

حقّ بشارت دهنده قرار داد، هیچگاه خداوند موحّدی را عذاب نمی کند؛ همانا اهل توحید (دیگران را) شفاعت می کنند و شفاعتشان قبول می شود».

سپس پیامبر صَلَّی اللهُ عَلَیهِ وَآلِهِ افزود: «هنگامی که روز قیامت شود، خداوند گروهی را که اعمال بدی مرتکب شدند، فرمان جهنّم می دهد. آنان می گویند: پروردگارا! چگونه ما را به آتش می افکنی، در حالی که ما در سرای دنیا، تنها تو را می پرستیدیم؟ و چگونه زبانهای ما را به آتش می کشی، در حالی که در سرای دنیا به توحید تو گویا بودیم؟ و چگونه قلبهای ما را می سوزانی، در حالی که آن را با لا إِله إِلاَّ اللهُ پیوند داده بودیم؟ یا چگونه چهره های ما را می سوزانی، در حالی که ما آن را برای تو روی خاک گذاردیم؟ یا چگونه دستهای ما را می سوزانی، در حالی که آنها را برای دعا به سوی تو بلند کردیم. پس خداوند می فرماید: بندگانم! اعمالتان در سرای دنیا ناپسند بود، پس جزایتان آتش جهنّم است. آنان می گویند: پروردگارا! گذشت تو بزرگتر است یا خطای ما؟ می

ص: 97

فرماید: گذشت من. می گویند: بخشش تو گسترده تر است یا گناهان ما؟ می فرماید: بخشش من! می گویند: اقرار ما به یگانگی تو بزرگتر است یا گناهان ما؟ می فرماید: اقرارتان به یگانگی من بزرگتر است. می گویند: پروردگارا! پس گذشت و بخششت را که همه چیز را در بر می گیرد، بر ما بگستران. می فرماید: فرشتگانم! سوگند به عزّت و جلالم، نیافریدم خلقی را دوست داشتنی تر از اقرارکنندگان به یگانگی و یکتایی خود، و سزاوار است بر من که بندگان اهل توحیدم را به آتش نیفکنم. بندگانم را وارد بهشت کنید»(1).

با توجّه به این شواهد، منظور و مراد از ایمان هنگامی که بدون هیچ گونه شرط و قیدی باشد، همان ایمان کاملی است که پیش از این به آن اشاره رفت؛ همانند آنچه روایت شده است: «وقتی پیامبر صَلَّی اللهُ عَلَیهِ وَآلِهِ آیة (وَآخَرینَ مِنهُم لَمّا یَلحَقوا بِهِم(2): و [نیز بر جماعتهایی]

ص: 98


1- _ بحار الانوار/ 3/ 1/ ح 1، و 8/ 358/ ح 23.
2- _ سورة جمعه / آیة 3.

دیگر از ایشان که هنوز به آنها نپیوسته اند. و اوست ارجمند سنجیده کار) تا انتهای آیه را قرائت می فرمود، به ایشان گفته می شد: اینان چه کسانی هستند؟ پیامبر دست مبارکش را بر شانة سلمان قرار داده و فرمود: اگر ایمان در ثریّا باشد، مردانی از این دست به آن دست خواهند یافت»(1).

روشن است که مراد از ایمان در این روایت، همان ایمان کاملی است که از مبدء آغاز شده و تا انتها ادامه دارد؛ چنانکه گذشت.

مقدّمة چهارم

در اینکه چه اعمالی شایسته هستند، و چه اعمالی ناشایست، از مواردی است که در میان اقوام و ادیان مختلف، متفاوت بوده است؛ چه بسا عمل شایسته ای که در نزد ملّتی ناشایست به حساب آید مانند خوردن گوشت که همین خوردن گوشت نزد برخی از پیروان

ص: 99


1- _ مجمع البیان/ 10/ 429، بحار الانوار/ 16/ 310.

ادیان جایز نیست، ولی در نزد سایر ادیان جایز است. پس کسی که به اعمال شایستة هم کیشان خود پایبند باشد، نیکوکار و شایسته است، گرچه او را در ملّتهای دیگر، شایسته و نیکوکار نخوانند.

امّا آنچه در دین مبین اسلام وارد شده این است که تمامی اعمال واجب و مندوب(1)

همگی از اعمال شایسته و صالح می باشند، و در مقابل اعمال حرام و مکروه از اعمال ناشایست خواهند بود، و امور مباح که فعل و ترک آن مزیّتی بر هم ندارد، نزد بزرگان (پیامبران، اولیا و اهل بیت عَلَیهِمُ السَّلامُ) نیز همانند حرام و مکروه ناشایست

ص: 100


1- _ «مندوب» در لغت از مادّة «ندب» به معنی دعوت کردن به کار مهمّ گرفته شده است. در عرف فقها امری را «مندوب» می گویند که انجام آن بر ترکش راجح و برتر باشد، البتّه رجحانی که از ارتکاب نقیض یعنی ترک عمل مانع نباشد. به فعل مندوب از آن جهت که خداوند انجام آن را دوست دارد، «مستحبّ» گفته می شود. همچنین هر یک از الفاظ «مرغَّبٌ فیه»، «نفل»، «تطوّع» و «سنّت» به جهت خاصّی بر فعل مندوب اطلاق می شود؛ برای اطّلاع بیشتر به کتاب نهایة الوصول إلی علم الأصول/ 1/ 96 مراجعه کنید.

می باشد؛ چرا که شأن و مقام آنان، چنین اقتضا می کند که حتّی از کارهای مباح نیز دوری کنند. همین امور مباح، برای مراتبی پایین تر از پیامبران و اولیا ناشایست نخواهد بود، گرچه از انسانهای نیکوکار باشند. و معروف است که می گویند: «حَسَناتُ الأبرارِ سَیِّئاتُ المُقَرَّبینَ»(1) بدین معنا که کارهای نیکی که نیکوکاران انجام می دهند، نزد مقرّبین درگاه احدیّت، چندان نیکو به حساب نمی آید؛ زیرا توقّعی که از مقرّبین درگاهش می رود، بسی بالاتر و والاتر است. از این رو عمل مباح، عملی ناشایست نزد مقرّبین است، پس اگر مقرّبی از مقرّبان، مباحی مرتکب شود، در فهرست اعمال صالح و شایستة او ثبت نمی شود.

با تمامی این مسائل، خداوند همچنان که فرموده است: (أنِّي لاَ اُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أوْ اُنْثَى(2): من

ص: 101


1- _ مرآة العقول/ 11/ 308.
2- _ سورة آل عمران / آیة 195.

عملِ هیچ صاحب عملی از شما را، از مرد یا زن تباه نمی کنم) هیچ عمل هیچ صاحب عملی را ضایع نمی گرداند، اگرچه از مؤمنان کامل هم نباشد، بلکه جزای او را خواهد داد؛ گرچه عمل او در شریعت اسلام و در ملّتهای دیگر نیز شایسته نباشد، امّا وقتی او به خاطر شایسته بودن آن را به جا آورده است، چطور ممکن است که خداوندی که عادل است، پاداش وی را ندهد!؟

این بخشی از مطالبی بود که در صفحات آتی آن را شرح خواهیم داد.

مقدّمة پنجم

هر یک از رسالت و ولایت، لطفی جداگانه از جانب خداوند سبحان است، به این دلیل که انسان به وسیلة آن دو می تواند به اطاعت و فرمان برداری نزدیک تر شده، و از گناه و معصیت، دورتر شود، و هر چه که چنین خاصیّتی داشته باشد، لطف به شمار می آید و خدا لطف به بندگان را بر خود واجب کرده است؛ همانطور که در حدیثی از امام صادق عَلَیهِ السَّلامُ آمده است که فرمود:

ص: 102

«ناصبی(1) از یهودی پست تر است. سؤال شد: چگونه این چنین است ای فرزند رسول خدا؟ فرمود: زیرا یهودی منکر لطف نبوّت (رسالت پیامبر اسلام صَلَّی اللهُ عَلَیهِ وَآلِهِ) است که لطفی خاصّ است و آن را بر خویش ممنوع کرده است، امّا ناصبی (کسی که به اهل بیت عَلَیهِمُ السَّلامُ ناروا می گوید) لطف امامت و ولایت را که لطفی عامّ است بر خود ممنوع کرده است»(2).

نتیجه می گیریم که ولایت و امامت از رسالت و نبوّت، دایرة گسترده تری دارد؛ زیرا رسالت مختصّ پیامبر اکرم صَلَّی اللهُ عَلَیهِ وَآلِهِ است،

ص: 103


1- _ نصب به معنی دشمنی است؛ گفته می شود: «نَصَبتُ لفلانٍ نَصباً» هنگامی که با او دشمنی کنی، و ناصب کسی است که دشمنی با اهل بیت عَلَیهِمُ السَّلامُ یا دشمنی با پیروان ایشان را به خاطر همان پیروی آشکار کند. در قاموس است که نواصب به کسانی گفته می شود که به دشمنی با علی عَلَیهِ السَّلامُ معتقد باشند. برخی از اهل فضل گفته اند: در معنای واقعی ناصبی اختلاف شده است؛ برخی گفته اند که منظور از آن دشمن اهل بیت عَلَیهِمُ السَّلامُ است، و برخی معتقدند که مقصود دشمن شیعة اهل بیت عَلَیهِمُ السَّلامُ است؛ در احادیث به معنای دوّم تصریح شده است. (مجمع البحرین/ 2/ 173).
2- _ عوالی اللّئالی/ 1/ 11/ ح 19.

امّا ولایت چنان عمومیّتی دارد که تمامی معصومین عَلَیهِمُ السَّلامُ و نیز صدّیقة طاهره فاطمة زهرا عَلَیهَا السَّلامُ را نیز شامل می شود.

بنا بر این، ولایت و امامت از نبوّت و رسالت مهمتر است؛ به همین خاطر است که خداوند سبحان، حارث بن نعمان فهری را به جرم تکذیب و انکار ولایت عذاب کرد، آنجا که فرمود: (سَألَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ لِلکافِرینَ لَیسَ لَهُ دافِعٌ(1): پرسنده ای از عذاب واقع شونده ای پرسید

ص: 104


1- _ سورة معارج / آیة 1 و 2. چنانکه مفسّران عامّه و خاصّه در شأن نزول آیة اوّل سورة معارج: (سَألَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ) ذکر کرده اند: حارث بن نعمان فهری در حالی که پیامبر در میان اصحاب خود بود، خدمت ایشان رسید و گفت: هر چه به ما از نماز، روزه، حجّ و غیر آن امر نمودی، قبول کردیم، اکنون پسر عموی خود را بر ما برگزیدی! آیا این امر از جانب خداوند است؟ چون جواب شنید که از جانب خداوند است، بر خود نفرین نمود که چنانچه این امر حقّ است، بر من سنگی از آسمان ببارد. در نتیجه سنگی بر سرش فرود آمد و هلاک شد. به عنوان نمونه رجوع کنید به حقّ الیقین علاّمه سیّد شبّر/ 1/ 146 و الجامع لأحکام القرآن/ 18/ 278 و روح المعانی/ 15/ 62 و مجمع البیان/ 10/ 529 و روض الجنان/ 19/ 402.

که برای کافران در برابر آن دفع کننده ای نیست). عذاب شدن منکر ولایت در حالی است که خداوند منکر رسالت را عذاب نکرده و نمی کند؛ زیرا پس از آن که آیه عذاب او را بیان می دارد(1)،

می فرماید: (وَما کانَ اللهُ لِیُعَذِّبَهُم وَأنتَ فیهِم وَما کانَ اللهُ مُعَذِّبَهُم وَهُم یَستَغفِرونَ(2): و[لی] تا تو در میان آنان هستی، خدا بر آن نیست که ایشان را عذاب کند، و تا آنان طلب آمرزش می کنند ، خدا عذاب کننده ایشان نخواهد بود).

مقدّمة ششم

اشاره

همان طور که در روایات شریفه وارد شده است: «دنیا مزرعة آخرت است»(3)،

در این دنیا، اعمال صالح به مثابة بذر کاشته شده است که در آخرت برداشت می شود. و این زراعت، ویژة مؤمنان و کسانی است که دارای ولایت

ص: 105


1- _ سورة انفال / آیة 32.
2- _ سورة انفال / آیة 33.
3- _ عوالی اللّئالی/ 1/ 267/ ح 66.

کامله باشند؛ یعنی همان اهل تولّی و تبرّی؛ و این ویژگی برای کفّار نیست؛ زیرا آنان اعمال صالح را در همین دنیا برداشت می کنند و از این رو، حظّی در آخرت ندارند، و همین کفر است که آنان را در جهنّم ماندگار می کند و همة اعمالشان گرد پخش شده ای می ماند. این مطلب به تفصیل بیان خواهد شد. إن شاء الله.

این شیوة برخورد خداوند با کافران، کاملاً به جاست؛ زیرا در روایات اهل بیت عَلَیهِمُ السَّلامُ آمده است که «دوستی دنیا رأس تمامی گناهان می باشد»(1).

حال، رأس گناهان، همان کفر است و آن به معنای بی نصیب بودن از ایمان است که موجب جاودانگی در آتش است. هرچند ممکن است که به فضل خداوندگاری، عذاب کافران در جهنّم، به جهت پاره ای از اعمالشان مثل سخاوت و عدالت کاهش یابد، و گاه ممکن است که عذاب برای مدّتی از ایشان برداشته شود؛ زیرا برخی از صفات و

ص: 106


1- _ کافی/ 2/ 131/ ح 11، و 2/ 317/ ح 8، و خصال/ 1/ 25/ح 87.

اعمال مانند همان سخاوت و عدالت(1)

به خودی خود ارزشمند است، هر چند که از کافر صادر شده باشد.

پس از بیان این مقدّمات، تفسیر سورة مبارکه را آغاز می کنیم؛ هرچند ممکن است برخی از مباحث مطروحه برای رسیدن به مقاصد کتاب و نیز شرح مقدّمات تکرار شود که _ إن شاء الله _ موجب تأکید مطالب و فهم بهتر مقاصد باشد.

خداوند متعال پس از آنکه به «عصر» (با تمامی معانی احتمالی که بیان شد) سوگند یاد می کند، بیان می دارد که تمامی انسانها در خسران و زیان می باشند، مگر کسانی که دارای هر دو شرط «ایمان کامل» و «عمل صالح» در کنار هم باشند؛ پس اگر انسان هر دو شرط را فاقد، و یا یکی را واجد و دیگری را فاقد باشد، در خسران خواهد بود، گرچه خسرانی که برای هر کدام از این موارد وجود

ص: 107


1- _ و شاید محبّت اهل بیت عَلَیهِمُ السَّلامُ نیز از همین صفات شمرده شود.

دارد، متفاوت است، امّا در اصل خسران، مشترک می باشند.

امّا ظاهر کلام خداوند در پایان سوره (وَتَواصَوا بِالحَقِّ) اشاره به همان ایمانی دارد که پیش از این و در همین سوره بیان شد؛ چه روشن است که منظور از کمال ایمان، همان حقّی است که مورد خواست خداوند متعال است(1)؛هماگونه که منظور از توصیه به صبر در کلام خداوند متعال: (وَتَواصَوا بِالصَّبرِ) نیز اشاره به شرط دوّم، یعنی عمل صالح دارد که ترک همة کارهای حرام و مکروه و بلکه کارهای مباح را هم در برمی گیرد. در نتیجه این دو فعل و ترک (یعنی گروهی از کارها که انسان مؤمن باید

ص: 108


1- _ همانگونه که خداوند متعال همان حقیقت مجهول الکنه در خارج است که نامحدود بوده و غیر قابل مشاهده است، گرچه که فهم و عقل انسان از درک آن عاجز است. بنا بر این، خداوند حقیقت خارج هستی و خارج حقیقی می باشد. و این مطلب در جای خود تحقیق شده و به اثبات رسیده است.

انجام دهد و گروهی دیگر از کارها که انسان مؤمن باید آن را ترک کند) نیازمند توصیه به صبر و شکیبایی می باشند؛ زیرا انسان به مقتضای این که دارای نفس امّاره(1)

است و این نفس او را مدام به بدیها امر می کند، باید در برابر این نفس، جهاد اکبر انجام دهد و آن جهاد، یعنی التزام به شریعت اسلامی؛ همانگونه که در روایات نیز این چنین آمده است(2).

این نکته نیز قابل توجّه است که منظور از «توصیة به حقّ» و نیز «توصیة به صبر» دو امر مستقلّ نیست، بلکه

ص: 109


1- _ بايد دانست كه نفس بر چهار قسم است: اوّل: امّاره، دوّم: لوّامه، سوّم: مُلهَمَه، چهارم: مطمئنّه. امّا نفس امّاره آتشى است، و آن نفس كفّار است. و لوّامه بادى است، و آن نفس مؤمنان است. و مُلهَمَه آبى است، و آن نفس اولياست. و مطمئنّه خاكى است، و آن نفس انبيا عَلَیهِمُ السَّلامُ است. (رسائل فیض کاشانی/ 1/ رسالة 5/ ص 16)
2- _ رسول خدا صَلَّی اللهُ عَلَیهِ وَآلِهِ پس از یکی از جنگها خطاب به مسلمانان فرمودند: بر شما باد به جهاد اکبر. پرسیدند: یا رسول الله! جهاد اکبر چیست؟ حضرت فرمودند: جهاد با نفس؛ کافی/ 5/ 12/ ح 3.

همان ایمان کامل و عمل صالح است که در ادامة سوره آمده است.

به هر ترتیب، مراد از دارا بودن عمل صالح این نیست که فرد هیچ عمل غیر صالحی نداشته باشد، بلکه مورد غلبة اعمال صالح بر اعمال ناصالح را نیز شامل می شود؛ پس اگر اعمال صالح فردی بر اعمال غیرصالحش سنگینی کند، مشمول رحمت و غفران الهی می شود، همچنین است اگر کفّة اعمال صالح و ناصالح با یکدیگر برابری کند، گرچه در صورت تساوی همانند اهل اعراف(1)

از کسانی خواهد بود که قاصر بوده اند و نتواسته اند حقّ را بشناسند، ولی فضل خداوند شامل حال آنها می شود و طمع بهشت را نیز دارند(2).

ص: 110


1- _ کافی/ 2/ 381/ ح 1، و2/ 403/ ح 2، و2/ 408/ ح 1.
2- _ از بعضی از مدارک به دست می آید که امیر مؤمنان عَلَیهِ السَّلامُ از قاصرین مستضعف دستگیری کرده و آنها را به وقت جان دادن به راه راست هدایت می فرماید؛ همانگونه که در روایت آمده است که آن حضرت به یکی از اصحاب خود به نام حارث همدانی فرمودند: یاحارُ هَمدانَ مَن یَمُت یَرَنی مِن مُؤمنٍ أو مُنافقٍ قُبُلا یَعرِفُنی طَرفُهُ وأعرِفُهُ بِنَعتِهِ واسمِهِ وما فَعَلا يعنى: اى حارث! هر مؤمن ومنافقی قبل از مرگش مرا مى بيند به طوری که او مرا به دیده اش می شناسد، و من او را به اسم و رسم و اعمالش مى شناسم؛ بحار الانوار/34/432.

پس وقتی که مؤمن کامل (صاحب ایمان به مبدء تا منتها) به مقداری که کفّة اعمال صالحش بر اعمال ناصالحش بچربد، عمل صالح _ که از آن جمله است توصیه به حقّ و توصیه به صبر _ انجام دهد، در زمرة عاملان به اعمال صالح خواهد بود، و همین برای زندگانی خرسندانة او در آن سرا کافی است؛ زیرا در کلام خداوند می خوانیم: (فَأمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ(1): امّا هر که سنجیده هایش سنگین برآید، پس وی در زندگی خوشی خواهد بود)؛ در مقابل، کسی که اعمال ناصالحش بر اعمال صالحش بچربد و یا اصلاً از زمرة مؤمنان نباشد، به مقتضای آیه 8 و 9 سورة قارعه(2)

از زیانکاران خواهد

ص: 111


1- _ سورة قارعه / آیة 6 و 7.
2- _ (وَأمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَاُمُّهُ هَاوِيَةٌ).

بود و جایگاهش دوزخ می باشد؛ زیرا در این آیه می فرماید: «امّا هر که سنجیده هایش سبک برآید، پس جایش «هاویه» باشد».

همچنین است کسی که عمل صالح دارد، ولی از ایمان کامل (ایمان به مبدء تا منتها) برخوردار نیست، او نیز از زیانکاران است؛ زیرا از آیه به دست آمد که تنها کسی که بین ایمان کامل و عمل صالح جمع کرده باشد، از دایرة خسران خارج است، و این مورد اخیر فاقد ایمان کامل و یکی از دو بال خروج از خسران است.

عکس این مورد _ یعنی مؤمن به ایمان کامل بدون عمل صالح یا با عمل صالح اندک _ نیز صادق و جزو خاسرین است؛ زیرا او نیز بین این دو مورد جمع نکرده و از یکی از آنها غفلت نموده است، ولی زیانکاری چنین فردی با فاقد ایمان کاملی که عمل صالح دارد، متفاوت

ص: 112

است(1)؛

به این مطلب در رباعی زیر به خوبی اشاره شده است:

كافران باعمل با مؤمنان بي عمل

هر دو در خُسرند امّا این كجا و آن كجا

خُسرِ آن باشد خلود آتش دوزخ به حشر

خُسرِ اين باشد صباحى بس گرفتار بلا

آنچه بیان شد همه از آیات قرآن و روایات اهل بیت عَلَیهِمُ السَّلامُ برگرفته شده که بین این دو خسران فرق گذاشته اند.

به زودی بر مدّعای خود به شواهدی از غیر آیات قرآن استدلال خواهیم کرد. إن شاء الله.

از آیات قرآن _ علاوه بر آیاتی که امام صادق عَلَیهِ السَّلامُ برای ابوبصیر به آنها استشهاد فرموده بودند، و در

ص: 113


1- _ زیرا گفتیم که خداوند متعال کسانی را که ایمان دارند، ولی از عمل صالح کمی برخوردارند به فضل خود از عاملین قرار می دهد.

صفحات آتی خواهد آمد _ این آیة مبارکه است: (اللهُ وَلِىُّ الَّذينَ آمَنوا يُخرِجُهُم مِنَ الظُّلُماتِ إلَى النُّورِ(1): خداوند سرور کسانی است که ایمان آورده اند. آنان را از تاریکیها به سوی روشنایی به در می برد) بدین معنا که خداوند آنان را به برکت ایمان کاملی که واجد آن بودند، از تاریکی گناهان و سرکشی ها به پرتوی پیروی و فرمان برداری بیرون می برد.

به بیان دیگر، خداوند همیشه یار و یاور مؤمن می باشد، مؤمن کامل نیز به برکت چنین ایمانی، همیشه زیر سایة تاییدات خداوندگاری خواهد بود.

موارد نصرت الهی نسبت به مؤمنین

خداوند به روش های متفاوتی، مؤمنان را یاری می کند:

1.توفیق توبه: خداوند به برکت ایمان مؤمنِ کامل، توفیق توبه، بلکه توبة نصوح را به او می دهد، و فضل خداوند چنین نمایان می شود که توبه کار،

ص: 114


1- _ سورة بقره / آیة 257.

دیگر هیچ گناهی برایش نمی ماند. در روایت می خوانیم: «التّائِبُ مِنَ الذَّنبِ كَمَن لا ذَنبَ لَهُ(1): کسی که از گناه توبه می کند، همانند کسی است که گناهی مرتکب نشده است». و گویا بالاتر و والاتر از این هم در روایات می یابیم، و آن اینکه به فضل خداوند، نه تنها گناهان توبه کار پاک می شود، بلکه به حسنات تبدیل می شود، و این نیز مؤیّدی در قرآن کریم دارد، آنگاه که خداوند می فرماید: (إِلاَّ مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَاُولئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ(2): مگر کسی که توبه کند و ایمان آورد و کار شایسته کند، پس خداوند بدیهایشان را به نیکیها تبدیل می کند). همچنین خداوند متعال می فرماید: (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ

ص: 115


1- _ کافی/ 2/ 435/ ح 10.
2- _ سورة فرقان / آیة 70.

لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى(1): و به یقین، من آمرزندة کسی هستم که توبه کند و ایمان بیاورد و کار شایسته نماید و به راه راست رهسپار شود). در روایات پیرامون تفسیر حقیقی این آیه آمده است که این هدایت، رهنمون شدن به ولایت اهل بیت عَلَیهِمُ السَّلامُ می باشد.

2.توفیق دعا و توسّل: اگر مؤمن توفیق توبه نیافت، موفّق می شود به دعا به درگاه الهی و توسّل به اولیای الهی.

3.از بین رفتن سیّئات: حسنات و کارهای نیکوی مؤمن به حکم این آیه (إنَّ الحَسَناتِ یُذهِبنَ السَّیِّئاتِ(2): خوبیها بدیها را از میان می برد) سیّئات وی را از بین می برد به گونه ای که دیگر سیّئه ای نخواهد داشت، و اگر تعداد حسنات او مغلوب

ص: 116


1- _ سورة طه / آیة 82.
2- _ سورة هود / آیة 114.

سیّئاتش باشد، با فضل خداوند سیّئات او از بین می رود و سیّئاتش مغلوب حسناتش خواهد شد.

به بیان دیگر، اگر با عدل خداوندی بنگریم، ممکن است شخص مؤمنی، سیّئاتش بیش از حسناتش باشد، امّا اگر به فضل خداوند (و به حکم آیة مذکور) بنگریم، حسناتش بیش از سیّئاتش خواهد بود.

4.ده برابر شدن حسنات(1): خداوند به حکم آیة: (مَن جاءَ بِالحَسَنَةِ فَلَهُ عَشرُ أمثالِها(2): هر کس کار نیکی بیاورد، ده برابر آن برای اوست) حسنات

ص: 117


1- _ حسنه در مورد سوّم و چهارم تنها از مؤمن محقّق می شود؛ زیرا کافر را گرچه مکلّف به احکام و فروع دین نیز بدانیم، بدین معنا که کافر در پیشگاه خداوند، تنها برای بی اعتقادی به اصول دین توبیخ نشود، بلکه برای عدم پایبندی به اعمال و فروع مذهبی نیز مورد عقاب قرار گیرد، امّا صادر شدن فرعی از فروع دین همچون نماز و یا هر کار خیری که به نیّت تقرّب به خداوند نیاز دارد، از کافر محقّق نمی شود و تنها در انحصار مؤمنین می باشد، و برای کفّار، حظّ و بهره ای در آن نیست.
2- _ سورة انعام / آیة 160.

مؤمن را افزایش می دهد، چه بسا همین افزایش خداوند، باعث گردد که سیّئات آن مؤمن، مغلوب حسنات او شود و به همین فضل پروردگاری، کفّة نیکیهایش بر کفّة بدیهایش غلبه کند.

5.ابتلا و امتحان برای تخفیف گناهان و افزایش ایمان: اگر مؤمن، با هیچیک از موارد گذشته از خفّت میزان خارج نشد، نوبت به این مرحله می رسد که در آن چنین مؤمنی به ابتلائاتی از قبیل ترس، گرسنگی، کم شدن مال، از بین رفتن محصول و غیر آن دچار می شود و به این واسطه گناهانش می ریزد؛ دلیل این مطلب در قول خداوند است که می فرماید: (وَلَنَبلُوَنَّکُم بِشیءٍ مِنَ الخَوفِ وَالجُوعِ وَنَقصٍ مِنَ الأموالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَراتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرینَ الَّذینَ إذا أصابَتهُم مُصیبَةٌ قالوا إنّا للهِ وَإنّا إلَیهِ راجِعونَ اُولَئِکَ عَلَیهِم

ص: 118

صَلَواتٌ مِن رَبِّهِم وَرَحمَةٌ وَاُولَئِکَ هُمُ المُهتَدونَ(1): و قطعاً شما را به چیزی از [قبیلِ] ترس و گرسنگی، و کاهشی در اموال و جانها و محصولات می آزماییم و مژده ده شکیبایان را [همان] کسانی که چون مصیبتی به آنان برسد، می گویند: «ما از آنِ خدا هستیم، و به سوی او باز می گردیم.» بر ایشان درودها و رحمتی از پروردگارشان [باد] و راه یافتگان [هم] خود ایشانند). روشن است که تخفیف این چنینی گناهان و ارتقای ایمان به آن، تنها برای مؤمنان کامل و کُمّلینِ اهل ایمان می باشد.

6.مدد خداوندی برای پاک شدن مؤمن از گناهان: همانطور که سخن رفت، خداوند با مبتلا کردن مؤمن، گناهان او را پاک می کند، امّا اگر گناهان او بیش از اینها باشد، خداوند او را به ابتلائات

ص: 119


1- _ سورة بقره / آیة 155 _ 157.

سخت تر و سنگین تری مبتلا می سازد، و همین طور خداوند با ابتلائاتی که با گناهان مؤمن سازگار باشد، تمامی گناهان او را در این دنیا پاک می کند(1).

نتیجه اینکه خداوند همیشه یار و یاور اوست، و تا ایمان مؤمن باقی باشد، خداوند نیز او را با ابتلا به بلاها مدد می کند، و اگر این ابتلائات جواب نداد، خداوند جان دادن مؤمن را بر وی سخت می کند تا به آن وسیله پاک

ص: 120


1- _ و چه بسا خداوند متعال مؤمن را بدون آنکه گناهی کرده باشد به بلا دچار می کند تا از این راه به او ترفیع رتبه بدهد؛ همانگونه که در بین اولیای الهی مشاهده می شود: هر که در این بزم مقرّب تر است جام بلا بیشترش می دهند در این رابطه به این روایت از امیر مؤمنان عَلَیهِ السَّلامُ اشاره می کنیم که فرمود: «زمانی بیمار شدم و از شدّت بیماری در بستر خود آرام و قرار نداشتم. حضرت رسول صَلَّی اللهُ عَلَیهِ وَآلِهِ به عیادت من آمد و با مشاهدة حال من فرمود: یا علی! سخت ترین گرفتاریها و بلایا از آنِ پیامبران است، سپس جانشینان پیامبران، سپس کسانی که تالی تلو آنها هستند. بشارت باد تو را که این بیماری بهرة تو از عذاب الهی است که در کنار آن ثواب و پاداش نیز به تو تعلّق می گیرد؛ دعائم الاسلام/ 2/ 140/ ح 490.

شده و عقوبت گناهش به آخرت نیفتد(1)؛ همانگونه که کافر از آن جا که هیچ حظّ و بهره ای برای اعمال صالحش در آخرت نیست، در همین دنیا از برخی اعمال صالحش بهره می برد(2)

که یکی از این بهره ها راحتی در جان کندن می باشد و خداوند به حکم آیة: (أنِّي لاَ اُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أوْ اُنْثَى(3): من عمل هیچ صاحب عملی از شما را از مرد یا زن تباه نمی کنم) اگر از کافر کار خیری سر بزند، راحتی جان کندن را برایش مقرّر می کند؛ همانطور که مرتاضان هندی، به سبب ریاضتهایی که تحمّل می کنند، به انجام کارهای عجیب و قدرتهای غیرطبیعی دست پیدا می کنند که این همه، بهره ای است که کافر به سبب اعمال خیرش در این دنیا می بیند و هیچ کافری، حساب کار خیرش به آخرت موکول نمی شود،

ص: 121


1- _ کافی/ 2/ 444/ ح 1 _ 12.
2- _ کافی/ 2/ 444/ ح 1 و 3 و 5 و 10 و 11.
3- _ سورة آل عمران / آیة 195.

مگر نوادری از روزگار که در مباحث آینده به آنها خواهیم پرداخت.

گاهی برخی از جوانان با تعجّب از من می پرسند: «ما از برخی از مبلّغین دینهای باطل و آیینهای نسخ شده (مانند مسیحیّت و یهودیّت) می شنویم که به پیروان خود توصیه می کنند برای این که خدا شما را یاری کند، کارهای نیکو و اعمال صالح انجام دهید، و این چگونه ممکن است در حالی که آنان اصلاً مسلمان نیستند»؟!

به این جوانان پاسخ می دهم که هیچ مانعی ندارد؛ زیرا مشیّت خداوند این چنین است که پاداش اعمال صالح کافران را در همین دنیا بدهد؛ چه از طرفی کفّار در آخرت بهره و نصیبی ندارند، و از سوی دیگر خدا نمی خواهد کار نیک کسی را بدون اجر رها کند، لذا اعمال خوبشان را در دنیا، و اعمال بد آنها را همچون عمل کفرشان در آخرت کیفر می دهد. در مقابل، کارهای ناشایست مؤمنین را در دنیا، و کارهای نیکشان را در

ص: 122

آخرت جزا می دهد(1). به این ترتیب ابتدا آنها را در همین دنیا به گرفتاریهای دنیوی پاک می کند. اگر پاک نشد، آنان را در برزخ به ابتلائات برزخی مبتلا می کند، اگر کافی نبود آنان را در مواقف و ایستگاه های قیامت معطّل می کند؛ چه همین سختیهای مواقف متعدّد قیامت است که گناه بسیاری از مؤمنین را می ریزد. اگر اینها کفایت نکرد، آنها را به میزانی که گناهانشان بریزد، وارد آتش جهنّم می کند و پس از چندی به شفاعت پیامبر اکرم صَلَّی اللهُ عَلَیهِ وَآلِهِ در حالی که مانند زغال سیاه شده اند، از آتش خارج شده و در چشمه ای شست و شو داده می شوند و مثل ماه شب چهارده وارد بهشت جاودان می شوند، و هرگز

ص: 123


1- _ مستفاد از آیة 27 سورة عنکبوت: (وَوَهَبْنا لَهُ إِسْحاقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنا في ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتابَ وَآتَيْناهُ أجْرَهُ فِي الدُّنْيا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحينَ) این است که چه بسا پاداش بعضی از اعمال صالحة مؤمنین در این دنیا داده می شود؛ چون فرزند خوب، و به جا گذاردن باقیات صالحات، و به دست آوردن حقایق، فیوضات، فتوحات علّیّه و نظایر آن.

همچون کفّار در آتش جهنّم جاودانه باقی نمی مانند(1)؛ چه کفّار از روی کفر و مخالفت با حقّ در جهنّم جاودانند؛ چنانکه خداوند متعال می فرماید: (ألْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ(2): [به آن دو فرشته خطاب می شود:] هر کافر سرسختی را در جهنّم فروافکنید).

البتّه این نکته نیز باید روشن شود که در کیفر قاصرینی(3)

که در این دنیا به هر دلیلی نتوانستند حقّ را بیابند، و

ص: 124


1- _ بحار الانوار/ 8/ 360/ ح 29 _ 33.
2- _ سورة ق / آیة 24.
3- _ اقسام جهل: جهل يا نسبت به حكم شرعى است؛ مانند جهل به وجوب قرائت سوره در نماز. و يا نسبت به موضوع آن؛ مانند جهل به نجس بودن لباس در نماز. جهل به حكم نيز يا از روى قصور است و يا ناشى از تقصير. جاهل قاصر: جاهلى را گويند كه در جهل خود معذور است؛ مانند جاهلى كه به جهل خود التفات دارد، ولي امكان بر طرف كردن جهل و پرسيدن برايش فراهم نيست، و يا اصولاً التفاتى به جهل خود ندارد، و در نتيجه، عمل خود را صحيح مى پندارد، و يا مجتهدى كه در استنباط كوتاهى نكرده و با استناد به دليل معتبر اجتهادى فتوا داده است، ولي در واقع در استنباط، و در نتيجه در فتواى خود اشتباه كرده است؛ همچنين مقلّدان آن مجتهد كه براساس فتواى او عمل كرده اند. جاهل مقصّر: جاهلى را گويند كه در جهل خود معذور نيست؛ مانند جاهلى كه به جهل خود التفات دارد و با فراهم بودن اسباب تعلّم و رفع جهل در رفع آن نمى كوشد. (فرهنگ فقه مطابق مذهب اهل بیت عَلَیهِمُ السَّلامُ/ 3/ 152).

مقصّرینی که حقّ را یافته، امّا از قبول آن سر باز زده اند، تفاوت بسیاری است. بنا بر همین مطلب، خسران مؤمنی که کارهای نیکو انجام نمی دهد، با خسران غیرمؤمنی که کارهای نیکو انجام می دهد، کاملاً متفاوت است؛ چرا که گروه نخست به برکت ایمان، بالاخره در بهشت جاودانه خواهند بود، امّا گروه دیگر در جحیم ماندگار می باشند.

پاسخ به یک شبهه

اگر اشکال شود: عبارت (أن كَذَّبُوا: چرا که تکذیب کردند) در آیة شریفة: (ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أسَاءُوا

ص: 125

السُّوءَى أنْ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِءُونَ(1): آن گاه فرجام کسانی که بدی کردند [بسی] بدتر بود، [چرا] که آیات خدا را تکذیب کردند و آنها را به ریشخند می گرفتند) بیانگر غایت و نهایت حال کسانی است که کارهای ناشایست مرتکب شده اند، بخصوص کسانی که بدیهای بیشتری مرتکب شوند و ایمان خود را از دست بدهند. حال چگونه این آیه با مطلب شما کنار هم قرار می گیرند؟

در پاسخ می گوییم: جملة (أن كَذَّبُوا: چرا که تکذیب کردند) علّت این عاقبت شوم آنهاست؛ زیرا آنان از پیش از این نیز در واقع مؤمن نبوده اند و تنها اظهار ایمان می کردند. خارق عادتهایی که از آنها مشاهده می شود نیز به سبب برخی ریاضتهایی است که در حالت کفر انجام می داده اند که _ همچنانکه گفتیم _ از آنجا که خداوند اجر کسی را ضایع نمی سازد، اجر آنها را در همین دنیا

ص: 126


1- _ سورة روم / آیة 10.

می دهد و در آخرت هیچ نصیبی ندارند. از این دسته می توان به بلعم باعورا(1)

و عابد برصیصا(2)

اشاره کرد. و در

ص: 127


1- _ بلعم باعورا مردی بوده است كه در عصر حضرت موسى عَلَیهِ السَّلامُ زندگى مى كرد و از دانشمندان و علماى مشهور بنى اسرائيل محسوب مى شد، و حتّى حضرت موسى عَلَیهِ السَّلامُ از وجود او به عنوان يك مبلّغ نيرومند استفاده مى كرد. كارش در اين راه آن قدر بالا گرفت كه دعايش در پيشگاه خدا به اجابت مى رسيد، ولى بر اثر تمايل به فرعون و وعده و وعيدهاى او از راه حقّ منحرف شد و همة مقامات خود را از دست داد، تا آنجا كه در صف مخالفان حضرت موسى عَلَیهِ السَّلامُ قرار گرفت (تفسیر نمونه، ج 7، ص 14).
2- _ در بنى اسرائيل عابدى برصيصا نام بود. مدّت زيادى خدا را عبادت كرد، و مستجاب الدّعوة شد. بيماران و ديوانگان را نزد او مي آوردند، پس بدست او شفا يافته و خوب مي شدند؛ تا اين كه زنى از اشراف را كه ديوانه شده بود، برادرانش نزد او آوردند، پس نزد او گذارده و رفتند، پس شيطان مرتّباً او را وسوسه كرده و زن را براى او آرايش و زينت مي داد تا آن كه عابد با او آميزش كرد. زن حامله شد و چون حملش ظاهر شد او را كشت و دفن كرد و چون اين كار را كرد شيطان پيش يكى از برادرانش رفت و جريان را كاملاً توضيح داد و گفت كه او را در فلان جا دفن كرده است، و این را به يك يك برادرانش نیز خبر داد. برادرى برادر دیگر را می ديد و می گفت: به خدا قسم شخصى خبرى براى من آورده كه بيان آن براى من بزرگ است. اين خبر دهان به دهان گشت تا كم كم به گوش سلطان رسيد. پادشاه و مردم جمع شدند و برصیصا را از ديرش پایين آورده و بازپرسى كردند. او نزد ايشان به جنايتى كه كرده بود، اقرار كرد. سلطان فرمان داد تا وی را به دار زدند. چون بر بالاى چوبة دار رفت، شيطان براى او مجسّم شده و گفت: من بودم كه تو را به اين مهلكه و بدبختى و رسوايى انداختم؛ آيا مرا در آنچه كه به تو مي گويم اطاعت مي كنى تا تو را از هلاكت نجات دهم؟ گفت: آرى. شیطان به او گفت: مرا يك بار سجده كن. پرسید: چگونه سجده كنم كه من بالاى چوبة دار هستم. گفت: من به اشاره نیز قبول دارم. پس با ايما و اشاره سجده كرد و به خدا كفر ورزيد و كشته شد. چون كفر ورزيد شيطان گفت: من از تو بيزارم. (ترجمة مجمع البيان فى تفسير القرآن/ 24/ 340).

واقع علّت تکذیب آنان این بود که ایمان واقعی نداشتند و تنها در این دنیا تظاهر به ایمان می کردند.

«یاری یافتن مؤمن کامل» حقیقتی است که از دلایل، شواهد و روایات استفاده می شود که به برخی از آنها _ به امید خداوند _ اشاره خواهد شد؛ همانگونه که به آیة دوّم ملحق به آیت الکرسی(1) اشاره شد که خداوند به طور مطلق، خود را یار و یاور کسانی که ایمان آورده اند، قرار

ص: 128


1- _ بنا بر این که منظور از آیت الکرسی، تنها آیة 255 سورة بقره باشد.

می دهد و آنان را از تاریکیهای سرکشی و گناه خارج کرده و به نور اطاعت در می آورد. این آیه با چنین دلالت ژرفی می تواند تصدیق و تفسیری برای این آیة: (ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أسَاءُوا السُّوءَى أنْ كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِءُونَ(1): آن گاه فرجام کسانی که بدی کردند [بسی] بدتر بود، [چرا] که آیات خدا را تکذیب کردند و آنها را به ریشخند می گرفتند) باشد که عبارت (أن كَذَّبُوا: چرا که تکذیب کردند) علّتی برای سرانجام شوم آنان است، نه آن که هدف و غایت آنان این چنین باشد؛ هر چند که با نظر ابتدایی ممکن است که چنین توهّمی در ذهن صورت ببندد که نیازمند تدبّر و تأمّل بیشتری است.

شبهة جرأت مؤمن بر انجام بدیها، و پاسخ آن

ممکن است به ذهن بیاید که اگر خداوند یاری رسانندة به مؤمنینِ موالی خود می باشد، باعث می شود که مؤمنان

ص: 129


1- _ سورة روم / آیة 10.

در ارتکاب گناهان و بی مبالاتی در سرکشیها جرأت یابند. امّا پاسخ ما از این اشکال روشن است:

اوّلاً: اگر ایمان کامل در شخص حاصل شد، دیگر چنین جرأت یافتن هایی در او به وجود نمی آید، چرا که لازمة ایمان کامل، اطاعت کامل در برابر خداوند است، و این چنین ایمانی باعث مصون ماندن از ارتکاب زشتیها می شود، و نه تنها جرأت و تکبّر آنان را نمی افزاید، بلکه حیا، شرم، انفعال و خضوع آنان را در برابر خداوند بیشتر می کند.

ثانیاً: ولایت و ایمان که از وحدانیّت خداوند آغاز می شود و تا انتهای آن را در بر می گیرد، از برترین و محبوب ترین امور نزد خداوند سبحان است، پس تبعاً و قطعاً خداوند نسبت به دارندة آن به هر نحوی که تصوّر شود، اهتمام دارد تا بندگان به سوی آن رغبت کنند؛ در برابر کفر، شرک و بی ایمانی از ناخوشایندترین امور نزد

ص: 130

خداوند می باشند؛ همانگونه که در برخی از دعاهایی که از اهل بیت عَلَیهِمُ السَّلامُ رسیده به آن اشاره شده است(1).

ثالثاً: همانطور که پیش از این بیان شد، ابتلائاتی که برای گنهکاران موالی و مؤمن در دنیا (در حالت عادّی و یا در وقت جان دادن)، در برزخ، در مواقف و ایستگاه های قیامت و یا ورود موقّتی به آتش جهنّم به وجود می آید، ابتلائات ساده و کمی نیستند و هر کسی تحمّل آنها را ندارد، و همین شکیباییها در برابر این ابتلائات از سختی ها و دشواریهای مؤمن است.

گر بدانى پشت سرها چيستت

فرصت خاراندن سر نيستت

ص: 131


1- _ مثل مناجاتی که از حضرت امیر المؤمنین عَلَیهِ السَّلامُ، و نیز دعایی که از امام کاظم عَلَیهِ السَّلامُ روایت شده است: «أللَّهُمَّ إِنِّي أطَعْتُكَ فِي أحَبِّ الأشْيَاءِ إِلَيْكَ وَهُوَ التَّوْحِيدُ وَلَمْ أعْصِكَ فِي أبْغَضِ الأشْيَاءِ إِلَيْكَ وَ هُوَ الْكُفْرُ»؛ مصباح كفعمي: 350 و 291.

گرچه تمامی این دشواریها، به اندازه عذاب کفّار نخواهد بود، به ویژه جاودانه در آتش بودن، که از چنین عقابی به خداوند پناه می بریم.

بر هر متفطّن و تیزبینی آشکار است که منظور از «ایمان» و «مؤمن» که در لسان وحی و کلمات اهل بیت عَلَیهِمُ السَّلامُ به کار رفته، ایمان کامل است؛ چرا که کسانی که ایمان کامل ندارند و به برخی از مصادیق ایمان کافر هستند، در زمرة کفار شمرده شده اند؛ خداوند متعال می فرماید: (إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذلِكَ سَبِيلاً اُولئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقّاً وَأعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَاباً مُهِيناً(1): کسانی که به خدا و پیامبرانش کفر می ورزند، و می خواهند میان خدا و پیامبران او جدایی اندازند، و می گویند: «ما به بعضی ایمان داریم و بعضی را انکار می کنیم» و می خواهند میان این [دو] راهی برای

ص: 132


1- _ سورة نسا / آیة 150.

خود اختیار کنند، آنان در حقیقت کافرند و ما برای کافران عذابی خفّت آور آماده کرده ایم) و نیز می فرماید: (أفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَما جَزاءُ مَنْ يَفْعَلُ ذلِكَ مِنْكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَيَوْمَ الْقِيامَةِ يُرَدُّونَ إِلى أشَدِّ الْعَذابِ وَمَا اللهُ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ(1): آیا شما به پاره ای از کتاب [تورات] ایمان می آورید، و به پاره ای کفر می ورزید؟ پس جزای هر کس از شما که چنین کند، جز خواری در زندگی دنیا چیزی نخواهد بود، و روز رستاخیز ایشان را به سخت ترین عذابها باز برند، و خداوند از آنچه می کنید غافل نیست) در حالی که منظور از کمال ایمان، ایمان کسی است که نسبت به توحید، عدل، معاد، نبوّت و امامت ولایت و ایمان داشته باشد، و مقصود حقیقی از (الَّذینَ آمَنوا) در این سوره و آیات دیگر، همان افراد کامل الایمان هستند، نه دیگران.

ص: 133


1- _ سورة بقره / آیة 85.

نتیجه: تفاوت میان خسران اهل ایمان و اهل کفر از این جهت روشن شد که خداوند یار و یاور اهل ایمان است، در حالی که نسبت به کفر چنین یاری و نصرتی ندارد.

پاسخ به شبهه ای دیگر

ممکن است بعضی از افراد چنین اشکال کنند که: «عمل بدون ولایت، مانند ولایت بدون عمل است و هر دو در خسران و عذاب مانند هم هستند»، که با توجّه به توضیحاتی که گذشت و خواهد آمد، فرق فاحشی میان این دو می باشد.

پس امید است که مسلمانان، ایمان بیاورند و مؤمنان، ایمان خود را تقویت و کامل کنند. إن شاء الله.

چه کسانی خسران نمی بینند؟

آنچه از این سوره استفاده می شود، پس از قسم خداوند به عصر، این است که تمامی بشر در خسرانند، مگر

ص: 134

کسانی که واجد دو شرط باشند: «ایمان کامل» و «عمل صالح»(1).

شرط «عمل صالح» اعمّ از آن است که مانند معصومین عَلَیهِمُ السَّلامُ هیچگونه عمل غیر صالحی نداشته باشد، یا اعمال صالحة ایشان بر اعمال غیر صالحه بچربد، و اگر اعمال صالح و غیر صالح مساوی بود باز هم مشمول فضل خداوندی خواهد بود و همة این اقسام بدون شکّ در «زندگی خوش» هستند.

امّا کسانی که هیچ کدام از دو شرط را واجد نیستند، بدیهی است که در خسران خواهند بود و «جایگاهش در قعر هاویه» است، و نیز کسی که واجد یکی از آن دو می باشد؛ زیرا همة آنان، هر دو شرط را واجد نبوده اند،

ص: 135


1- _ باید دانست که همین جمع از حدیث منسوب به سیّد الشّهدا عَلَیهِ السَّلامُ: «إنّ الحیاة عقیدة وجهاد» اراده شده است؛ زیرا منظور از «عقیده» در این حدیث، ایمان است، و منظور از «جهاد» اعمال صالحی است که تنها با جهاد اکبر محقّق می شود.

پس کسی که دارای عمل صالحی است که فقط در دین و آیین خودش پسندیده شمرده می شود امّا در شریعت مقدّسة اسلامی و سایر امّتها و ادیان، پسندیده نیست، باز هم در خسران خواهد بود؛ پس گمان نشود که کلام خداوند که می فرماید: (فَأمَّا مَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ(1): پس عمل هر کس را در میزان حقّ، وزنی باشد، او در بهشت به آسایش و زندگانی خوش خواهد بود) برای هر گونه عمل صالح است ولو منهای ایمان باشد؛ زیرا کسی که یکی از شروط را ندارد مانند کسی است که هر دو را ندارد؛ زیرا هر دو در کنار هم در کلام خداوند آمده است.

همانطور که اشاره شد، عمل صالحش _ گر چه فقط در مذهب خودش پسندیده باشد _ بی اجر نخواهد بود، و از آنجایی که به جهت کفر و یا شرک در آخرت نصیبی ندارد، در همین دنیا و با همان امدادهای غیبی جزایش

ص: 136


1- _ سورة قارعه / آیة 6 و 7.

داده می شود، و پاداش وی به آخرت موکول نمی شود، مگر عمل صالحی که دارای اهمّیّت فراوانی باشد؛ مانند عدالت یا سخاوت که در آخرت هم به نحوی پذیرفته می شود، بدین نحو که عذابش در آخرت دفع شود و یا از عذاب دردناک جهنّم وی، کمتر شود؛ چنانکه از پیامبر اکرم صَلَّی اللهُ عَلَیهِ وَآلِهِ نقل شده است که به عدیّ بن حاتم _ فرزند حاتم طایی _ فرمود: «از پدرت عذاب شدید دفع شده است؛ زیرا سخاوتمند بود»(1).

همچنین از عمّار ساباطی، دربارة انوشیروان که عدالت نسبی داشت، نقل شده است که امیر المؤمنین عَلَیهِ السَّلامُ به مداین تشریف فرما شدند و به زیر ایوان کسری آمدند ... سپس به جمجه ای پوسیده نگاه کردند، به یارانش فرمودند: این جمجمه را بیاورید. سپس به سوی ایوان آمده و در آنجا نشستند، پس طشتی از آب طلب کردند و به مردی که جمجمه را آورد فرمودند: جمجمه را

ص: 137


1- _ بحار الانوار/ 68/ 354/ ذح 16.

درون طشت بیفکن. سپس خطاب به جمجمه فرمودند: ای جمجمه! تو را قسم می دهم که خبر دهی از این که من که هستم و تو که هستی؟ جمجمه به زبان شیوا گفت: تو امیر المؤمنین و سیّد وصیّین و امام متّقین هستی، و من بندة خدا و پسر کنیز خدا کسری انوشیروان هستم. امیر المؤمنین عَلَیهِ السَّلامُ به او فرمودند: سرگذشتت چیست؟ گفت: یا امیر المؤمنین! من پادشاهی عادل بودم که بر رعایا مهربانی و رحم داشتم، ستم کردن را خشنود نمی داشتم، ولی با این همه، من بر دین مجوس بودم. در حالی که در زمان پادشاهی من، محمّد صَلَّی اللهُ عَلَیهِ وَآلِهِ متولّد شد و به خاطر این ولادت، بیست و سه کنگره از کنگره های کاخ من در شب ولادت آن حضرت ریخت. پس تمام انگیزه ام را مصروف داشتم تا به او ایمان بیاورم؛ چرا که بسیار پیرامون شرافت، فضیلت، رتبه و عزّت او در آسمانها و زمین شنیده بودم، همچنین از شرافت اهل بیتش عَلَیهِمُ السَّلامُ، امّا (امور) پادشاهی مرا مشغول و غافل ساخت. افسوس که چه نعمت و

ص: 138

جایگاهی _ به خاطر ایمان نیاوردنم _ از کفم رفت. حال من به خاطر نداشتن ایمان به پیامبر صَلَّی اللهُ عَلَیهِ وَآلِهِ از بهشت محروم هستم، امّا با همین کفر، خداوند مرا به برکت عدل و انصافی که در میان مردمانم داشتم، از عذاب آتش رها ساخت. من در آتش هستم، ولی آتش بر من حرام شده است. چه بسیار افسوس و حسرت! اگر ایمان می آوردم با تو بودم ای بزرگ خاندان محمّد صَلَّی اللهُ عَلَیهِ وَآلِهِ و ای امیر امّت او! ...(1).

همچنین در حقّ ابو لهب روایت شده است که نخستین کسی که پیامبر اکرم صَلَّی اللهُ عَلَیهِ وَآلِهِ را شیر داد، ثویبه با همان شیر پسرش «مسروح» بود، چند روز پیش از آن که حلیمه دایه پیامبر صَلَّی اللهُ عَلَیهِ وَآلِهِ شود. ثویبه کیست؟ ثویبه کنیز آزاد شدة ابو لهب بود؛ ابو لهب هنگامی که ثویبه بشارت به دنیا آمدن پیامبر صَلَّی اللهُ عَلَیهِ وَآلِهِ را به او داد، او را آزاد کرد. ثویبه خدمت پیامبر اکرم صَلَّی اللهُ عَلَیهِ وَآلِهِ می

ص: 139


1- _ بحار الانوار/ 41/ 213/ ح 27.

رسید و هم پیامبر صَلَّی اللهُ عَلَیهِ وَآلِهِ و هم حضرت خدیجه عَلَیهَا السَّلامُ او را اکرام می کردند. هنگامی که ابو لهب از دنیا رفت، برادرش عبّاس او را یک سال پس از مرگش در خواب دید و در خواب از او پرسید: وضع تو چگونه است؟ گفت در آتشم(1)، امّا روزهای دوشنبه عذاب من کم می شود، و مقداری آب از میان دو انگشت شصت و سبّابه ام تناول می کنم؛ و این تخفیف عذاب، به خاطر آزاد کردن ثویبه است زمانی که به دنیا آمدن پیامبر صَلَّی اللهُ عَلَیهِ وَآلِهِ را به من خبر داد و نیز به خاطر شیر دادن ثویبه به پیامبر صَلَّی اللهُ عَلَیهِ وَآلِهِ»(2).

و شاید بتوان برخی از دانشمندان مانند ادیسون که نیروی برق را کشف کرد، از این دسته به شمار آورد، البتّه این در صورتی است که قصد آنها از اکتشافات و اختراعات، خدمت به خلق خداوند باشد که این خود یک قصد الهی است؛ امّا سایر اهداف مانند رسیدن به

ص: 140


1- _ یعنی در جهان برزخ که قیامت نیز به آن قیاس می شود.
2- _ سفینة البحار/ 1/ 523.

مال و شهرت و مانند آن، واضح است که پاداشی نخواهد داشت.

تا اینجا حال کسانی بود که عمل صالح داشتند، ولی از ایمان کامل بی بهره بودند. در مقابل، کسانی که دارای ایمان کامل هستند، امّا عمل صالح آنها زیر حدّ تساوی قرار دارد، باز هم در خسران هستند، امّا تمام و یا بیشتر زیانکاری آنها در همین دنیا با نصرت الهی که به انحای مختلف صورت می گیرد و مواردی از آن پیشتر ذکر شد، جبران می شود؛ زیرا مشیّت خداوندی بر این است که مؤمن کامل را با هر گونه پاک کننده ای در دنیا پاک و طاهر کند و ابتلائات گوناگون بر سر راه او قرار دهد تا او در آتش جهنّم جاودانه نماند، بلکه پاداش اعمال صالحة مؤمنین اگر چه کم باشد، همچون پاداش ایمانشان جاودانگی در بهشت است. این در حالی است که کافر چون هیچ بهره ای در آخرت ندارد، جزای عمل نیکش را در این دنیا دریافت می کند، و خداوند سزای

ص: 141

کفر، شرک و ارتدادش(1)

را جاودانگی در آتش قرار داده است؛ این تفاوت در رفتار خداوند با مؤمن و کافر، به خاطر شرافت ایمان و نحوست کفر و طغیان است. البتّه که هر دو در مصداق زیانکاری خسران مشترک هستند و هر دو خاسرند، امّا خسران مؤمن کجا و خسران کافر کجا!؟ کافری که حتّی اعمال صالحِ خاصّی مانند عدالت و سخاوت دارد باز هم از جهنّم خارج نمی شود و تنها عذابش کم می شود، امّا مؤمن پس از چشیدن عذاب موقّتی، در بهشت جاودانه خواهد ماند.

مؤمنان بی عمل با عاملان بی ولا

هر دو در خُسرند، امّا این کجا و آن کجا

ص: 142


1- _ و همچنین سزای عمل نکردن به فروع دین؛ زیرا کفّار همانگونه که به اصول دین مکلّفند به فروع دین و امور عبادی دین نیز مکلّفند. و از آنجایی که امر شارع را امتثال نکرده اند، و اصلاً امتثال با کفر آنها محقّق نمی شود، لذا اضافة بر کفر و گناهانشان به خاطر ترک فروع عبادی دین نیز عقاب می شوند.

مؤمنانی که بار گناهان سنگینی دارند، در آتش جاودانی نیستند

اگر اشکال شود: چگونه مؤمن کامل، با آن که اعمال صالحش کم است، در آتش جهنّم جاودانه نمی ماند، در حالی که خداوند می فرماید: (وَأمّا مَن خَفَّت مَوازينُهُ فَاُمُّهُ هاوِيَةٌ(1): و عمل هر کس بی قدر و سبک وزن باشد، جایگاهش در قعر هاویه (جهنّم) است) و این اطلاق قول خداوند باید شامل حال مؤمن نیز باشد؟! بدین معنا که هر کس ترازوی اعمال صالحش سبک باشد، در عذاب جهنّم است، ودر این آیه میان کافر و مؤمن فرقی نیست.

در پاسخ می گوییم: درست است که آیه مطلق است، ولی همان طور که بیان شد، شرافت ایمان کامل و یاری رساندن خداوند سبحان، او را از تاریکیهای سرکشی و گناه به نور اطاعت و پیروی راهنمایی می کند، این

ص: 143


1- _ سورة قارعه / آیة 8 و 9.

راهنمایی با توفیق دادن از سوی خداوند به توبة نصوح و یا توسّلات به حضرات اهل بیت عَلَیهِمُ السَّلامُ و یا طلب شفاعت از محضر آن بزرگان و مانند آن صورت می گیرد که همة این امور، گناهان مؤمن را از بین می برد به طوری که گویا گناهی مرتکب نشده است، یا این که او را با ابتلائات سنگین مثل بیماری، سختی جان کندن و غیر آن در دنیا، و یا با دشواریهای برزخ در عالم برزخ، و یا با سختگیری در مواقف قیامت او را تطهیر می کند تا در آتش جاودانه نماند.

آری، برخی از مؤمنان، با وجود چنین ابتلائاتی، باز هم گناهانشان پاک و بخشیده نمی شود؛ چنین کسانی چند صباحی را در جهنّم خواهند ماند تا زنگار گناه با آتش جهنّم از وجودشان زدوده شود و سپس به شفاعت پیامبر

ص: 144

صَلَّی اللهُ عَلَیهِ وَآلِهِ از جهنّم خارج شوند(1)،

و این دخول در آتش برای جرم گیری(2)

و موقّتی می باشد.

امّا کسی که از ایمان کامل محروم است در جهنّم باقی می ماند، و سزای عمل صالحش را _ اگرچه زیاد هم

ص: 145


1- _ بحار الانوار/ 8/ 360/ ح 29 _ 33.
2- _ بعید نیست که این جِرم گیری در آتش گنهکاران حقّ النّاسی اهل ایمان را شامل شود؛ وگرنه عفو الهی عامّ به لحاظ وجود نیازمندان فراوان در مواقف قیامت بیشمار خواهد بود؛ آیت الله والد قُدِّسَ سِرُّهُ نقل می کردند: منبر مرحوم حاج شیخ جعفر شوشتری قُدِّسَ سِرُّهُ مورد علاقة آیت الله حاج شیخ عبدالکریم قُدِّسَ سِرُّهُ مؤسّس حوزة علمیّة قم بود. ایشان در یکی از منبرهای شیخ حضور نداشتند، لذا از حاضرین در آن منبر پرسیدند: شیخ جعفر در منبر امروز چه فرمود؟ گفتند: عدّه ای از کسبه و تجّار اهل ایمان قبل از منبر از ایشان خواستند که در آن منبر قدری دربارة «بشارت» سخن بگویند. شیخ جعفر نیز چنین بیان فرمود: «روش پروردگار عالمیان آن است که هر چیزی که خلایق بیشتر نیاز داشته باشند، آن را فراوانتر بفرماید. مثلاً چون به آب بیشتر از نان نیاز دارند، آب را فراوانتر از نان فرموده، و چون به هوا بیشتر از آب نیاز دارند، هوا را فراوانتر از آب فرموده است. روی این حساب در روز قیامت که همه و همة اهل ایمان از وضیع و رفیع حتّی اولیا و انبیا عَلَیهِمُ السَّلامُ به عفو الهی نیازمندند، آیا می توان گفت که در آن روز عفو الهی جهت آن همه نیازمند بسیار نیست، یا اینکه باید گفت: فراوان است»؟

باشد _ در همین دنیا دریافت می کند؛ و این بدین دلیل است که در آخرت نصیبی ندارد، و از طرفی خداوند متعال وعده داده است که عملی از خلایق را ضایع نمی کند، حتّی اگر این عمل از کفار صادر شده باشد، از این رو با دادن پاداش در دنیا عمل آنان را جبران می کند(1).

کافر بهره ای از بهشت ندارد

اگر اشکال شود: چگونه کافر، مشرک و مرتدّی که اعمال صالح بسیاری در طول زندگانی خود انجام داده اند، در آتش عذاب الهی می باشند، در حالی که این قول خداوند که می فرماید: «پس عمل هر کس را در میزان

ص: 146


1- _ یکی از چیزهایی که بر این مطلب دلالت می کند این آیة شریفه است: (قُلْ إِنَّما أنَا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أنَّما إِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ فَمَنْ كانَ يَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صالِحاً وَلا يُشْرِكْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أحَداً)؛ (سورة کهف / آیة 110)؛ زیرا منظور از ملاقات پروردگار در این آیه همان پاداش بهشت است؛ همانگونه که منظور از شرک در این آیه همان کفر است، بلکه می توان گفت که این آیة مبارکه تعبیر دیگری از مضمون سورة عصر می باشد.

حق وزنی باشد، او در بهشت به آسایش و زندگانی خوش خواهد بود»، آنان را نیز شامل می شود و لازمه اش این است که آنان نیز در «زندگی خوش» که همان بهشت موعود است، باشند؟

پاسخ گفته می شود:

اوّلاً: کلام خداوند که فرموده: «سنجیده هایش سنگین برآید»(1)،

مقسم برای مؤمن و کافر هر دو نیست، بلکه این خصوصیّت، مختصّ به مؤمنانی است که ایمان کامل دارند، و کفّار مشمول این آیه نمی شوند؛ زیرا آنان هیچگونه بهره ای در آخرت ندارند؛ همانطور که دلایلش پیش از این آمد، از این رو از ابتدا از مفاد این آیه خارج بوده اند.

ثانیاً: اگر بر فرض کفّار را از ابتدا خارج از شمول این آیه ندانیم، امّا با وجود دلایل و صریح آیاتی که بیان شد

ص: 147


1- _ سورة اعراف / آیة 8، سورة مؤمنون / آیة 102، سورة قارعه / آیة 6.

و باز هم خواهد آمد، از شمول آیه، استثنا شده و خارج خواهند شد.

به این موارد اضافه کنید کلام خداوند متعال را که می فرماید: (وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُوراً(1): و به هر گونه کاری که کرده اند می پردازیم و آن را [چون] گَردی پراکنده می سازیم)، بدین معنا که در آخرت هیچگونه بهره ای ازا عمالشان برای آنان نخواهد بود، و نیز در جای دیگر از کلام خداوند می خوانیم: (مَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ لاَ يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلَى شَيْ ءٍ ذلِكَ هُوَ الضَّلاَلُ الْبَعِيدُ(2): کردارهای کسانی که به پروردگار خود کافر شدند، به خاکستری می ماند که بادی تند در روزی طوفانی بر آن بوزد، از آنچه به دست آورده اند هیچ بهره ای نمی توانند بُرد. این است همان گمراهیِ دور و دراز).

ص: 148


1- _ سورة فرقان / آیة 23.
2- _ سورة ابراهیم / آیة 18.

در تأیید مباحث گذشته (که بیان شد کسی که در آخرت خسرانی در پیشگاه الهی ندارد، همانی است که ایمان کامل دارد) روایت بسیار زیبایی از امام صادق عَلَیهِ السَّلامُ است که آثار درستی از آن هویداست و رایحة صداقت از آن استشمام می شود:

محمّد بن سليمان از پدرش(1)

روايت می كند كه گفت:

«روزى در محضر امام صادق عَلَیهِ السَّلامُ بودم كه ابو بصير(2) نفس زنان وارد شد و چون در جاى خود قرار گرفت، حضرت به او فرمود: اى ابا محمّد! اين نفس

ص: 149


1- _ ظاهراً منظور سلیمان بن عبد الله دیلمی از اصحاب امام صادق عَلَیهِ السَّلامُ می باشد که پسرش محمّد بن سلیمان از او روایت نقل می کند؛ معجم رجال الحدیث/9/300 و301.
2- _ ظاهراً لیث بختری منظور است؛ چنانکه در رجال نجاشی: 321 آمده است: «لیث بن بختری مرادی مکنّی به ابومحمّد است، و گفته شده که او ابوبصیر اصغر است. از امام باقر و امام صادق عَلَیهِمَا السَّلامُ روایت نقل می کند. کتابی دارد که جماعتی کتاب او را روایت کرده اند». صاحب تنقیح المقال وثاقت او را ثابت کرده است؛ تنقیح المقال/ج 2/ باب «لیث».

زدنت از چيست؟ ابو بصير: قربانت اى فرزند رسول خدا! سالمند شده ام و استخوانم باريك گشته و مرگم نزديك شده است، با این همه نمي دانم وضعم در آخرت چگونه است؟ امام: اى ابا محمّد! چون تویی چنين مي گویی؟ ابو بصير: چرا چنين نگويم قربانت گردم!؟ امام: اى ابا محمّد! مگر نمي دانى كه خداوند متعال جوانان شما را گرامى داشته است، و از پيران شما حيا دارد؟ ابو بصير: قربانت! چگونه جوانان را گرامى می دارد و از پيران حيا می كند؟

امام: خدا جوانان را گرامى داشته از اينكه عذابشان كند، و از پيران حيا می كند كه از آنها حساب بكشد. ابو بصير: قربانت! آيا اين مقام ويژة ما (شيعيان) است، يا براى عموم اهل توحيد و يكتاپرستان است؟ امام: نه، به خدا سوگند مخصوص شماست، نه همة مردم.

خصوصیّتی که امام عَلَیهِ السَّلامُ بیان می دارند که به خاطر آن خداوند جوانان را به عذاب نکردن گرامی داشته و از

ص: 150

حساب رسی پیران حیا کرده است، همان برکت ایمان کامل است؛ شاهد این مطلب، سؤال راوی پیرامون شمول این خصوصیّت است که آیا این خصوصیّت تنها مختصّ شیعیان است، یا تمام کسانی را که موحّد هستند نیز شامل می شود؟ با پاسخ امام مبنی بر این که تنها مختصّ شما شیعیان است روشن می شود که این خصوصیّت تنها برای کسانی است که از ایمان کامل بهره می برند، و شاید بتوان گفت که اگر بر شخصی شیعه صدق کند، ولی ایمانش به نحوی ناقص باشد نیز از دایرة شمول این روایت و چنین صفاتی خارج خواهد بود.

ابوبصير: قربانت! اينان به ما لقبى داده اند كه پشت ما از آن شكسته و دلهاى از آن ما مرده است، و زمامداران و واليان به خاطر همين لقب روى حديثى كه فقهاى آنها برايشان روايت می كنند خون ما را حلال مي شمرند. امام:

ص: 151

مقصودت لقب «رافضى»(1) است؟ ابو بصير: آرى. امام: نه، به خدا سوگند اينان شما را بدين نام نخواندند، بلكه خدا شما را بدان ناميده است. اى ابا محمّد! آيا ندانى كه هفتاد نفر از بنى اسرائيل چون گمراهى فرعون و قومش را ديدند آنها را واگذاردند و به موسى عَلَیهِ السَّلامُ كه او را در هدايت ديدند پيوستند، و آنها را در لشكر موسى عَلَیهِ السَّلامُ «رافضى» ناميدند، چون فرعون را واگذاردند، و آنها در ميان لشكر موسى عَلَیهِ السَّلامُ از همه در عبادت كوشاتر و نسبت به دوستى موسى و هارون عَلَیهِمَا السَّلامُ و فرزندانشان از همگى محكمتر بودند، پس خداى عَزَّ وَجَلَّ به موسى عَلَیهِ السَّلامُ وحى فرمود: اين نام را در تورات براى آنها ثبت كن؛ زيرا من آنها را به اين نام ناميده ام و اين نام را بدانها عطا كرده ام، موسى عَلَیهِ السَّلامُ آن نام را براى آنها ثبت فرمود، و پس از آن، خداوند اين نام را براى شما ذخيره كرد تا آن را به شما عطا فرمود.

ص: 152


1- _ رافضى به معناى ترك كننده و واگذارنده است.

در این فقره از روایت امام عَلَیهِ السَّلامُ به بیان دو مطلب می پردازند: یکی وجه تسمیة «رافضه» که لقبی است که اهل سنّت بر شیعیان گذاشته اند و همان را مستمسکی برای مباح کردن خون شیعه قرار داده اند؛ و دیگری بیان این مطلب که تمامی مؤمنان عالم در هر ملّت و آیینی، به نوعی از غیر مؤمنان، رفض و دوری جسته اند.

امّا نکتة اوّل در معنای «رافضه» است، شاید اصلی ترین علّت نامیدن شیعیان به «رافضه» توسّط اهل سنّت به خاطر تبرّی شیعیان نسبت به خلفای غاصب و جور باشد؛ از این رو یکی از اساس ایمان که تبرّی از دشمنان است در شیعیان متجلّی می شود، و به همین علّت از سایر مذاهب اسلامی تمایز می یابند، و چون تبرّی از ارکان رکین اعتقادات اسلامی است، پس شخصی که بخواهد ایمان کامل را به دست بیاورد، باید تبرّی از دشمنان را نیز در دستور کار خود قرار دهد.

ص: 153

امّا نکتة دوّم؛ امام عَلَیهِ السَّلامُ با بیان نمونه هایی از مؤمنین در سایر ملّت ها و ادیان بیان می کنند که تمام کسانی که در هر زمان و هر شرایطی می خواستند ایمان خود را کامل نگاه دارند، به نوعی از سایر مردم (که چنین ایمان کاملی را واجد نبوده اند) فاصله گرفتند، و به همین علّت است که مؤمنان حقیقی و دارندگان ایمان کامل همیشه در طول تاریخ نادر بوده اند، و نیز مورد حسادت، تهمت، اذیّت، آزار، افترا و شکنجة سایر مذاهب قرار می گرفتند.

لذا امام عَلَیهِ السَّلامُ در بیان معنای واقعی «رفض» چنین می فرمایند: اى ابا محمّد! اينان خوبى را واگذاردند، و شما شرّ را واگذارديد، مردم به دسته هاى مختلفى پراكنده شدند و به شعبه هاى زيادى منقسم شدند، و شما در شعبة خاندان پيامبرتان درآمديد(1)

و بدان راهى كه آنان رفتند شما هم بدان راه رفتيد، و همان را كه خدا براى

ص: 154


1- _ چنانکه به طور مستفیض، بلکه متواتر وارد شده است: «إنّ مَثَلَ أهلِ بَیتی فیکُم مَثَلُ سَفینَة نوحٍ، مَن رَکِبَها نَجَی، ومَن تَخَلَّفَ عَنها غَرِقَ»؛ بحار الانوار/ 23/ 105/ ح 3، و 23/ 119/ ح 38 و 40 _ 45 و 48 _ 53.

شما انتخاب فرمود برگزيديد، و همان را كه خدا خواست خواستيد، مژده باد بر شما، و باز هم مژده باد بر شما؛ چه به خدا سوگند شمایيد مورد رحمت حق كه هر كارى از نيكوكارتان پذيرفته شود، و از بدكارتان گذشت شود، هر كه روز قيامت بدون آن عقيده اى كه شما داريد به پيشگاه خداى عَزَّ وَجَلَّ بيايد نه كار نيكى از او پذيرفته شود و نه از كارى از كارهاى بد او گذشت شود، اى ابا محمّد! آيا خوشحالت كردم؟ ابو بصير: قربانت! برایم بيفزا!

در این فقره امام عَلَیهِ السَّلامُ به بیان آیاتی از کتاب خداوند می پردازند که حاوی بیان فضایل شیعیان و مؤمنان حقیقی است؛ از آنجایی که تمام آیات و صفات یاد شده تنها برای شیعیان ذکر شده است، روشن می شود که ایمان حقیقی و نعمت های بهشتی منحصر به کسانی است که ایمان کامل را در این دنیا دارا باشند، حتّی اگر شخصی مؤمن خطاب شود، ولی ایمان او به نحوی از انحا کامل نباشد، نمی توان او را مشمول چنین آیات و

ص: 155

فضایلی دانست؛ از این رو امام عَلَیهِ السَّلامُ با ضمیر «کُم: شما» تمام فضایل را به ابو بصیر و کسانی که هم عقیدة او هستند، نسبت می دهد، و در همین فقره ذیل آیة 53 سورة زمر بیان می دارد: «به خدا قسم، غیر از شما هیچ کس در این آیه اراده نشده است». همین اختصاص و استثنا توسّط امام عَلَیهِ السَّلامُ بیانگر آن است که چنین فضایلی تنها مختصّ شیعیانی است که دارای ایمان کامل هستند و بس. و چه بسا کسانی که چنین ایمانی ندارند از هیچ یک از فضایل یاد شده بهره و نصیبی نیز نخواهند داشت.

امام: اى ابا محمّد! خداى عَزَّ وَجَلَّ فرشتگانى دارد كه گناهان را از دوش شيعيان ما بريزند، همچنانکه باد خزان برگهاى درختان را در فصل پایيز بريزد، و اين است معناى گفتار خداى عَزَّ وَجَلَّ: «آنان كه حامل عرشند و آنها كه در گرد آنند به ستايش پروردگارشان تسبيح گويند و

ص: 156

بدو ايمان دارند و براى مؤمنان آمرزش خواهند»(1).

و به خدا سوگند آمرزش خواهى آنان تنها براى شما است، نه براى همة مردم، اى ابا محمّد! آيا خوشحالت كردم؟ ابو بصير: قربانت! برايم بيفزا!

امام: اى ابا محمّد! همانا خداوند در قرآنش شما را یاد كرده و فرموده است: «از مؤمنان مردانى هستند كه وفا كردند به پيمانى كه با خدا بسته بودند، برخى از ايشان مدّت خود را به سر برده [و از اين جهان رفتند] و برخى چشم به راه [مرگ]ند و به هيچ وجه تغييرى نيافته اند»(2). شمایيد كه وفا كرديد بدان پيمانى كه خدا در مورد ولايت ما از شما گرفته بود، و شمایيد كه ديگرى را به جاى ما نگرفتيد، و اگر چنين نمي كرديد خداوند شما را سرزنش كرده در آنجا كه می فرمايد: «بيشتر آنها را به پيمانى پاى بند نيافتيم، و بيشترشان را فاسق و بدكار

ص: 157


1- _ سورة مؤمن / آية 7.
2- _ سورة احزاب / آية 23.

يافتيم»(1).

اى ابا محمّد! خوشحالت كردم؟ ابو بصير: قربانت! برايم بيفزا. امام: اى ابا محمّد! خدا شما را در قرآن خود یاد كرده كه می فرمايد: «برادرانى هستند در روى تختها روبروى همديگر ...»(2).

به خدا سوگند جز شما را به اين سخن قصد نكرده است. آيا خوشحالت كردم اى ابا محمّد!؟ ابو بصير: قربانت! برايم بيفزا. امام: «در آن روز دوستان دشمن همديگرند، به جز پرهيزكاران ...»(3).

به خدا سوگند كس ديگرى را جز شما به اين سخن قصد نفرموده است. اى ابا محمّد! خوشحالت كردم؟ ابو بصير: قربانت! برايم بيفزا. امام: اى ابا محمّد! همانا خداى عَزَّ وَجَلَّ ما و شيعيان و دشمنانمان را در يك آيه از قرآن خود ياد فرموده است؛ آنجا كه می فرمايد: «آيا يكسانند آنانى كه مي دانند و آنانی كه نمي دانند؟ جز

ص: 158


1- _ سورة اعراف / آية 102.
2- _ سورة حجر / آية 47.
3- _ سورة زخرف / آية 67.

اين نيست كه صاحبان خرد اندرز مي گيرند»(1).

و مایيم آنان كه مي دانند، و دشمنان مايند آنان كه نمي دانند، و صاحبان خرد شيعيان مايند، اى ابا محمّد! خوشحالت كردم؟ ابو بصير: قربانت! برايم بيفزا.

امام: اى ابا محمّد! به خدا سوگند خداى عَزَّ وَجَلَّ ذيل هيچ يك از اوصيای پيمبران و پيروانشان را جدا نكرده است، جز امير مؤمنان على عَلَیهِ السَّلامُ و شيعيانش را كه در قرآنش می فرمايد و گفته اش حقّ است: «روزى كه دوستى براى دوست خود كارى انجام ندهد، و آنها يارى نشوند، جز آن کس كه خدايش رحم كند ...»(2). و مقصود خداوند از اين آيه على عَلَیهِ السَّلامُ و شيعيان اويند. اى ابا محمّد! آيا خوشحالت كردم؟ ابو بصير: قربانت! برایم بيفزا. امام: اى ابا محمّد! همانا خداى متعال شما را در قرآن یاد كرده است؛ آنجا كه می فرمايد: «اى بندگان من

ص: 159


1- _ سورة زمر / آية 9.
2- _ سورة دخان / آية 42.

كه در بارة خويش زياده روى كرده ايد! از رحمت خدا نوميد نشويد كه به راستى خدا همة گناهان را مى آمرزد، و همانا او آمرزنده و مهربان است»(1).

به خدا سوگند از اين سخن جز شما، ديگرى منظورش نبوده است. آيا خوشحالت كردم اى ابا محمّد!؟ ابو بصير: قربانت! برایم بيفزا. امام: اى ابا محمّد! همانا خدا شما را در قرآن خود ذكر كرده است كه فرمود: «(اى شيطان!) به راستى كه تو را بر بندگان [خاصّ] من تسلّطى نيست»(2).

به خدا سوگند از اين سخن جز امامان و شيعيانشان را قصد نداشته است. آيا خوشحالت كردم اى ابا محمّد؟ ابو بصير: قربانت! برایم بیفزا. امام: اى ابا محمّد! همانا خدا شما را در قرآن خود ياد كرده است كه می فرمايد: «آنان همدم كسانى هستند كه خدا نعمتشان داده از پيمبران و راستى پيشگان و شهیدان و شايستگان، و چه نيكو

ص: 160


1- _ سورة زمر / آية 53.
2- _ سورة حجر / آية 42، و سورة اسرا / آیة 65.

رفيقانى هستند!»(1).

در اين آيه مقصود از پيمبران، رسول خدا صَلَّی اللهُ عَلَیهِ وَآلِهِ است، و راستى پيشگان و شهیدان مایيم. و شايستگان شمایيد، پس نامور شويد به شايستگى و صلاح همچنانکه خداى عَزَّ وَجَلَّ شما را چنين ناميده است. اى ابا محمّد! آيا خوشحالت كردم؟ ابو بصير: قربانت! برایم بيفزا.

امام: اى ابا محمّد! همانا خدا شما را ياد كرده است؛ در آنجا كه از زبان دشمن شما در دوزخ چنين حكايت می كند: «و گويند چرا ما نمى بينيم مردانى را كه از اشرار مي شمرديم و تمسخرشان مي كرديم، يا شايد ديدگان [از ديدنشان] خيره شده است»(2)؟

به خدا سوگند مقصود و منظور از اين آيه كسى جز شما نيست؛ چه شما در نزد مردم اين جهان اشرار محسوب شده ايد. به خدا سوگند هنگامى كه شما در ناز و نعمت خواهيد بود، آنان در

ص: 161


1- _ سورة نسا / آية 69.
2- _ سورة ص / آية 62.

دوزخ سراغ شما را می گيرند. اى ابا محمّد! آيا خوشحالت كردم؟ ابو بصير: قربانت! برایم بیفزا.

همانطور که روشن است امام عَلَیهِ السَّلامُ صفات متعدّدی را از قرآن کریم به شیعیان نسبت می دهند و این صفات را تنها مختصّ شیعیان یاد می کنند؛ از این رو طبق تحلیلی که تا بدین جا شده است، علّت انتساب و اختصاص این صفات به شیعیان تنها به خاطر ایمان کامل آنان می باشد؛ بر همین مبنا صفاتی چون «متّقین»، «اولو الألباب»، «عباد الله»، «صالحین» و مانند آن تنها مختصّ شیعیان است، و اطلاق آن بر غیر شیعیان طبق حدیث صریح امام صادق عَلَیهِ السَّلامُ جایز نخواهد بود.

امام: اى ابا محمّد! [اين قدر بدان كه] آيه اى نيست كه به بهشت رهبرى كند و بهشتيان را به خير ياد كند، جز آن كه در بارة ما و شيعيان ما نازل شده است(1)،

و آيه اى

ص: 162


1- _ این فرمودة امام و غیر آن دربارة مقام و منزلت شیعیان جای تعجّب نیست، زیرا شیعیان در امر توحید و ایمان کاملند و به تبعیض در ایمان دچار نیستند تا به کفر محکوم باشند و مصداق آیات زیر واقع شوند: (أفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ ... فَما جَزاءُ مَن یَفعَلُ ذلِکَ مِنکُم إلاَّ خِزیٌ ... الآیة) (سورة بقرة / آیة 85) و (إِنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ ... وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ ... اُولئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقّاً) (سورة نسا / آیة 150 و151).

نيست كه به سوى دوزخ سوق دهد و اهل آن را به بدى ياد كند، جز آن كه در بارة دشمن ما و مخالف با ما نازل شده است. آيا خوشحالت کردم اى ابا محمّد!؟ ابو بصير: قربانت! برايم بيفزا. امام: كسى بر كيش ابراهيم نيست، جز ما و شيعيان ما، و ساير مردم از آن بركنارند. اى ابا محمّد! آيا خوشحالت كردم؟ و در روايتى است كه ابو بصير گفت: مرا بس است»(1).

شاید اگر ابو بصیر باز هم «زِدنی: برایم بیفزا» می گفت، امام این آیة شریفه را تلاوت می فرمود: (اللهُ وَلِیُّ الَّذینَ آمَنوا ... الآیة: خداوند سرور کسانی است که ایمان آورده اند)؛ زیرا _ همانطور که گذشت _ منظور از ایمان

ص: 163


1- _ کافی/ 8/ 33/ ح 6.

در اینجا، ایمان کاملی است که تنها موالیان و دوستداران اهل بیت عَلَیهِمُ السَّلامُ دارای آن می باشند.

شیخ طوسی در کتاب امالی آورده است که ابومحمّد فحّام از عموی پدرش نقل کرده است که گفت: «سماعة بن مهران بر امام صادق عَلَیهِ السَّلامُ وارد شد، حضرت به او فرمود: اى سماعه! نزد مردم چه كسى بدترين مردم است؟ سماعه گفت: ما اى فرزند رسول خدا! سماعه گفت: ديدم امام خشمگين شده و گونه هایش سرخ شد، در حالى كه تکیه زده بود، صاف نشست و فرمود: ای سماعه! بدترين مردم در نزد مردم کیست؟ گفتم: اى فرزند پيامبر خدا! من به شما دروغ نگفتم، ما بدترين مردم در نزد مردم هستيم؛ چون ما را كافر و رافضى مى نامند. سماعه می گوید: امام عَلَیهِ السَّلامُ به من نگاهى كرد سپس فرمود: چه حالى خواهي داشت زمانى كه شما را به بهشت برده، و آنان را به جهنّم مى برند؟ پس به شما نگاه مى كنند و مى گويند: ما را چه شده است که انسانهایی را که بد می دانستیم نمی بینیم؟ اى سماعة بن

ص: 164

مهران! كسى كه از شما بد كند، روز قيامت با پای خود به نزد خدا برای شفاعت از او مى رويم، و شفاعت می کنیم و شفاعت ما پذيرفته می شود. سوگند به خدا ده تن از شما به دوزخ نمى رود، سوگند به خدا پنج تن از شما به دوزخ نمى رود، سوگند به خدا سه تن از شما به دوزخ نمى رود، سوگند به خدا يك نفر از شما به دوزخ نمى رود! پس براى گرفتن درجه هاى بهتر با هم رقابت كنيد و دشمنانتان را با ورع غمگين و افسرده سازيد»(1).

چگونگی پاداش عمل صالح کافر، و نیز مراد از حبط

اگر اشکال شود: چگونه کفّار پاداش اعمال صالح خود را می بینند، در حالی که در آیات فراوانی، سخن از حبط و نابود شدن اعمال به وسیلة شرک، کفر و ارتداد آمده است؛ مانند آیة شریفة (وَمَن يَكفُر بِالإيمانِ فَقَد حَبِطَ

ص: 165


1- _ امالی شیخ طوسی: 295.

عَمَلُهُ(1): و هر کس در ایمان خود کفر بورزد، قطعاً عملش تباه شده است) و نیز آیة شریفة (وَلَو أشرَكُوا لَحَبِطَ عَنهُم ما كانُوا يَعمَلونَ(2): و اگر آنان شرک ورزیده بودند، قطعاً آن چه انجام داده بودند از دستشان می رفت)، و آیات دیگر(3).

نتیجه ای که از این آیات گرفته می شود این است که تمامی اعمال صالح حبط و نابود می شود، و فرقی نیست بین این که این اعمال را در زمان کفر، شرک

ص: 166


1- _ سورة مائده / آیة 5.
2- _ سورة انعام / آیة 88.
3- _ مانند آیة: (إِنَّ الَّذينَ يَكْفُرُونَ بِآياتِ اللهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذينَ يَأمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أليمٍ اُولئِكَ الَّذينَ حَبِطَتْ أعْمالُهُمْ فِي الدُّنْيا وَالآخِرَةِ وَما لَهُمْ مِنْ ناصِرينَ) (سورة آل عمران / آیة 21 و 22)، و آیة: (وَالَّذينَ كَذَّبُوا بِآياتِنا وَلِقاءِ الآخِرَةِ حَبِطَتْ أعْمالُهُمْ هَلْ يُجْزَوْنَ إِلاَّ ما كانُوا يَعْمَلُونَ) (سورة اعراف / آیة 147)، و آیة: (مَثَلُ الَّذينَ كَفَرُوا بِرَبِّهِمْ أعْمالُهُمْ كَرَمادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ في يَوْمٍ عاصِفٍ لا يَقْدِرُونَ مِمَّا كَسَبُوا عَلى شَيْ ءٍ ذلِكَ هُوَ الضَّلالُ الْبَعيدُ) (سورة ابراهیم / آیة 18)، و آیة: (وَقَدِمْنا إِلى ما عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْناهُ هَباءً مَنْثُوراً) (سورة فرقان / آیة 23).

و ارتداد انجام داده باشند، و یا پیش از آن و در حالت ایمان.

پاسخ این است: منظور از حبط این نیست که نه در دنیا پاداش دارند و نه در آخرت؛ چرا که این خلاف عدالت الهی است، به خصوص که خداوند خود به عدالت خود در قبال پاداش دادن به اعمال صالح تصریح فرموده است: (أنِّي لا اُضيعُ عَمَلَ عامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أوْ اُنْثى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ(1) : من عملِ هیچ صاحب عملی از شما را از مرد یا زن که همه از یکدیگرید، تباه نمی کنم)، پس مراد از حبط اعمال، پاداش نداشتن در آخرت است(2) و این منافات ندارد با این که در دنیا پاداش کارهای او داده شود تا مطابق با عدل الهی باشد؛ و اگر این را قبول

ص: 167


1- _ سورة آل عمران / آیة 195.
2- _ همچنانکه بر این مطلب _ گذشته از آیات ذکر شده _ بعضی از روایات نیز دلالت دارد؛ مراجعه شود به کافی/ 2/ 444/ ح 1 و 3 و 5 و 10 و 11، و معانی الاخبار: 287/ ح 1 و 6.

نکنیم، باید بگوییم که خداوند متعال با این کار خود کسانی را که او را نمی شناسند مورد تفضّل و احسان خود قرار داده است؛ چنانکه در ادعیه از جمله دعای هر روز ماه رجب می خوانیم: «یا مَن یُعطی مَن لَم یَسألهُ وَمَن لَم یَعرِفهُ تَحَنُّناً مِنهُ وَرَحمَةً(1): ای کسی که عطا می کنی از روی مهربانی و عطوفت به کسی که از تو درخواست نکرده و تو را نمی شناسد»، بلکه همین که کافر تنها در دنیا پاداش کار خود را می بیند و در آخرت بی بهره است، مرتبه ای از حبط

محسوب می شود؛ چرا که اعمال صالح اگر پاداشی در آخرت داشته باشند، حبط بر آن صدق نمی کند، گرچه پاداش دنیوی به آن اعمال داده شود؛ چنانکه از دو بیتی منسوب به امیر المؤمنین عَلَیهِ السَّلامُ نیز فهمیده می شود:

قال المنجّم والطّبيب كلاهما:

لن يحشر الأموات، قلت: إليهما

ص: 168


1- _ اقبال الاعمال/ 3/ 211.

إن صحّ قولكما فلست بخاسر

إن صحّ قولي فالخسار عليكما(1)

منجّم و طبیب (که عموماً در آن زمان اعتقادی نداشتند) هر دو گفتند: اموات محشور نمی شوند (و قیامتی در کار نیست).

به آنها گفتم: اگر کلام شما صحیح باشد (و قیامتی نباشد) من خسرانی نکرده ام، امّا اگر کلام من صحیح باشد (و قیامتی باشد) تمام خسران بر شماست.

عبارت امام عَلَیهِ السَّلامُ: «اگر کلام شما صحیح باشد (و قیامتی نباشد) من خسرانی نکرده ام» و خود را زیانکار نمی بیند همراه با این فرض است که امام عَلَیهِ السَّلامُ در دنیا اعمال صالحی انجام داده است که پاداش آنها را نگرفته است، و عبارت دیگرش: «امّا اگر کلام من صحیح باشد (و قیامتی باشد) تمام خسران بر شماست» و آنان را

ص: 169


1- _ دیوان امیر المؤمنین عَلَیهِ السَّلامُ: 396، و بحار الانوار/ 75/ 87.

زیانکار می داند، از این جهت است که آنان هیچ بهره ای در آخرت ندارند. و مراد از منجّم و طبیب در اصطلاح گذشتگان، منکرین خداوند و معاد می باشد.

نتیجه: حبط تنها در صورتی محقّق می شود که پاداش اُخروی از بین برود، و فرقی نمی کند که در دنیا پاداش داده شود و یا داده نشود. و دریافت پاداش دنیوی نیز، نمی تواند مانع از صدق حبط اعمال شود، بلکه عمل با وجود پاداش دنیوی، می تواند حبط و نابود شده تلقّی شود؛ و _ همانطور که اشاره شد _ کافر در همین دنیا پاداش خویش را می بیند تا گمان نشود که خداوند سبحان، به او ظلمی کرده و یا پاداش کار او را ضایع کرده است.

پاسخ به اشکالی محتمل

از آنچه که ذکر شد، اشکالی که از قدیم الایّام به خاطر فاتر رسیده بود، جواب داده می شود.

ص: 170

بیان اشکال: چرا خداوند پاداش اکثر مؤمنان _ غیر از امام و تالی تلو ایشان _ را که اعمال صالح و مقبول دارند، در همین دنیا اصلاً نمی دهد، مگر به مقدار اندک(1)؟ و پاداش اعمال آنها را به همراه پاداش ایمانشان تا آخرت تأخیر می اندازد و جاودانگی در بهشت را پاداش آنها قرار می دهد؟

وجه بر طرف شدن اشکال پوشیده نیست و این که همین تأخیر در پاداش، خود تفضّلی از جانب خداوند بر مؤمنین بوده و مشیّت الهی در مورد مؤمنین چنین قرار گرفته است.

در سالهای گذشته، چنین اشکالی را بر چند تن از اهل حال مطرح کردم و این مطلب را به آن ضمیمه کردم که اگر روال زندگی مؤمن چنین باشد و هیچ پاداش دنیوی برای اعمال صالح خویش نبیند، ممکن است که مأیوس

ص: 171


1- _ مانند بعضی از کرامتهایی که از برخی از مؤمنین به ایمان کامل به ظهور و بروز می رسد.

شود و این مقدّمه ای برای کم شدن اهتمامش به اعمال صالح باشد. هیچ کدام پاسخ قانع کننده ای نداشتند، مگر یکی از آنان که با مصرعی پاسخ داد:

گفتم به کام وصلت خواهم رسید روزی؟

گفتا که نيك بنگر شايد رسيده باشى

در حالی که روشن است که (الإنسانُ عَلَى نَفسِهِ بَصيرَةٌ وَلَو ألقَى مَعاذيرَهُ(1): بلکه انسان خود بر نفس خویشتن بیناست، هر چند دست به عذرتراشی زند) هر آنچه که او در نفس خویش می بیند، عدم وصول به مقصود است.

تأیید این مطلب، اتّفاقی است که در اواخر عمر استاد آیت الله العظمی بروجردی رَحِمَهُ اللهُ روی داد؛ ایشان در بستر خود بودند و پیرامون بستر تعدادی از فضلا و شاگردان ایشان نشسته بودند، ایشان آهی کشیده و فرمودند: «نمی دانم آیا تا کنون، عمل خالصانه و

ص: 172


1- _ سورة قیامت / آیة 14 و 15.

مخلصانه ای برای خداوند انجام داده ام؟» برخی از حضّار با تعجّب گفتند: «شما کارهای صالح بسیاری در طول زندگانی خود انجام داده اید، مانند ساخت مسجد، کتابخانه، تربیت مجتهدین و استنباط و تلاش در احکام دین». ایشان پاسخ دادند: «بله، این ظاهر قضیّه است، ولی از آنچه در روایات در مورد اخلاص آمده رگهای قلب و گردن انسان از ترس به جنبش درمی آید؛ همانا آن بیننده و قضاوت کننده (خداوند) بسیار دقیق و بیناست»(1).

یکی از حضّار گفت: «تحت اشراف شما بود که احادیث اهل بیت عَلَیهِمُ السَّلامُ با نام «جامع أحادیث الشّیعة» جمع آوری شد.» ایشان سکوت کردند، سپس فرمودند: «امیدوارم به برکت گردآوری احادیث آن بزرگواران، مورد شفاعت آنان واقع شوم».

ص: 173


1- _ اختصاص: 341.

پس ناله و آه استاد می فهماند که عمل قابلی در مدّت عمر خویش برای خود قائل نبوده است، و الاّ نباید در خلوص برخی از اعمال صالحش تردید می کرد.

پس روشن شد: گمان این که «حبط» بدین معناست که کافر هیچگونه پاداشی _ حتّی پاداش دنیوی _ دریافت نکند، گمان باطلی است که مورد قبول کسی نیست.

و نیز روشن شد: حبطی که سبب از بین رفتن پاداش اُخروی می شود، با کفر، شرک و ارتداد محقّق می شود، و این سه به کافر، مشرک و مرتدّ و نیز مؤمنی که _ خدای ناکرده _ در جرگة یکی از این سه مورد درآید اختصاص دارد؛ پس «حبط» از آثار گناهان دیگر محسوب نمی شود. در اینجا اشکالی به ذهن می رسد و آن این که: «حبط» برای برخی از گناهان(1) به طور خاصّ در روایات اهل

ص: 174


1- _ و مانند روایت دیگری از حضرت رسول صَلَّی اللهُ عَلَیهِ وَآلِهِ که فرمود: «لَحَدِيثُ الْبَغْيِ فِي الْمَسْجِدِ يَأكُلُ الْحَسَنَاتِ كَمَا تَأكُلُ الْبَهِيمَةُ الْحَشِيشَ؛ یعنی: همانا صحبت از ظلم کردن در مسجد حسنات را می خورد؛ همانگونه که چهارپا گیاه را می خورد»؛ جامع الاخبار: 70.

بیت عَلَیهِمُ السَّلامُ موجود است؛ به عنوان مثال: در روایت آمده است: «حسد، حسنات انسان، بلکه ایمانش(1) را می خورد، همانگونه که آتش هیزم را می خورد»(2).

مقتضای این دسته از روایات، حبط ایمان و نابود شدن کارهای خیر مؤمنان، و از بین رفتن پاداش اخروی آنان است، نه کفّار؛ چرا که نابود شدن حسنات غیر مؤمنان، معنا ندارد مگر به نحو سالبه به انتفای موضوع؛ بدین معنا که اعمال کافران به مقتضای کفرشان از قبل حبط و نابود شده بود. پس آنچه از روایاتی مانند روایت حسد اراده شده است، حبط ایمان و کارهای خیر مؤمنان است. اشکال اینجاست که این مطلب چگونه با بحثهای گذشته مبنیّ بر این که اعمال مؤمنانی که ایمان کامل دارند، در آخرت حبط نمی شود، سازگار و قابل جمع است؟

ص: 175


1- _ کافی/ 2/ 306، و 4/ 89.
2- _ کافی/ 8/ 45.

ممکن است چنین پاسخ داده شود: حسد و سایر گناهانی که باعث حبط کارهای خیر می شود، در جایی است که مانعی از تأثیر حسد و مانند آن نباشد؛ به این معنا که حسد در همه جا عمل صالح را نابود می کند، مگر در جایی که مانعی جلوی آن را بگیرد؛ همچنانکه در مورد مؤمنین، ادلّه ای قائم شد که اعمال صالح آنها نابود نمی شود.

به بیان دیگر: به مقتضای برخی از روایات، ایمان و کارهای خیر مومن به سبب ارتکاب برخی معاصی حبط می شود، ولی دلیلی که پیش از این آوردیم، بر عکس آن را اثبات می کرد، پس تا به اینجا اشکال به این نحوه حلّ می شود. بر این جواب حلّی این را بیفزایید که اگر حسنات مؤمن با حسد و مثل آن از بین برود، اصلاً اشکالی وارد نیست؛ زیرا در این هنگام، مؤمن مانند کسی خواهد بود که از ابتدای هیچ حسنه ای نداشته است؛ در این جواب به دقّت تأمّل کنید.

ص: 176

تمامی این جوابها در صورتی است که حبط را در مورد مؤمنین به معنای حقیقی اراده کنیم، در حالی که ممکن است معنای کنایی آن به جهت همان دلایل و شواهد موجود اراده شده باشد؛ منظور از معنای کنایی آن است که واژة «حبط» آورده شده تا درجة بالای بدی این نوع گناهان و نیز شدّت غضب خداوند نسبت به ارتکاب آنها توسّط مؤمن نشان داده شود تا مؤمنین مرتکب چنین گناهانی نشوند.

دنباله ای برای بحث

باید دانسته شود همانگونه که اعمال صالح کفّار، مشرکین و مرتدّین به وسیلة کفر، شرک و ارتداد حبط و نابود می شود، در مقابل به مقتضای کلام خداوند: (إنَّ الحَسَناتِ يُذهِبنَ السَّيِّئاتِ(1): همانا خوبیها بدیها را از میان می برد) کارهای خیر مؤمنان کامل، گناهان و کارهای زشت آنان را از بین می برند که این چنین نابود شدنی را

ص: 177


1- _ سورة هود / آیة 114.

از آن جهت که کفّارة گناهان مؤمن می شود، در اصطلاح «تکفیر» گویند. در واقع «تکفیر» از بین رفتن کارهای زشت مؤمنین به سبب انجام کارهای خیر آنهاست؛ همانگونه که «حبط» نابود شدن کارهای خیر کفّار، مشرکین و مرتدّین است.

به هر حال، از ظاهر ادلّه و روایات چنین به دست می آید که کارهای خیر به طور مطلق _ چه کم باشد و چه زیاد _ کارهای زشت انسان را از بین می برد، به گونه ای کارهای زشت به پاک شدن با ابتلائات و امتحانات الهی نیاز ندارند؛ زیرا عمل زشتی باقی نمی ماند که به تکفیر نیاز داشته باشد؛ همچنین از ظاهر آیة شریفه استفاده می شود که منظور از کارهای خیر مؤمنین است که موجب نابودی کارهای زشت آنها می شود، امّا به مقتضای این آیه، آیا کارهای خیر اهل کفر، شرک و ارتداد نیز اعمال زشت آنها را نابود می کند؟ پس از تأمّل جواب منفی است؛ زیرا حتّی اگر فرض کنیم که کارهای زشت آنها از بین برود، باز هم خسران کامل یعنی جاودانگی در آتش

ص: 178

به سبب کفر، شرک و ارتداد برای آنان هست، بلکه تنها می توانیم بگوییم که شاید عقاب و عذاب آنها برای گناهانی که به این جهت نابود می شود، اضافه نشود.

در نتیجه از ین رفتن کارهای زشت به سبب کارهای خیر از بزرگواری و عطوفت خداوند است.

امّا نحوة تبدیل شدن کارهای زشت به کارهای خیر که در قرآن از آن سخن رفته است: (فَاُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئاتِهِم حَسَناتٍ(1): پس خداوند بدیهایشان را به نیکیها تبدیل می کند) چگونه است؟

این تبدیل در نتیجة توبه است؛ بدین معنا که کارهای زشت اگر همراه با توبه باشد، به کارهای خیر دگرگون می شوند؛ چنانکه قبلاً اشاره شد. در غیراین صورت،کارهای زشت به تنهایی به کارهای نیک دگرگون نمی شود.

ص: 179


1- _ سورة فرقان / آیة 70.

به هر تقدیر، نابود شدن کارهای زشت به سبب کارهای خیر و یا تبدیل آنها از الطاف پروردگار متعال نسبت به بندگان است؛ همانگونه که از الطاف خداوند _ چنانکه از روایات اهل بیت عَلَیهِمُ السَّلامُ استفاده می شود _ این است که کسی که انجام کار خیری را تنها از نیّت خود بگذراند، برای او ثواب آن کار نوشته می شود، در مقابل، کارهای زشت تا زمانی که شخص مرتکب آن نشود، بر او چیزی نوشته نمی شود(1)؛

چرا چنین نباشد که خداوند به بندگان خود مهربان است و این مهربانی را بر خودش لازم و واجب کرده است، و به همین خاطر مشهور شده است که: «هر آنچه بنده را به سوی اطاعت نزدیک کند، و از معصیت و گناه دور کند لطفی است که خدا برخویش واجب کرده است»(2).

و تمامی لطفها _ حتّی الطاف خفیّه ای که گاه با برخی ضررهای دنیوی همراه

ص: 180


1- _ بحار الانوار/ 68/ 245/ باب تضاعف الحسنات وتأخیر إثبات الذّنوب بفضل الله.
2- _ شرح کافی/ 5/ 32، و وافی/ 1/ 474، و مرآة العقول/ 2/ 190.

است _ تفضّلی از جانب خداوند محسوب می شود و تفضّل از خدا بر بندگان به معنای ترحّم خدا بر آنان است که در مقابل آن عدل الهی است که رفتار با بندگان است در حدّ استحقاق هر یک.

یادآوری این نکته هم بی مناسبت نیست که لعن بر دشمنان در دعا به معنی آن است که خداوند آنها را از ترحّم خود دور کرده و با عدل خود با آنها رفتار کند.

به عبارت دیگر: منظور از عبارت: «أللّهمّ العنهم: خدایا! آنان را لعنت کن»، این عبارت است: «أللّهمّ عاملهم بعدلك ولا تعاملهم بفضلك: خدایا! با عدل خود با آنان رفتار کن، نه با فضل و رحمت خود»؛ پس لعن _ بر خلاف آنچه که تصوّر می شود _ درخواست عذاب بیشتر

ص: 181

از استحقاق آنان نیست تا با عدل خدا منافات داشته باشد(1).

دنباله ای دیگر

از شواهدی که می توان به آنها استدلال کرد که خواست و ارادة الهی بر این قرار گرفته است که گناهان مؤمن با دچار شدن به گرفتاریهای مختلف پاک شود، سرگذشت حضرت آدم و حضرت یونس عَلَیهِمَا السَّلامُ است که از والاترین مؤمنان می باشند؛ زیرا هر دو بزرگوار به خاطر انجام کاری که حرام هم نبود و تنها ترک اولایی که از آن دو بزرگوار توقّع نمی رفت، محسوب می شد، به سختی افتادند؛ اخراج آدم عَلَیهِ السَّلامُ از بهشت و پایین آمدن از آن مرتبه، و رفتن یونس عَلَیهِ السَّلامُ به شکم ماهی.

ص: 182


1- _ ممکن است سؤال شود که در بعضی از زیارته مثل زیارت عاشورا همة بنی اُمیّه لعن شده اند، با اینکه در بین آنها مؤمنینی هستند که از لعن کردن آنها نهی شده است. جمع این دو مطلب چگونه است؟ در جواب می گوییم: مؤمنین در این موارد به تخصیص عقلی استثنا شده اند؛ همانگونه که در لعن بر کفّار، قاصرین آنها به تخصیص عقلی خارج شده اند.

خداوند پیرامون حضرت آدم عَلَیهِ السَّلامُ می فرماید: (فَقُلنا يا آدَمُ إنَّ هذا عَدُوٌّ لَكَ وَلِزَوجِكَ فَلا يُخرِجَنَّكُما مِنَ الجَنَّةِ فَتَشقَى(1): پس گفتیم: «ای آدم! در حقیقت، این [ابلیس] برای تو و همسرت دشمنی [خطرناک] است، زنهار تا شما را از بهشت به در نکند تا تیره بخت شوی») و نیز می فرماید: (قالَ اهبِطا مِنها جَمِيعاً(2): فرمود: «همگی از آن [مقام] فرود آیید»).

و پیرامون حضرت یونس عَلَیهِ السَّلامُ می فرماید: (وَذَا النُّونِ إذ ذَهَبَ مُغاضِباً فَظَنَّ أن لَن نَقدِرَ عَلَيهِ(3): و «ذو النون» را [یاد کن] آن گاه که خشمگین رفت و پنداشت که ما هرگز بر او تنگ نمی گیریم)، و نیز در جای دیگر می فرماید: (لَلَبِثَ في بَطنِهِ إلَى يَومِ يُبعَثونَ(4): قطعاً تا روزی

ص: 183


1- _ سورة طه / آیة 117.
2- _ سورة طه / آیة 123.
3- _ سورة انبیا / آیة 87.
4- _ سورة صافّات / آیة 144.

که برانگیخته می شوند، در شکم آن [ماهی] می ماند). این کلام اخیر بهترین دلیل است بر این که سزای کار او تا روز قیامت است و روز قیامت را _ از آن جهت که غایت یعنی روز قیامت داخل در مغیّا(1)

نیست _ شامل نمی شود. دلالت این دو مورد بر مطلب و مطلوب ما روشن بوده و پردة ابهامی بر آن نیست.

از شواهدی که ما را بر مطلوب خویش پیرامون مشیت الهی در مورد پاداش کارهای خیر کافران و مشرکان رهنمون می کند، حکایت مشهور زیر است:

در زمان امام صادق عَلَیهِ السَّلامُ مرتاض کافری بود که از طریق ریاضتِ مخالفت با نفس خویش، به برخی از امور غیبی دست یافته بود؛ او را نزد امام عَلَیهِ السَّلامُ آوردند تا امام عَلَیهِ السَّلامُ او را امتحان کند. امام عَلَیهِ السَّلامُ به قدرت اعجاز، تخم یکی از پرندگان را در یکی از جزایر در یک

ص: 184


1- _ مغیّا آنچه را گویند که برایش غایت مشخّص شده است که در اینجا مراد از آن حیات دنیوی می باشد.

دست خود گرفتند، و در دست دیگر، مقداری از تربت حسینی عَلَیهِ السَّلامُ. مرتاض هر دو را درست پاسخ داد. از سبب این غیبگویی پرسیدند. در پاسخ گفت: در اثر مخالفت با نفسم به این مقام رسیدم؛ در هر چیزی که نفسم می خواست و میل داشت، با آن مخالفت کردم. امام عَلَیهِ السَّلامُ فرمود: آیا مایل هستی که مسلمان شوی؟ پاسخش منفی بود. پس امام عَلَیهِ السَّلامُ فرمود: ناچاری که با نفس خویش مخالفت کنی و مسلمان شوی. پس او نیز مسلمان شد و به محض اسلام آوردن، تمام قدرت او در غیبگویی از او محو شد سبب از بین رفتن قدرتش را از امام عَلَیهِ السَّلامُ پرسید. امام عَلَیهِ السَّلامُ فرمودند: چون تو تاکنون مسلمان نبودی، پاداش و بهره ای در آخرت نیز نداشتی، پس خداوند پاداش این عمل نیکت (مخالفت با نفس) را در همین دنیا به واسطة قدرت بر امور غیبی

ص: 185

به تو داده بود، و هنگامی که مسلمان شدی، پاداش تو به آخرت منتقل شد»(1).

این حکایت مضمون خبری مشهور است که با برخی توضیحات بیان شد، و دلالت آن بر مدّعای ما در مورد تفاوت رفتار خداوند متعال با اعمال صالح مؤمنین و کفّار آشکار بوده و هیچگونه پوشیدگی ندارد.

و همچنین موارد دیگری که مصادیق آن بر انسان جستجوگر پوشیده نیست.

از جمله مواردی که بر تأیید اینگونه بودن مشیّت الهی قائم است، قصّة شیطان لعین است؛ پس از آن که خداوند شیطان کافر لعین را به خاطر تمرّد و سرکشی از سجده بر آدم عَلَیهِ السَّلامُ از ساحت خود دور ساخت، وی به خداوند اعتراض کرد که تو عادل هستی، پس چه شد

ص: 186


1- _ این حدیث را در منابع روایی شیعی که در دسترس می باشد، نیافتیم، ولی نیافتن دلیل بر نبودن نیست؛ باشد که محقّقین جستجوگر و چیره دست بر مصدر آن دست یابند. إن شاء الله.

پاداش سجده های طولانی من که برای تو بود؟ خداوند پاسخ فرمود: بهره ای برای تو در آخرت نیست، و من در مقابل آن عبادات، هر آنچه بخواهی، به تو پاداش خواهم داد.

خداوند امور فراوانی را به عنوان پاداش به شیطان (که آنها را برای دنیای خویش طلب کرده بود) عطا فرمود(1):

یکی از آنها این بود که از خداوند خواست او مردم را ببیند، ولی مردم نتوانند او را ببینند؛ چنانکه در قرآن کریم آمده است: (إِنَّهُ يَراكُم هُوَ وَقَبيلُهُ مِن حَيثُ لا تَرَونَهُم(2): در حقیقت، او و قبیله اش، شما را از آنجا که آنها را نمی بینید، می بینند).

و موارد دیگر(3).

ص: 187


1- _ تفسیر قمّی/ 1/ 42، و بحار الانوار/ 11/ 141، و 60/ 274.
2- _ سورة اعراف / آیة 27.
3- _ اگر گفته شود: چگونه شیطان با وجود ایمان به خداوند و سجده بر آن حضرت، به یک گناه که سجده نکردن بر آدم بود کافر و رانده شد؟ می گوییم: جواب آن است که عصیان بر دو قسم است؛ یک قسم آن است که به اعتراف به گناه و خجلت شرمساری از وقوع آن مقرون است. این قسم در مورد انبیا، اولیا و مؤمنین کامل است که توبه و عذرخواهی به دنبال آن می آید. قسم دیگر عصیان آن است که همراه شرمساری نبوده و توبه و عذرخواهی را به دنبال ندارد، بلکه از روی غرور و تکبّر و نافرمانی و عناد است؛ این قسم عصیان کفّار و از جمله شیطان لعین است. شیطان نه تنها از سرکشی خود دست برنداشته، بلکه بر انکار خود افزوده، و در راه گمراه کردن بنی آدم چیزی کم نگذاشته است. لذا جزای اعمال خوب خود را تا قبل از تمرّد از سجده بر آدم از خدا درخواست کرد، خداوند متعال هم چون از پاداش اُخروی محروم شده بود، و از طرفی خداوند در صدد است که جزای عمل صالح کفّار را در همین دنیا به آنها بدهد تا در آخرت طلبکار نشوند، لذا خواسته های شیطان را به او عطا فرمود. پس روشن شد که شیطان لعین با این تمرّد و نافرمانیش از کافرترین کفّار است. ناگفته نماند که مراد از «لعن» هم دوری از رحمت و عذاب نمودن به اندازة استحقاق است، نه اضافة بر آن که با عدل الهی منافات داشته باشد.

دلالت این روایت نیز بر مدّعای ما که خداوند پاداش اعمال صالح کفّار را در همین دنیا می دهد و در آخرت بهره ای ندارند، روشن و آشکار است.

ص: 188

و قسم می خورم که آن چه از سورة مبارکة «والعصر» استفاده می شود، اهمّیّت والای ولایت اهل بیت عَلَیهِمُ السَّلامُ و ایمان کامل است که باید غنیمت شمرده شده، و از آن غفلت نشود.

چکیدة مطالب

آنچه از تفسیر این سورة شریفه روشن شد این است که زیانکاری مؤمنینی که دارای اعمال صالح نیستند مانند زیانکاری کفّار مقبول العملی که فاقد ایمان می باشند، نیست؛ زیرا خسران مؤمنین، به ابتلائاتی که کفّارة گناهان آنان بوده و پاک کنندة جرایم آنان است، برطرف می شود تا مؤمن در آتش الهی جاودانه نماند؛ در حالی که زیانکاری کفّار معاندی که برخی کارهای خیر از آنان سر زده، جاودانگی در آتش عذاب الهی است.

در نتیجه سزاوار است مؤمنین از بلایا و مصیبتهایی که برایشان اتّفاق می افتد، نه تنها ناراحت و اندوهگین نشوند، بلکه در برابر از خداوند متعال برای آن امتحانات، صیر و شکیبایی طلب کنند؛ چرا که همة آنها

ص: 189

برای پاک سازی از گناهان و بالا رفتن مقام مؤمن است. و نیز سزاوار است که در هنگام دچار شدن به امتحانات الهی، همان دعای رسای امیر المؤمنین عَلَیهِ السَّلامُ خوانده شود که می فرمودند: «أللَّهُمَّ إن ابتليتَني فَصَبِّرني، وَالعافِيَةُ أحَبُّ إلَيَّ(1): خدایا! اگر مرا به امتحانی مبتلا کردی، شکیبایی نیز عطا فرما، ولی عافیت برای من دوست داشتنی تر است».

سپاس از برای خداوند منّانی است که کسانی را که ایمان کامل را واجد شدند، هدایت کرده و به این وسیله بر آنان منّت گذارد، و آنان را از روی تفضّل و رحمت خود از جاودانگی در آتش نجات داد.

ص: 190


1- _ بحار الانوار/ 95/ 126/ ح 1.

ص: 191

برخی از آثار مؤلّف محترم که به زیور طبع آراسته شده و یا در شرف طبع و نشر قرار دارد، عبارت است از:

1 _ الرَّسائل التِّسع فی مسائل فقهیّة استدلالیّة

2 _ سِتُّ رسالات فقهیّة استدلالیّة

3 _ تولّی و تبرّی

4 _ اقسام شبانه روز

5 _ التَّوحید الإسلامیّ

6 _ رسالتان مکرّرتان فی کثرة الوجود و الموجود فی الخارج

7 _ المصابیح

8 _ قرّة العین فی إلهیّات الثَقلین

9 _ الإتقان فی تفسیر آیات القرآن

10 _ و ...

ص: 192

درباره مركز

بسمه تعالی
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
با اموال و جان های خود، در راه خدا جهاد نمایید، این برای شما بهتر است اگر بدانید.
(توبه : 41)
چند سالی است كه مركز تحقيقات رايانه‌ای قائمیه موفق به توليد نرم‌افزارهای تلفن همراه، كتاب‌خانه‌های ديجيتالی و عرضه آن به صورت رایگان شده است. اين مركز كاملا مردمی بوده و با هدايا و نذورات و موقوفات و تخصيص سهم مبارك امام عليه السلام پشتيباني مي‌شود. براي خدمت رسانی بيشتر شما هم می توانيد در هر كجا كه هستيد به جمع افراد خیرانديش مركز بپيونديد.
آیا می‌دانید هر پولی لایق خرج شدن در راه اهلبیت علیهم السلام نیست؟
و هر شخصی این توفیق را نخواهد داشت؟
به شما تبریک میگوییم.
شماره کارت :
6104-3388-0008-7732
شماره حساب بانک ملت :
9586839652
شماره حساب شبا :
IR390120020000009586839652
به نام : ( موسسه تحقیقات رایانه ای قائمیه)
مبالغ هدیه خود را واریز نمایید.
آدرس دفتر مرکزی:
اصفهان -خیابان عبدالرزاق - بازارچه حاج محمد جعفر آباده ای - کوچه شهید محمد حسن توکلی -پلاک 129/34- طبقه اول
وب سایت: www.ghbook.ir
ایمیل: Info@ghbook.ir
تلفن دفتر مرکزی: 03134490125
دفتر تهران: 88318722 ـ 021
بازرگانی و فروش: 09132000109
امور کاربران: 09132000109