عنوان و نام پدیدآور : العوامل لملّا محسن / محسن بن محمدطاهر قزوینی
مشخصات نشر : دیجیتالی،مرکز تحقیقات رایانه ای قائمیه (عجّل الله تعالی فرجه الشریف) اصفهان،1398.
زبان : عربی.
مشخصات ظاهری : 33 صفحه.
موضوع : زبان عربی -- نحو
توضیح : کتاب «عوامل ملا محسن»، اثر عربی ملا محسن قزوینی، کتابی است پیرامون عوامل اِعراب در زبان عربی.
مؤلف عوامل را بیست نوع دانسته است؛ که سیزده تای آن سماعی و بقیه قیاسی است و در تبیین مطالب، علاوه بر استفاده از شواهد قرآنی، روایی، اشعار فارسی و عربی، در لابه لای مباحث با عنوان «تنبیه»، ابهامات را روشن کرده است.
شیوه تنظیم این رساله، همان شیوه کتاب عوامل جرجانی است؛ با این تفاوت که مطالب آن، گسترده و جامع تر بوده و شواهدی که مؤلف بکار برده، در بسیاری از موارد، با آن، متمایز است.
این کتاب در ضمن مجموعه «جامع المقدمات» می باشد.
ص :1
بسم الله الرحمن الرحیم أحمدک یا من یرفع إلیه صالح العمل ، واُصلّی علی نبیّک محمّد وآله المبنیّ لهم کرامة المحلّ.
أمّا بعد : النحو علم باُصول تعرف بها أحوال أواخر الکلمة إعراباً وبناءً ، والکلمة : اسم ، وفعل ، وحرف ، وهی إمّا : تَعْمل وتُعْمل ، أو تَعْملُ ولا تُعْمل ، أو تُعْمَل ولا تَعْملَ ، أو لا تَعْمل ولا تُعْمل.
والعوامل منها ، تتنوّع علی عشرین نوعاً ، سماعیّة وقیاسیّة ، فالسماعیّة منها : ثلاثة عشر نوعاً ، والقیاسیّة منها : سبعة أنواع ، ونحن نذکر العوامل ونشیر إلی أصناف معمولاتها بعون الله تعالی ، وحُسن توفیقه ومشیئَته.
النوع الأوّل : من العوامل السماعیّة ، حروف تجرّ الاسم فقط ، وهی علی المشهور سبعة عشر حرفاً. نظمتها بالفارسیّة :
با وتا وکاف ولام وواو ومُنذ ومُذ خَلا ***رُبّ حاشا مِن عَدا فی عَنْ عَلی حَتّی اِلی
ص: 1
وهی الظرف (1) حکماً فلا بدّ لها من متعلّق مثله ، فعلاً کان ، أو شبهه ، أو معناه. فإن کان عامّاً مقدّرا فمستقرّ وإلّا فلغو.
فَمِنْ : لابتداء الغایة مکانا ، نحو سِرْتُ مِنَ البَصْرَة إلیَ الکُوفَةِ ، أو زماناً ، نحو : صُمْتُ من یومِ الجمعة ، أو غیرهما ، نحو : قرأتُ مِن آیةِ کَذا. وللتّبیین ، نحو : قوله تعالی «فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ» (2) وعِنْدی عِشْروُن من الدراهم. وللتبعیض ، نحو : أخذت من الدراهم. وللبدل ، نحو : قوله تعالی «وَلَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَا مِنکُم مَّلَائِکَةً» (3). وللتعلیل ، کقول الشاعر :
یُغْضی حَیاءً ویُغْضَی مِن مَهابَتِهِ*** فَلا یُکَلَّمُ إلّا حین یَبْتَسِمُ
وللظرفیة ، کقوله تعالی : «مَاذَا خَلَقُوا مِنَ الْأَرْضِ» (4). وتکُون زائدة ، فی غیر الموجب أی المنفیّ ، نحو : «مَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ» (5) و «هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَیْرُ اللَّهِ» (6) وَلا تؤْذِ مِنْ اَحَدٍ.
وإلی : لانتهاء الغایة ، مکاناً ، نحو : سرتُ مِنَ الْبَصرَةِ إلی الْکُوفَةِ ، أو زماناً ، نحو : «أَتِمُّوا الصِّیَامَ إِلَی اللَّیْلِ» (7) ، أو غیرهما ، نحو : قلبی
ص: 2
إلَیْک ، وتکون بمعنی مع ، قلیلاً ، نحو : «وَلَا تَأْکُلُوا أَمْوَالَهُمْ إِلَی أَمْوَالِکُمْ» (1).
والباء : للاستعانة ، نحو : بِسْمِ اللهِ الرحْمنِ الرَّحیمْ ، ولِلْمُصاحبة ، نحو : دَخَلْتُ عَلَیْهِ بِثِیابِ السَّفَرِ ، ومنه ، سُبْحان رَبِّیَ الْعَظیمِ وبِحَمْدِه. وللإلصاقِ ، إمّا حقیقة ، نحو : بِهِ داءٌ ، أو مجازاً ، نحو : مَرَرْتُ بِزَیْدٍ ، أی قَرُبَ مروری منه. وللمقابلة ، نحو : بِعْتُ هذا بِهذا. وللتعدیة ، نحو : ذَهَبْتُ بزیدٍ أی صیّرته ذاهباً. وللقَسَمِ ، نحو : بِالله لَاَفْعَلَنَّ کَذا. وللسببیّة ، نحو : ضَرَبْتُ بِسُوءِ أدَبه. وللبدل ، نحو :
فَلَیْتَ لی بِهِم قَوْماً إذا رَکِبُوا***شَنّوا الاِغارَة فُرْساناً وَرُکْباناً (2)
وللتفدیة ، نحو : بأبی أنْتَ وَاُمّی. وبمعنی عن ، نحو : «سَأَلَ سَائِلٌ بِعَذَابٍ وَاقِعٍ» (3). وبمعنی فی ، نحو : «بِیَدِکَ الْخَیْرُ» (4) ، وبمعنی اللام ، نحو : «وَإِذْ فَرَقْنَا بِکُمُ الْبَحْرَ» (5). وبمعنی من ، نحو : «عَیْنًا یَشْرَبُ بِهَا عِبَادُ اللَّهِ» (6). وتکُونُ زائدةً قیاساً فی ثلاثة أخبار : الأوّل : خبر لیس ، نحو : لیس زید بقائم. والثانی : خبر ما النافیة ، نحو : ما زید بقائم. والثالث : خبر مبتدأ مقرون بهَلْ ، نحو : هل زید بقائم.
وسماعاً إمّا فی غیر الخبر ، نحو : بحَسْبِک زید ، «وَکَفَی بِاللَّهِ
ص: 3
شَهِیدًا» (1) ، وألقی بِیَدِه ، وإمّا فی الخبر غیر ما ذکر ، نحو : حَسْبک بِزَیْدٍ.
وفی : للظرفیّة ، حقیقة ، نحو : الماءُ فی الکُوزِ ، ومجازاً ، نحو : النجاة فی الصدقِ ، کما أنّ الهلاک فی الکِذْبِ. وبمعنی عَلی قلیلاً ، نحو : «وَلَأُصَلِّبَنَّکُمْ فِی جُذُوعِ النَّخْلِ» (2). وبمعنی اللام ، نحو : إنّ امرأة دَخَلت النارَ فی هِرَّة حَبَسَتْها. وتکون فِعْلاً ، نحو : فِی بِعَهْدِک.
وعَلی : للاستعلاء ، إمّا حسّاً وهُوَ ما یُشاهَدُ ، نحو : زَیْدٌ عَلَی السَّطْحِ ، أو حکماً وهو ما لا یُشاهَدُ ، نحو : علیه دَیْن. وبمعنی فی ، نحو : دَخَلَ الْمَدینَةَ عَلی حین غَفْلَة مِنْ اَهْلها (3). وتکون اسماً. ویلزمها مِن ، لا غیر ، نحو : رَکبت مِنْ عَلَیْه ، أی من فوقِه وقد تکون فعْلاً ، نحو : «إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِی الْأَرْضِ» (4).
واللام : للاختصاص الملکیّ ، نحو : المالُ لِزیْدٍ. ولغیر الملکیّ ، نحو : «الْحَمْدُ لِلَّهِ» (5). وللتعلیل ، نحو : ضَرَبْتهُ للتأدیبِ. وللقسم ، فی التعجب کقول الشاعر :
لِلّهِ یَبْقی عَلَی الْأَیّام ذوُحِیَدِ***بِمُشمَخَرٍّ بِهِ الظّیّانُ وَاْلآسُ (6)
ص: 4
وللتوقیت ، نحو : «أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوکِ الشَّمْسِ إِلَی غَسَقِ اللَّیْلِ» (1). وبمعنی عَنْ مع القول ، نحو : «قَالَ الَّذِینَ کَفَرُوا لِلَّذِینَ آمَنُوا» (2). وبمعنی إلی ، نحو : «سُقْنَاهُ لِبَلَدٍ مَّیِّتٍ» (3) ، وتکون زائدة ، نحو قوله [ تعالی ] : «رَدِفَ لَکُم» (4) أی رَدِفَکُمْ. وتکون فعلا ، نحو : لِ زیداً. وفیها معنی النفع کما أنّ فی عَلی ، معنی الضرر ، نحو : دَعا لی ودعا عَلَیْه. ویفتح فی الاستغاثة والتعجب والتهدید ، نحو : یا لَزَید ویا لَلْماءِ ، ویا لَعَمْرو لأَقْتُلَنَّکَ. وفی کلّ مضمر إلّا الیاء ویکسر فی غیرها.
وعَن : للمجاوزة ، نحو : رَمَیْتُ السَّهْمَ عَنْ القَوْسِ ، وللبدل ، نَحو : «لَّا تَجْزِی نَفْسٌ عَن نَّفْسٍ شَیْئًا» (5). وبمعنی بَعد ، نحو : «لَتَرْکَبُنَّ طَبَقًا عَن طَبَقٍ» (6) ، أی حالاً بعد حال. وبمعنی علی ، نحو :
لاهِ (7) ابْنَ عمِّکَ لا أفْضَلتَ فی حَسَبٍ***عَنّی ولا أنْتَ دَیّانی فَتُخزونی(8)
ص: 5
ولاهِ مُخَفَّفُ لِلّهِ. وتکون اسماً مع مِنْ لا غیر ، نحو : جَلَسْتُ مِنْ عَنْ یَمینِکَ.
وحتّی : للانتهاء ، ومدخولها إمّا جزء ما قبلها ، نحو : أکَلْتُ السَّمَکَة حتّی رَأسِها ، أو متّصِل به ، نحو : نُمْتُ البارحة حتّی الصباحِ. وتفید لمدخولها قوّة ، نحو : مات الناس حتّی الأنْبیاء ، أو ضعفاً ، نحو : قَدِمَ الحاجُّ حتّی المشاة ، وتکون للاستئناف فما بَعده مبتدأ ولِلْعَطف ، فکالمعطوف علیه وأوّل الأمثلة یحتمل هذین أیضاً وشذّ دخولها علی الضمیر ، نحو :
فَلا وَاللهِ لا یَبْقی اُناسٌ*** فتیً حَتّاکَ یابْنَ أبی زِیادٍ (1)
ورُبَّ : للتّقلیل ، نحو : رُبَّ رَجُلٍ کَریمٍ لَقِیْتهُ ، ورُبَّ رَجُلٍ صالحٍ عِنْدی. وتکون لِلتکثیر ، نحو : رُبَّ رَجلٍ فَقیرٍ أغْنَیْتُهُ. ولها صدر الکلام ، وتختصّ بنکرة موصوفة وفعلها ماضٍ محذوف غالباً ، نحو : رُبَّ عصاً کَسَرتُهُ ، وتدخل علی مضمر مبهم مُمیّز بنکرة منصوبة علی طبق ما قصد إفراداً وتثنیة وجمعاً ، وتذکیراً وتأنیثاً. والمضمر مفرد مذکّر لا غیر ، نحو : رُبّه رَجُلاً ورَجُلین ورجالاً وَامْرأة وامرأتین ونساء ، وتلحقها ما فتکفّها عن العمل غالباً وتدخل علی قبیلتین ، نحو : ربّما قام زید ، وربّما زید قائم ، وقد تخفّف ، نحو قوله تعالی : «رُّبَمَا یَوَدُّ الَّذِینَ کَفَرُوا لَوْ کَانُوا مُسْلِمِینَ» (2)
ص: 6
والواو : تکون بمعنی ربّ ، فتدخل علی النّکرة الموصوفة وفعلها کفعلها ، نحو :
وَبَلْدَةٍ لَیْسَ لَها أنیسٌ*** إلَّا الْیَعافیرُ وَإلَّا الْعیسُ (1)
وللقسم ، نحو : وَاللهِ ما فَعَلْتُ کَذا ، ویختصّ بالظاهر و یحذف فعله ویجاب بغیر الطلب فلا یقال : وَکَ ، وَلا اُقْسِمُ وَاللهِ ، ولا والله أخبرنی ، أو لا تخبرنی.
وَالتاء : للقسم ویختصّ بلفظ الله ویحذف فعله وشذَّ مع السؤال ، نحو :
تالله یا ظَبَیات القاعِ قُلْنَ لَنا***لَیْلایَ مِنْکُنَّ اَمْ لَیْلی مِنَ الْبَشَرِ (2)
وباء القَسَم ، أعمّ منهما نحو : «لَا أُقْسِمُ بِیَوْمِ الْقِیَامَةِ» (3) وَبِکَ أخْبِرْنی ، ولا بدّ لِجَواب القَسَم فی غیر السؤال ، من إحدی الأربعة : اللام وإنْ وما ولا ، ولو تقدیراً ، نحو : «تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْکُرُ یُوسُفَ» (4) أی لا تفتؤ. ویحذف الجواب إذا توسّط القَسَم بین أجزاء ما یدلّ علیه أو تأخّر عنها ،
ص: 7
نحو : زید والله قائم وزید قائم والله.
والکاف : للتشبیه ، نحو : زید کالأسَدِ. وللتعلیل ، نحو : قوله تعالی : «وَاذْکُرُوهُ کَمَا هَدَاکُمْ» (1) ، وتلحقها ما الکافّة ، نحو :
أخٌ ماجِدٌ لَم یُخْزِنی یَوْمَ مَشْهَدٍ***کما سَیْفُ عمروٍ لَمْ تَخُنْهُ مضارِبُهُ (2)
والمصدریّة ، نحو :
فَلَمّا أصْبَحَ الشَّرَ وأمْسی وهُوَ عُرْیانٌ*** فَلَمْ یَبْقَ سِویَ العُدْوانِ دِنّاهُمْ کَما دانُ (3)
والزائدة ، نحو : زَیْدٌ أخی کما أنَّ عَمْراً أخُوکَ. وقد تکون زائدة ، نحو قوله تعالی : «لَیْسَ کَمِثْلِهِ شَیْءٌ» (4). وتدخل الضمیر علی قلّة ، نحو : ما أنت إلّا کَأنَا.
ص: 8
ومُذْ ومُنْذُ : لابتداء الغایة فی الماضی ، نحو : ما رَأَیته مُذْ ومُنْذُ یَوْم الجمعة. وللظرفیة ، فی الحاضر ، نحو : مُذْ یَومِنا ومُنْذُ شهرنا. ویختصّ بالظاهر ویکونان اسمین بمعنی أوّل المدّة فیلیهما المفرد ، نحو : ما رَأَیته مذْ یومِ الجمعة أو جمیعها فیلیهما ما قصد ، نحو : ما رَأَیتهُ مُذْ یَوْمان أو أیّام فهما مبتدءان وما بعدهما الخبر.
وحاشا وعَدا وخَلا : للاستثناء أی إخراج الشیء عن حکم ما قبلها ، نحو : ساءَ القوم حاشا وعَدا وخَلا زیدٍ. وتکون فعلاً فتنصب ما بعدها علی المفعولیّة ، والفاعل یستتر فیها وجوباً والجملة منصُوب المحلّ علی الحالیّة ، نحو : جاءنی القوم حاشا زیداً أی حال کونهم خالیاً مجیئهم من زید وتدخل علی الأخیرتین ما المصدریّة فالجملة فی تأویل المصدر منصوب علی الظرفیّة بتقدیر الوقت ، نحو : جاءنی القوم ما عدا زیداً أو ما خلا عمراً أی وقت عُدُوّهم عن زید ووقت خلوّهم عن عمروٍ.
ومَنْ جرّ الاسم بهما جعلها زائدة ولا بدّ لحروف الجرّ من متعلّق إلّا الحُروف الزائدة ، نحو : «کَفَی بِاللَّهِ شَهِیدًا» (1) وکذا رُبَّ والکاف وحاشا وعدا وخلا.
وهی ستّة أحرف : إنَّ وأنَّ وکَأنَّ ولکِنَّ ولَیْتَ ولَعَلَّ ، وتدخل علی المبتدأ والخبر فتنصب الأوّل اسماً ، وترفع الثانی خبراً ولما سوی أنَّ المفتوحة صدر الکلام ، ولها التوسّط (2).
ص: 9
[إنّ و أنّ] فالأوّلان : لتأکید مضمون الجملة ، لکنّ المکسورة لا تغیّرها والمفتوحة مع جملتها فی حکم المفرد ، نحو : إنَّ زَیْداً قائمٌ ، وبَلَغَنی أنَّ زَیْداً راکِبٌ ، وقد تخفّفان ، فإنّ المکسورة قد تعمل ، نحو : «وَإِنَّ کُلًّا لَّمَّا لَیُوَفِّیَنَّهُمْ رَبُّکَ أَعْمَالَهُمْ» (1) ، وقد تلغی فیلزمها اللام ، نحو : إنْ زید لقائم ، فرقاً بینها وبین إن النافیة. والمفتوحة تعمل وجوباً فی ضمیر الشأن مقدّراً ، نحو : «أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِینَ» (2) ، ویلزمها مع الفعل المتصرّف ، السین ، أو سَوْف ، أو قد ، أو حرف النفی لئلّا یلتبس بالمصدریّة أو لیکون کالعوض ، نحو : عَلِمْتُ أنْ سَیَقُومُ ، أو سَوْفَ یَقُومُ ، أو قَدْ قُمْتَ ، أو لا یَقُومُ. وأمّا مع غیر المتصرّف فلا ، نحو : بَلَغَنِی أنْ لَیْسَ زَیْدٌ قائماً ، «وَأَن لَّیْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَی» (3) ، وتکونان فعلین ، نحو : أنَّ زید وإنّ یا زید وتکون المکسورة اسماً ، نحو : سَمِعْتُ إنَّ زَیْدٍ ، وتکون حرف إیجاب ، نحو : «إِنْ هَذَانِ لَسَاحِرَانِ» (4).
وکَأنَّ : للتشبیه ، نحو : کَأنَّ زیداً الأسَدُ ، وقد تخفّف فتلغی عن العمل ، نحو قول الشاعر :
ونَحْرٍ مُشْرِقِ اللَّوْنِ***کَأنْ ثَدْیاهُ حُقّان (5)
ص: 10
ولکنَّ : للاستدراک ، ویقع بین الکلامین المتغایرین ، نحو : جاءنی زید لکِنَّ عَمراً لَمْ یجئ. وتخفّف فتلغی عن العَمل ، ویجوز معها مطلقاً الواو للعطف ، أو الاعتراض علی خلاف فیها ، نحو : «وَمَا کَفَرَ سُلَیْمَانُ وَلَکِنَّ الشَّیَاطِینَ کَفَرُوا» (1).
ولیتَ : للتمنّی ، ویعمّ للممکن والمحال ، نحو : لَیْتَ زَیْداً فاضِلٌ ، ونحو :
فَیالَیْتَ الشبابَ لَنا یَعُودُ***فَاُخبِرَهُ بِما فَعَلَ الْمَشیبُ (2)
ولَعَلَّ : للترجّی ، ویختصّ بالممکن ، نحو : لعلّ زیداً فاضِلٌ ، وقوله تعالی : «فَلَعَلَّکَ تَارِکٌ بَعْضَ مَا یُوحَی إِلَیْکَ» (3) ، وفیها لغات کثیرة منها عَلَّ ، ومنه قول الشاعر :
لا تُهینَ الْفَقیرَ عَلَّکَ اَنْ تَرکع***یَوْماً وَالدَّهْرُ قَدْ رَفَعَهُ (4)
ص: 11
ویلحق الکلّ ما ، فتکفّها عن العمل علی الأفصح ، نحو : إنَّما قامَ زَیْدٌ ، وإنَّما زَیْدٌ قائمٌ.
تَنْبیهٌ : وجه مشابهة تلک الحروف بالأفعال أنّها مثلها لفظاً ومعنیً ، أمّا لفظاً فلکونها ثلاثیّة ورباعیّة وخماسیّة ومبنیّة علی الفتح وموازنة لها مدغمة ، وأمّا معنی فلکونها بمعنی حَقَّقْتُ وشَبَّهْتُ وَاستدرکت وتَمَنَّیْتُ وتَرَجَّیْتُ.
فی النفی والدخول علی المبتدأ والخبر ،[ ترفعان ] الاسم و [ تنصبان ] الخبر مثله ، وما ، أشبه بلیس من لا ، لکونها لنفی الحال بخلاف لا ومن ثمّ یعمل ما مطلقاً ولا ، یختصّ بالنکرات ، نحو : ما زَیدٌ قائماً ، وما أحَدٌ خیراً مِنْک ، وَلا رَجُلٌ أفْضَلَ منْکَ ، وقَدْ تزاد التاء مَعَ لا فی الأحیان للتأنیث ، أو المبالغة فیجب حذف أحد معمولیها والأشهر الاسم ، قال الله تعالی : «وَّلَاتَ حِینَ مَنَاصٍ» (1) وکقول الشاعر :
نَدِمَ البُغاة وَلاتَ ساعَةَ منْدَمٍ***وَالْبَغْیُ مَرْتَعٌ مُبْتَغِیهِ وَخِیمٌ (2)
أی ولات الساعة ساعة مندم.
ص: 12
وإنْ ، تعمل قلیلاً کقول الشاعر :
إنْ هُوَ مُسْتَوْلیاً عَلی أحَدٍ***إلّا عَلی أضْعَفِ المَجانینِ (1)
وإذا انتقض النفی بإلّا ، أو تقدّم الخبر أو زیدَ إنْ ، بطل العمل ، نحو : ما زیدٌ إلّا قائمٌ ، وما قائمٌ زیدٌ وما إنْ زیدٌ قائمٌ ، وقد یکون لا ، لاستغراق النفی للجنس فینعکس العَمَل إنْ تلیها نکرة مضافة أو مشبّهة بها ، نحو : لا غلامَ رَجلٍ أفضلَ منک ، ولا عِشْرینَ دِرْهماً لَکَ. ومَعَ الإفراد ، البناء علی ما ینصب به ، نحو : لا مُسْلِمَ أو لا مُسْلِمَیْن أو لا مُسْلِماتٍ فیها. وفی التعریف أو الفصل بینه وبین لا ، وجب الرفع والتکریر ، نحو لا زَیْدٌ فی الدار ولا عمروٌ ، ولا فی الدارِ رجلٌ ولا امرأةٌ ، وکثیراً ما یحذف أحَدَ معمُولیها ویبقی الآخر ، نحو : لا عَلَیْکَ ، أی لا بأسَ عَلَیْکَ ، ومنه : «لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ».
وهی سبعة أحرف ، یا وأیا وهَیا وأیْ والهمزة المفتوحة والواو وإلّا.
فالخمسة الأُوَل ، حروف النداء ومدخولها المنادی وهو ینصب بها إن کان نکرة کقول الأعمی ، یا رَجُلاً خُذْ بیدی ، أو مضافاً ، نحو : یا عبدَ اللهِ ، أو مضارعاً له ، نحو : یا طالعاً جَبَلاً إذ الأوّل عامل فی الثانی ، والثانی مخصّص للأوّل کالأوّل ، ویبنی علی ما یرفع به إن کان مفرداً معرفة ، نحو : یا زیدُ ویا زَیْدانِ ویا زَیْدونَ ، ویفتح بألف الاستغاثة ، نحو : یا زیداه ، ویخفض بلامها ، ولامَی التعجّب والتهدید ،
ص: 13
نحو : یاَللهِ لِلْمَظلوم ، ویا للماءِ ویا لَعَمروٍ لأقْتُلَنَّکَ.
وأمّا موارد استعمالاتها ، فالهمزة للقریب ، وأیا ، وهیا للبعید ، وأی للمتوسّط ، ویا أعمّ ویتعیّن فی اسم الله تعالی والاستغاثة والندبة ، نحو : یا وَیْلَتا ، وقد یحذف حرف النداء ، نحو : اللّهُمَّ ، فإنّ أصله یا الله ، فحذفت ( یا ) وعوّضت عنها المیم.
فائدتان : الاُولی : لا یدخل حرف النداء علی الألف واللام ، إلّا فی یا الله فلا یقال ، یا الرجل بل یتوسّط إمّا بأیّ ، نحو یا أیّها الرجل ، فأیّ منادی مفرد معرفة ، والرجل صفة له مرفوع حملاً علی لفظه ، أو باسم الإشارة ، نحو : یا هذا الرجُل ، کالأوّل أو باجتماعهما نحو : یا أیّ هذا الرجل ، فهذا مرفوع محلاً صفة لأیّ ، والرجل مرفوع علی أنّه صفة لهذا ، أو بدل عنه ، أو عطف بیان له.
الثانیة : قد یضاف المنادی الی الیاء ، نحو : یا غلامی ، فیجوز قلبها ألفاً ، نحو : یا غلاماً ، أو تاء مع الألف ، نحو : یا أبَتا ، أو بدونه ، نحو : یا أبَتَِ فتحاً وکسراً ، ویجوز الحاق هاء السکت وقفاً ، نحو : یاغلاماه ویاأبتاه.
تنبیهٌ : قد اختلف فی نصب المنادی فقیل بتلک الحروف وهو ما اخترناه ، وقیل بفعل محذوف من نحو : ادْعُو أو أطْلُبُ.
والواو ، بمعنی مَعَ ، نحو : اسْتَوَی الماء والخَشَبَة ، وکفاک وزَیْداً دِرْهمٌ ، ویُسمّی منصوبها مفعولاً معه.
وإلّا للاستثناء ، ومنصوبها المستثنی وما اعتبر مغایرته له فی الحکم ، المستثنی منه ، وشرط نصبه أن یکون المستثنی فی کلام تامّ أی ما ذکر فیه المستثنی منه موجب ، نحو : جاءنی الْقَوْمُ إلّا زَیداً ، أو مقدّماً
ص: 14
علی المستثنی منه ، نحو : ما جاءنی إلّا زیداً أحد ، أو منقطعاً ، أی غیر داخل فی المستثنی منه قصداً ، نحو : ما جاءنی أحَدٌ إلّا حِماراً ، ویجوز النصب ، ویختار البدل إذا کان الکلام تامّاً غیر موجب ، نحو : «مَّا فَعَلُوهُ إِلَّا قَلِیلٌ» (1) وإلّا قلیلاً ، ویعرب بحَسَب العوامل إذا کان مفرّغاً أی لم یذکر معه المستثنی منه ، نحو : ما ضَرَبَنی إلّا زَیْدٌ ، ولَسْتُ إلّا قائماً ، وما مَرَرْتُ إلّا بزیدٍ.
تنبیهٌ : قیل انتصاب المستثنی لیس بإلّا بل بفعل مقدّر ، أی أسْتَثْنی ، وقیل بالمذکور لکن بتوسّطها.
تتمیمٌ : قد یستثنی بغیر وسوی وسواء ، والمستثنی بها مجرور بالإضافة ، وغیر ، اُعرب کالمستثنی بإلّا علی التفصیل ، وسوی وسواء ینصب علی الظرفیّة. وبحاشا وعدا وخلا وما عدا وما خلا ، علی ما مضی وبِلَیْسَ ولا یکون ، نحو : سیجیء أهلک لیس زیداً ولا یکون بِشْراً ، والمستثنی بهما نصب علی الخبریة ، والاسم مستتر فیهما وجوباً ، والجملة منصوب المحلّ علی الحالیّة.
وبلا سیَّما : نحو : اکْرِم الْقَوْمَ لا سِیَّما زیداً وسِیَّما زیداً ، بتقدیر لا وفیما بعدها ثلاثة أوجه ، الرفع علی الخبریّة لمبتدأ محذوف وما فیها موصولة أو موصُوفة أی لا سیّ الّذی ، أو شیء هو زید موجود. والجرّ علی إضافة سیّ إلیه وما زائدة ، أی لا سیّ زَیْدٍ موجود والجملة حال فی الحالین. والنصب علی الاستثناء فیکون لا سیّما منقولة من أحد الأوّلین مبقاة علی ما کانت علیه وکخصوصاً إعراباً ومعنیً.
ص: 15
وهی أربعة أحرف : أنْ ولَنْ وکَیْ وإذَنْ.
فَأنْ : نحو : «أَن تَصُومُوا خَیْرٌ لَّکُمْ» (1). ویجیء علی وجوه اُخر غیرها کالمخفّفة عن المثقّلة ، نحو : «عَلِمَ أَن سَیَکُونُ مِنکُم مَّرْضَی» (2). والزائدة ، نحو : «فَلَمَّا أَن جَاءَ الْبَشِیرُ» (3). والمفسّرة لما هو بمعنی القول لا صریحه ، نحو : «وَنَادَیْنَاهُ أَن یَا إِبْرَاهِیمُ» (4). والّتی بعد العلم هی المخفّفة لا الناصبة وفیما بعد الظنّ وجهان ، نحو : ظَنَنْتُ أن لا یَقُوم.
ولَنْ : لنفی الاستقبال وتنصب مطلقاً ، نحو : «فَلَنْ أَبْرَحَ الْأَرْضَ حَتَّی یَأْذَنَ لِی» (5).
وَکَیْ : تفید نوعاً من التّعلیل وتنصب إذا کان ما قبلها سبباً لما بعدها ، نحو : أسْلَمْتُ کَیْ أدْخُلَ الجنّة.
وإذَنْ : جواب وجزاء وتنصب مستقبلاً إذا لم یعتمد علی ما قبلها کقولک : إذَنْ تَدْخُلَ الجنَّةَ ، لِمَنْ قال أسْلَمْتُ ، وأمّا مَعَ الحال أو الاعتماد فلا ، کقولک لِمَنْ یحدّثک : إذاً أظنُّکَ کاذِباً ، أو إنْ أتَیْتنی إذَنْ اُکْرِمُک ، وَمَعَ العطف وجهان ، نحو : آتیکَ فَإذَنْ اُکْرِمُک.
وهی خمسة أحرف : لَمْ ولَمّا وَلام الأمر ولاء النهی وإن الشرطیّة.
فَلَمْ ولَمّا : لقلب المضارع ماضیاً ونفیه ، نحو : لَمْ یَضْرِبْ ولَمّا ٠.
ص: 16
یَضْرِبْ ، ویختصّ لم بمصاحبة حرف الشرط ، نحو : إنْ لَمْ تَفْعَلْ أفْعَل ، وجواز انقطاع منفیّها ، نحو : لَمْ یَضْرِبْ ثمَّ ضَرَبَ ، ولَمّا بجواز حذف فعلها کَشارَفْتُ المَدینَةَ فَلَمّا ، أی لمّا أدخلها ، ویتوقّع ثبوته ، نحو : «لَّمَّا یَذُوقُوا عَذَابِ» (1) وهی مَعَ المضارع جازمة ، ومَعَ الماضی ظرف ، نحو : لَمّا قُمْتَ قُمْتُ ولَمّا لَمْ تَقُمْ قُمْتُ ومَعَ غیرهما بمعنی إلّا ، نحو : «إِن کُلٌّ لَّمَّا جَمِیعٌ لَّدَیْنَا مُحْضَرُونَ» (2).
ولام الأمر : لطلب الفعل ، نحو : لِیَضْرِبْ زَیْدٌ ، ویدخل علی الغائب والمتکلّم دون المخاطب إلّا أن یکون مجهولاً.
ولاء النهی : لطلب الترک وتدخل علی الصیغ مطلقاً ، نحو : لا یَضْرِبْ ولا تَضْرِبْ ولا نَضْرِبْ.
وإنْ : یدخل علی فعلین یسمّی الأوّل شرطاً ، والثانی جزاء فیجزم ما کان مضارعاً ، وفیما قبله ماضٍ وجهان ، نحو : إنْ تَقُمْ أقُمْ ، وإنْ قُمْتَ أقُمْ أو أقُومُ.
فوائد : الاُولی : فیما عطف علی الجزاء المجزوم الجزم بالعطف والنصب بإضمار أنْ والرفع علی الاستئناف ، نحو : إنْ تَأْتِنی آتِکَ فَاُحدِّثکَ ، وفیما عطف علی الشرط المجزوم الأوّلان.
الثانیة : یجوز حذف شرطها مَعَ لا ، نحو : قُمْ وإلّا أقُمْ.
الثالثة : کثیراً ما یعطف جملتها علی ما یحذف کلَوْ الشرطیّة ، نحو : تصدّق وإنْ کان درهماً ، أی إنْ کان زایداً وإن کان درهماً ، واکْرِم الضَّیْفَ وَلَوْ کانَ کافِراً ، أی لو کان مؤمناً ولو کان کافراً.
ص: 17
الرابعة : الجزاء إن امتنع جعله شرطاً یجب فیه الفاء کالجملة الاسمیّة والطلبیّة ، والفعل الجامد کعَسی والمقرون بقَدْ ، أو السین ، أو سَوْفَ ، أو لَنْ ، أو ما ، أو لا ، وإن لم یمتنع فإن کان ماضیاً لفظاً أو معنی بغیر قد ، فیمتنع وإلّا فوجهان ، نحو : إنْ ضَرَبْتَنی فَأضْرِبْکَ أو أضربُک.
تدخل علی المبتدأ والخبر فترفع الأوّل اسماً لها ، وتنصب الثانی خبراً لها ، وهی کثیرة منها : کانَ وصارَ وأصْبَحَ وأمْسی وأضْحی وظَلَّ وباتَ ومَا انْفَکَّ وما زال وما فتئ وَما بَرحَ وما دامَ ولَیْسَ.
فکان ، لثبوت الخبر للاسم ، نحو : کانَ زَیْدٌ قائماً ، وبمعنی صارَ ، نحو :
بِتَیْهاءَ قَفْرٍ وَالْمَطِیُّ کَأنَّها***قَطَا الحَزْن قَدْ کانَتْ فراخاً بُیُوضُها (1)
ویکون فیها ضمیر الشأن ، نحو :
إذا مِتُّ کانَ الناسُ صِنْفانِ شامِتٌ***وآخَرُ مُثْنٍ بِالَّذِی کُنْتُ أصْنَعُ (2)
ص: 18
وتامّة بمعنی ثَبَتَ ووَقَعَ ، نحو : «کُن فَیَکُونُ» (1). وکانَتِ الْکائِنَةُ.
وزائدة ، نحو : «کَیْفَ نُکَلِّمُ مَن کَانَ فِی الْمَهْدِ صَبِیًّا» (2). وقد تحذف إمّا وَحْدها ، نحو : أمّا اَنْتَ مُنْطَلِقاً انْطَلَقْتُ ، أی لِأَنْ کُنْتَ مُنْطَلِقاً ، أو مع أحَد معمُولیها ، نحو : إنْ خیْراً فَخَیْراً ، منصوبین ، أو مرفوعین ، أو مختلفین ، أو معهما ، نحو : افْعَل هذا ، إمّا لا ، أی : إنْ کنت لا تفعل غیره ، زِید ما عوضاً عن المحذوف ، وقد یحذف النون من مضارعها المجزوم إذا لم یتّصل به ضمیر بارز ولم یسکن ما بعده ، نحو : «لَمْ أَکُ بَغِیًّا» (3).
وصارَ ، للانتقال ، نحو : صار زیدٌ غَنِیّاً ، وتکون تامّة ، نحو : صار زیدٌ الی عَمرو أی انتقل إلیه.
وأصْبَحَ وأمْسی وأضْحی لاقتران مضمون الجملة بأوقاتها ، وهی الصباح والمسی والضُّحی ، نحو : أصْبَحَ ، وأمْسی ، وأضْحی زیدٌ أمیراً ، أی اقترن إمارته بتلک الأوقات. وتکون بمعنی صار ، نحو : أصْبَحَ ، أو أمْسی ، أو اَضْحی زیدٌ غَنیّاً ، وتامّة بمعنی الدخول فی تلک الأوقات ، نحو : أصْبَحَ ، أو أمْسی ، أو أضْحی زیدٌ أی دخل فیها.
وظلَّ وباتَ ، لاقتران مضمون الجملة بوقتهما ، نحو : ظَلَّ أوْ باتَ زیدٌ قائماً ، أی قام فی جمیع نهاره أو لیله ، ویجیئان بمعنی صار ، نحو : ظلّ أو
ص: 19
بات زیدٌ قائماً ، أی صار قائماً ، وتامّتین علی قلّة ، نحو : ظِلْتُ أو بِتُّ بمکانِ کذا ، أی کنت بها نهاراً أو لیلاً.
وما زالَ وما بَرحَ وما فَتئ ومَا انْفَکّ ، لاستمرار ثبوت الخبر للاسم ، نحو : ما زال زیدٌ کریماً ، أی استمرّ کرَمه ، وکذا أخواته ویلزمها النفی ولو تقدیراً ، نحو : «تَاللَّهِ تَفْتَأُ تَذْکُرُ یُوسُفَ» (1).
وما دام للتوقیت ، وما فیها مصدریّة وما زال قبله کلام ، نحو : اجْلِسْ ما دامَ زیدٌ جالِساً.
ولَیْسَ ، لنفی مضمون الجملة حالاً ، نحو : لَیْسَ زَیْدٌ بَخیلاً ، ویجوز تقدیم أخبارها کلّها علی أسمائها ، نحو : کان قائماً زیدٌ ، وأمّا علیها فیمتنع فی ما دام ، واختُلِف فی لیس وما یلزمه النفی ویجوز فی البواقی.
تنبیهُ : غیر الماضی منها یعمل عمله ولیس فی لیس تصرّف.
فائدة : تسمّی تلک الأفعال ناقصة لأنّها لا تتمّ بالمرفوع کسائر الأفعال.
وهی کالأفعال الناقصة إلّا أنّه التزم فی خبرها المضارع إلّا ما شذّ وهی عَسی وحَری وَاخلَوْلَقَ وکادَ وکرَبَ وأوْشک وأنْشَأَ وطَفِقَ وجَعَلَ وأَخَذَ وعَلَقَ ، وهی لدنوّ الخبر للاسم رجاءً أو حصولاً أو أخذاً فیه.
والأوّل : عَسی وحَری وَاخلَوْلَقَ وخبرها مع أن ، نحو : عَسی زیدٌ أن یقوم ، ویجوز حذف أن فی خبرها ، نحو : عَسی زَیْدٌ یخرج ، أی عسی زیدٌ خارجاً
ص: 20
وإذا قدّم الفعل ، نحو : عَسی أن یَقُوم زَیْدٌ فیحتمل التامّ والنقص ، نحو : حَری زَیْدٌ أن یَقُومَ ، واخْلَوْلَقَ السَّماءُ أنْ تَمْطَر.
الثانی : کادَ وکرَبَ وأوْشَک ، نحو : أوْشَک زیدٌ أن یَقُومَ وکثر أنْ فی أوْشَک وقَلَّتْ فی أخَویْه.
الثالثُ : البواقی ، نحو : «وَطَفِقَا یَخْصِفَانِ عَلَیْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ» (1). وأنْشَاَ أو جعَلَ أو أخَذَ أو عَلَقَ السائقُ یَحْدو ، أی شرع فیه ، ولیس معها أنْ ، لأنّها للحال وأن للاستقبال ، ولم یستعمل غیر الماضی من تلک الأفعال إلّا یَکادُ ویوشک ومُوشِک اسم فاعل.
ویکون بعدها اسمان مرفوعان ، أحدهما الفاعل والآخر المخصوص بأحدهما ، وهی أربعة : نِعْمَ وحَبَّذا للمدح ، وبِئسَ وَساءَ للذّم ، وفاعلها إمّا معرّف باللام ، نحو : نِعْمَ الرجُلُ زَیْدٌ ، أو مضاف إلیه ، نحو : نِعْمَ غلامُ الرجل زید ، أو مضمر مُبهم ممیّز بنکرة منصوبة ، نحو نِعْمَ رَجُلاً زَیْدٌ ، أو بما ، نحو : «فَنِعِمَّا هِیَ» (2). ومخصُوصها إمّا مبتدأ وما قبله الخبر ، أو خبر لمبتدأ محذوف وهو ، هُوَ أو هِیَ. وإبهام الضمیر إنّما هو علی الثانی دون الأوّل ، وساءَ وبِئسَ مثلها ، وقد یحذف المخصوص ، نحو : «نِّعْمَ الْعَبْدُ» (3) ، أی أیّوب ( علیه السلام ). وَحَبَّذا ، نحو : حَبَّذَا الرجُلُ زَیْدٌ ، فَحَبَّ فعل ماضٍ وذا فاعله والرجل صفة للفاعل ، وقد یحذف الصفة ویأتی بتمییز أو حال. قبل المخصوص أو بعده مطابقاً له فی الافراد والتذکیر ، وغیرهما ، نحو : حَبَّذا رَجُلاً أو راکِباً زَیْدٌ ،
ص: 21
وحَبَّذا زَیْدٌ رَجُلاً أو راکباً ، وحَبَّذا رَجُلَیْن أو راکِبین الزیدان ، وحَبَّذَا الزیدان رجلین أو راکبین ، وهکذا فی البواقی.
و [تسمّی أیضاً] أفعالَ الشک والیقین ، تدخل علی المبتدأ والخبر وتَنصبهما علی المفعولیة ، وهی عَلِمْتُ وَرَأَیْتُ ووَجَدْتُ للیقین ، وحَسِبْتُ وخِلْتُ وظَنَنتُ ، للشک ، وزَعَمْتُ ، لهذا تارة ولذاک اُخری ، نحو : عَلِمْتُ زیداً فاضِلاً ، وحَسِبْتُ بکراً کَریماً ، وزَعَمْتُ بِشْراً أخاک ، وهکذا سائر تصاریفها ، ولا یجوز الاختصار علی أحَد معمولیها ، ویجوز حذفهما معاً ، نحو : من یَسمَع یَخل ، أی یخل مسمُوعَه صادقاً.
تنبیهُ : واُلْحِق بها أفعال اُخر کأعْطی ، وکسی ، وسَمّی ، نحو : أعْطَیْتُ زیداً درهماً ، وکَسوتُه جُبَّةً ، وسَمَّیْتُهُ خَلیلاً ، وأفعال التصییر ، کصَیَّر وجَعَلَ ورَدَّ وتَرَک واتَّخَذَ وما یتصرّف منها ، نحو : «وَاتَّخَذَ اللَّهُ إِبْرَاهِیمَ خَلِیلًا» (1) ، وکذا أحوال البواقی.
وهی أنواع : منها ما یرفع علی الفاعلیّة فقط ، ومنها ما ینصب علی المفعولیّة أیضاً ، ومنها ما یستعمل علی الوجهین.
أمّا الأوّل : فعلی ضربین ، أحدهما : ما یعمل فی الضمیر ومنه آمین ، بمعنی اسْتَجِبْ. وهَیْتَ ، بمعنی أسْرِع ، وفی التنزیل «هَیْتَ لَکَ» (2). وقطّ ، بمعنی انته ، مثل : أعطیته درهماً فقط ، وفاؤه جزائیّة والشرط محذوف أی إذاً
ص: 22
أعطیته درهماً فقط. واُفٍّ ، بمعنی أتضجّر ، نحو : «فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ» (1). ووَیْ وواهاً وآهاً ، بمعنی أتعجّب ، نحو : «وَیْکَأَنَّهُ لَا یُفْلِحُ الْکَافِرُونَ» (2). وَواهاً لک ثُمَّ آهاً.
وثانیهما : ما یعمل فی المظهر.
ومنه هَیْهاتَ ، نحو : هَیْهاتَ الأمْر أی بَعُدَ.
وشتّانَ ، نحو : شَتّانَ زَیْدٌ وعَمْروٌ ، أی افترقا ، تقول : شتّانَ ما بَیْنَ زَیْدٍ وعَمْروٍ ، وشتّان ما بینهما.
وسَرْعانَ ، نحو : سَرْعانَ زیدٌ أی سَرع ، وفی المثل سَرْعانَ ذا إهالة.
وأمّا الثانی : فکلمات ، منها رُوَیْدَ ، نحو : رُوَیْدَ زیداً أی أمْهِلْهُ ، ورُوَیْداً فی «أَمْهِلْهُمْ رُوَیْدًا» (3) ، مصدر ، وفی قولهم : ساروا رُوَیداً ، إمّا حال ، أی ساروا مُرودینَ ، أو نعت لمصدر تقدیراً کما فی ساروُا سیراً رویداً لفظاً.
وعَلَیْک نحو : عَلَیْکَ زیداً أی الزمه ، وفی الحدیث : علیک بصلاة اللیل.
وبَلْهَ ، نحو : بَلْهَ زیداً أی دَعْهُ ، وفی قولهم : بَلْهَ زیدٍ مصدر مضاف.
ودُونَک ، نحو : دونک زیداً أی خذه.
وأمامَک ، نحو : أمامَکَ زیداً أی تقدّمه.
وَحیَّهَل ، نحو : حَیّهَل الثرثید أی ایته.
وها ، نحو : ها زیداً أی خذه ، وفی التنزیل : «هَاؤُمُ اقْرَءُوا کِتَابِیَهْ» (4).
وأمّا الثالث : فنحو : هَلُمَّ جَرّاً أی تعال تجرّجَرّا ، و «هَلُمَّ شُهَدَاءَکُمُ» (5) أی هاتوهم ، ومنها فعالِ کنزال بمعنی انزل ، وتراک الأمر أی اترکه. وهذه الأسماء إمّا لازم التعریف کنزال وبله وآمین ، أو التنکیر ، نحو : آهاً وواهاً ،
ص: 23
أو جائز الأمرین کصَهٍ وصَهْ ومَهٍ ومَهْ واُفٍّ واُفْ فما نوّن نکرة وما عری معرفة.
وتسمّی کلم المجازات ، وهی : مَتی وإذْ ما وحَیْثما وأیْنما وأنّی ومَهْما وما ومَنْ وأیّ وکَیْفَما وإذا. ولا جزم فی إذ وحَیْث ، إلّا مع ما.
فمتی وإذ ما للزمان ، نحو : مَتی تَقُمْ أقُمْ ، وإذ ما تقمْ أقُمْ.
وأیْنَما وحیْثما للمکان ، نحو : أیْنَما تکُنْ أکُنْ ، وحَیْثُما تَخْرج أخْرُجْ.
وأنّی کَأیْنَما ومَتی ، نحو : أنَّی تَقْعُدْ أقْعُد ، وأنّی تَصمْ أصمْ.
ومَهْما کَمتی ، نحو : مَهْما تُسافِرْ اُسافِرْ ، قیل : هی بسیطة ، وقیل : مرکّبة أمّا من ما الشرطیّة ، والزائدة ، فقلبت الألف الاُولی هاءً تحرّزاً عن التکرار ، أو من مه وما الشرطیة کأنّه قیل لک أنتَ لا تفعل ما أفعل فقلت مهما تفعل أفعل.
ومَنْ لذوی العقول ، نحو : مَنْ تُکْرِم أکْرِمْ وما لِغَیْرهم ، نحو : ما تَصْنَعْ أصْنَع ، ومنه : «مَا تَفْعَلُوا مِنْ خَیْرٍ یَعْلَمْهُ اللَّهُ» (1).
وأیّ أعم ، نحو : أیّاً تَضْرِبُ أضْرِب ، وأیّاً ما تَصْنَعْ أصْنَعْ. ولهذه الکلمات معان اُخر لا تجزم بها.
فمتی للاستفهام ، نحو : متی تقوم ، ومتی القتال فَیعمّ القبیلتین.
وأیْنَ کذلک ، نحو : أین تکون وأین زید ؟ وأنّی للاستفهام فی المکان والحال ، نحو : أنّی زید ؟ بمعنی أین هو ؟ وکیف هو ؟ وبمعنی متی الاستفهامیّة ، نحو : أنّی القتال ؟
ص: 24
ومَنْ للاستفهام ، نحو : مَنْ أنت ؟ ومهما لاستفهام الزمان ، نحو :
مَهْما لیَ اللَّیلةَ مَهْما لِیَهْ*** أَودی بِنَعْلیَّ وسِربَالِیَهْ (1)
وبمعنی ما ، نحو : مهما نذره من الهیئة المشروعة انعقد. وما للاستفهام ، نحو : ما هذا ؟ وموصُوفة ، نحو : مررتُ بما مُعْجِب لکَ ، وصفة ، نحو : اضْرِبه ضَرْباً مّا ، وموصولة ، نحو : فیه ما فیهِ ، وَتامّة ، نحو : ما أحْسَنَ زَیْداً ، وأیّ مثل ما إلّا فی التامّ. ومَنْ مثل أیّ إلّا فی الصفة ، ومن وما قد یتعاطیان المعنی فتکون ما لذوی العقول ، نحو : «وَالسَّمَاءِ وَمَا بَنَاهَا» (2) ، ومَنْ لغیر ذوی العقول ، نحو : «وَمِنْهُم مَّن یَمْشِی عَلَی أَرْبَعٍ» (3) وأمّا الجزم بکیفما وإذا فشاذّ.
تنبیهان :
الأوّل : کیف لاستفهام الحال ویقع حالاً وخبراً ومصدراً ، نحو : کیفَ سِرْت راکباً أم راجِلاً ؟ وکیفَ أَنْتَ ؟ وکَیْفَ قَرَأْتَ سِرّاً أم جَهْراً ؟
الثانی : إذا للمُضیّ ، نحو : «وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انفَضُّوا إِلَیْهَا» (4) ، وعاملها الجزاء ویکون للحال بعد القسم ، نحو : «وَاللَّیْلِ إِذَا یَغْشَی» (5) وهی مما یضاف إلی الجملة ویکون للمفاجأة فیقع بعدها المبتدأ والخبر ، نحو : خَرَجْتُ فَإذا السَّبُعُ بالباب. فقیل زمان ، وقیل
ص: 25
مکان ، وناصبها معنی فاجأت المفهوم من الفحوی والتقدیر خرجت ففاجأت مکان وقوف السبع أو زمانه.
وهیَ أربعة : کَمْ وکَأیّنْ وکذا بمعنی العَدَد ، وبعض العدد.
فکَمْ ، تکون استفهامیّة وخبریّة ، والاستفهامیة : تنصب بلا فصل ومعه ، نحو : کم رَجُلاً فی الدار ؟ وکم فی الدار رَجلاً ؟ ومَعَ حرف الجرّ تَنصب وتجرّ ، نحو : بکَمْ دِرْهَماً أو دِرْهَمٍ اشتریتَ ؟ وأمّا الخبریّة : وهی للتکثیر فمع الفصل ، بالجملة تنصب وجوباً ، نحو : کَمْ نالنی مِنهُمْ فَضْلاً ، وبالظرف وشبهه علی المختار ، نحو : کم عندک أو فی الدار رجلاً ، وبدونه تجرّ حملاً علی رُبَّ حمل النقیض علی النقیض ، أو النظیر علی النظیر ، نحو : کم رَجُلٍ کَریمٍ لقیته ، وتمیم ینصبون بها وممیّز الاستفهامیة یفرد ، والخبریّة یفرد ویجمع ، وقد یجرّ بمن فیهما ، نحو : کم مِنْ رَجُلٍ ضربته ، «وَکَم مِّن قَرْیَةٍ أَهْلَکْنَاهَا» (1) ، وقد یحذف ، نحو : کم مالک وکم ضربت.
وکَأیّن ، ککمْ الخبریّة فی التکثیر ودخول من علی ممیّزها ، ویتصدّر وینصب غالباً ، نحو : کَأیّنْ رجلاً عندی ، «فَکَأَیِّن مِّن قَرْیَةٍ أَهْلَکْنَاهَا» (2) ، وفیها خمس لغات کأیّن کأیٍّ بالکاف ، وکَأْیً کرَأْیٍ ، وکاءٍ کَجاءٍ ، کیء کشیءٍ ، وکَإٍکَیدٍ.
وکذا : لمطلق العدد وتنصب غالباً ، نحو : عندی کذا درهماً ، وقد یجرّ
ص: 26
الاسم بالإضافة ، نحو : عندی کذا دِرْهَمٍ ، وقد یرفع ما بعده علی البدل ، نحو : عندی کذا درهمٌ ، وقد تکون کنایة عن غیر العدد ، نحو : خرجتُ یومَ کذا فهو مضاف إلیه.
وأمّا بعض العَدَد ، فهو من أحَدَ عشر إلی تسعة وتسعین ، نحو : «رَأَیْتُ أَحَدَ عَشَرَ کَوْکَبًا» (1) و «لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً» (2).
تنبیهُ : إذا أردت التنصیص علی کمیّة شیء فتقول رجل ورجلان مثلاً ، ثمّ تأتی بالعدد وما یمیّزه علی ما نظمت :
ثَماناً بَعْدَ ما جاوَزْتَ الإثْنَین*** بِمَجْموعٍ ومَجْروُرٍ فَمَیِّزْ
عَدا ما کانَ مِنْها قَدْ اُضیفَتْ*** إلی مائةٍ بِفَرْدٍ فَهُوَ مَیِّزْ
وَفیما بَعْدَ عَشْرٍ فَرْداً انْصِبْ*** إلی تِسْعٍ وَتِسعینَ الْمُمَیِّزْ
وَلَمّا جازَ مِنْ تِسْعٍ وتِسْعینَ*** فَجُرَّ عِنْدَ ذا فَرْداً تُمَیِّزْ
وأمّا کیفیّة تذکیر الأعداد وتأنیثه فعلی ما نظمت أیضاً تسهیلاً للضبط :
فی ثَلاثٍ وَسَبْعَةٍ بَعْدَه*** ذَکِّرْ أنِّثْ بِعَکس ما اشتَهَرَا
وَفی الإثنین قَبْلَها وَکذا***بَعْدَها ما هُوَ القیاسُ جَری
کُلُّ تِلْکَ الثَّمانِ فی التَّرکیبِ*** ما خَلاَ الْعَشْرِ فیهِ مَا اسْتُطِرا
وَادْرِ فی الْعَشْرِ عَکسَ ما مَعَه*** فی سِوی کُلّها السَّواءُ تَری
وإذا سمعت العوامل السماعیة فاستمع السبع القیاسیة.
* * *
ص: 27
السبعَ القیاسیّة :
الأوّل منها الفعل : غیر ما ذکر وهو معلوم ومجهول ، والمعلوم لازم ومتعدّ ، فالمتعدّی یرفع اسم من قام به علی الفاعلیّة وینصب اسم من وقع علیه علی المفعولیّة ، نحو : ضَرَبَ زَیْدٌ عمراً ، واللازم مثله فی الأوّل دون الثانی إذ هو ما قام ولم یقع ، نحو : قامَ عَمْروٌ.
والفاعل ، إمّا ظاهر وقد ظهر ، أو مضمر بارز أو مستتر ، والاستتارِ یجب فی نحو : أنْتَ تَضْرِبُ ، وأنَا أضْرِبُ ، ونَحْنُ نَضْرِبُ ، وأنْتَ اضْرِب ، وما أحْسَنَ زَیْداً ، وفی عَدا وخَلا ولیس ولا یَکُون ، وأسماء الأفعال ما کانَ لغیر الماضی ، ویجوز فیما عَداها ، نحو : هُوَ ضَرَبَ ویَضْرِبُ وهِیَ ضَرَبَتْ وتَضْرِبُ.
والمفعول ، أیضاً یکون ظاهراً ، نحو : ضَرَبْتُ زَیْداً ، أو مضمراً بارزاً لا غیر ، نحو : ضَرَبْتُه.
والفعل قد یتعدّی ، إلی واحد وهو کثیر ، وإلی اثنین ثانیهما عین الأوّل أو غیره وقد مرّ ، وإلی الثلاث ، وهی أعْلَمَ وأری ونَبَّأ وأنْبَأَ وخَبَّرَ وأخْبَرَ وحَدَّثَ ، نحو : أعْلَمْتُ زَیْداً عَمْراً فاضِلاً و «أَرَاکَهُمْ کَثِیرًا» (1). وقد یحذف الأوّل ویذکر الأخیران معاً أو بالعکس کمفعولی باب أعطیت ، فالأخیران متلازمان کمفعولی باب علمت ، وله معمُولات اُخر غیرهما منصوبات.
منها : ما هو بمعناه ویسمّی مصدراً ومفعولاً مطلقاً ، نحو : ضربت ضرباً ، وقعدت جلوساً ، وقمتُ مثل قیامک ، ومنها ما هو واقع فیه من
ص: 28
زمان أو مکان ویسمّی ظرفاً ومفعولاً فیه ، نحو : صُمْتُ یوم الجمعة ، وصَلَّیْتُ أمامَک.
ومنها : ما فُعِل فعْل لأجله ویسمّی مفعولاً له ، نحو : ضربته تأدیباً وقَعَدْت عن الحرب جُبْناً.
ومنها : ما هو فاعل له معنی ویرفع الإبهام عن ذات مقدّرة ، نحو : «وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَیْبًا» (1) ، وطاب زَیْدٌ نفساً وأباً واُبُوّةً وداراً وعِلْماً ، وأمّا ما یرفع الابهام عن ذات مذکورة فهو معمُول لقسم آخر من القیاسیّات سیجیء إن شاء الله تعالی.
وکلاهما یسمّی تمییزاً وهو لا یکون إلّا نکرة.
ومنها ما یبیّن هیئة الفاعل عند صدوره عنه ، والمفعُول عند وقوعه عَلیه ویسمّی حالاً ، نحو : جِئْتُ راکباً ورَأَیتها راکبَةً ورَأَیتهم راکبین ، وقد یحذف عاملها وجوباً ، نحو : زَیْدٌ أبُوک عَطُوفاً ، أی أحقّه عَطوفا ، وبِعْه بِدِرْهمٍ فصاعِداً ، أی فاذهَبْ صاعِداً ، وتلزم لها النکارة.
ومنها المنصوب بنزع الخافض ، نحو : جاءنی وتَعسَفْنَ رَمْلاً أی جاءَ إلیَّ ، وصارت النِعاجُ فی الرَّمْل.
وأمّا المفعول معه ، والمستثنی فلیسا من معمولاته بل عاملهما سماعیّ کما قدّمناه.
وأمّا المجهول ، فیبنی من المعلوم بتغییر الصیغة ، ویحذف الفاعل ویقام معمُول آخر مقامه ویرتفع به ویسمّی مفعُول ما لم یسمّ فاعله ، ولا یصلح لذلک الثانی من باب عَلِمْتُ ، ولا المفعُول له والمفعول فیه والحال والتمییز کذلک ، وأمّا غیرها فان وُجد المفعول به تعیّن له ،
ص: 29
والأوّل من باب أعطیت ، أولی من الثانی ، وإلّا فالجمیع سواء ، نحو : ضُرِبَ زیدٌ یوم الجُمعة أمام الأمیر ضَرباً شدیداً فی داره.
تنبیهُ : قد یحذف الفعل إمّا جوازاً کقولک : زید ، لمن قال : من قامَ ؟ وإمّا وجوباً کما فی باب التحذیر ، نحو : إیّاک والأسَد ، أی بَعِّد نَفْسَک عن الأسَد ، والأسَد من نفسک ، وإیّاک من الأسد ، أی بَعِّدْ نفسک من الأسَد ، وإیّاک أن تَحْذُفَ بتقدیر من أی بعّدْ نفسک من حذف الأرنبِ ، والطَّریق الطریق أی اتّق.
وباب ما اُضمر عامله ، وهو مفعول حذف فعله مع التفسیر ، نحو : زَیْداً ضَرَبْتُهُ ، أی ضَرَبتُ زَیداً فحذف فعله وفسّر بضربته.
وباب الاختصاص ، نحو : نحن العربَ أسْخَی الناس للضیف ، أی نخصُّ العرب.
وباب المدح والذمّ والترحّم ، نحو : الحَمدُ لله أهل الحمد ، ومَرَرْت بزید الفاسِقَ والمسکینَ ، أی أعنی أهل الحمد وأعنی الفاسق والمسکین ، وباب الإغراء ، نحو : الغَزالَ الغَزال أی ارمه.
وهو یعمل عمل فعله لازماً أو متعدّیاً ، معلوماً أو مجهولاً ، فالمعلوم ، نحو : بلغنی قیامُ زَیْدٍ ، وأعْجَبَنی ضَرْبُ زَیْدٍ عَمراً یومَ الجُمعةِ أمامَ الأمیر ضرباً شدیداً تأدیباً له ، ولله دَرُّهُ فارِساً ، والمجهول ، نحو : «وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَیَغْلِبُونَ» (1) ، أی من بعد أنْ غُلبوا ، وإعماله باللام ضَعیف ، وقد یضاف إلی الفاعل والمفعول علی إعرابه ،
ص: 30
نحو : أعْجَبَنَی ضَرْبُ زَیْدٍ عَمْراً ، وبالعکس ، نحو : أعْجَبَنی ضَرْبُ عَمْروٍ زَیْدٌ ، وقد یحذف أحدهما والآخر علی إعرابه أو مجروراً بالإضافة ، ولا یتقدّم معمُوله علیه ولا یضمر فیه ، وتابعهما فی الجرّ یتبع اللفظ والمحلّ ، نحو : عَجِبْتُ مِنْ ضَرْب زَیْد الظَّریفِ ، والظریفُ ، ومن آکِلِ الخبزِ واللَّحْمِ واللَّحْمَ ، وفی الرَّفع والنصب اللفظ.
هدایة : اسم الحدث وهو إن کان علماً کَفَجارِ للفجْرة ، أو بمیم کالمَحْمدة ، أو علی زنة مصادر الثلاثی وهو لغیره ، نحو : أغْتَسِل غُسْلاً ، وأتَوَضَّؤُ وُضُوءً ، فاسم مصدر وإلّا فمصدر کالضرب والإکرام.
وهو یعمل عمل فعله المعلوم بشرط الحال والاستقبال والاعتماد علی المخبر عنه ، أو اللام الموصُولة أو الموصُوف ، أو کان حالاً أو بالهمزة أو حرف النفی أو النداء ، نحو : یا طالعاً جبلاً ، وما قائمٌ زیدٌ ، وأضاربٌ زیدٌ أخاه ، وجاءنی زیدٌ راکباً فرسَه ، وجاءَ رَجُلٌ ضاربٌ أبُوهُ غُلامَهُ ، والضاربُ أبوه بکراً ، وزیدٌ ضاربٌ غلامه عمراً یوم الجمعة ، وإن کان باللام فیعمل مطلقاً ، والتثنیة والجمع کالمفرد. وهکذا صیغ المبالغة فی جمیع ما ذکر ، نحو : جاءَ رجل ضرّاب غلامه ، ویضاف إلی فاعله ومفعُوله ، وتابعه کتابع المصدر ، نحو : زید ضاربٌ عمروٍ وَبَکْرٍ وبکراً.
وهو یعمل عمل فعله المجهُول بشرائط اسم الفاعل ، نحو : أمَضْروبٌ زیدٌ یومَ الجمعةِ أمام الأمیر ضرباً شدیداً فی داره وَالحَوض مَمْلُوءٌ ماءً ؟ ویضاف إلی فاعله ، نحو : زَیْدٌ مَضْروب أبیه ،
ص: 31
وإن شئتَ تنصبه تشبیهاً بالمفعول والفاعِل مستتر فیه ، ففیه ثلاثة أوجه وکذا اسم الفاعل اللازم.
وهی مشتقّة من فعل لازم لمن قام به علی معنی الثبوت لا الحُدوث ویعمل عمله ، نحو : زیدٌ حَسَنٌ وجهُهُ ، وزیدٌ طیّبٌ أبوه.
ومن العوامل القیاسیّة : اسم التفضیل ، نحو : ما رأیت رجُلاً أحْسَنَ فی عَیْنِهِ الْکُحْلُ مِنْهُ فی عَیْن زَیدٍ ، وَهذا بُسراً اَطْیَبُ منه رُطَباً.
وهو کلّ اسْم نسب إلی شیء وجرّه بتقدیر اللام أو مِنْ أو فی ویسمّی المجرور مضافاً إلیه ، نحو : هذا غُلامُ زَیْدٍ وخاتَم فِضّةٍ ، وضَرْبُ الْیَوْم ، وقد یقع الفصل بینهما ، نحو : فی بئر لا حورٍ وهذا غلام واللهِ زَیْدٍ.
التنوین ونون التثنیة وشبه الجمع والاضافة ، وهی تنصب اسماً منکراً ویسمّی المنصوب ممیّزاً ، نحو : عندی رِطْلٌ زَیْتاً ومَنَوانٍ سمناً ، وعشرون دِرْهماً ، وملؤُهُ عَسَلاً ، وقد عدّ الثالث من السماعیّة.
العاملُ : إمّا لفظی وقد بانَ ، وإمّا معنویّ
وهو معنیان ، معنی یرفع غیر المبتدأ والخبر وهو تجرّده عن النواصب والجوازم ، نحو : تَضْرِبُ تَضْرِبانِ. ومعنی یرفع المبتدأ وَالخبر وهو تجرّده عن العوامل اللفظیّة للإسناد ، نحو : زَیْدٌ قائم ، فزید مبتدأ وعامله تجرّده عن العوامل اللفظیّة لإسناد القیام إلیه ، وقائم خبره ، وعامله التجرّد عنها لإسناده الی زید ،
ص: 32
ونحو : ما قائمٌ الزیدان ، وأقائم الزیدان ؟ فقائم فی المثالین مبتدأ وعامله التجرّد لإسناده إلی زید. ونعنی بالعوامل اللّفظیّة هنا ما لا یکون زائدة فدخل نحو : هذا بِحَسْبِک وبِحَسْبِک هذا.
والحمدُ لله ، وهذا خلاصة ما أوردناه وهو جزء ممّا یدّخرون لیوم لا ینفع فیه مال ولا بنون و «لِمِثْلِ هَذَا فَلْیَعْمَلِ الْعَامِلُونَ» (1)
ص: 33