بسم الله الرحمن الرحیم

اسم الکتاب:... بیانات وتوجیهات

اسم المؤلف:... سماحة آیة الله العظمی الشیخ محمد اسحاق الفیاض

الناشر: مکتب سماحة الشیخ الفیاض

اسم المطبعة:... الکلمة الطیبة

الطبعة:..... الخامسة

الکمیة: (3000) نسخة

السنة:... 1430 هجریة

رقم الإیداع فی دار الکتب والوثائق

ببغداد 1153 لسنة 2009

ص:2

ص:3

ص:4

وفی هذا الکتاب جملة من النصوص المبارکة التی صدرت عن سماحة المرجع الدینی آیة الله العظمی الشیخ محمد إسحاق الفیاض (دام ظله) أو من مکتبه حول الشأن العراقی فی هذه المرحلة الحرجة، وقد رتبت بحسب التسلسل الزمنی لصدورها، فنرجو من الله سبحانه وتعالی أن یکون هذا العمل نافعاً فی تذکیر المؤمنین وتثبیتهم علی مواقفهم الوطنیة النبیلة وان یکون مفیداً فی رد بعض ما صدر من هنا وهناک من تقولات وافتراءات تنسب إلی المرجعیة کذباً وبهتاناً لتشوه سمعتها وتهز صورتها فی أوساط الناس.

5 ذی القعدة 1428 ه -

ص:6

والفتیان والفتیات، وبث القیم الإنسانیة والفکریة والأخلاقیة ضد کل ألوان الفساد واللااخلاقیة ومختلف ألوان الغزو الفکری والتیار الأجنبی، وضرورة المحافظة علی التقالید الإسلامیة الدینیة فإنها تزود الإنسان بطاقات نفسیة کبیرة أمام التیار الأجنبی والغزو الفکری وتجعله کالجبل الراسخ لا تحرکه العواصف.

الثالثة: أن الحریة للشعب العراقی المسلم لها جوانب إیجابیة وجوانب سلبیة، أما الجوانب الإیجابیة فلأن الحریة أتاحت الفرصة لهم لإقامة شعائر المذهب ونشر الأفکار الإسلامیة والثقافة الدینیة بین الناس بمختلف الوسائل والطرق والمطالبة بحقوقهم، أما الجوانب السلبیة فلأنها هیأت العوامل والأسباب للفساد الأخلاقی وأعطت مجالاً واسعاً للغزو الفکری والثقافی والتیار الأجنبی، فلهذا یجب علی المؤمنین لا سیما الشباب من ذوی الکفاءة واللیاقة العلمیة والثقافیة والدینیة أن یقوموا بتزوید الناس بالقیم الإسلامیة والأفکار الدینیة والأخلاق الحمیدة فإن تلک القیم تجهز الإنسان بالطاقات النفسیة الکبیرة والملکات الفاضلة وتخلق الإنسان الکامل والمجتمع الآمن، بینما الثقافة الغربیة والتیارات الأجنبیة تعزز الغرائز الحیوانیة والشهوات النفسانیة ومن هنا تکون مسؤولیة الإنسان المؤمن المثقف فی المجتمع أکبر وأثقل فی هذه الظروف الحساسة والحریة المتاحة لأن هذه فرصة ثمینة لا بد من استغلالها والقیام فیها بجد بتثقیف الناس وتجهیزهم بالأفکار الإسلامیة والوعی الدینی الأخلاقی، و لا سیما علی الأساتذة فی المعاهد والجامعات والکلیات فإن مسؤولیتهم أمام الله وحده لا شریک له وأمام الشعب تفرض علیهم الاهتمام الجاد بأمور الطلاب

ص:8

والطالبات وتزویدهم بالثقافة الدینیة والقیم الإنسانیة والملکات الفاضلة السامیة فی ضمن دروسهم وإلقاء المحاضرات علیهم.

الرابعة: إن علی المؤمنین والمثقفین من أبناء الطائفة تشکیل لجان من وجهاء البلد والمثقفین الخیرین فی کل محافظة، والتنسیق بین اللجان فی جمیع المحافظات للمطالبة بحقوق الطائفة التی کانت مهملة ولا سیما فی العصر البائد المقبور، هذا بدون المعارضة مع حقوق الآخرین فإن المطالبة بها إنما هی فی صلب دولة دیمقراطیة حرة تکون جمیع حقوق الطوائف والمذاهب محفوظة فیها بما فیها الأقلیات.

وحقوقنا متمثلة بالبنود التالیة:

الأول: أن یدّرس فی جمیع المدارس والمعاهد والکلیات فی محافظات الشیعة کافة عقائد الشیعة وأحکامها وتاریخها فمن الغریب جداً أن الشیعة تشکل أکثریة شعب العراق المسلم بنسبة لا تقل عن خمسة وستین بالمائة ومع ذلک حقوقهم الأساسیة مهدورة ویدّرس أبناؤهم فی محافظاتهم عقائد طائفة أخری وأحکامهم وتاریخهم وهذا مخالف لما هو معترف به دولیاً من حریة المذاهب ولا یحق لأی مذهب أو دولة فرض مذهب علی أبناء مذهب آخر.

الثانی: أن موقوفات الشیعة بتمام أصنافها لا بد أن تدار بید أبنائها علی طبق الشروط والمقررات التی وضعها الواقف لها وصرف مواردها فی الجهات الموقوفة علیها. کما إن موقوفات إخواننا السنة لا بد أن تدار بید أبنائها.

ص:9

الثالث: إن المشاهد المشرفة والمدارس الدینیة والمساجد والحسینیات وموقوفاتها لا بد أن تدار فی جمیع أنحاء العراق تحت إشراف المراجع العظام المعترف بهم فی أوساط الشیعة ککل أو بإشراف المرجع الأعلی للشیعة بید لجان من العلماء والمؤمنین الخیرین علی أساس أنها مؤسسات دینیة محضة لا ترتبط بالدولة ولا یحق للدولة أن تضع یدها علیها وکذلک الحال فی مقدسات سائر المذاهب والأدیان.

هذه بعض حقوق الطائفة، وعلی أبنائنا من المؤمنین والمثقفین کافة رفع أصواتهم بصورة سلمیة وإیصالها إلی مسامع الحاکم الحالی والمطالبة بتشکیل دولة دیمقراطیة حرة من أبناء العراق الحبیب لإدارة بلدهم بأنفسهم وإزالة الاحتلال الذی هو من مخلفات العصر البائد المقبور ووضع دستور دائم یکفل حقوق الجمیع من قبل المنتخبین من الشعب لا من الدخلاء من الخارج فإنه غیر مقبول عند جمیع طبقات الشعب العراقی فإن وضع الدستور لا بد أن یکون بید الممثلین من جمیع الطوائف والفئات الإسلامیة، ثم إذا عرضت بنود الدستور بعد ذلک علی الشعب المسلم فعندئذ یجب علیهم رفض کل بند من بنوده یکون مخالفاً للإسلام لأن العراق دولة إسلامیة، وأی بند من بنود دستوره یکون خارجاً عن دائرة الإسلام مرفوض عند جمیع الطبقات والفئات من الشعب العراقی المسلم، وأیضاً المطالبة بوضع هذه الحقوق الأساسیة للطائفة فی دستور الدولة الدائم ولا بد أن تکون هذه المطالبة صارمة وصریحة وأنه لا یمکن التجاوز ورفع الید عنها والمراجع العظام یؤیدون مطالباتهم بحقوقهم بقوة وصرامة ولا

ص:10

یمکن الغض عنها کما أنهم یرفضون بجد کل بند من الدستور یکون خارجاً عن دائرة الإسلام.

وفی الختام نسأل الباری عز وجل التوفیق والإخلاص والعمل الجاد لخدمة الشعب العراقی المسلم ووحدة صفوفهم وإیجاد الأمن والأمان بینهم وزوال الاحتلال والسلام علی إخواننا المؤمنین ورحمة الله وبرکاته.

21 ربیع الثانی 1424 ه -

ص:11

1: إن وضع الدستور للشعب العراقی لابد أن یکون بأیدی الممثلین من قبل الشعب، لأن حاضر هذا البلد وشعبه العریق ومستقبله بکافة اتجاهاته السیاسیة والاقتصادیة والعسکریة والثقافیة والاجتماعیة والفردیة والأمنیة وغیرها مربوطة بالدستور ولو لم یکن وضع الدستور بأیدی الممثلین من قبل الشعب لکان موردا للنقد والإشکال من الداخل والخارج وفی المستقبل إذ یفسح المجال أمام السلطة الحاکمة فی المستقبل القیام بتغییر الدستور أو إلغائه بذریعة انه لم یکتب من قبل ممثلی الشعب وهو لا یمثل آراء الشعب.

وحیث أن الدستور دستور للشعب العراقی بکافة شرائحه وطوائفه من الشیعة والسنة والأکراد والترکمان والمسیح والآشوریین والصابئة وغیرهم فلا بد أن یکون وضعه بنحو تکون حقوق جمیع الطوائف فیه محفوظة بما فیهم الأقلیات.

2: تشکیل لجنة من أصحاب الخبرة والإطلاع وأهل الخیر والأمانة والدیانة باسم (لجنة التمییز والتحقیق) وواجب هذه اللجنة القیام بالتحقیق عن حال کل مرشح لکتابة الدستور لمعرفة المؤهل لذلک من حیث مکانته العلمیة والثقافیة والدینیة، وخبرویته فی الموضوع، وبعد التحقیق یوضع أسم المؤهل فی قائمة المرشحین ویحذف أسم غیر المؤهل، باعتبار أن غالب الناس لا یعرف من هو المؤهل لذلک.

3: إن العراق بلد إسلامی عریق بذخائره وعظمائه وفیه المراقد المشرفة الدینیة لعدد من الأئمة الأطهار علیهم السلام، ومزارات

ص:13

عدد من الصحابة وعلماء المسلمین، نخص بالذکر النجف الأشرف فإنه عظیم بعظمة مشرفه أمیر المؤمنین علیه السلام وبوجود الحوزة العلمیة الإسلامیة العریقة للدراسات العلیا منذ أکثر من ألف سنة، وقد تخرج منها الآلاف من العلماء والفقهاء والمراجع العظام والأساتذة والخطباء والشعراء من الأقطار الإسلامیة، ولذلک یکون العراق بلدا عظیما بعظم ذخائره ومراکزه الدینیة العریقة، وکبیرا بکبر علماء الدین والمراجع العظام للعالم الإسلامی ومحط أنظار العالم دینیا وثقافیا. والحوزة العلمیة فیه وإن کانت قد هتکت حرمتها من قبل الزمر الفاسدة ولکنها بعد زوال تلک الزمرة قد أخذت تستعید نشاطها وعافیتها وقوتها وشوکتها خطوة أثر خطوة بجهود العلماء العظام وأهل الخیر من المؤمنین، هذا من جانب ومن جانب آخر فإن الغالبیة العظمی من الشعب العراقی مسلمة معتقدة بالإسلام اعتقادا راسخا ولا تقبل بدیلا عن الإسلام وتقالیده وأفکاره، وعلی ضوء هذین الجانبین یجب أن یکون الدستور العراقی دستورا إسلامیا بجمیع بنوده وشروطه وغیر خارج عن دائرة الإسلام وکل بند من بنوده إذا کان خارجا عنها ومخالفا لها فهو مرفوض من قبل العلماء والمراجع والشعب جمیعا.

وفی الختام نوصیکم فی هذه الظروف الحساسة والحرجة بدعوة الناس إلی التکاتف والتلاحم والتوافق ووحدة الصف والکلمة والهدوء والاستقرار وإیجاد الأمن والمحافظة علی مصالح الناس وأعراضهم وأموالهم وحقوقهم وعدم إیجاد البلبلة فی البلد وعدم الدخول فی المسائل الطائفیة المثیرة للفتنة والفساد. وأیضا

ص:14

علیکم وعلی المسؤولین جمیعا بمراقبة المجرمین وأعداء الأمة الإنسانیة من ذوی النفوس الخبیثة والمشبوهین والتصدی لهم بکافة الوسائل المتاحة.

وعلیکم إبلاغ هذه الوصیة إلی أقرانکم وزملائکم واحدا بعد واحد وإلی جمیع الناس فهذا جانب من وظیفتنا ووظیفتکم فی هذا الوقت الحرج.

نکرر شکرنا وتقدیرنا علی تلک الجهود والمساعی المتواصلة فی وضع آلیة لکتابة الدستور ونطلب من الله عز وجل مزید التوفیق لکم فی الخطوات المقبلة الجبارة والعمل الدؤوب فی إنجازها حتی یستبشر الشعب العراقی المظلوم بدستور متکامل یحمی جمیع مصالحه الدینیة والاجتماعیة وغیرها، هذا والسلام علیکم ورحمة الله وبرکاته.

النجف الأشرف

14 رجب المرجب 1424 ه -

ص:15

وهناک نظام اقتصادی ثالث، وهو النظام الاقتصادی الإسلامی الذی سبق النظامین الأولین، ونجح فی تجربته الأولی فی عصر الرسالة، وهو مخالف لکلا النظامین ولا ینطبق علی أی واحد منهما، فإن الاقتصاد الإسلامی یقوم علی أساس مبدأ الملکیة العامة والخاصة معاً جنباً إلی جنب، وبینما النظام الرأسمالی یقوم علی أساس مبدأ الملکیة الخاصة فقط، ولا یعترف بالملکیة العامة کمبدأ عام. والنظام الاشتراکی علی عکس ذلک تماماً.

ثم إن الملکیة العامة فی النظام الاقتصادی الإسلامی تقوم علی أساس أن تکون السلطة الحاکمة فی الدولة منصوبة من قبل الله تعالی وحده لا شریک له. إما بالتنصیب بالاسم والشخص، کما فی زمن حضور المعصوم، أو بالصفات العامة کما فی زمن الغیبة، والأول تمثل فی حاکمیة الرسول الأعظم (صلی الله علیه و آله) والأئمة الأطهار (علیهم السلام). والثانی فی ولایة الفقیه الجامع للشرائط منها الأعلمیة، فإذا کانت للسلطة الحاکمة ولایة علی الناس من قبل الله تعالی، فلها أن تملک من رؤوس الأموال ووسائل الإنتاج وثروات البلاد للدولة بغرض حمایة مصالح الأمة وتحقیق التوازن والعدالة الاجتماعیة، هذا کله علی مذهب الطائفة الإمامیه.

وإما علی مذهب سائر الطوائف الإسلامیة فثبوت الخلافة والولایة عندهم إنما هو بإجماع الأمة وآرائهم، ولا یتوقف علی وجود النص ما عدا ثبوت سلطة الرسول الأکرم (صلی الله علیه و آله) فإنه بنص من الله عز وجل بالاسم والشخص. وعلی هذا فأی رئیس للدولة فی الدول الإسلامیة إذا کان منتخبا بآراء الشعب وإجماعهم

ص:17

بالانتخاب الحر، فهو الخلیفة والوالی علی الأمة عندهم، وإطاعته واجبة علیهم، وله حق الإشراف والتدخل فی کافة مؤسسات الدولة من المؤسسات الخصوصیة والعمومیة وأی رئیس دولة فیها إذا لم یکن کذلک فولایته غیر مشروعة.

وعلی هذا الأساس فالدولة الإسلامیة المشروعة لدی الطائفة الإمامیة هی التی تکون السلطة الحاکمة فیها متعینة ومنصوبة من قبل الله عز وجل حتی فی عصر الغیبة وهی متمثلة فی هذا العصر بولی الفقیه الجامع للشرائط منها الاعلمیة هذا إذا کان علی رأس الدولة ولی الفقیه وأما إذا لم یکن علی رأس الدولة ولی الفقیه ولکن الدولة کانت تأخذ بعین الاعتبار فی دستور البلد ثوابت الإسلام وقوانینه ونظامه فی کافة أجهزة الدولة و فی منطقة الفراغ تجعل القوانین والدساتیر حسب متطلبات الوقت والظروف بأشراف وإرشاد الفقیه الجامع للشرائط ففی مثل ذلک للفقیه إمضاء هذه الحکومة فإذا أمضاها فتصبح حکومة إسلامیة شرعیة فإذن لا یعتبر فی شرعیة الحکومة أن تکون السلطة الحاکمة المنصوبة من قبل الله تعالی علی رأس الحکومة. وأما لدی الطوائف الأخری من المسلمین فهی التی تکون متعینة ومنصوبة بآراء الأمة وإجماعها من طریق الانتخاب الحر، ما عدا حاکمیة النبی الأکرم (صلی الله علیه و آله) فإنها ثابتة عندهم بنص من الله تعالی کما مر.

وأما إذا لم تکن السلطة الحاکمة فیها متعینة ومنصوبة من قبل الله تعالی، ولا بآراء الأمة فلا تکون لها مشروعیة عند جمیع طوائف المسلمین ولا تکون تصرفاتها التی تتوقف صحتها

ص:18

ونفوذها علی الولایة نافذة عند کل المذاهب الإسلامیة هذا من ناحیة ومن ناحیة أخری ینبغی أن نعرف ما هو دور الفقیه الجامع للشرائط فی هذه الحکومات الإسلامیة التی هی غیر قائمة علی أساس الحاکمیة لله وحده لا شریک له؟

والجواب إن للفقیه دوراً بارزا وکبیراً ومحوریا فیها علی أساس إن نفوذه بین شعوبها ومکانته الدینیة الإسلامیة تفرض علیه أن یقوم بإرشادهم إلی الطریق الصحیح والاعتدال وعدم التجاوز علی حقوق الآخرین والحفاظ علیها، ونشر الأحکام الشرعیة والثقافیة الإسلامیة والأخلاق الحمیدة والآداب الفاضلة بینهم، والنهی عن کافة الأعمال المنکرة والرذیلة کالکذب والغیبة والبهتان والافتراء والنمیمة والظلم والتعدی علی الناس وعلی عرضهم ومالهم وغیرها من الأعمال القبیحة کل ذلک بهدف تحقیق العدالة الاجتماعیة التی قد اهتم الإسلام بها وإیجاد التوازن بین طبقات الأمة والاستقرار والأمن فی المجتمع کما یفترض علیه أن یدعو المسؤلین فی الحکومة بالسعی الحثیث والجاد فی استقرار الوضع واستتباب الأمن فی البلد بکل الوسائل الممکنة والمتاحة، والتخلی عن جمیع المصالح الذاتیة والأغراض الشخصیة والأخذ بعین الاعتبار مصالح الشعب والبلد ککل وان یعملوا بشکل جاد وبأقصی الطاقات علی تطویر البلد وازدهاره اقتصادیا وتقنیا لتحقیق مبدأ العدالة والتساوی بین طبقات الأمة والمحافظة علی حریة المواطنین فی کافة نشاطاتهم الاقتصادیة والتعلیمیة والدینیة وعلیهم توفیر الخدمات العامة الحیاتیة بکافة أنواعها للمواطنین وإیجاد فرص العمل لهم وتشویق المثقفین والمفکرین والمبدعین

ص:19

بکل الوسائل الممکنة والأسباب المتاحة وتأسیس الجامعات والمعاهد والکلیات فی داخل البلد وإرسال مجموعة من نخبهم إلی الخارج وتوفیر کافة الوسائل لهم بغرض تدریبهم والوصول بهم إلی التقنیات العالیة المتطورة ثم إرجاعهم إلی بلدهم بغایة تطویره تقنیا واقتصادیا ومن الواضح إن لکل ذلک دورا بارزا فی توطید العلاقة بین الشعب والقادة وتعاون الشعب مع الحکومة وانحسار الظلم والاستبداد والتعدی علی حقوق الشعب لأنه لا یدوم.

وأما الملکیة الخاصة (الخصخصة) وهی ملکیة الأفراد فی المجتمع الإسلامی فهی قائمة علی أساس مبدأ الحریة الاقتصادیة فی الإسلام، حیث إن لهم أن یمارسوا حریاتهم فی کافة الأنشطة الاقتصادیة فی الحدود المسموح بها فی الشریعة المقدسة بأن لا تکون تلک الأنشطة من الأنشطة المحذورة المعیقة عن القیم والمثل الدینیة والأخلاقیة، کالتعامل بالربا والاتجار بالخمور ولحوم المیتة والخنزیر والاحتکار والغش وغیر ذلک من الأمور الغیر جائزة شرعاً.

ومن هنا یظهر أن المذهب الاقتصادی فی المجتمع الإسلامی یفترق عن المذهب الاقتصادی فی المجتمع الرأسمالی والاشتراکی معا.

أما عن الأول، فلأن المذهب الاقتصادی فی المجتمع الرأسمالی یقوم علی أساس النظام الوحید، وهو نظام الملکیة الخاصة (أی الخصخصة) ولا یعترف بالملکیة العامة وهی ملکیة الدولة کمبدأ

ص:20

عام. وأما ما قد یقع فی هذا المجتمع من تأمیم بعض الشرکات أو المرافق العامة من قبل الدولة فهو حالة نادرة استثنائیة، ولیس من مقتضیات المذهب الاقتصادی فیه.

وأما عن الثانی، فلأن المذهب الاقتصادی فی المجتمع الاشتراکی یقوم أیضا علی أساس المبدأ الوحید، وهو مبدأ الملکیة العامة، وهی ملکیة الدولة، ولا یعترف بالملکیة الخاصة وهی ملکیة الأفراد کمبدأ عام، لأن حریة الأفراد فی هذا المجتمع مصادرة من قبل الدولة، ولا تسمح لهم بالملکیة، بینما المذهب الاقتصادی فی المجتمع الإسلامی یقوم علی أساس مبدأ الملکیة المزدوجة، وهی ملکیة الدولة بالملکیة العامة، وملکیة الأفراد بالملکیة الخاصة جنبا إلی جنب، لا علی مبدأ واحد.

وبذلک یتضح أن الملکیة الخاصة (أی الخصخصة) فی النظام الاقتصادی الإسلامی تختلف عن الخصخصة فی النظام الاقتصادی الرأسمالی فی نقطتین:

الأولی: إن الخصخصة فی النظام الاقتصادی الإسلامی لیست هی المبدأ الوحید فیه، فإن الإسلام کما یعترف بمبدأ الخصخصة (أی الملکیة الخاصة) یعترف فی نفس الوقت بمبدأ الملکیة العامة، وهی ملکیة الدولة، بینما النظام الاقتصادی الرأسمالی یقوم علی أساس المبدأ الوحید، وهو مبدأ الخصخصة، ولا یعترف بمبدأ الملکیة العامة کنظام عام.

الثانیة: إن الخصخصة فی النظام الاقتصادی الإسلامی تقوم علی أساس مبدأ الحریة الاقتصادیة فی کافة أنشطتها فی الأسواق المالیة

ص:21

العالمیة والإقلیمیة شریطة أن لا تکون من الأنشطة المحذورة فی الإسلام کالمعاملات الربویة ونحوها وقد کتبنا فی کتابنا البنوک حول الأسواق المالیة (البورصات) وقلنا فیه إن جمیع المعاملات والتبادلات التجاریة فیها محکومة بالصحة بکافة أنشطتها غیر المعاملات المحذورة فی الإسلام علی ضوء الطریقة التی اتخذتها لتصحیحها من وجهة النظر الإسلامی فلاحظ هناک، بینما الخصخصة فی النظام الاقتصادی الرأسمالی تقوم علی أساس الحریة الاقتصادیة المطلقة وبلا حدود. وبعد هذه المقدمة الوجیزة نقول:

إن الخصخصة فی الاقتصاد العراقی إن أرید بها نفس الخصخصة فی النظام الرأسمالی، فلا یسوغ وضعها فیه کبلد إسلامی عریق بحضارته الإسلامیة لسببین:

الأول: إن الخصخصة فی النظام الرأسمالی حیث أنها مخالفة للقیم والمثل الدینیة والأخلاقیة فی الکتاب والسنة، فلا یمکن وضعها فی الدستور العراقی، علی أساس أن العراق بلد مسلم عریق بحضارته الإسلامیة وعلمائه العظام ومراجعه الکرام وفیه المشاهد المشرفة الدینیة لعدد من الأئمة الأطهار (علیهم السلام) ومزارات لبعض علماء أهل السنة، ونخص بالذکر النجف الأشرف الذی فیه مرقد أمیر المؤمنین علی بن أبی طالب علیه السلام، وهو أفضل الصحابة عند جمیع علماء المسلمین من الشیعة والسنة، وأنه ما عبد الصنم قط، وقد ورد فی واقعة الأحزاب عن رسول الله (صلی الله علیه و آله) بأنه کل الإیمان. ولهذا فالنجف الأشرف بلدة عظیمة بعظمة

ص:22

مشرفها أمیر المؤمنین علیه السلام ولها شرف آخر وهو وجود الحوزة العلمیة العریقة للدراسات العلیا الإسلامیة للحرکات الفکریة الاجتهادیة منذ أکثر من ألف سنة، وقد تخرج منها الآلاف من العلماء والفقهاء والمراجع العظام والأساتذة والخطباء والشعراء من کافة أقطار العالم الإسلامی وان هذه الدراسات لا تزال تحتفظ علی توازنها واعتدالها وسلامتها علی أساس إنها ترتکز علی مبدأ الکتاب والسنة ولذلک لا توجد فیها أفکار متطرفة منحرفة طول التاریخ. ولهذا وذاک لا یکون العراق بلدا عادیا، بل هو بلد کبیر بکبر ذخائره الإسلامیة، ومحط أنظار العالم الإسلامی دینیا وثقافیا، وعلی هذا فلا بد أن یکون دستور العراق بتمام بنوده فی ضمن دائرة الشریعة الإسلامیة المقدسة، ولا یکون خارجا عن هذه الدائرة.

الثانی: إن الخصخصة فی النظام الرأسمالی یتیح الفرصة الواسعة وبلا حدود لأصحاب الشرکات ورؤوس الأموال القیام باستغلال الاقتصاد العراقی علی طبق میولهم الذاتیة ومصالحهم الشخصیة، بدون أخذ مصالح الشعب العامة بعین الاعتبار، وهذا یؤدی فی نهایة المطاف إلی إیجاد ثغرات بین طبقات الشعب وانهدام التوازن الاجتماعی وفیه مفاسد ومشاکل لا تحمد عقباها. نعم لا مانع من وضع الخصخصة کنظام فی الاقتصاد العراقی شریطة أن تکون تحت وصایة الدولة النزیهة وإشرافها، ولها حق التدخل فیها، والمنع عن النشاطات الاقتصادیة المحذورة، وعن التلاعب بالأسعار واستغلال السوق وغیر ذلک لحمایة مصالح الشعب.

ص:23

وإن أرید بها الخصخصة فی المذهب الاقتصاد الإسلامی، فتطبیقها علی الاقتصاد العراقی مثلاً حرفیاً کنظام منوط بتوفر عاملین:

الأول: العامل النفسی، وهو العقیدة الإسلامیة وقیمها العلیا المتمثلة فی الإیمان بالله وحده لا شریک له، فإن هذه العقیدة تتحکم بالإنسان فی کافة مرافق حیاته الاجتماعیة الفردیة والاقتصادیة والسیاسیة والثقافیة وهکذا، لأنها تهذب سلوکه فی جمیع تلک المرافق وتجعله معتدلا ومتسالماً ومتحرراً فی نطاق هذه العقیدة، وتمنع من السلوکیات المنحرفة المعیقة للقیم الإسلامیة والإنسانیة، لأنه یشعر بالرقابة من داخل نفسه وهی أقوی بکثیر من الرقابة من الخارج بل لا تقاس، وعلی هذا فإن کان الحاکم فی سلوک المجتمع الإسلامی فی کافة اتجاهاته، العقیدة والإیمان والقیم الإسلامیة، فالعامل النفسی متوفر، وهو یصلح أن یکون رادعاً عن انحراف الشخص فی تمام أنواع سلوکه الاجتماعی والفردی والاقتصادی.

الثانی: العامل الخارجی، فإن الدولة إذا کانت إسلامیة کان للسلطة الحاکمة حق الإشراف علی جمیع مؤسسات الدولة من القطاعات الخاصة والعامة، والتدخل فیها لحمایة المصالح العامة للمجتمع، وتحدید حریات الأفراد فیما یمارسون من النشاطات الاقتصادیة والاجتماعیة إذا کانت فیه مصلحة عامة للشعب.

والخلاصة: إن لولی الأمر سلطة واسعة فی الإشراف علی جمیع شرائح الدولة وحراستها ومراقبتها والتدخل فیها فی کل مورد رأی

ص:24

مصلحة فیه، کل ذلک بغایة تحقیق التوازن والعدالة الاجتماعیة التی أهتم الإسلام بها، وکذلک الحال إذا لم تکن الدولة إسلامیة علی النمط المذکور فأیضاً لها حق التدخل فی ذلک بإشراف الفقیه الجامع للشرائط، فإذن تطبیق الخصخصة فی النظام الإسلامی علی اقتصاد کل دولة منوط بتوفر هذین العاملین فیها، وحیث أن العراق بلد إسلامی عریق بإسلامیته فعلی المسؤولین فیه تطبیق الخصخصة فی النظام الاقتصادی الإسلامی علی الاقتصاد العراقی وإن شئت قلت إن علی المسؤلین فی الدولة أن یجعلوا الخصخصة کنظام عام فی الاقتصاد العراقی شریطة توفر أمرین:

الأول: أن یکون نظام الخصخصة فی الدستور العراقی محدودا بالحدود المسموح بها فی الشریعة الإسلامیة.

الثانی: أن تکون للدولة حق النظارة والتدخل والحراسة والمراقبة لکافة مرافقها من الخاصة والعامة بأشراف من العلماء والمراجع.

وفی الختام نقول: إن النظام الاقتصادی الإسلامی حیث أنه یقوم علی أساس مبدأ الملکیة المزدوجة، أی الملکیة العامة، وهی ملکیة الدولة، والملکیة الخاصة، وهی ملکیة الأفراد، فیکون الهدف الأساسی من وراء ذلک والغرض الداعی إلی تشریع هذا النظام هو تحقیق التوازن والعدالة فی المجتمع الإسلامی التی أهتم الإسلام بها، وتضییق الفجوات والثغرات بین طبقات الأمة، علی أساس أن کلاً من الملکیة الخاصة والعامة بمنزلة الرقابة والحراسة علی الأخری المعیقة عن تجاوزاتها، بینما النظام الاقتصادی الرأسمالی

ص:25

یؤدی مزید من الفجوات والثغرات بین طبقات المجتمع، وهدم أسس التوازن والعدالة الاجتماعیة فیه. والنظام الاقتصادی الاشتراکی یصادر حریات الأفراد فی الأنشطة الاقتصادیة کافة.

والغرض من ذلک الإشارة فقط إلی أن نظام الخصخصة موجود فی النظام الاقتصادی الإسلامی، ولکن تطبیقه علی اقتصاد البلد منوط بتوفر أمور کما تقدم.

النجف الأشرف 25 رمضان 1424 ه -

ص:26

والعلماء والمراجع کافة نعم یجوز تشریع قانون لا یکون مخالفا للإسلام.

وهذه حکومة إسلامیة لیس علی رأسها الولی الفقیه وبذلک تمتاز عن النوع الأول من الحکومة الإسلامیة.

إذا تبین الفرق بین النوعین من الحکومة الإسلامیة فنقول إن المطالب فی العراق من قبل معظم الشعب العراقی المسلم من الشیعة والسنة والمراجع العظام والعلماء الکرام إنما هو الحکومة الإسلامیة من النوع الثانی لا الحکومة الإسلامیة من النوع الأول التی هی موجودة فی إیران فإن الحکومة علی الطراز الموجود فی إیران غیر قابلة للتطبیق فی العراق إذ کما هو معلوم إن شعب العراق مرکب من قومیات مختلفة وطوائف متعددة، هذا مضافاً إلی أنه لیس هنا ولی الفقیه یترأس الحکومة ویقیمها علی أساس ولایة الفقیه وإما المراجع الموجودون فی النجف الاشرف وعلی رأسهم السید السیستانی (حفظه الله) لا یریدون التدخل فی الحکومة والترأس فیها مباشرة بأی شکل من الأشکال بل وإن طولب منهم ذلک لأنهم یرون أن وظیفتهم فی الوقت الحاضر أرشاد الناس إلی ما هو صلاح الأمة ودعوتهم إلی رص الصفوف وتوحید الکلمة لکل أطیاف الشعب وشرائحه من أجل استقرار الوضع وإیجاد الأمن.

هذا نظیر الحکومة المتشکلة فی أفغانستان فإنها حکومة إسلامیة من النوع الثانی علی أساس أن الإسلام هو دین الدولة

ص:28

وأن أی قانون وتشریع مخالف للإسلام لا شرعیة له ومرفوض رفضا قاطعا.

ومن هنا نأمل من المحللین السیاسیین وأصحاب الصحف والجرائد والقنوات الفضائیة أن یمیزوا بین نوعی الحکومة الإسلامیة ولا یقوموا بخلط الأوراق وتعکیر المیاه واتهام من یرید الحکومة الإسلامیة فی العراق بأنه یرید الحکومة الإسلامیة علی النمط الموجود فی إیران مع أنه لا یرید الحکومة الإسلامیة من هذا النمط وإنما یرید الحکومة الإسلامیة من النمط الثانی.

ومن هنا ینبغی لهم عدم التسرع فی الأخبار والاتهام بدون التحقیق والتمییز وبمجرد الظن والحدس فإنه نوع خیانة فی مقام النقل واتهام بلا مبرر ومجرد الاشتراک فی الاسم لا یکون مبررا.

النقطة الثانیة:

إن حقوق الأقلیات الموجودة فی العراق من سائر الأدیان محفوظة فی ضمن النظام الإسلامی حیث أنهم أحرار فی العمل بطقوس دینهم فی الکنائس وغیرها وإقامة شعائرهم کما هو الحال فی جمیع الأقلیات من سائر الأدیان فی البلاد الإسلامیة أو غیر الإسلامیة الحرة الدیمقراطیة کالأقلیات المسلمة فی أمریکا وأوربا فأنهم أحرار فی العمل بوظائفهم الدینیة وإقامة شعائرهم فی المساجد والحسینیات وغیرهما ولا عائق أمام حریتهم إلا القانون والنظام العام الدائم للدولة وهذا النظام العام نسبته إلی الکل علی حد سواء فکل طائفة حرة فی العمل بوظائفها وأحوالها الشخصیة

ص:29

سواء أکانت مدنیة أم دینیة طالما لا یکون مخالفا للنظام العام للدولة.

والخلاصة: أنه لا منافاة بین قانون الدولة الدائم العام وقانون الأحوال الشخصیة مدنیة کانت أم دینیة لکل طائفة من طوائف الشعب شریطة عدم تدخل الدولة بالتلاعب فیه والتغییر کجعل قانون التساوی بین الرجل والمرأة فی الإرث أو کون الطلاق بید کلیهما معا وغیر ذلک.

النقطة الثالثة:

إن فی الشریعة الإسلامیة المقدسة منطقة فراغ ونقصد بها عدم وجود نص ملزم من الکتاب والسنة فیها وهی باقیة علی أباحتها الأولیة ولا مانع من وضع قانون ودستور ملزم فی هذه المنطقة فی مجال الاقتصاد والتعلیم وإدارة الوزارات والمحافظات والمخابرات والأمن والجیش والشرطة وغیرها حسب الظروف وحاجة المرحلة ومصالح البلد عامة ولا یکون هذا القانون مخالفا للإسلام حتی یکون مرفوضا.

النقطة الرابعة:

من المؤسف جداً أن یخاف المسلمون من النظام الإسلامی فی بلد إسلامی مثل العراق وهذا لیس إلا من جهة أن للأعلام المضلل والادعاءات المغرضة من الغرب والشرق علی الإسلام والمسلمین دورا بارزا وهاما فی هذا التخویف وتأثیرا کبیرا فی النفوس غیر المزودة والمجهزة بالقیم والمثل الدینیة الإسلامیة وهذا مورد للأسف الشدید.

ص:30

وأما تخوف الغرب من الإسلام فله مبرر لأنهم یخافون من نظام الإسلام وقیمه الإنسانیة والأخلاقیة والاجتماعیة والفردیة والعائلیة وقوة نفوذه وانتشاره فی العالم ولا سیما بین الشباب والشابات فی الدول الإسلامیة وغیر الإسلامیة ولهذا ینقل ویسمع أن الشباب والشابات فی الدول الغربیة وغیرها یدخل فی الإسلام مع قلة معرفتهم بالإسلام ولا یعرفون منه إلا بعض القیم والمثل الإنسانیة کالنظام العائلی مثلا الموجود بین المسلمین فإنه متفکک ومنهار فی المجتمع الغربی وغیره وهم متأثرون من هذا التفکک والانهیار ومحرومون من حلاوة هذا النظام العائلی وهو الاجتماع بین الآباء والأمهات والأبناء والبنات علی سفرة واحدة وغیره من النظام الإنسانی.

ومن هنا شعروا بأن الإسلام خطر علیهم ولذلک قاموا بالإعلام المضلل والدعایات الفارغة علی الإسلام والمسلمین بذرایع مختلفة تارة أن الدین الإسلامی یروج للتطرف والإرهاب وأخری أن الدین الإسلامی ضد الحریة والدیمقراطیة وثالثه إن الدین الإسلامی ضد حقوق الإنسان وهذه الدعایات بأجمعها دعایات فارغة ولا واقع موضوعی لها.

أما الأولی فلأن الدین الإسلامی المتمثل فی الکتاب والسنة دین عدل وسلم وإنسانیة ورأفة ورحمة وضد التطرف والإرهاب بکل أشکاله وألوانه وأنه دین یستنکر قتل الأبریاء بأشد الاستنکار وجعله أکبر جریمة فی تاریخ البشریة.

ص:31

وأما الثانیة فلأن الدین الإسلامی لیس ضد الحریة نعم إن الحریة فی الإسلام تختلف عن الحریة عندهم لأن الإسلام جعل حدا وقیدا لحریة الإنسان وإطلاق عنانه باعتبار أنه لا یمکن أن یبقی الإنسان علی حریته المطلقة ومطلق العنان بأن یفعل ما یشاء ویترک ما یشاء و إلا لکان المجتمع الإنسانی مجتمع الغاب وهو کما تری فالإنسان المسلم حر فی الحدود المسموح بها شرعا لا مطلقا حر فی سلوکه الخارجی الاجتماعی والفردی والعائلی شریطة أن لا یکون محرما ومعیقا عن القیم الدینیة والإسلامیة فالحریة فی الإسلام إنما هی فی الحدود العقلائیة التی تتناسب مع مکانة الإنسان وکرامته وقیمه، فالمرأة حرة فی الحدود المسموح بها شرعا ولها أن تلعب دورا هاما فی المجتمع کالرجال شریطة أن تحافظ علی کرامتها وعفتها وسترها الإسلامی وقیمها الإنسانیة ولا تکون مبتذلة إذ لا قیمة للنساء المبتذلات لا عند الله ولا عند المجتمع وإما الحریة عند الغرب فحیث أنها لیست مبنیة علی قیم وأسس دینیة فلهذا وصلت إلی درجة الابتذال وحضیض الحیوانیة وخرجت عن الحدود العقلائیة والإنسانیة ومع ذلک فهم مصرون فی تطبیق هذه الحریة ونشرها فی الدول الإسلامیة وهدفهم من وراء ذلک تهدیم الإسلام وتقالیده الإنسانیة وثقافته القیمة ولذلک عوامل متعددة وهی تساعدهم فی ذلک:

الأول: ضعف المسلمین بشکل عام مادیا وتقنیا ولهذا فهم فی أمس الحاجة إلی الغرب أو الشرق وهذه الحاجة تدعوهم إلی الاستسلام وعدم الاستقلال.

ص:32

الثانی: إن قلة معرفتهم، لا سیما المسؤولین منهم بالنظام الإسلامی کنظام الهی عام لکافة البشر إلی یوم القیامة واعتقادهم غالبا بأنه نظام غیر قابل للتطبیق فی العصر الحالی أو لا یمکن تطبیقه، تؤثر فی إتاحة الفرصة لهم للدخول فی البلاد الإسلامیة.

الثالث: إن للتبلیغات المضللة من الغرب والشرق والدعایات الفارغة دورا هاما وتأثیرا کبیرا فی نفوسهم لأنها تزودهم بالتقالید الغربیة أو الشرقیة وثقافتها.

الرابع: إن الفرقة الموجودة بین المسؤلین فی الدول الإسلامیة وعدم وحدة الموقف لهم أمام الشرق والغرب تؤثر فی عدم استقلالهم وهذا خسارة وذلة لهم ولشعوبهم وأما إذا کان لهم موقف موحد أمام العالم الغربی والشرقی فهذا یکون عزة وکرامة لهم ولشعوبهم واستقلالا لبلدهم و یحسبون لهم حینئذ ألف حساب.

الخامس: إن المسؤلین والقادة فی البلاد الإسلامیة لعلهم کانوا معتقدین بأن بقاءهم فی الکرسی مرتبط بعلاقتهم الوطیدة بالغرب أو الشرق وهذا خطأ منهم لأن بقاءهم فیه منوط بإخلاصهم للوطن وخدمة الشعب بأمان وصدق وعدم التلاعب بمقدراته ومعتقداته الإسلامیة.

وهذه العوامل کلا أو بعضا تتیح الفرصة أمام دخول الأجانب فی البلاد الإسلامیة ونشر أفکارهم المضللة وثقافتهم المتدنیة المبتذلة وهدم الأفکار الإسلامیة وتقالیدها الإنسانیة وثقافتها القیمة.

ص:33

وأما الثالثة فلأن الدین الإسلامی لیس ضد حقوق الإنسان فإن الإسلام قد أهتم بالحفاظ علیها وعدم جواز تفویتها وجعل الغرامة علیها لأن نظرة الإسلام إلی حقوق الإنسان هی المعادلة بالمثل وفی الجراحات النفس بالنفس والعین بالعین والأذن بالأذن وأشار تعالی إلی حکمة ذلک بقوله عز وجل (وَلَکُمْ فِی الْقِصَاصِ حَیَاةٌ یَاْ أُولِی الأَلْبَابِ) وفی الأموال المعادلة بالمثل أو القیمة ومن هنا إذا قام شخص مثلا بقلع عین شخص آخر عدوانا وظلما وسَلَب عنه هذا الحق فقد جعل الله تعالی للمظلوم حق الاقتصاص منه بان یقوم بقلع عین الظالم وسلبه عن هذا الحق وذلک لأمرین:

الأول: إن حق الظالم لیس أولی من حق المظلوم فإذا لم یر الظالم هذا الحق للمظلوم فقد جعل الله تعالی للمظلوم سلطانا بأن یقوم بالاقتصاص منه بالمقدار الذی ظلمه فیه لا أکثر وهو مقتضی العدل والإنصاف والمعادلة بالمثل.

الثانی: إن ذلک عبرة للآخرین ولهذا یکون له دور کبیر وهام فی التوازن وتحقیق العدالة الاجتماعیة ولا یمکن تطبیق حقوق الإنسان علی الظالم بدعوی أنه لا یجوز الاقتصاص منه لأنه ینافی حقه فی بقاء عینه سالمة وذلک أما أولا فلأن ذلک معناه أن حق المظلوم یذهب هدرا وهو لا یمکن لا شرعا ولا عقلاً.

وثانیا إن تطبیق حقوق الإنسان علی الظالم مکافئة له فی مقابل ظلمه وهذا نوع ترویج للظلم والفساد وتشویق له ولغیره وهو مؤثر فی عدم الاستقرار والأمن فی البلد وهذا معنی قوله تعالی (وَلَکُمْ فِی الْقِصَاصِ حَیَاةٌ یَاْ أُولِی الأَلْبَابِ)، مثلا للإنسان حق البقاء

ص:34

فی الحیاة ولیس لأحد أن یسلب عنه هذا الحق ظلما وعدوانا فإذا سلبه منه فقد جعل الله لولیه سلطانا أن یقتص منه لأن هذا هو مقتضی العدل والإنصاف والمعادلة بالمثل فمن قتل أحداً ظلما و جورا فقد باع حقه فی البقاء علی قید الحیاة إذ من لم یر هذا الحق للآخر لم یکن هذا الحق ثابتا له أیضا.

ولا یمکن تطبیق حقوق الإنسان علیه لأن فیه مکافئة له فی مقابل ظلمه العدوانی وتشویقاً له وللآخرین علی ذلک رغم أن فی الاقتصاص عبرة للناس وتحقیقاً للعدالة الاجتماعیة والأمن فی البلد لأن دم الإنسان لا یذهب هدراً، وقد أعترف بذلک کقانون فی أکثر دول العالم.

9 محرم الحرام 1425 ه -

ص:35

الأول: إن وصول کل طائفة من طوائف العراق بما فیهم الأقلیات إلی حقوقهم المشروعة مرتبط بالانتخابات الحرة النزیهة لأن لکل طائفة تعیش فی العراق حقوقا ومن الطبیعی إن لوصول کل طائفة إلی حقوقها دوراً کبیراً فی تحقیق العدالة الاجتماعیة والحفاظ علی الثوابت الدینیة والوطنیة والتوازن فی الحقوق السیاسیة و التعلیمیة والاجتماعیة والإداریة والاقتصادیة والأمنیة وغیرها وهو مؤثر هام فی استقرار الوضع واستتباب الأمن فی البلد.

الثانی: إن الانتخابات خطوة مهمة فی سبیل استقرار الوضع فی البلد وإیجاد الأمن فان لها تأثیراً کبیراً فی نفوس الشعب حیث إن الشعب یری استقلال بلده بها ویری إن المجلس الوطنی منتخب بآرائه وباختیاره مباشرة وان الدولة المنتخبة من قبل المجلس الوطنی دولة شرعیة مستقلة عراقیة حرة.

الثالث: إن للانتخابات دورا هاما و أساسیا فی إنهاء الاحتلال روحا وشکلا لأن الدولة إذا کانت منتخبة من قبل الشعب وبآرائه فهی دولة مشروعة مستقلة معترف بها دولیا ومعنی هذا إنهاء الاحتلال لأن معنی الاحتلال عدم الاستقلال هذا من جانب ومن جانب آخر لیعلم الشعب العراقی العظیم إن إنهاء الاحتلال إنما هو برص الصفوف وتوحید الکلمة والتوافق والتلاحم والتکاتف لا بإیجاد البلبلة والتفرقة وقتل الأبریاء بأی شکل وتحت أی اسم فانه ذریعة لبقاء الاحتلال ومن یقوم بهذه الأعمال الإجرامیة یقدم خدمة جلیلة للمحتل.

ص:37

الرابع: أن للانتخابات دوراً هاما وکبیرا فی قطع ذرایع أعداء الشعب العراقی من الداخل والخارج لأنهم یقومون بالأعمال الإجرامیة بذریعة إن الحکومة العراقیة معینة من قبل المحتل ولیس لها أی شرعیة وقانونیة لأن الدولة الشرعیة القانونیة هی الدولة المنتخبة من قبل الشعب فإذا کانت الدولة منتخبة من قبل الشعب فهی دولة مشروعة وقانونیة مستقلة عراقیة معترف بها دولیا فلا تبقی لهم حینئذ ذریعة للأعمال الإجرامیة.

الخامس: إن تأخیر الانتخابات عن موعدها المقرر مکافئة سخیة للإرهابیین والمتطرفین من الداخل والخارج المعارضین بشدة لإجرائها فی موعدها وتنازل فی مقابلهم ودعم وقوة وتشویق لهم فی مزید من الإجرام وتخریب البلد وتخویف الناس فلو انتصر هؤلاء فی هذه المعرکة لم یبق للدولة ووعودها وقراراتها أی مصداقیة لدی الشعب ولا لقرارات الأمم المتحدة وهذا عامل مؤثر وهام فی جر البلد إلی کارثة لا تحمد عقباها.

والخلاصة: إن الانتخابات الحرة النزیهة تلعب دورا هاما وأساسیا وکبیرا فی وصول کافة الطوائف بما فیهم الأقلیات إلی حقوقهم المشروعة والقانونیة بدون تفریط، وفی إنهاء الاحتلال روحا وشکلا واستقرار الوضع والأمن فی البلد وقطع ذرایع الأعداء والمجرمین.

النقطة الثالثة: إن الشعب العراقی العزیز لابد أن یفهم إن هؤلاء المخربین والمتطرفین من الداخل والخارج أعداء للشعب بکافة شرائحه وطوائفه لا طائفة دون أخری لأنهم أرادوا تخریب البلد

ص:38

وعدم استقرار الوضع وإشعال نار الفتنة ومن الطبیعی أن ضرر ذلک یعود إلی الجمیع بلا تمییز وان نار الفتنة تحرق الکل لا طائفة دون أخری، ومن العجیب أنهم یقومون بالأعمال الإرهابیة واللانسانیة باسم الإسلام والدین والإسلام برئ منهم و من هذه الأعمال الإجرامیة وضدها تماما لأن هذه الأعمال الإجرامیة تخدم الأعداء وتشوه سمعة الإسلام والمسلمین وتکون ذریعة لاتهام الدین الإسلامی بأنه دین یروج التطرف والإرهاب مع إن الإسلام دین سلم وعدل وإنصاف وإنسانیة ورأفة ورحمة ولهذا قد شجب الإسلام قتل الأبریاء واستنکره اشد الاستنکار وجعل قتل نفس واحدة بریئة أکبر جریمة فی عالم الإنسانیة کما أنه جعل إحیاء نفس واحدة اکبر خدمة فی عالم البشریة.

انظر إلی قوله تعالی بسم الله الرحمن الرحیم قال عز وجل فی کتابه الکریم (مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَیْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسادٍ فِی الْأَرْضِ فَکَأَنَّما قَتَلَ النّاسَ جَمِیعاً وَ مَنْ أَحْیاها فَکَأَنَّما أَحْیَا النّاسَ جَمِیعاً) فإن الله تعالی جعل قتل نفس واحدة بریئة بمثابة قتل کافة الناس کما أنه تعالی جعل إحیاء نفس واحدة بمثابة أحیاء الناس کافة.

ومن جانب آخر إن الدین الإسلامی قد حرم التمثیل وتشویه بدن الإنسان وهندامه وصورته وان کان عدوا للإسلام حتی فی ساحة المعرکة فإذا قتل شخص مسلم عدوه فیها فلا یجوز له التمثیل به وتشویه صورته و هندامه لأن الباری عز وجل کرم بنی آدم فی الإسلام مهما کان لونه وجنسه وجعله من أحسن مخلوقاته وأفضلها وأنعم علیه بأحسن نعمه وهی نعمة العقل والإدراک

ص:39

والتمییز وسخر العالم له وجعله خلیفة فی الأرض ولهذا حرم الإسلام هتکه وتنقیصه وتشویه صورته وهندامه حیا کان أم میتا هذا هو الدین الإسلامی الذی یدعو الناس إلی السلم والعدالة والاحترام وشجب الظلم والاستهتار بکافة أشکاله وأنواعه.

النقطة الرابعة: إن الحوزة العلمیة المبارکة للدراسات العلیا الإسلامیة فی النجف الأشرف بلد أمیر المؤمنین (علیه الصلاة والسلام) قد أسست منذ أکثر من ألف سنة وتخرج منها آلاف المجتهدین والفقهاء العظام والأساتذة والخطباء فی کافة أقطار العالم الإسلامی ولها دور أساسی وکبیر فی نشر الثقافة الإسلامیة فی جمیع أنحاء العالم رغم مواجهتها للظروف القاسیة والمضایقات المتتالیة من قبل الحکومات والأنظمة الجائرة والانتهاکات بین حین وآخر، ورغم کل ذلک إنها مستمرة فی عطائها و لا تتوقف ولن تتوقف هذا بفضل وجهود حثیثة من العلماء و الفضلاء والأساتذة والطلاب وصبرهم وتحملهم المصائب والمتاعب مهما کانت فی سبیل المحافظة علی مکانة الحوزة العلمیة ونشر الثقافة الإسلامیة وإما فی العصر البائد فقد انتهکت الحوزة العلمیة المبارکة ولم یبق منها إلا أصولها ورموزها.

وبعد سقوط النظام قد أخذت عافیتها ونشاطها یوما بعد یوم إلی أن واجهت ظروفا غیر مرتقبة، وأملی بالله تعالی کبیر أن تمر هذه الظروف بسلام وتستعید الحوزة نشاطها تدریجیا، ومن هنا إن الوظیفة الشرعیة تملی علی العلماء ورجال الحوزة وأساتذتها وطلابها الاهتمام الجاد بالدراسة والتحقیق وبذل أقصی الجهد فیها

ص:40

لکی یحافظوا علی مکانة الحوزة العلمیة المبارکة وعطائها المستمر بشکل أفضل یوما بعد یوم حتی تستعید عافیتها بالکامل بل بشکل أکثر ازدهارا وتوسعة بما یلیق بها وبمکانتها العلمیة وثوابتها الدینیة والإسلامیة لأنها مرآة للدین الإسلامی وأنه دین سلم وعدل وإنصاف وإنسانیة وضد التطرف والإرهاب بکافة أشکاله وألوانه.

1 ذی الحجة 1425 ه -

ص:41

لاختیار أعضاء المجلس الوطنی لوضع الدستور الدائم للبلاد وتشکیل حکومة إسلامیة حرة دیمقراطیة فإن لذلک تأثیرا کبیرا فی استقرار الوضع واستتباب الأمن وإنهاء الاحتلال وقطع الذرایع من هنا وهناک.

علی الشعب العراقی العظیم بکافة أطیافه وشرائحه الاشتراک فی هذه الانتخابات لتقریر مصیرهم السیاسی والاجتماعی والاقتصادی والوصول إلی حقوقهم المشروعة ولذا لا بد لهم من تشخیص ذوی الخبرة والصلاح والکفاءة من الشخصیات الوطنیة المؤمنة التی تحرص علی حقوق الناس، فإنه لابد من فسح المجال أمام هذه الشخصیات لکی تکون ممثلة عن الشعب وراعیة لمصالحه وحقوقه ومحققة لطموحاته وهذا هو السبیل الوحید لوصول کافة شرائح المجتمع بما فیها الأقلیات إلی حقوقهم.

ومن هنا علی أئمة الجمعة والجماعة والخطباء والمثقفین أرشاد الناس إلی الاشتراک فی الانتخابات بقوة والدقة فیها، وبیان وتوضیح أن لکل فرد من أفراد الشعب العراقی المؤهل للاشتراک فی الانتخابات حق التصویت وهو حر فی ذلک ولکن علیه مسؤولیة أمام الله تعالی وأمام شعبه وهی تطلب منه أن یعطی صوته لذوی الکفاءة واللیاقة والعقیدة والصلاح لخدمة هذا البلد العظیم بصدق وأمانه.

نوصیکم أن تکونوا حذرین وان تتنبهوا بأن لا تفرطوا فی حقوقکم وان لا تدعوا مجالا للنیل من هویتکم الإسلامیة.

ص:43

إن قانون المفوضیة الذی أصدره الحاکم المدنی السابق بول بریمر بما أنه صدر فی ظروف غامضة وفی ضل فراغ سیاسی وطنی وبدون استشارة القوی الوطنیة السیاسیة فهو لا یتمتع بصفة المشروعیة.

نسأل الله سبحانه أن یأخذ بأیدی الجمیع لما فیه خیر وصلاح هذا البلد والسلام علیکم ورحمة الله وبرکاته.

ص:44

ونذکرّ المسؤولین ورجال البلد أن مسؤولیتهم أمام الله تعالی وأمام شعوبهم تفرض علیهم التخلی عن جمیع الأغراض والمصالح الشخصیة والمیول والنعرات الحزبیة والدعوات الطائفیة المثیرة للفتن والفساد حفاظا علی سلامة العراق ووحدة الشعب ومصالح البلد العامة ککل ومکانته الإسلامیة والحضاریة فی کافة الاتجاهات.

ونرجو من الباری عز وجل التوفیق والسعادة لکل من قام بالسعی وبذل الجهد فی سبیل توفیر الظروف الملائمة لهذا الحدث التاریخی وهذه هی الخطوة الأولی المهمة فی سبیل استقلال البلد والخروج من ظل الاحتلال وتشکیل المجلس الوطنی بإرادة الشعب مباشرة، ولکن الأهم منها الخطوة الثانیة لتقریر مصیر الشعب ومستقبله التاریخی الحیاتی وهی وضع الدستور الدائم للعراق وعلی جمیع العلماء وفضلاء الحوزة ورجالها والخطباء وأئمة الجماعة والجمعة فی کافة أنحاء العراق الاهتمام الجاد بهذه الخطوة وعلیهم أرشاد الناس جمیعا ولا سیما فی الشهرین المقبلین وکافة المناسبات بأن یطالبوا من المجلس الوطنی بقوة أن یکون المصدر الأصلی الوحید فی الدستور الدائم للعراق هو الإسلام ورفض أی بند یکون مخالفا للإسلام لأن العراق بلد عریق بإسلامه وعظیم بتاریخه وله ممیزات من النواحی المتعددة:

الأولی: أنه عظیم بوجود ذخائره من المیاه والأراضی الزراعیة والموارد الطبیعیة کالنفط والغاز والکبریت وغیرها.

ص:46

الثانیة: أنه عظیم بوجود المراقد المشرفة للأئمة الأطهار والأنبیاء (صلی الله علیه و آله) فان هذه المراقد المبارکة ثروة عظیمة للبلد روحیا واقتصادیا وبإمکان شعب العراق أن یستفید منها فی تطویر مکانة البلد مادیا ومعنویا کجارتنا (السعودیة).

الثالثة: أنه عظیم بوجود الحوزة العلمیة المبارکة للدراسات العلیا الإسلامیة فی النجف الأشرف وهو بلد یتضمن فیه أقدس وأطهر جسد لأکبر شخصیة إسلامیة بعد رسول الله (صلی الله علیه و آله) فی العقیدة والإیمان بالله وحده لا شریک له والأفکار الإسلامیة والثقافة الإنسانیة وهو الرجل الثانی فی الإسلام المتمثل فی علی بن أبی طالب علیه الصلاة والسلام.

ولیعلم أن لقدسیة هذه البلدة الشریفة دورا هاما وکبیرا فی مکانة الحوزة العلمیة فی العالم الإسلامی وصداها وفی الدراسات العلیا الإسلامیة والثقافة الدینیة السلیمة الرافضة لأیة أفکار متطرفة ومنحرفة.

ثم إن هذه الحوزة العلمیة المبارکة أقدم حوزة علمیة إسلامیة فی العالم الإسلامی وأکبرها سعة و عمقا وسلامة من أی أفکار متطرفة علی أساس إن الدراسة فی هذه الحوزة المبارکة المتمثلة فی الدراسات الأصولیة والفقهیة التی تطورت عصراً بعد عصر وقد وصلت ذروتها فی الدقة والعمق دراسة مستقلة فی کیانها ومستمدة من الکتاب والسنة فی کل تشریعاتها الإسلامیة المستقلة وتحل مشاکل الإنسان فی کافة نواحی حیاته العامة من الاجتماعیة والفردیة والعائلیة والتعلیمیة والاقتصادیة وغیرها فی طول القرون

ص:47

ولا یمکن افتراض أی مشکلة فی أی عصر فی حیاة الإنسان حتی فی عصر اکتشاف الفضاء الذی وصلت الحیاة فیه بالتطور قمتها بدون حل ملائم من وجهة النظر الإسلامیة ومن هنا لا یوجد فی هذه الدراسات الإسلامیة من الأصولیة والفقهیة أی فکرة من الأفکار المتطرفة المنحرفة طول التاریخ باعتبار إن تلک الدراسات قائمة علی أساس مبدأ الکتاب و السنة ولا یمکن أن تتجاوز عن حدود هذا المبدأ وأی فکر أو تشریع خارج عن حدوده فانه غیر مقبول لأن مبدأ الکتاب والسنة ضد التطرف والإرهاب بکافة أشکاله وألوانه طول التاریخ.

الرابعة: إن العراق بلد إسلامی عریق فی إسلامه وتاریخه وهو بلد الأنبیاء والأوصیاء لذلک یکون العراق محط أنظار العالم الإسلامی بل العالم کافة ومن هنا نوجه کلامنا إلی کافة المسؤولین فی الدولة ورجال العراق فإن مسؤولیتهم أمام الله تعالی وأمام شعوبهم المسلمة تفرض علیهم الحفاظ علی مکانة العراق الإسلامیة وثوابته الدینیة ونحذرهم من تغییر وجه العراق وفصل الدین عن الدولة فإن فی ذلک مخاطر لا تحمد عقباها وإن ذلک مرفوض لدی العلماء والمراجع کافة و معظم الشعب العراقی المسلم ولا یمکن المساومة علی ذلک، فإنهم إذا أرادوا استقرار البلد والأمن فیه فعلیهم أن لا یلعبوا بمقدرات الشعب وتقالیده الإسلامیة ولا یقوموا بجرحه فوق جرحه الذی لم یندمل فإن فی الماضی کفایة وهو عبرة للمستقبل کما إن العلماء والمراجع کافة ومعظم الشعب العراقی المسلم یطالبون الدولة والمجلس الوطنی فی المستقبل بقوة أن یکون الإسلام فی الدستور الدائم للعراق

ص:48

المصدر الوحید للتشریع فی البلد ورفض أی بند وتشریع من بنود الدستور الدائم إذا کان مخالفا للإسلام وهذا غیر قابل للمساومة فإذن معنی المصدر الوحید للتشریع أنه لا یجوز سن وتشریع أی قانون ودستور یکون مخالفا للإسلام وضده ولا سیما فی هذا البلد العریق فی إسلامه وأیضا ننصح الحکومة المؤقتة والحکومة القادمة من مخاطر الإقدام علی الأعمال الاستفزازیة التی تؤثر علی مشاعر الشعب المسلم سلبا.

منها تجنید البنات المسلمات وإعطاء تدریبهن بید الأجنبی المحتل ونشر صورهن مع المدرب الأجنبی فی المجلات والجرائد الیومیة فان لذلک تأثیرا سلبیا علی الحکومة رغم إنها فی أمس الحاجة ولا سیما فی الوقت الحاضر إلی دعم الشعب لها و مساعدته وعونه.

و غیر ذلک من الأعمال الاستفزازیة غیر اللائقة بمکانة العراق وحضارته الإسلامیة الدینیة طول القرون وهذا لیس معناه أن الوظیفة محرمة علی المرأة فإن کل وظیفة حلال للرجل حلال للمرأة أیضاً شریطة أن تحافظ المرأة علی عفتها ونجابتها وسترها الإسلامی وکرامتها وشرفها ولهذا لا مانع من توظیفها فی وزارة التعلیم والتربیة ووزارة الکهرباء ووزارة التخطیط وغیرها، وأما وظیفة التجنید فهی غیر لائقة بمکانة المرأة المسلمة ولا سیما علی الشکل المذکور فإن حرمتها وکرامتها تنتهک بها ولا تتمکن من الحفاظ علیها، ومن هنا نطلب من الحکومة أن تسعی سعیا جاداً فی کسب مشاعر الشعب ورضاه ودعمه لها فإن لذلک دوراً هاما

ص:49

وأساسیا فی استقرار الوضع واستتباب الأمن والنجاح فی تطویر البلد ومن الطبیعی أن الحکومة إنما تنجح فی ذلک إذا کان هدفها خدمة البلد والشعب بشکل فعال وجاد ویکون الکرسی عندها وسیلة لا هدفا فإن مثل هذه الحکومة تنجح فی تطویر البلد وخدمة الناس وکسب مشاعرهم ودعمهم لها وفی استقرار الوضع والأمن فی البلد حیث أن ما یبقی ویدوم ویؤثر فی استقرار البلد هو خدمة الناس والشعب أما الکرسی فهو لا یدوم مهما طال أمده.

وفی الختام نرجو من الباری عز وجل التوفیق لکل من یقوم ویسعی فی خدمة الإسلام والمسلمین و هذا البلد بصدق وإخلاص وإیمان.

25 ذی الحجة 1425 ه -

ص:50

والحذر والعمل الدءوب الجاد علی مساعدة الحکومة والمسئولین فی کشف أوکار الإرهابیین ورموزهم وهذه خدمة لأنفسهم وبلدهم وشعبهم

کما أن علیهم أن یأخذوا بنظر الاعتبار الوضع الراهن فی البلد والأعمال الإجرامیة المروعة واللاإنسانیة الواقعة من هنا وهناک کل یوم من قبل زمرة فاسدة خارجة عن الدین والإنسانیة، وهذا الوضع یتطلب منهم شرعا وعقلا وبحکم قیمهم الإنسانیة التحرک التام والجاد وبذل أقصی الجهود بکل الوسائل والأسالیب الممکنة والمتاحة بالتنسیق والتعاون مع الحکومة والجهات المسؤولة للسیطرة علی الوضع فی البلد وتشخیص هذه الزمرة الفاسدة والقبض علیها وتطهیر البلد منها وتسلیمها إلی العدالة وإنزال أقصی العقوبة بها لتکون عبرة ودرسا للآخرین لأن التعامل معها بالرأفة والرحمة مکافأة لها وتشویق لها علی الإجرام أکثر فأکثر.

وعلی الحکومة العراقیة وکافة الأجهزة المسؤولة عن أمن وسلامة المواطنین من الجیش والشرطة والأمن والمخابرات وغیرهم التصدی بکل حزم للإرهابیین المجرمین والمفسدین فی الأرض وبکافة الوسائل الممکنة والمتاحة.

ومن الطبیعی إن للتوافق والتعاون والتکاتف بین الشعب والحکومة دورا بارزا وهاما وکبیرا وأساسیا فی تحجیم الإرهابیین وقطع جذورهم وتحطیم أوکارهم وغسل البلد من أرجاسهم وعلی الحکومة أن تأخذ بعین الاعتبار هذا التعاون من الشعب

ص:52

والتفاعل معه وان تسعی جادة فی سبیل ذلک وبکافة الوسائل المتاحة لاستقرار الوضع واستتباب الأمن.

وفی الختام نرجو من الباری عز وجل أن یدفع البلاء وشر الأشرار عن هذا البلد العظیم وأن یوفق شعبه الکریم فی توحید الصفوف ووحدة الکلمة.

22 صفر 1426 ه -

ص:53

والمخابراتی والأمنی والجیش والشرطة وغیر ذلک علی أساس المصالح العامة للبلد.

وصلاحیات التشریع للدولة فی حدود منطقة الفراغ من قبل الشریعة الإسلامیة قد سد الطریق أمام استخدام مصدر أجنبی للتشریع فی المنطقة المذکورة.

لا یقال: هذا صحیح ولکن هذه الصلاحیة إنما أعطیت من قبل الشریعة لولی الأمر فی الدولة الإسلامیة لا مطلقا ولکل دولة.

والجواب إن حکم الأولی فی الإسلام وإن کان کذلک لأن هذه الصلاحیات قد أعطیت من قبل الشریعة فی عصر الغیبة للحکومة الإسلامیة التی یکون علی رأسها ولی الفقیه الجامع للشرائط منها الأعلمیة وأما الحکومة الإسلامیة التی لیس علی رأسها ولی الفقیه کما فی العراق فلا تکون لها هذه الصلاحیة من قبل الشرع بعنوان أولی.

ولکن للفقیه الجامع للشرائط أن یعطی لها هذه الصلاحیة فإذا أعطاها فلها أن تقوم بسن التشریعات والقوانین فی منطقة الفراغ بما یتلاءم مع تطور البلد ومتطلبات الوقت وحاجیاته فی کافة میادین الدولة علی ضوء المصالح العامة للبلد، والجمعیة الوطنیة الموقرة مسموح لها ذلک شریطة أن لا تعتمد فی سن التشریعات والقوانین فی هذه المنطقة علی القوانین الوضعیة الفرنسیة أو الألمانیة أو غیرها، وأن یکون ذلک بإشراف الفقیه الجامع للشرائط.

ثم إن منطقة الفراغ لیست نقصا فی الشریعة الإسلامیة بل هی تمثل قوة الشریعة وقدرتها علی مواکبة العصور المتطورة المختلفة

ص:55

طول التاریخ کما وکیفا سعة وعمقا وحل کافة مشاکل الإنسان من البدایة إلی النهایة ولا یمکن افتراض أی مشکلة فی أی عصر بدون وجدان حلول لها فی الشریعة المقدسة.

إذ أنها لیست شریعة مؤقتة محدودة بالظروف التی عاشتها فی مستهل تأریخها بل أنها شریعة خالدة أبدیة تنسجم مع تطورات الحیاة العامة فی العصور والمیادین کافة وتحل مشاکل الإنسان الاجتماعیة والفردیة والعائلیة والأمنیة والاقتصادیة والإداریة وغیرها فی کل عصر. ولتوضیح ذلک نشیر إلی نقطتین:

النقطة الأولی: إن انسجام الشریعة الإسلامیة فی منطقة التشریعات والجعول مع کل عصر إنما هو من جهة إنها متمثلة فی علاقة روحیة معنویة بین الإنسان وخالقه وهذه العلاقة لا یعقل أن تتأثر بتأثر الحیاة العامة وعواملها ولا تتغیر بتطورها عصراً بعد عصر لأن الأحکام الشرعیة من الواجبات والمحرمات بصیغها الخاصة المحددة من قبل الشرع ثابتة بنفس هذه الصیغ المحددة طوال التاریخ وفی کل عصر مهما تطور مثلا صیغة الصلاة فی عصر النبی الأکرم (صلی الله علیه و آله) نفس صیغتها فی هذا العصر وکذلک الصیام والحج ونحوهما لأن تلک العبادات کما فرضت علی الإنسان الذی یزاول عملیة تحریک الآلة بقوة الید کذلک فرضت بنفس الصیغة علی الإنسان الذی یزاول عملیة تحریک الآلة بقوة الذرة فلا فرق بین صلاة من یحرث الأرض بمحراثه ومن یحرث الأرض بقوة الکهرباء.

ص:56

فما قیل من أن الدین الإسلامی غیر قابل للتطبیق فی العصر الحالی ناشئ من الجهل به وعدم المعرفة.

فالنتیجة إن علاقة الإنسان بالدین علاقة معنویة روحیة لا تتأثر ولا تتغیر بالعوامل المادیة بینما علاقة الإنسان بالطبیعة علاقة مادیة تتأثر بتأثر الحیاة العامة وعواملها وتتطور بتطورها عصرا بعد عصر وقرناً بعد آخر.

النقطة الثانیة: إن انسجام الشریعة فی منطقة الفراغ مع کل عصر إنما هو من جهة إن الشرع قد أعطی الصلاحیة للدولة الإسلامیة بسن الدستور فی هذه المنطقة حسب الحاجة والظروف الملائمة لملء الفراغ علی أساس المصالح العامة وهذا معنی قدرة الشریعة علی مواکبة العصور المتأخرة المتطورة وإیجاد الحلول لمشاکلها.

فالنتیجة علی ضوء هاتین النقطتین هی أن الشریعة الإسلامیة تکفی لحل مشاکل المجتمع الإنسانی فی المیادین الدینیة والدنیویة کافة.

وبعد ذلک نقول إن العراق لیس بلدا عادیا بل هو بلد عریق بحضارته الإسلامیة وبلد الأنبیاء والأوصیاء وفیه مراقد الأئمة الأطهار (علیهم السلام) ومراقد أئمة السنة وفیه حوزة علمیة إسلامیة کبیرة منذ أکثر من ألف سنة وتخرج منها الآلاف من المجتهدین والمراجع والفقهاء العظام والأساتذة والخطباء فی کافة البلاد الإسلامیة ولهذا یکون العراق محط أنظار العالم الإسلامی.

وعلی أساس ذلک فعلی المسؤولین فی الدولة وأعضاء الجمعیة الوطنیة أن یأخذوا هذه الخصوصیات الممیزة بعین الاعتبار فی

ص:57

کتابة الدستور الدائم لأنهم المسؤولون بالدرجة الأولی عن ذلک ومسؤولیتهم أمام الله وحده لا شریک له وأمام شعبهم المسلم تفرض علیهم أن لا یقوموا بالتشریع فی منطقة الفراغ علی أساس مصدر أجنبی فانه استخفاف بالإسلام وتهمیش لدوره کما انه استخفاف بالهویة الإسلامیة للشعب العراقی باعتبار أن الشریعة الإسلامیة سمحت لهم بسن تشریعات وقوانین حسب متطلبات الوقت وحاجیاته والمصالح العامة فی هذه المنطقة فلا مبرر لابتناء التشریع فیها علی مصدر أجنبی بل هو عار علی الأمة الإسلامیة.

ومن هنا یظهر أن معنی کون الإسلام مصدرا وحیدا للتشریع أنه یغنی عن سائر المصادر.

وعلی ضوء هذه المقدمة یجب علی الجمعیة الوطنیة بحکم المسؤولیة الواقعة علی عاتقهم من قبل الله عز وجل والشعب أن تأخذ بعین الاعتبار النقاط التالیة الأساسیة فی الدستور:

الأولی / الإسلام هو الدین الرسمی لجمهوریة العراق.

الثانیة / الدین الإسلامی هو المصدر للتشریع ولا یسمح سن أی قانون وتشریع مخالف لمعتقدات الإسلام وأحکامه الشرعیة المتفق علیها بین المذاهب الإسلامیة الخمسة.

الثالثة / أتباع کل مذهب فی هذا البلد أحرار فی العمل بمذهبهم ومعتقداتهم الدینیة المذهبیة وإقامة شعائرهم فی المساجد والحسینیات وفی أحوالهم الشخصیة المدنیة کل ذلک فی حدود القانون أی فی الحدود المسموح بها شرعا وقانونا ولا یسمح أن

ص:58

یجعل العمل بالمذهب ذریعة لإیجاد البلبلة فی البلد وإخافة الناس.

الرابعة / الأقلیات غیر المسلمة التی تعیش فی هذا البلد لها کامل الحریة فی ممارسة طقوسها الدینیة وإقامة شعائرها فی الکنائس وغیرها وفی أحوالهم المدنیة کل ذلک فی حدود القانون.

نظیر الأقلیات المسلمة التی تعیش فی البلاد الأجنبیة کأمریکا وغیره فإنهم أحرار فی العمل بمعتقداتهم الدینیة وتقالیدهم الإسلامیة وإقامة شعائرهم وفی أحوالهم المدنیة فی حدود القانون.

تذکیر

إن فی قانون إدارة الدولة المؤقت ثغرات منها ما یتعلق بالبند (ج) من المادة الواحدة والستین ومنها ما یتعلق بالفقرة (1) من المادة الثالثة فإن فی هذه الفقرة إعطاء الحق لمجلس الحکم الذی هو غیر منتخب من قبل الشعب أن یلزم الجمعیة الوطنیة التی هی منتخبة من قبل الشعب مباشرة ببعض القرارات دون أن یحق لها الاعتراض وغیرها من الثغرات الأخری.

فالمأمول من الجمعیة الوطنیة المنتخبة بآراء الشعب مباشرة أن تؤدی الأمانات الملقاة علی عاتقها بإیمان وإخلاص وإرادة قویة وجادة لان لها صلاحیة واسعة مأخوذة من قوة الشعب ککل وعلیها أن تستفید من هذه الصلاحیة الواسعة فی کتابة الدستور وعلاج الثغرات الموجودة فی قانون إدارة الدولة المؤقت إذ لا قیمة لهذا القانون الموضوع من قبل المحتل کما انه لا قیمة لاتفاق مجلس الحکم علیه فانه غیر منتخب من قبل الشعب فاتفاقه لیس

ص:59

اتفاق الشعب بینما اتفاق الجمعیة الوطنیة اتفاق الشعب وآراؤها آراؤهم.

والخلاصة: أن علی الجمعیة الوطنیة أن تتصرف علی طبق صلاحیتها الواسعة وتمارس مسؤولیاتها بدون ملاحظة أی جهة لأنها قد تؤدی إلی التقصیر فی أداء الوظیفة.

وأما الاتفاقات التی اتخذت فی مجلس الحکم وقبله فهی اتفاقات غیر شرعیة ولا قیمة لها.

وفی الختام نسأل الباری عز وجل أن یوفق الجمیع لخدمة هذا البلد والسلام علیکم ورحمة الله وبرکاته.

30 صفر 1426 ه -

ص:60

فعلیهم العمل بجد وموضوعیة للسیطرة علی أمن البلد ولو بإعلان حالة الطوارئ قبل أن یفلت زمام الأمور من أیدیهم.

نطالب الحکومة وبقوة وضع حد لهذه الأعمال الإجرامیة البشعة، وأن تعمل بکل طاقاتها وإمکانیاتها، وبکافة الوسائل الممکنة والمتاحة لقطع دابرهم، وإنزال أقصی العقوبات بهم أمام الملا حتی تکون عبرة للآخرین ولا تأخذکم فی هؤلاء القتلة التکفیریین المفسدین فی الأرض رأفة ولا رحمة، فإنهم قد اعترفوا بقتل الأبریاء بالعشرات، وقطع الرؤوس وخطف النساء، وزرع العبوات الناسفة وتفخیخ السیارات وتفجیرها، وقصف الأبریاء والبیوت الآمنة بالصواریخ وإشاعة الخوف والإرهاب بینهم - کما حدث فی فاجعة جسر الأئمة، فإنه إرهاب بثوب آخر - فهل تحتاج الحکومة بعد هذه الاعترافات إلی أدلة أخری - ألا تکفی تلک الاعترافات لإدانتهم.

علی الحکومة الإسراع فی محاکمة رأس النظام البائد وأزلامه وأتباعه وإنزال أقصی العقوبات بحقهم، حتی تکون عبرة لغیرهم، فإن التأخیر فی ذلک مهما کان سببه یزید فی الأعمال الإجرامیة، فإنه یوجد لدی أیتام الطاغیة أمل بالعودة إلی سدة الحکم.

إذا کانت الحکومة متقیدة بالالتزامات الدولیة والقوانین الوضعیة الغربیة ولیس بوسعها إعدام الإرهابیین باعترافاتهم بدون تحویلهم إلی العدالة والتسریع فی محاکمة رأس النظام وأزلامه وإنزال أقصی العقوبات علیهم فلها أن تستفید من هذه الظروف الاستثنائیة

ص:62

الطارئة التی تواجه شعب العراق وتهدده بالإبادة والموت وأراقه الدماء فی کل یوم:

بإصدار قانون استثنائی من الجمعیة الوطنیة لمکافحة الإرهاب وإعدام هؤلاء المجرمین الذین اعترفوا بجرائمهم البشعة من ذبح العشرات من الأبریاء، واختطاف النساء واغتصابهن ثم ذبحهن فیجب إعدام هؤلاء المجرمین بدون تحویلهم إلی المحکمة، لیکونوا عبرة لغیرهم، وذلک حفاظاً علی دماء العراقیین التی تراق کل یوم بید هؤلاء التکفیریین وأتباعهم وکرامتهم وحرمتهم وعیشهم بسلام وأمان وکذلک تحویل من لم تثبت جریمته بالاعتراف أو بغیره إلی العدالة لمحاکمته أمام الملا.

إصدار قانون لمعاقبة کل من قام بالتحریض علی الإرهاب والعنف، أو إیواء الإرهابیین أو مساعدتهم مهما کان شکل المساعدة، حفاظاً علی سلامة الناس وأمن البلد الذی هو فوق کل المصالح. ألا ترون أن بریطانیا قد أصدرت قانوناً بعد تفجیرات المترو بتوقیف أو ترحیل کل من یحرضَ علی الأعمال الإرهابیة، حیث أن للدولة هذه الصلاحیة فی الظروف الطارئة ولیس بامکان الحکومة أن تسیطر علی الوضع الأمنی إلا بذلک وبالصرامة والحزم فی تطبیق هذا القانون، والتجربة فی ذلک اکبر برهان.

عدم الاستماع إلی مزاعم مدعی تطبیق حقوق الإنسان علی هؤلاء المجرمین القتلة لان ذلک کارثة بحق الشعب العراقی، وانتهاک لحرمته وحقوقه، واستخفاف بکرامته، وکأن المظلومین أو

ص:63

المقتولین بالطریقة البشعة لا حقوق لهم - فلا تجعلوا الشعب المظلوم ضحیة لمزاعم الدیمقراطیة وحقوق الإنسان.

علی الحکومة أن تسعی بجدٍ لبذل أقصی جهدها وبکل إمکانیاتها فی مجال توفیر الخدمات الضروریة للشعب، من الماء والکهرباء والدواء والغذاء فی جمیع أنحاء العراق ولا سیما فی النجف الاشرف بلد الإمام علی بن أبی طالب (علیه السلام) مدینة العلم، ومحط أنظار العالم الإسلامی - فقد أصابها الحیف حیث صارت أسوأ بکثیر من سائر المحافظات فی الخدمات الضروریة.. وأن تهتم بأمر المدینة بإنشاء المشاریع الخدمیة، وتوسعة الروضة العلویة وتنظیف الشوارع المحیطة بها والعمل علی حفظ الأمن وتوفیر الحمایة للزائرین.

علی الحکومة اتخاذ الإجراءات اللازمة للحیلولة دون فرار العقول العلمیة من البلد بما فیهم المثقفین والمفکرین والفنیین والأطباء والمهندسین وغیرهم، ومن تلک الإجراءات توفیر المناخ الآمن للاستمرار فی عملهم وتوفیر العمل ومستلزماته حتی لا تحل کارثة علی البلد بخروجهم.

وأخیرا ندعو الشعب العراقی الکریم بمساعدة المسؤولین علی کشف الإرهابیین وأوکارهم لتسلیمهم للعدالة، کما ندعوهم إلی عدم اتهام أی جهة عشوائیا حفاظا علی وحدة العراق لان من یقوم بهذه الأعمال الإجرامیة اللاإنسانیة هو عدو الشعب العراقی بکل طوائفه ومذاهبه وأدیانه وهو یرید إشعال نار حرب طائفیة تحرق الأخضر والیابس فعلی الشعب العراقی رص صفوفه وتوحید

ص:64

کلمته بکل أطیافه وشرائحه بالتوافق والتلاحم للوقوف بوجه هؤلاء المجرمین. ومن المؤسف جداً سکوت العالم ولا سیما الدول الإسلامیة والعربیة عن شجب هذه الأعمال الإجرامیة المأساویة التی تحدث کل یوم فی العراق بید هذه الفئة الضالة الخارجة عن الدین والإنسانیة بل هناک من یحرض علیها ویبررها وکأن العراق وشعبه خارج عن خارطة العالم.

وفی الختام نسأل المولی العلی القدیر أن یجنب شعبنا العراقی المظلوم المکاره، وأن یتغمد شهداء فاجعة الکاظمیة وغیرهم بوافر رحمته. ویلهم ذویهم الصبر وأن یمن علی الجرحی والمصابین بالشفاء العاجل. والسلام علیکم ورحمة الله وبرکاته.

26 رجب 1426 ه -

ص:65

یعترفون بجرائمهم البشعة علی الملأ فورا وبسرعة لأن بقائهم فی السجون مکافئة لهم وتشویق للآخرین.

(2) فی هذه الظروف الحرجة الخطرة لا مجال للشعارات البراقة کالدیمقراطیة والحریة وحقوق الإنسان والقیم الحضاریة ودولة المؤسسات فإن مکانة هذه الشعارات إنما هی بعد استقرار الوضع فی البلد والأمن فیه، وأما فی الوقت الحاضر فالمستفید الأول من هذه الشعارات هو الإرهابیون والمفسدون فیه وأما شعب العراق فهو ضحیة لها.

(3) بدأ الناس من المثقفین والمفکرین حتی من داخل الحکومة ومن الجمعیة الوطنیة الانتقاد اللاذع علی حکومتکم بأنها حکومة ضعیفة لا تقابل الأحداث المروعة والمتلاحقة من الانفجارات وغیرها بالقوة والصرامة حتی تکون عبرة للآخرین.

(4) بدأت النقمة عند الناس علی الحکومة وازدادت هذه النقمة یوما بعد یوم لشعورهم إن دماء العراقیین رخیصة لدی الحکومة وکرامتهم مهدورة حیث أنهم فی کل یوم یقتلون ویذبحون ویغتصبون علی الملأ بید هؤلاء الإرهابیین بدون أن یقتل أو یذبح أو یشنق منهم أحد.

(5) صدر من المحکمة الحکم بالحبس علی الإرهابیین والقتلة قبل أیام فی مدة تتراوح بین خمسة سنوات أو أکثر أو اقل وفی طی هذا الحکم معان تدل علی عدم نزاهة المحکمة وان مثل هذا الحکم یجر البلد إلی کارثة لا تحمد عقباها وکیف یمکن أن

ص:67

تحکم المحکمة بمثل هذا الحکم وهل هی حرة کیفما شاءت وأرادت فی الحکم أو أن علیها أن تحکم علی طبق دستور الدولة.

(6) أکثریة شعب العراق حسب إطلاعی المسموع والمرئی والمقروء یریدون فی الوقت الحاضر حکومة قویة صارمة لا حکومة ضعیفة تدعو فقط إلی الدیمقراطیة وحقوق الإنسان لان الشعب یرید فی الدرجة الأولی الأمن فی البلد وهو فوق کل شیء ولا یساوم بشیء.

(7) قرأت فی الجریدة وسمعت من الرادیو بإصدار حکم الإعدام بحق المجرم احمد الشقیری الذی قتل (113) نفراً من الشعب العراقی باعترافه وهذا الحکم علیه بعد فترة طویلة من اعتقاله واعترافاته شبیه بالمسرحیة ومعنی ذلک الاستهانة بدماء العراقیین إذ جزاء مثل هذا الشخص فی أی دولة هو الإعدام علی الملأ فورا بلا أی تأخیر.

(8) إن ضعف الحکومة یؤثر علی مکانة الطائفة والمراجع وعلی شخصک الکریم.

(9) علی الحکومة أن تتشاور مع المؤمنین والمفکرین والمخلصین للوطن فی داخل الحکومة أو الجمعیة الوطنیة أو خارجها لاتخاذ القرارات الصارمة القویة لإنقاذ البلد من دوامة الإرهاب والفساد الإداری وعدم إغلاق باب الحوار والمشاورة مع الناس ولیُعلم أن الوضع لن یستقر إلا بالصرامة وإنزال أقصی العقوبات بالمفسدین.

(10) إن للتأخیر فی محاکمة رأس النظام البائد ورفاقه تأثیراً کبیراً فی عدم استقرار الوضع وهو عامل أساسی فی انتشار الأعمال

ص:68

الإرهابیة فإن هذا التأخیر أوجد عند أزلامه أمل العودة مرة أخری إلی الساحة ولهذا فهم یقومون بالأعمال الإجرامیة ویتحرکون فی الساحة أکثر فأکثر ولا أدری لماذا هذا التأخیر؟ ومن هو المستفید منه؟ ولماذا قام بعض شخصیات العالم ک - (ماندیلا) وأمثاله والمحامون العرب بالدفاع عنه هل هم یدافعون عن قتله الملایین من شعب العراق وتشریده الملایین، أو عن قطعه لأذان الناس أو استعماله السلاح الکیمیاوی لإبادة شعبه، أو عن القبور الجماعیة، أو عن تخریبه العراق بکامل ثرواته، أو عن هتکه للشعب العراقی بکافة أطیافه واستخفافه بعقولهم رغم أن هذه الشخصیات یرون أنفسهم من عقلاء العالم؟ فإذن هم عن أی جرائمه یدافعون؟ وهل یوجد فی العالم رجل مجرم مثله؟ وهل هم یدرکون أن الدفاع عن صدام ظلم وتعد علی الإنسان العراقی وتفویت لحقوقه المشروعة وهدر لدمه وکرامته وهتک لحرمته وشرفه؟ وهل الکرامة والحرمة والشرف لصدام ورفاقه فقط!؟

أوصیک أن لا تتأخر فی محاکمة صدام عن وقتها المقرر وان لا تطول المحاکمة و أن لا یصدر القضاء حکما بالحبس بدل الإعدام و إلا لأدی ذلک إلی وقوع البلد فی کارثة وفوضی لا مثیل لها وتذهب کل الجهود المخلصة أدراج الریاح.

وفی الختام نطلب من الله عز وجل مزید التوفیق لکم فی خدمة هذا البلد وشعبه وأعلم إن وظیفتی تدعونی أن أکتب لجنابکم الکریم هذه النقاط ونحن بانتظار جوابکم والسلام علیکم ودمتم بعین الله ورعایته.

22 شعبان 1426 ه -

ص:69

إلی آخر ومن وقت إلی وقت آخر وفی الفترة الأخیرة اقتادوا الناس من بیوتهم بزی الشرطة والحرس ومن الطرقات والشوارع والمحلات والمدارس والمساجد وغیرها ثم قاموا بقتلهم بالطریقة المفجعة وهذه الطریقة والأسلوب أبشع وأخطر وأخوف من السیارات المفخخة لدی الناس ولهذا وذاک لا یمکن للحکومة أن تسیطر علیهم وعلی أمن البلد إلا بتطبیق أحکام القصاص وعملیة الإعدام علی الملأ وبشکل سریع وحاسم حتی تکون عبرة للآخرین، و یجب أن تکون الحکومة جادة وصارمة فی ذلک ولا تعتنی بالصیحات التی تصدر من الداخل أو الخارج بأن ذلک مخالف للقیم الحضاریة ومبادئ الدیمقراطیة و مفاهیم الحریة وحقوق الإنسان إذ لا موضوع لهذه الشعارات البراقة فی هذه الظروف والحالة الخطرة الاستثنائیة التی تواجه شعب العراق وتهدده بالإبادة حیث یقتل فی ظلها ویذبح ویخطف وتسیل دمائه وتهدر کرامته وتهتک حرمته وشرفه فی کل یوم بالعشرات بل قد یصل إلی المئات، فینبغی أن تدرک الحکومة بأن الاستجابة لهذه بالشعارات المذکورة معناه إنها تضحی بشعب العراق فی سبیل هذه الشعارات وتتیح الفرصة والمجال للإرهابیین بالقیام بالمزید من الأعمال الإرهابیة.

ولتعلم الحکومة إن هذا التلکؤ والتسامح والتأخیر فی اتخاذ الإجراءات السریعة الحاسمة قد أوقع البلد فی مستنقع الإرهاب ودَََوامته لأن الحکومة منذ أکثر من سنتین کانت تلقی القبض علی الإرهابیین فی کل یوم بالعشرات أو المئات لحد الآن، ولکن لا یدری الشعب العراقی أین هؤلاء الآن؟! ومعلوم أن منهم من یرغد فی السجون ویأکل ویشرب ویهنأ ویضحک علی الحکومة

ص:71

ویستفید من شعار حقوق الإنسان، والحکومة تصرف علیهم مبالغ طائلة من المال العام فی کل یوم وعلی حراسهم بدل أن تصرف هذه المبالغ علی عوائل الشهداء والمفقودین وفقراء هذا البلد، ومنهم من یطلق سراحه بالمال أو بأسباب أخری.

وهنا نقطتان لا بد من الإشارة إلیهما:

الأولی: إن علی الحکومة أن تراقب بجدیة تامة وبکل الوسائل الممکنة دوائر التطوع فی صنف الشرطة والجیش والحرس والأمن لأن الاختراقات فی هذه الدوائر بلغت ذروتها باعتبار إن الدخول فی أی صنف من هذه الأصناف إنما هو بالرشوة غالبا وبدون التحقیق عن سوابقه، ولهذا بامکان کل فرد سواء أکان بعثیا أم إرهابیا الدخول فی أی صنف منها إذا أراد.

ومن هنا یسری فساد هذه الدوائر إلی البلد ککل ویجره إلی کارثة لا تحمد عقباها.

الثانیة: إذا فرضنا إن الحکومة حسب التزاماتها الدولیة بحقوق الإنسان لا تمتلک اتخاذ القرارات السریعة الحاسمة القویة فی حق هؤلاء المجرمین القتلة بدون تحویلهم إلی المحکمة وإن کانوا معترفین بجرائمهم البشعة، ولکن لها أن تستفید من الصلاحیات الممنوحة لها فی الحالات الطارئة علی البلد، وحیث أن فی الوقت الحاضر یواجه هذا البلد الظروف الصعبة الخطرة الاستثنائیة فلها أن تقوم بإعمال هذه الصلاحیات بالشکل التالی:

1) إصدار قانون استثنائی ومؤقت من الجمعیة الوطنیة لمکافحة الإرهاب بکل الوسائل الممکنة والمتاحة، وإعدام هؤلاء الإرهابیین

ص:72

القتلة المعترفین بجرائمهم اللاإنسانیة بشکل سریع وحاسم علی الملأ بدون تحویلهم إلی العدالة حفاظا علی کرامة العراقیین ودمائهم التی تسیل کل یوم بالتفجیرات المروعة والذبح والاختطاف والاغتصاب والقتل بشکل فجیع.

2) إصدار قانون کذلک من الجمعیة الوطنیة لمعاقبة کل من یقوم بالتحریض علی العمل الإرهابی والعنف فی البلد أو إیواء الإرهابیین أو مساعدتهم مهما کان شکل المساعدة، للحفاظ علی سلامة المواطن وأمن البلد لأنها فوق کل المصالح ولا تساوم بشیء والحکومة هی المسؤلة أولاً وأخیراً عن أمن البلد فی کل ظرف، ألا تری أن فی بریطانیا مثلاً حینما وقع تفجیر (مترو لندن) کیف أن الحکومة سرعان ما اتخذت القرارات الصارمة القویة وأصدرت قانونا استثنائیا بتوقیف أو ترحیل کل من یحرض علی الإرهاب أو یساعده مهما کان شکل المساعدة أو التحریض.

وأما فی العراق فالإرهابیون منذ أکثر من سنتین یقومون بالأعمال الإرهابیة البشعة من قتل الأبریاء والإخلال بالشرف وتخریب البلد، وتشرید العوائل وغیرها من الجرائم التی یندی لها جبین الإنسانیة یومیاً ولکن الحکومة لحد الآن لم تتخذ القرارات الحاسمة السریعة القویة للسیطرة علیهم وتطهیر البلد من أرجاسهم ولا بد أن یعلموا بأنه لا یمکن القضاء علیهم إلا بتطبیق عملیة القصاص علی الملأ لأن دماء العراقیین لیست برخیصة قال تعالی: (وَلَکُمْ فِی الْقِصَاصِ حَیَاةٌ یَاْ أُولِی الأَلْبَابِ) والسلام علیکم ورحمة الله وبرکاته.

4 شوال 1426 ه -

ص:73

العقوبات بالتکفیریین والإرهابیین وأیضاً ندعوهم بعدم التعرض إلی مقدسات الطوائف الأخری ونفوسهم وأعراضهم وأموالهم.

3. نطالب الحکومة بتحمل مسؤولیاتها تجاه الشعب العراقی وکافة المراقد المقدسة من جهة تأمین الحمایة اللازمة لها، کما نطالبهم بعدم التساهل والتسامح مع مرتکبی هذه الجریمة البشعة وغیرها من الجرائم اللاإنسانیة التی ترتکب فی کل یوم وإنزال أقصی العقوبات بهم کما نطالب بعدم التسامح مع المحرضین للإرهاب.

(ولا حول ولا قوة إلا بالله العلی العظیم)

23 محرم الحرام 1427 ه -

ص:75

القادة السیاسیین والمسؤلین فی البلاد الإسلامیة من جهة، وبین العلماء والقادة الدینین من جهة أخری.

أما بین القادة: فلأن مسؤولیة القادة أمام الله تعالی وأمام شعوبهم الإسلامیة تفرض علیهم أن یوحدوا کلمتهم فی کافة الاتجاهات السیاسیة والاقتصادیة والثقافیة، حتی تظهر بها قوة الإسلام وهیبته وشوکته أمام العالم ویحسب لهم ألف حساب. ولکن مع الأسف الشدید لا توجد بینهم وحدة الکلمة فی کل الاتجاهات ومن الطبیعی أن لذلک دوراً هاماً وتأثیرا کبیراً فی تخلف البلاد الإسلامیة اقتصادیاً وتقنیاً بکافة اتجاهاته رغم الثروات الطبیعیة الموجودة فی العالم الإسلامی وهذا التخلف یفتح الطریق أمام دخول الأعداء والاستعمار فی البلاد الإسلامیة والتصرف فیها بحریة تامة بذرائع مختلفة ونشر أفکارهم المضللة وثقافتهم المبتذلة المنحرفة والإیعاز بأن بقاء الکرسی مرتبط بالتعاون معهم والخضوع لهم.

وأما بین العلماء: فلأن علی علماء المسلمین کافة وبکل مذاهبهم أن یبذلوا قصاری جهدهم فی تقریب وجهات النظر والتعرف علی آراء وأفکار الآخرین ورفع الکثیر من الشبهات والملابسات و أظهار الحقائق، ومن هنا یکون عقد مثل هذه الندوات والمؤتمرات ذات أهمیة کبیرة وتتبلور نتائجها علی الساحة وهی التقارب فی وجهات النظر بین جمیع طوائف المسلمین.

وأما اختلافهم فی الفروع حسب اختلاف مذاهبهم فهو وإن کان موجوداً بینهم إلا إن مسؤولیتهم الإسلامیة أمام الله وحده لا

ص:77

شریک له وأمام المسلمین تفرض علیهم أن لا یجعلوا هذا الاختلاف ذریعة للفرقة والنقاش والجدال بینهم فإن ذلک یهمش دورهم فی الساحة الإسلامیة بل علیهم أن یجعلوا اشتراکهم فی الثوابت الإسلامیة وأصولها أساس الوحدة بینهم لأن بها تحقن الدماء والأعراض والأموال.

ولکن الأهم من کل ذلک فی الوقت الحاضر هو محاربة الإرهاب والتطرف فی البلاد الإسلامیة لأن علی المسلمین کافة ولا سیما علی العلماء منهم والمثقفین والمفکرین أن یقوموا جادین کید واحدة لإنهاء دور الإرهاب فی البلاد الإسلامیة وقطع شرایینه وتطهیر البلاد من ارجاسه وقلعه وقمعه حیث أن فی الآونة الأخیرة قد ظهرت فئات متطرفة بین طوائف المسلمین باسم الإسلام، ویقومون بالأعمال الإرهابیة الإجرامیة اللاإنسانیة فی بلاد المسلمین کما یقومون بهذه الأعمال الإجرامیة البشعة خارج بلادهم، بل یقومون بتلک الأعمال فی أقدس الأماکن وهی المساجد وفی أثناء أهم العبادات وهی الصلاة باسم الإسلام، والدین الإسلامی بریء منهم ومن أعمالهم الإجرامیة لأن الإسلام ضد التطرف والإرهاب بکل أشکاله وألوانه فإن الإسلام قد شجب واستنکر قتل الأبریاء بصرامة لا مثیل لها أنظروا إلی قوله عز من قائل (مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَیْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسادٍ فِی الْأَرْضِ فَکَأَنَّما قَتَلَ النّاسَ جَمِیعاً وَ مَنْ أَحْیاها فَکَأَنَّما أَحْیَا النّاسَ جَمِیعاً) لأن الله قد جعل قتل نفس واحدة بریئة من أکبر الجرائم فی عالم البشریة وهی قتل الناس جمیعاً کما أنه تعالی جعل أحیاء نفس واحدة أکبر خدمة فی عالم الإنسانیة وهی أحیاء الناس جمیعاً.

ص:78

ونضیف إلی ذلک إن الإسلام حرم المثلة بکل أشکالها حتی فی ساحة الحرب فإذا قتل المسلم عدوه لم یجز له التمثیل به کقطع رأسه أو قلع عیونه أو قطع یدیه أو رجلیه أو شق بطنه، کل ذلک محرم فی الشریعة الإسلامیة وغیر جائز هذا هو الدین الإسلامی الذی یحذر الناس من کل أشکال الظلم والعدوان ویدعوهم إلی العدل والإنصاف والرأفة والرحمة والإنسانیة.

ولکن هذه الفئة الضالة أوجدت البلبلة والتفرقة والجدال بین المسلمین ومن هنا یجب علی المسلمین بکافة أصنافهم ولا سیما العلماء والمثقفین والمفکرین ورجال الدولة والسیاسیین رص صفوفهم وتوحید کلمتهم کید واحدة وصوت موحد فی إزالة هذه الظاهرة السرطانیة عن جسم الأمة الإسلامیة بکل الوسائل الممکنة والمتاحة کتکثیف الإعلام: المرئی والمسموع والمقروء علی جرائم هذه الفئة الباغیة الضالة الخارجة عن الإسلام، وکاستعمال القوة وإنزال أقسی العقوبات علیهم والإسراع بتنفیذها بشکل جدی وحازم، ومسؤولیة الکل أمام الله تعالی وأمام شعوبهم تفرض علیهم أن یسعوا جادین وبلا توقف وتساهل فی محاربة هذه الغدة السرطانیة وقطعها عن جسم الأمة حتی تسترد الأمة عافیتها وتطهر من أرجاسها وأما التساهل والتسامح فی ذلک فهو یؤدی إلی کارثة لا تحمد عقباها لأنها کغدة سرطانیة تنتشر فی جسم الأمة وتأکلها من الداخل والخارج.

أما من الداخل فإنها أوجدت الفرقة والجدال والاختلاف بین المسلمین من جهة وإیجاد الرعب والخوف بینهم من جهة أخری

ص:79

فبالنتیجة إنها تسببت فی عدم استقرار الوضع فی البلدان الإسلامیة وعدم الأمن فیها وقتل الأبریاء والخطف.

وأما من الخارج فلأنها وسیلة لدخول الأعداء إلی البلاد الإسلامیة تارة بذریعة أن المسلمین عاجزون عن السیطرة علی الإرهابیین وأخری بذریعة إن الدین الإسلامی یخلق التطرف والإرهاب ویشجعهما والهدف من وراء کل هذه الاتهامات القاسیة تهدیم الأفکار الإسلامیة وثقافتها الإنسانیة وتظلیل المسلمین وترویج ثقافتهم المنحرفة اللاإنسانیة وسد الطریق أمام استمرار تقدم الإسلام فی العالم وانتشار منهجه الإنسانی رغم هذه المعارضة الشدیدة والاتهامات القاسیة علی الإسلام والمسلمین.

ولهذا وذاک نؤکد مرة ثانیة إن علی العلماء والمثقفین والمفکرین کافة أن یوحدوا صفوفهم وکلمتهم فی حربهم ضد هذه الفئة الضالة الخارجة عن الإسلام والإنسانیة خطوة بخطوة بتغطیة إعلامیة مکثفة مرئیة ومسموعة ومقروءة بمختلف اللغات ضد کل ألوان التطرف والإرهاب فی البلدان الإسلامیة وغیرها، والشجب والاستنکار لکل عمل إجرامی ترتکبه هذه الطائفة الضالة فی کل مکان وبکل الوسائل المتوفرة والمتاحة کما أن علی الحکومات الإسلامیة أن تتخذ کافة الإجراءات اللازمة وبکل الوسائل الممکنة والمتاحة للسیطرة علی هذه الفئة الباغیة وقطع شرایینها وأصولها وإزالتها عن جسم الأمة الإسلامیة لأنها خطر علی الأمة والإسلام معا کما أنها خطر علی الحکومات نفسها فمسؤولیة الحکومات الإسلامیة أمام الله تعالی وأمام الشعوب

ص:80

تفرض علیها التعاون والتنسیق فیما بینها فی الأجهزة الأمنیة والمخابراتیة والحدودیة والمطالبة من الشعوب أن تتعاون معها فی کشف أوکارها ورموزها واستعمال القوة ضدها وإنزال أقسی العقوبات علیها بلا رأفة ورحمة وبکل جدیة وصرامة وحزم. وبلا أی تردد وتساهل لأن التردد والتساهل معها مکافئة لها، ومن هنا یظهر أن تقسیم الإسلام إلی الإسلام المعتدل وإلی الإسلام الأصولی خاطئ جداً ولا واقع موضوعی له لأن الإسلام هو الإسلام المعتدل المتمثل فی الکتاب والسنة وأما الإسلام الأصولی المتطرف فهو خارج عن الإسلام نهائیا ولا صلة له به لوضوح إن الإسلام ضد الفکر الأصولی الإرهابی بکل أشکاله وألوانه، و منشأ هذا التقسیم الجهل بالإسلام ونظامه.

النقطة الثانیة: إن العراق العزیز قد أصبح فی الظرف الحالی بؤرة للأعمال الإرهابیة والإجرامیة البشعة اللاإنسانیة من قبل بقایا النظام البائد و التکفیریین والإرهابیین الذین دخلوا العراق من دول الجوار ویقومون یومیا بقتل العشرات بل المئات من الأبریاء والخطف ولا سیما من أتباع أهل البیت (علیهم السلام) فی المساجد والمدارس والحسینیات والشوارع والطرقات والبیوت ولا تقف عند هذا الحد بل قاموا بتهدیم أکبر مقدساتنا الإسلامیة وهتک حرمتها وهی المراقد المطهرة للإمامین: الهادی والعسکری (علیهما السلام) والهدف من وراء کل ذلک إشعال نار الفتنة والحرب بین أبناء شعب واحد لإبادة البلد برمته ولیعلم الشعب العراقی العزیز إن هؤلاء المجرمین القتلة أعداء الأمة جمیعا لأن نار الحرب تحرق الأخضر والیابس لا طائفة دون أخری ومن هنا علی جمیع علماء العراق بکافة

ص:81

طوائفهم وأدیانهم والقادة السیاسیین اتخاذ موقف موحد حازم صارم أمام هؤلاء الإرهابیین والقتلة المجرمین وإنزال أقسی العقوبات علیهم بدون أی تأخیر وتردد وتلکؤ وتساهل فإن التلکؤ والتساهل مکافئة لهم وظلم وتعدی سافر علی دماء العراقیین وحقوقهم.

ولهذا وذاک ندعو الشعب العراقی بکافة مکوناته وأطیافه وأدیانه من الشرق والغرب والشمال والجنوب إلی التوافق والتلاحم وأن یکون علی یقظة وحذر دائماً من دسائس الإرهابیین والتکفیریین وبقایا رموز النظام لأنهم أرادوا بارتکابهم الأعمال البشعة اللاإنسانیة فی العراق یومیاً انجرار البلد إلی حرب طائفیة لا تحمد عقباها لأن الحرب تحرق البلد ککل الأخضر والیابس بدون التمییز بین طائفة وطائفة أخری.

ولذلک یجب علی الشعب بکل شرائحه التوحد والتوافق لاستقرار الوضع واستتباب الأمن والاجتناب عن کل ما یثیر الفتنة والبلبلة فی البلد والانجرار إلی حرب طائفیة، ولیعلم إن کل من أجج نار الفتنة والحرب فی البلد بأی عنوان وذریعة فهو عدو للعراق وشعبه ککل ومسؤل أمام الله تعالی، کما أن علی المسؤلین التسریع فی تشکیل حکومة وحدة وطنیة بالتخلی عن کل الأغراض الشخصیة والمصالح الذاتیة والحزبیة والأخذ بعین الاعتبار مصالح الشعب المظلوم والبلد وإنقاذه من دوامة العنف وإراقة دماء الأبریاء بالعشرات بل المئات یومیاً.

ص:82

ثم إن الاحتلال أمر مکروه ومبغوض ولا یرضی أی فرد من الشعب العراقی به إلا أنه لیس بإجازته بل هو أمر فرض علیه، أجل إن الشعب العراقی إذا أراد إنهاء الاحتلال فإنهائه إنما هو باستقرار البلد واستتباب الأمن لا بإیجاد البلبلة فیه بأی عنوان کان لأنه ذریعة لبقاء الاحتلال ومکافئة للمحتل وخدمة جلیلة تقدم له و من الواضح أن استقرار البلد واستتباب الأمن لا یمکن إلا برص الصفوف وتوحید الکلمة بین جمیع مکونات الشعب وأطیافه وأدیانه فی مقابل هؤلاء التکفیریین وبقایا النظام البائد والخلاصة إن مقاومة المحتل التی لها دور بارز وأساسی فی إنهاء الاحتلال إنما هی برص الصفوف وتوحید الکلمة بین أبناء الشعب بکافة شرائحه وأدیانه وطوائفه بلا استثناء، لا بالمقاومة المسلحة لأنها تهدر دماء الشعب العراقی وتهتک أعراضه وتخرب بلده وتکون ذریعة لبقاء المحتل فی البلد مدة أطول.

النقطة الثالثة: إن سکوت العالم ولا سیما العالم الإسلامی والعربی من الأعمال الإجرامیة البشعة النکراء التی یرتکبها المجرمون والتکفیریون وبقایا النظام البائد فی العراق یومیاً بقتل العشرات بل المئات بأبشع الطرق اللاإنسانیة أمر غریب وغیر متوقع بینما إذا قام الإرهابیون بالأعمال الإرهابیة فی أی نقطة من نقاط العالم قامت القیامة وصدرت الصیحات من کافة أنحاء العالم من العالم الإسلامی وغیره بالشجب والاستنکار وهذا یجعل الإنسان فی حیرة، کیف یحلل الفرق بین شعب العراق وسائر شعوب العالم وهل العراق خارج عن خریطة العالم وهل دماء العراقیین رخیصة ولا قیمة لها ولا کرامة وهل حقوق الإنسان

ص:83

وضعت لغیر العراقیین فقط، وهل استثنی العراقیین دون غیرهم من هذه الحقوق فإذن ما هو سبب السکوت، من هنا نطلب من الشعب العراقی بکل طوائفه وأدیانه أن یتخذ موقفاً موحداً أمام التکفیریین وبقایا نظام صدام من أجل خدمة هذا البلد وإنقاذه من دوامة العنف والإرهاب والقتل وکل من تخاذل أمامهم وتهاون ولم یتخذ موقفاً صارماً ضدهم فهو مسؤول أمام الله تعالی وأمام هذا الشعب لأنه یزید فی آلام الشعب ودوامة العنف فی البلد ککل لا شریحة دون أخری.

وأعجب من ذلک کله أنه إذا قامت حکومة العراق بإعدام نفر من هؤلاء التکفیریین قامت القیامة من هنا وهناک وتعالت الصیحات بالاستنکار وانتهاک حقوق الإنسان بینما هؤلاء الإرهابیون کل یوم یقومون بقتل العشرات بل المئات من الأبریاء بطریقة بشعة والخطف فلا نسمع صیحة بالشجب والاستنکار وانتهاک حقوق الإنسان لا من هنا ولا من هناک وکاّن حقوق الإنسان للإرهابیین والقتلة لا للعراقیین وکأن دماءهم رخیصة فلا کرامة ولا قیمة لها، هذا علی الرغم من أن تلک الصیحات اللامسؤلة الخارجة من هنا وهناک تخدم الإرهاب وتشجع الإرهابیین وتزید فی دوامة العنف والأعمال الإجرامیة النکراء.

وفی الختام نسأل من الله العلی القدیر أن یمن علی هذا البلد العزیز بالأمن والاستقرار ویجنبه شر الأعداء حتی یعم الخیر ربوع العراق.

18 صفر 1427

ص:84

المحرمات الإلهیة ومراعاة الآداب والأخلاق وأن یلتزموا بالوقار والسکینة والهدوء والطمأنینة، وان یتعاونوا مع الضعفاء وان یراعوا الضوابط الأمنیة التی وضعت من قبل المسؤولین فی محافظة النجف الأشرف لأجل المحافظة علی أرواحهم.

استنکار وشجب الأعمال الإجرامیة التی طالت الأبریاء من زوار أبی عبد الله الحسین (علیه السلام) فی بغداد عند رجوعهم من زیارة الأربعین وإظهار ذلک ضمن شعاراتهم وقصائدهم.

استذکار فاجعة تفجیر مرقد الإمام الهادی والإمام العسکری (علیهما السلام) فی سامراء وشجب تلک العملیة الجبانة وکافة العملیات الإجرامیة اللاإنسانیة النکراء الیومیة.

التندید بعملیات التهجیر الجماعی لأتباع أهل البیت (علیهم السلام) من مناطق سکناهم التی حصلت بالتهدید والتخویف والقتل.

مطالبة الحکومة بإرجاع هؤلاء إلی بیوتهم فوراً والحفاظ علی أنفسهم وأعراضهم وأموالهم لأن استمرار هذه الظاهرة أمر خطیر علی مستقبل العراق.

مطالبة الکیانات السیاسیة بالاستعجال فی تشکیل حکومة وحدة وطنیة یشارک فیها المخلصون لخدمة هذا البلد الجریح، وحل مشاکله الأمنیة والاجتماعیة والخدمیة والتخلی عن المصالح الذاتیة والحزبیة، والأخذ بعین الاعتبار مصالح البلد العامة.

وندعو الشعب العراقی بکافة أطیافه ومکوناته برص الصفوف وتوحید الکلمة والتوافق والتلاحم لإنقاذ البلد من دوامة العنف

ص:86

والإرهاب وان لا ینجر إلی إشعال نار حرب طائفیة التی لا تحمد عقباها.

(والسلام علیکم ورحمة الله وبرکاته)

25 صفر 1427 ه -

ص:87

یتحرکوا وبشکل فاعل لإیقاف هذا العدوان الغاشم وان یعملوا بجدیة لإنهاء هذه الحرب المأساویة النکراء کما ینبغی علی المؤمنین کافة أن یجسدوا تضامنهم ووقوفهم المشرف إلی جنب هذا الشعب المنکوب من خلال تقدیم کل المساعدات الممکنة والاحتیاجات اللازمة للمتضررین من أبناء هذا الشعب المظلوم وفی الختام نسأل المولی عز وجل أن یتغمد الشهداء برحمته الواسعة وان یمن علی الجرحی بالشفاء والعافیة وان یحفظ أهلنا فی لبنان ویؤیدهم بالنصر المؤزر علی أعدائهم وان یخذل الأعداء الصهاینة ویرد کیدهم إلی نحورهم أنه نعم المولی ونعم النصیر. وصلی الله علی محمد وآله الطیبین الطاهرین.

24 / جماد الثانی / 1427 ه -

ص:89

تعالی فی کل شیء لأنه القادر المطلق، فدور الإیمان بالله دور الارتباط بالمطلق ودور الاستقرار والطمأنینة فی النفوس ودور الهدایة وعدم الضیاع ودور اعتماد الإنسان المؤمن فی کل مرحلة من مراحل مسیرته الطویلة الشاقة علی خالقه العظیم. ویتبلور هذا الدور عند یأس المؤمن عن کافة العلاقات مع الناس ومع الطبیعة وانقطاعه عنها فإنه فی هذه الحالة میئوس عن کل شیء إلا عن رحمة المطلق المنان لأنه الوسیلة الوحیدة له فی هذه الحالات الصعبة.

الثانی: یتمثل فی العبادات لأن دور العبادات کبیر فی الإسلام، فإن نظام العبادات الشرعیة الإسلامیة نظام أبدی ثابت لا یتأثر بطریقة الحیاة العامة التی تتأثر وتتطور وقتا بعد وقت وقرنا بعد أخر فإن الإنسان کما یصلی فی عصر الحجر ویصوم ویحج کذلک یصلی فی عصر الفضاء ویصوم ویحج وهکذا الآن العبادات فی العصر المتحضر وهو عصر الذرة نفس العبادات فی القرن البدائی والعصور السابقة ولا یتأثر بتأثر الحیاة الطبیعیة وتطورها واختلاف أسلوبها حیث أن الإنسان الذی یقود الأشیاء بقوة الذرة ویزاول عملیة السیر فی الفضاء ویصلی ویصوم ویحج فکذلک الإنسان الذی یقود الأشیاء بقوة الید فنظام العبادات نظام ثابت لا یتغیر والسبب فیه أن العبادات علاقة بین الإنسان وربه وهی علاقة معنویة لا تتأثر بمرور الزمان وتطوره ولا یختلف باختلاف أسلوب الحیاة وتطورها وقتا بعد وقت، وأما علاقة الإنسان بالطبیعة فهی علاقة مادیة تتأثر بتأثر الطبیعة وتطورها قرنا بعد قرن وعصرا بعد عصر.

ص:92

الثالث: یتمثل فی ترک المحرمات الإلهیة فإن له دورا کبیرا فی المجتمع الإسلامی وفی سلوکه الأخلاقی وتوازنه الاجتماعی علی أساس أن المحرمات الإلهیة فی نوعیتها من الأعمال القبیحة والدنیئة عند العقلاء، لأنها إذا شاعت فی أی مجتمع أفسدته خلقیا وأخرجته من الترفع الإنسانی إلی التدنی الحیوانی ولهذا حرمها الشارع الحکیم علی الناس زائدا علی حرمتها عند العقلاء وجعل لمرتکبها عقابا فی یوم المعاد وعقوبة فی الدنیا قبل الآخرة. لأن الرذائل والآثام لو شاعت فی أی مجتمع لأفسدته وأسقطته عن درجة المجتمع الإنسانی وأزالت منه الأمن والأمان وراحة البال ومن هنا یجب علینا جمیعاً ولا سیما علی شبابنا المسلمین الابتعاد عن هذه الرذائل والاجتناب عنها وصرف أقصی جهدهم حتی یصبح ذلک ملکة فاضلة لهم، وبهذا یکونون قد خدموا أنفسهم ومستقبلهم ودینهم ومجتمعهم وأصبحوا أناسا ممیزین کما ینبغی أن یکون تعاملهم فیما بینهم ومع الآخرین بالحکمة والموعظة الحسنة وبابتسام الوجه وبلسان طیب وحسن المعاشرة مع الناس بالخلق الکریم فإنها تورث المودة والمحبة فیما بینهم وبعد ذلک نقول أن من یجهز نفسه بالإیمان بالله المطلق معنویا وروحیا ویربط حیاته ووجوده کل بإفاضته المطلقة بحیث لو انقطعت لانقطعت حیاته وأنه لا حول ولا قوة إلا بحوله وقوته وأدی ما یجب علیه من العبادات وترک المحرمات عملیا فی سلوکه الشخصی والاجتماعی والأسری فقد عالج مشکلته الکبری وهی التناقض بین الدوافع الذاتیة والمیول والاتجاهات الشخصیة وبین مصالح الإنسان الکبری وهی: الدین والعدالة الاجتماعیة فإن

ص:93

الإیمان بهذه العناصر الثلاث یجهز الإنسان بطاقات غریزة الدین ودوافعه وبذلک تصبح المصالح العامة للمجتمع الإنسانی منسجمة مع المیول الطبیعیة والدوافع الذاتیة هذا هو دور الدین فی سلوک الإنسان وحل مشاکله الکبری.

15 شعبان 1427 ه -

ص:94

الشدید وعداءهم المشین لرسول الله (صلی الله علیه و آله) وأمیر المؤمنین (علیه السلام) والأئمة الطاهرین من ولده (علیهم السلام) فهتکوا حرمة رسول الله وأولاده الطاهرین بتفجیر المرقدین المقدسین.

نحن نری أن الحکومة فی الظروف الحالیة لم یکن بوسعها تأمین الطریق المؤدی إلی مدینة سامراء وتوفیر الأمن وحمایة زوارها، ولکن ألم یکن بوسعها تشکیل لجان أمنیة من وزارتی الدفاع والداخلیة لحمایة عمال مؤمنین لرفع الأنقاض ومخلفات الانفجار عن المرقدین الشریفین ونقلها إلی أرض بکر ودفنها فیها وجمع الأشیاء الثمینة والمذهبات المنتشرة بین الأنقاض والأتربة وکونوا علی ثقة یا أبا أسراء لو کانت الظروف ملائمة والوضع مستقراً والأمن متوفراً لم نکن بحاجة فی تعمیرهما وکافة متطلباته إلی الحکومة لأن المؤمنین والمخلصین من الشیعة فی أنحاء العالم علی استعداد لبذل الغالی والنفیس فی سبیل مقدساتهم وإحیاء شعائر مذهبهم ولکن الظروف الحالیة منعتنا عن ذلک ولهذا تقع هذه المسؤولیة الکبیرة علی عاتق الحکومة ویتطلب منها التحرک السریع للقیام بعملیة التنظیف حیث إن سقوط الأمطار فی الشتاء والربیع علی هذه المخلفات یجعلها بقعة کبیرة من الوحل والطین والرکام وهی تضر بالقبور المقدسة تحت الأنقاض وقد توجب انهدامها وهذا اعتداء جدید وهتک مستمر علی مقدساتنا وحرماتنا.

ومن هذا المنطلق ننبهکم إلی ضرورة الاهتمام بهذا الموضوع الحساس والحیلولة دون إلصاق تهمة الضعف إلی حکومتکم المسؤولة عن مثل هذه الأمور الخطیرة. کما نطلب من المجلس النیابی

ص:96

الموقر الاهتمام بهذا الشأن وتکثیف الجهود لمساعدة الحکومة فی اتخاذ القرارات المصیریة البناءة ولتعلم یا أبا أسراء إن بقاء المرقدین الشریفین بهذا المنظر المشین هتک سافر للمذهب وللمراجع ولحکومتک وللطائفة کافة ولا یقبل أی فرد عدم قدرة الحکومة علی القیام بتنظیف الحرمین المقدسین من الأنقاض ومخلفات الانفجار ونطالبکم بالقیام بهذه المهمة الصعبة ونحن علی ثقة بأنکم علی مستوی المسؤولیة الکبیرة المناطة بکم والله معکم والشعب.

ونری أن المسألة تنحصر فی القیام بتنفیذ الخطوات التالیة:

أولاً: الإسراع بإزالة مخلفات الانفجار وتنظیف المرقدین الطاهرین.

ثانیاً: البدء بأعمال التعمیر تدریجیاً.

ثالثاً: شراء الأملاک المجاورة القریبة المحیطة بالصحن الشریف لغرض توسعة وبناء المنشآت والملحقات اللازمة لهکذا کیان مقدس فی المستقبل.

رابعاً: الإسراع بمحاکمة المجرمین الذی اقترفوا الجریمة الشنیعة وإنزال أقصی العقوبات بهم وبکل من ساهم معهم فی هذا العمل المشین أمام الملأ.

وفی الختام نرجو من الله العلی القدیر أن یحفظکم والمخلصین المضحین بالغالی والنفیس لرفع مکانة العراق إلی استعادة السیادة والاستقلال والاستقرار والحریة والعدالة الاجتماعیة

والله الموفق والمعین

8 شعبان 1427 ه -

ص:97

بتحریم دماء العراقیین والخطابات الحادة بدون إنزال أقصی العقوبات علیهم أمام الملأ.

ومن هنا علی حکومتکم الموقرة أن تغیر الطریقة وتتخذ أسلوباً آخر أکثر قوة وقسوة لأن علاج مشکلة الإرهاب والفساد الإداری والمالی لا یمکن إلا أن تتعامل الحکومة معهم بالحزم والصرامة وبالمثل کما علمنا القرآن الکریم بقوله عز من قائل (وَکَتَبْنَا عَلَیْهِمْ فِیهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَیْنَ بِالْعَیْنِ وَالأَنفَ بِالأَنفِ وَالأُذُنَ بِالأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ) وقال تعالی فی آیة أخری (وَلَکُمْ فِی الْقِصَاصِ حَیَاةٌ یَاْ أُولِی الأَلْبَابِ لَعَلَّکُمْ تَتَّقُونَ) وحیث أن دماء العراقیین لیست برخیصة حتی تذهب هدراً بدون القصاص العادل، ولهذا تفرض علیک مسؤولیتک أمام الله تعالی وأمام الشعب أن تستفید من صلاحیتک بصفتک رئیس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة بأقصی ما یمکن والسعی الجاد فی تفعیل قانون مکافحة الإرهاب لمحاسبة هؤلاء المجرمین والمفسدین لإنقاذ البلد منهم، ولتعلم إن الشعب بکافة أطیافه وشرائحه یرید من حکومتک استعمال القوة والصرامة أمام هؤلاء والضرب بید من حدید.

النقطة الثانیة / وأد الفتن ومواجهة الفساد: إن علی حکومتک أن تقوم بإخماد نار کل فتنة وبلبلة فی البلد من حین اشتعالها فی عقر دارها بالصرامة والحزم من أی حزب أو فئة ومنظمة کانت وتحت أی أسم وذریعة وإنزال أقصی العقوبات علی من یثیر هذه الفتنة

ص:99

والبلبلة ویخل بالنظام العام حتی یکون درساً له وللآخرین من جهة ولا تنتشر إلی سائر أرجاء البلد من جهة أخری.

إذ الحکومة فی طوال هذه الفترة لو کانت واقفة وقفة شجاعة صارمة أمام الإرهاب والتهجیر القسری والفساد الإداری والمالی من بدایة ولادتها وظهورها باتخاذ الإجراءات القویة اللازمة حولها ودفنها فی عقر دارها فلا تنمو ولا تتسع ولا تنتشر إلی هذا الحد ولکن التساهل والتسامح والتلکؤ من الحکومة والانشغال بالعمل السیاسی والعراک علی الکراسی والاهتمام بالمصالح الذاتیة والأغراض الحزبیة والوصول إلیها بدون النظر إلی مصالح البلد والشعب العامة جر البلد إلی هذه الأوضاع المأساویة الخطرة.

ولهذا نطلب منکم وبشدة، استعمال القوة أمام هذه الظاهرة الإجرامیة مهما کانت الظروف والضغوطات علیکم من هنا وهناک لأنک إذا وقفت أمام هؤلاء وقفة قویة وبإرادة حدیدیة فالشعب بکافة أطیافه واقف خلفک بحزم وقوة ومعک إلا الإرهابیون والصدامیون والمفسدون وأصحاب المصالح الذاتیة.

نعم یمکن أن تخرج صیحات من الداخل والخارج باتهامک تارة بالدکتاتوریة وانتهاک حقوق الإنسان وأخری بالطائفیة ولکن علیک أن لا تهتم بها أصلاً لأنها تمر مر السحاب وأنک جئت لتخدم بلدک وشعبک وفی نفس الوقت مستقبلک والشعب معک وواقف خلفک فإذن من أی شیء تخاف.

النقطة الثالثة / ضعف الخدمات العامة: إن الحکومة تعلم إن هذه الأزمة الخانقة للخدمات الأولیة العامة فی البلد نابعة عن الفساد

ص:100

الإداری والمالی وضعف أجهزة الحکومة من الجیش والشرطة لوجود خروقات فیها وعدم محاسبة المفسدین الذین یلعبون بأموال الشعب بأرقام خیالیة رغم حاجة الشعب الماسة فی کل أنحاء البلد إلی قرص خبز وفی مقدمة هذه الخدمات مسألة الکهرباء وهی مسألة حیاتیة للناس فی مثل العراق الذی قد تصل درجة الحرارة فی فصل الصیف إلی خمسین درجة فکیف یعیش الناس بدون کهرباء مع أن عندهم أطفال و مرضی و شیوخ أو حالة ولادة أو غیر ذلک، وقد مضی علی سقوط النظام قرابة أربع سنوات، ولم تعالج الحکومة مشکلة الکهرباء ولو بنسبة ثلاثین بالمائة مع أن هذه الفترة لیست قلیلة وهی تکفی لتغذیة العراق کله بالکهرباء إذا کانت الحکومة قویة ومخلصة وکان تمام همها وسعیها خدمة البلد بکل الوسائل الممکنة والمتاحة، صحیح إن هناک أعمالاً تخریبیة ولکن فی المقابل هناک فساداً إداریاً ومالیاً من جهة وضعفاً وتساهلاً فی أداء الحکومة من جهة أخری مثال علی ذلک قد وصلت مولدتان کبیرتان إلی النجف الأشرف قبل أکثر من سنة ونصف تقریباً بطلب من جناب الدکتور الجعفری حفظه الله وتبلغ طاقتها الإنتاجیة مائتین وعشرین میکاواط، ولحد الآن لم یشرع فی نصبها وهذا ما أعنیه بالإهمال الحکومی وعدم المبالاة بآلام الشعب وإذا بقی وضع الخدمات العامة الحیاتیة ولا سیما الکهرباء علی هذه الحالة إلی الصیف القادم فاحتمال انفجار شعبی من الداخل موجود وإذا انفجر فهو کالبرکان ولیس بمقدور الحکومة السیطرة علیه وهو یؤدی إلی سقوط الحکومة مئة فی المائة وینجر إلی ما لا یحمد عقباه وتبقی وصمة عار فی الجبین.

ص:101

ولهذا هناک تساؤلات بین الناس عن سبب عدم حل مشکلة الکهرباء فی البلد، أولا أقل تخفیف هذه المشکلة فما هو السر؟

والجواب: إن هناک عدة عوامل وأسباب:

الفساد الإداری والمالی.

حریة التصرف للوزراء فی إبرام العقود الخدمیة وغیرها مع أی شرکة أو دولة بدون المراقبة والمحاسبة ومن هنا علی حکومتک الموقرة الإشراف علی جمیع الوزارات والمحافظات ومؤسسات الدولة وعقودها.

تباین المصالح الذاتیة للأحزاب المسیطرة علی البلد حیث أن کل حزب یجر النار إلی قرصه.

نظام المحاصصة فی الحکومة حیث أن کل حزب یری أنه مالک للوزارة التی یکون الوزیر منه.

ومن الواضح إن هذه العوامل والأسباب زادت فی مشاکل العراق أکثر فأکثر یومیاً.

النقطة الرابعة / الأمن: علی حکومتک الموقرة أن تعالج مشکلتین أساسیتین:

الأولی: مشکلة الاختراقات فی أجهزة الشرطة والجیش والأمن وهی تستوجب فتح التحقیق عن سوابق جمیع المنتسبین فی کل أنحاء البلد وتطهیر الأجهزة الأمنیة منهم.

الثانیة: ضعف الحکومة ولا سیما وزارتی الداخلیة والدفاع لأن العمود الفقری لأمن البلد داخلیاً وخارجیاًَ قائم بهاتین الوزارتین

ص:102

والضعف والتساهل والتسامح فیهما یؤدی إلی ما لا یحمد عقباه وقد وصلتنا الأخبار بنحو التواتر إن الشرطة تخاف من الملیشیات والإرهابیین وکذلک الجیش، فالحکومة إذا کانت کذلک فهی فاشلة وساقطة إذ لا بد أن تکون للحکومة سطوة وهیبة وصرامة حتی یخشاها الناس. وإن خشیة الملیشیات والإرهابیین من القوات الأمریکیة وعدم خشیتهم من شرطة العراق وجیشه یعتبر کارثة تؤدی إلی فوضی فی البلد، هذا کله من باب التذکیر فإن الذکری تنفع المؤمنین.

وفی الختام نرجو من الله العزیز القدیر أن یشد أزرک ویوفقک فی أداء مهامک الخیرة وفی قطع شریان الإرهاب والإرهابیین والمفسدین ومن معهم عن هذا البلد العزیز.

9 / ذی الحجة / 1427 ه -

ص:103

فإن کل ذلک محاولة أخری من الیزیدیین الجدد لسد الطریق أمام أتباع الحسین (علیه السلام) ومحبیه، وقد تنبه الإمام الصادق (علیه السلام) ومنذ ذلک الوقت إلی مثل هذه الحرکات المنحرفة ورد علیهم بمقولته الخالدة فقال (علیه السلام) لشیعته وبشکل واضح (أحیوا أمرنا رحم الله من أحیا أمرنا).

وأیضاً نغتنم الفرصة ونوصی أخواننا الحسینیین وأبناءنا المحبین لأهل البیت (أعزهم الله) أن یبتعدوا عن السلوکیات والتصرفات غیر اللائقة وان یظهروا بمظهر ایمانی بمستوی عنوانهم السامی کحسینیین لیس فی أیام عاشوراء فحسب بل طوال أیام السنة فإن (الحسین (علیه السلام) لم یکن إماماً فی لحظة استشهاده فقط بل کان إماماً طوال حیاته) السلام علی الحسین وعلی علی بن الحسین وعلی أولاد الحسین وعلی أصحاب الحسین (علیهم السلام).

9 محرم الحرام 1428 ه -

النجف الأشرف

ص:105

فإن المسلمین جمیعاً وبنص القرآن الکریم مأمورون بحب آل البیت ومودتهم (قُلْ لا أَسْئَلُکُمْ عَلَیْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِی الْقُرْبی) وإن الانتماء والولاء لهم إنما هو انتماء وولاء للرسول (صلی الله علیه و آله) مکافئة وعرفاناً له بعظیم فضله علی البشریة جمعاء فضلاً عن المسلمین، إذ أخرجهم من الظلمات إلی النور، وجعلهم امة عظیمة بعد أن کانوا شتاتاً متفرقین، وان بقاءهم علی الخط الصحیح الذی ینتهی إلی رضا الله تعالی ونجاتهم من الهلکة والضلال إنما هو منوط بالتمسک بهم وإتباعهم لأهل البیت (علیهم السلام) کما بین ذلک رسول الله (صلی الله علیه و آله) فی حدیث الثقلین حیث قال: (إنی تارک فیکم الثقلین کتاب الله وعترتی أهل بیتی ما إن تمسکتم بهما لن تضلوا بعدی أبداً).

ومن الجدیر بالذکر ومما یجب التأکید علیه إن المجرمین العتاة الذین أظهروا حقدهم الدفین إنما أرادوا بهذه الجریمة النکراء أن یدقوا إسفیناً بین أبناء الشعب العراقی وان یدفعوا بهم إلی أتون الفتنة الطائفیة والاقتتال المذهبی المقیت، وکان هدفهم أن یخلقوا العداوة والبغضاء بین أبناء الشعب الموحد لیفتتوا وحدته وتماسکه لیسدوا الطریق علیه بعد أن تحرر من قیود الظلم والجور وأخذ یخطوا بهمة الغیاری من أبنائه الشرفاء نحو الاستقرار والرفاه، إذ إن المجرمین لا یتحملون رؤیة الشعب المظلوم وهو ینعم بالحریة والرخاء، بل یریدون له التخلف والظلام حتی یتسلطوا علیه ویستعبدونه وینهبون خیراته من جدید فإنهم أسیاد الظلام وأمراء التخلف والهمجیة، ولکن هیهات وأنّی لهم أن یرجعوا بالزمن إلی الوراء فهم أضعف وأعجز من أن یقفوا بوجه الإرادة الحرة

ص:107

للعراقیین، ولا تنفع المجرمین فتنتهم الطائفیة ولن یفلحوا بمؤامراتهم المذهبیة وستفشل مخططاتهم الشیطانیة لأن الشعب قرر وأراد التحرر والحیاة، ونحن وبهذه المناسبة نحذر أبناء شعبنا العزیز من الانجرار وراء المغرضین المتربصین بهم، وننصحهم أن یرصوا الصفوف، ویوحدوا الکلمة لیفوتوا علی المجرمین الفرصة ویدحروهم خائبین إلی الأبد.

کما لا یفوتنا أن ندعو جمیع المؤمنین إلی المشارکة فی استذکار هذه الجریمة النکراء والاحتجاج والاستنکار الشدید ضد کل من له ید فی مثل هذا العمل الشیطانی والتحذیر من المساس بالمقدسات، و إلا فإن العواقب ستکون وخیمة، وإن ردود الأفعال قد تصل إلی ما لا یحمد عقباه.

وأخیراً.... أنه لمن المؤسف جداً ومما یجعل آلامنا وأحزاننا لا تنقطع، هذا التهاون الکبیر والتقصیر الواضح أزاء هذه القضیة المصیریة من قبل الجهات الحکومیة والجهات المختصة، إذ إنها لحد الآن لم تتخذ أیة خطوة فی مجال أعمار المرقد الشریف أو إزالة الأنقاض وتنظیف المکان من الأتربة المتراکمة مما یعد هتکاً مستمراً لتلک الروضة المقدسة، کما علی الحکومة أن تتخذ الإجراءات المناسبة سواء الأمنیة أم الخدمیة لتأمین الأوضاع وتهیئة مدینة سامراء المقدسة لتوافد الزائرین المؤمنین من محبی آل البیت الذین لا زال الجرح ینزف فی قلوبهم المتلهفة إلی التبرک بزیارة الإمامین الطاهرین (علیهما السلام).

ص:108

ونحن نخاطب الحکومة والمسؤولین فیها بأن هذا التقصیر سیکتب فی سجلهم نقطة سوداء ووصمة عار تجعلهم مورداً للاستصغار والاستهانة من قبل الأجیال القادمة لذلک علیهم اتخاذ الخطوات الصارمة ضد الإرهابیین وعدم التهاون معهم والسعی الجاد لإنهاء هذه الأحوال المتردیة.

وفی الختام ندعو الله العلی القدیر أن یخذل أعداء الدین، ومن یرید الشر بالمسلمین، وان یهزم التکفیریین والإرهابیین الصدامیین، وان ینصر أهل الحق، وان یمن علی العراق بالأمن والاستقرار، ویسدد خطا الخیریین من أبنائه الذین یعملون بإخلاص وجد لتحقیق العدالة والإنصاف، أنه نعم المولی ونعم النصیر وهو علی کل شیء قدیر والحمد لله رب العالمین وصلی الله علی محمد وآله الطیبین الطاهرین.

23 محرم الحرام 1428 ه -

ص:109

لأجل القضاء علی هذه الشعیرة الإیمانیة المبارکة، ومن تلک الممارسات حرث موضع القبر، وفتح السیل علیه لإخفائه، ودرس معالمه ومن تقطیع الأیدی وبتر الأعضاء، وفرض الضرائب الکبیرة علی الزائرین، وغیر ذلک من المحاولات الیائسة التی أرادوا أن یطفئوا بها نور الله تعالی ویعتموا علی نصره المؤزر، ولکن یأبی الله إلا أن یتم نوره ولو کره الکافرون، فإن الأجیال قد استلمت نصر الحسین علیه السلام وحملته فی حنایاها لیصبح الزحف إلی کربلاء یوم الأربعین علامة من علامات المؤمن وسمة تمیزه علی الآخرین، فإن ثورة الحسین علیه السلام امتدت لتسری إشعاعاتها الباهرة إلی کل الأرواح التائقة إلی التحرر والسمو، ولتحضر فی صراع الخیرین ونضالهم المریر ضد قوی الظلام والانحراف فی کل مکان وزمان، فثورة الحسین منهج للاستقامة وتقویم للانحراف وتمسک بالشریعة الإسلامیة الغراء، فإن (الإسلام محمدی الوجود حسینی البقاء)، وهذا هو معنی قول رسول الله (صلی الله علیه و آله) (حسین منی وأنا من حسین) أی بقاء شریعتی واستمرارها من الحسین علیه السلام.

وأنه لخطأ کبیر إن تفهم الثورة الحسینیة بغیر هذا المعنی الأصیل کما هو حاصل فعلاً فی العدید من الأوساط، وأنه لمن المؤسف جداً أن تختزل کل تلک المعانی السامیة ویضیق ذلک الطریق الواسع کما عبر عنه الإمام الصادق علیه السلام حینما قال (نحن سفن النجاة ولکن سفینة جدی الحسین أوسع) لیصبح هذا الطریق الواسع مجرد مجموعة من الشعائر والطقوس التی أعتاد الناس علی ممارستها فی هذه المناسبة العظیمة، ونحن لا نستنکر علی هذه الطقوس، ولا نمنع من إقامتها، ولکن ما نرفضه ونستنکره

ص:111

أشد الاستنکار أن تختزل الاستفادة من ثورة الحسین فی هذه الطقوس فحسب، وأن تتجسد تضحیات الحسین عبر هذه الممارسات فحسب، لا سیما وإن الکثیر ممن یمارس هذه الشعائر بعیدُ کل البعد فی واقع حیاته عن حقیقة النهج الحسینی والالتزام بتعالیم الشریعة المقدسة، فإننا نری العدید ممن یأتون إلی زیارة الحسین علیه السلام وهم لا یصلون، أو لا یصومون شهر رمضان، أو ممن یرتکبون المحرمات کالغیبة والکذب وسوء الخلق وإیذاء الآخرین وغیر ذلک من الانحرافات والسلوکیات المحرمة التی حاربها الحسین وضحی بحیاته الشریفة من أجل القضاء علیها.

إن هؤلاء فی الواقع لم یفهموا حقیقة الثورة الحسینیة ولم یلامسوا جوهرها الوضاء، لأن صراع الحسین علیه السلام کان صراعاً شاملاً ضد کل شکل من أشکال الظلم والفساد ومناهضاً لأی نوع من أنواع الانحراف، وإن ثورة الحسین منهج متکامل ودستور قیم، وعلی کل من أراد الوصول إلی رضا الله تعالی أن یتمسک به ویلتزم بمفرداته حرفیاً، و إلا فإن من لم ینتهج نهج الحسین لا یمکن أن نتصوره إلا فاسداً منحرفاً عن الطریق المستقیم، وان من فاته أن یختار معسکر الحسین علیه السلام فلیلتحق الآن و إلا فإنه سیکون فی معسکر یزید لا محالة، فمن جاء إلی الزیارة وهو تارک لبعض الواجبات فلیغتنم هذه الفرصة ویعلن توبته لیلتحق فعلاً بمسیرة الحسینیین، ومن کان یرتکب المحرمات قبل الیوم فلیقف صادقاً أمام الحسین علیه السلام فی درب کربلاء المقدس لیعلن براءته من معسکر یزید، معسکر الخطایا والانحراف، ولیلتحق برکب الحسین علیه السلام رکب الاستقامة والصلاح، فإن الحسین علیه السلام إنما

ص:112

خرج طلباً للإصلاح وتقویم الاعوجاج فی دین جده. کما ورد فی مقولته الشهیرة.

إذاً فلینتبه الزائرون الحسینیون أیدهم الله تعالی إلی إن الالتزام بتعالیم الشریعة والتطبیق الکامل للمنهج الإسلامی المقدس هو الهدف الحقیقی لثورة الحسین وهو الغایة التی ضحی من اجلها کل تلک التضحیات العظیمة.

وتظل هنا کلمة أخیرة نوجهها إلی رجال الدین وخطباء المنبر الحسینی، نرجو بها صلاح الأمة وتغییر الحال ونأمل منهم أعزهم الله تعالی أن یأخذوها بنظر الاعتبار ویلتزموا بها قربة إلی الله تعالی، فنحن فی هذه المرحلة بحاجة ماسة إلی دعاة مخلصین واعین یأخذون علی عاتقهم مسؤولیة رعایة الجماهیر وتحصینهم عقائدیا وفقهیا وأخلاقیا، فإنقاذ الناس وتبیان ما یبرئ ذمتهم یوم القیامة أمانة فی أعناقنا وواجب شرعی ینبغی أن لا نتهاون فیه أبدا، لذا ینبغی علی رجال الدین أیدهم الله تعالی أن یکسروا الحواجز، ویتخطوا الموانع التی وضعها الشیطان وأعوانه بینهم وبین عامة الناس، ولیختلطوا معهم ویتواضعوا لهم ویتلطفوا فی معاملتهم فیجلسوا فی مجالسهم، ویهتموا بقضایاهم، وبالخصوص فی ما یتعلق بالأحکام الشرعیة، وتبیان الحلال والحرام، فان زیارة الأربعین فرصة عظیمة للتداخل مع الناس، وإیصال التعالیم المقدسة إلیهم بسهولة ویسر عبر جلسات الاستراحة وفی دقائق ولو قلیلة ما بین الصلوات، وحتی فی جلسات الإطعام، وأثناء السیر فی الطریق، فان ذلک کله هو حقیقة المنهج الحسینی، وهو

ص:113

الأثر النورانی لثورة الحسین علیه السلام. أسال الله تعالی أن یجعلنا من السائرین علی درب الحسین والمتمسکین بمنهجه والطالبین بثأره بحق محمد وآله الطاهرین. السلام علی الحسین وعلی علی بن الحسین وعلی أولاد الحسین وعلی أصحاب الحسین علیه السلام.

10 / صفر / 1428 ه -

ص:114

أو تسامح معهم یؤدی إلی تفاقم الکوارث وازدیاد الإرهاب بصورة کبیرة، وفی نفس الوقت یعد بمثابة مکافئة لهم وتشجیع لأعمالهم الإجرامیة، وتجربة السنین الماضیة أکبر برهان علی ما نقول.

هذا من جانب ومن جانب آخر نحن بدورنا نبارک الخطة الأمنیة الجدیدة، خطة فرض القانون وبسط الأمن والاستقرار التی توافقت علیها الکتل السیاسیة، فنرجو من الله تعالی أن یکللها بالنجاح والظفر لإنقاذ هذا البلد الجریح من الأخطار الحقیقیة الکبیرة التی تحدق به من کل جانب.

وعلی الحکومة إذا أرادت أن یکون نجاح الخطة مضموناً أن تلتزم بأمرین نری إنهما فی غایة الأهمیة، وهما:

أولاً: أن تکون جادة فی تطبیق هذه الخطة وصارمة فی فرض القانون بدون ملاحظة ومجاملة لأی جهة مهما کانت.

ثانیاً: أن تقوم الحکومة بتشکیل محکمة عسکریة کخطوة مکملة للخطة الأمنیة، وتحول الإرهابیین والمجرمین إلیها لإصدار الأحکام العادلة بحقهم فی أسرع وقت وتنفیذها أمام الملأ دون تمهل لیکونوا عبرة لغیرهم ولیفهم العراقیین أن دماءهم لیست برخیصة وان من یسفکها سیعاقب بأشد العقاب، وبدون اتخاذ هذه الخطوة المکملة فنجاحها غیر مضمون واتخاذها وان کان یؤدی إلی خروج صیحات وصیحات من هنا وهناک تدعی انتهاک حقوق الإنسان ولکن علی الحکومة أن لا تهتم بها بقدر ذرة لأنها صیحات فارغة ومغرضة وتمر مر السحاب إذ معناها أن حقوق للإرهابیین والمجرمین دون الشعب العراقی المظلوم. وبذلک

ص:116

تتغلب الکتل السیاسیة علی الإرهاب وتحقق نصراً سیاسیاً کبیراً تسقط معه ذریعة المحتل للبقاء فی البلد.

وأخیراً إن مسؤولیة الکتل السیاسیة کافة أمام الله وحده لا شریک له وأمام الشعب بکل أطیافه وشرائحه تتطلب منهم تجنب النزاعات السیاسیة والتخلی عن الأغراض الشخصیة والمصالح الذاتیة، والأخذ بعین الاعتبار مصالح البلد العامة وما یخدم الشعب بکل صنوفه بلا تفریق بین فئة وأخری، والابتعاد عن النعرات الطائفیة والتوجهات الحزبیة الضیقة المثیرة للفرقة والفتنة، بل ینبغی علی الجمیع السعی الجاد بکل الوسائل المتاحة لرص الصفوف وتوحید الکلمة وتأیید خطة فرض القانون والعمل علی إنجاحها مهما أمکن.

وفی الختام نسأل الباری عز وجل أن یدفع البلاء وشر الأشرار عن هذا البلد وأن یمن علی أهله بالسلامة والأمن.

18 صفر المظفر 1428 ه -

ص:117

الحرب والرمی بالسهام من کل جانب، وهذا إنما یدل علی مدی اهتمامه علیه السلام بالصلاة وإنها لا تترک فی حال من الأحوال.

الاجتناب التام عن المحرمات کالکذب والغیبة والغش وإیذاء الناس وسوء الخلق والتکلم بالفاحش من القول واستماع الغناء وغیرها فإن کل ذلک من المحرمات الإلهیة والمعاصی الکبیرة التی لا یلیق بأی مؤمن لا سیما زوار الإمام الحسین علیه السلام أن یتصفوا بها.

علی الزوار أن یمارسوا طقوس الزیارة بکل سکینة ووقار وأن یحافظوا علی الهدوء والاستقرار ویجتنبوا الجدال والصیاح والمزاح الفارغ، کما ینبغی علیهم مراعاة الآداب والأخلاق وأن یأمروا بالمعروف وینهوا عن المنکر فإنه واجب علی کل فرد بمقدار تمکنه لا سیما من کان مؤهلاً لذلک.

عدم الخوض فی المسائل الطائفیة التی تؤجج الأحقاد والضغائن وتفتت الوحدة بین المسلمین.

ینبغی علی الجمیع العمل علی إشاعة الأمن والاستقرار من خلال الکشف عن أوکار المجرمین ومساعدة الحکومة فی إنجاح الخطة الأمنیة لمصلحة الشعب والبلد.

وأخیراً ندعو الله تعالی بحق الحسین علیه السلام أن یتقبل من المؤمنین جمیعاً لا سیما زوار الإمام الحسین علیه السلام وان یوفقهم لما فیه صلاح الدنیا والآخرة إنه سمیع مجیب.

ص:119

الاهتمام البالغ بالواجبات الدینیة منها الصلاة فی أوقاتها لأنها عماد الدین ولا تترک بحال من الأحوال.

التجنب التام للمحرمات الإلهیة کالغیبة و البهتان والکذب واستماع الأغانی والغش وأکل مال الحرام وإیذاء الناس وغیرها.

التخلق بالأخلاق الحمیدة والآداب والسلوک الحسن عند ممارسة الشعائر الدینیة التی ینبغی ممارستها بسکینة ووقار وبمظاهر الحزن والتأثر.

الاهتمام بفریضة الأمر بالمعروف والنهی عن المنکر فإن صلاح الأمة وکونها خیر الأمم منوط بالالتزام بهذه الفریضة کما فی قوله تعالی: (کنتم خیر أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنکر).

تجنب الخوض فیما یثیر الفتنة الطائفیة والأحادیث التی تسبب الفرقة وزرع الأحقاد بین المسلمین وتفتیت وحدتهم لا سیما فی هذه الظروف العصیبة التی یمر بها البلد فإننا فی أمس الحاجة لتوحید الکلمة ورص الصفوف.

الحذر الشدید من تسییس الشعائر والمناسبات الدینیة واستغلالها لرفع الشعارات الحزبیة وممارسة النشاطات السیاسیة، فإن ذلک یحرف هذه الشعائر عن مسارها الصحیح ویبعدها عن غرضها وهدفها الدینی السامی.

علی جمیع المؤمنین العمل علی إعادة الأمن والاستقرار للبلد بکل ما فی وسعهم وان یتعاونوا مع الأجهزة الحکومیة لإنجاح الخطط الأمنیة والقضاء علی الإرهابیین.

ص:121

وأخیراً نرفع آیات التعازی إلی مقام مولانا الإمام صاحب العصر والزمان أرواحنا وأرواح العالمین له الفداء. ونسأل المولی عز وجل أن یجعلنا من المتمسکین بنهج النبی الأکرم والسائرین علی دربه والفائزین بشفاعته بحق محمد وآله الأطهار صلوات الله علیهم أجمعین.

ص:122

والمعاهد والکلیات الراقیة من جهة، وإرسال المفکرین والمبدعین والخریجین من الجامعات المؤهلین إلی الخارج لتلقی العلوم والتقنیات العالیة من جهة أخری حیث إنه لا قیمة للبلد المتخلف فی هذا العصر.

وأیضا دورها توجیه الحکومة بحزم للحفاظ علی ظواهر الإسلام، ومنح الحریة للناس والحفاظ علی کرامتهم وحقوقهم فی الحدود المسموح بها شرعاً والابتعاد عن ترویج التقالید الغربیة المبتذلة فی البلد والاهتمام بالتقالید الإسلامیة والقیم الإنسانیة.

س 2: کیف تغیر وضع رجال الدین بعد سقوط النظام؟

ج 2: إن رجال الدین بعد سقوط النظام أحرار فی إرشاد الناس وتعلیمهم بالأحکام الدینیة والقیم الإنسانیة ودعوتهم فی الوقت الحاضر إلی الهدوء والاستقرار وعدم إیجاد البلبلة والفساد فی البلد وإلی التعاون مع الأجهزة الحکومیة فی کشف أوکار الإرهابیین ومساعدتها فی إنجاح خطة فرض القانون من أجل إنقاذ البلد من هذه الأوضاع المأساویة الحرجة.

س 3: کیفیة تعامل رجال الدین مع الناس؟

ج 3: تعامل أب مع أولاده.

س 4: ما هو الدور السیاسی الذی یملکه المرجع أو رجال الدین؟

ج 4: لیس لمراجع الشیعة أی دور عملی فی سیاسة الحکومة الداخلیة والخارجیة وإنما دورهم الأساسی هو إرشاد الدولة إلی اتخاذ الطریق الصحیح فی سیاستها والاهتمام فی خدمة الناس

ص:124

وتوفیر الأمن والاستقرار فی البلد، والتعامل مع الضعفاء والفقراء والأیتام والأرامل فیه وأیضا المطالبة من الحکومة بقوة (فی الظروف الحالیة) التعامل مع هؤلاء الإرهابیین والقتلة والمفسدین فی الأرض بحزم وصرامة فی إنزال أقسی العقوبات علیهم أمام الملأ بلا أی تردد وخوف من هنا وهناک حتی یکون عبرة لهم ولغیرهم بمقتضی قوله عز وجل: (ولکم فی القصاص حیاة یا أولی الألباب لعلکم تتقون) إذ دماء العراقیین التی تسیل یومیاً بالعشرات لیست برخیصة وبدون قیمة وإنما القیمة لدمائهم.

س 5: ما هی العلاقة بین الدین والدولة؟

ج 5: العلاقة بینهما إنما هی فی الدولة الإسلامیة الواقعیة حیث إنها تقوم علی أساس حاکمیة الدین، وهذه الدولة إنما ولدت وشکلت فی عصر النبی الأکرم (صلی الله علیه و آله) بیده المبارکة فحسب، وقد نجحت فی تلک الفترة الزمنیة القصیرة وهی فترة الرسالة ولا توجد بعدها دولة إسلامیة بمعناها الواقعی الصحیح لأن الدول التی تسمی بالدول الإسلامیة إنما هی بلحاظ إن شعوبها شعوب مسلمة لا أن الدولة تقوم علی أساس حاکمیة الإسلام والدین.

س 6: هل هناک حل للصراع الشیعی السنی فی العراق، وما هو دور الزعامات الدینیة فی ذلک؟

ج 6: الشیعة والسنة کانوا یعیشون فی العراق مئات السنین کأخوة فی بیت واحد بدون تنافر واشمئزاز وکانت بینهما علائق المحبة والمودة، منها علاقة المصاهرة الزوجة من الشیعة والزوج من السنة وبالعکس، ولکن بعد سقوط النظام دخل المغرضون

ص:125

وأعداء شعب العراق من الخارج وأزلام صدام من الداخل وقاموا بإلقاء الفرقة بین الطائفتین وبتأجیج نار الحرب بینهما وقد نجحوا فی ذلک فی الجملة بمساعدة الأطراف الخارجیة ولا سیما بعد قیام الإرهابیین والأشرار بتفجیر القبتین الشریفتین فی سامراء ولکن بفضل جهود المراجع الکبار فی النجف الأشرف وثلة من السیاسیین وعقلاء البلد من الطائفتین خفت هذه الأزمة وزال شبح الحرب وأنتبه الشعب العراقی واکتشف المؤامرات الخبیثة التی یحیکها له الأعداء ولهذا فاحتمال الحرب الطائفیة فی العراق غیر موجود، وما بث فی الفضائیات والصحف کله غیر واقعی وإنما هو من سموم المغرضین وأزلام صدام.

س 7: بعد مضی عدة أشهر علی تشکیل الحکومة برئاسة السید جواد المالکی، هل أن سماحة الشیخ راض عما یقوم به رئیس الوزراء وحکومته من خطوات لإعادة السلام إلی البلد؟

ج 7: نحن ندعم الحکومة فی مساعیها الحمیدة وهی مساعیها فی رص صفوف الشعب وتوحید کلمتهم بکل أطیافهم وشرائحهم والتوافق والتلاحم والتآلف والتآزر بینهم لإنقاذ البلد من دوامة العنف والإرهاب ومن أی خطر یحدق بالعراقیین وندعم کل المساعی فی هذا السبیل بلا استثناء.

کما إننا ننصح الکتل السیاسیة برص الصفوف وتوحید الکلمة والتخلی عن المصالح الذاتیة والأغراض الحزبیة الضیقة والنعرات الطائفیة والأخذ بعین الاعتبار مصالح البلد والشعب ککل.

ص:126

س 8: ما هو موقفکم ورأیکم تجاه التواجد الأمریکی؟

ج 8: الاحتلال شیء مکروه ومبغوض عند کل فرد من الشعب العراقی بلا استثناء ولا یرضی به أحد ساعة واحدة ولکن لیس باختیاره، ومن هنا علی الشعب العراقی إذا أراد إخراج المحتل من بلده فإخراجه إنما هو بوحدة الصف ووحدة الکلمة والتوافق والتلاحم وباستقرار الوضع فی البلد واستتباب الأمن لا بإیجاد البلبلة فیه.

س 9: ما هو أکبر خطر وتهدید لمستقبل العراق؟

ج 9: لیس هنا أی خطر حقیقی یهدد مستقبل العراق. نعم هناک مؤامرة خبیثة من الداخل والخارج والهدف من ورائها إیجاد الفتنة والفرقة للمنع عن استقرار البلد واستتباب الأمن، وهی لا تدوم بعد استیقاظ الشعب العراقی وإدراکه هذه المؤامرات.

وأملنا بالله تعالی کبیر فی أن یصبح العراق أرقی بلد فی العالم لأن فیه ثروة نفطیة کبیرة، وفیه الأراضی الواسعة والمیاه والنخیل تکفی الملایین من الناس، وفیه المشاهد المشرفة للأئمة الأطهار (علیهم السلام) ومزارات أئمة إخواننا السنة فإنها ثروة عظیمة للبلد مادیا ومعنویا، وفیه حوزة علمیة کبیرة للدراسات العلیا الإسلامیة تأسست منذ أکثر من ألف سنة وتخّرج منها الآلاف من العلماء الکبار والمراجع العظام والأساتذة والخطباء فی أنحاء العالم الإسلامی، ولهذا یکون العراق محط أنظار العالم الإسلامی بل العالم ککل.

س 10: ما هو المطلوب من رجال الدین؟ هل یجب أن یکون لهم دور فی الحکومة؟

ص:127

ج 10: المطلوب منهم أن یکونوا فی خدمة الشعب بکل الوسائل الممکنة والمتاحة وتخفیف آلامهم والتخلی عن جمیع الأغراض الشخصیة والمصالح الذاتیة والأخذ بعین الاعتبار مصالح البلد ککل وهذا هو المطلوب من جمیع الکتل السیاسیة أیضاً.

س 11: ما هو معدل عمل سماحة آیة الله العظمی الشیخ محمد إسحاق الفیاض (دام ظله) أعنی جدول الأعمال الیومیة وکیفیة آلیة العمل بالنسبة لسماحتکم؟

ج 12: عملنا الیومی لیس محددا فی الساعات المعینة بل هو فی طول الیوم باستثناء ساعات النوم والأکل والشرب وساعة الاشتغال بالعبادات کالصلاة ونحوها، ولهذا یکون شغلنا الیومی أکثر من أربعة عشر ساعة منقسمة بین الدرس والتدریس وجواب المسائل الشرعیة والاستفتاءات واستقبال الزوار والوفود القادمین من الخارج أو الداخل.

محمد إسحاق الفیاض 18 / جمادی الأولی / 1428 ه -

ص:128

کل ما یجوز للرجل من العمل الفردی أو الاجتماعی السیاسی والدینی.

س 2: هل یجوز رضاعة الطفل أکثر من سنتین؟

الجواب: نعم یجوز.

س 3: ما حکم طریقة منع الحمل بعقد الرحم؟

الجواب: لا مانع منه فی نفسه، إلا إنه إذا استلزم کشف العورة للطبیب الأجنبی أو الطبیبة فیحرم من هذه الجهة.

س 4: إذا کان مهر الزوجة عشرین دینار قبل ثلاثین سنة وفی العصر الحالی لا یعادل إلا دینار واحد من الدنانیر القدیمة. فهل یجوز دفع العشرین أو دفع ما یعادل العشرین القدیمة فی الوقت الحاضر؟

الجواب: الواجب هو دفع العشرین دیناراً، ولا یجب دفع ما یعادلها فی الوقت الحاضر وان کان الاحوط الأولی المصالحة والتراضی بینهما.

س 5: لو نسی الشخص ممن استدان فماذا یفعل؟

الجواب: إذا لم یعرفه فعلیه أن یدفعه إلی الفقراء نیابة عنه وبثوابه.

س 6: هل یجوز التجارة بالأدویة المنشطة أو المنومة؟

الجواب: إذا لم تکن مضرة بالمجتمع جاز، وإلا فلا.

س 7: ما هو رأیکم فی العمل بالوظائف الحکومیة من الوقت الحاضر؟

ص:130

الجواب: لا مانع من ذلک شریطة أن یکون العمل حلالاً.

س 8: هل یصح لسائق التاکسی أن یرکب معه شخص یحمل معه خمر وما حکم الأجرة المأخوذة من ذلک؟

الجواب: لا یجوز للسائق أن یؤجر سیارته لحمل الخمر، وأجرته سحت وأما إذا أجر سیارته لرکوب شخص یحمل معه خمر فلا مانع منه.

س 9: ما حکم من یسب المراجع العلماء؟

الجواب: لا یجوز سب أی مؤمن فضلاً عن العلماء والمراجع.

س 10: هل یجوز سرقة أقراص ) C.D ( المحتویة علی الأفلام الخلیعة وتکسیرها؟

الجواب: السرقة غیر جائزة إلا إنها لو وقعت تحت الید جاز تکسیرها.

س 11: هل البخار المنبعث من البول فی الشتاء نجس؟

الجواب: لیس نجساً.

س 12: ما هو رأیکم فی استعمال الأحجار الکریمة لجلب الرزق ودفع المخاطر کالخاتم وغیرها؟

الجواب: لا یجوز استعمال الأحجار الکریمة لجلب الرزق ودفع المخاطر، فإن کل ذلک بید الله تعالی ولا شریک له فی ذلک.

س 13: هل یجوز تسجیل اللقیط علی اسم المتبنی فی الدوائر الرسمیة مع التحفظ علی بقیة الأمور الشرعیة؟

ص:131

الجواب: نعم، یجوز شریطة أن یعلن فی الدوائر الرسمیة أنه لیس أبنه ولا یرث منه والتسجیل إنما هو بغرض الحفاظ علیه.

س 14: ما حکم الطفل إذا وجد لقطه؟

الجواب: إذا لم تکن للقطة علامة ممیزة فهی له، وإذا کانت لها علامة ممیزة فعلی الولی تعریفه إلی سنة.

س 15: هل یجوز الرقص والتصفیق للرجال فی المناسبات کالأعراس؟

الجواب: لا یجوز إذا کان مع الصوت بالکیفیة اللهویة التی هی غناء عرفاً. نعم، الرقص فی نفسه لا بأس به وکذلک التصفیق ما لم ینضم إلیه محرم آخر.

س 16: ما هو متعارف أن یذهب الشخص إلی الصائغ فیستبدل خاتم ذهب مثلاً بخاتم آخر مع إعطاء فرق السعر فهل یجوز ذلک؟

الجواب: إذا کان الخاتم المستبدل بنفس وزن الخاتم الآخر، فلا یجوز الاستبدال مع إعطاء مبلغ زائد علی الخاتم لأنه ربا والتخلص من ذلک أن یبیع خاتمه للصائغ ویشتری منه الخاتم الآخر.

س 17: هل تجوز الصدقة علی الهاشمی من غیر الهاشمی؟

الجواب: إذا لم تکن الصدقة من الزکاة الواجبة وزکاة الفطرة، فلا مانع من إعطائها إلی الهاشمی وأما إذا کانت منهما فلا یجوز إعطائها له إلا إذا کانت من الهاشمی.

ص:132

س 18: هل یجوز السجود علی المسبحة المسماة (البای زهر)؟

الجواب: نعم، یجوز.

س 19: هل یجوز السجود علی ألأوراق النقدیة؟

الجواب: لا یجوز.

س 20: هل یجوز الوضوء بالثلج؟

الجواب: لا یجوز بنفس الثلج. نعم، إذا ذاب وأصبح ماءاً جاز.

س 21: هل أن ترتیب سور القرآن الکریم الآن هو نفس الترتیب الذی نزل علی الرسول (صلی الله علیه و آله)؟

الجواب: لیس هذا نفس الترتیب الذی نزل علی الرسول الأکرم (صلی الله علیه و آله).

س 22: هل یجوز التقلید فی أصول الدین؟

الجواب: لا یجوز التقلید فی أصول الدین.

س 23: ما هی العوالم التی ینتقل إلیها الإنسان بعد الموت؟

الجواب: ینتقل من عالم الدنیا إلی عالم البرزخ ومنه الی عالم الآخرة.

س 24: لو دار الأمر بین زیارة نبینا الأعظم محمد (صلی الله علیه و آله) وزیارة الإمام الرضا (علیه أفضل الصلاة والسلام) فأیهما أفضل؟

الجواب: زیارة النبی الأکرم (صلی الله علیه و آله).

س 25: هل یجوز أنشاء زیارة جدیدة للمعصومین (علیهم السلام)؟

ص:133

الجواب: نعم یجوز، شریطة أن لا یکون مشتملاً علی خلاف الواقع ولا تنسب إلی المعصومین (علیهم السلام).

س 26: هل یجوز تسمیة الإمام الحجة (علیه السلام) باسمه الشریف؟

الجواب: نعم، یجوز.

س 27: هل أن المعصوم یعلم الغیب؟

الجواب: المعصوم یعلم الغیب بما علمه الله تعالی به بمقتضی قوله تعالی (عالِمُ الْغَیْبِ فَلَا یُظْهِرُ عَلَی غَیْبِهِ أَحَداً، إِلَّا مَنِ ارْتَضَی مِن رَّسُولٍ)

س 28: هل یجوز أعطاء الرشوة للظالم؟

الجواب: یجوز لدفع ظلمه أو قضاء الحاجة.

س 29: ما هو متعارف حالیاً فی المجتمع صالونات التجمیل للنساء فهل هی من المکاسب المحرمة؟

الجواب: لیس من المکاسب المحرمة فی نفسها.

س 30: ما هو الحکم الشرعی فی عملیة خیاطة غشاء البکارة لأجل الحفاظ علی حیاة البنت الباکر فی حال زناها؟

الجواب: إذا کانت حیاة البنت متوقفة علی ذلک جاز وکذلک إذا کانت لدفع مفسدة قد تؤدی إلی سقوط کرامة البیت أو العشیرة.

س 31: من الأمور المتعارفة عند الطائفة الأمامیة أعزها الله سبحانه أن یذبحوا سبعة أضاحی فهل هذا العمل من المستحبات؟

ص:134

الجواب: الأضحیة مستحبة فی الشریعة المقدسة سواء أکانت واحدة أم أکثر.

س 32: هل یجب التفریق بین الأولاد فی المضجع ومن أی سنة یبدأ ذلک؟

الجواب: إذا بلغ سن التمییز یفرق بینهم فی المضجع.

س 33: هل یجوز الاستماع لموسیقی الحرب والأناشید الإسلامیة والموسیقی المستخدمة فی العلاج الطبیعی؟

الجواب: إذا لم تکن مشتملة علی الغناء فلا بأس بالاستماع إلیها.

س 34: هل یجوز تبدیل قنانی الکحول الفارغة بملابس أو لعب أو بیعها؟

الجواب: لا بأس بذلک.

س 35: السلام علی أهل الکتاب ورد السلام علیهم ما حکمه؟

الجواب: لا بأس بالسلام بغیر صیغة السلام، کما لا بأس برد السلام علیهم بغیر صیغة السلام أیضاً.

س 36: هل یجب رد التحیة التی لا تکون بصیغة السلام کصباح الخیر أو مرحباً وغیرها؟

الجواب: لا یجب ردها وإن کان الرد أحوط وأولی.

س 37: هل یجب رد السلام علی المذیع فی الرادیو والتلفزیون؟

الجواب: لا یجب رد السلام علیه.

ص:135

س 38: هل تدخل تربة الحسین علیه السلام والأئمة (علیهم السلام) ضمن المحرمات؟

الجواب: نعم ویجب احترامها والحفاظ علیها من الهتک.

س 39: أحیاناً تنبئنا العرافة بشیء فیکون مطابقاً للواقع فما هو تفسیرکم لهذه الأمور؟

الجواب: هذا أمر اتفاقی وکل احد إذا تنبأ أو اخبر عن وقوع شیء قد یکون مطابقاً للواقع ولکن هذا صدفة، وقد لا یکون مطابقاً لها وعلی کل حال لا یجوز له مثل هذا التنبؤ والأخبار به عن جزم.

س 40: هل إن إبلیس من الجنة أم من الملائکة؟

الجواب: إبلیس کان من الجن.

س 41: شخص یصلی وجاء آخر فأخذ التربة من أمامه فماذا علیه أن یفعل؟

الجواب: إذا کان عنده ما یصح السجود علیه یسجد علیه، أو إذا کان فی حالة تقیة جاز له أن یسجد علی ما لا یصح السجود علیه فی حال الاختیار وإلا فصلاته باطلة وعلیه استئنافها من جدید.

س 42: ما هو الحکم الشرعی حول ما یسمی (زفة العرس) بواسطة السیارات والموسیقی المحرمة وعرضها أمام الناس وفی الشوارع العامة؟

الجواب: لا بأس بزفة العروس، إذا کانت خالیة عن التغنی وعن اختلاط الرجال مع النساء.

ص:136

س 43: لو وجد الرجل بعض أرحامه فی حال الزنا فهل یجوز له قتلها بدون إذن الحاکم الشرعی؟

الجواب: لا یجوز له ذلک.

س 44: هل إن فی ترتیل القرآن أشکال؟

الجواب: لا إشکال فیه.

س 45: ما علة وضع جریدة من النخل مع المیت أثناء دفنه؟

الجواب: ورد النص بأنه أمر مستحب.

س 46: ما حکم الأموال التی تصرف فی المأتم للمتوفی من ذبح الأغنام وطبخ الطعام بصورة عامة؟

الجواب: إذا کان الصرف من مالکها أومن الورثة من حصصهم فلا باس.

س 47: ما المقصود ب - (السلام علیک یا شریک القرآن) فی زیارة الأمام الحجة علیه السلام؟

الجواب: إشارة إلی ما ورد فی حدیث الثقلین وان من تمسک بالثقل الأکبر وهو القرآن نجا من الضلالة کذلک من تمسک بشریک القرآن وهو الثقل الأصغر أهل البیت (علیهم السلام) نجا من الضلالة أیضاً.

س 48: ما حکم عملیة التخدیر أی ضرب رأس الحیوان الکبیر عند ذبحه؟

الجواب: مجرد تخدیر الحیوان أو ضربه علی رأسه قبل ذبحه لا یضر بحلیته ما دام الحیوان حیاً.

س 49: هل یجوز تحنیط الحیوانات وعرضها للزینة فی البیت؟

ص:137

الجواب: نعم، یجوز.

س 50: هنالک من یضع یده علی رأسه عندما یقول قارئ القرآن (صدق الله العلی العظیم)؟

الجواب: هذا بقصد التعظیم، ولا باس به.

س 51: هل صحیح إن شارب الخمر لا صلاة له ولا صیام لمدة أربعین یوم؟

الجواب: إذا صلی شارب الخمر صلاة جامعة للأجزاء والشرائط فهی صحیحة، والحدیث المذکور علی فرض صحته یکون معناه لا صلاة مقبولة أو لا صلاة کاملة لشارب الخمر، ولیس معناه أن صلاته لیست بصحیحة.

س 52: هل یجوز العمل بتصلیح التلفزیون والمسجل؟

الجواب: نعم یجوز.

س 53: هل یجوز تغذیة النحل تغذیة صناعیة بان یخلط الماء مع السکر؟

الجواب: نعم یجوز، شریطة أن لا یغش به المشتری ویخبره بما له الواقع.

س 54: ما هو رد سماحتکم علی من یقول أن التوسل وطلب الشفاعة من الرسول (صلی الله علیه و آله) والأئمة (علیهم السلام) شرک؟

الجواب: إذا کان طلب الشفاعة من الرسول (صلی الله علیه و آله) والأئمة الأطهار (علیهم السلام) بنحو الاستقلال وکذا التوسل إلیهما کذلک فی قضاء حاجته فهو شرک، وأما إذا کان التوسل وطلب الشفاعة منهما

ص:138

بمعنی جعلهما وسیلة وواسطة عند الله تعالی باعتبار إنهما من اقرب عباده إلیه تعالی، فلا یکون شرکاً.

س 55: ما هو رأیکم فی فرق الإسماعیلیة والزیدیه من ناحیة الطهارة والنجاسة؟

الجواب: محکومون بالطهارة.

س 56: ما حکم الأسنان الذهبیة التی توضع للنساء والرجال؟

الجواب: لا بأس بها.

س 57: ما رأی سماحتکم فی طواف الجنائز حول قبور الأئمة (علیهم السلام) هل هو واجب أم مستحب وهل توجد روایة عن الأئمة فی هذا الموضوع؟

الجواب: هذا بقصد التبرک والتیمن وطلب الرحمة للمیت من الله تعالی بواسطة الأئمة الأطهار (علیهم السلام) لا بقصد الطواف.

س 58: هل یجوز لشخص أن یسترد حقه بطریقة الخدعة والتوریة؟

الجواب: إذا أنحصر طریق استرداد حقه بذلک جاز.

س 59: هل یجوز النظر إلی عورة الأب والأم. ولمسهما لأنهما عاجزین وطاعنین فی السن ولا یوجد غیر الولد لغسلهما وتنظیفهما؟

الجواب: لا یجوز النظر إلی عورتهما أو لمسهما. نعم، إذا توقف التطهیر علی اللمس اقتصر علی اللمس بالکفوف.

س 60: هل یجوز تشریح الجثة لأغراض التدریب؟

ص:139

الجواب: لا یجوز تشریح جثة المسلم إلا فی حالات خاصة.

س 61: هل یجوز تسخیر الجن والأرواح لحل مشاکل المؤمنین؟

الجواب: لا یجوز ذلک، ولا تحل مشاکل المؤمنین به ولا بد أن یطلب حلها من الله تعالی.

س 62: شخص أجر محل وفتح به صالة للبلیارد فهل الأموال التی یحصل علیها حرام؟

الجواب: إذا کان اللعب فی البلیارد مع الرهان فهو حرام وکذا الأجرة علیه محرمة.

س 63: هل صحیح أن النبی (صلی الله علیه وآله) لا یعرف القراءة والکتابة؟

الجواب: نعم، کما هو ظاهر الآیة الکریمة وکونه أمیاً أقوی دلیل علی رسالته (صلی الله علیه و آله).

س 64: بعض المصلین أثناء القنوت یدیرون الخاتم فی الإصبع فهل هنالک روایة عن الأئمة؟

الجواب: لا توجد روایة ظاهراً.

س 65: بعض أئمة الجماعة یصلون العید (3 مرات) لکثرة المصلین فما حکم صلاتهم؟

الجواب: لا تجوز إعادة صلاة العید مرة أخری بعد إتیانها أولاً.

س 66: هل ثبت أن أهل البیت (علیهم السلام) صلوا صلاة الجماعة؟

الجواب: نعم.

ص:140

س 67: هل یجوز الصعود علی الملویة فی سامراء؟

الجواب: نعم، یجوز.

س 68: ما هو تفسیر سماحتکم بما یعرف بفرحة الزهرة فی شهر ربیع الأول وهل فی ذلک روایة؟

الجواب: لا توجد روایة بهذا المورد.

س 68: سماحتکم هل تأذنون لنا فی نشر هذه الأحکام الابتلائیة فی منشور أسمیناه (متفرقات المسائل)؟

الجواب: لا مانع من ذلک.

ندعو سبحانه أن یحفظکم ونسألکم الدعاء

والسلام علیکم ورحمة الله وبرکاته

10 / رجب المرجب / 1428 ه -

ص:141

وثقافیاً و مادیاً ومعنویاً إنما هی بقوة العلم والتقنیات المتقدمة المتطورة الموجودة فی ذلک المجتمع.

ومن هنا علی الدول الإسلامیة جمیعاً توفیر کافة الوسائل الممکنة والمتاحة فی سبیل الوصول إلی تلک التقنیات والعلوم المعاصرة بإنشاء الجامعات والمعاهد المتطورة فی البلد وإرسال المبدعین والمفکرین والکفوئین إلی الخارج، وتوفیر کل الوسائل والإمکانات لهم للوصول إلی درجة راقیة من العلوم المعاصرة والتقنیات العالیة والمتطورة وإرجاعهم إلی البلد لکی یساهموا فی تطویره وبذلک تتمکن الدول الإسلامیة أن تسد الطریق لتدخل الأجنبی فی شؤونهم و بلادهم بذرائع مساعدتهم فی تطویر بلادهم وخدمة شعبهم.

وعلی هذا الأساس فالمصلحة العلیا العامة للإسلام تتطلب من المسلمین بذل أقصی الجهد فی طریق الوصول إلی التکنولوجیات المتقدمة المتطورة منها، علم الطب بکل تخصصاته حسب حاجة المجتمع فی العصر الحاضر.

وتجدر بالإشارة إلی موضوع مهم و هو أن الوصول إلی الطب المتطور فی البلد و إلی الأطباء الاختصاصیین فی العملیة الجراحیة وغیرها، قد یتوقف علی تشریح جثة المیت المسلم فی البلاد الإسلامیة إذا لم یکن لها بدیل وحینئذٍ لا نری بأساً فی ممارسة عملیة التشریح علی جثة المیت المسلم بغایة الوصول إلی المصلحة العامة التی بها تظهر شوکة الإسلام والمسلمین کافة وتمنع من تدخل الأجنبی وهی تتقدم علی المفسدة الشخصیة

ص:143

الکامنة فی عملیة التشریح، لأن الطب المتطور لو لم یکن فی المجتمع الإسلامی لکان مجتمعاً متخلفاً ومنهاراً ومریضاً، وتکون نسبة الموت والهلاک وتفشی الأمراض فیه أکثر من نسبة الموت والهلاک وتفشی الأمراض فی المجتمعات الراقیة المتطورة فإذا کان المجتمع الإسلامی متخلفاً فی الطب وغیره من التقنیات، فالحاجة تفرض علیه أن یفتح الطریق أمام دخول الأجانب ودعوتهم إلی البلاد للخدمة فی مجال الصحة وغیرها. ومن الواضح أنهم إذا دخلوا فی بلاد المسلمین لیس غرضهم الخدمة فحسب بل لهم أهداف أخری من ورائها منها:

منها نشر أفکارهم المضللة وقیمهم المنحرفة وثقافتهم المبتذلة.

ومنها، تشویه سمعة الإسلام والمسلمین بزعم أن الإسلام دین متخلف ویمنع من تطویر البلد، وإن الإسلام دین عنف وقتل وإرهاب.

رغم أن الإسلام دین علم وعدل وإنصاف وسلم کیف وان الإسلام قد شدد علی حرمة إیذاء المؤمن فضلاً عن قتله وقد قال تعالی فی کتابه الکریم: (مَن قَتَلَ نَفْساً بِغَیْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِی الأَرْضِ فَکَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِیعاً وَمَنْ أَحْیَاهَا فَکَأَنَّمَا أَحْیَا النَّاسَ جَمِیعاً) فهل یوجد استنکار فی قتل النفس البریئة أشد من ذلک؟ وهل یوجد أجر فی إحیاء النفس أکثر من ذلک؟ بل الإسلام قد حرّم المثلة حتی فی ساحة الحرب مع العدو فإذا قتل المسلم عدوه فی ساحة الحرب لم یجز له تمثیله.

ص:144

ومن هنا کان هؤلاء التکفیریون والإرهابیون الذین یقتلون الناس ویمثلون بقطع رؤوسهم وقلع عیونهم وإحراق جثثهم وقطع أیدیهم وأرجلهم باسم الإسلام قد أساؤا إلی الإسلام کثیراً وغیروا صورة الإسلام ومکانته فی العالم وعرّفوه بأنه دین عنف وقتل وإرهاب.

ومنها، المنع من تطور الدول الإسلامیة وبقائها متخلفة وضعیفة وتحت وصایة الدول الاستعماریة المتطورة من الشرق والغرب، فإذن ما هو عامل هذا التخلف؟

والجواب: إن لذلک عدة عوامل معروفة وغیر خفیة علی کثیر من الناس.

ومن هنا یجب علی المسلمین کافة ولاسیما علی قادتهم الاهتمام بالعلوم المعاصرة والتقنییات العالیة المتطورة، منها الطب فی کافة مجالات الحیاة الیومیة وسد حاجاتهم الاقتصادیة والاجتماعیة والفردیة والثقافیة والصحیة بها، لأن النشاط والحرکة والإنتاج وغیرها إنما هی فی المجتمع السالم حیث إن العقل السلیم إنما هو فی الجسم السلیم.

إلی هنا قد وصلنا إلی هذه النتیجة، وهی أن المصلحة العامة للإسلام والمسلمین تقتضی جواز ممارسة عملیة تشریح جثة المیت المسلم، شریطة أن لا یکون لها بدیل، کوجود جثة غیر المسلم أو مشکوک الإسلام، أو بإمکان الطالب أن یتعلم من مشاهدة عملیة التشریح بدون أن یباشرها، هذا بحسب الکبری الکلیة.

ص:145

وأما بحسب التطبیق الخارجی فهل تجوز لکل من یقوم بدراسة الطب ممارسة هذه العملیة أی عملیة التشریح؟

والجواب: إن جواز ممارستها منوط بوجود المواصفات التالیة فیه:

الأول: أن تکون عنده مقدرة ذاتیة لتحلیل مسائل الطب بشکل دقیق وبکفاءة عالیة وإتقانها.

الثانی: الاهتمام الجاد والسعی الحثیث المتواصل للوصول إلی مرتبة متطورة من الطب تناسب حاجة المجتمع بأکمل وجه فی کل عصر.

الثالث: أن یکون هدفه الأساسی من وراء ذلک تقدیم خدمة للمجتمع الإسلامی والإنسانی فی مجال الطب والصحة بالتداوی والعلاج لأجل إنقاذهم من الأمراض الخطرة، والموت بما یناسب مستوی الصحة فی العصر الحاضر وبعد ذلک نقول: إن فی کل فرد إذا توفرت هذه المواصفات الثلاثة جاز له ممارسة عملیة التشریح أثناء الدراسة وبعدها إذا لم یکن لها بدیل کما مرّ.

وفی الختام، أعلموا إن العمل الطبی خدمة مهنیة إنسانیة شریفة لا تقدر بثمن ولاسیما إذا کان الطبیب مخلصاً فی هذا العمل الإنسانی مهتماً بمساعدة الفقراء والضعفاء من المرضی، وأن یتعامل معهم بالرأفة والرحمة وبالحکمة والموعظة الحسنة وبکلام طیب وحسن وبابتسامة الوجه، فإن ذلک کله یبث روح النشاط والحیویة فیهم. ولهذا فأجر إحیاء نفس واحدة لا یقدر بثمن فإن أجر إحیائها کأجر إحیاء الناس جمیعاً کما فی الآیة الکریمة، ومن

ص:146

کل ذلک یعرف مکانة علم الطب وأهمیته، وینبغی لهم أن لا یجعلوا المهنة الشریفة وسیلة لتحصیل المال بل ینبغی لهم أن یجعلوا کل همهم فی خدمة المجتمع الإنسانی ولا سیما المرضی من الضعفاء والفقراء، والإنصاف فی أخذ الأجور منهم مع المراعاة لحالهم.

20 شعبان 1428 ه -

ص:147

لعلی علیه السلام (یا علی لأن یهدی الله بک شخصاً خیر لک مما تطلع علیه الشمس).

ونحن نغتم هذه الفرصة الطیبة وهذا التجمع الکریم لنؤکد من جدید علی بعض الأمور التی نجد أن لها أهمیة کبیره بالنسبة لخطباء المنبر الحسینی والدعاة والمبلغین والمبلغات أعزهم الله جمیعاً. فقد بات واضحاً ومما لا شک فیه إن للمنبر الحسینی دوراً هاماً وأساسیاً فی توعیة المجتمع وإرشاده نحو المثل والأخلاق والتعالیم الإسلامیة وتأثیراً کبیراً فی نشر الثقافة الإسلامیة وأفکارها وأحکامها الشرعیة فی مختلف الأوساط وشتی الشرائح الاجتماعیة فی القری والأریاف وفی المدن والبلدان والحواضر المختلفة ونظراً لأهمیة الدور الذی یؤدیه المبلغون وخطباء المنبر الحسینی ولحجم المسؤولیة التی یضطلعون بها ونبل المهمة التی تصدوا لانجازها نری أن هناک جملة من الضوابط والشروط ینبغی أن تتوفر فی المبلغ والمبلغة وان یحرصوا علی الالتزام بها وتطبیقها فی واقع حیاتهم العملیة، وهی:

الأول / أن تکون للمبلغ مقدرة علمیة معتد بها بحیث یتمکن من بیان المسائل الشرعیة بحدودها بلا زیادة ونقیصة وان یتمکن من تفسیر بعض الآیات القرآنیة فی الموارد المناسبة من دون خوض فی المسائل التی لا یستطیع توضیحها وتفسیرها.

الثانی / أن یکون متدیناً وملتزماً ومهذباً فی سلوکه الخارجی بأن لا یکذب ولا یغتاب ولا یأکل مال الناس ولا یعتدی علیهم ولا علی أعراضهم ولا علی أموالهم وحقوقهم ولا یخدعهم أو یستغل

ص:149

بساطتهم وعدم فهمهم ومعرفتهم لتحقیق مآربه الخاصة ومصالحه الشخصیة، والجامع لذلک: أن یکون مجتنباً للمحرمات الإلهیة کافة ومهذباً نفسه علی ترک المعاصی حتی تصیر له ملکة، وان یعبئ نفسه بالإیمان بالله تعالی وحسن الظن به والتوکل علیه، هذا الإیمان الذی ینبغی أن یکون فی حالة نمو وتزاید مستمر فی کل فرد مؤمن لیکون سلوکه الخارجی مهذبا ومعتدلاً ومستقیما، فکما أن لأصل الإیمان بالله دوراً بارزاً وهاماً فی تهذیب سلوک الإنسان واعتداله کذلک یکون لزیادته ونموه دور کبیر فی ذلک.

وکذلک ینبغی أن یکون المبلغ ملتزماً بالإتیان بالواجبات الإلهیة والاهتمام بها کالصلاة والصیام وغیرهما، فإن الإنسان إذا کان ملتزماً بترک المحرمات کافة والإتیان بالواجبات کذلک فهو مصداق لقوله تعالی (إن أکرمکم عند الله أتقاکم).

الثالث / أن یکون المبلغ والمبلغة صاحب خلق کریم وسلوک حسن وان یتعامل مع عائلته ومجتمعه بأدب واحترام، ویتحاور معهم بکلام طیب ومتزن ویدعوهم بالحکمة والموعظة الحسن وبطلاقة وجه وتواضع، فإن ذلک یورث المودة والمحبة ویجعل له مکانة کبیرة فی نفوس الناس مما یسهل مهمته النبیلة ورسالة التبلیغ السامیة.

الرابع / علی المبلغین والخطباء أن لا یجعلوا المنبر وسیلة لتحقیق المنافع والأطماع الشخصیة / وکأن همهم الوحید من ارتقاء المنبر هو جمع المال ومقدار ما یحصلون علیه من أجر

ص:150

مادی، فإن ذلک لا یتناسب مع قدسیة المنبر والجانب الروحی السامی فی رسالة المبلغین.

هذا کله بالنسبة لوظیفة المبلغین والخطباء الشخصیة وعلی مستوی سلوکهم الخاص.

أما وظائفهم بالنسبة إلی المجتمع فهی کالآتی:

الأولی - بیان الأحکام الشرعیة من الواجبات والمحرمات فی کل وقت ومناسبة، لا سیما فی شهر رمضان المبارک وهو شهر الرحمة والفضیلة وشهر العبادة والطاعة فینبغی علی المبلغین تعلمها وتعلیمها وإبلاغها للناس علی إنها واجبة شرعاً فعلی کل مکلف أن یتعلم الوضوء والغسل والتیمم وشروطها لأنها إذا کانت باطلة بطلت الصلاة التی هی عمود الدین، وأحکام الطهارة والنجاسة والحیض والنفاس والاستحاضة وأحکام الصلاة وشروطها وأحکام المسافر وأحکام الصوم والحج وغیرها، لأن الأحکام الشرعیة والالتزامات الإلهیة کافة و بلا استثناء لها دور بارز ومهم فی تزوید النفس بالإیمان بالله تعالی والملکات الفاضلة والأخلاق الحمیدة، کما أن لها دوراً کبیراً فی تهذیب سلوک الإنسان فی الخارج وتحقیق العدالة الاجتماعیة والأمن والاستقرار فی المجتمع، ولا یجوز للمؤمنین أن یتمسکوا ببعض الأحکام ویترکوا البعض الآخر أو یلتزموا ببعض الواجبات والتعالیم علی حساب البعض الآخر، بل لا بد أن یهتموا بجمیع الالتزامات الشرعیة بلا استثناء.

ص:151

الثانیة - بیان الآداب والأخلاق الإسلامیة وحث الناس علی التأسی والاقتداء بآداب النبی الأکرم (صلی الله علیه و آله) والأئمة الأطهار (علیهم السلام)، والتعامل مع الآخرین بالرأفة والرحمة وحسن السلوک وابتسامة الوجه.

الثالثة - دعوة الناس إلی الهدوء والاستقرار والاجتناب عن کل ما یثیر البلبلة فی البلد، وتخویف الناس، وقتل الأبریاء لأن القتل من اشد المحرمات الآلهیة وأکبرها بنص قوله تعالی (من قتل نفساً بغیر نفس أو فساد فکأنما قتل الناس جمیعاً) لان الله تعالی جعل قتل نفس واحدة بریئة اکبر جریمة فی عالم البشریة وهی قتل الناس جمیعاً وجزاؤه جهنم خالدین فیها، ولا یجوز لأی فرد أن یقتل فرداً بأی سبب کان إلا فی مقام الدفاع عن النفس أو العرض أو المال حتی إذا کان ذلک الفرد قاتلاً فان لولی المقتول حق الاقتصاص منه دون غیره فلو قتل غیر القاتل متعمداً یقتص منه، وعدم الدخول فی المسائل الطائفیة المثیرة للفتنة والفساد، ودعوة الشعب بکل أطیافه وشرائحه إلی رص الصفوف وتوحید الکلمة والتوافق والتلاحم، لإنقاذ البلد من الإرهاب.

الرابعة - دعوة الحکومة بسلطاتها الثلاث أن یوحدوا صفوفهم وکلمتهم لإنقاذ البلد من هذه الأوضاع المأساویة والتخلی عن الأغراض والمصالح الذاتیة والحزبیة الضیقة والأخذ بعین الاعتبار المصالح العامة للبلد والشعب ککل واتخاذ القرارات والإجراءات اللازمة لبسط الأمن والاستقرار، والقضاء علی الإرهاب والمخربین وتطبیق أقسی العقوبات ضدهم، فإن دماء العراقیین الأبریاء لیست

ص:152

رخیصة وینبغی أن لا یتسامح أبدا مع من یعتدی علیها ویتجاوز علی حرماتها والعمل معهم بالمثل، کما ینبغی علی المبلغین أن یدعوا الحکومة أیضا إلی العمل بجد ومثابرة أکبر لتوفیر الخدمات ومستلزمات الحیاة الضروریة کالکهرباء والماء والبنزین والنفط وغیرها مما له تأثیر فی استقرار الناس ورفاهم.

الخامس - علی المبلغین والمبلغات أن یطلبوا من الحکومة محاربة الفساد بکل أشکاله، سواءً الفساد الأخلاقی والظواهر المنحرفة التی تطرأ علی مجتمعنا، أم الفساد الإداری الذی یستشری فی جمیع دوائر الدولة وینخر فی مفاصلها بدرجة کبیرة، وعلی الحکومة إن تتخذ الإجراءات الحازمة لحل هذه المشکلة الخطیرة لأنها اخطر من الإرهاب حیث إنها تهدد مکانة شعب العراق وقیمه الإسلامیة والإنسانیة.

السادسة - علی المبلغین والمبلغات کافة أن یتخذوا طریق الحیاد فی تبلیغ الأحکام الشرعیة وتثقیف الناس، وان لا یسیسوا الدین بتجییر المنبر وتکریس الشعائر الدینیة إلی حزب أو طائفة أو شخص معین، أو لتحقیق أهداف خاصة وأغراض شخصیة، لأن الدین لله وحده لا شریک له.

والسلام علیکم ورحمة الله وبرکاته

ص:153

کما نطلب من شیوخ العشائر الکرام فی کافة أنحاء العراق مساعدة الحکومة بجد فی استقرار وضع البلد وأمنه، بقلع أوکار الإرهابیین والقاعدة من ناحیة، وخلع سلاح المیلیشیات فی جمیع أنحاء العراق بلا استثناء وتمییز، ومنع تداول الأسلحة بین سائر أطیاف الشعب من ناحیة أخری، لأن لشیوخ العشائر دوراً هاماً فی الظروف الحرجة الاستثنائیة وعند الأزمات هذا من جانب.

ومن جانب آخر إن تراکم مشاکل العراق الأمنیة من الداخل والخارج الإداریة والمالیة، وعدم وجود فرص العمل والشغل، وفقدان الخدمات الأولیة الأساسیة، وعدم المراقبة والمساءلة والمحاسبة لأجهزة الدولة کافة من الوزارات ومجالس المحافظات أصبحت معقّدة، ومن هنا لیس بإمکان الحکومة أن تحل هذه المشاکل إلاّ برص الصفوف وتوحید الکلمة والحزم والعمل الجاد والالتزام بالنقاط التالیة:

أن مسؤولیة الکتل السیاسیة فی الحکومة أمام الله وحده لا شریک له وأمام هذا الشعب تفرض علیهم التخلی عن المصالح الذاتیة والأغراض الحزبیة الضیقة والأخذ بعین الاعتبار مصالح البلد والشعب ککل.

علی الحکومة تشکیل لجان تحقیقیة من الأشخاص المتمرسین والکفوئین فی کل محافظات العراق للتحقق فی سوابق الشرطة وهویاتهم والأجهزة الأمنیة وتصفیتها من الاختراقات، فإن التساهل والتسامح فی ذلک یزید فی تفاقم الوضع لأن أمن البلد والمواطن بید الشرطة فإذا کانت أجهزة الشرطة مخترقة فلا أمن للمواطن.

ص:155

علی الحکومة أن تمنع وبحزم عن تدخل الأحزاب فی الأجهزة الأمنیة من الشرطة والجیش والمخابرات لأن مؤسسات الشرطة والجیش لابد أن تکون مستقلة وغیر مرتبطة بالأحزاب نهائیاً کما هو الحال فی جمیع بلدان العالم الحر.

علی الحکومة تشکیل لجان المراقبة والمساءلة والمحاسبة فی کافة أرکان الدولة من الوزارات والمحافظات لإنقاذ البلد من الفساد الإداری والمالی الذی هو أخطر شیء علی الشعب العراقی لأنه یهدد مکانته وشخصیته.

علی الحکومة أن تقوم بتفعیل دور مصانع البلد ومعامله بشتی أنواعها وأصنافها لإیجاد فرص العمل للمواطنین ولذلک دور کبیر فی استقرار الوضع واستتباب الأمن، لأن نسبة کبیرة من البلبلة والفساد والقتل العشوائی والخطف إنما هی من جهة فقدان العمل والفقر.

وبدل أن تقوم الوزارات ومجالس المحافظات باستیراد المواد من الخارج تقوم بتفعیل دور معامل البلد وإیجاد فرص العمل للمواطنین.

علی الحکومة أن تتعامل مع الإرهابیین والقتلة والمجرمین والمفسدین بالمثل لأن دم العراقیین لیس بأرخص من دم الإرهابیین، فکما أنهم یقتلون من الشعب العراقی یومیاً أمام الملأ بأبشع صورة فعلی الحکومة أن تتعامل مع هؤلاء المجرمین والقتلة بالمثل أمام الملأ حتی یکون عبرة لغیرهم.

ص:156

علی الحکومة أن تغتنم فرصة وعی الشعب العراقی فی الوقت الحاضر و إدراکه بکل أطیافه "أن الإرهاب عدوه" وهذه فرصة ذهبیة للحکومة وعلیها أن تأخذ هذه الفرصة بعین الاعتبار وتسعی وتتحرک جاداً فی جمع شمل الشعب ورص صفوفه وتوحید کلمته بکل الوسائل الممکنة حیث أن لذلک تأثیراً أساسیاً فی التغلب علی الإرهاب الداخلی والخارجی.

علی مجلس النواب المنتخب من قبل الشعب الاهتمام الجاد فی توفیر الخدمات الأولیة الأساسیة الحیویة للشعب کالکهرباء والماء والوقود والسکن وفرص العمل، والمطالبة من الحکومة توفیر الطاقة الکهربائیة التی تعتبر عصب الحیاة من خلال شراء المولدات وتوزیعها علی المناطق المحرومة وتوفیر الغاز لها وإنشاء محطات الکهرباء فی المحافظات الآمنة ومراقبة مشاریع الوزارات والمحافظات ومحاسبتها علی التأخیر والتساهل.

وفی الختام نطلب من الباری عز وجل أن یمنّ علی المسلمین کافة وعلی الشعب العراقی خاصة بالأمن والأمان والاستقرار والرفاهیة وأن یدفع شر الأشرار والمجرمین والقتلة عن جمیع البلدان الإسلامیة إنه سمیع مجیب. 1 شوال 1428 ه -

ص:157

بسمه تعالی: إن موقف العلماء سابقاً ولاحقاً یؤکد علی أن قضیة الاستقلال والتحرر من ذ یول الهیمنة والتبعیة من أهم القضایا, وبدورنا نؤکد علی أن الشعب العراقی لا یمکن أن یقبل بتسلط القوی الأجنبیة علی البلاد, لان مجرد التفکیر بذلک یؤدی إلی عواقب وخیمة, حیث أن ما یجری الآن فی فلسطین من مآسی وآلام إنما هو بسبب التسلط والاحتلال.

سؤال: بعض الجهات الداخلیة والخارجیة عارضت أو لم تؤید المقترح الذی قدمه السید السیستانی دام ظله؟

بسمه تعالی: إن تلک الجهات اتخذت هذا الموقف من المقترح المذکور لأجل عدم تطابقه مع مصالحها غیر المشروعة.

سؤال: اعترض البعض ومنهم قوات الاحتلال علی المقترح الذی قدمه السید السیستانی (دام ظله) من جهة إن السید السیستانی لیس عراقیاً فلا یحق له أن یقترح نیابة عنهم؟

بسمه تعالی: إن المقترح المذکور لم یکن ناشئاً من رغبة شخصیة أو مصالح فردیة بل هو نابض فی عروق جمیع العراقیین الشرفاء لأنه کما قلنا سابقاً یمثل طموحات العراقیین ولان الانتخاب حق طبیعی ومشروع للشعب العراقی فلا یمکن تجاهله.

سؤال: تبرر قوات الاحتلال بقاءها فی العراق بأنه من اجل إرساء الدیمقراطیة؟

بسمه تعالی: إن الدیمقراطیة لا یمکن أن تتحقق فی بلد وهو تحت الوصایة و الاحتلال لذا فأن قوات الاحتلال تقف أمام امتحان صعب فی مدی مصداقیتها تجاه هذه القضیة الحساسة وعلیها أن

ص:161

تفی بوعودها ومواثیقها التی التزمت بها أمام المجتمع الدولی من إنها جاءت لإرساء الدیمقراطیة فی العراق لا للاحتلال.

سؤال: تدعی قوات الاحتلال إن إجراء الانتخابات للحکومة الانتقالیة غیر ممکن بسبب ما یمر به العراق من فراغ امنی؟

بسمه تعالی: هذه الدعوی مردودة وغیر صحیحة إذ یمکن إجراء الانتخابات فی جمیع محافظات الجنوب والوسط والمحافظات الکردیة مضافاً إلی محافظتی الموصل ودیالی بلا مشاکل أمنیة, وهذه المحافظات تشکل نسبة 80% من سکان العراق تقریباً وهذه النسبة تکفی لکون الانتخابات دیمقراطیة وعادلة طبقاً للقوانین والأعراف الدولیة, مع انه یمکن إجراء الانتخابات فی محافظتی الرمادی وصلاح الدین تحت إجراءات أمنیة مشددة وهو لیس بالأمر العسیر, أو تأجیل الانتخابات فی تلک المحافظتین فقط لحین إتاحة الظروف المناسبة.

سؤال: لا قدّر الله لو فرض إن قوات الاحتلال رفضت المقترح الذی قدمه السید السیستانی دام ظله ومنعت الشعب العراقی من ممارسة حقه الطبیعی فی الانتخابات فما هو الحل فی هذه الصورة؟

بسمه تعالی: إن الشعب العراقی الذی قدم التضحیات الکبیرة من الشهداء والمشردین طیلة الفترة السابقة من اجل تحقیق العدالة الاجتماعیة والتحرر من ظلم النظام البائد لهو علی استعداد ایضاً لمواجهة هذه المشکلة التی تقف أمام إرادته بأذن الله تعالی.

ص:162

سؤال: انتشرت فی الآونة الأخیرة أفلام فدیویة تعرض التکنولوجیا المتطورة والقدرة العسکریة الفائقة لقوات الاحتلال مما أدی إلی انتشار حالة الإحباط لدی عامة الناس وان المسلمین لا یستطیعون مجابهة هکذا قوة؟

بسمه تعالی: إن قدراتهم وان کانت تفوق قدرات المسلمین من حیث العدة والعدد, لکن علی المسلمین أن یدرکوا أنهم مع الله تعالی وقد قال عز من قائل (إن تنصروا الله ینصرکم ویثبت أقدامکم).

سؤال: یدعی البعض إن رجل الدین لا یجوز له أن یتدخل فی الشؤون السیاسیة لان الدین منفصلُ عن السیاسة وعلیه فلا یجوز له التدخل فی طریقة إدارة شؤون البلاد والانتخابات لأنها من الأمور السیاسیة؟

بسمه تعالی: عندما نقول إن رجل الدین لا ینبغی له أن یتدخل فی السیاسة فمرادنا هو السیاسة المتبعة فی اغلب البلدان التی تتنافی مع أحکام الإسلام, وأما النظام السیاسی الذی هو عبارة عن الأحکام المتعلقة بإدارة شؤون المجتمع الإسلامی وحفظ نظامه فهو من المسلمات ومن تلک الأحکام مسألة حریة الشعب فی الانتخابات فأن وضع حدودها لابد أن یکون بنظر الحاکم الشرعی الجامع للشرائط والله الهادی.

سؤال: هل هناک کلمة توجهونها إلی أبناء الشعب العراقی فی هذا الظرف؟

ص:163

بسمه تعالی: إننا فی الوقت الذی نؤکد فیه علی قوات الاحتلال أن تحترم استقلال إرادة الشعب العراقی من دون هیمنة أو وصایة, نؤکد أیضاً علی ضرورة الوقوف بقوة وصلابة أمام أی محاولة لتجاوز هذه الإرادة أو الاستهانة بها أو التقلیل من شأنها, لان الشعب العراقی لیس قاصراً لکی یحتاج إلی القیمومة والوصایة.

والسلام علیکم ورحمة الله وبرکاته

ص:164

العراقی بصورة خاصة مهددة بالغزو الفکری بذریعة منحهم الحریة والهدف من وراء ذلک هدم ثقافتهم الدینیة وتقالیدهم الإسلامیة وعاداتهم الإنسانیة وتبدیلها بالثقافة الأجنبیة والعادات والتقالید الحیوانیة ومن اجل ذلک یجب علینا الحفاظ علی دیننا الإسلامی وتقالیده السامیة لأنه الدین الوحید القادر علی حل مشاکل الإنسان الکبری المعقدة ویوجب الأمن والأمان فی المجتمع وراحة البال ویزود الإنسان بطاقات نفسیة عالیة وملکات فاضلة وأخلاق سامیة لمعالجة المشاکل المعقدة فی مختلف جوانب الحیاة الإنسانیة ویجهز جانب إنسانیة الإنسان فأن إنسانیة الإنسان إنما هی بزرع فطرة الدین فی النفس والملکات الفاضلة والصفات الحمیدة والأخلاق السامیة الکریمة لا بزرع الصفات الرذیلة النفسانیة والشهوات الحیوانیة فأن تقویة هذا الجانب تقویةٌ لجانب الحیوانیة فی الإنسان، والثقافة الأجنبیة تنمی هذا الجانب فی الإنسان وتقویّه، والثقافة الإسلامیة تعزز جانب الإنسانیة فیه وتزودهُ بها ولذا یجب علینا الحفاظ علی تقالیدنا وإسلامنا ودیننا ومعتقداتنا فأنها ثروة هائلة لاتقد ر بثمن وهذا هو معنی إن الدین الإسلامی یزود جانب إنسانیة الإنسان ویجهزه بطاقات الفطرة السلیمة ومن جانب آخر إن الدین الإسلامی هو الذی یحافظ علی کرامة المرأة وشخصیتها ومکانتها فی المجتمع الإسلامی ویزودها بالطاقات الروحیة العالیة والملکات الفاضلة والأخلاق الحمیدة وهو یمنعها من الابتذال واللااخلاقیة وعن هدر کرامتها ومکانتها فی الإسلام فإن الإسلام هو النهج الأمثل الذی یکفل سعادة المجتمع وأمنه واستقراره فإن من یعیش فی المجتمع الدینی لا یخاف علی نفسه

ص:167

ولا علی عرضه ولا ماله ولاحقّه ویکون عیشه ُ فیه بسلام 0 وعلی هذا الأساس یجب علی المؤمنین جمیعاً الاجتناب عن استعمال کل مایو جب فساد المجتمع دینیاً وأخلاقیا والحفاظ علی کرامتهم وتقالیدهم وعدم رفع الید عنها مجاناً أو بثمن فأنها خسارةٌ لا تجبر.

وفی الختام نرجو من المولی عز وجل أن یوفق الجمیع لخدمة الإسلام والمسلمین ولاسیما الشباب والمثقفین من الرجال والنساء حیث أن وظیفتهم ومسؤلیتهم فی هذه الظروف أکبر وأثقل وعلیهم نشر الوعی الإسلامی بین زملائهم بلسان طیب وبکلام حسن وبطلاقة وجه والسلام علی أبنائی المؤمنین والمؤمنات ورحمة الله وبرکاته.

ص:168

بسمه تعالی: ننصح أبنائنا باغتنام هذه الفرصة الثمینة والعمل الجاد وفق النقاط التالیة:

أولا: یجب علی جمیع المؤمنین ولاسیما المثقفین منهم نشر الوعی الدینی بین أبناء المجتمع والمحافظة علی التقالید الإسلامیة والتصدی للغزو الفکری الأجنبی المعادی للإسلام.

ثانیاً: إن الحریة المتاحة للشعب العراقی المسلم لها جوانب ایجابیة وجوانب سلبیة، أما الجوانب الایجابیة فلأن الحریة أتاحت الفرصة لهم لإقامة شعائر المذهب ونشر الأفکار الدینیة والثقافة الإسلامیة بین الناس بمختلف الوسائل الممکنة والمتاحة، وأما الجوانب السلبیة فلأن تلک الحریة هیأت العوامل والأسباب للفساد الأخلاقی وأعطت مجالاً واسعا للغزو الفکری والثقافی والتیار الأجنبی، فلذا یجب علی کافة المؤمنین ولاسیما الشباب الواعی منهم أن یقوموا بتعبئة الناس بالقیم الإسلامیة والأفکار الدینیة والأخلاق الحمیدة فان تلک القیم والأفکار والأخلاق تجهز الإنسان بطاقات روحیة کبیرة وتجعله کالجبل الراسخ لا تحرکه العواصف وتخلق الإنسان الکامل والمجتمع الآمن، کما انه یجب علی الأساتذة والمدرسین فی المعاهد والجامعات الاهتمام بأمور الطلبة وتزویدهم بالثقافة الدینیة والقیم الإنسانیة وزرع الملکات الفاضلة فیهم من خلال دروسهم ومحاضراتهم.

ثالثاً: یجب علی المؤمنین وخصوصا المثقفین منهم تشکیل لجان من وجهاء البلد والمثقفین الخیرین فی کل محافظة، والتنسیق بین تلک اللجان فی جمیع المحافظات للمطالبة بحقوق

ص:170

الطائفة التی کانت مهملة لاسیما فی العصر البائد المقبور من دون أن یکون ذلک إجحافا بحقوق الطوائف الأخری بما فیها الأقلیات.

رابعاً: أن بعض حقوق الطائفة متمثلة بما یلی:

1) أن یدرس فی جمیع المدارس والمعاهد والکلیات - فی المحافظات التی یتواجد فیها الشیعة - عقائد الشیعة وأحکامها وتاریخها، ومن الغریب جداً إن الشیعة تشکّل أکثریة شعب العراق المسلم بنسبة لا تقل عن (65) بالمائة ومع ذلک نری حقوقهم الأساسیة مهدورة ویدرس لأبنائهم فی محافظاتهم عقائد طائفة أخری وأحکامها وتاریخها وهذا مخالف لما هو معترف به دولیاً من حریة المذاهب والأدیان إذ لا یحق لأی مذهب أو دولة فرض مذهب علی أبناء مذهب آخر.

2) إن موقوفات الشیعة بتمامها لابد أن تدار بید الثقات من أبناء الطائفة علی طبق الشروط والمقررات التی وضعها الواقف لها وصرف مواردها فی الجهات الموقوفة علیها، کما إن موقوفات الطوائف والأقلیات الأخری لا بد أن تدار بید أبنائها.

3) إن المشاهد المشرفة والمدارس الدینیة والمساجد والحسینیات والأوقاف التابعة لها لابد أن تدار فی جمیع أنحاء العراق تحت أشراف المراجع العظام المعترف بهم فی أوساط الشیعة ککل أو بأشراف المرجع الأعلی للشیعة بید لجان من العلماء والمؤمنین الخیرین علی أساس أنها مؤسسات دینیة محضة لا ترتبط بالدولة ولا یحق لها أن تضع یدها علیها وکذلک الحال فی مقدسات سائر الطوائف والأقلیات الأخری.

ص:171

فهذه بعض حقوق الطائفة وعلی أبنائنا من المؤمنین والمثقفین کافة رفع أصواتهم بصورة سلمیة وإیصالها إلی مسمع الحاکم الحالی والمطالبة بتشکیل دولة دیمقراطیة من أبناء العراق العزیز ووضع دستور لها من قبل الممثلین الشرعیین للشعب لا من الخارج فانه مرفوض عند جمیع طبقات الشعب العراقی، وبعد وضع بنود الدستور وعرضها علی الشعب فکل بند من بنودها یکون مخالفا للدین الإسلامی فإنه مرفوض لان العراق دولة إسلامیة وأی بند من بنود دستوره یکون خارجا عن دائرة الإسلام مرفوض عند جمیع طبقات الشعب العراقی المسلم، ولابد أن تکون المطالبة بهذه الحقوق صارمة وصریحة وانه لا یمکن التجاوز ورفع الید عنها، والمراجع العظام یؤیدون مطالبتهم بحقوقهم بقوة وصرامة کما أنهم یرفضون بجد کل بند من بنود الدستور یکون خارجا عن دائرة الإسلام.

وفی الختام نسأل الباری عز وجل التوفیق والإخلاص والعمل الجاد لخدمة الشعب العراقی المسلم ووحدة صفوفهم وإیجاد الأمن والأمان بینهم وزوال الاحتلال والسلام علیکم ورحمة الله وبرکاته.

25 ربیع الثانی 1424 ه -

ص:172

سماحة آیة الله العظمی الشیخ محمد إسحاق الفیاض (دام ظله)

السلام علیکم... أفتونا مأجورین.

هل یجوز التعامل بالمواد المسروقة من دوائر الدولة مثل مادة (الجینکو) والأسلاک الکهربائیة وهکذا بقیة المواد الأخری؟

بسمه تعالی: لا یجوز التعامل بالمواد المذکورة بمفروض السؤال لا بیعا ولا شراءً.

مکتب الشیخ الفیاض

10 ربیع الأول 1424 ه -

الاستفتاء الثالث

بسم الله الرحمن الرحیم

وبه نستعین والحمد لله رب العالمین والصلاة والسلام علی محمد وآله الطاهرین سماحة آیة الله العظمی الشیخ محمد إسحاق الفیاض (دام ظله) السلام علیکم ورحمة الله وبرکاته. نرجو الإجابة علی ما یلی:

اختلطت بعد سرق الأموال العامة فی السوق الأموال مع أموال الحلال فهل یجوز لنا.

بیع وشراء المواد المختلطة؟

بسمه تعالی: مع عدم العلم بکونها مسروقة لا مانع من بیعها وشرائها.

هل یجب علینا الفحص والسؤال عن مصدرها؟

بسمه تعالی: لا یجب الفحص وإن کان أولی.

ص:174

ج) بعض الناس المؤمنین حرفیین (أخذ أجر مقابل عمل أیدیهم بتصنیع المواد) فهل یجوز لهم تصنیع المواد المختلطة بالنسبة للحداد والخشب والألمنیوم لمن یصعه باب وشباک وأخذ أجر یدهم علیه؟

بسمه تعالی: لا یجوز التصرف فی المواد المسروقة بیعاً وشراءاً وعملاً.

د) هل یجوز التعامل مع من نعرف أنه لص وسارق للأموال العامة ونحن متیقنین من أنه قام بالسرقة؟

بسمه تعالی: یجوز التعامل معه بغیر المسروقات إلا إذا کان التعامل معه بغیرها ترویجاً لعمله ورضا به فلا یجوز.

مکتب الشیخ الفیاض

25 ربیع الثانی 1424 ه -

ص:175

سیدنا سماحة آیة الله العظمی الشیخ محمد إسحاق الفیاض (دام ظله)

فی هذه الظروف الراهنة هناک بعض الممارسات ولا یخفی علی سماحتکم من قبل بعض المعممین والذین ینسبون أنفسهم إلی الحوزة العلمیة یخفی علی البعض تفسیرها أو شرعیتها ومنها یقوم بعضهم بتأجیر بعض المواقع التابعة للدولة (کراج سیارات - محلات) أو أی مورد من موارد الدولة بحیث یکون الطرف الأول المؤجر هو المعمم والطرف الثانی المستأجر أحد المواطنین.

فما رأی الشارع المقدس فی هؤلاء وما موقف الناس الذین یستخدمون هذه الأماکن العامة؟

أفتونا مأجورین.

بسمه تعالی: التصرفات المذکورة محرمة شرعاً والمعاملات السابقة بین الطرفین تعتبر باطلة ولا یجوز ترتیب الآثار علیها.

مکتب الشیخ الفیاض

10 ربیع الأول 1424 ه -

الاستفتاء الثالث

بسمه تعالی

إلی سماحة المرجع الدینی آیة الله العظمی الشیخ محمد إسحاق الفیاض (دام ظله العالی)

مولای نعرض أمام ناظرکم الشریف هذه المسالة مؤملین دعائکم.

ص:177

المسالة: مولای یقوم بعض من یرتدی الزی الدینی بإدارة الدوائر الخدمیة للمواطنین (المستشفیات) والدوائر الأخری ویأخذ نسبة من وارد هذه الدوائر بدعوی إنها لمکاتب الحوزة العلمیة وترتیب أمور العاملین والمتطوعین للعمل فی هذه الدوائر. فما رأیکم بهذه الحالة؟

جمع من المؤمنین

3 ربیع الأول 1424 ه -

بسمه تعالی: ما ذکر فی مفروض المسألة غیر جائز شرعاً ولا علاقة لمکتب سماحة الشیخ دام ظله به والله الهادی.

مکتب الشیخ الفیاض

3 ربیع الأول 1424 ه -

الاستفتاء الرابع

بسم الله الرحمن الرحیم

مکتب سماحة آیة الله العظمی الشیخ محمد إسحاق الفیاض (دام ظله)

السلام علیکم ورحمة الله وبرکاته.

کثرت فی هذه الأیام البیانات الصادرة باسم (الحوزة الشریفة) فما تقولون فی هذا؟

بسمه تعالی: کل بیان یصدر تحت هذا العنوان ولا یحمل توقیع أحد المراجع المعروفین فلا صحة له ولا یجوز العمل به والله الهادی.

ص:178

مکتب الشیخ الفیاض

20 ربیع الثانی 1424 ه -

الاستفتاء الخامس

بسم الله الرحمن الرحیم

سماحة آیة الله العظمی الشیخ محمد إسحاق الفیاض دام ظلکم الوارف.

یدعی بعض المعممین فی محافظة بابل بأن الشیخ الفیاض أمر بالاحتجاج وإجراء المظاهرات فی محافظة بابل لغرض مطالبهم بالتدخل المباشر فی الأمور الإداریة والسیاسیة هل هذا صادر من قبلکم؟

بسمه تعالی: الدعوی المذکورة لا أساس لها من الصحة والله الهادی.

ما هو دور رجال الدین فی هذه المرحلة الراهنة أفتونا مأجورین؟

بسمه تعالی: وظیفة رجال الدین هو التوجیه والإرشاد وعدم التصدی للمناصب الإداریة والله الهادی.

مکتب الشیخ الفیاض

25 ربیع الأول 1424 ه -

الاستفتاء السادس

بسم الله الرحمن الرحیم

ص:179

مکتب سماحة آیة الله العظمی الشیخ محمد إسحاق الفیاض (دام ظله)

هل توجد هناک محاکم مشکلة من قبلکم للنظر فی دعاوی الناس وتوجیه الإنذارات والتبلیغات من قبل المحکمة لیتسنی للمؤمنین تنفیذ أوامرها؟

بسمه تعالی: یمکن لأصحاب الدعاوی رفع دعاویهم إلی مکتبنا فی النجف الأشرف، ولا توجد محکمة أخری تابعة لمکتبنا والله الهادی.

مکتب الشیخ الفیاض

22 ربیع الثانی 1424 ه -

الاستفتاء السابع

بسم الله الرحمن الرحیم

مکتب سماحة آیة الله العظمی الشیخ محمد إسحاق الفیاض (دام ظله الوارف)

السلام علیکم ورحمة الله وبرکاته

لقد جئنا لکم لثقتنا بکم وحتی تضعوا أیدینا علی الطریق الصحیح الذی یرضی الله ورسوله. لأننا بأزمة ومحنة شدیدة قد یستغلها البعض لمصالحه الشخصیة ممن یحاول الصید فی الماء العکر لقد حصلت فی مدینة السماوة مشاکل عدیدة قد أدت إلی تفرق وتباعد الناس عن الحوزة الشریفة بسبب الأفعال التی قام بها بعض ممن یدعی الانتساب إلی الحوزة العلمیة وهو منها براء.

ص:180

وها نحن نضع لکم الواقع العملی فی مدینة السماوة علی شکل أسئلة ونود منکم الإجابة عنها.

أولاً: شکلت هیئة باسم (ممثلیة الحوزة العلمیة) هل لدیکم علم بها؟ وهل لها حجة شرعیة من قبلکم ومن بقیة المجتهدین، لأن القائمین بتأسیسها یقولون أن لدیهم أذونات من المرجعیة فی النجف فلما طالبناهم بها امتنعوا عن إبرازها. فاتضح أنه لیس لدیهم مثل هذه الاذونات ثم قاموا بتغییر اسم الهیئة إلی اسم (المرکز الثقافی الإسلامی التابع للحوزة العلمیة) هل یوجد إذن أو حجة شرعیة من قبلکم؟ أفتونا مأجورین ودمتم لنا ذخراً.

بسمه تعالی: لا علاقة لمکتبنا بأی مرکز ثقافی أو ممثلیة والله الهادی.

الاستفتاء الثامن

بسمه تعالی

مکتب سماحة آیة الله العظمی الشیخ محمد إسحاق الفیاض (دام ظله)

السلام علیکم ورحمة الله وبرکاته.

س 1: انتشر فی الآونة الأخیرة مجلات وجرائد کثیرة مکتوب فیها تصدر من (الحوزة العلمیة الشریفة) أو تصدر عن المرکز الإعلامی للحوزة العلمیة ونحوها وذلک من العناوین فهل هی فعلاً صادرة عن الحوزة العلمیة أو بإشراف منها أم لا؟

بسمه تعالی: لم یشرف مکتبنا علی إصدار أیة مجلة أو جریدة والله الهادی.

ص:181

س 2: ما یعطیه المرجع للوکیل أو المأذون من النصف أو الثلث ونحوهما بسبب جلبه للحقوق الشرعیة هل تعتبر ملکاً له أم ماذا؟

بسمه تعالی: المقدار الذی یعطیه المرجع لا یکون ملکاً لناقل الحق الشرعی بل یجوز له أن یصرف منه علی نفسه وعائلته بالمقدار اللائق بشأنه والمناسب لحاله، والباقی منه یجب أن یصرف فی موارده المقررة شرعاً التی تکون مورداً لرضا الله تعالی کإعانة فقراء المؤمنین ونحوه والله الهادی.

س 3: إعطاء الوکالة أو المأذونیة هل یدل علی عدالة الوکیل أو المأذون بحیث تجوز الصلاة خلفه؟

بسمه تعالی: إحراز عدالة الإمام هی وظیفة المأموم فإذا أحرز عدالة شخص وصحة قراءته جازت الصلاة خلفه والله العالم.

مکتب الشیخ الفیاض

12 ربیع الثانی 1424 ه -

الاستفتاء التاسع

بسم الله الرحمن الرحیم

مکتب سماحة آیة الله العظمی الشیخ محمد إسحاق الفیاض (دام ظله)

تشکلت فی منطقتی لجنة أو هیئة مهمتها الدفاع عن المرجعیة والرد بالحسنی علی کل من یتطاول بالکلام أو یحاول أن یلصق التهم بالمراجع العظام أعلی الله شأنهم وتعاهد أفراد هذه

ص:182

المجموعة فیما بینهم علی أن یحاولوا بکل جهودهم أن یرفعوا هذه الاتهامات الباطلة علی المرجعیة ویأخذوا علی عاتقهم مسؤولیة توعیة الناس بالدور المهم للمرجعیة وبأهمیة الوحدة فی هذا الوقت العصیب الذی تمر به الأمة وقد وجه أفراد هذه اللجنة الدعوة لی للانضمام إلی اللجنة والعمل بها. هل یجوز لی العمل ضمن هذه اللجنة التی تقوم بالدفاع عن کافة المراجع؟

أفتونا مأجورین جزاکم الله خیر جزاء المحسنین

خادم المذهب

6 جمادی الأولی 1424 ه -

بسمه تعالی: نعم یجوز بل یجب علی جمیع المؤمنین دفع التهم الباطلة ورد المتجاوزین علی المراجع العظام إن کان ممکناً ولم یترتب علیه ضرر بالغ أو مفاسد أکبر والله الهادی.

مکتب الشیخ الفیاض

24 جمادی الأولی 1424 ه -

ص:183

الاستفتاء الثانی

بسمه تعالی

سماحة آیة الله العظمی الشیخ محمد إسحاق الفیاض (دام ظله)

السلام علیکم ورحمة الله وبرکاته.

نظراً لأهمیة صلاة الجمعة المبارکة ولما لهذه الفریضة المبارکة والشعیرة المقدسة من الدور الفعال فی توعیة الناس وإرشادهم وتوحید صفوفهم ارتأینا نحن بعض من مقلدیکم ومقلدی غیرکم من المراجع الکرام (حفظکم الله جمیعاً) أن نصلی صلاة الجمعة فی مناطق سکنانا بعد اجتماع شرائطها من العدد وعدالة الأمام وغیرها من الشرائط. ولکننا سمعنا کلاماً من بعض الأشخاص بعدم صحة هذه الصلاة لعدم وجود إجازة أو ما یسمونه عندهم بالإذن من بعض المکاتب للمراجع. وها نحن نسال آملین من سماحتکم أن تجیبونا عن هذه الأسئلة:

هل یشترط فی هذه الصلاة إجازة أو ما یسمونه عندهم بالأذن بعد اجتماع الشرائط؟

بسمه تعالی: إذا اجتمعت الشرائط المعتبرة فی صلاة الجمعة فلا تحتاج إلی إذن الحاکم الشرعی والله الهادی.

هناک من یقول إن هذا الأذن شرط فی صحة صلاة الجمعة فهل یعد هذا الکلام بدعة فی الدین باعتبار إن البدعة هو إدخال ما لیس من الدین فی الدین هذا علی فرض عدم اعتباریة الأذن؟

بسمه تعالی: یعرف الجواب مما سبق والله الهادی.

مکتب الشیخ الفیاض 7 جمادی الأولی 1424 ه -

ص:185

محطات الوقود والکهرباء وغیرها وإیجاد البلبلة فی البلد وزعزعة الاستقرار والأمن والابتزاز من المواطنین والإضرار بهم، فإن کل ذلک محرم شرعاً ومن المعاصی الاجتماعیة الشرعیة، فإن الله تبارک وتعالی لا یتجاوز عن مرتکبی هذه الأعمال فی الدنیا قبل الآخرة، والماضی عبرة لأولی الأبصار.

وفی الختام ندعو جمیع شعب العراق بکافة شرائحه إلی الهدوء والاستقرار وإیجاد الأمن والاجتناب عن کل ما یثیر الفتنة، وعلیهم بالتکاتف والتوافق ووحدة الصف والکلمة، لأن قوتهم وشوکتهم وعزهم إنما هی بالوحدة.

والسلام علیکم ورحمة الله وبرکاته.

النجف الأشرف 3 ذی القعدة 1424 ه -

الاستفتاء الثانی

بسم الله الرحمن الرحیم

سماحة آیة الله العظمی الشیخ محمد إسحاق الفیاض (دام ظله)

السلام علیکم... أفتونا مأجورین.

س 1: صاحب محطة البنزین یعطی حصة مقررة من الوقود المفروض أنه یوزعها علی المواطنین وبالسعر المفروض علیه من الجهات ذات العلاقة، وبعد انتهاء الفترة الزمنیة للتوزیع یکون عنده وقود فائض، فهل یجوز له بیعه علی باقی المحافظات أو بالسوق السوداء؟

ص:187

بسمه تعالی: لا یجوز ذلک ویجب علی الجمیع الحفاظ علی نظام المسلمین وبذل الجهد لحفظه واستقراره والله الهادی.

س 2: إذا کانت الحصة المقررة هی 30,000 لتر مثلاً ولکن الناقلة التابعة لمحطتی تأخذ أکثر من هذا المقدار فهل یجوز ذلک أم لا؟

بسمه تعالی: لا یجوز.

مکتب الشیخ الفیاض

28 ربیع الأول 1424 ه -

ص:188

بسمه تعالی

مکتب سماحة آیة الله العظمی الشیخ محمد إسحاق الفیاض (دام ظله)

السلام علیکم ورحمة الله وبرکاته وبعد:

هناک الکثیر من أزلام النظام السابق ممن کان له دور مباشر فی إیذاء الناس والاعتداء علیهم وفیما یلی بعض الأسئلة بشأنهم نرجو الإجابة علیها.

س 1: من تأکد دوره المباشر فی قتل الأبریاء - باعتراف منه أو بغیر ذک - هل تجوز المبادرة إلی القصاص منه؟

بسمه تعالی: القصاص حق شرعی لأولیاء المقتول بعد ثبوت جریمة القتل بالاعتراف أو بشهود عدول ولا یجوز لغیر أولیائه أن یقوم بقتله فلو قتله غیر الولی فعلیه القصاص أو الدیة.

س 2: من کان لما کتبه من (تقریر) ضد بعض المؤمنین دور أساس فی إعدامهم فهل یجوز لأولیاء المعدوم قتله أو إجباره علی مغادرة المدینة ونحو ذلک؟

بسمه تعالی: لا یجوز قتله طالما لم یکن هو القاتل مباشرةً وأما معاقبته أو إجباره علی مغادرة المدینة أو نحو ذلک فهی منوطة بنظر الحاکم الشرعی إذا ثبت عنده شرعاً أن له دوراً أساسیاً فی قضیة الإعدامات أو غیرها من الجرائم.

س 3: هل یکفی کون الشخص عضواً مهما فی حزب البعث السابق أو من المتعاونین مع أجهزة النظام الأمنیة بصورة أو أخری فی جواز قتله؟

ص:191

بسمه تعالی: لا یکفی ذلک فی جواز قتله لأن القتل حق شرعی لولی المقتول إذا ثبت بالاعتراف أو بالشهود أنه القاتل فله أن یقتله کما إن له أن یعفو عنه ویطالب بالدیة وأما المتعاونون مع أجهزة النظام الأمنیة والمخابراتیة الذین لهم دور أساس فی حبس الناس وتعذیبهم وسائر الجرائم فأمرها موکول إلی المحاکم ذات الصلاحیة ولابد من الانتظار إلی تشکیل تلک المحاکم.

س 4: بعد سقوط النظام وقعت أعداد هائلة من ملفات الأجهزة الأمنیة فی أیدی بعض المؤمنین هل یجوز نشر ما تضمنها من أسماء عملاء النظام والمتعاونین معه؟

بسمه تعالی: لا یجوز نشرها ویحافظ علیها ویجعلها تحت تصرف جهات أمنیة ذات الصلاحیة للتحقیق والکشف عن واقع الحال.

س 5: بعض من ورد أسمه فی سجل المتعاونین مع الأجهزة الأمنیة یدعی أنه تعهد بالتعاون تحت طائلة التهدید والإکراه هل یجوز التشهیر به قبل ثبوت کونه متعاوناً بمحض إرادته؟

بسمه تعالی: لا یجوز التشهیر به حتی لو ثبت ذلک إلا فی بعض الحالات، رعایة لمصلحة أهم والله العالم.

مکتب الشیخ الفیاض

20 ربیع الأول 1424 ه -

ص:192

هناک بعض الخطوط الخاصة التی تغذی المستشفیات ومشاریع الماء والبرید وإنارة الشوارع وبعض الأماکن المقدسة ودیمومة الکهرباء مطلوبة لهذه المناطق یقوم بعض المواطنین بربط خطوط علی هذه الخطوط مما یؤدی عن کثرته إلی احتراق قابلوات هذه الخطوط وانقطاع التیار عنها وعدم إمکانیة تشغیلها مطلقاً؟

بسمه تعالی: لا یجوز الإضرار بالمؤسسات الخدمیة مطلقاً.

سرقة معدات الشبکة الکهربائیة وتراکیب الإنارة والأعمدة والمحولات والقابلوات وربط الکهرباء للدور والمحلات وبدون مقاییس وبدون علم الدائرة وزیادة الطاقة من خط واحد إلی ثلاثة خطوط مما یؤثر علی دیمومة التیار الکهربائی للمنطقة بأکملها؟

بسمه تعالی: لا یجوز سرقة الممتلکات العامة للدولة والله ولی التوفیق.

مکتب الشیخ الفیاض

7 جمادی الثانیة 1424 ه -

ص:199

الجواب: نعم یجوز وإذا استنقذه أعاده إلی المتحف.

س 2: یقوم البعض بحفر مواقع الآثار فی مناطق مختلفة فی العراق واستخراج قطع منها وبیعها فی الداخل أو تهریبها إلی الخارج وبیعها هناک فهل یجوز ذلک؟

الجواب: إذا کان ذلک ممنوعاً من قبل الدولة حفاظاً علی المصلحة العامة لا نجوّزه.

س 3: هل یختلف الحکم فی الموارد السابقة بین الآثار الإسلامیة وغیرها؟

الجواب: لا فرق بینهما فی ما تقدم من الأحکام والله العالم.

مکتب الشیخ الفیاض

20 ربیع الأول 1424 ه -

ص:201

س 4: هل یجوز النبش ثانیة بعد الدفن لأجل التعرف علی بعض الرفات المجهولة؟

بسمه تعالی: إذا لم یکن هتکاً جاز وإلا فلا.

س 5: إذا أخرجت الرفات علی هیئة هیکل عظمی متکامل ومترابط فما حکم ما یلی: ا) تغسیلها. ب) تحنیطها. ج) تکفینها وبکم قطعة کفن. د) الصلاة علیها. ه -) طریقة دفنها من حیث التوجیه إلی القبلة وغیره.؟

بسمه تعالی: تغسل وتحنط وتکفن بکامل القطع ویصلی علیها وتدفن إلی القبلة علی الأحوط وجوباً.

س 6: إذا أخرجت الرفات علی هیئة هیکل عظمی غیر مترابط فما حکم ما یلی:

ا) تغسیلها. ب) تحنیطها. ج) تکفینها وبکم قطعة کفن. د) الصلاة علیها. ه -) طریقة دفنها من حیث التوجیه إلی القبلة وغیره.؟

بسمه تعالی: لا یجب شیء من تلک الأمور بل تلف بخرقة وتدفن إذا کانت عظام منتشرة ومتفرقة وأما إذا کان هیکل الإنسان العظمی محفوظاً وجب مراعاة جمیع تلک الأمور.

س 7: إذا أخرجت الرفات غیر متکاملة الأجزاء سواء کان فیها الصدر أم لا فما حیکم ما یلی: أ) تغسیلها. ب) تحنیطها. ج) تکفینها وبکم قطعة کفن. د) الصلاة علیها. ه -) طریقة دفنها من حیث التوجیه إلی القبلة وغیره.؟

بسمه تعالی: یعرف الحکم مما سبق.

ص:203

س 8: ما هو المراد من الصدر فی عبارة الفقهاء القائلة (إذا وجد فیها الصدر وجب کذا کذا)؟

بسمه تعالی: ما اشتمل علی القفص الصدری وعلی اللحم أیضاً.

س 9: ما حکم اختلاط وتداخل الأعضاء بین الجثث وهذا أمر لا مفر منه لأن أکثرها دفن بطریقة عشوائیة همجیة؟

بسمه تعالی: لا بأس فی ذلک.

س 10: إذا کانت الأعضاء غیر مترابطة فهل یکفی فی غسلها أن تجعل فی مکان واحد ویصب علیها الماء؟ وهل یجب الغسلات الثلاث علیها؟

بسمه تعالی: لا یجب الغسل فی تلک الصورة وان کان أولی.

س 11: هل یجوز دفن مجموعة منهم فی قبر واحد؟

بسمه تعالی: لا مانع من ذلک إذا کانت مجرد عظام منتشرة.

س 12: هل یجوز غسل المس بمس هذه الهیاکل العظمیة أم لا؟

بسمه تعالی: لا یجب.

س 13: الحداد یجب علی الزوجة من حین الوفاة أم من حین العلم بها؟

بسمه تعالی: الحداد من حین العلم بوفاة الزوج والله العالم.

مکتب الشیخ الفیاض

12 ربیع الثانی 1424 ه -

ص:204

بسمه تعالی: نوصی الأخوات المؤمنات دام توفیقهن بتقوی الله عز وجل والالتزام بالتعالیم الإسلامیة، کما نوصی بأن تقوم مجموعة من المؤمنات بنشر تعالیم الدین الحنیف بطریقة تتناسب مع الشرع وبعیدة عن الریاء والشقاق وإثارة الفتن والسلام علیکم ورحمة الله.

مکتب الشیخ الفیاض

3 ربیع الثانی 1424 ه -

الاستفتاء الثانی

بسم الله الرحمن الرحیم

سماحة آیة الله العظمی الشیخ محمد إسحاق الفیاض (دام ظله)

السلام علیکم... أفتونا مأجورین.

رفع مکتبکم استفتاء حول تنصیب قوات الاحتلال امرأة قاضیة فی محکمة النجف وذکرتم فی الجواب أنه لا یجوز أن تکون المرأة قاضیاً، فهل یعنی هذا الجواب أن القاضی الموجود فی المحکمة یکفی أن یکون رجلاً فی جواز الترافع إلیه أم لا بد من توفر شروط أخری فیه؟

بسمه تعالی: یشترط فی القاضی أن یکون حاکماً شرعیاً جامعاً للشرائط منها شرط الأعلمیة، أو منصوباً من قبله ولا یجوز الترافع إلی غیرهما والله ولی التوفیق.

الشیخ محمد إسحاق الفیاض

30 جمادی الأولی 1424 ه ق

ص:206