الاربعون حدیثا

اشارة

قسم الشؤون الفکریة والثافیة / شعبة المکتبة

کربلاء المقدسة / ص . ب . ( 233 ) / هاتف : 322600 ، داخلی : 251

الحرسان ، محمد صادق محمد رضا .

الأربعون حدیثاً../تألیف السیّد محمد صادق السیّد محمدرضا الخرسان ؛ تحقیق وحدة التحقیق فی مکتبة ودار مخطوطات العتبة

العباسیة المقدسة .- الطبعة الثانیة .- کربلاء : مکتبة ودار مخطوطات العتبة العباسیة المقدسة ، 1433 ﮬ . = 2012 .

178 ص . – (مکتبة ودار مخطوطات العتبة العباسیة المقدسة ؛ 7 )

للکتاب عنوان آخر : مائتا حدیث فی العقیدة والأخلاق .

المحتویات : الأربعون من مناقب أمیرالمؤمنین- الأربعون من ذخائر المسلمین – الأربعون من آداب الداعین – الأربعون فی

الإمام المهدی .

المصادر فی الحاشیة .

المصادر : ص . [ 169 ] – 176

1.الأربعون حدث. 2 . علی بن أبی طالب ، الإمام الأول ، 23 ق . ﮬ . - 40ﮬ . – فضائل - أحادیث . 3.أحادیث أخلاقیة . 4. الأدعیة والأوراد – أحادیث. 5. محمد بن الحسن ، الإمام الثانی عشر، 255ﮬ - أحادیث. أ. وحدة التحقیق فی مکتبة ودار مخطوطات العتبة العباسیة. ب.عنوان : مائتا حدیث فی العقیدة والأخلاق .

BP 143. 9 .K596 A2012

الکتاب: الأربعون حدیثاً.

تألیف: السیّدمحمد صادق السیّد محمد رضا الخرسان.

تحقیق: وحدة تحقیق التحقیق فی مکتبة ودار مخطوطات العتبة العباسیة المقدسة.

الناشر: مکتبة ودار مخطوطات العتبة العباسیة المقدسة.

الإخراج الفنی : محسن جعفر الجابری.

المدق اللغوی : الشیخ حمزة السلامی، علی حبیب العیدانی.

المطبعة :مؤسسة الأعلمی للمطبوعات / کربلاء المقدسة – العراق ، بیروت – لبنان.

الطبعة : الثانیة.

عدد النسخ : 2000 .

التاریخ : 15/ شوال / 1433 ﮬ - 3/ 9 / 2012م

www.alkafeel.net

library @ alkafeel.net

tahqiq @ alkafeel.net

ص :1

اشارة

ص :2

ص :3

الأربعون حدیثا

بسم الله الرحمن الرحیم

( 1 ) مِنْ مَنَاقِبِ أَمِیرِالمُؤْمِنِیْن

( 2 – 3 ) مِنْ ذَخَائِرِ ٱلمُسلِمِیْن

( 4 ) مِنْ آدابِ الدّاعِینَ

( 5 ) فی الإمام ٱلْمَهْدِی

اخْتِیَارُ

مُحَمَّدِ صَادِقِ اﻟْﺳَﯾﱢدِ ﻣُﺤَﻣﱠدِ رِضَاالْخِرْسَانِ

تحقِیْق

وَحْدَةِ اﻟﺗﱠﺣْقِیقِ

فی مَکْتَبَةِ العَتَبَةِ اﻟﻌَﺑﱠاﺴِﯿّﺔِ المُقَدﱠسَةِ

العتبة العباسیة المقدسة

ص :4

مقدمة الناشر

والصلاة والسلام علی أحبّ إلیه محمّد وآله الطیبین الطاهرین، و بعد...

فإنّ الحاجة إلی المطالب السامیة تنمو و تتبلور حین یقع المرء فی هوةٍ من الفراغ والعدمیة، فیعود باحثاً لیعید تشکیل ذاته وفق النظام الذی حدده الخالق له ، و فی مسیرة البحث هذه لا غنی عن أساسیات البناء القویم والتی حفظتها الشرعة لنا من مصادرها الحقیقة و منها السنّة القولیة و الفعلیة للنبی والمعصومین والذین أهلَهم الخالق القدیر لتشریع ما فیه صلاح البشریة فی الذنیا و الآخرة....

فمَن لِمَن ضلّ طریقة فی موحش الظلمات ؟

و مَن لِمَن یتوق إلیمن یحدّثه بکلمات تنشله من رکام واقعه المتردی ،حین لا یمیّز المرء بین الهادی والمُضل ؟

ماأحوجنا فی هذه الأحایین إلی حدیث صادق من محدﱢث صدوق .

والحدیث النبوی الشریف هو لُباب المقصد وغایة المرام ، ففی ظل الاهتزازات والتصدّعات القیمیة والأخلاقیة والروحیة التی تتعرض لا أمتنا الإسلامیة بخاصة ، والتی هی الیوم فی أعلی مؤشراتها ، لا غنی عن تفعیل دور الحدیث النبوی الشریف فی انتشار الأجبال التی تعیش هوةً و فضاءً من الحیرة والأضطراب ، والتی وقعت فریسةً للقیم والمؤثرات الممنهجة والرخیصة والمغلّفة بألوان براقة من الفتنة ، والمساس لحاجات مَن توجّه إلیهم من وجهة ، والمثل والقیم المجمدة فی إطار المناهج الدراسیة المتناقضة مع ذاتها من وجهة أخری ،

ص :5

فی ظل هذه الأجواء تبرز الحاجة المحلة إلی إعادة هیکلة البنیة المنهجیة للتربیة والتعلیم ، بل البنیة الثاقیة عامةً و تطهیرها مما یشوبها و یطعن فی مصداقیتها .. .

و رغم ضخامة المطلب و خطورته فإنّ مکونات هذا البناء الأساسیة متاحة و فی متناول الید کما و سبق أن أشرنا حیث نهج مدرسة خاتم الأنبیاء، والتی إذا ما طُبقت ارتقی الفرد والمجتمع عن مهاوی الرذائل والمضلّات .

والکتب التی جمعت الأحادیث النبویة الشریفة و شرحتها بقلیلة من حیث العد ، و لکن حسن الإختیار و مواکبة المختارات للحاجات الآنیة للفرد والمجتمع ، والتیسر الطرح وسلاسته ، کل ذلک یکفل للکتاب والمنهج المدرسی رغبة قارئیه فیه و أقبالهم علیه .

و من هنا لا نملک فی مکتبة ودار مخوات العتبة العباسیة المقدسة والتی تُعنی بطبع الکتاب و نشرة سماحة الأستاذ المؤلِّف السیّد محمّد صادق الخرسان هذا العمل الممیز و المبارک ، وندعوه تعالی أن یجعله فاتحة خیر و غرساً لیانع ثمار فی القادم الآتی ، و لکل من سعی و عمل فی تحقیق و نشر هذا الکتاب لاسیما الأستاذ أحمد علی مجید الحلی والإخوة فی وحدة التحقیق ، إنّه سمیع مجیب والحمدلله أولاً و آخراً .

إدارة

مکتبة ودار مخطوطات

العتبة العباسیة المقدسة

ص :6

مقدمة التحقیق

الأربعون ..... کلمةٌ فی مرآةمن سیر غور التراث الإسلامی ، یجدها الباحث فی أمّات المصادر ، الحدیثیة منها و غیرها ، فیراها تمخضت من حدیث أُمناء وحی السماء – النبی و اهل بیته علیهم صلوات الله – فعنه

(( من حفظ من أمتی أربعین حدیثاً مما یحتاجون إلیه من أمر دینهم بعثه الله  وم القیامة فقیهاً عالماً ))(1) .

بهذا النص و نحوه نطق الصادق الأمین ، فاهتم لذلک علماؤنا – أنار الله برهانهم – فوفوه ، فمنهم من حفظ ، و منهم من روی ، و منهم من کتب ... ، و ما یحیط المتبحر بجمعهم و أعمالهم فیه ، و منه ما اندرس أثره فخفی علینا ذکره ، و أسفارهم هذه فیها : الأربعون فی المناقب و طلب العلم وو.... ، من مختصر لها و مطوّل و من شارح .

والکتاب الذی بین یدیک هو مجموعة لخمس حلقات فی کل حلقة أربعون حدیثاً ، اختارها سماحة السیّد محمّد صادق الخرسان – مد الله فی عمره – لتکون حلاً لعقد جمة و ...

علماً أنّ هذه الطبعة هی منقحة و مزیدة من المؤلِّف نفسه ، والحمدلله أولاً و آخراً و صلّی الله علی محمّد وعلی آله و سلم (2).

وحدة التحقیق

مکتبة العتبة العباسیة المقدسة

ص :7


1- ثواب الأعمال : 134
2- مما یجدر الإشارة إلیه أنّ لسماحة السیّد محمد صادق الخرسان تعالیقَ أشرنا إلیها بالرمز ( م . ص )

ص :8

بسم الله الرحمن الرحیم

مقدمة الطبعة الثانیة

الحمد لله ربﱢ العالمین والصلاة والسلام علی نبینا الصادق الأمین و آله المیامین.

و بعد فقد رُوی عن النبی الأعظم أنّه قال : ( مَنْ أدّی إلی أمتی حدیثاً لتُقام به سُنّة أوتُثلم به بدعة فهو فی الجنّة )(1) ؛ و حیث کانت الجنّة أمنیة مَنْ یتمنی ، فلابد من العمل الجاد علی نشر الحدیث الشریف و تفعیل دوره الکبیر فی التثقیف والتوعیة لشرائح المجتمع المختلفة ، و فی عدة مواقع حیاتیة مهمة ، وبالوسائل المتاحة ؛ للإفادة من فضاءاته الواسعة النافعة ، التی ترفد کل فرد حسب استعداده ؛ فیعیش من خلالها الاتزان والالتزام اللذین أصبحا الیوم عزیزَی المنال ؛ بعد انتشار وسائل أخری لتمضیة الوقت و تزجیة الفراغ ، مما أتخمت الأنسان من جهة ، و دفرغته من جهات أخری ؛ حتی صار یستعیض عن رکائزه البنویة الأساس بغیرها ، وبات المسلم یخشی تناسی السُنّة و تنامی البدعة.

و لمّا کان الحدیث الشریف حیاة القلوب(2) ، بما یجعله علاجاً دائمیاً یتخطی

ص :9


1- الجامع الصغیر – السیوطی : 2/560 برقم 8363 ، کنز العمال – المتقی الهندی : 10/158 برقم 28815 ، و نحوه بحار الأنوار – الشیخ المجلسی : 2/152 ح 43
2- روی الشیخ الصدوق فی الخصال 22 ح 76 ، بسنده عن الفضیل بن یسار قال : قال لی أبو جعفر علیه السلام: (( یا فضیل إنّ حدیثنا یحیی القلوب ))

حواجز الزمان و المکان ، فیلزمنا جمیعاً توفیر الأجواء المناسبة لبثه والتعریف به ، وقد وفّق الله تعالی لإعداد هذه السلسلة ( الأربعون حدیثاً ) بحلقاتها الخمس ، و کانت جهود الإخوة الأفاضل فی وحدة التحقیق فی مکتبة العتبة العباسیة المقدسة ، مثمرةً فی إخراج الطبعة السابقة ، و هذه الطبعة السادسة(1) ، بعد نفاذ النسخ ، فلهم و للقائمین علی إدارة العتبة المقدسة الشکر والتقدیر ، علی هذه الروح الوثّابة لنشر تراثنا الأصیل ورفد الأجیال به ، أساله تعالی التوفیق للمزید مما ینفع فإنّه ولی ذلک والقادر علیه .

النجف الأشرف 8 شوال 1433 ﮬ

محمد صادق السیّد محمد رضا الخرسان

ص :10


1- و هی الطبعة الثانیة من منشورات مکتبة ودار مخطوطات العتبة العباسیة المقدسة ، وقد طُبعت هذه الأحادیث قبل أربع مرات

مقدمة الطبعة الأولی

بسم الله الرحمن الرحیم

الحمد لله ربّ العالمین ، والصلاة والسلام علی سیّدنا و نبینا رسول الله الصادق الأمین، و آله الطاهرین، و بعد .. .

فإنّ الحدیث الشریف – بما یمثله من مقطوعة لفظیة أو تقریریة – یعتبر المصدر الثانی من مصادر المسلمین النقلیة فی العقیدة والتشریع ، و یمتاز بتأثیره الخاص علی متلقیه ؛ لانتسابه للمعصوم صلوات الله علیه ، بل الذی لا ینطق عن الهوی والرحمة للعالمین ، حتی کان دواءً شافیاً لأودائنا ، و علاجاً مجرباً لمشکلاتنا ، لم یتخلف عن ذلک یوماً ، لکننا قد ننشغل عنه بغیره ، فلم یعد المحل قابلاً تلقیه و تأثیره ، لذا یشکو البعض من عدم انتفاعه ، بینما لو أحسن تو ظیفه فی قضایا الحیاة ، لما تنازع أحد مع أحد ، و لما انحدر البعض عن الصراط السوی ؛ فقد تناول النبی الأعظم فی أقواله ، و استخدام دلالات أفعاله و تقریراته ، لِما یوجه الأمامة و یسددها فی مسیرتها ، فقد روی أنّه :

(( خطب رسول الله فی حجة الوداع فقال : یا أیها الناس ، والله ما من شیء یقربکم من الجنة و یباعدکم من النار إلا وقد نهیتکم عنه ))(1).

ص :11


1- ینظر : الکافی للشیخ الکلینی : 2/74 ب ( الطاعة والتقوی ) ح2 ، المنصف لابن أبی شیبة : 8/129

فبشّر و حذّر ؛ تحصیلاً للثواب و تحصیناًمن العقاب ، یترک عذراً لمعتذر ، أو فرصة لمتهاون ، بل مهّد الطریق لمر تادیه ، و أوضح الحجة لطالبیها .

فکان لزاماً تقویم حیاتنا ، و تصحیح مساراتها وفقاً للمنهج النبوی الأصیل ، والممتد فی وجود الثقلین : الکتاب والعترة ، مما یحقق توازناً فکریاً واستقامة عملیة تساعدنا علی بلورة علاقة روحیة و جسدیة متینة ، تتغلب علی الشبهات و تقاوم الإغرائات.

و من وسائل التقویم و التصحیح ، نشر الجهود العلمیة و تیسیرها للقرّاء الکرام ؛ بما یملأ الفراغ الفکری الذی یعانی منه البعض ، حیث دبت إلیه وساوس الإعلام عبروسائل المتنوعة ، فبات یبحث عن أجوبة لعلامات الاستفهام الکبری لدیه .

و إنّ تصدی الأعزاء فی مکتبة ودار مخطوطات العتبة العباسیة المقدسة لإخراج هذه الطبعة الخامسة(1) من سلسلة الأربعین حدیثاً بتحقیق الإخوة فی وحدة التحصیص ، لَیُعدﱡ مشارکة فی صد الشبهات ، وردها علیمً بما یتوحد علیه الجمیع و یتفقون ، نسأله تعالی أن یهدینا جمیعاً سواء اسبیل ، و أن یجزی المتهمین بنشر تراثنا الأصیل فی هذ المبارکة خیراً ، ویبارک خطواتهم الجادة فی ذلک.

وقد سبق لهذه السلسلة ضمن حلقاتها الخمس أن نُشرت عام 1421ﮬ بعنوان ( مائتا حدیث فی العقیدة والأخلاق )؛ تجنبا لمتابعة أفراد الأمن و مداهمتهم

ص :12


1- وهی الطبعة من منشورات مکتبة ودار مخطوطات العتبة العباسیة المقدسة ، وقد طُبعت هذه الأحادیث قبل أربع مرات

المکتبات ، لیکون من شواهد القمع الفکری والحصار الثقافی اللذین عشناهما فی العراق حیثُ یُمنع الکتاب ، بل ویُصادر لمجرد عنوانه واسمه ، و حیث زال المانع فعادت السلسلة لعنوانها الأول ؛ حرصاً علی حفظ الحدیث الشریف ، و تنشئة الأجیال علی ذلک ، و ما توفیقی إلا بالله علیه توکلت و إلیه أنیب.

النجف الأشرف 11ج2 1430ﮬ

محمّد صادق السیّد محمّد رضا الخرسان

ص :13

ص:14

الحلقة الأولی الاربعون من مناقب أمیرالمؤمنین علیه السلام

اشارة

الحلقه الأولی الاربعون من مناقب أمیرالمومنین علیه السلام

ص :15

ص :16

بسم الله الرحمن الرحیم

تمهید

الحمد لله ربّ العالمین ، والصلاة والسلام علی سیّدنا و نبینا رسول الله الصادق الأمین صلی الله علیه و آله، و آله الطاهرین علیهم السلام، و بعد .. .

فهذه مجموعة تتضمین اختیارات من أحدیث نبینامحمّد صلی الله علیه و آله یحسن بأولیاء الأمور أن یوجهو عنایة من یُعنون بتربیة إلی استظهارها قدر الأمکان ، ولا أقل من تلک الأحادیث الموجزة الألفاظ الجزلة المعانی والدلالات ، فإنِ الطایع العام لهذه المجموعة هو تجلیلة دور الإمام علی بن ابی طالب علیه السلام فی الإسلام ، و ما له من دور ریادی و قیادی فی توجیه المسلمین و تنظیم التوجیهات الفکریة ، و ایتثمار الطالقات الحماسیة ؛ لبیکون الجمیع تحت رایة الحق و علی خط الله تعالی ، لیبقی الإسلام سیّد الأدیان علی صعید عالمی و دائمی .

ولا أحسب أنّ منصفاً أیاً توجهه الفکری ، و أیاً کان تمذهبه العقائدی – لا أحسبه – یغمط علیاً علیه السلام حقه ، فقد ضحی بکل شی ء و ترکه من أجل خیر الإنسانیة و سعادة البشریة.

وبالتالی لا أخاله یستکثر علیه هذا النوع من توجیهه الأنفطار تسلیط الأضواء علیه و إلیه ، فإنّ من الممکن جداً و غیر المستبعد دن یتوجه النبی صای الله علیه و آله بأسلوب من آسالیب الدعوة الإسلامیة لتنشئة جیل المسلمین علی مُثُل و مبادئ یحتاجون إلیها فی دعم المعنویات و موازنة الذات ، فیر کّز بالقول و الإشارة لمواقف عدد من

ص :17

الأصحاب بما یمثلونه من خط معتدل جاء استمراراً لخطه و امتداداً لدعوته ، فاستحقوا بذلک منح الشهادات ، لیتمثلهم المسلمون فی کل زمان و مکان ، و فی هذا من الخیر للجمیع الشیء الکثیر ، فإنّ من إفرازات الحضارة المعاصرة الانشداد إلی ذوات معنیة سجلت حضورها فی حالة معنیة و تحتت تأثیر معین ، و فی الغالب یکون ذلک علی حساب الأخلاق و القیم الإنسانیة التی من أجلها شُرّعت الشرائع و جاء الأنبیاء ، فلإعطاء هؤلاء الرموز واجة أکبر تلفت الأنظار و تستجلب الانتباه ، فیستفید منهم المسلمون و غیر هم فی حاضر هم و مستقبلهم ، وجه صلی الله علیه و آله عنایة و بادر إلی هذا الأسلوب الرائع من أسالیب الدعوة الإسلامیة.

و لکن – للأسف – لم نتحسس منذ أمد لیس بالقریب تواصلاً و تفاعلاً مع تلک الجهود الطیبة منه صلی الله علیه و آله فی تکوین شخصیة الإنسان المسلم ، فقد أُهمل هذا الجانب من الأحادیث وصار – یُسَوّق – و یُعرض کحالة معینة تقتصر علی أتباع المذهب أو الدین ، بینما یمکن الاستفادة منها فی مجال واسع بما یدعم مسیرة الإسلام .

و قد تلمسّتُ الحاجة لذلک من خلال مسموعاتی عن بعض ما یُطلب من الطلّاب و الطالبات فی مدارس بمراحلها المختلفة من حفظ نصوص بعیدة کل العبد عن روح الإسلام ، بل تثیر حالات معینة یرفضها کل غیور ...، فتکون النتیجة تساوی الحصول علی شریحة من الشباب و الشابات هم من المیوعة و عدم الشعور بالمسؤولیة أقرب منهم إلی الصلابة والزانة الأخلاقیة(1).

ص :18


1- کان ذلک من إفرازات سیاسة التبعیث المتبعة ؛ لإبعاد الناس عن روابطهم الأخلاقیة ، والتی تلقّاها البعض بدون وعی منه لخطورتها . ( م . ص )

فبدأتُ خطواتی هذه – و أرجو محالفة التوفیق – لعرض مفاهیم أسلامیة من واقع السنّة النبویة الشریفة .

وقد اقتصرتُ علی المتیسر- وقتها – من المصادر ، فسیرتُ کتاب ( المناقب ) للخوارزمی الحنفی المتوفی سنة ( 568ﮬ ) ، وراجعتُ الجزء من کتاب ( صحیح مسلم ) .

فاستخرجتُ أربعین حدیثاً موجزةتقریباً تنفع فی مجال التثقیف الأسری التربوی ، لا أقل علی صعید العائلة إن لم یکن المدرسة .

وقد اقتصرت علی تقل علی نقل اسم الراوی – امباشر – عن النبی صلی الله علیه و آله فقط، ولم استوف نقل جمیع السند اختصاراً ؛ ولأنّ الأمر لا یعنی إلا ذوی الاختصاص وهم أدری بمظانه ، مضافاً إلی وجود طریق أوری من خلاله الأحادیث .

و کان الباعث وراء اختیار رقم الأربعین هو ما یحمله من دلالة عمیقة یجد المتتبع تردداتها فی القرآن الکریم والسنّة المبارکة عن النبیوآله المعصومین صلّی الله علیه و علیهم أجمعین ، فقد وردت فی أربع آیات کریمة الإشارة إلی ( الأربعین ) ، إذ قال تعالی :

1.( وَإِذْ وَاعَدْنَا مُوسَی أَرْبَعِینَ لَیْلَةً ثُمَّ )(1)

2.(قَالَ فَإِنَّهَا مُحَرَّمَةٌ عَلَیْهِمْ أَرْبَعِینَ سَنَةً یَتِیهُونَ فِی الأَرْضِ)(2)

ص :19


1- سورة البقرة : 51
2- سورة المائدة : 26

3.(فَتَمَّ مِیقَاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِینَ لَیْلَةً)(1)

4.(حَتَّی إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِینَ سَنَةً )(2)

و هذه الموارد تنبیئ عن خصوصیة یتمیز بها ( الأربعون ) عن سائر مراتب الأعداد و الآرقام ، و إلّا فلماذا التأکید علیه فی مواقف معینة ذات دلالة عمیقة ؟ حیث اللقاء الروحی بینه تعالی والکلیم موسی علیه السلام، أو الإلهی قوم عصوا و تمردوا فکان قضا/ئ هذه المدة کافیاً فی الإعداد لتحمل الأمانة العظمی فی الآیتین الأولی والثالثة ، و فی التخلی عن آثار رذیلَتَی المعصیة والتمرد التی لحقت العصاة ممن لم یطیعوا موسی علیه السلام،فی الآیة الثانیة ، أو بیان ما یعینه بلوغ الإنسان سنّ الأربعین من نضج ورشد عقلین ؛ لیتخذ قراراته الحیاتیة فی ظل إرادة و عزیمة عززتهما الحکمة والتجربة ، کما فی الآیة الرابعة .

إذن فللأربعین قرآنیاً بُعدان : زمانی معنوی ، و جسمانی مادی ، و کلاهما یؤکدان الخصوصیة والامتیاز له علی سائر المراتی=ب الحسابیة ، و لا أقل من أنّ بعض لوازم قطع المرحلة الزمینة الأربعینة هو الصبر و الأناة ، و هما ما یهیئان الإنسان للاستقرار النفسی والصفاء الذهنی؛ لیکون أکثر لیاقة و استعداداً لتلقی الفیوضات المعنویة أو تفهم الأمور الأخری مما تستدعی التر کیز والتمهّل .

کما ورد ( أربعون ) فی الأحادث والروایات الشریفة فی موارد ، و هی شاملة لتفاصیل حیاتیی تغطی مساحة کبیرة مما یحتاجه الإنسان یومیاً فضلاً عما

ص :20


1- سورة الأعراف : 142
2- سورة الأحقاف : 15

سبق أطور وجوده الدنیوی ، فمثلاً :

1.أطوار خلق الإنسان التی تمر بأدوار خمسة لیمکث فی کل منها أربعین یوماً ، ثم ینشئه تعالی خلقاً آخر فتبارک الله أحسن الخالقین(1) .

2.زیادة عقل الإنسان عند بلوغه سن الأربعین(2) .

3.وصول الإنسان إلی الأربعین وإلا فقد مات مُخْتَرماً – لم یستوفِ العمر المتوقع حیث اقتطع من الدنیا -(3).

4.بعثة رسول الله الأعظم صلی الله علیه و آله(4).

5.علاقة الإنسان بجاره(5) .

6.قراءة سورة التوحید(6) .

7.الإجتماع للدعاء(7) .

8.تأخیر الاستجابة لدعاء النبی موسی علیه السلام علی فرعون(8) .

9.إخلاص العبد لمولاه تعالی(9).

ص :21


1- ینظر : وسائل الشیعة للشیخ الحر العاملی : 19/238ب19( دیاتالنطقة و العلقة والمضغة..)ح4
2- ینظر : الاختصاص:244
3- ینظر : مستدرک الوسائل الشیعة: 2/146ب(نوادر ما یتعلق بأبواب الاحتصار)ح10
4- ینظر : طبقات ابن سعد:1/190
5- ینظر : الکافی للشیخ الکلینی:2/666ب(حق الجوار)
6- ینظر : وسائل الشیعة: 4/1062ب34(استحباب قراءة الإخلاص أربعین مرة..)ح1
7- ینظر : وسائل الشیعة : 4/1143 ب38(استحبابالإجتماع فی الدعاء من أربعة إلی أربعین)ح1
8- ینظر : المصدر نفسه : 4/1108ب19(تحریم القنوط وإن تأخرت الإجابة)ح2
9- ینظر : الکافی:2/16ب (الإخلاص)

10.الإستغفار کل یوم و لیلة(1).

11.دعاء الإنسان لأربعین مؤمناً قبل دعائه لنفسه ( کما فی نافلة الوتر)(2).

12.الأذان لمدة أربعین عاماً(3).

13.شفاعة الإنسان المؤمن فی أربعین من إخوانه المؤمنین(4).

14.شهادة أربعین مؤمناً لمؤمن بالخیر(5) .

15.زیارة الإمام الحسین علیه السلام(6).

16.تککبیر النبی الأعظم صلی الله علیه و آله فی صلاته علی جنازة فاطمة بنت أسد ( رضی الله عنها )(7) .

17.رش الماء علی القبر أربعین شهراً أو یوماً(8) .

18.غفرانه تعالی لأربعین کبیرة من ذنوب حامل الجنازة من أربعة جوانبها(9) .

ص :22


1- ینظر : الخصال : 540 ح 12
2- ینظر : وسائل الشیعة:4/1154ب45( استحباب دعاء الإنسان لأربعین من المؤمنین قبل دعائه لنفسه )
3- ینظر : المصدر نفسه : 4/615ب2( استحباب تولی أذان الإعلام والمداومة علیه ...) ح13
4- ینظر : أوائل المقالات للشیخ المفید : 80ب57( اشفاعة ).
5- ینظر : وسائل الشیعة: 2/925ب90( استحباب شهادة أربعین أو خمسین للمؤمن)ح1
6- ینظر : المصدر نفسه : 10/373ب56( تأکیداستحباب زیارة الحسین علیه السلام).
7- ینظر : المصدر نفسه : 2/778ب6(جواز الزیادة فی صلاة الجنازة علی خمس تکبیرات ....)ح8
8- ینظر : المصدر نفسه : 2/860ب32(استحباب رش القبر بالماء مستقبلاً من عند الرأس ...)ح6
9- ینظر : المصدر نفسه : 2/827ب7(استحباب حمل الجنازة عیناً و تربیعها) ح1

19.إنّ الإمام المهدی عجل الله تعالی فرجه یبقی أربعین عاماً(1) .

20.إنّ الإمام المهدی عجل الله تعالی فرجه إذا قام جعل تعالی قوة الرجل من شیعته قوة أربعین رجلاً(2) .

21.إنّ شارب الخمر لا تقبل صلاته أربعین یوماً(3) .

22.إنّ الصوم علی أربعین وجهاً(4).

23.إنّ الرحم تلقتی فی أربعین أباً(5).

24.إنّ حریم المسجد أربعون ذرعاً(6).

25.مَن حجّ أربعین حجة(7).

26.النهی عن ترک تنظیف العانة أربعین یوماً(8) .

27.النهی عن ترک أکل اللحم أربعین یوماً(9).

ص:23


1- ینظر : الملاحم والفتن لابن طاوس :164 ب175 ح217
2- ینظر : الخصال : 541 ح14
3- ینظر : المصدر نفسه : 534 ح1
4- ینظر : المصدر نفسه : 534 ح2
5- ینظر : المصدر نفسه : 540 ح13
6- ینظر : المصدر نفسه : 544ح20
7- ینظر : المصدر نفسه : 548ح29
8- ینظر : المصدر نفسه : 538 ح5
9- ینظر : وسائل الشیعة: 17/25 ب12( کراهة ترک أکل اللحم أربعین یوماً...) ح1

28.شرب السویق أربعون یوماً(1).

29.أکل الرمان أربعون صباحاً(2).

30.أکل السفرجل(3).

31.أکل الهریسة و تنشیطها للعبادة أربعون یوما(4).

32.تحدید أربعین یوماً للاحتکار أیام الخصب(5) .

33.حد العبد ذذا شرب الخمر أربعون جلدة(6).

34.حبس الإبل الجلّالة أربعون یوماً ثم تُحل(7).

35.الیمین الکاذبة ینتظر با أربعون لیلة(8) .

36.تسریحه تحت اللحیةأربعین مرة(9).

37.نصاب الزکاة فی الانعام الثلاثة(10).

ص :24


1- ینظر : وسائل الشیعة: 17/6ب4( استحباب اختیار السویق علی غیره ) ح7
2- ینظر : المصدر نفسه : 17/120 ب85(الرمان ) ح6
3- ینظر : المصدر نفسه : 17/129ب93(السفرجل) ح2
4- ینظر : المصدر نفسه : 17/49ب32(استحباب أکل الهریسة) ح1
5- ینظر : من لا یحضره الفقیه : 3/169 ب78(الحرکة والأسعار) ح10
6- ینظر : المصدر نفسه : 4/40 ب11( حد شرب الخمر) ح3
7- ینظر : الکافی : 6/252 (لحوم الجّلالات وبیهضن..) ح9
8- ینظر : وسائل الشیعة: 16/120 ب4( تحریم الیمین الکاذبة لغیر ضرورة و تقیة ) ح9
9- ینظر : المصدر نفسه : 1/426ب71(استحباب اتمشط عند الصلاة فرضا و نفلاً ) ح4
10- ینظر : المصدر نفسه : 6/72 ب2 ( تقدیر النصب فی الإبل....) – 77ب4 ( تقدیر النصب فی البقر..) -78 ب6(تقدیر النصب فی الغنم...)

38.من مات فی طلب العلم فینوّر علی جیرانه أربعین قبراً من الجهات الأربع(1).

39.إنّ الإمام امیر المؤمنین علیه السلام لمّا دفن الصدیقة الزهراء سلام الله علیها و عفّی موضع قبرها ، وأصبح البقیع لیلة دُفِنت و فیه أربعون قبراً جُدداً(2).

40.قول الإمام امیر المؤمنین علیه السلام : ( لو وجدتُ أربعین ذوی عزم منهم لناهضتُ القوم )(3) .

ههذه نماذج(4)

لِما استتُخدام رقم ( /دربعین ) قیها بما یدلل علی علاقة دلالیة ذات أبعاد معنویة أو محسوسة ، وبالتالی فلا یُستغرب لاستخدامها فی عادات تأصلت فی بعض التقالید الجتماعیة ، کاستذ کار المیت بعد مرور أربعین یوماً غلی موته و غیرها مما نعرفه أو نجهله ؛ لاختلافه بحسب اختلاف الزمان أو المکان المؤثّرَین فی تَکوّن العادة و نشوئها ، بل و لعل هذا الرقم صار ذا دلالة رمزیة علی الکثرة کرقم السبعین ، من دون أن یکون له واقع تأثیری بالمعنی الموضوعی للتأثیر وأنّما باعتباره حالة تعبر عن الکثرة.

ص :25


1- ینظر : تفسیر الرازی :2/408.
2- ینظر : دلائل الإمامة للطبری :136.
3- ینظر :شرح نهج البلاغة لابن أبی الحدید : 2/47.
4- یشار إلی أنّ للشیخ النوری طاب ثراه ( الأربعونیات ) ، حیث جمع أربعین أمراً من الأمور التی أُضیف إلیها عدد الأربعین فی أخبار الأئمة الطاهرین  ،( ینظر : الذزیعة للشیخ الطهرانی :1/436).و مما یؤسف له أنّه فعلاً غیر ماح الوصول إلیه یُخشی تلفه. کما یشار إلی أنّ المتحصل لدیﱠ مع ما یأتی مما ورد فیه الحث علی حفظ الأربعین یکون المجموع أکثر من الأربعین ، کما أنه مأثور عن النبی و آله صلی الله علیه و علیهم و سلم. ( م. ص )

کما أنی وجدتُ حثاً مکثفاً فی الأحادیث والروایات الشریفة علی حفظ أربعین حدیثاً(1) ق تعددت فیه الجزاء :

((...بعثه الله یوم القیامة عالماً فقیهاً ولم یعذبه ))(2).

أو قوله صلی الله علیه و آله:

((....کنت له شفیعاً یوم القیامة ))(3).

أو :

((..حشره الله یوم القیامة مع انبیین و الصدیقین و الشهداء والصالحین و حسن أولئک رفیقاً))(4).

أو :

((...بعثه الله فی زمرة الفقهاء والعلماء))(5).

أو :

((....قیل له : ادخل من أی أبواب الجنّة شئت))(6).

ص :26


1- ینظر : بحار اأنوار: 2/153ب( من حفظ أربعین حدیثاً ) ، کنزالعمال للمتقی الهندی: 10/225(کتاب العلم ).
2- ینظر : الأمالی للشیخ الصدوق : 382ب (من حفظ أربعین حدیثاً ) ح488/13
3- ینظر : الخصال : 541 ح16
4- ینظر : المصدر نفسه : 543 ح19
5- ینظر : جامع بیان العلم و فضله : 1/44
6- ینظر : کنز العمال : 10/225 ح29186

بل وجدتُ أنّه یروی عنه صلی الله علیه و آله:

(( من حمل من أمتی أربعین حدثاً فهو من العلماء ))(1).

أو:

(( من نقل عنی إلی مَن یلحقنی من امتی حدیثاً کُتب فی زمرة العلماء و حُشر فی جملة الشهداء ))(2)

بل مجدتُ ما یُروی عنه :

(( من ترک أربعین حدیثاً بعد موته فهو رفیقی فی الجنّة ))(3).

و هذا کله مما یشجع علی نشر هذا الهدی المحمّدی و تیسیره للأمة عسی أن تنتفع به ، و لذا فقد اهتم جملة من الأعلام بذلک(4) ، و قد اقتفیتُ أثرهم فاخترتُ هذه الأرعین ضمن سلسلة ، أرجو التوفیق لمواصلتها من أجل تقدیم زاد روحی معطﱠر بأریج النبوة ومسک الرسالة ، و عسی أن نحظی جمیعاً بالجزاء الموعود .

و یحسن التنویه إلی أنّ اختیار الأربعین حدیثاً من مناقب أمیر المؤمنین علیه السلام کان محل اهتمام سابق ، حیث قد خُصﱠ بالتألیف و الجمع فیه(5) ؛ لیکون هذا الاختیار إحیاءً لتلک السُنّة الحسنة.

ص :27


1- ینظر : کنز العمال : 10/225 ح 29190
2- ینظر : المصدر نفسه : 10/225 ح 29191
3- ینظر : المصدر نفسه : 10/226 ح 29192
4- ینظر : الذریعة : 1/409 – 436. یشار إلی أنّ أقدم جمع فی ذلک کان فی القرن السادس الهجری (ینظر : الذریعة : 1/423-433). ( م . ص )
5- ینظر : الذریعة : 1/413-434. حیث أدرج اثنی عشر عنواناً انتظمت فی مناقبه و فضائله. ( م . ص )

و لمّا کانت الإمامة من أصول الدین و من أهم أسسه ؛ لِما نعتقده من توقف قبول الأعمال علی الولایة التابعة لمسألة الإمامة بطبیعة الحال ، کان استظهار هذا المقدار من الأحادیث داخلاض تحت منطوق الأحادیث الشریفة المتقدمة ، فإنّالأمة الإسلامیة تحتاج – فیما تحتاج إلیه – إلی معرفة الإمام الحق ؛ لأنّ ذلک من أمر دینم – الشامل لأصول العقائد والأحکام الشرعیة – و من السﱡبل الصحیحة لذلک أن تُستعرض شهادات النبی صلی الله علیه و آله الذی لا ینطق عن الهوی و لا تستجرّه العاطفة إلی جانب أحد ، حتی یتضح الحال لِمَن یهمه الأمر من المسلمین و غیر هم و یکون علی بصیرة من أمره .

و کان الباعث وراء الاکتفاء بالمصدرین لاستخراج هذه الأربعین هو :

1.تیسیر المراجعة لمن یرغب فی المتابعة ، و لِئلا یتعب القارئ بمراجعة عشرات المصادر التاریخیة والحدیثیة مما و خط الکثیر من غیر ذوی الاختصاص .

2.و لِئَلا نُتﱠهم کموالین للإمام علیه السلام بالانحیاز ، لیجد القارئ أنّ ذلک مُثبت فی مصادر غیر متهمة – و إنما هو الحقُّ یُنطِقُ منصفاً و عنیداً -.

و علی أی حال ، فهذا مقدار من الأحادیث لا یصعب حفظه ولو باستحضار مدالیله و معانیه ؛ لتتکون لدی لفرد المسلم مناعة الفکریة من خلال تعرّفه علی واقع ( حیاة عظیم من عظماء البشریة أنبتته أرض

عربیة و لکنها ما استأثرت به ، و فجّر ینابیع مواهبه الأسلام و لکنه ما کان للإسلام وحده )(1) ، و من خلال استماعه

ص :28


1- من مقدمة میخائیل نعیمة لکتاب ( الإمام علی صوت العدالة لجورج جرداق : 20 ) . ( م . ص )

إلی معلم من معلمی مدرسة الحیاة الإسلامیة ، فیحاول عندئدترسّم خطاه واتّباعه ، لیتحصّن ضد اختراقه کإنسان و کمسلم ، أو التسلط علیه فکریاً أو عاطفیاً أو مادیاً .

و بعد هذا التمهید لا أزعم انفسی شیئاً سوی أنی حاولت أن أُبدی المعونة لأبناء الجیل و لو بحدود معینة ، و أترک المجال لغیری لیساهم بطریقته الخاصة فی إصلاح المجتمع من حوله ، فقد أصبحنا بحال أحوج ما نکون ألی سبل الإصلاح والوعی ووحدة الکلمة .

وما توفیقی إلا بالله علیه توکلت و إلیه أنیب .

ص :29

ص :30

بسم الله الرحمن الرحیم

1.عن سلمان، قال : سمعت النبی صلی الله علیه و آله یقول :

(( أوّل الناس وروداً علی الحوض یوم القیامة أوّلهم إسلاماً علی بن أبی طالب ))(1).

2.عن أنس بن مالک ، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله:

(( صلّت الملائکة علیّ وعلی علی بن أبی طالب سبع سنین وذلک أنّه لم تُرفع شهادة أن لا إله إلا الله إلی السماء إلا منی ومن علی علیه السلام))(2).

3.عن جابر ، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله:

(( جاءنی جبرئیل علیه السلام من عندالله عزوجل بورقة اَس خضراء مکتوب فیها ببیاض : أنی افترضتُ محبة علی بن أبی طالب علی خلقی عامة ، ف_ب_ل_ﱢﻐ__هم ذلک عنی ))(3).

4.عن سلمان ، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله:

(( علی بن ابی طالب علیه السلام ینجز عِداتی و یقضی دَینی ))(4).

ص :31


1- المناقب للخوارزمی : 17
2- المصدر نفسه : 19
3- المصدر نفسه : 27
4- المصدر نفسه : 27

5.عن ابن عباس ، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله:

(( لو اجتمع الناس علی حبّ علی بن أبی طالب لَمَا خلق الله عزوجل النار ))(1).

6.قال رجل لسلمان : ما أشدّ حبک لعلی علیه السلام یقول لعلی :

(( مَن أحبّ علیاً فقد أحبنی ، و مَن أبغض علیاً فقد أبغضنی))(2).

7.قال عمّار بن یاسر : سمعت رسول الله صلی الله علیه و آله یقول لعلی:

((یا علی ، طوبی(3) لمن أحبک و صدّق فیک ، والویل(4) لمن أبغضک و کذّب فیک ))(5).

8.عن أنس ، قال : قال رسول الله صلی الله علیه وآله:

(( خلق الله تعالی من نور وجه علی بن أبی طالب علیه السلام سبعین ألف مَلک یستغفرون له و لمحبیه (إلی)یوم القیامة))(6).

ص :32


1- المناقب للخوارزمی : 28 .
2- المصدر نفسه : 30
3- طوبی : قیل : هو اسم شجرة فی الجنة ، و قیل : بل إشارة إلی کل مستطاب فی الجنة من بقاء بلا فناء ، و عز بلا زوال ، و هناک أقوال أُخر ( ینظر : مجمع البیان فی تفسیر القرآن للطبرسی : 6/ 37 ) . ( م . ص )
4- ویل : لغة بمعنی قبح .أصلهالعذاب والهلاک ، وروی عن النبی صلی الله علیه و آله: (( أنّ الویل واد فی جهنم یهوی فیه الکافر أربعین خریفاً قبل أن یبلغ قعره )).(( ینظر : المفردات للراغب : 535 ، مجمع البیان : 1/278) . ( م . ص )
5- المناقب للخوارزمی : 30
6- المصدر نفسه : 31 . و ما بین المعقوفین من کتاب ( کشف الغمة ) للإربلی

9.عن ابن عمر ، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله:

(( مَن أحبّ علیاً قبل الله منه صلاته وصیامه وقیامه واستجاب دعاءه ، ألا و مَن أحبّ علیاً أعطاه الله بکل عرق فی بدنه مدینة فی الجنة ، ألا و مَن أحبّ آل محمّد أمن الحساب والمیزان والصراط ، ألا و مَن مات علی حبّ آل محمّد فأنا کفیله بالجنّة مع الأنبیاء ، ألا و مَن أبغض ال محمّد جاء یوم القیامة مکتوب بین عینیه آیس مِن رحمة الله ))(1).

10.عن الإمام الحسین علیه السلام، قال : سمعت جدی رسول الله صلی الله علیه و آله یقول :

((مَن أحبّأن یحیا حیاتی ، و یموت میتتی ، و یدخل الجنّة التی وعدنی ربی فلیتولّ علی بن أبی طالب علیه السلام و ذریته أهل بیته الطاهرین أئمة الهدی و مصابیح الدجی من بعدی ، فإنّهم لن یخرجوکم من باب الهدی إلی باب الضلالة ))(2).

11.عن أنس بن مالک ، قال رسول الله صلی الله علیه و آله:

(( حبّ علی حسنة لا یضرّ معها سیئة ، و بغضة سیئة لا تنفع معها حسنة ))(3).

ص :33


1- المناقب للخوارزمی : 32
2- المناقب للخوارزمی : 32
3- المصدر نفسه : 34 .یُشار إلی أنب الحدیث الشریف لا یعنی اتکال العبد علی ذلک فیترک الواجبات أو یتورط فی المحرمات ، بل إنّ المحب له  ممن یتوفق للتوبة عما اقترفه قبل موته ، فلذا لم تضره سیئاته ،أو أنّه یُمحَّص بالباء من خلال الهم أو الخوف والاضهاد من قبل الظالمین ، بحیث یُستوفی منه فی الدنیا ما استحقه نتیجة سیئاته ، فیتأهل فی الآخرة لدخول الجنة و یتحقق عندها أنّ حبه  حسنة لا تضر معها سیئة ، کما أنّ المبغض یستوفی جزاء أعماله الحسنة فی الدنیا فیذهب إلی حشره بعد نشره و هو مصرّ علی البغض ، مما یعنی أنّه قد أبغض و عادی عبداً لله و أخاً لرسوله فیستحق النار ، و هذا بسبب عدم توبته .( م . ص )

12.عن عبدالله بن مسعود ، قال : سمعت رسول الله صلی الله علیه و آلهیقول :

(( مَن زعم أنه آمن بی وبما جئت به وهو یبغض علیاً علیه السلام فهو کاذب لیس بمؤمن ))(1).

13.عن ابن بریدة ، عن أبیه ، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله:

(( لکل نبی وصی ووارث ، وإنّ علیاً علیه السلام وصی ووارثی ))(2).

14.عن ابن عمر ، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله:

(( مَن فارق علیاً فارقنی ، ومَن فارقنی فارق الله عزوجل))(3).

15.عن أنس بن مالک ، قال : کان عند النبی صلی الله علیه و آله طیر ، فقال :

(( اللهم آتنی بأحب خلقک إلیک وإلیّ لیأکل معی من هذا الطیر ، فجاءه علی علیه السلام فأکل معه ))(4) .

16.عن أبی سعید ، عن النبی صلی الله علیه و آله أنّه قال:

(( علی خیر البریة ))(5).

ص :34


1- المناقب للخوارزمی : 35
2- المصدر نفسه : 42
3- المصدر نفسه : 57 . العجب من عبد الله بن عمر بروی هذا الحدیث و هو لم یبابیع علیاً ! فهل تلک المفارقة مغفورة بعد أن تکون مفارقة لله تعالی ؟! ( م . ص )
4- المصدر نفسه : 59
5- المصدر نفسه : 61 . أی الخلق عدا النبی صلی الله علیه و آله. ( م . ص )

17.عن سلمان ، أنّه سمع النبی صلی الله علیه و آله یقول :

((إنّ أخی ووزیری ، و خیر مَن أخلفه بعدی علی بن أبی طالب علیه السلام))(1).

18.قال ابن عباس : و قال له رسول الله صلی الله علیه و آله- أی لعلی - :

(( أنت ولیّ کل مؤمن و مؤمنة من بعدی))(2).

19.قال ابن عباس : و قال رسول الله صلی الله علیه و آله:

(( مَن کنت مولاه فهذا علی مولاه))(3).

20.عن عمر بن الخطاب ، قال: أشهد علی رسول الله صلی الله علیه و آله سمعته و هو یقول :

(( لوأنّ السموات والأرضین السبع وُضعت فی کفة میزان ، ووضع إیمان علی بن أبی طالب فی کفة میزان لرجح إیمان علی ))(4).

21.عن جیش بن جنادة ، قال: قال رسول الله صلی الله علیه و آله:

(( علی منی وأنا منه ، ولا یقضی إلا أنا أو علی ))(5).

22.عن ابن عباس ، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله:

(( علی منی مثل رأسی من بدنی ))(6).

ص :35


1- ألمناقب للخوارزمی : 62
2- المصدر نفسه : 74
3- المصدر نفسه : 74
4- المصدر نفسه : 78
5- المصدر نفسه : 79
6- المصدر نفسه : 87

23.عن أنس بن مالک ، أنه قال :

(( إنّ النبی صلی الله علیه و آله بعث بسورة براءة مع أبی بکر، ثم أرسل علیاً فأخذها فدفعها إلی علی و قال : أُمرت ألّا یؤدی عنی إلّا رجل منی من أهل بیتی))(1).

24.عن جابر بن عبدالله ،قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله یوم بدر :

(( هذا رضوان مَلکٌ من ملائکة الله ینادی : لا سیف إلا ذوالفقار ، و لا فتی إلا علی ))(2).

25.عن ابن عباس ، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله:

(( ما أنزل الله آیة فیها:  یَا أَی_ﱡهَا ال_ﱠذِینَ آمَنُواْ  إلا و علی رأسها و أمیرها ))(3).

26.عن ابن عباس ، عن النبی صلی الله علیه و آله قال :

(( لمّا نزلت : ( وَ تَعِیَهَا أُذُنٌ وَاعِیَةٌ )(4)، قال النبی صلی الله علیه و آله: سألتُ ربی أن یجعلها أُذُن علی ))(5).

27.عن الإمام بن موسی الرضا علیه السلام، عن آبائه علیهم السلام، عن رسول الله صلی الله علیه و آله قال :

(( یا علی ، إنّک قسیم الجنّة والنار ، و إنک تنقر باب الجنّة فتدخلها بلا حساب))(6).

ص :36


1- المناقب للخوارزمی : 101
2- المصدر نفسه : 102
3- المصدر نفسه : 188
4- سورة الحاقة : من آیة 12
5- المناقب للخوارزمی : 199
6- المصدر نفسه : 209

28.و بالإسناد السابق ، عن رسول الله صلی الله علیه و آله، أنّه قال :

(( یا علی ، إنّ الله قدغفر لک ولأهلک و لشیعتک و محبی شیعتک ، و أبشر فإنّک الأنزع البطین ، منزوع من الشرک ، بطین من العلم ))(1).

29.و بالإسناد نفسه ، عن رسول الله صلی الله علیه و آله، أنّه قال :

(( الحسن و الحسین سیّدا شباب أهل الجنّة ، و أبوهما خیرٌ منمها ))(2).

30.عن ابن عباس ، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله:

(( لمبا عُرج بی إلی السماء رأیتُ علی باب الجنّة مکتوباً لا إله إلا الله ، محمّد رسول الله ، علی حبیب الله ، الحسن و الحسین صفوة الله ، فاطمة أمَة الله ، علی مبغضهم لعنة الله ))(3).

31.عن أسماء بنت عمیس ، قالت :

(( کان رسول الله صلی الله علیه و آله یوحی إلیه ورأسه فی حجر علی علیه السلام فلم یصلﱢ العصر حتی غربت الشمس ، فقال له النبی صلی الله علیه و آله: صلّیت یا علی ؟ فقال : لا ، فقال النبی : اللّهم إنّه کان فی طاعتک و طاعة رسولک فأردد علیه الشمس .قالت أسماء : فرأیتها و قد غربت ، ثم رأیتها قد طلعت بعد ما غربت حتی صلّی أمیر المؤمنین علیه السلام))(4).

ص :37


1- المناقب للخوارزمی : 209.
2- المصدر نفسه : 209
3- المصدر نفسه : 214
4- المصدر نفسه : 217 . إن إهتمام الإمام علی  بألّا یز عج النبی الأعظم  فی نومه أوجب إظهار هذه المعجزة الباهرة ؛ حیث إنّه کان فی طاعة الله تعالی و طاعة رسوله، و لو لا ذلک لما بان الفضل والمزیة له  بما یستلزم التمیز الذاتی عن غیره . ( م . ص )

32.عن جابر بن عبدالله ، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله:

(( حقّ علی بن أبی طالب علی هذه الأمة کحق الواعد علی وُلْدِه))(1).

33.عن عبدالله بن مسعود، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله:

((یاعبدالله ، أتانی ملَکٌفال : یا محمّد ، سل مَن أرسلنا مِن قبلک مِن رسلنا علی ما بُعثوا؟ قال : قلتُ : علی ما بُعثوا ؟ قال : علی ولایتک وولایة علی بن أبی طالب))(2).

34.عن أبی الطفیل عامر بن واثلة ، قال :

((کنتُ مع علی فی البیت یوم الشوری و سمعته یقول لهم : لأحتجنّ علیکم بما لا یستطیع عربیکم و لا عجمیکم تغییر ذلک .... قال : فأنشدکم بالله هل فیکم أحد قال له رسول الله : مَ کنت مولاه فعلی مولاه ، اللّهم والِ مَن والاه ، وعاد مَن عاداه ، وانصر مَن نصره ، لبلّغ الشاهد الغائب ، غیری ؟ قالوا : اللّهم لا..))(3).

35.عن ابن عباس ، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله:

(( مَن صافح علیاًفکأنّماصافحنی ، و مَن صافحنی فکأنّما صافح أرکان

ص :38


1- المناقب للخوارزمی : 219
2- المصدر نفسه : 220
3- المصدر نفسه : 221-222

العرش الرفیع ، و مَن عانق علیاً علیه السلام فکأنّما عانقی ، و مَن عانقی فکأنّما عانق الأنبیاء کلّهم ، و مَن صافح محباً لعلی غفر الله له الذنوب ، و أدخله الجنّة بغیر حساب ))(1).

36.عن ابن عباس ، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله:

((إذا کان یوم القیامة أقام الله عزوجل جبرئیل و محمّداً علی الصراط فلا یجوزه أحد إلا من کان براءة من علی بن أبی طالب علیه السلام))(2).

37.عب بن عبدالله بن عباس:

((إنّ النبی صلی الله علیه و آله نظر إلی علی بن أبی طالب فقال : أنت سیّد فی الدنیا و سیّد فی الآخرة ، مَن أحبک فقد أحبنی ، و حبیبک حبیب الله ، و مَن أبغضک فقد أبغضنی ، و بغیضک بغیض الله ، والویل لِمَن أبغضک بعدی ))(3).

38.عن عائشة ، قالت : قال رسول الله صلی الله علیه و آله:

(( ذِکرُ علی بن أبی طالب عبادة))(4).

39.عن سعد بن أبی وقاص ، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله لعلی :

(( أنت منی بمنزلة هارون من موسی إلّا أنّه لا نبی بعدی))(5).

ص :39


1- المناقب للخوارزمی : 226
2- المصدر نفسه : 229
3- المصدر نفسه : 234
4- المصدر نفسه : 261
5- صحیح مسلم : 7/ 120

40.عن سهل بن سعد ، إنّ رسول الله صلی الله علیه و آله قال یوم خبیر :

(( لأ عطینّ هذه الرایة رجلاً یفتح الله علی یدیه ، یحبّ اللهَ و رسولَهُ ، و یحبّه اللهُ و رسولُهُ . قال : فبات الناس یدوکون(1) لیلتهم أیهم یُعاطاها ، قال : فلمّا أصبح الناس غدوا علی رسول الله صلی الله علیه و آله کلّهم یرجو أن یُعاطاها ، فقال : أین علی بن أبی طالب ؟ فقالوا : هو یا رسول الله ، یشتکی عینیه ، قال : فأرسلوا إلیه . فأُتی به فبصق رسول الله صلی الله علیه و آله فی عینیه ، ودعا له فبرئ حتی کأن لم یکن به وجع فأعطاه الرایة ، فقال علی : یا رسول الله ، أقاتلهم حتی یکونوا مثلنا ؟ فقال : أنفذ علی رسلک حتی تنزل بساحتهم ثم أدعهم إلی الإسلام و أخبر هم بما یجب علیهم من حص الله فیه ، فوالله لأن یهدی الله بک رجلاًواحداً خیر لک من أن یکون لک حُمر النّعم ))(2).

والحمدالله الذی هدانا لهذا و ما کنا لنهتدی لولا أن هدانا الله ، و أسأله یدیم التوفیق والهدایة لإتباع هذه الحلقة بحلقات أُخر تستمر علی ذات الهدف والأسلوب ، إنّه تعالی ولی ذلک.

ص :40


1- یدو کون : أی یخوضون و یتحدثون فی ذلک
2- صحیح مسلم : 7 / 121 .حمر النعم : کنایة عن الثروة العظیمة ؛ إنّ امتلاک الإبل الحمراء یعکس الغنی والقدرة المالیة الضخمة ، و کانت العرب تکنی عن الثراء بحر النعم . ( م .ص )

الحلقة الثانیة الأربعون من ذخائر المسلمین

اشارة

الحلقة الثانیة

الأربعون

من ذخائر المسلمین

ص :41

ص :42

بسم الله الرحمن الرحیم

مقدمة

الحمد لله ربّ العالمین ، و صلّی الله علی سیّدنا و نبینا محمّد و آله الطیبین الطاهرین ، و بعد .. .

فهذه مجموعة أخری تنضمن اختیارات من أحادیث نبینا صلی الله علیه و آله تنفع فی مجال التربیة و التعلیم للفرد و المجتمع مما یُسمی بالأخلاق و آداب المعاشرة والمعایشة.أرجو أن یعطیها القارئ الکریم حقّها من القبول و التقدیر أولاً ، والعمل بها ثانیاً ؛ لیستنیر بها فی طریق الحیاة التی بدأت تأثر علیه مصاعب الحیاة المادیة و متاعبها التی ألقت بثقلها علی الجانب التربوی والتوجیهی ؛ فبدا من الصعب تحقیق أهداف التربیة المثلی وفق التعالیم الإسلامیة ، إن صعب ذلک من خلال الکبار فلنبدأ و نستثمر فلذات الأکباد و ثمرات الحیاة ننمی فیهم البراعم الطیبة والنافعة فی تکمیل المسیرة للأجیال المتلاحقة ، خصوصاً و أننا نواجه تحدیاً علی مختلف المستویات لکسبهم والتأثیر علی الأخلاق ، والمبادئ ، والعواطف ، والمشاعر ...، و یُخشی عندئذٍ أن یستحکم الداء العضال و یتفشی الوباء ، فیخرج الأمر من أیدینا و یکون وقتئذٍ فوق طاقتنا.

فلذا علینا جمیعاً أن نتکاتف ونتآزر لحمایتهم کاهتمامنا بدرء الأمراض والأعداء ؛ فإنّ الغزو الفکری لبناة المستقبل أخطر ، لذا تلزمنا جمیعاً مواجته

ص :43

و مدافعته بما یتوفر لدینا کمسلمین من وسائل فاعیة لا تبلوها السنون و لا تخضع ل(مارکات) الأعوام ،دلا وهی الوصایا النبویة ضمن الأحادیث الشریفة التی انتخبتها من کتاب ( أصول الکافی ) لثقة الإسلام محمّد بن یعقوب الکلینی المتوفی سنة (329ﻫ__) ، عسی أن نتدارک الأمر و نُح_ج_ﱢم انتشار الغزو الفکری ، من خلال الرجوع إلی المنابع الصافیة للتربیة والفکر.

و قد ذکرتُ الحدیث النبوی الشریف مقتصراً علی اسم الراوی المباشر عنه صلی الله علیه و آله ، لأنّ هذه المجموعة القیّمة تُعنی بأخلاقیات الفرد أو المجتمع فلا نستنبط منها حکماً شرعیاً یتصل بالفقه أو التفسیر ، و إنما هی وصایا و حِکم یطمئن لصدورها من المعصوم علیه السلام، کما یحسن الأخذ بها بعد التأمل فی مضامینها التوجیهیة ، و إن وجد طریق لی إلی روایتها .

و بعد هذه کلّه لو تأمل القارئ الکریم جیداً لوجد أنّ هذه السلسلة من ( الأربعین حدیثاً ) تُعد ( من ذخائر المسلمین ) ، و تراثهم ، و خیر ما ورثوه أو یورّثونه للأجیال المتلاحقة ، فیلزم الهتمام بها والتعاهد المستممر لها ، حفظاً و تفعیلاً حیاتیاً فی مجالات تعامله مع النفس أو الآخرین ؛ لینتفع بدوائها و یستفید من ثمراتها .

نسأل الله تعالی أن یدیم التوفیق للعمل یرضاه ، إنّه ولیّ ذلک والقادر علیه ، و ما توفیقی إلا بالله علیه توکلت وإلیه أنیب ، والحمدالله ربّ العالمین أولاً و آخراً.

ص :44

1.عن جابر بن عبدالله ، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله :

(( ألا أخبر کم بخیر رجالکم ؟ قلنا : بلی یا رسول الله ، قال : إنّ مِن خیر رجالکمالتقی ، النقی ، المسح الکفّین ، النقی الطّرفین ، البَر بوالدیه ، ولا یُلجئ عیاله إلی غیره ))(1).

2.عن الإمام الصادق علیه السلام،قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله:

(( ما فتح الله علی عبد باب شکر فخزن عنه باب الزیادة))(2).

3.و أیضاً عنه علیه السلام، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله:

(( إذا رأیتهم أهل البلاء فاحمدوا الله ولا تسمعوهم ؛ فإنّ ذلک یحزنهم ))(3).

4.و أیضاً عنه علیه السلام، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله:

(( إنّ صاحب الخلق الحسن له مثل أجر الصائم القائم))(4).

5.و أیضاً عنه علیه السلام، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله:

((أکثر ما تلج(5) به أمتی الجنّة تقوی الله و حسن الخلق))(6).

ص :45


1- أصول الکافی : 2/ 57 ب ( المکارم ) ح 7
2- المصدر نفسه : 2/ 94 ب ( الشکر ) ح 2
3- المصدر نفسه : 2/ 98 ب ( الشکر ) ح 23
4- لمصدر نفسه : 2/ 100 ب ( حسن الخلق ) ح 5
5- تلج : أی تدخل
6- المصدر نفسه : 2/ 100 ب ( حسن الخلق ) ح 6

6.و أیضاً عنه علیه السلام، یقول : قال رسول الله صلی الله علیه و آله:

(( یا بنی عبدالمطلب ، إنّکم لن تسعوا الناس بأموالکم ، فألقوهم بطلاقة الوجه و حسن البِشر ))(1).

7.عن الإمام الباقر علیه السلام، قال :

((أتی رسول الله صلی الله علیه و آله رجلٌ فقال : یا رسول الله ، أوصنی ، فکان فیما أوصاه أن قال : القِ أخاک بوجه منبسط ))(2).

8.عن الإمام الصادق علیه السلام، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله:

((أربع مَن کُنّ فیه من قرنه إلی قدمه ذنوباً بدّلها الله حسنات : الصدق ، والحیاء ، و حسن الخُلُق ، والشکر))(3).

9.و أیضاً عنه علیه السلام، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله فی خطبته :

(( ألا أخبرکم بخیر خلائق(4) الدنیا والآخرة : العفو ع_م_ﱠن ظلمک ، وتصل مَن قطعک ، والإحسان إلی مَن أساء إلیک ، وإعطاء مَن حرمک))(5).

10.و أیضاً عنه علیه السلام، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله:

((علیکم بالعفو ، فإنّ العفو لا یزید العبد إلا عزاً ، فتعافوا یعزکم الله ))(6).

ص :46


1- أصول الکافی : 2/ 103 ب ( حسن البشر ) ح 1
2- المصدر نفسه : 2/ 103 ب ( حسن البشر ) ح 3
3- المصدر نفسه : 2/ 107 ب ( الحیاء ) ح 7
4- الخلائق : جمع خلیقة ، الطبیعیة التی یخلق بها الإنسان . ( المنجد : 193 )
5- أصول الکافی : 2/ 107ب ( العفو ) ح 1
6- المصدر نفسه : 2/ 108 ب ( العفو ) ح 5

11.عن الإمام زین العابدین علیه السلام، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله:

( مِن ﱢ السبیل إلی الله عزوجل جُرعتان : جرعة غیظ تردّها بحلم ،و جرعة مصیبة تردّها بصبر))(1).

12.عن الإمام الباقر علیه السلام، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله:

((إنّ الله یحبّ الحیی ، الحلیم ، العفیف ، المتعفف))(2).

13.عن الإمام الصادق علیه السلام، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله:

(( أمرنی ربی بمدارة الناس کما أمرنی بأداء الفرائض))(3).

14.و أیضاً عنه علیه السلام، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله:

(( مداراة الناس نصف الإیمان ، والرفق بهم نصف العیش))(4).

15.و أیضاً عنه علیه السلام، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله:

(( الرفق یمن ، والخرق(5) شؤم))(6).

16.عن الإمام الباقر علیه السلام، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله:

(( إنّ الرفق لم یوضع علی شیء ، إلّا زانه ، و لا نُزع مِن شیء إلّا شانه ))(7).

ص :47


1- أصول الکافی : 2/110 ب ( کظم الغیظ ) ح 9
2- المصدر نفسه : 2/112 ب ( الحلم ) ح 8
3- المصدر نفسه : 2/117 ب ( المداراة ) ح 4
4- المصدر نفسه : 2/117 ب ( المداراة ) ح 5
5- الخرق : الحمق ، سوء التصرف والجهل ، ضعف الرأی .( المنجد : 175 )
6- أصول الکافی : 2/119 ب ( الرفق ) ح 4.
7- المصدر نفسه : 2/119ب ( الرفق ) ح6

17.عن الإمام الصادق علیه السلام، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله:

(( مَن سألنا أعطیناه ، و مَن استغنی أغناه الله ))(1).

18.عن الإمام الباقر علیه السلام، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله:

(( مَن أراد أن یکون أغنی الناس فلیکن بما فی یدالله(2) أوثق منه بما فی ید غیره ))(3).

19.عن الإمام الصادق علیه السلام، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله:

(( طوبی(4) لِمَن أسلم و کان عیشه کفافاً))(5).

20.عن الإمام الباقر علیه السلام، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله:

((إنّ الله یحبّ مِن الخیر ما ی__ع__ج__ﱡل))(6).

21.عن الإمام الصادق علیه السلام، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله:

(( سیّد الأعمال إنصاف الناس مِن نفسک ، و مواساة الأخ فی الله ، و ذکرالله  علی کل حال))(7).

ص :48


1- أصول الکافی : 2/138 ب( القناعة ) ح2
2- أی ما ادخره و قسمه تعالی للعبد
3- أصول الکافی : 2/139 ب( القناعة ) ح8
4- ینظر : هامش رقم (3) ص32
5- أصول الکافی : 2/ 140 ب ( الکفاف ) ح2
6- المصدر نفسه : 2/142 ب ( تعجیل فعل الخیر ) ح4
7- المصدر نفسه : 2/142 ب ( تعجیل فعل الخیر ) ح4.

22.عن الإمام الباقر علیه السلام، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله:

((إنّ أعجل الخیر ثواباً صلة الرﱡحِم))(1).

23.عن الإمام الصادق علیه السلام، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله:

(( مَن سرّه النسأ(2) فی الأجل والزیادة فی الرزق فلیصل رَحِمه ))(3).

24.و أیضاً عنه علیه السلام، قال:

(( جاء رجلٌ إلی النبی صلی الله علیه و آله، فقال : یا رسول الله ، مَن أبرّ؟ قال : أمک . قال : ثم مَن ؟ قال : أمک . قال : ثم مَن ؟ قال : أمک . قال : ثم مَن ؟ قال : أباک))(4).

25.عن جابر ، قال :

(( اتی رجلٌ رسول الله صلی الله علیه و آله ، فقال : إنی رجلٌ شاب نشیط و أحبّ الجهاد ولی والدة تکره ذلک ، فقال له النبی، إرجع فکن مع والدتک ، فو الذی بعثنی بالحق نبیاً لأُنسها بک لیلة خیر مِن جهادک فی سبیل الله سنة))(5).

26.عن الإمام الصادق علیه السلام، أنّ النبی صلی الله علیه و آله قال:

(( مَن أصبح لا یهتم بأمور المسلمین فلیس منهم ، و مشن سمع رجلاً ینادی ، یا لَلمسلمین(6) فلم یجبه قلیس بمسلم ))(7).

ص :49


1- أصول الکافی : 2/ 152 ب ( صلة الرحم ) ح 15
2- النساء : التأخیر
3- أصول الکافی : 2/ 152 ب ( صلة الرحم ) ح 16
4- المصدر نفسه : 2/ 159 ب ( البر بالوالدین ) ح 9
5- المصدر نفسه : 2/ 163ب ( البر بالوالدین ) ح 20
6- یا للمسلمین : کلمة تیتعمل لطلب الإغاثة والنجدة
7- یا للمسلمین : کلمة تیتعمل لطلب الإغاثة والنجدة

27.و أیضاً عنه علیه السلام، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله:

((الخَلقُ عیال الله فأحبّ إلی الله مَن نفع عیال الله ، و أدخل علی أهل بیت سرورا))(1).

28.و أیضاً عنه علیه السلام، قال : قال رسول الله :

(( حقّ علی المسلم إذا أراد سفراً أن یُعلِمَ إخوانه ، و حق علی إخوانه ذذا قدم أن یأتوه ))(2).

29.عن الإمام الباقر علیه السلام، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله:

(( إذا التقیتم فتلاقوا بالتسلیم و التصافح ، و إذا تفرقتم فتفرقوا بالاستفار))(3).

30.و أیضاً عنه علیه السلام، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله:

(( مَن سرّ مؤمناً فقد سرّنی ، و مَن سرّنی فقد سرّ الله ))(4).

31.عن الإمام الصادق علیه السلام، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله:

(( أحبّ الأعمال إلی الله سرورٌ تُدخله علی مؤمن، تطردعنه جوعته ، أو تکشف عنه کربته ))(5).

32.و أیضاً عنه علیه السلام، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله:

(( مَن أعان مؤمناً نفّس الله عنه ثلاثاً و سبعین کربة : واحدة فی الدنیا،

ص :50


1- أصول الکافی : 2/ 164 ب ( الاهتمام لأمور المسلمین والنصیحة لهم و نفعهم ) ح6
2- المصدر نفسه : 2/ 174 ب ( حق المؤمن علی أخیه وأداء حقه ) ح16
3- المصدر نفسه : 2/181 ب ( المصافحة ) ح 1
4- المصدر نفسه : 2/188 ب ( إدخال السرور علی المؤمنین ) ح1
5- المصدر نفسه : 2/191 ب ( إدخال السرور علی المؤمنین ) ح11

و ثنتین و سبعین کربة عند کُرَبه العظمی ، قال – أی الإمام -.: حیث یتشاغل الناس بأنفسم ))(1).

33.و أیضاً عنه علیه السلام، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله:

((مَن سقی مؤمناً شربة مِن ماء مِن حیث یقدر علی الماء ، أعطاه الله بکل شربة سبعین ألف حسنة ، و إن سقاه مِن حیث لا یقدر علی الماء فکأنّما أعتق عشر رقاب مِن ولد إسماعیل))(2).

34.عن الإمام الباقر علیه السلام، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله:

((مَن کسا أحداً من فقراء المسلمین ثوباً مِن عُری ، أو أعانه بشیء مما یقوته مِن معیشته و کلّ الله به سبعین ألف مَلک مِن الملائکة یستغفرون لکل ذنب مله إلی أن یُنفخ فی الصور))(3).

35.عن الإمام الصادق علیه السلام، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله:

(( مَن أکرم أخاه المسلم بکلمة یلطّفه بها و فرّج عنه کربته ، لم یزل فی ظل الله الممدود علیه الرحمة ما کان فی ذلک ))(4).

36.عن الإمام الباقر علیه السلام، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله:

(( لینصحالرجل منکم أخاه کنصیحته لنفسه ))(5).

ص :51


1- أصول الکافی : 2/199 ب ( تفریج کرب المؤمن ) ح2
2- المصدر نفسه : 2/201 ب ( إطعام المؤمنین ) ح3
3- المصدر نفسه : 2/ 205 ب ( من کسا مرمناً ) ح 3
4- المصدر نفسه : 2/ 206 ب ( إلطاف المؤمن و إکرامه ) ح5
5- المصدر نفسه : 2/ 208 ب ( نصیحة المؤمن ) ح4

37.و أیضاً عنه علیه السلام، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله:

دلا أنبئکم بالمؤمن ؟ مَن ائتمنه المؤمنون علی أنفسهم و أموالهم. ألا أنبئکم بالمسلم ؟ مَن سلم المسلمون من لسانه ویده . والمهاجر: مَن هجر السیئات ، و ترک ما حرّم الله . والمؤمن حرام علی المؤمن : أن یظلمه ، أو یخذله ، دو یغتابه ، أو یدفعه دفعة))(1).

38.عن الإمام الصادق علیه السلام، قال : قال قال النبی صلی الله علیه و آله:

(( ألا أخبرکم بأشبهکم بی ؟ قالوا : بلی یا رسولَ الله ، قال : أحسنکم خُلقاً و ألینکم کنفا(2) و أبَرّکم بقرابته ، و أشدّکم حباً لإخوانه فی دینه ، و أصبرکم علی الحق ، و أکظمکم(3) للغیظ ، و أحسنکم عفواً ، و أشدّکم مِن نفسه إنصافاً فی الرضا و الغضب))(4).

39.و أیضاً عنه علیه السلام، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله:

(( إنّ عظیم البلاء یُکافأ به عظیم الجزاأ ، فإذا أحب الله عبداً ابتلاه بعظیم البلاء ، فمَن رضی فله عند الله الرضا ، و مَن سخط البلاء فله عند الله السخط))(5).

ص :52


1- أصول الکافی : 2/235 ب ( المؤمن و علاماته و صفاته ) ح19
2- الکنف : الجانب : ( مختار الصحاح : 580 )
3- کظم غیظه : حبسه وأمسکه علی ما فی نفسه منه . ( المنجد : 688 )
4- أصول الکافی : 2/240 ب ( المؤمن و علاماته و صفاته ) ح 35
5- المصدر نفسه : 2/253 ب ( شدة ابتلاء المؤمن ) ح 8

40.و أیضاً عنه علیه السلام، قال : قال النبی صلی الله علیه و آله:

(( یا معشرَ المساکین ، طیبوا نفساً ، و أعطوا الله الرضا مِن قلوبکم یُثبکم الله عزوجل علی فقرکم ، فإن لم تفعلوا فلا ثواب لکم ))(1).

والحمدالله ربّ الالمین أولاً و آخراً ، علی أمل التواصل ثانیة فی الحلقة الثالثة المکلة لموضوع الأربعین من ذخائر المسلمین.

ص :53


1- أصول الکافی : 2/263 ب ( فضل فقراء المسلمین ) ح 14

ص :54

الحدیقه الثالثه الأربعون من ذخائر المسلمین

اشارة

الحلقة الثالثة

الأربعون من ذخائر المسلمین

ص :55

ص :56

بسم الله الرحمن الرحیم

مقدمة

الحمد لله ربّ العالمین ، و صلّی الله علی سیّدنا و نبینا محمّد، و آله الطیبین الطاهرین، و بعد .. .

فهذه مجموعة ثالثة جاءت مکملة لمجموعة سابقة تتُعنی بجمع اختیارات من أحادیث نبینا الأعظم  مما یخص الآخلاق و إثراء الفرد والمجتمع بوصویا تربویة نافعة ، لیخلص کل منها مما یشوبه من مکدرات الصفات الأخلاقیة الذمیمة ، لیرقی إلی مراقی السمو والعزة فیکون الفرد أو المجتمع القدوة ، لنکسب أصدقاء فی مسیرة الحیاة، و لتتلاقی الأرواح ضمن هذا النطاق و علی هذا الخط المستقیم .

و هذه الحلقة کما سبقها من حیث الهدف و المسعی الذی أرجو من الله تعالی التوفیق لتحقیقة ؛ لأسهم فی رفد مَن أو غیرهم ممن یتسنی لهم الاطّلاع علی هذه الإضمانة العقبة بأریج الخُلق السامی لخاتم النبیینن، و ما ادّخره لنا جمیعاً مما یؤکد مزید اهتمامه و شدة حرصه علی تکمیل النفوس و تهذیبها ؛ للتخلص من الرذائل الخُلقیة ، والتصاف بالفضائل الخُلقیة والسلوک الحمید ، فیکون الإنسان بحق سیّد المخلوقات ، و مِن أجله ذُللت کل الصعاب ؛ لتعمر الأرض بالتوحید الإلهی و لیظهر العدل الإلهی جلیاً ، ثم لیعرف الإنسان أنّه ما خُلق

ص :57

عبثاً أو صدفة إنما أسمی و هدف أنبیل کما قال تعالی : ( وَ مَا خَلَقْنَا الس_ﱠم_َاوَاتِ وَالأرْضَ وَ مَا بَیْنَهُمَا لا عِبِینَ )(1) ، ( وَ ما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَ الْإِنْسَ إِلاَّ لِیَعْبُدُونِ )(2) ، بل کما قال تعالی : (لَقَد خَلَقْنَا الإنسانَ فِی أَحْسَنِ تَقْوِیمٍ )(3)، لیشکِل الإنسان مع أخیه الإنسان نواة المجتع الصالح الذة تسود فیه مشاعر الود والإحترام و المؤاخات والمواساة و سائر الأخلاق المرضیة مما احتوته مجموعة ( الأربعین حدیثاً ) هذه ، و هذه یتجلی واضحاً الهدف من وراء اهتمامه صلی الله علیه و آله بالحث علیها حفظاً و استظهاراً أو عملاً و تطبیقاً ؛ لیکون المجتمع المسلم بأفراده مرآة یری من خلالها الآخرون سمو الإسلام و رفعة الحق، وإنّ قیمة الفرد معنویاً بأخلاقه ، فعلیه الاهتمام بها لکونا أداة تعریف یشترک فیها جمیع البشر دون أن تحجز هم لغة دو غیرها ، فکانت إرشاداته صلی الله علیه و آله الأخلاقیة دلیلاً هادیاً إلی أفضل الطرق المنجیة ، مما یحتم الالتزام بمعاییرها و مُثُلها التی تؤطّرالمجتمع بما یقیه سوء الحال مما تورط به آخرون عندما لم یهتدوا السبیل .

هدانا الله جمیعاً لِما خیر مجتمعنا و أنفسنا إنّه خیر موفق و معین ، و ما توفیقی إلا بالله علیه توکلت و إلیه أنیب ، و الحمد لله ربّ العالمین أولاً و آخراً .

ص :58


1- سورة الدخان : 38
2- سورة الذاریات : 56.
3- سورة التین : 4

بسم الله الرحمن الرحیم

1.عن الإمام الصادق علیه السلام، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله:

(( من علامات شقاء : جمودالعین ، و قسوة القلب ، و شدة الحرص فی طلب الدنیا ، والإصرار علی الذنب ))(1).

2.و أیضاً عنه علیه السلام، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله:

(( ثلاث ملعون مَن فعلهنّ : المتغوط فی ظل النُّ___زَّال(2) ، والمانع الماء المنتاب(3) ، والساد الطریق المسلوک ))(4).

3.و أیضاً عنه علیه السلام، قال : قال قال النبی صلی الله علیه و آله:

(( ثلاث مَن لقی الله عزوجل بهنّ دخل الجنّة مِن أی باب شاء : مَن حسن خُلقه ، و خشی الله فی المغیب و المحضر ، و ترک المراء(5) و إن کان محقاً ))(6).

ص:59


1- أصول الکافی : 2/290 ب ( أصول الکفر و أرکانه ) ح6
2- ظل النّزال : أی المکان المعد لنّزول المسافرین و استراحتهم
3- الماء المنتاب : أی المباح الذی یؤخذ بالنویة هذا مرة و هذا أخری . ( ینظر : مجمع البحرین : 4/387 )
4- أصول الکافی : 2/292 ب ( أصول الکفر و أرکانه ) ح12
5- المراء : أی الجدال والنزاع
6- أصول الکافی : 2/300 ب ( المراء والخصومة و معاداة الرجال ) ح12

4.و أیضاً عنه علیه السلام، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله:

(( ما کاد(1) جبرئیل علیه السلام یأتینی إلا قال : یا محمّد ، اتقِ شحناء الرجال وعداوتهم ))(2).

5.و أیضاً عنه علیه السلام، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله:

(( الغضبُ یُفسد الإیمان کما یُفسد الخلُّ العسلَ ))(3).

6.عن الإمام الباقر علیه السلام، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله:

(( مَن کفﱠ نفسه عن أعراض الناس(4) أقال(5) الله نفسه یوم القیامة ، و مَن کفّ غضبه عن الناس کفّ الله تبارک و التعالی عنه یوم القیامة ))(6).

7.عن الإمام الصادقعلیه السلام، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله:

(( مَن کان فی قلبه حبة مِن خردل(7) مِن عصبیة(8) بعثة الله یوم القیامة مع

ص :60


1- فی بعض النسخ : ( ما کان )
2- أصول الکافی : 2/ 301 ب ( المراء والخصومة و معاداة الرجال ) ح5
3- المصدر نفسه : 2/302 ب ( الغضب ) ح1
4- أی یترک غیبتهم أو شتمهم أو بهتانهم أو ذکر معایبهم و بعض خصوصیاتهم التی لا یرغبون بالاطّلاع علیها ، بحیث یحفظ الإنسان و یتورع عن إبداء جمیع ما یعرفه عن غیره . ( م . ص )
5- أقال : أی صفح عنه . ( ینظر : المنجد : 666 )
6- أصول الکافی : 2/ 305 ب ( الغضب ) ح5
7- حبة خردل : کنایة عن القلقلة والصغر ؛ لأنّ الخردل لغة نبات عشیی حبّهُ صغیر جداً . ( ینظر : المنجد : 173 )
8- العصبیة ( لغة ) : شدة ارتباط المرء بعصبته أو جماعته ، والجد فی نصرتها ، والتعصب لمبادثها . ( ینظر : المنجد : 508 ) . فهی کنایة عن الاندفاع وراء العاطفة والروابط الأسریة بلا مراعاة للضوابط الإسلامیة أو الإنسانیة . ( م . ص )

أعراب الجاهلیة ))(1)

8.عن الإمام الباقر علیه السلام، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله:

(( ثلاثة لا یکلّمهم الله و لا ینظر إلیهم یوم القیامة و لا یزکیهم و لهم عذاب ألیم : شیخ زانٍ(2) ، و ملک جبار ، و مقلّ مختال(3) ))(4).

9.عن الإمام علی بن أبی طالب علیه السلام، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله:

(( إنّ الدینار والدرهم(5) أهلکنا مَن کان قبلکم و هما مهلکاکم ))(6).

10.عن الإمام الصادق علیه السلام، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله:

(( إنّ مِن شرّ عباد الله مَن تکره مجالسته لفحشه(7) ))(8).

11.عن الإمام الباقر علیه السلام، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله:

(( إنّ الله یبغض الفاحش البذی ء ، والسائل المُلحِف(9) ))(10).

ص :61


1- أصول الکافی : 2/ 308 ب ( العصبیة ) ح3.
2- الزنا من أی حرام ، لکنه من کبیر السن أفضع و أشنع ؛ و لذا خُصَّ بالذِکر هنا . ( م . ص )
3- مقل مختال : أی الفقیر المخادع
4- أصول الکافی : 2/ 311 ب ( الکبر ) ح14
5- الدینار والدرهم : کنایة عن الإغراء المادی أیاً کانت العملة
6- أصول الکافی : 2/ 316 ب ( حب الدنیا والحرص علیها ) ح6
7- الفحش ( لغةً ) : القبیح من القول أو الفعل . ( ینظر : المنجد : 570 )
8- أصول الکافی : 2/ 325 ب (البذاء) ح8
9- ألحف السائل : ألّح . ( ینظر : المنجد : 716 )
10- أصول الکافی : 2/ 325 ب ( البذاء ) ح11

12.عن الإمام الصادق علیه السلام، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله:

(( شرﱡ الناس عند الله یوم القیامة الذین یُکرَمون اتقاء شرّهم ))(1).

13.و أیضاً عنه علیه السلام، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله:

(( إنّ أعجل الشر عقوبة البغی ))(2).

14.و أیضاً عنه علیه السلام، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله:

(( آفةُ الحسب الفتخار))(3).

15.و أیضاً عنه علیه السلام، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله:

(( اتقوا الظلم فإنّه ظلمات یوم القیامة ))(4).

16.و أیضاً عنه علیه السلام، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله:

(( لیس منا مَن ماکرَ(5) مسلماً ))(6).

17.و أیضاً عنه علیه السلام، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله:

(( لا تقطع رَحِمَک و إن قَطَعتْکَ))(7).

ص :62


1- أصول الکافی : 2/ 326 ب ( مَن یتقی شره) ح2
2- المصدر نفسه : 2/ 327 ب ( البغی) ح1
3- المصدر نفسه : 2/ 327 ب ( الفخر والکبر) ح6
4- المصدر نفسه : 2/ 327 ب ( الظلم) ح10
5- ماکر: أی خادع
6- أصول الکافی : 2/ 337 ب ( المکر والغدر والخدیعة) ح3
7- أصول الکافی : 2/ 347 ب ( قطیعة الرحم) ح6

18.عن الإمام الباقر علیه السلام، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله:

(( إیاکم وعقوق(1) الوالدین ، فإنّ ریح(2) الجنّة توجد من مسیرة ألف عام ، و لا یجدها عاق ، و لا قاطعُ رَحِمٍ ، و لا شیخٌ زانٍ ، و لا جارٌ إزارهُ خُیلاء(3) ، إنّما الکبریاء لله ربﱢ العالمین ))(4).

19.عن الإمام الصادق علیه السلام، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله:

(( قال الله تبارک و تعالی : مَن أهان لی ولیاً فقد أرصد لمحاربتی(5) ))(6).

20.و أیضاً عنه علیه السلام، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله:

(( لا تطلبوا عثرات(7) المؤمنین فإنّ مَن تتبّع عثرات أخیه تتبّع الله عثراته ، و مَن تتبّع الله عثراته یفضحه و لو فی جوف بیته ))(8).

21.و أیضاً عنه علیه السلام، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله:

(( مَن أذاع فاحشة کان کمبتدئها ، و مَن عیّر مؤمناً بشیء لم یمت حتی یرکبه))(9).

ص :63


1- أی العصیان و ترک الطاعة والشفقة والإحسان . ( ینظر : المنجد : 517 )
2- ریح : أی الراحئة
3- أی الذی یجر و یسحب ثیابه عُجباً و کِبراً
4- أصول الکافی : 2/ 349 ب ( العقوق) ح6
5- أی تهیأ للحرب ؛ لکون العبد الصالح هو من أولیائه تعالی ، فإهانته مع نعرفة صلاحه و تقواه ، تعتبر تحدیاً للمنع الشرعی عن إهانة المؤمن ، و هذا ما یجعل المتحدی متجاوزاً للحدود و خارجاً عما تفرضه العبودیة لله تعالی من التزام و احترام . ( م . ص )
6- أصول الکافی : 2/ 351 ب ( مَن آذی المسلمین و احتقرهم) ح3
7- عثرات : جمع عثرة ، السقطة ، الزلة . ( ینظر : المنجد : 487 )
8- أصول الکافی : 2/ 355 ب ( من طلب عثرات المؤمنین و عوراتهم) ح5
9- المصدر نفسه : 2/ 356 ب ( التعییر ) ح2

22.و أیضاً عنه علیه السلام، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله:

(( الغِیبة(1) أسرع فی دین الرجل المسلم مِن الآکلة فی جوفه(2) ))(3).

23.عن الإمام الباقر علیه السلام، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله:

(( سِباب(4) المؤمن فسوق(5) ، و قتاله کفر ،و أکل لحمه(6) معصیة ، و حرمة ماله حرمة دمه ))(7) .

24.عن الإمام الصادق علیه السلام، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله:

(( مَن سعی فی حاجةٍ لأخیه فلم ینصحه فقد خان الله و رسوله ))(8).

25.و أیضاً عنه علیه السلام، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله:

(( مَن نظر الی مؤمن نظرة لیخیفه بها أخافه الله عزوجل یوم لا ظل إلا ظلّه(9) ))أصول الکافی : 2/ 368 ب ( من أخاف مؤمناً) ح1.

ص :64


1- الغیبة : أن یذکر الإنسان أخاه المسلم بما یعیبه أو بما فیه من السوء مما یکره معرفته للآخرین . ( ینظر : المنجد : 563 )
2- الآکلة : داء فی العضو یتآ کل منه . ( ینظر : المنجد : 15 )
3- أصول الکافی : 2/ 356 ب (الغیبة والبهت) ح1
4- سباب : أی شتم
5- الفسوق : الخروج عن طریق الحق والصواب . ( ینظر : المنجد : 583 )
6- أی غیبة
7- أصول الکافی : 2/ 359 ب ( السباب) ح2
8- المصدر نفسه : 2/ 362 ب ( مَن لم یناصحأخاه المؤمن) ح1
9- کنایة عن یوم القیامة

26.و أیضاً عنه علیه السلام، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله:

(( مَن طلب رضا الناس بسخط الله جعل الله حامِدَه مِن الناس ذامّاً))(1).

27.عن جابر بن عبد الله الأنصاری، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله:

(( مَن أرضی سلطاناً بسخط الله خرج من دین الله ))(2).

28.عن الإمام الصادق علیه السلام، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله:

(( المرءُ علی دین خلیله و قرینه(3) ))(4).

29.عن الإمام الرضا علیه السلام، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله:

(( المستتر بالحسنة یعدل سبعین حسنة ، والمذیع(5) باسیئة مخذول والمستتر بها مغفور له ))(6) .

30.عن الإمام زین العابدین علیه السلام، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله:

(( کفی بالمرء عیباً أن یُبصِر مِن الناس ما یعمی علیه مِن نفسه ، و أن یؤذی جلیسه بما لا یعنیه ))(7).

ص :65


1- أصول الکافی : 2/ 372 ب ( من أطاع المخلوق فی معصیة الخالق) ح1
2- المصدر نفسه : 2/ 373 ب ( من أطاع المخلوق فی معصیة الخالق) ح5
3- أی أنّ الرجل و یُعرَّف من خلال أصدقائه وزملائه ، فلابد من انتقائهم جیداً .( م . ص )
4- أصول الکافی : 2/ 375 ب ( مجالسة أهل المعاصی) ح3
5- أی المتجاهر
6- أصول الکافی : 2/ 428 ب ( ستر الذنوب) ح2
7- المصدر نفسه : 2/ 460ب ( من یعیب الناس ) ح2

31.عن الإمام علی بن أبی طالب علیه السلام، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله:

(( انظروا مَن تحادثون ، فإنّه لیس مِن أحد ینزل به الموت إلا مُثّل له أصحابه إلی الله(1) إن کانوا خیاراً(2) فخیاراً ، و إن کانوا شراراً فشرارً و لیس أحد یموت إلا یموت إلا تمثّلتُ له عند موته ))(3) .

32.عن الإمام الصادق علیه السلام، عن آبائه ،قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله:

(( ثلاثة مجالستهم تُمیت القلب : الجلوس مع الأنذال(4) ، و الحدیث مع النساء(5) ، و الجلوس مع الأغنیاء(6) ))(7) .

33.و أیضاً عنه علیه السلام، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله:

(( التودد(8) إلی الناس نصف العقل ))(9).

34.و أیضاً عنه علیه السلام، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله

(( السلام تطوﱡع ، والرد فریضة))(10).

ص :66


1- فی بعض النسخ : ( فی الله )
2- خیار الأصحاب : أفضلهم
3- أصول الکافی : 2 / 638 ب ( من یحب مصادقته و مصاحبته ) ح3
4- أنذال : جمع نذل ، الخسیس المحتقَر ، الساقط فی دیِن أو حسب .( ینظر : المنجد : 800 )
5- باعتبار أنّ کثرة المحادثة معهنّ تترک آثاراً إنثویة قد لا تلتئم مع المتوقع من الرجال . ( م . ص )
6- باعتبار أنّ مجالسهم غالباً ما یطغی علیها الحدیث الدنیوی المادی البحث ؛ فیترک آثاراً سلبیة کالحسرة أو الحسد أو الحقد أو نحو ذلک مما لا یُذکّر بالآخرة . ( م . ص )
7- أصول الکافی : 2 / 638 ب ( مَن تُکره مجالسته و مرافقته ) ح 8
8- التودد : طلب المودة و هی الحب. ( التحبب ألی الناس والتودد ألیهم ) ح 4
9- أصول الکافی : 2 / 643 ب ( التحبب ألی الناس والتودد إلیهم ) ح 4
10- المصدر نفسه : 2/ 644ب ( التسلیم ) ح1

35.و أیضاً عنه علیه السلام، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله:

(( مَن وقّر ذا شیبة فی الإسلام آمنه الله  مِن فزع یوم القیامة ))(1).

36.و أیضاً عنه علیه السلام، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله:

(( إذا أتاکم کریمُ قومٍ فأکروموه ))(2) .

37.و أیضاً عنه علیه السلام، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله:

((إنّ مِن حقّ الداخل علی أهل البیت أن یمشوا معه هُنَیئة(3) إذا دخل و إذا خرج...))(4).

38.عن الإمام الباقر علیه السلام، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله:

(( المجالس بالأمانة(5) ))(6).

39.عن الإمام الصادق علیه السلام،قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله:

(( ینبغی للجلساء فی الصیف أن یکون بین کل اثنین مقدار عظیم الذارع لِئلا یشُقﱠ بعضهم علی بعض فی الحر ))(7).

ص :67


1- أصول الکافی : 2 / 658 ب ( وجوب إجلال ذی السیبة امسلم ) ح 3
2- المصدر نفسه : 2 / 659 ب ( إکرام الکریم ) ح
3- هُنَیئة : الزمان الیسیر . ( ینظر : مجمع البحرین : 4/ 441 )
4- أصول الکافی : 2 / 659ب ( حق الداخل ) ح 1
5- کنایة عن ضرورة حفظ الحدیث الدائر فی المجلس و عدم بیانه لکل أحد لِما یترتب أحیاناً من آثار سلبیة علی بیان ذلک . ( م . ص )
6- أصول الکافی : 2 / 660 ب ( المجالس باأمانة ) ح 2
7- المصدر نفسه : 2 / 659 ب ( ا ) ح 2

40.و أیضاً عنه علیه السلام، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله:

(( حُسن الجوار یعمّر الدیار و یُنسئ(1) فی الأعمار ))(2).

والحمدالله ربّ العالمین علی توفیقه ، و أسأله المزید لإرداف هذه الحلقة الثالثة بالحلقة الرابعة ، و هی ( الأربعون من آداب الداعین ) ، إنّه خیر موفق و معین .

ص :68


1- ینسئ : یؤخر
2- أصول الکافی : 2 / 667 ب ( حق الدار ) ح 10

الحلقة الرابعة الأربعون من آداب الداعین

اشارة

الحلقة الرابعة

الربعون من آداب الداعین

ص :69

ص :70

بسم الله الرحمن الرحیم

مقدمة

الحمد لله ربّ العالمین ، والصلاة والسلام علی سیّدنا و نبینا محمّدصلی الله علیه و آله، و علی آله الطیبین الطاهرین علیهم السلام، و بعد .. .

هذه مجموعة رابعة اخترتُ فیها من أحادیث نبینا الأعظم صلی الله علیه و آله ما ینفع علاقتنا بالله تعالی من خلال الدعاء و کیفیة الانقطاع إلیه عزوجل؛ لنحظی بالقبول والاستجبة ؛ و هما أمران مهمان للغایة أذ یتو خاهما کل داعٍ مهما کانت عقیدته و أفکاره ؛ لأنّه قد یشکّک الإنسان بکل شیء إلا وجود قوة مهیمنة یلجأ إلیها فی حالات الضیق و الحرج ، فهذا ما لا ینکره أیّ عاقل ، والتجارب دالة علی ذلک بما یؤید الفکرة مما یجعلها غیر مختصة بالمسلمین فضلاً عن المؤمنین منهم ؛ لکون الإنسان یسعی دائباً لتأمین وضعه من خلال الاعتماد لی ما یجده مناسباً و حالته ، فذذا ما تعرض لحالات لا تجدی معها الحلول البشریة أو المادیة مهما تطورت وارتقت فی سلالم الحضارة ، توجه بروحح وانقطع بقلبه نحو الله تعالی بالدعاء والمناجاة المعبّرة عن حاجة العبد – دائماً – للمدد الذی لا ینقطع ؛ لکونه من الغنی والقادر المطلق الذی لا شریک له و لا مثیل .

و قد قال عزّ من قائل : (وَاسْأَلُواْ اللّهَ مِن فَضْلِهِ )(1)، حثّاً علی الدعاء و تشجیعاً علی السؤال ، کما قال تعالی : ( یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَابْتَغُواْ إِلَیهِ الْوَسِیلَةَ

ص :71


1- سورة النساء : 32

وَجَاهِدُواْ فِی سَبِیلِهِ لَعَلَّکُمْ تُفْلِحُونَ )(1) ، و إنّ من أهم الوسائل هو الدعاء بشروطه التی دلّ علیها سبحانه بقوله : (وَادْعُوهُ مُخْلِصِینَ لَهُ الدِّینَ )(2) و (ادْعُواْ رَبَّکُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْیَةً إِنَّهُ لاَ یُحِبُّ الْمُعْتَدِینَ * وَلاَ تُفْسِدُواْ فِی الأَرْضِ بَعْدَ إِصْلاَحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللّهِ قَرِیبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِینَ )(3) ممّا یحدد الإخلاص له تعالی و التضرع إلیه والخوف منه کإطار عام فی حالة الدعاء لضمان الإجابة ؛ فإنّ حالة الإخلاص و استشعار أنّ مَن عداه محتاج إلیه عزّ شأنه ، کفیلة بتنقیة القلب من شوائب مکدّرات الصفاء النفسی ، بحیث ینطلق العبد مع ربّه تعالی بتلقائیةٍ تدلّ علی ابتعاده عن الریاء و سائر ما یصرف عن حالة الانکسار، و استحضار الداعی أنّه تعالی شدید العقاب فیکون متوجّساً خائفاً مما اقترفه وارتکبه ، مع التافته فی الوقت ذاته إلی أنّه تعالی غفور رحیم ، فیطمع فی أن تشمله رحمة الله و یغفر له ما صنع و سبّب ، فإنّه لمّا استمهل الله تعالی أن یبقیه حتی یوم القیامة استجاب لطلبه و أبقاه إلی یوم یُبعثون ، و جعل مصیر متّبعیه النار ، لأنّه مخالف أُرجئت عقوبة إلی (یَوْمَ تَجِدُ کُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ مِنْ خَیْرٍ مُّحْضَرًا وَمَا عَمِلَتْ مِن سُوَءٍ تَوَدُّ لَوْ أَنَّ بَیْنَهَا وَبَیْنَهُ أَمَدًا بَعِیدًا وَیُحَذِّرُکُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَاللّهُ رَؤُوفُ بِالْعِبَادِ )(4)

ص :72


1- سورة المائدة : 35
2- سورة الأعراف : 29
3- سورة الأعراف : 55-65
4- سورة آل عمران : 30

و إنّ من مظاهر رأفته سبحانه بعباده أن أتاح لهم ما ییسر لهم الوصول إلی مرضانه ، فقال : (وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَی فَادْعُوهُ بِهَا )(1) و هی أساء اختص بها الله تعالی أولیاءہ ؛ لینفعهم ببرکاتها و هی التسعة والتسعون المعروفة ، ثم منحهم حتمیة الاستجابة عند توفر شروط الدعاء و آدابه قائلاً : (وَقَالَ رَبُّکُمُ ادْعُونِی أَسْتَجِبْ لَکُمْ)(2)، لیعرّفنا أنّ الدعاء أقرب وسیلة اتصال بین العبد و خالقه ، یبثّ من خلاله همومه و یطلب العون لإنجاز اهتماماته .

و لو أننا توافر دائماً علی الشروط المطلوبة والآداب المرعیة فی الدعاء لأغنانا عن الوسائل المادیة ، و إن احتجناها باعتبار قانون الأسباب(3)سورة الرعد : 26 (4) لکن قال تعالی : ( بَل للهِ الأَمْرُ جَمِیعاً ) مما یؤکد أنّه علی کلّ شیء قدیر ، فکان لابد من إعمار العلاقة معه ، و هو ما یتوقف علی التعرف علی آداب الدعاء و سائر شروطه و شؤونه ؛لذا کانت هذه (( الأربعون من آداب الداعین )) والذی نسأله أن یوفقنا للعمل بما علمنا و أن یخلص نیاتنا ، و یتقبل منا جمیعاً هذا الجهد سواء جمعاً و انتخاباً أم قراءةً و فهماً آم استظهاراً و حفظاً ، کما هو الهدف من هذه السلسلة حسبما سبق التنویه عنه .

والله حسبی و نعم الوکیل ، نعم المولی و نعم النصیر ، والحمدلله أولاً و آخراً .

ص :73


1- سورة الأعراف : 180
2- سورة غافر : 60
3- رُوی عن الإمام الصادق علیه السلام ، أنّه قال : (( أبی الله یّجری الأشیاء إلا بأسباب....))
4- .( أصول الکافی : 1/ 183 ب ( معرفة الإمام والرد إلیه ) ح7 ) . ( م . ص )

ص :74

بسم الله الرحمن الرحیم

1.عن الإمام الصادق علیه السلام، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله:

(( الدعاء سلاح المؤمن ، و عمود الدین ، و نورالسماوات والأرض ))(1).

2.و أیضاً عنه علیه السلام، قال : قال النبی صلی الله علیه و آله:

(( ألا أدلکم علی سلاح یُنجیکم من أعدائکم ، ویدرّ(2) ؤزاقکم ؟ قالوا : بلی ، قال : تدعون ربکم باللیل والنهار ، فإنّ سلاح المؤمن الدعاء ))(3).

3.و أیضاً عنه علیه السلام، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله:

(( رَحِم الله عبداً طلب من الله عزوجل حاجة فألحّ فی الدعاء أُستجیب له أو لم یُستجب [ له ] و تلا هذه الآیة : ( وَأَدْعُو رَبِّی عَسَی أَلَّا أَکُونَ بِدُعَاء رَبِّی شَقِیًّا )(4)))(5).

4.و أیضاً عنه علیه السلام، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله:

(( خیرُ وقتٍ دعوت الله عزوجل فیه الأسحار(6) ، و تلا هذه الآیة فی قول

ص :75


1- أصول الکافی : 2/ 468 ب ( إنّ الدعاء سلاح المؤمن ) ح 1
2- أی یکثّر أرزاقکم
3- أصول الکافی : 2/ 468 ب ( إنّ الدعاء سلاح المؤمن ) ح 3
4- سورة مریم : 48
5- أصول الکافی : 2/ 475 ب (الإلحاح فی الدعاء والتلبث ) ح 6
6- الأسحار : جمع السحر : آخر اللیل قبیل الصبح : ( ینظر : المنجد : 323 )

یعقوب علیه السلام: (سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَکُمْ رَب_ﱢ__یَ )(1) ، و قال : أخرّ هم إلی السحر ))(2) .

5.و أیضاً عنه علیه السلام، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله:

(( إذا دعا أحدکم فلیعم(3) ؛ فإنّه أوجب للدعاء ))(4).

6.و أیضاً عنه علیه السلام، قال :

(( إنّ رجلاً دتی النبی صلی الله علیه و آله، فقال : یا رسول الله ، إنی أجعل لک ثلث صلواتیف لا ، بل أجعل لک نصف صلواتی ، لا ، بل أجعلها کلّها لک ، فقال رسول الله : إذاً تُکفی مؤونة الدنیا والآخرة(5) ))(6).

7.و أیضاً عنه علیه السلام، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله:

(( لا تجعلونی کقدح الراکب(7) ؛ فإنّ الراکب یملأ قدحه فیشربه إذا شاء ،

ص :76


1- سورة یوسف : 98
2- أصول الکافی : 2/ 477 ب (الأوقات والحالات التی ترجی فیها الإجابة ) ح 6
3- أی یوسع دائرة المدعو لهم ولا یقتصر علی نفسه
4- أصول الکافی : 2/ 487 ب (العموم فی الدعاء ) ح 1
5- وقد ورد عن أبی بصیر ، أنّه قال : (( سألت أبا عبد الله علیه السلام ما معنی أجعل صلواتی کلها لک ؟ فقال : یقدمه بین یدی کل حاجة فلا یسأل الله عزوجل شیئاً حتی یبدأ بالنبی صلی الله علیه و آله فیصلّی علیه ثم یسأل الله حوائجه )) . ( أصول الکافی : 2/ 492 ب (الصلاة علی النبی محمد و أهل بیته علیهم السلام ) ح 4. ) ( م . ص )
6- أصول الکافی : 2/ 419 ب (الصلاة علی النبی محمد و أهل بیته علیهم السلام ) ح 3
7- ذکر ابت الأثیر فی ( النعایة : 4 / 19 ) تفسیراً للحدیث مضافاً لِما فسر به صلی الله علیه و آله: أی لا تؤخرنی فی الذکر ؛ لأنّ الراکب یعلّق قدحه فی آخر رحله عند فراغه من ترحاله و یحعله خلفه . ( م . ص )

اجعلونی فی أول الدعاء و فی الآخره و فی وسطه ))(1) .

8.و أیضاً عنه علیه السلام، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله:

(( مَن صلّی علیّ صلّی اللهُ و ملائکتُه ، و مَن شاء فلیُکثر))(2).

9.و أیضاً عنه علیه السلام، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله:

(( الصلاة علیّ و علی أهل بیتی تُذهب بالنفاق))(3).

10.و أیضاً عنه علیه السلام، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله:

(( ارفعوا أصواتکم بالصلاة علیّ فإنها تُذهب بالنفاق))(4).

11.و أیضاً عنه علیه السلام، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله:

(( ما مِن قومٍ اجتمعوا فی مجلس فلم یذکروا اسم الله عزوجل و لم یصلّوا علی نبیهم إلا کان ذلک المجلس حسرةً ووبالاً علیهم))(5).

12.و أیضاً عنه علیه السلام، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله:

(( مَن أکثرَ ذکر الله عزوجل أحبّه الله ، و مَن ذکر الله کثیراً کُتبت له براءتان : براءة من النار ، و براءة من النفاق))(6).

ص :77


1- أصول الکافی : 2/ 492 ب (الصلاة علی النبی محمد و أهل بیته علیهم السلام ) ح 5
2- المصدر نفسه : 2 / 492 ب (الصلاة علی النبی محمد و أهل بیته علیهم السلام ) ح 7
3- المصدر نفسه : 2 / 492 ب (الصلاة علی النبی محمد و أهل بیته علیهم السلام ) ح 8
4- المصدر نفسه : 493 ب ( الصلاة علی النبی محمد و أهل بیته علیهم السلام ) ح 13.
5- المصدر نفسه : 2 / 497ب ( ما یجب ذکر الله عزوجل فی کل مجلس ) ح 5
6- المصدر نفسه : 2 / 499ب ( ذکر الله عزوجل) ح 3

13.و أیضاً عنه علیه السلام، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله

(( ذاکر الله عزوجل فی الغافلین کالمقاتل عن الفارّین ، والمقاتل عن الفارّین له الجنّة ))(1).

14.و أیضاً عنه علیه السلام، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله:

(( الاستغفار و قول لا إله إلا الله خیر العبادة ، قال الله العزیز الجبار : ( فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِکَ )(2) ))(3).

15.و أیضاً عنه علیه السلام، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله:

(( خیر العبادة قول : لا إله إلا الله ))(4).

16.و أیضاً عنه علیه السلام، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله:

(( ما مِن مؤمنٍ دعا للمؤمنین والمؤمنات ذلا ردّ الله عزوجل علیه مثل الذی دعا لهم به مِن کلّ مؤمن و مؤمنة مضی من أول الدهر أو هو آتٍ إلی یوم القیامة . إنّ العبد لَیُؤمَر به إلی النار یوم القیامة ففیُسحب ، فیقول المؤمنون و المؤمنات : یا ربﱢ ، هذا الذی کان یدعوا لنا فشفﱢعنا فیه ، فیُشف___ﱢﻌ__هم الله  فیه ، فینجو))(5).

ص :78


1- أصول الکافی : 2/ 502 ب ( ذکر الله عزوجل فی الغافلین ) ح2.
2- سورة محمد : 19
3- أصول الکافی : 2/ 505 ب ( الإستغفار ) ح6
4- المصدر نفسه : 2 / 506 ب ( التسبیح والتهلیل والتکبیر ) ح 5
5- المصدر نفسه : 2 / 507 ب ( الدعاء للإخوان بظهر الغیب ) ح 5

17.و أیضاً عنه علیه السلام، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله:

(( إیاکم و دعوة المظلوم فإنّها تُرفع فوق السحاب حتی بنظر الله عزوجل ذلیها فیقول : ارفعوها حتی أستجیب له . وإیاکم و دعوة الوالد فإنها أحدّ من السیف ))(1).

18.و أیضاً عنه علیه السلام، قال : قال النبی صلی الله علیه و آله:

(( مّن أراد شیئاً من قیام اللیل(2) و أخذ مضجعه فلیقل : [ بسم الله ] اللّهم لا تؤمّنی مکرک ، و لا تُنسنی ذکرک ، و لا تجعلنی من الغافلین ، أقوم ساعة کذا و کذا ، إلّا وکّل الله  به ملکاً ینبّهه تلک الساعة ))(3).

19.عن أسماء قالت : قال رسول الله صلی الله علیه و آله:

((مّن أصابه همّ أو غمّ أو کرب أو بلاء أو لأواء(4) فلیقل : الله ربّی و لا أشرک به شیئاً توکلت علی الحی الذی لا یموت ))(5).

20.عن الإمام علی بن أبی طالب علیه السلام، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله:

((قال لی رسول الله صلی الله علیه و آله: یا علی ، ألَا أعلّمک کلمات ؟ إذا وقعتَ فی ورطة أو بلیة فقل : بسم الله الرحمن الرحیم و لا حول و لا قوة إلا بالله العلی

ص :79


1- أصول الکافی : 2/ 509 ب ( من تستجاب دعوته ) ح3.
2- أی مَن رغب بالانتاه فی وقت معین من اللیل و لا سیما لأداء النافلة . ( م . ص )
3- أصول الکافی : 2/ 540 ب ( الدعاء عند النوم و الانتباه ) ح18
4- ینظر : الشدة والحنة . ( ینظر : المنجد : 709 )
5- أصول الکافی : 2/ 556 ب ( الدعاء للکرب والهم والحزن والخوف ) ح2

العظیم ، فإنّ الله عزوجل یصرف بها عنک ما یشاء من أنواع البلاء))(1).

21.عن الإمام الصادق علیه السلام، عن آبائه علیهم السلام، قال :

(( شکا رجلٌ إلی النبی صلی الله علیه و آله وجعاً فی صدره ، فقال : استشفِ بالقرآن فإنّ الله عزوجل یقول: (وَ شِفَاء ل__ﱢما فِی الص___ﱡ__دُورِ)(2) ))(3).

22.و أیضاً عنه علیه السلام، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله:

(( إنّ أهلَ القرآن فی أعلی درجة من الآمیین ما خلا النبیین و المرسلین ، فلا تستضعفوا أهل القرآن حقوقهم ؛ فإنّ لهم من الله العزیز الجبار لمکاناً علیا))(4).

23.عن الإمام زین العابدین علیه السلام، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله:

(( مَن أعطاء الله القرآن فرأی أنّ رجلاً أُعطیَ أفضل مما أُعطی فقد صغّر عظیماً و عظّم صغیراً ))(5) .

24.عن الإمام الباقر علیه السلام، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله:

((یا معشر قرّاء القرآن ، اتقوا الله عزوجل فیما حمّلکم من کتابه فإنی مسؤول و أنّکم مسؤولون ، إنی مسؤول عن تبلیغ الرسالة ، و أمّا أنتم فتُسألون عمّا

ص :80


1- أصول الکافی : 2/ 573 ب ( الحرز والعوذة ) ح14.
2- سورة یونس : 57
3- أصول الکافی : 2/ 600 ب ( فی تمثل القرآن و شفاعته لأهله ) ح7
4- المصدر نفسه : 2 / 603 ب ( فضل حامل القرآن ) ح 1
5- المصدر نفسه : 2 / 632 ب ( فضل حامل القرآن ) ح 7

حُمّلتم من کتاب الله و سنتی ))(1) .

25.عن الإمام الصادق علیه السلام، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله:

(( اقرؤوا القرآن بألحان(2) العرب و أصواتها ، و إیاکم و لحون أهل الفسق و أهل الکبائر ، فإنّه سیجیء من بعدی أقوام یرجعّون القرآن ترجیع الغناء والنوح والرهبانیة ، لا یجوز(3) تراقیهم ، قلوبهم مقلوبة و قلوب مَن یعجبه شأنهم ))(4).

26.و أیضاً عنه علیه السلام، قال : قال النبی صلی الله علیه و آله:

(( لکلّ شیء حِلیة ، و حِلیة القرآن الصوت الحسن ))(5).

27.عن الإمام الباقر علیه السلام، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله:

(( إنی لأعجب کیف لا أشیب إذا قرأتُ القرآن ))(6).

28.عن أبی سعید الخدری ، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله:

(( ما مِن مسلم دعا الله سبحانه دعوة لیس فیها قطعیة رَحِم و لا إثم إلا أعطاه الله أحد خصال ثلاثة : إمّا أن یعجّل دعوته ، و إمّا أن یؤخّر له ، و إمّا أن یدفع

ص :81


1- أصول الکافی : 2/ 606 ب ( فضل حامل القرآن ) ح9
2- الألحان : الألحان واللحون جمع اللحن : فالمقصود بالأولی لغات العرب ، بینما الأخری بمعنی التطریب و ترجیع الصوت . ( ینظر : مجمع البحرین : 4/ 114 )
3- لا یجوز : أی لا ییتجاوز . ( ینظر : مختار الصحاح : 117 )
4- أصول الکافی : 2/ 614 ب ( ترتیل القرآن بالصوت الحسن ) ح 3
5- المصدر نفسه : 2 / 615 ب ( ترتیل القرآن بالصوت الحسن ) ح 9
6- المصدر نفسه : 2 / 632 ب ( النوادر ) ح 19

عنه من السوء مثلها ، قالوا : یا رسول الله ، أذاً نُکثر ، قال : اکثروا ))(1).

29.عن أنس بن مالک ، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله:

(( ما فُتح لأحد باب دعاء إلّا فتح الله له فیه باب إجابة ، فإذا فُتح لأحدکم باب دعاء فلیجهد ؛ فإنّ الله لا یملّ حتی تملّوا ))(2).

30.عن الإمام الصادق علیه السلام، عن أبیه علیه السلام، قال :

(( احفظ الله یحفظک ، احفظ الله تجده أمامک ف تعرّف إلی الله فی الرخاء یعرفک فی الشدة ))(3).

31.عن أبی ذر ، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله:

(( تعرّف إلی الله فی الرخاء یعرفک فی الشدة ، فإذا سألت فاسأل الله ، و إذا استعنت فاستعن بالله ))(4) .

32.عن الإمام الصادق علیه السلام، عن أبیه علیه السلان، عن رسول الله صلی الله علیه و آله أنّه قال :

(( مَن دعا لمؤمنٍ بظهر الغیب قال له المَلَک : و لکَ مثل ذلک ))(5).

33.عن الإمام الرضا علیه السلام، عن آبائه علیهم السلام، عن علی علیه السلام، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله:

ص :82


1- وسائل الشیعة : 4 / 1086 ب 2 ( استحباب الإکثار من الدعاء) ح 8 .
2- المصدر النفسه : 4 / 1087 ب 2 (استحباب الإکثار من الدعاء) ح 15
3- المصدر النفسه : 4 / 1097 ب 2 ( استحباب التقدم بالدعاء فی الرخاء قبل نزول.. ) ح 9
4- المصدر النفسه : 4 / 1098 ب 2 (استحباب التقدم بالدعاء فی الرخاء قبل نزول..) ح 13
5- المصدر النفسه : 4 / 1147 ب 2 ( استحباب ادعاء للمؤمن بظهر الغیب...) ح 10

لله عزوجل تسعة و تسعون اسماً مَن دعا الله بها استُجیب له ، ومَن أحصاها دخل الجنّة ، و قال الله عزوجل:( وَ لِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَی فَادْعُوهُ بِهَا )(1) ))(2).

34.عن الإمام الصادق علیه السلام، عن آبائه علیهم السلام، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله:

(( مَن تظاهرت(3) علیه النّعم فلیکثر الحمد لله ))(4) .

35.عن شدّاد بن أوس ، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله:

(( لا إله إلا الله نصف المیزان ، و الحمد لله یملؤه ))(5) .

36.عن الإمام الصادق علیه السلام، عن آبائه علیهم السلام ( فی حدیث )، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله:

(( مَن کَثُرت همومه فعلیه بالاستغفار ))(6).

37.و أیضاً عنه علیه السلام، قال :

(( التفتً رسول الله صلی الله علیه و آله إلی أصحابه فقال : اتخذوا جُنَناً(7) ، فقالوا ، یا رسولَ الله ، مِن عدو قد أظلّنا(8) ، فقال : لا ، و لکن من النار ، فقالوا : ما الجنّة ؟

ص :83


1- سورة الأعراف : 180
2- وسائل الشیعة : 4 / 1171 ب 63 ( استحباب الدعاء باأسماء الحسنی ..) ح 1
3- تظاهرت : أی ظهرت و کثرت
4- وسائل الشیعة : 4 / 1196 ب 22 ( استحباب کثرة حمد الله عند تظاهر النعم ) ح 1
5- المصدر النفسه : 4 / 1196 ب 22 ( استحباب کثرة حمد الله عند تظاهر النعم ) ح 2
6- المصدر النفسه : 4 / 1196 ب 22 ( استحباب الإکثار من الاستغفار ) ح 4
7- الجُنن : جمع الجُنة ، السترة والواقیة
8- أی قد دنا منا واقترب

فقال : قولوا : سبحان الله ، و الحمد لله ، و لا إله إلا الله ، والله أکبر ))(1).

38.عن الإمام الباقر علیه السلام، عن آبائه علیهم السلام ، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله:

(( مَن أراد التوسل إلیّ و أن تکونَ له عندی ید أشفع له بها یوم القیامة فلیصلﱢ علی أهل بیتی و یُدخل السرور علیهم ))(2).

39.عن الإمام الصادق علیه السلام، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله:

(( إنّ آدمَ شکا إلی الله ما یلقی من حدیث النفس و الحزن ، فنزل جبرائیل فقال له : یا آدم ، قل : لا حول و لا قوة إلا بالله ، فقالها فذهب عنه الوسوسة والحزن))(3).

40.و أیضاً عنه علیه السلام، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله:

(( إذا قال العبدُ : لا حول و لا قوة إلا بالله ، فقد فوّض أمره إلی الله و حقّ علی الله أن یکفیه ))(4).

والحمد الله ربّ العالمین

ص :84


1- وسائل الشیعة : 4 / 1206 ب 31 ( استحباب الإکثار من التسبیحات الأربع ..) ح 4
2- المصدر النفسه : 4 / 1218 ب 42 ( وجوب الصلاة علی النبی وآله کلّما ذُکر ....) ح 5 . وفی بعض المصادر الحدیثیة : ( فلیفصل أهل بیتی )
3- المصدر النفسه : 4 / 1228 ب 47 (استحباب قول لا حول ولا قوة إلا بالله ) ح 1
4- المصدر النفسه : 4 / 1229 ب 47 (استحباب قول لا حول ولا قوة إلا بالله ) ح 5

الحلقة الخامسة الأربعون فی الإمام المهدی عجل الله تعالی فرجه

اشارة

لحلقة الخمسة

الأربعون فی الإمام المهدی عجل الله تعالی فرجه

ص :85

ص :86

بسم الله الرحمن الرحیم

تمهید

الحمد لله ربّ العالمین والصلاة والسلام علی سیّد المرسلین نبینا محمّد صلی الله علیه و آله، و علی آله الطیبین الطاهرین علیهم السلام، و بعد .. .

فإنّ الحاجة ماسةجداً إلی التعرف علی ملامح شخصیة الإمام المهدی عجل الله تعالی فرجه؛ لِما تتسم به شخصیة المبارکة من عناصر غنیة بالممیزات الکثیرة والصفات المتعددة ، مما یشدﱡ إلیه علیه السلام الکثیر من الباحثین عن الواقعیة مِمَن ملﱠ الإدعاءات الباطلة ، فهو :

ا – الإمام المفترض الطاعة ، کما تعتقده أعداد غفیرة من المسلمین لا یقتصرون علی أتباعه من الإمامیة الاثنی عشریة ، بل سائر المسلمین المنصفین ؛ لِما وجدوه من نصوص صریحة تؤکد ذلک ابتداءً من النبی صلی الله علیه و آله الذی( وَ مَا یَنطِقُ عَنِ الْهَوَی  إِنْ هُوَ إِل__ﱠا وَحْیٌ یُوحَی )(1) و مروراً بأوصیانئه الأئمة علیهم السلام ، و انتهاءً بالعلماء والمفکرین ، بما یدلل علی کونه إماماً مفترض الطاعة .

والقول بأمامة من العناصر الأساس المکونة للاعتقاد بالأصل الرابع من أصول الدین و المذهب ( الإمامة ) ؛ حیث نعتقد أنّ للنبی صلی الله علیه و آله أوصیاء علی بن أبی طالب علیه السلام، و آخرهم الذمام محمّد بن الحسن المهدی عجل الله تعالی فرجه.

ص :87


1- سورة النجم : 3 – 4 .

2- و هو المصلح الذی تناط به مسؤؤلیة تحسین الأوضاع القائمة عند خروجه فی آخر الزمان ، الذی قد اختصر التعبیر عن مدی تفاقمها و شدة و طأتها بقولة صلی الله علیه و آله : (( بعد ما مُلئت ظلماً و جوراً )) ، و هذا ما سیجده القارئ الکریم فی ثنایا هذه الحلقة فی عدة أحادیث نبویة شریفة .

3- و هو المقذ للبشریة من مستوی الانحطاط والتدنّی الذی تصل إلیه ؛لتغلب قوی الشر و ضراوتها بما یحجّم قوی الخیر و یحدّد مسار تحرکاتها العلمیة علی صعید الحیاة الشاملة ، فتتجه الأنظار للمنقذ المخلّص .

4- و هو القوة الغالبة علی القوی الأخری؛ لأنّه یستمد مدده من القوی العزیز تعالی ، فتتوافد علیه جنود الله أفواجاً ؛ لتطهیر الأرض من رجس الأعداء ، بما یجعله علیه السلام قوة تتغلب علی الصواریخ العابرة للقاراتو غیرها من المعدات المتطورة ، بما یعنی سهولة السیطرة و یسر التغب ، فلا دول کبری و لا مقاومات و لا أسلحة نوویة و لا أجهزة تنصت و لا ...و لا .... مما هو فعّال فی یومنا الحاضر .

5- و هو الحفید الأقرب للنبی العربی صلی الله علیه و آله فإنّه أشد رحماً به و أقرب اتصالاً نسیباً إلیه من کل أحد فی زماننا هذا ، فلا یفصل بینه و بین النبی صلی الله علیه و آله غیر عشر وسائط ابتداءً من أبیه الحسن العسکری علیه السلام و انتهاءً بجدته فاطمة الزهراء علیه السلام بنت الرسول الأعظم صلی الله علیه و آله والتی انحصرت فیها الذریة المبارکة للنبی صلی الله علیه و آله.

و إنّ کلّ واحدة من هذه الممیزات لتکفی لانشداد مجامیع بشریة کثیرة إلیه ؛ لأنّها تعنی لهم أشیاء مهمة یرتبطون بها أکثر من بقیة الممیزات و هذا شیء طبیعی ؛ فإنّ الجتمعات البشریة متعددة الثقافات و اللغات و القیومات

ص :88

والاعتبارات الدینیة و الاجتماعیة ، بما یعنی توسعاً فی مدارکهم الذهنیة ، فینشدّون بالتالی إلیه لعوامل مختلفة .

و هذا عامل أساس و حساس فی قبول المجتمعات البشریة کافة لفکرة الإمام المهدی عجل الله تعالی فرجه إن حاضراً أو مستقبلاً ؛ لأنّه یتمتع بصفات تفی بمتطلبات الجمیع فیلبّی تطلعات مختلف الأجناس والأفراد ، و هو ما یؤهله للقیادة العاملة و للسیطرة التامة.

و إنّ مما یهیئ لتقبّل أطروحته الإصلاحیة الشاملة ، بل و یحفّز للتطلع لمقدمه الشریف علیه السلام ، ما یسبقه من حوادث تأتی علی کل شیء فلا تبقی و لا تذر فی النفوس إلا الآلام والأحزان ، و تتمثل هذه الحوادث بالحروب والدمار ، و فقدان الأولاد والأموال ، والتغرب عن الوطن و تتابع الانهیارات والانتهاکات ، بما لا یترک فرصة لتناسی ما سبق حتی تتجدد و تتلاحق المآسی .

فعندها یدرک عقلاء القوم أنّ القضیة قد تطورت بما أفقدهم السیطرة و لم تنجح الحلول والمساعی المسلمیة کافة ، بل وما عادت تجدی نفعاً المناورات العسکریة والمعاهدات السیاسیة ، فتتجه الأنظار و تتعلق القلوب باإمام محمّد بن الحسن بن علی بن محمّد بن علی بن موسی بن جعفر بن محمّد بن علی بن الحسین بن علژ بن أبی طالب علیه السلام بن عبدالمطلب بن هاشم ، الذی هو الثانی عشر من أئمة المسلمین ؛ لکی یدرکهم فیخلّصهم مما هم فیه بعد أن صاورا حقول تجارب و مواقع تحدیات فباتوا یخافون علی نفوسهم و أدیانم و أعراضهم و أموالهم ...، و أصبحوا یتطلعون إلی ظهوره علیه السلام فی أیّة لحظة من لیل و نهار ، و حتی إنّ أصحاب العقول المخططة یتعرّفون علی ذلک من خلال اختبار

ص :89

أسلحتهم و أجهزتم و معداتهم ؛ إذ قد بلغهم أنّه علیه السلام إذا خرج توقفت عن العمل ، و هذا من الأسرار الإلهیة تساعد علی سیطرته المطلقة علی العالم .

و لعل لذلک الشد العصبی التی والمعاناة النفسیة الدائمة أثراً کبیراً فی تهیئة النفوس للإیمان به وبقضیته العادلة ، بما یتیح الفرصة لتجنید السواعد و استثمار القوی و توظیف الطاقات و استخدام العقول لخدمة الإسلام و إعلاء کلمة الحق بما لم یسبق له میثل ، و عندها یقیم أحکام الله تعالی التی تطلعت مئات الأعوام و تعرضت للاسهانة واللامبالاة ، و عندها یستقیم له الأمر فیقضی بالحق والعدل فلا تبقی مسألة معلقة إلا یبتّ بها الحکم المناسب فتُرد الحقوق إلی أهلها و تُنتزع من غاصبیها ، و کلّ ذلک بتأیید الله تعالی و تسیدیده بالتعزیزات التی یفتقدها غیره ممن هم فی عصر التطور والتقدم.

إنّ هذه المعلومات المنثورة و غیرها تشدّ الناس للتعرف علی شخصیة الإمام المهدی علیه السلام والتساؤل عنه للوصل إلی المزید من أخباره ، و إنّ الإجابة علی هذا التساؤل بمختلف فروعه و تشعبانته محل اهتمام الکثیر من الباحثین ، و قد نُشرت الدراسات والبحوث و قد شکّل بعضها عدة مجلدات ، بل هی فی واقعها موسوعة اختصت بالبحث عن الإمام المهدی علیه السلام إسهاباً و تفصیلاً ، فضلاً عما أُعد و لم یُنشر(1).

ص :90


1- قد صدرت موسوعات فعلاً ، کما افتتحتن مواقع الکترونیة فی الشبکة المعلوماتیة ، و بمختلف المستویات والمعلومات واللغات ، هذا سوی الکثیر من البحوث والدراسات المفردة ، وعدا المراکز التخصیصیة ، والمجلات والصحف والمسابقات لمختلف الفئات العمریة والمستویات الفکریة . ( م . ص )

واللافت فی أمر أنّ الجمیع عندما یبحثون فی هذا الموضوع یجدون مادة علمیة یتحدثون عنها و یبحثون واقعها ، فلا تکرار فی العرض و لا استجرار للمود إلّا ما یکون مداراً للبحث ، کتلک الآیات الکریمة والأحادیث النبویة الشریفة و روایات أهل البیت علیهم السلام والنصوص التاریخیة التی تعرض لموضوع الإمام المهدی علیه السلام سواء بالتصریح ءو بالتلمیح ، و ما عداه فهو مجال واسع للإبداع و إعطاء الانطباع و إبداء الرأی و عرض التحلیل القائم علی الموضوعیة .

و قد تعددت أشکال التعبیر عن ذلک فکانت شعراً و نثراً بمختلف أنواعهما ، فالشعر الدارج الشعبی غیر الفصیح ، والقریض الفصیح ذو القافیة العمودی ، والحر ، والنثر بأسلوب القصة ، والتاب ، والأطروحة ، والمقال ، والکلمة ، والتعقیب علی بحث أو مقال ، أو مناقشة أطروحة ، و بمستویات عرض متعددة ، و حتی وصل الأمر فی العصر الحاضر إلی إمکان التعرف علی کل ما کُتب فی الإمام المهدی علیه السلام من خلال الأقراض اللیزریة ، و من خلال خدمات الإنترنت و ما یعینه من انتشار واسع و مجال لاطلاع المزید من الباحثین عن الحقیقة ، و ما یرینا لعل فی المستقبل المزید من وسائل انتشار موضوع الإمام المهدی علیه السلام.

وقد وجدت ( شلسلة الأربعین حدیثاً )) التی أُعدت لتثقیف شرائح اجتماعیة لم تأخذ قسطها الکافی من التعرّف علی ما ینبغی الاطلاع علیه من مختلف مناحی الفکر الإسلامی الذی یساعدهم علی التقدم والرقی لیتعرفوا علی ما یجهلونه بلغة میسرة ، و من خلال الحدیث النبوی الشریف ، لِئلا تتدخل الحسابات المذهبیة فتحول دون استفادة أحد ، فالنبی الأعظم صلی الله علیه و آله نبی المسلمین یجب علیهم تصدیقه

ص :91

واتّباعه فیما أثر عنه ، مضافاً لِما تتمیز به لغة الحدیث الشریف من فهم و یسر فی التلقی لجمیع الشرائح.

فق وجدت هذه السلسلة أنّ موضوع الإمام المهدی علیه السلام محل حاجة و تطلع من قبل الکثیر من القرّاء الذکور والإناث ، الصغار والکبار ، المثقفین وغیر هم ، فکانت هذه الحلقة الخامسة تتکفل بتقدیم مجموعة من الأحادیث النبویة الشریفة الواردة فی الإمام المهدی علیه السلام .

فقد راعیتُ فی تبویبها و تقدیمها التسلسل لحروف الهجاء ؛ لأنّها تحوی عدة مواضیع یجمعها و یوحدها ارتباطها بالإمام المهدی علیه السلام فما کانت لتنتظم فی شیء أنسب من مراعاة التسلسل الحرفی ، بعد أن لم یکن من الهدف استیعاب جمیع ما ورد فی الإمام المهدی علیه السلام من الأحادیث النبویة الصحیحة ، کون ذلک مما یحتاج إلی عدة أربعینیات و لست بصددها فعلاً ، و إنّما الهدف من وراء هذه المحاولة – التی أتمنی أن تأخذ طریقها إلی التلقی والقبول کسابقاتها – رض بعض النقاط من خلال الأحادیث للتأکید علی موضوعة ال الإمام المهدی علیه السلام؛ لِئلا تُنسی أو تطرأ علیها عوامل التغییر والتحویر والخمول ، فیحصل تشویش للأفکار أو تشویه للحقائق التی یجب أن یحافظ کلٌّ من موقعه علی سلامتها و طراوتها ؛ لِئلا تخمل فی الذاکرة ، أو تخمد جذوتها فی القلب ؛ لیتسبب ذلک فی تشکیک البعض أو نفیه الحقائق ؛ لذا فیجب عرضها بدون ما تلبیس و خلط ، بل بموضوعیة و دقة لتترسخ أغلب ما رجعتُ إلیه من مصادر أو ما دوّنته من معلومات و حقائق ، مما یعتمده

ص :92

المسلمون کافة ، وقد حاولت الالتزام بذکر ما صححوه أو ما حسّنوه من الأحادیث ؛ لتکون الحجة أقوم وألزم .

ولو لم أجد لذلک کثیر جدوی بعد الاقتناع بتواتر الأحادیث ، کما یأتی بیانه یؤدی إلی الاطمئنان ، کما و إنّ لی شرف روایتها ، فهی مسنده متسلسلة و لیست منقولة عن المصادر بالوجادة فقط ، و هذا شیء قد یهتم به بعض القرّاء .

و رأیتُ أنّ من المناسی تقدیم بعض الحقائق و تقریرها موثقةً بالحدود التی تسمح بها طبیعة هذه الحلقة ، تجلیة للحقیقة و تأکیداً للواقع ، لِئلا یقولوا : (إِنَّا کُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِینَ )(1) ....، و لم أسترسل فی بعض الجوانب مراعاة للاختصار المناسب لمستوی بعض القرّاء ، کما و إنی بسطت القول فی جوانب أخری مراعاة لمستوی أولئک أیضاً ، والله ولی التوفیق .

( 1 )

إنّ مسألة ال الإمام المهدی علیه السلام و إمامة للأمة فروع مبحث الإمامة التی هی من أصول الدین والمذهب فیما یعتقده الإمامیة من المسلمین ، وقد دلّ علی لزوم الإمامة ووجوبها :

أولاً : الضرورة العقلیة .

فإنّ الإمامة بما تعنیه من وجود إمام معصوم یکون امتداداً للنبی الأعظم صلی الله علیه و آله

ص :93


1- سورة الأعراف : 172

إنّما یهدف من ورائها تقریب العبد من الطاعة فو تبعیده عن المعصیة ، و هذا ما یُسمّی فی علم الکلام ب___( اللطف ) وبه أثبتوا وجوب الإمام عقلاً علی الله تعالی ؛ فإنّ لوجود الإمام المعصوم تأثیراً کبیراً و مهماً فی تربیة الناس و توجیههم و تنشئتهم النشأة الصحیحة التی توجب حفظ الحیاة العامة و تنظیمها نظاماً صحیحاً یلائم الجمیع ، و یحفظ حقوقهم من دون حیف أو ظلم أو تجاوز من أحد علی أحد ، بل تسود الطمأنینة والأمان ویعیش الجمیع فی ظل العدل والإنصاف و یحیون حیاة کریمة ، و هو ما أراته التشریعات الإسلامیة و قررته الإرادة السماویة ؛ لیتسابق الجمیع فی مضمار الحیاة ، ثم یجزی الله تعالی کلاً بعمله یوم القیامة ، فإذا خلا عصر من وجود الإمام المعصوم لَانتقضَ الغرض الذی من أجله خُلق الجن والإنس بل الکائنات بأجمعها ، و نقض الغرض مستحیل فی حقّه تعالی ، کما أنّ غیر المعصوم لا یؤدی الغرض ، لإمکان حدوث المعصیة أو السهو أو الغفلة منه ، و هو ما یوجب انکماش الناس عنه و عدم القبولهم منه فیما یؤدیه إلیهم عن النبی الأعظم عن الله تعالی ، و هذا فی حد ذاته نقض للغرض من بعثة الأنبیاء و إرسال الرسل ، فلابد للإبقاء علی الغرض و تحقیق الهدف المرجو من وجود قائم لله تعالی بأمره یتمیز بما لا یوجد عند غیره و هی العصمة .

ثانیاً : النصوص الصحیحة من النبی صلی الله علیه و آله علی تعیین أشخاص الأئمة ، و معلوم أنّه صلی الله علیه و آله : (وَ مَا یَنطِقُ عَنِ الْهَوَی * إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْیٌ یُوحَی )(1) ....، وسیأتی التعرض لبعضها ضمن الأربعین حدیثاً الآتیة إن شاء الله تعالی .

ص :94


1- سورة النجم : 3 – 4

( 2 )

إنّ ولادة الإمام المهدی علیه السلام ووجوده فی الدنیا أمر مسلّم و متفق علیه لتصریح المصادر التاریخیة بذلک(1) ، ولو جود نوّاب و کلاء عنه علیه السلام و هم معروفون بین الناس و علی علم السلطات آنذاک ، فلو لم یکن وجود الإمام علیه السلام أمراً صحیحاً معترفاً به من جمیع الطبقات لَما صمد نوابه طوال سبعین سنة تقریباً ( من سنة 260ه حتی سنة 329 ه ) ، و هی مدة الغیبة الصغری التی کانوا یقومون فیها بدور السفراء بین الإمام المهدی علیه السلام والمؤمنین ، و کان دورهم هذا مشاهداً و مسموعاً لجمیع الولاة فی مختلف الأجیال ممن الولاة والقضاة و سائر الناس بمختلف أجناسهم و معتقداتهم ، و لا یعقل وجود مانع عن تداخل السلطات للتصحیح لو کان هناک ما یوجبه ؛ لأنّ زمام الأُمور بید السلطات سواء التشریعیة أو التنفیذیة فلا یقف دونها شیء ، مما یؤکد حقیقة وجودة علیه اسلام و إلا لتلاشت الفکرة وانعدمت بموت القائمین علیها والدعین لها ، بینما نجد أنّها لازالت بین الناس لا یستطیع أحد من المنصفین إنکارها و جحودها ، بل الدلائل قائمة والشواهد دالة علی أنّ ال الإمام محمّداً المهدی علیه السلام قد وُلد فی الخامس عشر من شهر شعبان عام 255 ه

ص :95


1- ینظر : کتاب ( الکامل فی التاریخ ) لابن الأثیر الجرزی التوفی 630ﻫ ، ( مطالب السؤول مناقب آل الرسول ) لمحمد بن طلحة الشافعی المتوفی 652 ﻫ ، ( وفیات الأعیان لابن خلکان ) المتوفی 681ﻫ، ( الفصول المهمة فی معرفة آحوال الئمة ) لابن الصبّاغ المالکی المتوفی 855ﻫ، ( الأئمة الاثنی عشر ) اشمس الدین بن محمد بن طولون المتوفی 953ﻫ، کمثال للمصادر . و ینظر : کتاب المهدی الموعود للمرحوم الحجة الشیخ نجم الدین العسکری : 1/ 182 – 226 . فقد ذکر ستة وستین مصدراً لذلک ، و لعل المستقرئ للتاریخ یجد المزید . ( م . ص )

فی سامراء من أبوین معروفین علی صعید عام .

فأبوه هو الحسن بن علی العسکری علیه السلام المولود عام 232ه والمتوفّی سنة 260ه ، و هو الإمام الحادی عشر من أئمة المسلمین ، و شأنه أعلی وأجلی من یُخفی بعد أن نصّ علی إمامة جدّه رسول الله صلی الله علیه و آله، کما سیأتی ضمن الأربعین حدیثاً الآتیة إن شاء الله تعالی ، فهو شخصیة حقیقة واقعیة لیست بأسطورة أو خیال .

و أمّه هی نرجس ، أمَة رومیة اشتُرت للإمام الحسن بن علی العسکری علیه السلام ، بما روی من کیفیة شرائها والمتولی لذلک ، و أنّها من سلالة قیصر ملک الروم ، و من ذریة شمعون أحد حواری عیسی علیه السلام.(1)

والجدید بالذکر أنّ التاریخ قد حفظ لنا أسماء و تاریخ حیاة نوابه ( رضی الله عنهم ) ووکلائه ، بل و حتی أماکن دفنهم عن حصیلة تقییم المؤرّخین لهم ، فهم :

1-عثمان بن سعید العمری .

2-محمد بن عثمان بن سعید الحمری المعروف بالشیخ الخلانی ، وقد عرف محل قبره بذلک أیضاً .

3-الحسین بن روح النوبختی .

4-علی بن محمّد السمری .

ص :96


1- ینظر : کمال الدین للشیخ الصدوق : 417 ب 41 ( ما روی فی نرجس...) الإرشاد للشیخ المفید : 2/ 339 ، الغیبة للشیخ الطوسی : 208 ح 178 ، فیض القدیر للمناوی : 6/ 361 رقم 9241 ، وفیات الأعیان لابن خلکان : 4 / 176 رقم 562 .

و هم معروفون بالجلالة والوثاقة والسمعة الطیبة لدی الناس ، والأخلاق الفاضلة معهم ، و حسن السیرة فیهم ، والأمانة والورع والصدق والتدیّن ، و سائر ما یُمدح به الإنسان .

إذن فلم تبقَ مسألة الاعتقاد بوجود الإمام المهدی علیه السلام و حیاته من المسائل الجانبیة الثانویة التی لا نصیب لها من الواقع ، بل هی مسألة مهمة جداً تتحرک من خلال عدة قضایا حیایة و حیویة .

کما و لم تبقَ مسألة محدودة یبحثها عدد محدود ، بل واسعة الانتشار و لها أثر فعّال فی جمیع مفاصل الحیاة ، فتعدت مرحلة التنظیر وبدت منذ عهد الرسول الأعظم صلی الله علیه و آله عهداً جدیداً قد أعدّ صلی الله علیه و آله أمته للاستعداد لولده المهدة المنتظر علیه السلام .

والملاحظ أنّه قد اهتم المسلمون و غیرهم فی عصرنا الحاظر أکثر بذلک الحدث المهم ، فبدأوا یتحرکون لمعرفة تفاصیل أکثر عن الإمام المهدی علیه السلام ، و یتطلعون لمزید من أخباره ، و یتداولون ما یما یُبحث حوله من البحوث أو ما یُنتج من الأفلام أو ما یُنشر عبر الإنترنیت ، و حتی أنّ کلّ فرد تابَعَها و تفاعَل معها بطریقته الخاصة أو الکتاحة له ، و بالتالی تنوعت الوسائل و تعددت ، و لم تقتصر علی طابع معین ، بل دخلت فضاءات واسعة و منها إنتاج بعض الأفلام التی تحکی قصة السیّد العظیم والمنفذ والمخلّص والمنتصِر ، و محاولة معالجة الموضوع من زوایا مختلفة ؛ تحسباً لحدوثه و حصول ما یُقلق أوضاع المستکبرین ، فکانت هذه الخطوات الاستباقیة من أجل دراسة ردود الأفعال ، و کیفیة التعامل مع الحدث ، و طریقة السیطرة علیه عسکریاً أو إعلامیاً أو بغیر ذلک ، و هذا مما یلزم الجمیع أن یتحرکوا

ص :97

فیتعرّفوا فیتعرّفوا لیصلوا إلی قناعة ترتکز علی أحادیث جدّه الرسول الأعظم صلی الله علیه و آله الذی نوّه عن ولده المهدی علیه السلام وأعطی بعض الإشارات تارکاً التفاصیل لِما یجری فی وقته بإذن الله تعالی ، وسیبقی هذا التنویه و ما یستجِر من متابعة و اهتمام من قبل المسلمین و غیرهم من المنصفین حتی یظهر بإذن الله تعالی دون أن تحدد مداه وسائل المنع والتعتیم بعد ما کان قضیة العصر الکبری ؛ لأهمیتها من حیث مادتها و مردودها وما تعنیه من انتصار الحق واندحار الباطل ، فکان الاهتمام بالتعامل معهاکواقع مؤکد ولیس فرضیة محتملة . و علیه فمن العجیب توقع ولادة المهدی المنتظر مستقبلاً(1) ، مع أنّ وجوده الفعلی متفَق علیه بین المسلمین عامة کما تقدم ، حتی قد ورد فی کثیر من المصادر(2) مشاهدة بعض المؤمنین له علیه السلام أیام حیاة أبیه الإمام الحسن بن علی العسکری علیه السلام ، و بعدها عندما صلّی علیه السلام علی جنازة أبیه علیه السلام مما یوجب القطع بولادته و حیاته حتی جرت تلک الحوادث الیومیة وورواها مشاهدوها .

( 3 )

قد ادّعی الکثیر قدیماً و حدیثاً ، و فی متلف البقاع الإسلامیة و غیرها المهدویة ، و لکنها دعوة عاریة عن الصحة و یعوزها الدلیل ، بل الدلیل قائم علی زیفها ، فإنّ المتسالَم علیه أنّ الإمام المهدی علیه السلام هو محمّد بن الحسن العسکری

ص :98


1- ینظر : مقال ( عقیدة أهل السُنّة والأثر فی المهدی المنتظر ) للشیخ عبد المحسن بن حمد العباد المنشور فی جملة الجامعة الإسلامیة – المدینة المنورة / العدد 3 / السنة الأولی ذوالقعدة 1388ﻫ / 1967 م . ( م . ص )
2- ینظر : ینابیع الم.دة للقندوزی الحنفی : 3 / 323 – 327 ب 82

ابن علی الهادی ابن محمّد الجواد ابن علی الرضا ابن موسی الکاظم ابن جعفر الصادق ابن محمّد الباقر ابن علی السجاد ابن الحسین الشهید ابن أمیر المؤمنین علی بن أبی طالب علیه السلام(1) فهو الإمام الثانی عشر و خاتم أوصیاء النبی الأعظم صلی الله علیه و آله .

و هو الولد الوحید لأبویه ، ولم یُعرف له زوجة أو ولد ، ولم یشاهده الملأ العالم فی الغیبة الکبری .

و هو المعروف بعدة ألقاب منها : الحجّة ، القائم ، المهدی ، المنتظر ، صاحب الزمان ، إمام العصر ، الغائب ، المصلح ..... .

و هوالذی إذا خرج وظهر دانت له العباد والبلاد ، و تمکن تمکناً تاماً بإذن الله تعالی من نشر دعوته الإسلامیة والسیطرة التامة والنفوذ الذی لا یشوبه شیء ، و ذلک بتأیید الله تعالی و تسدیده ؛ لأنّه خاتم الأوصیاء الذی تتاح له الفرصة الکاملة لإحکام السیطره الإسلامیة و تطبیق الأحکام الشرعیة ، بینما لم تکن الفرصة الکاملة مؤاتیة لآبائه و أجداده علیهم السلام ؛ للظروف القاهرة التی عاشوها ، و لطبیعة تفکیر المجتمع و ما یحکمه آنذاک من أعراف و تقالید ، أوجبت محدودیة فی التکفیر و ضیقاً فی الأفق ، مما یجعل المهمة شاقة ، بل و من غیر المناسب البدء بتنفیذ کثیر من الإصلاحات الجذریة المرجوة ، بل یکفی الحفاظ علی المظهر العالم للإسلام والتزاید السکانی للمسلمین والتواسع الجغرافی للبلاد الإسلامیة ؛ لأنّه الأهم فی ذلک الظرف الحساس .

ص :99


1- ینظر : ینابیع المودة : 3 / 347 ب 86 ، غالیة المواعظ للآلوسی : 78 ، فرائد المسطین للحموینی الجوینی : 2 / 321 ح 572 ، 2 / 325 ح 575 ، مطالب السؤول للشافعی : 479 ، تذکرة الخواص لابن الجوزی : 325 ، وفیات الأعیان لابن خلکان : 4 / 176 رقم 562 ، لمعرفة أنّه علیه السلام محمّد المهدی بن الحسن العسکری من ذریة الحسین الشهید علیه السلام.

و غیر ذلک من صفات و مشخصات یتبین معها ریف ادّعا المدعین ، فإنّه لم یُنقل عن أحد منهم بعض هذه الصفات دو القابلیات المتمیزه حتی یمکن قبول دعواه أو التسلیم بصحتها ، بل من المؤکد أنّ عوامل نفسیة ، و سیاسیة ، و اقتصادیة ، و اجتماعیة ..... قد دعت و هیأت لذلک ، فإنّ الملاحظ أنّ غالب الدعاءات تطفو عقیب الأزمات والحروب و ما تخلفه من بطالة و تعطل و فراغ فکری و انهزام نفسی من الداخل ، مما یلجئ صاحبه إلی سلوک طرق بعیدة و اتخاذ أسالیب و تدابیر معینة ؛ لملء عذا الفراغ و إشغاله ، و إلهاء المجتمع فی قضایا جانبیة لا تهمه إلا أنّها تصرفه عن التوجه الصحیح وفق الموازین الشرعیة المعتمدة علی الکتاب والسُنّة .

و لمّا کان هذا الفراغ والأزمات.. من الأسباب المهیئة ، فکان طبیعیاً أن یکثر المدّعون ، و تتوسع الرقعة التی یبثّون منها أفکارهم و أوهممهم.

وعلی الواعین العمل من أجل تحدید دائرة تلک الرقعة ، بل بذل الجهد لترشید الأفکار و تصحیح العتقادات الواهمة ؛ لِئلا تتلوث الأجواء العامة بسموم تلک الأفکار والأوهام.

( 4 )

قد ثبت عدم صحة ما رُوی من أنّ المهدی من ذریة الحسن البسط علیه السلام فإنّ هذا المضمون وارد فی ثلاث روایات ، و لکنّها مخدوشة سنداً و متناً و دلالةً ، و أکتفی بالإشارة إلی بعضها(1) ، و هی :

ص :100


1- ینظر : کتاب ( الإمام المهدی و أدعیاء المهدویة ) للعلّامة السیّد عدنان البکّاء : 1 / 57 – 60

ما رواه أبو داود ، قال :

(( حدﱢثتُ عن هارون بن المغیرة ، قال : حدّثنا عمرو بن أبی قیس ، عن شعیب بن خالد ، عن أبی إسحاق ، قال : قال علی ( رضی الله عنه ) و نظر إلی إنّ ابنی هذا سیّد کما سمّاه النبی صلی الله علیه و آله ، و سیخرج من صلبه رجل یسمی باسم نبیکم یشبهه فی الخُلُق و لا یشبهه فی الخَلْق ، ثم ذکر قصة : یملأ الأرض عدلاً ...... ))(1) .

أ _ فأمّا الخدش فی السند :

فیکفینا ما قاله المنذری : ( هذا منقطع ، أبو إسحاق السبیعی رأی علیاً علیه السلام رؤیة )(2) ، بل قد ( اختلط بأخرة )(3) أو ( شاخ ونسی کما قال الإمام الذهبی ، و سمع منه سفیان بن عیینة فی حال شیوخته ، فروایته عنه غیر جیدة ؛ و لذلک لم یُخرّج الشیخان من طریقه شیئاً عنه )(4) ؛ و لذا صُرّح بضعفها سنداً(5) مما یسقطها عن الحجیة .

ب _ فلأنّه لا وثوق بصحة المنقول ، لسببین :

أولاً : لاحتمال التصحیف فی الکتابة والاشتباه فی الخط ؛ لأنّ الخلط بین کتابة کلمتَی الحسن والحسین أمر ممکن ، بل واقع والشواهد کثیرة(6) .

ص :101


1- سنن أبی داود : 2/ 311 ح 4290 ( کتاب المهدی ).
2- عون المعبود : 11/ 257
3- تحریر تقریب التذهیب : 3/ 99 رقم 5065 .
4- المصدر نفسه : 3/ 99 رقم 5065
5- مشکاة المصابیح العمری التبریزی : 3 / 268
6- مثلاً ذُکر فی کتب النسب أنّ زید بن علی بن الحسین علیه السلام قد وُلد له أربعة : بنین : یحیی ، والحسین ، و عیسی ، و محمّد فقط ، و لکن یجد المتتبع أنّه قد ذُکرت روایة فی کتاب ( التذهیب للشیخ الطوسی قدس سرة:80/7 رقم 343 ) جاء فی سندها : ( عن عبدالله بن الحسن بن زید بن علی بن الحسین...) ، مع أنّ من المطمأن به حصول تصحیف و خلط بین کلمتی الحسن و الحسین ؛ للتشابه الکبیر بین الکلمتین من حیث الخط ، و لا یمکن ادّعاء وجود ولد آخر لزید اسمه الحسن لِما أثیه النسّابون ، و من یلاحظ موسوعة معجم رجال الحدیث لآیة الله العظمی السیّد الخوئی قدس سرة:4/ 345 ، 5 / 244 یجد أمثله أخری . ( م . ص )

و ثانیاً : لِما ذُکر فی حال أبی إسحاق السبیعی من أنّه قد تقدم به العمر فصار ینسی ، مما یُقرّب احتمال اشتباهه ، و من غیر الخفی أنّ الکتابة تخضع – أحیاناً – للزیادة أو النقیصة وفقاً لمیول الناسخ ( الکاتب ) أو المنسوخ له ( المکتوب لأجله ) ، فتتحکم فی النص المکتوب و تتغیر الحقائق و تتبدل الوقائع ... و هذا أمر غیر مستبعد حتی یومنا هذا ، ممّا یوجب دراسة متأنیة للنصوص و معرفة ملابساتت صدورها و أجواء تدوینها و نشرها و غیر ذلک مما یساعد علی معرفة الصحیح و تمییزه عن السقیم ، و إلّا فیقع الاشتباه و یستغله – کما هو الحال – بعض الأشخاص أو الجهات ؛ لیروﱢج أنّ المهدی من ذریة الإمام الحسن البسط علیه السلام ؛ تحقیقاًلأغراضهم الشخصیة ولو من الزعامة الدینیة والظهور علی الساحة علی حساب الحقیقة والتضحیة بالثوابت مما یکشف عن قلة الورع والعیاذ بالله.

ج____ و أمّا الخدش فی الدلالة :

فباعتبار وقوع التعارض بین هذه المضمون الوارد فی ثلاث روایات فقط – فهو من أخبار الآحاد – و بین ما دلّ علی أنّ المهدی علیه السلام من ذریة الأمام الحسین الشهید علیه السلام الوارد فی روایات متظافرة و بمختلف طرق البیان و المناسبة الداعیة ، و لم یُخدش

ص :102

فیها بما خُدش فی معارضها ؛ و عندها فتتقدم الروایات المتظافرة علی الآحاد و یکون ما دل علی أنّ المهدی من ذریة الحسین الشهید علیه السلام هو المتعین بلا معارض ، و لا سیما و أنّه مروی عن الإمام أمیر المؤمنین علی بن أبی طالب علیه السلام ، و ولدیه الإملمین الحسن والحسین علیهما سلام ، و سلمان ، و حذیفة ، و عبدالله بن العباس رضی الله عنهم .

وواضح الفرق الکبیر بین أُولئک المغمورین ، بل المطعون علیهم بالضعف أو الدس ، و بین هؤلاء المعروفین المشهود بحقهم بأعلی درجات المدح و الثناء.

کما یُضاف لذلک شهادة غیر واحد من المحدّثین والمورّخین مثل : محمّد بن طلحة الشافعی فی کتبه ( مطالب السؤول ) ، و سبط ابن الجوزی فی کتابه ( تذکرة الخواص ) ، والآلوسط فی کتابه ( غالیة المواعظ ) ، و غیرهم بأنّ نسب المهدی علیه السلام ینتهی إلی الإمام الحسین الشهید دون أخیه الإمام الحسن المجتبی علیه السلام(1).

و یبدو أنّ للمیول الشخصیة والاتجاهات السیاسیة الدور الکبیر فی الترویج لکون المهدی علیه السلام من ذریة الإمام الحسن علیه السلام و لیس الإمام الحسین علیه السلام؛ حتی شاع ذلک ککا أوجب أن یسأل جابر الجعفی ، فقال :

(( قلتُ للباقر علیه السلام: یا بن رسول الله ، إنّ قوماً یقولون : إنّ الله تعالی جعل الإمامة فی عقب الحسن علیه السلام ! قال : یا جابر ، إنّ الأئمة هم الذین نصّ علیهم رسول الله صلی الله علیه و آله بإمامتهم و هم اثنا عشر . و قال صلی الله علیه و آله : لمّا أُسری بی أوّلهم علی وسبطاه – أی سبطا

ص :103


1- ینظر : مطالب السؤول : 479 ، تذکرة الخواص : 325 ، غالیة المواعظ : 78

رسول الله و هما : الحسن و الحسین – و علی ومحمّد وجعفر وموسی وعلی ومحمّد وعلی والحسن ومحمّد القائم الحجّة المهدی علیه السلام و تنفس الصعداء(1) ، و قال – الإمام الباقرعلیه السلام - : إنّ الأمة لا یعلمون بکلامهم ربّهم الذی أوجب المودة فینا علیهم ))(2) .

و هذا ما یؤکد أنّ نشر ذلک وبثه بین طبقات المجتمع لم یکن عفویاً ، بل کان لحساب مخططات تؤدی إلی ترک الأمة العمل ربّها تعالی ، فکان جواب الإمام الباقر حاسماً من حیث لزوم العمل بما قاله رسول الله  و عدم ترکه ؛ لأنّه نص جلی لا یحتمل التأویل ، مضافاً إلی ذکره علیه السلام لِما قاله جدهصلی الله علیه و آله ، بما یدل علی إرادة إنقاد الأمة من ورطة المخالفة ، کما یدلّ علی تورط البعض بالمخالفة فعلاً ، الأمر الذی یوضح أنّ هذه المرویات والادعاءات کانت ولیدة ظروف هُیأت لها ، و أشخاص دعموها لصرف الأنظار عن أصحاب الحق الشرعی و هم الأئمة من ذریة الحسین الشهید علیه السلام ، و حیث إنّها الآن ، بل و قبل الآن أصبحت فکرة بائدة ورأیاً مهجوراً لا قیمة له ، فقد تلاشت الفکرة وانعدمت و انقرضت – والحمدلله -؛ لأنّه لم تبقَ الظروف مهیمنة و لا الأشخاص الذین دعموا بمستوی التأثیر والتغییر ، کما أنّه – والحمدلله – لم یبقَ أحد یصدّق مثلها ؛ لقیام الأدلة علی کذبها و انقطاع

ص :104


1- الصعداء : التنفس الطویل من هم أو تعب
2- ینابیع المودة : 3 / 249 ب 71 ح 44 . یشار إلی أنّه و إن ورد فی هذه النسخة بلفظ : ( لا یعلمون ) ، لکن یبدو أنّ الأصح : ( لا یعلمون ) ؛ کونه  لیس فی مقام التعذیر لِمَن خالف قوله تعالی : (قُل لَّا أَسْأَلُکُمْ عَلَیْهِ أَجْرًا إِلَّا الْمَوَدَّةَ ) [ سورة الشوری : 23 ] ، بلل فی مقام التوبیخ و بیان أنّ ما حصل هو نتیجة متوقعة لعدم العمل بالقرآن . ( م . ص )

الدعم عنها ، فقد اندثرت و أمست من الماضی السحیق ، شأنها الکثیر من الدعاوی الفارغة والاشتباهات الحاصلة لبعض الأفراد .

و کان الهدف من إیرادها و مناقشها لیوقن القارئ بتدنی مستواها فتفقذ الجو الملائم لعرضها بعد إسقاطها علیماً ، ثم لیحذر من التورط بمثلها هو أو غیره ممن یمکنه إنقاذه من هذه الأوهام والتناقضات ، مضافاً لأسباب منهجیة تقتضیها طبیعة البحث التاریخی .

( 5 )

کما أنّه لا صحة لِما روی من أنّ : ( المهدی من وُلد العباس عمّی )(1) .

أولاً : لمعارضته مع ما ورد عنه  :

(( المهدی منی ))(2) .

(( المهدی رجل من وُلدی...))(3).

بما یعنی انتساب المهدی علیه السلام مباشرة إلی الأعظم صلی لاله علیه و آله لقوله صلی الله علیه و آله : (( منی ، أو من ولدی ..)) الدال علی الولادة ، و لا یصح التعبیر عن أولاد العم ب___(منی ، من ولدی ) للاختلاف المعروف فی عمود النسب کما هو واضح.

ثانیاً : قد عقب الحافظ والمحدّث المشهور الدار قطنی المتوفّی سنة 385ه__

ص :105


1- ینظر : عون امعبود للعظیم آبادی : 11/ 252 ، الجامع الصغیر للسیوطی : 2 / 672 رقم 9242 ، تاریخ مدینة دمشق لابن عساکر : 53/ 414.
2- ینظر : سنن أبی داود : 2/ 310 ح 4285 ، الجامع الصغیر للسیوطی : 2 / 672 رقم 9244
3- ینظر : الجامع الصغیر : 2 / 672 رقم 9245 ، کنز العمال الهندی : 14 / 264 رقم 38666

علی هذا الحدیث – المزعوم – ( بأنّه حدیث غریب تفرّد به محمّد بن الولید مولی بنی هاشم )(1) .

کما ذکر الیسوطی المتوفّی سنة 911ه__ : ( و أخرج ابن عدی من حدیث عثمان مرفوعاً : (( المهدی من وُلد العباس عمّی )) تفرّد به ممّد بن الولید مولی بنی هاشم و کان یضع الحدیث )(2).

إذن فکیف یمکن الاطمئنان بصدور الحدیث ؟ فضلاً عن صحته و واقعیته إذا کان الراوی له واحداً متفرداً بروایته ، بل هو وضّاع للحدیث ؟!

ثالثاً : قد رُوی عن وهب بن منبه ، أنّه یقول : عن ابن عباس – أی عبدالله -، أنّه قال : (( یا وهب ، ثم یخرج المهدی . قال : من وُلدک ؟ لا ، والله ما هو من وُلدی ، و لکن من وُلد علی ، و طوبی لمن أدرک زمانه ، و به یفرّج الله عن الأمة حتی یملأها قسطاً وعدلاً ))(3).

وهذه شهادة مهمة من حبر الأمة عبدالله بن عباس تؤکد أنّ المهدی علیه السلام لیس من وّلد العباس ، بل هو من وُلد الإمام علی بن أبی طالب علیه السلام ، و لا تضرها روایة وهب بن منبه لها ؛ لأنّه إنما تُرد روایته إذا أُنکر مضمونها ولم یُعرف من روایة غیره له ، لکن لو کان مما تدعمه الأحادیث المتظافرة المعتبرة ، فیحتج بها لحصول الاطمئنان بصدورها والوثوق بصحة مضمونها(4) .

ص :106


1- ینظر : الحاوی للسیوطی : 2/ 165
2- ینظر : تاریخ الخلفاء للسیوطی : 272
3- ینظر : الغیبة للشیخ الطوسی : 114 ، بحار الأنوار : 51/ 76 ح 31
4- ینظر حول وهب بن منبه : قاموس الرجال للتستری : 10 / 454 رقم 8120

رابعاً : قد رُوی عن سیف بن عمیرة ، أنّه قال :

(( کنتُ عند أبی جعفر المنصور فسمعته یقول ابتداء من نفسه : یا سیف بن عمیرة ، لابد من مناد ینادی باسم رجل من وُلد أبی طالب من السماء ، فقلت : یرویه أحد من الناس ؟ قال : والذی نفسی بیده لسمع أُذنی منه یقول : - أی الإمام الباقر علیه السلام کما سیصرح باسمه – لابد من منادٍ ینادی باسم رجل من السماء.

قلت : یا أمیر المؤمنین ، أنّ هذا الحدیث ما سمعت بمثله قط . یا سیف ، إذا کان ذلک فنحن أول مَن یجیبه ، إنّه أحد بنی عمنا ، قلت : أی بنی عمک ؟ قال : رجل من ولد فاطمة سلام الله علیها، ثم قال : یا سیف ، لو لا أنی سمعت أبا جعفر محمّد بن علی(1) یحدّثنی به ، ثم یحدّثنی به أهل الدنیا ما قبلت منهم ، و لکنه محمّد بن علی ))(2).

و هذه الروایة صریحة فی نفی أن یکون المهدی من وُلد العباس عمّ النبی صلی الله علیه و آله ، إذ لو ثبت ذلک لکان الخلیفة العباسی المنصور أولی بالتشبث والتبجح به ، بینما نجده یصرّح بأنّه من وُلد أبی طالب ویروی النص علی أنّه المهدی من وُلد فاطمة ، و إن حاول التمویه بتسمیة ولده وولی عهده بمحمّد المهدی ، لیطابق الحدیث الشریف (( اسمه اسمی )) و ما ورد فیه ذکر المهدی ، و لکنها محاولة غیر ناجحة ، بل قد ورد عنه ما یبررها کما یأتی لاحقاً .

خامساً : قد ذکر أبو الفرج الإصفهانی :

(( بأنّ مسلم بن قتیبة قال : أرسل إلیّ أّو جعفر – أی المنصور – فدخلتٌ علیه ،

ص :107


1- أی الإمام الباقر علیه السلام
2- ینظر : الإرشاد للشیخ المفید : 404 ، الغیبة للشیخ الطوسی : 265 ، بحار الأنوار : 52/ 288 ح 25

فقال : قد خرج محمّد بن عبدالله و تَسمّی بالمهدة ، و الله ما هو به ّ و أخری أقولها لک لم أقلها لأحد قبلک ، و لا أقولها لأحد بعدک ، وابنی – والله – ما هو بالمهدی الذی جاءت به الروایة ولکنی تیمنت به و تفاءلت به ))(1).

وهذه کسابقتها تؤکد عدم انتساب المهدی العباس ، و إنّما هو ما جاءت به الروایة ، و معلوم أنّها جاءت بأنّ المهدی  من الإمام علی بن أبی طالب علیه السلام و من ذریة ولدة الإمام الحسین الشهید علیه السلام ، والاکتفاء ب___( الذی جاءت به الروایة ) و عدم التصریح دلیل وضوحها و معلومیتها ؛ حتی لا یجد نفسه باجة لإیرادها ، بما یظهر أنّ المصالح والمطامع الشخصیة تتحکم لتوظّف النصوص وفق میولها و رغباتها ، و تتدخل لتحرّفها عمّن وردت فیه بدون اهتمام بالحقائق و نقائها ، وبلا وعی لِما یفرزه ذلک من تجرء علی الدرس والوضع فی الأحادیث الشریفة ، و تزییف الواقع الناصع الصحیح ، و ما یترتب علی ذلک من انطلائه علی السذّج من الناس.

و من المعلوم أنّ مسألة المهدی قد استُغلت فی کثیر من الأوقات لتهدئة الثورات أو إثارتها و تأجیج العواطف الشعبیة التی تتأثر بذه المسألة کثیراً ، فقد کان یُطلق المهدی علی کلّ ثائر ولو لم یکن منتسباً لآل محمّد صلی الله علیه و آله .

کما کان یُطلق المهدی و یروﱠج لاسمه لِما من أثر کبیر فی السیطرة علی الأزمات السیاسیة التی تعصف ببعض المجتمعات ، و لِما له من أثر فعّال فی امتصاص آثار الثورات و ما یصابحها من إعلان عصیان و تمرد ، فکان یسطیر علی ذلک کله و غیره باستعمال ورقة رابحة تستقطب ولاء الجمیع ، إذ یُستفاد من صلة

ص :108


1- مقاتل الطالبیین : 167 . و یحسبن أیضاً مراجعة البدایة والنهایة لابن کثیر : 10 /151

القربی بین الإمام المهدی علیه السلام و بین النبی الأعظم صلی الله علیه و آله و تُوظﱠف للمصالح الشخصیة و إن استلزم طمس الحقیقة والتغریر بالناس.

کما أنّها قد استُغِلﱠت مسألة المهدی فی وقت ما کمحاولة یائسة لإضفاء طابع الشرعیة علی تولی من لم یکن مؤهلاً للخلافة ؛ لأنّ ماضیه و حاضره یحفلان بعکس ما یمیله خط الخلافة من التزام و وقار ، و قد جُنّد الرواة المأجورون ، کما بُذلت الأموال الطائلة فی سبیل تحقیق ذلک ، و قد تمّ للأسف وانخدع به البعض .و لعل من یتابع الأحداث یجد أنّ الأمر یُقصد من ورائه إخفات الأضواء و سحب الأنظار المتجهة صوب أمیر المؤمنین علی بن أبی طالب علیه السلام و أولاده علیهم السلام بما أنّهم المنصوص علیهم من قبل الرسول الکریم صلی الله علیه و آله ، و هو وما یثیر حساسیة بعض الأطراف ممن لا یرغب باجتماع النبوة والإمامة فی قریش ، و لا یطیقه .....

سادساً : عدم الاطمئنان بصدور ذلک منه علیه السلام ، لِما یمتاز به الأسلوب النبوی من البلاغة والفضاحة والبعد عن التکلف ، بینما نجد أنّ کلمة ( عمّی ) لا تخلو من إقحام ، بما یشیر إلی إصرار مسبق علی زرع مفهوم معین و إشاعته جماهیریاً و إشباع الأجواء العامة به ؛ لینتشر و یتلقاه الناس کإحدی المُسلَّمات التی لا نقاش حولها ، لکن لو تأملنا فی (( المهدی من وُلد العباس )) لو جدنا الکلام تامّاً بلا موجب لإضافة ( عمّی ) لعدم وجود منافس له و لا أقل فیمن تتوقع له قیادة الأمة ، فالتعقیب ب__( عمّی ) مشعر بالزیادة ، و لا سیّما و أنّه لو قیل (( من وُلد عمّی العباس )) لکان أقرب لسلاسة العبارة و عفویتها و ما تقتضیه قواعد البیان العربی أدائیاً و بلاغیاً .

ص :109

تعقیب و تقییم :

إنّه لم یستطع أحد من مدّعی المهدویة أو اُدعیت له إثبات ما ادّهاه ، بل لم یصمد طویلاً ، و سرعان ما ارتد علی عقبیه و خاب فی سعیه ، و بقیت الأدلة الحاسمة والبراهین المقنعة تدعم موقف الإمامیة الثنی عشریة المعتقدین بإمامة المهدة محمّد بن الحسن علیه السلام دون سواه .

و لا یهم بعد ذلک ما یُثار هنا و هناک من أسئلة عن مدی جدوی وجوده مع غیابه ؛ لأنّ رسول الله صلی الله علیه و آله أجاب بأنّ الاستفادة منه کالاستفادة من الشمس أیام الشتاء عندما یحجبها الغیم ؛ إذ لا ینکر عاقل بل الإنسان فعالیة تأثیر الشمس و أهمیتها سواء بان قرصها أم لا ، و کذلک الإمام المهدی علیه السلام یؤدی دوره الإصلاحی و ینتفع به الناس سواء شاهدوه أم لا ؛ بعد عدم انحصار إفادته أو الاستفدة منه بالمشاهدة والتلقی المباشر ، و لا یُلام أحدٌ فی ذلک سوی المنتسبب فی غیبته علیه السلام ، إذ کنتبوا الطریق وانحرفوا فکان الظلم متفشیاً حتی لا یأمن الفرد علی حیاته ، فکان لزاماً مراعاة الأهم وهو فظ وجوده علیه السلام حتی یأذن الله تعالی له بالخروج للإصلاح.

( 6 )

إنّ عقیدة المهدة المصلح تقوم علی أساس ظهوره آخر الزمان بعد استیاء الحال و غلبة الجور ، کما تقوم علی أنّه الإمام الثانی عشر من أوصیاء رسول الله صلی الله علیه و آله المنصوص علیهم ، بینما نجد أنّ محمّد بن عبدالله – المشار إلیه فی محادثه المنصور مع مسلم بن قتیبة والملقب بذی النفس الزکیة – ثار ثم قُتل سنة

ص :110

145ه__(1) ، فکیف یمکن أن یکون هو المهدی المصلح الموعود عام 255ه___ و لا زال حیاً بإذن الله تعالی لحد الآن ؟! مع موت محمّد ذی النفس الزکیة ، و عدم النص علیه من قبل رسول الله صلی الله علیه و آله ؛ حیث عیّن صلی الله علیه و آله أنّ الإمام الحسن البسط علیه السلام هو الإمام بعد أبیه أمیر المؤمنین علی بن أبی طالب علیه السلام، و من بعد الإمام الحسن علیه السلام أخوه الإمام الحسین علیه السلام ، و لم یکن أحد من ذریة الإمام الحسن البسط علیه السلام منصوصاً علیه بالإمامة کما تقدم بیانه ، و محمّد بن عبدالله ذو النفس الزکیة – هذا – هو الحفید الثانی للإمام الحسن البسط علیه السلام فلا یمکن أن یکون هو المهدی ؛ لأنّه من ذریة الإمام الحسین علیه السلام.

وقد وج__ﱢﻪ سؤال لإبراهیم بن عبدالله بن الحسن و هو أخ لمحمّد ذی النفس الزکیة – هذا – عن أمر أخیه و هل هو المهدی دو لا ؟ فقال :

(( إنب المهدی عِدةٌ من الله تعالی صلوات الله علیه وَعَده أن یجعل من أهله مهدیاً لم یُسمّ بعینه و لم یُوقّت زمانه ، وقد قام أخی لله بفریضة علیه فی الأمر بالمعروف والنهی عن المنکر، فإن أراد الله تعالی أن یجعله المهدی الذی یُذکر فهو فضل الله یمنّ به علی من یشاء من عباده ، وإلّا فلم یترک أخی فریضة الله علیه لانتظار میعاد لم یُؤمر بانتظاره ))(2).

ص :111


1- ینظر : تاریخ الطبری : 9/ 288 ، الکامل فی التاریخ لابن الأثیر : 5/554، مقاتل الطالبیین لأبی الفرج الإصفهانی : 183 ، عمدة الطالب فی أنساب آل أبی طالب لابن عنبة : 105
2- بحار الأنوار : 47 / 303

و یلحظ علی جوابه :

أولاً : أنّه لم یر کّزعلی موضوع المهدی ، بل ر کّز علی القیام بالوظیفة الشرعیة المُلقاه علی عاتق کلّ مکلف واحجد للشرائط المعتبرة ، فإذا کان هذا معتقد أخیه فیه مع أنّه أحد أرکان ثورته وقادتها والمعتمدین لدیه والمقرّبین منه ، و لم یؤکد أنّ أخاه المهدی ، فلماذا یتحمس غیره و یصرّ علی أنّ محمّداً ذا النفس الزکیة هو المهدی ؟! مما یؤکد علی وجود دوافع مصلحیة تملیها اتجاهات سیاسیة و أهداف فئوفیة و مصالح شخصیة .

ثانیاً : أنّ مستوی الجواب و تسلسله یکشف عن عدم إحاطة و نقص اطّلاع – إبراهیم – علی ما ورد عن جدّه صلی الله علیه و آله من الأحادیث التی تُسمّی المهدی و تعیّنه ، بما لا یترک مجالاً للاشتباه ، و لا علی ما ورد عن جدّه أمیر المؤمنین علیه السلام، و جدّه الإمام الحسن البسط علیه السلام، و عمّه الإمام الحسین الشهید علیه السلام ، و أبناء الأئمة علی السجّاد و محمّد الباقر و جعفر الصادق علیه السلام، و هو مُستغرب کثیراً ، و یُنبئ عن محدودیة المعلومات و عدم انفتاحه علی مختلف سبل المعرفة ، و بما لا یضیر الحقیقة بشیء و لکنه یحجّم شخصیة المجیب و یحدد إطارها العلمی!!

أو إنّ مستوی الجواب و تسلسله یکشف عن کتمانه للحق و إخفائه للحقیقة ، و هذا ما یدینه لقیام الحجّة علیه والحق أحق أن یُتبع ، إذ لا تنفع المصالح و المطامع ... وأین موقعها من اتّباع هَدْی رسول الله صلی الله علیه و آله و آله علیهم السلام ؟ مع أنّ إبراهیم هذا من المنتمین لهم ، فیکون لزاماً علیه أن یتجرد العصبیة و أن لا یتسرع فی إبداء الرأی .

ص :112

و لعل له عذراً ورّطه فی هذا الجواب.... فقد جَانبَ الصواب فی هذه الفقرة لکنه أصاب فی أنّ المهدی من آل رسول الله صلی الله علیه و آله و آهله و إنّه لم یُعیّن زمان ظهوره .

( 7 )

قد روی أنّه صلی الله علیه و آله قال لفاطمة سلام الله علیها:

(( یا فاطمة ، والذی إنّ منهما مهدی هذه الأمة..))(1).

مما یوجب التباساً لدی البعض فیأخذ بما یُروی أنّ المهدی ذریة الإمام الحسن البسط علیه السلام، و یترک ما روی بأنّه من وُلد الإمام الحسین الشهید علیه السلام، و هذا :

اولاً : ترجیح بلا مرجح و هو مخالف لِما اتفق العقلاء علی رفضه ؛ لاشتراظ وجود المرجح لیقدّم أحدهما علی الآخر .

و ثانیاً : أنّ المرجح یدعم ما رُوی بأنِ المهدی من وُلد الإمام الحسین الشهید علیه السلام.

و ثالثاً : إماکان الحمل علی ما رواه حذیفة من أنّ النبی صلی الله علیه و آله قال :

(( لو لم یبقَ من الدنیا إلا یوم واحد لطوّل الله ذلک الیوم ، حتی یبعث رجلاً من وُلدی اسمه اسمی ، فقال سلیمان : من أی وُلدک یا رسول الله ؟ قال : من وَلَدی هذا ، وضرب بیده علی الحسین )) (2).

لیکون من حمل المطلق علی المقیّد ؛ لکون قوله صلی الله علیه و آله : (( منهما مهدی هذه

ص :113


1- ذخائر العقبی : 146
2- ذخائر العقبی : 146 – 147

الأمة )) مطلقاً فیشمل الحسن و الحسین علیهم السلام ، بینما ما رواه حذیفة مقیّد بقوله صلی اله علیه و آله :

(( من وَلَدی هذا ، و ضرب بیده علی الحسین )) و لا یصح الأخذ بالمطلق مع وجود المقیّد ، وإلا لزم إهمال أحدهما و هو المقیّد مع إمکان العمل بهما معاً لحمل المطلق علی المقیّد .

رابعاً : یمکن الحمل علی إشارته علیه السلام إلی انتهاء نسب الإمام المهدی علیه السلام إلی الإمام محمّد الباقر علیه السلام و أبوه الإمام علی بن الحسین بن علی بن أبی طالب علیه السلام ، أمّه – أی الباقر – فاطمة بنت الحسن بن علی بن أبی طالب علیه السلام، و لا ضرورة ملزمة بکونه منمها مباشرة ، وإلا لا نحصر أن یکون هو الإمام محمّد الباقر علیه السلام مع أنّه لا قائل بأنّه المهدی ، فتعیّن کون المهدی هو المذکور فی النصوص الصریحة الصحیحة .

( 8 )

قد وردت فی البعض المصادر زیادة علی الحدیث المعروف الآتی ضمن الأربعین و هی إضافة (( و اسم أبیه اسم أبی )) مع أنّها لم تکن موجودة اساساً ، فسحت هذه الإضافة المجال أمام المملاعبین المغرضین ؛ لبث بعض الأفکار الباطلة کما تقدم(1) .

والملاحظ ما یلی :

أولاً : أنّ هذه الإضافة قد انفرد بها عبیدالله بن موسی ، عن زائدة ، عن عاصم ، مع أنّ الترمذی روی الحدیث مقتصراً علی قوله صلی الله علیه و آله :

ص :114


1- ینظر : ص 111 من هذا الکتاب

(( لا تذهب الدنیا حتی یملک العرب رجل من أهل بیتی یواطئ اسمه اسمی )).

و فی روایة أخری :

(( بلی رجل من أهل بیتی یواطئ اسمه اسمی ))(1).

بدون إضافة هذه الیزیادة ، و کذلک رواه أبو داود ، بل فی معظم روایات الحفّاظ والثقات من نفلة الأخبار : (( اسمه اسمی )) .

و ثانیاً : أنّ الإمام أحمد مع ضبطه واتقانه روی هذا الحدیث فی مسنده فی عدة مواضع : (( اسمه اسمی ))(2).

و ثالثاً : قد ( جمع الحافظ أبو نعیم طرق هذا الحدیث عن الجمﱢ الغفیر فی ( مناقب المهدی ) کلّهم عن عاصم بن أبی النجود ، عن عبدالله ، عن النبی صلی الله علیه و آله..و رواه غیر عاصم... و هو عمرو بن مروة ، عن زر ، کل هؤلاء رووا : (( اسمه اسمی )) ، ألّا ما کان عبیدالله بن موسی ، عن زائدة ، عن عاصم ، فإنّه فیه : (( و اسم أبیه اسم أبی )).

و لا یرتاب اللبیب أنّ هذه الزیادة لا اعتبار بها اجتماع هؤلاء الأئمة خلافها والله أعلم ))(3).

رابعاً : أنّ عبیدالله بن موسی الذی یروی عن زائدة هو ابن أبی المختار باذام العبسی ( ت 213ه__) قد ذکر العقیلی عنه : ( حدّثنا عبدالله بن أحمد قال : قال أبی :

ص :115


1- جامع الترمذی شرح الأحوذی : 3 / 212
2- ینظر : البیان للکنجی الشافعی : 60 ، عقد الدرر للسلمی : 90
3- ینظر : البیان للکنجی الشافعی : 483 – 485

رأیت عبیدالله بن موسی بمکة فما عرضت له لم یکن لی فیه رأی...سمعت محمّد بن إسماعیل یقول : سمعت أبی یقول : أردت الخروج إلی کوفة فأتیت أحمد بن حنبل أودّعه ، فقال لی : یا أبا محمّد لی إلیک حاجة ، لا تأت عبید الله بن موسی فإنّه بلغنی عنه غلواً....)(1) ، کما ذکر الذهبی أنّه : ( روی المیمونی عن أحمد : کان عبید الله صاحب تخلیط ، حدّث بأحادیث سوء وأخرج تلک البلایا )(2) ، بل هو : ( من المتروکین )(3) ، کما أنّ زائدة و هو إبن قدامة الثقفی أبوالصلت کان ( یزید فی الحدیث )(4) ، ( و کان منحرفاً عن علی بن أبی طالب علیه السلام)(5) ، و مع ذلک کله ( لم یر وِ هذا الحدیث عن زائدة إلا عبیدالله )(6) .

ثم إنّ محمّد بن طلحة الشافعی ذکر فی کتابه ( مطالب السؤول )(7) تخریجاً لهذه الإضافة ، مبنی علی مقدمات و نتائج غیر مسلّمة .

نعم ، لو احتمل وجود هذه الإضافة أصلاً و إنها لم تکن مزیدة لکن اشتبه الناقل أو الکاتب فأوراد ( أبی ) مکان ( ابنی ) ، فیکون الحدیث (( و اسم أبیه اسم ابنی )) و هو ما ینطبق علی ما تعتقده الإمامیة من أنّ المهدی هو محمّد بن الحسن علیه السلام ، علی أساس

ص :116


1- الضعفاء الکبیر للعقیلی : 3/ 127 رقم 1110
2- میزان الاعتدال للذهبی : 3/ 16 رقم 5400
3- تاریخ مدینة دمشق : 36 / 189
4- البیان للکنجی الشافعی : 483.
5- المنخی من ذیل المذیل للطبری : 141
6- المعجم الأوسط للطبرانی : 2 / 55.
7- مطالب السؤول : 482 و ما بعده

أنّه کان من المألوف جداً التعبیر عن البسط أو الحفید بالابن ، کما ورد فی أحادیث متعددة(1) تعبیره صلی الله علیه و آله عن سبطه الحسن ب___( ابنی ) ، فیُحتمل أنّه وصف سبطه بابنی ، فیکون اسم المهدی کاسمه علیه السلام ، و اسم أبی المهدی کاسم ابنه و سبطه الحسن علیه السلام. و یزداد هذا الاحتمال قوة لو کان الحسن علیه السلام حاضراً آنذاک لیکون قرینة مقامیة .

ثم إنّه لو تأمّلنا فی الزیادة (( و اسم أبیه اسم أبی )) بغض النظر عمّا لا تضح أنّ المصالح تحکمت فی الموضوع ، فقد دعت الأغراض الشخصیة لا فتعال هذه الزیادة و دسّها فی الحدیث النبوی الشریف لیُتعامل معها کواقع لا مفر منه ، و لا سیما و آنّ تلک المرحلة کانت خصبة لترویج الزیادات ؛ لإضفاء الصبغة الشرعیة للحاکم و التماس ما یشفع لتسویغ تولی الخلافی الفاقدة للنص المتوافر فی الأئمة علی و آله علیه السلام .

( 9 )

إنّ الأحادیث الواردة بشأن المهدی المصلح و ما یتعلق بذلک قد بلغت من الکثرة ، بحیث قد أطلق علیها فی مصادر جمهور المسلمین أنّها

متواترة(2) معنی(3) و إن لم تکن متواترة لفظاً .

ص :117


1- ینظر : کتاب فضائل الخمسة من الصالح الستت : 3 / 236 – 239
2- ینظر : کتاب المهدی المنتظر فی ضوء الأحادیث و الاثار الصحیحة . د. عبدالعلیم البستوی : 44. فقد نقل عن الحافظ أبط الحسن محمد بن الحسین الأبری السنجری ( ت 363ﻫ ) قوله فی کتابه ( مناقب الشافعی ): ( و قد تواترت الأخبار و استفاضت عن رسول الله  بذکر المهدی ....). ( م . ص )
3- المصدر نفسه ، فی ما نقله عن السفارینی ( ت 1188ﻫ ) فی کتابه ( لوائح الأنوار البهیة ) ، و عن القوجی ( ت 1307ﻫ ) فی کتابه ( الإذاعة لما کان و یکون بین یدی الساعة ) . ( م . ص )

بمعنی أنّ المضمون والمعنی متسالم علیه أکیداً ؛ لأنّ الفکرة مبثوثة فی عدد غیر قلیل من الأحادیث الشریفة ، و تعضدها الضرورة العقلیة ؛ إذ من غیر الممکن أن یستشری الفساد و یتحکم الظلم و یتعاظم الجور... إلی ما لا نهایة ، بل تکون النهایة المنتظرة هی خروج المهدی المصلح فی آخر الزمان ؛ لیضع حداً لذلک الانحراف والتجاوز ، و یعید الدین کما کان بعد أن تعرض بعض المظاهر والخصوصیات للزیادة أو النقیصة أو التغییر و لو طفیفاً ، بعد تسلیمنا بحفظه تعالی للإسلام والمسلمین بما یعنی بقاء الجوهر والمضمون ، و أمّا سائر القضایا غیر الأساس فمن الممکن أن تطالها ید التغییر.

إذن فقد حکمت الضرورة العقلیة ، و دلّت الأحادیث الکثیرة التی رواها أشخاص لا یُحتمل – بحقهم – الاتفاق المسبق علی التلفیق والوضع ؛ لتعددهم کثرة و زماناً و مکاناً و مذاهب... بما یجعل المسألة من المسلّمات الأکیدة التی لا نقاش فیها لدی الجمیع ، و هذا ما یضفی طابع الحقیقة والواقعیة بما یلتفاق المسبق علی التلفیق والوضع ؛ لتعددهم کثرة و زماناً و مکاناً و مذاهب... بما یجعل المسألة من المسلّمات الأکیدة التی لا نقاش فیها لدی الجمیع ، و هذا ما یضفی طابع الحقیقة والواقعیة بما یلغی محاولات التصدی للتشکیک ، و لو من حیث إنب البخاری و مسلماً فی صحیحیهما لم یرویا کل هذه الأحادیث ، مما یعنی عند البعض – ممن یقدّس صحیحی البخاری و مسلم و یعتبر هما تالیین للقرآن الکریم – أنّ هذه الأحادیث مخدوشة و إلا لرواها البخاری و مسلم .

و جواب ذلک ضمن نقاط :

الأولی : أنّ عدم روایتهما لا یدل علی عدم الثبوت والصحة ، فضلاً عن القول بعدم الصدور اصلاً .

ص :118

الثانیة : أنّه قد ألّف الحاکم النیسابوری کتاباً أسماهُ ( المستدرک علی الصحیحین ) ، و ذکر کثیراً من الروایات التی أغفالها البخاری و مسلم و لم یذکراها ، مع أنّها مستجمعة للشرائط المعتبرة عندهما لإثبات ، و ربما کان هناک من تصدی لهذه المهمة غیر الحاکم النیسابوری .

الثاللثة : آنّه لم تنحصر المصادر الحدیثیة بهما ، بل هناک ( الموطأ ) لمالک ، و ( صحیح ابن خزیمة ) ، و ( صحیح ابن حبان ) ، و ( مستدرک الحاکم ) – کما تقدم – و ( جامع الترمذی ) ، و ( سنن أبی داود ) ، و ( سنن النسائی ) ، و ( سنن ابن ماجة ) ، و ( سنن الدار قنطی ) ، و ( سنن البیهقی ) .. و غیرها من المصادر التی دوّنت الأحادیث النبویة الشریفة .

الرابعة : آنّهما لیسا محل اتفاق بین المسلمین کافة فی الاعتماد علیهما والأخذ عنهما ، بل هناک من لا یأخذ بروایة عمران بن حطّان السدوسی الذی هو رأس الخوارج و متروک الحدیث ؛ لسوء اعتقاده ، کما صرّحبذلک الدار قطنی و غیره ، مع أنّ البخاری قد روی عنه .

بل روی البخاری و مسلم عن إسماعیل بن أبی أویس عبد الله ، الذی قال بحقّه ابن معین : لا یساوی فلسین ، عبدالله – یسرقان الحدیث.

و کذلک رویا أیضاً عن أحمد بن عیسی المصری ، الذی قد حلف ابن معین بأنه کذّاب ، و غیر هم ممن روی البخاری و مسلم ، بل و بقیة أصحاب الصحاح الستة عنه ، مع أنبه لم یکن مؤهلاً للروایة عنه ، و لا حقیقاً بالتلقی منه(1) .

إذن فلیس کل من رویا عنه مضمون السلامة والصحة ، بل إنّ علماء الجرح

ص :119


1- ینظر : کتاب الإفصاح عن أحوال رواة الصاح للشیخ محمد حسن المظفر : 1 / 4

والتعدیل فصحوا وفتشوا فوجدوا الکثیر مما یقتضی التوقف فیه أو الرفض له .

فمن کان هذا حالهما ، فکیف یُعجل إثباتهما لحدیث معیاراً و میزاناً للصحة والقدح؟

الخامسة : (( أنّه لم یُنقل عنهما ایتو عبا الصحیح فی صحیحیهما أو قصد استعابه حتی یمکن أن یُقال بضعف ما لم یُخرجاه فیهما عندهما ، و إنّما جاء عنهما التصریح بخلاف ذلک .

قال أبو عمرو بن الصلاح فی کتاب ( علوم الحدیث ) : ( لم یستو عبا – یعنی بخاری و مسلماً ) – الصحیح فی صحیحیهما و لا التزاما ذلک ، فقد روینا عن البخاری أنّه قال : ما أدخلت فی کتابی الجامع إلا ما صحّ و ترکت من الصحیح لحال الطول . و روینا عن المسلم أنّه قال : لیس کل شیء عندی صحیح وضعته ها هنا – یعنی فی کتبه الصحیح – إنّما وضعت هنا ما أجمعوا علیه )(1).

و قال حافظ ابن حجر فی ( مقدمة فتح الباری ) : ( روی الإسماعیلی عنه – یعنی البخاری – أنّه قال : لم أخرج فی هذا الکتاب إلا صحیحاً و ما ترکت من الصحیح أکثر )(2).

و قال النووی فی مقدمة شرحه لصیح مسلم : ( ... فإنّهما لم یلتزما استیعاب الصحیح ، بل صحّ عنهما تصریحهما بأنّهما لم یستو عباه ، و إنّما قصدا مع جمل فی الصحیح ....)(3).

ص :120


1- مقدمة ابن الصلاح : 21
2- مقدمة فتح الباری لابن حجر : 5
3- شرح مسلم للنووی : 1/ 24

و مما یوضح عدم استیعاب البخاری الصحیح و عدم التزامه بذلک أیضاً ، أنّه جاء عن البخاری أنّه قال : ( أحفظ مائة ألف حدیث صحیح ، و مائتی ألف حدیث غیر صحیح ....)(1) ، مع أنّ جملة ما فی صحیحهمن الأحادیث المعلّقة(2) لا تبلغ عشرة آلاف .

و ایضاً استدرک الحاکم علی البخاری و مسلم أحادیث علی شرطیهما و شرط واحد منهما لم یخرجاه ، و هی کثیرة جداً أوردها فی کتابه ( المستدرک علی الصحیحین ) ، وقد صحّحها الحاکم ووافقه الذهبی فی التلخیص علی تصحیح کثیر منها))(3).

وقد سأل ابن أبی الحدید المعتژلی شیخه عبدالوهاب بن سکینة عن بعض الأخبار التی لم تشتمل علیها الصاح مع أنّها صحیحة ؟ فأجابه : أو کلما کان صحیحاً تشتمل علیه کتب الصحاح ؟! کم قد أهمل جامعوا الصحاح من الأخبار الصحیحة(4).

و علیه فعدم الروایة لا یعنی عدم الثبوت فضلاً عن عدم الصدور ، بل شأن هذه الأحادیث شأن غیرها مما یرویاه فی صحیحیهما ، فتوقع البعض من البخاری

ص :121


1- ینظر : مقدمة ابن الصلاح : 23 ، مقدمة فتح الباری : 488
2- الحدیث المعلّق : ما حُذف من مبدأ إسناده راوٍ و أحد أو أکثر ف و هو من أقسام الحدیث المسند .( ینظر : کتاب ( الرواشح السماویة ) للسید محمد باقر الداماد : 128 ، کتاب ( أصول الحدیث ) للشیخ عبد الهادی الفضلی : 97 ) و ( م . ص )
3- ینظر : البرهان : 1 / 417 – 418
4- شرح نهج البلاغة : مج 3 ، ص 380 = ج 14 ، ص 251

و مسلم بن أن یوردا جمیع الأحادیث و لا أقل تلک الصحیحة لیعلموا بها ، توقع فی غیر محله و ناشئ عن تعصب و تحیز(1).

( 10 )

إنّ الأحادیث الواردة فی الإمام المهدی علیه السلام قد رواها کل من :

1-أبی داود فی ( السنن ) .

2-الترمذی فی ( الجامع ) .

3-ابن ماجة فی ( السنن ) .

4-أحمد بن حنبل فی ( المسند ) .

5-ابن حبان فی ( الصحیح ) .

6-الحاکم فی ( المستدرک ) .

7-أبی بکر بن أبی شیبة فی ( المصنّف ) .

ص :122


1- فالعجب من الشیخ محمّد رشید رضا ، حیث قال فی ( تفسیر المنار : 9 / 499 ) ، ط 2 / 1367ﻫ___ ( و امّا التعارض فی أحادیث المهدی فهو أقوی و أظهر ، والجمع بین الروایات أعسر ، والمنکرون لها أکثر ، والشبهة فیها أظهر ؛ و لذلک لم یعتد الشیخان بشیء من روایاتها فی صحیحیهما...). و کأنّ الأمر منوط بإثبات البخاری و مسلم فقطو مقتصر علیهما دون غیر هما ممن أخرج أحادیث النبی المصرّحة بوجود المهدی ، و خروجه مما لا یقبل الشک والارتیاب ، و أمّا التعارض الحاصل فیها فهذا ما لم یخلّ منه غالب الموضوعات العلمیة ، بل یشیر إلی أهمیة الموضوع ؛ و لذا رکّز علیه بالقول و بمختلف المناسبات ف و علی مسمع من مختلف الرواة بما یحدث – إحیاناً – إرکاباً لدی البعض فینقل ما فهم أو بالمعنی مما ینتج التعارض ، و لعلّ قائلاً یقول : أنّ ما ذکره صاحب المنار ینفع – فقط – کمقطوعة سجعیة ، و إلّا فالأمر أوضح من أن ینکره . ( م . ص )

8-نعیم بن حماد فی کتاب ( الفتن ) .

9-الحافظ أبی نعیم فی کتابیه : ( المهدی ) ، و ( حلیة الأولیاء ) .

10-الطبرانی فی معاجمه الثلاث : ( الکبیر ) و ( الأوسط ) و ( الصغیر ) .

11-الدارقطنی فی ( الأفراد ) .

12-البارودی فی ( معرفة الصحابة ) .

13-أبی یعلی الموصلی فی ( المسند ) .

14-البزار فی ( المسند ) .

15-الحارث بن أبی أسامة فی ( المسند ) .

16-الخطیب البغدادی فی کتابیه : ( تلخیص المتشابه ) و ( المتفق والمتفرق ) .

17-ابن عساکر فی ( التاریخ ) .

18-ابن منده فی ( تاریخ أصبهان ) .

19-أبی الحسن الحربی فی ( الأول من الحربیات ) .

20-تمام الرازی فی ( الفرائد ) .

21-ابن جریر فی ( تهذیب الآثار ) .

22-أبی بکر المقری فی ( المعجم ) .

23-أبی عمرو الدانی فی ( السنن ) .

24-أبی غنم الکوفی فی کتاب ( الفتن ) .

25-الدیلمی فی ( مسند الفردوس ) .

ص :123

26-أبی بکر الأسلاف فی ( فوائد الأخبار ) .

27-أبی الحسین المناوی فی کتاب ( الملاحم ) .

28-البیهقی فی ( دلائل النبوة ) .

29-أبی عمرو المقری فی ( السنن ) .

30-الن الجوزی فی ( التاریخ ) .

31-یحیی بن عبدالحمید الحمانی فی ( المسند ) .

32-الرویانی فی ( المسند ) .

33-ابن سعید فی ( الطبقات ) .

34-القرطبی فی کتاب ( التذکرة لأمور الآخرة ) .

35-السهیلی فی کتاب ( الروض الأنف ) .

36-ابن تیمیة فی ( منهاج السُنّة ) .

37-ابن القیم الجوزیة فی کتاب ( إغاثة اللهفان من مصائد الشیطان ) .

38-ابن کثیر فی ( التفسیر ) .

39-السیوطی فی ( الحاوی ) .

40-ابن الهجر الهیتمی فی ( القول المختصر ) .

41-المتقی الهندی فی کتابه ( البرهان فی علامات مهدی آخر الزمان ) ، و فی رسالته ( الرد علی من حکم و قضی آنّ المهدی الموعود جاء ومضی ) .

42-الملّا علی القاری فی کتاب ( شرح الفقه الأکبر ) .

ص :124

43-محمّد بشیر السهسوانی فی کتاب ( صیانة الإنسان من وسوسة الشیخ دحلان ) .

44-شمس الحق العظیم أبادی فی کتاب ( عون المعبود یشرح سنن أبی داود ) .

45-عبدالرحمن المبار کفوری فی ( تحفة الأحوذی بشرح جامع المذی ) .

46-أحمد شاکر فی ( تعلیقاته علی مسند الإمام أحمد بن حنبل ) .

47-یحیی بن الحسن ابن بطریق فی ( العمدة ) .

48-الکنجی الشافعی فی ( کفایة الطالب ) ، و ( البیان فی أخبار صاحب الزمان ) .

49-الحموینی الجوینی فی ( فرائد المسطین ) .

50-محب الدین الطبری فی ( ذخائر العقبی ) .

51-السلمی الشافعی فی ( عقد الدرر ) .

52-السفارینی فی ( الدرة المضیفة فی عقیدة الفرقة المرضیة ) .

53-محمّد العربی الفارسی فی ( المراصد ) .

54-عبدالعزیز بن باز فی تعقیبه علی محاضرة عبد المحسن العباد ، المنشوران معاً فی مجلة ( الجامعة الإسلامیة ) بالمدینة المنورة .

......وغیرهم(1) .

فهل یبقی بعد هذه القائمة الطویلة و تلک الأدلة المعتمدة مجال للتشکیک فی

ص :125


1- ینظر : نصوص جملة من المعدودین فی : البرهان : 1/ 330 – 346

الإمام المهدی علیه السلام حتی یشتبث أحد بإثبات البخاری ومسلم أو عدم إثباتهما لأادیثه فی الصحیحین . و علی کل فهذا بیان و موعظة لمن طلب الحقیقة و أراد الحق وبحث عن ذلک بتجرد عن الهوی والعصبیة المقتیتة ، و أمّا المعاند والطاعن فلا ینفع معه ألف دلیل ..... (رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَیْتَنَا ).

( 11 )

إنﱠ الأحادیث فی الإمام المهدی علیه السلام مرویة عن الصحابة و من بعدهم ، بما یحقق التواصل عبر طبقات متتالیة من خلال رواة لا جدال فی وثاقتهم و علو قدرهم ، و عندها فلا مجال للتعلّلات بضعف رجال أسانید أحادیث المهدی علیه السلام فهم :

1-الإمام أمیر المؤمنین علی بن أبی طالب علیه السلام.

2-فاطمة سلام الله علیه بنت رسول الله صلی الله علیه و آله.

3-الإمام الحسن بن علی علیه السلام.

4-الإمام الحسین بن علی علیه السلام.

5-الإمام علی بن الحسین علیه السلام.

6-الإمام محمّد الباقر علیه السلام.

7-الإمام جعفر صادق علیه السلام.

8-الإمام موسی الکاظم علیه السلام.

9-الإمام علی الرضا علیه السلام.

10-الإمام محمّد الجواد علیه السلام.

ص :126

11-الإمام علی الهادی علیه السلام.

12-الإمام الحسن العسکری علیه السلام.

13-العباس عم النبی علیه السلام .

14-عبدالله بن العباس .

15-أبو سعید الخدری .

16-أبو هریرة .

17-عبدالله بن مسعود .

18-عبدالله بن عمر بن الخطاب .

19-عبدالله بن عمرو بن العاص .

20-عبدالله بن الحارث بن جزء الزبیدی .

21-ثوبان – مملوک لرسول الله صلی الله علیه و آله - .

22-أنس بن مالک - مملوک لرسول الله صلی الله علیه و آله - .

23-جابر بن عبدالله الصدفی .

24-جابر بن عبدالله الأنصاری .

25-عثمان بن عفّان .

26-حذیفة بن الیمان .

27-سلمان الفارسی ( المحمّدی ) .

28-أبو أیوب الأنصاری .

ص :127

29-قرة المزنی .

30-أبو أمامة الباهلی .

31-عمّار بن یاسر .

32-تمیم الداری .

33-عبدالرحمن بن عوف .

34-طلحة بن عبدالله .

35-علی الهلالی – و هو من الصحابة -.

36-عمران بن الحصین .

37-عمرو بن مرة الجهنی .

38-عوف بن مالک .

39-أبو الطفیل .

40-أبو سلمان أو أبو سلمی – راعٍ عند النبی صلی الله علیه و آله -.

41-شهر بن حوشب .

42-جابر بن سمرة .

43-مجمع بن جاریة الأنصارة .

44-أم سلمة زوجة النبی صلی الله علیه و آله.

45-عائشة زوجة النبی صلی الله علیه و آله.

46-دم حبیبة زوجة النبی صلی الله علیه و آله.

ص :128

47-أبوذر الغفاری .

48-أبو لیلی .

49-الجارود بن المنذر العبدی .

50-حذیفة بن أسید .

51-أبو الجحاف .

52-زید بن ثابت .

53-زید بن أرقم .

54-زر بن عبد الله .

55-أبو قتادة الحرث بن الربیع .

56-عبد الرحمن بن سمرة .

57-عبد الله بن جعفر الطیار .

58-عمر بن الخطاب .

59-علقمة بن عبد الله .

60-العلاء .

61-معاذ بن جبل .

62-کعب .

63-قتادة .

64-عبد الله بن أبی أوفی .

ص :129

65-الزهری .

66-سعید بن المسیب .

67-طاووس الیمانی .

68-زر بن حبیش .

69-علی بن عبد الله بن العباس .

70-عمرو بن عثمان بن عفّان .

71-مجاهد .

72-محمّد بن لحنیفة .

73-إبراهیم بن محمّد بن الحنیفة .

74-نافع مولی أبی قتادة .

75-سعید بن جبیر .

76-سالم بن عبد الله بن عمر .

77-علی بن علی الهلالی – و هو من التابعین -.

78-المعلی بن زیاد .

79-کثیر بن مرة .

80-عبد الرحمن بن أبی لیلی .

...و غیرهم من الصحابة والتابعین و سواهم حتی عصرنا الحاضر ممن لا شک فی أمره ، ولو تتبع لطالت ولاحتاج ذلی قوائم ؛ لأنّ قضیة الإمام

ص :130

المهدی علیه السلام لیست ثانویة أو لها ظرفها الخاص ، بل هی قضیة المسلمین ؛و لذا سالموا علی صحتها فرووا الأحادیث عن النبی صلی الله علیه و آله فی ذلک ، واتصلت الأسانید بما یحقق التواتر فضلاً عن الشهرة و نحوها ؛ الأمر الذی یبعث علی الاطمئنان بصحتها ؛ بعد ما عضد بعضها بعضاً .

( 12 )

إنّ الإیمان بعقیدة ( المهدی ) المصلح الذی یخرج آخر الزمان أمر متفق علیه بین المسلمین و غیر هم فضلاً عن المذاهب الإسلامیة ،و لکن الاختلاف وقع فی بعض التفاصیل والخصوصیات ، وقد تقدم ذکر بعض الإشارات الموضحة بما یثبت ما علیه الإمامیة عشریة من الاعتقاد بأنّه الإمام المعصوم الثانی عشر محمّد بن الحسن المهدی المنتظر الموعود عام ( 255ه__ ) والغائب عن الأبصار سنة ( 260ه___ ) ؛ لحکمة و مصلحة اقتضت ذلک یعلمها الخبیر العلیم تعالی .

ولم یأذن بالاطلاع علی التفاصیل لأحد إلا بإذنه فی الوقت المناسب ؛ لذا کان المستحب(1) انتظار الفرج والصبر علی المکاره والشدائد ، والتعامل مع الأحداث علی أساس أنّ الله تعالی مطلع خبیر لا یحجب عنه شیء ، فلیس علی العبد إلا السیر وفق الخط المستقیم من دون التواء أو تلکؤ ، و هو ما یصعب علی الکثیر فیسوﱢل لهم الشیطان أنّ بأمکانهم تعجی الفرج بخروج المهدی المصلح من خلال ترکهم للواجبات و فعلهم للمحرمات ! مما یترک آثاراً سلبیة أخری ، فیحسبون أنهم یحسنون صنعاً ، و لکن

ص :131


1- ینظر : کمال الدین للشیخ الصدوق : 287 ب 25 ( ما أخبر به النبی من وقوع الغیبة ) ح 6 و 644 ب 55 ( ما روی فی ثواب المنتظر للفرج ) ح 3

بئس ما یصنعون ؛ لأنّ المحرمات الشرعیة والمنافات الأخلاقیة تبقی دائماً کذلک ولا ترتفع الحرمة فی ظرف کهذا ، بل (( حلال محمّد صلی الله علیه و آله حلال أبداً إلی یوم القیامة ، و حرامه صلی الله علیه و آله حرام أبداً إلی یوم القیامة ))(1) ، و نسأله تعالی العصمة والتوفیق للعمل بأوامره والانجار عن نواهیه ؛ لنکون من المرضیین ، تعالی علینا بالفرج والتأیید.

فلسنا بمکلَّفین بفعل ذلک بقدر ما علینا الالتزام التام بتعالیم الإسلام الذی یحرص الإمام المهدی علیه السلام علی تطبیقها تماماً و إلّا لحصل التناقض ، و لشمت الأعداء ، و لتشتت شمل المسلمین و صاروا أضحو کة و أعجوبة ، وبالتالی ألعوبة بید الأعداء .

( 13 )

إنّ مسألة بقاء الإمام المهدی علیه السلام کلّ هذه المدة الطویلة الممتدة من عام 255ه__ ولحد هذا التاریخ – 430 ه___ - و إلی ما شاءالله تعالی له أن یبقی ، إنّما هو اعجاز إلهی لمصلحة اقتضت ذلک لا یعلم علة ذلک سواه تعالی ؛ لذا فلا یخضع للمقاییس الاعتیادیة والأمور لالطبیعیة اللإنسان ، بل تدخلت الإرادة الإلهیة و أمکن للخلایا الجسمیة أن تعمل بانتظام کل هذه المدة ، و إمکان جریان الدم فی الشرایین بشکل طبیعی فأدّت الأعضاء وظائفها اعتیادیاً من دون توقف أو تعطل ، وعاش صاحبها طبیعیاً و نبض قلبه مما إذهل الکثیر ؛ فإنّ ذلک کله بقدرة الخالق تعالی ولا یمکن لأحد سواه – مهما کان مستواه العلمی – أن یعرف سر الحیاة ، و إن أمکن التوصل إلی تصنیع بدائل لبعض الأعضاء أو الاعتماد علی بعض الأجهزة فی تطویل

ص :132


1- أصول الکافی : 1 / 58 ح 19

مدة الحیاة و استمرارها ، أمّا بعثها فی الإنسان أو حتی غیره من الکائنات الحیة فهذا ما دختصّ به ربّ العالمین عزوجل الخالق المصور المبدع فی خلقته لمخلوقاته بأحسن حال ، و أبهی صورة وأدق شکل فتبارک الله أحسن الخالقین .

إذن فلیس من المستحیل أن ینعم الله تعالی علیه ولیه وابن أولیائه الإمام محمّد المهدی علیه السلام بالبقاء کل هذه المدة الطویلة ؛ لأنّه عزوجل أعرف و أبصر بالمصالح المقتضیة لذلک والموجبة و إن کان ذلک البقاء – مدة طویلة – فی هذه العصور یعتبر أمراً نادراً بل منعدماً .

و لذلک عدة أسباب منها : قلة الاعتماد علی وسائل الحیاة الطبیعیة ، و انثیال الناس الشدید و إقبالهم الکثیر علی الوسائل المصنّعة اغتراراً بها ، فکان من الإفرازات السلبیة لذلک تلف بعض الأجزاء أو اختلال بعض الأعضاء مما یفقد الحیاة .

أمّا إذا حافظ الإنسان علی جسمه و قواه فمن الممکن جداً أن یبقی فی الحیاة الدنیا دط.ل کما هوالحال فی العصور السابقة ، خصوصاً مع کون لظروف مواتیة للعیش طبیعیاً أکثر من الآن .

و لیس أمراً مستحیلاً ، بل هناک نظائر کثیرة عاشت طویلاً ، و لنا المثل بالخضر علیه السلام، و عیسی علیه السلام و غیرهما من الأولیاء أو الأنبیاء أو الم__ﻌ__م__ﱢ_رین ممن ورد ذکره فی القرآن الکریم أو الأخبار أو ضمّت أسماء هم ( موسوعة غنیس للأرقام القیاسیة ) و غیرها(1) مما یُعنی بذکر الحالات النادرة مما یؤکد أنّ للإنسان القدرة

ص :133


1- ینظر : کتاب ( مع الدکتور أحمد أمین فی حدیث المهدی والمهدویة ) للشیخ محمّد أمین زین الدین : 47 – 51

علی البقاء والقابلیة للعیش لو أذن الله تعالی بذلک فلا محال فی ذلک ، و لا معنی حتی لمجرد الاستبعاد أو الاستغراب ؛ لأنّ القضیة إعجازیة غیر خاضعة للفهم الاعتیادة ، بل تحتاج إلی قدر کاف من الإیمان بالغیب .

( 14 )

إنّ الأحادیث النبویة الشریفة تؤکد علی أنّ الأمر تجتمع أطرافه کلّها للإمام المهدی علیه السلام فلا تبقی جهة أخری تختلف معه ، علی أنّ النسبة الکبیرة من سکان العالم ممن لم یکونول علی خط الإسلام یعتنقوا الإسلام و یلتزموا بتعالیمه ؛ لِما یشاهدونه من أدلة و براهین لا تحتمل التردد أو التأویل ، فکان منها – الأحادیث مما سیأتی ذکره إن شاء الله تعالی – أنّ عیسی بن مریم سلام الله علیها یصلّی خلف الإمام المهدی علیه السلام ، مما یعطی لأتباعه من المسیحیین مؤشراً واضحاً علی ضرورة المتابعة والاقتداء والائتمامبالإمام المهدی علیه السلام، خاصةً و أنّ ذلک یکون من خلال العبادة المقدّسة ( الصلاة ) التی لا یمکن فیها للعبد أن یجابی أو یجامل .... علی حساب الحق ، إذن فهی دعوة صریحة لاعتناق الإسلام .

و من الفوائد المرجومة من ذلک حسب ما تتصوره العقول المحدودة ، أن یتوافر للإمام المهدی علیه السلام العدد الکافی لمواجهة أعداء الله تعالی ، الذین یأبون أن یُعبد الله تعالی ولو لم یمانعوا بناء المسجد أو ممارسة القوس بحجة حریة الأدیان ، لکنهم صرفوا الناس – و لا سیما فئة الشباب – عن الإسلام والتوجه إلیه .

و منها : أن تتوحد الجماعات والتکتلات تحت رایة واحدة ؛ فتسهل السیطرة علیها فی التوجیه والتخطیط والعمل البنّاء .

ص :134

و منها : تقلیل عدد المناوئین و هزیمتهم ، فینجوا عباد الله من مخططاتهم الشریرة .

و منها : تکثیر عدد المؤمنین بالله و برسوله المجاهدین بین یدی الإمام المهدی علیه السلام؛ فیرهب الأعداء قوتهم و تکتلهم القوی فی صف الحق بوجه لالباطل .

و غیر ذلک من الفوائد المتصورة ، و یکفینا منها أن نقتدی برسول الله صلی الله علیه و آله و هو الصادق الأمین القائل :

(( یا أیها الناس ، إنی ترکت فیکم ما إن أخذتم به لن تضلوا : کتاب الله ، و عترتی أهل بیتی ))(1).

مما یعطینا لزوم التمسک بهما معاً والأخذ عن الإمام المهدی علیه السلام ؛ لکونه من عترة النبی صلی الله علیه و آله بلا خلاف ، و هو امتداد لوجوده فی دعوته إلی الله تعالی و ما فیه خیر الإنسانیة إلی یوم القیامة .

کما أنّه علیه السلام الشارح للقرآن و مفسره ؛ لأنّه یستقی من منبع رسول الله صلی الله علیه و آله الذی یلتقی الوحی ، فمن أحق بالأخذ منه وعنه ؟ لزاماً الالتزام بأمامته والنقیاد لقیادته ؛ لیتحقق العدل و یسود الإنصاف .

ص :135


1- هذا الحدیث الشریف یُعرف بحدیث الثقلین ، و هو مشهور معروف ، و له عدة نقول ، وعدة روایات یمکن ملاحظه مصادر نقله من خلال عدة مراجع منها : کتاب ( المراجعات ) للإمام السیّد عبدالحسین شرف الدین قدس سره: المراجعة الثامنة ص 49- 50، و ص 9 من الملاحق الموضوعة آخر الکتاب فی طبعة الجدیدة سنة 1978 م ، بتحقیق الشیخ حسین علی الراضی . ( م . ص )

و ختاماً اتمنی أن أکون قد وُقفت فی محاولتی هذه المخلصة لوجه الله تعالی ، و المخلصة للقرّاء الکرام ، خاصة اولئک الذین لم تتح لهم فرصة البحث والمتابعة العلمیة ، فأرجوا أن ینتفعوا بهذا العمل فینعکس ذلک علی واقع حیاتهم العملی ، فتترسخ عقیدتهم الإسلامیة التی من المهم جداً الاهتمام بها و تعاهدها دائماً ؛ لِئَلا یتعرض الفرد لتأثیر بعض الأفکار المبشوهة التی یراد منها إزلاق السائرین علی الخط الصحیح ، أو تضبیب الرؤیة أمامهم بما یحجبهم عن الحق ؛ لیعقوا فی مهاوی الاعتقادات الفاسدة المبعدة عن الله تعالی .

والمأمول من جمیع الئات والشرائح الاجتماعیة أن یتحصنوا بالعمل وفقاً لکتاب الله تعالی و سنّة نبیه الأعظم صلی الله علیه و آله بما فیها تراث أهل بیته الطاهرین علیه السلام؛ لِئَلا یؤثّر فیهم شیء من الدعاعیات الواهیة والأفکار المشبوهة التی أوهنت عزائمهم فبدأ و یشکّکون حتی فی الثوابت .

والله المستعان ، و هو ولی المؤمنین یتکفلهم برحمته ، إنّه خیر ناصر و معین .

(رَبَّنَا لاَ تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَیْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنکَ رَحْمَةً إِنَّکَ أَنتَ الْوَهَّابُ)(1)

کما اتمنی أن یکون نصیب هذه الحلقة الخامسة من ( سلسلة الأربعین حدیثاً ) کسابقتها من حیث الاهتمام فهما واستیعاباً و حفظاً و استهضاراً و عملاً و تطبیقاً ؛ لتعمّ الفائدة التی أتوخاها من جهدی هذا ، و تنتشر المعرفة .

و أسأله عزوجل التوفیق لبحث مواضیع أخری نافعة .

ص :136


1- سورة آل عمران : 8

و قبل أن أودّع القارئ الکریم لابد من وقفة عرفان بالحق و تقدیر لأهله اولئک القرّاء الکرام الذین شجّعوا و رغبوا فی الاستمرار والمواصلة ، و أشکر لهم اقتراحاتهم و نقدهم البنّاء ، و أسأله تعالی إدامة التوفیق ؛ لأکون فی مستوی ما یأملوه لتأدیة الرسالة و نشر الحق ، و أجد نفسی و أنا فی ختام هذا التمهید أتلوا قوله تعالی : (وَمَا أُوتِیتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِیلًا )(1) ، معترفاً بقلة بضاعتی لأستزید من فضله تعالی ، و ما توفیقی إلا بالله علیه توکلت و إلیه أنیب ، و الحمد لله ربّ العالمین والصلاة والسلام علی محمّد صلی الله علیه و آله و آله الطاهرین علیهم السلام .

ص :137


1- سورة الأسراء : 85

ص :138

بسم الله الرحمن الرحیم

1.عن الإمام علی بن أبی طالب، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله:

(( الأئمة بعدی اثنا عشر : أوّلهم أنت یا علی ، وآخرهم القائم الذی یفتح الله علی یدیه مشارق الأرض و مغاربها ))(1).

2.عن أبی سعید الخدری ، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله:

(( أبشّرکم بالمهدی یُبعث فی أمتی علی اختلاف من الناس وزلازل ، فیملأ الأرض قسطاً وعدلاً کما مُلئت ظلماً وجوراً ، یرضی عنه ساکن السماء و ساکن الأرض ، یقسّم المال صحاحاً ، فقال رجل : و ما صحاحاً ؟ قال صلی الله علیه و آله: بالسویة بین الناس ))(2).

3.عن علی الهلالی ، عن أبیه ، عن النبی صلی الله علیه و آله ، قال :

(( إذا تظاهرات الفتن و أغار بعضهم بعضاً ، یبعث الله المهدی یفتح الله علی یدیه حصون الضلالة وقلوباً غلفاً(3) ، یقوم فی آخر الزمان و یملأ الأرض قسطاً وعدلاً مُلئت جوراً و ظلماً ))(4).

4.عن عبد الله بن عباس ، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله:

ص :139


1- کمال الدین و تمام نعمة :282ب 24 ( نص النبی صلی الله علیه و آله علی القائم علیه السلام ) ح 35
2- فرائد المسطین : 2/ 310 ح 561
3- غلفاً : أی لا تعی و لا تفهم . ( ینظر : لسان العرب : 9 / 271 )
4- ینابیع المودة : 3 / 270 ب 73 ح 34

(( أنا سیّد النبیین ، و علی بن أبی طالب سیّد الوصیین ، و إنّ أوصیائی بعدی اثنا عشر : أوّلهم علی بن أبی طالب ، و آخرهم القائم ))(1).

5.عن سلمان الفارسی ( المحمّدی ) ( رضی الله عنه ) ، قال :

(( دخلتُ عن النبی صلی الله علیه و آله فإذا حسین بن علی علی فخذه ، و هو یقبّل عینیه و یلثم فاه(2) و یقول : أنت سیّد ابن سیّد ، أنت إمام ابن أمام أخو إمام ، أبو أئمة ، أنت حجّة الله وابن حجّته ، و أبو حجج تسعة من صلبک تاسعهم قائمهم ))(3).

6.عن عبد الله بن عباس ، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله:

(( إنّ الله تبارک و تعالی اطلع إلی الأرض اطّلاعة(4) فاختارنی منها فجعلنی نبیاً ، ثم اطلع الثانیة فاختار منها علیاً فجعله إماماً ، ثم أمرنی أن أتخذه أخاً وولیاً ووصیاً و خلیفةً ووزیراً ، فعلة منی وأنا من علی ، و هو زوج ابنتی ، وأبو سبطَیّ الحسن والحسین ، ألا و إنّ الله تبارک و تعالی جعلنی وإیاهم حججاً علی عباده ، و جعل من صلب الحسین أئمة یقومون بأمری و یحفظون وصیتی ، التاسع منهم قائم دهل بیتی و مهدی أمتی ، أشبه الناس بی فی شمائله و أقواله و أفعاله ، یظهر بعد غیبة طویلة و حیرة مضلّة،

ص :140


1- کمال الدین و تمام نعمة : 280 ب 24 ( نص النبی صلی الله علیه و آله علی القائم علیه السلام) ح 29
2- أی یقبل فم الإمام الحسین علیه السلام
3- کمال الدین و تمام نعمة : 262 ب 24 ( نص النبی صلی الله علیه و آله علی القائم علیه السلام ) ح 9 .
4- أی جری فی علمه تعالی ذلک

فیعلن أمر الله و یظهر دین الله عزوجل ، و یُؤیَّد بنصر الله ، و یُنصَر بملائکة الله ، فیملأ الأرض قسطاً وعدلاً کما مُلئت جوراً و ظلماً))(1).

7.وعن ابن عباس ، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله:

(( إنّ الله فتح هذا الدین بعلی ، و إذا قُتل فسد الدین ، ولا یصلحه إلا المهدی ))(2).

8.عن جابر بن عبد الله الأنصاری ، یقول :

(( قال لی رسول الله : یا جابر ، إنّ أوصیائی و أئمة المسلمین من بعدی : أوّلهم علی ، ثم الحسن ، ثم الحسین ، ثم علی بن الحسین ، ثم محمّد بن علی المعروف بالباقر ، ستدرکه یا جابر ، فإذا لقیته فاقرأ منی السلام ، ثم جعفر بن محمّد ، ستدرکه یا جابر ، فإذا لقیته فاقرأه منی السلام ، ثم جعفر بن محمّد ، ثم موسی بن جعفر ، ثم علی بن موسی، ثم القائم اسمه اسمی و کنیته کنیتی محمّد بن الحسن بن علی ، ذاک الذی یفتح الله – تبارک و تعالی – علی یدیه مشارق الأرض و مغاربها ، ذاک الذی یغیب عن أولیائه غیبة لا یثبت علی القول بإمامته إلا مَن امتحن الله قلبه للإیمان . قال جابر : یا رسول الله ، فهل للناس الانتفاع به فی غیبته ؟ فقال : إی والذی بعثنی بالنبوة ،

ص :141


1- کمال الدین و تمام نعمة : 257 ب 24 ( نص النبی صلی الله علیه و آله علی القائم علیه السلام ) ح 2 .
2- ینابیع المودة : 3 / 292 ب 77 ح 11 . إنّما أناط و علق صلی الله علیه و آله أمر الإصلاح بالمهدی دون غیره من الأئمة السابقین علیه ؛ لتوافره علی التنفیذ و تمکنه من السیطرة علی الأمور دونهم ؛ لأنّهم کانوا فی ظرف لا یسمح لهم بممارسة أدوار تنفیذیة؛ لتسلّط غیرهم علی البلاد والعباد . ( م . ص )

أنّهم یستضیئون بنور ولایة فی غیبته کانتفاع الناس بالشمس وإن سترها سحاب ، هذا من مکنون سر الله و مخزون علم الله فاکتمه إلا عن أهله ))(1).

9.عن عبد الله بن عباس ، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله:

(( إنّ خلفائی و أوصیائی و حجج الله علی الخلق بعدی لاثنا عشر : أوّلهم أخی ، و آخرهم ولدی .قیل : یا رسول الله ، و من أخوک ؟ قال صلی الله علیه و آله : علی بن أبی طالب علیه السلام قیل : فمن ولدک ؟ قال صلی الله علیه و آله : المهدی الذی یملؤها قسطاً وعدلاً کما مُلئت جوراً و ظلماً ، والذی بعثنی بالحق بشیراً لو لم یبقَ من الدنیا إلا یوم واحد لطوّل الله ذلک الیوم حتی یخرج فیه ولدی المهدی ، ینزل روح الله عیسی بن مریم فیصلۀی خلفه ، و تشرق الأرض بنور ربها ، و یبلغ سلطانه المشرق والمغرب ))(2).

10.عن ابن عباس ، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله:

(( إنّ علی بن أبی طالب إمام أمتی و خلیفتی علیها من بعدی ، و من وُلده القائم المنتظر الذی یملأ الله به الأرض عدلاً و قسطاً کما مُلئت ظلماً و جوراً ، والذی بعثنی بالحق بشیراً إنّ الثابتین علی القول [ به ] فی زمان غیبته لأعزّ من الکبریت الأحمر . فقام إلیه جابر بن عبدالله أنصاری ، فقال : یا رسول الله ، و للقائم من وُلدک غیبته ؟ قال  : إی و ربّی ، لیمحَص الله [ به ] الذین آمنوا و یمحق الکافرین ، یا جابر ، إنّ هذا الأمر من أمر الله ، و سرّ من سرّ الله ، علمه

ص :142


1- ینابیع المودة : 3 / 398 ح 54.
2- فرائد المسطین : 2 / 312 ح 562

مطوی عن عباده ، فإیاک والشک فیه ، فإنّ الشک فی أمر الله کفر))(1) .

11.عن الإمام الحسین بن علی علیه السلام، قال :

(( دخلتُ أنا و أخی علی جدّی رسول الله صلی الله علیه و آله فأجلسنی علی فخذه ، و أجلس أخی الحسن علی فخذه الأخری ، ثم قبّلنا و قال : بأبی أنتما من إمامین صالحَین ، اختار کما الله منی و من أبیکما و أمکما ، و اختار من صلبک یا حسین ، تسعة أئمة تاسعهم قائمهم ، و کلّکم فی الفضل والمنزلة عند الله تعالی سواء ))(2).

12.عن أبی سعید الخدری ، عن النبی صلی الله علیه و آله ، أنّه قال :

(( تُملأ الأرض ظلماً و جوراً ، فیقوم رجل(3) من عترتی فیملؤها قسطاً

ص :143


1- فرائد المسطین : 2 / 335 ح 589
2- کمال الدین و تمام النعمة : 269 ب 24 ( نص النبی صلی الله علیه و آله علی القائم علیه السلام ) ح 12
3- إنّ هذا النوع من الأحادیث الشریفة التی لم یصرّح فیها بالاسم الصریح للمهدی ، إنّما یکون هو المقصود فیها دون غیره لعدة دلائل ، منها : ورودها فی سیاق الحدیث عن المهدی و أحداث آخرالزمان بما یوضح المراد . و منها : ما فی قوله صلی الله علیه و آله (( لا تذهب الدنیا )) من إیماءة إلی کون الأمر فی آخر الزمان ، و انحصار أمر الإصلاح فیه بالمهدی دون غیره حسب ما ثبت بالأدلة. . منها : عدم تحقیق ذلک لحد الآن مما یدل علی تحققه مستقبلاً إن شاءالله تعالی . و من غیر المقبول ادّعاء أن یکون المراد بهذا النوع من الأحادیث الشریفة آخر غیر المهدی؛ لقیام الأدلة علی انحصار الأمر بالمهدی محمّد بن الحسن بن علی بن محمّد بن علی بن موسی بن جعفر بن محمّد بن علی بن أبی طالب علیه السلام بما له من صفات خاصة به دون غیره .( م . ن )

و عدلاً ، یملک سبعاً أو تسعاً ))(1)

13.عن الإمام علی بن أبی طالب علیه السلام، قال :

(( قلتُ : یا رسولَ الله ، أمِنّا آل محمّد المهدی أم من غیرنا ؟ فقال رسول الله صلی الله علیه و آله: لا ، بل منّا ، یختم الله الدین کما فتح الله بنا ، وبنا یُنقذون من الفتنة کما أُنقذوا من الشرک ، وبنا بین قلوبهم بعد عداوة الشرک ، وبنا یصبحون بعدعداوة الفتنة إخواناً کما أصبحوا بعد عداوة الشرک إخواناً ))(2)

14.عن عبد الله – بن مسعود -، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله:

(( لا تذهب الدنیا حتی یملک العرب رجل من أهل بیتی یواطئ(3) اسمه اسمی ))(4) .

15.عن حذیفة ، قال : خطب رسول الله صلی الله علیه و آله فذکر ما هو کائن ، ثم قال :

(( لو لم یبق من الدنیا إلا یوم واحد یطوّل الله ذلک الیوم حتی یُبعث رجلاً من وُلدی اسمه اسمی . فقام سلمان ( رضی الله عنه ) ، فقال : یا رسول الله ، من أی

ص :144


1- البرهان : 2 / 81 ح 233 . التردد بین السبع أو التسع لعلّه إشارة إلی أنّ ذلک أمر غیبی لا یعلمه إلا الله تعالی ، فلابد من ترقب ذلک و انتظاره یحیث لا یعلمه بالتحدید حتی هو علیه السلام، أو یکون التردید من الراوی حسبما صرّح بذلک بعض الرواة ، أو بلحاظ العامل الزمنی طولاً و قصراً کما یأتی فی الحدیث رقم 37 . ( م . ص )
2- البیان : 86 ب 11
3- یواطئ : أی یوافق
4- جامع الترمذی : 3 / 232

ویلدک هو ؟ قال : من وَلَدی هذا ، فضرب بیده علی [ ظهر ] الحسین ))(1).

16.عن أبی هارون العبدی ، قال :

(( أتیت ابا سعید الخدری فقلت له : هل شهدت بدرا ؟ فقال : نعم . فقلت : ألا تحدّثنی بشیء مما سمعته من رسول الله صلی الله علیه و آله فی علی و فضله . فقال : أخبرک أنّ رسول الله صلی الله علیه و آله مرض مرضة نقه(2) منها ، فدخلت علیه فاطمة علیه اسلام تعوده ، و أنا جالس عن یمین رسول الله صلی الله علیه و آله، فلمّا رأت ما برسول الله صلی الله علیه و آله من الضعف خنقتها العبرة حتی بدت دموعها علی خدها . فقال رسول الله صلی الله علیه و آله: ما یبیک یا فاطمة ، أما علمت أنّ الله تعالی اطلع إلی الأرض اطلاعة فاختار منها أباک فبعثه نبیاً ثم اطلع فاختار بعلک ، فأوحط إلی فأنکحته واتخذته وصیاً ، أما علمتِ أنّک بکرامة الهه تعالی أباک زَوّجَکِ أعلمهم علماً و أکثرهم حلماً و أقدمهم سلماً . فضحکت واستبشرت ، فأرد رسول الله صلی الله علیه و آله أن یزیدها مزید الخیر کلّه الذی قسم الله لمحمّد و آل محمّد .

فقال لها : یا فاطمة ، و لعلی ثمانیظ أضراس – یعنی مناقب - : إیمان بالله ، و رسوله ، و رسوله ، و حکته ، و زوجته ، و سبطاه(3) : الحسن والحسین ، و أمره

ص :145


1- فرائد المسطین : 2 / 325 ح 575
2- نقه من مرضه: أی صح وفیه ضعف
3- لعل کلمة ( وسبطاه ) من الراوی لغرض التوضیح ؛ إذ المتکلم هو صلی الله علیه و آله فلا حاجة للتعبیر بضمیر الغائب مع أنّه متکلم ، فالحسن والحسین سبطا رسول الله صلی الله علیه و آله أی ولدا فاطمة سلام الله علیها؛ لأنّ سبط لغة : ولد الولد – سواء ولد الذکر إو الأنثی -. ( م . ص )

بالمعروف ، و نهیه عن المنکر(1) . یا فاطمة إنّا أهل البیت نبیّنا خیر الأنبیاء و هو أبوک ، و وصیّنا خیر الأوصیاء و هو بعلک ، و شهیدنا خیر الشهداء و هو حمزة عیسی خلفه ، ثم ضرب علی منکب الحسین علیه السلام فقال : من هذا مهدی الأمة ))(2).

17.عن أبی سعید الخدری ، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله:

(( المهدی منی أجلی الجبهة(3) أقنی الأنف(4) ، یملأ الأرض قسطاًو عدلاً کما مُلئت جوراً و ظلماً ، یملک سبع سنین ))(5).

18.عن حذیفة ، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله:

(( المهدی رجل من وُلدی وجهه کالکوکب الدری))(6).

19.عن عائشة ، عن النبی صلی الله علیه و آله ، أنّه قال :

(( المهدی رجل من عترتی یقاتل علی سنتی کما قاتلت أنا علی الوحی))(7).

ص :146


1- یکون تعداد المناقب هکذا : 1 – إیمانه بالله . 2 – إیمانه بالرسول . 3- حکمته . 4- زوجته . 5- ولده الحسن . 6- ولده الحسن . 6- أمره بالمعروف . 8. نهیه عن المنکر .( م . ص )
2- البیان : 81 – 82 ب 9
3- أجلی الجبهة : أی انحسر وانکشف شعر مقدم رأسه ، فلم یکن علیه شعر کما علی بقیة رأسه
4- أقنی الأنف : أی دقیق الأنف مع تحدب فی الوسط ، و ذلک من صفات جمال الأنف
5- البیان : 80 ب 8
6- فیض القدیر : 6/ 279 ح 279 ، و ح 9245 ، و نحوه فی : ذخائر العقبی : 136
7- ینابیع المودة : 3/ 263 ب 73 ح 10

20.عن أم سلمة ، قالت : سمعت رسول الله صلی الله علیه و آله ، یقول :

(( المهدی من عترتی من وُلد فاطمة))(1).

21.عن جابر بن عبد الله الأنصاری ، یقول : إنّ رسول الله صلی الله علیه و آله قال :

(( المهدی من وُلدی الذی یفتح الله به مشارق الآرض و نغاربها ، ذاک الذی یغیب عن أولیائه غیبة لا ثبت علی القول بإمامته إلا من إمتحن الله قلبه للإیمان . فقلت : یا رسول الله ، هل لدولیائه الانتفاع به فی غیبته ؟ فقال صلی الله علیه و آله : والذی بعثنی بالحق نبیاً إنّهم یستضیئون بنوره و ینتفعون بولایته فی غیبته کانتفاع الناس بالشمس إذا سترها حجاب ، یا جابر ، هذا من مکنون سرّ الله و مخزون علمه فاکتمه إلا عن أهله ))(2)

22.عن جابر بن عبد الله الأنصاری ، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله:

((المهدی من وُلدی ایمه اسمی و کنیته کنیتی ، أشبه الناس بی خَلقاً و خُلقاً ، تکون له غیبته و حیرة یضل، فیها الأمم ، ثم یُقبل کالشهاب الثاقب یملؤها – الأرض – عدلاً و قسطاً کما مُلئت جوراً و ظلماً ))(3).

23.عن الإمام أمیر المؤمنین علیه السلام، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله:

ص :147


1- ینظر : البیان : 64 ب 2 ، کنز العمال : 14 / 264 ح 38663 ، فیض القدیر : 6 / 217 ح 9241
2- ینابیع المودة : 3 / 338 ب 71 ح 11
3- فرائد المسطین : 2 / 335 ح 586

(( المهدی منّا أهل البیت یصلحه(1) الله فی لیلة ))(2) .

24.عن آبی أیوب الأنصاری ، قال :

(( قال رسول الله صلی الله علیه و آله لفاطمة سلام الله علیها نبیّنا خیر الأنبیاء و هو أبوک ، و شهیدنا خیر الشهداء و هو عم أبیک حمزة ، و منّا مَن جناحان یطیر بهما فی الجنّة حیث یشاء و هو ابن عم أبیک [ جعفر ] ، و منّا سبطا هذه الأمة الحسن و الحسین و هما ابناک ، و منّا المهدی ))(3).

25.عن أنس بن مالک ، قال :

(( سمعت رسول الله صلی الله علیه و آله یقول : نحن وُلد عبد المطلب سادات أهل الجنّة ، دنا و حمزة و علی و جعفر والحسن والحسین والمهدی ))(4).

26.عن أبی سعید الخدری ، عن النبی صلی الله علیه و آله ، قال :

(( یأوی إلی المهدی أمته(5) کما تأوی النحل إلی یعسوبها(6) ، یملأ الأرض عدلاً کما جوراً حتی تکون الناس علی مثل أمرهم الأول ، لا یوقظ

ص :148


1- أی یصلح أمره و شأنه فیهیأ له الأسباب لیقوم بالأمر و ینهض للإصلاح ، وقد ورد فی حدیث آخر یلفظ (( یصلح الله أمره )) فیکون شاهداً علی ما ذکر .( م . ص )
2- البرهان : 2/ 565 ح 5
3- ینظر : البیان : 63 ب 2 ، عقد الدرر : 83 ح 34
4- ینظر : البیان : 66 ب 3 ، و نحوه فی الحاوی : 2 / 355
5- أی جماعته
6- الیعسوب : أمیر النحل و ذکرها

نائماً ولا یهریق دماً ))(1).

27.عن سلیمان بن إسحاق بن سلیمان بن علی بن عبد الله بن العباس ، قال : حدّثنی أبی – إسحاق بن سلیمان -، قال :

کنت یوماً عند الرشید فذکر المهدی و ما ذُکر من عندله فأطنب(2) فی ذلک . فقال الرشید : إنّی أحسبکم(3) أنّکم تحسبون أنّ أبی المهدی !

حدّثنی أبی – المهدی – ، عن أبیه المنصور ، عن جدّه – محمّد بن علی بن عبدالله بن العباس -، عن ابن عباس – عبد الله -،عن أبیه العباس بن عبدالمطلب ، أنّ النبی  قال له :

(( یا عم ، یملک(4) من ولدی اثنا عشر خلیفة(5) ، ثم یکون أمور کثیرة

ص :149


1- الحاوی : 2 / 153 .کنایة عن تعامله علیه السلام السلمی مع الناس إلّا من یکون مستحقاً للعقوبة فیتخذ بشأنه الإجراءات المناسبة ، و لعل السبب فی التنبیه الإشاراة إلی أنّه علیه السلام یختلف أمره عن غیره ، حیث تصحب حالة التغییر انتهاکات و اجتراءات ، بینما نجده علیه السلام یسعی لتنفیذ حکم الله تعالی فیسیر فی الرعیة سیرة حسنة مثلی بدون تعدّ علی حق أحد . ( م . ص )
2- أطنب فی الوصف : بالغ
3- أحسبکم : أی أظنکم
4- أی یتولی الأمر ولو لم تنتظم الأمور بالشکل الظاهری للملک . ( م . ص )
5- نعتقد أنّ أوصیاء رسول الله صلی الله علیه و آله الثنی عشر هم خلفاؤه ، فإنّ لفظ الخلیفة یؤدی معنی : مَن یخلف غیره و یقوم مقامه ، و حقاً أنهم کانوا ولا یزال یخلفون النبی صلی الله علیه و آله و یقومون مقامه فی نشر الإسلام وبث تعالیمه هدیه للجمیع حتی تقوم القیامة . و ما ورد فی الحدیث من قوله : (( یملک من ولدی اثنا عشر ..)) لعله یثیر تساؤلاً عن سبب عدّه صلی الله علیه و آله جمیع الأئمة الاثنی عشر من أولاده مع أأولاده مع أنّ أوّل الأئمة علی بن أبی طالب علیه السلام و هو ابن و لیس ولداً من صلبه صلی الله علیه و آله والجواب : ءنّ ذلک من باب التغلیب باعتبار أنّ الأکثر من أولاده فکان من المقبول بلاغیاً والمستعمل أدیباً عدّ الجمیع أولاداً و بلفظ واحد ، و من أمثله التغلیب : الشمسان ، القمران ، الأبوان مع أن أحدهما شمس أو قمر أو أب و لکن المجوّز لذلک هو التغلیب . ( م . ص )

و شدة عظیمة ، ثم یخرج المهدة من وُلدی یصلح الله أمره فی لیلة ، فیملأ الأرض عدلاً کما مُلئت جوراً ، و یمکث فی الأرض ما شاء الله ، ثم یخرج الدجال ))(1).

28.عن أبی الطفیل عامر بن واثلة..، عن – الإمام – علی ، قال : رسول الله صلی الله علیه و آله :

(( یا علی ، أنت وصیی حربک و سلمک سلمی ، و أنت الإمام و أبو الأئمة الأحد عشر الذین هم المطهرون المعصومون ، و منهم المهدی الذی یملأ الأرض قسطاً و عدلاً ، فویل لمبغضیهم . یا علی ، لو أنّ رجلاً أحبک و أولادک فی الله لحشره الله معک و مع أولادک ، و أنتم معی فی الدرجات العلی ، و أنت قسیم الجنّة والنار ، تُدْخِل محبیک الجنّة و مبغضیک النار ))(2) .

29.عن عبد الرحمن بن أبی لیلی ، عن أبیه ، قال ...، ثم قال  :

(( یا علی ، اتقِ الغضائن(3) التی هی فی صدور مَن لا یظهرها إلا بعد موتی ، أولئک یلعنهم الله و یلعنهم اللاعنون . ثم بکی صلی الله علیه و آله و قال : أخبرنی

ص :150


1- فرائد المسطین : 2 /329 ح 579
2- ینابیع المودة : 1/ 252 ب 15 ح 10
3- الصغائن : جمع الضغینة ، الحقد

جبرائیل أنّهم یظلمونه بعدی ، و أنّ ذلک الظلم یبقی حتی إذا قام قائمهم ، و علت کلمتهم ، واجتمعت الأمة علی محبتهم ، و کان الشانئ(1) لهم قلیلاً ، والکاره لهم ذلیلاً ، و کثر المادح لهم ، وذلک حین تغیّرت البلاد ، وضعف العباد ، والیأس من الفرج ، فعند ذلک یظهر القائم المهدی من وُلدی بقوم یُظهر الله الحقَ بهم و یخمد الباطلَ بأسفیاهم ، و یتبعهم الناس راغباً إلیهم أو خائفاً منهم ))(2).

30.عن عبد الرحمن بن عوف ، عن أبیه ، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله:

(( یبعث الله تعالی من عترتی رجلاً أفرق الثنایا(3) أعلا الجبهة ، یملأ الأرض عدلاً ، یفیض المال فیضاً ))(4).

31.عن أبی سعید ، إنّ رسول الله صلی الله علیه و آله قال :

(( یخرج المهدی فی أمتی یبعثه الله غیاثاً للناس تنعم الأمة ، و تعیش الماشیة ، و تُخرِجُ الأرضُ نباتَها ، و یعطی المال صحاحا ))(5).

32.عن عبد الله بن عمرو ، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله:

ص :151


1- الشانئ : أی المبغض المعادی مع سوء الخلق
2- ینابیع المودة : 3/ 278 ب 75 ح 2
3- أفرق الثنایا : أی أنّ أسنان مقدم فمه مفروقة ، و هو من صفات الجمال الإنسان . ( م . ص )
4- فرائد المسطین : 2 / 331 ح 582
5- البرهان : 2 / 545 ح 32

(( یخرج المهدی علی رأسه غمامة(1) فیها منادٍ ینادی : هذا المهدی خلیفة الله فاتبعوه ))(2).

33.عن عبد الله بن عمر ، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله:

(( یخرج المهدی و علی رأسه مَلَک ینادی : أنّ هذا المهدی فاتبعوه ))(3).

34.عن عبد الله بن الحارث بن جزء الزبیدی ، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله:

(( یخرج ناس من المشرق فیؤیون للمهدی – یعنی سلطانه -))(4).

35.عن ابن عمر ، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله:

(( یخرج فی آخر الزمان رجل من وُلدی اسمه کاسمی ، و کنیته ککنیتی ، یملأ الأرض عدلاً مُلئت جوراً ، فذلک هو المهدی ))(5).

36.عن أبی سعید الخدری ، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله:

(( یصیب الناس بلاء شدید حتی لا یجد الرجل ملجأ ، فیبعث الله رجلاً من عترتی أهل بیتی یملأ الأرض قسطاً و عدلاً کما مُلئت ظلماً و جوراً ،

ص :152


1- الغمامة : السحاب . والجدیر بالذکر أنّ هذا الحدیث و ما بعده ( 32-33 ) یؤکدان معاً علی إنّ الله تعالی یهیئ بقدرته وسیلة إعلامیة للإعلان عن لدء ظهور الإمام المهدی و قیامه بالأمر ، فلا یستغرب لتعدد الوسیلة ، فإنّ الله علی کل شیء قدیر .( م .ص )
2- البیان : 92 ب5
3- المصدر نفسه : 93 ب 16
4- ینظر : سنن ابن ماجه : 2/ 1368 ح 4088 ، فرائد المسطین : 2 /333 ح 584
5- تذکرة الخواص : 325

یحبه ساکن السماء و ساکن الأرض ، و ترسل السماء قطرها ، و تخرج الأرض نباتها لا تمسک منه شیئاً ، یعیش فی ذلک سبع سنین ))(1).

37.عن أبی سعید الخدری ، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله:

(( یکون فی امتی المهدی إن قصر فسبع و إلّا فتسع ، تنعم فیها أمتی نعمة لم ینعموا مثلها قط ، تؤتی الأرض أکلها ولا تدخر منه شیئاً ، والمال یومئذ کدوس(2) . یقوم الرجل فیقول : یا مهدی ، أعطنی ؟ فیقول : خذ ))(3).

38.عن أبی سعید الخدری ، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله:

(( یکون عند انقطاع من الزمان و ظهور من الزمان و ظهور من الفتن رجلٌ یقال له : المهدی ،عطاؤه هنیئاً ))(4).

39.عن حذیفة ، قال : قال رسول الله صلی الله علیه و آله:

(( یلتفت المهدی وقد نزل عیس بن مریم کأنّما یقطر من شعره الماء فیقول المهدی : تقدّم صلﱢ یالناس ، فیقول عیسی : إنّما أُقیمت الصلاة لک ، فیصلّی خلف رجل من وُلدی ))(5).

ص :153


1- عقد الدرر : 73 ح 10
2- کدوس : جمع تکثیر الکدس ، المجموع
3- البیان : 7 ب 6
4- المصدر نفسه : 85 ب 10
5- عقد الدرر : 73 ح 11 ، فی الحدیث الشریف إشارة واضحة إلی استباب الأمر کلّه للإمام المهدی علیه السلام، و توّحد الأدیان کلّها وانفضواء الجمیع تحت رایة الإسلام ، حتی أنّ عیسی المسیح علیه السلام یصلی خلف الإمام المهدی علیه السلام، مما یعنی إقراه بإمامة المهدی علیه السلام فیتبعه الآخرون .( م . ص )

40.عن عبد الله بن مسعود ، عن النبی صلی الله علیه و آله ، قال :

(( یلی أمر هذه الأمة فی آخر زمانها رجل من أهل بیتی یواطی(1) اسمه اسمی ))(2).

والحمد لله ربّ العالین ، و نسأله تعای إدامی التوفیق لإرداف هذه الحلقة بغیرها مما ینع المسلمین ، و صلّی الله علی محمّد صلی الله علیه و آله ذ و آله الطاهرین علیهم السلام .

ص :154


1- یواطئ : أی یوافق
2- المعجم الکبیر للطبرانی : 10/168 ح10229

الفهارس الفنیة

اشارة

فهرس الأحادیث

فهرس المصادر

فهرس المحتویات

ص :155

ص :156

فهرس الأحادیث

آفة الحسب الافتخار.................................................................................................................62

الأئمة بعدة اثنا عشر : أولهم آنت یا علی ، و آخرهم القائم...............................................................139

أبشرکم بالمهدی یبعث فی أمتی علی اختلاف من الناس وزلازل.......................................................139

أتی رجل رسول الله صلی الله علیه و آله فقال : أنی رجل شاب نشیط و أحب......................... .............49

أتی رسول الله صلی الله علیه و آله رجل فقال : یا رسول الله ، أوصنی ؟ فکان......................................46

أتیت أبا سعید الخدری فقلت له : هل شهدت بدرا؟ قال...................................................................145

اتقوا الظلم فإنه ظلمات یوم القیامة.............................................................................................62

أحب الأعمال إلی الله سرور تدخله علی مؤمن ، تطرد عنه...............................................................50

احفظ الله یحفظک ، احفظ الله تجده أمامک ، تعرّف إلی الله...............................................................82

إذا أتاکم کریم قومٍ فأکرموه..........................................................................................................67

إذا التقیتم فتلاقوا بالتسلیم والتصافح ، و إذا تفرقتم فتفرقوا بالاستغفار................................................50

إذا تظاهرات الفتن و أغار بعضهم بعضاً ، یبعث الله المهدی یفتح..........................................................139

إذا دعا أحدکم فلیعلم ؛ فإنه أوجب للدعاء......................................................................................76

إذا رأیتم أهل البلاء فاحمد.ا الله و لا تسموعهم ؛ فإن ذلک.................................................................45

إذا قال العبد : لا حول ولا قوة إلا بالله ، فقد.....................................................................................84

ص :157

إذا کان یوم القیامة أقام الله عزوجل جبرئیل و محمداً........................................................................39

أربع من کن فیه و کان قرنه إلی قدمه ذنوباً....................................................................................46

ارفعوا أصواتکم بالصلاة علیَّ فذنها تُذهب بالنفاق........................................................................... 77

الاستغفار و قول لا إله إلا الله خیر العبادة ، قال الله.......................................................................... 78

اقرؤوا القرآن بألحان العرب و أصواتها ، و إیااکم و لحون أهل الفسق و أهل.............................................81

أکثر ما تلج له أمتی الجنة تقوی الله و حسن الخلق....................................................................... 45

ألا أخبرکم بأشبهکم بی ؟ قالوا : بلی ، یا رسول الله ، قال.............................................................. 52

ألا أخبرکم بخیر خلائق الدنیا والآخرة : العفو عمن ظلمک ، و تصل......................................................46

ألا أخبرکم بخیر رجالکم ؟ قلنا : بلی ، یا رسول الله ، قال.................................................................45

ألا أدلّکم علی سلاح ینجیکم من اعدائکم ، و یدرّ أرزاقکم ؟ قالوا........................................................75

ألا أنبئکم بالمؤمن ؟ من أئتمنه المؤمنون علی أنفسهم و أموالهم.....................................................52

التفت رسول الله صلی الله علیه و آله إلی أصحابه فقال : اتخذوا جُنناً ، فقالوا : یا.................................83

أمرنی ربی بمداراة الناس کما أمرنی بأداء الفرائض.........................................................................47

إن آدم شکا إلی الله ما یلقی من حدیث النفس............................................................................84

إن أخی ووزیری ، و خیر من أخلفه بعدی علی بن أبی....................................................................35

إن أعجل الخیر ثواباً صلة الرحم..................................................................................................49

إن أعجل الشر عقوبة البغی.....................................................................................................62

إن أهل القرآن فی أعلی درجة من الآدمیین ما خلا.......................................................................80

ص :158

إن خلفائی و أوصیائی و حجج الله علی الخلق بعدی لاثنا عشر.......................................................142

إن الدینار والدارهم أهلکنا من کان قبلکم وهما مهلکاکم.................................................................61

إن رجلاً أتی النبی صلی الله علیه و آله، فقال یا رسول الله ، إنّی أجعل.............................................76

إن الرفق لم یوضع علی شیء إلا زانه ، ولا نزع.............................................................................47

إن صاحب الخلق الحسن له مثل أجر الصائم القائم.......................................................................45

إن عظیم البلاء یکافأ به عظیم الجزاء ، فإذا أحب الله.......................................................................52

إن علی بن أبی طالب إمام أمتی و خلیفتی علیها من..................................................................142

إن الله تبارک و تعالی اطّلع إلی الأرض اطلاعة فاختارنی منها..........................................................140

إن الله فتح هذا الدین بعلی ، و إذا قُتل فسد الدین........................................................................141

إن الله یبغض الفتحش البذیء ، والسائل الملحف.........................................................................61

إن الله یحب الحیی ، الحلیم ، العفیف ، المتعفف.........................................................................47

إن الله یحب من الخیر ما یعجل.................................................................................................48

إن من حق الداخل علی أهل البیت أن یمشوا معه.......................................................................67

إن من شر عباد الله من تکره مجالسته لفحشه...........................................................................61

إن النبی صلی الله علیه و آله بعث بسورة براءة مع أبی بکر ، ثم أرسل علیاً.......................... ............36

إن النبی صلی الله علیه و آله نظر إلی علی بن أبی طالب علیه السلام فقال : أنت ............................39

أنا سید النبیین ، و علی بن أبی طالب سیّد الوصیین ، و ذن..........................................................140

دنت منی بمنزلة هارون من موسی إلا لا نبی بعدی.....................................................................39

ص :159

أنت ولی کلّ مؤمن و مؤمنة من بعدی........................................................................................35

انظروا مَن تحادثون ، فإنه لیس من أحد ینزل به الموت...................................................................66

إنی لأعجب کیف لا أشیب إذا قرأت القرآن...................................................................................81

أول الناس وروداً علی الحوض یوم القیامة أولهم إسلاماً علی..........................................................31

إیاکم و عقوق الوالدین ، فإنّ ریح الجنّة توجد من مسیرة ألف..........................................................63

بعثة الله فی زمرة الفقهاء والعلماء.............................................................................................26

بعثته الله یوم القیامة عالماً فقیهاً ولم یعذبه................................................................................26

تعرّف إلی الله فی الرخاء یعرفک فی الشدة ، فإذا سألت ...............................................................82

تُملأ الأرض ظلماً و جوراً ، فیقوم رجل من عترتی فیملؤها قسطاً.....................................................143

التودد ألی الناس نصف العقل..................................................................................................66

ثلاث ملعون من فعلهنّ : المتغوط فی ظل النزال ، والمانع ا............................................................59

ثلاث من لقی الله عزوجل بهنّ دخل الجنة من............................................................................59

ثلاثة لا یکلّمهم الله ولا ینظر إلیهم یم القیامة ولا.........................................................................61

ثلاثة مجالستهم تمیت القلب : الجلوس مع الأنذال ، والحدیث مع النساء .......................................66

جاء رجل إلی النبی صلی الله علیه و آله فقال : یا رسول الله ، من ابر.............................................49

جائنی جبرئیل علیه السلام من عندالله عزوجل بورقة آس خضراء...................................................31

حب علی حسنة لا یضر معها سیئة ، و بغضة سیئة لا................................................................33

حسن الجوار یعمر الدیار و ینسئ فی الأعمار............................................................................68

ص :160

الحسن والحسین سیّدا شباب أهل الجنّة ، وأبوهما خیر منهما....................................................37

حشرة الله یوم القیامة مع النبیین والصدیقین والشهداء والصالحین................................................26

حقّ علی المسلم إذا أراد سفراً أن یعلم إخوانه ، وحق...............................................................50

حقّ علی بن أبی طالب علی هذه الأمة کحق الوالد..................................................................38

حلال محمد صلی الله علیه و آله حلال أبداً إای یوم القیامة ، و حرامه صلی الله علیه و آله حرام أبداً.....132

خطیب رسول الله صلی الله علیه و آله فی حجة الوداع فقال : یا أیها الناس....................................11

الخلق عیال الله فأحب الخلق إلی الله من نفع عیال..................................................................50

خلق الله تعالی من نور وجه علی بن أبی طالب علیه السلام.....................................................32

خیر العبادة قول : لا إله إلا الله...............................................................................................78

خیر وقت دعوتم الله عزوجل فیه الأسحار ، وتلا هذه...................................................................75

دخلت أنا و أخی علی جدی رسول الله صلی الله علیه و آله فأجلسنی علی فخذه..........................143

دخلت علی النبی صلی الله علیه و آله فإذا الحسین بن علی علی فخذه ، و هو............................140

الدعاء سلاح المؤمن ، و عمود الدین ، ونور السماوات والأرض.....................................................75

ذاکر الله عزوجل فی الغافلین کالمقاتل عن الفارین ، والمقاتل.....................................................78

ذُکر علی بن أبی طالب عبادة..............................................................................................39

رحم الله عبداً طلب من الله عزوجل حاجة فألح.........................................................................75

الرفق یمن ، والخرق شؤم...................................................................................................47

سباب المؤمن فسوق ، و قتاله کفر ، وأ کل لحمه معصیة ، و حرمة ماله........................................64

ص :161

السلام تطوع ، والرد فریضة..................................................................................................66

سمعت رسول الله صلی الله علیه و آله یقول : نحن ولد عبد المطلب سادات أهل.......................... .148

سید الأعمال إنصاف الناس من نفسک ، و مواساة الأخ فی الله...................................................48

شر الناس عند الله یوم القیامة الذین یکرمون التقاء شرهم........................................................62

شکا رجل إلی النبی صلی الله علیه و آله وجعاً فی صدره ، فقال : استشف بالقرآن........................80

الصلاة علیّ و علی أهل بیتی تُذهب بالنفاق..........................................................................77

صلت الملائکة علی و علی علی بن أبی طالب سبع سنین......................................................31

طوبی لمن أسلم و کان عیشه کفافا.....................................................................................48

علی بن أبی طالب علیه السلام ینجز عداتی و یقضی دینی.....................................................31

علی خیر البریة................................................................................................................34

علی منی مثل رأسی من بدنی.........................................................................................35

علی منی و أنا منه ، و لا یقضی إلا أنا أو علی.......................................................................35

علیکم بالعفو ، فإن العفو لا یزید العبد إلا عزاً ، فتافوا................................................................46

الغضبُ یُفسد الإیمان کما یفسد الخلُ العسل........................................................................60

الغیبة أسرع فی دین الرجل المسلم من الآکلة فی جوفه.........................................................64

قال رسول الله  لفاطمة : نبینا خیر الأنبیاء و هو أبوک ، و شهیدنا...........................................148

قال الله تبارک و تعالی :من أهان لی ولیاً فقد أرصد.................................................................63

قال لی رسول الله : یا جابر ، إنّ صیائی و أئمة المسلمین........................................................141

ص :162

قال لی رسول الله صلی الله علیه و آله : یا علی ، ألا أعلمک کلمات ؟إذا.....................................79

قلت للباقرعلیه السلام : یا بن رسول الله ، إن قوماً یقولون : إن الله...........................................103

قلت : یا رسول الله ، أمِنّا آل محمد المهدی أم من..................................................................144

قیل له : أدخل من أی أبواب الجنة شئت...............................................................................26

کان رسول الله صلی الله علیه و آله: یوحی ذلیه ورأسه فی حجر علی علیه السلام فلم.................37

کفی بالمرء عیباً أن یبصر من الناس ما یعمی علیه..................................................................65

کنت مع علیفی البیت یوم الشوری و سمعته یقول لهم............................................................38

کنت له شفیعاً یوم القیامة.................................................................................................26

لا إله إلا الله نصف المیزان ، والحمد لله یملؤه..........................................................................83

لا تجعلونی کقدح الراکب ؛ فإن الراکب یملأ قدحه فیشربه إذا......................................................76

لا تذهب الدنیا حتی یملک العرب رجل من أهل بیتی...............................................................144،115

لا تطلبوا عثرات المؤمنین فإن من تتبع عثرات أخیه تتبع...........................................................63

لا تقطع رحمک و إن قطعتک...............................................................................................62

لأعطین هذه الرایة رجلاً یفتح الله علی یدیه ، یحب الله............................................................40

لکلّ شیء حلیة ف و حلیة القرآن الصوت الحسن...................................................................81

لکلّ نبی وصی ووراٍ ، و إن علیاً ووراثی...............................................................................34

لله عزوجل تسعة و تسعون اسماً من دعا الله بها...................................................................83

ص :163

لمّا عُرج إلی السماء رأیت علی باب الجنة مکتوباً...................................................................37

لمّا نزلت : (وَ تَعِیَهَا أُذُنٌ وَاعِیَةٌ)،قال النبی صلی الله علیه و آله: سألت ربی عزوجل........................36

لو اجتمع الناس علی حبّ علی بن أبی طالب لما.................................................................32

لو أن السموات السبع والأرضین السبع وضعت فی کفة میزان..................................................35

لو لم یبق من الدنیا إلا یوم واحد واحد لطول الله....................................................................113 ، 142 ، 144

لیس منّا من ماکر مسلماً................................................................................................62

لینصح الرجل منکم أخاه کنصحیته لنفسه...........................................................................51

ما أنزل الله آیة فیها :( یَا أَ یُّهَا الَّذِینَ آمَنُواْ) إلا........................................................................36

ما فتج الله علی باب دعاء ذلا فتح الله له فیه.......................................................................82

ما فتح الله علی عبد باب شکر فخزن عنه باب.....................................................................45

ما کاد جبرئیل علیه السلام یأتینی إلا قال : یا محمد ، أتق شحناء..........................................60

ما من مؤمن دعا المؤمنین و المؤمنات إلا رد الله عزوجل........................................................78

ما من مسلم دعا الله سبحانه دعوة لیس فیها قطیعة..........................................................81

المجالس بالأمانة.........................................................................................................67

مداراة الناس نصف الإیمان ، والرفق بهم نصف العیش...........................................................47

المرء علی دین خلیله و قرینه.........................................................................................65

المستتر بالحسنة یعدل سبعین حسنة ، والمذیع بالسیئة مخذول.........................................65

من أحب أن یحیا حیاتی ، و یموت میتتی ، و یدخل الجنة التی.............................................33

ص :164

من أحب السبیل ألی الله عزوجل جرعتان : جرعة غیظ........................................................47

من أحب علیاً فقد أحبنی ، و من أبغض علیاً فقد أبغضنی....................................................32

من أحب علیاً قبل الله منه صلاته و صیامه و قیامه واستجاب................................................33

من أذاع فاحشة کان کمبتدئها ، ومن عیر مؤمناً بشیء لم..................................................63

من أراد دن یکون دغنی الناس فلیکن بما فی ید...............................................................48

من أراد التوسل إلیّ و أن تکون له عندی ید أشفع.............................................................84

من أراد شیئاً من قیام اللیل وأخذ مضجعه فلیقل...............................................................79

من أرضی سلطاناً بسخط الله خرج من دین الله................................................................65

من أصابه هم أو غم أو کرب أو بلاء.................................................................................79

من أصبح لا یهتم بأمور المسلمین فلیس منهم ، و من سمع.............................................49

من أعان مؤمناً نفّس الله عزوجل عنه ثلاثاً و سبعین.........................................................50

من أعطاه الله القرآن فرأی أن رجلاً أعطی فضل مما..........................................................80

من أکثر ذکر الله عزوجل أحبه الله ، و من ذکر...................................................................77

من أکرم أخاه المسلم بکلمة یلطفه بها و فرج عنه کربته...................................................51

من تظاهرات علیه النعکم فلیکثر الحمد الله....................................................................83

من حفظ من أمتی أربعین حدیثاً مما یحتاجون ألیه من....................................................7

من حمل من أمتی أربعین حدیثاً فهو من العلماء............................................................27

من دعا لمؤمن بظهر الغیب قال له الملک : ولک مثل......................................................82

ص :165

من زعم أنه آمن بی وبما جئت به و هو یبغض..............................................................34

من سألنا أعطیناه ، ومن استغنی أغناه الله.................................................................48

من سرّ مؤمناً فقد سرنی، و من سرنی فقد سر الله......................................................50

من سرّ النساء فی الأجل والزیادة فی الرزق فلیصل رحمه...............................................49

من سعی فی حاجة لأخیه فلم ینصحه فقد خان الله.....................................................64

من سقی مؤمناً شربة من ماء من حیث یقدر.............................................................51

من صافح علیاًفکأنما صافحنی ، و من صافحنی فکأنما صافح أرکان................................38

من صلّی علیّ صلی الله علیه و ملائکته ، و من شاء فلیقل..........................................77

من طلب رضا الناسس بسخط الله جعل الله حامده من ...............................................65

من علامات الشقاء : جمود العین ، و قسوة القلب ، و شدة الحرص فی..........................59

من فارق علیاً فارقنی ، و من فارقنی فارق الله عزوجل.................................................34

من کان فی قلبه حبة من خردل من عصبیة بعثه........................................................60

من کثرت همومه فعله بالاستغفار...........................................................................83

من کسا أحداً من فقراء المسلمین ثوباً من عری ، أو..................................................51

من کفّ نفسه عن أعراض الناس أقاله الله نفسه یوم.................................................60

من کنت مولاه فهذا علی مولاه..............................................................................35

من نقل عنی إلی من یلحقنی من أمتی أربعین حدیثاً...............................................27

من وَقّر شیبة فی الإسلام آمنه الله عزوجل...............................................................67

ص :166

المهدی رجل من عترتی یقاتل علی سنتی کما قاتلت أنا...........................................146

المهدی رجل من ولدی وجهه کالکو کب الدری...........................................................146

المهدی من عترتی من ولد فاطمة..........................................................................147

المهدی من ولدی اسمه اسمی و کنیته کنیتی ، أشبه الناس بی ...............................147

المهدی من ولدی الذی یفتح الله به مشارق الأرض و مغاربها........................................147

المهدی منا أهل البیت یصلحه الله فی لیلة ..............................................................148

المهدی منی أجلی الجبهة أقنی الأنف ، یملأ الأرض قسطاً و عدلاً.................................146

هذا رضوان ملک من ملائکة الله ینادی : لا سیف إلا....................................................36

یا ایها الناس ، إنی ترکت فیکم ما ذن أخذتم به.........................................................135

یا بنی عبدالمطلب ، إنکم لن تسعوا الناس بأموالکم ، فألقوهم...................................46

یا عبدالله ، أتانی ملک فقال : یا محمد ، سل من.....................................................38

یا علی ، اتق الغضائن التی هی فی صدور من لا.....................................................150

یا علی ، إن الله قد غفر لک و لأهلک و لشیعتک و محبی .........................................37

یا علی ، أنت وصیی حربک حربی و سلمک سلمی ، و أنت الإمام..............................150

یا علی ، إنک قسیم الجنة والنار ، و إنک تنقر باب الجنة............................................36

یا علی ، طوبی لمن أحبک و صدق فیک ، والویل لمن أبغضک....................................32

یا عمّ ، یملک من ولدی اثنا عشر خلیفة ، ثم یکون..................................................149

یا فاطمة ، والذة بعثنی بالحق إن منها مهدی هذه الأمة............................................113

ص :167

یا معشر قراء القرآن ، اتقوا االله عزوجل فیما حملکم...................................................80

یا معشر المساکین ، طیبوا نفساً ، و أعطوا الله الرضا من قلوبکم.................................53

یأوی ألی الله تعالی من عترتی رجلاً أفرق الثنایا أعلا الجبهة.......................................148

یخرج فی آخر الزمان رجل من ولدی اسمه کاسمی ، و کنیته......................................151

یخرج المهدی علی رأسه غمامة فیها منادٍ ینادی : هذا المهدی..................................152

یخرج المهدی فی أمتی یبعثه الله غیاثاً للناس تنعم الأمة..........................................151

یخرج المهدی و علی رأسه ملک ینادی : إنّ هذا المهدی فاتبعوه.................................152

یخرج ناس من المشرق فیو طؤن للمهدی – یعنی سلطانه .......................................152

یصیب الناس بلاء شدید حتی لا یجد الرجل ملجأ ، فیبعث..........................................152

یکون عند انقطاع من الزمان وظهور من الفتن رجلٌ یقال............................................153

یکون فی أمتی إن قصر فسبع و إلا فتسع ، تنعم.....................................................153

یلتفت المهدی وقد نزل عیسی بن مریم کأنما یقطر...............................................153

بلی أمر هذه الأمة فی آخر زمانها رجل من أهل......................................................154

بلی رجل من أهل بیتی یواطئ اسمه اسمی .......................................................115

ینبغی للجلساء فی الصیف أن یکون بین کل اثنین مقدار...........................................67

ص :168

فهرس المصادر

1-الأئمة الثنا عشر = الشذرات الذهبیة فی الأئمة الأثنی عشر الإمامیة : لشمس الدین بن محمّد بن طولون ( ت 953 ه__ ).

2-الاختصاص : للشیخ أبی عبدالله محمّد بن النعمان العکبری البغدادی ( الشیخ المفید ) ( ت 413ه__) ، تحقیق : علی أکبر غفاری ، محمود الزرندی ، ط2- 1414ه__، دار المفید / بیروت .

3-الإرشاد فی معرفة حجج العباد : للشیخ أبی عبد الله محمّد بن النعمان العکبری البغدادی ( الشیخ المفید ) ( ت 413ه__) ، ط 2.

4-أصول الحدیث : للشیخ عبد الهادی الفضلی ، ط3 ، مؤسسة أم القری / لبنان .

5-الإفصاح عن أحوال رواة الصاح :للشیخ محمّد حسن المظفر ، تحقیق و نشر : مؤسسة آل البیت لإحیاء التراث ، ط 1- 1426 ه__ .

6-الأمالی : للشیخ أبی جعفر محمّد بن علی بن بابویة القمی ( الشیخ الصدوق ) ( ت 381 ه__) ، تصحیح و تعلیق : علی أکبر غفاری ، ط 1405 ه__ ، مؤسسة النشر الإسلامی التابعة لجماعة المدرسین / قم المقدسة .

7-الإمام المهدی و أدعیاء المهدویة : للسیّد عدنان البکاء ، ط 1 .

8-الإمام علی علیه السلام صوت العدالة : لجورج جرداق ( المقدمة لمیخائیل نعیمة ) ، ط2.

9-بحار الأنوار الجامعة لدر أخبار الأئمة الأطهار : للعلّامة الشیخ محمّد باقر

ص :169

المجلسی رحمت الله علیه ( ت 1111 ه__) ، تحقیق : السیّد محمّد مهدی الخرسان و آخرین ، ط 1403 ه__ ، دار إحیاء التراث العربی / بیروت.

10-البدایة والنهایة : لأبی الفداء إسماعیل بن کثیر الدمشقی ( 774 ه__) ، ط : دار ابن کثیر / بیروت

11-البرهان فی علامات اخر الزمان : للعلّامة علاء الدین علی المتقی ابن حسان الدین الهندی البرهان فوری ( ت 975 ه__) ، ط 1408 ه__ ، شرکة ذات السلاسل / الأردن.

12-البیان فی أخبار صاحب الزمان : لأبی عبد الله محمّد بن یوسف القرشی الکنجی اشافعی ( ت 658 ه__) ، ط 1382 ه__، النعمان / النجف الأشرف.

13-تاریخ الخلفاء : الإمام الحافظ جلال الدین عبد الرحمن بن أبی بکر السیوطی ( ت 911 ه__) ، تحقیق : محمّد محیی الدین عبد الحمید ، ط 2-1378 ه__..

14-تاریخ الطبری : تاریخ الأمم والملوک : لأبی جعفر محمأد بن جریر الطبری ( ت 310 ه__) ، دار القاموس / بیروت .

15-تحریر تقریب التذهیب : أحمد بن علی بن حجر العسقلانی ( ت 852 ه__)، ط1- 1417 ه__، میسسة الرسالة / بیروت.

16-تحفة الأخوذی فی شرح جامع الترمذی : لأبی العلا محمّد بن عبد الرحمن المبارکة کفورة ( 1353 ه__)، دار اکتاب العربی / بیروت .

17-تذکرة الخواص من الأوة بذکر خصائص الأئمة : لیوسف بن قزغلی البغدادی ( سبط ابن الجوزی ) ( 654 ه__)، ط 1418 ه__، الشریف الرضی / ایران.

ص :170

18-تفسیر الرازی = التفسیر الکبیر : للفخر الرازی ( ت 606 ه__)، إعداد : مکتب تحقیق و نشر : دار إحیاء التراث العربی ، ط1-1415 ه__

19-التذهیب = تهذیب الأحکام فی شرح المقنعة للشیخ المفید :لشیخ الطائفة أبی جعفر محمّد بن الحسن الطوسی ( ت 460 ه__)، تحقیق و تعلیق : السیّد حسن الموسوی الخراسان ، ط4-1365ش ، دار الکتب الإسلامیة / طهران .

20-جامع بیان العلم و فضله : لابن عبد البر ( ت 463 ه__)، ط 1398 ه__، دار الکتب العلمیة / بیروت .

21-الحاوی للفتاوی : لجلال الدین السیوطی ( ت 911 ه__) ، ط3- 1959 ه__، السعادة / مصر .

22-الخصال : للشیخ أبی جعفر محمّد بن علی بن بابویة القمی ( الشیخ الصدوق ) ( ت 381 ه__)، تحقیق : علی أکبر الغفاری ، ط 1403 ه__، منشورات جماعة المدرسین فی الحوزة العلمیة / قم المقدسة .

23-دلائل الإمامة : لأبی جعفر محمّد بن جریر الطبری الصغیر ( ق 5 ه__)، تحقیق : قسم الدراسات الإسلامیة / مؤسسة البعثة – قم ، ط1-1413 ه__ ، مرکز الطباعة والنشر فی مؤسسة البعثة / ابران.

24-ذخائر العقبی فی مناقب ذوی القربی : لمحب الدین بن أحمد بن عبد الله الطبری ( ت 694 ه__)، ط 1356 ه__ ، مکتبة القدسی / القاهرة.

25-الذریعة إلی تصانیف الشیعة : للشیخ آقا بزرگ الطهرانی ( ت 1389 ه__)، ط 3- 1403 ه__ ، دار الأضواء / بیروت .

ص :171

26-الرواشح السماویة فی شرح الأحادیث الإمامیة : للسیّد محمّد باقر الداماد ( ت 1041 ه__)، ط : إیران / أوفیست.

27-سنن إبن ماجة : لأبی عبد الله محمّد بن یزید القزوینی ( ابن ماجة ) ( ت 275 ه__ ) ، تحقیق : محمّد فؤاد عبد الباقی ، دار الفکر للطباعة والنشر والتوزیع .

28-سنن أبی داود : لأبی دادو سلیمان بن الأشعث السجستانی ( ت 275 ه__)، تحقیق و تعلیق : سعید محمّد اللحام ، ط1- 1410 ه__، دار الفکر / بیروت.

29-شرح مسلم : لمحیی الدین أبو زکریا یحیی بن شرف انووی ( ت 676 ه__)، ط 1407 ه__، دار الکتاب العربی / بیروت .

30-شرح نهج البلاغة : لابن أبی الحدید المعتزلی ( ت 656 ه__)،تحقیق : محمّد أبو الفضل إبراهیم ، ط 1378 ه__، دار إحیاء الکتب العربیة / القاهرة.

31-شرح نهج البلاغة : لابن أبی الحدید المعتزلی ( ت 656 ه__)،دار إحیاء التراث العربی / بیروت

32-صحیح مسلم : لأبی الحسین مسلم بن الحجاج النیسابوری ( ت 261 ه__)، ط : دار الفکر ، بیروت / لبنان .

33-طبقات ابن سعید = الطبقات الکبری : لمحمّد بن سعد بن منیع الزهری ( ت 230 ه__)، دار صادر / بیروت .

34-عقد الدرر فی أخبار المنتظر : لیوسف بن یحیی المقدسی السلمی الشافعی ( ق ه7 ه__)، ط 1985 ، مکتبة المنار / الأردن .

35-عمدة الطالب فی أنساب آل أبی طالب : لجمال الدین أحمد بن علی

ص :172

الحسینی ( ابن عنبة ) ( ت 828 ه__)، ط 1988 م ، الدیوانی / بغداد.

36-عون المبعود : للعظیم آبادی ( ت 1329ه_) ، ط 2- 1415ه_، دار الکتب العلمیة / بیروت.

37-غالیة المواعظ : نعمان أفندی الآلوسی ، ط 1305 ، الأمیریة / بولاق .

38-الغیبة : شیخ الطائفة أبی جعفر محمّد بن الحسن الطوسی ( ت 460ه_)، ط 2- 1385 ه_، الصادق / النجف .

39-فتح الباری شرح صحیح البخاری : لابن حجر العسقلانی ( ت 852 ه_)، ط 1- 1408 ه_، دار إحیاء التراث العربی / بیروت .

40-فرائد السمطین فی فضائل المرتضی والبتول والسبطین والأئمة من ذریتهم لإبراهیم الجوینی الخراسانی ( ق 7 و 8 ه_ )، ط 1- 1428، دار الحبیب / إیران .

41-الفصول المهمة فی معرفة الدئمة : لعلی بن محمّد بن أحمد المالکی المکی ( ابن الصبّاغ المالکی ) ( ت 855 ه_).

42-فضائل الخمسة من الصالح الستة : لمرتضی الحسینی الفیروز آبادی ( ت 1410 ه_ )، ط 3- 1393ه_، الأعلمی / بیروت .

43-فیض القدیر شرح الجامع الصغیر من أحادیث البشیر النذیر : لمحمّد عبد الرؤوف المناوی ( ت 1031ه_ ) ، ط 1357ه_، مطبعة مصطفی محمّد / مصر .

44-قاموس الرجال : للعلّامة الشیخ محمّد تقی التستری ، تحقیق و نشر : میسسة النشر الإسلامی ، ط 1- 1422ه_ .

45-الکامل فی التاریخ : لابن الأثیر الجرزی ( ت 630ه_) ،ط 1386، دار صادر

ص :173

للطباعة والنشر – دار بیروت للطباعة والنشر .

46-کمال الدین و تمام النعمة : للشیخ أبی جعفر محمّد بن علی بن بابویه القمی ( الشیخ الصدوق ) ( ت 381 ه_ ) ، ط 1405 ه_، مؤسسة النشر الإسلامی / قم .

47-کنز العمال فی سنن الأقوال والأفعال : لعلاء الدین علی المتقی بن حسام الدین الهندیالبرهان فوری ( ت 975 ه_) ، ط 139 ه_، میسسة الرسالة / بیروت.

48-مجلة الجامعة الژسلامیة – المدینة المنورة / العدد 3 / السنة الأولی ذو العقدة 1388 ه_ / 1967 م .

49-مجمع البحرین : للشیخ فخر الدین الطریحی ( 1085 ه_) ، تحقیق : السیّد أحمد الحسینی ، ط 14082 ، مکتب النشر الثقافة الإسلامیة .

50-مجمع البیان فی تفسیر القرآن : لأمین الإسلام أبی علی الفضل بن الحسن الطبرسی ( ق 6 ه_)، تقدیم ، السیّد محسن الأمین العاملی ، تحقیق و تعلیق : لجنة من العلماء والمحققین الأخصائیین ، ط1-1415 ه_، الأعلمی / بیروت .

51-نختار الصاح : لمحمّد بن أبی بکر بن بن عبد القادر الرازی ( ق8)، ط1-1967م، حسام / بغداد .

52-المراجعات : للإمام السیّد عبد الحسین شرف الدین الموسوی ( ت 1377 ه_) ، ط 1978 م ، حسام / بغداد.

53-مستدرک وسائل الشیعة = مستدرک الوسائل و مستنبط المسائل : للمیرزا حسین النوری الطبرسی( ت 1320 ه_)، تحقیق و نشر : آل بیت لإحیاء التراث ، ط-2 1408 ه_..

ص :174

54-مشکاة المصابیح : للشیخ محمّد بن عبد الله الخطیب العمری التبریزی ( ت 737 ه_)، تحقیق : محمّد ناصر الألبانی ، ط1382 ه_..

55-مطالب السؤول فی مناقب آل الرسول : لمحمّد بن طلحة الشافعی ( ت 652 ه_)، تحقیق : ماجد بن أحمد العطیة .

56-مع الدکتور أحمد فی حدیث المهدی والمهدویة : للشیخ محمّد أمین زین الدین ( ت 1419 ه_) ، ط 1413 ه_ ، مؤسسة النعمان / بیروت .

57-المعجم الکبیر : لأبی القاسم سلیمان بن أحمد الطبرانی ( ت 360 ه_) ، ط 1400 ه_ ، وزارة الأوقاف العراقیة .

58-معجم رجال الحدیث : للسیّد أبی القاسم الخوئی ( ت 1413 ه_)، ط1.

59-المفردات فی غریب القرآن : للحسین بن محمّد المفضل أبو القاسم الإصفهانی – دو الإصبهانی – ( الراغئب الأصفهانی ) ( ت ق 4 ه_).

60-مقاتل الطالبیین : لأبی الفرج الإصفهانی ( ت 356 ه_)، ط2-1385 ه_، الحیدریة / النجف الأشرف .

61-مقدمة ابن الصلاح فی علوم الحدیث : لأبی عمرو عثمان بن عبد الرحمن الشهرزوری ( ت643 ه_)، تحقیق و شرح : أبو عبد الرحمن صلاح بن محمّد بن عویضة ، ط1-1416 ه_، دار الکتب العلمیة / بیروت .

62-الملاحم والفتن = التشریف بامنن فی التعریف بالفتن : للسیّد رضی الدین علی بن موسی بن جعفر ( ابن طاووس ) ( ت 665 ه_)، ط 1- 1416 ه_، مؤسسة صاحب الأمر علیه السلام / قم المقدسة .

ص :175

63-من لا یحضره الفقیه : للشیخ أبی جعفر محمّد بن علی بن بابویه القمی ( الشیخ الصدوق ) ( ت 381 ه_)، تحقیق : السیّد حسن الموسوی الخراسان ، ط4- 1383 ه_ .ش ، دار الکتب الإسلامیة / طهران .

64-المناقب للخوارزمی : لأبی المؤید الموفق بن أحمد المکی الحنفی ( أخطب خوارزم ) ( ت 568 ه_) ، تقدیم : السیّد محمّد رضا الموسوی الخراسان ، مکتبة نینوی الحدیثة / ایران .

65-المنجد فی اللغة : للویس بن نقولا ضاهر المعلوف الیسوعی ( ت 1365 ه_) ، ط21-1973م، المطبعة الکاثولیکیة / دار المشرق – بیروت .

66-المهدی الموعود المنتظر عند علماء أهل السنة و الإمامیة : لنجم الدین جعفر بن محمّد العسکری ، ط 1402 ه_، مؤسسة الإمام المهدی / طهران .

67-وسائل الشیعة إلی تحصیل مسائل الشریعة : للعلّامة الشیخ محمّد بن الحسن الحر العاملی ( ت 1104 ه_)، تحقیق : الشیخ عبد الرحیم الربانی الشیرازی ، ط5- 1403 ه_، دار إحیاء التراثالعربی / بیروت .

68-وفیات الأعیان وانباء أبناء الزمان : لابن خلکان ( ت 681 ه_)، تحقیق : إحسان عباس ، دار الثقافة / بیروت .

69-ینابیع المودة لذوی القربی : للشیخ سلیمان بن إبراهیم القندوزی الحنفی ( ت 129 ه_)، تحقیق : علی جمال أشرف الحسینی ، ط1- 1416 ه_، دار الأسوة للطباعة والنشر / طهران .

ص :176

فهرس المحتویات

مقدمة الناشر................................................................................................5

مقدمة التحقیق . ..........................................................................................7

مقدمة الطبعة الثانیة.......................................................................................9

مقدمة الطبعة الأولی .....................................................................................11

الحلقة الأولی / الأبعون من ماقب أمیر المؤمنین علیه السلام.................................15

تمهید..........................................................................................................17

الحلقة الثانیة / الأبعون من ذخائر المسلمین ......................................................41

مقدمة.........................................................................................................43

الحلقة الثالثة / الأبعون من ذخائر المسلمین.......................................................55

مقدمة.........................................................................................................57

الحلقة الرابعة / الأربعون من آداب الداعین ...........................................................69

مقدمة.........................................................................................................71

الحلقة الخامسة / الأربعون فی الإمام المهدی عجل الله تعالی فرجه.........................85

تمهید..........................................................................................................87

فهرس الأحادیث.............................................................................................157

ص :177

فهرس المصادر..............................................................................................169

فهرس المحتویات..........................................................................................177

ص :178

منشوراتنا

تشرفت مکتبتنا – مکتبة ودار مخطوطات العتبة العباسیة المقدسة –

بتحقیق أو مراجعة الکتب الآتیة ، ونشرها :

1)العبّاس  .

تألیف : السیّد عبدالرزاق الموسوی المقرّم ( ت 1391 ه_).

تحقیق : الشیخ محمّد الحسون .

2)المجالس الحسینیّة ( الطبعة الأولی ، الطبعة الثانیة ) .

تألیف : الشیخ محمّد الحسین آل کاشف الغطاء ( ت 1373 ه_).

تحقیق : الأستاذ أحمد علی مجید الحلّی .

راجعه و وضع فهارسه : وحدة تحقیق المخطوطات .

3)سند الخصام فی ما انتخب من مسند الإمام أحمد بن حنبل .

تألیف : الحجّة الشیخ شیر محمّد بن صفر علی الهمدانی ( ت 1390 ه_).

تحقیق : وحدة تحقیق المخطوطات / الأستاذ أحمد علی مجید الحلّی .

4)معارج الأفهام إلی علم الکلام .

تألیف : الشیخ جمال الدین أحمد بن علی الجبعّی الکفعمّی ( ق 9 ).

تحقیق : عبد الحلیم عوض الحلّی .

مراجعة و تصحیح : وحدة تحقیق المخطوطات .

ص :179

5)مکارم أخلاق النبیّ والأئمة .

تألیف : الشیخ الإمام قطب الدین الراوندی ( ت 573 ه_).

تحقیق : السیّد حسین الموسویّ البروجردی .

مراجعة و تصحیح : وحدة تحقیق المخطوطات .

6)منار الهدی فی إثبات النص علی الأئمّة الاثنی عشر النُجبا .

تألیف : الشیخ علیّ بن عبد الله البحرانیّ ( ت 573 ه_).

تحقیق : عبد الحلیم عوض الحلّی .

مراجعة و تصحیح : وحدة تحقیق المخطوطات .

7)الأربعون حدیثا ( الطبعة الأولی ، الطبعة الثانیة ) .

اختیار : السیّد محمّد صادق السید محمّد رضا الخراسان .

تحقیق : وحدة تحقیق المخطوطات .

8)فهرس مخطوطات العتبة العباسیة المقدسة .

إعداء و فهرسة : السیّد حسن الموسوی البروجردی .

9)الصولة العلویة علی القصیدة البغدادیة .

تألیف : السیّد محمّد صادق آل بحر العلوم ( ت 1399 ه_).

تحقیق : وحدة تحقیق المخطوطات .

10)دیوان السیّد سلیمان بن داود الحلی .

دراسة و تحقیق : د . مضر سلیمان الحلی .

مراجعة : وحدة تحقیق المخطوطات .

ص :180

11)کشف الأستار عن وجه الغائب عن الأبصار .

تألیف : العلّامة المیرزا المحدﱢث حسین النوری الطبرسی ( ت 1320 ه_).

تحقیق : الأستاذ أحمد علی مجید الحلّی .

راجعه و وضع فهارسه : وحدة تحقیق المخطوطات .

12)نهج البلاغة ( المختار من کلام أمیر المؤمنین ).

جمع : الشریف الرضی ( ت 406 ه_) .

مراجعة : وحدة تحقیق المخطوطات .

13)مجالی اللطف بأرض الطف .

نظم : الشیخ محمّد بن طاهر السماوی ( ت 1371 ه_) .

شرح : علاء عبد النبی الزبیدی .

راجعه و ضبطه و وضع فهارسه : وحدة تحقیق المخطوطات .

14)دلیل الأطاریح والرسائل الجامعیة .

إعداد : وحدة المکتبة الإلکترونیة فی المکتبة .

قید الطباعة

15)العبّاس

تألیف : العلّامة المحقق السیّد محمّد رضا الجلالی الحائری ( معاصر ) .

إصدار : وحدة التألیف والدراسات فی المکتبة .

ص :181

16)رسالة فی آداب المجاورة (مجاورة مشاهد الأئمة علیهم السلام ) .

من أمالی : العلّامة الشیخ حسین النوری ( ت 1320 ه_) .

حرّرها و نقلها إلی العربیة : الشیخ محمبد الحسین آل کاشف الغطاء ( ت 1373 ه_) .

تحقیق : محمّد محمّد حسن الوکیل .

مراجعة : وحدة تحقیق المخطوطات .

17)شرح قصیدة الشاعر ( محمد المجذوب ) علی قبر معاویة .

الناظم : الشاعر الأستاذ أحمد علی مجید الحلّی .

شرح : الشیخ حمزة السلامی ( أبو العرب ) .

راجعه و ضبطه : وحدة التألیف و الدراسات .

18)الدرر البهیة فی تراجم علماء الإمامیة .

تألیف : العلّامة محمّد صادق آل بحر العلوم ( ت 1399 ه_) .

تحقیق : وحدة تحقیق المخطوطات .

قید الانجاز

19)وفیات الأعلام .

تألیف : العلّامة السیّد محمّد صادق آل بحر العلوم ( ت 1399 ه_) .

تحقیق : وحدة تحقیق المخطوطات .

ص :182

20)رسالة فی مشاهیر علماء الهند .

تألیف : العلّامة السیّد علی نقی النقوی ( ت 1409 ه_) .

تحقیق : عددی الأسدی .

مراجعة : وحدة تحقیق المخطوطات .

21)صدی الفراد إلی حمی الکاظم والجواد ( أرجوزة فی تاریخ مشهد الکاظمین ).

نظم : الشیخ محمّد بن طاهر السماوی ( ت 1373 ه_) .

شرح و ضبطه و وضع فهارسه : وحدة تحقیق المخطوطات

22)و شائح السرّاء فی شأن سامرّاء ( أرجوزة فط تاریخ سامراء ) .

نظم : الشیخ محمّد بن طاهر السماوی ( ت 1373 ه_) .

شرح و ضبطه و وضع فهارسه : وحدة تحقیق المخطوطات

ص :183

ص :184

Preface

In the Name of Allah , the Most Beneficen, the Most Merciful

The firtieth…it is á word in á mirror taken from introspection of the Islamic heritage . The researchers find it in sources some of them are narractive and others, then it is seen resulted in the holy speeches ( hadith ) of the prophet Mohammad and his progeny ( peace be upek them ), the veracious to the revelation of Allah.

Fir this reason our scholas (Allah enlighten their methods ) are interested and comprehended the holy speeches , so some of them leaen by heart or recite , ect . The conversant inversed in its coiiecting and writing aboat it , and some of holy speeches had been concealed and hidden to us . Their works include : The Fortieth abbreviated or prolonged or explained the works .

This book is a collection of five parts in each one has firty holy speeches that his honor , Mr . Mohammad Sadiq Al-Khurasan ( May Allah prolong his life ) has selected them in order to be á solution to hard difficulties .

Note that this in an eniarged and revsed edition by the author .

Peaise be to Allahfirst and last and peace be Mohammad and his progeny.

ص :185

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.