سرشناسه: سيدان، سيد جعفر، 1313 -
عنوان قراردادي: روش ما در گفت و گوهاي علمي .عربي
عنوان و نام پديدآور: طريقتنا في المحاورات العلمية/ السيّد جعفر سيّدان؛ المترجم عبدالحليم عوض حلّي؛ التصحيح الشيخ غلام رضا فاضليّ.
مشخصات نش: مشهد: ولايت، 1393.
مشخصات ظاهري: 40 ص.؛ 14/5×21/5 س م.
شابك: 978-964-6172-62-3
وضعيت فهرست نويسي: فيپا
يادداشت: عربي.
يادداشت: كتابنامه: ص. [25]- 27؛ همچنين به صورت زيرنويس.
موضوع: مناظره _ _ جنبه هاي مذهبي _ _ اسلام
موضوع: مناظره
موضوع: مناظره _ _ جنبه هاي قرآني
شناسه افزوده: عوض حلي، عبدالحليم، [مترجم]
شناسه افزوده: خبيري، حميد، مصحح
رده بندي كنگره: BP251/س9ر9043 1393
رده بندي ديويي: 297/484
شماره كتابشناسي ملي: 3506101
---------------------------------------------
اسم الكتاب: طريقتنا في المحاورات العلميّة
المؤلف: آية اللّه السيّد جعفر سيّدان
المترجم: عبد الحليم عوض الحلّي
التصحيح: الشيخ غلام رضا الفاضليّ
تقويم النص: الشيخ حميد الخبيريّ
تنضيد الحروف: جواد الجعفريّ
الناشر: دار الولاية للنشر
الطبعة: الأولي (1435 ه_ _ 1393ش)
الكميّة: 10000 نسخة
الشابك: 3 _ 62 _ 6172 _ 964 _ 978
مراكز التوزيع: ايران _ مشهد المقدسة _ منشورات الولاية _ نقال: 00989151576003
قم المقدسة _ شارع الصفائية _ مجتمع الامام المهدي (عج) _ الطابق الأرضي _ رقم 116 _ هاتف: 00982537833624
عراق _ النجف الاشرف _ نهاية شارع الرسول _ قرب مدرسة النضال _ نقال: 009648802450230 _ ارضي: 334072
ص: 1
ص: 2
ص: 3
ص: 4
ص: 5
بسم اللّه الرحمن الرحيم
{اُدعُ إلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالحِكمَةِ وَال_مَوعِظَةِ ال_حَسَنَة}
يُعدّ العلم والمعرفة أفضل وأكبر النِّعم الإلهيّة المهداة لعباد اللّه الصالحين لأنّه بالعلم يُعينهم اللّه على عبوديّته وبه يخضعون له، وهو من أكبر النّعم التي بها يفتخرون في حياتهم الدنيا.
والعلماء الربانيّون والعرفاء الإلهيّون هم من يستضيئون بهدى الأنبياء والأئمّة… عليهم السلام … ولا يشعرون بالتَّعب أو الملل أبداً في سلوك هذا الطريق. طريق العلم والعمل، ويتجنّبون الطُرُق الأُخرى التي لا تنتهي بهم إلى نيل معارف الأئمّة… عليهم السلام … .
تهدف هذه المؤسّسة _ التي تأسّست بدافع إحياء آثار هذه الثلَّة المخلصة التي تحملت على عاتقها مهمّة الدفاع عن معارف الوحي والعلوم الإلهيّة الأصيلة _ إلى نشر هذا الفكر عبر الوسائل العصريّة المتاحة ومن اللّه التوفيق.
ص: 6
ص: 7
مقدّمة المترجم9
1_ مسألة نسبة الحقّ تعالى مع الكائنات26
2_ مسألة فاعليّة اللّه تعالى26
3_ مسألة علم اللّه سبحانه وإرادته27
4_ مسألة الجبر والتفويض27
5_ مسألة الحدوث والقِدَم28
6 _ مسألة المعاد29
7_ مسألة جهنم والعذاب30
8 _ مسألة الجنة ونعيمها30
المصادر32
ملخّص الفارسيّ والإنجليزيّ36
ص: 8
ص: 9
بسم اللّه الرحمن الرحيم
الحمد للّه ربّ العالمين والصلاة والسلام على سيّد المرسلين محمّد وآله الطيبين الطاهرين.
لا يخفى على الباحثين أنّ مصدر المعارف الحقّة في شريعتنا المقدّسة القرآن الكريم وأحاديث رسوله الكريم وعترته الطاهرة صلوات اللّه عليهم أجمعين، وعليه فنحن مأمورون بمدارسة نصوص الشريعة والتأمّل والتدقيق فيها والأخذ بظواهرها من غير فرق بين مسائل الأحكام الشرعيّة أو مسائل الاعتقاديّة أو المسائل الأخلاقيّة، كلّ ذلك لثبوت حجّيتها. ومن سلك هذا السبيل فقد نجى واهتدى.
ولكن قد يسلك البعض سبيلاً غير هذا فيعطي لمصادر أخرى غير الكتاب والسنّة منزلة أكبر، ويرجّح ما يستفيده من تلك المصادر على ما يستفيده من ظاهر النصوص، ونقول هنا: هذا الأمر وهذا الطريق لم نكن اُمِرْنا باتّباعه، ومن سلك هذا الطريق كانت نتائجه واعتقاداته تختلف عن نتائج واعتقادات من سلك طريق الكتاب والسنّة.
وقد تصدّى السيّد الأستاذ جعفر سيّدان لمن اتّبع سبل غير القرآن الكريم والسنّة الشريفة وأوضح أنّ ما تُوصله إليه طرقهم غير ما تُوصل إليه
ص: 10
نصوص الشريعة المقدّسة التي أمرنا الشارع المقدّس باتّباعها.
وبين يدي القارئ الكريم مجموعة محاضرات ألقاها السيّد الأستاذ جعفر سيّدان على مجموعة من طلّاب الحوزة العلميّة في مشهد المقدّسة سنة 1388 هجريّة شمسية باللغة الفارسيّة، وقد آثرنا ترجمتها إلى اللغة العربيّة ليستفيد منها الباحثون ويطّلع عليها المفكّرون في تلك اللغة، وقد أوضح السيّد الأستاذ فيها لزوم اتّباع الأساليب العقليّة في المحاورات العلميّة، وبيّن بعض الآيات والروايات الدالّة على لزوم اتّباع القرآن الكريم وروايات السنّة الشريفة في الأحكام الشرعيّة والمعارف الحقّة، كما بيّن نماذج من الاستفادات الخاطئة والتفسيرات غير المناسبة لبعض آيات الذكر الحكيم، وختم البحث ببيان بعض اختلافات العقائد الحقّة عن العقائد التي توصّل إليها العرفاء والفلاسفة.
مشهد المقدّسة
عبد الحليم عوض الحلّي
17 شوال 1434 هجريّة
ص: 11
بسم اللّه الرحمن الرحيم
{وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكرَى تَنْفَعُ المُؤْمِنينَ}.(1)
طرحت عليّ أسئلة كثيرة بعضها مكتوبة، وبعضها شفويّة من قِبَل بعض المراكز العلميّة ومن قِبَل بعض المحقّقين الأعزّاء فيما يخصّ المحاورات في المعارف الإسلاميّة، ولابدّ من التذكير بأنّ من جملة المسائل المهمّة المؤثّرة في تكامل المجتمعات البشريّة وسعادتها هي محاورات أهل الفضل والفضيلة في المجالات المختلفة؛ العلميّة والأخلاقيّة، والاجتماعيّة.
إنّ من البديهيّ أنّ تبادل الأفكار وتضارب النظريّات يولّد وينتج معارف ويوضّح مجهولات، ويكشف عن حقائق، قال الإمام الحسين… عليه السلام … :
دِرَاسَةُ الْعِلْمِ لِقَاحُ المَعْرِفَة.(2)
ومن الموارد التي لها تاريخ طويل في المحاورات _ ومع وجود اختلافات لأصحاب الرأي في هذا المجال _ والتي أثمرت نتائج مطلوبة ضمن شرائط
ص: 12
خاصّة؛ ألا وهو التحقيقُ في المسائل الاعتقاديّة والمعارفيّة.
ومع غضّ النظر عمّا وقع في الماضي، وعن كيفيّة تعامل أصحاب النظريّات والآراء المختلفة مع بعضهم البعض،(1) فإنّي وبكل إحترام وأدب اُذكّر المجاميع العلميّة الحوزويّة والأكاديميّة وكذا العلماء الأعزّاء الذين اتّفقوا على قبول الوحي ببعض الملاحظات المهمّة:
1. لابدّ أن يكون الهدف من المحاورة والمناظرة وأيّ طريق آخر معدّ لبيان الآراء المختلفة ونقدها وتنقيحها هو الوصول إلى الحقّ، والتحقيق لكشف الحقيقة والواقع، والالتزام به، كما لو فُقد جوهر ثمين وراح جمع يبحثون عنها.
والتحقيق والمحاورات العلميّة يجب أن تكون ملازمة لطلب الحقّ، بحيث إنّه إذا كان جماعة على الحقّ ولكن كانوا ضعفاء في الاستدلال على مدّعاهم، أسرعت المجموعة الأخرى لمساعدتهم، وساعدت نفسها وتلك الجماعة في سبيل الوصول للحقّ.
2. يجب مراعاة الآداب، والأخلاق، والحقوق الإنسانيّة والإسلاميّة في
ص: 13
المناظرات العلميّة، وأن يُقتصر على طرح الآراء والنظريّات والنقض والإبرام وتبيين وشرح المطالب المقصودة. وأن يُجتنب استعمال العبارات الركيكة، وأن لا يُنسب للطرف المقابل أموراً موهنة والتي غالباً ما تكشف عن ضعف استدلال الموهِن.
وإنّ إهانة الشخصيّات في المناظرة وهتك حرمتهم وشخصيّتهم، وإن كان مؤثراً في نفوس البسطاء، لكنّه يعطي نتيجة معكوسة عند أهل العلم والفهم والانصاف.
3. يجب أن لا تُخلط الاختلافات العلميّة مع الآراء والنظريّات السياسيّة التي لا ربط لها بها، فإنّ هذا الخلط كاشف عن عدم الانصاف وعن الضعف العلميّ، فكم من العلماء كانت سيرتهم السياسيّة وطريقهم الاجتماعيّة مشتركة لكنّهم مختلفين في المجالات العلميّة والاعتقاديّة. وبالعكس فإنّ كثيراً منهم اختلف في الأمور السياسيّة والاجتماعيّة، ولكنّهم اتّفقوا في المطالب العلميّة.
وبنظرة عابرة للحياة العلميّة والسياسيّة للشخصيّات المعروفة في التاريخ الحاضر (من سنة 1340 هجريّة شمسيّة إلى الآن) يمكن أن نعثر بينهم على أفراد مالوا إلى الفلسفة والعرفان الاصطلاحيّين، ولكن في سيرتهم الاجتماعيّة والسياسيّة اختلفوا مع مؤيّدي الفلاسفة والعرفاء وأيضاً يوجد أشخاص يختلفون في المباحث العرفانيّة والفلسفيّة، ولكن مع ذلك عندهم وحدة نظر في السيرة السياسيّة والاجتماعيّة، وتراهم متّحدين في
ص: 14
جبهات القتال في خندق واحد.
4. لابدّ أن لا يصل التحفّظ المطلوب على حرمة الشخصيّات العلميّة إلى حدّ المنع من التحقيق فتصير شهرتهم سدّاً يمنع المحقّق من الخوض في مجاله فقد قال أميرالمؤمنين… عليه السلام … :
إعْرِفِ الحَقَّ تَعْرِفْ أَهْلَه.(1)
وما أجمل كلام الإمام الصادق… عليه السلام … وأحكمه وأهداه _ وكلّ كلاماته كذلك _ حيث قال:
إِيَّاكَ أَنْ تَنْصِبَ رَجُلاً دُونَ الحُجَّةِ، فَتُصَدِّقَهُ فِي كُلِّ مَا قَالَ.(2)
نعم، إنّ أحد السدود الحديديّة والموانع الكبيرة المانعة عن الوصول إلى الحقّ هي أن يهاب الإنسان من شخصيّة الآخرين.
إنّه ينبغي رعاية حرمة الأشخاص، لكن إلى حدّ لا يخلّ بالتحقيق والتدقيق، ومن الواضح أنّ النقد والتقييم المنطقي والصحيح بالنسبة إلي المطالب غير الصحيحة للمشاهير والعظماء لا يكون عملاً مخالفاً للصواب وغير جيّد، بل أنّ تصحيح جميع النظريّات يجب أسلوباً خاطئاً يؤدّي إلى الركود العلمي والتوقّف في طريق التكامل.
التدقيق والنقد هو السبيل الموصل إلى التكامل العلمي، وعلى هذا
ص: 15
الأساس فيجب أن لا يصير المنع الشديد من قبل مشاهير الفقه ومراجع الدين العظام بالنسبة لقراءة الفلسفة والعرفان ومدارستهما، مانعاً للمحقّق الذي يبحث في المسائل الفلسفيّة والعرفانيّة الرائجة والمتداولة بقصد المحاورات الضروريّة، وكذلك لا يمنعه من التحقيق في نقد المطالب الفلسفيّة والعرفانيّة، ما ينسبه بعض الفلاسفة والعرفاء من الجهل لمن ينتقدهم، بل يجب أن يكمل بحثه وتحقيقه بطراوة ودقّة بحيث يتلائم مع شعار «نحن أتباع الدليل نميل حيث يميل».
وكذلك لا يجوز أن يُتوهّم أنّ كلّ من قِبَل الفلسفة والعرفان واعتقد بهما عارف بهما، كما لا يجوز أن يُتوهّم أنّ من لم يقبل ولا يعتقد بالفلسفة والعرفان، جاهلٌ وغير عارف بهما! فإنّ بعض الأشخاص الذين عندهم معرفة تامّة بالفلسفة والعرفان _ ومؤيّدون من قِبَل عموم أهل الفنّ، وخاصة مدرِّسي تلك المطالب المذكورة ولكنّهم في نفس الوقت _ كانوا من الناقدين المهمِّين للعرفان والفلسفة.
5. مع التوجّه إلى ما جاء في أوائل هذا المقال من أنّ المخاطب بهذا الكلام هو من قِبَل الكتاب الكريم والعترة الطاهرة بالتعقّل، فعليه من المناسب أن تكون مطالب الوحي مورداً للعناية والدقة والتوجّه أكثر وأحسن، وأن لا يغفل عن التعقّل فيها، وأن نتنبّه أكثر إلى أنّ أيَّ منبع معرفيّ لا يمكن أن يكون مثل الوحي في بيان الحقائق، فإنّ الوحي نابع من علم اللّه تعالى غير المتناهي، والذي لا يُخطأ، وأنّه غير قابل للمقايسة
ص: 16
والمقارنة مع سائر المنابع المعرفيّة.
إنّه من المناسب للعاقل أن يستخدم نور عقله في هذا النبع الفريد، كي يستفيد من جواهره الثمينة.
الآن لأجل التوجّه للمطالب المذكورة بشكل أكثر، لا بأس بالإشارة إلى الآيات الشريفة والروايات المأثورة في هذا المجال.
الآية الأولى:
﴿الر كِتابٌ أَنْزَلناهُ إِلَيكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُلُماتِ إِلى النُورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِراطِ العَزيزِ الحَمِيدِ﴾.(1)
الآية الثانية:
﴿قَدْ جَاءَكُمْ مِنَ اللهِ نُورٌ وَكِتابٌ مُبينٌ * يَهدِي بِهِ اللهُ مَنِ اتَّبَعَ رِضْوانَهُ سُبُلَ السَّلامِ وَيُخْرِجُهُم مِنَ الظُلُماتِ إِلى النُورِ بِإذنِه وَيَهدِيهِمْ إِلى صِراطٍ مُستَقِيمٍ﴾.(2)
الآية الثالثة:
﴿إِنَّ هَذَا القُرآن يَهدِي لِلَّتي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ المُؤمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصّالِحاتِ أَنَّ لَهم أَجْراً كَبيراً﴾.(3)
الآيات المذكورة نموذج من كلام الوحي الذي تؤكّد بوضوح وصراحة على
ص: 17
لزوم الرجوع إلى الكتاب الكريم، وتذكّر بأنّ هذا الكتاب، بيّن ومبيّن، بديهيّ أنّ المعارف والمسائل التوحيديّة والإعتقاديّة هي أهمّ حقائق القرآن الكريم.
وعلى هذا فعلى المعتقدين بمدرسة الوحي أن يستفيدوا من القرآن أكثر من أيّ شيء، حتّى يصانوا من ظلمات الجهل.
وقد أكّدت الروايات المتواترة على هذه الحقيقة، نذكر لكم بعضها على سبيل المثال:
الحديث الأوّل: قال أميرالمؤمنين… عليه السلام … :
﴿فَأَيْنَ تَذْهَبُونَ﴾(1) وَأَنَّى تُؤْفَكُونَ وَالْأَعْلَامُ قَائِمَةٌ وَالْآيَاتُ وَاضِحَةٌ وَالمَنَارُ مَنْصُوبَةٌ، فَأَيْنَ يُتَاهُ بِكُمْ وَكَيْفَ تَعْمَهُون وَبَيْنَكُمْ عِتْرَةُ نَبِيِّكُمْ وَهُمْ أَزِمَّةُ الْحَقِّ وَأَعْلَامُ الدِّينِ وَأَلْسِنَةُ الصِّدْقِ، فَأَنْزِلُوهُمْ بِأَحْسَنِ مَنَازِلِ الْقُرْآنِ وَرِدُوهُمْ وُرُودَ الْهِيمِ الْعِطَاش.(2)
الحديث الثاني: قال الإمام محمّد الباقر… عليه السلام … لسلمة وحَكَم:
شَرِّقَا وَغَرِّبَا لَن تَجِدَا عِلْماً صَحِيحاً إِلَّا شَيْئاً خَرَجَ مِنْ عِنْدِنَا أَهْلَ الْبَيْتِ.(3)
ص: 18
الحديث الثالث: قال الإمام جعفر الصادق… عليه السلام … :
كَذَبَ مَنْ زَعَمَ أَنَّهُ مِنْ شِيعَتِنَا، وَهُوَ مُتَمَسِّكٌ بِعُرْوَةِ غَيْرِنَا.(1)
الحديث الرابع: قال الإمام موسى بن جعفر… عليها السلام … :
يَا هِشَامُ مَا بَعَثَ اللهُ أَنْبِيَاءَهُ وَرُسُلَهُ إِلَى عِبَادِهِ إِلَّا لِيَعْقِلُوا عَنِ الله.(2)
أي عليهم أن يأخذوا المعارف عن اللّه بواسطة الأنبياء.
يُستفاد من الأحاديث المذكورة بوضوح (وهي نموذج من مئات الأحاديث التي جاءت بهذا المضمون) التأكيد والحثّ على الرجوع إلى الوحي وأهل البيت… عليهم السلام … في أخذ المعارف الدينيّة.
نعم، قد حثّت مدرسة الوحي الجميع إلى التعقّل ورغّبت الناس في الاستفادة من العقل والقواعد العقليّة الواضحة لإدراك الحقائق (أي الاستفادة من المستقلات العقليّة، وكلّ ما يبتني عليها).
6. من النقاط المهمّة التي لابدّ من الالتفات إليها في مقام الاستفادة من نصوص الوحي، هي رعاية الضوابط العقليّة. فكما أنّ الفقيه الأصولي في مجال الفقه يستفيد من الضوابط المحققة والثابتة العقلائيّة في فهم عبارات المؤلّفين وكلماتهم، كذلك الأمر في عرصة البحوث العقائديّة
ص: 19
والمعارفيّة، فإنّ اللازم الاعتماد والاستناد إلى تلك الضوابط للاستفادة من القرآن والحديث، وأن يُجتنب من التأويلات والإستنباطات والتفسيرات المستندة إلي مبانٍ شخصيّة _ لا دليل عليها وبعيدة عن الضوابط العقلائيّة _ بعنوان الرجوع إلي الكتاب والسنّة.
وأن لا ينسب إلي متون الوحي أيضاً تلك الاستفادات والتأويلات غير الملائمة، والمخالفة للأصول القطعيّة للقرآن والحديث، بعنوان أنّها تأويل وبيان أسرار باطن النصوص المقدّسة وتأويلها.
وهنا نشير بعنوان المثال إلى بعض التأويلات والاستفادات غير الصحيحة لإبن عربي وللمرحوم الآخوند ملّا صدرا ولبعض آخر من المشاهير.
الف. جاء في كتاب ممدّ الهمم في شرح فصوص الحكم لأحد مشاهير الفلسفة والعرفان المعاصرين، في بيان مراد ابن عربي في الفصّ الهاروني ما نصّه:
وكان موسى… عليه السلام … أعلم بالأمر من هارون لأنّه علم ما عبده أصحاب العجل، لعلمه بأنّ اللّه قد قضى ألّا يعبد إلّا إيّاه وما حكم اللّه بشيء إلّا وقع فكان عتب موسى أخاه هارون لمّا وقع الأمر في إنكاره وعدم اتساعه، فإنّ العارف من يرى الحقّ في كلّ شيء بل يراه عين كلّ شيء.
قال في شرحه لهذا المقطع:
غرض الشيخ في مثل هذه المسائل _ في الفصوص والفتوحات وبقية
ص: 20
زبره ورسائله _ بيان أسرار الولاية والباطن لأهل السرّ. وإن كانوا مقرّين حسب نبوّة التشريع بلزوم إبعاد الناس عن عبادة الأصنام، كما أنكر الأنبياء عبادة الأصنام.(1)
نعلم أنّ القرآن الكريم قد حارب انحراف عبدة العجل بشدّة إلى درجة أنّه أمر في توبتهم أن يقتل بعضهم بعضاً وأمرهم بحرق العجل ونثر رماده في البحر، بيّن شدّة الغضب الإلهيّ، مع هذا كان استفادة ابن عربي وشرّاح أقواله بالصورة المتقدّمة.
وينبغي أن يقال: إنّ الشارح أيّد عبادة قوم موسى العجل والتي أوجبت غضب اللّه تعالى، ويرى بالصراحة أنّ الذي كان سبباً للعنة الإلهيّة، كان مقبولاً من قِبَل نبي اللّه موسى… عليه السلام … ؛ وأيضاً فإنّ ما أضافه الشارح بين المعقوفتين عجيب، ذلك أنّ إنكار عبادة الأصنام من الأنبياء لعموم الناس _ التي قبلها الشارح _ عين الموضوع الذي كان قد أنكره هارون، وإذا كان كذلك فلماذا عاتب موسى… عليه السلام … أخاه هارون؟!
ب. جاء في الفصّ النوحي من الشرح القيصري على فصوص الحكم فيما استفاده من الآية الشريفة: ﴿مِمَّا خَطِيئاتِهِم أغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا نَاراً﴾:
﴿مِمَّا خَطِيئاتِهِم﴾ فهي التي خطت بهم فغرقوا في بحار العلم باللّه و هو الحيرة) أي، جاء في حقّهم. و ﴿مِمَّا خَطيئاتِهِمْ أُغْرِقُوا فَأُدْخِلُوا ناراً فَلَمْ
ص: 21
يَجِدُوا لهُمْ مِنْ دُونِ اللهِ أَنْصارا﴾ (1) و«الخطيئة»، الذنب. وفي قوله: (فهي التي خطت بهم) أي، ساقهم و سلك بهم إشارةً إلى أنها مأخوذة من «الخِطْو»، لأنّه يخطو و يتعدّى أوامرَ اللّه، فيقع في الذنب. وواحدة: «خُطوة»، وجمعه: «خُطوات». أي، خطواتهم وقطع مقاماتهم بالسلوك هي التي خطت بهم إلى بحار العلم باللّه، فغرقوا فيها وحاروا...: (﴿فَأُدْخِلُوا ناراً﴾ في عين الماء)، أي: فأدخلوا في نار المحبّة والشوق حال كونهم في عين الماء. أو ناراً كائنة في عين الماء، ليَفنيهم عن أنفسهم ويبقيهم بالحقّ. وإنّما قال: (في عين الماء) لأنّ نار المحبّة المُفنية لهم بأنوار سبحات وجه الحقّ، حصلت لهم واستولت عليهم في عين العلم باللّه. و(الماءُ) صورة العلم.(2)
ج. جاء في بحث المعاد من الأسفار(3) ﴿إِنَّ اللهَ يَبْعَثُ مَنْ في القُبُور﴾(4) قبور الأجساد وقبور الأرواح أعني الأبدان.
نلاحظ أنّ المرحوم الآخوند الملّا صدرا ذهب إلى أنّ القبور بمعنى الأبدان كي يستطيع استنتاج المعاد المثالي.
ومن البديهي أنّه لا يمكن أن يكون المراد من «القبور» الأبدان، وهذه
ص: 22
الاستفادة من القرآن الكريم غير صحيحة، ولا تتلائم مع ما ذكرنا من الضوابط.
د. وكذلك من الاستنتاجات والاستفادات التي لا دليل عليها، والتي تخالف الضوابط ما استنتجه من الآية الشريفة: ﴿وَتَرَى الِجبالَ تَحْسَبُها جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ﴾.(1)
استفاد المرحوم الآخوند ملّا صدرا في «رسالة الحدوث» في مقام الإستشهاد بالآيات القرآنيّة الشريفة علي الحركة الجوهريّة من هذه الآية الشريفة،(2) والحال أنّ الآية الكريمة صريحة في حركة الأين (يعني الحركة المكانيّة)، وبديهيّ أنّ حركة الغيوم حركة في الأين.
يظهر بوضوح لمن راجع كتب ابن عربي والآخوند ملّاصدرا (وكثير من كتب العرفان الاصطلاحي) أنّ الآيات الشريفة القرآنيّة يستفاد منها في موارد كثيرة استفادة مبنيّة على فرضيّاتهم الذهنيّة.(3)
ه_ . ومن جملة الإستفادات الخاطئة الإستفادة العجيبة في بحث الجبر والتفويض من الحديث المشهور:
لَا جَبْرَ وَلَا تَفْوِيضَ بَلْ أَمْرٌ بَيْنَ الْأَمْرَيْن.(4)
لا بأس أن تطّلع على بعض العبارات المرتبطة بالبحث قال:
ص: 23
لأنّ الموجود الإمكاني على هذا المشرب صورة مرآتيّة لا وجود لها في الخارج وهي مع ذلك تحكي ذا الصورة حكاية صادقة، فحينئذ يصير نفي الجبر والتفويض عن ذلك الصورة وإثبات المنزلة الوسطى بين طرفي الإفراط والتفريط من باب السالبة بانتفاء الموضوع في الأوّلين ومن باب المجاز في الإسناد في الثالث.(1)
وعلى هذا فإنّه يجب أن نراعي إلي أن تكون الإستفادة من الآيات القرآنيّة الكريمة وروايات أئمة الهدى… عليهم السلام … طبق الضوابط العقلائيّة المعقولة، لا كما شاهدته.
بديهيّ أنّ للآيات القرآنيّة الشريفة بطون وتأويلات، وهذه الحقيقة من الاُمور القطعيّة والمسلّمة في مدرسة الوحي، ولكن بيان البطن وتأويل الآيات الكريمة منحصر للنبيّ الأكرم… صلي الله عليه و آله و سلم … والأئمة المعصومين… عليهم السلام … ، وذلك لأنّ المفروض أنّ البطن والتأويل لا يستفاد من العبارة، وإلّا كان نفس المستفاد من العبارة، لا البطن والتأويل.
ومن جهة أخرى فإنّ بيان المراد الإلهيّ _ الذي لا يمكن استظهاره من ظاهر الآيات _ يُقبل ممّن له ارتباط خاصّ مع اللّه تعالى. نعم للقرآن الكريم إشارات ولطائف ودقائق وظرائف يمكن أن يفهمها غير المعصوم إثر التدبّر وصفاء النفس.
7 _ التذكّر المهمّ الآخر هو أن تكون نسبة المطالب للأفراد مستندة
ص: 24
ويراعي فيها الدقّة. ويجب أن يُدَقّق في صدر وذيل المطالب، ولا ينسب المطالب الظنيّة أو المشكوكة المتعلّقة لشخص بعنوان مستند قطعيّ ومسلّم.
ومن المناسب أن يضع الإنسان نفسه مكان الآخرين ويتصوّر كيف يتأثّر ويتألّم إذا نسب إليه نسبة غير صحيحة.
ص: 25
خاتمة
إنّني بحمد اللّه وفضله قد بحثت وحقّقت في موارد مهمّة من المباحث العقائديّة بدقّة وتأنّ _ قدر القدرة والإستطاعة _ على أساس التعقّل في الوحي، ثم بعد ذلك قارنته مع مباحث الفلسفة والعرفان المتداولة، وتوصّلت إلى المفارقة والبون الشاسع بين ما يؤمي إليه الوحي وبين ما تؤدي إليه الفلسفة والعرفان، كلّ ذلك بالهداية الإلهيّة ونور العقل والبرهان القويم.
وقد استفدت في هذا المسير من آثار العلماء الكبار، مثل ثقة الإسلام الكليني والمرحوم الشيخ الصدوق، والمرحوم العلّامة الحلّي، وبالخصوص من بيانات المرحوم العلّامة المجلسي… قدس سرهم … .
آمل أن أكون كما كان الأستاذي الكبير المرحوم العلّامة الحاج الشيخ مجتبى القزوينيّ رضوان اللّه تعالى عليه _ الذي له حقّ كبير عليّ _ مصداقاً للجملة الشريفة:
مُحَقِّقٌ لِمَا حَقَّقْتُمْ، مُبْطِلٌ لِمَا أَبْطَلْتُمْ.(1)
أنا وكلّ من كان مولعاً بالمعارف الحقّة كذلك.
وكذلك أعلن مرّة أخرى عن استعدادى للحوار والبحث العلمي مع الطلّاب الأفاضل في المسائل الاعتقاديّة _ على أساس الضوابط والآداب المذكورة _ بعون اللّه تعالى، ومن اللّه التوفيق وعليه التكلان.
ص: 26
والآن أذكر فهرساً لموارد افتراق العقائد المستفادة من مدرسة الوحي مع ما بيّنته المدارس الفلسفيّة والعرفانيّة السائدة كي يحقّق أهل الفن والتحقيق بدقّة أكثر في المطالب.
إنّ نسبة اللّه تعالى مع الكائنات في مدرسة الوحي هي البينونة، وفي عرفان ابن عربي النسبة هي العينيّة، وفي الفلسفة الحكمة المتعالية فإنّ بينهما السنخيّة والإشتراك في حقيقة الوجود.(1)
إنّ اللّه تعالى فاعل مختار في مدرسة الوحي، ولا يمكن أن يتصوّر أيّ موجب من الداخل أو الخارج للّه تعالى.
أمّا في العرفان والفلسفة فإنّه لا يكون موجِباً لِلّه تعالى من الخارج، ولكن حيث أنّ اللّه تعالى هو العلّة التامّة حسب الإصطلاح، فإنّه سيكون صدور الفعل منه بنحو الوجوب.(2)
ص: 27
إنّ العلم غير الإرادة في مدرسة الوحي، العلم من صفات الذات والإرادة من صفات الفعل، أمّا في العرفان والفلسفة فإنّهما واحد.(1)
إنّ الإنسان في كثير من أفعاله (الأفعال التكليفيّة) مختار في مدرسة الوحي، أي أنّ اللّه سبحانه وتعالى أعطاه القدرة والسلطنة على الفعل والترك، في حين أنّ الإنسان في الفلسفة موجود مجبور وفي صورة المختار.
وفي العرفان لا وجود لفاعل غير اللّه تعالى، حتّى يقال إنّه مجبور أو مختار! وإسناد الوجود إلي جميع الموجودات الأخري مجازيّ ومسألة «لا جبر ولا تفويض» هي من باب السالبة بانتفاء الموضوع.(2)
ص: 28
إنّ جميع الخلق والعوالم غير اللّه حادث بالحدوث الحقيقي في مدرسة الوحي، أي إنّه مسبوق بالعدم وله بدء.
أمّا في الفلسفة فإنّ ما سوى اللّه تعالى (باستثناء الحوادث اليوميّة) قديم بالغير وحادث بالذات، وفي العرفان فإنّ جميع الموجودات طور من أطوار الحقّ وشأن من شؤونه.(1)
ص: 29
إنّ المحشور في يوم القيامة من هذا البدن الترابيّ، وأمّا في الفلسفة فالموجود في العالم الآخر روح الإنسان فقط.
وفي الحكمة المتعالية (فلسفة صدر الدين) أنّ النفس الإنسانيّة تخترع وتخلق بإذن اللّه تعالى لنفسها صورة مثاليّة وتكون معها ولا أثر للبدن الترابيّ.
وفي العرفان أنّ الحدود والتعيّنات تنعدم وكلّ الموجودات تندكّ في ذات الحقّ تعالى.(1)
ص: 30
في مدرسة الوحي؛ يكون العذاب على جماعة والخلود في النار على المعاندين في العالم الآخر بعد هذا العالم (أي القيامة).
وفي الحكمة المتعالية (الفلسفة الصدرائيّة) يتبدّل العذاب إلى العذب، أو أنّ العذاب موجود في جهنّم، ولكن لا خلود لأحد هناك، والخلود نوعي، وفي العرفان سيكون العذاب عذباً.(1)
أنّ الجنّة ونعيمها حقائق خارجيّة في مدرسة الوحي، وفي فلسفة صدر الدين
ص: 31
الجنّة ونعيمها من صنع الإنسان، وقائمة به.(1)
وفي الحقيقة توجد موارد أخرى من نتائج الذهن البشريّ، والتي تعارض ما جاء به مدرسة الوحي، والتي جاء تحقيقها المفصّل في كتب الكلام المفصّلة؛ مثل كتاب كفاية الموحدين(2)، وكذلك في بعض بيانات المرحوم العلّامة المجلسي … رحمه الله ….
وختام الكلام؛ مع أخذ المطالب المذكورة بعين الإعتبار أرى من المناسب والضروري للطلّاب والمحقّقين الأعزّاء أن لا يغفلوا عن التحقيق في هذه الموارد والمسائل الاعتقاديّة الأخرى، وأن يجتنبوا التساهل والمسامحة وأن يدقّقوا في المطالب العقائديّة حتّى يصلوا إلى خلوص المعارف الإلهيّة عن الآراء البشريّة.
والحمد للّه ربّ العالمين
والسلام علي من اتبع الهدي
ص: 32
•قرآن الكريم
•نهج البلاغه
1.ممدّ الهمم في شرح فصوص الحكم. حسن زاده الآملي، حسن. طهران: وزراة الثقافة والإرشاد الإسلامي. الطبعة الأولى: 1378ش.
2.عيون أخبار الرضا… عليه السلام … . ابن بابويه، محمد بن على (381 ق). منشورات جهان. الطبعة الأولى: 1378 ش.
3.بحارالأنوار. مجلسى، محمد باقر بن محمد تقى(1110 ق). بيروت: منشورات دار إحياء التراث العربي. الطبعة الثانية: 1403ق.
4.علي بن موسى الرضا… عليها السلام … والفلسفة الإلهيّة. الجواديّ آمليّ، عبداللّه (معاصر). التحقيق: محمد حسن شفيعيان. قم: دارالإسراء للنشر. الطبعة الثالثة: 1427 ق.
5.الكافي. الكليني، محمد بن يعقوب (329 ق)، طهران: دار الكتب الإسلامية. الطبعة الرابعة: 1407ق.
6.تفصيل وسائل الشيعة إلي تحصيل مسائل الشريعة. الحرالعاملي، محمد بن حسن(1104 ق). بيروت: مؤسسه آل البيت… عليهم السلام … لأحياء التراث. الطبعة الأولى: 1409ق.
7.صفات الشيعة. ابن بابويه، محمد بن علي (381 ق). طهران: الأعلمي. الطبعة الأولى: 1362 ش.
8.بصائر الدرجات في فضائل آل محمد… عليهم السلام … . الصفّار، محمد بن الحسن (290
ص: 33
ق). النجف: المكتبة الحيدرية.
9.مستدرك الوسائل و مستنبط المسائل. نورى، حسين بن محمد تقى (1320 ق). بيروت: مؤسسة آل البيت… عليهم السلام … لإحياء التراث. الطبعة الأولى: 1408ق.
10.روضة الواعظين وبصيرة المتعظين. فتال النيسابوري، محمد بن أحمد (508 ق). قم: منشورات الرضي. الطبعة الأولى: 1375 ش.
11.نزهة الناظر وتنبيه الخاطر. الحلواني، حسين بن محمد (قرن الخامس). قم: مدرسة الإمام المهدي… عليه السلام … . الطبعة الأولى: 1408ق.
12.كفاية الموحدين. النوري الطبرسي، إسماعيل (1321ق). طهران: المنشورات العلمية الإسلامية. الطبعة الثانية: 1374 ش.
13.رسالة في الحدوث، صدر المتألهين، محمد بن ابراهيم (1050ق). طهران: مؤسسة صدرا للحكمة الإسلامية. الطبعة الأولى: 1378ش.
14.الحكمة المتعالية في الأسفار الأربعة، صدر المتألهين (1050ق). بيروت: دار إحياء التراث. الطبعة الثالثة: 1981م.
15.معرفت معاد. الملكي الميانجي، علي. طهران: منشورات نبأ. الطبعة الأولي: 1392ش.
16.شرح فصوص الحكم. القيصري الرومي، محمد داود (751 ق). المنشورات الثقافية والعلمية. الطبعة الأولي: 1375 ش.
17.شرح فصوص الحكم. الجندي، مؤيد الدين.
18.الفتوحات المكّيّة. ابن عربي، محيي الدين (638 ق). بيروت: دارالصادر.
19.تنبيهات حول المبدأ والمعاد. المرواريد، الميرزا حسن علي (1383 ش). مشهد: مؤسسة الطبع والنشر التابعة للآستانة الرضويّة المقدّسة، مجمع
ص: 34
البحوث الإسلاميّة. الطبعة الثالثة: 1434 ق.
20.توحيد الإماميّة. الملكيّ الميانجيّ، محمد باقر (1377 ش). النجف: منشورات دار البذرة. الطبعة الأولي: 1435 ق.
21.ميزان المطالب. الطهراني، ميرزا جواد (1368 ش). قم: مؤسّسة طريق الحقّ. الطبعة الرابعة: 1374 ش.
22.سدّ المفرّ علي القائل بالقدر. علم الهدي، محمدباقر (1431 ق). تقريرات: سيد علي الرضويّ، حسن الكاشاني، امير الفخاريّ. طهران: منشورات منير. الطبعة الأولي: 1387ش.
23.المشاعر. صدرالمتألّهين، محمد بن ابراهيم (1050). طهران: المكتبة طهوري. الطبعة الثانية: 1363 ش.
24.بحث پيرامون مسئله اي از معاد. المرواريد، مهدي. مشهد: منشورات الولاية. الطبعة الخامسة: 1393 ش.
25.انسان ومعاد. البياباني الأسكوئي، محمد. طهران: منشورات النبأ. الطبعة الأولي: 1390 ش.
26.عارف و صوفي چه مي گويند؟. الطهراني، الميرزا جواد (1368 ش). طهران: نشر الآفاق. الطبعة الأولي: 1390 ش.
27.السنخيّة أم الإتّحاد والعينيّة أم التباين؟. سيّدان، السيّد جعفر. ترجمة: ماجد الكاظمي. مشهد: منشورات پارسيران. الطبعة الأولي: 1390ش.
28.رسالة حدوث عالم (تقريرات درس الأستاذ السيّد جعفر سيّدان). جعفر فاضل.
ص: 35
روش ما در گفتگوهاي علمي
استاد سيد جعفر سيدان
ترجمه: عبدالحليم عوض حلي
انتشارات ولايت
1393 _ 1435
ص: 36
اين نوشتار از جمله آثاري است كه توسط محقق فرزانه و استاد گرانقدر آيت اللّه سيدان به رشته تحرير در آمده است.
استاد در طليعه اين نوشتار هفت نكته بسيار ارزشمند در مناظرات و گفتگوها و سير ورود به بحث و مناظرات علمي را بيان مي كنند و در ادامه مهمترين اين نكات را پايبندي به كتاب و عترت معرفي مي كنند و سپس به سه آيه و چهار حديث به صورت گذرا اشاره كرده و آن ها را شاهد بر اين مدعا قرار مي¬دهند.
استاد بحث را با پنج تأويل و برداشت غير صحيح اهل عرفان و فلسفه ادامه مي دهند و در پايان به هشت مسأله مهم اعتقادي كه جدايي مكتب فلسفه و عرفان را از مكتب وحي در پي دارد اشاره مي كنند.
________________________________________________________________________
انتشارات ولايت
ايران _ مشهد مقدس _ بازار بزرگ
تلفن: 00989151162907 _ 00989151576003
ص: 37
This book is yet another valuable treatise by the eminent scholarly authority Ayatollah S. J. Seyyedan.
The author touches in the beginning on seven important points in regards to engaging in debates and offers insights on objective research.
Ayatollah Sayyedan stresses, among other things, the essential need to stay firmly within the confines of the teachings of the Ahlulbayt, and cites verses and traditions in this regard.
He also refers to several examples of erroneous conclusions arrived at by philosophers and mystics relevant to this discussion.
Finally, the author points out several important issues on the separation between the school of Philosophy and Mysticism on one side, and that of divine revelation on the other.
________________________________________________________________________________________
The publisher
Velayat publishers
Address: Iran, Mashhad, Central Bazaar, Velayat publisher.
Tel: 00989151576003 - 00989151162907
ص: 38
A Guide To Debathing Methodology
Ayatollah Seyyedan
Translated:
Abdolhalim Evaz Al_helli
Velayat Publishers
2014 - 1393
ص: 39
بسم اللّه الرحمن الرحيم
{اُدعُ إلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالحِكمَةِ وَال_مَوعِظَةِ ال_حَسَنَة}
علم و معرفت بزرگترين و بهترين نعمت الهي است كه خداوند متعال آن را به بندگان صالح خويش عطا مي فرمايد و آن ها را در مسير عبوديت و كمال بندگي به سوي خود با آن ياري مي كند. بزرگ ترين افتخار بندگان خدا برخورداري آن ها از اين نعمت گرانسنگ است. عالمان رباني و عارفان حقيقي كساني هستند كه در راه بندگي خدا همواره پيامبران الهي و امامان معصوم… عليهم السلام … را چراغ راه خويش قرار داده واز سلوك طريق علمي و عملي آن ها هيچ وقت احساس خستگي به خود راه نداده و از هر طريق ديگري غير از راه امامان معصوم… عليهم السلام … دوري و بيزاري مي جويند.
اين بنياد با هدف احياي آثار چنين بزرگاني كه در طول تاريخ تشيع همواره مدافع و پشتيبان معارف اصيل وحياني و علوم راستين اهل بيت: بوده اند تشكل مي يابد.
اميد است با توجهات خاص حضرات معصومين در اين راه توفيق يارشان باشد تا بتوانند قدم هاي مثبت مهمي در احياي آثار ارزشمند آن بزرگان با شرايط روز بردارند.
ص: 40
بسم الله الرحمن الرحيم
{اُدعُ إلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالحِكمَةِ وَال_مَوعِظَةِ ال_حَسَنَة}
Call on to the way of your lord with wisdom and good preaching
Knowledge is arguably God's most precious blessing given to humanity, with which they can understand, worship, and submit to the Almighty's commandments. It is indeed the greatest of His gifts for both in this life and the afterlife.
And those with divine understanding are the true inheritors of the prophets and their successors. Those are the people of wisdom who stop at nithing in carrying on their endeavor in seeking knowledge from its one and only source; The messengers of Allah.
This institution, was founded on the revival and republishing the canons and original works of the scholars who gave their life in supporting the foundations of the religion and the teachings of the holy prophet and his immaculate household. We ask Allah to guide us in this holy path.