الامه الواحده

اشارة

نام كتاب: الأمّة الواحدة

نويسنده: أيوب الحائري

موضوع: اعتقادات و پاسخ به شبهات

زبان: عربي

تعداد جلد: 1

ناشر: نشر مشعر

مكان چاپ: تهران

نوبت چاپ: 1

ص: 1

اشارة

ص: 2

ص: 3

ص: 4

ص: 5

تقديم:

بسم الله الرحمن الرحيم

(وَإِنّ هَذِهِ أُمّتُكُمْ أُمّةً وَاحِدَةً) (1) من الأمور التي كثر الحديث عنها في عصرنا هذا، مسألة الوحدة الإسلامية، محاولة لتثبيتها في فكر الناس، وتجسيدها عملًا بين المسلمين.

ولقد طرحت الجمهورية الإسلامية شعار الوحدة الإسلامية بكلّ قوّة، وأعلنت أنَّه شعار استراتيجي نابع من صميم العقيدة، وتطبيقاً لذلك أعلنت عن أسبوع الوحدة في ذكرى مولد الرَّسول الأَعظم(ص) المتزامن مع مولد حفيده الإمام الصادق(ع)؛ لسدّ الطريق أمام محاولات الأعداء المغرضين ومؤامراتهم لبثِّ الفتنة بين صفوف المسلمين، و ليتعرّف فيه علماء الإسلام على حقيقة الوحدة من خلال الاجتماعات واللقاءات التي يعقدونها بهذه المناسبة القيّمة، ولقد قامت الجمهورية الإسلامية على الصعيد العملي بتنفيذ هذا


1- الأنبياء: 92

ص: 6

الشعار في قوانينها وسلوكها العملي في داخل البلاد وخارجها مع الشعوب الإسلامية ودولها، وفي سبيل ذلك واجهت الكثير من الصعوبات، ودار الصراع بينها وبين أعدائها الذين يشكّلون الكفر العالمي بكلّ أوجهه.

وهذا الكرَّاس الذي بين يديك أيها القارئ الكريم يتضمّن مقتطفات من كلمات مفجّر الثورة الإسلامية واليقظة العالمية الإمام الخميني(قدس سره) وخلفه الصالح الإمام الخامنئي(دام ظلّه) وأقوال ومواقف لسائر علماء الإسلام حول الوحدة الإسلامية والتقريب بين المذاهب.

ويسرُّ بعثة الحج للجمهورية الإسلامية الإيرانية والتي جعلت الدعوة إلى الوحدة بين أبناء الأمة هدفاً تنشده، أن تقدّمه لقرائها الكرام، داعية الله تعالى أن ينفع به أبناء أمّتنا، وأن يأخذ بأيديهم وأيدينا إلى ما فيه الخير والصلاح للعباد والبلاد، إنّه تعالى سميع قريب مجيب الدعاء.

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلّى الله على محمّد وآله الطاهرين وصحبه المنتجبين.

معاونية التعليم و البحوث لبعثة الحج الإيرانية

شهر ذي الحجة عام 1430 ه-

ص: 7

تمهيد

سبل الوحدة ودعائمها

اشارة

من المناسب أن نذكر سبل الوحدة ودعائمها التي يمكن للمسلمين استغلالها بشكل كبير؛ ليرتقوا معاً إلى المكان الذي أرادهم الله تعالى أن يكونوا فيه، وذلك تمهيداً لذكر كلمات علماء المسلمين حول الوحدة، وهذه السبل باختصار كالتالي:

أوّلًا: القرآن الكريم:

القرآن العزيز عبارة عن كلام الله العظيم، المنزل على نبيه الكريم ومعجزته الخالدة إلى قيام يوم الدين، وهو الثقل الأكبر والحبل الإلهي الممدود من السماء إلى الأرض الذي ينجو من تمسّك به، ويضلّ ويهلك من يزيغ عنه، وليس من الغريب أن يكون هذا الكتاب من أهم مصادر الوحدة الإسلامية ومعالمها، إذ أنّه:

1- كتاب المسلمين أجمعين، حيث أُمروا بالتمسك به.

ص: 8

2- لقد دعا هذا الكتاب جميع المسلمين إلى الوحدة وعدم التنازع والاختلاف، حيث قال تعالى:(وَاعْتَصِمُواْ بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلَا تَفَرّقُواْ (1)(، وقال تعالى:) وأطِيعُوا اللَّهَ ورَسُولَهُ وَلا تَنَازَعُوا فَتَفشَلُوا وتَذهَبَ رِيحُكُم ... (2) 3- لم يخاطب هذا الكتاب مسلماً دون مسلم، بل خاطب المسلمين جميعاً على اختلاف مشاربهم ومذاهبهم وقومياتهم وألوانهم، ومن هنا كانت دعوة النبي(ص) وأئمة أهل البيت(ع) وصحابة رسول الله وجميع علماء الإسلام على مرّ العصور هو التمسك بالقرآن والعمل به، ولو لبّى المسلمون هذه الدعوة لما اختلفوا.

ثانياً: شخصية الرسول الأكرم (ص)

إنّ رسول الإسلام وخاتم النبيين(ص) شخصية تجمع المسلمين بكافة انتماءاتهم وأعراقهم، فهو رسولهم جميعاً، وكلّهم متّفقون على أنّه القائد الأول والإنسان الإلهي الأكمل الذي قدّمه الله قدوة للبشرية؛(لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لمَن كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الآخِر وَذَكَرَ اللهَ كَثِيراً) (3)، فهو أسوة في أقواله وأفعاله وقد وصف(ص) المسلمين بالجسد الواحد، وأراد منهم أن


1- آل عمران: 103
2- الأنفال: 46
3- الأحزاب: 21

ص: 9

يكونوا كذلك، حيث قال(ص): مثلُ المؤمنين في توادهم وتراحمهم كمثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمَّى والسَّهر. (1) وانطلاقاً من هذه النظرة لرسول الإسلام، جاء إعلان الجمهورية الإسلامية الإيرانية لأسبوع الوحدة في ذكرى مولد الرسول الأعظم محمد(ص) المتزامن مع مولد حفيده الإمام الصادق(ع)، كخطوةٍ هامّة في طريق التضامن والوحدة الإسلامية، لسدّ الطريق أمام محاولات الأعداء المغرضة ومؤامراتهم الخبيثة لبثّ الفتنة بين صفوف المسلمين، وإضعاف الأمّة الإسلامية، ولا زال النهج مستمراً تحت قيادة الإمام الخامنئي(دام ظلّه).

وإنّه لمن دواعي السرور والفرح أن يتجدّد لقاء علماء المسلمين، بمختلف مذاهبهم ومشاربهم في هذه الذكرى المباركة في كلّ عام من شهر ربيع الأول، ليتمّ تداول قضايا الإسلام الكبرى وما يهمُّ المسلمين في قضاياهم الدينية والثقافية.

إنّ مثل هذه اللقاءات الفكرية من شأنها تأصيل روابط الوحدة بين المسلمين وتأليف الأمة حول قرآنها ونبّيها وقبلتها وإسلامها؛ لتكون هذه المشتركات هي محور الإخوة الإسلامية، ومنطلق التعاون بين المسلمين، وهذا هو معنى الوحدة الإسلامية الذي يدعو إليه العلماء والمصلحون، لاسيما الإمام الخميني(قدس سره) وخليفته الإمام الخامنئي(دام ظلّه).


1- راجع الكافي 704: 2

ص: 10

ثالثاً: الحج والوحدة الإسلامية:

إنّ الحج يعلن وحدة خط الأنبياء عبر التاريخ حول مسألتي العبودية لله واجتناب الطاغوت، وذلك بشتى الأساليب التي تتناسق فيما بينها لتؤكّد على هذا المضمون الوحدوي العظيم.

وقد تابعت الثورة الإسلامية هذا الخط، وأكَّدت على لزوم إعادة الدور الحقيقي للشعائر الإسلامية، كصلاة الجمعة وفريضة الحج، باعتبارهما من أكبر المجالات المحقّقة للإحساس بضرورة الوحدة في هذه الأمة.

إنّ الحج فريضة إلهية لها أبعاد توحيدية كبيرة، وهي مؤتمر كبير يجمع المسلمين من كلّ الأقطار، متّحدة نحو قبلة واحدة، في طاعة إله واحد، مستنين بسنة الرسول الأكرم(ص).

لقد تحوّل الحج عبر العصور المتلاحقة ومن خلال سعي الأعداء إلى فريضة عادية لا تحمل في عمقها الأبعاد السياسية التي أرادها الله تعالى ليستفيد منها المسلمون، وقد نجح العدو لسنين طويلة في أن ينسي الناس هذه الأبعاد العظيمة لهذه الواقعة المهمة والاستثنائية من عبادات المسلمين السياسية، ولقدأدرك الإمام الخميني(قدس سره) خطر هذه المسألة، فحاول أن يعيد إلى الحج بُعده السياسي لاسيما بإعلانه أنّ البراءة من قوى الشرك والكفر العالمية ركن من أركان الحج، ولابد أن تؤدّى ليكون الحج حجّاً حقيقياً، إستناداً إلى قوله تعالى:(وَأَذَانٌ منَ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النّاسِ يَوْمَ الْحَجّ الأكْبَرِ أَنّ اللهَ بَرِيَ ءٌ مّنَ

ص: 11

الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولَهُ) ... (1) وكان الإمام الخميني(قدس سره) يعتقد بأنّ البَراءة في هذه الآية لا تختصّ بمشركي الجزيرة، بل تشمل البراءة من كلّ مشركي العالم، الموجودين في عصر الرسالة ومن بعدهم إلى يوم القيامة، ولذا أمر(قدس سره) أن تقام مراسم البراءة في كلّ عام من موسم الحج، وكان(قدس سره) من خلال بياناته السنوية التي يوجّهها الى الحجاج في موسم الحج يؤكّد على وجوب اهتمام المسلمين بالأمور السياسية للعالم الإسلامي، واعتبر إعلان البراءة من المشركين ركناً من أركان الحج وتوضيحاً لمسؤوليات الحجيج في هذا الخصوص.

وبالتدريج اتّخذ مؤتمر الحج العظيم شكله الحقيقي وصارت سيرة البراءة تقام سنوياً بمشاركة عشرات الآلاف من الحجاج الإيرانيين والمسلمين الثوريين من البلدان الأخرى، وهم يردّدون خلالها شعارات تطالب بإعلان البراءة من الاستكبار العالمي خصوصاً امريكا وإسرائيل باعتبارهما من اهم المصاديق البارزة للشرك والكفر العالمي، وتدعو المسلمين الى الاتحاد.

واستمر سماحة الإمام الخامنئي(دام ظلّه) على هذا النهج في ندائه لحجاج بيت الله الحرام في موسم الحج من كلّ عام لإحياء الحج الإبراهيمي.


1- التوبة: 3

ص: 12

رابعاً: قضية فلسطين والقدس:

القدس تلك المدينة المقدسة في جميع الأديان، وفيها المسجد الأقصى المبارك، وهو القبلة الأولى للمسلمين، وثالث الحرمين الشريفين في الإسلام، وهو لا يزال محتلًا من قبل الكيان الغاصب لفلسطين.

ولقد وجَّه الإمام الخميني(قدس سره) أنظار المسلمين نحو مشكلة اعتبرها أمَّ المشاكل وأمَّ القضايا بل القضية المركزية الأهم، ألا وهي القضية الفلسطينية والقدس، حيث اعتبر الإمام(قدس سره) أنّ هذه القضية ليست مجرّد صراع حول أرض من أراضي المسلمين، بل هي رمز لمواجهة الاستكبار العالمي للإسلام والمستضعفين، فينبغي أن تحتل الحيّز الأكبر والمرتبة الأولى من بين قضايا الأمّة والشعوب، وكذلك الحكام.

وفي سبيل هذه القضية ولكونها محورية تهم جميع المسلمين، ويمكن لها أن تساهم بشكل كبير في توحيد المسلمين، أعلن(قدس سره) بأنّ أخير جمعة من كلّ شهر رمضان يوم القدس العالمي بعد أشهر قليلة من قيام الجمهورية الإسلامية، أي: في تموز عام 1979 م.

إنّ الهدف من إعلان أخير جمعة من شهر رمضان المبارك يوماً للقدس، ليس الوقوف عند حد الشعارات والهتافات، بل لأجل أن تتّحد الشعوب والدول الإسلامية أكثر من أي وقت مضى؛ لتستعد

ص: 13

للجهاد وأخذ حقّ الشعب الفلسطيني، وإلحاق الهزيمة بالعدو الصهيوني، وإزالة هذه البقعة السوداء من خارطة العالم الإسلامي.

لقد عاشت فلسطين ومقدساتها في قلب الإمام(قدس سره)، وكانت معه في محطّات حياته كلّها، وكان «رضوان الله عليه» يؤكّد بأقواله وأفعاله ومواقفه العلاقة بين الجمهورية الإسلامية في إيران وفلسطين، كبلدين إسلاميين، وشعبين مسلمين، وكانت أمنيته أن ترجع فلسطين إلى مكانها في العالم الإسلامي، وكان أمله الصلاة في مسجدها الأقصى، ولهذا سعى جاهداً لتحريض المسلمين في كلّ مكان وتوعيتهم للقضاء على الصهيونية لتحرير فلسطين، ولهذا فمن أُولى واجباتنا كمسلمين أن نعمل ونتعاون ونتَّحد لإنقاذ القدس من براثن الصهاينة، ولتحقيق هذا الهدف لا بد من تلبية نداء الإمام الخميني(قدس سره) لإحياء يوم القدس العالمي، حيث قال الإمام(قدس سره): «الذين لا يشاركون في يوم القدس مخالفون للإسلام وموافقون لإسرائيل»، وقال(قدس سره): «ينبغي إحياء يوم القدس بين المسلمين»، ولا بد من الالتزام بدعوة الإمام(قدس سره) لبناء جيش العشرين مليون الذي أطلق عليه «جيش القدس».

وهكذا نجد المواقف المشابهة والمشرفة للجمهورية الإسلامية من قضية لبنان وأفغانستان وغيرهما من القضايا الكبرى للعالم الإسلامي في مواجهة العدو المشترك الذي يواجه المسلمين وهو الاستكبار، وعلى رأسهم أمريكا والكيان الغاصب الصهيوني.

ص: 14

هذا وسنحاول من خلال ذكرمقتطفات من كلمات الإمام الخميني(قدس سره)، والإمام الخامنئي(دام ظلّه) وسائر علماء الإسلام ومفكريهم حول الوحدة الإسلامية، أن نتعرّف على أسس الوحدة ودعائمها وأهميتها ودورها في حلِّ مشاكل العالم الإسلامي.

ص: 15

الإمام الخميني (قدس سره) و الوحدة الإسلامية

الإمام الخميني(قدس سره) و الوحدة الإسلامية (1)

لقد بذل الإمام الخميني(قدس سره) جهوداً عملية كثيرة وفي شتى الميادين في سبيل إرساء دعائم الوحدة الإسلامية حتى يمكننا أن نقول إنّه رائد الوحدة الإسلامية في القرن العشرين وما تلاه، حيث استغلَّ كلّ فرصة لينبّه المسلمين إلى هذا الأمر الذي يؤدّي إلى خلاصهم من المآسي والنكبات المتلاحقة التي مرت بهم.

إنَّ من أهم الخطوات التي قام بها الإمام الخميني(قدس سره) في هذا الإطار أنّه أحيى الفريضة الميّتة في شعائر الحج، وهي إعلان البراءة من المشركين وأعداء الله تعالى، ومن ثمّ وجّه أنظار الأمّة نحو فلسطين واعتبرها القضية التي تحتل الأولوية لدى المسلمين جميعاً، ومن أجل هذا جعل لها يوم القدس كمناسبة تعني المسلمين أجمعين.


1- مقتطفات من كلامه 1 حول وحدة المسلمين، نقلناها من كتاب الكلمات القصار من كلام الإمام، نشر مؤسسة تنظيم ونشر تراث الإمام الخميني 1.

ص: 16

فقد ركز الإمام الخميني(قدس سره) في الكثير من توجيهاته وخطاباته على مسألة الوحدة الإسلامية، ولم يألُ جهداً في تذكير الأمة دائماً بخطر الاختلاف و التشرذم، حيث يصح القول بحق، إنَّ أفضل من دعا إلى الوحدة وكرَّسها عملًا في حياته وأورثها للأجيال هو الإمام الخميني(قدس سره).

وفي هذا المعني يتحدّث الإمام الخامنئي(دام ظلّه) عن إمامه العظيم(قدس سره)، فيقول: «لقد كانت أهم الكلمات التي يتحدّث بها ويؤكّد عليها إمامنا العظيم(قدس سره) قبل انتصار الثورة وحتى آخر أيام حياته هي وحدة الأمّة الإسلامية واتّحاد المسلمين وعدم تضخيم الذرائع الواهية، وها نحن اليوم نرى وندرك أنّها كانت وصية حكيمة وصائبة جداً».

وفيما يلي نذكر مقتطفات من كلام الإمام الراحل(قدس سره) في هذا المجال:

* إنّ نبي الإسلام المكرّم وفضلًا عن مناقبه المعنوية، وخصاله النورانية، واتّصاله بعالم الغيب، وما تميّز به من درجات ومراتب، عجز الإنسان عن إدراكها، فإنه كبشر وكإنسان صاحب شخصية ممتازة من الطراز الأول، لا ندَّ ولا نظير لها.

* إنّ اختلافنا- اليوم- يعود بالفائدة على أولئك الذين لا يعتقدون بمذهب الشيعة ولا بمذهب السنة ولا بأيّ مذهب آخر، بل يعملون على محو هؤلاء وأولئك معاً.

ص: 17

* الأهم والأخطر من الدعوات القومية، العمل على زرع الفرقة بين السنة والشيعة، وبث الدعايات المثيرة للفتنة والعداوة بين الإخوة المسلمين.

* ليعلم إخوتنا أهل السنة في الأقطار الإسلامية أن العملاء المرتبطين بالقوى الشيطانية الكبرى لا يعملون لخير الإسلام والمسلمين، فعليهم أن يتبرؤوا منهم، ولا يستمعوا إلى تخرّصاتهم التي تبث النفاق .. إنّي أمدّ يدّ الأخوّة إلى كلّ المسلمين.

* ليست الأيدي الملوّثة التي توجِد الخلاف بين الشيعة والسنة في الأقطار الإسلامية بأيدٍ شيعية أو سنية، وإنّما هي أيدٍ استعمارية تعمل على أن تسلبنا الأقطار الإسلامية واحدة تلو الأخرى.

* إنّنا نشهد- مع الأسف- بأنّ الخلافات في المناطق خصوصاً في المناطق العربية مكّنت إسرائيل بعددها الضئيل أن تقاوم العرب بعددهم الكثير والضخم.

* لو احتفظ المسلمون والحكومات الإسلامية برابطة الإخوة التي أمر بها الله تبارك وتعالى في القرآن الكريم وحقّقوها لم تتعرض أفغانستان للهجوم ولا فلسطين ولا غيرها من الأماكن الإسلامية.

* على الإخوة الشيعة والسنة أن يتجنّبوا أيّ خلاف بينهم، فإنّ اختلافنا اليوم إنّما هو لصالح أولئك الذين لا يعتقدون بمذهب الشيعة ولا بمذهب الحنفية أو سائر الفرق، إنّهم لا يريدون أن يبقى هذا أو ذاك، وسبيلهم هو زرع الفرقة بيننا، علينا أن نعي بأنّنا مسلمون

ص: 18

جميعاً، وأنّنا أهل القرآن جميعاً، وأهل التوحيد ونقدّم كلّ ما لدينا من إمكانات.

* يجب على الإخوة السنة والشيعة أن يحافظوا على وحدتهم، إنّ طرح مسألة السنة والشيعة يخالف الإسلام، ولا فرق بين السني والشيعي، فكلّنا مسلمون جميعاً، وعلينا أن نجاهد ونكافح في سبيل الإسلام.

* أيّها المسلمون في العالم، ويا أتباع دين التوحيد، إنّ سرّ كلّ المشاكل في الأقطار الإسلامية هو اختلاف الكلمة وعدم التنسيق، وإنّ رمز الانتصار هو وحدة الكلمة والانسجام.

ص: 19

الإمام الخامنئي (دام ظلّه) والوحدة الإسلامية

الوحدة الإسلامية ضرورة ملحة لمواجهة الأعداء

الوحدة الإسلامية ضرورة ملحة لمواجهة الأعداء( (1)

)* لقد آن الأوان كي يعيد العالم الإسلامي حساباته ويفكّر بجدّية بقضية الوحدة، فالخطر الأمريكي اليوم لا يستهدف بلداً أو بلدين في المنطقة، بل يستهدف الجميع، وانَّ خطر الرأسماليين الصهاينة الذين يقفون وراء الجهاز الحاكم في أمريكا لا يكتفي بابتلاع قسم من منطقتنا، بل إنَّه يريد ابتلاع المنطقة بأسرها، وهذا ما يتفوّهون به اليوم بكلّ صراحة، وليس لمشروع الشرق الأوسط الكبير معنىً سوى ذلك، فمنذ بضع وخمسين سنة حيث أقيمت الدويلة الصهيونية الغاصبة، ومنذ حوالي مائة عام حيث تبلورت هذه الفكرة لدى


1- مقتطفات من كلمة سماحة الإمام القائد بمناسبة ولادة الرسول الأعظم 9 التي ألقاها في طهران بتاريخ 17 ربيع الأول 1425 ه- الموافق 6- 5- 2004 م، بحضور ضيوف من الدول الإسلامية وحشد من المسؤولين

ص: 20

المحافل الغربية والأوروبية كانت النية أن يبتلعوا هذه المنطقة ويستحوذوا عليها؛ لأنَّها ضرورية بالنسبة إليهم ولا أهمية لشعوب هذه المنطقة لديهم.

* لقد أكَّد الإسلام على أنّ القوميات ليست ملاكاً للتمييز والهوية ...(إِنّ أَكْرَمَكُمْ عَندَ اللهِ أَتْقَاكُمْ ...) (1)، وأكَّد الإسلام على أن يتعامل الإخوة المسلمون فيما بينهم تعاملًا أخوياً، فلم يقل إنّ الإخوة هم من كانوا على المذهب السني أو الشيعي أو غيرهما من المذاهب، بل قال:(إِنّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ ...) (2)، فكلّ من يؤمن بهذا الكتاب وهذا القرآن وبهذا الدين وبهذه القبلة فهو مؤمن، وهؤلاء إخوة فيما بينهم، هذا ما قاله لنا الإسلام.

ضرورة الوحدة بين المسلمين والتقريب بين المذاهب

ضرورة الوحدة بين المسلمين والتقريب بين المذاهب( (3)

)* إنّ قضيتنا الأولى في العالم الإسلامي هي وحدة الأمة الإسلامية، وإنّ كثيراً من مشاكلنا ستزول إذا استطعنا التغلّب على كيد العدو وإحباط خطته الرامية إلى بث الخلاف.

* إنَّ العالم الإسلامي بعدد سكَّانه البالغ 5/ 1 مليار نسمة، وما يمتلكه من إمكانيات هائلة مناخية وجغرافية وطبيعية وإنسانية


1- الحجرات: 13
2- الحجرات: 10
3- مقتطفات من كلمة الإمام الخامنئي لدى استقباله المشاركين في مؤتمر الوحدة الإسلامية(يوم 30/ 5/ 1385 ه- ش، الموافق 26 رجب 1427 ه- ق)

ص: 21

وثروات منقطعة النظير، بإمكانه أن يشكّل كتلة متّحدة عظيمة، ... فلو حقّقت الأمّة الإسلامية وحدتها، وأظهرت القوة الإسلامية نفسها بالمعنى الحقيقي لهذه الكلمة، وحقّقت الاستقلال الإسلامي في هذه المناطق بالمعنى الحقيقي للكلمة، لزالت هيمنة العدو الاقتصادية والسياسية والثقافية، إنَّ هؤلاء لا يرضون بذلك، ويبذلون قصارى جهدهم كي لا يتحقّق ذلك، والطريق الذي وجدوه لهم في هذا الصدد، هو بثّ الخلاف، وهذا هو الداء الذي قد تسرَّب إلى جسد عالمنا الإسلامي.

* إنّنا لا نقصد من الوحدة الإسلامية أن تصبح العقائد والمذاهب الإسلامية واحدة، إنَّ ساحة مواجهة المذاهب والعقائد الإسلامية والعقائد الكلامية والآراء الفقهية هي ساحة علمية- فإنَّ لكلّ طائفة عقائدها وستبقى كذلك- الساحة ساحة المناقشات الكلامية، ويمكن لاختلاف الآراء الفقهية والكلامية أن لا يكون له أيّ تأثير في ساحة الحياة الواقعية أو في الساحة السياسية، وإنّما الذي نقصده من وحدة العالم الإسلامي هو عدم التنازع؛(... وَلا تَنَازَعُوا فَتَفشَلُوا وتَذهَبَ رِيحُكُم ...) (1)* إنّ الطاغوت الأكبر في عالمنا اليوم يتمثّل في نظام الولايات المتحدة الأمريكية؛ لأنَّها قد جاءت بالصهيونية، وهي التي تدعمها، إنّ أمريكا هي خليفة للطاغوت الأكبر السابق، أي: بريطانيا، وإنَ


1- الأنفال: 46

ص: 22

عدوان نظام الولايات المتحدة وأعوانها وأقرانها في التفكير، قد وضع العالم الإسلامي في ظروف صعبة، إنَّ العالم الإسلامي يرزح تحت وطأة ضغط أمريكا وأعوانها ومن يفكِّرون تفكيرها.

* إنَّ هذه الجماهير المليونية التي ترونها في الدول الإسلامية، لهي قدرة هائلة لحجة الله تعالى علينا، فما حصل في لبنان من انتصار سافر لحزب الله مصداق لقوله تعالى:(كَم مّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةٍ كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللهِ وَاللهُ مَعَ الصّابِرِينَ) (1)، أتمّ الله تعالى حجته علينا، لا شك أنّ أعداء الإسلام قد أنكروا قوّة الجماهير وأفقدوا السياسيين الإيمان بمقدّرات شعوبها، ونحن نرى بأنَّ من أكبر فضائل الإمام الراحل هي أنَّه أدرك واكتشف قدرة الشعب واستثمرها، وهو الذي زرع الثقة في نفوس الشعب.


1- البقرة: 249

ص: 23

كلمات سائر علماء المسلمين ومفكِّريهم حول الوحدة

اشارة

كلمات سائر علماء المسلمين ومفكِّريهم حول الوحدة( (1))

* المرحوم الشيخ محمود شلتوت (شيخ الأزهر سابقاً):

* لا أنسى أنِّي درست المقارنة بين المذاهب بكليّة الشريعة، فكنت أعرض آراء المذاهب في المسألة الواحدة، وأبرز من بينها مذهب الشيعة، وكثيراً ما كنت أرجِّح مذهبهم خضوعاً لقوّة الدليل، ولا أنسى أيضاً أنّي كنت أفتي في كثير من المسائل بمذهب الشيعة، وأخصُّ منها بالذكر ما تضمنه قانون الأحوال الشخصية الأخير، ... فينبغي للمسلمين أن يتخلّصوا من العصبية بغير الحق لمذاهب معينة، فما كان دين الله وما كانت شريعته بتابعة لمذهب، أو مقصورة على مذهب.


1- تم استخراج هذه الكلمات من مجموعة مؤلفات حول الوحدة، ذكرناها في آخر الكتاب، وبعضها استخرجت من المواقع الإسلامية على الإنترنت

ص: 24

* إنَّ مذهب الجعفرية المعروف بمذهب الشيعة الإمامية الاثني عشرية مذهب يجوز التعبّد به شرعاً كسائر مذاهب أهل السنة. (1)

* من بيان صادر من مكتب آية الله السيد علي السيستاني (دام ظلّه).

تمرّ الأمة الإسلامية بظروف عصيبة، وتواجه أزمات كبرى وتحدّيات هائلة تمسّ حاضرها وتهدّد مستقبلها، ويدرك الجميع- والحال هذه- مدى الحاجة إلى رصّ الصفوف ونبذ الفرقة والابتعاد عن النعرات الطائفية والتجنّب عن إثارة الخلافات المذهبية، تلك الخلافات التي مضى عليها قرون متطاولة، ولا يبدو سبيل إلى حلّها بما يكون مرضيّاً ومقبولًا لدى الجميع، فلا ينبغي إذاً إثارة الجدل حولها خارج إطار البحث العلمي الرصين، ولاسيما إنَّها لا تمسّ أصول الدين وأركان العقيدة، فإنّ الجميع يؤمنون بالله الواحد الأحد وبرسالة النبي المصطفى(ص) وبالمعاد وبكون القرآن الكريم- الذي صانه الله تعالى من التحريف- مع السنة النبوية الشريفة مصدراً للأحكام الشرعية وبمودّة أهل البيت(ص)، ونحو ذلك مما يشترك فيها المسلمون عامة ومنها دعائم الإسلام: الصلاة والصيام والحج وغيرها.

فهذه المشتركات هي الأساس القويم للوحدة الإسلامية، فلا بدَّ


1- الوحدة الإسلامية أو التقريب بين المذاهب السبعة، للدكتور بي آزار الشيرازي: 22

ص: 25

من التركيز عليها لتوثيق أواصر المحبّة والمودّة بين أبناء هذه الأمة، ولا أقل من العمل على التعايش السلمي بينهم مبنياً على الاحترام المتبادل وبعيداً عن المشاحنات والمهاترات المذهبية والطائفية أيّاً كانت عناوينها.

فينبغي لكلّ حريص على رفعة الإسلام ورقيّ المسلمين أن يبذل ما في وسعه في سبيل التقريب بينهم والتقليل من حجم التوتّرات الناجمة عن بعض التجاذبات السياسية لئلا تؤدّي إلى مزيد من التفرّق والتبعثر، وتفسح المجال لتحقيق مآرب الأعداء الطامعين في الهيمنة على البلاد الإسلامية والاستيلاء على ثرواتها.

* الشهيد آية الله العظمى السيد محمد باقر الصدر:

فأنا معك يا أخي وولدي السني بقدر ما أنا معك يا أخي وولدي الشيعي، أنا معكما بقدر ما أنتما مع الإسلام، وبقدر ما تحملانه من هذا المشعل العظيم، لإنقاذ العراق من كابوس التسلّط والذلّ والاضطهاد.

وأريد أن أقولها لكم، يا أبناء علي والحسين وأبناء أبي بكر وعمر، إنّ المعركة ليست بين الشيعة والحكم السني.

إنّ الحكم السني الذي مثّله الخلفاء الراشدون والذي كان يقوم على أساس الإسلام والعدل، حمل علي(ع) السيف للدفاع عنه، إذ حارب جندياً في حروب الردة تحت لواء الخليفة الأول(أبي بكر)،

ص: 26

وكلّنا نحارب عن راية الإسلام وتحت راية الإسلام مهما كان لونها المذهبي.

* الدكتور الشيخ وهبة الزحيلي (باحث إسلامي من سوريا):

المسلمون أمّة ذات عقيدة واحدة، وإيمانهم واحد معروف، فهم يؤمنون بالله ورسله وكتبه واليوم الآخر وبالقضاء والقدر خيره وشره، والإيمان بالكتب كلّها وبخاتمتها القرآن الكريم، يستدعي الالتزام بمضمون القرآن، ويوجب تطبيق شرعه وأحكامه وحرامه وأخلاقه وآدابه وكلّ ما جاء فيه، ووحدة هذا الكتاب الإلهي من أقوى الأسباب المؤدّية إلى وحدة المسلمين، وكونهم صفّاً واحداً فيما بينهم وفي مواجهة أعدائهم. (1)

* الشهيد آية الله السيد محمد باقر الحكيم:

إنَّ أعداء الإسلام والأمة الإسلامية يعملون باستمرار من أجل التركيز على نقاط الخلاف، وإبراز معالم التناقض والفرقة بين أبناء الأمة، بل يضعون العدسات المكبّرة في كثير من الأحيان، ويطلقون الأصوات المنكرة، ويملؤون الدنيا ضجيجاً من أجل تأكيد ذلك.

كلّ هذا يؤكّد حقيقة لابدَّ من الاهتمام بها في مسألة الوحدة، وهي تحويلها من حالة الشعار والعواطف والمشاعر الجيّاشة إلى عمل هادف له(مبرراته) و(مجالاته) الواضحة، لأنّ الوحدة الإسلامية


1- بحوث ودراسات في التقريب بين المذاهب الإسلامية، مؤتر الوحدة

ص: 27

ليست مجرّد رغبة أكيدة وأمل كبير فحسب، بل هي عمل واجب من الناحية الشرعية والإسلامية، وفي نفس الوقت ضرورة من ضرورات الحياة الإسلامية، وشرط من شروط القدرة على المواجهة في الصراع الحضاري. (1)

* الأستاذ الشيخ محمد مهدي عاكف (أمين عام الإخوان المسلمين):

لما كان المسلمون أمّةً واحدةً، سادوا الدنيا بالعدل قرونًا من الزمان، ومن يراجع حالات الانتصار الإسلامي سيجدها جميعًا رهينة بتحقّق وحدة هذه الأمة؛ سواء في غزوات الرسول(صلى الله عليه وسلم) وفتوحات المسلمين التي شملت معظم أرجاء العالم المعروف آنذاك، أو في ردّ فعل المسلمين على هجوم أعدائهم في حالات ضعفهم الطارئ عليهم، كما حدث في استعادة القدس من الصليبيين، ثمّ طردهم من بلاد الإسلام، وكما حدث في مواجهة التتار، وكسر موجة طغيانهم التي هددت الحضارة الإنسانية بأسرها .. فلمّا ضعف توحيد الأُمّة ضعفت وحدتها، وتكالبت عليها قوى الأرض.

إنَّ ما يتعرَّض له المسلمون في شتى بقاع الأرض من عدوان وعنت وتآمُر وكيد لا سبيل لمواجهته إلّا بالوحدة، وما كان ذلك العدوان ليحدث لو كان المسلمون أُمّةً واحدةً ...


1- الوحدة الاسلامية من منظور الثقلين، للشهيد السيد باقر الحكيم

ص: 28

نحن لا نفرّق بين شيعة وسنة، ونحن متّفقون في العقيدة، وكلّنا لنا ربّ واحد ونبي واحد وكتاب واحد وقبلة واحدة وفينا من يختلف في الفروع ولكننا إخوة.

* الإمام المغيَّب السيد موسى الصدر:

في هذه الأيام العصيبة التي تلفّ الأمّة بالقلق، وبين يدَي هذه الأخطار المحدِقة التي تجعل المنطقة كلّها(حاضرها ومستقبلها) في مضرب الطوفان؛ تبدو لنا بوضوح أكثر فأكثر حاجة المسلمين الملحّة إلى وحدة شاملة متلاحمة لجمع ما تفرّق من صفوفهم وتوحيد ما تبعثر من جهودهم، وذلك حتى تتبيّن لهم مواقع أقدامهم وتعود الثقة إلى أنفسهم وهم في طريقهم إلى المستقبل وأمام بناء تاريخهم وأداء مسؤولياتهم (1)

* المرحوم الشيخ محمد أبو زهرة (باحث إسلامي من مصر):

لابد أن يجتمع المسلمون ولا يختلفوا، وأن تتكوّن منهم أُمّة واحدة، كما قال تعالى:(وَإِنّ هَذِهِ أُمّتُكُمْ أُمّةً وَاحِدَةً ...) (2)، ولا نقصد بأن نكون أُمّة واحدة أن تحكمنا حكومة واحدة، فإنّ ذلك لا يمكن أن يتحقّق، ولكن يمكن أن يتحقّق منّا تجمّع واحد، أو جامعة إسلامية واحدة. (3)


1- تجمع العلماء المسلمين في لبنان، تجربة ونموذج، الشيخ علي حازم
2- الأنبياء: 92
3- الوحدة الإسلامية أو التقريب بين المذاهب السبعة، للدكتور بي آزار الشيرازي: 113

ص: 29

* آية الله السيد محمد حسين فضل الله:

إنّ أوّل خطوةٍ في حلّ مشاكلنا هي أن نأخذ بأسباب الوحدة الإسلاميّة التي نكون من خلالها كالبنيان، يشدّ بعضه بعضاً، واثقين بالله، وبذلك يحترمنا العالم من حيث نحترم أنفسنا، ونكون شركاء في القرار في قضايا العالم، ونكفّ عن أن نضع أنفسنا في هامش القرارات العالمية التي تتحرّك بها دوائر الاستكبار العالمي. (1)

* السيد حسن نصر الله (أمين عام حزب الله):

إنَّ من أعظم المعاني والمشاعر والقيم التي تكرسها شعائر الحج المباركة، هي التقارب والتعايش والتعارف والتعاون، وصولًا إلى ما هو أرقى وارفع وهو الوحدة بين المسلمين.

هناك في الديار المقدّسة، عند بيت الله الحرام، يقف الملايين من الحجيج، رجالا ونساء، إلههم واحد، ونبيّهم واحد، وكتابهم واحد، وقبلتهم واحدة، وصلاتهم واحدة، ومناسكهم واحدة، معاً يحرمون ومعاً يتحللون من إحرامهم، ومعاً يطوفون ويسعون ويقفون ويفيضون ويزدلفون ويرجمون الشياطين، ويقدمون الأضاحي ويقيمون العيد، ومعاً يفرحون بما أنعم الله تعالى عليهم من نعمه التي لا تعدُّ ولا تحصى. (2)


1- أبحاث في الوحدة الإسلامية، للعلامة السيد محمد حسين فضل الله
2- من بيان لسماحة السيد حسن نصر الله(أمين عام حزب الله) إلى الحجاج اللبنانيين

ص: 30

* المرحوم الشيخ سعيد شعبان (مؤسّس حركة التوحيد في لبنان):

لا أظنّ أنَّ أمّة من الأمم أصيبت بالفتن كما أصيبت أمتنا، مع أنّ الحقّ ما زال فيها ثابتاً ومحفوظاً وبيّناً، ولذا استطاع الأعداء أن ينفذوا من ثغرات الخلاف إلى داخل أمتنا وإلى داخل صفوفها.

الحديث عن وحدة المذاهب حديث يطول، ولا يؤدّي إلى وحدة الأمّة، إنّ الحديث عن وحدة الدين هو الذي يؤدّي إلى وحدة الأمّة. (1)

* العلامة الشيخ حسن الصفار (باحث إسلامي من الحجاز):

الوحدة الإسلامية تمثّل الضرورة والمنطلق لتجاوز الأمة لحال الاضطراب في علاقاتها الداخلية، ولتوجهها نحو التنمية والبناء بدل الانشغال بالخلافات الجانبية. (2)

* آية الله السيدمجتبى الحسيني (ممثّل الإمام الخامنئي في سوريا):

رغم تعدّد المدارس الفكرية والمذاهب الفقهية والتوجّهات السياسية ضمن الأمة الإسلامية، فإنّ ما يجمع أبناءها أكثر ممّا يُفرِّقُها، ولله الفضل والمنّة في ذلك، فالربّ واحد، والنبي واحد،


1- مؤتمر تحديّات الوحدة، تجمّع العلماء المسلمين
2- أدب الحوار، للعلامة الشيخ حسن الصفار

ص: 31

والقرآن واحد، والقبلة واحدة ..، وعلى هذه المحاور نبني أسس الحوار الإسلامي. (1)اللقاء الاسلامي العلمائي(3)- دمشق ربيع المولود 1427 ه-،(كرَّاس)

(2)

* المرحوم الشيخ أحمد كفتارو (المفتي السابق لسوريا):

إذا كانت السنة إتّباع رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلّنا سنة، وإذا كانت الشيعة حبّ آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فكلّنا شيعة.

ويقول ابن المرحوم الدكتور الشيخ صلاح الدين كفتارو(رئيس مجمع كفتارو): ولابد لنا إذا أردنا تعزيز الوحدة الإسلامية أن نؤكّد على مقوّمات هذه الوحدة وأسسها وهي: نبذ التعصّب المذهبي والقضاء على التفرقة والضعف والجهل، وتشكيل نواة جديدة من التعاون الصادق المخلص. (3)

* الدكتور الشيخ أحمد بدر الدين حسّون (باحث إسلامي من سوريا):

ليس هنالك في الإسلام سني ولا شيعي، إنّما هناك مذاهب فقهية ومدارس فقهية، والمسلمون جميعاً أمّة واحدة تعدّدت مذاهبهم الفقهية، فالفقيه الشافعي والفقيه الإمام جعفر والفقيه الإمام أبو حنيفة


1- اللقاء الاسلامي العلمائي
2- - دمشق ربيع المولود 1426 ه-، كرَّاس طبع من قبل مكتب الامام الخامنئي في سوريا
3- اللقاء الاسلامي العلمائي(3)- دمشق ربيع المولود 1427 ه-،(كرَّاس)

ص: 32

كلّهم أبناء مدرسة الإسلام، ولكن هناك مدرسة أخرى أخذت سندها عن آل البيت بشكل متسلسل وهنالك مدرسة أخرى أخذت عن آل البيت والصحابة، وكلاهما مدرسة واحدة هي مدرسة الإسلام. (1)

* العلامة السيد عبد الله نظام (باحث إسلامي من سوريا):

هذه الوحدة لها أسس تقوم عليها من قراءة كلّ مذهب للآخر من مصادره الأساسية وضمن بحث علمي دقيق بعيد عن التعصّب والأحكام المسبقة الموروثة، فليس الإسلام إلّا الشهادتين مع الاعتقاد بضرورياته من الصلاة والزكاة والصوم والحج والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ونبذ المفرقات ومحاصرتها في حياتنا العملية والسعي الحثيث إلى إلغائها. (2)

* المجاهد الأستاذ خالد مشعل (رئيس المكتب السياسي لحركة حماس):

انظروا من هو المُستَهدف اليوم؟! ديننا الإسلامي هو المستهدف، بل القيم الدينية والرسالات الحقّة مستهدفة، نبينا محمد عليه الصلاة والسلام مستهدف، فكيف في ظلّ هذا الاستهداف نحن نتوانى عن الوحدة ونقصر فيها، وفي تحقيق شروطها ومتطلباتها.


1- بحوث ودراسات في التقريب بين المذاهب الإسلامية، مؤترالوحدة في حلب
2- اللقاء الاسلامي العلمائي(1)- دمشق، ربيع المولود 1425 ه-،(كرَّاس)

ص: 33

* الشيخ عبد السلام ياسين (مؤسّس حركة العدل والإحسان في المغرب):

أمّا في زماننا، وقد نشبت فينا مخالب الجاهلية والأنياب، فنشعر بضرورة استعادة الوحدة شعوراً عميقاً، إنّها مسألة حياة أو موت، إنّها أمّ المقاصد وشرط تحقيقها.

* آية الله المحمدي الري شهري (ممثِّل الإمام الخامنئي وأمير الحاج):

إنَّ فريضةالحج إحدى المعالم البارزة للوحدة بين المسلمين والمؤتمر العظيم الذي من خلاله يمكن أن تُحل البُؤر في العالم الإسلامي، ونقف أمام التحدّيات التي نواجهها من قبل الأعداء، ونبحث عن الفُرص وطُرق التعاون ما بيننا على أساس التقوى والإحسان والبَراءة من المشركين في موسم الحج. (1)

***

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمد وآله الطاهرين وصحبه المنتجبين.

شهر ذي القعدة عام 1430 ه- قم المقدسة- أيوب الحائري


1- من بيانات آية الله المحمدي الري شهري في المؤتمر الدولي للحج في السنغال بتاريخ 14 شوال 1430 هالمصادف 3/ 10/ 2009 م

ص: 34

مؤلفات في الوحدة الإسلامية

نمايش تصوير

ص: 35

نمايش تصوير

ص: 36

نمايش تصوير

ص: 37

نمايش تصوير

ص: 38

نمايش تصوير

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.