سرشناسه : حسيني فيروزآبادي، مرتضي، 1289 - 1368.
عنوان قراردادي : فضائل الخمسة من الصحاح الستة و غيرها من الكتب المعتبرة عند اهل السنة والجماعة. برگزيده
عنوان و نام پديدآور : مختصر فضايل الخمسه من الصحاح السنه/ لمولفه السيدمرتضي الحسيني الفيروزآبادي؛ تلخيص و تحقيق و اعداد طالب الخزاعي.
مشخصات نشر : تهران: نشر مشعر، 1391.
مشخصات ظاهري : 200 ص.
شابك : 978-964-540-402-2
وضعيت فهرست نويسي : فيپا
يادداشت : عربي.
يادداشت : كتابنامه: ص. [195] - 198؛ همچنين به صورت زيرنويس.
موضوع : خاندان نبوت -- فضايل
موضوع : خاندان نبوت -- فضايل -- احاديث اهل سنت
موضوع : احاديث اهل سنت -- قرن 14
شناسه افزوده : خزاعي، طالب
رده بندي كنگره : BP25/ح5ف6013 1391
رده بندي ديويي : 297/218
شماره كتابشناسي ملي : 2880117
ص:1
ص:2
ص:3
ص:4
ص:5
الحمد لله ربّ العالمين وصلَّى الله على محمد وآله الطاهرين الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهّرهم تطهيراً.
إنّ لأهل بيت النبي (ص) مكانة خاصة عند عموم المسلمين، لماذا لايكون هكذا، والحال أنّ الله تعالى قد اختصهم بالطهارة أوّلاً، وجعل حبّهم واجباً على جميع المسلمين ثانياً، كما جعل لهم فضائل متعددة جاءت على لسان النبي الخاتم (ص) ولقد سعى المرحوم الفيروزآبادي (رحمه الله) جاهداً نفسه في جمع هذه الفضائل والمناقب من الكتب المعتبرة عند أهل السنة، ليجعلها بعد ذلك في متناول أيدي الأمّة الاسلامية، ثم قام الأستاذ العزيز طالب الخزاعي بتهذيب هذه الأحاديث الكثيرة، وذلك بحذف المكرر منها، وتوثيق الباقي منها بتخريجها من مصادرها الأولية.
نسأل الله تعالى للمؤلف رفيع الدرجات وعلو المقامات، وللاستاذ العزيز التوفيق، وله منا جزيل الشكر والتقدير.
نأمل من الله تعالى أن يكون هذا الأثر موجباًلجذب قلوب المسلمين باتجاه محورية ومركزية أهل البيت النبي (ص) .
إنّه ولي التوفيق
قسم الكلام والمعارف
معهد الحج والزيارة
ص:6
ص:7
الحمد لله ربِّ العالمين وصلَّى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين.
أهل البيت المدرسة المضيئة على طول التاريخ، والعنوان المُشرق في جبين الإنسانية الغرّاء، والنجوم المتألّقة في سماء الإسلام العظيم، وأعلام الهداية للبشرية جمعاء، والأَدلاء على القرآن، والعالمون بفضله ومنزلته وسموِّ قدره، والعارفون بمفاهيمه وقِيمه وأحكامه وخصائصه وأسراره، وهم قُرناؤه في الفضل وشركاؤه في الهداية؛ لأنَّهم القرآن الناطق المتحرِّك في الواقع الإنساني.
قال رسول الله (ص) : «يا أيّها الناس، إنّي قد تركت فيكم ما إنْ أخذتم به لن تضلّوا: كتاب الله، وعترتي أهل بيتي» .(1)
وقال أمير المؤمنين (ع) : «إنَّ الله طهَّرنا وجعلنا شهداء على خلقه، وحجَّته على مَن في أرضه، وجعلنا مع القرآن، وجعل القرآن معنا، لا نفارقه ولا يفارقنا» .(2)
فهذا القرآن يزهر بآيات الثناء عليهم، ويتلألأ بذكر فضائلهم وخصائصهم، ويمدحهم بآياته الكريمة، تمجيداً لمواقفهم، وإكباراً لاندفاعهم دون العقيدة الحقَّة. فهم وحدهم خصّهم الله عزّ وجلّ بكتابه الكريم بالتطهير من الرجس والآثام، حيث قال: (إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) (الاحزاب: ٣٣)
وهم الذين جعل الله سبحانه وتعالى مودَّتهم واجبة على جميع الأُمّة، حيث قال: (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إلّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) (الشورى:٢٣)
ص:8
ولله درّ الشافعي حيث قال:
يا أهلَ بيتِ رسولِ الله حُبُّكمُ فرضٌ من اللهِ في القرآنِ أنزلهُ
كفاكُم من عظيمِ القَدرِ أنَّكمُ مَنْ لم يصلِّ عليكم لا صلاةَ له(1)
وغيرها من الفضائل والمناقب التي ذكرتها آيات القران الكريم وأحاديث السنّة المُطهَّرة، بياناً لفضلهم وتعريفاً بمقاماتهم وتثميناً لجهودهم؛ حتى نقتدي بهم ونسير على خطِّهم ونستنير بهَديهم وبنور أفكارهم، ويكونوا لنا الأُسوة الحسنة التي نتأسَّى بها في جميع المجالات، وعلى مختلف الأصعدة.
وما هذا الكتاب الذي بين يديك أيّها القارئ الكريم- مختصر الفضائل الخمسة من الصحاح الستة وغيرها - إلّا محاولة جادَّة وخطوة رائدة في طريق نشر فضائل محمد وآل محمد (صلوات الله عليهم أجمعين) ، لتكون لنا- الفضائل- نبراساً نهتدي بها ونستضيء بنورها.
وهو - هذا الكتاب - بالأصل من ثلاثة أجزاء، لمؤلّفه العلامة المحقّق آية الله السيد مرتضى الحسيني الفيروزآبادي (رضوان الله عليه) .
وقد كان عملنا على عدّة مراحل، هي:
الأُولى: القيام بترجمة لمؤلّف الكتاب.
الثانية: تلخيص الكتاب من ثلاثة أجزاء إلى جزء واحد: وذلك باستخراج الأحاديث من الأبواب المهمّة، وفي بعض الأحيان نذكر حديثاً واحداً؛ وذلك لأجل الاختصار، وخشية الإطالة والإطناب.
وكان العمدة في اختيارنا للأحاديث هو ما ورد ذكره في الصحاح الستة، فإن لم نجد فيها ذكراً لتلك الفضيلة المُعَنون بها الباب، انتقلنا إلى الكتب الأُخرى المُعتبرَة التي ذكرها المُصنّف (قدس سره) .
الثالثة: تحقيق مصادر الأحاديث التي تمّ انتخابها من الأبواب المذكورة في الكتاب.
وأخيراً نسأل الله التوفيق والعمل على ضوء فكر أهل البيت (عليهم السلام) .
طالب الخزاعي
١4/ ١٢/ ١٣٨٨ه. ش
ص:9
ولد المترجَم له في مدينة النجف الأشرف - العراق - في آخر ربيع الأوّل عام ١٣٢٩ من الهجرة النبوية، ونشأ وتربَّى في أحضان والده الشريف أحسن تربية وأطيب نشأة، وظهرت فيه مَخايلُ النَجابة وحبّ العلم من أُولى سنيّ حياته، حيث كان سبّاقاً في الدراسة، ميالاً إلى الهدوء، وهو لم يزل بعدُ في دورة الطفولة المُبكّرة.
برز بين أقرانه بما أوتي من التجلُّد على التحصيل والصبر على الدراسة الجادَّة، والشوق إلى المزيد من العلم والمعرفة.
آية الله العظمى الميرزا علي الإيرواني (قدس سره) ، في الفقه والأصول.
آية الله العظمى الميرزا أبو الحسن المشكيني (قدس سره) .
آية الله العظمى الشيخ محمد حسين الكمباني الأصفهاني (قدس سره) .
ص:10
آية الله العظمى الشيخ محمد كاظم الشيرازي (قدس سره) .
آية الله العظمى الميرزا محمد تقي الشيرازي (قدس سره) .
آية الله العظمى السيد علي القاضي (قدس سره) ، في الأخلاق.
هُجِّر المؤلِّف (رضوان الله عليه) مع عائلته الكريمة وأنجاله الأطياب وبناته، معرضاً عن جرائم حزب البعث العراقي الغادر، إلى إيران عام ١٣٩١ هجرية، وأقام في مدينة قم المقدّسة حتى نهاية عمره الشريف.
له من الولد الذكور ثلاثة، وهم:
العلامة الجليل حجة الإسلام والمسلمين السيد محمد الفيروزآبادي (قدس سره) ، وُلد في مدينة النجف الأشرف -العراق- عام ١٣4٩ه- ق، ووافاه الأجل عام ١4١5ه. ق.
الأستاذ السيد علي الفيروزآبادي، وُلد في النجف الأشرف عام ١٣56ه. ق، وكان يزاول مهنة التجارة.
الدكتور السيد حسن الفيروزآبادي، وُلد في مدينة النجف الأشرف - العراق- ١٣٧٠ه. ق، حصل على الدكتوراه بدرجةٍ عالية، وكان ماهراً وموفَّقاً في اختصاصه.
وكان لسيّدنا المؤلِّف من البنات أيضاً ثلاثة.
١. عناية الأُصول في شرح كفاية الأُصول ، وهو شرح مهمّ مقبول، في ستّة أجزاء، طُبع بالنجف الأشرف وطهران وبيروت.
٢. فضائل الخمسة من الصحاح الستة وغيرها من الكتب المُعتبرة. صدر في ثلاثة أجزاء، طُبع بالنجف الأشرف وطهران وبيروت.
٣. سبعة من السلف ، صدر في جزء واحد، طُبع ببيروت وقم المقدَّسة.
ص:11
منتخب المسائل ، في مسائل فقهية وفروع الأحكام، طُبع في قم المقدسة.
5. خلاصة الجواهر ، شرح استدلالي لمنتخب المسائل، نجز منه إلى مسائل من كتاب الحج، طُبع منه كتاب الطهارة في قم المقدسة، في ثلاثة أجزاء.
6. الفروع المهمَّة في أحكام الأئمَّة . فقه استدلالي مفصَّل جداً، نجز منه كتاب الطهارة في ثلاثة مجلدات كبار.
اختار الله تعالى لسيدنا المترجَم له (قدس سره) الدار الآخرة، فتوفَّاه إليه في اليوم السابع عشر من شهر ذي الحجة سنة ١4١٠ه. ق، ودُفن في مدينة قم المقدسة، في مكانٍ ٍ يُدعى ب- (باغ بهشت) -بستان الجنة- تغمَّده الله برحمته الواسعة، وحشره الله تعالى مع آبائه الأئمَّة الطاهرين (عليهم السلام) .
طالب الخزاعي
ص:12
ص:13
المقصد الأوّل: في فضائل النبيّ (ص)
ص:14
ص:15
كنز العمال: كتاب الفضائل، في فضائل تنبئ عن التحدّث بالنِعم.
قال: كنت وآدم في الجنة في صُلبه، ورُكب بي السفينة في صُلب أبي نوح، وقُذف بي في النار في صُلب إبراهيم، لم يلتقِ أبواي قطّ على سفاح، ولم يزل الله ينقلني من الأصلاب الحسنة إلى الأرحام الطاهرة، صفيٌ مهديٌّ، لا تنشعب شعبتان إلّا كنتُ في خيرهما، قد أخذ الله بالنبوّة ميثاقي، وبالإسلام عهدي، ونشر في التوراة والإنجيل ذكري، وبيَّن كل نبيّ صفتي، تُشرق الأرض بنوري، والغمام لوجهي، وعلّمني كتابه، ورقَّاني في سمائه، وشقَّ لي اسماً من أسمائه، فذو العرش محمود وأنا محمّد، وعدني أن يحبوني بالحوض والكوثر، وأن يجعلني أوَّل شافع، وأوَّل مشفَّع، ثُمَّ أخرجني من خير قرن لأُمّتي، وهم الحمادون، يأمرون بالمعروف، وينهون عن المنكر.(1)
صحيح الترمذي: روى بسنده عن المطلب بن أبي وداعة قال: جاء العباس إلى رسول الله (ص) فكأنّه سمع شيئاً، فقام النبي على المنبر فقال: مَن أنا؟ فقالوا: أنت رسول الله عليك السلام، قال: أنا محمّد بن عبدالله بن عبد المطلب، إنَّ الله خلق الخلق فجعلني في خيرهم، ثُمَّ جعلهم فرقتين فجعلني في خيرهم فرقة، ثُمَّ جعلهم قبائل فجعلني في خيرهم قبيلةً، ثُمَّ جعلهم بيوتاً فجعلني في خيرهم بيتاً، وخيرهم نسباً.(2)(3)
ص:16
مستدرك الصحيحين: روى بسنده عن عبدالله بن عمر قال: بينا نحن جلوس بفناء رسول الله (ص) إذ مرَّت امرأة، فقال رجل من القوم: هذه ابنة محمّد (ص) ، فقال أبو سفيان: إنَّ مَثَل محمّد في بني هاشم مَثَل الريحانة في وسط التبن، فانطلقتْ المرأةُ فأخبرتْ النبيّ (ص) ، فخرج النبيّ (ص) ، يُعرَفُ الغَضبُ في وجهه، فقال: ما بال أقوال تبلغني عن أقوام؟ إنَّ الله تبارك وتعالى خلق السماوات فاختار العليا فأسكنها مَن شاء من خلقه، ثُمَّ خلق الخلق فاختار من الخلق بني آدم، واختار من بني آدم العرب، واختار من العرب مُضراً، واختار من مُضر قريشاً، واختار من قريش بني هاشم، واختارني من بني هاشم، فأنا من بني هاشم من خيار إلى خيار، فمَن أحبَّ العرب فبحُبِّي أحبَّهم، ومَن أبغض العرب فببُغضي أبغضهم.(1)
كنز العمال: كتاب الفضائل، في فضائل متفرِّقة تُنبئ عن التحدّث بالنِعم:
انا أشرف الناس حَسَباً ولا فخر، وأكرم الناس قَدَراً ولا فخر، أيُّها الناس! مَن أتانا أتيناه، ومَن أكرمنا أكرمناه، ومَن كاتبنا كاتبناه، ومَن شيَّع موتانا شيَّعنا موتاه، ومَن قام بحقِّنا قُمنا بحقِّه، أيُّها الناس! حاسبوا الناس على قدر أحسابهم، وخالطوا الناس على قدر أديانهم، وأنزلوا الناس على قدر مُروّاتهم، وداروا الناس بعقولكم.(2)
صحيح الترمذي: كتاب المناقب، باب فضل النبي (ص)
روى بسنده عن أبي هريرة، قال: قالوا: يا رسول الله، متى وجبت لك النبوَّة؟ قال: وآدم بين الروح والجسد.(3)
مستدرك الصحيحين: كتاب التاريخ، ذكر أخبار سيد المرسلين وخاتم النبيين. روى بسنده عن العرباض بن سارية السلمي، قال: سمعت النبي (ص) يقول: إنّي عند الله في أوّل الكتاب لخاتم النبيين، وإنَّ آدم لمُنجدَل في طينته. . . الحديث. (4)
ص:17
طبقات ابن سعد: ذكر مولد رسول الله (ص) .
روى بأسنادٍ متعدّدة أنَّ آمنة بنت وهب قالت: لقد علقت به - تعني رسول الله (ص) - فما وجدت له مشقّةً حتى وضعته، فلمّا فُصّل منّي خرج معه نور أضاء له ما بين المشرق إلى المغرب، ثُمَّ وقع على الأرض معتمداً على يديه، ثُمَّ أخذ قبضة من تراب فقبضها ورفع رأسه إلى السماء.
وقال بعضهم: وقع جاثياً على ركبتيه، رافعاً رأسه إلى السماء، وخرج معه نور أضاءت له قصور الشام وأسواقها حتى رأيت أعناق الإبل ببُصرى.(1)
طبقات ابن سعد: روى بسنده عن ابن عباس عن أبيه العباس بن عبد المطلب قال: وُلد النبيّ (ص) مختوناً مسروراً، قال: وأعجب ذلك عبد المطلب وحظي عنده، وقال: ليكوننَّ لابني هذا شأن، فكان له شأن.(2)
الهيثمي في مجمعه: قال: وعن عثمان بن أبي العاص قال: أخبرتني أُمّي قالت: شهدت آمنة لمَّا ولدت رسول الله (ص) ، فلمّا ضربها المخاض نظرت إلى النجوم تنزل، حتى أنّي أقول: لتقعن عليَّ، فلمّا ولدت خرج لها نور أضاء له البيت الذي نحن فيه والدار، فما شيء أنظر إليه إلّا نوراً.(3)
تأريخ بغداد: روى بسنده عن أنس قال: قال رسول الله (ص) : من كرامتي أنَّي وُلدت مختوناً ولم يرَ أحد سوأتي.(4)
طبقات ابن سعد: روى بسنده عن رجلٍ من الأنصار أنَّه سأل علياً - وهو مُحتَبٍ بحمائل سيفه في مسجد الكوفة - عن نعت رسول الله (ص) وصفته، فقال: كان رسول الله (ص)
ص:18
أبيض اللون مُشرباً حُمْرة، أدعج العين سبط الشعر، كثّ اللحية، سهل الخد، ذا وفرة، دقيق المسرُبة، كأنَّ عنقه إبريق فضَّة، له شعر من لبّته إلى سُرّته، يجري كالقضيب، ليس في بطنه ولاصدره شعر غيره، شَثن الكفّ والقدم، إذا مشى كأنَّما ينحدر من صَبب، وإذا قام كأنَّما ينقلع من صخر، إذا التفت التفت جميعاً، كأنَّ عرقه في وجهه اللؤلؤ، ولريح عَرَقه أطيب من المسك الأذفر، ليس بالقصير، ولا بالطويل، ولا بالعاجز، ولا اللئيم، لم أرَ قبله ولا بعده مثله (ص) .(1)
كنز العمال: كتاب الشمائل، باب في حليته (ص) .
قال: عن أبي هريرة قال: توفّي رسول الله (ص) يوم الاثنين، لاثنتي عشرة ليلة خلت من شهر ربيع الأوَّل، فلمّا كان صبيحة الخميس، إذا نحن بشيخ قد جاء فقال: أنا حبر من أحبار بيت المقدس، فقال: يا علي، صف لي صفات رسول الله (ص) كأنّي أنظر إليه، فقال (ع) :
بأبي وأُمّي، لم يكن بالطويل الذاهب، ولا بالقصير، كان ربعة من الرجال، أبيض مُشرباً حُمْرة، جعد المَفرق، شعره إلى شحمة أذنيه، صلت الجبين، واضح الخدَّين، مقرون الحاجبين، أدعج العينين، سبط الأظفار، أقنى الأنف، دقيق المسرُبة، مفلَج الثنايا، كثَّ اللحية، كأنَّ عنقه إبريق فضَّة، كأنَّ الذهب يجري في تراقيه، عرقه في وجهه كاللؤلؤ، شثن الكفَّين والقدمين، له شعراتٌ ما بين لبّته وصدره تجري كالقضيب، لم يكن على بطنه ولا على ظهره شعرات غيرها، يفوح منه ريح المسك، إذا قام غمر الناس، وإذا مشى فكأنَّما يتقلع من صخرة، إذا التفت التفت جميعاً، وإذا انحدر فكأنَّما ينحدر في صبب، أطهر الناس خلقاً وأشجع الناس قلباً، وأسخى الناس كفَّاً، لم يكن قبله مثله ولا يكون بعده مثله أبداً.
قال الحبر: يا علي، إنِّي أصبت في التوراة هذه الصفة، وقد أيقنتُ أنْ لا إله إلّا الله وأنَّ محمّداً رسول الله. (2)
ص:19
حلية الأولياء: ترجمة كعب الأحبار في مجالسه ووعظه.
روى بسنده عن ابن أخي كعب، قال: قال كعب: إنَّا لنجد نعت النبيّ (ص) في سطر من كتاب الله، نجده في سطر: محمّد رسول الله، وأُمّته الحمادون، يحمدون الله على كلّ حال، ويكبرونه على كل شرف، رعاة الشمس، يصلّون الصلوات الخمس لوقتهن ولو على كناسة، يأتزرون على أوساطهم، ويوضئون أطرافهم، لهم في جوّ السماء دويّ كدويِّ النحل، ونجده في سطر آخر: محمّد المختار، لا فظّ ولا غليظ ولا صخّاب في الأسواق، ولا يجزي بالسيئة السيئة، ولكن يعفو ويغفر، مولده بمكّة، ومهاجره بطيبة، ومُلكه بالشام.(1)
طبقات ابن سعد: ذكر صفة رسول الله (ص) في التوراة والإنجيل.
روى بسنده عن سهل، مولى عتيبة، أنَّه كان نصرانياً من أهل مريس، وأنَّه كان يتيماً في حجر أُمّه وعمه، وأنَّه كان يقرأ الإنجيل، قال: فأخذت مُصحَفاً لعمّي فقرأته، حتى مرَّت بي ورقة فأنكرت كتابتها حين مرَّت بي ومسستها بيدي، قال: فنظرت فإذا فصول الورقة مُلصَق بغراء، قال: ففتقتها فوجدت فيها نعت محمّد (ص) ، أنَّه لا قصير ولا طويل، أبيض، ذو ضفيرتين، بين كتفيه خاتم، يكثر الاحتباء، ولا يقبل الصدقة، ويركب الحمار والبعير، ويحتلب الشاة، ويلبس قميصاً مرقوعاً، ومَن فعل ذلك فقد برئ من الكبر، وهو يفعل ذلك، وهو من ذرية إسماعيل، اسمه أحمد.
قال سهل: فلمَّا انتهيت إلى هذا من ذكر محمّد (ص) ، جاء عمّي فلمّا رأى الورقة ضربني وقال: ما لك وفتح هذه الورقة وقراءتها؟ فقلت: فيها نعت النبيّ (ص) أحمد، فقال: إنَّه لم يأتِ بعد. (2)
ص:20
صحيح النسائي: كتاب صلاة العيدين، باب كيف الخطبة.
روى بسنده عن جعفر بن محمّد عن أبيه، عن جابر بن عبدالله قال: كان رسول الله (ص) يقول في خطبته، يحمد الله ويُثني عليه بما هو أهله ثُمَّ يقولُ:
مَنْ يهده اللهُ فلا مضلَّ لهُ، ومَنْ يُضللهُ فلا هادي له، إنَّ أصدق الحديث كتاب الله، وأحسن الهدي هدي محمّد، وشرُّ الأمورِ مُحدثاتها، وكل مُحدَثة بِدعةٌ، وكلُّ بِدعة ضلالةٌ، وكلُّ ضلالة في النار. . . الحديث.(1)
صحيح الترمذي: روى بسنده عن أنس بن مالك قال: كان نقش خاتم النبيّ: محمّد سطر، و رسول سطر، و الله سطر.(2)
صحيح الترمذي: روى بسنده عن جابر بن سمرة قال: رأيت رسول الله (ص) في ليلة إضحيان (أي مُقمرة) ، فجعلت أنظر إلى رسول الله (ص) وإلى القمر وعليه حلة حمراء، فإذا هو عندي أحسن من القمر.(3)
مسند أحمد بن حنبل: روى بسنده عن أبي هريرة، يقول: ما رأيت شيئاً أحسن من رسول الله (ص) ؛ كان كأنَّ الشمس تجري في جبهته، وما رأيت أحداً أسرع في مشيته من رسول الله (ص) ؛ كأنَّما الأرض تُطوى له، إنَّا لنُجهد أنفسنا وإنّه لغير مُكترث. . . الحديث.(4)
ص:21
سُنن الدارمي: روى بسنده عن أبي عبيدة بن محمّد بن عمار بن ياسر قال: قلت للربيع بنت معوذ بن عفراء: صفي لنا رسول الله (ص) ، فقالت: يا بُني، لو رأيته رأيت الشمس طالعة.(1)
سُنن الدارمي: روى بسنده عن ابن عباس قال: كان رسول الله (ص) أفلج الثنيتين، إذا تكلّم رُئي كالنور يخرج من بين ثناياه. (2)
تاريخ بغداد: روى بسنده عن جابر عن النبيّ (ص) قال: هبط عليَّ جبرئيل فقال: يا محمد، إنَّ الله يقرأ عليك السلام ويقول: حبيبي، إنّي كسوت حُسن يوسف من نور الكرسي، وكسوت حُسن وجهك من نور عرشي، وما خلقت خلقاً أحسن منك يا محمد.(3)
كنز العمال: كتاب الفضائل، باب فضائل النبي (ص) ، في فضائله متفرّقة.
قال: عن عائشة قالت: استعرتُ من حفصة بنت رواحة إبرة كنت أخيطُ بها ثوب رسول الله (ص) ، فسقطت عنّي الأبرة فطلبتُها فلم أقدر عليها، فدخل رسول الله (ص) فتبيَّنت الإبرة بشُعاع نور وجهه فضحكتُ، فقال: يا حميراءُ، لِمَ ضحكت؟ قلت: كان كيت وكيت، فنادى بأعلى صوته:
يا عائشة، الويلُ ثُمَّ الويلُ لمَن حرم النظرَ إلى هذا الوجه، ما من مؤمن ولا كافر إلّا ويشتهي أن ينظر إلى وجهي.(4)
قال: أخرجه الديلمي وابن عساكر.
صحيح مسلم: في كتاب الفضائل، في باب طيب رائحة النبي (ص) .
روى بسنده عن أنس قال: ما شممتُ عنبراً قط ولا مسكاً ولا شيئاً أطيب من ريح رسول الله (ص) ، ولا مسست شيئاً قط، ديباجاً ولا حريراً، ألين مسَّاً من رسول الله (ص) .(5)
ص:22
مسند أحمد بن حنبل: روى بسنده عن أنس بن مالك قال: دخل علينا النبي (ص) فنام عندنا فعرق، وجاءت أُمّي بقارورة فجعلتْ تسلت العرق فيها، فاستيقظ النبي (ص) فقال: يا أُمّ سليم، ما هذا الذي تصنعين؟ قالت: هذا عرقك نجعله في طيبنا، وهو أطيب من الطيب.(1)
تاريخ بغداد: ترجمة الحسين بن علوان بن قدامة.
روى بسنده عن عائشة قالت: كان النبي (ص) إذا دخل الغائط دخلت على أثره، فلا أرى شيئاً، فذكرت ذلك له فقال:
يا عائشة، أما علمت أنَّ أجسادنا نبتت على أرواح أهل الجنة؟ ! فما خرج منّا من شيءٍ ابتلعته الأرض.(2)
صحيح البخاري: في كتاب اللباس، في باب القبة الحمراء.
روى بسنده عن أبي جحيفة عن أبيه، قال: أتيت النبي (ص) وهو في قبة حمراء من أدم، ورأيت بلالاً أخذ وضوء النبي (ص) والناس يبتدرون الوضوء، فمَن أصاب منه شيئاً تمسَّحَ به، ومَن لم يُصبْ منه شيئاً أخذ من بلل يدِ صاحبه.(3)
مسند أحمد بن حنبل: روى بسنده عن المسور بن مخرمة ومروان بن الحكم قالا: خرج رسول الله (ص) عام الحديبية يريد زيارة البيت، إلى أن قال: ثُمَّ قال للناس: انزلوا، فقالوا: يا رسول الله، ما بالوادي ماء ينزل عليه الناس، فأخرج رسول الله (ص) سهماً من كنانته فأعطاه رجلاً من أصحابه فنزل في قليب من تلك القلب، فغرزه فيه، فجاش الماء بالرواء حتى ضرب الناس عنه بعَطن، إلى أن قال: فبعثوا إليه - أي المشركون إلى النبي (ص) - عروة بن مسعود الثقفي، إلى أن قال: فقام من عند رسول الله (ص) وقد رأى ما يصنع به أصحابه؛
ص:23
لايتوضّأ وضوءه إلّا ابتدروه، ولا يبسق بساقاً إلّا ابتدروه، ولا يسقط من شعره شيء إلّا أخذوه، فرجع إلى قريش فقال: يا معشر قريش، إنّي جئت كسرى في ملكه، وجئت قيصر والنجاشي في ملكهما، والله ما رأيت ملكاً قط مثل محمّد في أصحابه، ولقد رأيت قوماً لا يسلّمونه لشيء أبداً، فرَوا رأيكم.(1)
صحيح مسلم: في كتاب الفضائل، في باب فضل نَسَب النبيّ (ص) .
روى بسنده عن جابر بن سمرة قال: قال رسول الله (ص) : إنّي لأعرف حجراً بمكّة كان يُسلِّم عليّ قبل أن أُبعث، إنّي لأعرفه الآن.(2)
صحيح الترمذي: روى بسنده عن علي بن أبي طالب (ع) قال: كنت مع النبيّ (ص) في مكَّة فخرجنا في بعض نواحيها، فما استقبله جبل ولا شجر إلّا وهو يقول: السلام عليك يا رسول الله.(3)
طبقات ابن سعد: روى بسنده عن أبي سعيد الحضرمي، قال: بينما رجل من أسلم في غنيمة له يهشّ عليها في بيداء ذي الحليفة، إذ عدا عليه ذئب فانتزع شاة من غنمه، فجَهجَأه الرجل ورماه بالحجارة حتى استنقذ منه شاته، ثُمَّ إنَّ الذئب أقبل حتى أقعَى مُستَثفِراً بذنبه مقابل الرجل، فقال: أما اتَّقيت الله أن تنزع منّي شاة رزقنيها الله.
قال الرجل: تالله ما سمعت كاليوم قط! قال الذئب: من أي شيء تعجب؟ قال: أعجب من مخاطبة الذئب إيّاي، قال الذئب: تركت أعجب من ذلك، ذاك رسول الله (ص) بين الحرتين في النخلات يحدِّث الناس بما خلا، ويحدِّثهم بما هو آتٍ، وأنت ههنا تتبع غنمك، فلمّا أن سمع الرجل قول الذئب ساق غنمه يحوزها حتى أدخلها قباء - قرية الأنصار -، فسأل عن رسول الله (ص) فصادفه في منزل أبي أيوب فأخبره خبر الذئب، قال رسول الله (ص) : صدقت،
ص:24
احضر العشيَّة، فإذا رأيت الناس اجتمعوا فأخبرهم ذلك، ففعل، فلمّا أن صلّى الصلاة واجتمع الناس، أخبرهم الأسلمي خبر الذئب، قال رسول الله (ص) : صدق صدق صدق، تلك الأعاجيب بين يدي الساعة، قالها ثلاثاً، أما والّذي نفس محمّد بيده، ليوشكنّ الرجل منكم أن يغيب عن أهله الروحة أو الغدوة ثُمَّ يخبره سوطه أو عصاه أو نعله بما أحدث أهله من بعده.(1)
كنز العمال: كتاب الفضائل.
قال: إنه كان في لقاح له نصف النهار، إذ طلعت عليه نعامة بيضاء عليها راكب عليه ثياب بيض مثل اللبن، فقال: يا عباس بن مرداس، ألم ترَ أنَّ السماء كفَّت أحراسها، وأنَّ الحرب تجرَّعت أنفاسها، وأنَّ الخيل وضعت أحلاسها، وأنَّ الدّين نزل بالبرِّ والتقوى يوم الاثنين ليلة الثلاثاء مع صاحب الناقة القصوى؟ ! قال: فخرجت مذعوراً قد راعني ما رأيت وسمعت، حتى أتيت وثناً لي يُدعى بالضمار - وكنَّا نعبده ويكلّم من جوفه - فكنستُ ما حوله ثُمَّ تمسَّحت به وقبّلته، وإذا صائح يصيح من جوفه:
قُل للقبائلِ من سليم كلّها هَلَكَ الضمار وفاز أهلُ المسجد
هلك الضمار وكان يعبد مرّة قبل الصلاة مع النبيّ محمّد
إنَّ الذي بالقول أُرسل والهدى بعد ابن مريم من قريش مُهتَد
قال: فخرجت مذعوراً حتى جئت قومي، فقصصت عليهم القصّة وأخبرتهم الخبر، فخرجت في ثلاثمائة من قومي، بني حارثة، إلى رسول الله (ص) وهو بالمدينة، فدخلت المسجد، فلمّا رآني النبي (ص) فرح بي وقال: يا عباس، كيف كان إسلامك؟ فقصصت عليه القصّة فسُرَّ بذلك، وقال: صدقت، فأسلمتُ أنا وقومي.(2)
مستدرك الصحيحين: كتاب التاريخ، ذكر أخبار اليهود بولادة رسول الله (ص) .
ص:25
روى بسنده عن ابن عباس عن أبيه، قال عبد المطلب: قدمنا اليمن في رحلة الشتاء، فنزلنا على حِبر من اليهود، فقال لي رجل من أهل الزبور: يا عبد المطلب، أتأذن لي أن أنظر إلى بدنك ما لم يكن عورة؟ قال: ففتح إحدى منخري فنظر فيه، ثُمَّ نظر في الأُخرى، فقال: أشهد أنَّ في إحدى يديك مُلكاً وفي الأُخرى النبوَّة، وأرى ذلك في بني زهرة، فكيف ذلك؟ فقلت: لاأدري، قال: هل لك من شاعة؟ قال، قلت: وما الشاعة؟ قال: زوجة، قلت: أمَّا اليوم فلا، قال: إذا قدمت فتزوج فيهم، فرجع عبد المطلب إلى مكة فتزوج هالة بنت وهب بن عبدمناف، فولدت له حمزة وصفية، وتزوّج عبدالله بن عبد المطلب آمنة بنت وهب، فولدت رسول الله (ص) ، فقالت قريش - حين تزوّج عبدالله آمنة -: فلحَ عبدالله على أبيه.(1)
طبقات ابن سعد: باب ذكر علامات النبوّة في رسول الله (ص) قبل أن يُوحى إليه.
روى بسنده عن عائشة قالت: سكن يهودي بمكة يبيع بها تجارات، فلمّا كان ليلة ولد رسول الله (ص) ، قال في مجلس من مجالس قريش: هل كان فيكم من مولود هذه الليلة؟ قالوا: لا نعلمه، قال: أخطأت والله حيث كنت أكره، انظروا يا معشر قريش واحصوا ما أقول لكم: وُلد الليلة نبي هذه الأُمّة أحمد الآخر، فان أخطأكم فبفلسطين، به شامة بين كتفيه، سوداء صفراء، فيها شعرات متواترات، فتصدّع القوم من مجالسهم وهم يعجبون من حديثه، فلمّا صاروا في منازلهم ذكروا لأهاليهم، فقيل لبعضهم: وُلد لعبدالله بن عبد المطلب الليلة غلام فسمّاه محمداً، فالتقوا بعد من يومهم فأتوا اليهودي في منزله، فقالوا: أعلمت أنَّه وُلد فينا مولود؟ قال: أبعد خبري أم قبله؟ قالوا: قبله، واسمه أحمد، قال: فاذهبوا بنا إليه، فخرجوا معه حتى دخلوا على أُمّه، فأخرجته إليهم، فرأى الشامة في ظهره، فغشي على اليهودي ثُمَّ أفاق، فقالوا: ويلك، مالك؟ ! قال: ذهبت النبوّة من بني إسرائيل، وخرج الكتاب من أيديهم، وهذا مكتوب يقتلهم ويبز أخبارهم، فازت العرب بالنبوة. أفرحتم يا معشر قريش؟ أما والله ليسطون بكم سطوة يخرج نبؤها من المشرق إلى المغرب. (2)
ص:26
طبقات ابن سعد: باب ذكر علامات النبوّة في رسول الله (ص) قبل أن يوحى إليه.
روى بسنده عن داود بن الحصين قال: لمّا خرج أبو طالب إلى الشام وخرج معه رسول الله (ص) في المرة الأُولى، وهو ابن اثنتي عشرة سنة، فلمّا نزل الركب بُصرى من الشام، وبها راهب يُقال له بحيرا، في صومعة له، وكان علماء النصارى يكونون في تلك الصومعة، يتوارثونها عن كتابٍ يدرسونه، فلمّا نزلوا بحيرا، وكانوا كثيراً ما يمرّون به لا يكلّمهم، حتى إذا كان ذلك العام، ونزلوا منزلاً قريباً من صومعته قد كانوا ينزلونه قبل ذلك كلّما مرّوا، فصنع لهم طعاماً ثُمَّ دعاهم، وإنّما حمله على دعائهم أنَّه رآهم حين طلعوا وغمامة تظلّ رسول الله (ص) من بين القوم حتى نزلوا تحت الشجرة، ثُمَّ نظر إلى الغمامة أظلَّت تلك الشجرة، وأخضلت أغصان الشجرة على النبي (ص) حين استظل تحتها، فلمّا رأى بحيرا ذلك؛ نزل من صومعته وأمر بذلك الطعام فأُتي به وأُرسل إليهم، فقال: إنّي قد صنعت لكم طعاماً يا معشر قريش، وأنا أحبّ أن تحضروه كلّكم، ولا تخلفوا منكم صغيراً ولا كبيراً، حراً ولا عبداً، فإنَّ هذا شيء تكرموني به. قال رجل: إنَّ لك لشأناً يا بحيرا، ما كنت تصنع بنا هذا، فما شأنك اليوم؟ ! قال: فإنّني أحببت أن أكرمُكم ولكم حق. فاجتمعوا إليه وتخلّف رسول الله (ص) من بين القوم لحداثة سنّه، ليس في القوم أصغر منه في رحالهم تحت الشجرة، فلمّا نظر بحيرا إلى القوم فلم يرَ الصفة التي يعرف ويجدها عنده، وجعل ينظر ولا يرى الغمامة على أحد من القوم، ويراها متخلّفة على رأس رسول الله (ص) ، قال بحيرا: يا معشر قريش، لا يتخلفنّ منكم أحد من طعامي، قالوا: ما تخلَّف أحد إلّا غلام هو أحدث القوم سناً في رحالهم، فقال: ادعوه فليحضر طعامي، فما أقبح أن تحضروا ويتخلّف رجل واحد، مع أنّي أراه من أنفسكم، فقال القوم: هو والله أوسطنا نسباً، وهو ابن أخ هذا الرجل - يعنون أباطالب - وهو من ولد عبد المطلب، فقال الحارث بن عبد المطلب بن عبد مناف: والله إنْ كان بنا للُؤم أن يتخلّف ابن عبد المطلب من بيننا، ثُمَّ قام إليه فاحتضنه وأقبل به حتى أجلسه على الطعام، والغمامة تسير على رأسه، وجعل بحيرا يلحظه لحظاً شديداً، وينظر إلى أشياء في جسده قد كان يجدها عنده من صفته، فلمّا تفرَّقوا عن طعامهم، قام إليه الراهب فقال: يا غلام، أسألك بحقِّ اللات والعزى إلّا أخبرتني عمّا أسألك، فقال رسول الله (ص) : لا
ص:27
تسألني باللات والعزى، فوالله ما أبغضت شيئاً بُغضهما، قال: فبالله إلّا أخبرتني عمّا أسألك عنه، قال: سلني عمّا بدا لك، فجعل يسأله عن أشياء من حاله حتى نومه، فجعل رسول الله (ص) يخبره، فيوافق ذلك ما عنده، ثُمَّ جعل ينظر بين عينيه، ثُمَّ كشف عن ظهره، فرأى خاتم النبوة بين كتفيه على موضع الصفة التي عنده، قال: فقبّل موضع الخاتم، وقالت قريش: إنَّ لمحمّد عند هذا الراهب لقدراً، وجعل أبوطالب لِما يرى من الراهب يخاف على ابن أخيه، فقال الراهب لأبي طالب: ما هذا الغلام منك؟ قال أبوطالب: ابني، قال: ما هو بابنك، وما ينبغي لهذا الغلام أن يكون أبوه حيّاً، قال: فابن أخي، قال: فما فعل أبوه؟ قال هلك وأُمّه حُبلى به، قال: فما فعلت أُمّه؟ قال: توفّيت قريباً، قال صدقت، ارجع بابن أخيك إلى بلده واحذر عليه اليهود، فوالله لئن رأوه وعرفوا منه ما أعرف ليبغنه عنتاً، فإنَّه كائن لابن أخيك هذا شأن عظيم نجده في كتبنا وما روينا عن آبائنا، واعلم أنّي قد أدَّيت إليك النصيحة.
فلمّا فرغوا من تجاراتهم خرج به سريعاً، وكان رجال من يهود قد رأوا رسول الله (ص) وعرفوا صفته، فأرادوا أن يغتالوه، فذهبوا إلى بحيرا فذكروه أمره فنهاهم أشدّ النهي، وقال لهم: أتجدون صفته؟ قالوا: نعم، قال: فما لكم إليه سبيل، فصدَّقوه وتركوه، ورجع به أبوطالب فما خرج به سفراً بعد ذلك خوفاً عليه.(1)
أقول: ورواه الخطيب أيضاً في تأريخ بغداد مختصراً (2)وقال فيه: فأخذ - يعني بحيرا - بيد رسول الله (ص) ، وقال: هذا سيد العالمين، هذا رسول رب العالمين، هذا بعثه الله رحمة للعالمين.
صحيح مسلم: في كتاب الفضائل، في باب تفضيل نبيّنا على جميع الخلائق.
روى بسنده عن أبي هريرة، قال: قال رسول الله (ص) : أنا سيّد وُلد آدم يوم القيامة، وأوّل مَن ينشقّ عنه القبر، وأوّل شافع، وأوّل مُشفَّع.(3)
ص:28
صحيح الترمذي: كتاب المناقب، باب فضل النبي (ص) .
روى بسنده عن أبي سعيد، قال: قال رسول الله (ص) : أنا سيّد وُلد آدم يوم القيامة ولافخر، وبيدي لواء الحمد ولا فخر، وما من نبي يومئذ آدم فمن سواه إلّا تحت لوائي، وأنا أوّل مَن تنشقّ عنه الأرض ولا فخر. . . الحديث. (1)
تاريخ بغداد: ترجمة عقيل بن الصامت أبي القاسم.
روى بسنده عن عبدالله، قال: إنَّ الله اتَّخذ إبراهيم خليلاً، وإنَّ صاحبكم خليل الله، إنَّ محمداً (ص) سيد بني آدم يوم القيامة، ثُمَّ قرأ: (عَسى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً) .(2)
ولفظه: لمَّا اقترف آدم الخطيئة قال: يا رب أسألك بحق محمّد (ص) إلّا غفرت لي، فقال الله تعالى: وكيف عرفت محمّداً ولم أخلقه بعد؟ ! قال: يا ربِّ، لأنَّك لمَّا خلقتني بيدك ونفخت فيَّ من روحك، رفعت رأسي فرأيت على قوائم العرش مكتوباً: لا إله إلّا الله محمّد رسول الله، فعلمت أنَّك لم تضف إلى اسمك إلّا أحبّ الخلق إليك، فقال الله عزّ وجلّ: صدقت يا آدم، إنَّه لأَحبّ الخلق إليّ، وإذا سألتني بحقِّه فقد غفرت لك، ولولا محمّد ما خلقتك.(3)
صحيح البخاري: في كتاب التيمم، الحديث الثاني.
روى بسنده عن جابر بن عبدالله، أنَّ النبي (ص) ، قال: أُعطيت خمساً لم يُعطهن أحد قبلي: نُصرت بالرُّعب مسيرة شهر، وجُعلَت لي الأرض مسجداً وطهوراً، فأيّما رجل من أُمّتي أدركته الصلاة فليُصلّ، وأُحلّت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي، وأُعطيت الشّفاعة، وكان النبي يُبعَث إلى قومه خاصة وبُعثتُ إلى الناس عامة.(4)
صحيح مسلم: في كتاب المساجد الحديث السابع.
ص:29
روى بسنده عن أبي هريرة، أنَّ رسول الله (ص) قال: فُضّلت على الأنبياء بست: أُعطيت جوامع الكَلِم، ونُصرت بالرّعب، وأُحلّت لي الغنائم، وجُعلَت لي الأرض طهوراً ومسجداً، وأُرسلت إلى الخلق كافة، وختم بي النبيّون.(1)
مستدرك الصحيحين: كتاب التاريخ، باب سيد الأنبياء خمسة ومحمد سيد الخمسة.
روى بسنده عن أبي هريرة قال: سيد الأنبياء خمسة، ومحمّد (ص) سيد الخمسة: نوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمّد (ص) .(2)
روى بسنده عن ابن عباس قال: أوحى الله إلى عيسى (ع) : يا عيسى، آمن بمحمّد، وامر مَن أدركه من أُمَّتك أن يؤمنوا به، فلولا محمّد ما خلقت آدم، ولولا محمّد ما خلقت الجنّة والنار، ولقد خلقت العرش على الماء فاضطرب، فكتبت عليه: لا إله إلّا الله، محمّد رسول الله فسَكَن.(3)
صحيح مسلم: في كتاب الإيمان، في باب قول النبيّ (ص) : أنا أوّل الناس يشفع في الجنة.
روى بسنده عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله (ص) :
أنا أكثر الأنبياء تبعاً يوم القيامة، وأنا أوّل مَن يقرع باب الجنّة.(4)
روى في الباب المتقدّم بسنده عن أنس، قال: قال رسول الله (ص) :
أنا أوّل الناس يشفع في الجنّة، وأنا أكثر الأنبياء تبعاً.(5)
ص:30
صحيح البخاري: في كتاب بدء الخلق، في باب خاتم النبيين.
روى بسنده عن أبي هريرة، أنّ رسول الله (ص) قال: إنَّ مَثَلي ومَثَل الأنبياء من قبلي كمَثَل رجل بنى بيتاً فأحسنه وأجمله إلّا موضع لبنة من زاوية، فجعل الناس يطوفون به ويعجبون له ويقولون: هلّا وضعت هذه اللَّبِنَةُ. قال: فأنا اللَّبِنَةُ وأنا خاتم النبيّين.(1)
صحيح البخاري: في كتاب الصلاة، في باب عظة الإمام الناس في إتمام الصلاة.
روى بسنده عن أبي هريرة، أنَّ رسول الله (ص) قال:
هل ترون قبلتي هاهنا؟ فوالله ما يخفى عليَّ خشوعكم ولا ركوعكم، إنّي لأراكم من وراء ظهري.(2)
صحيح مسلم: في باب النهي عن سبق الإمام.
بسنده عن أنس قال: صلّى بنا رسول الله (ص) ذات يوم، فلمّا قضى الصلاة أقبل علينا بوجهه فقال:
أيُّها الناس، إنّي إمامكم فلا تسبقوني بالركوع ولا بالسجود ولا بالقيام ولا بالانصراف، فإنّي أراكم أمامي ومن خلفي، ثُمَّ قال: والذي نفس محمّد بيده، لو رأيتم ما رأيت لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً، قالوا: وما رأيت يا رسول الله؟ قال: رأيت الجنّة والنار. (3)
تأريخ بغداد: روى بسنده عن عائشة قالت: كان رسول الله (ص) يرى في الظلمة كما يرى في الضوء.(4)
ص:31
صحيح البخاري: في كتاب العلم، في باب إثم مَن كذب على النبيّ (ص) .
روى بسنده عن أبي هريرة عن النبي (ص) ، قال:
تسمّوا باسمي ولا تكتنوا بكُنيتي، ومَن رآني في المنام فقد رآني، فإنَّ الشيطان لا يتمثّل في صورتي، ومَن كذب عليّ متعمداً فليتبوّأ مقعده من النار.(1)
صحيح مسلم: في كتاب الصيام، في باب النهي عن الوصال.
روى بسنده عن أنس، قال: واصلَ رسول الله (ص) في أوّل شهر رمضان، فواصلَ ناس من المسلمين، فبلغه ذلك فقال: لو مدَّ لنا الشّهر لواصلنا وصالاً يدع المتعمّقون تعمّقهم، إنَّكُم لستم مثلي، أو قال: إنّي لست مثلكم، إنّي أظل يطعمني ربّي ويسقيني.(2)
صحيح مسلم: في كتاب الأشربة، في باب جواز استتباعه غيره إلى دار مَن يثق برضاه.
روى بسنده عن جابر بن عبدالله، يقول: لمّا حفر الخندق رأيت برسول الله (ص) خمصاً فانكفأت إلى امرأتي فقلت لها: هل عندك شيء؟ فإنّي رأيت برسول الله (ص) خمصاً شديداً، فأخرجت لي جراباً فيه صاع من شعير، ولنا بهيمة داجن، قال: فذبحتها وطحنت ففرغت إلى فراغي فقطعتها في برمتها، ثُمَّ وليت إلى رسول الله (ص) ، فقالت: لا تفضحني برسول الله (ص) ومَن معه، قال: فجئته فساررته فقلت: يا رسول الله، إنّا قد ذبحنا بهيمة لنا وطحنت صاعاً من شعير كان عندنا فتعال أنت في نفرٍ معك، فصاح رسول الله (ص) ، وقال: يا أهل الخندق، إنَّ جابراً قد صنع لكم سوراً فحيهلا بكم، وقال رسول الله (ص) : لا تنزلن
ص:32
برمتكم ولا تخبزن عجينتكم حتى أجيء، فجئت وجاء رسول الله (ص) يقدم الناس حتى جئت امرأتي، فقالت: بك وبك، فقلت: قد فعلت الذي قلت لي، فأخرجت له عجينتنا فبصق فيها وبارك، ثُمَّ عمد إلى برمتنا فبصق فيها وبارك، ثُمَّ قال: ادعي خابزة فلتخبز معك، واقدحي من برمتكم ولا تنزلوها وهم ألف، فأُقسم بالله لأكلوا حتى تركوه وانحرفوا، وإنَّ برمتنا لتغط كما هي، وإنَّ عجينتنا لتخبز كما هي.(1)
صحيح البخاري: في كتاب البيوع، في باب النجار.
روى بسنده عن جابر بن عبدالله، إنَّ امرأة من الأنصار قالت لرسول الله (ص) : يا رسول الله، ألا أجعل لك شيئاً تقعد عليه، فإنَّ لي غلاماً نجاراً؟ قال: إنْ شئت، قال: فعملت له المنبر، فلمّا كان يوم الجمعة، قعد النبي (ص) على المنبر الذي صُنع، فصاحت النّخلة التي كان يخطب عندها حتى كادت أن تنشق، فنزل النبي (ص) حتى أخذها فضمّها إليه، فجعلت تئنّ أنين الصبي الذي يُسَكَّت حتى استقرّت، قال: بكت على ما كانت تسمع من الذكر.(2)
صحيح البخاري: في كتاب التفسير، في باب قوله تعالى: (وَ انْشَقَّ الْقَمَرُ) (القمر: ١)
روى بسنده عن ابن مسعود، قال: انشق القمر على عهد رسول الله (ص) فرقتين، فرقة فوق الجبل، وفرقة دونه، فقال رسول الله (ص) : اشهدوا.(3)
ص:33
صحيح البخاري: في كتاب بدء الخلق، في باب علامات النبوة في الإسلام.
روى بسنده عن أنس قال: أصاب أهل المدينة قحط على عهد رسول الله (ص) ، فبينا هو يخطب يوم جمعة إذ قام رجل فقال: يا رسول الله، هلكت الكراع، هلكت الشاة، فادع الله يسقينا، فمدَّ يديه ودعا، قال أنس: وإن السماء كمثل الزجاجة، فهاجت ريح أنشأت سحاباً ثُمَّ اجتمع ثُمَّ أرسلت السماء عزاليها، فخرجنا نخوض الماء حتى أتينا منازلنا، فلم نزل نمطر إلى الجمعة الأخرى، فقام إليه ذلك الرجل أو غيره فقال: يا رسول الله، تهدَّمت البيوت فادع الله يحبسه، فتبسَّم ثُمَّ قال: حوالينا ولا علينا، فنظرت إلى السحاب تصدّع حول المدينة كأنَّه إكليل. (1)
مستدرك الصحيحين: كتاب التاريخ.
روى بسنده عن عبد الرحمن بن أبي بكر، قال: كان فلان يجلس إلى النبيّ (ص) ، فإذا تكلَّم النبي (ص) بشيء اختلج بوجهه، فقال له النبيّ (ص) : كن كذلك، فلم يزل يختلج حتى مات.(2)
مجمع الزوائد ومنبع الفوائد: باب غزوة حنين.
ذكر حديثاً مُسنداً عن أبي نوفل بن أبي عقرب عن أبيه، قال: كان لهب ابن أبي لهب يسبّ النبيّ (ص) ، فقال النبي (ص) : اللّهم سلِّط عليه كلباً من كلابك، فخرج يريد الشام في قافلة مع أصحابه، فنزلوا منزلاً فقال: والله إنّي لأخاف دعوة محمّد، قال: فحوطوا المتاع حوله، وقعدوا يحرسونه، فجاء السبع فانتزعه فذهب به.(3)
ص:34
طبقات ابن سعد: روى بسنده عن ابن عباس، قال: حضرت عصابة من اليهود - يعني رسول الله (ص) - يوماً فقالوا: يا أبا القاسم، حدِّثنا عن خلال نسألك عنهنَّ لا يعلمهنّ إلّا نبي.
قال: سلوني عمّا شئتم، ولكن اجعلوا لي ذمَّة الله وما أخذ يعقوب على بنيه؛ لئن أنا حدَّثتكم شيئاً فعرفتموه لتبايعني على الإسلام، قالوا: فذلك لك.
قال: فسلوني عمّا شئتم. قالوا: أخبرنا عن أربع خلال نسألك عنهنّ.
أخبرنا أيّ الطعام حرّم إسرائيل على نفسه من قبل أن تنزل التوراة؟ وأخبرنا كيف ماء المرأة من ماء الرجل؟ وكيف يكون الذكر منه؟ وكيف تكون الأنثى؟ وأخبرنا كيف هذا النبيّ الأُمّي في النوم؟ ومَن وليّه من الملائكة؟
قال: فعليكم عهد الله لئن أنا أخبرتكم لتبايعني؟ ! فأعطوه ما شاء من عهد وميثاق.
قال: فأُنشدكم بالذي أنزل التوراة على موسى، هل تعلمون أنَّ إسرائيل يعقوب مرض مرضاً شديداً وطال سقمه منه، فنذر لله نذراً لئن شفاه الله من سقمه ليحرمنّ أحبّ الشراب إليه وأحبّ الطعام إليه، فكان أحبّ الطعام إليه لحم الإبل، وأحبّ الشراب إليه ألبانها؟ قالوا: اللّهم نعم، قال: اللّهم اشهد عليهم. قال: فأُنشدكم بالله الذي لا إله إلّا هو الذي أنزل التوراة على موسى، هل تعلمون أنَّ ماء الرجل أبيض غليظ، وأنَّ ماء المرأة أصفر رقيق، فأيُّهما علا كان له الولد والشبه بإذن الله، وإن علا ماء الرجل على ماء المرأة كان ذكراً بإذن الله، وإن علا ماء المرأة على ماء الرجل كان أنثى بإذن الله؟ قالوا: اللّهم نعم، قال: أللّهم اشهد عليهم. قال: فأُنشدكم بالله الذي أنزل التوراة على موسى، هل تعلمون أنَّ هذا النبي الأُمي تنام عيناه ولا ينام قلبه؟ قالوا: اللّهم نعم، قال: اللّهم اشهد عليهم. قالوا: أنت الآن، فحدِّثنا مَن وليك من الملائكة؟ فعندها نجامعك أو نفارقك، قال: فإنّ وليّي جبرئيل، ولم يُبعَث نبي قط إلّا هو وليّه، قالوا: فعندها نفارقك، لو كان وليّك سواه من الملائكة لتابعناك وصدّقناك، قال: فما
ص:35
يمنعكم من أن تصدِّقوه؟ قالوا: إنّه عدوّنا. فعند ذلك قال الله جلّ ثناؤه: (قُلْ مَنْ كانَ عَدُوًّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللَّهِ) (البقره: ٩٧) إلى قوله: (كَأَنَّهُمْ لا يَعْلَمُونَ) (البقره: ١٠١) ، فعند ذلك باؤوا بغضبٍ على غضب. (1)
مستدرك الصحيحين: كتاب معرفة الصحابة، ذكر مناقب نوفل بن الحارث.
روى بسنده عن علي بن عيسى النوفلي، قال: لمّا أُسر نوفل بن الحارث ببدر، قال له رسول الله (ص) : افدِ نفسك يا نوفل، قال: مالي شيء أُفدي به يا رسول الله، قال: افدِ نفسك برماحك التي بجدة، قال: والله ما علم أحد أنَّ لي بجدة رماحاً بعد الله غيري، أشهد أنَّك رسول الله. ففدى نفسه بها وكانت ألف رمح. . . الحديث.(2)
تاريخ بغداد: ترجمة محمد بن الفرخان أبي الطيب الدوري.
روى بسنده عن زيد بن أرقم، قال: أتى النبيّ (ص) أعرابي وهو شادّ عليه ردنه، أو قال عباءه، فقال: أيُّكم محمّد؟ فقالوا: صاحب الوجه الأزهر، فقال: إن يكن نبياً فما معي؟ قال: إن أخبرتك فهل تقر بالشهادة؟ وقال أبو العلاء: فهل أنت مؤمن؟ قال: نعم، قال: إنّك مررت بوادي آل فلان - أو قال: شعب آل فلان - وإنّك بصرت فيه بوكرِ حمامة فيه فرخان لها، وإنَّك أخذت الفرخين من وكرها، وإنَّ الحمامة أتت إلى وكرها فلم تر فرخيها، فصفقت في البادية فلم ترَ غيرك، فرفرفت عليك ففتحت لها ردنك - أو قال: عباءك - فانقضت فيه، فها هي ناشرة جناحيها مقبلة على فرخيها، ففتح الأعرابي ردنه -أو قال: عباءه - فكان كما قاله النبيّ (ص) ، فعجب أصحاب رسول الله (ص) منها وإقبالها على فرخيها! فقال: أتعجبون منها وإقبالها على فرخيها؟ ! فالله أشدّ فرحاً وأشدّ إقبالاً على عبده المؤمن حين توبته من هذه بفرخيها. . . الحديث.(3)
ص:36
سُنن الدارمي: باب ما أكرم النبي (ص) من كلام الموتى.
روى بسنده عن جابر بن عبدالله، أنّ يهودية من أهل خيبر سَمَّت شاة مصلية ثُمّ أهدتها إلى النبي (ص) ، فأخذ النبي (ص) منها الذراع، فأكل منها وأكل الرهط من أصحابه معه، ثُمَّ قال لهم النبي (ص) : ارفعوا أيديكم، وأرسل النبيّ (ص) إلى اليهودية فدعاها، فقال لها: أسمَمت هذه الشاة؟ فقالت: نعم، ومَن أخبرك؟ فقال النبي (ص) : أخبرتني هذه في يدي الذراع، فقالت: نعم، قال: فماذا أردت إلى ذلك؟ قالت: قلت إنْ كان نبياً لم يضرّه، وإن لم يكن نبياً استرحنا منه، فعفا عنها رسول الله (ص) ولم يعاقبها. . . الحديث.(1)
صحيح مسلم: في كتاب الإيمان، في باب الإسراء برسول الله (ص) .
روى بسنده عن أنس بن مالك قال:
كان أبو ذر يحدّث أنَّ رسول الله (ص) قال: فرج سقف بيتي وأنا بمكة، فنزل جبرئيل (ع) ففرج صدري، ثُمَّ غسله من ماء زمزم، ثُمَّ جاء بطست من ذهب ممتلئ حكمة وإيماناً فأفرغها في صدري، ثُمَّ أطبقه ثُمَّ أخذ بيدي فعرج بي إلى السماء الدنيا، فلمّا جئنا السماء الدنيا قال جبرئيل لخازن السماء الدنيا: افتح، قال: مَن هذا؟ قال: هذا جبرئيل، قال: هل معك أحد؟ قال: نعم، معي محمّد (ص) ، قال: فأرسل إليه، قال: نعم، ففتح، فلمّا علونا السماء الدنيا فإذا رجل عن يمينه أسودة وعن يساره أسودة، قال: فإذا نظر قبل يمينه ضحك، وإذا نظر قبل شماله بكى، قال، فقال: مرحباً بالنبي الصالح والابن الصالح، قال، قلت: يا جبرئيل، مَن هذا؟ قال: هذا آدم، وهذه الأسودة التي عن يمينه وعن شماله نسم بنيه، فأهل اليمين أهل الجنة، والأسودة التي عن شماله أهل النار، فإذا نظر قبل يمينه ضحك، وإذا نظر قبل شماله بكى، قال: ثُمَّ عرج بي جبرئيل حتى أتى السماء الثانية، فقال لخازنها: افتح، قال:
ص:37
فقال له خازنها مثل ما قال خازن السماء الدنيا، ففتح، فقال أنس بن مالك: فذكر أنَّه وجد في السماوات آدم وإدريس وعيسى وموسى وإبراهيم صلوات الله عليهم أجمعين، ولم يثبت كيف منازلهم، غير أنَّه ذكر أنَّه قد وجد آدم (ع) في السماء الدنيا وإبراهيم في السماء السادسة، قال: فلمّا مر جبرئيل ورسول الله بإدريس (ع) قال: مرحباً بالنبي الصالح، والأخ الصالح، قال: ثُمَّ مرّ، فقلت: مَن هذا؟ قال: هذا إدريس، قال: ثُمَّ مررت بموسى (ع) فقال: مرحباً بالنبي الصالح، والأخ الصالح، قال، قلت: مَن هذا؟ قال: هذا موسى، قال: ثُمَّ مررت بعيسى (ع) فقال: مرحباً بالنبي الصالح، والأخ الصالح، قلت: مَن هذا؟ قال: هذا عيسى بن مريم، قال: ثُمَّ مررت بإبراهيم (ع) فقال: مرحباً بالنبي الصالح، والإبن الصالح، قال، قلت: مَن هذا؟ قال: هذا إبراهيم.(1)
صحيح مسلم: في كتاب الإيمان، في باب وجوب محبَّة رسول الله (ص) .
روى بسنده عن أنس قال: قال رسول الله (ص) : لا يؤمن عبدٌ حتى أكون أحبُّ إليه من أهله وماله والناس أجمعين(2)
حلية الأولياء: روى بسنده عن عبد المنعم بن إدريس، عن أبيه، عن جده وهب، قال: كان في بني إسرائيل رجل عصى الله مائتي سنة ثُمَّ مات، فأخذوا برجله فألقوه على مزبلة، فأوحى الله إلى موسى (ع) أنْ اخرج فصلِّ عليه، قال: يا ربِّ، بنو إسرائيل شهدوا أنَّه عصاك مائتي سنة، فأوحى الله إليه هكذا كان، إلّا أنّه كان كلّما نشر التوراة ونظر إلى اسم محمّد (ص) قبّله ووضعه على عينيه وصلّى عليه، فشكرت ذلك له وغفرت ذنوبه وزوّجته سبعين حوراء.(3)
ص:38
صحيح مسلم: في كتاب الفضائل، في باب شجاعة النبي (ص) .
روى بسنده عن أنس بن مالك قال: كان رسول الله (ص) أحسن الناس، وكان أجود الناس، وكان أشجع الناس. . . الحديث.(1)
صحيح الترمذي: روى بسنده عن إبراهيم بن محمّد من ولد علي بن أبي طالب (ع) ، قال: كان علي (رضي الله عنه) إذا وصف النبي (ص) قال: لم يكن بالطويل الممغّط - إلى أن قال: - بين كتفيه خاتم النبوّة، وهو خاتم النّبيين، أجود النّاس كفاً، وأشرحهم صدراً، وأصدق الناس لهجة، وألينهم عريكة، وأكرمهم عشيرة، مَن رآه بديهة هابه، ومَن خالطه معرفة أحبّه، يقول ناعته: لم أر قبله ولا بعده مثله.(2)
صحيح البخاري: في الجهاد والسير، في باب مَن قاد دابّة غيره في الحرب.
(روى) بسنده عن أبي إسحاق، قال رجل للبراء بن عازب: أفررتم عن رسول الله (ص) يوم حُنين؟ قال: لكنّ رسول الله (ص) ، لم يفر، إنَّ هوازن كانوا قوماً رُماة، وأنا لمّا لقيناهم حملنا عليهم فانهزموا، فأقبل المسلمون على الغنائم واستقبلونا بالسهام، فأمّا رسول الله (ص) فلم يفر، فلقد رأيته وإنّه لعلى بغلته البيضاء، وإنَّ أبا سفيان - يعني أبا سفيان بن الحارث بن عبد المطلب ابن عم النبي (ص) - آخذ بلجامها، والنبيّ (ص) يقول:
أنا النبيّ لا كذب أنا ابن عبد المطلب(3)
صحيح البخاري: روى بسنده عن أبي هريرة، قال: سمعت رسول الله (ص) يقول:
والذي نفسي بيده، لولا أنَّ رجالاً يكرهون أن يتخلَّفوا بعدي ولا أجد ما أحملهم ما تخلّفت، لوددت أنّي أُقتل في سبيل الله ثُمَّ أُحيى ثمَّ أُقتل ثُمّ أُحيى ثُمّ أُقتل ثُمّ أُحيى ثُمّ أُقتل.(4)
ص:39
صحيح البخاري: في كتاب بدء الخلق، في باب إذ همّت طائفتان.
روى بسنده عن سعد بن أبي وقاص قال: رأيت رسول الله (ص) يوم أُحد ومعه رجلان يقاتلان عنه، عليهما ثياب بيض، كأشدّ القتال، ما رأيتهما قبل ولا بعد.(1)
الفخر الرازي في تفسيره: في ذيل تفسير قوله تعالى: (إِنَّ إِلى رَبِّكَ الرُّجْعى) (العلق:٨) ، في سورة إقرأ.
قال: يروى في هذا المعنى أنَّ يهودياً من فصحاء اليهود جاء إلى عمر في أيّام خلافته فقال: أخبرني عن أخلاق رسولكم، فقال عمر: اطلبه من بلال؛ فهو أعلم به منّي، ثُمَّ إنَّ بلالاً دلَّه على فاطمة (عليهاالسلام) ، ثُمَّ فاطمة دلَّته على علي (ع) ، فلمّا سأل علياً عنه، قال: صف لي متاع الدنيا حتى أصف لك أخلاقه، فقال الرجل: هذا لا يتيسر لي، فقال علي (ع) : عجزت عن وصف متاع الدنيا وقد شهد الله على قلَّته حيث قال: (قُلْ مَتاعُ الدُّنْيا قَلِيلٌ) (النساء: ٧٧) ، فكيف أصف أخلاق النبي (ص) وقد شهد الله تعالى بأنَّه عظيم حيث قال: (وَ إِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ) (القلم:4) ؟ !(2)
صحيح البخاري: في كتاب الأدب، في باب التبسّم والضحك.
روى بسنده عن أنس بن مالك قال: كنت أمشي مع رسول الله (ص) وعليه برد نجراني غليظ الحاشية، فأدركه أعرابي فجبذ بردائه جبذة شديدة، قال أنس: فنظرت إلى صفحة عاتق النبي (ص) وقد أثّرت بها حاشية الرّداء من شدَّة جبذته، ثُمَّ قال: يا محمّد، مُر لي من مال الله الذي عندك، فالتفت إليه فضحك ثُمَّ أمر له بعطاء.(3)
صحيح الترمذي: روى بسنده عن أنس بن مالك، قال: كان النبيّ (ص) إذا استقبله الرجل فصافحه لا ينزع يده من يده حتى يكون الرجل هو الذي ينزع، ولا يصرف وجهه عن وجهه حتى يكون الرجل هو الذي يصرفه، ولم يُرَ مقدّماً ركبتيه بين يدي جليس له.(4)
ص:40
مستدرك الصحيحين: روى بسنده عن موسى بن جعفر عن آبائه (عليهم السلام) عن علي بن أبي طالب (ع) ، أنَّ يهودياً كان يقال له: جريجرة، كان له على رسول الله (ص) دنانير، فتقاضى النبي (ص) ، فقال له: يا يهودي، ما عندي ما اعطيك، قال: فإنّي لا أُفارقك يا محمّد حتى تعطيني، فقال (ص) : إذاً أجلس معك، فجلس معه، فصلَّى رسول الله (ص) في ذلك الموضع الظهر والعصر والمغرب والعشاء الآخرة والغداة، وكان أصحاب رسول الله (ص) يتهدَّدونه ويتوعّدونه، ففطن رسول الله (ص) فقال: ما الذي تصنعون به؟ ! فقالوا: يا رسول الله، يهودي يحبسك، فقال رسول الله (ص) : منعني ربّي أن أظلم معاهداً ولا غيره، فلمّا ترحل النهار قال اليهودي: أشهد أن لا إله إلّا الله، وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله، وقال: شطر مالي في سبيل الله، أما والله ما فعلت الذي فعلت بك إلّا لأنظر إلى نعتك في التوراة: محمّد بن عبدالله، مولده مكة، ومهاجره بطيبة، وملكه بالشام، ليس بفظ ولا غليظ ولا صخّاب في الأسواق، ولا متزيّ بالفحش ولا قول الخنا، أشهد أن لا إله إلّا الله، وأنَّك رسول الله، هذا مالي فاحكم فيه بما أراك الله. وكان اليهودي كثير المال.(1)
الهيثمي في مجمَعه: قال: وعن أنس قال: كان رسول الله (ص) أشدّ حياء من العذراء في خدرها، وكان إذا كره شيئاً عرفناه في وجهه.
وقال رسول الله (ص) : الحياء خير كله.(2)
الهيثمي في مجمَعه: قال: وعن علي (ع) قال: كان النبيّ (ص) إذا سئل شيئاً فأراد أن يفعله قال: نعم، وإذا أراد أن لا يفعل سكت، وكان لا يقول لشيء لا.(3)
ص:41
صحيح الترمذي: روى بسنده عن أنس، أنّ رسول الله (ص) قال: اللّهم أحيني مسكيناً، وأمتني مسكيناً، واحشرني في زمرة المساكين يوم القيامة. فقالت عائشة: لِمَ يا رسول الله؟ قال: إنَّهم يدخلون الجنة قبل أغنيائهم بأربعين خريفاً، يا عائشة، لا تردِّي المسكين ولو بشقّ تمرة، يا عائشة، أحبّي المساكين وقرِّبيهم؛ فإنَّ الله يُقرّبك يوم القيامة.(1)
مستدرك الصحيحين: روى بسنده عن أبي سعيد قال: سمعت رسول الله (ص) يقول: اللّهم أحيني مسكيناً، وتوفّني مسكيناً، واحشرني في زمرة المساكين، وإنَّ أشقى الأشقياء مَن اجتمع عليه فقر الدنيا وعذاب الآخرة.(2)
صحيح الترمذي: روى بسنده عن أنس، قال: لم يكن شخص أحبّ إليهم من رسول الله (ص) ، قال: وكانوا إذا رأوه لم يقوموا؛ لِما يعلمون من كراهيته لذلك.(3)
صحيح أبي داود: روى بسنده عن أبي أمامة قال: خرج علينا رسول الله (ص) متوكّئاً على عصاً، فقمنا إليه فقال: لا تقوموا كما تقوم الأعاجم، يُعظّم بعضها بعضاً.(4)
ص:42
مسند أحمد بن حنبل: روى بسنده عن جابر بن عبدالله - في حديث طويل - قال فيه: فلمّا فرغ - يعني النبي (ص) - قام وقام أصحابه فخرجوا بين يديه، وكان يقول: خلُّوا ظهري للملائكة. (1)
سُنن الدرامي: روى بسنده عن عبدالله بن أبي طلحة عن أبيه، قال: جاء النبيّ (ص) يوماً، وهو يرى البشر في وجهه، فقيل: يا رسول الله، إنّا نرى في وجهك بشراً لم نكن نراه، قال: أجل، إنَّ ملكاً أتاني فقال لي: يا محمّد، إنَّ ربّك يقول لك: أما يرضيك أن لا يصلّي عليك أحد من أُمّتك إلّا صليت عليه عشراً، ولا يسلّم عليك إلّا سلّمت عليه عشراً؟ !
قال، قلت: بلى(2)
صحيح أبي داود: روى بسنده عن مطرف عن أبيه، قال: رأيت رسول الله (ص) يصلِّي وفي صدره أزيز كأزيز الرَّحى من البكاء.(3)
مسند أحمد بن حنبل: روى بسنده عن ابن مسعود، قال: قرأت على رسول الله (ص) من سورة النساء، فلمَّا بلغت هذه الآية: (فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَ جِئْنا بِكَ عَلى هؤُلاءِ شَهِيداً) (النساء:4١) ، قال: فغاضت عيناه.(4)
مسند أحمد بن حنبل: روى بسنده عن عبدالله قال: قال النبي (ص) : اقرأ عليّ، قال: قلت: أقرأ عليك وعليك أُنزل؟ ! قال: إنّي أحبّ أن أسمعه من غيري، فقرأت حتى إذا بلغت: (فَكَيْفَ إِذا جِئْنا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَ جِئْنا بِكَ عَلى هؤُلاءِ شَهِيداً) (النساء:4١) ، قال: رأيت عينيه تذرفان دموعاً.(5)
ص:43
صحيح البخاري: في كتاب الهبة، الحديث الثاني.
روى بسنده عن عائشة أنَّها قالت لعروة ابن اختها: إن كنا لننظر إلى الهلال ثُمَّ الهلال ثُمَّ الهلال ثلاثة أهلّة في شهرين، وما أُوقدت في أبيات رسول الله (ص) نار، فقلت: يا خالة، ما كان يعيشكم؟ قالت: الأسودان، التمر والماء، إلّا أنّه قد كان لرسول الله (ص) جيران من الأنصار، وكانت لهم منائح، وكانوا يمنحون رسول الله (ص) من ألبانهم فيسقينا.(1)
صحيح البخاري: في الجهاد والسير، في باب ما قيل في درع النبيّ (ص) .
روى بسنده عن عائشة قالت: توفّي رسول الله (ص) ودرعُه مرهونة عند يهودي بثلاثين صاعاً من شعير.(2)
صحيح البخاري: في كتاب الأطعمة، الحديث الثاني.
روى بسنده عن أبي هريرة قال: ما شبع آل محمّد (ص) من طعام ثلاثة أيام حتى قُبض.(3)
صحيح مسلم: في كتاب اللباس والزينة، في باب التواضع في اللباس.
روى بسنده عن عائشة، قالت: كانت وسادة رسول الله (ص) التي يتَّكئ عليها من أدم، حشوها ليف.(4)
صحيح الترمذي: روى بسنده عن أبي أمامة، عن النبيّ (ص) ، قال: عرض عليّ ربِّي ليجعل لي بطحاء مكة ذهباً، قلت: لا يا رب، ولكن أشبع يوماً وأجوع يوماً، وقال ثلاثاً: أو نحو هذا، فإذا جعت تضرّعت إليك وذكرتُك، وإذا شبعت شكرتك وحمدتُك.(5)
ص:44
مستدرك الصحيحين: روى بسنده عن علي بن أبي طالب (ع) قال: غسلت رسول الله (ص) فذهبت أنظر ما يكون من الميت فلم أر شيئاً، وكان طيباً (ص) حياً وميتاً.(1)
طبقات ابن سعد: روى بطرقٍ عديدة عن سعيد بن المسيب، قال: التمس علي (ع) من النبي (ص) عند غسله ما يلتمس من الميت فلم يجد شيئاً، فقال: بأبي أنت وأُمّي، طِبت حياً وميتاً.(2)
سُنن الدارمي: روى بسنده عن نبية بن وهب: أنَّ كعباً دخل على عائشة، فذكروا رسول الله (ص) فقال كعب: ما من يوم يطلع إلّا نزل سبعون ألفاً من الملائكة حتى يحفّوا بقبر النبيّ (ص) ، يضربون بأجنحتهم ويصلّون على رسول الله (ص) ، حتى إذا أمسوا عرجوا وهبط مثلهم فصنعوا مثل ذلك، حتى إذا انشقت عنه الأرض خرج في سبعين ألفاً من الملائكة يزفُّونه.(3)
صحيح مسلم: في كتاب الصلاة، في باب حجّة مَن قال البسملة آية.
روى بسنده عن أنس بن مالك، قال: بينا رسول الله (ص) ذات يوم بين أظهرنا، إذ أغفى إغفاءة ثُمَّ رفع رأسه متبسّماً، فقلنا: ما أضحكك يا رسول الله؟ قال: أُنزلت عليّ آنفاً سورة، فقرأ: بسم الله الرحمن الرحيم (إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ* فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَ انْحَرْ * إِنَّ شانِئَكَ هُوَ
ص:45
الْأَبْتَرُ) (الكوثر: ١- ٣) ، ثُمَّ قال: أتدرون ما الكوثر؟ فقلنا: الله ورسوله أعلم، قال: فإنَّه نهر وعدنيه ربّي عزّوجلّ، عليه خير كثير، هو حوض ترد عليه أُمّتي يوم القيامة، آنيته عدد النجوم، فيختلج العبد منهم فأقول: ربّ إنّه من أُمّتي، فيقال: ما تدري ما أحدثت بعدك.(1)
صحيح الترمذي: روى بسنده عن أنس: (إِنَّا أَعْطَيْناكَ الْكَوْثَرَ) (الكوثر: ١) إنَّ النبي (ص) قال: هو نهر في الجنة، حافَّتاه قبابُ اللؤلؤ، قلت: ما هذا يا جبرئيل؟ قال: هذا الكوثر الذي قد أعطاكه الله.(2)
الهيثمي في مجمعه: قال: وعن أبي رواد قال: دخل رسول الله (ص) على خديجة في مرضها الذي توفّيت فيه، فقال لها: بالكره منّي الذي أرى منك يا خديجة، وقد يجعل الله في الكره خيراً كثيراً، أما علمت أنَّ الله عزّوجلّ زوَّجني معك في الجنة مريم بنت عمران وامرأة فرعون وكلثم أخت موسى؟ قالت: وقد فعل الله ذلك يا رسول الله؟ قال: نعم، فقالت: بالرفاه والبنين. (3)
ص:46
ص:47
ص:48
ص:49
ّ
الرياض النضرة: عن سلمان قال: سمعت رسول الله (ص) يقول: كنت أنا وعليّ نوراً بين يدي الله تعالى قبل أن يُخلق آدم (ع) بأربعة عشر ألف عام، فلمّا خلق الله آدم (ع) قسَّم ذلك النور جزأين، فجزء أنا وجزء عليّ.(1)
السيوطي في الدر المنثور: في ذيل تفسير قوله تعالى: (فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِماتٍ) (البقره:٣٧) في سورة البقرة. قال: وأخرج ابن النجار عن ابن عباس قال: سألت رسول الله (ص) ، عن الكلمات التي تلقَّاها آدم من ربِّه فتاب عليه، قال: سأل بحق محمّد وعليّ وفاطمة والحسن والحسين إلّا تبت عليَّ، فتاب عليه.(2)
مستدرك الصحيحين: كتاب معرفة الصحابة، ذكر مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) ، كان علي إمام البررة.
روى بسنده عن جابر بن عبدالله قال: سمعت رسول الله (ص) يقول لعليّ (ع) : ياعليّ، الناس من شجر شتّى وأنا وأنت من شجرة واحدة، ثُمَّ قرأ رسول الله (ص) : (وَ جَنَّاتٌ مِنْ أَعْنابٍ وَ زَرْعٌ وَ نَخِيلٌ صِنْوانٌ وَ غَيْرُ صِنْوانٍ يُسْقى بِماءٍ واحِدٍ) (الرعد: 4) .(3)
ص:50
مستدرك الصحيحين: كتاب معرفة الصحابة، ذكر مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) ، كان علي إمام البررة.
روى بسنده عن أبي هريرة قال: قالت فاطمة (عليهاالسلام) : يا رسول الله، زوجتني من عليّ بن أبي طالب وهو فقير لا مال له، فقال: يا فاطمة، أما ترضين أنَّ الله عزّوجلّ أطلع إلى أهل الأرض فاختار رجلين أحدهما أبوك والآخر بعلك؟ !(1)
تأريخ بغداد: روى بسنده عن أنس بن مالك قال: قال النبيّ (ص) : لمّا عُرج بي رأيت على ساق العرش مكتوباً: لا إله إلّا الله، محمّد رسول الله، أيّدته بعليّ، نصرته بعلي.(2)
مستدرك الصحيحين: ذكر مناقب حكيم بن حزام القرشي.
قال: فقد تواترت الأخبار أنَّ فاطمة بنت أسد ولدت أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (ع) في جوف الكعبة. (3)
أسد الغابة: ترجمة علي بن أبي طالب (ع) .
روى بسنده عن الصنابجي عن عليّ (ع) قال: قال رسول الله (ص) : أنت بمنزلة الكعبة، تُؤتى ولا تأتي. . . الحديث. (4)
ص:51
مستدرك الصحيحين: معرفة الصحابة، مناقب أمير المؤمنين علي.
روى بسنده عن سلمان قال: قال رسول الله (ص) : أوَّلكم وارداً عليّ الحوض أوَّلكم إسلاماً، علي بن أبي طالب.(1)
الرياض النضرة: باب مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) .
قال: وعن عمر بن الخطاب أنَّه قال: أشهد على رسول الله (ص) لسمعته وهو يقول: لو أنَّ السماوات السبع وُضعت في كفَّة، ووُضع إيمان عليّ في كفَّة؛ لرجح إيمان علي(2)
قال: أخرجه ابن السمان، والحافظ السلفي في المشيخة البغدادية، والفضائلي.
صحيح ابن ماجة: روى بسنده عن عباد بن عبدالله قال: قال علي (ع) : أنا عبدالله وأخو رسوله (ص) ، وأنا الصدّيق الأكبر، لا يقولها بعدي إلّا كذّاب، صلّيت قبل الناس بسبع سنين.(3)
أسد الغابة: روى بسنده عن أبي أيوب الأنصاري، قال: قال رسول الله (ص) : لقد صلَّت الملائكة عليَّ وعلى عليٍّ سبع سنين، وذاك أنَّه لم يصلّ معي رجل غيره.(4)
ص:52
سُنن الدارقطني: روى بسنده عن أبي مسعود الأنصاري، قال: قال رسول الله (ص) : مَن صلَّى صلاة لم يصلِّ فيها عليّ ولا على أهل بيتي لم تُقبَل منه.(1)
صحيح البخاري: في كتاب الدعوات، في باب الصلاة على النبيّ.
روى بسنده عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، قال: لقيني كعب بن عجرة فقال: ألا أُهدي لك هدية؟ ! إنَّ النبيّ (ص) خرج علينا فقلنا: يا رسول الله، قد علمنا كيف نسلّم عليك، فكيف نصلّي عليك؟ قال: فقولوا: اللّهمّ صلِّ على محمّد وعلى آل محمّد، كما صلّيت على آل إبراهيم، إنَّك حميد مجيد، اللّهمّ بارك على محمّد وعلى آل محمّد، كما باركت على إبراهيم، إنَّك حميد مجيد.(2)
صحيح مسلم: في كتاب الصلاة، في باب الصلاة على النبيّ (ص) بعدالتشهّد.
روى بسنده عن أبي مسعود الأنصاري قال: أتانا رسول الله (ص) ونحن في مجلس سعدبن عبادة، فقال له بشير بن سعد: أمرنا الله عزّوجلّ أن نُصلّي عليك يا رسول الله، فكيف نصلّي عليك؟ قال: فسكت رسول الله (ص) حتى تمنَّينا أنّه لم يسأله، ثُمَّ قال رسول الله (ص) : قولوا: اللّهم صلّ على محمّد وعلى آل محمّد، كما صليت على آل إبراهيم، وبارك على محمّد وعلى آل محمّد، كما باركت على آل إبراهيم في العالمين، إنَّك حميدٌ مجيد، والسلام كما قد علمتم.(3)
مسند أحمد بن حنبل: روى بسنده عن شهر بن حوشب، عن أُمّ سلمة، أنَّ رسول الله (ص) قال لفاطمة (عليهاالسلام) : ائتني بزوجك وابنيك، فجاءت بهم، فألقى عليهم كساء فدكياً، قال: ثُمَّ
ص:53
وضع يده عليهم. ثُمَّ قال: اللّهم إنَّ هؤلاء آل محمّد، فاجعل صلواتك وبركاتك على محمّد وعلى آل محمّد، إنّك حميد مجيد. قالت أُمّ سلمة: فرفعت الكساء لأدخل معهم فجذبه من يدي وقال: إنّك على خير.(1)
الصواعق المحرقة: قال: ويُروى: لا تصلُّوا عليّ الصلاة البتراء، فقالوا: وما الصلاة البتراء؟ قال: تقولون: اللّهم صلِّ على محمّد وتمسكون، بل قولوا: اللّهم صلّ على محمّد وعلى آل محمّد.(2)
صحيح مسلم: في كتاب فضائل الصحابة، في باب فضائل أهل بيت النبيّ (ص) .
بسنده عن صفية بنت شيبة قالت: قالت عائشة: خرج النبيّ (ص) غداةً وعليه مرطٌ مرجَّل من شعر أسود، فجاء الحسن بن عليّ فأدخله، ثُمَّ جاء الحسين فدخل معه، ثُمَّ جاءت فاطمة فأدخلها، ثُمَّ جاء عليّ فأدخله، ثُمَّ قال: (إِنَّما يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) (الأحزاب:٣٣) .(3)
صحيح مسلم: في كتاب فضائل الصحابة، في باب من فضائل عليّ بن أبي طالب (ع) .
روى بسنده عن عامر بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه، قال: أمر معاوية بن أبي سفيان سعداً فقال: ما منعك أن تسبّ أبا تراب؟ فقال: أما ما ذكرت ثلاثاً قالهنَّ له
ص:54
رسول الله (ص) ؟ ! فلن أسُبَّهُ، لأن تكون لي واحدة منهنّ أحبّ إليّ من حُمر النِّعم. سمعت رسول الله (ص) يقول له، وقد خلّفه في بعض مغازيه، فقال له عليّ: يا رسول الله، خلّفتني مع النساء والصبيان، فقال له رسول الله (ص) : أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى، إلّا أنّه لا نبوّة بعدي.
وسمعته يقول يوم خيبر: لأُعطينَّ الراية رجلاً يحبّ الله ورسوله ويحبّه الله ورسوله. قال: فتطاولنا لها، فقال: ادعوا لي علياً، فأُتي به أرمد، فبصق في عينه ودفع الراية إليه، ففتح الله عليه.
ولما نزلت هذه الآية: (فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ) (آل عمران:6١) ؛ دعا رسول الله (ص) علياً وفاطمة وحسناً وحسيناً فقال: اللّهم هؤلاءأهلي.(1)
صحيح الترمذي: روى بسنده عن عامر بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه، قال: لمَّا أنزل الله هذه الآية: (نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ) (آل عمران:6١) ؛ دعا رسول الله (ص) علياً وفاطمة وحسناً وحسيناً فقال: اللّهم هؤلاء أهلي.(2)
أنا حرب لمَن حاربتم وسِلم لمَن سالمتم
صحيح الترمذي: روى بسنده عن صبيح، مولى أُم سلمة، عن زيد بن أرقم: أنَّ رسول الله (ص) قال لعليّ وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السلام) : أنا حرب لمَن حاربتم وسلم لمَن سالمتم.(3)
صحيح الترمذي: كتاب المناقب، باب 6١، فضل فاطمة بنت محمد (ص) .
روى بسنده عن عليّ بن أبي طالب (ع) : أنَّ رسول الله (ص) أخذ بيد حسن وحسين (عليهماالسلام) فقال: مَن أحبَّني وأحبَّ هذين وأباهما وأُمّهما كان معي في درجتي يوم القيامة.(4)
ص:55
أسد الغابة: في ترجمة فضة النوبية.
روى بسنده عن مجاهد، عن ابن عباس، قال في قوله تعالى: (يُوفُونَ بِالنَّذْرِ وَ يَخافُونَ يَوْماً كانَ شَرُّهُ مُسْتَطِيراً * وَ يُطْعِمُونَ الطَّعامَ عَلى حُبِّهِ مِسْكِيناً وَ يَتِيماً وَ أَسِيراً) (الإنسان:٧و٨) ، قال: مرض الحسن والحسين (عليهماالسلام) فعادهما جدّهما رسول الله (ص) ، وعادهما عامّة العرب، فقالوا: يا أبا الحسن، لو نذرت على ولدك نذراً، فقال عليّ (ع) : إنْ برئا ممّا بهما صمت لله عزّوجلّ ثلاثة أيام شكراً، وقالت فاطمة (عليهاالسلام) كذلك، وقالت جارية - يقال لها فضة نوبية -: إنْ برئا سيداي صمت لله عزّوجلّ شكراً، فألبس الغلامان العافية، وليس عند آل محمّد قليل ولاكثير، فانطلق عليّ (ع) إلى شمعون الخيبري فاستقرض منه ثلاثة أصوع(1)من شعير، فجاء بها فوضعها، فقامت فاطمة (عليهاالسلام) إلى صاع فطحنته واختبزته، وصلّى عليّ (ع) مع رسول الله (ص) ثُمَّ أتى المنزل، فوضع الطعام بين يديه، إذ أتاهم مسكين فوقف بالباب، فقال: السلام عليكم أهل بيت محمّد، مسكين من أولاد المسلمين، أطعموني أطعمكم الله عزّوجلّ على موائد الجنة، فسمعه عليّ (ع) ، فأمرهم فأعطوه الطعام، ومكثوا يومهم وليلتهم لم يذوقوا إلّا الماء، فلمّا كان اليوم الثاني، قامت فاطمة (عليهاالسلام) إلى صاع وخبزته، وصلّى عليّ (ع) مع النبيّ (ص) ، ووضع الطعام بين يديه، إذ أتاهم يتيم فوقف بالباب وقال: السلام عليكم أهل بيت محمّد، يتيم بالباب من أولاد المهاجرين، استشهد والدي، أطعموني. فأعطوه الطعام، فمكثوا يومين لم يذوقوا إلّا الماء، فلمّا كان اليوم الثالث، قامت فاطمة (عليهاالسلام) إلى الصاع الباقي فطحنته واختبزته، فصلّى عليّ (ع) مع النبيّ (ص) ، ووضع الطعام بين يديه، إذ أتاهم أسير فوقف بالباب، وقال: السلام عليكم أهل بيت النّبوة، تأسروننا وتشدّوننا ولاتطعموننا، أطعموني فإنّي أسير. فأعطوه الطعام، ومكثوا ثلاثة أيّام ولياليها لم يذوقوا إلّا الماء، فأتاهم رسول الله (ص) فرأى ما بهم من الجوع، فأنزل الله تعالى: (هَلْ أَتى عَلَى
ص:56
الْإِنْسانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ) (الأنسان:١) ، إلى قوله: (لا نُرِيدُ مِنْكُمْ جَزاءً وَ لا شُكُوراً) (الأنسان:9) ، ثُمَّ قال: أخرجها أبو موسى. (1)
ذخائر العقبى: عن ابن عباس قال: لمّا نزلت: (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إلّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) (الشورى:٢٣) قالوا: يا رسول الله، مَن قرابتك هؤلاء الذين وجبت علينا مودّتهم؟ قال: عليّ وفاطمة وابناهما.(2)
قوله تعالى:
(إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ) (الرعد:٧)
مستدرك الصحيحين: روى بسنده عن عباد بن عبدالله الأسدي، عن عليّ (ع) ، (إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِكُلِّ قَوْمٍ هادٍ) ، قال علي (ع) : رسول الله (ص) المنذر وأنا الهادي.(3)
قوله تعالى:
(أَ فَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ) (السجده:١٨)
تفسير ابن جرير الطبري: في ذيل تفسير قوله تعالى: (أَ فَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ) (السجده:١٨) ، في سورة السجدة.
روى بسنده عن عطاء بن يسار، قال: نزلت بالمدينة في عليّ بن أبي طالب (ع) والوليد بن عقبة بن أبي معيط. كان بين الوليد وبين عليّ (ع) كلام، فقال الوليد بن عقبة: أنا أبسط منك لساناً، وأحدّ منك سناناً، وأردّ منك للكتيبة. فقال عليّ (ع) : اسكت، فإنّك فاسق، فأنزل الله فيهما: (أَ فَمَنْ كانَ مُؤْمِناً كَمَنْ كانَ فاسِقاً لا يَسْتَوُونَ* أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ
ص:57
فَلَهُمْ جَنَّاتُ الْمَأْوى نُزُلاً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ* وَ أَمَّا الَّذِينَ فَسَقُوا فَمَأْواهُمُ النَّارُ كُلَّما أَرادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْها أُعِيدُوا فِيها وَ قِيلَ لَهُمْ ذُوقُوا عَذابَ النَّارِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ) (السجده:١٨- ٢٠) .(1)
قوله تعالى:
(أَ فَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَ يَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ) (هود: ١٧)
السيوطي في الدُر المنثور: في ذيل تفسير الآية المذكورة في سورة هود.
قال: أخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه وأبو نعيم في المعرفة عن عليّ بن أبي طالب (ع) ، قال: ما من رجل من قريش إلّا نزل فيه طائفة من القرآن، فقال له رجل: ما نزل فيك؟ قال: أما تقرأ سورة هود: (أَ فَمَنْ كانَ عَلى بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَ يَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ) ؟ ! رسول الله (ص) على بيّنة من ربّه، وأنا شاهدمنه.(2)
قوله تعالى:
(فَإِنَّ اللهَ هُوَ مَوْلاهُ وَ جِبْرِيلُ وَ صالِحُ الْمُؤْمِنِينَ) (التحريم:4)
السيوطي في الدر المنثور: في ذيل تفسير الآية الشريفة في سورة التحريم.
قال: وأخرج ابن مردويه عن أسماء بنت عميس: سمعت رسول الله (ص) يقول: (وَ صالِحُ الْمُؤْمِنِينَ) ، قال: علي بن أبي طالب (ع) .(3)
(وَ تَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ) (الحاقه:١٢)
تفسير ابن جرير الطبري: روى بسنده عن مكحول، يقول: قرأ رسول الله (ص) : (وَ تَعِيَها أُذُنٌ واعِيَةٌ) ، ثُمَّ التفت إلى عليّ (ع) فقال: سألت الله أن يجعلها أُذنك، قال عليّ (ع) : فما سمعت شيئاً من رسول الله (ص) فنسيته.(4)
قوله تعالى:
(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمنُ وُدًّا) (مريم:٩6)
ص:58
الزمخشري في الكشاف: في تفسير الآية الكريمة في أواخر سورة مريم.
قال: وروي أنَّ النبيّ (ص) قال لعليّ (ع) : يا عليّ، قل: اللّهم اجعل لي عندك عهداً، واجعل لي في صدور المؤمنين مودَّة، فأنزل الله هذه الآية.(1)
قوله تعالى:
(إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ) (البينة:٧)
تفسير ابن جرير الطبري: روى بسنده عن أبي الجارود عن محمّد بن عليّ، (أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ) ، فقال النبيّ (ص) : أنت يا عليّ وشيعتك.(2)
قوله تعالى:
(أَ جَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَ عِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ) (التوبه:١٩)
الواحدي في أسباب النزول: قال: قال الحسن والشعبي والقرظي: نزلت الآية في عليّ (ع) والعباس وطلحة ابن شيبة؛ وذلك أنَّهم افتخروا، فقال طلحة: أنا صاحب البيت، بيدي مفتاحه وإليَّ ثياب بيته، وقال العباس: أنا صاحب السقاية والقائم عليها، وقال عليّ (ع) : ما أدري ما تقولان؟ ! لقد صلّيت ستة أشهر قبل الناس، وأنا صاحب الجهاد، فأنزل الله تعالى هذه الآية (يعني قوله تعالى: (أَ جَعَلْتُمْ سِقايَةَ الْحاجِّ وَ عِمارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللهِ وَ الْيَوْمِ الْآخِرِ وَ جاهَدَ فِي سَبِيلِ اللهِ لا يَسْتَوُونَ عِنْدَ اللهِ وَ اللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) .(3)
قوله تعالى:
(وَ قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُولُونَ) (الصافات:٢4)
الصواعق المحرقة: قال: الآية الرابعة، قوله تعالى: (وَ قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُولُونَ) ، قال: أخرج الديلمي عن أبي سعيد الخدري، أنَّ النبيّ (ص) قال: (وَ قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُلُونَ) عن ولاية عليّ (ع) .
قال: وكأنَّ هذا هو مراد الواحدي بقوله: روي في قوله تعالى: (وَ قِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْؤُولُونَ) ، أي: عن ولاية عليّ (ع) وأهل البيت، لأنَّ الله أمر نبيَّه (ص) أن يعرف الخلق أنّه
ص:59
لا يسألهم على تبليغ الرسالة أجراً إلّا المودّة في القربى. والمعنى أنَّهم يسألون هل والوهم حقّ الموالاة كما أوصاهم النبيّ (ص) ؟ أم أضاعوها وأهملوها فتكون المطالبة والتبعة؟ ! انتهى.(1)
قوله تعالى:
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَ يُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكافِرِينَ يُجاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَ لا يَخافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشاءُ وَ اللهُ واسِعٌ عَلِيمٌ) (المائدة:54)
الفخر الرازي في تفسيره الكبير: في ذيل تفسير الآية الشريفة في سورة المائدة.
قال: وقال قوم: إنَّها نزلت في عليّ (ع) .
قال: ويدلّ عليه وجهان:
الأوَّل: أنَّه (ص) لمّا دفع الراية إلى عليّ (ع) يوم خيبر قال: لأدفعنَّ الراية غداً إلى رجل يُحبّ الله ورسوله ويُحبّه الله ورسوله، وهذا هو الصفة المذكورة في الآية.
والوجه الثاني: أنَّه تعالى ذكر بعد هذه الآية قوله: (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ) (المائدة:55) ، وهذه الآية في حقّ علي (ع) ؛ فكان الأولى جعل ما قبلها أيضاً في حقّه. انتهى.(2)
قوله تعالى:
(يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَ كُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) (التوبه:١٩)
السيوطي في الدر المنثور: في ذيل تفسير الآية الشريفة في سورة التوبة.
قال: وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس، في قوله: (اتَّقُوا اللهَ وَ كُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) ، قال: مع عليّ بن أبي طالب (ع) .(3)
قوله تعالى:
(فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) (النحل: 4٣؛ الأنبياء: ٧)
ص:60
تفسير ابن جرير الطبري: روى بسنده عن جابر الجعفي، قال: لمَّا نزلت: (فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) (1)، قال عليّ (ع) : نحن أهل الذكر.(2)
قوله تعالى:
(قُلْ بِفَضْلِ اللَّهِ وَ بِرَحْمَتِهِ فَبِذلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ) (يونس: 5٨)
تأريخ بغداد: روى الخطيب بسنده عن ابن عباس: (قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَ بِرَحْمَتِهِ) (3)، بفضل الله: النبيّ (ص) ، وبرحمته: عليّ (ع) .(4)
قوله تعالى:
(مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ وَ مِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَ ما بَدَّلُوا تَبْدِيلاً) (الأحزاب:٢٣)
الصواعق المحرقة: قال: وسُئل - أي عليّ (ع) - وهو على المنبر بالكوفة عن قوله تعالى: (مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجالٌ صَدَقُوا ما عاهَدُوا اللهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضى نَحْبَهُ وَ مِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَ ما بَدَّلُوا تَبْدِيلاً) ، فقال: اللّهم غفراً، هذه الآية نزلت فيّ وفي عمّي حمزة وفي ابن عمي عبيدة بن الحارث بن عبد المطلب، فأمّا عبيدة فقضى نحبه شهيداً يوم بدر، وحمزة قضى نحبه شهيداً يوم أُحد، وأمّا أنا فأنتظر أشقاها، يخضب هذه من هذه، وأشار بيده إلى لحيته ورأسه، عهد عهده إليّ حبيبي أبو القاسم (ص) . . . الحديث(5)
قوله تعالى:
(وَ الَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ وَ صَدَّقَ بِهِ أُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ) (الزمر:٣٣)
السيوطي في الدر المنثور: في ذيل تفسير الآية الكريمة في سورة الزمر.
قال: وأخرج ابن مردويه عن أبي هريرة: (وَ الَّذِي جاءَ بِالصِّدْقِ) ، قال: رسول الله (ص) : (وَ صَدَّقَ بِهِ) ، قال: علي بن أبي طالب (ع) .
ص:61
تفسير ابن جرير الطبري: روى بسنده عن ليث، عن مجاهد، قال: قال عليّ (ع) : إنَّ في كتاب الله عزّوجلّ لآية ما عمل بها أحد قبلي، ولا يعمل بها أحد بعدي: (يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذا ناجَيْتُمُ الرَّسُولَ فَقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيْ نَجْواكُمْ صَدَقَةً) (المجادلة:١٢) ، قال: فُرضت ثُمَّ نُسِخَت.(1)
صحيح البخاري: في كتاب بدء الخلق، في باب مناقب عليّ بن أبي طالب (ع) .
روى بسنده عن إبراهيم بن سعد عن أبيه، قال: قال النبيّ (ص) لعليّ (ع) : أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى؟ !(2)
صحيح مسلم: في كتاب فضائل الصحابة، في باب من فضائل علي بن أبي طالب (ع) .
روى بسنده عن سعيد بن المسيب، عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه، قال: قال رسول الله (ص) لعليّ (ع) : أنت منّي بمنزلة هارون من موسى، إلّا أنّه لا نبيَّ بعدي. قال سعيد: فأحببت أن أُشافه بها سعداً فلقيت سعداً فحدَّثته بما حدّثني عامر فقال: أنا سمعته، فقلت: أنت سمعته؟ فوضع إصبعيه على أذنيه فقال: نعم وإلّا فاستكتا.(3)
صحيح الترمذي: كتاب المناقب، مناقب علي (ع) .
ص:62
روى بسنده عن ابن عمر قال: آخى رسول الله (ص) بين أصحابه، فجاء عليّ (ع) تدمع عيناه، فقال: يا رسول الله، آخيت بين أصحابك ولم تُؤاخ بيني وبين أحد، فقال له رسول الله (ص) : أنت أخي في الدنيا والآخرة.(1)
صحيح البخاري: في الصلح، في باب كيف يكتب، هذا ما صالح فلان ابن فلان.
روى بسنده عن البراء بن عازب، قال: اعتمر النبيّ (ص) في ذي القعدة، فأبى أهل مكة أن يدعوه يدخل مكة حتى قاضاهم على أن يقيم بها ثلاثة أيام، فلمّا كتبوا الكتاب، كتبوا: هذا ما قاضى عليه محمّد رسول الله، فقالوا: لا نقرّ بها، فلو نعلم أنّك رسول الله ما منعناك، لكن أنت محمّد بن عبدالله، قال: أنا رسول الله وأنا محمّد بن عبدالله، ثُمَّ قال لعليّ (ع) : امح رسول الله، قال: لا والله لا أمحوك أبداً، فأخذ رسول الله (ص) الكتاب فكتب: هذا ما قاضى عليه محمّد بن عبدالله: لا يدخل مكة سلاح إلّا في القراب، وأن لا يخرج من أهلها بأحد إن أراد أن يتبعه، وأن لا يمنع أحداً من أصحابه إن أراد أن يقيم بها، فلمَّا دخلها ومضى الأجل، أتوا علياً (ع) فقالوا: قل لصاحبك: اخرج عنَّا؛ فقد مضى الأجل، فخرج النبيّ (ص) فتبعتهم ابنة حمزة تنادي: يا عم، يا عم، فتناولها عليّ (ع) فأخذ بيدها وقال لفاطمة (عليهاالسلام) : دونك ابنة عمّك، فحملتها فاختصم فيها علي (ع) وزيد وجعفر، فقال عليّ (ع) : أنا أحقّ بها وهي ابنة عمّي، وقال جعفر: ابنة عمّي وخالتها تحتي، وقال زيد: ابنة أخي، فقضى بها النبيّ (ص) لخالتها وقال: الخالة بمنزلة الأُمّ، وقال لعليّ (ص) : أنت منّي وأنا منك، وقال لجعفر: أشبهت خَلقي وخُلقي، وقال لزيد: أنت أخوناومولانا.(2)
صحيح الترمذي: روى بسنده عن حبشي بن جنادة قال: قال رسول الله (ص) : عليّ منّي وأنا من عليّ، ولا يؤدِّي عنّي إلّا أنا أو علي.(3)
ص:63
ذخائر العقبى: عن أنس بن مالك قال: صعد رسول الله (ص) المنبر فذكر قولاً كثيراً ثُمَّ قال: أين عليّ بن أبي طالب؟ فوثب إليه فقال: ها أنا ذا يا رسول الله، فضمَّه إلى صدره وقبَّل بين عينيه وقال بأعلى صوته: معاشر المسلمين، هذا أخي وابن عمّي وختني، هذا لحمي ودمي وشعري، هذا أبو السبطين الحسن والحسين، سيدي شباب أهل الجنة. الحديث.(1)
مستدرك الصحيحين: روى بسنده عن عبد الرحمن بن عوف، قال: افتتح رسول الله (ص) مكة ثُمَّ انصرف إلى الطائف، فحاصرهم ثمانية أو سبعة، ثمّ أوغل غدوة أو روحة، ثُمَّ نزل، ثُمَّ هجر. ثُمَّ قال: أيُّها الناس، إنّي لكم فرط وإنّي أوصيكم بعترتي خيراً، موعدكم الحوض، والذي نفسي بيده، لتقيمنّ الصلاة ولتؤتنّ الزكاة أو لأبعثنّ عليكم رجلاً منّي - أو كنفسي - فليضربنّ أعناق مقاتليهم وليسبينّ ذراريهم، قال: فرأى الناس أنَّه يعني أبا بكر أو عمر، فأخذ بيد عليّ (ع) . قال [الحاكم]: هذا حديث صحيح الإسناد.(2)
صحيح ابن ماجة: في باب فضائل أصحاب رسول الله (ص) .
روى بسنده عن البراء بن عازب قال: أقبلنا مع رسول الله (ص) في حجته التي حج، فنزل في بعض الطريق، فأمر الصلاة جامعة، فأخذ بيد عليّ (ع) فقال: ألست أولى بالمؤمنين من أنفسهم؟ قالوا: بلى، قال: ألست أولى بكل مؤمن من نفسه؟ قالوا: بلى، قال: فهذا وليُّ مَن أنا مولاه، اللّهم والِ مَن والاه، اللّهم عادِ مَن عاداه. (3)
ص:64
مسند أحمد بن حنبل: روى بسنده عن البراء بن عازب، قال: كنا مع رسول الله (ص) في سفر فنزلنا بغدير خم - وساق الحديث كما تقدَّم في الباب السابق، في ذيل نقل الحديث عن صحيح ابن ماجة، إلى أن قال -: فأخذ - يعني النبيّ (ص) - بيد عليّ (ع) فقال: مَن كنت مولاه فعليّ مولاه، اللّهم والِ مَن والاه وعادِ من عاداه.
قال: فلقيه عمر بعد ذلك فقال له: هنيئاً يابن أبي طالب، أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة.(1)
مسند أبي داود الطيالسي: روى بسنده عن عليّ (ع) قال: عمَّمني رسول الله (ص) يوم غدير خم بعمامة سدلها خلفي، ثُمَّ قال: إنَّ الله عزّوجلّ أمدّني يوم بدر وحنين بملائكة يعتمُّون هذه العمَّة. الحديث.(2)
الواحدي في أسباب النزول: قال: أخبرنا أبو سعيد محمّد بن عليّ الصفار، قال: أخبرنا الحسن بن أحمد المخلدي، قال: أخبرنا محمّد بن حمدون بن خالد، قال: حدَّثنا محمّد بن إبراهيم الخلوتي، قال: حدَّثنا الحسن بن حماد سجادة، قال: حدَّثنا عليّ بن عابس، عن الأعمش وأبي حجاب، عن عطية، عن أبي سعيد الخدري، قال: نزلت هذه الآية: (يا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ) يوم غدير خم في عليّ بن أبي طالب (ع) .(3)
ص:65
السيوطي في الدر المنثور: في ذيل تفسير قوله تعالى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ) في سورة المائدة، ذكر عن ابن مردويه وابن عساكر، كلاهما عن أبي سعيدالخدري.
قال: لمَّا نصب رسول الله (ص) علياً يوم غدير خم فنادى له بالولاية، هبط جبريل عليه بهذه الآية: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ) (المائدة:٣) .(1)
نور الأبصار: قال: ونقل الإمام أبو إسحاق الثعلبي في تفسيره: أنَّ سفيان بن عيينة سُئل عن قوله تعالى: (سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ) (المعارج:١) ، في من نزلت؟ فقال للسائل: لقد سألتني عن مسألة لم يسألني عنها أحد قبلك، حدَّثني أبي عن جعفر بن محمّد عن آبائه (عليهم السلام) ، أنَّ رسول الله (ص) لمّا كان بغدير خم نادى الناس فاجتمعوا، فأخذ بيد عليّ (ع) وقال: مَن كنت مولاه فعلي مولاه، فشاع ذلك فطار في البلاد، وبلغ ذلك الحارث بن النعمان الفهري، فأتى رسول الله (ص) على ناقة له، فأناخ راحلته ونزل عنها وقال: يا محمّد، أمرتنا عن الله عزّوجلّ أن نشهد أن لا إله إلّا الله وأنَّك رسول الله فقبلنا منك، وأمرتنا أن نصلِّي خمساً فقبلنا منك، وأمرتنا بالزكاة فقبلنا، وأمرتنا أن نصوم رمضان فقبلنا، وأمرتنا بالحج فقبلنا، ثُمَّ لم ترضَ بهذا حتى رفعت بضبعي ابن عمّك تفضّله علينا، فقلت: مَن كنت مولاه فعليّ مولاه، فهذا شيء منك أم من الله عزّوجلّ؟ فقال النبيّ (ص) : والذي لا إله إلّا هو، إنَّ هذا من الله عزّوجلّ، فولَّى الحارث بن النعمان يريد راحلته وهو يقول: اللّهم إن كان ما يقول محمّد حقاً؛ فأمطر علينا حجارة من السماء، أو ائتنا بعذاب أليم، فما وصل إلى راحلته حتى رماه الله عزّوجلّ بحجر سقط على هامته فخرج من دبره فقتله،
ص:66
فأنزل الله عزّوجلّ: (سَأَلَ سائِلٌ بِعَذابٍ واقِعٍ * لِلْكافِرينَ لَيْسَ لَهُ دافِعٌ * مِنَ اللهِ ذِي الْمَعارِجِ) (المعارج: ١- ٣) . (1)
صحيح الترمذي: روى بسنده عن عمران بن حصين، قال: بعث رسول الله (ص) جيشاً واستعمل عليهم علي بن أبي طالب (ع) ، فمضى في السرية فأصاب جارية، فأنكروا عليه، وتعاقد أربعة من أصحاب رسول الله (ص) فقالوا: إذا لقينا رسول الله (ص) أخبرناه بما صنع علي، وكان المسلمون إذا رجعوا من السفر بدأوا برسول الله (ص) فسلَّموا عليه ثُمَّ انصرفوا إلى رحالهم، فلمّا قدمت السرية سلّموا على النبي (ص) ، فقام أحد الأربعة فقال: يا رسول الله، ألم تر إلى علي بن أبي طالب صنع كذا وكذا؟ ! فأعرض عنه رسول الله (ص) ، ثُمَّ قام الثاني فقال مثل مقالته، فأعرض عنه، ثُمَّ قام الثالث فقال مثل مقالته، فأعرض عنه، ثُمَّ قام الرابع فقال مثل ما قالوا، فأقبل رسول الله (ص) والغضب يُعرَف في وجهه فقال:
ما تريدون من علي؟ ! ما تريدون من علي؟ ! ما تريدون من عليّ؟ ! إنَّ علياً منّي وأنا منه، وهو ولي كل مؤمن بعدي.(2)
الفخر الرازى في تفسيره الكبير: في سورة المائدة، في ذيل تفسير قوله تعالى: (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَ يُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَ هُمْ راكِعُونَ) (المائدة:55) .
قال: وروي عن أبي ذر (رضي الله عنه) أنَّه قال: صلَّيت مع رسول الله (ص) يوماً صلاة الظهر فسأل سائل في المسجد فلم يعطه أحد، فرفع السائل يده إلى السماء وقال: اللَّهم اشهد أنّي سألت في مسجد الرسول (ص) فما أعطاني أحد شيئاً، وعلي (ع) كان راكعاً فأومأ اليه
ص:67
بخنصره اليمنى- وكان فيها خاتم- فأقبل السائل حتى أخذ الخاتم بمرأى النبي (ص) ، فقال: «اللّهم إنَّ أخي موسى سألك فقال: ربِّ اشرح لي صدري - إلى قوله - وأشركه في أمري، فأنزلت قرآناً ناطقاً، سنشدّ عضدك بأخيك ونجعل لكما سلطاناً، اللّهم وأنا محمد نبيّك وصفيّك فاشرح لي صدري ويسِّر لي أمري واجعل لي وزيراً من أهلي، علياً اشدد به ظهري» . قال أبوذر: فوالله ما أتمَّ رسول الله (ص) هذه الكلمة حتى نزل جبريل فقال: يا محمد إقرأ: (إِنَّما وَلِيُّكُمُ اللهُ وَ رَسُولُهُ. . .) (المائدة:55) إلى آخرها.(1)
تاريخ ابن جرير الطبري: روى بسنده عن ابن عباس عن علي بن أبي طالب (ع) ، قال: لمّا نزلت هذه الآية على رسول الله (ص) : (وَ أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) (الشعراء:٢١4) ، دعاني رسول الله (ص) فقال لي: يا علي، إنَّ الله أمرني أن أُنذر عشيرتي الأقربين، فضقت بذلك ذرعاً وعرفت أنّي متى أُبادئهم بهذا الأمر أرى منهم ما أكره، فصمتُّ عليه (أي سكتُّ) حتى جاءني جبرئيل فقال: يامحمد، إنَّك إن لا تفعل ما تؤمر به يعذّبك ربّك. فاصنع لنا صاعاً من طعام واجعل عليه رجل شاة، واملأ لنا عساً من لبن، ثُمَّ اجمع لي بني عبدالمطلب حتى أُكلّمهم وأُبلغهم ما أُمرت به، ففعلت ما أمرني به، ثُمَّ دعوتهم له، وهم يومئذ أربعون رجلاً، يزيدون رجلا أم ينقصونه، فيهم أعمامه: أبوطالب، وحمزة، والعباس، وأبولهب، فلمّا اجتمعوا إليه دعاني بالطعام الذي صنعت لهم، فجئت به، فلمّا وضعته تناول رسول الله (ص) حذية (أي قطعة) من اللحم فشقَّها بأسنانه ثُمَّ ألقاها في نواحي الصحفة، ثُمَّ قال: خذوا بسم الله، فأكل القوم حتى ما لهم بشيء من حاجة، وما أرى إلّا موضع أيديهم، وأيم الله الذي نفس عليّ بيده، إن كان الرجل الواحد منهم ليأكل ما قدّمت لجميعهم، ثُمَّ قال: اسقِ القوم، فجئتهم بذاك العس فشربوا منه حتى رووا منه جميعاً، وأيم الله إن كان الرجل الواحد منهم ليشرب مثله، فلمّا أراد رسول الله (ص) أن يكلّمهم بدره أبولهب إلى الكلام فقال: لقد
ص:68
سحركم صاحبكم، فتفرَّق القوم ولم يكلّمهم رسول الله (ص) ، فقال: الغد يا عليّ، إنَّ هذا الرجل سبقني إلى ما قد سمعت من القول، فتفرق القوم قبل أن أكلّمهم، فعد لنا من الطعام بمثل ما صنعت ثُمَّ اجمعهم إليّ.
قال: ففعلت ثُمَّ جمعتهم ثُمَّ دعاني بالطعام فقرَّبته لهم، ففعل كما فعل بالأمس، فأكلوا حتى ما لهم بشيء حاجة، ثُمَّ قال: اسقهم، فجئتهم بذلك العس فشربوا حتى رووا منه جميعاً، ثُمَّ تكلَّم رسول الله (ص) فقال: «يا بني عبدالمطلب، إنّي والله ما أعلم شاباً في العرب جاء قومه بأفضل ممّا قد جئتكم به، إنّي قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة، وقد أمرني الله تعالى أن أدعوكم إليه، فأيكم يؤازرني على هذا الأمر على أن يكون أخي ووصيّي وخليفتي فيكم؟» .
قال: فأحجم القوم عنها جميعاً وقلت - وإنّي لأحدثهم سناً وأرمصهم عيناً وأعظمهم بطناً وأحمشهم ساقاً - أنا يانبي الله أكون وزيرك عليه، فأخذ برقبتي ثُمَّ قال: إنَّ هذا أخي ووصيي وخليفتي فيكم، فاسمعوا له وأطيعوا.
قال: فقام القوم يضحكون ويقولون لأبي طالب: قد أمرك أن تسمع لابنك وتطيع.(1)
صحيح البخاري: في كتاب الأحكام.
روى بسنده عن جابر بن سمرة قال: سمعت النبي (ص) يقول: يكون اثنا عشر أميراً، فقال كلمة لم أسمعها، فقال أبي: إنَّه قال: كلّهم من قريش.(2)
صحيح مسلم: في كتاب الإمارة، في باب الناس تبع لقريش.
روى بسندين عن عامر بن سعد عن جابر بن سمرة، قال: سمعت رسول الله (ص) - يوم جمعة عشية رجم الأسلمي - يقول: لا يزال الدين قائماً حتى تقوم الساعة أو يكون عليكم اثنا عشر خليفة، كلّهم من قريش. . . الحديث.(3)
ص:69
الهيثمي في مجمعه: عن سلمان قال: قلت: يارسول الله، إنَّ لكل نبي وصياً، فمَن وصيك؟ فسكت عنّي، فلمّا كان بعد رآني فقال: ياسلمان، فأسرعت إليه، قلت: لبيك، قال: تعلم مَن وصي موسى (ع) ؟ قال: نعم، يوشع بن نون، قال: لِمَ؟ قلت: لأنَّه كان أعلمهم يومئذ، (قال) : فإنَّ وصيّي وموضع سري وخير مَن أترك بعدي، وينجز عدتي ويقضي ديني، علي بن أبي طالب. (قال) : رواه الطبراني. (1)
كنز العمال: قال (ص) : «أما علمتِ أنَّ الله عزوجل اطلع على أهل الأرض فاختار منهم أباكِ فبعثه نبياً؟ ثُمَّ اطلع الثانية فاختار بعلكِ، فأوحى إليَّ فأنكحته واتَّخذته وصياً» . قاله لفاطمة (عليهاالسلام) ، ثُمَّ قال: أخرجه الطبراني عن أبي أيوب. (2)
الرياض النضرة: قال: عن بريدة، قال رسول الله (ص) : لكل نبي وصي ووارث، وإنَّ علياً وصيي ووارثي. قال: أخرجه البغوي في معجمه.(3)
صحيح الترمذي: روى بسنده عن أبي سعيد والأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت عن زيدبن أرقم قالا: قال رسول الله (ص) : «إنّي تاركٌ فيكم ما إن تمسّكتُم به لن تضِلّوا بعدي، أحدُهما أعظم من الآخر: كتابُ الله حبلٌ ممدودٌ منَ السماءِ إلى الأرضِ، وعِترتي أهلُ بيتي، ولن يتفرّقا حتّى يرِدا عليّ الحوضَ، فانظروا كيفَ تخلُفوني فيهِما» (4)
مستدرك الصحيحين: روى بسنده عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم، قال: لمّا رجع رسول الله (ص) من حجة الوداع ونزل غدير خم، أمر بدوحات فقممن، فقال: كأنّي قد دُعيت فأجبت، إنّي قد تركت فيكم الثقلين، أحدهما أكبر من الآخر، كتاب الله تعالى وعترتي،
ص:70
فانظروا كيف تخلفوني فيهما، فإنّهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض، ثُمَّ قال: إنَّ الله عزوجل مولاي وأنا مولى كل مؤمن، ثُمَّ أخذ بيد علي (ع) فقال: «مَن كنت مولاه فهذا وليه، اللّهم والِ مَن والاه، وعاد مَن عاداه. . .» . وذكر الحديث بطوله، ثُمَّ قال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين.(1)
مستدرك الصحيحين: روى بسنده عن حنش الكناني، قال: سمعت أبا ذر يقول وهو آخذ باب الكعبة: أيُّها الناس، مَن عرفني فأنا مَن عرفتم، ومَن أنكرني فأنا أبو ذر، سمعت رسول الله (ص) يقول: «مَثَل أهل بيتي مثل سفينة نوح، مَن ركبها نجا ومَن تخلَّف عنها غرق» .
قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم.(2)
مستدرك الصحيحين: روى بسنده عن ابن عباس قال: قال رسول الله (ص) : «النجوم أمان لأهل الأرض من الغرق، وأهل بيتي أمان لأُمَّتي من الاختلاف، فإذا خالفتها قبيلة من العرب اختلفوا فصاروا حزب إبليس» .
قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد.(3)
صحيح الترمذي: روى بسنده عن ابن عباس قال: قال رسول الله (ص) : «أحبُّوا الله لِما يغذوكم من نعمه، وأحبّوني لحبِّ الله، وأحبُّوا أهل بيتي لحبِّي» .(4)
ص:71
تاريخ بغداد: روى بسنده عن علي بن أبي طالب (ع) قال: قال رسول الله (ص) : «شفاعتي لأُمَّتي مَن أحبَّ أهل بيتي وهم شيعتي» .(1)
الزمخشري في الكشاف، في تفسير قوله تعالى: (قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إلّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبى) (الشورى:٢٣) ، في سورة الشورى.
قال: وقال رسول الله (ص) : مَن مات على حبّ آل محمد مات شهيداً، ألا ومَن مات على حبّ آل محمد مات مغفوراً له، ألا ومَن مات على حبّ آل محمد مات تائباً، ألا ومَن مات على حبّ آل محمد مات مؤمناً مستكمل الإيمان، ألا ومَن مات على حبّ آل محمد بشَّره ملك الموت بالجنة ثُمَّ منكر ونكير، ألا ومَن مات على حبّ آل محمد يُزَفّ إلى الجنّة كما تزفّ العروس إلى بيت زوجها، ألا ومَن مات على حبّ آل محمد فُتح له في قبره بابان إلى الجنة، ألا ومَن مات على حبّ آل محمد جعل الله قبره مزاراً لملائكة الرحمن، ألا ومَن مات على حبّ آل محمد مات على السُنَّة والجماعة، ألا ومَن مات على بُغض آل محمد جاء يوم القيامة مكتوباً بين عينيه آيس من رحمة الله، ألا ومَن مات على بغض آل محمد مات كافراً، ألا ومَن مات على بغض آل محمد لم يشمّ رائحة الجنة.(2)
مستدرك الصحيحين: روى بسنده عن عبدالله بن عباس، أنَّ رسول الله (ص) قال: «يا بني عبدالمطلب، إنّي سألت الله لكم ثلاثاً، أن يثبّت قائمكم، وأن يهدي ضالَّكم، وأن يُعلّم جاهلكم، وسألت الله أن يجعلكم جوداء نجداء رحماء، فلو أنَّ رجلاً صفن فصلَّى وصام ثُمَّ لقى الله وهو مُبغض لأهل بيت محمد دخل النار» . (قال الحاكم) : هذا حديث حسن صحيح على شرط مسلم. (3)
مستدرك الصحيحين: روى بسنده عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله (ص) : «والذي نفسي بيده، لا يُبغضنا أهل البيت أحد إلّا أدخله الله النار» . قال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم. (4)
ص:72
الإصابة لابن حجر: قال: وأخرج أبو أحمد وابن مندة وغيرهما من طريق إسحاق بن بشر الأسدي، عن خالد بن الحارث عن عوف عن الحسن عن أبي ليلى الغفاري، قال: سمعت رسول الله (ص) يقول: «سيكون من بعدي فتنة، فإذا كان ذلك فالزموا علي بن أبي طالب؛ فإنّه أوّل مَن آمن بي، وأوَّل مَن يصافحني يوم القيامة، وهو الصدّيق الأكبر، وهو فاروق هذه الأُمَّة، وهو يعسوب المؤمنين، والمال يعسوب المنافقين» .(1)
الرياض النضرة للمحب الطبري: قال: وعن أبي ذر قال: سمعت رسول الله (ص) يقول لعلي (ع) : «أنت الصدّيق الأكبر، وأنت الفاروق الذي يفرق بين الحق والباطل» . قال: وفي روايةٍ: وأنت يعسوب الدين.(2)
تاريخ بغداد: روى بسنده عن جابر قال: قال رسول الله (ص) : «عليّ خير البشر، فمَن امترى فقد كفر» .(3)
اللغة: امترى في الشيء، أي: شكَّ فيه.
تاريخ بغداد: روى بسنده عن زر عن عبدالله عن علي (ع) ، قال: قال رسول الله (ص) : «مَن لم يقل عليّ خير الناس فقد كفر» .(4)
السيوطي في الدرِّ المنثور، في ذيل تفسير قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ) (البينة:٧) في سورة البينة
ص:73
قال: وأخرج ابن عساكر عن جابر بن عبدالله قال: كنّا عند النبي (ص) فأقبل علي (ع) فقال النبي (ص) : والذي نفسي بيده، إنَّ هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة، ونزلت: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ) (البينة:٧) ، فكان أصحاب النبي (ص) إذا أقبل علي (ع) قالوا: جاء خير البرية.(1)
مستدرك الصحيحين: روى بسنده عن أبي ذر قال: قال رسول الله (ص) : «مَن أطاعني فقد أطاع الله، ومَن عصاني فقد عصى الله، ومَن أطاع علياً فقد أطاعني، ومَن عصى علياً فقد عصاني» . قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد.(2)
كنوز الحقائق: ولفظه: قال رسول الله (ص) : «أنا وعليّ حجّة الله على عباده» . قال: أخرجه الديلمي.(3)
تاريخ بغداد: روى بسنده عن أنس بن مالك قال: كنت عند النبي (ص) فرأى علياً (ع) مُقبلاً فقال: أنا وهذا حجّة على أُمَّتي يوم القيامة.(4)
مستدرك الصحيحين: روى بسنده عن عبدالله بن أسعد بن زرارة عن أبيه، قال: قال رسول الله (ص) : أُوحي إليّ في عليّ ثلاث، إنَّه سيد المسلمين، وإمام المتقين، وقائد الغر المحجّلين. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد.(5)
ص:74
الرياض النضرة: عن علي (ع) قال: قال رسول الله (ص) : «إنَّك سيد المسلمين، وإمام المتقين، وقائد الغر المحجّلين، ويعسوب الدين» .(1)
مستدرك الصحيحين: روى بسنده عن ابن عباس قال: نظر النبي (ص) إلى علي (ع) فقال: «أنت سيد في الدنيا وسيد في الآخرة، حبيبك حبيبي، وحبيبي حبيب الله، وعدوّك عدوّي، وعدوّي عدوّ الله، والويل لمَن أبغضك بعدي» . قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين.(2)
حلية الأولياء: روى بسنده عن عبدالله بن مسعود قال: أصابت فاطمة (عليهاالسلام) صبيحة يوم العرس رعدة، فقال لها النبي (ص) : «يافاطمة، زوَّجتك سيداً في الدنيا وإنَّه في الآخرة لَمِن الصالحين، يافاطمة، لمَّا أراد الله تعالى أن أملكك بعلي أمر الله جبريل فقام في السماء الرابعة، فصفّ الملائكة صفوفاً ثُمَّ خطب عليهم فزوّجك من علي، ثُمَّ أمر الله شجر الجنان فحملت الحلي والحلل، ثُمَّ أمرها فنثرته على الملائكة، فمَن أخذ منهم شيئاً يومئذ أكثر ممّا أخذ غيره افتخر به إلى يوم القيامة» . قالت أم سلمة: لقد كانت فاطمة (عليهاالسلام) تفتخر على النساء لأنَّ أوَّل مَن خطب عليها جبريل (ع) (3)
صحيح الترمذي: روى حديثاً مسنداً عن علي (ع) وفيه قال: قال رسول الله (ص) : «رحم الله علياً، اللّهم أدرِ الحق معه حيث دار» (4)
تاريخ بغداد: روى بسنده عن أبي ثابت مولى أبي ذر، قال: دخلت على أمِّ سلمَة فرأيتها تبكي وتذكر علياً (ع) ، وقالت: سمعت رسول الله (ص) يقول: «علي مع الحقِّ والحقُّ مع علي، ولن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض يوم القيامة» (5)
ص:75
مستدرك الصحيحين: روى بسنده عن أبي سعيد التيمي عن أبي ثابت مولى أبي ذر، قال: كنت مع علي (ع) يوم الجمل، فلمّا رأيت عائشة واقفة دخلني بعض ما يدخل الناس، فكشف الله عنّي ذلك عند صلاة الظهر، فقاتلت مع أميرالمؤمنين (ع) ، فلمّا فرغ ذهبت إلى المدينة فأتيت أمّ سلمة فقلت: إنّي والله ما جئت أسأل طعاماً ولا شراباً، ولكنّي مولى لأبي ذر، فقالت: مرحباً، فقصصت عليها قصّتي، فقالت: أين كنت حين طارت القلوب مطائرها؟ قلت: إلى حيث كشف الله ذلك عنّي، عند زوال الشمس، قالت: أحسنت، سمعت رسول الله (ص) يقول: «عليّ مع القرآن والقرآن مع علي، لن يتفرقا حتى يردا عليَّ الحوض» . قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، وأبو سعيد التيمي هو عقيصاء، ثقة مأمون(1)
مستدرك الصحيحين: روى بسنده عن أبي سعيد الخدري عن عمران بن حصين، قال: قال رسول الله (ص) : «النظر إلى عليّ عبادة» . قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ثُمَّ قال: وشواهده عن عبدالله بن مسعود صحيحة.(2)
حلية الأولياء: روى بسنده عن عروة عن عائشة، قالت: قال رسول الله (ص) : «النظر إلى عليٍّ عبادة» .(3)
صحيح الترمذي: روى بسنده عن جابر قال: دعا رسول الله (ص) علياً (ع) يوم الطائف فانتجاه، فقال الناس: لقد طال نجواه مع ابن عمّه، فقال رسول الله (ص) : ما انتجيته ولكنَّ الله انتجاه.(4)
ص:76
الفخر الرازي في تفسيره: في ذيل تفسير سورة الكوثر.
قال: وأمَّا سليمان، فإنَّ الله تعالى ردَّ له الشمس مرة، وفعل ذلك أيضاً للرسول (ص) حين نام ورأسه في حجر علي (ع) ، فانتبه وقد غربت الشمس؛ فردَّها حتى صلّى. قال: وردَّها مرة أُخرى لعلي (ع) فصلّى العصر لوقته. (1)
كنز العمال: عن علي (ع) قال: لمّا كنّا بخيبر سهر رسول الله (ص) في قتال المشركين، فلمَّا كان من الغد وكان مع صلاة العصر، فوضع رأسه في حجري فنام، فاستثقل فلم يستيقظ مع غروب الشمس، قلت: يارسول الله، ما صلَّيت صلاة العصر كراهية أن أوقظك من نومك، فرفع رسول الله (ص) يده وقال: اللّهم إنَّ عبدك تصدَّق بنفسه على نبيك، فاردد عليه شروقها، فرأيتها في الحال في وقت العصر بيضاء نقية، حتى قمت ثُمَّ توضأت ثُمَّ صلّيت ثُمَّ غابت. قال: أخرجه أبوالحسن سادان الفضلي العراقي في كتاب ردِّ الشمس.(2)
الصواعق المحرقة: قال: ومن كراماته الباهرة أنَّ الشمس رُدَّت عليه لمَّا كان رأس النبي (ص) في حجره والوحي ينزل عليه، وعلي (ع) لم يصلِّ العصر، فما سرى عنه (ص) إلّا وقد غربت الشمس، فقال النبي (ص) : اللّهم إنّه كان في طاعتك وطاعة رسولك، فاردد عليه الشمس، فطلعت بعدما غربت. قال: وحديث ردّها صحَّحه الطحاوي والقاضي في الشفاء، وحسَّنه شيخ الإسلام أبو زرعة، وتبعه غيره - إلى أن قال -: قال سبط ابن الجوزي: وفي الباب حكاية عجيبة حدَّثني بها جماعة من مشايخنا بالعراق، أنّهم شاهدوا أبا منصور المظفر بن أردشير، القباوي الواعظ، ذكر بعد العصر هذا الحديث ونمَّقه بألفاظه، وذكر فضائل أهل البيت، فغطّت سحابة الشمس حتى ظنَّ الناس أنَّها قد غابت، فقام على المنبر وأومأ إلى الشمس وأنشدها:
ص:77
لا تغربي ياشمس حتّى ينتهي مدحي لآل المصطفى ولنجله
واثني عنانك إنْ أردت ثناءهم أنسيت إذ كان الوقوف لأجله
إنْ كان للمولى وقوفك فليكن هذا الوقوف لخيله ولرجله
قالوا: فانجاب السحاب عن الشمس وطلعت.(1)
السيوطي في تفسيره المسمَّى بالدرِّ المنثور: في ذيل تفسير قوله تعالى: (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ) (النور:٣6) في سورة النور.
قال: وأخرج ابن مردويه وبريدة، قال: قرأ رسول الله (ص) هذه الآية: (فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ) ، فقام إليه رجل فقال: أيّ بيوت هذه يا رسول الله؟ قال: بيوت الأنبياء، فقام إليه أبوبكر فقال: يا رسول الله، هذا البيت منها (بيت عليّ وفاطمة) ؟ قال: نعم، من أفاضلها.(2)
صحيح الترمذي: روى بسنده عن ابن عباس، أنَّ رسول الله (ص) أمر بسدِّ الأبواب إلّا باب علي (ع) .(3)
مستدرك الصحيحين: روى بسنده عن زيد بن أرقم قال: كانت لنفرٍ من أصحاب رسول الله (ص) أبواب شارعة في المسجد، فقال يوماً: سدّوا هذه الأبواب إلّا باب عليّ، قال: فتكلَّم في ذلك ناس، فقام رسول الله (ص) فحمد الله وأثنى عليه، ثُمَّ قال: أمّا بعد، فإنّي أمرت بسدِّ هذه الأبواب غير باب عليّ، فقال فيه قائلكم. والله ما سددت شيئاً ولا فتحته ولكن أُمرت بشيء فاتَّبعته. قال: هذا حديث صحيح الإسناد.(4)
ص:78
صحيح البخاري: في الجهاد والسير، في باب فضل مَن أسلم على يديه رجل.
روى بسنده عن سهل بن سعد، قال: قال النبي (ص) يوم خيبر: «لأعطينَّ الراية غداً رجلاً يفتح على يديه، يحبّ الله ورسوله ويحبّه الله ورسوله» ، فبات الناس ليلتهم أيّهم يُعطى، فغدوا كلّهم يرجوه، فقال: أين عليّ؟ فقيل: يشتكي عينيه، فبصق في عينيه ودعا له فبرئ كأن لم يكن به وجع، فأعطاه، فقال: أُقاتلهم حتى يكونوا مثلنا؟ فقال: انفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم، ثُمَّ ادعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم، فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً خير لك من أن يكون لك حُمر النعم.(1)
صحيح مسلم: في كتاب فضائل الصحابة، في باب من فضائل علي بن أبي طالب (ع) .
روى بسنده عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه، قال: أمر معاوية بن أبي سفيان سعداً فقال: ما منعك أن تسب أبا التراب؟ فقال: أما ما ذكرت ثلاثاً قالهن له رسول الله (ص) ؟ ! فلن أسبّه، لأن تكون لي واحدة منهنّ أحبُّ إليَّ من حُمر النعم، سمعت رسول الله (ص) يقول له(2)، خلَّفه في بعض مغازيه فقال له علي (ع) : يارسول الله، خلَّفتني مع النساء والصبيان، فقال له رسول الله (ص) : «أما ترضى أن تكون منّي بمنزلة هارون من موسى، إلّا أنّه لا نبوّة بعدي؟ !» وسمعته يقول يوم خيبر: «لأعطينّ الراية رجلاً يحبّ الله ورسوله ويحبّه الله ورسوله» . قال: فتطاولنا لها فقال: ادعوا لي علياً فأُتي به أرمد، فبصق في عينيه ودفع الراية إليه، ففتح الله عليه، ولمّا نزلت هذه الآية: (فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ) (آل عمران:6١) دعا رسول الله (ص) علياً وفاطمة وحسناً وحسيناً فقال: «اللّهم هؤلاء أهلي» .(3)
ص:79
صحيح الترمذي: روى بسنده عن ابن بريدة عن أبيه، قال: كان أحبُّ النساء إلى رسول الله (ص) فاطمة (عليهاالسلام) ، ومن الرجال علي (ع) .(1)
صحيح الترمذي: روى بسنده عن السدي عن أنس بن مالك، قال: كان عند النبي (ص) طير فقال: اللّهم إئتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي هذا الطير، فجاء علي (ع) فأكل معه. قال الترمذي: وقد روى من غير وجه عن أنس. (2)
مستدرك الصحيحين: روى بسنده عن يحيى بن سعيد عن أنس بن مالك، قال: كنت أخدم رسول الله (ص) فقدّم لرسول الله (ص) فرخ مشوي، فقال: اللّهم إئتني بأحبّ خلقك إليك يأكل معي من هذا الطير، قال، فقلت: اللّهم اجعله رجلاً من الأنصار، فجاء علي (ع) فقلت: إنَّ رسول الله (ص) على حاجة، ثُمَّ جاء فقلت: إنَّ رسول الله (ص) على حاجة، ثُمَّ جاء فقال رسول الله (ص) : افتح، فدخل فقال رسول الله (ص) : ما حبسك عليّ؟ فقال: إنَّ هذه آخر ثلاث مرات يردّني أنس، يزعم أنّك على حاجة، فقال: ما حملك على ما صنعت؟ فقلت: يارسول الله، سمعت دعاءك: فأحببت أن يكون رجلاً من قومي، فقال رسول الله (ص) : إنَّ الرجل قد يحبّ قومه.
قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ثُمَّ قال: وقد رواه عن أنس جماعة من أصحابه زيادة على ثلاثين نفساً، ثُمَّ صحَّت الرواية عن عليّ (ع) وأبي سعيد الخدري وسفينة.(3)
ص:80
صحيح مسلم: في كتاب الإيمان، في باب الدليل على أنَّ حبَّ الأنصار وعلي (ع) من الإيمان.
روى بسنده عن عدي بن ثابت عن زر، قال: قال علي (ع) «والذي فلق الحبَّة وبرأ النسمة، إنَّه لعهد النبي الأُمّي إليَّ أن لا يحبّني إلّا مؤمن ولا يبغضني إلّا منافق» .(1)
سنن الترمذي: روى بسنده عن المساور الحميري عن أُمّه قالت: دخلت على أُمّ سلمة فسمعتها تقول: كان رسول الله (ص) يقول: لا يحبّ علياً منافق ولا يبغضه مؤمن. قال وفي الباب عن علي (ع) .(2)
تاريخ بغداد: روى بسندين عن أبي النعمان عارم بن الفضل عن قدامة بن النعمان عن الزهري، قال: سمعت أنس بن مالك يقول: والله الذي لا إله إلّا هو، لسمعت رسول الله (ص) يقول: عنوان صحيفة المؤمن حبّ علي بن أبي طالب.(3)
ص:81
مستدرك الصحيحين: روى بسنده عن عمرو بن ميمون عن ابن عباس، أنَّ النبي (ص) قال: أيّكم يتولاّني في الدنيا والآخرة؟ فقال لكل رجل منهم: أتتولاّني في الدنيا والآخرة؟ فقال: لا، حتى مرّ على أكثرهم، فقال علي (ع) : أنا أتولاّك في الدنيا والآخرة، فقال: أنت وليّي في الدنيا والآخرة. قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد. (1)
مستدرك الصحيحين: روى بسنده عن أبي عبدالله الجدلي، قال: دخلت على أُمّ سلمة فقالت لي: أيسبّ رسول الله (ص) فيكم؟ ! فقلت: معاذ الله، أو سبحان الله، أو كلمة نحوها، فقالت: سمعت رسول الله (ص) يقول: «مَن سبَّ علياً فقد سبَّني» . قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد.(2)
مستدرك الصحيحين: روى بسنده عن أبي عبدالله الجدلي، يقول: حَجَجْتُ وأنا غلام فمررتُ بالمدينة، وإذا الناس عنق واحد، فاتَّبعتهم فدخلوا على أُمّ سلمة، زوج النبي (ص) ، فسمعتها تقول: يا شبيب بن ربعي، فأجابها رجل جلف جاف: لبّيك يا أُمّاه، قالت: يُسبّ رسول الله (ص) في ناديكم؟ ! قال: وأنّى ذلك! قالت: فعلي بن أبي طالب؟ ! قال: إنّا لنقول أشياء نريد عرض الدنيا، قالت: فإنّي سمعت رسول الله (ص) يقول: «مَن سبَّ علياً فقد سبَّني، ومَن سبَّني فقد سبَّ الله» .(3)
ص:82
مستدرك الصحيحين: روى بسنده عن معاوية بن ثعلبة عن أبي ذر قال: قال النبي (ص) : «ياعليّ من فارقني فقد فارق الله، ومن فارقك ياعليّ فقد فارقني» .(1)
كنز العمال: قال: «من فارق علياً فارقني، ومن فارقني فقد فارق الله» .(2)
الهيثمي في مجمعه: عن بريدة قال: بعث رسول الله (ص) علياً (ع) أميراً على اليمن وبعث خالد بن الوليد على الجبل فقال: إن اجتمعتما فعلي (ع) على الناس، فالتقوا وأصابوا من الغنائم - وساق الحديث - وقد تقدّم تمامه في باب: «عليّ منّي وأنا من عليّ» وفي غيره - إلى أن قال -: فخرج - أي: النبي (ص) - فقال: «ما بال أقوام ينتقصون علياً، من تنقص علياً فقد تنقصني، ومن فارق علياً فقد فارقني، إنّ علياً منّي وأنا منه، خلق من طينتي وخلقت من طينة إبراهيم» - إلى أن قال -: فقلت: يارسول الله، بالصحبة إلّا بسطت يدك فبايعتني على الإسلام جديداً، قال: فما فارقته حتّى بايعته على الإسلام.(3)
تاريخ بغداد: روى بسنده عن عبدالله قال: قال علي بن أبي طالب (ع) : رأيت النبي (ص) عند الصفا وهو مقبل على شخص في صورة الفيل وهو يلعنه، فقلت: ومن هذا الذي يلعنه رسول الله (ص) ؟ قال: هذا الشيطان الرجيم، فقلت: والله ياعدوّ الله لأقتلنّك ولأريحن الأمّة منك، قال: ما هذا جزائي منك، قلت: وما جزاؤك منّي يا عدوّ الله؟ قال: والله ما أبغضك أحد قط إلّا شاركت أباه في رحم أمّه، قال الخطيب: وهكذا رواه القاضي أبو الحسين الأشناني عن إسحاق بن محمّد النخعي وهو إسحاق الأحمر.(4)
ص:83
مستدرك الصحيحين: روى بسنده عن قيس بن أبي حازم قال: كنت بالمدينة فبينا أنا أطوف في السوق إذ بلغت أحجار الزيت، فرأيت قوماً مجتمعين على فارس قد ركب دابة وهو يشتم علي بن أبي طالب والناس وقوف حواليه، إذ أقبل سعد بن أبي وقاص فوقف عليهم فقال: ما هذا؟ فقالوا: رجل يشتم علي بن أبي طالب، فتقدّم سعد فأفرجوا له حتّى وقف عليه فقال: يا هذا على ما تشتم علي بن أبي طالب؟ ألم يكن أوّل من أسلم؟ ألم يكن أوّل من صلّى مع رسول الله (ص) ؟ ألم يكن أزهد الناس؟ ألم يكن أعلم الناس؟ وذكر حتّى قال: ألم يكن ختن رسول الله (ص) على ابنته؟ ألم يكن صاحب راية رسول الله (ص) في غزواته؟ ثمّ استقبل القبلة ورفع يديه وقال: اللهم إنّ هذا يشتم ولياً من أوليائك فلا تفرّق هذا الجمع حتّى تريهم قدرتك. قال قيس: فوالله ما تفرّقنا حتّى ساخت به دابته فرمته على هامته في تلك الأحجار، فانفلق دماغه فمات. قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين.(1)
مسند أحمد بن حنبل: روى بسنده عن معقل بن يسار قال: وضَّأتُ النبي (ص) ذات يوم، فقال: هل لك في فاطمة تعودها؟ فقلت: نعم، فقام متوكّئاً عليّ فقال: أما إنّه سيحمل ثقلها غيرك ويكون أجرها لك، قال: فكأنّه لم يكن عليّ شيء حتّى دخلنا على فاطمة (عليهاالسلام) ، فقال لها: كيف تجدينك؟ قالت: والله لقد اشتدّ حزني وطال سقمي، قال أبو عبدالرحمن - وهو عبدالله بن أحمد بن حنبل-: وجدت في كتاب أبي بخط يده في هذا الحديث، قال: أو ما ترضين أنّي زوّجتك أقدم أمّتي سلماً، وأكثرهم علماً، وأعظمهم حلماً؟ .(2)
كنز العمال: عن أبي اسحاق، أنّ علياً (ع) لمّا تزوّج فاطمة سلام الله عليها قال لها النبي (ص) : «لقد زوجتكه وإنّه لأوّل أصحابي سلماً، وأكثرهم علماً، وأعظمهم حلماً» .(3)
الهيثمي في مجمعه: عن سلمان قال: قلت: يارسول الله، إنّ لكلّ نبي وصيّاً فمن وصيّك؟ فسكت عنّي، فلمّا كان بعد رآني فقال: ياسلمان، فأسرعت إليه قلت: لبيك، قال: تعلم من
ص:84
وصيّ موسى؟ قلت: نعم، يوشع بن نون، قال: لِمَ؟ قلت: لأنّه كان أعلمهم يومئذ، قال: «فإنّ وصيي وموضع سري وخير من أترك بعدي وينجز عدتي ويقضي ديني علي بن أبي طالب» .(1)
أسد الغابة: وروى يحيى بن معين عن عبدة بن سليمان عن عبد الملك بن سليمان قال: قلت لعطاء: أكان في أصحاب محمّد (ص) أعلم من علي (ع) ؟ قال: لا والله لا أعلمه.(2)
الهيثمي في مجمعه: عن عبدالله - يعني ابن مسعود - قال: كنّا نتحدّث أنّ أفضل أهل المدينة علي بن أبي طالب (ع) .(3)
الهيثمي في مجمعه: قال: وبسنده - يعني بسند الطبراني - أنّ رسول الله (ص) قال لعلي (ع) : والذي نفسي بيده لولا أن يقول فيك طوائف من أمّتي ما قالت النصارى في عيسى بن مريم، لقلت فيك اليوم مقالاً لا تمرّ بأحد من المسلمين إلّا أخذ التراب من أثر قدميك يطلب به البركة.(4)
صحيح الترمذي: روى بسنده عن سويد بن غفلة عن الصنابحي عن علي (ع) قال: قال رسول الله (ص) : «أنا دار الحكمة وعلي بابها» .(5)
تاريخ بغداد: روى بسنده عن مجاهد عن ابن عباس قال: قال رسول الله (ص) : «أنا مدينة الحكمة وعليّ بابها، فمن أراد الحكمة فليأت الباب» .(6)
كنز العمال: قال: قال الترمذي وابن جرير معاً: حدّثنا إسماعيل بن موسى -إلى أن قال-: عن علي (ع) قال: قال رسول الله (ص) : «أنا دار الحكمة وعليّ بابها» .(7)
ص:85
مستدرك الصحيحين: روى بسنده عن مجاهد عن ابن عباس قال: قال رسول الله (ص) : «أنا مدينة العلم وعليّ بابها، فمن أراد المدينة فليأت الباب» .(1)
مستدرك الصحيحين: روى بسنده عن جابر بن عبدالله يقول: سمعت رسول الله (ص) يقول: «أنا مدينة العلم وعليّ بابها، فمن أراد العلم فليأت الباب» . (2)
تاريخ بغداد: روى بسنده عن جابر بن عبدالله قال: سمعت رسول الله (ص) - يوم الحديبية وهو آخذ بيد علي (ع) - يقول: «هذا أمير البررة، وقاتل الفجرة، منصور من نصره، مخذول من خذله- يمد بها صوته -أنا مدينة العلم وعليّ بابها، فمن أراد البيت فليأت الباب» .(3)
كنز العمال: حكى عن ابن جرير أنّه قال: حدّثنا محمّد بن إسماعيل الضراري - وساق السند إلى أن قال-: عن ابن عباس قال: قال رسول الله (ص) : «أنا مدينة العلم وعليّ بابها، فمن أراد المدينة فليأتها من بابها» . (4)
مستدرك الصحيحين: روى بسنده عن الحسن عن أنس بن مالك، أنّ النبي (ص) قال لعلي (ع) : «أنت تبيّن لأمّتي ما اختلفوا فيه بعدي» .(5)
حلية الأولياء: روى بسنده عن أنس قال: قال رسول الله (ص) : يا أنس، اسكب لي وضوءاً، ثمّ قام فصلّى ركعتين، ثمّ قال: «يا أنس، أوّل من يدخل عليك من هذا الباب أميرالمؤمنين، وسيّد المسلمين، وقائد الغر المحجلين، وخاتم الوصيين» ، قال أنس: قلت:
ص:86
اللهم اجعله رجلاً من الأنصار، وكتمته إذ جاء علي (ع) فقال: من هذا يا أنس؟ فقلت: عليّ، فقام مستبشراً فاعتنقه، ثمّ جعل يمسح عرق وجهه بوجهه ويمسح عرق عليّ بوجهه، قال علي (ع) : يا رسول الله لقد رأيتك صنعت شيئاً ما صنعت بي من قبل، قال: «وما يمنعني وأنت تؤدّي عنّي، وتسمعهم صوتي، وتبيّن لهم ما اختلفوا فيه بعدي» .(1)
صحيح ابن ماجة: في باب ذكر القضاء روى بسنده عن أبي البختري عن علي (ع) قال: بعثني رسول الله (ص) إلى اليمن فقلت: يا رسول الله، تبعثني وأنا شاب أقضي بينهم ولاأدري بالقضاء؟ ! قال: فضرب بيده في صدري، ثمّ قال: «اللهم اهد قلبه، وثبّت لسانه» ، قال: فما شككت بعد في قضاء بين اثنين.(2)
مستدرك الصحيحين: روى بسنده عن علقمة عن عبدالله - يعني ابن مسعود - قال: كنّا نتحدّث أنّ أقضى أهل المدينة علي بن أبي طالب (ع) . قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين.(3)
طبقات ابن سعد: روى بسنده عن أبي هريرة قال: قال عمر بن الخطاب: عليّ أقضانا. (4)
الاستيعاب: روى فيه حديثاً عن النبي (ص) بطرق متعددة فيه: وأقضاها عليّ - أي: وأقضى الأُمّة-، وروى حديثاً آخر عن الحسن عن النبي (ص) فيه: عليّ أقضى أُمّتي، وروى حديثاً ثالثاً عن أبي سعيد الخدري عن النبي (ص) فيه: أقضاهم علي بن أبي طالب (ع) ، ثمّ قال ابن عبد البر: وروي عن عمر من وجوه: عليٌّ أقضانا.(5)
ص:87
سنن البيهقي: روى بسنده عن رقبة قال: خرج يزيد بن أبي مسلم من عند الحجاج فقال: لقد قضى الأمير، فقال له الشعبي: وما هي؟ فقال: ما كان للرجل، فهو للرجل وما كان للنساء فهو للمرأة، فقال الشعبي: قضاء رجل من أهل بدر، قال: ومن هو؟ قال: لا أخبرك، قال: من هو؟ عليّ عهد الله وميثاقه أن لا أخبره، قال: هو علي بن أبي طالب قال: فدخل على الحجاج فأخبره، فقال الحجاج: صدق، ويحك إنّا لم ننقم على عليّ قضاءه، قد علمنا أنّ علياً كان أقضاهم.(1)
حلية الأولياء: روى بسنده عن معاذ بن جبل قال: قال النبي (ص) : «يا علي، أخصمك بالنبوّة ولا نبوّة بعدي، وتخصم الناس بسبع ولا يحاجّك فيها أحد من قريش: أنت أوّلهم إيماناً بالله، وأوفاهم بعهد الله، وأقومهم بأمر الله، وأقسمهم بالسوية، وأعدلهم في الرعية، وأبصرهم بالقضية، وأعظمهم عند الله مزية» .(2)
كنز العمال: عن يحيى بن برهان، أنّ أبا بكر استشار علياً (ع) في قتال أهل الردة فقال: إنّ الله جمع الصلاة والزكاة ولا أرى أن تفرّق، فعند ذلك قال أبو بكر: لو منعوني عقالاً لقاتلتهم عليه كما قاتلهم عليه رسول الله (ص) . قال: أخرجه مسدد. (3)
كنز العمال: عن محمّد بن المنكدر أنّ خالد بن الوليد كتب إلى أبي بكر أنّه وُجد رجل في بعض ضواحي العرب ينكح كما تنكح المرأة، وأنّ أبا بكر جمع لذلك ناساً من أصحاب رسول الله (ص) كان فيهم علي بن أبي طالب (ع) أشدّهم يومئذ قولاً، فقال: إنّ هذا ذنب لم تعمل به أمّة من الأمم إلّا أمّة واحدة فصنع بها ما قد علمتم، أرى أن تحرقوه بالنار، فكتب إليه أبو بكر أن يحرق بالنار.(4)
ص:88
صحيح أبي داود: روى بسنده عن أبي ظبيان عن ابن عباس قال: أتي عمر بمجنونة قد زنت، فاستشار فيها أناساً، فأمر بها عمر أن ترجم، فمرّ بها على علي بن أبي طالب (ع) فقال: ما شأن هذه؟ قالوا: مجنونة بني فلان زنت فأمر بها أن ترجم، قال: فقال: ارجعوا بها، ثمّ أتاه فقال: يا عمر، أما علمت أنّ القلم قد رفع عن ثلاثة عن المجنون حتّى يبرأ، وعن النائم حتّى يستيقظ، وعن الصبي حتّى يعقل؟ قال: بلى، قال: فما بال هذه ترجم؟ قال: لا شيء، قال: فأرسلها، قال: فجعل يكبّر.(1)
موطأ مالك بن أنس: روى بسنده عن ثور بن زيد الديلي، أنّ عمر بن الخطاب استشار في الخمر يشربها الرجل، فقال له علي بن أبي طالب (ع) : نرى أن يجلد ثمانين، فإنّه إذا شرب سكر، وإذا سكر هذى، وإذا هذى افترى - أو كما قال-، فجلد عمر في الخمر ثمانين.(2)
مستدرك الصحيحين: روى بسنده عن وبرة الكلبي قال: أرسلني خالد بن الوليد إلى عمر، فأتيته وهو في المسجد معه عثمان بن عفان وعلي (ع) وعبد الرحمان بن عوف وطلحة والزبير متكئ معه في المسجد، فقلت: إنّ خالد بن الوليد أرسلني إليك وهو يقرأ عليك السلام ويقول: إنّ الناس قد انهمكوا في الخمر وتحاقروا العقوبة، فقال عمر: هم هؤلاء عندك فسلهم، فقال علي (ع) : نراه إذا سكر هذى، وإذا هذى افترى، وعلى المفتري ثمانون، فقال عمر: أبلغ صاحبك ما قال، فجلد خالد ثمانين.(3)
فتح الباري في شرح البخاري: قال: أخرج الطبراني والطحاوي والبيهقي من طريق أسامة بن زيد عن الزهري عن حميد بن عبد الرحمان، أنّ رجلاً من بني كلب يقال له: ابن دبرة أخبره أنّ أبا بكر كان يجلد في الخمر أربعين، وكان عمر يجلد فيها أربعين، قال: فبعثني خالد بن الوليد إلى عمر، فقلت: إنّ الناس قد انهمكوا في الخمر واستخفّوا العقوبة، فقال عمر لمن حوله: ما
ص:89
ترون -قال: - ووجدت عنده علياً (ع) وطلحة والزبير وعبد الرحمن بن عوف في المسجد - فقال علي (ع) : نرى أن تجعله ثمانين، فإنّه إذا شرب سكر، وإذا سكر هذى، وإذا هذى افترى، فجلد عمر في الخمر ثمانين.(1)
مستدرك الصحيحين: روى بسنده عن حارثة بن مضرب قال: جاء ناس من أهل الشام إلى عمر فقالوا: إنّا قد أصبنا أموالاً -خيلاً ورقيقاً- نحبّ أن يكون لنا فيها زكاة وطهور، قال: ما فعله صاحباي قبلي فأفعله، فاستشار عمر علياً (ع) في جماعة من أصحاب رسول الله (ص) ، فقال علي (ع) : هو حسن إن لم يكن جزية يؤخذون بها راتبة. (2)
مستدرك الصحيحين: روى بسنده عن أبي سعيد الخدري قال: حججنا مع عمر بن الخطاب فلمّا دخل الطواف استقبل الحجر فقال: إنّي أعلم أنّك حجر لا تضر ولا تنفع، ولولا أنّي رأيت رسول الله (ص) قبّلك ما قبّلتك، ثمّ قبّله، فقال له علي بن أبي طالب (ع) : بلى يا عمر، إنّه يضر وينفع قال: بم؟ قال: بكتاب الله تبارك وتعالى، قال: وأين ذلك من كتاب الله؟ قال: قال الله عزّوجل: (وَ إِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَ أَشْهَدَهُمْ عَلى أَنْفُسِهِمْ أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ قالُوا بَلى) خلق الله آدم، ومسح على ظهره، فقرّرهم بأنّه الرب وأنّهم العبيد، وأخذ عهودهم ومواثيقهم، وكتب ذلك في رق، وكان لهذا الحجر عينان ولسان، فقال له: افتح فاك، قال: ففتح فاه، فألقمه ذلك الرق، وقال: اشهد لمن وافاك بالموافاة يوم القيامة، وإنّي أشهد لسمعت رسول الله (ص) يقول: يؤتى يوم القيامة بالحجر الأسود له لسان ذلق يشهد لمن استلمه بالتوحيد، فهو يا عمر يضر وينفع، فقال عمر: أعوذ بالله أن أعيش في قوم لست فيهم يا أبا حسن.(3)
سنن البيهقي: روى بسنده عن الحسن يقول: إنّ عمر بلغه أنّ امرأة بغية يدخل عليها الرجال، فبعث إليها رسولاً، فأتاها الرسول فقال: أجيبي أمير المؤمنين، ففزعت فزعاً، فوقعت الفزعة في رحمها، فتحرّك ولدها، فخرجت فأخذها المخاض، فألقت غلاماً جنيناً،
ص:90
فأتى عمر بذلك، فأرسل إلى المهاجرين فقصّ عليهم أمرها فقال: ما ترون؟ فقالوا: ما نرى عليك شيئاً ياأمير المؤمنين إنّما أنت معلّم ومؤدّب، وفي القوم علي (ع) وعليّ ساكت، قال: فما تقول أنت يا أبا الحسن؟ قال: أقول: إن كانوا قاربوك في الهوى فقد أثموا، وإن كان هذا جهد رأيهم فقد أخطأوا، وأرى عليك الدية - إلى أن قال-: قال - يعني عمر-: صدقت.(1)
سنن البيهقي: روى بسنده عن أبي الحلال العتكي قال: جاء رجل إلى عمر بن الخطاب فقال: إنّه قال لامرأته: حبلك على غاربك، فقال له عمر: واف معنا الموسم، فأتاه الرجل في المسجد الحرام فقصّ عليه القصّة، فقال: ترى ذلك الأصلع يطوف بالبيت، اذهب إليه فسله، ثمّ ارجع فأخبرني بما رجع إليك، قال: فذهب إليه فإذا هو علي (ع) ، فقال: من بعثك إليّ؟ فقال: أميرالمؤمنين، قال: إنّه قال لامرأته: حبلك على غاربك، فقال: استقبل البيت واحلف بالله ما أردت طلاقاً، فقال الرجل: وأنا أحلف بالله ما أردت إلّا الطلاق، فقال: بانت منك امرأتك.(2)
سنن البيهقي: روى بسنده عن الشعبي قال: أتي عمر بن الخطاب بامرأة تزوّجت في عدّتها، فأخذ مهرها فجعله في بيت المال، وفرّق بينهما وقال: لا يجتمعان، وعاقبهما، قال: فقال علي (ع) : ليس هكذا، ولكن هذه الجهالة من الناس، ولكن يفرّق بينهما، ثمّ تستكمل بقية العدّة من الأوّل ثمّ تستقبل عدّة أخرى، وجعل لها عليّ المهر بما استحل من فرجها، قال: فحمد الله عمر وأثنى عليه، ثمّ قال: ياأيها الناس ردّوا الجهالات إلى السنّة.(3)
الطبقات لابن سعد: روى بسنده عن سعيد بن المسيب قال: كان عمر يتعوّذ بالله من معضلة ليس فيها أبو الحسن.(4)
كنز العمال: عن أنس بن مالك، أنّ أعرابياً جاء بإبل له يبيعها، فأتاه عمر يساومه بها، فجعل عمر ينخس بعيراً بعيراً يضربه برجله ليبعث البعير لينظر كيف قواده، فجعل الأعرابي
ص:91
يقول: خل إبلي لا أباً لك، فجعل عمر لا ينهاه قول الأعرابي أن يفعل ذلك ببعير بعير، فقال الأعرابي لعمر: إنّي لأظنك رجل سوء، فلمّا فرغ منها اشتراها، فقال: سقها وخذ أثمانها، فقال الأعرابي: حتّى أضع عنها أحلاسها وأقتابها، فقال عمر: اشتريتها وهي عليها فهي لي كما اشتريتها، قال الأعرابي: أشهد أنّك رجل سوء، فبينما هما يتنازعان إذ أقبل علي (ع) ، فقال عمر: ترضى بهذا الرجل بيني وبينك؟ فقال الأعرابي: نعم، فقصّا على علي (ع) قصّتهما، فقال عليّ (ع) : ياعمر، إنّك إن شرطت عليه أحلاسها وأقتابها فهي لك كما اشترطت، وإلّا فالرجل يزيّن سلعته بأكثر من ثمنها، فوضع عنها أحلاسها وأقتابها، فساقها الأعرابي، فدفع إليه عمر الثمن.(1)
كنز العمال: عن ابن عباس قال: وردت على عمر بن الخطاب واردة قام منها وقعد وتغيّر وتربّد وجمع لها أصحاب النبي (ص) فعرضها عليهم وقال: أشيروا عليّ، فقالوا جميعاً: يا أميرالمؤمنين، أنت المفزع وأنت المنزع، فغضب عمر وقال: اتّقوا الله وقولوا قولاً سديداً يصلح لكم أعمالكم، فقالوا: يا أميرالمؤمنين، ما عندنا مما تسأل عنه شيء، فقال: أما والله إنّي لأعرف أبا بجدتها وابن نجدتها، وأين مفزعها وأين منزعها، فقالوا: كأنّك تعني ابن أبي طالب، فقال عمر: لله هو، وهل طفحت حرة بمثله وأبرعته؟ انهضوا بنا إليه، فقالوا: يا أميرالمؤمنين، أتصير إليه يأتيك، فقال: هيهات هناك شجنة من بني هاشم وشجنة من الرسول وأثرة من علم يؤتى لها ولا يأتي، في بيته يؤتى الحَكَم، فاعطفوا نحوه، فألفوه في حائط له وهو يقرأ (أَ يَحْسَبُ الإِْنْسانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدىً) ويرددها ويبكي، فقال عمر لشريح: حدّث أبا حسن بالذي حدّثتنا به، فقال شريح: كنت في مجلس الحكم فأتى هذا الرجل فذكر أنّ رجلاً أودعه امرأتين حرة مهيرة وأم ولد، فقال له: أنفق عليهما حتّى أقدم، فلمّا كان في هذه الليلة وضعتا جميعاً إحداهما ابناً والأخرى بنتاً، وكلتاهما تدّعي الابن وتنفي البنت من أجل الميراث، فقال له: بم قضيت بينهما؟ فقال شريح: لو كان عندي ما أقضي به بينهما لم آتكم بهما، فأخذ علي (ع) نبتة من الأرض فرفعها فقال: إنّ القضاء في هذا أيسر من هذه، ثمّ دعا بقدح فقال
ص:92
لإحدى المرأتين: احلبي فحلبت فوزنه، ثمّ قال للأخرى: احلبي فحلبت فوزنه، فوجده على النصف من لبن الأولى فقال لها: خذي أنت ابنتك، وقال للأخرى: خذي أنت ابنك، ثمّ قال لشريح: أما علمت أنّ لبن الجارية على النصف من لبن الغلام، وأنّ ميراثها نصف ميراثه، وأنّ عقلها نصف عقله، وأنّ شهادتها نصف شهادته، وأنّ ديتها نصف ديته، وهي على النصف في كلّ شيء، فأعجب به عمر إعجاباً شديداً، ثمّ قال: أباحسن، لا أبقاني الله لشدّة لست لها، ولا في بلد لست فيه.(1)
الرياض النضرة: عن عمر وقد نازعه رجل في مسألة فقال: بيني وبينك هذا الجالس -وأشار إلى علي بن أبي طالب (ع) - فقال الرجل: هذا الأبطن، فنهض عمر عن مجلسه وأخذ بتلبيبه حتى شاله من الأرض، ثمّ قال: أتدري من صغّرت؟ مولاي ومولى كلّ مسلم. قال: خرّجه ابن السمان.(2)
الرياض النضرة: عن زيد بن علي عن أبيه عن جدّه قال: أتي عمر بامرأة حامل قد اعترفت بالفجور، فأمر برجمها، فتلقّاها علي (ع) فقال: ما بال هذه؟ فقالوا: أمر عمر برجمها، فردّها علي (ع) وقال: هذا سلطانك عليها فما سلطانك على ما في بطنها؟ ولعلك انتهرتها أو أخفتها، قال: قد كان ذلك، قال: أو ما سمعت رسول الله (ص) قال: «لا حدّ على معترف بعد بلاء» ؟ إنّه من قيد أو حبس أو تهدد فلا إقرار له، فخلّى سبيلها.(3)
موطأ مالك بن أنس: قال: إنّ عثمان بن عفان أتي بامرأة قد ولدت في ستة أشهر فأمر بها أن ترجم، فقال له علي بن أبي طالب (ع) : ليس ذلك عليها إنّ الله تبارك وتعالى يقول في كتابه: (وَ حَمْلُهُ وَ فِصالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً) (4)، وقال: (وَ الْوالِداتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كامِلَيْنِ لِمَنْ
ص:93
أَرادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضاعَةَ) (1) ، فالحمل يكون ستة أشهر فلا رجم عليها، فبعث عثمان في أثرها فوجدها قد رجمت. (2)
مسند أحمد بن حنبل: روى بسنده عن الحسن بن سعد عن أبيه، أنّ يحنس وصفية كانا من سبي الخمس، فزنت صفية برجل من الخمس فولدت غلاماً، فادّعاه الزاني ويحنس، فاختصما إلى عثمان فرفعهما إلى علي بن أبي طالب (ع) ، فقال علي (ع) : أقضي فيهما بقضاء رسول الله (ص) (الولد للفراش وللعاهر الحجر) وجلدهما خمسين خمسين.(3)
أسد الغابة: روى بسنده عن الثعلبي قال: رأيت في بعض الكتب أنّ رسول الله (ص) لمّا أراد الهجرة خلف علي بن أبي طالب (ع) بمكة لقضاء ديونه وردّ الودائع التي كانت عنده، وأمره - ليلة خرج إلى الغار وقد أحاط المشركون بالدار - أن ينام على فراشه وقال له: اتّشح ببردي الحضرمي الأخضر، فإنّه لا يخلص إليك منهم مكروه إن شاء الله تعالى، ففعل ذلك، فأوحى الله إلى جبريل وميكائيل (عليهماالسلام) : أنّي آخيت بينكما وجعلت عمر أحدكما أطول من عمر الآخر، فأيّكما يؤثر صاحبه بالحياة؟ فاختارا كلاهما الحياة، فأوحى الله عزّوجل إليهما أفلا كنتما مثل علي بن أبي طالب آخيت بينه وبين نبيي محمّد، فبات على فراشه يفديه بنفسه ويؤثره بالحياة؟ اهبطا إلى الأرض فاحفظاه من عدوّه، فنزلا فكان جبريل عند رأس علي (ع) وميكائيل عند رجليه، وجبريل ينادي بخ بخ من مثلك يابن أبي طالب؟ يباهي الله عزّوجل بك الملائكة، فأنزل الله عزّوجل على رسوله - وهو متوجّه إلى المدينة في شأن علي (ع) - (وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ) .(4)
مستدرك الصحيحين: روى بسنده عن علي بن الحسين (عليهماالسلام) قال: إنّ أوّل من شرى نفسه ابتغاء مرضاة الله عليّ بن أبي طالب (ع) ، وقال علي (ع) عند مبيته على فراش رسول الله (ص) :
ص:94
وقيت بنفسي خير من وطأ الحصى ومن طاف بالبيت العتيق وبالحجر
رسول إله خاف أن يمكروا به فنجاه ذو الطول الإله من المكر
وبات رسول الله في الغار آمنا موقّى وفي حفظ الإله وفي ستر
وبت أراعيهم ولم يتهمونني وقد وطّنت نفسي على القتل والأسر(1)
مسند أحمد بن حنبل: روى بسنده عن ابن عباس في قوله: (وَ إِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ) قال: تشاورت قريش ليلة بمكة فقال بعضهم: إذا أصبح فأثبتوه بالوثاق - يريدون النبي (ص) - وقال بعضهم: بل اقتلوه، وقال بعضهم: بل أخرجوه، فأطلع الله عزّوجل نبيّه على ذلك، فبات علي (ع) على فراش النبي (ص) تلك الليلة، وخرج النبي (ص) حتّى لحق بالغار، وبات المشركون يحرسون علياً (ع) يحسبونه النبي (ص) ، فلمّا أصبحوا ثاروا إليه، فلمّا رأوا علياً (ع) ردّ الله مكرهم، فقالوا: أين صاحبك هذا؟ قال: لا أدري، فاقتفوا أثره، فلمّا بلغوا الجبل خلط عليهم، فصعدوا في الجبل فمروا بالغار فرأوا على بابه نسج العنكبوت فقالوا: لو دخل هاهنا لم يكن نسج العنكبوت على بابه، فمكث فيه ثلاث ليال.(2)
الطبقات الكبرى لابن سعد: روى بسنده عن أمّ بكر بنت المسور عن أبيها، أنّ رقيقة بنت أبي صيفي بن هاشم بن عبد مناف- وهي أمّ مخرمة بن نوفل- حذّرت رسول الله (ص) فقالت: إنّ قريشاً قد اجتمعت تريد بياتك الليلة، قال المسور: فتحوّل رسول الله (ص) عن فراشه، وبات عليه عليّ بن أبي طالب (ع) .(3)
أسد الغابة: روى بسنده عن ابن إسحاق قال: وأقام رسول الله (ص) - يعني بعد أن هاجر أصحابه إلى المدينة - ينتظر مجيء جبرئيل (ع) وأمره له أن يخرج من مكة بإذن الله له في الهجرة إلى المدينة، حتّى إذا اجتمعت قريش فمكرت بالنبي (ص) ، وأرادوا برسول الله (ص) ما أرادوا، أتاه جبريل (ع) وأمره أن لا يبيت في مكانه الذي يبيت فيه، فدعا رسول الله (ص) علي بن أبي طالب (ع) ، فأمره أن يبيت على فراشه، ويتسجّى ببرد له أخضر ففعل، ثمّ خرج
ص:95
رسول الله (ص) على القوم وهم على بابه، قال ابن إسحاق: وتتابع الناس في الهجرة، وكان آخر من قدم المدينة من الناس ولم يفتتن في دينه عليّ بن أبي طالب (ع) ، وذلك أنّ رسول الله (ص) أخّره بمكة، وأمره أن ينام على فراشه، وأجّله ثلاثاً، وأمره أن يؤدّي إلى كلّ ذي حقّ حقّه ففعل، ثمّ لحق برسول الله (ص) .(1)
كنز العمال: روى عن أبي الطفيل عامر بن وائلة قال: كنت على الباب يوم الشورى فارتفعت الأصوات بينهم، فسمعت علياً (ع) يقول: بايع الناس لأبي بكر وأنا والله أولى بالأمر منه وأحقّ به منه- إلى أنّ قال -: إنّ عمر جعلني في خمسة نفر أنا سادسهم، لايعرف لي فضلاً عليهم في الصلاح ولا يعرفونه لي، كلّنا فيه شرع سواء، وأيم الله لو أشاء أن أتكلّم ثمّ لا يستطيع عربيهم ولا عجميهم ولا المعاهد منهم ولا المشرك ردّ خصلة منها لفعلت- إلى أن قال-: أفيكم أحد كان أعظم غنىً عن رسول الله (ص) حين اضطجعت على فراشه ووقيته بنفسي وبذلت له مهجة دمي؟ قالوا: اللهم لا.(2)
سنن البيهقي: روى بسنده عن علي (ع) في قصة بدر قال: فبرز عتبة وأخوه شيبة وابنه الوليد فقالوا: من يبارز؟ فخرج فتية من الأنصار شبيبة، فقال عتبة: لا نريد هؤلاء ولكن يبارزنا من بني أعمامنا بني عبدالمطلب، فقال رسول الله (ص) : قم ياحمزة قم ياعبيدة قم ياعليّ، فبرز حمزة لعتبة، وعبيدة لشيبة، وعليّ (ع) للوليد، فقتل حمزة عتبة، وقتل علي (ع) الوليد، وقتل عبيدة شيبة، وضرب شيبة رجل عبيدة فقطعها فاستنقذه حمزة وعليّ (ع) حتّى توفي بالصفراء.(3)
حلية الأولياء: روى بسنده عن محمّد بن إدريس الشافعي قال: دخل رجل من بني كنانة على معاوية بن أبي سفيان فقال له: هل شهدت بدراً؟ قال: نعم، قال: مثل من كنت؟ قال:
ص:96
غلام قمدود، مثل عطباء الجلمود، قال: فحدّثني ما رأيت وحضرت، قال: ما كنّا شهوداً إلّا كأغياب، وما رأينا ظفراً كان أوشك منه، قال: فصف لي ما رأيت، قال: رأيت في سرعان الناس علي بن أبي طالب (ع) غلاماً شاباً ليثاً عبقرياً يفري الفري لا يثبت له أحد إلّا قتله، ولايضرب شيئاً إلّا هتكه، لم أر من الناس أحداً قط أنفق يحمل حملة ويلتفت التفاتة - إلى أن قال-: وكان له عينان في قفاه، وكان وثوبه وثوب وحش.(1)
كنز العمال: روى بسنده عن أبي ذر قال: لمّا كان أوّل يوم في البيعة لعثمان اجتمع المهاجرون والأنصار في المسجد وجاء عليّ بن أبي طالب (ع) فأنشأ يقول: إنّ أحقّ ما ابتدأ به المبتدئون، ونطق به الناطقون، حمد الله والثناء عليه بما هو أهله، والصلاة على النبي محمّد، فقال: الحمدلله المتفرّد بدوام البقاء - وساق الخطبة إلى أن قال-: ثمّ قال علي (ع) : أناشدكم الله أنّ جبرئيل نزل على رسول الله (ص) فقال: يا محمّد، لا سيف إلّا ذو الفقار ولا فتى إلّا عليّ، فهل تعلمون هذا كان لغيري؟ . . . الحديث.(2)
ذخائر العقبى: عن أبي جعفر محمّد بن علي (ع) قال: نادى ملك من السماء يوم بدر يقال له: رضوان (أن لا سيف إلّا ذو الفقار ولا فتى إلّا عليّ) قال: خرّجه الحسن بن عرفة العبدي.(3)
أسد الغابة: روى بسنده عن سعيد بن المسيب قال: لقد أصابت علياً (ع) يوم أُحُد ست عشرة ضربة كلّ ضربة تلزمه الأرض فما كان يرفعه إلّا جبريل (ع) .(4)
نور الأبصار: روى الحافظ محمّد بن عبد العزيز الجنابذي في كتابه معالم العترة النبوية مرفوعاً إلى قيس بن سعد عن أبيه، أنّه سمع علياً (ع) يقول: أصابتني يوم أُحُد ست عشرة ضربة سقطت إلى الأرض في أربع منهن، فجاء رجل حسن الوجه طيّب الريح وأخذ بضبعي
ص:97
فأقامني، ثمّ قال: أقبل عليهم فإنّك في طاعة الله ورسوله، وهما عنك راضيان، قال علي (ع) : فأتيت النبي (ص) فأخبرته، فقال: يا عليّ، أقرّ الله عينيك ذاك جبريل (ع) .
نور الأبصار: عن ابن عباس قال: خرج طلحة بن أبي طلحة يوم أحد فكان صاحب لواء المشركين فقال: يا أصحاب محمّد! تزعمون أنّ الله يعجّلنا بأسيافكم إلى النار ويعجّلكم بأسيافنا إلى الجنة! فأيّكم يبرز إليّ؟ فبرز إليه علي بن أبي طالب (ع) وقال: والله لا أفارقك حتّى أعجلك بسيفي إلى النار، فاختلفا بضربتين فضربه علي (ع) على رجله فقطعها وسقط إلى الأرض، فأراد أن يجهز عليه، فقال: أنشدك الله والرحم يابن عم، فانصرف عنه إلى موقفه، فقال المسلمون: هلا جهزت عليه، فقال: ناشدني الله ولن يعيش، فمات من ساعته، وبُشّر النبي (ص) بذلك فسرّ وسرَّ المسلمون، ثمّ قال: قال ابن إسحاق: كان الفتح يوم أحد بصبر علي (ع) .(1)
مستدرك الصحيحين: روى بسنده عن سفيان الثوري عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جدّه قال: قال رسول الله (ص) : لمبارزة علي بن أبي طالب (ع) لعمرو بن عبدود يوم الخندق أفضل من أعمال أمّتي إلى يوم القيامة.(2)
مستدرك الصحيحين: روى بسنده عن عاصم بن عمر بن قتادة أبياتاً عن أخت عمرو يعني ابن عبدود في رثاء أخيها قال: لمّا قتل علي بن أبي طالب (ع) عمرو بن عبدود أنشأت أخته عمرة بنت عبدود ترثيه فقالت:
لو كان قاتل عمرو غير قاتله بكيته ما أقام الروح في جسدي
لكن قاتله من لا يعاب به وكان يدعى قديماً بيضة البلد(3)
ص:98
مسند أحمد بن حنبل: روى بسنده عن أبي رافع مولى رسول الله (ص) قال: خرجنا مع علي (ع) حين بعثه رسول الله (ص) برايته، فلمّا دنا من الحصن خرج إليه أهله فقاتلهم، فضربه رجل من يهود فطرح ترسه من يده، فتناول علي (ع) باباً كان عند الحصن فترس به نفسه، فلم يزل في يده وهو يقاتل حتّى فتح الله عليه، ثمّ ألقاه من يده حين فرغ، فلقد رأيتني في نفر مع سبعة أنا ثامنهم نجهد على أن نقلب ذلك الباب فما نقلبه.(1)
تاريخ بغداد: روى بسنده عن جابر بن عبدالله، أنّ علياً (ع) حمل باب خيبر يوم افتتحها، وأنّهم جرّبوه بعد ذلك فلم يحمله إلّا أربعون رجلاً.(2)
الاستيعاب: وروى - يعنى الزبير بن بكار - عن عبدالله بن بريدة عن أبيه قال: شهدت أمّ سلمة غزوة خيبر فقالت: سمعت وقع السيف في أسنان مرحب.(3)
الهيثمي في مجمعه: عن أنس قال: لما كان يوم حنين انهزم الناس عن رسول الله (ص) إلّا العباس بن عبدالمطلب وأبو سفيان بن الحارث - يعني ابن عم النبي (ص) - إلى أن قال -: وكان علي بن أبي طالب (ع) يومئذ أشد الناس قتالاً بين يديه.(4)
الهيثمي في مجمعه: عن ابن عباس، أنّ عليّ بن أبي طالب (ع) ناول رسول الله (ص) التراب فرمى به وجوه المشركين يوم حنين.(5)
ص:99
ذخائر العقبى: عن أنس بن مالك قال: صعد رسول الله (ص) المنبر فذكر قولاً كثيراً، ثمّ قال: أين علي بن أبي طالب؟ فوثب إليه فقال: ها أنا ذا يا رسول الله، فضمّه إلى صدره، وقبّل بين عينيه، وقال بأعلى صوته: معاشر المسلمين هذا أخي وابن عمّي وختني، هذا لحمي ودمي وشعري، هذا أبوالسبطين الحسن والحسين سيّدي شباب أهل الجنة، هذا مفرّج الكروب عنّي، هذا أسد الله وسيفه في أرضه على أعدائه، على مبغضه لعنة الله ولعنة اللاعنين، والله منه بريء وأنا منه بريء، فمن أحبّ أن يبرأ من الله ومنّي؛ فليبرأ من عليّ، وليبلغ الشاهد الغائب، ثمّ قال: اجلس ياعليّ قد عرف الله لك ذلك. قال: أخرجه أبو سعيد في شرف النبوّة.(1)
الإمامة والسياسة: قال: وذكروا أنّ عبدالله بن أبي محجن الثقفي قدم على معاوية فقال: يا أميرالمؤمنين، إنّي أتيتك من عند الغبي الجبان البخيل ابن أبي طالب، فقال معاوية: لله أنت تدري ما قلت؟ أمّا قولك: الغبي، فوالله لو أنّ ألسن الناس جمعت فجعلت لساناً واحداً لكفاها لسان عليّ، وأمّا قولك: إنّه جبان، فثكلتك أمّك، هل رأيت أحداً قط بارزه إلّا قتله؟ وأمّا قولك: إنّه بخيل، فوالله لو كان له بيتان أحدهما من تبر والآخر من تبن لأنفذ تبره قبل تبنه، فقال الثقفي: فعلامَ تقاتله إذاً؟ قال: على دم عثمان. (2)
الاستيعاب: روى بسنده عن ابن عباس قال لعلي (ع) : أربع خصال ليست لأحد غيره، هوأوّل عربي وعجمي صلّى مع رسول الله (ص) ، وهو الذي كان لواؤه معه في كلّ زحف، وهو الذي صبر معه يوم فرّ عنه غيره، وهو الذي غسّله وأدخله قبره.(3)
ص:100
مستدرك الصحيحين: روى بسنده عن مالك بن دينار قال: سألت سعيد بن جبير فقلت: يا أبا عبدالله، من كان حامل راية رسول الله (ص) ؟ قال: فنظر إليّ وقال: إنّك لرخي البال، فغضبت وشكوته إلى إخوانه من القراء فقلت: ألا تعجبون من سعيد إنّي سألته من كان حامل راية رسول الله (ص) فنظر إليّ وقال: إنّك لرخي البال، قال: إنّك سألته وهو خائف من الحجاج، وقد لاذ بالبيت فسله الآن، فسألته فقال: كان حاملها علي (ع) . هكذا سمعته من عبدالله بن عباس.(1)
مسند أحمد بن حنبل: روى بسنده عن مقسم قال: لا أعلمه إلّا عن ابن عباس، أنّ راية النبي (ص) كانت مع علي بن أبي طالب (ع) ، وراية الأنصار مع سعد بن عبادة.(2)
كنز العمال: روى عن ابن عبادة قال: كانت راية رسول الله (ص) في المواطن كلّها راية المهاجرين مع علي بن أبي طالب (ع) .(3)
طبقات ابن سعد: روى بسنده عن قتادة، أنّ علي بن أبي طالب (ع) كان صاحب لواء رسول الله (ص) يوم بدر والمشاهد كلّها. (4)
مسند أحمد بن حنبل: روى بسنده عن أبي سعيد الخدري يقول: إنّ رسول الله (ص) أخذ الراية فهزّها، ثمّ قال: من يأخذها بحقّها؟ فجاء فلان فقال: أنا، قال: أمط(5)، ثمّ جاء رجل، فقال: أمط، ثمّ قال النبي (ص) : والذي كرّم وجه محمّد (ص) لأعطينّها رجلاً لا يفر، هاك ياعليّ، فانطلق حتّى فتح الله عليه خيبر وفدك، وجاء بعجوتهما وقديدهما.(6)
ص:101
خصائص النسائي: روى بسنده عن أبي مريم قال: قال علي (ع) : انطلقت مع رسول الله (ص) حتّى أتينا الكعبة، فصعد رسول الله (ص) على منكبي، فنهض به علي (ع) ، فلمّا رأى رسول الله (ص) ضعفي قال لي: اجلس فجلست، فنزل النبي (ص) وجلس لي وقال لي: اصعد على منكبي، فصعدت على منكبيه فنهض بي، فقال علي (ع) : إنّه يخيّل إليّ أنّي لو شئت لنلت أفق السماء، فصعدت على الكعبة وعليها تمثال من صفر أو نحاس فجعلت أعالجه لأزيله يميناً وشمالاً وقداماً ومن بين يديه ومن خلفه حتّى استمكنت منه، فقال نبي الله (ص) : اقذفه فقذفت به، فكسرته كما تكسر القوارير، ثمّ نزلت، فانطلقت أنا ورسول الله (ص) نستبق حتّى توارينا بالبيوت خشية أن يلقانا أحد(1)
صحيح الترمذي: روى بسنده عن أنس بن مالك قال: بعث النبي (ص) ببراءة مع أبي بكر، ثمّ دعاه فقال: لا ينبغي لأحد أن يبلغ هذا إلّا رجل من أهلي، فدعا علياً (ع) فأعطاه إيّاه. (2)
صحيح الترمذي: روى بسنده عن ابن عباس قال: بعث النبي (ص) أبا بكر وأمره أن ينادي بهؤلاء الكلمات، ثمّ أتبعه علياً (ع) ، فبينا أبو بكر في بعض الطريق إذ سمع رغاء ناقة رسول الله (ص) القصواء، فخرج أبو بكر فزعاً فظن أنّه رسول الله (ص) فإذا هو علي (ع) ، فدفع إليه كتاب رسول الله (ص) وأمر علياً (ع) أن ينادي بهؤلاء الكلمات(3)
خصائص النسائي: روى بسنده عن زيد بن يثيع عن عليّ (ع) ، أنّ رسول الله (ص) بعث ببراءة إلى أهل مكة مع أبي بكر، ثمّ أتبعه بعلي (ع) فقال له: خذ الكتاب فامض به إلى أهل
ص:102
مكة، قال: فلحقه فأخذ الكتاب منه، فانصرف أبو بكر وهو كئيب فقال لرسول الله (ص) : أنزل فيّ شيء؟ قال: لا، إلّا أنّي أمرت أن أبلغه أنا أو رجل من أهل بيتي.(1)
خصائص النسائي: روى بسنده عن سعد قال: بعث رسول الله (ص) أبا بكر ببراءة حتّى إذا كان ببعض الطريق أرسل علياً (ع) فأخذها منه، ثمّ سار بها فوجد أبو بكر في نفسه، فقال رسول الله (ص) : لا يؤدّي عنّي إلّا أنا أو رجل منّي.(2)
مسند أحمد بن حنبل: روى بسنده عن زيد بن يثيع عن أبي بكر، أنّ النبي (ص) بعثه ببراءة لأهل مكة، لا يحج بعد العام مشرك، ولا يطوف بالبيت عريان، ولا يدخل الجنة إلّا نفس مسلمة، من كان بينه وبين رسول الله (ص) مدّة فأجله إلى مدّته، والله بريء من المشركين ورسولُهُ، قال: فسار بها ثلاثاً، ثمّ قال لعلي (ع) : الحقه فرد عليّ أبا بكروبلّغها أنت، قال: ففعل، قال: فلمّا قدم على النبي (ص) أبو بكر بكى وقال: يارسول الله، حدَث فيّ شيء؟ قال: ما حدث فيك إلّا خير ولكن أمرت أن لا يبلغه إلّا أنا أو رجل منّي.(3)
مسند أحمد بن حنبل: روى بسنده عن حنش عن علي (ع) ، قال: لمّا نزلت عشر آيات من براءة على النبي (ص) ، دعا النبي (ص) أبا بكر فبعثه بها يستقرئها على أهل مكة، ثمّ دعاني النبي (ص) فقال لي: أدرك أبا بكر فحيثما لحقته فخذ الكتاب منه فاذهب به إلى أهل مكة فاقرأه عليهم، فلحقته بالجحفة فأخذت الكتاب منه، فرجع أبو بكر إلى النبي (ص) فقال: يا رسول الله، نزل فيّ شيء؟ قال: لا، ولكن جبرئيل جاءني فقال: «لن يؤدّي عنك إلّا أنت أو رجل منك» .(4)
خصائص النسائي: روى بسنده عن أبي سعيد الخدري قال: كنّا جلوساً ننظر رسول الله (ص) فخرج إلينا قد انقطع شسع نعله، فرمى به إلى علي (ع) فقال: إنّ منكم
ص:103
رجلاً يقاتل الناس على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله، قال أبو بكر: أنا؟ قال: لا، قال عمر: أنا؟ قال: لا، ولكن خاصف النعل.(1)
مسند أحمد بن حنبل: روى بسنده عن أبي سعيد قال: قال رسول الله (ص) : «إنّ منكم من يقاتل على تأويله كما قاتلت على تنزيله» ، قال: فقام أبو بكر وعمر، فقال (ص) : لا، ولكن خاصف النعل وعلي (ع) يخصف نعله. (2)
مسند أحمد بن حنبل: روى بطريقين عن أبي سعيد الخدري يقول: كنّا جلوساً ننتظر رسول الله (ص) فخرج علينا من بعض بيوت نسائه، قال: فقمنا معه، فانقطعت نعله، فتخلّف عليها علي (ع) يخصفها، فمضى رسول الله (ص) ومضينا معه، ثمّ قام ينتظره وقمنا معه، فقال: إنّ منكم من يقاتل على تأويل هذا القرآن كما قاتلت على تنزيله، فاستشرفنا وفينا أبو بكر وعمر، فقال (ص) : لا، ولكنه خاصف النعل، قال: فجئنا نبشّره، قال في أحدهما: وكأنّه قد سمعه، وقال في الآخر: فلم يرفع به رأساً كأنّه قد سمعه.(3)
حلية الأولياء: روى بسنده عن أبي سعيد الخدري قال: كنّا نمشي مع النبي (ص) فانقطع شسع نعله، فتناولها علي (ع) يصلحها، ثمّ مشى فقال: «يا أيّها الناس! إنّ منكم من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله» ، قال أبو سعيد: فخرجت فبشّرته بما قال رسول الله (ص) ، فلم يكترث به فرحاً كأنّه قد سمعه.(4)
كنز العمال: عن أبي ذر قال: كنت مع رسول الله (ص) وهو ببقيع الغرقد فقال: «والذي نفسي بيده، إنّ فيكم رجلاً يقاتل الناس من بعدي على تأويل القرآن كما قاتلت المشركين على تنزيله، وهم يشهدون أن لا إله إلّا الله، فيكبر قتلهم على الناس حتّى يطعنوا على وليّ الله، ويسخطوا عمله كما سخط موسى أمر السفينة وقتل الغلام وإقامة الجدار، وكان خرق السفينة وقتل الغلام وإقامة الجدار لله رضىً، وسخط ذلك موسى» .(5)
ص:104
الهيثمي في مجمعه: عن أبي سعيد الخدري قال: سمعت رسول الله (ص) يقول: «إنّ منكم من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله» ، فقال أبو بكر: أنا هو يارسول الله؟ قال: لا، قال عمر: أنا هو يارسول الله؟ قال: لا، ولكنه خاصف النعل، وكان أعطى علياً (ع) نعله يخصفها.(1)
مستدرك الصحيحين: روى بسنده عن علي بن الحسين (عليهماالسلام) قال: خطب الحسن بن علي (عليهماالسلام) على الناس حين قتل علي (ع) ، فحمد الله وأثنى عليه، ثمّ قال: «لقد قبض في هذه الليلة رجل لا يسبقه الأوّلون، ولا يدركه الآخرون، وقد كان رسول الله (ص) يعطيه رايته فيقاتل وجبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره، فما يرجع حتّى يفتح الله عليه، وما ترك على أهل الأرض صفراء ولا بيضاء إلّا سبعمائة درهم فضلت من عطاياه أراد أن يبتاع بها خادماً لأهله.(2)
مسند أحمد بن حنبل: روى بسنده عن هبيرة قال: خطبنا الحسن بن علي (عليهماالسلام) فقال: «لقد فارقكم رجل بالأمس لم يسبقه الأوّلون بعلم، ولا يدركه الآخرون، وكان رسول الله (ص) يبعثه بالراية جبريل عن يمينه وميكائيل عن شماله، لا ينصرف حتّى يفتح له» . (3)
خصائص النسائي: روى بسنده عن هبيرة بن يريم قال: جمع الناس الحسن بن علي (عليهماالسلام) وعليه عمامة سوداء لمّا قتل أبوه فقال: «لقد كان قتلتم بالأمس رجلاً ما سبقه الأوّلون، ولايدركه الآخرون، وإنّ رسول الله (ص) قال: لأعطين الراية غداً رجلاً يحبّ الله ورسوله، ويحبّه الله ورسوله، ويقاتل جبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره، ثمّ لا ترد رايته حتّى يفتح الله عليه، ما ترك ديناراً ولا درهماً إلّا تسعمائة أخذها عياله من عطاء كان أراد أن يبتاع بها خادماً لأهله» .(4)
ص:105
كنز العمال: روى مسنداً عن عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله (ص) : «لأعطين الراية رجلاً يحبّ الله ورسوله، ويحبّه الله ورسوله، كرّاراً غير فرّار، يفتح الله عليه، جبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره» ، فبات الناس متشوّقين، فلمّا أصبح قال: أين عليّ؟ قالوا: يا رسول الله، ما يبصر، قال: ائتوني به، فلمّا أتي به فقال النبي (ص) : ادن منّي، فدنا منه، فتفل في عينيه ومسحهما بيده، فقام علي (ع) من بين يديه كأنّه لم يرمد. (1)
مستدرك الصحيحين: روى بسنده عن عقاب بن ثعلبة، حدّثني أبو أيوب الأنصاري في خلافة عمربن الخطاب، قال: أمر رسول الله (ص) علي بن أبي طالب (ع) بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين.(2)
مستدرك الصحيحين: أيضاً روى بسنده عن الأصبغ بن نباتة عن أبي أيوب الأنصاري قال: سمعت النبي (ص) يقول لعلي بن أبي طالب (ع) : «تقاتل الناكثين والقاسطين بالطرقات والنهروانات وبالسعفات، قال أبو أيوب: قلت: يا رسول الله، مع من نقاتل هؤلاء الأقوام؟ قال: مع علي بن أبي طالب.(3)
تاريخ بغداد: روى بسنده عن علقمة والأسود قالا: أتينا أبا أيوب الأنصاري عند منصرفه من صفين فقلنا له: يا أبا أيوب، إنّ الله أكرمك بنزول محمّد (ص) وبمجيء ناقته تفضّلاً من الله وإكراماً لك حتّى أناخت ببابك دون الناس، ثمّ جئت بسيفك على عاتقك تضرب به أهل لا إله إلّا الله، فقال: يا هذا، إنّ الرائد لا يكذب أهله، وإنّ رسول الله (ص) أمرنا بقتال ثلاثة مع علي (ع) بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين، فأمّا الناكثون فقد قاتلناهم، أهل الجمل طلحة والزبير، وأمّا القاسطون فهذا منصرفنا من عندهم - يعني معاوية وعمرواً - وأمّا المارقون فهم أهل الطرقات وأهل السعيفات وأهل النخيلات وأهل النهروانات، والله ما أدري أين هم؟ ولكن لابدّ من قتالهم إن شاء الله. (4)
ص:106
كنز العمال: روي عن علي بن ربيعة قال: سمعت علياً (ع) على المنبر وأتاه رجل فقال: يا أميرالمؤمنين، ما لي أراك تستحل الناس استحلال الرجل إبله، أبعهد من رسول الله (ص) أو شيئاً رأيته؟ قال: «والله ما كذبت ولا كذّبت، ولا ضللت ولا ضلّ بي، بل عهد من رسول الله (ص) عهده إليّ وقد خاب من افترى، عهد إليّ النبي (ص) أن أقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين» . قال: أخرجه البزار وأبو يعلى.(1)
مستدرك الصحيحين: روى بسنده عن قيس بن أبي حازم قال: قال علي (ع) للزبير: أما تذكر يوم كنت أنا وأنت في سقيفة قوم من الأنصار فقال لك رسول الله (ص) : أتحبّه؟ فقلت: وما يمنعني؟ قال: أما إنّك ستخرج عليه وتقاتله وأنت ظالم، قال: فرجع الزبير.(2)
مستدرك الصحيحين: روى بسنده عن أبي الأسود الدؤلي قال: شهدت علياً (ع) والزبير لمّا رجع الزبير على دابته يشقّ الصفوف، فعرض له ابنه عبدالله فقال: ما لك؟ فقال: ذكر لي عليّ حديثاً سمعته من رسول الله (ص) يقول: لتقاتلنّه وأنت ظالم له، فلا أقاتله، قال: وللقتال جئت؟ إنّما جئت لتصلح بين الناس، ويصلح الله هذا الأمر بك، قال: قد حلفت أن لا أقاتل، قال: فاعتق غلامك جرجس وقف حتّى تصلح بين الناس، قال: فأعتق غلامه جرجس ووقف، فاختلف أمر الناس، فذهب على فرسه.(3)
أسد الغابة: قال: وشهد الزبير الجمل مقاتلاً لعلي (ع) ، فناداه علي (ع) ودعاه فانفرد به، وقال له: أتذكر إذ كنت أنا وأنت مع رسول الله (ص) فنظر إليّ وضحك وضحكت، فقلت أنت: لا يدع ابن أبي طالب زهوه، فقال: ليس بمزه، ولتقاتلنّه وأنت له ظالم؟ فذكر الزبير ذلك، فانصرف عن القتال.(4)
ص:107
كنز العمال: روى عن قتادة قال: لمّا ولّى الزبير يوم الجمل بلغ علياً (ع) فقال: لو كان ابن صفية يعلم أنّه على الحق ما ولّى، وذلك أنّ النبي (ص) لقيهما في سقيفة بني ساعدة فقال: أتحبّه يا زبير؟ قال: وما يمنعني؟ قال: فكيف بك إذا قاتلته وأنت ظالم له؟ ! قال: فيرون أنّه إنّما ولّى لذلك.(1)
مستدرك الصحيحين: روى بسنده عن أمّ سلمة قالت: ذكر النبي (ص) خروج بعض أمّهات المؤمنين فضحكت عائشة، فقال: «انظري يا حميراء أن لا تكوني أنت. . .» .(2)
كنز العمال: روى عن طاووس، أنّ رسول الله (ص) قال لنسائه: أيتكنّ تنبحها كلاب كذا وكذا؟ إيّاك يا حميراء.(3)
مسند أحمد بن حنبل: روى بسنده عن قيس بن أبي حازم، أنّ عائشة قالت - لمّا أتت على الحوأب سمعت نباح الكلاب - فقالت: ما أظنني إلّا راجعة، إنّ رسول الله (ص) قال لنا: «أيتكن تنبح عليها كلاب الحوأب؟» فقال لها الزبير: ترجعين عسى الله عزّوجلّ أن يصلح بك بين الناس.(4)
الهيثمي في مجمعه: روى عن ابن عباس قال: قال رسول الله (ص) لنسائه: «ليت شعري أيتكن صاحبة الجمل الأدبب، تخرج فتنبحها كلاب الحوأب، يقتل عن يمينها وعن يسارها قتلى كثير، ثمّ تنجو بعدما كادت» ؟(5)
كنز العمال: عن عائشة، أنّ النبي (ص) قال لأزواجه: أيتكن التي تنبحها كلاب الحوأب؟ فلمّا مرّت عائشة ببعض مياه بني عامر ليلاً نبحت الكلاب عليها، فسألت عنه، فقيل لها: هذا
ص:108
ماء الحوأب، فوقفت وقالت: ما أظنني إلّا راجعة، إنّي سمعت رسول الله (ص) قال ذات يوم: «كيف بإحداكن تنبح عليها كلاب الحوأب؟» قيل لها: يا أمّ المؤمنين، إنّما تصلحين بين الناس. قال: أخرجه ابن أبي شيبة ونعيم بن حماد في الفتن.(1)
مستدرك الصحيحين: روى بطريقين عن الحكم قال: شهد مع علي (ع) صفين ثمانون بدرياً وخمسون ومائتان ممن بايع تحت الشجرة. (2)
الإصابة لابن حجر: قال: وأسند ابن السكن من طريق جعفر بن أبي المغيرة عن عبدالله بن عبدالرحمن بن أبزي قال: شهدنا مع علي (ع) ممن بايع بيعة الرضوان تحت الشجرة ثمانمائة نفس بصفين، فقتل منّا ثلاثمائة وستون نفساً.(3)
الاستيعاب: قال عبدالرحمن بن أبزي: شهدنا مع علي (ع) صفين في ثمانمائة ممن بايع بيعة الرضوان، قتل منهم ثلاثة وستون، منهم عمار بن ياسر.(4)
أسد الغابة: وروى عمارة بن خزيمة بن ثابت قال: شهد خزيمة بن ثابت الجمل وهو لايسل سيفاً، وشهد صفين ولم يقاتل، وقال: لا أقاتل حتّى يقتل عمار، فانظر من يقتله، فإنّي سمعت رسول الله (ص) يقول: تقتله الفئة الباغية، فلمّا قتل عمار قال خزيمة: ظهرت لي الضلالة، ثمّ تقدّم فقاتل حتّى قتل.(5)
مستدرك الصحيحين: روى بسنده عن عبدالرحمن بن أبي ليلى قال: لمّا كان يوم صفين نادى مناد من أصحاب معاوية أصحاب علي (ع) : أفيكم أويس القرني؟ قالوا: نعم،
ص:109
فضرب دابته حتّى دخل معهم، ثمّ قال: سمعت رسول الله (ص) يقول: خير التابعين أويس القرني.(1)
أسد الغابة: ذكر حديثاً مسنداً عن أبي ليلى الغفاري قال: سمعت رسول الله (ص) يقول: «ستكون بعدي فتنة، فإذا كان ذلك فالزموا عليّ بن أبي طالب، فإنّه أوّل من يراني، وأوّل من يصافحني يوم القيامة، وهو الصدّيق الأكبر، وهو فاروق الأمّة، يفرق بين الحق والباطل، وهو يعسوب المؤمنين» .(2)
كنز العمال: روى عن أبي رافع دخلت على رسول الله (ص) - وساق الحديث إلى أن قال-: ثمّ أخذ بيدي- يعني رسول الله (ص) - فقال: «يا أبا رافع، سيكون بعدي قوم يقاتلون علياً، حقّاً على الله جهادهم، فمن لم يستطع جهادهم بيده فبلسانه، فمن لم يستطع بلسانه فبقلبه، ليس وراء ذلك شيء» .(3)
تاريخ بغداد: روى بسنده عن علقمة والأسود قالا: أتينا أبا أيوب الأنصاري عند منصرفه من صفين - وساق الحديث إلى أن قال أبو أيوب-: وسمعت رسول الله (ص) يقول لعمار: «يا عمار، تقتلك الفئة الباغية، وأنت ذاك مع الحق والحق معك، يا عمار بن ياسر، إن رأيت علياً قد سلك وادياً وسلك الناس وادياً غيره فاسلك مع عليّ، فإنّه لن يدليك في ردى، ولن يخرجك من هدى» .(4)
الهيثمي في مجمعه: عن عبدالله - يعني ابن مسعود - عن النبي (ص) قال: «إذا اختلف الناس فابن سمية مع الحق» ، ابن سمية هو عمار.(5)
ص:110
الاستيعاب: قال: وقال أبو مسعود وطائفة لحذيفة - حين احتضر وقد ذكر الفتنة-: إذا اختلف الناس بمن تأمرنا؟ قال: «عليكم بابن سمية، فإنّه لن يفارق الحق حتّى يموت» ، أو قال: «فإنّه يدور مع الحق حيث دار» .(1)
ميزان الاعتدال: ذكر حديثاً مسنداً عن عامر بن سعد، أنّ عماراً قال لسعد: ألا تخرج مع علي (ع) ؟ أما سمعت رسول الله (ص) يقول ما قال فيه؟ قال: تخرج طائفة من أمّتي يمرقون من الدين، يقتلهم علي بن أبي طالب، ثلاث مرّات، قال: صدقت والله، لقد سمعته، ولكن أحببت العزلة.(2)
مستدرك الصحيحين: روى بسنده عن عبدالله بن عمرو بن العاص قال: أتى رسول الله (ص) رجل وهو يقسم تمراً يوم خيبر فقال: يا محمّد اعدل، قال: ويحك ومن يعدل عليك إذا لم أعدل، أو عند من تلتمس العدل بعدي؟ ثمّ قال: يوشك أن يأتي قوم مثل هذا يتلون كتاب الله وهم أعداؤه، يقرأون كتاب الله، محلقة رؤوسهم، فإذا خرجوا فاضربوا رقابهم.(3)
مستدرك الصحيحين: روى بسنده عن أبي بكرة قال: قال رسول الله (ص) : إنّ أقواماً من أمّتي أشدّة، ذلقة ألسنتهم بالقرآن، لا يجاوز تراقيهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، فإذا لقيتموهم فاقتلوهم، فإنّ المأجور من قتلهم.(4)
مسند أحمد بن حنبل: روى بسنده عن أبي كثير مولى الأنصار قال: كنت مع سيّدي مع علي بن أبي طالب (ع) حيث قتل أهل النهروان، فكأنّ الناس وجدوا في أنفسهم من قتلهم،
ص:111
فقال علي (ع) : يا أيها الناس، إنّ رسول الله (ص) قد حدّثنا بأقوام يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، ثمّ لا يرجعون فيه أبداً حتّى يرجع السهم على فوقه، وإنّ آية ذلك أنّ فيهم رجلاً أسود مخدج اليد، أحد يديه كثدي المرأة لها حلمة كحلمة ثدي المرأة، حوله سبع هلبات، فالتمسوه فإنّي أراه فيهم، فالتمسوه فوجدوه إلى شفير النهر تحت القتلى فأخرجوه، فكبّر علي (ع) فقال: الله أكبر، صدق الله ورسوله، وإنّه لمتقلّد قوساً له عربية فأخذها بيده فجعل يطعن بها في مخدجته ويقول: صدق الله ورسوله. وكبّر الناس حين رأوه واستبشروا وذهب عنهم ما كانوا يجدون. (1)
الهيثمي في مجمعه: عن عائشة، أنّها ذكرت الخوارج وسألت من قتلهم؟ -تعني أصحاب النهر- فقالوا: علي (ع) ، فقالت: سمعت رسول الله (ص) يقول: يقتلهم خيار أمّتي، وهم شرار أمّتي.(2)
الهيثمي في مجمعه: عن أبي رافع قال: توفي النبي (ص) ورأسه في حجر علي بن أبي طالب (ع) ، وهو يقول لعلي (ع) : الله الله وما ملكت أيمانكم، الله الله والصلاة. فكان ذلك آخر ما تكلّم به رسول الله (ص) .(3)
طبقات ابن سعد: روى بسنده عن عبدالله بن محمّد بن عمر بن علي عن أبيه عن علي بن الحسين (عليهماالسلام) قال: قبض رسول الله (ص) ورأسه في حجر علي (ع) . وروى أيضاً في الصفحة المذكورة عن الشعبي قال: توفي رسول الله (ص) ورأسه في حجر علي (ع) ، وغسّله علي (ع) والفضل محتضنه، وأسامة يناول الفضل الماء.(4)
كنز العمال: عن علي (ع) قال: دخلت على نبي الله وهو مريض، فإذا رأسه في حجر رجل أحسن ما رأيت من الخلق والنبي (ص) نائم، فلمّا دخلت عليه قلت: أدنو؟ فقال الرجل: ادن
ص:112
إلى ابن عمّك فأنت أحقّ به منّي، فدنوت منهما، فقام الرجل وجلست مكانه، ووضعت رأس النبي (ص) في حجري كما كان في حجر الرجل، فمكثت ساعة، ثمّ إنّ النبي (ص) استيقظ فقال: أين الرجل الذي كان رأسي في حجره؟ فقلت: لمّا دخلت عليك دعاني، ثمّ قال: ادن إلى ابن عمّك فأنت أحقّ به منّي، ثمّ قام فجلست مكانه، قال: فهل تدري من الرجل؟ قلت: لا بأبي أنت وأمي، قال: ذاك جبريل، كان يحدّثني حتّى خفّ عنّي وجعي، ونمت ورأسي في حجره. قال: أخرجه أبو عمرو الزاهد في فوائده.(1)
الهيثمي في مجمعه: عن ابن عباس، أنّ النبي (ص) ثقل وعنده عائشة وحفصة إذ دخل علي (ع) ، فلمّا رآه النبي (ص) رفع رأسه، ثمّ قال: ادن منّي ادن منّي، فأسنده إليه، فلم يزل عنده حتّى توفي.(2)
الهيثمي في مجمعه: عن جميع بن عمير، أنّ أمّه وخالته دخلتا على عائشة - فساق الحديث إلى أن قال-: قالتا: فأخبرينا عن عليّ؟ قالت: عن أيّ شيء تسألن؟ عن رجل وضع من رسول الله (ص) موضعاً فسالت نفسه في يده فمسح بها وجهه، واختلفوا في دفنه فقال: إنّ أحبّ البقاع إلى الله مكان قبض فيه نبيه، قالتا: فلِمَ خرجتِ عليه؟ ! قالت: أمر قضي، ووددت أن أفديه ما على الأرض من شيء.(3)
مستدرك الصحيحين: روى بسنده عن أبي موسى عن أمّ سلمة قالت: والذي أحلف به، إن كان علي (ع) لأقرب الناس عهداً برسول الله (ص) ، عدنا رسول الله (ص) غداة وهو يقول: جاء عليّ؟ جاء عليّ؟ مراراً، فقالت فاطمة (عليهاالسلام) : كأنّك بعثته في حاجة، قالت: فجاء بعد، قالت أمّ سلمة: فظننت أنّ له إليه حاجة فخرجنا من البيت فقعدنا عند الباب، وكنت
ص:113
من أدناهم إلى الباب، فأكبّ عليه رسول الله (ص) وجعل يُسارّه ويناجيه، ثمّ قبض رسول الله (ص) من يومه ذلك، فكان علي (ع) أقرب الناس عهداً.(1)
كنز العمال: عن زافر عن رجل عن الحارث بن محمّد عن أبي الطفيل عامر بن واثلة قال: كنت على الباب يوم الشورى فارتفعت الأصوات بينهم، فسمعت علياً (ع) يقول: بايع الناس لأبي بكر وأنا والله أولى بالأمر منه وأحق - إلى أن قال-: أفيكم أحد تولّى غمض رسول الله (ص) غيري؟ قالوا: اللهم لا، قال: أفيكم أحد آخر عهده برسول الله (ص) حين وضعه في حفرته؟ قالوا: اللهم لا.(2)
مستدرك الصحيحين: روى بسنده عن جابر بن عبدالله قال: لمّا توفّي رسول الله (ص) عزّتهم الملائكة، يسمعون الحس ولا يرون الشخص، فقالت: السلام عليكم أهل البيت ورحمة الله وبركاته، إنّ في الله عزاءً من كلّ مصيبة، وخلفاً من كلّ فائت، فبالله فثقوا، وإياه فارجوا، فإنّما المحروم من حرم الثواب، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.(3)
السيوطي في الدر المنثور: في ذيل تفسير قوله تعالى: (كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ وَ إِنَّما تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ) في أواخر سورة آل عمران.
قال: أخرج ابن أبي حاتم عن علي بن أبي طالب (ع) قال: لمّا توفّي النبي (ص) وجاءت التعزية، جاءهم آت يسمعون حسّه ولا يرون شخصه فقال: السلام عليكم يا أهل البيت ورحمة الله وبركاته، (كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ وَ إِنَّما تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ) ، إنّ في الله عزاءً من كلّ مصيبة، وخلفاً من كلّ هالك، ودركاً من كلّ ما فات، فبالله فثقوا، وإياه فارجوا، فإنّ المصاب من حرم الثواب، فقال علي (ع) : هذا الخضر.
ص:114
طبقات ابن سعد: روى بسنده عن جعفر بن محمّد عن أبيه (عليهماالسلام) قال: لمّا بقي من أجل رسول الله (ص) ثلاث نزل جبريل فقال: ياأحمد - وساق الحديث إلى أن قال-: فقال جبريل: يا أحمد، إنّ الله قد اشتاق إليك، قال: فامض ياملك الموت لما أمرت به، قال جبريل: السلام عليك يا رسول الله، هذا آخر مواطئ الأرض، إنّما كنت حاجتي من الدنيا، فتوفّي رسول الله (ص) ، وجاءت التعزية يسمعون الصوت والحس ولا يرون الشخص: السلام عليكم ياأهل البيت ورحمة الله وبركاته (كُلُّ نَفْسٍ ذائِقَةُ الْمَوْتِ وَ إِنَّما تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ) ، إنّ في الله عزاءً عن كلّ مصيبة، وخلفاً من كلّ هالك، ودركاً من كلّ ما فات، فبالله فثقوا، وإياه فارجوا، إنّما المصاب من حرم الثواب، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته، ثمّ رواه بطريق آخر قال في آخره: فقال علي (ع) : أتدرون من هذا؟ قالوا: لا، قال: هذا الخضر.(1)
مسند أحمد بن حنبل: روى بسنده عن علي (ع) قال: لمّا نزلت هذه الآية: (وَ أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ)(2)قال: جمع النبي (ص) من أهل بيته، فاجتمع ثلاثون، فأكلوا وشربوا، قال: فقال لهم: من يضمن عنّي ديني ومواعيدي، ويكون معي في الجنة، ويكون خليفتي في أهلي؟ فقال رجل: يا رسول الله، أنت كنت بحراً من يقوم بهذا؟ قال: ثمّ قال الآخر: فعرض ذلك على أهل بيته، فقال علي (ع) : أنا. (3)
حلية الأولياء: روى بسنده عن أبي سعيد الخدري عن النبي (ص) قال: أعطيت في عليّ خمساً: أمّا إحداها فيواري عورتي، والثانية يقضي ديني، والثالثة أنّه متكئ في طول الموقف، والرابعة فإنّه عوني على حوضي، والخامسة فإنّي لا أخاف عليه أن يرجع كافراً بعد إيمان ولا زانياً بعد إحصان.(4)
ص:115
طبقات ابن سعد: روى بسنده عن عبد الواحد بن أبي عون، أنّ رسول الله (ص) لمّا توفّي أمر علي (ع) صائحاً يصيح من كان له عند رسول الله (ص) عدة أو دين فليأتني، فكان يبعث كلّ عام عند العقبة يوم النحر من يصيح بذلك حتّى توفّي علي (ع) ، ثمّ كان الحسن بن علي (عليهماالسلام) يفعل ذلك حتّى توفّي، ثمّ كان الحسين (ع) يفعل ذلك، وانقطع ذلك بعده سلام الله عليهم، قال: قال ابن أبي عون: فلا يأتي أحد من خلق الله إلى علي (ع) بحق أو باطل إلّا أعطاه.(1)
كنز العمال: ولفظه: يا عليّ، أنت تغسل جثّتي، وتؤدّي ديني، وتواريني في حفرتي، وتفي بذمّتي، وأنت صاحب لوائي في الدنيا والآخرة. قال: أخرجه الديلمي عن أبي سعيد - يعني عن النبي (ص) -(2)
الهيثمي في مجمعه: وعن جابر بن عبدالله قال: دعا رسول الله (ص) العباس بن عبد المطلب فقال: اضمن عنّي ديني ومواعيدي، قال: لا أطيق ذلك، فوقع به ابنه عبدالله بن عباس فقال: فعل الله بك من شيخ، يدعوك رسول الله (ص) لتقضي عنه دينه ومواعيده، فقال: دعني عنك، فإنّ ابن أخي يباري الريح، فدعا علي بن أبي طالب (ع) فقال: اضمن عنّي ديني ومواعيدي، فقال: نعم هي عليَّ، فضمنها عنه. (3)
خصائص النسائي: روى بسنده عن عائشة بنت سعد قالت: سمعت أبي يقول: سمعت رسول الله (ص) يوم الجحفة فأخذ بيد علي (ع) ، فخطب فحمد الله وأثنى عليه، ثمّ قال: أيها الناس، إنّي وليكم؟ قالوا: صدقت يارسول الله، ثمّ أخذ بيد علي (ع) فرفعها فقال: هذا وليي، ويؤدّي عنّي ديني، وأنا موالي من والاه، ومعادي من عاداه.(4)
مستدرك الصحيحين: روى بسنده عن أبي إدريس الأودي عن علي (ع) قال: إنّ مما عهد إليّ النبي (ص) أنّ الأمّة ستغدر بي بعده.(5)
ص:116
مستدرك الصحيحين: قال: عن حيان الأسدي سمعت علياً (ع) يقول: قال لي رسول الله (ص) : إنّ الأمّة ستغدر بك بعدي، وأنت تعيش على ملّتي، وتقتل على سنّتي، من أحبّك أحبّني، ومن أبغضك أبغضني، وأنّ هذه ستخضب من هذا - يعني لحيته من رأسه -.(1)
الهيثمي في مجمعه: عن ثعلبة، أنّه قال - أي: علي (ع) - على المنبر: والله إنّه لعهد النبي (ص) الأمّي إليّ أنّ الأمّة ستغدر بي.(2)
مستدرك الصحيحين: روى بسنده عن ابن عباس قال: قال النبي (ص) لعلي: أما إنّك ستلقى بعدي جهداً، قال: في سلامة من ديني؟ قال: في سلامة من دينك.(3)
حلية الأولياء: روى بسنده عن أبي برزة قال: قال رسول الله (ص) : إنّ الله تعالى عهد إليّ عهداً في عليّ فقلت: يا رب، بيّنه لي؟ فقال: اسمع، فقلت: سمعت، فقال: إنّ علياً راية الهدى، وإمام أوليائي ونور من أطاعني، وهو الكلمة التي ألزمتها المتقين، من أحبّه أحبّني، ومن أبغضه أبغضني، فبشّره بذلك، فجاء علي (ع) فبشّرته، فقال: يارسول الله، أنا عبدالله وفي قبضته، فإن يعذّبني فبذنبي، وإن يتمّ لي الذي بشّرتني به فالله أولى بي، قال: قلت: اللهم أجل قلبه، واجعل ربيعه الإيمان، فقال الله: قد فعلت به ذلك، ثمّ إنّه رفع إليّ أنّه سيخصّه من البلاء بشيء لم يخص به أحداً من أصحابي، فقلت: يا رب، أخي وصاحبي، فقال: إنّ هذا شيء قد سبق أنّه مبتلى ومبتلى به.(4)
تاريخ بغداد: روى بسنده عن عبدالله بن أحمد بن كثير وأحمد بن زهير بسنديهما عن أبي عثمان النهدي عن علي بن أبي طالب (ع) قال: مررت مع رسول الله (ص) بحديقة فقلت: يا رسول الله، ما أحسنها! قال: لك في الجنة خير منها، حتّى مررت بسبع حدائق، قال: وقال
ص:117
أحمد بن زهير: بتسع حدائق، كلّ ذلك أقول له ويقول: لك في الجنة خير منها، قال: ثمّ جذبني رسول الله (ص) وبكى، فقلت: يا رسول الله، ما يبكيك؟ قال: ضغائن في صدور رجال عليك لن يبدوها لك إلّا من بعدي، فقلت: بسلامة من ديني؟ قال: نعم، بسلامة من دينك.(1)
الهيثمي في مجمعه: عن ابن عباس قال: خرجت أنا والنبي (ص) وعلي (ع) في حشان(2)المدينة فمررنا بحديقة فقال علي (ع) : ما أحسن هذه الحديقة يارسول الله! فقال: حديقتك في الجنة أحسن منها، ثمّ أومأ بيده إلى رأسه، ثمّ بكى حتّى علا بكاؤه، قلت: ما يبكيك؟ قال: ضغائن في صدور قوم لا يبدونها لك حتّى يفقدوني.(3)
مستدرك الصحيحين: عن حيان الأسدي سمعت علياً (ع) يقول: قال رسول الله (ص) : «إنّ الأمّة ستغدر بك بعدي، وأنت تعيش على ملّتي، وتقتل على سنّتي، من أحبّك أحبّني، ومن أبغضك أبغضني، وأنّ هذه ستخضب من هذا» ، يعني لحيته من رأسه.(4)
الاستيعاب: روى بسنده عن ابن أبي فضالة قال: خرجت مع أبي إلى علي بن أبي طالب (ع) بينبع عائداً له، وكان مريضاً ثقيلاً يخاف عليه، فقال له أبي: ما يقيمك بهذا المنزل لو هلكت؟ لم يلك إلّا أعراب جهينة، فاحتمل إلى المدينة، فإن أصابك أجلك وليك أصحابك وصلّوا عليك- كان أبو فضالة ممن شهد بدراً مع النبي (ص) - فقال له علي (ع) : لست ميتاً من وجعي هذا، إنّ رسول الله (ص) عهد إليّ أن لا أموت حتّى أؤمّر، ثمّ تخضب هذه من هذه - يعني لحيته من هامته-.(5)
مسند أبي داود الطيالسي: روى بسنده عن زبيد بن وهب قال: جاء رأس الخوارج إلى علي (ع) فقال: اتق الله فإنّك ميت، فقال: لا والذي فلق الحبة وبرأ النسمة، ولكني مقتول
ص:118
من ضربة، من هذه تخضب هذه - وأشار بيده إلى لحيته - عهد معهود، وقضاء مقضي، وقد خاب من افترى.(1)
الهيثمي في مجمعه: عن عائشة قالت: رأيت النبي (ص) التزم علياً (ع) وقبّله ويقول: بأبي الوحيد الشهيد.(2)
مسند أحمد بن حنبل: روى بسنده عن عبدالله بن سبع قال: خطبنا علي (ع) فقال: والذي فلق الحبة وبرأ النسمة، لتخضبن هذه من هذه، قال: قال الناس: فأعلمنا من هو؟ والله لنبيرن عترته، قال: أنشدكم بالله أن يقتل غير قاتلي. (3)
السيوطي في الدر المنثور: في ذيل تفسير سورة والشمس قال: وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه والبغوي وأبو نعيم في الدلائل عن عمار بن ياسر قال: قال رسول الله (ص) لعلي (ع) : ألا أحدّثك بأشقى الناس؟ قال: بلى، قال: رجلان أحيمر ثمود الذي عقر الناقة، والذي يضربك على هذا- يعني قرنه - حتّى تبتل منه هذه - يعني لحيته -.(4)
خصائص النسائي: روى بسنده عن عمار بن ياسر قال: كنت أنا وعلي بن أبي طالب (ع) رفيقين في غزوة العشيرة من بطن ينبع، فلمّا نزلها رسول الله (ص) أقام بها شهراً، فصالح فيها بني مدلج وحلفاءهم من ضمرة فوادعهم، فقال لي علي (ع) : هل لك ياأبا اليقظان أن نأتي هؤلاء نفراً من بني مدلج يعملون في عين لهم فننظر كيف يعملون؟ قال: قلت: إن شئت، فجئناهم فنظرنا إلى أعمالهم ساعة، ثمّ غشينا النوم، فانطلقت أنا وعلي (ع) حتّى اضطجعنا في ظل صور من النخل وفي دقعاء من التراب فنمنا، فوالله ما أهبنا إلّا رسول الله (ص) يحرّكنا برجله، وقد تربنا من تلك الدقعاء التي نمنا فيها، فيومئذ قال رسول الله (ص) لعليّ (ع) : ما لك يا أبا تراب؟ لما يرى عليه من التراب، ثمّ قال: ألا أحدّثكما بأشقى الناس رجلين؟ قلنا:
ص:119
بلى يارسول الله، قال: أحيمر ثمود الذي عقر الناقة، والذي يضربك على هذه - ووضع يده على قرنه حتّى يبل منها هذه- وأخذ بلحيته -.(1)
مستدرك الصحيحين: روى بسنده عن أبي سنان الدؤلي، أنّه عاد علياً (ع) في شكوى له شكاها، قال: فقلت له: لقد تخوفنا عليك يا أميرالمؤمنين في شكواك هذه، فقال: لكني والله ما تخوفت على نفسي منه؛ لأنّي سمعت رسول الله (ص) الصادق المصدوق يقول: إنّك ستضرب ضربة هاهنا وضربة هاهنا -وأشار إلى صدغيه- فيسيل دمها حتّى تخضب لحيتك، ويكون صاحبها أشقاها، كما كان عاقر الناقة أشقى ثمود.(2)
أسد الغابة: روى بسنده عن عمرو ذي مرّ قال: لمّا أصيب علي (ع) بالضربة دخلت عليه وقد عصّب رأسه، قال: قلت: يا أميرالمؤمنين، أرني ضربتك؟ قال: فحلها، فقلت: خدش وليس بشيء، قال: إنّي مفارقكم، فبكت أمّ كلثوم من وراء الحجاب، فقال لها: اسكتي، فلو ترين ما أرى لما بكيت، قال: فقلت: يا أمير المؤمنين، ماذا ترى؟ قال: هذه الملائكة وفود والنبيون، وهذا محمّد (ص) يقول: يا عليّ، أبشر فما تصير إليه خير مما أنت فيه.(3)
الرياض النضرة: عن أبي ذر قال: قال رسول الله (ص) : «لمّا أسري بي مررت بملك جالس على سرير من نور، وإحدى رجليه في المشرق والأخرى في المغرب، وبين يديه لوح ينظر فيه، والدنيا كلّها بين عينيه، والخلق بين ركبتيه، ويده تبلغ المشرق والمغرب، فقلت: يا جبريل، من هذا؟ قال: هذا عزرائيل، تقدّم فسلّم عليه، فتقدّمت وسلّمت عليه، فقال: وعليك السلام يا أحمد، ما فعل ابن عمّك عليّ؟ فقلت: وهل تعرف ابن عمّي علياً؟ قال: وكيف لا أعرفه وقد
ص:120
وكّلني الله بقبض أرواح الخلائق ما خلا روحك وروح ابن عمّك علي بن أبي طالب، فإنّ الله يتوفاكما بمشيته» . (1)
مستدرك الصحيحين: روى بسنده عن ابن شهاب قال: قدمت دمشق وأنا أريد الغزو فأتيت عبدالملك لأسلّم عليه، فوجدته في قبة على فرش بقرب القائم وتحته سماطان، فسلّمت ثمّ جلست، فقال لي: يابن شهاب، أتعلم ما كان في بيت المقدس صباح قتل علي بن أبي طالب (ع) ؟ فقلت: نعم، فقال: هلم، فقمت من وراء الناس حتّى أتيت خلف القبة فحوّل إليّ وجهه فانحنى عليّ فقال: ما كان؟ فقلت: لم يرفع حجر من بيت المقدس إلّا وجد تحته دم، فقال: لم يبق أحد يعلم هذا غيري وغيرك، لا يسمعن منك أحد، فما حدّثت به حتّى توفي.(2)
مستدرك الصحيحين: روى بسنده عن الزهري، أنّ أسماء الأنصارية قالت: ما رفع حجر بإيلياء ليلة قتل علي (ع) إلّا ووجد تحته دم عبيط.(3)
الهيثمي في مجمعه: عن أبي الطفيل قال: خطبنا الحسن بن علي بن أبي طالب (عليهماالسلام) ، فحمدالله وأثنى عليه، وذكر أميرالمؤمنين علياً (ع) خاتم الأوصياء، ووصي الأنبياء، وأمين الصدّيقين والشهداء، ثمّ قال: «يا أيّها الناس، لقد فارقكم رجل ما سبقه الأوّلون، ولا يدركه الآخرون، لقد كان رسول الله (ص) يعطيه الراية فيقاتل جبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره، فما يرجع حتّى يفتح الله عليه، ولقد قبضه الله في الليلة التي قبض وصي موسى،
ص:121
وعرج بروحه في الليلة التي عرج فيها بروح عيسى بن مريم، وفي الليلة التي أنزل الله عزّوجل فيها الفرقان، والله ما ترك ذهباً ولا فضة، وما في بيت ماله إلّا سبعمائة وخمسون درهماً فضلت من عطائه، أراد أن يشتري بها خادماً لأمّ كلثوم. . .» . (1)
طبقات ابن سعد: روى بسنده عن هبيرة بن يريم قال: لمّا توفيّ علي بن أبي طالب (ع) قام الحسن بن علي (عليهماالسلام) فصعد المنبر فقال: أيّها الناس، قد قبض الليلة رجل لم يسبقه الأوّلون، ولا يدركه الآخرون، قد كان رسول الله (ص) يبعثه المبعث فيكتنفه جبريل عن يمينه وميكائيل عن شماله، فلا ينثني حتّى يفتح الله له، وما ترك إلّا سبعمائة درهم، أراد أن يشتري بها خادماً، ولقد قبض في الليلة التي عرج فيها بروح عيسى بن مريم ليلة سبع وعشرين من شهر رمضان.(2)
كنز العمال: عن الحسن (ع) ، أنّه لمّا قتل علي (ع) قام خطيباً، فحمد الله وأثنى عليه، ثمّ قال: أمّا بعد، والله لقد قتلتم الليلة رجلاً في ليلة نزل فيها القرآن، وفيها رفع عيسى بن مريم، وفيها قتل يوشع بن نون فتى موسى، وفيها تيب على بني إسرائيل.(3)
مستدرك الصحيحين: عن حيان الأسدي سمعت علياً (ع) يقول: قال لي رسول الله (ص) : «إنّ الأمّة ستغدر بك بعدي، وأنت تعيش على ملّتي، وتُقتل على سنّتي، من أحبّك أحبّني، ومن أبغضك أبغضني، وأنّ هذه ستخضب من هذا» ، يعني لحيته من رأسه.(4)
كنز العمال: عن محمّد بن عبدالله بن أبي رافع عن جده، أنّ رسول الله (ص) قال لعلي (ع) : أنت تقتل على سنّتي.(5)
ص:122
الهيثمي في مجمعه: عن أبي رافع، أنّ رسول الله (ص) قال لعلي (ع) قبل موته: «تبرئ ذمّتي، وتقتل على سنّتي» .(1)
صحيح الترمذي: روى بسنده عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله (ص) : «إنّ الجنة لتشتاق إلى ثلاثة: عليّ وعمار وسلمان» .(2)
مستدرك الصحيحين: روى بسنده عن أنس قال: قال رسول الله (ص) : «اشتاقت الجنة إلى ثلاثة: عليّ وعمار وسلمان» .(3)
حلية الأولياء: روى بسنده عن أنس بن مالك قال: سمعت النبي (ص) يقول: «اشتاقت الجنة إلى أربعة: عليّ والمقداد وعمار وسلمان» .(4)
الاستيعاب: قال: وروي من حديث أنس عن النبي (ص) ، أنّه قال: «اشتاقت الجنة إلى عليّ وعمار وسلمان وبلال» .(5)
كنز العمال: عن ابن عباس عن علي (ع) ، أنّ رسول الله (ص) قال: «إنّ الجنة اشتاقت إلى أربعة من أصحابي، فأمرني ربّي أن أحبّهم» ، فانتدب صهيب الرومي وبلال ابن أبي رباح وطلحة والزبير وسعد بن أبي وقاص وحذيفة بن اليمان وعمار بن ياسر، فقالوا: يا رسول الله، من هؤلاء الأربعة حتّى نحبّهم؟ قال رسول الله (ص) : يا عمار، عرَّفك الله المنافقين، وأمّا هؤلاء الأربعة: فأحدهم علي بن أبي طالب، والثاني المقداد بن الأسود الكندي، والثالث سلمان الفارسي، والرابع أبو ذر الغفاري.(6)
ص:123
تاريخ بغداد: روى بسنده عن عبدالله بن عمر بن علي عن أبيه عن جدّه علي بن أبي طالب (ع) قال: قال رسول الله (ص) : «سألت الله فيك خمساً فأعطاني أربعاً ومنعني واحدة: سألته فأعطاني فيك أنّك أوّل من تنشق الأرض عنه يوم القيامة، وأنت معي، معك لواء الحمد وأنت تحمله، وأعطاني أنّك وليّ المؤمنين من بعدي» .(1)
كنز العمال: قال: شاذان - وذكر السند إلى أن قال-: حدّثني أبي علي بن أبي طالب (ع) قال: قال رسول الله (ص) : «يا عليّ، إنّي سألت ربّي عزّوجل فيك خمس خصال فأعطاني: أمّا الأولى فإنّي سألت ربّي أن تنشق عنّي الأرض وأنفض التراب عن رأسي وأنت معي فأعطاني، وأمّا الثانية فسألته أن يوقفني عند كفة الميزان وأنت معي فأعطاني، وأمّا الثالثة فسألته أن يجعلك حامل لوائي وهو لواء الله الأكبر عليه المفلحون والفائزون بالجنة فأعطاني، وأمّا الرابعة فسألت ربّي أن تسقى أُمّتي من حوضي فأعطاني، وأمّا الخامسة فسألت ربّي أن يجعلك قائد أمّتي إلى الجنة فأعطاني، فالحمد لله الذي منّ به عليّ» .(2)
أسد الغابة: ذكر حديثاً مسنداً عن أبي ليلى الغفاري قال: سمعت رسول الله (ص) يقول: «ستكون بعدي فتنة، فإذا كان ذلك فالزموا علي بن أبي طالب، فإنّه أوّل من يراني، وأوّل من يصافحني يوم القيامة، وهو الصدّيق الأكبر، وهو فاروق هذه الأُمّة يفرق بين الحق والباطل، وهو يعسوب المؤمنين»(3)
كنز العمال: عن علي (ع) قال: قال رسول الله (ص) : «إنّ أوّل خلق الله يكسى يوم القيامة أبي إبراهيم (ع) ، فيكسى ثوبين أبيضين، ثمّ يقام عن يمين العرش، ثمّ أدعى فأكسى ثوبين
ص:124
أخضرين، ثمّ أقام عن يسار العرش، ثمّ تدعى أنت يا عليّ فتكسى ثوبين أخضرين، ثمّ تقام عن يميني، أفما ترضى أن تدعى إذا دعيت وتكسى إذا كسيت وأن تشفع إذا شفعت؟ !» .(1)
كنز العمال: عن علي (ع) قال لي رسول الله (ص) : «ألا ترضى يا عليّ إذا جمع الله الناس في صعيد واحد حفاة عراة مشاة قد قطع أعناقهم العطش، فكان أوّل من يدعى إبراهيم فيكسى ثوبين أبيضين، ثمّ يقوم عن يمين العرش، ثمّ يفجر لي شعب من الجنة إلى حوضي، وحوضي أعرض ما بين بصرى وصنعاء، وفيه عدد نجوم السماء قدحان من فضة، فأشرب وأتوضأ وأكسى ثوبين أبيضين، ثمّ أقوم عن يمين العرش، ثمّ تدعى فتشرب وتتوضأ وتكسى ثوبين أبيضين، فتقوم معي، ولا أدعى لخير إلّا دعيت إليه؟» قلت: بلى.(2)
حلية الأولياء: روى بسنده عن أنس بن مالك قال: بعثني النبي (ص) إلى أبي برزة الأسلمي فقال له وأنا أسمع: يا أبا برزة، إنّ ربّ العالمين عهد إليّ عهداً في علي بن أبي طالب (ع) فقال: «إنّه راية الهدى، ومنار الإيمان، وإمام أوليائي، ونور جميع من أطاعني، ياأبا برزة، علي بن أبي طالب أميني غداً في القيامة، وصاحب رايتي في القيامة على مفاتيح خزائن رحمة ربّي» .(3)
كنز العمال: ولفظه: «يا عليّ، أنت تغسل جثّتي، وتؤدّي ديني، وتواريني في حفرتي، وتفي بذمّتي، وأنت صاحب لوائي في الدنيا والآخرة» .(4)
كنز العمال: عن أبي إسحاق عن الحارث عن علي (ع) سمعت رسول الله (ص) يقول: في عليّ خمس خصال لم يعطها نبي في أحد قبلي: أمّا خصلة فإنّه يقضي ديني ويواري عورتي، وأمّا الثانية فإنّه الذائد عن حوضي، وأمّا الثالثة فإنّه متكأة لي في طريق الحشر يوم القيامة، وأمّا
ص:125
الرابعة فإنّ لوائي معه يوم القيامة وتحته آدم وما ولد، وأمّا الخامسة فإنّي لا أخشى أن يكون زانياً بعد إحصان ولا كافراً بعد إيمان. قال: أخرجه العقيلي. (1)
كنز العمال: روى بسنده عن ابن عباس قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول: كفّوا عن ذكر علي بن أبي طالب فلقد رأيت من رسول الله (ص) فيه خصالاً لأن تكون لي واحدة منهن في آل الخطاب أحبّ إليّ مما طلعت عليه الشمس، كنت أنا وأبو بكر وأبو عبيدة في نفر من أصحاب رسول الله (ص) فانتهيت إلى باب أمّ سلمة وعلي (ع) قائم على الباب فقلنا: أردنا رسول الله (ص) ، فقال: يخرج إليكم، فخرج رسول الله (ص) فثرنا إليه، فاتكأ على علي بن أبي طالب، ثمّ ضرب بيده على منكبه، ثمّ قال: إنّك مخاصم تخاصم، أنت أوّل المؤمنين إيماناً، وأعلمهم بأيام الله، وأوفاهم بعهده، وأقسمهم بالسوية، وأرأفهم بالرعية، وأعظمهم رزية، وأنت عاضدي وغاسلي ودافني، والمتقدّم إلى كلّ شديدة وكريهة، ولن ترجع بعدي كافراً، وأنت تتقدّمني بلواء الحمد، وتذود عن حوضي.(2)
كنز العمال: عن ابن عباس قال: قال رسول الله (ص) لعلي (ع) : «أنت أمامي يوم القيامة، فيدفع إليّ لواء الحمد فأدفعه إليك، وأنت تذود الناس عن حوضي» .(3)
ص:126
الهيثمي في مجمعه: عن أبي هريرة وجابر بن عبدالله قالا: قال رسول الله (ص) : «علي بن أبي طالب صاحب حوضي يوم القيامة، فيه أكواب كعدد نجوم السماء، وسعة حوضي ما بين الجابية إلى صنعاء.(1)
تاريخ بغداد: روى بسنده عن أنس بن مالك قال: بعثني رسول الله (ص) إلى أبي برزة الأسلمي فقال له وأنا أسمعه: يا أبا برزة، إنّ ربّ العالمين تعالى عهد إليّ في علي بن أبي طالب عهداً فقال: علي راية الهدى، ومنار الإيمان، وإمام أوليائي، ونور جميع من أطاعني، يا أبا برزة، علي بن أبي طالب معي غداً في القيامة على حوضي، وصاحب لوائي، ومعي غداً على مفاتيح خزائن جنة ربّي.(2)
الهيثمي في مجمعه: عن عبدالله بن إجارة بن قيس قال: سمعت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (ع) وهو على المنبر يقول: أنا أذود عن حوض رسول الله (ص) بيدي هاتين القصيرتين الكفّار والمنافقين، كما تذود السقاة غريبة الإبل عن حياضهم.(3)
تاريخ بغداد: روى بسنده عن أنس بن مالك قال: لمّا حضرت وفاة أبي بكر - وساق الحديث إلى أن قال أبو بكر-: سمعت رسول الله (ص) يقول: إنّ على الصراط لعقبة لايجوزها أحد إلّا بجواز من علي بن أبي طالب (ع) - إلى أن قال في آخره- علي (ع) وقد سمعت رسول الله (ص) يقول: أنا خاتم الأنبياء، وأنت يا عليّ خاتم الأولياء.(4)
الرياض النضرة: عن علي (ع) قال: قال رسول الله (ص) : «إذا جمع الله الأوّلين والآخرين يوم القيامة، ونصب الصراط على جسر جهنم، ما جازها أحد حتّى كانت معه براءة بولاية علي بن أبي طالب.(5)
ص:127
الصواعق المحرقة: قال: أخرج الدارقطني، أنّ علياً (ع) قال للستة الذين جعل عمر الأمر شورى بينهم كلاماً طويلاً من جملته: «أنشدكم بالله، هل فيكم أحد قال له رسول الله (ص) : يا عليّ، أنت قسيم الجنة والنار يوم القيامة غيري؟ !» قالوا: اللهم لا.(1)
كنز العمال: عن علي (ع) قال: أنا قسيم النار.(2)
كنوز الحقائق: لفظه: عليّ قسيم النار.(3)
مستدرك الصحيحين: روى بسنده عن عاصم بن ضمرة عن علي (ع) قال: أخبرني رسول الله (ص) أنّ أوّل من يدخل الجنة أنا وفاطمة والحسن والحسين، قلت: يا رسول الله، فمحبّونا؟ قال: من ورائكم.(4)
الإصابة: روى ابن السكن وابن شاهين وابن قانع والطبراني من طريق قيس بن الربيع عن ابن إسحاق عن أبي البختري عن حجر بن عدي سمعت شراحيل بن مرة يقول: سمعت رسول الله (ص) يقول لعلي (ع) : أبشر يا عليّ، حياتك وموتك معي. (5)
مسند أحمد بن حنبل: روى بسنده عن عباد بن عبدالله الأسدي عن علي (ع) قال: لمّا نزلت هذه الآية (وَ أَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) قال: جمع النبي (ص) من أهل بيته، فاجتمع
ص:128
ثلاثون، فأكلوا وشربوا، قال: فقال لهم: من يضمن عنّي ديني ومواعيدي، ويكون معي في الجنة، ويكون خليفتي في أهلي؟ فقال رجل: يا رسول الله، أنت كنت بحراً من يقوم بهذا؟ قال: ثمّ قال الآخر: فعرض ذلك على أهل بيته، فقال علي (ع) : أنا.(1)
كنز العمال: قال: لمّا آخى النبي (ص) بين أصحابه، قال علي (ع) : لقد ذهب روحي وانقطع ظهري حين رأيتك فعلت بأصحابك ما فعلت غيري، فإن كان هذا من سخط عليّ فلك العتبى والكرامة، فقال رسول الله (ص) : «والذي بعثني بالحق ما أخّرتك إلّا لنفسي، وأنت منّي بمنزلة هارون من موسى، غير أنّه لا نبي بعدي، وأنت أخي ووارثي» ، قال: وما أرث منك يا رسول الله؟ قال: «ما ورثت الأنبياء من قبلي» ، قال: وما ورثت الأنبياء من قبلك؟ قال: «كتاب ربّهم، وسنّة نبيهم، وأنت معي في قصري في الجنة مع فاطمة ابنتي، وأنت أخي ورفيقي» . قال: أخرجه أحمد بن حنبل في كتاب المناقب، وأخرجه ابن عساكر.(2)
مستدرك الصحيحين: روى بسنده عن أنس بن مالك، أنّ رسول الله (ص) قال: نحن بنو عبدالمطلب سادة أهل الجنة: أنا وعليّ وجعفر وحمزة والحسن والحسين والمهدي. (3)
سنن ابن ماجة: في باب خروج المهدي (عج) روى بسنده عن أنس بن مالك قال: سمعت رسول الله (ص) يقول: نحن ولد عبد المطلب سادة أهل الجنة: أنا وحمزة وعليّ وجعفر والحسن والحسين والمهدي. (4)
تاريخ بغداد: روى بسنده عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله (ص) : نحن سبعة بنو عبدالمطلب سادات أهل الجنة: أنا وعليّ أخي وعمّي حمزة وجعفر والحسن والحسين والمهدي. (5)
ص:129
مستدرك الصحيحين: روى بسنده عن أبي سعيد الخدري، أنّ النبي (ص) دخل على فاطمة (عليهاالسلام) فقال: إنّي وإياك وهذا النائم - يعني علياً (ع) - وهما - يعني الحسن والحسين- لفي مكان واحد يوم القيامة.(1)
مسند أحمد بن حنبل: روى بسنده عن عبد الرحمن الأزرق عن علي (ع) قال: دخل عليّ رسول الله (ص) وأنا نائم على المنامة، فاستسقى الحسن أو الحسين (عليهماالسلام) ، قال: فقام النبي (ص) إلى شاة لنا بكيء فحلبها فدرّت، فجاءه الحسين (ع) فنحّاه النبي (ص) ، فقالت فاطمة: يا رسول الله، كأنّه أحبّهما إليك، قال: لا، ولكنه استسقى قبله، ثمّ قال: إنّي وإياك وهذين وهذا الراقد في مكان واحد يوم القيامة.(2)
أسد الغابة: روى بسنده عن أبي فاختة قال: قال علي (ع) : زارنا رسول الله (ص) ، فبات عندنا والحسن والحسين (عليهماالسلام) نائمان، فاستسقى الحسن، فقام رسول الله (ص) إلى قربة لنا فجعل يعصرها في القدح، ثمّ جاء يسقيه فتناوله الحسين ليشرب، فمنعه رسول الله (ص) وبدأ بالحسن، فقيل: يا رسول الله، كأنّه أحبّهما إليك، فقال: لا، ولكنه استسقى أوّل مرّة، ثمّ قال رسول الله (ص) : يا فاطمة، إنّي وإياك وهذين وهذا الراقد - يعني علياً (ع) - في مكان واحد يوم القيامة.(3)
الهيثمي في مجمعه: عن أبي موسى الأشعري قال: قال رسول الله (ص) : أنا وعلي وفاطمة والحسن والحسين يوم القيامة في قبة تحت العرش.(4)
كنز العمال: ولفظه: أنّ فاطمة وعلياً والحسن والحسين في حظيرة القدس في قبة بيضاء سقفها عرش الرحمن. (5)
ص:130
الهيثمي في مجمعه: عن عبدالله بن مسعود قال: سأحدّثكم بحديث سمعته من رسول الله (ص) ، فلم أزل أطلب الشهادة للحديث فلم أرزقها، سمعت رسول الله (ص) في غزوة تبوك يقول- ونحن نسير معه-: إنّ الله لمّا أمرني أن أزوّج فاطمة من عليّ ففعلت، قال جبريل (ع) : إنّ الله تعالى بنى جنّة من لؤلؤة قصب، بين كلّ قصبة الى قصبة لؤلؤة من ياقوتة مشذرة بالذهب، وجعل سقوفها زبرجداً أخضر، وجعل فيها طاقات من لؤلؤة مكللة باليواقيت، ثمّ جعل عليها غرفاً لبنة من فضة، ولبنة من ذهب، ولبنة من در، ولبنة من ياقوت، ولبنة من زبرجد، ثمّ جعل فيها عيوناً تنبع في نواحيها، وحفت بالأنهار، وجعل على الأنهار قباباً من در قد شعبت بسلاسل، وحفت بأنواع الشجر، وبنى في كلّ غصن قبة، وجعل في كلّ قبة أريكة من درة بيضاء غشاؤها السندس والإستبرق، وفرش أرضها بالزعفران، وفتق بالمسك والعنبر، وجعل في كلّ قبة حوراء، والقبة لها مائة باب، على كلّ باب حارسان وشجرتان، في كلّ قبة مفرش، وكتاب مكتوب حول القباب آية الكرسي، قلت لجبريل: لمن بنى الله هذه الجنة؟ قال: بناها لفاطمة ابنتك وعلي بن أبي طالب سوى جنانهما، تحفة أتحفهما، أقر عينيك يارسول الله.(1)
تاريخ بغداد: روى بسنده عن محمّد بن علي بن الحسين عن أبيه عن علي (ع) قال: قال رسول الله (ص) : يا علي، أنت أخي وصاحبي ورفيقي في الجنة.(2)
مستدرك الصحيحين: روى بسنده عن المسيب بن نجبة عن علي بن أبي طالب (ع) ، أنّ النبي (ص) قال: كلّ نبي أعطي سبعة رفقاء وأعطيت بضعة عشر، فقيل لعلي (ع) : من هم؟ فقال: أنا وحمزة وابناي.(3)
ص:131
الهيثمي في مجمعه: عن عمرو بن الحمق قال: بعث رسول الله (ص) سريةوساق الحديث الى أن قال-: ثمّ هاجرت إلى رسول الله (ص) ، فبينا أنا عنده ذات يوم، فقال لي: يا عمرو، هل لك أن أريك آية الجنة تأكل الطعام وتشرب الشراب وتمشي في الأسواق؟ قلت: بلى، بأبي أنت، قال: هذا وقومه - وأشار بيده إلى علي بن أبي طالب (ع) - وقال لي: يا عمرو، هل لك أن أريك آية النار تأكل الطعام وتشرب الشراب وتمشي في الأسواق؟ قلت: بلى، بأبي أنت، قال: هذا وقومه آية الناروأشار إلى رجل فلمّا وقعت الفتنة ذكرت قول رسول الله (ص) ، ففررت من آية النار إلى آية الجنةإلى أن قال-: والله، إن كنت في حجر في جوف حجر لاستخرجني بنو أُمية حتّى يقتلوني، حدّثني به حبيبي رسول الله (ص) أنّ رأسي أوّل رأس يحتز في الإسلام، وينقل من بلد إلى بلد.(1)
كنز العمال: عن الأجلح بن عبدالله الكندي قال: سمعت زيد بن علي وعبدالله بن الحسن وجعفر بن محمّد ومحمّد بن عبدالله بن الحسن يذكرون تسمية من شهد مع علي (ع) من أصحاب رسول الله (ص) كلّهم ذكره عن آبائه وعمن أدرك من أهله، وسمعته أيضاً من غيرهم فذكرهم وذكر فيهم عمرو بن الحمق الخزاعي، وكان رسول الله (ص) قال له: يا عمرو، أتحب أن أريك آية الجنة؟ قال: نعم يا رسول الله، فمرّ علي (ع) ، فقال: هذا وقومه آية الجنة، فلمّا قتل عثمان وبايع الناس علياً (ع) لزمه فكان معه حتّى أصيب.(2)
حلية الأولياء: روى بسنده عن الشعبي عن علي (ع) قال: قال لي النبي (ص) : إنّك وشيعتك في الجنة.(3)
١)
٣)
ص:132
تاريخ بغداد: روى بسنده عن أبي سعيد الخدري عن أمّ سلمة قالت: كانت ليلتي من رسول الله (ص) فأتته فاطمة (عليهاالسلام) ومعها علي (ع) ، فقال له النبي (ص) : أنت وأصحابك في الجنة، أنت وشيعتك في الجنة.(1)
الهيثمي في مجمعه: عن أبي هريرة، أنّ علي بن أبي طالب (ع) قال: يا رسول الله، أيّما أحبّ إليك أنا أم فاطمة؟ قال: فاطمة أحبّ إليّ منك، وأنت أعزّ عليّ منها، وكأنّي بك وأنت على حوضي تذود عنه الناس، وأنّ عليه لأباريق مثل عدد نجوم السماء، وإنّي وأنت والحسن والحسين وفاطمة وعقيل وجعفر في الجنة (إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ) ، أنت معي وشيعتك في الجنة، ثمّ قرأ رسول الله (ص) (إِخْواناً عَلى سُرُرٍ مُتَقابِلِينَ) ، لا ينظر أحد في قفا صاحبه(2)
كنز العمال: ولفظه: يا علي، إنّ أوّل أربعة يدخلون الجنّة: أنا وأنت والحسن والحسين، وذرارينا خلف ظهورنا، وأزواجنا خلف ذرارينا، وشيعتنا عن أيماننا وعن شمائلنا. قال: أخرجه ابن عساكر عن علي (ع) .(3)
ص:133
ص:134
ص:135
السيوطي في الدر المنثور: في ذيل تفسير قوله تعالى: (سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ) (الأسراء:١) .
قال: وأخرج الطبراني عن عائشة، قالت: قال رسول الله (ص) : لمّا أُسري بي إلى السماء أُدخلت الجنّة، فوقفت على شجرة من أشجار الجنة لم أرَ في الجنة أحسن منها، ولا أبيض ورقاً ولا أطيب ثمرة، فتناولت ثمرة من ثمرتها فأكلتها فصارت نطفة في صلبي، فلمّا هبطت إلى الأرض واقعت خديجة فحملت بفاطمة، فإذا أنا اشتقت إلى ريح الجنة شممتُ ريح فاطمة.(1)
المستدرك على الصحيحين: كتاب معرفة الصحابة.
روى بسنده عن سعد بن مالك، قال: قال رسول الله (ص) : أتاني جبريل عليه الصلاة والسلام بسفرجلة من الجنة فأكلتها ليلة أُسري بي فعلقت خديجة بفاطمة، فكنت إذا اشتقت إلى رائحة الجنة شممت رقبة فاطمة. (2)
ذخائر العقبى: القسم الأوّل فيما جاء في القرابة على وجه العموم.
قال: روى الملا في سيرته أنَّ النبي (ص) قال: أتاني جبريل بتفاحة من الجنّة فأكلتها وواقعت خديجة فحملت بفاطمة، فقالت: إنّي حملت حملاً خفيفاً، فإذا خرجت حدّثني الذي
ص:136
في بطني، فلمّا أرادت أن تضع بعثت إلى نساء قريش لتأتينها فيلينَ منها ما تلي النساء ممَّن تلد، فلم يفعلنَ وقلن: لا نأتيك وقد صرت زوجة محمد، فبينما هي كذلك، إذ دخل عليها أربع نسوة عليهن من الجمال والنور ما لا يوصف، فقالت لها إحداهن: أنا أُمّك حواء، وقالت الأُخرى: أنا آسية بنت مزاحم، وقالت الأُخرى: أنا كلثم أُخت موسى، وقالت الأُخرى: أنا مريم بنت عمران أُمّ عيسى، جئنا لنلي من أمرك ما تلي النساء، قالت: فولدت فاطمة، فوقعت حين وقعت على الأرض ساجدة رافعة إصبعها.(1)
ذخائر العقبى: القسم الأوَّل: فيما جاء في القرابة على وجه العموم.
قال: عن علي (ع) قال: قال رسول الله (ص) لفاطمة: يا فاطمة، تدرين لِمَ سمّيتِ فاطمة؟ قال علي (ع) : يارسول الله، لِمَ سُمّيت فاطمة؟ قال: إنَّ الله عزوجل قد فطمها وذرّيتها عن النار يوم القيامة. قال: أخرجه الحافظ الدمشقي، ثُمَّ قال: وقد رواه الإمام علي بن موسى الرضا (ع) في مسنده، قال ولفظه: إنَّ رسول الله (ص) قال: إنَّ الله عزوجل فطم ابنتي فاطمة وولدها ومَن أحبّهم من النار، فلذلك سُمّيت فاطمة.(2)
سنن الترمذي: كتاب المناقب، باب فضل فاطمة بنت محمد.
روى بسنده عن عائشة أم المؤمنين قالت: ما رأيت أحداً أشبه سمتاً ودلاً وهدياً برسول الله (ص) في قيامها وقعودها من فاطمة بنت رسول الله (ص) . قالت: وكانت إذا دخلت على النبي (ص) قام إليها فقبَّلها وأجلسها في مجلسه، وكان النبي (ص) إذا دخل عليها قامت من مجلسها فقبَّلته وأجلسته في مجلسها. . . الحديث.(3)
ص:137
مستدرك الصحيحين: روى بسنده عن أُمّ المؤمنين عائشة أنَّها قالت: ما رأيت أحداً كان أشبه كلاماً وحديثاً من فاطمة برسول الله (ص) ، وكانت إذا دخلت عليه رحَّب بها وقام إليها فأخذ بيدها فقبّلها وأجلسها في مجلسه. وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين.(1)
مسند أحمد بن حنبل: روى بسنده عن أنس بن مالك، قال: لم يكن أحد أشبه برسول الله (ص) من الحسن بن علي (عليهماالسلام) وفاطمة (عليهاالسلام) .(2)
سنن أبي داود: في باب ما جاء في الانتفاع بالعاج.
روى بسنده عن ثوبان، مولى رسول الله (ص) ، قال: كان رسول الله (ص) إذا سافر كان آخر عهده بإنسان من أهله، فاطمة (عليهاالسلام) ، وأوّل مَن يدخل عليه إذا قدم فاطمة (عليهاالسلام) . . . الحديث.(3)
مستدرك الصحيحين: روى بسنده عن ابن عمر، أنَّ النبي (ص) كان إذا سافر كان آخر الناس عهداً به فاطمة (عليهاالسلام) ، وإذا قدم من سفر كان أوّل الناس عهداً به فاطمة (عليهاالسلام) . ثُمَّ رواه بطريق آخر وزاد فيه: فقال لها رسول الله (ص) : فداك أبي وأُمّي.(4)
مستدرك الصحيحين: روى بسنده عن أبي ثعلبة الخشني يقول: كان رسول الله (ص) إذا رجع من غزاة أو سفر أتى المسجد فصلّى فيه ركعتين، ثُمَّ ثنّى بفاطمة (عليهاالسلام) ، ثُمَّ يأتي أزواجه. قال: هذا حديث صحيح الإسناد. (5)
الصواعق المحرقة: قال ما هذا لفظه: وأخرج أحمد وغيره ما حاصله، أنَّه (ص) كان إذا قدم من سفر أتى فاطمة (عليهاالسلام) وأطال المكث عندها، ففي مرة صنعت لها مسكين من ورق وقلادة وقرطين وستر باب بيتها، فقدم (ص) ودخل عليها ثُمَّ خرج، وقد عُرف الغضب في
ص:138
وجهه حتى جلس على المنبر، فظنَّت أنّه إنّما فعل ذلك لِما رأى ما صنعته، فأرسلت به إليه ليجعله في سبيل الله، فقال: فعلت فداها أبوها - ثلاث مرات - ليست الدنيا من محمد ولا من آل محمد، ولو كانت الدنيا تعدل عند الله في الخير جناح بعوضة ما سقى منها كافراً شربة ماء، ثُمَّ قام فدخل (ص) عليها. قال ابن حجر: زاد أحمد أنَّه (ص) أمر ثوبان أن يدفع ذلك إلى بعض أصحابه، وبأن يشتري لها قلادة من عصب وسوارين من عاج، وقال: إنَّ هؤلاء أهل بيتي ولا أحبّ أن يأكلوا طيباتهم في حياتهم الدنيا.(1)
السيوطي في الدر المنثور: في ذيل تفسير قوله تعالى: (وَ آتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ) (الإسراء:٢6) في سورة الإسراء.
قال: وأخرج البزار وأبو يعلى وابن أبي حاتم وابن مردويه، عن أبي سعيد الخدري، قال: لمَّا نزلت هذه الآية (وَ آتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ) ؛ دعا رسول الله (ص) فاطمة [سلام الله عليها] فأعطاها فدكاً. قال: وأخرج ابن مردويه عن ابن عباس قال: لمّا نزلت (وَ آتِ ذَا الْقُرْبى حَقَّهُ) ؛ أقطع رسول الله (ص) فاطمة (عليهاالسلام) فدكاً.(2)
صحيح البخاري: في كتاب بدء الخلق، في باب علامات النبوّة في الإسلام.
روى بسنده عن عائشة، قالت: أقبلت فاطمة [سلام الله عليها] تمشي، مشيتها مشية النبي (ص) ، فقال النبي (ص) : مرحباً بابنتي، ثُمَّ أجلسها عن يمينه أو عن شماله، ثُمَّ أسرّ إليها حديثاً فبكت، فقلت لها: لِمَ تبكين؟ ثُمَّ أسر إليها حديثاً فضحكت، فقلت: ما رأيت كاليوم فرحاً أقرب من حزن! فسألتها عمّا قال، فقالت: ما كنت لأفشي سرّ رسول الله (ص) ، حتى
ص:139
قبض النبي (ص) فسألتها، فقالت: أسرَّ إلي: جبريل كان يعارضني القرآن كل سنة مرة، وإنَّه عارضني العام مرتين، ولا أراه إلّا حضر أجلي، وإنّك أوّل أهل بيتي لحاقاً بي فبكيت، فقال: أما ترضين أن تكوني سيدة نساء أهل الجنّة، أو نساء المؤمنين؟ ! فضحكت لذلك.(1)
صحيح الترمذي: في باب مناقب الحسن والحسين (عليهماالسلام) .
روى بسنده عن حذيفة قال: سألتني أُمّي: متى عهدك؟ -تعني بالنبي (ص) - فقلت: ما لي به عهد منذ كذا وكذا، فنالت منّي، فقلت لها: دعيني آتي النبي (ص) فأُصلّي معه المغرب وأسأله أن يستغفر لي ولك، فأتيت النبي (ص) فصلّيت معه المغرب، فصلّى حتى صلّى العشاء، ثُمَّ انفتل فتبعته فسمع صوتي، فقال: مَن هذا، حذيفة؟ قلت: نعم، قال: ما حاجتك غفر الله لك ولأُمّك؟ قال: إنّ هذا ملك لم ينزل الأرض قط قبل هذه الليلة، استأذن ربّه أن يسلّم عليَّ ويبشّرني بأنَّ فاطمة سيدة نساء أهل الجنة، وأنَّ الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنة.(2)
السيوطي في الدر المنثور: في ذيل تفسير الآية المذكورة(3)، نقلاً عن أبي يعلى، أنّه أخرج عن جابر -واللفظ للثعلبي-، قال: أخبرنا عبدالله بن حامد، بإسناده عن جابر بن عبدالله، أنَّ رسول الله (ص) أقام أياماً لم يطعم طعاماً حتى شقّ ذلك عليه، فطاف في منازل أزواجه فلم يصب في بيت أحد منهنّ شيئاً، فأتى فاطمة [سلام الله عليها] فقال: يا بنية، هل عندك شيء آكل، فإنّي جائع؟ فقالت: لا والله بأبي أنت وأُمّي، فلمّا خرج رسول الله (ص) من عندها، بعثت إليها جارة لها برغيفين وبضعة لحم، فأخذته منها ووضعته في جفنة وغطت عليه
ص:140
وقالت: لأوثرنّ بها رسول الله (ص) على نفسي ومَن عندي، وكانوا جميعاً محتاجين إلى شبعة من طعام، فبعثت حسناً وحسيناً إلى جدّهما رسول الله (ص) فرجع إليها فقالت: بأبي أنت وأُمّي يا رسول الله، قد أتانا الله بشيءٍ فخبأته لك، قال: فهلمّي به، فأُتي به فكشفت عن الجفنة فإذا هي مملوّة خبزاً ولحماً، فلمّا نظرت إليه بهتت وعرفت أنّها بركة من الله، فحمدت الله تعالى وصلّت على نبيه، فقال (ص) : من أين لكِ هذا يا بنية؟ قالت: هو من عند الله؛ إنَّ الله يرزق مَن يشاء بغير حساب، فحمد الله رسول الله (ص) وقال: الحمد لله الذي جعلك شبيهة بسيدة نساء بني إسرائيل؛ فإنَّها كانت إذا رزقها الله رزقاً حسناً فسُئلت عنه قالت: (هُوَ مِنْ عِنْدِ اللهِ إِنَّ اللَّهَ يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ بِغَيْرِ حِسابٍ) (آل عمران:٣٧) ، فبعث رسول الله (ص) إلى علي [(ع)] فأتى، فأكل الرسول (ص) وعليّ وفاطمة والحسن والحسين [(عليهم السلام)] وجميع أزواج النبي (ص) حتى شبعوا وبقيت الجفنة كما هي. قالت فاطمة [(عليهاالسلام)]: وأوسعت منها على جميع جيراني، وجعل الله فيها بركة وخيراً طويلاً، وكان أصل الجفنة رغيفين وبضعة لحم والباقي بركة من الله تعالى.(1)
الرياض النضرة: الباب الرابع: في مناقب أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب (ع) .
قال: روى أبو سعيد في شرف النبوّة، أنَّ رسول الله (ص) قال لعلي [(ع)]: أُوتيت ثلاثاً لم يؤتهنّ أحد ولا أنا: صهراً مثلي، ولم أُوت أنا مثلي، وأُوتيت زوجة صدّيقة مثل ابنتي، ولم أُوت مثلها زوجة، وأُوتيت الحسن والحسين من صلبك، ولم أُوت من صلبي مثلهما، ولكنّكم منّي وأنا منكم.(2)
تاريخ بغداد: روى بسنده عن ابن عباس قال: قال رسول الله (ص) : ليلة عرج بي إلى السماءرأيت على باب الجنة مكتوباً لا إله إلّا الله، محمد رسول الله، عليّ حِبّ الله(3)، والحسن والحسين صفوة الله، فاطمة خيرة الله، على باغضهم لعنة الله.(4)
ص:141
المستدرك على الصحيحين: كتاب معرفة الصحابة، ذكر مناقب فاطمة (عليهاالسلام) .
روى بسنده عن عائشة، أنَّها كانت إذا ذكرت فاطمة [(عليهاالسلام)] بنت النبي (ص) قالت: ما رأيت أحداً كان أصدق لهجة منها، إلّا أن يكون الذي ولدها. قال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم.(1)
صحيح البخاري: في كتاب بدء الخلق، في باب مناقب قرابة رسول الله (ص) ومنقبة فاطمة [سلام الله عليها].
روى بسنده عن المسور بن مخرمة، أنَّ رسول الله (ص) قال: فاطمة بضعة منّي، فمَن أغضبها أغضبني.(2)
صحيح مسلم: في كتاب فضائل الصحابة، في باب فضائل فاطمة (عليهاالسلام) .
روى بسنده عن المسور بن مخرمة، قال: قال رسول الله (ص) : إنَّما فاطمة بضعة منّي، يؤذيني ما آذاها.(3)
الإمامة والسياسة: تحت عنوان (كيف كانت بيعة علي بن أبي طالب) .
قال: فقالت - يعني فاطمة [(عليهاالسلام)] - لأبي بكر وعمر: أرأيتكما إن حدّثتكما حديثاً عن رسول الله (ص) تعرفانه وتفعلان به؟ قالا: نعم، فقالت: نشدتكما الله ألم تسمعا رسول الله (ص) يقول: رضا فاطمة من رضاي، وسخط فاطمة من سخطي، فمَن أحبّ فاطمة ابنتي فقد أحبَّني، ومَن أرضى فاطمة فقد أرضاني ومَن أسخط فاطمة فقد أسخطني؟ ! قالا: نعم، سمعناها من رسول الله (ص) ، قالت: فإنّي أشهد الله وملائكته أنّكما أسخطتماني
ص:142
وما أرضيتماني، ولئن لقيت النبي (ص) لأشكونكما إليه، فقال أبو بكر: أنا عائذ بالله تعالى من سخطه وسخطك يا فاطمة، ثُمَّ انتحب أبو بكر يبكي حتى كادت نفسه أن تزهق وهي تقول: والله لأدعون الله عليك في كل صلاة أُصلّيها، ثُمَّ خرج - يعني أبا بكر - فاجتمع إليه الناس فقال لهم: يبيت كل رجل منكم معانقاً حليلته مسروراً بأهله، وتركتموني وما أنا فيه لا حاجة لي في بيعتكم، أقيلوني بيعتي. . . الخ. (1)
المستدرك على الصحيحين: كتاب معرفة الصحابة، ذكر مناقب فاطمة [(عليهاالسلام)] بنت رسول الله (ص) .
روى بسنده عن علي (ع) قال: قال رسول الله (ص) لفاطمة: إنَّ الله يغضب لغضبك، ويرضى لرضاك. قال: هذا حديث صحيح الإسناد.(2)
كنز العمال: ولفظه: إنَّ الله عزوجل يغضب لغضب فاطمة، ويرضى لرضاها. قال: أخرجه الديلمي عن علي (ع) ، وذكره ثانياً في الصفحة المذكورة باختلاف يسير، ولفظه: يافاطمة، إنّ الله ليغضب لغضبك ويرضى لرضاك. قال: أخرجه أبو يعلى والطبراني وأبو نعيم في فضائل الصحابة.(3)
ميزان الاعتدال: حكى عن الطبراني حديثاً مسنداً عن علي (ع) ، قد اعترف بصحّته، قال: قال رسول الله (ص) لفاطمة [سلام الله عليها]: إنَّ الرّب يغضب لغضبك ويرضى لرضاك.(4)
ذخائر العقبى: عن علي بن أبي طالب (ع) : إنّ رسول الله (ص) قال: يا فاطمة، إنَّ الله عزوجل يغضب لغضبك ويرضى لرضاك. قال: أخرجه أبو سعيد في شرف النبوة وابن المثنى في معجمه.(5)
ص:143
مستدرك الصحيحين: روى بسنده عن أبي هريرة قال: قال رسول الله (ص) : تبعث الأنبياء يوم القيامة على الدواب ليوافوا بالمؤمنين من قومهم المحشر، ويبعث صالح على ناقته، وأُبعث على البراق خطوها عند أقصى طرفها، وتبعث فاطمة أمامي. قال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم. (1)
كنز العمال: ولفظه: يبعث الله الأنبياء يوم القيامة على الدواب، ويبعث صالحاً على ناقته كيما يوافي بالمؤمنين من أصحابه المحشر، وتبعث فاطمة والحسن والحسين [(عليهم السلام)] على ناقتين من نوق الجنة، وعليّ بن أبي طالب [(ع)] على ناقتي، وأنا على البراق، ويبعث بلالاً على ناقته فينادي بالأذان. . . الحديث. قال: أخرجه الطبراني وأبو الشيخ وابن عساكر عن أبي هريرة، يعني عن النبي (ص) . (2)
مستدرك الصحيحين: روى بسنده عن علي [(ع)] قال: سمعت النبي (ص) يقول: إذا كان يوم القيامة نادى مناد من وراء الحجاب: يا أهل الجمع، غضّوا أبصاركم عن فاطمة بنت محمد (ص) حتى تمر. قال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين. (3)
المستدرك على الصحيحين: روى بسنده عن عبدالله بن مسعود قال: قال رسول الله (ص) : إنَّ فاطمة [(عليهاالسلام)] أحصنت فرجها فحرّم الله ذرّيتها على النار. قال: هذا حديث صحيح الإسناد.(4)
كنز العمال: ولفظه: إنَّ الله تعالى غير معذّبك ولا ولدك، قاله لفاطمة سلام الله عليها. قال: أخرجه الطبراني عن ابن عباس، يعني عن النبي (ص) .(5)
ص:144
كنز العمال: ولفظه: إنَّ أوَّل شخص يدخل الجنة فاطمة بنت محمد (ص) ومَثَلها في هذه الأُمّة مثل مريم في بني إسرائيل. قال: أخرجه أبو الحسن أحمد بن ميمون في كتاب فضائل علي [(ع)]، والرافعي عن بدل بن المحبر عن عبدالسلام بن عجلان عن أبي يزيد المدني، يعني عن النبي (ص) .(1)
ميزان الاعتدال: ذكر حديثاً مسنداً قد اعترف بصحّته عن أبي هريرة، قال رسول الله (ص) : أوَّل شخص يدخل الجنة فاطمة [سلام الله عليها]. قال: خرجه أبوصالح المؤذن في مناقب فاطمة [سلام الله عليها].(2)
ص:145
ص:146
ص:147
الصواعق المحرقة: قال: أخرج البغوي وعبد الغني في الإيضاح، عن سلمان، أنَّ النبي (ص) قال: سمّى هارون ابنيه شبراً وشبيراً وإنّي سمّيت ابنيّ الحسن والحسين بما سمّى به هارون ابنيه.(1)
ذخائر العقبى: الباب التاسع في ذكر الحسن والحسين ابني علي بن أبي طالب (عليهم السلام) وفاطمة بنت رسول الله (ص) ، ذكر تسميتهما يوم سابعهما.
قال: وعن أسماء بنت عميس قالت: أقبلت فاطمة (عليهاالسلام) بالحسن (ع) فجاء النبي (ص) فقال: يا أسماء، هلمّي ابني فدفعته إليه في خرقة صفراء، فألقاها عنه قائلاً ألم أعهد إليكن أن لا تلفوا مولوداً بخرقة صفراء؟ ! فلففته بخرقة بيضاء، فأخذه وأذَّن في أُذنه اليمنى وأقام في اليسرى، ثُمَّ قال لعلي (ع) : أي شيء سمّيت ابني؟ قال: ما كنت لأسبقك بذلك، فقال: ولاأنا أسابق ربّي، فهبط جبريل (ع) فقال:
يا محمد، إنَّ ربّك يقرئك السلام ويقول لك: عليّ منك بمنزلة هارون من موسى لكن لانبي بعدك، فسم ابنك هذا باسم ولد هارون، فقال: وما كان اسم ابن هارون يا جبريل؟ قال: شبر فقال (ص) : إنّ لساني عربي، فقال: سمّه الحسن، ففعل (ص) ، فلمّا كان بعد حول وُلد الحسين (ع) فجاء نبي الله (ص) وذكرت - يعني أسماء - مثل الأوّل، وساقت قصة التسمية مثل الأوّل وأنَّ جبريل (ع) أمره أن يسمّيه باسم ولد هارون شبيراً، فقال النبي (ص) مثل الأوَّل، فقال: سمّه حسيناً.(2)
ص:148
مستدرك الصحيحين: روى بسنده عن محمد بن عقيل عن علي (ع) ، أنّه سمّى ابنه الأكبر باسم عمه حمزة، وسمى حسيناً بعمه جعفر، فدعا رسول الله (ص) علياً (ع) فقال: إنّي قد أُمرت أن أغير اسم هذين، فقال: الله ورسوله أعلم، فسمّاهما حسناً وحسيناً. قال: هذا حديث صحيح الإسناد.(1)
مسند أبي داود الطيالسي: روى بسنده عن هاني بن هاني يحدّث عن علي (ع) ، قال: لمَّا وُلد الحسن بن علي (عليهماالسلام) قلت: سمّوه حرباً، وقد كنت أحبّ أن أكتني بأبي حرب، فأتى رسول الله (ص) فدعا به فقال: ما سمّيتموه؟ قلنا: سمّيناه حرباً، قال رسول الله (ص) : بل هو الحسن، فلمّا ولد الحسين (ع) سمّيناه حرباً، فجاء النبي (ص) فقال: ما سمّيتموه؟ قلنا: حرباً، قال رسول الله (ص) : هو حسين.(2)
سُنن البيهقي: روى بسنده عن جعفر بن محمد عن أبيه عن النبي (ص) ، أنَّه سمّى الحسن (ع) يوم سابعه، وأنَّه اشتقّ من حسن حسيناً، وذكر أنّه لم يكن بينهما إلّا الحمل. (3)
أُسد الغابة: في ترجمة الحسن بن علي بن أبي طالب (عليهماالسلام) .
قال: قال أبو أحمد العسكري: سمّاه النبي (ص) الحسن، وكناه أبا محمد، ولم يكن يُعرف هذا الاسم في الجاهلية، ثُم قال: وروى عن ابن الأعرابي عن المفضل قال: إنَّ الله حجب اسم الحسن والحسين (عليهماالسلام) حتى سمّى بهما النبي (ص) ابنيه الحسن والحسين (عليهماالسلام) ، قال: فقلت له: فالذين باليمن؟ ! قال: ذاك حسن ساكن السين، وحسين بفتح الحاء وكسر السين.(4)
مسند أحمد بن حنبل: روى بسنده عن قابوس بن المخارق، عن أُمّ الفضل، قالت: رأيت كأنَّ في بيتي عضواً من أعضاء رسول الله (ص) ، قالت: فخرجت من ذلك فأتيت
ص:149
رسول الله (ص) فذكرت ذلك له فقال: خيراً رأيت، تلد فاطمة غلاماً فتكفلينه بلبن ابنك قثم، قال: فولدت حسناً فأعطيته فأرضعته. . . الحديث.(1)
صحيح ابن ماجة: في أبواب تعبير الرؤيا.
روى بسنده عن قابوس قال: قالت أُمّ الفضل: يا رسول الله، رأيت كأنَّ في بيتي عضواً من أعضائك، قال: خيراً رأيت، تلد فاطمة غلاماً فترضعينه، فولدت حسيناً أو حسناً فأرضعته بلبن قثم، قالت: فجئت به إلى النبي (ص) فوضعته في حجره، فبال فضربت كتفه، فقال النبي (ص) : أوجعت ابني رحمك الله.(2)
مستدرك الصحيحين: روى بسنده عن أُمّ الفضل بنت الحارث أنَّها دخلت على رسول الله (ص) فقالت: يا رسول الله، إنّي رأيت حلماً منكراً الليلة، قال: وما هو؟ قالت: إنّه شديد، قال: وما هو؟ قالت: رأيت كأنَّ قطعة من جسدك قطعت ووضعت في حجري، فقال رسول الله (ص) : رأيت خيراً، تلد فاطمة إن شاء الله غلاماً فيكون في حجرك، فولدت فاطمة (عليهاالسلام) الحسين (ع) فكان في حجري كما قال رسول الله (ص) . . . الحديث.(3)
طبقات ابن سعد: روى بسنده عن سماك بن حرب، أنَّ أُمّ الفضل امرأة العباس بن عبدالمطلب قالت: يا رسول الله، رأيت فيما يرى النائم كأنَّ عضواً من أعضائك في بيتي، قال: خيراً رأيت، تلد فاطمة غلاماً وترضعينه بلبان ابنك قثم، قال: فولدت الحسين (ع) فكفلته أُمّ الفضل، قالت: فأتيت به رسول الله (ص) ، فهو ينزيه ويقبّله إذ بال على رسول الله (ص) ، فقال: يا أُمّ الفضل، إمسكي ابني فقد بال عليَّ، قالت: فأخذته فقرصته قرصة بكى منها وقلت: آذيت رسول الله (ص) ، بلت عليه، فلمّا بكى الصبي قال: يا أُمّ الفضل، آذيتني في ابني، أبكيتيه، ثُمَّ دعا بماء فحدره عليه حدراً، ثُمَّ قال: إذا كان غلاماً فاحدروه حدراً، وإذا كانت جارية فاغسلوه غسلاً.(4)
ص:150
صحيح البخاري: في كتاب الأدب، في باب رحمة الولد وتقبيله ومعانقته.
روى بسنده عن ابن أبي نعم قال: كنت شاهداً لابن عمر وسأله رجل عن دم البعوض، فقال: ممَّن أنت؟ فقال من أهل العراق، قال: انظروا إلى هذا يسألني عن دم البعوض وقد قتلوا ابن النبي (ص) وسمعت النبي (ص) يقول: هما ريحانتاي من الدنيا.(1)
حلية الأولياء: روى بسنده عن جابر، أنَّ رسول الله (ص) قال لعلي بن أبي طالب (ع) : سلام عليك أبا الريحانتين، أوصيك بريحانتيّ من الدنيا خيراً، فعن قليل ينهدّ ركناك والله خليفتي عليك. قال: فلمّا قبض النبي (ص) قال علي (ع) : هذا أحد الركنين اللذين قال النبي (ص) ، فلمّا ماتت فاطمة (عليهاالسلام) قال علي (ع) : هذا الركن الآخر الذي قال النبي (ص) .(2)
خصائص النسائي: روى بسنده عن أنس بن مالك قال: دخلت (أو ربما دخلت) على رسول الله (ص) والحسن والحسين (عليهماالسلام) ينقلبان على بطنه ويقول: ريحانتي من هذه الأُمَّة.(3)
كنز العمال: ولفظه: إنَّ ابنيّ هذين ريحانتاي من الدنيا. قال: أخرجه ابن عدي وابن عساكر عن أبي بكرة، يعني عن النبي (ص) .(4)
مجمع الزوائد ومنبع الفوائد: كتاب المناقب، باب فيما اشترك فيه الحسن والحسين (عليهماالسلام) من الفضل.
قال: وعن سلمان قال: كنا حول رسول الله (ص) فجاءت أُمّ أيمن فقالت: يا رسول الله، لقد ضلَّ الحسن والحسين، قال: وذاك رأد النهار - يقول: ارتفاع النهار - فقال النبي (ص) :
ص:151
قوموا فاطلبوا ابنيّ، وأخذ كل رجل تجاه وجهه وأخذت نحو النبي (ص) ، فلم يزل حتى أتى سفح جبل وإذا الحسن والحسين ملتزق كل واحد منهما بصاحبه، وإذا شجاع قائم على ذنبه يخرج من فيه شرر النار، فأسرع إليه رسول الله (ص) فالتفت مخاطباً لرسول الله (ص) ثُمَّ انساب فدخل بعض الأحجار، ثُمَّ أتاهما فأفرق بينهما ثُمَّ مسح وجوههما وقال: بأبي وأُمّي أنتما، ما أكرمكما على الله! ثُمَّ حمل أحدهما على عاتقه الأيمن والآخر على عاتقه الأيسر، فقلت: طوباكما نِعْمَ المطية مطيتكما، فقال رسول الله (ص) : ونعم الراكبان هما، وأبوهما خير منهما. قال: رواه الطبراني.(1)
ذخائر العقبى: عن ابن عباس قال: بينا نحن ذات يوم مع النبي (ص) إذ أقبلت فاطمة [سلام الله عليها] تبكي، فقال لها رسول الله (ص) : فداك أبوك ما يبكيك؟ قالت: إنَّ الحسن والحسين خرجا ولا أدري أين باتا، فقال لها رسول الله (ص) : لا تبكين، فإنَّ خالقهما ألطف بهما منّي ومنك، ثُمَّ رفع يديه فقال: اللّهم احفظهما وسلّمهما، فهبط جبريل وقال: يا محمد، لاتحزن، فإنّهما في حظيرة بني النجار نائمان، وقد وكل الله بهما ملكاً يحفظهما، فقام النبي (ص) ومعه أصحابه حتى أتى الحظيرة، فإذا الحسن والحسين (عليهماالسلام) معتنقان نائمان، وإذا الملك الموكّل بهما قد جعل أحد جناحيه تحتهما والآخر فوقهما يظلّهما، فأكبّ النبي (ص) عليهما يقبلهما حتى انتبها من نومهما، ثُمَّ جعل الحسن (ع) على عاتقه الأيمن والحسين (ع) على عاتقه الأيسر، فتلقاه أبو بكر وقال: يا رسول الله، ناولني أحد الصبيين أحمله عنك، فقال (ص) : نِعم المطي مطيهما ونِعم الراكبان هما، وأبوهما خير منهما، حتى أتى المسجد فقام رسول الله (ص) على قدميه وهما على عاتقيه، ثُمَّ قال: معاشر المسلمين، ألا أدلّكم على خير الناس جداً وجدّة؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: الحسن والحسين؛ جدّهما رسول الله (ص) خاتم المرسلين، وجدّتهما خديجة بنت خويلد سيدة نساء أهل الجنة، ألا أدلّكم على خير الناس عمّاً وعمة؟ قالوا: بلى يا رسول الله، قال: الحسن والحسين؛ عمّهما جعفر بن أبي طالب، وعمّتهما أُمّ هاني بنت أبي طالب، أيّها الناس، ألا أدلكم على خير الناس خالاً وخالة؟ قالوا:
ص:152
بلى يارسول الله، قال: الحسن والحسين؛ خالهما القاسم ابن رسول الله (ص) ، وخالتهما زينب بنت رسول الله (ص) ، ثُمَّ قال: اللّهم إنّك تعلم أنَّ الحسن والحسين في الجنة، وعمّهما في الجنة، وعمّتهما في الجنة، ومَن أحبّهما في الجنة، ومَن أبغضهما في النار. قال: خرجه الملا في سيرته وغيره.(1)
المستدرك على الصحيحين: كتاب معرفة الصحابة، مناقب الحسن والحسين ابني بنت رسول الله (ص) .
روى بسنده عن أبي هريرة قال: كنا نصلّي مع رسول الله (ص) العشاء فكان يصلّي، فإذا سجد وثب الحسن والحسين (عليهماالسلام) على ظهره، وإذا رفع رأسه أخذهما فوضعهما وضعاً رفيقاً، فإذا عاد عادا، فلمّا صلّى جعل واحداً هاهنا وواحداً هاهنا، فجئته فقلت: يا رسول الله، ألا أذهب بهما إلى أُمّهما؟ قال: لا، فبرقت برقة فقال: الحقا بأُمّكما، فما زالا يمشيان في ضوئها حتى دخلا. قال: هذا حديث صحيح الإسناد.(2)
صحيح النسائي: روى بسنده عن عبدالله بن شداد عن أبيه، قال: خرج علينا رسول الله (ص) في إحدى صلاتي العشاء وهو حامل حسناً أو حسيناً (عليهماالسلام) ، فتقدّم النبي (ص) فوضعه ثُمَّ كبر للصلاة، فصلّى فسجد بين ظهراني صلاته سجدة أطالها، قال أبي: فرفعت رأسي فإذا الصبي على ظهر رسول الله (ص) وهو ساجد، فرجعت إلى سجودي، فلمّا قضى رسول الله (ص) الصلاة قال الناس: يارسول الله، إنَّك سجدت بين ظهراني صلاتك سجدة أطلتها، حتى ظننا أنّه قد حدث أمر أو أنّه يوحى إليك! قال: كل ذلك لم يكن، ولكن ابني ارتحلني فكرهت أن أعجله حتى يقضي حاجته.(3)
ص:153
صحيح البخاري: في الزكاة في باب أخذ صدقة التمر.
روى بسنده عن أبي هريرة قال: كان رسول الله (ص) يُؤتى بالتمر عند صرام النخل فيجيء هذا بتمره وهذا من تمره حتى يصير عنده كوماً من تمر، فجعل الحسن والحسين [(عليهماالسلام)] يلعبان بذلك التمر فأخذ أحدهما تمرة فجعله في فيه، فنظر إليه رسول الله (ص) فأخرجها من فيه فقال: أما علمت أنَّ آل محمد (ص) لا يأكلون الصدقة؟ ! .(1)
مسند أحمد بن حنبل: روى بسنده عن أبي عمير قال: كنا جلوساً عند رسول الله (ص) يوماً فجاء رجل بطبق عليه تمر، فقال رسول الله (ص) : ما هذا، أصدقة أم هدية؟ قال: صدقة. قال: فقدّمه إلى القوم، وحسن (ع) يتعفّر بين يديه، فأخذ الصبي تمرة فجعلها في فيه، فأدخل النبي (ص) إصبعه في في الصبي فنزع التمرة فقذف بها ثم قال: إنّا آل محمد لا تحلّ لنا الصدقة.(2)
صحيح الترمذي: في مناقب الحسن والحسين (عليهماالسلام) .
روى بسنده عن أنس بن مالك يقول: سُئل رسول الله (ص) : أيّ أهل بيتك أحبّ إليك؟ قال: الحسن والحسين، وكان يقول لفاطمة سلام الله عليها: ادعي ابنيّ فيشمّهما ويضمّهما إليه.(3)
كنوز الحقائق: ولفظه: أحبّ أهل البيت الحسن والحسين. قال: للطبراني - يعني إنّه أخرجه عن النبي (ص) -. (4)
ص:154
الهيثمي في مجمعه: عن البهي قال: قلت لعبدالله بن الزبير: أخبرني بأقرب الناس شبهاً برسول الله (ص) ، فقال: الحسن بن علي [(عليهماالسلام)] كان أقرب الناس شبهاً برسول الله (ص) ، وأحبّهم إليه، كان يجيء ورسول الله (ص) ساجد فيقع على ظهره فلا يقوم حتى يتنحى، ويجيء فيدخل تحت بطنه فيفرج له رجليه حتّى يخرج. قال: رواه البزار.(1)
صحيح ابن ماجة: في فضائل الحسن والحسين (عليهماالسلام) .
روى بسنده عن أبي هريرة قال: قال رسول الله (ص) : مَن أحبّ الحسن والحسين فقد أحبَّني، ومَن أبغضهما فقد أبغضني.(2)
مسند أحمد بن حنبل: روى بسنده عن عطاء، أنَّ رجلاً أخبره أنَّه رأى النبي (ص) يضمّ إليه حسناً وحسيناً ويقول: اللّهم إنّي أحبّهما فأحبّهما.(3)
مسند أبي داود: روى بسنده عن أبي هريرة قال: سمعت رسول الله (ص) يقول في الحسن والحسين: اللّهم أحبّهما وأحبّ مَن يحبّهما.(4)
المستدرك على الصحيحين: كتاب معرفة الصحابة، مناقب الحسن والحسين ابني بنت رسول الله (ص) .
روى بسنده عن سلمان قال: سمعت رسول الله (ص) يقول: الحسن والحسين ابناي مَن أحبّهما أحبَّني، ومَن أحبَّني أحبّه الله، ومَن أحبّه الله أدخله الله الجنّة، ومَن أبغضهما أبغضني، ومَن أبغضني أبغضه الله، ومَن أبغضه الله أدخله النار. قال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين.(5)
صحيح الترمذي: روى بسنده عن أُسامة بن زيد قال: طرقت النبي (ص) ذات ليلة في بعض الحاجة، فخرج النبي (ص) وهو مشتمل على شيء لا أدري ما هو، فلمّا فرغت من
ص:155
حاجتي قلت: ما هذا الذي أنت مشتمل عليه؟ قال: فكشفه فإذا حسن وحسين على وركيه، فقال: هذان ابناي وابنا ابنتي، اللّهم إنّي أحبّهما فأحبّهما وأحبّ مَن يحبّهما.(1)
صحيح الترمذي: في مناقب الحسن والحسين (عليهماالسلام) .
روى بسندين عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله (ص) : الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنّة.(2)
صحيح ابن ماجة: في باب فضائل أصحاب رسول الله (ص) .
روى بسنده عن ابن عمر قال: قال رسول الله (ص) : الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنّة، وأبوهما خير منهما.(3)
حلية الأولياء: روى بسنده عن إبراهيم بن يزيد التيمي عن أبيه، قال: وجد علي بن أبي طالب (ع) درعاً له عند يهودي التقطها فعرفها، فقال: درعي سقطت عن جمل لي أروق، فقال اليهودي: درعي وفي يدي، ثُمَّ قال له اليهودي: بيني وبينك قاضي المسلمين، فأتوا شريحاً - إلى أن قال -: فقال شريح: صدقت والله يا أمير المؤمنين، إنّها لدرعك، ولكن لابدّ من شاهدين، فدعا قنبراً مولاه والحسن بن علي (عليهماالسلام) وشهدا أنَّها لدرعه، فقال شريح: أمَّا شهادة مولاك فقد أجزناها، وأمّا شهادة ابنك لك فلا نجيزها، فقال علي (ع) : ثكلتك أُمّك، أما سمعت عمر بن الخطاب يقول: قال رسول الله (ص) : الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنّة؟ ! . . الحديث.(4)
تاريخ بغداد: روى بسنده عن علي (ع) قال: قال رسول الله (ص) : الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنّة، وأبوهما خيرٌ منهما.(5)
ص:156
الهيثمي في مجمعه: عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله (ص) : فخرت الجنّة على النار فقالت: أنا خير منك، فقالت النار: بل أنا خير منك، فقالت لها الجنّة - استفهاماً - وممه؟ قالت: لأنَّ فيّ الجبابرة ونمرود وفرعون فأسكتت، فأوحى الله إليها لاتخضعين؛ لأُزيّننّ ركنيك بالحسن والحسين، فمَاسَت كما تَمِيس العروس في خدرها. قال: رواه الطبراني في الأوسط.(1)
الهيثمي في مجمعه: قال: وعن عقبة بن عامر قال: قال رسول الله (ص) : الحسن والحسين شنفا العرش وليسا بمعلقين، وأنّ النبي (ص) قال: إذا استقرّ أهل الجنّة في الجنّة قالت الجنة: ياربّ، وعدتني أن تزينني بركنين من أركانك، قال: ألم أُزينك بالحسن والحسين؟ ! قال: رواه الطبراني في الأوسط.(2)
فيض القدير: الحسن والحسين شنفا العرش وليسا بمعلقين. قال: أخرجه الطبراني في الأوسط عن عقبة بن عامر، يعني عن النبي (ص) . قال في الشرح: قال الديلمي: يعني بمنزلة الشنفين من الوجه، والشنف القرط المعلّق في الوجه أي الأُذن. قال: والمراد أحدهما عن يمين العرش والآخر عن يساره. انتهى.(3)
كنز العمال: ولفظه: لكلّ شيء أساس وأُسّ الإيمان الورع، ولكل شيء فرع وفرع الإيمان الصبر، ولكل شيء سنام وسنام هذه الأُمّة عمي العبّاس، ولكلّ أُمّة سبط وسبط هذه الأُمّة الحسن والحسين، ولكلّ شيء جناح وجناح هذه الأُمّة علي بن أبي طالب [(ع)].(4)
ص:157
كنز العمال: ولفظه: أيّها الناس، ألا أخبركم بخير الناس جدّاً وجدّةً؟ ألا أخبركم بخير الناس عمّاً وعمّة؟ ألا أخبركم بخير الناس خالاً وخالة؟ ألا أخبركم بخير الناس أباً وأُمّاً؟ الحسن والحسين جدّهما رسول الله (ص) ، وجدّتهما خديجة بنت خويلد، وأُمّهما فاطمة بنت رسول الله (ص) ، وأبوهما علي بن أبي طالب [(ع)]، وعمّهما جعفر بن أبي طالب، وعمّتهما أُمّ هاني بنت أبي طالب، وخالهما القاسم ابن رسول الله (ص) ، وخالاتهما زينب ورقية وأُمّ كلثوم بنات رسول الله (ص) ، وجدّهما في الجنّة، وأبوهما في الجنّة، وأُمّهما في الجنة، وعمّهما في الجنّة، وعمّتهما في الجنّة، وخالهما في الجنّة، وخالاتهما في الجنّة، وهما في الجنّة، ومَن أحبّهما في الجنّة. قال: أخرجه الطبراني وابن عساكر عن ابن عبّاس.(1)
ذخائر العقبى: عن ابن عباس قال: بينا نحن ذات يوم مع النبي (ص) ، إذ أقبلت فاطمة [سلام الله عليها] تبكي، فقال لها رسول الله (ص) : فداك أبوك، ما يبكيك؟ قالت: إنّ الحسن والحسين خرجا ولا أدري أين باتا، فقال لها رسول الله (ص) : لا تبكي فإنَّ خالقهما ألطف بهما منّي ومنك، ثُمَّ رفع يديه فقال: اللّهمّ احفظهما وسلّمهما، فهبط جبريل وقال: يا محمد، لا تحزن فإنّهما في حظيرة بني النجار نائمين، وقد وكّل الله بهما ملكاً يحفظهما، فقام النبي (ص) ومعه أصحابه حتّى أتى الحظيرة، فإذا الحسن والحسين (عليهماالسلام) معتنقين نائمين، وإذا الملك الموكَّل بهما قد جعل أحد جناحيه تحتهما والآخر فوقهما يظلّهما، فأكبّ النبي (ص) عليهما يقبّلهما حتّى انتبها من نومهما، ثُمَّ جعل الحسن على عاتقه الأيمن والحسين على عاتقه الأيسر، فتلقاه أبو بكر وقال: يا رسول الله، ناولني أحد الصبيين أحمله عنك، فقال (ص) : نِعم المطي مطيهما ونِعم الراكبان هما، وأبوهما خيرٌ منهما، حتّى أتى المسجد، فقام رسول الله (ص) على قدميه، وهما على عاتقيه، ثُمّ قال: معاشر المسلمين، ألا أدلّكم على خير الناس جدّاً وجدّةً؟ قالوا: بلى يارسول الله، قال: الحسن والحسين؛ جدّهما رسول الله (ص) خاتم المرسلين، وجدّتهما خديجة بنت خويلد سيدة نساء أهل الجنّة، ألا أدلّكم على خير الناس عمّاً وعمّة؟
ص:158
قالوا: بلى يا رسول الله، قال: الحسن والحسين؛ عمّهما جعفر بن أبي طالب، وعمّتهما أُمّ هانئ بنت أبي طالب، أيّها الناس ألا أدلّكم على خير الناس خالاً وخالة؟ قالوا: بلى يارسول الله، قال: الحسن والحسين؛ خالهما القاسم ابن رسول الله (ص) ، وخالتهما زينب بنت رسول الله (ص) ، ثُمَّ قال: اللّهمّ إنّك تعلم أنَّ الحسن والحسين في الجنّة، وعمّهما في الجنّة، وعمّتهما في الجنّة، ومَن أحبّهما في الجنّة، ومَن أبغضهما في النار. قال: قال: خرجه الملا في سيرته وغيره.(1)
تاريخ بغداد: روى بسنده عن ابن عباس قال: قال رسول الله (ص) : ليلة عُرج بي إلى السماء رأيت على باب الجنّة مكتوباً: لا إله إلّا الله، محمد رسول الله، عليّ حِبّ الله، والحسن والحسين صفوة الله، فاطمة خيرة الله، على باغضهم لعنة الله.(2)
تاريخ بغداد: روى بسنده عن مجاهد قال: جاء رجل إلى الحسن والحسين [(عليهماالسلام)] فسألهما فقالا: إنَّ المسألة لا تصلح إلّا لثلاثة: لحاجة مُجحفة، أو لحمالة مثقلة، أو دين فادح، فأعطياه، ثُمَّ أتى ابن عمر فأعطاه ولم يسأله، فقال له الرجل: أتيت ابني عمّك فسألاني ولم تسألني؟ ! فقال ابن عمر: أنبأنا رسول الله (ص) أنَّهما كانا يغران العلم غرّاً.(3)
طبقات ابن سعد: قال، قالوا: وكتب رسول الله (ص) لثقيف كتاباً، أنَّ لهم ذمة الله وذمّة محمد بن عبدالله على ما كتب لهم، وكتب خالد وشهد الحسن والحسين (عليهماالسلام) ودفع النبي (ص) الكتاب إلى نمير بن خرشة.(4)
كنز العمال: ولفظه: لا يقومنّ أحدكم من مجلسه إلّا للحسن والحسين أو ذريّتهما. قال: أخرجه ابن عساكر عن أبان عن أنس، يعني عن النبي (ص) .(5)
ص:159
ص:160
ص:161
صحيح البخاري: في كتاب البيوع، في باب ما ذكر في الأسواق.
روى بسنده عن أبي هريرة الدوسي، قال: خرج النبي (ص) في طائفة النهار لايكلّمني ولا أُكلّمه حتّى أتى سوق بني قينقاع، فجلس بفناء بيت فاطمة [سلام الله عليها] فقال: أثم لُكَع أثم لُكَع(1)، فحسبته شيئاً فظننت أنّها تلبسه سِخاباً(2)أو تغسله، فجاء يشتدّ حتّى عانقه وقبّله وقال: اللّهم أحببه وأحبّ مَن يحبّه.(3)
مستدرك الصحيحين: روى بسنده عن أبي هريرة قال: لا أزال أحبّ هذا الرجل بعدما رأيت رسول الله (ص) يصنع ما يصنع؛ رأيت الحسن في حجر النبي (ص) وهو يدخل أصابعه
ص:162
في لحية النبي (ص) والنبي (ص) يدخل لسانه في فمه، ثُمَّ قال: اللّهمّ إنّي أُحبّه فأحبّه. قال: هذا حديث صحيح الإسناد.(1)
مستدرك الصحيحين: روى بسنده عن محمد عن أبي هريرة، أنَّه لقي الحسن بن علي (عليهماالسلام) فقال: رأيت رسول الله (ص) قبّل بطنك، فاكشف الموضع الذي قبّل رسول الله (ص) حتّى أُقبّله، قال: وكشف له الحسن (ع) فقبّله. قال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين.(2)
مستدرك الصحيحين: روى بسنده عن الزبير، أنَّ رسول الله (ص) قبّل حسناً وضمّه إليه وجعل يشمّه وعنده رجل من الأنصار، فقال الأنصاري: إنَّ لي ابناً قد بلغ، ما قبّلته قط، فقال رسول الله (ص) : أرأيت إن كان الله نزع الرحمة من قلبك فما ذنبي؟ ! قال: هذا حديث صحيح الإسناد على شرط الشيخين.(3)
المستدرك على الصحيحين: كتاب معرفة الصحابة، من فضائل الحسن بن علي بن أبي طالب (عليهماالسلام) وذكر مولده ومقتله.
روى بسنده عن عبدالله بن عبيد بن عمير قال: لقد حج الحسن بن علي (ع) خمساً وعشرين حجة ماشياً، وإنّ النجائب لتقاد معه.(4)
حلية الأولياء: روى بسنده عن محمد بن علي قال: قال الحسن (ع) : إنّي لأستحي من ربّي أن ألقاه ولم أمش إلى بيته، فمشى عشرين مرة من المدينة على رجليه. وروى بسنده عن ابن أبي نجيح أنَّ الحسن بن علي (عليهماالسلام) حج ماشياً وقسَّم ماله نصفين. وروى بسنده عن شهاب بن عامر: أنَّ الحسن بن علي (عليهماالسلام) قاسم الله عزوجل ماله مرتين، حتى تصدَّق بفرد نعله. وروى
ص:163
بسنده عن علي بن زيد بن جذعان قال: خرج الحسن بن علي (عليهماالسلام) من ماله مرتين، وقاسم الله تعالى ماله ثلاث مرات، حتى أن كان ليعطى نعلاً ويمسك نعلاً، ويعطى خفاً ويمسك خفاً.(1)
كنز العمال: الباب الخامس في فضل أهل البيت (عليهم السلام) .
قال: عن أنس قال: بينا رسول الله (ص) راقد، إذ جاء الحسن (ع) يدرج حتى قعد على صدره، ثُمَّ بال عليه، فجئت أميطه عنه، قال: ويحك يا أنس، دع ابني وثمرة فؤادي، فإنَّ مَن آذى هذا فقد آذاني، ومَن آذاني فقد آذى الله. قال أخرجه الطبراني.(2)
تاريخ بغداد: روي عن الحسن بن علي (عليهماالسلام) أنّه كان مارّاً في بعض حيطان المدينة، فرأى أسود بيده رغيف يأكل ويطعم الكلب لقمة، إلى أن شاطره الرغيف، فقال له الحسن (ع) : ما حملك على أن شاطرته ولم تغابنه فيه بشيء؟ فقال: استحت عيناي من عينيه أن أغابنه، فقال له: غلام مَن أنت؟ فقال: غلام أبان بن عثمان، فقال: والحائط؟ قال: لأبان بن عثمان، فقال له الحسن (ع) : أقسمت عليك لابرحت حتى أعود إليك، فمرّ واشترى الغلام والحائط وجاء إلى الغلام فقال: ياغلام، قد اشتريتك، قال: فقام قائماً فقال: السمع والطاعة لله ولرسوله ولك يامولاي، قال: وقد اشتريت الحائط، وأنت حر لوجه الله، والحائط هبة منّي إليك. قال: فقال الغلام: يا مولاي، قد وهبت الحائط للذي وهبتني له.(3)
ص:164
ذخائر العقبى: الباب التاسع في ذكر الحسن والحسين، ابني علي بن أبي طالب وفاطمة [(عليهم السلام)] بنت محمد (ص) .
قال: عن محمد بن سعد اليربوعي، قال: قال علي (ع) للحسن بن علي (عليهماالسلام) : كم بين الإيمان واليقين؟ قال: أربع أصابع، قال: بيّن، قال: اليقين ما رأته عينك، والإيمان ما سمعته أُذنك وصدّقت به، قال: أشهد أنّك ممَّن أنت منه (ذُرِّيَّةً بَعْضُها مِنْ بَعْضٍ) (آل عمران:54) . قال: خرجه ابن أبي الدنيا في كتاب اليقين.(1)
الزمخشري في الكشاف في تفسير قوله تعالى: (وَ يا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُمْ مِدْراراً وَ يَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلى قُوَّتِكُمْ وَ لا تَتَوَلَّوْا مُجْرِمِينَ)(2)في سورة هود.
قال: وعن الحسن بن علي (عليهماالسلام) ، أنَّه وفد على معاوية، فلمَّا خرج تبعه بعض حجابه فقال: إنّي رجل ذو مال ولا يُولَد لي، فعلمني شيئاً لعلّ الله يرزقني ولداً، فقال: عليك بالاستغفار، فكان يكثر الاستغفار حتى ربما استغفر في يوم واحد سبعمائة مرة، فولد له عشرة بنين، فبلغ ذلك معاوية فقال: هلا سألته ممَّ قال ذلك؟ فوفد وفدة أُخرى فسأله الرجل، فقال: ألم تسمع قول هود (ع) : (وَ يَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلى قُوَّتِكُمْ) (3)وقول نوح (ع) : (وَ يُمْدِدْكُمْ بِأَمْوالٍ وَ بَنِينَ) .(4)
أقول: أمّا قوله (ع) : ألم تسمع قول هود، فالمراد منه واضح، وهو ما تقدّم في الآية الشريفة: (وَ يا قَوْمِ اسْتَغْفِرُوا) (5)إلى قوله - (وَ يَزِدْكُمْ قُوَّةً إِلى قُوَّتِكُمْ)(6)، وأمّا قوله (ع) :
وقول نوح، فالمراد منه هو قوله تعالى في سورة نوح: (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كانَ غَفَّاراً *
ص:165
يُرْسِلِ السَّماءَ عَلَيْكُمْ مِدْراراً * وَ يُمْدِدْكُمْ بِأَمْوالٍ وَ بَنِينَ وَ يَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَ يَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهاراً) . (1)(2)
الصواعق المحرقة: الباب العاشر في خلافة الحسن (ع) وفضائله ومزاياه وكرامته، الفصل الثالث في بعض مآثره.
قال: وكان سبب موته أنَّ زوجته جعدة بنت الأشعث بن قيس الكندي دسَّ إليها يزيد أن تسمّه ويتزوّجها، وبذل لها مائة ألف درهم، ففعلت، فمرض أربعين يوماً، فلمّا مات بعثت إلى يزيد تسأله الوفاء بما وعدها، فقال لها: إنّا لم نرضك للحسن فنرضاك لأنفسنا؟ !
قال ابن حجر: وبموته مسموماً شهيداً جزم غير واحد من المتقدّمين، كقتادة وأبي بكر بن حفص، والمتأخرين، كالزين العراقي في مقدمة شرح التقريب - إلى أن قال -: وجهد به أخوه أن يخبره بما سقاه - يعني السم - فلم يخبره وقال: الله أشدّ نقمة إن كان الذي أظنّ، وإلّا فلا يقتل بي والله بريء. قال وفي رواية: ياأخي، قد حضر وفاتي ودنا فراقي لك، وإنّي لاحق بربّي وأجد كبدي تقطع، وإنّي لعارف من أين دهيت، فأنا أخاصمه إلى الله تعالى، فبحقّي عليك لا تكلّمت في ذلك بشيء، فإذا أنا قضيت نحبي، فقمصني وغسّلني وكفّني واحملني على سريري إلى قبر جدي رسول الله (ص) ، أُجدّد به عهداً، ثُمَّ ردَّني إلى قبر جدتي فاطمة بنت أسد، فادفني هناك، وأُقسم عليك بالله أن لا تريق في أمري محجمة دم. قال وفي رواية: إنّي يا أخي سُقيت السمّ ثلاث مرات، لم أسقه بمثل هذه المرة، فقال: مَن سقاك؟ قال: ما سؤالك عن هذا، تريد أن تقاتلهم؟ أكلُ أمرهم إلى الله. قال: أخرجه ابن عبد البر، ثُمَّ قال وفي أُخرى: لقد سقيت السم مراراً ما سقيته مثل هذه المرة، ولقد لفظت طائفة من كبدي، فرأيتني أقلبها بعود، فقال له الحسين (عليهماالسلام) : أي أخي، مَن سقاك؟ قال: وما تريد إليه؟ أتريد أن تقتله؟ قال: نعم، قال: لئن كان الذي أظنّ فالله أشدّ نقمة، وإن كان غيره فلا يُقتل بي بريء.(3)
ص:166
المستدرك على الصحيحين: كتاب معرفة الصحابة، مناقب الحسن والحسين (عليهماالسلام) ابني بنت رسول الله (ص) .
روى بسنده عن أُمّ بكر بنت المسور، قالت: كان الحسن بن علي (عليهماالسلام) سُمّ مراراً، كل ذلك يفلت حتى كانت المرة الأخيرة التي مات فيها؛ فإنّه كان يختلف كبده، فلمّا مات أقام نساء بني هاشم النوح عليه شهراً.(1)
المستدرك على الصحيحين: كتاب معرفة الصحابة، فضائل الحسن بن علي بن أبي طالب (عليهماالسلام) .
روى بسنده عن قتادة بن دعامة السدوسي قال: سمّت ابنة الأشعث بن قيس الحسن بن علي (عليهماالسلام) وكانت تحته، ورُشيت على ذلك مالاً.(2)
ص:167
باب: في قول النبي (ص) : بكاء الحسين يُؤذيني
الهيثمي في مجمعه: قال: وعن يزيد بن أبي زياد قال: خرج النبي (ص) من بيت عائشة فمرَّ على بيت فاطمة [سلام الله عليها]، فسمع حسيناً يبكي، فقال: ألم تعلمي أنَّ بكاءه يؤذيني؟ قال: رواه الطبراني.(1)
تاريخ بغداد: حرف الحاء، ذِكر مَن اسمه محمد واسم أبيه الحسن، ترجمة محمد بن الحسن الأُموي القاضي.
روى بسنده عن أبي العباس قال: كنت عند النبي (ص) وعلى فخذه الأيسر ابنه إبراهيم، وعلى فخذه الأيمن الحسين بن علي (عليهماالسلام) ، تارة يقبّل هذا وتارة يقبّل هذا، إذ هبط عليه جبريل (ع) بوحي من ربِّ العالمين، فلمّا سرى عنه قال: أتاني جبريل من ربّي فقال لي: يا محمد، إنَّ ربك يقرأ عليك السلام ويقول لك: لست أجمعهما لك، فافدِ أحدهما بصاحبه، فنظر النبي (ص) إلى إبراهيم فبكى، ونظر إلى الحسين [(ع)] فبكى، ثُمَّ قال: إنَّ إبراهيم أُمّه أمة، ومتى مات لم يحزن عليه غيري، وأُم الحسين فاطمة وأبوه علي ابن عمي، لحمي ودمي،
ص:168
ومتى مات حزنت ابنتي وحزن ابن عمّي وحزنت أنا عليه، وأنا أُوثر حزني على حزنهما، يا جبريل، تقبض إبراهيم، فديته بإبراهيم. قال: فقبض بعد ثلاث، فكان النبي (ص) إذا رأى الحسين [(ع)]، مُقبلاً قبَّله وضمَّه إلى صدره ورشف ثناياه وقال: فديت مَن فديته بابني إبراهيم.(1)
ذخائر العقبى: قال: عن أبي هريرة قال: كان النبي (ص) يدلع(2)لسانه للحسين (ع) فيرى الصبي حمرة لسانه فيهش(3)إليه، فقال عيينة بن بدر: ألا أراه يصنع هذا بهذا؟ فوالله إنّه ليكون لي الولد قد خرج وجهه وما قبَّلته قط، فقال (ص) : مَن لا يَرحَم لا يُرحَم. قال: خرجه أبو حاتم.(4)
أُسد الغابة: في ترجمة عبد الواحد بن عبدالله القرشي.
قال: روى محمد بن سوقة عن عبد الواحد القرشي قال: لمّا أُتي يزيد برأس الحسين بن علي (عليهماالسلام) ، تناوله بقضيب فكشف عن ثناياه، فوالله ما البرد بأبيض منها وأنشد:
يفلقن هاماً من رجال أعزة علينا وهم كانوا أعقّ وأظلما
فقال له رجل عنده: يا هذا، ارفع قضيبك، فو الله ربما رأيت شفتي رسول الله (ص) فكأنّه يقبّله، فرفع متذمّراً عليه مغضباً.(5)
سُنن الترمذي: في مناقب الحسن والحسين (عليهماالسلام) .
روى بسنده عن يعلى بن مرة قال: قال رسول الله (ص) : حسين منّي وأنا من حسين، أحبّ الله مَن أحبّ حسيناً، حسين سبط من الأسباط.(6)
ص:169
صحيح ابن ماجة: في باب من فضائل أصحاب رسول الله (ص) .
روى بسنده عن يعلى بن مرة، أنَّهم خرجوا مع النبي (ص) إلى طعام دعوا له، فإذا حسين يلعب في السكة، قال: فتقدَّم النبي (ص) أمام القوم وبسط يديه، فجعل الغلام يفر هاهنا وهاهنا ويضاحكه النبي (ص) ، حتى أخذه فجعل إحدى يديه تحت ذقنه، والأُخرى في فأس رأسه، فقبّله وقال: حسين منّي وأنا من حسين، أحبّ الله مَن أحبّ حسيناً، حسين سبط من الأسباط.(1)
المستدرك على الصحيحين: كتاب معرفة الصحابة، مناقب الحسن والحسين (عليهماالسلام) ، ابني بنت رسول الله (ص) .
روى بسنده عن عاصم بن بهدلة قال: اجتمعوا عند الحجاج فذكر الحسين بن علي (عليهماالسلام) فقال الحجاج: لم يكن من ذرّية النبي (ص) ، وعنده يحيى بن يعمر، فقال له: كذبت أيّها الأمير، فقال: لتأتيني على ما قلت ببيّنة ومصداق من كتاب الله عزّوجلّ أو لأقتلنّك قتلاً، فقال: (وَ مِنْ ذُرِّيَّتِهِ داوُدَ وَ سُلَيْمانَ وَ أَيُّوبَ وَ يُوسُفَ وَ مُوسى) (الأنعام:٨4) إلى قوله عزّوجلّ: (وَ زَكَرِيَّا وَ يَحْيى وَ عِيسى وَ إِلْياسَ) (الأنعام:85) .
فأخبر الله عزّوجلّ أنَّ عيسى من ذرية آدم بأُمّه، والحسين بن علي (عليهماالسلام) من ذرّية محمد (ص) بأُمّه، قال: صدقت، فما حملك على تكذيبي في مجلسي، قال: ما أخذ الله على الأنبياء ليبينّنه للناس ولا يكتمونه، قال الله عزّوجلّ: (فَنَبَذُوهُ وَراءَ ظُهُورِهِمْ وَ اشْتَرَوْا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً) (آل عمران:١٨٧) ، قال: فنفاه إلى خراسان.(2)
أُسد الغابة لابن الأثير: في ترجمة عبدالله بن عمرو بن العاص.
روى بسنده عن إسماعيل بن رجاء عن أبيه، قال: كنت في مسجد الرسول (ص) ، في حلقة
ص:170
فيها أبو سعيد الخدري وعبدالله بن عمرو، فمرّ بنا حسين بن علي (عليهماالسلام) فسلَّم فردّ القوم السلام، فسكت عبدالله حتى فرغوا؛ رفع صوته وقال: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته، ثُمَّ أقبل على القوم فقال: ألا أخبركم بأحبّ أهل الأرض إلى أهل السماء؟ ! قالوا: بلى، قال: هو هذا الماشي، ما كلّمني كلمة منذ ليالي صفين، ولأن يرضى عنّي أحبّ إليّ من أن يكون لي حُمر النعم، فقال أبو سعيد: ألا تعتذر إليه؟ ! قال: بلى، قال: فتواعدا أن يغدوا إليه، قال: فغدوت معهما، فاستأذن أبوسعيد فأذن له فدخل، ثُمَّ استأذن لعبدالله فلم يزل به حتى أذن له، فلمّا دخل قال أبو سعيد: يابن رسول الله، إنّك لمّا مررت بنا أمس. . - فأخبره بالذي كان من قول عبدالله بن عمرو - فقال حسين (ع) : أعلمت يا عبدالله أنّي أحبّ أهل الأرض إلى أهل السماء؟ ! قال: إي وربّ الكعبة، قال: فما حملك على أن قاتلتني وأبي يوم صفين، فوالله لأبي كان خيراً مني؟ ! قال: أجل، ولكن عمرواً شكاني إلى رسول الله (ص) فقال: يا رسول الله، إنَّ عبدالله يقوم الليل ويصوم النهار، فقال لي رسول الله (ص) : يا عبدالله، صلّ ونم وصم وافطر وأطع عَمْرواً، قال: فلمّا كان يوم صفين أقسم عليّ فخرجت، أما والله ما اخترطت سيفاً ولا طعنت برمح ولا رميت بسهم، قال: فكانه.(1)
طبقات ابن سعد: روى بسنده عن أبي عون قال: لمّا خرج حسين بن علي (عليهماالسلام) من المدينة يريد مكة، مرّ بابن مطيع وهو يحفر بئره، فقال له: أين فداك أبي وأُمّي؟ قال: أردت مكة، وذكر له أنَّه كتب إليه شيعته بها، فقال له ابن مطيع: فداك أبي وأُمّي، متعنا بنفسك ولا تسر إليهم، فأبى حسين (ع) ، فقال ابن مطيع: إن بئري هذه قد رشحتها وهذا اليوم أوان ما خرج إلينا في الدلو شيء من ماء، فلو دعوت الله لنا فيها بالبركة، قال: هات من مائها، فأتى من مائها في الدلو فشرب منه ثُمَّ مضمض ثُمَّ ردَّه في البئر، فأعذب وأمهى. (2)
ص:171
الهيثمي في مجمعه: عن أبي هريرة قال: كان الحسين بن علي (عليهماالسلام) عند النبي (ص) وكان يحبّه حبّاً شديداً، فقال: أذهب إلى أُمّي، فقلت: أذهب معه، فجاءت برقة من السماء فمشى في ضوئها حتى بلغ. قال: رواه الطبراني.(1)
مستدرك الصحيحين: روى بسنده عن شداد بن عبدالله عن أمّ الفضل بنت الحارث، أنّها دخلت على رسول الله (ص) فقالت: يا رسول الله، إنّي رأيت حلماً منكراً الليلة، قال: وما هو؟ قالت: إنّه شديد، قال: وما هو؟ قالت: رأيت كأنّ قطعة من جسدك قطعت ووضعت في حجري، فقال رسول الله (ص) : رأيت خيراً تلد فاطمة إن شاء الله غلاماً فيكون في حجرك، فولدت فاطمة [سلام الله عليها] الحسين (ع) فكان في حجري كما قال رسول الله (ص) ، فدخلت يوماً على رسول الله (ص) فوضعته في حجره، ثمّ حانت منّي التفاتة فإذا عينا رسول الله (ص) تهريقان من الدموع، قالت: فقلت: يا نبي الله - بأبي أنت وأمي - ما لك؟ قال: أتاني جبريل فأخبرني أنّ أمّتي ستقتل ابني هذا، فقلت: هذا؟ ! فقال: نعم، وأتاني بتربة من تربته حمراء.(2)
مستدرك الصحيحين: روى بسنده عن عبدالله بن وهب بن زمعة قال: أخبرتني أمّ سلمة أنّ رسول الله (ص) اضطجع ذات ليلة للنوم فاستيقظ وهو خاثر، ثمّ اضطجع فرقد، ثمّ استيقظ وهو خاثر دون ما رأيت به المرّة الأولى، ثمّ اضطجع فاستيقظ وفي يده تربة حمراء يقبّلها، فقلت: ما هذه التربة يا رسول الله؟ قال: أخبرني جبريل (ع) أنّ هذا يقتل بأرض العراق - للحسين - فقلت لجبريل: أرني تربة الأرض التي يقتل بها، فهذه تربتها. (3)
مسند أحمد بن حنبل: روى بسنده عن أنس بن مالك، أنّ ملك المطر استأذن ربّه أن يأتي النبي (ص) فأذن له، فقال لأمّ سلمة: إملكي علينا الباب لا يدخل علينا أحد، قال: وجاء
ص:172
الحسين (ع) ليدخل فمنعته فوثب فدخل فجعل يقعد على ظهر النبي (ص) وعلى منكبه وعلى عاتقه، قال: فقال الملك للنبي (ص) : أتحبّه؟ قال: نعم، قال: أما إن أمّتك ستقتله، وإن شئت أريتك المكان الذي يقتل فيه، فضرب بيده فجاء بطينة حمراء فأخذتها أمّ سلمة فصرتها في خمارها، قال: قال ثابت - يعني أحد رواة الحديث - بلغنا أنّها كربلاء.(1)
مسند أحمد بن حنبل: روى بسنده عن عائشة (أو أمّ سلمة) أنّ النبي (ص) قال لأحدهما: لقد دخل عليَّ البيت ملك لم يدخل عليَّ قبلها فقال لي: إنّ ابنك هذا حسين مقتول، وإن شئت أريتك من تربة الأرض التي يقتل بها، قال: فأخرج تربة حمراء.(2)
ذخائر العقبى: عن أمّ سلمة قالت: كان جبريل عند النبي (ص) والحسين (ع) معه فبكى فتركته فذهب إلى رسول الله (ص) فقال له جبريل: أتحبّه يا محمّد؟ قال: نعم، قال: إنّ أمّتك ستقتله، وإن شئت أريتك من تربة الأرض التي يقتل بها، فبسط جناحه إلى الأرض فأراه أرضاً يقال لها: كربلاء.(3)
كنز العمال: قام عندي جبريل من قبل فحدّثني أنّ الحسين يقتل بشط الفرات، وقال: هل لك أن أشمّك من تربته؟ قلت: نعم، فمدّ يده فقبض قبضة من تراب فأعطانيها، فلم أملك عيني أن فاضتا.(4)
كنز العمال: عن المطلب بن عبدالله بن حنطب عن أمّ سلمة قالت: كان النبي (ص) جالساً ذات يوم في بيتي فقال: لا يدخلن عليّ أحد، فانتظرت فدخل الحسين [(ع)] فسمعت نشيج النبي (ص) يبكي فإذا الحسين [(ع)] في حجره - أو إلى جنبه - يمسح رأسه وهو يبكي، فقلت: والله ما علمت به حتّى دخل، قال النبيّ (ص) : إنّ جبريل كان معنا في البيت فقال: أتحبّه؟ فقلت: نعم، فقال: إنّ أمّتك ستقتل هذا بأرض يقال لها: كربلاء، فتناول جبريل من ترابها فأراه النبي (ص) فلمّا أحيط بالحسين [عليه الصلاة والسلام] حين قتل قال: ما اسم هذه الأرض؟ قالوا: أرض كربلاء، قال: صدق رسول الله (ص) أرض كرب وبلاء.(5)
ص:173
مسند أحمد بن حنبل: مسند علي بن أبي طالب.
روى بسنده عن عبدالله بن نجا عن أبيه، أنَّه سار مع علي [(ع)] - وكان صاحب مطهرته - فلمّا حاذى نينوى، وهو منطلق إلى صفين، فنادى علي [(ع)]: اصبر أباعبدالله، اصبر أباعبدالله بشط الفرات، قلت: وماذا؟ قال: دخلت على النبي (ص) ذات يوم وعيناه تفيضان، قلت: يا نبي الله، أغضبك أحد، ما شأن عينيك تفيضان؟ ! قال: بل قام من عندي جبريل فحدّثني أنَّ الحسين يقتل بشط الفرات، قال: فقال: هل لك إلى أن أشمك من تربته؟ قال: قلت: نعم، فمدَّ يده فقبض قبضة من تراب فأعطانيها، فلم أملك عيني أن فاضتا.(1)
أُسد الغابة: في ترجمة غرفة الأزدي.
قال: روى عنه أبو صادق قال: وكان من أصحاب النبي (ص) ومن أصحاب الصفّة، وهو الذي دعا له النبي (ص) أن يبارك له في صفقته، قال: دخلني شك من شأن علي [(ع)] فخرجت معه على شاطئ الفرات، فعدل عن الطريق ووقف ووقفنا حوله، فقال بيده: هذا موضع رواحلهم ومناخ ركابهم ومهراق دمائهم، بأبي مَن لا ناصر له في الأرض ولا في السماء إلّا الله، فلمّا قتل الحسين [(ع)] خرجت حتى أتيت المكان الذي قتلوه فيه، فإذا هو كما قال، ما أخطأ شيئاً، قال: فاستغفرت الله ممّا كان منّي من الشك، وعلمت أنَّ علياً [(ع)] لم يقدم إلّا بما عهد إليه فيه.(2)
أُسد الغابة: في ترجمة الحارث بن نبيه.
قال: روى أنس بن الحارث بن نبيه عن أبيه الحارث بن نبيه - وكان من أصحاب النبي (ص) من أهل الصفّة - قال: سمعت رسول الله (ص) والحسين [(ع)] في حجره يقول:
ص:174
إنَّ ابني هذا يُقتَل في أرض يقال لها: العراق، فمَن أدركه فلينصره، فقُتل أنس بن الحارث مع الحسين [(ع)].(1)
أُسد الغابة: في ترجمة أنس بن الحارث.
قال: روى حديثه أشعث بن سحيم عن أبيه عنه، أنَّه سمع النبي (ص) يقول: إنَّ ابني هذا يقتل بأرضٍ من أرض العراق، فمَن أدركه فلينصره، فقُتل مع الحسين [(ع)].(2)
أُسد الغابة: ذكر حديثاً عن عمرو بن شعواء اليافعي قال: قال رسول الله (ص) : سبعة لعنتهم وكلّ نبي مجاب الدعوة: الزائد في كتاب الله، والمكذّب بقدر الله، والمستحل حرمة الله، والمستحل من عترتي ما حرّم الله، والتارك لسنّتي، والمستأثر بالفيء، والمتجبّر بسلطانه ليعزّ من أذلّ الله ويذلّ من أعزّ الله عزّوجل.(3)
كنز العمال: لفظه: ستة لعنهم الله ولعنتهم وكلّ نبي مجاب، الزائد في كتاب الله، والمكذّب بقدر الله، والراغب عن سنّتي إلى بدعة، والمستحل من عترتي ما حرّم الله، والمتسلّط على أمّتي بالجبروت ليعزّ من أذلّ الله ويذلّ من أعزّ الله، والمرتد أعرابياً بعد هجرته.(4)
الصواعق المحرقة: قال: وورد من سبّ أهل بيتي فإنّما يرتد عن الله وعن الإسلام - إلى أن قال-: خمسة أو ستة لعنتهم وكلّ نبي مجاب، الزائد في كتاب الله، والمكذّب بقدر الله، والمستحل محارم الله، والمستحل من عترتي ما حرّم الله، والتارك للسنّة.(5)
مستدرك الصحيحين: روى بسنده عن عبدالله بن مسعود قال: أتينا رسول الله (ص) فخرج إلينا مستبشراً يعرف السرور في وجهه، فما سألناه عن شيء إلّا أخبرنا به، ولا سكتنا إلّا ابتدأنا
ص:175
حتّى مرّت فتية من بني هاشم فيهم الحسن والحسين (عليهماالسلام) ، فلمّا رآهم التزمهم وانهملت عيناه، فقلنا: يا رسول الله، ما نزال نرى في وجهك شيئاً نكرهه، فقال: إنّا أهل بيت اختار الله لنا الآخرة على الدنيا، وإنّه سيلقى أهل بيتي من بعدي تطريداً وتشريداً في البلاد.(1)
مستدرك الصحيحين: روى بسنده عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله (ص) : إنّ أهل بيتي سيلقون من بعدي من أمّتي قتلاً وتشريداً، وإنّ أشدّ قومنا لنا بغضاً بنو أمية وبنو المغيرة وبنو مخزوم.(2)
كنز العمال: ولفظه: يجيء يوم القيامة المصحف والمسجد والعترة، فيقول المصحف: يا ربّ حرقوني ومزّقوني، ويقول المسجد: يا ربّ خرّبوني وعطّلوني وضيّعوني، وتقول العترة: طردونا وقتلونا وشرّدونا، وأجثو بركبتي للخصومة فيقول الله: ذلك إليّ وأنا أولى بذلك.(3)
المستدرك على الصحيحين: كتاب التفسير، قصة قتل يحيى بن زكريا (ع) .
روى بسنده عن ابن عباس قال: أوحى الله إلى نبيكم إنّي قتلت بيحيى بن زكريا سبعين ألفاً، وإنّي قاتل بابن بنتك سبعين ألفاً وسبعين ألفاً.(4)
ذخائر العقبى: الباب التاسع: في ذكر الحسن والحسين ابني علي بن أبي طالب وفاطمة (عليهم السلام) بنت رسول الله (ص) .
قال: عن ابن عباس قال: قال رسول الله (ص) : إنَّ جبريل أخبرني أنَّ الله عزوجل قتل بدم يحيى بن زكريا سبعين ألفاً، وهو قاتل بدم ولدك الحسين سبعين ألفاً. قال: خرجه الملا في سيرته.(5)
أقول: والظاهر أنَّ في الرواية سقطاً، والصحيح ما تقدَّم في رواية المستدرك.
ص:176
تهذيب التهذيب: قال: وعن عمر بن ثابت عن الأعمش عن شقيق عن أُمّ سلمة، قالت: كان الحسن والحسين (عليهماالسلام) يلعبان بين يدي رسول الله (ص) في بيتي، فنزل جبريل فقال:
يا محمد، إنَّ أُمَّتك تقتل ابنك هذا من بعدك، وأومأ بيده إلى الحسين (ع) ، فبكى رسول الله (ص) وضمَّه إلى صدره ثُمَّ قال رسول الله (ص) : وضعت عندك هذه التربة، فشمّها رسول الله (ص) وقال: ريح كرب وبلاء، وقال: يا أُمّ سلمة، إذا تحوّلت هذه التربة دماً فاعلمي أنَّ ابني قد قُتل، فجعلتها أُمّ سلمة في قارورة ثُمَّ جعلت تنظر إليها كل يوم وتقول: إنَّ يوماً تحولين دماً ليوم عظيم.(1)
الصواعق المحرقة: قال- بعد نقل قصة أُمّ سلمة والقارورة - ما لفظه: وفي رواية عنها: فأصبته يوم قتل الحسين (ع) وقد صار دماً. ثُمَّ قال: وفي أُخرى: ثُمَّ قال (يعني جبريل) : ألا أُريك تربة مقتله؟ فجاء بحصيات فجعلهنّ رسول الله (ص) في قارورة. قالت أُمّ سلمة: فلمّا كانت ليلة قُتل الحسين (ع) سمعت قائلاً يقول:
أيُّها القاتلون جهلاً حُسيناً إبشروا بالعذاب والتذليل
قد لُعنتم على لسان ابن داو د وموسى وحامل الإنجيل
قالت: فبكيت وفتحت القارورة فإذا الحصيات قد جرت دماً.(2)
صحيح الترمذى: في مناقب الحسن والحسين (عليهماالسلام) .
روى بسنده عن سلمى، قالت: دخلت على أُمّ سلمة وهي تبكي، فقلت: ما يبكيك؟ قالت: رأيت رسول الله (ص) - تعني في المنام - وعلى رأسه ولحيته التراب، فقلت: مالك يا رسول الله؟ قال: شهدت قتل الحسين آنفاً.(3)
ص:177
مستدرك الصحيحين: في كتاب تعبير الرؤيا.
روى بسنده عن عمار بن عمار عن ابن عباس، قال: رأيت النبي (ص) ، فيما يرى النائم نصف النهار، أشعث وأغبر، معه قارورة فيها دم، فقلت: يا نبي الله، ما هذا؟ قال: هذا دم الحسين وأصحابه، لم أزل التقطه منذ اليوم، قال: فأحصى ذلك اليوم فوجدوه قُتل قبل ذلك بيوم. قال: هذا حديث صحيح على شرط مسلم.(1)
السنن الكبرى للبيهقي: كتاب صلاة الخسوف.
روى بسنده عن أبي قبيل قال: لمّا قتل الحسين بن عليّ (عليهماالسلام) كسفت الشمس كسفة بدت الكواكب نصف النهار، حتى ظننا أنَّها هي. (2)
أقول: وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه وقال: رواه الطبراني وإسناده حسن. (3)
الصواعق المحرقة: قال: وانكسفت الشمس حتى بدت الكواكب نصف النهار، وظنّ الناس أنّ القيامة قد قامت. (4)
الصواعق المحرقة: قال: وذكر أبو نعيم الحافظ في كتاب دلائل النبوة عن نضرة الأزدية، أنّها قالت: لمَّا قُتل الحسين بن علي (عليهماالسلام) أمطرت السماء دماً، فأصبحنا وجبابنا (5)وجرارنا مملؤة. قال: وكذا روي في أحاديث غير هذه.(6)
السيوطي في الدر المنثور: في ذيل تفسير قوله تعالى: (فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ وَ الْأَرْضُ) (الدخان:٢٩) في سورة الدخان.
ص:178
قال: وأخرج ابن أبي حاتم عن عبيد المكتب عن إبراهيم قال: ما بكت السماء منذ كانت الدنيا إلّا على اثنين - إلى أن قال-: وتدري ما بكاء السماء؟ ! قال: لا، قال: تحمر وتصير وردة كالدهان، إنّ يحيى بن زكريا لمّا قُتل احمرَّت السماء وقطرت دماً، وإنَّ حسين بن علي (عليهماالسلام) يوم قُتل احمرَّت السماء. قال: وأخرج ابن أبي حاتم عن زيد بن زياد قال: لمّا قُتل الحسين احمرت آفاق السماء أربعة أشهر.(1)
تهذيب التهذيب: قال: وقال ابن معين: حدَّثنا جرير، حدَّثنا يزيد بن أبي زياد، قال: قُتل الحسين (ع) ولي أربع عشرة سنة، وصار الورس(2)الذي في عسكرهم رماداً، واحمرَّت آفاق السماء، ونحروا ناقة في عسكرهم فكانوا يرون في لحمها النيران - ثُمَّ قال-: وقال الحميدي: عن ابن عيينة عن جدّته أُمّ أبيه قالت: لقد رأيت الورس عادت رماداً، ولقد رأيت اللحم كأنّ فيه النار حين قُتل الحسين (ع) (3)
ذخائر العقبى: قال: وعن ابن شهاب قال: لمَّا قُتل الحسين (ع) لم يرفع، أو لم يقلع، حجر بالشام إلّا عن دم. قال: خرجه ابن السري.
ذخائر العقبى: قال: وعن مروان، مولى هند بنت المهلب، قال: حدّثني بواب عبيدالله بن زياد، أنَّه لمّا جيء برأس الحسين (ع) بين يديه، رأيت حيطان دار الإمارة تسايل دماً. قال: خرجه ابن بنت منيع.(4)
مجمع الزوائد ومنبع الفوائد: كتاب المناقب، باب مناقب الحسين بن علي (ع) .
قال: وعن ابن وائل - أو وائل بن علقمة - أنّه شهد ما هناك، قال: قام رجل فقال: أفيكم حسين؟ قالوا: نعم، قال: أبشر بالنار، قال: أُبشر بربّ رحيم وشفيع مطاع، قال: مَن أنت؟
ص:179
قال: أنا جويرة - أو جويزة - قال: اللّهم جزه إلى النار، فنفرت به الدابة فتعلّقت رجله في الركاب، قال: فوالله ما بقي عليها منه إلّا رجله. قال: رواه الطبراني.(1)
ذخائر العقبى: قال: عن رجل من كليب قال: صاح الحسين بن علي (عليهماالسلام) : اسقونا ماءً، فرماه رجل بسهم فشقّ شدقه(2)، فقال: لا أرواك الله، فعطش الرجل إلى أن رمى نفسه في الفرات حتى مات. قال: خرجه الملا.(3)
الصواعق المحرقة: عن الزهري: لم يبق ممَّن قتله - يعني قتل الحسين (ع) - إلّا مَن عوقب في الدنيا إمّا بقتل أو عمى أو سواد الوجه أو زوال الملك، في مدة يسيرة.(4)
تهذيب التهذيب: قال: قال ثعلب: حدثنا عمر بن شبة النميري، حدثني عبيد بن جنادة، أخبرني عطاء بن مسلم، قال: قال السدي: أتيت كربلاء أبيع البز فحمل لنا شيخ من طي طعاماً فتعشيناه عنده، فذكرنا قتل الحسين (ع) فقلنا: ما شرك في قتله أحد إلّا مات بأسوأ ميتة، فقال: ما أكذبكم يا أهل العراق، فأنا ممَّن شرك في ذلك، فلم يبرح حتى دنا من المصباح وهو يتقد، فنفط فذهب يخرج الفتيلة بإصبعه فأخذت النار فيها، فذهب يطفئها بريقه فأخذت النار في لحيته، فعدا فألقى نفسه في الماء فرأيته كأنّه حُمَمة. (5)(6)
ذخائر العقبى: باب في فضل أهل البيت (عليهم السلام) .
قال: عن علي (ع) قال: قال رسول الله (ص) : إنّ الله حرَّم الجنة على مَن ظلم أهل بيتي أو قاتلهم أو أغار عليهم أو سبّهم.(7)
ص:180
كنز العمال: عن أنس قال: دخلت على رسول الله (ص) فقال: قد أُعطيت الكوثر، فقلت: يا رسول الله، وما الكوثر؟ قال: نهر في الجنة، عرضه وطوله ما بين المشرق والمغرب، لايشرب منه أحد فيظمأ، ولا يتوضأ منه أحد فيشعث أبداً، لا يشربه إنسان أخفر ذمّتي(1)ولا مَن قتل أهل بيتي. قال: أخرجه أبو نعيم.(2)
مستدرك الصحيحين: روى بطريقين عن راشد بن سعد عن أبي ذر، قال: سمعت رسول الله (ص) يقول: إذا بلغت بنو أُمية أربعين اتّخذوا عباد الله خولاً، ومال الله نحلاً، وكتاب الله دغلاً.(3)
أقول: وذكره المتّقي أيضاً في كنز العمال(4)وقال: ومال الله دخلاً. وقال أخرجه ابن عساكر.
مستدرك الصحيحين: روى بسنده عن أبي برزة الأسلمي قال: كان أبغض الأحياء إلى رسول الله (ص) بنو أُمية وبنو حنيفة وثقيف. قال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين.(5)
ذخائر العقبى: عن موسى بن علي الرضا بن جعفر قال: سُئل جعفر بن محمد (عليهماالسلام) عن زيارة قبر الحسين (ع) فقال: أخبرني أبي أنّ مَن زار قبر الحسين (ع) عارفاً بحقّه كتب الله له في عليّين، وقال: إنّ حول قبر الحسين (ع) سبعين ألف ملك، شعثاً غبراً، يبكون عليه إلى يوم القيامة. قال: خرجه أبو الحسن العتيقي.(6)
ص:181
ذخائر العقبى: عن الربيع بن منذر عن أبيه، قال: كان حسين بن علي (عليهماالسلام) يقول: مَن دمعت عيناه فينا دمعة، أو قطرت عيناه فينا قطرةً؛ آتاه الله عزّوجل الجنّة. قال: أخرجه أحمد في المناقب.(1)
تهذيب التهذيب: ذكر حديثاً عن هرثمة بن سلمى قال: خرجنا مع علي (ع) فسار حتى انتهى إلى كربلاء، فنزل إلى شجرة فصلّى إليها، فأخذ تربة من الأرض فشمّها ثُمَّ قال: واهاً لك تربة، ليقتلن بك قوم يدخلون الجنّة بغير حساب، قال: فقفلنا من غزاتنا وقتل علي (ع) ونسيت الحديث، قال: فكنت في الجيش الذين ساروا إلى الحسين (ع) ، فلمّا انتهيت إليه نظرت إلى الشجرة فذكرت الحديث، فتقدَّمت على فرس لي فقلت: أُبشرك ابن بنت رسول الله (ص) ؟ وحدّثته الحديث، قال: معنا أو علينا؟ قلت: لا معك ولا عليك؛ تركت عيالاً وتركت مالاً، قال: أمّا لا فولِّ في الأرض هرباً، فوالذي نفس حسين بيده، لا يشهد قتلنا اليوم رجل إلّا دخل جهنّم، قال: فانطلقت هارباً مولّياً في الأرض حتى خفي عليَّ مقتله.(2)
ص:182
ص:183
ص:184
ص:185
صحيح الترمذي: في باب ما جاء في المهدي (عج) .
روى بسنده عن عاصم بن بهدلة عن زر عن عبدالله، قال: قال رسول الله (ص) : لا تذهب الدنيا حتى يملك العرب رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي. قال: وفي الباب عن علي (ع) وأبي سعيد وأُم سلمة وأبي هريرة.(1)
كنز العمال: الباب الحادي عشر في فضائل أهل البيت النبوي.
ولفظه: يخرج رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي، وخلقه خلقي، فيملؤها عدلاً وقسطاً كما مُلئت ظلماً وجوراً.(2)
ذخائر العقبى: عن حذيفة أنَّ النبي (ص) قال: لو لم يبقَ من الدنيا إلّا يوم واحد، لطوَّل الله ذلك اليوم حتى يبعث رجلاً من ولدي، اسمه كاسمي، فقال سلمان: من أي ولدك يا رسول الله؟ قال: من ولدي هذا، وضرب بيده على الحسين (ع) .(3))
الصواعق المحرقة: قال: وأخرج الطبراني، مرفوعاً: يلتفت المهدي (عج) وقد نزل عيسى بن مريم (ع) كأنّما يقطر من شعره الماء، فيقول المهدي (عج) : تقدّم فصلِّ بالناس،
ص:186
فيقول: إنّما أُقيمت الصلاة لك، فيصلّي خلف رجل من ولدي. . . الحديث. قال: وفي صحيح ابن حبان في إمامة المهدي (عج) نحوه.(1)
مسند أحمد بن حنبل: روى بسنده عن جابر، أنَّه سمع النبي (ص) يقول: لا تزال طائفة من أُمّتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة، قال: فينزل عيسى بن مريم فيقول أميرهم: تعال صلِّ، فيقول: لا، إنّ بعضكم على بعض أمير ليكرم الله هذه الأُمّة.(2)
كنز العمال: ولفظه: منّا الذي يصلّي عيسى بن مريم (عليهاالسلام) خلفه. قال: أخرجه أبو نعيم في كتاب المهدي عن أبي سعيد، يعني عن النبي (ص) .(3)
مسند أحمد بن حنبل: روى بسنده عن جابر بن عبدالله قال: قال رسول الله (ص) : يخرج الدجال في خفقة من الدين وإدبار من العلم - الى أن قال: - فإذا هم بعيسى بن مريم، فتقام الصلاة، فيقال له: تقدَّم يا روح الله، فيقول: ليتقدّم إمامكم فليصلِّ بكم. . الحديث.(4)
صحيح ابن ماجة: في أبواب الفتن، في باب خروج المهدي (عج) .
روى بسنده عن علي (ع) قال: قال رسول الله (ص) : المهدي منّا أهل البيت، يصلحه الله في ليلة.(5)
صحيح أبي داود: روى بسنده عن أُمّ سلمة، قالت: سمعت رسول الله (ص) يقول: المهدي من عترتي، من وُلد فاطمة.(6)
مستدرك الصحيحين: روى بسنده عن أبي سعيد الخدري، قال: قال رسول الله (ص) : لا تقوم الساعة حتى تملأ الأرض ظلماً وجوراً وعدواناً، ثُمَّ يخرج من أهل بيتي مَن
ص:187
يملؤها قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وعدواناً. قال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين.(1)
ذخائر العقبى: عن أبي أيوب الأنصاري قال: قال رسول الله (ص) لفاطمة سلام الله عليها: نبينا خير الأنبياء وهو أبوك، وشهيدنا خير الشهداء وهو عمّ أبيك، حمزة، ومنّا مَن له جناحان يطير بهما في الجنة حيث شاء، وهو ابن عم أبيك، جعفر، ومنّا سبطا هذه الأُمّة الحسن والحسين، وهما ابناك، ومنّا المهدي. قال: خرجه الطبراني في معجمه.(2)
ذخائر العقبى: عن علي بن الهلالي عن أبيه قال: دخلت على رسول الله (ص) في الحالة التي قبض فيها، فإذا فاطمة سلام الله عليها عند رأسه، فبكت حتى ارتفع صوتها، فرفع (ص) طرفه إليها إلى أن قال: يا فاطمة، والذي بعثني بالحق، إنّ منهما - يعني من الحسن والحسين (عليهماالسلام) - مهدي هذه الأُمّة، إذا صارت الدنيا هرجاً ومرجاً، وتظاهرت الفتن وتقطّعت السُبل، وأغار بعضهم على بعض، فلا كبير يرحم صغيراً ولا صغير يوقر كبيراً؛ فيبعث الله عزّوجل عند ذلك مَن يفتح حصون الضلالة وقلوباً غلفاً، يقوم بالدين في آخر الزمان كما قمت به في أوّل الزمان، ويملأ الأرض عدلاً كما مُلئت جوراً. قال: خرجه الحافظ أبو العلاء الهمذاني.(3)
ذخائر العقبى: قال: وعنه - يعني عن أبي أيوب الأنصاري - قال: قال رسول الله (ص) : يولد منهما - يعني الحسن والحسين (عليهماالسلام) - مهدي هذه الأُمّة.(4)
سنن الترمذي: في باب ما جاء في المهدي (عج)
روى بسنده عن زيد العمى عن أبي الصديق الناجي عن أبي سعيد الخدري، قال: خشينا أن يكون بعد نبينا حدث، فسألنا نبي الله (ص) فقال: إنَّ في أُمّتي المهدي، يخرج ويعيش خمساً
ص:188
أو سبعاً أو تسعاً - زيد الشاك - قال: قلنا: وما ذاك؟ قال: سنين، قال: فيجيء إليه الرجل فيقول: يا مهدي، أعطني أعطني، قال: فيحثي له في ثوبه ما استطاع أن يحمله.(1)
سنن أبي داود: روى بسنده عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله (ص) : «المهدي منّي، أجلى الجبهة أقنى الأنف، يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما مُلئت جوراً وظلماً، يملك سبع سنين» .(2)
مسند أحمد بن حنبل: مسند أبي سعيد الخدري.
روى بسنده عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله (ص) : «لا تقوم الساعة حتى يملك رجل من أهل بيتي، أجلى أقنى يملأ الأرض عدلاً كما ملئت قبله ظلماً، يكون سبع سنين» .(3)
الهيثمي في مجمعه: عن أبي هريرة قال: حدثني خليلي أبو القاسم قال: لا تقوم الساعة حتى يخرج إليهم رجل من أهل بيتي فيضربهم حتى يرجعوا إلى الحق، قال، قلت: وكم يملك؟ قال: خمساً واثنتين. . . الحديث. (4)
الهيثمي في مجمعه: عن أبي سعيد الخدري قال: سمعت رسول الله (ص) يقول: يخرج رجل من أُمَّتي يقول بسنّتي، ينزل الله عزّوجل له القطر من السماء، وينبت الله له الأرض من بركتها، تُملأ الأرض منه قسطاً وعدلاً كما ملئت جوراً وظلماً، يعمل على هذه الأُمّة سبع سنين، وينزل بيت المقدس. قال: رواه الترمذي وابن ماجة باختصار.(5)
مستدرك الصحيحين: روى بسنده عن أبي الطفيل عن محمد بن الحنفية، قال: كنّا عند علي (ع) فسأله رجل عن المهدي، فقال علي (ع) : هيهات، ثُمَّ عقد بيده سبعاً فقال: ذاك
ص:189
يخرج في آخر الزمان، إذا قال الرجل: الله الله قُتل، فيجمع الله تعالى له قوماً قزعاً (1)كقزع السحاب، يؤلّف الله بين قلوبهم، لا يستوحشون إلى أحد ولا يفرحون بأحد، يدخل فيهم على عدّة أصحاب بدر، لم يسبقهم الأوّلون ولا يدركهم الآخرون، وعلى عدد أصحاب طالوت الذين جاوزوا معه النهر. قال أبو الطفيل: قال ابن الحنفية: أتريده؟ قلت: نعم، قال: إنّه يخرج من بين هاتين الخشبتين، قلت: لا جرم والله لا أريهما حتى أموت، فمات بها - يعني مكّة حرسها الله تعالى -. قال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه.(2)
مستدرك الصحيحين: روى بسنده عن أبي سعيد الخدري أنّ رسول الله (ص) قال: يخرج في آخر أُمّتي المهدي، يسقيه الله الغيث، وتخرج الأرض نباتها، ويعطي المال صحاحاً، وتكثر الماشية وتعظم الأُمّة، يعيش سبعاً أو ثمانياً (يعني حججاً) . قال: هذا صحيح الإسناد، ولم يخرجاه.(3)
مسند أحمد بن حنبل: روى بسنده عن أبي سعيد أنّ رسول الله (ص) قال: تملأ الأرض ظلماً وجوراً ثُمَّ يخرج رجل من عترتي يملك سبعاً أو تسعاً، فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً.(4)
مستدرك الصحيحين: روى بسنده عن أبي سعيد الخدري، قال: قال نبي الله (ص) : ينزل بأُمّتي في آخر الزمان بلاء شديد من سلطانهم، لم يُسمع بلاء أشدّ منه، حتى تضيق عليهم الأرض الرحبة، وحتى يملأ الأرض جوراً وظلماً، لا يجد المؤمن ملجأً يلتجئ إليه من الظلم، فيبعث الله عزّوجل رجلاً من عترتي، فيملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما مُلئت ظلماً وجوراً، يرضى عنه ساكن السماء وساكن الأرض، لا تدّخر الأرض من بذرها شيئاً إلّا أخرجته، ولا السماء من قطرها شيئاً إلّا صبّه الله عليهم مدراراً، يعيش فيهم سبع سنين أو ثمان أو تسع،
ص:190
تتمنى الأحياء الأموات ممّا صنع الله عزّوجل بأهل الأرض من خيره. قال: هذا حديث صحيح الإسناد.(1)
مسند أحمد بن حنبل: روى بسنده عن أبي الوداك عن أبي سعيد الخدري، قال: قلت: والله ما يأتي علينا أمير إلّا وهو شر من الماضي، ولا عام إلّا هو شر من الماضي، قال: لولا شيء سمعته من رسول الله (ص) لقلت مثل ما يقول، ولكن سمعت رسول الله (ص) يقول: إنَّ من أمرائكم أميراً يحثي المال حثياً ولا يعدّه عدّاً، يأتيه الرجل فيسأله فيقول: خُذ، فيبسط الرجل ثوبه فيحثي فيه، ويبسط رسول الله (ص) ملحفة غليظة كانت عليه، يحكي صنيع الرجل، ثُمَّ جمع إليه أكنافها، قال: فيأخذه ثُمَّ ينطلق.(2)
مسند أحمد بن حنبل: روى بسنده عن الجريري عن أبي نضرة قال: كنّا عند جابر بن عبدالله قال: يوشك أهل العراق أن لا يجبى إليهم قفيز ولا درهم، قلنا: من أين ذلك؟ قال: من قِبل العجم، يمنعون ذلك، ثُمَّ قال: يوشك أهل الشام أن لايجبى إليهم دينار ولا مدّ، قلنا: ومن أين ذلك؟ قال: من قِبل الروم، يمنعون ذلك، قال: ثُمَّ أمسك هنيهة (ثُمَّ قال) : قال رسول الله (ص) : يكون في آخر أُمّتي خليفة يحثو المال حثواً، لا يعدّه عدّاً. قال الجريري: فقلت لأبي نضرة وأبي العلاء: أتريانه عمر بن عبدالعزيز؟ فقالا: لا.(3)
طبقات ابن سعد: روى بسنده عن عبدالله بن عمرو قال: إنَّ أسعد الناس بالمهدي أهل الكوفة.(4)
ص:191
كنز العمال: عن قتادة قال: كان يقال: إنَّ المهدي ابن أربعين سنة، قال: أخرجه ابن عساكر.(1)
مستدرك الصحيحين: روى بسنده عن ثوبان قال: قال رسول الله (ص) : يقتتل عند كنزكم ثلاثة، كلهم ابن خليفة، ثُمَّ لا يصير إلى واحد منهم، ثُمَّ تطلع الرايات السود من قِبل المشرق، فيقاتلونكم قتالاً لم يقاتله قوم، ثُمَّ ذكر شيئاً فقال: إذا رأيتموه فبايعوه ولو حبواً على الثلج، فإنّه خليفة الله المهدي. قال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين.(2)
مستدرك الصحيحين: روى حديثاً عن عبدالله بن عباس قال فيه: وأمّا المهدي، فهو الذي يملأ الأرض عدلاً كما مُلئت جوراًً، وتأمن البهائم والسباع، وتلقي الأرض أفلاذ كبدها. قال: قلت: وما أفلاذ كبدها؟ قال: أمثال الإسطوانة من الذهب والفضة. قال: هذا حديث صحيح الإسناد.(3)
كنز العمال: قال: عن علي (ع) قال: إذا بعث السفياني إلى المهدي جيشاً فخسف بهم بالبيداء، وبلغ ذلك أهل الشام، قال طليعتهم: قد خرج المهدي، فبايعه وادخل في طاعته وإلّا قتلناك، فيرسل إليه البيعة ويسير المهدي حتى ينزل بيت المقدس وتنقل إليه الخزائن وتدخل العرب والعجم وأهل الحرب والروم وغيرهم في طاعته، من غير قتال، حتى تُبنى المساجد بالقسطنطينية وما دونها، ويخرج قبله رجل من أهل بيته بالمشرق، ويحمل السيف على عاتقه ثمانية أشهر، يقتل ويمثل ويتوجّه إلى بيت المقدس، فلا يبلغه حتى يموت. قال: أخرجه نعيم، يعني ابن حماد.(4)
كنز العمال: عن علي (ع) قال: لا يخرج المهدي حتى يُقتل ثُلث ويموت ثُلث ويبقى ثلث. قال: أخرجه نعيم بن حماد في الفتن.(5)
ص:192
كنز العمال: عن علي (ع) قال: إذا نادى مناد من السماء أنَّ الحق في آل محمد (ص) ، فعند ذلك يظهر المهدي على أفواه الناس ويشربون حبه، فلا يكون لهم ذكر غيره. قال: أخرجه نعيم وابن المنادى في الملاحم. (1)
كنز العمال: عن علي (ع) قال: إذا هزمت الرايات السود خيل السفياني التي فيها شعيب بن صالح؛ تمنّى الناس المهدي، فيطلبونه فيخرج من مكة ومعه راية رسول الله (ص) ، ويصلّي ركعتين بعد أن ييأس الناس من خروجه، لِما طال عليهم من البلاء، فإذا فرغ من صلاته انصرف فقال: أيُّها الناس، ألح البلاء على أُمّة محمد (ص) وبأهل بيته خاصة، قهرنا وبغي علينا.(2)
كنز العمال: قال: عن علي (ع) قال: ويحاً للطالقان، فإنّ لله فيها كنوزاً ليس من ذهب ولا فضة، ولكن بها رجال عرفوا الله حق معرفته، وهم أنصار المهدي آخر الزمان. قال: أخرجه أبو غنم الكوفي في كتاب الفتن.(3)
قصص الأنبياء: روى بسنده عن ابن عباس قال: قال رسول الله (ص) : كيف يُهلك الله أُمّة أنا في أوّلها وعيسى في آخرها والمهدي من أهل بيتي في وسطها؟ ! .(4)
الهيثمي في مجمعه: عن أُمّ سلمة قالت: قال رسول الله (ص) : يبايع لرجل بين مكة والمقام عدّة أهل بدر، فيأتيه عصائب أهل العراق وأبدال أهل الشام، فيغزوهم جيش من أهل الشام، حتى إذا كانوا بالبيداء خسف بهم، فيغزوهم رجل من قريش أخواله من كلب، فيلتقون فيهزمهم الله، فالخائب مَن خاب من غنيمة كلب. قال: رواه الطبراني في الكبير والأوسط باختصار.(5)
ص:193
الصواعق المحرقة: قال: وأخرج ابن عساكر عن علي (ع) : إذا قام قائم آل محمد (ص) ؛ جمع الله أهل المشرق وأهل المغرب، فأمّا الرفقاء فمن أهل الكوفة، وأمّا الأبدال فمن أهل الشام.(1)
كنوز الحقائق: ولفظه: المهدي طاووس أهل الجنّة. قال: للديلمي، يعني أخرجه عن النبي (ص) .(2)
ص:194
ص:195
١. أُسد الغابة، عز الدين أبو الحسن علي بن محمّد ابن الأثير، مصر، ١٢٨5ه. ق.
٢. الإصابة، الحافظ شهاب الدين أحمد بن علي بن محمّد بن حجر العسقلاني، طبعة كلكتا، ١٣٨5م.
٣. تهذيب التهذيب، شهاب الدين أحمد بن علي بن محمد بن حجر العسقلاني، مطبعة مجلس دائرة المعارف النظامية، ١٣٢5ه. ق.
4. الصواعق المحرقة، شهاب الدين أحمد بن حجر الهيثمي، مطبعة الميمنيّة - مصر، ١٣١٢ه. ق.
5. فتح الباري في شرح البخاري، شهاب الدين أبو الفضل العسقلاني ابن حجر، مطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده - مصر، ١٣٧٨ه. ق.
6. مسند أحمد بن حنبل، أحمد بن حنبل، مطبعة الميمنية - مصر، ١٣١٣ه. ق.
٧. مسند أحمد بن حنبل، أحمد بن حنبل، دار صادر - بيروت - لبنان.
٨. الإمامة والسياسة، محمّد عبدالله بن مسلم ابن قتيبة، مطبعة الفتوح الأدبية، ١٣٣١ه. ق.
٩. صحيح ابن ماجة، ابن ماجة القزويني، مطبعة الفاروقي في دهلي.
١٠. صحيح ابن ماجة، ابن ماجة القزويني، تحقيق وترقيم وتعليق: محمد فؤاد عبد الباقي، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع.
١١. صحيح أبي داود، أبو داود السجستاني، مطبعة الكستلية، ١٢٨٠ه. ق.
ص:196
١٢. حلية الأولياء، أحمد بن عبدالله أبو نعيم الإصبهاني، مطبعة السعادة، ١٣5١ه. ق.
١٣. صحيح البخاري، محمد بن إسماعيل البخاري، مطبعة الخيرية - مصر، ١٣٢٠ه. ق.
١4. صحيح البخاري، محمد بن إسماعيل البخاري، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع، ١4٠١ - ١٩٨١م.
١5. تاريخ بغداد، أحمد بن عليّ الخطيب البغدادي، مطبعة السعادة، ١٣4٩ه. ق.
١6. السُنن الكبرى، أحمد بن الحسين بن علي البيهقي، مطبعة مجلس دائرة المعارف النظامية بحيدر آباد - دكن، ١٣44ه. ق.
١٧. صحيح الترمذي، محمّد بن عيسى الترمذي، مطبعة بولاق، ١٢٩٢ه. ق.
١٨. صحيح الترمذي، محمّد بن عيسى الترمذي، تحقيق وتصحيح: عبدالوهاب عبداللطيف، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع - بيروت - لبنان، الطبعة الثانية، ١4٠٣ - ١٩٨٣م.
١٩. قصص الأنبياء (عرائس التيجان) ، أحمد بن محمّد بن إبراهيم الثعلبي، المطبعة الحيدرية في بومباي، ١٢٩4ه. ق.
٢٠. مستدرك الصحيحين، أبو عبدالله محمّد بن عبدالله الحاكم النيسابوري، مطبعة مجلس دائرة المعارف النظامية - حيدر آباد - دكن، ١٣٢4ه. ق.
٢١. سُنن الدارقطني، عليّ بن عمر الدارقطني، مطبعة الأنصاري - دهلي - الهند.
٢٢. سُنن الدارمي، عبدالله بن عبد الرحمن الدارمي، مطبعة الاعتدال - دمشق، ١٣4٩ه. ق.
٢٣. ميزان الاعتدال، شمس الدين محمّد بن أحمد الذهبي، مطبعة السعادة، ١٣٢5ه. ق.
٢4. تفسير القرآن (المُسمّى بمفاتيح الغيب) ، محمّد ابن العلاّمة ضياء الدين عُمر الرازي فخر الدين، المُشتهر بالتفسير الكبير، مطبعة دار الطباعة العامرة.
٢5. تفسير القرآن (المُسمّى بمفاتيح الغيب) ، محمّد ابن العلاّمة ضياء الدين عمر الرازي فخر الدين، دار إحياء التراث العربي، الطبعة الثالثة، ١4٢٠ه. ق.
ص:197
٢6. تفسير القرآن المسمّى بالكشاف عن حقائق غوامض التنزيل، محمود بن عمر الزمخشري، مطبعة مصطفى، الطبعة الأُولى، ١٣54ه. ق.
٢٧. تفسير القرآن المسمّى بالكشاف عن حقائق غوامض التنزيل، محمود بن عمر الزمخشري، شركة مكتبة ومطبعة مصطفى البابي الحلبي وأولاده بمصر، عباس ومحمد محمود الحلبي وشركاهم - خلفاء، تاريخ الطبع ١٣٨5ه. ق - ١٩66م.
٢٨. الدر المنثور في التفسير بالمأثور، جلال الدين عبد الرحمن السيوطي، مطبعة الميمنية، ١٣١4ه. ق.
٢٩. الدر المنثور في التفسير بالمأثور، جلال الدين عبد الرحمن السيوطي، دار المعرفة للطباعة والنشر - بيروت - لبنان.
٣٠. نور الأبصار الشبلنجي، مطبعة الميمنيّة، ١٣٢٢ه. ق.
٣١. تأريخ الأُمم والملوك، محمّد بن جرير الطبري، مطبعة الاستقامة بالقاهرة، ١٣5٧ه. ق.
٣٢. تفسير القرآن المسمّى بجامع البيان، محمّد بن جرير الطبري، الطبعة الأُولى، ١٣٢٣ه. ق.
٣٣. شرح معاني الآثار، أبو جعفر الطحاوي، مطبعة المصطفائي، ١٣٠٠ه. ق.
٣4. مسند أبي داود، سليمان بن داود الطيالسي، مطبعة مجلس دائرة المعارف النظامية، ١٣٢١ه. ق.
٣5. موطأ الإمام مالك، مالك بن أنس، المطبعة الحجرية - مصر، ١٢٨٠ه. ق.
٣6. كنز العمال في سُنن الأقوال والأفعال (وأصل الكتاب هو جمع الجوامع للسيوطي) ، المتقي الهندي، مطبعة دائرة المعارف النظامية بحيدر آباد- دكن، ١٣١٢ه. ق.
٣٧. الرياض النضرة، أحمد بن عبدالله المحبّ الطبري، مطبعة الاتحاد المصري، الطبعة الأُولى.
ص:198
٣٨. ذخائر العقبى، أحمد بن عبدالله المحبّ الطبري، ١٣56ه. ق.
٣٩. فيض القدير (وهو شرح الجامع الصغير للسيوطي) ، عبد الرؤوف المناوي، مطبعة المصطفى - مصر، ١٣56ه. ق.
4٠. كنوز الحقائق في أحاديث خير الخلائق، عبد الرؤوف المناوي، ١٢٨5ه. ق.
4١. صحيح النسائي، أحمد بن شعيب النسائي، مطبعة الميمنية - مصر، ١٣١٢ه. ق.
4٢. صحيح النسائي، أحمد بن شعيب النسائي، دار الفكر للطباعة والنشر والتوزيع - بيروت - لبنان، الطبعة الأُولى، ١٣4٨ه. ق - ١٩٣٠م
4٣. خصائص النسائى (خصائص أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب (ع)) ، أحمد بن شعيب النسائى، مطبعة التقدم العلمية - مصر، ١٣4٨ه. ق.
44. صحيح مسلم، مسلم بن الحجاج النيسابوري، مطبعة بولاق، ١٢٩٠ه. ق.
45. صحيح مسلم، مسلم بن الحجاج النيسابوري، دار الفكر - بيروت - لبنان.
46. مجمع الزوائد، نور الدين علي بن أبي بكر الهيثمي، ١٣5٢ه. ق.
4٧. أسباب النزول، عليّ بن أحمد الواحدي، تحقيق: صفوان عدنان داوودي، دار القلم، الدار الشامية - دمشق، بيروت، الطبعة الأولى، ١4١5.
4٨. الطبقات الكبرى، محمد بن سعد كاتب الواقدي ابن سعد، مطبعة بريل - مدينة ليدن، ١٣٢٢ه. ق.