النواصب واقع و تاريخ

اشارة

مولف: محمد الحسيني المعروف بابن الغباشي السنبسي الكاظمي الحسيني

ناشر: مشعر

ص: 1

اشارة

ص: 2

ص: 3

ص: 4

المقدمة

ص: 5

الحمد لله المحمود كمالاً والمأمول جلالاً والمعقول المعبود بهدايته حسناً وجمالاً والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين تعظيماً وإكراماً وعلى آل بيته الطيبين المطهرين المصطفين اتماماً للنصرة وتشريفاً وتكليفاً وأعلاماً للهدى صلاة وسلاماً دائمين بعدد أنفاس كل معصوم وبعدد حركاته وسكناته وملكوتياته وعطاءاته وجذباته وديمومة معدودات حسه ومسه ووصله بالمعدودات والمخلوقات من الثقلين الأحياء منهم والأموات صلاة وسلاماً تنتفع الأمة بها من هنا وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وتنجو بشفاعة الص_راط على الص_راط ياسميع يا قريب يا مجيب الدعوات بحق محمد وآل محمد وبس_ر أسرار الفاتحة ثم أما بعد:

ص: 6

حبيبي وعزيزي ومنتهى أملي قارئ هذه الرسالة أهنئك بعودة القسط والعدل بعدما ظل الظلم والجور محتكرا للسان الأمة على مدار 14 قرن تقريباً وها هو الحق يدمغ الباطل من جديد ويواجهه ويحاصره في شتى بقاع الأرض ويضيق على الباطل ويحتج عليه بقوة أدلته حتى بلغ بالباطل إلى المنتهى فلجأ الباطل كعادته للمجادلة بالباطل وإلقاء الشبهات على الحق حتى يعطل مسيرة الحق القائم بالنصوص الش_رعية فيحاول الباطل في هذه المرحلة أن يستنجد بالحكام الظالمين الناصرين له على مدار القرون السابقة.

والذي يخدمهم هو بدوره في استمرار دولتهم واستعمارهم للشعوب والدول وكذلك باستخدام أنصاره التكفيريين الارهابيين الانتحاريين في استحلال دماء أهل الحق المدنيين المسالمين في المساجد والحسينيات والأسواق ومجالس العزاء من الأطفال والنساء والأبرياء ويعتبرون ذلك جهاداً في سبيل الله ويتركون الكفار من الصهاينة والأمريكان ويصدرون ذلك للدول الشيعية ويتركون خط المواجهة والجهاد ضد الصهاينة والأمريكان وأعوانهم.

ص: 7

بل إنهم لا يحررون شعوبهم من الحكام المنافقين الموالين للكفار وينشغلون بالشيعة كدول وشعوب. ويتدخلون في الانتخابات الحرة الديمقراطية بالمال والقتل وبالدماء حتى لا يصل الشيعة للحكم وتقام دول شيعية أو على الأقل يصبح هناك نفوذ للشيعة بل يفضلون ويوالون الكفار ويقدموهم على المسلمين الشيعة.

وأيضا يتدخلون في شئون الشعوب من خلال التجنيس وتصدير الوهابيين بأعداد كبيرة حتى يكون لهم الغلبة بالعدد ويسيطروا على الحكم من خلال الانتخابات كما يحدث في بعض دول الخليج وغيرها الآن وكما حدث في انتخابات لبنان ضد حزب الله وكما يحدث الآن في العراق بالتفجير والقتل على الهوية والعمليات الانتحارية التي ينفذها الوهابية بفتاوى وهابية سعودية وبأيادي وهابية سعودية وغيرها بدعوى الجهاد في سبيل الله!

فهم يحاربون للإطاحة بالثورة الإسلامية الإيرانية في إيران من خلال الوهابية والعمليات الانتحارية ومن خلال قلب الحقائق والتشهير بالحكومة الايرانية واتهامها بالدكتاتورية أو

ص: 8

اتهامها بتزوير الانتخابات وما إلى ذلك من الأكاذيب والافتراءات التي تتعارض مع مبادئ وقيم ودين الثورة الإسلامية.

وأيضاً يحاربون إيران الممثلة للثورة الإسلامية الربانية من خلال الصهاينة والأمريكان وأعوانهم من دول الكفر والاستكبار بدعوى كاذبة يسمونها الملف النووي الإيراني وبدعوى أن إيران تهدد المنطقة العربية.

ومن هنا يفرض السؤال نفسه علينا هل إسرائيل تهدد العرب والمسلمين في المنطقة أم لا؟!

وهل إسرائيل صهيونية عدوانية ووجودها وبقاءها قائم على الاحتلال والاستعمار أم لا؟!

وهل أمريكا موالية لإسرائيل الصهيونية أم أنها طرف محايد بين العرب والصهاينة أم لا؟!

وهل إيران هي التي جلبت أمريكا وقواعدها وتدخلاتها وحروبها في المنطقة أم أن الدول العربية والوهابية وحكام العرب هم المتحالفين معهم وأدخلوهم في المنطقة وفي دولهم بدعوى الدفاع عنهم؟!

ص: 9

وهل إيران المسلمة المتمسكة بمذهب آل البيت: القائمة بالثورة الإسلامية الربانية هل هي مسلمة أم لا؟!

أم أنها مسلمة ربانية ولكن لا بد من تكفيرها من خلال تكفير التشيع والشيعة الذي هو المبرر الوحيد للقتل والعداء واستحلال الدماء تبريرا لمعاداة الحق ومحاربته كما فعلوا من قبل بتبرير العداء لآل البيت: وقتلهم من أجل الحكم والخلافة وتبرير الاستعمار؟!

إذا كل هذه الحروب والتفجيرات والقتل والتكفير والعمليات الانتحارية وقتل النساء والأطفال والأبرياء كل ذلك من أجل الاستعمار والاحتلال والوصول للحكم والكرسي والخلافة.

ولتحقيق ذلك كله لابد من التمسك بالفكر النفاقي والسياسة النفاقية المعادية للإسلام الحقيقي الممثل في الثقلين الغير مفترقين أبدا وكذلك المعاداة لخط علي بن أبي طالب7 والوادي الذي يسلكه ومن ورائه خير البرية شيعته فهو على الحق والحق معه.

والذي امتد إلى زماننا وتمثل علي بن أبي طالب والثقلين في

ص: 10

الثورة الإسلامية الشيعية الربانية المتمسكة بمذهب الثقلين وعلي بن أبي طالب وفاطمة والحسن والحسين وأولاده الأئمة التسعة: وهذا هو خط الحوزات العلمية والمراجع الربانية.

إذا لا بد للمنافقين النواصب في زماننا أن يستمروا على خط ومكائد سلفهم النواصب المعادين لله ولرسوله9 ولآل بيته: وهذا يتبلور في مكيدة الشورى المزعومة التي كفرت بنصوص الاتباع والتمسك بولاة الأمر آل البيت: ومن هذا المنطلق من مكيدة الانتخابات ومكيدة ايجاد المبررات لمعاداة الحق والانكار عليه وتكفيره وقتاله والاختلاف الديني وزرع الفتن وتضييع الأمة في غياهب الفرقة.

ومن هنا نقف على حقيقة النواصب المعادين لآل البيت: وبالتالي فهم معادين لله سبحانه وتعالى ولرسول الله9 وهذا هو موضوعنا في هذا الكتاب.

أولاً: من هو الناصبي ومن هو الرافض_ي وما هو التشيع وحقيقة معنى الشيعة وأصله.

ثانياً: النواصب من السلف و الخلف.

من هو الناصبي ومن هو الرافضي وحقيقة

ص: 11

معنى الشيعة وأصلها

تعريف الناصبي: هو كل من نصب العداء لرسول الله9 في عترته آل بيته:.

أما الرافضي: فهو رفض كل من رفض ولاية النبي9 الممثلة في ولاية علي بن أبي طالب7 وارتد عن عهده الأول بذلك.

ومن هنا نقول ان الله سبحانه وتعالى يقول (إِنَّما يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)(1)

وهذه الآية نزلت في خمسة: في سيد المرسلين وسيدة نساء


1- 1 احزاب: 33.

ص: 12

العالمين وكفئها بعلها خصيم الجنة والنار وسيدا شباب أهل الجنة الحسن والحسين:(1) أهل الكساء.

وهؤلاء تصلي وتسلم عليهم الأمة ولا يقبل من اي مسلم صلاة إلّا بذكرهم كعبادة لله سبحانه وتعالى، فهؤلاء هم من أحبهم الله سبحانه وتعالى واصطفاهم وأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً. وهذه هي إرادته سبحانه فيهم فهو قد أحبّهم محبّة خاصة واصطفاهم بخصوصية هذه المحبّة لأنهم هم أتقى أهل هذه الدنيا (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقاكُمْ)(2) وهم أحبّ الخلق إلى الله سبحانه في هذه الدنيا ولم يبلغ ملك ولا بش_ر خصوصية درجة هذه المحبة ولذلك جعلهم يمثلون الدين والإسلام في المباهلة في قوله تعالى: (فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَكُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَكُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ).(3)

ثم أمر الله سبحانه وتعالى باتباعهم والتمسك بهم من بعد النبي9 في حديث الثقلين: «كتاب الله وعترتي اهل بيتي»(4) وهذا


1- 1 مسنداحمد، ج1، ص331؛ سنن الترمذي، ج5، ص30.
2- 2 حجرات: 13.
3- 3 آل عمران: 61.
4- 1 سنن الترمذي، ج5، ص328؛ سنن النسائي، ج5، ص45.

ص: 13

بالاختصار الشديد دلالة قطعية على عصمتهم بإذهاب الرجس الممثل في الكفر والشرك والكبائر والذنوب والمعاصي ويقطع في ذلك الأمر بالتمسك بهم: واتباعهم في حديث الثقلين المتواتر بالصحة سنداً ومعنى وهذا معنى: (لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَ يُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً)(1) وكذلك قوله: «ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي ابداً كتاب الله وعترتي اهل بيتي»(2) ولم يختص الله سبحانه وتعالى أحداً من الخلق بهذه العصمة المتبعة المتمسك بها والمطهرة من جميع الرجس المحصور ما بين الألف واللام إن كان شركاً أو كفراً أو كان كبيرة أو صغيرة.

وقد ذكرنا في كتبنا السابقة من الأدلة الكثيرة الدالة بالقطع والتواتر وبإجماع المسلمين على أفضليتهم على الخلق وخصوصيتهم المعصومة بالربانية وهذا عينه الذي فهمه ابن تيمية في تعليقه على الجزء الثاني من حديث الولاية في كتابه «منهاج السنة» حينما ضعّف الجزء الثاني لمجرد أنه يقول: أنه لو سلمنا بصحته في قوله: «اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر


1- 1 احزاب: 33.
2- 2 سنن الترمذي، ج5، ص329.

ص: 14

من نصره واخذل من خذله(1) وأدر الحق معه حيثما دار».(2)لكان هذا دليلاً على عصمة علي بن أبي طالب7.(3)

ونحن نقول له هذا صحيح.

وقد أنكر ابن حجر العسقلاني على ابن تيمية تضعيفه للأحاديث الصحيحة كيداً للشيعة حتى بلغ به الأمر أن ينتقص منزلة علي بن أبي طالب7(4) وقد أنكر الألباني أيضاً عليه ذلك في تعليق الألباني على الحديث بعد تصحيحه وذكره في «الجامع الصحيح» للألباني.(5)

إذاً هذا أمر قطعي بصحة الحديث ان علي بن

أبي طالب7 معصوم بالعصمة الكبرى كما فهم ذلك ابن تيمية من متن الحديث ولاسيما بعدما علمنا بالقطع صحة

الحديث عند أهل السنة من أكثر من طريق وبتصحيح الألباني

في «السلسلة الصحيحة» في حديث. «من كنت مولاه فعلي


1- مسند احمد، ج1، ص119
2- الملل و النحل، الشهرستاني، ج1، ص376؛ السيرة الحلبيه، ج3، ص336.
3- منهاج السنة، ج4، ص129.
4- لسان الميزان، ج6، ص320.
5- سلسلة الاحاديث الصحيحه، ج5، ص264.

ص 15

مولاه»(1)، «من كنت وليه فعلى وليه».(2)

إذاً آل البيت: هم الأئمة الربانيين المتمسك بهم والمتبعين لتمثيلهم الهدى وانحصاره فيهم وهذه هي العصمة الكبرى فهم أتقى الخلق وأحبّهم إلى الله وإلى رسول الله9 ولذلك قال عنهم الرسول9 في الأحاديث الكثيرة الصحيحة المتواترة سنداً ومعنى عند جميع مذاهب المسلمين أنّه قال: «أنا حرب لمن

حاربهم وسلم لمن سالمهم»(3)، «اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نصره واخذل من خذله(4) وأدر الحق معه حيثما دار»(5)، «من سبّ علياً فقد سبّني ومن سبّني فقد سبّ الله»(6)، «عادى الله من عادى علياً»(7)، «لايحبّنا اهل البيت إلّا مؤمن تقي ولا يبغضنا إلّا


1- السلسة الصحيحة، ج4، رقم 1750.
2- المصدر السابق، ج6، رقم 20.
3- تاريخ مدينة دمشق، ابن عساكر، ج13، ص218؛ الاصابة، ج8، ص266؛ ينابيع المودة، ج2، ص430؛ مسند احمد، ج2، ص442.
4- مسند احمد، ج1،ص119.
5- الملل و النحل، ج1، ص376، السيرة الحلبيه، ج3، ص336.
6- المستدرك، ج3، ص121.
7- الجامع الصغير، السيوطي، ج2، ص145؛ اسدالغابة، ابن الاثير، ج2، ص154؛ الاصابة، ج2، ص373.

ص 16

منافق شقي».(1) وقول ابي ذر «كنّا نعرف المنافق ببغضه لعلي».(2)

ومن كل ذلك نخرج أن كل من عادى علي بن أبي طالب7 فهو عدوّ لله سبحانه وتعالى ويكون منافق شقي لمجرد البغض أو المعاداة أو السبّ.

ومن هنا نقول هل هذه المعاداة مش_روطة أن يكون المعادي معادياً للدين فهذا يكون كفراً في حق أي مسلم من عامة الناس فمن عادى أيّ مسلم لإسلامه ولدينه فهو عدو لله سبحانه وتعالى فأين إذا الخصوصية لعلي في الحديث إلّا أن تكون الخصوصية أنّه معصوم فلا يعاديه أحد يفترض به أن يحبّه إذا كان مؤمناً لأنه معصوم بالش_ريعة وهو إماماً يمثل مصدر للشريعة فحياته كلّها بفعله وقوله وإقراره وخاطره وظاهره وباطنه كل ذلك على مراد الله سبحانه وبرضاه وبمحبة منه فمن بغض أيّ من هذا في أي وقت في حياة علي بن أبي طالب فقد بغض شيء يحبّه الله ويرضاه، ويرضي قوله ويرضي فعله وإقراره في أي وقت. إذا يصبح المؤمن منافقاً إذا كان يعادي ما يحبّه الله


1- ينابيع المودة، ج2، ص460.
2- المستدرك، ج3، ص129.

ص 17

سبحانه وتعالى ورسوله والذي تمثل في المعصوم علي بن أبي طالب فتصبح معاداته كفر لأنها معاداة لله سبحانه وتعالى وكذلك بغضه كفر، لأنه بغض لما يحبّه الله ويرضاه من الأقوال والأفعال والإقرارات الظاهرة والباطنة.

وهذا عينه تماماً ينطبق على فاطمة الزهراء3 فهي أيضاً معصومة عصمة كبرى بهذه الخصوصية والمنقبة المتواترة بالصحة سنداً ومعنى عند السنة والشيعة وكما روى الحاكم في المستدرك: «قال رسول الله9 لفاطمة3 إن الله يغضب لغضبك ويرضى لرضاك».(1)

فهل هذا الغضب مشروط أن يكون في الحق فقط أي أن من يغضب فاطمة3 بسبب دينها فقط يكون قد أغضب الله ومن يغضبها في دنياها لا يغضب بذلك الله أبداً؟!

هذا مستحيل لأنه لو كان كذلك فهذا يشترك فيه مع فاطمة الزهراء كل مسلم من الأمة فمن أغضب مسلماً بسبب دينه فإنّ الله سبحانه وتعالى يغضب له أيضاً فأين الخصوصية لفاطمة الزهراء؟ إذا هذا الغضب غير مشروط مع الزهراء3 فدينها


1- المستدرك، ج3، ص154.

ص 18

هو دنياها ودنياها هي دينها فهي إذا معصومة في غضبها لأنها معصومة بالعصمة الكبرى فلا تغضب إلاّ لدينها إن كان سبب الغضب دينها أو دنياها المجردة في شخصها ولذلك كانت العصمة الكبرى هي خصوصيتها فهي لا تغضب إلّا لله سبحانه وتعالى فلا تغضب إلّا على الباطل الذي يغضب ربها سبحانه ولا ترضى إلّا على الحق الذي يرضى عنه ربها سبحانه وتعالى ولذلك خصها ربها بذلك وفضّلها بذلك على عامة المسلمين ولذلك ذكر لها ولزوجها ولأبناءها هذه الخصوصية وهذه المنقبة.

ولذلك قال عنهم جميعاً: «أنا حرب لمن حاربهم وسلم لمن سالمهم»(1) وهذه أيضاً عصمة كبرى لهم جميعاً وذلك أيضاً لنفس العلّة السابقة، فلو كان هذا النصّ مشروطاً بأن يكون المحارب لهم يقصد دينهم فقط ولا يقصد شخصهم ودنياهم فهذا مشترك بينهم وبين أي مسلم في الأمة كما بينا ذلك سابقاً فيكون بذلك الحديث لا حكمة من ذكر المنقبة والخصوصية فيه، أما إذا كانت


1- مسند احمد، ج2، ص442؛ سنن الترمذي، ج5، ص360؛ المستدرك، ج3، ص149.

ص 19

الأحاديث عامةّ في ذلك ولا يوجد تقييد ولا تخصيص فيكون المقصود بذلك عصمتهم بالعصمة الكبرى.

ومن هنا نخرج بعصمة آل البيت: وخصوصاً أهل الكساء: (علي وفاطمة والحسن والحسين:) فهم إذاً لا يغضبون إلّا لما يغضب الله سبحانه وتعالى ولا يحاربون إلّا أعداء الله تعالى ولا يعادون إلّا أعداء الله تعالى ولا يبغضون إلّا من يبغضه الله تعالى فهم مراد الله سبحانه وتعالى الوقتي واللحظي وشريعته المتمسك بها والمتبعة من حديث الثقلين: «ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداً كتاب الله وعترتي أهل بيتي:».(1)

أ) إذاً من سبّهم أو سبّ أحدهم فقد سبّ الله سبحانه وتعالى ويكون كافراً بذلك وإن كان مسلماً أصلاً يصبح مرتداً بذلك ولا شك في كفر من لم يكفره ويكونوا جميعاً من النواصب.

ب) وكذلك من عاداهم أو عادى أحدهم فقد عادى الله سبحانه وتعالى ويكون كافراً بذلك وإن كان مسلماً أصلاً يصبح مرتداً بذلك ويكونوا جميعاً من النواصب.


1- مسند احمد، ج3، ص14؛ سنن الترمذي، ج5، ص329؛ المستدرك، ج3، ص110 و 148.

ص 20

ج) وكذلك من أغضبهم أو أبغضهم فقد بغض وأبغض الله سبحانه وتعالى ويكون أيضاً كافراً وإن كان مسلماً أصلاً يصبح مرتداً بذلك ويكونوا جميعاً من النواصب.

د) وكذلك كل من لم يتبرأ من أعدائهم ومبغضيهم ومحاربيهم ومغضبيهم يكون بذلك كافراً لأنه لم يؤمن بخبر الله سبحانه وتعالى فيهم وشرعه في خصوصية عصمتهم في ذلك كله ويكون قد رد الأمر على الله سبحانه وسمى الكفر إسلاماً بإدخال الكفار في دائرة الإسلام وحدوده بهواه الذي يش_رّع له وذلك بعد وجود الشروط وانتفاء الموانع كما ذكرنا ذلك سابقاً في كتبنا.

إذاً خلاصة القول أن كل من يعاديهم أو يغضبهم أو يبغضهم أو يحاربهم أو يصدر منه أي من ذلك لأحدهم او يقر بذلك او يلمّح لذلك يكون بذلك من النواصب الكفار أعداء الله سبحانه ورسوله9 في الأرض وكذلك يكون ناصبياً كافراً. وهذا هو معنى الناصب أي نصب العداء لآل البيت:.

النواصب من السلف والخلف

ص: 21

أولاً لا بد أن نعلم أن الردة لم تحدث بعبادة الأصنام بل بنصب العداء لآل البيت: من أجل الوصول للحكم والخلافة وبسبهم وإغضابهم وبغضهم ومعاداتهم ومحاربتهم وقتالهم وقتلهم وكل ذلك من الكفر البواح كما بينا ذلك سابقاً وهذه الردة التي وقع فيها زمراً من الصحابة ولا أقول كل الصحابة فإن هناك خط الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم الموالين لآل البيت: فنحن لا نكفر الصحابة ولكن نكفر المرتدين منهم فقط ونترضى عن اصل بقية الصحابة وهناك فرق كبير وفي هذا الكلام الرد الشافي على من ينكرون بقولهم أن الشيعة يكفرون الصحابة فهذا كذب وافتراء فالصحابة شيء والمرتدين المنافقين شيء آخر فربما يكون الصحابي في حياة

ص: 22

النبي من أكابر الصحابة ويكون قد عاش حياته مع النبي9 دون الوقوع في كفر أو أي شيء يجرحه ومات النبي9 وتركه في الظاهر على أنه صحابي جليل ثم ظهرت منه الردة بعد ذلك فهل ينكر عليه المنكر وتدور عليه أحكام الردة أم لا؟!

إذاً لا التفات لسيرة الصحابي في حياة النبي9 ولكن الحكم عليه في النهاية بالردة إذا ظهر منه ذلك مهما كان وضعه في حياة النبي9 فالأعمال بالخواتيم وأحكام الدنيا جارية على ظاهر الأمر.

ونعود ونقول أن الكلام يكون هل فلان من الصحابة ارتد أم أنه ما زال على الرضى وهذا بحث خاص بالسير والتراجم والجرح والتعديل والتاريخ أما أن يقال الشيعة يكفرون الصحابة فهذا كذب وافتراء وتلبيس على العامة حتى ينفروا من اخوانهم الشيعة ولأن علياً7 وأبنائه: من الصحابة أيضاً وكذلك عمار بن ياسر والمقداد وأبا ذر ومالك الأشتر وجابر بن عبد الله الأنصاري وحبيب وغيرهم كثير جداً من الصحابة الذين صدقوا في عهدهم ولم يبدلوا ولم ينقلبوا وظلوا موالين ناصرين محبين لرسول الله9 وعترته آل بيته: وكذلك متمسكين

ص: 23

متبعين للثقلين (كتاب الله وعترتي اهل بيتي) موالين لعلي بن أبي طالب7 بأصل موالاتهم لرسول الله9 وكما اخذوا العهد مع رسول الله9 بذلك في حياته فظلوا على عهدهم النبوي ولم يبدلوا ولم يحرفوا ولم يغضبوا آل البيت: بتفضيل أنفسهم عليهم أو بمعاداتهم من خلال انتقاص منزلتهم ومحاربتهم بالاعتداء على حقوقهم المعصومة بالربانية وبعدم التمسك والاتباع والائتمام بإمامتهم وجحد حقهم وعظيم منزلتهم ونصب العداء لهم بكل ذلك وجحدهم للحجة التي أقامها عليهم نبيهم9 بقوله الصحيح في كتب السنة(1) والذي صححه الألباني في السلسلة الصحيحة(2): «ماتريدون من علي ما تريدون من علي ما تريدون من علي إن علياً مني وأنا منه وهو ولي كل مؤمن بعدي» وهذه أيضا ليست مشروطة أي أنه7 لا يكون ولي كل مؤمن من بعده9 إلّا في الحق فقط وإذا أمكن منه الضلال عياذاً بالله لا يكون مولانا؟! هذا كلام باطل فهو ولي كل من ينطبق عليه مسمى الإيمان بلا شرط ولا قيد ويقصد هنا عموم الإيمان


1- سنن الترمذي، ج5، ص296؛ مسند احمد، ج4، ص437.
2- السلسلة الصحيحة، ج5، ص222.

ص: 24

أي أصله الذي إذا انتفى عنه يخرج المؤمن من مسمى الإيمان إلى الكفر فالمؤمن فقط هو الذي يوالي علياً7 والمنافق المرتد هو الذي ينكر عليه الولاية العامة ويقدم نفسه عليه وربما يكون الرجل صحابي جليل بل من أكابر الصحابة في حياة النبي ثم ينقلب ويرتد بعد انتقال النبي وتكون ردته بسبب معاداته لآل البيت: وليس بسبب عودته لعبادة الأصنام ولكنهم يعودوا كفاراً ببغضهم لعلي وزوجته وأبنائه: ومحاربتهم وإغضابهم ومعاداتهم وقتالهم ومحاولة استدراجهم للقتل والكيد لهم وإحراق دارهم وسلبهم حقوقهم المعصومة وبالاعتداء عليهم مادياً ومعنوياً.

وباشتهار النصب والردة أصبحت الموالاة لهم: هي مظهر الإيمان والبراءة من الردة والنصب بل اصبحت شرطاً في الايمان وأصبحت المعاداة لهم: هي مظهر الردة والكفر البواح.

إذاً لابد للمسلم حتى يظهر إسلامه أن يشهد ثلاثة شهادات: لا إله إلّا الله وأن محمداً رسول الله9 والثالثة أن أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب7 وأبناءه المعصومين: حجج الله على خلقه وأنهم معصومين فلا يكون المرء مسلماً من بعد هذه

ص: 25

الردة إلّا بالبراءة من النواصب المرتدين وتكفيرهم والشهادة لأميرالمؤمنين7 بالولاية العامة هو وبقية عترته آل بيته: ومن حقق الشهادتين من بعد هذه الردة لا يقبل منه إسلام وذلك لبقاء هذه الردة حتى زمن الإمام المهدي[ بل يشترط أن يظهر الشهادة الثالثة بالموالاة لآل البيت: والبراءة من أعدائهم النواصب الكفار وتكفيرهم حتى يقبل منه الإسلام.

وهذا كالمسلم الذي ارتد عن الاسلام باستحلال الخمر فهذا لا يكون مسلماً بالشهادتين فقط بل لا بد من اقراره بحرمة الخمر وأنها أم الخبائث فيدخل بهذا في الإسلام وهذا من الدلالات القطعية التي يقبل بها الايمان الظاهري والنصب هو مظهر للدلالات القطعية للكفر حتى وإن نطق الكافر الناصبي بالشهادتين فلايقبل منه ذلك إلّا أن يقر ببراءته من العداء لآل البيت: وأن يتمسك بموالاتهم وبما أن الردة بسبب نصب العداء لآل البيت: وأن جريمة الردة هذه ستظل إلى أخر الزمان.

إذاً لابد أن يصبح شرطاً في الاسلام بعد الشهادتين البراءة من جميع النواصب من السلف والخلف والإقرار بالموالاة لآل

ص: 26

البيت: وفي هذا الكلام الرد الشافي الكافي على من يتساءل ويتعجب لماذا نفتح ملفات النواصب من السلف بعد أربعة عشر قرناً والتقليب في صفحات التاريخ فقد أجبنا عن ذلك بالشرطية في الإسلام.

وثانياً لأن الحاضر هو امتداد للماضي وأن النواصب في الخلف يحملون نفس معتقدات النواصب من السلف فلا بد من تكفير نواصب السلف والبراءة منهم حتى لا يحتج الخلف بفعل السلف ويفتن به الناس.

وأيضاً حتى تتجلى صور الولاء والبراء بموالاتنا للمعصومين الربانيين وكذلك بمعاداتنا لأعدائهم من السلف والخلف على حد سواء ويكون ذلك إحياء لحقهم وثأراً لهم بفضح أعدائهم وكشف ستر نفاقهم ولعنهم فهم ملعونون من الله وملائكته ومن الناس أجمعين وهؤلاء مرتدين وأصبحوا معبد طاغوتي لابد من البراءة منه على مدار الأزمنة وتكفيره وتكفير عابديه النواصب المرتدين عليهم اللعنة إلى يوم الدين ولاسيما ونحن في زمن الفضائيات فلابد من توحيد الأمة الاسلامية ولكن بشرط ان تكون هذه الوحدة على شروط

ص: 27

الاسلام الحقيقي الصحيح بلا مداهنة وبلا تنازلات وبلا تضييع بل بمواجهة الامة بحقيقة الاحكام الصحيحة وحدود الاسلام والتوحيد والصدع بالاحكام الصريحة حتى تتحقق قضية الولاء والبراء في الله سبحانه وتعالى ونسأل الله سبحانه وتعالى الهداية والتوفيق وصلى الله على محمد وعلى آل محمد وسلم تسليماً كثيراً.

وقبل أن نتكلم أخي الكريم عن النصب والنواصب لابد وأن نشير ولو بالاختصار للشجرة الملعونة في القرآن الكريم إلّا وهي شجرة بني أمية الملعونة والتي كانت وراء المكائد والمؤامرات النفاقية التي عمل عليها أباسفيان ومعاوية ابن الزنا ابن مرجانة زياد بن أبيه وكذلك مروان بن الحكم وأولاده ويزيد وابن زياد وبقية الشجرة في العموم إلّا من رحمه الله مثل معاوية بن يزيد بن معاوية فقد كان موالياً لآل البيت: وقد لعن أبائه وجدوده وتبرأ منهم.

ونعود ونقول أن الفتن والمكائد النفاقية كان ورائها أباسفيان وأولاده فقد كانوا من المؤلفة قلوبهم والطلقاء الذين يستحقون القتل والقصاص منهم ولكنهم نالوا العفو النبوي الشريف مع العطاء المالي وذلك لتأليف قلوبهم على الإسلام وحبه وحب

ص: 28

أنصاره وذلك من كمال الحجة عليهم لأنهم لم يستجيبوا للحكمة النبوية ولكن الله ختم على قلوبهم وأمدهم في طغيانهم يعمهون وازداد عداءهم للدين وأنصاره.

أولاً: عدائهم للدين ذلك لأن الإسلام قد سفّه أحلامهم وأسقط عنهم قناع الحكمة والزعامة الوهمية الباطلة وأظهر حقيقة جهلهم بعبادة الأصنام والقيام على ذلك وأخذ هيبتهم وتعظيم الجهلة لهم وذلك لأن الإسلام يزكي الروح والبدن بالتوحيد ولأنه يحقق العدل بين الناس جميعاً إلّا من اختصه الله برحمته بتفضيله وتزكيته بالإمامة العامة وإمارة المؤمنين أو بالثناء عليه وتفضيله بالنص وهذه المبادئ الإسلامية كلها تتعارض مع عبادة الأصنام ومع سدنتها القائمين عليها والمنتفعين دنيوياً من ورائها فالكفار ينشرون دينهم كتجارة ومنصب وسلطة نفعية من أجل دنياهم وهذا كله قد سلبهم الإسلام إياه كدين رباني يعدل بين أتباعه ويحكم بالقسط والعدل فأصبح الإسلام هو عدوهم ولذلك حاربوه بطريقتين الأولى محاولة القضاء على نبيه محمد بن عبد الله9 وأنصاره وأتباعه من المهاجرين والأنصار وهذا حتى فتح مكة وانتصار الإسلام وتمكنه من هؤلاء الطلقاء

ص: 29

المؤلفة قلوبهم ولم يبق أمامهم إلّا الطريقة الثانية في حرب الإسلام والمسلمين إلّا وهي الطريقة النفاقية وهي إظهار الإسلام في الظاهر مع زرع الفتن والخلافات بتحريف الإسلام ذاته وتغييره باستخدام السفسطة والجدل بالباطل ومحو نصوص وإضافة نصوص شرعية أي تحريف الدين ذاته وأيضاً باستخدام سياسة الاغتيالات والقتل بالمؤامرت لأنصار الدين وحفظته الربانيين الممثلين في رسول الله9 وكذلك الاثنى عش_ر إماماً الذين يظل الدين عزيزاً محفوظاً بهم والذين لن يتفرقا عن القرآن أبداً حتى يردا على رسول الله9 على حوضه الشريف.

ومن هنا تبلورت مكائد وفتن بني أمية الشجرة الملعونة التي تعمل على تحريف الدين وتضييعه وأيضاً تعمل بالمكائد والاغتيالات للقضاء على رسول الله9 وكذلك عترته آل بيته: حفظة هذا الدين القائمين على أمانة حفظة هذا الدين القائمين على أمانة حفظه وهم أعلم الناس به وهم الشجرة المباركة النبوية حفظة هذا الدين.

ومن هنا كان دور أبا سفيان في محاولات اغتيال النبي9 وكذلك تشكيكه للصحابة في الدين وإلقاء الشُبه ونش_ر

ص: 30

الأكاذيب والتعاون مع المنافقين الذين كانوا مختبئين في غزوة أحد الذين ظنوا أن النبي9 قد قُتل وأرادوا أن يراسلوا صديقهم أبا سفيان حتى يعطيهم العهد على أن يرجعوا إلى مكة بأمان كما كانوا كفاراً فقد كانوا يتظاهرون بالمظاهر والكلام على أنهم من أكابر الصحابة وهم قد سبقوا أبا سفيان في هذه اللعبة النفاقية القذرة حتى أنهم قد خدعوا السواد الأعظم من الأمة ولكنهم في وقت التمحيص أرادوا أن ينضموا لأخيهم في النفاق أبا سفيان وأولاده وهم الذين رآهم حذيفة بن اليمان ويعرفهم أثناء محاولتهم اغتيال النبي9 فيما يخص بيعة العقبة وقد كان فيهم فلان وفلان من أكابر الصحابة وقد صح الحديث بذكرهم وذكرهم ابن حزم في كتاب المُحلّى في الرواية الصحيحة.(1)

المهم أن نعرف أن مؤامرات القتل الغادرة كانت في حياة النبي9 وهي ممتدة حتى زماننا هذا وكانت تتم الاغتيالات من خلال الغدر والخيانة بوضع السم في الطعام والعسل وكما أشار إلى ذلك معاوية بن أبي سفيان حينما قال إن لله جنود من عسل أي القتل بالسم والعسل وهذا العسل قتل به معاوية بن


1- المحلى، ج11، ص224.

ص: 31

أبي سفيان الإمام الحسن7 وكذلك مالك الأشتر وكثيراً من الأئمة الربانيين فالربانيين إما أن يُقتلوا بالسم والعسل أو بالفتن والوقائع المؤدية للحروب وسفك دماء المسلمين الأبرياء وهذا هو نهج بني أمية بل جميع المنافقين وخصوصاً أبو سفيان وأولاده ولذلك كان يطلق عليهم قريش هم وإخوانهم المنافقين الذين تظاهروا أنهم من أكابر الصحابة وهدفهم مشترك مع أبا سفيان وأولاده ولذلك كان يأمر هؤلاء عبد الله بن عمرو من رواية الحديث وكانوا يشككون أنه من عند الله وأن محمد9 كاذباً فلا تكتب يا عبد الله بن عمرو حديثه أبداً فنهته بذلك قريش عن الكتابة والتحديث وهذا مظهر من مظاهر تحريف الدين بتضييع نصوصه وبمحاولة الفصل ما بين السنة المبينة والمفس_رة للقرآن الكريم لضمان تحريف الدين بالأهواء بمنع كتابتها ونش_رها والتشكيك فيها وكذلك بتضييع القرآن الكريم بمعناه من خلال تعطيل جانب التبيين والمبين للقرآن وهي السنة «لتبين للناس ما نزل إليهم» وكذلك حرصت قريش أي المنافقين على تضييع المصدر الثاني للشريعة الذي يمثل التبيين والتفسير للمصدر الأول وهم صاحب السنة النبوية الشريفة9 وكذلك عترته آل

ص: 32

بيته: حفظة سنته الشريفة وعلمه والمصدر الثاني من بعده الذي يمثل الامتداد الحقيقي للنبي كمفس_ر ومبين وحافظ للقرآن الكريم: «إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبدا كتاب الله وعترتي اهل بيتي».

إذا المستهدف عند قريش أو المستهدف عند المنافقين هما السنة النبوية الشريفة التي تبين القرآن الكريم وتعطيل العمل بها على الإطلاق بقولهم (حسبنا كتاب الله) أو بالحد الأدنى تغيير معالمها بالأكاذيب أي بالسنة المكذوبة التي تتعارض مع الصحيحة وتبطل معنى الصحيحة وتص_رفها عن ظاهرها وتضع الأمة في تخبط وتناقض وتضيع الأمة وتفشل في غياهب الخلاف والاختلاف والتناقض وهذا هو الملمح الأول لمخطط قريش.

وأما الملمح الثاني هو قتل الحفظة الربانيين لهذا الدين الثقل الأصغر الذين أمرنا الله ورسوله بالتمسك بهم من بعده حتى لا نضل أبداً عترته آل بيته الإثنى عشر إماماً الذين يحفظ ويعز الدين بهم إلى قيام الساعة فهم حبل الله سبحانه وتعالى الذي يعتصم به المؤمنون.

ص: 33

ومن هذا المنطلق فلا تستغرب أن تجد أحاديث تتعارض مع ظاهر القرآن الكريم مثل حديث «أن الأنبياء لا تورث»(1) ولا تستغرب أن تسمع قولهم «حسبنا كتاب الله» ولا تستغرب أن تجد كتب الأكاذيب النفاقية المختلطة مع الأحاديث الصحيحة، ثم يقال لك أن هذه أصح كتب بعد كتاب الله وأن كل ما فيها صحيح ولا يوجد حديث واحد ضعيف أبداً وكأنه يقول لك أن صاحبها معصوم في بحثه ونقله!

ولا تستغرب التناقضات الفقهية المبررة والغير مبررة عند المذاهب التي لم تعصم من الضلال بعدم تمسكها بكتاب الله وعترته آل بيته: حيث قال «ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أبداً كتاب الله وعترتي أهل بيتي».(2)

ولا تستغرب أخي الكريم بوجود من يدافعون عن الباطل وأهله إما اتباعاً وتبني لمنهجهم النفاقي وإما جهلاً بضلال عدم التمسك بعترته آل بيته: ولذلك حفظ رسول الله الدين


1- صحيح البخاري، ج4، ص42 و ج5، صص 23، 87 و ج6، ص190.
2- مسند احمد، ج3، ص14، سنن الترمذي، ج5، ص329؛ المستدرك، ج3، صص 110 و 148.

ص: 34

الحقيقي بكشف حجاب العداء للحفظة الربانيين الإثني عش_ر من خلال إظهار ملامح النصب والنواصب وحقيقة معاداتهم للربانيين وإظهار عصمة الربانيين الحفظة من خلال إظهار أن الله سبحانه يغضب لغضبهم وأنه سبحانه يرضى لرضاهم وأن كل من حاربهم هو محارب لله سبحانه ولرسوله لأن عترته آل بيته: هم امتداد لحفظ الدين أي امتداد له9 وهو حافظ عن ربه سبحانه وتعالى وهذه عصمة بأن كل من حاربهم: فهو محارب لله ورسوله9 وكل من سالمهم فهو يسلم من سخط الله سبحانه وسخط رسول الله وهذه عصمة لهم:.

ولذلك لا يكون مسلماً إلّا من تمسك بهم فهم حبل الله سبحانه الذي يعصم من الضلال من بعده وهم بذلك أولياء الأمور وأمراء المؤمنين ومن جحد حقيقة هؤلاء الحفظة الربانيين للدين فقد كفر بما أنزل على لسان محمد بالحكم بالضلال على من لم يأتم بإمامتهم المتمسك بها تش_ريعاً ولذلك تقام عليه الحجة في السابق بأحاديث الثقلين المتواترة بالتمسك بهم أي حجة في حياة النبي الأكرم وكذلك تقام عليهم الحجة بغضب عترته آل بيته: بحربهم ومعاداتهم وغضبهم الذي

ص: 35

عصمهم الله ورسوله به كحجة منفردة أخرى إلى قيام الساعة.

ولذلك تجد المنافقين من أكابر الصحابة في الظاهر على زعمهم أنهم مسلمين تجدهم قد وقعوا تحت الحجة الأولى لما قالوا حسبنا كتاب الله وأن الرسول يهجر.

وكذلك يقعوا تحت الحجة الثانية بتصريح فاطمة الزهراء3 بغضبها الصريح عليهما التي هي معصومة فيه كما بينا ذلك سابقاً وأنها لن تكلمهما طيلة حياتها حتى أنها ماتت وهي غاضبة عليهما ويدفنها زوجها ليلاً ولم يأذن بها أحدهما وهو الخليفة في وقته! ولم يُعرف قبرها حتى الآن احتجاجاً على ردة الصحابة وقد أقامت عليهم جميعاً الحجة بخطبتها المشهورة وكذلك بحديث الغضب المتواتر عند السنة والشيعة وأنها ماتت وهي غاضبة كما ينقل ذلك البخاري في الصحيح على لسان عائشة في حديث الغضب وخصوصاً إذا علمت أخي القارئ أن الحديث في المستدرك «أن الله يغضب لغضبك ويرضى لرضاك»(1) والزهراء3 أقامت الحجة عليهما بذلك والحديث صحيح عند السنة وعند الشيعة فيكون بذلك أول من نصبا العداء في الظاهر


1- المستدرك، ج3، ص154؛ صحيح بخاري، ج4، ص42 .

ص: 36

لآل البيت: حتى بلغ الأمر أن الخليفة الثاني صرح في كتب التاريخ السني أنه اعتدى على حرمة دار الزهراء(1) وزوجها8 المعصومان في غضبهما هما وسيدا شباب أهل الجنة وثبت أنه حرق باب الدار وهجم عليها ونقل ذلك الطبري وغيره فليراجع هذا.

فكيف إذا علمنا أنه كسر ضلع الزهراء وأسقط جنينها وصفعها على وجهها وأكره الإمام علي بن أبي طالب ببيعة الخليفة الأول ونحن نعلم أن معاداة علي بن أبي طالب في ذاته معاداة الله سبحانه وتعالى وحرب عليه وعلى رسوله وهذه حجة أخرى أقامها الإيمان على المنافقين، والتاريخ والسيرة يشهدان على ذلك فلتراجع قصة فدك مع الزهراء.

وليراجع الاعتداء على دار الحفظة الربانيين ومعاداتهم وإعلان الحرب عليهم بمجرد الاعتداء على دارهم أو حرق بابها ولا عذر لأحد كائناً من كان في ذلك.

وليراجع أيضاً بيعة أبا بكر في السقيفة وكذلك بيعة أميرالمؤمنين7 وهو مكره والتي عَيَّرَهُ بها معاوية بن أبي سفيان


1- الامامة والسياسة، ج1، ص18 .

ص: 37

عليه وعلى أباه لعنة الله والملائكة وجميع المؤمنين فليراجع كل ذلك ونخرج بالنتيجة أن أبا بكر وعمر قد نصبا العداء لآل البيت: وكذلك عثمان بن عفان وكل من نصب العداء لهم فهو من النواصب الذي عادوا وأغضبوا آل البيت: بجحد منزلتهم الربانية وبتحريف الدين بجحد حديث الثقلين وبتقديم أنفسهم على الحفظة الربانيين وقد قال الخليفة: «متعتان كانتا على عهد رسول الله وأنا أحرمهما وأعاقب عليهما».(1) القرآن يطلق مرتان وعمر يطلق ثلاثة في واحدة وكذلك بدعة جماعة القيام في رمضان في المسجد وغير ذلك كثير من الأكاذيب والتي مازالت الأمة تجني ثمارها حتى هذه الساعة.

ومن هنا كان المفترق ما بين الحق والباطل ما بين الإيمان والردة.

ولتعلم الأمة بأسرها أن كل ما يبنى على خطهما الذي أنشئاه وتبنياه وكل ما بني على نهجهما وعلى الإقرار لهما بالإسلام وعلى عدم البراءة منهما بل القول والعمل بنهجهما فكل ذلك من


1- مسند احمد، ج1، ص52؛ السنن الكبرى، بيهقي، ج7، ص206؛ تاريخ اسلام، ذهبي، ج15، ص418؛ المنتظر، ج11، ص315.

ص: 38

جحد عصمتهم في غضبهم ومعاداتهم وتبني الردة والدين الجديد المشايع للناصبين وكما وقع في ذلك عثمان وشيعته وكما أقر بذلك ابن تيمية وصرح به في منهاج السنة بمعاداة شيعة عثمان وسبهم وتسليطهم بلعن وسب أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب وكان الدور الأموي الناصبي كان يتحرك من وراء الحجاب حتى جاء دوره في الظاهر في زمن عثمان بن عفان ومقتله واستخدام معاوية لقميص عثمان والمطالبة بدمه واستخدام هذه المكيدة لتبرير نصب العداء لآل البيت: من أجل التسلق إلى الخلافة والسلطة بمعاداة وحرب الثقل الأصغر وسيأتي!

ونعود ونقول أن أبا بكر وعمر ومن أقرهم ومن شايعهم من الصحابة على نصبهم ولم ينكر عليهم ولم يكفرهم ولم يتبرأ منهم كل هؤلاء مرتدين وهذه هي الردة في زمن الصحابة التي تكلم عنها النبي وبين أن النجاة من ضلال هذه الردة بحب عترته آل بيته: وبالتمسك بهم وبعدم حربهم وبعدم إغضابهم وبعدم بغضهم وبولايتهم العامة وعلى رأسهم ولي كل مؤمن ومؤمنة من بعده9 وكما تواترت الأحاديث النبوية الصحيحة

ص: 39

سنداً ومعنى عند جميع المسلمين بذلك ولا التفات للأكاذيب التي تثبت عند اتباع النواصب على أنها أحاديث صحيحة من طرف واحد يريدون أن يقدموها على الأحاديث المتواترة سنداً ومعنى الصحيحة الثابتة عندهم وأيضاً ثابتة بالصحة عند غيرهم من أتباع الاسلام الحقيقي الذين تمسكوا بالثقلين الكتاب وعترته آل بيته: فعصموا بذلك من الضلال وركبوا سفينة نوح وتركوا أمواج التعارض والتناقض والخلاف والاختلاف والفتن ولم يلتفتوا أيضاً إلى باطل المذاهب التي بنيت على الأكاذيب والمبررة من قبل الساسة وفقهاء السلطة والحكام والمشتهرة من خلال الحكام الظلمة النواصب التي تتوافق أهوائهم في الحكم مع أفكار أبو بكر وعمر. ومذهبهم وانحرافهما العقائدي والفقهي بالأكاذيب ولذلك يدافعون عن أبا بكر وعمر.

بل بلغ بهم الأمر أن جعلهما أفضل الخلق بل أفضل من

عترته وآل بيته: وبمنتهى البجاحة والجرأة على الله يص_رحون بذلك بلا مستند شرعي وبلا نصوص ولا زالوا يدافعون عن كل ذلك حتى هذه الساعة ولا يوجد معهم نصوص إلّا

ص: 40

أكاذيبهم الخاصة بهم وافتراءاتهم المنقولة عن شيعتهم فقط ولم تثبت هذه الأحاديث عند عترته آل بيته:! ولم يثبت أبداً عند عترته آل بيته: أن أبا بكر وعمر أفضل الخلق من بعده وهم من يعتصم بهم كحجة ثانية على الخلق!

بل إن من الأحاديث الصحيحة المتواترة سنداً ومعنى عند الفريقين أنهما مغضوب عليهما من الزهراء بصحة الحديث عند السنة والشيعة(1) وكذلك أجمع الفريقين بصحة حديث الثقلين عند السنة والشيعة وتواتر ذلك فيصبح عترته آل بيته: هم أفضل الخلق من بعده9!.

إذا الحق ما أجمع عليه المسلمين جميعاً بالصحة وتواترت صحته عند الجميع فكيف يعقل أيها العقلاء أن يعمل بالأحاديث المكذوبة الثابتة بالصحة عند المتلبسين بالتشيع للجبت والطاغوت فقط والعمل بها وإلغاء العمل بالثقلين الصحيح عندهم أيضاً والصحيح عند المسلمين الحقيقيين أيضاً نقلا عن عترته آل بيته:!


1- صحيح البخاري، ج6، ص2474، ح 6346؛ باب قول النبي9 لا نورث ما تركنا صدقة.

ص: 41

كيف يقدّم الثابت في جهة واحدة على الثابت عند الجهتين؟! يا عقلاء يا عقلاء يا عقلاء يا عقلاء عودوا إلى وصايا نبيكم9 بحب عترته آل بيته: عن طريق البراءة من أعدائهم ومن بغضوهم وأغضبوهم وعادوهم وجحدوا عظيم منزلتهم واعتدوا عليهم حسياً ومعنوياً وحرفوا دينهم وتمسكوا بدينهم وشريعتهم وما صح عنهم بالتواتر في مذهب آل البيت: وتبرأوا من الأكاذيب التي زرعها الجبت والطاغوت ومن رضى بهما ورضى بمنهجهما وأكاذيبهما وتبناها كمذهب له فكل هذا مشايعة واتباع للنواصب وللجبت والطاغوت فهما اللذين أسسا هذا المذهب وهذا الدين المحرف الذي صنعه المرتدين من بعده9 وكذلك من تبعهم إلى يوم الدين فيحشر معهما ويشترك في ذلك جميع الحكام والفقهاء الذين تبنوا هذا الخط وهذا الدين المحرف المعادي والجاحد لعترته آل بيته:.

ويشترك في كل ذلك حكام الدولة الأموية والعباسية والفاطمية ومن على شاكلتهم من الحكام والفقهاء المتلبسين بمشايعة وموالاة الجبت والطاغوت ودينهم المحرف بأكاذيبهم وافتراءاتهم وكذلك كل من لم يتبرأ منهما أبداً إلى قيام الساعة بعد

ص: 42

وجود الشروط وانتفاء الموانع.

وقد وقع في كل ذلك أبو سفيان وأولاده فكانوا كفاراً بذلك بل إنهم زادوا بمكفرات أكثر وبمعاداة أكثر وبحرب أكثر على المطهرين عترته آل بيته: وزادوا أيضاً في تحريف الدين بتصحيح أكاذيب وتكذيب أحاديث صحيحة وعملوا على تثبيت منهج التحريف والكذب والمؤامرات والقتل وكانوا يكفيهم كفراً أنهم لم يتبرؤا من الجبت والطاغوت ولكنهم ازدادوا كفراً وتوسعاً في الكفر من خلال زيادة الانحراف والتحريف الديني وكذلك الزيادة في القتل والمعاداة والحرب لعترته آل بيته: ومحاولة محوهم من الوجود نهائياً وكذلك محو الدين الاسلامي الصحيح المتمثل في مذهبهم الباطل القائم على الانحراف والتعارض والتناقض. وهذا هو التاريخ يشهد بذلك عند العقلاء وها هي الأحاديث الصحيحة المتواترة بالصحة سنداً ومعنى عند جميع المذاهب تشهد بذلك أيضاً فماذا بعد الحق إلّا الضلال والمجادلة بالباطل عن المشركين لخدمة أهواء الحكام المنتفعين بالسلطة وكذلك الفقهاء المنتفعين بالمال والمناصب بوجود التحريف واستمراره والدفاع عنه والمجادلة عن الجبت

ص: 43

والطاغوت!

إذا يعرض الإسلام على الإنسان هكذا إما أن يتبع الثقلين ويعتقد عصمتهما وأنهما هما مصادرالش_ريعة الربانية ويحبهما ويتمسك بهما ويجعلهما إماماه ويحبهما ويبغض من يعاديهما ويحاربهما ويتقدم عليهما أو من يغضبهما أو يبغضهما أو يعاديهما بالباطل او يحاول تضييعهما أو تحريفهما حتى وإن كان أبا بكر وعمر وعثمان وعائشة وحفصة وأي أحدا مهما كان قدره فإذا وقع في أي من ذلك فهو غير مؤمن بالثقلين والتمسك بهما أو بغضهما أو إغضابهما أو التقدم عليهما وتأخيرهما أو استبدالهما أو تحريفهما أو عدم تكفير من يقع في اي من ذلك وهذه كلها من شروط الإسلام ولا عذر لأحد في ذلك أبداً كائناً من كان وأصبحت البراءة من هذه الردة بالدين الجديد المعادي والمحارب والمحرف للثقلين هي شرط في قبول الإسلام وهذه الردة هي دين الجبت والطاغوت فالردة ردة صريحة بالأدلة وبالتاريخ كما بينا ذلك سابقاً بل إنها طاغوتية في الردة أي إمامة وألوهية تش_ريعية للدين الجديد فأصبح الدخول في الإسلام أو إظهاره لا يكون إلّا بالبراءة من الجبت والطاغوت وتكفيرهم ومعاداتهم ونص_رة

ص: 44

الثقلين والعمل على إقامتهما في الأرض والدعوة إلى محبتهما والثقلين هما كتاب الله سبحانه وتعالى وعترته آل بيته: الذين يتمثل وينحص_ر الهدى فيهما ويحكم بالضلال على غيرهما ودونهما كما ورد في الحديث المتواتر بالصحة سنداً ومعني.

ولا بد للإنسان العاقل الذي يؤمن بالله سبحانه وتعالى ويرجو اليوم الآخر فلا بد من أن يكفر الكفار ويتبرأ منهم ولا يعبد هواه ولا يعبد أهواء الناس ولا يعبد أهواء آبائه بل يعبد الله سبحانه وحده لا شريك له بحب أولياؤه الذين توالت الأحاديث بالصحة سنداً ومعنى بولايتهم وأجمعت الأمة على ذلك وأيضاً يعبده سبحانه وحده لا شريك له بالكفر بالطاغوت والبراءة منه ومن عابديه بثبوت الأحاديث الصحيحة المتواترة سنداً ومعنى بتوصيف ذلك والبراءة من كل مصاديقها الموجودة في عالم الوجود والمنصوص عليها بذلك دون مجادلة عن المشركين أو دفاع عن الباطل.

فعلي بن أبي طالب والزهراء والحسن والحسين: جميعاً هم من حدود الدين وهم خط أحمر بالعصمة كما بينا ذلك سابقاً ومن تقدم عليهم أو فضّل نفسه عليهم أو رضى بأن يفضّله أحد

ص: 45

عليهم ولم ينكر ذلك أو عاداهم أو بغضهم أو أغضبهم أو حاربهم أو أجاز لغيره ذلك أو رضي بذلك أو لم يتبرأ من كل ذلك في العموم والخصوص كل ذلك يخرج صاحبة من الملة بل إن الفرض على كل مسلم أن يعمل على العكس من كل ذلك كشرط في قبول الإسلام وبراءة من الردة وذلك بالدعوى إلى حبهم ونصرتهم وإقامة دينهم وشريعتهم في الأرض ومعاداة أعدائهم وتكفيرهم جميعاً.

ويكفر معاوية بن أبي سفيان بمعاداته علي بن أبي طالب7 ومحاربته في صفين ويشترك معه في كل ذلك عمرو بن العاص ومن كان معهم على معاداة علي7 فقد وقعوا تحت طائلة قوله9. «عادى الله من عادى علياً»(1)، «اللهم عاد من عاداه»(2)، «عمار تقتله الفئة الباغية يدعوهم للجنة ويدعونه للنار»(3) وقد قتلوا عمارا «أنا حرب لمن حاربهم وسلم لمن سالمهم»(4) وكذلك قوله


1- الجامع الصغير، ج2، ص145؛ اسدالغابة، ج2، ص154؛ الاصابة، ج2، ص373؛ كنزالعمال، ج11، ص601.
2- مسند احمد، ج1، ص119.
3- صحيح البخاري، ج3، ص207؛ مسند احمد، ج3، ص91.
4- مسند احمد، ج2، ص442؛ سنن الترمذي، ج5، ص360؛ المستدرك، ج3، ص149.

ص: 46

«لا يحبنا اهل البيت إلّا مؤمن تقي ولا يبغضنا إلّا منافق شقي».(1)

وثانياً يكفر معاوية بسبب سب الإمام علي بن أبي طالب7 لقوله9: «من سب علياً فقد سبني ومن سبني فقد سب الله»(2) وقد ثبت في صحيح مسلم(3) وغيره في فضائل علي7 أن معاوية عليه لعنة الله يأمر سعد بن أبي وقاص أن يسب أبا تراب يقصد علياً فهذه أحب الكنى إلى قلبه لأن الذي أطلقها عليه هو رسول الله9 وهذا يعد معاداة وسب صريح للرسول ذاته.

وثالثاً يكفر معاوية بمعاداته للإمام الحسن بن علي8 ويكفر بغدره بالإمام الحسن بنقض المعاهدة وجحودها وكذلك بغدره بوضع السم له7 عن طريق زوجته وبواسطة أباها.

رابعاً يكفر معاوية بسبب تولية العهد ليزيد ابنه وكفره بإمامة الثقل الأصغر وتقديم يزيد الملعون شارب الخمر على إمام زمنه بحق الإمام الحسين الذي هو إمام كل مسلم في


1- ينابيع المودة، ج2، ص460.
2- المستدرك، ج3، ص121.
3- صحيح مسلم، ج7، ص119.

ص: 47

زمنه والممثل الوحيد للثقل الأصغر والمكلف الوحيد بالاحتجاج على يزيد وإقامة الحجة عليه وكذلك هو المكلف الوحيد كإمام معصوم ممثل للثقل الأصغر أن يحتج وينكر على الباطل ويهب للإصلاح في أمة جده فمثل هذا الإمام المعصوم لا يقر بالباطل ويضيع الدين بمبايعة مثل يزيد عليه لعائن الله سبحانه وتعالى ومن هنا نقول أنه لا شك في كفر من لم يكفر معاوية بن أبي سفيان بعد وجود الشروط وانتفاء الموانع من التكفير بل إنه ليس هناك أدنى شك في كفر من شك في كفر من لم يكفره بالشروط السابقة أيضا.

كفر يزيد بن معاوية أولاً وهو كافر لأنه أقر دين الجبت والطاغوت ولم يكفر بهما وترك دين الثقلين وموالاة علي وأولاده: وهذا هو الكفر البواح.

ثانياً يكفر يزيد بسبب إنكاره وجحده لإمام زمنه الحسين بن علي ومعاداته وحربه.

ثالثاً يكفر يزيد بن معاوية وابن زياد بن مرجانة وعمر بن سعد وكل من شارك وأقر قتل سيدنا ومولانا الإمام الحسين وهو يعلم أنه يعادي سيد شباب أهل الجنة ويحاربه وكذلك قتله

ص: 48

وكذلك سلبه وكذلك المرور على صدره بالخيول وكذلك التمثيل بجسده الش_ريف وكذلك حمل رأسه ورؤوس أطهر صحبة له وآل بيته والطواف بهم على البلاد ومن كربلاء إلى الكوفة ومن الكوفة إلى الشام ولما وضعت الرأس الش_ريفة أمام الملعون في طست كان يضرب على ثنايا الإمام بعود وأخذ يلقي الأشعار الدالة على كفره الصريح وبتمنيه أن يراه أشياخه ببدر وهو يثأر من النبي ومن بني هاشم ومن قوله أن هاشم لعبت بالملك فلا وحي نزل(1) أي أنه يص_رح بالكفر البواح وهذا كله كفر بواح لا شك في كفر من لم يكفره بالش_روط السابقة ومن دافع عنه أو أقر له بالإسلام أو لم يكفره بعد علمه بحد الله وما فعله فقد كفر كفراً أكبر ولا شك في كفره أبداً.

وكل من يدافع عنه أو يحبه أو يلمح بمحبته وتصحيح إمامته وأنه إمام حجة على سيد شباب أهل الجنة وأن سيد شباب أهل الجنة قد أخطأ فهو أيضاً كافر كفر أكبر مخرج من الملة كما وقع في ذلك ابن تيمية الذي أنكر عليه ذلك ابن حجر وكثير من علماء عص_ره ومن جاء بعدهم وكلام ابن تيمية واضح في محبة


1- تاريخ طبري، ج8، ص188.

ص: 49

الأمويين ونص_رتهم وتقديمهم على الثقلين ودينهم النبوي الشريف وهذا واضح في كلامه في كتاب منهاج السنة(1) حيث أنه في مواطن كثيرة أظهر الموالاة لبني أمية وأظهر كذلك المعاداة للثقل الأصغر بالتلميح والتورية بل أحياناً بالصريح وبالانكار عليهم وهذا كله كفر بواح وخصوصاً أنه من سدنة دين الردة وجاحد ومنكر للثقل الأصغر: ودينهم الرباني المنصوص عليه بالتواتر بالصحة سنداً ومعنى فيكون بذلك ابن تيمية معطلاً للإسلام وجاحداً به وبالثقل الأصغر هو وابن عبد الوهاب وابن باز عبد العزيز آل الشيخ والزغبي وحسان ويعقوب وعلماء الوهابية كل هؤلاء لا يتبرءون من الكفر والمكفرات بل إنهم يعتقدون إسلام يزيد بن معاوية ومن أمثلة ذلك ما بليت به الأمة من العدنانين الأول الذي يسمى عدنان عرعور وهذا قد علمنا أقواله وشبهاته وأفكاره المعادية لآل البيت: والتي يصبها في كأس ادعائه محبة آل البيت: وهذا أصبح معلوماً من الدين بالضرورة أنه من البطانة!

وأما الثاني وهو من يسمى بالمهندس عدنان الذي يستضيفه


1- مختصر منهاج السنة، ج1، ص343.

ص: 50

علاء بسيوني في برنامج «المعجزة الكبرى» على قناة دريم الثانية فقال أن البخاري ومسلم قد مُلئوا بالأكاذيب فقلنا له شكراً وجزاك الله خيراً فقال أن الأحاديث الصحيحة لا تتعارض أبداً مع القرآن الكريم كشرط في صحتها وقبولها قلنا له حقاً وشكراً وجزاك الله خيراً فأصبحنا فوجدناه ينكر أشياء كثيرة أجمعت عليها الأمة الإسلامية بجميع مذاهبها فقلنا له هذا كلام باطل ويلزم منه الكفر البواح مثل الذين ينكرون الشفاعة أو الذين ينكرون الأحاديث الصحيحة المجمع عليها بالتواتر وكذلك الذين ينكرون السنة وطاعة النبي9 ومثل الذين يفس_رون القرآن بأهوائهم واجتهاداتهم بما هو يتعارض مع تفسير آل البيت: ويتعارض مع ما أجمعت عليه الأمة الإسلامية ونقل إلينا إجماعها بالتواتر فهذا كله يلزم منه الكفر البواح وربما كان منه من الكفر الص_ريح وكل ذلك مرفوض مثل بعض الشطحات التي خرج بها علينا هذا المهندس عدنان فهو كله مردود عليه طالماً أنه يخالف ما أجمعت عليه الأمة الإسلامية وما نقل إلينا بالتواتر وبهذا الإجماع فمن عارضه فيكون بذلك مبتدعاً لمذهب جديد ودين جديد لم يعرفه المسلمون في مشارق

ص: 51

الأرض ومغاربها وبما يخالف الإجماع المتواتر لجميع المذاهب من الجيل الأول وحتى يومنا هذا.

ثم نعود إلى أصل موضوعنا.

ونرجوا من جميع المسلمين المنصفين من أهل السنة والجماعة ممن يبتغون الحق والعدل أن يشاهدوا جميع القنوات الفضائية الشيعية مثل (الأنوار _ آل البيت: _ الكوثر _ الثقلين _ المعارف) ويبحث أيضاً على الانترنت عن هذه القنوات ومواقعها وبرامجها ولاسيما برنامج «مطارحات في العقيدة» على قناة الكوثر لسماحة السيد/ كمال الحيدري وهو كل خميس ليلاً ويعاد يوم الجمعة في الساعة الثانية عشر وثلث ظهراً بتوقيت القاهرة على قناة الكوثر وأيضاً برنامج «المهدي منّا» لسماحة الشيخ/ علي الكوراني وهو يوم الجمعة السابعة مساء بتوقيت القاهرة على قناة آل البيت: وكل البرامج شيقة على جميع القنوات وعلى قناة المعارف والأنوار وكلها برامج تحمل العلم وتبلغه بالعدل والاحسان وبانصاف وحيادية ولغة عقلية علمية نقلية صحيحة موثقة تحترم العقول وتزكي الأنفس ونسأل الله القبول.

بعض الشبهات في قضية كربلاء والردود عليها

ص:52

ص: 53

1. قيل أن هذا قتل خطأ.

قلنا أن هذا في العامة ليس في سيد شباب أهل الجنة فهو معلوم من هو فهو الذي لا تقبل صلاة إنسان إلّا بذكره فيها فلا خطأ لأحد ولا اجتهاد لأحد في قتله فهو معلوم تزكيته وحب المولى له بما هو معلوم من الدين بالضرورة.

2. قيل أنهما طائفتان من المؤمنين اقتتلوا.

قلنا هذا افتراء لأنهما على دينين مختلفين فسيد شباب أهل الجنة يقاتل كما قال للإصلاح في أمة جده9 إنكاراً لبيعة الكفرة والزنادقة والفجار وشاربي الخمر فهو أحد أهل الكساء الذين لا تقبل صلاة إلّا بالثناء عليهم وهو إمام معصوم ممثل للثقل الأصغر فمثله كما قال لا يبايع مثل يزيد أبداً حتى ولو

ص: 54

بالموت لأنه حجة زمنه على أهل ذلك الزمن وهو يقاتل للإصلاح الديني والقضاء على الانحراف الذي أصّله أبوبكر وعمر ولم تكن هناك بيعة ليزيد في عنق آل البيت: أبداً بل صدر الأمر من الطلقاء بإكراه الإمام الحسين وغيره كثير من المسلمين على بيعة يزيد فإن لم يبايعه فالقتل ولو كان معلقاً بأستار الكعبة مع أنه هو الإمام الحق بالعهد والمعاهدة التي كانت بين معاوية والإمام الحسن7 ولذلك خرج7 إلى العراق كمباشرة للسبب الشرعي الظاهري وهو يعلم أنه مقتول في كربلاء لا محالة بإخبار جده9 في الروايات الكثيرة في كتب السنة وهي صحيحة مثل روايات تربة كربلاء وطينة كربلاء وحفظ أم سلمة «رضي الله عنها» لها وإخبار جبريل7 بقتل الإمام الحسين7 في كربلاء فهو يتحرك وفق الأسباب الش_رعية والتوجه إلى أنصاره في العراق الذين راسلوه من قبل وهذا هو السبب الش_رعي الراجح ومع ذلك هو يعلم أنه مقتول في كربلاء كخبر نبوي شرعي أيضاً مرجوح وفي الحالتين هما حسنيين والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون ولاسيما إذا علمنا أن يزيد لم تنعقد له بيعة شرعية بل أنه

ص: 55

هو الكافر الخارج على إمام زمنه الإمام الحسين الذي هو الإمام الحق لأنه هو الممثل للثقل الأصغر أولاً وثانياً هو الإمام بنصوص المعاهدة التي كانت بين معاوية والإمام الحسن.

إذا الإمام الحسين7 كان مخيراً بين راجح ومرجوح فالراجح مباشرة السبب الش_رعي والسفر إلى العراق استجابة لأنصاره الذين كانوا يراسلونه ويدعونه إليهم فربما ينص_رونه ويصلح بهم ثم يتحقق بعد ذلك الخبر النبوي القطعي بقتله في كربلاء، وذلك بعد النصر على أعدائه وهجرته إلى العراق وكذلك هو متيقن باستشهاده في كربلاء بصق الخبر النبوي الشريف.

وثالثاً إذا ظل في مكة أو المدينة أو أي ولاية موالية ليزيد فهو يعلم أنه سيقتل لأن الأمر الظالم الأموي فقد صدر بقتله ولو كان معلقاً في أستار الكعبة وربما كان ذلك في الحرم ولذلك اختار الإمام7 أن يباشر السبب الشرعي الظاهري بالهجرة إلى أنصاره وحتى لا يستباح الحرم بقتله واستشهاده فيه مع احتمالية استشهاده في كربلاء قبل النص_رة واحتماليتها بعد النص_رة اي بالتقائه بأنصاره ولكنه كان يعلم بالخبر النبوي أنه سيقتل في

ص: 56

كربلاء فكان الراجح في الفقه الش_رعي أن يخرج فخرج ويكون بذلك متشرعاً وموافق للشريعة بما هو راجح فيها. إذا لم يلقي بيده إلى التهلكة بل كان مباشرة السبب الش_رعي وخصوصاً بعدما ضيق عليه والي يزيد، وليد بن عتبة ومروان بن الحكم فخرج بالثورة المظلومة المحتجة بمظلمتها على يزيد بن معاوية وبالطريقة التي تبلور الفاجعة كما بلورت الزهراء3 فاجعتها بمظلمتها والتوصية بإخفاء قبرها احتجاجاً على الأمة ولذلك لما أصبحت الشهادة قطعية خطط الإمام7 لهذه الفاجعة بالمدد الباطني الخاص وخرجت مظلمة الثورة الحسينية هي النور الذي يضيء الطريق لكل مؤمن مظهر للحق وهنا السؤال كيف يكون سيد شباب أهل الجنة ويقول عنه النبي ذلك ويتهم هذه الاتهامات بالخطأ والانتحار والخروج على إمام زمنه؟!

وكيف يبكي عليه الحبيب حينما يخبره جبريل باستشهاده وهو معتدي على حد زعم الجهلة؟! وهل يتركه النبي دون أن ينكر عليه انتحاره أو فتنته بخروجه على إمام زمنه يزيد كما يدعي الجهلة؟! وهل كانت البيعة قد انعقدت

ص: 57

ليزيد بالاجماع؟! فكيف إذا عرفت أنه لم تتم له بيعة من الصحابة كلهم بل من شيعة أبيه وجده وشيعة الجبت والطاغوت.

أما الثقل الأصغر المطهرين: ومن حصر الهدى فيهم وكان الضلال في سواهم هم وكثير من الصحابة من شيعة محمد9 وآل بيته: كلهم لم يكونوا قد بايعوا يزيد بن معاوية بعد فكيف يقال أنه أمير المؤمنين بحق؟! هذا أولا.

ثانياً: فكيف إذا عرفتم أن المعاهدة والصلح الذي تم بين معاوية الملعون وبين الإمام الحسن7 يقضي بأنه ولاية العهد والإمامة بعد هلاك معاوية تعود للإمام الحسن ومن بعده أخوه الإمام الحسين8 وهذا بإجماع المسلمين على الصلح والجماعة؟!

وهل يعقل أن يبكي رسول الله9 على ظالم معتد مخطئ على حد زعم الجهلة؟!

وهل يذكر له جبريل7 أن أمته ستقتل ابنه سيد شباب أهل الجنة ولا يخبره أنه مخطئ أو خارج على إمام زمنه يزيد أو أراد أن ينتحر بإلقائه بنفسه إلى التهلكة؟!

وهل يؤخر البيان عن وقت الحاجة أم لا؟!

وهل لفظ الأمة في حديث أم سلمة يعني ردة الأمة

ص: 58

ومعاداتها لأهل الكساء وحربها لأهل الكساء وبغضها لأهل الكساء أم لا؟!

وخصوصاً إذا علمنا أن جبريل7 قال في الحديث أن: «أمتك ستقتله» وهذا الحديث في مسند أحمد(1) والطبراني(2) وفي كثير من كتب السنة(3) وحققه الألباني(4) وهو حسن وصحيح عند علماء السنة وسيأتي تحقيق أحاديث هذه الرسالة.

إذاً الحق أن يزيد ومعه السواد الأعظم من المرتدين الذين على دين أبائهم ودين الجبت والطاغوت المفترين على الإمامة هم الخارجين على إمام زمانهم الإمام الحسين بن علي فماذا بعد الحق إلّا الضلال؟!

وفي هذا كله الكفاية كحجة على كفر كل من شك في كفر من يجادل ويدافع بالباطل وبالشبه عن يزيد الكافر الملعون حتى ولو كان ابن تيمية أو أي متعالم جاهل مهما كان قدره وبهذا يحكم على


1- مسند احمد، ج3، ص242.
2- المعجم الكبير، ج3، ص106.
3- مسند ابي يعلى، ج6، ص129؛ صحيح ابن حبان، ج15، ص142؛ تاريخ الاسلام، ذهبي، ج5، ص102.
4- السلسلة الصحيحه، ج3،ص245.

ص: 59

كل من يعتقد إسلام يزيد أو يجادل عنه أو يدافع عنه أو يتهم ويطعن في سيد شباب أهل الجنة ويخطئه أو يلمح بانتحاره أو يتهمه بأنه ليس إمام زمنه أو يتهمه أنه من الخوارج على إمام زمنه كل ذلك من الكفر الأكبر البواح والذي أقيمت عليه الحجة بذلك بل أقيمت الحجة على من شك في كفر من لم يكفره بالشروط السابقة وسنعمل إن شاء الله على تحقيق هذه الرسالة بتصحيح أحاديثها وذكر ذلك بالتفصيل إن شاء الله في مرحلة ثانية.

ومن هنا نقول أن الحسين قد انتص_ر بدمه على سيوف النفاق والغدر ومن هنا نقول أن استشهاده كان لإقامة الحجة على أهل الردة في قضية الحكم والخلافة ولإظهار أن خيار الشهادة خيار نصر وليس خيار هزيمة بل إنه خيار ثورة لجميع الشعوب المقهورة من قبل الحكام المنافقين الظالمين والذين يمثلون دين الجبت والطاغوت والأمويين في كل زمان بعد ذلك. حقاً في كل زمن يزيد وكل أرض كربلاء وسيظل النداء الحسيني قائماً إلى أخر الزمان (هل من ناصر ينصرنا).

ونحن نقول لجميع الشعوب المحتلة من الكفار الأمريكان

ص: 60

والصهاينة وأعوانهم وكذلك الحكام المنافقين عباد الجبت والطاغوت وأعوانهم من بطانتهم الدينية والدنيوية نقول لهذه الشعوب لن تخرجوا من هذا الخذلان إلّا بموالاة آل البيت: ونص_رتهم وعلى رأسهم ولي كل مؤمن ومؤمنة على بن أبي طالب7 «اللهم وال من والاه وعاد من عاداه وانصر من نص_ره واخذل من خذله» أي بالتمسك بكتاب الله وعترته آل بيته: ونصرة دينهم وهذا هو ما أراده ذبيح آل البيت: «هل من ناصر ينص_رنا» هل من ناصر ينص_ر من يحبه الله سبحانه وتعالى ويحبه رسوله9 ويقول في الحديث الصحيح «أحب الله من أحب حسيناً»(1) وكم كان يحبه النبي «هما ريحانتاي من الدنيا»(2) (وَ اللهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ)(3) (وَ اللهُ لا يُحِبُّ الْفَسادَ) (4) (إِنَّ اللهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَ يُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ)(5).


1- مسند احمد، ج4، ص172؛ سنن ابن ماجه، ج1، ص51؛ سنن الترمذي، ج5، ص324؛ المستدرك، ج3، ص177؛ تاريخ الاسلام، ذهبي، ج5، ص97.
2- صحيح البخاري، ج4، ص217؛ سنن الترمذي، ج5، ص322.
3- آل عمران: 57.
4- البقرة: 205.
5- البقرة: 222.

ص: 61

ولذلك أمر بمودتهم وأمر باتباعهم والتمسك بهم وحبهم ومودتهم ومعلوم أن الذبيح7 أحدهم وكل من عاداه وحاربه فقد كفر بما أنزل على أبيه9 وهذا في زمنه وممتد إلى أن يرث الله ومن عليها وكذلك كل من ينكر جريمة قتله وتكفير قاتليه ومن أقرهم ورضي بذلك ولم ينكره فهو كافر.

وقلنا سابقاً أن المؤمن الحق لابد وأن ينص_ر الإمام الحسين وهذا ممتد إلى آخر الزمان بمودتهم والبراء من أعدائهم ولتعلم البش_رية أن النداء النبوي على لسان الذبيح «هل من ناصر ينص_رنا» هو نداء إلى قيام الساعة ضد جميع اليزيديين أي ردة الجبت والطاغوت الممثلة في دين الحكام المرتدين وأكاذيب المنافقين. ومن هنا نقول أن إظهار المحبة والمودة والتمسك والاتباع للثقل الأصغر هو أصل الدين الإسلامي وهو دين النبي الذي وصى الأمة به والذي أمرنا بإظهاره ونص_رته وإقامته «أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه» ولذلك تمثل الإصلاح في أمة النبي في الثورة الحسينية التي أرادت أن تحتج على دين الجبت والطاغوت بفاجعة كربلاء التي ضمنت إحياء القضية إلى قيام الساعة وأوقفت بالفعل العد

ص: 62

التنازلي لتحريف الدين الذي كان يهدف مع مرور الزمن إلى محو الدين النبوي الصحيح بمحو الثقل الأصغر وحقهم كمصدر اتباع وتمسك وحب ومودة وحفظة لدين محمد9 «ما خرجت إلّا من أجل الإصلاح في أمة جدي9» أي بالإنكار وإقامة الحجة على الأمة المرتدة والممثل في يزيد بن معاوية في تلك الفترة. ومن هذا المنطلق يحاول عباد الجبت والطاغوت القائمين على نص_رة دين أهل الردة وخصوصاً بطانتهم الدينية المحرفة والمنحرفة يعملون جميعاً على محو الثورة الحسينية وتضييعها والقضاء على أنصارها والعمل على القضاء على محيوها ومعظمي شعائرها وذلك لأنها تمثل الفاجعة التي حفظت الحجة والحق وفرقت ما بين الحق والباطل من خلال كتابتها بدم الطهر.

سلوك الحكام والمنافقين تجاه الثورة الحسينية

ص: 63

من خلال تحريف الثورة الحسينية:

أ) تحريف ملامح شخصياتها.

ب) تحريف أهدافها.

ج) تحريف وقائعها.

د) تحريف أثارها ومحوها.

ه ) البدائل المؤقتة كالصوفية.

وكل هذا ينطبق على الثورة الفاطمية وكذلك الثورة العلوية وبعدها الثورة الحسنية ثم تبلورت عليهم الحجة بفاجعة الثورة الحسينية.

أ) فمثلاً في تحريف ملامح شخصياتها تجدهم يحولون المرتدين إلى خلفاء راشدين مهتدين حتى بلغ بإبن تيمية أن يقول

ص: 64

على يزيد بن معاوية أنه أمير المؤمنين بحق وأن الإمام الحسين كان خارجاً على إمام زمنه بالخطأ وبتغرير الناس له وكذلك كان ابن زياد وعمر بن سعد والجوشن كانوا طائعين لله بقتل آخر بنت نبي على ظهر الأرض وأنه زاد عن حده فقتل بسيف جده وهذا الكذب عينه ما تقوله الوهابية وعلى رأسهم مفتي السعودية المعاصر ويجعلون معاداة سيد شباب أهل الجنة وقتله كبيرة على أنه واحد من عامة الناس يجوز الاجتهاد والخطأ في قتله ولا يرونه معصوم فلا يحاربه إلّا كافر محارب لرسول الله ولا يسالمه ويحبه إلّا مؤمن يحب رسول الله ولا يرونه معصوم باتباعه كممثل للثقل الأصغر وأهل الكساء أهل المباهلة بهم:.

ب) وأما تحريف أهداف الثورة الحسينية بإظهار المعصوم بأنه كان يتنافس على نفس الخلافة التي يتنافس عليها عباد الجبت والطاغوت حتى يومنا هذا فيظهرون سيد شباب أهل الجنة الذي بكاه أبوه وجده على استشهاده هذا والذي أخبر جبريل أن الأمة المرتدة المذمومة ستقتله من بعده وأظهر له تربته المباركة وبكت رسول الله وبكت معه قلوب المؤمنين

ص: 65

في كل زمان فهل يحب النبي الظالمين الخارجين على إمام زمنهم كما يزعم الكفرة؟!

وهل يرضى الله سبحانه بذلك ويحب الظالمين؟!

وهل يكافئه الله ورسوله بجعله سيد شباب أهل الجنة ولاسيما إذا علمنا أن ثورته هي سيرته وترجمته؟!

سبحانك هذا بهتان عظيم.

ولماذا وهو القائل «ما خرجت إلّا للإصلاح في أمة جدي رسول الله»؟!

ولماذا وهو الذي فضله ربه في قرآنه؟!

ولماذا وقد فضله رسوله في سنته؟!

ولماذا وهو الذي لا تقبل عبادة إنسان أبداً ولا يرضى عليه إلّا بذكره وتفضيله والثناء عليه ومودته؟!

فكيف يقال بعد ذلك أن الإمام الحسين7 كان طالباً للدنيا والحكم والخلافة وهو يقول «مثلي لا يبايع مثله» أي يزيد الملعون ولاسيما وهو يعلم أنه الممثل للثقل الأصغر الذي يتبعه ويتمسك به جميع المسلمين؟!

بل إن الحقيقة أن أهداف الثورة الحسينية كانت ولا تزال من

ص: 66

أجل تصحيح المسار من الردة إلى الإسلام باتباع الثقلين وحفظ الدين وإقامة الحجة على الباطل إلى قيام الساعة وتبلور ذلك بالفاجعة المقصودة التي يشيب لها المؤمنون قبل أوانهم وتكون حية بامتداد الثأر على كل يزيد إلى قيام الساعة وكذلك تكون نوراً على الدرب لكل الشعوب المظلومة حتى تنتفض وتحيا بنور الثورة النبوية الحسينية الشريفة وتكون الثورة هي الشعلة الوحيدة التي تنير الطريق لجميع الموالين المتمسكين بالثقلين في كل زمان وحتى يتم بذلك إصلاح الأمة عن قريب إن شاء الله.

ج) وأما بالنسبة لتحريف وقائعها فهم يقولون أن الرؤوس لم تحز ولم تقطع ومنهم من يقول أن يزيد لم يأمر بقتل الحسين وتارة يقولون أن ذلك فعل ابن الجوشن فقط ومنهم من يبرأ ابن زياد ومنهم من يبرأ ويدافع عن عمر بن سعد حتى يصلوا إلى أنه قتل خطأ وانتهى الأمر من وقتها وكذلك ربما ينكرون أن يزيد أمر بقتل الإمام الحسين إن لم يبايع ولو كان معلقا في أستار الكعبة وربما أنكروا أن الإمام المذبوح اختار الموت في سبيل الله سبحانه وتعالى على الذلة وقال «هيهات منّا الذلة» وكل هذه التحريفات في التاريخ والأحداث والأشخاص ما هي إلّا

ص: 67

محاولة لمحو الذكر والذاكرين أي محو الحق والتلاعب فيه وإفساد حجيته وأهدافه وتضييع خصوصية المعصومين: وحقيقة سيرتهم وترجمتهم وتاريخهم الذي يمثل الحجة الدينية وإقامة الدين الحقيقي بعيداً عن دين المرتدين الممثل في عبادة الجبت والطاغوت.

د) تحريف آثار الثورة الحسينية محاولة لمحوها وهذه الأثار تتمثل في أمرين أمر ملموس مثل المراقد والمشاهد وأرض كربلاء المباركة وكل هذه الأثار الملموسة موجودة في الثورات السابقة عدا الثورة الفاطمية والتي احتجت فيها الزهراء المعصومة بالعصمة الكبرى بأنها أحد أصحاب الكساء وأن الله يغضب لغضبها ويرضى لرضاها وأنها سيدة نساء العالمين والتي وصت زوجها بإخفاء قبرها احتجاجاً على الأمة في أمرين الأول أنها غاضبة على المرتدين والثاني لإثبات شرعية زيارة المقامات والمراقد وأن ذلك من تعظيم شعائر الله سبحانه عند كل مؤمن حق فأرادت أن يبحث عنها كل مؤمن يريد أن يعظم شعائر الله بزيارة المعصومة3 ويبحث عن سبب إخفاء قبرها وبالتالي يُحيي دينها ودين أبيها بغضبه هو أيضاً على المرتدين عُبّاد الخلافة

ص: 68

والسلطة والذين شرّعوا للأمة ذلك الدين الجديد دين الجبت والطاغوت وعبادهم من الحكام الظالمين المرتدين وفي هذا حجة من ولية معصومة في قضية زيارة القبور والمشاهد والتبرك بها وتعظيمها كشعائر الله ومن هذا المنطلق جاء الإسلام للتذكير بالله سبحانه من خلال أولياؤه وبإحياء أيام الله سبحانه والتذكير بها من خلال تعظيم الشعائر الممثلة في قبور ومشاهد ومقامات أهل الله.

ولذلك حاول عباد الجبت والطاغوت أن يمنعوا تعظيم الشعائر بشتى الوسائل تارة بإغراقها بالماء حتى لا يصل إليها الزوار وبهدمها وبتغيير معالمها وتارة بتحريم الزيارة وتارة باعتبار الزيارة والتبرك والتوسل من الشرك الأكبر وهذا أيضاً يدخل في النوع الثاني وهو محو الأثار المعنوية للثورة الحسينية والتي تجمع قلوب المؤمنين على حب آل البيت: ونص_رتهم وبغض أعدائهم واكتشاف حقيقة أعدائهم من خلال عين محبتهم ومودتهم فتتبلور بذلك حقيقة الجبت والطاغوت ومن سلك مسلكهما وتظهر الحقيقة كاملة واضحة بإدراك أعدائهم الحقيقيين واكتشاف جميع الخارجين عليهم والمعادين لهم

ص: 69

والمعتدين عليهم فيتضح بذلك الدين وساعتها لن يكون هناك وجود لدين المرتدين دين الجبت والطاغوت ولذلك كان يعمل أبناء الشجرة الملعونة في القرآن من وراء الكواليس حتى يتبع الناس الجبت والطاغوت ولذلك كان يعمل الجميع على التحريف وتزييف الحقائق التاريخية ومحو الأثار التاريخية المحسوسة والمعنوية المتصلة بقضية تعظيم وتقديس الشعائر النبوية والفاطمية والعلوية والحسنية ولاسيما الحسينية الخاصة بثورة الذبيح7 وهذا يفس_ر لنا الفكر الوهابي وعلمائه من السلف كإبن تيمية وابن عبد الوهاب وكذلك من المعاصرين من سحرة فرعون وأصحاب الأهواء كإبن باز وآل الشيخ والعريفي ومن على شاكلتهم من مرتزقة الفضائيات.

ه ) وأحيانا يتم استبدال تعظيم الشعائر بأشياء وترك أشياء حتى يضيع أثر التعظيم للشعائر ويترك مظهره كنوع من الاحتواء ومرحلية منهجية لتضييعه وخير مثل على ذلك الطرق الصوفية التي تحب آل البيت: ولكن بتضييع ملامحهم وحقيقتهم كأئمة معصومين وبإحياء موالدهم دون إحياء دينهم بإحياء الثورة الحسينية وتعظيم شعائرها وتذكير الأمة بالفاجعة

ص: 70

الكبرى يوم عاشوراء وتعزية النبي9 بمجالس العزاء وحتى تتضح الحقيقة ومعالم الدين الممثل في الثقلين وحب ونص_رة واتباع الثقل الأصغر: من خلال الحزن لحزنهم ومعرفة سبب حزنهم وسر عداء أعدائهم لهم كل ذلك من خلال أحزان مصائب عاشوراء وما ألمت بالأمة من ضياع دينها الحقيقي الممثل في حجة المعصوم الذبيح7 على الجبت والطاغوت ويزيد الذي يعبدهما يمثل الامتداد الأموي لهما وهكذا صنعت الصوفية لتكون مرحلة احتواء انتقالية ما بين الحق والباطل فهي على دين الجبت والطاغوت وهو مذهبها وهذا تحريف في التصوف الحقيقي الذي هو موالي ومتبع لآل البيت: مذهباً وفقهاً وسلوكاً في الطريق وأيضاً تحريف التصوف بعدم إحياء الشعائر الحسينية ومجالس العزاء والحزن في عاشوراء وتحويل وتحريف عاشوراء إلى يوم فرح وصيام وعيد مفترى وأيضاً نجح عباد الجبت والطاغوت من الحكام الظلمة بتسييس الطرق الصوفية واستخدامها كأداة لكسب الأصوات الانتخابية من خلال الفتة وأشهى الأطعمة في الموالد وبتحريف الأنساب وتزوير مشايخ للطرق لا يفقهون شيء إلّا توزيع العطايا الحزبية

ص: 71

لتأييد الناخبين في الانتخابات ويكونوا بذلك السيف الموجه على رقاب الأحرار المعصومين آل البيت الحقيقيين المطهرين:.

وتكون بذلك الطرق الصوفية ومشايخها المزيفين الذين صنعتهم الدولة ووضعتهم مرشدين للسواد الأعظم من العامة الفقراء المحبين بالتوهم والتحريف لمن صنعته الدولة لهم كمرشد وشيخ طريقة وما إلى ذلك من طرق التحريف والتزييف ومكائد الجبت والطاغوت ومن سلك مسلكهما ونهج منهجهما.

ومن هنا نقول أنه من الفرض العين على كل مسلم أن يعود لمصادر الشريعة الربانية وأن يوحد الله سبحانه وتعالى ويعبده بش_ريعته الربانية المجمع عليها عند جميع المذاهب في الروايات الصحيحة باتباع الثقلين عند الجميع «كتاب الله وعترتي اهل بيتي» ويعلم أنه مسئول عن ذلك ويلفظ عبادة الجبت والطاغوت ودينهم والمفتونين بهما ويترك منهج الوهابية العميلة للحكام المنافقين والمتناقضة في روايتها ما بين الصحيح والمكذوب بدعواهم صحة وعصمة البخاري ومسلم وعدم خضوعهم للبحث والتجرد باتباع رواية الثقل الأصغر وما نقل عنهم:

ص: 72

وأيضاً لا نلتفت لتكفير الوهابية للمسلمين وتحريف تعظيم شعائر الله وتقديسها بالقول أنها شرك أكبر وأنها محرمة وهذا كله من دين الحكام الذين يعبدون الجبت والطاغوت ويشهرون له ويدعون إليه.

بل يجب على كل مسلم حق أن يعظم ويقدس شعائر الله سبحانه وتعالى الخاصة بأحبابه وسيرتهم وترجمتهم وتاريخهم وآثارهم وأيامهم: ولاسيما شعائر الثورة الحسينية الخاصة بأبي عبدالله ولتعلم الدنيا بأسرها يوم عاشوراء أن الإمام الذبيح له أتباع شيعة جده9 في كل زمان ومكان وأنهم لم ينسوا تضحيته من أجل إقامة دينهم وحفظه الذي هو دين جده رسول الله وهم في كل عام يعزون جده9 في مجالس العزاء ويستذكرون الحقيقة كاملة ويوضحونها للعالمين براءة من دين معاوية ويزيد ومن على شاكلتهم حتى من الحكام المعاصرين في زماننا الذين يستخدمون بطانتهم من الوهابية التي تكفر الشيعة وتدعوا لقتلهم وجهادهم كما فعل العريفي السعودي ومن أقره ضد الحوثيين وقتالهم وتحريف الدين وجعل ذلك من الجهاد ولبس لباس الحرب وخرج على الجبهة ضد الحوثيين وهو يدق

ص: 73

طبول الحرب ويدعوا لجهاد الكفار الشيعة على حد تحريفه هو وسلفه ابن تيمية وابن عبدالوهاب وابن عثيمين وآل الشيخ وهم في نفس الوقت يتجرؤن على البراءة من أمريكا والصهاينة وجميع أصدقائهم وأعوانهم ضد الإسلام والمسلمين ومن يراقصونهم على أشلاء محمد الدرة وجميع أطفال المسلمين في غزة ولبنان وباكستان وأفغانستان وربما غدا السعودية ومص_ر وغيرهم فربما انتهت مصالح الغرب معهم وربما أفاق الغرب من الخمر التي يحتسيها معهم والتي تمثل دماء الشهداء والأبراياء من المسلمين.

ومن هنا نقول أنه والله لن تجمعنا إلّا كربلاء والدم الحسيني الش_ريف الذي هو في عنق كل مسلم لا ينص_ر كربلاء الحسين ولا ينص_ر أنصاره الشيعة في إيران وحزب الله في لبنان وفي شتى بقاع الأرض بل بنص_رة كل حر وكل مظلوم في شتى بقاع الأرض ضد الظالم والمستكبر مثل أمريكا والصهاينة وأعوانهم وأصدقائهم من عبدة الجبت والطاغوت دين أبا بكر وعمر وكل ذلك تمسكاً وحباً واتباعاً ومودة للثقل الأصغر: وتلبية للنداء الخالد الذي في عنق كل مسلم إلى قيام الساعة (هل من ناصر ينصرنا).

ص: 74

إذاً لابد وأن يعود المسلمين مرة أخرى إلى الإسلام الحقيقي الممثل في التشيع والذي يرفض الخذلان ويرفض حب الدنيا ويرفض نظرة الاستعلاء والكبر ويرضى بالمتبوعية الش_رعية والرضى بعبادة المأموم بواسطة إمامه ويرفض اتباع الهوى وعبادة المستكبرين الجبت والطاغوت ودينهم الشيطاني الظالم ولذلك نرى التشيع هو المقاومة الوحيدة للظلم والظالمين وهكذا كانت مقاومة آل البيت: في الدفاع عن الحق والعدل فإنه لا يبغضهم إلّا منافق ومن بغض أولهم فهو بذلك باغض لآخرهم ومن بغض أحدهم فهو باغض لبقيتهم ويكون بذلك منافقاً فالمنافق هو الذي يبغضهم ويُعرف ببغضه لهم وكل من حاربهم أو حارب أحدهم فهو عدو منافق لجميعهم ومن سوى بينهم وبين عدوهم فهو بذلك لم يخصهم بالخصوصية.

فلم يكن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ليقاتل في صفين والجمل من أجل الخلافة والدنيا والملك أبداً ومن قال ذلك فقد كفر لأن هذا انتقاص لأهل الكمال وطعن في الله «سبحانه وتعالى» ورسوله9 لأنهما مدحا «علي» في القرآن والسنة وأمروا الأمة بأن تسلك مسلك علي7 في حديث عمار بأن

ص: 75

يسلك الوادي الذي يسلكه إمامه علي بن أبي طالب وأنه معصوم في مسلكه حتى وإن خالف الأمة فهو على الحق والحق معه وهو يسلك وادي الصواب والحق بنصوص الش_ريعة كوارث نبي وأيضاً من منطلق أنه لا يؤخر البيان عن وقت الحاجة أبداً وحتى لا يكون الشارع يض_ر الأمة بالتقصير في البلاغ أو بإضلال الأمة ولذلك نحن لا نسمع تحذيرات من الله سبحانه وتعالى ورسوله لعلي ولم نسمع تحذيرات للأمة ضد آل البيت: أي أنه من منطلق: (وَ ما كانَ اللهُ لِيُضِلَّ قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَداهُمْ حَتَّى يُبَيِّنَ لَهُمْ ما يَتَّقُونَ).(1)

ومن قال أنه لا يوجد نصوص عصمة لآل البيت: ولا نصوص وصية لهم بالولاية والإمامة الربانية والتعبد بهم فقد نفى ذلك كله فقد اتهم الله سبحانه بإضلال الأمة وقد اتهم رسول الله9 أو على الأقل أن الله ورسوله9 أنه ضل الأمة ولم يحذرها من الفتنة ولم يبين لهم ما يتقون ولم يعرفهم حدودهم الشرعية؟! وأن الله ورسوله ضلا الأمة من خلال الثناء على آل البيت: رغم طمعهم في الدنيا والخلافة والخروج على أئمة


1- التوبة: 115.

ص: 76

زمانهم أبو بكر وعمر وعثمان ومعاوية ويزيد وخلفائهم وذلك على حد زعم النواصب الباطل وما يلزم من معتقداتهم المنحرفة!

فالإيمان هو حبهم ومودتهم والتلبية بنصرتهم ومعاداة أدائهم والبراءة ممن لم ينصرهم والكفر هو معاداتهم وحربهم أو سبهم أو انتقاص عظيم منزلتهم بالتقدم عليهم أو بالتسوية بينهم وبين عدوهم وكذلك من الكفر الإقرار بعدم تكفير عدوهم أو بعدم تكفير من خذلهم أو بإقرار التسوية بينهم وبين أعدائهم كل ذلك من الكفر وأصبحت هوية الكافر والمؤمن تحدد من بعده بموالاة آل البيت: أو بعدم موالاتهم أو بمعنى آخر مقاومة الظلم في الأرض من بعده أصبحت ممثلة في التشيع وأصبح الظلم ممثل المذاهب الأخرى التي صنعتها المرتدين من الصحابة وثبتها آل سفيان ولستمرت حتى يومنا هذا بما أن الاسلام اغترب بالظلم والجور على آل البيت: وترتب على ذلك فساد الدنيا فلا بد إذا أن يعود الحق مرة أخرى بالعكس بإقامة القسط والعدل بإجماع الأمة على محبتهم: من جديد وإقامة الأمة الاسلامية من خلال دولة الحق والقسط والعدل

ص: 77

المنبثقة من التشيع لآل البيت: ولذلك تكونت الدولة الإسلامية الشيعية الوحيدة على ظهر الأرض بالثورة الإسلامية المباركة وبولاية الفقيه وهي إيران المسلمة التي تدعو إلى الحق والقسط والعدل مرة أخرى والتي تنص_ر المقاومة ضد الباطل والظلم والجور في كل مكان وهو دورها القيادي ببركة التشيع للنبي9 وعلى آل بيته:.

ونجحت إيران ببركة التشيع بأن أصبحت من الدول المتقدمة وأصبحت تمد اليد النبوية الش_ريفة لكل المظلومين في شتى بقاع الأرض من منطلق مبادئ الإسلام النبوي الش_ريف الممثل للتشيع.

ومن هنا أدرك الظالمين والمستكبرين فى العالم وخصوصاً التحالف الصهيوأمريكي ومعه تحالف المرتدين والعلمانيين من الحكام العرب المنافقين وبطانتهم من الوهابية والمذاهب المحرفة التي حرفت من أجل خدمة الحكام المنافقين من عصر الصحابة المرتدين الخلفاء بالباطل إلى زمن خلفائهم المعاصرين المعتدين على أل البيت: ومذهبهم وتشيع شيعتهم لهم:.

ونحن نقول لهؤلاء الحكام وبطانتهم من علماء المذاهب

ص: 78

المنحرفة عن طريق أل البيت: كيدوا كيدكم فلن تمحوا ذكر أل البيت: الممثلين للحق والعدل والقسط واعلموا أن ما تخشونه من محاكمة شعوبكم وإيران لكم كمحاكمة صدام سيحدث إن شاء الله تعالى وما ذالك من الظالمين الخائنين ببعيد.

فالأمة والشعوب قد أدركت أنه لاسبيل إلّا المقاومة فاستيقظت الأمة من ثباتها وهي في طريقها لتلتقي بآل بيت رسول الله: ولن تتوه عنهم مرة أخرى وأن غفلة الأربعة عشر قرنا لن تعود مرة أخرى ولن تقبل الأمة بالخطط الخمسية مرة أخرى فإن الأمة قد عادت إلى رشدها وعقلها وعرفت المعدودين من أغنياء العالم من أين يأتون بأموالهم وهاهي تلفظ حكامها وأجهزة أمنهم وتقاومهم حتى تعود إلى الحق مرة أخرى!

وكيف يطوعون الدستور لأهوائهم ولكنهم لما يئسوا بسبب صحوة الشعوب أ «ادوا أن يتركوا الحكم هم وأولادهم بعد نهب الدولة المسلمة وهذا موجود في غالب الدول العربية حتى بلغ الأمر وضوحاً في مص_ر أن يكون هناك عجز في الموازنة المصرية في أخر سبعة أشهر إلى 88/11 أي 12 مليار دولار

ص: 79

أمريكي في سبعة أشهر وهذه الأخبار نقلا عن قناة الجزيرة بتاريخ 14/3/2010 وقد اجتمعت أحزاب المعارضة ضد الحزب الديمقراطي الحاكم لإيقافه وإصلاح الدستور رغم خلافاتهم إلّا أن الشعوب قد استيقظت من ثباتها وعرفت أن هذا العجز بسبب الأزمة الأمريكية وإفلاس بنوكها وبسبب ربط الاقتصاد المص_ري بالاقتصاد الصهيوأمريكي وموالاته ونصرته على إيران المسلمة وعلى حساب الشعب الفلسطيني المقاوم وعلى حساب دماء الأبرياء في لبنان وفلسطين والعراق إرضاء وموالاة للتحالف الصهيوأمريكي. وكم سعدنا بالتقاء أحزاب المعارضة المصرية الاربعة ونحن معهم نطالبهم بالتغيير الكامل وبعودة جميع الحريات للمواطنين وجميع حقوق الانسان ونطالب جميع الاحزاب المعارضة المص_رية ان تبدأ بالسلم ولا تتعرض بالصدام المباشر من خلال الشعب بأجهزة الامن وبخروج الشعب إلى الشارع ولكن نطالبهم عوضاً عن ذلك بجمع جميع التوقيعات الشعبية من خلال اللجان الخاصة بذلك ومن خلال الأعضاء الش_رعيين في المجالس ونطالبهم بعودة القضاء المصري للإشراف على جميع الانتخابات دون تدخل من

ص: 80

أجهزة الأمن أو الموظفين في الوظائف العامة بالإشراف الكامل على جميع الانتخابات وبإصلاح الدستور والقانون وسيادته فيما يتوافق بالمستطاع مع الحق والعدل والقسط حتى نصل بذلك إلى ما يرضى الله ورسوله.

ولنحذر مكائد الحكومة ومكر الحزب الوطني الديمقراطي الموالي للتحالف الصهيو أمريكي والذي باع المقدسات الاسلامية والمسيحية وباع الأرض والعرض والكرامة فلا عهد له بعد ذلك ولابد أن تكون هناك محاكمة صدامية لكل هؤلاء الذين باعوا الدين والوطن وفرقوا المقاومة الاسلامية موالاة للتحالف الصهيوأمريكي ومنهم الكثير لا يدري ما يفعله وما يصنعه بالأمة بلا وعي وبلا علم وبلا كتاب منير وهو يضل عن سبيل الله ولا حول ولا قوة إلّا بالله.

ولتعلم الأمة باليقين أن المسئول الاول عن كل ما يجري في القدس من اعتداء يهودي على المقدسات وعلى المسجد الاقص_ى والاعتداءات المستمرة على الحرمات الدينية والمقدسات مسئولية كل ذلك في عنق الحكام المنافقين الموالين للتحالف الصهيوأمريكي وأن كل ذلك لا بد وأن يحاكموا عليه دينياً

ص: 81

بحكم الردة والارتداد وباعتبار موالاتهم للكفار الأصليين المعادين ولا بد أن يحاكموا بمثل محاكمة صدام حسين الطاغوت الراحل إلى مزبلة التاريخ وأيضاً هم المسئولون عن الفتنة الطائفية المصنوعة بأيديهم وعلى أعينهم وبأيدي بطانتهم من علماء السلطة الوهابية ومن على شاكلتهم وهم المسئولون أيضاً عن الاساءة المستمرة والمتكررة للمذهب الشيعي ورموزه ومراجعه ودوله وتجمعاته وخصوصاً ايران الشيعية المسلمة وذلك كله من أجل تفتيت المقاومة الاسلامية التي تتزعمها الثورة الاسلامية الربانية الممثلة في دولة ايران المسلمة والحق والقسط والعدل المتمثلين في المذهب الشيعي الذي هو يمثل بكامله الاسلام الحقيقي الكامل وكل تلك اعمال الخذلان وتفتيت المقاومة الاسلامية الربانية الموجهة كله من الكفر البواح النفاقي الذي يلزم صاحبه بدخول الدرك الاسفل من النار بعد محاكمته من خلال الشعوب الاسلامية التي قامت ولن تقعد مرة أخرى أبداً إن شاء الله وحتى تحاكمه وتحكم عليه فيكون مصيره مع صدام حسين في مزبلة التاريخ.

ولابد وأن يعلم العالم كله ان حكام العرب هم الذين باعوا

ص: 82

فلسطين وباعوا القدس وباعوا الأقصى وكانوا في كل ذلك من الزاهدين وهم من أجل ذلك يتبنون مش_روع الاستسلام للصهيونية ولا أقول السلام فهو في ظاهره السلام الوهمي وفي باطنه بيع فلسطين والقدس والأقص_ى للصهاينة وهؤلاء لا يعرفون الله أبداً ويحاربون الله ورسوله9 ويحاربون آل البيت: من خلال مشروع الاستسلام للصهاينة ويحاربون المقاومة الاسلامية التي تتزعمها الثورة الاسلامية في ايران حتى بلغ الامر بالسلطة الفلسطينية بمحاربة المقاومة الاسلامية في غزة رغم الاعتداء على القدس والأقص_ى وتهويدهم واستمرار الاستيطان في القدس وفي الاراضي المحتلة وتعلنها اسرائيل ليل نهار متحدية بذلك للأمم المتحدة ولجامعة الدول العربية وللإرادة الدولية حتى لمن يدعون أنهم من المحايدين وهم في حقيقتهم من المتحالفين مع الكيان الصهيوني كأمريكا ومن على شاكلتها وأصبح بذلك الواقع الذي يدل دلالة قطعية على صحة الرؤية الاسلامية للثورة الاسلامية الايرانية وموقفها المقاوم والواقع قد أثبت للعالم كله ولحكام العرب المستسلمين للتحالف الصهيوأمريكي أن هذا الكيان الغاصب ليس من دعاة السلام

ص: 83

ولا يحب السلام ولا يرضى بالسلام بل أنه كيان عنصري لا يرتضي إلّا العنصرية والديكتاتورية والواقع اليوم يثبت للعالم كله ان كل السنوات التي قضاها حكام العرب في مش_روع السلام الوهمي أو مشروع الاستسلام أثبت أنه مشروع فاشل بالقطع ولن يكون له ثمار أبداً وأن ما أخذ بالقوة لا يسترد إلّا بالقوة من خلال المقاومة.

وهذا الدرس لابد وأن تدركه جميع الشعوب المظلومة وتعلم أنه من المستحيل أن تصل إلى حقوقها إلّا من خلال المقاومة لهذا العدو العنص_ري الديكتاتوري الغاصب ولتعلم الشعوب أيضاً من هذا الدرس أن حكامها المنافقين قد أصبحوا من أثرياء العالم بسبب بيعهم للقضية الفلسطينية والقدس والمقدسات.

ويجب على النخب من المفكرين والعلماء والمثقفين أن يقودوا الشعوب ويوجهوهم إلى طريق المقاومة والانضمام للمقاومة الوطنية الممثلة في أحزاب المعارضة.

وكذلك يجب على النخب وعلى أحزاب المعارضة أن تنضم إلى المقاومة الدولية الممثلة في الثورة الاسلامية الايرانية والممثلة

ص: 84

في سوريا والعراق إن شاء الله وحزب الله وحماس وغيرهم كثير من الأحرار على مستوى العالم الاسلامي المقاوم وغير الاسلامي المقاوم ومن هنا تتضح الحقيقة ويكشف الستار عن الحق القطعي الممثل في المقاومة والذي أدركته إيران منذ زمن بعيد وقرأت الواقع الذي نحيا به اليوم منذ عقود ومنذ بداية ونشأة الثورة الاسلامية الايرانية.

ونحمد الله أن الشعوب الاسلامية قد أدركت كل ذلك وعرفت أعداءها المتحالفين مع التحالف الصهيو أمريكي وأدركت أن مش_روع السلام الوهمي ما هو إلّا مشروع استسلام للتحالف الصهيوأمريكي وأن المقدسات قد تم بيعها من خلال حكام العرب بثمن زهيد وبالخيانة والغدر لجميع الش_رفاء والأحرار وعلى أشلاء الأطفال والنساء ودماء الأبرياء في كل مكان فيه رجولة ودين وحرية حقيقية ولذلك نطلب من جميع الشعوب الاسلامية أن تتحرك بالانتفاضة وأن تستيقظ من ثباتها بإسقاط الأنظمة النفاقية المستسلمة للتحالف الصهيوأمريكي من خلال المعارضة المشروعة.

الشعوب الاسلامية أنظمة دينية صحيحة

ص: 85

هذه الشعوب أنظمة دينية صحيحة مقاومة ناصرة لجميع الأحرار والمقاومين في شتى بقاع الأرض وأن تتصل بالتعاون والموالاة الاسلامية مع الثورة الاسلامية الايرانية في ايران والتي تمد جميع المقاومين وجميع الاحرار بشتى صنوف الدعم المش_روع دينياً لعودة الحق والعدل والقسط إلى الارض مرة أخرى.

ونحن نقول لجميع الشعوب المظلومة والمقهورة أن سكوتكم على الباطل هو خيانة لمستقبل أبناءكم والأجيال القادمة ولتعلموا أن أصواتكم في الانتخابات العامة للمجالس أمانة دينية وشرعية بل أصبحت هوية كفر أو هوية إيمان في ظل هذه الأنظمة الديكتاتورية المعادية لآل البيت:. وهؤلاء الحكام الخونة يفضلون اليهود وأمريكا على إيران وحجتهم

ص: 86

المفتراة أن التشيع كفر وأن الشيعة كفار لأنهم شيعة وهم يعلمون أن قولهم هذا وافترائهم هذا هو عينه الكفر البواح لأنه لا إسلام إلّا التشيع ولا مسلمين حقيقيين إلّا الشيعة لولا إقامة الحجة على المقلدين والمخطئين.

ولذلك تجد الظالمين يفترون على التشيع والشيعة ولكن العلماء المنصفين مثل شيخ الأزهر الراحل الذي نسأل الله أن ينفعه ويرحمه بقولته المشهورة أنه (لافرق بين سني وشيعي) وكان يحارب النواصب من الوهابية المعاصرة وغيرهم الممثلين في دار الافتاء السعودية وابن باز وآل الشيخ وابن عثيمين وغيرهم وسلفهم مثل ابن تيمية الأموي الملعون وابن عبدالوهاب ومن على شاكلتهم من أصحاب العقائد المنحرفة بالكفر والتجسيم وتكفير المسلمين ونصب العداء لآل البيت: ولتعلم الدنيا بأسرها أن حكام العرب يخافون المحاكمة الصدامية وأن تحاكمهم شعوبهم بنص_رة إيران المسلمة وبمذهب العدول الحقيقيين وعلى أن تعلق لهم المشانق بسبب خيانتهم لشعوبهم وللنبي9 وآله: ولذلك يفضلون التحالف مع التحالف الصهيوأمريكي ولكن هيهات هيهات

ص: 87

فلن ينفعكم ذلك.

ونحن نحمد الله «سبحانه وتعالى» أن كتبنا هذه ورسائلنا لجميع الشعوب والدول الإسلامية والغير إسلامية وكذلك رسائلنا لوسائل الإعلام العربية والاسلامية والعالمية والمص_رية خصوصاً كانت هي سبب رئيس_ي وأساس من أسس هذه الصحوة واليقظة الدينية واستيقاظ الشعوب من سباتها وخصوصاً الشعب المصري الحبيب الصابر على حكامه وأنظمته الديكتاتورية.

ونحمد الله «سبحانه وتعالى» أن جعل رسائلنا سراً باطنياً وظاهرياً لهذه الصحوة الإسلامية العربية وخصوصاً المص_رية وهذا حمد المذكرين بالله تعالى لا من ولا مشاهدة فلا حول ولا قوة إلّا بالله فلله الأمر من قبل ومن بعد وما توفيقي إلّا بالله عليه توكلت فهو حسبي ومنه مددي ونستلهمه الرؤيا والبصيرة بحق محمد وآل محمد.

ومن هنا أيضاً نحب أن نرسل رسالة إلى جميع الطرق الصوفية ونقول لهم إنكم كنتم محبين صادقين لفاطمة الزهراء وأبيها وبعلها وبنيها: المعصومين وكنتم

ص: 88

على خطهم الشريف والذي كان عليه أيضاً الشيخ حسن البنا مؤسس جماعة الاخوان المسلمين فلا تكونوا أولياء لأعداء آل البيت: وعليكم بطريق مقاومتهم الش_ريفة ضد الظلم والظالمين ولا تنخدعوا بآراء بعض من يدعون أنهم من مشايخ الطرق الصوفية وهم في الحقيقة من أهل السياسة العلمانية الموالية لحكام العرب المنافقين فلا تغتروا بإفترائهم وكذبهم أن آل البيت: هم الذين يضعون هؤلاء الحكام المنافقين ويقرون لهم بالحكم فنرجو من الطرق الصوفية ومشايخها إلّا يكونوا عبئاً ثقيلاً على الاسلام والمسلمين وأن يكونوا سبباً في إضعاف المقاومة الاسلامية بل لابد أن يعلموا أن صوتهم في الانتخابات العامة أمانة ويتبنون نصرة المقاومة الاسلامية الدولية الايرانية والتي تدين بالتشيع لآل البيت: ضد الحكام المنافقين العرب فلا تنخدعوا بالعطايا ودخول المنافقين من الساسة الى الموالد وغيرها ولا تبيعوا حبكم وولائكم ومودتكم لآل البيت: وشيعتهم بحطام الدنيا وتقدمون أقوال المنتحلين لصفة مشايخ الطرق الصوفية على الزهراء3 وزوجها وأبنائها المعصومين: وأبيها9 وانضموا إلى معسكر المقاومة واتركوا

ص: 89

معسكر الاستسلام الأموي الموالي للتحالف الصهيوأمريكي وعودوا لحبكم النبوي الش_ريف كما كان قبل الدولة الأيوبية انتصاراً لآل البيت: وقد وضعتهم بيننا وبينكم وللعلم فنحن نختلف مع جماعة الاخوان المسلمين في بعض أمور الدين ولكن مصلحة الأمة ومصلحة الدول الاسلامية وخصوصاً دولتنا فوق كل شيء وحتى يعود الحق لأهله مرة أخرى فلنعمل جميعاً تحت لواء المعارضة وخصوصاً المعارضة المنظمة المتماسكة الأمينة الخبيرة الممثلة في جماعة الاخوان المسلمين والتي تمثل العدو الأكبر لأجهزة الأمن الخاصة بالظالمين والمستكبرين والموالين للتحالف الصهيو أمريكي وهذا يكفي كبطاقة أمان وائتمان لهذه الجماعه التي تنتمي في جذورها للشيخ الصوفي «حسن البنا» المحب لآل بيت رسول الله9 ولذلك سبغت الجماعه بصبغة المقاومة للظلم والظالمين وهي أفضل من يعمل معه وينصر في المعارضة في هذا الواقع.

وهذه أمانة في عنق كل مواطن مهما كان انتمائه المذهبي والديني وحتى يتحقق بذلك القضاء على الباطل وعلى الظالمين والجائرين والمستكبرين وهذا هو حال الشعوب اليوم ومعهم

ص: 90

إيران المسلمة المقاومة.

وصلّ اللهم على سيدنا محمد وعلى آل بيته وسلم تسليماً كثيراً.

تم بحمد الله يوم الجمعة 12فبراير2010م الموافق 28 صفر1431ه

تمت هذه الاضافة يوم الاحد 14مارس2010م الموافق 28 ربيع الاول1431ه

تم مراجعة الكتاب يوم الثلاثاء 14 رجب 1433

احمد العابدي

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.