ص: 2

وقد اکتفینا بتعداد رواة الحدیث والعلم عن أهل البیت (علیه السّلام) منهم ، وذکرنا بعض علمائهم المتأخرین کابن إدریس الحلی العجلی (رحمه الله) .

کما ذکرنا عدداً من شعراءهم ، خاصة الرُّجَّاز منهم ، لأن فن الرجز تطور علی أیدیهم .

ثم ختمنا ببعض موالی بنی عجل الذین نبغوا وکانوا شخصیات فی المجتمع الإسلامی ، وأعلاماً فی بعض المذاهب .

أرجو أن أکون وفقت فی تسلیط الضوء علی تاریخ ورجالات هذه القبیلة العربیة العریقة التی والی جلُّ أبنائها أهل البیت (علیهم السّلام) .

وأتقدم بالشکر الی سماحة الشیخ علی الکورانی العاملی لرعایته هذا الجهد ، ومراجعته هذا الجزء وتکمیله وإعادة ترتیبه . أدامه الله ذخراً للمؤمنین ، والحمد لله رب العالمین .

عبدالهادی الربیعی 28 ربیع الثانی 1430 هجریة

ص: 4

4 - بنو ذهل بن ربیعة: بن عجل بن لجیم، ومنهم: فرات بن حیان أحد صحابة النبی (صلّی الله علیه و آله وسلّم ).( الثقات/ ابن حبان: 3/ 333)

5 - ربیعة بن عجل بن لجیم بن صعب بن علی بن بکر بن وائل (المصدر السابق:2/432) ، وهذا البطن من أکبر بطون بنی عجل ویتفرع الی عدة بطون .

وذکر العزاوی فی عشائر العراق (4/164) أن ربیعة العراق الحالیین یرجعون فی نسبهم الی هذا البطن، قال: «هم أولاد ربیعة بطن من بکر بن وائل العدنانیة ، وهم بنو ربیعة بن عجل بن لجیم بن صعب بن علی بن بکر بن وائل ، علی ما هو المشهور عندهم».

6- بنو ربیعة بن مالک: بن ربیعة بن عجل ، قبیلة کبیرة العدد ومنها مشاهیر کالفضل بن قدامة ، أبو النجم العجلی، الراجز، والمرار بن سلامة ، شاعر مخضرم أدرک الجاهلیة والإسلام(تاریخ دمشق:ابن عساکر: 48/ 149)

7 - سعد بن قیس: وهم: بنو سعد بن قیس بن سعد بن عجل بن لجیم بن صعب بن علی بن بکر بن وائل(معجم قبائل العرب: 2/ 517)

8 - بنو سعد بن عبد الله: بن أسامة بن ربیعة بن ضبیعة بن عجل، وقد ولد أنساً ومهانة ومهرباً ، وهم رهط أصرم بن عنفوة بن

ص: 8

کساب بن مهرب الذی غلب علی أصبهان أیام حکم ابن الزبیر، وابنه أبو بکر ابن أصرم (إکمال الکمال: 5/ 229)

9 - بنو سیار بن الأسعد بن جذیمة: بن سعد بن عجل بن لجیم، وأولاده: مالک وعوف وعمر وربیعة وعبد الله، أمهم زهیرة بنت الطیب بن معاویة بن عامر بن حنیفة ، وزید وأمه الغراء .

وولد مالک عبد الله بن مالک ، أمه الصرماء بنت الأعور من بنی ضبیعة بن عجل . وولد ربیعة بن سیار: أسود وعبد العزی وحارثة والحارث وعمرا ، ومنهم إیاس بن مضارب العجلی صاحب سوق ابن مطیع بالکوفة (المصدر السابق:4/435) .

وکان علی شرطة خالد بن عبدالله القسری ، وقتل فی ثورة المختار الثقفی فی الکوفة .

10 - بنو صعب بن عجل بن لجیم بن صعب بن علی بن بکر (معجم قبائل العرب: 2/ 641)

11 - ضُبیعة بن عجل: بن لجیم (المصدر السابق:2/664)، وأولاده: ربیعة وأسامة وسعد وعمر وأبو سود وأسود . ومنهم بشیر بن زید أحد الصحابة.

ص: 9

12 - بنو عترة بن عامر بن کعب بن عجل ، والنسبة الیهم العُتری بضم العین ، نزل أکثرهم الکوفة (الأنساب للسمعانی: 4/ 151)

13 - بنو عایش بن مالک:وهم من بنی العباب (تاج العروس:16/ 112)

14 - بنو عائذ بن شریط، ومنهم مرداس بن نهار، وحجار بن أبجر ، أحد قادة یزید فی کربلاء. (إکمال الکمال: 6/ 12)

15 - العبَّاب: وهم بنو الحارث بن ربیعة بن عجل ، والنسب إلیه عبابی ( الأنساب/ السمعانی/ 4/ 122) منهم قیس بن العباب من فرسان القادسیة،وابن الحجیة.

16 - عبد سعد بن جشم: بن قیس بن سعد بن عجل بن لجیم بن صعب بن علی بن بکر بن وائل (معجم قبائل العرب: 2/ 724)

17 - عدی بن ربیعة: بن عجل بن لجیم (تاج العروس: 19/667).

18 - عنز: بطن من عجل بن لجیم ، من العدنانیة (معجم قبائل العرب: 2/ 845) .

ص: 10

19 - بنو القاسم بن عیسی: أبناء أبی دلف العجلی أمیر الکرج ، وفیهم أمراء وقضاة وعلماء ، منهم محمد بن إدریس الحلی، وأحمد بن عبدالعزیز بن أبی دلف ، وأخوه بکر وغیرهم .

وقد نسبهم العزاوی الی بنی مالک حیث أن نخوتهم کنخوة بنی مالک (زیود أو مزایدة)، لکن النخوة لیست دلیلاً کافیاً علی نسبة القبیلة ، خاصة أن صاحب کتاب ماضی النجف وحاضرها نسبهم الی ربیعة (عشائر العراق: عباس العزاوی: 4/ 38) وبنو عجل من ربیعة ، فکونهم من بنی عجل قریب جداً ، فقد کانوا یسکنون ضفاف الفرات الغربیة بین السماوة والبصرة جنباً الی جنب مع بنی شیبان حلفائهم، ومن البعید جداً أن تذوب قبیلة کبیرة سکنت هذه المنطقة من قدیم ولا یبقی منهم أحد فیها !

أما بطونهم التی ذکرها العزاوی فهی: آل غطیِّش، ومنهم: آل ناهی، وآل فندی. الدحلة ، وهم آل عجیل ومنهم: آل صالح، وآل حسین . وآل کطان (قطان) ومنهم: آل دیوان، وآل فرحان.

ومن بنی أبی دلف: العتیبیة ، ومنهم: آل شخیل ، وآل خنیفس .

ومن أبی دلف: آل جمعة . وأهل الشاخة ، ومنهم آل عطیة ، وآل خلیفة . ومن الدلفیین أیضاً: الزویدات ، والربیحات ، وآل مالح، وعدهم بعضهم عشیرة لوحدها (عشائر العراق:4/39) وتعرف هذه القبیلة بقوة الشکیمة وتحریض نسائهم علی القتال (عشائر العراق:4/40) وکان لهم موقف مشهود فی أحداث جنوب العراق سنة1991 ضدَّ النظام السابق.(القاموس العشائری: 1/ 218)

ص: 12

ب. الدلفیة: وهی أحد عشائر مندلی من جهة الکوت ، وأصلهم من بنی عجل، ومن فروعهم: الربیعات ، الحالوبة ، اسحیب ، جویحل ، الخیمات (المصدر السابق:1/270).

ج. آل جویبر:یعدهم البعض من خیقان ، والبعض من بنی مالک ، وآخرون من حجام ، وذلک غیر بعید لتقاربهم فی الصفات التی ذکرها العزاوی أعلاه ، ومن فرقهم: المطاردة ، الشلیشات ، البو نجم (المصدر السابق:1/129).

وذکروا فی موقع منتدیات بنی عجل وحنیفة الألیکترونی ، قبائل أخری ترجع الی أبی دلف ، وذکر أماکن سکناهم کالبصرة فی الدیر ، والفاو ، والکوت ، وعفک فی الدیوانیة ، وبغداد ، وفی الأهواز أیضاً.

http://shnaa.yoo7.com/montada-f4/topic-t28.htm144

20- کعب بن عجل بن لجیم بن صعب. من بکر بن وائل. (معجم قبائل العرب:3/986).

21 - بنو مالک بن ربیعة بن عجل، منهم: زهدم بن معبد بن عبدالحارث بن هلال الشاعر الملقب بالمفرض. (الأنساب للسمعانی: 5/ 356).

ص: 13

2 - یوم لقیط: حیث تجمعت اللهازم وهی قیس وتیم اللات ، ومعهما عجل بن لجیم ، وعنزة بن أسد بن ربیعة بن نزار ، وأغاروا علی بنی تمیم وهم غارون ، وأوقعوا ببنی دارم بالوقیط وأسرت ربیعة جماعة من رؤساء بنی تمیم ، منهم نعیم وعوف ابنا القعقاع بن معبد بن زرارة ، ومنهم ضرار

بن القعقاع بن معبد بن زرارة فجزوا ناصیته وأطلقوه ، وأسروا عثجل بن المأمون بن زرارة ، وجویرة بن بدر بن عبد الله بن دارم ، ولم یزل فی الوثاق حتی رآهم یوماً یشربون فقال شعراً فأشفقوا علیه وأطلقوه . وأکثر الشعراء فی هذا الیوم . (الکامل فی التاریخ:1/628).

3 - حربهم مع شیبان .وکلاهما من بکر بن وائل ، وکانت الحرب فی الخربة ما بین البصرة والیمامة. (معجم قبائل العرب: 1/ 406)

4 - غارة بنی فقعسبن طریف من بطون بنی أسد العدنانیة، علی بنی عجل بن لجیم (المصدر السابق:3/925) .

5 - یوم قهد: بالتحریک ، موضع قرب سنجار . وکانت فیه وقعة لبنی سلیم بن منصور من قیس عیلان ، علی بنی عجل. (معجم ما استعجم:3/ 1100) .

ص: 15

6- وأشهر معارکهم علی الإطلاق معرکتهم مع الفرس یوم ذی قار . وذکرنا خبره فی بنی شیبان لأنهم کانوا شرکاءهم فیها ، وکانت القیادة لرئیس بنی عجل: حنظلة بن ثعلبه .

وکان النبی (صلّی الله علیه و آله وسلّم )عرض دعوته علیهم وعلی بنی ذهل بن شیبان فی موسم الحج بمکة ، وتلا علیهم من القرآن ، فأعجبتهم دعوته وطلب منهم أن یحموه من قریش والعرب لیبلغ رسالة ربه ، فاعتذروا له بأنهم مجاورون لکسری ولا یستطیعون ذلک .

وکان سبب معرکتهم مع الفرس فی ذی قار أن کسری خیرهم بین أن یسلموه أمانة النعمان بن المنذر وکانت ألف درع ، وبین الجلاء أو القتال ، فقرروا القتال وأن لایخونوا الأمانة .

وقال شیخهم: إجعلوا شعارکم إسم الرجل القرشی الذی دعاکم فی مکة ، فجعلوا شعارهم: یا محمد ، یا محمد . وکانت معرکتهم فی ذی قار قرب مدینة الناصریة ، فنصرهم الله باسم النبی (صلّی الله علیه و آله وسلّم )، وکان ذلک بعد معرکة بدر بأربعة أشهر ، وأرسلوا خمس الغنائم الی النبی (صلّی الله علیه و آله وسلّم )، فقبلها وشکرهم .

ص: 16

أنصتم فاسمعوا ، فإذا سمعتم فعوا ، فإذا وعیتم فاحفظوا ، فإذا حفظتم فاصدقوا !

ألا إنه من عاش مات ، ومن مات فات ، ومن فات فلیس بآت ، إن فی السماء خبراً ، وفی الأرض عبراً ، سقف مرفوع ، ومهاد موضوع ، ونجوم تمور ، ولیل یدور ، وبحار ماء لا تغور .

یحلف قس ما هذا بلعب ، وإن من وراء هذا لعجباً ، مالی أری الناس یذهبون فلا یرجعون ، أرضوا بالمقام فأقاموا ، أم ترکوا فناموا ! یحلف قس یمیناً غیر کاذبة إن لله دیناً هو خیر من الدین الذی أنتم علیه .

ثم قال رسول الله (صلّی الله علیه و آله وسلّم ): رحم الله قساً یحشر یوم القیامة أمة وحده ، قال: هل فیکم أحد یحسن من شعره شیئاً ؟ فقال بعضهم: سمعته یقول:

فی الأولین الذاهبین

من القرون لنا بصائر

لما رأیت موارداً

للموت لیس لها مصادر

ورأیت قومی نحوها

تمضی الأکابر والأصاغر

لا یرجع الماضی إلیَّ

ولا من الباقین غابر

أیقنت أنی لا محالة

حیث صار القوم صائر.

(کمال الدین وتمام النعمة الشیخ الصدوق/ 167)

ص: 18

ویظهر أن وفد بکر بن وائل جاء بعد أن کتب لهم النبی (صلّی الله علیه و آله وسلّم ) رسالة دعاهم فیها الی الإسلام .

قال ابن الأثیر فی أسد الغابة فی ترجمة مرثد بن ظبیان السدوسی: وفد علی رسول الله (صلّی الله علیه و آله وسلّم )وشهد معه حنیناً، وکتب معه (صلّی الله علیه و آله وسلّم )کتاباً الی بعض بطون بکر بن وائل، ونص الکتاب: من محمد رسول الله الی بکر بن وائل: أسلموا تسلموا ». (أسد الغابة: 4/344).

واستظهر المیانجی فی مکاتیب الرسول:2 /345: أن رسول الله (صلّی الله علیه و آله وسلّم ) بعث لهم بکتابین أحدهما الی ملکهم هوذة بن علی(1)، والی ثمامة بن آثال(2)، ثم بعث هذا الکتاب کالمنشور العام مع وفدهم الذی جاء إلیه قال: أن الکتاب بعثه النبی

(صلّی الله علیه و آله وسلّم )إلی بطون بکر بن وائل القاطنین بالیمامة، بنی ضبیعة، وبنی سدوس، وبنی شیبان، وبنی یشکر، وبنی عکابة، وبنی حنیفة رهط هوذة بن علی وثمامة بن أثال ملکی الیمامة ، وبنی عجل ، وکانت دیارهم من الیمامة إلی

ص: 19

البحرین، فکأن رسول الله (صلّی الله علیه و آله وسلّم )کتب إلی ملکهم هوذة وإلی ثمامة وکتب مع وفدهم کتاباً إلی جمیع بطون بکر بن وائل.

بن ثعلبة بن سیار فقال له: إنما أردت نجاتنا ، فلم تزد علی أن ألقیتنا فی الهلکة ! فرد الناس وقَطَّعَ وُضْنَ الهوادج لئلا تستطیع بکر أن تسوق نساءهم إن هربوا ، فسُمِّیَ مُقَطِّعُ الوُضْن وهی حزم الرحال ، ویقال مُقَطِّعُ البُطْن والبطن حُزَم الأقتاب .

وضرب حنظلة علی نفسه قبة ببطحاء ذی قار ، وآلی أن لا یفر حتی تفر القبة ، فمضی من مضی من الناس ورجع أکثرهم . واستقوا ماء لنصف شهر ، فأتتهم العجم فقاتلتهم بالحنو فجزعت العجم من العطش فهربت ، ولم تقم لمحاصرتهم فهربت إلی الجبابات ، فنبعتهم بکر وعجل أوائل بکر ، فتقدمت عجل وأبلت یومئذ بلاءً حسناً واضطمت علیهم جنود العجم ، فقال الناس: هلکت عجل ، ثم حملت بکر فوجدوا عجلاً ثابتة تقاتل ، وامرأة منهم تقول:

إن یظفروا یحرزوا فینا الغَرِل

إیها فداء لکم بنی عجل

(والغرل: العیش الرغد ) وتقول أیضاً تحضض الناس :

إن تهزموا نعانق

ونفرش النمارق

أو تهربوا نفارق

فراق غیر وامق

فقاتلوهم بالجبابات یوماً ، ثم عطش الأعاجم فمالوا إلی بطحاء ذی قار، فأرسلت إیاد إلی بکر سراً وکانوا أعواناً علی بکر مع إیاس بن

ص: 21

قبیصة: أیُّ الأمرین أعجب إلیکم: أن نطیر تحت لیلتنا فنذهب ، أو نقیم ونفر حین تُلاقوا القوم؟ قالوا: بل تقیمون ، فإذا التقی القوم انهزمتم بهم ! قال: فصبحتهم بکر بن وائل والظعن واقفة یذمرن الرجال علی القتال . وقال یزید بن حمار السکونی وکان حلیفاً لبنی شیبان: یا بنی شیبان أطیعونی وأکمنونی لهم کمیناً ، ففعلوا وجعلوا یزید بن حمار رأسهم ، فکمنوا فی مکان من ذی قار یسمی إلی الیوم الجب ، فاجتلدوا وعلی میمنة أیاس بن قبیصة الهامرز ، وعلی میسرته الجلا بزین ، وعلی میمنة هانئ بن قبیصة رئیس بکر یزید بن مسهر الشیبانی ، وعلی میسرته حنظلة بن ثعلبة بن سیار العجلی ، وجعل الناس یتحاضون ویرجزون فقال حنظلة بن ثعلبة:

قد شاع أشیاعکم فجدوا

ما علتی وأنا مُؤْدٍ جَلْدُ

والقوسُ فیها وتر عَرَدُّ

مثل ذراع البکر أو أشد

جعلت أخبار قومی تبدو

إن المنایا لیس منها بد

هذا عمیر حیه ألد

یقدمه لیس له مرد

حتی یعود کالکمیت الورد

خلوا بنی شیبان واستبدوا

نفسی فداکم وأبی والجد

وقال حنظلة أیضاً:

یا قوم طیبوا بالقتال نفسا

أجدر یوم أن تفلوا الفرسا

ص: 22

ثم صیروا الأمر بعد هانئ إلی حنظلة ، فمال إلی ماریة ابنته ، وهی أم عشرة نفر أحدهم جابر بن أبجر ، فقطع وضینها ، فوقعت إلی الأرض ، وقطع وُضُن النساء فوقعن إلی الأرض ، ونادت ابنة القرین الشیبانیة حین وقعت النساء إلی الأرض:

ویهاً بنی شیبان صفاً بعد صف

إن تهزموا یصبغوا فینا القلف

فقطع سبع مائة من بنی شیبان أیدی أقبیتهم من قبل مناکبهم ، لأن تخف أیدیهم بضرب السیوف ، فجالدوهم...

ونادی حنظلة بن ثعلبة بن سیار: یا قوم لاتقفوا لهم فیستغرقکم النشاب ، فحملت میسرة بکر وعلیها حنظلة علی میمنة الجیش وقد قتل برد منهم رئیسهم الهامرز . وحملت میمنة بکر وعلیها یزید بن مسهر علی میسرة الجیش وعلیهم جلا بزین ، وخرج الکمین من جب ذی قار من ورائهم ، وعلیهم یزید بن حمار ، فشدوا علی قلب الجیش وفیهم إیاس بن قبیصة ، وولت أیاد منهزمة کما وعدتهم ، وانهزمت الفرس . قال سلیط: فحدثنا أسراؤنا الذین کانوا فیهم یومئذ قالوا فلما التقی الناس ولت بکر منهزمة...فأقبلت کتیبة عجل کأنهم طن قصب لایفوت بعضهم بعضاً ، لا یمنعون هرباً ولا یخالطون القوم ثم تذامروا ، فزحفوا فرموهم بجباههم فلم تکن إلا إیاها ، فأمالوا بأیدیهم فولوا ،

ص: 23

فقتلوا الفرس ومن معهم ما بین بطحاء ذی قار حتی بلغوا الراحضة ! قال فراس: فخبرت أنهم أتبعوا فارس یسعون ، لم ینظروا إلی سلب ولا إلی شئ حتی تعارفوا بأدم ، موضع قریب من ذی قار ، فوجد ثلاثون فارساً من بنی عجل ومن سائر بکر ستون فارساً ، وقتلوا جلا بزین قتله حنظلة بن ثعلبة ».

راجع بقیة خبر ذی قار فی الجزء الخاص ببنی شیبان .

قال الیعقوبی فی تاریخه:1/225: «لما قتل کسری أبرویز النعمان بن المنذر بعث إلی هانئ بن مسعود الشیبانی أن ابعث إلیَّ ما کان عبدی النعمان استودعک من أهله وماله وسلاحه . وکان النعمان أودعه ابنته وأربعة آلاف درع ، فأبی هانئ وقومه أن یفعلوا ، فوجه کسری بالجیوش من العرب والعجم فالتقوا بذی قار ، فأتاهم حنظلة بن ثعلبة العجلی فقلدوه أمرهم فقالوا لهانئ: ذمتک ذمتنا ، ولا نخفر ذمتنا فحاربوا الفرس ، فهزموهم ومن معهم من العرب . وکان مع الفرس إیاس بن قبیصة الطائی وغیره من إخوة معد وقحطان ، فأتی عمرو بن عدی بن زید کسری وأخبره

الخبر ، فخلع کتفه فمات ، فکان أول یوم انتصفت فیه العرب من العجم ».

ص: 24

وفی الإصابة لابن حجر:2/117: « حنظلة بن سیار.. کان رئیساً فی الجاهلیة وهو صاحب قبة حنظلة ، ضربها یوم ذی قار فتقطعت علیها بکر بن وائل ، فقاتلوا الفرس حتی هزموهم فبلغ ذلک النبی(صلّی الله علیه و آله وسلّم ) فسرَّه وقال: هذا أول یوم انتصفت فیه العرب من العجم، وبی نصروا قال:وبعث حنظلة یومئذ بخمس الغنائم إلی النبی(صلّی الله علیه و آله وسلّم )وبشره بالفتح ، وکانت العرب قبل ذلک تُرَبِّع (أی ترسل ربع الغنیمة للملک)، فلما بلغ حنظلة قول الله تعالی: واعلموا أنما غنمتم من شئ فأن لله خمسه وللرسول..الآیة ، سره ذلک. وفی ذلک یقول:

ونحن بعثنا الوفد بالخیل ترتمی

بهم قلصٌ نحو النبی محمد

بما لقی الهرموز والقوم إذ غزوا

وما لقی النعمان عند التورد».

ووفد حنظلة الی النبی (صلّی الله علیه و آله وسلّم )بعد معرکة ذی قار ، فهو صحابی . ویبدو أنه توفی بعد ذلک أو استشهد ، ولم أجد سنة وفاته .

ص: 25

المعرکة الی جانب المشرکین ، وأصیب بجراحة ثم هرب ماشیاً (الطبقات:2/13)

ثم بعث النبی (صلّی الله علیه و آله وسلّم )سریة علیها زید بن حارثة إلی منطقة القردة فی هلال جمادی الآخرة علی رأس ثمانیة وعشرین شهراً من مهاجره، وهی أول سریة خرج فیها زید أمیراً ، والقردة من أرض نجد بین الربذة والغمرة ناحیة ذات عرق ، بعثه النبی (صلّی الله علیه و آله وسلّم ) یعترض عیراً لقریش فیها صفوان بن أمیة وحویطب بن عبد العزی ، وعبد الله بن أبی ربیعة، ومعه مال کثیر نُقْرٌ وآنیة فضة وزن ثلاثین ألف درهم ، وکان دلیلهم فرات بن حیان العجلی، فخرج بهم علی ذات عرق طریق العراق ، فبلغ رسول الله (صلّی الله علیه و آله وسلّم ) أمرهم ، فوجه زید بن حارثة فی مائة راکب فاعترضوها، فأصابوا العیر وأفلت أعیان القوم ، وقدموا بالعیر علی النبی (صلّی الله علیه و آله وسلّم ) فخمسها ، فبلغ الخمس فیه عشرین ألف درهم ، وقسم ما بقی علی أهل السریة ، وأسر فرات بن حیان فأتی به النبی (صلّی الله علیه و آله وسلّم )فقیل له إن تسلم تترک ، فأسلم فترکه رسول الله (صلّی الله علیه و آله وسلّم ) (المصدر السابق:2/36)

2 - بشیر بن زید الضبعی، عدَّه الشیخ الطوسی ممن روی عن النبی (صلّی الله علیه و آله وسلّم ) (رجال الطوسی:28) ، أدرک الجاهلیة وله صحبة ، روی عنه الأشهب الضبعی ، وهو راوی قول النبی (صلّی الله علیه و آله وسلّم )عن یوم ذی قار: الیوم أول یوم انتصف فیه العرب علی العجم(الوافی :10/ 105)

ص: 28

3- خولی بن أبی خولی العجلی ، وإسم أبی خولی عمرو بن زهیر بن جعف ، قال الطبری: شهد خولی بن أبی خولی بدراً والمشاهد کلها مع رسول الله (صلّی الله علیه و آله وسلّم )ومات فی خلافة عمر (الاستیعاب:2/453) وذکروا أن أخاه مالکاً شهد بدراً معه (المصدر السابق:3/1350).

4- عتیبة بن النهاس (عبدل) بن حنظلة بن یام بن الحارث بن سیار بن حیی بن حاطبة (المصدر السابق:4/436) ، وهو أبو الحکم بن عتیبة المار ذکره، من کبار العجلیین، أدرک النبی (صلّی الله علیه و آله وسلّم )، استعمله خالد بن الولید فی الیمامة علی اللهازم فی الحرب علی المرتدین، وکان من الکماة الشجعان، واستعان به العلاء الحضرمی أیضاً فی قتال المرتدین(الإصابة: 5/ 94)کما استعان به خالد بن الولید مرة أخری فی معرکة اُلَّیس قرب السماوة مع بعض جنود کسری وبعض نصاری بکر بن وائل (الطبری:2/560 ) وشهد فتح الری مع نعیم بن مقرن ، وبعث نعیم معه الأخماس الی عمر بن الخطاب (المصدر السابق:3/231) ، کما شهد مع نعیم فتح قومس. ثم جعله عثمان والیاً علی حلوان فی السنة الحادیة عشرة من ولایته (الفتنة ووقعة الجمل/ سیف بن عمر: 44)

ولم أجد له ذکراً فی التاریخ بعد ذلک، إلا ما جاء فی کتاب الفتوح لابن الأعثم فی شهادة کمیل بن زیاد (رحمه الله)قال: «واُدخل

ص: 29

کمیل علی الحجاج ، والحجاج فی وقته ذلک مشغول برجل قُدِّم إلیه یقال له عتیبة بن النهاس العجلی ، فقال له الحجاج: أنت عتیبة بن النهاس؟ فقال: نعم أصلح الله الأمیر أنا عتیبة بن النهاس، فقال له الحجاج: بایعت عدونا عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث؟ قال: نعم أیها الأمیر بایعته خوفاً علی نفسی وأهلی وولدی ولم أقاتل معه أحداً، فلیسعنی عفوک واصطنعنی. فقال الحجاج: یا عبد النخع أمقعد فی الجماعة، وصحیح فی الفتنة! فعلت بعثمان بن عفان ما فعلت، ثم عفا عنک یزید، وابنه معاویة بن یزید، ومروان بن الحکم، وأمیر المؤمنین عبد الملک بن مروان، ثم قدمت العراق فعفوت عنک وبررتک ورفعت قدرک، فلما نظرت إلی مطر بن ناجیة، وهو أعرابی من أعراب بنی تمیم، یشتمنی علی المنبر ویشتم عبد الملک بن مروان نهضت معه فی ذلک وصوبت رأیه ».( الفتوح/ أبن أعثم: 7/ 94)

ویدل علی أن عتیبة کان من الناقمین علی سیاسة عثمان ، وأنه خرج مع عبد الرحمن بن الأشعث الذی ثار فی الکوفة ضد لطغیان الأموی ، ثم تعذر للحجاج لنجاة نفسه. ولم یذکر أن الحجاج قتله أو أبقاه خوفاً من بنی عجل، فقد کان زعیماً یقصده الشعراء، ففی خزانة الأدب: «دخل الحطیئة علی عتیبة بن النهاس

ص: 30

العجلی فسأله فقال: ما أنا فی عمل فأعطیک من غدده، وما فی مالی فضل عن قومی . فلما خرج قال له رجل من قومه: أتعرفه قال: لا. قال: هذا الحطیئة فأمر بردِّه فلما رجع قال: إنک لم تسلم تسلیم الإسلام ولا استأنست استئناس الجار، ولارحبت ترحیب ابن العم. قال: هو ذلک . قال: أجلس ، فلکَ:

ومن یجعل المعروف من دون عرضه

یَفِرْهُ ومن لایتقِ الشتمَ یُشتم؟

قال: نعم ، أنا. فقال عتیبة لغلامه: إذهب به إلی السوق فلا یشیرن إلی شئ إلا اشتریته له. فانطلق به الغلام فجعل یعرض علیه الحبرة والیمنة وبیاض مصر، وهو یشیر إلی الکرابیس والأکسیة الغلاظ ، فاشتری له بمائتی درهم ، وأوقر راحلته براً وتمراً. فقال له الغلام: هل من حاجة غیر هذا؟ قال: لا، حسبی . قال: إنه قد أمرنی أن لا أجعل لک علة فیما ترید. قال: لا حاجة بی أن یکون لهذا یدٌ علی قومی أکثر من هذه ! ثم ذهب فقال:

سئلت فلم تبخل ولم تعط طائلاً

فسیان لا ذم علیک ولا حمد

وأنت امرؤ لا الجود منک سجیة

فتعطی وقد یعدی علی النائل الوجد

(خزانة الأدب: البغدادی: 2/ 362 – 363)

5- فرقد العجلی الربعی، ویقال التمیمی العنبری یذکر فی الصحابة، ذهبت به أمه أمامة إلی رسول الله (صلّی الله علیه و آله وسلّم )وکانت له ذوائب فمسح بیده علیه وبارکه ودعا له (الاستیعاب:3/1259).

ص: 31

6- النسیر بن (دیسم بن) ثور بن عریجه بن محلم بن هلال بن ربیعة، من بنی عجل بن لجیم . أدرک النبی (صلّی الله علیه و آله وسلّم )وشهد القادسیة .

وکان من قادة النعمان بن مقرن فی معرکة نهاوند ، فعهد إلیه بحصار قلعة ومعه بنو عجل قومه وحنیفة ، وفتحها بعد فتح نهاوند سنة إحدی وعشرین فعرفت باسمه: قلعة النسیر ، مات سنة خمس وثلاثین (الأعلام:8/19) وولاه عثمان همدان سنة ثلاث عشرین. ( الفتنة ووقعة الجمل/ سیف بن عمر/ 44، والإصابة:6/390).

7- المثنی بن لاحق العجلی ، له إدراک . قال الطبری: کان أشد الناس علی النصاری من بنی بکر بن وائل حین توجه خالد بن الولید إلیهم سنة اثنتی عشرة ، فکان هو وفرات بن حیان، ومذعور بن عدی، وسعید بن مرة مع خالد بن الولید فی تلک الحرب.(الإصابة: 6/ 216)

8- مذعور بن عدی العجلی ، شهد الیرموک وفتوح العراق، وذکره سیف بن عمر، وکان المثنی ومذعور قد وفداً علی النبی وصحباه ، وکان حرملة وسلمی من المهاجرین فقدموا علی أبی بکر . وکان مذعور بن عدی العجلی علی کردوس بالیرموک ، ولما قدم المثنی بن حارثة ومذعور علی أبی بکر فاستأذناه فی غزو أهل فارس وقتالهم ، وأن یتأمرا علی من لحق بهما من قومهما ، فأذن لهما

ص: 32

وکان مذعور فی أربعة آلاف من بکر بن وائل وضبیعة وعنزة ، ففتح خفان والنمارق ، قال مذعور:

غلبنا علی خفان بیدٍ مشیحة الی النخلات السحق فوق النمارق وإنا لنرجو أن تجول خیولنا بشاطی الفرات بالسیوف البوارق (الإصابة: 6/51)

2- الهزهاز بن عمرو العجلی: أحد القادة فی القادسیة، کان علی إحدی المجنبات فی الجیش الإسلامی فی أحد أیام القادسیة .

(تاریخ الطبری:3/52)

3- سلامة العجلی: یروی عن سلمان الفارسی.(ثقات ابن حبان:4/ 343)

4- سوید بن عبید العجلی: صاحب القصب ، یروی عن أبی موسی الأشعری (ثقات ابن حبان:4/325).

5- عامر بن ذؤیب: روی عن ابن عباس . (ثقات ابن حبان:5/192)

6- عبد الله بن عمرو أبو مرایة العجلی ، یروی عن سلمان وعمران بن حصین، بصری ، روی عنه قتادة . (ثقات ابن حبان :5/31).

7- عبدالله بن أسید بن عبد الرحمن العجلی ، کان علی صدقات بکر بن وائل.(إکمال الکمال:1/ 66)

8- عکرمة بن عمار العجلی البصری ، من رجال مسلم والأربعة مات سنة 159، وثقه ابن المدینی وابن عدی وأبو حاتم وغیرهم..، ومن حدیثه ما رواه ابن ماجة، والحاکم، والخطیب عن أنس بن مالک قال:سمعت رسول الله (صلّی الله علیه و آله وسلّم )یقول: «نحن ولد عبد المطلب سادة أهل الجنة أنا وحمزة وعلی وجعفر والحسن والحسین والمهدی». (معجم الرجال والحدیث للأنصاری:1/152).

ص: 34

صدورنا، ونفذت فی جهاد عدوک بصیرتنا، فأنت الوالی المطاع، ونحن الرعیة الأتباع، أنت أعلمنا بربنا وأقربنا بنبینا، وخیرنا فی دیننا، وأعظمنا حقاً فینا، فسدد رأیک نتبعک ، واستخر الله تعالی فی أمرک ، وأعزم علیه برأیک ، فأنت الوالی المطاع. قال: فسُرَّ علی (علیه السّلام) بقوله وأثنی علیه خیراً (الإمامة والسیاسة:1/107). وکان أحد الشهود علی وثیقة التحکیم بین أمیر المؤمنین (علیه السّلام) ومعاویة الی جانب عدد من وجهاءالمسلمین، کعبدالله بن عباس، وسعید بن قیس وغیرهم.(شرح الأخبار: القاضی النعمان: 2/ 137)

2- أبو الأشعث العجلی یحیی بن مطرف ، شهد مع أمیر المؤمنین (علیه السّلام) صفین، روی نصر بن مزاحم عنه ، قال: لما نصبت الرایات اعترض علی (علیه السّلام) الرایات ثم انتهی إلی رایات ربیعة فقال: لمن هذه الرایات؟ فقلت: رایات ربیعة . قال: بل هی رایات الله.(وقعة صفین/ 288)

3- أبو السفاح العجلی من أصحاب أمیر المؤمنین (علیه السّلام) (رجال الخاقانی:116). ومروان أبو عثمان العجلی، یروی عن أمیر المؤمنین (علیه السّلام). (الثقات/ ابن حبان/ 5/ 425)

ص: 36

4- عبد الحمید بن عمران ، روی عنه المفید خطبة أمیر المؤمنین (علیه السّلام)فی أهل الکوفة حینما وافوه بذی قار (الإرشاد: الشیخ المفید:1/249 ) ، وفی کتاب الجمل والنصرة کیفیة مقتل طلحة بن عبیدالله (الجمل: الشیخ المفید:204).

5- عبد الواحد بن حسان ، شهد صفین مع أمیر المؤمنین (علیه السّلام) روی عنه نصر بن مزاحم فی کتاب وقعة صفین دعاء الإمام یوم الوقعة: «اللهم إلیک رفعت الأبصار، وبسطت الأیدی، ونقلت الأقدام، ودعت الألسن، وأفضت القلوب، وتحوکم إلیک فی الأعمال، فاحکم بیننا وبینهم بالحق وأنت خیر الفاتحین . اللهم إنا نشکو إلیک غیبة نبینا، وقلة عددنا، وکثرة عدونا، وتشتت أهوائنا، وشدة الزمان، وظهور الفتن، فأعنا علی ذلک بفتح منک تعجله، ونصر تعز به سلطان الحق وتظهره » (شرح نهج البلاغة/ 5/ 177)

ص: 37

وقال داود بن سرحان: سمعت أبا عبد الله (علیه السّلام)یقول: إنی لأحدث الرجل بحدیث وأنهاه عن الجدال والمراء فی دین الله تعالی ، وأنهاه عن القیاس فیخرج من عندی فیتأول حدیثی علی غیر تأویله ، إنی أمرت قوماً أن یتکلموا ونهیت قوماً فکل یتأول لنفسه یرید المعصیة لله تعالی ولرسوله (صلّی الله علیه و آله وسلّم ) ، ولو سمعوا وأطاعوا لأودعتهم ما أودع أبی أصحابه ، إن أصحاب أبی کانوا زیناً أحیاء وأمواتاً: أعنی زرارة ، ومحمد بن مسلم ، ومنهم: لیث المرادی ، وبرید العجلی ، هؤلاء القوامون بالقسط ، هؤلاء القوامون بالصدق ، هؤلاء السابقون. أولئک المقربون (الکشی:1/399)

وقال النجاشی/112: «وجه من وجوه أصحابنا، وفقیه أیضاً، له محل عند الأئمة (علیهم السّلام)، قال أحمد بن الحسین: إنه رأی له کتاباً یرویه عنه علی بن عقبة بن خالد الأسدی . مات برید بن معاویة سنة مائة وخمسین . وعدُّوه من أصحاب الإجماع الذین أجمع علماء المذهب علی قبول جمیع ما یصح عنهم .

وقال ابن داود/209: « أجمعت الصحابة علی ثمانیة عشر رجلاً ، فلم یختلفوا فی تعظیمهم، غیر أنهم یتفاوتون ثلاثة درج .

الدرجة العلیا لستة منهم من أصحاب أبی جعفر (علیه السّلام)أجمعوا علی تصدیقهم وإنفاذ قولهم والإنقیاد لهم فی الفقه ، وهم: زرارة

ص: 39

بن أعین ، ومعروف بن خربوذ ، وبرید بن معاویة ، وأبو بصیر لیث بن البختری، والفضیل بن یسار ، ومحمد بن مسلم الطائفی.

والدرجة الوسطی..من أصحاب أبی عبد الله (علیه السّلام): یونس بن عبد الرحمن، وصفوان بن یحیی بیاع السابری، ومحمد بن أبی عمیر، وعبد الله بن المغیرة ، والحسن بن محبوب ، وأحمد بن محمد بن أبی نصر . والدرجة الثالثة.. جمیل بن دراج ، وعبد الله بن مسکان ، وعبد الله بن بکیر ، وحماد بن عیسی ، وحماد بن عثمان ، وأبان بن عثمان. وأفقههم جمیل بن دراج ».

حدیثه ولیس بالقوی». وسبب طعنه فیه أن ابن جمیع (رحمه الله)یروی مثالب بعض أئمتهم !

ومنهم ربعی بن أحمر . وزیاد بن أحمر . وزفر بن النعمان ، أبو الأزهر الکوفی . وسالم بن أبی حفصة العجلی . وسعید بن نوح بن مجالد ، من بنی ضبیعة بن عجل ، کان صدوقاً من خیار عباد الله، وروی عن أنس بن مالک قال: «کنت خادم رسول الله (صلّی الله علیه و آله وسلّم ) فسمعته یقول: لیدخلن علیَّ الیوم البیت رجل هو خیر الأوصیاء وسید الشهداء ، وأقرب الناس یوم القیامة إلیَّ مجلساً. قال أنس بن مالک: فقلت اللهم اجعله رجلاً من الأنصار، فدخل علیٌّ فی ذلک الیوم . فقال رسول الله (صلّی الله علیه و آله وسلّم ): ومالی لا أقول هذا فیک ، وأنت تبرئ ذمتی وتحفظ وصیتی (شرح الأخبار:2/407 ) .

وسلم بن عبدالرحمن العجلی من أصحاب الإمام الصادق (علیه السّلام). وسلیمان بن هارون العجلی . وسلیمان بن وهب . وشبابة بن المعتمر. والولید بن العلاء الوصافی ، وله کتاب . وعبیدالله بن الولید الوصافی ، وهو مالک بن عامر ، من أصحاب الإمامین الباقر والصادق (علیهما السّلام). وله کتاب یرویه عنه جماعة.

ص: 41

وعمرو بن حنظلة من أصحاب الباقر والصادق

(علیهما السّلام).وعلی بن حنظلة ، من أصحاب الإمام الصادق (علیه السّلام) وشهد له (علیه السّلام) بالورع (معجم رجال الحدیث:12/430 ) وعمر بن خطیم .

وعنبسة بن مصعب العجلی، من أصحاب الإمام الباقر والصادق والکاظم (علیهم السّلام)وهو ممن أکثر الروایة عنهم (علیهم السّلام). روی عنه الکلینی فی الکافی والصدوق فی الخصال والفقیه والعلل وثواب الأعمال .

والفضل بن عطاء. والقاسم بن برید . له کتاب یرویه فضالة بن أیوب . وعده الشیخ من أصحاب الکاظم (علیه السّلام).

ومحمد بن أحمد العجلی الکوفی ، من أصحاب الصادق (علیه السّلام). ومحمد بن عبیدة ، من أصحاب الباقر والصادق (علیهما السّلام).ومحمد بن عمران ، ومحمد بن عمر بن سوید .

ومحمد بن هیثم العجلی ، ومصبح بن الهلقام بن علوان العجلی . له کتب: منها: کتاب السنن وکتاب الجمل. ومعاویة بن العلاء العجلی . ومعمر بن یحیی بن سالم العجلی ، من أصحاب الباقر والصادق (علیهما السّلام)، له کتاب. وکذا موسی ، أبو الحسن العجلی .

ص: 42

ومحمد بن سعید، ومحمد بن الحسن بن العلا بن حارثة ، من أصحاب الصادق (علیه السّلام)، والکاظم (علیه السّلام).

والنجم بن حطیم العجلی الکوفی ، من أصحاب الباقر والصادق والکاظم (علیهم السّلام). والنعمان بن عمارالعجلی، روی عن الصادق

(علیه السّلام). وکذا هارون بن سلیمان . ویاسین العجلی ، ذکره یحیی بن معین فی تاریخه:1/76 ، ونفی عنه البأس . وروی عنه ابن طاووس فی الملاحم/319 ، عن أبی نعیم قال: عن علی (علیه السّلام): المهدی منا أهل البیت یصلحه الله فی لیلة .

وأبو إبراهیم العجلی ، من أصحاب الإمام الصادق (علیه السّلام) .

وأبو خلف العجلی، من أصحاب الإمام الحسن العسکری

(علیه السّلام).

وأبو النعمان العجلی، من أصحاب الإمام الباقر (علیه السّلام).وأبو عوف العجلی ، من أصحاب الإمام الصادق (علیه السّلام). وأبو عمران العجلی، وهو موسی بن سلیمان بن مسلم(الجرح والتعدیل:8/145).

ص: 43

نسبح الله تعالی ونحمده ونقدسه ونمجده. قلت: علی أی مثال ؟ قال أشباح نور حتی إذا أراد الله عز وجل أن یخلق صورنا صیرنا عمود نور، ثم قذفنا فی صلب آدم، ثم أخرجنا إلی أصلاب الآباء وأرحام الأمهات، ولا یصیبنا نجس الشرک ولا سفاح الکفر، یسعد بنا قوم ویشقی بنا آخرون ، فلما صیرنا إلی صلب عبد المطلب أخرج ذلک النور فشقه نصفین فجعل نصفه فی عبدالله ونصفه فی أبی طالب ، ثم أخرج النصف الذی لی إلی آمنة، والنصف إلی فاطمة بنت أسد فأخرجتنی آمنة ، وأخرجت فاطمة علیاً ، ثم أعاد عز وجل العمود إلیَّ فخرجت منی فاطمة ، ثم أعاد عز وجل العمود إلی علی فخرج منه الحسن والحسین ، یعنی من النصفین جمیعاً ، فما کان من نور علی فصار فی ولد الحسن، وما کان من نوری صار فی ولد الحسین ، فهو ینتقل فی الأئمة من ولده إلی یوم القیامة ».(علل الشرائع:1/ 209 ، ونوادر المعجزات/80).

عنه ابن مزاحم، عن ابن عباس فی قوله تعالی: وقفوهم إنهم مسؤولون. قال: عن ولایة علی بن أبی طالب (علیه السّلام) (تفسیر فرات الکوفی/355، وشواهد التنزیل/ 2/ 163).

وقد اشترک القاسم بن عبدالغفار العجلی فی حرکة عبدالله بن معاویة بن عبدالله بن جعفر الطالبی سنة127، لما ثار فی الکوفة علی یزید بن الولید بن عبدالملک بن مروان ، وکان عمدة الثائرین معه من ربیعة وتولی ذلک هلال بن أبی الورد مولی بنی عجل، واحتلوا قصر الإمارة ، وأجلسوا فیه عبد الله بن معاویة ، وهرب أخو الوالی عاصم بن عمر فلحق بأخیه عبد الله ، وبایع الناس عبدالله بن معاویة بن جعفر ، وفیهم عمر بن الغضبان ، ومنصور بن جمهور ، وإسماعیل بن عبد الله القسری.

وأتته البیعة من المدائن وفم النیل، واجتمع إلیه الناس فخرج یرید عبد الله بن عمر بالحیرة، وبرز له عبد الله بن عمر فیمن کان معه من أهل الشام ، فخرج رجل من أهل الشام یطلب المبارزة، فبرز له القاسم بن عبد الغفار العجلی فقال له الشامی: لقد دعوت حین دعوت وما أظن أن یخرج إلیَّ رجل من بکر بن وائل، والله ما أرید قتالک ، ولکن

أحببت أن ألقی إلیک ما انتهی إلینا ، أخبرک أنه لیس معکم رجل من أهل الیمن لا منصور بن جمهور ولا إسماعیل بن عبدالله القسری ولا غیرهما ، إلا قد کاتب عبد

ص: 46

الله بن عمر ، وجاءته کتب مضر، وما أری لکم أیها الحی من ربیعة کتاباً ولا رسولاً، ولیسوا مواقعیکم یومکم حتی تصبحوا فیواقعوکم ، فإن استطعتم أن لا تکون بکم الحزة فافعلوا، فإنی رجل من قیس وسنکون غداً بإزائکم ، فان أردتم الکتابة إلی صاحبنا أبلغته، وان أردتم الوفاء لمن خرجتم معه ، فقد أبلغتکم حال الناس .

فأخبر القاسم عبد الله بن معاویة فقال: إنی لأظن القیسی قد کذب. لکنه صدق وانکسر جیشهم فأخذت ربیعة أماناً لها ولعبد الله بن معاویة وأصحابه بأن یذهبوا حیث شاءوا (الطبری:5/603).

فخرج عبدالله بن معاویة إلی المدائن، ولحق به جمع من أهل الکوفة فغلب بهم علی حلوان والجبال وهمذان وأصبهان والری واستفحل أمره ، وأقام دولة وجبی خراج فارس وکورها، وأقام بإصطخر ، فسیَّر مروان بن محمد جیشاً لقتاله، فانهزم إلی شیراز ومنها إلی هراة ، فقبض علیه عاملها وقتله بأمر أبی مسلم الخراسانی سنة 129.(تاریخ الکوفة/400).

ص: 47

ص: 48

للمعتصم ، وقد دخل وهو أمرد علی الرشید فسلم، فقال: لاسلم الله علیک ، أفسدت الجبل علینا یا غلام . قال: فأنا أصلحه ! أفسدته یا أمیر المؤمنین وأنت علیَّ أفأعجز عن صلاحه وأنت معی!؟ فأعجبه وولاه الجبل .

فلما خرج قال:أری غلاماً یرمی من وراء همة بعیدة...وقیل إنه فرق فی یوم أموالاً عظیمة وأنشد لنفسه:

کفانی من مالی دلاص وسابح

وأبیض من صافی الحدید ومغفر

وله أخبار فی الکرم والفروسیة. وکان موته ببغداد فی سنة خمس وعشرین ومئتین، وفی ذریته أمراء وعلماء».(أعلام النبلاء:10/563).

وکان أبو دلف فی شبابه قائد مجموعة فرسان ضد بنی العباس فکان یغیر علی أصفهان وغیرها ، ثم جاء الی هارون مستأمناً فقبله وصار من قادة جیشه ، ثم عند المأمون (الأعلام:5/197) وولاه أخوه المعتصم علی دمشق کما یأتی . (تاریخ دمشق:49/130).

وقال أحد الشعراء فی شجاعته:

وإذا بدا لک قاسم یوم الوغی

یختال خلت أمامه قندیلا

وإذا تلذذ بالعمود ولینه

خلت العمود بکفه مندیلا

وإذا تناول صخرة لیرضها

عادت کثیباً فی یدیه مهیلا

قالوا وینظم فارسین بطعنة

یوم اللقاء ولا یراه جلیلا

لا تعجبوا لو کان مد قناته

میلاً إذا نظم الفوارس میلا

(تاریخ بغداد: 12/ 414)

وقال فیه أبو تمام الطائی:

إذا العیس لاقت بی أبا دلف فقد

تقطع ما بینی وبین النوائب

هنالک تلقی الجود حیث تقطعت

تمائمه والمجد مرخی الذوائب

تکاد عطایاه یجن جنونها

إذا لم یعوذها بنغمة طالب »

(خزانة الأدب: 1/ 343)

وروی المستطرف:1/355، قصة قتله اثنین بطعنة واحدة ، وله قصص کثیرة ، منها مع فتیانه وأصدقائه ، روی العتابی ومیمون

ص: 51

بن وصیف عن أبیه قال: «زرنا أبا دلف العجلی أربع مائة رجل بین کاتب وشاعر وعامل وسائل ومتوصل ، فأقمنا فی بابه شهراً لا نصل إلیه ، ثم أذن لنا بالدخول علیه ، فدخلنا فإذا بکراسی قد حفت من داخل القصر فإذا بکرسی أکبر منها علی باب ، فما جلسنا إلا قلیلاً إذا بأبی دلف قد خرج إلینا ، فأومأنا بالقیام إلیه ، فأومأ بیده أن لا یقوم أحد ، ثم جلس علی کرسیه وأطرق ملیاً ورفع رأسه وأنشأ یقول:

ألا أیها الزوار لا یَدَ عندکم

أیادیکم عندی أجل وأکبرُ

فإن کنتم أفردتمونی للغنی

فشکری لکم من شکرکم لی أکثر

لأنی للمعروف أهلٌ وموضعٌ

ینال الفتی منی وعرضی موفر

کفانی من مالی دلاصٌ وسابحٌ

وأبیض من صافی الحدید ومغفر

ثم أمر بالأنطاع فبسطت وبالأموال فصبت ، وقال: أیها الزوار إنی أجلُّ أقدارکم وأعظم أخطارکم عن القسمة بینکم ، فیأخذ کل رجل منکم حسب ما أطاق وقدر ما أحب ! قال: فحملنا فی الحجور والأکمام والقلانس والخفاف ، وخرجنا نملأ السماء دعاء والأرض ثناء ». (تاریخ دمشق :49 /137، والمستطرف:1/355، والسمعانی:5/48) .

ومنها ، أنه خرج إلی مکة مع رفقة فاجتمع الأعراب لاغتیالهم فتسرع قوم إلیهم فزجرهم ، وقال: مالکم ولهذا ؟ثم انفصل

ص: 52

بأصحابه فعبأ عسکره میمنة ومیسرة وقلباً ، فلما سمع الأعراب أن أبا دلف حاضر انهزموا من غیر حرب . (المستطرف:1/413).

وله کتب منها: کتاب البزاة والصید ، وکتاب سیاسة الملوک ، وکتاب السلاح، وکتاب الجوارح واللعب بها.(معجم المؤلفین:8/ 109)

فقال لخادمه: خذ بیدی وأجلسنی ، ثم أقبل معتذراً إلیهم ودعا بدواة وقرطاس وقال: لیکتب کل منکم بیده إنه قبض منی ألف دینار، قالوا: فبقینا والله متحیرین ، فلما أن کتبنا الرقاع ووضعناها بین یدیه قال لخادمه: علیَّ بالمال . فوزن لکل واحد منا ألف دینار ثم قال لخادمه: یا بشر إذا أنا متُّ فاعرج هذه الرقاع فی کفنی، فإذا لقیت محمداً (صلّی الله علیه و آله وسلّم )فی القیامة کانت حجة لی أنی قد أغنیت عشرة من ولده !

ثم قال: یا غلام إدفع لکل واحد منهم ألف دینار ینفقها فی طریقه ، حتی لاینفق من الألف دینار شیئاً حتی یصل إلی موضعه! قال: فأخذناها ودعونا له وانصرفنا ، ثم مات (رحمه الله) ».

ویدل قوله التالی علی اتصافه بخوف الله تعالی والحیاء والأدب ، قال:

إذا لم تصن عرضاً ولم تخش خالقاً

وتستح مخلوقاً فما شئت فاصنع

(الإستذکار لابن عبد البر:2/290)

وحرکوا علیه المأمون ثم أخاه المعتصم، فقد صرح المأمون بحسده وقال: «ماحسدت أحداً قط إلا أبا دلف».(شرح النهج:19/ 97).

وفی تاریخ دمشق:49/132: « قال المأمون یوماً وهو مقطب لأبی دلف: أنت الذی یقول فیک الشاعر:

إنما الدنیا أبو دلف

عند مغزاه ومحتضره

فإذا ولی أبو دلف

ولَّتِ الدنیا علی أثره

فقال: یا أمیر المؤمنین شهادة زور، وقول غرور ، وملق معتسف، وطالب عرف، وأصدق منه ابن أخت لی:

دعینی أجوب الأرض التمس الغنا

فلا الکرج الدنیا ولا الناس قاسم

فضحک المأمون وسکن غضبه »!

وفی سیر الذهبی:10/192، أن هذه الأبیات لشاعر یسمی العکوک علی بن جبلة بن مسلم الخراسانی ، قال الجاحظ: کان أحسن خلق الله إنشاداً ، ما رأیت مثله بدویاً ولاحضریاً .

وأشاد بالقصیدة الطویلة ، وذکر منها:

کل من فی الأرض من عرب

بین بادیه إلی حضره

مستعیٌر منک مکرمة ً

یکتسیها یوم مفتخره

ص: 55

وقال: «قال ابن المعتز فی طبقات الشعراء : لما بلغ المأمون خبر هذه القصیدة غضب وقال: أطلبوه فطلبوه ، فلم یقدروا علیه ، لأنه کان مقیماً بالجبل ، ففر إلی الجزیرة ثم إلی الشامات فظفروا به، فحمل مقیداً إلی المأمون فقال : یا ابن اللخناء أنت القائل:

کل من فی الأرض من عرب

جعلتنا نستعیر منه المکارم ؟!

قال: یا أمیر المؤمنین أنتم أهل بیت لا یقاس بکم ، قال: والله ما أبقیت أحداً ، وإنما أستحل دمک بکفرک ، حیث تقول:

أنت الذی تنزل الأیام منزلها

وتنقل الدهر من حال إلی حال

وما مددت مدی طرفٍ إلی أحد

إلا قضیت بأرزاق وآجال

ذاک هو الله ، أخرجوا لسانه من قفاه ، ففعلوا به فمات ! وذلک سنة ثلاث عشرة ومئتین ، ومات کهلاً ».

وروی فی تاریخ دمشق أیضاً: « أن المعتصم بالله کان قد غضب علی أبی دلف ، واعتزم علی قبض ماله ، فاحتال له عبد الله بن طاهر حتی ولی دمشق ، ونحاه عن الجبل (إیران) حتی سکن أمره ».

ثم تابعوا مؤامرتهم علی أبی دلف وأخذوا من المعتصم إجازة بقتله فنجاه الله! (نشوار المحاضرة/1006، والأغانی /1867).

ص: 56

إلی بیت ، فدخلت فإذا هو (علیه السّلام)جالس علی صدر حصیر وبحذاه قبر محفور ، قال فسلمت فرد علیَّ السلام ثم أمرنی بالجلوس فجلست ، ثم قال لی : یا صقر ما أتی بک؟ قلت : یا سیدی جئت أتعرف خبرک . قال ثم نظرت إلی القبر وبکیت ، فنظر إلی وقال: یا صقر لا علیک لن یصلوا إلینا بسوء فقلت: الحمد لله ...

وقال : «سمعت علی بن محمد بن علی الرضا علیهم السلام یقول : إن الإمام بعدی الحسن ابنی ، و بعد الحسن ابنه القائم الذی یملأ الأرض قسطاً وعدلاً ، کما ملئت جوراً وظلماً .

وروی عنه فی /378 ، قال: « سمعت أبا جعفر محمد بن علی الرضا (علیهما السّلام) یقول: إن الإمام بعدی ابنی علی ، أمره أمری ، وقوله قولی ، وطاعته طاعتی، والامام بعده ابنه الحسن ، أمره أمر أبیه ، وقوله قول أبیه ، وطاعته طاعة أبیه ، ثم سکت . فقلت له : یا ابن رسول الله فمن الامام بعد الحسن ؟ فبکی (علیه السّلام)بکاء شدیداً ثم قال: إن من بعد الحسن ابنه القائم بالحق المنتظر . فقلت له : یا ابن رسول الله لم سمی القائم؟ قال: لأنه یقوم بعد موت ذکره وارتداد أکثر القائلین بإمامته. فقلت له: ولم سمی المنتظر ؟ قال ؟ لأن له غیبة یکثر أیامها ویطول أمدها فینتظر خروجه المخلصون

ص: 58

وینکره المرتابون ویستهزئ بذکره الجاحدون ، ویکذب فیها الوقاتون ، ویهلک فیها المستعجلون ، وینجو فیها المسلمون ».

، هو وَاللَّهِ لِزَنْیَةٍ وَحَیْضَة ، وذلک أنی کنت علیلاً فبعثت إلَیَّ أختی جاریةً لها کنت بها معجباً ، فلم أتمالک أن وقعت علیها وکانت حائضاً فعلقت به ، فلما ظهر حَمْلها وَهَبتها لی !

(قال المسعودی) وجمعتُ طرق الحدیث: (لاینتقص علیّاً أحد إلا کان لغیر رشدةٍ) الوارد فیها ، فرواه من نیف وستین طریقاً لیس فیها ثبوت التاء مع سقوط المعدود ، إلا من الطریقین اللذین ذکرهما ، وهو غلط من بعض الرواة ، الذین لا یتقنون لفظ الحدیث .

فبلغ من عداوة دُلف هذا لأبیه ونصبه ومخالفته له لأن الغالب علی أبیه التشیع والمیل إلی علیٍّ

(علیه السّلام) ، أن شنع علیه بعد وفاته ، وهو ما حدث به حمد بن علس القُوهِسْتَانِی قال: حدثنا دُلَفُ بن أبی دلف قال: رأیت فی المَنَام آتیاً أتانی بعد موت أبی ، فقال لی: أجبِ الأمیر ، فقمت معه فأدخلنی داراً وَحْشَة وَعْرَة ، وأصعدنی علی درج منها ثم أدخلنی غرفة فی حیطانها أثر النار ، وفی أرضها أثر الرماد ، وإذا به عُریان واضع رأسه بین رکبتیه ، فقال کالمستفهم: دُلف؟ قلت: دُلف ، فأنشأ یقول:

فلو أنا إذا مُتْنَا تُرِکْنَا

لکان الموت رَاحَة کل حَیِّ

ولکِنَّا إذا متْنَا بُعِثْنا

وَنسْأَل بعده عَنْ کل شی

ص: 60

ثم قال: أفهمت؟قلت: نعم ، وانتبهت». انتهی من مروج الذهب ، وکشف الیقین /482، و آخره تاریخ بغداد:12/418، وتاریخ دمشق: 49/150.

روی القمی فی العقد النضید /130، تکملة روایة دلف ، قال: «فی کتاب مناقب الطالبیین من تصنیف ابن مردویه: أن الأمیر أبا دلف العجلی

(رحمه الله)کان رجلاً فاضلاً معتقداً للحق ، موالیاً لأمیر المؤمنین (علیه السّلام) معادیاً لأعدائه ، وکان یرکب کل یوم ویخرج یمیناً وشمالاً ینتظر خروج المهدی من آل محمد

(علیهم السّلام)، وکان له دابة اشتراها بثلاثة آلاف درهم وکانت مرتبطة ملجمة مسرجة ، وکان یسفک الدماء فی حب آل محمد . وأنه توفی ، فلما أتی علی ذلک ثلاثة أیام ، رأی فی المنام ابنه دلف بن أبی دلف کأن غلاماً له قد أتاه وقال له : أجب الأمیر ، فقال دلف: أتیته وهو فی قصر له یسکنه، وسلمت علیه وقال: رأیت القصر ممتلئة بالرماد ، ورأیت علی الأمیر لباساً أسود ، ورأیته مغموماً منکساً رأسه . قال : فلما سلمت علیه رفع رأسه وقال : دلف ! قلت: لبیک أیها الأمیر ، فقال:

خبِّرِ اهلنا ولا تُخف عنهم

ما لقینا فی البرزخ الخنَّاق

قد سئلنا عن کل شئٍ فعلناه

فابشروا أهلنا بطول الفراق

قال دلف: فانتبهت من النوم ذعراً خائفاً باکیاً وبقیت یومی متفکراً . قال: فلما نمت اللیلة الثانیة ، رأیت فی المنام ذلک الغلام الذی أتانی

ص: 61

البارحة قد أتانی وقال لی: أجب الأمیر . قال : فأتیته وهو فی القصر علی الهیئة الأولی فسلمت علیه ، فرفع رأسه وقال: دلف ! قلت: لبیک یا أمیر ، فقال:

فلو أنا إذا متنا ترکنا

لکان الموت راحة کل حی

ولکنا إذا متنا بعثنا

ویسأل ربنا عن کل شی

قال: فانتبهت أیضاً ترتعش فرائصی مما رأیته ، وبقیت یومی ما تناولت طعاماً ولا شراباً ، فلما کانت اللیلة الثالثة ونمت ، رأیت فی المنام ذلک الغلام قد أتانی وقال: أجب الأمیر ، فأتیته وهو فی القصر ، فلما دخلت علیه رأیت القصر یتلألأ نوراً ، ورأیت الریاحین من ألوان شتی ، ورأیت الأمیر علی سریر من ذهب مرصع بالدر والجواهر ، ورأیت علی الأمیر من الحریر والإستبرق ، ففرحت بذلک وسلمت علیه ، فرفع رأسه وقال: دلف ! قلت: لبیک أیها الأمیر عبدک ، فقال:

زعم الزاعمون أن علیاً

لا ینجی ولیه من هنات

کذبوا والذی یسوق إلیه

البدن من حج راکباً عرفات

قد وربی دخلت جنة عدن

وعفا لی الإله عن سیئاتی

فابشروا أولیاء آل علی

وتوالوا علیاً حتی الممات

فانتبهت فرحاً مسروراً ، وتصدقت علی الفقراء والمؤمنین بمال عظیم وأردت لذلک موالاة أمیر المؤمنین (علیه السّلام)ومعاداة لأعدائه ».

ص: 62

ویفهم من ذلک أنه تاب ، لکن ابنه عبد العزیز ناصبیاً أیضاً حتی مات ، ففی ترجمة محمد بن أحمد بن محمد بن الحسن بن علی بن عمر بن علی بن الحسین ، أن عبد العزیز بن أبی دلف ضرب عنقه صبراً بآبة ، وهی قریة بین قم وساوة ». (مقاتل الطالبیین/170).

وروی ابن حمزة الطوسی فی الثاقب/573 ، أن محمد بن حجر کتب إلی الإمام العسکری (علیه السّلام)یشکو إلیه عبد العزیز بن أبی دلف ویزید بن عبد الله: « فکتب إلیَّ: أما عبد العزیز فقد کفیته ، وأما یزید فلک وله مقام بین یدی الله عز وجل! فمات عبد العزیز بن دلف ، وقتل یزید بن عبد الله محمد بن حجر (رحمه الله) ».

یاعلی، أنت منی وأنا منک ، روحک من روحی وطینتک من طینتی، وشیعتک خلقوا من فضل طینتنا، فمن أحبهم فقد أحبنا، ومن أبغضهم فقد أبغضنا، ومن عاداهم فقد عادانا ، ومن ودهم فقد ودنا .

یا علی ، أنا الشفیع لشیعتک غد إذا قمت المقام المحمود فبشرهم بذلک . یا علی، شیعتک شیعة الله، وأنصارک أنصار الله، وأولیاؤک أولیاء الله ، وحزبک حزب الله .یا علی سَعُد من تولاَّک، وشقی من عاداک، یا علی لک کنز فی الجنة ، وأنت ذو قرنیها ».

بقزوین، محمود الأثر فی الرعیة ، وفی تسکین الدیلم ودفع غائلتهم ، وغدر به حتی وقع فی أسر کوتکین بن ساتکین الترکی فصادره ، وعقد علیه العقود بجمیع دوره وبساتینه وضیاعه بقزوین وأبهر وکانت کثیرة ، وأحضر القاضی والعدول والأشراف لیشهدهم علیها ، فلما قریت علیه قال: اُشهدکم أن کذا وکذا وقف علی أولادی وأولاد أولادی ما تناسلوا ، وکذا وکذا وقف علی مساکین قزوین ، فغضب الترکی وحمله معه وقتله فی بعض نواحی ساوة . (الذریعة:13/178).

روی عن هشام بن عروة ، وإسماعیل بن أبی خالد ، والمنهال بن خلیفة ، وسفیان الثوری ، وجماعة . وقرأ القرآن علی حمزة . روی عنه: ابنه داوود بن یحیی ، وبشر الحافی ، وأبو کریب ، وسفیان بن وکیع، والحسن بن عرفة. (تاریخ الذهبی:12/461).

وروی عنه الشیخ المفید فی الإرشاد، قال: عن یحیی بن الیمان قال: حدثنی سفیان الثوری، عن أبی الجحاف ، عن معاویة بن ثعلبة قال: قیل لأبی ذر: أوص، قال: قد أوصیت، قیل: إلی من؟ قال: إلی أمیر المؤمنین (علیه السّلام)، قیل: عثمان؟ قال: لا، ولکن إلی أمیر المؤمنین حقاً ! أمیر المؤمنین (علیه السّلام) إنه لزر الأرض، وربانی هذه الأمة ، لو قد فقدتموه لأنکرتم الأرض ومن علیها.(الإرشاد:1/ 48)

وروی عنه محمد بن سلیمان الکوفی فی مناقب أمیر المؤمنین (علیه السّلام)، عن إمام لبنی سلیم عن أشیاخ له غزوا أرض الروم، قال: دخل کنیسة فی بلاد الروم فإذا فیها کتاب:

أتطمع أمة قتلوا حسیناً

شفاعة جده یوم الحساب

قال فقیل: مذ کم وجدتم هذا الکتاب فی هذه الکنیسة ؟ فقال: هذا قبل الاسلام بثلاث مائة سنة (مناقب أمیر المؤمنین:2/ 228).

وروی عنه السید ابن طاووس فی الملاحم والفتن ثمانیة أحادیث فی المهدی (عجل الله تعالی فرجه الشریف).

ص: 68

ومنهم: قسورة بن علی بن الحسین ، بن محمد بن احمد بن أبی حجر العجلی، الاجل أبو الحارث فاضل، له نظم رائق. (فهرست منتجب الدین/ 97)

ومحمد بن الحسین بن أعرابی العجلی ، الأجل شهاب الدین فاضل، صالح. (المصدر السابق:126)

ومحمد بن سنان بن حلیس بن حنظلة بن مالک العجلی، صاحب رأی سدید ، وعلم وأناة ، وحسن تدبیر، وکان قد ولی أمر قزوین فغزا الدیلم وأغار وسبی، وعزم علی المعاودة فاخبر إن ملک الدیلم رغب فی الاسلام، فتوقف وکتب بذلک إلی الرشید العباسی فأسلم ملکهم، ولما قصد الرشید خراسان استقبله محمد وسأله النظر لأهل قزوین فرفع خراج السنة، واستدعی ان یدخلها ویشاهد حال أهلها فی مجاهدة الدیلم، فاجابه إلیه، ومات محمد فی أیام المأمون. (المصدر السابق:177)

ومحمد بن هیثم العجلی، ذکره ابن داود فی رجاله/186، ووثقه ، کما وثقه النجاشی عند ترجمة حفیده الحسن بن محمد ، وکان ولده محمد من أساتیذ الشیخ الصدوق (رحمه الله).

ص: 69

والمسافر بن الحسین ، الشیخ الأجل زین الدین المسافر بن الحسین، فاضل، صالح، وهو أخو الشیخ شهاب الدین محمد بن الحسین بن أعرابی. (رجال ابن داود/126).

وحصل طرفاً صالحاً من علم الحدیث ، وقرأ الأدب وبرع فیه ، وله النثر الحسن الجید ، والمصنفات الملاح ، ونفذه المقتدی بأمر الله رسولاً إلی سمرقند ، وبخارا لأخذ البیعة له علی ملکهما طغاخ الخان . (ذیل تاریخ بغداد:4/ 169).

«ولد بعکبرا سنة 429 ، وتوفی قتیلاً بجرجان سنة 487 . من تصانیفه: الإکمال فی رفع الإرتیاب عن المختلف والمؤتلف لأسماء الکنی والأنساب ، المعبرعنه بإکمال الکمال . وکتاب الوزراء ، ومفاخرة السیف والقلم والدینار ». (هدیة العارفین:1/693).

وکانوا خمسة عشر ألفاً بین فارس وراجل ، وجرح الدرهمی مقدم جیش عمرو بن اللیث ، وقتل مائة رجل من حماتهم وأسر ثلاثة آلاف أسیر ، واستأمن منهم ألف رجل ، وغنموا من معسکرهم الدواب والبقر والحمیر ثلاثین ألف رأس (الکامل:7/416) .

وفی سنة 279 استولی رافع بن هرثمة علی الری ، فوجه إلیه المعتضد بأحمد بن عبدالعزیز فاسترجعها منه . (الطبری:8/166) . ومات عبد العزیز سنة280 فتنازع علی الرئاسة إخوته وأولاده ..

وعاش فی الحلة المزیدیة وعمل مؤسسها علی استقطاب العلماء والشعراء والأدباء إلیها،

وأنشأ فیها مکتبة تضم آلاف الکتب (1).

وکان حاکمها فی زمنه أبو المکارم مجیر الدین طاشتکین سنة571 ، وعرف بحسن السیرة .

ویعدُّ الشیخ محمد بن إدریس الحلی من کبار علماء الشیعة ، ویقال إنه باب الإجتهاد کان شبه مقفل بعد الشیخ الطوسی ، فجرأ ابن إدریس العلماء علی الإجتهاد ولو خالف رأی شیخ الطائفة الطوسی (رحمه الله). لکن یظهر أن هذا الرکود کان بسبب الظروف التاریخیة .

قال سدید الدین الحمصی (رحمه الله): إن الشیعة بعد الشیخ الطوسی لم یکن لهم فقیه وصاحب نظر، بل کان کل الفقهاء یعبرون عن آراء الشیخ وینقلون أفکاره فقط .

ص: 76

ومن أشهر الفقهاء الذین جاؤوا بعد الشیخ ، نجله أبو علی الحسن بن محمد بن الحسن الطوسی المتوفی سنة 515، ونظام الدین سلیمان بن حسن الصهرشتی مؤلف کتاب إصباح الشیعة بمصباح الشریعة ، وعلاء الدین علی بن الحسن الحلبی مؤلف کتاب إشارة السبق إلی معرفة الحق، وأبو علی الفضل بن الحسن أمین الإسلام الطبرسی المتوفی سنة 548 ، مؤلف کتاب المنتخب من مسائل الخلاف ، وعماد الدین محمد بن علی حمزه الطوسی المتوفی سنة566 ، مؤلف کتاب الوسیلة إلی نیل الفضیلة ، وقطب الدین سعید بن هبة الله الراوندی المتوفی سنة573، مؤلف فقه القرآن ، وعدة شروح علی النهایة . وقطب الدین محمد بن الحسن الکیدری البیهقی مؤلف کتاب الإصباح ، ورشید الدین محمد بن علی بن شهرآشوب السروی المازندرانی المتوفی سنة 588 ، مؤلف متشابه القرآن ومختلفه .

وقد حمل لواء النهضة العلمیة محمد بن إدریس الحلی (رحمه الله)، مؤلف کتاب السرائر ، وقد نقد طریقة الشیخ الطوسی حتی لامه بعضهم. (جامع المقاصد لمحقق الکرکی:1/ 20).

وکان أحد الشخصیات المثیرة للجدل ، وإن اتفق العلماء علی تقدیر جهده العلمی والفکری . «کان هذا الشیخ فقیهاً أصولیاً

ص: 77

بحتاً ، ومجتهداً صرفاً، حدید النظر عالی الفکر ، جریئاً فی الفتوی بصیراً بالأحادیث ». (طرائف المقال: 2/455).

وقال ابن داود فی رجاله/269: «کان شیخ الفقهاء بالحلة ، متقناً فی العلوم ، کثیر التصانیف ».

وقال عنه والد العلامة المجلسی فی البحار:107 /69: «عن الشیخ الأجل، المحقق المدقق ، فخر الدین ، محمد بن إدریس الحلی».

وقال عنه: « الأعلم الأفهم ، فحل العلماء المدققین ، أبی عبد الله محمد بن إدریس الحلی ، أجزل الله مثوبته ».

ومن أساتذة ابن إدریس (رحمه الله): الشیخ عربی بن مسافر العبادی ، من فقهاء الحلة ، ورشید الدین محمد بن علی بن شهرآشوب المازندرانی ، أحد مفاخر علماء الشیعة فی القرن السادس ، صاحب کتاب: مناقب آل أبی طالب (ابن إدریس/64) ، والسید أبو المکارم إبن زهرة الحلبی، صاحب کتاب غنیة النزوع .

کما ربی إبن إدریس عدداً من العلماء ، منهم: السید فخار بن معد بن فخار الموسوی ، وهو محدث ، ونسابة ومؤرخ، ومن کتبه: الحجة علی الذاهب الی کفر أبی طالب. (ابن إدریس/69).

ص: 78

ومن تلامیذه الشیخ محمد بن نما الحلی ، وهو من فقهاء الحلة صاحب کتاب مثیر الأحزان ، توفی سنة645. (ابن إدریس/72).

ومن تلامیذه جعفر بن أحمد الحائری ، المعروف بإبن قمرویه ، وقد جمع الأجوبة الفقهیة لشیخه ابن إدریس. (ابن إدریس:75).

ومن تلامیذه الشیخ معین الدین سالم بن بدران بن علی بن معین الدین سالم المازنی المصری ، أستاد نصیر الدین الطوسی، أجازه فی سنة 629.(الذریعة:2/441) .

ومن أهم نشاطات ابن إدریس (رحمه الله): جمع الأحادیث وتدوینها ، فقد کان محدثاً أیضاً ، وکانت له إجازات فی الحدیث .

وقد جدد الحوزة العلمیة فی الحلة ، وترک آثاراً علمیة قیمة ، أهمها کتاب السرائر ، وهو جامع لأبواب الفقه ، وهو محط أنظار الفقهاء . ومن آثاره أیضاً أجوبة المسائل ،

جمعها تلمیذه جعفر بن قمرویه . وخلاصة الإستدلال ، وهو مختصر فقهی فی إثبات المضایقة فی الصلوات الفائتة . ومستطرفات السرائر ، وهو مجموعة من أحادیث المعصومین (علیهم السّلام) ، انتقاها من کتب القدماء . ومختصر تفسیر التبیان .

ونسخ بخطه الشریف عدة کتب ، کقرب الإسناد للحمیری القمی، فرغ منه فی أوائل شهر رمضان سنة574 (الذریعة:17/68)

ص: 79

ومصباح المتهجد لشیخ الطائفة محمد بن الحسن الطوسی ، سنة570. والصحیفة السجادیة ، ورجال الطوسی. وکتاب السکونی ، إسماعیل بن أبی زیاد .

وتوفی (رحمه الله)فی الثامن عشر من شوال598 ، عن خمس وخمسین سنة تقریباً، ومرقده مزارٌ فی الحلة فی محلة الجامعین.(السرائر:1/31).

أنا أبو النجم وشعری شعری

لله درِّی ما یجنُّ صدری

(الکنی والألقاب/ الشیخ عباس القمی/ 1/ 164)

ومن أراجیزه:

المرء کالحالم فی المنامِ

یقول إنی مدرکٌ أمامی

فی قابلٍ ما فاتنی فی العامِ

والمرء یدنیه من الحِمام

مَرُّ اللیالی السود والأیام

إن الفتی یصبح للأسقام

کالغرض المنصوب للسهام

أخطأ رامٍ أم أصاب رام .

(الوافی بالوفیات: 24/43)

وبرز منهم العدید من الرجاز والشعراء ، کالقاسم بن عیسی أبو دلف العجلی، والعدیل بن فرخ ، والمرار بن سلامة ، أدرک الجاهلیة والإسلام ، لکنه قلیل الشعر،

ویستشهد اللغویون برجزهم فی کتبهم .

ومنهم حرملة بن عبدالله ذی الغلصمة ، أی اللحم بین الرأس والعنق ، فارس شاعر

ومنهم جریر بن خرقاء شاعر مشهور. وهو القائل فی الفرزدق الشاعر:

لقد بوأتک الدار بکر بن وائل

وردت لک الأحشاء إذ أنت مجرم

ص: 81

لیالی تمنی أن تکون حمامة

بمکة یغشاها الشتا والمحرم

فإن تنأ عنا لا تضرنا وإن تعد

تجدنا علی العهد الذی کنت تعلم

( أمالی السید المرتضی:1/221)

ومنهم أیوب بن خولی. وحباب بن أفعی ، وهو شاعر فارس. والأغر بن السلیک بن حنظلة ، شاعر محسن . ووکیع بن حسان بن أبی سود ، فارس شاعر ، وهوقاتل قتیبة بن مسلم الباهلی .

ومنهم مالک بن جندل بن مسلمة بن عدنة ، شاعر فارس، اشترک فی قتل المنذر بن ماء السماء ملک الحیرة .

ومنهم زهدم بن معبد ، وسمی المفرض بقوله:

وأنا المفرض فی جنوب

الغادرین بکل جار

تفریض زندة قادح

فی کل ما یوری بنار

ومنهم الرهَّاب العجلی، هجا الملک عمر بن هند اللخمی بقوله:

أبی القلب أن یهوی السدیر وأهله

وإن قیل: عیش بالسدیر غریر

فلا أنذر الحی الذی نزلوا به

وإنی لمن لم یأته لنذیر

به البق والحمی وأسدٌ خَفِیَّةٌ

وعمرو بن هند یعتدی ویجور.

ومنهم یزید بن حنظلة بن ثعلبة بن سیار العجلی، راجز جاهلی، من الفرسان . کان مع أبیه فی حرب ذی قار ، وله فیها شعر.

ص: 82

ومنهم عمیر بن مهتجر الشاعر ، من بنی دلف .

ومنهم العدیل بن الفرخ ، شاعر فی الدولة المروانیة ، قال ابن قتیبة: لقبه العَبَّاب ، والعباب إسم کلبه .

وهجا الحجاج وهرب منه إلی قیصر ملک الروم فبعث إلیه: لترسلن به ، أو لأجهزن إلیک خیلاً یکون أولها عندک وآخرها عندی ، فبعث به إلیه ، فلما مثل بین یدیه قال: أنت القائل من الطویل:

ودون ید الحجاج من أن تنالنی

بساط بأیدی الناعجات عریض

مهامه أشباه کأن سرابها

ملاء بأیدی الغانیات رحیض

فقال: أنا القائل:

فلو کنت فی سلمی أجا وشعابها

لکان لحجاج علیَّ دلیل

خلیل أمیر المؤمنین وسیفه

لکل إمام مصطفی وخلیل

بنی قبة الإسلام حتی کأنما

هدی الناس من بعد الضلال رسول

فعفا عنه وأطلقه . (خزانة الأدب:5/ 189)

وقال یفتخر بقومه وانتصارهم علی الفرس فی یوم ذی قار:

ما أوقد الناس من نار لمکرمة

إلا اصطلینا وکنا موقدی النار

وما یعدون من یوم سمعت به

للناس أفضل من یوم بذی قار

ص: 83

جئنا بأسلابهم والخیل عابسة

یوم استبلنا لکسری کل أسوار.

(المفصل فی تاریخ العرب قبل الإسلام: د. جواد علی:5/ 298)

ومنهم: عاصم بن الحسین بن محمد بن أحمد بن أبی حجر العجلی، فاضل ، ثقة ، له نظم رائق فی مدائح أهل البیت (علیهم السّلام)، وکتاب التمثیل ، وشجون الحکایات. (فهرست منتجب الدین/ 85)

ص: 84

آل الرسول وسرارته

والطاهرون لطیب الطهر

حلوا من الشرف الیفاع علی

علیاء بین الغفر والنسر

لا یبلغ المُثنی مداه ولا

تحوی المدیح مقالة المُطری

مأوی الیتامی والأرامل

والأضیاف فی اللزبات والعسر

لا مانعا حق الصدیق ولا

یخفی علیه مبیت ذی الفقر

کم سائل أعطی وذی عدم

أغنی وعان فکٍ من أسر

وتخال فی الظلماء سنته

قمراً توسط لیلة البدر

لا تنطق العوراء حضرته

عف یعاف مقالة الهجر

(أعیان الشیعة/ السید محسن الأمین / 1/ 624)

بن الحکم ، والحسین بن سعید ، عن فضالة ، عن أبی المغرا بکتابه (النجاشی/133).

وذکره الشیخ الطوسی فی الفهرست ، قال: حمید بن المثنی العجلی الکوفی ، یکنی أبا المغرا الصیرفی ، ثقة . له أصل ، أخبرنا به عدة من أصحابنا ، عن محمد بن علی بن الحسین ، عن محمد بن الحسن بن الولید ، عن محمد بن الحسن الصفار، عن یعقوب بن یزید ، ومحمد بن الحسین بن أبی الخطاب ، عن ابن أبی عمیر ، وصفوان بن یحیی ، عن حمید بن المثنی. (فهرست الطوسی:114).

القائد القاسم بن عبدالغفار العجلی 45

الفصل الخامس: زعماء وعلماء من بنی عجل بن لجیم

أبو دلف العجلی.................................... 48

بنو عجل أسسوا مدینة کرج 49

کان أبو دلف شیعیاً متشدداً 52

حسد المأمون وقادة جیشه لأبی دلف 54

أولاد أبی دلف .................................... 57

وکان دلف وابنه عبد العزیز ناصبیین 59

أحمد بن عیسی العجلی العطار 64

أحمد بن محمد بن الفضل.................... 65

أحمد بن محمد بن الهیثم العجلی 65

أمیرکا بن أبی اللجیم ................................ 65

الحسن بن أحمد بن محمد بن الهیثم المجاور 66

صالح بن عیسی بن أحمد بن محمد العجلی 66

علی بن محمد بن یعقوب بن إسحاق 66

محمد بن عبدالله بن حمدان العجلی 67

محمد بن الفضل بن محمد بن سنان العجلی 67

محمد بن الفضل بن معقل............................. 68

یحیی بن الیمان العجلی الکوفی 68

مورق بن مشرج العجلی............................ 71

ص: 92

علی بن هبة الله بن علی ( ابن ماکولا ) 72

الحافظ أحمد عبدالله بن صالح العجلی 73

أحمد بن عبدالعزیز بن أبی دلف العجلی 74

عمر بن عبد العزیز بن أبی دلف 75

بکر بن عبدالعزیز بن أبی دلف 76

الشیخ ابن إدریس الحلی العجلی 77

نبوغ بنی عجل بن لجیم فی الرجز 82

الفصل السادس: من موالی بنی عجل

الکاتب القفطی..................................... 87

الکاتب العجلی........................................ 87

الکاتب العجلی الآخر................................. 88

الشاعر القفطی ...................................... 88

مروک بن عبید..................................... 89

عمرو بن أبی المقدام.............................. 90

سعید بن یسار الضبعی ........................... 90

أبو المغر العجلی ................................. 91

أبو المقدام العجلی ......................... 92

بشار بن یسار الضبعی......................... 92

أبو خالد القماط ................................. 92

ص: 93

اسم الملف: الدلیل:بنو عجل بن نجیم نهائیة

الدلیل: C: قبائل العرب فی العراق اللطباعة

القالب:Documents and Settings\SITE\Application

Data\Microsoft\Templates\Normal.dot

العنوان:قبیلة عجل بن لجیم

الموضوع:

الکاتب:h

کلمات أساسیة:

تعلیقات: تاریخ الإنشاء:27/ 04/ 2010..: 15: 03م

رقم التغییر:445

الحفظ الأخیر بتاریخ:14/ 08/ 2010..: 50: 05م

الحفظ الأخیر بقلم:Qom University

زمن التحریر الإجمالی:030، 2دقائق

الطباعة الأخیرة:14/ 08/ 2010..: 50: 05م

منذ أخر طباعة کاملة

عدد الصفحات:93

عدد الکلمات:757، 14(تقریبا)

عدد الأحرف:358، 60(تقریبا)

ص: 94