ص: 2

(علیه السّلام)لعاصمة الخلافة الإسلامیة الی العراق عودةً لآل إبراهیم الی بلدهم الأول . ثم ذکرنا هجرات السادة الهاشمیین الی العراق ، بفهرس موجز مقتطف من موقع: http://www.imamreza.net/arb/

وأشرنا الی مصدر الفهرس الشامل لأنساب السادة فی العراق للباحث: مجاهد منقذ الخفاجی ، وقد بلغت أسرهم وقبائلهم فی العراق أکثر من 500 أسرة ، وتجده فی موقع:

http://www.alnssabon.com/vb/showthread.php?t=433

ولا یفوتنی أن أشکر الأخوین الباحثین الشیخ عبد الهادی الربیعی والشیخ کمال العنزی ، علی مساهمتهما فی هذا الجزء .

ثبتنا الله علی ولایة نبینا سید المرسلین(صلّی الله علیه و آله وسلّم )وولایة أهل بیته المعصومین (علیهم السّلام) ، ونفعنا بحب ذریتهم الصالحین .

حرره بقم المشرفة: علی الکورانی العاملی

17ربیع الآخر 1431

ص: 4

إبراهیم(علیهماالسّلام).. وبها مشهد إبراهیم الخلیل وبها مولده.. وبها طرح إبراهیم فی النار» (معجم البلدان:4/487 ).

وقال البکری:4/1139:«یقال لها کوثی ربی ، بفتح الراء المهملة.. سأل رجل علیاً فقال: أخبرنی یا أمیر المؤمنین عن أصلکم معاشر قریش؟قال: نحن قوم من کوثی » .

ولایصح قول بعضهم إن علیاً(علیه السّلام)أراد کوثی مکة لأن روایات أهل البیت(علیهم السّلام) صرحت بأن کوثی فی العراق . «قال إبراهیم بن أبی زیاد الکرخی: سمعت أبا عبد الله الصادق یقول: إن إبراهیم کان مولده بکوثی ربی وکان أبوه من أهلها ». (الکافی: 8 /371).

والمعروف أن کوثی رَبا تقع فی محافظة ذی قار قرب الناصریة ، ویوجد فیها بناء بإسم مولد إبراهیم(علیه السّلام)وهو مزار قدیم . وإن صح ذلک فأور بابل التی ولد فیها إبراهیم(علیه السّلام)کانت هناک ، ثم انتقلت بابل الی الحلة ، القریبة من الکوفة والنجف . لکن الباحث السید البدری أکد فی بحوثه علی أن بابل کانت قرب النجف من الأول ، وأن مولد إبراهیم(علیه السّلام)ونشأته کانت فیها ، فالکوفة والنجف جزء منها: http://www.albadri.info/

ص: 6

وقد نشأ إبراهیم(علیه السّلام)یتیماً فی کنف عمه أو جده لأمه آزر، الذی «کان منجماً لنمرود » (الکافی:8/367) وقیل کان یصنع الأصنام ( تاریخ الطبری:1/165) وقد اتفق النسابون علی أن إسم والده تارح .

ففی تفسیر الآلوسی:7/194: «وقال الزجاج: لیس بین النسابین اختلاف فی أن اسم أبی إبراهیم(علیه السّلام)تارح...وأخرج ابن المنذر بسند صحیح عن ابن جریج أن اسمه تیرح أو تارَح ».

أما قوله تعالی: وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِیمُ لأَبِیهِ آزَرَ ، فلا یدل علی أن إبراهیم (علیه السّلام)ابن صلبی لآزر لأن إطلاق لفظ الأب یطلق علی العم وأب الأم ، کقوله تعالی: أَمْ کُنتُمْ شُهَدَاء إِذْ حَضَرَ یَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِیهِ مَا تَعْبُدُونَ مِن بَعْدِی قَالُواْ نَعْبُدُ إِلَهَکَ وَإِلَهَ آبَائِکَ إِبْرَاهِیمَ وَإِسْمَاعِیلَ وَإِسْحَقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ .

فقد عبر عن إسماعیل بأنه أب یعقوب ، مع أنه عمه ولیس أباه .

وعقیدتنا أن آباء نبینا إلی آدم کانوا موحدین، فقد قال (صلّی الله علیه و آله وسلّم ): لم یزل ینقلنی الله تعالی من صلب الطاهرین إلی أرحام المطهرات ، لم یدنسنی بدنس الجاهلیة ». (تفسیر جامع الجوامع:1/585)

ص: 7

أَنْتَ السَّمِیعُ الْعَلِیمُ .رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَیْنِ لَکَ وَمِنْ ذُرِّیَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَکَ وَأَرِنَا مَنَاسِکَنَا وَتُبْ عَلَیْنَا إِنَّکَ أَنْتَ التَّوَابُ الرَّحِیمُ . رَبَّنَا وَابْعَثْ فِیهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ یَتْلُوا عَلَیْهِمْ آیَاتِکَ وَیُعَلِّمُهُمُ الْکِتَابَ وَالْحِکْمَةَ وَیُزَکِّیهِمْ إِنَّکَ أَنْتَ الْعَزِیزُ الْحَکِیمُ . وَمَنْ یَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِیمَ إِلا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَیْنَاهُ فِی الدُّنْیَا وَإِنَّهُ فِی الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِینَ . إِذْ قَالَ لَهُ رَبُّهُ أَسْلِمْ قَالَ أَسْلَمْتُ لِرَبِّ الْعَالَمِینَ . وَوَصَّی بِهَا إِبْرَاهِیمُ بَنِیهِ وَیَعْقُوبُ یَا بَنِی إِنَّ اللهَ اصْطَفَی لَکُمُ الدِّینَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ . (البقرة:124-132).

وعدَّه الله من شیعة نوحاً(علیه السّلام)فقال: سَلامٌ عَلَی نُوحٍ فِی الْعَالَمِینَ إِنَّا کَذَلِکَ نَجْزِی الْمُحْسِنِینَ... وَإِنَّ مِنْ شِیعَتِهِ لإبْرَاهِیمَ . فإبراهیم من شیعة نوح(علیهماالسّلام)فقد کان ذلک الإسم الرسمی لأتباع نوح الی زمنه(علیه السّلام).

ولهذا استبشر الأئمة(علیهم السّلام) بهذا الإسم ، قال أبو بصیر: «قال لنا أبو جعفر محمد بن علی(علیهم السّلام) : لیهنکم الإسم الذی نحلکم الله تعالی إیاه . قلنا: وما هو یا ابن رسول الله؟قال:الشیعة ، إن الله یقول: وَإِنَّ مِنْ شِیعَتِهِ لابْرَاهِیمَ. إِذْ جَاءَ رَبَّهُ بِقَلْبٍ سَلِیمٍ. وقال: هَذَا مِنْ شِیعَتِهِ وَهَذَا مِنْ عَدُوِّهِ. فلیهنئکم الإسم». (شرح الأخبار:3/469 ، وتفسیر القمی:2/223).

ص: 9

أَنْتَ العَزِیزُ الحَکِیمُ . (البقرة:128) .

فکان دعاؤهما(علیهماالسّلام)فی سیاق إخبار الله لهما بأنه سیجعل من ذریتهما أمةً مسلمة ویبعث فیهم رسولاً منهم ، وهذه الأمة منحصرة بالنبی(صلّی الله علیه و آله وسلّم ) وعترته(علیهم السّلام) . ثم دعا إبراهیم وإسماعیل(علیهماالسّلام)ربهما أن یجعل أفئدة من الناس تهوی الیهم، ولم یقولا إلیها ، أی الکعبة ، لأن أولیاء الکعبة صلوات الله علیهم أئمة الناس وأفضل من الکعبة .

قال علی(علیه السّلام)فی رسالة لمعاویة: «ولکل نبی دعوة فی خاصة نفسه وذریته وأهله ، وقال إبراهیم وإسماعیل(صلّی الله علیه و آله وسلّم )وهما یرفعان القواعد من البیت: رَبَّنَا وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَیْنِ لَکَ وَمِنْ ذُرِّیَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَکَ ، فنحن الأمة المسلمة. وقالا: رَبَّنَا وَابْعَثْ فِیهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ یَتْلُو عَلَیْهِمْ آیَاتِکَ وَیُعَلِّمُهُمُ الکِتَابَ وَالحِکْمَةَ وَیُزَکِّیهِمْ . فنحن أهل هذه الدعوة، ورسول الله(صلّی الله علیه و آله وسلّم )منا ونحن منه ، بعضنا من بعض ، وبعضنا أولی ببعض فی الولایة والمیراث:ذُرِّیَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللهُ سَمِیعٌ عَلِیمٌ» (الغارات:1/200).

وقال(علیه السّلام)کما فی کتاب سلیم/406: « إنا أهل بیت دعا الله لنا أبونا إبراهیم فقال: فَاجْعَلْ أَفْئِدَةً مِنَ النَّاسِ تَهْوِی إِلَیْهِمْ ، فإیانا عنی الله بذلک خاصة . ونحن الذین عنی الله: یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا ارْکَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّکُمْ وَافْعَلُوا الخَیْرَ لَعَلَّکُمْ تُفْلِحُونَ..إلی آخر السورة ، فرسول الله الشاهد علینا ونحن شهداء الله علی خلقه وحججه فی أرضه ».

ص: 11

وقال الإمام الصادق(علیه السّلام): « لم یکن من الأمم السالفة والقرون الخالیة والأسلاف الماضیة ، ولا سمع به أحد أشد ظلماً من هذه الأمة ! فإنهم یزعمون أنه لافرق بینهم وبین أهل بیت نبیهم(صلّی الله علیه و آله وسلّم )ولا فضل لهم علیهم ! فمن زعم ذلک من الناس فقد أعظم علی الله الفریة ، وارتکب بهتاناً عظیماً وإثماً مبیناً ! وهو بذلک القول برئ من محمد وآل محمد(صلّی الله علیه و آله وسلّم )حتی یتوب ویرجع إلی الحق بالإقرار بالفضل لمن فضله الله عز وجل علیه...فأصحاب دعوة إبراهیم وإسماعیل: رسول الله وعلی وفاطمة والحسن والحسین والأئمة(علیهم السّلام) ، ومن کان متولیاً لهؤلاء من ولد إبراهیم وإسماعیل(علیهماالسّلام)فهو من أهل دعوتهما».(دعائم الإسلام:1/31 ).

ص: 12

یا أحد یا صمد ، یا من لم یلد ولم یولد ولم یکن له کفواً أحد . ثم قال: توکلت علی الله . فقال الرب تبارک وتعالی: کفیت ، فقال للنار: کونی برداً ! قال: فاضطربت أسنان إبراهیم(علیه السّلام)من البرد حتی قال الله عز وجل: وسلاماً علی إبراهیم! وانحط جبرئیل وإذا هو جالس مع إبراهیم یحدثه فی النار ، قال نمرود: من اتخذ إلهاً فلیتخذ مثل إله إبراهیم! قال فقال عظیم من عظمائهم: إنی عزمت علی النار أن لا تحرقه ، قال فأخذ عنق من النار نحوه حتی أحرقه ، قال: فآمن له لوط ، وخرج مهاجراً إلی الشام ، هو وسارة ولوط » .

«عن إبراهیم بن أبی زیاد الکرخی قال: سمعت أبا عبد الله(علیه السّلام) یقول: إن إبراهیم(علیه السّلام)کان مولده بکوثی ربا ، وکان أبوه من أهلها ، وکانت أم إبراهیم وأم لوط سارة وورقة أختین وهما ابنتان للاحج ، وکان اللاحج نبیاً منذراً ولم یکن رسولاً ، وکان إبراهیم فی شبیبته علی الفطرة التی فطر الله عز وجل الخلق علیها حتی هداه الله تبارک وتعالی إلی دینه واجتباه . وإنه تزوج سارة ابنة لاحج وهی ابنة خالته ، وکانت سارة صاحبة ماشیة کثیرة وأرض واسعة وحال حسنة ، وکانت قد ملَّکت إبراهیم(علیه السّلام)

ص: 14

جمیع ما کانت تملکه فقام فیه وأصلحه وکثرت الماشیة والزرع ، حتی لم یکن بأرض کوثی ربا رجل أحسن حالاً منه .

وإن إبراهیم(علیه السّلام)لما کسر أصنام نمرود أمر به نمرود فأوثق وعمل له حِیراً، وجمع له فیه الحطب وألهب فیه النار ، ثم قذف إبراهیم فی النار لتحرقه ، ثم اعتزلوها حتی خمدت النار ، ثم أشرفوا علی الحِیر فإذا هم بإبراهیم(علیه السّلام)سلیماً مطلقاً من وثاقه ، فأُخبر نمرود خبره فأمرهم أن ینفوا إبراهیم(علیه السّلام)من بلاده ، وأن یمنعوه من الخروج بماشیته وماله ، فحاجهم إبراهیم(علیه السّلام)عند ذلک فقال: إن أخذتم ماشیتی ومالی فإن حقی علیکم أن تردوا علیَّ ما ذهب من عمری فی بلادکم ! واختصموا إلی قاضی نمرود فقضی علی إبراهیم(علیه السّلام)أن یسلم إلیهم جمیع ما أصاب فی بلادهم وقضی علی أصحاب نمرود أن یردوا علی إبراهیم(علیه السّلام)ما ذهب من عمره فی بلادهم ، فأخبر بذلک نمرود فأمرهم أن یخلوا سبیله وسبیل ماشیته وماله وأن یخرجوه ، وقال: إنه إن بقی فی بلادکم أفسد دینکم وأضر بآلهتکم ، فأخرجوا إبراهیم ولوطاً معه صلی الله علیهما من بلادهم إلی الشام . فخرج إبراهیم ومعه لوط لا یفارقه وسارة وقال لهم: إنی ذاهب إلی ربی سیهدین ، یعنی بیت المقدس. فتحمل إبراهیم(علیه السّلام)بماشیته وماله وعمل تابوتاً وجعل

ص: 15

فیه سارة وشد علیها الأغلاق غیرةً منه علیها ، ومضی حتی خرج من سلطان نمرود ، وصار إلی سلطان رجل من القبط یقال له: عرارة فمر بعاشر له(مسؤول جمرک) فاعترضه العاشر لیعشر ما معه ، فلما انتهی إلی العاشر ومعه التابوت قال العاشر لإبراهیم(علیه السّلام): إفتح هذا التابوت حتی نعشر ما فیه ، فقال له إبراهیم(علیه السّلام): قل ما شئت فیه من ذهب أو فضة حتی نعطی عشره ولا نفتحه! قال: فأبی العاشر إلا فتحه ، قال: وغضب إبراهیم(علیه السّلام)علی فتحه فلما بدت له سارة وکانت موصوفة بالحسن والجمال ، قال له العاشر: ما هذه المرأة منک؟ قال إبراهیم(علیه السّلام): هی حرمتی وابنة خالتی، فقال له العاشر: فما دعاک إلی أن خبیتها فی هذا التابوت؟ فقال إبراهیم (علیه السّلام): الغیرة علیها أن یراها أحد . فقال له العاشر:

لست أدعک تبرح حتی أعلم الملک حالها وحالک ، قال: فبعث رسولاً إلی الملک فأعلمه ، فبعث الملک رسولاً من قبله لیأتوه بالتابوت ، فأتوا لیذهبوا به فقال لهم إبراهیم(علیه السّلام): إنی لست أفارق التابوت حتی تفارق روحی جسدی ، فأخبروا الملک بذلک فأرسل الملک أن احملوه والتابوت معه ، فحملوا إبراهیم(علیه السّلام)والتابوت وجمیع ما کان معه حتی أدخل علی الملک فقاله له الملک: إفتح التابوت ، فقال إبراهیم(علیه السّلام): أیها الملک إن فیه حرمتی وابنة خالتی وأنا مفتد فتحه بجمیع ما معی ! قال: فغصب الملک إبراهیم(علیه السّلام)علی

ص: 16

فتحه ، فلما رأی سارة لم یملک حلمه سفهه أن مد یده إلیها فأعرض إبراهیم(علیه السّلام)بوجهه عنها وعنه غیرة منه ، وقال: اللهم إحبس یده عن حرمتی وابنة خالتی ، فلم تصل یده إلیها ولم ترجع إلیه ، فقال له الملک: إن إلهک الذی فعل بی هذا ؟ فقال له: نعم إن إلهی غیور یکره الحرام ، وهو الذی حال بینک وبین ما أردت من الحرام ! فقال له الملک: فادع إلهک یرد علیَّ یدی فإن أجابک لم أعرض لها ، فقال: إبراهیم(علیه السّلام): إلهی رد علیه یده لیکف عن حرمتی: قال: فرد الله عز وجل علیه یده فأقبل الملک نحوها ببصره ثم أعاد بیده نحوها ، فأعرض إبراهیم(علیه السّلام)عنه بوجهه غیرة منه وقال: اللهم احبس یده عنها ! قال: فیبست یده ولم تصل إلیها ، فقال الملک لإبراهیم(علیه السّلام): إن إلهک لغیور وإنک لغیور ، فادع إلهک یرد علیَّ یدی ، فإنه إن فعل لم أعد ، فقال له إبراهیم(علیه السّلام): أسأله ذلک علی أنک إن عدت لم تسألنی أن أسأله ، فقال الملک: نعم ، فقال إبراهیم(علیه السّلام): اللهم إن کان صادقاً فرد علیه یده ، فرجعت إلیه یده ! فلما رأی ذلک الملک من الغیرة ما رأی ورأی الآیة فی یده عظم إبراهیم(علیه السّلام)وهابه وأکرمه واتقاه وقال له: قد أمنت من أن أعرض لها ، أو لشئ مما معک فانطلق حیث شئت ، ولکن لی إلیک حاجة ، فقال إبراهیم(علیه السّلام): ما هی؟ فقال له: أحب أن تأذن لی أن أخدمها قبطیة عندی جمیلة عاقلة

ص: 17

تکون لها خادماً ، قال: فأذن له إبراهیم(علیه السّلام)فدعا بها فوهبها لسارة ، وهی هاجر أم إسماعیل(علیه السّلام) .

فسار إبراهیم(علیه السّلام)بجمیع ما معه ، وخرج الملک معه یمشی خلف إبراهیم(علیه السّلام)إعظاماً لإبراهیم(علیه السّلام)وهیبة له ، فأوحی الله تبارک وتعالی إلی إبراهیم أن قف ولا تمش قدام الجبار المتسلط ویمشی هو خلفک ، ولکن إجعله أمامک وامش خلفه وعظمه وهبه ، فإنه مسلط ولا بد من إمرة فی الأرض برة أو فاجرة ! فوقف إبراهیم(علیه السّلام)وقال الملک: إمض فإن إلهی

أوحی إلی الساعة أن أعظمک وأهابک ، وأن أقدمک أمامی وأمشی خلفک إجلالاً لک ، فقال له الملک: أوحی إلیک بهذا ؟ فقال له إبراهیم(علیه السّلام): نعم ، فقال له الملک: أشهد أن إلهک لرفیق حلیم کریم ، وأنک ترغبنی فی دینک ! قال: وودعه الملک فسار إبراهیم(علیه السّلام)حتی نزل بأعلی الشامات وخلف لوط فی أدنی الشامات .

ثم إن إبراهیم(علیه السّلام)لما أبطا علیه الولد قال لسارة:لو شئت لبعتنی هاجر لعل الله أن یرزقنا منها ولداً فیکون لنا خلفاً؟ فابتاع إبراهیم(علیه السّلام)هاجر من سارة ، فوقع علیها فولدت إسماعیل».

ص: 18

وفی علل الشرائع:1/35، عن الإمام الصادق(علیه السّلام)قال: «لما ألقی إبراهیم(علیه السّلام)فی النار تلقاه جبرئیل(علیه السّلام)فی الهواء وهو یهوی ، فقال: یا إبراهیم ألک حاجة ؟ فقال: أما إلیک فلا ».

وفی أمالی الصدوق/542 ، عن الإمام الرضا(علیه السّلام)قال: « وإن إبراهیم (علیه السّلام)لما وضع فی کفة المنجنیق غضب جبرئیل(علیه السّلام)فأوحی الله عز وجل إلیه: ما یغضبک یا جبرئیل؟ قال: یا رب خلیلک لیس من یعبدک علی وجه الأرض غیره ، سلطت علیه عدوک وعدوه! فأوحی الله عز وجل إلیه: أسکت ، إنما یعجل العبد الذی یخاف الفوت مثلک ، فأما أنا فإنه عبدی آخذه إذا شئت . قال: فطابت نفس جبرئیل فالتفت إلی إبراهیم فقال: هل لک من حاجة؟ فقال: أما إلیک فلا. فأهبط الله عز وجل عندها خاتماً فیه ستة أحرف: لا إله إلا الله ، محمد رسول الله ، لاحول ولا قوة إلا بالله فوضت أمری إلی الله ، أسندت ظهری إلی الله حسبی الله ، فأوحی الله جل جلاله إلیه أن تختَّم بهذا الخاتم ، فإنی أجعل النار علیک برداً وسلاماً ».

وفی الکافی:8/232: «عن أبی عبد الله(علیه السّلام)قال سمعته یقول: أتدری ما کان قمیص یوسف(علیه السّلام)؟ قال قلت: لا ، قال: إن إبراهیم(علیه السّلام) لما أوقدت له النار أتاه جبرئیل بثوب من ثیاب الجنة فألبسه إیاه ،

ص: 19

فلم یضره معه حر ولا برد ، فلما حضر إبراهیم الموت جعله فی تمیمة (حرز ) وعلقه علی إسحاق ، وعلقه إسحاق علی یعقوب ، فلما ولد یوسف(علیه السّلام)علقه علیه ، فکان فی عضده حتی کان من أمره ما کان ، فلما أخرجه یوسف بمصر من التمیمة وجد یعقوب ریحه وهو قوله: إنی لاجد ریح یوسف لولا أن تفندون ، فهو ذلک القمیص الذی أنزله الله من الجنة ، قلت: جعلت فداک فإلی من صار ذلک

القمیص ؟ قال: إلی أهله ، ثم قال: کل نبی ورث علماً أو غیره ، فقد انتهی إلی آل محمد(صلّی الله علیه و آله وسلّم )».

ص: 20

أقام إبراهیم أولا فی شکیم ( تک 12: 6 ) ثم ذهب إلی بیت إیل (تک 12: 8 ) وارتحل منها إلی أرض الجنوب ( تک 12: 9 ) وحدث جوع فی الأرض فارتحل من هناک إلی مصر ( تک 12: 10 )

وهناک ، خوفاً علی حیاته ، ذکر لفرعون أن سارای أخته دون أن یذکر أنها زوجته ( تک 12: 11 - 20 ) .

ثم من هناک عاد إلی أرض الجنوب فی فلسطین (تک 13: 1) وذهب من هناک إلی بیت إیل ( تک 13: 3 ) ثم افترقا هو ولوط بسبب کثرة أملاکهما ، فاختار لوط أن یذهب إلی أرض دائرة الأردن ( تک 13 :5 - 12 ) أما إبراهیم فسکن فی أرض کنعان ونقل خیامه وأتی وأقام عند بلوطات ممرا ، وبقی هناک سنوات عدیدة (تک 13: 12 و13 و 18 ).

وأثناء إقامته عند بلوطات ممرا عمل عهداً مع ملوک الأموریین (تک 14: 13) وشن کدرلعوم ملک عیلام وحلفاؤه حرباً علی ملوک الأموریین ، فانتصر علیهم وسبی لوطاً وأملاکه ، ولکن إبراهیم کسرهم واسترجع لوطاً والنساء وکل الأملاک. (تک14: 1- 16) .

وعند عودته استقبله ملکی صادق ملک شالیم ، فأعطاه إبراهیم عشراً من کل شئ ، وبارک ملکی صادق إبراهیم . (تک 14 :17- 24) وقد وعده الرب حینئذ بوارث فصدق وعد الرب وآمن

ص: 22

به فحسبه له برا وقد وعده الرب بمیراث أرض کنعان وأید له هذا الوعد بعهد ( تک ص 15 ) وأخذ إبراهیم هاجر جاریته المصریة زوجة فولدت له إسماعیل ( تک ص 16 ) ولما کان إبرام ابن تسع وتسعین سنة ظهر له الرب وغیر اسمه من إبرام إلی إبراهیم ووضع له الختان علامة للعهد ، وغیر اسم سارای امرأته إلی سارة ، وکشف له مضمون العهد أن النسل الوارث سیکون من سارة ، وسیدعی اسمه إسحاق ، ویقیم الرب معه العهد( تک ص 17) . ثم أعلن الرب لإبراهیم خراب سدوم وعمورة بسبب شرهما ، فتشفع إبراهیم لأجل الأبرار هناک ، فأنقذ الرب لوطاً بید ملاکین . (تک ص 18 و 19 ) .

ومن عند بلوطات ممرا انتقل إبراهیم إلی أرض الجنوب ، وهناک أرسل أبی مالک ملک جرار وأخذ سارة ، لأن إبراهیم قال إنها أختی ولکن الرب ظهر لأبی مالک فی حلم ولم یدعه یمسها ، ولما عاقبه الرب علی أخذه سارة ردها إلی إبراهیم . وصلی إبراهیم لأجله ولأجل بیته فرفع الرب العقاب عنه ( تک ص 20 ) .

وتفقد الرب سارة فحبلت وولدت لإبراهیم ابناً فی شیخوخته لما کان ابن مئة سنة ودعا اسمه إسحاق ، وختن إبراهیم إسحاق ابنه (تک 21: 1 - 8 ) . وقد ألحت علیه سارة من جهة هاجر وابنها

ص: 23

فسمح له الرب بإبعادهما ( تک 21: 9 - 21 ) وبعد ذلک عمل إبراهیم عهداً مع أبی مالک عند بئر دعیت فیما بعد بئر سبع.( تک 21: 22- 34).

ولما کبر إسحاق أراد الرب أن یمتحن إبراهیم ، فأمره بأن یذهب إلی أرض المریا ویصعد ابنه محرقة هناک . وإذ کان علی وشک تقدیمه ذبیحة ناداه ملاک الرب قائلاً: لا تمد

یدک إلی الغلام ولا تفعل به شیئاً . فرفع إبراهیم عینیه ونظر وإذا کبش وراءه ممسکاً فی الغابة بقرنیة فأخذ إبراهیم الکبش وأصعده محرقة عوضاً عن ابنه ، وبعد ذلک ذهبا معاً إلی بئر سبع ( تک 22: 1 - 19 ) ثم رجعوا إلی حبرون ، وهناک ماتت سارة وکانت سنو حیاتها مئة وسبعاً وعشرین ، ودفنها إبراهیم فی قبر فی مغارة المکفیلة ، التی اشتراها من بنی حث ( تک ص 23) .

وبعد ذلک أرسل إبراهیم ألیعازر الدمشقی إلی ما بین النهرین لکی یحضر لابنه زوجة من عشیرته فأحضر له رفقه بنت بتوئیل . وقابلها إسحاق عند بئر لحی رئی ، فاتخذها إسحق لنفسه زوجة ، وکان حینئذ ابن أربعین سنة ( تک ص 24 و 25: 20 ) .

وبعد موت سارة أخذ إبراهیم لنفسه زوجة ، اسمها قطورة (تک 25: 1 - 5 ) ومات إبراهیم لما کانت أیام سنی حیاته مئة وخمساً وسبعین سنة ، ودفن فی مغارة المکفیلة . ( تک 25: 7 - 10) .

ص: 24

لا یمکن أن نعین علی وجه التحدید التاریخ الذی عاش فیه إبراهیم ، ولکنه ولد وفقاً للتاریخ الذی حسبه الأسقف

أشر ، حوالی سنة 1996ق. م.وقد اکتشفت آثار ونقوش فی بابل ترجع إلی ذلک العصر ، ووجد علیها إسم إبراهیم فی هذه الصیغ: أبرامو. أبمرام. وأبمراما ». انتهی.

إهمال ذکره من کُتَّاب التوراة ومؤلفیها إلا لنزعة إسرائیلیة! خاصة وأنهم أحصوا أنه بنی مذبحاً بأرض شکیم ، وآخر بشرقی بیت إیل ، وآخر بجبل الرب . ثم إنهم وصفوا نبی الله إسماعیل(علیه السّلام)بأنه کان غلاماً وحشیاً سئ الخلق ، وأن أباه طرده ! یُرِیدُونَ لِیُطْفِئُوا نُورَ اللهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ کَرِهَ الْکَافِرُونَ . (الصف: 8).

ومن ذلک: ما نسبوه إلی إبراهیم(علیه السّلام)مما لا یلائم مقام النبوة ولا روح التقوی والفتوة ، کقولهم إن ملکی صادق ملک شالیم أخرج إلیه خبزاً وخمراً ، وکان کاهناً لله العلی ، وبارکه .

وقولهم: إن إبراهیم أخبر فرعون مصر وأبا مالک ملک حرار ، أن سارة أخته وقال لها: قولی إنک أختی لیکون لی خیر بسببک وتحیا نفسی من أجلک ! فأخذها فرعون تارة کزوجة مرة ، وأبو مالک أخری ! ثم زعموا أن إبراهیم(علیه السّلام)تأول فی قوله إنها أختی بأنها أخته فی الدین ، وأخری بأنها ابنة أبیه من غیر أمه فتزوجها !

وأیسر ما فی هذا الکلام أن إبراهیم وحاشا مقام الخلیل(علیه السّلام) عرض زوجته سارة(علیهاالسّلام)لفرعون وأبی مالک ، وهی ذات بعل لینال

بذلک جزیل العطاء !

وقد روی هذه التهمة البخاری ومسلم عن أبی هریرة ، ونسبا الی النبی(صلّی الله علیه و آله وسلّم )أنه قال: لم یکذب إبراهیم إلا ثلاث کذبات ! اثنتین فی ذات الله !

ص: 26

قوله: إنی سقیم ، وقوله: بل فعله کبیرهم هذا . وواحدة فی شأن سارة ، فإنه قدم أرض جبار ومعه سارة وکانت أحسن الناس فقال لها: إن هذا الجبار إن یعلم أنک امرأتی یغلبنی علیک ، فإن سألک فأخبریه أنک أختی ، فإنک أختی فی الإسلام فإنی لا أعلم فی الأرض مسلماً غیرک وغیری . فلما دخل أرضه رآها بعض أهل الجبار فأتاه فقال له: لقد قدم أرضک امرأة لا ینبغی لها أن تکون إلا لک ، فأرسل إلیها فأتیَ بها فقام إبراهیم إلی الصلاة فلما دخلت علیه لم یتمالک أن بسط یده إلیها فقبضت یده قبضة شدیدة ، فقال لها: أدعی الله أن یطلق یدی ولا أضرک ، ففعلت ، فعاد فقبضت أشد من القبضتین الأولیین فقال: أدعی الله أن یطلق یدی فلک الله أن لا أضرک . ففعلت ، فأطلقت یده ، ودعا الذی جاء بها فقال له: إنک إنما أتیتنی بشیطان ولم تأتنی بإنسان ! فأخرجها من أرضی وأعطاها هاجر .

قال: فأقبلت تمشی فلما رآها إبراهیم(علیه السّلام)انصرف وقال لها: مهیم؟ فقالت: خیراً ، کف الله ید الفاجر وأخدم خادماً . قال أبو هریرة: فتلک أمکم یا بنی ماء السماء !

وفی صحیح البخاری بطرق کثیرة عن أنس وأبی هریرة ، وفی صحیح مسلم عن أبی هریرة وحذیفة ، وفی مسند أحمد عن أنس وابن عباس ، وأخرجه الحاکم عن ابن مسعود ، والطبرانی عن عبادة بن الصامت ، وابن أبی شیبة عن سلمان ، والترمذی عن أبی هریرة ، وأبو عوانة عن حذیفة عن

ص: 27

أبی بکر... والإعتبار الصحیح لایوافق مضمون هذه الأحادیث التی نسبت الکذب الی نبی رسول ! لأن تجویز الکذب علی الأنبیاء(علیهم السّلام) یوجب سلب الوثوق عن إخباراتهم وأحادیثهم من أصلها . علی أن هذا النوع من الإخبار لیس کذباً .

ولیت شعری کیف یرضی باحث ناقد بأن الله تعالی یمدح بتلک المدائح الکریمة رجلاً لایراقب الله سبحانه فی صدق ! فیقول عنه: وَاذْکُرْ فِی الْکِتَابِ إِبْرَاهِیمَ إِنَّهُ کَانَ صِدِّیقًا نَبِیًّا . (مریم:41).

ومن ذلک: ما ذکرته التوراة من أن الذبیح إسحاق ، مع أن قصة إسکان إسماعیل بأرض تهامة ، وبناء الکعبة المشرفة ، وتشریع الحج ، وما جری علیه وعلی أمه من المحنة والمشقة والتضحیة فی ذات الله ، کل ذلک یؤید کون الذبیح إسماعیل دون إسحاق(علیهماالسّلام) . وقد وقع فی إنجیل برنابا أن المسیح لام الیهود ووبخهم علی قولهم بأن الذبیح هو إسحاق دون إسماعیل قال فی الفصل44: فکلم الله إبراهیم قائلاً: خذ ابنک بکرک إسماعیل واصعد الجبل لتقدمه ذبیحة ! فکیف یکون البکر إسحاق وقد کان عمر إسماعیل عند ولادته سبع سنین. (الفصل 44 - 11– 12).

ص: 28

وأعمالها ، وإنما سمیت القادسیة بدعوة إبراهیم الخلیل(علیه السّلام)لأنه قال: کونی مقدسة للقادسیة أی مطهرة من التقدیس . وإنما سمیت القادسیة بانقیا لأن إبراهیم اشتراها بمائة نعجة من غنمه لأن با: مائة ونقیا: شاة ، بلغة النبط وقد ذکر بانقیا أعشی قیس فی شعره ، وفسره علماء اللغة وواضعوا کتب الکوفة من أهل السیرة بما ذکرناه». (السرائر:1/479).

وفی علل الشرائع:2/585 ، عن علی(علیه السّلام)قال: « إن إبراهیم صلی الله علیه مر ببانقیا فکان یزلزل بها فبات بها ، فأصبح القوم ولم یزلزل بهم ، فقالوا: ما هذا ولیس حدث ، قالوا: نزل هاهنا شیخ ومعه غلام له قال: فأتوه فقالوا له: یا هذا إنه کان یزلزل بنا کل لیلة ولم یزلزل بنا هذه اللیلة فبت عندنا ، فبات فلم یزلزل بهم فقالوا: أقم عندنا ونحن نجری علیک ما أحببت قال: لا ، ولکن تبیعونی هذا الظهر ولا یزلزل بکم ! فقالوا: فهو لک ، قال: لا آخذه إلا بالشراء فقالوا: فخذه ما شئت فاشتراه بسبع نعاج وأربعة أحمرة ، فلذلک سمی بانقیا ، لأن النعاج بالنبطیة نقیا قال: فقال له غلامه: یا خلیل الرحمن ما تصنع بهذا الظهر لیس فیه زرع ولا ضرع؟ فقال له: أسکت فإن الله تعالی یحشر من هذا الظهر سبعین ألفاً یدخلون الجنة بغیر حساب یشفع الرجل منهم لکذا وکذا »!

ص: 30

وفی معجم ما استعجم:1/222: «قال أحمد بن یحیی ثعلب فی شرحه لشعر الأعشی، عند ذکر هذا البیت: سبب بانقیا الذی سمیت به أن إبراهیم ولوطاً(علیه السّلام)مرا بها یریدان بیت المقدس مهاجرین ، فنزلا بها وکانت تزلزل فی کل لیلة ، وکانت ضخمة جداً فراسخ فلما باتا بها لم تزلزل ، فمشی بعضهم إلی بعض تعجباً من عافیتهم فی لیلتهم، فقال صاحب منزل إبراهیم: ما دفع عنکم إلا بشیخ بات عندی کان یصلی لیله ویبکی ، فاجتمعوا إلیه فسألوه المقام عندهم علی أن یجمعوا له من أموالهم فیکون أکثرهم مالاً فقال: لم أومر بذلک وإنما أمرت بالهجرة . فخرج حتی أتی النجف فلما رآه رجع أدراجه فتباشروا برجوعه وظنوا أنه رغب فیما عندهم ، فقال: لمن تلک الأرض یعنی النجف ؟ قالوا: لنا. قال: فتبیعونیها قالوا: هی لک فوالله ما تنبت شیئاً. فقال: لا أحب إلا أن تکون شراء فدفع إلیهم غنیمات کن معه، والغنم بالنبطیة یقال لها نقیا . وذکر إبراهیم(علیه السّلام)أنه یحشر من ولده من ذلک الظهر سبعون ألف شهید . فالیهود تنقل موتاها إلی بانقیا لمکان هذا الحدیث . ثم نزل إبراهیم القادسیة فغسل بها رأسه ثم دعا لها أن یقدسها الله ، فسمت القادسیة ، ثم أخذ فضل الماء فصبه یمنة ویسرة ، فحیث انتهی ذلک الماء منتهی

العمران . ثم ارتحل إلی البیت الحرام . قال: وزعم الکلبی أن القادسیة سمیت بالنریمان الهروی ، وکان

ص: 31

من أهل قادس هراة ، أنزله کسری بها فی أربعة آلاف ، مسلحة بینه وبین العرب وقال له: لا تری قادس هراة أبداً ».

وذکره الزبیدی فی تاج العروس:20/262، وأورد فیها شعر الأعشی وشعر ضرار بن الأزور .

أقول: لایصح ما ذکره البکری من أن وقت الحادثة عندما هاجر إبراهیم من العراق مع لوط(علیهماالسّلام)، لأنه یومها کان محکوماً علیه بالنفی وکانت معه زوجته سارة وابن خالته لوط وأموال وأنعام کثیرة ، فکیف یعرضون علیه المقام عندهم ! فلا بد أن یکون وقت الحادثة بعد ذلک ، أو قبله .

ویؤید ما ذکرنا روایة معجم البلدان:1/331 ، التی نصت علی أن ذلک کان بعد شرائه بیت المقدس ، فقد جاء فیها: «وخرج حتی أتی النجف فلما رآه رجع أدراجه أی من حیث مضی ، فتباشروا وظنوا أنه رغب فیما بذلوا له فقال لهم: لمن تلک الأرض، یعنی النجف؟ قالوا: هی لنا قال : فتبیعونیها؟ قالوا: هی لک فوالله ما تنبت شیئاً! فقال لا أحبها إلا شراء ، فدفع إلیهم غنیمات کن معه بها ، والغنم یقال لها بالنبطیة نقیا ، فقال: أکره أن آخذها بغیر ثمن، فصنعوا ما صنع أهل بیت المقدس بصاحبهم ، وهبوا له أرضهم فلما نزلت بها البرکة رجعوا علیه ! وذکر إبراهیم(علیه السّلام)أنه یحشر من

ص: 32

ولده من ذلک الموضع سبعون ألف شهید ، فالیهود تنقل موتاها إلی هذا المکان ، لهذا السبب . ولما رأی غدرهم به ترکهم ومضی نحو مکة ، فی قصة فیها طول ، وقد ذکرها الأعشی...».

أقول: معنی ذلک أن إبراهیم(علیه السّلام)بعد أن أسس لذریته القدس فی فلسطین ، وجدد الکعبة فی الحجاز ، جاء الی العراق وأسس لهم القادسیة ومسجد الکوفة ومسجد السهلة ومسجد النخیلة ، ولا یمکن کشف الحکمة من هذه الأماکن المقدسة الثلاثة ، بدون ربطها بآل إبراهیم(علیهم السّلام) ، وقد نصت الأحادیث علی ربط تلک الأماکن بولده المهدی الموعود(علیه السّلام).

ومما یؤید ذلک أن علیاً(علیه السّلام)جدد شراء ظهر الکوفة والغریین ، تأکیداً لشراء جده إبراهیم(علیه السّلام)حتی لایدعیها أحد !

ففی الغارات للثقفی:2/845: « اشتری أمیر المؤمنین(علیه السّلام)ما بین الخورنق إلی الحیرة إلی الکوفة . وفی روایة أخری: ما بین النجف إلی الحیرة إلی الکوفة من الدهاقین بأربعین ألف درهم وأشهد علی شرائه ، فقیل له فی ذلک؟ فقال: سمعت رسول الله (صلّی الله علیه و آله وسلّم )یقول: کوفان یُرَدُّ أولها علی آخرها ، یحشر من ظهرها سبعون ألفاً یدخلون الجنة بغیر حساب ! فاشتهیت أن یحشروا من ملکی ».

وفی أخبار إصبهان:2/174: «اشتری علی بن أبی طالب رضی الله

ص: 33

عنه ما بین الخورنق إلی الحیرة بأربعین ألفاً من دهاقین الخورنق ، فقیل له یا أمیر المؤمنین اشتریت حجراً أصم لاینبت شیئاً ؟ قال: صدقتم ، إنی سمعت رسول الله(صلّی الله علیه و آله وسلّم )..الخ.»

وفی جواهر الکلام:4/346: «وقد ورد فی فضل الغری مع قطع النظر عن دفن أمیر المؤمنین(علیه السّلام)فیه ، وشراء إبراهیم(علیه السّلام)له معللاً ذلک بأنه یحشر منه سبعون ألفاً یدخلون الجنة بغیر حساب ، یشفع کل واحد منهم لکذا وکذا، وکذلک اشتراه أمیر المؤمنین معللاً له بمثل ذلک من أنه یحشر منه سبعون ألفاً یدخلون الجنة بغیر حساب، وغیر ذلک مما هو غنی عن البیان».ووسائل الشیعة:2/833. وروی ابن سعد :3/167، أن الصحابی خباب بن الأرث(رحمه الله)أوصی أن یدفن فی ظهر الکوفة ، لما سمعه من النبی(صلّی الله علیه و آله وسلّم ).

أقول: الظاهر أن المنطقة التی اشتراها أمیر المؤمنین من

النجف الی الحیرة الی الکوفة ، تتضمن القادسیة التی اشتراها جده إبراهیم(علیهماالسّلام)، فالقادسیة لیست الدیوانیة الیوم ، بل هی منطقة تشمل النجف والکوفة الی قرب الحیرة ، ویوجد فیها قریة تسمی القادسیة ، ومکان یسمی قَادِس ، ومکان یسمی قَدِیس . (الحیرة للدکتور حسن الحکیم/53).

بل یمکن القول إن القادسیة تشمل حتی مسجد النخیلة فی ذی الکفل ، مادام قد أسسه إبراهیم(علیه السّلام).

ص: 34

وفی معجم المحافظات العراقیة: « الدیوانیة ولقبت بالقادسیة لوجود قریة القادسیة بها وهی تبعد عنه نحو 18کم ، ومن الشرق مدینة الکوفة التی تبعد عنها نحو 10 کم».

68048http://www.alnasiriyah.com/forum/showthread.php?p=

لکن وجود قریة باسم القادسیة لا یوجب حصرالقادسیة بها ، لأن المساجد التی أسسها نبی الله إبراهیم(علیه السّلام)جزء منها دون شک .

راجع فی إنشاء القادسیة وتسمیتها ، والربط بینها وبین مکة والقدس:

الکافی :1/390، وأمالی الصدوق/694، وحقائق التأویل/175، والسرائر:1/479، ومفتاح الکرامة:10/348، وکامل الزیارات/ 84 ، و452، ومن لا یحضره الفقیه:2/229،و586، ومختصر بصائر الدرجات/199، وعلل الشرائع:1/214،والحدائق الناضرة:11/318، وریاض المسائل:2/12،والغارات:2/856 ، والأنساب:4/422، ومعجم ما استعجم:1/270 ، وتاج العروس:8/407 ، ومعجم البلدان:1/331 ، و:2 /511، و514، و:3/33، و:4/210و291، و314 ، والأنساب:4/422، وقاموس الکتاب المقدس/129.

هذا أحد الأربعة مساجد التی اختارها الله عز وجل لأهلها ، وکأنی به یوم القیامة فی ثوبین أبیضین شبیه بالمحرم یشفع لأهله ولمن صلی فیه فلا ترد شفاعته .

ولا تذهب الأیام حتی ینصب الحجر الأسود فیه! ولیأتین علیه زمان یکون مصلی المهدی من ولدی ، ومصلی کل مؤمن ، ولا یبقی علی الأرض مؤمن إلا کان به أو حنَّ قلبه إلیه ، فلا تهجروه وتقربوا إلی الله عز وجل بالصلاة فیه ، وارغبوا إلیه فی قضاء حوائجکم ، فلو یعلم الناس ما فیه من البرکة ، لأتوه من أقطار الأرض ، ولو حبواً علی الثلج ».

وفی کامل الزیارات/78: « عن عائشة قالت: سمعت رسول الله(صلّی الله علیه و آله وسلّم ) یقول: عرج بی إلی السماء ، وإنی هبطت إلی الأرض فأهبطت إلی مسجد أبی نوح(علیه السّلام)وأبی إبراهیم وهو مسجد الکوفة فصلیت فیه رکعتین ، قال ثم قالت: قال رسول الله(صلّی الله علیه و آله وسلّم ): إن الصلاة المفروضة فیه تعدل حجة مبرورة ، والنافلة تعدل عمرة مبرورة » .

أقول: عبرت روایة عائشة عن مسجد الکوفة بأنه مصلی نوح(علیه السّلام)لکن روایة أمیر المؤمنین(علیه السّلام)عبَّرت عنه ببیت آدم ونوح وإدریس ، ثم مصلی إبراهیم(علیهم السّلام) ، وهی نص علی أن إبراهیم(علیه السّلام)هو الذی اتخذه مسجداً .

قال ابن إدریس(رحمه الله)فی السرائر:1/422: « مسجد إبراهیم (علیه السّلام)هو

ص: 36

مسجد الکوفة ، ذکر ذلک فی کتاب الکوفة ». وقد تکون مساحته بالأصل أکبر ، ففی الکافی:4/543 ، عن الإمام الصادق(علیه السّلام)قال: « إن القائم إذا قام رد البیت الحرام إلی أساسه ، ومسجد الرسول(صلّی الله علیه و آله وسلّم )إلی أساسه ، ومسجد الکوفة إلی أساسه . قال أبو بصیر: إلی موضع التمارین من المسجد ».

إن هذه الحقائق تدل علی أن لمسجد الکوفة مکانة خاصة فی مذهب أهل البیت(علیهم السّلام) ، وإن بخلت علیه بها بقیة المذاهب ! فهو أحد المساجد الأربعة التی یتخیر المصلی فیها بین القصر والتمام .

قال الإمام الصادق(علیه السّلام):« تتمُّ الصلاة فی أربعة مواطن: فی المسجد الحرام ، ومسجد الرسول(صلّی الله علیه و آله وسلّم )، ومسجد الکوفة ، وحرم الحسین صلوات الله علیه». (الکافی:4/586).

ومعناه أن هذه الأماکن المقدسة للمسلم کالوطن فهو فیها لیس غریباً ، ولذا یتخیر بین الصلاة قصراً أو تماماً.

قال: وأین مسجد سهیل، لعلک تعنی مسجد السهلة؟قال: نعم. قال: أما إنه لو صلی فیه رکعتین ثم استجار بالله لأجاره سنة ! فقال أبو حمزة: بأبی أنت وأمی هذا مسجد السهلة ؟ قال: نعم فیه بیت إبراهیم الذی کان یخرج منه إلی العمالقة ، وفیه بیت إدریس الذی کان یخیط فیه ، وفیه صخرة خضراء فیها صورة جمیع النبیین(علیهم السّلام) ، وتحت الصخرة الطینة التی خلق الله منها النبیین . وفیه المعراج وهو الفاروق موضع منه وهو ممر الناس وهو من کوفان، وفیه ینفخ فی الصور والیه المحشر، ویحشر من جانبه سبعون ألفاً یدخلون الجنة بغیر حساب ».

وفی من لا یحضره الفقیه:1/232: « وأما مسجد السهلة فقد قال الصادق(علیه السّلام): لو استجار عمی زید به لأجاره الله سنة ، ذلک موضع بیت إدریس(علیه السّلام)الذی کان یخیط فیه ، وهو الموضع الذی خرج منه إبراهیم(علیه السّلام)العمالقة ، وهو الموضع الذی خرج منه داود إلی جالوت ، وتحته صخرة خضراء فیها صورة وجه کل نبی خلقه الله عز وجل ، ومن تحته أخذت طینة کل نبی. وهو موضع الراکب . فقیل له وما الراکب؟ قال الخضر».

وفی قصص الراوندی/80 ، بسنده عن الإمام الصادق(علیه السّلام)قال لأبی بصیر:« یا أبا محمد ، کأنی أری نزول القائم فی مسجد السهلة بأهله

ص: 38

وعیاله ، قلت: یکون منزله ؟ قال: نعم هو منزل إدریس(علیه السّلام)، وما بعث الله نبیاً إلا وقد صلی فیه ، والمقیم فیه کالمقیم فی فسطاط رسول الله(صلّی الله علیه و آله وسلّم )! وما من مؤمن ولا مؤمنة إلا وقلبه یحن إلیه ، وما من یوم ولا لیلة إلا والملائکة یأوون إلی هذا المسجد یعبدون الله فیه . یا أبا محمد ، أما إنی لو کنت بالقرب منکم ما صلیت صلاة إلا فیه . ثم إذا قام قائمنا انتقم الله لرسوله ولنا أجمعین ».

وروی فی تأویل الآیات:2/496، حدیثاً طویلاً ، جاء فیه أن جابر بن یزید الجعفی سأل الإمام الباقر(علیه السّلام) عن تفسیر: وَإِنَّ مِنْ شِیعَتِهِ لإبْرَاهِیمَ ، فروی عن النبی(صلّی الله علیه و آله وسلّم )أن الله تعالی کشف لإبراهیم(علیه السّلام) عن بصره فرأی عند العرش أنوار النبی والأئمة من عترته(صلّی الله علیه و آله وسلّم ) ومنهم المهدی الوعود(علیه السّلام)».

أقول: من الثابت أن قتال نبی الله داود(علیه السّلام)لجالوت کان فی فلسطین ، وقد یکون جاء قبل ذلک الی بابل وکوفان ، موطن أبیه إبراهیم(علیهماالسّلام).

أیدیهم . وهو أول من عمل الرایات صلی الله علیه ».

وروی أن قوماً أسروا نبی الله لوطاً(علیه السّلام)فجاهدهم إبراهیم(علیه السّلام)واستنقذه منهم ، وری أن ملک النبط أو ملک الأهواز أغار علی سدوم الأردن . (تاریخ ابن خلدون:2 ق1/36 ، وتاریخ دمشق:2/326 ).

وفی التوراة والإنجیل/23 (موقع arabicbible ): «فخرج ملک سدوم وملک عمورة وملک أدمة وملک صبوییم وملک بالع ، التی هی صوغر ، فی عمق السدیم وخاضوا حرباً 9. مع کدرلعومر ملک عیلام وتدعال ملک جوییم وأمرافل ملک شنعار وأریوک ملک ألاسار ، فکانوا أربعة ملوک ضد خمسة 10. وکان وادی السدیم ملیئا بآبار الزفت ، فاندحر ملکا سدوم وعمورة وسقطا بینها ، أما الباقون فهربوا إلی الجبال11. فغنم المنتصرون جمیع ما فی سدوم وعمورة من ممتلکات ومؤن ومضوا 12. وأسروا لوطاً ابن أخی أبرام المقیم فی سدوم ، ونهبوا أملاکه ثم ذهبوا 13. وجاء أحد الناجین إلی أبرام العبرانی الذی کان ما زال مقیماً عند بلوطات ممرا أخی أشکول وعانر حلفاء أبرام ، وأبلغه بما جری 14. فلما سمع أبرام أن ابن أخیه قد أسر جرد ثلاث مئة وثمانیة عشر من غلمانه المدربین المولودین فی بیته وتعقبهم حتی بلغ دان 15. وفی أثناء اللیل قسم رجاله وهاجمهم وقهرهم ثم طاردهم حتی حوبة شمالی دمشق . 16. واسترد کل

ص: 40

الغنائم ، واسترجع ابن أخیه لوطاً وأملاکه والنساء أیضاً وسواهم من الأسری 17. وجاء ملک سدوم للقاء أبرام فی وادی شوی المعروف بوادی الملک ، بعد عودته من کسرة کدرلعومر والملوک حلفائه 18. وکذلک حمل إلیه ملکی صادق ملک شالیم ، الذی کان کاهناً لله العلی خبزاً وخمراً 19. وبارکه قائلاً: لتکن علیک یا أبرام برکة الله العلی مالک السماوات والأرض . 20. وتبارک الله العلی الذی دفع أعداءک إلی یدیک . فأعطاه أبرام عشر الغنائم کلها 21. وقال ملک سدوم لأبرام: أعطنی الأسری المعتوقین أما الغنائم فاحتفظ بها لنفسک 22. فأجابه أبرام: لقد أقسمت بالرب الإله العلی مالک السماوات والأرض 23. وعاهدته ألا آخذ شیئاً مما هو لک ولو کان خیطاً أو شریط حذاء لئلا تقول:

أنا أغنیت أبرام 24. لن آخذ غیر ما أکله الغلمان. أما نصیب الرجال الذین ذهبوا معی: عانر وأشکول وممرا ، فإنهم یأخذونه ».

وقد أطلق إسم العمالقة علی الیمانیین القدامی ، وعلی سکان فلسطین . فعن الإمام الصادق فی وصف مکة عند تجدید إبراهیم(علیهماالسّلام)للبیت: «ومکة یومئذ سَلَمٌ وسَمَرٌ (شجر) وحول مکة یومئذ ناس من العمالیق ». (الکافی:4/201).

وفی الإختصاص/265: «وکانت جرهم حول الکعبة سکنت بعد العمالیق وسموا عمالیق ، لأن أباهم کان عملاق بن لود بن سام بن نوح ».

ص: 41

وفی الفقیه:2/233: « وأقام إسماعیل(علیه السّلام)فتزوج إسماعیل امرأة من العمالقة وخلی سبیلها، وتزوج أخری حمیریة فکانت عاقلة ».

فهذه النصوص تدل علی أن العمالقة قبیلة ، لکن أنهم الکفار و: «أن النبی(صلّی الله علیه و آله وسلّم )خطب فی حجة الوداع فقال: لأقتلن العمالقة فی کتیبة . فقال له جبرئیل: أو علی بن أبی طالب». (مناقب آل أبی طالب:3/20) . ورواه فی أمالی الطوسی/502 وفسره بالکفار قال: « عن ابن عباس قال: لما نزلت: یا أیها النبی جاهد الکفار والمنافقین، قال النبی(صلّی الله علیه و آله وسلّم ): لأجاهدن العمالقة، یعنی الکفار والمنافقین، فأتاه جبرئیل وقال: أنت أو علی ».انتهی.

والنتیجة: أن فعالیات إبراهیم(علیه السّلام)فی العراق بعد هجرته کانت واسعة ، تحتاج الی مزید من التتبع .

هی ذو الکفل (أعیان الشیعة:1/476) وقال صاحب الجواهر (14/226): «الظاهر من ملاحظة بعض الأخبار وغیرها أن النخیلة هی المسماة الآن بذی الکفل أو مکان قریب منه ، فتکون علی برید من المصر» .

ویطالب الیهود بمسجد ذی الکفل لأنه قبر نبی من أنبیائهم(علیهم السّلام) ویجیبهم المسلمون بأن المکان مسجد أسسه إبراهیم(علیه السّلام)، وقد یکون النبی ذو الکفل(علیه السّلام)طلب أن یدفن فیه ، لأنه من الأرض

المقدسة التی سماها إبراهیم(علیه السّلام)القادسیة . ومن المعروف أن نبوخذ نصر ملک بابل أسر أعداداً من الیهود وأسکنهم فی شمال العراق وجنوبه ووسطه ، ومنهم ذو الکفل . لکن هذا السکن لایوجب للیهود حقاً فی المکان .

html http://www.m-mahdi.com/forum/archive/index.php/t

html

ttp://www.burathanews.com/news_article

فأعرض عنه ، فرددها ثلاثاً ، کل ذلک یقول الرجل وفی عراقنا فیعرض عنه فقال: بها الزلازل والفتن وفیها یطلع قرن الشیطان! وفی روایة: فقام إلیه رجل فقال: یا رسول الله وفی عراقنا ، فأمسک عنه ، فلما کان فی الیوم الثانی قال مثل ذلک ، فقام إلیه الرجل فأعاد مقالته فأمسک عنه ، فولی وهو یبکی! فدعاه النبی

وقال: أمن العراق أنت؟قال: نعم. فقال: إن أبی إبراهیم أراد أن یدعو علیهم فأوحی الله إلیه: لا تفعل، فإنی جعلت خزائن علمی فیهم ، وأسکنت الرحمة قلوبهم ». وجامع الأصول:10/242، بألفاظ مختلفة عن البخاری ، ومسلم ، والموطأ ، والترمذی.

فانظر الی تناقضهم حیث رووا أن إبراهیم(علیه السّلام)الحلیم الأواه المنیب ، أراد أن یدعو علی أهل العراق ! وأن النبی(صلّی الله علیه و آله وسلّم )أبی أن یدعو لهم ! ثم زعموا أن کعب الأحبار أفتی لعمر بن الخطاب بأن العلم والعقل فی العراق ، فقبل عمر ذلک علی مضض!

روی الخطیب البغدادی فی تاریخه:1/52، أن عمر کتب إلی کعب الأحبار: «اختر لی المنازل. قال: فکتب: یا أمیر المؤمنین إنه بلغنا أن الأشیاء اجتمعت فقال السخاء: أرید الیمن فقال حسن الخلق: أنا معک. وقال الجفاء: أرید الحجاز فقال الفقر: وأنا معک . وقال البأس: أرید الشام فقال السیف: وأنا معک . وقال العلم: أرید العراق ، فقال العقل: وأنا معک .

ص: 45

وقال الغنی: أرید مصر فقال الذل وأنا معک . فاختر لنفسک ! قال: فلما ورد الکتاب علی عمر قال: فالعراق إذاً ، فالعراق إذاً »!

أقول: لایمکن قبول أحادیثهم أیّاً کانت مصادرها ورواتها، بعد أن ثبت بسند صحیح عن النبی(صلّی الله علیه و آله وسلّم )وأهل بیته(علیهم السّلام) مدح أرض کوفان ومسجدها وصلاة النبی(صلّی الله علیه و آله وسلّم )فیه فی معراجه ، وأن إبراهیم(علیه السّلام)أسس القادسیة فیها.

ص: 46

ففی الکافی:2/243 ، عن الإمام الصادق(علیه السّلام): « أما والله لقد کانت الدنیا وما فیها إلا واحد یعبد الله ، ولو کان معه غیره لأضافه الله عز وجل إلیه حیث یقول: إِنَّ إِبْرَاهِیمَ کَانَ أُمَّةً قَانِتًا للهِ حَنِیفاً وَلَمْ یَکُ مِنَ الْمُشْرِکِینَ .فغبر بذلک ماشاء الله ثم إن الله آنسه بإسماعیل وإسحاق فصاروا ثلاثة! أما والله إن المؤمن لقلیل وإن أهل الکفر لکثیر».

وفی دعائم الإسلام:1/35: «کان رسول الله(صلّی الله علیه و آله وسلّم )وحده أمة ، لأن الله سبحانه یقول: إِنَّ إِبْرَاهِیمَ کَانَ أُمَّةً قَانِتًا للهِ حَنِیفاً ، فکان إبراهیم وحده أمة ، ثم رفده بعد کبره بإسمعیل وإسحق ، وجعل فی ذریتهما النبوة والکتاب . وکذلک رسول الله(صلّی الله علیه و آله وسلّم )کان وحده أمة ثم رفده بعلی وفاطمة ، وکثره بالحسن والحسین کما کثر إبراهیم بإسمعیل وإسحاق ، وجعل الإمامة التی هی خلف النبوة فی ذریته من ولد الحسین بن علی(علیهم السّلام) ، کما جعل النبوة فی ذریة إسحاق ، ثم ختمها بذریة إسماعیل.

وکذلک کانت الإمامة فی الحسن بن علی لسبقه ، قال الله عز وجل فی ذلک: والسابقون السابقون أولئک المقربون ، فکان الحسن أسبق من الحسین ، ثم نقل الله عز وجل الإمامة إلی ولد الحسین کما نقل النبوة من ولد إسحاق إلی ولد إسماعیل ».

فإبراهیم(علیه السّلام)أبو الدیانات وأبو الأنبیاء والأوصیاء، فقد جعل

ص: 48

الله النبوة والإمامة فی ذریته ، ولم یبعث نبیاً ولا وصیاً إلا منهم .

وهو مُرسی التوحید ، ومؤسس فرع النبوات فی بنی إسرائیل ، وهو مجدد الکعبة ومؤسس النبوة الخاتمة والأمة الآخرة .

وهو المؤسس فی العراق لأمة النبی الخاتم(صلّی الله علیه و آله وسلّم ) من ولده ، والإمام الخاتم(علیه السّلام)الذی سینهی الظلم من الأرض ، ویملؤها قسطاً وعدلاً ، ویبدأ طوراً جدیداً من الحیاة البشریة .

لَکَ وَمِنْ ذُرِّیَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَکَ ، فنحن الأمة المسلمة. وقالا: رَبَّنَا وَابْعَثْ فِیهِمْ رَسُولاً مِنْهُمْ یَتْلُو عَلَیْهِمْ آیَاتِکَ وَیُعَلِّمُهُمُ الکِتَابَ وَالحِکْمَةَ وَیُزَکِّیهِمْ . فنحن أهل هذه الدعوة ورسول الله(علیهماالسّلام)منا ونحن منه ، بعضنا من بعض ، وبعضنا أولی ببعض فی الولایة والمیراث: ذُرِّیَّةً بَعْضُهَا مِنْ بَعْضٍ وَاللهُ سَمِیعٌ عَلِیمٌ ».

وتقدم من دعائم الإسلام:1/31 ، قول الإمام الصادق(علیه السّلام): «لم یکن من الأمم السالفة والقرون الخالیة والأسلاف الماضیة ، ولا سمع به أحد ، أشد ظلماً من هذه الأمة ! فإنهم یزعمون أنه لافرق بینهم وبین أهل بیت نبیهم(صلّی الله علیه و آله وسلّم )ولا فضل لهم علیهم..الخ.» !

وروی الإمام الباقر عن آبائه(علیهم السّلام) : «أول من شق لسانه بالعربیة إسماعیل بن إبراهیم ، وکان أبوه یقول له وهما یبنیان البیت: یا إسماعیل هابی ابن، أی أعطنی حجراً ، فیقول له إسماعیل بالعربیة: یا أبت هاک حجراً ، فإبراهیم یبنی وإسماعیل یناوله الحجارة». (التبیان:1/463) .

وقد رویت أحادیث ضعیفة فی تکون اللغة العربیة ونشأتها ، وزعم بعضها أنها لغة آدم(علیه السّلام)ولغة أهل الجنة ، لکن لغة أهل الجنة لا بد أن تکون أبلغ من لغات الدنیا .

تزوج إسماعیل(علیه السّلام)من ابنة مضاض بن عمرو الجرهمی ، فأولد منها کما ذکر المؤرخون اثنی عشر ولداً هم: « نابت بن إسماعیل ، وقیدار ، وأدبیل ، ومشیا ، ومسمع ، ودما ، وماس ، وأدد ، وطور ، ونفیس ، وطما ، وقیدمان . وذکروا أن إسماعیل(علیه السّلام) عَمَّرَ مائة وثلاثین سنة) (تاریخ الطبری: 1 : 221).

وذکروا أن بعض أبناء إسماعیل ترکوا مکة وبعضهم بقوا فیها، وتنازعوا علی ولایة البیت بینهم مع أخوالهم جرهم فغلب علیه المضاض بن عمرو الجرهمی وولی البیت (تاریخ الیعقوبی:1/ 121 ).

ص: 51

وأطال المؤرخون وتفاوتت روایاتهم فی تاریخ أجداد النبی(صلّی الله علیه و آله وسلّم ) وفی تعدادهم الی إسماعیل(علیه السّلام)، وأکثرها ظنون واحتمالات !

ولعله لذلک روی عن النبی(صلّی الله علیه و آله وسلّم )أنه قال: « إذا بلغ نسبی الی عدنان فأمسکوا » ومعناه أن ما بأیدیهم بعد عدنان غیر صحیح .

راجع: الإختصاص/50 ، والبحار: 54/86 ، وابن خلدون: 2 ق1/3 ، و298 ، والحاکم: 2/598 .

ص: 52

محمد(صلّی الله علیه و آله وسلّم ). وأمه آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة .

ثم ولد للنبی(صلّی الله علیه و آله وسلّم )ثلاثة هم: إبراهیم ، والقاسم ، والطیب ، ماتوا صغاراً . واختلف فی بناته فقیل له أربعة ، وقیل لم یکن له سوی فاطمة(علیهاالسّلام).(الصحیح من السیرة: 2/127)وتزوجها أمیرالمؤمنین (علیه السّلام)فأولد منها سبطی النبی: الحسن والحسین(علیهماالسّلام)وهما ولدا رسول الله بنص القرآن والأحادیث ، قال تعالی: فَمَنْ حَآجَّکَ فِیهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءکَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءکُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءکُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَکُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةُ اللَّهِ عَلَی الْکَاذِبِین .

وقال(صلّی الله علیه و آله وسلّم ): «کل بنی أنثی فإن عصبتهم لأبیهم ما خلا بنی فاطمة فإنی أنا عصبتهم وأنا أبوهم» (مجمع الزوائد:4/224، الطبرانی الکبیر:3/44).

وعن أسامة قال: «طرقت النبی(ص) ذات یوم فی بعض الحاجة فخرج النبی(ص) وهو مشتمل علی شئ لا أدری ما هو ، فلما فرغت من حاجتی قلت: ما هذا الذی أنت مشتمل علیه ؟ فکشف فإذا حسن وحسین علی ورکیه ، فقال: هذان ابنای وابنا ابنتی، اللهم إنی أحبهما فأحبهما وأحب من یحبهما . (ذخائر العقبی لأحمد بن عبد الله الطبری/121، والترمذی: 5/322 ).

ص: 54

«قال رسول الله : أما أنت یا علی فختنی وأبو ولدی ، وأنت منی وأنا منک» (سنن النسائی: 5/149) .

2 - العباس بن عبد المطلب: وأغلب ذریته من ولدیه: عبد الله وعبید الله ، ومنهم فی العراق أکثر من مائة فرع ، متفرقون من البصرة الی الموصل (القاموس العشائری للعامری: 2/ 17).

3 - بنو أبی لهب ، عبد العزی بن عبد المطلب: وله ذریة من ولده عتبة بن أبی لهب (نسب قریش: 90)، منهم الفضل بن العباس بن عتبة الشاعر ، وهو القائل یوم صرفت الخلافة عن علی(علیه السّلام):

ما کنت أحسب أن الأمر منصرف

ألیس أول من صلی لقبلتکم

وآخر الناس عهدا بالنبی ومن

من فیه ما فیهم لا تمترون به

عن هاشم ثم منها عن أبی الحسن

واعلم الناس بالقرآن والسنن

جبریل عون له فی الغسل والکفن

ولیس فی القوم ما فیه من الحسن

( الاستیعاب: یوسف بن أحمد بن عبد البر: 3 : 1133، أسد الغابة لابن الأثیر: 4 : 40)

4 - الحارث بن عبد المطلب: وله: المغیرة ، وعبد الله . وللمغیرة ثلاثة: أبرص ، وربیعة ، ونوفل ، وعقبهما کثیر ، ولنوفل عقب بالبصرة وبغداد ، ومنهم: عبد الله بن الحارث بن نوفل بن الحارث (جمهرة أنساب العرب: 1 : 71) «صحابی،کان یشبه النبی(صلّی الله علیه و آله وسلّم )

ص: 55

وهو أول من ولی قضاء المدینة لمروان بن الحکم . ومات سنة أربع وثمانین». ( الإصابة:4/216) .

ومن ربیعة بن المغیرة بن الحارث: الفضل بن العباس بن ربیعة المقتول فی وقعة الحرة ، والمطلب بن ربیعة بن الحارث سکن دمشق وبها مات ، ومنهم عبد الله بن سلیمان بن محمد بن عبد المطلب ، ولاه المنصور البلقاء والیمن . وغیرهم من الأعلام (جمهرة أنساب العرب:1/72).

5- أبو طالب بن عبد المطلب: وفیه البیت والشرف والعدد ، عادت إلیه زعامة قریش بعد موت أبیه عبد المطلب ، وتزوج من «فاطمة بنت أسد بن هاشم ، وهو أول هاشمیة ولدت لهاشمی ، وکانت جلیلة القدر کان رسول الله(صلّی الله علیه و آله وسلّم )یدعوها أمی ، ولما توفیت صلی علیها ودخل قبرها وترحم علیها» (عمدة الطالب/30).

أولد منها أبو طالب ولده الأربعة: طالب ، وعقیل ، وجعفر ، وأمیر المؤمنین علی بن أبی طالب(علیه السّلام).

1- طالب بن أبی طالب: «کان أکبر ولد أبی طالب ، أخرجه المشرکون وسائر بنی هاشم إلی بدر کرهاً ، فخرج وهو یقول:

ص: 56

یارب إما یعزونَّ طالبْ

فی مقنب من هذه المقانبْ

فلیکن المسلوب غیر السالبْ

ولیکن المغلوب غیر الغالبْ

فلما انهزموا لم یوجد فی الأسری ولا فی القتلی ولا رجع إلی مکة ولیس له عقب» . (الطبقات:1/121).

وفی روایة أن قریشاً لما سمعوا شعره ردوه ، وفی روایة: أنه أسلم (الکافی: 8/375) ویدل علیه شعره فی مدح النبی(صلّی الله علیه و آله وسلّم ).

2- عقیل بن أبی طالب: ویکنی أبا یزید ، وکان عالماً بأنساب العرب وقریش وأیامها ، شهد صفین مع أخیه أمیر المؤمنین(علیه السّلام) ولم یترک نصح أخیه ، والتعصب له (عمدة الطالب/31).

وأولد عقیل أولاداً من أمهات شتی: یزید ، وسعید ، وجعفر الأکبر ، وجعفر الأصغر ، وأبا سعید الأحول ، ومسلم ، وعبد الله الأکبر ، وعبد الله الأصغر ، وعبد الرحمن ، وعلی الأکبر ، وعلی الأصغر ، وحمزة وعیسی ، وعثمان ، ومحمد (نسب قریش/84).

وقتل من أولاد عقیل مع الحسین(علیه السّلام)أربعة: مسلم ، وجعفر ، وعبد الرحمن ، وعبد الله. ومن أحفاده ثلاثة: عبد الله بن مسلم ، ومحمد بن مسلم ، ومحمد بن أبی سعید (قصة کربلاء لمنفرد/331).

ومات بعض أولاد عقیل وهم صغار ، وبعضهم لا بقیة له ، ولم

ص: 57

یعقب منهم ، إلا حفیده عبد الله بن محمد بن عقیل فأولد:

1 - محمد بن عبد الله بن محمد بن عقیل ، وقال السید الأعرجی فی الدر المنثور ، مختصراً : «فأما محمد فأولد خمسة: إبراهیم وعلی ولهم عقب بفارس . طاهر وله عقب بمصر. القاسم وله عقب فی طبرستان . یسمون بنو المرقوع . ومن ولده عقیل بن القاسم. والخامس: عقیل بن محمد وعقبه أکثر من باقی أخوته: فله ذریة فی الیمن ، ومن ولده أحمد بن عقیل . وله ذریة کثیرة من ولدیه أبی جعفر عبد الله بن عقیل بعضهم بقم ، وبعضهم بنصیبین ، وبعضهم بحلب وبیروت ، وهؤلاء من ذریة عبد الله الأصفهانی العالم النسابة شیخ شبل بن بکر النسابة ». (الدر المنثور فی أنساب المعارف والصدور للسید جعفر الأعرجی البغدادی/40) .

2- مسلم بن عبد الله بن محمد بن عقیل: أعقب من ولده:

« أ- عبد الرحمن: وله ذریة فی طبرستان ، وبعضهم فی الکوفة منهم: عبد الله بن الحسین بن محمد.

ب - عبد الله ویعرف بابن الجمحیة وأکثر ذریته من ولدیه إبراهیم الملقب (دخنة) ویسکنون نصیبین وهم عدة بطون منهم: بنو الغلق ، وبنو همام . وسلیمان بن عبد الله: وله ذراری کثیرة فی

ص: 58

مصر منهم محمد بن قمری . وله ذریة فی الکوفة من حفیده الحسین بن أحمد بن سلیمان منهم النائحة فاطمة بنت الحریش ، وله ذریة فی المدینة المنورة من الحسن بن عقیل بن محمد بن الحسین بن أحمد بن سلمان .

ت - عیسی الأوقص: وله ذریة من ولده العباس بن عیسی قاضی کرمان منتشرون فی خراسان وطبرستان»(المصدر السابق/41).

3- جعفر بن أبی طالب(علیه السّلام): الشهید بمؤتة والملقب بالطیار ، کان من أول المسلمین ، وأرسله النبی(صلّی الله علیه و آله وسلّم )الی الحبشة مع المهاجرین ، وهاجرت معه امرأته أسماء بنت عمیس الخثعمیة ، فلم یزل بأرض الحبشة حتی قدم والنبی(صلّی الله علیه و آله وسلّم )بخیبر سنة سبع ، فالتزمه وقبَّل ما بین عینیه ، وقال: ما أدری بأیهما أنا أفرح بقدوم جعفر ، أو بفتح خیبر». (الطبقات الکبری: محمد بن سعد:4/34)

وکان(علیه السّلام) «أشبه الناس خلقاً وخلقاً برسول الله(صلّی الله علیه و آله وسلّم ). وهو أکبر من علی رضی الله عنهما بعشر سنین» (الاستیعاب: 1 : 142)

ثم بعثه النبی(صلّی الله علیه و آله وسلّم ) علی رأس جیش الی مؤتة لمقاتلة الروم ، فقاتل «حتی قطعت یداه جمیعاً ثم قتل . فقال رسول الله(صلّی الله علیه و آله وسلّم ): إن الله عز وجل أبدله بیدیه جناحین یطیر بهما فی الجنة حیث یشاء

ص: 59

فمن هنا قیل له جعفر ذو الجناحین . وروی عن (عبد الله) بن عمر قال: وجدنا ما بین صدر جعفر بن أبی طالب ومنکبیه وما أقبل منه تسعین جراحة ما بین ضربة بالسیف وطعنة بالرمح !

ولما أتی النبی(صلّی الله علیه و آله وسلّم )نعی جعفر أتی امرأته أسماء بنت عمیس فعزَّاها فی زوجها جعفر ، ودخلت فاطمة رضی الله عنها

وهی تبکی وتقول: واعماه. فقال رسول الله(صلّی الله علیه و آله وسلّم ): علی مثل جعفر فلتبک البواکی» (المصدر السابق:1 :143 ).

أولد جعفر ثمانیة بنین وهم: عبد الله ، وعون ، ومحمد الأکبر ، ومحمد الأصغر ، وحمید ، وحسین ، وعبد الله الأصغر ، وعبد الله الأکبر ، وأمهم أجمع أسماء بنت عمیس الخثعمیة مات أربعة منهم ولم یعقبوا

، واستشهد الخامس منهم وهو محمد الأصغر مع الحسین(علیه السّلام)(عمدة الطالب/36) أما الثلاثة الباقون فهم:

1- عون بن جعفر بن أبی طالب: استشهد وأخوه محمد بن جعفر بتُستَر ولا عقب له (الاستیعاب:3/1247) وعده الشیخ الطوسی فیمن روی عن أمیر المؤمنین(علیه السّلام) (رجال الطوسی/75) وقال ابن عنبة إنه استشهد فی الطف مع الحسین(علیه السّلام)، وله ابن إسمه مسور (عمدة الطالب: 37)

ص: 60

2- محمد بن جعفر: ذکر ابن عنبة أنه استشهد فی صفین مع عمه أمیر المؤمنین(علیه السّلام)(المصدر السابق: 36 ).

3- عبد الله بن جعفر: أحد المشهورین بالکرم من العرب ، تزوج زینب بنت أمیر المؤمنین(علیه السّلام)وله منها أولاد . ومات سنة ثمانین للهجرة وخلَّف أربعاً وعشرین ذکراً . (الدر المنثور للأعرجی/ 42)

قتل منهم مع الحسین(علیه السّلام)ثلاثة: عون بن عبد الله بن جعفر ، ومحمد بن عبد الله بن جعفر ، وأمهم زینب(علیهاالسّلام) . وعبید الله بن عبد الله بن جعفر ، وأمه الخوصاء بنت حفص (قصة کربلاء/336).

ولم یعقب من أولاد عبد الله بن جعفر إلا أربعة: «معاویة ، وعلی الزینبی ، وإسحاق العریضی ، وإسماعیل بن عبد الله الشاعر (الدر المنثور للأعرجی: 42).

ومن فروع عبد الله بن جعفر:

1- إسماعیل بن عبد الله بن جعفر: روی عن الإمام زین العابدین والباقر والصادق(علیهم السّلام) (رجال الطوسی: 110،159)، وکان من الزهاد (المجدی/279) وله بقیة فی جرجان (الدر المنثور: 43) .

وبعضهم فی الکوفة منهم: أبو طالب الجعفری ، شاعر مقل ، قال فیما جری بین الطالبیین والعباسیین:

ص: 61

بنی عمنا لا تذمرونا سفاهة

فینهض فی عصیانکم من تأخرا

وإن ترفعوا عنا ید الظلم تخبنوا

لطاعتکم منا نصیبا مؤخرا

(الوافی بالوفیات:3/274)

ومنهم: «عبد الله بن الحسن بن عبد الله بن إسماعیل بن عبد الله بن جعفر بن أبی طالب ودعا إلی نفسه أیام المعتصم العباسی ، فأخذ وحبس فی سامراء ، ومات فی الحبس» (شرح الأخبار:3/345).

2- إسحاق بن عبد الله بن جعفر: الملقب بإسحاق العرضی ، «فمن ولده القاسم بن العرضی الأمیر بالیمن ، أحد رجال بنی هاشم ، کان ممدحاً جلیلاً ذا برٍ ومواساة ، وهو ابن خالة الصادق(علیه السّلام). ومنهم أبو محمد القاسم بن جعفر، وکان نقیب الطرم . ومحمد بن علی بن إسحاق ، قتل فی حرب عبد الله بن عبد الحمید الملتانی العمری. وأبو علی عیسی بن یحیی بن القاسم العرضی ، کان أسود الجلد وکان فاضلاً وولی عمان . ومنهم أحمد بن عبد الله بن القاسم بن العرضی صاحب العرضة بالمدینة . ومنهم الشیخ المقدم بالکرخ أبو الحسن طاهر بن محمد بن العرضی ، ولهم بقیة جلیلة بقزوین فی الجاه والعدد ، ومنهم عبد

ص: 62

الرحمن بن جعفر الملقب شوشان ، من ولده بنصیبین وغیرها» (المجدی فی أنساب الطالبیین: 298)

ومنهم داود بن القاسم بن إسحاق أبو هاشم الجعفری: «من أهل بغداد ، ثقة جلیل القدر عظیم المنزلة عند الأئمة(علیهم السّلام) ، شاهد أبا جعفر وأبا الحسن وأبا محمد(علیهم السّلام) ». (خلاصة الأقوال/ 142) .

ومنهم:محمد بن إبراهیم،ثار علی المعتمد العباسی.(شرح الأخبار:3/348)

3- معاویة بن عبد الله بن جعفر: قیل سماه معاویة لأن معاویة بن أبی سفیان طلب منه ذلک ، وقیل أنه بذل له ألف ألف دینار (عمدة الطالب: 38) ! .

وقد أولد معاویة خمسة وهم: عبد الله وصالح. وکل عقبه منهما ویزید ، ومحمد ، وعلی، لم یبق لهم عقب یذکر. (الأساس الأعرجی/45).

وقد ثار عبد الله فی الکوفة علی مروان بن محمد آخر الخلفاء الأمویین «فأجابه جماعة بها وذلک فی سنة سبع وعشرین ومائة.. ثم خرج إلی فارس فنزل أصفهان ودعا إلی نفسه ، فأجابه ناس کثیر من العرب والعجم ، واستولی علی فارس کلها وأصفهان وما والاها ، واستعمل أخاه الحسن بن معاویة علی إصطخر ، ویزید بن معاویة علی

شیراز ، وعلی بن معاویة علی کرمان ،

ص: 63

وصالح بن معاویة علی قم . وجاءه بنو هاشم ، فمن أراد عملاً استعمله ومن أراد صلة وصله .

وقدم إلیه معهم أبو العباس السفاح وأبو جعفر المنصورابنا محمد بن علی بن عبد الله بن العباس فولاهما خراج بعض الکور. ولم یزل عبد الله بن معاویة بإصطخر حتی أتاه جیش عامر بن صالح ، فانهزم عبد الله بن معاویة فیمن معه وأسر منهم أربعین رجلا..ومر عبد الله وأخوه هاربین إلی أن صاروا إلی هزلة فقبض علیهم مالک بن الهیثم وکتب بأخبارهم إلی أبی مسلم الخراسانی بخراسان فأمره بقتل عبد الله ، فقتله وبعث الیه أخویه یزید والحسن بن معاویة فحبسهما أبو مسلم مدة ، ثم خلی سبیلهما ، وأما علی بن معاویة ، فقتله ابن ضبارة قائد الجیش الأموی . (شرح الأخبار: 3 : 122)

ولصالح بن معاویة ذریة کثیرة فی أصفهان ، منهم ابنه محمد ، أحد أصحاب الإمام الصادق(علیه السّلام) . (رجال الطوسی: 286)

4- علی بن عبد الله بن جعفر: یلقب بالزینبی ، وأکثر ذریة جعفر بن أبی طالب منه ، وخلاصة البطون والفروع التی تنسب إلیه:

1- بنو إبراهیم الأعرابی ، کان من أجلاء بنی هاشم ، وهم بنو

ص: 64

إبراهیم بن محمد الرئیس. انتشروا فی بلاد الجبل إیران .

2- بنو جعفر بن إبراهیم الأعرابی (المصدر السابق: 48 ) ، منهم: سلیمان بن جعفر بن إبراهیم ، روی عن الرضا(علیه السّلام)، وروی أبوه عن أبی عبد الله وأبی الحسن(علیهماالسّلام)وکانا ثقتین . له کتاب فضل الدعاء ». (رجال النجاشی: 183).

3- بنو محمد (العالم)بن جعفر بن إبراهیم الأعرابی . (الدر المنثور للأعرجی 48- 73، وکذا ما بعده الی رقم26).

4- بنو محمد البصری بن داود بن محمد العالم.

5- بنو حجاف: بنو موسی بن عبد الله بن داود بن محمد العالم.

6- بنو عجرة: وهم بنو إبراهیم بن عبد الله ، فی بلاد الجبل .

7- بنو یوسف بن عبد الله بن داود ، بطن کبیر من بنی جعفر .

8- القواسم: وهم بنو یعقوب بن جعفر بن إبراهیم الأعرابی.

9- بنو إبراهیم بن جعفر ، بطن من الجعافرة ببغداد ، منهم السید أبو یعلی بن حمزة صاحب کتاب الوسیلة ، فقیه مشهور ، تولی مرجعیة الطائفة بعد الشیخ المفید محمد بن النعمان .

10- بنو یوسف بن جعفر بن إبراهیم ، الملقب بأبی الأمراء ، وله أعقاب منهم بنو مفرج فی الحجاز ، وبنو صبرة بوادی القری .

ص: 65

11- بنو عیسی بن جعفر بن إبراهیم الملقب بالخلیصی ، عقبه منتشر فی طبرستان وفی الموصل والبصرة ، ومنهم فی مصر.

12- بنو إبراهیم (المقتول) بن إسماعیل بن جعفر ، منهم بنو داود فی بغداد ، وبنو شکر فی صعید مصر .

13- بنو الطیار: وهم بنو موسی بن جعفر بن إبراهیم ، ودخلوا فی السادة الموسویة ، منهم بنو الحسن بن موسی فی مصر ، وتونس فی القیروان ، وبنو الحسین بن موسی فی المدینة.

14- بنو عبد الله بن جعفر السید بن إبراهیم ، وله عقب فی الموصل ، منهم عبد الله بن علی القرشی الشاعر .

15- بنو الحصینی: وهم بنو داود بن جعفر السید .

16- بنو آل أبی الهیاج ، وهم بنو یحیی بن إبراهیم الأعرابی .

17- بنو إبراهیم بن عبید الله الأعرابی ، لهم عدد فی دمشق .

18- بنو داود بن أبی الکرام عبد الله بن محمد الرئیس ، فیهم کثرة وعدد ، سکن أغلبهم الأهواز وقزوین .

19- بنو إبراهیم بن محمد المطبقی الرئیس، کان لهم بقیة ببغداد .

20- بنو زید بن الحسن بن القاسم بن محمد بن أحمد بن إبراهیم الأعرابی ، الملقب بالطوری، أکثر عقبه فی الحلة وبغداد وکربلاء

ص: 66

21- بنو علی بن إبراهیم بن محمد المطبقی، فیهم کثرة وعدد ، منهم بنو العباس فی بغداد ومنهم الفقیه محمد ابن میمونة .

22- بنو محمد العمشلیق ، وکانوا یسکنون الکوفة .

23- بنو محمد العنطوانی وبنو أحمد بن إسحاق الأشرف .

25- بنو حمزة بن إسحاق ، وهم بطن کبیر .

26- بنو الصدری، نسبة الی الصدر موضع بالمدینة ، منهم بنو الجمالان فی الحلة ، ومنهم فی بلاد الجبل .

وذکر الدکتور عمر کحالة فی معجم قبائل العرب لبنی علی الزینبی بطونا کثیرة فی الدیار المصریة ، هی:

27- إبراهیم بن محمد: بطن من الجعافرة بمصر ، ینتسبون إلی عبد الله بن جعفر (معجم قبائل العرب: 1 : 3)

28- ثعلب بن داود:عشیرة فی أسیوط .(المصدر السابق: 1/142).

29- ثعلب بن یعقوب:بطن من الجعافرة بمصر.(المصدر :1 : 143).

30- الخلصیون: بطن من الجعافرة بمصر .(المصدر :1 :354 ).

31- الصالحیون: بطن من الجعافرة بمصر .(المصدر السابق:2 : 627)

ص: 67

32- محمد: بطن من الجعافرة أقام بمصر وهم بطون: الخلصیون الصالحیون ، بنو علی ، بنو صالح ، بنو قاسم ، بنو إدریس ، بنو شاکر ، بنو عبد الله ، بنو شعران ، بنو والی ، بنو زید ، بنو إبراهیم أولاد الشریف ثعلب ، وبنو علاق . (المصدر السابق:3 : 1049 ).

ص: 68

وکان واضحاً بعد هزیمة کسری علی ید هرقل، أن نظامه قد تضعضع وأن العراق یتهیأ للفتح بید النبی(صلّی الله علیه و آله وسلّم )والمسلمین ، وأن القبائل العراقیة ستتولی ثقل تحریره وکانت أکثر من ثلاثین قبیلة .

وکان علی(علیه السّلام)فی حیاة النبی(صلّی الله علیه و آله وسلّم )یصدع فی وجه قریش بأنه سیواصل خط النبی(صلّی الله علیه و آله وسلّم )لیمنعها من التفکیر بالردة ! « کان یقول فی حیاة رسول الله(صلّی الله علیه و آله وسلّم )إن الله یقول: أفإن مات أو قتل انقلبتم علی أعقابکم والله لا ننقلب علی أعقابنا بعد إذ هدانا الله .والله لئن مات أو قتل لأقاتلن علی ما قاتل علیه حتی أموت! والله إنی لأخوه وولیه وابن عمه ووارث علمه فمن أحق به منی». (الحاکم:3 /126، وسنن النسائی :5/125، والخصائص/85 ، والمحاملی/163، والطبرانی فی الکبیر:1/107، وابن کثیر فی تفسیره:1/418، والدر المنثور:2/81 ، ومجمع الزوائد: 9/134، وصححه. وأمالی الطوسی/502، ومحمد بن سلیمان فی مناقبه: 1/339 .

وعندما سیطرت قریش علی خلافة النبی(صلّی الله علیه و آله وسلّم )سجل علی(علیه السّلام) موقفه فی إدانة ما حدث ، ثم نهض لدفع الأخطار عن الإسلام ، وتسییر سفیتنه ما أمکنه فی المسار الذی أراده النبی(صلّی الله علیه و آله وسلّم ) .

ومن ذلک عمله لتصحیح حرکة الفتوحات واختیاره القادة المیدانیین فی فتح العراق وفارس وفلسطین والیرموک ومصر .

ص: 70

ومن ذلک: توجیهه أبا بکر وعمر فی تمصیر البصرة والکوفة ، حسب ما وجهه رسول الله(صلّی الله علیه و آله وسلّم )، وإدارته معرکة نهاوند التی سمیت فتح الفتوح . راجع بحثنا فی دور علی وتلامیذه فی الفتوحات: 62(رحمه الله)part=1 //alameli.net/books/index.php?book= http:

ومن ذلک: نقله عاصمة الإسلام عندما تولی الخلافة ، من المدینة الی العراق ، وبیانه مکانة العراق فی عصره ، ومستقبله کعاصمة لولده الإمام المهدی الموعود(علیه السّلام).

ص: 71

جبهته، فقاله قرظة بن کعب: الحمد لله یا أمیر المؤمنین الذی أعز ولیک وأذل عدوک ، ونصرک علی القوم الباغین الطاغین الظالمین»

وبذلک أصبحت الکوفة عاصمة العالم الإسلامی ، وقد ذکروا لاختیار الإمام لها عاصمةً جدیدةً أسباباً عدیدة ، منها توسطها فی بلاد الدولة الإسلامیة ، ومنها قدراتها الإقتصادیة ، ومنها حرصه(علیه السّلام)علی إبعاد المدینة المنورة عن الصراع السیاسی .

لکن المؤکد منها مکانتها الدینیة وموقعها فی التاریخ والمستقبل کما نصت أحادیث النبی وأهل بیته(صلّی الله علیه و آله وسلّم ).

روی أبو بکر الحضرمی عن الإمام الباقر(علیه السّلام)قال: «قلت له: أی بقاع الأرض بعد حرم الله وحرم رسوله أفضل؟ فقال: یا أبا بکر هی الزکیة الطاهرة ، فیها قبور النبیین والمرسلین وغیر المرسلین، والأوصیاء الصادقین ، وفیها مسجد سهیل الذی لم یبعث الله نبیاً إلا وصلی فیه ، وفیها یظهر عدل الله ، وفیها یکون قائمه (المهدی المنتظر) والقوام من بعده ، وهی منازل النبیین والأوصیاء والصالحین» (فضل الکوفة ومساجدها: محمد بن جعفر المشهدی: 11)

وروی عن الإمام الصادق(علیه السّلام)قال:« نعم المسجد مسجد الکوفة صلی فیه ألف نبی وألف وصی، ومنه فار التنور، وفیه نُجِّرت

ص: 73

السفینة . میمنته رضوان الله ، ووسطه روضة من ریاض الجنة» (ثواب الأعمال/30).

وعن سلیمان بن هارون العجلی قال: «سمعت أبا عبد الله(علیه السّلام) یقول: ما أظن أحداً یحنَّک بماء الفرات إلا أحبنا أهل البیت ، وسألنی: کم بینک وبین ماء الفرات ؟ فأخبرته، فقال: لو کنت عنده لأحببت أن آتیه طرفی النهار » (ثواب الأعمال/107 ).

وروی المفید(رحمه الله)فی أمالیه/127، عن عبد الرحمن بن عبید بن الکنود قال: «قدم أمیر المؤمنین علی بن أبی طالب(علیه السّلام)من البصرة إلی الکوفة لاثنتی عشرة لیلة خلت من رجب ، فأقبل حتی صعد المنبر ، فحمد الله وأثنی علیه ثم قال: أما بعد ، فالحمد لله الذی نصر ولیه وخذل عدوه ، وأعز الصادق المحق ، وأذل الکاذب المبطل. علیکم یا أهل هذا المصر بتقوی الله ، وطاعة من أطاع الله من أهل بیت نبیکم(صلّی الله علیه و آله وسلّم )الذین هم أولی بطاعتکم فیما أطاعوا الله فیه ، من المنتحلین المدعین المقابلین إلینا، یتفضلون بفضلنا ویجاحدوناه وینازعونا حقنا ویدفعونا عنه ، وقد ذاقوا وبال ما اجترحوا فسوف یلقون غیاً .

ص: 74

إنه قد قعد عن نصرتی رجال منکم فأنا علیهم عاتب زار ، فاهجروهم، وأسمعوهم ما یکرهون حتی یعتبوا أو نری منهم ما نرضی. فقام إلیه مالک بن حبیب التمیمی الیربوعی وکان صاحب شرطته فقال: والله إنی لأری الهجر وإسماع المکروه لهم قلیلاً، والله لئن أمرتنا لنقتلنهم!

فقال له أمیر المؤمنین(علیه السّلام):یا مال ، جزت المدی ، وعدوت الحد، وأغرقت فی النزع ! فقال: یا أمیر المؤمنین:

لبعض الغشم أبلغ فی أمورٍ

تنوبک من مهادنة الأعادی

فقال أمیر المؤمنین(علیه السّلام): لیس هکذا قضی الله یا مال ، قال الله تعالی: النَّفْسَ بِالنَّفْسِ ، فما بال بعض الغشم ! وقال الله سبحانه: وَمَنْ قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِیِّهِ سُلْطَانًا فَلا یُسْرِفْ فِی الْقَتْلِ إِنَّهُ کَانَ مَنْصُورًا . فقام إلیه أبو بردة بن عوف الأزدی وکان عثمانیاً تخلف عنه یوم الجمل وحضر معه صفین علی ضعف نیة فی نصرته ، فقال: یا أمیر المؤمنین أرأیت القتلی حول عائشة وطلحة والزبیر بم قتلوا ؟ فقال أمیر المؤمنین(علیه السّلام): بما قتلوا شیعتی وعمالی ، وبقتلهم أخا ربیعة العبدی(رحمه الله)فی عصابة من المسلمین قالوا: لا ننکث البیعة کما نکثتم ، ولا نغدر کما غدرتم ، فوثبوا علیهم

ص: 75

فقتلوهم ظلماً وعدواناً ، فسألتهم أن یدفعوا إلیَّ قتلة إخوانی منهم أقتلهم بهم ، ثم کتاب الله حکم بینی وبینهم ، فأبوا علی وقاتلونی وفی أعناقهم بیعتی ودماء نحو ألف من شیعتی فقتلتهم بذلک ! أفی شک أنت من ذلک ؟ فقال : قد کنت فی شک ، فأما الآن فقد عرفت ، واستبان لی خطأ القوم ، فإنک أنت المهتدی المصیب ».

والأحادیث فی فضل الکوفة ومسجدها وفراتها وبقیة بقاع العراق کثیرة ، لایتسع المجال لإیرادها .

ص: 76

وبارک فی ذریة نبیه(صلّی الله علیه و آله وسلّم )وجعلهم من ابنته الصدیقة الطاهرة فاطمة الزهراء(علیهاالسّلام) . قال(صلّی الله علیه و آله وسلّم ): «کل بنی أنثی فإن عصبتهم لأبیهم ما خلا بنی فاطمة فإنی أنا عصبتهم وأنا أبوهم». (مجمع الزوائد: الهیتمی: 4/224، معجم الطبرانی الکبیر: 3/44 ).

وقد تکاثر السادة من ذریة علی وفاطمة(علیهماالسّلام)رغم سیاسة الأمویین والعباسیین الخبیثة فی إبادتهم وتقتیلهم ، بل زاد عددهم علی کل بنی أمیة ، وهم الیوم فی العالم أکثر من ثلاثین ملیوناً ! ویسمونهم فی العراق: السادة ، وهی جمع سید وکذا وأسیاد ، وجمع الجمع سادات. ومعنی السید: الماجد ، الشریف ، رئیس القوم . وذکر ابن شهرآشوب أن الناس یسمون أبناء النبی(صلّی الله علیه و آله وسلّم ): أهل البیت، وآل محمد ، وعترة النبی ، وأولاد الرسول ، وآل طه، وآل یاسین، ویلقبون کلاًّ منهم بالسید والشریف. (المناقب: 1/374 ). وجمعه شُرَفاء وأشراف ، ویستعملونه مقترناً بالسید فیقولون: السید الشریف.

ویطلق السید فی عصرنا فی العراق وإیران ولبنان وغیرها من البقاع علی العلویین من بنی هاشم . (الشرف المؤبد/42 ، جامع الأنساب/33 (.والحسنیون: هم ذریة الإمام الحسن السبط ، وقد أعقب(علیه السّلام): «ستة عشر ولداً: زید والحسن المثنی والحسین وطلحة وإسماعیل وعبد الله وحمزة ویعقوب وعبد الرحمن وأبو بکر وعمر والقاسم وأم الحسین الخیر وأم

ص: 78

الحسن وفاطمة وأم سلمی وأم عبدالله ورقیة . وأعقب من ولد الحسن أربعة: زید والحسن والحسین الأثرم وعمر ، إلاّ أن الحسین وعمر توفیا وانقطع نسلهما ، وانحصر عقب الإمام الحسن بزید والحسن المثنی .

والحسینیون: أولاد الإمام الحسین(علیه السّلام)وهم: علی الأکبر وعلی الأصغر، وجعفر ، وعبد الله ، وفاطمة ، وسکینة . والعقب من ذریته فی العراق والعالم ، من ولده زین العابدین السجاد(علیه السّلام)، فقد أعقب(علیه السّلام)تسعة أولاد وسبع بنات: الإمام محمد الباقر ، وعبدالله الباهر ، وزید الشهید ، وعمر الأشرف ، والحسین الأصغر ، وعلی . أما أولاده الثلاثة فهم بلا عقب.

ونورد فیما یلی فهرساً بجملة من عوائل السادة ، حسب الأبجدیة ، مقتطفاً من موقع الإمام الرضا(علیه السّلام): http://www.imamreza.net/arb/

آل أبو التِّمَّن: والتمن هو الأرز باللهجة العراقیة . وینتسبون إلی السید إبراهیم المجاب بن محمد العابد بن الإمام الکاظم(علیه السّلام). وقد سکنوا فی کربلاء فی القرن الثالث عشرالهجری .

آل البَعّاج: حسینیون مساکنهم فی البصرة ومیسان وذی قار وواسط والقادسیة وبغداد والنجف . وتدل وثائقهم علی أنهم من السادة الرضویة من ذریة السید محمد بن الإمام علی الهادی(علیه السّلام). وجاء لقبهم من کرامة

ص: 79

لجدهم حیث دخل لصوص الی بیته للسرقة ، فبُعِجت بطونهم بسکاکین ، فلُقِّب بالبعاج .

آل تاج الدین: من فروع السادة المشاهدة ، وجدهم السید تاج الدین بن رشد بن غیث بن زین الدین بن علی بن فارس بن ثابت بن مسلم الکبیر . وهم فی الطارمیة والغالبیة وبغداد . وفروعهم: البو بکر المحمد ، البوقاسم المحمد ، البو ترکی المحمد ، البو حمد المحمد .

آل ثابت: من أقدم الأسر العلویة التی سکنت کربلاء المقدسة . وتدل وثائقهم علی أنهم سدنة روضتی الإمام الحسین(علیه السّلام)وأخیه العباس وحکام کربلاء ونقباؤها . وذکرهم ابن بطوطة فی رحلته . واللقب من إسم جدهم السید ثابت. وکان یُطلق علیهم قدیماً آل زُحَیْک ، نسبة إلی جدهم السید زحیک بن السید یحیی.

آل الجزائری: من الأسر العلویة الموسویة فی جنوب العراق ووسطه. وجاءت تسمیتهم من منطقة الجزائر « الچبایش » جنوب العراق ، التی سکنها جدهم الأعلی السید محمد بن الحسین بن محمود بن غیاث الملقب بشیبان بن الإمام موسی الکاظم(علیه السّلام). وأعقب عبد الله وأعقب هذا ثلاثة هم: نعمة الله وفرج الله ونجم الدین الحسن. وظهرت منهم فروع السادة آل الجزائری: ومن فروعهم: آل الحَجّار الجزائری ، وآل طیّب الجزائری،

ص: 80

وآلبو إمام ، وآل ناشر الإسلام ، وآل الطُوَیِّل بالتصغیر ، وآل البطَّاط فی العمارة ، وهم غیر آل البطاط فی البصرة . وآل کرم الله ، وغیرهم.

آل الخِرسان: من فروع السّادة الموسویة الحسینیة . وترجع أصولهم حسب وثائقهم الی ( آل معصوم ) نسبة إلی جدهم السید أبی الحسن معصوم من أعیان القرن الخامس الهجری . وفیهم علماء کبار فی النجف وغیرها .

آل الدنین: الدنِّیون من السادة العلویة ، ترجع أصولهم إلی السید جعفر الخواری بن الإمام موسی الکاظم(علیه السّلام). واللقب نسبة إلی جدهم السید دنانة بن غزال بن حسین بن موسی بن عبدالله بن حسن بن علی ، المهاجر من المدینة سنة702 هجریة ، بن محفوظ بن ثابت بن موسی بن محمد بن حمدان بن راشد بن ثامر بن موسی بن محطم بن منیع بن سالم بن فاتک بن هاشم بن هثیمة بن هاشم بن فاتک بن علی بن سعد بن سالم بن علی صبرة بن موسی العصیم بن علی الخواری بن الحسن الثائر بن جعفر الخواری بن الإمام موسی الکاظم(علیه السّلام). وقد برز منهم رجال مشهورون .

آل الذبیح: من فروع السادة الزیدیة ، وهم حسب وثائقهم من ذریة الحسین ذی العبرة بن زید الشّهید . ولقب الذبیح تیمنٌ بجد النبی(صلّی الله علیه و آله وسلّم ) إسماعیل وأبیه عبد الله ، وروی أن سلمان الفارسی وَشَم علی کتفه کلمة الذبیح، وکذلک وشم جدهم السید عبدالله علی کتفه کلمة الذبیح فسمیت

ص: 81

ذریته الذبحاویین. وفروعهم: آل یوسف ، وآل قاسم ، وآل عزام ، وآل زوین ، وآل مرعب ، وآل الشّرع ، وآل طاهر ، وآل چراخ .

آل بو رغیف: عشیرة موسویة حسینیة من ذریة السید موسی الحائری بن السید جعفر النقیب بن السید محمد الحائری بن السید إبراهیم المجاب بن السید محمد العابد بن الإمام موسی الکاظم(علیه السّلام). وجاءتهم تسمیة ( أبو رغیف) من جدهم السید طاهر . وهم فی واسط والبصرة ومیسان والنجف وذی قار ودیالی ، وفروعهم نحو عشرین فرعاً لکل منها رئیسه .

آل زوین: وهم حسب وثائقهم من فروع السادة الأعرجیة ذریة عبیدالله الأعرج بن الحسین الأصغر بن الإمام زین العابدین(علیه السّلام)وجاء لقبهم من جدهم السید زوین الملقب زین الدین. وقد نزحوا من الجزیرة العربیة إلی العراق قبل أکثر من ثلاثة قرون ، فجاء جدهم السید زین الدین بن رمضان الی قریة الرّماح ثم سکن الکوفة. وذریته فی أنحاء العراق .

آل السّبزواری: یرتقی نسبهم إلی الدوحة الموسویة الحسینیة، السید محمد الحائری بن إبراهیم المجاب. ونسبتهم الی مدینة سبزوار فی فی شمال إیران . وهاجر قسم منهم إلی النجف الأشرف لطلب العلوم وبرز منهم المرجع السید عبد الأعلی بن السید علی رضا بن السید عبد العلی بن السید عبد الغنی بن السید محمد بن السید حسین بن محمد بن السید حسن بن السید

ص: 82

محمد بن السید علی بن السید محمد بن السید إبراهیم بن السید حسین بن السید شرف الدین بن السید مرتضی بن السید زین العابدین بن السید محمد بن السید أحمد بن السید شمس الدین أحمد الفقیه وکان حیاً عام 854 ه-. له کتاب زاد السبیل فی الفقه ، بن السید أحمد بن السید محمد بن السید علی بن السید شرف الدین محمد الأخرس بن السید محمد الأطرش بن السید أبی محمد بن السید إبراهیم بن السید محمد بن السید عبدالله بن السید أبی الحسن برکة بن السید أبی الحسن معصوم بن السید أحمد الأکبر بن السید الحسن بن السید محمد الحائری المعروف بالعکار دفین مدینة الحی بن السید إبراهیم المجاب بن السید محمد العابد بن الإمام موسی الکاظم(علیه السّلام) .فکان(رحمه الله)مرجعاً للشیعة بعد وفاة السید أبی القاسم الخوئی(رحمه الله). وعرف بغزارة العلم وبالعرفان ، واشتهرت عنه الکرامات ، ومنها أنه رأی النبی(صلّی الله علیه و آله وسلّم )أهدی له نسخة من القرآن الکریم ، وقال له: هذه موهبة، فألف تفسیره (مواهب الرحمان فی تفسیر القرآن).

ولد عام 1326 وتوفی 1414هجریة ودفن فی النجف. وأعقب علماء هم: السید محمد ، والسید علی ، والسید حسین .

آل بو السبلان: أسرة ترجع إلی السّادة آل الفحام الأعرجیة الحسینیة ، ومساکنهم فی بغداد وسدّة الهندیة . وجاءهم اللقب من جدهم السید هاشم بن حسین الذی سکن فی دار کانت مصنعاً لسبلان العباءات فأطلق

ص: 83

الناس علیهم بیت أبو السّبلان . وکان أحد وجهاء مدینة بغداد أیام الحکم العثمانی . ومن شخصیاتهم: السید قاسم بن السید هاشم أبو السّبلان والسید زهیر بن السید عز الدین أبو السّبلان والسید خضیر بن السید حسین بن السید هاشم أبو السّبلان ، وغیرهم .

آل سَعْبَر: من فروع السّادة الحسنیة ، وهم فی النجف وبغداد والکوفة وکربلاء وبابل والقادسیة والحمزة الشرقی . اشتهروا بالعلم والفقه والبلاغة . وجاءتهم التسمیة من جدهم السید سعبر بن السید دخینة بن السید خلیفة بن السید محمد بن السید تمّام بن السید لطف الله بن السید حسن بن السید زین الدین بن السید أبو القاسم بن السید مهدی ناصر الدین بن السید نجم الدین بن السید مطاعن بن القاسم بن السید حسین أبو القاسم عماد الدین ، وکیل صاحب مکة بن السید منیع بن السید سلطان بن السید دهش بن السید محمد بن الأمیر الحسین بن السید محمد الثائر الأکبر بن السید موسی الثانی بن السید عبدالله الشیخ الصالح بن السید موسی الجون بن السید عبدالله المحض بن السید الحسن المثنی بن الإمام الحسن السّبط(علیه السّلام). وعمیدهم السید حسین الحارثی. ومن شخصیاتهم السید یاسین بن السید طه بن السید أحمد العابد السّعبری . ومنهم الشاعر السید محمد حسین السّعبری . وأشهر فروعهم البو داود

ص: 84

والبو یوسف والبوسید علی والبو حمد والعلاق ، ومنهم النسابة السید عبدالستار الحسنی .

آل السعد: أسرة علویة ترجع أصولها إلی السادة آل یاسر الزیدیة الحسینیة. ونسبتهم إلی جدهم السید سعد محمد بن عزیز بن علی بن یاسر الثانی ، الذی ینتسب الیه السّادة آل یاسر ، وهو بن أحمد بن شلال بن محمود بن محمد بن شویکة شوکة بن أبی الحسین علی شویکة بن أحمد بن أبی عبد الله بن محمد أبی الهیجاء بن أبی الحسین زید الأسود بن الحسین بن أبی الحسین علی کتیلة بن یحیی بن أبی الحسین یحیی المحدث بن أبی عبد الله الحسین ذو الدمعة بن زید الشهید بن الإمام علی زین العابدین(علیه السّلام).

وکان السید سعد مع عشائر آل بدیر یزرع أرضه المسماة بسوید، ولما شحت المیاه ترکها وانتقل إلی الکوت والتزم أرضاً فی أم حلانة ، ثم استقر عند حمادی آل شاتی رئیس عشائر بنی رکاب فی الرفاعی. وأعقب تسعة أولاد: علوان ونعمة وعرب وهاشم وحمود وسفاح وإدریس وناصر وخضر. وذریته محصورة فی آل علوان وآل نعمة وآل هاشم وآل عرب وآل حمود . ویسکنون فی بغداد وآل بدیر والشامیة وبابل والرفاعی وکربلاء.

آل بو سلامة: من الأسر العلویة العریقة ، مساکنهم فی العراق وسوریا ، فی محافظة بغداد ودیالی والتأمیم وصلاح الدین ونینوی . ویطلق علیهم آل

ص: 85

الشیخ عیسی نسبة إلی جدهم القطب الشیخ عیسی البدوی ، فی البصیرة من أعمال دیر الزور السوریة . وهو الشیخ عیسی بن قمر الملة والدین بن الشیخ سلام الجد الجامع للسادة بن سلیمان أبی المکارم ، بن عبدالله الکامل العراقی بن حسین برهان الدین بن عبد العلام، بن عبدالله شهاب الدین ، بن محمد بن حسن الغواص بن محمد شاه رندی ، بن محمد خام دفین الموصل، بن نور الدین عبد الواحد بن محمود الأسمر ، بن حسن العراقی، بن إبراهیم العربی، بن محمود بن عبد الرحمن شمس الدین ، بن عبدالله المبارک بن محمد خزام السلیم بن شمس الدین عبد الکریم ، بن صالح عبدالرزاق بن شمس الدین محمد بن صدر الدین علی بن عز الدین أحمد الصیاد الرفاعی بن عبدالرحیم ممهد الدولة ، بن سیف الدین عثمان ، بن حسن بن محمد عسلة ، بن علی الحازم أبو الفوارس ، بن أحمد بن علی المکی بن رفاعة الحسن المکی ، بن أبو القاسم محمد ، بن الحسن بن الحسن المحدث ، بن أحمد الأکبر بن موسی الثانی أبو سبحة ، بن إبراهیم المرتضی بن الإمام موسی الکاظم(علیه السّلام). وأعقب السید سلامة خمسة هم: موسی وعیسی وحاتم ورحیم ونعیم ، ومنهم ظهرت فروع البو سلامة .

آل سلیمان: مجموعة أسر علویة أصیلة ، ترجع بأصولها النسبیة إلی السّادات الحسنیة . وجاءهم اللقب من جدهم السید سلیمان بن السید درویش الأول بن محمد بن حازم بن شمیلة بن محمد نجم الدین أبو نمی

ص: 86

بن الشّریف أبی سعد الحسن بن الشریف علی الأکبر بن الأمیر أبی عزیز قتادة بن السید إدریس بن السید مطاعن بن السید عبدالکریم بن السید عیسی بن السید الحسین الشّدید بن السید سلیمان بن السید علی الملقب بابن السلمیة بن الشّریف عبدالله بن السید أبی جعفر محمد المعروف بثعلب بن السید عبدالله الأکبر بن السید محمد الثائر علی المعتز العباسی بن السید موسی الثانی بن السید عبدالله الرضا الشّیخ الصّالح بن السید موسی الجون بن السید عبدالله المحض بن السید الحسن المثنی بن الإمام الحسن السّبط(علیه السّلام). ومساکنهم فی قریة الزیدیة من قضاء الهاشمیة والنجف الاشرف وکربلاء والمثنی ومیسان وبغداد .

وفروعهم: السادة آل حیدر ، وهم ذریة السید حیدر بن السید محمد بن السید درویش الثانی بن السید سلیمان . وفروعهم: البو حمادی الموسی، السید عبدالله ، البو عیسی، البو سلطان، البو علی الحسن. ومن فروعهم آل حجاب ، وهم ذریة السید حجاب بن السید سلطان . وآلبو کرم الله ، وهم ذریة السید راضی بن السید محمد بن السید أحمد . والسّادة العلاّق ، وهم ذریة السید مطر بن السید رسالة بن السید حسین بن السید محمد بن السید أحمد بن السید محمد بن السید درویش الثانی بن السید سلیمان. ومنهم: البو راضی، البو کروش ، البو طاهر ، البو گمر. ومن فروع آل سلیمان: السّادة البو سلطان ، والسّادة البو حمد اللعاوسة .

ص: 87

آل السّمان: المعروف عنهم أنهم من السّادة النعیم الرفاعیة . ولقب السمان من عمل جدهم فی تجارة السمن وهو السید محمد بن فتحی. جاء فی وثیقة نسبهم الموقعة من الدولة العثمانیة: السید فتحی النعیمی بن حامد بن هاشم بن مصطفی بن سعدون بن عباس بن محمد بن عیسی بن مرشد بن راشد بن محمد بن مهنا بن یحیی بن طحان بن خلف بن فخر الدین بن الأمیر یوسف وهو أمیر النعیم ابن مهدی بن عبدالرحیم بن نعیم الجد الجامع للسادة النعیم بن شمس الدین بن عبدالرحیم بن سیف الدین عثمان بن حسن بن محمد علی عسلة بن الحازم أبو الفوارس بن أحمد بن علی المرتضی بن أبی الفضائل علی الاشبیلی بن رفاعة الحسن المکی بن مهدی المکی بن محمد أبو القاسم بن حسن القاسم بن موسی بن أبی عبدالله الحسین المحدث البغدادی بن محمد الصالح الأکبر بن موسی أبو سبحة بن إبراهیم المرتضی الأصغر بن الإمام موسی الکاظم(علیه السّلام). وهم فی نینوی وبغداد.

السّواخنة: من الأسر العلویة الأصیلة ، وهم حسب وثائقهم من صلب سیدنا العباس بن الإمام علی بن أبی طالب(علیه السّلام). وعقبه منحصر فی ولده السید عبیدالله بن العباس بن أمیر المؤمنین(علیه السّلام). وأعقب ستة هم: الحسن وإبراهیم جردقة وعباس الخطیب وعبیدالله وعبدالله. وتسمیة السواخنة لما عرف عنهم من حدة ، ویقال: أبو الرأس السّاخن وأبو الرأس الحار،

ص: 88

وتطلق علی جدهم العباس(علیه السّلام). وعرفوا بلقب آخر هو البو مراد ، إذ کان جدهم موسی سادناً فی مقام الإمام صاحب الزمان فی وادی السلام فی النجف فعُرف عند النّاس أبو مراد ، کما یوجد مراد من بنی اسد وهو جد آل کمونة الأسدیة فی کربلاء:کما ینتمی الی سیدنا العباس(علیه السّلام): آل الوالی رهط حسن خان أمراء اللر ، ورهط فی کنف الحبچیة ، وقسم من عشیرة الکرد الثراونة فی ضواحی الشّامیة والمهناویة وکربلاء ، وآل چاووش فی خرنابات ، وبیوتات تحمل لقب العلوی .

السبعاویة: عشیرة فی نینوی . قیل إن سبب التسمیة أن أجدادهم کانوا یسکنون بئر سبع فی فلسطین ، ثم نزحوا إلی العراق مع قبیلة طی القحطانیة وجاوروها ، وحسبهم البعض من طی لکنهم یدّعون أنهم من جعفر الزکی بن الإمام علی الهادی(علیه السّلام). وفروعهم: محمد العامر ، وحسین العامر وعمر العامر ، وعلی العامر ، وآل موسی ، والعلو ، والجاسم الشاعر ، والحیادرة ، والعلی. ولهم فروع کثیرة.

آل السید سلمان: من الأسر العلویة فی النجف الأشرف . کانت لهم زعامة مدینة النجف سنة1270ه-. ولقبهم من جدهم السید سلمان ، وینتهی نسبه الی إبراهیم المجاب بن محمد العابد بن الإمام موسی الکاظم(علیه السّلام).

ص: 89

آل السیستانی: وهم فی النجف ، برز منهم المرجع الأعلی للشیعة السید علی الحسینی السیستانی، ویرجع نسبهم إلی الإمام الشهید الحسین(علیه السّلام) ، وقد هاجرواکما فی وثائقهم الی أصفهان ، وجاءت نسبتهم الی سیستان من تعیین جدهم السید محمد بمنصب شیخ الإسلام فیها فی عهد السّلطان حسین الصّفوی ، ثم استقرت أسرته فی خراسان مشهد الرضا(علیه السّلام) .ولد السید السیستانی فی مشهد الرضا سنة1930، وسمّی علی اسم جده السید علی الحسینی السیستانی الذی کان فقیهاً عالماً تخرج من النجف ، وهو بن السید محمد باقر بن السید علی الحسینی السیستانی النجفی، کما فی الوثائق الرسمیة. وقد أشاد بهذه الأسرة المؤرخ الشّیخ آقا بزرگ فی کتابه طبقات أعلام الشیعة . درس السید السیستانی المقدمات فی مدینة مشهد : النحو والبلاغة والبیان. ثم درس الفقه علی العلامة هاشم القزوینی ،والمعارف الإلهیة علی المیرزا مهدی الأصفهانی ، فی العشرینات ومنح اجازات من أساتذته. ثم هاجر إلی قم المقدسة فدرس عند السید کوهکمری والسید حسین البروجردی . ثم هاجر إلی النجف فی الثانیة والعشرین من عمره ، ودرس عند السید محسن الحکیم والسید أبی القاسم الخوئی والسید الشاهرودی . وحاز منهم إجازات فی درجة الإجتهاد والحدیث والروایة . واستقل فی تدریس الفقه والأصول والحدیث والرجال وتخرج به أساتذة وباحثون. ویمتاز السید السیستانی بقدرته الفائقة علی التخریج الفقهی وصیاغة المسألة الإجتهادیة ، بروحیة الباحث الحصیف وابتکار المجتهد

ص: 90

المستقرئ . وخلال خمسة عقود وهو یواصل تعمّقه ، ودرس القانون لعلاقته بالفقه ، وتعمق فی الأدب العربی وفنونه البیانیة . وقد آلت إلیه المرجعیة بعد وفاة المرجع الکبیر السید الخوئی عام 1992.

آل شُرَفة: مجموعة أسر علویة تسکن بغداد والبصرة ومیسان والنجف وکربلاء ، وهم ذریة السید شهاب، ویقال لهم آل شهاب ، وهو ابن محمد بن سالم البرکاتی ، ورد العراق من الحجاز فی بدایة القرن الثانی عشر مع خمس مئة أسرة حسنیة وسکنوا بادئ الأمر المدحتیة من توابع محافظة بابل. ثم تفرقوا بسبب خلاف مع ممثل السلطة العثمانیة ، فی عدة مناطق من العراق ، ورجع بعضهم إلی الحجاز ، والقسم الأکبر استوطن الاهواز.

آل الصافی: فی حدود عام 700 للهجرة هاجر أجدادهم من الحجاز إلی مدینة ( هَجَر) جنوب الجزیرة العربیة ، ومن هناک هاجر جدهم السید أحمد الی النجف وهو ابن السید عبدالحسین ، والتسمیة نسبة إلی جدهم الأقدم السید صافی بن السید قاسم .

آل ضیاء الدین: سکنوا کربلاء من سبعة قرون ، ذکرهم ابن بطوطة سنة 726ه-. وهم من بطون آل فائز الذین یشملون: آل نصرالله ، آل طعمة ، آل تاجر ، آل مساعد ، وآل ضیاء الدین. وقد تناوب آل ضیاء الدین علی

ص: 91

سدانة الروضة العباسیة المطهرة من عام 1286 إلی 1413 هجریة . وفروعهم الیوم: آل عباس ، آل أحمد ، آل محمد علی ، آل حسن.

آل الطالقانی: أسرة علویة . من رموزهم السید عبد الرسول الطالقانی کان من أعلام النجف. وجدهم علاء الدین بن الشریف شمس الدین محمد مدفون فی محلة الرباط بالبصرة ، وهو ابن شریف الدین محمد نقیب الکوفة ابن أبی الحسن علی الرئیس المصری ، ابن محمد الرئیس بن علی قتیل الإسماعیلیة فی مصر، بن محمد بن الحسن نقیب البصرة ، بن محمد نقیب الأهواز المتوفی سنة 430 ، ابن أبی علی الحسن بن أخت الشریف المرتضی ، المتوفی سنة 418، وینتهی نسبهم الی ابن یحیی المحدث بن الحسین ذی الدمعة ، بن زید الشهید بن الإمام زین العابدین علی بن الحسین(علیه السّلام).

آل ظاهر: فی محافظة المثنی، وتذکر وثائقهم أنهم من فروع السادة آل محسن الأشراف . ولقبهم من جدهم السید ظاهر بن محسن بن حمود، ینتهی نسبه إلی السید عبدالله المحض بن الحسن المثنی بن الإمام الحسن(علیه السّلام).

الغرابات: من ذریة السید محمد بن زید بن الإمام علی زین العابدین (علیه السّلام) وجاءتهم التسمیة من جدهم السید علی الذی لقبوه مزحاً بالغراب لشدة سمرته وخفض صوته کالغراب . وذریّته فی بغداد وکربلاء ومیسان ،

ص: 92

وفروعهم: السادة آل چثیر، البلابلة، البو خشة، البو سمیدة ، البو عنبر، آل فیصل ، الکحلات ، آل سویف ، آل هیبة الله ، البو حسّانی.

آل فحّام: سکنوا الکوفة والنجف والحلة وکربلاء وبغداد والدیوانیة والقاسم والسماوة والموصل وطویریج والدولاب والهویدر. وجاءت التسمیة من جدّهم الشاعر الفقیه السید صادق الفحّام الأعرجی لأنه أفحَمَ علماء عصره ، وینتسب إلی جده السید عبیدالله الأعرج الحسینی.

آل القزَّاز: من الأسرالرفاعیة ، جدهم السید صالح القزاز ، ونسبهم ، الی موسی أبی سبحة بن إبراهیم المرتضی، بن الإمام موسی الکاظم(علیه السّلام).

آل الکواز: من السادة الغوالب الرضویة الحسینیة. والکوازمهنة جدهم السید موسی ومنهم السادة آل بو شعیر .

آل بو لسان: من السادات الموسویة الحسینیة، وهم مجموعة أسر ، مساکنهم الکاظمیة ومنصوریة الشط ، ومناطق من بغداد ، ومیسان وواسط والبصرة ودیالی . وأبو لسان لقب جدهم السید محمد .

آل الموسوی: یرتقی نسبهم إلی الإمام موسی الکاظم(علیه السّلام).

آل نعمة: من السادة آل العوّادی الموسویة الحسینیة. مساکنهم فی النجف وذی قار والمثنی والناصریة. وجدهم السید نعمة بن حسین بن قاسم .

ص: 93

بیت الواعظ: من ذریة السید عبدالله بن الإمام موسی الکاظم(علیه السّلام). وجدهم السید محمد الواعظ بن السید محمد صادق .

آل الهندی: من الأسر العلویة ، لحق بهم الإسم لهجرة أجدادهم الی الهند. مساکنهم النجف ومناطق الفرات .وهم من ذریة السید طاهر بن جعفر التواب بن الإمام الهادی(علیه السّلام)برز منهم السید محمد الهندی .

آل یاسر: من ذریة زید بن الإمام زین العابدین(علیه السّلام)، وهم آل جاسر ویقلبون الجیم یاء . وسمی بذلک لأنه تجاسر فقابل هولاکو ، نیابة عن شیوخ منطقته .

فی الختام، یظهر أن هذا الفهرس ناقص کثیراً ، فلم نر فیه مثلاً بعض العوائل الهاشمیة التی نعرفها مثل آل الزینی وآل المدرسی ، ولکنا أخذناه من المصدر المذکور ، فنعتذر من السادة الکرام الذین لم یرد سرد أسرهم .

ص: 94

6- وصلی إبراهیم(علیه السّلام)فی موضع مسجد براثا

43

7- تعصب الرواة الأمویین ضد العراق ! 44

الفصل الثالث:أولاد إبراهیم(علیه السّلام)فی فلسطین وجزیرة العرب

1- إبراهیم(علیه السّلام)إمام وأمة................ 47

2- بَوَّأَ الله الکعبة لإبراهیم وذریته(علیهم السّلام) 49

3- إسماعیل (علیه السّلام)وذریته فی جزیرة العرب 50

الفصل الرابع: فروع بنی هاشم وعبد المطلب

أولاد عبد المطلب ............................. 53

الفصل الخامس: آل إبراهیم(علیهم السّلام) یعودون الی العراق

1- فتح العراق ونقل العاصمة إلیه 69

2- الثانی عشر من رجب یوم تاریخی مبارک 72

الفصل السادس: بنو هاشم فی العراق

أولاد أبی طالب(علیه السّلام)...................... 77

ص: 96

اسم الملف الدلیل:

الدلیل:C-قبائل العرب فی العراق الطباعة

القالب :C:\Documents and Settings SITE Application

Data Microsoft Templates Normal.dot

العنوان: بسم الله الرحن الرحیم

الموضوع:

الکاتب:h

کلمات أساسیة:

تعلیقات:

تاریخ الإنشاء:

02:40:00 2010/06/30

06: 56م

14/08/ 2010..05:45ص

رقم التغییر:61

الحفظ الأخیر بتاریخ:14/08/2010

الحفظ الأخیر بقلم:Qom University

زمن التحریر الإجمالی: 451 دقائق

الطباعة الأخیرة: 14/08/ 2010..58: 07م

منذ أخر طباعة کاملة

عدد الصفحات:96

عدد الکلمات: 13، 58(تقریباً)

عدد الأحرف:74، 436(تقریباً)

ص: 97