الشرح الصغیر فی شرح المختصر النافع المجلد 2

اشارة

سرشناسه:محقق حلی، جعفربن حسن، ق 676 - 602

عنوان قراردادی:[المختصر النافع. شرح]

عنوان و نام پدیدآور:الشرح الصغیر فی شرح المختصر النافع/ تالیف المیر سیدعلی محمدعلی الطباطبائی الحائری؛ تحقیق مهدی الرجایی

مشخصات نشر:قم: مکتبه آیه الله المرعشی العامه، 1409ق. = - 1367.

مشخصات ظاهری:ج.نمونه

فروست:(مخطوطات مکتبه آیه الله المرعشی العامه 34)

یادداشت:کتابنامه به صورت زیرنویس

عنوان دیگر:شرح المختصر النافع

موضوع:فقه جعفری

شناسه افزوده:طباطبائی کربلایی، علی بن محمدعلی، 1231 - 1161ق.، شارح

شناسه افزوده:رجایی، مهدی، 1336 - ، مصحح

رده بندی کنگره:BP182/م3م30216 1367

رده بندی دیویی:297/342

شماره کتابشناسی ملی:م 68-1713

ص :1

اشارة

ص :2

الشرح الصغیر فی شرح المختصر النافع المجلد 2

میر سیدعلی محمدعلی الطباطبائی الحائری

تحقیق مهدی الرجایی

ص :3

ص :4

کتاب التجارة

اشارة

ص:5

ص:6

(کتاب التجارة) (1)و هی لغة:الکسب.و شرعا:عقد المعاوضة بقصد الاکتساب عند التملک.

علی ما ذکره جماعة،و المراد بها هنا الأعم منه و من الخالی من القصد،کالمعاوضة للقوت و الادخار.

و فیه فصول:-

الفصل الأول:فیما یکتسب به

اشارة

ببیع أو غیره،و ینقسم الی:محرم،و مکروه،و مباح.و ربما قسم إلی خمسة:

بزیادة الواجب،و المستحب.و لعل ترکهما أجود،لأنهما من عوارض التجارة.

المکاسب المحرمة:

و المحرم منه أنواع:

الأول:الأعیان النجسة،کالخمر المتخذ من العنب و الأنبذة

ص:7


1- 1) قال فی هامش نسخة«ن»:أسقط الشارح-دام ظله-هنا من الترتیب کتاب الجهاد،و هو أعلم بإسقاطه.

جمع نبیذ،و هو الشراب المتخذ من التمر.و یلحق بهما غیرهما،کالبتع (1)و المزر (2)و الجعة (3)،و الفضیح (4).

و ضابطها:المسکر و ان لم یکن مائعا،کالحشیشة و فرض لها نفع آخر محلل و قصد ببیعها علی الأحوط الاولی و الفقاع و ان لم یکن مسکرا و المیتة، و الدم و لو مما یؤکل لحمه،و کان لهما نفع محلل.

و الأرواث،و الأبوال مما لا یؤکل لحمه شرعا و لو أکل عادة،أما هما مما یؤکل لحمه فیجوز مطلقا،وفاقا لظاهر العبارة و جماعة.

و قیل:بالمنع من الأبوال إلا بول الإبل للاستشفاء مع الضرورة الیه، و القائل الشیخ فی النهایة (5)کما نسب الیه و المفید و الدیلمی،إلا أنهما ألحقا بالابوال الأرواث أیضا،و هو أحوط.

و الخنزیر،و الکلب عدا کلب الصید المعلم،فیجوز التکسب به إجماعا، سواء فی ذلک السلوقی (6)و غیره علی الأقوی،و ربما خص بالأول،و هو أحوط.

و فی کلب الماشیة و الحائط أی البستان و الدار و الزرع قولان و الأحوط المنع.

و المائعات النجسة بالذات،کألیات المیتة،و المبانة من حی.أو بالعرض،کما لو وقع فیه نجاسة و قلنا بعدم قبوله للطهارة،کما هو أصح القولین فی غیر الماء النجس عدا الدهن بجمیع أصنافه،فیجوز بیعه مع الاعلام

ص:8


1- 1) البتع:بکسر الباء و سکون التاء المثناة أو فتحها،نبیذ العسل.
2- 2) المزر:بکسر المیم و الزاء المعجمة فالمهملة،نبیذ من الذرة.
3- 3) الجعة:کعدة،نبیذ الشعیر.
4- 4) الفضیح:ما یعمل من الشعیر.
5- 5) النهایة ص 364.
6- 6) السلوقی من الکلاب:نوع منها و هی من کلاب الصید و من أحسن الکلاب و أخفها.

لفائدة الاستصباح به تحت السماء،وفاقا للأکثر،و فی السرائر (1)الإجماع.

و قیل:تحت الظلال أیضا.و لا یخلو عن قوة،لو لا ما مر من الإجماع المعتضد بالشهرة،و روایة مرسلة فی المبسوط (2)مرویة.

و هل یجوز بیعه لیعمل صابونا،أو لیدهن به الأجرب؟الأحوط المنع، و الجواز مختص بالدهن المتنجس.

و الا ف لا یجوز أن یباع و لا یستصبح بما یذاب من شحوم المیتة و ألیاتها (3)قطعا.

الثانی:الآلات المحرمة،کالعود،و الطبل،و الزمر،و هیاکل العبادة المبتدعة،کالصنم،و الصلیب،و آلات القمار،کالنرد و الشطرنج إجماعا،إلا إذا فرض لها نفع محلل مقصود ببیعها و شرائها،بحیث لا یعد فی العرف سفاهة، أو کان لمکسورها قیمة و بیعت ممن یوثق به،فیجوز حینئذ بیعها،و ان کان المنع مطلقا أحوط و أولی.و نحوه أوانی الذهب و الفضة.

الثالث:ما یقصد به المساعدة علی المحرم،کبیع السلاح بکسر السین، من السیف و الرمح و القوس و السهام و نحوها لا عداء الدین مسلمین کانوا أم کفارا،و منهم قطاع الطریق فی حال الحرب مع أهله إجماعا،و کذا التهیؤ له،لا مطلقا علی الأقوی.

و قیل: یحرم مطلقا و لو فی غیر حال الحرب أو التهیؤ له،و هو أحوط،و القائل الشیخان و الحلی و الدیلمی.و فی إلحاق ما یعد جنة للقتال،کالدرع و البیضة بالسلاح قولان،أحوطهما بل و أظهرهما:نعم.

ص:9


1- 1) السرائر ص 208.
2- 2) المبسوط 2-167.
3- 3) فی المطبوع من المتن:و ألبانها.

و ظاهر العبارة اختصاص المنع بقصد المساعدة و الإعانة،و الأظهر التحریم مطلقا،الا مع الجهل بالجدال فینتفی المنع بلا اشکال.

و اجارة المساکن و الحمولات بفتح الحاء،و هی الحیوان الذی یصلح للحمل،کالإبل و البغال و الحمیر.و السفن داخلة فیها تبعا للمحرمات کالخمر و رکوب الظلمة و إسکانهم لأجله.

و فی معنی الإجارة بیعها و بیع العنب و التمر و غیرهما مما یعمل منه المسکر لیعمل خمرا أو مسکرا و الخشب لیعمل صنما سواء شرطه فی العقد أم حصل الاتفاق علیه إجماعا.

و یکره بیعه ممن یعمله مع عدم الشرط و الاتفاق مطلقا و لو مع العلم،علی الأشهر.و الأحوط المنع مطلقا الا مع الجهل بالحال.

الرابع:ما لا ینتفع به أصلا،أو ینتفع نادرا و یعد بذل الثمن لأجله سفاهة عرفا إجماعا کالمسوخ،بریة کانت کالدب و القرد،أو بحریة کالجری (1)و السلاحف (2)و کذا الضفادع و الطافی. (3)

و قد أطلق المنع عن جمیع ذلک أکثر المتقدمین،و وجهه غیر واضح فیما ینتفع به نفعا معتدا به عند العقلاء،کالفیل و نحوه للانتفاع بعظمه،فالجواز فیه أظهر،وفاقا لأکثر من تأخر.

و لا بأس بسباع الطیر کالصقر و لا ب الهرة و الفهد لطهارتها و الانتفاع بها نفعا معتدا به عند العقلاء،و مضافا الی الصحاح (4)و الإجماع الظاهر

ص:10


1- 1) الجری:نوع من السمک النهری الطویل،و لیس له عظم الا عظم الرأس و السلسلة.
2- 2) دابة بریة و بحریة و نهریة،لها أربع قوائم تختفی بین طبقتین عظیمتین.
3- 3) السمک الطافی،و هو الذی یموت فی الماء فیعلو و یظهر.
4- 4) وسائل الشیعة 12-123،ب 37.

من العبارة فی الثلاثة،و المنقول عن ظاهر التذکرة فی الهرة.

و فی بقیة السباع کالأسد و الذئب و النمر و نحوها قولان،أشبههما و أشهرهما بین المتأخرین،وفاقا للحلی و القاضی الجواز لما مر،و لکن المنع أحوط.

الخامس:الاعمال المحرمة فی نفسها کعمل الصور المجسمة ذوات الأرواح بلا خلاف،و لا بأس بغیرها من صورة النخلة و الشجرة و نحوهما مطلقا،علی الأشهر الأقوی.

و احترز ب«المجسمة»عن الصور المنقوشة علی نحو الورق و الوسادة فلا تحرم عند الأکثر.و یحتمل التحریم مطلقا،کما علیه جمع.و یمکن حمل العبارة و مضاهیها (1)علیه،بحمل الصفة علی الممثل دون المثال،و لا ریب أنه أحوط و ان کان فی تعینه نظر.

و الغناء بالمد،و هو الصوت المشتمل علی الترجیع المطرب،أو ما یسمی فی العرف غناء و ان لم یطرب،سواء کان فی شعر أو قرآن أو نحوهما.

عدا ما استثنی کغناء المغنیة لزف العرائس إذا لم تتغن بالباطل و لم تدخل علیها الرجال و لم تلعب بالملاهی،فلا یحرم وفاقا للنهایة (2)و جماعة خلافا لآخرین فیحرم أیضا،و هو أحوط و أولی.و لا یستثنی غیر ذلک قطعا و ان اشتهر فی الحداء.

و النوح بالباطل بأن یصف المیت بما لیس فیه إجماعا،و أما بالحق فجائز إذا لم یسمعها الأجانب،علی الأشهر الأقوی.و قیل:بالمنع منه مطلقا و هو أحوط و أولی.

ص:11


1- 1) فی«ن»:و مضاهیاتها.
2- 2) النهایة ص 365.

و هجاء المؤمنین بکسر الهاء و المد،و هو ذکر معایبهم بالشعر.و لا فرق فی المؤمن بین الفاسق و غیره،و یجوز هجاء غیرهم کما یجوز لعنهم.

و حفظ کتب الضلال عن التلف،أو عن ظهر القلب و نسخها و تعلیمها و تعلمها لغیر النقض لها،و الحجة علی أربابها بما اشتملت علیه مما یصلح دلیلا لإثبات الحق،أو نقض الباطل لمن کان من أهلها.

و یلحق به الحفظ للتقیة،أو لغرض الاطلاع علی المذاهب و الآراء لیکون علی بصیرة،و تمییز الصحیح من الفاسد،أو لغرض الإعانة علی التحقیق،أو تحصیل ملکة البحث و الاطلاع علی الطرق الفاسدة لیحترز عنها،أو غیر ذلک من الأغراض الصحیحة،کما ذکره جماعة.

و ینبغی تقییده بشرط الأمن علی نفسه من المیل الی الباطن بسببها،و أما بدونه فمشکل جدا.

و تعلم السحر بلا خلاف،و انما اختلفت العبارات فی تعریفه علی أنحاء ذکرناها فی الشرح المبسوط (1).

و قد استثنی للتوقی و دفع المتنبی،و لا بأس به بل ربما وجب کفایة،و بجواز الحل به نصوص (2)،و ربما خصت بغیر السحر من الذکر و التعویذ و القرآن و نحوها،و هو أحوط.

و الکهانة بکسر الکاف و القیافة،و الشعبذة و عرف الأولی:بأنها عمل یوجب طاعة بعض الجان له فیما یأمره به،و هو قریب من السحر أو أخص منه.

و الثانیة:بأنها الاستناد الی علامات و أمارات یترتب علیها إلحاق نسب

ص:12


1- 1) ریاض المسائل 1-503.
2- 2) وسائل الشیعة 12-105،ب 25.

و نحوه.

و الثالثة:بأنها الافعال العجیبة المترتبة علی سرعة الید بالحرکة فتلبس علی الحس.

و لا خلاف فی تحریم الثلاثة،بل علیه فی الأولیین الإجماع فی کلام جماعة و ربما خص فی الثانیة بما إذا ترتب علیه محرم أو جزم بها،و لا بأس به،و ان کان الأحوط ترکها مطلقا.

و القمار بالآلات المعدة له کالنرد و الشطرنج و الأربعة عشر و اللعب بالخاتم و البیض و الجوز بلا خلاف،و لا یملک ما یترتب علیه من الکسب،بل هو سحت.

فان وقع من غیر المکلف،وجب رده الی مالکه.و لو قبضه غیر مکلف، فالمخاطب برده ولیه.فان جهل مالکه،وجب الفحص عنه،و مع الیأس تصدق به عنه.و لو انحصر فی محصورین،وجب التخلص منهم و لو بالصلح.

و یستفاد من بعض الاخبار (1)الاجتناب عنه بعد الأکل بالتقیؤ،و من آخر منها حرمة الحضور فی المجالس التی یلعب بها فیها و النظر إلیها،و هو مستفیض.

و الغش بکسر الغین بما یخفی کشوب اللبن بالماء لا بغیره،کمزج الحنطة بالتبن و التراب،و جیدها بردیها،فیجوز علی کراهیة فی ظاهر الأصحاب.

و لو غش لا بقصده،بل بقصد إصلاح المال،جاز مطلقا.

و تدلیس الماشطة باظهارها فی المرأة محاسن لیست فیها،من تحمیر وجه و وصل شعر و نحوهما،ارادة منها لترویج کسادها،و مثله فعل المرأة ذلک بنفسها.

و لا بأس بکسبها مع عدمه أی التدلیس،کما لو کانت مزوجة بل یستحب

ص:13


1- 1) وسائل الشیعة 12-119،ح 2.

کما یستفاد من کثیر من المعتبرة (1).

و تزیین کل من الرجل و المرأة بما یحرم علیه کلبس الرجل السوار و الخلخال و الثیاب المختص بها عادة،و منه تزیینه بالذهب و ان قل، و الحریر الا ما استثنی.و کلبس المرأة ما یختص بالرجل کالعمامة و المنطقة و نحوهما مما یوجب الشهرة و الخزی بین الناس،و هو الضابط،و یختلف باختلاف الأزمان و الأصقاع.

و زخرفة المساجد أی نقشها بالذهب و تعشیر المصاحف به، و الأظهر الجواز فیهما مع الکراهة وفاقا لجماعة.

و معونة الظالم کالکتابة للظلمة و إحضار المظلوم لدیهم،و نحو ذلک مما یکون اعانة لهم علی ظلمهم،بل یستفاد من کثیر من النصوص (2)حرمة إعانتهم و لو فی المباحات و الطاعات،و العمل بها أحوط،إلا فی التقیة و الضرورة،و ان کان ظاهر الأصحاب بغیر خلاف یعرف،اختصاص المنع بالإعانة فی المحرم.

و یدخل فی إعانتهم المحرمة اختیار التولیة عنهم بلا خلاف إلا لضرورة، فلا بأس بها بشرط أن یحسن الی إخوانه لیکون واحدة بواحدة،بلا خلاف فیه أیضا فتوی و نصا،و هو مستفیض و ان اختلف فی الإباحة و الرجحان و الإثابة.

و ربما یجمع بینهما بحمل الاولی (3)علی الداخل معهم لحب الدنیا و الرئاسة مازجا ذلک بفعل الطاعات و قضاء حوائج المؤمنین و فعل الخیرات.و الثانیة علی الداخل معهم لا لذلک بل لمجرد ما ذکر من الطاعة.

و أجرة الزانیة فإنها سحت،کما فی المعتبرة. (4)

ص:14


1- 1) وسائل الشیعة 12-93،ب 19.
2- 2) وسائل الشیعة 12-127،ب 42.
3- 3) فی«ن»:الأولة.
4- 4) وسائل الشیعة 12-61،ح 1 ب 5.

السادس: أخذ الأجرة علی القدر الواجب من تغسیل الأموات و تکفینهم و حملهم و دفنهم و نحوها الواجبات الأخر التی تجب علی الأجیر عینا أو کفایة وجوبا أصلیا إجماعا،أما التوصلی کأکثر الصناعات الواجبة کفایة،فلا یحرم أخذ الأجرة علیها قطعا.

و یستفاد من العبارة جوازه علی الأمور المندوبة،کالتغسیل ثلاثا،و التکفین بالقطع المستحبة،و لا ریب فیه وفاقا للأکثر.

و أخذ الرشا بضم أوله و کسره مقصورا،جمع رشوة بهما فی الحکم و لا فرق بین أن یکون الحکم للراشی أو علیه،و یأثم الدافع لها أیضا، إلا إذا لم یمکن الوصول إلی الحق بدونها،فیجوز حینئذ الدفع،و یحرم علی المدفوع الیه مطلقا.

قیل:و کذا یحرم علی الحاکم قبول الهدیة إذا کان للمهدی خصومة فی المال،و کذا إذا کان لم یعهد منه الهدیة له قبل تولی القضاء.و هو أحوط،و ان کان فی تعینه نظر.

و الأظهر فی الفرق بینهما أن الرشوة ما کان دفعه لغرض التوصل الی القضاء و الهدیة ما کان دفعه لغرض التودد و التوصل لحاجة من العلم و نحوه.

و الأجرة علی الصلاة بالناس جماعة،وفاقا لجماعة و علی القضاء و الحکم بینهم،سواء تعین علیه أم لا،مع الحاجة إلیها و عدمها علی الأقوی.

و لا بأس فی صورة المنع بالرزق من بیت المال و ما أعد للمصالح من خراج الأرض و مقاسمتها قولا واحدا.

ص:15

و الصحیح (1)المانع عنه محمول علی ما أخذ علی جهة الأجر،و الفرق بینهما ما قیل:من توقف العمل علیه دون الرزق،أو أن الأجر یتوقف علی تقدیر العمل و العوض و ضبط المدة و الصیغة المخصوصة،بخلاف الرزق،لإناطته بنظر الحاکم و عدم تقدره بقدر.

و کذا یحرم أخذ الأجرة علی الأذان علی الأظهر الأشهر،بل فی کلام جماعة الإجماع.

و لا بأس بالرزق من بیت المال کما مر،و لا ب أخذ الأجرة علی عقد النکاح و غیره من العقود،بأن یکون العاقد وکیلا من أحد المتعاقدین.

أما تعلیم الصیغة و إلقاؤها علی الوجه اللازم فلا یجوز علیه للوجوب.نعم یجوز علی الخطبة و الخطبة فی الاملاک.

المکاسب المکروهة:

و المکروه:اما لا فضائه الی المحرم أو المکروه غالبا ک اتخاذ الصرف حرفة،فان فاعله لا یسلم من الربا.

و بیع الأکفان فإنه یتمنی الربا.

و بیع الطعام فإنه یتمنی الغلاء،و لا یسلم من الاحتکار غالبا.

و بیع الرقیق و الممالیک،فإنه یکون أقل الناس خیرا،فان شر الناس من باع الناس.

و الصیاغة (2)لانه یذکر الدنیا و ینسی الآخرة و الذباحة فإنه یسلب

ص:16


1- 1) و هو صحیح عبد اللّه بن سنان قال:سئل أبو عبد اللّه علیه السلام عن قاض بین قریتین یأخذ من السلطان علی القضاء الرزق،فقال:ذلک السحت.وسائل الشیعة 18-162،ح 1.
2- 2) کذا فی النسخ،و فی المطبوع من المتن:الصباغة.

من قلبه الرحمة.

و بیع ما یکن من السلاح لأهل الحرب،کالخفین و الدرع فان فیه نوع رکون إلیهم و مودة.

و اما لضعته و رداءته کالحیاکة و النساجة،ففی الخبر:ولد الحائک لا ینجب إلی سبعة بطون (1).

و الحجامة إذا شرط الأجرة لا بدونه،و یحتمل الکراهة مطلقا،الا أن التقیید أشهر و أقوی.

و ضراب الفحل بأن یؤاجره لذلک.

و اعلم أن النصوص (2)و الفتاوی و ان أطلقت المنع عن الأمور المزبورة و نحوها تحریما و کراهة،الا أنه ینبغی تقییده بعدم احتیاج الناس إلیها،و الا فتجب عینا أو کفایة.

و لا بأس بالختانة و خفض الجواری.

و اما لتطرق الشبهة المرغب الی ترکها فی النصوص (3)المستفیضة ککسب الصبیان المجهول أصله أو مطلقا من حلال أو حرام،و مع العلم بالأول فلا کراهة،و بالثانی فحرام بلا شبهة،و محل الکراهة تکسب الولی به،أو أخذه منه، أو الصبی بعد رفع الحجر عنه.

و نحوه کسب من لا یجتنب المحارم المتعلقة بالمال لا مطلقا.

و من المکروه أخذ الأجرة علی تعلیم القرآن و نسخه،و کسب القابلة مع الشرط،و لا بأس به لو تجرد عنه وفاقا للأکثر.

ص:17


1- 1) لم أعثر علیه فی کتب الحدیث راجع جواهر الکلام 22-132.
2- 2) وسائل الشیعة 12-69 و 71 و 75 و 77.
3- 3) وسائل الشیعة 12-118،ب 33.

و قیل:بتحریم الأولین،اما مطلقا أو مع الشرط خاصة.و هما أحوط و ان کان فی تعینهما ضعف.نعم لا بأس بإطلاق الکراهة فیهما و لو من غیر شرط کما علیه جماعة،مع احتمال انتفائها کذلک،لظهور بعض المعتبرة (1)بورود المنع المتقیة.

و لا بأس بأجرة تعلیم الحکم و الآداب کالکتابة و الحساب بلا خلاف فیه و فیه وسیلة إلی الفرار عما یترتب علی تعلیم القرآن من الکراهة،فلیتخذه المعلمون وسیلة للخروج عن الشبهة الناشئة عن القول بالحرمة،ان کان الأطفال من أهل القابلیة لمعرفة ما فی العبارة،و الا فعلی الحفظ و التأدیب و نحوهما.

و قد یکره الاکتساب بأشیاء أخر تأتی ذکرها إن شاء اللّه تعالی فی تضاعیف الأبحاث الآتیة.

مسائل ست:-

الاولی:لا یجوز أن یؤخذ ما ینثر فی الاملاک و الأعراس إلا ما یعرف منه الإباحة فلا حرمة و لا کراهة،إلا إذا کان فی أخذه مهانة للنفس و مخالفة المروة فیکره،و علیه یحمل الصحیح:یکره أکل کل ما انتهب (2).أو علی الحرمة و یخص بما إذا لم یعرف منه الإباحة.

الثانیة:لا بأس ببیع عظام الفیل،و اتخاذ الأمشاط و نحوها منها.

الثالثة:یجوز أن یشتری من السلطان الجائر المخالف لا مطلقا علی الأقوی ما یأخذه باسم المقاسمة و الخراج و اسم الزکاة من ثمرة و حبوب و نعم و ان لم یکن مستحقا له بشرط أن لا یزید فی الأخذ علی ما لو کان الامام العادل

ص:18


1- 1) وسائل الشیعة 12-112،ب 29.
2- 2) وسائل الشیعة 12-122،ح 2.

لأخذه،و هو فی الزکاة مقدر مضبوط،و قدر فی غیرها بما یتراضی علیه السلطان و ملاک الأرضین فی ذلک الزمان،فلو أخذ زیادة علی ذلک حرم الزائد بعینه ان تمیز،و الا الکل من باب المقدمة.

و لا فرق فی الجواز بین الشراء و غیره من سائر المعاوضات،و لا بین قبض الجائر أو وکیله لها و عدمه،حتی لو أحاله بها و قبل الثلاثة (1)،أو و کله فی قبضها أو باعها و هی فی ید المالک أو فی ذمته جاز.

الرابعة:لو دفع إلیه أحد مالا لیصرفه فی المحاویج و کان منهم و بصفتهم فلا یأخذ منه الا بإذنه الصریح أو الفحوی مطلقا،وجدت القرائن علی المنع أم لا،إجماعا فی الأول کما علی الجواز فی مقابله،و علی الأصح فی الثانی عند المصنف و جماعة،و هو أحوط و ان کان الجواز أظهر،وفاقا للأکثر.

و لو أعطی عیاله و أقاربه جاز بلا خلاف إذا کانوا بالصفة و للصحیح (2)،و لیس فیه التقیید بعدم التفاضل،و لا ریب فیه فی نحو الزکاة الجائز فیه ذلک بلا خلاف.و یحتمل فی غیره عملا بالإطلاق،الا أن یکون هناک قرینة فتتبع.

و نحوه الکلام فی الأخذ لنفسه حیث جوزناه،لو لا النص و الإجماع المحکی فی کلام جماعة علی عدم التفاضل،مع إمکان التأمل فیهما،و لکن کان مراعاة التسویة بل عدم الأخذ بالکلیة أحوط و أولی.

و لو عین له المصارف دونه،أو عین له شیئا مخصوصا لم یجز له أن یتجاوز عما عین له إجماعا کما مضی.

ص:19


1- 1) الجائر المحیل،و المحال علیه،و المحتال.
2- 2) وسائل الشیعة 12-206،ح 2.

الخامسة:جوائز السلطان (1)و عطایاه و کذا مطلق الظلمة محرمة ان علمت بعینها أنها للغیر،فان قبضها حینئذ أعادها علی المالک ان عرفه و أمکنه، و لا یجوز الی غیره مهما أمکنه.

و لو أخذه الظالم منه قهرا،ففی الضمان و عدمه قولان،أحوطهما:نعم سیما مع القبض بعد العلم بکونها مضمونة.

و الا یعلم بعینها فهی حلال مطلقا،و ان علم أن فی ماله مظالم، بلا خلاف فیه و لا فی جواز المعاملة معه حینئذ،للصحاح (2)المستفیضة و غیرها، و لکن الأفضل التورع عنها بلا خلاف،إلا إذا علم خلوصها عن الحرام فلا بأس بها.و کذا لو أخبر به أو أخرج منه الخمس.

و إطلاق النص (3)و الفتوی یقتضی الحلیة فی صورتها مطلقا،علم بأن للمجیز مالا حلالا أم لا بل اشتبه الحال،الا أن المستفاد من بعض الاخبار (4)الاشتراط بالأول،و هو أحوط،و ان کان فی تعینه نظر.

السادسة:الولایة للقضاء و الحکم بین الناس و غیره عن السلطان العادل جائزة،و ربما وجبت فی بعض الصور.

و عن الجائر محرمة إلا مع الخوف و التقیة علی النفس،أو المال، أو العرض له،أو للمؤمنین کلا أو بعضا،علی وجه لا ینبغی تحمله عادة بحسب حال المکره فی الرفعة و الضعة بالنسبة إلی الإهانة،فیجوز حینئذ بل وجبت.

نعم لو تیقن التخلص به من المآثم و التمکن من الأمر بالمعروف

ص:20


1- 1) فی المطبوع من المتن:الظالم.
2- 2) وسائل الشیعة 12-156،ب 51.
3- 3) وسائل الشیعة 12-156،ح 2.
4- 4) وسائل الشیعة 12-160،ح 15.

و النهی عن المنکر جازت و لو اختیارا إجماعا،بل قال جماعة:

استحبت بل قیل:وجبت،و هو أحوط بل لعله أظهر.

و لو أکره علی الولایة و تنفیذ الاحکام لا مع ذلک التیقن و التخلص و التمکن أجاب إلی الإطاعة وجوبا دفعا للضرر،و ینفذ أمره و نهیه و جمیع ما یحکم به و لو کان محرما إجماعا،متحریا (1)به الأسهل فالأسهل، و متدرجا من الأدنی إلی الأعلی،کمراتب الأمر بالمعروف و النهی عن المنکر.

و لو انحصر فی الأعلی جاز بل وجبت إلا فی قتل المسلم المحقون الدم فلا یجوز إجماعا.

و فی إلحاق الجرح بالقتل قولان،و الأحوط الإلحاق إلا مع الخوف بترکه علی النفس،فینبغی القطع بالعدم.

و هل یشمل المسلم المخالف أم یختص المؤمن؟إشکال،و الاحتیاط یقتضی المصیر إلی الأول،إذا کان الخوف بترک القتل علی نحو المال،و لا سیما القلیل منه خاصة.و أما إذا کان علی النفس المؤمنة فإشکال،و لا یبعد المصیر الی الثانی.

الفصل الثانی

اشارة

(فی البیع و آدابه)

أما البیع-فهو الإیجاب و القبول اللذان تنتقل بهما العین المملوکة من مالک الی غیره بعوض مقدر و ربما عرف بنفس الانتقال،و الأول أشهر.

و کل منهما کسائر ما قیل فی تعریفه لا یخلو عن نقض،و لکن بعد وضوح المطلب الأمر سهل.

ص:21


1- 1) فی«ن»متخیرا.

و لا یکفی المعاطاة علی الأظهر الأشهر،حتی أن فی صریح الغنیة (1)و ظاهر المسالک و الروضة (2)الإجماع علیه.نعم یباح بها التصرف بلا خلاف،الا من بعضهم و قد رجع عنه.

و یجوز الرجوع فیها مع بقاء العین و لا مع ذهابها،و یصدق بتلف العینین و إحداهما و بعض کل واحدة منهما،و نقلها عن ملکه قطعا،و بتغیرها کطحن الحنطة و صبغها و قصرها و تفصیلها و خیاطتها،و نحو ذلک من التصرفات المغیرة للصفة مع بقاء الحقیقة علی اشکال.أما لبس الثوب مع عدم تغیره،فلا أثر له جدا.

ما یشترط فی البیع:

اشارة

و له أی للبیع شروط بعضها یتعلق بالعقد،و بعضها بالمتعاقدین، و آخر بالعوضین.

یشترط فی الإیجاب و القبول وقوعهما بلفظ الماضی،و الترتیب بینهما

الأول:یشترط فی الإیجاب و القبول وقوعهما بلفظ الماضی،و الترتیب بینهما بتقدیم الأول علی الثانی،علی الأشهر الأقوی،و لا یعتبر العربیة علی الأظهر و ان کان أحوط.

و یشترط فی المتعاقدین کمال العقل بالبلوغ و الرشد و الاختیار و القصد فلا یجوز بیع المجنون و لو أدواریا إذا کان حال جنونه،و لا المغمی علیه،و لا السکران و لا الصبی،و لا السفیه،و لا المکره بغیر حق،و لا الغافل،و لا النائم،و لا الذاهل،و لا الهاذل،بلا خلاف أجده إلا فی الصبی،فقیل فیه:بالجواز إذا بلغ عشرا،و الأول أشهر و أظهر،إلا فیما جرت العادة ببیعهم له،فلا بأس به.

و لا فرق فی المنع عن بیع هؤلاء،بین کونه لهم أو لغیرهم،أذن لهم الولی

ص:22


1- 1) الغنیة ص 524.
2- 2) الروضة 3-222.

أم لا،أجازه بعد الکمال أم لا عدا السفیه،فإنما یمنع عن البیع لنفسه دون غیره، و المکره فیصح بیعه و لو لنفسه بعد الإجازة.

و أن یکون (1)کل منهما مالکا للعوضین أو ولیا شرعیا لهما مع صغرهما أو جنونهما الأصلی أو الطاری،و هو کالأب و الجد له و ان علی،دون الام و أبیها علی الأشهر الأقوی.

و الحاکم الشرعی و أمینه المنصوب من قبله لذلک أو مطلقا،و لکن ولایتهما بعد فقد الأبوین.

و الوصی لهما،کما أن ولایة الوصی لأحدهما بعد فقد الأخر.

أو وکیلا عن المالک،أو عن من له الولایة عنه حیث یجوز له التوکیل.

و لا خلاف فی ثبوت الولایة لهؤلاء،و فی ثبوتهما للعدول من المؤمنین مع فقدهم خلاف،و الأشهر الأظهر ثبوتها.

و اعلم أن الشرائط المتقدمة عدا الملکیة و عدم الکراهة شرط الصحة،بلا خلاف فیه و لا فی کون الملکیة و ما فی معناها-من الولایة و الوکالة-شرط اللزوم و انما اختلفوا فی کونهما شرط الصحة أیضا أم لا،و الیه أشار بقوله:

و لو باع الفضولی أی من لا یملک ملک غیره بغیر إذن شرعی ف فی صحته قولان،أشبههما و أشهرهما بین المتأخرین،بل مطلقا کما فی کلام جماعة بل قیل:کاد أن یکون إجماعا الصحة و وقوفه علی الإجازة من المالک و من فی حکمه،فإن حصلت و الا انفسخت.

و هل الإجازة کاشفة عن صحة العقد من حین وقوعه أم ناقلة من حین وقوعها؟ قولان،أشهرهما و أظهرهما:الأول.

و تظهر الفائدة فی النماء المتخلل بینهما و بین العقد الحاصل من المبیع،فهو

ص:23


1- 1) فی المطبوع من المتن:و أن یکون البائع.

للمشتری علی الأول،کما أن نماء الثمن المعین للبائع،و هما للمالک المجیز علی الثانی.

و لو لم یجز المالک،رجع فی عین ماله و نمائه مطلقا،و عوض منافعها المستوفاة و غیرها،و قیمة التالف من ذلک أو مثله علی المشتری،و یرجع هو بذلک کله علی البائع،إذا لم یحصل له نفع فی مقابله،و مع حصوله اشکال.

کل ذا إذا لم یکن عالما أنه لغیر البائع،أو ادعی البائع الاذن،و الا لم یرجع بما اغترم.

و هل یرجع بالثمن؟المشهور لا مطلقا،و قیده شیخنا الشهید الثانی بما إذا تلف،قال:أما مع بقائه فله الرجوع،لانه ماله و هو مسلط علیه بمقتضی النص (1)و لو لم یحصل منه ما یوجب النقل عن ملکه،لأنه إنما دفعه عوضا عن شیء لم یسلم له لا مجانا،بل یحتمل الرجوع مطلقا،وفاقا للمحقق فی بعض فتاویه،لتحریم تصرف البائع فیه،لأنه أکل مال بالباطل فیکون مضمونا علیه.و لو لا ادعاء العلامة فی التذکرة الإجماع علی عدم جواز الرجوع مع تلف العین لکان فی غایة القوة،و هو حسن.

و لو باع مالا یملکه مالک فی العرف و العادة کالحر و فضلات الإنسان من شعره و وسخه و الخنافس و البق و البرغوث و القمل و الدیدان المتعارفة لم ینعقد البیع،و ان لو حظ بعض المنافع الموصوفة له فی مواضعها.

و لو جمع بین ما یملک بصیغة المبنی للفاعل و ما لا یملک بها فی عقد واحد،کعبده و عبد غیره،صح البیع و لزم فی عبده خاصة بلا خلاف و وقف فی الأخر علی الإجازة علی المختار فی الفضولی،و یفسد علی غیره.

ص:24


1- 1) و هو قوله علیه السلام:الناس مسلطون علی أموالهم.

ثم انه ان أجاز صح البیع و لا خیار،و ان رد تخیر المشتری مع جهله بالحال بین الفسخ و الإمضاء.

فإن فسخ رجع کل مال الی مالکه،و ان أمضی صح فی المملوک للبائع بحصة من الثمن.و یعلم مقدارها بتقویمها جمیعا،ثم تقویم أحدهما منفردا،ثم نسبة قیمته إلی قیمة المجموع،فیخصه من الثمن بمثل تلک النسبة.

و انما یعتبر قیمتها مجتمعین إذا لم یکن لاجتماعهما مدخل فی زیادة قیمة کل واحدة.أما لو استلزم ذلک-کمصراعی باب-لم یقوما مجتمعین بل منفردین بلا اشکال مع علم المشتری بالحال،و یشکل مع جهله بها،و الاحتیاط لا یترک علی حال.

أما لو باع العبد و الحر،أو الشاة و الخنزیر و الخمر صح البیع فیما یملک و بطل فی الأخر و یثبت الخیار للمشتری مع الجهل.

و یقومان جمیعا ثم یقوم أحدهما منفردا عن الأخر،ثم ینسب قیمته إلی قیمة المجموع و یسقط من الثمن بقدر ما قابل الفاسد بتلک النسبة.

و طریق التقویم فی المملوک ظاهر،و فی غیره فالحر یقوم لو کان عبدا علی ما علیه من الصفات و الکیفیات،و الخمر و الخنزیر یقومان بقیمتهما عند مستحلیهما إما بإخبار جماعة منهم کثیرة یؤمن من اجتماعهم علی الکذب و یحصل من قولهم العلم أو الظن المتآخم له،أو بإخبار عدلین من المسلمین یطلعان علی حاله عندهم لا منهم مطلقا.

اشتراط تعیین العوضین:

الثانی: تعیین العوضین بما قرر لتعیینهما عادة،بحیث ترتفع الجهالة

ص:25

منهما من الکیل أو الوزن أو العدد أو الذرع أو المشاهدة.

فلو باع ما یکال عادة أو یوزن أو یعد أو یذرع أو یشاهد لا کذلک بطل للغرر.و المعتبر صاع البلد و مکیاله المشهور،فلا یجوز بالنادر.و یجوز الاعتماد فی الکیل و الوزن علی اخبار البائع.

و لو تعذر (1)الوزن فیما یوزن و العد فیما یعد اعتبر مکیال واحد أولا و أخذ الباقی بعد ذلک بحسابه بلا خلاف فی الجواز.

و انما اختلفوا فی اشتراطه بالتعذر،کما فی المتن و کثیر،تبعا لمورد النص (2)أو التعسر کما قیل،جمعا بینه و بین عموم ما دل علی نفیه،أو عدم الاشتراط بشیء منهما کما علیه شیخنا الشهید الثانی و غیره،لزوال الغرر و حصول العلم و اغتفار التفاوت و للخبرین (3)،و الأحوط الأول،و الثانی لا یخلو عن وجه.

ثم ان المحکی عن الأصحاب اعتبار الکیل و الوزن فیما بیع بهما فی زمان الشرع مطلقا،و ان لم یبع الان کذلک،و إثباته من النص مشکل،الا أن الأمر فیه هین بناء علی عدم معلومیة مثله فی زمانه لنا الان،إلا فی نحو الطعام و الزیت و الجص و أمثالها مما تباع الان کذلک،و ان غیر الکیل بالوزن فی بعض و عکس فی آخر و لا بأس فی المشهور لا ضبطیة الوزن و یحتاط فی العکس،و ان ألحقه جماعة بالأول،للخبر (4)و فیه ضعف سندا و دلالة،مع أن فی السرائر (5)نفی الخلاف عن عدم جوازه.

و یتفرع علی الشرط أنه لا یکفی مشاهدة الصبرة المجهولة و لا

ص:26


1- 1) فی المطبوع من المتن:تعسر.
2- 2) وسائل الشیعة 12-258،ب 7.
3- 3) وسائل الشیعة 12-255،ح 1 و 2.
4- 4) وسائل الشیعة 13-63،ح 1.
5- 5) السرائر ص 214.

المکیال المجهول کقصعة حاضرة و ان تراضیا علیه،و لا الوزن المجهول کالاعتماد علی صخرة معینة و ان عرفا قدره تخمینا أو کالاه أو و زناه بعد ذلک.

و لا العد المجهول،بأن عولا علی ملیء الید،أو آلة یجهل ما تشتمل علیه،ثم اعتبر العد به.

و یجوز ابتیاع جزء مشاع معلوم بالنسبة کالنصف و الثلث من معلوم بالکیل أو الوزن مطلقا و ان اختلفت أجزاؤه کالجواهر و الحیوان بلا خلاف،فیجوز بیع نصف الصبرة المعلومة المقدار و الوصف،و الشاة المعلومة بالمشاهدة أو الوصف.

و اعلم أن أقسام بیع الصبرة عشرة،ذکر الماتن منها بعضا منطوقا و بعضها مفهوما.

و جملتها:أنها اما أن تکون معلومة المقدار،أو مجهولته،فان کانت معلومة صح بیعها أجمع،و بیع جزء منها معلوم مشاع،و بیع مقدار معین علم اشتمالها علیه کقفیز و بیعها کل قفیز بکذا،لا بیع کل قفیز منها بکذا.

و المجهولة یبطل بیعها فی الأقسام الخمسة،إلا فی الثالث بشرط العلم باشتمالها علی المقدار کما عن الأکثر،أو مطلقا علی قول من یجبر نقص المبیع فیه،إذا تحقق بالخیار بین أخذ الموجود منها بحصة من الثمن و بین الفسخ.

و لا خلاف فیما عداه،الا ما یحکی عن الشیخ من الحکم بالصحة فی القسم الرابع،و لو کان الصبرة مجهولة،و هو ضعیف کاحتمال الفاضل فیها الصحة فی القفیز الواحد لا الجمیع.

و هل ینزل القدر المعلوم علی الإشاعة،أو یکون المبیع ذلک المقدار فی الجملة؟ وجهان،أجودهما:الثانی عند جماعة،و یعضده روایة (1)صحیحة.

ص:27


1- 1) وسائل الشیعة 12-272،ب 19.

و تظهر الفائدة فیما لو تلف بعضها،فعلی الأول یتلف من المبیع بالنسبة،و علی الثانی یبقی المبیع ما بقی قدره.

ما یشترط فی بیع العین الحاضرة:

الثالث:لاتباع العین الحاضرة إلا مع المشاهدة لها أو الوصف الرافع للجهالة،و یکون فی کل شیء بحسب ما یراد فی المعاملة به فی العادة، بحیث تکون المعاملة بدونه غررا و مجازفة.

ففی نحو الفرس بنحو الصغر و الکبر دون مقدار اللحم،و فی نحو الغنم المطلوب من شرائه مقداره به،و فی نحو الفیل المطلوب طوله و عرضه کما قیل بهما و فی الثوب المطلوب به أوصافه التی تتفاوت القیمة بتفاوتها بها و هکذا.

و لو کان المراد ببیعها طعمها کالدبس مثلا أو ریحها کالمشک و العنبر و نحوهما فلا بد من اختیارها بهما أو الوصف،هذا إذا لم یفسد المبیع به بالاختبار،و الا فیجوز بیعه من دونه،کما یأتی.

و لو بیع مثلهما و لما یختبر بالأمرین و لم یوصف بهما،أو وصف وصفا لم تزل معه الجهالة،بناء علی أصالة الصحة من الافة فیما هی الأصل فیه ف فی الجواز و عدمه قولان و لکن أشبههما و أشهرهما الجواز مع العلم به من غیر هذه الجهة،کاللون و القوام و نحوهما مما یختلف باختلافه القیمة و له الخیار لو خرج معیبا بین الرد و الأرش ان لم یحدث فیه حدثا زائدا علی اختباره.

و یتعین الأرش بعد الاحداث فیه الزائد،کما فی غیره من أنواع البیوع، و ان کان المشتری المحدث أعمی علی الأقوی،و القول الثانی بالعدم،الا بالاختبار أو الوصف لجماعة من القدماء،و هو أحوط و أولی.

ص:28

و لو أدی اختباره إلی إفساده کالجوز و البطیخ و شبههما جاز شراؤه بدونه،بعد تعیینه بوجه آخر کما مضی،بل الجواز هنا أولی،و لذا لم یختلفوا فیه هنا،و ان اختلفوا فی إطلاقه أو تقییده،بشرط الصحة أو مع البراءة من الافة أو أحدهما علی أقوال،أشهرها و أظهرها أولها،بل قیل:مراد المشترطین جواز البیع بالشرطین لا اشتراطهما،فلا خلاف فی المعنی.

و یثبت مع الصحة الأرش لو خرج معیبا لا الرد لمکان التصرف و یرجع بالثمن کله لو لم یکن لمکسورة قیمة تبذل له عادة،کالجوز الفارغ و البیض الفاسد مطلقا،و لو اشترط البائع البراءة من العیب علی الأقوی، و الأظهر الأشهر انفساخ العقد من أصله.

و کذا یجوز بیع المسک فی فأره و نافجته (1)،و هی الجلدة المشتملة علیه و ان لم تفتق فتختبر،بشرط العلم بمقداره و نحوه مما یعتبر فی شرائه و یتفاوت قیمته باختلافه،و لکن فتقه بأن یدخل فیه خیط بإبرة ثم یخرج و یشم أحوط.

و لا یجوز بیع سمک الإجام من دون ضمیمة،إذا لم یکن محصورا مشاهدا لجهالته و لو بعضا،بلا خلاف فیه و لا فی الجواز،کما قیل مع الحصر و المشاهدة،لانتفاء الجهالة.و الحکم بالمنع مطلق و ان ضم الیه القصب و نحوه علی الأصح الأشهر.

و کذلک اللبن فی الضرع بفتح الضاد أی الثدی،لم یجز بیعه و لو ضم الیه ما یحتلب منه علی الأشهر،خلافا للنهایة (2)و جماعة فالجواز فیهما،

ص:29


1- 1) النافجة:وعاء المسک،الجلدة التی یجتمع فیها المسک،و هی سرة غزال المسک.
2- 2) النهایة ص 400.

و علیه الإجماع فی الغنیة (1)،و له شواهد من المعتبرة (2)،فلا یخلو عن قوة،و لکن المنع أحوط،هذا إذا لم تکن الضمیمة مقصودة بالذات فی المعاملة،و الا فیجوز قطعا،کما صرح به جماعة.

و کذا القول فی کل مجهول ضم الی معلوم،ک أصواف الغنم علی ظهورها إذا بیعت مع ما فی بطونها خاصة،دونها ان قلنا بمعلومیة الأصواف و الا فلا یجوز مطلقا و لو کانت الضمیمة مقصودة،لمجهولیتهما علی هذا التقدیر قطعا،خلافا للشیخ و جماعة فجوزوا بیعها لروایة (3)ضعیفة.

و کذا لا یجوز بیع کل واحد منهما أی من الأصواف و ما فی البطون منفردا عن الأخر عند جماعة،و الأظهر الأشهر الجواز فی الأصواف مع المشاهدة،لاندفاع الغرر بها و الجهالة،و ان هی إلا کالثمرة علی الشجرة لیست بمکیلة و لا موزونة.

و المشهور اشتراط الجز أو کونها مستجزة بالغة أوانه،و هو أحوط و ان کان فی تعینه نظر.

و لو شرط تأخیرها عن وقت البیع مدة معلومة و تبعیة المتجدد لها فی البیع،بنی علی القاعدة،فإن کان المقصود بالذات هو الموجود صح و الا فلا.

و کذا لا یجوز بیع ما یلقح الفحل و هو ما تحمله الناقة منفردا إجماعا.

و کذا بیع ما یضرب الصیاد بشبکته منفردا للجهالة.و کذا منضما فیهما،الا أن تکون الضمیمة مقصودة بالأصالة.

ص:30


1- 1) الغنیة ص 524.
2- 2) وسائل الشیعة 12-259،ح 2.
3- 3) وسائل الشیعة 12-261،ح 1.
اشتراط تعیین الثمن:

الرابع:تقدیر الثمن و تعیینه و تعیین جنسه و وصفه.

فلو اشتراه بحکم أحدهما أو أجنبی فالببع باطل بلا خلاف.

و کذا لو اشتراه بثمن مجهول القدر و ان شوهد،أو الصفة کمائة درهم و ان کانت مشاهدة لا یعلم وصفها مع تعدد النقد الموجود،أو الجنس و ان علم قدره، لتحقق الجهالة فی الجمیع،فیکون الشراء فاسدا و ان اتصل به القبض.و لیس کالمعاطاة،لأن شرطها اجتماع شرائط البیع،سوی العقد الخاص بلا خلاف.

و حیث بطل البیع یضمن المشتری تلف المبیع مع قبضه و نقصانه بفتح النون الثانیة عطف علی تلفه،أی یضمن نقصانه.عینا أو منفعة،بالمثل ان کان مثلیا،و الا فبالقیمة یوم التلف علی الأشهر،و قیل:یوم القبض.و قیل:الأعلی منه الیه،و هو أحوط،سیما إذا کانت التفاوت بسبب نقص فی العین أو زیادة،بل هو فیه متعین.

و کذا الکلام فی کل بیع فاسد فیضمن القابض التلف و النقصان و ألحق به فی المشهور المأخوذ بالسوم،و فیه اشکال و الاحتیاط واضح.

و یجب علی البائع أن یرد علیه أی علی المشتری ما زاد فی المبیع بفعله مطلقا منفعة کانت الزیادة کتعلیم الصنعة أو عینا و هی المشار إلیها ب الصبغ علی الأشبه الأشهر.

و فیه قولان آخر ان بعدم وجوب الرد مطلقا،أو فی المنفعة خاصة.أما العین فیجب ردها مع إمکان الفصل،و الا کان شریکا بالنسبة من القیمة.

و لا یخلو عن وجه و ان کان الأول أحوط،بل و أظهر ان جهل القابض بالفساد و الا فهو حینئذ کالغاصب الذی لیس له الرجوع الی المنفعة بالإجماع،کما فی

ص:31

المهذب.

و إذا أطلق النقد انصرف الی نقد البلد فلا یجب التعیین فی اللفظ، و ذلک واضح مع الوحدة.و أما مع التعدد فلا بد من التعیین،الا أن یکون هناک فرد غالب ینصرف إلیه الإطلاق فکالواحد.

هذا إذا اختلفت الافراد بحسب القیمة،و ان اختلف بحسب الرغبة خاصة، فالتعیین أیضا أحوط و ان کان فی تعینه نظر.

و ان عین نقدا فی متن العقد لزم کائنا ما کان.

و لو اختلفا فی قدر الثمن فادعی البائع الأکثر و المشتری الأقل فالقول قول البائع مع یمینه،ان کان المبیع قائما بعینه و قول المشتری مع یمینه ان کان تالفا علی الأظهر الأشهر،و فی الخلاف (1)و ظاهر الغنیة (2)و غیره الإجماع،و فی المسألة أقوال أخر.

و علی المختار لو کانت العین قائمة بعینها،لکنها قد انتقلت عن المشتری انتقالا لازما،ففی تنزیله منزلة التلف و عدمه قولان،أجودهما:الأول.و لو تلف بعضه،فالظاهر تنزیله منزلة الجمیع،فالقول فیه و فی سابقه قول المشتری.و کذا لو امتزج بغیره امتزاجا لا یمکن تخلیصه.

و یجوز أن یوضع و یسقط لظروف السمن و الزیت و نحوهما بعد بیعهما و هما فیها و وزنهما معها ما کان وضعه لها معتادا سواء کان ما جرت به العادة زائدا عن وزن الظروف أم ناقصا لا زائدا عن المعتاد،فإنه لا یجوز الا مع التراضی،کما لو لم تطرد العادة.

اشتراط القدرة علی العوضین:

الخامس:القدرة علی تسلیمه أی العوض من الثمن أو المثمن.

ص:32


1- 1) الخلاف 1-570،مسألة 236.
2- 2) الغنیة ص 527.

فلو باع الآبق المتعذر تسلیمه منفردا لم یصح إجماعا،إلا إذا قدر المشتری علی تحصیله دون البائع فیصح،وفاقا لجماعة،خلافا للشیخ و من تبعه فأطلقوا المنع،و مراعاته أحوط.و علی المختار لو باع مع الضمیمة،لم یلحقها أحکامها الآتیة.

و یصح بیعه لو ضم إلیه شیء یصح بیعه منفردا،سواء کان مقصودا بالذات أم لا.

فان وجده المشتری و قدر علی إثبات یده علیه،و الا کان الثمن بإزاء الضمیمة سواء کان عدم القدرة للتلف أو غیره،و لا خیار له بذلک مع علمه بإباقه،أما لو جهل جاز الفسخ.

و یشترط فی بیعه ما یشترط فی غیره من الشروط،سوی القدرة علی تسلیمه.

و لا یلحق به غیره مما فی معناه،کالبعیر الشارد و الفرس الغابر (1)،علی الأشهر الأقوی،بل المملوک المتعذر تسلیمه بغیر الإباق أیضا،فلا یجوز بیعه منفردا و لا منضما،الا أن تکون الضمیمة مقصودة بالذات،و کذلک المجحود و الضال علی الأقوی.

أما الآداب

ما یستحب فی التجارة:

و أما الآداب:فالمستحب التفقه و لو بالتقلید للعارف الفقیه فیما یتولاه بنفسه،لیعرف صحیح العقد من فاسدة،و یسلم من الربا و غایلته.

و التسویة بین المبتاعین بتقدیم الباء الموحدة من تحت علی التاء المثناة من فوق،جمع مبتاع،فی الانصاف و حسن المعاملة،فلا یفرق بین المماکس و غیره،و لا بین الوضیع و الشریف.نعم لو فاوت بینهم بسبب فضیلة و دیانة فلا

ص:33


1- 1) غیر غبورا الغابر:الماضی.

بأس،کما ذکره جماعة.

و الإقالة و فسخ المعاملة لمن استقال و طلبها إذا کان مؤمنا،مشتریا کان أو بائعا.

و الشهادتان بالتوحید و الرسالة.

و التکبیر عند الابتیاع قائلا بعدهما:«اللهم انی اشتریته التمس فیه من فضلک فاجعل لی فیه فضلا،اللهم انی اشتریته التمس فیه من رزقک فاجعل لی فیه رزقا»کما فی الصحیحین،و فیهما:ثم أعد کل واحد ثلاث مرات (1).

و ظاهر الدعاء اختصاص استحبابه للشراء للتجارة لا مطلقا،و مع ذلک استحباب التکبیر بهذه الکیفیة لا مطلقا،و إلحاق الشهادتین به و الحکم باستحبابهما من دونها،کما فی العبارة و غیرها،لم أقف لهما من الأثر علی خبر،و لعلهما للمیمنة و البرکة و لا بأس به.

و أن یأخذ ناقصا و یعطی راجحا نقصانا و رجحانا لا یؤدی الی الجهالة بأن یزید کثیرا بحیث یجهل مقداره تقریبا.و لو تنازعا فی تحصیل الفضیلة،قیل:

قدم من بیده المیزان و المکیال.

ما یکره فی التجارة:

و المکروه:مدح البائع سلعته و ذم المشتری له.

و الحلف علی البیع و الشراء إذا کان صادقا،و الا فعلیه لعنة اللّه تعالی.

و البیع فی موضع یستر فیه العیب من غیر قصد الیه،و الا فیحرم.

و التماس الربح علی المؤمن إلا مع الضرورة فیأخذ نفقة یوم له و لیلة موزعة علی المعاملین معه فی ذلک الیوم مع انضباطهم،و الا ترک الربح علی

ص:34


1- 1) وسائل الشیعة 12-304،ح 1.

المعامل بعد تحصیل قوت یومه.کل ذلک مع شرائهم للقوت،أما للتجارة فلا کراهة مع الرفق،کما فی روایة (1).

و علی من یعده بالإحسان کأن یقول:هلم أحسن إلیک،فیجعل إحسانه الموعود به ترک الربح علیه.

و السوم و هو الاشتغال بالتجارة ما بین طلوع الفجر الی طلوع الشمس، و دخول السوق أولا و الخروج آخرا،بل یبادر الی قضاء حاجته منه و یخرج سریعا،و لا فرق فی ذلک بین التاجر و غیره،و لا بین أهل السوق عادة و غیرهم.

و مبایعة الأدنین و السفلة،قیل:و هم الذین یحاسبون علی الشیء الدون،أو من لا یسره الإحسان و لا یسوؤه الإساءة،أو من لا یبالی بما قال و لا ما قیل له.و فی الفقیه (2)نسب التفاسیر الثلاثة الی الاخبار،لکن فی تفسیر السفلة.

و ذوی العاهات و النقص فی الأبدان،کالجنون و البرص و العمی و العرج و الجذام و الأکراد و هم معروفون.

و التعرض ل مباشرة الکیل أو الوزن إذا لم یحسن شیئا منهما.

و الاستحطاط أی طلب الوضیعة من الثمن بعد الصفقة و لزوم المعاملة.

و الزیادة فی السلعة وقت النداء علیها من الدلال،بل یصبر حتی یسکت ثم یزید.

و دخوله فی سوم أخیه المؤمن بیعا أو شراء،بأن یطلب ابتیاع الذی یرید أن یشتریه و یبذل زیادة عنه،لیقدمه البائع أو یبذل للمشتری متاعا غیر ما اتفق علیه هو و البائع.و قیل:بالمنع عنه.و هو أحوط.

ص:35


1- 1) وسائل الشیعة 12-293،ب 10.
2- 2) من لا یحضره الفقیه 3-100.

و انما یکره أو یحرم بعد التراضی أو ما یقرب منه،فلو ظهر منه ما یدل علی عدمه فلا منع أصلا.و لو کان السوم بین اثنین،سواء دخل أحدهما علی النهی أم لا، بأن ابتدأ فیه معا قبل محل النهی،لم یجعل نفسه بدلا عن أحدهما.

و لا کراهة فیما یکون فی الدلالة،لأنها عرفا موضوعة لطلب الزیادة ما دام الدلال یطلبها،فإذا حصل الاتفاق بینه و بین الغریم،تعلقت الکراهة و ان کان بید الدلال.

و لا کراهة فی طلب المشتری من بعض الطالبین الترک،الا أن یستلزم لجبر الوجه فیکره،مع احتمال العدم.

و لا کراهة فی ترک الملتمس منه قطعا،بل ربما یستحب،لان فیه قضاء حاجة لأخیه.

و أن یتوکل فی بیع المال الحاضر للبادی و هو الغریب الجالب للبلد و ان کان قرویا،و لا یحرم وفاقا للأکثر.

و قیل:یحرم و القائل الشیخ فی المبسوط (1)و الخلاف (2)و الحلی و ابن حمزة،و هو أحوط.

و یشترط فی المنع مطلقا علم الحضری بالنهی کما فی کل تکلیف،و جهل الغریب بسعر البلد،فلو علم بسعر البلد لم یکره،کما یشعر به بعض النصوص (3)،و لا دلیل علی اشتراط غیر ذلک.

قیل:و لا بأس بشراء البلدی له.و لا بأس به،و ان کانت الکراهة فیه أیضا محتملة.

و تلقی الرکبان القاصدین الی بلد البیع،و الخروج إلیهم للبیع علیهم

ص:36


1- 1) المبسوط 2-160.
2- 2) الخلاف 1-581،مسألة 281.
3- 3) وسائل الشیعة 12-327،ب 37.

و الشراء منهم.

و قیل:بتحریمه،و فی الخلاف (1)الإجماع علیه،و هو أظهر خلافا للأکثر.

وحده أربعة فراسخ فما دون أما ما زاد فإنه تجارة.

و یشترط فی المنع مطلقا:القصد الی الخروج،و جهل الرکب القادم بالمتاع بسعر البلد.فلو صادف الرکب فی خروجه لغرض آخر،لم یکن به بأس.و کذا لو خرج قاصدا مع الندامة و الرجوع عما قصده.و کذا لو علم الرکب بالسعر لم یکره.

و یستفاد من بعض الاخبار (2)انتفاء الکراهة بعد وصوله الی حدود البلد، و لا بأس به و ان کانت الکراهة هنا محتملة أیضا.

و لو باع فی محل المنع،صح علی الأصح.و قیل:لا،و هو أحوط.

و علی الصحة یثبت الخیار للرکب ان ثبت الغبن الفاحش، علی الأظهر الأشهر.

و هل هو علی التراخی أم الفور؟مقتضی الأصل الأول،خلافا للأکثر فالثانی و هو أحوط.

و الزیادة علی السلعة مواطأة للبائع یعنی:لا یقدم علی شیء لا یریده بما فوق ثمنه ترغیبا للمشتری،و الأصح تحریمه،وفاقا للأکثر،و عن جماعة الإجماع علیه.

و هو المسمی ب النجش بالنون و الجیم و الشین المعجمة (3)،و لا یبطل به البیع،و ان تخیر المشتری مع الغبن الفاحش،وفاقا للأکثر فی الأول

ص:37


1- 1) الخلاف 1-581،مسألة 282.
2- 2) وسائل الشیعة 12-326.
3- 3) فی«ن»:المعجمات.

و فی الخلاف نفی الخلاف عنه،و لجماعة فی الثانی.

و الاحتکار،و هو حبس الطعام کما عن الجوهری،أو مطلق الأقوات یتربص به الغلاء،للنهی عنه فی الصحیح (1)و غیره.

و قیل:یحرم و القائل الصدوق و القاضی و الحلی و الحلبی فی أحد قولیه و جماعة من المتأخرین،و لا یخلو عن قوة،خلافا للشیخین و الفاضل فاختاروا الکراهة.

و انما یکون الاحتکار فی خمسة:

الحنطة و الشعیر،و التمر و الزبیب و السمن علی الأشهر.و قبل:بزیادة الزیت،و لا یخلو عن قوة.

و قیل: بثبوته فی الملح أیضا،و القائل الشیخ و ابن حمزة،و لا بأس به علی القول بالکراهة.

و انما تتحقق الکراهیة إذا اشتراه و استبقاه لزیادة الثمن مع فقده فی البلد و احتیاج الناس الیه و لم یوجد بائع و لا باذل مطلقا غیره فلو لم یشتره،بل کان من غلته أو استبقاه لقوته،أو وجد فی البلد غیره،أو لم یحتج الیه الناس فلا کراهة.و یحتمل ثبوتها مع انتفاء الشرط الأول أیضا،و لا حد له غیر احتیاج الناس مع عدم باذل وفاقا للأکثر.

و قیل: له حد و هو أن یستبقیه فی زمان الرخص أربعین یوما، و فی الغلاء ثلاثة أیام،فلا حکرة قبل الزمانین،و القائل الشیخ و القاضی.

و یجبر المحتکر علی البیع مع الحاجة إجماعا و هل یسعر الحاکم علیه؟الأصح الأشهر لا مطلقا.نعم لو أجحف أمره بالنزول الی ما دونه.

ص:38


1- 1) وسائل الشیعة 12-312،ب 27.

الفصل الثالث

اشارة

(فی الخیار)

و النظر تارة فی أقسامه،و أخری فی أحکامه:

و أقسامه علی ما فی الکتاب سبعة:

أقسام الخیارات:

الأول:خیار المجلس

الأول:خیار المجلس أضافه الی المجلس مع کونه غیر معتبر فی ثبوته بالإجماع،و انما المعتبر عدم التفرق بالأبدان،إما تجوزا فی إطلاق بعض أفراد الحقیقة،أو لأنه حقیقة عرفیة.

و هو ثابت بعد العقد للمتبایعین أی طرفیه مطلقا،کان العقد لهما أو لغیرهما،أو علی التفریق علی بعض الوجوه فی الأخیرین فی کل بیع ما لم یشترطا فیه أی فی العقد سقوطه.

فیسقط به،و بإسقاطه بعد العقد و قبله إذا وقع علیه العقد،لا مطلقا علی الأقوی، و بالتصرف مطلقا فی ظاهر الأصحاب،فإن تم إجماعا،و الا ففیه اشکال حیث یکون تصرف کل فی ماله،الا أن یدل علی الفسخ.

و جملة ما ذکر من المسقطان ثلاثة،و مع عدم شیء منها یثبت الخیار ما لم یفترقا بأبدانهما،فلو افترقا أو أحدهما عن صاحبه-و لو بخطوة-لزم البیع.

و ظاهر النص (1)و الفتوی اعتبار المباشرة و الاختیار فی الافتراق،فلو فرق بینهما أو افترقا کرها،لم یسقط مع منعهما من التخایر.فإذا زال الإکراه،فلهما الخیار فی مجلس الزوال،فلو لم یمنعا من التخایر لزم العقد.

ص:39


1- 1) وسائل الشیعة 12-348،ح 3 و غیره.

و لو التزما بالعقد قبل التفرق،أو أحدهما بموجب الالتزام،کائنا ما کان من الثلاثة،سقط خیار الملتزم،و لو کان أحدهما و بقی خیار الأخر.

و لو فسخ أحدهما و أجاز الأخر،قدم الفاسخ و ان تأخر فسخه عن الإجازة.

و هذا الحکم عام فی کل خیار مشترک.

و لو خیره فسکت،بقی خیار الساکت إجماعا،و کذا المخیر علی الأشهر الأقوی.

الثانی:خیار الحیوان

الثانی:خیار الحیوان حتی المملوک مطلقا.

و هو ثلاثة أیام من حین العقد للمشتری خاصة دون البائع علی الأصح الأشهر،بل فی الغنیة (1)الإجماع علیه،و علیه عامة من تأخر،و لا فرق بین أن یکون الثمن حیوانا أو غیره.

و یسقط هذا الخیار لو شرط البائع سقوطه فی العقد أو أسقطه المشتری بعد العقد،أو تصرف فیه المشتری بعده سواء کان تصرفا ناقلا لازما کالبیع،أو غیر لازم کالوصیة و الهبة قبل القبض أو غیر ناقل مما یسمی تصرفا و حدثا عرفا،کأن لامس الأمة،أو نظر منها الی ما کان محرما علیه قبل الشراء،فیسقط به الخیار،إلا إذا قصد به الاختبار دون الالتزام،فیبقی الخیار وفاقا لبعض المحققین.

الثالث:خیار الشرط

الثالث:خیار الشرط الثابت به.

و هو بحسب ما یشترط لأحدهما،أو لکل منهما،أو لأجنبی عنهما،أو عن أحدهما،أو له مع أحدهما عنه و عن الأخر،أو له معهما.

و اشتراط الأجنبی تحکیم لا توکیل عمن جعله عنه،فلا خیار له معه.

و کما یجوز اشتراط الخیار له،یجوز اشتراط مؤامرته و الرجوع الی أمره

ص:40


1- 1) الغنیة ص 526.

و یلزم العقد من جهة المبتاعین فی المقامین،و یتوقف علی خیاره فی الأول و أمره فی الثانی.فإن أمر بالفسخ،جاز للمشروط له استئماره الفسخ و لا یتعین علیه، و لیس کذلک لو أمر بالالتزام فإنه لیس له الفسخ و ان کان أصلح.

و لا بد أن تکون مدته أی الخیار و کذا الاستئمار مضبوطة غیر محتملة للزیادة و النقیصة،متصلة بالعقد کانت أو منفصلة.و یصیر العقد علی الثانی جائزا بعد لزومه مع تأخره عن المجلس.

فلو شرطا خیارا و أطلقا من دون بیان مدة،بطل الشرط علی الأشهر بین من تأخر،خلافا لکثیر من القدماء فیصح،و لکن الخیار إلی ثلاثة أیام،و فی الانتصار (1)و الخلاف (2)و الغنیة (3)الإجماع علیه فهو أقوی،هذا إذا اشترطاه و لم یذکرا له مدة.

و أما لو ذکرها مبهمة بحیث کانت محتملة للزیادة و النقیصة لم تجز قولا واحدا،و ذلک کقدوم الغزاة و إدراک الثمرات و نحو ذلک.

و یجوز اشتراط مدة معینة یرد فیها البائع الثمن أو مثله و یرتجع المبیع و انما أفرده بالذکر مع دخوله فی السابق لامتیازه عنه،باشتراط الفسخ فیه برد الثمن دونه.

فلو انقضت المدة المشترطة و لما یرد الثمن لزم البیع.

و لو تلف المبیع فی المدة کان من المشتری دون البائع و کذا لو حصل له نماء و فائدة کان له دونه.

ص:41


1- 1) الانتصار ص 211.
2- 2) الخلاف 1-512،مسألة 25.
3- 3) الغنیة ص 525.

و ظاهر النص (1)و العبارة انفساخ البیع برد الثمن خاصة،و لو تجرد عن الفسخ قبله،خلافا لظاهر الأصحاب کما قیل فاشترطوه،و هو أحوط.

و یسقط هذا الخیار بالإسقاط فی المدة و بالتصرف کما یأتی.

الرابع:خیار الغبن

الرابع:خیار الغبن بسکون الباء،و أصله الخدیعة،و المراد به هنا البیع و الشراء بغیر القیمة.

و اعلم أن مع ثبوته وقت العقد باعتراف الغابن أو البینة بما لا یتغابن به و لا یتسامح فیه غالبا و المرجع فیه الی العادة و ثبوت جهالة المغبون بالغبن بأحد الأمرین قطعا،و بقوله مع یمینه بشرط إمکانها فی حقه علی احتمال قوی یثبت له أی للمغبون کائنا من کان الخیار بین الفسخ و الإمضاء.

و ظاهر العبارة کصریح الجماعة أنه لا أرش مع الإمضاء،و علیه الإجماع فی التذکرة.

و فی سقوط الخیار ببذل الغابن التفاوت قولان،أجودهما و أشهرهما:

العدم.

و المشهور أنه لا یسقط هذا الخیار بالتصرف مطلقا،سواء کان المتصرف الغابن أم المغبون،و سواء أخرج به عن الملک کالبیع أم لا،منع مانع من الرد کالاستیلاد أم لا.

الا أن یکون المغبون المشتری و قد أخرجه عن ملکه،أو عرض له مانع من رده و ان لم یخرج عن ملکه،فیسقط خیاره،إذ لا یمکنه حینئذ رد العین المنتقلة إلیه لیأخذ الثمن،خلافا لجماعة فتنظروا فی إطلاق الاستثناء.

قیل:للضرر علی المشتری مع تصرفه فیه علی وجه یمنع من رده،لو قلنا

ص:42


1- 1) وسائل الشیعة 12-354،ب 7.

بسقوط خیاره به مع الجهل بالغبن أو بالخیار،و الضرر منفی بالخبر،بل هو مستند هذا الخیار،إذ لا نص فیه بخصوصه،و حینئذ فیمکن الفسخ مع تصرفه کذلک، و إلزامه بالقیمة ان کان قیمیا و المثل ان کان مثلیا،جمعا بین الحقین،و کذا لو تلفت العین أو استولدت الأمة کما یثبت ذلک لو کان المتصرف المشتری و المغبون البائع،فإنه إذا فسخ فلم یجد العین،یرجع الی المثل أو القیمة.

و استوجه هذا الاحتمال شیخنا فی الروضة،الا أنه قال:لکن لم أقف علی قائل به.نعم لو عاد الی ملکه بفسخ أو إقالة أو غیرهما أو موت الولد،جاز له الفسخ ان لم ینافی الفوریة (1).

الخامس:خیار التأخیر

الخامس:خیار التأخیر أی تأخیر إقباض الثمن و المثمن.

ف من باع و لم یقبض الثمن و لا قبض بتشدید الباء المبیع و لا اشترط التأخیر فیهما،احترز به عن النسیة و السلف فالبیع لازم للمتبایعین لیس لهما الخیار إلی ثلاثة أیام.

و مع انقضاءها و الحال هذه یثبت الخیار بین الفسخ و الإمضاء للبائع خاصة.

و لا فرق فی المبیع بالإضافة إلی مدة الخیار بین الأمة و غیرها فی إطلاق النصوص (2)و الفتاوی.

و قیل:الخیار فیها الی شهر للصحیح (3).و هو فی الجملة أحوط،و ان کان الأول مطلقا أجود.

و المعتبر قبض الکل،فلا عبرة بالبعض و کونه بإذن المالک،فلا أثر لما یقع

ص:43


1- 1) الروضة 3-466.
2- 2) وسائل الشیعة 12-356،ب 9.
3- 3) وسائل الشیعة 12-357،ح 6.

بدونه،کما لو ظهر الثمن مستحقا کلا أو بعضا.

و لا یسقط هذا الخیار بمطالبة البائع الثمن بعد الثلاثة،و ان کان قرینة للرضا بالعقد،علی اشکال مع القرینة.و لا یسقط ببذل المشتری الثمن بعدها علی الأقوی.

فإن تلف المبیع بعد ثبوت الخیار بانقضاء الثلاثة مع شروطه،کان من البائع إجماعا.

و قد اختلف فیما لو تلف فی الثلاثة،ف قال المفید: و کثیر ممن تبعه یتلف فی الثلاثة من المشتری و بعدها من البائع و علیه الإجماع فی الانتصار (1)و الغنیة (2).

و الوجه تلفه من البائع فی الحالین،لان التقدیر أنه لم یقبض و قد قال صلّی اللّه علیه و آله:

کل مبیع تلف قبل قبضه فهو من مال بائعه (3).و علیه استقر رأی المتأخرین کافة، بحیث کاد أن یکون إجماعا،کما صرح به فی الخلاف.و فی المسألة قول آخر بالتفصیل،و لا وجه له.

و لو اشتری ما یفسد من یومه و لو بنقص الوصف و فوات الرغبة،کما فی الخضراوات و اللحم و العنب و کثیر من الفواکه ففی روایة (4)مرسلة عمل بها الأصحاب کافة،کما فی المهذب مؤذنا بدعوی الإجماع کما فی صریح الغنیة أنه یلزم البیع الی اللیل،فان لم یأت المشتری بالثمن فلا بیع له و یثبت الخیار للبائع.

و فی نسبة الحکم إلی الروایة إشعار بالتردد فی المسألة،و لعله لیس لضعف السند أو الدلالة،بل لان الظاهر أن هذا الخیار انما شرع لدفع الضرر.

ص:44


1- 1) الانتصار ص 210.
2- 2) الغنیة ص 525.
3- 3) مستدرک الوسائل 2-473.
4- 4) وسائل الشیعة 12-358،ح 1 ب 11.

و إذا توقف ثبوته علی دخول اللیل مع کون الفساد یحصل من یومه-کما فرض فی الخبر-لا یندفع به الضرر،و انما یندفع به قبل الفساد.

و لذا فرضه شیخنا فی الدروس (1)خیار ما یفسده المبیت،و هو حسن و ان کان فیه خروج عن ظاهر النص،لتلافیه بخبر نفی الضرر (2)،مع أن حمله علیه بإرادة اللیلة أیضا من الیوم محتمل.

و الأقرب تعدیه الی کل ما یتسارع الیه الفساد عند خوفه،و لا یتقید باللیل.فلو کان مما یفسد فی یومین،تأخر الخیار عن اللیل الی حین خوفه.

و فی إلحاق خوف فوات السوق بخوف الفساد وجهان،و الأحوط بل الأظهر العدم.

و ظاهر العبارة و صریح جماعة-کالغنیة مدعیا الإجماع علیه-کون هذا الخیار من جملة أفراد خیار التأخیر،فیشترط فیه ما یشترط فیه من الأمور الثلاثة.

السادس:خیار الرؤیة

السادس:خیار الرؤیة و هو انما یثبت فی بیع الأعیان الحاضرة أی المشخصة الموجودة فی الخارج إذا کان بالوصف من غیر مشاهدة مع عدم المطابقة.و کذا لو بیعت برؤیة قدیمة،لو ظهرت بخلاف ما رآه،الا أنه لیس من أفراد هذا القسم، بقرینة قوله:

و لا یصح البیع فی مثلها حتی یذکر الجنس و الوصف الرافعین للجهالة و یشیر الی معین،و ذلک لان ما ذکر من الشرط مقصور علی ما لم یر أصلا إذ لا یشترط وصف ما سبقت رؤیته.

و یتفرع علی الشرط أنه لو انتفی بطل،و لو انتفت الإشارة کان البیع کلیا لا

ص:45


1- 1) الدروس ص 362.
2- 2) و هو الخبر المتفق علیه بین الفریقین قوله علیه السلام:لا ضرر و لا ضرار.

یوجب الخیار لو لم یطابق المدفوع بل علیه الابدال.

و حیث وقع البیع علی المشار الیه الموصوف فان کان موافقا للوصف من دون زیادة و نقیصة لزم البیع و الا یوافق بأن نقص عنه کان للمشتری الرد إذا کان هو الموصوف له دون البائع.

و کذا لو لم یره أی المبیع البائع و باعه و اشتری المشتری منه بالوصف من غیر رؤیة،سواء کان الموصف له المشتری أو الأجنبی کان الخیار للبائع لو کان المبیع بخلاف الصفة و لیس للمشتری خیار مع الرؤیة.و ان اشتری هو بالوصف أیضا،فله الخیار کالبائع إذا زاد و نقص باعتبارین و یقدم الفاسخ منهما کما مضی.

و هل هذا الخیار علی الفور أو التراخی؟قولان،أشهرهما و أحوطهما الأول و ان کان أجودهما الثانی،الا إذا استلزم الضرر فیلزم بالاختیار.

و سیأتی خیار العیب إن شاء اللّه تعالی و هو السابع،و انما أخره لکثرة مباحثه،فحسن جعله أصلا برأسه.

أحکام الخیارات:

و أما الأحکام المتعلقة بالخیار فمسائل:

الأولی:خیار المجلس یختص بالبیع و یجری فی جمیع أنواعه دون غیره من سائر العقود.

الثانیة:التصرف ممن له الخیار یسقط خیار الشرط سواء کان التصرف فی ماله أو المنتقل إلیه،فان فی الأول فسخ للعقد،و فی الثانی التزام به بلا خلاف و لا إشکال،إلا إذا اقترن بما یدل علی عدم الفسخ و الالتزام فلا یسقط، کبیع الشرط المشترط فیه الفسخ برد مثل الثمن.

ص:46

الثالثة:الخیار بأنواعه یورث،مشروطا کان أو لازما بالأصل أی بأصل الشرع،بلا خلاف و لا إشکال،إلا فی خیار المجلس فوجهان و قولان،الا أن ظاهر السرائر الإجماع علی أنه یورث،فان کان الخیار خیار الشرط مثلا،یثبت للوارث بقیة المدة المضروبة کما للمورث.فلو کان غائبا أو حاضرا و لم یبلغه الخبر حتی انقضت المدة،سقط خیاره.

و لو تعددت الورثة و اختلفوا فی الفسخ و الإجازة،قیل:قدم الفاسخ.و فیه نظر.و علی تقدیره ففی انفساخ الجمیع أو فی حصته،ثم یتخیر الأخر لتبعض الصفقة وجهان.و لو جن،قام ولیه مقامه.

الرابعة:المبیع یملک بالعقد علی الأظهر الأشهر،و فی السرائر الإجماع.

و قیل:به و بانقضاء الخیار مع عدم الفسخ،اما مطلقا کما عن الإسکافی أو بشرط کون الخیار للبائع،أو لهما.و الا فکالأول کما عن الشیخ فی نقل،و فی آخر أنه یخرج عن ملک البائع خاصة،و ان لم یدخل فی ملک المشتری.

و علی هذا القول فهل الانقضاء مع عدم الفسخ ناقل کما عن الأول،أو کاشف کما عن الثانی؟أجودهما الثانی.

و تظهر الثمرة فی صور منها:فی النماء المتخلل المنفصل کاللبن و الحمل، و الثمرة المتجددة فی زمن الخیار،فللمشتری علی المختار مطلقا،و کذا علی الکشف ان لم یفسخ،و للبائع مطلقا علی القول الأخر.

و منها:فی الأخذ بالشفعة زمن الخیار،و فی جریانه فی حول الزکاة لو کان زکویا.

و منها:ما أشار إلیه بقوله:

و إذا کان الخیار للمشتری،جاز له التصرف فی المبیع و ان لم یوجب البیع علی نفسه قبله علی المختار،و توقف علی الإیجاب،أو انقضاء مدة الخیار علی غیره.و لا فرق فی التصرف بین

ص:47

أنواعه.

و کذا إذا کان الخیار للبائع،فله التصرف فی الثمن مطلقا،و لیس للمشتری التصرف فی المبیع حینئذ،إذا کان ناقلا کالبیع و الوقف و الهبة،إلا بإذن الأخر.

نعم له الاستخدام و المنافع و الوطی علی اشکال فیه.فان حبلت،فالأقرب الانتقال إلی قیمة الأمة مع فسخ البائع،لا قیمة الولد و العقر،خلافا للشیخ فإلیهما بناء علی عدم الانتقال الموجب لعدم الاستیلاد.

الخامسة:إذا تلف المبیع المشخص قبل قبضه،فهو من مال بائعه بالنص (1)و الإجماع.

و ظاهرهما اختصاص الحکم بالتلف بآفة منه سبحانه لا بجنایة جان،فیرجع فی التلف بها الی مقتضی القاعدة،و النماء بعد العقد قبل التلف بالافة للمشتری لوقوع الفسخ بالتلف من حینه علی الأصح.

و کذا لو تلف بالافة بعد قبضه و قبل انقضاء خیار المشتری فإنه من البائع إذا لم یکن له خیار،فان التلف زمن الخیار ممن لا خیار له بلا خلاف، و إذا کان له خیار أیضا فمن المشتری بلا خلاف یعرف.

و لو تلف بعد ذلک أی بعد انقضاء الخیار کان من المشتری.

و کل ما ذکر فی هذه المسألة من الاحکام فی تلف المبیع،فهی بعینها جاریة فی تلف الثمن،فإنه قبل قبضه من مال المشتری مطلقا،و کذا بعده قبل انقضاء خیار البائع.و منه إذا کان الخیار لهما،أو کان التلف بعد انقضاء خیار المشتری.

السادسة:لو اشتری ضیعة رأی بعضها و وصف له سائرها،کان له الخیار فیها أجمع،إذا لم تکن علی الوصف الذی وقع علیه العقد،و لا یجوز له الفسخ فی البعض.

ص:48


1- 1) وسائل الشیعة 12-358،ب 10 من أبواب الخیار،و النبوی المروی فی المستدرک 2-473.

الفصل الرابع

اشارة

(فی لواحق البیع)

و هی خمسة:

أحکام النقد و النسیئة:

اشارة

الأول:فی بیان النقد و النسیئة و أحکامهما.

اعلم أن البیع بالنسبة إلی تعجیل الثمن و المثمن و تأخیرهما،و التفریق بتعجیل الأول و تأخیر الثانی و بالعکس أربعة أقسام:فالأول النقد،و الثانی بیع الکالی بالکالی،و الثالث السلف،و الرابع النسیئة.

و کلها صحیحة عدا الثانی،هذا إذا شرط أحد الأمور الأربعة فی ضمن العقد.

و أما لو تجرد عنها ک من باع شیئا مطلقا من دون اشتراط تأجیل فی أحد العوضین و لا تعجیل فالثمن و کذا المثمن حال،کما لو شرط تعجیله فیجب التسلیم فی الحال.

و اشتراط التعجیل ان کان من دون تعیین زمان أفاد التأکید خاصة فی المشهور و ان کان معه بأن شرط تعجیله فی هذا الیوم مثلا،تخیر المشروط له-لو لم یحصل الشرط فی الوقت المعین-بین الفسخ و الإمضاء،وفاقا للشهیدین،بل استحسن ثانیهما ثبوت الخیار مع الإطلاق أیضا،لو أخل به عن أول وقته للإخلال بالشرط و لا بأس به.

و لو شرط التأجیل فی الثمن مع تعیین المدة صح و لا فرق فیها

ص:49

بین القصیرة و الطویلة،حتی نحو ألف سنة مما یعلم المتعاقدان عدم بقائهما إلیه عادة.

و لو لم یعین المدة بطل البیع و کذا یبطل لو عین أجلا محتملا للزیادة و النقیصة کقدوم الغزاة و إدراک الثمرات،أو مشترکا بینهما و ان کان فی الجملة معینا،کنفرهم من منی و شهر ربیع أو یوم جمعة أو خمیس مثلا.

و قیل:فی الأخیر یصح،و یحمل علی الأول،لکن یعتبر علمهما بذلک قبل العقد،لیتوجه قصدهما إلی أجل مضبوط،فلا یکفی ذلک شرعا مع جهلهما أو أحدهما به.و مع القصد لا إشکال فی الصحة،و ان لم یکن الإطلاق منصرفا إلیه عادة.

و کذا یبطل البیع لو قال: بعتک هذا بکذا و کذا نقدا و بکذا و کذا نسیئة علی الأظهر الأشهر.

و لکن فی روایة (1)أن له أقل الثمنین نسیئة إلی أبعد الأجلین و عمل بها الشیخ فی النهایة (2)،و لکنه قد رجع عنها فی المبسوط (3)،فتکون شاذة و مع ذلک قاصرة السند،بل ضعیفة مخالفة للأصول الشرعیة.

ثم علی المختار هل لهذا البیع حکم البیع الفاسد؟فیرجع مع تلف المبیع الی المثل أو القیمة،أم لا؟بل یرجع معه الی ما فی هذه الروایة،أشهرهما بین المتأخرین الأول،و بین المتقدمین الثانی للصحیح (4)،و علیه الإجماع فی الغنیة،و لا بأس به.

ص:50


1- 1) و هی خبر السکونی وسائل الشیعة 12-367،ح 2.
2- 2) النهایة ص 388.
3- 3) المبسوط 2-141.
4- 4) وسائل الشیعة 12-367،ح 1.

و ظاهر الأصحاب عدم الفرق فی الحکم صحة و بطلانا بین ما تقدم و بین ما لو کان المبیع المتردد فی ثمنه إلی أجلین کشهر بدینار و شهرین بدینارین،فان کان إجماع،و الا کما یقتضیه قوله:

بطل من دون إشارة إلی خلاف من فتوی أو روایة،کان المختار هنا أقوی منه فیما مضی،لفقد المعارض فیه أصلا.

و یصح أن یبتاع البائع ما باعه من المشتری نسیئة قبل الأجل بزیادة من الثمن الذی باعه به و نقصان بجنس الثمن و غیره،حالا و مؤجلا بلا خلاف إذا لم یشترط البائع فی البیع الأول ذلک أی بیعه منه ثانیا، و لا یصح إذا اشترط بلا خلاف.

و لو حل الأجل فابتاعه من المشتری بغیر جنس الثمن أو بجنسه من غیر زیادة و لا نقصان صح بلا خلاف یظهر.

و لو زاد عن الثمن الذی باع أولا أو نقص عنه ففیه روایتان (1)و قولان أشبههما و أشهرهما الجواز نعم یکره خروجا من شبهة الخلاف.

و لا یجب علی المشتری دفع الثمن قبل حلوله و ان طلب البائع إجماعا.

و لو تبرع بالدفع حینئذ لم یجب علی البائع القبض منه.

و لو حل الأجل و کان الثمن غیر مؤجل مطلقا،فی الذمة کان أو معینا فدفعه المشتری وجب علی البائع القبض منه إجماعا.

و لو امتنع البائع منه فی المقامین فهلک من غیر تفریط من الباذل فیه تلف من البائع مطلقا وفاقا لجماعة،خلافا لآخرین فخصوه بما إذا لم

ص:51


1- 1) وسائل الشیعة 12-369،ب 5.

یتمکن من الدفع الی الحاکم،و لا یخلو عن قوة،بل ادعی علیه الشهرة،لکنه غیر ملازم لوجوب الدفع بعد امتناع البائع من القبض أول مرة،فله التصرف فیه،و التأخیر بدفعه و لو الی الحاکم حیث یکون کلیا الی أن یطالبه المالک، أو من یقوم مقامه،الا أن الإیصال إلیه مهما أمکن أحوط،مسارعة إلی إبراء الذمة و تفصیا عن فتوی الجماعة.

و کذا الکلام فیما مر من الاحکام فی طرف البائع لو باع سلما و سلفا،فلا یجب علیه الدفع قبل الأجل و یجب بعده،و علی المشتری قبوله هنا لا فی سابقه،و مع عدم قبوله حیث یجب علیه فالتلف منه مطلقا،أو علی التفصیل المتقدم.

و کذا الحکم فی کل حق واجب امتنع مستحقه عن قبضه.

و اعلم أن البیع بالنسبة الی الاخبار بالثمن و عدمه أربعة أقسام:لأنه اما أن یخبر به أولا،و الثانی المساومة،و الأول:ان بیع معه برأس المال فتولیة،أو بزیادة علیه فمرابحة،أو بنقصان عنه فمواضعة،و الجمیع جائز،و لکن الأول أفضل،و یجب فیما عداه ذکر رأس المال من غیر زیادة و لا نقصان،و کذا الأجل ان کان.

و علیه ف لو ابتاع بأجل و باع مرابحة أو تولیة أو مواضعة فلیخبر المشتری بالأجل.

و لو لم یخبره صح البیع بلا خلاف،و لکن کان للمشتری الخیار بین الرد و الإمساک بالثمن حالا و لو لم یکن له من الأجل المذکور شیء أصلا،وفاقا للمشهور.

و کذا الحکم فیما لو ظهر کذبه فی الاخبار بقدر الثمن أو بجنسه أو وصفه، أو غلطه فیه ببینة أو إقرار.

ص:52

و لکن فی روایة بل روایات (1)معتبرة الأسانید،عمل بها الشیخ و جماعة أن للمشتری من الأجل مثله و لا یخلو عن قوة،و لکن المسألة بعد محل الشبهة و فیها قول آخر بالتفصیل لا وجه له.

و هنامسألتان:

الأولی:إذا باع مرابحة فلینسب الربح إلی السلعة کأن یقول:بعتکها بکذا و ربح کذا.

و لو نسبه الی المال کأن یقول:بعتکها بمائة و ربح المائة عشر مثلا ف فیه قولان،أصحهما و أشهرهما بین المتأخرین الجواز مع الکراهیة و القول الثانی الحرمة،ذهب الیه الشیخ فی النهایة (2)،و لکنه قد رجع عنه فی المبسوط (3)و الخلاف (4)الی الجواز مدعیا علیه الإجماع.

الثانیة:من اشتری أمتعة صفقة أی فی عقد واحد،و سمی بذلک اعتبارا بما کانوا یصنعونه من وضع أحدهما یده فی ید صاحبه حال البیع،أو أنه یصفق أحدهما علی ید الأخر عند انتهاء العقد لم یجز بیع بعضها مرابحة و تولیة و مواضعة سواء قومها أو بسط الثمن علیها و باع خیارها بلا خلاف فیما إذا کانت متفاضلة،و کذا إذا کانت متساویة علی الأقوی.

و لو أخبر بذلک أی ببیعه الأول و تقویمه المبیع بما یقابله من الثمن جاز مطلقا بلا خلاف،و لکن یخرج بذلک عن وضع المرابحة لأنه

ص:53


1- 1) وسائل الشیعة 12-400،ب 25.
2- 2) النهایة ص 389.
3- 3) المبسوط 2-141.
4- 4) الخلاف 1-564،مسألة 223.

لا بد فیها من الاخبار برأس المال،و هو هنا غیر حاصل،لانه لم یشتر تلک السلعة وحدها بشیء حتی یخبر به.

و لو قوم التاجر علی الدلال متاعا بقیمة معینة و لم یواجبه البیع بإجراء الصیغة و جعل له الزائد عنها أو شارکه فیه،أو جعل لنفسه قسطا و شیئا معینا و للدلال الزائد علیه لم یجز للدلال بیع ذلک المتاع مرابحة بلا خلاف،لانه کاذب فی اخباره،إذ مجرد التقویم لا یوجبه.

و یجوز لو أخبر بالصورة الا أنه خارج عن وضع المرابحة کما قلناه فی الأول.

و لو باع زائدا یکون للدلال الأجرة أجرة المثل و تکون الفائدة الزائدة المشترطة له للتاجر مطلقا سواء کان التاجر دعاه أولا کأن قال له:بع هذا بکذا و لک ما زاد أو ابتدأه الدلال فقال:أخبرنی بثمن هذا المتاع و أربح علی فیه شیئا لا بیعه ففعل ذلک التاجر،هذا هو المشهور.

و من الأصحاب کالشیخین و القاضی من فرق بین الصورتین،فوافق الأکثر فی الثانیة،و خالفهم فی الأول فأبا حوالة الزیادة،للمعتبرة (1)المستفیضة،و حملها علی صورة الجعالة جماعة،و الاولی حملها علی المراضاة،و نفی البأس معها لا ینافی جواز رجوع رب المال عما قال أولا.

ما یدخل فی المبیع:

الثانی:فی بیان ما یدخل فی المبیع عند إطلاق لفظه.

من باع أرضا مقتصرا علی لفظها لم یدخل فیها نخلها و شجرها

ص:54


1- 1) وسائل الشیعة 12-393.

بلا خلاف الا أن یشترط الدخول فیدخل إجماعا،أو یقول بحقوقها عند جماعة.

و لا یدخل علی الأقوی الا أن یکون هناک عادة تحکم بالدخول بمجرد ذلک فیدخل قطعا،کما فی کل موضع تکون فیه عادة فإنها قرینة.و انما الکلام فی هذه المباحث فیما تجرد عنها.

و فی روایة (1)صحیحة أنه إذا ابتاع المشتری الأرض قائلا بحدودها و ما أغلق علیه بابها فله جمیع ما فیها من نخل أو أشجار و غیرهما.

و ظاهر العبارة التردد فیها،و لا وجه له بعد صحة السند،و موافقة المضمون منطوقا لمقتضی اللفظ لغة و عرفا،مع أن فی التنقیح (2)لا خلاف فیها.

و کما لا یدخل فی الأرض النخل و الشجر الا مع الشرط فکذا الزرع،سواء کان مجزورا (3)أم لا علی الأقوی.

و لو ابتاع دارا دخل فی مفهومها العرصة،و الحیطان،و الأبواب،و الاغلاق المنصوبة،و الأخشاب المستدخلة،و السلم المثبت،و المفتاح علی قول،و بیت الأعلی و الأسفل لاقتضاء العرف ذلک کله الا أن یتغیر و تشهد العادة للأعلی بالانفراد کما فی بعض البلاد فتخرج حینئذ.

و لو باع نخلا مؤبرا بتشقیق طلع الإناث و ذر طلع الذکور فیه لیجیء الثمرة أصلح فالثمرة للبائع علی الأشهر الأصح الا أن یشترط أو یکون هناک عادة فنتبع.

و کذا لو باع شجرة مثمرة و فیها ثمرتها مطلقا،سواء کان قطنا قد خرج جوزقه و لم یتشقق،أو وردا لم ینفتح أو غیرهما علی الأقوی أو دابة حاملا لم

ص:55


1- 1) وسائل الشیعة 12-405،ب 29.
2- 2) التنقیح الرائع 2-62.
3- 3) أی مقطوعا.

یدخل الثمرة و لا الحمل فیهما علی الأظهر الأقوی.

و قیل:بالدخول،و هو ضعیف،الا مع العادة أو الشرط فیصح،سواء قال:بعتک هذه الجاریة و حملها،أو شرطت لک و حملها،أو بعتکها بکذا و حملها بلا خلاف فیما عدا الصورة الأولی،علی قول جماعة فیها أیضا،لقاعدة الضمیمة خلافا للتذکرة فیبطل للجهالة.

و لو لم تؤبر النخلة و بیعت فالطلع للمشتری بلا خلاف فتوی و نصا (1).و هل یختص ذلک بالبیع أم یعم سائر وجوه الانتقالات کالهبة و الصلح و نحوهما؟قولان،أجودهما:الأول،الا مع العرف أو الشرط،و هو الأشهر، و فی کلام بعض الإجماع علیه.

أحکام القبض:

الثالث:فی بیان القبض و أحکامه:

إطلاق العقد و تجریده من شرط تأخیر أحد العوضین،أو تأخیرهما إذا کانا عینین أو أحدهما یقتضی وجوب تسلیم المبیع و الثمن علی المتبایعین فورا،فیتقابضان معا لو تمانعا من التقدیم،سواء کان الثمن عینا أو دینا،علی الأشهر الأقوی.فإن امتنعا أجبرهما الحاکم معا مع إمکانه،کما یجبر الممتنع من قبض ماله.

و یجوز اشتراط تأخیر اقباض أحد العوضین مدة معینة و الانتفاع به منفعة معینة.

و لا یجب علی المشروط له فوریة الإقباض،بل له التأخیر إلی الأجل،و لا کذلک

ص:56


1- 1) وسائل الشیعة 12-407،ب 32.

غیره،فیجب علیه الإقباض فورا.

و القبض هنا و فی کل موضع یعتبر هو التخلیة بین العین و مستحقها بعد رفع الید عنها فیما لا ینقل کالعقار اتفاقا و کذا فیما ینقل عند المصنف هنا و فی الشرائع (1).

و قیل:فی القماش و نحوه مما یتناول بالید کالدراهم و الدنانیر و الجواهر هو الإمساک بالید،و فی الحیوان کالعبد و البهیمة هو نقله و فی المکیل و الموزون الکیل و الوزن مع رفع الید عنه،و القائل الأکثر.

و هنا أقوال أخر،أجودها ما فی المختلف من أنه فی المنقول هو النقل أو الأخذ بالید،و فی المکیل و الموزون هو ذلک أو الکیل و الوزن.

و الفرق بینه و بین المشهور من وجهین:الاکتفاء علیه فی المنقول بأخذ الید من غیر احتیاج الی النقل،و فی المکیل و الموزون بهما من غیر احتیاج الی الکیل و الوزن.و عدم الاکتفاء بشیء من ذلک علی المشهور فی المقامین،بل لا بد من النقل فی الأول،و من الکیل و الوزن فی الثانی.

فلو قبض بالید فیهما،لم یحصل القبض مطلقا،و العرف یأباه و یوجب المصیر الی هذا القول لموافقته له ظاهرا،فالقول به أقوی،و یمکن تنزیل قول الأکثر و أدلته علیه،و ان کان المصیر الی قولهم فی بعض الأحیان أحوط.

و حیث اعتبرنا الکیل و الوزن،ففی الافتقار الی اعتباره للقبض ثانیا أو الاکتفاء بالاعتبار السابق وجهان،أجودهما:الأول،وفاقا لجمع.

و یجب عند الإقباض تسلیم المبیع حال کونه مفرغا من أمتعة البائع و غیرها مما لا یدخل فی المبیع فلو کان فیه متاع فعلی البائع إزالته و إخراجه فورا.

ص:57


1- 1) شرائع الإسلام 2-29.

و لو کان مشغولا بزرع لم یبلغ،وجب الصبر إلی أوان بلوغه ان اختاره البائع، ثم ان کان المشتری عالما بالحال،و الا تخیر بین الفسخ و الصبر،و ان احتاج الی مضی زمان یفوت فیه شیء من النفع المعتد به.

و لو کان فیه ما لا یخرج الا بهدم،وجب أرشه علی البائع.

ثم ان التفریغ و ان کان واجبا،الا أن الظاهر عدم توقف القبض علیه،بل لو رضی المشتری بتسلیمه مشغولا تم و وجب التفریغ بعده.

و لا بأس ببیع المشتری ما لم یقبض إذا لم یکن مکیلا و لا موزونا بلا خلاف.

و یکره فیما یکال أو یوزن مطلقا و تتأکد الکراهیة فی الطعام وفاقا لجماعة،بل المشهور کما قیل.

و قیل:یحرم اما مطلقا طعاما کان أو غیره،بتولیة أو غیرها کما عن العمانی أو إذا کان طعاما خاصة،کما عن الصدوق و القاضی و المبسوط (1)و الغنیة،مدعیین علیه الإجماع،و لا یخلو عن قوة.

و فی روایة صحیحة بل روایات (2)لا تبیعه حتی تقبضه،الا أن تولیه و سیاق العبارة یشعر بعدم قائل بها،و هو کذلک قبل زمانه،و أما بعده فقد اختاره الفاضل و شیخنا الشهید الثانی فی جملة من کتبهما،و بها جمعا بین الاخبار المختلفة.

و الجمع بینها بما ذکرناه من الکراهة مطلقة فیما عدا الطعام و مؤکدة فیه،الا مع التولیة فتخف الکراهة أولی.

و لو قبض المشتری المکیل فادعی نقصانه،فان حضر الاعتبار أی الکیل و شهده فالقول قول البائع مع یمینه بلا خلاف أجده،هذا ان ادعی الغلط.

ص:58


1- 1) المبسوط 2-119.
2- 2) وسائل الشیعة 12-387،ب 16.

و ان ادعی عدم وصول الحق،أو لم یحضره أی الاعتبار فالقول قوله أی المشتری مع یمینه قطعا.

و کذا القول بالتفصیل بین صورتی الحضور و دعوی الغلط فالأول و غیرها،فالثانی فی الموزون و المذروع و المعدود.

ما یصح اشتراطه فی العقد:

الرابع:فی بیان أحکام الشروط المسوقة فی متن العقد التی لم یعلق علیها.

و یصح منها ما کان سائغا لم یمنع عنه کتاب و لا سنة،و یدخل فیه اشتراط أن لا یؤدی الی الجهالة و داخلا تحت القدرة للمشروط علیه کقصارة الثوب و نحوها و غیر مناف لمقتضی العقد،و یجب الوفاء بها مطلقا علی الأشهر الأقوی و فی الغنیة و السرائر الإجماع.

و لا یجوز اشتراط غیر السائغ،و ضابطه:ما أحل حراما أو حرم حلالا بأصل الشرع لا بتوسط العقد،و لا غیر المقدور،کبیع الزرع علی أن یصیره سنبلا و الدابة علی أن تصیر حاملا و نحو ذلک،سواء شرط أن یبلغ ذلک بفعله أم بفعل اللّه تعالی.

و لا بأس باشتراط تبقیته أی الزرع فی الأرض،إذا بیع أحدهما دون الأخر،إلی أوان السنبل.و لا یعتبر تعیین مدة البقاء،بل یحمل علی المتعارف لانه منضبط.

و یلزم البائع حینئذ التبقیة إلی الغایة،کما أن مع إطلاق الابتیاع من دون اشتراط التبقیة یلزم البائع أیضا إبقاؤه إلی إدراکه.

و کذا لو اشتری الثمرة منفردة عن الأصول مطلقا،أو بشرط التبقیة

ص:59

یلزم البائع التبقیة ما لم یشترط علی المشتری الإزالة و علی المشتری إزالتها مع اشتراطها.

و یصح بیع الرقیق مع اشتراط العتق مطلقا،أو عن المشتری بلا خلاف،و عن البائع فیه قولان،أجودهما:الصحة کما عن التذکرة مؤذنا بدعوی الإجماع و کذا التدبیر و الکتابة یصح اشتراطهما،فان وفا بالشروط، و الا تخیر البائع بین فسخ البیع و إمضائه،فإن فسخ استرده و ان انتقل قبله عن ملک المشتری.

و کذا یتخیر لو مات قبل العتق،فان فسخ رجع بقیمة یوم التلف علی قول.

و کذا لو انعتق قهرا.

و لو اختار الإمضاء فهل یرجع علی المشتری بما یقتضیه شرط العتق من القیمة فإنه یقتضی نقصانا من الثمن أم یلزم ما عین له منه خاصة؟قولان،و لعل أجودهما:

الثانی.

و علی الأول طریقة معرفة الشرط أن یقوم العبد بدونه و یقوم معه،و ینظر التفاوت بین القیمتین،و ینسب إلی القیمة التی هی مع الشرط،و یؤخذ من المشتری مضافا الی الثمن بمقدار تلک النسبة.و کذا کل شرط لم یسلم لمشترطه،فإنه یفید تخیره بین فسخ العقد المشروط فیه و إمضائه.

و لو اشترط أن لا یعتق أو لا یطأ الأمة بطل الشرط فی المشهور،فان کان إجماعا،و الا فالأظهر الصحة.

و علی المشهور قیل:یبطل الشرط خاصة دون البیع و القائل الإسکافی و القاضی و الحلی و ابن زهرة،مدعیا علیه الإجماع،و هو الأصح.خلافا لأکثر المتأخرین فیبطل البیع أیضا،و هو ضعیف جدا.و کذا الکلام فی کل عقد شرط فیه شرط فاسد.

ص:60

و لو اشترط فی الأمة أن لاتباع و لا توهب،فالمروی فی الصحیحین (1)و غیرهما الجواز و لا بأس به،خلافا لجماعة فمنعوا عن الشرط و أفسدوه، و زاد بعضهم:فأفسد البیع أیضا.

و لو باع أرضا مشاهدة أو موصوفة علی کونها جربانا معینة فنقصت، فللمشتری الخیار بین الفسخ و الإمضاء ب تمام الثمن وفاقا لجماعة.

و لکن فی روایة (2)معتبرة الأسانید أن له أن یفسخ أو یمضی البیع بحصتها من الثمن و عمل بها آخرون،بل المشهور کما قیل.

و فی هذه الروایة (3)أنه ان کان للبائع أرض بجنب تلک الأرض لزم البائع أن یوفیه منها و به أفتی الشیخ فی النهایة (4)،خلافا للأکثر فأطلقوا الخیار،و لا ریب أن العمل بها أحوط للمشتری مطلقا.

و یجوز أن یبیع مختلفین کثوب و حیوان فی صفقة واحدة و عقد واحد.

و أن یجمع بین سلف و بیع و نکاح و اجارة،فیقول:بعتک هذا الثوب و طغارا من حنطة إلی سنة،و زوجتک ابنتی فلانة و آجرتک داری هذه إلی سنة، فقال:قبلت،صح عندنا بلا خلاف.ثم ان احتیج الی التقسیط،قسط الثمن علی قیمة المبیع و أجرة المثل و مهر المثل.

العیوب المجوزة للرد:

اشارة

الخامس:فی بیان العیوب المجوزة للرد.

و ضابطها:ما کان زائدا عن الخلقة الأصلیة و هی خلقة أکثر النوع الذی

ص:61


1- 1) وسائل الشیعة 13-43،ب 15.
2- 2) وسائل الشیعة 12-361،ب 14.
3- 3) وسائل الشیعة 12-361،ب 14.
4- 4) النهایة ص 420.

یعتبر فیه ذلک ذاتا و صفة أو ناقصا عنها،عینا کان الزائد أو الناقص،کالإصبع زائدة علی الخمس،أو ناقصة عنها،أو صفة کالحمی و لو یوما بأن یشتریه فیجده محموما،أو یحم قبل القبض و ان برأ لیومه کما قیل.

و هل یعتبر مع ذلک کون الزیادة و النقصان موجبین لنقص المالیة أم لا؟قولان إطلاق النص و الاتفاق علی أن الخصی عیب مع إیجابه زیادة المالیة،و کذا عدم الشعر علی الرکب و العانة،کما یدل علیه بعض المعتبرة (1)المنجبرة قصور سنده بعمل الطائفة یقتضی الثانی.

و إطلاق العقد یقتضی السلامة من العیب فی مطلق العوض.

فلو ظهر عیب فی المبیع سابق علی العقد تخیر المشتری بین الرد و استرداد الثمن و الإمضاء مع أخذ الأرش و هذا هو السابع من أقسام الخیار المطوی ذکره مفصلا سابقا.

و لا خیرة للبائع فی هذه الصورة،و ان ثبت له دون المشتری فیما لو انعکست،کما لو خرج الثمن معیبا.

و یسقط الرد:بالبراءة من العیب مطلقا و لو إجمالا کأن یقول:بعتک هذا بکل عیب.علی الأشهر الأقوی،و فی الغنیة الإجماع.

و لا فرق بین علم المتبایعین بالعیب و جهلهما و التفریق،و لا بین الحیوان و غیره،و لا بین العیوب الباطنة و الحادثة،و علیه الإجماع فی کلام جماعة.و لا بین الموجودة حالة العقد و المتجددة بعده حیث تکون علی البائع مضمونة، و علیه الإجماع فی التذکرة.

و بالعلم به ممن لولاه لثبت له الخیار قبل العقد.

و بالرضا منه بعده و أولی منه التصریح بإسقاطه،بلا خلاف فیهما

ص:62


1- 1) وسائل الشیعة 12-410،ب 1.

و لا فی السقوط بتأخیر الرد مع العلم بالعیب کما فی الغنیة.

الا أن ظاهر أصحابنا المتأخرین کافة الخلاف فی الثالث،فنفوا الفوریة عن هذا الخیار،من غیر خلاف یعرف کما صرح به جماعة،بل ربما احتمله بعضهم إجماعا فهو أقوی.

و بحدوث عیب عنده مضمون علیه،سواء کان حدوثه من جهته أم لا بلا خلاف،بل علیه الإجماع فی الخلاف (1).

و احترزنا بالقید عما لو کان حیوانا و حدث العیب فیه فی الثلاثة من غیر جهة المشتری،فإنه حینئذ لا یمنع الرد و لا الأرش،لأنه مضمون علی البائع.و لو رضی البائع برده مجبورا بالأرش أو غیر مجبور جاز.

و فی حکمه ما لو اشتری صفقة متعددا فظهر فیه عیب فتلف أحدهما،أو اشتری اثنان صفقة فامتنع أحدهما من الرد،فإن الأخر یمنع منه و له الأرش و ان أسقطه الأخر،سواء اتحدت العین أو تعددت،اقتسماها أم لا.

و بإحداثه فی المبیع حدثا یعد فی العرف تصرفا کرکوب الدابة و لو فی طریق الرد،و نعلها،و حلب ما یحلب،و لبس الثوب و قصارته،و سکنی الدار و نحو ذلک،و ینبغی تقییده بما لم یظهر دلالته علی عدم الرضاء،و الا فلا یسقط به کما مضی.

و إطلاق النص یشمل التصرف الناقل کالبیع و غیره و المغیر للعین و غیره و ما لو کان قبل العلم بالعیب و بعده و عاد الیه بعد خروجه عن ملکه أم لا،خلافا للمحکی عن الشیخ فی التصرف قبل العلم،فلم یسقط به الخیار و هو ضعیف.ثم کل ذا فی سقوط الرد.

و أما الأرش:فیسقط بالثلاثة الأول من المسقطات للرد بلا خلاف

ص:63


1- 1) الخلاف 1-555،مسألة 192.

دون الأخیرین علی الأظهر الأشهر،و فی الغنیة الإجماع.

و یجوز بیع المعیب و ان لم یذکر عیبه مع عدم الغش،بلا خلاف فی الظاهر،للأصل و فقد المانع،لاندفاع الضرر بالخیار و الأرش و لکن ذکره مفصلا أفضل بتقیید احتمال الغش المنهی عنه،و احتمال الضرر بغفلة المشتری من العیب حال البیع أو بعده.

و لو ابتاع شیئین فصاعدا صفقة واحدة فظهر العیب فی البعض، فلیس له رد المعیب منفردا،و لکن له رد الجمیع أو أخذ الأرش خاصة بلا خلاف.

و کذا لو اشتری اثنان فصاعدا شیئا مطلقا من بائع کذلک فی عقد واحد و صفقة واحدة فلهما الرد بالعیب أو أخذ الأرش،و لیس لأحدهما الانفراد بالرد دون الأرش علی الأظهر الأشهر.

و الوطء یمنع رد الأمة المعیبة بالنص (1)و الإجماع الا من عیب الحبل فترد به اما مطلقا کما علیه الأکثر،أو بشرط کونه من المولی،و الا فلا ترد کما علیه جمع.

و علیه فلا إشکال فی الحکم بأنه یرد معها نصف عشر قیمتها إذا کانت ثیبا،و عشرها إذا کانت بکرا،کما یستفاد من النصوص (2)المعتبرة الوارد أکثرها بالتقدیر الأول مطلقا،و بعضها بالثانی کذلک،بعد تنزیلها علی التفصیل المتقدم،جمعا بینها و بین القاعدة.

و یشکل علی قول الأکثر،بناء علی أن المنافع قبل الفسخ للمشتری،فلا وجه لغرامته شیئا مطلقا.

ص:64


1- 1) وسائل الشیعة 12-413،ب 4.
2- 2) وسائل الشیعة 12-415،ب 5.

و یمکن جعل ذلک دلیلا علی القول الثانی،مضافا الی الأصول مع سلامتهما عما یدل علی قول الأکثر،الا أن یکون إجماعا کما عن الانتصار (1)و الغنیة فلا محیص عنه،و ینزل الحکم بالغرامة حینئذ علی کونه تعبدا أو استحبابا،و لا ریب أن عدم الرد حینئذ أحوط و أولی.

مسائل تتعلق بالعیب:
الأولی:التصریة

و هنا مسائل:

الأولی:التصریة و هی جمع لبن الشاة و ما فی حکمها من البقرة و الناقة دون الأمة،علی الأشهر الأقوی فیهما،فی ضرعها بترکها بغیر حلب و لا رضاع، فیظن الجاهل بحالها کثرة ما یحلبه،فیرغب فی شرائها بزیادة تدلیس محرم.

و یثبت بها خیار للمشتری بین الرد و الإمضاء بدون أرش.

و تثبت-ان لم یعترف بها البائع و لم یقم بها بینة-باختبارها ثلاثة أیام، فإن اتفقت فیها الحلبات عادة أو زادت اللاحقة فلا تصریة.و ان اختلفت فی الثلاثة و کان بعضها ناقصا عن الحلبة الأولی نقصانا خارجا عن العادة،و ان زاد بعدها فی الثلاثة،ثبت الخیار بعد الثلاثة بلا فصل من غیر تأخیر،علی اختلاف الوجهین بل القولین.

و لو ثبت بالاعتراف أو البینة،جاز الفسخ من حین الثبوت مدة الثلاثة ما لم یتصرف بغیر الاختبار بشرط النقصان،فلو تساوت أو زادت هبة من اللّه سبحانه، فالأقوی زواله.

و الفرق بین مدة التصریة و خیار الحیوان علی الأول ظاهر،فان الخیار فی

ص:65


1- 1) الانتصار ص 211.

ثلاثة الحیوان فیها و فی التصریة بعدها،و کذا علی الثانی ان قلنا بفوریة هذا الخیار،فیسقط بالإخلال بها دون خیار الحیوان،و کذا ان لم نقل بها لجواز تعدد الأسباب.و تظهر الفائدة فیما لو أسقط أحدهما.

و حیث اختار ردها یرد معها عین لبنها الموجودة حین العقد دون المتجدد علی الأقوی،و ان کان رده أیضا أحوط و أولی.

و لو تعذر رد العین انتقل الضمان الی مثل لبنها مع الإمکان أو قیمته مع التعذر علی الأظهر الأشهر.

و قیل: یرد معها صاع من بر مطلقا،و القائل الشیخ فی أحد قولیه،و فی قوله الأخر بدل البر بالتمر،و أفتی بهما علی التخییر ابن زهرة مدعیا علیه الإجماع جمعا بین النبویین (1).و لضعفهما نزلهما الأصحاب علی ما إذا تعذر و کان ذلک هو القیمة السوقیة،و لا بأس به جمعا بین الأدلة.

الثانیة:الثیبوبة

الثانیة:الثیبوبة فی الإماء لیست عیبا مطلقا علی الأشهر الأقوی و فی التحریر لا نعلم فیه خلافا.

نعم لو شرط البکارة فی متن العقد فثبت سبق الثیبوبة بالبینة،أو إقرار البائع،أو قرب زمان الاختبار لزمان البیع،بحیث لا یمکن فیه تجددها عادة کان له الرد علی الأظهر الأشهر،لا لکونه عیبا بل لمکان الشرط،فلیس له مع الإمضاء الأرش،و ان کان بذله أحوط بل قیل أشهر.

و لو لم یثبت التقدم فلا رد بلا خلاف لانه قد تذهب ب العلة و النزوة.

الثالثة:لا یرد العبد بل المملوک مطلقا بالإباق الحادث عند المشتری

الثالثة:لا یرد العبد بل المملوک مطلقا بالإباق الحادث عند المشتری.

و یرد ب الإباق السابق عند البائع و لو مرة،علی الأشهر الأقوی.

ص:66


1- 1) سنن البیهقی 5-318-319.
الرابعة:لو اشتری امة لا تحیض فی ستة أشهر فصاعدا و مثلها تحیض فله الرد

الرابعة:لو اشتری امة لا تحیض فی ستة أشهر فصاعدا و مثلها تحیض فله الرد بذلک علی الأشهر الأقوی للصحیح (1)،و لان ذلک لا یکون الا لعارض غیر طبیعی فیکون عیبا.

و مقتضی الدلیلین أنه لا یعتبر فی ثبوت عیب الحیض مضی ستة أشهر،بل یثبت بمضی مدة تحیض فیها ذوات أسنانها فی تلک البلاد.

و أن عدم تحیض الحدثیة البلوغ فی المدة المزبورة لیس عیبا یوجب الرد فإن أمثالها لم یحضن غالبا عادة،و یمکن أن ینزل علی ذلک نحو العبارة.

الخامسة:لا یرد البزر

الخامسة:لا یرد البزر بفتح الباء و کسرها،حب یؤخذ منه دهن یقال له دهن الکتان.کأنه بتقدیر المضاف،أی دهن البزر.و یطلق علی الدهن کما عن الجوهری و الزیت بما یوجد فیه من الثفل (2)المعتاد بضم المثلثة هو الثافل ما استقر من کدرة تحت المائع.

نعم لو خرج بالکثرة عن القدر الذی جرت به العادة جاز رده به إذا لم یعلم به قبل العقد،و أما مع العلم به فلا.

السادسة:لو تنازعا فی شیء من مسقطات الخیار

السادسة:لو تنازعا فی شیء من مسقطات الخیار ک التبری من العیب و نحوه و لا بینة فقال:بعتک به مثلا،فقال:لا فالقول قول منکره مع یمینه بلا خلاف،و الخبر (3)الوارد بخلاف ذلک شاذ مع ضعفه سندا و دلالة.

السابعة:لو ادعی المشتری تقدم العیب المتحقق و أنکره البائع

السابعة:لو ادعی المشتری تقدم العیب المتحقق و أنکره البائع و لا بینة للمشتری فالقول قول البائع مع یمینه علی القطع بعدم العیب عنده،مع اختباره المبیع قبل البیع و اطلاعه علی خفایا أمره قولا واحدا،و علی نفی العلم به مع

ص:67


1- 1) وسائل الشیعة 12-413،ب 3.
2- 2) فی المطبوع من المتن:التفل.
3- 3) وسائل الشیعة 12-419،ب 8.

العدم علی قول،و علی القطع کالأول علی آخر.و فیهما نظر،الا أن یقید نفی العلم بما إذا ادعی علیه العلم بالسبق،فیتوجه الحلف حینئذ علی نفیه،کما علیه القول الأول.

ما لم یکن هناک قرینة حال قطعیة تشهد لأحدهما کزیادة الإصبع و اندمال الجرح،مع قصر زمان البیع بحیث لا یحتمل التأخر عادة،فیحکم للمشتری أو طراوة الجرح مع تطاول زمان البیع،فیحکم للبائع من دون یمینه.

الثامنة: فی کیفیة أخذ الأرش

الثامنة: فی کیفیة أخذ الأرش.

و هو أن یقوم المبیع فی حال فرضها صحیحا تارة و معیبا أخری و یرجع المشتری علی البائع بنسبة ذلک التفاوت من الثمن لا نفس تفاوت المعیب،لانه قد یحیط بالثمن أو یزید علیه،فیلزم أخذ العوض و المعوض معا.

و لو تعدد القیم بأن اختلف أهل الخبرة بقیمة ذلک المبیع فیها، أو اختلف قیمة أفراد ذلک النوع المساویة للمبیع رجع الی القیمة الوسطی المتساویة النسبة إلی الجمیع،المنتزعة منها نسبتها إلیه بالسویة.فمن القیمتین یؤخذ نصفها،و من الثلاث ثلثها،و من الأربع ربعها،و هکذا.

و ضابطه:أخذ قیمة منتزعة من المجموع نسبتها إلیه کنسبة الواحد الی تلک القیم.

و طریقه:أن تجمع القیم الصحیحة علی حدة و المعیبة کذلک،و ینسب إحداهما إلی الأخری،و تؤخذ بتلک النسبة.

و لا فرق بین اختلاف المقومین فی قیمته صحیحا و معیبا و فی إحداهما.

و قیل:ینسب معیب کل قیمة إلی صحیحها،و یجمع قدر النسبة،و یؤخذ من المجتمع بنسبتها.و فی الأکثر یتحد الطریقان،و قد یختلفان فی یسیر.

ص:68

التاسعة:لو حدث العیب بعد العقد و قبل القبض،کان للمشتری الرد

التاسعة:لو حدث العیب بعد العقد و قبل القبض،کان للمشتری الرد بلا خلاف.

و فی جواز أخذ الأرش مع الإمضاء،کما فی العیب السابق قولان أشبههما و أشهرهما بین المتأخرین وفاقا لجماعة من القدماء الثبوت خلافا للمبسوط (1)و الخلاف (2)و السرائر حاکیا له عن المفید فنفوا الثبوت،و فی الکتابین الأخیرین علیه الإجماع،فهو أقرب و بالأصل أوفق،مع أنه للمشتری أحوط.

و کذا لو قبض المشتری بعضا من المبیع و حدث عیب فی الباقی کان الحکم المتقدم ثابتا فیما لم یقبض منه،فله الخیار بین الرد و الإمضاء مع الأرش أو بدونه علی الاختلاف،و الأقوی عدم جواز رد المعیب خاصة،بل اما الجمیع،أو إمساکه بتمام الثمن،أو مع الأرش.

الفصل الخامس

اشارة

(فی الربا )

(3)

و قد یقلب واوه ألفا،و هو لغة:الزیادة مطلقا.و شرعا:معاوضة أحد المتماثلین المقدرین بالکیل و الوزن فی عهد صاحب الشرع أو فی العادة بالآخر،مع زیادة فی أحدهما حقیقة أو حکما،أو اقتراض أحدهما معها مطلقا و ان لم یکونا مقدرین بالأمرین،إذا لم یکن باذل الزیادة حربیا،و لا المتعاقدین والدا مع ولده،و لا زوجا مع زوجه.

ص:69


1- 1) المبسوط 2-130.
2- 2) الخلاف 1-555.
3- 3) فی«خ»الربو.

و تحریمه معلوم من الشرع المبین،و هو من أعظم الکبائر حتی أن الدرهم منه أعظم من سبعین زنیة بذات المحرم،کما ورد فی النص الصحیح (1)و فیه:آکل الربا و موکله و کاتبه و شاهده فیه سواء (2).

و یثبت فی کل مکیل أو موزون فی عهد صاحب الشرع ان عرفا فیه مطلقا و ان لم یقدر بهما عندنا بلا خلاف،و ان لم یعرفا فیه فالمتجه دوران الحکم معهما حیث دارا نفیا و إثباتا مطلقا،کما سیأتی إن شاء اللّه تعالی.

و انما یثبت الربا فی ذلک مع اتحاد العوضین فی الجنسیة فلا ربا مع المخالفة.

و المراد بالجنسیة هنا الحقیقة النوعیة باصطلاح أهل المنطق،فإنه یسمی «جنسا»لغة.

و ضابط الجنس:ما یتناوله اسم خاص،کالحنطة بالحنطة و الأرز بالارز و یستثنی منه الشعیر مع الحنطة کما یأتی.

و یشترط فی جواز بیع المثلین المتجانسین المقدرین بأحد التقدیرین التساوی فی القدر و الحلول فلو بیع بزیادة حرم سواء کان البیع نقدا أو نسیئة.

و یصح متساویا إذا کان یدا بید أی نقدا و یحرم إذا کان نسیئة و مع التساوی لا بأس بنحو عقد التبن (3)و الزوان الیسیر الذی جرت به العادة فی أحد العوضین دون الأخر،أو زیادة عنه.و لو خرج عن المعتاد حرم.

ص:70


1- 1) وسائل الشیعة 12-422،ح 1 ب 1.
2- 2) وسائل الشیعة 12-429،ح 1 ب 4.
3- 3) التبن:ما قطع من سنابل الزرع کالبر و نحوه.

و تجب اعادة الربا لو أخذ علی المالک مع العلم بالتحریم حین المعاوضة بلا خلاف.

و ان جهل صاحبه و مالکه بحیث حصل الیأس عنه و عرف مقدار الربا مفصلا کالربع و الثلث،کان له حکم المال المجهول المالک المشار الیه بقوله:

تصدق به عنه.

و لو علم قدره جملة لا مفصلة،قیل:فان علم أنه یزید عن الخمس خمسه و تصدق بالزائد و لو ظنا،و یحتمل قویا کون الجمیع صدقة.

و لو علم نقصانه عنه،اقتصر علی ما تیقن به البراءة صدقة علی الظاهر و خمسا فی وجه،و هو أحوط.

و ان انعکس الفرض ف عرفه و لو فی جملة قوم محصورین و جهل مقدار الربا أصلا صالحه علیه و لا خمس هنا،فان أبی عن الصلح،فالأحوط دفع ما یحصل به یقین البراءة.

و ان مزجه بالحلال و جهل المالک و القدر تصدق بخمسه علی أهله.

و لو جهل التحریم حین المعاوضة کفاه الانتهاء عنه و التوبة بعد المعرفة،فلا یجب علیه شیء من الأمور المذکورة فی الصورة السابقة،وفاقا لجماعة،خلافا للحلی و کثیر من المتأخرین فأوجبوا الرد هنا أیضا،و هو أحوط و أولی.

و إذا اختلف أجناس العروض الربویة أی المکیلة و الموزنة،فبیعت إحداها بمخالفها منها فی الجنسیة جاز التفاضل إذا بیعت نقدا إجماعا.

و فی النسیئة قولان،أشبههما و أشهرهما:الجواز مع الکراهیة و فی الغنیة الإجماع،خلافا للإسکافی و جماعة فالمنع،و هو أحوط.

ص:71

کل ذا إذا کانت الأجناس المختلفة عروضا،فلو کانت أثمانا أو ملفقا منهما اختلف الحکم فیهما بالمنع عن النسیئة فی الأول مطلقا کما یأتی،و الجواز فی الثانی کذلک إجماعا.

و الحنطة و الشعیر جنس واحد فی الربا و ان اختلفا فی غیره،فلا یباع أحدهما بالآخر متفاضلا،نسیئة کان أو عینا علی الأشهر الأقوی،و فی کلام الشیخ و ابن زهرة الإجماع.

و کذا ما یکون منهما،کالسویق و الدقیق و الخبز و الهریسة و نحوها.

و ثمرة النخل بأنواعها و ما یعمل منها کالدبس و نحوه جنس واحد فی الربا،فلا یباع أحدهما بالآخر متفاضلا مطلقا.

و کذا ثمرة الکرم و ما یکون منه کالدبس و العصیر و البختج (1)و نحوها جنس واحد،لا یجوز فیه ما ذکر.

و بالجملة کل فرع له حکم أصله،فلا یجوز المفاضلة بینهما،لکن بشرط اتفاقهما فی الکیل و الوزن کما یأتی.

و اللحوم و الألبان تابعة للحیوان فی الاختلاف فلحم الضأن و المعز و لبنهما جنس واحد،لشمول الغنم لهما.و البقر و الجاموس و لبنهما جنس واحد و کذا العراب و البخاتی و لبنهما جنس واحد،و هکذا بلا خلاف.

و ما یستخرج من اللبن من الکشک و الکامخ و الزبد و السمن و الجبن جنس واحد فلا یجوز بیع أحدهما بالآخر بالتفاضل مع اتحاد جنس الحیوان.

و کذا الادهان تتبع ما یستخرج منه فدهن الغنم مخالف لدهن البقر یجوز بیع أحدهما بالآخر بالتفاضل،و کذا الخل تتبع أصولها،فخل التمر مخالف لخل العنب.

ص:72


1- 1) البختج:العصیر المطبوخ معرب«می پخته».

و الطیور عندهم أجناس،فالحمام کله جنس علی قول،و قیل:ما یختص من أنواعه باسم فهو جنس مغایر.

و ما لا کیل و لا وزن و لا عد فیه فلیس بربوی،کالثوب بالثوبین و العبد بالعبدین فلا یمنع من التفاضل فیه نقدا إجماعا.

و فی النسیئة خلاف،و الأشبه فیها بالأصول عند المتأخرین کافة الجواز مع الکراهیة وفاقا لجماعة من القدماء،و عن التذکرة الإجماع،خلافا لآخرین منهم فالمنع،و هو أحوط،و لکن الأول لعله أرجح.

و فی ثبوت الربا فی المعدود مع التجانس مطلقا نقدا و نسیئة تردد و قولان،ینشأ:من تعارض الأدلة من الطرفین،و لکن أشبهه بالأصول الانتفاء و علیه الأکثر،و عن الخلاف (1)و السرائر الإجماع.

و لو بیع شیء فی بلد کیلا أو وزنا،و فی بلد آخر جزافا،فلکل بلد دون أهله حکم نفسه من ثبوت الربا ان بیع بأحدهما،و عدمه ان بیع جزافا مطلقا،علی الأشهر الأقوی.

و قیل:یغلب تحریم التفاضل اما مطلقا کما عن النهایة (2)و غیره،أو إذا کان البیع بهما غالبا أو مساویا،دون ما إذا کان نادرا،کما عن الحلی و غیره.

و فی جواز بیع الرطب بالتمر مع التساوی روایتان (3)أشهرهما و أظهرهما المنع و علیه فی المختلف و الغنیة الإجماع،و علل فیها بأن التمر یابس و الرطب رطب فإذا جف نقص.

و هل تسری هذه العلة المنصوصة فی غیره أی غیر التمر کالزبیب

ص:73


1- 1) الخلاف 1-526،مسألة 72.
2- 2) النهایة ص 378.
3- 3) وسائل الشیعة 12-445،ح 1 و 2.

بالعنب،و البسر بالرطب؟الأشبه عند الماتن لا وفاقا لجماعة من أصحابنا،و منهم الحلی نافیا الخلاف عنه،خلافا لآخرین فنعم،و هو أحوط.

و لا یثبت الربا بین الوالد و الولد،و لا بین الزوج و الزوجة،و لا بین المالک و المملوک،و لا بین المسلم و الحربی فلکل منهما أخذه من صاحبه بالنص (1)و الإجماع،إلا الحربی فلا یجوز له أخذ الربا من المسلم،وفاقا للأکثر،و عن صریح الخلاف (2)و ظاهر السرائر الإجماع.

و فی شمول الوالد لمن علی و الولد لمن سفل،و الزوجة للمنقطعة و المملوک للمکاتب نظر،و الأحوط المنع.

و هل یثبت بینه أی المسلم و بین الذمی إذا کان بشرائط الذمة؟ فیه روایتان (3)،أشهرهما بل و أظهرهما أنه یثبت و عمل بالأخری المرتضی و جماعة مدعیا علیه الإجماع،و حملها الأکثر علی ما إذا خرج الذمی عن شرائط الذمة،و لا بأس به جمعا بین الأدلة.

و یجوز أن یباع الثوب بالغزل مطلقا و لو تفاضلا و کذا کل فرع لا یوافق أصله فی البیع کیلا و وزنا.

و یکره بیع الحیوان باللحم مطلقا و لو تماثلا و اتحدا جنسا نقدا و نسیئة حیا کان المبیع أو مذبوحا،علی ما یقتضیه إطلاق العبارة.

وفاقا للحلی و علیه الفاضل فی بعض کتبه،و تبعهما المحقق الثانی و شیخنا الشهید الثانی،لکنهما خصا المسألة بالمجانس و الجواز بالحی.و اختار الحرمة فی غیره.

ص:74


1- 1) وسائل الشیعة 12-436،ب 7.
2- 2) الخلاف 1-539،مسألة 128.
3- 3) وسائل الشیعة 12-436،ح 3 و 5.

خلافا للأکثر فأطلقوا المنع،و ان اختلفت عبائرهم فی الاختصاص بالمجانس و العموم له و لغیره،و لا یبعد إرادتهم الأول،فقد ادعی الإجماع علی الجواز فی الثانی فی کلام جماعة،و لا بأس به و لکن مع الکراهة،کما فی ظاهر العبارة لإطلاق بعض الأدلة بالمنع.و أما فی المجانس فالأقوی فیه التحریم و لو کان المبیع حیا.

و مقتضی النص (1)المنع عن مطلق المعاوضة،و لا کذلک عبائر الجماعة،فإنها فی المبیع خاصة.و حمل کل منهما علی الأخر ممکن،الا أن الوجه الاختصاص بالبیع فی الحی و العموم فی المذبوح،لوجود شرط الربا فیه.

و قد یتخلص من الربا حیث یراد بیع أحد الربویین بالآخر متفاضلا بالضمیمة بأن یجعل مع الناقص منهما أو معهما ان اشتبه ناقصهما متاع من غیر جنسه أی الناقص،فتکون الضمیمة فی مقابلة الزیادة.

و ذلک مثل بیع درهم و مد من تمر مثلا بمدین منه أو درهمین و أمداد و دراهم،و لا یشترط کون الضمیمة ذات وقع فی مقابل الزیادة،و لا قصد صرف کل الی ما یخالفه.

أو ببیع أحدهما سلعته لصاحبه بجنس غیرها و یشتری الأخری بذلک الثمن فیسقط اعتبار المساواة.و کذا لو وهبه سلعته ثم وهبه الأخر أو أقرضه و یتبارءا أو یتبایعا و وهبه الزیادة،و لکن من غیر شرط فی الکل،لان الشرط حینئذ زیادة فی العوض المصاحب له.

و لا یقدح فی ذلک کون هذه الأمور غیر مقصودة بالذات،و العقود تابعة للقصود لان القصد الی عقد صحیح و غایة صحیحة کاف فی الصحة،و لا یشترط قصد جمیع

ص:75


1- 1) وسائل الشیعة 12-441،ب 11.

الغایات المترتبة علیه،و لا خلاف فی شیء من ذلک فتوی و نصا (1).

أحکام بیع الصرف:

اشارة

و من هذا الباب الکلام فی الصرف،و هو لغة:الصوت،و شرعا بیع الأثمان و هی الذهب و الفضة مسکوکین کانا أم لا بالأثمان.

و یشترط فیه صحة زیادة علی ما یشترط فی مطلق البیع و الربا التقابض فی المجلس و المراد به الأعم من مجلس العقد کما یأتی،و ان اعتبر بالتقابض قبل التفرق.

و یبطل لو افترقا قبله علی الأشهر الأظهر،و قد استفاض نقل الإجماع علیه.و مقتضی الأصل و اختصاص المثبت لهذا الشرط من الفتوی و النص (2)بالبیع عدمه فیما عداه من مطلق المعاوضة،و لیس کالربا فی ظاهر الجماعة.

و لو قبض البعض خاصة قبل التفرق صح فیما قبض و بطل فی الباقی و تخیرا معا فی إجازة ما یصح فیه و فسخه،إذا لم یکن من أحدهما تفریط فی تأخیر القبض.و لو کان تأخیره بتفریطهما،فلا خیار لهما.و لو اختص به أحدهما سقط خیاره خاصة.

و لو فارق المجلس الذی وقع فیه العقد حال کونهما مصطحبین لم یبطل الصرف.

و لو و کل أحدهما صاحبه أو أجنبیا فی القبض و افترقا قبله بطل و ان حصل القبض بعد الافتراق،لعدم الشرط و هو التقابض قبل تفارق المتعاقدین.

هذا إذا و کله فی القبض دون الصرف،و لو و کله فیه خاصة أو مع القبض، فالمعتبر مفارقة الوکیل لمن وقع معه العقد دون المالک.

ص:76


1- 1) وسائل الشیعة 12-455،ب 20.
2- 2) وسائل الشیعة 12-457،ب 2.

و الضابط:ان المعتبر فی التقابض قبل تفرق المتعاقدین،سواء کانا مالکین أو وکیلین.

و لو اشتری منه دراهم بدنانیر أو بالعکس ثم اشتری بها أی بتلک النقود المبتاعة قبل القبض لها من البائع دنانیر أو دراهم لم یصح البیع الثانی مطلقا،و کذا الأول ان تفرقا قبل التقابض أیضا علی الأشهر، خلافا لثانی المحققین و الشهیدین فی الأول،فصححاه مع التقابض قبل التفرق کالثانی،إلحاقا له بالفضولی،و لا بأس به،و ان کان استیناف العقد من الرأس أحوط،و للحلی فی المسألة قول آخر بالتفصیل ضعیف.

و لو کان له أی لزید مثلا علیه أی علی عمرو دنانیر أو دراهم فأمره أن یحوله الی الدراهم أو الدنانیر فی ذمته و ساعره علی ذلک، بأن عین کلا من العوضین بإزاء الأخر فقبل عمرو صح و ان لم یقبض النقود المبتاعة،للموثقین (1)المعلل أحدهما الحکم بما یرجع حاصله الی ما أشار إلیه بقوله:

لان النقدین من شخص واحد.

و عمل بهما الأکثر،و ان اختلفوا فی التعبیر بظاهرهما کالمتن و غیره،أو جعل الأمر بالتحویل فیهما کنایة عن التوکیل فی طرفی العقد،و بنائه علی صحته و صحة القبض إذا توقف البیع علیه بمجرد التوکیل فی البیع،و لا ریب فیه علی هذا التعبیر بشرط قبض عین العوضین بعد العقد.

و یحتمل مطلقا،و لا بعد فیه علی التعبیر الأول بعد ورود النص المعتبر، فخلاف الحلی و مصیره الی البطلان مطلقا مع ندرته کما قیل ضعیف،و ان کان مراعاته أحوط.

و لا یجوز التفاضل فی الجنس الواحد منهما بشیء منهما أو غیرهما

ص:77


1- 1) وسائل الشیعة 12-463،ب 4.

لکونه ربا.

و یجوز التفاضل فی المختلف منهما جنسا،کذهب بفضة و بالعکس بشرط التقابض قبل التفرق.

و یستوی فی اعتبار التماثل المشترط فی صحة بیع الربویات مطلقا الصحیح منها و المکسور،و المصوغ و غیره،فان جید کل جنس و ردیه واحد،فلا ربا مع التماثل فی المقدار.

و إذا کان فی أحدهما غش لم یبع بجنسه الخالص الا أن یعلم زیادة الصافی،و لو علی فرض الندرة،أو مقدار ما فیه أی فی المغشوش من الجوهر الخالص فیزاد الثمن عن قدر ذلک الجوهر بما یقابل الغش و لو یسیرا لم یکن بقیمته (1)بعد أن یکون متمولا عادة.

و تقیید منع البیع بالجنس یقتضی الجواز بغیره علی الإطلاق،و لو حالة الجهل بمقدار المغشوش،و هو کذلک.

و یجوز بیع أحد المغشوشین المتجانسین بالآخر مطلقا،و لو کان مقدار الخالص منهما مجهولا،بل و لو علم بزیادة الخالص فی أحدهما علی الخالص فی الأخر.

و لا یباع تراب معدن الذهب بالذهب.و لا تراب معدن الفضة بالفضة أی ترابهما الخلیط بخالصهما مع جهالتهما.

و لو علم زیادة الثمن عما فی التراب من جنسه،لم یصح و ان صح فی المغشوش،بناء علی أن التراب لا قیمة له لتصلح فی مقابل الزائد.

و منه یعلم جواز بیع التراب بالخالص مع مساواة مقدار جوهریهما، لعدم الزیادة أصلا و التراب لعدم قیمة له وجوده کعدمه.

ص:78


1- 1) فی«خ»:له القیمة.

و یباع أحد الترابین بغیره أی بغیر جنسه،نقدا کان أم لا مطلقا.

و لو جمعا أی الترابان،بأن خلطا و مزجا أو أرید بیعهما فی صفقة واحدة معا جاز بیعه أی المجموع بهما أی بخالصهما معا،و ان جهل مساواة مقدار الثمن و المثمن منهما للآخر.

و یجوز بیعهما معا أیضا بأحدهما،مع العلم بزیادة الثمن علی مجانسه، بما یصح عوضا عن الأخر،و أولی منهما بیعهما بغیرهما.

و یباع جوهر الرصاص بفتح الراء و النحاس بضم النون بالذهب أو الفضة،و ان کان فیه یسیر من ذلک مطلقا،و ان لم یعلم زیادة الثمن عن ذلک الیسیر،و لم یقبض قبل التفرق ما یساویه،لانه لقلته مضمحل و تابع غیر مقصود بالبیع.و مثله المنقوش منهما علی الجدران و السقوف،بحیث لا یحصل منهما شیء یعتد به علی تقدیر نزعه منهما.

و یجوز إخراج الدراهم و الدنانیر المغشوشة بنحو من الصفر و الرصاص إذا کانت معلومة الصرف و الرواج بین الناس.

و لو لم تکن کذلک بل کانت مهجورة لا یتعاملون بها لم یجز إنفاقها إلا بعد بیانها و إظهار غشها،إذا کان مما لا یتساهل به عادة،بلا خلاف فی المقامین.

مسائل تتعلق بالصرف:

و هنا مسائل:

الأولی:إذا ابتاع دینارا بدینار مثلا و دفع زیادة عما یجب علیه للبائع أو بالعکس صح المعاملة،إذا وقعت علی العوضین فی الذمة، و لا کذلک لو وقعت علی معینین،من حیث اشتمال أحد العوضین علی زیادة

ص:79

عینیة،و کذلک لو کان الزائد معینا و المطلق مخصوصا بقدر ینقص عن المعین بحسب نوعه.

و حیث صحت المعاملة تکون الزیادة أمانة فی ید من وقعت فی یده،و لا یضمنها الا بتعد أو تفریط،إذا علم أن الدفع بطریق الاستئمان بلا خلاف.

و کذا لو جهل الحال بأن بأن فیه زیادة خارجة عن العادة لا یکون الا غلطا أو تعمدا لا مسامحة عند الأکثر،خلافا لبعضهم فیضمنها،و هو أحوط و أولی ان لم یکن أقوی.

و لو کانت الزیادة مما یتفاوت به الموازین و یتسامح به عادة لم تجب إعادته إجماعا،و لکن یستحب،بل و ربما یتعین لو علم من عادته عدم الزیادة بمثلها الا سهوا،و ان کانت معتادة من غیره،فیرجع الی حکم المسألة السابقة.

الثانیة:یجوز أن یبدل له درهما بدرهم،و یشترط علیه صیاغة خاتم عند الشیخ و جماعة،خلافا لآخرین فتبطل المعاملة،و لا یخلو عن قوة.

و علی قول الشیخ لا یتعدی الحکم الی غیر ما فی العبارة قطعا لمخالفته القاعدة،و اختصاص النص (1)المثبت له-علی تقدیر تسلیمه-بما فیها خاصة.

و یجوز أن یقرضه الدراهم و الدنانیر و یشترط علیه أن ینقدها بأرض أخری و لیس ذلک ربا.

الثالثة: الضابط فی جواز بیع الأوانی المصوغة من الذهب و الفضة معا بأحدهما،أن یکون فی الثمن زیادة علی ما فی المصوغ من جنسه یقابل الجنس الأخر و ان قلت،بعد أن یکون متمولة.

سواء علم مقدار کل منهما أم لا،أمکن تخلیصهما أم لا،کان الثمن من جنس

ص:80


1- 1) وسائل الشیعة 12-480،ب 13.

النقد الأقل فی المصوغ أم الأکثر،وفاقا لأکثر من تأخر،عملا بالقواعد المتقدمة المقتضیة له و لجواز بیعهما معا بهما کذلک مطلقا (1)،و بغیرهما کذلک.

خلافا للنهایة (2)و جماعة فقالوا:ان کان کل واحد منهما معلوما،جاز بیعه بجنسه من غیر زیادة،و بغیر الجنس مطلقا (3).

و ان لم یعلم و أمکن تخلیصهما لم تبع بأحدهما و بیعت بهما أو بغیرهما.

و ان تعذر التخلیص و کان الأغلب أحدهما بیعت بالأقل منهما خاصة و ان تساویا قدرا بیعت بهما معا أو بغیرهما،و هذا التفصیل لم نجد له مستندا.

و هل تکفی غلبة الظن فی زیادة الثمن علی مجانسته أم لا یعتبر العلم بها؟ قولان،أجودهما:الثانی،الا إذا احتیج الی البیع و تعسر العلم و البیع بغیر الجنس فلا بأس بالظن دفعا لضرر الحاجة و التخلیص.

الرابعة:المراکب و السیوف و نحوهما المحلاة بأحد النقدین ان علم ما فیها من مقدار الحلیة أو ظن علی الخلاف بیعت بالجنس المحلاة به،لکن مع زیادة تقابل المراکب أو النصل و هو حدیدة السیف.

و ینبغی أن یکون بیعهما بالجنس نقدا،و لو بیعت نسیئة نقد من الثمن ما قابل الحلیة و لا بأس بتأخیر ما یقابل النصل و المرکب.

و الظاهر انسحاب الحکم فیما شابه المسألة من الأوانی المصوغة من الذهب أو الفضة و ضابطه المنع عن بیع أحد النقدین بالآخر نسیئة مطلقا،ضم إلیهما من غیر

ص:81


1- 1) علم مقدارهما أو أحدهما أم لا،أمکن تخلیصهما أم لا«منه».
2- 2) النهایة ص 383.
3- 3) و ان زاد«منه».

جنسهما أم لا.

و ان جهل مقدار الحلیة بیعت بغیر الجنس مطلقا إجماعا،و به أیضا حالا إذا علم زیادته عن الحلیة،و ان جهل قدرها مفصلا،فقد یتفق ذلک أحیانا.

و قیل: انه ان أراد بیعها أی المراکب المحلاة بالجنس المحلاة به ضم إلیها شیئا آخر،و القائل الشیخ فی النهایة (1).

و حیث ان ظاهره ضمه الی ما فیه الحلیة أو إلیها،نسبه المصنف کالاصحاب الی القیل مشعرین بتمریضه،و ذلک من حیث زیادة المحذور فیه،فان المحتاج إلی الضمیمة انما هو الثمن خاصة،لتقابل ما زاد عن الحلیة،و مع ذلک فلم نقف له علی روایة.

الخامسة:لا یجوز بیع شیء مطلقا نقدا کان أو ثیابا بدینار مثلا غیر درهم إذا لم یعرف نسبة الدرهم الی الدینار،نقدا کان أو نسیئة بلا خلاف لأنه أی الثمن حینئذ مجهول.

السادسة:ما یجتمع من تراب الصیاغة من الذهب و الفضة کتراب المعدن یباع مع اجتماعهما بالذهب و الفضة أو بجنس غیرهما معا،و بأحدهما بشرط العلم بزیادة الثمن عن مجانسته،و مع الانفراد بغیر جنسه.

و علی الصائغ أن یتصدق به عن مالکه مع الضمان،بلا خلاف فی الأول لأن أربابه لا یتمیزون فی الغالب،و لو بنحو من العلم بهم فی محصورین فلا یمکن التخلص من حقهم الا بذلک فیجب،و علی الأحوط فی الثانی لو ظهر المالک و لم یرض به.

و مصرف هذه الصدقة الفقراء،و یجوز الدفع إلی القرابة و العیال إذا کانوا بالصفة،بل یستفاد من بعض الاخبار (2)جواز أخذها لنفسه مع فقره أیضا.

ص:82


1- 1) النهایة ص 384.
2- 2) وسائل الشیعة 12-484،ب 16.

و یلحق بالصیاغة ما شابهها من الصنائع الموجبة لتخلف أثر المال،کالحدادة و الطحن و الخیاطة و الخبازة.

کل ذا إذا لم یعلم اعراض المالک عنه،و الا جاز التملک له و التصرف فیه من غیر تصدق.

الفصل السادس

(فی بیع الثمار)

لا یجوز (1)بیع ثمرة النخل قبل ظهورها و بروزها الی الوجود عاما واحدا إجماعا،و کذا عامین فصاعدا علی الأشهر الأقوی،و فی السرائر الإجماع.

و لا بعد ظهورها بشرط التبقیة أو مطلقا ما لم یبد صلاحها،و هو أن یحمر أو یصفر خاصة علی الأشهر الأظهر فی کل من الحکم و التفسیر،و فی الغنیة و المبسوط (2)و الخلاف (3)الإجماع علی الحکم.

و یقابل الأشهر فی قول جماعة من القدماء و المتأخرین بالجواز مع الکراهة.

و فی التفسیر قول بعضهم زیادة علی ما فی العبارة:ببلوغه غایة یؤمن علیها الفساد.و اختاره المصنف فی الشرائع (4)و الفاضل فی المختلف،و هما ضعیفان.

نعم لو ضم إلیها شیء یجوز بیعه منفردا أو بیعت أزید من سنة أو بشرط القطع جاز إجماعا.

هذا إذا بیعت کذلک بعد الظهور،و أما قبله فلا یجوز علی الأقوی مطلقا،الا إذا

ص:83


1- 1) فی المطبوع من المتن:لا یصح.
2- 2) المبسوط 2-113.
3- 3) الخلاف 1-542،مسألة 139.
4- 4) الشرائع 2-52.

کانت الضمیمة مقصودة بالذات فیجوز قطعا،و یحتمل مطلقا و لو کانت غیر مقصودة الا أن التقیید أحوط و أولی.

و یجوز بیعها مع أصولها مطلقا و ان لم یبد صلاحها و کان عاریا من الشرائط الثلاثة المتقدمة إجماعا.

و کذا لا یجوز بیع ثمرة الشجرة قبل ظهورها مطلقا حتی تظهر و لا بعد ظهورها سنة حتی یبدو صلاحها و یجوز سنتین فصاعدا مطلقا.

و هو أی بدو الصلاح هنا أن ینعقد الحب و ان کان فی کمام.و الأظهر بل الأشهر أنه تناثر الزهر بعد الانعقاد،و به یحصل الفرق بین الظهور و البدو دون الأول.

و فیه قول آخر:انه تلون الثمرة،أو صفاء لونها،أو الحلاوة،و طیب الأکل فی مثل التفاح،أو النضج فی مثل البطیخ،أو تناهی عظم بعضه فی مثل القثاء، و هو أحوط.

و إذا أدرک بعض ثمرة البستان،جاز بیع ثمرته أجمع بلا خلاف.

و إطلاق النص و الفتوی یقتضی عدم الفرق فی[الضمیمة (1)]المدرک بین أن یکون متبوعة أو تابعة،و لا ریب فی الأول للقاعدة،و کذا الثانیة هنا بناء علی أن المقصود من الضمیمة هنا انما هو الخروج عن المنع تعبدا،لا لدفع الغرر لاندفاعه بعد الظهور بالمشاهدة.

و لو أدرک ثمرة بستان،ففی جواز بیع بستان آخر لم یدرک منضما الیه تردد ینشأ من تعارض أدلة الجواز،و المنع عن البیع قبل البدو عموما و خصوصا و لکن الجواز أشبه بالأصول،و مع ذلک بین المتأخرین مشهور،و ان کان الأحوط المنع.

و یصح بیع ثمرة الشجرة بعد انعقاد الحب مطلقا و لو کان فی الأکمام

ص:84


1- 1) الزیادة من«خ».

جمع کمام بکسر الکاف،و هی غطاء الثمرة من النور کالرمان منضما إلی أصوله کانت أو منفردا بلا خلاف.

و کذا یجوز بیع الزرع حال کونه قائما علی أصوله مطلقا قصد قصله (1)أم لا و کذا حصیدا أی محصودا و ان لم یعلم ما فیه بلا خلاف ظاهر فی شیء من ذلک،الا من الصدوق فی المقنع (2)فی الأول،حیث اشترط القصل أو کونه سنبلا،و مراعاته أحوط و أولی.

و ظاهر أکثر النصوص (3)و الفتاوی أن للمشتری الإبقاء إلی أوان البلوغ،و علی البائع الصبر الیه مطلقا و ان لم یشترطاه،خلافا لبعض الاخبار فقیده بصورة الشرط و لعله أحوط.

و یجوز بیع الخضر کالقثاء و الباذنجان و البطیخ و الخیار بعد انعقادها و ظهورها و ان لم یتناه عظمها لقطة و لقطات معینة معلومة العدد،کما یجوز شراء الثمرة الظاهرة و ما یتجدد تلک السنة و فی غیرها مع ضبط السنین.

و المرجع فی اللقطة العرف،فما دل علی صلاحیته للقطع یقطع و ما دل علی عدمه لصغره أو شک فیه لا یدخل.

و کذا یجوز بیع ما یجز کالرطبة بفتح الراء و سکون الطاء نبت خاص قیل:له أوراق صغار ذو بسط فی الجملة،یقال له بالفارسیة اسبست کما عن الصحاح و المغرب جزة و جزات.

و کذا ما یخرط و أصل الخرط أن یقبض بالید علی أعلی القضیب،ثم یمرها علیه إلی أسفله یأخذ منه الورق و المراد هنا ما یقصد من ثمرته ورقه کالحناء

ص:85


1- 1) قصل قصلا الشیء:قطعه.
2- 2) المقنع ص 132.
3- 3) وسائل الشیعة 13-20،ب 11.

و التوت بالتائین من فوق خرطة و خرطات.

و لو باع الأصول من النخل بعد التأبیر،فالثمرة للبائع.

و کذا لو باع الشجرة بعد انعقاد الثمرة کانت للبائع،مستورة کانت أم بارزة ما لم یشترطها أی الثمرة المشتری فتدخل فی المقامین،و قد مر الکلام فیهما فلا وجه لإعادته هنا.

و حیث ما کانت الثمرة للبائع وجب علیه أی علی المشتری تبقیتها إلی أوان بلوغها و أخذها عرفا بحسب تلک النخلة و الشجرة،من بسر أو رطب،أو تمر،أو عنب،أو زبیب.

و ان اضطرب العرف فالأغلب،و مع التساوی ففی الحمل علی الأقل أو الأکثر أو اعتبار التعیین و الا فیبطل أوجه،و الاحتیاط واضح.

و یجوز أن یستثنی البائع ثمرة شجرة معینة،أو شجرات بعینها،أو حصة مشاعة کالنصف و الثلث أو أرطالا معلومة بحیث یزید عنها بقدر ما یقابل الثمن بلا خلاف،الا من الحلبی فی الأخیر فمنع عنه،و هو ضعیف،و ان کان مراعاته أحوط.

و لو خاست الثمرة بأمر منه سبحانه سقط من الثنیا أی المستثنی بحسابه و نسبته الی الأصل فی الصورتین الأخیرتین،بخلاف الأولی فإن استثنائها کبیع الباقی منفردا،لامتیاز حق کل عن صاحبه،بخلاف الأخیرتین فإنه فیهما شائع فی الجمیع،فیوزع الناقص علیهما إذا کان التلف بغیر تفریط.

و طریق توزیع النقص علی الحصة المشاعة جعل الذاهب علیهما و الباقی لهما و أما فی الأرطال المعلومة فیعتبر الجملة بالتخمین و ینسب إلیها المستثنی،ثم ینظر الذاهب فیسقط منه بتلک النسبة.

و لا یجوز بیع ثمرة النخل بتمر منها إجماعا و هی المزابنة.

ص:86

و هل یجوز بیعها بتمر من غیرها؟فیه قولان،أظهرهما و أشهرهما سیما بین المتأخرین المنع.

و کذا لا یجوز بیع السنبل بحب منه إجماعا و هی المحاقلة.

و فی جواز بیعه بحب من غیره قولان،أظهرهما وفاقا للمرتضی التحریم و القول الثانی فی المقامین للنهایة (1)و جماعة.

و هل یختص المنع بالمزابنة و المحاقلة أم یعم ما یشابهها؟فلا یحل بیع باقی الثمار علی أصولها مطلقا منها أو من غیرها قولان،أحوطهما:الثانی،و ان کان الأظهر الأول وفاقا لجمع.

و یجوز بیع العریة بخرصها إجماعا نصا (2)و فتوی،و بهما یخص عموم أدلة المنع عن المزابنة.

و هی النخلة الواحدة التی تکون للرجل فی دار رجل آخر فیجوز له أن یبیعها بخرصها،و اکتفی عنه المصنف بقوله فیشتریها صاحب المنزل بخرصها تمرا من غیرها.

و ظاهر النص و المتن أن العریة ما تکون فی الدار خاصة،و الأظهر تعمیمها لما تکون فی البستان،کما علیه الأکثر و فی کلام جمع الإجماع،و حکی عن جماعة من أهل اللغة،بل و یمکن التعدیة إلی الخان و نحوه،و الی مستعیر الدار و مستأجرها.نعم لا بد من البیع من صاحب الدار دون غیره،کما هو ظاهر الأصحاب.

و لا عریة فیما عدا النخلة،و لا فی المتعددة منها،الا مع تعدد الموضع أو المالک لا العقد و لا بتمر منها مطلقا وفاقا للأکثر.

و المراد بخرصها البیع بمقدارها،فلو اشتراها بزائد أو ناقص لم یجز

ص:87


1- 1) النهایة ص 416.
2- 2) وسائل الشیعة 13-25،ب 14.

اتفاقا.

و المعتبر فیه المماثلة بین ثمرة النخلة عند صیرورتها تمرا و بین التمر الذی هو الثمن،و قیل:بین ما علیها رطبا و بین التمر.و الأول أشهر.

و لا یعتبر مطابقة ثمرتها جافة لثمنها فی الواقع،بل فی ظن الخارص عند العقد فلو زادت عند الجفاف عنه أو نقصت لم یقدح فی الصحة،و قیل:یقدح.

و الأول أظهر.

و لا یشترط التقابض فی المجلس علی الأظهر الأشهر،و قیل:نعم،و لعله أحوط.

و یجوز بیع الزرع قصیلا أی مقطوعا بالقوة،بأن شرط قطعه قبل حصاده و علی المشتری قطعه عملا بالشرط.

و لو امتنع فللبائع إزالته و تفریغ أرضه منه،اما مطلقا کما عند جماعة،أو بشرط الاذن من الحاکم،أو تعذره کما هو الأقوی،وفاقا لشیخنا الشهید الثانی.

و له المطالبة بأجرة أرضه عن المدة التی بقی فیها،بعد إمکان قصله مع الإطلاق و بعد المدة التی شرطا قصله فیها مع التعیین.

و لو کان شراؤه قبل أوان قصله،وجب علی البائع الصبر إلی أوان بلوغه مع الإطلاق،کما لو باع الثمرة و الزرع للحصاد.

و لو ترکه أی البائع القصل کان له ذلک و أن یطالبه أی المشتری بأجرة أرضه عن زمان العدوان و أرش النقص فی الأرض ان حصل بسببه،إذا کان التأخیر بغیر رضاه.

و یجوز أن یبیع ما ابتاعه من الثمرة علی أصولها بزیادة أو نقص عن الثمن قبل قبضها بلا خلاف هنا،و ان قیل بالمنع فیما عداه علی کراهیة

ص:88

و لعله لإطلاق بعض الاخبار (1)و الفتاوی بالمنع.

و لو کان بین اثنین أو جماعة نخل أو زرع أو شجر فتقبل أحدهما بحصة صاحبها أی الثمرة المدلول علیها بالنخل،مع أن فی بعض النسخ صاحبه (2)من نفس الثمرة خاصة،کما یستفاد من جماعة،أو من ثمرة مطلقا و لو من غیرها کما من آخرین بوزن معلوم صح للصحاح (3).

و بها مضافا الی عدم الخلاف الأمن الحلی یقید أخبار المنع عن المزابنة و المحاقلة ان جعلنا هذا التقبیل بیعا،و الا فهی معاملة خاصة.

و ظاهرها تأدیتها بما دل علی ما اتفقا علیه بأی عبارة،خلافا للمحکی عن الجماعة فاشتر طوافی صیغتها الوقوع بلفظ القبالة،و هو غیر ظاهر المستند،و ان کان أحوط.

و ظاهر بعضها أن المتقبل یملک الزائد و علیه الناقص.

و أما الحکم بأن قرارها مشروطة بسلامة الثمرة من الافة الإلهیة،بحیث لو حصلت فسدت و رجع الأمر الی ما کان علیه من الشرکة،فلم أقف له علی حجة و ان ذکره جماعة.

فالمتجه-وفاقا لجماعة-عدم اشتراط السلامة فی الصحة،ان لم یشترط کون الثمن من نفس الثمرة،أو اشترط و لم ینزل علی الإشاعة.

و لو کان النقص لا بآفة بل بخلل فی الخرص،لم ینقص شیء و کذا لو کان بتفریط المتقبل.

و الأظهر أن هذه المعاملة لازمة لا یجوز الرجوع فیها بعد جریان الصیغة،کسائر العقود اللازمة.

و إذا مر الإنسان بثمرة النخل و الفواکه جاز له أن یأکل ما لم یضر

ص:89


1- 1) وسائل الشیعة 13-13،ب 7.
2- 2) کما فی المطبوع من المتن.
3- 3) وسائل الشیعة 13-18،ب 10.

به و یفسده،بأن یأکل منه کثیرا بحیث یؤثر فیها أثرا بینا،و یصدق معه مسماه عرفا.

و یختلف ذلک بکثرة المادة و قلتها،و لیس من هذا الشرط الإفساد بکسر الغصن.

أو یقصد المرور الیه،بل یکون مروره الیه اتفاقا،بأن یکون الطریق قریبة منها،بحیث یصدق المرور عرفا،لا أن یکون طریقه علی نفس الشجرة.

و لا یجوز أن یأخذ معه شیئا إجماعا،و قد جعل هذا أیضا جماعة شرطا و لا دلیل علیه بل و لا علی الثانی ان لم یکن إجماعا،و لکن اشتراطهما بل و اشتراط عدم العلم بکراهة المالک و عدم ظنها و کون الثمرة علی الشجرة أیضا أحوط و أولی.

و فی جواز ذلک أی الأکل مع الشروط فی غیر النخل من الزرع و الخضر تردد ینشأ:من اختلاف النصوص (1)،و اعتضاد المانع منها بنص الکتاب و الاعتبار،و المجوز منها بالشهرة بین الأصحاب،و الأول أحوط و ان کان الثانی أظهر.

و المنشأ جار فی النخل أیضا،الا أن الجواز فیه أقوی منه هنا،لقوة الشهرة فیه حتی ادعی فیه جماعة الإجماع،و لا کذلک المقام.و لا ریب أن التورع عنهما أحوط و أولی،و ان کان وجهه هنا آکد و أقوی.

الفصل السابع

اشارة

(فی بیع الحیوان)

إذا تلف الحیوان المبیع فی الثلاثة أیام التی هی مدة الخیار فیه فهو من مال البائع مطلقا و لو کان بعد القبض له من المشتری إذا لم یکن التلف بسببه أی المشتری و لا عن تفریط منه فان التلف

ص:90


1- 1) وسائل الشیعة 13-14،ب 8.

فی زمن الخیار ممن لا خیار له کما مر.

و لا یمنع العیب الحادث فیه من غیر جهة المشتری فی زمن الخیار من الرد ب أصل الخیار مطلقا بلا خلاف،لانه مضمون علی البائع بالإجماع.و فی جواز الرد بالعیب السابق أیضا قولان،الأظهر وفاقا للأکثر نعم و ان کان الأحوط لا.

و تظهر الثمرة فیما لو أسقط الخیار الأصلی و المشترط أو مضی الثلاثة،فله الرد علی المختار،و لا علی غیره.

و لو کان حدوثه بعد الثلاثة،منع الرد بالعیب السابق،لکونه غیر مضمون علی البائع مع تغییر المبیع،فان رده مشروط بعدمه،فله الأرش حینئذ خاصة بالعیب السابق.

و إذا بیعت الحامل فالولد للبائع علی الأظهر الأشهر ما لم یشترط المشتری دخوله فیدخل کما مر.

و یجوز ابتیاع بعض الحیوان مشاعا مع التعیین کالنصف و الربع، و لا یجوز مفروضا،و لو کان رأسا أو جلدا،و لا غیره کشیء أو جزء إجماعا فی الجمیع.

و أما لو باع الشاة مثلا و استثنی الرأس أو الجلد منها ففی روایة (1)السکونی و غیرها أن البائع یکون شریکا بنسبة قیمة ثنیاه أی مستثناه.فلو قوم الشاة جمیعها بعشرة و بدون المستثنی بتسعة،یکون البائع شریکا بالعشر.

ص:91


1- 1) وسائل الشیعة 13-49،ح 2.

و أفتی بها الشیخ فی النهایة (1)و المبسوط (2)و الخلاف و فیه الإجماع،و تبعه القاضی.

و لضعفها سندا و مخالفتها الأصول طرحها الأصحاب رأسا،و ان اختلفوا فی المسألة بعد ذلک علی أقوال،ثالثها التفصیل بین مذبوح الحیوان فیصح البیع و الشرط معا وحیه فیفسدان،و هو الأقوی.

و لو اشترک جماعة فی شراء الحیوان و اشترط أحدهم الرأس و الجلد بماله من الثمن کان له منه أی من المبیع بنسبة ما نقد لا ما شرط للحسن (3)، بل ربما عد من الصحیح.

و لا خلاف فیه الا من شیخنا الشهید الثانی و بعض متابعیه،فجعلوا الحکم فیه و فیما سبق واحدا،و هو حسن ان لم یکن انعقد الإجماع علی خلافه،و ربما احتمله المحقق الثانی،و لعله وجه الفرق بینهما فی العبارة و نحوها من التردد فی الأول و الجزم بالحکم هنا،و هو حسن ان تم،و الا فمجرد صحة السند غیر کاف فی الخروج عن مقتضی الأصول،و مع ذلک فالأحوط مراعاتها.

و لو قال:اشتر حیوانا بشرکتی أو بیننا صح البیع لهما و علی کل واحد منهما نصف الثمن لا غیر،و ان أدی أحدهما الجمیع بإذن الأخر صریحا أو فحوی،و لو بمقتضی العادة لهما فی الإنقاد عنه لزمه العقد له و الا فلا.

و لو تلف المبیع بعد قبضه بإذن الأخر و لو فحوی،فهو منهما و یرجع علی الأخر بما نقد عنه،إذا کان باذنه لا مطلقا.

و لو زاد علی ذلک و قال: اشتر علی أن یکون الربح لنا أی

ص:92


1- 1) النهایة ص 413.
2- 2) المبسوط ص 165.
3- 3) وسائل الشیعة 13-49،ح 1.

بیننا و لا خسران علیک ان حصل لم یلزم الشرط عند جماعة،خلافا لآخرین فأجازوه.

و یعضدهم زیادة علی العمومات ما فی روایة (1)صحیحة من أنه إذا شارک رجل فی جاریة له و شرط للشریک الربح دون الخسارة جاز إذا طابت نفس صاحب الجاریة،و نحوها أخری.لکن الدلالة ضعیفة، و سیأتی الکلام فی نظیر المسألة فی کتاب الشرکة.

و یجوز النظر الی وجه المملوکة و محاسنها إذا أراد شراءها إذا لم یکن بتلذذ و ریبة إجماعا،بل جوز فی التذکرة النظر الی ما عدا العورة،و لکن الأحوط خلافه.

و یستحب لمن اشتری رأسا أی رقیقا،ذکرا کان أو أنثی أن یغیر اسمه عند شرائه،بل قیل:مطلقا و لو بالانتقال بنحو من الهبة و الصلح.

و أن یطعمه شیئا حلوا،و یتصدق عنه بأربعة دراهم شرعیة.

و یکره أن یریه ثمنه فی المیزان بل قیل:بالکراهة حیث کان.

مسائل تتعلق ببیع الحیوان:

و یلحق بهذا الباب مسائل:

الأولی :المملوک یملک فاضل الضریبة فعلیة بمعنی المفعول،و المراد بها ما یؤدی العبد الی سیده من الخراج المقدر علیه،کما عن الصدوق و الإسکافی و غیرهما.

و قیل: انه لا یملک شیئا مطلقا،الا أن یأذن له المولی فی التصرف فیحصل له إباحته خاصة،و القائل الأکثر،و فی کلام جمع الإجماع،و هو الأظهر.

الثانیة :من اشتری عبدا مثلا و کان له مال،کان ماله للبائع مطلقا الا مع الشرط للمشتری فیکون له،علی الأظهر الأشهر.

ص:93


1- 1) وسائل الشیعة 13-42،ح 1.

و قیل:بأنه للبائع مع جهله،و للمشتری مع علمه،و هو ضعیف.

و علی تقدیر الدخول ینبغی أن یراعی فیه شروط البیع،من کونه معلوما لهما أو ما فی حکمه،و سلامته من الربا،بأن یکون الثمن مخالفا لجنسه الربوی أو زائدا علیه و قبض مقابل الربوی فی المجلس ان کان صرفا،و غیرها من الشروط.

الثالثة :یجب علی البائع و من فی حکمه ان قلنا بإلحاقه به استبراء الأمة الموطوءة له حال بلوغها،فی قبل أو دبر عزل أم لا قبل بیعها بل مطلق الانتقال،علی الأشهر الأقوی،بترک وطیها مطلقا و لو دبرا،دون سائر الاستمتاعات فی زمان یأتی علیها بحیضة واحدة ان لم تبع فی أثنائها،و الا فیکفی تمامها علی الأشهر الأقوی ان کانت ممن تحیض وحدها شرعا البالغة تسع سنین.

و بخمسة و أربعین یوما من حین الوطی ان لم تحض بعد أو انقطع عنها حیضها و کانت فی سن من تحیض.

و کذا یجب الاستبراء کما و کیفا علی المشتری إذا لم یستبرئها البائع مطلقا علم بوطیه لها أو جهل،و لا یجب إذا علم العدم.

هذا،و الأحوط ترک سائر الاستمتاعات و عدم الاکتفاء بتمام الحیضة حیث تباع فی الأثناء،بل حتی تستأنف أخری،بل و حیضتین مطلقا کما فی الصحیحین (1)و لا بخمسة و أربعین یوما حیث تکون هی المقدر،بل حتی تمضی علیها ثلاثة أشهر.

و ما ذکرناه من تعمیم الوطی للدبر مطلقا أشهر و أحوط،و ان کان فی تعینه علی إطلاقه نظر.

و یسقط الاستبراء عن الصغیرة الغیر البالغة و الیائسة عن المحیض

ص:94


1- 1) وسائل الشیعة 14-504 ح 5 و 508 ح 1.

بالبلوغ الی سن الیأس و المستبرأة بلا خلاف فی الثلاثة و عن الأمة المرأة إلا مع العلم بالدخول عندها المحرم أو المطلق،فیجب الاستبراء علی الأقوی.

و یقبل قول البائع العدل إذا أخبر بالاستبراء أو عدم الوطی.

و قیل:لا یقبل،بل لا بد من الاستبراء.و هو أحوط،و ان کان القبول أظهر وفاقا للأکثر.

و هل المعتبر العدالة کما فی ظاهر العبارة أم یکفی الوثوق و الأمانة؟الأحوط الأول،و ان کان الثانی لا یخلو عن قوة.

و لا یجوز أن توطأ الأمة الحامل قبلا حتی تمضی لحملها أربعة أشهر کما علیه جماعة،و زاد آخرون عشرا.

و لا ریب فی الحرمة قبل انقضاء هذه المدة،و ان قیل بالجواز مع الکراهة لضعفه فی الغایة.و فیها بعدها أقوال مختلفة،أظهرها ثبوتها الی الوضع وفاقا لجماعة.

و یختص المنع بالوطی قبلا وفاقا للأکثر،و ان کان مطلقا-و لو دبرا کما قیل به-أحوط و أولی.

و لو وطئها عزل عنها استحبابا و لو لم یعزل کره له بیع ولدها بل حرم وفاقا لجمع و فی الغنیة الإجماع.

و استحب أن یعتقه و یعزل له من میراثه قسطا یعیش به،و الأحوط وجوبهما.

الرابعة :یکره التفرقة بین الأطفال و أمهاتهم حتی یستغنوا عنهن.

و اختلف فی حده أی الاستغناء،فقیل:

سبع سنین مطلقا و قیل:أن یستغنی عن الرضاع کذلک.و قیل:بالتفصیل بین الأنثی فالأول

ص:95

و الذکر فالثانی.و قیل فیه أقوال أخر مبنیة عند جماعة علی الاختلاف فی الحضانة.

و سیأتی إن شاء اللّه سبحانه ترجیح الثالث ثمة،الا أنه لا إشعار فی شیء من نصوص (1)المسألة بشیء من الأقوال المزبورة،بل هی بخلاف بعضها ظاهرة.

و لا یترک الاحتیاط فی المسألة سیما علی القول بالحرمة المشار الیه:

و منهم کالاسکافی و المفید و القاضی و غیرهم بل المشهور کما قیل من حرم التفرقة،و لا یخلو عن قوة.

و الأصح تعمیم المنع الی غیر الام من الأرحام المشارکة لها فی الشفقة و الاستیناس،کالأب و الأخ و البنت و العمة و الخالة،و تخصیصه بصورة عدم المراضاة.

و لا یتعدی المنع إلی البهیمة،بل یجوز التفرقة بینهما بعد الاستغناء عن اللبن مطلقا،و قبله ان کان مما یقع علیه الزکاة،أو کان له ما یمونه من غیر لبن أمه.

قیل:و موضع الخلاف بعد سقی الأم اللبأ (2)،أما قبله فلا یجوز مطلقا.

الخامسة :إذا وطئ المشتری الأمة المبتاعة جهلا منه بالغصبیة ثم بان و ظهر استحقاقها لغیر البائع بالبینة و نحوها انتزعها المالک المستحق لها.

و له أی للمالک عقرها أی نصف العشر من ثمنها ان کانت ثیبا،و العشر منه ان کانت بکرا علی الأشهر،و فی الخلاف الإجماع.

و قیل:یلزمه مهر أمثالها و القائل الشیخ و الحلی،و الأول أقوی.

و لا فرق فی ثبوت العقر أو المهر بالوطی،بین علم الأمة بالحالة و جهلها بها علی الأقوی.

ص:96


1- 1) وسائل الشیعة 13-41،ب 13.
2- 2) اللبأ:أول اللبن فی النتاج.

و علیه اجرة المنافع المستوفاة له منها و قیمة الولد یوم سقط حیا ان کان قد أولدها وفاقا للأکثر،و فی الخلاف الإجماع.و قیل:برقیة الولد.

و فیه ضعف.

و یرجع بالثمن و قیمة الولد علی البائع مع جهله بالاستحقاق،و لا یرجع مع العلم به،و لو علم مع ذلک بتحریم الوطی،کان زانیا و الولد رق،و علیه الحد بموجب الزنا و المهر اتفاقا.

و لو اختلف حاله،بأن کان جاهلا عند البیع ثم تجدد له العلم،رجع بما غرمه حال الجهل و سقط الباقی.

و فی رجوعه بالعقر مع الجهل قولان،أشبههما عند المصنف الرجوع و لکن الأحوط العدم.

السادسة :یجوز ابتیاع ما یسبیه الظالم مطلقا مسلما کان أو کافرا و ان کان للإمام علیه السلام بعضه فیما لو أخذ غیلة و نحوها مما لا قتال فیه،فإنه لأخذه و علیه الخمس أو کله فیما لو أخذ بالقتال بغیر اذنه علیه السلام،فإنه حینئذ له علیه السلام علی الأظهر الأشهر،کما مر فی بحث الخمس،و هو مباح أما الان کما مضی، و اما غیرنا،فعن الأصحاب أنه تقر یده علیه و یحکم له بظاهر الملک،فلا یؤخذ من دون رضاه مطلقا،فان کان إجماع و الا فما ذکروه محل شبهة،الا أن الأحوط ما ذکروه.

و لو اشتری أمة سرقت من أرض الصلح ردها علی البائع و استعاد ثمنها منه ان کان حیا.

فان مات البائع و لا عقب و لا وارث له سعت الأمة فی ثمن

ص:97

رقبتها (1)علی روایة (2)مسکین السمان الصحیحة إلیه القاصرة بجهالته، و لکن عمل بها النهایة (3)و القاضی و الشهید الأول،و فیها مضافا الی ضعف السند مخالفته للأصول الشرعیة.

و قیل:یحفظها وجوبا کاللقطة و القائل الحلی.

و لو قیل:تدفع الی الحاکم الشرعی بعد تعذر الدفع الی المالک و نائبه و لا تکلف الأمة السعی لأداء الثمن کان حسنا و علیه أکثر المتأخرین،أخذا بالأصول و طرحا للخبر بما فیه من القصور،و یجب علی الحاکم حفظها لیوصلها الی مالکها.

السابعة :إذا دفع رجل الی عبد لغیره مأذون منه للتجارة مالا لیشتری ببعضه نسمة و یعتقها عنه و یحج عنه ببقیة المال، فاشتری المأذون أباه و تحاق أی تخالف فی الحق کل من مولاه و مولی الأب المعتق و ورثة الأمر بعد العتق و الحج،و کل یقول:اشتری العبد بمالی،ففی روایة (4)ابن أشیم بفتح الهمزة و سکون الشین المعجمة و فتح الیاء المنقطة تحتها عن أبی جعفر علیه السلام الواردة فی القضیة أنه مضت الحجة و یرد المعتق علی مولاه رقا،ثم أی الفریقین أقام البینة،کان له رقا.

و فی المستند ضعف بجهالة الراوی أو غلوه،و مخالفة المتن لأصول المذهب و لذلک حصل فی صورة الفتوی فی المسألة اضطراب و اختلاف فبین من عکف علی ظاهر الروایة کالقاضی و النهایة (5)،و بین من حکم لمولی

ص:98


1- 1) فی المطبوع من المتن:قیمتها.
2- 2) وسائل الشیعة 13-50،ح 1.
3- 3) النهایة ص 414.
4- 4) وسائل الشیعة 13-52،ب 25.
5- 5) النهایة ص 414.

المأذون بعد حلفه باسترقاق العبد المعتق کالمصنف فی الشرائع (1)و جماعة.

و قال هنا:انه یناسب الأصل فی المسألة الحکم بإمضاء ما فعله المأذون ما لم تقم بینة تنافیه و تبعه ابن فهد فی الشرح،و قواه فی الدروس إذا أقر بذلک،قال:الا أن فیه طرحا للروایة المشهورة.و فیه مناقشة.

هذا کله مع عدم البینة،و معها تقدم ان کانت لو أحد،و ان کانت لاثنین أو للجمیع بنی علی تقدیم بینة الداخل أو الخارج عند التعارض،فعلی الأول الحکم لمولی المأذون من غیر یمین،و علی الثانی یتعارض الخارجان،و الأقوی تقدیم بینة الدافع مع احتمال تقدیم بینة مولی الأب.

الثامنة :إذا اشتری رجل من غیره عبدا فی الذمة فدفع البائع إلیه عبدین لیختار أحدهما،فأبق واحد منهما من یده من دون تفریط قیل: کما عن الطوسی و القاضی یرتجع المشتری نصف الثمن من البائع،و یأخذ فی الفحص عن الآبق.

ثم ان وجده رد الثمن المرتجع و تخیر بینهما و اختار أیهما شاء و الا یجده کان العبد الأخر الموجود بینهما نصفین لروایة السکونی (2)و فی الروایة ضعف من حیث السند بالراوی،و المتن بمخالفته لأصول المذهب.

و حینئذ المعتمد الرجوع الی ما یناسب الأصل و هو ان یضمن المشتری له أی للبائع الآبق ان فرط فیه قطعا،أو مطلقا ان قلنا بضمان نحو المقبوض بالسوم و یطالبه بما ابتاعه منه فی الذمة.

و لو ابتاع عبدا من عبدین أی أحدهما کلیا لم یصح علی الأشهر

ص:99


1- 1) شرائع الإسلام 2-60.
2- 2) وسائل الشیعة 13-44،ب 16.

الأقوی.و لا فرق بین أن یکونا متساویین فی القیمة و الصفات أم مختلفین فیهما، للاشتراک فی العلة المقتضیة للبطلان.

و حکی الشیخ فی الخلاف (1)فی باب البیوع عن روایة الأصحاب الجواز علی الإطلاق،مدعیا علیه الإجماع،لکنه رجع عنه فی باب السلم.

التاسعة :إذا وطئ أحد الشریکین مثلا الأمة المشترکة بینهما فعل حراما و سقط من الحد ما قابل نصیبه و نصیب شریکه إذا کان بحکمه، کالولد فإنه لا حد علی الأب فی نصیب ابنه،کما لا حد علیه لو کانت بأجمعها لابنه.

و حد للباقی مع انتفاء الشبهة بما قابله،و هو النصف فی المثال،و قس علیه الغیر.

و طریقه مع عدم الاحتیاج الی تبعیض الجلدة الواحدة واضح،و أما معه فالأظهر الأخذ بنصف السوط أو ربعه و هکذا،و مع الشبهة بنحو من توهم حل الوطی من حیث الشرکة یدرأ الحد عنه بالکلیة.

ثم ان حملت منه قومت علیه حصص الشرکاء و أخذت منه خاصة دون ما قابل نصیبه.

و مقتضی النص (2)الأخذ مع اختلاف القیم بأعلاها،من قیمة الشراء و قیمتها یوم الوطی.و فیه أقوال أخر،و دوران الإلزام بالقیمة مدار إفساد الأمة،و لیس إلا الاحبال لا الوطی خاصة،و علی هذا الأکثر.

ص:100


1- 1) الخلاف 1-600،مسألة 38.
2- 2) وسائل الشیعة 13-45،ب 17.

و قیل: کما عن النهایة (1)انها تقوم بمجرد الوطی و الأول أظهر،و لکن الثانی مع رضاء الطرفین أحوط.

و ینعقد الولد حرا مطلقا و لو کان الوطی عن زنا فی ظاهر إطلاق العبارة و صریح جماعة،و هو ظاهر النصوص.و لعله وجه الحکمة أنه لیس زناء محضا، بسبب ملکه لبعضها الموجب للفراش،کما صرح فی بعضها،و من هنا حکم جماعة بأن الواجب هنا من الحد الجلد خاصة و ان کان محصنا،لأنه الذی یقبل التبعیض،و هو حسن.

و یجب علی الواطی قیمة حصص الشرکاء منه أی من الولد، و المعتبر قیمته عند الولادة و السقوط حیا،و أرش العقر بسبب الوطی،سواء کانت بکرا أم ثیبا،و هو العشر أو نصفه مستثنی منهما قدر نصیبه،وفاقا لجماعة و ان خلت عنه العبارة،أخذا بظاهر النصوص (2)،و لیس فیها إضافة أرش البکارة،بل ظاهرها التداخل،و أنه هو الزائد علی عقر الثیبة.

و لا تدخل الأمة فی ملک الواطی بمجرد الحمل،بل بالتقویم و دفع القیمة أو الضمان مع رضاء الشریک فکسبها قبل ذلک للجمیع،و کذا حق الاستخدام.

و لو سقط الولد قبل التقویم،استقر ملک الشرکاء.

العاشرة :المملوکان المأذونان لهما فی التجارة إذا ابتاع کل منهما لمولاه صاحبه من مولاه حکم للسابق منهما عقدا،و لو بتقدیم قبوله علی قبول الأخر من غیر توقف علی اجازة،و للآخر أیضا إذا کان معها،و إلا بطل،لبطلان الاذن بزوال الملک،الا أن یکون بطریق الوکالة،فیصح مطلقا.

و الفرق بین الاذن و الوکالة أن الاذن ما جعلت الاستنابة فیه تابعة للملک،یزول عرفا بزواله بالبیع و نحوه.و الوکالة ما أباحت التصرف المأذون فیه مطلقا.

ص:101


1- 1) النهایة ص 412.
2- 2) وسائل الشیعة 18-389،ب 22.

و الفارق بینهما مع اشتراکهما فی الاذن المطلق اما تصریح المولی بالخصوصیین أو دلالة القرائن علیه،و مع عدمها فالظاهر حمله علی الاذن.

و علی ما ذکرنا یحمل إطلاق العبارة ببطلان اللاحق،بحمله علی عدم اللزوم المطلق المتردد بین البطلان بالمعنی الأخص و الأعم.

و لو اشتبه السابق أو السبق مسحت الطریق التی سلکها کل واحد منهما الی مولی الأخر و حکم بالسبق للأقرب منهما طریقا،مع تساویهما فی المشی قوة و ضعفا،وفاقا للشیخ للخبر (1).

و ضعف سنده یمنع عن العمل به،و لذا أعرض عنه الحلی و أکثر المتأخرین فأوجبوا الرجوع الی مقتضی الأصل،و ان اختلفوا فیه قولین:

أحدهما-القرعة من غیر فرق بین صورتی الاشتباه فی السبق أو السابق،و قیل بها فی الثانیة و بالبطلان فی الأولی کصورة الاقتران،و الأولی أقوی،و علیه تستخرج فی الصورة الثانیة برقعتین یکتب فی إحداهما السابق و فی الأخری المسبوق،و فی الأولی بثلاث رقع یکتب فی الثالثة الاقتران.

فان اتفقا طریقا بطل العقدان معا،کصورة الاقتران،وفاقا للحلی و کثیر من المتأخرین،و ان اختلفوا فی إطلاق البطلان کما عن الأول و تقییده بصورة عدم الإجازة أو الوکالة،کما علیه الباقون و هو الأقوی.

و فی روایة (2)مرسلة عمل بها النهایة (3)و بعض من تبعه أنه یقرع بینهما و ضعف سندها و مخالفتها الأصل یمنع عن العمل بها،و هنا قول آخر.

ثم ان هذا کله إذا کان شراؤها لمولاهما کما فرضنا،أما لو کان لأنفسهما،فإن

ص:102


1- 1) وسائل الشیعة 13-46،ب 18.
2- 2) وسائل الشیعة 13-46،ح 2.
3- 3) النهایة ص 412.

أحلنا ملکه بطلا،و ان أجزناه صح السابق و بطل المقارن و اللاحق قطعا.

الفصل الثامن

اشارة

(فی السلف)

هو و السلم عبارتان عن معنی واحد.

و هو ابتیاع مال موصوف مضمون فی الذمة إلی أجل معلوم بمال کذلک حاضر مقبوض أو فی حکمه مما لم یکن حاضرا فی المجلس ثم أحضر و قبض فیه قبل التفرق،و کذا ما کان حاضرا فیه موصوفا غیر معین إذا عین فیه،و ما کان دینا علی البائع علی قوله،فإنه فی حکم الحاضر بل المقبوض.

و ینعقد بقول المسلم و هو المشتری:أسلمت إلیک،أو أسلفتک،أو سلفتک بالتضعیف،و فی سلمتک وجه متروک،کذا فی کذا.و یقبل المسلم الیه بقوله:قبلت و شبهه.

و لو جعل الإیجاب منه بلفظ:أسلمت منک،و استلفت،و تسلفت و نحوها جاز و القبول من المسلم هنا قبلت و شبهه.

و النظر فیه فی أمور ثلاثة:

شروطه،و أحکامه،و لواحقه.

شرائط بیع السلف:

الاولی فی الشروط للصحة و هی خمسة:

الأول :ذکر الجنس و المراد به هنا الحقیقة النوعیة،کالشعیر و الحنطة و الوصف الرافع للجهالة،الفارق بین أصناف ذلک النوع بعبارات معلومة

ص:103

عند المتعاقدین ظاهرة الدلالة.

و لیس المراد مطلق الوصف،بل الذی یختلف لأجله الثمن اختلافا ظاهرا لا یتسامح بمثله فی السلم عادة.

و المرجع فی الأوصاف إلی العرف،و ربما کان العامی أعرف بها من الفقیه و حظه منها الإجمال.

و المعتبر من الوصف ما یتناوله الاسم المزیل لاختلاف أثمان الأفراد الداخلة فی المعین و لا یبلغ فیه الغایة،فإن بلغها و أفضی الی عزة الوجود بطل بلا خلاف یظهر.

فلا یصح السلم فیما لا یضبطه الوصف کاللحم نیة و مشویة و الخبز بأنواعه و الجلود بلا خلاف فی الأولین،و فی کلام جماعة الإجماع،و علی المشهور فی الأخیر.خلافا للشیخ و القاضی فیصح،لإمکان الضبط بالمشاهدة.و فیه خروج عن وضع السلف،فان المبیع فیه أمر کلی فی الذمة مؤجل إلی مدة،فلا یمکن ضبطه بالمشاهدة.

و قیل:یمکن الجمع بمشاهدة جملة یدخل المسلم فیه فی ضمنها من غیر تعیین،و هو غیر مخرج عن وضعه،کاشتراطه من غلة قریة معینة لا تخیس عادة،و حینئذ فتکفی مشاهدة الحیوان عن الإمعان فی الوصف و هو حسن،الا أن المشهور أحوط.

و نحو المذکورات الجواهر مطلقا و اللئالی الکبار دون الصغار التی لا تشتمل علی أوصاف کثیرة یختلف باختلافها القیمة،فیجوز السلف فیها مع ضبط ما یعتبر فیها من الوزن و العدد و بعض الصفات.

و ضابطها:کل ما یباع بالوزن و لا یلاحظ فیه الأوصاف الکثیرة عرفا.

و یجوز فی الأمتعة و الحیوان کله صامتا کان أو ناطقا و الحبوب و الفواکه

ص:104

و الطیب و نحو ذلک و بالجملة کل ما یمکن ضبطه بالوصف المعتبر.

الثانی :قبض رأس المال أی الثمن قبل التفرق بالبدن،فلو لم یقبض قبله بطل.

و لو قبض بعض الثمن ثم افترقا صح فی المقبوض و بطل فی غیره،و یتخیر البائع فی الفسخ،إلا إذا کان التأخیر بتفریطه فلا خیار له.

و لو کان الثمن دینا علی البائع فبیع المسلم فیه به صح علی الأشبه وفاقا للنهایة (1)،خلافا للأکثر.و أولی بالجواز ما لو حوسب به عن الثمن الکلی و علیه الأکثر،خلافا لبعض فأبطل،و هو فی المقامین أحوط،و هو الوجه فی قوله:

لکنه یکره.

الثالث :تقدیر المبیع المسلم فیه و تعینه بالکیل أو الوزن المعلومین فیما یعتبر بهما و ما لا یضبط إلا بأحدهما فی بیعه سلفا،و ان جاز بیعه نقدا جزافا.

و لا یکفی التقدیر ب العدد فی المقدر بأحدهما إجماعا و کذا لو کان مما یعد و یباع بالعد نقدا مطلقا،وفاقا للشیخ،خلافا للإسکافی فیجوز مطلقا،و للشهیدین و غیرهما فالتفصیل بین ما یقل فیه التفاوت فالجواز و ما یکثر فالمنع،و لعله أقوی.

و الضابط فی الصحة:الضبط الرافع لاختلاف الثمن،فحیث حصل بالعد صح و الا بطل.و علیه یتعین الضبط بالوزن أو الکیل فی المقدر بهما،و بالأول فی غیره مطلقا و بالثانی فیما لا یتجافی فی المکیال کالجوز و اللوز،دون ما یتجافی کالبطیخ و الباذنجان و الرمان،فیتعین فیه الأول.

و یعتبر فی مثل الثوب ضبطه بالذرع،و ان جاز بیعه بدونه نقدا مع المشاهدة.

ص:105


1- 1) النهایة ص 388.

و لا یصح السلم فی نحو القصب أطنانا (1)،و لا فی الحطب حزما،و لا فی الماء قربا لعدم انضباطها سلفا الا بالوزن أو الکیل،و ان جاز بیعها جزافا نقدا.

و کذا یشترط التقدیر و التعیین فی الثمن بما یقدر به فی مطلق البیع حتی لو کان مما یباع جزافا جاز الاقتصار علی مشاهدته،کما لو بیع.

و قیل:یکفی هنا التقدیر ب المشاهدة مطلقا،و القائل المرتضی و الأول أشهر و أقوی.

الرابع :تعیین الأجل المشترط بما یرفع احتمال الزیادة فیه و النقصان عند المتعاقدین إجماعا.

الخامس:أن یکون وجوده أی المسلم فیه غالبا حین حلوله أی الأجل المشترط فیه فی البلد الذی یشترط تسلیمه فیه،أو بلد العقد حیث یطلق العقد أو فیما قاربهما بحیث ینتقل منه إلیهما عادة.

و لا تکفی غلبة وجوده فیما لا یعتاد نقله الیه الا نادرا.و لا یشترط الوجود فی زمن العقد،بل یصح مع غلبته بعد الأجل مطلقا و لو کان معدوما وقت العقد إجماعا.

أحکام بیع السلف:

الثانی :فی أحکامه،و هی خمسة مسائل:

الاولی :لا یجوز بیع السلم أی المسلم فیه قبل حلوله علی من هو علیه کان أو غیره،حالا أو مؤجلا.

و یجوز بیعه بعده و بعد القبض بلا خلاف و کذا ان لم

ص:106


1- 1) الأطنان:وزن مقداره ألف کیلو،و فی«ن»:أطنابا.

یقبضه مطلقا و لو بمجانس الثمن،ربویین کانا أم غیره،مساویین کانا أم لا علی الأشهر بین المتأخرین،خلافا لأکثر القدماء فیما لو بیع بالدرهم و اشتری به متفاضلا فمنعوا عنه،و لا ریب فیه مع الفسخ،و أما مع البیع کما هو الفرض فالمسألة محل اشکال،و الأحوط المنع.

و حیث قلنا بالجواز فهو علی کراهیة فی الطعام مطلقا علی من هو علیه و هو المسلم الیه و علی غیره بل ظاهر الغنیة الحرمة مدعیا علیه الإجماع،لکنه معارض بالصحاح (1)الدالة هنا علی جواز بیعه علی من هو علیه قبل القبض من غیر کراهیة،لکن لا بأس بها خروجا عن الشبهة.

و کما یجوز بیعه کملا مطلقا کذا یجوز بیع بعضه کذلک،و یجوز تولیته و تولیة بعضه أی بیعهما برأس المال،و کذا بزیادة عنه أو نقصان،بلا خلاف إلا فی الأخیرین علی بعض الوجوه کما مر.

و ربما یعزی الی الشیخ المنع عن التولیة أیضا إذا کان الثمن دراهم و بیع المسلم فیه بها،لبعض الاخبار.و هو ضعیف.

و کذا حکم بیع الدین فلا یجوز قبل الأجل مطلقا،و یجوز بعده کذلک بلا خلاف فی الأخیر الا من الحلی فیما لو بیع علی غیر من هو علیه،فمنع عنه مدعیا علیه الإجماع،و هو أحوط،و ان کان الجواز مطلقا أظهر و أشهر،و فی الأول خلاف و لعل الجواز أقرب،و ان کان المنع عنه کالسلف أحوط.

و حیث جاز فان باعه بما هو حاضر مشخص بنحو الإشارة صح بلا خلاف و کذا ان باعه بمضمون حال صح من غیر فرق بین ما لو کان المضمون مؤجلا ثم حل أجله،أو کان غیر مؤجل فی الأصل،کما إذا بیع بدینار کلی غیر مستقر فی الذمة قبل البیع،علی ما یقتضیه إطلاق العبارة،فإن کان علیه إجماع،و الا فالأقرب

ص:107


1- 1) وسائل الشیعة 13-68،ب 11.

فی الأول المنع،مع أنه أیضا أحوط.

و لو شرط تأجیل الثمن قیل:یحرم و القائل الحلی و تبعه کثیر لانه بیع دین بدین منهی عنه بالنص و الإجماع،و فیه نظر.

و قیل:یکره و القائل الشیخ فی النهایة (1)و هو الأشبه بالأصل السلیم عما یصلح للمعارضة.هذا إذا کان الثمن دینا بالعقد،کما هو فرض الأصحاب و المتن.

و أما لو باع دینا فی ذمة زید بدین للمشتری فی ذمة عمرو فلم یجز قولا واحدا لانه بیع دین بدین منهی عنه بلا إشکال.

الثانیة :إذا دفع المسلم الیه المسلم فیه دون الصفة أو المقدار المشترطین لا یجب علی المسلم قبوله،و ان کان أجود من وجه آخر.

و لو رضی المسلم بذلک صح و لو کان ذلک لأجل التعجیل بلا خلاف.

و لو دفع بالصفة وجب القبول أو إبراء المسلم الیه بعد حلول الأجل.و لو امتنع قبضه الحاکم،و الا فیخلی بینه و بینه و یبرأ بمجرده علی الظاهر.

و کذا یجب القبول أو الإبراء بعد الحلول لو دفع الیه فوق الصفة فی المشهور.قیل:لأنه إحسان محض فالامتناع عنه عناد،و لأن الجودة صفة لا یمکن فصلها،فهی تابعة.

و لا کذلک لو دفع أکثر قدرا یمکن فصله و لو فی ثوب.و فیهما نظر بل عدم وجوب القبول کما عن الإسکافی لعله أظهر،و ان کان الأحوط للمسلم ما علیه الأکثر.

الثالثة :إذا تعذر المسلم فیه عند الحلول أو انقطع حیث یکون مؤجلا

ص:108


1- 1) النهایة ص 388.

یمکن (1)الحصول بعد الأجل عادة،فاتفق عدمه ابتداء أو بعد وجوده فطالب المسلم البائع إیاه کان مخیرا بین الفسخ و استرداد الثمن أو مثله و الصبر الی وجوده و لم ینفسخ العقد،بلا خلاف فی الأخیر،و علی الأشهر الأظهر فی الأول و له أیضا أن لا یفسخ بل یأخذ قیمته.

و لیس هذا الخیار فوریا،فله الرجوع بعد الصبر الی أحد الأمرین المخیر بینهما ما لم یصرح بإسقاط الخیار فیسقط.

و لو کان أحد موجبی الخیار من التعذر و الانقطاع بعد بذله له و رضاه بالتأخیر سقط خیاره،و لا کذلک لو کان بعدم المطالبة أو بمنع البائع مع إمکانه.

و فی حکم انقطاعه عند الحلول،موت المسلم الیه قبل الأجل و قبل وجوده و لا کذلک العلم قبل الأجل بعدم المسلم فیه بعده،بل یتوقف الخیار علی الحلول.

و لو قبض البعض و تأخر الباقی،تخیر بین الصبر و الفسخ فی الجمیع و فی البعض.و فی تخیر المسلم إلیه حینئذ وجه قوی،الا أن یکون التأخیر بتقصیره فلا خیار له.

الرابعة :إذا دفع المدیون الی المدین من غیر الجنس الذی استدانه علی أنه قضاء منه و رضی الغریم به عن الدین و لم یساعره وقت الدفع احتسب بقیمة یوم الإقباض سلفا کان الدین أم لا،کان المدفوع عروضا أم غیرها،بالنص (2)و الإجماع.

الخامسة :عقد السلف قابل لاشتراط ما هو معلوم غیر موجب للجهالة.

فلا یبطل باشتراط بیع فیه أو هبة شیء أو عمل محلل أو صنعة کأن یقول:أسلمت إلیک هذه العشرة دراهم فی خمسین منا من تمر الی

ص:109


1- 1) فی«ن»ممکن.
2- 2) وسائل الشیعة 12-402،ح 5.

مدة کذا،بشرط أن تبیع منی،أو توهب لی کذا،أو تعلمنی الصنعة الفلانیة، أو نحو ذلک مما یصح اشتراطه.

و لو أسلف فی غنم و شرط أصواف نعجات بعینها کأن یقول:أسلمت إلیک هذه المائة فی عشرین شاة مؤجلا الی کذا،بشرط أن تعطینی أصواف هذه النعجات بعینها قیل: و القائل الشیخ یصح هذا الشرط و تبعه الفاضل.

و الأشبه عند المصنف تبعا للحلی المنع عنه للجهالة أی جهالة الأصواف.و فیها منع،لارتفاعها بالمشاهدة،فاذن الأقرب الصحة.

قیل:و موضع النزاع أن یکون شرط الأصواف أن تجز حالا،فلو عینها و شرط تأخیر الجز إلی أمد السلف،أو شرط أصواف نعجات فی الذمة غیر مشاهدة، لم یصح قولا واحدا.

و لو شرط ثوبا من غزل امرأة معینة،أو غلة من قراح أی مزرعة معینة لم یضمن و لا یصح،لان تشخیص المسلم فیه بأحد الأمرین خروج عن حقیقة السلف کما سلف،نعم لو استند الی معین قابل للإشاعة،و لا یفضی التعسر فیه الی عسر التسلیم عادة جاز،کما لو أسلف علی مائة رطل من تمر البصرة،فإن ذلک یجری مجری الصفات المشترطة فی السلف فی الحدارة و الصرایة.

فی لواحقه

اشارة

النظر الثالث:فی لواحقه،و هی قسمان:

احکام دین المملوک:

الأول:فی دین المملوک اعلم أنه لیس له ذلک أی أخذ الدین مطلقا و لو لمولاه الا مع الاذن منه له فیه.

فلو بادر إلی الاستدانة من دون اذن من المولی بالکلیة لزم فی

ص:110

ذمته و یتبع به إذا أعتق و لا یلزم المولی شیء لا فی ذمته و لا فی کسب العبد، إلا إذا علم باستدانته و لم یمنع،فیسعی حینئذ کما فی المعتبرة (1).

و لو اذن له المولی فی الاستدانة لزمه دون المملوک بلا خلاف ان استبقاه أو باعه سواء کان الدین للمولی أو للعبد فیما یتعلق بنفقته اللازمة علی مولاه أو غیره.

و أما لو أعتقه و کانت الاستدانة للعبد فیما لا یتعلق بنفقته اللازمة له، بل کانت لغیرها من مصالحه ف فیه روایتان (2):إحداهما أنه یسعی فی الدین و یؤخذ به،و قد عمل بها النهایة،و تبعه القاضی و جماعة،و فیها قصور سندا بالضعف و الجهالة،مضافا الی القصور فی الدلالة.

و فی الروایة (3)الأخری أنه لا یسقط عن ذمة المولی و هی أی هذه الروایة أشهر فی الفتوی،و أصح سندا،و أوفق بالأصول جدا،فالعمل بها أقوی،و ان کان العمل بالأولی للعبد أحوط و أولی.

و لو مات المولی کان الدین أی دین العبد الذی لزم مولاه فی ترکته.

و لو کان له غرماء کان غریم المملوک کأحدهم لا یقدم أحدهم علی الأخر.

و لو کان مأذونا فی التجارة خاصة دون الاستدانة فاستدان لم یلزم دینه المولی مطلقا.

و هل یسعی العبد فیه؟ أی فی الدین قیل:نعم مطلقا کما عن

ص:111


1- 1) وسائل الشیعة 13-118،ح 1.
2- 2) نفس المصدر.
3- 3) وسائل الشیعة 13-118،ح 2.

النهایة (1).

و قیل: کما عن الحلی و جماعة یتبع به إذا أعتق و هو أشبه و أشهر، و فی الخلاف علیه الإجماع،و مع ذلک أوفق بالأصل،و هنا قولان آخران مفصلان.

أحکام القرض:

القسم الثانی-فی القرض،و فیه أجر عظیم و ثواب جسیم.

ینشأ من معونة المحتاج تطوعا و تقربا الی اللّه تعالی،و هو أفضل من الصدقة،فهو بعشرین و هی بعشرة.و لا بد لإفادته انتقال الملک من عقد یتضمن الإیجاب و القبول،فلا یکفی المواطاة و ان أباحت التصرف.

و الصیغة:أقرضتک،و انتفع به،أو تصرف فیه،أو ملکتک،أو خذ هذا،أو اصرفه و علیک عوضه،أو ما أدی هذا المعنی،لانه عندهم من العقود الجائزة.

و لا تنحصر فی لفظ،بل تتأدی بما أفاد معناها،و انما یحتاج إلی ضمیمة«و علیک عوضه»ما عدا الصیغة الأولی،فإنها صریحة فی معناه لا تفتقر إلیها.

فیقول المقترض:قبلت و شبهه مما دل علی الرضا بالإیجاب،و لا یکفی القبض فی إفادة الملک،و ان کفی لإباحة التصرف.

و یجب الاقتصار علی أخذ العوض مثلا أو قیمة من دون زیادة، عینا کانت أو صفة،ربویة کانت العین المستقرضة أم غیرها إجماعا،إلا إذا لم یشترطها المقرض،فلا بأس بها مطلقا.

و لو شرط النفع یعنی الزیادة و لو بزیادة الوصف کالصحاح عوض المکسرة حرم حتی فی المثال،علی الأشهر الأقوی.

نعم لو تبرع المقترض بزیادة فی العین أو الصفة لم یحرم إجماعا،فإن

ص:112


1- 1) النهایة ص 311.

خیر القرض ما جر المنفعة.

هذا بالنسبة إلی المقترض،و أما المقرض فیکره له أخذ الزیادة.و لا فرق فی جواز الأخذ مع عدم الشرط بین أن یکون من نیتهما ذلک أم لا.

و یفسد القرض مع شرط النفع،فلا یجوز التصرف فیه و لو بالقبض،و معه و مع العلم یکون مضمونا علیه کالبیع الفاسد.

و حیث حلت الزیادة بالتبرع بها،فلا یخلو:اما أن تکون حکمیة،کما لو دفع الجید بدل الردی أو الکبیر بدل الصغیر،فالظاهر أنه یملکه المقرض ملکا مستقرا بقبضه کما قیل،و ان کانت عینیة،ففی کون المجموع وفاء،أو یکون الزائد بمنزلة الهبة فیلزمها أحکامها نظر،و لعل الثانی أظهر.

و اعلم أن ما یصح إقراضه،و هو کل ما صح إحصاء قدره و وصفه، فیجوز أن یقترض الذهب و الفضة وزنا،و الحبوب کالحنطة و الشعیر و التمر و الزبیب کیلا و وزنا،و الخبز وزنا بلا خلاف و عددا علی الأظهر الأشهر.

و النص (1)صریح فی جواز اقتراضه عددا و الرد متفاوتا،خلافا للدروس (2)فاشترط فیه عدم العلم به،و لعل المراد التفاوت الذی لا یتسامح به عادة.

و کل ما یتساوی أجزاؤه قیمة و منفعة و یتفاوت صفاته،و یعبر عنه ب«المثلی» یثبت فی الذمة مثله کالحبوب.و یلحق به العین المستقرضة للأولویة.

و إذا تعذر ینتقل الی قیمته یوم المطالبة علی قول،و وقت القرض علی آخر و وقت التعذر علی ثالث،و لا ریب أن العمل بأعلی القیم منها للمقترض أحوط، کما أن العکس للمقرض أحوط.

ص:113


1- 1) وسائل الشیعة 13-109،ب 21.
2- 2) الدروس ص 376.

و ما لیس کذلک،و یعبر عنه ب«القیمی»یثبت فی الذمة قیمته،وفاقا للمشهور و قیل:بل مثله.و قیل:بضمان المثل الصوری فیما یضبطه الوصف،و هو ما یصح السلم فیه،و ضمان ما لیس کذلک کالجوهر بالقیمة.

و علی اعتبار القیمة مطلقا أو علی بعض الوجوه،فهل المعتبر قیمة وقت التسلیم،أو وقت القرض،أو وقت التصرف فیه؟أقوال،و الاحتیاط هنا کما سبق.

قیل:و لا اعتبار لقیمة یوم المطالبة هنا قولا واحدا،الا علی القول بضمانه بالمثل فتعذر،فیعتبر یوم المطالبة کالمثل علی أصح الأقوال.

و یملک الشیء المستقرض المقترض ب مجرد القبض علی الأظهر الأشهر،حتی أن فی ظاهر السرائر و التذکرة الإجماع،و قیل:به و بالتصرف.

و تظهر الثمرة:فی جواز رجوع المقرض فی العین ما دامت باقیة،و فی وجوب قبولها لو دفعها المقترض،و فی النماء قبل التصرف،ان قلنا بکون التصرف ناقلا للملک حقیقة أو ضمنا،یعنی:قبل التصرف بلحظة یسیرة،کما فی العبد المأمور بعتقه عن الأمر غیر المالک،فإنه للمقترض علی المختار و للمقرض علی غیره،و لو قیل فیه بالکشف ففیه احتمالان.

و لیس للمقرض الرجوع فی العین علی المختار وفاقا للأکثر،و لا ینافیه الإجماع علی جواز العقد،لما بینته فی الشرح الکبیر (1).

و لا یلزم اشتراط الأجل فیه و ان صح،و انما فائدته جواز الدفع الیه و وجوبه بعده.

و کذا لا یتأجل الدین الحال بتأجیله،بأن یعبر عنه صاحب الدین بعبارة تدل علیه،من غیر ذکره فی عقد لازم،بأن یقول:أجلتک فی هذا الدین

ص:114


1- 1) ریاض المسائل 1-577.

مدة کذا.إذ لیس ذلک عقدا یجب الوفاء به،بل وعد یستحب فیه الإیفاء،و الحکم فیه مطلق مهرا کان الدین أو غیره.

و لو غاب صاحب الدین غیبة منقطعة نوی المستدین قضاءه وجوبا، و الا کان بمنزلة السارق،کما فی النص (1).و کذا الحکم فی کل حق،سواء کان ذو الحق غائبا أو حاضرا.

و انما ذکر الوجوب مع الغیبة المنقطعة تأکیدا،و فی روایة:من کان علیه دین ینوی قضاءه کان معه من اللّه عز و جل حافظان یعینانه علی الأداء من أمانته، فإن قصرت نیته عن الأداء قصر عنه عن المعونة بقدر ما قصر عن نیته (2).

و یجب علیه عزله عند وفاته وفاقا للنهایة (3)و جماعة،خلافا للحلی فلا یجب،و الأول أحوط،و أحوط منه العزل مطلقا فقد حکی قولا،لکن لا یلزم منه انتقال الضمان،بل علیه الضمان مع التلف علی الإطلاق.

و أن یکون موصیا به عند الوفاة إلی ثقة.

و لو لم یعرفه اجتهد فی طلبه ببذل الوسع فی الفحص عنه فی الأمکنة التی یتوقع کونه أو خبره بها،و یستمر کذلک علی وجه لو کان لظهر.

و مع الیأس عنه عادة،بحیث لا یحتمل الوقوف علیه قیل: یجب أن یتصدق به عنه و القائل الشیخ و القاضی و جماعة بل الأکثر و المشهور کما ذکره جماعة،و به روایات (4)بعضها صحیحة لا بأس بالعمل بها،و ان أنکره الحلی رأسا و أوجب الدفع الی الحاکم،و هو أحوط.

ص:115


1- 1) وسائل الشیعة 13-85،ح 1.
2- 2) وسائل الشیعة 13-86،ح 3.
3- 3) النهایة ص 307.
4- 4) وسائل الشیعة 13-110.

و لا یصح المضاربة بالدین حتی یقبض مطلقا و لو کان من هو علیه عاملا إجماعا فتوی و نصا (1).

و لو باع الذمی ما لا یملکه المسلم کالخمر و الخنزیر و قبض ثمنه جاز أن یقبضه المسلم عن حقه الذی علیه.

و ظاهر العبارة و صریح جماعة اختصاص الحکم بالذمی دون الحربی،و هو کذلک.

و یشترط فی الذمی أن یکون فی بیعه مستترا،فإنه مع عدم الاستتار یلحق بالحربی.

و لو أسلم الذمی قبل بیعه ما لا یملکه حال إسلامه قیل: و القائل الشیخ یتولاه غیره ممن یجوز له بیعه،للخبر (2)و هو ضعیف مخالف للأصول.

و لو کان لاثنین فصاعدا دیون مشترکة بینهما فاقتسماها،فما حصل کان لهما،و ما توی بالمثناة من فوق بمعنی هلک کان منهما علی الأشهر الأقوی،و ادعی الشیخ و ابن زهرة علیه الإجماع.

و قد یحتال للقسمة بأن یحیل کل منهما صاحبه بحصة التی یرید إعطاؤها إیاه و یقبل الأخر،بناء علی صحة الحوالة من البری،أو فرض سبق دین علیه،أو یصطلحا علی ما فی الذمم بعضا ببعض.

و لو باع (3)الدین بأقل منه عینا أو قیمة،علی وجه لا یحصل فیه الربا،و لا الإخلال بشروط الصرف لو کان العوضان من الأثمان لم یلزم الغریم أن یدفع إلیه أی إلی المشتری أکثر مما دفع الی البائع علی تردد من النص (4)

ص:116


1- 1) وسائل الشیعة 13-187،ب 5.
2- 2) وسائل الشیعة 12-167،ح 2.
3- 3) فی المطبوع من المتن:بیع.
4- 4) وسائل الشیعة 13-99،ب 15.

الوارد بذلک المعمول به عند الشیخ و القاضی،و من ضعف سنده و مخالفته الأصول الشرعیة،و هذا أولی و أشهر أیضا.

خاتمة:

أجرة الکیال و وزان المتاع علی البائع الأمر له بهما،لأنها لمصلحته فتعلق الأجرة به.

و کذا أجرة بائع الأمتعة تتعلق به،إذا کان بائعها دلالا ناصبا نفسه لذلک.

و أجرة الناقد و وزان الثمن أی الصراف علی المشتری الأمر له بذلک.

و کذا أجرة من یشتری الأمتعة علیه بالشرط المتقدم.

و لو تبرع الواسطة بکل من الأمور المزبورة من دون أمر من البائع،أو المشتری له بذلک و لا ما یقوم مقامه من الدلالة لم یستحق أجرة علی من تلزمه الأجرة مع أمره،أو ما فی حکمه و لو أجاز البیع و الشراء و غیرهما.

و إذا جمع أی الواسطة بین الابتیاع و البیع و نصب نفسه لذلک و یعبر عنه ب«السمسار»فباع أمتعة لشخص و اشتری غیرها لآخر فأجرة کل عمل علی الأمر به لعدم المنافاة.

و لا یجمع بینهما أی بین العملین لواحد أی لشیء واحد،بأن یبیعه لأحد و یشتریه لآخر،إلا إذا کان السعر مضبوطا بحیث لا یحتاج إلی المماکسة عادة أو کانا اتفقا علی قدر معلوم و أرادا تولیة طرفی العقد،فیجوز له الجمع بینهما.

و حینئذ یکون علیهما أجرة واحدة بالسویة،سواء اقترنا فی الأمر أم تلاحقا، مع احتمال کون الأجرة علی السابق،و لا یجب أجرتان،وفاقا لجماعة،خلافا لآخرین

ص:117

فتجبان،و لعله غیر بعید،سیما مع کون متعلق الأمرین طرفی الإیجاب و القبول و جهل أحدهما بأمر الأخر.

هذا إذا جوزنا للواحد تولی طرفی العقد،و الا فعدم استحقاق الواحد لهما واضح.

و یحتمل علی بعد أن یکون الضمیر المجرور عائد إلی الإیجاب و القبول المدلول علیهما بالمقام تضمنا أو بالبیع و الابتیاع،فیکون ذهابا الی المنع،أو یعود الضمیر إلی الأجرتین،بناء علی المنع عن تولی طرفی العقد أو غیره.

و لا یضمن الدلال و لا السمسار ما یتلف فی یده ما لم یفرط أو یتعد،لأنه أمین.

و لو اختلفا فی التفریط أو التعدی و لا بینة،فالقول قول الدلال مع یمینه لانه منکر.

و کذا لو اختلفا فی القیمة أی قیمة التالف.

ص:118

کتاب الرهن

اشارة

ص:119

ص:120

(کتاب الرهن) و أرکانه أربعة:

أحکام الرهن:

الأول:فی بیان حقیقة الرهن و شرائطه:

و هو لغة:الثبات و الدوام،و یطلق علی الحبس بأی سبب کان،و شرعا وثیقة لدین المرتهن إذا تعذر استیفاؤه ممن هو علیه استوفی منه أو من ثمنه،و لا یشترط فی صحته السفر بإجماعنا.

و لا بد فیه من الإیجاب و القبول الدالین علی الرهن.

فالإیجاب:رهنتک،أو وثقتک بالتضعیف،أو أرهنتک بالهمزة،أو هذا رهن عندک،أو علی مالک،أو وثیقة عندک،أو خذه بمالک،أو علی مالک،أو أمسکه حتی أعطیک مالک بقصد الرهن،و شبهه بما أدی المعنی.

و تکفی الإشارة المفهمة فی الأخرس و ان کان عارضا،أو الکتابة معها بما یدل علی قصد الرهن لا بمجرد الکتابة.

و القبول:قبلت،و شبهه من الألفاظ الدالة علی الرضا بالإیجاب.

و هل یشترط الإقباض فیه؟ الأظهر الأشهر نعم و ادعی الشیخ

ص:121

و ابن زهرة علیه الإجماع.

و هل هو شروط اللزوم أو الصحة؟قولان،أجودهما:الثانی.

و انما یشترط فی صحته ابتداء لا استدامة،فلو أقبضها الراهن ثم ارتجعها صح الرهن و لزم إجماعا.

و من شرطه أن یکون المرهون عینا فلا یصح رهن المنافع اتفاقا کما قیل،و لا الدین مطلقا علی الأقوی.

و أن یکون مملوکا فلا یصح رهن الحر إجماعا،من مسلم أو کافر عند مسلم أو کافر،و لا الخمر و الخنزیر بلا خلاف،إذا کان الراهن مسلما،و کذا إذا کان المرتهن کذلک و لم یضعهما عند ذمی،و مع الوضع عنده فکذلک مطلقا وفاقا للأکثر خلافا للشیخ فصححه حینئذ إذا کان الراهن ذمیا،و لا رهن المصحف و العبد المسلم عند کافر،و لو وضع عند مسلم علی الأحوط (1)بل الأظهر.

و أن یکون مما یمکن قبضه و بیعه فلا یصح رهن الطیر فی الهواء،و لا السمک فی الماء،الا إذا اعتید عود الأول و شوهد الثانی و انحصر فی محل،بحیث لا یتعذر قبضهما عادة،فیصح رهنهما حینئذ مع الإقباض.

و حیث اجتمعت الشرائط المزبورة،جاز الرهن مطلقا منفردا کان بملک الراهن أو مشاعا بینه و بین غیره،و یتوقف الإقباض فی الثانی علی اذن الشریک إذا کان مما لا یکتفی فی قبضه بتخلیته،لا مطلقا علی الأقوی.

و لو قبضه بدون اذن الشریک،تم القبض و صح علی الأصح و ان فعل المحرم.

و لو رهن مالا یملکه فان کان بإذن المالک صح إجماعا،و الا وقف علی الإجازة علی الأقوی.

و لو کان یملک بعضه مضی الرهن و یصح فی ما یملکه و توقف فی

ص:122


1- 1) خ ل:الأشهر.

الباقی.

و حیث أجاز المالک قیل:یضمنه الراهن و ان تلف بغیر تفریط،و فیه إشکال الا أن ظاهر بعضهم الإجماع علیه.

و للمالک إجباره علی افتکاکه مع قدرته منه و الحلول،أما قبل الحلول فلیس له ذلک إذا أذن فیه کما قالوه.

و للمرتهن مع الحلول و إعسار الراهن أن یبیعه و یستوفی دینه منه ان کان وکیلا فی البیع،و الا باعه الحاکم إذا ثبت عنده الرهن،سواء رضی بذلک المالک أولا.

و هو أی الرهن لازم من جهة الراهن و جائز من طرف المرتهن فله فسخه.و یستعقب اللزوم عدم جواز الانتزاع إلا بإسقاط المرتهن الحق من الارتهان بفسخ العقد أو حصول براءة ذمة الراهن من جمیع ما علیه من حق المرتهن بأحد موجباتها.

و فی إلحاق حصول البراءة من بعض الحق بها من الجمیع فی جواز انتزاع مجموع الرهن قولان،أجودهما:الثانی عملا بالأصل،و فی المبسوط (1)الإجماع إلا إذا شرط کونه رهنا علی المجموع لا علی کل جزء،فلا ریب فی الأول.

و فی المسألة احتمال بل قول ثالث بالتقسیط،و فیه ضعف.

و لو شرطه أی الرهن أن یکون مبیعا للمرتهن بذلک الدین أو بقدر مخصوص ان لم یؤده عند حلول الأجل لم یصح کل من البیع و الرهن و لو قبضه کذلک ضمنه بعد الأجل لا قبله.

و لا یدخل حمل الدابة و لا ثمرة النخل و الشجر و نحوهما الموجودة حالة العقد فی الرهن الا بالاشتراط،أو الاتصال الغیر القابل للانفصال عند الأکثر،

ص:123


1- 1) المبسوط 1-201.

و هو الأظهر إلا إذا حکم العرف بالدخول فیدخل.

نعم لو تجدد النماء بعد الارتهان دخل ان کان متصلا لا یقبل الانفصال کالطول و السمن اتفاقا.و کذا ان کان منفصلا کأمثلة العبارة،أو ما یقبله کالشعر و الصوف علی الأقوی وفاقا للمشهور.

و لو اشترط المرتهن الدخول أو الراهن الخروج،تبع الشرط و لزم.

و فائدة الرهن مطلقا للراهن عندنا،کما أن تلفه علیه إجماعا.

و لو رهن رهنین بدینین،ثم أدی عن أحدهما و فک ما بإزائه من الرهن لم یجز إمساکه ب الدین الأخر.

و کذا لو کان له دینان و أخذ بأحدهما رهن دون الأخر لم یجز إمساکه بهما و لا بدین ثالث.

و لا یدخل زرع الأرض المرهونة فی الرهن مطلقا سابقا کان علی العقد أو متجددا بعده.

أحکام الحق المرهون:

الثانی:فی بیان الحق المرهون به.

و یشترط ثبوته فی الذمة بمعنی استحقاقه فیها مطلقا و ان لم یکن مستقرا کالقرض و ثمن المبیع فی زمن الخیار ما لا کان کالأمثلة أو منفعة کالعمل و نحوه من المنافع المستأجرة.

فلا یصح الرهن علی ما لا یثبت،کأن یستدینه بعد أو یستأجره.و لا علی ما حصل سببه و لم یثبت کالدیة قبل استقرار الجنایة و ان حصل الجرح.و لا علی مال الجعالة و ان حصل البذل قبل الرد.

و أما العین فلا یصح الرهن علیها ان کانت أمانة اتفاقا،و کذا ان کانت العین

ص:124

مضمونة وفاقا للأکثر،و قیل:فیها بالجواز،و لیس بذلک البعید.

و فی اشتراط ثبوت الدین و استقراره فی الذمة قبل الرهن أم الاکتفاء بالمقارنة کأن یقول:بعتک هذا العبد بألف و ارتهنت هذا الثوب به،فقال المشتری:اشتریت و رهنت قولان،و حکی الأول عن الأکثر،و مراعاته أحوط.

و لو رهن علی مال ثم استدان مالا آخر،فجعله رهنا علیهما صح و لا یشترط الفسخ ثم التجدید،بل یضم بعقد جدید،و کذا لو رهن علی المال الواحد رهنا آخر فصاعدا جاز،و ان کان قیمة الأول یفی بالدین.

أحکام الراهن:

الثالث:فی بیان الراهن:

و یشترط فیه کمال العقل بالبلوغ و الرشد و جواز التصرف برفع الحجر عنه فی التصرفات المالیة،کما فی سائر العقود.

و للولی الشرع أن یرهن لمصلحة المولی علیه ماله،کما إذا افتقر إلی الاستدانة لنفقته أو إصلاح ماله،و لم یکن بیع شیء من ماله أعود،أو لم یمکن و توقف علی الرهن.و یجب کونه علی ید ثقة یجوز إیداعه منه.

و کذا یجوز بل قیل:یجب أخذ الرهن له،کما إذا أسلف ماله مع ظهور الغبطة،أو خیف علی ماله من غرق أو حرق أو نهب.

و یعتبر کون الرهن مساویا للحق أو أزید،و کونه بید الولی أو ید عدل، و الاشهاد علی الحق لمن یثبت به عند الحاجة إلیه عادة.فلو أخل ببعض هذه مع الإمکان ضمن کما قالوه،و لا ریب أن فیه احتیاطا لمال الیتیم المبنی جواز التصرف فیه عندهم علی المصلحة و الغبطة،فضلا عن عدم دخول نقص علیه.

و لیس للراهن التصرف فی الرهن ببیع أو وقف أو نحوهما مما یوجب

ص:125

ازالة الملک،و لا بإجارة و لا سکنی و لا غیرهما مما یوجب نقصه اتفاقا،و أما غیرهما مما لا یوجب الأمرین،فکذلک علی الأشهر الأقوی.

و لا بوطء إجماعا لأنه تعریض للإبطال فی الرهن بالاستیلاد المانع عن البیع،بل ربما حصل معه الموت بسبب الوضع فی بعض الأحیان.

و فیه روایة (1)صحیحة متعددة بالجواز لکنها مهجورة مخالفة للإجماع،کما یستفاد من العبارة و غیرها،و صرح به فی المبسوط (2)و الخلاف (3)فتکون مطرحة أو محمولة علی التقیة.

و لو باعه الراهن بدون اذن المرتهن صح و ان أثم،و لکن وقف علی اجازة المرتهن فان حصلت و الا بطل.

و فی وقوف العتق أی عتق الراهن العبد المرهون بغیر الاذن علی اجازة المرتهن أم بطلانه من رأس تردد من کون العتق إیقاعا فلا یتوقف لاعتبار التنجیز فیه،و من عموم أدلة العتق السلیمة عن المعارض،بناء علی أن المانع حق المرتهن و قد زال بالإجازة أشبهه:الجواز و الصحة مع الإجازة وفاقا للنهایة (4)و جماعة.

أحکام المرتهن:

الرابع:فی بیان المرتهن:

و یشترط فیه ما اشترط فی الراهن من کمال العقل و جواز التصرف

ص:126


1- 1) وسائل الشیعة 13-133،ب 11.
2- 2) المبسوط 2-206.
3- 3) الخلاف 1-605،مسألة 20.
4- 4) النهایة ص 433.

و اعلم أن إطلاق الرهن لا یقتضی کون المرتهن وکیلا فی البیع و لکن یجوز اشتراط الوکالة فی بیعه عند حلول الدین له و لوارثه و غیره فی عقد الرهن و غیره من العقود اللازمة.

و لو عزل الراهن المشروطة له الوکالة،مرتهنا کان أو غیره لم ینعزل عنها علی الأقوی،وفاقا لجماعة،خلافا لنادر فینعزل.

و تبطل الوکالة المشروطة فیه أی فی عقد الرهن بموت الموکل و کذا بموت الوکیل دون الرهانة ،فلا تبطل مطلقا بلا خلاف.و إذا مات الراهن أو المرتهن،کان للآخر الامتناع من تسلیمه الی وارثه،و کذا للوارث الامتناع من تسلیمه الیه.و ان تشاحا فللحاکم تسلمه أو تسلیمه الی عدل لیقبضه لهما.

و یجوز للمرتهن ابتیاع الرهن لنفسه برضی المالک مطلقا،کان وکیلا فی بیعه أم لا إجماعا.

و فی جوازه بمجرد وکالته فی بیعه مع عدم معلومیة رضی المالک به و بعدمه قولان،و لا ریب أن الترک و الاستیذان أحوط.و الأشهر الأظهر جواز ابتیاعه لولده و شریکه و من یجری مجراهما.

و المرتهن أحق من غیره باستیفاء دینه من الرهن مطلقا سواء کان الراهن حیا أو میتا بلا خلاف فی الأول،و علی الأشهر الأقوی فی الثانی.

و فی المیت روایة (1)أخری بقسمته بین الغرماء بنسبة دیونهم إذا لم تف الترکة بها،و هی مع قصور سندها شاذة مخالفة للأصول،لا یعرف قائل صریح بها.

و لو قصر الرهن عن الدین المرهون به ضرب المرتهن مع باقی الغرماء فی الفاضل من دینه،و لو زاد عنه صرفه إلی الورثة أو الغرماء.

ص:127


1- 1) وسائل الشیعة 13-139،ب 19.

و الرهن أمانة فی ید المرتهن،و لا یسقط بتلفه شیء من ماله ما لم یتلف بتعد أو تفریط بالنص و الإجماع،و النصوص (1)المعارضة بسقوط الحق بتلفه محمولة علی صورة التعدی أو التقیة،کما یشعر بکل منهما روایة.

و مع ذلک الحکم بسقوط الحق بالتلف مشکل فیما إذا لم یکن من جنس ما یضمن به التالف،و ان فهم من العبارة و نحوها لاختلاف الحقین،الا أن یحمل علی صورتی التراضی أو التقاص القهری.

و لیس له أی المرتهن التصرف فیه أی الرهن بغیر اذن الراهن بالنص (2)و الإجماع.

و لو تصرف فیه من غیر اذن مطلقا ضمن العین مع التلف بالمثل فی المثلی و القیمة فی القیمی، و ضمن الأجرة أیضا ان تصرف فی المنفعة بدونه،أو معه علی وجه العوض.

و لو کان الرهن دابة قام المرتهن بمؤنتها حیث لا یقوم الراهن بها وجوبا.

و إذا أنفق تقاصا و رجع کل ذی فضل بفضله مع الإنفاق بنیة الرجوع لا مطلقا إجماعا.

و هل یشترط مع النیة اذن المالک أو الحاکم أو الإشهاد بعد تعذرهما أم لا؟ قولان،و الأحوط الأول.

هذا و یأتی فی التقاص علی إطلاقه ما مر،و لذا إن الحلی ذکر الرجوع الی ما أنفق من دون ذکره،و هو الأوفق بالأصل حیث یمکن الرجوع إلیه.

ص:128


1- 1) وسائل الشیعة 13-125،ب 5.
2- 2) وسائل الشیعة 13-130،ب 8.

و فی روایة (1):الظهر یرکب و الدر یشرب،و علی الذی یرکب و یشرب النفقة رواها السکونی فی الموثق الیه.

و قریب منها أخری صحیحة (2)،و عمل بها الشیخ و الحلبی،الا أن الأشهر الأظهر ما قدمنا من عدم جواز التصرف فی الرهن بغیر الاذن،و رجوع المنفق بما أنفق علی الراهن و تسلیم منافع الرهن الیه،عملا بالأصول و حملا للروایة علی صورة الاذن و مساواة الحقین جمعا.

و للمرتهن استیفاء دینه من الرهن و ان لم یکن وکیلا فی البیع،أو انفسخت الوکالة بموت الراهن ان خاف جحود الراهن أو الورثة للحق و لم یتمکن من إثباته عند الحاکم بعدم البینة أو غیره من العوارض.

و المرجع فی الخوف إلی القرائن الموجبة للظن الغالب بالجحود،و ربما احتمل کفایة مطلق الاحتمال.

و لو اعترف المرتهن بالرهن و ادعی الدین علی الراهن و لا بینة له فالقول قول الوارث و له أی للمرتهن إحلافه أی الوارث ان ادعی علیه العلم بثبوت الحق.

و لو باع المرتهن الرهن بدون اذن الراهن وقف علی الإجازة و صح البیع و لزم بعدها علی الأشهر الأقوی و بطل الرهن،کما لو أذن ابتداء أو باع هو بإذن المرتهن مطلقا.

و لا یجب جعل الثمن رهنا،الا مع اشتراطه قبل،أما إذا أتلفه متلف إتلافا یقتضی العوض کان العوض رهنا،لکنه یبطل وکالة المرتهن فی الحفظ و البیع ان کانت،و فی الفرق نظر.

ص:129


1- 1) وسائل الشیعة 13-134،ح 2 ب 12.
2- 2) وسائل الشیعة 13-134،ح 1 ب 12.

و لو کان المرتهن وکیلا فی بیع الرهن فباع بعد الحلول صح البیع و جاز له استیفاء الدین مطلقا،کما علیه جماعة،و قیده آخرون بصورة توافق الدین مع الثمن فی الجنس و الوصف،و هو أحوط،و أحوط منه عدم الاستیفاء منه الا بالاذن.

و لو أذن الراهن فی البیع قبل الحلول فباع جاز البیع،و لکن لم یستوف دینه من الثمن حتی یحل الأجل.

و اعلم أنه إذا حل الدین،فان کان المرتهن وکیلا فی البیع و الاستیفاء معا جازا له،و الا طلبهما منه أو الاذن فیهما،فان فعل و الا رفع أمره الی الحاکم لیلزمه بهما،فان أبی کان له حبسه،فان أبی باعه و أدی عنه دینه.

و لو لم یمکن الوصول الی الحاکم لعدمه أو بعده،احتمل جواز استقلاله بالبیع بنفسه و استیفاء دینه،کما لو ظفر بغیر جنس حقه من مال المدیون الجاحد مع عدم البینة،وفاقا لجماعة.

أحکام المتخالفین فی الرهن:

و یلحق به مسائل النزاع،و هی أربع:- الأولی:یضمن المرتهن قیمة الرهن إذا تلف بتعد أو تفریط منه،و ثبت بإقراره أو البینة.

و المعتبر قیمة یوم تلفه عند الأکثر.و قیل:یوم قبضه و قیل:أعلی القیم من حین القبض الی حین التلف و القائل به الشیخ فی المبسوط (1)کما فی عبائر جمع،و ربما قیل:انه مشهور،و لعله أحوط بل و أجود.و فی المسألة أقوال أخر.

ص:130


1- 1) المبسوط 2-218.

ثم ان هذا إذا کان قیمیا،و ان کان مثلیا ضمنه بمثله ان وجد،و الا فقیمة المثل عند الأداء،وفاقا لجماعة.

و لو اختلفا فی القیمة فالقول قول الراهن عند جماعة من القدماء و ربما ادعی بعضهم کونه إجماعا.

و قیل:القول قول المرتهن مع یمینه،و القائل الحلی و تبعه کثیر من المتأخرین و هو أشبه بالأصول.

الثانیة:لو اختلفا فیما علیه الرهن من الدین،فادعی المرتهن زیادته و الراهن نقصه فالقول قول الراهن وفاقا للأکثر فتوی و روایة (1).

و فی روایة (2)أخری عمل بها الإسکافی فیما حکی ان القول قول المرتهن ما لم یدع زیادة عن قیمة الرهن و هی قاصرة السند،ضعیفة التکافؤ عن المقاومة لمعارضها من وجوه شتی محمولة علی التقیة.

الثالثة:لو اختلفا فی الرهن ف قال المرتهن القابض له:

هو رهن،و قال الراهن المالک له:

هو ودیعة،فالقول قول المالک مع یمینه مطلقا وفاقا للأکثر.

و فیه روایة (3)أخری بل روایات (4)بالعکس،و عمل بها الصدوق،الا أنها الان متروکة مهجورة.

و فی المسألة قولان آخران بالتفصیل،لا مستند لهما ظاهرا سوی الجمع بین الاخبار المختلفة من غیر شاهد و حجة،فلا عبرة به.

الرابعة:لو اختلفا فی التفریط،فالقول قول المرتهن مع یمینه بلا خلاف.

ص:131


1- 1) وسائل الشیعة 13-137،ب 17.
2- 2) وسائل الشیعة 13-138،ح 4.
3- 3) وسائل الشیعة 13-135،ب 16.
4- 4) وسائل الشیعة 13-135،ب 16.

ص:132

کتاب الحجر

ص:133

ص:134

کتاب الحجر و هو لغة:المنع،و شرعا ما أشار إلیه فی تعریف المحجور من أنه هو الممنوع من التصرف فی ماله شرعا.

و أسباب الحجر بحسب ما جرت عادة الأصحاب بذکره فی الکتاب ستة و الا فهی أزید الصغر،و الجنون،و الرق،و المرض،و الفلس و السفه.

و لا یزول حجر الصغیر الا بوصفین:- الأول:البلوغ،و هو یعلم بإنبات الشعر الخشن علی العانة بلا خلاف،بل نحو الوجه أیضا من المواضع المعهودة فی أصح القولین.و فی کونه امارة البلوغ أو سبقه قولان،ظاهر الأصول الأول،و لکن الثانی محکی عن الأکثر.

أو خروج المنی و هو الماء الذی یتکون منه الولد من الموضع المعتاد و لا فرق بین أن یکون الخروج فی نوم أو یقظة و یشترک فی هذین الدلیلین الذکور و الإناث.

أو السن،و هو فی الذکر بلوغ خمس عشرة سنة علی الأظهر الأشهر.

ص:135

و فی روایة (1)ضعیفة السند غیر معروفة القائل،أنه من ثلاث عشر إلی أربع عشر سنة،و فی جملة من المعتبرة (2)،أنه ثلاث عشر سنة،الا أنها کالسابقة شاذة محتملة للحمل علی التقیة.

و أولی منها بالضعف ما فی روایة (3)أخری من حصول الإدراک ب بلوغ عشرة و هی کثیرة واردة فی الطلاق و الوصیة،فإنها غیر صریحة فی تحقق البلوغ به،بل و لا ظاهرة،لاحتمال ارادة رفع الحجر عنه فی الأمور المذکورة خاصة کما ذهب إلیه جماعة،و مع ذلک معارضة بأقوی منها فی الطلاق.

و فی الأنثی ب بلوغ تسع سنین،بلا خلاف روایة (4)علی الأصح الأشهر فتوی.

و یعتبر فی التسع و فی الخمسة عشر کمالها،و لا یکفی الطعن فیهما.

الثانی:الرشد،و هو أن یکون مصلحا لماله بحیث تکون له ملکة نفسانیة تقتضی إصلاحه و تمنع عن إفساده و صرفه فی غیر الوجوه اللائقة بأفعال العقلاء،لا مطلق الإصلاح.

و فی اعتبار العدالة فی الرشد تردد و اختلاف بین الأصحاب،الا أن عدم اعتبارها أظهر،وفاقا للأکثر.

و علی القول باعتبارها فإنما تعتبر ابتداء لا دائما،فلو کان عادلا فأعطی المال ثم فسق لم یحجر علیه قولا واحدا.

و مع عدم الوصفین البلوغ و الرشد أو أحدهما استمر الحجر علیه و لو طعن فی السن و بلغ خمسة و عشرین سنة فصاعدا بإجماعنا.

ص:136


1- 1) تهذیب الأحکام 6-310.
2- 2) وسائل الشیعة 13-431،ح 12.
3- 3) وسائل الشیعة 13-428،ب 44.
4- 4) وسائل الشیعة 13-431،ح 12.

و یعلم رشد الصبی باختباره بما یلائمه من التصرفات و الاعمال لیظهر اتصافه بالملکة و عدمه،فمن تکرر منه الإصلاح و الحفظ عن التلف و الفساد و الانخداع علی وجه الملکة ثبت رشده و الا فلا.

و لا یقدح فیها وقوع ما ینافیها نادرا من السهو و الانخداع فی بعض الأحیان لوقوعه من الکاملین کثیرا.

و وقت الاختبار قبل البلوغ،عملا بظاهر الآیة،و حذرا من منع رب المال من التصرفات فیه مع بلوغه و رشده.

و یثبت الرشد بشهادة رجلین فی الرجال،بلا اشکال فیه،و لا فی ثبوت غیره من أنواع أمارات البلوغ بهما أیضا،و ان کان الفرض مع عدالة الشهود نادر،أو بشهادة الرجال منفردین أو النساء کذلک،أو ملففا منهن و منهم کرجل و امرأتین فی النساء.

و یعتبر فی الثبوت بالشهادة ما یذکر من الشرائط فی بحثها،من العدالة و قیامها عند الحاکم و حکمه به.

و السفیه هو الذی یصرف أمواله فی غیر الأغراض الصحیحة و یفسدها و لا یصلحها،فیمنع عن التصرف فیها مطلقا و ان حدث سفهه بعد رشده.

و لا یتوقف الحجر علیه و لا زواله علی حکم الحاکم علی أصح الأقوال.

فلو باع و الحال هذه أی بعد ثبوت حجره بسفهه لم یمض بیعه و ان ناسب أفعال العقلاء،الا مع اجازة الولی،فیضمن علی القول بالفضولی،و جواز بیع السفیه بإذن الولی،کما هما الأقوی.

و کذا لو وهب أو أقر علی نفسه بمال لغیره لم یمضیا مطلقا.

و یصح تصرفاته فی غیر المال من نحو طلاقه و ظهاره و إقراره بما لا یوجب

ص:137

مالا کالإقرار بالجنایة الموجبة للقصاص و ان کان نفسا،و کالنسب و ان أوجب النفقة علی الأصح،فیقبل فی أحدهما دون الأخر،کالإقرار بالسرقة علی وجه یؤخذ بالمال دون القطع.و علیه ففی الإنفاق علی المقر له من المال المقر أو بیت المال قولان.

و المملوک و لو أنثی ممنوع من جمیع التصرفات المالیة و غیرها و لا یصح شیء منها الا بإذن المولی و یستثنی منها الطلاق إذا کان زوجته غیر أمة المولی،فان ذلک الیه دون مولاه،علی الأشهر الأقوی کما یأتی.و عن التذکرة استثناء الظهار أیضا،و لا أعرف له مستندا واضحا.

و المریض ممنوع من الوصیة بما زاد عن الثلث أی ثلث ترکته اتفاقا کما یأتی فی کتاب الوصیة.

و کذا الکلام فی التبرعات المنجزة الغیر المعلقة علی الوفاة،کالهبة و الوقف و الصدقة و المحاباة فی البیع و الإجارة أو نحو ذلک،فیمنع عن الزائد منها عن الثلث کالوصیة علی الخلاف الآتی ثمة.

و حیث منع فتصرف وقف علی اجازة الورثة،و لا یقع فاسدا من أصله بلا خلاف.

و الأب و الجد للأب و ان علی یلیان علی الصغیر و المجنون بلا خلاف فیه،و لا فی نفوذ تصرفات أحدهما مع فقد الأخر،أو الموافقة و عدم المخالفة،أو سبق تصرف المتصرف منهما.و أما مع التقارن،ففی تقدیم الأب أو الجد أو البطلان أوجه بل و أقوال،أوسطها:الوسط.

فان فقدا فالوصی لأحدهما فإن فقد الوصی فالحاکم الشرعی بلا خلاف فیهما،و لا فی الترتیب بین الأولیاء.فإن فقد،فالمؤمنون حسبة.

ثم الولایة فی مال السفیه الذی لم یسبق له رشد کذلک للأب و الجد له الی آخر

ص:138

ما مر،وفاقا لجمع،خلافا للأکثر فللحاکم مطلقا،و فی الدلیل نظر.

نعم له الولایة علیه دونهم ان سبق رشده و ارتفع عنه الحجر ثم لحقه السفه،لشبهة الإجماع ان تم،و الا فهو أیضا محل نظر.

ص:139

ص:140

کتاب الضمان

اشارة

ص:141

ص:142

(کتاب الضمان) و هو یطلق علی معنیین:أحدهما أخص من الأخر،و الأعم عبارة عن عقد شرع للتعهد بنفس أو مال و الأول الکفالة،و الثانی الحوالة ان کان ممن فی ذمته مال،و الا فالضمان بالمعنی الأخص و لذا صار الأعم أقسامه ثلاثة:

أحکام ضمان المال:

الأول:ضمان المال و هو المراد منه حیث یطلق بلا قید،بخلاف الآخرین فلا یطلق علیهما إلا بأحد القیدین.

و یشترط فی الضامن التکلیف بالبلوغ و کمال العقل،فلا یصح من الصبی مطلقا،و من المجنون کذلک إلا إذا کان أدواریا و قد ضمن حال إفاقته.

و جواز التصرف برفع الحجر عنه،و لقد کان فیه غنی عن ذکر الشرط السابق،لاندراجه تحت هذا الشرط،فلا یصح من السفیه،و لا المملوک بدون اذن السید علی الأقرب،و یصح مع الاذن بلا خلاف.و فی لزوم المال حینئذ لذمته فیتبع به بعد عتقه،أو بکسبه،أو بمال المولی مطلقا أقوال و إشکال،الا أن یکون

ص:143

هناک معهود فیتبع،بلا اشکال فیه و لا فی لزوم کل من الاحتمالات مع اشتراطه.

و لا بد فی اللزوم من رضا المضمون له وفاقا للأکثر،خلافا للشیخ.

و علی المختار فهل یکفی الرضا کیف اتفق أم لا بد فیه من وقوعه بصیغة القبول؟ أحوطهما:الثانی.

و لا عبرة بالمضمون عنه أی برضاه،فلا یشترط.

و لو علم المضمون عنه بالضمان فأنکر و لم یرض به لم یبطل الضمان علی الأصح الأشهر.

و لا یعتبر العلم بالمضمون عنه و المضمون له مطلقا علی أصح الأقوال،فیصح الضمان مع جهالتهما مطلقا.

و هو أی الضمان ینقل المال المضمون من ذمة المضمون عنه إلی ذمة الضامن و تبرأ ذمة المضمون عنه بإجماعنا،خلافا للعامة،فجعلوا فائدته ضم ذمته إلی أخری،و خیروا لذلک المضمون له بین مطالبة أیهما شاء.

فیجوز عندنا فیه الدور،کأن یضمن اثنان کل ما علی صاحبه،أو یضمن الأصیل ضامنه بما یضمنه عنه بعینه،أو ضامن ضامنه و هکذا.

أو التسلسل،کأن یضمن أجنبی عن الضامن و هکذا،فیرجع کل ضامن مع الاذن بما أداه علی مضمونه لا علی الأصیل فی الثانی.

و فی الأول یسقط الضمان و یعود الحق کما کان.نعم یترتب علیه أحکامه، کظهور إعسار الأصیل الذی صار ضامنا الموجب لخیار المضمون له فی فسخ ضمانه،و الرجوع الی المضمون عنه الذی صار ضامنا عنه.

و کذلک تصح وحدة الضمان و تعدد المضمون عنه و بالعکس مع الاقتران، أما بدونه فی مال واحد فیصح الأول خاصة.

و یشترط فیه أی الضامن الملاءة بأن یکون مالکا لما یوفی به الحق

ص:144

المضمون فاضلا عن المستثنیات فی وفاء الدین أو علم المضمون له بإعساره حین الضمان،و هذا الشرط معتبر فی اللزوم دون الصحة.

و علیه ف لو لم یعلم بإعساره حتی ضمن،ثم بان إعساره کان المضمون له مخیرا بین الفسخ و الرجوع الی المضمون عنه،و بین الالتزام بالعقد و مطالبة الضامن.و هذا الخیار علی التراخی علی الأقرب.

و انما تعتبر الملاءة فی الابتداء دون الاستدامة،فلو تجدد إعساره بعد الضمان لم یکن له الفسخ.

و کما لا یقدح تجدد إعساره فکذا تعذر الاستیفاء منه بوجه آخر.

و الضمان المؤجل للدین الحال جائز مطلقا تبرعا کان أو بالسؤال.

و فی جواز العکس،و هو الضمان المعجل للدین المؤجل قولان أصحهما:الجواز مطلقا،و علیه أکثر المتأخرین،وفاقا لجماعة من القدماء خلافا لآخرین.

و کذا یجوز فی باقی الصور الغیر المفروضة فی المتن،و هو ثمان الضمان المؤجل للدین المؤجل مع تساوی الأجلین،أو اختلافهما بالزیادة و النقصان،بسؤال المضمون عنه کان أو تبرعا،فهذه ست،و الضمان المعجل للدین المعجل بالسؤال أو التبرع،فهذه ثمان.

و یمکن إدراجها فی المتن بحذف ما ذکرناه فی صورتیه من الصلة،الا أن الظاهر من ذکر القولین فیه فی الصورة الثانیة یقتضی ما ذکرناه من الصلة.

و یرجع الضامن علی المضمون عنه بما أداه عنه ان ضمن بسؤاله و ان لم یؤده باذنه بلا خلاف.

و لا یجب علی المضمون عنه أن یؤدی الی الضامن أکثر مما دفعه الی المضمون له.

ص:145

و لو وهبه أی الضامن المضمون له،أو أبرأه عن المضمون لم یرجع الضامن علی المضمون عنه بشیء و لو کان الضمان باذنه و کذا لم یرجع المضمون له علیه به عندنا.

و إذا تبرع الضامن بالضمان فلا رجوع له علی المضمون عنه بما أداه مطلقا و ان کان الأداء باذنه.

و لو ضمن ما علیه صح و ان لم یعلم کمیته و مقداره حال الضمان علی الأظهر الأشهر،و فی الغنیة الإجماع،خلافا للشیخ و غیره فاختاروا المنع.

هذا إذا أمکن العلم به بعد ذلک کمثال المتن،و أما لو لم یمکن کضمنت لک شیئا بما فی ذمته لم یصح قولا واحدا.

و علی المختار یثبت علیه أی علی الضامن ما تقوم به البینة أنه کان لازما للمضمون عنه وقت الضمان لا ما یتجدد (1)أو یوجد فی دفتر أو حساب،و لا ما یقر به المضمون عنه أو یحلف علیه المضمون له برد الیمین من المضمون عنه.

أحکام الحوالة:

القسم الثانی-الحوالة:

و هی مشروعة بالنص (2)و الإجماع لتحویل المال من ذمة إلی ذمة أخری مشغولة بمثله جنسا و وصفا.

هذا هو القدر المتفق علیه منها،و الا فالأظهر الأشهر جوازها علی البریء و فی السرائر الإجماع،لکنه حینئذ یکون بالضمان أشبه،فکان المحال علیه بقبوله

ص:146


1- 1) لا ما یثبت،کذا فی المطبوع من المتن.
2- 2) وسائل الشیعة 13-158،ب 11 و غیره.

لها ضامن لدین المحتال علی المحیل،و لکنها لا تخرج بهذا الشبه عن أصل الحوالة فیلحق أحکامها.

و فی اشتراط تماثل المالین فی الأمرین قولان،أجودهما:العدم.

و یشترط فی صحتها کون المال معلوما عند المحیل،ان کانت الحوالة اعتیاضا و ان کانت استیفاء احتمل الصحة و لو مع الجهالة.

و ثابتا فی ذمته،فان لم یستقر فلا تجوز الحوالة من البریء،بل هی وکالة اما فی اقتراض ان کانت علی بریء،أو فی استیفاء ان کانت علی غیره،و لا فرق بین أن یکون مثلیا أو قیمیا.

و رضا الثلاثة أی المحیل و المحتال و المحال علیه علی الأشهر.

و ربما اقتصر بعض و هو الحلبی بل الشیخان أیضا کما حکی علی رضا المحیل و المحتال دون المحال علیه،و هو الحق الا فی الحوالة علی البریء إن جوزناها،فیعتبر رضاه قطعا.و کذا لو کان المالان مختلفان و کان الفرض استیفاء مثل حق المحتال،توجه اعتبار رضاه أیضا،لأن ذلک بمنزلة المعاوضة الجدیدة فلا بد من رضا المتعاقدین.

و لو رضی المحتال بأخذ جنس ما علی المحال علیه،زال المحذور.

قیل:و علی تقدیر اعتبار رضاه لیس هو علی حد رضاهما،فیکفی کیف اتفق متقدما علی العقد و متأخرا عنه و مقارنا.

و لا یجب قبول الحوالة و لو کان علی ملی بلا خلاف بیننا نعم لو قبل الحوالة لزمت،و لا یرجع حینئذ المحتال علی المحیل بالمال المحال به مطلقا و لو افتقر المحال علیه بعد یساره،لأنها توجب البراءة إجماعا.و لا فرق فیه بین أخذ المحتال شیئا من المال أم لا علی الأشهر الأقوی.

و یشترط ملاءته أی المحال علیه وقت الحوالة،أو علم المحتال

ص:147

بإعساره بلا خلاف بیننا.

و لو احتیل و رضی لظنه ملاءته،ثم بان فقره عند الحوالة رجع علی المحیل و فسخ العقد ان شاء.

و العبرة بیساره و إعساره عند الحوالة،فلو کان ملیا فیه ثم تجدد الإعسار فلا رجوع.

و لو انعکس فتجدد له الیسار بعد الإعسار قبل أن یرجع المحتال،ففی جواز الرجوع حینئذ وجهان،أجودهما:نعم عملا بالاستصحاب.

و لو استجمعت الحوالة شرائطها المتقدمة یبرأ المحیل من المال الذی أحال به مطلقا و ان لم یبرأه المحتال علی الأشهر الأظهر.

و لکن فی روایة (1)بل روایتین إحداهما صحیحة أنه ان لم یبرأه المحتال فله الرجوع علیه بالمال،و قد عمل بها جماعة من الأصحاب،الا أنها قاصرة دلالة و مقاومة لما قابلها من الأدلة،فلتطرح،أو تحمل علی التقیة ان صحت الدلالة.

أحکام الکفالة:

القسم الثالث فی الکفالة:

و هی التعهد بالنفس و الالتزام بإحضار المکفول متی طلبه المکفول له.

و یعتبر فیها رضا الکافل أی الکفیل و المکفول له و بهما یتم العقد دون من علیه الحق المعبر عنه ب المکفول عنه فلا یعتبر رضاه علی الأظهر الأشهر،و فی التذکرة الإجماع.

و فی اشتراط التأجیل فیها،فلا یصح حالا أم لا فیصح قولان أجودهما:

ص:148


1- 1) وسائل الشیعة 13-158،ح 2.

الثانی،وفاقا للأکثر.

فإن اشترط أجلا فلا بد من کونه معلوما بلا خلاف بیننا.

و إذا دفع الکافل الغریم و هو المکفول الی المکفول له،و سلمه إلیه تسلیما تاما،بأن لا یکون هناک مانع من تسلمه،کتغلب و حبس ظالم.و کونه فی مکان لا یتمکن من وضع یده علیه،لقوة المکفول و ضعف المکفول له.و فی المکان المعین ان بیناه فی العقد،و فی بلد العقد ان أطلقاه.و بعد الأجل ان کانت مؤجلة فی الحال متی شاء ان کانت حالة فقد بریء من عهدته اتفاقا.

و لو امتنع من تسلمه قیل:سلمه حینئذ إلی الحاکم و بریء أیضا.و هو أحوط و کذا الاشهاد علیه و علی الامتناع فی قبضه،فإنهما أحوط،و ان کان فی وجوبهما -کالسابق لحصول البراءة-نظر.

و ان امتنع الکفیل من تسلیمه ألزمه الحاکم به،فان أبی کان للمکفول له طلب حبسه منه حتی یحضر الغریم،أو یؤدی ما علیه ان أمکن أداؤه عنه کالدین.

و لو لم یمکن کالقصاص و الزوجیة و الدعوی لعقوبة توجب حدا أو تعزیرا الزم بإحضاره حتما مع الإمکان،و للحاکم عقوبته علیه،کما فی کل ممتنع من أداء الحق مع قدرته.

و ان لم یمکنه الإحضار و کان له بدل کالدیة فی القتل و ان کان عمدا و مهر الزوجة وجب علیه البدل.

و لا خلاف فی شیء من ذلک حتی فی جواز الاکتفاء عن الإحضار بأداء ما علیه إذا رضی به المکفول له،و أما مع عدم رضاه به و مطالبة الإحضار،ففی الاکتفاء به حینئذ قولان،أجودهما:العدم وفاقا لجمع.

ثم علی تقدیر کون الحق مالا و أداه الکفیل برضا المکفول له أو مطلقا،فان

ص:149

کان قد أدی بإذن المکفول عنه رجع علیه بما أدی.و کذا ان أدی بغیر اذنه،و مقدار إحضاره و المراجعة الیه.

و لو تکفل رجل برجل ف قال:ان لم أحضره إلی مدة کذا کان علی کذا کان کفیلا أبدا و لم یلزمه المال بل علیه الإحضار.

و لو قال:علی کذا الی کذا ان لم أحضره کان ضامنا للمال ان لم یحضره فی الأجل.

و الفارق بین المسألتین النص (1)المعتبر المعتضد بالعمل.

و من خلی غریما و أخلصه من ید غریمه قهرا لزمه إعادته أو أداء ما علیه ان أمکن،کما فی الدین دون القصاص و نحوه مطلقا،أو بعد تعذر الإحضار علی المختار فی الکفیل،و المخلص بحکمه،لکن هنا حیث یؤخذ منه المال لا رجوع له علی الغریم إذا لم یأمره بدفعه عنه.

و لو کان الغریم قاتلا عمدا کان أو شبهة أعاده أو دفع الدیة و لا یقتص عنه فی العمد.

ثم ان استمر القاتل هاربا ذهب المال علی المخلص.و ان تمکن ولی المقتول منه فی العمد وجب علیه رد الدیة علی الغارم و ان لم یقتص من القاتل.

و لو کان تخلیصه الغریم من ید کفیله و تعذر استیفاء الحق من قصاص أو مال و أخذ الحق من الکفیل،کان له الرجوع علی الذی خلصه من ید المستحق.

و تبطل الکفالة بموت المکفول قبل إحضاره بلا خلاف،إلا إذا کان الغرض من الکفالة إحضاره للشهادة علی عینه،لیحکم علیه بإتلافه أو المعاملة له إذا کان قد شهد علیه من لا یعرف نسبه بل شهد علی صورته،فیجب إحضاره میتا حیث یمکن الشهادة علیه،بأن لا یکون قد تغیر بحیث لا یعرف.و لا فرق حینئذ بین کونه قد دفن أم لا کذا قیل،و فیه علی إطلاقه إشکال،و لکنه أحوط.

ص:150


1- 1) وسائل الشیعة 13-157،ب 10.

کتاب الصلح

ص:151

ص:152

کتاب الصلح و هو مشروع فی الأصل لقطع المنازعة المتحققة أو المتوقعة.

و لا یشترط فیه عندنا سبق خصومة،فلو وقع ابتداء علی عین بعوض معلوم، صح و أفاد نقل کل من العوضین،کما فی البیع.

و یجوز مع الإقرار من المدعی علیه بالدین و الإنکار له.

ثم ان کان المدعی محقا،استباح ما دفع الیه المنکر صلحا،و الا فهو حرام باطنا عینا کان أم دینا،حتی لو صالح عن العین بمال فهی بأجمعها حرام،و لا یستثنی له منها مقدار ما دفع الیه من العوض.

نعم لو استندت الدعوی إلی قرینة،کما لو وجد بخط مورثه أن له حقا علی أحد،فأنکر و صالحه علی إسقاطها بمال،فالمتجه صحة الصلح.و مثله ما لو توجهت الدعوی بالتهمة،لأن الیمین حق یصح الصلح علی إسقاطه.

إلا ما حرم حلالا أو حلل حراما فلا یصح اتفاقا.

و یصح الصلح مع علم المصطلحین بما وقعت المنازعة فیه،و مع جهالتهما به مطلقا دینا کان ما تنازعا فیه أو عینا إرثا کان أو غیره.

ص:153

و إطلاق النص (1)و المتن یشمل صور کون المتنازع فیه مما یتعذر معرفتهما له مطلقا،أو لا أمکن معرفته فی الحال،أم لا لعدم مکیال أو میزان و نحوهما من أسباب المعرفة،و لا خلاف فی الاولی و لا اشکال،و کذا فی الثالثة عند جماعة،لتعذر العلم به فی الحال،مع اقتضاء الضرورة و مساس الحاجة لوقوعه و الضرر بتأخیره، و انحصار الطریق فی نقله فیه.

و من هذا القبیل أیضا الصلح علی نصیب،من میراث،أو عین یتعذر العلم بقدره فی الحال،مع إمکان الرجوع فی وقت آخر الی عالم به،مع مسیس الحاجة الی نقله فی الحال،و یشکل فی الثانیة،و الأحوط فیها المنع،وفاقا لجماعة.

و لو اختص الجهل بأحدهما،فإن کان المستحق لم یصح الصلح فی نفس الأمر،الا أن یعلمه الأخر بالقدر،أو کان المصطلح به بقدر الحق مع کونه غیر متعین و یصح فی الظاهر الا أن ینکشف الأمر بعد الصلح،بحیث یعلم مقدار الحق و زیادته علی ما صالح علیه بالبینة،أو اعتراف من علیه الحق بذلک،فیتجه بطلانه ظاهرا و باطنا.

هذا إذا لم یکن من له الحق قد رضی بالصلح بالأقل باطنا،أما لو رضی به کذلک کان صحیحا مطلقا،وفاقا لجماعة فلا یجوز للمستحق حینئذ أخذ ما زاد عن مال الصلح و ان علم الزیادة.و ان کان الغریم و أراد التخلص عن الحق،فإن کان ما دفعه عنه بقدره أو دونه جاز إجماعا،و کذا إذا کان زائدا علیه مع رضا الغریم به باطنا،و أما مع عدمه فلا یصح باطنا.

و هو عقد لازم من طرفیه مستقل بنفسه مطلقا علی الأقوی، و لا یبطل الا بالتقایل.

ص:154


1- 1) وسائل الشیعة 13-165،ب 5.

و لو اصطلح الشریکان علی أن یکون الخسران علی أحدهما و الربح له،و للآخر رأس ماله خاصة صح بلا خلاف و لا إشکال،إذا کان ذلک بعد انقضاء الشرکة و ارادة فسخها،فتکون الزیادة مع من هی معه بمنزلة الهبة و الخسران علی من هو علیه بمنزلة الإبراء.و أما إذا کان ذلک فی عقد الشرکة أو بعده و لم یرد القسمة ففیه خلاف و اشکال،و الأقوی عدم الصحة وفاقا لجماعة.

و لو کان بید اثنین درهمان،فقال أحدهما:هما لی،و قال الأخر:هما بینی و بینک و لا بینة لهما فلمدعی الکل درهم و نصف و للآخر ما بقی.

و إطلاق النص (1)و المتن یشمل صورتی دعوی الثانی للدرهم معینا أو مشاعا و کذا وقوع القسمة بعد حلف کل منهما علی استحقاقه النصف الذی یأخذه أو قبله و هو الأقوی.

و إذا کانا بید أحدهما أو ثالث،حکم بهما لذی الید مع الحلف علی عدم استحقاق الأخر،فإن کان مدعی الدرهمین کانا له،مع حلفه للآخر علی عدم استحقاقه شیئا،و کذا ان کان مدعی الدرهم،لکن یرد درهما و یحلف علی عدم استحقاق الأخر الدرهم الثانی.و ان کان ثالثا فکهما ان کذبهما،فیحلف لهما و یقر فی یده الدرهمان و کأحدهما ان أقر له و صدقه.

و کذا لو أودعه إنسان درهمین و آخر درهما،فامتزجت الدراهم لا عن تفریط من الودعی و تلف واحد منها،و لم یعلم من أیهما ببینة و لا بإقرار فلصاحب الاثنین درهم و نصف،و للآخر ما بقی علی المشهور بین الأصحاب للخبر (2)المنجبر بعملهم،و لولاه لکان المتجه الرجوع الی القرعة.

و احترز بالمزج لا عن تفریط عما لو کان بتفریط،فإن الودعی یضمن التالف،

ص:155


1- 1) وسائل الشیعة 13-169،ب 9.
2- 2) وسائل الشیعة 13-171،ب 12.

فیضم إلیهما و یقتسمانها من غیر نقص،و قد یقع مع ذلک التعاسر علی العین فیتجه القرعة.

و لو کان بدل الدرهم مالا یمتزج أجزاؤه،بحیث لا یتمیز و هما متساویان کالحنطة و الشعیر،و کان لأحدهما قفیزان مثلا و للآخر قفیز،و تلف قفیز بعد امتزاجها بغیر تفریط،فالتالف علی نسبة المالین و کذا الباقی،فیکون لصاحب القفیزین قفیز و ثلث و للآخر ثلثا قفیز.و الفرق أن الذاهب هنا علیهما معا،بخلاف الدرهم فإنه مختص بأحدهما قطعا.

و لو کان لواحد ثوب اشتراه بعشرین درهما،و للآخر ثوب اشتراه بثلاثین درهما،فاشتبها،فان خیر أحدهما صاحبه فقد أنصفه،و الا یتخیر بل تعاسرا بیعا و قسم الثمن بینهما أخماسا و یعطی صاحب الثلاثین ثلثه و الأخر اثنین علی الأشهر لأظهر،للخبر (1)المنجبر بالعمل،و لولاه لاتجه القول بالقرعة، کما هو المعمول فی غیر مورد المتن و النص من الثیاب المتعددة و الأثمان و الأمتعة.

و إذا ظهر استحقاق أحد العوضین للغیر،أو عدم صحة تملکه و نحوه بطل الصلح ان کان معینا فی العقد و صح و استحق البدل إذا کان مطلقا کالبیع.

و لو ظهر فیه عیب فله الفسخ دفعا للضرر،و فی تخیره بینه و بین الأرش إشکال و الأصل یقتضی العدم.

و لو ظهر غبن لا یتسامح بمثله،ففی ثبوت الخیار وجهان،أجودهما:

نعم.

ص:156


1- 1) وسائل الشیعة 13-170،ب 11.

کتاب الشرکة

ص:157

ص:158

(کتاب الشرکة) بکسر الشین و سکون الراء و فتحها و کسرها.

و هی تطلق علی معنیین:أحدهما:

اجتماع حق مالکین فصاعدا فی الشیء الواحد علی سبیل الشیاع.

و ثانیهما:عقد ثمرته جواز تصرف الملاک للشیء الواحد علی سبیل الشیاع.

و هذا هو الذی یندرج به الشرکة فی جملة العقود،و یلحقه الحکم بالصحة و البطلان دون الأول.

و لا تصح الشرکة فی الأموال إلا مع امتزاج المالین المتجانسین علی وجه لا یمتاز أحدهما عن الأخر بأن یتفقا فی الوصف زیادة علی الاتفاق فی الجنسیة،فلو لم یمتزجا أو امتزجا بحیث یمکن التمیز و ان عسر کالحنطة و الشعیر،أو الحمراء من الحنطة بغیرها،أو الکبیرة الحب بالصغیرة و نحو ذلک، فلا اشتراک.

و لا فرق فی الامتزاج بین وقوعه اختیارا أو اتفاقا،و لا فی المالین بین کونها من الأثمان أو العروض إجماعا من الأمة فی الأثمان،و من الأصحاب فی العروض

ص:159

و لا فی العروض بین ذوات القیم منها و الأمثال علی الأقوی،و عن ظاهر التذکرة الإجماع.

و متی تحققت الشرکة فی ذوات القیم منها،فان علم قیمة ما لکل واحد منهما، کان الاشتراک علی نسبة القیمة،و الا فالأقوی الرجوع الی الصلح،الا مع التعاسر فیمکن الحکم بالتساوی.

و لو قلنا بمنع الشرکة فی القیمی بالمزج،فطریق التخلیص من المنع و الحیلة لتحصیل الشرکة فیه و فی المثلی حیث لا یقبل الشرکة بالمزج بتغایر الجنس أو الوصف:أن یبیع کل منهما حصته مما فی یده بحصته مما فی ید الأخر أو یتواهبا الحصص،أو یبیع حصته بثمن معین من الأخر،و یشتری حصة الأخر بذلک الثمن،أو غیر ذلک من الحیل.

و هذه الشرکة حیث کانت علی جهة الاختیار و قصد التجارة هی الشرکة العنانیة و صحتها مجمع علیها بین المسلمین کافة.

و لا ینعقد عندنا ما عداها من الشرکة بالأبدان و الأعمال بأن یتعاقدا علی أن یعمل کل منهما بنفسه و یشترکا فی الحاصل،سواء اتفق عملهما قدرا أو نوعا،أم اختلف فیهما أو فی أحدهما،و سواء عملا فی مال مملوک أو فی تحصیل مباح.

و لو اشترکا کذلک فحصلا کان لکل واحد ما حصل و هو أجرة عمله ان تمیز أحد المحصولین عن الأخر،و الا فالحاصل لهما و یصطلحان.

و کذلک لا أصل لشرکة الوجوه و هی:أن یشترک وجیهان لا مال لهما بعقد لفظی لیبتاعا فی الذمة،علی أن ما یبتاعه کل منهما یکون بینهما،فیبیعان و یؤدیان الأثمان و ما فضل فهو بینهما.

ص:160

أو أن یبتاع وجیه فی الذمة و یفوض بیعه الی خامل (1)،علی أن یکون الربح بینهما.

أو أن یشترک وجیه لا مال له و خامل ذو مال،لیکون العمل من الوجیه و المال من الخامل،و یکون المال فی یده لا یسلمه الی الوجیه و الربح بینهما.

أو أن یبیع الوجیه مال الخامل بزیادة ربح،لیکون بعضه له.

و لا المفاوضة و هی:أن یشترک شخصان فصاعدا بعقد لفظی علی أن یکون بینهما ما یکتسبان و یربحان و یلتزمان من غرم و یحصل لها من غنم، فیلتزم کل منهما للآخر مثل ما یلتزمه من أرش جنایة و ضمان غصب و قیمة متلف و غرامة ضمان و کفالة،و یقاسمه فیما یحصل له من میراث أو یجده من لقطة و رکاز (2)و یکتسبه فی تجارة و نحو ذلک،و لا یستثنیان من ذلک الا قوت یوم و ثیاب بدن و جاریة یتسری بها.

و هذه الثلاثة بمعانیها باطلة بإجماعنا،فلکل منهما ما اکتسبه لیس للآخر منه شیء إلا برضاه باطنا لا ظاهرا،بتوهم صحة الشرکة،فإنه لا یفید شیئا حتی الإباحة.

نعم لو علما بالفساد و تشارکا جاز التناول،الا أن لهما الرجوع ما دامت العین باقیة،و مع ذلک لیست الإباحة من جهة الشرکة.

و إذا تشارکا شرکة العنان و تساوی المالان فی القدر فالربح بینهما سواء،و لو تفاوتا فیه فالربح کذلک أی متفاوت بحسب تفاوت المالین، فالزائد منه لرب الزائد منهما.

و کذلک الخسران یوزع علی المتشارکین بالنسبة إلی مالیهما،

ص:161


1- 1) الخامل من الرجال:الساقط لا نباهة له.
2- 2) الرکاز:ما رکزه اللّه،أی أحدثه و دفنه فی المعادن من ذهب أو فضة و غیرهما.

فیتساویا مع التساوی،و بالنسبة مع التفاوت.

و لا فرق فی المقامین بین تساویهما فی العمل و تفاوتهما فیه قلة و کثرة، فیتساویان فی الربح و الخسران فی الأول،و یختلفان فیهما بنسبة اختلاف المالین فی الثانی مطلقا،و فی ظاهر المسالک علیه اتفاقنا.

و لو شرط أحدهما فی الربح زیادة عما یستحقه بنسبة ماله فالأشبه الأشهر أن الشرط لا یلزم و فی الغنیة الإجماع.و یقابل الأشهر القول بأنه یلزم،و علیه المرتضی مدعیا علیه الإجماع،و هو معارض بأجود منه،و به یخصص عموم الأمر بالوفاء.

و علی المختار فهل یختص البطلان بالشرط أم یعم الشرکة بمعنی الاذن فی التصرف؟الأجود الثانی،وفاقا لجماعة،خلافا لظاهر العبارة و جماعة،فان عملا کذلک فالربح تابع للمال و ان خالف الشرط،و یکون لکل منهما أجرة عمله بعد وضع ما قابله فی ماله.

هذا ان اشترکا فی العمل و تساویا فیه،و أما لو کان العامل أحدهما و شرط له الزیادة،صح بلا خلاف فیه و لا فی الصحة،لو کان لصاحب الزیادة زیادة عمل، کما حکاه جماعة،و لکن الأول بالقراض أشبه،لاعتبار العمل من الجانبین فی الشرکة.

و مع الامتزاج لیس لأحد الشرکاء التصرف فی المال المشترک الا مع الاذن من الباقین.

و هذا الحکم جار فی مطلق الشرکة حتی بالمعنی الأول،و سواء کان سببها المزج أو غیره،باختیارهما کانت أم بدونه،فإن الاذن فی التصرف أمر زائد علی مفهوم الشرکة بهذا المعنی.

و یجب أن یقتصر المأذون فی التصرف علی ما یتناوله الاذن

ص:162

فلا یجوز له التعدی و یضمن معه.

و لو کان الاذن له فی التصرف فی التجارة مطلقا غیر مقید بنوع خاص منه صح تصرفه کذلک،بأی نوع شاء من أنواع التجارة و ما فیه مصلحة الشرکة من البیع و الشراء،مرابحة و مساومة و تولیة و مواضعة حیث تقتضیها المصلحة، و قبض الثمن و اقباض المثمن و الحوالة و الاحتیال و الرد بالعیب و نحو ذلک،کما فی الوکیل المطلق.

و لا یجوز له إقراض شیء من المال الا مع المصلحة،و لا المحابات فی البیع و لا المضاربة علیه،لان ذلک لیس من توابع التجارة فلا یتناوله الإطلاق.

و لو شرط فی التصرف الاجتماع أی اجتماع الاذن أو غیره مع المأذون فی التصرف لزم الشرط،اقتصارا علی مورد الاذن.

و هی أی الشرکة بالمعنی الأول جائزة من الطرفین.و کذا الشرکة بالمعنی الثانی الممتاز عن الأول،مع اشتراکه له فی الأصل بتضمنه الاذن فی التصرف فلکل منهما فسخها بمعنییها و مطالبة القسمة و المنع عن التصرف المأذون فیه بالکلیة أو فی الجملة.

و لیس لأحد الشرکاء الامتناع من القسمة عند المطالبة أی مطالبة غیره إیاها، بل تجب علیه،و مع امتناعه فللحاکم إجباره علیها الا أن یتضمن القسمة ضررا علی الممتنع أو علیهما،فلا یجبر علیها فی المقامین مطلقا،الا إذا حصل للطالب ضرر من غیر جهة القسمة،أو کان ضرره أقوی،و یقرع مع التساوی.

و یلحق بالضرر المانع عن الجبر،اشتمال القسمة علی الرد،لأنه معاوضة محضة تستدعی التراضی من الطرفین،و تسمی«قسمة تراض»و ما فیه الجبر«قسمة إجبار»و یتحقق الضرر الدافع للجبر بنقصان القیمة مطلقا علی الأقوی.

و لا یلزم أحد الشریکین اقامة رأس المال و إنضاضه،بل له المطالبة

ص:163

بالقسمة قبله مطلقا طلبه الأخر منه أم لا.

و لا ضمان علی أحد الشرکاء حیث یتلف المال المشترک ما لم یکن التلف بتعد و هو فعل ما لا یجوز فعله فی المال أو تفریط و هو التقصیر فی حفظه و ما یتم به صلاحه.و القول فی التلف قوله مع یمینه،و لو ادعی شراء شیء لنفسه أو لهما حلف و قبل یمینه.

و لا تصح مؤجلة قیل:أی لا یلزم الأجل فیها،بل لکل منهما فسخها قبل الأجل.

و انما فائدة التأجیل فیها عدم جواز تصرفهما بعد الأجل،و ظاهره بقاء الشرکة بمعنی جواز التصرف بالإذن إلی المدة المضروبة،لا أنها فاسدة کما هو ظاهر نحو العبارة.

و هو حسن حیث یظهر أن مرادهما من التأجیل تحدید الاذن الی المدة خاصة و الا فلو کان مرادهما منه لزوم الشرکة إلی المدة،فالمتوجه ظاهر العبارة من فساد الشرکة من أصلها و بطلان الاذن فی التصرف المستفاد منها،لمنافاة التأجیل بهذا المعنی لمقتضاها فتفسد هی أیضا،لأن الإذن منهما فی التصرف مبنی علی اشتراطهما اللزوم و توهمهما صحة الشرط،و حیث فسد فسد المبنی علیه.

و تبطل الشرکة بالمعنی الثانی بالموت مطلقا،و کذا بالجنون و الحجر لفلس أو سفه.

و تکره مشارکة الذمی بل الکافر مطلقا و إبضاعه و هو:أن یدفع الیه مالا لیتجر به لصاحب المال خاصة و إیداعه أی دفع المال إلیه ودیعة.

ص:164

کتاب المضاربة

ص:165

ص:166

(کتاب المضاربة) و هی أن یدفع الإنسان إلی غیره مالا مخصوصا لیعمل فیه بحصة معینة من ربحه من نصف أو ثلث أو نحوهما بحسب ما یشترطانه.

و لو اشترط جمیعه للمالک،فهو بضاعة.و لو انعکس،فقرض و مداینة.

و ان لم یشترطا شیئا و کان العمل مما له أجرة فی العرف و العادة،فالربح کله للمالک و للعامل أجرة المثل،و کذا لو فسد العقد بفساد بعض شروطه،کما ذکره جماعة.

و یجوز لکل منهما الرجوع و فسخ العقد سواء کان المال ناضا منقودا دراهم و دنانیر أو مشتغلا بالعروض.

ثم ان کان الفاسخ العامل و لم یظهر ربح،فلا شیء له.و ان کان المالک،ضمن للعامل أجرة المثل الی ذلک الوقت،و یحتمل ضعیفا العدم.و لو ظهر ربح فی المقامین فهو علی الشرط.

قیل:و من لوازم جوازها وقوعها بکل لفظ یدل علیه.

و فی اشتراط وقوع قبوله لفظیا أو جوازه بالفعل أیضا قولان،قوی ثانیهما فی

ص:167

الروضة (1)تبعا للتذکرة،و یظهر فیها عدم خلاف بیننا فیه و لا فی جواز الاکتفاء فی طرفی الإیجاب و القبول بکل لفظ.

فان تم إجماعا و الا فالأولی خلافهما،اقتصارا فیما خالف الأصل الدال علی أن الربح تابع للمال و للعامل أجرة المثل المنطبقة مع ربح تلک المضاربة تارة و المتخلفة عنها اخری علی المتیقن،و لعله لذا اعتبر فیها التواصل بین الإیجابین و التنجیز و عدم التعلیق علی شرط أو صفة.

و لا یلزم فیها اشتراط الأجل اما بمعنی أنه لا یجب أن یشترط فیها الأجل، بل یجوز مطلقة عنه.أو بمعنی أن الأجل إذا شرط فیها فهو غیر لازم،بل یجوز لکل منهما الرجوع فیه کما فی أصله.و کلا المعنیین صحیحان.

و فی التعبیر بعدم اللزوم حیث یراد من العبارة ثانیهما،إشارة إلی ثبوت الصحة.

و الوجه فیه أنه یثمر المنع من التصرف بعد الأجل إلا بإذن جدید،و کذلک لو أجل بعض التصرفات،کالبیع و الشراء خاصة،أو نوعا خاصا من التجارة،و لا کذلک اشتراط لزومها إلی أجل أو مطلقا،فإنه باطل و مبطل لها علی الأشهر الأقوی.

و یجب علی العامل أن یقتصر فی التجارة علی ما یعین له المالک من التصرف بحسب نوعها و مکانها،و من یشتری منه أو یبیع علیه أو غیر ذلک.

و لو أطلق له الاذن تصرف فی الاستنماء و الاسترباح کیف شاء من وجوه التصرفات،و لو بغیر نقد البلد و ثمن المثل بشرط المصلحة،وفاقا لجماعة أو التصریح بهما ان لم یتضمن الاذن بذلک سفاهة،و الا فیفسد أصل المضاربة.

ص:168


1- 1) الروضة 4-212.

و یتولی ما اعتید تولی المالک له بنفسه،من عرض القماش،و نشره،و طیه، و إحرازه،و بیعه و شرائه،و قبض ثمنه و إیداعه الصندوق،و نحو ذلک،و لا أجرة له علی مثل هذه الاعمال.

و لو استأجر علیها و ما جرت العادة باستئجاره علیه،کالدلالة علیه،و الحمل و الکیل و الوزن،و نقل الأمتعة الثقیلة التی لم تجر عادة التجار بمباشرتهم لها بأنفسهم بحسب حال تلک التجارة من ذلک التاجر،جاز له الاستیجار علیه.

و لو عمل بنفسه،لم یستحق أجرة بحسب ما یقتضیه إطلاق کلامهم،لکن لو قصد بالعمل الأجرة کما یأخذ غیره أو أقل،و قلنا بجواز أن یستأجر الوکیل فی الاستیجار نفسه،لم یبعد القول باستحقاقه الأجرة سیما فی الأول للأولویة.

و یشترط فی صحتها کون الربح مشترکا بینهما و الوضیعة علی المال إجماعا فتوی و نصا (1)،و لانه لو اختص الربح بأحدهما کان بضاعة أو قرضا کما مضی لکن ذلک إذا لم یکن الدفع بصیغة المضاربة،و الا فیحتملهما و عدمهما،و علی الثانی یکون الربح کله للمالک و للعامل أجرة المثل حیث تعتاد له عرفا،و کذا علی الأول فی صورة البضاعة،لکن لا أجرة للعامل مطلقا،و علیه فی الصورة الثانیة یکون الربح کله للعامل و للمالک رأس المال اتفاقا.

و یثبت للعامل ما شرط له المالک من الربح من النصف أو الثلث أو نحوهما ما لم یستغرقه علی الأشهر الأقوی.

و قیل:للعامل أجرة المثل و الربح کله للمالک،و القائل الشیخ فی النهایة (2)و جماعة،و حجتهم ضعیفة اجتهادات فی مقابلة النص غیر مسموعة.

و یجوز أن ینفق العامل فی السفر الذی یعمل فیه للتجارة من أصل

ص:169


1- 1) وسائل الشیعة 13-181،ح 2.
2- 2) النهایة ص 428.

المال کمال النفقة المحتاج إلیها فیه،من مأکول و ملبوس و مشروب و مرکوب و آلات ذلک،کالقربة و الجوالیق و نحوها،و أجرة المسکن و نحو ذلک،علی الأظهر الأشهر،و عن الخلاف الإجماع.

و قیل:بل الزائد عن نفقة الحضر خاصة،و هو أحوط،و أحوط منه عدم الإنفاق منه مطلقا،کما فی قول آخر.

و حیث قلنا بجواز الإنفاق،وجب علیه أن یراعی فیها ما یلیق به عادة مقتصدا فإن أسرف حسب علیه،و ان اقتر لم یحسب له.

و إذا عاد من السفر فما بقی من أعیانها-و لو من الزاد-وجب رده الی التجارة أو ترکه الی أن یسافر ان کان ممن یعود الیه قبل فساده.

ثم ان القول بجواز الإنفاق مخصوص ب ما إذا لم یشترط عدمه و لو شرطه لزم،و لو اذن بعده فهو تبرع،و لو شرطه فهو تأکید،الا أن یزید المشترط علی ماله إنفاقه،و یشترط حینئذ تعیینه لئلا تجهل الشرط،بخلاف ما ثبت بأصل الشرع.

و لا یعتبر فی ثبوته حصول الربح،بل ینفق و لو من الأصل،لا طلاق الفتوی و النص و مقتضاهما الإنفاق من الأصل و لو مع حصول الربح،و لکن ذکر جماعة إنفاقها منه دون الأصل،و علیه فلتقدم علی حصته و مئونة المرض فی السفر،و کذا المدة التی لم یشتغل فیها بالتجارة علی العامل،و کذا سفر لم یؤذن فیه و ان استحق الحصة.

و المراد بالسفر العرفی لا الشرعی،فینفق من الأصل و ان فقد شرائط القصر، الا أن یخرج عن اسم المسافر فی العرف،أو یزید عما یحتاج التجارة الیه،فینفق من ماله الی أن یصدق الوصف.

و لو کان لنفسه أو لغیره غیر هذا المال،فالوجه التقسیط.و قیل:انه لا نفقة علی

ص:170

مال المضاربة حینئذ،و هو أحوط.

و علی الأول فهل هو علی نسبة المالین أو العملین؟فیه وجهان.

و لما کان المقصود من عقد المضاربة أن یکون ربح المال بینهما،وجب أن لا یشتری العامل الا بعین المال.

و علیه ف لو اشتری فی الذمة وقع الشراء له و الربح له ظاهر أو باطنا ان عین ذمته أو أطلق و لم یعین ذمة،و للمالک ان عین ذمته لفظا مع اذنه سابقا أو لاحقا و الا بطل بالإضافة الیه.

و فی حکم بعض هذه الصور إشکال أشرنا إلی وجهه فی الشرح الکبیر (1).

و لو أذن له المالک فی الشراء فی ذمته تعلق به ما یستعقبه من تعلق عهدة الثمن بذمته،و وجوب أدائه علیه دون العامل،بقی مال المضاربة أم لا.و علیه یکون المبیع مالا للمضاربة ان أدی الثمن من مالها،وفاقا لجماعة.قیل:و فیه أقوال أخر.

و لو أمره بالسفر إلی جهة معینة فقصد غیرها ضمن مع التلف إجماعا.

و لو ربح کان الربح بینهما علی حسب ما شرطا من نصف أو ثلث أو غیرهما.

و کذا لو أمره بابتیاع شیء معین فعدل الی غیره ضمن مع التلف.

و لو ربح کان بینهما،و لا إشکال فی الحکم الأول،و یشکل فی الثانی،لمخالفته الأصول لکنها مخصصة بالإجماع الظاهر و النصوص (2).

و قیل:و موردها ما فی العبارة،و یتعدی منه الی غیره من أنواع التصرفات

ص:171


1- 1) ریاض المسائل 1-607.
2- 2) وسائل الشیعة 13-182،ح 8.

التی نهی عنها المالک بالإضافة إلی الحکم الأول قطعا،و لا بالإضافة الی الثانی، بل تقف علی الإجازة فتبطل مع عدمها،و الربح کله للمالک و لیس للعامل شیء، اقتصارا فیما خالف الأصل علی مورد النص،و الأقوی التعدیة إلی الحکم الثانی أیضا،أخذا بعموم جملة من الصحاح (1).

و بموت کل واحد منهما تبطل المضاربة و کذا بکل ما یوجب الخروج عن أهلیة التصرف،کالجنون و الإغماء و الحجر علیه لسفه.

ثم ان کان المیت المالک و کان المال ناضا لا ربح فیه،أخذه الوارث،و ان حصل فیه ربح اقتسماه بالشرط،و یقدم حصة العامل علی جمیع الغرماء.

و ان کان المال عرضا فللعامل بیعه مع رجاء الربح،لکن مع اذن الوارث أو ولیه لا مطلقا و ان قیل به.و أما مع عدم الرجاء فلا بدون الاذن اتفاقا،و للوارث إلزامه بالإنضاض ان شاء مطلقا.

و ان کان العامل،فان کان المال ناضا و لا ربح أخذه المالک،و ان کان فیه ربح دفع الی الورثة حصتهم منه.

و لو کان هناک متاع و احتیج الی بیعه،فان أذن المالک للوارث جاز،و الا نصب الحاکم له أمینا یبیعه،فان ظهر فیه ربح دفع حصة الوارث الیه،و الا سلم الثمن الی المالک.

و حیث حکم ببطلان المضاربة بالموت و أرید تجدیدها مع وارث أحدهما، اشترط فی الثانیة ما اشترط فی الاولی.

و یشترط فی مال المضاربة أن یکون عینا فلا یجوز دینا کما یأتی دنانیر أو دراهم إجماعا، و علیه ف لا تصح بالعروض و لا الفلوس و لا غیرها حتی النقرة علی الأقوی.

ص:172


1- 1) وسائل الشیعة 13-180،ب 1.

و لو قوم عروضا و شرط للعامل حصة من الربح فسد المضاربة لفقد شرطها و کان الربح للمالک و للعامل الأجرة کما فی کل مضاربة فاسدة.

و یشترط فیه أیضا کونه معلوم القدر علی الأشهر الأقوی ف لا تکفی مشاهدة رأس مال المضاربة ما لم یکن معلوم القدر،و فیه قول بالجواز معها منقول عن المرتضی،و هو ضعیف،و أضعف منه الاکتفاء بالجزاف و ان حکاه فی المختلف عن الشیخ و قواه.

و لو اختلفا فی قدر رأس المال فادعی العامل النقصان و المالک الزیادة و لا بینة له فالقول قول العامل مع یمینه ان لم یرجع الاختلاف فی مقدار الربح الحاصل،و الا فالقول قول المالک،لتبعیة النماء للملک،فجمیعه له الا ما أقر به للعامل.

و بملک العامل نصیبه من الربح ب مجرد ظهوره و ان لم ینض علی المشهور بین الأصحاب،بل لا یکاد یتحقق فیه بیننا خلاف.و للعامة فیه أقوال.

و علی مذهبنا لیس الملک علی قرار،لان الربح وقایة لرأس المال،فلا بد للاستقرار من إنضاض المال أجمع،أو بقدر رأس المال مع الفسخ أو القسمة أو لا معهما علی قول،و بدونه یجبر ما یقع فی التجارة من تلف أو خسران.

و لا فرق فی ذلک بین کون الربح و الخسران فی مرة واحدة أو مرتین،و فی صفقة أو اثنتین،و فی سفرة أو سفرات.

و لا خسران علی العامل حیث یقع الا أن یکون عن تعد منه أو تفریط.

و قوله أی العامل مقبول فی دعوی التلف مطلقا بأمر ظاهر کان کالحرق أو خفی کالسرق،أمکنه إقامة البینة علیه أم لا،لأنه أمین بلا خلاف فیه و لا فی قبول قوله فی دعوی عدم التفریط و الخسارة و رأس المال،کما مر.

ص:173

و لا یقبل قوله فی الرد أی رد المال إلا ببینة علی الأشبه الأشهر، و یقابله قول الشیخ فی المبسوط بقبول قوله دون المالک.و فیه ضعف.

و لو اشتری العامل أباه فظهر فیه ربح عتق نصیب العامل من الربح و سعی العبد فی أداء باقی ثمنه للمالک،بالنص (1)و الإجماع،و إطلاقهما یشمل صور یسار العامل و إعساره،و ظهور الربح حال الشراء و عقیبه.

و ربما فصل بین الصور بوجوه تخریجه لا تعارض النص،و مورده صورة جهل العامل بأن العبد أبوه،و علیه فلو علم بأبوته حین الشراء،وجب القطع بفساد البیع و بطلانه،لمنافاته لمقصود القراض،الا أن یأذن المالک فیه،فلا بأس به.لکن هذا التفصیل غیر ظاهر من الفتاوی و الإجماع المحکی.

و متی فسخ المالک المضاربة قبل العمل أو بعده مطلقا،کان المال ناضا أم لا حصل فیه ربح أم لا صح و کان للعامل أجرته الی ذلک الوقت الذی وقع فیه الفسخ ان لم یکن ظهر ربح،و الا فله حصته منه.

هذا إذا وقع الفسخ بعد العمل،و أما إذا وقع قبله فلیس للعامل فیه شیء.

و ربما یستشکل فی الحکم بالأجرة علی تقدیر عدم ظهور الربح،و لعله فی محله ان لم ینعقد الإجماع علی خلافه.

و متی فسخ العامل أو هما معا،فان ظهر ربح أخذ الحصة،و الا فلا أجرة له و لو عمل،خلافا للتذکرة فأثبتها له معه،و لا وجه له سیما ان قلنا بنفی الأجرة له فی المسألة السابقة.

و لو ضمن صاحب المال العامل أی جعله ضامنا لمال المضاربة متی تلف انفسخت و صار الربح له أی للعامل،للمعتبرة (2)،و إطلاقها یشمل صورتی قصدهما القرض أو المضاربة.

ص:174


1- 1) وسائل الشیعة 13-188،ب 8.
2- 2) وسائل الشیعة 13-186،ب 4.

و لا یطأ المضارب بکسر الراء و هو العامل جاریة اشتریت بمال القراض إجماعا إذا لم یکن أذن له فی وطئها و کذا لو کان المالک أذن له فیه مطلقا،سابقا علی الشراء أو لاحقا،مع ظهور الربح علی الأشهر الأحوط،و ان کان القول بالجواز فی الصورة الثانیة لعله أقوی.

و فیه أی فی وطئها بالإذن السابق روایة (1)بالجواز هی مع قصورها سندا و دلالة متروکة مهجورة،لتضمنها جواز الوطی بمجرد اذن المالک فی شرائها و کونها معه،و هو أعم من تحلیله الوطی و لا دلالة للعام علی الخاص بالبدیهة مع عدم فتوی أحد بها عدا الشیخ فی النهایة،و لم یوافقه أحد ممن بعده بل و من قبله.

و هنا صورة ثالثة هی:الإذن فی الوطی بعد الشراء مع عدم ظهور ربح أصلا و حکمها الجواز عند جماعة مطلقا،و ینبغی القطع به مع القطع بالعدم،و یشکل مع عدم القطع به و احتمال ظهوره ان قلنا بالمنع فی صورته،و ان کان الجواز کما قالوه لعله أولی.

و لا تصح المضاربة بالدین حتی یقبض بلا خلاف،و فی التذکرة الإجماع و مثله ما لو أذن للعامل فی قبضه من الغریم،فإنه لا یخرج بذلک عن وقوع المضاربة بالدین،الا أن یجدد عقدها بعد القبض.

و لو کان فی یده أموال مضاربة لمتعددین فمات،فان کان عینها لواحد منهم بعینه أو عرفت له منفردة بالقرائن المفیدة للعلم فلا بحث و الاتحاص فیه فی المجتمع من أموال المضاربة الغرماء و أرباب الأموال علی نسبة أموالهم.

هذا إذا کانت مجتمعة فی یده علی حدة،أما إذا کانت ممتزجة مع جملة

ص:175


1- 1) وسائل الشیعة 13-190،ب 11.

ماله مع العلم بکونه موجودا قیل:فالغرماء بالنسبة الی جمیع الترکة کالشریک ان وسعت الترکة أموالهم أخذوها،و ان قصرت تحاصوا.و یشکل بتوقف ذلک علی معرفة مال المیت و معلومیة نسبته بالإضافة إلی أموالهم.و لو جهل أشکل الحکم فی ضربهم معهم فی التحاص.

ثم کل ذا مع العلم ببقاء أموال المضاربة،و أما مع الجهل به و احتمال تلفها،یحکم بکون الترکة میراثا،عملا بظاهر الید.و الوجه الحکم بعدم ضمانه لأموال المضاربة،عملا بالأصل و کون یده امانة،فلعلها تلفت بغیر تفریط منه فلا ضمان.

ص:176

کتاب المزارعة و المساقاة

اشارة

ص:177

ص:178

(کتاب المزارعة و المساقاة)

أحکام المزارعة:

أما المزارعة،فهی لغة مفاعلة من الزرع،و هی تقتضی وقوعه منهما،لکنها فی الشرع صارت معاملة علی الأرض بحصة معینة من حاصلها سواء کان کل من البذر و العوامل للمالک،أو العامل،أو مشترکا.و سواء کان کل من العمل و الأرض مختصا بأحدهما،أو مشترکا بینهما.

و یعتبر فیها الصیغة،و هی من العقود اللازمة،فالأحوط بل الأجود اعتبار الماضویة و القبول اللفظی،و سائر ما یعتبر فی العقود اللازمة هنا.

و تلزم المتعاقدین،لکن لو تقایلا و تفاسخا صح الفسخ (1)و جاز و لا تبطل بالموت و لا بالبیع،فان مات المالک أتم العمل العامل،و ان مات العامل قام وارثه مقامه،و الا استأجر الحاکم من ماله أو من حصته من یقوم به،الا إذا شرط علی العامل أن یعمل بنفسه و مات قبل ظهور الثمرة،فتبطل حینئذ بموته،و لا کذلک إذا کان بعده.

و شروطها ثلاثة:

ص:179


1- 1) کذا فی«خ»و فی«ن»:العقد.

أحدها : أن یکون النماء مشاعا بینهما تساویا فیه أم تفاضلا فلو شرط لأحدهما شیء معین و ان کان البذر و للآخر الباقی أو لهما بطل،سواء کان الغالب أن یخرج منها ما یزید علی المشروط أم لا علی الأقوی،و فی الغنیة الإجماع.

و لو شرط أحدهما علی الأخر شیئا یضمنه،مضافا الی الحصة من ذهب أو فضة،صح علی الأشهر الأقوی،بل ظاهر جماعة أنه لا خلاف فیه.

و حیث صح یکون قراره مشروطا بالسلامة،کاستثناء أرطال معلومة من الثمرة فی المبایعة.

و لو تلف البعض سقط من الشرط بحسابه،و یحتمل قویا أن لا یسقط شیء بذلک،عملا بإطلاق الشرط،الا أن یکون هناک عرف یوجب الصرف فیتبع.

و ثانیها : أن تقدر لها مدة معلومة یدرک فیها الزرع علما أو ظنا،فلو لم یعین مدة أو عین أقل من ذلک بطل علی الأظهر.

و حیث عینت و مضت و الزرع باق لم یدرک لفساد الظن،کان للمالک إزالته و فیه قول بالعدم مطلقا،و آخر به مع عدم الأرش،و أما معه فالأول و هو أحوط و أحوط منه العدم مطلقا.و علیه ففی استحقاق المالک الأجرة أم العدم قولان أجودهما:الأول.

و أما لو اتفقا علی التبقیة جاز بعوض و غیره،الا أنها مع العوض یفتقر الی تعیین مدة زائدة کالإجارة.

و لو ترک الزراعة حتی انقضت المدة،لزمه أجرة المثل مع تمکین المالک له منها کالإجارة،و لا فرق فی ذلک عند الأکثر بین الترک اختیارا و عدمه،و قیل بالاختصاص بالأول و لا یبعد.

و ثالثها : أن تکون الأرض مما یمکن الانتفاع بها فی الزراعة المقصودة منها،أو فی نوع منها مع الإطلاق،بأن یکون لها ماء من بئر أو نهر أو مصنع،أو یسقیها الغیوث غالبا،أو الزیادة کالنیل.

ص:180

و الضابط:إمکان الانتفاع بزرعها المقصود منها،فان لم یمکن بطلت المزارعة و ان رضی العامل.

و لو جمع العقد الشرط ثم فقد فی الأثناء،فهل الصحة باقیة و للعامل الخیار بین الفسخ و الإمضاء أم تبطل؟اختیار الفاضلان و الشهیدان الأول،و فیه نظر قالوا:فان فسخ فعلیه من الأجرة بنسبة ما سلف من المدة.و فیه أیضا نظر.

و ینبغی أن تکون الأرض مملوکة و لو منفعة،کما استفید من حقیقة المزارعة و صرح جماعة بکفایة الأولویة الحاصلة فی الأرض الخراجیة و بالإحیاء،ان لم نقل بکونه مفیدا للملکیة.و فی النصوص ما یدل علی جواز تقبیل الأراضی الخراجیة للزراعة.

و له أی للعامل أن یزرع الأرض بنفسه و بغیره و مع غیره و ان لم یأذن المالک له،سواء کان ذلک بعنوان التوکیل،أو الاستنابة،أو نقل بعض الحصة بعنوان الشرکة و المزارعة الثانیة.

و قیل:لا یجوز له تسلیم الأرض الا بإذن المالک.

و قیل:انما تجوز مزارعة غیره أو مشارکته له إذا کان البذر منه،و أما المساقاة فلیس للعامل أن یساقیه.

و هما أحوط فی الجملة،و ان کان القول بعدم اشتراط کون البذر منه فی الجواز لا یخلو عن قوة مع کونه أشهر،و علیه الإجماع فی الغنیة.

الا أن یشترط علیه زرعها بنفسه فلا یجوز له التعدی.

و کذا له مع إطلاق الزراعة أن یزرع ما شاء علی الأشهر الأقوی و فی الغنیة الإجماع الا أن یعین له المالک شیئا من الزراعة،فلا یجوز التعدی عنه،سواء کان المعین شخصیا کهذا الحب،أو صنفیا کالحنطة الفلانیة أم نوعیا.

ص:181

و لو خالف و زرع الأخر،فالأجود بطلان المزارعة مع انقضاء المدة،و لزوم أجرة المثل عما زرعه.و قیل:بل یتخیر المالک بین الفسخ فله الأجرة،و الإبقاء فله المسمی و الأرش.

و کذا لو خالف و زرع الأقل ضررا،الأجود فیه البطلان،و قیل:بالصحة فله المسمی من الحصة،و لا أرش و لا خیار لعدم الضرر،و فیه نظر.

و خراج الأرض و أجرتها علی صاحبها بلا خلاف الا أن یشترطه علی الزارع کلا أو بعضا،فیجب علیه مع تعیینه عملا بالشرط و کذا لو زاد السلطان فیه زیادة و طلبها من الزرع وجب علی صاحب الزرع دفعها الیه،للخبر (1).

و یستفاد منه عموم الحکم لکل موضع یشابه الغرض،کما یتفق کثیرا فی عصرنا من الظلم علی سکنة الدور بمال یکتب علیها لا علیهم،فیؤخذ منهم لا من أربابها.و لکن فیه قصور سندا و متنا،لمخالفته الأصول جدا.

و لو شرط علی العامل الخراج کملا فزاد السلطان فیه زیادة،فهی علی صاحب الأرض علی الأقوی.

و نحو الخراج المئونة التی یتوقف علیها العمل و لا یتعلق بنفس العمل، و التنمیة کإصلاح النهر و الحائط و اقامة الدولاب.و بالجملة ما لا یتکرر کل سنة، فهی کلها علی صاحب الأرض.و ما یتکرر کل سنة،کالحرث و السقی و آلاتهما و تنقیة النهر و حفظ الزرع و حصاده کله علی العامل.

و لو شرط من علیه المئونة إیاها علی الأخر کلا أو بعضا لزم،عملا بالشرط.

و یجوز لصاحب الأرض و کذا الأصول أن یخرص علی الزارع بعد انعقاد الحب و ظهور الثمرة،بأن یقدر ما یخصه من الحصة تخمینا

ص:182


1- 1) وسائل الشیعة 13-202،ب 10.

و یقبله به بحب و لو منه بما خرصه منه.

و الزارع بالخیار فی القبول و لا یلزمه فان قبل لزم و کان فی المشهور بل قیل:لا یکاد یتحقق فیه خلاف استقراره مشروطا بسلامة الزرع و الثمرة من الافة الإلهیة.

فلو تلف أجمع فلا شیء علی الزارع.

و لو تلف البعض سقط منه بحسابه.و لا نص فیه و لا قاعدة،فإن کان إجماع، و الا ففیه کلام مضی الإشارة الیه.

و أما لو أتلفه متلف ضامن،لم یتغیر المعاملة قولا واحدا و طالب المتقبل المتلف،و لو زاد فالزائد للمتقبل.

و لو نقص بسبب الخرص،لم یسقط بسببه شیء،و یشترط فی الخرص بلوغ الزرع.

و تثبت أجرة المثل فی کل موضع تبطل فیه المزارعة لصاحب الأرض ان کان البذر من الزارع،و الحاصل له ان کان البذر منه و علیه أجرة مثل العامل و العوامل و الآلات.

و لو کان البذر منهما فالحاصل بینهما،و لکل منهما علی الأخر أجرة مثل ما یخصه علی نسبة ما للآخر من الحصة.

و لو کان البذر من ثالث،فالحاصل له و علیه أجرة مثل الأرض و باقی الأعمال و آلاتها لصاحبها.

و لا فرق فی ثبوت الأجرة لمن لیس له البذر علی الأخر فی مقابلة أرضه أو عمله أن یکون هناک حاصل أم لا.

و تکره إجارة الأرض للزراعة بالحنطة أو الشعیر مطلقا منها کانا أو من غیرها،زرعت بجنسهما أم لا،علی ما یقتضیه إطلاق العبارة.

ص:183

و لکن تحقیق المسألة أنه لا خلاف فی جواز إجارتها بالطعام من غیرها مع تغایره لجنس ما تزرع به علی کراهیة،و کذا مع اتحادهما علی الأشهر الأقوی، خلافا للقاضی فحرمها،و لا فی حرمتها به منها مع اتحاده لجنس ما تزرع به الا من العبارة،و هو مع ندرته حجته غیر واضحة.

و أن یؤجرها بأکثر مما استأجرها به،الا أن یحدث فیها حدثا و لو لم یقابل الزیادة.

أو یؤجرها بغیر الجنس الذی استأجرها به بلا خلاف فی الجواز فی صورتی الاستثناء،و علی الأشهر الأقوی فی غیرهما،خلافا لجماعة من أعیان القدماء فتحرم،و هو أحوط و أولی.

ثم ان ظاهر الفریقین عدم الفرق فی الحکم مطلقا،بین الأرض و غیرها من الأعیان المستأجرة،فإن کان إجماعا کان القول بالکراهة مطلقا متعینا،و الا-کما هو الظاهر-کان القول بالحرمة فی الدار و الأجیر و الحانوت متجها کما فی الشرائع (1).

أحکام المساقاة:

و أما المساقاة،فهی لغة:مفاعلة من السقی و اشتق منه دون باقی أعمالها لانه أنفعها فی أصل الشرعیة،و هو نخل الحجاز الذی یسقی من الآبار مع کثرة مئونته.

و شرعا معاملة علی الأصول الثابتة کالنخل و الرمان بحصة من ثمرها و المراد بالثمر معناه المتعارف،و ان قلنا بالمنع عن المساقاة فیما یقصد ورقه و ورده،و الا فالمراد به نماء الشجرة مطلقا.

ص:184


1- 1) شرائع الإسلام 2-150.

و تلزم المتعاقدین کالإجارة فلا تنفسخ الا بالتقایل.

و تصح قبل ظهور الثمرة إجماعا و کذا بعدها إذا بقی للعامل عمل فیه المستزاد فی الثمرة علی الأشهر الأقوی،و لو کان العمل بحیث لولاه لاختل حال الثمرة،لکن لا تحصل به زیادة،کحفظها من فساد الوحش و الافة، فمقتضی الأصل عدم الصحة.

و المراد بما فیه مستزاد الثمرة،نحو الحرث و السقی و رفع أغصان الکرم علی الخشب،و تأبیر ثمرة النخل.دون نحو الجذاذ و الحفظ و النقل و قطع الحطب الذی یعمل به الدبس،من الأعمال التی لا تستزاد بها الثمرة،فإن المساقاة لا تصح بها إجماعا.و حیث لا تصح صحت الإجارة بجزء معین من الثمرة و بغیره و الصلح و الجعالة.

و لا تبطل بموت أحدهما و لا بموتهما علی الأشبه الأشهر،و یقابل الأشبه قول المبسوط بالبطلان،و هو نادر الا أن یشترط المالک تعیین العامل بلا خلاف،و أما الأحکام المترتبة علی موت کل منهما،ففی المزارعة قد مضی.

و انما تصح المساقاة علی کل أصل ثابت له ثمرة ینتفع بها مع بقائه فتصح علی النخل و الکرم و شجر الفواکه،بلا خلاف فیها و لا فی عدم الصحة فی الشجر الغیر الثابت،و لا فی نحو الودی و البطیخ و الباذنجان و قصب السکر و البقول.و فیما لا ثمرة له إذا کان له ورق ینتفع به،کالتوت الذکر الذی یقصد به الورق و الحناء،وجه للصحة عند جماعة،و فیه اشکال.

قالوا:و لو ساقاه علی ودی مغروس إلی مدة یحمل مثله فیها غالبا،صح و لو لم یحمل فیها.و ان قصرت المدة المشترطة عن ذلک غالبا،أو کان الاحتمال علی السواء،لم یصح،و فی الاولی لا أجرة له علی جمیع العمل،و فی الثانیة

ص:185

له اجرة المثل مع جهله بالفساد،کما قالوه فی هذه المعاملة و نحوها حیث ما خرجت فاسدة.

و یشترط فیها ذکر المدة المعلومة التی یمکن حصول الثمرة فیها غالبا و لو بالمظنة.

و فی اشتراط تعیین المدة بما لا یحتمل النقصان و الزیادة أم الاکتفاء بتقدیرها بالثمرة المساقی علیها قولان،الا أن الأول أشهر و أقوی.

و یلزم العامل من العمل مع إطلاق العقد ما دل علیه العرف و العادة من ما فیه مستزاد الثمرة خاصة کما قیل،و یشعر به العبارة،و إصلاحها أیضا کما علیه الأکثر.

و ضابطه عندهم:ما یتکرر کل سنة کإصلاح الأجاجین (1)،و ازالة الحشیش المضر بالأصول،و قطع ما یحتاج الی القطع من أغصان الشجرة و النخل،و إصلاح الأرض بالحرث و الحفر حسب ما یحتاج الیه،و السقی و التلقیح و العمل بالناضح، و تعدیل الثمرة بإزالة ما یضر بها من الأغصان و الأوراق،لا یصال الهواء إلیها و ما یحتاج الیه من الشمس،و لقاط الثمرة بمجری العادة و حفظها،الی غیر ذلک.

و علی المالک القیام بما یقتضی العرف و العادة قیامه به.

و ضابطه کما ذکروه:ما لا یتکرر کل سنة و ان عرض له فی بعض الأحوال التکرر بما یتعلق نفعه بالأصول بالذات،و ان حصل منه النفع للثمرة بالعرض، فإنه علی المالک،ک بناء الجدران و عمل النواضح و حفر الآبار و الأنهار، و ما یسقی بها من دالیة أو دولاب و نحو ذلک.

و الأکثر کما قیل:ان علی المالک الکش (2)للتلقیح.و قیل:انه علی العامل.

ص:186


1- 1) أج أجوجا الماء:صار أجاجا،أی ملحا مرا.
2- 2) الکش:بالضم الذی یلقح به النخل.

و قیل:ان شراء الزبل (1)و أجرة نقله علی رب المال.و الأقوی فی ذلک کله الرجوع الی عرف المتعاقدین،فإنه الأصل فی أمثال هذه المسائل.

و کذا خراج الأرض علی المالک الا أن یشترط شیء من ذلک علی العامل فیلزمه بعد أن یکون معلوما.

و لا فرق فیه بین أن یکون المشترط علیه جمیعه أو بعضه علی الأظهر الأشهر، و کذا لو اشترط علی المالک بعض ما علی العامل،فیلزم لا کله لمنافاته لمقتضی العقد.

و لا فرق فیه بین ما إذا ساقاه بالنصف علی أن یعمل معه رب المال،أو ساقاه علی أن اجرة الأجراء الذین یعملون معه و یستعان بهم من الثمرة،إذا بقی للعامل من العمل ما فیه مستزادها،لا مطلقا أو غیرهما علی الأقوی.

و لا بد أن تکون الفائدة مشاعة کما فی المزارعة فلو اختص بها أحدهما لم تصح لفقد شرطها،لکن یختلف الحکم فی ذلک بین ما لو کان المشروط له جمیعها العامل أو المالک،فان کان الأول کان الثمرة کلها للمالک، و للعامل أجرة المثل مع جهله بالفساد،کما فی کل مساقاة باطلة.و ان کان الثانی، فالأقوی أنه لا أجرة له.

و نحو اختصاص أحدهما بالفائدة ما لو شرط لنفسه منها شیئا معینا و ما زاد بینهما،أو قدر لنفسه أرطالا أو ثمرة نخلة معینة،کما مر فی المزارعة.

و یجوز اختلاف الصحة فی الأنواع،کالنصف من العنب و الثلث من الرطب مثلا،إذا علما الأنواع.

و لو ساقاه بالنصف ان سقی بالناضح و بالثلث ان سقی بالسبح مرددا بینهما حین العقد،بطل علی الأشهر الأظهر.

ص:187


1- 1) زبل الأرض:سمدها و أصلحها بوضع الزبل فیها.

و تملک الفائدة بالظهور من غیر توقف علی بدو الصلاح.

و لا تجب الزکاة علی أحدهما إلا إذا بلغ نصیبه الزکاة،فتجب و لو فی نصیب العامل،إذا کان تملکه له قبل تعلق الوجوب،کما هو المفروض،و إذا کان بعده فلا زکاة.و أطلق ابن زهرة نفیها عنه و لم یفصل بین الصورتین،و هو نادر.

و إذا اختل أحد شروط المساقاة المعتبرة فی صحتها کانت الفائدة للمالک لأنها تابعة للأصل و للعامل الأجرة أجرة المثل إذا لم یکن عالما بالفساد،و لم یکن الفساد بشرط عدم الحصة له،و أما مع أحدهما فلا أجرة له.

و یکره أن یشترط المالک علی العامل مع الحصة شیئا من ذهب أو فضة.

و لکن یجب الوفاء به لو شرط ما لم تتلف الثمرة و لو تلفت لم یجب الوفاء،و کذا لو عدمت.

و لو کان الشرط للعامل علی المالک،فالوجه لزومه و وجوب الوفاء مطلقا.و لو کان التالف فی الصورة الأولی البعض خاصة،فهل یسقط من المشروط بالنسبة أو لا؟قولان،أجودهما:الثانی.

و هل یلحق باشتراط الذهب و الفضة فی الجواز مع الکراهة اشتراط حصة من الأصول الثابتة؟قولان،أشهرهما:المنع،و هو أحوط ان لم یکن أظهر.

ص:188

کتاب الودیعة و العاریة

اشارة

ص:189

ص:190

(کتاب الودیعة و العاریة)

أحکام الودیعة:

أما الودیعة،فهی استنابة فی الاحتفاظ خاصة دون التصرف.

و تفتقر إلی الإیجاب و القبول قولا کان کل منهما أو فعلا و لا یشترط فی القبول الصراحة،بل یکتفی فیه بنحو من التلویح و الإشارة إذا کان لمعناها مفهمة،و لا مقارنته للإیجاب بلا خلاف مطلقا.

و لو طرحه عنده من غیر ما یدل علی الإیداع من قرینة و لو حالیة و لم یحصل القبول فعلا،لم یلزم الحفظ مطلقا،سواء حصل القبول لفظیا أم لا.

و لو ذهب المستودع حینئذ و ترکه فلا ضمان علیه،لکن قیل:یأثم ان کان ذهابه بعد غیبة المالک،لوجوب الحفظ علیه من باب الإعانة علی البر و معاونة المحتاج علی الکفایة.

و فی کونه فسخا للودیعة حیث تثبت قول جزم به فی التذکرة،و لا بأس به ان قرنه ما یدل علیه،و الا ففیه اشکال،سیما إذا کان القبول فعلا.و لو حصل ذلک بعد غیبة المالک،ضمن قولا واحدا.

و یشترط فیهما الاختیار فلو أکره المودع فی الإیداع لم یؤثر،و کذا

ص:191

لو أکره المستودع علی القبض لم یضمن مطلقا،الا مع الإتلاف أو وضع یده علیه بعد ذلک مختارا فیضمن حینئذ.

و هل تصیر بذلک حینئذ ودیعة لا یجب ردها الا مع طلب المالک أو من یقوم مقامه،أو أمانة شرعیة یجب إیصالها إلی المالک فورا و بدونه یضمن مطلقا؟ وجهان.

و ربما یفرق بین وضع الید علیه اختیارا بنیة الاستیداع و عدمه،فیضمن علی الثانی مع الإخلال بما یجب علیه دون الأول،و لا یخلو عن وجه،و ان کان الثانی أوجه مع أنه أحوط.

و یجب علی المستودع أن یحفظ کل ودیعة قبلها لفظا أو فعلا، سواء فسخ عقدها و خرج عن الاستیداع أم لا،فیجب الحفظ الی أن یردها الی مالکها بما جرت به العادة من مکان الودیعة و زمانها،فیحرز نحو الثوب و النقد فی الصندوق المقفل،أو الموضوع فی بیت محرز ممن یخاف منه علیه عادة،لا عن الغیر مطلقا علی الأقوی.و قیل:عن الغیر مطلقا،و هو أحوط و أولی.و الدابة فی الإصطبل المضبوط بالغلق،و الشاة فی المراح کذلک،أو المحفوظ بنظر المستودع.

و الضابط:ما یعد به فی العرف حافظا غیر مقصر فی الحفظ،و هو یختلف باختلاف الأحوال و العادات.

و لا فرق فی وجوب الحفظ بین من یملکه و غیره،و لا بین من یعلم المودع أنه لا حرز له و غیره،فلو أودعه دابة مع علمه أنه لا إصطبل له،أو مالا مع علمه أنه لا صندوق له،لم یکن عذرا فیضمن مع ترک الحفظ.

ثم ان کل ذا إذا لم یعین المالک حرزا و لو عین المالک حرزا اقتصر المستودع علیه وجوبا و لو نقلها إلی أدون أو أحرز ضمن إجماعا فی الأول،و علی الأظهر الأشهر فی الثانی،خلافا للشیخ،و هو قیاس الا مع العلم

ص:192

بالقرائن أن المراد من التعیین نفس الحفظ دون الخصوصیة فیتوجه،و ضمن عند جماعة فی الثالث،خلافا للأکثر فنفوا الضمان فیه،و هو أظهر حیث یکون المقصود من التعیین نفس الحفظ دون الخصوصیة،أو لم یعلم المقصود منه أصلا.

و لو علم قصد الخصوصیة ضمن بلا خلاف الا مع الخوف ببقائها فیه من التلف و نحوه،سواء علم أو ظن ظنا متاخما له أو مطلقا،لا مع الشک.و أولی منه دونه فیجوز النقل فی الأولین و لا ضمان بلا خلاف و لو قال:و لو تلفت،بل یجب النقل الیه علی الظاهر حینئذ،و یضمن لو لم ینقله الیه الا فی صورة قول المالک:و لو تلفت،فلا یضمن عندهم و ان أثم،و هو حسن مع عدم سفاهة المودع،و الا فالضمان مطلقا متعین.

و لو احتاج النقل حیث جاز إلی الأجرة،ففی جواز الرجوع بها للمستودع الی المالک مع نیته أو لا مطلقا وجهان،بل قولان أجودهما:الأول،و هو أحوط للمالک،و ان کان العدم أحوط للمستودع.

و فی اشتراط کون المنقول إلیه أحرز أو مساویا مع إمکانهما بالترتیب ثم الأدون أم لا بل یجوز الی الآخرین مطلقا وجهان،الأحوط الأول،بل قیل:

بتعینه،و هو جید لو کان المقصود من التعیین الاحرزیة.

و هی جائزة من الطرفین فللمودع مطالبتها متی شاء،و للمستودع ردها کذلک،لکن مع وجود المالک أو وکیله لا یبرأ إلا بردها علیه دون الحاکم.

و مع فقدها یجوز دفعها الیه مع العذر،کالعجز عن حفظها،أو الخوف علیها من التلف لا بدونه،لالتزامه الحفظ بنفسه،فلا یبرأ إلا بدفعها الی المالک أو وکیله.

و حیث جاز له الدفع الی الحاکم،جاز الدفع إلی ثقة مع تعذره،أما مع القدرة علیه فلا.

و فی وجوب قبول الحاکم إیاها حیث جاز ردها إلیه أم العدم وجهان،

ص:193

أحوطهما:الأول،و یأتیان مع الاحتیاط فیما لو حمل الدائن إلیه الدین مع غیبة المدین،و الغاصب المغصوب أو بدله عند تلفه،و غیر ذلک من الأمانات التی یلیها الحاکم.

و یجوز السفر بها بعد ذلک کله لا مطلقا،الا أن یخاف علیه مع الإیداع، فیقدم السفر بها علیه هنا،و فی التذکرة الإجماع.

و حیث جاز السفر بها أو وجب،یشترط فیه عدم ظهور امارة الخوف،و أما معه فلا یجوز مطلقا و ان خیف علیها فی الحضر.و لا یجوز السفر بها من دون ضرورة، و به مع الإجماع علیه صرح فی التذکرة معللا بالتزامه الحفظ فی الحضر،فلیؤخر السفر أو یلتزم خطر الضمان.

و من التعلیل یظهر انسحاب الحکم بالمنع عنه فی صورة التمکن من دفعها الی الحاکم أو الثقة أیضا،لالتزامه الحفظ بنفسه،فلا یجوز من دون ضرورة، الا أن ظاهره الجواز فی هذه الصورة،لأن النبی صلّی اللّه علیه و آله کانت عنده ودائع،فلما أراد الهجرة سلمها إلی أم أیمن و أمر علیا علیه السلام أن یردها.و فی السند و الدلالة نظر، فان کان إجماع،و الا فالأول أظهر و أحوط.

و کما تبطل بالفسخ تبطل بموت کل واحد منهما و بما یوجب الخروج عن أهلیة التصرف،کالجنون و الإغماء.

و حیث بطلت تصیر أمانة شرعیة تجب المبادرة بردها فورا الی مالکها.

و لا یقبل قول من هی فی یده فی ردها الی المالک و لو مع یمینه هنا،بخلاف الودیعة.

و مثلها فی البطلان ودیعة الطفل و المجنون،لعدم أهلیتهما،فیضمن القابض و لا یبرأ بردها إلیهما بل الی ولیهما أو الحاکم.

و لو علم تلفها فی أیدیهما ان لم یقبض،فقبض بنیة الحسبة فی الحفظ لم

ص:194

یضمن،لکن یجب مراجعة الولی فی ذلک مع الإمکان.

و لو استودعا لم یضمنا بالإهمال،نعم لو تعدیا فیه فتلف،فهل یضمنان مطلقا أم الممیز خاصة أم لا مطلقا وجوه.و کذا القول فی کل ما یتلفانه من مال الغیر، و الأحوط الضمان مطلقا.

و لو کانت الودیعة دابة أو مملوکا أو شجرا أو نحو ذلک مما یحتاج بقاؤه إلی إنفاق وجب علی المستودع علفها و سقیها و جمیع ما یحتاج الیه حفظها ان لم یتکفلها المودع.

و المعتبر فیه ما یعتاد لأمثالها،فالنقصان عنه تفریط،فیضمنها حینئذ و ان تلفت بغیره،و لا یعود حکم الودیعة لو عاد إلی الإنفاق المعتبر إلا بإذن جدیدة،کما قالوه فی کل تعد و تفریط.

و لا فرق فی ذلک بین أن یأمره المالک بالإنفاق أو یطلق أو ینهاه،لوجوب حفظ المال عن التلف،فیضمن لو خالف فی الصور علی قول،و لا فی الأخیرة علی آخر.و هو حسن حیث یثبت حکم الودیعة فی هذه الصورة بعدم تضمنها علی المالک سفاهة،و الا فهو محل مناقشة.

و اعلم أن مستودع الحیوان ان أمره المالک بالإنفاق أنفق و رجع علیه ما غرم.

و إذا أطلق توسل الی استیذانه،فان تعذر رفع أمره الی الحاکم لیأمره،أو یستدین علیه،أو یبیع بعضه للنفقة،أو ینصب أمینا.

فإن تعذر أنفق هو و أشهد علیه و یرجع به علی المالک و لو تعذر الاشهاد، اقتصر علی نیة الرجوع،و کذا الحکم مع نهی المالک له عنه.

و الودیعة أمانة لا یضمنها المستودع الا مع التفریط أو العدوان بالنص (1)و الإجماع.

ص:195


1- 1) وسائل الشیعة 13-227،ب 4.

و التفریط هو:ترک ما یجب فعله،کما لو أخر الإحراز زیادة علی المعتاد، أو طرحها فیما لیس بحرز و ذهب عنها،أو کان المحل غیر صالح للحرز،أو ترک نشر الثوب المحتاج الیه،أو لبسه حیث یحتاج الیه،أو ترک سقی الدابة أو علفها،أو غیرهما مما یحتاج الیه بحسب المعتاد،أو یودعها من غیر ضرورة و لا اذن،أو یسافر بها کذلک و لو کان الطریق أمنا،أو نحو ذلک.و ضابطه:ما یعد تفریطا فی الحفظ و التعدی عکسه،مثل أن یلبس الثوب،أو یرکب الدابة،أو یجحد مع مطالبة المالک،أو مطلقا علی قول،أو یخالطها بمال آخر مطلقا و لو من المالک بحیث لا یتمیز،أو یفتح الختم الذی ختمه المالک،أو هو بأمره لا مطلقا،أو ینسخ من الکتاب،أو نحو ذلک بدون الاذن.و ضابطه:ما یعد به خائنا.

و لو تصرف المستودع فیها باکتساب بأن دفعها من عین مبتاعة للاسترباح ضمن و کان الربح للمالک بلا خلاف.

و لا فرق فی استحقاق المالک الربح،بین أن یأذن للودعی فی التجارة بشرط الضمان أم لا،علی الأشهر الأقوی.و قیل:انه للودعی فی الأول،و لا یخلو عن نظر.

هذا إذا اشتری بعین الودیعة أو فی ذمة مالکها،أما لو اشتری فی ذمته و عوضها عما یتعلق بها،ففی صحة المعاملة إشکال،و لکن مقتضی القواعد الصحة سیما و أن یکون البائع ممن لا یبالی بأخذ العوض کیف کان من حلال أو حرام، و الربح حینئذ للودعی لا للمالک،لانه نماء ملکه،و لکنه آثم بدفع مال الغیر عوضا عما فی الذمة.

و ربما یقال:انه للمالک،لا طلاق النصوص،و لا یخلو عن وجه،و لکن المختار للمالک أحوط.

ص:196

و حیث صارت الودیعة مضمونة علی المستودع بأحد أسباب الضمان لا یبرأ الودعی عنه بردها الی الحرز حیث کان الإخراج منه هو السبب و فی حکمه ترک الخیانة و السبب الموجب کائنا ما کان.

و کذا لو تلفت الودیعة فی یده بتعد أو تفریط فرد مثلها الی الحرز لا یبرأ إلا بالتسلیم الی المالک أو من یقوم مقامه أو یجدد له المالک الاستئمان أو یسقط عنه الضمان،علی الأشهر الأظهر.

و لا یضمنها لو قهره علیها ظالم إذا لم یکن سببا للأخذ القهری،بأن یسعی بها الیه،أو أظهرها فوصل الیه خبرها.و مثله ما لو أخبر بمکانها اللص فسرقها و لا فرق بین أخذ القاهر لها بیده،أو أمره له بدفعها الیه کرها،علی الأشهر الأقوی.

لکن ان أمکنه الدفع عنها بما یوجب سلامتها وجب ما لم یؤد الی الضرر الکثیر،کالجرح و أخذ المال،فیجوز تسلیمها حینئذ و ان قدر علی تحمله.

و المرجع فی الکثرة و القلة الی حال الودعی،فمنهم من تعد الکلمة الیسیرة من الأذی کثیرة فی حقه،لکونه جلیلا لا یلیق بحاله،و منهم من لا یعتد بمثله و أمثاله.

و أما أخذ المال،فان کان من المستودع قیل:لم یجب بذله مطلقا.و فیه نظر فالأحوط دفعه ثم الرجوع به الی المالک،لانه لمصلحته.و ان کان من الودیعة، فان لم یستوعبها وجب دفعه الیه و لو من باب المقدمة مع المکنة،و لو ترکها معها فأخذ الجمیع،ضمن ما یمکن فیه السلامة قطعا لا الجمیع،و یحتمله و ان لم یکن الدفع عنها إلا بأخذها أجمع،فلا تقصیر.

و لو أحلفه الظالم علی أنها لیست عنده حلف وجوبا لکن موریا بما یخرجه عن الکذب،بأن یحلف ما استودع من فلان،و یخصه بوقت أو جنس

ص:197

أو مکان أو نحو ذلک مغایرا لما استودعه.

و انما تجب التوریة علیه مع علمه بها و تمکنه منها،و الا سقطت،لانه کذب مستثنی للضرورة اتفاقا.

و تجب علی المستودع إعادتها علی المالک بمعنی رفع یده عنها و التخلیة بینه و بینها مع المطالبة سواء کان مسلما أم کافرا ذمیا أم حربیا، علی الأشهر الأقوی.

و یجب الرد فورا مع الإمکان،الا أن ینضم إلی المطالبة من عرف أو عادة ما یدل علی التوسعة و بقاء الاذن الی حین الرد متی ما اتفق.

و فی جواز التأخیر إلی الإشهاد مطلقا،أو العدم کذلک،أو التفصیل بین الإیداع بالإشهاد فالأول و الا فالثانی أقوال،أجودها الأول،لکن تجب المبادرة إلی الاشهاد.

و لو کانت الودیعة غصبا منعه أی الغاصب أو وارثه من أخذها و توصل فی وصولها الی المستحق لها ان عرفه.

و لو جهله عرفها کاللقطة حولا،فان وجده و الا تصدق بها عن المالک ان شاء،و یضمن ان لم یرض و الأجر له علی الأظهر الأشهر.

و فی المسألة أقوال أخر،منها وجوب ردها الی الحاکم،و مع التعذر تبقی أمانة فی یده ثم یوصی بها الی عدل الی حین التمکن من المستحق،و هو أحوط.

و انما یجب منع الغاصب مع الإمکان،و الا سلمها الیه و لا ضمان علی الأقرب.

و لو کانت الودیعة مختلطة بمال الغاصب المودع ردها الودعی علیه أی علی الغاصب ان لم یتمیز عن ماله فیما قطع به الأصحاب،

ص:198

و فی الغنیة و السرائر و غیرهما علیه الإجماع،و لولاه لکان الحکم محل اشکال.

و إذا اختلفا فادعی الودعی التلف و أنکره المالک،أو اتفقا علیه و لکن ادعی المالک التفریط و الودعی عدمه فالقول قول المستودع مع یمینه بلا خلاف فی الأخیر الا من حیث الیمین،و لکن الأظهر الأشهر لزومه،و علی الأشهر الأظهر فی الأول.

و لو اختلفا فی مال هو فی ید المستودع و لو بإقراره أنه هل هو ودیعة عنده أو دین علیه فالقول قول المالک مع یمینه علی أنه لم یودع بلا خلاف للنص (1).

و یفهم من قوله: إذا تعذر الرد أو تلف العین أن مع عدم تعذر الرد القول قول الودعی،و لا ریب فیه،فله رد نفس العین،و مورد النص صورة التلف.

و لو اختلفا فی القیمة بعد الاتفاق علی التلف بالتفریط فالقول قول المالک مع یمینه عند الشیخین و جماعة.

و قیل: ان القول قول المستودع و القائل جماعة من القدماء و هو أشبه و أشهر،بل علیه عامة من تأخر.

و لو اختلفا فی الرد فادعاه الودعی و أنکره المالک فالقول قول المستودع و ان کان مدعیا بکل وجه علی المشهور،و فی کلام جماعة الإجماع علیه.

هذا إذا ادعی ردها علی من ائتمنه،أما لو ادعی الرد علی الوارث،فکغیره من الأمناء یکلف البینة،بلا خلاف فیه و لا فی أن دعوی ردها علی الوکیل کدعوی ردها علی الموکل،لان یده کید و کیله.

ص:199


1- 1) وسائل الشیعة 13-232،ب 7.

و لو مات المودع سلمها المستودع الی الوارث،أو من یقوم مقامه من وکیل أو ولی ان اتحد،و إذا کان الوارث جماعة دفعها إلیهم جمیعا ان اتفقوا فی الأهلیة،و الا فإلی الأهل و ولی الناقص أو الی من یرتضونه.

و لو دفعها الی البعض بغیر اذن ضمن حصص الباقین لتعدیه فیها بدفعها الی غیر المالک.و تجب المبادرة إلی ردها علیهم،علموا بها أم لا.

أحکام العاریة:

و أما العاریة بتشدید الیاء و قد تخفف فهی شرعا الاذن فی الانتفاع بالعین تبرعا.

و هی جائزة و لیست بلازمة لأحد المتعاقدین فلکل منهما فسخها متی شاء،سواء أطلق أو جعل لها مدة،إلا إذا أعارها للرهن فرهن فیلزم کما مر،أو لدفن مسلم و من فی حکمه فدفن فیه،فیلزم ما لم یصر رمیما.

و لو رجع قبل الدفن،جاز و ان کان المیت قد وضع علی الأقوی،و مئونة الحفر لازمة لولی المیت الی أن یتعذر علیه غیره مما لا یزید عنه عوضه،فیقوی کونه من مال المیت،و لا یلزم ولیه طمه،أو حصل بالرجوع ضرر علی المستعیر لا یستدرک، کما إذا أعار لوحا لیرقع به السفینة،فرقع ثم لجج فی البحر و لم یمکن الخروج بها الی الشاطئ و لا الإصلاح مع النزع من غیر ضرر.

خلافا للشهید الثانی فجوزه و قال:بثبوت المثل أو القیمة مع تعذره،لما فی ذلک من الجمع بین المصلحتین،و هو قوی ان لم یکن إجبار رب السفینة علی بذل البدل یوجب الضرر علیه،و الا فعدم الرجوع لعله أقرب،الا أن یقال:بجوازه و عدم وجوب تعجیل التسلیم حینئذ الی أن یزول الضرر،و لا بأس به.

و تظهر الفائدة فی وجوب المبادرة حینئذ بالرد بعد زوال الضرر من غیر

ص:200

مطالبة جدیدة،و لا کذلک لو لم یرجع،فإنه لا تجب المبادرة إلا بعد المطالبة.

أو أعار حائطا لیضع أطراف خشبة علیه و کان طرفه الأخر فی ملکه،عند الشیخ.أو أرضا للزرع و لم یدرک بعد،عنده و عند الحلی.أو الغرس و البناء مدة معلومة،عند الإسکافی.

و أکثر المتأخرین علی جواز مطالبة المعیر بالإزالة فی هذه الثلاثة مع الأرش و هو تفاوت ما بین کونه منزوعا و ثابتا،و هو قوی.و لیس له الإزالة حیث جازت له بنفسه و لا قبل دفع الأرش.

و یشترط فیها ما یدل علی الإیجاب و القبول و ان لم یکن لفظا،کما لو فرش لضیفه فراشا فجلس علیه،و کأکل الطعام من القصعة المبعوث فیها علی الأقوی و منهم من اشترط لفظا،و هو أوفق بالأصل و أحوط،إلا إذا أفاد ما عدا اللفظ القطع بالاذن فلا یشترط قطعا،و لو أفاد الظن فإشکال.

و فی المعیر المالکیة و لو للمنفعة خاصة،فلا یجوز للغاصب الإعارة،و فی معناه المستأجر الذی اشترط علیه استیفاء المنفعة بنفسه،و کمال العقل بالبلوغ و عدم الجنون و جواز التصرف فی المال برفع الحجر عنه فیه.

فلا یجوز إعارة فاقدی الشروط،کالصبی و السفیه و المجنون إلا بإذن الولی بالإعارة لمالهم أو ماله،فیجوز إذا علم المستعیر باذنه،و الا فلا یقبل قول الصبی فی حقه الا أن تنضم إلیه قرینة مفیدة للعلم أو الظن المتآخم له،کما إذا طالبها من الولی، فجاء بها الصبی و أخبر أنه أرسلها و نحو ذلک،کما یقبل قوله فی الهدیة و الاذن فی دخول الدار بالقرینة.

و لا بد مع اذن الولی لهم فی إعارة مالهم من وجود المصلحة بها،بأن یکون ید المستعیر أضبط من ید الولی فی ذلک الوقت،أو لانتفاع الصبی بالمستعیر بما یزید عن منفعة ماله،أو تکون العین ینفعها الاستعمال و یضرها الإهمال و نحو ذلک.

ص:201

و للمستعیر الانتفاع بالعین المعارة حیث یطلق له بما جرت به العادة نوعا و قدرا و مکانا و زمانا،و لا یجوز التعدی عن شیء من ذلک بعد ثبوته فیها.

و لا یضمن المستعیر التلف و النقصان لو اتفق کل منهما بالانتفاع المأذون فیه،الا إذا کان الاذن فیه مطلقا غیر منصرف الی ذلک الشخص من التصرف المتلف فیشکل،الا مع القرینة المصرحة من عرف أو عادة فلا یضمن کما لو أذن له باستعماله باللفظ الصریح.

بل لا یضمن و لو تلف من غیر استعمال الا مع تفریط أو عدوان أو اشتراط للضمان مع التلف و لو بدونهما الا أن تکون العین المعارة،هذا استثناء من قوله«لا یضمن»أی لو کانت ذهبا أو فضة فالضمان یلزم علی أی حال و ان لم یشترط بل أطلق و لم یتعد فیهما و لم یفرط.

و إطلاق بعض الاخبار (1)-کالعبارة و نحوها-یقتضی انسحاب الحکم بالضمان فی مطلقهما،و لو کانا مصوغین لا نقدین،و به أفتی جماعة صریحا، خلافا لآخرین فخصوه بالنقدین و لعله الأقوی.

ثم ان ضمانهما یسقط باشتراط سقوطه بلا خلاف.

و لو استعار من الغاصب مع العلم بالغصب ضمن کلا من العین و المنفعة مع التلف مطلقا و لو لم یکن عاریة مضمونة.

و کذا لو کان جاهلا،لکن استقرار الضمان هنا علی الغاصب،إلا إذا کانت عاریة مضمونة،فیضمن العین خاصة،و للمالک فی المقامین إلزام أیهما شاء بالعین التالفة و ما استوفاه من المنفعة.

فإن ألزم المستعیر کان له أن یرجع هو علی المعیر بما غرم مع جهله بالغصب لا مع علمه،لاستقرار الضمان علیه حینئذ،فلیس له الرجوع بما

ص:202


1- 1) وسائل الشیعة 13-235،ب 1 و 3.

غرمه.

و ان ألزم الغاصب،لم یرجع علی المستعیر،الا مع علمه أو کون العین مضمونة،فیرجع علیه فیهما فی العین و المنفعة فی الأول،و فی العین خاصة فی الثانی.

و کل ما یصح الانتفاع به مع بقائه کالعقارات و الثیاب و الدواب و الأقمشة و الأمتعة و الصفر و الحلی و نحو ذلک تصح إعارته دون غیره مما لا یتم الانتفاع به الا بإتلاف عینه،کالأطعمة و الأشربة،فإنه لا تجوز إعارتها.

و کذا ما لا یجوز الانتفاع به شرعا لا تصح إعارته،کأوانی الذهب و الفضة للأکل و الشرب فیها،و کذا کلب الصید إذا استعیر للهو و الطرب،و الجواری للاستمتاع.

و یستثنی من مورد المنع حیث ثبت المنحة بالکسر،و هی الشاة المعارة للانتفاع بلبنها،و قد أجمعوا علیه،ثم منهم من جمد علی المجمع علیه،و منهم من عدی الحکم الی غیره من الانعام و الی غیر اللبن من الصوف و الشعر،و الأول أظهر.

و یجب أن یقتصر المستعیر فی الانتفاع علی ما یؤذن له منه، فلو عین له جهة لم یتجاوزها و لو الی المساوی و الأدنی علی الأحوط مطلقا،بل الأقوی فی المساوی دون الأدنی،إلا إذا علم إرادة الخصوصیة من تعیین الأعلی، فیتوجه المنع عن التجاوز إلی الأدنی أیضا،کما لو نهاه عن غیر المعین مطلقا.

و حیث یتعین المعین فتعدی الی غیره،ضمن العین و لزمه الأجرة لمجموع ما فعل من غیر أن یسقط منه ما قابل المأذون علی الأصح،الا أن یکون المأذون فیه داخلا فی ضمن المنهی عنه،کما لو أذن له فی تحمیل الدابة قدرا معینا فتجاوزه، أو فی رکوبه بنفسه فأردف غیره،فیتوجه إسقاط قدر المأذون منه.

ص:203

و لو اختلفا فی التلف أو التفریط،فالقول قول المستعیر مع یمینه علی الأقرب.

و لو اختلفا فی الرد فادعاه المستعیر فالقول قول المعیر بلا خلاف فیما أعلم.

و معنی عدم قبول قول المستعیر فیه،الحکم بضمان المثل أو القیمة حیث یتعذر العین،لا الحکم بها مطلقا،للزوم إیداعه الحبس دائما.

و لو اختلفا فی القیمة بعد اتفاقهما علی التلف بالتفریط ف فی تقدیم قول المستعیر أو المعیر قولان و لکن أشبههما تقدیم قول المستعیر الغارم مع یمینه.

و لو استعار للانتفاع و رهن المستعار من غیر اذن المالک بالرهن انتزع المالک العین و رجع المرتهن بماله علی الراهن حیث أخذت منه العین بل مطلقا،لعدم الاستیثاق بما لمالکه الرجوع فیه متی شاء.

ص:204

کتاب الإجارة

اشارة

ص:205

ص:206

(کتاب الإجارة) و هی لغة:الأجرة،و شرعا تملیک منفعة معلومة بعوض معلوم و قیل:

عقد ثمرته ذلک.

و یشترط فیها بعد أهلیة المتعاقدین ما یدل علی الإیجاب و القبول،کآجرتک أو أکریتک أو ملکتک منفعتها سنة مثلا فیقول:قبلت أو استأجرت أو نحوهما.

و أما اشتراط العربیة و الماضویة و نحوهما من الأمور المختلف فی اعتبارها فی العقود اللازمة فکما تقرر فی البیع،فإنهما کسائر العقود اللازمة من باب واحد.

و حیث انعقدت بشرائطها المعتبرة تلزم من الطرفین الموجر و المستأجر.

و تنفسخ بالتقایل و بکل من الأسباب المقتضیة له مما یأتی،و لا تبطل بالبیع و لا بالسکنی.نعم للمشتری مع جهله بالحال الخیار بین الفسخ و الإمضاء و الأحوط إعلام المشتری بالحال،و لا فرق فی الحکم بعدم البطلان به بین کونه من المستأجر أو غیره.

و کما لا تبطل بالبیع کذا لا تبطل بالعتق،و هل تبطل بالموت مطلقا أم لا مطلقا أم بموت المستأجر دون المؤجر أقوال،و قال الشیخان:نعم

ص:207

تبطل مطلقا و تبعهما جماعة من القدماء و قال المرتضی و جماعة منهم أیضا:

لا تبطل کذلک و هو أشبه بالأصول و أشهر بین المتأخرین،بحیث کاد أن یکون ذلک منهم إجماعا،و هو الأقوی.

هذا إذا لم یشترط علی المستأجر استیفاء المنفعة بنفسه،و الا بطلت بموته قولا واحدا.

و تبطل أیضا عند جماعة بموت الموجر،حیث تکون العین المستأجرة موقوفة علیه و علی من بعده من البطون،فیؤجرها مدة و یتفق موته قبلها،قالوا:

نعم لو کان ناظرا و آجرها لمصلحة البطون لم تبطل بموته،و لا بأس به.

و کل ما تصح إعارته شرعا من الأعیان المنتفع بها مع بقائها تصح إجارته دون ما لیس کذلک،و لو فی نحو المنحة إجماعا.

و اجارة المشاع جائزة مطلقا،استأجره من شریکه أو غیره عندنا، لإمکان استیفاء المنفعة بموافقة الشریک،لکن لا تسلم العین المشترکة إلا باذنه.

و لو أبی رفع الأمر إلی الحاکم،کما إذا تنازع الشریکان.ثم انه إذا کان المستأجر عالما بالحال،و الا فله الفسخ دفعا للضرر.

و العین المستأجرة أمانة لا یضمنها المستأجر و لا ما ینقص منها،الا مع تعد أو تفریط و کذلک الأجیر إذا هلک،صغیرا کان أو کبیرا،حرا کان أو مملوکا.و لا فرق فی الحکمین بین التلف فی المدة أو بعدها علی الأقوی.

و فی جواز اشتراط الضمان حیث لم یثبت بأصل العقد أم العدم قولان، و الثانی أشهر،و الأول أظهر.

ما یشترط فی صحة الإجارة:

و شروطها أی الإجارة خمسة بل ستة:

ص:208

أحدها : أن یکون المتعاقدان کاملین جائزی التصرف برفع الحجر عنهما،فلا تصح إجارة الصبی مطلقا،و ان کان ممیزا أو أذن له الولی علی الأقوی، و لا المجنون مطلقا،و لا المحجور علیه بدون اذن الولی و من فی حکمه لا مطلقا.

و ثانیها : أن تکون الأجرة معلومة،کیلا أو وزنا أو عدا ان کانت مما یعتبر بها فی البیع،أو مشاهدة ان لم تکن کذلک.

و قیل:تکفی المشاهدة مطلقا و لو کان الأجرة مما یکال أو یوزن و الأول أشهر و أقوی.

و تملک الأجرة بنفس العقد لکن لا یجب تسلیمها الا بتسلیم العین المستعارة أو العمل ان وقعت علیه الإجارة،الا أن یکون هناک عادة تقتضی التعجیل فیجب،کما لو اشترطه.

و فائدة التملک مع عدم وجوب التسلیم تبعیة النماء لها،متصلا لها أو منفصلا ان وقع العقد علی عینها.

و حیث سلمت العین المستأجرة أو العمل،وجبت الأجرة معجلة مع الإطلاق فی العقد و عدم تقیید فیه بتأجیلها أو اشتراط التعجیل.

و فائدة الشرط مع استفادته من نفس العقد،هو التأکید لا تسلط الموجر علی الفسخ مع الإخلال به و ان قیل به.

و یصح تأجیلها بالشرط نجوما و أشهرا معینة،بأن یجعل لکل منها شیء منها لا یستحق الموجر مطالبته قبل مجیئه.

و کذا یصح إلی أجل واحد و لا فرق بین الإجارة الواردة علی عین معینة و الواردة علی ما فی الذمة.

و فی توقف استحقاق المطالبة بالأجرة بعد العمل علی تسلیم العین المعمول فیها مطلقا،أم العدم کذلک،أم الفرق بین ما إذا کان العمل فی ملک الأجیر فالأول

ص:209

أو ملک المستأجر فالثانی أقوال،خیرها أوسطها.

و لو استأجر من یحمل له متاعا مثلا الی موضع معین فی وقت معین بأجرة معینة،فان لم یفعل ذلک و لم یبلغه فی ذلک الوقت،أی:شرط علیه أنه ان لم یفعل ذلک نقص من أجرته شیئا معینا فتراضیا علیه صح کل من العقد و الشرط علی الأظهر الأشهر ما لم یحط المشترط نقصه عن أصل الأجرة علی تقدیر المخالفة بتمام الأجرة،و یفسد مع الإحاطة،و یتبعه فساد العقد،فیثبت له أجرة المثل،بلا خلاف الا من نادر،فأوجب المصالحة و من آخر فنفی الأجرة بالکلیة.

و ثالثها : أن تکون المنفعة مملوکة للموجر أو لمن یوجر عنه وکالة أو وصایة،أو ولایة خاصة أو عامة.

فلو آجر غیر المالک و من فی حکمه،وقفت الإجارة علی الاذن منه،فان أذن صح علی الأقوی،و الا فسد اتفاقا.

و علی المختار یکون هذا الشرط معتبرا فی اللزوم دون الصحة،بخلاف باقی الشروط.و لا فرق بین أن تکون مملوکة تبعا للعین أو منفردة.

و یجوز للمستأجر أن یؤجر العین المستأجرة الا أن یشترط الموجر علیه استیفاء المنفعة بنفسه فلا یجوز له أن یوجر حینئذ،الا أن یشترط المستأجر الأول علی الثانی استیفاء المنفعة له بنفسه،فیجوز الا أن ینهاه الموجر الأول عن نفس الإجارة من الغیر بالشرط،فلا یجوز کالأول و ان استوفی هو المنفعة.

و حیث جاز له الإجارة من غیره،فهل یتوقف تسلیم العین علی اذن المالک أم لا؟قولان،أصحهما الثانی.

و رابعها : أن تکون المنفعة مقدرة إما بنفسها کخیاطة الثوب

ص:210

المعین و رکوب الدابة إلی موضع معین أو بالمدة المعینة کسکنی الدار سنة و خیاطة الثوب شهرا مثلا.

و بالجملة لا بد من تقدیر المنفعة بما یتقدر به عادة،فإن اتحد کما لا یمکن الا بالزمان،کسکنی الدار و الإرضاع الغیر المقدرین الا بالزمان لزم التقدیر به، و ان تعدد تخیر بین التقدیر بأیهما شاء،کالخیاطة و رکوب الدابة و نحوهما مما یتقدر تارة بالزمان کفعلهما فی شهر مثلا،و أخری باضافتهما الی معین کما مر فی المتن.

و الضابط:هو العلم بالمنفعة علی أحد الوجهین.

و لو قدرت بالعمل و المدة معا،کأن یخیط هذا الثوب فی هذا الیوم مثلا، فالأشهر الأظهر البطلان ان قصد التطبیق،و ان قصد الظرفیة المطلقة و أمکن وقوع الفعل فیها جاز.

و یملک المستأجر المنفعة المعقود علیها بالعقد کما یملک به الموجر الأجرة.و لا فرق بینهما الا من حیث أن تسلیم الأجرة یتوقف علی تمام العمل،أو دفع العین المستأجرة.و لا کذلک المنفعة،فإنه یجب تسلیمها مع المطالبة بتسلیم العمل أو العین التی وقع علیها الإجارة.

و وقت تسلیمها فی المقدرة بالمدة عند الفراغ من العقد مع إطلاقه و ابتداء الزمان المشترط مع تقییده به،متصلا کان أم منفصلا،و تصح الإجارة فیه بقسمیه، و کذا فی الأول علی الأظهر الأشهر.نعم ینبغی تقیید الصحة فی صورة الإطلاق بصورة دلالة العرف علی الاتصال،و الا کانت باطلة.

و فی المقدرة بغیر المدة عند المطالبة،و قیل:عند الفراغ من العقد مطلقا کالسابق،لانصراف الإطلاق إلی التعجیل،و لم یثبت فی مثله،إلا إذا کان ثمة قرینة من عرف أو عادة و لا کلام معها.

ص:211

و لو مضت مدة یمکن استیفاء المنفعة المعقود علیها بنفسه و کانت العین فی ید المستأجر،استقرت الأجرة علی المستأجر و لو لم ینتفع بها بلا خلاف،و لا فرق فی ثبوتها علیه بالتسلیم بین کون الإجارة صحیحة أو فاسدة.

و فی حکم التسلیم ما لو بذل الموجر العین فلم یأخذها المستأجر حتی انقضت المدة،أو مضت مدة یمکنه الاستیفاء،فتستقر الأجرة هنا أیضا،لکن لا بد فیه من تقییده بالصحیحة.

و إذا عین حین العقد جهة الانتفاع فیما یتعدد فیه لم یتعدها المستأجر و یضمن مع التعدی.

و لو تلفت العین المعین فی العقد استیفاء المنفعة منها قبل القبض أو بعده بلا فصل أو امتنع الموجر من التسلیم مدة الإجارة،بطلت الإجارة بلا خلاف فی الأول،علی الظاهر المصرح به فی التنقیح (1)،و لولاه لأمکن المناقشة فیه علی إطلاقه بل مطلقا.

و فی حکم تلف الجمیع تلف البعض،الا أن البطلان هنا یختص بالتلف (2)، و یتخیر فی الباقی بین الفسخ و إمساک الحصة بقسطها من الأجرة.

و طریق التقسیط فی العین المتساویة الاجزاء ظاهر،و فی غیرها بأن تقوم أجرة مثل جمیع المدة،ثم تقوم الأجزاء السابقة علی التلف،و ینسب الی المجموع،فیؤخذ من المسمی بتلک النسبة.

و علی اشکال فی الأخیر،من أن التسلیم شرط للاستحقاق بالاتفاق،فلیس لأحدهما علی الأخر شیء،و ینفسخ العقد بنفسه،لأنه بمنزلة تلف المبیع و العین قبل التسلیم.و من أن المنفعة مملوکة و قد منعه عنها،و هی مضمونة کالأعیان،

ص:212


1- 1) التنقیح الرائع 2-271.
2- 2) فی«ن»:التالف.

و کما إذا غصب العین غاصب،فللمستأجر الخیار بین الفسخ و الإلزام بالتسلیم، و له اجرة المثل مع عدم الفسخ،و المسمی معه،و هذا هو الوجه وفاقا لجماعة.

و لا فرق فیه کالسابق بین الامتناع من تسلیم الجمیع أو البعض،فله الفسخ.

و ذکر جماعة من غیر خلاف بینهم أجده أنه لو منعه أی المستأجر الظالم عن الانتفاع بالعین المستأجرة بعد القبض لها لم تبطل الإجارة و کان الدرک أی درک المنفعة و ضمانها علی الظالم فیرجع المستأجر علیه بأجرة مثل المنفعة التالفة فی یده.و لا فرق فی وقوع الغصب فی ابتداء المدة أو خلالها.

و لو کان المنع قبل القبض،لم تبطل أیضا،الا أن للمستأجر الخیار بین الفسخ و مطالبة المؤجر بالمسمی،و الرضا بالإجارة و انتظار زوال المانع،أو مطالبة المانع بأجرة المثل.قیل:بل یحتمل مطالبة المؤجر بها،لکون العین مضمونة علیه حتی یقبض.و لا یسقط التخییر بزوال المانع فی أثناء المدة.

و کثیر من هذه الاحکام منظور فیه ان لم ینعقد الإجماع علیه،و لکن عدم ظهور الخلاف لعله کاف فی إثباته،الا أن ظاهر العبارة البطلان مع المنع قبل القبض،و وجهه غیر واضح مع أن الأکثر علی خلافه.

و لو انهدم المسکن المستأجر تخیر المستأجر فی الفسخ و ان کان بعد استیفاء شیء من المنفعة.

و إطلاق العبارة یقتضی ثبوت الخیار مطلقا،و لو خرج المسکن بالانهدام عن إمکان الانتفاع به أصلا،أو أمکن إعادته بحیث لا یفوت علیه شیء معتد به، و الأول لا ینطبق علی ما ذکروه من أن تلف العین یبطل الإجارة،و للثانی وجه من حیث ثبوت الخیار بالانهدام فیستصحب،و الأحوط بل الأوجه عدم الخیار و لزوم العقد.

ص:213

و حیث لم یفسخ کان له إلزام المالک باصلاحه و یحتمل قویا العدم، وفاقا لبعضهم.

و لا یسقط من مال الإجارة شیء و لو کان الهدم بفعل المستأجر مطلقا کان علی جهة الانتفاع أو غیرها،ما لم یکن فیه من جهة المؤجر تعد أو تفریط،و مع أحدهما یتقاصان إذا کان هناک شرائط التقاص،و الا فعلی المالک الأجرة للمستأجر و علیه بدل التالف للمالک.

و خامسها : أن تکون المنفعة مباحة فی الشریعة.

فلو آجره دابة أو مسکنا مثلا لیحمل أو یحرز فیه الخمر المتخذة للشرب،أو دکانا لیبیع فیه آلة محرمة،أو أجیرا لیحمل مسکرا أو لیعلمه الغناء أو نحو ذلک لم تنعقد الإجارة،علی الأظهر الأشهر.

و ما فی بعض الصحاح من الجواز مطروح،أو مأول بالحمل علی التقیة، أو علی صورة الجهل بأن المستأجر یفعل ذلک،أو علی أن الحمل للتخلیل و نحوه.

و کما لا تنعقد تحرم أیضا إجماعا فیما إذا أوجر لیعمل الحرام،و أما لو أوجر ممن یعمل ذلک فجائز إجماعا مع الجهل بالحال،و أما مع العلم فإشکال، و الأحوط المنع.

و سادسها :القدرة علی التسلیم،المستفاد من قوله: و لا تصح اجارة العبد الآبق و الجمل الشارد،و الذی لا یتمکن من تسلیمه و تسلمه،أو المغصوب الذی لا یملک الموجر التصرف فیه.

و هو شرط إجماعا،فلا تصح الإجارة بدونه،الا أن ینضم إلیه ضمیمة مقصودة بالذات فتصح کالبیع.بل قیل:بالصحة معها مطلقا فی العبد الآبق،و لو لم تکن بالذات مقصودة بالبیع.و الوجه المنع وفاقا لجمع.

ثم ان کل ذا إذا لم یقدر کل منهما علی تسلیم العین و تسلمها،و لو آجره

ص:214

ممن یقدر علی تحصیلها صح و لو من غیر ضمیمة.

و لا یضمن صاحب الحمام الثیاب و ان شاهدها عند النزاع،و قیل له احفظها و سکت الا أن یودع و یقبل فیفرط فی الحفظ فیضمن.

و لو تنازعا فی أصل الاستئجار،فادعاه أحدهما و أنکره الأخر فالقول قول المنکر مع یمینه و لا فرق بین کون المنکر المالک أم الأخر.

ثم ان کان النزاع قبل استیفاء شیء من المنافع،رجع کل مال الی صاحبه.

و ان کان بعد استیفاء شیء منها،أو الجمیع الذی یزعم من یدعی وقوع الإجارة أنها تعلقت به و کان المنکر المالک،فإن أنکر مع ذلک الاذن فی التصرف و حلف، استحق اجرة المثل و ان زادت عن المسمی بزعم الأخر.

و لو کان المتصرف یزعم تعیینها فی مال مخصوص و کان من جنس النقد الغالب،ألزم المالک قبضه عن اجرة المثل،و لا تسلط له علی إلزامه بأخذ النادر، فان ساواها أخذه،و ان نقص وجب علی المتصرف الإکمال،و ان زاد صار الباقی مجهول المالک.

و ان کان مغایرا له و لم یرض المالک به،وجب علیه الدفع من الغالب، و لا یجوز له إلزام المالک بأخذ النادر،و یبقی ذاک بأجمعه مجهولا.و یضمن العین بإنکار الاذن،و لو اعترف به فلا ضمان.

و ان کان المنکر المتصرف و حلف،وجب علیه أجرة المثل،فان کانت أزید من المسمی بزعم المالک،لم یکن له المطالبة به ان کان دفعه،و وجب علیه دفعه ان لم یکن دفعه و لیس للمالک قبضه.و ان زاد المسمی عن أجرة المثل،کان للمنکر المطالبة بالزائد ان کان دفعه و إلا سقط،و العین لیست مضمونة علیه هنا.

و لو اختلفا فی رد العین المستأجرة،فادعاه المستأجر و لا بینة فالقول قول المالک مع یمینه بلا خلاف.

ص:215

و کذا القول قول المالک مع یمینه لو کان الاختلاف فی قدر الشیء المستأجر بفتح الجیم یعنی العین المستأجرة،بأن قال:آجرتک البیت بمائة،فقال:بل الدار أجمع بها،و لا بینة،علی الأشهر الأظهر.و قیل:بالتحالف.

و فیه ضعف.

و لو اختلفا فی قدر الأجرة بعد اتفاقهما علی العین و المدة،فادعی المستأجر النقصان و الأخر الزیادة فالقول قول المستأجر مع یمینه علی أشهر الأقوال و أظهرها فی المسألة.

هذا إذا لم یکن بینة لأحدهما،و الا فیحکم لمن له البینة مطلقا.و لو أقامها کل منهما،فالأقرب تقدیم بینة المدعی.

و کذا یقدم قول المستأجر مع یمینه لو ادعی الموجر علیه التفریط و لا بینة له.

و تثبت أجرة المثل فی کل موضع تبطل فیه الإجارة مع استیفاء المنفعة أو بعضها مطلقا،زادت عن المسمی أم نقصت عنه،قیل:الا أن یکون البطلان باشتراط عدم الأجرة أو السکوت عنها فی العقد،فتسقط بالکلیة.و لا بأس به فی الشق الأول،و یشکل فی الثانی،بل الوجه فیه ثبوت الأجرة،الا أن ینضم الی السکوت ما یدل علی أن المقصود به إسقاط الأجرة،و أنه لیس عن نسیان أو غفلة.

ثم ان کل ذا مع جهلهما بالفساد،و أما مع علمهما به فلا یستحق المؤجر شیئا و لا یجب علی المستأجر دفع الأجرة،فلو دفعها و الحال هذه کان بمنزلة التبرع و الهبة و له الرجوع فیها ما دامت العین باقیة و لم یکن هناک ما یلزم الهبة.

و لو اختص بالجهل،کان له الرجوع مطلقا،و لو کانت تالفة و وجدت شرائط لزوم الهبة.

و لو اختص الموجر بالجهل،کان له أجرة المثل،کما إذا شارکه الأخر فی

ص:216

الجهل.و العین مضمونة فی ید المستأجر مطلقا،کما نسب إلی الأصحاب.و یشکل فی صورة دفع الموجر لها من المستأجر مع علمه بالفساد دون المستأجر،بل و یحتمل مع علمه أیضا،لرجوع الإجارة فی هذه الصورة إلی العاریة،و لیست العین فیها بمضمونة،و لعل مراد الأصحاب غیر هذه الصورة.

و لو تعدی المستأجر بالدابة المستأجرة،فسار بها زیادة علی المسافة المشترطة له فی العقد ضمن قیمتها مع التلف و الأرش مع النقص و لزمه فی الزائد أجرة المثل له مضافا الی المسمی،و لو مع الأمرین علی الأظهر،وفاقا لجمع.

و هل المعتبر قیمة یوم التفریط أو یوم التلف أو أعلی القیمتین؟أقوال،أحوطها الأخیر ان لم یکن أظهرها.

و موضع الاختلاف ما إذا کان الاختلاف بتفاوت القیمة،أما لو کان بسبب نقص فی العین،فلا ریب فی ضمان الناقص.

فان اختلفا فی قیمة الدابة أو أرش نقصها فالقول قول الغارم وفاقا للأکثر و فی روایة (1)صحیحة عمل بها الشیخ فی النهایة (2):ان القول قول المالک.

و لو لا إطباق متأخری الأصحاب علی طرحها،لکان المصیر إلیها لصحتها فی غایة القوة و ان خالفت القاعدة،و لهذا اقتصر فی النهایة علی موردها و هی الدابة و وافق القاعدة فیما عداها من الأعیان المستأجرة.

و یستحب أن یقاطع المستأجر من یستعمله علی الأجرة قبل العمل للأمر به فی المعتبرة (3).

ص:217


1- 1) وسائل الشیعة 13-255،ح 1 ب 17.
2- 2) النهایة ص 446.
3- 3) وسائل الشیعة 13-245،ح 2.

و یجب ایفاؤه أجرته عند فراغه من العمل اللازم علیه.و قیل:یستحب و الوجوب أحوط بل و أظهر.

و لا یعمل الأجیر الخاص و هو الذی یستأجر للعمل بنفسه مدة معینة حقیقة أو حکما،کما إذا استؤجر لعمل معین أول زمانه الیوم المعین،بحیث لا یتوانی فیه بعده لغیر المستأجر إلا بإذنه،لانحصار المنفعة المستحقة للمستأجر فیه بالنسبة إلی الوقت الذی جرت عادته فیه کالنهار مثلا،فلا یجوز له التصرف فیه بغیر إذنه أما غیره کاللیل فی المثال،فیجوز له العمل فیه إذا لم یؤد الی ضعف فی العمل المستأجر علیه بلا خلاف.

و کذا یجوز له العمل فی المعین عملا لا ینافی حق المستأجر،کإیقاع عقد فی حال اشتغاله بحقه فی أصح القولین.

و احترز بالخاص عن المطلق،و هو الذی یستأجر لعمل مجرد عن المباشرة مع تعیین المدة کتحصیل الخیاطة یوما أو عن المدة مع تعیین المباشرة،کأن یخیط له ثوبا بنفسه من غیر تعرض للوقت.أو مجردا عنهما کخیاطة ثوب مجردة عن التعیین مطلقا،فإنه بأقسامه یجوز أن یعمل لغیر المستأجر و یوجر نفسه منه استئجارا لا ینافی الأول.

أما الاستیجار المنافی،کأن یوجر نفسه مدة حیاته مع تعیین المباشرة فلا، و هو فی معنی الخاص بالإضافة إلی قدر المدة للعمل الأول.

ثم الخاص مطلقا ان عمل لغیر المستأجر فی الوقت المختص به،فله صور استوفینا أحکامها فی الشرح (1).

ص:218


1- 1) ریاض المسائل 2-9.

کتاب الوکالة

اشارة

ص:219

ص:220

(کتاب الوکالة) و هی تستدعی أن نذکر فصولا:

الأول:الوکالة بفتح الواو و کسرها عبارة عن الإیجاب و القبول الدالین علی الاستنابة فی التصرف فی شیء،للموجب أن یتولاه بنفسه و بغیره.

و یکفی فیهما هنا ما یدل علیهما،و لو بالإشارة المفهمة فی الأول،و الفعل الدال علی الرضا فی الثانی.

و لا یشترط فیه الفوریة،فلو تراخی عن الإیجاب مدة طویلة کانت الوکالة صحیحة.

و فی اشتراط عدم الرد أم لا وجهان،أجودهما:الثانی الا مع علم الموجب بالرد و حصول الشک به فی بقاء الاذن المستفاد من الإیجاب،فللاشتراط هنا وجه.

و لا حکم لوکالة المتبرع بقبولها بعدم اشتراطه جعلا أو أجرة علی عمله الذی لیس له أجرة فی العادة کبرئه القلم،فلا یستحق شیئا مطلقا و لو نواه.

و یحتمل العبارة معنی آخر مبنیا علی ارادة التوکیل من الوکالة،أی:لا حکم لتوکیل المتبرع بتوکیله،بأن و کل أحدا فی التصرف فی مال غیره مثلا فضولیا

ص:221

و هو خلاف الظاهر،و ان کان أنسب بالمقام من الأول.

و من شرطها أن تقع منجزة،فلا تصح لو کانت معلقة علی شرط متوقع کقدوم الحاج و لا صفة مترقبة کطلوع الشمس.

و لکن یجوز تنجیزها و اشتراط تأخیر التصرف إلی مدة بأن یقول: وکلتک الان فی کذا و لکن لا تتصرف الا بعد شهر مثلا،بلا خلاف فی المقامین.

و فی صحة التصرف حیث فسدت بالتعلیق بعد حصول المعلق علیه من أحد الأمرین بالإذن الضمنی قولان،أجودهما:نعم،و لکن الاحتیاط مهما أمکن لا یترک.

و لیست الوکالة لازمة لأحدهما فلکل منهما إبطالهما فی حضور الأخر و غیبته،لکن ان عزل الوکیل نفسه بطلت مطلقا،و فی صحة التصرف بالإذن الضمنی ما مضی من احتمالها مطلقا و عدمها کذلک.و ربما فرق هنا بین اعلام الموکل بالعزل فالثانی و الا فالأول،و الثانی أشهر،و فی ظاهر الغنیة الإجماع علیه.

و لا ینعزل الوکیل بعزل الموکل ما لم یعلم العزل مطلقا و ان أشهد بالعزل علی الأصح الأشهر و علیه ف تصرفه قبل العلم بالعزل ماض علی الموکل لیس له رده و ان أشهد علیه.

و المستفاد من هذه العبارة و غیرها عدم اعتبار الظن،و هو کذلک الا الظن المستفاد من أخبار الثقة فیعتبر،لروایة (1)صحیحة،و به صرح جماعة.و یمکن أن ینزل علیه العبارة بحمل العلم فیها علی ما یعم الظن القائم مقامه شرعا.

و تبطل الوکالة حیث أنها من العقود الجائزة بالموت و الجنون مطلقا و لو أدواریا و الإغماء قلیلا کان أو کثیرا من کل منهما کان هذه الثلاثة

ص:222


1- 1) وسائل الشیعة 13-285،ب 2.

بلا خلاف.و لو تصرف و الحال هذه لم یصح.

قیل:و یجیء علی جواز تصرفه مع رده و مع بطلان الوکالة بتعلیقها علی شرط،جواز تصرفه هنا بعد زوال المانع بالاذن العام،و فیه نظر،بل القول بالمنع هنا أظهر.

و کذا تبطل ب تلف ما یتعلق به یعنی ما دل علیه لفظها مطابقة،کموت العبد الموکل فی بیعه،و الزوجة الموکلة فی طلاقها.أو تضمنا کتلف الدینار الموکل فی الشراء به.و لا فرق بین أن ینص علی الشراء بعینه،أو یطلق بأن یقول:

اشتر به.

و فی حکم التلف انتقاله عن ملکه،کما لو أعتق العبد الموکل فی بیعه،أو باع العبد الموکل فی عتقه.

و کذا تبطل بالحجر علی الموکل فیما وکل فیه بالسفه أو الفلس،و فی حکم الحجر بها طرو الرق علی الموکل،بأن کان حرا فاسترق،و لو کان وکیلا صار بمنزلة توکیل عبد الغیر.

و لا تبطل بالنوم و ان تطاول ما لم یؤد الی الإغماء،فتبطل من جهته لا من جهة النوم.

و حیث بطلت الوکالة لم تبطل الامانة،فلو تلف العین الموکل فیها فی یده بغیر تفریط لم یضمن.

و کذا لو کان وکیلا فی قبض حق،فقبضه بعد الموت مثلا و قبل العلم به و تلف فی یده بغیر تفریط،لکن یجب علیه المبادرة إلی إیصال العین الی الوارث،فإن أخر ضمن کسائر الأمانات الشرعیة.

و لو باع الوکیل العین الموکل فی بیعها بثمن،فأنکر الموکل الاذن فی البیع بذلک القدر،فالقول قول الموکل مع یمینه بلا خلاف.

ص:223

ثم لو حلف المالک بطل البیع و تستعاد العین المبیعة ممن هی فی یده ان کانت موجودة،و مثلها أو قیمتها ان کانت مفقودة.

و کذا تستعاد بمثلها أو قیمتها لو تعذر استعادتها بغیر تلف کتغلب أو غیبة،کل ذا علی الأشهر الأظهر،وفاقا للمبسوط،خلافا للنهایة فقال:ان علی الوکیل إتمام ما حلف علیه المالک،و وجهه غیر واضح.

ما تصح الوکالة فیه:

الثانی: فی بیان ما تصح فیه الوکالة شرعا.

و هو کل فعل یتکامل فیه شروط ثلاثة:

أحدها-أن یکون مملوکا له،بمعنی کون مباشرته له ممکنة بحسب العقل و الشرع،فلا تجوز الوکالة فی الأمور المستحیلة بالذات عقلا و الممنوعة شرعا، فلا تجوز فی المعاصی کالغصب و السرقة و القتل مثلا،و أحکامها تلزم المباشر.

و یعتبر الإمکان المزبور من حین الوکالة إلی وقت التصرف،فلا تجوز فی طلاق زوجة سینکحها،و لا عتق عبد سیشتریه.نعم تجوز فی الطلاق فی طهر المواقعة و الحیض،و فی تزویج امرأة ثم طلاقها و شراء عبد ثم عتقه،و نحو ذلک مما یقع التوکیل فیه تبعا لما یجوز التوکیل مستقلا فیه.

و ثانیها:أن لا یتعلق غرض الشارع فیه ب وقوعه من مباشر معین کالعتق،فان الغرض فیه فک الرقبة،سواء أحدثه المالک أم غیره،و الطلاق فان الغرض فیه رفع الزوجیة کذلک و البیع و النکاح و غیرهما من العقود و الإیقاعات.و لا تجوز فیما یتعلق غرضه بإیقاعه من مباشر معین.

و لا خلاف فی شیء من ذلک و لا خفاء،و انما الخفاء فی مرجع معرفة الغرض فی ذلک،و الظاهر أنه النقل،إذ لا قاعدة له لم تنخرم،و قد علم تعلق غرضه بجملة

ص:224

من العبادات،کالطهارة و الصلاة الواجبة فی حال الحیاة،فلا یستناب فیها مطلقا الا ما استثنی من نحو الطواف الواجب بشرط ذکر فی محله،و رکعتی الطواف حیث تجوز استنابة الحی فی الحج الواجب و الندب،و أداء الزکاة،و کالایمان و النذور و القسم بین الزوجات و الشهادات الا علی سبیل الشهادة،و الظهار و اللعان و الجنایة.

و فی صحة التوکیل بإثبات الید علی المباحات،کالاصطیاد و الاحتطاب و الاحتشاش قولان.

و ثالثها:أن یکون معلوما،فلا یصح فی المبهم و المجهول.

و تصح الوکالة فی الطلاق للغائب إجماعا و فی الحاضر علی الأصح الأشهر،خلافا للشیخ و التقی فمنعا عنها فی الحاضر،قیل:و علی قول الشیخ یتحقق الغیبة بمفارقة مجلس الطلاق.و فیه نظر،لان کلامه صریح فی اشتراط عدم الحضور فی البلد.

و یجب أن یقتصر الوکیل فی تصرفاته علی ما عینه الموکل أو ما یشهد العادة بالإذن مع اطرادها أو دلالة القرائن،کما لو أذن بالبیع نسیئة بقدر،فباع نقدا به أو بأزید،الا أن یکون له غرض فی التعیین و لو احتمالا، فلا یجوز التعدی حینئذ عنه،الا أن یکون احتمالا بعیدا،بلا خلاف فی شیء من ذلک و لا إشکال،إلا فیما حکموا به من صحة المعاملة مع المخالفة حیث جازت له،بدلالة القرائن أو اطراد العادة مع ضمان العین،لو عین لها محلا تباع فیه فعدل الی آخر فباعها فیه،فربما یستشکل فیه،و لکن لیس فی محله.

و لو عمم الوکالة صح إذا خصها من وجه مال أو غیره بلا خلاف، و کذا لو لم یخصها بوجه،کما إذا و کله فی کل قلیل و کثیر مما له فعله،علی الأشهر الأقوی.

ص:225

نعم یشترط فی تصرفاته المصلحة،فیمضی تصرفاته معها الا ما یقتضیه الإقرار بمال،أو ما یوجب حدا أو تعزیرا،فلا یمضی فیه علی الأشهر الأقوی، فلا یلزم الموکل بما و کل فی الإقرار به.و لا فرق فی ذلک بین أن یطلق الوکالة بحیث تعم الإقرار بذلک،أو یصرح بالتوکیل فیه علی الأقوی،کما مضی.

ما یشترط فی الموکل:

الثالث: فی بیان الموکل:

و یشترط کونه مکلفا کاملا بالبلوغ و العقل،فلا تصح وکالة الصبی و المجنون مطلقا،بإذن الولی کان أم لا بلا خلاف،إلا فی الممیز البالغ عشرا، فجوز جماعة توکله و توکیله فی نحو الصدقة و الوصیة و الطلاق مما دلت الروایات (1)علی جوازها منه،و هو حسن ان جاز الاعتماد علیها و الا فلا.

جائز التصرف فیما یوکل فیه برفع الحجر عنه فیه،فلا تجوز وکالة السفیه و لا المفلس فیما حجر علیهما فیه،و تصح فی غیره.و لقد کان فی ذکر هذا الشرط غنی عن الأول.

و لا یوکل العبد القن أحدا فیما لیس له التصرف فیه الا بإذن مولاه و یصح له التوکیل فی طلاق زوجته ان لم تکن أمة مولاه،علی الأشهر الأقوی.

ثم المراد بالاذن ما یعم الصریح و ما فی حکمه.فلو کان مأذونا فی التجارة، جاز أن یوکل فیما جرت العادة فیه بالوکالة.

و کذا لا یجوز أن یوکل الوکیل فیما و کل فیه الا أن یؤذن له بالتوکیل فیه و لو بالتعمیم کاصنع ما شئت،أو بالفحوی کاتساع متعلقها بحیث تدل القرائن علی الاذن له فیه،کالزراعة فی أماکن متباعدة لا تقوم لها إلا

ص:226


1- 1) وسائل الشیعة 13-142،ب 2.

بمساعد.و مثله عجزه عن مباشرته و ان لم یکن متسعا مع علم الموکل به،و کترفع الوکیل عما وکل فیه عادة،فإن توکله حینئذ دال بفحواه علی الاذن له فیه مع علم الموکل بترفعه عن مثله و الا لم یجز.

و حیث أذن له بالتوکیل،فان صرح بکون وکیله وکیلا عنه أو عن الموکل لزمه حکم من یوکله،فینعزل فی الأول بانعزاله،لانه فرعه،و یعزل کل منهما له.

و فی الثانی لا ینعزل الا بعزل الموکل،أو بما أبطل توکیله من جنون أو إغماء و نحوهما.

و ان أطلق ففی کونه وکیلا عنه،أو عن الموکل،أو تخیر الوکیل فی توکیله عن أیهما شاء أوجه.و کذا مع استفادته من العموم أو الفحوی،الا أن کونه وکیلا عن الوکیل أقوی.

و اعلم أن لفظة«یوکل»فی العبارة فی المقامین ربما قرأ بفتح الکاف، فمعناها حینئذ:لا یجوز للإنسان أن یوکل عبد غیره و لا وکیل غیره الا باذنه.

و هذا مع عدم مناسبته لسیاق الکلام غیر تام الحکم فیه فی المقام الثانی علی إطلاقه.

و یجوز للأب و الجد له و وصیهما أن یوکلوا عمن له الولایة علیهم.

و للحاکم الشرعی أیضا أن یوکل عن السفهاء و البله و المجانین و الصبیان الذین لا ولی لهم غیره.

و یشترط فی الوصی أن لا یمنعه الموصی عن التوکیل،و معه لا یجوز له.

و یکره لذوی المروات و هم أهل الشرف و الرفعة أن یتولوا المنازعة بنفوسهم بل ینبغی لهم التوکیل فیها.

ص:227

ما یشترط فی الوکیل:

الرابع: فی بیان الوکیل:

و یشترط فیه کمال العقل بالبلوغ و رفع الحجر عنه بالجنون،فلا تصح وکالة الصبی و المجنون.

و فی اقتصاره علی هذا الشرط دون الأخر الذی فی الموکل،قد مر دلالة علی جواز کون المحجور علیه لغیر نقص العقل فی الجملة وکیلا لغیره فیما حجر علیه فیه من التصرف،کالمفلس و السفیه مطلقا و لو لم یأذن لهما الولی و العبد لکن مع اذن السید.

و یجوز أن تلی المرأة عقد النکاح لنفسها و لغیرها و کذا طلاق غیرها بإجماعنا،أما طلاق نفسها فقولان،و المنع فی الجملة أحوط،و ان کان الجواز أجود.

و المسلم یجوز أن یتوکل للمسلم علی المسلم و علی الذمی، و للذمی علی الذمی بلا خلاف.

و فی جواز وکالته له أی وکالة المسلم للذمی علی المسلم تردد و اختلاف،فأکثر القدماء علی المنع،حتی ادعی ابن زهرة علیه الإجماع،و عامة المتأخرین علی الجواز لکن مع الکراهة،حتی ادعی الفاضل علیه الإجماع فی التذکرة،و لا یخلو عن قوة،و ان کان الاولی أحوط بلا شبهة.

و الذمی یتوکل علی الذمی للمسلم و الذمی،و لا یجوز أن یتوکل الذمی علی مسلم مطلقا لمسلم أو ذمی إجماعا.

و کذا الحربی لا یتوکل علی مسلم مطلقا،بل بطریق أولی.و انما اقتصر الأصحاب علی الذمی للتنبیه بالأدنی علی الأعلی.

ثم ان ظاهرهم اختصاص المنع بما إذا تضمن الوکالة نوعا من القهر

ص:228

و السلطنة،فلو و کل لان یوقع عقدا لمسلم أو یعطیه دینارا مثلا صح،و به صرح جماعة الا أن ابن زهرة صار الی المنع عن توکله علی تزویج المسلمة من المسلم و عن توکل المسلم علی تزویج المشرکة من الکافر،مدعیا علیه الإجماع.

و الوکیل أمین لا یضمن الا مع تعد أو تفریط و لا فرق فی الوکیل بین کونه بجعل أو غیره.

مسائل تتعلق بالوکیل و الموکل:

الخامس:فی بیان الاحکام،و هی مسائل:

الاولی:لو أمره الموکل بالبیع حالا فباع مؤجلا و لو بزیادة الثمن عن المثل أو ما عین لم تصح أی لم تلزم و وقف علی الإجازة فإن أجاز صح و لزم و الا فلا.

و کذا لم تصح و وقف علی الإجازة لو أمره ببیعه مؤجلا بثمن فباع بأقل منه عاجلا.

هذا مع عدم اطراد العادة و فقد القرائن الدالة علی الاذن فیما خالف الیه، کما هو الغالب فی المقامین،و أما مع أحدهما فالوجه صحة البیع کما مضی.

و لذا قالوا: لو باع فی الصورة الثانیة بمثله أی بمثل الثمن الذی عین له أو أکثر منه صح و لزم،لانه زاده خیرا و به یحصل اذن الفحوی قطعا الا أن یتعلق بالأجل غرض و لو احتمالا لم یکن نادرا،کأن یخاف علی الثمن ذهابه فی النفقة مع احتیاجه الیه بعده.

و لو أمره بالبیع فی موضع معین فباع فی غیره بذلک الثمن المعین له أو بالمثل مع الإطلاق أو زائدا علیهما صح الا أن یعلم أو یظن غرض فی تعیینه،من جودة النقد،أو کثرته،أو حله،أو صلاح أهله،أو مودة بینهم و بین

ص:229

موکله،فلا یصح و یقف علی الإجازة.

و لا کذا لو أمره ببیعه من إنسان معین فباع من غیره،فإنه لم یلزم بل یقف علی الإجازة مطلقا و لو باع بأزید من الثمن المعین أو المثل، إلا إذا علم عدم تعلق غرض له بتعیینه و أن المقصود منه حصول الثمن کیف اتفق فیمکن الصحة،هذا کسابقه الا أن إطلاق العبارة و غیرها یقتضی انسحاب الحکم هنا أیضا،فإن کان إجماع،و الا فالأجود الصحة کما ذکرنا.

الثانیة: فی بیان مسائل النزاع. إذا اختلفا فی الوکالة و لا بینة فالقول قول المنکر مع یمینه و لا فرق فی المنکر بین کونه الوکیل و الموکل.

و لو اتفقا علیه و لکن اختلفا فی العزل أو فی الإعلام أو فی التفریط أو قیمة التالف بعد الاتفاق علیه و لا بینة فالقول فی جمیع ذلک قول الوکیل بلا خلاف و کذا لو اختلفا فی التلف فالقول فیه أیضا قول الوکیل،سواء ادعاه بأمر ظاهر أو خفی.

و لو اختلفا فی الرد فقولان،أحدهما: ان القول قول الموکل مع یمینه ذهب إلیه الحلی و الفاضلان و الشهیدان و غیرهم. و الثانی: ان القول قول الوکیل مع یمینه ما لم یکن وکالته بجعل،و هو أشبه وفاقا للمشهور و اعتبار الیمین کما ذکرنا مما لا خلاف فیه،و فی المسالک الإجماع.

الثالثة:إذا زوجه امرأة مدعیا وکالته علی تزویجها خصوصا أو عموما فأنکر ها الموکل،فالقول قول المنکر مع یمینه و عدم بینة للمدعی بلا خلاف و علی الوکیل مهرها کملا وفاقا للنهایة (1)و جماعة.

و روی (2)أن لها علیه نصف مهرها و نحوها روایة أخری،و زید

ص:230


1- 1) النهایة ص 319.
2- 2) وسائل الشیعة 13-288،ب 4.

فیها التعلیل بما أشار إلیه بقوله: لانه ضیع بترک الاشهاد بضعها (1)و هو أقوی،بل قیل أشهر.

و هنا قول آخر بفساد أصل العقد الموجب لنفی أصل المهر،و هو موافق للأصل،الا أنه یجب تخصیصه بما مر من النص المعتبر.

و کیف کان یجب علی الزوج المنکر للوکالة أن یطلقها سرا ان أبی عن الجهاز ان کان و کل حقیقة،فان لم یفعل کان مأثوما و کان الحکم الظاهر حکم الإسلام،و قد أباح لها أن تتزوج کما فیما مر من النص،و علیه کافة الأصحاب،لکن صرح جماعة باشتراطه بعدم تصدیقها الوکیل علی الوکالة،و الا فلیس لها التزویج باعترافها و هو کذلک.

و لو امتنع من الطلاق لم یجبر علیه،و حینئذ ففی تسلطها علی الفسخ دفعا للضرر،أو تسلط الحاکم علیه أو علی الطلاق،أو بقائها کذلک حتی یموت أوجه.

و لو أوقع الطلاق معلقا علی شرط،کقوله:«ان کانت فلانة زوجتی فهی طالق» صح و لم یکن إقرارا و لا تعلیفا مانعا.

ص:231


1- 1) کذا فی النسخ،و لکن فی الروایة و المطبوع من المتن:حقها.

ص:232

کتاب الوقوف و الصدقات و الهبات

اشارة

ص:233

ص:234

أما الوقف

اشارة

(کتاب الوقوف و الصدقات و الهبات) أما الوقف:فهو تحبیس الأصل و إطلاق المنفعة و إباحتها للجهة الموقوف علیها،بحیث یتصرف فیه کیف شاء کغیرها من الاملاک.

و المراد ب«تحبیس الأصل»المنع عن التصرف فیه تصرفا ناقلا لملکه.

و لفظه الصریح الذی لا یفتقر فی دلالته علیه الی ضم قرینة وقفت،و أما ما عداه ف یفتقر إلی القرینة الدالة علی التأبید کاللفظ الدال علیه،أو علی نفی البیع و الهبة و الإرث،فیصیر بذلک صریحا،سواء کان تصدقت،أو حرمت أو أبدت،أو حبست،أو سبلت.

و لا یحکم بالوقف بشیء منها مجردا عن القرینة وفاقا للأکثر،خلافا لجماعة فی الأخیرین فجعلوهما صریحا کلفظ الوقف،و فیه قول آخر غیر ظاهر الوجه.

أما الثلاثة الأول،فلا خلاف فی عدم صراحتها.هذا کله فی الحکم علیه بالظاهر، و الا فلو نوی الوقف فیما یفتقر إلی القرینة وقع باطنا و دین بنیته لو ادعاه.

و ظاهر العبارة عدم اعتبار شیء آخر حتی القبول و القربة،و الأصح اعتبارهما و القابل هو الموقوف علیه إذا کان خاصا و الا فالحاکم،و لا یعتبر قبول البطن الثانی.

ص:235

و یعتبر فیه أی فی صحته القبض من الموقوف علیه أو من فی حکمه، بمعنی أن الانتقال مشروط به،و قبله یکون العقد صحیحا فی نفسه لکنه لیس بناقل فیجوز للواقف الفسخ قبله بلا خلاف.

و ینفسخ بموت الواقف قبله أیضا علی الأشهر الأقوی.و کذا بموت الموقوف علیه علی الأقرب،سواء قبض البطن الثانی أم لا.و النماء المتخلل بینه و بین الوقف للواقف.

و لا یشترط فی الورثة القبض (1)،و لا خلاف فی سقوط اعتباره فی بقیة الطبقات.

ثم لو وقف علی الفقراء أو الفقهاء،فلا بد من نصب قیم لقبض الوقوف، و النصب الی الحاکم،قیل:و الأقرب جوازه للواقف مطلقا،سیما مع فقد الحاکم و منصوبه،و لا بأس به.

و لو کان الوقف علی مصلحة عامة کالقناطر أو موضع عبادة کالمساجد قالوا: قبضه الناظر فیها أی:فی تلک المصلحة،فإن کان لها ناظر شرعی من قبله تولی القبض،و الا فالحاکم.

و أطلق بعضهم حصول القبض فی نحو المساجد و المقابر بصلاة واحدة و دفن واحد فیها،و قیده آخر بوقوع ذلک بإذن الواقف،و قیده ثالث بوقوعها بنیة الإقباض أیضا،فلو أوقعا لا بنیته،کما لو أوقعها قبل العلم،أو بعده قبل الاذن فیهما،أو بعدهما لا بنیة القبض:اما للذهول منه أو لغیر ذلک،لم یلزم.قالوا:هذا إذا لم یقبضه الحاکم الشرعی أو منصوبه،و الا فالأقوی الاکتفاء به إذا وقع بإذن الواقف،لأنه نائب المسلمین.و هو حسن.

و لو کان الوقف علی طفل أو مجنون قبضه الولی لهما کالأب

ص:236


1- 1) فی«ن»:و لا یشترط فوریة القبض.

و الجد للأب بلا خلاف أو الوصی لأحدهما مع عدمهما علی الأقوی.

و لو وقف علیه أی علی الطفل و من فی معناه الأب أو الجد له صح و لزم و لم یحتج الی اقباض من أحد بلا خلاف لانه مقبوض بیده کما فی الصحیح (1).و إطلاقه کعبارة المتن و کثیر یقتضی الاکتفاء بقبضهما و ان تجرد عن نیة القبض عنهما،و احتمل بعضهم اعتبار ذلک.

و فی معناه ما إذا کان الموقوف تحت ید الموقوف علیه بودیعة أو عاریة أو نحوهما،و لا بأس به.

و لو کان القبض واقعا بغیر اذن الواقف،کالمقبوض بالغصب و الشراء الفاسد ففی الاکتفاء به نظر و لعل العدم هنا أظهر.

و النظر فی هذا الکتاب اما فی الشروط أو فی اللواحق.

و الشروط زیادة علی ما مر أربعة أقسام من حیث أن أرکانه أربعة، کل قسم منها یتعلق بأحدها.

ما یشترط فی أصل الوقف:

الأول:فی ما یتعلق ب الوقف.

و یشترط فیه التنجیز فلو علقه علی شرط متوقع،أو صفة مترقبة،أو جعل له الخیار فی فسخه متی شاء من دون حاجة،بطل،بلا خلاف فیه و لا فی الصحة،لو کان المعلق علیه واقعا و الواقف عالم بوقوعه،کقوله:وقفت ان کان الیوم الجمعة مثلا.

و الدوام و الإقباض من الموقوف علیه و من فی حکمه،و الأقوی أن الإقباض فی کل شیء بحسبه کما مر.

و إخراجه عن نفسه.فلو کان وقفه إلی أمد کشهر أو سنة مثلا بطل

ص:237


1- 1) وسائل الشیعة 13-298،ح 2 و 297.

لاشتراط التأبید فی صحته،وفاقا للأکثر،و فی الغنیة الإجماع.و حیث بطل وقفا کان حبسا علی الأشهر الأقوی.

هذا إذا قصده بلفظ الوقف.و لو قصد الوقف الحقیقی،وجب القطع بالبطلان مطلقا.

و لو جعله لمن ینقرض غالبا و لم یذکر المصرف بعده و اقتصر علی بطن أو بطون صح حبسا أیضا وفاقا لجماعة.

و یرجع الوقف بعد موت الموقوف علیه إلی ورثة الواقف طلقا أی ملکا ان مات قبل الموقوف علیه،و الا فإلیه ثم إلیهم.

و قیل: انه ینتقل إلی ورثة الموقوف علیه و القائل المفید و الحلی و هو ضعیف،سیما علی المختار من صحته حبسا،فقد نفی الخلاف و الاشکال عن المختار فی المسالک علی تقدیره. و مع ذلک الأول و هو المختار هنا مروی (1).

ثم علی المختار من العود الی الواقف أو ورثته،هل المراد بهم ورثته حین انقراض الموقوف علیه،أو الورثة عند موته و یسترسل فیه الی أن یصادف الانقراض؟قولان،و الثانی أقوی.

و تظهر الثمرة فیما لو مات الواقف عن ولدین،ثم مات أحدهما عن ولد قبل الانقراض،فعلی الأول یرجع الی الولد الباقی خاصة،و علی الثانی یشترک هو و ابن أخیه بتلقیه من أبیه کما لو کان حیا.

و اعلم أن هذا الوقف یسمی«منقطع الأخر»و یتفرع علی الشرط الثانی ما مر فلا وجه لإعادة ذکره.

و أما ما یتفرع علی الثالث أنه لو وقفه علی نفسه،بطل بالإضافة إلیه مطلقا،

ص:238


1- 1) تهذیب الاحکام 9-133.

و ان عقبه بما یصح الوقف علیه بلا خلاف.و فی صحته بالإضافة إلی عقبه حیث یذکره قولان،أظهرهما:العدم،وفاقا للأکثر،و یسمی هذا الوقف ب«منقطع الأول».

و لو وقفه علی من یصح الوقف علیه،ثم علی نفسه،ثم علی غیره ممن یصح الوقف علیه،سمی ب«منقطع الوسط».

و فی حکم الوقف علی نفسه الوقف من لا یصح الوقف علیه،کالمعدوم و المیت و المملوک و المختار فی الجمیع بطلان ما بعد الانقطاع.

و لو وقف علی نفسه و غیره جمعا بالواو،ففی صحة الوقف علی الغیر فی النصف،أو الجمیع،أو البطلان من أصله أوجه.

و کذا فیما لو وقف علی نفسه و الفقراء،ففی صحة النصف،أو الثلاثة الأرباع،أو الجمیع،أو البطلان من الأصل أوجه،أوجهها فی المقامین البطلان.

و یتفرع علی هذا الشرط عدم صحة الوقف إذا شرط قضاء دیونه أو ادراء مئونته منه و نحو ذلک.و لو شرط أکل أهله منه،صح الشرط.

و لو وقف و شرط عوده الیه عند الحاجة،ف فی صحة الوقف و الشرط،أو فسادهما قولان،أشبههما:البطلان رأسا،وفاقا لجماعة،خلافا لآخرین،و لا یخلو عن قوة،مع أنه أحوط فی الجملة،و علیه فلا ریب فی الرجوع مع الحاجة.

و لو مات و لم یحتج،فهل یرجع الی ورثة الواقف فیکون حبسا،أم لا یرجع و یکون وقفا؟قولان،أظهرهما:الأول.

و هل یعود بالاحتیاج أو یقف علی اختیاره؟ وجهان،و الظاهر الأول.

و المرجع فی الحاجة إلیه إلی العرف،و ذکر جماعة أن مستحق الزکاة محتاج،و فی إطلاقه نظر.و نحوه تفسیرها بقصور المال عن قوت یومه و لیلته و بسؤاله لغیره،و لکنه أحوط.

ص:239

ما یشترط فی الموقوف:

الثانی:فی ما یتعلق ب الموقوف و یشترط أن یکون عینا معلومة مملوکة ینتفع بها مع بقاء عینها انتفاعا محللا فلا یصح وقف المنفعة،و لا الدین،و لا المبهم،و لا الخمر و الخنزیر و نحوهما من المسلم،و لا ملک الغیر و ان أجاز علی الأقوی،و لا ما لا ینتفع بها، أو ینتفع مع ذهاب العین،کالخبز و الطعام و الفاکهة و نحوها،و لا ما ینتفع به انتفاعا محرما مطلقا،کآلات اللهو و هیاکل العبادة المبتدعة.

و لا یعتبر فی الانتفاع فعلیته،بل یکفی المتوقع،کالعبد و الجحش الصغیرین، و الزمن الذی یرجی زوال زمانته.و لا طول زمانه،فیصح وقف ریحان یسرع فساده،وفاقا للأکثر.

و یصح إقباضها فلا یصح وقف الطیر فی الهواء،و لا السمک فی الماء، و لا الآبق،و لا المغصوب و نحوهما.

و لو وقفها علی من یتمکن من قبضها،صح علی الأقوی.

و حیث اجتمعت فی العین الشرائط المعتبرة،صح وقفها مشاعة کانت أو مقسومة إجماعا منا.

ما یشترط فی الواقف:

الثالث:فی ما یتعلق ب الواقف و یشترط فیه البلوغ و کمال العقل و جواز التصرف برفع الحجر فی التصرفات المالیة،فلا یصح من الصغیر و المجنون و السفیه و المفلس.

و فی صحة وقف من بلغ عشرا تردد و اختلاف بین الأصحاب،

ص:240

و المروی فی النصوص (1)المستفیضة جواز صدقته و إطلاق الصدقة فیها أو عمومها یشمل الوقف أیضا،مضافا الی عدم قائل بالفرق ظاهرا.

و الاولی المنع وفاقا للأکثر،بل علیه عامة من تأخر،لقوة الأدلة المانعة،و رجحانها علی هذه المستفیضة من وجوه عدیدة منها شذوذها،کما صرح به جماعة.

و یجوز أن یجعل الواقف النظر فی الموقوف لنفسه و یشترطه فی متن العقد علی الأشبه الأشهر،و نفی عنه الخلاف جمع،و فی المختلف الإجماع،خلافا للحلی فمنع،و هو شاذ.و یجوز أن یجعله لغیره قولا واحدا.

و ان أطلق العقد و لم یشترط النظارة لنفسه و لا لغیره فالنظر لأرباب الوقف الموقوف علیهم.

و لا فرق بین کون الموقوف علیه خاصا أو عاما.و بنی الحکم هنا جماعة علی انتقال الملک،فقالوا:ان جعلناه للواقف أو الموقوف علیه مطلقا،فالنظر له،و ان جعلناه للموقوف علیه ان کان معینا،و للّه سبحانه ان کان عاما،فالنظر فی الأول إلی الموقوف علیه،و للحاکم الشرعی فی الثانی،لأنه الناظر العام،و هو حسن.

و یکون الواقف حیث لا یکون النظر الیه بعد العقد کالأجنبی.

و حیث اشترط النظر لنفسه،فقد اختلف الأصحاب فی اعتبار عدالته علی قولین،بعد اتفاقهم علی اعتبارها فی الغیر إذا اشترط النظر له،و الأصل یقتضی العدم.

قالوا:و یشترط فی الناظر-مضافا الی العدالة-الاهتداء الی التصرف،و أنه لو عرض له الفسق انعزل،فان عاد عادت ان کان مشروطا من الواقف.و لا یجب علی المشروط له القبول،و لو قبل لم یجب علیه الاستمرار.و حیث یبطل النظر

ص:241


1- 1) وسائل الشیعة 13-321،ح 1.

یصیر کما لو لم یشترط.

و وظیفة الناظر مع الإطلاق العمارة و الإجارة و تحصیل الغلة و قسمتها علی مستحقها.

و لو فرض الیه بعضها،لم یتعده.و لو جعله لاثنین و أطلق،لم یستقل أحدهما بالتصرف.

و لیس للواقف عزل المشروط له النظارة فی العقد،و له عزل المنصوب من قبله لو شرط النظر لنفسه فولاه.و لو آجر الناظر مدة،فزادت الأجرة فیها،أو ظهر طالب بالزیادة،لم ینفسخ العقد،الا أن یکون فی زمن خیاره فیتعین علیه الفسخ.

ثم ان شرط له شیئا عوضا عن عمله،لزم و لیس له غیره،و الا فله أجرة المثل عن عمله،مع قصده الأجرة به و قضاء العادة بعدم تبرعه به.و لا یجوز لغیر الناظر التصرف فیه الا باذنه،و لو کان مستحقا و الناظر غیر مستحق.

ما یشترط فی الموقوف علیه و أحکامه:

الرابع:فی ما یتعلق ب الموقوف علیه.

و یشترط وجوده أو إمکانه مع تبعیته لموجود حین العقد و تعیینه بالشخص أو الوصف الممیز،کالمسلم،أو المؤمن،أو العالم،أو نحو ذلک.

و أن یکون ممن یملک،و أن لا یکون الوقف علیه محرما.

فلو وقف علی من سیوجد من المعدوم المحض،أو غیر ممکن الوجود فی العادة کالمیت و ان جعله تابعا،أو غیر المعین کأحد هذین،أو رجل من بنی آدم أو نحو ذلک،أو من لم یکن قابلا للملک کالجمل و العبد بناء علی الأظهر الأشهر لم یصح.

ص:242

نعم العبد علی القول بتملکه یصح الوقف علیه إذا قبل مولاه،و ان کان محجورا علیه.و حیث لا یصح الوقف علیه لا یکون وقفا علی سیده عندنا.

و یستثنی منه العبد المعد لخدمة الکعبة و المشهد و المسجد و نحوها من المصالح العامة،و نحوه الدابة المعدة لذلک.

و یصح الوقف علی المساجد و القناطر بحسب اللفظ،و لا یصح علی الزناة و العصاة من حیث هم کذلک.أما لو وقف علی شخص متصف بذلک،لا من حیث کون الوصف مناط الموقف،صح،سواء أطلق أو قصد جهة محللة.

و لو وقف علی موجود ممن یصح الوقف علیه و بعده علی من یوجد مثله صح.

و الوقف علی البر مع الإطلاق و عدم تعیین وجه منها فی متن العقد یصرف الی الفقراء و وجوه القرب کنفع طلبة العلم،و عمارة المساجد و القناطر و المدارس و المشاهد،و اعانة الحاج و الزائرین و نحو ذلک.و فی جواز صرفه فی مطلق نفع المسلمین وجه قوی.

و لا یصح وقف المسلم علی البیع و الکنائس أی معابد الیهود و النصاری و ان قلنا بجواز الوقف علیهم.

و لو وقف علی ذلک أی البیع و الکنائس الکافر الذی یعتقد صحة الوقف علیهما و یحصل منه بمعتقده التقرب الی اللّه تعالی صح علی الأصح الأشهر،بل لم أقف علی مخالف سوی الماتن هنا.فقال: و فیه وجه آخر بالعدم،و فیه ضعف.و فی جواز وقف الکافر علی بیوت النیران قولان.

و لا یقف المسلم علی الحربی مطلقا و لو کان له رحما قریبا علی الأقوی.

و یقف المسلم علی الذمی و لو کان أجنبیا علی قول اختاره المصنف

ص:243

هنا و فی الشرائع (1)خاصة،و لم أجد قائلا به غیره،و هو ضعیف غایته،کالقول بالمنع مطلقا و لو کان ذا قرابة.

و الأجود التفصیل بینه فالصحة و بین الأجنبی فالفساد کما علیه جماعة، و ظاهر الغنیة عدم الخلاف فی الأول،و فی صریح الخلاف الإجماع.و من الأدلة علی هذا التفصیل یتعدی الحکم إلی سائر معاندی الحق منعا و جوازا.

و لو وقف المسلم علی الفقراء أو العلماء أو نحوهما مما یدل علی وصف مع العموم لغة انصرف الی ذی الوصف من فقراء المسلمین و علمائهم.

و لو کان الواقف المتلفظ بتلک اللفظة کافرا،انصرف الی ذی الوصف من فقراء نحلته و ملته بلا خلاف،عملا بالعرف و شهادة الحال المخصصین للعموم،و مع فقدهما یتجه الأخذ بالعموم.

و مقتضی القاعدة انصراف الوصف إلی ذی الوصف من أهل مذهب الواقف لا مطلقا.فلو وقف امامی علی الفقراء،انصرف الی فقراء الإمامیة،دون سائر فرق الإسلام الباطلة،و کذا فی صورة العکس،و لعله مراد الأصحاب،و ان کان عبائرهم مطلقة،لکن سیأتی من الخلاف ما ربما یعارضه.

و المسلمون حیث یوقف علیهم یراد بهم من صلی إلی القبلة و فسر فی المشهور بمن اعتقد الصلاة إلیها و ان لم یصل لا مستحلا،خلافا للمفید فاعتبر فعلیة الصلاة إلیها.و لا فرق عندهم بین کون الواقف محقا أو مبطلا،خلافا للحلی فی الأول فخصهم فیه بالمؤمنین،و هو أقوی.و یستثنی منهم الفرق المحکوم بکفرهم اتفاقا شرعا.

و المؤمنون حیث یوقف علیهم الاثنا عشریة أی القائلون بالأئمة الاثنا عشر سلام اللّه تعالی علیهم و هم الإمامیة الان الذین لا یعتبر فی صدق

ص:244


1- 1) شرائع الإسلام 2-214.

الإمامیة علیهم اجتنابهم الکبائر اتفاقا.کما حکاه جماعة علی الأظهر.

و قیل: هم مجتنبو الکبائر منهم خاصة فلا یشمل الوقف علیهم الفسقة،و القائل جماعة من القدماء.

و منشأ الاختلاف،هو اختلاف النصوص،و الجمع بینها یقتضی المصیر إلی الأول،و الاولی الرجوع الی عرف الواقف و شهادة حاله،حتی لو کان ممن یذهب الی الثانی،و ظهر من قرائن أحواله إرادته مطلق الإمامی حتی الفسقة منهم عم وقفه لهم،و إذا جهل عرفه و انتفت القرائن فالمذهب هو الأول،و ان کان الثانی لعله أحوط.

ثم کل ذا إذا کان الواقف منهم،و یشکل لو کان من غیرهم،و ان کان إطلاق العبارة و غیرها یقتضی عدم الفرق،و لکن المصیر إلیه أحوط،إذا لم یکن ثمة حال،و الا تبع بلا اشکال.

و لو وقف علی الشیعة انصرف الی من شائع علیا علیه السلام و قدمه علی غیره فی الإمامة،و ان لم یوافق علی امامة باقی الأئمة علیهم السلام،فیدخل فیهم الإمامیة و الجارودیة من الزیدیة و الإسماعیلیة غیر الملاحدة منهم و غیرهم من الفرق الآتیة.

و خص الجارودیة من الفرق الزیدیة،لأنه لا یقول منهم بإمامته علیه السلام دون غیره من المشایخ سواهم،فان الصالحیة منهم و السلیمانیة و البتریة یقولون بامامة الشیخین،و ان اختلفوا فی غیرهما.

و انصراف الشیعة إلی هاتین الطائفتین هو المشهور،خلافا للحلی و غیره فیتبع مذهب الواقف،فلو کان من الإمامیة انصرف وقفه إلیهم خاصة،و کذا لو کان من الجارودیة انصرف إلیهم،و هکذا لو کان من سائر الفرق الباقیة فینصرف الی أهل مذهبه،عملا بشاهد الحال،و لا ریب فیه مع حصوله،و الا فاللازم

ص:245

دوران الأمر مدار اللفظ و عمومه.

و لو وقف علی الزیدیة انصرف الی کل من یقول بامامة زید ابن علی علیه السلام و من خرج من ولد فاطمة علیها الصلاة و السلام عالما زاهدا شجاعا داعیا الی نفسه بالسیف.

و لو وقف علی الفطحیة انصرف الی من قال ب امامة الأفطح عبد اللّه بن جعفر بن محمد علیهما السلام.

و لو وقف علی الإسماعیلیة انصرف الی کل من قال ب امامة إسماعیل بن جعفر بن محمد علیهما السلام،قیل:و هم فرق.

و لو وقف علی الناووسیة انصرف الی من وقف فی عداد الأئمة علیهم السلام علی جعفر بن محمد الصادق علیهما السلام،و قالوا:انه حی لن یموت حتی یظهر و یظهر أمره،و هو القائم المهدی.

و لو وقف علی الواقفیة انصرف الی کل من وقف بالإمامة علی موسی بن جعفر علیهما السلام و ینکر موته و یدعی أنه قائم الأئمة علیهم السلام.

و لو وقف علی الکیسانیة انصرف الی کل من قال بامامة محمد ابن الحنفیة بعد الحسین علیه السلام و أنه حی غائب فی جبل رضوی.

و لو وصفهم الواقف بنسبة الی عالم،کان لمن دان و قال بمقالته و مذهبه کالحنفیة و الشافعیة و المالکیة و الحنبلیة.

و لو نسبهم إلی أب کالأمثلة الآتیة کان الوقف منصرفا لمن انتسب إلیه أی الی ذلک الأب بالأبناء دون البنات علی الأشهر الأحوط بل الأظهر،و ذلک ک ما لو وقف علی الطائفة العلویة و الهاشمیة فینصرف الی من ولده علی و هاشم بأبیه،أی من اتصل إلیهما بالأب و ان علی دون الام.

ص:246

و یتساوی فیه أی فی ذلک الوقف استحقاقا و قدرا الذکور و الإناث و ان وقع بلفظ الذکور کالهاشمیین و العلویین.

و إذا وقف علی قومه انصرف الی أهل لغته علی الأشهر، و ان اختلفوا فی الإطلاق و التقیید بالذکور منهم خاصة،و هو أحوط بل و أظهر.

و قیل:بالرجوع الی المعلوم من قصده مع إمکانه،و الا فإلی المعروف من ذلک الإطلاق عند قومه،و لا ریب فیه مع إمکانه،و انما الإشکال مع عدمه.

و قیل:بالرجوع الی الرجال من قبیلته ممن یطلق العرف بأنهم أهله و عشیرته و لا ریب أنه أحوط إذا کان عشیرته من أهل لغته،و لم یکن ثمة شاهد حال ینصرف الوقف الی غیرهم.و یشکل إذا کانوا من غیر أهل لغته أو وجد شاهد حال یصرف الی غیرهم مع عدم تعینهم،و الاولی فیه الرجوع الی الأشهر.

و إذا وقف علی عشیرته انصرف الی الخاص من قومه الذین هم الأدنون و القریبون منه فی نسبه علی الأشهر الأظهر.

و یرجع فی الجیران إذا وقف علیهم الی العرف لانه المحکم فیما لم یرد به من الشرع بیان،و لکن لم أقف علی قائل به عدا الفاضلین،و لا ریب فیه مع معلومیته و شهادة الحال بانصراف الوقف الیه،و لعله لا نزاع فیه،بل هو مختص بصورة فقد الشاهد.

و الأقوی فیه ما قیل: من أنه هو من یلی داره أی دار الوقف إلی أربعین ذراعا بالذراع الشرعی من کل جانب،و فی الغنیة الإجماع علیه.

و قیل: هو من یلی داره إلی أربعین دارا،و هو مع جهالة قائله شاذ مطروح و لکن دل علیه روایات (1)معتبرة،لکنها شاذة موافقة لمذهب عائشة.

ص:247


1- 1) وسائل الشیعة 8-491،ب 90.

و لو وقف علی مصلحة خاصة من مصالح المسلمین،کالمساجد و القناطر و شبهها فبطلت و اندرس رسمها قیل:یصرف فی وجوه البر و القائل الشیخ و باقی الجماعة،من غیر خلاف بینهم أجده،و فی جملة من العبارات إیماء إلی الإجماع.

و فی وجوب صرفه فی الأقرب الی تلک المصلحة،فیصرف وقف المسجد الی مسجد آخر،و المدرسة إلی مثلها،و جوازه فی مطلق القرب وجهان،أحوطهما:

الأول.

ثم ان أصل الحکم لا ریب فیه لو کان المذکور بخصوصه من المصلحة الخاصة مما لا یعلم بانقطاعه غالبا،کما ذکرنا من الأمثلة.و لو علم انقطاعها کذلک،ففی انسحاب الحکم فیه أو لحقوقه بالوقف المنقطع الأخر وجهان،و الاحتیاط لا ینبغی ترکه فی نحو المقام.

و إذا وقف علی جماعة و شرط إدخال من یوجد من الموجود منهم صح و لا کذلک لو شرط إخراج من یرید منهم،أو نقله عنهم الی من سیوجد فلا یصح الوقف بلا خلاف فی الأول،و علی الأشهر الأظهر فی الثانی،و ان کان الصحة فی الجملة أحوط.

و لو أطلق الوقف و جرده عن هذا الشرط و أقبض الموقوف من الموقوف علیه أو من فی حکمه لم یصح إدخال غیرهم معهم مطلقا أولادا کانوا أو أجانب علی الأشهر الأظهر.

و هل له مع الإطلاق و عدم الشرط ذلک أی الإدخال مع أصاغر ولده لو وقف علیهم؟ فیه خلاف بین الأصحاب و الجواز مروی (1) فی أخبار لا یخلو عن قصور فی سنده أو ضعف فی دلالته،و یمکن حملها علی صورة

ص:248


1- 1) وسائل الشیعة 13-301،ح 2 و غیره.

عدم الإقباض،و الأشهر الأظهر عدم الجواز مطلقا.

أما النقل عنهم أی عن الموقوف علیهم أولادا کانوا أو أجانب فغیر جائز قولا واحدا.

مسائل فی أحکام الوقف:

اشارة

و أما اللواحق فمسائل:

الأولی:إذا وقف فی سبیل اللّه،انصرف الی مطلق القرب

الأولی :إذا وقف فی سبیل اللّه،انصرف الی مطلق القرب،کالحج و الجهاد و العمرة و بناء المساجد و القناطر و نفع المحاویج و غیر ذلک،علی الأظهر الأشهر،و فیه قولان آخران شاذان و لا فرق فیه عند الأکثر بین أن یقتصر علی سبیل اللّه،أو یضم الثواب و سبیل الخیر.

و لا تجب قسمة الفائدة أثلاثا،خلافا للشیخ فی أحد قولیه،و هو أیضا شاذ.

الثانیة:إذا وقف علی موالیه دخل فیهم الأعلون و الأدنون

الثانیة :إذا وقف علی موالیه دخل فیهم الأعلون المعتقون له و الأدنون الذین أعتقهم،و لا ریب فیه مع القرینة الدالة علی دخولهم أجمع کما لا ریب فی دخول بعضهم بها خاصة دون الأخر،و فی حکمها تفسیره حیث انتفت،فیرجع الی ما یفسره.و انما الإشکال مع عدمهما،کأن وقف علی مدلول هذه اللفظة،و الأصح القول بالبطلان،وفاقا لجماعة.

الثالثة:إذا وقف علی أولاده اختص بأولاد صلبه

الثالثة :إذا وقف علی أولاده اختص فی المشهور-کما قیل-بأولاد صلبه دون أولاد أولاده،و لا بأس به حیث یتبادرون هم دونهم،و الا فالعموم لهم مقتضی الأصل اللغوی.

و حیثما دخل أولاد الأولاد بذلک،أو بالتصریح بالوقف علیهم اشترک أولاد البنین و البنات،الذکور منهم و الإناث بالسویة.

و کما یدخل الإناث فی أولاد الواقف،کذا یدخل الخناثی مطلقا،حصرناهم

ص:249

فی البنین و البنات أم جعلناهم طبقة ثالثة.و لا کذلک لو وقف علی أولاد البنین خاصة أو البنات کذلک،فلا یدخل أولاد الخناثی.

و لو جمع بینهما کأن وقف علی أولاد البنین و البنات،ففی دخول أولادهم قولان.

الرابعة:إذا وقف علی الفقراء،انصرف نماء الوقف الی فقراء البلد

الرابعة :إذا وقف علی الفقراء،انصرف نماء الوقف الی فقراء البلد أی بلد الواقف و من یحضره منهم خاصة.

و کذا لو وقف علی کل قبیلة متبددة غیر منحصرة ممن یکون الوقف علیهم وقفا علی الجهة المخصوصة لا علی أشخاصها کالعلویة و الهاشمیة و التمیمیة و نحوهم من الطوائف الغیر المنحصرة،فمن حضر منهم بلد الوقف صرف النماء إلیهم.

و لا یجب تتبع من لم یحضره منهم بغیر خلاف للنص (1)،و ظاهره النهی عن التتبع،و به أفتی بعضهم،لکن قیده بصورة وجود المستحق فی البلد،و هو أحوط،خلافا للشهیدین فجوازه مطلقا،کما هو ظاهر المتن و لعله أقوی.

ثم ان ظاهره کالمتن و کثیر وجوب الصرف الی جمیع من فی البلد،و هو أحوط،و ان کان فی تعینه نظر.و لا تجب التسویة فی القسمة علی تقدیره،بلا خلاف یظهر.

و علی المختار فهل یجب استیعاب الثلاثة،أو یجوز الاقتصار علی اثنین،أو الواحد أقوال،أجودها الأخیر،و ان کان أحوطها الأول حیث لا یحتاط باستیعاب جمیع من فی البلد.

الخامسة:لا یجوز إخراج الوقف عن شرطه

الخامسة :لا یجوز إخراج الوقف عن شرطه الذی شرط فیه مع شرعیته، فتجب مراعاته من ترتیب،أو تشریک،أو تفضیل فی المنافع،أو تسویة فیها.

ص:250


1- 1) وسائل الشیعة 13-308،ب 8.

و کذا لا یجوز بیعه و لا هبته،و لا غیر ذلک من الأسباب الناقلة للعین،بلا خلاف فیه فی الجملة،و بالإجماع علیه کذلک صرح جماعة،فلا شبهة فی ذلک الا أن یقع خلف و نزاع بین أربابه یؤدی الی فساده و خرابه، فیجوز بیعه حینئذ علی تردد و اختلاف بین الأصحاب،و لکن الأشهر بل الأظهر الجواز،و ینبغی صرف ثمنه الی وقف آخر یضاهی وقف المالک،توصلا الی غرضه أو ما یقرب منه مهما أمکن.

و ربما یستثنی من المنع عن البیع صورتان أخریان:

إحداهما:إذا أحدث بالموقوف علیهم ما یمنع الشرع به عن معونتهم و القربة الی اللّه تعالی بصلتهم.

و الثانیة:ما لو خرج الموقوف عن الانتفاع به فیما وقف علیه،کجذع منکسر و حصیر خلق و نحوهما،فیتولی المتولی الخاص بیعه،أو الحاکم مع عدمه،أو سائر عدول المؤمنین و شراء ما ینتفع به.

و لا بأس باستثناء هذه الصورة حیث لا ینتفع به بوجه من الوجوه،و أما الأولی فالأظهر عدم استثنائها،و یلحقها حینئذ حکم الوقف علی مصلحة بطل رسمها، فیصرف فی وجوه البر.

السادسة:إطلاق الوقف یقتضی التسویة بین ذکورهم و إناثهم فی الحصة

السادسة :إطلاق الوقف علی نحو الأولاد أو الأخوة أو الأعمام أو الأخوال أو مطلق ذی القرابة یقتضی التسویة بین ذکورهم و إناثهم فی الحصة لا یفضل بعضهم علی بعض بالکلیة،علی الأشهر الأظهر.

فإن فضل الذکور علی الإناث،أو بالعکس،أو بعضا منهما علی بعض لزم بلا خلاف.و کذا لو قال:علی کتاب اللّه تعالی و سنة نبیه صلّی اللّه علیه و آله فی المیراث کما لو صرح بالعکس.

السابعة:إذا وقف علی الفقراء أو نحوه و کان الواقف منهم

السابعة :إذا وقف علی الفقراء أو الفقهاء أو العلماء أو نحوهما من ذوی

ص:251

الأوصاف الذین جعل الوقف لهم من حیث الوصف دون الشخص و کان الواقف منهم أی بصفتهم حال الوقف،أو اتصف بها بعده جاز أن یشرکهم فیه مطلقا علی الأظهر الأشهر،حتی أن فی الغنیة و غیره الإجماع.

أحکام السکنی و العمری:

و من اللواحق:مسائل تتعلق ب السکنی و العمری و الرقبی،و الثلاثة ثابتة بالنص (1)و الإجماع.

و هی تفتقر إلی الإیجاب و القبول و القبض بلا خلاف،إلا فی اشتراط القبول فی السکنی المطلقة الغیر المقیدة بعمر و لا مدة،فقیل:یمکن القول بعدم اشتراطه فیها،و فی دلیله مناقشة،و لا یشترط فیه القربة علی الأقوی.نعم یشترط فی حصول الثواب دون الصحة.

و فائدتهما التسلیط علی استیفاء المنفعة تبرعا مع بقاء الملک للمالک بغیر خلاف فیه عندنا کما قیل.و نحوهما فی الإفادة لهذه الفائدة الرقبی،و لا فرق بینها فی هذه الفائدة،و ان اختلف بحسب اختلاف الإضافة.

فإذا قرنت بالإسکان قیل:سکنی،کأن یقول:أسکنتک هذه الدار و لک سکناها و بالعمر قیل:عمری،کأن یقول:أعمرتک هذه الأرض عمرک مثلا.و بالمدة قیل:

رقبی،کأن یقول:أرقبتک هذا المتاع مدة کذا،من الارتقاب و هو الانتظار للأمد أو من رقبة الملک بمعنی إعطاء الرقبة للانتفاع بها.

کل ذا علی المشهور کما فی کلام جماعة،فیکون بین العمری و الرقبی تباین.

و قیل:بترادفهما و الاولی من العمر و الثانیة من الرقوب،کأن کل واحد منهما یرتقب موت صاحبه،و ربما أشعر به العبارة حیث اقتصر بذکر الاولی

ص:252


1- 1) وسائل الشیعة 13-325.

خاصة.

و قیل:فی الرقبی أن یقول:جعلت خدمة هذا العبد لک.و الأمر فی ذلک سهل،لکونها أمور اصطلاحیة لیس فیها مشاحة.

و تلزم السکنی بعد القبض لو عین المدة فلا رجوع فیما دونها و ان مات المالک علی الأشهر الأظهر.

و کذا تلزم لو قال له: أسکنتک عمرک و لم تبطل بموت المالک،و انما تبطل بموت الساکن خاصة علی الأشهر الأظهر.

و لو قال: أسکنتک عمری،و الیه الإشارة بقوله: حیاة المالک،لم تبطل بموت الساکن،و انتقل ما کان له من الحق إلی ورثته بغیر خلاف.

و هذه الاحکام فی العبارة و ان اختصت بالسکنی المختصة بنحو الدار،الا أن مقتضی الأصول عمومها لکل رقبی و عمری و لو کانت بغیر متعلق السکنی متعلقة، کالمتاع و ما أشبهه.

و مورد المتن و النص (1)مختص بجعل الغایة عمر المالک أو المعمر،و یضاف الی ذلک عقب المعمر کما فی الثانی.

و هل یجوز التعلیق بعمر غیرهما؟قال الشهید:نعم.و یحتمل قویا العدم، و لکن الأول أجود.

و ان أطلق السکنی و لم یعین لها مدة معلومة و لا عمرا أصلا،صح السکنی بلا خلاف و تخیر المالک فی إخراجه مطلقا أی متی شاء بلا خلاف،للمعتبرین (2)،و لیس فیهما کالمتن لزوم الإسکان فی الجملة،کیوم و نحوه مما یسمی إسکانا عرفا و عادة و لا عدمه،و عن الأکثر الثانی.

ص:253


1- 1) وسائل الشیعة 13-331،ب 8.
2- 2) وسائل الشیعة 13-327،ب 4.

و أنه من العقود الجائزة،فله الرجوع متی شاء و لو قبل الإسکان بالکلیة.

و یمکن أن ینزل علیه المتن و الروایة،و یجعل متعلق الإخراج فیهما هو الإسکان المتعلق به العقد دون الدار،خلافا لجماعة فحکموا بالأول،و هو أحوط و ان کان الثانی لعله أظهر.

و مقتضی القاعدة فساد العمری و الرقبی لو خلتا عن ذکر العمر و المدة،کما لو قرنتا بعمر مجهول أو مدة مجهولة.

و لو مات المالک و الحال هذه یعنی تکون السکنی غیر لازمة کان المسکن میراثا لورثته أی المالک و بطلت السکنی بالمرة،بغیر خلاف و لا اشکال.و أولی بالحکمین ما لو کانت السکنی أو العمری أو الرقبی من أصلها فاسدة.

و إطلاق السکنی بأقسامها الثلاثة حیث تتعلق بالمسکن یقتضی أن یسکن الساکن معه من جرت العادة أی عادة الساکن به،کالولد و الزوجة و الخادم و الضیف و الدابة،ان کان فی المسکن موضع معد لمثلها.و کذا وضع ما جرت العادة بوضعه فیها من الأمتعة و الغلة بحسب حالها.

و لیس له أن یسکن معه غیره ممن لم یحکم العرف بإسکانه معه،و لا الإجارة و غیرها من التصرفات الناقلة و لو للمنفعة خاصة إلا بإذن المالک علی الأظهر الأشهر.

و لو باع مالک الأصل المسکن لم تبطل السکنی،ان وقتت بأمد أو عمر بغیر خلاف،للصحیح (1)،و صریحه کجماعة و ظاهر المتن و غیره صحة البیع، و لعلها مختار الأکثر،و هو أظهر مطلقا حتی فی الموقتة بالعمر،سواء بیع علی المعمر أو غیره،أقتت بعمر المعمر خاصة أو عقبه مطلقا أو بعضه.

ص:254


1- 1) تهذیب الاحکام 9-141 و الفقیه 4-185.

و حیث صح البیع،فان کان المشتری عالما بالحال،فلا خیار له و وجب علیه الصبر،و الا تخیر بین الفسخ و الصبر.

و احترز بالشرطیة فی العبارة عن السکنی المطلقة،فإنها تبطل بالبیع مطلقا الا إذا قلنا بلزومها فی الجملة،فتبطل به إذا کان بعد مضی زمان استیفاء مسمی الإسکان خاصة.و نحوها العمری و الرقبی حیث لم توقتا بعمر و لا مدة و قلنا بالصحة و الا کانتا باطلتین من أصلها.

و یجوز حبس نحو البعیر و الفرس فی سبیل اللّه تعالی لنقل الماء الی المسجد و السقایة و مئونة الحاج و الزائرین و طلاب العلم و المتعبدین و الغلام و الجاریة فی خدمة بیوت العبادة.

و یلزم کل ذلک ما دامت العین باقیة بغیر خلاف.

ثم ان المصنف و کثیرا من الأصحاب قد أهملوا ذکر کثیر من أحکام الحبس و ذکر بعضهم أن الظاهر أن مورده مورد الوقف،فیصح فی کل عین ینتفع بها مع بقاء عینها بالشرائط السابقة علی الإنسان مطلقا،و علی القرب حیث یمکن الانتفاع بها فیها،کحبس الدابة لما مضی،و الکتب علی المتفقهین،و البیت علی الساکنین،و غیر ذلک.

و أنه لا بد فیه بعد أهلیة التصرف من إیجاب و قبول و قصد القربة کما عن جماعة،و القبض کما عن التذکرة.

و أنه ان کان علی إنسان،فإن أطلق بطل بموت الحابس اتفاقا،و له الرجوع حینئذ متی شاء کما فی القواعد،و ان عین مدة لزمه فیها أجمع،ثم یرد الی المالک.و الظاهر أنه لا خلاف فیه أیضا و ان کانت المدة عمر أحدهما فکالمدة المعینة کما فی التحریر.

ص:255

أحکام الصدقة:

و أما الصدقة:فهی التطوع أی التبرع بتملیک العین من الغیر بغیر عوض دنیوی،و النصوص (1)فی فضلها متواترة،مضافا الی الآیات (2)المتکاثرة.

و یشترط فیها بعد أهلیة التصرف من المصدق ما یدل علی الإیجاب و القبول و لو فعلا علی الأقوی،خلافا لجماعة فاشترطوا فیها ما یشترط فی العقود اللازمة و قصد القربة و القبض کالوقف بغیر خلاف.

و لا حکم لها من لزوم أو صحة ما لم تقبض بإذن المالک بغیر خلاف.

و تلزم بعد القبض و ان لم یعوض عنها علی الأشهر الأقوی،و عن الحلی الإجماع.

و مفروضها محرم علی بنی هاشم إلا صدقة أمثالهم فتحل علی بعضهم أو مع الضرورة،و لا بأس بالمندوبة کما تقدم کل ذلک فی کتاب الزکاة، مع بسط الکلام فیما یتفرع علی هذه الاحکام.

و الصدقة سرا أفضل منها جهرا کتابا (3)و سنة (4)الا أن یتهم بترک المواساة فالاجهار أولی،أو یقصد اقتداء الناس به تحریصا علی نفع الفقراء.

هذا کله فی المندوب،و أما المفروضة فلیظهرها،لعدم تطرق الریاء إلیها، و تصریح المعتبرین (5)بذلک أیضا.

ص:256


1- 1) وسائل الشیعة 6-255،ب 1.
2- 2) منها قوله تعالی «وَ أَنْ تَصَدَّقُوا خَیْرٌ لَکُمْ إِنْ کُنْتُمْ تَعْلَمُونَ» سورة البقرة:280.
3- 3) سورة آل عمران:134.
4- 4) وسائل الشیعة 6-275،ب 13.
5- 5) وسائل الشیعة 6-215،ب 54.

أحکام الهبة:

و أما الهبة:فهی تملیک العین تبرعا مجردا عن قصد القربة أی من دون اشتراط بهما،و الا لانتقض بالهبة المعوض عنها و المتقرب بها الی اللّه تعالی،فإنها هبة أیضا إجماعا،و لذا صارت أعم من الصدقة،لاشتراطها بالقربة دونها،کما أنها أعم من الهدیة،لافتقارها الی قید دون الهبة.

و هی:أن یحمل من مکان الی مکان الموهوب له إعظاما له،و لهذا یطلق لفظها علی العقارات الممتنع نقلها،و یعبر عنها تارة بها و أخری بالنحلة و العطیة.

و یطلق کل منهما علی مطلق الإعطاء المتبرع به،فیشملان الوقف و الصدقة و الهبة و السکنی،فهما أعم منها.

و لا بد فیها بعد أهلیة التصرف فی الواهب و قابلیة الملک فی الموهوب له من الإیجاب الدال علی تملیک العین و لو من غیر عوض،کوهبتک، و ملکتک،و أعطیتک،و نحلتک،و أهدیت إلیک،و هذا لک مع نیتها،و نحو ذلک.

و القبول الدال علی الرضا،کقبلت و رضیت،بغیر خلاف و لا اشکال، ان أرید مطلق ما یدل علیهما و لو فعلا،و یشکل إذا أرید لفظا،الا أن ظاهر الأصحاب الاتفاق علی اعتبار العقد القولی،کما فی ظاهر الکفایة و صریح المسالک،و فیه:

فعلی هذا ما یقع بین الناس علی وجه الهدیة من غیر لفظ یدل علی إیجابها و قبولها لا یفید الملک،بل مجرد الإباحة،حتی لو کان جاریة لم یحل له الاستمتاع بها، لأن الإباحة لا تدخل فی الاستمتاع انتهی.

و حینئذ لا إشکال فی اعتبار اللفظ و سائر ما وقع علیه الاتفاق أو یحکی علیه، من العربیة و الفوریة دون الماضویة،فإنه لا یشترط فیه هنا قولا واحدا،کما حکاه

ص:257

بعض أصحابنا،و دون الهبة لعدم الاتفاق علی ذلک،فقد احتمل فی الدروس (1)وفاقا لظاهر التذکرة و صریح التحریر عدم اعتبار اللفظ فیها،و هو حسن.

و لا بد فیها من القبض و هو شرط فی صحتها لا لزومها،علی الأشهر الأقوی،و نقل الإجماع علیه مستفیضا،خلافا للمحکی عن ظاهر جماعة من القدماء.

و تظهر الثمرة فی النماء المتخلل بین العقد و القبض،فإنه للواهب علی المختار،و للموهوب له علی غیره.و فیما لو مات قبل الإقباض،فإنها تبطل علی الأول،و یتخیر الوارث بین الإقباض و عدمه علی الثانی.و فطرة المملوک الموهوب قبل الهلال الغیر المقبوض لا بعده،فإنها علی الواهب علی الأول،و علی الموهوب له علی الثانی.و نفقة الحیوان فی المدة المتخللة.

و یشترط اذن الواهب فی القبض فلا یصح لو قبض بدونه.هذا إذا لم یکن مقبوضا بیده من قبل،فلو وهبه ما بیده لم یفتقر الی قبض جدید و لا اذن منه و لا مضی زمان یمکنه قبضه،علی الأشهر الأظهر،بل کاد أن یکون إجماعا ممن تأخر.و لا یشترط کونه بنیة الهبة،نعم ینبغی عدم التصریح بکون القبض لغیر الهبة،کما قیده به بعضهم.

و لو وهب الأب أو الجد له للولد الصغیر الذی تولیا علیه ما هو ملکهما و مقبوضهما قبل الهبة لزم بغیر خلاف لانه مقبوض بید الولی فیغنی عن القبض الجدید،کما مر فی الوقف،و یکفی مطلق القبض السابق و لو خلی حین العقد و بعده عن نیته عن المتهب،علی الأشهر الأظهر.نعم ینبغی عدم القصد لغیره.

و لو وهباه ما لیس بیدهما،کالمال الذی ورثاه و لم یقبضاه،أو اشتریاه کذلک،

ص:258


1- 1) الدروس ص 238.

أو آجراه للغیر،افتقر الی القبض عنه بغیر خلاف.أما الودیعة فلا تخرج بها عن قبض المالک.و فی العاریة وجهان.

و احترز ب«الصغیر»عن الولد الکبیر،فإنه یشترط فیه الإقباض ذکرا أو أنثی،بلا خلاف الا من شاذ فی الأنثی.

و إذا وهب غیر الولی للطفل،فلا بد من القبض،و یتولاه الولی أو الحاکم علی الترتیب.و فی الوصی تردد،و لعل الأظهر أن له الولایة أیضا.

و هبة المشاع مطلقا جائزة کالمقسوم عندنا،و قبضه کقبض البیع، فیخلی بینه و بین الموهوب إذا کان غیر منقول،و ینقله الی الموهوب له إذا کان منقولا،و فی الأول لا یحتاج إلی اذن الشریک حیث یکون،بخلاف الثانی فیتوقف تسلیم الکل حیث لا یکون باقی الحصة للواهب علی اذنه،فان رضی و الا لم یجز للمتهب إثبات الید علیه،بل یوکل الشریک فی القبض ان أمکن.

و ان تعاسرا رفع أمره الی الحاکم لینصب أمینا لقبض الجمیع،نصیب الهبة لها و الباقی أمانة للشریک حتی یتم عقد الهبة علی الأقوی.خلافا للمختلف فاکتفی هنا فی القبض بالتخلیة و لو فی المنقول،و له مع فقد الحاکم المجبر وجه،دفعا للعسر و الضرر.

ثم لو قبض فی محل النهی بإذن الواهب،صح علی الأصح.

و لا یرجع فی الهبة لأحد الوالدین و ان علی بعد القبض و کذا غیرهما من ذوی الرحم علی الخلاف فیهم بین الأصحاب،الا أن الأظهر إلحاقهم بالأبوین،و فی الغنیة الإجماع علی هذا الإطلاق،و فی کلام جماعة علی الأولاد مطلقا،کما فی کلام بعض بل جمع.و مقیدا بالصغیر کما فی کلام آخر.

و المراد بالرحم فی هذا الباب و غیره،کالرحم الذی یجب صلته و یحرم قطعه،مطلق القریب المعروف بالنسب و ان بعدت لحمته و جاز نکاحه.

ص:259

و لو وهب أحد الزوجین الأجنبیین الأخر شیئا و أقبضه منه ففی جواز الرجوع له فیه تردد و اختلاف بین الأصحاب،الا أن أشبهه:

الجواز مع الکراهیة الشدیدة،وفاقا لجماعة،و علیه الإجماع فی الغنیة.

و یجوز أن یرجع فی هبة الأجنبی ما دامت العین الموهوبة باقیة و لم یتصرف فیها بشیء بالکلیة ما لم یعوض عنها أو یقصد بها التقرب الی اللّه تعالی إجماعا فیه،و فی لزوم الهبة التالفة و المعوض عنها، و المتقرب بها الی اللّه تعالی بعد القبض و ان لم یتصرف فیها.

و لا فرق فی اللزوم فی التالفة بین کون التلف من المتهب أو من اللّه سبحانه و لا بین کون التلف تمام الهبة أو بعضها،إذا صدق علی الهبة مع تلفه أنها غیر قائمة بعینها لا ما لا یصدق معه ذلک علیها،کسقوط ظفر أو نحوه من العبد الموهوب مثلا.

و لا فی المعوضة بین کون العوض مشروطا فی العقد أو واقعا بعده اتفاقا لا شرطا،لکنهم کما قیل:صرحوا بعدم حصول التعویض بمجرد البذل،بل لا بد من قبول الواهب له و کون البذل عوضا عن الموهوب.و لا بین کونه قلیلا و کثیرا، و فی المسالک من بعض الموهوب أو غیره.و فیه نظر،فان کان ما ذکره إجماعا، و الا فإن للمناقشة فیه مجالا.

و فی جواز الرجوع للواهب فی هبته للأجنبی بعد القبض مع التصرف فیها فی غیر الصور الثلاث المستثناة قولان،أشبههما:الجواز مطلقا،و فی الغنیة الإجماع،و لکن الأحوط العدم مطلقا.

ص:260

کتاب السبق و الرمایة

ص:261

ص:262

(کتاب السبق و الرمایة) السبق:و هو بسکون الباء المصدر،و المسابقة هی:إجراء الخیل و شبهها فی حلبة (1)السباق،لیعلم الأجود منها و إلا فرس من الرجال و المتسابقین.و بتحریک الباء العوض المجعول رهنا،و یسمی الخطر و الندب.

و الرمایة و هی:المناضلة بالسهام لیعرف حذق الرامی و معرفته بمواقع الرمی.

و مستند شرعیة هما بعد قوله صلّی اللّه علیه و آله المروی (2)من طرق العامة و الخاصة بأسانید معتبرة تضمنت الصحیح و غیره لا سبق إلا فی نصل أو خف أو حافر الکتاب (3)و إجماع الأمة،و السنة بهما-زیادة علی ما مر-مستفیضة.

و فائدتهما:بعث النفس علی الاستعداد للقتال و الهدایة لممارسة النضال.

و یدخل تحت النصل،السهام و الحراب جمع حربة،و هی الإله و السیف و لا یدخل فیه الدبوس و العصا و المرافق إذا جعل فی رأسها حدیدة

ص:263


1- 1) الحلبة:الدفعة من الخیل فی الرهان خاصة،الخیل تجمع للسباق.
2- 2) وسائل الشیعة 13-348،ب 3،سنن ابن ماجة 2-960 الرقم 2878.
3- 3) قوله تعالی «وَ أَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَ مِنْ رِباطِ الْخَیْلِ» سورة الأنفال: 60.

علی اشکال.

و یدخل تحت الخف الإبل قطعا،و الفیلة علی اشکال فیها،و الأحوط ترک المسابقة علیها.

و یدخل تحت الحافر الخیل قطعا و البغال و الحمیر علی اشکال فیهما،و الترک أولی.

و لا تصح المسابقة فی غیرها أی غیر الثلاثة المزبورة،بل یحرم مع العوض بإجماعنا،و کذا بدونه علی الأشهر الأقوی.و ظاهر جماعة بل صریح بعضهم کونه إجماعا.

و یفتقر انعقادها الی صدورها من کاملین بالبلوغ و العقل الخالیین من الحجر حیث تتضمن العوض و إیجاب و قبول قطعا فی الأول،و علی الأقوی فی الثانی.

و فی لزومها تردد و اختلاف بین الأصحاب،الا أن أشبهه:اللزوم ان أرید به لزوم بذل العوض بعد حصول السبق خاصة.و ان أرید به لزومها من أول الأمر بمعنی وجوب العمل ثم بذل العوض ان حصل السبق و عدم جواز الفسخ قبل التلبس بالعمل و لا بعده،فالجواز أشبه.

و یصح أن یکون السبق بفتح العین عینا أو دینا حالا و مؤجلا.

و لو بذل السبق غیر المتسابقین جاز مطلقا اماما کان أو غیره.

و کذا لو بذله أحدهما بأن قال لصاحبه:ان سبقت فلک عشرة،و ان سبقت أنا فلا شیء لی علیک أو بذل من بیت المال جاز.

و لا یشترط المحلل عندنا و هو الذی یدخل بین المتراهنین بالشرط فی عقده،فیسابق معهما من غیر عوض یبذله لیعتبر السابق منهما.ثم ان سبق أخذ العوض و ان سبق لم یغرم،و هو بینهما کالأمین،و حیث شرط لزم،فیجری دابته بینهما أو

ص:264

الی أحد الجانبین مع الإطلاق،و الی ما شرط مع التعیین.

و یجوز جعل السبق للسابق منهما،أو للمحلل ان سبق لا لأجنبی،و لا للمسبوق منهما و من المحلل،و لا جعل القسط الأوفر للمتأخر أو المصلی و الأقل للسابق.

و تفتقر المسابقة عند الأصحاب إلی شروط ذکر المصنف منها جملة و أنهاها الفاضل الی اثنا عشر فی التذکرة.

منها تقدیر المسافة التی یستبقان فیها،و تعیینها ابتداء و انتهاء.

و تعیین الخطر بالخاء المعجمة و الطاء المهملة المفتوحتین،ان شرطاه أو مطلقا علی القول باشتراطه فی صحة العقد،کما هو ظاهر بعضهم،و عن التذکرة انه لیس بشرط،و لا یخلو عن قوة.

و تعیین ما یسابق علیه من فرس و بعیر بالمشاهدة،فلا یکفی الإطلاق و لا التعیین بالوصف.

و تساوی ما به السباق فی احتمال السبق بمعنی احتمال کون کل واحد یسبق صاحبه،فلو علم قصور أحدهما بطل.

و منها:ما مر من جعل السبق لأحدهما أو المحلل لا غیر،فلو جعل له بطل.

و منها:تساوی الدابتین فی الجنس،فلا تجوز المسابقة بین الخیل و الإبل.

و منها:إرسالهما دفعة،فلو أرسل أحدهما دابته قبل الأخر لیعلم هل یدرکه أم لا لم یصح.

و منها:أن یستبقا علیه بالرکوب،فلو شرط إرسالهما لیجریا بنفسهما لم یجز.

و منها:أن یجعلا المسافة بحیث یحتمل الفرسان قطعها و لا ینقطعان دونها.

ص:265

و منها:أن یکون ما ورد علیه عدة للقتال (1)،فلا یجوز السبق و الرمی فی النساء.

و منها:العقد المشتمل علی أرکانه.

و منها:عدم تضمنه شرطا فاسدا.

هذه جملة ما عن التذکرة،و اعتبارها جمع أحوط،و ان کان الحجة فی بعضها غیر واضحة.

و فی اشتراط التساوی فی الموقف تردد و لکن العدم أشهر و أظهر.

و یتحقق السبق بالسکون بتقدم الهادی أی العنق،علی الأظهر الأشهر.و ظاهر المتن اعتبار السبق بجمیع العنق،و قیل:بکفایة بعضه.و هو حسن حیث یساعده العرف.

ثم ان اتفقا فی طول العنق و قصره أو سبق الأقصر عنقا ببعضه،و الا اعتبر سبق الطویل بأکثر من قدر الزائد.و لو سبق بأقل من قدره،فالقصیر هو السابق.

و تفتقر المراماة إلی شروط ستة:

منها تقدیر الرشق و هو بکسر الراء عدد الرمی الذی ینفقان علیه کعشرین، و بالفتح مصدر بمعنی الرمی.

و منها تعیین عدد الإصابة کخمس من عشرة.

و منها تعیین صفتها من المارق و الجاسق و الخارق و الخاصر و الخارم و الحابی و القارع،الی غیر ذلک من الأوصاف الکثیرة،حتی أنها ذکر لها بحسب أوصافها تسعة عشر اسما فی کتاب فقه اللغة (2).و اشتراط الشرطین الأولین مشهور و تأمل فیهما و فی هذا و بعض ما یأتی بعض،و له وجه.

ص:266


1- 1) فی«خ»النضال.
2- 2) فقه اللغة ص 202 و 210.

و عن التذکرة أنه لا یشترط الاعلام بصفة الإصابة،و أنه إذا أطلق حمل علی مجردها،لانه المتعارف،و المطلق معنی فیحمل علیه المطلق لفظا.نعم ان شرطا نوعا معینا تعین،و هو حسن.

و منها تشخیص قدر المسافة التی یرمیان فیها،و هی ما بین موقف الرامی و الهدف،أو ما فی معناه،أو بالمشاهدة،أو المساحة کمائة أذرع.

و منها تعیین الغرض و هو ما یقصد اصابته من قرطاس أو جلد أو غیرهما.و یشترط العلم بموضعه من الهدف،و هو ما یجعل فیه الغرض من تراب أو غیره.

و منها تعیین قدر السبق أی العوض المبذول للسابق.

و فی اشتراط المبادرة و هی اشتراط استحقاق العوض لمن بدر إلی إصابة عدد معین من مقدار رشق معین مع تساویهما فی الرشق،کخمسة من عشرین و المحاطة و هی اشتراط استحقاقه لمن خلص له من الإصابة عدد معلوم،بعد مقابلة إصابات أحدهما باصابات الأخر،فطرح ما اشترکا فیه تردد و اختلاف و لا ریب فی الاشتراط مع انتفاء القرینة من العرف و العادة علی تعیین أحدهما و لعله فرض المسألة.و أما معها فالأجود العدم عملا بالقرینة،فإنها فی حکم التعیین.

و علی القول بعدم الاشتراط،ففی حمل المطلق علی المحاطة أو المبادرة قولان،و الأول أشهر،و الأقوی الرجوع الی عادة المتناضلین،فان کانت تبعت و الا بطل العقد من أصله.

و لا یشترط تعیین السهم و لا القوس أی شخصهما علی المشهور،دون النوع کالقوس العربی،فیشترط تعیینه.

و عن جماعة أنه لا یشترط تعیین السهم،بخلاف القوس و أنه لو لم یعین نوعهما انصرف الی الأغلب فی العادة،و لا یخلو عن قوة،لجریانها مجری التقیید اللفظی

ص:267

فإن اضطربت وجب التعیین،فان لم یتعین فسد العقد.

و تجوز المناضلة علی الإصابة للغرض مع الشرائط المتقدمة و کذا یجوز معها علی التباعد بأن یرمیا من موضع معین الی آخر کذلک،و یشترطا أن من بعد سهمه عن الأخر فله السبق.

و لو فضل أحدهما علی الأخر فی عدد الإصابة فقال:اطرح الفضل بکذا و کذا درهما مثلا لم تصح،لانه مناف للغرض من النضال و لا خلاف فیه کما قیل،و فیه وجه بالصحة لا یخلو عن قوة،ان لم ینعقد الإجماع علی خلافه.

ص:268

کتاب الوصایا

اشارة

ص:269

ص:270

(کتاب الوصایا) و هی جمع وصیة.و النصوص فی فضلها مستفیضة،فی جملة منها:انها حق علی کل مسلم (1).و منها:لا ینبغی لامرئ مسلم أن یبیت لیلة الا و وصیته تحت رأسه (2)و منها:من مات بغیر وصیة مات میتة جاهلیة (3).

و حمل ما ظاهره الوجوب منها علی تأکد الفضیلة أو الوصیة بالأمور الواجبة کالحج و الخمس و الزکاة المفروضة.

و هو أی الکتاب یستدعی فصولا:

ما یعتبر فی الوصیة:

الأول:الوصیة لغة:الوصلة،سمیت بها لما فیها من وصلة التصرف فی حال الحیاة به بعد الوفاة.

و شرعا: تملیک عین أو منفعة فالتملیک بمنزلة الجنس یشمل سائر

ص:271


1- 1) وسائل الشیعة 13-352 ح 2 و 4 و 6.
2- 2) وسائل الشیعة 13-352 ح 7.
3- 3) وسائل الشیعة 13-352 ح 8.

التصرفات المملکة من البیع و الوقف و الهبة.

و فی ذکر العین و المنفعة تنبیه علی متعلق الوصیة،و یندرج فی العین الموجود منها بالفعل کالشجرة،و بالقوة کالثمرة المتجددة.و فی المنفعة المؤبدة منها و الموقتة و المطلقة.

و اقتصر علی ما فی العبارة جماعة،و لما کان منتقضا فی عکسه بالوصیة علیهم زاد الماتن هنا و الشهید فی اللمعة (1):

أو تسلیط علی تصرف بعد الوفاة و بالقید تخرج الهبة و غیرها من التصرفات المنجزة فی حال الحیاة المتعلقة بالعین أو المنفعة و الوکالة،لأنها تسلیط علی التصرف فی الحیاة.

و ربما یزید فیه غیر ذلک مما لا یحتاج الیه،بل و لا الی ما ذکر،و الأمر سهل.

و تفتقر الوصیة إلی الإیجاب إجماعا و القبول مطلقا،و لو فی الوصیة فی جهة عامة أو لغیر معین،خلافا لجماعة فیهما،و الأول أقوی ان لم یکن الإجماع علی خلافه منعقدا کما فی الروضة.

و یتولاه ان شرطناه الناظر فی تلک المصلحة أو حاکم الشریعة.

و لیست المقارنة بینهما بشرط هنا إجماعا،بل فی صحة القبول قبل الموت مطلقا قولان،أشهرهما و أظهرهما:العدم.و لا یشترط فیها شیء آخر غیرهما حتی القبض علی الأقوی.

و إیجابها کل لفظ دل علی المعنی المطلوب منها،کأوصیت لفلان بکذا، أو افعلوا بعد وفاتی کذا و نحوهما.و القبول الرضا بما دل علیه الإیجاب و لو فعلا

ص:272


1- 1) اللمعة 5-11.

کالأخذ و التصرف.

و تکفی فی الإیجاب الإشارة و کذا الکتابة الدالة علی المقصود مع تعذر اللفظ بخرس أو اعتقال لسان إجماعا.

و لا تکفی الکتابة و کذا الإشارة ما لم تنضم إلیهما القرینة الحالیة الدالة علی الإرادة إجماعا.و ظاهر العبارة کفایتها مع القرینة مطلقا و لو لم یکن حال ضرورة،و احتمله فی التذکرة،و لا یخلو عن قوة حیث تکون القرینة قطعیة.

و لا یجب العمل بما یوجد بخط المیت و ان علم أنه خطه مع التجرد عن القرینة الدالة علی وصیته بما فیه مطلقا و ان عمل ببعضه الورثة علی الأشهر الأظهر.

و قیل: کما عن النهایة (1)انه ان عمل الورثة ببعضها لزمهم العمل بجمیعها،و هو ضعیف لما فی النص (2)الدال علیه من القصور متنا و دلالة و ان صح سندا.

و لا تصح الوصیة فی معصیة کمساعدة الظالم فی ظلمة و کذا وصیة المسلم للبیع و الکنائس بلا خلاف.

و فی صحة وصیة الکافر لهما وجهان،ظاهر المصنف هنا نعم،و فی الشرائع (3)العدم و هو الأظهر،لکن قیل:یقرون علیهما لو ترافعوا إلینا اجراءهم علی أحکامهم و هو معنی الصحة ظاهرا،و ان کان فی نفسه باطلا.

ص:273


1- 1) النهایة ص 622.
2- 2) وسائل الشیعة 13-437،ح 2،ب 48.
3- 3) شرائع الإسلام 2-244.

ما یعتبر فی الموصی:

الثانی:فی الموصی،و یعتبر فیه کمال العقل فلا تصح من المجنون و لو کان أدواریا إذا کانت حال جنونه إجماعا،و تصح من السفیه مطلقا و لو فی غیر وجوه البر علی الأقوی.

و الحریة فلا تصح وصیة المملوک مطلقا،الا المکاتب إذا أدی من مکاتبته شیئا،فتصح فیها بقدر ما أدی.ثم ان المنع إذا مات علی العبودیة،و أما لو عتق و ملک ففی صحة وصیته حال الرقیة وجهان،أجودهما:العدم استصحابا له.

و فی صحة وصیة من بلغ بحسب السن عشرا و کان ممیزا صارفا لها فی البر و المعروف،کبناء المساجد و القناطر و صدقة ذوی الأرحام تردد و اختلاف و لکن المروی (1)فی المعتبرة المستفیضة الجواز و هی مع ذلک مشهورة،حتی أن علیه الإجماع فی الغنیة،و الحلی المخالف شاذ فلا مسرح عنه و لا مندوحة.

و یشترط فیه زیادة علی التمییز وضع الوصیة فی محلها،کما یفعله العقلاء.

و لو جرح الموصی نفسه بما فیه هلاکها عمدا ثم أوصی لم تقبل وصیته علی الأظهر الأشهر.

و لو أوصی ثم جرح نفسه قبلت وصیته مطلقا و لو عمدا بلا خلاف.

و فی حکمه ما لو أوصی ثم جن أو صار سفیها ان منعنا وصیته فتقبل.

و للموصی الرجوع فی الوصیة متی شاء فی مرض أو صحة بغیر خلاف.

و یتحقق تارة بالقول،کرجعت،أو نقضت،أو أبطلت،أو فسخت،أو هذا لوارثی،أو میراثی،أو حرام علی الموصی له،أو لا تفعلوا کذا،أو نحو ذلک

ص:274


1- 1) وسائل الشیعة 13-428،ب 44.

و أخری بالفعل،کبیع العین الموصی بها و ان لم یقبضها،أو رهنها مع الإقباض قطعا و بدونه علی قول،أو هبتها کذلک،أو الوصیة بها لغیر من أوصی له أولا أو فعل ما یبطل الاسم.

و یدل علی الرجوع مثل طحن الطعام،و عجن الدقیق،و غزل القطن،و نسج مغزوله،أو خلطه بالأجود،أو مطلقا علی الخلاف بحیث لا یتمیز.

قیل:و الأقوی أن مجرد العرض علی البیع و التوکیل فیه و إیجابه و إیجاب العقود الجائزة،کاف فی الفسخ لدلالته علیه،لا تزویج العبد و الأمة،و إجارتهما و ختانهما،و تعلیمهما،و وطئ الأمة بدون إحبالها.و هو حسن.

و لو حصل منه ما یشک فی الرجوع،فالأصل عدمه.

و الحکم بالرجوع فیما مر مشروط بکون العین متعلق الوصیة دون الکلی،فلو أوصی به ثم تصرف فی أفراده،لم یکن ذلک رجوعا الا مع القرینة.

ما یعتبر فی الموصی له:

الثالث:فی الموصی له،و یشترط وجوده عند الوصیة فلا تصح للمعدوم،و لا لمن ظن بقاؤه أو وجوده وقت الوصیة فبان میتا فی تلک الحالة أو غیر موجود.

و تصح الوصیة للوارث عندنا کما تصح للأجنبی إجماعا.

و تصح للحمل بشرط وقوعه حیا و العلم بوجوده حال الوصیة.

و یتحقق بوضعه لدون ستة أشهر منذ حین الوصیة،أو لأقصی مدة الحمل فما دون إذا لم یکن هناک زوج و لا مولی.و یتفرع علی الشرط الأول بطلانها لو وضع میتا،و لو مات بعد انفصاله حیا کانت لوارثه.

و فی اعتبار قبوله هنا وجه قوی،و ان لم نعتبره من ولی الحمل،مع أن

ص:275

الأقوی اعتبار قبوله وفاقا للحلی.

ثم ان اتحد فهی له،و ان تعدد قسم الموصی به علی العدد،و ان اختلفوا بالذکورة و الأنوثة،و لا فرق بین أن تلدهما معا فی المدة المشترطة،للعلم بوجودهما حال الوصیة،أو علی التعاقب بأن تلد الأول فی أقل من ستة أشهر من حین الوصیة و الثانی فی أقل منهما من حین الولادة،کما صرح به فی التذکرة،قال:و ان زاد ما بین الثانی و الوصیة علی ستة أشهر و کانت المرأة فراشا،لأنهما حمل واحد إجماعا.

و تصح للذمی الملتزم بالشرائط مطلقا و لو کان من الموصی أجنبیا علی الأقوی.

و فیه أقوال أخر أنهاها بعضهم إلی سبعة،و لا دلیل علی شیء منها سوی القول بالمنع مطلقا.

و لا تصح للحربی علی الأظهر الأشهر و لا لمملوک غیر الموصی مطلقا و لو کان مدبرا أو أم ولد أو مکاتبا مشروطا أو مطلقا و لم یؤد شیئا علی الأقوی.

نعم لو أوصی لمکاتب الغیر و قد تحرر بعضه مضت الوصیة و صحت فی قدر نصیبه من الحریة و کذا لو کان بعضه محررا من غیر جهة الکتابة.

و تصح لعبد الموصی و مدبره و مکاتبه مطلقا و أم ولده بلا خلاف.

و یعتبر ما یوصی به لمملوکه بعد خروجه من الثلث،فان کان بقدر قیمته أعتق و کان الموصی به للورثة حیث یکون معینا و ان زاد أعطی العبد الزائد کائنا ما کان و ان نقص عن قیمته و لم تبلغ ضعفه عتق منه بحسابه و سعی فی الباقی بغیر خلاف،و کذا إذا بلغت ضعفه علی الأشهر الأظهر،و فی

ص:276

الخلاف (1)الإجماع.

و قیل:ان کانت قیمته ضعف الوصیة بطلت للنص (2)و فی المستند ضعف دلالة بل و سندا أیضا.و لا فرق فی ذلک بین صورتی الوصیة له بالثلث المشاع أو المعین.

و لو أعتقه عند موته و لیس له غیره و علیه دین،فان کان قیمته بقدر الدین مرتین صح العتق فیما یخصه من الثلث بعد الدین،و استسعی فی الخمسة الأسداس الباقیة،ثلاثة منها للدیان و الباقی للورثة،بلا خلاف و الا بطل وفاقا لجماعة.و قیل:تصح هنا کالأول.

و فیه أی فی المقام وجه آخر بنفوذ العتق من الأصل و سقوط الدین من رأس للحلی،و هو ضعیف.

و هل الحکم بذلک مختص بالمنجز،کما فی ظاهر العبارة و صریح الشرائع (3)أو یعمه و الوصیة،کما هو ظاهر الجماعة القائلین بما فی العبارة؟قولان،و الثانی لا یخلو عن قوة.

و لو أوصی لأم ولده صح بلا خلاف و هل تعتق من الوصیة؟ کما علیه جماعة أو من نصیب الولد؟ کما علیه آخرون قولان مشهوران، أقواهما الأول.و فیه قول آخر بالتخییر بین الأمرین ضعیف. فإن أعتقت من نصیب الولد کان لها الوصیة.

و فی روایة (4)صحیحة أنها تعتق من الثلث و لها الوصیة و هی مخالفة للأصول و الإجماع،فحمل تارة علی صورة عتقها فی المرض قبل الموت

ص:277


1- 1) الخلاف 2-312.
2- 2) وسائل الشیعة 13-467،ح 2.
3- 3) شرائع الإسلام 2-253.
4- 4) وسائل الشیعة 13-469،ب 82.

ثم الوصیة لها بعده،و هو بعید.و أخری علی أن المراد من الثلث العتق من الوصیة و تعطی ما فضل منها،و هو قریب.

و إطلاق الوصیة لجماعة یقتضی التسویة بینهم فی الحصة،و ان اختلفوا ذکورة و أنوثة و کانوا أجانب أو ورثة،بغیر خلاف و لا إشکال إلا فی الوصیة لأخواله و أعمامه فإن فیها روایة (1)بالتفضیل للأعمام الثلثان و للأخوال الثلث کالمیراث ذهب إلیها الشیخ و القاضی.

و الأشبه التسویة فیهم أیضا،وفاقا للحلی و عامة المتأخرین،و الروایة شاذة مهجورة،کما صرح به المصنف فی الشرائع (2).

کل ذا ما لم ینص الموصی علی التفضیل و أما معه فیتبع کیف کان بلا خلاف،و ان کان المفضل أنثی أو خالا و قلنا بمفضولیته مع العم.

و إذا أوصی لقرابته و أطلق فهم المعروفون بنسبه مطلقا علی الأشهر الأقوی.

و قیل: کما فی الغنیة و عن المفید و النهایة (3)انه لمن یتقرب الیه بآخر أب و أم له فی الإسلام بمعنی الارتقاء بالقرابة من الأدنی الی ما قبله، و هکذا الی أبعد جد و جدة له فی الإسلام و فروعهما،و یحکم للجمیع بالقرابة.

و لا یرتقی بآباء الشرک و ان عرفوا بقرابته،و فیه أقوال أخر کلها ضعیفة.

ثم علی أی معنی حمل،یعم الذکر و الأنثی و الفقیر و الغنی و القریب و البعید.و لا فرق بین قوله:أوصیت لأقاربی و قرابتی و ذوی رحمی،لاشتراک الجمیع فی المعنی،و ینصرف الوصیة إلی الموجود منهم مطلقا اتحد أو تعدد، ذکروا فی الوصیة بصیغة الجمع أو المفرد.

ص:278


1- 1) وسائل الشیعة 13-454،ب 62.
2- 2) شرائع الإسلام 2-254.
3- 3) النهایة ص 614.

و لو أوصی لأهل بیته دخل فیهم الإباء و ان علو و الأولاد و ان نزلوا،و فسرهم فی التذکرة بالقرابة،فیدخل فیهم الأعمام و الأخوال و فروعهما أیضا،و لا یخلو عن قوة حیث لا یمکن الرجوع الی عرف بلد الموصی،و مع الإمکان فیتبع و لو کان أخص مما فی المتن.

و أما القول فی الوصیة ل العشیرة و الجیران و السبیل و البر و الفقراء ف کما مر فی الوقف علیهم.

و إذا مات الموصی له قبل الموصی انتقل ما کان للموصی له من الوصیة إلی ورثته دون ورثة الموصی ما لم یرجع الموصی عنها علی الأشهر الأقوی،و کذا إذا مات بعده و قبل القبول علی الأشهر الأقوی.و ظاهر التذکرة کون الحکم هنا إجماعا،و أن الخلاف مختص بالصورة الأولی.

کل ذا إذا خلف الموصی له وارثا خاصا و لو لم یخلف وارثا کذلک رجعت الوصیة إلی ورثة الموصی وفاقا للمعظم،خلافا للحلی فألحق به الامام علیه السلام،و هو نادر.

و إذا قال:أعطوا فلانا کذا و لم یعین علیه مصرفا دفع الیه یصنع به ما شاء و لا کذلک لو عین علیه المصرف فإنه یتعین علیه.

و تستحب الوصیة لذوی القرابة مطلقا وارثا کان أو غیره و تتأکد فی الثانی،فقد ورد:ان من لم یوص لذوی القرابة ممن لا یرثه،فقد ختم عمله بمعصیته (1).

ما یعتبر فی الأوصیاء:

الرابع:فی الأوصیاء،و یعتبر فی الوصی التکلیف بالبلوغ و العقل

ص:279


1- 1) وسائل الشیعة 13-471،ح 3.

فلا تصح إلی صبی بحیث یتصرف حال صباه مطلقا و لو کان الی البالغ منضما، و لا الی مجنون کذلک.

و الإسلام فلا تصح الی کافر و ان کان رحما،الا أن یوصی الیه مثله کما یأتی.

و فی اعتبار العدالة فیه تردد و اختلاف،الا أن أشبهه عند المصنف هنا و فی غیره وفاقا للحلی أنها لا تعتبر خلافا للأکثر،حتی أن علیه الإجماع فی الغنیة،و لا یخلو عن قوة.

و هذا الشرط انما یعتبر لیحصل الوثوق بفعل الموصی به و یقبل خبره به، لا فی صحة الفعل (1)فی نفسه،فلو أوصی الی من ظاهره العدالة و هو فاسق فی نفسه ففعل مقتضی الوصیة،فالظاهر نفوذ فعله و خروجه عن العهدة،و یمکن أن یکون ظاهر الفسق کذلک لو أوصی الیه فیما بینه و بینه و فعل مقتضاها،بل لو أوصی الیه ظاهرا أو فعله کذلک،لم یبعد الصحة و ان حکم ظاهرا بعدم وقوعه و ضمانه ما ادعی فعله.

و تظهر الفائدة لو فعل مقتضی الوصیة باطلاع عدلین أو حاکم الشریعة،نبه بذلک فی التذکرة و الروضة (2).

أما لو أوصی الی عدل ففسق،بطلت وصیته إجماعا،الا من الحلی کما قیل،و لا ریب فیه علی المختار من اشتراط العدالة،و کذا علی غیره ان ظهر کون الباعث علی نصبه عدالته،و الا فإشکال.

و لا فرق فی البطلان علی القول به بین فسقه بعد وفاة الموصی أو فی حیاته، علم أو جهل به،کما یقتضیه إطلاق العبارة،و ربما یستشکل فیه فی الثانی مع العلم

ص:280


1- 1) فی«خ»:القول.
2- 2) الروضة البهیة فی شرح اللمعة 5-71.

بفسقه و عدم عزله،و هو علی القول بعدم اشتراط العدالة ابتداء فی محله.

و هل تبطل الوصیة بطرو الفسق و من حینه أم یتوقف علم حکم الحاکم و عزله؟ وجهان.

و تظهر الفائدة فی تصرفه قبل أن یعزله،فینفذ علی الثانی دون الأول،و هو الوجه حیث یظهر أن الباعث للوصیة إلیه هو العدالة.

و هل تعود الوصیة بعوده عدلا؟الأشهر کما قیل و الأقوی لا.

و یعتبر فیه الحریة أیضا ف لا یوصی الی المملوک إلا بإذن المولی فیصح عندنا و لیس للمولی الرجوع فی الاذن بعد موت الموصی،و یصح قبله، کما إذا قبل الحر نفسه.

و لا فرق فی محل المنع بین کون العبد قنا أو مدبرا أو مکاتبا أو مبعضا للموصی أو غیره عند جماعة،خلافا لآخرین فجوزوا الوصیة الی من عدا القن مطلقا،کما یظهر من جمع،أو إذا کان عبد نفسه،کما صرح به بعضهم،و لا یخلو عن قوة.

و تصح الوصیة إلی الصبی حال کونه منضما الی کامل لا منفردا بغیر خلاف و یتصرف الکامل حتی یبلغ الصبی مطلقا و لو لم یکن التصرف فی الأمر الضروری ثم بعد بلوغه کاملا جائز التصرف یشترکان فی التصرف مجتمعین.

و لیس له نقض ما أنفذه الکامل قبل (1)بلوغه الا ما تضمن من تغییر و تبدیل نعم لو شرط عدم تصرف الکامل الی أن یبلغ الصبی تبع شرطه.

و قوله«لا منفردا»یدل علی المنع عن الوصیة إلیه مستقلا،و ان شرط فی تصرفه البلوغ و کان ذلک فی معنی الضم.

ثم لو مات أو بلغ فاسد العقل،فهل للکامل الانفراد بالتصرف أم لا بل یداخله

ص:281


1- 1) کذا فی النسخ،و فی المطبوع من المتن:بعد.

الحاکم؟ وجهان،و لعل الأظهر الثانی.و ینبغی القطع به فیما إذا بلغ الصبی رشیدا ثم مات بعده و لو بلحظة.

و لا تصح وصیة المسلم الی الکافر مطلقا و تصح الیه من مثله کذلک ان لم نشترط العدالة،و أما مع اشتراطها فهل تکفی عدالته فی دینه أم تبطل مطلقا؟ وجهان،أجودهما:الأول.

و تصح الوصیة إلی المرأة إذا اجتمع فیها الشرائط المتقدمة بإجماعنا.

و لو أوصی الی اثنین فصاعدا جاز فإن أطلق أو شرط الاجتماع فی التصرف فلیس لأحدهما الانفراد به،بل علیهما الاجتماع فیه بمعنی صدوره عن رأیهما و نظرهما و ان باشره أحدهما إجماعا فی الأخیر،و علی الأظهر الأشهر فی الأول.

و لو تشاحا و تعاسرا،فأراد أحدهما نوعا من التصرف و منعه الأخر لم یمض تصرفه الا ما لا بد منه و تدعو الحاجة الیه،و لا یمکن تأخیره إلی وقت الاتفاق کمئونة الیتیم و الرقیق و الدواب و إصلاح العقار و شراء کفن المیت.و زاد بعضهم قضاء دیونه،و إنفاذ الوصیة المعینة،و قبول الهبة عن الصغیر مع خوف فوات النفع،و الخصومة عن المیت و له و عن الطفل،و له مع الحاجة،ورد الودیعة المعینة،و العین المغصوبة.و قیل:لم یمض تصرفه مطلقا،و هو أوفق بالأصل.

و للحاکم الشرعی جبرهما علی الاجتماع من غیر أن یستبدل بهما مع الإمکان.

فإن تعذر علیه جمعهما جاز له الاستبدال بهما و لو التمسا القسمة حیث وجب علیهما الاجتماع لم یجز.

ص:282

و لو عجز أحدهما عن القیام بتمام ما یجب علیه من العمل بالوصیة بمرض و نحوه ضم إلیه أی إلی العاجز أمین من طرف الحاکم.

و لو عجز عن القیام به أصلا بموت أو فسق أو جنون أو نحوهما،ضم الأمین الی الأخر،وفاقا للأکثر فی الأول،و خلافا لهم فی الثانی،فاختاروا استقلال الأخر من دون ضم.

و علی المختار فهل للحاکم أن یفوض جمیع الولایة الی الثانی منهما بدلا عن الضمیمة أم لا؟ وجهان،أجودهما:الثانی.

و لو عجزا معا أصلا،فللحاکم أن ینصب و لو واحدا.

و کل ذا إذا أوصی إلیهما مطلقا أو مشترطا علیهما اجتماعهما معا أما لو شرط لهما الانفراد،تصرف کل واحد منهما و ان انفرد عن الأخر بغیر خلاف.

و فی جواز الاجتماع حینئذ نظر،و الجواز أظهر حیث تقوم قرینة علی کون اشتراط الانفراد رخصة لا عزیمة،و الا فالمنع أظهر عملا بمقتضی الشرط، خصوصا إذا حصل لهما فی حال الاجتماع نظر مخالف للنظر حال الانفراد، فینبغی القطع بالمنع هنا،و کذا لو نهاهما عن الاجتماع.

و یجوز لهما فی هذه الحالة أن یقتسما بالتنصیف و التفاوت حیث لا یحصل بالقسمة ضرر و لا یکون الموصی منع عنها،و الا فلا.ثم بعدها لکل منهما التصرف فی نصیب الأخر و ان کان فی ید صاحبه.

و للموصی تغییر الأوصیاء،و للموصی إلیه رد الوصیة و عدم قبولها مطلقا و ان کان الموصی أبا،أو کان الموصی إلیه فیه منحصرا،علی ما یقتضیه إطلاق العبارة و نحوها،خلافا للصدوق فأوجب القبول فی المقامین،و هو أقوی ان لم یکن خلافه إجماعا.

و یصح رد الوصیة مطلقا و لو قبلها،ما دام الموصی حیا ان بلغ الرد

ص:283

الیه،و تمکن من اقامة وصی غیره إجماعا.و ان لم یتمکن فوجهان،أجودهما:

أنه لم یجز له الرد.

و لو مات الموصی قبل بلوغه أی الرد الیه لزمت الوصیة فلیس للموصی إلیه ردها إجماعا إذا قبلها،و علی الأشهر الأقوی مطلقا،و فی صریح الغنیة و ظاهر غیره الإجماع.

و لو ظهر من الوصی المتحد أو المتعدد خیانة أو فسق آخر انعزل بمجرده،أو بعزل الحاکم،علی اختلاف القولین المتقدمین،و استبدل به الحاکم أمینا مستقلا ان کان المعزول واحدا،أو منضما إلی الباقی ان کان أکثر.

و انما أعاد المسألة مع سبقها،لبیان جواز الاستبدال،إذ لم یتقدم له ذکر سابقا.

و الوصی أمین لا یضمن الا بتعد أو تفریط.

و یجوز للوصی أن یستوفی دینه مما فی یده من مال الموصی مطلقا و لو من دون بینة،عجز عنها أم لا علی الأقوی،لکن فی الوصی المتحد أو المتعدد علی الانفراد مطلقا،أو الاجتماع مع علم الأخر بثبوت الحق،بناء علی جواز أداء الوصی من دین الموصی ما یعلم ثبوته الی حین الأداء اتفاقا.

و أن یقوم مال الیتیم علی نفسه بثمن المثل فصاعدا،إذا لم یکن هناک غیره باذلا علی الأقوی.

و أن یقترضه إذا کان أی الوصی ملیا علی الأشهر الأقوی،و لا یجوز مع فقد الشرط قولا واحدا.و شرط بعضهم الرهن علیه،و لیس فی النصوص مع ورودها فی مقام الحاجة دلالة علیه،و لکن التحفظ فی مال الیتیم بقدر الإمکان طریق الاحتیاط.

و الأظهر الأحوط فی تفسیر الملاءة ما قیل:من أن یکون المتصرف قادرا

ص:284

علی أداء المال المأخوذ من ماله إذا تلف بحسب حاله.و الظاهر اعتبار الاشهاد کما قیل.

و یشترط فی کل من التقویم علی نفسه و الاقتراض من ماله عدم لحوق ضرر بالطفل بهما،بل قیل:فی الأول یشترط أیضا أن یکون بیع ماله مصلحة له مطلقا و هو أحوط و أولی.

و تختص ولایة الوصی بما عین له الموصی من التصرفات و الولایات عموما کان ما عین له،کأنت وصیی فی کل قلیل أو کثیر،أو فی کل مالی فیه، و نحو ذلک أو خصوصا بشیء معین،کأنت وصیی فیما أوصیت به یوم الدفن مثلا،أو بوقت کأنت و صبی إلی سنة أو الی أن یبلغ ابنی فلان و شبه ذلک،أو بالأحوال کأن یوصی الی زوجته الی أن تتزوج،و غیر ذلک.

و لو قال:أنت وصیی و أطلق،کان لغوا کما عزی إلی الأصحاب.قیل:و لا یبعد کونه وصیا علی الأطفال،لأنه المفهوم المتعارف.و هو حسن حیث یثبت، و الا فالأول أثبت.

و لو قال:أنت وصیی علی أطفالی،ففی انصراف الوصیة إلی التصرف فی مالهم بما فیه الغبطة،أو الی حفظه خاصة،أو عدم الصحة ما لم یبین ما فوض إلیه أوجه ثلاثة،أوجهها:الأول وفاقا للکفایة.

و یجوز أن یأخذ الوصی أجرة المثل لعمله،ان عینها له الموصی مطلقا،و کذا الزیادة لو وافقت الثلث،و الا فیتوقف علی اجازة الورثة،و کذا ان لم یعینها،بشرط أن یکون بعمله متبرعا،وفاقا لجماعة.

و قیل: کما عن النهایة و الحلی یأخذ قدر الکفایة له خاصة أو و لعیاله أیضا علی اختلاف الوجهین.و لا ریب أن الأول أحوط،و ان کان الثانی لا یخلو عن وجه.و الأحوط و الاولی أن له أقل الأمرین من أجرة المثل و قدر الکفایة،

ص:285

وفاقا للمبسوط و التبیان (1).

هذا مع الحاجة فی الوصی و فقره،و أما مع غناه فالأظهر أن لا یأخذ شیئا.

و حیث جاز الأخذ،فهل یشترط فیه کثرة المال و صرف العمل کله فی مال الیتیم،کما فی جملة من الاخبار (2)أم لا،کما یقتضیه نحو إطلاق الآیة (3)و کثیر من الروایات؟ وجهان،أحوطهما:الأول.

و إذا کان الوصی قد أذن له الموصی فی الوصیة إلی الغیر فیما أوصی به الیه جاز له الإیصاء فیه الیه،بغیر خلاف فیه و لا فی المنع مع المنع.

و لو أطلق الوصیة ف لم یأذن له و لم یمنع فقولان،أشبههما و أشهرهما بین المتأخرین أنه لا یصح له أن یوصی بها الی الغیر.

و من لا وصی له،فالحاکم ولی ترکته بلا خلاف فیه،و لا فی أن المراد بالحاکم الامام علیه السلام ان کان،و الا فالفقیه الجامع لشرائط الفتوی،و مع عدمه فالتولیة لعدول المؤمنین،وفاقا للشیخ و أکثر المتأخرین.و یستثنی من محل المنع علی تقدیره ما یضطر إلیه الأطفال و الدواب من المئونة،و صیانة المال المشرف علی التلف.

و لو کان الحاکم بعیدا و أمکن المراجعة الیه و لو بعد مدة،اقتصروا فی التصرف علی ما لا بد منه و أخروا ما یسع تأخیره.

ص:286


1- 1) التبیان 3-119.
2- 2) وسائل الشیعة 12-184،ب 72.
3- 3) و هی قوله تعالی «مَنْ کانَ غَنِیًّا فَلْیَسْتَعْفِفْ وَ مَنْ کانَ فَقِیراً فَلْیَأْکُلْ بِالْمَعْرُوفِ» سورة النساء:6.

ما تصح الوصیة به:

اشارة

الخامس:فی الموصی به،و فیه أطراف:

فی متعلق الوصیة

الأول:فی متعلق الوصیة،و یعتبر فیه أن یکون له قابلیة الملک لکل من الموصی و الموصی له.

فلا تصح الوصیة بالخمر الغیر المحترمة،کالمتخذة لغیر التخلیل و لا بآلات اللهو و لا الخنزیر و لا کلب الهراش و نحو ذلک بغیر خلاف،و فی التذکرة الإجماع علیه،و علی جواز الوصیة بالکلاب الأربعة.

و یجوز أن یوصی بالثلث من ترکته فما نقص و لو بغیر رضا الورثة إجماعا،لا زائدا بغیر رضاهم علی الأشهر الأقوی،و فی کلام جماعة علیه إجماع العلماء.و لا فرق بین أن یکون له وارث خاص أم لا علی الأشهر الأقوی، فیصرف علی الثانی فی مصارف أموال الإمام علیه السلام.

و علی المختار ف لو أوصی بزیادة من الثلث تبرعا صح الوصیة فی الثلث و بطل فی الزائد بمعنی أنه لا یلزم فیه بل یکون مراعی.

فإن أجاز الورثة بعد الوفاة صح الوصیة بتمامه و ان أجاز بعض الورثة صح فی حصته دون الباقین بلا خلاف.

و لو أجازوا قبل الوفاة ففی لزومه قولان و المروی فی المعتبرة (1)اللزوم و علیها فتوی المشهور و هو المنصور.و لا فرق بین وصیة المریض و الصحیح فی ذلک.

و یعتبر فی المجیز جواز التصرف،فلا عبرة بإجازة الصبی و المجنون و السفیه أما المفلس فان کانت اجازته حال الحیاة نفذت،و إذا کانت بعد الموت ففی

ص:287


1- 1) وسائل الشیعة 13-371،ب 13.

صحتها وجهان.

و هل الإجازة تنفیذ أو ابتداء عطیة؟ظاهر أصحابنا الأول فلا تحتاج إلی إیجاب و قبول،و لا توجب ولاء للمجیز إذا کان الوصیة فی عتق،و لا یعتبر فی إجازة المریض خروجها من الثلث.

و یملک الموصی به بعد الموت لا قبله،و هل یحصل به الملک قهرا کالإرث و ان کان متزلزلا حتی یقبل،أم به و بالقبول معا،أم القبول کاشف بالموت؟ أقوال،و الأخیر لعله أظهر و أشهر کما قیل،و یتفرع علی الخلاف فروع جلیلة هی فی المطولات مذکورة.

و تصح الوصیة بالمضاربة بمال ولده الا صاغر علی أن یکون الربح بینهم و بین الوصی العامل مطلقا،وفاقا للأکثر.و لا یلزم مراعاة المدة التی شرطها الموصی،بل تصح ما دام الوارث صغیرا،فإذا کمل کان له الفسخ.

و انما فائدة التحدید بالمدة المنع من التصرف فیما زاد علیها،لا الالتزام بالمضاربة فیها.

و احترز ب«الا صاغر»عن الکبار،إذ لا تصح إلا بإجازتهم علی الأظهر،خلافا للأکثر.

و فائدة الصحة حیث تثبت أن الوارث إذا لم یفسخ و عمل الموصی له فی المال،استحق الحصة المعینة له.

و لو أوصی بواجب و غیره و أطلق أخرج الواجب من الأصل إذا کان مالیا کالدین و الباقی من الثلث بغیر خلاف،و فی الغنیة الإجماع.

و یلحق بالدین ما یشبهه من جمیع المالیات المحضة،کالزکاة و الکفارات و نذر المال.و المشوبة بالبدن،کالحج.و إذا کان بدنیا محضا کالصوم و الصلاة و نحوهما أخرج من الثلث بغیر خلاف،الا من ظاهر إطلاق المتن،و هو شاذ.

ص:288

و لو حصر الجمیع أی جمیع ما أوصی به من الواجب و غیره فی الثلث بأن صرح بالإخراج منه بدئ بالواجب و قدم علی غیره و ان تأخرت الوصیة به،سواء کان الواجب مالیا أو غیره،و بدأ بعده بالأول فالأول،وفاقا لإطلاق العبارة و جماعة.

و لو أوصی بأشیاء تطوعا،فان رتب بینها بدأ بالأول فالأول حتی یستوفی الثلث و بطل فیما زاد علیه ان لم یجز الورثة بلا خلاف فی الأخیر،و لا فی الأول أیضا إذا کان الوصیة بها فی وقت واحد و لم یکن فیها عتق،و أما مع فقد الشرطین فکذلک علی الأشهر الأقوی.

و المراد بالأول الذی تجب البدأة به ما یقدمه الموصی فی الذکر و لم یعقبه بما ینافیه،سواء عطف علیه الثانی ب«ثم»أو الفاء أو الواو أو قطعه عنه،بأن قال:

أعطوا فلانا مائة،أعطوا فلانا خمسین.

و ان جمع بینها و لم یرتب بأن ذکرها دفعة،فقال:أعطوا فلانا و فلانا مائة.أو رتب باللفظ ثم نص علی عدم التقدیم أخرجت من الثلث و وزع النقص علی الجمیع،فیبطل من کل وصیة بحسابها.

و لو أوصی بعتق ممالیکه دخل فی ذلک المنفرد و المشترک و یستفاد من النص (1)أنه یقوم علیه حصة شریکه ان احتمله ثلثه کما علیه جماعة،خلافا للمتأخرین فاختاروا عدم السرایة،و لا یخلو عن قوة.

حکم الوصایا المبهمة:

الثانی:فی الوصایا المبهمة:

من أوصی بجزء من ماله و لم یکن ثمة قرینة من عرف أو عادة علی تعیینه

ص:289


1- 1) وسائل الشیعة 13-463،ح 2.

کان الموصی به هو العشر من أصل الترکة لا من الثلث،الا أن یضیفه الیه کما علیه جماعة.

و فی روایة (1)أنه السبع منه و عمل بها الأکثر،حتی أن فی الغنیة الإجماع،و لعله الأظهر.

و فی روایة (2)أخری أنه سبع الثلث و هی مهجورة.

و لو أوصی بسهم من ماله و لم یکن ثمة قرینة علی تعیینه کان ثمنا علی الأشهر الأظهر،خلافا لجماعة فالسدس.و فی روایة (3)شاذة العشر.

و لو کان أوصی بشیء من ماله کان سدسا بغیر خلاف.

و لو أوصی بوجوه معینة فنسی الوصی وجها منها أو أکثر صرف المنسی فی وجوه البر بلا خلاف الا من نادر أشار الی قوله: و قیل:

یرجع میراثا و لا ریب فی ضعفه،و القائل الحلی و الشیخ فی بعض فتاویه.

و لو أوصی بسیف و هو فی جفن بفتح الأول و هو الغمد بالکسر و علیه حلیة،دخل الجمیع فی الوصیة علی روایة (4)یجبر ضعفها الشهرة العظیمة التی کادت تکون إجماعا،بل قیل:ان الأصحاب مطبقون علی العمل بها.

و کذا لو أوصی بصندوق و فیه مال،دخل المال أیضا فی الوصیة فإن فیه أیضا تلک الروایة (5)المجبورة،اللهم الا أن یوجد قرینة علی عدم الدخول فتتبع،و کذلک فی المسألة السابقة وفاقا للمعة.

ص:290


1- 1) وسائل الشیعة 13-444،ح 5.
2- 2) وسائل الشیعة 13-447،ح 14.
3- 3) وسائل الشیعة 13-449،ح 4.
4- 4) وسائل الشیعة 13-451،ب 57.
5- 5) وسائل الشیعة 13-452،ب 58.

و کذا قیل: و القائل المشهور لو أوصی بسفینة و فیها طعام دخل الطعام فیها استنادا الی فحوی روایة (1)ضعیفة السند و الدلالة،و ان انجبرت فی الأول بالشهرة،فالأصح عدم الدخول الا مع قرینة علیه من عرف أو عادة.

و لا فرق فی الحکم بالدخول حیث یثبت بین کون الموصی عدلا أم لا،و لا بین کون الصندوق مقفلا أم لا علی الأقوی.

و لا یجوز لأحد الوصیة بإخراج الولد من الإرث مطلقا و لو کان من أوصی بذلک الأب علی الأظهر الأشهر،و الأشهر الأظهر بطلان الوصیة من الأصل.

و قیل:یجری مجری الوصیة بجمیع المال لمن عداه،فإن أجاز مضی فی الکل،و الا فی الثلث.

و فیه أی فی المقام روایة (2)بصحة الوصیة بذلک من رجل وقع ابنه علی أم ولد له و عمل بها الصدوق،و لکنها لضعف سندها و مخالفتها الأصول مطرحة عند المتأخرین.

و لا فرق فی البطلان بین کون الموصی بإخراجه الولد أم غیره من الورثة دون الصحة،فیختص عند القائل بها بالولد خاصة،تبعا لمورد الروایة.

مسائل فی الوصیة:

اشارة

الطرف الثالث:فی أحکام الوصیة،و فیه مسائل:

الأولی:إذا أوصی بوصیة،ثم عقبها بمضادة لها

الأولی:إذا أوصی بوصیة،ثم عقبها بمضادة لها بأن أوصی بعین مخصوصة لزید ثم بها لعمرو،أو بمائة درهم مطلقا لزید،ثم قال:المائة التی

ص:291


1- 1) وسائل الشیعة 13-452،ب 59.
2- 2) وسائل الشیعة 13-476،ب 90.

أوصیت بها لزید قد أوصیت بها لعمرو عمل بالأخیرة و لو لم تضادها الثانیة بأن أوصی لزید بمائة،ثم أوصی لعمرو بمائة،أو أوصی لزید بدار و لعمرو بدار و نحو ذلک عمل بالجمیع ان و فی به الثلث.

فان قصر الثلث عنه بدأ بالأول فالأول حتی یستوفی الثلث کما مر.

الثانیة:تثبت الوصیة بالمال بشهادة رجلین

الثانیة:تثبت الوصیة بالمال بشهادة رجلین مسلمین،و مع الضرورة تقبل شهادة رجلین من عدول أهل الذمة،و لا یشترط فی قبولها منهم السفر وفاقا للأکثر،و الأحوط وجوب تحلیفها بعد صلاة العصر بصورة الآیة کما علیه العلامة.

و بشهادة أربع نساء،و بشهادة الواحدة فی الربع و الاثنتین فی النصف و هکذا بلا خلاف.و لا یتوقف قبول شهادتهن علی الیمین مطلقا،علی الأشهر الأقوی و لو فرض انضمام الیمین الی الاثنتین أو الثلاث ثبت الجمیع علی الأقوی،أما الواحدة فلا یثبت بها سوی الربع مطلقا.و لا علی فقد الرجال وفاقا للأکثر عملا بإطلاق النص (1).

و فی ثبوتها أی الوصیة بالمال ب شهادة شاهد و یمین تردد عند المصنف،و لا وجه له یعتد به،و الأصح الثبوت وفاقا للمشهور،و فی کلام جمع الإجماع.

و أما الوصیة ب الولایة فلا تثبت إلا بشهادة رجلین مسلمین،بلا خلاف الأمن المصنف فی الشرائع (2)،فأثبتها بشهادة شاهد و یمین،لکن علی تردد و لا وجه له کتردده السابق.

الثالثة:لو أشهد عبدین له علی أن حمل المملوکة منه،ثم ورثهما غیر الحمل فأعتقا فشهدا للحمل بالبنوة صح

الثالثة:لو أشهد الموصی عبدین له علی أن حمل المملوکة له

ص:292


1- 1) وسائل الشیعة 13-395،ب 22.
2- 2) شرائع الإسلام 2-251.

منه،ثم ورثهما غیر الحمل فأعتقا فشهدا للحمل بالبنوة للموصی صح شهادتهما و حکم له أی للحمل برقیتهما مطلقا و لو لم یوص بأن یشهدا،بلا خلاف مع الإیصاء،و کذلک مع عدم الإیصاء علی الأشهر الأقوی.

و یکره له تملکهما و یستحب له أن یعتقهما.

الرابعة:لا تقبل شهادة الوصی فیما هو وصی فیه و لا ما یجربه نفعا

الرابعة:لا تقبل شهادة الوصی فیما هو وصی فیه و لا ما یجربه نفعا،أو یستفید منه ولایة علی المشهور،بل قیل:لا خلاف فیه الا من الإسکافی،فجوز شهادته للیتیم فی حجره،و ان کان هو المتخاصم للیتیم و لم یکن بینه و بین المشهود علیه ما یرشد شهادته علیه.و مال الیه جمع،و لعله أجود حیث یسلم شهادته من التهمة،للمکاتبة (1)الصحیحة الصریحة.

و تقبل شهادته للموصی فی غیر ذلک بغیر خلاف،کما فی کلام جمع و علیه کما فی المکاتبة الصحیحة.

الخامسة:إذا أوصی بعتق عبده،أو أعتقه عند الوفاة و لیس له سواه انعتق ثلثه

الخامسة:إذا أوصی بعتق عبده،أو أعتقه عند الوفاة و لیس له سواه انعتق ثلثه و سعی فی باقی قیمته للورثة،بلا خلاف فیه فی الوصیة،و أما فی المنجز فیبنی علی الخلاف الآتی فی احتسابه من الثلث أو الأصل.

و لو أعتق ثلثه عند الوفاة و له مال غیره أعتق الباقی من ثلثه أی ثلث المال سرایة علیه ان و فی به،و ان لم یف أو لم یکن له مال سعی فیه للورثة،بلا خلاف فیه ظاهرا إلا فی إعتاق الباقی من الثلث خاصة،فإنه یبنی علی إخراج المنجز منه لا من أصل الترکة،و یأتی علی غیره انعتاق الباقی منه دون الثلث خاصة.

و لو أعتق ممالیکه عند الوفاة،أو أوصی بعتقهم و لا مال له سواهم و لم یجز الورثة أعتقهم ثلثهم بالقرعة بتعدیلهم أثلاثا بالقیمة و عتق ما أخرجته القرعة،بغیر خلاف فی الوصیة،و أما المنجز فکما عرفته.و لو استلزم ذلک

ص:293


1- 1) من لا یحضره الفقیه 3-43 الرقم 147.

عتق جزء من أحدهم،سعی فی باقیة للورثة.

و لو رتبهم فی الإعتاق أو الوصیة أعتق الأول فالأول حتی یستوفی الثلث و بطل الزائد بغیر خلاف الا فیما عرفته.

السادسة:إذا أوصی بعتق رقبة و أطلق و لم یکن ثمة قرینة معینة

السادسة:إذا أوصی بعتق رقبة و أطلق و لم یکن ثمة قرینة معینة أجزأ الذکر و الأنثی و الصغیر و الکبیر للإطلاق و النص (1).

و لو قال:مؤمنة لزم،فان لم یجد أعتق من لا یعرف بنصب و عداوة لأهل العصمة-سلام اللّه تعالی علیهم-علی الأشهر الأظهر،خلافا لجماعة فیتوقع المکنة،و هو أحوط ان لم یوجب التأخر الإخلال بالوصیة.

و لو ظنها أی الرقبة المؤمنة الموصی بعتقها مؤمنة فأعتقها،ثم بانت بخلافه أجزأت بغیر خلاف أجده.

السابعة:إذا أوصی بعتق رقبة بثمن معین

السابعة:إذا أوصی بعتق رقبة بثمن معین وجب شراؤها به فان لم توجد أو وجدت لکن بأزید توقع المکنة أی التمکن من الشراء به،و لم یجب بذل الزیادة،بل لم یجز.

و ان وجدها بأقل من ذلک الثمن أعتقها و دفع إلیها الفاضل منه، مع الیأس من الرقبة الموصی بها بغیر خلاف.

الثامنة:تصرفات المریض،ان کانت مشروطة بالوفاة

الثامنة:تصرفات المریض،ان کانت مشروطة بالوفاة و یعبر عنها بالوصیة فهی محسوبة من الثلث مع عدم اجازة الورثة.

و ان کانت منجزة غیر معلقة بها و کان فیها محاباة فی المعاوضة من البیع بأقل من ثمن المثل و الشراء بأزید منه أو عطیة محضة أو الوقف و العتق و الصدقة ف فی احتسابها من الأصل أو الثلث قولان،أشبههما و أشهرهما بین المتأخرین أنها من الثلث و بین القدماء أنها من الأصل،حتی ادعی السیدان علیه الإجماع.و المسألة محل اشکال،و ان کان القول الثانی أقرب

ص:294


1- 1) وسائل الشیعة 13-461،ب 72.

الی الصواب،و لکن الاحتیاط فیها مهما أمکن لا یترک علی حال.و علی الأول یختص الحکم بالمرض المخوف علی الأصح.

و محل الخلاف ما إذا مات فی المرض،أما لو بریء منه حسب من الأصل مطلقا و لو مات فی مرض آخر قولا،هذا حکم الوصیة و المنجز.

أما الإقرار للأجنبی بدین فان کان فی إقراره ذلک متهما علی الورثة مریدا الإضرار بهم بإقراره ذلک،و ظهر ذلک من القرائن الحالیة فهو من الثلث،و الا فمن الأصل.

و الإقرار للوارث بذلک من الثلث علی التقدیرین أی مع التهمة و عدمها عند المصنف خاصة،استنادا فی کل من القسم الأول و الثانی إلی الصحیح (1).

و منهم من سوی بین القسمین و هم الأکثرون،و ان اختلفوا من وجه آخر،فبین من حکم بنفوذه من الأصل فیهما مطلقا،کالدیلمی و الحلی مدعیا علیه الإجماع.و من فصل بین صورتی التهمة فمن الثلث،و عدمها فمن الأصل،و علیه الأکثر کما فی کلام جمع،و هو الأظهر.

التاسعة:أرش الجراح و دیة النفس،یتعلق بهما الدیون و الوصایا

التاسعة:أرش الجراح و دیة النفس،یتعلق بهما الدیون و الوصایا فتخرج منهما کسائر أموال المیت علی الأشهر الأقوی،و فی کلام جمع الإجماع علیه،لکن فی دیة الخطأ خاصة.

و یلحق بها دیة العمد،علی الأظهر الأشهر،خلافا للحلی فخص الحکم بدیة الخطأ،و لنادر فنفاه فیهما أیضا.و هما و لا سیما الثانی ضعیفان جدا (2).

ص:295


1- 1) وسائل الشیعة 13-377.
2- 2) قال فی آخر احدی نسخ«خ»:و الحمد للّه تعالی قد وقع الفراغ من تسوید هذا الکتاب فی یوم احدی الأربعاء من عشر الثانی من شهر شعبان،أعنی أربعة و عشرون من سنة احدی و ثلاثون بعد الالف و المائتان من الهجرة النبویة المصطفویة،بید أقل عباد اللّه و أضعف خلق اللّه،و أقل الطاعة و کثیر المعصیة،و تراب أقدام الطلاب ابن زین العابدین عوض محمد الرازی فی مشهد الرضا علیه آلاف التحیة و الثناء فی مدرسة میرزا جعفر.

ص:296

کتاب النکاح

اشارة

ص:297

ص:298

(کتاب النکاح) و هو لغة:الوطی علی الأشهر.و شرعا:العقد إجماعا،کما فی کلام جمع.

أقسامه ثلاثة

اشارة

و أقسامه أی الکتاب ثلاثة:

النکاح الدائم

اشارة

الأول:فی النکاح الدائم:

و هو یستدعی فصولا:

الفصل الأول
اشارة

(فی صیغة العقد و أحکامه و آدابه)

أما الصیغة

أما الصیغة:ف هی الإیجاب و القبول.

و یشترط فی الأول النطق بأحد الألفاظ الثلاثة التی هی: زوجتک و أنکحتک،و متعتک و الاکتفاء بأحد الأولین مجمع علیه،و بالثالث مختلف فیه،و الأکثر علی المنع،و هو أحوط ان لم یکن أظهر.

و القبول هو اللفظ الدال علی الرضا بالإیجاب مطلقا وافقه فی اللفظ أم لا،بشرط الموافقة له معنی،اقتصر علی لفظه أم اتبع بالإیجاب عندنا.

ص:299

و هل یشترط وقوع تلک الألفاظ المعتبرة فی الأمرین بلفظ الماضی؟ الأحوط علی بعض الوجوه بل الأظهر الأشهر نعم مطلقا،للإجماع علی وقوعه به،و لانه صریح فی الإنشاء عرفا،عاما أو خاصا،و لا کذلک غیره.

و علیه ف لو أتی بلفظ الأمر قاصدا به الإنشاء المعتبر هنا،المعبر عنه بالرضا الباطنی بالنکاح بالفعل کقوله أی الزوج و من فی حکمه لها أو للولی: زوجنی نفسک،أو زوجنیها فقال:زوجتک نفسی أو زوجتکها لم یصح.

و قیل:یصح،کما فی قضیة سهل الساعدی المرویة (1)بطریق العامة و الخاصة،و فیها قصور دلالة.

و کذا لو أتی بلفظ المستقبل قاصدا به الإنشاء کقوله:أتزوجک فقالت:زوجتک نفسی.لم یجز.

و قیل:یجوز،کما فی خبر (2)أبان ابن تغلب عن مولانا الصادق علیه السلام الوارد فی المتعة:أتزوجک،فإذا قالت:نعم،فهی امرأتک و نحوه أخبار أخر کلها مشترکة فی ضعف السند بالقطع فی بعض و غیره فی آخر،و الاختصاص بالمتعة مع عدم دلیل علی التعدیة.

و القائل فی الأول الشیخ،و فی الثانی العمانی،و تبعهما جماعة و منهم المصنف فی غیر الکتاب.

و لو قال مستفهم للولی: زوجت بنتک من فلان،فقال:نعم بقصد اعادة اللفظ تقدیرا أو إقامة ل«نعم»مقامه للإنشاء لا بقصد جواب الاستفهام

ص:300


1- 1) السنن للبیهقی 7-242،کنز العمال 16-539،و المستدرک الباب-2-من أبواب المهور ح 2.
2- 2) وسائل الشیعة 14-466،ح 1.

فقال الزوج بعد ذلک بغیر فصل: قبلت،صح عند المصنف وفاقا لجمع لأنه أی لفظ نعم یتضمن السؤال و جار مجراه اتفاقا،فکأنه قال:زوجتها منه.و فی الاکتفاء به نظر،فاذن الأقوی المنع وفاقا للأکثر.

و لا یشترط تقدیم الإیجاب علی القبول فی المشهور،بل علیه الإجماع من السرائر (1)و المبسوط (2).

و حیث ما قدم القبول یعتبر کونه بغیر قبلت و رضیت،کنکحت و تزوجت، و هو حینئذ بمعنی الإیجاب،و ذلک لعدم صدق المعنی بذلک.

و یجب إیقاع الرکنین بالعربیة و لا تجزئ الترجمة عنهما،أو عن أحدهما بالفارسیة و نحوها مع القدرة علی النطق بالعربیة،علی الأظهر الأشهر،و عن المبسوط (3)و التذکرة الإجماع.

و تجزئ مع العذر کالأعجم الذی لا یتمکن من العربیة و یشق علیه التعلم،أو یفوته بعض الأغراض المقصودة له.

و لا فرق فی ذلک بین العجز فی الرکنین أو أحدهما،و لکن یختص الرخصة فی الأخیر بالعاجز،و یلزم بالعربیة غیره،و یصح حینئذ کما فی اختلاف الترجمتین بشرط فهم کل منهما کلام الأخر،و لو بمترجمین عدلین أو عدل واحد ان حصل العلم باخباره.و لا یجب التوکیل و لو مع التمکن منه.

و کذا تجزئ الإشارة المفهمة للمراد للأخرس موجبا کان أو قابلا،أصلیا کان أو طارئا،و لا یجب التوکیل هنا أیضا.

ص:301


1- 1) السرائر ص 299.
2- 2) المبسوط 4-194.
3- 3) المبسوط 4-194.
و أما الأحکام فمسائل:

(1)

الاولی :لا حکم لعبارة الصبی و الصبیة مطلقا و لو کانا ممیزین و رخصهما الولی.

و لا المجنون و المجنونة کذلک و ان کان أدواریا،بشرط عدم الإفاقة حین العقد،بلا خلاف فیهما.

و لا السکران حینه موجبا کان أو قابلا،أجاز بعده أم لا،علی الأشهر الأقوی.

و لکن فی روایة (2)صحیحة عمل بها الشیخ فی النهایة (3)و ابن حمزة أنه إذا زوجت السکری نفسها ثم أفاقت فرضیت به أو دخل بها فأفاقت و أقرته کان ماضیا و فی مقاومتها للأصول المعتضدة بالشهرة إشکال،و ان کان الأحوط مراعاتها،لکن مع عقد آخر ثانیا.

الثانیة :لا یشترط فی صحة العقد عندنا حضور شاهدین عدلین و ان استحب،دائما کان أو منقطعا،تحلیلا أو تملیکا.

و لا حضور ولی مطلقا إذا کانت الزوجة بالغة عاقلة رشیدة علی الأصح الأشهر کما سیذکر.

الثالثة :لو ادعی رجل زوجیة امرأة و ادعت أختها زوجیته،فالحکم لبینة الرجل مطلقا (4)الا أن یکون مع بینة المرأة المدعیة ترجیح

ص:302


1- 1) فی المطبوع من المتن:الحکم.
2- 2) وسائل الشیعة 14-221،ح 1.
3- 3) النهایة ص 268.
4- 4) سواء کانت البینتان مطلقتین أو مؤرختین بتاریخین متساویین«منه».

علی بینة الرجل من دخول أو سبق تاریخ فیقدم بینتها،کل ذلک للنص (1)المنجبر بالعمل،لکنه مختص بما إذا أنکرت المرأة أخت المدعیة دعواه،فاعتبار بینته حینئذ حیث لا مرجح لبینة المدعیة انما هو لدفع إنکار المرأة،و ان أشکل الحکم بترجیح بینته علی بینتها حینئذ،لکنه یدفع فی هذه الصورة بالنص.

و یزید الإشکال فی غیرها مما عمه إطلاق العبارة،و هو ما إذا وافقته علی دعواه، فإنه لا اعتبار لبینته هنا أصلا،لأنه منکر خاصة،فکیف تقبل؟فضلا من أن ترجح و لذا یستشکل فی تعدی الحکم الی مثل البنت و الام من التساوی و الخروج عن مورد النص،لکنه معلل بما یوجب التعدیة الی جمیع ما خرج عن مورده.

و ظاهر إطلاقه کإطلاق الأکثر الاکتفاء فی التقدیم مطلقا بالبینة من غیر احتیاج الی حلف،و قیل:لا بد منه فی الرجل حیث تقدم بینته،فیحلف علی البت و فی المدعیة حیث تقدم بینتها،فتحلف علی نفی العلم بما یدعیه لو قدم بینتها بالدخول و أما بسبق التاریخ فیکفی بینتها،و هذا القول أحوط و أولی.

هذا إذا أقاما معا البینة،و إذا اختص بها أحدهما حکم له مع الحلف علی البت علی نفی ما تدعیه المدعیة ان کان الرجل،و علی نفی العلم بما یدعیه ان کان المدعیة.و لا فرق بین دخوله بها و عدمه فی الصورتین.

و ان لم یکن لهما بینة حکم للرجل فی قطع دعوی الأخت مع الیمین،سواء دخل بها أم لا علی الأقوی.و لها مع الرد فتحلف علی الدعوی و علی نفی العلم بما ادعی.

و لو عقد رجل علی امرأة و ادعی آخر زوجیتها لم یلتفت الی دعواه الا مع البینة فلو أتی بها حکم له بها و الا فلا،سواء أقرت له بها أم لا،و لا یمین علیها مطلقا،و لو لدفع ما یترتب علی الزوجیة،بلا خلاف إلا فی الأخیر،فقیل:علیها

ص:303


1- 1) وسائل الشیعة 14-225،ب 22.

الیمین لدفع ما یترتب علیها دون نفسها،فإنه لا یمین علیها لقطعها قولا واحدا، و الأقوی ما قدمناه.

الرابعة : یشترط تعیین الزوج و الزوجة بالاسم،أو الإشارة،أو الوصف القاطع للشرکة إجماعا،و علیه ف لو کان لرجل عدة بنات فزوج واحدة منهن و لم یسمها باسمها و لا میزها بغیره،فان لم یقصد معینة بطل النکاح مطلقا،قصد الزوج إحداهن أم لا بلا خلاف،و کذا لو قصدا معا و لکن قصد الأب واحدة و الزوج أخری.

و ان قصدا معینة ثم اختلفا فی المعقود علیها بعد الاتفاق علی صحة العقد المستلزم لتواردهما علی واحدة بالنیة المتفق علیها بینهما فالقول قول الأب، و علیه أن یسلم إلیه التی قصدها فی العقد ان کان الزوج رآهن هذا شرط للتقدیم لا وجوب التسلیم. و ان لم یکن رآهن فالعقد باطل کما فی الصحیح (1)،و لا خلاف فی الأخیر،و فی الأول خلاف،و الأقرب ذلک وفاقا للأکثر عملا بالصحیح خلافا للحلی فیبطل کالاخیر بناء علی أصله فی الآحاد،و هو ضعیف.

و أما الآداب فقسمان:
الأول:آداب العقد

الأول:آداب العقد:

و یستحب أن یتخیر من النساء البکر فإنهن أطیب شیء أفواها،و أدر شیء أخلافا،و أحسن شیء أخلاقا،و أفتح شیء أرحاما. العفیفة فرجا الکریمة الأصل الغیر الناشئة هی و آبائها و أمهاتها عن حیض أو شبهة أو زنا البعیدة عن الألسن.

و أن یقصد بتزویجه متابعة السنة لا الجمال و المال و الثروة فربما

ص:304


1- 1) وسائل الشیعة 14-222،ب 15.

حرمهما فقد ورد:أنه إذا قصدهما و کل الی ذلک،و أنه إذا تزوجها لدینها رزقه اللّه تعالی إیاهما (1).

و أن یصلی قبل تعیین المرأة رکعتین یحمد اللّه تعالی بعدهما و یسأل اللّه تعالی أن یرزقه من النساء أعفهن فرجا و أحفظهن له ما علیها نفسا و مالا و أوسعهن رزقا و أعظمهن برکة فی نفسها و ولدها،و أن یقدر له منها ولدا طیبا یجعله خلفا صالحا حیاة و موتا.

و یستحب الاشهاد و الإعلان و لا یجب کما مر قریبا و الخطبة بضم الخاء أمام العقد و أقلها الحمد للّه،و أکملها الخطب المرویة (2)عنهم علیهم السلام و إیقاعه لیلا.

و یکره إیقاعه و القمر فی العقرب فقد ورد:أن من تزوج فیه لم یر الحسنی (3).

و أن یتزوج العقیم التی لم تلد،بل یتزوج ولودا،فقد قال صلّی اللّه علیه و آله:انی أباهی بکم الأمم یوم القیامة و لو بالسقط یجیء محبنطئا علی باب الجنة،فیقول اللّه عز و جل:أدخل الجنة فیقول:لا،حتی یدخل أبوای قبلی،فیقول اللّه تبارک و تعالی لملک من الملائکة ائتنی بأبویه،فیأمر بهما إلی الجنة،فیقول:هذا بفضل رحمتی لک (4).

الثانی:فی آداب الخلوة

الثانی:فی آداب الخلوة و الدخول بالمرأة:

یستحب صلاة رکعتین إذا أراد الدخول بها و الدعاء بعدهما،بعد

ص:305


1- 1) وسائل الشیعة 14-30،ح 1.
2- 2) المستدرک الباب-33-من أبواب مقدمات النکاح.
3- 3) وسائل الشیعة 14-80،ح 1.
4- 4) وسائل الشیعة 14-34،ب 17.

أن یحمد اللّه تعالی و یصلی علی النبی صلّی اللّه علیه و آله بقوله:اللهم ارزقنی ألفها و ودها و رضاها و أرضنی بها،و اجمع بیننا بأحسن اجتماع و آنس ایتلاف،فإنک تحب الحلال و تکره الحرام.أو غیره من الدعاء.

و أن یأمرها بذلک أیضا عند الانتقال فتصلی رکعتین و تدعو اللّه سبحانه بما دعا مذکرة لضمیرها.

و أن یجعل یده علی ناصیتها عند دخولها علیه مستقبل القبلة و یکونا علی طهر،و یقول:اللهم علی کتابک تزوجتها و فی أمانتک أخذتها،و بکلماتک استحللت فرجها،فان قضیت لی فی رحمها شیئا فاجعله مسلما سویا،و لا تجعله شرک الشیطان.

و أن یکون الزفاف و الدخول بها لیلا.

و أن یسمی عند الجماع و یتعوذ باللّه من الشیطان الرجیم.

و یسأل اللّه تعالی أن یرزقه ولدا ذکرا تقیا زکیا،لیس فی خلقته زیادة و لا نقصان،و یجعل عاقبته الی خیر.

و یکره الجماع لیلة الخسوف و یوم الکسوف فقد ورد:أن من جامع فیهما فرزق ولدا لم یر فیه ما یحب (1).

و عند الزوال فقد ورد:ان قضی بینکما ولد فی ذلک الوقت یکون أحول و الشیطان یفرح بالحول فی الإنسان (2).و یستثنی منه زوال الخمیس،فقد ورد:

ان قضی بینکما لم یقربه الشیطان حتی یشیب و یکون قیما،و یرزقه اللّه عز و جل السلامة فی الدین و الدنیا (3).

ص:306


1- 1) وسائل الشیعة 14-89،ح 1.
2- 2) وسائل الشیعة 14-187،ح 1.
3- 3) وسائل الشیعة 14-190،ح 1.

و عند الغروب حتی یذهب الشفق فقد ورد فیه ما فی الکسوف (1).

و فی المحاق و هو الثلاثة أیام من آخر الشهر،فقد ورد:أن من رزق فیه ولدا فلیسلم للسقط (2).و یتأکد الکراهة فی اللیلة الأخیرة منه.

و بعد الفجر حتی تطلع الشمس و فیه ما فی الکسوف.

و فی أول لیلة من کل شهر الا شهر رمضان فإنه یستحب فیه.

و فی لیلة النصف من کل شهر و آخره،فقد ورد:ان الجنون و الجذام و الخبل یسرع إلی المرأة و الی ولدها (3).

و فی السفر إذا لم یکن معه ماء للغسل إلا إذا خاف علی نفسه الضرر.

و عند الزلزلة و الریح الصفراء و السوداء فقد ورد فیها ما فی الکسوف.

و مستقبل القبلة و مستدبرها،و فی السفینة،و عاریا،و عقیب الاحتلام قبل الغسل أو الوضوء فان فعل ذلک و خرج الولد مجنونا فلا یلومن الا نفسه،کما فی النبوی (4)و لیس فیه الاجتزاء بالوضوء،و لذا اقتصر الحلی علی الغسل،و هو أحوط.و لا یکره معاودة الجماع بغیر غسل فی وجه،و یکره علی آخر،و هو أحوط.

و الجماع و لحال أن عنده من ینظر الیه بحیث لا ینظر الی عورته و الا فیحرم،ممیزا کان الناظر أم لا علی الأقوی،فقد ورد:ان رزقت ولدا کان شهرة و علما فی الفسق و الفجور (5)و فی آخر:فی الناظر ما أفلح أبدا،ان کان غلاما کان زانیا،و ان کانت جاریة کانت زانیة (6).

ص:307


1- 1) وسائل الشیعة 14-89،ح 2.
2- 2) وسائل الشیعة 14-90،ح 1 ب 63.
3- 3) وسائل الشیعة 14-91،ح 5.
4- 4) وسائل الشیعة 14-99،ح 1.
5- 5) وسائل الشیعة 14-95،ح 8.
6- 6) وسائل الشیعة 14-94،ح 2.

و النظر الی فرج المرأة مطلقا و حال الجماع أشد کراهة و الی الباطن أقوی.

و الکلام بغیر ذکر اللّه تعالی عند الجماع فقد ورد:أنه یورث الخرس (1)و من الرجل مع کثرته آکد.و تعلیل الکراهة بالعلل السابقة فی النصوص ربما یفید اختصاصها بصورة احتمال تکون الولد،الا أن عبارات الأصحاب مطلقة.

و هنامسائل:
الأولی:یجوز النظر الی وجه امرأة یرید نکاحها و الی کفیها

الاولی:یجوز النظر الی وجه امرأة یرید نکاحها و الی کفیها ظاهرهما و باطنهما من رءوس الأصابع إلی المعصم،بشرط العلم بصلاحیتها بخلوها من البعل و العدة و التحریم و تجویز إجابتها،و مباشرة المرید بنفسه،فلا یجوز استنابة الأجنبی و ان کان المرید أعمی.

و ربما اشترط أن یستفاد بالنظر ما لم یعرف قبله،و لا بأس به الا إذا نسی ما استفاده أو احتمل تغیرها قبله.

و فی اشتراط عدم الریبة و التلذذ نظر،أقربه العدم،الا مع خوف الوقوع فی الفتنة قبل العقد فیشترط.و ظاهر العبارة الجواز المطلق،و ربما قیل بالاستحباب و لا بأس به.

و لا تلحق المرأة بالرجل،فلا یجوز لها النظر مطلقا علی الأقرب،و المشهور اختصاص الجواز بالموضعین.

و لکن فی روایة مرسلة (2)جواز النظر الی شعرها و محاسنها و مثلها الموثق (3)فی الثانی و الصحیح (4)و غیره فی الأول،و بها عمل جماعة من

ص:308


1- 1) وسائل الشیعة 14-86،ب 60.
2- 2) وسائل الشیعة 14-59،ب 36،ح 5.
3- 3) وسائل الشیعة 14-59،ب 36،ح 7.
4- 4) وسائل الشیعة 14-59،ب 36،ح 8.

الأصحاب،و لا بأس به،و ان کان الترک أحوط.

و کذا یجوز النظر الی وجه أمة یرید شراءها و کفیها اتفاقا و الی شعرها و محاسنها علی الأقوی،و یحتمل ما عدا العورة وفاقا للتذکرة.

و کذا یجوز النظر الی أهل الذمة و شعورهن علی الأشهر لأنهن بمنزلة الإماء لأنهن ممالیک الامام،و قیل:بالمنع،و لعله أحوط و ان کان الجواز أظهر ما لم یکن لتلذذ أو ریبة فیحرم.

و یجوز أن ینظر الرجل و السید الی جسد زوجته و أمته الغیر المزوجة مطلقا باطنا و ظاهرا،و الی محارمه و هن اللاتی یحرم نکاحهن مؤبدا بنسب أو رضاع أو مصاهرة فیما قطع به الأصحاب ما خلا العورة و هی هنا القبل و الدبر علی الأظهر الأشهر.

و قیل:بالمنع فیما عدا الوجه و الکفین و القدمین.و ربما خصت الإباحة بالمحاسن خاصة،و هی مواضع الزینة،و هو أحوط،و أحوط منه ما سبق.کل ذا مع عدم التلذذ و الریبة و الا فیحرم مطلقا.

و فی جواز النظر الی الوجه و الکفین و القدمین من الأجنبیة من غیر تلذذ و ریبة مطلقا،أم العدم کذلک،أم الجواز مرة و المنع مرتین فصاعدا أقوال،أجودها الأول،و ان کان الثانی ثم الثالث أحوطها.

و تتحد المرأة مع الرجل فتمنع من النظر فی محل المنع و لا فی غیره بالنص و الإجماع،و یستثنی من المنع (1)مطلقا محل الضرورة اتفاقا،و القواعد من النساء،و الصغیر الغیر الممیز و الصغیرة،فیجوز النظر منهن و إلیهن مطلقا علی الأقوی.

و فی جواز نظر الممیز إلی المرأة ان لم یکن محل ثوران تشوق و شهرة

ص:309


1- 1) خ ل:من الحکم.

قولان،أحوطهما:المنع،فیمنعه الولی عنه.

و فی جواز نظر المرأة إلی الخصی المملوک لها و العکس خلاف،و الأشهر المنع،و فی الخلاف الإجماع،فهو أحوط،و أولی بالمنع نظر الخصی الی غیر مالکته.

و لیس للرجل مطلقا حتی الأعمی سماع صوت الأجنبیة بتلذذ أو خوف فتنة إجماعا،و بدونهما أیضا عند جماعة،و هو أحوط،و ان کان الجواز أظهر وفاقا لجمع.

هذا فی حال الاختیار،و أما مع الضرورة فیجوز قولا واحدا و لو أزید من خمس کلمات،و النهی عنه فی بعض الاخبار محمول علی تأکد الکراهة فی حال الاختیار.

الثانیة: فی جواز الوطء فی الدبر مطلقا لزوجة کانت أو أمة

الثانیة: فی جواز الوطء فی الدبر مطلقا لزوجة کانت أو أمة خلاف بین الأصحاب،و فیه أیضا روایتان (1)مختلفتان،الا أن أشهرهما الجواز علی الکراهیة الشدیدة،و هو أیضا أظهرهما،و ان کان المنع أحوط و أولی.

الثالثة: اختلف الأصحاب فی جواز العزل عن الحرة بغیر إذنها

الثالثة: اختلف الأصحاب فی جواز العزل و إفراغ المنی خارج الفرج بعد المجامعة عن الحرة مطلقا اختیارا بغیر اذنها و لو بالشرط حال العقد علی قولین،ف قیل: انه محرم و تجب به دیة النطفة عشرة دنانیر و القائل الشیخ.

و قیل: و القائل الأکثر انه مکروه غیر محرم و هو الأشبه الأظهر،و لا تجب به الدیة،و ان قلنا بالمنع علی الأصح و ان کان أحوط،و کذا التورع عنه.

ص:310


1- 1) وسائل الشیعة 14-102،ب 73 ح 1 و 2.

و کما یکره له العزل یکره لها أیضا بدون اذنه،و هل یحرم علیها لو قلنا به منه؟مقتضی بعض الأدلة ذلک.و کذا القول فی دیة النطفة له کذا قیل،و الاخبار خالیة عنه.

و احترز بالقیود عن غیر الحرة،فقد رخص فی العزل فی الإماء فتوی و نصا (1)و عن حالتی الاضطرار و الاذن بجوازه فیهما اتفاقا.

الرابعة:لا یجوز أن یدخل الرجل بالمرأة حتی یمضی لها تسع سنین

الرابعة:لا یجوز أن یدخل الرجل بالمرأة مطلقا حتی یمضی لها تسع سنین هلالیة.

و لو دخل بها قبل ذلک أثم و لکن لم تحرم علیه مطلقا الا إذا أفضاها فیحرم وطئها کما یأتی علی الأصح الأشهر.و یقابله القول بأنها تحرم علیه بذلک مطلقا،کما یعزی الی ظاهر إطلاق النهایة (2)،و فی مستنده ضعف مع أنه قد رجع عنه.

الخامسة:لا یجوز للرجل ترک وطئ المرأة أکثر من أربعة أشهر

الخامسة:لا یجوز للرجل الحاضر المتمکن من الوطء ترک وطئ المرأة المعقودة له بالدوام علی الأصح أکثر من أربعة أشهر مطلقا شابة کانت المرأة أم غیرها.

السادسة:یکره للمسافر أن یطرق أهله لیلا أکثر من أربعة أشهر

السادسة:یکره للمسافر أن یطرق أهله أی یدخل علیهم من سفره لیلا مطلقا،و قیل:بشرط عدم الاعلام.

و فی تعلق الحکم بمجموع اللیل أو اختصاصه بما بعد المبیت و غلق الأبواب نظر،و الأحوط الأول.

و ظاهر إطلاق النص (3)و الفتوی عدم الفرق بین الزوجة و غیرها،و ان کان

ص:311


1- 1) وسائل الشیعة 14-106،ح 1.
2- 2) النهایة ص 481.
3- 3) وسائل الشیعة 14-93،ب 65.

الحکم فیها آکد و بباب النکاح أنسب.

السابعة:إذا دخل الزوج بصبیة لم تبلغ تسعا فأفضاها حرم علیه وطئها

السابعة:إذا دخل الزوج بصبیة لم تبلغ تسعا فأفضاها بالوطی، بأن صیر مسلک الحیض و البول أو الغائط واحدا حرم علیه وطئها بل مطلق الاستمتاع علی الأحوط مؤبدا بالنص (1)،و الإجماع،و المخالف شاذ و لکن لم تخرج من حبالته.

و لو لم یفضها لم یحرم علی الأصح بل هی زوجته الی أن یطلقها علی الأقوی،فتحرم علیه قبله أختها و الخامسة،و علیه الإنفاق علیها فی الجملة إجماعا و الوجه وجوبه حتی مع الطلاق و لو بائنا،بل و لو تزوجت بغیره فی وجه،و لا فی آخر،الا أن الأول أحوط،و أولی منه بالوجوب ما لو طلقها الثانی بائنا أو رجعیا و تم عدتها.و کذا لو تعذر إنفاقه علیها،لغیبة أو فقر أو نحوهما.

قیل:و لا فرق فی الحکم بین الدائم و المتمتع بها،و هو أحوط و ان کان فی العموم للثانیة نظر،و نحوها الأجنبیة و الأمة.

و لو أفضی الزوجة بعد التسع ففی تحریمها وجهان،أجودهما:العدم، و أولی به إفضاء الأجنبی کذلک.

و الأقرب عدم تعدی الحکم فی الإفضاء بغیر الوطء و ان أوجبت الدیة فی الجمیع.

الفصل الثانی
اشارة

(فی بیان أولیاء العقد)

أی الذین یتولونه عن الزوجین بغیر إذنهما لولایتهم علیهما.

ص:312


1- 1) وسائل الشیعة 14-380،ب 34.

لا ولایة فی النکاح لغیر الأب و الجد للأب و ان علا و الوصی و المولی و الحاکم الشرعی بإجماعنا فیما عدا الام و أبیها حتی الأخ و العم،و ان کان الاولی استیذانهما،و کذا الام و أبوها فلا ولایة لهما مطلقا علی الأشهر الأقوی، و ان کان استیذانهما أولی.

و ولایة الأب و الجد ثابتة علی الصغیر و الصغیرة و لو ذهبت بکارتها بزنا أو غیره عندنا.

و لا یشترط فی ولایة الجد علیها بقاء الأب و حیاته علی الأقوی و قیل:یشترط عکس ما علیه العامة العمیاء،و القائل جماعة من القدماء و مراعاته أحوط و ان کان فی المستند أی الخبر (1)الذی تمسک لهم به ضعف دلالة و قصور سندا و تکافؤ لما دل علی الأقوی.

و لا خیار للصبیة فی فسخ عقد الولی مع البلوغ أی بعده لو زوجها قبله إجماعا و فی الصبی قولان،أظهرهما و أشهرهما فتوی و روایة (2)أنه کذلک لیس له الخیار فی فسخه.

و لو کان الأب و الجد زوجاها من رجلین و اختلفا زمانا فالعقد للسابق منهما و ان کان أبا و ان اقترنا ثبت عقد الجد و کذا لو تشاحا قدم الجد علی الأب.و فی تعدی الحکم الی الجد مع جد الأب و هکذا وجه،و لکن الأقرب العدم.

و یثبت ولایتهما علی البالغ مع فساد عقله بسفه أو جنون مطلقا ذکرا کان أو أنثی إجماعا فیما إذا اتصل الفساد بالصغر،و کذا إذا تجدد علی الأقرب و قیل:للحاکم،و مراعاته بالجمع أحوط.

ص:313


1- 1) وسائل الشیعة 14-218،ح 4.
2- 2) وسائل الشیعة 14-220،ب 12.

و حیث ثبت ولایتهما و زوجاه ف لا خیار له بعد الإفاقة إجماعا.

و الثیب المنکوحة بالتزویج تزوج نفسها باختیارها من شاءت بشرط بلوغها و رشدها و لا ولایة علیها للأب و لا لغیره مطلقا عندنا،و ان استحب لها استیذان الأبوین.

و علی هذا لو زوجها أبوها أوجدها من غیر اذنها کان فضولیا وقف علی إجازتها فإن أذنت لزم و الا فسد.

و أما البکر البالغة الرشیدة فأمرها فیما عدا التزویج من التصرفات المالیة بیدها مطلقا و لو کان أبوها حیا کارها لما فعلته،و کذا فیه لو کان میتا أو فاقدا لشرائط الولایة قولا واحدا.

و انما اختلفوا فیما لو کان أبوها حیا مستجمعا لشرائط الولایة،ف قیل:

ان لها الانفراد بالعقد مطلقا دائما کان أو منقطعا و القائل الأکثر،و فی الغنیة (1)الإجماع،و فی الانتصار (2)علیه الإجماع مطلقا،و کذا فی السرائر (3)لکن فی المنقطع.

و قیل: أمر العقد مشترک بینها و بین الأب،فلا ینفرد أحدهما به بل یستأمر کل منهما الأخر،و القائل الحلبیان.

و قیل: ان أمرها إلی الأب بالانفراد و لیس لها معه أمر حتی لو زوجها ممن کرهته صح و لزم،و القائل الصدوق و الشیخ و جماعة.

و من الأصحاب من أذن لها فی تزویج المتعة دون الدائم و هو

ص:314


1- 1) الغنیة ص 549.
2- 2) الانتصار ص 120.
3- 3) السرائر ص 295.

المفید فی ظاهر المقنعة (1)و تبعه الشیخ فی التهذیبین (2).

و منهم من عکس فجوز لها الانفراد بالدوام دون المتعة،و القائل غیر معروف.

و القول الأول من هذه الأقوال أولی و أظهر،و ان کان القول بالتشریک أحوط.

کل ذا إذا أراد الولی تزویجها من کفو و أما لو عضلها الولی و منعها عن ذلک أو مطلقا مع رغبتها سقط اعتبار رضاه إجماعا منا،و فی حکمه الغیبة المنقطعة التی تحصل معها المشقة الشدیدة.

و لو زوج الصغیرة غیر الأب و الجد له ممن لا ولایة له علیها کان فضولیا و توقف علی رضاها عند البلوغ،و کذا لو زوج الصغیر.

و للمولی أن یزوج المملوکة له صغیرة کانت أو کبیرة،بکرا أو ثیبا عاقلة أو مجنونة،و لا خیرة لها أصلا و کذا لو زوج العبد له لا خیرة له مطلقا.

و لیس له الولایة علی المبعض منهما بمعنی إجباره علیه،و ان کان له الولایة علیه بمعنی عدم استقلاله به بدون اذنه.

و للولی تزویج أمة المولی علیه و عبده مطلقا مع المصلحة عندنا،و لا یکون له الفسخ بعد الکمال کما فی تزویج نفسه.

و لا یزوج الوصی للأب أو الجد من صغیریهما و لو نصا له بالولایة فی التزویج علی الأشهر الأقوی الا من بلغ منهما فاسد العقل فله تزویجه مع اعتبار المصلحة فیه علی الأشهر،و فی المستند نظر،بل ثبوت الولایة

ص:315


1- 1) المقنعة ص 78.
2- 2) تهذیب الاحکام 7-380 و الاستبصار 3-236.

للحاکم حینئذ لعله أظهر،إلا مع مسیس الحاجة الی النکاح و عدم إمکان الوصول الیه فیتعین الأشهر.

و کذا الحاکم الشرعی،و هو الامام العادل أو منصوبه خصوصا أو عموما،و منه الفقیه الجامع لشرائط الفتوی،لا یزوج الصغیرین الا من بلغ منهما فاسد العقل و لیس له أب و لا جد،بلا خلاف فی حکم المستثنی و لا اشکال،و أما حکم المستثنی منه فهو مشهور،فان تم إجماعا و الا ففیه نظر.

و یلحق بهذا الباب مسائل:
الأولی:الوکیل فی النکاح لا یزوجه من نفسه

الاولی:الوکیل عن الزوجة أو ولیها فی النکاح للغیر لا یزوجه من نفسه قطعا،و کذا لو وکلاه فی التزویج علی الإطلاق علی الأشهر الأقوی و کذا مع العموم کزوجنی ممن شئت،و لا یکون هناک قرینة حال علی ارادة الغیر علی الأحوط ان لم یکن أظهر.

و لو أذنت له فی ذلک أی التزویج لنفسه فالأشبه الأشهر الجواز أی جواز تولیه بنفسه الإیجاب من جهتها و القبول من جهته.

و قیل:لا و القائل الشیخ و القاضی،لروایة (1)قاصرة عن الصحة و هی روایة عمار بن موسی الساباطی الموثقة،و لکن مراعاتها أحوط.و ینبغی تخصیص المنع بموردها،و هو تزویج الموکلة لنفسه،فیجوز أن یتولی طرفی العقد بنفسه لغیره.

الثانیة:النکاح الفضولی یقف علی الإجازة

الثانیة:النکاح الفضولی صحیح و یقف علی الإجازة من ولی العقل،فإن أجاز لزم و الا بطل علی الأشهر الأقوی،و لا فرق فی ذلک بین الحر و العبد.

ص:316


1- 1) وسائل الشیعة 14-217،ح 4.

و یکفی فی الإجازة سکوت البکر عند عرضه علیها حیث تکون هی المعقود علیها،کما فی الاذن ابتداء علی الأشهر الأقوی.

و یعتبر فی إجازة الثیب و اذنها النطق به،فلا یکفی السکوت هنا إجماعا،و لا ریب فی ذلک مع حصول الثیبوبة بالوطی مطلقا،و أما مع حصولها بغیره من أسباب زوال البکارة فإشکال،و الأحوط أنه کالأول فی اعتبار النطق بالاذن،و کذا الموطوءة دبرا و ان لم تصدق علیها الثیب.

ثم ان الاکتفاء بالسکوت مشروط بالتجرد عن القرینة المعریة عن عدم الرضا،فان محله انما هو صورة الشک فی رضاها و عدمه لا مطلقا.

الثالثة:لا تنکح الأمة إلا بإذن المولی،رجلا کان المولی أو امرأة

الثالثة:لا تنکح الأمة إلا بإذن المولی،رجلا کان المولی أو امرأة دائما کان النکاح أو متعة،علی الأشهر الأقوی.

و لکن فی روایة (1)سیف بن عمیرة الصحیحة أنه یجوز نکاح أمة المرأة من غیر إذنها متعة و عمل بها الشیخ فی النهایة (2)،لکنه قد رجع عنها فهی شاذة و هی مع ذلک منافیة للأصل من تحریم التصرف فی ملک الغیر بغیر الاذن المستفاد من الاعتبار و الکتاب و السنة بالعموم و الخصوص.

الرابعة:إذا زوج الأبوان الصغیرین صح

الرابعة:إذا زوج الأبوان أی الأب و الجد الصغیرین صح کما مر و توارثا بلا خلاف حتی ممن خیر الصبی عند الإدراک و لا خیرة لهما فی فسخ النکاح عند البلوغ کما مضی.

و لو زوجهما غیر الأبوین ممن لا ولایة له علیهما کان فضولیا و وقف علی الإجازة کما عرفته.

فلو ماتا أو مات أحدهما بطل العقد مطلقا أجاز الباقی أم لا.

ص:317


1- 1) وسائل الشیعة 14-463،ب 14.
2- 2) النهایة ص 490.

و لو بلغ أحدهما فأجاز ثم مات عزل من ترکته نصیب الباقی الی أن یبلغ فإذا بلغ فلم یجز بطل العقد،و ان أجاز أحلف أنه لم یجز للرغبة فی المیراث و أعطی نصیبه من الترکة.

و اعتبر الحلف دفعا للتهمة فی أکثر موارد المسألة،و أما الباقی المنتفیة فیه ککون الباقی الزوج و المهر بقدر المیراث أو أزید،فالأجود عدم الحلف ان لم یتعلق غرض بإثبات أعیان الترکة،بحیث یترجح علی ما ثبت علیه من الدین، أو یخاف امتناعه من أدائه،أو هربه،أو نحو ذلک مما یوجب التهمة،و لکن فتوی الأصحاب مطلقة فی إثبات الحلف لأخذ الترکة،فإن کان إجماع و الا فالمتجه ما عرفت.

و فی المسألة فروعات جلیلة بسطنا الکلام فیها فی الشرح (1).

الخامسة:إذا زوجها الاخوان برجلین

الخامسة:إذا زوجها الأخوان أو الاجنبیان برجلین،فان تبرعا بالعقد و لم یوکلا فیه فالعقدان فضولیان اختارت أیهما شاءت و فسخت الأخر أو فسختهما،اقترنا زمانا أو اختلفا،و لکن ینبغی لها اختیار من عقد علیه أکبر الأخوین مع تساوی المعقود علیهما فی الرجحان،و الا فمن ترجح منهما و لو کان من عقد علیه الأصغر.

و ان اختص التبرع بأحدهما،کان العقد للوکیل مطلقا تقارنا أو اختلفا،کان المتبرع أو الوکیل الأخ الکبیر أم الصغیر أم غیرهما.

و ان کانا معا وکیلین و سبق أحدهما بالنکاح فالعقد له مطلقا علی الأشهر الأقوی و بطل المتأخر،سواء دخل بها أم لا،لوقوع الأول صحیحا و الثانی باطلا،لوقوعه علیها و هی فی عصمة الأول،و تسلم الزوجة الیه مع عدم الدخول.

ص:318


1- 1) ریاض المسائل 2-83.

و لو دخلت بالآخر فهو زنا منهما ان علما بالحال فلا مهر لها،و لا یلحق الولد بأحدهما و منها خاصة ان علمت هی به دونه فلا مهر لها و لحق به الولد و منه ان علم هو دونها فلها المهر و الولد دونه،و وطئ شبهة ان جهلا فیلحقهما الولد و أعیدت إلی الأول بعد انقضاء العدة من الثانی و لها المهر هنا کما فی الصورة الثالثة للشبهة و هل المراد به المثل أم المسمی؟قولان، أجودهما:الأول.

و ان اقترنا زمانا باقترانهما فی القبول بطلا معا إجماعا فیما عدا الأخوین،و کذا فیهما علی الأشهر الأقوی.

و قیل:العقد عقد الأکبر منهما مطلقا،اقترن العقدان أم اختلفا،الا مع دخول من عقد علیه الأصغر فیکون له حینئذ،إلا مع سبق عقد الأکبر کما عن الشیخ و القاضی،أو مع الاتفاق زمانا خاصة بشرط أن لا یدخل من عقد علیه الأصغر کما عن التهذیبین (1)و جماعة،لروایة (2)هی مع قصور سندها لا دلالة لها علی شیء من القولین.

ثم ان جمیع ما ذکر مع معلومیة السبق و الاقتران.و أما مع جهلهما مطلقا و لو کان طارئا،ففی وقوف النکاح إلی الاستبانة أم العدم قولان،أجودهما:الثانی، و علیه فالأجود أنه یصار حینئذ إلی القرعة مع أمر من وقعت له بتجدید النکاح،و من لم تقع له بالطلاق احتیاطا فی الفروج.

السادسة:لا ولایة للأم فلو زوجت الولد فأجاز صح

السادسة: مر فی أول الفصل أنه لا ولایة للأم و لا لأبیها علی الولد مطلقا.

فلو زوجت الولد فأجاز صح مطلقا ذکرا کان أو أنثی،وقع التزویج

ص:319


1- 1) تهذیب الأحکام 7-387،الإستبصار 3-240.
2- 2) وسائل الشیعة 14-211،ح 4.

فی الصغر أو الکبر و لو أنکر بطل العقد و المهر إجماعا،فیما لو کان المعقود علیه فضولا أنثی،و کذا لو کان ذکرا علی الأشهر الأقوی.

و قیل:یلزمها أی الأم المهر للمعقود علیها تماما،لروایة (1)هی مع ضعفها لا دلالة علیه صریحا.

و یمکن حمله أی لزوم المهر فی کل من القول و الروایة علی صورة دعوی الام الوکالة عنه فیتوجه حینئذ لزومه،لتضمنه التغریر الموجب للضمان،و فیه نظر.

و یستحب للمرأة أن تستأذن أباها وجدها مطلقا بکرا کانت أو ثیبا،و أن توکل أو تستأذن أخاها إذا لم یکن لها أب و لا جد أو کانا و تعسر استیذانهما بعضل أو غیبة منقطعة أو طویلة.

و أن تعول مع التعدد علی الأکبر من الاخوة.

و أن تختار خیرته من الأزواج بشرط التساوی فی الرجحان أو رجحان رأی الأکبر،و الا فرأی من ترجح کما مر.

الفصل الثالث
اشارة

(فی بیان أسباب التحریم و موجباته)

و هی ستة:

الأول:النسب

الأول:النسب،و یحرم به علی الذکر سبع نسوة مذکورات فی الآیة (2)الشریفة،و هن:

ص:320


1- 1) وسائل الشیعة 14-211،ح 3.
2- 2) سورة النساء:23.

الام و ان علت و هی کل امرأة ولدته أو انتهی نسبه إلیها من العلو بالولادة، لأب کانت أم لأم.

و البنت و ان سفلت و تشتمل السافلات بنت البنت و بنت الابن.و ضابطهما:

من ینتهی الیه نسبه بالتولد و لو بوسائط.

و الأخت و بناتها و ان سفلن و هی کل امرأة ولدها أبواه أو أحدهما،أو انتهی نسبها إلیهما أو الی أحدهما بالتولد.

و العمة و ان ارتفعت و هی کل أنثی هی أخت ذکر ولده بواسطة أو غیرها من جهة الأب أو الأم أو منهما.

و کذا الخالة تحرم و ان ارتفعت،و هی کل أنثی هی أخت أنثی ولدته بواسطة أو غیرها،و قد تکون من جهة الأب کأخت أم الأب.

و المراد بالمرتفع فیهما عمة الأب و الام و خالتهما،و عمة الجد و الجدة و خالتیهما و هکذا،لا عمة العمة و خالة الخالة،فإنهما قد لا تکونان محرمتین،کما لو کانت العمة القریبة عمة للأم خاصة أی أخت أبیه من أمه،لان عمتها حینئذ تکون أخت زوج جدته أم أبیه،و أخت زوج الام لا تحرم فأخت زوج الجدة أولی.

و کما لو کانت الخالة القریبة خالة الأب خاصة،أی أخت أمه من أبیها،فإن خالتها تکون أخت امرأة الجد،و أخت امرأة الأب لا تحرم فأخت امرأة الجد أولی.

و بنات الأخ لأب أو لام أو لهما و ان هبطن و ضابطها:کل امرأة ولدها أخوه مطلقا بواسطة أو غیرها.

و حرمة المذکورات علی قریبهن الذکر یستلزم العکس،و لذا اکتفی بتحریمهن فی الآیة.

و انما یثبت النسب بالوطی الصحیح بنکاح أو تحلیل،و لو عرضه التحریم بوقوعه فی حیض و نفاس و شبههما،و بالوطی لشبهة بأن یکون غیر مستحق فی

ص:321

الواقع مع عدم العلم بالتحریم أو بمتعلقه.

و یختص النسب هنا بمن اختصت به،و أما الزنا فلا یثبت به إجماعا إلا فی تحریم النکاح المتعلق به،فان ظاهر أصحابنا ثبوته به،و علیه الإجماع فی التذکرة و غیرها.

و لا یلحق الزنا بالنسب فی حل النظر،و الانعتاق بملک الفرع أو الأصل، و الشهادة علی الأب ان قبلت منه علی غیره،و القود به من الأب،و تحریم الحلیلة و غیر ذلک من توابع النسب علی الأقرب،و ان کان الاحتیاط فیما یتعلق بالدماء و النکاح أجود،و لو احتیط فی الجمیع کان أحسن.

و لو اجتمع الوطی الصحیح و الشبهة مع انقطاع الفراش بنحو من الطلاق یثبت النسب لمن أمکن فی حقه دون غیره و مع الإمکان فیهما،کما لو کان الولادة لستة أشهر من وطئ الثانی للشبهة و للأقل من أقصی الحمل من وطئ الأول للنکاح فالأظهر الأشهر الحاقه بالثانی.

الثانی:الرضاع

الثانی:الرضاع،و یحرم منه ما یحرم من النسب بالنص (1)و الإجماع فکل موضع یثبت فیه من جهة النسب المحرمیة یثبت من جهة الرضاع بمثل تلک القرابة،فالمحرمات من الرضاع أیضا سبعة:

الأم،و هی کل امرأة أرضعتک،أو رجع نسب من أرضعتک أو صاحب اللبن إلیها،أو أرضعت من یرجع نسبک الیه من ذکر أو أنثی و ان علی،کمرضعة أحد أبویک أو أجدادک أو جداتک،و أختها خالتک من الرضاعة.و أخوها خالک،و أبوها جدک،و ابنها أخوک،و بنتها أختک.

و البنت کل أنثی رضعت من لبنک أو لبن من ولدته،أو أرضعتها امرأة ولدتها.

و کذا بناتها من النسب و الرضاع و العمات و الخالات أخوات الفحل و المرضعة

ص:322


1- 1) وسائل الشیعة 14-280،ب 1.

و أخوات من ولدهما من النسب و الرضاع و بنات الأخ و بنات الأخت و بنات أولاد المرضعة و الفحل من النسب و الرضاع.

و کذا کل أنثی أرضعتها أختک و بنت أخیک و بنات کل ذکر أرضعته أمک أو ارتضع بلبن أبیک.

شروط الرضاع المحرم أربعة

و شروطه أی الرضاع المحرم أربعة:

الأول:أن یکون اللبن عن نکاح

الأول:أن یکون اللبن عن نکاح أی وطئ صحیح و ان کان شبهة علی الأشهر و علیه العمل.و یختص النشر بمن اختصت به،فلا نشر فی الأخر لا لحاقه بالزنا الغیر الناشر إجماعا.

و یعتبر مع صحة النکاح صدور اللبن عن ذات حمل أو ولد بالنکاح المذکور فلو در اللبن من الخالیة منهما و ان کانت منکوحة نکاحا صحیحا شرعیا،فغیر المنکوحة أصلا أولی أو کان من زنا لم ینشر الحرمة و فی اشتراط الولادة أم الاکتفاء بالحمل قولان،أصحهما:الأول.

و لا یشترط البقاء علی الحبالة،فلو طلقها أو مات عنها و هی حامل أو مرضع فأرضعت ولدا رضعته ناشرة للحرمة لنشر الحرمة،کما لو کانت فی حبالته و ان تزوجت بغیره مطلقا،حبلت منه أم لا،بقی اللبن بحاله أم زاد بعد الانقطاع، الا أن تلد منه و ترضع بلبنها المستمر إلی الولادة،فلا تنشر الحرمة فی حق من خرجت من حبالته.

و یعتبر فی النشر حیاة المرضعة،فلو ماتت فی أثناء الرضاع فأکمل النصاب منها و هی میتة فلا تنشر الحرمة.

الثانی:الکمیة

الثانی:الکمیة بإجماعنا،فالرضعة الحاصلة بأقل المسمی غیر کافیة.

و هو أی المقدار المدلول علیه بالکمیة یعتبر بأحد أمور ثلاثة:

اما ما أنبت اللحم و شد العظم و هو تقدیر بالأثر المترتب علیه،و ظاهر

ص:323

النص (1)و المتن اعتبار الأمرین معا کما علیه الأکثر.و قیل:بالاکتفاء بأحدهما.

و لعله الأظهر ان لم یتلازما،و الا فلا ثمرة للخلاف أصلا.

و المرجع فیهما الی أهل الخبرة،و لا ریب فی اشتراط عدالة المخبر.

و فی اشتراط التعدد اشکال،و لعل الوجه الاشتراط،و الأظهر کونهما أصلا فی ثبوت النشر و کون الأمرین الآتیین علامتین لهما.

أو رضاع یوم و لیلة بحیث یشرب کل ما أراد حتی یروی و یصدر مطلقا علی الأشهر الأقوی،أو بشرط عدم انضباط العدد.و إطلاق النص (2)مع الأول، و تظهر الثمرة فی نقصان العدد فی الیوم و اللیلة،کما إذا رضع فیهما سبعة أو ثمانیة،فلا ینشر علی الثانی و نعم علی الأول.و لا فرق بین الیوم الطویل و غیره.

و فی الاکتفاء بالملفق منهما لو ابتدأ فی أثناء أحدهما أم العدم اشکال،و لعل الثانی أظهر.أو خمسة عشر رضعة متوالیة کما یأتی.

و لا حکم لما دون العشر رضعات إجماعا فی الرضعة القاصرة،و علی الأشهر الأقوی مطلقا.

و فی ثبوت النشر ب العشر روایتان (3)،أشهرهما بین المتأخرین و أظهرهما أنها لا تنشر و لو رضع خمس عشر رضعة نشر الحرمة إجماعا کما حکاه جماعة.

و یعتبر فی الرضعات العددیة و الزمانیة قیود ثلاثة:

کمال الرضعة المفسر عند بعضهم بأن یرضع حتی یتضلع و یتملی و ینهی نفسه،و اعتمد الباقون علی العرف،و لعلهما متقاربان.فلا عبرة بالناقصة،

ص:324


1- 1) وسائل الشیعة 14-289،ب 3.
2- 2) وسائل الشیعة 14-282،ب 2.
3- 3) وسائل الشیعة 14-283.

واحدة کانت أم متعددة،إلا مع حصول الإنبات بها فتعتبر من هذه الجهة، و تحسب الرضعات المتخلل بینها لفظ الثدیین للتنفس أو الملاعبة،أو المنع من المرضعة مع المعاودة و حصول الکمالیة بها رضعة واحدة ان لم یطل الفصل، و الا احتسب الجمیع کالآحاد رضعة ناقصة غیر ناشرة للحرمة.

و امتصاصه أی الرضیع اللبن من الثدی فلا عبرة بالموجور فی حلقه علی الأشهر الأظهر.

و أن لا ینفصل بین الرضعات برضاع غیر المرضعة و لا بالمأکول و لا المشروب،لکن فی الزمانیة خاصة دون العددیة،فیمنع فیها الفصل برضاع غیر المرضعة خاصة.

و إطلاق النص (1)یقتضی حصول الفصل بمسماه و لو قل،الا أن حمله علی الفرد الأکمل یقتضی العدم.

و یشترط فی التوالی اتحاد المرضعة،فلو ارتضع من امرأة خمسا کاملة مثلا ثم ارتضع من الأخر کذلک ثم أکمل من الأولی أو منهما أو من ثالثة لم ینشر عندنا خلافا للعامة.

الثالث:أن یکون الرضاع فی الحولین

الثالث:أن یکون الرضاع الناشر بکماله و تمامه فی الحولین اللذین ابتداءهما من انفصال تمام الولد الی الجزء الأخیر من الشهر الرابع و العشرین إن ابتدأ فی أول الهلال،و ألا یحسب الثلاثة و العشرون هلالیة و یتم المنکسر من الشهر الخامس و العشرین کما فی سائر الآجال.

و یکفی فی حصول الشرط تمام الجزء الأخیر من الرضاع بتمام مثله من الحولین،فالمراد عدم وقوع شیء من الرضاع بعد تمامهما.

ص:325


1- 1) وسائل الشیعة 14-293،ب 6.

و یستفاد من النص (1)حصول التحریم بالرضاع فی الحولین مطلقا و لو فطم قبلهما،و عدمه به بعدهما کذلک،و الأمران مقطوع بهما فی کلام الأصحاب عدا النادر منهم.

و هو أی کون الرضاع قبل الحولین مطلقا یراعی و یشترط فی المرتضع خاصة دون ولد المرضعة علی الأصح الأشهر الأظهر،فلو ارتضع المرتضع قبل تمام حولیة الرضاع المعتبر و اتفق تمامه أو بعضه بعد حولی ولد المرضعة نشر الحرمة،و لو انعکس لم ینشر.

الرابع:أن یکون اللبن لفحل واحد

الرابع:أن یکون اللبن الناشر لفحل واحد و لاعتبار هذا الشرط وجهان:

أحدهما:و هو المناسب للمقام اعتباره لثبوت أصل التحریم بین الرضیع و المرضعة و صاحب اللبن،و لا خلاف فیه بیننا،فلو ارتضع من امرأة بعض العدد من لبن فحل و منها بعینها تمامه من لبن آخر بعد تزویجها منه و مفارقتها الأول لم ینشر حرمة أصلا،فتحل له المرضعة و صاحب اللبن ان کان أنثی،و یفرض المثال فیما لو استقل الولد بالمأکول أو اللبن المؤجور فی فیه و لو منها فی المدة المتخللة بین الرضاعین،بحیث لا یفصل بینهما برضاع أجنبیة.

و الثانیة:و هو المقصود من العبارة و المتداول فی کلام جماعة الذی صار محل النزاع و المشاجرة بین الخاصة و العامة اعتباره لحرمة أحد الرضیعین علی الأخر بعد حصولها لکل منهما مع المرضعة و صاحب لبنه.

فیحرم الصبیان أحدهما علی الأخر کما یحرمان علی المرضعة و الفحل إذا کانا یرتضعان بلبن فحل واحد بلا کلام فیه مطلقا و لو اختلفت المرضعتان.

ص:326


1- 1) وسائل الشیعة 14-290،ب 5.

و لا یحرم أحدهما علی الأخر لو رضع کل واحد منهما من لبن فحل غیر فحل آخر و ان اتحدت المرضعة ،فیکفی فی النشر الاخوة من جهة الأبوة،و لا یکفی من جهة الأمومة علی الأظهر الأشهر،و فی کلام جماعة علیه الإجماع.

و یستحب للمسترضع المختار أن یتخیر للرضاع المسلمة دون الکافرة بأقسامها حتی الیهودیة و النصرانیة و المجوسیة الوضیئة العفیفة الکریمة الأصل العاقلة کل ذلک للنصوص (1)و شهادة التجربة،و فی جملة منها:ان اللبن یعدی و الرضاع یؤثر فی الطبائع (2).

و لو اضطر إلی الکافرة استرضع الذمیة أو غیرها انتفت الکراهة.

و حیث استرضع الکافرة یمنعها من شرب الخمر و أکل لحم الخنزیر.

و یکره تمکینها أی الکافرة من حمل الولد الی منزلها.

و یکره استرضاع المجوسیة أشد کراهة إلا عند الضرورة و نحوه استرضاع من لبنها عن زنا سواء کانت حرة أو مملوکة،أحلها مولاها بعد الزنا أم لا بلا خلاف.

و لکن فی روایة (3)مرویة بعدة طرق معتبرة،أن المملوکة إذا أحلها مولاها من الزنا طاب لبنها و زال بذلک کراهة استرضاعها،و هی شاذة قد أعرض عنها الأصحاب کافة فیجب طرحها أو حملها علی ما إذا کانت الأمة تزوجت بدون اذن مولاها،فإن الاولی له اجازة عقدها لیطیب لبنها.

ص:327


1- 1) وسائل الشیعة 15-187،ب 78 و غیره.
2- 2) وسائل الشیعة 15-188،ح 2.
3- 3) وسائل الشیعة 15-185،ح 5.
و هنا مسائلثلاث:
الأولی:إذا أکملت الشرائط صارت المرضعة أما و صاحب اللبن أبا

الأولی:إذا أکملت الشرائط المعتبرة فی تحریم الرضاع صارت المرضعة أما للرضیع و صاحب اللبن أبا له،و آباءهما مطلقا أجداد و جدات و أختها و أخت الوالدات للفحل خالة و إخوتها و اخوة الوالدات لها أخوالا،و اخوة صاحب اللبن و أخواته و اخوة آبائه و آباءها و أخواتهم أعماما و عماتا و بنتها و ابنها و ابن الفحل و ابنته أختا و أخا،فیحرم الرضیع و فروعه خاصة علی الجمیع مطلقا و لو انتسبوا إلی المرضعة و بعلها بالرضاع، بشرط اتحاد فحلهم و فحلها،فالأعمام و العمات و الأخوال و الخالات مثلا للأبوین الرضاعیین یحرمون علی الرضیع و لو انتسبوا إلیهما من غیر نسب،بشرط اتحاد فحلهم.

و کما یحرم الرضیع علیهم،کذا یحرم الجمیع و منهم أولاد صاحب اللبن مطلقا ولادة و رضاعا علی المرتضع و فروعه و کذا أولاد المرضعة ولادة لا رضاعا علی الأشهر الأقوی.

الثانیة:لا یجوز أن ینکح أب المرتضع فی أولاد صاحب اللبن ولادة و رضاعا

الثانیة:لا یجوز أن ینکح أب المرتضع فی أولاد صاحب اللبن ولادة و رضاعا و أولاد المرضعة ولادة لا رضاعا علی الأشهر الأحوط بل الأظهر لأنهم صاروا فی حکم ولده کما فی الصحیح (1).

و هل ینکح أولاده أی أولاد أب المرتضع الذین لم یرتضعوا من لبن الفحل فی أولاد هذا الفحل؟ مطلقا نسبا و رضاعا،و فی أولاد المرضعة نسبا إذا لم یرتضعوا من لبنها أصلا قال الشیخ فی النهایة (2)و

ص:328


1- 1) وسائل الشیعة 14-306،ب 16.
2- 2) النهایة ص 462.

الخلاف (1):لا یجوز و الوجه الأظهر الجواز فی هذه المسألة و مسألتین أخریین إحداهما تزویج أب المرتضع بأم المرضعة نسبا و رضاعا،و الثانیة تزویج الفحل فی أخوات المرتضع وفاقا للأکثر.و قیل:بالتحریم فیها أجمع، و هو فی الجملة أحوط.

و أما ما عدا هذه المسائل الأربع،فلا خلاف یعتد به بین الأصحاب فی لزوم الاقتصار فیها علی أصالة الإباحة و عدم الحکم بالحرمة،إلا حیث یصدق بالرضاع العنوانات المذکورة فی آیة تحریم النسوة،من نحو الأمومة و البنتیة و الأختیة، بناء علی أن الرضاع انما یحرم به ما یحرم من النسب.

و لیس المحرم من جهته الا من صدق علیه عنوانات النسوة السبع المذکورات فی الآیة الشریفة دون غیرهن،فالأصل فیهن الإباحة.

الثالثة: لا خلاف فی أنه کما یمنع الرضاع من النکاح سابقا،کذا یبطله لاحقا

الثالثة: لا خلاف فی أنه کما یمنع الرضاع من النکاح سابقا،کذا یبطله لا حقا.و أن المصاهرة تتعلق بالرضاع کتعلقها بالنسب،بمعنی أن کل من یحرم من جهة النسب بالمصاهرة کذا یحرم من جهة الرضاع بها أیضا،فکما یحرم أم الزوجة النسبیة و ابن الزوج النسبی،کذا یحرم بها نظیرهما من جهة الرضاع.

ف لو تزوج رضیعة فأرضعتها امرأته بلبنه حرمتا أی الرضیعة و المرضعة علیه مؤبدا مطلقا،و کذا لو أرضعتها بلبن غیره کانت فی حبالته،کما إذا استمر لبن الاولی الی أن تزوجت به،أم لا ان کان دخل بالمرضعة علی الأظهر الأشهر فیهما،من تحریم الام بمجرد العقد علی بنتها کما یأتی إن شاء اللّه تعالی.و علی القول الآخر یختص التحریم بالرضیعة،لکونها اما بنتا کما فی الأول،أو بنت الزوجة المدخول بها کما فی الثانی.

و الا یکن دخل بها حرمت المرضعة حسب فلا تحرم الرضیعة،

ص:329


1- 1) الخلاف 3-67.

لأنها ربیبته لم یدخل بأمها،و لا الأم أیضا علی القول الأخر من اعتبار الدخول بالبنت فی حرمة الأم،و لکنه ضعیف.

و ینفسخ نکاح الجمیع مطلقا هنا و فی الصورتین السابقتین،أما فیهما فواضح لحرمة کلتیهما جمعا و انفرادا،و أما هنا فلامتناع الجمع بینهما کالعقدین المتقاربین زمانا،فیبطلان معا لعدم إمکان الترجیح من غیر مرجح،فیجدد نکاح الرضیعة لو أرادها.

و لو کان له زوجتان کبیرتان فأرضعتها أی الزوجة الصغیرة واحدة من الکبیرتین حرمتا مع الدخول أی الرضیعة و المرضعة بالتفصیل المتقدم، و لا إشکال فی هذا.

و انما الإشکال فیما لو أرضعته الکبیرة الأخری بعد حصول التحریم بإرضاع الاولی ف فیه قولان،أشبههما عند المصنف و أکثر المتأخرین أنها تحرم أیضا و لکن الأقوی أنها لا تحرم،وفاقا لجملة من أعیان القدماء.

و لو تزوج رضیعتین فأرضعتهما امرأته بلبنه حرمن کلهن مطلقا اجتمعا فی الارتضاع (1)أم تعاقبا،دخل بالمرضعة أم لا،و کذا لو أرضعتهما بلبن الغیر ان کان دخل بالمرضعة،و الا یکن دخل بها حرمت المرضعة خاصة دونهما.

السبب الثالث:المصاهرة

السبب الثالث:المصاهرة و هی علاقة تحدث بین الزوجین و أقرباء کل منهما بسبب النکاح توجب الحرمة.

و یلحق بالنظر فی النکاح النظر فی الوطء،و النظر،و اللمس علی وجه مخصوص.

ص:330


1- 1) فی«ن»:الرضعتان.

أما الأول:فمن وطئ امرأة بالعقد مطلقا أو الملک،حرمت علیه أم الموطوءة و ان علت من الطرفین و بناتها و ان سفلن مطلقا سواء کن قبل الوطء أو وجدن بعده و کن فی حجره و حضانته أم لا إجماعا.

و حرمت الموطوءة و المعقود علیها علی أب الواطئ و ان علی و أولاده و ان نزلوا.

و لو تجرد العقد علی البنت عن الوطء،حرمت أمها علیه عینا فلا یجدی فراقها لاستحلال أمها علی الأصح الأشهر،بل کاد أن یکون إجماعا، و به صرح جماعة،خلافا للعمانی فسوی بینها و بین الأم فی اشتراط الدخول للتحریم عینا.

و تحرم علیه بنتها أی بنت المعقود علیها من غیر وطئ جمعا بینهما لا عینا إجماعا فلو فارق الام حلت البنت.

و لا تحرم مملوکة الابن علی الأب ب مجرد الملک،و تحرم بالوطی، و کذلک مملوکة الأب لا تحرم علی الابن بالملک بل بالوطی.

و لا یجوز لأحدهما أن یطأ مملوکة الأخر ما لم یکن عقد أو تحلیل.نعم یجوز أن یقوم الأب مملوکة ابنه الصغیر و ابنته الصغیرة علی نفسه بقیمة عادلة ثم یطؤها و إطلاق النص (1)یقتضی عدم الفرق بین وجود مصلحة أم لا کما ذهب إلیه جماعة،خلافا لآخرین فاشترطوها،و الأول أقوی.نعم یشترط عدم المفسدة إجماعا.و فی تعدیة الحکم الی الجد اشکال،و الأقوی نعم.

و من توابع هذا الفصل تحریم أخت الزوجة لأب أو لام أولهما جمعا لا عینا و لا فرق بین الدائم و المنقطع و ملک الیمین.

و کذا تحرم جمعا لا عینا بنت أخت الزوجة و بنت أخیها و ان نزلت،

ص:331


1- 1) وسائل الشیعة 14-543،ح 1،ب 40.

هذا مع عدم الاذن،و الا فإن أذنت إحداهما أی العمة و الخالة صح علی الأصح الأشهر.

و فی اختصاص الحکم بالزوجیة فلا یحرم الجمع بالوطی بملک الیمین، أو العموم له أیضا وجهان،و الأشهر الأظهر الأول.و أولی منه بالجواز إدخال البنتین المملوکتین علیهما بالملک،فلا یعتبر استیذانهما فیه.و أولی منه عدم اعتبار استیذانهما فی صورة العکس.

و لا کذا لو أدخلت العمة أو الخالة علی بنت الأخ أو الأخت فیحل الجمع بینهما هنا مطلقا و ان کرهت البنتان علی الأشهر.و لا فرق فی الجواز بین علم الداخلة بکون المدخول علیها بنت أخ أو أخت أم لا وفاقا للأکثر.

و لو کان عنده العمة أو الخالة فبادر بالعقد علی بنت الأخ أو الأخت بدون إذنهما کان العقد باطلا إذا لم تأذنا إجماعا،و کذا لو أذنتا عند المصنف و غیره.

و قیل:تتخیر العمة أو الخالة بین الفسخ لعقد أنفسهما و الإمضاء له و لعقد البنتین أو إمضاء عقد أنفسهما خاصة و فسخ عقدها أی البنت خاصة.

و فی المسألة أقوال أجودها لزوم عقد العمة و الخالة و تزلزل عقد البنت و الحاقه بالفضولی،و لکن مراعاة الاحتیاط أولی بالنکاح مرة أخری بعد الرضا من الطرفین و الطلاق ان لم ترض به البنتان أیضا.

و فی تحریم المصاهرة بوطء الشبهة تردد،أشبهه عند المصنف وفاقا للحلی أنه لا تحرم خلافا للأکثر فنعم،و هو الأظهر.

أما الزنا فلا تحرم الزانیة علی الزانی بها و غیره بعد التوبة إجماعا،و کذا قبلها و ان کره علی الأشهر الأقوی،و تتأکد الکراهة فی المشهورة بالزنا.

ص:332

و کذا لا تحرم الزوجة الزانیة و ان أصرت علی الأشبه الأشهر خلافا للمفید و غیره فتحرم مع الإصرار،و فی الدلیل نظر.

و هل تنشر الزنا حرمة المصاهرة؟ فتحرم المزنی بها علی أب الزانی و أولاده و أمها و بنتها عینا و أختها جمعا قیل:نعم ان کان الزنا سابقا علی العقد و لا تنشر إذا کان لاحقا له،و القائل جماعة من القدماء و أکثر المتأخرین و الوجه أنه لا ینشر مطلقا حتی إذا کان سابقا،وفاقا لجماعة من أعیان القدماء و لکن الأول أحوط و مراعاته أولی.

و علی المختار یستثنی منه ما لو زنی بالعمة أو الخالة له،فإنه لو فعل ذلک حرمت علیه بناتهما بلا خلاف یعتد به.

و أما اللمس و النظر بشهوة بما لا یجوز لغیر المالک لمسه و النظر الیه فقد اختلف الأصحاب فیه فمنهم من ینشر به الحرمة علی أب اللامس و الناظر و ولده و هم الأکثرون.

و منهم من خص التحریم بمنظورة الأب دون الابن،و هو المفید و غیره.

و الوجه عند المصنف و غیره الکراهة فی ذلک کله و أظهر هذه الأقوال هو الأول مع أنه أحوط.

و لا یتعدی التحریم إلی أم الملموسة و المنظورة و لا بنتیهما علی الأشهر الأقوی،و لا فرق بین المملوکة و أم الزوجة.

و یلحق بهذا الفصل مسائل:
الاولی:لو ملک أختین فوطئ واحدة حرمت علیه وطئ الأخری

الاولی:لو ملک أختین فوطئ واحدة منهما حرمت علیه وطئ الأخری الی أن یخرج الاولی عن ملکه ببیع أو هبة أو نحوهما من نواقل الملک

ص:333

فإذا خرجت حلت إجماعا.

و هل یکفی مطلق العقد الناقل أم یشترط لزومه فلا یکفی البیع بخیاره و لا الهبة التی یجوز الرجوع فیها؟ وجهان،أحوطهما:الثانی.

و فی الاکتفاء بفعل ما یقتضی تحریمها علیه کالتزویج و الرهن و الکتابة وجهان أجودهما:العدم مع أنه أحوط.و لا فرق فی تحریم الثانیة بین وطئ الاولی قبلا أو دبرا.

و فی إلحاق مقدماته من اللمس و القبلة و النظر بشهوة به نظر،و الأحوط الأول و ان کان العدم أظهر.

و لو وطئ الثانیة و الحال هذه أثم إجماعا و لم تحرم علیه الاولی وفاقا للشیخ و الحلی و أکثر المتأخرین،و علیه فمتی أخرج إحداهما عن ملکه حلت له الأخری،سواء أخرجها للعود إلیها أم لا.و ان لم یخرج إحداهما حرمت علیه الثانیة دون الاولی،عملا فی ذلک کله بالأصول.

و لکن اضطربت الروایة (1)فی المسألة بعد اتفاقها علی تحریم الاولی مع العلم بتحریم الثانیة و تحلیلها بإخراج الثانیة عن ملکه لا بنیة العود إلی الأولی.

ففی بعضها کالصحیحین و غیرهما أنه، تحرم علیه الاولی حتی تخرج الثانیة عن ملکه لا للعود إلی الاولی.

و فی روایة أخری صحیحة أنه ان کان جاهلا لم تحرم الاولی و ان کان عالما حرمتا علیه معا،و نحوها روایة أخری موثقة.

و وجه الاضطراب فیها أن ظاهر الاخبار الأولة تحریم الأولی خاصة إلی موت الثانیة أو إخراجها عن الملک لا للعود إلی الأولی،فإن حملت علی صورة وقوع

ص:334


1- 1) وسائل الشیعة 14-371،ب 29.

الوطء بجهالة،حصلت المنافاة بینها و بین الأخیرتین صریحا،للتصریح فیهما بعدم حرمة الاولی فی هذه الصورة.و ان حملت علی صورة وقوع الوطء مع العلم بالحرمة،حصلت المنافاة بینهما،من حیث أن المستفاد من الاخبار الأولة تحریم الأولی خاصة و منهما تحریمهما معا.

و یمکن الجمع بحمل الأولة علی الصورة الثانیة،و یدفع المنافاة بأن حکمه علیه السلام بحرمة الاولی لا یقتضی حل الثانیة،و المسألة مشکلة،لکن تحریم الاولی مع العلم بحرمة الثانیة إلی خروجها عن الملک لا بنیة العود إلی الاولی لیس محل ریبة،و انما هو فی حل الاولی فی صورة الجهل بحرمة الثانیة و تحریم الثانیة فی صورة العلم مع بقاءهما علی الملکیة،و لا یبعد المصیر الیه وفاقا لجماعة.

و محصله:انه متی وطئ الثانیة عالما بالحرمة حرمتا معا الی موت الأخیرة أو خروجها عن الملک لا للعود إلی الأولی،فإن اتفق إخراجها لا لذلک حلت له الاولی،و ان أخرجها للرجوع إلیها فالتحریم باق.و ان وطئ الثانیة جاهلا بالتحریم لم یحرم علیه الاولی و بقیت الثانیة فی ملکه أم لا.

الثانیة:یکره أن یعقد الحر علی الأمة

الثانیة:یکره أن یعقد الحر علی الأمة دواما أو متعة مطلقا علی الأشهر الأقوی،و فی الغنیة (1)الإجماع.

و قیل:یحرم،الا أن یعدم الطول و هو القدرة علی المهر،کما یفیده المرسل (2)و زید علی النفقة و لو بالقوة،لظاهر إطلاق الطول و یخشی العنت و هو مشقة الترک،و فسر بالزنا و خوف الوقوع فیه،و القائل جماعة من القدماء و لا ریب أنه أحوط و أولی.

الثالثة:لا یجوز للعبد أن یتزوج أکثر من حرتین أو حرة و أمتین

الثالثة:لا یجوز للعبد أن یتزوج دائما أکثر من حرتین أو حرة و أمتین

ص:335


1- 1) الغنیة ص 548.
2- 2) وسائل الشیعة 14-391،ح 5.

أو أربع إماء بإجماعنا و أخبارنا (1).

الرابعة:لا یجوز نکاح الأمة علی الحرة إلا بإذنها

الرابعة:لا یجوز عندنا نکاح الأمة علی الحرة إلا بإذنها و لا فرق فیه بین الدائم و المنقطع،و لو أذنت جاز مطلقا.

و لو بادر فعقد علیها من غیر إذن الحرة کان العقد باطلا أذنت بعد ذلک أم لا،علی الأشهر الأقوی،و فی عبائر جمع علیه الإجماع.

و قیل:کان للحرة الخیرة بین اجازته أی عقد الأمة و فسخه و نسب الی الشیخین و جماعة من القدماء.

و فی روایة (2)موثقة أن الحرة لها أن تفسخ عقد نفسها دون عقد الأمة و فی الروایة ضعف عن المقاومة لما قدمناه من المختار من الأدلة.

کل ذا إذا تزوج الأمة علی الحرة و لو انعکس الفرض ف أدخل الحرة علی الأمة جاز و لزم مع علم الحرة بأن تحته أمة إجماعا و للحرة الخیار فی فسخ عقد نفسها و إمضائه ان لم تعلم بذلک،و لا خیرة لها فی فسخ عقد الأمة علی الأشهر الأقوی،و فی السرائر (3)و الخلاف (4)الإجماع.

و لو جمع بینهما فی العقد بأن تزوج بنت رجل و أمته فی عقد واحد صح عقد الحرة و الأمة إذا علمت بها و رضیت،و الا صح عقد الحرة خاصة دون عقد الأمة.

و ظاهر العبارة البطلان کما علیه جماعة،و فی المستند نظر،بل الإلحاق بالفضولی لعله أظهر،و ان کان العقد علیها ثانیا ان رضیت الحرة أحوط.

ص:336


1- 1) وسائل الشیعة 14-520،ب 22.
2- 2) وسائل الشیعة 14-394،ح 3.
3- 3) السرائر ص 292.
4- 4) الخلاف 2-383.
الخامسة:لا یحل العقد علی ذات البعل و لا تحرم

الخامسة:لا یحل العقد علی ذات البعل ضرورة و لکن لا تحرم به مؤبدا مع الجهالة و عدم الدخول إجماعا،و أما مع العلم أو الدخول فالأکثر علی أنها لا تحرم کالسابق،و فیه اشکال.و الأحوط بل الأظهر التحریم،و أما معهما معا فهو زنا،و الیه أشار بقوله:

و لو زنی بها حرمت مؤبدا و کذا لو زنی بها فی العدة الرجعیة بلا خلاف یعرف کما صرح به جمع،و بالإجماع صرح آخرون، و به نص الرضوی (1)و غیره،فلا وجه للتردد فیه و ان اتفق لبعض المتأخرین تبعا للمصنف فی الشرائع (2).

و لا یلحق به الزنا بذات العدة البائنة،و عدة الوفاة،و لا بذات البعل الموطوءة بالشبهة،و لا الموطوءة بالملک،للأصل فی غیر موضع الوفاق،مع فقد الصارف فیهن.و قیل:بالإلحاق فی ذات العدد المزبورة.و لا یخلو عن قوة.

السادسة:من تزوج امرأة فی عدتها جاهلا فالعقد فاسد

السادسة:من تزوج امرأة دائما أو منقطعا فی عدتها بائنة کانت أو رجعیة،أو عدة وفاة أو شبهة فیما قطع به الأصحاب حال کونه جاهلا بالعدة أو التحریم أو بهما معا فالعقد فاسد بالضرورة.

و لو دخل بها قبلا أو دبرا فی العدة أو خارجها علی الأقوی حرمت علیه مؤبدا إجماعا فیهما و لحق به الولد مع الإمکان،بأن یأتی به لأقل الحمل فما زاد إلی أقصاه من حین الوطء و لها المهر بوطء الشبهة الموجب له،و هل المراد به المسمی أم المثل؟قولان،أقربهما الثانی.

و یجب علیها أن تتم العدة للأول و تستأنف عدة أخری للثانی علی الأشهر.

ص:337


1- 1) المستدرک الباب-11-من أبواب ما یحرم بالمصاهرة ح 8.
2- 2) شرائع الإسلام 2-292.

و قیل:تجزئ عدة واحدة عنهما،و القائل الإسکافی للمعتبرة (1)،و فیها الصحیح و غیره،و لا یخلو عن قوة لو لا الشهرة.

و لو کان فی تزویجها عالما بالأمرین معا حرمت علیه مؤبدا ب مجرد العقد و لو خلا عن الدخول إجماعا،و لا یلحق به الولد، و لیس لها مهر مع علمها مطلقا و لو دخل بها،و الا فلها مهر المثل مع الدخول بما استحل من فرجها.

و فی إلحاق مدة الاستبراء بالعدة فتحرم بوطئها فیها وجهان،أجودهما:العدم و کذا الوجهان فی العقد علیها مع الوفاة المجهولة ظاهرا للمرأة خاصة قبل العدة مع وقوعه بعد الوفاة فی نفس الأمر أو الدخول مع الجهل،و الحرمة هنا لا یخلو عن قوة مع أنها أحوط.

و لو تزوج حال کونه محرما بفرض أو نفل،بحج أو عمرة،بعد إفساده أو قبله عالما بالحرمة حرمت علیه المعقود علیها أبدا مطلقا و ان لم یدخل بها إجماعا.

و لو کان جاهلا بها فسد العقد إجماعا و لم تحرم علیه مطلقا و لو دخل بها علی الأشهر الأقوی.

ثم المعتبر فی العقد المحرم صحته لو لا الإحرام،فلا عبرة بالفاسد.

و لو انعکس فرض المسألة فتزوج المحل المحرمة،فالأصل الإباحة کما علیه الأکثر.و قیل:بالحرمة.و هو أحوط.و لا تحرم الزوجة بوطئها فی الإحرام مطلقا إجماعا.

السابعة:من لاط بغلام فأوقبه حرمت علیه أم الغلام و بنته

السابعة:من لاط بغلام أو رجل فأوقبه و لو بإدخال بعض الحشفة حرمت علیه أم الغلام و الرجل و ان علت و بنته و ان سفلت من ذکر أو

ص:338


1- 1) وسائل الشیعة 14-341،ح 2،و 347 ح 11.

أنثی من النسب اتفاقا و من الرضاع علی الأقوی و أخته دون بناتها اتفاقا.

و مورد النص (1)الرجل و الموطوءة الحی،فلا یلحق بهما الواطئ الصغیر و لا الموطوءة المیت،نعم الأحوط ذلک.

و هل تحرم المذکورات بذلک مطلقا أم بشرط سبق الوطء علی العقد علیهن و الا لم تحرمن؟ وجهان بل قولان،أحوطهما:الأول ان لم یکن أظهر.

و علی عدم التحریم قیل:الظاهر عدم الفرق بین مفارقة من سبق عقدها بعد الفعل و عدمه،فیجوز له نکاحها بعده مع احتمال عدمه انتهی.و الاحتمال لعله أقوی مع أنه أحوط و أولی.و لا یحرم علی المفعول بسببه شیء عندنا.

السبب الرابع استیفاء عدد الزوجات

السبب الرابع من أسباب التحریم استیفاء العدد عدد الزوجات و عدد الطلاق.

أما الأول:ف إذا استکمل الحر أربعا من النسوة بالغبطة أی الدوام حرم علیه ما زاد علیهن،هذا فی الحرائر.

و أما غیرهن ف یحرم علیه أن یتزوج من الإماء ما زاد علی أمتین مطلقا کانت معهما حرائر أم لا بإجماعنا.

و إذا استکمل العبد حرتین أو أربعا من الإماء خاصة أو حرة و أمتین حرم علیه ما زاد علی ذلک من الإماء و الحرائر بإجماعنا أیضا.

قیل:و المعتق بعضه کالحر فی حق الإماء فلا یتجاوز اثنتین،و کالعبد فی حق الحرائر فلا یتجاوز حرتین.کما أن المعتق بعضها کالحرة فی حق العبد فلا ینکح أکثر من اثنتین،و کالأمة فی حق الحر فلا یتجاوزهما.

و لکل منهما أی من الحر و العبد أن یضیف الی ذلک تزویج النسوة و وطئهن بالعقد المنقطع و ملک الیمین ما شاء و لو ألفا حتی فی العقد،علی

ص:339


1- 1) وسائل الشیعة 14-339،ب 15.

الأشهر الأقوی.

و إذا طلق واحدة من الأربع حرم علیه ما زاد غبطة و دواما حتی یخرج المطلقة من العدة الرجعیة بلا خلاف أو تکون المطلقة بائنة فیتزوج و ان لم تنقض عدتها ان کانت ذات عدة،کالمختلعة مثلا علی الأشهر،خلافا للمفید فأطلق المنع عن التزویج فی العدة،و لم یفصل بین الرجعیة و البائنة،کما هو ظاهر أخبار (1)المسألة،و هو أحوط بل لا یخلو عن قوة،لو لا الشهرة العظیمة علی التفصیل کما عرفت،و لعله لذا أفتی بالکراهة الشدیدة جماعة،و الاجتناب مهما أمکن أولی و فی بعض الروایات تصریح بالجواز فی البائن مع عدم العدة کغیر المدخول بها و لیس محل خلاف.

و کذا لو طلق امرأة و أراد نکاح أختها فلیس له ذلک حتی تخرج المطلقة من العدة الرجعیة،أو تکون طلقتها بائنة کانت ذات عدة أم لا إجماعا،و الأشهر الأظهر إلحاق عدة المتعة بالعدة البائنة،خلافا للمقنع (2)فألحقها بالرجعیة،و هو أحوط فی الجملة.

و لو تزوجهما أی الأختین فی عقد واحد أو متعدد مع التقارن بطل من أصله و قیل:یتخیر إحداهما و یخلی سبیل الأخری،و القائل جماعة من القدماء و الروایة به مقطوعة أی مرسلة،و فیه نظر لأنها فی التهذیب (3)و الکافی (4)کذلک،و الا ففی الفقیه (5)مستندة صحیحة،الا أنها غیر واضحة الدلالة فلا یخصص بها الأصول المعتضدة بالشهرة.

ص:340


1- 1) وسائل الشیعة 14-400،ب 3.
2- 2) المقنع ص 115.
3- 3) تهذیب الاحکام 7-285،ح 39.
4- 4) فروع الکافی 5-431 ح 3.
5- 5) من لا یحضره الفقیه 3-265،ح 45.

و لو کان معه ثلاث نسوة دائمات فتزوج اثنتین فی عقد،فان سبق بإحداهما صح عقدها دون اللاحقة اتفاقا و ان قرن بینهما بطلا معا علی الأشهر الأقوی.

و قیل:یتخیر أیتهما شاء و القائل جماعة من القدماء و لا شاهد لهم سوی القیاس بما فی روایة (1)جمیل الحسنة المتضمنة لأنه لو تزوج خمسا فی عقد واحد یتخیر أربعا و یخلی باقیهن لکن الظاهر عدم قائل بالفرق بین المسألتین کما صرح به بعض،لکن یرد بضعف الدلالة باحتمال عدم وقوع التزویج حال الإسلام،و التخییر هنا لیس محل کلام،و لا یترک الاحتیاط هنا و سابقا بالعقد علی المختارة مجددا أو الاختیار،ثم الطلاق و إعطاء مهر المختار ان بدا له فی نکاحها.

ثم المتبادر من إطلاق النصوص (2)و الفتاوی فی المقامین اختصاص الحکم نفیا و إثباتا بالجاهل بحرمة الجمع دون العالم بها.

و إذا استکملت الحرة طلقات ثلاثا یتخللها رجعتان بأی أنواع الطلاق کان حرمت علی زوجها حتی تنکح زوجا غیره نکاحا محللا مطلقا و لو کانت تحت عبد.

و إذا استکملت الأمة طلقتین حرمت علیه حتی تنکح زوجا غیره کذلک و لو کانت تحت حر لان الاعتبار فی عدد الطلقات بالزوجة بإجماعنا.

و المطلقة تسعا للعدة ینکحها بینها رجلان،بأن طلقت بالشرائط ثم ارتجعت فی العدة فوطئت،ثم طلقت کذلک ثم ارتجعت فوطئت،ثم طلقت فنکحت زوجا غیره بعد انقضاء العدة فوطئت،ثم طلقت فتزوجها الأول بعد انقضاء العدة،ثم طلقت کذلک حتی استکملت تسعا تحرم علی المطلق أبدا بإجماعنا.

ص:341


1- 1) وسائل الشیعة 14-403،ب 4.
2- 2) وسائل الشیعة 14-403،ب 5.

ثم ان إطلاق العدة علی التسع المترتبة مجاز،لأن الثالثة من کل ثلاث لیست للعدة،فإطلاقه علیها اما إطلاق لاسم الأکثر علی الأقل أو باعتبار المجاورة.

و حیث أن ظاهر النصوص (1)هو اعتبار التسع للعدة مترتبة،فالحکم باعتبار التسع المتفرقة محل اشکال ان لم یکن إجماع،و علی تقدیره فیقتصر علی مورده وقوفا علیه فی الخروج عن مقتضی الأصل.و الظاهر عدمه فی الأمة مطلقا حتی لو طلقت للعدة تسعا مرتبة،کما یستفاد من المتعرضین لحکمها هنا حیث احتملوا العدم فیها مطلقا،و لو ثبت الإجماع لم یحتمل فیها کما لم یحتمل فی الحرة، فالرجوع الی الأصل أولی.

السبب الخامس اللعان

السبب الخامس من أسباب التحریم اللعان:

و یثبت به التحریم المؤبد بالنص (2)و الإجماع،و سیأتی الکلام فی تحقیق حکمه و شرائطه فی بحثه إن شاء اللّه تعالی.

و کذا یحرم بالأبد لو قذف الزوج امرأته الصماء و الخرساء بما یوجب اللعان لو لا الافة برمیها بالزنا مع دعوی المشاهدة و عدم البینة،فلا حرمة مع عدمهما و مع انتفاء الأول دون الثانی.

و فی إلحاق نفی الولد هنا علی وجه یثبت به اللعان لو لا الافة بالقذف وجهان أجودهما:العدم.

و مقتضی إطلاق النص و فتوی الأصحاب و صریح بعضهم عدم الفرق فی ثبوت الحکم بین المدخول بها و غیرها،و علیه فمتی حرمت قبل الدخول فالأجود ثبوت جمیع المهر،و لا یلحق بذلک قذف المرأة زوجها الأصم علی الأشهر الأقوی خلافا للصدوق فألحقه بقذف الزوج امرأته،و هو أحوط و أولی.

ص:342


1- 1) وسائل الشیعة 14-408،ب 11.
2- 2) وسائل الشیعة 15-586،ب 1.
السبب السادس:الکفر

السبب السادس:الکفر،و لا یجوز للمسلم أن ینکح غیر الکتابیة ابتداء و استدامة.

و فی جواز نکاح الکتابیة قولان بل أقوال منتشرة،الا أن أظهرهما و أشهرهما أنه لا یجوز غبطة و دواما مطلقا حتی فی المجوسیة و یجوز متعة و بالملک فی الیهودیة و النصرانیة و أحوطهما المنع مطلقا.

و فی جوازه بالتمتع و ملک الیمین ب المجوسیة قولان،أشبههما عند المصنف تبعا للنهایة (1)الجواز علی کراهیة شدیدة،و لکن الأقوی المنع عن العقد مطلقا.

و لو ارتد أحد الزوجین أو هما معا دفعة عن الإسلام قبل الدخول بالزوجة وقع الفسخ فی الحال مطلقا فطریا کان الارتداد أم ملیا.و یجب علی الزوج نصف المهر ان کان الارتداد منه لمجیء الفسخ من قبله فأشبه الطلاق.ثم ان کانت التسمیة صحیحة فنصف المسمی و الا فنصف المثل،و مع عدم التسمیة فالمتعة.و قیل:یجب جمیع المهر.و هو أظهر.

و لو کان الارتداد منها،فلا مهر لها لما مضی.

و لو کان الارتداد بعد الدخول وقف انفساخ النکاح علی انقضاء العدة عدة الطلاق.و ان کان الارتداد من الزوجة مطلقا أو من الزوج من غیر فطرة،فإن رجع المرتد قبل انقضائها و الا انفسخ الا أن یکون المرتد هو الزوج و کان مولودا علی الفطرة،فإنه لا یقبل عوده و لو فی العدة و تعتد زوجته عدة الوفاة إجماعا،و لا یسقط من المهر هنا و فیما سبق شیء.

و إذا أسلم زوج الکتابیة دونها فهو علی نکاحه،سواء کان قبل الدخول أو بعده دائما کان النکاح أو منقطعا،کتابیا کان الزوج أو وثنیا،جوزنا

ص:343


1- 1) النهایة ص 457.

نکاحها للمسلم أم لا.

و لو أسلمت زوجته أی الکافر دونه انفسخ النکاح فی الحال، ان کان الإسلام قبل الدخول و لا مهر لها لمجیء الفرقة من قبلها و وقف الفسخ علی انقضاء العدة عدة الطلاق،کما ذکروه من حین الإسلام ان کان بعده فإذا انقضت و لم یسلم تبین بینونتها منه حین الإسلام کما ذکروه،و ان أسلم قبل انقضائها تبین بقاء النکاح،و جمیع ذلک موضع وفاق فی الوثنی و مشهور فی الکتابی.

و قیل: لا ینفسخ النکاح بانقضاء العدة مطلقا،بل ان کان الزوج ذمیا قائما بشرائط الذمة کان نکاحه باقیا بحاله و لکن لا یمکن الدخول علیها لیلا و لا من الخلوة بها نهارا و لا من إخراجها إلی دار الحرب،و القائل الشیخ فی النهایة (1)،و قد رجع عنه فی الخلاف (2)مدعیا علی خلافه الوفاق، فاذن المذهب هو الأول.

و لو أسلما معا ثبت النکاح و لو أسلم أحد الزوجین الوثنیین معا أو من بحکمهما من الکفار غیر الکتابیین و کان الإسلام قبل الدخول بطل النکاح مطلقا،و یجب نصف المهر أو الجمیع بإسلام الزوج دون إسلامها فیسقط لما مر و بعد الدخول یقف الفسخ علی انقضاء العدة بإسلام أیهما اتفق فان انقضت و لم یسلم الأخر،تبین انفساخه من حین الإسلام،و ان أسلم فیها استمر النکاح،کل ذلک بغیر خلاف.

و لو أسلم الوثنی و من فی حکمها أو الذمی و عنده أربع فما دون کتابیات مطلقا أو وثنیات أسلمن معه لم یتخیر.

ص:344


1- 1) النهایة ص 457.
2- 2) الخلاف 2-387.

و لو کان عنده أکثر من أربع منهن تخیر أربعا منهن من دون تجدید عقد بشرط جواز نکاحهن،و فارق سائرهن من دون طلاق ان کان حرا و هن حرائر و الا اختار ما عین له سابقا من حرتین و أمتین،أو أمة و ثلاث حرائر،و العبد یختار حرتین أو أربع إماء أو حرة و أمتین،ثم یتخیر الحرة فی فسخ عقد الأمة و إجازته ان قلنا به،و الا بطل عقد الأمة خاصة.

و لو شرطا فی نکاح الأمة الشرطین توجه انفساخ نکاحها هنا إذا جامعت حرة،الا أن المحکی عن جماعة الإجماع علی اختصاص المنع بصورة الابتداء دون الاستدامة،و هو الأوفق بظاهر الأدلة.

و علی المنع مطلقا لو تعددت الحرائر اعتبر رضاهن جمع ما لم یزدن علی أربع،فیعتبر رضا من یختار هن من النصاب،و لا فرق فی التخییر بین من ترتب عقدهن أو اقترن،و لا بین اختیار الأوائل و الأواخر.و لا بین من دخل بهن و غیرهن.

و لو أسلم معه أربع و بقی أربع،فالأقوی بقاء التخییر لإطلاق النص،و فیه نظر.و قیل:یتعین المسلمات.و هو أحوط.

و روی عمار فی الموثق عن مولانا أبی عبد اللّه علیه السلام:أن إباق العبد بمنزلة الارتداد،فان رجع و الزوجة فی العدة فهو أحق بها،فان خرجت من العدة فلا سبیل له علیها (1).و لیس فی هذه الروایة ضعف بالمعنی المصطلح لوثاقة عمار و ان کان فطحیا،و عمل بها جماعة،خلافا للأکثر بل کاد أن یکون الان إجماعا و لعله الأظهر.فتبقی الزوجیة إلی وقوع البینونة بطلاق و نحوه.

ص:345


1- 1) وسائل الشیعة 14-582،ح 1 ب 73.
و هنامسائل سبع:
الأولی:التساوی فی الإسلام

الاولی:التساوی بین الزوجین المعبر عنه بالکفاءة فی الإسلام بالمعنی العام،و هو الإقرار بالشهادتین مع عدم إنکار ما یلحق منکره بالکفار شرط فی صحة العقد فلا یجوز للمسلمة التزویج بالکافر مطلقا،و لا للمسلم بالوثنیة کذلک،و بالکتابیة دائما ابتداء علی الأصح کما مر.و یجوز له تزویجها متعة و بملک الیمین و استدامة إجماعا فی الأخیر و علی الأقرب فی الأولین.

و هل یشترط التساوی فی الایمان؟ بالمعنی الخاص،و المراد منه الإقرار بالأئمة الاثنا عشر بالشرط المتقدم (1)،فیه أقوال ثالثها:اختصاصه بالزوج دون الزوجة،و هو الأظهر الأشهر،و علیه الإجماع فی کلام جمع.

و الأظهر عند المصنف تبعا للمفید و غیره أنه لا یشترط مطلقا لکنه یستحب مطلقا و یتأکد الاستحباب فی المؤمنة یعنی یستحب لها مؤکدا أن لا تتزوج من المخالف،و الأقوی ما قدمناه من المنع إلا لتقیة فیجوز قولا واحدا.

و حیث أن المصنف اکتفی بالإسلام و لم یشترط الایمان،و ربما یتوهم شموله لمطلق من حصل له الإسلام أراد إخراج من أجمع علی کفره منهم،فقال:

نعم لا یصح نکاح الناصب و لا الناصبة لعداوة أهل البیت علیهم السلام إجماعا.

و لا یشترط فی صحة النکاح تمکن الزوج من المهر بالفعل عندنا و لا من النفقة فعلا أو قوة علی الأشهر الأقوی،خصوصا مع علم المرأة بالحال و رضاها،ففی کلام جماعة الإجماع علی الصحة هنا،خلافا للشیخین و غیرهما

ص:346


1- 1) و هو أن لا ینکر شیئا من ضروریات الدین«منه».

فاشترطوه،و هو ضعیف.

و علی المختار فهل للجاهلة بالفقر المعقود علیها الخیار بعد العلم؟ وجهان الأجود لا.

و لا تتخیر الزوجة لو تجدد العجز للزوج عن الإنفاق علیها فی فسخ العقد،علی الأشهر الأقوی.

و یجوز نکاح الحرة بالعبد و الهاشمیة بغیر الهاشمیة و العربیة بالعجمی و بالعکس اتفاقا،الا من الإسکافی فاعتبر فیمن یحرم علیهم الصدقة أن لا یتزوج فیهم الا منهم،و هو نادر.

و إذا خطب المؤمن القادر علی النفقة وجب علی من بیده عقدة النکاح إجابته و ان کان أخفض نسبا،و ان منعه الولی کان عاصیا فی ظاهر الأصحاب عملا بظاهر الأمر و صریح الخبر (1).

و انما یکون عاصیا بالامتناع إذا لم یکن هناک طالب آخر مکافئا له و ان کان أدون منه،و الا جاز العدول الیه و کان وجوب الإجابة حینئذ تخییریا.

و یدخل فیمن بیده عقدة النکاح-کما قدمنا-المخطوبة الثیبة،أو البکر البالغة الرشیدة،فتجب علیها الإجابة علی الأصح.

و هل یعتبر فی وجوب الإجابة بلوغ المرأة أم تجب الإجابة علی الولی و ان کانت صغیرة؟ وجهان،أجودهما:الأول و ان کان الثانی أحوط.

و یکره أن یتزوج المؤمنة الفاسق مطلقا،بل ربما قیل بالمنع و تتأکد الکراهة فی شارب الخمر.

و أن تتزوج المؤمنة بالمخالف عند المصنف،و الأظهر التحریم کما مر.

و لا بأس بالمستضعف و المستضعفة و من لا یعرف بعناد علی کراهیة غیر مؤکدة،و لا بالغة حد تلک الکراهیة.

ص:347


1- 1) وسائل الشیعة 14-50،ب 28.
الثانیة:إذا انتسب الی قبیلة فبان من غیرها ینفسخ النکاح

الثانیة:إذا انتسب الی قبیلة فبان من غیرها،ففی روایة (1)الحلبی الصحیحة أنه ینفسخ النکاح کما فی نسخة،و فی أخری أنها تتخیر.و فیها زیادة علی اختلاف النسخ وجوه من الضعف،و لذا اختار الأکثر عدم الانفساخ و لزومه علی الإطلاق،و لعله أظهر.

الثالثة:إذا تزوج امرأة ثم علم أنها کانت زنت فلیس له الفسخ و لا الرجوع علی الولی بالمهر

الثالثة:إذا تزوج امرأة ثم علم أنها کانت زنت قبل العقد فلیس له الفسخ و لا الرجوع علی الولی بالمهر علی الأشهر،خلافا للمقنع فأوجب الفسخ و نفی الصداق،و وافقه المفید و جماعة فی المحدود خاصة.

و فی روایة صحیحة فی الخلاف (2)و غیره أن لها الصداق بما استحل من فرجها و یرجع الزوج به أی بالمهر علی الولی،و ان شاء ترکها (3) و بإطلاقها فی الرجوع بالمهر علی الولی أفتی الشیخ،و قیده الحلی بصورة تدلیس الولی،أی علمه بالزنا و ستره عن الزوج،و هو قوی.

الرابعة:لا یجوز التعریض بالخطبة

الرابعة:لا یجوز التعریض بالخطبة بالکسر،و هو الإتیان بلفظ یحتمل الرغبة فی النکاح و غیرها مع ظهور ارادتها،کرب راغب فیک و حریص علیک، أو أنی راغب فیک،أو أنت علی کریمة أو عزیزة،أو نحو ذلک لذات البعل،و کذا لذات العدة الرجعیة الا من الزوج خاصة،فیجوز لها التعریض لها فیها.

و یجوز له و لغیره التعریض فی عدة غیرها کالعدة البائنة،علی الأشهر الأقوی فی الأخیر مطلقا،سواء حرمت علی زوجها مؤبدا أم لا،و إجماعا فی الأول إذا لم تحرم علیه مؤبدا،أو حلت له بعد العدة من دون احتیاج الی محلل، و کذا لو احتاج الیه علی الأشهر الأقوی.

ص:348


1- 1) وسائل الشیعة 14-614،ح 1.
2- 2) الاستبصار 3-245،ح 2.
3- 3) وسائل الشیعة 14-601،ح 4.

و یحرم التصریح بها أی بالخطبة،و هو الإتیان بلفظ لا یحتمل الا النکاح، کأرید أن أتزوجک بعد عدتک فی الحالین أی فی کل من العدة الرجعیة و البائنة بأنواعه مطلقا فی غیر الزوج،و مقیدا فیه بصورة تحریمها علیه مؤبدا.

و یجوز له فیما عداها کالرجعیة و البائنة التی هی عنده علی تطلیقتین أو تطلیقة، و الإجابة تابعة للخطبة حلا و حرمة کما قالوه.

و لو عرض أو صرح بها فی محل المنع لم یحرم نکاحها قطعا.

الخامسة:إذا خطب فأجابته کره لغیره خطبتها و لا تحرم

الخامسة:إذا خطب فأجابته هی أو وکیلها أو ولیها کره لغیره خطبتها و لا تحرم علی أصح القولین،إلا إذا استلزم اثارة الشحناء و أذیة المؤمن فتحرم،و قیل:بالتحریم مطلقا.و هو أحوط و أولی.و لو ردت لم تحرم إجماعا.

و لو انتفی الأمر ان فالکراهة أیضا.

هذا کله فی الخاطب المسلم،أما الذمی إذا خطب الذمیة لم تحرم خطبة المسلم لها قطعا.و حیث تحرم لو خالف و خطب و عقد،صح و ان فعل محرما.

السادسة:نکاح الشغار باطل

السادسة:نکاح الشغار باطل و حرام و هو أن تتزوج امرأتان برجلین، علی أن یکون مهر کل واحدة نکاح الأخری قیل:و لو خلی المهر من أحد الجانبین بطل خاصة.

و لو شرط کل منهما تزوج الأخری بمهر معلوم،صح العقدان و بطل المسمی.

و کذا لو زوجه بمهر و شرط أن یزوجه و لم یذکر مهرا.و فی إطلاق الحکم بفساد الشرط نظر،للزوم الوفاء به مع الإمکان لکونه سائغا،فافساد المسمی و الرجوع الی المهر مطلقا لا وجه له.

السابعة:یکره العقد علی القابلة المربیة و بنتها

السابعة:یکره العقد علی القابلة المربیة و بنتها للنهی المحمول علیها جمعا،علی الأشهر الأقوی،و قیل:بالتحریم.و هو أحوط.و فی ظاهر النص (1)

ص:349


1- 1) وسائل الشیعة 14-386،ح 1.

الکراهة مطلقا و ان لم تکن مربیة،و لکن التقیید بها ورد فی الموثق (1)،و هو أظهر وفاقا للمتن و جماعة.

و أن یزوج ابنه بنت زوجته إذا ولدتها بعد مفارقته لها و مقتضی النص (2)تعدیة الحکم الی ابنة مطلق المنکوحة،و عکس فرض العبارة من تزویج ابنته من ابن المنکوحة،أما لو ولدتها قبل تزویجه فلا کراهة و الیه أشار بقوله: و لا بأس بمن ولدتها قبل ذلک.

و أن یتزوج بمن کانت ضرة لامه مع غیر أبیه و النص (3)شامل لما إذا کان تزویج ذلک الغیر قبل أبیه و بعده.

و تکره الزانیة قبل أن تتوب مطلقا علی الأقوی کما مضی.

القسم الثانی

اشارة

(فی نکاح المنقطع)

و هو نکاح المتعة.

و النظر فیه فی أرکانه و أحکامه،و أرکانه أربعة:

أرکانه أربعة

الأول :الصیغة،و هو أی النکاح المنقطع ینعقد بأحد الألفاظ الثلاثة یعنی:أنکحتک و زوجتک و متعتک بلا خلاف،و ینبغی الاقتصار علیها خاصة فی المشهور،فلا ینعقد بالتملیک و الهبة و البیع و الإجارة و الإباحة.

و قال علم الهدی: أنه ینعقد فی التمتع ب الإماء بلفظ الإباحة و التحلیل و هو ضعیف.

ص:350


1- 1) وسائل الشیعة 14-386،ح 2.
2- 2) وسائل الشیعة 14-363،ب 23.
3- 3) وسائل الشیعة 14-389،ب 42.

و یعتبر فیها جمیع ما اعتبر فی صیغة الدوام عدا کون الإیجاب و القبول بصیغة الماضی،فیجوز الاستقبال مع قصد الإنشاء هنا،وفاقا لجماعة،و ان کان الأحوط اعتبار الماضویة فی کل من طرفی الصیغة.

الثانی : فی الزوجة المتمتع بها و یشترط کونها مسلمة أو کتابیة فلا یجوز بالوثنیة و المجوسیة،و یجوز بالکتابیة علی أصح الأقوال المتقدمة.

و لا یصح التمتع بالمشرکة و الناصبیة و الخارجیة لکفرهن،أما المخالفة غیر الناصبة فیجوز کما فی الدوام.

و لکن یستحب اختیار المؤمنة العارفة العفیفة،و أن یسألها بل غیرها عن حالها أ هی ذات بعل أو فی عدة أم لا؟ مع التهمة بالبعل و العدة لا مطلقا و لیس السؤال شرطا فی الجواز إجماعا،بل و لا واجبا، بل ربما یستفاد من بعض النصوص (1)کراهیته،و لکن مورده السؤال بعد التزویج.

و یکره التمتع بالزانیة کما سبق و لیس شرطا.

و أن یستمتع ببکر لیس لها أب بل مطلقا،فإنها عار علی أهلها فإن فعل فلا یقتضها،و لیس ذلک محرما علی الأشهر الأقوی،و قیل:یحرم إذا کان بغیر إذن أبیها،و هو جید لو استلزم الفساد،و الا فهو أحوط.

و لا حصر فی عددهن فله التمتع بما شاء منهن.

و یحرم أن یتمتع أمة علی حرة مطلقا و لو کانت متمتعا بها إلا بإذنها فیصح علی الأقوی.

و أن یدخل علی المرأة بنت أخیها أو بنت أختها ما لم تأذن المرأة.

الثالث :المهر،و ذکره فی ضمن العقد شرط هنا فی الصحة إجماعا،

ص:351


1- 1) وسائل الشیعة 14-457،ح 5.

فیبطل بالإخلال به عمدا أو سهوا،بخلاف الدائم فلیس فیه رکنا إجماعا،و یشترط فیه الملکیة و العلم فیه بالمقدار و الکمیة.

و یکفی فیه المشاهدة صحة فیما لا یکتفی فیه بها من المعاوضات الصرفة بشرط الحضور،و مع الغیبة فلا بد من الوصف بما یرفع الجهالة.

و یتقدر بالتراضی بکل ما یقع علیه مما یتمول و لو بکف من بر علی الأشهر الأظهر.

و لو لم یدخل بها و وهبها ما بقی من المدة المضروبة کملا فلها النصف من المسمی،فتأخذه منه مع عدم الأداء و یرجع الزوج بالنصف علیها لو کان دفع المهر إلیها،و لا رجوع فی هبة البعض و إیفاء الباقی مطلقا و لو قسطا.و المراد بهبة المرأة إبراء الذمة عنها.

ثم کل ذا إذا لم یدخل بها و وهبها و إذا دخل بها استقر المهر فی ذمته کملا بشرط الوفاء بکمال المدة أو هبته لها.

و مع فقد الشرطین کما لو أخلت بشیء من المدة من دون هبة اختیارا قاصها من المهر بنسبة ما أخلت به من المدة،بأن یبسط المهر علی جمیعها و یسقط منه بحسابه،حتی لو أخلت بها أجمع سقط عنه المهر،و یتصور ذلک بالإخلال بها قبل الدخول.

و لا فرق فی الحکم المذکور بینه و بین بعده،و یستثنی منه أیام الطمث.و فی إلحاق ما عداه من الاعذار من المرض و الخوف من ظالم وجهان،أوجههما العدم.

و یجوز تأخیر المهر،و لا تجب المبادرة إلی دفعه إلیها بعد العقد علی الأقوی، خلافا لجماعة فأوجبوها،و هو أحوط و أولی.

و لو بان فساد العقد اما بظهور زوج أو عدة،أو کونها محرمة علیه جمعا

ص:352

أو عینا،أو غیر ذلک من المفسدات فلا مهر لها ان لم یدخل بها مطلقا إجماعا.

و لو دخل بها فلها ما أخذت منه و تمنع ما بقی مطلقا فیهما، قلیلا کان أو کثیرا،کانا بقدر ما مضی من المدة و ما بقی منها أم لا،لکن بشرط جهلها بالفساد لا مطلقا علی الأقوی.

و هنا أقوال أخر،منها:ان الوجه أنها تستوفیه أی المسمی جمیعا مع جهالتها مطلقا،انقضت المدة بکمالها أم لا،أخذت منه شیئا أم لا.و هو ضعیف جدا و علی القولین بل الأقوال یستعاد منها مع الأخذ،أو لا تعطی شیئا مع العدم مع علمها.

و منها:ما اختاره المصنف بقوله: و لو قیل:بمهر المثل مع الدخول و جهلها و عدم المهر مع عدم الدخول أو علمها مطلقا کان حسنا أما الثانی فللإجماع،و أما الأول فلأنه الأصل فی کل عقد فاسد و وطئ شبهة قطعا،و هو جید لو لا النص (1)المعتبر علی القول الأول.

ثم ان قلنا بالمثل،فهل المراد به مهر المثل لتلک المدة أو مهر المثل للنکاح الدائم؟قولان،أجودهما:الثانی،فلو قبل بأقل الأمرین لم یکن بعیدا.

الرابع :الأجل،و هو أی ذکره شرط فی صحة العقد إجماعا.

و لا تقدیر له شرعا بل یتقدر بتراضیهما علیه کائنا ما کان کالیوم و السنة و الشهر و الشهرین،و لا فرق فی الزمان الطویل بین صورتی العلم بإمکان البقاء إلی الغایة و عدمه،و فی الزمان القصیر بین إمکان الجماع فیه و عدمه.

و لا بد من تعیینه بأن یکون محروسا من الزیادة و النقصان،و فی اعتبار

ص:353


1- 1) وسائل الشیعة 14-482،ب 28.

اتصال المدة المضروبة بالعقد أم جواز انفصالها قولان،أجودهما:الثانی.

و علیه ففی جواز العقد علیها فی المدة المتخللة بین العقد و مبدأ المدة المشترطة أم العدم قولان،أجودهما:الأول إذا وقت المدة المتخللة بالأجل المعقود علیه ثانیا و العدة بالنسبة الیه،و الاحتیاط هنا و فیما سبق سبیله واضح.

ثم کل ذا مع تعیین المبدأ،و مع الإطلاق ینصرف الی الاتصال علی الأشهر الأظهر.

و لا یصح ذکر المرة و المرات مجردة عن زمان مقدر لهما علی الأشهر الأقوی.

و فیه روایة بل روایات (1)بالجواز و لکن فیها ضعف و شذوذ فإن القائل بها غیر معروف،و یمکن حملها علی صورة ذکرهما مع تقدیر الزمان الذی هو ظرف لهما و الأجل للعقد،فإنه لا یجوز له الزیادة علی العدد المشروط بغیر اذنها،و لا یتعین علیه فعله قطعا.

و یجوز له الاستمتاع منها بعد استیفاء العدد المشترط بغیر الوطء،حیث یزید الأجل علی العدد فی جواز الوطء بها حینئذ مع الاذن قولان،أشهرهما و أظهرهما:الأول.

و أما الأحکام فمسائل:

الأولی :الإخلال بذکر المهر مع ذکر الأجل یبطل العقد و لا ینقلب دائما هنا إجماعا.

و لو عکس ف ذکر المهر من دون الأجل ففیه أقوال،أشهرها أنه ینقلب دائما و قیل:یبطل کالسابق و هو الأقوی وفاقا لجماعة.

ص:354


1- 1) وسائل الشیعة 14-478،ب 25.

هذا مع توافقهما علی قصدهما التمتع أو کان من الخارج معلوما،و الا فما علیه الأکثر متعین فی ظاهر الشرع دون نفس الأمر.

الثانیة :لا حکم للشروط إذا کانت قبل العقد مطلقا سائغة کانت أم لا إجماعا،و کذا إذا کانت بعده.

و تلزم لو ذکرت فیه إذا کانت سائغة و لم یجب ذکرها بعد العقد ثانیة.

الثالثة :یجوز لکل منهما اشتراط إتیانها لیلا أو نهارا أو وقتا دون وقت آخر،أو تمتعا مخصوصا لا مطلقا إجماعا و أن لا یطأها فی الفرج.

و یجوز إتیانها فی الوقت المستثنی مع الرضا علی الأقوی،وفاقا لجماعة و منهم المصنف بقوله: و لو رضیت به أی بالوطی بعد العقد جاز و لعله الأشهر بین الأصحاب.

و یجوز العزل عنها و لو من دون إذنها إجماعا.

و یلحق به الولد مع الإمکان و ان عزل و کذا فی کل وطئ صحیح،فإن المنی سباق و الولد للفراش،و ظاهرهم الوفاق علیه،و لکن لو نفاه انتفی و لم یحتج الی اللعان هنا مطلقا و لو لم یعزل،و لیس له النفی إلا مع العلم بالانتفاء مطلقا و ان عزل أو اتهمها أو ظن الانتفاء.

الرابعة :لا یقع بالمتعة طلاق إجماعا بل تبین بهبة المدة أو بانقضائها و لا لعان علی الأظهر الأشهر فی القذف و نفی الولد،و فی الغنیة الإجماع.

و یقع الظهار علی الأشهر الأقوی،و تردد فیه المصنف دون بحثه فحکم بالوقوع ثمة بدونه.

الخامسة :لا یثبت بالمتعة میراث بینهما مطلقا اشترط الثبوت أو العدم أم لا کما عن الأکثر.

و قال المرتضی: انه یثبت التوارث بینهما مطلقا ما لم یشترط

ص:355

السقوط و هو ضعیف جدا.

نعم لو شرط المیراث بینهما لزم الشرط و توارثا علی الأقوی، وفاقا لکثیر من الأصحاب،حتی کاد أن یکون بینهم مشهورا،و علیه فان اشترطاه لهما فعلی ما اشترطاه أو لأحدهما،احتمل کونه کذلک و البطلان،و الأول أقوی.

السادسة :إذا انقضی أجلها أو وهب و کانت مدخولا بها غیر یائسة، وجب علیها العدة منه لغیره دونه،حرة کانت أو أمة إجماعا،و قد اختلف فی قدرها علی أقوال أربعة:

منها ما أشار إلیه بقوله: فالعدة من انقضاء الأجل أو هبته دون الوفاة حیضتان کاملتان علی الأشهر الأقوی،و هو مع ذلک أحوط و أولی، هذا إذا کانت ممن تحیض.

و ان کانت ممن تحیض و لکن لم تحض لآفة ف عدتها خمسة و أربعون یوما إجماعا.

و لو مات عنها و هی حرة حائل ففی مقدار العدة فیها روایتان (1)،أشبههما و أشهرهما أنها أربعة أشهر و عشرة أیام مطلقا مدخولا بها کانت أم لا،و الروایة الثانیة أنها شهران و خمسة أیام،و علیها جماعة من القدماء.و إذا کانت حاملا فأبعد الأجلین إجماعا.

السابعة :لا یصح تجدید العقد علیها مطلقا دائما کان أو منقطعا قبل انقضاء الأجل علی الأشهر الأقوی.

و لو أراد العقد علیها دائما أو منقطعا وهبها ما بقی من المدة و استأنف العقد و لیس علیها منه عدة.

ص:356


1- 1) وسائل الشیعة 15-484،ب 52،ح 1 و 2 و 4.

القسم الثالث

اشارة

(فی نکاح الإماء و العبید)

و النظر فیه اما فی العقد و اما فی الملک:

النظر الأول فی العقد
اشارة

أما العقد:فلیس للعبد و لا للأمة أن یعقدا لأنفسهما نکاحا مطلقا ما لم یأذن المولی.

و لو بادر أحدهما فعقد لنفسه بغیر إذنه ففی وقوفه علی الإجازة و صحته معها أو العدم و البطلان رأسا قولان،و لکن وقوفه علی الإجازة أشبه و أشهر،و هی کاشفة عن الصحة من حین الصیغة،کغیره من العقود الفضولیة خلافا للنهایة (1)فکصیغة مستأنفة.

و ظاهر النص (2)الاکتفاء فی الإجازة بالسکوت،کما عن الإسکافی و صرح به جماعة،و لا بأس به،الا أن مراعاة الألفاظ الصریحة فیها أحوط و أولی.

و لو أذن المولی ابتداء أو أخیرا ثبت فی ذمة مولی العبد المهر و النفقة علی الأشهر الأقوی،خلافا لأحد قولی الشیخ تعلقه بکسب العبد، و عن العلامة احتمال تعلقه برقبة العبد،و هما ضعیفان.

و یثبت لمولی الأمة المهر بلا خلاف.

و لو تزوج عبد بأمة غیر مولاه ف لم یأذنا أو إذنا معا فالولد ان حصل لهما بینهما نصفین.

و لو أذن أحدهما کان الولد للآخر الذی لم یأذن فی ظاهر الأصحاب،فإن تم إجماعا کما فی ظاهر المسالک،أو وجد نص کما یظهر عن

ص:357


1- 1) النهایة ص 476.
2- 2) وسائل الشیعة 14-525،ب 26.

بعض،و الا ففیه اشکال.و أولی به ما لو اشترک أحد الزوجین بین اثنین،فاذن مولی المختص أو أحد الشریکین أو تعدد مولی کل منهما،فإنه خارج عن موضع النص المدعی و الفتوی،و اشتراک الجمیع دون الاختصاص بمن لم یأذن لعله هنا أقوی.

و ولد المملوکین رق لمولاهما.

و لو کانا لاثنین ف قد عرفت أن الولد بینهما بالسویة و لکن لا مطلقا بل ما دام لم یشترط أحدهما الانفراد بالولد أو بأکثره،و الا فعلی ما اشترط.

و إذا کان أحد الأبوین أی الزوج و الزوجة حرا فالولد حر مطلقا علی الأشهر الأقوی،بل کاد أن یکون إجماعا.و لا فرق بین الولد المعقودة و المحللة الا أن یشترط المولی علی الحر رقیته أی الولد،فیجوز و یصیر رقا علی قول مشهور بین الأصحاب ضعیف المأخذ،و لعله لذا تردد المصنف فی الشرائع (1)ظاهرا و هنا صریحا.

ثم علی تقدیر اشتراط رقیته فی العقد أو التحلیل،و قلنا بعدم صحة الشرط هل یحکم بفساد العقد أم یصح و یبطل الشرط خاصة؟ وجهان،و أولی بعدم الصحة لو قلنا به لو کان تحلیلا.و علی هذا لو دخل مع فساد الشرط و حکمنا بفساد العقد کان زانیا مع علمه بالفساد و انعقد الولد رقا کنظائره.نعم لو جهل الفساد کان حرا للشبهة،و ان قلنا بصحة الشرط لزم العقد به و لم یسقط بالإسقاط بعد العقد مع احتماله تغلیبا للحریة،و لا یخلو عن قوة.

و لو تزوج الحر أمة من غیر اذن مالکها،فإن وطئها قبل الإجازة عالما بالحرمة و لا شبهة فهو زان و الولد رق للمولی و علیه الحد بموجب الزنا،

ص:358


1- 1) شرائع الإسلام 2-309.

کما أن علیها ذلک لو علمت بالحرمة و لا شبهة.

و کذا علیه المهر اتفاقا ان کانت جاهلة بالحکم أو موضوعه،و کذا ان کانت عالمة علی ما یقتضیه إطلاق العبارة و ظاهر جماعة،خلافا لآخرین فلا شیء لها لکونها بغیا،و الأجود أن علیه العشر مع البکارة و نصفه مع الثیبوبة وفاقا لابن حمزة.

و یسقط عنه الحد لو کان جاهلا بالحکم أو الموضوع بالشبهة الدارئة و لا تحد الأمة لو کانت کذلک دون المهر فیثبت مع جهلها اتفاقا،و هل هو المسمی أو المثل أو العشر أو نصفه؟أقوال،أجودها الأخیر،و کذا مع علمها علی الاختلاف المتقدم قریبا و یلحقه الولد إجماعا و علیه قیمته یوم سقط حیا للمولی.

هذا کله مع عدم اجازة المولی العقد،أو معها و قلنا بأنها مصححة للعقد من حینها،أما لو قلنا بأنها کاشفة-کما هو الأشهر الأقوی-فیلحق به الولد مطلقا، و یسقط عنه الحد و ان کان قد وطئ محرما فی صورة العلم فیلزم التعزیر و یلزم المهر المسمی.

و کذا یسقط عنه الحد و یلزمه المهر و یلحق به الولد مع قیمته یوم ولد حیا لو ادعت الحریة فتزوجها علی ذلک مع جهله بالحال،و لا ریب فی سقوط الحد عنه.و کذا عنها ان کانت جاهلة.

و أما لزوم المهر فهو ظاهر إطلاق الأصحاب،بل ادعی بعضهم إجماع المسلمین و لم یفرقوا هنا بین کونها جاهلة أو عالمة،و اختلفوا فی تقدیره بالمسمی أو المثل أو العشر و نصفه علی أقوال،أجودها الأخیر کما مضی،لروایة صحیحة أشار إلیها بقوله:

ص:359

و فی روایة (1):یلزمه بالوطی عشر القیمة ان کانت بکرا،و نصف العشر ان کانت ثیبا و حملها علی ما إذا طابق أحد الأمرین المثل أو المسمی بعید جدا.

و ظاهر التشبیه فی العبارة حریة الولد تبعا لأبیه،کما فی المسألة السابقة و علیه جماعة،خلافا لآخرین فاختاروا فیه الرقیة،و الجمع بین الروایات المختلفة بهذا تارة و بالحریة أخری یقتضی المصیر إلی الحریة مع قیام البینة حین التزویج بما ادعته من الحریة و الرقیة مع عدمه،و الیه ذهب الشیخ فی النهایة (2)و القاضی و ابن حمزة.

و لو أولدها أولادا فکهم بالقیمة یوم السقوط حیا وجوبا،و وجب علی مولی الجاریة قبولها و دفع الولد بها قولا واحدا،و لا تظهر ثمرة الخلاف المتقدم هنا،بل فیما لو لم یدفع القیمة لفقر و غیره،فعلی القول بالحریة یبقی دینا فی ذمته و الولد حر،و علی القول الأخیر یتوقف الحریة علی دفع القیمة.

و لو عجز عن القیمة سعی فی قیمتهم وجوبا،بلا خلاف بین القائلین بالرقیة کما قیل،و کذا عند بعض القائلین بالحریة،للموثقة (3)الصریحة فی ذلک و العمل بها متجه علی القول الأول بل مطلقا،و لکن الاحتیاط لا یخفی.

و لو أبی الأب عن السعی قیل: انه یفدیهم الامام علیه السلام کما فی الموثقة (4)،و القائل الشیخ و ابن حمزة.

و أجاب عنها المصنف بأنه فی المستند ضعف و لیس کذلک بل

ص:360


1- 1) وسائل الشیعة 14-537،ح 1.
2- 2) النهایة ص 477.
3- 3) وسائل الشیعة 14-579،ح 5.
4- 4) وسائل الشیعة 14-579،ح 5.

هو موثق کما عرفت،فالعمل بها موجه،و لیس فیها بیان لما یفک به الامام علیه السلام أ هی من سهام الرقاب کما علیه القائلان،أم من بیت المال کما علیه العلامة،و هو أوفق بالأصول المقررة علی تقدیر القول بالحریة،لکونه معدا لمصالح المسلمین و المقام منها.

و لو لم یدخل بها فلا مهر.

و لو تزوجت الحرة عبدا مع العلم منها بالرقیة و الحریة فلا مهر لها و لو مع الدخول و ولدها رق لمولی العبد،و فی ثبوت الحد وجهان و مع الجهل منها و لو بأحد الأمرین یکون الولد حرا تبعا لا شرف الأبوین و لا یلزمها قیمة الولد.

و یلزم العبد مع الدخول مهرها المثل دون المسمی ان لم یکن فی تزویجه بها مأذونا من المولی فیتبع به إذا عتق و مع الإجازة فالمسمی قطعا و فی السابق أیضا،و فی سقوط الحد ان أوجبناه فیه و لحوق الولد معها وجهان مبنیان علی أنها کاشفة أم ناقلة،و الحکم بالحریة للولد هو الأشهر الأظهر،خلافا للمفید فحکم بالرقیة مطلقا و لو هنا،لروایة (1)ضعیفة السند بالجهالة،و ضعیفة الدلالة بعدم الصراحة.

و لو تسامح المملوکان و زنیا فلا مهر و الولد رق لمولی الأمة اتفاقا هنا کما حکی.

و کذا الحکم لو زنی بها أی بالأمة المملوکة للغیر الحر بغیر إشکال،إلا فی نفی المهر فقد قیل:بثبوت العقر هنا،و هو أحوط و أولی.

و لو اشتری الحر المتزوج بأمة بین شریکین بإذنهما نصیب أحد

ص:361


1- 1) وسائل الشیعة 14-527،ب 28.

الشریکین من زوجته بطل العقد رأسا،فیحرم علیه الوطء مطلقا.

و لو أمضی الشریک الأخر المالک العقد فإنه لا یحل وطؤها علی الأشهر الأقوی و قیل:بالحل مع الإمضاء،و هو ضعیف جدا إذا وقع الرضا بالوطی بإمضاء العقد السابق.

و أما مع وقوعه بالتحلیل المتجدد ففیه روایة (1)بالحل،لیس فیها ضعف بل هی صحیحة مرویة فی الکتب الثلاثة،فالقول بمضمونها متجه وفاقا للحلی و جماعة،خلافا للأکثر کما قیل،فالمنع کما سبق و هو أحوط.

و کذا لو کان بعضها أی الأمة المملوکة نصفها لزوجها أو غیره حرام فیحرم علیه وطؤها مطلقا،لان الحر لا یستباح بملک البعض،و لا بالعقد الدائم اتفاقا لتبعض السبب،و لا بالمنقطع لذلک،و لا بالتحلیل للإجماع،و الصحیح (2)صریح.

و لو هایأها مولاها علی الزمان،ففی جواز العقد منه علیها متعة فی زمانها تردد من لزوم تبعض السبب،فإنها لم تخرج بالمهایاة عن کون المولی مالکا للبعض،علی أن منافع البضع لا یتعلق بها المهایأة،و الا یحل لها المتعة بغیره فی أیامها،و هو باطل اتفاقا کما فی المسالک و غیره و من الصحیح الصریح أشبهه عند الماتن المنع و هو أشهر و أحوط،و ان کان الجواز لعله أظهر وفاقا لجمع.

و یستحب علی الأشهر لمن زوج عبده أمته أن یعطیها شیئا من ماله أو من مال العبد،خلافا لجماعة فأوجبوا الإعطاء،و هو أحوط ان لم یکن أظهر.

ثم المستفاد من جملة من النصوص (3)المعتبرة أنه یکفی فی تزویج عبده لأمته مجرد اللفظ الدال علی الاذن فیه،و لا یشترط قبول العبد و لا المولی لفظا.

ص:362


1- 1) وسائل الشیعة 14-545،ح 1.
2- 2) نفس المصدر.
3- 3) وسائل الشیعة 14-525،ب 26.

و قیل:یعتبر القبول من العبد.و قیل:من المولی.و اعتبارهما أحوط و أولی.

و علی المختار ینبغی الاقتصار فی لفظ الإیجاب علی قوله«أنکحتک»وفاقا للعلامة،خلافا للحلی فاکتفی بکل ما یدل علی الإباحة.

و لو مات المولی المزوج أحدهما من الأخر کان للورثة الخیار فی الإجازة و الفسخ،و لا خیار فی ذلک للأمة و لا للعبد قطعا.

الکلام فی الطوارئ ثلاثة

ثم الکلام فی الطواری و مفسدات نکاح الممالیک و الجواری ثلاثة:

العتق،و البیع،و الطلاق.

أما العتق

أما العتق:فإذا أعتقت الأمة التی زوجها مولاها قبل العتق تخیرت فی فسخ نکاحها مطلقا کان العتق قبل الدخول أو بعده إذا کانت تحت عبد إجماعا.

و کذا ان کان زوجها حرا علی الأشهر الأظهر سیما إذا کانت مکرهة و استمر.

و الخیار هنا علی الفور اتفاقا،کما فی کلام جمع.و لو أخرت الفسخ لجهلها بالعتق أو الخیار،فالظاهر عدم سقوطه،کما قطع به الأصحاب.و فی الجهل بالفوریة وجهان،و لعل الأقوی عدم السقوط،و کذا لو نسیت أحدهما.

و الظاهر أنه تقبل دعواها الجهل أو النسیان مع الیمین بشرط الإمکان فی حقها و لو أعتق بعضها فلا خیار لها.

و لو کانت صغیرة أو مجنونة،ثبت لها الخیار عند الکمال.و لیس للولی هنا تولی الاختیار،و للزوج الوطء قبله،و کذا القول قبل اختیارها و هی کاملة،حیث لا ینافی الفوریة،کما لو لم یعلم بالعتق.

و لا خیرة للعبد إذا عتق فی فسخ نکاحه مطلقا و لو کان نکاحه مکرها- علی الأشهر الأقوی و لا لزوجته مطلقا و ان کانت حرة.

ص:363

و کما تتخیر الأمة بعتقها فیما مضی کذا تتخیر الأمة لو کانا أی هی مع زوجها لمالک واحد أو مالکین مطلقا بالتشریک کانا أم لا فأعتقا معا مقارنا کان عتقهما أم لا،بشرط عدم ما ینافی الفوریة قطعا أو أعتقت هی خاصة بلا خلاف فیهما.

و لا یجوز للمولی أن یتزوج بأمته بمهر مطلقا اتفاقا،إلا فی صورة واحدة إجماعیة،و هی أن یتزوجها و یجعل العتق صداقها فیقول:قد تزوجتک و أعتقتک و جعلت مهرک عتقک.

و یشترط فی صحة هذا التزویج تقدیم لفظ التزویج علی العتق فی العقد کما عبرنا فی المثال.

و قیل:یشترط تقدیم العتق علی التزویج،فیقول:أعتقتک و تزوجتک و جعلت صداقک عتقک و القائل الشیخان،و مستند القولین شاذ و ضعیف،و الأظهر جواز الأمرین وفاقا لأکثر المتأخرین و لو احتیط بالأشهر کان أجود،لقوة الشبهة فیه دون القول الأخر.

و فی وجوب قبول الأمة بعد تمام الصیغة أم العدم قولان،أجودهما:الثانی وفاقا للأکثر،و لکن الأحوط الأول.

ثم ان ظاهر إطلاق النصوص (1)و الفتاوی الاکتفاء فی عتق الممهورة به، بذکره فی الصیغة بغیر لفظ الإعتاق،کقوله:جعلت عتقک صداقک.

و قیل:باعتبار لفظ الإعتاق و نحوه من الألفاظ الصریحة فی العتق.و هو أحوط.

و حیث کان الحکم فی هذه الصورة مخالفا للأصول المقررة،وجب الاقتصار فیها علی القدر المتیقن من النص و الفتوی،و هو عتقها أجمع لا بعضها.

ص:364


1- 1) وسائل الشیعة 14-510،ب 12.

و أم الولد للمولی رق له إجماعا و لکن ان کان ولدها باقیا تشبثت بذیل الحریة فی الجملة.

و لو مات الولد فی حیاة أبیه جاز بیعها لعودها إلی الرقیة المحضة.

و تنعتق بموت المولی من نصیب ولدها من نفسها ان و فی بها،أو منها و من غیرها من الترکة ان کان مع عدم الوفاء.

و لو عجز النصیب له منها و من أصل الترکة عن فکها کلا سعت هی خاصة فی فک المتخلف منها.

و لا یلزم الولد شراؤه و فکه من ماله من غیر الترکة،خلافا للمبسوط (1)فأوجبه،و لا السعی فی فکه مع عدم المال علی الأشبه الأشهر هنا و فی السابق،خلافا لابن حمزة فأوجب السعی علیه.

و تباع مع وجود الولد فی ثمن رقبتها إذا لم یکن للمولی مال غیرها بلا خلاف عندنا مع وفاة المولی،و کذا مع حیاته علی الأشهر الأقوی.

و لو اشتری الأمة نسیئة فأعتقها و تزوجها و جعل عتقها مهرها فحملت ثم مات و لم یترک ما یقوم بثمنها فالأشبه الأشهر أن العتق لا یبطل و کذا التزویج و لا یرق الولد.

و قیل:تباع فی ثمنها و یکون حملها کهیئتها فی الرقیة،و القائل الشیخ و الإسکافی و القاضی لروایة (2)هشام بن سالم الصحیحة،و هی مخالفة للأصول القطعیة المعتضدة بالشهرة،فلتکن مطروحة أو مأولة.

أما البیع

و أما البیع:فإذا بیعت الأمة ذات البعل حرا کان أو عبدا،کان لمالک أو مالکین بینهما أو بالانفراد تخیر المشتری مطلقا فی الإجازة

ص:365


1- 1) راجع النهایة ص 547.
2- 2) وسائل الشیعة 16-30،ب 25.

للنکاح السابق و الفسخ مطلقا،کان البیع قبل الدخول أم بعده إجماعا تخیرا علی الفور بلا خلاف،الا مع الجهل بالخیار فله ذلک بعد العلم به علی الفور بغیر خلاف.و فی إلحاق الجهل بالفوریة به قولان،و الأصل یقتضی الأول،و الثانی مقتضی إطلاق النص (1)،و هذا أحوط.

و کذا لو بیع العبد و تحته أمة فالمشتری الخیار فی فسخ النکاح و إبقائه.

و کذا قیل: یتخیر المشتری لو کان تحته حرة،لروایة (2)فیها ضعف لکنها مجبورة بالشهرة،و بإطلاق بعض الاخبار،و بالتعلیل فی جملة من المعتبرة خلافا لجماعة فقالوا:انه لا خیرة له.

ثم ان ظاهر الحکم بالخیار للمشتری فی العبد و الأمة إذا کان الأخر رقا اختصاص الخیار بالمشتری،فلیس للآخر اعتراض،و هو أحد القولین فی المسألة و أشهرهما و أظهرهما خلافا لجماعة.

و لو کانا أی المملوکان المزوج أحدهما من الأخر لمالک واحد فباعهما لاثنین بالتشریک أو الانفراد فلکل واحد منهما الخیار فان اتفقا علی الإبقاء لزم،و لو فسخا أو أحدهما انفسخ.

و کذا لو باع المالک الواحد لهما أحدهما لم یثبت العقد بل متزلزل ما لم یرض کل واحد منهما بالنکاح،أی کل من المشتری و البائع.

و یملک المولی للأمة المهر لها بالعقد،فان دخل الزوج استقر به و لا یسقط لو باع بعده مطلقا،إجازة المشتری أم لا،هذا فی الدائم،و یشکل فی المنقطع لتوزع المهر علی البضع،و توقف استحقاقها أو المولی منه علی

ص:366


1- 1) وسائل الشیعة 14-555،ب 48.
2- 2) وسائل الشیعة 14-574،ح 4.

استیفاء القدر المقابل له،و مقتضاه کونه بإزاء البضع شیئا فشیئا،فاستحقاق المولی تمام المهر لا وجه له مطلقا،مع عدم استیفاء البضع بفسخ المشتری،أو مع الاستیفاء و عدم فسخ المشتری و إمضائه،بل ینبغی أن لا یکون له الا ما قابل البضع المستوفی فی ملکه،و أما الباقی فینبغی أن لا یستحقه أحد أصلا علی الأول، أو یأخذه المشتری خاصة علی الثانی،و لعل مرادهم الدائم خاصة.

أما لو باع قبل الدخول سقط المهر ان لم یجز المشتری،لأنه بمنزلة الفسخ و قد جاء من قبل المستحق له و هو المولی،فلا شیء له منه قطعا،قبض منه شیئا أم لا،و یسترد منه الزوج مع القبض فی المشهور،خلافا للمبسوط فأطلق أنه ان قبض المهر کان له النصف ورد النصف،لان البیع طلاق کما فی النصوص (1)، و الأول أظهر.

و ان أجاز المشتری کان المهر له،لأن الإجازة کالعقد علی الأشهر بین من تأخر،و قیل:یحتمل قویا القول بکون المهر للأول،و یؤیده اتفاق الأصحاب علی أن الأمة المزوجة لو أعتقت قبل الدخول فأجازت العقد یکون للسید المهر،و الحکم فی إجازة الأمة بعد العتق و اجازة المشتری واحد.

و فی المسألة أقوال أخر مشترکة فی الضعف،و الاحتیاط فیها لا یترک.

أما الطلاق

و أما الطلاق:فإذا کانت زوجة العبد التی تزوجها بإذن السید ابتداء أو أخیرا حرة أو أمة لغیر مولاه فالطلاق بیده،و لیس لمولاه إجباره علیه علی الأشهر الأقوی،نعم الأحوط وجوب استیذان العبد من مولاه.

و لو کانت زوجة العبد أمة لمولاه المزوج لها منه کان التفریق الی المولی إجماعا.

و لا یشترط فی الفراق لفظ الطلاق بل یکفی فیه کل ما دل علیه من

ص:367


1- 1) وسائل الشیعة 14-553،ب 47.

الأمر بالاعتزال و الافتراق.و لو أتی بلفظ الطلاق انفسخ النکاح،لکنه لا یعد طلاقا شرعیا و لا یلحقه أحکامه ظاهرا مطلقا.

النظر الثانی:فی الملک،و هو نوعان:
اشارة

النظر الثانی:فی بیان جواز استباحة الرجل بضع المرأة ب الملک، و هو نوعان:

الأول:ملک الرقبة

الأول:ملک الرقبة و هو موضع وفاق و لا حصر فی عددهن ب النکاح به ما دامت فی العقد و العدة إجماعا،و فی تخصیص الاستباحة بالرجل إشارة إلی عدمها للمرأة،و هو إجماع.

و إذا زوج أمته من عبده أو غیره حرمت علیه به وجوه الاستمتاع منها وطئا و لمسا و نظرا إلیها بشهوة ما دامت فی العقد مطلقا،و بدونها فیما عدا الوجه و الکفین کما أطلقه جماعة،بل قیل:إجماعا،و هو أحوط و أولی.قبل:

و فی معنی الأمة المزوجة المحلل وطئها للغیر.

و لو حلل منها ما دون الوطء،ففی تحریمها بذلک علی المالک نظر،و مقتضی الأصول العدم.ثم غایة التحریم فی المقامین خروجها من النکاح و العدة،سواء کانت بائنة أو رجعیة.

و لیس للمولی انتزاعها منه أی من الزوج إذا لم یکن عبده مطلقا (1)بغیر خلاف و لو باعها تخیر المشتری دونه.

و لا یحل لأحد الشریکین وطئ الأمة المشترکة بینهما،الا بتحلیل أحدهما للآخر فیحل علی الأظهر کما مر.

و یجوز ابتیاع ذوات الأزواج اللواتی هن من أهل الحرب و یدخل فیهم أهل الذمة إذا لم یقوموا بشرائط الذمة و أبناءهم و بناتهم من أزواجهن أو آبائهن،و غیرهم من أهل الضلال السابین لهم بغیر خلاف.

ص:368


1- 1) حرا کان أو عبدا«منه».

و لو ملک الأمة بأحد الوجوه المملکة لها،وجب علیه الاستبراء مع عدم العلم بعدم الوطء المحرم مطلقا کان عالما به أم لا،إلا فی صور مضی أکثرها فی بحث البیع،و بقی منها ما لو تملکها فأعتقها فظاهر الأصحاب أنه لو فعل ذلک حل له وطؤها بالعقد و التزویج بعده و ان لم یستبرئها و علیه الوفاق فی المسالک،للنصوص (1)،و إطلاقها کالمتن و کلام الأکثر یقتضی عدم الفرق بین العلم بالوطی المحرم و عدمه مطلقا،و قیده جماعة بما عدا الأول و أوجبوا فیه الاستبراء،و هو أحوط و أولی.ثم مقتضی إطلاقها أیضا عموم الحکم لصورتی دخوله بها و عدمه،مضافا الی الصحیحین فی الأول،و یستفاد من الصحیح و غیره أفضلیة الاستبراء مطلقا،و علیه فتوی الأصحاب.

و لکن لا تحل لغیره إذا أراد أن یزوجها منه حتی تعتد کالحرة و لا فرق بین العلم بوطء المولی لها أو الجهل بها،و یشکل فی صورة العلم بعدم وطئه لها،و قد حکم جماعة بأن لا عدة لها هنا،و هو حسن مع العلم بعدم وطئه لها و لا من انتقلت منه إلیه أصلا،و یشکل کل فیما عداه و هو العلم بوطء الثانی لها و عدم الاستبراء،بل یتعین علیه الاستبراء و لکنه غیر العدة کما فی النص (2)و العبارة، و لکن مراعاتها مطلقا کما یقتضیه إطلاقهما لعله أحوط و أولی.

و یملک الأب مطلقا موطوءة ابنه کذلک و ان حرم علیه وطؤها، و کذا الکلام فی الابن إجماعا و قد مضی.

النوع الثانی:ملک المنفعة

النوع الثانی: من نوعی جواز النکاح ب ملک المنفعة خاصة بتحلیل الأمة دون الهبة و العاریة،بشرط کون التحلیل من المالک و لمن یجوز له التزویج بها،و کونه مؤمنا فی المؤمنة و مسلما فی المسلمة،و کونه کتابیا لو کانت

ص:369


1- 1) وسائل الشیعة 14-514،ب 16.
2- 2) وسائل الشیعة 14-511،ب 13.

کافرة،و غیر ذلک من أحکام النسب و المصاهرة و غیرها.

و خلاف فی اعتبار صیغته و هی قسمان وفاقیة و خلافیة،فالأول أن یقول:أحللت لک وطأها،أو جعلتک فی حل من وطئها،و لم یتعدهما الشیخ و اتباعه و المرتضی و أکثر الأصحاب.

و لکن اتسع آخرون فجوزه بلفظ الإباحة أیضا،و هو القسم الثانی،و الأول أحوط و أولی ان لم یکن أقوی،و علی الثانی قیل:کفی أذنت و تسوغت و ملکت و وهبت و نحوها.

و منع الجمیع لفظ العاریة فلا یجوز التحلیل به اتفاقا.

و هل هو أی التحلیل إباحة مختصة و تملیک منفعة کما هو المشهور أو عقد متعة کما قال به علم الهدی قولان،أصحهما:الأول،ف هو لیس ب عقد متعة و لا دوام،لتوقف الأول علی المهر و الأجل المنتفیین هنا وفاقا للخصم،و توقف رفع الثانی علی الطلاق فی غیر الفسخ بأمور محصورة لیس هذا منها،و لزوم المهر فیه بالدخول و غیر ذلک من لوازمه المنتفیة هنا وفاقا للخصم.

و علی القولین کما قیل لا بد من القبول،و النصوص (1)خالیة من اعتباره، و مع ذلک عن الأکثر عدم اعتباره،و عن الحلی ما یدل علی تفرع ذلک علی مذهب المرتضی،فالوجه العدم و ان کان الاعتبار أحوط.

و فی جواز تحلیل أمته لمملوکه أو مملوک غیره أیضا تردد و اختلاف و لکن مساواته أی العبد للأجنبی فی جواز تحلیل المولی أمته له أشبه و ان کان الاقتصار فی تزویج المولی عبده أمته علی نحو قوله «أنکحتک فلانة»و اعطاءها شیئا من قبله أحوط و أولی.

ص:370


1- 1) وسائل الشیعة 14-531،ب 31.

و لو ملک بعض الأمة التی هی فی البعض الأخر حرة فأحلت نفسها له لم یصح کما مر.

و فی جواز تحلیل الشریک حصته منها لشریکه تردد و اختلاف و قد مر أن الوجه الجواز و أن المنع کما علیه الأکثر أحوط.

و لا یستبیح الا ما یتناوله اللفظ عرفا.

فلو أحل له التقبیل أو النظر أو غیر ذلک من مقدمات الوطء اقتصر علیه و لم یحل له الوطء و لا الأخر مما لا یتناوله اللفظ أو غیر ذلک من المقدمات و کذا لو أحل له اللمس خاصة اقتصر علیه.

و لکن لو أحل له الوطء حل له ما دونه من المقدمات لشهادة الحال و عدم انفکاکه عنها غالبا،و لا موقع له بدونها.

و لو أحل القبلة فهل یدخل فیه اللمس بشهوة؟نظر و العدم أحوط ان لم یکن أظهر.

و لو أحل الخدمة منها لم یتعرض للوطی و لا یستبیحه بذلک و کذا لا تستبیح الخدمة بتحلیل الوطء له خاصة.

و ولد المحللة من العبد ان جوزنا التحلیل له رق إجماعا،و من الحر مع اشتراطه الحریة حر کذلک،و مع العدم رق مع اشتراط الرقیة ان قلنا بصحته،و الا فکالاطلاق،و فیه الخلاف،و الأصح الأشهر أنه کالأول.

فإن شرط الأب فی العقد الحریة،فلا سبیل لمولی الجاریة علی الأب من جهة القیمة إجماعا. و ان لم یشترط ذلک ففی إلزامه قیمة الولد روایتان (1)،أشبههما و أشهرهما أنها لا تلزم و الأخری أنها تلزم،و هو أحوط.

و لا بأس بأن یطأ الأمة و فی البیت غیره و ربما قیل:بالکراهة هنا فی

ص:371


1- 1) وسائل الشیعة 14-540 ح 1 و 2.

الجملة أو مطلقا،و لا بأس به مسامحة فی أدلتها و للخبر (1)و أن ینام بین أمتین.

و یکره کل من الأمرین فی الحرائر،و کذا یکره وطئ الفاجرة الزانیة و من ولدت من الزنا و لا یحرم علی الأظهر.

و یلحق بالنکاح النظر فی أمور خمسة:

اشارة

و یلحق بالنکاح النظر فی أمور خمسة:

النظر الأول

اشارة

(فی العیوب)

المجوزة للفسخ لأحد الزوجین،إذا حصل منها فی الأخر.

و البحث فیه فی أقسامها و أحکامها:

عیوب الرجل المسلطة زوجته علی فسخ نکاحها أربعة:

الجنون المطبق و الأدواری الذی لا یعقل معه أوقات الصلاة إجماعا،کما یظهر من جمع.و کذا الذی یعقل معه أوقات الصلاة مطلقا،کان قبل العقد أو تجدد بعده مطلقا،علی الأشهر الأقوی فی الأول،بل کاد أن یکون إجماعا و صرح به بعض أصحابنا،خلافا لابن حمزة فأطلق اشتراط عدم التعقل،و هو أحوط.و علی قول فی الأخیر،خلافا لأکثر القدماء،و هو الأقوی.

و الخصاء بکسر الخاء و المد،و هو سل الأنثیین و إخراجهما،و الخیار به ثابت مطلقا و ان أمکن الوطء،علی الأشهر الأقوی،خلافا للشیخ فی صورة الإمکان فنفاه،و هو أحوط و أولی.و علی المختار ینبغی تقییده بالخصاء السابق علی العقد دون المتجدد بعده،فلا یثبت به الخیار مطلقا و لو تجدد قبل الدخول علی أصح الأقوال.

ص:372


1- 1) وسائل الشیعة 14-584،ب 75.

و فی حکم الخصاء الوجاء بالکسر و المد،و هو رض الأنثیین،بل قیل:

انه من أفراده و حکی عن بعض أهل اللغة،و هو حسن ان تم القول،و الا فالاقتصار علی الأصل حسن.

و العنن و هو علی ما حکی عن الأصحاب:من یعجز عن الإیلاج،لضعف الذکر عن الانتشار،من دون تقیید بعدم ارادة النساء.و ربما یوجد فی کلام بعض أهل اللغة اعتباره،و ظاهر النصوص (1)الأول.

و إطلاقها بالخیار یشمل صورة تقدم العیب علی العقد و تجدده بعده،قبل الدخول أو بعده،و علی الأول الإجماع،و فی البواقی خلاف و سیأتی.

و الجب و هو قطع الذکر کلا أو بعضا،بحیث لا یبقی معه قدر الحشفة و لو بقی فلا خیار إجماعا.و ثبوت الخیار بغیره هو الأظهر الأشهر،بل کاد أن یکون إجماعا،و عن المبسوط (2)و الخلاف (3)نفی الخلاف عنه.و الأشهر ثبوت الخیار به مطلقا و لو تجدد بعد العقد بل الدخول،و قیل:باختصاصه بقبل العقد.و هو أحوط ان لم نقل بکونه أظهر.

ثم ان حصر عیوبه فی الأربعة هو الأشهر الأظهر،خلافا للقاضی فرد بالجذام و البرص و العمی.و للإسکافی فرد بها و بالعرج و الزنا،و وافقهما الشهید الثانی فی الأولین،و فی مستنده ضعف.

و عیوب المرأة سبعة:الجنون و هو فساد العقل المستقر الغیر المستند الی السهو السریع الزوال و الإغماء العارض مع غلبة المرة.

و الجذام بضم الجیم،و هو مرض یظهر معه یبس الأعضاء و تناثر اللحم

ص:373


1- 1) وسائل الشیعة 14-610،ب 14.
2- 2) المبسوط 4-252.
3- 3) الخلاف 2-397.

بشرط التحقق بظهوره علی البدن،أو شهادة عدلین،أو تصادقهما علیه.لا مجرد ظهور اماراته من تعجر الوجه و احمراره أو اسوداده و استدارة العین و کمودتها إلی حمرة و ضیق النفس و بحة الصوت و نتن العرق و تساقط الشعر،فإنها قد تعرض من غیره.

و البرص و هو البیاض أو السواد الظاهران علی صفحة البدن،لغلبة البلغم أو السوداء،و یعتبر منه المتحقق دون المشتبه بالبهق و غیره.

و القرن بسکون الراء و فتحها،قیل:و هو عظم کالسن فی الفرج یمنع الوطء.و لو کان لحما فهو العفل بتحریک الراء.و فی اتحادهما أو تغایرهما خلاف و الأشهر الأظهر الأول،بل یستفاد من التعلیل الوارد فی النص (1)دوران الحکم مدار عدم إمکان الوطء أو عسره،حیثما تحقق فی قرن أو عفل أو رتق،فلا ثمرة للخلاف هنا،و الأحوط مراعاة عدم الإمکان دون العسر،کما علیه الأکثر و ان کان فی تعینه نظر.

و الإفضاء و قد مر تفسیره و الاختلاف فیه.و لا خلاف فی ثبوت الخیار بهذه الخمسة،و النصوص (2)به مع ذلک مستفیضة،و یستفاد من جملة منها ثبوته مطلقا و لو علم بها بعد الدخول،مع أنه لا خلاف فیه یعتد به،الا أن المستفاد من جملة أخری اختصاصه بقبل الدخول،لکنها محمولة علی صورة حصول العلم بالعیب قبله و لا کلام فیه.

و هل یثبت الخیار بهذه العیوب و ما سیأتی مطلقا،أو بشرط سبقها العقد،أو الدخول حتی لو حدث بعده لم یثبت بها الخیار؟اشکال.

و ینبغی القطع بانتفاء الخیار بحدوثها بعد الدخول و علیه الأکثر،بل قیل:لا

ص:374


1- 1) وسائل الشیعة 14-592،ب 1.
2- 2) وسائل الشیعة 14-596،ح 1.

خلاف فیه،و یبقی الکلام فی ثبوته بحدوثها بعد العقد قبل الدخول،و الأحوط المنع ان لم نقل بکونه أظهر.

و العمی و الإقعاد،و فی ثبوت الخیار ب الرتق بالتحریک،و هو التحام الفرج بحیث لم یکن للذکر فیه مدخل تردد و لکن أشبهه ثبوته عیبا یوجب الرد لانه یمنع الوطء فیعمه التعلیل المثبت للحکم فی القرن و العفل کما مر،و علیه الأکثر حتی ادعی جماعة الإجماع.

و لا ترد المرأة و لا الرجل بالعور مطلقا بلا خلاف و لا بالزنا مطلقا و لو فی المرأة و حدث فیه وفاقا لأکثر المتأخرین کما مر و لا بالعرج علی الأشبه وفاقا لجماعة،خلافا للأکثر،و فی الغنیة الإجماع،و هو الأظهر و لکن الأول أحوط.

و أما الأحکام المتعلقة بالعیوب

و أما الأحکام المتعلقة بالعیوب فمسائل سبع:

الأول :لا ینفسخ النکاح بالعیب المتجدد بعد الدخول مطلقا فی امرأة کان أو رجل.

و فی العیب المتجدد بعد العقد تردد عدا العنن فلا ترد له فیه کما یأتی.

و قیل:تفسخ المرأة بجنون الرجل المستغرق لأوقات الصلاة و ان تجدد بعد العقد مطلقا،و قد مضی تفصیل الکلام فی ذلک و فی ذیل کل عیب،و یظهر منه أن إطلاق العبارة لیس فی محله بل الأجود ما قدمناه.

الثانیة :الخیار فیه مطلقا علی الفور،و کذا فی التدلیس بلا خلاف و فی کلام جمع الإجماع،فلو أخر من الیه الفسخ مختارا مع علمه بها بطل خیاره سواء الرجل أو المرأة.

و لو جهل الخیار أو الفوریة،فالأقوی أنه عذر فیختار بعد العلم علی الفور.

ص:375

و کذا لو نسیهما،أو منع منه بالقبض علی فیه،أو التهدید علی وجه یعد اکراها، فالخیار بحاله إلی زوال المانع،ثم یعتبر الفوریة حینئذ.

الثالثة :الفسخ فیه أی فی العیب بأنواعه لیس طلاقا شرعیا إجماعا،فلا یعتبر فیه ما یعتبر فی الطلاق و لا یعد من الثلاث فلا یطرد معه تنصیف المهر قبل الدخول،و ان ثبت فی بعض موارده کما یأتی.

الرابعة :لا یفتقر الفسخ بالعیوب الثابتة عندهما فی أیهما کانت الی الحاکم علی الأشهر الأقوی،بل کاد أن یکون إجماعا و لکن یفتقر إلیه فی العنن لضرب الأجل و تعیینه لا فی فسخها بعده بل یستقل به حینئذ.

الخامسة :إذا فسخ الزوج قبل الدخول فلا مهر علیه للزوجة إجماعا.

و لو فسخ بعده فلها المسمی علی الأشهر الأقوی و یرجع به أی بالمهر الزوج علی المدلس مطلقا ولیا کان أو غیره،حتی لو کان المدلس هو المرأة رجع به علیها.

و یستفاد من الصحیح (1)و غیره الرجوع بالمهر علیها من دون استثناء شیء مطلقا،و به صرح جماعة،خلافا للمحکی عن الأکثر فاستثنوا منه شیئا،أما مهر أمثالها کما عن الإسکافی،و أقل ما یتمول کما عن الأکثر،لئلا یخلو البضع عن العوض،و هو أحوط و ان کان فی تعینه نظر.

ثم ان إطلاق إثبات المهر لها و الحکم بالرجوع به الی المدلس یقتضی ثبوته به حیث لا مدلس،و هو کذلک،و مقتضی النصوص ثبوت المسمی لها لا المثل ظاهر.

و إذا فسخت الزوجة قبل الدخول فلا مهر لها إلا فی العنن فلها نصف المسمی علی الأشهر الأقوی کما یأتی و لو کان الفسخ بعده أی

ص:376


1- 1) وسائل الشیعة 14-595،ب 2.

بعد الدخول فلها المسمی إجماعا.

و لو فسخت الزوجة بالخصاء فالأشهر الأقوی أنه یثبت لها المهر کملا مع الخلوة و الدخول بها،و أما مع العدم ففی ثبوت المهر کملا بمجرد الخلوة أو نصفه قولان،و الأکثر علی الأول،و هو أحوط،و ان کان الثانی قد ورد به النص (1)المعتبر. و یعزر المدلس،لئلا یعود الی مثله.

السادسة :لو ادعت عننه أو غیره فأنکر،فالقول قوله مع یمینه فان حلف استقر النکاح،و ان نکل عنه و عن رده إلیها ثبت العیب لو حکم بالنکول، و الا ردت الیمین علی المرأة،فإن حلفت ثبت العیب،و لیس لها ذلک الا مع العلم به بممارستها له علی وجه یحصل لها ذلک بتعاضد القرائن الموجبة له.

و مع ثبوته یثبت لها الخیار إذا سبق العقد إجماعا و کذا لو کان متجددا بعده مطلقا علی قول و مقیدا بقبل الدخول علی الأظهر و علیه الأکثر،و فی الغنیة الإجماع.

و یتوقف الخیار علی ما إذا عجز عن وطئها قبلا أو دبرا و عن وطئ غیرها أیضا علی الأشهر الأقوی،خلافا للمفید فاکتفی بالعجز عنها خاصة، حتی لو قدر علی وطئ غیرها أثبت لها الخیار أیضا.

و لو ادعی الوطء قبلا و دبرا منها أو من غیرها فأنکرت ذلک فالقول قوله مع یمینه مطلقا،کان الدعوی قبل ثبوت العنن أو بعده علی الأشهر،و هو أظهر فی الأول،و فی الثانی محل نظر.

و لا فرق فی الحکم بین البکر و الثیب عند الأکثر،و مقتضی النص (2)الصحیح اختصاصه بالثیب،و لزوم العمل بشهادة النسوة فی الباکرة،و ینبغی

ص:377


1- 1) وسائل الشیعة 14-609،ح 5.
2- 2) وسائل الشیعة 14-613،ب 15.

تقییده بما إذا ادعی وطئها قبلا لا دبرا و لا وطئ غیرها مطلقا،فان العمل فی هاتین الصورتین بما علیه الأکثر متعین جدا،بل لا یبعد المصیر الیه مطلقا.

السابعة :ان صبرت الزوجة مع العنن من دون مرافعة إلی الحاکم فلا بحث فی لزوم العقد لفوریة المرافعة و ان لم تصبر بل رفعت أمرها إلی الحاکم أجلها سنة ابتداؤها من حین الترافع بلا خلاف.

فان عجز عن وطئها مطلقا و عن غیرها کذلک فلها الفسخ و نصف المهر مطلقا،علی الأشهر الأقوی،خلافا للإسکافی فنفی التأجیل و أجاز الفسخ من دونه إذا سبق العنن بالعقد،فأوجب المهر کملا إذا خلی بها و ان لم یدخل بها.

تتمة:

لو تزوج امرأة علی أنها حرة و شرط ذلک فی ضمن العقد فبانت أمة کلا أو بعضا صح العقد،علی الأشهر الأقوی،و عن السرائر الإجماع و علیه فله الفسخ و الإمضاء و ان دخل بها،إذا کان الزوج ممن یجوز له نکاح الأمة و وقع بإذن موالیها أو مباشرتهم،و الا بطل فی الأول ان قلنا فیه بالبطلان و وقع موقوفا علی الإجازة فی الثانی علی الأقوی.

و لو لم یشترط الحریة فی متن العقد،بل تزوجها علی أنها حرة،و أخبرته بها قبله أو أخبره مخبر،ففی إلحاقه بما لو شرط نظر،و العدم لعله أظهر،خلافا لظاهر عبارة المتن و الأکثر.

و لا مهر لها مطلقا مع الفسخ لو لم یدخل بها.

و لو فسخ بعد ما دخل بها فلها المهر المسمی علی الأشبه الأشهر و یرجع به أی بالمهر حیث غرمه علی المدلس و ان کان هو المرأة،الا أنه انما یرجع علیها علی تقدیر عتقها و یسارها.و فی لزوم استثناء أقل

ص:378

ما یتمول أو المهر المثل أو العدم مطلقا أقوال،أجودها الأخیر کما مر.

و قیل: کما عن الصدوق و النهایة (1)و غیرهما ان لمولاها العشر أو نصف العشر ان لم یکن مدلسا و لا یخلو عن قوة هنا و فیما إذا تزوجها بغیر اذن مولاها کما مضی.

هذا إذا لم تکن عالمة بالتحریم،و الا جاء فیه الخلاف أیضا فی مهر البغی إذا کانت مملوکة،و الأظهر عدم الفرق کما مر.

و کذا تفسخ الحرة لو بان زوجها الذی تزوجته علی أنه حر بالشرط فی متن العقد أو قبله مملوکا تزوج بإذن مولاه.

و لا مهر لها لو فسخت قبل الدخول بها قطعا و لها المهر المسمی بعده علی المولی لو تزوجت باذنه و الا فعلی المملوک یتبع به بعد عتقه.

و لو تزوج امرأة و اشترط علیها أو علی ولیها کونها بنت مهیرة بفتح المیم و کسر الهاء،فعیلة بمعنی مفعولة،أی بنت حرة تنکح بمهر و ان کانت معتقة فی أظهر الوجهین،خلاف الأمة فإنها قد توطأ بالملک فبانت بنت أمة فله الفسخ إجماعا،و تقیید الحکم بالشرط لیخرج المدعی هو الأشهر الأظهر و لا مهر لها لو فسخ قبل الدخول بها علی الزوج إجماعا،و کذا علی الولی ان زوجها علی الأشهر الأقوی.

و یثبت المسمی لو فسخ بعد ما دخل و یرجع الزوج به علی من دلسها،أبا کان أو غیره،حتی لو کانت هی المدلسة فلا شیء لها علی الأقوی، و یأتی فیه ما مر من القولین.

و لو تزوج بنت المهیرة فأدخلت علیه بنت الأمة حرم علیه وطؤها بعد معرفتها و لزمه ردها و لها مع جهلها المهر مع الوطء بها إجماعا

ص:379


1- 1) النهایة ص 484.

للشبهة و هل المراد بالمهر المثل أو المسمی للأولی؟قولان،و الأظهر الأول وفاقا للأکثر.

و یرجع. الزوج به أی بالذی دفعه علی من ساقها إلیه لأنه غره و أضره و له زوجته و علیه مهرها المسمی،ثم لا اختصاص لما مضی هنا،بل جار فی کل موضع أدخل علی الزوج غیر زوجته.

و لو تزوج اثنان امرأتین فأدخل کل منهما علی الأخر،کان لکل موطوءة مع جهلها بالحکم أو الحال مهر المثل علی الواطئ،للشبهة الموجبة لذلک حیثما حصلت،و یرجع به علی الغار لو کان هناک،و حتی لو کانت هی الغار یرجع به إلیها،و لا مهر لها مطلقا هنا قطعا و اتفاقا.

و علیها أی الموطوءة العدة،و تعاد کل من المرأتین إلی زوجها و علیه مهرها الأصلی المسمی فی متن العقد.و لو مات أحد الزوجین ورثه لآخر سواء کانت المرأة فی عدة الشبهة أم لا بلا خلاف.

و لو تزوجها ظانا کونها بکرا أو مخبرا به أو مشترطا إیاها فوجدها ثیبا فلا رد مع عدم العلم بسبقها العقد و احتمال التجدد.

و لو تزوجها مشترطا بکارتها فوجدها ثیبا قبل العقد بإقرارها،أو البینة،أو القرائن المفیدة للقطع به،فالأصح أن له الفسخ وفاقا لجمع،خلافا للأکثر و هو أحوط.

ثم ان فسخ قبل الدخول فلا مهر،و بعده یجب المسمی و یرجع به علی المدلس و هو العاقد،و کذلک العالم بحالها،و الا فعلیها ان تدلست من دون استثناء شیء علی الأقوی کما مضی،و حیث لم یفسخ اما لعدمه أو لاختیاره البقاء،ففی ثبوتها نقص المهر أم العدم قولان.

و فی روایة (1)صحیحة أنها ینقص مهرها و بها أفتی الأکثر و هو الأقوی

ص:380


1- 1) وسائل الشیعة 14-605،ب 10.

و علیه ففی تقدیر النقص بشیء مطلقا أو السدس أو بنسبة ما بین الثیب و البکر لا مجموع تفاوت ما بینهما،لئلا یسقط جمیع المسمی فی بعض الفروض،أو بما یعینه الحاکم أقوال،و لعل الثالث أقرب.

النظر الثانی

اشارة

(فی المهور)

و فیه أطراف:

الأول:کل ما صح أن یملکه المسلم جاز أن یکون مهرا

الأول: فی ما یصح الامهار به،فنقول: کل ما صح أن یملکه المسلم و ان قل بعد أن یکون متمولا جاز أن یکون مهرا،عینا مشخصا کان أو دینا فی الذمة أو منفعة للعقار أو الحیوان أو العبد أو الأجیر،أجنبیا کان أو زوجا کتعلیم الصنعة أو السورة أو علم غیر واجب،أو شیء من الحکم و الآداب أو شعر،أو غیرها من الأعمال المحللة المقصودة.

و یستوی فیه أی فی التعلیم الزوج و الأجنبی بلا خلاف فی الأخیر مطلقا و فی الأول،إلا فی إجارته نفسه مدة معینة،ففیه خلاف أشار إلیه بقوله:

أما لو جعلت الزوجة المهر استئجاره أی الزوج مدة معینة، کشهر أو شهرین أو سنة ف فی الصحة قولان،أشبههما و أشهرهما الصحة و الجواز خلافا للنهایة (1)فأبطله،و قد رجع عنه فی المبسوط (2)و الخلاف (3)

ص:381


1- 1) النهایة ص 469.
2- 2) المبسوط 4-273.
3- 3) الخلاف 2-404.

مدعیا فی الأخیر علی جواز جعل الإجارة مهرا علی الإطلاق الوفاق.

و لا تقدیر للمهر فی القلة ما لم یقصر عن التقویم کحبة حنطة و لا فی الکثرة علی الأشبه الأشهر ل یتقدر بالتراضی بینهما،خلافا للمرتضی فمنع عن الزیادة علی مهر السنة و هو خمسمائة درهم،و هو ضعیف.نعم یستحب ذلک و لو احتیط مع إرادة الزیادة بجعل الصداق السنة و ما زاد نحلة تأسیا بمولانا الجواد علیه السلام کان حسنا.

و لا بد من تعیینه إذا ذکر فی متن العقد بالوصف المعین له و لو فی الجملة،و لا یعتبر فیه ما یعتبر فی السلم من استقصاء الأوصاف المعتبرة أو بالإشارة کهذا الثوب و هذه الدابة.

و تکفی المشاهدة عن اعتبار کیله أو وزنه أو عده،کقطعة من ذهب مشاهدة لا یعلم وزنها،و صبرة من طعام لا یعلم کیلها.و یشکل الحال لو تلفت قبل التسلیم،أو بعده و طلقها قبل الدخول لیرجع بنصفه،ففی الرجوع الی الصلح مطلقا أو تضمینه مهر المثل فی الأول قولان،و الأشهر الأظهر الأول.

و یتفرع علی اشتراط صحة المهر بالتعیین-و لو فی الجملة-تعیین الفساد مع عدمه بالکلیة و الرجوع الی مهر المثل بلا خلاف،و مقتضاه اطراد الحکم فیما لو تزوجها علی خادم و الحال أنه لم یتعین أصلا،و علیه فتوی جماعة،و الأصح وفاقا للأکثر ما اختاره المصنف بقوله: فلها الوسط.

و کذا لو قال:دار أو بیت و علیه عن الخلاف الوفاق،و لکن الأحوط المصیر الی ما ذکروه ان لم یعقد بمثل ذلک،و الرجوع الی الصلح معه ان لم یحصل التراضی إلا به.

و لو قال: أتزوجک علی السنة،کان المهر خمسمائة درهم قطعا لو قصداها عالمین بها،و مطلقا علی الأشهر الأقوی،بل قیل:إجماعا.

ص:382

ثم مقتضی الحکم و المستند ثبوت المهر بالعقد کالمعین بالذکر فیه لا بالدخول فیه،کمهر السنة الثابت به للمفوضة علی بعض الوجوه.

و لو تزوجها و سمی لها مهرا معینا و لأبیها أو غیره واسطة أو أجنبی شیئا خارجا عنه،بحیث یکون المجموع بإزاء البضع لا عطیة فی البعض أو جعالة فیه لجوازهما مع لزوم الثانی قطعا لزم مهرها و سقط ما سمی له إجماعا،کما عن الخلاف فی اللزوم و الغنیة فی السقوط.و لا فرق بین أن یتسبب تسمیة الشیء للأب لتقلیل المهر بزعمها لزومه بذکره فی العقد أم لا.

و لو جعل المسمی للأب جزءا من المهر کأن أمهرها شیئا و شرط أن یعطی أباها منه شیئا،لزم الشرط لو کان علی اختیار من دون شائبة إکراه و إجبار وفاقا لجمع، خلافا للأکثر فیفسد الشرط خاصة کالسابق،و علی المختار یرتجع بنصف المجموع بالطلاق.

و لو عقد الذمیان أو غیرهما من الکفار علی خمر أو خنزیر و نحوهما مما لا یملک فی شرعنا صح العقد و المهر بلا خلاف،لأنهما یملکانه فی شرعهما.

و لو أسلما أو أحدهما قبل القبض فلها القیمة عند مستحلیه علی الأشهر الأقوی عینا کان أو مضمونا و قیل:یجب مهر المثل.و لو کان قبضها إیاه قبل الإسلام بریء،و لو کان الإسلام بعد قبض بعضه سقط بقدر المقبوض و وجب قیمة الباقی علی المختار،و علی القول الثانی یجب بنسبته من مهر المثل.

و لا یجوز عقد المسلم علی الخمر و نحوها مما لا یملکه إجماعا و لو عقد علیهما فسد المهر إجماعا و صح العقد علی الأشهر.

و علیه فهل لها مع الدخول بها مهر المثل مطلقا کان للمسمی قیمة أم لا،أو القیمة کذلک و لکن یقدر ما لا قیمة له ذات قیمة کالحر عبدا،أو فی ما له قیمة،و أما ما لا قیمة له فمهر المثل؟أقوال،أشهرها و أظهرها الأول،و ان کان

ص:383

اعتبار أکثر الأمرین من قیمة المسمی و المثل أحوط.

و قیل: کما عن الشیخین و القاضی و التقی یبطل العقد رأسا و ما مر مع کونه أشهر و أظهر.

الطرف الثانی: فی التفویض

الطرف الثانی: فی التفویض و هو لغة:رد الأمر إلی الغیر ثم الإهمال.و شرعا رد أمر المهر أو البضع الی أحد الزوجین أو ثالث،أو إهمال ذکره فی العقد،فهو قسمان،الأول ما أشار إلیه بقوله:

لا یشترط فی الصحة أی فی صحة عقد النکاح ذکر المهر فی متنه.

فلو عقد و أغفله أو شرط أن لا مهر لها فی الحال أو مطلقا فالعقد صحیح إجماعا،و یسمی ب«تفویض البضع»و«المرأة مفوضة البضع» بکسر الواو و فتحها.

أما لو صرح بنفیه فی الحال و المآل علی وجه یشمل ما بعد الدخول،ففی فساد العقد،أم الصحة قیاسا له بالنفی المطلق،أم فساد التفویض دون العقد، فیجب مهر المثل کما لو شرط فی المهر ما یفسده أقوال،أشهرها الأول،ثم من أحکامه عندنا عدم وجوب شیء لها متعة کان أو مهر مثل بمجرد العقد،فلو مات أحدهما قبل الدخول و الطلاق فلا شیء لها.

و لو طلق المفوضة فلها المتعة خاصة ان طلقها قبل الدخول و الفرض،و ان طلقها بعد الفرض و قبل الدخول فلها نصف المفروض.و لو طلقها بعدهما أو لم یطلق و قد فرض،فجمیع ما فرض لها،زاد عن مهر المثل أم قصر عنه أم ساواه.

هذا ان اتفقا علی الفرض،و ان اختلفا فیه قیل:للحاکم فرضه بمهر المثل.

و یحتمل قویا إبقاء الحال الی حصول أحد الأمور الموجبة للقدر أو المسقطة للحق.

ص:384

ثم ان فی ثبوت المتعة بغیر الطلاق من أقسام البینونة أقوال،أشهرها و أظهرها العدم مطلقا،و ان کان مراعاتها أحوط و أولی،و ألحق بالمفوضة من سمی لها مهر فاسد،فیثبت لها المتعة،و لا بأس به استحبابا.

و یجب بعده أی بعد الدخول و قبل الفرض لها مهر المثل إجماعا.و إطلاق جملة[من النصوص (1)]کالعبارة و صریح بعضهم یقتضی ثبوت المثل مطلقا و لو زاد علی السنة،خلافا للأکثر فی الزائد علیها فیرد إلیها،و عن جماعة الإجماع و لعله الأقوی.

و یعتبر فی مهر المثل حالها فی الشرف،و الجمال و العقل،و الأدب، و البکارة،و صراحة النسب،و الیسار،و حسن التدبیر،و کثرة العشائر،و عادة نسائها و أمثال ذلک.

و المعتبر من أقاربها من الطرفین علی الأشهر الأقوی،و عن ظاهر المبسوط (2)الإجماع.

و یعتبر فی الأقارب أن یکونوا من أهل بلدها أو بلد لا یخالف عادتها عادة بلدها علی الأقوی.

و یعتبر حاله خاصة فی المتعة علی الأشهر الأقوی،و فی الغنیة الإجماع.

ثم المتعة بالنظر الی المتمتع علی ثلاثة أقسام:متعة یسار،و توسط،و إعسار و عین الأصحاب لکل مرتبة ما یلیق بها فی العرف و العادة.

فالغنی یمتع بالدابة،و هی الفرس،و المعتبر ما یقع علیه اسمها صغیرة أم کبیرة،برذونا کانت أم عتیقا،قاربت قیمتها الثوب و العشرة الدنانیر أم لا،أو

ص:385


1- 1) وسائل الشیعة 15-24،ب 12.
2- 2) المبسوط 4-299.

بالثوب المرتفع عادة،ناسبت قیمته قسیمیه أم لا أو عشرة دنانیر و هی المثاقیل الشرعیة.

و یمتع الفقیر بالخاتم ذهبا کان أو فضة معتدا به عادة أو الدرهم و فی الصحیح (1)بالخمار و شبههه،و فی الموثق (2)بالحنطة و الزبیب و الثوب.

و یمتع المتوسط بینهما بما بینهما،کخمسة دنانیر و الثوب المتوسط و نحو ذلک.

و بالجملة المرجع فی الأحوال الثلاثة إلی العرف بحسب زمانه و مکانه و شأنه.

و لکن لو جعل الحکم و التعیین لأحدهما فی تقدیر المهر المذکور صح العقد و التفویض إجماعا.و هذا هو القسم الثانی من قسمی التفویض،و یسمی ب«مفوضة المهر»و مورد النص (3)و الفتوی هو خصوص الحکم بالتفویض إلی أحدهما،ففی غیره من التفویض الی غیرهما أو إلیهما معا وجهان و الوقوف مع النص طریق الیقین.

و یحکم الزوج المفوض الیه المهر بما شاء و ان قل.

و ان عکس الأمر و حکمت المرأة و فوض إلیها لم یجز لها أن تتجاوز مهر السنة إجماعا فی المقامین.

ثم لو طلق قبل الدخول ألزم الحاکم بالحکم و لها نصف ما یحکم به،سواء وقع الحکم قبل الطلاق أو بعده.و کذا لو طلقها بعد الدخول لزم الحاکم الفرض و استقر فی ذمة الزوج.

ص:386


1- 1) وسائل الشیعة 15-57،ح 2.
2- 2) وسائل الشیعة 15-56،ح 1.
3- 3) وسائل الشیعة 15-31،ب 21.

و لو مات الحاکم منهما قبل الدخول و قبل الحکم،فالمروی فی الصحیح (1)أن لها المتعة دون المهر،و هو الأشهر الأظهر.و لا فرق مع موت الحاکم بین موت المحکوم علیه معه و عدمه.

و لو مات المحکوم علیه وحده،فللحاکم الحکم.

و لو مات الحاکم قبل الحکم و بعد الدخول ثبت مهر المثل،و به صرح بعضهم من غیر نقل خلاف،و لم یتعرض له الباقون.

و لو مات المحکوم علیه حینئذ ألزم الحاکم بالحکم،فان کانت المرأة لا یتجاوز السنة،و الا فللزوج الحکم بما یشاء کما مضی.

الطرف الثالث:فی الأحکام

الطرف الثالث:فی الأحکام المتعلقة بالمهر و هی عشرة:

الأول :تملک المرأة المهر جمیعه بالعقد و ان لم یستقر التملک الا بعد الدخول،علی الأشهر الأقوی،و عن الحلی نفی الخلاف عنه.و قیل:تملک نصفه به و النصف الأخر بالدخول.و علی المختار لها التصرف قبل القبض علی الأقرب.

و ینتصف بالطلاق بالکتاب (2)و النص (3)و الإجماع.

و یستقر الجمیع بأحد أمور أربعة: بالدخول،و هو الوطء قبلا أو دبرا إجماعا فی کلام جماعة.و بردة الزوج علی الأشهر الأقوی.و بموت الزوج علی الأشهر،و عن المرتضی الإجماع،خلافا لجماعة فالنصف کالطلاق،و لا یخلو عن قوة،لأخبار (4)قریبة من التواتر بل متواترة،و قیل:انه الأشهر بین القدماء

ص:387


1- 1) وسائل الشیعة 15-32،ح 2.
2- 2) سورة البقرة:237.
3- 3) وسائل الشیعة 15-61،ب 51.
4- 4) وسائل الشیعة 15-71،ب 58.

و الطائفة.و کذا الکلام فی موت الزوجة.

و لا یسقط شیء من المهر عاجلا کان أم آجلا معه أی مع الدخول لو لم یقبض علی الأشهر الأظهر،و عن ظاهر الانتصار الإجماع.و قیل:

بالسقوط به مطلقا،سواء قبضت منه شیئا أم لا،طالت مدتها أم قصرت،طالبت به أم لا،للصحاح (1)المستفیضة،و أولت لشذوذها بتأویلات غیر بعیدة فی مقام الجمع بین الأدلة.

و لا یستقر المهر بجمیعه بمجرد الخلوة بالمرأة و إرخاء الستر علی وجه ینتفی معه المانع مطلقا علی الأشهر الأقوی،و فیه قول آخر.

الثانی :قیل:إذا تزوجها و لم یسم لها مهرا و قدم إلیها شیئا قبل الدخول کان ذلک مهرها ما لم یشترط قبل الدخول أن المهر غیره بکونه بعض المهر أو مبائنا له،و القائل المشهور،حتی ادعی جماعة علیه الإجماع،و لا بأس به،و توقف فیه جماعة کما هو ظاهر المصنف.

و اختلفوا بعد ذلک فبین من جمد علی الأصول و أثبت مهر المثل کما فی المعتبرة (2)،و بین من فصل بالعادة و حکم بالسقوط بدفع الشیء قبل الدخول ان استقرت علی تقدیم المهر علیه و عدمه ان لم تستقر.

الثالث :إذا طلق الزوجة قبل الدخول و کان قد سمی لها مهرا بریء ذمته من نصف المسمی ان کان دینا و رجع بالنصف ان کان أقبضها و استقر ملکه علیه ان کان عینا دفعه إلیها إجماعا أو طالبت مطلقا بالنصف ان لم یکن أقبضها المهر.

و لا یستعید منها الزوج ما تجدد من النماء بین العقد و الطلاق،متصلا

ص:388


1- 1) وسائل الشیعة 15-65.
2- 2) وسائل الشیعة 15-24،ب 12.

کان النماء کالسمن،أو منفصلا کالولد علی الأشهر الأقوی.

ثم ان ذا إذا وجده باقیا،و ان وجده تالفا أو منتقلا عن ملکها فله نصف مثله ان کان مثلیا،أو قیمته علی الأظهر،أو نصف قیمة المهر علی الأشهر ان کان قیمیا.

ثم ان اتفقت القیمة و الا فله الأقل من حین العقد الی حین التسلیم (1).

و ان وجده معیبا رجع فی نصف العین مع الأرش علی الأظهر،خلافا للأکثر فیتخیر الزوج بین الرجوع بنصف القیمة و بین أخذ نصف العین من غیر أرش، و فیه قول آخر.

و لو نقصت القیمة للسوق،فله نصف العین خاصة،کصورة الزیادة و هی باقیة.

و لو زادت زیادة متصلة عینا کانت أو صفة،تخیرت بین دفع نصف العین الزائدة و نصف قیمتها مجردة عن الزیادة علی أظهر الأقوال و أشهرها فی المسألة.

و لو اختارت الأول،وجب علی الزوج القبول فی أظهر الوجهین.و کذا لو تغیرت فی یدها بما أوجب زیادة القیمة،کصیاغة الفضة و خیاطة الثوب،و یجبر علی العین لو بذلتها فی الفضة،لقبولها ما یریده منها دون الثوب،الا أن یکون مفصلا علی ذلک الوجه قبل دفعه إلیها من دون تصرفها فیه بما لا یتأتی معه حصول مقصوده.

و لو کان النماء موجودا حال العقد رجع بنصفه أیضا کالحمل مع دخوله فی المهر بالشرط أو التبع مطلقا حصل الوضع قبل الطلاق أو بعده علی الأقوی.

و لو کان المهر تعلیم صنعة أو علم مثلا و طلقها قبل الدخول بعد أن علمها إیاهما کملا رجع علیها بنصف أجرته المثلیة.و لو

ص:389


1- 1) أی تسلیم المهر من الزوجة«منه».

کان قبل التعلیم رجعت هی علیه فی نصف الأجرة فی تعلیم الصنعة قطعا مطلقا، و کذا فی تعلیم السورة إذا استلزم المحرم شرعا،و الا فعلیه تعلیم نصفها.

و لو أبرأته من جمیع الصداق المسمی لها،ثم طلقها قبل الدخول رجع علیها بنصفه و کذا لو وهبته إیاه مطلقا قبضته أم لا إجماعا فی الأخیر کما قیل،و علی الأظهر الأشهر فیهما بل کاد أن یکون إجماعا.

و لو وهبته النصف مشاعا،ثم طلقها قبل الدخول،فله الباقی علی الأقوی، صرفا للهبة إلی حقها منه،کما لو وهبته لغیره فإنهما فیه سواء،و فیه قولان آخران.

الرابع :لو أمهرها أمة مدبرة أو عبدا کذلک ثم طلق قبل الدخول صارت بینهما نصفین فیتناوبان فی خدمتها،فیوم له و یوم لها بلا خلاف،و لکن فی بطلان التدبیر فتملک الزوجة رقبتها أو العدم فحرة بعد السبب و انما ینصرف الامهار إلی الخدمة قولان،و الی الأول أشار بقوله:

و قیل: و القائل الحلی انه یبطل التدبیر بجعلها مهرا،و هو أشبه و أشهر،و القول الثانی للنهایة (1)و القاضی،و فی مستنده ضعف.

الخامس :لو أعطاها المهر المسمی متاعا أو عبدا آبقا و شیئا ثم طلق قبل الدخول رجع بنصف مثل المسمی أو قیمته دون نصف المسمی نفسه و العوض.

السادس :إذا شرط فی العقد ما یخالف المشروع و لا یخل بمقصود النکاح و ان کان عرضا مقصودا فی الجملة فسد الشرط اتفاقا دون العقد و المهر فیصحان بلا خلاف یوجد هنا.و ذلک کما لو شرطت أن لا یتزوج أو لا یتسری،و کذا لو شرطت تسلیم المهر فی أجل و أنه ان تأخر عنه فلا عقد.

ص:390


1- 1) النهایة ص 473.

أما لو شرطت أن لا یقتضها أو لا یطأها صح کل من العقد و الشرط مطلقا وفاقا لجماعة.

و لو أذنت له بعده فی الوطء جاز علی الأشهر الأظهر کما مر.

و منهم من خص الجواز فی کل من العقد و الشرط بالمتعة و منعه فی الدوام و المخصص الأکثر،و لعله الأظهر،و فی المسألة قولان آخران.

السابع :لو شرط أن لا یخرجها من بلدها لزم علی الأشهر الأقوی،خلافا للحلی و جماعة فأبطلوا الشرط و صححوا العقد.و المورد النص (1)البلد و یلحق به المنزل علی الأصح،و متی حکمنا بصحته صح إسقاطه إجماعا کما قیل.

و لو تزوجها بمائة و لکن شرط لها بقاء استحقاقها المائة ان خرجت معه الی بلاده و انتقاص خمسین منها ان لم تخرج معه إلیها فإن أخرجها الی بلده و کان بلد الشرک فلا شرط له علیها و لم تجب اطاعته علیها فی الخروج الیه و لزمته المائة التی عقدها علیها و لا ینقص شیء منها و ان أرادها إلی بلد الإسلام فله الشرط الذی اشترطه فان طاوعته لزمته المائة و الا فالخمسون علی الأشهر الأظهر.

الثامن :لو اختلفا الزوجان فی أصل المهر بأن ادعته المرأة و أنکره الزوج فالقول قول الزوج مع یمینه ان کان الاختلاف قبل الدخول بلا خلاف و کذا لو کان بعد الدخول علی الأشهر الأظهر قطعا مع ثبوت انتفاء الفویض باتفاقهما علیه أو بالبینة أو ما فی معناها،و کذا مع احتماله علی الأظهر.

و لو اتفقا علی التفویض ترتب علیه حکمه من ثبوت مهر المثل مع الدخول و المتعة مع الطلاق قبله.

و لو ادعی أحد الزوجین التفویض و الأخر التسمیة،فالأظهر أن القول قول من

ص:391


1- 1) وسائل الشیعة 15-49،ح 1.

یدعی التفویض،لکن لیس للمرأة المطالبة بزیادة ما تدعیه من مهر المثل أو التسمیة.

و لو ثبت تسمیة قدر معین اما بإقراره أو البینة أو الشیاع أو ما فی معناه مما یفید العلم،ثم ادعی تسلیمه و لا بینة،کان القول قول الزوجة مع یمینها علی الأشهر الأقوی.

و لو اختلفا فی المقدار،فالقول قول المنکر للزیادة مطلقا علی الأشهر الأقوی.

و کذا لو خلا بها فادعت المواقعة و أنکرها الزوج،فالقول قوله مع یمینه علی الأشهر الأظهر.

التاسع :یضمن الأب مهر زوجة ولده الصغیر الذی زوجها منه ان لم یکن له أی للولد مال وقت العقد أو کان و لکن ضمنه الأب و لو کان له مال و لم یکن ضمن کان علی الولد اتفاقا.

و إطلاق النص (1)و الفتوی یقتضی ضمان الأب مع إعسار الولد مطلقا و لو تبرأ عن ضمانه،خلافا للفاضل فاستثنی منه صورة التبری،و لا یخلو عن وجه.

ثم مع ضمانه صریحا لو أدی فهل یرجع به علی الطفل؟الأصح لا.و کذا لو أدی تبرعا عن الموسر کالأجنبی.

و لو دفعه عنه،ثم بلغ الصبی و طلق قبل الدخول،استعاد الولد النصف دون الوالد بلا خلاف،و کذا لو أدی عن الکبیر تبرعا بلا خلاف کما قیل،فان تم إجماعا و الا فللتوقف فیه مجال،کما صرح به فی الشرائع (2)و تبعه قوم.

و لو لم یکن دفعه قبل الطلاق قیل:تبرأ ذمة الأب عن النصف و لزمه النصف للزوجة.و قیل:یلزمه الکل مع إعسار الزوج،فیدفع النصف الأخر إلیه.

العاشر :للمرأة أن تمنع من تسلیم نفسها الی الزوج قبل الدخول بها

ص:392


1- 1) وسائل الشیعة 15-39،ح 2.
2- 2) شرائع الإسلام 2-332.

حتی تقبض مهرها ان کان حالا،عینا کان أو منفعة،معینا کان أم فی الذمة، موسرا کان الزوج أو معسرا،إجماعا فیما عدا الأخیر،و أما الأخیر فالأشهر الأظهر أنه کذلک خلافا للحلی و هو نادر.و ان کان مؤجلا فلیس لها الامتناع إجماعا.

و لو أقدمت علی فعل المحرم و امتنعت به عن التسلیم الی أن حل الأجل، فهل لها الامتناع حینئذ تنزیلا له منزلة الحال ابتداء أو عدمه؟ وجهان،أجودهما:

الثانی.

و لو کان بعضه حالا و بعضه مؤجلا،کان لکل منهما حکم مماثله.

ثم انه انما یجب علی الزوج تسلیم المهر إذا کانت مهیاة للاستمتاع،فلو کانت ممنوعة بعذر-و ان کان شرعیا-لم یلزم،نعم لو کانت صغیرة یحرم وطئها،فالأقوی وجوب دفع مهرها إذا طلبه الولی.

و هل لها ذلک أی الامتناع بعد الدخول بها؟ قولان،أشبههما:

أنه لیس لها ذلک و هو الأشهر،و فی السرائر (1)و الغنیة الإجماع.

النظر الثالث

اشارة

(فی القسم و النشوز و الشقاق)

أما القسم

أما القسم: بفتح القاف،و المراد به قسمة اللیالی بین الأزواج.أما بالکسر فهو الحظ و النصیب،و لا خلاف فی وجوبه.

ف یجب للزوجة الواحدة لیلة من أربع و للاثنتین لیلتان،و للثلاث ثلاث،و الفاضل من تمام الأربع لیالی له أن یضعه حیث شاء فی الزوجات أو غیرهن.

ص:393


1- 1) السرائر ص 303.

و لو کن أربعا فلکل واحدة لیلة و هل یجب بنفس العقد و التمکین أم یتوقف علی الشروع فی القسمة فلا یجب الا للمتعدد خاصة الا أن ینقضی الدور فیحل ترکه؟قولان،أشهرهما:الأول،و هو أحوط و ان کان فی تعینه نظر.کل ذا فی المتعددة،و أما الزوجة الواحدة فینبغی القطع بعدم استحقاقها القسمة بالمرة.

ثم ان تعددن ابتدأ بالقرعة،فإن کانتا اثنتین و الا افتقر إلی قرعة للثانیة و هکذا و قیل:یتخیر.

و لا تجوز الزیادة فی القسمة علی لیلة بدون رضاهن مطلقا علی الأشهر الأحوط و قیل:بالجواز مطلقا،و ربما قیل به مقیدا بالضرورة،کما لو کن فی أماکن متعددة و یتوقف ما زاد علی رضاهن.و هو حسن ان لم یمکن دفع الضرر بنحو آخر، کرفع التباعد و تقریب الأماکن،و یشکل مع الإمکان.

و لا یجوز الإخلال بالمبیت الواجب الا مع العذر کنشوزها الی أن ترجع إلی الطاعة أو السفر مطلقا أو الاذن منهن أو من بعضهن فیما یختص الاذن به.

و الواجب فی البیتوتة هو المضاجعة خاصة،و هی أن ینام معها قریبا منها عادة معطیا لها وجهه دائما أو أکثریا بحیث لا یعد هاجرا و ان لم یتلاحق الجسمان.و لا یعتبر فیها حصولها فی جمیع اللیل،بل یکفی فیه ما یتحقق معه المعاشرة بالمعروف.

و لا تجب فیها المواقعة لها،و انما تجب فی کل أربعة أشهر مرة.

و یختص الوجوب باللیل علی الأشهر الأظهر،فلا تجب بالنهار أیضا و ان کان أحوط.

و فی روایة (1)إبراهیم الکرخی الصحیحة إلیه أنه انما یجب

ص:394


1- 1) وسائل الشیعة 15-84 ح 1 ب 5.

علیه أن یکون عندها فی لیلتها و بظل عندها فی صبیحتها و لیس علیه أن یجامعها إذا لم یرد ذلک،و علیها الإسکافی،و فی سندها ضعف بجهالة الراوی،فلا یمکن الخروج عن الأصل بها،و ان کان الأجود العمل بها احتیاطا.

ثم انه لیس المراد ببیتوتة معها فی اللیلة قیامه معها فی جمیعها،بل ما یعتاد منها،و هو بعد قضاء الوطر من الصلاة فی المسجد و مجالسة الضیف و نحوهما.

نعم لیس له الدخول فی تلک اللیلة علی الضرة إلا للضرورة،و منها عیادتها إذا کانت مریضة،و قیده فی المبسوط بثقل المرض و الا لم یجز،فان مکث وجب قضاء زمانه ما لم یقصر بحیث لا یعد اقامة عرفا فیأثم خاصة.

ثم تخصیص المبیت باللیل جار مجری الغالب،و هو من یکون معاشه نهارا.

و لو انعکس کالوقاد و الحارس و البزار فعماد قسمته النهار خاصة بلا خلاف.و لو کان مسافرا معه زوجاته فعماد قسمته وقت النزول،قلیلا کان أو کثیرا،لیلا کان أم نهارا.

و إذا اجتمع مع الزوجة الحرة أمة بالعقد الدائم حیث جوزناه فللحرة لیلتان و للأمة لیلة علی الأظهر الأشهر،حتی عن الخلاف و غیره الإجماع خلافا للمفید فلا قسمة للأمة،و هو نادر.

ثم ان التثلیث و ان کان یتحقق بتنصیف اللیل للأمة و تتمیمها للحرة،فلهما لیلة و نصف من أربعة لیالی و لیلتان و نصف له یضعهما حیث یشاء،الا أن الأظهر الأشهر تخصیصه بتثلیث اللیالی،فللامة لیلة و ضعفها للحرة و یکون ذلک من ثمان،فیکون الذی للزوج منها خمس یضعها حیث شاء و لهما ثلث،و عن الخلاف و غیره الإجماع.

و الکتابیة الحرة کالأمة المسلمة،فللحرة المسلمة لیلتان و لها لیلة، بلا خلاف یعبأ به.

و الکتابیة المملوکة لها ربع القسمة،لئلا تتساوی الأمة المسلمة.

ص:395

و لا قسمة للموطوءة بالملک إجماعا.

و یختص البکر عند حدثان عرسها و الدخول علیها استحبابا بثلاث لیال الی سبع وفاقا للشیخ فی کتابی الاخبار،و صریحه فیهما أفضلیة الأول خلافا للأکثر فالثانی و هو أظهر،و لا خلاف فی جواز التخصیص بالسبع.

و هل هو علی سبیل الاستحقاق خاصة فلا یقضی منها شیئا لغیرها أم لا تستحق منها سوی الثلاث و أما البواقی فلا بل غایة الأمر جواز تقدیمها و معه فیقضیها للباقیات؟قولان،ظاهر إطلاق النص (1)و الفتوی الأول،کل ذا فی البکر.

و أما الثیب فتختص عند حدثان عرسها بثلاث وفاقا للأکثر و المتبادر من إطلاق النص (2)و الفتوی توالی اللیالی و حریة المرأتین،الا أن ظاهر الأصحاب الاتفاق علی العموم للأمة،و لکن اختلفوا فی المساواة فی التقدیر أو التنصیف لها علی القولین،و الأشهر الأول،و الأظهر الثانی،و لا فرق فی الثیب بین الزائل بکارتها بالجماع أو غیره.

و تستحب التسویة بین الزوجات فی الإنفاق و إطلاق الوجه و الجماع استحبابا مؤکدا و لیس بواجب اتفاقا و أن یکون فی صبیحة کل لیلة عند صاحبتها کما مر.

أما النشوز

و أما النشوز: و أصله الارتفاع فهو هنا بل و ربما یطلق علیه فی اللغة أیضا ارتفاع أحد الزوجین و خروجه عن طاعة صاحبه فیما یجب له علیه.

فمتی ظهر من المرأة أمارة العصیان بتقطبها فی وجهه و الضجر و السأم

ص:396


1- 1) وسائل الشیعة 15-81،ح 1.
2- 2) نفس المصدر.

بحوائجه التی یجب علیها فعلها من مقدمات الاستمتاع،بأن تمنع أو تتثاقل إذا دعاها الیه،لا مطلق حوائجه،إذ لا یجب علیها قضاء حاجته التی لا تتعلق بالاستمتاع أو تغیر عادتها فی أدبها معه،قولا کأن تجیبه بکلام خشن بعد أن کان بلبن،أو غیر مقبلة بوجهها بعد أن کانت تقبل،أو فعلا کأن یجد أعراضا أو عبوسا بعد لطف و طلاقه و نحو ذلک وعظها أولا بلا هجر و لا ضرب،فلعلها تبدی عذرا أو تتوب عما جری منها من غیر عذر.

و الوعظ کأن تقول:اتقی اللّه فی الحق الواجب لی علیک و احذری العقوبة و یبین لها ما یترتب علی ذلک من عذاب اللّه سبحانه فی الآخرة و سقوط النفقة و القسم فی الدنیا.

فان لم ینجع فیها ذلک هجرها فی المضجع بکسر الجیم،و یتحقق بأن یولها ظهره فی الفراش أو یعتزل فراشها مخیرا بینهما علی أصح الأقوال و أظهرها،و ان کان اختیار الأول أحوط و أولی.

فان لم ینجع فیها ذلک أیضا ضربها مقتصرا فی الضرب علی ما یؤمل معه طاعتها فلا تجوز الزیادة علیه مع حصول الغرض به،و الا تدرج إلی الأقوی فالأقوی ما لم یکن مدعیا و لا مبرحا أی شدیدا کثیرا.

و تفسیر الضرب بذلک هو الأشهر الأظهر،و روی:أنه الضرب بالسواک (1)و هو أحوط.

و هل الأمور الثلاثة علی التخییر أو الجمع أو الترتیب بالتدرج من الأخف الی الأثقل کمراتب النهی عن المنکر؟و علی التقادیر فهل هی مع تحقق النشوز أو ظهور امارته قبل وقوعه أو معهما بمعنی أن الوعظ و الهجر مع الثانی و الضرب مع الأول؟أقوال،أقواها الثالث فی المقامین،و هو الترتیب بین الأمور

ص:397


1- 1) مجمع البیان ذیل الآیة(34)من سورة النساء.

الثلاثة،و اختصاص الأولین منها مرتبا بینهما بظهور امارة النشوز و ثالثها بتحقق النشوز.

و هنا قول آخر و هو:ما قال بعض العلماء فی تفسیر الآیة «وَ اللاّتِی تَخافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ» (1)فان نشزن فاهجروهن فی المضاجع،فان أصررن فاضربوهن و هو أحوط.

و لو کان النشوز منه أی من الزوج،بأن یتعدی علیها بمنع بعض حقوقها الواجبة علیه من نفقة أو إساءة خلق معها،أو أذیة و ضرب لها من غیر سبب فلها المطالبة بحقوقها التی أخل بها،و لها وعظه لا هجره و ضربه،فإن أصر علی الامتناع رفعت أمرها إلی الحاکم.

و لو امتنع عن الإنفاق جاز للحاکم الإنفاق علیها من ماله و لو ببیع شیء من عقاره إذا توقف الأمر علیه.

و لو لم یمنعها شیئا من حقوقها الواجبة و لا یؤذیها بضرب و لا سب و لکن یکره صحبتها لمرض أو کبر فلا یدعوها الی فراشه أو یهم بطلاقها فلا شیء علیه.

و لو ترکت حینئذ بعض ما یجب لها علیه أو کله استمالة له جاز لها و له القبول و کذا لو أخل الزوج ببعض حقوقها الواجبة أو کلها،فلها ترک ذلک استمالة له،و له القبول أیضا لو ترکته بطیب نفسها لا مطلقا.

أما الشقاق

و أما الشقاق:فهو أن یکره کل منهما صاحبه سمی به لکون کل منهما فی شق غیر شق الأخر.

فإذا خشی الاستمرار علی الشقاق بعث وجوبا علی الأقوی کل منهما وفاقا للصدوقین خلافا للأکثر فالحاکم و لنادر فأهلهما حکما من

ص:398


1- 1) سورة النساء:34.

أهله و حکما من أهلها وفاقا للسرائر (1).

و لو امتنع الزوجان بعثهما الحاکم و لا دلیل علیه سوی الجمع بین الروایات (2)،و الأولی إجباره لهما علیه.

و یجوز أن یکونا أی الحکمان أجنبیین اما مطلقا کما هو ظاهر المتن،أو مقیدا بعدم الأهل کما هو الأقوی،و مع ذلک لیس لهما حکم المبعوث من أهلهما من إمضاء ما حکما علیهما،و یکون حکمهما حینئذ الاقتصار علی ما أذن به الزوجان و فیه و کلا،و لیس لهما من التحکیم الذی هو من حکم الحکمین شیء،و فی حکم فقد الأهل توقف الإصلاح علی الأجنبیین.

و بعثهما تحکیم لا توکیل علی الأظهر الأشهر،حتی أنه عن ظاهر المبسوط (3)و السرائر (4)و غیرهما الإجماع فیصلحان أی الحکمان ان اتفقا من غیر معاودة الی من بعثهما مطلقا و یمضی علیهما ما حکما بلا خلاف ظاهرا.

و لا یفرقان الا مع اذن الزوج فی الطلاق و المرأة فی البذل فی المشهور بل قیل:بلا خلاف.

و لو اختلف الحکمان لم یمض لهما حکم علیهما بلا إشکال.

ص:399


1- 1) السرائر ص 338.
2- 2) وسائل الشیعة 15-89،ب 10 و 13.
3- 3) المبسوط 4-339.
4- 4) السرائر ص 338.

النظر الرابع

اشارة

(فی أحکام الأولاد)

ولد الزوجة الدائمة التام خلقته یلحق به أی بالزوج الذی یمکن التولد منه عادة و لو احتمالا بعیدا مع شروط ثلاثة:

أحدها: الدخول بها دخولا یمکن فیه ذلک و لو بعیدا،قبلا کان أو دبرا إجماعا،و فی غیره اشکال و ان حکی عن الأصحاب الإطلاق و احتمل الإجماع، مع أن المحکی عن جماعة عدم العبرة بالوطی دبرا و استوجهه من المتأخرین جماعة،و هو حسن الا مع الأمناء و احتمال السبق و عدم الشعور لا مطلقا.

و ثانیها: مضی ستة أشهر هلالیة أو عددیة من حین الوطء فلا عبرة بالأقل فی الولد الکامل إجماعا،و فی غیره مما تسقطه المرأة یرجع فی إلحاقه بالزوج حیث یحتاج الیه لیجب علیه التکفین و مئونة التجهیز،و نحو ذلک من الاحکام الغیر المترتبة علی حیاته الی المعتاد لمثله من الأیام و الأشهر و ان نقصت عن الستة أشهر،فإن أمکن عادة کونه منه لحقه حکمه،و ان علم عادة انتفاؤه عنه لغیبته عنه مدة تزید عن تخلفه عادة انتفی عنه.

و ثالثها: وضعه لمدة أقصی الحمل أو أقل منها إجماعا و هی تسعة أشهر علی الأشهر الأظهر،و فی المبسوط (1)و الخلاف (2)و غیرهما الإجماع.

و قیل:عشرة أشهر و اختاره المصنف بقوله: و هو حسن و دلیله

ص:400


1- 1) المبسوط 8-305.
2- 2) الخلاف 3-65.

غیر واضح.

و قیل: انها سنة کاملة و هو متروک و فیه اشعار بانعقاد الإجماع علی خلافه.

و کیف کان ف یتفرع علی الخلاف ما لو اعتزلها أو غاب عنها عشرة أشهر فولدت بعدها لم یلحق به علی الأظهر،و کذا علی القول بالعشر،و یلحق به علی القول الأخر.و تظهر ثمرة الخلاف بین القولین الأولین ما لو ولدته لعشر، فیلحق به علی القول به و لا علی الأظهر.

و لو أنکر الزوج الدخول بها بعد احتماله و ادعته الزوجة فالقول قوله مع یمینه.

و لو اعترف به أی بالدخول ثم أنکر الولد لم ینتف عنه الا باللعان إجماعا.

و لو اتهمها بالفجور أو شاهد زناها لم یجز له نفیه مع احتماله اللحوق به و لحق به إجماعا و لو نفاه لم ینتف عنه الا باللعان إجماعا،و لا فرق فی ذلک بین کون الولد یشبه الزانی و عدمه.

و لو وطئت الزوجة شبهة و أمکن تولد الولد من الزوج و ذلک الواطئ أقرع بینهما،سواء وقع الوطئان فی طهر واحد أو طهرین.و لو انتفی عن أحدهما ألحق بالآخر من غیر قرعة.

و کذا یلحق به الولد و لا ینتفی عنه الا باللعان لو اختلفا فی مدة الولادة فادعی ولادته لدون ستة أشهر،أو لأزید من أقصی الحمل،بلا إشکال فی الثانی، و أما الأول فیحتمل فیه قبول قوله وفاقا لجماعة و لکنه ضعیف،و حیث قدمنا قولها فالمتجه عند جماعة توجه الیمین علیها،و هو أحوط حیث ترضی بها،و الا فعدم التوجه أقوی.

ص:401

و لو زنی بامرأة فأحبلها لم یجز الحاقه بنفسه و ان تزوج بها بعد ذلک و کذا لو أحبل أمة غیره بزنا ثم ملکها أو یضعها و ألحقنا الولد به مع الشرط أو مطلقا إجماعا فی المقامین.

و لو طلق زوجته المدخول بها فاعتدت و تزوجت أو وطئت لشبهة و أنت بولد فان لم یمکن لحوقه بالثانی و أمکن لحوقه بالأول کما لو ولدته لدون ستة أشهر من وطئ الثانی و لتمامها من غیر أن یتجاوز أقصی الحمل من وطئ الأول فهو للأول و تبین بطلان النکاح الثانی لوقوعه فی العدة، و حرمت علیه مؤبدا.

و لو انعکس الأمر،بأن ولدته لأزید من أکثر الحمل من وطئ الأول و لا قلة إلی الأقصی من وطئ الثانی لحق بالثانی.

و ان لم یمکن لحوقه بهما،بأن ولدته لأزید من أکثر الحمل من وطئ الأول و لدون ستة أشهر من وطئ الثانی انتفی عنهما قطعا.

و ان أمکن إلحاقه بهما کما لو کان ولدتها لستة أشهر من وطئ الثانی و لسبعة فصاعدا إلی أقصی الحمل من وطئ الأول فهو للأخیر وفاقا للنهایة (1)و جماعة،خلافا للمبسوط (2)فالقرعة.

و لو لم تتزوج و لم توطأ بعد الطلاق و ولدت فهو للأول ما لم یتجاوز أقصی الحمل و لو لم ینقص عن أدناه بلا خلاف.

و کذا الحکم فی الأمة لو باعها سیدها بعد الوطء فی جمیع الصور المفروضة،و لکن علی تقدیر ولادتها لدون ستة أشهر من وطئ الثانی، و الحکم بلحوق الولد للبائع یتبین فساد البیع لأنها أم الولد.

ص:402


1- 1) النهایة ص 505.
2- 2) المبسوط 8-305.

و ولد الموطوءة بالملک یلحق بالمولی الواطئ لها إذا أتت به لستة أشهر فصاعدا إلی الأقصی اتفاقا و حینئذ یلزمه الإقرار به إذا لم یعلم انتفاؤه عنه و لم یکن هناک امارة یغلب معها الظن بخلافه،لا مطلقا عند المصنف و غیره کما یأتی.

لکن لو نفاه انتفی ظاهرا إجماعا و لا یثبت بینهما لعان کما یأتی فی بحثه.

و لو اعترف به بعد النفی ألحق به و یترتب علیه من أحکام النسب ما علیه بلا اشکال و فیما له إشکال الا أن یکون إجماع.

و فی حکمه أی ولد الأمة ولد المتعة فیترتب علیه الأحکام المذکورة من اللحوق به،و لزوم الاعتراف به مع عدم العلم بانتفائه عنه،و انتفاؤه عنه ظاهرا إذا نفاه من غیر لعان،و اللحوق به بالاعتراف به بعد الإنکار.

و کل من أقر بولد ثم نفاه لم یقبل نفیه إجماعا.

و لو وطأها المولی وطیا یمکن لحوق الولد به و أجنبی آخر معه فجورا لا شبهة یمکن اللحوق فی حقه أیضا حکم به للمولی مع عدم الأمارة التی یغلب معها الظن بالعدم إجماعا.

فإن حصلت فیه امارة یغلب معها الظن أنه لیس منه لم یجز له الحاقه به و لا نفیه عنه بل یستحب له أن یوصی له بشیء و لا یورثه میراث الأولاد وفاقا للأکثر کما فی کلام جمع،خلافا لجماعة فأثبتوا لها الفراش مطلقا و لو مع الامارة،و هو فی غایة القوة.

و لو وطئها البائع و المشتری فأتت بولد فالولد للمشتری بلا خلاف هنا الا أن یقصر الزمان أی زمان مدة الحمل عن ستة أشهر من وطئه،فیلحق بالسابق ان لم یقصر و لم یتجاوز أقصی الحمل و ان قصر فیه أیضا أو تجاوز انتفی

ص:403

عنه أیضا بلا خلاف هنا.

و لو وطأها المشترکون فعلوا حراما،و لو حبلت حینئذ فولدت و تداعوه فقال کل منهم:هو ولدی أقرع بینهم و ألحق بمن خرج اسمه،و قد یغرم الملحق به حصص الباقین من قیمته أی الولد یوم سقط حیا و قیمة أمه لصیروتها بظاهر الشرع بالقرعة أم ولده،و لا یجوز لهم رفع التداعی للولد إلا بالقرعة.

و لا یجوز نفی الولد لمکان العزل عن أمه مطلقا،دائمة کانت أو متعة أو أمة حصل العلم بعدم سبق المنی فرجها أم لا،علی اشکال فی هذه الإطلاق و ان کان ظاهر الأصحاب.

و لا مع التهمة بالزنا.

و الموطوءة بالشبهة یلحق ولدها بالواطئ بالشروط الثلاثة المتقدمة، و عدم الزوج الحاضر الداخل بها حیث یمکن الحاقه به،و المولی بحکم الزوج لکن لو انتفی عن المولی و لحق الواطئ أغرم قیمة الولد یوم سقط حیا لمولاها.

و لو تزوج امرأة لظنه خلوها من الزوج و المولی فبانت محصنة ذات زوج أو مولی ردت علی الأول بعد الاعتداد من الثانی و لا رجوع علیها بمهر أو نفقة إن اشترکت معه فی الظن و الأولاد للواطئ الثانی مع الشرائط للإلحاق.

و ینبغی تقیید الحکم باعتقاد الزوج جواز التعویل علی ذلک الظن لیصیر الوطء شبهة،فلو کان الظن مما لا یجوز التعویل علیه و علم بذلک،فان الوطء یکون زنا و ینتفی الولد عن الواطئ قطعا و عن الموطوءة أیضا إذا اشترکت معه فی العلم بعدم جواز التعویل علی مثل ذلک الظن،و الا فیلحق بها کما یلحق بالواطئ أیضا ان اختص باعتقاد جواز التعویل علیه.

ص:404

و یلحق بذلک أی بحکم الأولاد أحکام الولادة،و سنتها و المراد بها الآداب العامة للواجب و المندوب:

فالأول: استبداد النساء و انفرادهن بالمرأة للإعانة لها عند المخاض وجوبا کفائیا بلا خلاف فیه و لا فی عدم جواز الرجال ممن عدا الزوج مطلقا الا مع عدمهن فجاز لهم إعانتهم بل وجب للضرورة و لا بأس بالزوج مطلقا و ان وجدن أی النسوة و یتعین لو فقدن ان حصلت به المساعدة،و الا تعین الرجال المحارم،فان تعذروا فغیرهم.

و الثانی:ما أشار إلیه بقوله: و یستحب غسل المولود بضم الغین،و فی اعتبار الترتیب فیه وجهان،و وقته حین الولادة.

و الأذان فی أذنه الیمنی و الإقامة فی أذنه الیسری و لا یتعینان قبل قطع السرة کما قیل،بل یجوز التأخیر و لو الی الیوم السابع.

و تحنیکه بتربة الحسین علیه السلام و بماء الفرات و هو النهر المعروف،و المراد بالتحنیک إدخال ذلک الی حنکه و هو أعلی داخل الفم،قیل:و یکفی الدلک بکل من الحنکین و ان کان المتبادر دلک الأعلی.

و مع عدمه أی عدم ماء الفرات بماء فرات أی عذب،و الاولی التحنیک بماء السماء مع تعذر ماء الفرات و ان لم یوجد الماء الفرات و لا غیره الإماء ملح خلط بالعسل أو التمر.

و تسمیته بالأسماء المستحسنة کاسم محمد و علی و فاطمة و الحسن و الحسین و جعفر و طالب و عبد اللّه و فاطمة من النساء کما فی النص،و فیه:انه لا یدخل الفقر بیتا فیه اسم أحد هؤلاء (1)،و نحوها أسماء الأنبیاء.

و أن یکنیه مخافة النبز و یکره أن یکنی محمدا بأبی القاسم للنص (2)

ص:405


1- 1) وسائل الشیعة 15-128،ح 1 ب 26.
2- 2) وسائل الشیعة 15-131،ح 2.

و فیه النهی عن التکنی بأبی العباس و أبی الحکم و أبی المالک و أن یسمی حکما أو حکیما أو خالدا أو حارثا أو مالکا أو ضرارا أو حربا أو ظالما.

و یستحب حلق رأسه یوم السابع من ولادته و لو فی آخر جزء من النهار و لا فرق بین الذکر و الأنثی علی ما یقتضیه إطلاق النص (1)و الفتوی،و ینبغی أن یکون مقدما علی العقیقة.

و التصدق بالرفع عطف علی«حلق»أی یستحب التصدق بوزن شعره ذهبا أو فضة و لا یستحب الحلق بمضی السابع.

و یکره القنازع جمع قنزع،و هو أن یحلق من الرأس موضعا و یترک موضعا فی أی جانب کان کما فی الخبر (2)،و فی آخر:أن یحلق الرأس إلا قلیلا فی وسطه.

و یستحب ثقب أذنه بإجماعنا و أخبارنا (3)،و إطلاق أکثرها یقتضی الاکتفاء بالواحدة،و فی بعضها ثقبهما معا،و لعله آکد.و یستفاد من بعضها فی کیفیة ثقبهما ثقب الاذن الیمنی فی شحمتها و الیسری فی أعلاها.

و ختانه فیه أی فی الیوم السابع بلا خلاف و لو أخر عنه جاز إجماعا.

و لو بلغ غیر مختون وجب علیه الأختان بإجماع علماء الإسلام،و فی وجوبه علی الولی قبل البلوغ قولان،أشهرهما و أظهرهما العدم.و یدخل فیمن بلغ غیر مختون الکافر إذا أسلم بلا خلاف و ان طعن فی السن.

و خفض الجواری و ختانهن مستحب شرعا.

و أن یعق عنه أیضا بذکر ان کان ذکرا و الا فأنثی،و لیست المماثلة واجبة

ص:406


1- 1) وسائل الشیعة 15-169،ح 1 ب 60.
2- 2) وسائل الشیعة 15-173،ب 66.
3- 3) وسائل الشیعة 15-159،ب 51.

إجماعا کما قیل،و لا خلاف فی رجحان العقیقة فی الجملة،و انما الخلاف فی الوجوب،و الأشهر الأظهر العدم،و فی الخلاف (1)الإجماع.

و لا تجزئ الصدقة بثمنها و لو اضطرارا و لو عجز عنها توقع المکنة من شرائها.

و یستحب فیها شروط الأضحیة من کونها سلیمة من العیوب سمینة و أن تخص القابلة بالرجل و الورک کما فی بعض الاخبار (2)،و فی بعضها:تعطی الربع (3).و فی آخر:الثلث.و الجمع بتفاوت مراتب الفضل ممکن،و ان کان الأخذ بالأول لشهرته بین الأصحاب أجود.

و لو کانت القابلة ذمیة لا تأکل ذبیحة المسلم أعطیت ثمن الربع.

و لو لم تکن ثمة قابلة تصدقت به أی بالربع الأم الی من شاءت من فقیر أو غنی.

و إذا لم یعق الوالد عنه استحب للولد أن یعق عن نفسه إذا بلغ و ان طعن فی السن.

و لو مات الصبی بل الطفل مطلقا فی الیوم السابع قبل الزوال سقط،و لو مات بعد الزوال لم یسقط الاستحباب بلا خلاف.

و یکره أن یأکل منها الوالدان بل و من فی عیالهما،و الکراهة فی الأم أشد،و لا یحرم الأکل علی الأشهر الأظهر،و لو أکلت منه الام کره لها إرضاعه.

و أن یکسر شیء من عظامها،بل یفصل مفاصل الأعضاء بلا خلاف،و لیس

ص:407


1- 1) الخلاف 3-263.
2- 2) وسائل الشیعة 15-149،ب 44.
3- 3) وسائل الشیعة 15-151،ح 10.

بمحظور إجماعا،و ما اشتهر بین الناس من استحباب دفن العظام بل و لفها فی خرقة فلم نقف علی مستند فیه و لا قول فیه.

التوابع:
الرضاع

و من التوابع:الرضاع بکسر الراء و فتحها مصدر رضع کسمع و ضرب و هو امتصاص الثدی.

و الحضانة بالفتح،و هی ولایة عن الطفل و المجنون لفائدة تربیته و ما یتعلق بها من مصلحته من حفظه و جعله فی مهده و دفعه و کحله و دهنه و تنظیفه و غسل خرقته و ثیابه،و نحو ذلک من خدماته.

و أفضل ما یرضع به الولد لبن أمه لأوفقیته بمزاجه،لتغذیته به فی بطن أمه.

و لا تجبر الأم الحرة و کذا الأمة للغیر علی إرضاع ولدها إلا إذا لم یکن للولد مرضعة أخری،أو کان و لم تمکن لعدم وجود الأب أو إعساره و عدم تمکنه منه مع عدم مال للولد یمکن إرضاعه به من غیرها،فیجب علیها حینئذ بلا خلاف،کوجوب إنفاقها علیه فی هاتین الصورتین.

و هل یجب علیها إرضاع اللبأ،و هو أول اللبن؟الأکثر لا،و هو أقوی إلا مع ثبوت التضرر بترکه فیجب،و یتقدر حینئذ بمقدار اندفاع الضرر،و ربما قید بثلاثة أیام،و علیه ففی لزوم الأجرة قولان،و الأشهر الأظهر نعم.

و یجبر الأمة مولاها علی إرضاع ولدها بل مطلقا.

و للحرة المستأجرة للإرضاع بنفسها أو بغیرها،أو علی الإطلاق و لو أرضعته من الغیر کما عن الأکثر الأجرة المضروبة لها علی الأب الموسر مطلقا و ان اختارت إرضاعه بعد استیجارها لذلک. و کذا لو أرضعته خادمتها المملوکة لها مطلقا بلا خلاف.

و هل یجوز استیجار الام لذلک و هی فی حبالته؟الأشهر نعم،و هو الأظهر

ص:408

إذا کان المستأجر الزوج أو غیره و لم یمنع الإرضاع حق الزوج،و الا فالمنع أظهر.

و لو کان الأب میتا أو معسرا فمن مال الرضیع بلا خلاف فی الأول و فی الأخیر خلاف،فظاهر إطلاق العبارة وجوب الأجرة علی الأب،و استشکله جماعة،و هو فی محله،و لکن الوجوب أحوط إن أمکن باقتراض و نحوه،و الا فلا ریب فی سقوطه،بل و لعله لا خلاف فیه.

و نهایة مدة الإرضاع حولان کاملان و یجوز الاقتصار علی أحد و عشرین شهرا بإجماعنا لا أقل من ذلک علی الأظهر الأشهر،بل کاد أن یکون إجماعا و حکی صریحا.

و تجوز الزیادة عن الحولین بشهر أو شهرین لا أکثر علی الأشهر،و المنع عن الزائد علی الشهرین محل نظر و ان کان أحوط.

و لا یلزم الوالد أجرة ما زاد علی الحولین من رضاع الولد مع عدم الضرورة إلیه قطعا،و کذا معها علی إطلاق النصوص (1)،و لکن اللزوم حینئذ أحوط و أولی.

و الام أحق بإرضاعه إذا تبرعت أو قنعت بما تطلب غیرها إجماعا و لو طلبت زیادة عن ما یقنع به فللأب نزعه عنها و استرضاع غیرها مطلقا، و ان لم تطلب أزید من أجرة المثل علی الأظهر الأشهر،و قیل:بل هی أولی مطلقا إذا لم تطلب أکثر من أجرة المثل،و هو أحوط و أولی.

الحضانة

و أما الحضانة:فالأم أحق بالولد و تربیته مدة الرضاع مطلقا ذکرا کان أو أنثی أو غیرهما،إجماعا فیما إذا أرضعته،و الا فقولان أجودهما:أنها حینئذ لا حضانة لها،و فیه قول آخر ضعیف.

ص:409


1- 1) وسائل الشیعة 15-176،ب 70.

ثم حضانة الأم حیث ما ثبتت لها مشروطة بما إذا کانت حرة مسلمة عاقلة غیر مزوجة بلا خلاف،فلا حضانة للأمة و لا للکافرة إذا کان الولد مسلما، و لا للمجنونة.

و فی إلحاق المرض المزمن الذی لا یرجی زواله،کالسل و الفالج بحیث تشتغل بالألم عن کفالته و تدبیر أمره وجهان،و نحوه المرض المعدی.

و لا للمزوجة إجماعا کما فی الروضة (1)،و لو طلقت من الثانی بائنا أو رجعیا انقضت عدتها،ففی عود ولایتها قولان،و الأصل یقتضی الثانی.

و لا اختصاص للشروط بالأم،فإن الأب شریک لها فیها حیث له الحضانة إجماعا إلا فی الشرط الرابع،فلا ینافیها فی حقه تزویجه بامرأة أخری.

و إذا فصل الولد عن الرضاع فالحرة أحق بالبنت الی سبع سنین من حین الولادة علی الأظهر الأشهر،و عن جماعة الإجماع.

و قیل: کما عن جماعة من القدماء أنها أحق بها الی تسع سنین و فی مستنده نظر.

و الأب أحق بالابن بعد الفطام علی الأظهر الأشهر،و عن الغنیة (2)الإجماع،و الأحوط السبع هنا،و فی البنت[ما زاد علیها] (3)ما لم تتزوج أمها و ان بلغت تسعا.

و لو تزوجت الام سقطت حضانتها.

و لو مات الأب فالأم أحق به أی بالولد مطلقا ذکرا أو أنثی من الوصی للأب أو الجد له أو غیره مطلقا،انقطعت حضانتها عنه قبل موت الأب أم لا الی أن یبلغا،و لا فرق حینئذ بین کونها مزوجة أم لا.

ص:410


1- 1) الروضة 5-463.
2- 2) الغنیة ص 554.
3- 3) الزیادة من«خ».

و کذا لو کان الأب مملوکا أو کافرا کانت الأم الحرة المسلمة أحق به حضانة و لو تزوجت أو لم یکن لها ولایة مع حریة الأب و إسلامه.

و لو أعتق الأب فالحضانة له إذا صحت له الحضانة،بأن کان العتق بعد الفطام فی الذکر و بعد السبع فی الأنثی.

فإن فقد الأبوان فقیل:ان الحضانة لأب الأب و یکون أولی من غیره من الأقارب،و فی تقدیمه علی غیره ممن فی درجته إشکال.

فإن فقد أب الأب أو لم ترجحه فللاقارب من الأرحام إلی الولد فالأقرب منهم علی الأظهر الأشهر.

ثم ان اتحد الأقرب فالحضانة له،و ان تعدد أقرع بینهم.

و لو اجتمع ذکر و أنثی ففی تقدیم الأنثی قول،و الدلیل یقتضی التسویة بینهما،کما یقتضی التسویة بین کثیر النصیب و قلیله و من یمت بالأبوین و بالأم خاصة.

ثم إذا بلغ الولد رشیدا سقطت الحضانة بلا خلاف،سواء فی ذلک الذکر و الأنثی البکر و الثیب،لکن قیل:یستحب أن لا یفارق أمه خصوصا الأنثی الی أن تتزوج.

و الحضانة حق لمن ذکر لا واجبة علیه،فله إسقاطه إلا إذا استلزم تضییع الولد فتجب حضانته لکن کفایة.

النظر الخامس

اشارة

(فی النفقات) [و أسبابها ثلاثة]

و أسبابها الموجبة لها ثلاثة:الزوجیة،و القرابة،و الملک إجماعا.

ص:411

الزوجیة

أما الزوجیة:فیشترط فی وجوب نفقتها شرطان:العقد الدائم،فلا نفقة لمستمتع بها إجماعا.

و التمکین الکامل المعرف فی الشرائع (1)و غیره بالتخلیة بینها و بینه بحیث لا یخص موضعا و لا زمانا.و الظاهر تحققه ببذلها نفسها فی کل زمان و مکان یرید فیه الاستمتاع و حل له مع عدم مانع شرعی لها أو له،فلا یحتاج الی اللفظ الدال علیه من قبلها،خلافا للتحریر (2)فأوجبه،و لا دلیل علیه الا إذا توقف معرفته علیه،و اشتراط هذا الشرط هو الأشهر الأقوی بلا کاد أن یکون إجماعا.

فلا نفقة لناشزة خارجة عن طاعة الزوج،لعدم التمکین التام المشترط و کذلک لا نفقة لها و لو قلنا بعدم اشتراطه،بناء علی أن النشوز مانع إجماعا.

و علی هذا فیعود الخلاف السابق لو کان الی أن التمکین هل هو شرط أو النشوز مانع؟و یتفرع علیه فروع:

منها:الإنفاق بعد النکاح قبل الزفاف،فلا یجب علی المختار و نعم علی غیره و لا نشوز هنا قطعا.

و منها:الإنفاق علی الصغیرة التی لم تبلغ سنا یجوز الاستمتاع بها،فلا یجب علی المختار دون غیره فی أشهر القولین و أظهرهما،خلافا للحلی فیجب،و هو أحوط و أولی.

و لو انعکس الفرض بأن کانت کبیرة ممکنة و الزوج صغیرا وجبت النفقة علی الأشهر،و ان کان العدم-کما علیه الشیخ و جماعة-لعله أظهر.

و لو امتنعت عن الاستمتاع بها لعذر شرعی أو عقلی ثابت بینهما

ص:412


1- 1) شرائع الإسلام 2-347.
2- 2) التحریر 2-45.

بإقرارها (1)أو بینتها لا تسقط النفقة،و ذلک کالمرض المانع عما تمتنع عنه و الحیض إذا أراد وطأها قبلا،و کذا دبرا ان منعنا عنه فی الحیض أو مطلقا و نحوهما فعل الواجب المضیق أو الموسع إجماعا،و لو فی الأخیر إذا فعلته فی آخر أوقاته و مطلقا علی الأشهر،خلافا للشیخ و العلامة فاعتبرا فیها الضیق و حکما بتحقق النشوز بدونه،و لا یخلو عن قوة،إلا فی الصلاة فلا یعتبر فیها الضیق إجماعا کما قیل.

أما فعل المندوب: فان کان مما یتوقف علی اذن الزوج کالصوم و الحج فان فعلته بدون اذنه فسد و لا تسقط النفقة،لأنه بمجرده غیر مانع إلا إذا فرض منعها منه فتسقط لذلک لا لأجل التلبس به وفاقا للأشهر،خلافا للشیخ فأطلق السقوط بالتلبس،و مستنده بعد لم یظهر،و ان کان مما لا یتوقف علی اذنه جاز لها فعله بغیره و لیس له منعها،الا أن یطلب منها الاستمتاع فی ذلک الوقت فیجب علیه اطاعته.

و لو استمرت علی الامتناع و الحال هذه سقطت نفقتها.

و تستحق الزوجة النفقة مطلقا و لو کانت ذمیة أو أمة أرسلها الیه مولاها لیلا و نهارا،بخلاف ما إذا لم یرسل إلا فی أحد الزمانین فلا تستحق.و لا کذلک الحرة البالغة إذا منعها الأب أو غیره عن زوجها،فإنه لا عبرة به و لا تسقط نفقتها إذا کانت ممکنة بنفسها.

و کذا تستحقها الزوجة المطلقة الرجعیة ما دامت هی فی عدتها إجماعا و للنصوص (2)،و هی مطلقة لإثبات النفقة حتی ما یتعلق بآلة التنظیف.

و لا تسقط نفقة المعتدة الا بمسقطات نفقة الزوجیة و تستمر الی انقضاء

ص:413


1- 1) فی«ن»بإقراره.
2- 2) وسائل الشیعة 15-231 ب 8 من أبواب النفقات.

العدة.

و لو ظهر حمل بعد الطلاق بالمرأة،فعلیه الإنفاق إلی الوضع و لو تجاوز العدة.

و لو بان فقد الحمل بعد الإنفاق ففی ارتجاع المدفوع إلیها تردد،أظهره العدم إلا إذا دلست علیه الحمل فیرتجع.

و فی التقیید ب«الرجعیة»إظهار اختصاص وجوب الإنفاق بها دون البائن و المتوفّی عنها زوجها فإنه لا یجب الإنفاق علیهما إجماعا الا أن تکون کل منهما حاملا منه فتثبت نفقتها فی الاولی و هی المطلقة ب الطلاق البائن علی الزوج حتی تضع خاصة دون الولد مطلقا کان له مال أم لا.

و هل الإنفاق لها أو لولدها؟قولان،و الثانی أظهرهما،بل قیل:أشهرهما، و یتفرع علی الخلاف فروع:

منها:ما إذا تزوج الحر أمة مشترطا مولاها رقیة الولد،و قلنا بجواز هذا الشرط.أو تزوج العبد أمة مشترطا فی الولد الانفراد بالرقیة،فلا نفقة فیهما علی الزوج علی الأشهر،و نعم علی القول الأخر،و تکون النفقة فی الثانی فی ذمة المولی و کسب العبد.

و منها:ما لو لم ینفق علیها حتی مضت المدة أو بعضها،فلا یجب القضاء علی الأشهر و نعم علی الأخر.

و منها:ما لو أتلفها متلف بعد القبض من دون تفریط،فتسقط النفقة علی الثانی دون الأول،و کذا لو ارتدت بعد الطلاق.

و فی الثانیة،و هی المعتدة فی الوفاة فی نصیب الحمل علی احدی الروایتین (1)المعول علیهما،و عمل بهذه الصدوق و جماعة،و لضعف سندها

ص:414


1- 1) وسائل الشیعة 15-234 ب 9.

أعرض عنها المتأخرون،و عملوا بالثانیة أنها لا نفقة لها،و هی مستفیضة و لعلها الأقوی،و ان کانت الاولی فی الجملة أحوط و أولی.

و فی المسألة قولان آخران و روایة ثالثة لا عمل علیها.

و نفقة الإنسان علی نفسه مقدمة علی نفقة الزوجة و نفقتها مقدمة علی نفقة الأقارب حتی واجبی النفقة و تقضی نفقتها لو فاتت دون نفقتهم،بلا خلاف فی شیء من ذلک.

القرابة

و أما القرابة:فالنفقة علی الأبوین و الأولاد لازمة بالشروط الآتیة بالإجماع.

و فی دخول من علا من الإباء و الأمهات فی الإباء تردد من الأصل و الشک فی صدق الإطلاق علیه،و من الإطلاق علیه کثیرا،و أطباق الفقهاء علیه هنا ظاهر،فاذن أشبهه اللزوم.

و لا تجب النفقة علی غیرهم من الأقارب کالأخ و الأخت و العم و العمة و الخال و الخالة و من ینتمی إلیهم من الأولاد و الأحفاد بل تستحب و یتأکد الاستحباب فی الوارث حتی قیل:بوجوبه،و لکنه ضعیف.

و یشترط فی الوجوب أی وجوب الإنفاق علی القرابة دون الزوجة الفقر فی المنفق علیه و عدم شیء یتقوت به،أو عدم وفاء ماله بقوته.

و اشتراطه و اشتراط الیسار فی المنفق موضع وفاق،قالوا:و المراد بالیسار هو أن یفضل عن قوته و قوت زوجته و خادمها لیوم و لیلة شیء.و فی حکم القوت ما یحتاج الیه من الکسوة فی ذلک الفضل و غیرها.

و لو فضل عن قوته أو قوت زوجته شیء،ففی وجوب الإنفاق أو جواز التزویج المانع عنه قولان،و الأشهر الثانی،و لا ریب فیه ان اضطر الیه.

و فی اشتراط العجز أی عجز المنفق علیه عن الاکتساب فی وجوب الإنفاق علیه قولان،أشهرهما ذلک.نعم یعتبر لیاقة الکسب بحاله و لا

ص:415

یشترط نقصان الخلقة بنحو الزمانة،و لا الحکم بنحو الصغر و الجنون علی الأشهر الأقوی.

و لو بلغ الصغیر حدا یمکن أن یتعلم حرفة أو یحمل علی الاکتساب،قیل:

للمولی حمله علیه و الإنفاق علیه من کسبه،لکن لو هرب و ترک الاکتساب فی بعض الأیام فعلی الأب الإنفاق علیه،بخلاف المکلف.

و لا یشترط عدالته و لا إسلامه،بل تجب نفقته و ان کان فاسقا،قیل:و یجب تقیید الکافر بکونه محقون الدم،فلو کان حربیا لم یجب إنفاقه.أما الحریة فهی شرط إجماعا و نفقة المملوک علی المولی.

و لو امتنع عن الإنفاق علیه أو کان معسرا،أمکن وجوبه علی قریبه،و قیل:

لا یجب مطلقا،بل یلزم ببیعه أو الإنفاق علیه کما یأتی ان شاء اللّه،و هو حسن.

و لا تقدیر للنفقة الواجبة بل یجب بذل الکفایة من الطعام و الکسوة و المسکن بلا خلاف فیه فی نفقة الأقارب،أما الزوجة فکذلک علی الأظهر الأشهر،خلافا للخلاف (1)فقدر الطعام بمد مطلقا،و للمبسوط (2)فقدره بمدین للموسر و مد و نصف للمتوسط و مد للمعسر،و دلیلهما غیر واضح.

و المعتبر من المسکن الإمتاع اتفاقا و من المئونة التملیک فی صبیحة کل یوم لا أزید اتفاقا،بشرط بقائها ممکنة الی آخره،فلو نشزت فی الأثناء استحقت بالنسبة.

و فی الکسوة قولان،أشهرهما و أجودهما أنها کالأول،و علیه فلیس لها بیعها و لا التصرف فیها بغیر اللبس من أنواع التصرفات الخارجة عن العادة، و لا لبسها زیادة عن المعتاد کیفیة و کمیة،فإن فعلت و أبلتها قبل المدة التی تبلی

ص:416


1- 1) الخلاف 3-74.
2- 2) المبسوط 6-6.

فیها عادة لم یجب علیه إبدالها،و کذا لو أبقتها زیادة علی المدة،و له إبدالها بغیرها مطلقا،و تحصیلها بالاستیجار و العاریة و غیرهما.

و لو طلقها أو مات أو ماتت أو نشزت،استحق ما یجده منها مطلقا،و أما ما یحتاج الیه من الفراش و آلات فهو فی حکم الکسوة.

و نفقة الولد علی الأب مع وجوده و یساره،دون الام و لو شارکته فی الوصفین إجماعا.

و مع عدمه أو فقره فعلی أب الأب و ان علا مرتبا الأقرب فالأقرب إجماعا کما حکاه جماعة.

و مع عدمهم تجب علی الأم خاصة إلا مع إعسارها و تکون حینئذ علی آبائها و أمهاتها بالسویة إن اشترکوا فی الدرجة،و الا قدم الأقرب فالأقرب إلی المنفق علیه إجماعا.

و لم یتعرض المصنف لحکم الإباء و الأمهات من قبل أم الأب،و المحکی عن الشیخ و سائر الجماعة ان أم الأب بمنزلة أم الأم و آبائها و أمهاتها بمنزلة آبائها و أمهاتها،فیتشارکون مع التساوی فی الدرجة بالسویة،و یختص الأقرب من الطرفین الی المحتاج بوجوب الإنفاق علیه،کل ذا فی الأصول خاصة.

و أما الفروع فلو وجدوا بشرائط الإنفاق دون الأصول،فإن اتحد تعین،و ان تعدد فی درجة واحدة وجب علیهم بالسویة،و ان اختلف درجاتهم وجب علی الأقرب فالأقرب،و لا فرق فی ذلک بین الذکور و الأنثی علی الأشهر الأقوی.

و لو اجتمع العمودان الأصول و الفروع،فمع وحدة الدرجة فهم شرکاء فی الإنفاق بالسویة کما فی الأب و الابن،و مع اختلافهما وجب علی الأقرب فالأقرب کما فی الأب و ابن الأب فالأب متعین.

و لو کان الفروع أنثی أو کان الأصل هو الام،ففیه احتمالات،و الذی استظهره

ص:417

جماعة هو استواء الابن و البنت،و کذا الام مع الولد مطلقا.

ثم لو کان الأقرب معسرا،فأنفق إلا بعد،ثم أیسر الأقرب،تعلق الوجوب به حینئذ،و لا یرجع الا بعد علیه بما أنفق.و لو کان له ولدان و لم یقدر الا علی نفقة أحدهما و له أب،وجب علی الأب نفقة الأخر.و لو تشاحا فی اختیار أحدهما،استخرج بالقرعة.

ثم کل ذا حکم المنفق،أما المنفق علیه:فان کانوا من جهة واحدة کالآباء و الأجداد،وجب الإنفاق علی الجمیع مع السعة،و الا فالأقرب إلیه فالأقرب،و لا فرق فی کل مرتبة بین الذکر و الأنثی،و لا بین المتقرب بالأب من الأب و الام و المتقرب بالأم کذلک و ان کانوا من الجهتین اعتبرت المراتب،فان تساوت عدة الدرجات فیهما اشترکوا،و الا اختص الأقرب.

و لو لم یسع ما له من فی درجة واحدة لقلة و کثرتهم،ففی الاقتسام أو القرعة وجهان أقواهما:الثانی،و ربما احتمل ترجیح الأحوج لصغر أو مرض بدون القرعة،و لا بأس به.

و لا تقضی نفقة الأقارب لو فاتت بلا خلاف،الا أنه ذکر الجماعة وجوب القضاء فیما لو استدانه القریب بأمر الحاکم لغیبة المنفق أو امتناعه،فإنه یستقر الدین فی ذمته کسائر دیونه.

المملوک

و أما المملوک:فنفقته واجبة علی مولاه ذکرا کان أو أنثی أو غیرهما و کذا الأمة بإجماع الأمة،و لا فرق فیهما بین الصغیر و الکبیر و القن و أم الولد و المدبر و المکاتب،الا أن نفقته فی کسبه ان وفا به،و الا أتمه المولی من غیر فرق بین کونه مشروطا أو مطلقا لم یؤد شیئا.

ثم ان اتحد المالک و إلا وزعت النفقة علیهم بحسب الشرکة.

و یرجع فی قدر النفقة و جنسها و کیفیتها إلی عادة ممالیک أمثال

ص:418

المولی من أهل بلده بحسب شرفه وضعته و یساره و إعساره،و لا فرق بین کون نفقة السید علی نفسه دون الغالب فی نفقة المملوک عادة أو تقتیرا أو بخلا أو ریاضة و فوقه،فلیس للمولی الاقتصار بالعبد علی وجه نفقة نفسه فی الأول.

و لا عبرة فی الکمیة بالغالب فی نفقة المملوک،بل تجب الکفایة لو قل الغالب عنها،کما لا یجب الزائد و لو زاد عنها،فاذن المعتبر فیه الکیفیة خاصة لا الکمیة کما یفهم من العبارة.

و یستحب أن یطعمه مما یأکله و یلبسه مما یلبسه.

و یجوز مخارجة المملوک علی شیء أی ضرب خراج معلوم علیه یؤدیه کل یوم أو مدة مما یکسبه فما فضل یکون له،فان کفاه الفاضل لنفقته و الا أتمه المولی إجماعا،و فی جواز إجبار السید عبده علی المخارجة أقوال، ثالثها نعم ما لم یتجاوز مجهوده،و هو أقوی.

و للسید الاستخدام فیما یقدر علیه المملوک و لا یخرج عن وسعه عادة و الملازمة علیه،الا فی وقت اعتید فیه الاستراحة.

و أما الأفعال الشدیدة الشاقة التی لا یمکن المداومة علیها فی العادة فله الأمر بها فی بعض الأزمنة،و علی المملوک بذل الوسع مهما أمکنه،فلیس له تکلیف الخدمة لیلا و نهارا معا،بل إذا عمل فی أحدهما أراحه فی الأخر،و یریحه فی الصیف وقت القیلولة،و بالجملة فالمتبع العادة الغالبة.

و تجب النفقة علی البهائم المملوکة مأکولة اللحم کانت أم غیرها، منتفعا بها أم لا بلا خلاف،و لا تقدیر لها بل علیه منها ما احتاجت الیه من العلف و السقی حیث یفتقر إلیهما،و المکان المناسب من مراح و إصطبل یلیق بحالها،و منها دود القز،فیأثم بالتقصیر فی إیصاله قدر کفایته و وضعه فی مکان یقصر عن صلاحیته له بحسب الزمان و ما یحتاج البهیمة مطلقا من الآلات حیث یستعملها،أو الجل لدفع

ص:419

البرد و غیره حیث یحتاج الیه.

و یجبر علی الإنفاق علیها،الا أن یجتزی بالرعی و یرد الماء بنفسها فیجتزئ به مع إمکانه.

فإن امتنع مالکها أجبر علی الإنفاق علیها أو تسریحها الی المرعی،أو بیعها أو ذبحها ان کانت مقصودة بالذبح للحم أو الجلد،و الا أجبر علی الإنفاق أو البیع.و انما یتخیر مع إمکان الافراد،و الا تعین الممکن منها.

ثم ان کان لها ولد و فر علیه من لبنها ما یکفیه وجوبا و حلب ما یفضل عنه خاصة فإن ذلک نفقته،الا أن یقوم بکفایته من غیر اللبن حیث یکتفی به.

و الحمد للّه تعالی علی إتمامه.

ص:420

کتاب الطلاق

اشارة

ص:421

ص:422

(کتاب الطلاق) و هو ازالة قید النکاح بغیر عوض،بصیغة«طالق»و ما فی معناه،ان قلنا به مع الشرائط المعتبرة.

و النظر فی أرکانه و أقسامه و لواحقه:

أرکانه

الرکن الأول:فی المطلق

الرکن الأول:فی بیان المطلق:و یعتبر فیه البلوغ،و العقل،و الاختیار و القصد بلا خلاف فیما عدا الأول،و لا فیه أیضا إذا لم یکن ممیزا،و کذا إذا کان ممیزا ما لم یبلغ علی الأشهر الأقوی.

فلا اعتبار بطلاق الصبی مطلقا و لکن فیمن بلغ بحسب السن عشرا روایة بل روایات (1)بالجواز عمل بها الشیخ فی النهایة (2)و جماعة و هی و ان لم یکن فیها ضعف بالمعنی المصطلح،فان فیها الموثق،الا أنها قاصرة عن المقاومة لأدلة الأکثر.

و لو طلق عنه الولی لم یقع مطلقا أبویه کان أم الحاکم إجماعا،کما فی کلام جمع الا أن یکون بلغ فاسد العقل فسادا لا یمکن معه القصد الی الطلاق أصلا.

ص:423


1- 1) وسائل الشیعة 15-324،ح 2 و 6.
2- 2) النهایة ص 518.

فیجوز طلاق الولی عنه حینئذ مطلقا مطبقا کان أو أدواریا لا یفیق حال الطلاق علی الأشهر الأقوی،و فی الإیضاح (1)الإجماع.

و ظاهر العبارة انحصار جواز طلاق الولی فی صورة اتصال الجنون بالصغر و هو مخالف للإجماع،و إطلاق النصوص (2)ان أرید بالولی الولی المطلق،و للأخیر خاصة ان أرید به من عدا الحاکم کما هو الظاهر،و لعله لذا أطلق الجواز جماعة و لا یخلو عن قوة.

ثم انه لیس فی النصوص (3)اشتراط الغبطة فی طلاق الولی لکنه مشهور،فان تم إجماعا و الا فیکفی عدم الضرر.

و لا یصح طلاق المجنون مطلقا عدا الأدواری حال إفاقته و لا السکران البالغ حدا یصیر کالمجنون الذی لا ینتظم أمره و لا یتوجه إلی أفعاله قصده،و فی معناه المغمی علیه و النائم.

و لا المکره علیه،و یتحقق الإکراه بتوعده بما یکون مضرا به فی نفسه أو من یجری مجراه من إخوانه،و یناط الضرر بحسب حاله مع قدرة المتوعد علیه علی فعل ما توعد به،و العلم أو الظن بفعله به مع عدم فعله المأمور به.

و لا فرق بین کون المتوعد قتلا،أو جرحا،أو أخذ مال و ان قل،أو شتما،أو ضربا،أو حبسا.و یستوی فی الأولین جمیع الناس،أما الأربعة فتختلف باختلافهم ضعة و رفعة فقرا و غنی،فربما یؤثر قلیلها فی الوجیه و الفقیر اللذین ینقصهما ذلک و قد یتحمل بعض الناس شیئا لا یؤثره فی قدره و فقره.

و الضابط فیه:حصول الضرر فیه عرفا بوقوع المتوعد به.

ص:424


1- 1) إیضاح الفوائد 3-292.
2- 2) وسائل الشیعة 15-329،ب 35.
3- 3) وسائل الشیعة 15-329،ب 35.

و لو خیره بین الطلاق أو غیره من أفعاله المنوط صحتها باختیاره أو دفع مال غیر مستحق،فهو إکراه بلا خلاف،و هذا بخلاف ما لو خیره بینه و بین ما یستحقه المخیر من مال أو غیره.

و ان حتم أحدهما الغیر المعین،فإنه لا إکراه فیه بلا خلاف.و کذا لا إکراه علی طلاق معینة فطلق غیرها،أو علی طلقة فطلق أزید،أو علی طلاق المعینة ففعلها مرة قاصدا الیه.

و لا طلاق المغضب مع ارتفاع القصد و نحوه الساهی و النائم و الغالط و الهازل و العجمی،و الملقن بالصیغة مع عدم معرفة المعنی.

الرکن الثانی:فی المطلقة

الرکن الثانی:فی المطلقة،و یشترط فیها الزوجیة بالفعل،فلا یقع بالأمة و لا الأجنبیة و لو علقه بعقد المناکحة إجماعا.

و الدوام فلا یقع بالمتعة و الطهارة من دم الحیض و النفاس إذا کانت مدخولا بها و حائلا و زوجها معها حاضرا فلا یجوز من دونها بإجماع العلماء و لو طلق و الحال هذه فسد بإجماعنا.

و لو کان زوجها عنها غائبا صح طلاقه و لو صادف الحیض أو طهر المواقعة إجماعا،لکن بشرط أن یکون جاهلا بحالها،فلو طلقها و هو عالم بأنها حائض أو فی طهر المواقعة لم یصح طلاقها اتفاقا.

و فی تعیین قدر الغیبة المجوزة للطلاق المصححة له-و ان صادف الحیض-اختلاف بین الأصحاب و اضطراب فی أخبار (1)الباب،و محصله: الذی یجتمع علیه بزعم المصنف و أکثر المتأخرین،التقدیر بمدة یعلم انتقالها فیها من طهر الی آخر.

و الجمع بینها بحمل التقدیرات الواردة فیها علی الاستحباب مرتبة فی الفضل

ص:425


1- 1) وسائل الشیعة 15-307،ب 26.

زیادة و نقصانا بحسب اختلافها لعله أظهر وفاقا لجمع،و لکن الأحوط المصیر الی اعتبار التقدیر بثلاثة أشهر کما علیه آخرون.

و علی اعتبار المدة فلا خلاف فی الصحة لو طلق بعدها مع استمرار الاشتباه، أو تبین الوقوع حال الحیض أو الطهر غیر المواقعة،کما لا خلاف فی البطلان لو طلق قبلها مع تبین الوقوع فی الحیض أو طهر المواقعة،و لکن اختلفوا فی الصحة فی الشق الأول مع تبین الوقوع فی طهر المواقعة،و الأشهر الأظهر الصحة،کما فی الصورة السابقة.

و فی صحته فی الشق الثانی مع تبین الوقوع فی الطهر غیر طهر المواقعة وجهان أجودهما:الأول بالنظر الی الجاهل باشتراط المدة،أو الوقوع قبلها دون العالم بهما،لعدم إمکان قصده إلیه أصلا.

و لو خرج الی السفر فی طهر لم یقربها فیه صح طلاقها من غیر تربص و انتظار للمدة المعتبرة و لو اتفق وقوعه فی الحیض مع جهله به،بلا اشکال علی القول بعدم اعتبار المدة مطلقا،و کذا علی اعتبارها مع تبین الوقوع فی الطهر،و یشکل علیه مع تبین الوقوع فی الحیض.

و المحبوس عن زوجته کالغائب فیطلق مع الجهل بحالها مطلقا،أو بعد المدة المعتبرة علی الخلاف،و لو صادف الحیض أو طهر المواقعة علی الأظهر الأشهر،خلافا للحلی فکالحاضر،و هو نادر.و فی حکم الحاضر الغائب المطلع بلا خلاف.

و یشترط رابع،و هو أن یطلقها فی طهر لم یجامعها فیه بإجماعنا.

و یسقط اعتباره فی الصغیرة التی لم تبلغ تسعا و الیائسة التی قعدت عن المحیض و الحامل المستبین حملها إجماعا.

و أما المسترابة بالحمل و هی التی فی سن من تحیض و لا تحیض،

ص:426

سواء کان لعارض من رضاع أو مرض أو خلقیا فإن أخرت الحیضة لذلک مع کونه خلاف عادتها صبرت ثلاثة أشهر من حین المواقعة ثم یطلقها و لا یقع طلاقها قبله إجماعا.

و وجه التقیید بکون التأخیر خلاف عادتها تفصیا من احتمال من یکون ذلک عادتها،فان حکم هذه غیر الاولی،بل یجب الصبر بها الی أن تحیض و لو زاد عن ثلاثة أشهر.

و فی اشتراط تعیین المطلقة ان تعددت الزوجة لفظا أو نیة تردد و اختلاف،الا أن الأظهر الأشهر الاشتراط،و فی الانتصار (1)الإجماع.

الرکن الثالث:فی الصیغة

الرکن الثالث:فی الصیغة و هی صریحة و کنایة.

و الأشهر الأظهر أنه یقتصر علی الاولی،و هی أن یقول:أنت، أو هذه،أو فلانة و یذکر اسمها أو ما یفید التعیین،أو زوجتی مثلا طالق فلا یکفی أنت طلاق،و ان صح إطلاق المصدر علی اسم الفاعل و قصده فصار بمعنی طالق تحصیلا لموضع النص و الاتفاق و استصحابا للزوجیة.

و لا یقع ب نحو أنت خلیة و بریة و غیرهما من الکنایات،کالبتة و البتلة و حرام و بائن،و اعتدی و ان ضم إلیها قرینة دالة علی النیة،بلا خلاف بیننا فیما عدا الأخیر.

و کذا لا یقع لو قال للزوجة: اعتدی علی الأشهر الأظهر، بل کاد أن یکون إجماعا،کما صرح به فی الانتصار (2).

و یقع الطلاق لو قال له أحد: هل طلقت فلانة؟فقال:نعم قاصدا به الإنشاء،وفاقا للشیخ و جماعة،خلافا للأکثر فلا یقع به أیضا،و فی

ص:427


1- 1) الانتصار ص 139.
2- 2) الانتصار ص 129.

الانتصار (1)الإجماع،و هو أقوی.

و یشترط تجریده عن الشرط و هو ما أمکن وقوعه و عدمه،کقدوم المسافر و دخولها الدار و الصفة و هو ما قطع بحصوله عادة،کطلوع الشمس و زوالها، و یستثنی من الشرط ما کان معلوم الوقوع حال الصیغة،کما لو قال:أنت طالق ان کان الطلاق یقع بک.و هو یعلم وقوعه،و لا بأس به،و لکن الأحوط ترکه.

و لو فسر الطلقة باثنین أو ثلاث کأن قال:أنت طالق طلقتین أو ثلاث صحت واحدة و بطل الزائد المعبر عنه ب التفسیر علی الأظهر الأشهر، و فی نهج الحق الإجماع.

و قیل: انه یبطل الطلاق رأسا و لا یقع منه شیء و لو واحدا، و القائل جماعة من القدماء.

و لو کان المطلق مخالفا یعتقد وقوع الثلاث أو عدم اشتراط شیء مما مر فی الطلاق فطلق لزمه معتقده و جاز لنا مناکحة مطلقاته کذلک، بلا خلاف یظهر بل علیه الإجماع فی کلام جمع.و لا فرق فی المطلقة بین المخالفة و المؤمنة علی ما یقتضیه إطلاق النص (2)و کلام الأصحاب.

الرکن الرابع:فی الإشهاد

الرکن الرابع:فی الاشهاد،و لا بد فی صحة الطلاق من شاهدین یسمعانه بإجماعنا.

و لا یشترط استدعاؤهما الی السماع بل یکفی سماعهما علی الإطلاق بلا خلاف،و لا معرفتهما المطلقة بشخصها و عینها،بل یکفی المعرفة بنحو من الاسم و الإشارة.نعم ذلک أحوط إن أمکن.و یشترط اجتماعهما معا لسماع الصیغة،فلا یقع مع التفرقة.

ص:428


1- 1) نفس المصدر.
2- 2) وسائل الشیعة 15-320،ب 30.

و یعتبر فیهما العدالة بإجماعنا،و العدالة شیء زائد علی ظاهر الإسلام من حسن الظاهر أو الملکة،کما هو الأقرب.

و بعض الأصحاب یکتفی بالإسلام فی الشهادة،و هو الشیخ فی النهایة (1)و جماعة،و لا ریب فی ضعفه.

و لو طلق و لم یشهد العدلین علی إنشاء الطلاق ثم أشهد هما بعد ذلک کان الطلاق الأول لغوا لعدم اشتماله علی شرط الصحة،و صح الثانی ان اشتمل علی باقی شرائطها.

و لا تقبل شهادة النساء هنا لا منفردات و لا منضمات بلا خلاف.

النظر الثانی-فی أقسامه:

اشارة

و ینقسم إلی بدعة و سنة جائزة،و لو بعنوان الوجوب أو الکراهة أو الاستحباب أو الإباحة.

فالبدعة علی ما ذکره الأصحاب ثلاثة:

أحدها: طلاق الحائض مع الدخول بها و حضور الزوج عندها أو غیبته لکن دون المدة المشترطة علی تقدیر اعتبارها مع عدم حملها.

و ثانیها:طلاقها فی طهر قد قربها فیه مع عدم الغیبة أو مطلقا مع ثبوت الوقوع فیه علی الخلاف.

و ثالثها: الثلاث المرسلة مع اعتقاد وقوعها.

و کله أی البدعی بأقسامه لا یقع إلا الأخیر منها خاصة فواحدة کما سبق.

و تقیید الثلاث ب«المرسلة»یفید عدم بدعیة المرتبة و لو لم یتخللها رجعة،

ص:429


1- 1) النهایة ص 510.

کما أن الحصر فی الثلاثة یفید عدم بدعیة الطلقات الأخر الفاسدة،کالواقع بغیر إشهاد،أو معه من دون صیغة معتبرة.و کل ذلک محل مناقشة ان أرید بالبدعیة الباطلة،و لا ان کان ذا مجرد اصطلاح،و لیس فیه مشاحة الا أنه علی هذا لیست القسمة حاصرة.

و طلاق السنة و المراد به هنا ما یقابل البدعة،و یقال له:طلاق السنة بالمعنی الأعم،و الأخص هو أن یطلق علی الشرائط ثم یترکها حتی یخرج من العدة الرجعیة لا البائنة،کما یستفاد من النصوص (1)،و لیس فیها اعتبار التزویج بها ثانیا بعد الخروج من العدة،کما ذکره جماعة.

و الأول ثلاثة:بائن،و رجعی،و طلاق للعدة.

فالبائن:ما لا یصح معه الرجعة بلا عقد:اما لعدم العدة بالمرة و هو أقسام ثلاثة:

أحدها: طلاق الیائسة عن المحیض علی الأشهر الأظهر کما یأتی.

و ثانیها: من لم یدخل بها مطلقا.

و ثالثها: الصغیرة و لو دخل بها،بلا خلاف فی الأول،و علی الأشهر فی الثانیة مع الدخول بها کما یأتی.

و أما لعدم إمکان الرجوع فی العدة و ان أمکن فی الجملة و هو اثنان:

طلاق المختلعة و المبارأة ما لم ترجعا فی البذل المعتبر فیهما أو مطلقا و هو فی المطلقة ثلاثا بینهما رجعتان أو عقدان،أو عقد و رجعة.

و الرجعی: هو ما یصح معه الرجعة فی العدة و لو لم یرجع و یکون فیما عدا الأقسام الستة المتقدمة فی البائن،و علی هذا و ما تقدم یکون

ص:430


1- 1) وسائل الشیعة 15-344،ب 1 من أقسام الطلاق.

طلاق المختلعة تارة من القسم الأول،و هو مع الشرط المتقدم فیه،و أخری من هذا القسم مع عدمه.

و طلاق العدة و هو علی ما فسره جماعة:أن یطلق علی الشرائط،ثم یراجعها قبل خروجها من عدتها و یواقعها،ثم یطلقها فی غیر طهر المواقعة،ثم یراجعها و یواقعها ثم یطلقها فی طهر آخر،و هو المستفاد من المعتبرة (1).

و المستفاد من قوله فی تفسیره:انه ما یرجع فیه و بواقع ثم یطلق هو أن المعتبر فیه أن یطلق ثانیا بعد الرجوع و المواقعة خاصة،و عن بعضهم عدم اعتبار الطلاق ثانیا و الاقتصار علی الرجعة،و عن النهایة (2)و جماعة أن الطلاق الواقع بعد المراجعة و المواقعة یوصف بکونه عدیا و ان لم یقع بعده رجوع و وقاع،لکن الطلاق الثالث لا یوصف بکونه عدیا إلا إذا وقع بعد الرجوع و الوقاع.

و ظاهر القولین الأولین اتصاف الطلاقین الأولین بالعدی دون الثالث، و ینعکس الأمر علی القول الثالث فیتصف الأخیران بالعدی دون الأول.

فهذه أی المطلقة للعدة تحرم فی الطلقة التاسعة تحریما مؤبدا إذا کانت حرة.

و ما عداها من أقسام الطلاق الصحیح،و هو ما إذا رجع فی العدة و تجرد عن الوطء،أو بعدها بعقد جدید و ان وطئ تحرم المطلقة و فی کل ثالثة إذا کانت حرة،و فی کل ثانیة إذا کانت أمة حتی تنکح زوجا غیره کحرمتها کذلک لو طلقت للعدة.

فالفارق بین الطلاق للعدة و غیرها حصول التحریم المؤبد بالتاسعة فی

ص:431


1- 1) وسائل الشیعة 15-348،ب 2.
2- 2) النهایة ص 514.

العدی خاصة دون غیرها،فلا تحریم فیه أبدا و لو بلغ العدد الی مائة بعد حصول المحلل بعد کل ثلاثة.

و هنا مسائل:

الاولی:لا یهدم استیفاء العدة تحریم الثالثة

الاولی:لا یهدم استیفاء العدة و انقضائها و عدم رجوع الزوج فیها فی کل مرة تحریم الثالثة حتی تنکح زوجا غیره،و کذا لو استوفت العدة فی إحدی الطلقات خاصة إجماعا منا،کما فی کلام جماعة،بل من العلماء کافة کما فی کلام بعض،و خلاف ابن بکیر نادر لا یعبأ به و ان وافقه الصدوق فی الفقیه (1).

الثانیة:یصح طلاق الحامل

الثانیة:یصح طلاق الحامل المستبین حملها مرة إجماعا و زائدا علیها مطلقا و لو کان للسنة بالمعنی الآتی کما یصح للعدة بالمعنی المقابل له و غیره علی الأشبه الأشهر فی المقامین،بل علیه الإجماع فی الأخیر فی کلام جماعة.

خلافا للصدوقین فمنعا عن الزائد عن الواحدة مطلقا استنادا الی الصحاح المستفیضة (2)،و حملها علی الفضیلة أو غیرها متعین جمعا بین الأدلة،و للنهایة (3)و جماعة فمنعوا عن طلاقها المسنة،بمعنی أن یطلقها بعد الرجوع من غیر وقاع، و جوزوا طلاقها للعدة بالمعنی المقابل له،و لا یخلو عن قوة.

الثالثة:یصح أن یطلق ثانیة فی الطهر الذی طلق فیه و راجع و لم یطأ

الثالثة:یصح أن یطلق الزوجة طلقة ثانیة فی الطهر الذی طلق فیه أولا و راجع فیه و الحال أنه لم یطأ و کذا فی غیر ذلک الطهر

ص:432


1- 1) من لا یحضره الفقیه 3-320.
2- 2) وسائل الشیعة 15-380،ب 20.
3- 3) النهایة ص 517.

علی الأظهر الأشهر،خلافا للمعانی فاشترط فی الطلقة الثانیة بعد الرجعة الوقاع للاخبار حملها علی الاستحباب طریق الجمع بینها و بین ما هو أقوی منها.

لکن لا تقع الطلقة الثانیة فی الصورة المفروضة للعدة إجماعا، لاشتراطها بالمواقعة المفقودة فی مفروض المسألة.

الرابعة:لو طلق غائبا ثم حضر و دخل بها ثم ادعی الطلاق لم یقبل دعواه

الرابعة:لو طلق حال کونه غائبا بائنا أو رجعیا ثم حضر و دخل بها بعد البینونة ثم ادعی الطلاق لم یقبل دعواه فیما یتعلق بحق الزوجة خاصة و لا بینته التی أقامها بنفسه دون غیره،فتقبل فی الثانی لو ورخت بما ینافی فعله،و یحکم علیه بالفرقة فی مفروض المسألة،و هو الدخول بعد البینونة،و الا فیعد فعله رجعة.

و یتفرع علی عدم قبول دعواه و بینته أنه لو أولدها ألحق به.

الخامسة:إذا طلق الغائب و أراد العقد علی أختها أو علی خامسة و احتمل حمل المطلقة

الخامسة:إذا طلق الغائب زوجته و أراد العقد علی أختها أو علی خامسة و احتمل حمل المطلقة تربص تسعة أشهر من حین الطلاق علی المفهوم من العبارة هنا و کلام جماعة،و به صرح بعض.

و لکن التعلیل هنا و فی کلام جماعة بکونه احتیاطا عن احتمال الحمل ربما أشعر بکون مبدأ التسعة من حین المواقعة،و بإفادة التعلیل ذلک صرح بعض الأصحاب،و الأحوط الأول عملا بظاهر الصحیحة (1)التی هی مستند الحکم فی المسألة،و ان کان فیها ما یشعر بالثانی.

و الحکم فی المسألة مختص بالمسترابة بالحمل کما قیدنا به العبارة،و أما غیرها فعدتها ثلاثة أقراء أو أشهر ثلاثة.

ص:433


1- 1) وسائل الشیعة 15-479،ح 1.

النظر الثالث-فی اللواحق:

المقصد الأول:یکره الطلاق للمریض

و فیه مقاصد أربعة:

المقصد الأول:یکره الطلاق للمریض علی الأظهر الأشهر،بل کاد أن یکون إجماعا،و قیل:بالتحریم،و هو أحوط.

و یقع لو طلق و الحال هذه إجماعا.

و یرث زوجته المطلقة فی العدة الرجعیة إجماعا دون العدة البائنة علی الأظهر الأشهر،و فی الخلاف (1)الإجماع.

و ترثه هی أی الزوجة المطلقة فی المرض فی العدة و بعدها مطلقا و لو کان الطلاق بائنا و لکن إلی سنة خاصة،فلا ترث بعدها و لو لحظة بلا خلاف.

ثم ان الحکم بإرثها منه بعد العدة مشروط ب ما إذا لم تتزوج فلو تزوجت حرمت المیراث إجماعا أو یبرأ من مرضه ذلک الذی طلقها فیه،فلو بریء منه و مات بمرض غیره قبل مضی السنة حرمت المیراث أیضا و لو لم تتزوج بغیره.

ثم ان إطلاق النص (2)و العبارة یقتضی عدم الفرق فی الایراث مع الشرطین بین صورتی الطلاق بقصد الإضرار بالزوجة و عدمه،و هو الأشهر الأظهر،خلافا لجماعة فقیدوها بالأولی،و لا یخلو عن قوة،فالاحتیاط لا یترک ان أمکن،و الا فالعمل علی الأشهر.

المقصد الثانی:فی المحلل

المقصد الثانی:فی المحلل و یعتبر فیه البلوغ فلا تحلیل بالصغیر إجماعا،و کذا المراهق علی الأشهر الأقوی.

ص:434


1- 1) الخلاف 2-456.
2- 2) وسائل الشیعة 15-384،ب 22.

و الوطء فلا تحلیل بمجرد العقد إجماعا.و یشترط أن یکون فی القبل و ظاهرهم الاتفاق علی الاکتفاء فیه بغیبوبة الحشفة.

و أن یکون بالعقد الصحیح فلا عبرة بالوطی المجرد عنه مطلقا و لو شبهة و لا بالوطی بالملک أو التحلیل،و لا بالفاسد منه.

و ینبغی تقیید العقد ب الدائم فلا تحلیل بالتمتع،و لا یشترط فیه الحریة.

و لو تزوجها عبد بالشرائط حلت لزوجها،و حینئذ یسهل الخطب فی تحلیل المحلل ان خیف عدم طلاقه أو إبطائه،فیحتال بتزویجها من العبد ثم نقله الی ملکها فإنه کطلاقها.

و هل یهدم المحلل بشرائطه ما دون الطلقات الثلاث فیکون معه کالعدم أم لا،بل یحسب من الثلاث؟ فیه روایتان (1)،أشهرهما:أنه یهدم بل ربما أشعر کثیر من العبارات بالإجماع.

و لو ادعت أنها تزوجت المحلل و أنه دخل بها و طلق، فالمروی (2)صحیحا القبول إذا کانت ثقة الا أن المشهور القبول مع الإمکان مطلقا،و حمل الروایة علی الاستحباب قیل:و المراد بالثقة من تسکن النفس الی خبرها و ان لم تکن متصفة بالعدالة المعتبرة فی الشهادة.

المقصد الثالث:فی الرجعة

المقصد الثالث:فی الرجعة بالکسر و الفتح،و الثانی أفصح.

و تصح بکل ما دل علی قصد الرجوع فی النکاح،بلا خلاف بین العلماء إذا کان نطفا،کقوله:راجعت و رجعت و ارتجعت متصلا بضمیرها،فیقول:

راجعتک و ارتجعتک و رجعتک.و هذه الثلاثة صریحة غیر محتاجة فی بیان نیة الرجعة

ص:435


1- 1) وسائل الشیعة 15-363،ح 1 و 2.
2- 2) وسائل الشیعة 15-370،ب 11.

إلی ضمیمة و لو مثل«الی»أو«الی نکاحی»بلا خلاف الا أنه ینبغی إضافتهما و یستحب کما قیل و بها تصیر أصرح.

و فی معناه رددتک و أمسکتک،فلا یحتاج إلی قرینة،و قیل:یفتقر إلیها فیهما.

و هو أحوط.

و بیننا إذا کان فعلا،کالوطی و القبلة و اللمس بشهوة مع قصد الرجعة،فلا عبرة بها سهوا،أو غفلة،أو مع قصد عدم الرجعة،أو لا معه مع عدم قصدها،فان ذلک لا یفید الرجوع،و ان فعل حراما فی غیر الأول،و لأحد علیه و ان استحق التعزیر،الا مع الجهل بالتحریم.

نعم لو فعل أحد الأمور المتقدمة خالیا عما یدل علی أحد القیود المتقدمة کان الأصل فیه الرجوع،تبعا لإطلاق النص (1)و العبارة،خلافا للروضة فقیده بقصد الرجوع لا بعدم ظهور قصد غیره.

و لو أنکر الطلاق کان إنکاره ذلک رجعة بلا خلاف،بل قیل:اتفاقا و لا فرق فی ذلک بین أن یضم الیه ما یدل علی قصد الرجوع أو لا.نعم لو انضم الیه ما یدل علی عدم قصد الرجوع و أن الباعث علی الإنکار انما هو عدم التفطن الی وقوع المنکر و لو ذکره لم یرجع،فالظاهر عدم حصول الرجوع به،و علی ذلک ینزل إطلاق النص (2)و الفتوی جمعا.

و لا یجب فی تحقق الرجعة الإشهاد بل یستحب بلا خلاف.

و رجعة الأخرس بالإشارة المفهمة کسائر تصرفاته علی الأشهر الأظهر، و قیل:بإلقاء القناع عنها.و هو أحوط،و فی قول المصنف: و فی روایة (3)بأخذ

ص:436


1- 1) وسائل الشیعة 18-400 ح 1.
2- 2) وسائل الشیعة 15-372،ب 14.
3- 3) وسائل الشیعة 15-300،ح 3،و راجع فقه الرضا ص 33.

القناع عنها إشارة إلی وجود روایة بصریحها فیه،و لم نقف علیها.

و لو ادعت المطلقة انقضاء العدة فی الزمان الممکن و یختلف أقله باختلاف أنواع العدة،فهو من المعتدة بالأقراء ستة و عشرون یوما و لحظتان فی الحرة،و ثلاثة عشر یوما و لحظتان فی الأمة،و قد یتفق نادرا انقضاؤها الحرة بثلاث و عشرین یوما و ثلاث لحظات،و فی الأمة بعشرة و ثلاث،و من المعتدة بالوضع تاما ستة أشهر و لحظتان من وقت النکاح لحظة للوطی و لحظة للولادة،و سقطا مصورا مائة و عشرون یوما و لحظتان،و مضغة ثمانون یوما و لحظتان،و علقة أربعون یوما کذلک قبل دعواها من غیر یمین إذا لم یکن لها منازع،بلا خلاف فیه و لا فی دعوی الانقضاء بالأشهر.

و لا فرق بین دعوی المعتاد و غیره،وفاقا لإطلاق النص (1)و الأکثر،و ربما قید بالأول،و هو أحوط سیما مع التهمة و کذا إذا کان لها منازع،فیقبل قولها فی انقضاء العدة بالحیض و الوضع لکن مع الیمین بلا خلاف.

و أما بالأشهر فقد قطع جماعة بعدم قبول قولها و تقدیم قول الزوج المنکر، لرجوع النزاع الی الاختلاف فی وقت الطلاق،و الأصل عدم تقدمه.و منه یظهر الوجه فی تقدیم قولها مع الیمین هنا لو انعکس الفرض فادعت البقاء لطلب النفقة مثلا،و لا ریب فیه،و یشکل فی أصل الفرض،و الوجه تقدیم قولها مع الیمین تبعا لإطلاق النص (2).

المقصد الرابع-فی العدد:

اشارة

جمع عدة،و هی:اسم لمدة معدودة تتربص فیها المرأة لمعرفة براءة رحمها أو للتعبد،أو للتفجع علی الزوج،و شرعت صیانة للأنساب.

ص:437


1- 1) وسائل الشیعة 15-441،ب 24.
2- 2) وسائل الشیعة 15-441،ب 24.

و النظر هنا فی فصول:

الأول :لا عدة علی من لم یدخل بها إجماعا عدا المتوفّی عنها زوجها فعلیها العدة کما یأتی.

و نعنی بالدخول الوطء قبلا أو دبرا وطیا موجبا للغسل بلا خلاف.و لا فرق فی الداخل بین کونه کبیرا أو صغیرا لم یبلغ سنا یمکن التولد منه کما عن جماعة،و هو أحوط،کالحاق دخول المنی المحترم مع ظهور الحبل بالوطی، فتعتد بالوضع و لکن لا عدة قبل الظهور،لعدم الموجب له من حبل أو دخول.

و لا تجب بالخلوة من دون مواقعة علی الأشهر الأظهر.و لا بوطء الخصی علی روایة (1)صحیحة،لکنها مطرحة عند الأصحاب،معارضة بصحیحة (2)أخری هی أقوی منها،و العمل بها أحوط أیضا و أولی.

و لا بمباشرة المجبوب،أی المقطوع الذکر علی الأشهر الأظهر.نعم لو ظهر بها حبل منه لحقه الولد و اعتدت منه بوضعه کما مر.

و نحوه الکلام فی الممسوح الذی لم یبق له شیء و لا یتصور منه دخول،الا أنه یزید علیه بعدم إلحاق الولد به و العدة مع ظهور الحبل کما عن الأکثر.و قیل:

حکمه فی هذا أیضا حکم المجبوب.و هو بعید.

الثانی :فی عدة المستقیمة الحیض التی یأتیها حیضها فی کل شهر مرة علی عادة النساء،و فی معناها من کانت تعتاد الحیض فیما دون الثلاثة أشهر.

و هی تعتد من الطلاق و الفسخ و وطئ الشبهة بل الزنا أیضا،وفاقا لجماعة خلافا للأکثر بثلاثة أطهار علی الأشهر الأظهر،و فی کلام جماعة الإجماع،

ص:438


1- 1) وسائل الشیعة 15-52،ب 44.
2- 2) وسائل الشیعة 15-469،ب 39.

هذا إذا کانت حرة مطلقا و ان کانت تحت عبد و أما إذا کانت أمة فتعتد بقرءین و لو کانت تحت حر کما یأتی.

و تحتسب بالطهر الذی طلقها فیه قرءا واحدا و لو حاضت بعد الطلاق بلحظة بلا خلاف،و لو لم تطهر بلحظة بعد الطلاق بل اتصل خروج الدم بانتهاء الصیغة لم تحسب الطهر الذی طلقت فیه قرءا و تبین برؤیة الدم الثالث قطعا فی ذات العادة الوقتیة،و کذا فی غیرها علی الأشهر الأقوی.

و أقل ما تنقضی به عدتها ستة و عشرون یوما و لحظتان کما قدمناه.

و لیست اللحظة الأخیرة جزءا من العدة بل هی دالة علی الخروج منها علی الأشهر الأقوی،خلافا للشیخ فجعلها جزءا.

و یتفرع علی القولین عدم جواز الرجعة أو التزویج بالغیر فی تلک اللحظة علی الأول دون الثانی.

الثالث :فی عدة المسترابة بالحمل و هی التی لا تحیض و فی سنها من تحیض،و عدتها ان کانت حرة ثلاثة أشهر هلالیة إن طلقت عند الهلال،و الا أکملت المنکسر خاصة ثلاثین بعد الهلالین علی الأشهر الأظهر، و الأظهر أنه لا فرق فی عدم الحیض بین أن یکون خلقیا،أو لعارض من حمل أو رضاع أو مرض.

و هذه أی المسترابة تراعی الشهور و الحیض فتعتد بأسبقهما الی الطلاق،فتعتد بالأشهر إن مرت بها بعد الطلاق بلا فاصلة خالیة من الحیض، و بالاقراء ان مرت بها کذلک.أما لو مر بها الأشهر بعد أن رأت الحیض-و لو مرة بعد الطلاق-اعتدت بالاقراء.

و أما لو رأت فی الشهر الثالث حیضة أو حیضتین و تأخرت الحیضة الثانیة أو الثالثة الی أن انقضت الأشهر انتظرت تمام الأقراء،فإن

ص:439

تمت قبل أقصی الحمل،و الا صبرت تسعة أشهر علی أشهر القولین و أظهرهما لاحتمال الحمل غالبا،فان وضعت ولدا،أو اجتمعت الأقراء الثلاثة،فذک هو المطلوب فی انقضاء العدة.

ثم ان لم یتفق أحد الأمرین اعتدت حینئذ بالأشهر الثلاثة و لیست الأشهر التسعة المتقدمة من العدة،بل انما اعتبرت لتعلم أنها لیست من ذوات الأقراء.

و فی روایة عمار (1)الموثقة أنها تصبر سنة ثم تعتد بثلاثة أشهر و أفتی بها الشیخ فی النهایة (2)،لکن مقیدا لها بصورة تأخر الحیضة الثلاثة،و هی مع شذوذها بإطلاقها معارضة بروایة (3)أخری أقوی منها.

و إطلاق النص و الفتوی یقتضی عدم الفرق بین استرابتها بالحبل و عدمه فی وجوب التربص تسعة أشهر ثم الاعتداد بالثلاثة بعدها،حتی لو کان زوجها غائبا عنها أو حاضرا و لم یقربها مدة مدیدة فحکمها کذلک،لکن عن الشهید فی بعض تحقیقاته الاکتفاء بالتسعة لزوجه الغائب،و حجته غیر واضحة.

و بالجملة الضابط:أن المعتدة المذکورة ان مضی لها ثلاثة أفراء قبل ثلاثة أشهر انقضت عدتها،و ان مضی علیها ثلاثة أشهر لم تر فیها حیض انقضت عدتها بها مطلقا.و ان کانت لها عادة مستقیمة فیما زاد علیها،بأن کانت تری الدم فی کل أربعة أشهر مرة أو ما زاد علیها و ما نقص،بحیث یزید عن ثلاثة و لو بلحظة.و متی رأت فی الثلاثة دما مطلقا و لو قبل انقضائها بلحظة،فحکمها ما فصل سابقا من انتظار أقرب الأمرین من تمام الأقراء و وضع الولد،فان انتفیا اعتدت بعد تسعة أشهر

ص:440


1- 1) وسائل الشیعة 15-422،ح 1 ب 13.
2- 2) النهایة ص 532.
3- 3) وسائل الشیعة 15-423،ح 2.

بثلاثة أشهر،الا أن یتم لها ثلاثة أقراء قبلها و لو مبنیة علی ما سبق.و لا فرق فی إطلاق النص و الفتوی بین أن یتجدد لها دم أخری فی الثلاثة أو قبلها و عدمه، خلافا لبعضهم فی الأول فأبطل العدة بها و عین اعتدادها بالاقراء.

و علیه فهل یجب علیها ثلاثة أقراء غیر الأقراء المتخللة بین الطلاق و غایة التربص؟ وجهان،أجودهما:الثانی.

و لا عدة علی الصغیرة و هی التی لم تبلغ تسع سنین.

و لا الیائسة التی لم تحض و مثلها لا تحیض مع عدم الدخول إجماعا، و کذا معه علی الأشهر الأقوی بل إجماعا،خلافا للسیدین فأثبتا لها حینئذ العدة،و هو أحوط.

و فی حد الیأس عن الحیض روایتان (1)بل روایات،باختلافهما اختلف الأصحاب،الا أن أشهرهما: أنه خمسون سنة مطلقا،و الروایة الثانیة أنه ستون کذلک،و فی ثالثة التفصیل بین القرشیة فالثانی و غیرها فالأول، و لا یخلو عن قوة وفاقا لجماعة،و یلحق بالقریشیة النبطیة.

و لو رأت المطلقة الحیض مرة ثم بلغت سن الیأس أکملت العدة بشهرین بلا خلاف أجده.

و لو رأت حیضتین ثم بلغت الیأس،ففی وجوب اعتدادها بشهر أم لا وجهان، أحوطهما:الأول.

و لو کانت المطلقة ذات عادة مستقیمة الا أنها لا تحیض إلا فی خمسة أشهر أو ستة أو سنة أو سنتین أو نحوهما اعتدت بالأشهر إلا إذا رأت حیضة قبل انقضائها فعلی ما فصل سابقا.

الرابع :فی الحامل،و عدتها فی الطلاق و ما فی معناه کالفسخ و الوطء

ص:441


1- 1) وسائل الشیعة 15-409،ح 4 و 5.

بشبهة أو مطلقا علی قول قوی بالوضع للحمل بتمامه بشرط کونه من المطلق و لو بعد الطلاق بلحظة.

و إطلاق الأدلة و صریح الجماعة یقتضی الاکتفاء بالوضع مطلقا و لو لم یکن الولد تاما لکن مع تحقق کونه حملا أو مبدأ نشو آدمی قطعا، و لا یکفی مجرد کونه نطفة إجماعا،و الأشهر الأقوی انحصار عدتها فی الوضع، فما لم یحصل فهی بعد فی العدة،و ان مضت علیها من حین الطلاق ثلاثة أشهر قبل الوضع،خلافا للصدوق و ابن حمزة فی مضی الثلاثة أشهر قبل الوضع فجعلاها العدة،و لکن منعاها عن التزویج قبله.و هما نادران.

و لو طلقها فادعت الحمل تربص بها أقصی مدة الحمل إجماعا، و فی وجوب التربص بعد الأقصی بثلاثة أشهر قولان،أجودهما:الأول وفاقا لجماعة،خلافا لأخیرین فأحوط و أولی.

و لو وضعت توأما بانت به أی بالأول علی تردد و اختلاف، و الأظهر عدم البینونة إلا بوضع الجمیع،و فی الخلاف (1)الإجماع علیه من الجمیع الا عن عکرمة.

و لم یجز لها أن تنکح زوجا غیره الی أن تضع الأخیر بلا خلاف.

و لو طلقها رجعیا ثم مات عنها فی العدة استأنفت عدة الوفاة أربعة أشهر و عشرا من حین الوفاة بلا خلاف.

و مقتضی الأصل و اختصاص النص (2)بغیر عدة المسترابة اعتدادها بالأشهر الثلاثة بعد الصبر تسعة أشهر أو سنة،فلا اشکال فیه إذا بقی من المدة

ص:442


1- 1) الخلاف 3-53.
2- 2) وسائل الشیعة 15-463،ب 36.

ما یزید علی عدة الوفاة أو یساویها.

و یشکل فی الناقص کما إذا صبرت التسعة أو السنة ثم مات عنها،و الأحوط إلحاقها بغیر المسترابة،فتزید علی الثلاثة أشهر فی المثال أربعین یوما لیتم لها عدة الوفاة.

و لو کان طلقها بائنا اقتصرت علی إتمام عدة الطلاق بلا خلاف.

الخامس :فی عدة الوفاة،تعتد الحرة المنکوحة بالعقد الصحیح من الوفاة بأربعة أشهر و عشرة أیام إذا کانت حائلا إجماعا.

و الحکم عام لکل امرأة صغیرة کانت أو کبیرة،دخل بها أو لم یدخل و لکل رجل بالغا کان أو غیره.و لا فرق أیضا بین الدائمة و المتمتع بها علی الأشهر الأقوی.

و یعتبر مدة العدة بالهلال ما أمکن،فان مات الزوج فی خلال الشهر الهلالی و کان الباقی أکثر من عشرة أیام،أکملت ثلاثین یوما و یضاف إلیه ثلاثة أشهر بالأهلة و عشرة أیام،فإذا انتهت الی الوقت الذی مات فیه الزوج یوم مات فقد انتهت العدة.و ان کان الباقی عشرة أیام أو أقل منها،ضم إلیها أربعة أشهر هلالیة و تمام العشرة فی الثانی.و فی عد المنکسر ثلاثین أو الاکتفاء بإتمام ما فات خلاف و الأحوط الأول.

و بأبعد الأجلین من المدة المزبورة و مدة الوضع ان کانت حاملا بإجماعنا.

و یلزمها الحداد ما دامت فی العدة إجماعا و هو ترک الزینة من الثیاب و الادهان و الکحل و الحناء و الطیب و غیر ذلک مما یسمی فی العرف زینة و یختلف باختلاف العادات،فلو فرض عدم عد استعمال الأمور المزبورة فی بعض العادات زینة کان محللا.

ص:443

و لا یلزمها ترک التنظیف و دخول الحمام و تسریح الشعر و السواک و قلم الأظفار و السکنی فی المساکن العالیة و استعمال الفرش الفاخرة،و غیر ذلک مما لا یعد مثله فی العرف زینة.

و الأشهر أنه لا فرق بین الصغیرة و الکبیرة و المسلمة و الذمیة و المجنونة، و هو أحوط و ان کان فی التعمیم إلی الصغیرة و المجنونة نظر.

و الحداد واجب علیها تعبدا لا شرطا،فلو ترکته أثمت و لکن عدتها تامة علی الأصح.

و هو مختص بالمتوفی عنها دون أقاربها و دون المطلقة مطلقا رجعیا أو بائنا.

و لا حداد علی الأمة مطلقا علی الأشهر الأقوی،و قیل:تحد.و هو أحوط.

السادس :فی المفقود،لا خیار لزوجته ان عرف خبره بحیاته أو موته بل علیها الصبر فی الأول إلی مجیئه أو تحقق موته،و علی الحاکم الإنفاق علیها من ماله ان أمکن الوصول الیه،و الا طالبه بالنفقة بالإرسال الیه،أو الی من یجبره علیه،و من بیت المال ان تعذر الأمران مع عدم متبرع.

و علیها عدة الوفاة فی الثانی،و حلت للأزواج بعدها،و حل لکل من شارکها فی العلم بالوفاة،أو اختص عنها بالجهل بها و بحالها أیضا مع تعویله فی الخلو عن الزوج بدعواها نکاحها.

أو جهل خبره و لکن کان له ولی أو متبرع ینفق علیها فلا خیار لها هنا أیضا بلا خلاف.

ثم ان فقد الأمران فجهل خبره و لم یوجد من ینفق علیها،فان صبرت و الا رفعت أمرها إلی الحاکم الشرعی و أجلها أربع سنین من

ص:444

حین الرفع علی الأشهر الأظهر لینفحص عنه فی المدة لا بعدها.

فان وجده و الا أمرها بعدة الوفاة ثم أباحها النکاح قیل:بلا خلاف للموثق (1).و ظاهره کالمتن و جمع الاکتفاء فی الاعتداد بالأمر به من غیر احتیاج الی طلاق،خلافا للآخرین فأوجبوه،و هو الأصح.

و لا یجب فی هذه العدة الحداد علی الأقرب.

فإن جاء فی العدة فهو أملک بها و ان حکم بکونها عدة وفاة بائنة.

و ان خرجت منها و تزوجت فلا سبیل له علیها إجماعا.

و ان خرجت منها و لم تتزوج فقولان،أظهرهما و أشهرهما: أنه لا سبیل له علیها هنا أیضا،و القول الثانی بإثبات السبیل له علیها حینئذ للشیخ فی النهایة (2)،و فی المسألة قول آخر.

السابع :فی عدة الإماء و الاستبراء.

اعلم أن عدة الإماء فی الطلاق و نحوه مع الدخول بنکاح و شبهه قرآن إجماعا و هما طهران علی الأشهر الأظهر،خلافا للقدیمین فحیضتان و هو أحوط،کل ذا إذا کانت ذات عادة مستقیمة.

و أما لو کانت مسترابة بالحیض فلا تحیض و مثلها تحیض و عدتها خمسة و أربعون یوما ان طلقت فی أثناء الشهر أو فی أوله و کان الشهر تاما،و أما إذا فقد الأمران کأن طلقت فی الأول و نقص الشهر فأربعة و أربعون یوما، و لکن الأحوط ما أطلقته العبارة.

و لو کانت مسترابة بالحمل فعلیها الصبر بأشهر تسعة کالحرة علی الأقرب، و قیل:ثلاثة أشهر.

ص:445


1- 1) وسائل الشیعة 14-391،ب 45.
2- 2) النهایة ص 538.

و علی المختار فهل یجب علیها الصبر شهرا و نصفا بعد التسعة أم لا؟ظاهر الأصحاب الثانی.

و لو کانت حاملا فعدتها بالوضع کالحرة،وفاقا لجماعة.

و لا یتفاوت الحکم فی جمیع ذلک باختلاف الأزواج بالحریة و الرقیة بل عام تحت عبد کانت أو تحت حر بلا خلاف،للعمومات،و مقتضاها أیضا عموم الحکم لکل أمة قنا کانت أو مدبرة أو مکاتبة أو أم ولد زوجها مولاها فطلقها الزوج، و أما المبعضة فتعتد عدة الحرة.

و لو اعتقت الأمة ثم طلقت لزمها عدة الحرة إجماعا و کذا لو طلقها رجعیا ثم أعتقت فی العدة أکملت عدة الحرة.

و لو طلقها بائنا أتمت عدة الأمة بلا خلاف.

و عدة الذمیة التی لیست بأمة کالحرة المسلمة فی کل من الطلاق و الوفاة علی الأشبه الأشهر،بل قیل:اتفاقا.

و تعتد الأمة غیر ذات الولد من مولاها من الوفاة أی وفاة زوجها و ان لم یدخل بها بشهرین و خمسة أیام عند أکثر القدماء و المتأخرین،خلافا لجماعة فکالحرة،و هو فی غایة القوة،هذا إذا کانت حائلا.

و لو کانت حاملا اعتدت مع ذلک و هو العدد شهران و خمسة أیام بالوضع بأن تجعل العدة أبعدهما إجماعا.

و أما أم الولد من المولی ف تعتد من وفاة الزوج مطلقا کانت ذات ولد منه أم لا،دخل بها أم لا کالحرة علی الأشهر الأظهر،خلافا لأکثر القدماء کما حکی فکغیر ذات الولد،کل ذا فی عدة الأمة من وفاة الزوج.

و أما من وفاة المولی ففیها خلاف،و الأشهر الأقوی أنها ان کانت ذات ولد منه فعدتها کالحرة أربعة أشهر و عشرة أیام،و الا فعلیها الاستبراء ان کان یطؤها،و الا

ص:446

فلا شیء علیها مطلقا.کل ذا إذا لم تکن حین وفاته مزوجة،و الا فلا عدة علیها من وفاته إجماعا.

و لو طلقها أی الأمة ذات الولد الزوج طلاقا رجعیا ثم مات عنها و هی فی العدة أی فی عدة الطلاق استأنفت عدة الحرة أربعة أشهر و عشرة أیام.

و لو لم تکن ذات ولد استأنفت فی المثال عدة الأمة للوفاة شهرین و خمسة أیام.و لو طلقت بائنا استمرت علی عدتها السابقة،کما مر فی الحرة المتوفّی عنها زوجها فی أثناء العدة.

و لو مات زوج الأمة غیر ذات الولد ثم أعتقت فی العدة أتمت عدة الحرة من الوفاة تغلیبا لجانب الحریة.

و لو وطئ المولی أمته ثم أعتقها فی حیاته اعتدت بعد وفاته و کذا قبله بثلاثة قروء ان کانت غیر مسترابة،و الا فبالاشهر الثلاثة علی الأشهر الأظهر،خلافا للحلی فأوجب علیها الاستبراء خاصة.

و لو أعتقها بعد وفاته کأن دبرها ثم توفی عنها،اعتدت بأربعة أشهر و عشرة أیام علی الأشهر الأظهر،خلافا له.

و الأحوط إلحاق العتق المنجز-و هو فرض المتن-بالمعلق علی الموت،أعنی التدبیر فی وجوب الاعتداد بأربعة أشهر و عشرة أیام،و ان کان الأشهر ما فی المتن.

و لو کانت زوجة الحر أمة فابتاعها کلا أو بعضا بطل نکاحه السابق إجماعا و له وطؤها مع شراء کلها من غیر احتیاج الی استبراء إجماعا،و أما مع شرائها بعضا،فلیس له وطؤها إلا مع تحلیل الشریک له إذا کان غیرها علی الأقوی،و ان کان الأحوط المنع مطلقا کما هو الأشهر.و إذا کانت هی الشریک،فلا یحل وطؤها بتحلیلها إجماعا.

ص:447

تتمة:

لا یجوز لمن طلق رجعیا أن یخرج الزوجة المطلقة من بیته الذی طلقها فیه إذا کان مسکن أمثالها.و ان لم یکن مسکنها الأول،فإن کان دون حقها فلها طلب المناسب و الخروج الیه أو فوقه فله ذلک،و یحتمل العموم فلیس لهما ذلک فی المقامین،و هو أحوط.و لا فرق بین الحضریة و البدویة و البحریة.

الا أن تأتی بفاحشة،و هو وفاقا لجماعة ما یجب به الحد.

و قیل: ان أدناه أن تؤذی أهله بقول أو فعل،و القائل الأکثر،حتی أن فی الخلاف (1)الإجماع،فلا بأس و ان کان الأحوط الأول.

و کما لا یجوز له إخراجها من بیته،کذا لا یجوز لها أن تخرج هی بنفسها من دارها التی طلقت فیها،سواء خرجت بإذن زوجها أم لا،علی ما یقتضیه إطلاق العبارة و نحوها،و به صرح جماعة،خلافا لآخرین فقید المنع بالصورة الثانیة،و لا یخلو عن قوة،و ان کان الأول أحوط.

و علیه فلو کانت فی سفر مباح أو مندوب،ففی وجوب العود ان أمکن إدراکها جزءا من العدة،أو مطلقا،أو تتخیر بینه و بین الاعتداد فی السفر أوجه،أقواها الأخیر.و ان لم یمکن الرجوع فلا یجب قطعا.

فان اضطرت الی الخروج خرجت إجماعا لکن بعد انتصاف اللیل و عادت قبل الفجر وجوبا علی الأشهر الأظهر،هذا ان ارتفع به و بغیره الضرورة،و ان کان ارتفاعها منحصرا فی الغیر جاز قولا واحدا.

و لا یلزم ذلک أی المنع فی کل من الخروج و الإخراج فی عدة الطلاق البائن مطلقا حائلا کانت المطلقة أو حاملا و لا فی عدة المتوفّی عنها زوجها مطلقا کذلک.

ص:448


1- 1) الخلاف 3-58.

بل تبیت کل واحدة منهما و تعتد حیث شاءت بلا خلاف الا من نادر من المتأخرین فمنعها عن بیتوتتها عن بیتها،و هو أحوط و ان کان فی تعینه نظر، بل الأول أظهر.

ثم ان المطلقة بائنا و ان جاز إخراجها و لو حاملا الا أنه فی الأخیرة لیس علی إطلاقه،بل مقید بما إذا أخرجها إلی مسکن آخر لا مطلقا.و الفرق بینها و بین المطلقة رجعیا حینئذ هو عدم جواز إخراجها مطلقا و لو الی مسکن آخر دون هذه فیجوز إخراجها الیه.

و تعتد المطلقة من حین الطلاق مطلقا حاضرا کان المطلق أو غائبا عنها إجماعا فی الأول،و علی الأشهر الأقوی فی الثانی.

هذا إذا عرفت الوقت الذی طلقت فیه و لو بالبینة الشرعیة،و الا فلتعتد من یوم یبلغها مطلقا و لو حصل القطع بتقدم الطلاق علیه یوما فصاعدا علی الأحوط،و ان کان التقیید بصورة احتمال وقوع الطلاق فیه-و لو بعیدا-غیر بعید،فتعتد بالمتیقن سبقه و تتمه بالملحق به.

و تعتد الزوجة فی الوفاة من حینه مع حضوره من حین یبلغها الخبر مع الغیبة علی الأشهر الأظهر،و فی المسألة قولان آخران.

و لا فرق علی الأشهر الأظهر فتوی و نصا (1)فی المتوفّی عنها بین الحرة و الأمة،و لا فی الخبر الذی تعتد من یومه بین خبر من یقبل قوله و یثبت الحکم باخباره و غیره،لکن لیس لها فی الأخیر بعد انقضاء العدة التزویج،فلو تزوجت حینئذ فسد فی الظاهر و صح فی الباطن مع الجهل بالتحریم ان تبین بعد ذلک موته و انقضاء العدة قبل العقد،و أما مع العلم به فقیل:یجب القطع بالفساد.

و فیه نظر،بل إلحاق هذه الصورة بالأولی حیث یتحقق القصد الی مضمون العقد أظهر وفاقا لجمع.

ص:449


1- 1) وسائل الشیعة 15-446،ب 28.

ص:450

کتاب الخلع و المبارأة

اشارة

ص:451

ص:452

(کتاب الخلع و المبارأة) الخلع:بالضم من الخلع بالفتح،و هو النزع کأن کلا منهما ینزع لباس الأخر،لقوله تعالی «هُنَّ لِباسٌ لَکُمْ وَ أَنْتُمْ لِباسٌ لَهُنَّ» (1).

و المبارأة:بالهمزة،و قد تغلب ألفا،و هی المفارقة.و کل منهما طلاق بعوض لازم لجهة الزوج.

و یشترط فیهما ما یشترط فی الطلاق و زیادة شرط فیهما،و هو رضاها بالبذل و آخر فی الخلع و هو کراهتها له،و آخرین فی المبارأة هما کراهة کل منهما لصاحبه و عدم زیادة العوض عن المهر.

و لا یشترط الوقوع عند الحاکم علی الأشهر الأظهر،و ان کان اعتباره-کما علیه الإسکافی-أحوط.

الخلع

اشارة

و الکلام فی الکتاب یقع فی العقد،و الشرائط،و اللواحق:

العقد

و صیغة الخلع الصریحة فیه أن یقول:خلعتک أو خالعتک أو أنت أو فلانة مختلعة علی کذا و الظاهر وقوعه ب«أنت طالق علی کذا»من غیر لفظ الخلع أصلا،و ادعی جماعة الاتفاق علیه،و لکن الأحوط الإتیان بلفظ الخلع.

و لا بد من قبول المرأة عقیبه بلا فصل معتد به،أو تقدم سؤالها قبله کذلک علی

ص:453


1- 1) سورة البقرة:187.

ما ذکره الأصحاب و یقتضیه الاحتیاط.

و هل یقع الخلع بکل من الألفاظ المذکورة بمجرده من غیر احتیاج إلی إتباعه بالطلاق؟ قال المرتضی علم الهدی:نعم و علیه الأکثر،و فی الناصریات (1)علیه الإجماع و قال الشیخ:لا یقع حتی تتبع بالطلاق و هو أحوط و ان کان الأول أظهر.

و لو تجرد کان طلاقا عند المرتضی و الأکثر و فسخا عند الشیخ لو قال بوقوعه مجردا و الأول أظهر.و مظهر الثمرة عده من الطلقات الثلاث المحرمة،فیعد منها علی الأول و لا علی الثانی.

و ما صح أن یکون مهرا صح أن یکون فدیة فی الخلع إجماعا.

و لا تقدیر فیه أی فی المجعول فدیة فی طرفی الزیادة و النقصان بعد أن یکون متمولا بل یجوز أن یأخذ منها ما تبذله برضاها و لو کان زائدا عما وصل إلیها منه.

و حیث أن الخلع معاوضة لا بد فیه من تعیین الفدیة وصفا یحصل به التعیین،سواء کانت عینا شخصیة أو کلیة أو إشارة کهذا الثوب، و هذا العبد،و هذه الصبرة من الحنطة مثلا بلا خلاف.

و لا یعتبر فی الوصف کونه رافعا للجهالة،بل یکفی منه ما یحصل به التعیین، فلو بذلت مالها فی ذمته من المهر جاز و ان لم یعلما قدره،لتعینه فی نفسه و ان لم یکن معلوما لهما.و اعتبر المصنف فی الشرائع (2)فی الغائب ذکر جنسه و وصفه و قدره،مع أنه اکتفی فی الحاضرة بالمشاهدة و ان لم یکن معلوم القدر،و هو أحوط،و ان کان فی وجه الفرق نظر.

ص:454


1- 1) الناصریات ص 250 مسألة:165.
2- 2) شرائع الإسلام 3-50.

و یتفرع علی هذا الشرط فساد الخلع لو وقع علی ألف غیر معین بأحد ما مر، و هو إجماع مع عدم قصدهما،أو أحدهما إلی معین،و یحتمل علی قول معه أیضا،خلافا للأکثر فیصح حینئذ،و هو أظهر الا أن الأول أحوط.

الشرائط

و أما الشرائط:فیعتبر فی الخالع البلوغ،و کمال العقل،و الاختیار، و القصد فلا خلع لفاقد أحد الأوصاف إجماعا حتی من القائل بکونه فسخا.

و فی المختلعة مع الدخول بها الطهر الذی لم یجامعها فیه،إذا کان زوجها حاضرا،و کان مثلها تحیض إجماعا و أن تکون الکراهیة منها خاصة صریحا إجماعا.

و یستفاد من جملة من النصوص (1)المعتبرة عدم الاکتفاء بکراهتها مطلقا،بل لا بد من الوصول الی تعدیها معه فی الکلام،کأن تقول له:و اللّه لا أبر لک قسما و لا أطیع لک أمرا و لا أغتسل لک من جنابة،و لأوطأن فراشک من تکرهه،و لأوذنن علیک بغیر إذنک،و نحو ذلک مما یدل علی خوف وقوعها فی الحرام،و هو ظاهر الآیة الشریفة،و علیه الشیخ و الحلی و غیرهما،و ادعی الأولان علیه إجماعنا، فهو أحوط و أولی بل أظهر و أقوی،خلافا لإطلاق المتن و الأکثر فتکفی الکراهة مطلقا،و هو ضعیف.نعم لا یعتبر ما قدمناه من العبارات و ان وردت بها النصوص (2)إجماعا.

و یتفرع علی هذا الشرط فساد الخلع مع عدمه و لو اتبع بالطلاق،فإنه حینئذ یکون رجعیا لا بائنا.

و لا یجب الخلع لو قالت:لا دخلن علیک من تکرهه علی الأشهر الأظهر بل یستحب خروجا عن شبهة القول بالوجوب،کما علیه الشیخ

ص:455


1- 1) وسائل الشیعة 15-487،ب 1.
2- 2) نفس المصدر.

و جماعة.

و یصح خلع الحامل مع رؤیتها الدم و لو قیل انها تحیض علی الأشهر الأظهر،لصحة طلاقها معه إجماعا،و قیل:بالعدم.و هو أحوط.

و یعتبر فی العقد حضور شاهدین عدلین إجماعا حتی من القائل بأنه فسخ و تجریده من الشرط و ما فی معناه إجماعا.

و لا بأس بشرط یقتضیه العقد،کما لو شرط الرجوع ان رجعت بلا خلاف.

اللواحق

و أما اللواحق فمسائل:

الاولی :لو خالعها و الأخلاق ملتئمة لم یصح الخلع المفید للبینونة، لفقد شرطه الذی هو الکراهة و لم یفد الملکیة لاشتراطه بصحة الخلع.

و فی وقوع الطلاق حینئذ رجعیا لو اتبع الخلع به،أو اکتفی به عن الخلع أم لا وجهان،ظاهر الفاضلین و جماعة الأول،و هو حسن ان عرف المطلق فساد البذل و عدم لزومه بطلاقه و الا فمشکل،فإذن الأحوط عدم الاکتفاء بذلک.

و من النظر فی المسألة یظهر کون الطلاق بالعوض من أقسام الخلع یشترط فیه کراهة الزوجة،لیحصل البینونة کالمختلعة،فما قیل:من عدم اشتراطه بها و حصول البینونة بدونها.لا وجه له.

الثانیة : إذا صح العقد مع الفدیة کان بائنا إجماعا،ف لا رجعة للخالع مطلقا طلاقا کان الخلع أو فسخا بلا خلاف.

نعم لو رجعت فی البذل رجع ان شاء بلا خلاف.

و ظاهر النص (1)جواز رجوعها مطلقا و لو مع عدم الشرط و الرضاء،و أنه حیث یتمکن الزوج من الرجوع لو رجعت فیه،کما هو الأشهر الأقوی فیهما، خلافا لبعضهم فی الأول فاشترط أحد الأمرین،و لا طلاق المتن فی الثانی،و هو

ص:456


1- 1) وسائل الشیعة 15-492،ح 9.

قوله:

و یشترط رجوعها فی العدة،ثم لا رجوع بعدها فإن العدة فیه یشمل البائنة،مع أنه لا رجوع لها فیها،کما لا رجوع لها فی العدة الرجعیة بعد انقضائها و لو رجعت فیها مع الإمکان،الا أنها ما أعلمت الزوج حتی انقضت،فالأقرب -وفاقا لجمع-عدم الصحة.

ثم أنها حیث ترجع فی البذل بالشرط تصیر العدة رجعیة،سواء رجع أم لا، لکن فی ترتب أحکام عدة الرجعیة علیها مطلقا کوجوب الإسکان و النفقة وجهان.

و العدة قبل رجوعها بائنة إجماعا،فیصح له التزویج بأخت المختلعة و الرابعة،و متی تزوج بهما امتنع رجوعها،إلا إذا طلقهما بائنا فی العدة،فیجوز لها الرجوع حینئذ.

الثالثة :لو أراد مراجعتها و لم ترجع هی فی البذل افتقر تزویجها الی عقد جدید فی العدة کان التزویج أو بعدها بلا خلاف.

الرابعة :لا توارث بین المختلعین مطلقا و لو مات أحدهما فی العدة بلا خلاف لانقطاع العصمة بینهما الموجبة لذلک.

المبارأة

و المبارأة و هی:طلاق بعوض مترتب علی کراهیة کل واحد منهما صاحبه.و الکلام فی صیغتها کما فی الخلع من الافتقار الی استدعاء المرأة مع الکراهة أو القبول کذلک.

و اللفظ الدال علیه من قبل الزوج هو أن یقول:بارأتک بالهمزة علی کذا من المبلغ فأنت طالق.

و لو قال بدل من بارأتک:فاسختک أو أبنتک أو غیرهما من الألفاظ الدالة علی المراد متبعا لها بالطلاق صح،بل لو تجرد عنها فقال:أنت طالق علی کذا صح و کان مباراة.

ص:457

و هی أی المبارأة تمتاز عن الخلع بأنها تترتب صحتها علی کراهیة الزوجین کل منهما صاحبه بلا خلاف.

و یشترط اتباعها بالطلاق علی قول الأکثر بل لم نقف علی مخالف صریح و بالإجماع صرح جمع.

و الشرائط المعتبرة فی کل من الخالع و المختلعة مشترطة هنا إجماعا.

و کذا یثبت أحکام الخلع هنا الا ما وقع علیه الاستثناء،منها أنها طلقة بائنة لا رجوع للزوج الی أن ترجع الزوجة فی البذل و لا رجوع لها فیه الا مع إمکان رجوعه فی البضع.

فإذا خرجت من العدة فلا رجوع لها و الاولی هنا اشتراط الزوج علیها الرجوع فی البضع لو رجعت هی فی البذل.و یجوز لها الرجوع مع الإمکان مطلقا و لو لم یرض و لم تشترطه کما مر فی الخلع.

و یکفی هنا الکراهة المطلقة من کل منهما و لو لم تبلغ الحد الذی یخاف منه الوقوع فی الحرمة قطعا.

و یجوز أن یفادیها بقدر ما وصل إلیها منه من تمام المهر فما دون علی الأشهر الأظهر و لا یحل له ما زاد عنه بلا خلاف.

ص:458

کتاب الظهار

اشارة

ص:459

ص:460

(کتاب الظهار) و هو فعال من الظهر،اختص به الاشتقاق لانه محل الرکوب فی المرکوب و المرأة مرکوب الزوج.

و المراد به هنا تشبیه المکلف من یملک نکاحها بظهر محرمة علیه أبدا بنسب أو رضاع،و هو محرم و ان ترتب علیه الاحکام.

و ینعقد بقوله:أنت علی کظهر أمی قاصدا إلیه إجماعا مطلقا و ان اختلفت حرف الصلة بأن بدلت«أنت»ب«هذه»أو زوجتی،أو فلانة،و«علی»ب«منی» أو عندی،أو معی.و عن الأکثر الانعقاد بقوله:أنت کظهر أمی.بحذف«علی»خلافا للتحریر (1)،و لا یخلو عن وجه،الا أن الأول أحوط.

و کذا یقع لو شبهها بظهر امرأة ذی رحم مطلقا نسبا کان أو رضاعا علی الأشهر الأقوی،بل ظاهر الصحیح (2)یشمل المحرمات الأبدیة و لو بالمصاهرة،و به أفتی جماعة و لا یخلو عن قوة خلافا للأکثر.

و لو شبهها بکلها،کأنت مثل أمی،أو بغیر الظهر من الأعضاء،ف قال:

أنت کشعر أمی أو یدها أو شبه عضوا منها بکلها،کأن یقول:یدک کأمی أو بأحد

ص:461


1- 1) التحریر 2-61.
2- 2) وسائل الشیعة 15-511،ح 1.

أعضائها لم یقع علی الأظهر الأشهر،و فی الانتصار (1)الإجماع. و قیل:

یقع ب سبب روایة (2)فیها ضعف و لکنه أحوط و ان کان فی تعینه نظر.

و یشترط فیه ما یشترط فی الطلاق،فیعتبر فیه أن یسمع نطقه شاهدا عدل بلا خلاف،و فی الانتصار (3)و عن الحلی الإجماع.

و فی صحته مع التعلیق علی الشرط کأن یقول:أنت علی کظهر أمی إن فعلت کذا.غیر قاصد للزجر أو البعث،فإنه مع القصد إلیهما یمین لم یقع به بإجماعنا فتوی و نصا (4)روایتان الا أن أشهرهما:الصحة بعد تحقق الشرط و الثانیة عدم الصحة (5)مطلقا،و علیه الإجماع فی الانتصار (6)،و هو الأقوی و لکن الأول أحوط و أولی.

و لا یقع فی یمین أی إذا جعل جزاء علی فعل أو ترک قصدا للزجر أو البعث إجماعا.

و کذا لا یقع إذا قصد به إضرار الزوجة وفاقا لجماعة،خلافا لآخرین و هو أحوط و لا فی حال غضب مطلقا و ان لم یرتفع معه القصد أصلا و لا سکر بلا خلاف.

و یعتبر فی المظاهر البلوغ،و کمال العقل،و الاختیار،و القصد بلا خلاف و لا یشترط الحریة،فیقع من العبد إجماعا.و لا الإسلام،فیصح من الکافر وفاقا للأکثر خلافا للشیخ.

ص:462


1- 1) الانتصار ص 142.
2- 2) وسائل الشیعة 15-517،ح 2.
3- 3) الانتصار ص 142.
4- 4) وسائل الشیعة 15-509،ح 1.
5- 5) فی«خ»:التحقق.
6- 6) الانتصار ص 142.

و فی المظاهرة وقوعه فی طهر لم یجامعها فیه إذا کان زوجها حاضرا أو فی حکمه و مثلها تحیض بلا خلاف،بل فی کلام جمع الإجماع.

و فی اشتراط الدخول بها تردد و اختلاف و لکن المروی فی الصحیحین (1)الاشتراط و هو أظهر وفاقا للأکثر.

و فی وقوعه بالمتمتع بها قولان،أشبههما و أظهرهما الوقوع.و کذا القولان فی وقوعه بالموطوءة بالملک و الأشهر الأظهر أنه کالأول و فی قوله:

و المروی (2)أنها کالحرة سیما بعد الحکم بالوقوع صریحا فی السابق نوع إیماء إلی التردد،و لیس فی محله.

و هنا مسائل:

الأولی:الکفارة تجب بالعود

الاولی:الکفارة تجب بالعود لا بمجرد الظهار إجماعا و هو أی العود ارادة الوطء علی الأظهر الأشهر،و قیل:بإمساکها بالعقد الأول زمانا و ان لم یرد الوطء.

و الأقرب الأشهر أنه لا استقرار لوجوبها بمجرد الإرادة بحیث تلزمه مع انتفائها،بل وجوبها شرطی بمعنی تحریم الوطء بدونها،خلافا للتحریر (3)و ظاهر العبارة عدم وجوب الکفارة بإرادة مقدمات الوطء من اللمس و القبلة، و هو أصح القولین فی المسألة و أشهرهما،و عن الخلاف (4)نفی الخلاف عنه.

و اعلم أن الوطء انما یحرم بالظهار علیه لا علیها،إلا إذا تضمن الإعانة علی الإثم فیحرم لذلک لا للظهار،فلو تشبهت علیه علی وجه لا تحرم علیه أو استدخلته

ص:463


1- 1) وسائل الشیعة 15-516،ب 8.
2- 2) وسائل الشیعة 15-520،ب 11.
3- 3) التحریر 2-62.
4- 4) الخلاف 3-16.

و هو نائم مثلا لم یحرم علیها.

الثانیة:لو طلقها و راجع فی العدة لم تحل حتی یکفر

الثانیة:لو طلقها و راجع فی العدة لم تحل مجامعتها حتی یکفر إجماعا.

و لو طلقها بائنا أو رجعیا و قد خرجت من العدة فاستأنف النکاح فإنه فیه روایتان (1)،أشهرهما و أظهرهما: أنه لا کفارة علیه، و الروایة الثانیة بإثبات الکفارة،و علیها الدیلمی و الحلبی،و الأجود حملها علی الاستحباب أو علی صورة إرادة الفرار عنها بالطلاق کما فی الخبر (2)،لکنه مع إرساله شاذ.

الثالثة:لو ظاهر من أربع بلفظ واحد لزمه أربع کفارات

الثالثة:لو ظاهر من أربع نسوة بلفظ واحد فقال:أنتن علی کظهر أمی لزمه أربع کفارات علی الأشهر الأظهر.

و فی روایة (3)موثقة أن علیه کفارة واحدة عمل بها الإسکافی،و حملت علی الوحدة الجنسیة،و لا بأس به جمعا بین الأدلة.

و کذا البحث لو کرر ظهار المرأة الواحدة فیلزمه بکل مرة کفارة علی حدة،و الأشهر الأظهر أنه لا فرق فی الحکم بین تراخی أحدهما عن الأخر أو توالیهما،بقصد التأکید کان أم لا،تعدد المشبهة بها أم لا،تخلل التکفیر بینهما أم لا،اتحد المجلس أم تعدد.و فی المسألة أقوال أخر.

الرابعة:یحرم الوطء قبل التکفیر

الرابعة:یحرم الوطء قبل التکفیر اتفاقا.

فلو وطئ عامدا لزمه کفارتان إحداهما للظهار،و الأخری للمواقعة بلا خلاف الا من نادر.و احترز بالعامد عن الجاهل و الناسی،فیغتفر فی حقهما التعدد.

ص:464


1- 1) وسائل الشیعة 15-518.
2- 2) وسائل الشیعة 15-519،ح 6.
3- 3) وسائل الشیعة 15-524،ح 6.

و لو کرر الوطء لزمه بکل وطئ کفارة مطلقا کفر عن الأول أم لا علی الأشهر الأقوی.

الخامسة:إذا أطلق الظهار حرمت مجامعتها حتی یکفر

الخامسة:إذا أطلق الظهار حرمت مجامعتها حتی یکفر إجماعا.

و لو علقه بشرط من غیر وجه یمین لم تحرم حتی یحصل الشرط فتحرم حینئذ ان قلنا به وفاقا للأکثر.

و قال بعض الأصحاب: و هو الشیخ فی النهایة (1)أو یواقع و هو عطف علی قوله«یحصل الشرط»یعنی:انها تحرم بأحد الأمرین و هو بعید ان حمل علی إطلاقه و یقرب إذا کان الوطء هو الشرط ثم ان کان هو الوطء تحقق بالنزع،فتحرم المواقعة (2)قبل الکفارة،و لا تجب قبله و ان طالت مدته علی أصح القولین.

السادسة:إذا عجز عن الکفارة

السادسة:إذا عجز عن الکفارة و خصالها الثلاث و إبدالها ان قلنا بها سوی الاستغفار قیل: و القائل الأکثر یحرم وطؤها حتی یکفر،و قیل:

و القائل الحلی تجزی بالاستغفار،و هو أشبه و لکن الأول أحوط بل و أظهر.

السابعة: إذا لم یرد الوقاع و صبرت المظاهرة فلم ترافعه الی الحاکم أو لم تکن ذات حق کالمملوکة و المتمتع بها،و الا رفعت أمرها إلی الحاکم لیخیره بین العود و التکفیر و بین الطلاق.و ان أبی عنهما کان مدة التربص التی تنتظر فیها فی أمره ثلاثة أشهر من حین المرافعة.

و عند انقضائها مع عدم اختیاره أحد الأمرین یحبس و یضیق علیه فی المطعم و المشرب،بأن یمنع عما زاد علی سد الرمق حتی یفیء أی یرجع أو یطلق و یختار أحد الأمرین،و لا یجبر علی أحدهما بل یخیر بینهما، بلا خلاف فی شیء من ذلک،و فی کلام جماعة الإجماع.

ص:465


1- 1) النهایة ص 525.
2- 2) فی«ن»:المعاودة.

ص:466

کتاب الإیلاء

اشارة

ص:467

ص:468

(کتاب الإیلاء) و هو مصدر آلی یؤلی،إذا حلف مطلقا،هذا لغة.و أما شرعا فهو:الحلف علی ترک وطئ الزوجة الدائمة المدخول بها قبلا،أو مطلقا أبدا،أو مطلقا من غیر تقیید بزمان،أو به مع زیادته علی أربعة أشهر للإضرار بها،فهو فرد من أفراد الإیلاء الکلی أطلق علیه.و حیث اختل أحد هذه القیود لم ینعقد إیلاء و یکون یمینا مع اجتماع شروطها.

و الفرق بینهما مع اشتراکهما فی الحلف و الکفارة،جواز مخالفة الیمین فی الإیلاء بل وجوبها علی وجه و لو تخییرا مع الکفارة دون الیمین المطلقة و عدم اشتراط انعقاده مع تعلقه بالمباح بأولویته دینا أو دنیا أو تساوی طرفیه، بخلاف مطلق الیمین فیشترط فیها ذلک.و اشتراطه بالإضرار بالزوجة کما علم من تعریفه،بخلاف مطلق الیمین فلا یشترط فیها ذلک.و اشتراطه بدوام عقد الزوجة کما عرفته،بخلاف الیمین المطلقة.و انحلال الیمین علی ترک وطئها بالوطی دبرا مع الکفارة دون الإیلاء،الی غیر ذلک من الأحکام المختصة بالإیلاء المذکورة فی بابه.

و لا ینعقد الا باسم اللّه سبحانه المختص به أو الغالب فیه کالیمین المطلقة بلا خلاف بیننا.

ص:469

و علیه ف لو حلف علی ترک وطئها بالطلاق أو العتاق لم یصح بلا خلاف بیننا،و مثله ما لو قال:ان أصبتک فعلی کذا.بل أولی بعدم الوقوع،لأنه کنایة لا یقع به عندنا و ان ذکر اسم اللّه تعالی.

و لا ینعقد إلا فی إضرار بلا خلاف فلو حلف لصلاح لم ینعقد،کما لو حلف لاستضرارها بالوطی أو لصلاح اللبن.

و لا ینعقد أیضا حتی یکون مطلقا غیر مقید بزمان أو مقیدا به مع کونه أزید من أربعة أشهر بلا خلاف،و فی کلام جماعة الإجماع.

و یعتبر فی المولی البلوغ،و کمال العقل،و الاختیار،و القصد الی مدلول اللفظ،فلا یقع من الصبی و المجنون و المکره و الساهی و النائم و العاتب به، و نحوهم ممن لا یقصد الإیلاء.

و فی المرأة الزوجیة فلا یقع بالأجنبیة و لا الموطوءة بالملک و الدخول بها فلا یقع بغیر المدخول بها.

و فی وقوعه بالمتمتع بها قولان،و المروی فی الصحیح (1)أنه لا یقع و هو أقوی و أشهر،و القول الثانی للتقی.و حیث لم ینعقد انعقد یمینا ان اجتمع شرائطها کما مر.

و حیث وقع الإیلاء و انعقد،فان صبرت فلا بحث،و ان مضت المدة فصاعدا و له وطئها فی المدة و بعدها،و علیه الکفارة فی المقامین بلا خلاف فی الأول، و فی کلام جماعة الإجماع،و علی الأشهر الأقوی فی الثانی أیضا،و عن الخلاف (2)علیه الإجماع،خلافا للشیخ فلا کفارة علیه.

و إذا لم تصبر بترک وطئها و رافعته الی الشرع أنظره الحاکم

ص:470


1- 1) تهذیب الاحکام 8-8،ح 22.
2- 2) الخلاف 3-9.

أربعة أشهر من حین الإیلاء،فإن فاء بعد الانظار فلا بحث.

و ان أصر علی الامتناع ثم رافعته بعد المدة،خیره الحاکم بین الفیئة و الطلاق بلا خلاف للمعتبرة (1)و ظاهرها کالعبارة و صریح الجماعة عدم جواز إجباره علی أحد الأمرین علی التعیین.و ینبغی تقییده بما إذا حصل أحدهما بتخییره،و الا فلو امتنع من أحدهما کالفیئة مثلا أمکن إجباره علی الطلاق للصحیح (2)،و هو إجبار بحق.

ثم الفیئة تتحقق فی القادر علی الوطء به و لو بمسماه،بأن تغیب الحشفة و ان لم ینزل،و فی العاجز عنه بإظهار العزم علیه فی أول أوقات الإمکان.

فإن امتنع عن الأمرین حبسه الحاکم و ضیق علیه فی المطعم و المشرب حتی یکفر و یفیء أو یطلق بلا خلاف إلا فی الکفارة ففیها الخلاف کما عرفته.

و إذا طلق وقع الطلاق رجعیا حیث لا سبب للبینونة و علیها العدة من یوم طلقها إجماعا فی لزومها،و وفاقا للأکثر فی الأول،و قیل:یقع بائنا و هو شاذ.

و لو اختلفا ف ادعی المولی الفیئة و أنکرت هی فالقول قوله مع یمینه بلا خلاف.

و هل یشترط فی ضرب المدة المرافعة فلا تحتسب الا من حینها؟ قال الشیخ و أکثر الأصحاب: نعم،و الروایات مطلقة و ظاهرها أن الضرب من حین الإیلاء،و لعله الأقوی وفاقا لجماعة.و علی المختار فلو لم ترافعه حتی انقضت المدة أمره بأحد الأمرین متخیرا.

ص:471


1- 1) وسائل الشیعة 15-543،ح 1.
2- 2) وسائل الشیعة 15-544،ح 3.

فی بیان الکفارات

اشارة

و لنتبع ذلک أی بحث الإیلاء و الظهار بذکر الکفارات من حیث تضمنها الکفارة و فیه مقصدان:

المقصد الأول فی بیان أقسامها

اشارة

الأول:فی حصرها و بیان أقسامها و تنقسم إلی مرتبة و مخیرة،و ما یجتمع فیه الأمران،و کفارة الجمع فأقسامها أربعة:

ف الأول:و هی المرتبة:کفارة الظهار،و هی عنق رقبة،فان لم یجد فصیام شهرین متتابعین،فان لم یستطع فإطعام ستین مسکینا إجماعا.

و مثلها فی الخصال الثلاث و ترتیبها کفارة قتل الخطأ علی الأشهر الأقوی،و عن المبسوط (1)و فی المسالک نفی الخلاف عنه.و قیل:مخیرة.

و لا ریب فی ضعفه.

و مثلهما کفارة الجماع فی الاعتکاف الواجب عند الصدوق و جماعة،خلافا للأکثر فمخیرة،و هو أظهر و لکن الأول أحوط.

و مثلهما کفارة من حلف بالبراءة علی قول.

و مثلها فی الترتیب خاصة کفارة من أفطر یوما من قضاء شهر رمضان بعد الزوال عامدا فإنها إطعام عشرة مساکین،فان لم یجد صام ثلاثة أیام متتابعات علی الأشهر الأظهر،و فی الانتصار (2)و الغنیة (3)الإجماع،و فی المسألة أقوال أخر منتشرة.

و المخیرة:کفارة من أفطر فی شهر رمضان مع وجوب صومه علیه بما یوجبها و هی عتق رقبة،أو صیام شهرین متتابعین،أو إطعام ستین مسکینا

ص:472


1- 1) المبسوط 7-245.
2- 2) الانتصار ص 69.
3- 3) الغنیة ص 509.

مطلقا علی الأشهر الأقوی و فی الانتصار و الغنیة الإجماع،و فی المسألة أقوال أخر ضعیفة إلا القول بأنها کفارة جمع فی الإفطار بالمحرم،فان فیه قوة.

و مثلها فی الخصال و التخییر کفارة من أفطر یوما منذورا علی التعیین من غیر عذر علی الأظهر،و فی الانتصار الإجماع.

و مثلها فی الأمرین کفارة خلف العهد علی التردد من الخبرین (1)بذلک،و من الأصل مع ضعف سندهما،فیلزم الاقتصار علی القدر المتیقن و هو کفارة الیمین،و الأصح الأول وفاقا للأکثر و فی الغنیة الإجماع.

و أما کفارة خلف النذر ففیه أقوال کثیرة،و لکن قولان منها مشهوران أظهرهما و أشهرهما:انها ککفارة الإفطار فی شهر رمضان،و فی الانتصار و الغنیة الإجماع و أشبههما عند جماعة أنها کفارة صغیرة أی کفارة یمین.

و أما ما فیه الأمران التخییر و الترتیب ف کفارة الیمین،و هی عتق رقبة،أو إطعام عشرة مساکین أو کسوتهم،فان لم یجد شیئا من ذلک صام ثلاثة أیام متتابعات بالنص (2)و الإجماع.

و مثلها کفارة خدش المرأة وجهها حتی أدمت،و نتفها شعر رأسها فی المصاب علی المشهور کما یأتی.

و أما کفارة الجمع ف کقتل المؤمن عمدا عدوانا،و هی عتق رقبة،و صیام شهرین متتابعین،و إطعام ستین مسکینا إجماعا.

و مثلها کفارة من أفطر علی محرم فی شهر رمضان علی قول قد مر،و لا یخلو عن وجه.

هنا مسائل ثلاث
اشارة

و هنا مسائل ثلاث:

ص:473


1- 1) وسائل الشیعة 15-576،ب 24.
2- 2) وسائل الشیعة 15-560،ب 12.
الاولی من حلف بالبراءة لزمته کفارة ظهار

الاولی:قیل: کما عن الشیخین و جماعة من القدماء من حلف بالبراءة من اللّه تعالی و رسوله و الأئمة المیامین من آله علیهم السلام علی الاجتماع أو الانفراد لزمته کفارة ظهار فان عجز فکفارة یمین اما بمجرده أو بعد الحنث علی الخلاف بینهم،و الأقوی وفاقا للحلی و أکثر المتأخرین أنه لا کفارة فیه مطلقا،و فی الخلاف الإجماع،و لکن الأول أحوط.و فی المسألة قولان آخران،هذا و لا ریب فی تحریمه بل و یحتمل الکفر فی بعض صوره.

و من وطئ المرأة فی الحیض عامدا لزمه دینار فی أوله و نصف فی وسطه و ربع فی آخره علی قول مشهور،و هو أحوط لو لم یکن أقوی،و قد مضی البحث هنا فی بحث أحکام الحیض.

و من تزوج امرأة فی عدتها فارقها و کفر بخمسة أصواع من دقیق وجوبا عند جماعة،و کذا التزویج بذات البعل،و لا فرق فی العدة بین الرجعیة و البائنة و لا فی التزویج بین العالم و الجاهل.و قیل:لا تجب الکفارة هنا مطلقا.و علیه أکثر المتأخرین،و المسألة محل توقف،و لا ریب أن الأحوط الوجوب.

و من نام عن صلاة العشاء الآخرة حتی جاوز وقتها و هو نصف اللیل قضاها و أصح صائما وجوبا عند جماعة من القدماء،و فی الانتصار (1)و الغنیة (2)الإجماع،خلافا للحلی و أکثر المتأخرین فاستحبابا،و الأول أقوی.

و لا فرق بین النائم کذلک عمدا أو سهوا.

و لا یلحق ناسی غیر العشاء بناسیها.و فی إلحاق السکران بالنائم قول ضعیف و کذا المتعمد لترکها،و الناسی لها من غیر نوم.

و لو أفطر ذلک الیوم،فالأقوی عدم الکفارة.و لو سافر فیه لضرورة أو غیرها

ص:474


1- 1) الانتصار ص 165.
2- 2) الغنیة ص 509.

مطلقا أفطره و لا قضاء علی الأقوی،لکن یجب ترک السفر غیر الضروری تحصیلا للواجب،و کذا لو مرض أو حاضت المرأة أو وافق العید أو أیام التشریق،و لو صادف یوما معینا تداخل.

و اعلم أن قول المصنف«من وطئ المرأة فی الحیض»الی هنا مقول لقوله «قیل»بدلالة قوله: و الاستحباب فی الکل أشبه و المختار فیها ما عرفت.

الثانیة:فی جز المرأة شعر رأسها فی المصاب کفارة شهر رمضان

الثانیة:فی جز المرأة شعر رأسها فی المصاب کفارة شهر رمضان مخیرة وفاقا للشیخ و جماعة.

و قیل: کما عن الدیلمی و الحلی انها کفارة ظهار مرتبة و فی الانتصار (1)و غیره الإجماع،و هو أحوط ان لم نقل بکونه أظهر.

و یظهر من العبارة عدم الخلاف فی أصل وجوبها،و فی الغنیة (2)الإجماع علیه،فلا ریب فیه و ان تأمل فیه بعض المتأخرین.و لیس فی النص (3)و کلام بعضهم التقیید بالمصاب،بل الحکم فیهما مطلق،و هو أحوط و ان کان للتقیید وجه.

و الأحوط بل الأقرب عدم فرق بین جز کل الشعر و البعض.و فی إلحاق الحلق و الإحراق بالجز اشکال،و لکنه أحوط.

و فی نتفه و هو قلعه،بخلاف الجز فإنه قرضه فی المصاب کفارة یمین و کذا فی خدشها وجهها،و کذا فی شق الرجل ثوبه لموت ولده أو زوجته علی الأشهر الأظهر،بل صرح جمع بعدم الخلاف،و فی الانتصار (4)و السرائر (5)الإجماع،و الأمر فی التقیید بالمصاب کما مر.

ص:475


1- 1) الانتصار ص 166.
2- 2) الغنیة ص 509.
3- 3) وسائل الشیعة 15-582،ب 31.
4- 4) الانتصار ص 166.
5- 5) السرائر ص 362.

و الأقوی تقیید الخدش بالإدماء وفاقا لجماعة،خلافا لإطلاق العبارة و غیرها و المعتبر منه مسماه،فلا یشترط استیعاب الوجه،و لا شق جمیع الجلد.و لا یلحق به خدش غیر الوجه و ان أدمی،و لا لطمه مجردا.

و یعتبر فی الثوب مسماه عرفا،قیل:و لا فرق فیه بین الملبوس و غیره،و لا بین شقه ملبوسا و منزوعا،و لا بین استیعاب الشق و عدمه.و هو أحوط و ان کان التعمیم للأخیرین من الشقین الأولین نظر.

و لا فرق بین الولد للصلب و ولد الولد و ان نزل ذکرا أو أنثی لذکر،و فی ولد الأنثی قولان،أجودهما:عدم اللحوق،و لکن اللحوق أحوط.

و ظاهر الزوجة فی النص (1)و الفتوی هو الدائمة،فلا یعم الحکم المتمتع بها خلافا لجماعة فساووا بینهما،و هو أحوط و أولی.و لا الموطوءة بالملک و ان کانت سریة أو أم ولد.

ثم مقتضی الأصول حرمة شق الثوب مطلقا و لو علی الأب و الأخ،خلافا لجماعة فأجازوه فیهما،و الأحوط الأولی ما قدمناه.و لا کفارة فی شق المرأة علی المیت مطلقا ولدا کان أو زوجا،و ان حرم قولا واحدا.

الثالثة:من نذر صوم یوم فعجز عنه،تصدق بإطعام مسکین مدین من طعام

الثالثة:من نذر صوم یوم معین فعجز عنه،تصدق بإطعام مسکین مدین من طعام عند الشیخ فی النهایة (2)،لروایة (3)ضعیفة لا تصلح مخصصة لأصل البراءة و علیه هنا جماعة،و هو فی غایة القوة و ان کان الأحوط ما فی النهایة.

فإن عجز عنه تصدق بما استطاع،فان عجز أصلا استغفر اللّه تعالی و لم أقف علی مستنده ان أرید به الوجوب و الا فالاستحباب لا بأس به.

ص:476


1- 1) وسائل الشیعة 15-582،ب 31.
2- 2) النهایة ص 571.
3- 3) وسائل الشیعة 16-195،ب 12.

المقصد الثانی:فی بیان خصال الکفارة و أحکامها

اشارة

المقصد الثانی:فی بیان خصال الکفارة و أحکامها.

و هی کثیرة الا أن المهم الذی یجب التعرض لذکره هنا هو الخصال الأربع المشهورة،أعنی: العتق،و الإطعام،و الکسوة،و الصیام.

أما العتق :فیتعین علی الواجد فی الکفارة المرتبة دون المخیرة.

و یتحقق الوجدان بملک الرقبة مع عدم الاحتیاج إلیها لضرورة کالخدمة و ملک الثمن لها کذلک مع إمکان الابتیاع.

و لا بد من کونها مؤمنة أو مسلمة إذا کانت کفارة عن القتل مطلقا و لو کان عمدا إجماعا.

و الأکثر علی اشتراط الإسلام فی مطلق الکفارة،و فی الانتصار (1)و غیره الإجماع خلافا لجماعة فلا یشترط،و الأول أظهر و أحوط.

و المولود المتولد من المسلمین أو أحدهما مخیر فیما عدا القتل قولا واحدا و کذا فیه عند الأکثر خلافا للإسکافی فالبالغ،و هو أحوط ان لم نقل بکونه أظهر.

و ظاهر المصنف و الأکثر عدم اشتراط الایمان بالمعنی الأخص،بل قیل:

إجماعا،فإن تم و الا فاشتراطه لا یخلو عن وجه وفاقا لجمع مع أنه أحوط.

و فی جواز عتق المسبی من أطفال الکفار ان انفرد به السابی المسلم عن أبویه قولان،المشهور کما قیل الثانی،و هو أحوط ان لم نقل بکونه أظهر.و لا یجزی عتق الحمل إجماعا.

و یعتبر أن تکون سلیمة من العیوب التی تعتق بها قهرا،و هی الإقعاد و العمی،و الجذام،و التنکیل الصادر من المولی بلا خلاف.و لا یشترط السلامة من غیرها علی الأشهر الأقوی،فیجزی الأعور،و الأعرج،و الأقرع،و الخصی،و الأصم، و مقطوع الأذنین و الیدین و لو مع احدی الرجلین،و المریض و ان مات فی مرضه.

ص:477


1- 1) الانتصار ص 169.

و هل یجزی المدبر؟قال الشیخ فی النهایة (1):لا یجزی و قال فی غیرها و هو المبسوط (2)بالجواز،و هو أشبه و أشهر.کل ذا مع عدم نقض التدبیر أولا،و الا فیجزی قولا واحدا.و یجزئ إعتاق المکاتب المشروط قبل الإیفاء،و المطلق الذی لم یؤد شیئا علی الأشهر الأقوی،أما المؤدی-و لو بعضا-فلا قولا واحدا.

و کذا یجزئ الآبق ما لم یعلم موته وفاقا للأکثر،و عن الحلی الإجماع،و فی المقام قولان آخران.

و کذا أم الولد مطلقا مات ولدها أم لا إجماعا فی الأول،و کذا فی الثانی الا من الإسکافی.

و کذا ولد الزنا بعد بلوغه و إسلامه علی الأشهر الأقوی،خلافا لجماعة من القدماء فمنعوا عنه،و هو أحوط و أولی.

و أما الصیام :فیتعین مع العجز عن الرقبة و لو أدناها فی الکفارة المرتبة.

و یتحقق بفقد ما مر من أسباب القدرة،و منه الاحتیاج الی الثمن للنفقة، و الکسوة له و لعیاله الواجبی النفقة،و وفاء دینه و ان لم یطالب به.

و هل المعتبر فی النفقة الکفایة علی الدوام،بأن یملک ما یحصل من نمائه ما یقوم بکفایته فی کل سنة أو قوت السنة أو الیوم و اللیلة فاضلا عما یحتاج إلیه فی الوقت الحاضر من الکسوة و الأمتعة؟أوجه،خیرها أوسطها و ان کان الأخیر أحوطها.

و لو تکلف العادم العتق أجزأ مطلقا.

و لاتباع ثیاب البدن و لا المسکن فی الکفارة،إذا کان کل منهما قدر

ص:478


1- 1) النهایة ص 569.
2- 2) المبسوط 6-213.

الکفایة اللائقة بحاله و لا الخادم إذا کان کذلک بلا خلاف.

و یلزم الحر فی کفارة قتل الخطأ و الظهار بعد العجز عن العتق صوم شهرین متتابعین بلا خلاف،بل علیه الإجماع فی کلام جمع.

و أما المملوک فالأشهر الأظهر أن علیه صوم شهر و لیس علیه صدقة و لا عتق،خلافا لجماعة فکالحرة علیه شهران.

ثم ان التتابع هنا لیس المراد به معناه لغة و عرفا فإذا صام الحر شهرا و من الثانی شیئا و لو یوما أتم إجماعا،و الأکثر علی جواز التفریق بعد ذلک اختیارا، خلافا لجماعة من أعیان القدماء فیأثم،و فی الانتصار (1)و الغنیة (2)الإجماع،و هو أحوط و أولی.

و فی تحقق التتابع بخمسة عشر یوما فی الشهر الواحد کفرض العبد و الناذر قولان،أشهرهما و أظهرهما:ذلک.

و لو أفطر قبل ذلک و لو بعد تمام الشهر الأول و الیوم الرابع عشر فی فرض الأخر أعاد إجماعا،و فی حکمه الأخذ فی الصیام فی الزمان الذی یحصل معه التتابع،و لو کان صائما بعده بلا خلاف.

فلا یجوز له أن یبتدئ زمانا لا یسلم فیه الا إذا کان عدم السلامة لعذر شرعی کالحیض،و النفاس،و الإغماء،و المرض،و الجنون فیجزئ حینئذ بلا خلاف.و کذا الحکم فی غیر ما ذکر من الأعذار العارضة فی الأثناء بغیر اختیار مع عدم العلم بعروضها،کالسفر الضروری.

و انما اعتبرنا عدم العلم بالعروض،لانه معه یکون فی ترک التتابع کالمختار، و لیس ذلک شرطا فی الحیض،إلا إذا اعتادته فیما زاد علی شهرین فیعتبر مع احتمال

ص:479


1- 1) الانتصار ص 167.
2- 2) الغنیة ص 510.

العدم مطلقا،و لکن الأحوط مراعاة الاستثناء.

و لا کذلک النفاس،فلا یجوز للمرأة الابتداء بزمان تقطع بعدم السلامة منه فیه،و ان ابتدأت بالصوم فی زمان لا تعلم بحدوثه جاز و ان احتمل.و الأصح وجوب المبادرة بعد زوال العذر،و فیه قول بالعدم ضعیف.و المراد بالوجوب هنا هو الشرطی بمعنی توقف التتابع علیه،و الا فالشرعی لا دلیل علیه.

و أما الإطعام :فیتعین فی الکفارة المرتبة مع العجز عن الصیام بالمرض المانع منه،و ما حصل به مشقة جدیدة و ان رجا برأه،و ما خیف عن زیادته و نحو ذلک،لا السفر الا مع تعذر الإقامة.و حیث انتقل الفرض الیه یتخیر فیه بین التسلیم الی المستحق و بین أن یطعمه بلا خلاف.

و علی الأول ففی مقدار ما یجب إطعام العدد به أقوال،أشهرها و أظهرها أنه یعطی لکل واحد مد من طعام،و قیل:مدان مع القدرة و مد مع الضرورة،و القائل الشیخ فی المبسوط (1)و النهایة (2)و تبعه ابن حمزة،و هو أحوط.

و یستحب أن یزید علی المد حفنة لمئونة نحو طحنه و خبزه ان توقف علیه، و أوجبه الإسکافی.

و علی الثانی قدر فی الأشهر الأظهر بالإشباع و لو مرة،کأن یطعموا ضحی أو عشیة.

و لا یجوز إعطاؤه لما دون العدد بلا خلاف.

و لا یجوز التکرار علیه بقدر العدد فی الکفارة الواحدة مع التمکن من تمام العدد بلا خلاف.

و هل یجوز مع العذر لفقد العدد فی البلد مع تعذر الإیصال إلیه

ص:480


1- 1) المبسوط 5-177.
2- 2) النهایة ص 569.

من غیره؟قولان،أشهرهما و أظهرهما:ذلک،بل لم أقف فیه علی مخالف.

و احترز بالواحدة عن المتعددة،لجواز التکرار فیها بقدرها بلا خلاف.

و الواجب فی الجنس أن یطعم ما یغلب علی قوته وفاقا لجماعة، خلافا للخلاف فکل ما یسمی طعاما مدعیا علیه لوفاق و لا بأس به،و الاولی الاقتصار علی إطعام المد من الحنطة و الشعیر کما فی الصحیح (1)و غیره.

و یستحب أیضا أن یضم إلیه إداما و لا یجب وفاقا للأکثر،و ان کان الوجوب-کما عن المفید و الدیلمی-أحوط.و المراد بالإدام ما جرت العادة بأکله مع الخبز،مائعا کان کالدبس أو جامدا کالجبن و اللحم،و هو مختلف بحسب الجنس نفاسة و رداءة.

و أعلاه اللحم،و أوسطه الخل و الزیت و أدناه الملح.

و لا یجزئ إطعام الصغار إذا کانوا منفردین بعدد الستین بلا خلاف و یجوز إطعامهم إذا کانوا منضمین مع الکبار،کما علیه الشیخ فی المبسوط (2)و الخلاف (3)نافیا عنه الخلاف،فهو الحجة ان تم لا الصحیح (4)المسوی بینهم و بین الکبار،لانه ظاهر فی صورة التسلیم لا الإشباع،و لا خلاف فیها کما فی المسالک و غیره،مع أن فی الموثق:لا یجوز إطعام الصغیر فی کفارة الیمین،و لکن صغیرین بکبیر (5).و هو مطلق لصورتی الانفراد و الاجتماع،الا أنهم حملوه علی الاولی فقالوا:

و لو انفردوا احتسب الاثنان بواحد جمعا،و هو حسن الا أن العمل بإطلاق

ص:481


1- 1) وسائل الشیعة 15-566،ح 8.
2- 2) المبسوط 5-178.
3- 3) الخلاف 3-27.
4- 4) وسائل الشیعة 15-570،ح 3.
5- 5) وسائل الشیعة 15-570،ح 1.

الموثق أحوط و أولی،فیعد الصغیران بکبیر مطلقا وفاقا لابن حمزة،و هو ظاهر إطلاق الإسکافی و الصدوق فی المقنع (1)،لکن فی کفارة الیمین خاصة،و ظاهرهما کالموثقة و غیرها جواز إطعام الصغار فیما عداها و أنهم کالکبار،لکن الإطلاق أحوط و أولی،و أحوط منه عدم إطعام الصغار مطلقا کما علیه المفید و ان کان نادرا.

هنا مسائل
اشارة

و هنا مسائل:

الأولی:کسوة الفقیر ثوبان مع القدرة

الاولی:کسوة الفقیر ثوبان مع القدرة و ثوب مع الضرورة عند الشیخ و جماعة.

و فی روایة صحیحة بل روایات (2)مستفیضة أنه یجزئ الثوب الواحد مطلقا و هو أشبه و أشهر بین من تأخر،و لکن الأول أحوط،و أحوط منه القول بالثوبین مطلقا کما علیه جماعة من القدماء.

و المعتبر من الکسوة ما یحصل به ستر العورة مع صدق الکسوة علیه عرفا، کالجبة و القمیص و السراویل دون الخف و القلنسوة،بلا خلاف و لا إشکال إلا فی السراویل ففیه اشکال و قول بالعدم،و ظاهر الأصحاب جواز إعطاء الکسوة للصغار مطلقا،و یستحب الجدید خاما کان أو مقصورا،و یجزئ غیره إذا لم یکن منخرقا و لا منسحقا،و هما لا یجزیان.

و جنسه ما اعتید لبسه،کالقطن و الکتان و الصوف و الحریر الممتزج أو المحض للنساء دون الخناثی و الکبار،و الفرو و الجلد المعتادین،و القنب و الشعیر ان اعتید لبسهما.

و کفارة الإیلاء مثل کفارة الیمین بلا خلاف.

ص:482


1- 1) المقنع ص 136.
2- 2) وسائل الشیعة 15-568،ب 15.
الثانیة:من عجز عن العتق فدخل فی الصیام ثم تمکن من العتق،لم یلزمه العود

الثانیة:من عجز عن العتق فدخل فی الصیام ثم تمکن من العتق،لم یلزمه العود و ان کان أفضل علی الأشهر الأظهر،و کذا الحکم فی من عجز عن الصیام و أخذ فی الطعام فقدر علیه بعد ذلک،و لا خلاف فی هذا.

و یتحقق الدخول بصوم جزء من الیوم و لو لحظة،و بتسلیم مد و أخذ فی أکل الطعام فی الإطعام.

الثالثة:کل من وجب علیه صوم شهرین متتابعین فعجز عنها

الثالثة:کل من وجب علیه صوم شهرین متتابعین فی نذر أو کفارة مرتبة کانت أو مخیرة علی ما یقتضیه إطلاق العبارة و الأدلة فعجز عنها صام ثمانیة عشر یوما،فان لم یقدر تصدق عن کل یوم بمد من طعام،فان لم یستطع استغفر اللّه سبحانه کما عن الشیخ و جماعة.

و الأجود التفصیل بین الظهار و رمضان و النذر،فیرتضی الحکم الأول فی الأولین لکن بعد العجز عن الخصال الثلاث وفاقا لجماعة،علی اشکال فی ثانیهما فیحتمل قویا فیه بدل صوم الثمانیة عشر التصدق بما یطیق،کما هو ظاهر الکلینی و الشیخ فی التهذیبین (1)و الصدوقین و جماعة من المتأخرین.

و یقوی فی النذر وجوب الإتیان بالممکن من الصوم،و ان تجاوز الثمانیة عشر،حتی لو أمکن الشهران متفرقین وجب مقدما علی الثمانیة عشر،کما علیه الفاضل فی أحد قولیه فی الثلاثة،و ان لم یمکنه شیء منه فلا شیء علیه حتی التصدق بمد عن کل یوم و الاستغفار مع العجز،إذ لم أقف علی ما یدل علیهما فیه،بل و لا فی الأولین عدا الاستغفار فی ثانیهما،فقد ورد به النص الصحیح (2)و فیه نفیه فی أولهما و حرمة المظاهرة الی أن یجد ما یکفر،و الموثق (3)المثبت

ص:483


1- 1) تهذیب الأحکام 8-321،الإستبصار 4-52.
2- 2) وسائل الشیعة 15-554،ح 1.
3- 3) وسائل الشیعة 15-558،ب 8.

له فیه عن معارضة قاصر.

و المعتبر من الاستغفار مرة واحدة بالنیة عن الکفارة،مضافا الی اللفظ الدال علی الندم علی ما فعل و العزم علی عدم العود ان کان عن ذنب.

و فی وجوب الکفارة مع تجدد القدرة وجهان.ثم فی وجوب التتابع فی الثمانیة عشر قولان،أحوطهما فی المقامین ذلک.

الرابعة:ما یشترط فی المکفر

الرابعة:یشترط فی المکفر البلوغ،و کمال العقل،و الایمان،و نیة القربة فی جمیع الخصال و لو کان إطعاما أو کسوة و التعیین للسبب الذی یکفر عنه،سواء تعددت الکفارة فی ذمته أم لا،و سواء تغایر الجنس أم لا،کما یقتضیه إطلاق نحو العبارة،و صرح به بعض الأصحاب.

و قیل:یشکل بأنه مع اتحادها فی ذمته لا اشتراک فتجزئ نیته عما فی ذمته، و لا بأس به.

و لو تعددت ما فی ذمته مع اتحاد نوع سببه،کإفطار یومین من شهر رمضان و خلف نذرین،فکالمتحد لا یعتبر فیه نیة التعیین إجماعا کما فی الخلاف. (1)

و لو اختلف أسبابه،توجه التعیین و ان اتفق مقدار الکفارة.

و لو شک فی نوع ما فی ذمته،أجزأه الإطلاق عن الکفارة،کما یجزیه العتق عما فی ذمته لو شک بین کفارة و نذر،و لا یجزئ ذلک فی الأول،فإنه لا بد فیه من نیة التکفیر،کما لا یجزئ العتق مطلقا فی الثانی بدون قصد ما فی الذمة.

ص:484


1- 1) الخلاف 3-21.

کتاب اللعان

اشارة

ص:485

ص:486

(کتاب اللعان) و هو لغة:المباهلة المطلقة،أو فعال من اللعن أو جمع له،و هو الطرد و الابعاد من الخیر،و الاسم اللعنة،و شرعا:المباهلة بین الزوجین بکلمة مخصوصة فی إزالة حد أو نفی ولد عند الحاکم.

و النظر فیه فی أمور أربعة:

الأول:السبب

الأول:السبب،و هو أمران:

الأول:قذف الزوجة المحصنة،أی رمیها بالزنا و لو دبرا علی الأظهر الأشهر،و فی الغنیة (1)و الانتصار (2)الإجماع،و قیل:بانحصار السبب فی الثانی.

و علی المختار انما یکون سببا مع دعوی المشاهدة و عدم البینة علی الأشهر الأظهر،و فی الانتصار و الغنیة الإجماع کل منهما فی أحدهما،خلافا للخلاف (3)فی الثانی،و للشهید الثانی فی الأول فلم یعتبره بل اکتفی بالعلم و لو بالقرائن.

ص:487


1- 1) الغنیة ص 553.
2- 2) الانتصار ص 144.
3- 3) الخلاف 3-31.

و لا یثبت اللعان لو قذفها فی عدة بائنة،و یثبت لو قذفها فی عدة رجعیة إجماعا کما فی الغنیة.

الثانی:إنکار من ولد علی فراشه ممن یلحق به مطلقا شرعا لو لا لعانه کأن یولد لستة أشهر فصاعدا من وطئه حال کون ذلک الولد من زوجة موطوءة له بالعقد الدائم ما لم یتجاوز أقصی الحمل.

و کذا لو أنکره بعد فراقها و لم تتزوج،أو بعد أن تزوجت و ولدت لأقل من ستة منذ دخل الثانی،فإذا ولد بدون الشرائط انتفی بغیر لعان،فالنفی المحتاج الی اللعان انما هو بالولادة معها،و لا یجوز النفی به الا مع العلم بانتفائه عنه،و مع عدمه یجب الحاقه بنفسه،کما أنه یجب نفیه عنه مع العلم به،بلا خلاف فی شیء من ذلک.

الثانی:فی الشرائط

الثانی:فی الشرائط لصحة اللعان.

و یعتبر فی الملاعن و کذا الملاعنة البلوغ و العقل فلا عبرة بلعان الصبی و المجنون إجماعا.

و فی اعتبار الإسلام فیهما،فلا یصح لعان الکافر و لا الکافرة قولان،أشبههما و أشهرهما: الجواز خلافا للإسکافی فاعتبره مطلقا، و للحلی فاعتبره للقذف خاصة.

و کذا المملوک ففی صحة لعانه قولان،و الأشبه الأشهر الصحة،خلافا للمفید و الدیلمی فلا یصح مطلقا،و للحلی فکما مضی.

و یعتبر فی الملاعنة:البلوغ،و العقل،و السلامة من الصمم و الخرس.

و لو قذفها مع أحدهما بما یوجب اللعان لو لا الافة من رمیها بالزنا مع دعوی المشاهدة و عدم البینة حرمت علیه مؤبدا،من غیر خلاف و لا إشکال

ص:488

فی قذفها مع الأمرین أو الثانی،و کذا الأول علی الأقوی.و تمام الکلام فی المسألة قد مضی فی النکاح.

و أن یکون عقدها دائما فلا یجوز لعان المتمتع بها مطلقا علی الأشهر الأقوی کما مضی.

و فی اعتبار الدخول بها و لو دبرا قولان،و المروی (1)فی المستفیضة أنه لا یقع قبله مطلقا،و هو الأشهر الأقوی،و فی الخلاف (2)و الغنیة (3)الإجماع،و القول الثانی بعدم اعتباره مطلقا اختاره الفاضل فی القواعد. (4)

و قال ثالث و هو الحلی بثبوته أی اللعان بدون الدخول بالقذف دون نفی الولد و تبعه کثیر من المتأخرین،و هو ضعیف.

و یثبت اللعان بین الحر و زوجة المملوکة علی الأشهر الأظهر و فیه روایة بل روایات (5)بالمنع لکنها ما بین ضعیفة السند أو الدلالة، و مع ذلک محتملة للحمل علی التقیة.

و فیه أیضا قول ثالث بالفرق بین لعان القذف فالثانی و نفی الولد فالأول،و القائل الحلی.

و یصح لعان الحامل فی القذف مطلقا،و فی نفی الولد بشرط تحقق الحمل علی الأقوی،و لکن لا یقام علیها الحد اللازم بالنکول و الإقرار حتی تضع الحمل،و قیل:لا تلا عن حتی تضع،لروایة (6)مع ضعفها محمولة علی

ص:489


1- 1) وسائل الشیعة 15-590،ح 2.
2- 2) الخلاف 3-31.
3- 3) الغنیة ص 553.
4- 4) القواعد 2-92.
5- 5) وسائل الشیعة 15-595،ب 5.
6- 6) وسائل الشیعة 15-607،ب 13.

ارادة عدم اقامة الحد فإنه لا خلاف فیه،أو صورة نفی الولد مع الاشتباه فی الحمل.

الثالث:فی الکیفیة

الثالث:فی الکیفیة و الکلام الذی یتحقق به اللعان.

و هو أن یشهد الرجل أولا أربعا باللّه أنه لمن الصادقین فیما رماها به متلفظا بما رمی به،فیقول:أشهد باللّه أنی لمن الصادقین فیما رمیتها به من الزنا.و ان نفی الولد زاد:و أن هذا الولد من زنا و لیس منی.کذا عبر فی التحریر (1)و زاد:

أنه لو اقتصر علی أحدهما لم یجز.

و یشکل فیما لو کان اللعان لنفی الولد خاصة من غیر قذف،فإنه لا یلزم استناده الی الزنا لجواز الشبهة،فینبغی حینئذ أن یکتفی بقوله:انه لمن الصادقین فی نفی الولد المعین.

ثم یقول بعد شهادته أربعا کذلک ان لعنة علیه مبدلا لضمیر الغائب بیاء المتکلم ان کان من الکاذبین فیما رماها به من الزنا أو نفی الولد،کما ذکر فی الشهادات.

ثم تشهد المرأة بعد فراغه من الشهادة و اللعنة أربعا أنه لمن الکاذبین فیما رماها به من الزنا.

ثم تقول:ان غضب اللّه تعالی علیها ان کان من الصادقین فیه مقتصرة علی ذلک فی کل من القذف و نفی الولد،و لا یحتاج الی ضم أمر آخر کما فی الزوج ان نفی الولد.

و الواجب فیه النطق بالشهادة علی الوجه المذکور فیهما،فلو أبدلت بمعناها کأحلف أو أقسم أو شهدت،أو أبدل الجلالة بغیرها من أسمائه سبحانه تعالی أو أبدل اللعن و الغضب و الصدق و الکذب بمرادفها،أو حذف لام التأکید،أو علقه

ص:490


1- 1) التحریر 2-66.

علی غیر«من»کقوله:انی لصادق و نحو ذلک من التغییرات لم یصح.

و أن یبدأ الرجل بالتلفظ ثم المرأة علی الترتیب المذکور،فلو تقدمت المرأة لم یصح.

و أن یعینها و یمیزها عن غیرها تمییزا یمنع المشارکة،أما بالذکر لاسمها أو برفع نسبها بما یمیزها أو یصفها به أو بالإشارة إلیها ان کانت حاضرة.

و أن یکون الإیراد لجمیع ما ذکر باللفظ العربی الصحیح مع القدرة و الا فیجزئ بمقدورهما منه،فان تعذر تلفظهما أصلا أجزأه غیره من اللغات من غیر ترجیح،و کما یجب الترتیب المذکور کذا تجب الموالاة بین الکلمات،فلو تراخی بما یعد فصلا أو تکلم فی خلاله بطل.

و أن یکون کل منهما قائما عند إیراد الشهادة و اللعن علی الأظهر الأشهر،خلافا لجماعة فأوجبوا قیام کل عند تلفظه و ان جلس الأخر.

و یستحب أن یجلس الحاکم مستدبر القبلة و یقیمهما مستقبلین بحذائه.

و أن یقف الرجل عن یمینه و المرأة عن شماله.

و أن یحضر من یسمع اللعان و لو أربعة عدد شهود الزنا من أعیان البلد و صلحائه.

و وعظ الرجل بعد الشهادة قبل اللعن،و کذا المرأة قبل ذکر الغضب و یخوفهما اللّه تعالی،فیقول لهما:ان عذاب الآخرة أشد من عذاب الدنیا،و یقرأ علیهما «إِنَّ الَّذِینَ یَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللّهِ وَ أَیْمانِهِمْ ثَمَناً قَلِیلاً الآیة» (1)و أن اللعن و الغضب للنفس یوجبان ذلک لو کانا کاذبین.

و الأکثر علی اشتراط وقوعه بین یدی الإمام أو نائبه الخاص أو العام،و قیل:

عند من یتراضی به الزوجان.

الرابع:فی الأحکام

الرابع:فی الاحکام،و هی أربعة:

ص:491


1- 1) سورة آل عمران:77.

الأول :یتعلق بالقذف وجوب الحد علی الزوج کالأجنبی و بلعانه سقوطه عنه و به یفترق عن الأجنبی و ثبوت الرجم علی المرأة مطلقا سواء لها ان اعترفت بالزنا أو نکلت لان لعانه فی حکم البینة و مع لعانها یترتب سقوطه أی الحد عنها و انتفاء الولد عن الرجل دونها ان کان اللعان لنفیه لا مطلقا و تحریمها علیه مؤبدا مطلقا.

و لو نکل الزوج عن اللعان،أو اعترف بالکذب حد للقذف ان کان اللعان له لا مطلقا و لم ینتف عنه الولد مطلقا الثانی :لو اعترف بالولد فی أثناء اللعان لحق به و توارثا و علیه أی علی الأب الحد ان کان اللعان لإسقاطه.و لو کان لنفی الولد مجردا عن القذف بتجویزه الشبهة فلا حد بلا خلاف.

و لو کان الاعتراف به بعد اللعان منهما لا یعود الحد و لحق به الولد و ورثه و لم یرثه الأب و لا من یتقرب به و ترثه الام و من یتقرب بها کما یأتی بیانه و بیان ما یتعلق بمیراثه مطلقا فی کتاب الفرائض إن شاء اللّه تعالی.

و فی سقوط الحد هنا روایتان (1)أشهرهما و أظهرهما: السقوط و الروایة الثانیة عمل بها المفید و جماعة،و فی الانتصار (2)الإجماع،و لا ریب أن الأول أحوط.

و لو اعترفت المرأة بالزنا بعد اللعان لم یثبت الحد بمجرده إجماعا الا أن تقر أربعا فیجب علی تردد من المصنف هنا و فی الشرائع (3)و الفاضل فی القواعد (4)،من تعارض العمومین بالسقوط و الثبوت،و الأکثر

ص:492


1- 1) وسائل الشیعة 15-600،ح 2 و 6.
2- 2) الانتصار ص 145.
3- 3) شرائع الإسلام 3-100.
4- 4) القواعد 2-94.

علی الأول و العدم أحوط و لو للشبهة الدارئة.

الثالث :لو طلق الرجل امرأته فادعت الحمل منه فأنکر فإن کان بعد اتفاقهما علی الدخول لحق به الولد و لم ینتف الا باللعان إجماعا،و ان کان بعد الاتفاق علی العدم انتفی بغیر لعان.

و ان کان بعد الاختلاف فیه فادعته الزوجة و أنکره الزوج فإن أقامت بینة علی أنه أرخی علیها الستر لا عنها و بانت منه و علیه المهر کملا وفاقا للنهایة (1)عملا بروایة (2)صحیحة و هی روایة علی بن جعفر عن أخیه خلافا للحلی و أکثر المتأخرین فصاروا الی مقتضی الأصول،و هو توجه الیمین الی الزوج و انتفاء الولد عنه بها و لزوم نصف المهر لها،و لعله أقوی.

و قال فی النهایة (3)بعد ذلک: و ان لم تقم بینة لزمه نصف المهر و ضربت مائة سوط و لا إشکال فی الحکم الأول و لکن فی إیجاب الحد اشکال لمخالفته الأصول السلیمة عن المعارض فیه مطلقا،فنفیه أقوی عملا بها.

الرابع :إذا قذفها فماتت قبل صدور اللعان منهما فله المیراث و علیها الحد للوارث بسبب القذف الغیر المصادف للمسقط وفاقا للأکثر، و فی جواز اللعان حینئذ لإسقاط الحد قولان،و الأکثر علی الأول و لعله أظهر، کل ذا إذا ماتت قبل لعانه،و لو ماتت بعده فینبغی القطع بسقوط الحد به عنه.

و فی روایة (4)أبی بصیر عن أبی عبد اللّه علیه السلام ان قام رجل من أهلها مقامه فلاعنه فلا میراث له و ان أبی أحد من أولیائها أن یقوم مقامها أخذ المیراث.و نحوها روایة أخری و عمل بهما جماعة من القدماء.

ص:493


1- 1) النهایة ص 523.
2- 2) وسائل الشیعة 15-590،ح 1.
3- 3) النهایة ص 523.
4- 4) وسائل الشیعة 15-608،ح 1.

قیل:لا یسقط الإرث بهذا اللعان و ان جوزناه لإسقاط الحد لاستقراره بالموت،و هو حسن فلا یرفعه اللعان المتجدد،و الروایتان ضعیفتا السند لا یصلحان لتخصیص الأصول،و لعله أقوی.

إلی هنا تم استنساخ الجزء الثانی من الکتاب و به تم تحقیقه و تصحیحه و التعلیق علیه فی الیوم العاشر من محرم الحرام سنة ألف و أربعمائة و ست هجریة علی ید الحقیر السید مهدی الرجائی فی بلدة قم المقدسة.

ص:494

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.