موسوعه الامام الصادق عليه السلام المجلد 11

اشارة

سرشناسه : قزويني، سيدمحمدكاظم، 1308 - 1373.

عنوان و نام پديدآور : موسوعه الامام الصادق عليه السلام/ تاليف محمدكاظم القزويني.

مشخصات نشر : قم: الرافد، 14ق.-= 13 -

مشخصات ظاهري : 60ج.

شابك : ج.1 : 978-600-6588-19-1 ؛ ج.42 978-600-6593-06-7 : ؛ ج.44 978-600-6593-15-9 : ؛ ج.47 978-600-6593-23-4 : ؛ ج.59 978-964-8485-92-9 : ؛ ج.60 978-964-2581-88-7 :

يادداشت : عربي.

يادداشت : فهرست نويسي بر اساس جلد سي و چهارم، 1431ق. = 1389.

يادداشت : ج.24 (چاپ اول: 1431ق. = 1389).

يادداشت : ج.47 (چاپ اول: 1437ق. = 1394).

يادداشت : ج.59 (چاپ اول: 1440ق. = 1397).

يادداشت : ج.60 (چاپ اول: 1440ق. = 1398) (فيپا).

يادداشت : ناشر جلد پنجاه و نهم ، انتشارات دارالغدير است .

يادداشت : ناشر جلد شصتم، انتشارات دار الموده است .

يادداشت : كتابنامه.

مندرجات : .- ج.34. التجاره.- ج.42. الحدود والتعزيرات

موضوع : جعفربن محمد (ع)، امام ششم، 83 - 148ق.

رده بندي كنگره : BP45/ق4م8 1300ي الف

رده بندي ديويي : 297/9553

شماره كتابشناسي ملي : 2105726

ص: 1

اشارة

موسوعه الامام الصادق عليه السلام

تاليف محمدكاظم القزويني

ص: 2

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ «كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ »(1).

«أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ»(2) .

«قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّكُمْ تُرْجَعُونَ »(3) .

«وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ »(4) .

«قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ ثُمَّ تُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ »(5).

«اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ »(6) .

ص: 3


1- آل عمران 3: 185 .
2- النساء4 : 78.
3- السجدة 32: 11.
4- ق50: 19.
5- الجمعة62 : 8.
6- الزمر39: 42.

«وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلًا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الْآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ »(1).

«أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ *وَضَرَبَ لَنَا مَثَلًا وَنَسِيَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ * قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ »(2).

«أَلَا يَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ *لِيَوْمٍ عَظِيمٍ * يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ »(3).

«وَسِيقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا فُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا أَلَمْ يَأْتِكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَتْلُونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِ رَبِّكُمْ وَيُنْذِرُونَكُمْ لِقَاءَ يَوْمِكُمْ هَذَا قَالُوا بَلَى وَلَكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ الْعَذَابِ عَلَى الْكَافِرِينَ * قِيلَ ادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ * وَسِيقَ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَى الْجَنَّةِ زُمَرًا حَتَّى إِذَا جَاءُوهَا وَفُتِحَتْ أَبْوَابُهَا وَقَالَ لَهُمْ خَزَنَتُهَا سَلَامٌ عَلَيْكُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِينَ »(4).

ص: 4


1- آل عمران 3: 145.
2- یس 36: 77- 79.
3- المطففين 83: 4 -6.
4- الزمر 39: 71 - 73.

المقدّمة

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على خير خلقه وأشرف بريَّته سیّدنا المصطفى محمّد وآله الطيِّبين الطاهرين الهُداة المهديِّين، ولعنة الله على أعدائهم اجمعين.

وبعد: فهذا هو الجزء الحادي عشر من موسوعة الإمام الصادق(عليه السّلام) ويتضمّن ما روي عنه (عليه السّلام) حول المعاد ومنازل الآخرة إبتداءً من الموت وما بعده من مراحل عالَم البرزخ ومواقف يوم القيامة، وأخيراً: الجنّة وما أعدَّه الله لأهل طاعته من النَّعيم، والنّار وما أعدَّه الله لاهل معصيته من العذاب المقيم.

وجديرٌ بكلّ من يؤمن بالله واليوم الآخر أن يقرا هذه الأحاديث الشريفة حتى يطّلع على تلك المواقف الصعبة التي لابدَّ أن يمرَّ بها يوم ينتقل من هذه الحياة الفانية إلى تلك الحياة الباقية حتى يأخذ اُهبَّته واستعداده لخوض غمار تلك المواقف التي يشيب لِهَولها الرَّضيع !! وكلُّ الأمل والرَّجاء أن يرحمنا الله برحمته الواسعة وأن تشملنا

ص: 5

شفاعة رسول الله وآله الطاهرین (سلام الله عليهم أجمعين) لاسيّما الإمام علي أمير المؤمنين الذي جعله الله قسيم الجنّة والنَّار ... إنَّه سميع مجيب.

محمد كاظم القزويني قم المقدسة - ایران

ص: 6

کتاب المعاد

أبواب الموت وما بعده

باب (1) حكمة الموت

6310 - الكافي : عليُّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن هشام بن سالم، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: إنّ قوماً ۔ فيما مضى - قالوا لنبيّ لهم: ادع لنا ربّك يرفع عنّا الموت، فدعا لهم فرفع الله عنهم الموت، فكثروا حتّى ضاقت عليهم المنازل وكثر النّسل ويصبح الرَّجل يطعم أباه وجدّه واُمّه وجدَّ جدِّه ويرضيّهم(1) ويتعاهدهم، فشغلوا عن طلب المعاش، فقالوا: سل لنا ربّك أن يردَّنا إلى حالنا الّتي كنّا عليها، فسأل نبيّهم ربّه فردَّهم إلى حالهم(2).

ص: 7


1- أي يطهّرهم من الادناس والانجاس وينظّفهم.
2- الكافي: ج3 ص260 ح 36.

أمالي الصدوق : حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن يعقوب بن يزيد، عن محمد بن أبي عمير، عن هشام بن سالم قال : قال أبو عبدالله (عليه السّلام).... وذكر نحوه(1).

باب (2) علامات الكِبّر وتفسير أرذل العمر

6311 - الخصال : حدثنا محمد بن الحسن بن احمد بن الوليد (رضي الله عنه) قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن يعقوب بن يزيد، عن محمد بن أبي عمير، عن ابراهیم بن عبدالحميد، عن الصباح مولى أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: كنت مع أبي عبدالله (عليه السّلام) فلمّا مررنا باُحد قال : ترى الثقب الّذي فيه؟ قلت : نعم.

قال : أمّا أنا فلست أراه، وعلامة الكِبَر ثلاث : كلال البصر(2) وانحناء الظهر، ورقّة القدم(3) .

6312 - تفسير العياشي: عن أبي بصير قال : قال أبو عبدالله (عليه السّلام): إذا بلغ العبد ثلاثاً وثلاثين سنة فقد بلغ أشدّه، وإذا بلغ أربعين سنة فقد انتهى منتهاه، وإذا بلغ إحدى وأربعين فهو في

ص: 8


1- أمالي الصدوق: ص412 ح2.
2- الكلال - بالفتح -: الاعياء. كلَّ الرجل من المشيء وغيره: تعب وأعيا. (أقرب الموارد).
3- الخصال : ص 88 ح 23 . منه البحار : ج6 ص119.

النقصان، وينبغي لصاحب الخمسين أن يكون كمن هو في النزع(1).

6313- تفسير القمي: حدثنا محمد بن جعفر، حدثنا محمد بن أحمد، عن العبّاس، عن ابن أبي نجران، عن محمد بن القاسم، عن عليّ بن المغيرة، عن أبي عبدالله، عن أبيه (عليهما السّلام) قال: إذا بلغ العبد مائة سنة فهي ارذل العمر(2).

باب (3) الموت بالطاعون والوباء

6314- عيون أخبار الرضا (عليه السّلام): حدثنا أبو الحسن محمد بن القاسم المفسر الجرجاني (رضي الله عنه) قال: حدثنا أحمد ابن الحسن الحسيني، عن الحسن بن علي، عن أبيه، عن محمّد بن علي، عن أبيه الرضا، عن أبيه موسی بن جعفر (عليهم السّلام) قال :

قيل للصادق (عليه السّلام): أخبرنا عن الطاعون؟ قال : عذاب الله لقوم، ورحمة الآخرين.

قالوا: وكيف تكون الرحمة عذاباً؟! قال : أما تعرفون أنّ نيران جهنّم عذاب على الكفّار، وخزنة جهنّم معهم فيها فهي رحمة الله عليهم؟! (3).

علل الشرایع: بهذا الإسناد نحوه(4).

ص: 9


1- تفسير العياشي: ج2 ص292 ح 72. منه البحار: ج6 ص 120.
2- تفسير القمي: ج2 ص78. منه البحار: ج6 ص119.
3- عیون اخبار الرضا: ج2 ص3ح5 .
4- علل الشرایع: ص298 ح 3. منهما البحار: ج6 ص 121.

6315- عيون أخبار الرضا (عليه السّلام): بالأسانيد الثلاثة(1) ، عن الرضا، عن آبائه، عن علي بن ابي طالب (عليهم السّلام) قال : الطاعون ميتة وحيّة(2) و (3).

صحيفة الامام الرضا (عليه السّلام): باسناده عن علي (عليه السّلام) مثله(4).

6316- علل الشرایع : حدثنا محمدبن موسی بن المتوكل (رحمه الله) قال: حدثنا علي بن الحسين السعدآبادي، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن ابن محبوب، عن عاصم بن حميد، عن عليّ بن المغيرة قال: قلت لأبي عبدالله (عليه السّلام) : القوم يكونون في البلد يقع فيها الموت، اَلَهُم أن يتحوّلوا عنها إلى غيرها؟ قال : نعم.

قلت: بلغنا أنّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) عاب قوماً بذلك.

فقال : اُولئك كانوا رتبة بإزاء العدوّ فامرهم رسول الله (صلّی الله عليه وآله) أن يثبتوا في موضعهم، ولا يتحوّلوا منه إلى غيره، فلمّا وقع فيهم الموت تحوّلوا من ذلك المكان إلى غيره، فكان تحويلهم من ذلك المكان إلى غيره كالفرار من الزحف(5).

ص: 10


1- المذكورة في العيون: ج2 ص24.
2- اي سريعة. (أقرب الموارد).
3- عیون اخبار الرضا: ج2 ص42 ح139 .
4- صحيفة الامام الرضا: ص248 ح 160. منهما البحار: ج6 ص 121 .
5- علل الشرایع : ص 520 ح1. منه البحار: ج6 ص121.

البحار - بیان: في بعض النسخ: رئية بالهمزة من الرؤية أي كانوا يتراؤون العدوٌ ويترقّبونهم، وفي بعضها: رتبة أي رتّبوا واُثبتوا بإزاء العدوّ.

6317 - الكافي : عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حمّاد بن عثمان، عن الحلبي، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال : سألت أبا عبدالله (عليه السّلام) عن الوباء يكون في ناحية المصر فيتحوّل الرجل إلى ناحية اُخرى، أو يكون في مصر فيخرج منه إلى غيره؟ فقال: لاباس إنّما نهى رسول الله (صلّى الله عليه وآله) عن ذلك لمكان ربيئة كانت بحيال العدوِّ(1) فوقع فيهم الوباء فهربوا منه فقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): «الفارٌ منه كالفارٌ من الزَّحف» كراهية أن يخلو مراكزهم(2).

باب (4) حب لقاء الله وذم الفرار من الموت

6318 - الكافي : محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن بعض أصحابه ، عن الحسن بن عليّ بن أبي عثمان، عن واصل، عن عبدالله بن سنان، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: جاء رجل إلى ابي ذرّ فقال : يا أبا ذرّ مالنا نكره الموت؟

ص: 11


1- الربيئة : هو العين والطليعة الذي ينظر للقوم لئلا يدهمهم عدو . (النهاية).
2- الكافي: ج8 ص108 ح 85.

فقال : لأنّكم عمرت الدّنيا وأخربتم الآخرة فتكرهون أن تُنقلوا من عمران إلى خراب .

فقال له: فكيف ترى قدومنا على الله؟ فقال : أمّا المحسن منکم فكالغائب يقدم على أهله، وأمّا المسيء منكم فكالآبق يردّ على مولاه.

قال : فكيف ترى حالنا عند الله؟ قال : اعرضوا أعمالكم على الكتاب، إنّ الله يقول: «إِنَّ الْأَبْرَارَ لَفِي نَعِيمٍ * وَإِنَّ الْفُجَّارَ لَفِي جَحِيمٍ »(1) .

قال : فقال الرّجل : فاين رحمة الله؟ قال : رحمة الله قريبٌ من المحسنين.

قال أبو عبدالله (عليه السّلام): وكتب رجلٌ إلى أبي ذرّ (رضي الله عنه) : يا أبا ذرّ اطرفني بشيء من العلم؟ فكتب إليه: أنّ العلم كثيرٌ ولكن إن قدرت أن لاتسيء إلى من تحبّه فافعل.

قال : فقال له الرّجل : وهل رايت احداً يسيء إلى من يحبّه؟ فقال له: نعم، نفسك أحبّ الأنفس إليك فاذا انت عصيت الله فقد أسأت إليها(2).

6319- معاني الأخبار : حدثنا محمد بن ابراهيم، عن أحمد بن يونس المعاذي قال : حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد الكوفي قال : حدثنا محمد بن محمّد بن الأشعث، عن موسى بن إسماعيل، عن

ص: 12


1- الإنفطار 82: 13 و 14.
2- الكافي: ج2 ص458 ح20.

أبيه، عن جدّه، عن جعفر بن محمّد (عليهما السّلام) قال : كان للحسن بن عليّ (بن أبي طالب) (صلوات الله عليهما) صديق وكان ماجناً(1) فتباطی علیه ایّاماً فجاءه يوماً فقال له الحسن (عليه السّلام): كيف أصبحت؟ فقال : يابن رسول الله أصبحت بخلاف ما اُحبّ ويحبّ الله ويحبّ الشيطان .

فضحك الحسن (عليه السّلام) ثمّ قال : وكيف ذاك؟ قال: لأنّ الله (عزّوجلّ) يحبّ أن اُطيعه ولا أعصيه ولست كذلك، والشيطان يحبّ أن أعصي الله ولا اُطيعه ولست كذلك، وأنا اُحبّ أن لا أموت ولست كذلك .

فقام إليه رجل فقال : يابن رسول الله ما بالنا نكره الموت ولا نحبّه؟ قال : فقال الحسن (عليه السّلام): لإنّكم أخربتم آخرتكم وعمُرتم دنیاکم، فانتم تكرهون النقلة من العمران إلى الخراب(2).

6320- الخصال : حدثنا جعفر بن علي بن الحسن بن علي بن عبدالله بن المغيرة الكوفي قال: حدثني جدي الحسن بن علي، عن جدّه عبدالله بن المغيرة، عن السكوني، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه (عليهما السّلام) قال: أتى النبيّ (صلّى الله عليه وآله) رجل فقال : مالي لا اُحبُّ الموت؟ فقال له : ألك مال؟ قال: نعم.

ص: 13


1- الماجن : الذي لايبالي قولاً وفعلاً او الذي لايبالي ما صنع وما قيل له. (أقرب الموارد). ولعلَّ صدیق الإمام كان من هذا القبيل.
2- معاني الأخبار: ص389 ح29. منه البحار: ج6 ص 129.

قال : فقدّمته؟ قال : لا.

قال : فمن ثمّ لاتحبّ الموت(1).

6321- من لایحضره الفقيه : قال الصادق (عليه السّلام) : ما خلق الله (عزّوجلّ) يقيناً لاشك فيه أشبه بشك لايقين فيه من الموت (2) و(3).

الخصال : أبي (رضي الله عنه قال : حدثنا سعد بن عبدالله، عن أحمد بن محمّد، عن ابن أبي عمير، عن حمزة بن حمران، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: لم يخلق الله (عزّوجلّ) يقيناً....

وذكر مثله(4).

6322- الخصال: حدثنا أبي (رضي الله عنه) قال: حدثنا سعد ابن عبدالله قال : حدثني القاسم بن محمد، عن سليمان بن داود قال : أخبرني غير واحد من أصحابنا، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال : مكتوب في حكمة آل داود (عليه السّلام): لايظعن(5) الرجل الّآ في ثلاث : زاد المعاد أو مرمّة لمعاش أو لذّة في غير محرّم، ثمّ قال: من أحبّ الحياة ذلٌ(6).

ص: 14


1- الخصال: ص13ح47. منه البحار: ج6 ص127.
2- أي الموت يقين لاشك فيه وهو يشبه شكاً لايقين فيه حيث تغفل عنه الناس ولايعملون على مقتضاه فانهم شاكون فيه وليس شيء في هذه الصفة مثل الموت «هامش المصدر».
3- من لایحضره الفقيه : ج1 ص194 ح596.
4- الخصال : ص14 ح48.
5- ظَعَنَ ظَعناً: سارَ. (أقرب الموارد).
6- الخصال : ص120 ح110. منه البحار: ج6 ص128.

6323- عيون أخبار الرضا (عليه السّلام): حدثنا أبو الحسن محمد بن القاسم المفسر الجرجاني (رضي الله عنه) قال : حدثنا أحمد ابن الحسن الحسيني، عن الحسن بن علي، عن أبيه، عن محمد بن علي، عن أبيه الرضا، عن أبيه موسی بن جعفر (عليهم السّلام) قال : جاء رجل إلى الصادق (عليه السّلام) فقال : قد سئمت الدُّنيا فاتمنّى على الله الموت.

فقال : تمنّ الحياة لتطيع لا لتعصي، فلأن تعيش فتطيع خير لك من أن تموت فلاتعصي ولاتطيع(1).

6324 - الكافي : محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن خالد، والحسين بن سعيد جميعاً، عن القاسم بن محمّد ، عن عبدالصمد بن بشير، عن بعض اصحابه، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: قلت: أصلحك الله من احبّ لقاء الله أحبَّ الله لقاءه ومن أبغض لقاء الله ابغض الله لقاءه؟ قال : نعم.

قلت : فوالله إنّا لنكره الموت.

فقال: ليس ذلك حيث تذهب، إنما ذلك عند المعاينة إذا رای ما يحبُّ فليس شيء أحبُّ إليه من أن يتقدّم والله تعالى يحبُّ لقاءه وهو يحبُّ لقاء الله حينئذ، وإذا رأى ما يكره فليس شيء أبغض إليه من لقاء الله والله يبغض لقاءه(2).

معاني الأخبار : حدثنا محمد بن الحسن بن احمد بن الوليد

ص: 15


1- عيون أخبار الرضا: ج2 ص3ح 3. منه البحار: ج6 ص128.
2- الكافي: ج3 ص 134ح 12.

(رضي الله عنه) قال : حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن العباس بن معروف، عن علي بن مهزیار، عن القاسم بن محمّد مثله(1).

کتاب الزهد: القاسم بن محمد، عن عبدالصمد بن بشير ، عن بعض اصحابه ، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) نحوه(2).

6325 - مستطرفات السرائر : من كتاب أبي القاسم بن قولویه (رحمه الله) قال: قال أبو عبدالله (عليه السّلام): بلغ أمير المؤمنين (عليه السّلام) موت رجل من أصحابه ثمّ جاء خبر آخر انّه لم يمت، فكتب إليه: بسم الله الرحمن الرحيم أمّا بعد فإنّه قد كان أتانا خبر ارتاع له إخوانك(3)، ثمّ جاء تكذيب الخبر الأوّل، فأنعم ذلك أن سررنا، وإنّ السرور وشيك الانقطاع(4) يبلغه عمّا قليل تصديق الخبر الأوّل، فهل انت كائن کرجل قد ذاق الموت وعاش (ما) بعده(5) فساله الرجعة فاُسعف بطلبته فهو متأهّب دائب ينقل باسره(6) من ماله إلى دار قراره، لايرى انّ له مالاً غيره؟ واعلم أنّ اللّيل والنَّهار لم يزالا دائبين(7) في نقص الأعمار وإنفاد الأموال وطيّ الآجال، هيهات هيهات قد صبّحا عاداً و ثمود وقروناً

ص: 16


1- معاني الأخبار : ص236 ح1.
2- كتاب الزهد: ص83 ح220.
3- ارتاع ارتياعاً: فزع وتفزّع. (أقرب الموارد).
4- الوَشيكُ: القريب والسريع. (أقرب الموارد).
5- ثم عاش بعده - البحار.
6- هكذا في المصدر. وفي البحار : متاهب بنقل ما سرَّه، والظاهر انه هو الصحيح.
7- دَابَ في عمله: جدَّ وتَعِبَ واستمرّ. (أقرب الموارد). وفي البحار: انَّ اللّيل والنَّهار دائبان.

بين ذلك كثيراً فأصبحوا قد وردوا على ربّهم وقدموا على أعمالهم، واللّيل والنّهار غضّان جديدان لايبليهما ما مرّا به ، يستعدّان لمن بقي بمثل ما أصابا (فيه) من مضى.

واعلم أنّما أنت نظیر إخوانك وأشباهك، مثلك كمثل الجسد قد نزعت قوَّته فلم يبق إلّا حشاشة نفسه، ينتظر الداعي، فنعوذ بالله ممّا تعظ به ثمّ نقصر عنه(1).

6316- روضة الواعظين: قال الصادق (عليه السّلام): مکتوب في التوراة : نُحنا لكم فلم تبكوا ، وشوّقناكم فلم تشاقوا(2) ، أعلِم القّتالين أنّ الله سيفاً لاينام وهو جهنّم.

ابناء الأربعين اوفوا للحساب.

أبناء الخمسين زرع قد دنا حصاده .

ابناءَ الستين ماذا قدّمتم وماذا اخرّتم؟ أبناء السبعين عدّوا أنفسكم في الموتی.

أبناء الثمانين تكتب لكم الحسنات ولاتكتب عليكم السيّئات .

ابناء التسعين أنتم اُسراء الله في أرضه! ثم يقول(3) : ما يقول کریم أسر رجلاً؟ ماذا يصنع به؟ قلت : يطعمه ويسقيه ويفعل به.

فقال : فما ترى الله صانعاً بأسيره؟(4) .

ص: 17


1- مستطرفات السرائر : ص 141 ح4 . منه البحار: ج6 ص134.
2- فلم تشتاقوا - البحار.
3- ثمَّ قال - البحار.
4- روضة الواعظين : ص490. منه البحار: ج6 ص136.

باب (5) الاستعداد للموت واستحباب ذِکره

6327 - الكافي : محمد بن يحيى، عن الحسين بن اسحاق، عن علي بن مهزیار ، عن قضالة، عن إسماعيل بن أبي زياد، عن ابي عبدالله (عليه السّلام) قال: قال أمير المؤمنین (صلوات الله علیه): ما انزل الموت حقَّ منزلته مَن عدَّ غداً من اجله .

قال : وقال أمير المؤمنين (عليه السّلام): ما أطال عَبد الأمل إلّا أساء العمل.

وكان يقول : لو رأى العبد اجله وسرعته إليه لا بغض العمل من طلب الدُّنيا(1) .

6328- أمالي الصدوق: حدثنا جعفر بن علي الكوفي قال : حدثني الحسن بن علي بن عبدالله بن المغيرة، عن جده عبدالله (بن المغيرة)، عن اسماعیل بن مسلم السكوني، عن الصادق جعفر بن محمد، عن أبيه، عن آبائه (عليهم السّلام) قال: قال عليٌّ (عليه السّلام) : ما أنزل الموتَ حقَّ منزلته من عدّ غداً من أجله(2).

6329 - من لایحضره الفقيه: قال الصادق (عليه السّلام): من عدَّ غداً من اجله فقد اساء صحبة الموت(3).

6330 - الكافي : محمّد بن يحيى، عن الحسين بن إسحاق، عن

ص: 18


1- الكافي: ج3 ص 259 ح 30.
2- أمالي الصدوق: ص96 ح4. منه البحار: ج6 ص130.
3- من لا يحضره الفقيه: ج1 ص139 ح 382.

علي بن مهزیار، عن علي بن إسماعيل الميثميِّ، عن عبدالاعلی مولی آل سام قال: قلت لأبي عبدالله (عليه السّلام): قول الله (عزّوجلّ): « إِنَّمَا نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا »(1) ؟ قال : ما هو عندك؟ قلت: عدد الأيّام.

قال: إنّ الآباء والاُمّهات بحصون ذلك، لا ولكنّه عدد الأنفاس(2).

6331 - الكافي : عليُّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن بكر بن محمّد الأزديّ، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: « إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ » إلى قوله : «تَعْمَلُونَ »(3) قال : تعدّ السِّنين ثمّ تعد الشهور ثمّ تعد الأيّام ثمّ تعدّ الساعات ثمّ تعدّ النّفس « فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ »(4)و(5) .

6332- امالي الصدوق : حدثنا محمد بن موسی بن المتوكل، قال : حدثنا علي بن ابراهيم، عن أبيه ابراهيم بن هاشم، عن محمد بن أبي عمير قال : كان الصادق (عليه السّلام) يقول:

إعمل على مهل فانّك ميّت واختر لنفسك ايّها الانسان فكأنَّ ما قد كان لم يك إذ مضى وكأنَّ ماهو كائن قد كان(6)

ص: 19


1- مریم 19: 84.
2- الكافي: ج3 ص259ح33.
3- الجمعة 62: 8.
4- الاعراف 7: 34.
5- الكافي: ج3 ص262 ح 44.
6- أمالي الصدوق: ص396 ضمن حدیث 3. منه البحار: ج 71 ص 172.

6333 - الكافي : عليّ بن إبراهيم، عن أبيه ، عن ابن فضّال ، عن محمّد بن الحصين، عن محمّد بن الفضيل، عن عبدالرحمن بن یزید، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): مات داود النبيِّ (عليه السّلام) يوم السّبت مفجوءاً(1) فأظلّته الطّير باجنحتها، ومات موسی کلیم الله (عليه السّلام) في التيه فصاح صائح من السماء : مات موسی (عليه السّلام) وايُّ نفس لا تموت؟ (2) .

6334- دعوات الراوندي : عن الصادق (عليه السّلام) قال: قال عيسى (عليه السّلام): هول لاتدري متى يغشاك ، ما منعك أن تستعد له قبل أن يفجاك؟!(3).

6335 - الكافي : علي بن ابراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير ، عن عليّ بن أبي حمزة، عن أبي بصير قال : شكوت إلى أبي عبدالله (عليه السّلام) الوسواس(4) .

فقال : يا أبا محمّد اُذكر تقطّع أوصالك في قبرك ورجوع أحبابك عنك إذا دفنوك في حفرتك وخروج بنات الماء(5) من منخريك واكلَ الدُّود لحمك فإنَّ ذلك يسلّي عنك ما انت فيه.

قال أبو بصير : فوالله ماذكرته إلّآسلّی عنّي ما أنا فيه من همِّ الدُّنيا(6)

ص: 20


1- فجئه: هجم عليه وطرقه بغتة من غير أن يشعر به . (أقرب الموارد). والمعنى أنَّه مات فجاة.
2- الكافي: ج2 ص111 ح4.
3- دعوات الراوندي : ص 236 ح 653. منه المستدرك : ج2 ص103.
4- لعلَّ المراد بالوسواس هنا فكر الدُّنيا وغمّها. (مرآة العقول).
5- بنات الماء : الديدان التي تتولد من الرطوبات. (مرآة العقول).
6- الكافي: ج3 ص255 ح20.

6336 - الكافي: محمّد بن يحيى، عن الحسين بن إسحاق، عن عليّ بن مهزیار، عن فَضالة بن أيّوب، عن سعدان، عن عجلان أبي صالح قال : قال لي ابو عبدالله (عليه السّلام): يا أبا صالح إذا انت حملت جنازة فكن كانّك انت المحمول وكأنّك سألت ربّك الرُّجوع إلى الدُّنيا ففعل، فانظر ماذا تستأنف.

قال : ثمّ قال : عجب لقوم حُبس أوَّلهم عن آخرهم(1) ثمّ نودي فيهم الرَّحيل وهم يلعبون(2).

کتاب الزهد: حدثنا الحسين بن سعيد قال: حدثنا فضالة بن أیوب، عن سعدان الواسطي، عن عجلان ابي صالح قال: قال أبو عبدالله (عليه السّلام) .... وذكر نحوه(3).

6337- عيون أخبار الرضا (عليه السّلام): حدثنا محمد بن أحمد بن الحسين بن يوسف البغدادي قال : حدثنا علي بن محمد بن عيينة قال : حدثنا القاسم بن محمد بن العباس بن موسی بن جعفر العلوي ودارم بن قبيصة النهشلی قالا : حدثنا علي بن موسی الرضا قال: سمعت أبي يحدث، عن أبيه، عن جده محمد بن علي، عن

ص: 21


1- أي يمنعون من ذهب منهم - أي الأموات - أن يرجعوا إلى آخرهم - أي الأحياء - الذين لم يلحقوا بعد بهم فيخبروهم بما جرى عليهم. أو : يئسوا من عودهم إلى الدُّنيا ثمّ نودي في الأحياء بالرّحيل إلى الأموات وهم لاعبون غافلون عمّا ينفعهم في تلك النشأة، فلاشيء أعجب من تلك الحال . ويحتمل أن تكون كلمة «عن» للتعليل أي حبُس اولهم ومن مضى منهم في القبور ليَلحق بهم آخرهم فيُحشرون معاً إلى القيامة. (مرآة العقول).
2- الكافي: ج3 ص258 ح 29.
3- كتاب الزهد: ص77 ح208.

علي بن الحسين، عن ابيه ومحمد بن الحنفيّة ، عن علي بن أبي طالب (عليهم السلام) قال : قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) : أكثروا من ذكر هادم اللّذات(1).

6338- عيون أخبار الرضا (عليه السّلام) : حدثنا ابو الحسن محمد بن القاسم المفسر الجرجاني (رضي الله عنه) قال : حدثنا أحمد ابن الحسن الحسيني، عن الحسن بن علي، عن أبيه، عن محمد بن علي، عن أبيه الرضا، عن ابيه موسی بن جعفر (عليهما السّلام) قال: رأي الصادق (عليه السّلام) رجلاً قد اشتدَّ جزعه على ولده ، فقال : يا هذا جزعت للمصيبة الصغرى وغفلت عن المصيبة الكبرى؟ ولو کنت لما صار إليه ولدك مستعدّاً لما اشتدّ عليه جزعك، فمصابك بتركك الاستعداد له اعظم من مصابك بولدك(2).

أمالي الصدوق: حدثنا محمد بن القاسم الاسترآبادي مثله(3).

6339 - الجعفريات : باسناده عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جده علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب (عليهم السّلام) : أن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) أوصى رجلاً من الأنصار بثلاث ونهاه عن ثلاث، فقال له : أوصيك بذكر الموت، فانه يسليك عن الدنيا.

وأوصيك بكثرة الدعاء، فانك لاتدري متى يستجاب لك...

ص: 22


1- عيون أخبار الرضا: ج2 ص 70 ح325. منه البحار: ج6 ص132.
2- عيون أخبار الرضا: ج2 ص5 ح10.
3- أمالي الصدوق: ص293 ح5. منهما الوسائل: ج2 ص649 ح6.

الى آخر الحديث(1) .

6340 - الجعفريات: بهذا الإسناد عن علي بن ابي طالب (عليه السّلام) قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) : اكثروا من ذكر هادم اللذات.

فقيل : یا رسول الله وما هادم اللذات؟ قال (صلّى الله عليه وآله) : الموت، فان اكيس المؤمنين اكثرهم للموت ذکراً، وأحسنهم للموت استعداداً(2).

6341 - الجعفريات: بهذا الاسناد قال : قال رسول الله (صلّی الله عليه وآله): اذا دعيتم الى الجنائز فأسرعوا فإنّه يذكِّر الآخرة(3).

6342- مستدرك الوسائل: جعفر بن أحمد القمي في كتاب الغايات) عن ابی عبدالله (عليه السّلام) قال: انّ المؤمنين أكياس ، وان أكيس المؤمنين أكثرهم ذكراً للموت(4).

6343- من لایحضره الفقيه : قال الصادق (عليه السّلام) في قول الله (عزّوجلّ) : « وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ »(5).

فقال : من قدم الى قدم(6).

6344 - من لایحضره الفقيه : سئل الصادق (عليه السّلام) عن

ص: 23


1- الجعفريات: ص199 . منه المستدرك : ج2 ص100.
2- الجعفريات: ص199 و200. منه المستدرك: ج2 ص100.
3- الجعفريات: ص199 و200. منه المستدرك: ج2 ص100.
4- مستدرك الوسائل: ج2 ص101.
5- لقمان 31: 34.
6- من لا يحضره الفقيه : ج1 ص139 ح 380.

قول الله (عزّوجلّ) : «وَإِنْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ أَوْ مُعَذِّبُوهَا »(1)؟ قال : هو الفناءُ بالموت(2).

6345- من لایحضره الفقيه : سُئل الصادق (عليه السّلام) عن قول الله (عزّوجلّ) : «أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ »(3)؟ فقال : توبيخ لابن ثمانية عشر سنة(4).

6346 - من لایحضره الفقيه : روى المفضل بن عمر، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جده (عليهم السّلام) قال: قيل اللحسين بن علي (عليهما السّلام): كيف أصبحت یابن رسول الله؟ قال : أصبحت ولي ربّ فوقي، والنار أمامي، والموت يطلبني، والحساب محدق بي، وأنا مرتهَن بعملي، لا أجد ما أحبّ، ولا أدفع ما أكره، والاُمور بيد غيري، فإن شاء عذَّبني، وان شاء عفا عني، فأيّ فقير أفقر منّي؟!.

أمالي الصدوق : حدثنا محمد بن موسی بن المتوكل قال : حدثنا علي بن الحسين السعدآبادي قال: حدثنا أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن محمد بن سنان، عن مفضل بن عمر، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه (عليهم السّلام) قال : سُئل

ص: 24


1- الاسراء 17: 58.
2- من لایحضره الفقيه : ج1 ص186 ح562.
3- فاطر 35: 37.
4- من لا يحضره الفقيه : ج1 ص186 ح 561.

الحسين بن علي (عليهما السّلام) فقيل له : كيف أصبحت.... وذكر مثله(1) .

باب (6) أسماء الموتى تنزل من السِّماء

6347 - الكافي : ابو عليّ الأشعريُّ، عن محمّد بن عبدالجبّار، عن ابن فضّال ، عن عليّ بن عقبة، عن أسباط بن سالم مولى أبان قال : قلت لأبي عبدالله (عليه السّلام): جعلت فداك يعلم ملك الموت بقبض من يقبض؟ قال : لا إنّما هي صكاك تنزل من السماء : أقبض نفس فلان ابن فلان(2) .

6348 - تفسير العياشي: عن حمران قال: سألت أبا عبدالله (عليه السّلام) عن قول الله : «إِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فلَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ »(3)؟ قال : هو الذي سمي لملك الموت (عليه السّلام) في ليلة القدر(4) .

ص: 25


1- أمالي الصدوق: ص487 ح3.
2- الكافي: ج 3 ص 255 ح 21.
3- يونس 10: 49.
4- تفسير العياشي: ج2 ص123 ح 24. منه البحار: ج6 ص 143.

باب (7) ملك الموت يتصفَّح الوجوه كل يوم

6349 - الكافي : عليّ بن ابراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير ، عن هشام بن سالم قال : قال أبو عبدالله (عليه السّلام): ما من أهل بيت شَعر ولاوَبَر إلّا وملك الموت يتصفّحهم في كلّ يوم خمس مرَّات(1).

6350 - البحار : حياة الحيوان، روی جعفر بن محمّد، عن أبيه (عليه السّلام) قال: نظر رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) إلى ملك الموت عند رأس رجل من الأنصار، فقال له رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) : ارفق بصاحبي فإنَّه مؤمن.

قال : إنّي بكلّ مؤمن رفيق، وما من أهل بيت إلّا أتصفّحهم في كلّ يوم خمس مرّات، ولو أنّي أردت أن أقبض روح بعوضة ما قدرت حتّى يكون من الله الأمر بقبضها.

قال جعفر بن محمّد: بلغني أنّه يتصفّحهم عند مواقيت الصَّلاة(2) .

6351 - الكافي : علي بن ابراهيم، عن أبيه ، عن محمد بن عیسی، عن يونس، عن الهيثم بن واقد، عن رجل، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: دخل رسول الله (صلّى الله عليه وآله) على رجل من أصحابه وهويجود بنفسه فقال : يا ملك الموت ارفق بصاحبي فانّه مؤمن .

ص: 26


1- الكافي: ج3 ص256 ح 22.
2- البحار: ج 64 ص 321.

فقال : ابشر يا محمّد فإنّي بكلِّ مؤمن رفيق، واعلم يا محمد أنّي أقبض روح ابن آدم فيجزع أهله فأقوم في ناحية من دارهم فاقول: ما هذا الجزع فوالله ما تعجّلناه قبل أجله وما كان لنا في قبضه من ذنب فإن تحتسبوا وتصبروا تؤجروا وإن تجزعوا تأثموا وتوزروا، اعلموا أنّ لنا فيكم عودة ثمّ عودة فالحذر الحذر، إنّه ليس في شرقها ولا في غربها اهل بیت مَدَر ولا وَبَر إلّا وأنا أتصفّحهم في كلِّ يوم خمس مرّات ولانا أعلم بصغيرهم وكبيرهم منهم بأنفسهم، ولو أردت قبض روح بعوضة ما قدرت عليها حتّى يأمرني ربّي بها.

فقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): إنّما يتصفّحهم في مواقيت الصَّلاة فإن كان ممّن يواظب عليها عند مواقيتها لقّنه شهادة أن لا إله إلّا الله وأن محمداً رسول الله ونحّى عنه ملكٌ الموت إبليس(1) .

باب (8) القدرة الخارقة لملك الموت

6352- من لایحضره الفقيه : قال الصادق (عليه السّلام) : قيل الملك الموت (عليه السّلام): كيف تقبض الأرواح وبعضها في المغرب وبعضها في المشرق في ساعة واحدة؟ فقال : أدعوها فتجيبني.

قال : فقال ملك الموت (عليه السّلام) : انَّ الدُّنيا بين يديَّ كالقصعة بين يدي أحدكم، يتناول منها ماشاء، والدنيا عندي كالدرهم

ص: 27


1- الكافي: ج3 ص136 ح2.

في كفّ أحدكم يقلّبه كيف يشاء(1) .

6353 - الكافي : عليُّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن عمرو بن عثمان، عن المفضّل بن صالح، عن زيد الشحّام قال : سُئل أبو عبدالله (عليه السّلام) عن ملك الموت، يقال : الأرض بين يديه كالقصعة یمدُّ يده منها حيث يشاء؟ قال : نعم(2).

باب (9) أعوان ملك الموت

6354 - من لا يحضره الفقيه : سُئل الصادق (عليه السّلام) عن قول الله (عزّوجلّ) : «اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا »(3) وعن قول الله (عزّوجلّ): «قُلْ يَتَوَفَّاكُمْ مَلَكُ الْمَوْتِ الَّذِي وُكِّلَ بِكُمْ»(4) وعن قول الله (عزّوجلّ): «الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ طَيِّبِينَ»(5).« الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلَائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ »(6) وعن قول الله (عزّوجلّ): « تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا»(7) وعن قوله (عزّوجلّ): «وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ

ص: 28


1- من لایحضره الفقيه : ج1 ص134 ح354.
2- الكافي: ج2 ص256ح24.
3- الزمر 39: 42.
4- السجدة 132: 11.
5- النحل 16 : 32.
6- النساء4 : 97.
7- الانعام6 : 61.

كَفَرُوا الْمَلَائِكَةُ »(1) وقد يموت في الساعة الواحدة في جميع الآفاق ما لا يحصيه الّا الله (عزّوجلّ) فكيف هذا؟ فقال : إنّ الله (تبارك وتعالى) جعل الملك الموت أعواناً من الملائكة يقبضون الأرواح بمنزلة صاحب الشرطة له أعوان من الإنس يبعثهم في حوائجه، فتتوفيهم الملائكة ويتوفّيهم ملك الموت عن الملائكة مع ما يقبض هو، ويتوفّاها الله (عزّوجلّ) عن ملك الموت(2) .

باب (10) عیسی بن مريم يُحيي يحییٰ بن زکریا

6355 - الكافي : عليّ بن محمد، عن بعض أصحابنا، عن عليَّ ابن الحكم، عن ربيع بن محمّد، عن عبدالله بن سليم العامريّ، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال : إنّ عیسی بن مريم جاء إلى قبر یحیی ابن زکریّا (عليه السّلام) وكان سأل ربّه أن يحييه له فدعاه فاجابه وخرج إليه من القبر فقال له : ما تريد منّي.

فقال له: اُريد أن تؤنسني كما كنت في الدُّنيا.

فقال له: يا عیسی ما سكنت عنّي حرارة الموت وأنت تريد أن تعيدني إلى الدُّنيا وتعود علىَّ حرارة الموت؟! فترکه فعاد إلى قبره(3).

ص: 29


1- الانفال 8: 50.
2- من لا يحضره الفقيه : ج1 ص136 ح368.
3- الكافي: ج3 ص260 ح 37.

باب (11) اليوم يتحدَّث مع الإنسان

6356- محاسبة النفس للسيّد علي بن طاووس (قدّس الله روحه): رویت باسنادي الى محمد بن علي بن محبوب من كتابه باسناده إلى جعفر بن محمد الصادق، عن أبيه (عليهما السّلام) قال : ما من يوم يأتي على ابن آدم إلّا قال ذلك اليوم : يابن آدم أنا يوم جديد وانا عليك شهيد فافعل بي خيراً واعمل فيَّ خيراً اسهّل(1) لك يوم القيامة ، فإنَّك لن تراني بعدها أبداً. (وفي نسخة اُخرى : فقل فيَّ خيراً واعمل فيَّ خيراً)(2).

6357 - محاسبة النفس : رأيت في كتاب مسعدة بن زياد الربعي من اصول الشيعة فيما رواه عن جعفر بن محمّد، عن أبيه (عليهما السّلام) قال: إن اللّيل إذا أقبل نادى مناد بصوت يسمعه الخلائق إلّا الثقلين : يابن آدم أني خلق جديد إنّي على ما فيَّ شهید فخذ منّي، فإنّي لو طلعت الشمس لم أرجع الى الدنيا ثم لم تزدد فيَّ حسنة ولم تستعتب فيَّ من سيّئة، وكذلك يقول النهار إذا أدبر الليل(3) .

ص: 30


1- اشهد - البحار .
2- محاسبة النفس: ص 14. منه البحار: ج 7 ص325.
3- محاسبة النفس: ص14. منه البحار: ج 7 ص 325.

باب (12) سکرات الموت ومقدّماته

6358 - الكافي : عليُّ، عن أبيه، عن عبدالله بن المغيرة، عن السكونيِّ، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: إنّ الميّت إذا حضره الموت أوثقه ملك الموت ولولا ذلك ما استقرَّ(1).

6359 - الكافي: أبو عليّ الأشعري، عن محمد بن عبدالجبّار، عن أبي محمّد الأنصاريّ قال : - وكان خَيِّراً . قال : حدثني أبو اليقظان عمّار الأسديّ، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): لو أنّ مؤمناً أقسم على ربّه أن لایميته ما أماته ابداً ولكن إذا كان ذلك أو إذا حضر اجله بعث الله (عزّوجلّ) إليه ريحين: ريحاً يقال لها: المنسية وريحاً يقال لها: المسخّية(2)، فأمّا المنسية فإنّها تنسيه اهله وماله، وأمّا المسخّية فإنها تسخّي نفسه عن الدُّنيا حتّى يختار ما عند الله(3).

معاني الأخبار : حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني (رحمه الله) قال : حدثنا علي بن ابراهيم بن هاشم، عن أبيه قال : حدثني أبو محمد الانصاري وكان خيّراً قال: حدثني أبو اليقظان عمار الاسدي، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) مثله(4).

ص: 31


1- الكافي: ج3 ص250 ح2.
2- سخيت نفسي عن الشيء: تركته ولم تنازعني إليه نفسي. (أقرب الموارد).
3- الكافي: ج 3 ص127 ح1.
4- معاني الأخبار : ص142.

6360- أمالي الطوسي: أخبرنا محمد بن محمد قال: أخبرني ابو حفص عمر بن محمد بن علي الصوفي قال : حدثنا أبو علي محمد ابن همام الاسكافي قال : حدثنا جعفر بن محمد بن مالك الفزاري قال : حدثني سعيد بن عمرو قال: حدثني الحسن بن ضوء، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: قال عليّ بن الحسین زین العابدین (عليه السّلام) : قال الله (عزّوجلّ): ما من شيء أتردّد فيه مثل تردّدي عند قبض روح المؤمن، يكره الموت وأنا أكره مساءته، فإذا حضره أجله الّذي لا تأخير فيه بعثنا إليه بريحانتين من الجنّة، تسمّى إحداهما المُسخية، والاُخرى المنسية، فأمّا المسخية فتسخيه عن ماله، وأمّا المنسية فتنسيه أمر الدُّنيا(1) .

6361- المحاسن: البرقي، عن ابن فضّال، عن ابن فضیل، عن أبي حمزة الثماليّ قال : سمعت أبا عبدالله (عليه السّلام) يقول: قال الله (تبارك وتعالى) : ما تردّدت عن شيء أنا فاعله کتردّدي عن المؤمن، فإنّي اُحبّ لقاءه ويكره الموت، فازویه(2) عنه ، ولو لم يكن في الأرض إلّا مؤمن واحد لاکتفیت به عن جميع خلقي، ولجعلت له من إيمانه اُنساً لايحتاج معه إلى أحد(3).

6362 - المحاسن: البرقي، عن ابن فضّال، عن أبي جميلة، عن محمّد بن علي الحلبيّ قال: قال أبو عبدالله (عليه السّلام): قال الله (تبارك وتعالى): ليأذن بحرب منّي مستذلّ عبدي المؤمن. وما تردّدت

ص: 32


1- أمالي الطوسي: ص414 ح932. منه البحار: ج6 ص152.
2- زَوَی الشيء يزويه: نحّاه و صَرَفه و مَنَعَه. (أقرب الموارد).
3- المحاسن : ص159 ح 99. منه البحار: ج6 ص 160.

عن شيء کتردّدي في موت المؤمن، إنّي لاُحبّ لقاءه ويكره الموت فأصرفه عنه، وإنّه ليدعوني في الأمر فأستجيب له لما هو خير له، [ولو لم يكن في الدُّنيا إلّا واحد من عبيدي مؤمن لاستغنيت به عن جميع خلقي](1) واجعل له من إيمانه اُنساً لا يستوحش فيه إلى أحد(2) .

6363 - الكافي: عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن بعض أصحابه ، عن محمّد بن سكين قال: سُئل أبو عبدالله (عليه السّلام) عن الرَّجل يقول : استأثر الله بفلان .

فقال: ذا مكروه.

فقيل : فلان يجود بنفسه.

فقال: لابأس أما تراه يفتح فاه عند موته مرَّتين أو ثلاثة فذلك حين يجود بها لما يرى من ثواب الله (عزّوجلّ) وقد كان بهذا ضنيناً(3).

6364 - الكافي: عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن إدريس القميّ قال : سمعت أبا عبدالله (عليه السّلام) يقول : إنّ الله (عزّوجلّ) يأمر ملك الموت فيردُّ نفس المؤمن ليهوِّن عليه ويخرجها من أحسن وجهها فيقول الناس: لقد شدّد على فلان الموت وذلك تهوين من الله (عزّوجلّ) عليه ، وقال : يصرف عنه إذا كان ممّن سخط الله عليه أو ممّن أبغض الله أمره أن يجذب الجذبة الّتي بلغتكم بمثل السفّود(4) من الصوف المبلول فيقول الناس: لقد هونَّ

ص: 33


1- مابين المعقوفتين من البحار.
2- المحاسن : ص160ح 100. منه البحار: ج6 ص 160.
3- الكافي: ج3 ص260 ح 35. والضنين : البخيل الشحيح (مجمع البحرین).
4- السَفّود: الحديدة التي يشوى بها اللحم. (مجمع البحرین).

الله على فلان الموت(1) .

6365- أمالي الطوسي: أخبرنا أبو عبدالله محمد بن محمد قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عمر الجعابي قال: حدثنا أبو العباس احمد بن محمّد بن سعيد قال : حدثنا أحمد بن سلمة، عن إبراهيم بن محمّد، عن الحسن بن حذيفة ، عن أبي عبدالله جعفر بن محمد (عليهما السّلام) قال: مرض رجل من أصحاب سلمان (رحمه الله) فافتقده فقال : أین صاحبكم؟ فقالوا: مريض.

قال : امشوا بنا نعوده، فقاموا معه فلمّا دخلوا على الرجل إذا هو يجود بنفسه، فقال سلمان : يا ملك الموت ارفق بوليّ الله.

قال ملك الموت بكلام يسمعه من حضر: یا ابا عبدالله إنّي أرفق بالمؤمنين، ولو ظهرت لأحد لظهرت لك(2).

6366 - الكافي : عليّ بن ابراهيم، عن أبيه، عن عمرو بن عثمان وعدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن الحسن بن عليّ، عن بشير الدهّان، عن أبي عبدالله (عليه السّلام)، وعليُّ بن إبراهيم، عن محمّد بن عيسى، عن يونس، عن أبي جميلة، عن جابر ، عن أبي جعفر (عليه السّلام)، عن جابر بن عبدالله قال : قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): إذا حُمل عدوُّ الله إلى قبره نادي حملتَه: ألا تسمعون یا إخوتاه؟! إنّي أشكو إليكم ما وقع فيه اخوكم الشّقي، إنّ عدوّ الله خدعني فأوردني ثمّ لم يصدرني، واقسم لي أنّه ناصحٌ لي فغشّني.

ص: 34


1- الكافي: ج2 ص135 ح1.
2- أمالي الطوسي: ص128 ح202. منه البحار: ج1 ص167.

واشكو إليكم دنيا غرَّتني حتّى إذا اطمأننت إليها صرعتني.

واشكو إليكم اخلّاء الهوى منّوني ثمّ تبرَّوا منّي وخذلوني .

واشكو إليكم أولاداً حميت عنهم وآثرتهم على نفسي فاكلوا مالي وأسلموني.

وأشكو إليكم مالاً منعتُ منه حقّ الله فكان وباله عليّ وكان نفعه لغيري.

واشكو إليكم داراً أنفقت عليها حريبتي(1) وصار ساكنها غيري.

واشكو إليكم طول الثواء في قبر[ي] ينادي : أنا بيت الدُّود، أنا بیت الظّلمة والوحشة والضيق، يا إخوتاه فاحبسوني ما استطعتم واحذروا مثل ما لقيت فإنّي قد بشّرت بالنار، وبالذل والصّغار ، وغضب العزيز الجبّار، واحسرتاه على ما فرَّطت في جنب الله، ويا طول عولتاه، فما لي من شفيع يطاع، ولا صديق يرحمني، فلو أنّ لي كرَّة فاكون من المؤمنين(2).

6367- من لا يحضره الفقيه : قال الصادق (عليه السّلام) : أن بين الدُّنيا والآخرة الف عقبة أهونها وایسرها الموت(3).

6368- من لایحضره الفقيه : قال الصادق (عليه السّلام): أكبر ما يكون الانسان يوم يولد واصغر ما يكون يوم يموت(4) .

أقول: في معنى هذا الحديث إحتمالان:

ص: 35


1- حريبة الرجل : ماله الذي يعيش به. (الصحاح).
2- الكافي: ج3 ص 233 ح2.
3- من لا يحضره الفقيه: ج 1 ص 134 ح359.
4- من لا يحضره الفقه: ج1 ص194 ح595.

الأوّل: أن يكون إشارة إلى عُمر الإنسان، باعتبار أنَّه يوم ولادته اطول عمراً، ويوم وفاته أصغرُه .

الثاني: أن يكون إشارة إلى الإستعدادات والقابليّات المكنونة فيه، فالله سبحانه أودع في الإنسان طاقات هائلة وكثيرة ومنحه فرصة الإستفادة منها كي يسمو بها إلى درجات عالية تفوق درجة الملائكة .

والاكثرية الساحقة من النّاس تُهمل هذه الطاقات ولاتنميِّها ولا تستفيد منها، وبهذا يكون الإنسان - يوم موته - أصغر ما يكون.....

والله العالم.

باب (13) استحباب البكاء على الميت

6369- الكافي: أبو عليّ الأشعريُّ، عن محمّد بن عبدالجبّار ، عن أبي محمّد الهذلي، عن إبراهيم بن خالد القطّان، عن محمّد بن منصور الصيقل، عن أبيه قال : شكوت إلى أبي عبدالله (عليه السّلام) وجداً وجدته(1) على ابن لي هلك حتّى خفت على عقلي.

فقال : إذا أصابك من هذا شيء فافض من دموعك فانّه يسكن عنك(2).

ص: 36


1- وجد وجداً به : أحبَّه حبّاً شديداً. ووجد وجداً له: حزن. (المنجد). والمراد هنا هو المعنى الثاني وهو الحزن الشديد .
2- الكافي: ج2 ص250 ح 3.

باب (14) الناس إثنان

6370 - معاني الأخبار : حدثنا محمد بن علي ماجيلويه (رضي الله عنه)، عن عمّه محمد بن أبي القاسم، عن أحمد بن أبي عبدالله البرقي، عن أبيه، عن محمّد بن أبي عمير قال: حدثني بعض أصحابنا، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) انّه قال : الناس اثنان: واحد أراح وآخر استراح، فأمّا الذي استراح فالمؤمن إذا مات استراح من الدُّنيا وبلائها، وأمّا الذي أراح فالكافر اذا مات أراح الشجر والدّوابّ وكثيراً من الناس(1) .

6371- امالي الطوسي: حدثنا الشيخ ابو جعفر محمد بن الحسن ابن علي بن الحسن الطوسي (قدس الله روحه) قال: أخبرنا جماعة ، عن أبي المفضل قال : حدثنا أبو محمد عبدالله بن محمد بن ياسين(2) بن محمد بن عجلان التميمي العابد مولی الباقر (عليه السّلام) قال : حدثني مولاي أبو الحسن علي بن محمد بن علي بن موسی بن جعفر قال : حدثني أبي، عن أبيه، عن موسی بن جعفر، عن أبيه الصادق (عليه السّلام)، عن آبائه، عن علي (عليهم السّلام) قال : قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) : الناس اثنان : رجل أراح، ورجل استراح، [فاما الّذي استراح] فالمؤمن استراح من الدُّنيا وتعبها(3) واُفضي إلى

ص: 37


1- معاني الأخبار: ص143. منه البحار: ج6 ص 151.
2- عبدالله بن محمد بن قيس - البحار.
3- ونصبها - البحار.

رحمة الله وكريم ثوابه، وأمّا الّذي أراح فالفاجر أراح منه الناس والشجر والدوابُّ واُفضي إلى ما قدّم(1).

6372 - الكافي : علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال : قال النبيُّ (صلّى الله عليه وآله): مستریح و مستراح منه، أمّا المستريح فالعبد الصالح استراح من غمِّ الدُّنيا وما كان فيه من العبادة إلى الرَّاحة ونعيم الآخرة، وأمّا المستراح منه فالفاجر يستريح منه الملكان اللّذان يحفظان عليه وخادمه واهله والأرض الّتي كان يمشي عليها(2).

باب (15) وَصف الموت

6373- عیون اخبار الرضا (عليه السّلام) : حدثنا محمد بن القاسم المفسر المعروف بابي الحسن الجرجاني (رضي الله عنه) قال :

حدثنا أحمد بن الحسن الحسيني، عن الحسن بن علي(3)، عن أبيه الرضا، عن أبيه موسی بن جعفر (عليهم السّلام) قال : قيل للصادق (عليه السّلام): صف لنا الموت.

قال (عليه السّلام): للمؤمن کاطيب ريح يشمّه فينعس(4) لطيبه

ص: 38


1- أمالي الطوسي : ص 571 -1182. منه البحار: ج6 ص 172.
2- الكافي: ج3 ص 254 ح 11.
3- هكذا في المصدر والظاهر أنَّ هنا سقطاً ولعلَّ الصحيح عن الحسن بن علي، عن علي بن محمد، عن محمد بن علي.
4- نعس الرجل: أخذه فترة في حواسه فقارب النوم. (أقرب الموارد).

وينقطع التعب والالم كلّه عنه، وللكافر کلسع الأفاعيّ ولدغ العقارب وأشدّ.

قيل : فإنّ قوماً يقولون: إنّه أشدّ من نشر بالمناشير!(1) وقرض بالمقاريض ورضخ بالأحجار!(2) وتدوير قطب الأرحية على الأحداق.

قال : كذلك هو على بعض الكافرين والفاجرين، الا ترون منهم من يعاين تلك الشدائد؟ فذلكم الّذي هو أشد من هذا الامر عذاب الآخرة فإنّه اشد من عذاب الدُّنيا.

قيل : فما بالنا نری کافراً يسهل عليه النزع فينطفىء وهو يحدّث ويضحك ويتكلّم، وفي المؤمنين أيضاً من يكون كذلك، وفي المؤمنين والكافرين من يقاسي عند سكرات الموت هذه الشدائد؟ فقال : ما كان من راحة للمؤمن هناك فهو تعجیل ثواب، وما كان من شديد(3) فتمحيصه من ذنوبه ليَرِدَ الآخرة نقيّاً، نظيفاً مستحقّاً لثواب الأبد، لامانع له دونه، وما كان من سهولة هناك على الكافر فليوفّى أجر حسناته في الدُّنيا ليَرِدَ الآخرة وليس له إلّا ما يوجب عليه العذاب، وما كان من شدّة على الكافر هناك فهو ابتداء عذاب الله له [بعد نفاد حسناته] (4)ذلكم بأنّ الله عدل لايجور(5).

ص: 39


1- المناشير جمع المنشار - بالكسر : آلة ذات اسنان يُنشر بها الخشب ونحوه. (أقرب الموارد).
2- رضخ رأسه بالحجر: رضّه. (أقرب الموارد).
3- من شديدة - البحار.
4- ما بين المعقوفتين من البحار.
5- عيون اخبار الرضا: ج1 ص274 ح 9.

معاني الأخبار : حدثنا محمد بن القاسم المفسر الجرجاني (رضي الله عنه) قال: حدثنا أحمد بن الحسن الحسيني، عن الحسن بن علي الناصر[ي]، عن أبيه، عن محمد بن علي، عن أبيه الرضا، عن أبيه موسی بن جعفر (عليهم السّلام) قال : قيل للصادق (عليه السّلام): صف لنا الموت.... وذكر الحديث باختلاف يسير(1).

أمالي الطوسي : حدثنا الشيخ أبو جعفر محمد بن الحسن بن علي بن الحسن الطوسي (قدّس الله روحه) قال: أخبرنا الحسين بن عبيدالله، عن علي بن محمد العلوي قال : حدثنا الحسن بن علي بن صالح الصوفي الخزاز قال: حدثنا أحمد بن الحسن الحسيني، عن الحسن بن علي، عن أبيه، عن محمّد بن علي بن موسى، عن ابيه علي بن موسی الرضا، عن أبيه موسی بن جعفر (عليهم السّلام) قال : قيل للصادق جعفر بن محمّد (عليهما السّلام): صف لنا الموت؟...

وذكر نحوه الى قوله : ولدغ العقارب وأشد(2) .

6374- علل الشرایع: أخبرني علي بن حاتم قال: أخبرنا القاسم ابن محمد قال : حدثنا حمدان بن الحسين، عن الحسين بن الوليد، عن عمران بن الحجاج، عن عبدالرحمن، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: قلت: لأيّ علّة إذا خرج الرُّوح من الجسد وَجَدَ له مسّاً، وحيث رُكّبت لم يعلم به؟ قال : لأنّه ما عليها البدن(3).

ص: 40


1- معاني الأخبار : ص287. منهما البحار : ج6 ص152.
2- أمالي الطوسي: ص651ح 1352 .
3- علل الشرایع: ص309 ح 1. منه البحار: ج6 ص158.

البحار - بیان: قوله (عليه السّلام): «لأنّه نما عليها البدن» أي أنّ الألم إنّما هو لاُلفة الروح بالبدن لنموه عليها لا لمحض الإخراج حتّى يكون لإدخال الروح أيضاً الم، أو أنّه لمّا نما عليها البدن وبلغ حدّاً يعرف الآلام والأوجاع فلذا يتالّم بإخراج الروح، بخلاف حالة الإدخال فإنّه قبل دخول الروح ما كان يجد شيئاً لعدم الحياة، وبعده لا الم يحسّ به، ويحتمل وجهاً ثالثاً وهو أنّ السائل لما توهّم أنّ الروح يدخل حقيقة في البدن سأل عن الحكمة في عدم تأثّر البدن بدخول الروح وتأثّره بالخروج، مع أنّ العكس أنسب، فأجاب (عليه السّلام) بأنّ الروح الحيوانيّ لايدخل من خارج في البدن، بل إنّما تتولّد فيه وينمو البدن عليها. والمسّ: أوّل ما يحسّ به من التعب والالم منه.

6375- معاني الأخبار : أبي (رحمه الله) قال : حدثنا سعد بن عبدالله، عن يعقوب بن يزيد، عن يحيى بن المبارك، عن عليّ بن الصامت، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال : كنّا معه في جنازة فقال بعض القوم: بارك الله لي في الموت وفيما بعد الموت.

فقال له ابو عبدالله (عليه السّلام): فيما بعد الموت فضلٌ، إذا بورك لك في الموت فقد بورك لك فيما بعده(1).

6376- معاني الأخبار : حدثنا محمد بن القاسم المفسر الجرجاني رحمه الله) قال : حدثنا أحمد بن الحسن الحسيني، عن الحسن بن علي الناصر[ي]، عن أبيه، عن محمد بن علي، عن ابيه الرضا، عن ابيه موسی بن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمّد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين (عليهم السّلام) قال :

ص: 41


1- معاني الأخبار : ص382ح 137. منه البحار: ج6 ص158.

قيل لأمير المؤمنين (عليه السّلام): صف لنا الموت؟ فقال : على الخبير سقطتم، هو أحد ثلاثة أمور يرد عليه : إمّا بشارة بنعيم الأبد، وإمّا بشارة بعذاب الأبد، وإمّا تحزین وتهويلٌ وأمره مبهم، لا يدري من أيّ الفرق هو، فأمّا وليّنا المطيع لأمرنا فهو المبشَّر بنعيم الأبد، وأمّا عدوّنا المخالف علينا فهو المبشَّر بعذاب الأبد، وأمّا المبهم أمره الّذي لايدري ما حاله فهو المؤمن المسرف على نفسه لايدري مايؤول إليه حاله، يأتيه الخبر مبهما مخوفاً، ثمّ لن يسوّيه الله (عزّوجلّ) بأعدائنا لكن يخرجه من النار بشفاعتنا، فاعملوا وأطيعوا ولاتتّكلوا ولاتستصغروا عقوبة الله (عزّوجلّ) فإنّ من المسرفين من لاتلحقه شفاعتنا إلا بعد عذاب ثلاثمائة الف سنة(1).

باب (16) البلاء والموت كفّارة الذنوب

6377- من لایحضره الفقيه: قال الصادق (عليه السّلام): الموت كفارة ذنب كل مؤمن(2).

6378- أمالي الطوسي: أخبرنا محمد بن محمد قال : حدثنی أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين قال : حدثنا محمد بن علي ماجيلويه، عن عمّه محمد بن أبي القاسم، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، ومحمّد بن سنان، عن محمّد بن عطيّة ، عن أبي عبدالله جعفر بن محمّد (عليه السّلام) قال: قال رسول الله (صلّی

ص: 42


1- معاني الأخبار : ص 288 ح 2. منه البحار: ج6 ص 153.
2- من لایحضره الفقيه: ج1 ص134ح 358.

الله عليه وآله): الموت كفّارة لذنوب المؤمنين(1).

أمالي المفيد : حدثنا الشيخ المفيد أبو عبدالله محمد بن محمد بن النعمان قال : حدثنا أبو جعفر محمد بن علي بن الحسين قال : حدثنا محمد بن علي ماجيلويه، عن عمّه محمّد بن أبي القاسم، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن أبيه، عن محمد بن سنان، عن محمد بن عطيّة مثله(2).

6379 - المحاسن: البرقي، عن ابن محبوب، عن محمد بن القاسم، عن داود بن فرقد، عن يعقوب بن شعيب قال : قلت لأبي عبدالله (عليه السّلام): رجل يعمل بكذا وكذا - فلم ادع شيئاً إلّا قلته - وهو يعرف هذا الأمر؟ فقال : هذا يرجى له والناصب لايرجي له، وإن كان كما تقول لا يخرج من الدُّنيا حتّى يسلّط الله عليه شيئاً يكفّر الله عنه به، إمّا فقراً وإمّا مرضاً(3).

6380 - كتاب التمحيص: عن منصور بن معاوية(4) ، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال : قال رسول الله (صلّى الله علیه و آله) : قال الله تعالى: ما من عبد اُريد أن اُدخله الجنّة إلّا ابتليته في جسده، فإن كان ذلك كفّارة لذنوبه وإلّا سلّطت عليه سلطاناً، فإن كان ذلك كفّارة لذنوبه وإلّا ضيّقت عليه في رزقه، فإن كان ذلك كفّارة لذنوبه وإلّا

ص: 43


1- أمالي الطوسي : ص 110ح167.
2- أمالي المفيد: ص283 ح 8. منهما البحار: ج6 ص 151.
3- المحاسن: ص172 ح 142. منه البحار: ج6 ص160.
4- عن منصور، عن معاوية - البحار.

شدّدت عليه عند الموت حتّى يأتيني ولاذنب له ثمّ اُدخله الجنّة، وما من عبد اُريد أن اُدخله النار إلّا صحّحت له جسمه، فإن كان ذلك تمام طلبته عندي وإلّا آمنت خوفه من سلطانه ، فإن كان ذلك تمام طلبته عندي وإلّا وسّعت عليه رزقه، فإن كان ذلك تمام طلبته عندي وإلّا يسّرت عليه عند الموت حتّى يأتيني ولاحسنة له ثمّ اُدخله النار(1) .

6381 - المحاسن: البرقي، عن أبيه، عمن حدّثه، عن أبي سلام النخّاس، عن محمّد بن مسلم قال : قال أبو عبدالله (عليه السّلام): والله لايصف عبد هذا الأمر فتطعمه النار.

قلت : إنّ فيهم من يفعل ويفعل.

فقال: إنّه إذا كان ذلك ابتلي الله (تبارك وتعالی) أحدهم في جسده ، فإن كان ذلك كفّارة لذنوبه وإلّا ضيّق الله عليه في رزقه، فإن كان [ذلك] كفّارة لذنوبه وإلّا شدّد الله علیه موته حتّى يأتي الله ولاذنب له، ثمّ يدخله الجنّة(2).

باب (17) ما يراه المؤمن والكافر عند الموت وحضورُ المعصومين (علیهم السّلام)

6382 - الكافي : حمید بن زیاد، عن الحسن بن محمّد الكنديّ، عن غير واحد، عن أبان بن عثمان، عن عامر بن عبدالله بن جذاعة، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: سمعته يقول: إنّ النفس إذا وقعت في الحلق أتاه ملك فقال له: يا هذا - او یا فلان - أمّا ما كنت

ص: 44


1- كتاب التمحيص: ص38 ح 36. منه البحار: ج6 ص 172.
2- المحاسن: ص 172 ح 141. منه البحار: ج6 ص 160.

نرجو فأيس منه وهو الرجوع إلى الدُّنيا، وأمّا ما كنت تخاف فقد أمنت منه(1).

6383 - الكافي : عليُّ بن إبراهيم، عن محمّد بن عيسى، عن يونس، عن خالد بن عمارة، عن أبي بصير قال: قال أبو عبدالله (علیه السّلام): إذا حيل بينه وبين الكلام أتاه رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ومن شاء الله، فجلس رسول الله (صلّى الله عليه وآله) عن يمينه والآخر عن يساره فيقول له رسول الله (صلّى الله عليه وآله): أمّا ما كنت ترجو فهو ذا أمامك واما ما كنت تخاف منه فقد آمنت منه، ثمّ يفتح له باب إلى الجنّة فيقول : هذا منزلك من الجنّة فإن شئت رددناك إلى الدُّنيا ولك فيها ذهب وفضّة، فيقول : لا حاجة لي في الدُّنيا، فعند ذلك يبيضٌ لونه ويرشح جبينه وتقلّص شفتاه وتنتشر منخراه وتدمع عينه اليسرى، فأيُّ هذه العلامات رایت فاکتف بها فإذا خرجت النّفس من الجسد فيعرض عليها كما عرض عليه وهي في الجسد فتختار الآخرة فتغسّله فيمن يغسّله وتقلّبه فيمن يقلّبه، فإذا اُدرج في أكفانه ووُضع على سريره خرجت روحه تمشي بين أيدي القوم قُدماً وتلقاه أرواح المؤمنين يسلّمون عليه ويبشّرونه بما أعدَّ الله له (جلّ ثناؤه) من النعيم، فإذا وضع في قبره ردَّ إليه الرُّوح إلى ورکيه ثمّ يسأل عمّا يعلم فإذا جاء بما يعلم فتح له ذلك الباب الّذي أراه رسول الله (صلّى الله عليه وآله) فيدخل عليه من نورها وضوئها وبردها وطيب ريحها.

قال: قلت: جعلت فداك فاين ضغطة القبر؟ فقال : هيهات ما على المؤمنين منها شيء والله إنّ هذه الأرض

ص: 45


1- الكافي: ج2 ص133 ح7.

لتفتخر على هذه، فتقول: وطا على ظهري مؤمن ولم يطأ على ظهرك مؤمن وتقول له الأرض: والله لقد كنت اُحبّك وأنت تمشي على ظهري فأمّا إذا ولّيتك فستعلم ماذا أصنع بك، فتفسح له مدَّ بصره(1).

6384 - الكافي: حمید بن زیاد، عن الحسن بن محمد الكندي، عن غير واحد، عن أبان بن عثمان، عن عقبة أنّه سمع ابا عبدالله (عليه السّلام) يقول : إنّ الرجل إذا وقعت نفسه في صدره پری .

قلت: جعلت فداك وما يرى؟ قال : پری رسول الله (صلّى الله عليه وآله) فيقول له رسول الله (صلّى الله عليه وآله): أنا رسول الله ابشر، ثمَّ يرى عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام) فيقول: أنا عليُّ بن ابي طالب الّذي كنت تحبّه تحبّ أن أنفعك اليوم.

قال: قلت له : أيكون أحدٌ من الناس يرى هذا ثمَّ يرجع إلى الدُّنيا؟ قال : قال: لا، إذا رأى هذا أبداً مات وأعظم ذلك، قال : وذلك في القرآن قول الله (عزّوجلّ): «الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ * لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ »(2)و (3).

كتاب الفضائل لشاذان بن جبرئیل: قال أبو عبدالله (عليه السّلام) : أن الرجل اذا صارت نفسه عند صدره وقت موته يرى رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وهو يقول له .... وذكر نحوه.

ص: 46


1- الكافي: ج3 ص 129 ح2.
2- یونس 10: 63 و64.
3- الكافي: ج3 ص 133 ح8.

وزاد قوله : قال: يبشره لمحبته اياه بالجنة في الدنيا والآخرة وهي بشارة اذا رآها امن من الخوف(1).

البحار : كتاب (الروضة)، قال أبو عبدالله (عليه السّلام):...

وذكر نحوما في الفضائل(2).

6385- شرح الأخبار : عبدالحميد بن سعيد، قال: قال أبو عبدالله (عليه السّلام): ما أحسبك تأنس باحد في المدينة .

قلت : لا يابن رسول الله.

قال : فانّیٰ لك ذلك.

فقال (عليه السّلام): يا عبدالحميد لكم والله يغفر الذنوب، ومنكم يقبل الحسنات، أبشروا، [فاني] كثيراً ما [كنت] أسمع أبي (رضي الله عنه) يقول لاصحابه : ابشروا، فما بين أحدكم وبين أن يغتبط(3) ويلقي السرور الّأ أن تبلغ نفسه الى ها هنا . وأشار بيده إلى حلقه ..

ثمَّ قال: إنه اذا كان ذلك واحتضر، أتاه رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وجبرئيل، وملك الموت، وأمير المؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السّلام) فيدنو منه على (عليه السّلام) فينظر إليه، ثم يلتفت إلى رسول الله (صلّى الله عليه وآله) فيقول : يا رسول الله هذا كان يحبُّنا فأحبه.

ص: 47


1- الفضائل: ص139.
2- البحار: ج36 ص115 ضمن الحديث 62.
3- الغبطة : حسن الحال والمسرة، واغتبط الرجل : تبجح على حسن حال و مسرة . (أقرب الموارد).

فيقول رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم): ياجبرئيل إن هذا كان يحبّ الله ورسوله وأهل بيته فأحبّه .

فيقول جبرئیل: يا ملك الموت إنَّ هذا كان يحب الله ورسوله وأهل بیت رسوله فأحبه .

فيدنو [منه] ملك الموت، فيقول : يا عبدالله اخذتَ فكاك رهانك، اخذت براءة أمانك.

ثمَّ يقول: تمسكت بالعصمة الكبرى في الحياة الدُّنيا؟ فيوفِّقه الله فيقول: نعم.

فيسال ملك الموت عمَّا تمسك به؟ فيقول: ولاية علي بن أبي طالب.

فيقول: أبشر فقد ادركت ما كنت ترجوه، وأمنت ممَّا كنت تخافه، أبشر بالسلف الصالح بمرافقة رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وعلي بن أبي طالب (عليه السّلام) وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السّلام).

ثمَّ يسلّ روحه سلّاً رفيقاً، ثمَّ ينزل إليه بكفن من الجنَّة و حنوط وحلّة خضراء يكفن بها ويحنط، فاذا وضع في قبره قيل له : نم نومة عروس على فراش، أبشر بروح وريحان وربّ غير غضبان وجنّة نعیم.

ثمّ يفتح له في قبره مسيرة شهر أمامه وعن يمينه وعن شماله ومن خلفه، ويفتح له باب الى الجنَّة، فيدخل عليه روحها وريحانها إلى أن يبعث.

قال : وإذا احتضر الكافر حضره رسول الله (صلّى الله عليه وآله

ص: 48

وسلّم) وعلي وجبرئيل وملك الموت (عليهم السّلام) فيدنو منه علي (عليه السّلام)، ثمّ يلتفت، فيقول : يا رسول الله إن هذا كان يبغضنا أهل البيت.

فيقول النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) لجبرئيل: يا جبرئيل إنّ هذا كان يبغض الله ورسوله واهل بیت رسول الله، فأبغضه.

فيقول جبرئيل الملك الموت: إن هذا كان يبغض الله ورسوله واهل بیت رسوله ، فاعنف عليه وأبغضه.

فيدنو منه ملك الموت فيقول: يا عبدالله اخذ[ت] فكاك رهانك؟ اخذت براءة أمانك؟ تمسكت بالعصمة الكبرى في الحياة الدُّنيا؟ فيقول: لا، وما أعرف شيئاً ممّا تقول.

فيقول له ملك الموت: أبشر يا عدوَّ الله بخزي الله وعذابه في نار جهنم، أما ما كنت ترجو فقد فاتك، وأما ما كنت تحذر فقد نزل بك.

ثم يسلّ روحه سلاً، ويوکّل به ثلاثمائة شيطان فيبصقون بوجهه حتى يوضع في قبره، ويفتح له فيه باب إلى جهنم، فيدخل عليه زفيرها وحرّها إلى أن يبعث، ثم ينطلق بروحه الى برهوت(1).

6386- المحاسن: البرقي، عن ابن فضال، عن محمد بن فضيل، عن عبدالله بن أبي يعفور قال: قال [لي] ابو عبدالله (عليه السّلام): قد استحييت ممّا اُردّد هذا الكلام علیکم : ما بين احدکم وبين أن يغتبط إلّا أن تبلغ نفسه هذه - واهوى بيده إلى حنجرته - يأتيه رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وعليّ (عليه السّلام) فيقولان له: أمّا ما كنت

ص: 49


1- شرح الاخبار : ج3 ص492 ح1422.

تخاف فقد آمنك الله منه، وأمّا ما كنت ترجو فامامك(1).

6387- اعلام الدين: من كتاب (فرج الكرب)، عن عبدالله بن ابي يعفور قال : قال أبو عبدالله (عليه السّلام): قد استحييت ممّا اُكرّر هذا الكلام عليكم، إنّما بين أحدكم وبين أن يغتبط أن تبلغ نفسه هاهنا - وأهوى بيده إلى حنجرته - يأتيه رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وعليّ (عليه السّلام) فيقولان له: أمّا ما كنت تخاف فقد آمنك الله منه، وأمّا ما كنت ترجو فامامك، فابشروا انتم الطيّبون ونساؤكم الطيّبات ، كلّ مؤمنة حوراء عيناء، كلّ مؤمن صدّيق شهيد(2).

6388 - كتاب الزهد: القاسم، عن كليب الاسديّ قال: قلت لأبي عبدالله (عليه السّلام): جعلني الله فداك، بلغنا عنك حديث.

قال : وما هو؟ قلت : قولك: إنّما يغتبط صاحب هذا الأمر إذا كان في هذه - وأومأت بيدك إلى حلقك ..

فقال: نعم، إنّما يغتبط أهل هذا الأمر إذا بلغت هذه . وأومأ بيده إلى حلقه - امّا ما كان يتخوّف من الدنيا فقد ولّى عنه، وامامه رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وعليّ والحسن والحسين (صلوات الله عليهم)(3).

6389 - شرح الأخبار: ابو بكر الحضرمي، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) أنه قال : اذا مات المؤمن منكم جُعل روحه مع النبي

ص: 50


1- المحاسن: ص175 ح157. منه البحار: ج6 ص 184 .
2- اعلام الدين : ص456. منه البحار: ج 27 ص163.
3- كتاب الزهد: ص84 ح 226 . منه البحار: ج6 ص177.

وعلي وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السّلام) (1).

6390- المحاسن: البرقي، عن أبيه، عن النضر، عن يحيى الحلبي، عن قتيبة الأعشى، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال : أما إنّ أحوج ما تكونون فيه إلى حبّنا حين تبلغ نفس أحدكم هذه - وأومأ بيده إلى نحره - ثمّ قال: لا، بل إلى هاهنا - وأهوى بيده إلى حنجرته - فيأتيه البشير فيقول: أمّا ما كنت تخافه فقد أمنت منه(2).

6391- الكافي : محمّد بن يحيى، عن أحمد، عن عليّ بن الحكم، عن قتيبة الأعشى، قال : سمعت أبا عبدالله (عليه السّلام) يقول : عاديتم فينا الآباء والأبناء والأزواج وثوابكم على الله (عزّوجلّ)، أما إنّ أحوج ما تكونون(3) إذا بلغت الأنفس إلى هذه - وأومأ بيده إلى حلقه(4) .

کتاب الزهد: صفوان، عن قتيبة الأعشى قال : سمعت أبا عبدالله (عليه السّلام) يقول:.... وذكر نحوه(5).

6392 - شرح الأخبار: حبيبة الأعشى، قال : سمعت أبا عبدالله (عليه السّلام) يقول: عاديتم فينا الاُمّة، والآباء، والابناء، والأزواج والاخوة فثوابكم على الله والرسول، وان أحوج ما يكون فيه الى حبنا الى أن بلغت النفس الى هذه - واهوى بيده الى حلقه(6) .

ص: 51


1- شرح الاخبار: ج3 ص482 ح1390.
2- المحاسن : ص177 ح 159. منه البحار: ج6 ص187.
3- أي الى ولايتنا.
4- الكافي: ج8 ص333 ح 519.
5- كتاب الزهد: ص86 ح 230 .
6- شرح الاخبار : ج3 ص483 ح 1394 .

6393- المحاسن: البرقي، عن أبيه، عن حمزة بن عبدالله، عن جميل بن درّاج، عن كليب بن معاوية الأسديّ قال: قال أبو عبدالله (عليه السّلام): ما بين من وصف هذا الأمر وبين أن يغتبط ویری ما تقرّ به عينه إلّا أن تبلغ نفسه هذه، فيقال: أمّا ما كنت ترجو فقد قدمت عليه، وأمّا ما كنت تتخوّف فقد أمنت منه، وإنّ إمامك لإمام صدق أقدم على رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وعليّ والحسن والحسين (عليهم السّلام)(1) .

6394- المحاسن: البرقي، عن محمد بن عليّ، عن محمّد بن أسلم، عن الخطّاب الكوفيّ، ومصعب الكوفيّ، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) أنّه قال لسدير : والّذي بعث محمداً بالنبوة وعجّل روحه إلى الجنّة ما بين أحدكم وبين أن يغتبط ويرى السرور او تبيّن له الندامة والحسرة إلّا أن يعاين ما قال الله (عزّوجلّ) في كتابه : « عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ »(2) وأتاه ملك الموت يقبض روحه فينادي روحه فتخرج من جسده، فأمّا المؤمن فما يحسُّ بخروجها، وذلك قول الله سبحانه وتعالى : «يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ *ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي »(3) ثمّ قال : ذلك لمن كان ورعاً مواسياً لإخوانه، وصولاً لهم، وإن كان غير ورع ولا وصولاً لإخوانه قيل له: ما منعك من الورع والمواساة لإخوانك؟

ص: 52


1- المحاسن : ص174 ح 152. منه البحار: ج6 ص 183.
2- ق 50: 17.
3- الفجر 89: 27 - 30.

أنت ممّن انتحل المحبّة بلسانه ولم يصدق ذلك بفعل. وإذا لقي رسول الله (صلّى الله عليه وآله) و أمیر المؤمنين (عليه السّلام) لقاهما معرضين، مقطّبين(1) في وجهه ، غیر شافعين له .

قال سدير : من، جدع الله أنفه.

قال أبو عبدالله (عليه السّلام): فهو ذلك(2).

البحار - بیان: جدع الانف أي قطعه، كناية عن المذلة، أي من اذله الله يكون كذلك، ويحتمل أن يكون «من» استفهاماً، أي من يكون كذلك؟ فقوله: «جدع الله أنفه» جملة دعائية فاجاب (عليه السّلام) بأنّه هو الذي ذكرت لك سابقاً.

6395 - تفسیر فرات الكوفي: قال: حدثنا أبو القاسم العلويّ [قال : حدثنا فرات بن ابراهيم الكوفي] معنعناً، عن أبي بصير قال :

قلت لأبي عبدالله (عليه السّلام): جعلت فداك يستكره المؤمن على خروج نفسه؟ قال : فقال : لا والله .

قال : قلت: كيف ذاك؟ قال : إنّ المؤمن إذا حضرته الوفاة حضر رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وأهل بيته : أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب وفاطمة والحسن والحسين وجميع الأئمّة (عليهم الصلاة والسلام)، - ولكن اكنّوا عن اسم فاطمة - ويحضره جبرئيل وميكائيل وإسرافيل وعزرائیل (عليهم

ص: 53


1- قطب : أي قبض ما بين عينيه كما يفعل العبوس، يقال قطب ما بين عينيه قطباً : جمع جلدته من شيء كرهه (مجمع البحرین).
2- المحاسن: ص177 ح161. منه البحار: ج6 ص186.

السّلام)، قال: فيقول امير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام): یا رسول الله إنّه كان ممّن يحبّنا ويتولّانا فاحبّه.

قال: فيقول رسول الله (صلّى الله عليه وآله): يا جبرئيل إنّه ممّن كان يحبّ عليّاً وذرّيّته فأحبّه.

قال: فيقول جبرئيل لميكائيل وإسرافيل مثل ذلك.

قال : ثمّ يقولون جميعاً لملك الموت: إنّه [ممّن] كان يحبّ محمّداً وآله ويتولّى عليّاً وذرّيّته فارفق به .

قال: فيقول ملك الموت: والّذي اختاركم وكرّمكم واصطفى محمداً (صلّى الله عليه وآله) بالنبوّة، وخصّه بالرسالة لأنا أرفق به من والد رفیق، واشفق [عليه] من أخ شفيق، ثمّ مال إليه ملك الموت فيقول له: يا عبدالله أخذت فكاك رقبتك؟ أخذت رهان أمانك؟ فيقول: نعم.

فيقول [الملك]: فبماذا؟ فيقول: بحبّي محمّداً وآله، وبولايتي عليّ بن أبي طالب وذرّيّته.

فيقول: أمّا ما كنت تحذر فقد آمنك الله منه ، وأمّا ما كنت ترجو فقد أتاك الله به، افتح عينيك فانظر إلى ما عندك ..

قال : فيفتح عينيه فينظر إليهم واحداً واحداً، ويفتح له باب إلى الجنّة فينظر إليها، فيقول له : هذا ما أعدّ الله لك، وهؤلاء رفقاؤك ، افتحبّ اللّحاق بهم أو الرجوع إلى الدُّنيا؟ قال : فقال أبو عبدالله (عليه السّلام): أما رایت شخوصه ورفع حاجبيه إلى فوق من قوله: لا حاجة لي إلى الدُّنيا ولا الرجوع إليها؟

ص: 54

ويناديه مناد من بطنان العرش يسمعه ويسمع من بحضرته: «يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ » إلى محمّد ووصيّه والأئمّة من بعده «ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً » بالولاية، مَرْضِيَّةً » بالثواب «فَادْخُلِي فِي عِبَادِي »مع محمّد وأهل بيته «وَادْخُلِي جَنَّتِي » غير مشوبة(1).

البحار - بیان: قوله (عليه السّلام): «ولكن أكنّوا عن اسم فاطمة» أي لاتصرّحوا باسمها (عليها السّلام) لئلّا يصير سبباً لإنكار الضعفاء من النساء.

قوله (عليه السّلام): من قوله: «لا حاجة» أي رفع حاجبيه إشارة إلى الإباء والامتناع عن الرجوع إلى الدُّنيا.

قوله (عليه السّلام): «غير مشوبة» أي حال كونه الجنّة غير مشوبة بالمحن والآلام.

6396 - الكافي: عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن محمّد بن سليمان، عن أبيه، عن سدير الصيرفيّ قال : قلت لأبي عبدالله (عليه السّلام) : جعلت فداك يابن رسول الله هل يُكره المؤمن على قبض روحه؟ قال : لا والله إنّه إذا أتاه ملك الموت لقبض روحه جزع عند ذلك فيقول له ملك الموت: يا وليَّ الله لا تجزع فوالّذي بعث محمّداً (صلّی الله عليه وآله) لأنا أبرُّ بك واشفق عليك من والد رحيم لو حضرك، افتح عينك فانظر .

قال : ويمثَّل به رسول الله (صلّى الله عليه وآله) و أمير المؤمنين

ص: 55


1- تفسير فرات الكوفي : ص 553 ح708. منه البحار: ج6 ص 162.

وفاطمة والحسن والحسين والأئمّة من ذريّتهم (عليهم السّلام) فيقال له: هذا رسول الله وأمير المؤمنين وفاطمة والحسن والحسين والأئمّة (عليهم السّلام) رفقاؤك .

قال: فيفتح عينه فينظر فينادي روحه مناد من قبل ربِّ العزَّة فيقول: «يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ » إلى محمّد وأهل بيته «ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً » بالولاية «مَرْضِيَّةً » بالثواب «فَادْخُلِي فِي عِبَادِي » يعني محمّد وأهل بيته «وَادْخُلِي جَنَّتِي » فما شيء أحبُّ إليه من استلال روحه واللّحوق بالمنادي(1) و(2).

تأويل الآيات الظاهرة : روى أبو جعفر محمّد بن بابویه (رحمه الله)، عن أبيه، عن سعد بن عبدالله، عن عباد بن سليمان، عن سدير الصيرفي، قال: قلت لأبي عبدالله (عليه السّلام) .... وذكر نحوه(3).

6397- تفسیر فرات الكوفي: فرات قال : حدثنا محمد بن عیسی بن زكريّا الدهقان، معنعناً عن محمّد بن سليمان الديلميّ قال :

حدثنا أبي قال : سمعت الإفريقيّ يقول: سألت أبا عبدالله (عليه السّلام) عن المؤمن ایستکره على قبض روحه؟ قال: لا والله.

ص: 56


1- سَلَّ الشَيءَ مِنَ الشَيء: انتزعه واخرجه في رفق كسلّ السيف من الغمد والشعرة من العجين . (أقرب الموارد).
2- الكافي: ج3 ص127 ح2.
3- تأويل الآيات الظاهرة : ج2 ص796 ح 9.

قلت: وكيف ذاك ؟ قال : لأنّه اذا حضره ملك الموت جزع، فيقول ملك الموت:

لا تجزع فوالله لأنا أبرّ بك وأشفق عليك من والد رحيم لو حضرك، افتح عينيك فانظر.

قال : ويتهلّل له(1) رسول الله وأمير المؤمنين [عليّ بن أبي طالب] والحسن والحسين والأئمّة من بعدهم وفاطمة الزهراء (عليهم الصلاة والسلام).

قال : فينظر إليهم فيستبشر بهم، فما رايت شخوصه تلك؟ قلت: بلى.

قال : فإنّما ينظر إليهم.

قال : قلت: جعلت فداك قد يشخص المؤمن والكافر .

قال : ويحك إنّ الكافر يشخص منقلباً إلى خلفه لأنّ ملك الموت إنّما ياتيه ليحمله من خلفه، والمؤمن ينظر أمامه، وينادي روحه مناد من قبل ربّ العزّة من بطنان العرش فوق الاُفق الأعلى ويقول: «يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ » إلى محمّد وآله (صلوات الله عليهم) «ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ *رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي » فيقول ملك الموت : إنّي قد اُمرت أن اُخيّرك الرجوع إلى الدنيا والمضيّ، فليس شيء أحبّ إليه من إسلال روحه(2) .

ص: 57


1- هلَّ الهلال : ظهر (المنجد). والمعنى: أنَّ النبي والوصي وفاطمة والائمة (صلوات الله عليهم أجمعين) يظهرون الله فيراهم ويفرح من رؤيتهم.
2- تفسیر فرات الكوفي: ص 554 ح 709. منه البحار: ج6 ص163.

6398 - المحاسن: البرقي، عن ابن فضّال، عن عليّ بن عقبة، عن عبدالله بن الوليد النخعيّ قال : سمعت أبا عبدالله (عليه السّلام) يقول: أشهد على أبي (عليه السّلام) أنّه كان يقول : ما بين أحدكم وبين أن يغتبط ويرى ما تقرّ به عينه إلّا أن تبلغ نفسه هذه . وأومأ بيده إلى حلقه . وقد قال الله (تبارك وتعالى): «وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً »(1) فنحن والله ذرّيّة رسول الله (صلّی الله عليه وآله)(2).

6399 - الكافي : ابو علي الأشعري، عن محمّد بن عبدالجبّار، عن صفوان، عن جارود بن المنذر قال : سمعت أبا عبدالله (عليه السّلام) يقول : إذا بلغت نفس أحدكم هذه - وأوما بيده إلى حلقه - قرَّت عينه(3).

شرح الاخبار : أبو جارود بن المنذر قال: .... وذكر مثله(4) .

6400 - المحاسن: البرقي، عن أبيه، عن يحيى الحلبيّ، عن بشير الكناسيّ، قال: دخلنا على أبي عبدالله (عليه السّلام) فقال : حدِّث أصحابكم أنّ ابي كان يقول: ما بين أحدكم وبين أن يغتبط إلّا أن تبلغ نفسه هذه . وأومأ بيده إلى حلقه -(5) .

6401- المحاسن: البرقي، عن أبيه، عن النضر، عن يحيى

ص: 58


1- الرعد 13 : 38.
2- المحاسن: ص174 ح153. منه البحار: ج6 ص183.
3- الكافي: ج3 ص135 ح 14.
4- شرح الأخبار : ج3 ص483 ح1395.
5- المحاسن : ص177 ح160. منه البحار: ج6 ص 188.

الحلبيّ، عن شجرة أخي بشير النّبال قال : قال أبو عبدالله (عليه السّلام) : ما بين أحدكم وبين أن يعاين ما تقرّ به عينه إلّا أن تبلغ نفسه هذه - وأومأ بيده إلى حلقه-(1) .

6402 - الكافي: عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن احمد بن محمد بن أبي نصر، عن حمّاد بن عثمان، عن عبدالحمید بن عوَّاض قال : سمعت أبا عبدالله (عليه السّلام) يقول: إذا بلغت نفس أحدكم هذه قيل له : أمّا ما كنت تحذر من همِّ الدُّنيا وحزنها فقد أمنت منه ويقال له : رسول الله وعلىُّ وفاطمة أمامك(2) .

المحاسن: البرقي، عن ابن فضال، عن حماد بن عثمان مثله (بزيادة قوله) ورواه عن ابن فضال ، عن أبي جميلة، عن أبي بكر الحضرمي، عن أبي عبدالله (عليه السّلام).... وزاد فيه: الحسن والحسين(3).

6403- المحاسن: البرقي، [عن أبيه]، عن النضر بن سوید، عن يحيى الحلبيّ، عن عبدالحميد الطائيّ قال: قال أبو عبدالله (عليه السّلام) : إن أشدّ ما يكون عدوّكم كراهة لهذا الأمر اذا بلغت نفسه هذه - وأومأ بيده إلى حلقه - وأشدّ ما يكون أحدكم اغتباطاً بهذا الأمر إذا بلغت نفسه الى هذه - واوما بيده إلى حلقه - فينقطع عنه أهوال الدُّنيا وما كان يحاذر منها ويقال : أمامك رسول الله وعليّ وفاطمة ،

ص: 59


1- المحاسن: ص174 ح 154، منه البحار: ج6 ص 184.
2- الكافي: ج3 ص134 ح10.
3- المحاسن: ص175 ح155.

ثمّ قال : أمّا فاطمة فلاتذكرها(1) .

6404- کتاب الزهد: النضر، عن يحيى الحلبيّ، عن أيّوب قال : سمعت أبا عبدالله (عليه السّلام) يقول: إنّ أشدّ ما يكون عدوّكم كراهيةً لهذا الأمر حين تبلغ نفسه هذه - وأومأ بيده إلى حنجرته - ثمّ قال: إنّ رجلاً من آل عثمان كان سبّابة لعليّ (عليه السّلام) فحدّثتني مولاةٌ له كانت تأتينا قالت: لمّا احتضر قال : مالي ولهم؟ قلت: جعلني الله فداك ماله قال هذا؟ فقال: لما اُري من العذاب، أما سمعت قول الله (تبارك وتعالى): «فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا »(2)؟ هیهات هیهات لا والله حتّى يكون ثبات (هذا ) الشيء في القلب وإن صلّى وصام(3).

6405 - الكافي : محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن محمّد بن سنان، عن عمار بن مروان قال : حدّثني من سمع أبا عبدالله (عليه السّلام) يقول: منكم والله يقبل ولكم والله يغفر، إنّه ليس بين أحدكم وبين أن يغتبط ويرى السرور وقرّة العين إلّا أن تبلغ نفسه هاهنا - وأومأ بيده إلى حلقه . ثمّ قال : إنّه إذا كان ذلك واحتضر حضره رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وعلي (عليه السّلام) وجبرئیل وملك الموت فيدنو منه عليُّ (عليه السّلام) فيقول : يارسول الله إنّ هذا

ص: 60


1- المحاسن: ص 175ح 156. منه البحار: ج6 ص 184.
2- النساء4 : 65.
3- كتاب الزهد: ص 85 ح 227 . منه البحار: ج6 ص 177.

كان يحبّنا أهل البيت فأحبه، ويقول رسول الله (صلّى الله عليه وآله): يا جبرئيل إنّ هذا كان يحبُّ الله ورسوله واهل بيته رسوله فأحبّه، ويقول جبرئیل لملك الموت : إنّ هذا كان يحبُّ الله ورسوله وأهل بيت رسوله فأحبّه وأرفق به، فيدنو منه ملك الموت، فيقول: يا عبدالله أخذت فكاك رقبتك، أخذت أمان براءتك، تمسّكت بالعصمة الكبرى في الحياة الدُّنيا؟ قال : فيوفّقه الله (عزّوجلّ) فيقول: نعم.

فيقول: وما ذلك؟ فيقول: ولاية عليِّ بن أبي طالب (عليه السّلام).

فيقول: صدقت أمّا الّذي كنت تحذره فقد آمنك الله منه وأمّا الّذي كنت ترجوه فقد أدركته، أبشر بالسّلف الصالح مرافقة رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وعليّ وفاطمة (عليهما السّلام) ثمّ يسلّ نفسه سلاً رفيقاً.

ثمّ ينزل بكفنه من الجنّة وحنوطه من الجنّة بمسك أذفر، فيكفّن بذلك الكفن ويحنّط بذلك الحنوط، ثم یکسی حلّة صفراء من حلل الجنّة فإذا وضع في قبره فتح له باب من أبواب الجنّة يدخل عليه من روحها وريحانها، ثمّ يفسح له عن أمامه مسيرة شهر وعن يمينه وعن يساره، ثمّ يقال له : نم نومة العروس على فراشها، أبشر بروح وريحان وجنّة نعيم وربّ غير غضبان، ثمّ يزور آل محمّد في جنان رضوی فيأكل معهم من طعامهم ويشرب من شرابهم ويتحدّث معهم في مجالسهم حتّى يقوم قائمنا أهل البيت، فإذا قام قائمنا بعثهم الله فاقبلوا معه يلبّون زمراً زمراً فعند ذلك يرتاب المبطلون، ويضمحّل

ص: 61

المحلّون، وقليلٌ ما يكونون، هلكت المحاضير ونجي المقرّبون(1) من أجل ذلك.

قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) لعليّ (عليه السّلام): أنت اخي وميعاد ما بيني وبينك وادي السّلام.

قال : وإذا احتضر الكافر حضره رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وعليُّ (عليه السّلام) وجبرئیل (عليه السّلام) وملك الموت (عليه السّلام) فيدنو منه علىٌ (عليه السّلام) فيقول: يا رسول الله إنّ هذا كان يبغضنا أهل البيت فأبغضه، ويقول رسول الله (صلّى الله عليه وآله): يا جبرئیل: إنّ هذا كان يبغض الله ورسوله وأهل بیت رسوله فأبغضه.

فيقول جبرئیل: يا ملك الموت إنّ هذا كان يبغض الله ورسوله وأهل بیت رسوله فأبغضه وأعنف عليه.

فيدنو منه ملك الموت فيقول : يا عبدالله اخذت فكاك رهانك، اخذت أمان براءتك تمسّكت بالعصمة الكبرى في الحياة الدُّنيا؟ فيقول: لا.

فيقول: أبشر يا عدوَّ الله بسخط الله (عزّوجلّ) وعذابه والنار، أمّا الّذي كنت تحذره فقد نزل بك، ثمّ يسلّ نفسه سلاً عنيفاً، ثمّ يوكّل بروحه ثلاثمائة شيطان كلهم يبزق في وجهه ويتأذّی بروحه، فإذا

ص: 62


1- لعلَّ المراد ذم الاستعجال في طلب الفَرَجَ بقيام القائم (عليه السّلام) والاعتراض على التاخير، أي هلك المستعجلون. «ونجي المقرَّبون» بفتح الراء فإنّهم أهل التسليم والانقياد لايعترضون على الله تعالی فيما يقضي عليهم، أو بكسر الراء أي الذين يقولون الفرج قريب ولا يستبطؤنه. (مرآة العقول).

وضع في قبره فتح له باب من أبواب النار فيدخل عليه من قيحها(1) ولهبها(2).

6406- الكافي: عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن ابن فضّال، عن عليّ بن عقبة، عن أبيه قال : قال لي أبو عبدالله (عليه السّلام): يا عقبة لا يقبل الله من العباد يوم القيامة إلّا هذا الأمر الّذي أنتم عليه وما بين أحدكم وبين أن يرى ما تقرُّ به عينه إلّا أن تبلغ نفسه إلى هذه ثمّ أهوى بيده إلى الوريدثمّ اتّكأ وكان معي المعلّی فغمزني أن أسأله .

فقلت: يابن رسول الله فإذا بلغت نفسه هذه أيُّ شيء يری؟ فقلت له بضع عشرة مرّة: أيُّ شيء؟ فقال في كلّها : يرى. ولا يزيد عليها، ثمّ جلس في آخرها فقال :

يا عقبة! فقلت: لبّيك وسعديك.

فقال : أبيت إلّا أن تعلم؟ فقلت: نعم يابن رسول الله إنّما دیني مع دينك فإذا ذهب دیني كان ذلك (3) كيف لي بك يابن رسول الله كلِّ ساعة وبكيت فرقَّ لي؟ فقال : يراهما والله .

فقلت : بأبي واُمّي من هما؟

ص: 63


1- هكذا في المصدر والظاهر أنه تصحيف والصحيح: فيحها، للمناسبة بين الفيح واللهب، والفيح: كما في النهاية : سطوع الحر وفورانه . والله العالم.
2- الكافي: ج3 ص131 ح4.
3- قوله (عليه السّلام): «ديني مع دينك» لعلَّ المراد ان ديني إنّما يستقيم إذا كان تابعاً لدينك وموافقاً لما تعتقده فإذا ذهب دیني بسبب عدم علمي بما تعتقده كان ذلك أي الخسران والهلاك والعذاب الأبدي. (مرآة العقول).

قال : ذلك رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وعليٌّ (عليه السّلام): يا عقبة لن تموت نفس مؤمنة أبداً حتّى تراهما.

قلت: فإذا نظر إليهما المؤمن ايرجع إلى الدُّنيا؟ فقال: لا، يمضي أمامه إذا نظر إليهما مضى أمامه .

فقلت له: يقولان شيئاً؟ قال : نعم يدخلان جميعاً على المؤمن فيجلس رسول الله (صلّی الله عليه وآله) عند رأسه وعليٌّ (عليه السّلام) عند رجليه فيكبُّ عليه رسول الله (صلّى الله عليه وآله) فيقول : يا وليَّ الله أبشر أنا رسول الله إنّي خيرٌ لك مما تركت من الدُّنيا، ثمّ ينهض رسول الله (صلّى الله عليه وآله) فيقوم عليُّ (عليه السّلام) حتّى يكبَّ عليه، فيقول: ياوليّ الله أبشر أنا عليُّ بن أبي طالب الّذي كنت تحبّه أما لأنفعنّك . ثمّ قال : إنّ هذا في كتاب الله (عزّوجلّ).

قلت : أین - جعلني الله فداك - هذا من كتاب الله؟ قال : في يونس قول الله (عزّوجلّ) هاهنا: «الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ * لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ »(1).

المحاسن: البرقي، عن ابن فضال، عن علي بن عقبة، عن عقبة ابن خالد قال: دخلنا على أبي عبدالله (عليه السّلام) انا ومعلی بن خنیس فقال : يا عقبة لايقبل الله من العباد .... وذكر نحوه(2) .

ص: 64


1- الكافي: ج3 ص128 ح1، والآية في سورة يونس 10: 63 و64.
2- المحاسن : ص 175ح 158.

تفسير العياشي: عن عقبة بن خالد قال: دخلت أنا والمعلّی علی ابي عبدالله (عليه السّلام) فقال : يا عقبة لايقبل الله من العباد .... وذكر نحوه(1) .

6407- مناقب آل ابي طالب: الفضيل بن يسار، عن الباقرين (عليهما السّلام) قالا: حرام على روح ان تفارق جسدها حتّى تری محمّداً وعليّاً وحسناً وحسيناً بحيث تقرّ عينها(2).

6408- كتاب الزهد: حماد بن عيسى، عن الحسين بن المختار، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) إنّه قال: إنّ المؤمن إذا مات رأى رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وعليّاً بحضرته(3).

6409- مناقب آل أبي طالب: زريق، عن الصادق (عليه السّلام) في قوله تعالى: «لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا » قال : هو أن يبشّراه بالجنّة عند الموت، يعني محمداً وعليّاً (عليهما السّلام)(4) .

6410 - تفسير القمي : حدثني أبي، عن ابن أبي عمير ، عن ابن سنان، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال : ما يموت موال لنا مبغض لأعدائنا إلّا ويحضره رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وأمير المؤمنين والحسن والحسين (صلوات الله عليهم) فيسّروه ويبشّروه(5) وإن كان غير موال لنا يراهم بحيث يسوؤه، والدليل على ذلك قول أمير المؤمنين

ص: 65


1- تفسير العياشي: ج2 ص125 ح33.
2- مناقب آل أبي طالب: ج3 ص223. منه البحار: ج6 ص 191 .
3- كتاب الزهد: ص 84 ح 225. منه البحار: ج6 ص200.
4- مناقب آل ابي طالب: ج3 ص223. منه البحار: ج6 ص 191 .
5- فيرونه ويبشرونه - البحار .

(عليه السّلام) لحارث الهمدانيِّ:

يا حار همدان من تمت يرني من مؤمن أو منافق قبلاً(1) 6411- صحيفة الامام الرضا (عليه السّلام) : باسناده ، عن الرضا، عن آبائه (عليهم السّلام) قال : قال عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام) : من أحبّني وجدني عند مماته بحيث يحبّ، ومن أبغضني وجدني عند مماته بحيث يكره(2).

6412۔ اختیار معرفة الرجال : محمد بن مسعود قال : حدثني جعفر بن أحمد بن أيّوب قال : حدثني العمر كيّ، عن ابن فضّال، عن يونس بن يعقوب، عن سعيد بن يسار أنّه حضر أحد ابني سابور وكان لهما ورع وإخبات(3)، فمرض أحدهما - ولا أحسبه إلّآ زکریّا بن سابور . قال : فحضرته عند موته قال : فبسط يده ثمّ قال : ابيضّت يدي یا عليّ، قال: فدخلت على أبي عبدالله (عليه السّلام) - وعنده محمّد بن مسلم - فلمّا قمت من عنده ظننت أن محمد بن مسلم أخبره بخبر الرجل فأتبعني رسول(4)، فرجعت إليه فقال : أخبرني خبر الرجل الّذي حضرته عند الموت، أيّ شيء سمعته يقول؟ قلت : بسط يده فقال : أبيضّت يدي باعلىّ.

فقال أبو عبدالله (عليه السّلام) : رآه والله، رآه والله، راه والله(5) .

ص: 66


1- تفسير القمي: ج2 ص265. منه البحار: ج6 ص180.
2- صحيفة الامام الرضا: ص262 ح 203. منه البحار : ج6 ص 188.
3- الأخبات: الخشوع والتواضع . (لسان العرب).
4- فاتبعني برسول - البحار.
5- اختيار معرفة الرجال: ج2 ص 626 ح614. منه البحار: ج6ص 192.

6413- البحار: کتاب (المحتضر) للحسن بن سليمان قال : ممّا رواه لي السيّد الجليل بهاء الدين عليّ بن عبدالحميد الحسيني باسناده عن أبي عمرو الكشيّ، عن محمد بن مسعود رفعه إلى سعيد بن يسار أنّه حضر أحد ابني سابور وكان لهما ورع وإخبات فمرض أحدهما ولا أحسبه إلّآ زكريّا بن سابور، قال : فحضرته عند موته قال : فبسط يده ثمّ قال: بسطت يدي ياعليّ، قال: قصصت ذلك على أبي عبدالله (عليه السّلام) ثمّ قمت عنه فاتّبعني رسوله فرجعت إليه فقال : أخبرني خبر الرجل الّذي حضرته عند موته أيّ شيء سمعته يقول؟ قلت : بسط يده ثمّ قال : بسطت يدي ياعليّ.

فقال أبو عبدالله (عليه السّلام): رآه والله، رآه والله(1).

6414- من لا يحضره الفقيه: قال الصادق (عليه السّلام): أن وليّ عليّ (عليه السّلام) يراه في ثلاثة مواطن حيث يسرّه: عند الموت وعند الصراط وعند الحوض(2).

6415- من لا يحضره الفقيه: قال الصادق (عليه السّلام): إنَّ الشيطان ليأتي الرجل من أولياتنا عند موته عن يمينه وعن شماله ليضلَّه عما هو عليه فيأبى الله (عزّوجلّ) ذلك وذلك قول الله تعالى : «يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ »(3).

تفسير العياشي: عن صفوان بن مهران، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) نحوه(4).

ص: 67


1- البحار: ج 27 ص164 ح 21.
2- من لا يحضره الفقيه : ج1 ص137 ح 369.
3- من لایحضره الفقيه : ج1 ص134 ح360، والآية في سورة ابراهيم 14: 27.
4- تفسير العياشي: ج2 ص225 ح16.

6416- من لا يحضره الفقيه: قال : قال الصادق (عليه السّلام):

إذا قُبضت الروح فهي مظلّة فوق الجسد - روح المؤمن وغيره - تنظر إلى كلّ شيء يصنع به، فإذا كفّن ووضع على السرير وحُمل على أعناق الرجال عادت الروح إليه ودخلت فيه فيمدّ له في بصره فينظر إلى موضعه من الجنّة أو من النار، فينادي بأعلى صوته - إن كان من أهل الجنّة -: عجّلوني! عجّلوني! وإن كان من أهل النار : ردّوني ! ردّوني! وهو يعلم كلّ شيء يصنع به ويسمع الكلام(1) .

6417- الكافي: محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبيّ، عن سليمان بن داود ، عن أبي بصير قال : قلت لأبي عبدالله (عليه السّلام) قوله (عزّوجلّ): «فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ » إلى قوله : « إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ »(2).

فقال : إنّها إذا بلغت الحلقوم ثمَّ اُري منزله من الجنّة فيقول :

ردُّوني إلى الدُّنيا حتّى اُخبر أهلي بما أرى، فيقال له: ليس إلى ذلك سبيل(3).

من لایحضره الفقيه : قال الصادق (عليه السّلام) : انه اذا بلغت

ص: 68


1- من لا يحضره الفقيه : ج1 ص193 ح592.
2- الآيات في سورة الواقعة 56: 83 - 87. هكذا «فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ* وَأَنْتُمْ حِينَئِذٍ تَنْظُرُونَ * وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْكُمْ وَلَكِنْ لَا تُبْصِرُونَ * فَلَوْلَا إِنْ كُنْتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ * تَرْجِعُونَهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ » .
3- الكافي: ج3 ص135 ح15.

النفس الحلقوم اُري مكانه من الجنة .... وذكر مثله(1).

کتاب الزهد: النضر بن سويد، عن يحيى الحلبي، عن سليمان این داود، عن أبي بصير قال : قلت .... وذكر نحوه(2).

6418 - الكافي: عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن ابن محبوب، عن عبدالعزيز العبديّ، عن ابن أبي يعفور قال : كان خطّاب الجهنيّ خليطاً لنا وكان شديد النّصب لآل محمّد (عليهم السّلام) وكان يصحب نجدة الحروريّة (3) قال : فدخلت عليه أعوده للخلطة والتقيّة فإذا هو مغمى عليه في حدِّ الموت فسمعته يقول: مالي ولك ياعليُّ، فأخبرت بذلك أبا عبدالله (عليه السّلام) فقال أبو عبدالله (عليه السّلام) : رآه وربِّ الكعبة، رآه وربِّ الكعبة(4) .

باب (18) المؤمن تدمع عينه عند الموت

6419- الكافي : محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن عليّ بن الحكم، عن معاوية بن وهب، عن يحيى بن سابور قال : سمعت أبا عبدالله (عليه السّلام) يقول في الميّت تدمع عينه عند الموت، فقال : ذلك عند معاينة رسول الله (صلّى الله عليه وآله) فیری

ص: 69


1- من لایحضره الفقيه : ج1 ص136 ح 367.
2- كتاب الزهد: ص84 ح 223.
3- الحرورية : طائفة من الخوارج نسبوا إلى حروراء وهو موضع قريب من الكوفة (النهاية).
4- الكافي: ج3 ص133 ح9.

ما یسرُّه.

ثمّ قال : أما ترى الرجل پری ما يسرُّه وما يحبُّ فتدمع عينه لذلك ويضحك(1).

کتاب الزهد: فضالة ، عن معاوية بن وهب، عن يحيى بن سابور قال : .... وذكر نحوه(2).

علل الشرایع : ابي (رحمه الله) قال : حدثنا سعد بن عبدالله ، عن ابراهیم بن مهزیار، عن أخيه علي بن مهزیار، عن فضالة بن أيوب، عن معاوية بن وهب، عن يحيى بن سابور قال : سمعت أبا عبدالله (عليه السّلام) يقول:.... وذكر نحوه(3).

معاني الأخبار : حدثنا محمد بن الحسن بن احمد بن الوليد (رضي الله عنه) قال : حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن العباس بن معروف، عن علي بن مهزیار، عن فضالة بن أيوب، عن معاوية بن وهب، عن يحيى بن سابور قال : .... وذكر نحوه(4).

6420- مناقب آل أبي طالب: سئل الصادق (عليه السّلام) عن الميّت تدمع عينه عند الموت؟ فقال (عليه السّلام) : ذاك عند معاينة رسول الله (صلّى الله عليه وآله) فيرى ما يسرّ(5).

ص: 70


1- الكافي: ج3 ص133 ح6.
2- كتاب الزهد: ص 83 ح 221.
3- علل الشرایع: ص306 ح1.
4- معاني الاخبار : ص236 ح2 .
5- مناقب آل أبي طالب: ج3 ص 224. منه البحار: ج6 ص 191.

6421- من لایحضره الفقيه : قال الصادق (عليه السّلام): في الميت تدمع عيناه عند الموت وان ذلك عند معاينة رسول الله (صلّى الله عليه وآله) فيرى ما يسرّه، ثمَّ قال : أما ترى الرَّجل يرى ما يسرّه وما يحب فتدمع عيناه ويضحك(1).

باب (19) ما يجري على الميت في القبر

6422 - الكافي : محمّد بن يحيى، عن محمد بن الحسين، عن عبدالرحمن بن أبي هاشم، عن سالم، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: ما من موضع قبر إلّا وهو ينطق كلَّ يوم ثلاث مرّات : أنا بيت التراب، أنا بيت البلاء، أنا بيت الدُّود، قال: فإذا دخله عبدٌ مؤمنٌ قال : مرحباً وأهلاً، أما والله لقد كنت اُحبّك وأنت تمشي على ظهري فكيف إذا دخلت بطني فسترى ذلك.

قال : فيفسح له مدَّ البصر ويفتح له باب یری مقعده من الجنّة .

قال : ويخرج من ذلك رجل لم تر عيناه شيئا قط أحسن منه فيقول: يا عبدالله ما رایت شیئاً قطّ أحسن منك، فيقول: أنا رأيك الحسن الّذي كنت عليه وعملك الصالح الّذي كنت تعمله، قال: ثمّ تؤخذ روحه فتوضع في الجنّة حيث رأى منزله ثمّ يقال له : نم قرير العين فلايزال نفحة من الجنّة تصيب جسده يجد لذّتها وطيبها حتّى يبعث.

قال : وإذا دخل الكافر قال : لا مرحباً بك ولا اهلاً، أما والله

ص: 71


1- من لا يحضره الفقيه: ج1 ص135 ح361.

لقد كنت اُبغضك وأنت تمشي على ظهري فكيف إذا دخلت بطني سترى ذلك، قال : فتضم عليه فتجعله رميماً ويعاد كما كان ويفتح له باب إلى النار فيرى مقعده من النار .

ثمّ قال : ثمّ إنّه يخرج منه رجلٌ أقبح من رأی قطُّ، قال: فيقول :

یا عبدالله من أنت؟ ما رأيت شيئاً أقبح منك؟ قال : فيقول: أنا عملك السييء الّذي كنت تعمله ورأيك الخبيث .

قال : ثمّ تؤخذ روحه فتوضع حيث رأى مقعده من النار، ثمّ لم تزل نفخة من النار تصيب جسده فيجد ألمها وحرّها في جسده إلى يوم يُبعث، ويسلّط الله على روحه تسعة وتسعين تنّيناً تنهشه، ليس فيها تنّين ينفخ على ظهر الأرض فتنبت شيئاً(1) .

6423- الكافي: عدة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن الحسن بن علي، عن غالب بن عثمان، عن بشیر الدهّان، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال : إنّ للقبر کلاماً في كلّ يوم يقول : أنا بيت الغربة، أنا بيت الوحشة، أنا بيت الدُّود، أنا القبر، أنا روضة من ریاض الجنّة أو حفرة من حفر النار(2) .

6424- الكافي : محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أحمد بن محمّد، عن عبدالرحمن بن حمّاد، عن عمرو بن يزيد قال: قلت لأبي عبدالله (عليه السّلام): إنّي سمعتك وأنت تقول: كلُّ شيعتنا في الجنّة على ما كان فيهم؟ قال : صدقتك، كلّهم والله في الجنّة .

ص: 72


1- الكافي: ج2 ص241 ح1 .
2- الكافي: ج2 ص242 ح 2.

قال : قلت : جعلت فداك إنّ الذُّنوب كثيرة كبار؟ فقال : أمّا في القيامة فكلّكم في الجنّة بشفاعة النبيِّ المطاع أو وصيِّ النبي ولكنّي والله الخوَّف عليكم في البرزخ.

قلت: وما البرزخ؟ قال: القبر منذ حين موته إلى يوم القيامة(1) .

باب (20) السؤال في القبر

6425 - الكافي : محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن عليّ بن حديد، عن جمیل، عن عمرو بن الأشعث أنّه سمع أبا عبدالله (عليه السّلام) يقول: يُسال الرَّجل في قبره فإذا أثبت فُسح له في قبره سبعة أذرع وفتح له باب إلى الجنّة وقيل له : نم نومة العروس قرير العين(2).

6426- شرح الأخبار : ابن شعيب، قال : سمعت أبا عبدالله (عليه السّلام) يقول: يُسأل الرجل في قبره عن امام زمانه، فاذا اثبته وُسّع له في قبره سبعة أذرع، وفتح منه باب الى الجنة وقيل له : نم نومة العروس قرير العين(3) .

6427 - الكافي : محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن القاسم بن محمّد، عن عليّ بن

ص: 73


1- الكافي: ج3 ص242ح3.
2- الكافي: ج3 ص238 ح 9.
3- شرح الاخبار : ج 3 ص487 ح1410.

أبي حمزة، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: إنّ المؤمن إذا اُخرج من بيته شيّعته الملائكة إلى قبره يزدحمون عليه حتّى إذا انتهى به إلى قبره قالت له الأرض: مرحباً بك وأهلاً أما والله لقد كنت اُحبُّ أن يمشي عليّ مثلك، لترينَّ ما أصنع بك، فتوسّع له مدَّ بصره ويدخل عليه في قبره ملكا القبر وهما قعيدا القبر منکر و نکیر فيلقيان فيه الروح إلى حقويه فيقعدانه ويسألانه فيقولان له: من ربّك؟ فيقول: الله.

فيقولان: ما دينك؟ فيقول : الإسلام.

فيقولان: ومن نبيّك؟ فيقول: محمّد (صلّی الله عليه وآله).

فيقولان : ومن إمامك؟ فيقول: فلان.

قال: فينادي منادٍ من السماء : صدق عبدي افرشوا له في قبره من الجنّة وافتحوا له في قبره باباً إلى الجنّة وألبسوه من ثياب الجنّة حتّى یأتینا، وما عندنا خيرٌ له.

ثمّ يقال له : نم نومة عروس، نم نومة لا حلم فيها.

قال : وإن كان كافراً خرجت الملائكة تشيّعه إلى قبره تلعنه حتّى إذا انتهى به إلى قبره قالت له الأرض: لا مرحباً بك ولا أهلاً أما والله لقد كنت اُبغض أن يمشي عليَّ مثلك لاجرم لترينّ ما أصنع بك اليوم، فتضيق عليه حتّى تلقي جوانحه(1).

ص: 74


1- الجوانح : الأضلاع التي تحت الترائب مما يلي الصدر كالضلوع مما يلي الظهر . (أقرب الموارد).

قال : ثمّ يدخل عليه ملكا القبر وهما قعيدا القبر منكر ونكير .

قال أبو بصير: جعلت فداك يدخلان على المؤمن والكافر في صورة واحدة؟ فقال: لا.

قال: فيقعدانه ويلقيان فيه الرُّوح إلى حقويه فيقولان له: من ربّك؟ فيتلجلج(1) ويقول: قد سمعت الناس يقولون، فيقولان له: لادريت، ويقولان له: ما دينك؟ فيتلجلج، فيقولان له: لادریت، ويقولان له: من نبيّك؟ فيقول: قد سمعت الناس يقولون، فيقولان له: لا دريت، ويسأل عن إمام زمانه ، قال : فينادي مناد من السماء : کذب عبدي(2) افرشوا له في قبره من النار والبسوه من ثياب النار وافتحوا له باباً إلى النار حتّى يأتينا وما عندنا شرُّ له، فيضربانه بمرزبة(3) ثلاث ضربات ليس منها ضربة إلّا يتطاير قبره ناراً، لو ضرب بتلك المرزبة جبال تهامة(4) لكانت رميماً.

وقال أبو عبدالله (عليه السّلام): ويسلّط الله عليه في قبره الحيّات تنهشه نهشاً والشيطان يغمّه غمّاً، قال : ويسمع عذابه من خلق الله إلّا الجنِّ والإنس، قال : وإنّه ليسمع خفق نعالهم(5). ونفض أيديهم وهو قول الله (عزّوجلّ) : «يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي

ص: 75


1- التلجلج : التردد في الكلام. (مجمع البحرین).
2- أي كذب ولم يعتقد ذلك ولم يسمعه بقلبه. (الوافي).
3- المِرزبة : عُصَيَّة من حديد. (أقرب الموارد).
4- تهامة - بالكسر : مكة، وقيل: بلاد شمالي الحجاز . (أقرب الموارد) .
5- الخفق : صوت النعل . (مجمع البحرین).

الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ »(1).

6428- كتاب الزهد : عليّ بن النعمان، عن ابن مسكان، عن سليمان بن خالد قال : سألت أبا عبدالله (عليه السّلام) عمّا يلقى صاحب القبر؟ فقال : إنّ ملكين يقال لهما: منكر ونكير يأتيان صاحب القبر فيسألانه عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) فيقولان: ما تقول في هذا الرجل الّذي خرج فيكم؟ فيقول: من هو؟ فيقولان : الّذي كان يقول: إنّه رسول الله، أحقُّ ذلك؟ قال : فإذا كان من أهل الشكّ قال : ما أدري، قد سمعت الناس يقولون، فلست أدري أحقّ ذلك أم كذب؟ فيضر بانه ضربةً يسمعها أهل السَّماوات و أهل الأرض إلّا المشركين، وإذا كان متيقّناً فإنّه لا يفزع فيقول: أعن رسول الله تسألاني؟ فيقولان: أتعلم أنّه رسول الله؟ فيقول: أشهد أنّه رسول الله حقّاً، جاء بالهدى ودين الحقّ.

قال : فیری مقعده من الجنّة ويفسح له عن قبره، ثمّ يقولان له:

نم نومةً ليس فيها حلم في أطيب ما يكون النائم(2) .

6429 - الكافي : محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن عليّ، عن غالب بن عثمان، عن بشير الدهّان، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: يجيىء الملكان منكر ونكير إلى

ص: 76


1- الكافي: ج3 ص 239 -12، والآية في سورة ابراهیم14: 27.
2- كتاب الزهد: ص 88 ح 236. منه البحار: ج6 ص 221.

المیّت حين يدفن، أصواتهما كالرَّعد القاصف وأبصارهما كالبرق الخاطف يخطّان الأرض بأنيابهما ويَطَآن في شعورهما فيسألان الميّت : من ربّك؟ وما دينك؟ قال : فإذا كان مؤمناً قال : الله ربّي وديني الإسلام.

فيقولان له: ما تقول في هذا الرَّجل الّذي خرج بين ظهرانيكم؟ فيقول: أعن محمّد رسول الله (صلّى الله عليه وآله) تسألاني؟ فيقولان له: تشهد أنّه رسول الله.

فيقول: أشهد أنّه رسول الله.

فيقولان له: نم نومة لاحلم فيها، ويفسح له في قبره تسعة أذرع ويفتح له باب إلى الجنّة ويری مقعده فيها.

وإذا كان الرَّجل كافراً دخلا عليه واُقيم الشيطان بين يديه ، عيناه من نحاس فيقولان له: من ربّك؟ وما دينك؟ وما تقول في هذا الرَّجل الّذي قد خرج من بين ظهرانيكم؟ فيقول: لا أدري، فيخليان بينه وبين الشيطان فيسلّط عليه في قبره تسعة وتسعين تنّيناً لو أن تنّيناً(1) واحداً منها نفخ في الأرض ما انبتت شجراً ابداً ويفتح له باب إلى النار ویری مقعده فيها(2).

6430- الكافي: عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن عبدالرحمن بن أبي نجران، عن عاصم بن حميد، عن أبي بصير قال : سمعت ابا عبدالله (عليه السّلام) يقول: إذا وضع الرجل في قبره أتاه ملکان ملك عن يمينه وملك عن يساره واُقيم الشيطان بين عينيه عيناه

ص: 77


1- التنين : الحيّة العظيمة. (أقرب الموارد).
2- الكافي: ج 3 ص 236 ح 7.

من نحاس فيقال له : كيف تقول في الرَّجل الّذي [كان] بين ظهرانیکم؟ قال : فيفزع له فزعة، فيقول إذا كان مؤمناً: أعن محمّد رسول الله (صلّى الله عليه وآله) تسالاني؟ فيقولان له: نم نومة لاحلم فيها(1) ويفسح له في قبره تسعة أذرع ویری مقعده من الجنّة وهو قول الله (عزّوجلّ) : «يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ » .

وإذا كان كافراً قالا له: من هذا الرَّجل الّذي خرج بين ظهرانيكم؟ فيقول : لا أدري فيخلبان بينه وبين الشيطان(2) .

تفسير العياشي: عن زرارة وحمران و محمد بن مسلم، عن أبي جعفر وابي عبدالله (عليهما السّلام) قالا: اذا وضع الرجل ....

وذكر نحوه (3).

6431 - تفسير القمي: حدثني أبي، عن النضر بن سوید، عن يحيى الحلبيّ، عن عبدالحميد الطائيّ، عن محمد بن مسلم، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال : إنّ العبد إذا دخل(4) قبره جاءه منکر ففزع منه يسأل عن النبيّ (صلّى الله عليه وآله) فيقول له: ماذا تقول في هذا الرجل الّذي كان بين أظهركم؟

ص: 78


1- الحُلم : ما يراه الانسان في نومه. (أقرب الموارد).
2- الكافي: ج3 ص238ح10.
3- تفسير العياشي: ج2 ص225ح 17.
4- اذا اُدخل - البحار .

فإن كان مؤمناً قال : أشهد أنّه رسول الله جاء بالحقّ، فيقال له :

أرقد رقدةً لاحلم فيها، ويتنحّى عنه الشيطان، ويفسح له في قبره سبعة أذرع، ويرى مكانه في الجنّة.

قال : وإذا كان كافراً قال : ما أدري ، فيضرب ضربةً يسمعها كلّ من خلق الله إلّا الإنسان ويسلّط عليه الشيطان، وله عينان من نحاس أو نار يلمعان كالبرق الخاطف فيقول له : أنا أخوك ، ويسلّط عليه الحيّات والعقارب، ويظلم عليه قبره، ثمّ يضغطه ضغطةً تختلف أضلاعه عليه، ثمّ قال بأصابعه فشرجها(1).

البحار - بیان : «ثمّ قال بأصابعه» القول هنا بمعنى الفعل، أي أدخل أصابعه بعضها في بعض لتوضيح اختلاف الأضلاع، أي تدخل اضلاعه من جانب في أضلاعه من جانب آخر. وقوله : «شرجها» ، في أكثر النسخ بالجيم، قال الفيروزآباديّ: الشرج: الفرقة، والمزج والجمع ونضد اللّبن، والتشريج: الخياطة المتباعدة، وتشرَّج اللّحم بالشحم : تداخل. انتهى . وفي بعض النسخ بالحاء المهملة أي أوضح وبيّن اختلاف الأضلاع 6432- أمالي الصدوق : أخبرني علي بن حاتم القزويني قال :

حدثني علي بن الحسين النحوي قال : حدثنا أحمد بن أبي عبدالله البرقي، عن أبيه محمد بن خالد، عن أبي أيّوب سليمان بن مقبل المدني، عن موسی بن جعفر، عن أبيه الصادق جعفر بن محمّد (عليهما السّلام) انه قال : إذا مات المؤمن شيّعه سبعون ألف ملك إلى قبره، فإذا اُدخل قبره أتاه منكر ونكير فيقعدانه ويقولان له: من ربِك؟

ص: 79


1- تفسير القمي: ج2 ص 143. منه البحار: ج6 ص 224.

وما دينك؟ ومن نبيّك؟ فيقول: ربّي الله، ومحمّد نبیّي، والإسلام ديني، فيفسحان له في قبره مدّ بصره، ويأتيانه بالطعام من الجنّة، ويدخلان عليه الروح والريحان، وذلك قوله (عزّوجلّ) : «فَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ * «فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ » يعني في قبره «وَجَنَّتُ نَعِيمٍ »(1) يعني في الآخرة.

ثمّ قال (عليه السّلام): إذا مات الكافر شیّعه سبعون ألفاً من الزبانية إلى قبره، وإنّه ليناشد حامليه بصوت يسمعه كلّ شيء إلّا الثقلان ويقول: لو أنّ لي كرّة فأكون من المؤمنين، ويقول: ارجعوني لعليّ أعمل صالحاً فيما تركت، فتجيبه الزبانية : كلّا إنّها كلمةٌ أنت قائلها، ويناديه ملك : لو رُدّ لعاد لما نهي عنه ، فإذا اُدخل قبره وفارقه الناس أتاه منكر ونكير في أهول صورة فيقيمانه ثمّ يقولان له: من ربّك؟ وما دينك؟ وما نبيّك؟ فيتلجلج لسانه ولا يقدر على الجواب، فیضربانه ضربةً من عذاب الله يذعر لها كلّ شيء، ثمّ يقولان له: من ربّك؟ وما دينك؟ ومن نبيّك؟ فيقول: لا أدري، فيقولان له: لا دريت ولا هديت ولا أفلحت، ثمّ يفتحان له باباً إلى النار وينزلان إليه من الحميم من جهنّم، وذلك قول الله (عزّوجلّ): «وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ * فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ » يعني في القبر «وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ » (2) يعني في الآخرة(3).

6433- تفسير العياشي: عن زيد الشحّام قال : سئل أبو عبدالله

ص: 80


1- الواقعة 56: 88 و 89.
2- الواقعة 56 : 92 - 94.
3- أمالي الصدوق: ص 239 ح12. منه البحار: ج6 ص 224.

(عليه السّلام) عن عذاب القبر؟ قال : إنّ أبا جعفر (عليه السّلام) حدّثنا أنّ رجلاً أتي سلمان الفارسيّ فقال : حدثنی، فسكت عنه، ثمّ عاد فسكت، فأدبر الرجل وهو يقول ويتلو هذه الآية : «إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ »(1) .

فقال له: أقبل، إنّا لو وجدنا أميناً لحدّثناه ، ولكن أعدّ لمنکر ونكير إذا اتياك في القبر فسألاك عن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) فإن شككت أو التويت(2) ضرباك على راسك بمطرقة(3) معهما تصير منه رماداً.

[قال : ] فقلت: ثمّ مه؟ قال : تعود، ثمّ تعذّب.

قلت: وما منكر ونكير؟ قال : هما قعيدا القبر .

قلت : املكان يعذّبان الناس في قبورهم؟ فقال: نعم(4).

6434- تفسير القمي: أخبرنا أحمد بن ادریس قال : حدثنا أحمد ابن محمد، عن محمد بن أبي عمير، عن إسحاق بن عبدالعزيز، عن أبي بصير قال : سمعت أبا عبدالله (عليه السّلام) يقول : «فَأَمَّا إِنْ كَانَ

ص: 81


1- البقرة 2: 159.
2- لوی برأسه : أماله واعرض. (أقرب الموارد).
3- المطرَقة : آلة من حديد ونحوه يضرب بها الجديد. (أقرب الموارد).
4- تفسير العياشي: ج1 ص 71 ح138. منه البحار : ج 1 ص235.

مِنَ الْمُقَرَّبِينَ *فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ » قال : في قبره «وَجَنَّتُ نَعِيمٍ » قال : في الآخرة، «وَأَمَّا إِنْ كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ * فَنُزُلٌ مِنْ حَمِيمٍ » في القبر «وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ » في الآخرة(1).

6435- من لایحضره الفقيه: قال الصادق (عليه السّلام): لايُسال في القبر الّا من محض الامان محضاً أو محض الكفر محضاً والباقون مَلهوّ عنهم الى يوم القيامة(2).

6436 - الكافي : ابو عليّ الأشعريُّ، عن محمّد بن عبدالجبّار، عن الحجّال، عن ثعلبة، عن أبي بكر الحضرمي قال : قال أبو عبدالله (عليه السّلام): لا يُسال في القبر إلّا من محض الإيمان محضاً أو محض الكفر محضاً والآخرون يلهون عنهم(3).

6437 - الكافي: عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن عبدالرحمن بن أبي نجران، عن عبدالله بن سنان، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: إنّما يسأل في قبره من محض الايمان محضاً والكفر محضاً وأمّا ما سوى ذلك فيلهي عنهم(4).

6438 - الكافي: محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد، عن يحيی الحلبيّ، عن برید بن معاوية، عن محمّد بن مسلم قال : قال أبو عبدالله (عليه السّلام) : لايُسال في القبر إلّا من محض الإيمان محضاً

ص: 82


1- تفسير القمي: ج2 ص350. منه البحار: ج6 ص217.
2- من لایحضره الفقيه : ج1 ص178 ح 530.
3- الكافي: ج3 ص235 ح 1 و 2.
4- الكافي: ج3 ص235 ح 1 و 2.

أو محض الكفر محضاً(1) .

6439- الكافي: محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمد، عن الحسين، عن النضر بن سويد، عن يحيى الحلبيّ، عن هارون بن خارجة ، عن أبي بصير قال : قال أبو عبدالله (عليه السّلام): يسأل وهو مضغوط(2).

باب (21) عذاب الرجل الذي صلّی بغير وضوء

6440- علل الشرایع : حدثنا محمد بن الحسن (رضي الله عنه) قال : حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن السنديّ بن محمد، عن صفوان بن يحيى، عن صفوان بن مهران بن الحسن، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال : اُقعد رجلٌ من الأحبار(3) في قبره، فقيل له : إنّا جالدوك مائة جلدة من عذاب الله.

فقال : لا اُطيقها، فلم يفعلوا حتّى انتهوا إلى جلدة واحدة فقالوا: ليس منها بدّ.

قال: فيما تجلدونيها؟ قالوا: نجلدك لأنّك صلّيت يوماً بغیر وضوء، ومررت على ضعیف فلم تنصره. قال: فجلدوه جلدةً من عذاب الله (عزّوجلّ) فامتلأ قبره ناراً(4) .

ص: 83


1- الكافي: ج2 ص 236 ح4 و5.
2- الكافي: ج2 ص 236 ح4 و5.
3- من الاخیار - البحار .
4- علل الشرایع: ص309 ح1. منه البحار : ج1 ص 221.

ثواب الأعمال : بهذا الإسناد نحوه(1) .

المحاسن: أحمد بن أبي عبدالله البرقي، عن محمد بن حسان ، عن محمد بن علي، عن عبدالرحمن بن أبي نجران، عن صفوان الجمال، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) نحوه(2).

باب (22) عذاب من لم يتورَّع عن البول

6441- المحاسن: البرقي، عن عثمان بن عيسى، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: إنّ جلّ عذاب القبر في البول(3).

اقول : هناك بعض الرِّوايات التي تصرّح أنّ نصف عذاب القبر، أو جلّ عذاب القبر سببه عدم الاجتناب عن البول وعدم التورّع عنه وهو ما نراه في عصرنا هذا فالكثير من الناس لا يتورّعون ولا يجتنبون عن البول ممّا يسبب نجاسة أبدانهم وثيابهم وبطلان صلاتهم.

باب (23) تجسُّم الأعمال في القبر

6442- المحاسن: البرقي، عن عبدالرحمن بن أبي نجران وأحمد ابن أبي نصر، عن عاصم بن حميد، عن أبي بصير، عن أحدهما

ص: 84


1- ثواب الأعمال: ص267 ح 1 . منه البحار : ج75 ص17.
2- المحاسن: ص 78 ح1.
3- المحاسن : ص78ح 2. منه البحار: ج6ص 233.

(عليهما السّلام) قال: إذا مات العبد المؤمن دخل معه في قبره ستّة صور، فيهنّ صورة هي أحسنهنّ وجهاً، وأبهاهنّ هيئةً، وأطيبهنّ ريحاً، وأنظفهنّ صورةً. قال : فيقف صورةٌ عن يمينه، واُخرى عن يساره، واُخرى بين يديه، واُخرى خلفه، واُخرى عند رجليه، وتقف الّتي هي أحسنهنّ فوق رأسه، فإن اُتي عن يمينه منعته الّتي عن يمينه ، ثمّ كذلك إلى أن يؤتي من الجهات الستّ، قال: فتقول أحسنهنّ صورةً : من أنتم جزاكم الله عنّي خيراً؟ فتقول الّتي عن يمين العبد: أنا الصَّلاة، وتقول الّتي عن يساره :

أنا الزكاة، وتقول الّتي بين يديه : أنا الصيام، وتقول الّتي خلفه: أنا الحجّ والعمرة، وتقول الّتي عند رجليه: أنا برٌ من وصلت من إخوانك.

ثمّ يقلن : من أنت؟ فأنت أحسننا وجهاً، وأطيبنا ريحاً، وأبهانا هيئة .

فتقول: أنا الولاية لآل محمّد (صلوات الله عليهم أجمعين)(1).

6443- الكافي : علي بن إبراهيم، عن أبيه ، عن ابن محبوب، عن عبدالله بن كولوم، عن أبي سعيد، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال : إذا دخل المؤمن قبره كانت الصلاة عن يمينه والزّكاة عن يساره والبرّ يطلّ عليه(2) ويتنحّى الصبر ناحية، وإذا(3) دخل عليه الملكان اللّذان

ص: 85


1- المحاسن : ص 288 ح 432. منه البحار: ج6 ص 234.
2- مظل عليه - الكافي: ج2، مطل عليه - ثواب الأعمال. ومعناه أي مشرف عليه. (أقرب الموارد).
3- فإذا - الكافي: ج 2، قال : فاذا - ثواب الاعمال.

يليان مسائلته قال الصبر للصلاة والزّكاة : دونكما(1) صاحبكم فإن عجزتم عنه فأنا دونه(2).

الكافي: علي بن ابراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن عبدالله بن مرحوم، عن أبي سیّار ، عن أبي عبدالله (عليه السّلام):

إذا دخل المؤمن في قبره .... وذكر مثله(3).

ثواب الأعمال : أبي (رحمه الله) قال : حدثني سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن محبوب، عن عبدالله بن مرحوم، عن ابن سنان، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) مثله(4).

6444- الكافي : عليُّ بن محمّد، عن محمّد بن أحمد الخراسانيّ، عن أبيه قال : قال أبو عبدالله (عليه السّلام): إذا وضع الميّت في قبره مثل له شخصٌ فقال له: يا هذا كنّا ثلاثة كان رزقك فانقطع بانقطاع أجلك، وكان أهلك فخلّفوك وانصرفوا عنك ، وكنت عملك فبقيت معك أما إني كنت أهون الثّلاثة عليك(5).

6445 - الكافي : علي بن محمد، عن أبيه، رفعه قال : قال أبو عبدالله (عليه السّلام): يسأل الميّت في قبره عن خمس: عن صلاته وزكاته وحجّه وصيامه وولايته إيّانا أهل البيت، فتقول الولاية من

ص: 86


1- والزكاة والبر : دونكم - الكافي: ج2 - ثواب الأعمال .
2- الكافي: ج3 ص240 ح 13.
3- الكافي: ج2 ص90ح8.
4- ثواب الأعمال: ص203 ح1 .
5- الكافي: ج3 ص240 ح 14.

جانب القبر للأربع: ما دخل فيكن من نقص فعليَّ تمامه(1) .

باب (24) هل يعذَّب المصلوب؟

6446 - الكافي : عليُّ بن إبراهيم، عن محمّد بن عيسى، عن يونس قال : سألته عن المصلوب يعذب عذاب القبر؟ قال : فقال : نعم إنّ الله (عزّوجلّ) يأمر الهواء أن يضغطه(2) .

6447- الكافي: وفي رواية اُخرى سُئل أبو عبدالله (عليه السّلام) عن المصلوب يصيبه عذاب القبر؟ فقال : إنّ ربَّ الأرض هو ربُّ الهواء فيوحي الله (عزّوجلّ) إلى الهواء فيضغطه [ضغطة ] أشدُّ من ضغطة القبر(3).

من لا يحضره الفقيه : سُئل الصادق (عليه السّلام) عن المصلوب .... وذكر مثله(4).

باب (25) أين تكون أرواح المؤمنين ؟

6448 - الكافي : محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن خالد، عن القاسم بن محمّد، عن الحسين بن أحمد، عن يونس بن ظبيان قال: كنت عند أبي عبدالله (عليه السّلام)

ص: 87


1- الكافي: ج3 ص 241 ح 15 - 17.
2- الكافي: ج3 ص 241 ح 15 - 17.
3- الكافي: ج3 ص 241 ح 15 - 17.
4- من لا يحضره الفقيه: ج1 ص192 ح 584.

فقال : ما يقول الناس في أرواح المؤمنين؟ فقلت: يقولون: تكون في حواصل طيور خضر في قناديل تحت العرش.

فقال أبو عبدالله (عليه السّلام) : سبحان الله المؤمن أكرم على الله من أن يجعل روحه في حواصلة طير، یا یونس إذا كان ذلك أتاه محمّدٌ (صلّى الله عليه وآله) وعليُّ وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السّلام) والملائكة المقرّبون (عليهم السّلام) فإذا قبضه الله (عزّوجلّ) صيّر تلك الرُّوح في قالب كقالبه في الدُّنيا فيأكلون ويشربون فإذا قدم عليهم القادم عرفوه بتلك الصورة الّتي كانت في الدُّنيا(1) .

6449 - الكافي : محمّد، عن أحمد، عن الحسين بن سعيد، عن أخيه الحسن، عن زرعة، عن أبي بصير قال : قلت لأبي عبدالله (عليه السّلام) : إنّا نتحدَّث عن أرواح المؤمنين أنّها في حواصل طيور خضر ترعى في الجنّة وتأوي إلى قناديل تحت العرش؟ فقال: لا، إذاً ما هي في حواصل طير .

قلت: فأين هي؟ قال : في روضة كهيئة الأجساد في الجنّة(2) .

6450- أمالي الطوسي: أخبرنا محمد بن محمد قال: أخبرنا أبو القاسم جعفر بن محمّد، عن محمد بن همام، عن عبدالله بن جعفر الحميري، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن القاسم بن محمّد الجوهري، عن الحسين بن أحمد، عن يونس بن ظبيان قال : كنت عند ابی عبدالله (عليه السّلام) فقال : ما يقول الناس

ص: 88


1- الكافي: ج3 ص245 ح6 و7.
2- الكافي: ج3 ص245 ح6 و7.

في أرواح المؤمنين بعد موتهم؟ قلت: يقولون: في حواصل طيور خضر .

فقال : سبحان الله المؤمن أكرم على الله من ذلك، إذا كان ذلك أتاه رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وعليّ وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السّلام) ومعهم ملائكة من ملائكة الله (عزّوجلّ) المقرّبين، فإن أنطق الله لسانه بالشهادة له بالتوحيد، وللنبيّ (صلّى الله عليه وآله) بالنبوّة، والولاية لاهل البيت (عليهم السّلام) شهد على ذلك رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وعلىّ وفاطمة والحسن والحسين (عليهم السّلام) والملائكة المقرّبون معهم، وإن اعتقل لسانه فان نبيّه (صلّى الله عليه وآله) يعلم ما في قلبه(1) من ذلك فشهد به، وشهد على شهادة النبيّ (صلّى الله عليه وآله) عليٌّ وفاطمة والحسن والحسين (على جماعتهم من الله افضل السلام)، ومن حضر معهم من الملائكة، فإذا قبض الله روحه إليه صيّر تلك الرّوح إلى الجنّة في صورة کصورته في الدُّنيا فيأكلون ويشربون، فاذا قدم عليهم القادم عرفهم بتلك الصورة الّتي كانت في الدنيا(2) .

6451 - الكافي : عليُّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن الحسن بن محبوب، عن أبي ولّآد الحنّاط، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال : قلت له : جعلت فداك يروون أنّ أرواح المؤمنين في حواصل طيور خضر حول العرش(3)؟

ص: 89


1- وان اعتقل لسانه خصّ الله نبيّه (صلّى الله عليه وآله) بعلم ما في قلبه - البحار .
2- أمالي الطوسي: ص418 ح 942. منه البحار: ج6 ص229.
3- الحوصلة للطير كالمعدة للانسان. (القاموس).

فقال: لا، المؤمن أكرم على الله من أن يجعل روحه في حوصلة طير ولكن في ابدان كأبدانهم(1) .

6452- التهذيب : علي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حماد، عن أبي بصير قال : سألت أبا عبدالله (عليه السّلام) عن أرواح المؤمنين؟ فقال : في الجنَّة على صور أبدانهم لو رأيته لقلت فلان(2) .

6453- المحاسن: البرقي، عن ابن فضّال، عن حمّاد بن عثمان، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: ذكر الأرواح، أرواح المؤمنين.

فقال : يلتقون.

قلت: يلتقون؟ فقال : نعم ويتساءلون ويتعارفون حتّى إذا رأيته قلت : فلان(3).

6454 - الكافي : عليّ بن إبراهيم، عن أبيه ، عن ابن أبي عمير ، عن محمّد بن عثمان، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال : سألت أبا عبدالله (عليه السّلام) عن أرواح المؤمنين؟ فقال : في حجرات في الجنّة يأكلون من طعامها ويشربون من شرابها ويقولون : ربّنا أقم السّاعة لنا وانجز لنا ما وعدتنا والحق آخرنا بأوَّلنا(4).

ص: 90


1- الكافي: ج 3 ص 244 ح 1.
2- التهذيب : ج1 ص466 ح 1527.
3- المحاسن : ص178 ح 164. منه البحار: ج6 ص234.
4- الكافي: ج3 ص244 ح4.

أقول: لايخفى أن المراد من الجنَّة في هذه الرّواية وأمثالها هي جنة البرزخ.

6455 - الكافي: عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زیاد، عن عبدالرحمن بن أبي نجران، عن مثنّى الحنّاط ، عن أبي بصير قال : قال ابو عبدالله (عليه السّلام): إنّ ارواح المؤمنين لفي شجرة من الجنّة يأكلون من طعامها ويشربون من شرابها ويقولون: ربّنا أقم الساعة لنا وانجز لنا ما وعدتنا واَلحِقّ آخرنا بأوَّلنا(1) .

6456- بصائر الدرجات : حدثنا الحسن بن أحمد، عن سلمة، عن الحسين بن علي [بن بقّاح]، عن ابن جبلة، عن عبدالله بن سنان قال : سألت أبا عبدالله (عليه السّلام) [عن الحوض] فقال لي: حوض ما بين بصری(2) إلى صنعاء أتحبّ أن تراه؟ قلت : نعم جعلت فداك .

قال: فأخذ بيدي وأخرجني إلى ظهر المدينة ثمّ ضرب رجله (فنظرت إلى نهر يجري لاتدرِكُ حافتَّيه إلّآ الموضع الّذي أنا فيه قائم، فإنّه شبيه بالجزيرة فكنت أنا وهو وقوفاً) فنظرت الى نهر يجري من جانبه [هذا] ماء ابيض من الثلج، ومن جانبه هذا لين أبيض من الثلج، وفي وسطه خمر أحسن من الياقوت، فيما رأيت شيئاً أحسن من تلك الخمر بين اللّبن والماء، فقلت له : جعلت فداك من أين يخرج هذا؟ و[من أین] مجراه؟ فقال : هذه العيون الّتي ذكرها الله في كتابه أنهار في الجنّة ، عين

ص: 91


1- الكافي: ج3 ص244 ح 2.
2- بصري : قرية بالشام. (لسان العرب).

من ماء، وعين من لبن، وعين من خمر تجري في هذا النهر.

ورأيت حافَّتيه عليهما شجر فيهنّ حور معلّقات برؤوسهنّ، شعر ما رأيت شيئاً أحسن منهنّ، وبأيديهن آنية ما رأيت آنية أحسن منها ليست من آنية الدنيا، فدنا من إحديهنّ فأوما [إليها] بيده لتسقيه فنظرت إليها وقد مالت لتغرف من النهر فمال الشجر معها فاغترفت فمالت الشجرة معهاثم ناولته فشرب ثم ناولها واومي إليها فمالت التغرف فمالت الشجرة معها [فاغترفت] ثم ناولته فناولني فشربت فما رأیت شراباً كان ألين منه ولا ألذّ منه . وكانت رائحته رائحة المسك، فنظرت في الكأس فإذا فيه ثلاثة ألوان من الشراب، فقلت له : جعلت فداك ما رأيت كاليوم قطّ، ولا كنت ارى أنّ الأمر هكذا.

فقال لي: هذا أقلّ ما أعدّه الله لشيعتنا، إنّ المؤمن إذا توفّی صارت روحه إلى هذا النهر ورغب(1) في رياضه وشربت من شرابه ، وإنّ عدوّنا إذا توفّی صارت روحه إلى وادي برهوت فاُخلدت في عذابه، واُطعمت من زقّومه، واُسقيت من حميمه، فاستعيذوا بالله من ذلك الوادي(2).

الاختصاص : الحسن بن أحمد بن سلمة اللؤلؤي، عن الحسن ابن علي بن بقاع، عن عبدالله بن جبلة، عن عبدالله بن سنان قال : سألت.... وذكر نحوه(3) .

ص: 92


1- ورعت - البحار .
2- بصائر الدرجات: ص423 ح 3.
3- الاختصاص: ص 321. منهما البحار: ج6 ص287 .

باب (26) الأرواح تتحدث في البرزخ

6457- الكافي: عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زیاد، عن إسماعيل بن مهران، عن درست بن أبي منصور، عن ابن مسکان، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: إنّ الأرواح في صفة الأجساد في شجرة في الجنّة تعارف وتسائل فإذا قدمت الرَّوح على الأرواح يقول: دعوها فإنّها قد أفلتت من هول عظیم ثمّ يسألونها ما فعل فلان وما فعل فلان؟ فإن قالت لهم : تركته حيّاً ارتجوه وإن قالت لهم: قد هلك قالوا: قد هوى هوی(1).

6458- من لا يحضره الفقيه: قال الصادق (عليه السّلام): أن الأرواح في صفة الأجساد في شجرة من الجنة تتساءل وتتعارف فاذا قدمت الروح على الأرواح تقول: دعوها فقد افلتت من هول عظيم، ثم يسألونها ما فعل فلان وما فعل فلان فان قالت لهم: تركته حيّاً ارتجوه وان قالت لهم: قد هلك قالوا: هوی هوی(2).

6459 - الكافي: عليُّ، عن أبيه، عن محسن بن أحمد، عن محمّد بن حمّاد، عن يونس بن يعقوب، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: إذا مات الميّت اجتمعوا عنده يسالونه عمّن مضى وعمّن

ص: 93


1- الكافي: ج 2 ص 244 ح 3.
2- من لا يحضره الفقيه : ج1 ص193 ح593.

بقي، فإن كان مات ولم يرد عليهم قالوا: قد هوى هوى ويقول بعضهم لبعض: دعوه حتّى يسكن ممّا مرَّ عليه من الموت(1).

6460- البحار: كتاب (المحتضر) للحسن بن سليمان من کتاب (القائم) للفضل، عن محمّد بن إسماعيل، عن محمّد بن سنان ، عن عمّار بن مروان، عن زيد الشحّام، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: إنّ أرواح المؤمنين يرون آل محمّد (عليهم السّلام) في جبال رضوی فتأكل من طعامهم، وتشرب من شرابهم، وتحدّث معهم في مجالسهم حتّى يقوم قائمنا اهل البيت (عليه السّلام) فإذا قام قائمنا بعثهم الله واقبلوا معه يلبّون زمراً فزمراً، فعند ذلك يرتاب المبطلون، ويضمحلّ المنتحلون، وينجو المقرّبون(2).

6461- المحاسن: البرقي، عن الحسن بن محبوب، عن ابراهیم ابن اسحاق الجازيّ قال: قلت لأبي عبدالله (عليه السّلام): أين أرواح المؤمنين؟ فقال: أرواح المؤمنين في حجرات في الجنّة، يأكلون من طعامها، ويشربون من شرابها، ويتزاورون فيها، ويقولون: ربّنا أقم لنا السّاعة لتنجز لنا ما وعدتنا.

قال: قلت: فأین أرواح الكفار؟ فقال : في حجرات في النّار، يأكلون من طعامها، ويشربون من شرابها، ويتزاورون فيها، ويقولون: ربّنا لاتقم لنا الساعة لتنجز لنا ما

ص: 94


1- الكافي: ج3 ص 244 ح5.
2- البحار: ج6 ص 243 ح66.

وعدتنا(1).

6462- البحار: اعتقادات الصدوق - قال الصادق (عليه السّلام) : إنّ الله آخا بين الأرواح في الاظلّة قبل أن يخلق الأبدان بألفي عام، فلو قد قام قائمنا أهل البيت لورّث الأخ الّذي آخا بينهما في الأظلّة، ولم يورّث الأخ من الولادة(2).

6463 - البحار: اعتقادات الصدوق - وقال (عليه السّلام): إنّ الأرواح لتلتقي في الهواء فتعارف وتسائل، فإذا اقبل روح من الأرض قالوا: دعوه فقد أفلت من هول عظيم، ثمّ سألوه ما فعل فلان، وما فعل فلان فكلّما قال : قد بقي رجوه أن يلحق بهم، وكلّما قال : قد مات قالوا: هوی هوى. وقال تعالى: « وَمَنْ يَحْلِلْ عَلَيْهِ غَضَبِي فَقَدْ هَوَى »(3) وقال تعالى: «وَأَمَّا مَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ * فَأُمُّهُ هَاوِيَةٌ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا هِيَهْ * نَارٌ حَامِيَةٌ »(4) و مثل الدُّنيا كمثل البحر والملّاح والسفينة(5) .

باب (27) أرواح الكفّار في وادي برهوت

6464 - الكافي : عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير ، عن محمد بن عثمان، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله (عليه السّلام)

ص: 95


1- المحاسن : ص178 ح 165. منه البحار: ج6 ص 234.
2- البحار: ج6 ص 249 ح 87.
3- طه 20: 81.
4- القارعة 101 : 8- 11.
5- البحار: ج6 ص249.

قال : سألته عن ارواح المشركين؟ فقال : في النار يعذّبون يقولون: ربّنا لاتقم لنا الساعة ولاتنجز أنا ما وعدتنا ولا تلحق آخرنا بأوَّلنا(1).

6465 - الكافي: عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن عبدالرَّحمن بن أبي نجران، عن مثنّی، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال : إنّ أرواح الكفّار في نار جهنّم يعرضون يقولون : ربّنا لاتقم لنا الساعة ولاتنجز لنا ما وعدتنا ولا تلحق آخرنا بأوَّلنا(2) .

6466- الكافي: عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، وعليّ ابن إبراهيم، عن أبيه جميعاً، عن جعفر بن محمّد الأشعري، عن القدّاح، عن أبي عبدالله، عن آبائه (علیهم السّلام) قال: قال أمير المؤمنين (عليه السّلام): شرُّ ماء على وجه الأرض ماء برهوت(3) وهو الّذي بحضرموت ترده هام الكفّار(4) و(5).

6467- الكافي : عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفليّ، عن السكونيّ، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال : قال رسول الله (صلّی الله عليه وآله): شرُّ اليهود يهود بیسان، وشر النصارى نصاری نجران(6)

ص: 96


1- الكافي: ج3 ص245 ح 1 و 2.
2- الكافي: ج3 ص245 ح 1 و 2.
3- برهوت: بئر بحضرموت يقال فيها ارواح الكفّار. (لسان العرب).
4- قوله (عليه السّلام): «تردّه هام الكفار» اي ارواح الكفّار التي يُعبّرُ الناس عنها بالهام وان كان باطلاً، أو هي تكون في صورة الهام في أجسادهم المثالية (مرآة العقول).
5- الكافي: ج3 ص246 ح4.
6- بیسان: موضع بالأردن فيه نخل لايثمر الى خروج الدّجال. ونجران: موضع معروف بين الحجاز والشام واليمن. (لسان العرب).

وخير ماء على وجه الأرض ماء زمزم، وشرُّ ماء على وجه الأرض ماء برهوت وهو واد بحضرموت يردّ عليه هام الكفّار وصداهم(1).

6468- الاختصاص: علیّ بن محمّد الحجّال، عن الحسن بن الحسين اللؤلؤيّ، عن محمّد بن سنان، عن عبدالملك بن عبدالله القميّ، عن اخيه إدريس بن عبدالله قال : سمعت أبا عبدالله (عليه السّلام) يقول: بينا أنا وابي متوجّهين إلى مكّة وأبي قد تقدّمني في موضع يقال له : ضجنان، إذ جاء رجل في عنقه سلسلة يجرّها فأقبل عليَّ فقال: اسقني اسقني فصاح بي ابي : لاتسقه لاسقاه الله، قال : وفي طلبه رجل يتبعه فجذب سلسلته جذبة طرحه بها في أسفل درك من النار(2).

6469- الكافي : محمد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن أبي يحيى الواسطيّ، عن بعض أصحابنا، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال : إنّ من وراء اليمن واد يقال له : وادي برهوت ولا يجاوز ذلك الوادي إلّا الحيّات السود والبوم من الطيور، في ذلك الوادي بئر يقال لها : بلهوت، يغدی ویراح إليها بأرواح المشركين، يسقون من ماء الصديد، خلف ذلك الوادي قوم يقال لهم : الذريح، لمّا أن بعث الله تعالی محمّداً (صلّى الله عليه وآله) صاح عِجلٌ لهم فيهم وضرب بذنبه فنادى فيهم: يا آل الذريح - بصوت فَصيح - أتى رجلٌ بتهامة يدعو إلى شهادة أن لا إله إلّا الله، قالوا: لأمر ما انطق الله هذا العجل؟ قال : فنادى فيهم ثانية فعزموا على أن يبنوا سفينة فبنوها ونزل

ص: 97


1- الكافي: ج3 ص246 ح5.
2- الاختصاص : ص276. منه البحار: ج6 ص247.

فيها سبعة منهم وحملوا من الزَّاد ما قذف الله في قلوبهم ثمّ رفعوا شراعها وسيّبوها في البحر فما زالت تسير بهم حتّي رمت بهم بجدّة فأتوا النبيّ (صلّى الله عليه وآله) فقال لهم النبيُّ (صلّى الله عليه وآله): أنتم أهل الذّريح نادي فيكم العجل؟ قالوا: نعم.

قالوا: أعرض علينا يا رسول الله الدِّين والكتاب، فعرض عليهم رسول الله (صلّى الله عليه وآله) الدِّين والكتاب والسنن والفرائض والشرائع كما جاء من عند الله (جلّ وعزّ)، وولّي عليهم رجلاً من بني هاشم سیّره معهم، فما بينهم اختلاف حتّى السّاعة(1).

باب (28) المؤمن شهید

6470- المحاسن: البرقي، عن أبيه، عن النضر بن سوید، عن یحیی بن عمران الحلبيّ، عن ابن مسکان، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال : قال لي : يا أبا محمّد إنّ الميّت منكم على هذا الأمر شهيد.

قلت: وإن مات على فراشه؟ قال : أي والله وإن مات على فراشه حيّ عند ربّه يرزق(2).

ص: 98


1- الكافي: ج8 ص 261 ح 375.
2- المحاسن: ص164 ح 116. منه البحار: ج6 ص245.

باب (29) ما هو البرزخ؟

6471 - تفسير القمي: قوله: « وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ »(1) قال : البرزخ هو أمر بين أمرين، وهو الثواب والعقاب بين الدُّنيا والآخرة، وهو ردّ على من أنكر عذاب القبر والثواب والعقاب قبل [يوم] القيامة، وهو قول الصادق (عليه السّلام) : والله ما أخاف عليكم إلّا البرزخ، فاما إذا صار الأمر إلينا فنحن أولی بكم(2) .

باب (30) ضغطة القبر

6472 - كتاب الزهد: القاسم، وعثمان بن عيسى، عن عليّ، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال : إنّ سعداً لمّا مات شیعه سبعون الف ملك، فقام رسول الله (صلّى الله عليه وآله) على قبره فقال : ومثل سعد يضم(3).

فقالت اُمّه: هنيئاً لك يا سعد وكرامةً.

فقال لها رسول الله : يا اُمّ سعد لاتحتمي على الله .

فقالت: يا رسول الله قد سمعناك وما تقول في سعد.

ص: 99


1- المؤمنون 23: 100.
2- تفسير القمي: ج2 ص94. منه البحار: ج6 ص 214.
3- إشارة الى ضم القبر وضغطه لسعد بن معاذ.

فقال : إنّ سعداً كان في لسانه غلظ على أهله(1).

6473- کتاب الزهد: فضالة، عن أبان، عن بشير النبّال قال :

سمعت أبا عبدالله (عليه السّلام) يقول: خاطب رسول الله (صلّى الله عليه وآله) قبر سعد فمسحه بيده واختلج(2) بين كتفيه، فقيل له : يا رسول الله رأيناك خاطبت واختلج بين كتفيك وقلت: سعد يفعل به هذا.

فقال : إنه ليس من مؤمن إلّا وله ضمّة(3).

6474- كتاب الزهد : قال أبو بصير : سمعت أبا عبدالله (عليه السّلام) يقول : إنّ رقيّة بنت رسول الله (صلّى الله عليه وآله) لمّا ماتت قام رسول الله (صلّى الله عليه وآله) على قبرها، فرفع يده تلقاء السماء ودمعت عيناه .

فقالوا [له]: یا رسول الله إنّا قد رأيناك رفعت رأسك إلى السماء ودمعت عيناك .

فقال : إنّي سألت ربّي أن يهب لي رقيّة من ضمّة القبر(4) .

6475- أمالي الصدوق : حدثنا محمد بن الحسن قال: حدثني سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمد بن خالد، عن عبدالرحمن بن أبي نجران والحسين بن سعيد، عن حماد بن عيسى، عن حريز بن عبدالله السجستاني، عن ابان بن تغلب، عن الصادق جعفر بن محمّد

ص: 100


1- كتاب الزهد: ص87 ح 233. منه البحار: ج6 ص217.
2- تخلَّج الشيء : اضطرب وتحرك . (أقرب الموارد).
3- كتاب الزهد: صر88 ح 235 ، منه البحار: ج6 ص 221 .
4- کتاب الزهد: ص87 ح 234. منه البحار: ج6 ص217.

(عليهما السّلام) انّه قال : من مات ما بين زوال الشمس [من] يوم الخميس إلى زوال الشمس من يوم الجمعة [من المؤمنين] أعاذه الله(1) من ضغطة القبر(2).

من لایحضره الفقيه: قال الصادق (عليه السّلام) : من مات.... وذكر مثله(3).

ثواب الاعمال: ابي (رحمه الله) قال: حدثني أحمد بن ادریس، عن محمد بن أحمد، عن علي بن اسماعيل، عن حماد بن عیسی مثله(4).

جامع الاخبار : روي عن الصادق (عليه السّلام) انه قال : ....

وذكر مثله(5).

6476- أمالي الصدوق : حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد (رضي الله عنه) قال : حدثنا محمد بن الحسن الصفّار قال :

حدثنا ابراهيم بن هاشم، عن الحسين بن يزيد النوفلي، عن اسماعیل ابن مسلم السكوني، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه، عن علي امير المؤمنين (عليهم السّلام) قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): ضغطة القبر للمؤمن كّفّارةٌ لما كان منه من تضييع النعم(6).

ص: 101


1- أمن - من لا يحضره الفقيه.
2- أمالي الصدوق: ص 231 ح 11.
3- من لا يحضره الفقيه : ج1 ص138 ح 372.
4- ثواب الاعمال : ص 231 ح1 .
5- جامع الاخبار : ص164.
6- أمالي الصدوق: ص 234 ح 2.

ثواب الأعمال : بهذا الإسناد مثله(1) .

علل الشرایع : أبي (رحمه الله) قال : حدثنا علي بن ابراهيم بن هاشم مثله(2).

6477- المحاسن: البرقي، عن ابن محبوب رفعه قال : قال أبو عبدالله (عليه السّلام) : أن المؤمن ليدعو فيؤخّر الله حاجته التي سأل الى يوم الجمعة ليخصّه بفضل يوم الجمعة، وقال: من مات يوم الجمعة كتب الله له براءة من ضغطة القبر(3).

باب (31) جنَّة الدُّنيا ونارها

6478- الكافي : عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن أحمد بن محمّد بن أبي نصر ، عن الحسين بن ميسّر قال : سألت أبا عبدالله (عليه السّلام) عن جنّة آدم (عليه السّلام)؟ فقال : جنّة من جنان الدّنيا تطلع فيها الشمس والقمر ولو كانت من جنان الآخرة ما خرج منها أبداً(4) .

6479 - تفسير القمي: قال رجل لأبي عبدالله (عليه السّلام) : ما تقول في قول الله (عزّوجلّ) : «النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا »؟ فقال أبو عبدالله (عليه السّلام): ما يقول الناس فيها؟

ص: 102


1- ثواب الأعمال: ص234 ح1.
2- علل الشرایع: ص309ح3. منها البحار: ج6 ص 221 .
3- المحاسن : ص58 ح94. منه البحار: ج6 ص 230.
4- الكافي : ج3 ص 247 ح 2.

فقال : يقولون: إنّها في نار الخلد وهم لايعذّبون فيما بين ذلك .

فقال (عليه السّلام) : فهم من السعداء.

فقيل له : جعلت فداك فكيف هذا؟ فقال : إنّما هذا في الدّنيا فاما في نار الخلد فهو قوله: « وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ »(1).

باب (32) أرواح المؤمنين تزور الأهل والأولاد

6480- کتاب زید النرسي: حدثنا الشيخ ابو محمد هارون بن موسی بن أحمد التلعکبري قال : حدثنا أبو العباس أحمد بن محمد بن سعيد الهمداني قال: حدثنا جعفر بن عبدالله العلوي أبو عبدالله المحمدي قال : حدثنا محمد بن أبي عمير، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال : سمعته يقول: إذا كان يوم الجمعة ويوما العيدين أمر الله رضوان - خازن الجنان - ان ينادي في أرواح المؤمنين وهم في عرصات الجنان : إنّ الله قد أذن لكم [الجمعة] بالزيارة إلى اهاليكم واحبّائكم من أهل الدنيا، ثمّ يأمر الله رضوان أن يأتي لكلّ روح بناقة من نوق الجنّة عليها قبّة من زبرجدة خضراء غشاؤها من ياقوتة رطبة صفراء، وعلى النوق جلال وبراقع من سندس الجنان وإستبرقها، فيركبون تلك النوق، عليهم حلل الجنّة، متوّجون بتيجان الدرّ الرطب تضییء كما تضيىء الكواكب الدرّيّة في جوّ السماء من قرب الناظر إليها لا من

ص: 103


1- تفسير القمي: ج2 ص258، والآية في سورة غافر 40 : 46. منه البحار: ج6 ص285.

البعد، فيجتمعون في العرصة، ثمّ يأمر الله جبرئيل في أهل السماوات ان يستقبلوهم فتستقبلهم ملائكة كلّ سماء وتشيعهم [ملائكة كلّ سماء] إلى السماء الاُخرى فينزلون بوادي السلام وهو واد بظهر الكوفة، ثمّ يتفرّقون في البلدان والأمصار حتى يزوروا أهاليهم الّذين كانوا معهم في دار الدُّنيا، ومعهم ملائكة يصرفون وجوههم عمّا يكرهون النظر إليه إلى ما يحبّون، ويزورون حفر الأبدان حتّى ما إذا صلّى الناس وراح أهل الدُّنيا إلى منازلهم من مصلّاهم نادى فيهم جبرئیل بالرحيل إلى غرفات الجنان فيرحلون.

قال : فبكى رجل في المجلس فقال : جعلت فداك هذا للمؤمن فما حال الكافر؟ فقال أبو عبدالله (عليه السّلام) : أبدان ملعونة تحت الثرى في بقاع النار، وأرواح خبيثة ملعونة تجري بوادي برهوت في بئر الكبريت في مركبات الخبيثات الملعونات، يؤدّي ذلك الفزع والأهوال إلى الابدان الملعونة الخبيثة تحت الثرى في بقاع النار، فهي بمنزلة النائم إذا رأي الأهوال، فلاتزال تلك الأبدان فزعة زعرة(1)، وتلك الأرواح معذَّبة بأنواع العذاب في أنواع المركبات المسخوطات الملعونات المصفدات(2) مسجونات فيها لاتری روحا ولاراحة إلى مبعث قائمنا ، فيحشرها الله من تلك المركبات فترة في الأبدان، وذلك عند النشرات

ص: 104


1- هكذا في المصدر ولم نجد لهذه الكلمة معنىً مناسباً في اللغة ولعلَّ الصحيح : ذعرة معنی الخوف.
2- المصفوفات - البحار .

فتضرب أعناقهم، ثمّ تصير إلى النار أبد الآبدين ودهر الداهرين(1) .

البحار - بیان: ظاهره کون أرواح السعداء في عالم البرزخ في الجنّة الّتي في السماء، ويمكن تخصيصها ببعض المقرّبين، والمراد بالمركبات الخبيثات الأجساد المثاليّة المناسبة لأرواحهم الملعونة، ويدلّ على أنّ للأجساد الأصليّة أيضاً حظّاً من العذاب .

باب (33) ما يلحق الرجل بعد موته من الأجر

6481 - الكافي : عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حمّاد، عن الحلبيّ، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال : ليس يتبع الرجل بعد موته من الأجر إلّا ثلاث خصال: صدقة أجراها في حياته فهي تجري بعد موته، وصدقة مبتولة(2) لا تورث، أو ستّة هدي يعمل بها بعده، أو ولد صالح يدعو له.

محمّد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن صفوان، عن ابن مسكان، عن محمّد الحلبيّ، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) مثله إلّا أنّه قال : أو ولد صالح يستغفر له(3).

6482 - الكافي: عدة من أصحابنا، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن عيسى، عن منصور، عن هشام بن سالم، عن

ص: 105


1- الأصول الستة عشر: ص43. منه البحار: ج6 ص292.
2- صدقة بتلة : أي منقطعة من مال المتصدِّق بها خارجة إلى سبيل الله. (لسان العرب).
3- الكافي: ج 7 ص56 ح2.

أبي عبدالله (عليه السّلام) قال : ليس يتبع الرجل(1) بعد موته من الأجر إلا ثلاث خصال : صدقة أجراها في حياته فهي تجري بعد موته، وسنّة هدى(2) سنّها فهي يعمل بها بعد موته، أو ولد صالح يدعو له (3).

التهذيب : احمد بن محمد بن عيسى، عن منصور مثله(4) .

6483- أمالي الصدوق : حدثنا محمد بن عليّ (رحمه الله) قال : حدثنا عليّ بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن منصور، عن هشام بن سالم، عن الصادق جعفر بن محمّد (عليهما السّلام) قال : ليس يتبع الرجل بعد موته من الأجر إلّا ثلاث خصال : صدقة أجراها في حياته فهي تجري بعد موته، وسنّة هدى سنّها فهي يعمل بها بعد موته، [أ] وولد صالح يستغفر له(5) .

6484- الخصال : حدثنا أبي (رضي الله عنه) قال : حدثنا عبدالله بن جعفر الحميري، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسن بن محبوب، عن عليّ بن رئاب، عن الحلبيّ، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: ليس يتبع الرجل بعد موته من الأجر إلّا ثلاث خصال : صدقة أجراها في حياته فهي تجري بعد موته إلى يوم القيامة ، - صدقة موقوفة لا تورث - أو سنّة هدى سنّها فكان يعمل بها وعمل بها من بعده غيره، أو ولد صالح يستغفر له(6) .

ص: 106


1- الميّت - التهذيب.
2- وسنّة هو - التهذيب.
3- الكافي: ج 7 ص56 ح1.
4- التهذيب : ج 9 ص 232 ح 909.
5- أمالي الصدوق: ص38ح7. منه البحار: ج6 ص294 .
6- الخصال : ص 151 ح 184. منه البحار : ج6 ص293.

6485۔ أمالي الطوسي: أخبرنا محمد بن محمد قال : أخبرني أبو الحسن أحمد بن محمد بن الحسن، عن أبيه، عن الصفار، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن يونس بن عبدالرحمن، عن السريّ بن عيسى، عن عبدالخالق بن عبد ربّه قال : قال أبو عبدالله (عليه السّلام): خيرما يخلف الرجل بعده ثلاثة: ولد بارّ يستغفر له، وسنّة خير يقتدي به فيها، وصدقة تجري من بعده(1) .

6486- المحاسن: البرقي، عن أبيه، عن أبان بن عثمان الأحمر التميمي، عن معاوية بن عمّار الدهني قال : قلت لأبي عبدالله (عليه السّلام) : أيّ شيء يلحق الرجل بعد موته؟ قال : يلحقه الحجّ عنه، والصدقة عنه، والصوم عنه(2).

6487- الخصال : حدثنا أبي (رضي الله عنه) قال: حدثنا سعد ابن عبدالله قال : حدثنا محمد بن عيسى بن عبيد، عن محمد بن شعيب الصرفي، عن الهيثم أبي كهمس، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: ستّ خصال ينتفع بها المؤمن بعد موته : ولد صالح يستغفر له، ومصحف يقرأ فيه، وقليب(3) يحفره، وغرس يغرسه، وصدقة ماء يجريه، وسنّة حسنة يؤخذ بها بعده(4) .

6488 - الكافي: عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن يعقوب بن يزيد، عن محمّد بن شعيب، عن أبي كهمس، عن أبي

ص: 107


1- أمالي الطوسي: ص237 ح 420. منه البحار: ج6 ص294.
2- المحاسن: ص 72 ح152 و منه البحار: ج6 ص 294.
3- القليب: البئر. (أقرب الموارد).
4- الخصال : ص 223 ح9. منه البحار: ج6 ص293.

عبدالله (عليه السّلام) قال : ستّة تلحق المؤمن بعد وفاته : ولد يستغفر له، ومصحف يخلفه، وغرس يغرسه، وقليب يحفره، وصدقة يجريها، وسُنّة يؤخذ بها من بعده(1).

6489- من لا يحضره الفقيه : قال أبو عبدالله (عليه السّلام):

ستّة يلحقن المؤمن بعد وفاته : ولد يستغفر له، ومصحف يخلفه، وغرس يغرسه، وصدقة ماء يجريه، وقليب يحفره، وسنّة يؤخذ بها من بعده(2).

6490 - الكافي : محمّد بن إسماعيل، عن الفضل بن شاذان، عن صفوان بن يحيى، عن معاوية بن عمّار قال : قلت لأبي عبدالله (عليه السّلام): ما يلحق الرجل بعد موته؟ فقال : سنّة سنّها يعمل بها بعد موته فيكون له مثل أجر من عمل بها من غير أن ينتقص من أجورهم شيء، والصدقة الجارية تجري من بعده، والولد الصالح يدعو لوالديه بعد موتهما ويحجُّ ويتصدَّق عنهما ويعتق ويصوم ويصلّي عنهما.

فقلت: اُشركهما في حجّي؟ قال : نعم(3) .

أقول: قوله : «اشركهما...» أي في ثواب حجي.

6491 - الكافي : عليُّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير ، عن إسحاق بن عمّار، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: لايتبع

ص: 108


1- الكافي: ج 7 ص57 ح5 .
2- من لا يحضره الفقيه: ج 1 ص185 ح555.
3- الكافي: ج 7 ص 57 ح4 .

الرّجل بعد موته إلّا ثلاث خصال: صدقة أجراها لله في حياته فهي تجري له بعد موته، وسنّة هدى سنّها فهي يعمل بها بعد وفاته، وولد صالح يدعو له(1).

باب (34) استحباب عمل الخير عن الميت

6492- من لایحضره الفقيه : قال عمر بن یزید: قلت لأبي عبدالله (عليه السّلام): يصلي عن الميّت؟ فقال : نعم حتى انه ليكون في ضيق فيوسِّع الله عليه ذلك الضيق، ثم يؤتى فيقال له : خفّف عنك هذا الضيق بصلاة فلان أخيك عنك.

قال : فقلت له : فاشرك بين رجلين في ركعتين؟ قال: نعم.

فقال (عليه السّلام): أن الميّت ليفرح بالترحّم عليه والاستغفار له كما يفرح الحيّ بالهدية تهدى إليه(2).

6493- من لایحضره الفقيه : قال (أبو عبدالله (عليه السّلام):

من عمل من المسلمين عن ميت عملاً صالحاً أضعف له أجره ونفع الله به الميّت (3).

6494- من لا يحضره الفقيه: قال أبو عبدالله (عليه السّلام):

ص: 109


1- الكافي: ج 7 ص 56 ح3.
2- من لا يحضره الفقيه: ج1 ص183 ح 554 .
3- من لا يحضره الفقيه: ج 1 ص185 ح556.

يدخل على الميّت في قبره الصلاة والصوم والحج والصدقة والبرّ والدعاء ويكتب أجره للذي يفعله وللميّت(1).

6495- الجعفريات : باسناده عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي (عليهم السّلام) قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): ما اهدي الى الميّت هدية ولا اتحف تحفة ، افضل من الاستغفار(2) .

باب (35) اشراط الساعة، وما يأتي في آخر الزّمان

6496 - الكافي : عليّ، عن أبيه، عن النوفليّ، عن السكوني، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال : قال النبيُّ (صلّى الله عليه وآله): من أشراط الساعة أن يفشو الفالج وموت الفجاة(3).

6497- الكافي: محمد بن يحيى، عن يعقوب بن يزيد، عن یحیی بن المبارك، عن بهلول بن مسلم، عن حفص، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: من مات في أقلّ من أربعة عشر يوماً كان موته موت فجاة(4) .

6498 - الخصال : حدثنا محمد بن الحسن بن احمد بن الوليد (رضي الله عنه) قال : حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن العباس بن

ص: 110


1- من لا يحضره الفقيه: ج 1 ص185ح557.
2- الجعفريات: ص228. منه المستدرك : ج2 ص112.
3- الكافي: ج3 ص261ح3.
4- الكافي: ج3 ص119 ح 2.

معروف، عن الحسن بن علي بن فضّال، عن ظريف بن ناصح، عن ابي الحصين قال : سمعت أبا عبدالله (عليه السّلام) يقول: سُئل رسول الله (صلّى الله عليه وآله) عن الساعة؟ فقال : عند إيمان بالنجوم، وتكذيب بالقدر(1) .

6499- تفسير العياشي: عن مسعدة بن صدقة، عن أبي جعفر محمّد بن علي، عن أبيه(2)، عن جدّه (عليهم السّلام) قال : قال أمير المؤمنين (عليه السّلام): إنّ الناس يوشكون أن ينقطع بهم العمل ويسدّ عليهم باب التوبة، فلا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً(3).

6500 - تفسير العياشي: عن زرارة وحمران و محمّد بن مسلم، عن أبي جعفر وأبي عبدالله (عليهما السّلام) في قوله تعالى : « يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا»(4).

قال: طلوع الشمس من المغرب وخروج الدابة، والدجال(5)، والرجل يكون مصرّاً ولم يعمل على الإيمان ثمّ تجيء الآيات فلاينفعه إيمانه(6).

6501 - تفسير العياشي: عن عمرو بن شمر، عن أحدهما

ص: 111


1- الخصال: ص 62 ح87. منه البحار: ج26 ص313.
2- عن جعفر بن محمد، عن أبيه - البحار.
3- تفسير العياشي: ج1 ص384 ح 127. منه البحار: ج6 ص 312.
4- الانعام6 : 158.
5- الدخان ۔ البحار.
6- تفسير العياشي: ج1 ص 384 ح 128. منه البحار : ج6 ص312.

(عليهما السّلام) في قوله : « أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا » قال : المؤمن حالت المعاصي بينه وبين إيمانه ، کثرت ذنوبه وقلّت حسناته فلم يكسب في إيمانه خيراً(1) .

6502 - الكافي: عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن موسی بن عمر الصيقل، عن أبي شعيب المحامليّ، عن عبدالله بن سليمان، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) [قال : ]قال أمير المؤمنين (عليه السّلام): ليأتينّ على الناس زمانٌ يظرف فيه الفاجر(2)، ويقرّب فيه الماجن(3) ويضعف فيه المنصف.

قال : فقيل له : متى ذلك يا أمير المؤمنين؟ فقال : إذا اتّخذت الأمانة مغنماً، والزكاة مغرماً، والعبادة استطالة، والصلة منّاً.

قال : فقيل : متى ذلك يا أمير المؤمنين؟ فقال : إذا تسلّطن النساء وسلّطن الإماء واُمّر الصبيان(4) .

ص: 112


1- تفسير العياشي: ج1 ص385 ح 130. منه البحار: ج6 ص312.
2- قوله (عليه السّلام): «یظرف فيه الفاجر» في بعض نسخ الكتاب واكثر نسخ النهج بالظاء المعجمة ، أي بعد الفاجر ظريفاً، من الظرافة بمعنى الكياسة، وفي اكثر نسخ الكتاب وفي بعض نسخ النهج «بالطاء المهملة» من الطريف ضد التالد وهو الأمر المستطرف الذي يعده الناس حسناً لأنَّ الناس راغبون الى المستحدثات أي يعده الناس طريفاً، ويميلون إليه، أو على البناء للمفعول من باب الافعال من قولك اطرفت فلاناً إذا اعطيته ما لم يعطه احد قبلك أي يهبون الطرف للفاجرين. (مرآة العقول).
3- الماجن: الذي لا يبالي ما صنع وما قيل له. (أقرب الموارد).
4- الكافي: ج8 ص 69 ح25.

6503- نوادر الراوندي : باسناده قال: قال رسول الله (صلّی الله عليه وآله): لايزداد المال إلا كثرة، ولا يزداد الناس إلّا شحّاً(1) ، ولاتقوم الساعة إلا على شرار الخلق(2).

4504- نوادر الراوندي: بهذا الاسناد قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) : بعثت والساعة كهاتين - وأشار بإصبعيه (صلّی الله عليه وآله) السبّابة والوسطى - ثمّ قال : والّذي نفسي بيده إنّي لأجد الساعة بين كتفي(3).

6505 - نوادر الراوندي: بهذا الإسناد قال : قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): بعثت والساعة كفرسي رهان يسبق أحدهما صاحبه بأذنه إن كانت الساعة لتسبقني إليكم(4).

6506- نوادر الراوندي: بهذا الإسناد قال: قال رسول الله( صلّى الله عليه وآله) : لاتقوم الساعة حتّى يظرف الفاجر، ويعجز المنصف، ويقرب الماجن، ويكون للعبّاد استطالة على الناس، وتكون الصدقة مغرماً، والأمانة مغنماً، والصلاة منّا(5).

6507- نوادر الراوندي: بهذا الإسناد قال : قال رسول الله( صلّى الله عليه وآله): اذا طفّفت اُمّتي مكيالها وميزانها واختانوا فعفروا الذمّة وطلبوا بعمل الاخرة الدُّنيا فعند ذلك يزكّون أنفسهم ويودع(6) منهم(7).

ص: 113


1- الشحّ: البخل والحرص. (أقرب الموارد).
2- نوادر الراوندي: ص16. منه البحار: ج6 ص315.
3- نوادر الراوندي: ص16. منه البحار: ج6 ص315.
4- نوادر الراوندي: ص16. منه البحار: ج6 ص315.
5- نوادر الراوندي: ص17. منه البحار: ج6 ص 315.
6- يتورّع - البحار . والظاهر أنه الصحيح.
7- نوادر الراوندي: ص16. منه البحار: ج6 ص 315.

6508- نوادر الراوندي: بهذا الإسناد قال : قال رسول الله (صلّی الله عليه وآله): لا تقوم الساعة حتّى يذهب الحياء من الصبيان والنساء، وحتّى تؤكل المعاهد(1) كما تؤكل الخضرة(2).

6509 - الكافي : عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال : قال رسول الله (صلّی الله عليه وآله): سيأتي على اُمّتي زمان تخبث فيه سرائرهم وتحسن فيه علانيتهم طمعاً في الدُّنيا ولايريدون به ما عند [الله] ربّهم، يكون دينهم رياءً، لا يخالطهم خوف، يعمّهم الله [منه] بعقاب فيدعونه دعاء الغريق فلا يستجيب لهم(3).

ثواب الأعمال : أبي (رحمه الله) حدثني علي بن ابراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال : قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله):.... وذكر نحوه(4).

6510 - الكافي : عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن النوفليّ، عن السكونيّ، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال : قال أمير المؤمنين (عليه السّلام) : قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): سيأتي على الناس

ص: 114


1- المغائير - البحار. والمِغثَر: شيء ينضحه الثُمام والعُشر والرِمث مثل الصَمغ. وهو حلو كالعسل يؤكل وله ريح كريهة. والثُمام: نبت ضعيف له خوص أو شبيه بالخوص. والعُشر: شجر فيه حرّاق لم يقتدح الناس في أجود منه ويحشي في المحاد ويخرج من زهره وشعبه سکّر وفيه مرارة. والرِمث: شجر يشبه الغضا، والغضا: شجر عظيم من الاثل. (أقرب الموارد).
2- نوادر الراوندي : ص17. منه البحار: ج6 ص315.
3- الكافي: ج8 ص306 ح 476 وج2 ص 296 ح 14.
4- ثواب الاعمال : ص301ح3.

زمانٌ لايبقى من القرآن إلّا رسمه ومن الإسلام إلّا اسمه، يُسمّون به وهم أبعد الناس منه، مساجدهم عامرة وهي خراب من الهدى، فقهاء ذلك الزمان شرٌّ فقهاء تحت ظلِّ السماء، منهم خرجت الفتنة وإليهم تعود(1) .

ثواب الاعمال : أبي (رحمه الله) قال : حدثني علي بن ابراهيم، عن أبيه، عن النوفلي، عن السكوني، عن أبي عبدالله (عليه السلّام) قال : قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): سيأتي على امتي زمان لايبقى من القرآن الّآرسمه ولا من الاسلام الّا اسمه.... وذكر مثله(2).

6511 - الكافي : ابو عليّ الأشعري، عن الحسن بن علي الكوفي، عن العبّاس بن عامر ، عن العرزميّ، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): سيأتي على الناس زمان لا يُنال الملك فيه إلّا بالقتل والتجبّر، ولا الغنى إلّا بالغصب والبخل، ولا المحبّة إلّا باستخراج الدين واتّباع الهوى، فمن أدرك ذلك الزمان فصبر على الفقر وهو يقدر على الغني، وصبر على البغضة وهو يقدر على المحبّة، وصبر على الذلّ وهو يقدر على العزّ آتاه الله ثواب خمسين صديقاً ممّن صدّق بي(3).

6512 - الكافي: عدة من أصحابنا، عن سهل بن زیاد، عن بکر ابن صالح، عن محمد بن سنان، عن معاوية بن وهب قال : تمثّل أبو

ص: 115


1- الكافي : ج 8 ص 307 ح 479.
2- ثواب الاعمال : ص301 ح4 .
3- الكافي: ج2 ص91 ح12.

عبدالله (عليه السّلام) ببيت شعر لابن أبي عقب:

ويُنحر بالزوراء منهم لدى الضحی ثمانون ألفاً مثل ما تنحر البدن وروى غيره : البزل.

ثمّ قال لي: تعرف الزّوراء؟ قال: قلت: جعلت فداك يقولون: إنّها بغداد .

قال: لا.

ثمّ قال (عليه السّلام): دخلت الرِّي؟ قلت: نعم.

قال : أتيت سوق الدّوابِّ؟ قلت: نعم.

قال : رأيت الجبل الأسود عن يمين الطريق؟ تلك الزوراء، يُقتل فيها ثمانون ألفاً، منهم ثمانون رجلاً من ولد فلان كلّهم يصلح للخلافة.

قلت: ومن يقتلهم جعلت فداك؟ قال : يقتلهم أولاد العجم(1)و(2).

ص: 116


1- اقول: يحتمل أن يكون الزوراء في الخبر اسماً لموضع بالري وان يكون الزوراء: بغداد الجديد وإنما نفى (عليه السّلام) بغداد القديم، ولعلّه كان هناك موضع يسمى بالري، ويكون إشارة إلى المقاتلة التي وقعت في زمان المامون هناك، وقُتل فيها كثير من ولد العباس، وعلى الأول بكون إشارة إلى واقعة تكون في زمن القائم (عليه السّلام) او في قريب منه، وابن أبي عقب لعله كان سمع هذا من المعصوم فنظمه . (مرآة العقول).
2- الكافي: ج1 ص177 ح198.

6513 - الكافي : محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن بعض أصحابه ، وعليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمبر جميعاً، عن محمّد بن أبي حمزة، عن حمران قال : قال أبو عبدالله (عليه السّلام) وذكر هؤلاء عنده وسوء حال الشيعة عندهم فقال : إنّي سرت مع أبي جعفر المنصور وهو في موكبه وهو على فرس وبين يديه خيلٌ ومن خلفه خيلٌ وأنا على حمار إلى جانبه فقال لي : يا أبا عبدالله قد كان، فينبغي لك أن تفرح بما أعطانا الله من القوَّة وفتح لنا من العزّ، ولاتخبر الناس أنّك أحقُّ بهذا الأمر منّا وأهل بيتك فتغرينا بك وبهم.

قال : فقلت: ومن رفع هذا إليك عنّي فقد كذب.

فقال لي: أتحلف على ما تقول؟ قال : فقلت : إنّ الناس سحرة، يعني يحبّون أن يفسدوا قلبك عليّ فلاتمكّنهم من سمعك فإنّا إليك أحوج منك إلينا.

فقال لي: تذكر يوم سالتك هل لنا ملك؟ فقلت: نعم، طویلٌ عریضٌ شديدٌ فلاتزالون في مهلة من أمركم وفسحة من دنياكم حتّى تصيبوا منّا دماً حراماً في شهر حرام في بلد حرام.

فعرفت أنّه قد حفظ الحديث .

فقلت: لعل الله (عزّوجلّ) أن يكفيك فإنّي لم أخصّك بهذا وإنّما هو حديث رويته، ثمّ لعلّ غيرك من أهل بيتك يتولّى ذلك، فسكت عنّي.

فلمّا رجعت إلى منزلي أتاني بعض موالينا فقال : جعلت فداك

ص: 117

والله لقد رأيتك في موكب أبي جعفر وأنت على حمار وهو على فرس وقد أشرف عليك يكلّمك كأنّك تحته، فقلت بيني وبين نفسي: هذا حجّة الله على الخلقِّ وصاحب هذا الأمر الذي يُقتدى به وهذا الأخر يعمل بالجور ويقتل أولاد الأنبياء ويسفك الدِّماء في الأرض بما لإيحبُّ الله وهو في موكبه وأنت على حمار !! فدخلني من ذلك شكُّ حتى خفت على ديني ونفسي.

قال : فقلت : لو رايتَ من كان حولي وبين يدي ومن خلفي وعن يميني وعن شمالي من الملائكة لاحتقرته واحتقرت ما هو فيه.

فقال : الآن سكن قلبي.

ثم قال : إلى متى هؤلاء يملكون، أو : متى الرَّاحة منهم؟ فقلت : أليس تعلم أن لكلِّ شيء مدّة؟ قال : بلى.

فقلت : هل ينفعك علمك أنّ هذا الأمر إذا جاء كان أسرع من طرفة العين؟ اتك لو تعلم حالهم عند الله (عزّوجلّ) وكيف هي، کنت لهم أشدّ بغضاً، ولو جهدت أو جهد أهل الأرض أن يدخلوهم في أشدِّ ما هم فيه من الإثم لم يقدروا، فلايستفزَّنّك الشيطان فإنّ العزّة لله ولرسوله وللمؤمنين ولكنّ المنافقين لا يعلمون.

الا تعلم أنّ من انتظر أمرنا، وصبر على ما يرى من الأذي والخوف، هو غداً في زمرتنا؟! فإذا رأيت الحقَّ قد مات وذهب أهله .

ورأيت الجور قد شمل البلاد.

ورأيت القرآن قد خلق واُحدث فيه ما ليس فيه ووُجّه على الأهواء .

ص: 118

ورايت الدّين قد انكفى كما ينكفي الماء(1) .

ورأيت أهل الباطل قد استعلوا على أهل الحقّ.

ورأيت الشرَّ ظاهراً لایُنهی عنه ويُعذر أصحابه .

ورأيت الفسق قد ظهر واكتفى الرِّجال بالرِّجال والنساء بالنساء .

ورأيت المؤمن صامتاً لايُقبل قوله.

ورأيت الفاسق يكذب ولايُردُّ عليه كذبه وفِريته(2) .

ورأيت الصغير يستحقر بالكبير .

ورايت الأرحام قد تقطّعت، ورأيت من يُمتدح بالفسق يضحك منه ولايردَّ عليه قوله.

ورايت الغلام يعطي ما تعطى المرأة .

ورأيت النساء يتزوَّجن النساء.

ورأيت الثناء قد كثر.

ورأيت الرجل ينفق المال في غير طاعة الله فلایُنهی ولایؤخذ على يديه ، ورأيت الناظر يتعوَّذ بالله ممّا يرى المؤمن فيه من الاجتهاد .

ورأيت الجار يؤذي جاره وليس له مانع.

ورأيت الكافر فرحاً لما يرى في المؤمن، مرحاً لما يرى في الأرض من الفساد(3).

ورأيت الخمور تُشرب علانية ويجتمع عليها من لا يخاف الله (عزّوجلّ).

ص: 119


1- كفات الاناء واكفاته: اذا كببته . (مجمع البحرین).
2- الفرية : الكذبة العظيمة. (مجمع البحرین).
3- الَمَرح: شدَّة الفرح والنشاط. (أقرب الموارد).

ورأيت الأمر بالمعروف ذليلاً.

ورايت الفاسق فيما لا يحبُّ الله قويّاً محموداً.

ورأيت أصحاب الآيات يُحتقرون ويُحتقر من يحبّهم (1).

ورايت سبيل الخير منقطعاً وسبيل الشرِّ مسلوكاً.

ورأيت بيت الله قد عُطل ويؤمر بترکه.

ورأيت الرَّجل يقول ما لا يفعله.

ورأيت الرجال يتسمّنون(2) للرجال والنساء للنساء .

ورأيت الرجل معيشته من دبره ومعيشة المرأة من فرجها .

ورأيت النساء يتّخذن المجالس كما يتخذها الرِّجال .

ورأيت التأنيث في ولد العباس قد ظهر وأظهروا الخضاب وامتشطوا كما تمتشط المرأة لزوجها واعطوا الرِّجال الأموال على فروجهم وتنوفس في الرّجل(3) وتغاير عليه الرِّجال، وكان صاحب المال

ص: 120


1- «أصحاب الآيات» أي: اصحاب العلامات والمعجزات، أو الذين نزلت فيهم الآيات وهم الأئمة، أو المفسِّرون. وفي بعض النسخ [أصحاب الآثار) وهم المحدثون. (مرآة العقول).
2- أي يستعملون الأغذية والأدوية للسمن لیعمل معهم القبيح، قال في النهاية : فيه : «يكون في آخر الزمان قوم يتسمّنون» أي يتكثرون بما ليس فيهم ويدعون ما ليس لهم من الشرف، وقيل : أراد جمعهم الأموال، وقيل : يحبون التوسع في المأكل والمشارب وهي أسباب السمن، ومنه الحديث الآخر «ويظهر فيهم السمن» وفيه: «ويل للمسمّنات يوم القيامة من فترة في العظام» أي اللاتي بتعملن السمنة وهو دواء يتسمّن به النساء. (مرآة العقول).
3- أي فروج نسائهم للدياثة ويمكن أن يُقرأ: الرجال بالرفع واعطوا على المعلوم أو المجهول من باب : أكلوني البراغيث، والأول أظهر . والتنافس : الرغبة في الشيء والافراد به ، والمنافسة : المغالبة على الشيء وهي المراد هاهنا. (مرآة العقول).

أعزَّ من المؤمن، وكان الرِّبا ظاهراً لايعيّر، وكان الزِّنا تُمتدح به النساء .

ورايت المرأة تُصانع زوجها(1) على نكاح الرِّجال .

ورأيت اكثر الناس وخیر بیت : من يساعد النساء على فسقهن .

ورأیت المؤمن محزوناً محتقَراً ذليلاً.

ورايت البدع والزِّنا قد ظهر.

ورايت الناس يعتدّون بشاهد الزور..

ورأيت الحرام يحلل ورايت الحلال يحرَّم.

ورأيت الدِّين بالرأي وعُطّل الكتاب وأحكامه.

ورأیت اللّيل لایُستخفی به من الجرأة على الله(2) .

ورأيت المؤمن لا يستطيع أن ينكر إلّا بقلبه .

ورأيت العظيم من المال يُنفق في سخط الله (عزّوجلّ) .

ورأيت الولاة يقرِّبون أهل الكفر ويباعدون أهل الخير .

ورايت الولاة يرتشون في الحكم.

ورايت الولاية قبالةً لمن زاد.

ورايت ذوات الأرحام ینکحن ويُکتفی بهنّ.

ورايت الرجل يُقتل على التهمة وعلى الظنّة، ويتغاير على الرجل الذكر فيبذل له نفسه وماله .

ورايت الرجل يعيَّر على إتيان النساء .

ورايت الرَّجل يأكل من کسب امرأته من الفجور، يعلم ذلك

ص: 121


1- صانعه: داراه ولينه وداهنَه، والمصانعة: الرَّشوة (لسان العرب).
2- أي لاينتظرون للمعاصي دخول الليل ليستتروا به، بل يعملونها في النهار علانية (مرآة العقول).

ويقيم عليه.

ورايت المرأة تقهر زوجها وتعمل ما لا يشتهي وتُنفق على زوجها.

ورأيت الرجل يكري امرأته وجاريته ويرضى بالدّنيّ من الطعام والشراب.

ورايت الايمان بالله (عزّوجلّ) كثيرة على الزُّور .

ورأيت القمار قد ظهر.

ورأيت الشراب يباع ظاهراً ليس له مانع.

ورأيت النساء يبذلن أنفسهنّ لأهل الكفر.

ورأيت الملاهي قد ظهرت یمرُّ بها، لايمنعها أحدٌ أحداً ولايجترىء أحدٌ على منعها.

ورأيت الشريف يستذله الذي يُخاف سلطانه .

ورأيت أقرب الناس من الولاة من يمتدح بشتمنا أهل البيت .

ورأيت من يحبّنا يزوَّر ولا تُقبل شهادته .

ورأيت الزُّور من القول يتنافس فيه .

ورأيت القرآن قد ثقل على الناس استماعه وخفَّ على الناس استماع الباطل.

ورأيت الجار يكرم الجار خوفاً من لسانه .

ورأيت الحدود قد عُطّلت وعمل فيها بالأهواء .

ورأيت المساجد قد زُخرفت.

ورأيت أصدق الناس عند الناس المفتري الكذب .

ورايت الشرَّ قد ظهر والسعي بالنميمة .

ص: 122

ورأيت البغي قد فشا.

ورأيت الغيبة تُستملح(1) ويبشّر بها الناس بعضهم بعضاً.

ورأيت طلب الحجّ والجهاد لغير الله.

ورأیت السّلطان يذلُّ للكافر المؤمن.

ورأيت الخراب قد اُديل من العمران(2) .

ورأيت الرَّجل معيشته من بخس المكيال والميزان .

ورأيت سفك الدِّماء يستخفّ بها.

ورأيت الرَّجل يطلب الرِّئاسة لعرض الدُّنيا ويشهر نفسه بخبث اللّسان ليتّقي وتسند إليه الاُمور.

ورأيت الصلاة قد استخفّ بها.

ورأيت الرَّجل عنده المال الكثير ثمّ لم يزکّه منذ ملکه .

ورأيت الميّت يُنبش من قبره ويؤذي وتباع اكفانه .

ورأيت الهرج قد كثر.

ورأيت الرَّجل يمسي نشوان(3) ويصبح سكران لايهتمّ بما الناس فيه .

ورأيت البهائم تُنكح.

ورأيت البهائم يفرس بعضها بعضاً(4) .

ص: 123


1- استملحه: أي عده مليحاً. (أقرب الموارد).
2- الإدالة : الغلبة . (مجمع البحرین).
3- النشوة : السكر وقيل : أوَّله (أقرب الموارد).
4- أفترس الأسد فريسته: اصطادها ودقَّ عنقها (أقرب الموارد).

ورأيت الرَّجل يخرج إلى مصلاه ويرجع وليس عليه شيء من ثيابه.

ورأيت قلوب الناس قد قست وجمدت أعينهم وثَقُل الذكر عليهم.

ورأيت السحت قد ظهر يُتنافس فيه.

ورأيت المصلّي إنّما يصلّى ليراه الناس.

ورايت الفقيه يتفقّه لغير الدين، يطلب الدُّنيا والرئاسة .

ورأيت الناس مع من غلب.

ورأيت طالب الحلال يذمُّ ويعيَّر وطالب الحرام يُمدح ويعظّم.

ورأيت الحرمين يعمل فيهما بما لا يحبُّ الله، لايمنعهم مانع ولايحول بينهم وبين العمل القبيح أحدٌ.

ورأيت المعازف ظاهرةً في الحرمین.

ورأيت الرجل يتكلّم بشيء من الحقّ ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر فيقوم إليه من ينصحه في نفسه فيقول : هذا عنك موضوع.

ورأيت الناس ينظر بعضهم إلى بعض ويقتدون بأهل الشرور .

ورأيت مسلك الخير وطريقة خالياً لا يسلكه أحدٌ.

ورأيت الميّت يُهزأ به فلايفزع له أحدٌ.

ورأيت كلَّ عام يحدث فيه من الشرِّ والبدعة أكثر ممّا كان .

ورأيت الخلق والمجالس لا يتابعون إلّآ ألأغنياء.

ورأيت المحتاج يُعطي على الضحك به ويُرحم لغير وجه الله.

ورأيت الآيات في السماء لا يفزع لها أحدٌ.

ص: 124

ورأيت الناس يتسافدون(1) كما يتسافد البهائم، لا ينكر أحدٌ منكراً تخوُّفاً من الناس.

ورأيت الرَّجل ينفق الكثير في غير طاعة الله ويمنع اليسير في طاعة الله.

ورأيت العقوق قد ظهر وأستُخفَّ بالوالدين وكانا من أسوء الناس حالاً عند الولد ويفرح بأن يفتري عليهما.

ورأیت النساء وقد غلبن على المُلك وغلبن على كلِّ أمر لایؤتی إلّا مالهنّ فيه هوی.

ورأيت ابن الرَّجل يفتري على ابيه ويدعو على والديه ويفرح بموتهما.

ورأيت الرَّجل إذا مرَّ به یوم ولم يكسب فيه الذَّنب العظيم - من فجور أو بخس مکیال او میزان أو غشیان حرام أو شرب مسكر - كئيباً حزيناً يحسب أنّ ذلك اليوم عليه وضيعة(2) من عمره.

ورایت السلطان يحتكر الطعام.

ورأيت أموال ذوي القربی تقسَّم في الزُّور ويتقامر بها وتشرب بها الخمور.

ورأيت الخمر يتداوى بها ويوصف للمريض ويستشفی بها.

ورأيت الناس قد استووا في ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وترك التديّن به.

ص: 125


1- السفاد: نزو الذكر على الانثى. (مجمع البحرین).
2- الوضيعة : الخسارة والنقيصة . (مجمع البحرین).

ورأيت رياح المنافقين(1) وأهل النفاق قائمة ورياح اهل الحقِّ لاتحرّك .

ورأيت الأذان بالأجر والصلاة بالاجر .

ورأيت المساجد محتشية(2) ممّن لا يخاف الله، مجتمعون فيها للغيبة وأكلِ لحوم اهل الحقِّ ويتواصفون فيها شراب المسكر.

ورأيت السكران يصلّي بالناس وهو لايعقل، ولايشان(3) بالسكر وإذا سكر اُكرم واتّقی وخیف وترك، لايعاقَب ويعذر بسكره.

ورأيت من أكل أموال اليتامى يُحمد بصلاحه.

ورأيت القضاة يقضون بخلاف ما أمر الله.

ورأيت الولاة باتمنون الخونة للطمع.

ورأيت الميراث قد وضعته الولاة لأهل الفسوق والجرأة على الله(4) يأخذون منهم ويخلونهم وما يشتهون.

ورأيت المنابر يؤمر عليها بالتقوى ولا يعمل القائل بما يأمر .

ورأيت الصلاة قد استُخفّ بأوقاتها.

ورأيت الصدقة بالشفاعة(5) لايراد بها وجه الله ويعطى لطلب الناس.

ص: 126


1- تطلق الريح على الغلبة والقوة والرحمة والنصرة والدولة والنفس والكل محتمل والأخير أظهر. (مرآة العقول).
2- حشا الوسادة وغيرها بالقطن : ملأها (أقرب الموارد).
3- من الشين أي العيب.
4- أي ميراث اليتيم بان تولوا عليها خائناً یأكل بعضها ويعطيهم بعضها. أو يحكمون لكل میراث للفاسق من الورثة لما ياخذون منه من الرّشوة. (مرآة العقول).
5- أي لايتصدقون إلّا لمن يشفع له شفيع فيعطون لوجه الشفيع لا لوجه الله . أو يعطون لطلب الناس وإبرامهم. (مرآة العقول).

ورأيت الناس همّهم بطونهم وفروجهم، لايبالون بما أكلوا وما نکحوا.

ورأيت الدُّنيا مقبلة عليهم.

ورایت اعلام الحقِّ قد درست، فكن على حذر واطلب إلى الله (عزّوجلّ) النجاة، واعلم أنّ الناس في سخط الله (عزّوجلّ) وإنّما يُمهلهم لأمرٍ يراد بهم فكن مترقّباً، واجتهد ليراك الله (عزّوجلّ) في خلاف ما هم عليه فإن نزل بهم العذاب وكنت فيهم عُجّلت إلى رحمة الله، وإن أخّرت ابتلوا وكنت قد خرجت ممّا هم فيه من الجرأة على الله (عزّوجلّ) واعلم أنّ الله لا يضيع أجر المحسنين، وأنّ رحمة الله قريب من المحسنين(1).

باب (36) فناء المخلوقات

6514 - تفسير القمي: قوله: « لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ »(2) قال : حدثني أبي، عن ابن أبي عمير، عن زيد النرسيّ، عن عبید بن زرارة قال : سمعت أبا عبدالله (عليه السّلام) يقول: إذا أمات الله أهل الأرض لبث مثل ما خلق الخلق ومِثل ما أماتهم وأضعاف ذلك، ثمّ أمات أهل السماء الدُّنيا ثمّ لبث مثل ما خلق الخلق ومثل ما أمات أهل الأرض وأهل السَّماء الدُّنيا واضعاف ذلك، ثمّ أمات أهل

ص: 127


1- الكافي: ج8 ص 36 ح 7.
2- غافر 40: 16.

السَّماء الثانية ثمّ لبث مِثل ما خلق الخلق ومثل ما أمات أهل الأرض واهل السماء الدُّنيا والسماء الثانية واضعاف ذلك، ثمّ أمات أهل السماء الثالثة ثمّ لبث مثل ما خلق الخلق ومثل ما أمات أهل الأرض واهل السماء الدُّنيا والسماء الثانية والسماء الثالثة وأضعاف ذلك، في كلّ سماء مثل ذلك وأضعاف ذلك، ثمّ أمات میکائیل ثمّ لبث مثل ما خلق الخلق ومثل ذلك كلّه وأضعاف ذلك، ثمّ أمات جبرئیل ثمّ لبث مثل ما خلق الخلق ومثل ذلك وأضعاف ذلك، ثمّ أمات إسرافيل ثمّ لبث مثل ما خلق الخلق ومثل ذلك كلّه واضعاف ذلك ، ثمّ أمات ملك الموت ثمّ لبث مثل ما خلقٍ الخلق ومثل ذلك كلّه واضعاف ذلك، ثمّ يقول الله (عزّوجلّ): « لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ » فيردّ على نفسه: «للَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ ».

این الجبارون؟!! أين الّذين أدّعوا معي إلهاً آخر؟!! این المتكبّرون ونخوتهم؟!! | ثمّ يبعث الخلق.

قال عبيد بن زرارة : فقلت: إنّ هذا الأمر [كلّه] کائن؟ طوّلت ذلك! فقال : أرأیت ما كان هل علمت به؟ فقلت : لا.

قال : فكذلك هذا(1).

6515 کتاب زيد النرسي: حدثني عبيد بن زرارة، قال:

ص: 128


1- تفسير القمي: ج2 ص256. منه البحار: ج6 ص326.

سمعت أبا عبدالله (عليه السّلام) يقول: إذا أمات الله أهل الأرض لبث مثل ما كان الخلق ومثل ما أماتهم وأضعاف ذلك، ثمّ أمات أهل السماء الدُّنيا، ثمّ لبث مثل ما خلق الخلق ومثل ما أمات أهل الأرض والسماء الدُّنيا وأضعاف ذلك، ثمّ أمات أهل السماء الثانية ثمّ لبث مثل ما خلق الخلق ومثل ما أمات أهل الأرض والسماء الدنيا والسماء الثانية واضعاف ذلك، ثمّ أمات أهل السماء الثالثة، ثمّ لبث مثل ما خلق الخلق ومثل ما أمات أهل الأرض والسماء الدنيا والسماء الثانية والسماء الثالثة وأضعاف ذلك، ثمّ أمات أهل السماء الرابعة ثمّ لبث مثل ما خلق الخلق ومثل ما أمات أهل الأرض واهل السماء الدُّنيا والسماء الثانية والسماء الثالثة والسماء الرابعة وأضعاف ذلك، ثمّ أمات أهل السماء الخامسة ثم لبث مثل ما خلق الخلق ومثل ما أمات أهل الأرض وأهل السماء الدُّنيا والسماء الثانية والسماء الثالثة والرابعة والسماء الخامسة واضعاف ذلك ، ثمّ أمات أهل السماء السادسة، ثمّ لبث مثل ما خلق الخلق ومثل ما أمات أهل الأرض وأهل السماء الدُّنيا والثانية والثالثة والرابعة والخامسة والسادسة وأضعاف ذلك، ثمّ أمات أهل السماء السابعة، ثمّ لبث مثل ما خلق الخلق ومثل ما أمات أهل الأرض وأهل السماوات إلى السماء السابعة واضعاف ذلك ، ثمّ أمات میکائیل، ثمّ لبث مثل ما خلق الخلق ومثل ذلك كلّه وأضعاف ذلك كلّه ثمّ أمات جبرئیل، ثمّ لبث [مثل] ما خلق الخلق ومثل ذلك كلّه واضعاف ذلك كلّه، ثمّ أمات إسرافيل، ثمّ لبث [مثل] ما خلق الخلق ومثل ذلك كلّه واضعاف ذلك [كلّه] ثمّ أمات ملك الموت. قال : ثمّ يقول (تبارك وتعالی) : لمن الملك اليوم؟ فيردّعلى نفسه : لله الواحد القهّار .

ص: 129

أین الجبّارون؟!! أین الّذين ادَّعوا معي إلهاً؟ !! أین المتكبّرون؟!! ونحو هذا .

ثمّ يلبث مثل ما خلق الخلق ومثل ذلك كلّه وأضعاف ذلك ثمّ يبعث الخلق وينفخ في الصور.

قال عبيد بن زرارة : فقلت : إنّ هذا الامر کائن؟ طوّلت ذلك؟ فقال : أرأيت ما كان قبل أن يخلق الخلق أطول أو ذا؟ قال : قلت: ذا.

قال : فهل علمت به؟ قال : قلت: لا.

قال : فكذلك هذا(1).

6516- علل الشرایع: أخبرنا علي بن حبشي بن قوني (رحمه الله) فيما كتب الي قال : حدثنا حميد بن زياد قال : حدثنا القاسم بن اسماعیل قال : حدثنا محمد بن سلمة، عن يحيى بن أبي العلاء الرازي أن رجلاً دخل على ابی عبدالله (عليه السّلام) فقال : جعلت فداك اخبرني عن قول الله تعالى: «ن وَالْقَلَمِ وَمَا يَسْطُرُونَ » ؟(2) واخبرني عن قول الله (عزّوجلّ) لابليس : « فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنْظَرِينَ * إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ » ؟(3) واخبرني عن هذا البيت كيف صار فريضةً على الخلق أن يأتوه؟

ص: 130


1- الأصول الستة عشر: ص47. منه البحار: ج7، ص104.
2- القلم 68: 1.
3- الحجر 15: 37 و 38 وسورة ص 38: 80 و 81.

قال : فالتفت أبو عبدالله (عليه السّلام) إليه وقال : ما سألني عن مسالتك احدٌ قطّ قبلك، أن الله (عزّوجلّ) لمّا قال للملائكة : « إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً »(1) ضجّت الملائكة من ذلك وقالوا : ياربّ ان كنت لابدّ جاعلاً في الأرض خليفة فاجعله منّا ممّن يعمل في خلقك بطاعتك، فردّ عليهم : انّي اعلم ما لا تعلمون، فظنّت الملائكة أن ذلك سخط من الله تعالى عليهم فلاذوا بالعرش يطوفون به، فامر الله تعالى لهم ببيت من مرمر سقفه ياقوتة حمراء وأساطينه الزبرجد يدخله كلّ يوم سبعون ألف ملك لايدخلونه بعد ذلك الى يوم الوقت المعلوم.

قال: ويوم الوقت المعلوم يوم ينفخ في الصور نفخة واحدة فيموت ابليس ما بين النفخة الأولى والثانية ، وأما «نون» فكان نهراً في الجنّة اشدّ بیاضاً من الثلج وأحلى من العسل قال الله تعالی له : کن مداداً، فكان مداداً ثمّ أخذ شجرة فغرسها بيده، ثم قال : واليد : القوّة وليس بحيث تذهب إليه المشّبهة ثم قال لها: كوني قلماً ثم قال له :

اکتب.

فقال له: ياربّ وما اكتب؟ قال: اكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة، ففعل ذلك ثم ختم عليه وقال : لا تنطقنّ الى يوم الوقت المعلوم(2).

6517- تفسير العياشي: عن ابن سنان، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) في قول الله : «وَإِنْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ

ص: 131


1- البقرة 2: 30.
2- علل الشرایع: ص402 ح 2. منه البحار: ج6 ص328.

الْقِيَامَةِ »(1).

قال : هو الفناء بالموت أو غيره .

6518- وفي رواية اُخرى عنه (عليه السّلام):«وَإِنْ مِنْ قَرْيَةٍ إِلَّا نَحْنُ مُهْلِكُوهَا قَبْلَ يَوْمِ الْقِيَامَةِ» قال : بالقتل والموت أو غيره(2) .

6519- عیون اخبار الرضا (عليه السّلام) : بالأسانيد الثلاثة(3) عن الرضا (عليه السّلام)، عن آبائه قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) : لما نزلت هذه الآية :«إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ »(4) قلت : ياربّ أيموت الخلائق كلّهم ويبقى الأنبياء؟ فنزلت:«كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ »(5).

البحار : صحيفة الامام الرضا (عليه السّلام) : باسناده عنه (عليه السّلام) مثله وفيه : وتبقى الملائكة(6).

باب (37) موت الملائكة أجمعين

6520 - الكافي : محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن فضالة بن أيّوب، عن أبي المغرا

ص: 132


1- الاسراء 17: 58.
2- تفسير العياشي: ج 2 ص 297ح 91 و 92. منه البحار: ج6 ص329.
3- المذكورة في العيون: ج2 ص24.
4- الزمر 39: 30.
5- عيون أخبار الرضا: ج2 ص 32 ح 51، والآية الأخيرة في سورة العنكبوت 29: 57.
6- البحار: ج6 ص328.

قال : حدثني يعقوب الأحمر قال: دخلنا على أبي عبدالله (عليه السّلام) نعزیه بإسماعيل فترحَّم عليه ثمّ قال: إنّ الله (عزّوجلّ) نعی إلى نبيّه (صلّى الله عليه وآله) نفسه فقال : «إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ »(1) وقال: «كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ »(2) .

ثمّ أنشا يحدِّث فقال : إنّه يموت أهل الأرض حتّى لايبقى أحد، ثمّ يموت أهل السماء حتى لا يبقى أحدٌ إلّا ملك الموت وحملة العرش وجبرئيل وميكائيل.

قال: فيجيء ملك الموت حتّى يقوم بين يدي الله (عزّوجلّ) فيقال له: من بقي؟ - وهو أعلم - فيقول: ياربِّ لم يبق إلّا ملك الموت وحملة العرش وجبرئیل و میکائیل (عليهم السّلام).

فيقال له : قل لجبرئیل و میکائیل: فليموتا۔ فتقول الملائكة عند ذلك : ياربِّ رسوليك وأمينيك.

فيقول : إنّي قد قضيت على كلِّ نفس فيها الروح الموت، ثمّ يجيء ملك الموت حتّى يقف بين يدي الله (عزّوجلّ) فيقال له: من بقي؟ - وهو أعلم ..

فيقول: ياربِّ لم يبق إلّا ملك الموت وحملة العرش.

فيقول: قل لحملة العرش : فليموتوا.

قال : ثمّ يجييء كئيباً حزيناً لايرفع طرفه فيقال : من بقي؟ فيقول: ياربِّ لم يبق إلّا ملك الموتِ .

ص: 133


1- الزمر 39: 30.
2- آل عمران 3: 185 .

فيقال له : مت يا ملك الموت فيموت ثمّ يأخذ الأرض بيمينه والسَّماوات بيمينه(1) ويقول: أين الّذين كانوا يدعون معي شريكاً؟! أین الّذين كانوا يجعلون معي إلهاً آخر؟!(2).

6521- عيون أخبار الرضا (عليه السّلام) : بالأسانيد الثلاثة(3) عن الرضا، عن آبائه (عليهم السّلام) قال : قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): إذا كان يوم القيامة يقول الله (عزّوجلّ) لملك الموت: يا ملك الموت وعزّتي وجلالي وارتفاع في علوّي لاُذيقنّك طعم الموت كما أذقت عبادي(4).

صحيفة الامام الرضا (عليه السّلام) : باسناده عن الرضا، عن آبائه (عليهم السّلام) نحوه(5) .

أمالي الطوسي: أخبرنا ابن الصلت قال: أخبرنا ابن عقدة قال :

حدثنا علي بن محمد قال : حدثنا داود قال : حدثني علي بن موسی، عن أبيه، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن علي بن الحسين، عن أبيه، عن عليّ (عليهم السّلام) قال : قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) : .... وذكر نحوه(6).

ص: 134


1- إشارة إلى قوله تعالى: « وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ» الزمر 39: 67.
2- الكافي: ج 3 ص 256 ح 25.
3- المذكورة في العيون: ج2 ص24.
4- عيون أخبار الرضا: ج2 ص32 ح50.
5- صحيفة الامام الرضا: ص 154 ح96.
6- أمالي الطوسی: ص336 ح 682. منها البحار: ج6 ص328.

باب (38) هل يبلی جسد الميّت في القبر؟

6522 - الكافي : محمّد بن يحيى، عن محمّد بن أحمد، عن أحمد بن الحسن، عن عمرو بن سعيد، عن مصدِّق بن صدقة، عن عمّار بن موسى، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال : سئل عن الميّت [هل] يبلی جسده؟ قال : (1)نعم حتّى لا يبقى له لحم ولاعظم إلّا طينته الّتي خُلق منها فإنّها لاتبلی، تبقى في القبر مستديرة حتّى يُخلق منها كما خلق أوَّل مرَّة(2).

من لایحضره الفقيه : روي عن عمّار الساباطي انه قال : سُئل أبو عبدالله (عليه السّلام) عن الميت .... وذكر مثله(3).

البحار - توضیح: «مستديرة» أي بهيئة الاستدارة، أو متبدّلة متغيّرة في أحوال مختلفة ككونها رميماً وتراباً وغير ذلك، فهي محفوظة في كلّ الأحوال، وهذا يؤيّد ما ذكره المتكلّمون من أنّ تشخّص الإنسان إنّما هو بالأجزاء الأصليّة ولامدخل لسائر الأجزاء والعوارض فيه .

6523 - الكافي: علي بن ابراهيم، عن أبيه وعلي بن محمّد جميعاً، عن القاسم بن محمد، عن سليمان بن داود المنقري، عن

ص: 135


1- فقال - من لا يحضره الفقيه
2- الكافي: ج3 ص 251 ح7.
3- من لا يحضره الفقيه : ج1 ص 191 ح 580.

حفص، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: مثل النّاس يوم القيامة - إذا قاموا لربِّ العالمين - مثل السهم في القرب ليس له من الأرض إلّا موضع قدمه كالسهم في الكنانة(1) لايقدر أن يزول هاهنا ولاهاهنا(2) .

ص: 136


1- الكنانة - بالكسر -: جعبة تجعل فيها السهام تتخذ من جلود لاخشب فيها أو من خشب لاجلود فيها وهي في الأصل ما يغطى به الشيء (أقرب الموارد).
2- الكافي: ج8 ص 143 ح110.

أحوال يوم القيامة

باب (1) الشيعة في يوم القيامة

6524- شرح الأخبار: سليمان بن جعفر، باسناده ، عن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين (عليه السّلام) أنه قال : اذا كان يوم القيامة جمع الله (عزّوجلّ) الخلق عراة، فيوقفون بالمحشر، حتى يعرقوا عرفاً شديداً وتشتدّ أنفاسهم، فيمكثون بذلك مقدار خمسين عاماً، وذلك قول الله (عزّوجلّ): « وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا »(1).

قال : ثم ينادي مناد: این نبيّ الرحمة محمد بن عبدالله الاُمّي؟ فيتقدم رسول الله (صلّى الله عليه وآله) امام الناس كلّهم حتى ينتهي الى حوض طوله ما بين إيلة(2) الى صنعاء، فيقف عليه، وينادي

ص: 137


1- طه 20: 108.
2- أبلة تطلق على مناطق مختلفة وقد جاء في مجمع البحرین: أيلة: جبل بين مكة والمدينة قرب ينبع. إيلة - بالكسر : قرية بين مدين والطور ، وايلة - بالفتح فالسكون : بلد بين ينبع ومصر.

بصاحبكم - يعني علياً (عليه السّلام) - فيتقدّم أمام الناس، وأنتم معه - يعني شيعة آل محمّد (عليهم السّلام) -، ثمّ يؤذن للناس فيمرون، فمن بين وارد يومئذ ومصدود. فإذا رای رسول الله (صلّى الله عليه وآله) من صرف عنه من محبينا بکی، وقال : ياربّ شيعة علي. فيبعث الله (عزّوجلّ) إليه ملكاً يقول له : ما يبكيك؟ فيقول رسول الله (صلّى الله عليه وآله): أبكي لاُناس من شيعة علي أراهم قد صرفوا تلقاء أصحاب النار، ومنعوا من ورود الحوض.

قال: فيقول له الملك : إنَّ الله (عزّوجلّ) يقول لك : إني قد وهبتهم لك، وألحقتهم بك، وصفحت عن ذنوبهم وجعلتهم مع من كانوا يتولّون، واوردتهم حوضك.

قال أبو جعفر (عليه السّلام): فكم من باك وباكية ينادون يومئذٍ :

یا محمّداه . إذا رأوا ذلك فلايبقى أحد كان يتولانا، ويتبرا من عدوّنا إلا كان في حيزِّنا ومعنا(1) .

6525- شرح الأخبار : أبو الجارود، قال : قلت لجعفر بن محمّد (عليه السّلام): بان الناس يعيبونا بحبّكم.

قال : أعد عليَّ. فأعدت عليه.

فقال: لكنّي اُخبرك أنه اذا كان يوم القيامة جمع الله تعالی الخلائق في صعيد واحد، فيسمعهم الداعي ويفقدهم البعيد، ثمّ يأمر الله النار فتزفر زفرة يركب الناس لها بعضهم على بعض، فاذا كان ذلك قام محمّد نبيّنا (صلّى الله عليه وآله) فيشفع، وقمنا فشفعنا، وقام شیعتنا فشفعوا، فعند ذلك يقول سواهم: «فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ *

ص: 138


1- شرح الأخبار : ج2 ص468ح 823.

وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ *فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ »(1) .

والله يا أبا الجارود، ما طلبوا الكرّة الّا ليكونن من شيعتنا(2).

6526 - المحاسن: البرقي، عن أبيه، عن سعدان بن مسلم، عن الحسين بن أبي العلاء قال : قال أبو عبدالله (عليه السّلام): يا حسين شیعتنا ما أقربهم من الله وأحسن صنع الله إليهم يوم القيامة والله لولا أن يدخلهم وهن ويستعظم الناس ذلك لسلمت عليهم الملائكة قبلاً(3).

6527- إختيار معرفة الرجال: قال الكشي: روی جماعة من أصحابنا منهم أبو بكر الحضرميّ، وأبان بن تغلب والحسين بن أبي العلاء، وصباح المزنيّ، عن أبي جعفر وأبي عبدالله (عليهما السّلام) أنّ أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) قال للبراء بن عازب: کیف وجدت هذا الدين؟ قال : كنّا بمنزلة اليهود قبل أن نتّبعك تخف علينا العبادة، فلمّا اتّبعناك ووقع حقائق الإيمان في قلوبنا، وجدنا العبادة قد تثاقلت في أجسادنا.

قال أمير المؤمنين (عليه السّلام) : فمن ثَمّ يحشر الناس يوم القيامة في صور الحمير، وتحشرون فرادی فرادی، فیؤخذ بكم إلى الجنّة.

ثمّ قال أبو عبدالله (عليه السّلام): ما بدأ لكم؟! ما من أحد يوم القيامة إلّا وهو يعوي عواء البهائم: أن اشهدوا لنا واستغفروا لنا،

ص: 139


1- الشعراء 26: 100- 102.
2- شرح الأخبار : ج 3 ص 461 ح1349.
3- المحاسن : ص182ح178. منه البحار: ج 7 ص 186.

فنعرض عنهم، فماهم بعدها بمفلحين(1) .

البحار - بیان: قوله : [ما بدأ لكم» كذا في النسخ الّتي عندنا ، والظاهر أنّه مصحّف، ويمكن حمله على أنّ المعني: أصنعوا ما بدأ لكم من الطاعات فإنّها تقبل منكم ونشفع فيكم، ويحتمل أن يكون استفهاماً إنكاريّاً أي: أي شيء سنح لكم حتّى جعلكم متحيّرين في أمركم؟ أما تعلمون أنّه لا ينجو في القيامة غيركم؟ .

6528 - تفسیر فرات الكوفي: فرات قال: حدثني الحسين بن سعید معنعناً، عن جعفر بن محمّد (عليه السّلام) قال: يحشر يوم القيامة شيعة عليّ رواءً مرويّين مبيضة وجوههم، ويحشر أعداء عليّ يوم القيامة ووجوههم مسودة ظامئين، ثمّ قرأ: «يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ »(2).

6529 - تفسیر فرات الكوفي: قال : حدثنا أبو القاسم العلوي قال: حدثنا فرات بن ابراهيم الكوفي، قال: حدثني جعفر بن محمّد ابن سعيد الأحمسيّ قال : حدثني أبو يحيى البصري، قال : حدثنا أبو جابر ، عن طعمة الجعفي، عن المفضّل بن عمر قال : سئل سیدي(3) جعفر بن محمّد (عليهما السّلام) عن قول الله تعالى : «مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ»؟(4).

ص: 140


1- إختيار معرفة الرجال: ج1 ص242 ح 94. منه البحار: ج 7 ص 192.
2- تفسیر فرات الكوفي : ص92 ح75، والآية في سورة آل عمران 3: 106. منه البحار: ج 7 ص 194.
3- سأل السدّيّ - البحار .
4- سورة محمّد (صلّی الله عليه وآله) 47: 15.

قال : هي في عليّ وأولاده وشیعتهم هم المتّقون وهم أهل الجنّة والمغفرة(1).

6530- تفسیر فرات الكوفي: [فرات] قال : حدثني الحسين بن سعید قال: حدثنا محمد بن مروان قال: حدثنا عبدالله بن الفضل الثوري، عن جعفر، عن أبيه (عليهما السّلام) قال: ينادي مناد يوم القيامة: أين المحبّون لعليّ (عليه السّلام)؟ فيقومون من كلّ فجّ عميق، فيقال لهم: من أنتم؟ فيقولون: نحن المحبّون لعليّ الخالصون له حبّاً.

قال: فيقال لهم: فتشركون في حبّه أحداً من الناس؟ فيقولون: لا.

فيقال لهم : «ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ »(2) .

باب (2) طعام الناس يوم القيامة

6531 - مجمع البيان: في تفسير أهل البيت (عليهم السّلام) بالإسناد عن زرارة ومحمّد بن مسلم وحمران بن أعين، عن أبي جعفر وأبي عبدالله (عليهما السّلام) قالا: تبدّل الأرض خبزة نقيّة يأكل الناس منها، حتّى يُفرغ من الحساب قال الله تعالى: «وَمَا جَعَلْنَاهُمْ

ص: 141


1- تفسير فرات الكوفي: ص417ح 553. منه البحار: ج 7 ص 202.
2- تفسير فرات الكوفي : ص 407 ح546، والآية في سورة الزخرف 43: 70. منه البحار: ج 7 ص 211.

جَسَدًا لَا يَأْكُلُونَ الطَّعَامَ »(1).

6532- تفسير العياشي: عن عبدالله بن سنان، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) في قول الله : «يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ »(2).

قال: تبدّل خبزة نقيّة يأكل الناس منها حتى يفرغ من الحساب.

فقال له قائلٌ: انهم يومئذٍ في شغل عن الأكل والشرب.

فقال له : ابن آدم خُلق اجوف لابدّ له من الطعام والشراب، أهُم أشدّ شغلاً أم هم في النار فقد استغاثوا؟ !! فقال : « وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ » (3).

باب (3) الناس يوم المحشر

6533- کتاب الزهد: إبراهيم بن أبي البلاد، عن يعقوب بن شعیب بن میثم قال: سمعت أبا عبدالله (عليه السّلام) يقول: نار تخرج من قعر عدن تضيىء لها أعناق الإبل، تُبصر من أرض الشام تسوق الناس إلى المحشر(4) .

6534 - امالي الصدوق : حدثنا محمد بن موسی بن المتوكل قال : حدثنا علي بن الحسين السعدآبادي، عن أحمد بن أبي عبدالله ،

ص: 142


1- مجمع البيان: ج3 ص324، والآية في سورة الأنبياء 21: 8. منه البحار : ج 7 ص 71.
2- ابراهیم 14: 48.
3- تفسير العياشي: ج2 ص238 ح56. منه البحار : ج 7 ص 109.
4- کتاب الزهد: ص95 ح254. منه البحار: ج 7 ص98.

عن أبيه، عن وهب بن وهب القرشي، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه (عليهما السّلام): إنّ عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام) قال : لا تنشقُّ الأرض عن أحد يوم القيامة إلّا وملكان آخذان بضبعه(1) يقولان: أجب ربّ العزّة(2).

6535- الخصال : حدثنا أبو الحسن محمد بن عمرو بن علي بن عبدالله البصري قال : حدثنا أبو عبدالله محمد بن عبدالله بن أحمد ابن جبلة الواعظ قال : حدثنا أبو القاسم عبدالله بن أحمد الطائي قال : حدثنا أبي قال : حدثنا علي بن موسی الرضا قال : حدثنا موسی بن جعفر قال : حدثنا جعفر بن محمد قال : حدثنا محمد بن علي قال : حدثنا علي بن الحسين قال : حدثنا الحسين بن علي (عليهم السّلام) قال : كان عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام) بالكوفة في الجامع إذ قام إليه رجل من أهل الشام فسأله عن مسائل فكان فيما سأله أن قال : أخبرني عن قول الله (عزّوجلّ): «يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ * «وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ »(3) من هم؟ فقال (عليه السّلام) : قابيل يفرّ من هابيل، والّذي يفرٌ من اُمّه موسی، والذي يفرّ من أبيه إبراهيم، والّذي يفرّ من صاحبته لوط، والّذي يفرّ من ابنه نوح يفرّ من ابنه کنعان. .

قال الصدوق (رضي الله عنه) : إنّما يفرُّ موسى من اُمّه خشية أن

ص: 143


1- الضبعُ: وسط العضد بلحمه يكون للانسان وغيره وقيل العضد كلّها وقيل الابط . (أقرب الموارد).
2- أمالي الصدوق: ص336 ح 10. منه البحار : ج 7 ص 106.
3- عبس 80: 34- 36.

يكون قصّر فيما وجب عليه من حقّها، وإبراهيم إنّما يفرّ من الأب المربّي المشرك لا من الأب الوالد وهو تارخ(1).

البحار - بیان: يحتمل أيضا أن يكون المراد بالأم امرأة مشركة كانت تربيّه في بيت فرعون.

اقول : الظاهر أن ما ذكره الإمام (عليه السّلام) إنّما هو من مصادیق الآية الكريمة، لأن الحالة العامَّة للنَّاس في يوم القيامة أن يفرّ كلٌ من الآخر.

6536 - أمالي الطوسي: حدثنا الشيخ ابو جعفر محمد بن الحسن ابن علي بن الحسن الطوسي (رضي الله عنه) قال: أخبرنا أبو عبدالله الحسين بن ابراهيم القزويني قال: أخبرنا أبو عبدالله محمد بن وهبان الهنائي البصري قال: حدثني أحمد بن ابراهيم بن أحمد قال : أخبرني أبو محمّد الحسن بن علي بن عبدالكريم الزعفراني قال : حدثني أحمد ابن محمد بن خالد البرقي أبو جعفر قال: حدثني أبي، عن محمد بن ابي عمير، عن هشام، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال : يحشر الناس يوم القيامة متلازمين، فينادي مناد : أيّها الناس إنّ الله قد عفا فاعفوا، قال : فيعفو قوم ويبقی قوم متلازمين، قال : فترفع لهم قصور بيض، فيقال : هذا لمن عفا، فيتعافى الناس(2).

ص: 144


1- الخصال : ص318ح 102. منه البحار: ج7 ص105.
2- أمالي الطوسي: ص 663 ح 1384. منه البحار: ج 7 ص 121.

باب (4) الصدقة ظِلُّ المؤمن يوم القيامة

6537- ثواب الأعمال : حدَّثني محمد بن الحسن (رضي الله عنه) قال: حدثنا محمد بن الحسن الصفّار، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن محمّد بن عليّ، عن محمّد بن الفضيل، عن عبدالرَّحمن ابن زيد بن أسلم التنّوخيِّ، عن جعفر بن محمّد الصادق، عن آبائه (عليهم السّلام) قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) : ارض القيامة نار ما خلا ظلّ المؤمن فإنَّ صدقته تظلّه(1) .

باب (5) شفاعة القرآن في يوم القيامة

6538- مجمع البيان: قال الصادق (عليه السّلام): أنذر بالقرآن من يرجون الوصول إلى ربّهم، ترغِّبهم(2) فيما عنده، فإنّ القرآن شافع مشفّع لهم(3).

باب (6) كيف يُحشر الناس يوم القيامة؟

6539- تفسير القمي: حدثني أبي، عن ابن أبي عمير، عن

ص: 145


1- ثواب الأعمال: ص169 ح9. منه البحار : ج 7 ص 120 .
2- برغبتهم - البحار.
3- مجمع البيان : ج2 ص 304. منه البحار: ج 7 ص12.

جميل بن درّاج ، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: إذا أراد الله أن يبعث الخلق أمطر السماء على الأرض أربعين صباحاً فاجتمعت الأوصال ونبتت اللّحوم، وقال : أتي جبرئيل رسول الله (صلّى الله عليه وآله) فأخذ بيده وأخرجه إلى البقيع فانتهى به إلى قبر فصوّت بصاحبه فقال : قم بإذن الله، فخرج منه رجل أبيض الرأس واللّحية يمسح التراب عن وجهه وهو يقول : الحمد لله والله أكبر.

فقال جبرئیل: عد بإذن الله.

ثمّ انتهى به إلى قبر آخر فقال : قم بإذن الله . فخرج منه رجل مسودّ الوجه وهو يقول: ياحسرتاه ياثبوراه.

ثمّ قال له جبرئیل : عد إلى ما كنت فيه بإذن الله.

فقال [جبرئیل]: يا محمّد هكذا يحشرون يوم القيامة، والمؤمنون يقولون هذا القول، وهؤلاء يقولون ما ترى(1).

کتاب الزهد: ابراهيم بن أبي البلاد، عن بعض اصحابنا، عن أبي عبدالله، عن أبيه (عليهما السّلام) قال: أتي جبرئيل (عليه السّلام) الى النبي (صلّى الله عليه وآله) .... وذكر نحوه(2) .

أمالي الصدوق : حدثنا أحمد بن زياد الهمداني قال : حدثنا علي ابن ابراهيم بن هاشم ، عن أبيه، عن محمّد بن أبي عمير مثله إلى قوله : ونبتت اللحوم(3).

کتاب الزهد: محمد بن أبي عمير مثل ما في الأمالي(4) .

ص: 146


1- تفسير القمي: ج2 ص253.
2- کتاب الزهد: ص94 ح253. منهما البحار : ج 7 ص 39 و40.
3- أمالي الصدوق: ص149 ح5.
4- کتاب الزهد: ص 88 ح 237. منهما البحار: ج 7 ص 33.

6540- قرب الاسناد : حدثني السنديّ بن محمّد، عن صفوان (الجمّال)، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال : قال رسول الله (صلّی الله عليه وآله) لجبرئیل: يا جبرئيل أرني كيف يبعث الله (تبارك وتعالی) العباد يوم القيامة؟ قال: نعم، فخرج إلى مقبرة بني ساعدة فاتی قبراً فقال له :

اخرج بإذن الله، فخرج رجل ينفض رأسه من التراب وهو يقول:

والمفاه - واللّهف: هو الثبور-(1) ثمّ قال : أدخل فدخل، ثمّ قصد به إلى قبر آخر فقال: اخرج بإذن الله، فخرج شابّ ينفض رأسه من التراب وهو يقول: أشهد أن لا إله إلّا الله وحده لاشريك له، وأشهد إنّ محمّداً عبده ورسوله، وأشهد أنّ الساعة آتية لا ريب فيها وأنّ الله يبعث من في القبور.

ثمّ قال : هكذا يبعثون يوم القيامة يا محمّد(2).

6541- تفسير العياشي: عن الحلبيّ، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: جاء اُبيّ بن خلف فأخذ عظماً بالياً من حائط ففتّه(3)، ثمّ قال : يا محمّد إذا کنّا عظاماً ورفاتاً(4) أثنّا لمبعوثون؟ فأنزل الله : «... ُ قَالَ مَنْ يُحْيِي الْعِظَامَ وَهِيَ رَمِيمٌ * قُلْ يُحْيِيهَا الَّذِي أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَهُوَ بِكُلِّ خَلْقٍ عَلِيمٌ »(5).

ص: 147


1- الثبور: الهلاكة. (أقرب الموارد).
2- قرب الاسناد: ص27. منه البحار: ج 7 ص40.
3- فتّ الشيء: دقَّه وكسره بالأصابع . (أقرب الموارد).
4- الرفات: كل ما تكسِّر وبُلي. (أقرب الموارد).
5- تفسير العياشي: ج2 ص296 ح 89، والآية في سورة يس 36: 78 و 79. منه البحار: ج7 ص42.

باب (7) كيف تُبدَّل الجُلود للعذاب؟

6542- تفسير القمي: « كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَزِيزًا حَكِيمًا »(1) فقيل لأبي عبدالله (عليه السّلام): كيف تبدّل جلودهم غيرها؟ فقال : أرأيت لو أخذتَ لبنة فكسرتها وصيّرتها تراباً ثمّ ضربتها في القالب أهي الّتي كانت؟ إنّما هي ذلك وحدث تغيير (وجدت تغييراً - خ ل) آخر والأصل واحد(2).

6543- الاحتجاج: عن حفص بن غياث قال : شهدت المسجد الحرام وابن أبي العوجاء يسال أبا عبدالله (عليه السّلام) عن قوله تعالى : « كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا لِيَذُوقُوا الْعَذَابَ » ما ذنب الغير؟ قال : ويحك هي هي وهي غيرها.

قال : فمثل لي ذلك شيئاً من أمر الدُّنيا .

قال: نعم، أرأيت لو أنّ رجلاً أخذ لبنة فكسرها ثمّ ردّها في ملبنها فهي هي وهي غيرها(3).

6544- امالي الطوسي : حدثنا الشيخ أبو جعفر محمد بن الحسن

ص: 148


1- النساء4 : 56.
2- تفسير القمي: ج1 ص 141. منه البحار : ج 8 ص288.
3- الاحتجاج: ص354. منه البحار: ج 7 ص38.

ابن علي بن الحسن الطوسي (رضي الله عنه) قال: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل قال: حدثنا الحسين بن علي بن عاصم البزوفري قال : حدثنا سليمان بن داود ابو أيّوب الشاذكوني المنقري قال : حدثنا حفص ابن غیاث القاضي قال : كنت عند سيّد الجعافرة جعفر بن محمّد (عليهما السّلام) لمّا أقدمه المنصور فأتاه ابن ابی العوجاء وكان ملحداً فقال له : ما تقول في هذه الآية : « كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُودًا غَيْرَهَا »هب(1) هذه الجلود عصت فعذّبت فما بال الغير؟ فقال أبو عبدالله (عليه السّلام): ويحك هي هي وهي غيرها.

قال : أعقلني هذا القول.

فقال له: أرأيت لو أنّ رجلاً عمد إلى لبنة فكسرها ثمّ صبّ عليها الماء وجبلها(2) ثمّ ردّها إلى هيئتها الاُولى الم تكن هي هي وهي غيرها؟ فقال : بلى أمتع الله بك(3) .

باب (8) أسماء القيامة

6545- معاني الأخبار : ابي (رحمه الله) قال: حدثنا سعد بن عبدالله، عن القاسم بن محمّد الأصبهاني، عن سليمان بن داود، عن

ص: 149


1- هب: فعل أمر، يقال : «هبني فعلت» أي أحسبني. وهي كلمة للأمر فقط . (المنجد).
2- جبل التراب: صب عليه الماء ودعكه طيناً. (المنجد).
3- أمالي الطوسي: ص581 ح 1204. منه البحار: ج 7 ص 39.

حفص بن غياث ، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال : يوم التلاق : يوم يلتقي أهل السماء وأهل الأرض، ويوم التناد: يوم ينادي أهل النار أهل الجنّة : أن أفيضوا علينا من الماء او ممّا رزقكم الله، ويوم التغابن : يوم يغبن أهل الجنّة أهل النار، ويوم الحسرة : يوم يؤتى بالموت فيُذبح(1).

6546- معاني الأخبار : أبي (رحمه الله) قال : حدثنا أحمد بن أدریس، عن محمد بن أحمد بن يحيى، ومحمّد بن عليّ بن محبوب، عن محمد بن عيسى بن عبيد، عن صفوان بن يحيى، عن إسماعيل ابن جابر ، عن رجاله ، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) في قول الله (عزّوجلّ) : « ذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ »(2) .

قال : المشهود: يوم عرفة، والمجموع له الناس : يوم القيامة(3).

6547- معاني الأخبار : حدثنا محمد بن الحسن قال : حدثنا الحسين بن الحسن بن أبان ، عن الحسين بن سعيد، عن فضالة ، عن أبان، عن أبي الجارود، عن أحدهما (عليهما السّلام) في قول الله (عزّوجلّ): «وَشَاهِدٍ وَمَشْهُودٍ »(4) .

قال : الشاهد: يوم الجمعة، والمشهود: يوم عرفة ، والموعود:

يوم القيامة(5).

ص: 150


1- معاني الأخبار : ص156 ح1. منه البحار: ج 7 ص 59.
2- هود 11: 103.
3- معاني الاخبار : ص298 ح 1. منه البحار : ج 7 ص 60.
4- البروج 85: 3.
5- معاني الأخبار : ص299 ح6 . منه البحار : ج 7 ص 60.

معاني الأخبار : حدثنا أبي (رحمه الله) قال : حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن أحمد بن محمّد، عن موسى بن القاسم، عن محمّد بن أبي عمير، عن أبان بن عثمان، عن عبدالرحمن بن أبي عبدالله، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) انّه قال : الشاهد: يوم الجمعة ... وذكر مثله(1).

6548 - تفسير العياشي: عن محمّد بن مسلم، عن أحدهما (عليهما السّلام) قال في قول الله : «ذَلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ النَّاسُ وَذَلِكَ يَوْمٌ مَشْهُودٌ » فذلك يوم القيامة وهو اليوم الموعود(2) .

باب (9) متى تقوم الساعة؟

6549- الخصال : حدثنا محمد بن احمد البغدادي الورّاق قال :

حدثنا علي بن محمد، مولی الرشید قال : حدثنا دارم بن قبيصة قال : حدثنا علي بن موسی الرضا قال : حدثني موسی بن جعفر ، عن أبيه جعفر بن محمد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه علي بن أبي طالب (عليهم السّلام) قال : قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) : تقوم الساعة يوم الجمعة بين[ الصلاتين : ]صلاة الظهر والعصر (3).

6550- قصص الانبياء : (باسناده) عن ابن بابویه حدثنا محمد

ص: 151


1- معاني الأخبار : ص299 ح 3. منه البحار: ج7 ص60.
2- تفسير العياشي: ج2 ص 159 ح65. منه البحار: ج 7 ص 60.
3- الخصال : ص 390 ح 84. منه البحار : ج 7 ص 59.

ابن موسی بن المتوكل حدثنا عبدالله بن جعفر الحميري، عن أحمد بن محمّد بن عيسى ، عن الحسن بن محبوب ، عن ابن سنان قال : قال الصادق (عليه السّلام): قال عيسى بن مريم (عليه السّلام) لجبرئیل : متى قيام الساعة؟ فانتفض جبرئیل انتفاضة اُغمي عليه منها فلمّا أفاق قال: يا روح الله ما المسؤول اعلم بها من السائل، وله من في السماوات والأرض لا تأتيكم إلّا بغتة(1).

باب (10) مواقف القيامة

6551 - الكافي : عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، وعليُّ بن محمّد جميعاً، عن القاسم بن محمّد، عن سليمان بن داود المنقريّ، عن حفص بن غياث قال : قال أبو عبدالله (عليه السّلام): إذا أراد أحدكم أن لايسأل ربّه شيئاً إلا أعطاه فليأس من الناس كلّهم ولا يكون له رجاء إلّا من عند الله (عزّ ذكره)، فإذا علم الله (عزّوجلّ) ذلك من قلبه لم يسأله شيئاً إلّا أعطاه ، فحاسبوا أنفسكم قبل أن تحاسبوا عليها فإنّ للقيامة خمسين موقفاً كلّ موقف مقداره الف سنة ثمّ تلا: «« يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ »(2).

أمالي الطوسي : أخبرنا محمد بن محمد بن النعمان قال: أخبرنا أبو الحسن احمد بن محمد بن الحسن بن الوليد قال : حدثني أبي قال :

ص: 152


1- قصص الأنبياء : ص 271ح 319. منه البحار: ج6 ص 312.
2- الكافي: ج8 ص 143ح108، والآية في سورة السجدة 32: 5.

حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن علي بن محمد القاشاني، عن سليمان بن داود المنقري، عن حفص بن غياث قال : قال أبو عبدالله جعفر بن محمّد (عليهما السّلام): إذا أراد أحدكم.... وذكر نحوه إلّا أن فيه : ثم تلا هذه الآية « فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ »(1).

أمالي المفيد: حدثنا الشيخ المفيد أبو عبدالله محمد بن محمد بن النعمان بهذا الإسناد نحو ما في أمالي الطوسي(2).

6552- مجمع البيان: روي عن أبي عبدالله (عليه السّلام) أنّه قال : لو ولي الحساب غير الله لمكثوا فيه خمسين ألف سنة من قبل أن يفرغوا، والله سبحانه يفرغ من ذلك في ساعة.

وعنه (عليه السّلام) ايضاً قال : لايُنتصف ذلك اليوم حتى يقيل أهل الجنّة في الجنّة، وأهل النار في النار (3).

باب (11) كيف تقاد جهنم؟

6553- أمالي الطوسي: أخبرنا ابن الصلت، عن ابن عقدة قال :

حدثنا علي بن محمد قال : حدثنا داود بن سليمان قال: حدثني علي ابن موسى، عن أبيه، عن جعفر، عن أبيه، عن علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب (عليهم السّلام) قال: قال رسول الله

ص: 153


1- أمالي الطوسي: ص36ح 38، والآية في سورة المعارج 70: 4.
2- أمالي المفيد: ص274 ح1.
3- مجمع البيان: ج5ص 353. منه البحار : ج 7 ص 123.

(صلّى الله عليه وآله) : هل تدرون ما تفسير هذه الآية : «كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا »(1)؟ قال: إذا كان يوم القيامة تقاد جهنّم بسبعين ألف زمام، بيد سبعين ألف ملك، فتشرد شردة لولا أنّ الله تعالى حبسها لأحرقت السماوات والأرض(2).

صحيفة الامام الرضا (عليه السّلام) : باسناده عن الرضا، عن آبائه (عليهم السّلام) نحوه(3).

باب (12) أحوال المتقين في القيامة

6554 - الخصال : حدثنا محمد بن موسی بن المتوكل (رضي الله عنه) قال : حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن محمد بن أحمد، عن علي بن محمد القاشاني، عمّن ذكره، عن عبدالله بن القاسم الجعفري، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال : القيامة عرس المتّقين(4) .

6555 - تفسير القمي: حدثني أبي، عن محمد بن أبي عمير، عن عبدالله بن شريك العامريّ، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال : سأل عليّ (عليه السّلام) رسول الله (صلّى الله عليه وآله) عن تفسير قوله :«يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا »؟

ص: 154


1- الفجر 89: 21.
2- أمالي الطوسي: ص337 ح 684.
3- صحيفة الامام الرضا: ص153 ح 94. منهما البحار : ج 7 ص 126.
4- الخصال : ص 13 ح46. منه البحار: ج 7 ص 176.

قال : ياعليّ إنّ الوفد لا يكونون إلّا ركباناً، اُولئك رجال اتّقوا الله فأحبّهم الله واختصّهم ورضي أعمالهم فسمّاهم الله المتّقين .

ثمّ قال : ياعليّ أما والّذي فلق الحبّة وبرأ النسمة إنّهم ليخرجون من قبورهم وبياض وجوههم كبياض الثلج، عليهم ثيابٌ بياضُها كبياض اللّبن، عليهم نعال الذهب شراكها من لؤلؤ يتلألا.

وفي حديث آخر قال : إن الملائكة لتستقبلنّهم بنوق من نوق الجنّة عليها رحائل(1) الذهب مكلّلة(2) بالدرّ والياقوت، وجلالها(3) الاستبرق والسندس، وخطامها(4) جدل الاُرجوانه(5)، وازمتها(6) من زبرجد فتطير بهم إلى المحشر، مع كلّ رجل منهم ألف ملك من قدّامه وعن يمينه وعن شماله يزقّونهم زقّاً حتّى ينتهوا بهم إلى باب الجنّة الأعظم وعلى باب الجنّة شجرة، الورقة منها يستظلّ تحتها مائة ألف من الناس، وعن يمين الشجرة عين مطهّرة مزكّية [قال : ] فيسقون منها شربة فيطهّر الله قلوبهم من الحسد ويسقط عن ابشارهم الشعر، وذلك قوله: « وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا »(7) من تلك العين المطهّرة، ثمّ يرجعون

ص: 155


1- الرحالة ج رحائل: السرج من جلود لاخشب فيه. (المنجد).
2- سحاب مكلّل : ملمَّع بالبرق . (أقرب الموارد) والمعنى: أنَّ الرحائل تكون ملمّعة مضيئة لما فيها من الدر والياقوت.
3- الجُلُّ للدابّة كالثوب للإنسان تصان به . (أقرب الموارد).
4- الخطام : حبل يجعل في عنق البعير ويثني في خطمه، وكلّ ما وضع في أنف البعير اليقتاد به. (أقرب الموارد).
5- جدل الحبل : فتله فتلاً محكماً، والأرجوان : صيغ أحمر. (أقرب الموارد).
6- الزّمام : المقود، وما يزم به أي يشدّ. (المنجد).
7- الإنسان 76: 21.

إلى عين اُخرى عن يسار الشجرة فيغتسلون منها وهي عين الحياة فلايموتون ابداً، [قال: ]ثمّ يوقف بهم قدّام العرش وقد سلّموا من الآفات والأسقام والحرّ والبرد أبداً، قال: فيقول الجبّار للملائكة الّذين معهم: احشروا أوليائي إلى الجنّة ولاتقفوهم مع الخلائق فقد سبق رضاي عنهم، ووجبت رحمتي لهم، فكيف اُريد أن اُوقفهم مع أصحاب الحسنات والسيّئات؟! فتسوقهم الملائكة إلى الجنّة، فإذا انتهوا إلى باب الجنّة الأعظم ضربت الملائكة الحلقة ضربة فتصرّ صريراً فيبلغ صوت صريرها كلّ حوراء خلقها الله وأعدّها لأوليائه فيتباشرن إذا سمعن صرير الحلقة ويقول بعضهن لبعض: قد جاءنا أولياء الله ، فيُفتح لهم الباب فيدخلون الجنّة فيشرف عليهم أزواجهم من الحور العين والآدميّین فيقلن [لهم ]: مرحباً بكم فما كان أشدّ شوقنا إليكم، ويقول لهنّ أولياء الله مثل ذلك.

فقال عليّ (عليه السّلام) : من هؤلاء يا رسول الله؟ فقال (صلّى الله عليه وآله): ياعلي هؤلاء شيعتك وشيعتنا المخلصون لولايتك وانت إمامهم، وهو قول الله : «يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا » على الرحائل «وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْدًا »(1)و(2) .

6556- المحاسن : عن يعقوب بن يزيد، عن ابن أبي عمير، عن حمّاد بن عثمان وغيره، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) في قول الله (عزّوجلّ): «يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا » .

ص: 156


1- مریم 19: 85 و86.
2- تفسير القمي: ج2 ص53. منه البحار : ج7 ص172.

قال : يحشرون على النجائب(1).

6557- تأويل الآيات الظاهرة : روى عليُّ بن إبراهيم، عن أبيه ، عن عبدالله بن شريك العامريّ، عن عبدالله بن سنان، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) لعليّ (عليه السّلام): يا عليُّ يخرج يوم القيامة قوم من قبورهم بياض وجوههم كبياض الثلج، عليهم ثياب بياضها كبياض اللبن، عليهم نعال الذّهب شراكها من لؤلؤ يتلألأ، فيؤتون بنوق من نور، عليها رحائل الذهب، مكلّلة بالدر والياقوت فيركبون عليها حتى ينتهوا إلى عرش الرحمن، والناس في الحساب يهتمون ويغتمّون وهؤلاء يأكلون ويشربون، فرحون.

فقال أمير المؤمنين (عليه السّلام): من هؤلاء یا رسول الله؟ فقال : ياعليّ هم شيعتك وأنت إمامهم، وهو قول الله (عزّوجلّ):

«يَوْمَ نَحْشُرُ الْمُتَّقِينَ إِلَى الرَّحْمَنِ وَفْدًا » على الرحائل «وَنَسُوقُ الْمُجْرِمِينَ إِلَى جَهَنَّمَ وِرْدًا » و هم أعداؤك يساقون إلى النار بلاحساب(2) .

6558- المحاسن: البرقي، عن أبيه، عن حمزة بن عبدالله الجعفريّ، عن أبي الحسن الدهنيّ، وعن جميل بن درّاج، عن أبان بن تغلب قال : قال أبو عبدالله (عليه السّلام): إنّ الله يبعث شیعتنا يوم القيامة على ما فيهم من ذنوب او غيره مبيضّة وجوههم، مستورة عوراتهم، آمنة روعتهم، قد سهّلت لهم الموارد، وذهبت عنهم

ص: 157


1- المحاسن: ص 180 ح 170. منه البحار: ج 7 ص 184. والنجيب من الابل : والجمع النجب والنجائب، وهو القوي منها، الخفيف السريع. (لسان العرب).
2- تأويل الآيات الظاهرة : ج1 ص307 ح 14. منه البحار : ج68 ص140.

الشدائد، يركبون نوقاً من یاقوت، فلا يزالون يدورون خلال الجنّة ، عليهم شرك من نور يتلألأ، توضع لهم الموائد فلايزالون يطعمون والناس في الحساب، وهو قول الله (تبارك وتعالى): «إِنَّ الَّذِينَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَى أُولَئِكَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ * لَا يَسْمَعُونَ حَسِيسَهَا وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خَالِدُونَ »(1).

6559 - المحاسن: البرقي، عن محمّد بن عليّ، عن عبيس بن هشام، عن أسباط بن سالم ، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: يخرج شیعتنا من قبورهم على نوق بيض لها اجنحة، وشرك نعالهم نور يتلألأ، قد وضعت عنهم الشدائد، وسهّلت لهم الموارد، مستورة عوراتهم، مسكنّة روعاتهم ، قد اُعطوا الأمن والإيمان، وانقطعت عنهم الأحزان ، يخاف الناس ولا يخافون، ويحزن الناس ولا يحزنون ، وهم في ظلّ عرش الرحمن ، توضع لهم مائدة ياكلون منها والناس في الحساب(2) 6560- فضائل الشيعة : حدثني محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد (رحمه الله) قال : حدثني محمد بن الحسن الصفّار، عن معاوية ابن عمّار، عن أبي عبدالله ، عن أبيه، عن جدّه (عليهم السّلام) قال : قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) لعليّ: يا عليّ لقد مثّلت لي اُمّتي في الطين حتّى رأيت صغيرهم وكبيرهم أرواحاً قبل أن تخلق أجسادهم، وإنّي مررت بك وبشيعتك فاستغفرت لكم.

ص: 158


1- المحاسن : ص178 ح166، والآيتان في سورة الانبياء21: 101 و 102. منه البحار: ج 7 ص 184.
2- المحاسن: ص 179 ح167. منه البحار: ج7 ص184.

فقال عليٌّ: يانبيّ الله زدني فيهم؟ قال : نعم ياعليّ تخرج أنت وشيعتك من قبوركم ووجوهكم كالقمر ليلة البدر، وقد فرجت عنكم الشدائد، وذهب عنكم الاحزان، تستظلّون تحت العرش، يخاف الناس ولا تخافون، ويحزن الناس ولاتحزنون، وتوضع لكم مائدة والناس في المحاسبة(1) .

باب (13) «اتقوا النار ..»

6561- نوادر الراوندي : بإسناده عن جعفر بن محمّد، عن آبائه (عليهم السّلام) قال : قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) : كلّكم مكلّم ربّه يوم القيامة ليس بينه وبينه ترجمان، فينظر أمامه فلايجد إلّا ما قدّم، وينظر عن يمينه فلايجد إلّا ما قدّم، ثمّ ينظر عن يساره فإذا هو بالنار فاتّقوا النار ولو بشقّ تمرة، فإن لم يجد أحدكم فبكلمة طيّبة(2).

6562- نوادر الراوندي: بهذا الإسناد قال : قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): من أعان مؤمناً مسافراً في حاجة نفّس الله تعالی عنه ثلاثاً وسبعين کربة، واحدة في الدُّنيا من الغمّ والهمّ، واثنتين وسبعين کربة عند الكربة العظمی.

قيل : یا رسول الله وما الكوربة العظمی؟ قال : حيث يتشاغل الناس بأنفسهم حتّى أن إبراهيم (عليه السّلام) يقول : أسالك بخلّتي ان لا تسلمني إليها(3) .

ص: 159


1- فضائل الشيعة: ص 31 ح 27 . منه البحار: ج 7 ص 180 .
2- نوادر الراوندي : ص 3 و 8. منه البحار: ج 7 ص 183.
3- نوادر الراوندي : ص 3 و 8. منه البحار: ج 7 ص 183.

باب (14) تقسيم النور بين الناس

6563- كتاب الزهد: القاسم، عن عليّ، عن أبي بصير قال : قال أبو عبدالله (عليه السّلام): إنّ الناس يقسّم بينهم النور يوم القيامة على قدر إيمانهم، ويقسّم للمنافق فيكون نوره على [قدر ]إبهام رجله اليسرى فیُطفأ نوره، فيقول: مكانكم حتّى أقتبس من نوركم، « قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءَكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا » - يعني حيث قسّم النور -.

قال : فيرجعون فيُضرب بينهم السور، قال: فينادونهم من وراء السور: « أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنْتُمْ أَنْفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ حَتَّى جَاءَ أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ * فَالْيَوْمَ لَا يُؤْخَذُ مِنْكُمْ فِدْيَةٌ وَلَا مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مَأْوَاكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلَاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ » ثمّ قال : يا أبا محمّد أما والله ما قال الله لليهود والنصارى، ولكنّه عنى أهل القبلة(1) .

6564 - مناقب آل ابي طالب (عليه السّلام) : الصادق (عليه السّلام) في قوله تعالى : « انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِكُمْ »(2).

قال : إنّ الله تعالى يقسّم النور يوم القيامة على قدر أعمالهم، ويقسّم للمنافق فيكون في إبهام رجله اليسرى فيُطفأُ نوره.... الخبر .

ص: 160


1- كتاب الزهد: ص93 ح249، والآيات في سورة الحديد 57: 14- 15. منه البحار: ج 7 ص 181.
2- الحديد 57 : 13.

ثمّ قرأ الصادق (عليه السّلام): فينادون من وراء السّور: «أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ قَالُوا بَلَى »(1).

6565 - تفسير العياشي: عن أبي بصير، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) في قول الله : « كَأَنَّمَا أُغْشِيَتْ وُجُوهُهُمْ قِطَعًا مِنَ اللَّيْلِ مُظْلِمًا »(2).

قال : أما ترى البيت إذا كان اللّيل كان أشدّ سواداً من خارج؟! فكذلك وجوههم تزداد سواداً(3) .

باب (15) أحوال المجرمين يوم القيامة

6566- تفسير العياشي: عن حمّاد بن عیسی، عمّن رواه ، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: سُئل عن قول الله : « وَأَسَرُّوا النَّدَامَةَ لَمَّا رَأَوُا الْعَذَابَ »(4)؟ قال: قيل له: وما ينفعهم إسرار الندامة وهم في العذاب؟ قال : کرهوا شماتة الأعداء(5).

6567- تفسير العياشي: عن عبدالله بن عطاء المكّيّ قال: سألت أبا جعفر (عليه السّلام) عن قول الله : «رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا

ص: 161


1- مناقب آل أبي طالب: ج3 ص 81 . منه البحار: ج 23 ص 315.
2- یونس 10: 27.
3- تفسير العياشي: ج2 ص122ح17. منه البحار : ج 7 ص 186 .
4- یونس 10: 54.
5- تفسير العياشي: ج2 ص123 ح 26. منه البحار: ج 7 ص188.

مُسْلِمِينَ »(1)؟ قال : ينادي مناد يوم القيامة يسمع الخلائق: إنّه لا يدخل الجنّة إلّا مسلم، ثمّ يودّ سائر الخلق أنّهم كانوا مسلمين(2).

6568 - تفسير العياشي: بهذا الإسناد، عن أبي عبدالله (عليه السّلام): فثمّ يودّ الخلق أنّهم كانوا مسلمين(3).

6569- تفسير العياشي: عن إبراهيم بن عمر رفعه إلى أحدهما (عليهما السّلام) في قول الله : « وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى وُجُوهِهِمْ »(4).

قال : على جباههم(5).

6570 - ثواب الأعمال : أبي (رحمه الله) قال : حدثني سعد بن عبدالله، عن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد، عن محمّد بن أبي عمير، عن حمّاد بن عثمان، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) أو عمّن ذكره عنه (عليه السّلام) قال: يجيء يوم القيامة رجلٌ إلى رجل حتّى يلطخه بدم والناس في الحساب، فيقول : يا عبدالله مالي ولك؟ فيقول: أعنت عليَّ يوم كذا وكذا بكلمة كذا فقُتلت(6).

ص: 162


1- الحجر 15: 2.
2- تفسير العياشي: ج2 ص 239 ح1 و2. منه البحار : ج 7 ص188 .
3- تفسير العياشي: ج2 ص 239 ح1 و2. منه البحار : ج 7 ص188 .
4- الاسراء 17 : 97.
5- تفسير العياشي: ج2 ص 318ح168. منه البحار: ج 7 ص188.
6- ثواب الاعمال: ص326 ح2 . منه البحار: ج 7 ص217.

باب (16) الذي يُحشر أعمى يوم القيامة

6571 - البحار : تفسیر فرات الكوفي - بإسناده عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: من آثر الدنيا على الآخرة حشره الله يوم القيامة أعمى(1) .

5672- مجمع البيان: روي عن معاوية بن عمّار قال : سألت أبا عبدالله (عليه السّلام) عن رجل لم يحجّ وله مال؟ قال : هو ممّن قال الله تعالى: « وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى »(2) .

فقلت : سبحان الله أعمى؟ قال : أعماه الله عن طريق الحقّ(3).

باب (17) ثلاثة يعذّبهم الله تعالی

6573- ثواب الأعمال: حدثني محمد بن الحسن (رضي الله عنه) قال: حدثني محمد بن الحسن الصفّار، عن يعقوب بن یزید، عن محمّد بن الحسن الميثميِّ، عن هشام بن أحمر، وعبدالله بن مسکان، عن محمّد بن مروان، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال : سمعته يقول: ثلاثة يعذَّبون يوم القيامة : من صوَّر صورة من الحيوان

ص: 163


1- البحار: ج 7 ص218ح127.
2- طه 20: 124.
3- مجمع البيان : ج4 ص 34. منه البحار: ج 7 ص 149.

يعذَّب حتّى ينفخ فيها وليس بنافخ فيها، والّذي يكذب في منامه يعذَّب حتّى يعقد بين شعيرتين وليس بعاقدهما، والمستمع بين قوم وهم له كارهون، يُصبُّ في اُذنيه الآنُك - وهو الاُسرب -(1).

الخصال : حدثنا أبي (رضي الله عنه) قال: حدثنا عبدالله بن جعفر الحميري، عن يعقوب بن يزيد بهذا الإسناد نحوه(2) .

باب (18) عقاب من سأل الناس من غير حاجة

6574- ثواب الأعمال: حدثني محمد بن الحسن (رضي الله عنه) قال: حدثني محمد بن الحسن الصفار، عن يعقوب بن یزید، عن ابن أبي عمير، عن أبي المغرا، عن عنبسة بن مصعب، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: من سأل الناس وعنده قوت ثلاثة أيّام لقي الله (عزّوجلّ) يوم يلقاه وليس في وجهه لحم(3).

باب (19) تأويل : « يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا»

6575 - تأويل الآيات الظاهرة : قال محمّد بن العبّاس (رحمه الله): حدثنا الحسين بن أحمد، عن محمّد بن عيسى، عن يونس بن عبدالرحمن، عن يونس بن يعقوب، [و] عن خلف بن حمّاد، عن

ص: 164


1- ثواب الاعمال: ص266 ح 1. منه البحار : ج 7 ص218.
2- الخصال : ص108 ح 76. منه البحار: ج 76 ص 339.
3- ثواب الاعمال: ص325 ح 1. منه البحار: ج 7 ص 222.

هارون بن خارجة، عن أبي بصير، عن سعيد السمّان ، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال : قوله تعالى : « يَوْمَ يَنْظُرُ الْمَرْءُ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ وَيَقُولُ الْكَافِرُ يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا »(1) يعني علويّاً يوالی أبا تراب .

وروى محمد بن خالد البرقي، عن يحيى الحلبي، عن هارون بن خارجة وخلف بن حماد، عن أبي بصير مثله(2) .

باب (20) يدعى الناس بأسماء اُمَّهاتهم إلَّا الشيعة

6576- علل الشرایع: أبي (رحمه الله) قال: حدثنا سعد بن عبدالله ، عن أحمد بن محمّد، عن الحسن بن محبوب، عن أبي ولآد، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: أن الله (تبارك وتعالی) يدعو الناس باسم أمهاتهم يوم القيامة این فلان بن فلانة ستراً من الله عليهم(3).

6577 - المحاسن: البرقي، عن ابن فضّال، عن يونس بن يعقوب البجليّ، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: إذا كان يوم القيامة دعي الخلائق بأسماء امّهاتهم إلّا نحن وشیعتنا فإنّهم يدعون بأسماء آبائهم(4) .

6578 - الإرشاد: أخبرني ابو الجيش المظفر بن محمد البلخي قال : حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن أبي الثلج قال : حدثنا جعفر

ص: 165


1- النبأ 78: 40.
2- تأويل الآيات الظاهرة : ج2 ص761 ح10. منه البحار: ج 7 ص 194.
3- علل الشرایع: ص564 ح1. منه البحار: ج7 ص238 .
4- المحاسن : ص141 ح 33. منه البحار: ج 7 ص 240.

ابن محمد العلوي قال : حدثنا أحمد بن عبدالمنعم قال : حدثنا عبدالله ابن محمد الفزاري، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جابر بن عبدالله الانصاريّ قال : سمعت رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يقول لعليّ بن أبي طالب: ألا أسرّك ؟ ألا أمنحك؟ إلا اُبشّرك؟ فقال : بلى يا رسول الله بشّرني.

قال : فإنّي خلقت أنا وأنت من طينة واحدة ففضلت منها فضلة فخلق الله منها شيعتنا، (فانّهم يدعون بأسماء آبائهم لطيب مولدهما)(1)، فاذا كان يوم القيامة دعي الناس بأسماء اُمّهاتهم سوی شیعتنا فإنّهم يدعون باسماء آبائهم لطيب مولدهم(2).

6579 - المحاسن: البرقي، عن القاسم بن يحيى، عن الحسن بن راشد، عن الحسين بن علوان، وحدثني عن أحمد بن عبيد، عن الحسين بن علوان، عمّن ذكره، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال : إذا كان يوم القيامة يدعى الناس جميعاً بأسمائهم وأسماء اُمّهاتهم ستراً من الله عليهم إلّآ شيعة عليّ (عليه السّلام) فإنّهم يدعون بأسمائهم وأسماء آبائهم، وذلك أن ليس فيهم عهارٌ(3)و(4) .

ص: 166


1- ما بين الهلالين من البحار .
2- الإرشاد: ص26. منه البحار: ج 27 ص155.
3- العهر: الزّنا والفجور. (أقرب الموارد).
4- المحاسن: ص 141 ح 34. منه البحار: ج 7 ص 2٤0.

باب (21) الناس في القيامة بالأعمال

6580 - تفسير القمي: قال الصادق (عليه السّلام): لايتقدّم يوم القيامة أحد إلّا بالأعمال، والدليل على ذلك قول رسول الله (صلّی الله عليه وآله): يا أيّها الناس إنّ العربيّة ليست باب وجدّ، وإنّما هو لسان ناطق، فمن تكلّم به فهو عربيّ، ألا إنّكم ولد آدم، وآدم من تراب، والله لَعبد حبشيُّ أطاع الله خير من سيّد قرشيّ عصى الله، و« إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ »(1) والدليل على ذلك قول الله (عزّوجلّ) : «فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَتَسَاءَلُونَ * فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوَازِينُهُ» يعني بالأعمال الحسنة «فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ» .

قال: من الأعمال الحسنة « فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فِي جَهَنَّمَ خَالِدُونَ » وقوله : «تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ ».

قال: أي تلهب عليهم فتحرقهم « وَهُمْ فِيهَا كَالِحُونَ »(2) أي مفتوحي الفم متربّدي(3) الوجوه(4).

البحار - بیان: قوله (صلّى الله عليه وآله): «وإنّما هو لسان

ص: 167


1- الحجرات 49 : 13 .
2- المؤمنون 23: 101 - 104.
3- تربَّد لونه : تغيَّرو - الرجل: تعبّس. (أقرب الموارد).
4- تفسير القمي: ج2 ص 94 . منه البحار: ج 7 ص 239.

ناطق» أي العربيّة الّتي هي مناط الشرف ليس كون الإنسان من نسل العرب، بل إنّما هي بالتكلّم بدين الحقّ والإقرار لأهل الفضل من العرب بالفضل يعني النبيّ والأئمّة (عليهم السّلام) ومتابعتهم، ولذا ورد أنّ العرب شیعتنا وسائر الناس عِلج.

باب (22) لاتنفع الانساب يوم القيامة إلّا نَسبُ رسول الله(صلّی الله علیه وآله وسلّم)

6581 - أمالي الطوسي: أخبرنا ابن الصلت (الأهوازي) قال: اخبرنا ابن عقدة قال: أخبرنا علي بن محمد بن علي العلوي قال : حدثني جعفر بن محمد بن عيسى قال : حدثنا عبيدالله بن علي قال : حدثنا علي بن موسى، عن أبيه، عن جدّه، عن آبائه، عن علي (عليهم السّلام) قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): كلّ نسب وصهر منقطع يوم القيامة إلّا نسبي وسببي(1).

6582- العمدة لابن بطريق : من مناقب ابن المغازلي الواسطي الفقيه الشافعي قال: أخبرنا الحسن بن أحمد قال: أخبرنا أبو الفتح هلال بن محمد قال: حدثنا اسماعیل بن علي قال : حدثنا أبي قال : حدثنا أخي دعبل قال : حدثنا سفيان الثوري، عن أبي عبدالله جعفر ابن محمّد، عن ابيه محمّد بن عليّ (عليهم السّلام) أنّ عمر بن الخطّاب قال : سمعت النبيّ (صلّى الله عليه وآله وسلّم) يقول: كلّ سبب ونسب ينقطع يوم القيامة إلّا سببي ونسبي(2).

أقول: قد يسأل سائل: كيف يمكن الجمع بين هذا الحديث وبين

ص: 168


1- أمالي الطوسي: ص 340 ح 694. منه البحار : ج 7 ص238 .
2- العمدة : ص298 ح 499. منه البحار: ج2 ص248.

الآية الكريمة : «فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ فَلَا أَنْسَابَ بَيْنَهُمْ » ؟(1).

الجواب: يقول علماء الاُصول: «ما من عام الّا وقد خُصَّ» فالكثير من القواعد العامة وردت عليها استثناءات، مثلاً: يقول تعالى : « وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا »(2) وقد جاء النَّص على جواز الرِّبا بين الزّوج والزّوجة والوالد والولد و...

إذا : الأنساب لاتنفع يوم القيامة إلّا الانتساب إلى رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وهذه كرامة من الله سبحانه إلى حبيبه المصطفى (صلّى الله عليه وآله وسلّم).

نعم... لابدَّ من الإشارة إلى أنَّ الإعتماد على النَسب وحده غير صحيح، فلابدَّ من العمل الصالح أيضاً.

باب (23) الميزان يوم القيامة

6583 - الكافي : عدّة من أصحابنا، عن أحمد بن محمّد، عن إبراهيم الهمدانيّ، يرفعه إلى أبي عبدالله (عليه السّلام) في قوله تعالى : «وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ »(3) .

قال : الأنبياء والأوصياء (عليهم السّلام)(4).

6584- معاني الأخبار : حدثنا أحمد بن الحسن القطّان قال :

حدثنا عبدالرحمن بن محمد الحسيني قال: أخبرنا أبو جعفر أحمد بن

ص: 169


1- المؤمنون 23: 101.
2- البقرة 2: 275.
3- الانبياء 21: 47.
4- الكافي: ج1 ص419 ح36.

عیسی بن أبي مريم العجلي قال : حدثنا محمد بن أحمد بن عبدالله بن زياد العرزمي قال: حدثني علي بن حاتم المنقري، عن هشام بن سالم قال : سألت ابا عبدالله (عليه السّلام) عن قول الله (عزّوجلّ): «وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا »؟ قال : هم الأنبياء والأوصياء (عليهم السّلام)(1) .

6585 - البحار: اعتقادات الصدوق - سُئل الصادق (عليه السّلام) عن قول الله (عزّوجلّ) : «وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئًا »؟ قال: الموازين الأنبياء والأوصياء(2).

أقول: الميزان هو المقياس لمعرفة الأشياء، وهو على نوعين :

الميزان المادّي لمعرفة أوزان الأشياء المادّية، والميزان المعنوي لمعرفة الاُمور المعنوية من الحسنات والسيّئات والعبادات وغيرها.

وبما أنَّ الأنبياء والأوصياء هم المبلّغون عن الله سبحانه لهذا فهم موازين الهيّة لمعرفة الطاعة من المعصية والصَّلاح من الفساد .

بالإضافة إلى أنَّ الأنبياء والأوصياء يتولّون محاسبة اُمَمِهم يوم القيامة . كما ورد ذلك في أحاديث متعددة -.

باب (24) الحساب يوم القيامة

6586- أمالي الصدوق : حدثنا أبي قال : حدثنا سعد بن عبدالله قال : حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى، عن الحسين بن سعيد، عن

ص: 170


1- معاني الأخبار : ص 31ح1. منه البحار: ج 7 ص 249.
2- البحار: ج 7 ص 251.

علىّ بن الحكم، عن داود بن النعمان، عن إسحاق بن عمار، عن الصادق جعفر بن محمّد (عليه السّلام) قال : إذا كان يوم القيامة وقف عبدان مؤمنان للحساب كلاهما من أهل الجنّة : فقير في الدنيا، وغنيّ في الدُّنيا، فيقول الفقير : ياربّ على ما اُوقف؟!! فوعزّتك إنّك لتعلم أنّك لم تولّني ولاية فأعدل فيها أو أجور، ولم ترزقني مالاً فاُؤدِّي منه حقّاً أو أمنع، ولا كان رزقي يأتيني منها إلّا كفافاً على ما علمتَ وقدّرت لی.

فيقول الله (جلّ جلاله): صدق عبدي خلّوا عنه يدخل الجنّة .

ويبقى الآخر حتّى يسيل منه من العَرق ما لو شربه أربعون بعيراً لكفاهم، ثمّ يدخل الجنّة، فيقول له الفقير : ما حبسك؟ فيقول: طول الحساب، ما زال الشيء يجيني بعد الشيء يُغفر لي، ثمّ اُسأل عن شيء آخر حتّى تغمّدني الله (عزّوجلّ) منه برحمة والحقني بالتائبين، فمن أنت؟ فيقول: أنا الفقير الّذي كنت معك آنفاً، فيقول : لقد غيّرك النعيم بعدي(1).

عدة الداعي: روی داود بن النعمان، عن اسحاق بن عمار، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) نحوه(2) .

6587- نوادر الراوندي : بإسناده عن موسی بن جعفر، عن آبائه (عليهم السّلام) قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) : كلّ نعيم مسؤول عنه [العبد] يوم القيامة إلّا ما كان في سبيل الله تعالی(3) .

ص: 171


1- أمالي الصدوق: ص 294 ح 11. منه البحار: ج 7 ص 259.
2- عدة الداعی: ص106.
3- نوادر الراوندي: ص20. منه البحار: ج7 ص261.

الجعفريات : باسناده عن جعفر بن محمد، عن آبائه (علیهم السّلام) مثله(1).

دعائم الاسلام: عن جعفر بن محمد (عليهما السّلام)، عن ابيه ، عن آبائه ، عن علي (عليهم السّلام) أن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) قال : كل نعیم.... وذكر مثله إلّا أنّه اسقط قوله: يوم القيامة(2) .

6588۔ عیون اخبار الرضا (عليه السّلام): بالأسانيد الثلاثة(3)، عن الرضا، عن آبائه (علیهم السّلام) قال : قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): إنّ الله (عزّوجلّ) يحاسب كلّ خلق إلّا من أشرك بالله (عزّوجلّ) فإنّه لا يحاسب يوم القيامة ويؤمر به إلى النار (4).

صحيفة الامام الرضا (عليه السّلام) : باسناده عن الرضا، عن آبائه (عليهم السّلام) نحوه(5).

6589 - تفسير العياشي: عن هشام بن سالم، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) في قوله تعالى: «وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ »(6) .

قال: يحسب عليهم السيّئات، ولا يحسب لهم الحسنات وهو الاستقصاء (7)و(8).

ص: 172


1- الجعفريات: ص76. منه المستدرك: ج11 ص7.
2- دعائم الاسلام: ج1 ص342.
3- المذكورة في العيون: ج2 ص24.
4- عيون أخبار الرضا: ج2 ص34 ح66.
5- صحيفة الامام الرضا: ص100ح40. منهما البحار: ج 7 ص 260 .
6- الرعد 13: 21.
7- تقصَّىٰ في المسالة استقصاءً : بلغ الغاية في البحث عنها . (أقرب الموارد).
8- تفسير العياشي: ج2 ص210 ح38. منه البحار: ج 7 ص 266.

6590 - تفسير العياشي: عن هشام بن سالم، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) في قوله تعالى : «وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ ».

قال : الاستقصاء والمداقة، وقال : يحسب عليهم السيّئات، ولا يحسب لهم الحسنات(1).

6591- تفسير العياشي : عن حمّاد بن عثمان ، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) أنّه قال لرجل: يا فلان مالك ولأخيك؟ قال : جعلت فداك كان لي عليه حقّ فاستقصيت منه حقّی.

قال أبو عبدالله (عليه السّلام) : أخبرني عن قول الله : «وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ »أتراهم خافوا أن يجور عليهم أو يظلمهم؟ لا والله خافوا الاستقصاء والمداقّة(2).

6592 - تفسير العياشي : قال محمد بن عیسی: وبهذا الإسناد أنّ أبا عبدالله (عليه السّلام) قال لرجل شکاه بعض إخوانه: ما لأخيك فلان يشكوك؟ فقال : أيشكوني أن استقصیت حقّي؟! قال : فجلس مغضباً ثمّ قال : كأنّك إذا استقصيت لم تسيء؟! أرأيت ما حكى الله (تبارك وتعالى): «وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ » أخافوا أن يجور عليهم الله؟ لا والله ما خافوا إلّا الاستقصاء، فسمّاه الله سوء الحساب، فمن استقصى فقد أساء(3).

6593- کتاب الزهد: القاسم، عن عبدالصمد بن بشير، عن

ص: 173


1- تفسير العياشي: ج2 ص210 ح 39. منه البحار : ج 7 ص 266.
2- تفسير العياشي: ج2 ص 210 ح40. منه البحار: ج 7 ص267.
3- تفسير العياشي: ج 2 ص 210 ح 41. منه البحار: ج 7 ص 266 .

معاوية قال : قال لي أبو عبدالله (عليه السّلام) : إنّ صلة الرّحم تهوّن الحساب يوم القيامة، ثمّ قرأ: « يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الْحِسَابِ »(1).

6594- کتاب زید النرسي : عن عبدالله بن سنان، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال : إنّ الله ليخاصر العبد المؤمن يوم القيامة ، والمؤمن يخاصر ربّه يذكّره ذنوبه .

قلت: وما يخاصر؟ قال : فوضع يده على خاصرته فقال : هكذا كما يناجي الرجل منّا أخاه في الأمر يسرُّه إليه(2).

6595- معاني الأخبار : حدثنا أحمد بن محمد بن عبدالرحمن المروزي المقري قال : حدثنا أبو عمرو محمد بن جعفر المقري الجرجاني قال : حدثنا أبو بكر محمد بن الحسن الموصلي قال : حدثنا محمد بن عاصم الطريفي قال : حدثنا أبو زيد عبّاس بن يزيد بن الحسين بن علي الكحّال مولی زید بن علي قال: أخبرني أبي يزيد بن الحسين قال : حدثني موسی بن جعفر (عليه السّلام) قال: قال الصادق (عليه السّلام) في قول الله (عزّوجلّ) : «يَوْمَ يَجْمَعُ اللَّهُ الرُّسُلَ فَيَقُولُ مَاذَا أُجِبْتُمْ قَالُوا لَا عِلْمَ لَنَا » (3).

قال : يقولون: لا علم لنا بسواك(4) .

ص: 174


1- كتاب الزهد: ص37 ح 99. منه البحار: ج 7 ص 273 .
2- الأصول الستة عشر : ص54، منه البحار: ج 7 ص277.
3- المائدة 5: 109.
4- معاني الأخبار: ص312 ح 1. منه البحار: ج 7 ص 279.

باب (25) السؤال يوم القيامة

6596- بصائر الدرجات : حدثنا ابراهيم بن هاشم، عن ابن فضّال، عن أبي جميلة، عن ابن شعيب الحدّاد(1) ، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) : أنا أوّل قادم على الله، ثمّ يقدم علىَّ كتاب الله، ثمّ يقدم علىَّ أهل بيتي، ثمّ يقدم علىّ اُمّتي، فيقفون فيسألهم: ما فعلتم في كتابي وأهل بيت نبيّكم(2)؟.

6597- مجمع البيان: روى العيّاشيّ بإسناده عن خيثمة قال :

سمعت أبا عبدالله (عليه السّلام) يقول: من حدّث عنّا بحديث فنحن سائلوه عنه يوماً، فإن صدق علينا فإنّما بصدق على الله وعلى رسوله، وإن كذب علينا فإنّما يكذب على الله وعلى رسوله، لأنّا إذا حدّثنا لانقول: قال فلان، وقال فلان، إنّما نقول: قال الله وقال رسوله، ثمّ تلا هذه الآية : «وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ »(3)الآية، ثمّ أشار خيثمة إلى اُذنيه فقال : صمّتنا إن لم أكن سمعته(4).

6598 - الخصال : حدثنا محمد بن أحمد بن علي الاسدي قال :

ص: 175


1- عن أبي شعيب الحداد - البحار .
2- بصائر الدرجات : ص432 ح 1. منه البحار : ج 7 ص 265.
3- الزمر 39: 60.
4- مجمع البيان: ج4 ص505 . منه البحار : ج 7 ص 159.

حدثتنا رقيّة بنت اسحاق بن موسی بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السّلام) قالت : حدثني أبي اسحاق بن موسی بن جعفر قال: حدثني أبي موسى بن جعفر، عن ابيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه، عن امير المؤمنين (عليهم السّلام) قال : قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): لاتزول قدما عبد يوم القيامة حتّى يسأل عن أربع: عن عمره فيما أفناه؟ و[عن ] شبابه فيما أبلاه؟ وعن ماله من این اکتسبه (کسبه) وفيما أنفقه؟ وعن حبّنا أهل البيت(1).

أمالي الصدوق : حدثنا محمد بن أحمد الأسدي البردعي قال :

حدثتنا رقيّة بنت اسحاق بن موسی بن جعفر بن محمّد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، عن أبيها، عن آبائه (عليهم السّلام) قال : قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله).... وذكر مثله(2).

البحار - بیان : العمر لا يستلزم القوّة والشباب، وكلّ منهما نعمة يُسال عن كلّ منهما، ومع الاستلزام أيضاً تكفي المغايرة للسؤال عن كلّ منهما.

6599 - الكافي : محمّد بن يحيى، عن غير واحد، عن العبّاس ابن معروف، عن سعدان بن مسلم، عن عبدالرحمن بن الحجّاج، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال : أوّل ما يسأل الله (جلّ ذكره) العبد أن يقول له : أولم اروك من عذب الفرات(3).

ص: 176


1- الخصال : ص253 ح 125.
2- أمالي الصدوق: ص42 ح 9. منهما البحار: ج 7 ص258.
3- الكافي: ج6 ص380ح3.

6600- أمالي الطوسي: أخبرنا محمد بن محمد قال: أخبرني ابو الحسن احمد بن محمد بن الحسن بن الوليد، عن أبيه، عن محمّد ابن الحسن الصفار، عن علي بن محمد القاساني، عن القاسم بن محمد الأصبهاني، عن سليمان بن داود المنقري، عن سفيان بن عيينة قال : سمعت ابا عبدالله (عليه السّلام) يقول: ما من عبد إلّآ ولله عليه حجّة، إمّا في ذنب اقترفه، وإمّا في نعمة قصّر عن شكرها(1) .

6601- تفسير العياشي: عن الحسين بن هارون(2) ، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) في قول الله : « إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا »(3).

قال : يسأل السمع عمّا يسمع، والبصر عمّا يطرف، والفؤاد عمّا يعقد عليه(4).

باب (26) ما هو النعيم الذي يُسال عنه؟

6602- عیون اخبار الرضا (عليه السّلام): حدثنا الحاكم أبو علي الحسين بن احمد البيهقي قال : حدثنا محمد بن يحيى الصولي قال : حدثنا أبو ذكوان القاسم بن اسماعیل قال : حدثنا ابراهيم بن عباس الصوليّ قال : كنّا يوماً بين يدي عليّ بن موسی الرضا (عليه السّلام)

ص: 177


1- أمالي الطوسي: ص 211 ح 366. منه البحار: ج7 ص262.
2- الحسن بن هارون - البحار.
3- الاسراء 17 : 36.
4- تفسير العياشي: ج2 ص292 ح 75. منه البحار: ج 7 ص267.

فقال : ليس في الدُّنيا نعيم حقيقيّ.

فقال له بعض الفقهاء ممّن حضره: فيقول الله (عزّوجلّ): «ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ »(1) أما هذا النعيم في الدنيا وهو الماء البارد .

فقال له الرضا (عليه السّلام) - وعلا صوته - : كذا فسّرتموه أنتم وجعلتموه على ضروب.

فقالت طائفة : هو الماء البارد، وقال غيرهم: هو الطعام الطيّب، وقال آخرون : هو النوم الطيب.

قال الرضا (عليه السّلام): ولقد حدّثني أبي، عن أبيه أبي عبدالله الصادق (عليه السّلام) أنّ أقوالكم هذه ذُكرت عنده في قول الله (تعالی) : «ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ » فغضب (عليه السّلام) وقال: إنّ الله (عزّوجلّ) لايَسال عباده عمّا تفضّل عليهم به ولا یمنّ بذلك عليهم، والامتنان بالإنعام مستقبح من المخلوقين، فكيف يضاف إلى الخالق (عزّوجلّ) ما لايرضى المخلوق به(2)؟!! ولكنّ النعيم حبّنا أهل البيت وموالاتنا، يسال الله عباده عنه بعد التوحيد والنبوّة، لأنّ العبد إذا وفي بذلك أدّاه إلى نعيم الجنّة الذي لا يزول، ولقد حدّثني بذلك أبي، عن أبيه، عن آبائه، عن أمير المؤمنين (عليهم السّلام) أنّه قال : قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): ياعليّ إنّ أوّل ما يُسال عنه العبد بعد موته : شهادة أن لا إله إلّا الله، وأنّ محمداً رسول الله، وأنّك ولىُّ المؤمنين بما جعله الله وجعلتُه لك، فمن أقرَّ بذلك وكان يعتقده صار إلى النعيم الّذي لازوال له.

فقال لي أبو ذكوان - بعد أن حدثني بهذا الحديث مبتدياً من غير

ص: 178


1- التكاثر 102: 8.
2- ما لا يرضى للمخلوقين به - البحار.

سؤال -: احدثك بهذا من جهات، منها: لقصدك لي من البصرة، ومنها: ان عمّك أفادنيه، ومنها: أنّي كنت مشغولاً باللّغة والاشعار ولا أعول على غيرهما فرأيت النبي (صلّى الله عليه وآله) في النوم والناس يسلّمون عليه ويجيبهم فسلّمت فما ردّ عليّ.

فقلت: أما أنا من امتّك يا رسول الله؟ قال لي : بلى ولكن حدِّث الناس بحديث النعيم الذي سمعته من ابراهيم .

قال الصولي : وهذا حديث قد رواه الناس عن النبي (صلّى الله عليه وآله) الّا أنّه ليس فيه ذكر النعيم والآية وتفسيرها، انما رووا أن اوّل ما يسئل عنه العبد يوم القيامة الشهادة والنبوة وموالاة علي بن أبي طالب (عليه السّلام)(1) .

6603- المحاسن: البرقي، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن حفص بن البختريّ، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) في قوله : «ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ » قال : إنّ الله أكرم من أن يسأل مؤمناً عن أكله وشربه(2) .

6604- دعائم الاسلام: عن جعفر بن محمّد (عليهما السّلام) انه قال : ليس في الطعام سَرَف.

وقال في قول الله (عزّوجلّ): «ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ » الله أكرم من أن يطعمكم طعاماً فيسألكم عنه، ولكنّكم مسؤولون عن

ص: 179


1- عيون أخبار الرضا: ج2 ص 129 ح8. منه البحار : ج 7 ص 272.
2- المحاسن: ص399 ح 81. منه البحار: ج66 ص318.

نعمة الله عليكم بنا، هل عرفتموها وقمتم بحقّها؟(1).

باب (27) ثلاثة لايُحاسَب عليهن المؤمن

6605 - الكافي: عدّة من أصحابنا، عن سهل بن زياد، عن ابن محبوب، عن علي بن رئاب، عن الحلبي، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: ثلاثة أشياء لايحاسب عليهن المؤمن : طعام يأكله، وثوب يلبسه، وزوجة صالحة تعاونه ويحصن بها فرجه(2).

التهذيب : الحسن بن محبوب مثله(3).

الخصال: حدثنا محمد بن الحسن (رضي الله عنه) قال : حدثنا سعد بن عبدالله، عن يعقوب بن يزيد، عن الحسن بن علي، عن ابن زیاد، عن الحلبي، قال: قال أبو عبدالله (عليه السّلام): ثلاثة أشياء لايحاسب الله عليها المؤمن... وذكر مثله وفيه: وتحصن فرجه(4).

المحاسن: البرقي، عن ابن محبوب، عن علي بن رئاب، عن الحلبيّ، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: ثلاثة أشياء لا يحاسب العبد المؤمن عليهنّ: ... وذكر مثله(5).

6606۔ عیون اخبار الرضا (عليه السّلام) : بالأسانيد الثلاثة(6) عن

ص: 180


1- دعائم الاسلام : ج2 ص116 ح 386. منه البحار: ج66 ص316.
2- الكافي: ج6 ص 280 ح 2.
3- التهذيب: ج7 ص401 ح1599.
4- الخصال: ص80 ح 2.
5- المحاسن: ص399 ح 80.
6- المذكورة في العيون: ج2 ص24.

الرضا، عن آبائه (عليهم السّلام) قال: قال علي بن ابي طالب (عليه السّلام) في قول الله (عزّوجلّ): «ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ ».

قال : الرُّطب والماء البارد(1).

صحيفة الامام الرضا (عليه السّلام): باسناده عن الرضا، عن آبائه (عليهم السّلام) مثله(2).

البحار - بیان : لعلّه محمول على التقيّة، أو على أنّه يسأل المخالفون عنها لا المؤمنون.

باب (28) الدَّواوين ثلاثة

6607- كتاب الزهد: الحسن بن محبوب، عن مالك بن عطيّة ، عن يونس بن عمّار قال : قال أبو عبدالله (عليه السّلام) : الدواوين يوم القيامة ثلاثة : ديوان فيه النعم، وديوان فيه الحسنات، وديوان فيه الذنوب، فيقابل بين ديوان النعم وديوان الحسنات فيستغرق عامّة الحسنات، وتبقى الذنوب(3).

باب (29) عقاب صاحب الدَّين

6608- علل الشرایع : حدثنا الحسين بن احمد (ابن ادریس)،

ص: 181


1- عيون اخبار الرضا: ج2 ص38 ح110. منه البحار: ج 7 ص 273.
2- صحيفة الامام الرضا: ص 230 ح 126. منه البحار: ج66 ص453.
3- کتاب الزهد: ص 94 ح251. منه البحار: ج 7 ص 273.

عن أبيه ، عن محمّد بن أحمد (بن عیسی)، عن يعقوب بن يزيد، عن بعض أصحابنا رفعه، عن أحدهم (عليهم السّلام) قال: يؤتى يوم القيامة بصاحب الدَّين يشكو الوحشة، فإن كانت له حسنات اُخذت منه لصاحب الدَّين، قال: وإن لم يكن له حسنات اُلقي عليه من سيّئات صاحب الدَّين . إن على عهد رسول الله (صلّى الله عليه وآله) مات رجل وعليه ديناران فاُخبر النبي (صلّى الله عليه وآله) فأبی ان يصلّي عليه، وانما فعل ذلك لكيلا يجترؤا على الدَّين.

وقال : قد مات رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وعليه دَين، وقتل علي (عليه السّلام) وعليه دَين، ومات الحسن (عليه السّلام) وعليه دَين، وقُتل الحسين (عليه السّلام) وعليه دَين(1).

أقول: المستفاد من هذا الحديث أنَّ الإنسان إذا مات وعليه دين وبقي مَديناً إلى يوم القيامة كان حاله ما ذُكر في هذا الحديث، أمّا لو أدّىٰ الوارث دَينه فلا. ويؤيّد هذا المعنىٰ قوله (عليه السّلام): «قد مات رسول الله وعليه دَين... الى آخرها . والله العالم .

باب (30) الأخلّاء ثلاثة

6609- أمالي الصدوق - معاني الأخبار : حدثنا محمد بن عليّ ماجيلويه، قال: حدثنا عمّي محمّد بن أبي القاسم، قال : حدثنا هارون بن مسلم، عن مسعدة بن زیاد، عن الصادق جعفر بن محمّد،

ص: 182


1- علل الشرایع : ص528 ح6. منه البحار: ج 7 ص 274 .

عن أبيه، عن آبائه (عليهم السّلام) قال : قال عليّ (عليه السّلام): إنّ للمرء المسلم ثلاثة اخلاء : فخليل يقول له : أنا معك حيّاً وميتاً وهو عمله، وخليل يقول له : أنا معك حتّى تموت وهو ماله فاذا مات صار للوارث(1)، وخليل يقول له : أنا معك إلى باب قبرك ثمّ اُخليك وهو ولده(2).

الخصال : حدثنا أبي (رضي الله عنه) قال: حدثنا عبدالله بن جعفر الحميري، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن زیاد، عن جعفر بن محمّد، عن آبائه (عليهم السّلام) نحوه(3).

باب (31) ما يحتج الله به على العباد يوم القيامة

6610 - الكافي: عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن محمّد بن سليمان، عن الفضل بن إسماعيل الهاشميّ، عن أبيه قال : شكوت إلى أبي عبدالله (عليه السّلام) ما ألقي من أهل بيتي من استخفافهم بالدِّين .

فقال : يا إسماعيل لاتنكر ذلك من أهل بيتك فإنّ الله (تبارك وتعالی) جعل لكلِّ أهل بيت حجّة يحتجُّ بها على أهل بيته في القيامة فيقال لهم : ألم تروا فلاناً فيكم؟! ألم تروا هديه فيكم؟! ألم تروا صلاته فيكم؟! ألم تروا دينه؟! فهلّا اقتدیتم به، فيكون حجّة عليهم

ص: 183


1- للورثة - معاني الأخبار.
2- أمالي الصدوق: ص95 ح 3 - معاني الأخبار: ص232 ح1.
3- الخصال: ص114 ح92. منها الوسائل: ج11 ص385.

في القيامة(1).

6611 - الكافي : علي بن ابراهيم، عن أبيه، عن محمّد بن عثيم النخاس، عن معاوية بن عمّار قال : سمعت أبا عبدالله (عليه السّلام) يقول: إنّ الرجل منكم ليكون في المحلّة فيحتجُّ الله (عزّوجلّ) يوم القيامة على جيرانه [به] فيقال لهم : ألم يكن فلان بينكم؟! ألم تسمعوا كلامه؟! ألم تسمعوا بكاءه في اللّيل؟! فيكون حجّة الله عليهم(2).

6612 - الكافي : عليّ بن محمّد، عن علي (بن العباس)، عن اسماعیل بن مهران، عن حمّاد بن عثمان قال : سمعت أبا عبدالله (عليه السّلام) يقول في قول الله (تبارك وتعالى) : «وَلَا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ »(3) فقال : الله أجلُّ واعدل [وأعظم] من أن يكون لعبده عذرٌ لايدعه يعتذر به، ولكنّه فلج فلم يكن له عذرٌ(4) و(5) .

باب (32) رحمة الله يوم القيامة

6613- أمالي الصدوق : حدثنا أحمد بن هارون الفامي قال :

ص: 184


1- الكافي: ج8 ص83 ح 42.
2- الكافي: ج8 ص 84 ح 43.
3- المرسلات 77: 36.
4- قوله (عليه السّلام): «فلج فلم يكن له عذر» يقال : فلج أصحابه وعلى أصحابه إذا غلبهم أي صار مغلوباً بالحجّة فليس له عذر، فالمراد انّه ليس لهم عذر حتى يؤذن لهم فيعتذروا. (مرآة العقول).
5- الكافي: ج8 ص178 ح200.

حدثنا محمد بن عبدالله بن جعفر بن جامع، عن أبيه، عن ابراهيم بن هاشم، عن محمد بن أبي عمير، عن إبراهيم بن زياد الكرخيّ قال : قال الصادق جعفر بن محمّد (عليه السّلام): إذا كان يوم القيامة نشر الله (تبارك وتعالی) رحمته حتّى يطمع إبليس في رحمته(1).

6614- المحاسن: البرقي، عن ابن محبوب، عن علي بن رئاب، قال : سمعت أبا عبدالله (عليه السّلام) يقول: يؤتي بعبد يوم القيامة ظالم لنفسه فيقول الله تعالی له: ألم آمرك بطاعتي؟ ألم أنهك عن معصيتي؟ فيقول: بلى ياربّ ولكن غلبت عليَّ شهوتي، فإن تعذّبني فبذنبي لم تظلمني، فيأمر الله به إلى النار.

فيقول: ما كان هذا ظنّي بك .

فيقول: ما كان ظنّك بي؟ قال : كان ظنّي بك أحسن الظنّ، فيأمر الله به إلى الجنّة .

فيقول الله (تبارك وتعالی) : لقد نفعك حسن ظنّك بي الساعة(2) .

6615- ثواب الأعمال : ابي (رحمه الله) قال : حدثني سعد بن عبدالله، عن يعقوب بن يزيد، عن محمد بن أبي عمير، عن عبدالرحمن بن الحجّاج، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: إنّ آخر عبد يؤمر به إلى النار يلتفت، فيقول الله (عزّوجلّ) : أعجلوه(3)، فإذا اُتي به قال له : عبدي لِمَ التفتَّ؟

ص: 185


1- أمالي الصدوق: ص 171 ح2. منه البحار: ج 7 ص287.
2- المحاسن: ص 25 ح4. منه البحار: ج 7 ص 288.
3- أي ردّوه مستعجلاً - بیان البحار.

فيقول: ياربّ ما كان ظنّي بك هذا.

فيقول الله (جلّ جلاله) : عبدي وما كان ظنّك بي؟ فيقول: يا ربّ كان ظنّي بك أن تغفر لي خطيئتي وتسكنني (وتدخلني - خ ل) جنّتك.

فيقول الله : ملائكتي وعزّتي والآئي وبلائي وارتفاع مكاني ما ظنّ بي هذا ساعة من حياته خيراً قطّ، ولو ظنّ بي ساعة من حياته خيراً ما روّعته بالنار، أجيزوا له كذبه وأدخلوه الجنّة.

ثمّ قال أبو عبدالله (عليه السّلام): ما ظنّ عبد الله خيراً إلّا كان الله عند ظنّه به، ولا ظنّ به سوءً إلّا كان الله عند ظنّه به، وذلك قوله (عزّوجلّ): «وَذَلِكُمْ ظَنُّكُمُ الَّذِي ظَنَنْتُمْ بِرَبِّكُمْ أَرْدَاكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ مِنَ الْخَاسِرِينَ »(1).

کتاب الزهد : محمّد بن أبي عُمير، عن عبدالرحمن بن الحجاج قال : قلت لأبي عبدالله (عليه السّلام): حديث يروونه الناس، فقال : انه ليس كما يقولون، ثم قال : قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): ان آخر عبد..... وذكر قريباً من ذلك(2).

تفسير القمي: حدثني أبي، عن ابن أبي عمير، عن عبدالرحمن ابن الحجاج قال : قلت لأبي عبدالله (عليه السّلام)... وذكر نحوه (3).

6616- تفسير القمي: حدثني أبي، عن الحسن بن محبوب، عن

ص: 186


1- ثواب الاعمال : ص206 ح 1 ، والآية في سورة فصّلت 41: 23. وأردی زیداً: أهلكه. (أقرب الموارد). وأردیکم: أهلككم.
2- كتاب الزهد: ص97 ح262. منهما البحار: ج 7 ص287 و 288.
3- تفسير القمي: ج2 ص 264.

علي بن رئاب، عن ابن عيينة(1) ، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال : إنّ الله (تبارك وتعالی) ليمنّ على عبده المؤمن يوم القيامة ، فيأمره الله أن يدنو منه - يعني من رحمته - فيدنو عليه ثمّ يعرفه ما أنعم به عليه ، يقول له: أولم تدعُني يوم كذا وكذا بكذا وكذا فاجبت دعوتك؟ ألم تسألني يوم كذا وكذا فأعطيتك مسألتك؟! ألم تستغث بي يوم كذا وكذا فأغثتك؟! ألم تسألني ضرّاً كذا وكذا فكشفت عنك ضرّك ورحمت صوتك ؟! ألم تسألني مالاً فملّكتك ؟! ألم تستخدمني فأخدمتك ؟! ألم تسألني أن اُزوّجك فلانة - وهي منیعة عند أهلها۔ فزوّجناكها؟! قال: فيقول العبد: بلی یاربّ قد أعطيتني كلّ ما سألتك، و[قد] کنت أسألك الجنّة.

[قال : ] فيقول الله له: فإنّي منعم لك(2) ما سألتنيه، [هذه] الجنّة لك مباحة، أرضيتك؟ فيقول المؤمن: نعم ياربّ أرضيتي وقد رضيت.

فيقول الله له : عبدي إنّي كنت أرضی أعمالك وانما(3) أرضى لك

ص: 187


1- عن أبي عبيدة - البحار .
2- ألا فإنّي منجزٌ لك - البحار .
3- وأنا - البحار .

أحسن الجزاء، فإنّ أفضل جزائي(1) عندي أن أسکنك الجنّة(2)..

كتاب الزهد: الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) نحوه(3) .

6617- کتاب الزهد: محمد بن أبي عمير رفعه ، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: يؤتى بعبد يوم القيامة ليست له حسنة فيقال له : أذكر وتذكّر هل لك حسنة؟ قال : فيذكر فيقول: ياربّ مالي من حسنة إلّا أنّ عبدك فلاناً المؤمن مرّ بي فطلب منّي ماءً يتوضّأ به فيصلّي به فأعطيته .

قال: فيقول الله (تبارك وتعالى): أدخلوا عبدي الجنّة(4).

6618- عيون أخبار الرضا (عليه السّلام) : بالأسانيد الثلاثة(5) عن الرضا (عليه السّلام)، عن آبائه (عليهم السّلام) قال : قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): إذا كان يوم القيامة تجلّى الله (عزّوجلّ) لعبده المؤمن فيوقفه على ذنوبه ذنباً ذنباً، ثمّ يغفر الله له لايطلع الله على ذلك ملَكاً مقرّباً ولانبيّاً مرسلاً، ويستر عليه ما يكره أن يقف عليه أحد، ثم يقول لسيّئاته : كوني(6) حسنات(7).

صحيفة الامام الرضا (عليه السّلام) : باسناده عن الرضا، عن

ص: 188


1- جزائك - كتاب الزهد، والظاهر أنّه هو الصحيح.
2- تفسير القمي: ج2 ص 259.
3- كتاب الزهد: ص 90 ح 243. منهما البحار: ج 7 ص 289 .
4- کتاب الزهد: ص97 ح263. منه البحار: ج 7 ص 290.
5- المذكورة في العيون: ج2 ص24.
6- کنّ - صحيفة الامام الرضا.
7- عیون اخبار الرضا: ج2 ص33 ح 57.

آبائه (عليهم السّلام) مثله(1).

قال الصدوق (رحمه الله) : معنى قوله : تجلّى الله لعبده أي ظهر له بآية من آياته يعلم بها أنّ الله تعالی مخاطبه.

باب (33) أربعة ينظر الله إليهم يوم القيامة

6619- الخصال : حدثنا حمزة بن محمد بن أحمد العلوي (رضي الله عنه) قال: أخبرني علي بن ابراهيم بن هاشم، عن أبيه ، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة بن مهران، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: أربعة ينظر الله (عزّوجلّ) إليهم يوم القيامة : من أقال نادماً، أو أغاث لهفان، أو أعتق نسمة، أو زوّج عزباً(2) .

باب (34) ثواب من مات في الإحرام أو الحرم

6620- من لایحضره الفقيه : عن الصادق (عليه السّلام) قال :

من مات محرماً بعثه الله ملبّيا(3)من لایحضره الفقيه : ج1 ص139 ح 377.


1- صحيفة الامام الرضا: ص 170 ح 104. منهما البحار: ج 7 ص287.
2- الخصال : ص224 ح55. منه البحار: ج 7 ص 299.
3- من لا يحضره الفقيه : ج1 ص138 ح 376.§ً. 6621- من لا يحضره الفقيه : قال (عليه السّلام) : من مات في أحد الحرمين امن من الفزع الأكبر

باب (35) ثواب المرأة إذا ماتت في النفاس

6622- من لا يحضره الفقيه : قال الصادق (عليه السّلام) : المرأة اذا ماتت في نفاسها لم ينشر لها ديوان يوم القيامة(1).

باب (36) ثواب طول القنوت

6623- أمالي الصدوق : حدثنا أحمد بن زياد بن جعفر الهمداني قال : حدثنا علي بن ابراهيم، عن أبيه ابراهيم بن هاشم، عن صفوان ابن يحيى، عن أبي أيّوب الخزاز، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه (عليهم السّلام) عن أبي ذرّ (رضي الله عنه) قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): أطولكم قنوتاً في دار الدّنيا أطولكم راحة يوم القيامة في الموقف(2) .

باب (37) ذِكر الله من الباقيات الصالحات

6624- ثواب الأعمال: حدثني الحسين بن أحمد (رضي الله عنه) قال: حدثني أبي، عن محمد بن أحمد، عن إبراهيم بن

ص: 190


1- من لا يحضره الفقيه: ج 1 ص 139ح 378.
2- أمالي الصدوق: ص411 ح 7. منه البحار: ج 7 ص 303.

إسحاق، عن عبدالله بن حمّاد، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال : قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) : أكثروا من قول : «سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلّا الله، والله اكبر» فانّهنّ ياتين يوم القيامة لهنّ مقدّمات ومؤخّرات ومعقّبات، وهنّ الباقيات الصالحات(1).

باب (38) ثواب إحترام المساجد والعبادة فيها

6625- ثواب الاعمال : حدثني محمد بن الحسن (رضي الله عنه) قال : حدثني محمد بن الحسن الصفار، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطّاب، عن صفوان بن یحیی، عن كليب الصيداوي، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: مکتوب في التوراة : أنّ بيوتي في الأرض المساجد، فطوبى لعبد تطهّر في بيته، ثمّ زارني في بيتي، ألا إنّ على المزور کرامة الزائر.

وفي حديث آخر: الا بَشِّر المشّائين في الظلمات إلى المساجد بالنور الساطع يوم القيامة(2).

6626- ثواب الأعمال : حدثني محمد بن الحسن (رضي الله عنه) قال: حدثني محمد بن الحسن الصفار، عن محمّد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن جعفر بن بشیر، عن العرزمي، عن أبي عبدالله

ص: 191


1- ثواب الاعمال: ص23 ح 1. منه البحار: ج 7 ص 303.
2- ثواب الاعمال: ص45 ح1. منه البحار : ج 7 ص 303.

(عليه السّلام) قال: أطول الناس أعناقاً يوم القيامة المؤذّنون(1) .

6627- المحاسن: البرقي، عن الحسين بن يزيد النوفلي، عن السكوني، عن جعفر، عن أبيه (عليهما السّلام)، عن عليّ (صلوات الله عليه) قال: من وقّر مسجداً لقي الله يوم يلقاه ضاحكاً مستبشراً، وأعطاه كتابه بيمينه .

وقال (صلّى الله عليه وآله): من ردَّ ريقه تعظيماً لحق المسجد جعل الله ذلك قوّة في بدنه وكتب له بها حسنة وحطّ عنه بها سيئة وقال لاتمرّ بداء في جوفه الّآ ابراته(2).

باب (39) ثواب عيادة المريض

6628- أمالي الطوسي: حدثنا الشيخ أبو جعفر محمد بن الحسن ابن علي بن الحسن الطوسي (قدّس الله روحه) قال: أخبرنا جماعة عن أبي المفضل قال : حدثنا أبو علي أحمد بن محمد بن الحسين بن اسحاق بن جعفر العلوي العريضي الشيخ الصالح قال : حدثنا جدي الحسين بن اسحاق، عن أبيه، عن اخيه موسی بن جعفر، عن ابيه جعفر، عن ابيه محمد بن علي، عن أبيه، عن جدّه، عن عليّ (عليهم السّلام)، عن النبيّ (صلّى الله عليه وآله) قال : يعيّر الله (عزّوجلّ) عبداً من عباده يوم القيامة فيقول: عبدي ما منعك إذ مرضت أن

ص: 192


1- ثواب الاعمال : ص52 ح1. منه البحار: ج 7 ص 303.
2- المحاسن: ص 54 ح 83. منه البحار: ج 7 ص 304.

تعودني؟ فيقول : سبحانك سبحانك أنت ربّ العباد لا تألم ولاتمرض، فيقول: مرض أخوك المؤمن فلم تعده، وعزّتي وجلالي لو عدته لوجدتني عنده ، ثمّ لتكلّفت بحوائجك فقضيتها لك، وذلك من كرامة عبدي المؤمن، وأنا الرّحمن الرحيم(1) .

باب (40) نُطق الجوارح يوم القيامة

6629 - تفسير القمي: «حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ »(2) فإنّها نزلت في قوم يعرض عليهم أعمالهم فينكرونها فيقولون: ما عملنا منها شيئاً، فيشهد عليهم الملائكة الّذين كتبوا عليهم أعمالهم.

فقال الصادق (علیه السّلام): فيقولون لله : ياربّ هؤلاء ملائكتك يشهدون لك، ثمّ يحلفون بالله ما فعلوا من ذلك شيئاً، وهو قول الله: «يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعًا فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ » (3) وهم الّذين غصبوا أمير المؤمنين، فعند ذلك يختم الله على ألسنتهم وينطق جوارحهم فيشهد السمع بما سمع ممّا حرّم الله، ويشهد البصر بما نظر به إلى ما حرّم الله، وتشهد اليدان بما أخذتا، وتشهد الرجلان با سعتا ممّا حرّم الله، وتشهد الفرج با ارتكبت ممّا حرّم الله، ثمّ أنطق

ص: 193


1- أمالي الطوسي: ص629 ح 1295. منه البحار: ج 7 ص 304.
2- فصّلت 41: 20.
3- المجادلة 58: 18.

الله ألسنتهم «وَقَالُوا » هم « لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَيْنَا قَالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنْطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ * وَمَا كُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ» أي من الله «أَنْ يَشْهَدَ عَلَيْكُمْ سَمْعُكُمْ وَلَا أَبْصَارُكُمْ وَلَا جُلُودُكُمْ » والجلود الفروج « وَلَكِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لَا يَعْلَمُ كَثِيرًا مِمَّا تَعْمَلُونَ »(1).

6630- تفسير العياشي: عن مسعدة بن صدقة، عن جعفر بن محمّد، عن جدّه قال: قال أمير المؤمنين (عليه السّلام) في خطبة يصف هول يوم القيامة : ختم على الأفواه فلاتكلّم، وقد تكلّمت الأيدي، وشهدت الأرجل، ونطقت الجلود بما عملوا فلایکتمون الله حديثاً(2).

6631- تفسير العياشي: عن محمّد بن مسلم، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه (عليهم السّلام) قال : قال أمير المؤمنين (عليه السّلام) في خطبته: فلمّا وقفوا عليها قالوا: « يَا لَيْتَنَا نُرَدُّ وَلَا نُكَذِّبَ بِآيَاتِ رَبِّنَا وَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ * بَلْ بَدَا لَهُمْ مَا كَانُوا يُخْفُونَ مِنْ قَبْلُ » إلى قوله : « وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ »(3).

6632- علل الشرایع : أبي (رحمه الله) قال : حدثنا سعد بن

ص: 194


1- تفسير القمي: ج2 ص364، والآيتان في سورة فصلت 41: 21 و 22. منه البحار: ج 7 ص 312.
2- تفسير العياشي: ج1 ص242ح133. منه البحار : ج 7 ص 313.
3- تفسير العياشي: ج1 ص358 ح17، والآيتان في سورة الأنعام 6: 27 و 28. منه البحار: ج7 ص314.

عبدالله، عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب، عن الحكم بن مسكين، عن عبدالله بن عليّ الزرّاد قال: سأل ابو کهمس ابا عبدالله (عليه السّلام) فقال : يصلّي الرجل نوافله في موضع أو يفرّقها؟ قال : لا بل ها هنا وها هنا فإنّها تشهد له يوم القيامة(1).

باب (41) تطاير الكتب

6633- تفسير العياشي: عن خالد بن نجيح، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) في قوله : «اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا »(2) قال : يذكر العبد جميع ما عمل وما كتب عليه [حتّى] كأنّه فعله تلك الساعة، فلذلك قالوا «يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا »(3).

6634- تفسير العياشي: عن خالد بن نجيح، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: إذا كان يوم القيامة دفع إلى الإنسان كتابه ، ثمّ قيل له: اقرأه .

قلت : فيعرف ما فيه؟ فقال : إنّ الله يذكره فما من لحظة ولاكلمة ولا نَقل قَدَم ولاشيء فَعَله إلّا ذكره، كأنّه فعله تلك الساعة فلذلك قالوا: « يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا

ص: 195


1- علل الشرایع: ص343 ح 1. منه البحار: ج 7 ص318.
2- الاسراء 17: 14.
3- تفسير العياشي: ج2 ص328 ح 35، والآية في سورة الكهف 18 : 49. منه البحار: ج 7 ص 314.

الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا »(1) 6635- کتاب الزهد: القاسم بن محمّد، عن عليّ قال : سمعت أبا عبدالله (عليه السّلام) يقول : إنّ الله (تبارك وتعالى) إذا أراد أن يحاسب المؤمن أعطاه كتابه بيمينه وحاسبه فيما بينه وبينه فيقول : عبدي ! فعلت كذا وكذا وعملت كذا وكذا؟ فيقول: نعم ياربّ قد فعلت ذلك .

فيقول: قد غفرتها لك وأبدلتها حسنات .

فيقول الناس : سبحان الله أما كان لهذا العبد سيّئة واحدة؟! وهو قول الله (عزّوجلّ): «فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ*فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَابًا يَسِيرًا *وَيَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِهِ مَسْرُورًا » قلت: أيّ أهل؟ قال : أهله في الدنيا هم أهله في الجنّة إن كانوا مؤمنين .

قال: وإذا أراد بعبد شرّاً حاسبه على رؤوس الناس وبكته(2) وأعطاه كتابه بشماله وهو قول الله (عزّوجلّ): «وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ وَرَاءَ ظَهْرِهِ * فَسَوْفَ يَدْعُو ثُبُورًا * وَيَصْلَى سَعِيرًا * إِنَّهُ كَانَ فِي أَهْلِهِ مَسْرُورًا ».

قلت : أيّ أهل؟ قال : أهله في الدنيا .

ص: 196


1- تفسير العياشي: ج2 ص328 ح 34. منه البحار: ج 7 ص 315.
2- بكته: أي غلبه بالحجة. (أقرب الموارد).

قلت : قوله : «إِنَّهُ ظَنَّ أَنْ لَنْ يَحُورَ » .

قال : ظنّ أنّه لن يرجع(1).

6636- کتاب الزهد: القاسم، عن عليّ، عن أبي بصير قال : سمعت أبا عبدالله (عليه السّلام) يقول : إنّ المؤمن يعطى يوم القيامة كتاباً منشوراً مكتوب فيه: كتاب الله العزيز الحكيم أدخلوا فلاناً الجنّة(2) .

باب (42) الشُّهداء على الناس

6637- فضائل الشيعة : حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد (رحمه الله) قال: حدثنا المفضل، عن أبي حمزة قال: قال أبو عبدالله (عليه السّلام): نحن الشهداء على شيعتنا، وشيعتنا شهداء على الناس، وبشهادة شيعتنا يجزون ويعاقبون(3).

باب (43) الوسيلة وما يظهر من منزلة النبي وأهل بيته في القيامة

6638- تفسير القمي: قال : حدثني أبي، عن عبدالله بن المغيرة الحزاز، عن ابن سنان، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: كان

ص: 197


1- كتاب الزهد: ص92 ح246، والآيات في سورة الانشقاق 84: 7- 14. منه البحار : ج 7 ص 324.
2- كتاب الزهد: ص92ح 247. منه البحار: ج 7 ص 325.
3- فضائل الشيعة: ص 13 ح16. منه البحار: ج 7 ص 325.

رسول الله (صلّى الله عليه وآله) يقول: إذا سألتم الله فاسالوه الوسيلة، فسألنا النبيّ (صلّى الله عليه وآله) عن الوسيلة؟ فقال : هي درجتي في الجنّة ، وهي ألف مرقاة جوهرة ، إلى مرقاة زبرجد، إلى مرقاة لؤلؤ، إلى مرقاة ذهب، إلى مرقاة فضّة فيؤتي بها يوم القيامة حتّى تنصب مع درجة النبيّين، وهي في درجة النبيّين كالقمر بين الكواكب، فلايبقى يومئذ نبيّ ولا شهيد ولاصدّيق إلّآ قال : طوبى لمن كانت هذه درجته، فينادي المنادي ويسمع النداء جميع النبيّين والصدّيقين والشهداء والمؤمنين: هذه درجة محمّد (صلّى الله عليه وآله)، فقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): فاقبلُ يومئذ متّزراً بريطة من نور، على رأسي تاج الملك (وإكليل الكرامة وعليّ بن أبي طالب أمامي وبيده لوائي وهو لواء الحمد)(1)، مكتوب عليه : لا إله إلّا الله محمّد رسول الله عليٌ وليّ الله المفلحون هم الفائزون بالله، فإذا مررنا بالنبيّين قالوا: هذان ملکان مقربان، واذا مررنا بالملائكة قالوا: هذان ملکان لم نعرفهما ولم نرهما أو قال : هذان نبیّان مرسلان، حتّى أعلو الدرجة وعليُّ يتبعني، حتى إذا صرت في أعلى الدرجة منها وعليُّ أسفل منّي وبيده لوائي، فلايبقى يومئذ نبيّ ولا مؤمن إلّا رفعوا رؤوسهم إلي يقولون : طوبی لهذين العبدين ما أكرمهما على الله ! فينادي المنادي يسمع النبيّون وجميع الخلائق : هذا حبيبي محمّد، وهذا وليّي عليّ بن ابي طالب، طوبی لمن أحبّه، وويل لمن أبغضه وكذب عليه.

ثمّ قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): ياعليّ فلايبقى يومئذ

ص: 198


1- ما بين القوسين من نسخة البحار .

في مشهد القيامة أحد يحبّك إلّا استروح(1) إلى هذا الكلام، وابيضَّ وجهه، وفرح قلبه ، ولايبقى أحد ممّن عاداك ونصب لك حرباً أو جحد لك حقّاً إلّا اسودَّ وجهه، واضطربت قدماه ، فبينا أنا كذلك إذا بملكين قد أقبلا إليّ، أمّا أحدهما فرضوان خازن الجنّة، وأمّا الآخر فمالك خازن النار، فيدنو اليَّ رضوان ويسلّم عليّ ويقول : السّلام عليك يا رسول الله فأردّ عليه السلام فأقول: أيّها الملك الطيّب الريح الحسن الوجه الكريم على ربّه من أنت؟ فيقول: أنا رضوان خازن الجنّة، أمرني ربّي أن آتيك بمفاتیح الجنّة فخذها یا محمّد، فأقول: قد قبلت ذلك من ربّي فله الحمد على ما أنعم به علیّ، ادفعها إلى اخي عليّ بن أبي طالب، فيدفعها إلى علىّ ويرجع رضوان، ثمّ يدنو مالك خازن النار فيسلّم عليّ ويقول: السلام عليك يا حبيب الله، فاقول له: عليك السّلام أيّها الملك ما أنكر رؤيتك، وأقبح وجهك! من أنت؟ فيقول: أنا مالك خازن النار امرني ربّي آن آتيك بمفاتيح النّار، فأقول: قد قبلت ذلك من ربّي فله الحمد على ما أنعم به علىّ وفضّلني به، ادفعها إلى أخي عليّ بن أبي طالب، فيدفعها إليه، ثمّ يرجع مالك، فيقبل عليّ ومعه مفاتیح الجنّة ومقاليد النار حتّى يقعد على شفير جهنّم ويأخذ زمامها بيده ، وقد علا زفيرها، واشتدّ حرّها، وكثر شررها، فتنادي جهنّم : ياعليّ جزني قد أطفا نورك لهبي.

ص: 199


1- استروح اليه : سكن، والغصن: اهتز بالريح. (أقرب الموارد). والمعنى: أنَّ المؤمن إذا رأى هذه الأُمور فإنّه يهتز فرحاً وتسكن نفسه وتطمئن إلى حسن العاقبة وجنّة الخلد.

فيقول علي (عليه السّلام) لها: قرّي یا جهنّم ذري هذا وليّي، وخذي هذا عدوّي، فلَجهنّم يومئذ أشدّ مطاوعة لعليّ من غلام أحدكم لصاحبه، فإن شاء يذهب بها يمنة وإن شاء يذهب بها يسرة، ولَجهنّم يومئذ أشدّ مطاوعة لعليّ فيما يأمرها به من جميع الخلائق، وذلك أنّ عليّاً (عليه السّلام) يومئذ قسيم الجنّة والنار(1) .

6639- تفسیر فرات الكوفي: [فرات ] قال : حدثنا محمد بن القاسم بن عبيد، قال : حدثنا أبو العبّاس محمد بن ذران القطّان(2) قال : حدثنا عبدالله بن محمّد القيسي قال : حدثنا أبو جعفر القميّ محمّد بن عبدالله قال : حدثنا سليمان الديلميّ قال :

كنت عند أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: إنّ عليّاً قد طلع ذات يوم وعلى عنقه حطب فقام إليه رسول الله (صلّى الله عليه وآله) فعانقه حتّى رُئي بیاض ما تحت أيديهما، ثمّ قال :

ياعليّ إنّي سألت الله أن يجعلك معي في الجنّة ففعل، وسألته أن يزيدني فزادني ذرّيّتك، وسألته أن يزيدني فزادني زوجتك وسألته أن يزيدني فزادني محبّيك، ثم زادني من غير أن أستزيده محبّي محبّيك، ففرح بذلك أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام)، ثمّ قال : بأبي أنت واُمّي محب محبّي؟ قال : نعم.

ياعليّ إذا كان يوم القيامة وضع لي منبر من یاقوتة حمراء مكلّل بزبرجدة خضراء له سبعون ألف مرقاة، بين المرقاة إلى المرقاة حضر

ص: 200


1- تفسير القمي: ج2 ص 324. منه البحار: ج 7 ص 326.
2- ذازان القطان - البحار .

الفرس القارح(1) ثلاثة أيّام، فأصعد عليه، ثمّ يدعى بك فيتطاول إليك الخلائق فيقولون: ما يعرف في النبيّين. فينادي مناد: هذا سيّد الوصيّين، ثمّ تصعد فتعانقني عليه(2) ثمّ تأخذ بحجزتي، وآخذ بحجزة الله [لا أن حجزة الله] هي الحق، وتأخذ ذرّيّتك بحجزتك، ويأخذ شيعتك بحجزة ذرّيّتك، فأين يذهب بالحقّ؟!! إلى الجنّة، فإذا دخلتم الجنّة فتبوّءتم مع أزواجكم ونزلتم منازلكم اوحى الله إلى مالك: أن افتح باب جهنّم لينظر أوليائي إلى ما فضّلتهم على عدوّهم، فيفتح أبواب جهنّم ويطّلعون [يطلّون - خ ل] عليهم، فإذا وجدوا رَوح رائحة الجنّة قالوا: يا مالك أتطمع الله لنا في تخفيف العذاب عنّا؟ إنّا لنجد رَوحاً، فيقول لهم مالك: إنّ الله أوحى اليّ: أن افتح أبواب جهنّم لينظر أولياؤه إليكم، فيرفعون رؤوسهم فيقول هذا: يا فلان ألم تك تجوع فاُشبعك؟ ويقول هذا: يا فلان ألم تك تعرى فاکسوك؟ ويقول هنا : يا فلان ألم تك تخاف فآويك؟ ويقول هذا: يا فلان ألم تكن تحدّث فأكتم عليك؟ فيقولون: بلى، فيقولون: استوهبونا من ربّكم فيدعون لهم فيخرجون من النار إلى الجنّة، فيكونون فيها بلا مأوى ملومين ويسمّون الجهنّميّين فيقولون: سألتم ربّكم، فأنقذنا من عذابه فادعوه يذهب عنّا بهذا الاسم ويجعل لنا في الجنّة مأوي، فيدعون فيوحي الله إلى ريح فتهبُّ على افواه اهل الجنّة فينسيهم ذلك الاسم ويجعل لهم في الجنّة مأوى، ونزلت هذه الآيات: «قُلْ لِلَّذِينَ آمَنُوا

ص: 201


1- الحُضر : ارتفاع الفرس في عدوه. والقارح من ذي الحافر : الذي شقَّ نابه وطلع (أقرب الموارد)
2- فنعانق عليه - البحار.

يَغْفِرُوا لِلَّذِينَ لَا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللَّهِ لِيَجْزِيَ قَوْمًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ» إلى قوله : « سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ »(1).

6640 - تفسير القمي: حدثني أبي، عن سليمان الديلميّ، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: إذا كان يوم القيامة يدعى محمّد (صلّى الله عليه وآله) فيکسي حلّة ورديّة ثمّ يقام على یمين العرش، ثمّ يدعي بإبراهيم فيکسي حلّة بيضاء فيقام عن يسار العرش، ثمّ يدعي بعليّ أمير المؤمنين فيکسي حلّة ورديّة فيقام على یمين النبيّ، ثم يدع بإسماعيل فيکسي حلّة بيضاء فيقام على يسار إبراهيم، ثمّ يدعي بالحسن فيکسي حلّة ورديّة فيقام على يمين أمیر المؤمنين، ثمّ يدعي بالحسين فيکسي حلّة ورديّة فيقام على یمين الحسن، ثمّ يدعی بالائمّة فيكسَون حللاً ورديّة فيقام كلّ واحد على يمين صاحبه، ثمّ يدعى بالشيعة فيقومون أمامهم، ثمّ يدعي بفاطمة (عليها السّلام) ونسائها من ذرّيّتها وشيعتها فيدخلون الجنّة بغير حساب، ثمّ ينادي مناد من بطنان العرش من قِبَل ربّ العزّة والاُفق الأعلى : نِعم الأب أبوك يا محمّد وهو إبراهيم، ونعم الأخ أخوك وهو عليّ بن أبي طالب، ونعم السبطان سبطاك وهما الحسن والحسين، ونعم الجنين جنينك وهو محسن، ونعم الأئمّة الراشدون ذرّيّتك وهم فلان وفلان، ونعم الشيعة شيعتك، ألا إنّ محمّداً ووصيّه وسبطيه والائمّة من ذرّيّته هم الفائزون، ثمّ يؤمر بهم إلى الجنّة، وذلك قوله : « فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ

ص: 202


1- تفسیر فرات الكوفي: ص 411 ح 551، والآيات في سورة الجاثية 45: 14- 21. منه البحار: ج 7 ص 333.

النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ »(1).

6641- صحيفة الامام الرضا (عليه السّلام): باسناده ، عن الرضا، عن آبائه (عليهم السّلام) قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): إذا كان يوم القيامة نوديت من بطنان العرش: یا محمّد نعم الأب أبوك إبراهيم الخليل، ونعم الأخ أخوك عليّ بن ابي طالب (عليه السّلام)(2).

6642- تفسیر فرات الكوفي: فرات قال: حدثني الحسين بن سعید معنعناً، عن جعفر، عن أبيه، عن آبائه (عليهم السّلام) قال : قال النبيّ (صلّى الله عليه وآله): إنّ الله (تبارك وتعالى) إذا جمع الناس يوم القيامة وعدني المقام المحمود وهو واف لي به، إذا كان يوم القيامة نُصب لي منبرٌ له ألف درجة - لا كمراقبكم - فاصعد حتّى أعلو فوقه فيأتيني جبرئیل بلواء الحمد فيضعه في يدي، ويقول: يا محمّد هذا المقام المحمود الّذي وعدك الله تعالى، فأقول لعليّ: اصعد، فيكون أسفل منّي بدرجة فأضع لواء الحمد في يده، ثمّ يأتي رضوان بمفاتيح الجنّة فيقول : يا محمّد هذا المقام المحمود الّذي وعدك الله تعالى، فيضعها في يدي فأضعها في حجر عليّ بن أبي طالب، ثمّ يأتي مالك خازن النار فيقول: يا محمّد هذا المقام المحمود الّذي وعدك الله تعالى، هذه مفاتیح النار أدخل عدوّك وعدوّ ذرّيّتك وعدوّ اُمّتك النار ، فأخذها وأضعها في حجر عليّ بن أبي طالب، فالنّار والجنّة يومئذ

ص: 203


1- تفسير القمي: ج1 ص128، والآية في سورة آل عمران 3: 185. منه البحار : ج7 ص328.
2- صحيفة الامام الرضا: ص133 ح83. منه البحار : ج2 ص330.

أسمع لي ولعليّ من العروس لزوجها، فهو قول الله تعالى في كتابه : «أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ »(1) ألق يا محمّد ياعليّ عدوّكما في النار، ثمّ أقوم واُثني على الله ثناءً لم يثن عليه أحد قبلي، ثمّ اُثني على الملائكة المقرّبين، ثمّ اُثني على الأنبياء والمرسلين، ثمّ اُثني على الاُمم الصالحين، ثمّ أجلس فيثني الله عليّ، ويثني عليّ ملائكته، ويثني عليّ أنبيائه ورسله، ويثني علىّ الاُمم الصالحة.

ثمّ ينادي مناد من بطنان العرش: يا معشر الخلائق غضّوا أبصاركم حتّى تمرّ بنت حبيب الله إلى قصرها، فتمرّ فاطمة بنتي ، عليها ربطتان خضراوان حولها سبعون ألف حوراء، فإذا بلغت إلى باب قصرها وجدت الحسن قائماً والحسين قائماً(2) مقطوع الرأس فتقول للحسن: من هذا؟ فيقول: هذا أخي، إنّ اُمّة أبيك قتلوه وقطعوا رأسه، فيأتيها النداء من عند الله : يا بنت حبيب الله إنّي إنّما أريتك ما فعلت به اُمّة أبيك لأنّي أدخرت لك عندي تعزية بمصيبتك فيه، إنّي جعلت لتعزيتك مصيبتك فيه أنّي لا أنظر في محاسبة العباد حتّى تدخلي الجنّة أنت وذرّيّتك وشيعتك ومن أولاكم معروفاً ممّن ليس هو من شيعتك قبل أن أنظر في محاسبة العباد، فتدخل فاطمة ابنتي الجنّة وذرّيّتها و شیعتها ومن أولاها معروفاً ممّن ليس هو من شيعتنا، فهو قول الله تعالى في كتابه : «لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ » (3) قال (صلّى الله عليه وآله): هو يوم

ص: 204


1- ق 50: 24.
2- في المصدر : والحسين نائماً، والظاهر أن الصحيح ما أثبتناه من البحار .
3- الانبياء 21: 103.

القيامة « وَهُمْ فِي مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خَالِدُونَ »(1) هي والله فاطمة وذرّيّتها و شیعتها ومن أولاهم معروفاً ممّن ليس هو من شيعتها(2).

6643- تفسير العياشي: عن محمّد بن حسان الكوفي، عن محمّد بن جعفر ، عن أبيه (عليهما السّلام) قال: إذا كان يوم القيامة نصب منبر عن يمين العرش له أربع وعشرون مرقاة ويجيء عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام) وبيده لواء الحمد فيرتقيه ويعلوه ويعرض الخلائق عليه، فمن عرفه دخل الجنّة، ومن أنكره دخل النار، وتفسير ذلك في كتاب الله: «وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ »(3) قال : هو والله أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب (صلوات الله عليه) (4).

6644- تفسیر فرات الكوفي : [فرات ] قال : حدثني عثمان بن محمّد والحسين بن سعيد - واللّفظ للحسين - معنعناً عن جعفر بن محمّد (عليهما السّلام) قال: إذا كان يوم القيامة نصب منبر يعلو المنابر فيتطاول الخلائق لذلك المنبر، إذ طلع رجل عليه حلّتان خضراوان متّزر بواحدة متردّ باُخرى، فيمرّ بالملائكة فيقولون : هذا منا فيجوزهم، ثم يمر بالشهداء فيقولون: هذا منّا، فيجوزهم، ويمرُّ بالنبيّين فيقولون: هذا منّا، فيجوزهم حتّى يصعد المنبر، ثمّ يجيء رجل آخر عليه حلّتان خضراوان متّزر بواحدة متردّ باُخرى فيمرّ بالشهداء فيقولون: هذا منّا ، فیجوزهم، ثمّ يمرُّ بالنبيّين فيقولون: هذا منّا، فيجوزهم ويمرّ بالملائكة

ص: 205


1- الانبياء 21: 102.
2- تفسیر فرات الكوفي: ص437 ح578. منه البحار : ج 7 ص 335.
3- التوبة 9: 105.
4- تفسير العياشي: ج2 ص110 ح 127. منه البحار: ج 7 ص 341.

فيقولون : هذا منّا، فيجوزهم حتّى يصعد المنبر، ثمّ يغيبان ما شاء الله، ثمّ يطلعان فيعرفان محمّد (صلّی الله عليه وآله) وعلىّ (عليه السّلام) وعن يسار النبيّ ملك وعن يمينه ملك، فيقول الملك الذي عن یمينه: يا معشر الخلائق أنا رضوان خازن الجنان أمرني الله بطاعته وطاعة محمّد (صلّى الله عليه وآله) وطاعة عليّ بن أبي طالب (عليه السّلام)، وهو قول الله تعالى : «أَلْقِيَا فِي جَهَنَّمَ كُلَّ كَفَّارٍ عَنِيدٍ » یا محمّد يا عليّ. ويقول الملك الّذي عن يساره: يا معشر الخلائق أنا خازن جهنّم أمرني الله بطاعته وطاعة محمّد وعليّ (عليهما السلام)(1) .

6645- المحاسن: البرقي، عن أبيه، عن سعدان بن مسلم، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: إذا كان يوم القيامة دعي برسول الله (صلّى الله عليه وآله) فيکسي حلّة ورديّة .

فقلت : جعلت فداك ورديّة؟ قال: نعم، أما سمعت قول الله (عزّوجلّ) : «فَإِذَا انْشَقَّتِ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ »(2)؟ ثمّ يدعى عليُّ فيقوم على يمين رسول الله، ثمّ يدعی من شاء فيقومون على يمين عليّ، ثمّ يدعی شیعتنا فيقومون على يمين من شاء الله، ثمّ قال: يا أبا محمّد أین ترى ينطلق بنا؟ قال: قلت: إلى الجنّة والله .

قال : ما شاء الله(3).

ص: 206


1- تفسیر فرات الكوفي: ص 438 ح 579. منه البحار: ج 7 ص 336.
2- الرحمن 55: 37.
3- المحاسن : ص 180 ح 171. منه البحار: ج 7 ص 330.

6646- علل الشرایع : اخبرنا علي بن حاتم قال : حدثنا علي بن الحسين النحوي، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن ابن فضّال ، عن ثعلبة بن میمون وغيره، عن برید بن معاوية العجلي قال : قلت لأبي عبدالله (عليه السّلام): كيف صار الناس يستلمون الحجر والركن اليمانيّ ولا يستلمون الركنين الآخرين؟ فقال : قد سألني عن ذلك عباد بن صهيب البصري فقلت له :

لأن رسول الله (صلّى الله عليه وآله) استلم هذين ولم يستلم هذين، فإنّما على الناس أن يفعلوا ما فعل رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وسأخبرك بغير ما أخبرت به عبّاداً: إنّ الحجر الأسود والركن اليمانيّ عن يمين العرش وإنّما أمر الله تعالى أن يستلم ما عن يمين عرشه .

قلت : فكيف صار مقام إبراهيم (عليه السّلام) عن يساره؟ فقال: لأنّ لإبراهيم (عليه السّلام) مقاماً في القيامة، ولمحمّد (صلّى الله عليه وآله) مقاماً، فمقام محمّد (صلّى الله عليه وآله) عن یمين عرش ربنّا (عزّوجلّ)، ومقام إبراهيم (عليه السّلام) عن شمال عرشه، فمقام إبراهيم في مقامه يوم القيامة، وعرش ربنّا مقبل غیر مدبر (1).

6647 - شرح الأخبار : علي بن جریر باسناده، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه (عليهم السّلام) أن رسول الله (صلبى الله عليه وآله) قال: إذا كان يوم القيامة نُصب للنبيين منابر من نور و نُصب لي في أعلاها منبر، ثم يقال لي: قم، فأخطب، فأرقی منبري، فأخطب خطبة لم يخطب أحد مثلها.

ص: 207


1- علل الشرایع: ص428 ح 1. منه البحار: ج 7 ص 339.

ثمَّ تُنصب منابر من نور للوصيِّين فيكون على على اعلاها منبراً، ثم يقال له : أخطب، فيخطب بخطبة لم يخطب مثلها أحد من الوصيين.

ثمَّ تُنصب منابر من نور لاولاد الوصيِّين فيكون الحسن والحسين على أعلاها، ثم يقال لهما: قوما فاخطبا، فيخطبان بما لم يخطب به أحد من أبناء الوصيين.

ثمَّ ينادي مناد: يا أهل الجمع غضُّوا أبصاركم وطأطؤا رؤوسكم لتجوز فاطمة بنت محمّد. فيفعلون ذلك. وتجوز فاطمة وبين يديها مائة الف ملك وعن يمينها مثلهم، وعن شمالها مثلهم، ومن خلفها مثلهم، ومائة ألف ملك يحملونها على اجنحتهم، حتى إذا صارت الى باب الجنّة ألقي الله (عزّوجلّ) في قلبها ان تلتفت .

فيقال لها : ما التفاتك؟ فتقول: أي رب إني اُحبّ أن تريني قدري في هذا اليوم.

فيقول الله : ارجعی یا فاطمة، فانظري من أحبك وأحبّ ذريتك ، فخذي بيده وأدخله الجنّة.

قال جعفر بن محمّد (عليه السّلام): فإنّها لتلتقط شیعتها ومحبّيها كما يلتقط الطير الحبَّ الجيد من بين الحبِّ الرديء، حتى اذا صارت هي وشيعتها ومحبيها على باب الجنَّة ألقي الله (عزّوجلّ) في قلوب شيعتها ومحبّيها أن يلتفتوا.

فيقال لهم: ما التفاتكم وقد اُمرتم الى الجنَّة؟ فيقولون : الٰهنا نحبّ أن نرى قدرنا في هذا اليوم.

فيقال لهم : ارجعوا، فانظروا من أحبّكم في حب فاطمة أو سلّم

ص: 208

عليكم في حبها، أو صافحكم، أو ردّ عنكم [غيبة] فيه(1) أو سقی جرعة ماء، فخذوا بيده، فادخلوه الجنّة.

قال جعفر بن محمّد (صلوات الله عليه) : فوالله ما يبقى يومئذ في النار إلّا كافر او منافق في ولايتنا، فعندها يقولون: «فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ * وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ * فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ » (2).

ثمَّ قال جعفر بن محمّد (صلوات الله عليه) : كذبوا « وَلَوْ رُدُّوا لَعَادُوا لِمَا نُهُوا عَنْهُ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ »(3) كما قال تعالى .

ثمَّ ينادي منادٍ: لمن الكرم اليوم؟ فيقال : لله الواحد القهار ولمحمّدوعلي وفاطمة والحسن والحسين(4). .

6648- تفسير القمي : حدثنا محمد بن أبي عبدالله، قال: حدثنا جعفر بن محمد، قال : حدثني القاسم بن الربيع، قال : حدثني صباح المزني، قال: حدثني المفضّل بن عمر أنّه سمع أبا عبدالله (عليه السّلام) يقول في قول الله: «وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا »(5) قال : ربُّ الأرض يعني إمام الأرض.

فقلت: فإذا خرج يكون ماذا؟ قال : إذا يستغني الناس عن ضوء الشمس ونور القمر ويجتزؤون بنور الإمام(6).

ص: 209


1- أي: في حُب فاطمة (عليها السّلام).
2- الشعراء 26: 100 - 102.
3- الأنعام 6: 28.
4- شرح الاخبار : ج3 ص62 ح 985.
5- الزمر 39: 69.
6- تفسير القمي: ج2 ص253. منه البحار: ج 7 ص 326.

باب (44) يدعى كلّ اُناس بإمامهم

6649 - الكافي : عليّ بن محمد، عن سهل بن زياد، عن محمد ابن الحسن بن شمّون، عن عبدالله بن عبدالرحمن، عن عبدالله بن القاسم البطل، عن عبدالله بن سنان قال: قلت لأبي عبدالله (عليه السّلام) : «يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ »؟(1).

قال : إمامهم الّذي بين أظهرهم وهو قائم أهل زمانه(2) و(3) .

6650۔ عیون اخبار الرضا (عليه السّلام): بالأسانيد الثلاثة(4) ، عن الرضا، عن آبائه (عليهم السّلام) قال : قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) في قول الله (تبارك وتعالى): «يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ ».

قال : يدعى كل قوم بإمام زمانهم، وكتاب ربهم وسنّة نبيّهم(5) .

مجمع البيان: روي عن الرضا (عليه السّلام) بالأسانید الصحيحة أنّه روی عن آبائه (عليهم السّلام)، عن النبيّ (صلّى الله عليه وآله) مثله(6).

ص: 210


1- الاسراء 17: 71.
2- ذكره في الباب لإطلاق القائم على كل إمام. (مرآة العقول).
3- الكافي: ج1 ص536ح3.
4- المذكورة في العيون: ج2 ص 24.
5- عيون أخبار الرضا: ج2 ص33 ح 61. منه البحار: ج 8 ص 10.
6- مجمع البيان: ج3 ص430.

صحيفة الامام الرضا (عليه السّلام): باسناده عن الرضا، عن آبائه (عليهم السّلام) قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) .... وذكر مثله(1).

6651۔ المحاسن: البرقي، عن أبيه، عن النضر بن سوید، عن ابن مسكان، عن يعقوب بن شعيب قال: قلت لأبي عبدالله (عليه السّلام): «يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ » .

فقال : ندعو (يدعی - خ ل) كلّ قرن من هذه الاُمّة بإمامهم(2).

قلت: فيجيء رسول الله (صلّى الله عليه وآله) في قرنه، وعليُّ (عليه السّلام) في فرنه، والحسن (عليه السّلام) في قرنه، والحسين (عليه السّلام) في قرنه، وكلُّ إمام في قرنه الّذي هلك بين أظهرهم؟ قال : نعم(3) .

6652- دعائم الاسلام: عن أبي عبدالله (عليه السّلام)، أنه قال في قول الله (عزّوجلّ): «يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ » فقال: بمن کانوا یاتُّمون به في الدُّنيا، يدعى علي (عليه السّلام) بالقرن الذي كان فيه، والحسن (عليه السّلام) بالقرن الذي كان فيه، والحسين بالقرن الذي كان فيه وعدّد الأئمّة (عليهم السّلام) ثمّ قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): من مات لایعرف امام دهره، مات میتة

ص: 211


1- صحيفة الامام الرضا: ص98 ح35.
2- قال الأزهري : والذي يقع عندي، والله أعلم، أن القرن اهل كل مدّة كان فيها نبيّ أو كان فيها طبقة من أهل العلم قلَّت السنون أو كثرت. وفي النهاية : القرن : أهل كل زمان. والقرن من الناس : أهل زمان واحد. (لسان العرب).
3- المحاسن: ص 144 ح 44. منه البحار: ج 8 ص11.

جاهلية(1) .

6653- تفسير العياشي: عن أبي بصير، عن أبي عبدالله (عليه السّلام): إنّه إذا كان يوم القيامة يدعى كلّ بإمامه الّذي مات في عصره، فإن أثبته اُعطي كتابه بيمينه لقوله : «يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ فَمَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَأُولَئِكَ يَقْرَءُونَ كِتَابَهُمْ » واليمين إثبات الإمام لأنّه كتاب يقرؤه، أنّ الله يقول : «فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ * إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ »(2) إلى آخر الآيات، والكتاب : الإمام، فمن نبذه وراء ظهره كان كما قال : « فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ »(3) ومن أنكره كان من أصحاب الشمال الّذين قال الله : .... مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ * فِي سَمُومٍ وَحَمِيمٍ * وَظِلٍّ مِنْ يَحْمُومٍ »(4) إلى آخر الآيات(5).

البحار - بیان: على هذا التاويل من بطن الآية يكون المراد بالكتاب الإمام لاشتماله على علم ما كان وما يكون، وإيتائه في الدُّنيا الهداية إلى ولايته، وفي الآخرة الحشر معه وجعله من أتباعه، والمراد باليمين البيعة فإنّها تكون باليمين، أي من اُوتي إمامه في الآخرة بسبب بيعته له في الدُّنيا.

ص: 212


1- دعائم الاسلام: ج1 ص27. منه المستدرك : ج18 ص182.
2- الحاقة 69 : 19 و 20.
3- آل عمران 3: 187.
4- الواقعة 56: 41- 43.
5- تفسير العياشي: ج2 ص302ح115. منه البحار: ج8 ص11.

6654 - تفسير العياشي: عن محمّد بن مسلم، عن أحدهما (عليهما السّلام) قال: سألته عن قوله : «يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ»؟ قال: من كان یأتّمون به في الدُّنيا، ويؤتى بالشمس والقمر فيقذفان في جهنّم ومن يعبدهما.

عن جعفر بن أحمد، عن الفضل بن شاذان أنّه وَجَد مكتوباً بخطّ أبيه مثله(1).

6655- تفسير العياشي: عن محمّد، عن أحدهما (عليهما السّلام) أنّه سئل عن قوله : «يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ»؟ فقال: ما كانوا يأتّمون به في الدنيا، ويؤتى بالشمس والقمر فيقذفان في جهنّم ومن كان يعبدهما(2) .

6656 - تفسير العياشي: عن عمّار الساباطيّ، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: لاتُترك الأرض بغير إمام يُحلّ حلال الله ويُحرّم حرامه، وهو قول الله : «يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ».

ثمّ قال : قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): «من مات بغیر إمام مات ميتة جاهليّة».

فمدّوا أعناقهم وفتحوا أعينهم فقال أبو عبدالله (عليه السّلام) :

ليست الجاهليّة الجهلاء. فلمّا خرجنا من عنده فقال لنا سليمان: هو والله الجاهليّة الجهلاء، ولكن لمّا رآكم مددتم أعناقكم وفتحتم أعينكم

ص: 213


1- تفسير العياشي: ج2 ص302 ح 116 و 117. منه البحار : ج8 ص12.
2- تفسير العياشي: ج 2 ص 304 ح 124. منه البحار : ج8ص13.

قال لكم كذلك(1).

6657- تفسير العياشي: عن عبدالأعلى قال : سمعت أبا عبدالله (عليه السّلام) يقول: السمع والطاعة أبواب الجنّة ، السامع المطيع لاحجّة عليه، وإمام المسلمين تمّت حجّته واحتجاجه يوم يلقى الله، لقول الله : «يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ»(2) .

6658- تفسير العياشي: عن محمّد بن حمران، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: إن كنتم تريدون أن تكونوا معنا يوم القيامة لايلعن بعضكم بعضاً، فاتّقوا الله واطيعوا فإنّ الله يقول: «يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ»(3) .

6659 - تفسير العياشي: عن بشير الدهّان، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: أنتم والله على دين الله ثمّ تلا: «يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ» ثمّ قال : عليٌّ إمامنا، ورسول الله (صلّى الله عليه وآله) إمامنا، كم من إمام يجيء يوم القيامة يلعن أصحابه ويلعنونه ، ونحن ذرّيّة محمّد واُمنّا فاطمة (صلوات الله عليهم)(4) .

6660- تفسير العياشي: عن بشير، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: إنّه كان يقول : ما بين أحدكم وبين أن يغتبط إلّا أن تبلغ نفسه هاهنا - وأشار بإصبعه إلى حنجرته - قال: ثمّ تأوّل بآيات من

ص: 214


1- تفسير العياشي: ج2 ص303 ح119. منه البحار: ج 8 ص12.
2- تفسير العياشي: ج 2 ص 304 ح 122. منه البحار : ج8 ص12.
3- تفسير العياشي: ج2 ص305ح 126. منه البحار: ج 8 ص 14.
4- تفسير العياشي: ج2 ص303ح120. منه البحار: ج8 ص13.

الكتاب فقال : « أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ »(1) و«مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ »(2) « إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ »(3). قال : ثمّ قال : «يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ» فرسول الله إمامكم، وكم من إمام يوم القيامة يجيء يلعن أصحابه ويلعنونه(4) .

6661- المحاسن: البرقي، عن ابن فضّال، عن ثعلبة بن میمون، عن بشير العطّار قال. قال أبو عبدالله (عليه السّلام): «يَوْمَ نَدْعُو كُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ» ثمّ قال : قال رسول الله : وعليّ إمامكم، وكم من إمام يجيء يوم القيامة يلعن أصحابه ويلعنونه، نحن ذرّية محمّد واُمّنا فاطمة (عليها السّلام)، وما آتي الله أحداً من المرسلين شيئاً إلّا وقد آتاه محمّد (صلّى الله علیه و آله) كما آتي المرسلين من قبله، ثمّ تلا «وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلًا مِنْ قَبْلِكَ وَجَعَلْنَا لَهُمْ أَزْوَاجًا وَذُرِّيَّةً » (5)و(6).

6662- علل الشرایع : أبي (رحمه الله) قال : حدثنا سعد بن عبدالله، عن إبراهيم بن مهزیار، عن أخيه، عن أحمد بن محمّد، عن حمّاد بن عثمان، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال : إذا كان يوم القيامة اُتي بالشمس والقمر في صورة ثورين عقيرين(7)

ص: 215


1- النساء 4: 59و 80.
2- النساء 4: 59و 80.
3- آل عمران 3: 31.
4- تفسير العياشي: ج2 ص304 ح 123. منه البحار: ج8 ص 13.
5- الرعد 13 : 38.
6- المحاسن: ص155 ح 83. منه البحار : ج24 ص265.
7- عَقِرَ الرجل عَقَراً: فجِئَه الرَّوع فدَهِشَ فلم يقدر أن يتقدم أو يتاخر (لسان العرب). وهناك معان متعددة لهذه الكلمة، ولعلّ المعنى المناسب لما نحن فيه أن الشمس والقمر يُؤتىٰ بهما في صورة ثورين مقيّدين فيُلقىٰ بهما في نار جهنم، والله العالم.

فيقدمان بهما(1)، ومن يعبدهما في النار، وذلك أنّهما عبدا فرضيا(2).

6663- المحاسن: البرقي، عن أبيه، عن النضر، عن الحلبيّ، عن ابن مسكان، عن مالك الجهنيّ قال : قال أبو عبدالله (عليه السّلام): إنّه ليس من قوم ائتمّوا بإمامهم في الدُّنيا إلّا جاء يوم القيامة يلعنهم ويلعنونه إلّآ أنتم ومن كان على مثل حالكم(3).

6664 - المحاسن: البرقي، عن أبيه، عن حمزة بن عبدالله، عن جميل بن درّاج، عن مالك بن أعين قال : قال لي أبو عبدالله (عليه السّلام): يا مالك أما ترضون أن يأتي كلّ قوم يلعن بعضهم بعضاً إلّا أنتم ومن قال بقولكم(4).

6665- تفسير العياشي: عن أبي بصير قال : سألت أبا عبدالله (عليه السّلام) عن قول امير المؤمنين (عليه السّلام) : الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً كما كان فطوبى للغرباء.

فقال : يا أبا محمّد یستأنف الداعي منّا دعاءً جديداً كما دعا إليه رسول الله (صلّى الله عليه وآله). فأخذت بفخذه فقلت: أشهد أنّك إمامي.

فقال : أما إنّه سيدعى كلّ اُناس بإمامهم: أصحاب الشمس بالشمس، وأصحاب القمر بالقمر، وأصحاب النار بالنار، وأصحاب الحجارة بالحجار(5).

ص: 216


1- هكذا في المصدر، وفي البحار: فيقذفان بهما. ولعلّ الاصح: فيقذف بهما.. والله العالم.
2- علل الشرایع : ص605ح78. منه البحار : ج 7 ص177.
3- المحاسن : ص143 ح42. منه البحار: ج 8 ص11.
4- المحاسن : ص144 ح43. منه البحار: ج8 ص12.
5- تفسير العياشي: ج2 ص303 ح 118. منه البحار: ج8 ص12.

البحار - توضیح: قال الجزريّ: فيه: إنّ الإسلام بدأ غريباً وسيعود غريباً كما بدأ فطوبى للغرباء. أي أنّه كان في أوّل أمره کالغريب الوحيد الّذي لا أهل له عنده لقلّة المسلمين يومئذ، وسيعود غريباً كما كان، أي يقلّ المسلمون في آخر الزمان فيصيرون كالغرباء ، فطوبى للغرباء أي الجنّة لاُولئك المسلمين الّذين كانوا في أوّل الإسلام ويكونون في آخره، وإنّما خصّهم بها لصبرهم على أذى الكفّار أوَّلاً وآخراً ولزومهم دين الإسلام.

6666 - مجمع البيان: قال الصادق (علیه السّلام): لكلّ زمان واُمّة إمام، تُبعث كلّ اُمّة مع إمامها(1).

6667- مجمع البيان: روي عن الصادق (عليه السّلام) أنّه قال :

ألا تحمدون الله؟ إذا كان يوم القيامة فدعا كلّ قوم إلى من يتولّونه ، ودعانا إلى رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، وفزعتم إلينا، فإلى أین ترون يذهب بكم؟ إلى الجنّة وربّ الكعبة - قالها ثلاثاً -(2) .

باب (45) صفة الحوض

6668- مجمع البيان: في قوله تعالى : «إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الْكَوْثَرَ »(3) .

روي عن أبي عبدالله (عليه السّلام) أنّه قال : نهر في الجنّة أعطاه

ص: 217


1- مجمع البيان: ج3 ص378. منه البحار: ج 7 ص308.
2- مجمع البيان: ج3 ص430. منه البحار: ج8 ص8.
3- الكوثر 108: 1.

الله نبيّه عوضاً من ابنه(1) .

6669- تأويل الآيات الظاهرة : روی محمد بن العباس، عن أحمد بن هوذة، عن إبراهيم بن إسحاق، عن عبدالله بن حمّاد، عن حمران بن أعين، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال : إنّ رسول الله (صلّى الله علیه وآله) صلّى الغداة ثمّ التفت إلى عليّ (عليه السّلام) فقال : ياعليُّ ما هذا النور الّذي أراه قد غشيك؟ قال : يا رسول الله أصابتني جنابة في هذه اللّيلة فاخذت بطن الوادي ولم اُصب الماء فلمّا ولّيت ناداني مناد : يا أمير المؤمنين فالتفتُّ فإذا خلفي إبريق مملوٌ من ماءٍ [و طشت من ذهب مملو من ماء] فاغتسلت.

فقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): يا عليّ أمّا المنادي فجبرئيل، والماء من نهر يقال له: الكوثر، عليه اثنا عشر ألف شجرة، كلّ شجرة لها ثلاث مائة وستون غصناً، فإذا أراد أهل الجنّة الطرب هبّت ريح فما من شجرة ولاغصن إلآ وهو أحلى صوتاً من الآخر، ولولا أنّ الله تعالی کتب على أهل الجنّة أن لایموتوا لماتوا فرحاً من شدّة حلاوة تلك الأصوات، وهذا النهر في جنّة عدن، وهو لي ولك ولفاطمة والحسن والحسين، وليس لأحد فيه شيء(2).

6670- تفسیر فرات الكوفي: فرات قال: حدثني محمد بن عیسی بن زکریّا معنعناً، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه (عليهم السّلام) قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) لمحبّينا أهل

ص: 218


1- مجمع البيان: ج5 ص549. منه البحار: ج8 ص16.
2- تاويل الآيات الظاهرة : ج2 ص 857 ح4 . منه البحار : ج8 ص26.

البيت: ستجدون من قريش اثرة(1) فاصبروا حتّى تلقوني على الحوض، شرابه أحلى من العسل، وأبيض من اللّبن، وأبرد من الثلج، وألين من الزبد، وأنتم الّذين وصفكم الله في كتابه فقال: «يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُخَلَّدُونَ * بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ *لَا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلَا يُنْزِفُونَ »(2).

باب (46) الشفاعة

6671- الخصال: حدثنا أبي (رضي الله عنه) قال: حدثنا عبدالله بن جعفر الحميري، عن هارون بن مسلم، عن مسعدة بن صدقة، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه ، عن علي (عليهم السّلام) قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): ثلاثة يشفعون إلى الله (عزّوجلّ) فيشفَّعون: الأنبياء، ثمّ العلماء، ثمّ الشهداء(3).

6672- تفسير العياشي: عن صفوان، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال : قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): إنّي استوهب من ربّي أربعة: آمنة بنت وهب، وعبدالله بن عبدالمطّلب، وأبا طالب، ورجلاً جرت بيني وبينه اُخوة فطلب إلىَّ أن أطلب إلى ربّي أن

ص: 219


1- الأثرة كعقدة : الحال غير المرضية كقوله: اذا خاف من ايدي الحوادث اُثرةً أي حالاً غير مرضيّة. (أقرب الموارد).
2- تفسیر فرات الكوفي : ص466 ح610، والآيات في سورة الواقعة 56: 17- 19. منه البحار: ج8 ص26.
3- الخصال : ص156ح197 . منه البحار: ج 8 ص 34.

يهبه لي(1).

أقول: شفاعته (صلّى الله عليه وآله وسلّم) لهؤلاء الأربعة لاتدلّ على كفرهم وشركهم، لأنَّهم لو كانوا كفّاراً أو مشركين لما غفر الله لهم بأيّ حال، لأنَّ الله لايغفر أن يُشرك به .

هذا أوَّلاً.

ثانياً: أن قوله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) - في آخر الحديث -:

«فطلب إلىَّ أن أطلب إلى ربّي أن يهبه لي» يدلّ على إيمانه بالله سبحانه، ولذا سأل من النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) أن يستوهبه من ربّه.

فشفاعتُه (صلّى الله عليه وآله وسلّم) لهؤلاء يؤدّي إلى رفعة درجاتهم عند الله سبحانه .

6673 - تفسير القمي: حدثني أبي، عن محمّد بن أبي عمير، عن معاوية وهشام، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): لو قد قمت المقام المحمود لشفعت في أبي(2) واُمّي وعمّي وأخ كان لي في الجاهليّة(3).

تفسير العياشي: عن محمّد بن حکیم، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) مثله إلّا أن فيه : كان لي موافياً(4) في الجاهليّة(5) .

ص: 220


1- تفسير العياشي: ج2 ص314 ح 149. منه البحار: ج 8 ص48.
2- شفعت لأبي - تفسير العياشي.
3- تفسير القمي: ج2 ص25. منه البحار: ج8 ص36.
4- كل شيء بلغ تمام الكمال فقد وفى وتم. (لسان العرب). والمعنى: أنه كان كاملَ الصداقة والمحبة لي.
5- تفسير العياشي: ج2 ص313 ح146. منه البحار: ج 8 ص 47.

6674- أمالي الصدوق : حدثنا محمد بن موسی بن المتوكل قال : حدثنا محمد بن يحيى العطار قال : حدثنا محمد بن الحسين بن أبي الخطاب قال : حدثنا النضر بن شعيب، عن خالد القلانسي، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن آبائه (عليهم السّلام) قال : قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): إذا قمت المقام المحمود تشفّعت في أصحاب الكبائر من اُمّتي فيشفّعني الله فيهم، والله لا تشفّعت فيمن آذى ذرّيّتي(1).

6675- تفسير العياشي: عن بعض أصحابنا، عن احدهما (عليهما السّلام) قال : في قوله : « عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا »(2) قال : هي الشفاعة(3).

6676 - تفسير القمي: حدثني أبي، عن الحسن بن محبوب، عن زرعة ، عن سماعة، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: سألته عن شفاعة النبيّ يوم القيامة؟ فقال : يلجم(4) الناس يوم القيامة العرق فيقولون: انطلقوا بنا إلى آدم يشفع لنا عند ربّنا فياتون آدم فيقولون: يا آدم اشفع لنا عند ربّك؟ فيقول : إنّ لي ذنباً وخطيئة فعليكم بنوح، فيأتون نوحاً فيردّهم

ص: 221


1- أمالي الصدوق: ص242 ح 3. منه البحار: ج8 ص 37.
2- الاسراء 17 : 79.
3- تفسير العياشي: ج2 ص314 ح 148. منه البحار: ج8 ص48.
4- الجمهم العرق : أي سأل منهم إلى أن يصل إلى قرب افواههم. (مجمع البحرین). ومنه الحديث «يبلغ العرق منهم ما يلجمهم» أي يصل إلى أفواههم فيصير لهم بمنزلة اللجام يمنعهم عن الكلام. يعني في المحشر يوم القيامة. (النهاية) .

إلى من يليه، ويردّهم كلُّ نبيّ إلى من يليه حتّى ينتهوا إلى عيسى فيقول: عليكم بمحمّد رسول الله (صلّى الله عليه وآله وعلى جميع الأنبياء) فيعرضون أنفسهم عليه ويسألونه فيقول: انطلقوا، فينطلق بهم إلى باب الجنّة ويستقبل باب الرحمن ويخرّ ساجداً فيمكث ما شاء الله فيقول الله (عزّوجلّ) : ارفع رأسك واشفع تشفّع واسأل تعط، وذلك هو قوله : «عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا »(1).

أقول: ممّا لاشكَّ فيه أنَّ الأنبياء معصومون عن الخطأ والمعصية ، وكلُ ما صدر منهم - ممّا يُتصوَّر أنّه ذنب - فهو تركٌ للأولىٰ، لا غير، وقد كتب علماؤنا الأبرار كتباً ودراسات مفصَّلة حول هذا الموضوع، ومن أبرزها وأشهَرها كتاب (تنزيه الأنبياء) للسيد الشريف المرتضی عَلَم الهدی (رضوان الله عليه).

هذا أوَّلاً.

ثانياً : لاشك أنَّ نبي الإسلام محمداً (صلّى الله عليه وآله وسلّم) هو أفضل الانبياء وأشرف المرسَلين، وهو صاحب الوسيلة والمقام المحمود عند الله سبحانه ، ولهذا فإنَّ الأنبياء يرشدون الاُمم إلى هذا النبي الأفضل. وليس معنى ذلك عدم قبول الشفاعة من الأنبياء، كلا.. وقد ثبت أنَّ المؤمن يشفع في كثير من النَّاس فكيف بالأنبياء؟! 6677 - أمالي الطوسي: الفحام، عن المنصوري، عن عمّ أبيه قال : حدثني الامام علي بن محمد (عليهما السّلام) باسناده عن الباقر (عليه السّلام) قال: قال أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السّلام) : سمعت النبيّ (صلّى الله علیه وآله) يقول: إذا حشر الناس

ص: 222


1- تفسير القمي: ج2 ص25. منه البحار: ج 8 ص 35.

يوم القيامة نادى مناد : یا رسول الله، إنَّ الله (جلّ أسمه) قد أمكنك من مجازاة محبّيك ومحبّي أهل بيتك الموالين لهم فيك والمعادين لهم فيك فكافئهم بما شئت، فأقول: ياربّ الجنّة، فأنادی: فولّهم منها حيث شئت، فذلك المقام المحمود الّذي وعدت به(1).

6678- تفسير العيّاشي: عن عيص بن القاسم، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) أنّ اُناساً من بني هاشم أتوا رسول الله (صلّى الله عليه وآله) فسألوه أن يستعملهم على صدقات المواشي، وقالوا: يكون لنا هذا السهم الّذي جعله للعاملين عليها فنحن أولى به.

فقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) : يابني عبدالمطّلب إنّ الصدقة لاتحلّ لي ولا لكم، ولكنّي وُعدت بالشفاعة، ثمّ قال : والله أشهد أنّه قد وعدها، فما ظنّكم يا بني عبدالمطّلب إذا أخذت بحلقة الباب، أترونی مؤثراً عليكم غيركم ؟! ثمّ قال : إنّ الجنّ والإنس يجلسون يوم القيامة في صعيد واحد، فاذا طال بهم الموقف طلبوا الشفاعة فيقولون: إلى من؟ فيأتون نوحاً فيسألونه الشفاعة؟ فيقول: هيهات قد رفعت حاجتي.

فيقولون: إلى من؟ فيقال : إلى إبراهيم، فيأتون إلى إبراهيم فيسألونه الشفاعة؟ فيقول: هيهات قد رفعت حاجتي.

فيقولون: إلى من؟ فيقال : ایتوا موسى، فيأتونه فيسألونه الشفاعة؟

ص: 223


1- أمالي الطوسي: ص298 ح 586. منه البحار: ج8 ص39.

فيقول: هيهات قد رفعت حاجتي.

فيقولون: إلى من؟ فيقال : ایتوا عيسى، فيأتونه ويسألونه الشفاعة؟ فيقول: هيهات قد رفعت حاجتي.

فيقولون: إلى من؟ فيقال : ايتوا محمّداً، فيأتونه فيسالونه الشفاعة فيقوم مدلاً(1) حتّى يأتي باب الجنّة فيأخذ بحلقة الباب ثمّ يقرعه فيقال: من هذا؟ فيقول: أحمد، فيرحّبون ويفتحون الباب، فإذا نظر إلى الجنّة خرَّ ساجداً یمجّد ربّه ويعظّمه، فيأتيه ملك فيقول: أرفع رأسك وسل تُعط واشفع تشفّع، فيقوم فيرفع رأسه ويدخل من باب الجنّة فيخرُّ ساجداً یمجّد ربّه ويعظّمه، فيأتيه ملك فيقول: ارفع راسك وسل تُعط واشفع تشفع، فيمشي في الجنّة ساعة ثمّ يخرّ ساجداً یمجّد ربّه ويعظّمه فيأتيه ملك فيقول: أرفع رأسك وسل تعط واشفع تشفّع فيقوم فما يسأل شيئاً الّا أعطاه ايّاه(2).

6679- تفسير العياشي: عن عبيد بن زرارة قال : سُئل ابو عبدالله (عليه السّلام) عن المؤمن هل له شفاعة؟ قال : نعم.

فقال له رجل من القوم: هل يحتاج المؤمن إلى شفاعة محمّد (صلّی الله عليه وآله) يومئذ؟

ص: 224


1- أدلَّ عليه وتدلل: انبسط. وفي الحديث : يمشي على الصراط مدلاً أي منبسطاً لاخوف عليه . (أقرب الموارد).
2- تفسير العياشي: ج2 ص313 ح 147. منه البحار: ج 8 ص47.

قال : نعم إنّ للمؤمنين خطايا وذنوباً، وما من أحد إلّا يحتاج إلى شفاعة محمّد يومئذ.

قال : وسأله رجل عن قول رسول الله (صلّى الله عليه وآله):

«أنا سيّد وُلد آدم ولا فخر» قال : نعم [قال : ] يأخذ حلقة باب الجنّة فيفتحها فيخرُّ ساجداً ، فيقول الله : ارفع راسك اشفع تشفع، اطلب تعط، فيرفع رأسه ثم يخرُّ ساجداً فيقول الله : أرفع رأسك اشفع تشفّع واطلب تعط، ثم يرفع رأسه فيشفع فيشفّع ويطلب فيعطی(1).

6680 - تفسير العياشي: عن خيثمة الجعفيّ قال : كنت عند جعفر بن محمّد (عليهما السّلام) أنا ومفضّل بن عمر ليلاً ليس عنده أحد غيرنا، فقال له مفضّل الجعفيّ: جعلت فداك حدّثنا حديثاً نُسرّ به.

قال : نعم إذا كان يوم القيامة حَشَر الله الخلائق في صعيد واحد حفاة عراة غرلاً(2).

قال : فقلت: جعلت فداك ما الغرل؟ قال: كما خُلقوا أوّل مرّة، فيقفون حتّى يلجمهم العرق فيقولون : ليت الله يحكم بيننا ولو إلى النار - يرون أنّ في النار راحة فيماهم فيه - ثمّ يأتون آدم فيقولون: أنت أبونا وأنت نبيُّ فأسأل ربّك يحكم بيننا ولو إلى النار؟ فيقول آدم: لست بصاحبكم، خلقني ربّي بيده، وحملني على

ص: 225


1- تفسير العياشي: ج2 ص314 ح 150. منه البحار: ج 8 ص 48.
2- الغُرُل: من لم يُختن. (أقرب الموارد).

عرشه، وأسجد لي ملائكته، ثمّ أمرني فعصيته، ولكنّي أدلّكم على ابني الصدّيق الّذي مكث في قومه ألف سنة إلّا خمسين عاماً يدعوهم، كلّما كذبوا أشتدّ تصديقه: «نوح».

قال : فياتون نوحاً فيقولون : سل ربّك حتى يحكم بيننا ولو إلى النار.

قال: فيقول: لست بصاحبكم، إنّي قلت: إنّ أبني من أهلي، ولكنّي أدلّكم على من اتّخذه الله خليلاً في دار الدنيا، ايتوا إبراهيم .

قال : فيأتون إبراهيم فيقول: لست بصاحبكم، إنّي قلت : إنّي سقيم، ولكنّي أدلّكم على من كلّم الله تكليماً: «موسی».

قال : فيأتون موسی فيقولون له، فيقول: لست بصاحبكم، إنّي قتلت نفساً ولكنّي أدلّكم على من كان يخلق بإذن الله ويبرىء الأكمه والأبرص بإذن الله: «عيسى».

فيأتونه فيقول: لست بصاحبكم، ولكنّي أدلّكم على من بشّرتكم به في دار الدُّنيا : «أحمد».

ثمّ قال أبو عبدالله (عليه السّلام) : ما من نبيّ ولد من آدم إلى محمّد (صلوات الله عليهم) إلّا وهم تحت لواء محمّد، قال : فيأتونه ، ثمّ قال : فيقولون: يا محمّد سل ربّك يحكم بيننا ولو إلى النار؟ قال: فيقول: نعم أنا صاحبكم، فيأتي دار الرحمن وهي عدن وإنّ بابها سعته بُعد ما بين المشرق والمغرب، فيحرّك حلقة من الحِلق فيقال : من هذا؟ - وهو أعلم به - فيقول: أنا محمّد.

فيقال : افتحوا له.

ص: 226

قال : فيفتح لي، قال: فإذا نظرت إلى ربّي(1) مجدّته تمجيداً لم يمجّده احد كان قبلي ولايمجّده أحد كان بعدي، ثمّ أخرُّ ساجداً فيقول: يا محمّد أرفع رأسك وقل يسمع قولك واشفع تشفّع وسل تعط.

قال : فإذا رفعت رأسي ونظرت إلى ربّي مجّدته تمجيداً أفضل من الأوّل، ثمّ أخرُّ ساجداً فيقول: أرفع رأسك وقل يسمع قولك واشفع تشفّع وسل تعط ، قال : فاذا رفعت رأسي ونظرت إلى ربّي مجّدته تمجيداً أفضل من الأوّل والثاني، ثمّ أخرُّ ساجداً فيقول : ارفع رأسك وقل يسمع قولك واشفع تشفّع وسل تعط ، فإذا رفعت رأسي أقول: ربّ احكم بين عبادك ولو إلى النار.

فيقول: نعم يا محمّد.

قال : ثمّ يؤتى بناقة من ياقوت أحمر وزمامها زبرجد أخضر حتّى أركبها، ثمّ آتي المقام المحمود حتّى أقضي عليه وهو تلّ من مسك أذفر يحاذ بحيال العرش، ثمّ يدعى إبراهيم فيحمل على مثلها فيجيء حتّى يقف عن يمين رسول الله (صلّى الله عليه وآله).

ثمّ رفع رسول الله (صلّى الله عليه وآله) يده فضرب على كتف عليّ بن أبي طالب ثمّ قال: ثمّ تؤتي والله بمثلها فتحمل عليه، ثمّ تجيء حتّى تقف بيني وبين أبيك إبراهيم، ثمّ يخرج مناد من عند الرحمن فيقول: يا معشر الخلائق اليس العدل من ربّكم أن يولّي كلّ

ص: 227


1- أي: إلى عظمته وجلالته، لما ذكرناه - مراراً في مجلّدات هذه الموسوعة من أن رؤية الله تعالی مستحيلة في الدُّنيا والآخرة، لأنَّه سبحانه ليس مرکَّباً ولاجسماً ولا حيِّز له، وسياتي توضيح العلّامة المجلسي (رحمه الله تعالی) لهذه الكلمة.

قوم ما كانوا يتولّون في دار الدُّنيا.

فيقولون : بلى، وأيّ شيء عدل غيره؟ قال: فيقوم الشيطان الّذي أضلَّ فرقة من الناس حتّى زعموا أنَّ عيسى هو الله وأبن الله فيتبعونه إلى النار، ويقوم الشيطان الّذي أضلَّ فرقة من الناس حتّى زعموا أنّ عزیراً ابن الله حتّى يتبعونه إلى النار، ويقوم كلّ شيطان أضلّ فرقة فيتبعونه إلى النار حتّى تبقى هذه الاُمّة.

ثمّ يخرج مناد من عند الله فيقول: يا معشر الخلائق اليس العدل من ربّكم أن يولّي كلّ فريق من كانوا يتولّون في دار الدُّنيا؟ فيقولون : بلی [وأيّ شيء عدل غيره]، فيقوم شيطان فيتبعه من كان يتولّاه، ثمّ يقوم شيطان فيتبعه من كان يتولّاه، ثمّ يقوم شیطان ثالث فيتبعه من كان يتولّاه، ثمّ يقوم معاوية فيتبعه من كان يتولّاه، ويقوم عليُّ فيتبعه من كان يتولّاه، ثمّ يقوم یزید بن معاوية فيتبعه من كان يتولّاه، ويقوم الحسن فيتبعه من كان يتولّاه، ويقوم الحسين فيتبعه من كان يتولّاه، ثمّ يقوم مروان بن الحكم وعبدالملك فيتبعهما من كان يتولّاهما، ثمّ يقوم عليّ بن الحسين فيتبعه من كان يتولّاه، ثمّ يقوم الوليد بن عبدالملك ويقوم محمّد بن عليّ فيتبعهما من كان يتولّاهما، ثمّ أقوم أنا فيتبعني من كان يتولّاني وكأنّي بكما معي، ثمّ يؤتى بنا فنجلس على عرش ربّنا(1) ويؤتى بالكتب فتوضع(2) فنشهد على عدوّنا، ونشفع لمن كان من شيعتنا مرهقاً.

قال: قلت: جعلت فداك فما المرهق؟

ص: 228


1- فيجلس على العرش ربنا - البحار.
2- فنرجع - البحار.

قال : المذنب، فأمّا الّذين اتّقوا من شيعتنا فقد نجاهم الله بمفازتهم لاسّهم السوء ولا هم يحزنون.

قال : ثمّ جاءته جارية له فقالت: إنّ فلانا القرشيّ بالباب.

فقال : ائذنوا له .

ثمّ قال لنا: اسكتوا(1) .

البحار - بیان: قوله (عليه السّلام): «فإذا نظرت إلى ربّي» أي إلى عرشه، أو إلى كرامته، أو إلى نور من أنوار عظمته. والجلوس على العرش كناية عن ظهور الحكم والأمر من عند العرش وخلق الكلام هناك .

6681- امالي الصدوق : حدثنا محمّد بن موسی بن المتوكّل قال : حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن محمّد بن أحمد الأشعريّ ، عن سلمة بن الخطّاب، عن الحسين بن سعيد الأزدي(2)، عن اسحاق بن إبراهيم، عن عبدالله بن صباح، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله الصادق (عليه السّلام) قال: إذا كان يوم القيامة [و]جمع الله الأوَّلين والآخرين في صعيد واحد فتغشاهم ظلمة شديدة فيضجّون إلى ربّهم ويقولون: ياربّ اكشف عنّا هذه الظلمة.

قال: فيقبل قوم يمشي النور بين أيديهم قد أضاء أرضَ القيامة ، فيقول أهل الجمع : هؤلاء أنبياء الله، فيجيئهم النداء من عند الله : ما هؤلاء بأنبياء [الله].

فيقول أهل الجمع : فهؤلاء ملائكة، فيجيئهم النداء من عند الله :

ص: 229


1- تفسير العياشي: ج2 ص310 ح 145. منه البحار: ج8 ص 45.
2- الحسين بن سيف الازدي - بشارة المصطفى.

ما هؤلاء ملائكة .

فيقول أهل الجمع : هؤلاء شهداء، فيجيئهم النّداء من عند الله :

ما هؤلاء بشهداء .

فيقولون: من هم؟ فيجيئهم النداء [من عند الله]: يا أهل الجمع سلوهم من أنتم؟ فيقول أهل الجمع: من أنتم؟ فيقولون: نحن العلويّون، نحن ذرّيّة محمّد رسول الله (صلّی الله عليه وآله)، نحن أولاد عليّ وليّ الله ، نحن المخصوصون بكرامة الله، نحن الآمنون المطمئنّون، فيجيئهم النداء من عند الله (عزّوجلّ): اشفعوا في محيّيكم وأهل مودّتكم وشيعتكم، فيشفّعون فيشفّعون(1) .

بشارة المصطفى: أخبرنا الشيخ أبو محمد الحسن بن الحسين بن الحسن بن بابویه، عن عمّه محمد بن الحسن، عن أبيه الحسن بن الحسين، عن عمّه أبي جعفر محمّد بن علي بن الحسين (رحمهم الله) قال : حدثنا محمد بن موسی بن المتوكّل .... وذكر مثله(2) .

6682- تفسير القمي: حدثني أبي، عن الحسن بن محبوب، عن أبي اُسامة، عن أبي عبدالله وابي جعفر (عليهما السّلام) قالا: والله لنشفعنّ في المدنيين من شيعتنا حتّى يقول أعداؤنا إذا رأوا ذلك : «فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ * وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ *فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ »(3)

ص: 230


1- أمالي الصدوق: ص 234 ح 18.
2- بشارة المصطفی: ص33. منهما البحار: ج8 ص36.
3- الشعراء 26: 100- 102.

قال : من المهتدين، قال : لأنّ الإيمان قد لزمهم بالإقرار(1) .

6683 - البحار : روى العيّاشي بالإسناد، عن حمران بن اعين، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال : والله لنشفعنّ لشيعتنا حتّى يقول الناس : «فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ » إلى قوله : «فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ ».

وفي رواية اُخرى: حتّى يقول عدوّنا.

ثمّ قالوا: «فَلَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً » اي رجعة إلى الدُّنيا «فَنَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ » المصدّقين لتحلّ لنا الشفاعة(2).

6684 - المحاسن: البرقي، عن عمر بن عبدالعزيز، عن مفضّل أو غيره، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) في قول الله : «فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ * وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ ».

قال : الشافعون الأئمّة، والصديق من المؤمنين(3)..

6685۔ مناقب آل ابي طالب: حمران بن أعين، قال الصادق (عليه السّلام): والله لنشفعنّ لشيعتنا، والله لنشفعنّ لشيعتنا، والله لنشفعنّ لشيعتنا حتّى يقول الناس : «فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ *وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ »(4).

6986 - تأويل الآيات الظاهرة : قال محمّد بن العبّاس: حدثنا محمّد بن عثمان بن أبي شيبة، عن محمّد بن محمّد بن الحسين الخثعميّ، عن عباد بن یعقوب، عن عبدالله بن زیدان، عن الحسن بن

ص: 231


1- تفسير القمي: ج2 ص123. منه البحار : ج8ص37.
2- البحار: ج 7 ص 153.
3- المحاسن : ص184ح187. منه البحار: ج8 ص42.
4- مناقب آل ابي طالب: ج2 ص164. منه البحار: ج 8 ص 43.

محمّد بن أبي عاصم، عن عیسی بن عبدالله بن محمّد بن عمر بن عليّ بن أبي طالب، عن أبيه، عن جعفر بن محمّد (عليهما السّلام) قال: نزلت هذه الآية فينا وفي شيعتنا، وذلك أنّ الله سبحانه يفضّلنا ويفضّل شیعتنا حتّى إنّا لنشفع ويشفعون فإذا رأى ذلك من ليس منهم قالوا: «فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ * وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ »(1) .

6687- تأويل الآيات الظاهرة : قال محمّد بن العبّاس : حدثنا أحمد بن إدريس، عن أحمد بن محمد بن عيسى، عن أبي عبدالله البرقيّ، عن رجل، عن سليمان بن خالد قال : سألت أبا عبدالله (عليه السّلام) عن قول الله (عزّوجلّ) : «فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ * وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ » فقال : لما يرانا هؤلاء وشيعتنا نشفع يوم القيامة يقولون: «فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ * وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ » يعني بالصديق المعرفة القرابة(2).

6688- مشارق أنوار اليقين: روی محمّد بن سنان، عن أبي بصیر، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) انّه قال : إنّ الله أباح لمحمّد الشفاعة في اُمّته، [وأعطانا الشفاعة في شيعتنا]، وإنّ لشيعتنا الشفاعة في أهاليهم، وإليه الاشارة بقوله: «فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ » قال : [والله لنشفعنّ في شيعتنا حتّى يقول أعداؤنا : «فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ» ثمّ قال : ]والله ليشفعنّ شيعتنا في أهاليهم حتّى تقول شيعة أعداءنا :

ص: 232


1- تأويل الآيات الظاهرة : ج1 ص389 ح9. منه البحار: ج24 ص258 .
2- تأويل الآيات الظاهرة : ج1 ص389 ح10. منه البحار: ج 24ص 258.

«وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ »(1).

6689- اعلام الدين: من كتاب الحسين بن سعيد، قال (عليه السّلام) : والله لنشفعنّ والله لنشفعنّ ثلاث مرّات حتّى يقول عدوّنا:

«فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ * وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ » إنّ شيعتنا يأخذون بحجزنا(2) ونحن آخذون بحجزة نبيّنا ونبيّنا آخذ بحجزة الله(3).

6690- شرح الأخبار: عبدالحميد الواسطي، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) أنه قال: إن الشفاعة المقبولة، ولاتقبل عن ناصب، وان المؤمن [من] شيعتنا ليشفع في جاره، وماله من حسنة، فيقول : ياربّ جاري كان يكفّ عني الأذي [فيشفع فيه] فيقول الله تعالى: أنا أحق لمكافأته عنك، فيشفعه فيه وماله من حسنة. فان أدنى المؤمنين شفاعة لمن يشفع لثلاثين انساناً، فعند ذلك يقول عدوّنا: «فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ * وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ »(4).

6691 - شرح الاخبار : عن أبي عبدالله (عليه السّلام) انه قال لجماعة من شيعته اجتمعوا عنده : أخبروني أيّ هذه الفرق أسوأ حالاً عند علمة الناس؟ (5).

فقال له بعضهم : جعلت فداك مااعلم احداً أسوأ حالاً عندهم منا.

ص: 233


1- مشارق انوار اليقين : ص182. منه البحار: ج24 ص272.
2- الحجزة : معقد الازار. وقد استعير الاخذ بالحجزة للتمسك والاعتصام يعني تمسكوا واعتصموا به . (مجمع البحرین).
3- أعلام الدين: ص449. منه البحار: ج 27 ص122.
4- شرح الأخبار: ج3 ص500ح1433.
5- علمة الناس أي علماؤهم، ومن يدعي منهم العلم. «هامش المصدر».

قال : فاستوى جالساً، ثم قال : أما والله ما في النار منكم اثنان، والله ولا واحد، وما نزلت هذه الآية الآ فيكم: «وَقَالُوا مَا لَنَا لَا نَرَى رِجَالًا كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرَارِ * أَتَّخَذْنَاهُمْ سِخْرِيًّا أَمْ زَاغَتْ عَنْهُمُ الْأَبْصَارُ »(1).

ثمَّ قال : أتدرون لم ساءت حالكم عندهم؟ قالوا: لا.

قال : لأنهم أطاعوا ابليس وعصيتموه فأغراهم بكم(2).

6692- عيون أخبار الرضا (عليه السّلام) : حدثنا محمد بن عمر ابن محمد بن سلم بن البراء الجعابي قال : حدثني أبو محمد الحسن بن عبدالله بن محمد بن العباس الرازي التميمي قال: حدثني سيّدي علي ابن موسی الرضا (عليه السّلام) قال: حدثني أبي موسى بن جعفر (قال : حدثني أبي جعفر بن محمّد) قال : حدثني أبي محمّد بن علي قال : حدثني أبي علي بن الحسين قال: حدثني أبي الحسين بن علي، عن علي (عليهم السّلام) قال: من كذب بشفاعة رسول الله (صلّی الله عليه وآله) لم تنله (3).

6693- عیون اخبار الرضا (عليه السّلام) - أمالي الصدوق: حدثنا أبي (رحمه الله) قال : حدثنا سعد بن عبدالله قال : حدثنا إبراهيم بن هاشم(4)، عن عليّ بن معبد، عن الحسين بن خالد، عن

ص: 234


1- ص 38: 62و 63.
2- شرح الأخبار : ج3 ص473 ح1374.
3- عيون أخبار الرضا: ج2 ص66 ح292. منه البحار: ج 8 ص 40.
4- سعدبن عبدالله قال: حدثنا علي بن ابراهيم بن هاشم ، عن أبيه - عیون اخبار الرضا.

علي بن موسي الرضا، عن أبيه، عن آبائه، عن أمير المؤمنين (عليهم السّلام) قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): من لم يؤمن بحوضي فلا أورده الله حوضي، ومن لم يؤمن بشفاعتي فلا أناله الله شفاعتي. ثمّ قال (عليه السّلام): إنّما شفاعتي لأهل الكبائر من اُمّتي، فأمّا المحسنون فما عليهم من سبيل. قال الحسين بن خالد: فقلت للرضا (عليه السّلام): يابن رسول الله فما معنى قول الله (عزّوجلّ): «وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى »(1)؟ قال : لا يشفعون إلا لمن أرتضى الله دينه(2) .

6694- من لایحضره الفقيه: قال الصادق (علیه السّلام): شفاعتنا لاهل الكبائر من شيعتنا وأمّا التائبون فإنَّ الله (عزّوجلّ) يقول :« مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ »(3).

6695- أمالي الطوسي: أخبرني أبو عبدالله محمد بن محمد قال : أخبرني أبو القاسم جعفر بن محمّد (رحمه الله) قال : حدثني محمد بن عبدالله بن جعفر الحميري، عن أبيه، عن أحمد بن أبي عبدالله البرقي، عن شريف بن سابق، عن أبي العباس الفضل بن عبدالملك ، عن أبي عبدالله جعفر بن محمد، عن آبائه (عليهم السّلام) قال : قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): أوّل عنوان صحيفة المؤمن بعد موته ما يقول الناس فيه، إن خيراً فخير، وأن شرّاً فشر، وأوّل

ص: 235


1- الأنبياء 21: 28.
2- عیون اخبار الرضا: ج1 ص 136 ح 35 - أمالي الصدوق: ص16 ح4. منهما البحار: ج 8 ص 34.
3- من لا يحضره الفقيه: ج3 ص574 ح4964، والآية في سورة التوبة 9: 91.

تحفة المؤمن أن يغفر له ولمن تبع جنازته .

ثم قال: يا فضل لا يأتي المسجد من كل قبيلة الّا وافدها، ومن كلّ أهل بيت الّآ نجيبها .

یا فضل: إنه لايرجع صاحب المسجد بأقل من إحدى ثلاث: إما دعاء يدعو به يُدخله الله به الجنّة، وإما دعاء يدعو به ليصرف الله به عنه بلاء الدُّنيا، وإمّا أخٌ يستفيده في الله (عزّوجلّ).

قال : ثمّ قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): ما استفاد امرؤ مسلم فائدة بعد فائدة الاسلام مثل أخٌ يستفيده في الله (عزّوجلّ).

ثمّ قال: يا فضل: لاتزهدوا في فقراء شيعتنا، فان الفقير منهم ليشفع يوم القيامة في مثل ربيعة ومضرّ.

ثم قال : يافضل : إنّما سمّي المؤمن مؤمناً لأنّه يؤمّن على الله فيجيز الله أمانه .

ثمّ قال : أما سمعت الله (تعالى) يقول في أعدائكم - إذا رأوا شفاعة الرجل منكم لصديقه يوم القيامة - : «فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ * وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ »؟(1).

6696- تفسیر فرات الكوفي: قال : حدثنا فرات بن إبراهيم الكوفيّ معنعناً، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه (عليهما السّلام) قال :

نزلت هذه الآية فينا وفي شيعتنا قوله تعالى : «فَمَا لَنَا مِنْ شَافِعِينَ * وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ »وذلك أنّ الله تعالى يفضّلنا ويفضّل شیعتنا حتّى إنّا لنشفع ويشفعون فإذا(2) رأى ذلك من ليس منهم قالوا: «فَمَا لَنَا مِنْ

ص: 236


1- أمالي الطوسي: ص46 ح57. منه البحار: ج8 ص52.
2- فلما - شرح الاخبار .

شَافِعِينَ * وَلَا صَدِيقٍ حَمِيمٍ »(1).

شرح الأخبار : جعفر بن محمّد (عليه السّلام) أنه قال : نزلت هذه الآية ..... وذكر مثله(2) .

6697- الخصال : حدثنا أحمد بن الحسن القطان قال : حدثنا احمد بن يحيى بن زكريّا القطان قال : حدثنا بكر بن حبيب قال :

حدثنا محمد بن عبدالله قال: حدثنا علي بن الحكم، عن ابان بن عثمان، عن محمد بن الفضيل الرزقي، عن أبي عبدالله، عن أبيه، عن جدّه، عن عليّ (عليهم السّلام) قال : إن للجنّة ثمانية أبواب: باب يدخل منه النبيّون والصدّيقون، وباب يدخل منه الشهداء والصالحون، وخمسة أبواب يدخل منها شيعتنا ومحبّونا، فلا أزال واقفاً على الصراط أدعو وأقول: ربّ سلّم شيعتي ومحبّي وأنصاري ومن تولّاني(3) في دار الدُّنيا، فإذا النداء من بطنان العرش: قد اُجيبت دعوتك، وشفّعت في شيعتك. ويشفع كلّ رجل من شيعتي ومن تولاني ونصرني وحارب من حاربني بفعل أو قول في سبعين ألفاً من جيرانه وأقربائه، وباب يدخل منه سائر المسلمين ممّن شهد أن لا إله إلّا الله ولم يكن في قلبه مقدار ذرّة من بغضنا أهل البيت(4).

أقول: قوله (عليه السّلام): «.. وباب يدخل منه سائر المسلمين ...» - مع الإنتباه إلى أن المقصِّر غير معذور عند الله تعالی۔

ص: 237


1- تفسیر فرات الكوفي : ص 297 ح 401. منه البحار : ج8 ص56.
2- شرح الاخبار: ج3 ص452 ح 1325.
3- توالاني - البحار.
4- الخصال: ص407 ح6. منه البحار: ج8ص39.

ينبغي حمله على القاصر، وهو الذي لم تقم عليه الحجّة على لزوم اتّباع مذهب أهل البيت (عليهم السّلام) الَّذين جعلهم النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) عدل القرآن في حديث الثقلين، وفي حديث السفينة والأحاديث الاُخرى الآمرة باتّباعهم (صلوات الله عليهم).

6698- ثواب الأعمال : أبي (رحمه الله) قال : حدثني محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن الحسن بن محبوب، عن أبي ولّاد، عن ميسّر ، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: إنّ المؤمن منكم يوم القيامة ليمرّ به الرجل له المعرفة به في الدنيا وقد اُمر به إلى النار والملك ينطلق به، قال: فيقول له: يا فلان أغثني فقد كنت أصنع إليك المعروف في الدُّنيا واُسعفك في الحاجة تطلبها منّي، فهل عندك اليوم مكافاة؟ فيقول المؤمن للملك الموكّل به : خلّ سبيله..

قال : فيسمع الله قول المؤمن فيامر الملك أن يجيز قول المؤمن فيخلّي سبيله(1).

6699 - ثواب الأعمال : أبي (رحمه الله) قال: حدثني سعد بن عبدالله، عن أحمد بن محمّد بن عيسى، عن محمّد بن خالد، عن النضر، عن يحيى الحلبيّ، عن أبي المغرا، عن أبي بصير، عن عليّ الصائغ قال : قال أبو عبدالله (عليه السّلام): إنّ المؤمن ليشفع لحميمه إلّا أن يكون ناصباً، ولو أن ناصباً شفع له كلّ نبيّ مرسل وملك مقرّب ما شُفّعوا(2).

ص: 238


1- ثواب الاعمال : ص206ح1. منه البحار: ج 8 ص 41.
2- ثواب الاعمال: ص 251 ح 21. منه البحار : ج8 ص 41.

6700- المحاسن: البرقي، عن أبيه (رحمه الله) : عن حمزة بن عبدالله، عن إسحاق بن عمّار، عن عليّ الخدميّ قال : قال أبو عبدالله (عليه السّلام): إنّ الجار ليشفع لجاره والحميم لحميمه، ولو أنّ الملائكة المقرّبين والأنبياء المرسلين شفعوا في ناصب ما شُفّعوا(1) .

6701- المحاسن: البرقي، عن أبيه، عن سعدان بن مسلم، عن معاوية بن وهب قال: سألت أبا عبدالله (عليه السّلام) عن قول الله (تبارك وتعالی) : « لَا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا » ؟(2) قال : نحن والله المأذون في ذلك اليوم والقائلون صواباً .

قلت: جعلت فداك وما تقولون اذا كلمتم؟ قال: نمجّد(3) ربّنا، ونصلّي على نبيّنا، ونشفع لشيعتنا فلايردّنا ربّنا(4) .

تأويل الآيات الظاهرة : محمّد بن العبّاس (رحمه الله)، عن الحسين(5) بن أحمد، عن محمّد بن عيسى، عن يونس، عن سعدان بن مسلم مثله إلّا أنَّ فيه: نحن والله المأذون لهم يوم القيامة(6).

6702 - المحاسن: البرقي، عن سعدان بن مسلم، عن معاوية بن وهب قال: قلت لأبي عبدالله (عليه السّلام): قوله : «مَنْ ذَا الَّذِي

ص: 239


1- المحاسن : ص184 ح190. منه البحار : ج8 ص42.
2- النبأ 78: 38.
3- نحمده - تاويل الآيات الظاهرة .
4- المحاسن : ص183 ح 183.
5- الحسن - البحار.
6- تاويل الآيات الظاهرة : ج2 ص 760 ح8. منهما البحار: ج 8 ص 41.

يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ »(1) قال: نحن اُولئك الشافعون(2).

تفسير العياشي: عن معاوية بن عمّار، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) مثله(3).

6703 - المحاسن: البرقي، عن أبيه، عن القاسم بن محمّد، عن عليّ بن أبي حمزة قال : قال رجل لأبي عبدالله (عليه السّلام): إنّ لنا جاراً من الخوارج يقول : إنّ محمّداً يوم القيامة همّه نفسه فكيف يشفع؟ فقال أبو عبدالله (عليه السّلام): ما أحد من الأوّلين والآخرين إلّا وهو يحتاج إلى شفاعة محمّد (صلّى الله عليه وآله) يوم القيامة(4) .

6704۔ مناقب آل أبي طالب: أبو عبدالله (عليه السّلام): «وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ عِنْدَ رَبِّهِمْ »(5) [قال : ولاية أمير المؤمنين (عليه السّلام)، ويقال : « أَنَّ لَهُمْ قَدَمَ صِدْقٍ »] قال : شفاعة النبيّ «وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ»(6) شفاعة عليّ (عليه السّلام) « أُولَئِكَ هُمُ الصِّدِّيقُونَ »(7)شفاعة الأئمّة (عليهم السّلام)(8).

6705 - الاختصاص: روي عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال :

ص: 240


1- البقرة 2: 255.
2- المحاسن: ص183 ح184.
3- تفسير العياشي: ج1 ص136 ح 450. منهما البحار: ج 8 ص 41 و 42.
4- المحاسن: ص184 ح186. منه البحار: ج 8 ص 42.
5- يونس 10: 2.
6- الزمر 39: 33.
7- الحديد 57: 19.
8- مناقب آل أبي طالب: ج2 ص165. منه البحار: ج8 ص43.

قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): ما من أهل بيت يدخل واحد منهم الجنّة إلّا دخلوا أجمعين الجنّة.

قيل : وكيف ذلك؟ قال: يشفع فيهم فيشفّع حتّى يبقى الخادم فيقول: ياربّ خویدمتي قد كانت تقيني الحرّ والقرّ(1) فيشفّع فيها(2) .

6706 - البحار: تفسير العياشي - عن أبان بن تغلب قال : سمعت أبا عبدالله (عليه السّلام) يقول: إنّ المؤمن ليشفع يوم القيامة الأهل بيته فيشفّع فيهم حتّى يبقى خادمه، فيقول - فيرفع سبّابتیه -: ياربّ خویدمي كان يقيني الحرّ والبرد، فيشفّع فيه(3).

6707- أمالي الطوسي: حدثنا الشيخ ابو جعفر محمد بن الحسن ابن علي بن الحسن الطوسي (رحمه الله) قال: أخبرنا أبو عبدالله أحمد بن عبدون المعروف بابن الحاشر، قال: أخبرنا أبو الحسن علي ابن محمّد بن الزبير القرشي، قال: أخبرنا علي بن الحسن بن فضال، قال : حدثنا العباس بن عامر، قال : حدثنا أحمد بن رزق الغمشاني، عن محمد بن عبدالرحمن الضبي، قال : سمعت أبا عبدالله (عليه السّلام) يقول: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): لاتستخفّوا بشيعة علي، فانَّ الرجل منهم ليشفع بعدد ربيعة ومضر(4).

أقول: رَبيعة ومُضَر قبيلتان عربيتان كبيرتان يضرب بهما المثل في الكثرة.

ص: 241


1- القُرّ- بالضم -: البرد. (أقرب الموارد).
2- الاختصاص، ص111. منه البحار: ج 8 ص 56.
3- البحار: ج8 ص 61 ح86.
4- أمالي الطوسي: ص 671 ح 1413. منه البحار: ج68 ص70.

6708- أمالي الطوسي: ابو محمد الفحام السامري قال : حدثني المنصوري قال: حدثني عم أبي أبو موسی عیسی بن أحمد بن عیسی بن المنصور قال : دخل سماعة بن مهران على الصادق (عليه السّلام) فقال له: يا سماعة من شرّ الناس [عند الناس؟] قال : نحن يابن رسول الله.

قال : فغضب حتّى احمرّت وجنتاه، ثمّ استوى جالساً وكان متّكئاً فقال : يا سماعة من شرّ الناس [عند الناس؟] فقلت: والله ما كذّبتك يابن رسول الله نحن شرّ الناس عند الناس، لأنّهم سمّونا كفّاراً ورفضةً.

فنظر إليّ، ثمّ قال : كيف بكم إذا سيق بكم إلى الجنّة، وسيق بهم إلى النار فينظرون إليكم فيقولون: « مَا لَنَا لَا نَرَى رِجَالًا كُنَّا نَعُدُّهُمْ مِنَ الْأَشْرَارِ » ؟!! یا سماعة بن مهران : إنّه والله من أساء منكم إساءة مشينا إلى الله تعالى يوم القيامة بأقدامنا فنشفع فيه فنشفّع، والله لايدخل النار منكم عشرة رجال، والله لايدخل النار منكم خمسة رجال، والله لا يدخل النار منكم ثلاثة رجال، والله لا يدخل النار منکم رجل واحد فتنافسوا في الدرجات، واكمدوا عدوّكم(1) بالورع(2).

ص: 242


1- أعداءكم - البحار. والكمد: تغير اللون وذهاب صفائه ، والحزن الشديد، ومرض القلب من الحزن، وقيل : أشدّ الحزن. والورع: التقوى، وقيل : ترك المحظورات ، وقيل : اجتناب الشبهات خوفاً من الوقوع في الحرمات (أقرب الموارد). والمعنى: أدخلوا الحزن في قلوب أعدائكم بتورعكم عن المعاصي والمنكرات وطاعتكم لله سبحانه في ما أمَرَ به ونهىٰ عنه فان هذا يُسبب حزن اعدائكم.
2- أمالي الطوسي: ص295 ح 581. منه البحار: ج24 ص 259.

6709- فضائل الشيعة : حدثنا محمد بن موسی بن المتوكل (رحمه الله) قال: حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن أحمد بن العيص رفعه، عن جعفر بن محمّد (عليهما السّلام) قال إذا كان يوم القيامة نشفع في المذنبين من شيعتنا، فأمّا المحسنون فقد نجّاهم الله(1).

6710 - صفات الشيعة: أبي (رحمه الله) قال : حدثنا سعد بن عبدالله قال : حدثنا أحمد بن الحسن بن علي بن فضال، عن عمار بن موسى، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) انّه سُئل عن أهل السَّماء هل يرون أهل الأرض؟ قال (عليه السّلام): لايرون الّآ المؤمنين لأنّ المؤمن من نور کنور الكواكب.

قيل : فهم يرون أهل الأرض؟ قال (عليه السّلام): لا، يرون نوره حيث ما توجه .

ثمّ قال (عليه السّلام): لكلّ مؤمن خمس ساعات يوم القيامة يشفع فيها(2).

6711- تفسير العياشي: روی اسباط الزطي قال : قلت لأبي عبدالله (عليه السّلام): قول الله : (لايقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً).

قال : الصّرف: النافلة، والعدل : الفريضة (3).

6712 - تفسير العياشي: عن يعقوب الأحمر، عن أبي عبدالله

ص: 243


1- فضائل الشيعة: ص 41 ح45. منه البحار: ج 8 ص 59.
2- صفات الشيعة: ص 78 ح57 . منه البحار: ج8ص59.
3- تفسير العياشي: ج1 ص57ح 87. منه البحار: ج8 ص61.

(عليه السّلام) قال : العدل : الفريضة(1).

6713- تفسير العياشي: عن إبراهيم بن الفضل، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال : العدل - في قول أبي جعفر (عليه السّلام)- الفداء (2).

أقول: المراد انه لايقبل الله من الانسان المذنب الخاطيء فداءً يفدي به نفسه من العذاب.

باب (47) الصراط

6714- ثواب الأعمال : أبي (رحمه الله) قال : حدثني سعد بن عبدالله، عن أحمد بن محمّد، عن عبدالله بن محمّد الحجّال، عن غالب بن محمّد، عمّن ذكره، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) في قول الله (عزّوجلّ): «إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ »(3).

قال : قنطرة على الصراط لايجوزها عبد مظلمة(4) .

مجمع البيان : عن الصادق (عليه السّلام) نحوه(5).

6715- أمالي الصدوق : حدثنا محمد بن الحسن بن أحمد بن الوليد قال : حدثنا محمد بن الحسن الصفار قال : حدثنا أحمد بن محمد بن عيسى، عن محمد بن خالد البرقي، عن القاسم بن محمّد

ص: 244


1- تفسير العياشي: ج1 ص57 ح85 و86. منه البحار: ج 8 ص 61.
2- تفسير العياشي: ج1 ص57 ح85 و86. منه البحار: ج 8 ص 61.
3- الفجر 89: 14.
4- ثواب الأعمال: ص321 ح 2. منه البحار: ج8 ص66.
5- مجمع البيان : ج5 ص487. منه البحار: ج 8 ص 64.

الجوهريّ، عن عليّ بن أبي حمزة، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله الصادق (عليه السّلام) قال: الناس يمرّون على الصّراط طبقات ، والصّراط أدقّ من الشّعر واحدُّ من السيف(1) فمنهم من يمرّ مثل البرق، ومنهم من يمرّ مثل عَدوِ الفرس(2)، ومنهم من يمرّ حَبوا(3)، [ومنهم من یمرّ مشيتاً] ومنهم من يمرّ متعلّقاً قد تأخذ النار منه شيئاً وتترك شيئاً(4).

کتاب الزهد: القاسم بن محمّد مثله(5).

تفسير القمي: عن سعدان بن مسلم، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: سألته عن الصراط؟ فقال : هو أدق من الشعر .... وذكر نحوه(6).

6716- فضائل الشيعة : حدثنا جعفر بن علي بن الحسين بن علي ابن عبدالله بن المغيرة، عن اسماعیل بن مسلم الشعيري، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن أبيه (عليهما السّلام) قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): أثبتكم قدماً على الصراط أشدُّكم حبّاً لأهل بیتی(7).

6717- تفسير القميّ: حدثني أبي، عن القاسم بن محمّد، عن

ص: 245


1- ومن حدّ السيف - كتاب الزهد.
2- العدو : الخُضر، والخُضر : إرتفاع الفرس في عدوه (أقرب الموارد).
3- حبا حبواً: مشي على يديه وبطنه، وحبا الصبي حبواً: مشي على اُسته واشرف بصدره (لسان العرب).
4- أمالي الصدوق: ص149 ح4 .
5- كتاب الزهد: ص92 ح248. منهما البحار: ج 8 ص 64 و65.
6- تفسير القمي: ج1 ص29.
7- فضائل الشيعة: ص5ح 3. منه البحار: ج 8 ص69.

سليمان بن داود المنقري، عن حفص بن غیاث قال: وصف أبو عبدالله (عليه السّلام) الصراط فقال : ألف سنة صعود وألف سنة هبوط والف سنة حدال (1)و(2) .

ص: 246


1- الأحدل: الماثل. وقيل : الذي يمشي في شقّ. (لسان العرب). وفي القاموس): حُدال - بالضم -: الأملس ولعلَّ المعنى المناسب هنا أنَّ الصراط يكون في الألف الثالثة - سهلاً لا إرتفاع فيه ولا إنخفاض، بعد الصعود والهبوط، والله العالِم .
2- تفسير القمي: ج1 ص29. منه تفسير البرهان : ج1 ص47.

أبواب الجنَّة والنَّعِيم

باب (1) شجرة طوبی

6718 - مجمع البيان : روى الثعلبيّ بإسناده عن الكلبيّ، عن أبي صالح، عن ابن عبّاس قال: طوبی شجرة أصلها في دار عليّ (عليه السّلام) في الجنّة، وفي دار كلّ مؤمن منها غصن. ورواه أبو بصیر، عن أبي عبدالله (عليه السّلام).

وروى الحاكم أبو القاسم الحسكانيّ بإسناده عن موسی بن جعفر، عن أبيه، عن آبائه (عليهم السّلام) قال: سُئل رسول الله (صلّى الله عليه وآله) عن طوبی؟ قال : شجرة أصلها في داري وفرعها على أهل الجنّة .

ثم سئل عنها مرة أخرى فقال : في دار علي. فقيل له في ذلك ، فقال : إنّ داري ودار عليّ في الجنّة بمكان واحد(1).

6719- تفسير القمي: حدثني أبي، عن الحسن بن محبوب، عن

ص: 247


1- مجمع البيان : ج3 ص291. منه البحار: ج8 ص87.

علي بن رئاب، عن أبي عبيدة ، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال : طوبی شجرة في الجنّة في دار أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) وليس أحد من شيعته إلّآ وفي داره غصن من أغصانها، وورقة من أوراقها ستظّل تحتها اُمّة من الاُمم(1).

6720- شرح الأخبار: أبو عبدالله جعفر بن محمّد (عليه السّلام)، عن أبيه، عن آبائه، عن أمير المؤمنين علي (عليه السّلام) أنه قال : لما نزلت على رسول الله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) «الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ طُوبَى لَهُمْ وَحُسْنُ مَآبٍ »(2).

قال المقداد بن الاسود الكندي: یا رسول الله وما طوبی؟ قال : يا مقداد ، شجرة في الجنة ، لو يسير الراكب الجواد في ظلها مائة عام ما قطعها، وورقها وقشرها [زبرجد] أخضر وزهرها ریاض صفر، وضيعتها زنجبیل و عسل، وبطحاؤها ياقوت أحمر وزمرد اخضر، وترابها مسك وعنبر، وحشیشها زعفران، خلالها لجوج [كذا] يتأجج من غير وقود، يتفجر من أصلها السلسبيل، ظلُّها مجلس من مجالس شيعة علي (عليه السّلام) یألفونه ويتحدثون فيه . فبينا هم يوماً في ظلِّها اذ جاءتهم الملائكة تقود لهم خيلاً بسلاسل من ذهب كأن وجوهها المصابيح نضارة وحسناً، وبرها [كذا] خزٌ أحمر ومرعر [كذا] أبيض(3) محيطاً لم ينظر الناظرون الى مثلها حسناً وبهاءً، قد ذللت من

ص: 248


1- تفسير القمي: ج1 ص365. منه البحار: ج 8 ص 120.
2- الرعد 13: 29.
3- وبرها، لعلَّ المراد به : ظاهرها. ومرعر، الظاهر أنّه تصحيف ولعلّ الصحيح: ومرعز وهو الزَّغب (صغار الشعر والريش وليّنهما) الذي تحت شعر العنز.

غير مهانة ونجبت من غير رياضة، عليها رحال الواحها من الدرّ والياقوت مضيئة بألوان المرجان، وصفاتها [كذا] من الذهب الأحمر ملبسة بالعبقري والارجوان فاناخوها لهم.

ثمّ قالوا: ربّكم يقرئكم السلام فقوموا فزوروه ليزيدكم من فضله، فانه ذو رحمة واسعة وفضل عظيم. فيستوي كل رجل منهم على راحلته وينطلقون صفاً واحداً معتدلاً لايفوت احد منهم أحداً، ولا يمرون بشجرة من شجر الجنة ألا اتحفتهم بثمارها، ورحلت لهم عن طريقهم كرامة لهم، من غير أن تفرق بينهم، حتى اذا انتهوا إلى الجبار تعالى، قالوا: ربنا أنت السلام ومنك السلام وأنت ذو الجلال والاكرام .

فيقول تعالى : كذلك أنا ومرحباً بعبادي الذين حفظوا وصيتي في اهل [بیت] نبیي، ورعوا حقي، وخافوني بالغيب وكأني مني(1) على حال مشفقين.

فيقولون: وعزِّتك وجلالك ما قدرناك حق قدرك ولا أدّينا حقك فأذن لنا بالسجود.

فيقول لهم ربُّهم: إني قد وضعت عنكم العبادة وارحت أبدانكم فطال ما انصبتم لي الأبدان، فالآن أفضتم الى رَوحي ورحمتي فاسألوني بما شئتم، فلايزال - يا مقداد - ممنوناً عليهم في العطايا والمواهب حتى أن المقصّر من شيعة علي ليتمنى يومئذ في اُمنيته مثل جميع الدُّنيا مذ خلقها الله تعالى الى يوم القيامة.

فيقول لهم ربهم : لقد قصّرتم في أمانيكم، ورضيتم بدون ما لحق الكم، فانظروا الى مواهب ربكم.

ص: 249


1- هكذا في المصدر، والظاهر أنّ الصحيح: وكانوا منّي أو وكأنّهم مني. والله العالم.

فينظرون، فاذا هم بقباب وقصور في أعلى علوّ من الياقوت الأحمر والجوهر الأخضر والأبيض والأصفر يزهر نورها، فلولا أنها مسخرة لم تكد الابصار أن تراها لشدة نورها، فما كان منها من الياقوت الأحمر فهو مفروش بالسندس الأخضر، وما كان منها من الياقوت الأصفر فهو مفروش بالرياض مشوب بالفضة البيضاء والذهب الأحمر، قواعدها وأركانها من الجوهر، يخرج من أبوابها وعرصتها نور مثل شعاع الشمس، وعلى كل قصر من تلك القصور جنتان مدهامتان فيهما عينان نضاختان(1) ، فاذا ارادوا الانصراف الى منازلهم حولوا الى فرس من نور بأیدي ولدان مخلدين، بيد كل واحد منهم حكمة فرس(2) من تلك الافراس، لجمها وأعينها من الفضة البيضاء والذهب الأحمر والجوهر، فلمّا دخلوا منازلهم أتتهم الملائكة يهنئونهم بكرامة الله لهم، حتى اذا استقروا قيل لهم: هَل وَجَدتُم ما وَعَدَکُم ربّکُم حقاً؟ قالوا: نعم ربنا رضينا فارض عنا.

قال: برضاي عنكم، وبحبّكم أهل بیت نبيّكم أحللتكم داري وصافحتكم الملائكة فهنيئاً لكم عطاءً غير مجذود(3) ليس ينغصّ فعندها قالوا : «وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَذْهَبَ عَنَّا الْحَزَنَ إِنَّ رَبَّنَا لَغَفُورٌ شَكُورٌ *

ص: 250


1- مدهامتان: أي خضروان تضربان إلى السواد من شدة الخضرة والري. وعين نضّاخة : أي فوارة غزيرة. (أقرب الموارد).
2- الحَكَمَة: ما أحاط بحنكي الفرس من لجامه وفيها العذاران. (أقرب الموارد).
3- هكذا في المصدر والظاهر أنه تصحيف والصواب هو: غير مجذوذ، أي غير مقطوع.

الَّذِي أَحَلَّنَا دَارَ الْمُقَامَةِ مِنْ فَضْلِهِ لَا يَمَسُّنَا فِيهَا نَصَبٌ وَلَا يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ »(1).

باب (2) الحياة الزَّوجية في الجنَّة

6721- أمالي الصدوق: حدثنا محمد بن علي ماجيلويه قال :

حدثنا محمد بن يحيى العطار قال : حدثنا محمد بن أحمد بن يحيی ابن عمران الأشعري قال : حدثنا أبو اسحاق ابراهيم بن هاشم، عن محمّد بن عمر، عن موسى بن إبراهيم، عن أبي الحسن موسی بن جعفر، عن أبيه، عن جدّه (عليهم السّلام) قال : قالت اُمّ سلمة (رضي الله عنها) لرسول الله (صلّى الله عليه وآله): بأبي أنت واُمّي المرأة يكون لها زوجان فيموتون ويدخلون الجنّة لايّهما تكون؟ فقال (عليه السّلام): يا اُمّ سلمة تخيّر أحسنهما خلقاً وخيرهما لأهله .

يا اُمّ سلمة إنّ حَسَنَ الخلق ذهب بخير الدُّنيا والآخرة(2).

6722 - البحار: روى العيّاشيّ بالإسناد إلى أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: قلت له : جعلت فداك أخبرني عن المؤمن تكون له امرأة مؤمنة يدخلان الجنّة يتزوّج أحدهما بالآخر؟ فقال : يا أبا محمّد إنّ الله حکم عدل، إن كان هو أفضل منها

ص: 251


1- شرح الأخبار: ج3 ص495 ح 1427، والآيتان في سورة فاطر 35: 34و 35.
2- أمالي الصدوق: ص403 ح8. منه البحار: ج8 ص119.

خُيّر هو فإن اختارها كانت من أزواجه، وإن كانت هي خيراً منه خيّرها فإن اختارته كان زوجاً لها.

قال : وقال أبو عبدالله (عليه السّلام) : لاتقولنّ: إنّ الجنّة واحدة إنّ الله يقول: «وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ »(1) ولاتقولنّ: درجة واحدة إنّ الله يقول: «وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ»(2) إنّما تفاضل القوم بالأعمال.

قال : وقلت له : إنّ المؤمنين يدخلان الجنّة فيكون أحدهما أرفع مكاناً من الآخر فيشتهي أن يلقى صاحبه .

قال : من كان فوقه فله أن يهبط ومن كان تحته لم يكن له أن يصعد لأنّه لايبلغ ذلك المكان ولكنّهم إذا أحبّوا ذلك وأشتهوه التقوا على الأسرّة(3).

6723 - الكافي : محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن ابن أبي عمير، عن الحسين بن عثمان، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: إن في الجنّة نهراً حافّتاه حورٌ نابتات فإذا مرَّ المؤمن بإحديهنَّ فأعجبته اقتلعها فأنبت الله (عزّوجلّ) مكانها(4).

6724 - الكافي : محمّد بن يحيى، عن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن يزيد النوفلي، عن الحسين بن أعين أخو مالك بن أعين قال : سألت أبا عبدالله (عليه السّلام) عن قول الرَّجل للرَّجل : جزاك

ص: 252


1- الرحمن 55: 62.
2- الزخرف 43: 32.
3- البحار: ج8 ص105.
4- الكافي: ج8 ص 231 ح 299.

الله خيراً، ما يعني به؟ فقال أبو عبدالله (عليه السّلام) : إنّ خيراً نهرٌ في الجنّة مخرجه من الكوثر، والكوثر مخرجه من ساق العرش، علیه منازل الأوصياء وشیعتهم، على حافتي ذلك النهر جواري نابتات، كلّما قلعت واحدة نبتت اُخرى، سمّي بذلك النهر وذلك قوله تعالى: «فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ »(1) فإذا قال الرجل لصاحبه : جزاك الله خيرا فإنّما يعني بذلك تلك المنازل التي قد أعدَّها الله (عزّوجلّ) لصفوته وخيرته من خلقه(2) .

6725 - تفسير العياشي: عن جميل بن درّاج قال : قال أبو عبدالله (عليه السّلام) : ما تلذّذ الناس في الدُّنيا والآخرة بلذة أكثر لهم من لذّة النساء وهو قول الله : «زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ »(3) إلى آخر الآية، ثم قال: إنّ أهل الجنّة ما يتلذّذون بشيء في الجنّة أشهى عندهم من النكاح، لا طعام ولا شراب(4).

6726 - تفسير العياشي: عن أبي بصير، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) في قول الله : « فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ »(5) .

قال : لايحضن ولايحدثن(6).

ص: 253


1- الرحمن 55: 70.
2- الكافي: ج8 ص230 ح298.
3- آل عمران 3: 14.
4- تفسير العياشي: ج1 ص164 ح 10. منه البحار: ج 8 ص 139 .
5- البقرة 2: 25، النساء4 : 57.
6- تفسير العياشي: ج2 ص164 ح 11. منه البحار: ج 8 ص 139.

6727 - الكافي : علي بن ابراهيم، عن أبيه، عن ابن محبوب، عن أبي أيّوب، عن الحلبيّ قال: سألت أبا عبدالله (عليه السّلام) عن قول الله (عزّوجلّ) : «فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ »(1)؟ قال : هنَّ صوالح المؤمنات العارفات.

قال: قلت: «حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ » (2)؟ قال: الحور هنَّ البيض المضمومات(3) المخدَّرات في خيام الدرِّ والياقوت والمرجان، لكلِّ خيمة أربعة أبواب، على كلِّ باب سبعون کاعباً(4) حجاباً لهنَّ ويأتيهنَّ في كلِّ يوم كرامة من الله (عزَّ ذكره) [ل]يبشّر الله (عزّوجلّ) بهنّ المؤمنين(5).

6828- كتاب الزهد: القاسم، عن علي ابن أبي حمزة)، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: إذا كان المؤمن يحاسب تنتظره أزواجه على عتبات (اعتاب) الأبواب كما ينتظرن ازواجهنّ في الدُّنيا من الغيبة عند العتبة، قال : فيجيء الرسول فيبشّرهنّ، فيقول: قد والله انقلب فلان من الحساب.

ص: 254


1- الرحمن 50 : 70. قوله تعالى: «فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ » قال البيضاوي: أي خیّرات حسان فخففت، لأن خيراً الذي بمعنى أخير لايجمع. (مرآة العقول).
2- الرحمن 55: 72. الحور - جمع حوراء -: أن يشتد بياض بياض العين وسواد سوادها وتستدير حدقتها وترق جفونها ويبيض ما حواليها.. والمقصورات - امراة مقصورة : محبوسة في البيت لاتترك أن تخرج. (القاموس). والمعنى: أنها محبوسة على زوجها فهي له لا لغيره.
3- المضمومات أي اللاتي ضممن إلى خدرهن لايفارقنه . (مرآة العقول).
4- الكاعب: المراة التي يبدو ثديها للنهود، والنهد: الارتفاع. (مجمع البحرین).
5- الكافي: ج1 ص156ح147.

قال: فيقلن: بالله؟ فيقول: قد والله لقد رأيته انقلب من الحساب .

قال : فإذا جاءهنّ قلن : مرحباً وأهلاً، ما أهلك الّذين كنت عندهم في الدُّنيا بأحقّ بك منّا(1) .

6729- کتاب الزهد: النضر بن سويد، عن درست، عن بعض أصحابه ، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: لو أنّ حوراء من حور الجنّة أشرفت على أهل الدنيا وأبدت ذؤابة(2) من ذوائبها (لافتن) لأمتن أهل الدُّنيا - أو ماتت أهل الدُّنيا - وإنّ المصلّي ليصلّي فإذا لم يسأل ربّه أن يزوّجه من الحور العين قلن : ما أزهد هذا فينا !(3).

باب (3) جنّات متعددة

6730۔ کتاب الزهد: القاسم بن محمّد، عن عليّ، عن أبي بصير قال : قال أبو عبدالله (عليه السّلام): لاتقولوا جنّة واحدة، إنّ الله (عزّوجلّ) يقول: « وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ »(4).

6731 - البحار : روى العياشي، عن العلاء بن سیّابة، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: قلت له: إنّ الناس يتعجّبون منّا إذا قلنا:

ص: 255


1- کتاب الزهد: ص91 ح 244. منه البحار: ج 8 ص 197.
2- الذؤابة : الناصية وقيل : منبتها من الرأس، وشعر في أعلا ناصية الفرس. (أقرب الموارد).
3- کتاب الزهد: ص 102ح 280. منه البحار: ج8 ص 199.
4- کتاب الزهد: ص99 ح270، والآية في سورة الزخرف 43: 32. منه البحار : ج8 ص198.

يخرج قومٌ من جهنّم فيدخلون الجنّة، فيقولون لنا: فيكونون مع أولياء الله في الجنّة؟ فقال : يا علاء إنّ الله يقول: «وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ »لا والله لا يكونون مع أولياء الله.

قلت : كانوا كافرين؟ قال (عليه السّلام): لا والله لو كانوا كافرین ما دخلوا الجنّة .

قلت: كانوا مؤمنين؟ قال: لا والله لو كانوا مؤمنين ما دخلوا النار ولكن بين ذلك1(1) .

باب (4) نعيم الجنَّة

6732- كتاب الزهد: محمّد بن الحصين (الحسين)، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: ان الله خلق بيده جنة لم يرها عين (غيره) ولم يطلع عليها مخلوق، يفتحها الربّ (تبارك وتعالی) كلّ صباح فيقول: از دادي طيباً، ازدادي ريحاً فتقول (ويقول): قد افلح المؤمنون وهو قول الله تعالى : «فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ »(2) .

6733- تفسير القمي: حدثني ابي، عن ابن أبي عمير، عن أبي بصير قال: قلت لأبي عبدالله (عليه السّلام): جعلت فداك يابن

ص: 256


1- البحار: ج 8 ص106.
2- کتاب الزهد: ص102ح278، والآية في سورة السجدة 17.32. منه البحار : ج8 ص199.

رسول الله شوّقني؟ فقال : يا أبا محمّد إنّ من أدني نعيم الجنّة يوجد ريحها من مسيرة ألف عام من مسافة الدُّنيا، وإنّ أدنى أهل الجنّة منزلاً لو نزل به أهل الثقلين الجنّ والإنس لوسعهم طعاماً وشراباً ولاينقص ممّا عنده شيء، وإنّ أیسر أهل الجنّة منزلة من يدخل الجنّة فيرفع له ثلاث حدائق، فإذا دخل أدناهنّ رأى فيها من الأزواج والخدم والأنهار والأثمار ما شاء الله، ممّا يملأ عينه قُرَّةً وقلبه مسرّة ، فإذا شكر الله وحمده قيل له : ارفع رأسك إلى الحديقة الثانية، ففيها ما ليس في الاُولى.

فيقول: ياربّ أعطني هذه.

فيقول الله تعالى: [لعلّی] إن أعطيتكها سألتني غيرها.

فيقول: ربّ هذه هذه، فإذا هو دخلها [وعظمت مسرَّته] شکر الله وحمده .

قال: فيقال: افتحوا له باب الجنّة، ويقال له: أرفع رأسك فاذاً قد فتح له باب من الخلد ويرى اضعاف ما كان فيما قبل.

فيقول عند تضاعف مسرّاته : ربّ لك الحمد الّذي لا يحصى إذ مننت عليّ بالجنان ونجّيتني من النيران [فيقول: ربّ أدخلني الجنّة وأنجني من النار](1) .

قال أبو بصير : فبكيت وقلت له : جعلت فداك زدني؟ قال : يا أبا محمّد إنّ في الجنّة نهراً في حافته جوار نابتات، إذا مرّ المؤمن بجارية اعجبته قلعها وأنبت الله مکانها اُخرى.

قلت : جعلت فداك زدني؟

ص: 257


1- ما بين المعقوفتين من البحار .

قال : المؤمن يزوّج ثمانمائة عذراء واربعة آلاف ثيّب وزوجتين من الحور العين.

قلت: جعلت فداك ثمانمائة عذراء؟ قال : نعم ما يفترش فيهنّ شيئا إلّا وجدها كذلك.

قلت: جعلت فداك من أيّ شيء خلقن الحور العين؟ قال : من تربة الجنّة النورانية ويرى مخُّ ساقيها من وراء سبعين حلّة، كبدها مرآته وكبده مرآتها.

قلت: جعلت فداك ألهنّ كلام يكلّمن به أهل الجنّة؟ قال : نعم كلام يتكلّمن به لم يسمع الخلائق بمثله.

قلت: ما هو؟ قال: يقلن: نحن الخالدات فلانموت، ونحن النّاعمات فلانبوس(1)، ونحن المقيمات فلانظعن(2)، ونحن الراضيات فلانسخط ، طوبى لمن خُلق لنا، وطوبى لمن خُلقنا له، نحن اللّواتي [لو علّق إحدانا في جوّ السماء لأغنى نورنا عن الشمس والقمر](3) لو أن قرن إحدانا علّق في جوّ السماء لاغشی نوره الأبصار(4).

6734- ثواب الأعمال : أبي (رحمه الله) قال : حدثني سعد بن عبدالله قال : حدثني أحمد بن الحسين بن سعيد، عن عثمان بن

ص: 258


1- يوم بُؤس: ضد يوم نعمة (مجمع البحرين) والمعنى: أنا لانتغير ولايتغير جسمنا بل يبقى ناعماً ابداً.
2- ظَعَن: سار (أقرب الموارد) والمعنى : فلانرتحل عنكم.
3- ما بين المعقوفتين من البحار.
4- تفسير القمي: ج2 ص81. منه البحار: ج 8 ص 120.

عيسى، عن بعض أصحابه ، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: ما خلق الله خلقاً إلّا جعل له في الجنّة منزلاً وفي النار منزلاً، فإذا سكن أهل الجنّة الجنّة وأهل النار النار نادى مناد : يا أهل الجنّة اشرفوا، فيشرفون على النار وترفع لهم منازلهم في النار ثمّ يقال لهم: هذه منازلكم الّتي لو عصيتم ربّكم دخلتموها.

[قال : ] فلو أنّ أحداً مات فرحاً لمات أهل الجنّة في ذلك اليوم فرحاً ما صرف عنهم من العذاب.

ثمّ ينادون: يا معاشر أهل النار ارفعوا رؤوسكم فانظروا إلى منازلكم في الجنّة ، فيرفعون رؤوسهم فينظرون إلى منازلهم في الجنّة وما فيها من النعيم، فيقال لهم : هذه منازلكم الّتي لو أطعتم ربّکم دخلتموها ، قال : فلو أنّ أحداً مات حزناً لمات أهل النار ذلك اليوم حزناً، فيورث هؤلاء منازل هؤلاء، وهؤلاء منازل هؤلاء، وذلك قول الله (عزّوجلّ): «أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ * الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ »(1).

تفسير القمي: حدثني أبي، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة ، عن أبي بصير ، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) نحوه (2).

6735- المحاسن: البرقي، عن أبيه والحسن بن علي بن فضال جميعاً، عن عليّ بن النعمان، عن الحارث بن محمّد الأحول، عمّن حدّثه ، عن أبي جعفر وابي عبدالله (عليهما السّلام) قالا: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) لعليّ: ياعليُّ إنّه لا اُسري بي رأيت في الجنّة

ص: 259


1- ثواب الأعمال : ص307 ح 1، والآية في سورة المؤمنون 23 : 10 و 11.
2- تفسير القمي: ج2 ص 89. منهما البحار: ج 8 ص 125 .

نهراً أبيض من اللّبن، وأحلى من العسل، وأشدّ استقامة من السّهم، فيه أباريق عدد النجوم، على شاطئه قباب الياقوت الأحمر والدرّ الأبيض، فضرب جبرئیل بجناحيه إلى جانبه فإذا هو مسكة ذفرة، ثمّ قال : والِذي نفس محمّد بيده إنّ في الجنّة لشجراً يتصفِق بالتسبيح بصوت لم يسمع الأوّلون والآخرون بمثله، يثمر ثمراً كالرمّان، يلقي الثمرة إلى الرجل فيشقّها عن سبعين حلّة، والمؤمنون على كراسيّ من نور وهم الغرّ المحجّلون، أنت إمامهم يوم القيامة، على الرجل منهم نعلان شراكهما من نور يضيء أمامهم حيث شاؤوا من الجنّة، فبينا هم كذلك إذ أشرفت عليه امرأة من فوقه تقول: سبحان الله يا عبدالله أما لنا منك دولة؟ فيقول: من أنتِ؟ فتقول : أنا من اللّواتي قال الله تعالى : «فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ».

ثمّ قال : والّذي نفس محمّد بيده إنّه ليجيئه كلّ يوم سبعون ألف ملَك يسمّونه باسمه واسم أبيه(1).

6736- فلاح السائل: عن محمد بن الحسن الصفار، عن محمد ابن عيسى، عن علي بن اسباط، عن رجل، عن صفوان الجمّال، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: إنَّ الله (تبارك وتعالی) فرض هذا الأمر على اهل هذه العصابة سرّاً ولن يقبله علانية .

قال صفوان: قال أبو عبدالله (عليه السّلام): إذا كان يوم القيامة نظر رضوان خازن الجنّة إلى قوم لم يمرُّوا به فيقول: من أنتم؟ ومن أين

ص: 260


1- المحاسن : ص180ح 172. منه البحار: ج8 ص138 .

دخلتم؟ قال : يقولون: ايهاً عنّا(1) فإنّا قوم عبدنا الله سرّا فأدخلنا الله الجنّة سرّاً(2).

6737- علل الشرایع: أبي (رحمه الله) قال: حدثنا سعد بن عبدالله، عن أحمد بن الحسن بن علي بن فضال، عن عمرو بن سعید المدائني، عن مصدق بن صدقة ، عن عمار بن موسى، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) في الرجل يصلّي وعليه خاتم حديد؟ قال: لا ولايتختم به الرجل لأنَّه من لباس أهل النار، وقال: لايلبس الرجل الذهب ولا يصلّي فيه لأنه من لباس أهل النار (3) و(4). .

اقول: افتى الفقهاء بكراهة لبس الحديد في الصلاة جمعاً بين الأحاديث الناهية والمجوِّزة، وأمّا لبس الذهب للرجال فهو حرام، سواء في الصلاة أم في غيرها من الأحوال ، للأحاديث المتعدِّدة في هذا الباب .

6738- مجمع البيان: في قوله تعالى : «قَوَارِيرَ مِنْ فِضَّةٍ »(5) قال الصادق (عليه السّلام): ينفذ البصر في فضّة الجنّة كما ينفذ في الزجاج(6).

6739- فضائل الشيعة : حدثنا محمد بن الحسن بن الوليد (رحمه الله) قال : حدثنا محمد بن الحسن الصفار، عن العبّاس بن يزيد قال :

ص: 261


1- ايّاك عنّا۔ البحار.
2- فلاح السائل: ص36. منه البحار: ج8 ص146.
3- من لباس أهل الجنّة - البحار، وهو الصحيح.
4- علل الشرایع: ص348 ح1. منه البحار : ج8 ص 171.
5- الانسان 76: 16.
6- مجمع البيان : ج 5 ص 410. منه البحار: ج8 ص111.

قلت لأبی عبدالله (عليه السّلام) ذات يوم: جعلت فداك قول الله (عزّوجلّ): «وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا »(1)؟ قال: فقال لي: إذا أدخل الله أهل الجنّة الجنّة أرسل رسولاً إلى وليّ من أوليائه ، فيجد الحجبة على بابه ، فيقولون له : قف حتّى نستأذن لك، فما يصل إليه رسول الله إلّا بإذن، وهو قوله : «وَإِذَا رَأَيْتَ ثَمَّ رَأَيْتَ نَعِيمًا وَمُلْكًا كَبِيرًا »(2). .

6740 - مجمع البيان: في قوله تعالى : ( وإذا رأيت ثم رأيته قيل : إن تقديره : وإذا رأيت الأشياء وثم رايت تعیماه خطيرة وملكة كبيراه لايزول ولا يفنى، عن الصادق (عليه السلام)(3).

6741- کتاب الزهد: ابن النعمان، عن داود بن فرقد، قال : سمعت ابا عبدالله (عليه السّلام) يقول: إنّ العمل الصالح ليذهب إلى الجنّة فيسهل(4) لصاحبه كما يبعث الرجل غلاماً فيفرش له، ثمّ قرأ: «أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا فَلِأَنْفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ »(5).

ص: 262


1- الانسان 76: 20.
2- فضائل الشيعة: ص 41 ح44. منه البحار: ج8 ص197 .
3- مجمع البيان : ج5 ص411. منه البحار: ج 8 ص112.
4- فيمهد - البحار.
5- کتاب الزهد: ص21 ح46. وهذا إقتباس من الآية الشريفة « وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِأَنْفُسِهِمْ يَمْهَدُونَ » الروم 30: 44. منه البحار : ج8 ص 197.

باب (5) هؤلاء لايدخلون الجنَّة

6742- الخصال : حدثنا أبي (رضي الله عنه) قال : حدثنا علي ابن ابراهيم بن هاشم ، عن أبيه، عن الحسين بن الحسن الفارسي، عن سليمان بن حفص(1) البصري، عن عبدالله بن الحسين بن زید بن علي ابن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السّلام)، عن أبيه، عن جعفر بن محمّد، عن آبائه، عن علي (عليهم السّلام) قال : قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): إنّ الله (عزّوجلّ) لمّا خلق الجنّة خلقها من لبنتين: لبنة من ذهب ولبنة من فضّة(2)، وجعل حيطانها الياقوت، وسقفها الزبرجد، وحصباءَها اللؤلؤ وترابها الزعفران، والمسك الأذفر، فقال لها: تكلّمي! فقالت: لا إله إلّا أنت الحيُّ القيوم، قد سعد من يدخلني .

فقال الله (عزّوجلّ): بعزّتي وعظمتي وجلالي وارتفاعي لايدخلها مدمن خمر ولاسكّير ولاقتّات وهو النمّام(3)، ولا ديّوث وهو القلطبان(4)، ولاقلّاع وهو الشرطيّ(5) ولازنوق وهو الخنثى، ولاخيّوف

ص: 263


1- سلیمان بن جعفر - البحار.
2- اللَبن : المضروب من الطين مرَّبعاً للبناء (أقرب الموارد).
3- رجلَ مدمن خمر: أي مداوم شربها. والسکّير: الدائم السكر. والقتّات: النمام، وقيل : الذي ينسمَّع أحاديث الناس من حيث لا يعلمون سواء نمَّها أم لا. (أقرب الموارد).
4- الديّوث: الذي تزني امراته وهو يعلم بها. وقيل: من لاغيرة له على أهله . ويقال : هو الذي يدخل الرّجل على زوجته. (مجمع البحرین).
5- القلّاع: الشرطي، والساعي إلى السلطان بالباطل.

وهو النّباش، ولاعشّار(1)، ولا قاطع رحم، ولاقدريُّ(2).

البحار - بیان : لم يذكر للزنوق والخيوف ما ذكر فيهما من المعنى فيما عندنا من كتب اللغة، ويمكن أن يكون الأوّل: الزيوق بالياء ، قال الفيروزآبادي : تزیّق : تزيّن واكتحل، والثاني الجيوف بالجيم قال الفيروزآبادي : الجیّاف کشداد : النباش.

أقول: لعلَّ المراد من عدم دخول الخثى الجنّة هو أن الخنثىٰ تتحوَّل ماهيَّته الى ذكر او انثى ثمّ يدخل الجنَّة إذا كان من أهلها، نظیر بعض الرِّوايات التي تقول بانَّ العجوز والأعمىٰ والأسود لا يدخلون الجنة وحينما یُسئل المعصوم عن ذلك؟ يجيب بأن العجوز يعود شاباً والأعمىٰ يصبح بصيراً والأسود يبيضُّ لونه فيدخلون الجنّة إذا كانوا من أهلها.

6743- نوادر الراوندي: بإسناده عن جعفر بن محمّد، عن آبائه (عليهم السّلام) قال : قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) : لمّا خلق الله تعالى جنّة عدن خلق لُبِنَها من ذهب يتلألأ ومسك مدوف(3)، ثمّ أمرها فاهتزّت ونطقت فقالَت : أنت الله لا إله إلّا أنت الحيّ القيّوم، فطوبى لمن قُدّر له دخولي، قال الله تعالى : وعزّتي وجلالي وأرتفاع مكاني لايدخلك مدمن خمر، ولا مصرّ على رباً، ولاقتّات وهو النمّام، ولا ديّوث وهو الّذي لا يغار ويجتمع في بيته على الفجور، ولاقلّاع وهو الّذي يسعى بالناس عند السّلطان ليهلكهم، ولاخیّوف

ص: 264


1- العشّار : آخذ العشر وجابيه . (أقرب الموارد).
2- الخصال : ص435 ح 22. منه البحار: ج8ص132 .
3- مسك مدون: مسحوق. (أقرب الموارد).

وهو النبّاش، ولاحشّار وهو الّذي لايوفي بالعهد(1) .

باب (6) الصَّبر عن الشهوات ثوابه الجنَّة

6744 - تفسير العياشي: عن داود بن سرحان، عن رجل، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) في قول الله: «وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ »(2).

قال : إذا وضعوها كذا - وبسط يديه إحداهما مع الاُخرى -(3).

6745 - تفسير العياشي: عن محمّد بن الهيثم، عن رجل، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) «سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ » على الفقر في الدُّنيا « فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ »(4) قال: يعني الشهداء(5) .

6746- تفسير العياشي: عن الحسن بن محبوب، عن أبي ولّاد قال: قلت لأبي عبدالله (عليه السّلام): جعلت فداك إنّ رجلاً من أصحابنا وَرِعاً مسلماً كثير الصّلاة قد ابتلي بحبّ اللّهو وهو يسمع الغناء.

فقال : أيمنعه ذلك من الصلاة لوقتها، أو من صوم، أو من عيادة مريض، أو حضور جنازة، أو زيارة أخ؟

ص: 265


1- نوادر الراوندي : ص17. منه البحار: ج8 ص199.
2- آل عمران 3: 133.
3- تفسير العياشي: ج1 ص198 ح 142. منه البحار: ج8 ص 139 .
4- الرعد 13 : 24.
5- تفسير العياشي: ج2 ص211 ح 43. منه البحار: ج8 ص142.

قال: قلت: لا ليس بيمنعه ذلك من شيء من الخير والبرّ.

قال : فقال : هذا من خطوات الشيطان مغفور له ذلك إن شاء الله . ثمّ قال : إنّ طائفة من الملائكة عابوا ولد آدم في اللّذات والشهوات - أعني لكم الحلال ليس الحرام - قال: فأنف الله للمؤمنين من ولد آدم من تعيير الملائكة لهم، قال: فألقى الله في همم اُولئك الملائكة اللّذّات والشّهوات كي لايعيبوا المؤمنين، قال: فلمّا أحسّوا ذلك من هممهم عجّوا إلى الله من ذلك فقالوا: ربّنا عفوك عفوك ردّنا إلى ما خلقتنا له وأجبرتنا عليه ، فإنّا نخاف أن نصير في أمر مريج(1)، قال : فنزع الله ذلك من هممهم، قال : فإذا كان يوم القيامة وصار أهل الجنّة في الجنّة استأذن اُولئك الملائكة على أهل الجنّة فيؤذن لهم فيدخلون عليهم فيسلّمون عليهم ويقولون لهم: «سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ »في الدُّنيا عن اللّذّات والشهوات الحلال(2) .

باب (7) عاقبة السَّخاء والبخل

6747- أمالي الطوسي: أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل قال :

حدثنا أبو عبدالله جعفر بن محمد بن جعفر الحسني (رضي الله عنه) قال : حدثني أيوب بن محمد بن فروخ قال: حدثنا سعید بن مسلمة(3)، عن جعفر بن محمّد (عليهما السّلام) قال : حدثني أبي، عن

ص: 266


1- أمر مريج: أي مختلط أو ملتبس . (أقرب الموارد).
2- تفسير العياشي: ج2 ص211 ح 42. منه البحار: ج 8 ص 141.
3- سعد بن مسلمة - البحار .

أبيه، عن جدّه (صلوات الله عليهم)، عن عليّ (عليه السّلام) قال :

قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): إنّ السخاء شجرة من أشجار الجنّة لها اغصان متدلّية في الدنيا، فمن كان سخيّاً تعلّق بغصن من أغصانها فساقه ذلك الغصن إلى الجنّة، والبخل شجرة من أشجار النار لها أغصان متدلّية في الدنيا فمن كان بخيلاً تعلّق بغصن من أغصانها فساقه ذلك الغصن إلى النار(1).

6748- معاني الأخبار : حدثنا محمد بن موسی بن المتوكّل قال :

حدثنا علي بن الحسين السعدآبادي، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن ابن فضّال، عن رجل، عن حفص بن غياث ، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) : السخاء شجرة في الجنّة أصلها، وهي مظلّة على الدُّنيا، من تعلّق بغصن منها اجترّه إلى الجنّة(2) .

باب (8) ثواب ذكر الله وتلاوة القرآن

6749- أمالي الصدوق : حدثنا أحمد بن هارون الفامي قال: حدثنا محمد بن عبدالله الحميري، عن أبيه ، عن أحمد بن محمد بن خالد البرقي، (عن أبيه ، عن محمد بن سنان، عن أبي الجارود)(3) عن أبي عبدالله الصادق (عليه السّلام)، عن أبيه، عن جدّه قال : قال

ص: 267


1- أمالي الطوسي: ص474 ح1036. منه البحار: ج8 ص 171.
2- معاني الأخبار: ص256 ح4 ، منه البحار: ج8 ص178 .
3- ما بين الهلالين سقط من المصدر وهو موجود في البحار .

رسول الله (صلّى الله عليه وآله): من قال : «سبحان الله» غرس الله له بها شجرة في الجنّة، ومن قال : «الحمد لله» غرس الله له بها شجرة في الجنّة، ومن قال: «لا إله إلّا الله» غرس الله له بها شجرة في الجنّة، ومن قال : «الله اکبر» غرس الله له [بها] شجرة في الجنّة.

فقال رجل من قريش: یا رسول الله إنّ شجرنا في الجنّة لكثير! قال: نعم، ولكن إيّاكم أن ترسلوا عليها نيراناً فتحرقوها، وذلك أنّ الله (عزّوجلّ) يقول: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلَا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ »(1) وصلّى الله على محمّد وآله(2).

6750- ثواب الأعمال : أبي (رحمه الله) قال : حدثني أحمد بن أدریس قال: حدثني محمد بن احمد، عن محمّد بن حسّان، عن اسماعیل بن مهران، عن الحسن بن علي، عن سيف بن عميرة، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: من أدمن قراءة حم عسق بعثه الله يوم القيامة ووجهه كالثّلج أو كالشّمس حتّى يقف بين يدي الله (عزّوجلّ) فيقول: عبدي أدمت قراءة حم عسق ولم تدر ماثوابها، أما لو دريت ما هي وما ثوابها لما مللت من قراءتها، ولكن سأجزيك جزاءك ، أدخلوه الجنّة، وله فيها قصر من ياقوتة حمراء، أبوابها وشُرُفها ودرجها منها، يرى ظاهرها من باطنها، وباطنها من ظاهرها، وله فيها [جوار أتراب من الحور العين، و] ألف جارية، وألف غلام من الولدان المخلّدين الّذين وصفهم الله تعالی(3).

ص: 268


1- سورة محمد (صلّى الله عليه وآله) 47: 33.
2- أمالي الصدوق: ص486 ح14. منه البحار: ج8 ص186.
3- ثواب الأعمال: ص140 ح1. منه البحار: ج 8 ص 192.

6751- ثواب الأعمال : بهذا الإسناد، عن الحسن بن علي، عن مندل، عن هارون بن خارجة، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال :

من قرأ سورة الزمر واستخفّها من لسانه أعطاه الله من شرف الدُّنيا والآخرة واعزّه بلا مال ولا عشيرة حتى يهابه من يراه و حرّم جسده على النار ويبني له في الجنّة ألف مدينة، في كلّ مدينة ألف قصر، في كلّ قصر مائة حوراء، وله مع هذا عينان مجریان، وعينان نضّاختان، وعينان (جنّتان - ظ) مدهامّتان، وحور مقصورات في الخيام، وذواتا أفنان، ومن كلّ فاكهة زوجان(1).

6752- ثواب الأعمال: بهذا الإسناد، عن الحسن بن علي، عن الحسين بن هاشم، عن أبيه، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال : من كان يؤمن بالله ويقرأ كتابه لايدع قراءة سورة «إِنَّا أَرْسَلْنَا نُوحًا إِلَى قَوْمِهِ »(2) فأيّ عبد قرأها محتسباً صابراً في فريضة او نافلة أسكنه الله تعالی مساكن الأبرار، وأعطاه ثلاث جنان مع جنّته كرامة من الله، وزوّجه مائتي حوراء، وأربعة آلاف ثيّب ان شاء الله(3).

أقول: لعلّ المقصود من الثيِّب - هنا -: النساء المؤمنات الصالحات اللّاتي كنَّ في الدُّنيا، ودخلن الجنَّة، فهنَّ يزوَّجن من المؤمنين . والله العالِم.

ص: 269


1- ثواب الاعمال: ص139 ح1. منه البحار: ج 8 ص 191.
2- نوح 71: 1.
3- ثواب الاعمال : ص147 ح1. منه البحار: ج8 ص192.

باب (9) كرامة يوم الجمعة عند أهل الجنّة

6753 - كتاب الزهد : حدثنا الحسين بن سعيد قال : حدثنا الحسن ابن محبوب، عن علي بن رئاب، عن أبي بصير، عن أحدهما (عليهما السّلام) قال: إذا كان يوم الجمعة واهل الجنّة في الجنّة وأهل النار في النار عرف أهل الجنّة يوم الجمعة لما يرون من تضاعف اللّذّة والسرور، وعرف أهل النار يوم الجمعة وذلك أنّه تبطش بهم الزبانية(1) .

6754 - تفسير القمي: حدثني أبي، عن عبدالرحمن بن أبي نجران، عن عاصم بن حميد، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: ما من عمل حسن يعمله العبد إلّا وله ثواب في القرآن إلا صلاة اللّيل، فإنّ الله لم يبيّن ثوابها لعظم خطرها عنده ، فقال : «تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ * فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ »(2).

ثمّ قال : إنّ الله كرامة في عباده المؤمنين في كلّ يوم جمعة، فإذا كان يوم الجمعة بعث الله إلى المؤمنين ملكاً معه حلّتان فينتهي إلى باب الجنّة فيقول: استأذنوا لي على فلان، فيقال له: هذا رسول ربّك على الباب .

فيقول لأزواجه : أيّ شيء ترین عليّ أحسن؟

ص: 270


1- كتاب الزهد: ص99 ح268. منه البحار: ج8 ص197.
2- السجدة 32: 16و 17.

فيقلن : يا سيّدنا والّذي أباحك الجنّة ما رأينا عليك شيئاً أحسن من هذا، قد بعث إليك ربك، فيتّزر بواحدة ويتعطّف بالاُخرى فلايمرّ بشيء إلّا أضاء له حتّى ينتهي إلى الموعد، فإذا اجتمعوا تجلّى لهم الربُّ (تبارك وتعالی)، فإذا نظروا إليه أي إلى رحمته خرّوا سجّداً فيقول: عبادي ارفعوا رؤوسكم ليس هذا يوم سجود ولا عبادة، قد رفعت عنكم المؤونة.

فيقولون: ياربّ وأيّ شيء أفضل ممّا أعطيتنا؟!! أعطيتنا الجنّة .

فيقول: لكم مثل ما في أيديكم سبعين ضعفاً، فيرى المؤمن في كلّ جمعة سبعين ضعفاً مثل ما في يديه ، وهو قوله : «وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ »(1) وهو يوم الجمعة، إنها ليلة غرّاء ويوم أزهر(2)، فأكثروا فيها من التسبيح والتكبير والتهليل والثّناء على الله والصلاة على رسوله .

قال: فيمرّ المؤمن فلايمرّ بشيء إلّا أضاء له حتّى ينتهي إلى أزواجه فيقلن : والّذي أباحنا الجنّة یا سیّدنا ما رأيناك أحسن منك السّاعة.

فيقول : إنّي قد نظرت إلى نور ربّي(3).

ثمّ قال : إنّ أزواجه لايغرن ولايحضن ولايصلفن(4) .

قال: قلت: جعلت فداك إنّي أردت أن أسألك عن شيء أستحيي منه .

ص: 271


1- ق 50: 35.
2- أن ليلها ليلة غرّاء ويومها يوم از هر - البحار .
3- نظرت بنور ربي - البحار.
4- أصلف فلاناً: أبغضه. (أقرب الموارد).

قال : سل.

قلت: جعلت فذاك هل في الجنّة غناء؟ قال : إنّ في الجنة شجرة بأمر الله رياحها فتهبّ فتضرب تلك الشجرة بأصوات لم يسمع الخلائق مثلها حسناً، ثمّ قال : هذا عوض لمن ترك السماع للغناء في الدُّنيا من مخافة الله.

قال: قلت: جعلت فداك زدني .

فقال : إنّ الله خلق الجنّة بيده ولم ترها عين ولم يطّلع عليها مخلوق يفتحها الربُّ كلّ صباح فيقول: از دادي ريحاً، ازدادي طيباً، وهو قول الله تعالى : «فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ »(1).

البحار - بیان: قوله: «تجلّى لهم الربّ» أي بانوار جلاله وآثار رحمته وأفضاله . فإذا نظروا إليه أي إلى ما ظهر لهم من ذلك. قوله (عليه السّلام): «بیده» أي بقدرته وبرحمته، وإنّما خصَّ تلك الجنَّة بتلك الصفة لبيان امتیازها من بين سائر الجنان بمزيد الكرامة والاحسان. ويحتمل أن يكون سائر الجنان مغروسة مبنية بتوسط الملائكة بخلاف هذه الجنّة.

باب (10) المنازل التي يمرُّ بها المؤمن في الآخرة

6755 - الاختصاص : حدثنا أبو جعفر أحمد بن محمّد بن عیسی، قال: حدثني سعيد بن جناح، عن عوف بن عبدالله الأزديّ،

ص: 272


1- تفسير القمي: ج2 ص168 . منه البحار : ج8 ص126.

عن بعض أصحابنا، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): إذا أراد الله (تبارك وتعالى) قبض روح المؤمن قال : يا ملك الموت انطلق أنت وأعوانك إلى عبدي فطال ما نصب نفسه من أجلي، فأتني بروحه لاُريحه عندي، فيأتيه ملك الموت بوجه حسن، وثياب طاهرة، وريح طيّبة، فيقوم بالباب فلايستأذن بوّاباً، ولايهتك حجاباً، ولا يكسر باباً، معه خمسمائة ملك أعوان، معهم طنان الريحان(1) ، والحرير الأبيض، والمسك الأذفر فيقولون : السلام عليك يا وليّ الله ابشر فإنّ الربّ يقرؤك السلام، أما إنّه عنك راض غير غضبان، وابشر بروح وريحان وجنّة نعيم.

قال : أمّا الروح فراحة من الدُّنيا وبلائها، و[أمّا] الريحان من كلّ طيب في الجنّة ، فيوضع على ذقنه فيصل ريحه إلى روحه، فلايزال في راحة حتّى يخرج نفسه، ثمّ يأتيه رضوان خازن الجنّة فيسقيه شربة من الجنّة لا يعطش في قبره ولا في القيامة حتّى يدخل الجنّة ريّاناً، فيقول : يا ملك الموت ردّ روحي حتّى يثني على جسدي وجسدي على روحي، قال: فيقول ملك الموت: ليثن كلّ واحد منكما على صاحبه ، فيقول الروح: جزاك الله من جسد خير الجزاء، لقد كنت في طاعته مسرعاً، وعن معاصيه مبطئاً، فجزاك الله عنّي من جسد خير الجزاء ، فعليك السّلام إلى يوم القيامة ، ويقول الجسد للروح مثل ذلك.

قال : فيصيح ملك الموت: أيّتها الروح الطيّبة اخرجي من الدنيا مؤمنة مرحومة مغتبطة ، قال : فرقت به الملائكة، وفرجت عنه

ص: 273


1- الطُّن : الحُزمة من الخطب والقصب (لسان العرب). والمعنى: أن الملائكة تحمل حُزم الرياحين والخُضَرَ وتستقبل بها المؤمن.

الشدائد، وسهّلت له الموارد، وصار لحيوان الخلد(1).

قال : ثمّ يبعث الله له صفّين من الملائكة - غير القابضين لروحه - فيقومون سماطين(2) ما بين منزله إلى قبره يستغفرون له ويشفعون له.

قال: فيعلّله ملك الموت(3) ويمنِّيه ويبشّره عن الله بالكرامة والخير كما تخادع الصبيّ اُمّه، تمرخه بالدهن(4) والريحان وبقاء النفس، وتفديه بالنفس والوالدين قال : فإذا بلغت الحلقوم قال الحافظان اللّذان معه: يا ملك الموت ارأف بصاحبنا وأرفق فنعم الاخ كان ونعم الجليس، لم يملِ علينا ما يسخط الله قطّ، فإذا خرجت روحه خرجت كنخلة بيضاء وُضعت في مسكة بيضاء، ومن كلّ ريحان في الجنّة فأدرجت إدراجاً، وعرج بها القابضون إلى السماء الدُّنيا، قال : فيُفتح لها أبواب السماء ويقول لها البوّابون: حيّاها الله من جسد كانت فيه، لقد كان يمرّ له علينا عمل صالح ونسمع حلاوة صوته بالقرآن، قال: فبكى له أبواب السماء والبوّابون لفقده ويقولون : ياربّ قد كان لعبدك هذا عمل صالح وكنّا نسمع حلاوة صوته بالذكر للقرآن، ويقولون : اللهمّ ابعث لنا مكانه عبداً يُسمعنا ما كان يسمعنا، ويصنع الله ما يشاء، فيصعد به الى عيش رحّبت به ملائكة السماء كلّهم أجمعون، ويشفعون له ويستغفرون له،

ص: 274


1- إشارة إلى قوله تعالى في سورة العنكبوت 29: 64:«وَإِنَّ الدَّارَ الْآخِرَةَ لَهِيَ الْحَيَوَانُ »
2- سماطُ القوم: صفّهم، قام القوم حوله سماطين أي صفّين. (أقرب الموارد).
3- عَلَّل فلاناً بطعام وغيره : شغله ولهَّاه به (أقرب الموارد).
4- مرَّخت الرِجل بالدهن إذا دهنته به ثم دلكته. (النهاية).

ويقول الله (تبارك وتعالى): رحمتي عليه من روح، ويتلقّاه أرواح المؤمنين كما يتلقّى الغائب غائبه، فيقول بعضهم لبعض: ذروا هذه الروح حتّى تفيق فقد خرجت من كرب عظيم، وإذا هو استراح أقبلوا عليه يسائلونه ويقولون: ما فعل فلان وفلان؟ فإن كان قد مات بكوا واسترجعوا ويقولون: ذهبت به اُمّه الهاوية، فإنّا لله وإنّا إليه راجعون.

قال : فيقول الله: ردّوها عليه، فمنها خلقتهم وفيها اُعيدهم، ومنها اُخرجهم تارة اُخرى، قال: فاذا حُمل سريره حملت نعشه الملائكة واندفعوا به اندفاعاً والشّياطين سماطين ينظرون من بعيد ليس لهم عليه سلطان ولاسبيل، فإذا بلغوا به القبر توثّبت إليه بقاع الأرض کالرياض الخضر، فقالت كلّ بقعة منها : اللهم اجعله في بطني، قال : فيجاء به حتّى يوضع في الحفرة الّتي قضاها الله له، فإذا وُضع في لحده مثّل له أبوه واُمّه وزوجته وولده وإخوانه(1) ، قال : فيقول لزوجته: ما يبكيك؟ قال : فتقول: لفقدك، تركتنا معولین.

قال : فتجيء صورة حسنة، قال: فيقول: ما أنت؟ فيقول: أنا عملك الصالح، أنا لك اليوم حصن حصين وجنّة وسلاح بأمر الله.

قال: فيقول: أما والله لو علمت أنّك في هذا المكان لنصبت نفسي لك، وما غرّني مالي وولدي ، قال : فيقول: يا وليّ الله ابشر بالخير، فوالله إنّه ليسمع خفق نعال القوم إذا رجعوا، ونفضهم أیدیهم

ص: 275


1- نقل عن المجلسي بخطه الشريف: الظاهر سقوط شيء من الخبر هاهنا.

من التراب إذا فرغوا، قد ردّ عليه روحه وما علموا.

قال: فيقول له الأرض: مرحباً يا وليّ الله، مرحباً بك، أما والله لقد كنت اُحبّك وأنت على متني، فأنا لك اليوم أشدّ حبّاً إذا أنت في بطني، أما وعزّة ربّي لاُحسننَّ جوارك ولابردنّ مضجعك، ولاُوسّعنّ مدخلك، إنّما أنا روضة من رياض الجنّة، أو حفرة من حفر النار .

قال : ثمّ يبعث الله إليه ملكاً فيضرب بجناحيه عن يمينه وعن شماله ومن بين يديه ومن خلفه فيوسّع له من كلّ طريقة أربعين [فرسخاً] نوراً، فاذا قبره مستدير بالنّور.

قال : ثمّ يدخل عليه منكر ونكير وهما ملكان أسودان، يبحثان القبر بأنیابهما، ويطثان في شعورهما، حدقتاهما مثل قدر النحاس، وأصواتهما كالرعد القاصف ، وأبصارهما مثل البرق اللّامع، فینتهرانه(1) ويصيحان به ويقولان: من ربّك؟ ومن نبيّك؟ وما دينك؟ ومن إمامك؟ فإن المؤمن ليغضب حتّى ينتقض من الإدلال(2) توكّلاً على الله من غير قرابة ولانسب فيقول: ربّي وربّكم وربّ كلّ شيء الله ، ونبيّي ونبيّكم محمّد خاتم النبيّين، وديني الإسلام الّذي لا يقبل الله معه دیناً، وإمامى القرآن مهيمناً على الكتاب وهو القرآن العظيم، فيقولان: صدقت ووفّقت وفّقك الله وهداك، انظر ما ترى عند رجليك، فإذا هو باب من نار فيقول: إنّا لله وإنّا إليه راجعون ما كان

ص: 276


1- اِنتهَرَ السائلَ: زَجَرَهُ، وفي الأساس انتهره : استقبله بكلام يزجره به . (أقرب الموارد).
2- أدلَّ عليه : إذا اتكل عليه ظاناً بأنّه هو الذي ينجيه. (مجمع البحرین).

هذا ظنّي بربّ العالمين.

قال : فیقولان له: يا وليّ الله لاتحزن ولاتخش وابشر واستبشر ليس هذا لك ولا انت له، إنّما أراد الله (تبارك وتعالى) أن يريك من أيّ شيء نجّاك ويذيقك برد عفوه قد أغلق هذا الباب عنك ولا تدخل النار أبداً، انظر ما ترى عند رأسك؟ فإذا هو بمنازله من الجنّة وأزواجه من الحور العين، قال : فيثب وثبة لمعانقة حور العين الزوجة من أزواجه فيقولان له: يا وليّ الله إنّ لك إخوة وأخوات لم يلحقوا، فنم قرير العين كعاشق في حجلته إلى يوم الدين، قال : فيفرش له ويبسط ويلحد، قال : فوالله ما صبيّ قد نام مدلّلاً بين يدي اُمّه وأبيه بأثقل نومة منه ، قال : فإذا كان يوم القيامة تجيئه عنق من النار فتطيف به، فإذا كان مدمناً على «تنزيل السّجدة» و«تبارك الّذي بيده الملك وهو على كلّ شيء قدير» وقفت عنده تبارك وانطلقت تنزيل السّجدة فقالت: أنا آت بشفاعة ربّ العالمين.

قال: فتجيء عنق من العذاب من قبل مينه فتقول الصلاة : إليك عن وليّ الله(1) فليس لك إلى ما قبلي سبيل، فتأتيه من قبل يساره فتقول الزكاة : إليك عن وليّ الله فليس لك إلى ما قبلي سبيل، فتأتيه من قبل رأسه فيقول القرآن : إليك عن وليّ الله فليس لك إلى ما قبلي سبيل، فقد وعاني في قلبه وفي اللسان الذي يوجد به ربّه فليس لك الى ما قبلي، فيخرج عنق من النار مغضباً فيقول: دونكما وليّ الله وليّكما، قال: فيقول الصبر وهو في ناحية القبر : أما والله ما منعني أن

ص: 277


1- اِلَيكَ عن وليّ الله أي ابعد عنه .

الي من وليّ الله اليوم إلا أنّي نظرت ما عندكم فلمّا أن جزتم(1) عن وليّ الله عذاب القبر ومؤونته فأنا لوليّ الله ذخر وحصن عند الميزان وجسر جهنّم والعرض عند الله.

فقال عليُّ أمير المؤمنين (صلوات الله علیه): يفتح لوليّ الله من منزله من الجنّة إلى قبره تسعة وتسعون باباً يدخل عليها روحها وريحانها وطيبها ولذّتها ونورها إلى يوم القيامة، فليس شيء أحبّ إليه من لقاء الله، قال: فيقول: ياربّ عجّل على قيام الساعة حتّى ارجع إلى أهلي ومالي، فإذا كانت صيحة القيامة خرج من قبره مستورة عورته، مسكّنة روعته، قد اُعطي الأمن والأمان، وبشّر بالرضوان والروح والريحان والخیرات الحسان، فيستقبله الملكان اللّذان كانا معه في الحياة الدنيا فينفضان التراب عن وجهه وعن رأسه، ولا يفارقانه ويبشّرانه ويمنّيانه ويفرّجانه كلّما راعه شيء من أهوال القيامة قالا له: يا وليّ الله لاخوف عليك اليوم ولاحزن، نحن الّذين وُلِّينا عملك في الحياة الدنيا ونحن أولياؤك اليوم في الآخرة، انظر تلكم الجنّة الّتي اُورثتموها بما كنتم تعملون.

قال: فيقام في ظلّ العرش فيدنيه الربّ (تبارك وتعالى) حتّى يكون بينه وبينه حجاب من نور فيقول له : مرحباً فمنها يبيضّ وجهه، ويسرّ قلبه، ويطول سبعون ذراعاً من فرحته، فوجهه كالقمر، وطوله

ص: 278


1- حزتم - البحار. حزت الشيء: نحَّیته. (لسان العرب). وبالنسبة الى كلمة «جزتم» لم نجد فيما بايدينا من كتب اللغة معنىً مناسباً لما نحن فيه فلعلَّ نسخة البحار هي الأصح، ولعل معنی جزتم - بناءً على صحته - معنی: دفعتم وأبعدتم، وعلى كلا اللفظين فالمعنىٰ واحد.

طول آدم، وصورته صورة يوسف، ولسانه لسان محمّد (صلّى الله عليه وآله)، وقلبه قلب أيّوب، كلّما غفر له ذنب سجد، فيقول:

عبدي اقرأ كتابك فيصطك فرائصه شفقاً وفرقاً.

قال: فيقول الجبّار : هل زدنا عليك سيّئاتك ونقصنا عليك من حسناتك؟ قال: فيقول: يا سيّدي بل أنت قائم بالقسط، وأنت خير الفاصلين.

قال: فيقول: عبدي أما استحييت ولا راقبتني ولا خشيتني؟ قال: فيقول: يا سيّدي قد أسأت فلاتفضحني فإنّ الخلائق ينظرون إليّ.

قال : فيقول الجبّار : وعزّتي يامسيء لا أفضحك اليوم.

قال: فالسيّئات فيما بينه وبين الله مستورة والحسنات بارزة للخلائق، قال : فكلّما عيّره بذنب قال : سيّدي لتبعثني(1) إلى النار أحبّ إليّ من أن تعيّرني.

فيضحك الجبّار (تبارك وتعالى) لاشريك له ليقرّ بعينه(2).

قال: فيقول [الجبّار (تبارك وتعالى)]: أتذكر يوم كذا وكذا أطعمت جائعاً، ووصلت أخاً مؤمناً، کسوت يوماً أعطيت سعياً، حججت في الصحاري تدعوني محرماً، أرسلت عينيك فرقاً(3)،

ص: 279


1- لسعيی - البحار.
2- قال العلامة المجلسي (رحمه الله) : الضحك كناية عن اظهار ما يدل على رضاه عنهم من خلق صوت يشبه الضحك او غيره، والله تعالی بعلم وحججه (صلوات الله عليهم أجمعين) «بیان البحار : ص221».
3- الفرق - بالتحريك : الخوف والفزع. (النهاية).

سهرت ليلة شفقاً، غضضت طرفك منّي فرقاً؟ فذا بذا وأمّا ما أحسنت فمشکور، وأمّا ما أسأت فمغفور، حوّل بوجهك فاذا حوّله رأی الجبار(1) ، فعند ذلك أبيضّ وجهه، وسرّ قلبه، ووضع انتاج على رأسه ، وعلى يديه الحليّ والحلل.

ثمّ يقول : يا جبرئیل انطلق بعبدي فأره کرامتي، فيخرج من عند الله قد اخذ كتابه بيمينه فيدحو به(2) مدّ البصر فيبسط صحيفته للمؤمنين والمؤمنات وهو ينادي : « هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ *إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ »(3) فإذا انتهى إلى باب الجنّة قيل له : هات الجواز .

قال : هذا جوازي مكتوب فيه:

بسم الله الرحمن الرحيم هذا جواز جائز من الله العزيز الحكيم الفلان بن فلان من ربّ العالمين، فينادي مناد يسمع أهل الجمع كلّهم : الا إنّ فلان بن فلان قد سعد سعادة لايشقی بعدها أبداً، قال : فيدخل فإذا هو بشجرة ذات ظلّ ممدود، وماء مسكوب، وثمار مهدلة(4) تسمّى رضوان يخرج من ساقها عينان تجريان، فينطلق الى احداهما، وكل ما

ص: 280


1- لايخفى أنّ الرؤية هنا مَجازية وليست حقيقية فهي كناية عن النَّظر إلى عظمة الله أو رحمة الله وغفرانه اذ من الثابت انَّه تعالی ليس بجسم ولايشغله حَيّز، وقد أشرنا إلى ذلك كِراراً.
2- دحا الشيء: رمی به ودفعه (لسان العرب).
3- الحاقة 69: 19- 21.
4- الهدال: ما تدلّى من الغصن . وهدل الشيء هدلاً: أرسله الى أسفل وأرخاه . (لسان العرب).

مرّ بذلك فيغتسل منها فيخرج عليه نضرة النعيم، ثم يشرب من الاُخرى فلا يكون في بطنه مغص ولا مرض ولا داء أبداً، وذلك قوله : «وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا »(1) ، ثمّ تستقبله الملائكة فتقول له : طبت فادخلها مع الداخلين [مع الخالدين]، فيدخل فإذا هو بسماطين من شجر أغصانها اللّؤلؤ، وفروعها الحليّ والحلل، ثمارها مثل ثدي الجواري الأبكار، فتستقبله الملائكة معهم النّوق والبراذين والحليّ والحلل فيقولون : يا وليّ الله اركب ما شئت، والبس ما شئت، وسل [سر] ما شئت، قال : فيركب ما اشتهي، ويلبس ما اشتهى، وهو على ناقة أو برذون من نور، وثيابه من نور، وحليّه من نور، يسير في دار النّور، معه ملائكة من نور، وغلمان من نور، ووصائف من نور، حتّى تهابه الملائكة ممّا يرون من النور، فيقول بعضهم لبعض: تتّحوا فقد جاء وفد الحليم الغفور.

قال: فينظر إلى أوّل قصر له من فضّة مشرقاً بالدرّ والياقوت فتشرف عليه أزواجه فيقلن : مرحباً مرحباً انزل بنا، فيهمّ أن ينزل بقصره، قال: فيقول الملائكة : سر یا ولي الله فإن هذا لك وغيره، حتّى ينتهي إلى قصر من ذهب مكلّل بالدرّ والياقوت فتشرف عليه ازواجه فيقلن: مرحباً مرحباً ياوليّ الله انزل بنا، فيهمّ أن ينزل بهنّ فتقول له الملائكة : سرّ یا ولیّ الله فإنّ هذا لك وغيره.

قال: ثمّ ينتهي إلى قصر مكلّل بالدرّ والياقوت فيهمّ ان ينزل بقصره فتقول له الملائكة : سر یا وليّ الله فإنّ هذا لك وغيره .

قال : ثمّ يأتي قصراً من ياقوت أحمر مكلّلاً بالدرّ والياقوت فيهمّ

ص: 281


1- الانسان 76: 21.

بالنزول بقصره فتقول له الملائكة : سرّ یا وليّ الله فإنّ هذا لك وغيره.

قال : فيسير حتّى يأتي تمام الف قصر كلّ ذلك ينفذ فيه بصره ويسير في ملکه أسرع من طرفة العين، فإذا انتهى إلى أقصاها قصراً نکس رأسه فتقول الملائكة : مالك يا وليّ الله؟ قال: فيقول: والله لقد كاد بصري أن يختطف، فيقولون: با وليّ الله ابشر فإنّ الجنّة ليس فيها عمى ولا صمم، فيأتي قصراً یری باطنه من ظاهره، وظاهره من باطنه، لبنة من فضّة، ولبنة من ذهب، ولبنة من یاقوت، ولبنة درّ، ملاطه المسك، قد شرف بشرف من نور يتلألأ، ويرى الرجل وجهه في الحائط وذا قوله :«خِتَامُهُ مِسْكٌ »(1) يعني ختام الشراب.

ثمّ ذكر النبيّ (صلّى الله عليه وآله) الحور العين فقالت اُمّ سلمة :

بأبي أنت واُمّي يا رسول الله أما لنا فضل عليهنّ؟ قال : بلی بصلاتكنّ وصيامكنّ وعبادتك لله، بمنزلة الظاهرة على الباطنة(2) وحدّث أن الحور العين خلقهنّ الله في الجنّة مع شجرها،

ص: 282


1- المطففين 83: 26.
2- أقول: لعلّ هنا سِقطاً في الحديث، كما استظهره العلّامة المجلسي (رضوان الله عليه) ثم قال - في معناه -: ... ولعلّ المراد بالظاهرة والباطنة : الظهارة والبطانة من الثواب، لأنهن (أي: النساء) لباس ، وتوضيحاً لكلام شيخنا المجلسي نقول: قد جرت العادة أن يكون ظاهر اللباس أجمل وأفضل من بطانته، فالمعنى: أنَّ النساء المؤمنات - في الحقيقة والواقع - أفضل من الحور العين. ويمكن أن يكون المعنى: أن فضل النساء المؤمنات ظاهر على الحور العين - في الآخرة - بسبب ما يمنحهن الله تعالى من الجمال والمنزلة، ممّا يجعلهن مميَّزات من بينهن في الجنّة. والله العالِم.

وحبسهنّ على أزواجهنّ في الدنيا، على كلّ واحدة منهنّ سبعون حلّة، يری بیاض سوقهنَّ من وراء الحلل السبعين كما ترى الشراب الأحمر في الزجاجة البيضاء، وكالسلك الأبيض في الياقوت الحمراء، يجامعها في قوّة مائة رجل في شهوة أربعين سنة، وهنّ أتراب أبکار عذاریٰ، كلّما نكحت صارت عذراء « لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنْسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ »(1)يقول: لم يمسّهنّ إنسيّ ولا جنّي قطّ «فِيهِنَّ خَيْرَاتٌ حِسَانٌ »(2) يعني خيرات الأخلاق، حسان الوجوه «كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ »(3) يعني صفاء الياقوت وبياض اللّؤلؤ.

قال: وإنّ في الجنّة لنهراً حافتاه الجواريّ قال: فيوحي إليهنّ الربّ (تبارك وتعالی): أسمعن عبادي تمجيدي و تسبیح و تحمیدي، فيرفعن اصواتهنّ بألحان وترجيع لم يسمع الخلائق مثلها قطّ، فتطرب أهل الجنّة، وإنّه لتشرف على وليّ الله المرأة ليست من نسائه من السجف(4) فملأت قصوره ومنازله ضوءً ونوراً، فيظنّ وليّ الله أنّ ربّه أشرف عليه، أو ملك من ملائكته، فيرفع رأسه فاذا هو بزوجة قد كادت يذهب نورها نور عينيه، قال: فتناديه : قد آن لنا أن تكون لنا منك دولة.

قال: فيقول لها: ومن أنت؟ قال : فتقول: أنا ممّن ذكر الله في القرآن:«لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ فِيهَا

ص: 283


1- الرحمن 55: 56.
2- الرحمن 55: 70.
3- الرحمن 55: 58.
4- السَجف: الستر. (أقرب الموارد) .

وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ »(1) فيجامعها في قوّة مائة شابٌ ويعانقها سبعين سنة من أعمار الأوّلين، وما يدري أينظر إلى وجهها أم إلى خلفها أم إلى ساقها؟! فما من شيء ينظر إليه منها إلّا رأى وجهه من ذلك المكان من شدّة نورها وصفائها، ثمّ تشرف عليها اُخرى أحسن وجهاً وأطيب ريحاً من الاُولى، فتناديه فتقول: قد آن لنا أن تكون لنا منك دولة .

قال: فيقول لها: ومن أنت؟ فتقول : أنا ممن ذكر الله في القرآن : «فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ »(2).

قال : وما من أحد يدخل الجنّة إلّا كان له من الأزواج خمسمائة حوراء، مع كلّ حوراء سبعون غلاماً وسبعون جارية كأنّهم اللّؤلؤ المنثور، وكأنّهنّ اللّؤلؤ المكنون - وتفسير المكنون بمنزلة اللّؤلؤ في الصدف لم تمسّه الأيدي ولم تره الأعين، وأمّا المنشور فيعني في الكثرة - وله سبع قصور في كلّ قصر سبعون بيتاً، في كلّ بيت سبعون سريراً، على كلّ سرير سبعون فراشاً، عليها زوجة من الحور العين «تَجْرِي مِنْ تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ »(3) أنهار من ماء غير آسن، صاف ليس بالكدر « وَأَنْهَارٌ مِنْ لَبَنٍ لَمْ يَتَغَيَّرْ طَعْمُهُ » لم يخرج من ضرع(4) المواشي «وَأَنْهَارٌ

ص: 284


1- ق 50 : 35.
2- السجدة 32: 17.
3- الكهف 18: 31.
4- الضرع لذوات الخف أو للشاة والبقر ونحوها: مدرّ اللبن مثل الخلف للناقة والثدي للمرأة . (أقرب الموارد).

مِنْ عَسَلٍ مُصَفًّى » لم يخرج من بطون النّحل «وَأَنْهَارٌ مِنْ خَمْرٍ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ»(1) لم يعصره الرجال بأقدامهم، فإذا اشتهوا الطعام جاءهم طيور بيض يرفعن أجنحتهنَّ فيأكلون من أيّ الألوان اشتهوا جلوسا إن شاؤوا أو متّكئين، وإن اشتهوا الفاكهة تسعّبت(2) إليهم الأغصان فأكلوا من أيّها اشتهوا، قال : « وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ *سَلَامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ » (3) فبيناهم كذلك إذ يسمعون صوتاً من تحت العرش: يا أهل الجنّة كيف ترون منقلبكم؟ فيقولون: خیر المنقلب منقلبنا وخير الثواب ثوابنا، قد سمعنا الصّوت وأشتهينا النّظر إلى أنوار جلالك وهو أعظم ثوابنا وقد وعدته ولا تخلف الميعاد، فيأمر الله الحجب فيقوم سبعون ألف حجاب ، فيركبون على النّوق والبراذين وعليهم الحليّ والحلل فيسيرون في ظلّ الشجر حتّى ينتهوا إلى دار السّلام، وهي دار الله دار البهاء والنور والسرور والكرامة، فيسمعون الصوت فيقولون: يا سيّدنا سمعنا لذاذة منطقك، فأرنا نور وجهك، فيتجلّى لهم (سبحانه وتعالى) حتّى ينظرون إلى نور وجهه (تبارك وتعالى) المكنون من عين كلّ ناظر(4)، فلا يتمالكون حتّى يخرّوا على وجوههم سجّداً فيقولون: سبحانك ما عبدناك حقّ عبادتك يا عظیم.

ص: 285


1- سورة محمّد (صلّى الله عليه وآله) 47 : 15.
2- تسعَّب الشيء: تمطّط . (أقرب الموارد).
3- الرعد 13: 23و 24.
4- المراد - بالرؤية هنا - اما مشاهدة نور من أنواره المخلوقة له، أو النبي وأهل بيته الذين جعل رؤيتهم بمنزلة رؤيته، أو غاية المعرفة التي يعبّر عنها بالرؤية، والأوّل أنسب بهذا المقام. «بیان البحار».

قال : فيقول: عبادي! ارفعوا رؤوسكم ليس هذه بدار عمل إنّما هي دار كرامة ومسالة ونعيم قد ذهبت عنکم اللّغوب والنصب(1)، فإذا رفعوها رفعوها وقد أشرقت وجوههم من نور وجهه سبعين ضعفاً.

ثمّ يقول (تبارك وتعالی) : یا ملائكتي أطعموهم وأسقوهم، فيؤتون بالوان الاطعمة لم يروا مثلها قطّ في طعم الشهد وبياض الثّلج ولين الزبد، فإذا أكلوه قال بعضهم لبعض: كان طعامنا الّذي خلفناه في الجنّة عند هذا حُلُماً.

قال : ثمّ يقول الجبّار (تبارك وتعالی): یا ملائكتي اسقوهم، قال : فيؤتون بأشربة فيقبضها وليّ الله فيشرب شربة لم يشرب مثلها قطّ.

قال: ثمّ يقول : يا ملائكتي طيّبوهم فتأتيهم ريح من تحت العرش بمسك أشدّ بياضاً من الثلج تغيّر وجوههم وجباههم وجنوبهم تسمّى المثيرة فيستمكنون من النظر إلى نور وجهه.

فيقولون: یا سیّدنا حسبنا لذاذة منطقك والنظر إلى نور وجهك لانريد به بدلاً ولا نبتغي به حولاً.

فيقول الربّ (تبارك وتعالى): إنّي أعلم أنّكم إلى أزواجكم مشتاقون، وأنّ أزواجكم إليكم مشتاقات.

فيقولون : يا سيّدنا ما أعلمك ما في نفوس عبادك ؟! فيقول: كيف لا أعلم وأنا خلقتكم، وأسكنت أرواحكم في أبدانكم، ثمّ رددتها عليكم بعد الوفاة فقلت: اسكني في عبادي خير

ص: 286


1- اللّغوب : التعب والاعياء، والنصب : الاعياء من العناء. وقيل : الداء والبلاء والشرّ. (لسان العرب).

مسکن، أرجعوا إلى أزواجكم.

قال: فيقولون: يا سيّدنا اجعل لنا شرطاً.

قال : فإنّ لكم كلّ جمعة زورة ما بين الجمعة إلى الجمعة سبعة الاف سنة ممّا تعدّون.

قال: فينصرفون فيعطى كلّ رجل منهم رمّانة خضراء، في كلّ رمّانة سبعون حلّة لم يرها النّاظرون المخلوقون، فيسيرون فيتقدّمهم بعض الولدان حتّى يبشّروا أزواجهم وهنّ قيام على أبواب الجنان .

قال: فلمّا دنى منها نظرت إلى وجهه فأنكرته من غير سوء، فقالت : حبيبي ! لقد خرجت من عندي وما أنت هكذا.

قال: فيقول: حبيبتي! تلومينني أن أكون هكذا وقد نظرت إلى نور وجه ربّي (تبارك وتعالى) فأشرق وجهي من نور وجهه، ثمّ يعرض عنها فينظر إليها نظرة فيقول: حبيبتي! لقد خرجت من عندك وما كنت هكذا، فتقول: حبيبي! تلومني أن أكون هكذا وقد نظرت إلى وجه الناظر إلى نور وجه ربّي فأشرق وجهي من وجه الناظر إلى نور وجه ربّي سبعين ضعفاً، فتعانقه من باب الخيمة والربّ (تبارك وتعالى) يضحك إليهم فينادون بأصواتهم : الحمد لله الّذي أذهب عنّا الحزن إنّ ربّنا لغفور شكور.

قال : ثمّ إنّ الرب (تبارك وتعالی) یأذن للنبيّين فيخرج رجل في موکب فصفَّت به الملائكة(1) والنور أمامهم، فينظر إليه أهل الجنّة فيمدُّون أعناقهم إليه فيقولون: من هذا؟ إنّه لكريم على الله.

قال : فتقول الملائكة : هذا المخلوق بيده، والمنفوخ فيه من روحه والمعلَّم للأسماء هذا آدم، قد اُذن له على الله.

ص: 287


1- في موكب حوله الملائكة - البحار .

قال : ثمّ يخرج رجل في موكب حوله الملائكة قد صفّت أجنحتها والنور أمامهم، قال : فيمدّ إليه أهل الجنّة أعناقهم فيقولون: من هذا؟ فتقول الملائكة : هذا الخليل إبراهيم، قد اُذن له على الله.

قال : ثمّ يخرج رجل في موكب حوله الملائكة قد صفّت أجنحتها والنور أمامهم، قال: فيمدّ إليه أهل الجنّة أعناقهم فيقولون: من هذا؟ فتقول الملائكة : هذا موسی بن عمران الّذي كلّم الله تكليماً، قد اُذن له على الله.

قال : ثمّ يخرج رجل في موكب حوله الملائكة قد صفّت أجنحتها والنور أمامهم فيمدّ إليه أهل الجنّة أعناقهم فيقولون: من هذا الّذي قد اُذن له على الله؟ فتقول الملائكة : هذا روح الله وكلمته ، هذا عیسی بن مریم .

قال : ثمّ يخرج رجل في موكب في مثل جميع مواكب من كان قبله سبعين ضعفاً، حوله الملائكة قد صفّت أجنحتها والنور أمامهم، فيمدّ إليه أهل الجنّة أعناقهم فيقولون: من هذا الّذي قد أذن له على الله؟ فتقول الملائكة : هذا المصطفی بالوحي المؤتمن على الرسالة سيّد ولد آدم هذا النبيّ محمّد (صلّى الله عليه وعلى اهل بيته وسلّم كثيرا)، قد اُذن له على الله.

قال : ثمّ يخرج رجل في موكب حوله الملائكة قد صفّت أجنحتها والنور أمامهم، فيمدّ إليه أهل الجنّة أعناقهم فيقولون: من هذا؟ فتقول الملائكة : هذا أخو رسول الله (صلّى الله عليه وآله) في الدنيا والآخرة.

ص: 288

قال : ثمّ يؤذن للنبيّين والصدّيقين والشهداء، فيوضع للنبيّين منابر من نور، وللصدّيقين سرر من نور، وللشهداء كراسيّ من نور، ثمّ يقول الربّ( تبارك وتعالى): مرحباً بوفدي وزوّاري وجيراني، یا ملائکتي أطعموهم فطال ما اكل الناس وجاعوا، وطال ما رويّ الناس وعطشوا، وطال ما نام الناس وقاموا، وطال ما آمن الناس وخافوا قال فيوضع لهم أطعمة لم يروا مثلها قطّ، على طعم الشهد، ولين الزبد، وبياض الثّلج، ثمّ يقول : يا ملائكتي فکّهوهم، فيفكّهونهم بألوان من الفاكهة لم يروا مثلها قطّ ورطب عذب دسم على بياض الثّلج ولين الزبد.

قال : ثمّ قال النبيّ (صلّى الله عليه وآله) : إنه لتقع الحبّة من الرمّان فتستر وجوه الرجال بعضهم عن بعض، ثمّ يقول : يا ملائكتي اکسوهم، قال: فينطلقون إلى شجر في الجنّة فيجنون منها حللاً مصقولة(1) بنور الرحمن، ثمّ يقول: طيّبوهم، فتأتيهم ريح من تحت العرش تسمّى المثيرة أشدّ بياضاً من الثلج تغير وجوههم وجباههم وجنوبهم، ثمّ يتجلّى لهم (تبارك وتعالی) سبحانه حتّى ينظروا إلى نور وجهه المكنون من عين كلّ ناظر، فيقولون : سبحانك ما عبدناك حقَّ عبادتك يا عظيم، ثمّ يقول الربّ سبحانه (تبارك وتعالى) لا إله غيره : لكم كلّ جمعة زورة ما بين الجمعة إلى الجمعة سبعة آلاف سنة ممّا تعدّون(2).

ص: 289


1- الصقل: الجلاء، صقل الشيء صقلاً فهو مصقول: جلاء (لسان العرب).
2- الاختصاص: ص 345. منه البحار: ج1 ص207.

أبواب النَّار والعذاب

باب (1) وصف نار جهنم

6756 - تفسير القمي: حدثني أبي، عن محمد بن أبي عمير، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: قلت له : يابن رسول الله خوّفني فإنّ قلبي قد قسا.

فقال : يا أبا محمّد استعدّ للحياة الطويلة، فإنّ جبرئیل جاء إلى رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وهو قاطب(1) وقد كان قبل ذلك يجيء وهو متبسّم، فقال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) : يا جبرئیل جئتني اليوم قاطباً.

فقال : يا محمّد قد وضعت منافخ النار .

فقال : وما منافخ النار يا جبرئیل؟ فقال : يا محمّد إنّ الله (عزّوجلّ) أمر بالنار فنفخ عليها ألف عام حتّى ابيضّت، ثمّ نفخ عليها الف عام حتّى احمرّت، ثمّ نفخ عليها

ص: 290


1- قطب: أي قبض ما بين عينيه كما يفعل العبوس . (مجمع البحرین).

ألف عام حتّى أسودّت فهي سوداء مظلمة، لو أنّ قطرة من الضريع قطرت في شراب أهل الدنيا لمات أهلها من نتنها، ولو أنّ حلقة [واحدة] من السلسلة الّتي طولها سبعون ذراعاً وضعت على الدُّنيا لذابت الدنيا من حرّها، ولو أنّ سربالاً من سرابيل أهل النار علّق بين السماء والأرض لمات أهل الأرض من ريحه ووهجه(1) ، قال : فبكى رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وبکی جبرئیل، فبعث الله إليهما ملكاً فقال لهما: إنّ ربّكما يقرؤكما السلام ويقول: قد أمنتكما إن تذنبا ذنباً أعذبكما عليه.

فقال أبو عبدالله (عليه السّلام): فما رأى رسول الله (صلّى الله عليه وآله) جبرئیل متبسّماً بعد ذلك.

ثمّ قال : إنّ أهل النار يعظمون النار وإنّ أهل الجنّة يعظّمون الجنّة والنعيم(2) وإنّ أهل جهنّم إذا دخلوها هووا فيها مسيرة سبعين عاماً، فإذا بلغوا أعلاها قمعوا بمقامع الحديد واُعيدوا في درکها فهذه حالهم، وهو قول الله (عزّوجلّ): «كُلَّمَا أَرَادُوا أَنْ يَخْرُجُوا مِنْهَا مِنْ غَمٍّ أُعِيدُوا فِيهَا وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ »(3) ثمّ تبدل جلودهم جلوداً غير الجلود الّتي كانت عليهم.

ص: 291


1- الوهج: اتقاد النار والشمس وحرّهما من بعيد. (أقرب الموارد).
2- لعلّ معنى قوله (عليه السّلام): «يعظِّمون النار ... يعظِّمون الجنَّة...» أنَّهم يستعظمونها، أي: تكبر في عيونهم وتكون فوق تصوِّرهم، فأهل الجنّة وأهل النَّار - عندما ينظرون إلى النَّعيم والجحيم - تستولي عليهم الدهشة، هؤلاء من النّعيم وانواعه، وأُولئك من العذاب وأهواله.
3- الحج 22: 22

فقال أبو عبدالله (عليه السّلام): حسبك يا أبا محمّد؟ قلت: حسبي حسبي(1).

6757- معاني الأخبار : أبي (رحمه الله) قال : حدثنا محمّد بن أبي القاسم، عن محمّد بن عليّ الكوفيّ، عن عثمان بن عيسى، عن معاوية بن وهب قال : كنّا عند أبي عبدالله (عليه السّلام) فقرأ رجل : «قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ » .

فقال الرجل: وما الفلق؟ قال: صدع (2)في النار فيه سبعون الف دار، في كلّ دار سبعون ألف بيت، في كلّ بيت سبعون ألف أسود، في جوف كلّ أسود سبعون الف جرّة(3) سمّ، لابدّ لأهل النار أن يمرّوا عليها(4).

6758 - تفسير القمي: قال أبو عبدالله (عليه السّلام): إنّ ناركم هذه جزء من سبعين جزءً من نار جهنّم، وقد اُطفات سبعين مرّة بالماء ثمّ التهبت، ولولا ذلك ما استطاع آدميّ أن [يطيقها] یُطفأها، وإنّه ليؤتي بها يوم القيامة حتى توضع على النار فتصرخ صرخة لايبقى ملك مقرّب ولانبيّ مرسل إلّا جثا على ركبتيه فزعاً من صرختها(5).

کتاب الزهد: الحسن بن علوان، عن عمرو بن خالد، عن زید

ص: 292


1- تفسير القمي: ج2 ص81. منه البحار: ج8 ص 280.
2- الصَدع: الشقّ في شيء صلب. (أقرب الموارد).
3- الاسود: العظيم من الحيّات. والجَرَّة : اناء خزف له بطن كبير وعروتان وفم واسع . (أقرب الموارد).
4- معاني الأخبار : 227 ح1. منه البحار: ج 8 ص 287.
5- تفسير القمي: ج1 ص366.

ابن عليّ، عن آبائه، عن عليّ (عليهم السّلام) قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله).... وذكر نحوه(1) .

باب (2) أربعة يناذّى أهل النَّار بعذابهم

6759- ثواب الأعمال - أمالي الصدوق: حدثنا علي بن أحمد ابن موسى قال : حدثنا محمد بن جعفر أبو الحسين الكوفي الأسدي قال : حدثني موسی بن عمران النخعي قال : حدثنا الحسين بن يزيد (النوفلي) قال: حدثني حفص بن غیاث، عن الصادق جعفر بن محمّد، عن آبائه، عن عليّ (عليهم السّلام) قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): أربعة يؤذون أهل النار على ما بهم من الأذى، يسقون من الحميم في الجحيم ينادون بالويل والثبور، فيقول أهل النار بعضهم لبعض: ما بال هؤلاء الأربعة قد آذونا على ما بنا من الأذى؟ فرجلٌ معلّق في تابوت من جمر، ورجل يجرّ أمعاءه، ورجل يسيل فوه قيحاً ودماً، ورجل يأكل لحمه، فيقال(2) لصاحب التابوت : ما بال الأبعد قد آذانا على ما بنا من الأذى؟ فيقول: إنّ الأبعد [قد] مات وفي عنقه أموال الناس لم يجد لها في نفسه أداءً [ولا مخلصاً] ولا وفاءً.

ثمّ يقال للّذي يجرّ أمعاءه : ما بال الأبعد قد آذانا على ما بنا من الأذى؟

ص: 293


1- كتاب الزهد: ص101 ح 275. منهما البحار: ج 8 ص288.
2- فقيل - أمالي الصدوق.

فيقول: إنّ الأبعد كان لا يبالي أين أصاب البول من جسده .

ثمّ يقال للّذي يسيل فوه قيحاً ودماً: ما بال الأبعد قد آذانا على ما بنا من الأذى؟ فيقول: إنّ الأبعد كان يحاكي فينظر إلى كلّ كلمة خبيثة فيفسد بها(1) ويحاكي بها.

ثمّ يقال للّذي يأكل لحمه: ما بال الأبعد قد آذانا على ما بنا من الأذى؟ فيقول : إنّ الأبعد كان يأكل لحوم الناس بالغيبة ويمشي بالنّميمة(2) .

البحار - توضیح: قال الجزريّ: فيه: إنّ رجلاً جاء فقال : إنّ الأبعد قد زنا، معناه المتباعد عن الخير والعصمة، يقال : بعد - بالكسر - فهو باعد أي هلك، والأبعد: الخائن أيضاً.

باب (3) معنى الأحقاب

6760- معاني الأخبار : أبي (رحمه الله) قال: حدثنا سعد بن عبدالله، عن يعقوب بن يزيد، عن جعفر بن محمّد بن عقبة، عمّن رواه ، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) في قول الله (عزّوجلّ) : «لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا » .

قال: الأحقاب ثمانية أحقاب ، والحقبة ثمانون سنة ، والسنة

ص: 294


1- فیسندها - أمالي الصدوق.
2- ثواب الاعمال: ص295 ح 1 - أمالي الصدوق: ص464 ح20. منهما البحار : ج8 ص280.

ثلاث مائة و ستّون يوماً، واليوم كألف سنة ممّا تعدّون(1) .

6761- تفسير القمي: أخبرنا أحمد بن إدريس، عن أحمد بن محمّد، عن الحسين بن سعيد، عن النضر بن سويد، عن درست بن أبي منصور، عن الأحول، عن حمران بن اعين قال: سألت أبا عبدالله (عليه السّلام) عن قول الله :«لَابِثِينَ فِيهَا أَحْقَابًا * لَا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلَا شَرَابًا *إِلَّا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا »(2)؟ قال: هذه في الّذين يخرجون من النار(3) .

6762- کتاب الزهد: النضر بن سويد، عن درست، عن الأحول، عن حمران قال : قلت لأبي عبدالله (عليه السّلام): إنّه بلغنا أنّه يأتي على جهنّم حين يصطفق أبوابها.

فقال: لا والله إنّه الخلود .

قلت : «خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ إِلَّا مَا شَاءَ رَبُّكَ إِنَّ رَبَّكَ »(4)؟ فقال : هذه في الّذين يخرجون من النار(5).

أقول: قول السائل: «يأتي على جهنم...» أي: هل تفنى وتنعدم؟ فقال (عليه السّلام): «لا والله ....».

ص: 295


1- معاني الأخبار : ص220 ح1. منه البحار: ج 8 ص 283 .
2- النبا 78: 23 - 25.
3- تفسير القمي: ج2 ص402. منه البحار: ج 8 ص 295.
4- هود 11: 107.
5- کتاب الزهد: ص98 ح 265. منه البحار: ج 8 ص 346.

باب (4) للنار سبعة أبواب

6763- الخصال : حدثنا أحمد بن الحسن بن القطان قال : حدثنا احمد بن يحيى بن زكريّا القطان قال : حدثنا بكر بن عبدالله بن حبيب قال : حدثني محمد بن عبدالله قال: حدثني علي بن الحكم، عن ابان ابن عثمان، عن محمد بن الفضيل الرزقي، عن أبي عبدالله، عن أبيه، عن جدّه (عليهم السّلام) قال: للنار سبعة أبواب : باب يدخل منه فرعون وهامان وقارون.

وباب يدخل منه المشركون والكفّار ممّن لم يؤمن بالله طرفة عين.

وباب يدخل منه بنو اميّة هو لهم خاصّة لايزاحمهم فيه أحد، وهو باب لظى، وهو باب سقر، وهو باب الهاوية، تهوي بهم سبعين خريفاً، وكلّما هوی بهم سبعين خريفاً فارَبهم فورة قذف بهم في أعلاها سبعين خريفاً ثم تهوی بهم كذلك سبعين خريفاً فلايزالون هكذا أبداً خالدين مخلدين.

وباب يدخل منه مبغضونا ومحاربونا وخاذلونا وانه لأعظم الأبواب واشدّها حرّاً.

قال محمّد بن الفضيل الرزقي: فقلت لأبي عبدالله (عليه السّلام): الباب الذي ذكرت عن ابيك عن جدّك (عليهما السّلام) أنَّه يدخل منه بنو اُميّة يدخله من مات منهم على الشرك أو من أدرك منهم الاسلام.

فقال : لا اُمَّ لك! ألَم تسمعه يقول: وباب يدخل منه المشركون

ص: 296

والكفّار فهذا الباب يدخل فيه كلّ مشرك وكلٌ كافر لا يؤمن بيوم الحساب وهذا الباب الآخر يدخل منه بنو اُميّة لأنّه هو لأبي سفيان ومعاوية وآل مروان خاصّة يدخلون من ذلك الباب فتحطمهم النار حطماً(1) لاتسمع لهم فيها واعية ولا يحيون فيها ولايموتون(2) .

باب (5) تُكلِّم النَّار ثلاثة

6764- الخصال : حدثنا أبي (رضي الله عنه) قال: حدثنا سعد ابن عبدالله قال : حدثني احمد بن محمد بن عيسى، عن العباس بن معروف، عن أبي همام اسماعيل بن همام، عن محمّد بن سعيد بن غزوان، عن السكونيّ، عن أبي عبدالله جعفر بن محمّد، عن أبيه ، عن آبائه، عن عليّ (عليهم السّلام) عن النبيّ (صلّى الله عليه وآله) قال : تُكلّم النار يوم القيامة ثلاثة : أميراً، وقارئاً، وذا ثروة من المال ، فتقول للأمير : يا من وهب الله له سلطاناً فلم يعدل !! فتزدرده(3) كما يزدرد الطير حبّ السمسم، وتقول للقارىء : يا من تزيّن للناس وبارز الله بالمعاصي !! فتزدرده، وتقول للغنيّ: يامن وهب الله له دُنياً كثيرةً واسعةً فيضاً وسأله الفقير اليسير قرضاً فأبي إلّا بخلاً!! فتزدرده(4).

ص: 297


1- حَطَمه حَطماً: كسره . (أقرب الموارد).
2- الخصال : ص 361ح 51. منه البحار: ج 8 ص 285.
3- الازدراد : الابتلاع. (مجمع البحرین).
4- الخصال : ص111 ح 84. منه البحار: ج8 ص 285.

باب (6) ما يتعلّق بالنار

6765- تفسير القمي: أخبرنا أحمد بن إدريس قال: حدثنا أحمد بن محمّد بن عيسى، عن عليّ بن الحكم، عن الحسين بن أبي العلاء، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) في قوله : «وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا »(1).

قال : أما تسمع الرجل يقول: وردنا ماء بني فلان؟ فهو الورد ولم يدخله(2).

6766- تفسير العياشي: عن ابن مسکان رفعه إلى أبي عبدالله (عليه السّلام) في قوله: «فَمَا أَصْبَرَهُمْ عَلَى النَّارِ »(3).

قال : ما أصبرهم على فعل ما يعلمون أنّه يصيرهم إلى النار(4) .

6767- علل الشرایع : أبي (رحمه الله) قال : حدثنا محمد بن يحيى العطار، عن محمّد بن أحمد، عن سهل بن زياد، عن محمّد بن سليمان، عن رجل، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: قلت له : اُصلّي في قلنسوة سوداء؟ قال : لاتصلّ فيها فإنّها لباس أهل النار(5) .

ص: 298


1- مريم 19: 71.
2- تفسير القمي: ج2 ص52. منه البحار: ج 8 ص 291.
3- البقرة 2: 175.
4- تفسير العياشي: ج1 ص75 ح157. منه البحار: ج8 ص298 .
5- علل الشرایع : ص346 ح 1. منه البحار: ج8 ص312.

باب (7) امتلاء الجنَّة والنار

6768- کتاب الزهد: محمد بن أبي عمير، عن الحسين الأحمسيّ، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال : تقول الجنّة : ياربّ ملأت النار كما وعدتها فاملأني كما وعدتني، قال: فيخلق الله (تبارك وتعالی) خلقاً فيدخلهم الجنّة.

ثم قال أبو عبدالله (عليه السّلام): طوبى لهم لم يروا غموم الدُّنيا ولا همومها(1).

6769- تفسير القمي: قوله : «يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِنْ مَزِيدٍ »(2) قال : هو استفهام لانَّ الله وعد النار أن يملأها فتمتلىء النار، ثمّ يقول لها: هل امتلأت ؟ وتقول هل من مزید؟ على حدّ الاستفهام، أي ليس فيّ مزيد.

قال : فتقول الجنّة : يا ربّ وعدت النار أن تملأها، ووعدتني أن تملأني فلم لم تملأني وقد ملأت النار؟ قال : فيخلق الله يومئذ خلقاً يملأ بهم الجنّة.

قال أبو عبدالله (عليه السّلام): طوبى لهم إنّهم لم يروا غموم الدُّنيا وهمومها(3).

6770- کتاب الحسين بن عثمان : عن أبي عبدالله (عليه السّلام)

ص: 299


1- کتاب الزهد: ص 103ح 282. منه البحار: ج8 ص133.
2- ق 50: 30.
3- تفسير القمي: ج2 ص 326. منه البحار: ج8 ص292.

قال : تقول الجنّة : ياربّ ملأت النار كما وعدتها فاملأني كما وعدتني . قال : فيخلق الله خلقاً يومئذ فيدخلهم الجنّة ، ثمّ قال أبو عبدالله (عليه السّلام) : طوبى لهم! لم يروا أهوال الدنيا ولا غمومها(1) .

باب (8) وادي المتكِّبرين في جهنم

6771 - الكافي : عليّ بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن ابن بكير ، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: إنّ في جهنّم لوادياً للمتكّبرين يقال له : سقرٌ، شکا إلى الله (عزّوجلّ) شدّة حرّه وسأله أن يأذن له أن يتنفّس(2) فتنفّس فأحرق جهنّم(3).

تفسير القمي: حدثني أبي، عن ابن أبي عمير، عن عبدالله بن بكير مثله(4).

ثواب الأعمال: حدثني محمد بن الحسن (رضي الله عنه) قال :

حدثني محمد بن الحسن الصفار، عن يعقوب بن يزيد، عن محمد بن أبي عمير مثله(5).

کتاب الزهد: محمد بن أبي عمير، عن ابن بكير مثله(6).

ص: 300


1- الأصول الستة عشر: ص109. منه البحار: ج 57 ص346.
2- سأله أن يتنفس فاذن له - تفسير القمي، وسأله أن يأذن له أن يتنفّس فاذن له - کتاب الزهد.
3- الكافي: ج2 ص 310ح10.
4- تفسير القمي: ج2 ص251.
5- ثواب الاعمال : ص265ح7.
6- کتاب الزهد: ص 103 ح 281.

6772- تفسير القمي: حدثني أبي، عن ابن أبي عمير، عن منصور بن يونس، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: إنّ في النار الناراً يتعوّذ منها أهل النار، ما خلقت إلّا لكلّ متكبّر جبّار عنيد ولكلّ شیطان مريد، ولكلّ متكبّر لايؤمن بيوم الحساب، ولكلّ ناصب العداوة لآل محمّد (عليهم السّلام)، وقال: إنّ أهون الناس عذاباً يوم القيامة لرجل في ضحضاح من نار(1) ، عليه نعلان من نار، وشرأكان من نار، يغلي منها دماغه كما يغلي المرجل(2)، ما يرى أنّ في النار أحداً أشدُّ عذاباً منه، وما في النار أحد أهون عذاباً منه(3).

باب (9) شراب أهل النَّار

6773 - تفسير العياشي: عن مسعدة بن صدقة، عن جعفر بن محمّد، عن أبيه، عن جدّه (عليهم السّلام) قال : قال أمير المؤمنين (عليه السّلام): إنّ أهل النار لمّا غلى الزقّوم والضريع في بطونهم كغلي الحميم سألوا الشراب، فاُتوا بشراب غسّاق وصديد يتجرّعه ولا يكاد يسيغه ويأتيه الموت من كلّ مكان وما هو بميّت ومن ورائه عذاب غليظ، وحميم يغلي في جهنّم منذ خلقت كالمهل يشوي الوجوه بئس

ص: 301


1- الضحضاح في الأصل : ما رقَّ من الماء على وجه الأرض ما يبلغ الكعبين واستعاره للنّار. وفي حديث أبي المنهال: في النّار أودية في ضحضاح، شبّه قِلة النّار بالضحضاح من الماء فاستعاره فيه. (لسان العرب).
2- المِرجَل : القدر من الحجارة والنحاس . (أقرب الموارد).
3- تفسير القمی: ج2 ص257. منه البحار: ج 8 ص 295.

الشراب وساءت مرتفقاً(1) .

6774- تفسير العياشي: عن عبدالله بن سنان، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال : ابن آدم خلق أجوف لابدّ له من الطعام والشراب ، فقال: « وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ يَشْوِي الْوُجُوهَ »(2).

6775- تفسير العياشي: عنه (عليه السّلام) في قول الله (عزّوجلّ) : «يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ » (3).

قال: تبدلّ خبزة بيضاء نقيّة يأكل الناس منها حتّى يفرغ من الحساب .

قال له قائل : إنّهم يومئذٍ لفي شغل عن الأكل والشرب .

فقال له : ابن آدم خلق أجوف لابدّ له من الطعام والشراب، أهم أشدّ شغلاً أم من في النار قد استغاثوا؟ قال الله : « وَإِنْ يَسْتَغِيثُوا يُغَاثُوا بِمَاءٍ كَالْمُهْلِ»(4).

6776- مجمع البيان : قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): من شرب الخمر لم تقبل له صلاة أربعين يوماً، فإن مات وفي بطنه شيء من ذلك كان حقّاً على الله أن يسقيه من طينة خبال وهو صديد أهل النار وما يخرج من فروج الزناة، فيجتمع ذلك في قدور جهنّم فيشربه أهل النار فيصهر به ما في بطونهم والجلود. رواه شعيب بن

ص: 302


1- تفسير العياشي: ج2 ص 223 ح 7. منه البحار : ج8 ص302.
2- تفسير العياشي: ج2 ص327 ح 29، والآية في سورة الكهف 18 : 29. منه البحار: ج8 ص302.
3- إبراهيم 14 : 48.
4- تفسير العياشي: ج2 ص327 ح 30. منه البحار: ج 8 ص 302.

واقد، عن الحسين بن زيد، عن الصادق، عن آبائه (عليهم السّلام) (1).

6777- تفسير العياشي: عن الزهريّ، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) يقول : يوم التناد يوم ينادي أهلُ النار أهلَ الجنّة: « أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ »(2) .

باب (10) أشدُّ الناس عذاباً سبعة

6778- ثواب الأعمال : حدثني محمد بن الحسن (رضي الله عنه) قال : حدثني محمد بن الحسن الصفار، عن العباس بن معروف، عن الحسن بن محبوب، عن حنان بن سدير قال: حدثني رجل من أصحاب أبي عبدالله (عليه السّلام) قال : سمعته يقول : إنّ أشدّ الناس عذاباً يوم القيامة لسبعة نفر: أوّلهم ابن آدم الّذي قتل أخاه، ونمرود الّذي حاجَّ إبراهيم في ربّه، واثنان في بني إسرائيل هوّدا قومهم ونصّراهم، وفرعون الّذي قال : أنا ربّكم الأعلى، واثنان من هذه الاُمّة أحدهما شرّهما في تابوت من قوارير تحت الفلق في بحار من نار(3).

ص: 303


1- مجمع البيان: ج3 ص308. منه البحار : ج8 ص 244.
2- تفسير العياشي: ج2 ص19 ح50، والآية في سورة الأعراف 7: 50. منه البحار: ج 8 ص339.
3- ثواب الاعمال : ص 255 ح 1. منه البحار: ج8 ص313.

باب (11) عذاب النواصب

6779- تفسير القمي: حدثنا محمد بن جعفر، قال : حدثنا یحیی بن زكريّا، عن عليّ بن حسان، عن عبدالرحمن بن كثير ، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) في قوله تعالى: «فَأَنْذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى * لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى *الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى »(1).

قال : في جهنّم واد فيه نار لايصلاها إلّا الأشقى فلان الّذي كذب رسول الله (صلّى الله عليه وآله) في علىّ (عليه السّلام) وتولّی عن ولايته، ثمّ قال : النّيران بعضها دون بعض، فما كان من نار هذا الوادي فللنصّاب(2).

باب (12) إطعام الطعام يُخفِّف العذاب

6780- نوادر الراوندي : اخبرني السيد الامام ضياء الدين سيد الأئمّة شمس الاسلام ابو الرضا فضل الله بن علي بن عبیدالله الحسيني الراوندي قال: أخبرنا الامام الشهيد ابو المحاسن عبدالواحد بن اسماعيل بن أحمد الروياني اجازة وسماعاً اخبرنا الشيخ ابو عبدالله محمد بن الحسن التيمي البكري الحاجي اجازة وسماعاً حدثنا ابو

ص: 304


1- الليل 92 : 16-14.
2- تفسير القمي: ج2 ص426. منه البحار: ج 8 ص314.

محمد سهل بن احمد الديباجي حدثنا أبو علي محمد بن محمد بن الأشعث الكوفي حدثني موسی بن اسماعیل بن موسی بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السّلام) حدثنا أبي اسماعيل بن موسى، عن أبيه موسى، عن جدّه جعفر بن محمّد الصادق، عن أبيه، عن جدّه علي بن الحسين، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب (صلوات الله عليهم أجمعين) قال : قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله): [إنّ] أهون أهل النار عذاباً ابن جدعان(1).

قيل : یا رسول الله وما بال ابن جدعان أهون أهل النار عذاباً ؟ قال : إنّه كان يطعم الطعام(2).

باب (13) بعض المعذَّين في النار

6781- نوادر الراوندي: بهذا الإسناد قال: قال رسول الله (صلّى الله عليه وآله) : رأيت في النار صاحب العباء الّتي قد غلّها(3) ورأيت في النار صاحب المحجن(4) الّذي كان يسرق الحاجّ بمحجنه ، ورأيت في النار صاحبة الهرّة تنهشها مقبلة ومدبرة كانت أوثقتها ولم تكن تطعمها ولم ترسلها تأكل من حشاش الأرض، ودخلت الجنّة

ص: 305


1- ابن جذعان - البحار .
2- نوادر الراوندي : ص10. منه البحار : ج8، ص316.
3- الاغلال: الخيانة أو السرقة الخفيّة. (مجمع البحرین).
4- المِحجَن : العصا المنعطفة الراس كالصولجان . (أقرب الموارد) .

فرأيت صاحب الكلب الّذي أرواه من الماء(1).

باب (14) عذاب الزاني والزانية

6782- نوادر الراوندي: بهذا الإسناد قال: قال رسول الله (صلّی الله عليه وآله): يؤتى بالزاني يوم القيامة حتّى يكون فوق أهل النار فتقطر قطرة من فرجه فيتأذّى بها أهل جهنم من نتنها، فيقول أهل جهنم للخزّان : ما هذه الرائحة المنتنة الّتي قد آذتنا؟ فيقال [لهم] : هذه رائحة زان، ويؤتى بامراة زانية فتقطر قطرة من فرجها فيتأذّى بها أهل النار من نتنها(2).

6783 - مجمع البيان: في قوله سبحانه :«وَيُسْقَى مِنْ مَاءٍ صَدِيدٍ »(3) أي يسقي ممّا يسيل من الدم والقيح من فروج الزواني في النار، عن أبي عبدالله (عليه السّلام)(4) .

ص: 306


1- نوادر الراوندي: ص28. منه البحار: ج 8 ص316.
2- نوادر الراوندي: ص36. منه البحار: ج8 ص317.
3- أبراهیم 14: 16.
4- مجمع البيان: ج3 ص308. منه البحار: ج8 ص 244.

باب (15) النساء المعذَّبات

6774- عیون اخبار الرضا (عليه السّلام): حدثنا علي بن عبدالله الورّاق (رضي الله عنه) قال : حدثنا محمد بن أبي عبدالله الكوفي، عن سهل بن زياد الآدمي، عن عبدالعظیم بن عبدالله الحسني، عن محمد بن علي الرضا، عن أبيه الرضا، عن أبيه موسی ابن جعفر، عن أبيه جعفر بن محمّد، عن أبيه محمد بن علي، عن أبيه علي بن الحسين، عن أبيه الحسين بن علي، عن أبيه أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب (عليهم السّلام) قال: دخلت أنا وفاطمة على رسول الله (صلّى الله عليه وآله)، فوجدته يبكي بكاءاً شديداً، فقلت: فداك أبي واُمّي يا رسول الله ما الّذي أبكاك ؟ فقال : يا عليّ ليلة اُسري بي إلى السماء رأيت نساءً من اُمّتي في عذاب شديد، فانكرت شأنّهنّ فبكيت لما رأيت من شدّة عذابهنّ.

ورأيت امرأة معلّقة بشعرها يغلي دماغ رأسها.

ورأيت امرأة معلّقة بلسانها والحميم يصبّ في حلقها .

ورأيت امرأة معلّقة بثدييها.

ورأيت امرأة تأكل لحم جسدها والنار توقد من تحتها.

ورأيت امرأة قد شدّ رجلاها إلى يديها وقد سلّط عليها الحيّات والعقارب.

ورأيت امراة صمّاء عمياء خرساء في تابوت من نار، يخرج دماغ رأسها من منخرها، وبدنها متقطع من الجذام والبزصن.

ص: 307

ورأيت امرأة معلقة برجليها في تنور من نار.

ورأيت امرأة تقطّع لحم جسدها من مقدّمها ومؤخّرها بمقاريض من نار.

ورأيت امرأة يحرق وجهها ويداها وهي تأكل أمعاءها.

ورأيت امرأة رأسها رأس الخنزير، وبدنها بدن الحمار، وعليها ألف ألف نون من العذاب.

ورأيت امرأة على صورة الكلب، والنار تدخل في دبرها وتخرج من فيها، والملائكة يضربون رأسها وبدنها بمقامع من نار .

فقالت فاطمة (عليها السّلام): حبيبي وقرّة عيني أخبرني ما كان عملهنّ وسيرتهنّ حتّى وضع الله عليهنّ هذا العذاب؟ فقال : يا بنتي.

أمّا المعلّقة بشعرها فإنّها كانت لا تغطي شعرها من الرجال .

وأمّا المعلّقة بلسانها فإنّها كانت تؤذي زوجها.

وأمّا المعلّقة بثديها فإنّها كانت تمتنع من فراش زوجها .

وأمّا المعلّقة برجليها فإنّها كانت تخرج من بيتها بغير إذن زوجها.

وأما الّتي كانت تأكل لحم جسدها فإنّها كانت تزيّن بدنها للناس .

وامّا الّتي شدّت يداها إلى رجليها وسلّط عليها الحيّات والعقارب فإنّها كانت قذرة الوضوء قذرة الثياب، وكانت لاتغتسل من الجنابة والحيض، ولاتتنظّف، وكانت تستهين بالصلاة.

وأمّا العمياء الصمّاء الخرساء فإنّها كانت تلد من الزنا فتعلّقه في عنق زوجها.

وأمّا الّتي كانت تقرض لحمها بالمقاريض فإنّها كانت تعرض

ص: 308

نفسها على الرجال .

وأمّا الّتي كانت تحرق وجهها وبدنها وهي تأكل أمعاءها فإنّها كانت قوّادة.

وأمّا الّتي كان رأسها رأس الخنزير وبدنها بدن الحمار فإنّها كانت نمّامة كذّابة .

وأمّا الّتي كانت على صورة الكلب والنار تدخل في دبرها وتخرج من فيها فإنّها كانت قينة(1) نوّاحة حاسدة . ثمّ قال (عليه السّلام): ويل لامرأة أغضبت زوجها، وطوبى لامرأة رضي عنها زوجها(2) .

باب (16) الاعراف وأهلها

6785- مجمع البيان: قال أبو عبدالله جعفر بن محمّد (عليهما السّلام): الأعراف كثبان(3) بين الجنّة والنار، فيوقف عليها كلّ نبيّ وكلُّ خليفة نبيّ مع المذنبين من أهل زمانه ، كما يقف صاحب الجيش مع الضعفاء من جنده ، وقد سيق المحسنون إلى الجنّة، فيقول ذلك الخليفة للمذنبين الواقفين معه : انظروا إلى إخوانكم المحسنين قد سبقوا إلى الجنّة، فيسلّم المذنبون عليهم، وذلك قوله : « وَنَادَوْا أَصْحَابَ الْجَنَّةِ أَنْ

ص: 309


1- القينة : الأمة المغنّية. (أقرب الموارد).
2- عيون أخبار الرضا: ج2 ص10ح 24. منه البحار: ج8 ص309.
3- الكثيب: التَلّ من الرّمل سمّی به لأنّه انکثب أي أنصبّ في مكان فاجتمع فيه ج أكثبة وكثب وكُثبان. (أقرب الموارد).

سَلَامٌ عَلَيْكُمْ »(1).

6786- تفسير العياشي: عن الطيّار، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال : قلت له : أيُّ شيء أصحاب الأعراف؟ قال : استوت الحسنات والسيّئات، فإن أدخلهم الله الجنّة فبرحمته، وإن عذّبهم لم يظلمهم(2).

6787- تفسير القمي: قال الصادق (علیه السّلام): كلّ اُمّة يحاسبها إمام زمانها، ويعرف الأئمّة أولياءهم وأعداءهم بسيماهم، وهو قوله : « وَعَلَى الْأَعْرَافِ رِجَالٌ » وهم الأئمة « يَعْرِفُونَ كُلًّا بِسِيمَاهُمْ »(3) فيعطون أولياءهم كتابهم بيمينهم فيمرّون إلى الجنّة بلاحساب، ويؤتون أعداءهم كتابهم بشمالهم فيمرُّون إلى النار بلاحساب، فإذا نظر اولياؤهم في كتابهم يقولون لإخوانهم: « هَاؤُمُ اقْرَءُوا كِتَابِيَهْ * إِنِّي ظَنَنْتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيَهْ * فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَاضِيَةٍ »(4) أي مرضيّة(5).

ص: 310


1- مجمع البيان : ج2 ص423 والآية في سورة الأعراف 7: 46. منه البحار: ج 8 ص 331.
2- تفسير العياشي: ج2 ص18ح46. منه البحار: ج8 ص337.
3- الأعراف 7: 46.
4- الحاقة 69: 19- 21.
5- تفسير القمي: ج2 ص384. منه البحار: ج 8 ص 339.

باب (17) السُّعداء والأشقياء

6788 - تفسير العياشي: عن کرام قال : سمعت أبا عبدالله (عليه السّلام) يقول: إذا كان يوم القيامة اقبل سبع قباب من نور يواقيت خضر وبيض، في كلّ قبّة إمام دهره، قد احتفَّ به أهل دهره برّها وفاجرها حتّى يقفون بباب الجنّة، فيطلع أوّلها صاحب قبّة إطلاعة فيميّز(1) أهل ولايته وعدوّه، ثمّ يقبل على عدوّه فيقول: أنتم الّذين أقسمتم لاينالهم الله برحمته؟!(2) ادخلوا الجنّة لاخوف عليكم اليوم، يقوله لأصحابه، فيسودّ وجه الظالم فيمیّز(3) أصحابه إلى الجنّة، وهم يقولون: « رَبَّنَا لَا تَجْعَلْنَا مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ » فإذا نظر أهل القبّة الثانية إلى قلّة من يدخل الجنّة وكثرة من يدخل النار خافوا أن لايدخلوها وذلك قوله : « لَمْ يَدْخُلُوهَا وَهُمْ يَطْمَعُونَ »(4).

باب (18) الخلود في الجنّة والنار

6789- تفسير القمي: حدثني أبي، عن الحسن بن محبوب، عن ابي ولاد الحتاط، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال : سُئل عن قوله

ص: 311


1- فيتميّز - البحار.
2- أي : أنتم الذين أقسمتم أن أهل ولايتي لا تنالهم رحمة الله؟!! فالاستفهام استنكاري، ثم يلتفت الامام الى شیعته فيقول : أدخلوا الجنّة .... والله العالم .
3- في تفسير نور الثقلين : فيمرّ، وعن بعض المحدثين : فيسير وهو الأنسب.
4- تفسير العياشي: ج2 ص18ح47. منه البحار: ج 8 ص 337.

تعالى : «وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ » الآية(1)؟ قال: ينادي مناد من عند الله - وذلك بعد ما صار أهل الجنّة في الجنّة وأهل النار في النار -: يا أهل الجنّة ويا أهل النار هل تعرفون الموت في صورة من الصور؟ فيقولون: لا، فيؤتى بالموت في صورة کبش أملح(2) فيوقف بين الجنّة والنار، ثمّ ينادون جميعاً: أشرفوا وانظروا إلى الموت فيشرفون ثمّ بأمر الله به فيذبح، ثمّ يقال : يا أهل الجنّة خلود فلا موت أبداً، ويا أهل النار خلود فلا موت أبداً، وهو قوله : «وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الْأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ » أي قضي على أهل الجنّة بالخلود [فيها]، وقضي على أهل النار بالخلود فيها(3) .

6790- علل الشرایع: أبي (رحمه الله) قال : حدثنا سعد بن عبدالله قال: حدثنا القاسم بن محمّد، عن سليمان بن داود الشاذكونيّ، عن أحمد بن يونس، عن أبي هاشم قال: سألت أبا عبدالله (عليه السّلام) عن الخلود في الجنّة والنار؟ قال : إنّما خلّد أهل النار في النار لأنّ نيّاتهم كانت في الدُّنيا [أن] لو خلدوا فيها أن يعصوا الله أبداً، وإنّما خلد أهل الجنّة في الجنّة لأنّ نیّاتهم كانت في الدُّنيا [أن] لو بقوا فيها أن يطيعوا الله أبداً [ما بقوا](4)،

ص: 312


1- مریم 19 : 39.
2- الأملح : اسم تفضيل وما لونه الُملحة (بياض يخالطه سواد) يقال : كبش املح ونعجة ملحاء أو قال : كبش أملح اذا كان اسود يعلو شعره بياض او نقيّ البياض وهي من لون الملح. (أقرب الموارد).
3- تفسير القمي: ج2 ص50. منه البحار : ج8 ص346.
4- ما بين المعقوفتين ليس في المحاسن .

فالنيّات تخلّد هؤلاء وهؤلاء، ثمّ تلا قوله تعالى : «قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ »(1) قال : على نيّته(2).

المحاسن: البرقي، عن علي بن محمد القاساني، عن القاسم بن محمّد، عن سليمان بن داود المنقري، عن أحمد بن يونس مثله(3).

6791- تفسير العياشي: عن مسعدة بن صدقة قال : قصّ ابو عبدالله (عليه السّلام) قصص أهل الميثاق من أهل الجنّة وأهل النار، فقال في صفات أهل الجنّة : فمنهم من لقي الله شهيداً(4) لرسله ، ثمّ من [مرّ - خ ل] في صفتهم حتّى بلغ من قوله : ثمّ جاء الاستثناء من الله في الفريقين جميعاً، فقال الجاهل بعلم التفسير: إنّ هذا الاستثناء من الله إنّما هو لمن دخل الجنّة والنار، وذلك أنّ الفريقين جميعاً يخرجان منهما، فيبقيان فليس فيهما أحد، وكذبوا ، لكن(5) عنى بالاستثناء أنّ ولد آدم كلّهم وولد الجانّ معهم على الأرض والسماوات تظلّهم، فهو ينقل المؤمنين حتّى يخرجهم من ولاية الشياطين وهي النار، فذلك الّذي عني الله في أهل الجنّة وأهل النار: « مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ »(6) يقول في الدنيا، والله (تبارك وتعالی) ليس بمخرج أهل الجنّة منها أبداً، ولاكلّ أهل النار منها أبداً وكيف يكون ذلك وقد قال الله في

ص: 313


1- الاسراء 17 : 84.
2- علل الشرایع: ص523 ح1.
3- المحاسن : ص330 ح 94. منهما البحار: ج8 ص347.
4- شهداء - البحار.
5- بل انّما - البحار.
6- هود 11: 107 وفي آية 108.

كتابه : «مَاكِثِينَ فِيهِ أَبَدًا »(1) ليس فيهما استثناء؟ وكذلك قال أبو جعفر (عليه السّلام): من دخل في ولاية آل محمّد دخل الجنّة، ومن دخل في ولاية عدوّهم دخل النار، وهذا الّذي عنى الله من الاستثناء في الخروج من الجنّة والنار والدخول(2).

البحار - بیان : الظاهر انّه (عليه السّلام) فسّر الجنّة والنار بما يوجبهما من الإيمان والكفر مجازاً، أو بالجنّة والنار الروحانيّتين، فإن المؤمن في الدنيا لقربه تعالی وكرامته وحبّه ومناجاته وهداياته ومعارفه في جنّة ونعيم، والكافر لجهالته وضلالته وبعده وحرمانه في عذاب أليم، فعلى هذا يكون المراد بالأشقياء والسعداء من يكون ظاهر حاله ذلك، فالشقيّ أبداً في الكفر والجهل والعمى إلّا أن يشاء الله هدايته فيهديه ويخرجه من نار الكفر إلى جنّة الإيمان، وكذا السعيد أبداً في الإيمان والهداية والعلم إلّا أن يشاء الله خذلانه بسوء أعماله فيخرج من جنّة الإيمان إلى نار الكفر، وإنّما خصّ الخروج من الجنّة بالبيان لأنّه موضع الإشكال حقيقة وإن أمكن أن يكون سقط الآخر من النسخ .

باب (19) النجاة بالتقوى

6792- صفات الشيعة: حدثنا أبي (رحمه الله) قال : حدثنا سعد بن عبدالله، عن يعقوب بن يزيد، عن محمد بن أبي عمير، عن

ص: 314


1- الكهف 18 : 3. وفي البحار: « خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا » فالآية في سورة التوبة 9: 22.
2- تفسير العياشي: ج2 ص 159 ح 66. منه البحار: ج8ص347.

محمد بن عمران(1) ، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: من قال : لا إله إلّا الله مخلصاً دخل الجنّة، وإخلاصه أن يحجبه (يحجزه - خ ل)(2) لا إله إلّا الله عمّا حرّم الله تعالی(3).

6793 - صفات الشيعة: حدثنا محمد بن موسی بن المتوكل (رحمه الله) قال: حدثنا محمد بن جعفر الحميري، عن أحمد بن محمد بن علي(4)، عن الحسن بن محبوب، عن علي بن رئاب ، عن أبي عبيدة الحذّاء قال : سمعت أبا عبدالله (عليه السّلام) يقول: لمّا فتح رسول الله (صلّى الله عليه وآله) مكّة قام على الصفا فقال : يابني هاشم یا بني عبدالمطلب إنّي رسول الله إليكم وإنّي شفيق عليكم لاتقولوا إنّ محمّداً منّا، فوالله ما أوليائي منكم ولا من غيركم إلّا المتّقون، ألا فلا أعرفكم تأتوني يوم القيامة تحملون الدُّنيا على رقابكم ويأتي الناس يحملون الآخرة، ألا وإنّي قد أعذرت فيما بيني وبينكم وفيما بين الله (عزّوجلّ) وبينكم وإنّ لي عملي ولكم عملكم(5).

باب (20) الجَهنَّميُّون في الجنَّة

6794- کتاب الزهد: حدثنا الحسين بن سعيد قال: حدثنا

ص: 315


1- محمد بن حمران - البحار.
2- حَجَزه : مَنَعه وکَفَّه ودَفَعَهَ . (أقرب الموارد).
3- صفات الشيعة: ص47 ح6. منه البحار: ج8 ص359.
4- عن ابن عیسی - البحار.
5- صفات الشيعة: ص 47 ح8. منه البحار : ج8 ص359.

فضالة، عن القاسم بن بريد، عن محمّد بن مسلم قال : سألت أبا عبدالله (عليه السّلام) عن الجهنّميّين؟ فقال : كان أبو جعفر (عليه السّلام) يقول: يخرجون منها فينتهی بهم إلى عين عند باب الجنّة تسمّى عين الحيوان فينضح عليهم من مائها، فينبتون كما ينبت الزرع، تنبت لحومهم وجلودهم وشعورهم(1) .

6795- كتاب الزهد: فضالة، عن عمر بن ابان قال: سألت أبا عبدالله (عليه السّلام) عمّن [أ] دخل في النار ثمّ أخرج منها ثمّ ادخل الجنّة؟ فقال : إن شئت حدّثتك بما كان يقول فيه أبي قال : إنّ [أ]ناساً يخرجون من النار بعد ما كانوا حمماً فينطلق بهم إلى نهر عند باب الجنّة يقال له : الحيوان، فينضح عليهم من مائه فتنبت لحومهم ودماؤهم وشعورهم(2).

6796- كتاب الزهد: فضالة بن أيوب، عن عمر بن أبان، عن ادیم(3) أخي أيّوب، عن حمران قال: قلت لأبي عبدالله (عليه السّلام): إنّهم يقولون : لاتعجبون من قوم يزعمون أنّ الله يخرج قوماً من النار فيجعلهم من أصحاب الجنّة مع اوليائه؟ فقال: أما يقرون قول الله (تبارك وتعالى): «وَمِنْ دُونِهِمَا جَنَّتَانِ »(4)، إنّها جنّة دون جنّة، ونار دون نار، إنّهم لايساكنون أولياء

ص: 316


1- كتاب الزهد: ص95 ح256. منه البحار: ج 8 ص 360.
2- كتاب الزهد: ص96 ح258. منه البحار: ج8 ص 361.
3- آدم - البحار.
4- الرحمن 55 : 62.

الله، وقال: [ان] بينهما والله منزلة ولكن لا أستطيع أن أتكلّم، إنّ أمرهم لأضيق من الحلقة إنّ القائم لو قام بدأ بهؤلاء(1).

البحار - بیان: قوله (عليه السّلام) : انَّ أمرهم أي المخالفين .

لاضيق من الحلقة أي الأمر في الآخرة مضيق عليهم لايعفى عنهم كما يعفى عن مذنبي الشيعة، ولو قام القائم بدأ بقتل هؤلاء قبل الكفار ، فقوله (عليه السّلام): لا أستطيع أن أتكلم أي في تكفيرهم تقية ، والحاصل أن المخالفين ليسوا من أهل الجنان، ولا من أهل المنزلة بين الجنة والنار وهي الأعراف، بل هم مخلدون في النار، ويحتمل أن يكون المعنى: لا أستطيع أن أتكلّم في رد أقوالهم لانهم ضيّقوا علينا الأمر كالحلقة وأضيق فلزمنا التقية منهم.

باب (21) المخلَّدون في النّار

6797- تفسير العياشي: عن منصور بن حازم قال : قلت لأبي عبدالله (عليه السّلام): « وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ »(2).

قال : أعداء عليّ (عليه السّلام) هم المخلّدون في النار أبد الآبدين ودهر الداهرين(3).

6798 - تفسير العياشي: عن جابر قال : سألت أبا عبدالله (عليه السّلام) عن قول الله : «وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ »؟

ص: 317


1- كتاب الزهد: ص95 ح257. منه البحار: ج8 ص 360.
2- البقرة 2: 167.
3- تفسير العياشي: ج1 ص73 ح145. منه البحار: ج8 ص362.

قال : فقال : هم أولياء فلان وفلان وفلان، اتّخذوهم أئمّة من دون الإمام الّذي جعله الله للناس إماماً، فلذلك قال الله (تبارك وتعالی) : « وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُوا إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا وَأَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ *إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا»إلى قوله : « هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ » (1).

قال : ثمّ قال أبو جعفر (عليه السّلام): هم والله يا جابر أئمّة الظلم وأتباعهم(2).

باب (22) هل يَخلق الله بعد بني آدم أحداً؟

6799- کتاب الزهد: محمّد بن سنان، عن أبي خالد القمّاط قال : قلت لأبي عبدالله (عليه السّلام) - ويقال لأبي جعفر (عليه السّلام) -: إذا اُدخل أهل الجنّة الجنّة [واُدخل] أهل النار النّار فمه؟ قال : فقال أبو جعفر (عليه السّلام) : إن أراد أن يخلق الله خلقاً ويخلق لهم دنياً يردّهم إليها فعل، ولا اقول لك إنّه يفعل(3).

6800- کتاب الزهد: محمّد بن سنان، عن عمّار بن مروان، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله (عليه السّلام) قال: قلت له : إذا أدخل الله أهل الجنّة الجنّة وأهل النار النار فمه؟ فقال : ما أزعم لك انّه تعالى يخلق خلقاً يعبدونه(4) .

ص: 318


1- الآيات في سورة البقرة 2: 165 - 167 .
2- تفسير العياشي: ج1 ص72 ح142. منه البحار: ج 8 ص 363.
3- كتاب الزهد: ص103 ح284. منه البحار: ج8 ص375.
4- کتاب الزهد: ص 103 ح 285. منه البحار : ج8 ص375.

فهرس الكتاب

دیباجة الكتاب................................................................3

المقدمة......................................................................5

كتاب المعاد

أبواب الموت وما بعده

1-باب حكمة الموت.......................................................7

2۔ باب علامات الكِبَر وتفسير ارذل العمر..........................8

3- باب الموت بالطاعون والوباء.......................................9

4- باب حب لقاء الله وذم الفرار من الموت......................11

5- باب الاستعداد للموت واستحباب ذِكره.......................18

6- باب أسماء الموتى تنزل من السماء.........................25

7- باب ملك الموت يتصفَّح الوجوه كل يوم......................26

8- باب القدرة الخارقة لملك الموت................................27

9- باب أعوان ملك الموت..............................................28

ص: 319

10- باب عیسی بن مريم يُحيي يحيىٰ بن زكريا..............29

11- باب اليوم يتحدَّث مع الانسان................................30

12- باب سكرات الموت ومقدماته................................31

13- باب استحباب البكاء على الميت...........................36

14- باب الناس إثنان.................................................37

15- باب وَصف الموت................................................38

16- باب البلاء والموت كفارة الذنوب.............................42

17۔ باب ما يراه المؤمن والكافر عند الموت و حضور المعصومين(علیهم السّلام).....................................44

18- باب المؤمن تدمع عينه عند الموت........................69

19- باب ما يجري على الميت في القبر.......................71

20- باب السؤال في القبر...........................................73

21- باب عذاب الرجل الذي صلّىٰ بغير وضوء..................83

22- باب عذاب من لم يتورَّع عن البول...........................84

23- باب تجسُّم الاعمال في القبر................................87

24- باب هل يعذَّب المصلوب؟.......................................87

25- باب این تكون أرواح المؤمنين؟.................................87

26- باب الارواح تتحدث في البرزخ..................................93

27- باب أرواح الكفار في وادي برهوت...........................95

28- باب المؤمن شهید................................................98

29- باب ما هو البرزخ؟..................................................99

ص: 320

30- باب ضغطة القبر..............................................99

31۔ باب جنة الدنيا ونارها........................................102

32- باب ارواح المؤمنين تزور الأهل والأولاد...................103

33- باب ما يلحق الرجل بعد موته من الأجر...................105

34- باب استحباب عمل الخير عن الميت........................109

35- باب اشراط الساعة، وما يأتي في آخر الزمان...............110

36- باب فناء المخلوقات....................................................127

37- باب موت الملائكة أجمعين..........................................132

38- باب هل يبلىٰ جسد الميت في القبر؟...........................135

أحوال يوم القيامة

١- باب الشيعة في يوم القيامة.........................................137

2- باب طعام الناس يوم القيامة........................................141

٣- باب الناس يوم المحشر..............................................142

4- باب الصدقة ظِلُّ المؤمن يوم القيامة.............................145

5- باب شفاعة القرآن في يوم القيامة..............................145

6- باب كيف يُحشر الناس يوم القيامة؟..............................145

7- باب كيف تُبدَّل الجُلود للعذاب؟.........................................148

8- باب أسماء القيامة......................................................149

9- باب متى تقوم الساعة؟.............................................151

10۔ باب مواقف القيامة....................................................152

ص: 321

11۔ باب كيف تقاد جهنم؟..........................................153

12۔ باب أحوال المتقين في القيامة...............................154

13- باب «اتقوا النار ..»................................................159

14- باب تقسیم النور بين الناس....................................160

15- باب احوال المجرمين يوم القيامة.............................161

16- باب الذي يُحشر أعمى يوم القيامة...........................163

17- باب ثلاثة يعذّبهم الله تعالی.......................................163

18- باب عقاب من سأل الناس من غير حاجة....................164

19۔ باب تاویل: « يَا لَيْتَنِي كُنْتُ تُرَابًا »...............................164

20- باب يدعى الناس بأسماء اُمَّهاتهم إلّا الشيعة.............165

21- باب الناس في القيامة بالاعمال...............................167

22- باب لاتنفع الانساب يوم القيامة إلّا نسبُ رسول الله (صلّی الله علیه وآله وسلّم) 168

23- باب الميزان يوم القيامة.........................................169

24- باب الحساب يوم القيامة........................................170

25- باب السؤال يوم القيامة........................................175

26- باب ما هو النعيم الذي يُسأل عنه؟.........................177

27- باب ثلاثة لا يُحاسَب عليهن المؤمن.......................180

28- باب الدواوين ثلاثة...............................................181

29۔ باب عقاب صاحب الدَّين........................................181

30- باب الاخلّاء ثلاثة....................................................182

ص: 322

31- باب ما يحتج الله به على العباد يوم القيامة..............183

32- باب رحمة الله يوم القيامة.......................................184

33- باب أربعة ينظر الله إليهم يوم القيامة........................189

34- باب ثواب من مات في الاحرام او الحرم.....................189

35۔ باب ثواب المرأة اذا ماتت في النفاس.........................190

36۔ باب ثواب طول القنوت.............................................190

37- باب ذكر الله من الباقيات الصالحات...........................190

38۔ باب ثواب احترام المساجد والعبادة فيها.....................191

39- باب ثواب عيادة المريض...........................................192

40- باب نُطق الجوارح يوم القيامة...................................193

41- باب تطاير الكتب.....................................................195

42- باب الشُّهداء على الناس..........................................197

43- باب الوسيلة وما يظهر من منزلة النبي وأهل بيته في القيامة 197

44- باب يُدعىٰ كلّ اُناس بإمامهم.......................................210

45 باب صفة الحوض.......................................................217

46- باب الشفاعة.............................................................219

47- باب الصراط...............................................................244

أبواب الجنَّة والنَّعيم

١- باب شجرة طوبی....................................................247

2- باب الحياة الزوجية في الجنَّة....................................251

ص: 323

٣- باب جنّات متعددة.............................................255

4- باب نعيم الجنة ................................................256

5- باب هؤلاء لايدخلون الجنَّة....................................263

6- باب الصبر عن الشهوات ثوابه الجنَّة........................265

7- باب عاقبة السِّخاء والبخل....................................266

8- باب ثواب ذكر الله وتلاوة القرآن..............................267

9- باب کرامة يوم الجمعة عند أهل الجنّة.....................270

10- باب المنازل التي يمرُّ بها المؤمن في الآخرة..........272

أبواب النَّار والعذاب

١- باب وصف نار جهنم................................................290

2- باب أربعة يتاذّىٰ أهل النَّار بعذابهم............................293

٣- باب معنى الاحقاب................................................294

4- باب للنار سبعة أبواب............................................296

5- باب تكلِّم النار ثلاثة..............................................297

6- باب ما يتعلّق بالنار...............................................298

7- باب امتلاء الجنَّة والنار...........................................299

8- باب وادي المتكِّبرين في جهنم.............................300

9- باب شراب أهل النّار.............................................301

10- باب أشدُّ الناس عذاباً سبعة.................................303

11۔ باب عذاب النواصب...............................................304

ص: 324

12- باب إطعام الطعام يُخفِّف العذاب................................304

13- باب بعض المعذَّبين في النار......................................305

14- باب عذاب الزاني والزانية...........................................306

15- باب النساء المعذَّبات................................................307

16- باب الاعراف وأهلها...................................................309

17- باب السُّعداء والاشقياء............................................311

18- باب الخلود في الجنَّة والنار......................................311

19- باب النجاة بالتقوى..................................................314

20- باب الجهنَّميّون في الجنة.........................................315

21- باب المخلَّدون في النار............................................317

22- باب هل يخلق الله بعد بني آدم أحداً؟..........................318

كلمة الختام.....................................................................319

فهرس الكتاب...................................................................321

ص: 325

کتب مطبوعة للمؤلف

١- الإمام علي (عليه السّلام) من المهد إلى اللَّحد

2- فاطمة الزهراء (عليها السّلام) من المهد إلى اللَّحد

٣- الإمام محمّد الجواد (عليه السّلام) من المهد إلى اللَّحد

4- الإمام علي الهادي (عليه السّلام) من المهد إلى اللَّحد

5- الإمام الحسن العسكري (عليه السّلام) من المهد إلى اللَّحد

٦- الإمام المهدي (عليه السّلام) من المهد إلى الظهور

7- الإسلام والتعاليم التربويَّة

8- فاجعة الطف أو مقتل الحسين (عليه السّلام)

9- شرح نهج البلاغة - صدرت منه ثلاثة أجزاء -

10- موسوعة الإمام الصادق (عليه السّلام)

١- الجزء الاوّل - الإمام الصادق (عليه السّلام) في كتب العامّة

٢- الجزء الثاني والثالث - حياة الإمام الصادق (عليه السّلام) السياسية

٣- الجزء الرابع - کتاب العقل والجهل. العلم. التوحيد. العدل

4- الجزء الخامس - کتاب النبوّة والأنبياء

5- الجزء السادس - تاريخ الرسول الأعظم (صلّى الله عليه وآله وسلّم)

6- الجزء السابع والثامن - الإمامة

7- الجزء التاسع - تاريخ الإمام علي أمير المؤمنين (عليه السّلام)

8- الجزء العاشر - تاریخ فاطمة الزهراء والأئمة الطاهرین (عليهم السّلام)

9- الجزء الحادي عشر - كتاب المعاد

ص: 326

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.