وَ أُولِی الْأَمْرِ مِنْکُمْ (1) فدل سبحانه و أرشد إلیهم، فَقَالَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله: إِنِّی مُخَلِّفٌ فِیکُمْ مَا إِنْ تَمَسَّکْتُمْ بِهِ لَنْ تَضِلُّوا الثَّقَلَیْنِ کِتَابَ اللَّهِ وَ عِتْرَتِی فَإِنَّ رَبِّیَ اللَّطِیفَ الْخَبِیرَ أَنْبَأَنِی أَنَّهُمَا لَنْ یَفْتَرِقَا حَتَّی یَرِدَا عَلَیَّ الْحَوْضَ.

وَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیُّ بْنُ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فِی خُطْبَةٍ لَهُ: أَلَا إِنَّ الْعِلْمَ الَّذِی هَبَطَ بِهِ آدَمُ مِنَ السَّمَاءِ إِلَی الْأَرْضِ وَ جَمِیعَ مَا فُضِّلَتْ بِهِ النَّبِیُّونَ فِی عِتْرَةِ خَاتَمِ النَّبِیِّینَ.

و اعلم یا أخی وفقک الله لما یرضیه بفضله و جنبک ما یسخطه برحمته إن القرآن جلیل خطره عظیم قدره و لما أخبرنا رسول الله صلی الله علیه و آله أن القرآن مع أهل بیته و هم التراجمة عنه المفسرون له وجب أخذ ذلک عنهم و منهم قال الله تعالی فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّکْرِ إِنْ کُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (2) ففرض جلت عظمته علی الناس العلم و العمل بما فی القرآن فلا یسعهم مع ذلک جهله و لا یعذرون فی ترکه و جمیع ما أنزله فی کتابه عند أهل بیت نبیه الذین ألزم العباد طاعتهم و فرض سؤالهم و الأخذ عنهم حیث یقول فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّکْرِ إِنْ کُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ فالذکر هاهنا رسول الله صلی الله علیه و آله قال الله تعالی قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَیْکُمْ ذِکْراً رَسُولًا یَتْلُوا عَلَیْکُمْ آیاتِ اللَّهِ (3) الآیة و أهل الذکر هم أهل بیته و لما اختلف الناس فی ذلک أنزل الله تعالی ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْکِتابَ الَّذِینَ اصْطَفَیْنا مِنْ عِبادِنا(4) فلم یفرض علی عباده طاعة غیر من اصطفاه و طهره دون من وقع منه الشک أو الظلم و یتوقع فالویل لمن خالف الله تعالی و رسوله و أسند أمره إلی غیر المصطفین قال الله تعالی وَ یَوْمَ یَعَضُّ الظَّالِمُ عَلی یَدَیْهِ یَقُولُ یا لَیْتَنِی اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِیلًا(5) فالسبیل هاهنا أمیر المؤمنین صلوات الله علیه یا وَیْلَتی لَیْتَنِی لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِیلًا لَقَدْ أَضَلَّنِی عَنِ الذِّکْرِ بَعْدَ إِذْ جاءَنِی و الذکر هاهنا أمیر المؤمنین صلوات الله علیه وَ قالَ الرَّسُولُ یا رَبِّ إِنَّ قَوْمِی اتَّخَذُوا هذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً(6) فالقرآن هاهنا إشارة إلی أمیر المؤمنین صلوات الله ثم وصف

ص: 2

الأئمة علیهم السلام فقال تعالی التَّائِبُونَ الْعابِدُونَ الْحامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاکِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ النَّاهُونَ عَنِ الْمُنْکَرِ وَ الْحافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ (1) أ لا تری أنه لا یصلح أن یأمر بالمعروف إلا من قد عرف المعروف کله حتی لا یخطأ فیه و لا یزل لا ینسی و لا یشک و لا ینهی عن المنکر إلا من عرف المنکر کله و أهله و لا یجوز لأحد أن یقتدی و یأتم إلا بمن هذه صفته و هم الراسخون فی العلم الذین قرنهم الله بالقرآن و قرن القرآن بهم.

قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِبْرَاهِیمَ بْنِ جَعْفَرٍ النُّعْمَانِیُّ رَضِیَ اللَّهُ عَنْهُ فِی کِتَابِهِ فِی تَفْسِیرِ الْقُرْآنِ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ سَعِیدٍ ابْنُ عُقْدَةَ قَالَ حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ یُوسُفَ بْنِ یَعْقُوبَ الْجُعْفِیُّ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ مِهْرَانَ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی حَمْزَةَ عَنْ أَبِیهِ عَنْ إِسْمَاعِیلَ بْنِ جَابِرٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ جَعْفَرَ بْنَ مُحَمَّدٍ الصَّادِقَ علیه السلام یَقُولُ: إِنَّ اللَّهَ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی بَعَثَ مُحَمَّداً فَخَتَمَ بِهِ الْأَنْبِیَاءَ فَلَا نَبِیَّ بَعْدَهُ وَ أَنْزَلَ عَلَیْهِ کِتَاباً فَخَتَمَ بِهِ الْکُتُبَ فَلَا کِتَابَ بَعْدَهُ أَحَلَّ فِیهِ حَلَالًا وَ حَرَّمَ حَرَاماً فَحَلَالُهُ حَلَالٌ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ وَ حَرَامُهُ حَرَامٌ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ فِیهِ شَرْعُکُمْ وَ خَبَرُ مَنْ قَبْلَکُمْ وَ بَعْدَکُمْ.

و جعله النبی صلی الله علیه و آله علما باقیا فی أوصیائه فترکهم الناس و هم الشهداء علی أهل کل زمان و عدلوا عنهم ثم قتلوهم و اتبعوا غیرهم و أخلصوا لهم الطاعة حتی عاندوا من أظهر ولایة ولاة الأمر و طلب علومهم قال الله سبحانه فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُکِّرُوا بِهِ وَ لا تَزالُ تَطَّلِعُ عَلی خائِنَةٍ مِنْهُمْ (2) و ذلک أنهم ضربوا بعض القرآن ببعض و احتجوا بالمنسوخ و هم یظنون أنه الناسخ و احتجوا بالمتشابه و هم یرون أنه المحکم و احتجوا بالخاص و هم یقدرون أنه العام و احتجوا بأول الآیة و ترکوا السبب فی تأویلها و لم ینظروا إلی ما یفتح الکلام و إلی ما یختمه و لم یعرفوا موارده و مصادره إذ لم یأخذوه

ص: 3

عن أهله فضلوا و أضلوا.

و اعلموا رحمکم الله أنه من لم یعرف من کتاب الله عز و جل الناسخ من المنسوخ و الخاص من العام و المحکم من المتشابه و الرخص من العزائم و المکی و المدنی و أسباب التنزیل و المبهم من القرآن فی ألفاظه المنقطعة و المؤلفة و ما فیه من علم القضاء و القدر و التقدیم و التأخیر و المبین و العمیق و الظاهر و الباطن و الابتداء و الانتهاء و السؤال و الجواب و القطع و الوصل و المستثنی منه و الجاری فیه و الصفة لما قبل مما یدل علی ما بعد و المؤکد منه و المفصل و عزائمه و رخصه و مواضع فرائضه و أحکامه و معنی حلاله و حرامه الذی هلک فیه الملحدون و الموصول من الألفاظ و المحمول علی ما قبله و علی ما بعده فلیس بعالم بالقرآن و لا هو من أهله و متی ما ادعی معرفة هذه الأقسام مدع بغیر دلیل فهو کاذب مرتاب مفتر علی الله الکذب و رسوله وَ مَأْواهُ جَهَنَّمُ وَ بِئْسَ الْمَصِیرُ

وَ لَقَدْ سَأَلَ أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ- شِیعَتُهُ عَنْ مِثْلِ هَذَا فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی أَنْزَلَ الْقُرْآنَ عَلَی سَبْعَةِ أَقْسَامٍ کُلٌّ مِنْهَا شَافٍ کَافٍ وَ هِیَ أَمْرٌ وَ زَجْرٌ وَ تَرْغِیبٌ وَ تَرْهِیبٌ وَ جَدَلٌ وَ مَثَلٌ وَ قِصَصٌ وَ فِی الْقُرْآنِ نَاسِخٌ وَ مَنْسُوخٌ وَ مُحْکَمٌ وَ مُتَشَابِهٌ وَ خَاصٌّ وَ عَامٌّ وَ مُقَدَّمٌ وَ مُؤَخَّرٌ وَ عَزَائِمُ وَ رُخَصٌ وَ حَلَالٌ وَ حَرَامٌ وَ فَرَائِضُ وَ أَحْکَامٌ وَ مُنْقَطِعٌ وَ مَعْطُوفٌ وَ مُنْقَطِعٌ غَیْرُ مَعْطُوفٍ وَ حَرْفٌ مَکَانَ حَرْفٍ وَ مِنْهُ مَا لَفْظُهُ خَاصٌّ وَ مِنْهُ مَا لَفْظُهُ عَامٌّ مُحْتَمِلُ الْعُمُومِ وَ مِنْهُ مَا لَفْظُهُ وَاحِدٌ وَ مَعْنَاهُ جَمْعٌ وَ مِنْهُ مَا لَفْظُهُ جَمْعٌ وَ مَعْنَاهُ وَاحِدٌ وَ مِنْهُ مَا لَفْظُهُ مَاضٍ وَ مَعْنَاهُ مُسْتَقْبِلٌ وَ مِنْهُ مَا لَفْظُهُ عَلَی الْخَبَرِ وَ مَعْنَاهُ حِکَایَةٌ عَنْ قَوْمٍ آخَرَ وَ مِنْهُ مَا هُوَ بَاقٍ مُحَرَّفٌ عَنْ جِهَتِهِ وَ مِنْهُ مَا هُوَ عَلَی خِلَافِ تَنْزِیلِهِ وَ مِنْهُ مَا تَأْوِیلُهُ فِی تَنْزِیلِهِ وَ مِنْهُ مَا تَأْوِیلُهُ قَبْلَ تَنْزِیلِهِ وَ مِنْهُ مَا تَأْوِیلُهُ بَعْدَ تَنْزِیلِهِ وَ مِنْهُ آیَاتٌ بَعْضُهَا فِی سُورَةٍ وَ تَمَامُهَا فِی سُورَةٍ أُخْرَی وَ مِنْهُ آیَاتٌ نِصْفُهَا مَنْسُوخٌ

ص: 4

وَ نِصْفُهَا مَتْرُوکٌ عَلَی حَالِهِ وَ مِنْهُ آیَاتٌ مُخْتَلِفَةُ اللَّفْظِ مُتَّفِقَةُ الْمَعْنَی وَ مِنْهُ آیَاتٌ مُتَّفِقَةُ اللَّفْظِ مُخْتَلِفَةُ الْمَعْنَی وَ مِنْهُ آیَاتٌ فِیهَا رُخْصَةٌ وَ إِطْلَاقٌ بَعْدَ الْعَزِیمَةِ لِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یُحِبُّ أَنْ یُؤْخَذَ بِرُخَصِهِ کَمَا یُؤْخَذُ بِعَزَائِمِهِ وَ مِنْهُ رُخْصَةٌ صَاحِبُهَا فِیهَا بِالْخِیَارِ إِنْ شَاءَ أَخَذَ وَ إِنْ شَاءَ تَرَکَهَا وَ مِنْهُ رُخْصَةٌ ظَاهِرُهَا خِلَافُ بَاطِنِهَا یُعْمَلُ بِظَاهِرِهَا عِنْدَ التَّقِیَّةِ وَ لَا یُعْمَلُ بِبَاطِنِهَا مَعَ التَّقِیَّةِ وَ مِنْهُ مُخَاطَبَةٌ لِقَوْمٍ وَ الْمَعْنَی لِآخَرِینَ وَ مِنْهُ مُخَاطَبَةٌ لِلنَّبِیِّ صلی الله علیه و آله وَ مَعْنَاهُ وَاقِعٌ عَلَی أُمَّتِهِ وَ مِنْهُ لَا یُعْرَفُ تَحْرِیمُهُ إِلَّا بِتَحْلِیلِهِ وَ مِنْهُ مَا تَأْلِیفُهُ وَ تَنْزِیلُهُ عَلَی غَیْرِ مَعْنَی مَا أُنْزِلَ فِیهِ وَ مِنْهُ رَدٌّ مِنَ اللَّهِ تَعَالَی وَ احْتِجَاجٌ عَلَی جَمِیعِ الْمُلْحِدِینَ وَ الزَّنَادِقَةِ وَ الدَّهْرِیَّةِ وَ الثَّنَوِیَّةِ وَ الْقَدَرِیَّةِ وَ الْمُجَبِّرَةِ وَ عَبَدَةِ الْأَوْثَانِ وَ عَبَدَةِ النِّیرَانِ وَ مِنْهُ احْتِجَاجٌ عَلَی النَّصَارَی فِی الْمَسِیحِ علیه السلام وَ مِنْهُ الرَّدُّ عَلَی الْیَهُودِ وَ مِنْهُ الرَّدُّ عَلَی مَنْ زَعَمَ أَنَّ الْإِیمَانَ لَا یَزِیدُ وَ لَا یَنْقُصُ وَ أَنَّ الْکُفْرَ کَذَلِکَ وَ مِنْهُ رَدٌّ عَلَی مَنْ زَعَمَ أَنْ لَیْسَ بَعْدَ الْمَوْتِ وَ قَبْلَ الْقِیَامَةِ ثَوَابٌ وَ عِقَابٌ وَ مِنْهُ رَدٌّ عَلَی مَنْ أَنْکَرَ فَضْلَ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله عَلَی جَمِیعِ الْخَلْقِ وَ مِنْهُ رَدٌّ عَلَی مَنْ أَنْکَرَ الْإِسْرَاءَ بِهِ لَیْلَةَ الْمِعْرَاجِ وَ مِنْهُ رَدٌّ عَلَی مَنْ أَثْبَتَ الرُّؤْیَةَ وَ مِنْهُ صِفَاتُ الْحَقِّ وَ أَبْوَابُ مَعَانِی الْإِیمَانِ وَ وُجُوبُهُ وَ وُجُوهُهُ وَ مِنْهُ رَدٌّ عَلَی مَنْ أَنْکَرَ الْإِیمَانَ وَ الْکُفْرَ وَ الشِّرْکَ وَ الظُّلْمَ وَ الضَّلَالَ وَ مِنْهُ رَدٌّ عَلَی مَنْ وَصَفَ اللَّهَ تَعَالَی وَحْدَهُ وَ مِنْهُ رَدٌّ عَلَی مَنْ أَنْکَرَ الرَّجْعَةَ وَ لَمْ یَعْرِفْ تَأْوِیلَهَا وَ مِنْهُ رَدٌّ عَلَی مَنْ زَعَمَ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ لَا یَعْلَمُ الشَّیْ ءَ حَتَّی یَکُونَ وَ مِنْهُ رَدٌّ عَلَی مَنْ لَمْ یَعْلَمِ الْفَرْقَ بَیْنَ الْمَشِیَّةِ وَ الْإِرَادَةِ وَ الْقُدْرَةِ فِی مَوَاضِعَ وَ مِنْهُ مَعْرِفَةُ مَا خَاطَبَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِهِ الْأَئِمَّةَ وَ الْمُؤْمِنِینَ وَ مِنْهُ أَخْبَارُ خُرُوجِ الْقَائِمِ مِنَّا عَجَّلَ اللَّهُ فَرَجَهُ وَ مِنْهُ مَا بَیَّنَ اللَّهُ تَعَالَی فِیهِ شَرَائِعَ الْإِسْلَامِ وَ فَرَائِضَ الْأَحْکَامِ وَ السَّبَبَ فِی مَعْنَی بَقَاءِ الْخَلْقِ وَ مَعَایِشِهِمْ وَ وُجُوهِ ذَلِکَ وَ مِنْهُ أَخْبَارُ الْأَنْبِیَاءِ وَ شَرَائِعُهُمْ وَ هَلَاکُ أُمَمِهِمْ وَ مِنْهُ مَا بَیَّنَ اللَّهُ تَعَالَی فِی مَغَازِی النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله وَ حُرُوبِهِ وَ فَضَائِلُ أَوْصِیَائِی وَ مَا یَتَعَلَّقُ بِذَلِکَ

ص: 5

وَ یَتَّصِلُ بِهِ.

فکانت الشیعة إذا تفرغت من تکالیفها تسأله عن قسم قسم فیخبرها فمما سألوه عن الناسخ و المنسوخ فَقَالَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ إِنَّ اللَّهَ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی بَعَثَ رَسُولَهُ صلی الله علیه و آله بِالرَّأْفَةِ وَ الرَّحْمَةِ فَکَانَ مِنْ رَأْفَتِهِ وَ رَحْمَتِهِ أَنَّهُ لَمْ یَنْقُلْ قَوْمَهُ فِی أَوَّلِ نُبُوَّتِهِ عَنْ عَادَتِهِمْ حَتَّی اسْتَحْکَمَ الْإِسْلَامُ فِی قُلُوبِهِمْ وَ حَلَّتِ الشَّرِیعَةُ فِی صُدُورِهِمْ فَکَانَتْ مِنْ شَرِیعَتِهِمْ فِی الْجَاهِلِیَّةِ أَنَّ الْمَرْأَةَ إِذَا زَنَتْ حُبِسَتْ فِی بَیْتٍ وَ أُقِیمَ بِأَوَدِهَا حَتَّی یَأْتِیَ الْمَوْتُ وَ إِذَا زَنَی الرَّجُلُ نَفَوْهُ عَنْ مَجَالِسِهِمْ وَ شَتَمُوهُ وَ آذَوْهُ وَ عَیَّرُوهُ وَ لَمْ یَکُونُوا یَعْرِفُونَ غَیْرَ هَذَا.

قَالَ اللَّهُ تَعَالَی فِی أَوَّلِ الْإِسْلَامِ- وَ اللَّاتِی یَأْتِینَ الْفاحِشَةَ مِنْ نِسائِکُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَیْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْکُمْ فَإِنْ شَهِدُوا فَأَمْسِکُوهُنَّ فِی الْبُیُوتِ حَتَّی یَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ یَجْعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِیلًا- وَ الَّذانِ یَأْتِیانِها مِنْکُمْ فَآذُوهُما فَإِنْ تابا وَ أَصْلَحا فَأَعْرِضُوا عَنْهُما إِنَّ اللَّهَ کانَ تَوَّاباً رَحِیماً(1) فَلَمَّا کَثُرَ الْمُسْلِمُونَ وَ قَوِیَ الْإِسْلَامُ وَ اسْتَوْحَشُوا أُمُورَ الْجَاهِلِیَّةِ أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَی- الزَّانِیَةُ وَ الزَّانِی فَاجْلِدُوا کُلَّ واحِدٍ مِنْهُما مِائَةَ جَلْدَةٍ(2) إِلَی آخِرِ الْآیَةِ فَنَسَخَتْ هَذِهِ الْآیَةُ آیَةَ الْحَبْسِ وَ الْأَذَی وَ مِنْ ذَلِکَ أَنَّ الْعِدَّةَ کَانَتْ فِی الْجَاهِلِیَّةِ عَلَی الْمَرْأَةِ سَنَةً کَامِلَةً وَ کَانَ إِذَا مَاتَ الرَّجُلُ أَلْقَتِ الْمَرْأَةُ خَلْفَ ظَهْرِهَا شَیْئاً بَعْرَةً وَ مَا جَرَی مَجْرَاهَا ثُمَّ قَالَتْ الْبَعْلُ أَهْوَنُ عَلَیَّ مِنْ هَذِهِ فَلَا أَکْتَحِلُ وَ لَا أَمْتَشِطُ وَ لَا أَتَطَیَّبُ وَ لَا أَتَزَوَّجُ سَنَةً فَکَانُوا لَا یُخْرِجُونَهَا مِنْ بَیْتِهَا بَلْ یُجْرُونَ عَلَیْهَا مِنْ تَرِکَةِ زَوْجِهَا سَنَةً فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَی فِی أَوَّلِ الْإِسْلَامِ وَ الَّذِینَ یُتَوَفَّوْنَ مِنْکُمْ وَ یَذَرُونَ أَزْواجاً وَصِیَّةً لِأَزْواجِهِمْ مَتاعاً إِلَی الْحَوْلِ غَیْرَ إِخْراجٍ (3) فَلَمَّا قَوِیَ الْإِسْلَامُ أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَی- وَ الَّذِینَ یُتَوَفَّوْنَ مِنْکُمْ وَ یَذَرُونَ أَزْواجاً یَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَ عَشْراً فَإِذا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلا

ص: 6

جُناحَ عَلَیْکُمْ (1) إِلَی آخِرِ الْآیَةِ قَالَ علیه السلام وَ مِنْ ذَلِکَ أَنَّ اللَّهَ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی لَمَّا بَعَثَ مُحَمَّداً صلی الله علیه و آله أَمَرَهُ فِی بَدْوِ أَمْرِهِ أَنْ یَدْعُوَ بِالدَّعْوَةِ فَقَطْ وَ أَنْزَلَ عَلَیْهِ- یا أَیُّهَا النَّبِیُّ إِنَّا أَرْسَلْناکَ شاهِداً وَ مُبَشِّراً وَ نَذِیراً- وَ داعِیاً إِلَی اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَ سِراجاً مُنِیراً- وَ بَشِّرِ الْمُؤْمِنِینَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ فَضْلًا کَبِیراً- وَ لا تُطِعِ الْکافِرِینَ وَ الْمُنافِقِینَ وَ دَعْ أَذاهُمْ وَ تَوَکَّلْ عَلَی اللَّهِ وَ کَفی بِاللَّهِ وَکِیلًا(2) فَبَعَثَهُ اللَّهُ تَعَالَی بِالدَّعْوَةِ فَقَطْ وَ أَمَرَهُ أَنْ لَا یُؤْذِیَهُمْ فَلَمَّا أَرَادُوهُ بِمَا هَمُّوا بِهِ مِنْ تَبْیِیتِهِ أَمَرَهُ اللَّهُ تَعَالَی بِالْهِجْرَةِ وَ فَرَضَ عَلَیْهِ الْقِتَالَ فَقَالَ سُبْحَانَهُ- أُذِنَ لِلَّذِینَ یُقاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَ إِنَّ اللَّهَ عَلی نَصْرِهِمْ لَقَدِیرٌ(3) فَلَمَّا أَمَرَ النَّاسَ بِالْحَرْبِ جَزِعُوا وَ خَافُوا فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَی- أَ لَمْ تَرَ إِلَی الَّذِینَ

قِیلَ لَهُمْ کُفُّوا أَیْدِیَکُمْ وَ أَقِیمُوا الصَّلاةَ وَ آتُوا الزَّکاةَ فَلَمَّا کُتِبَ عَلَیْهِمُ الْقِتالُ إِذا فَرِیقٌ مِنْهُمْ یَخْشَوْنَ النَّاسَ کَخَشْیَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْیَةً وَ قالُوا رَبَّنا لِمَ کَتَبْتَ عَلَیْنَا الْقِتالَ لَوْ لا أَخَّرْتَنا إِلی أَجَلٍ قَرِیبٍ إِلَی قَوْلِهِ سُبْحَانَهُ أَیْنَما تَکُونُوا یُدْرِکْکُمُ الْمَوْتُ وَ لَوْ کُنْتُمْ فِی بُرُوجٍ مُشَیَّدَةٍ(4) فَنَسَخَتْ آیَةُ الْقِتَالِ آیَةَ الْکَفِّ: فَلَمَّا کَانَ یَوْمُ بَدْرٍ وَ عَرَفَ اللَّهُ تَعَالَی حَرَجَ الْمُسْلِمِینَ أَنْزَلَ عَلَی نَبِیِّهِ وَ إِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَها وَ تَوَکَّلْ عَلَی اللَّهِ (5) فَلَمَّا قَوِیَ الْإِسْلَامُ وَ کَثُرَ الْمُسْلِمُونَ أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَی- فَلا تَهِنُوا وَ تَدْعُوا إِلَی السَّلْمِ وَ أَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَ اللَّهُ مَعَکُمْ وَ لَنْ یَتِرَکُمْ أَعْمالَکُمْ (6) فَنَسَخَتْ هَذِهِ الْآیَةُ الَّتِی أَذِنَ لَهُمْ فِیهَا أَنْ یَجْنَحُوا ثُمَّ أَنْزَلَ سُبْحَانَهُ فِی آخِرِ السُّورَةِ(7)

فَاقْتُلُوا الْمُشْرِکِینَ حَیْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَ خُذُوهُمْ وَ احْصُرُوهُمْ (8) إِلَی آخِرِ الْآیَةِ وَ مِنْ ذَلِکَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَی فَرَضَ الْقِتَالَ عَلَی الْأُمَّةِ فَجَعَلَ عَلَی الرَّجُلِ الْوَاحِدِ

ص: 7

أَنْ یُقَاتِلَ عَشَرَةً مِنَ الْمُشْرِکِینَ فَقَالَ إِنْ یَکُنْ مِنْکُمْ عِشْرُونَ صابِرُونَ یَغْلِبُوا مِائَتَیْنِ (1) إِلَی آخِرِ الْآیَةِ ثُمَّ نَسَخَهَا سُبْحَانَهُ فَقَالَ- الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْکُمْ وَ عَلِمَ أَنَّ فِیکُمْ ضَعْفاً فَإِنْ یَکُنْ مِنْکُمْ مِائَةٌ صابِرَةٌ یَغْلِبُوا مِائَتَیْنِ (2) إِلَی آخِرِ الْآیَةِ فَنَسَخَ بِهَذِهِ الْآیَةِ مَا قَبْلَهَا فَصَارَ مَنْ فَرَّ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ فِی الْحَرْبِ إِنْ کَانَ عِدَّةُ الْمُشْرِکِینَ أَکْثَرَ مِنْ رَجُلَیْنِ لِرَجُلٍ لَمْ یَکُنْ فَارّاً مِنَ الزَّحْفِ وَ إِنْ کَانَ الْعِدَّةُ رَجُلَیْنِ لِرَجُلٍ فَارّاً مِنَ الزَّحْفِ وَ قَالَ وَ مِنْ ذَلِکَ نَوْعٌ آخَرُ وَ هُوَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی الله علیه و آله لَمَّا هَاجَرَ إِلَی الْمَدِینَةِ آخَی بَیْنَ أَصْحَابِهِ مِنَ الْمُهَاجِرِینَ وَ الْأَنْصَارِ وَ جَعَلَ الْمَوَارِیثَ عَلَی الْأُخُوَّةِ فِی الدِّینِ لَا فِی مِیرَاثِ الْأَرْحَامِ وَ ذَلِکَ قَوْلُهُ تَعَالَی إِنَّ الَّذِینَ آمَنُوا وَ هاجَرُوا وَ جاهَدُوا ... فِی سَبِیلِ اللَّهِ وَ الَّذِینَ آوَوْا وَ نَصَرُوا أُولئِکَ بَعْضُهُمْ أَوْلِیاءُ بَعْضٍ إِلَی قَوْلِهِ سُبْحَانَهُ- وَ الَّذِینَ آمَنُوا وَ لَمْ یُهاجِرُوا ما لَکُمْ مِنْ وَلایَتِهِمْ مِنْ شَیْ ءٍ حَتَّی یُهاجِرُوا(3) فَأَخْرَجَ الْأَقَارِبَ مِنَ الْمِیرَاثِ وَ أَثْبَتَهُ لِأَهْلِ الْهِجْرَةِ وَ أَهْلِ الدِّینِ خَاصَّةً ثُمَّ عَطَفَ بِالْقَوْلِ فَقَالَ تَعَالَی- وَ الَّذِینَ کَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِیاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَکُنْ فِتْنَةٌ فِی الْأَرْضِ وَ فَسادٌ کَبِیرٌ(4) فَکَانَ مَنْ مَاتَ مِنَ الْمُسْلِمِینَ یَصِیرُ مِیرَاثُهُ وَ تَرِکَتُهُ لِأَخِیهِ فِی الدِّینِ دُونَ الْقَرَابَةِ وَ الرَّحِمِ الْوَشِیجَةِ فَلَمَّا قَوِیَ الْإِسْلَامُ أَنْزَلَ اللَّهُ النَّبِیُّ أَوْلی بِالْمُؤْمِنِینَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَ أَزْواجُهُ أُمَّهاتُهُمْ وَ أُولُوا الْأَرْحامِ بَعْضُهُمْ أَوْلی بِبَعْضٍ فِی کِتابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُهاجِرِینَ إِلَّا أَنْ تَفْعَلُوا إِلی أَوْلِیائِکُمْ مَعْرُوفاً کانَ ذلِکَ فِی الْکِتابِ مَسْطُوراً(5) فَهَذَا الْمَعْنَی نَسَخَ آیَةَ الْمِیرَاثِ وَ مِنْهُ وَجْهٌ آخَرُ وَ هُوَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی الله علیه و آله لَمَّا بُعِثَ کَانَتِ الصَّلَاةُ إِلَی قِبْلَةِ بَیْتِ الْمَقْدِسِ سُنَّةَ بَنِی إِسْرَائِیلَ وَ قَدْ أَخْبَرَنَا اللَّهُ بِمَا قَصَّهُ فِی ذِکْرِ مُوسَی علیه السلام أَنْ یَجْعَلَ بَیْتَهُ قِبْلَةً وَ هُوَ قَوْلُهُ وَ أَوْحَیْنا إِلی مُوسی وَ أَخِیهِ أَنْ تَبَوَّءا لِقَوْمِکُما بِمِصْرَ بُیُوتاً وَ اجْعَلُوا بُیُوتَکُمْ قِبْلَةً(6) وَ کَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله فِی أَوَّلِ مَبْعَثِهِ یُصَلِّی

ص: 8

إِلَی بَیْتِ الْمَقْدِسِ جَمِیعَ أَیَّامِ مُقَامِهِ بِمَکَّةَ وَ بَعْدَ هِجْرَتِهِ إِلَی الْمَدِینَةِ بِأَشْهُرٍ فَعَیَّرَتْهُ الْیَهُودُ وَ قَالُوا أَنْتَ تَابِعٌ لِقِبْلَتِنَا فَأَحْزَنَ رَسُولَ اللَّهِ صلی الله علیه و آله ذَلِکَ مِنْهُمْ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَی عَلَیْهِ وَ هُوَ یُقَلِّبُ وَجْهَهُ فِی السَّمَاءِ وَ یَنْتَظِرُ الْأَمْرَ قَدْ نَری تَقَلُّبَ وَجْهِکَ فِی السَّماءِ فَلَنُوَلِّیَنَّکَ قِبْلَةً تَرْضاها فَوَلِّ وَجْهَکَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ وَ حَیْثُ ما کُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَکُمْ شَطْرَهُ- لِئَلَّا یَکُونَ لِلنَّاسِ عَلَیْکُمْ حُجَّةٌ(1) یَعْنِی الْیَهُودَ فِی هَذَا الْمَوْضِعِ ثُمَّ أَخْبَرَنَا اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مَا الْعِلَّةُ الَّتِی مِنْ أَجْلِهَا لَمْ یُحَوِّلْ قِبْلَتَهُ مِنْ أَوَّلِ مَبْعَثِهِ فَقَالَ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی وَ ما جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِی کُنْتَ عَلَیْها إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ یَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ یَنْقَلِبُ عَلی عَقِبَیْهِ وَ إِنْ کانَتْ لَکَبِیرَةً إِلَّا عَلَی الَّذِینَ هَدَی اللَّهُ وَ ما کانَ اللَّهُ لِیُضِیعَ إِیمانَکُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُفٌ رَحِیمٌ (2) فَسَمَّی سُبْحَانَهُ الصَّلَاةَ هَاهُنَا إِیمَاناً وَ هَذَا دَلِیلٌ وَاضِحٌ عَلَی أَنَّ کَلَامَ الْبَارِئِ سُبْحَانَهُ لَا یُشْبِهُ کَلَامَ الْخَلْقِ کَمَا لَا یُشْبِهُ أَفْعَالُهُ أَفْعَالَهُمْ وَ لِهَذِهِ الْعِلَّةِ وَ أَشْبَاهِهَا لَا یَبْلُغُ أَحَدٌ کُنْهَ مَعْنَی حَقِیقَةِ تَفْسِیرِ کِتَابِ اللَّهِ تَعَالَی وَ تَأْوِیلِهِ إِلَّا نَبِیُّهُ صلی الله علیه و آله وَ أَوْصِیَاؤُهُ وَ مِنْ ذَلِکَ (3)

مَا کَانَ مُثْبَتاً فِی التَّوْرَاةِ مِنَ الْفَرَائِضِ فِی الْقِصَاصِ وَ هُوَ قَوْلُهُ وَ کَتَبْنا عَلَیْهِمْ فِیها أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَ الْعَیْنَ بِالْعَیْنِ (4) إِلَی آخِرِ الْآیَةِ فَکَانَ الذَّکَرُ وَ الْأُنْثَی وَ الْحُرُّ وَ الْعَبْدُ شَرَعاً سَوَاءً فَنَسَخَ اللَّهُ تَعَالَی مَا فِی التَّوْرَاةِ بِقَوْلِهِ- یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا کُتِبَ عَلَیْکُمُ الْقِصاصُ فِی الْقَتْلی الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَ الْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَ الْأُنْثی بِالْأُنْثی (5) فَنَسَخَتْ هَذِهِ الْآیَةُ وَ کَتَبْنا عَلَیْهِمْ فِیها أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَ مِنْ ذَلِکَ (6) أَیْضاً آصَارٌ غَلِیظَةٌ کَانَتْ عَلَی بَنِی إِسْرَائِیلَ فِی الْفَرَائِضِ فَوَضَعَ اللَّهُ تَعَالَی تِلْکَ الْآصَارَ عَنْهُمْ وَ عَنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ فَقَالَ سُبْحَانَهُ وَ یَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَ الْأَغْلالَ الَّتِی کانَتْ عَلَیْهِمْ (7)

ص: 9

وَ مِنْهُ أَنَّهُ تَعَالَی لَمَّا فَرَضَ الصِّیَامَ فَرَضَ أَنْ لَا یَنْکِحَ الرَّجُلُ أَهْلَهُ فِی شَهْرِ رَمَضَانَ بِاللَّیْلِ وَ لَا بِالنَّهَارِ عَلَی مَعْنَی صَوْمِ بَنِی إِسْرَائِیلَ فِی التَّوْرَاةِ فَکَانَ ذَلِکَ مُحَرَّماً عَلَی هَذِهِ الْأُمَّةِ وَ کَانَ الرَّجُلُ إِذَا نَامَ فِی أَوَّلِ اللَّیْلِ قَبْلَ أَنْ یُفْطِرَ فَقَدْ حَرُمَ عَلَیْهِ الْأَکْلُ بَعْدَ النَّوْمِ أَفْطَرَ أَوْ لَمْ یُفْطِرْ وَ کَانَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله یُعْرَفُ بِمُطْعِمِ بْنِ جُبَیْرٍ شَیْخاً فَکَانَ فِی الْوَقْتِ الَّذِی حَضَرَ فِیهِ الْخَنْدَقُ حَفَرَ فِی جُمْلَةِ الْمُسْلِمِینَ وَ کَانَ ذَلِکَ فِی شَهْرِ رَمَضَانَ فَلَمَّا فَرَغَ مِنَ الْحَفْرِ وَ رَاحَ إِلَی أَهْلِهِ صَلَّی الْمَغْرِبَ وَ أَبْطَأَتْ عَلَیْهِ زَوْجَتُهُ بِالطَّعَامِ فَغَلَبَ عَلَیْهِ النَّوْمُ فَلَمَّا أَحْضَرَتْ إِلَیْهِ الطَّعَامَ أَنْبَهَتْهُ فَقَالَ لَهَا اسْتَعْمِلِیهِ أَنْتِ فَإِنِّی قَدْ نِمْتُ وَ حَرُمَ عَلَیَّ وَ طَوَی إِلَیْهِ وَ أَصْبَحَ صَائِماً فَغَدَا إِلَی الْخَنْدَقِ وَ جَعَلَ یَحْفِرُ مَعَ النَّاسِ فَغُشِیَ عَلَیْهِ فَسَأَلَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله عَنْ حَالِهِ فَأَخْبَرَهُ وَ کَانَ مِنَ الْمُسْلِمِینَ شُبَّانٌ یَنْکِحُونَ نِسَاءَهُمْ بِاللَّیْلِ سِرّاً لِقِلَّةِ صَبْرِهِمْ فَسَأَلَ النَّبِیُّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ فِی ذَلِکَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَیْهِ- أُحِلَّ لَکُمْ لَیْلَةَ الصِّیامِ الرَّفَثُ إِلی نِسائِکُمْ هُنَّ لِباسٌ لَکُمْ وَ أَنْتُمْ لِباسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّکُمْ کُنْتُمْ تَخْتانُونَ أَنْفُسَکُمْ فَتابَ عَلَیْکُمْ وَ عَفا عَنْکُمْ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَ ابْتَغُوا ما کَتَبَ اللَّهُ لَکُمْ وَ کُلُوا وَ اشْرَبُوا حَتَّی یَتَبَیَّنَ لَکُمُ الْخَیْطُ الْأَبْیَضُ مِنَ الْخَیْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّیامَ إِلَی اللَّیْلِ (1).

فَنَسَخَتْ هَذِهِ الْآیَةُ مَا تَقَدَّمَهَا وَ نَسَخَ قَوْلُهُ تَعَالَی وَ ما خَلَقْتُ الْجِنَّ وَ الْإِنْسَ إِلَّا لِیَعْبُدُونِ (2) قَوْلَهُ عَزَّ وَ جَلَ وَ لا یَزالُونَ مُخْتَلِفِینَ إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّکَ وَ لِذلِکَ خَلَقَهُمْ (3) أَیْ لِلرَّحْمَةِ خَلَقَهُمْ وَ نَسَخَ قَوْلَهُ تَعَالَی وَ إِذا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُوا الْقُرْبی وَ الْیَتامی وَ الْمَساکِینُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ وَ قُولُوا لَهُمْ قَوْلًا مَعْرُوفاً(4) قَوْلُهُ سُبْحَانَهُ یُوصِیکُمُ

ص: 10

اللَّهُ فِی أَوْلادِکُمْ لِلذَّکَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَیَیْنِ (1) إِلَی آخِرِ الْآیَةِ وَ نُسِخَ (2)

قَوْلُهُ تَعَالَی یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقاتِهِ وَ لا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (3) نَسَخَهَا قَوْلُهُ تَعَالَی فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ (4) وَ نَسَخَ قَوْلَهُ تَعَالَی وَ مِنْ ثَمَراتِ النَّخِیلِ وَ الْأَعْنابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَکَراً وَ رِزْقاً حَسَناً(5)

آیَةُ التَّحْرِیمِ وَ هُوَ قَوْلُهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ قُلْ إِنَّما حَرَّمَ رَبِّیَ الْفَواحِشَ ما ظَهَرَ مِنْها وَ ما بَطَنَ وَ الْإِثْمَ وَ الْبَغْیَ بِغَیْرِ الْحَقِ (6) وَ الْإِثْمُ هَاهُنَا هُوَ الْخَمْرُ وَ نَسَخَ قَوْلَهُ تَعَالَی وَ إِنْ مِنْکُمْ إِلَّا وارِدُها کانَ عَلی رَبِّکَ حَتْماً مَقْضِیًّا(7) قَوْلُهُ إِنَّ الَّذِینَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنی أُولئِکَ عَنْها مُبْعَدُونَ- لا یَسْمَعُونَ حَسِیسَها وَ هُمْ فِی مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خالِدُونَ- لا یَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَکْبَرُ(8) وَ نُسِخَ قَوْلُهُ سُبْحَانَهُ وَ قُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً(9) یَعْنِی الْیَهُودَ حِینَ هَادَنَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله فَلَمَّا رَجَعَ مِنْ غَزَاةِ تَبُوکَ أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَی- قاتِلُوا

الَّذِینَ لا یُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَ لا بِالْیَوْمِ الْآخِرِ وَ لا یُحَرِّمُونَ ما حَرَّمَ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ لا یَدِینُونَ دِینَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِینَ أُوتُوا الْکِتابَ حَتَّی یُعْطُوا الْجِزْیَةَ عَنْ یَدٍ وَ هُمْ صاغِرُونَ (10) فَنَسَخَتْ هَذِهِ الْآیَةُ تِلْکَ الْهُدْنَةَ.

وَ سُئِلَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ عَنْ أَوَّلِ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مِنَ الْقُرْآنِ فَقَالَ علیه السلام أَوَّلُ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مِنَ الْقُرْآنِ بِمَکَّةَ سُورَةُ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّکَ الَّذِی خَلَقَ وَ أَوَّلُ مَا أَنْزَلَ بِالْمَدِینَةِ سُورَةُ الْبَقَرَةِ ثُمَّ سَأَلُوهُ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ عَنْ تَفْسِیرِ الْمُحْکَمِ مِنْ کِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَقَالَ أَمَّا الْمُحْکَمُ الَّذِی لَمْ یَنْسَخْهُ شَیْ ءٌ مِنَ الْقُرْآنِ فَهُوَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ هُوَ الَّذِی

ص: 11

أَنْزَلَ عَلَیْکَ الْکِتابَ مِنْهُ آیاتٌ مُحْکَماتٌ هُنَّ أُمُّ الْکِتابِ وَ أُخَرُ مُتَشابِهاتٌ (1) وَ إِنَّمَا هَلَکَ النَّاسُ فِی الْمُتَشَابِهِ لِأَنَّهُمْ لَمْ یَقِفُوا عَلَی مَعْنَاهُ وَ لَمْ یَعْرِفُوا حَقِیقَتَهُ فَوَضَعُوا لَهُ تَأْوِیلَاتٍ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ بِآرَائِهِمْ وَ اسْتَغْنَوْا بِذَلِکَ عَنْ مَسْأَلَةِ الْأَوْصِیَاءِ وَ نَبَذُوا قَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَ الْمُحْکَمُ مِمَّا ذَکَرْتُهُ فِی الْأَقْسَامِ مِمَّا تَأْوِیلُهُ فِی تَنْزِیلِهِ مِنْ تَحْلِیلِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ سُبْحَانَهُ فِی کِتَابِهِ وَ تَحْرِیمِ مَا حَرَّمَ اللَّهُ مِنَ الْمَآکِلِ وَ الْمَشَارِبِ وَ الْمَنَاکِحِ وَ مِنْهُ مَا فَرَضَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ مِنَ الصَّلَاةِ وَ الزَّکَاةِ وَ الصِّیَامِ وَ الْحَجِّ وَ الْجِهَادِ وَ مِمَّا دَلَّهُمْ بِهِ مِمَّا لَا غِنَا بِهِمْ عَنْهُ فِی جَمِیعِ تَصَرُّفَاتِهِمْ مِثْلُ قَوْلِهِ تَعَالَی یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا إِذا قُمْتُمْ إِلَی الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَکُمْ وَ أَیْدِیَکُمْ إِلَی الْمَرافِقِ وَ امْسَحُوا بِرُؤُسِکُمْ وَ أَرْجُلَکُمْ إِلَی الْکَعْبَیْنِ (2) الْآیَةَ وَ هَذَا مِنَ الْمُحْکَمِ الَّذِی تَأْوِیلُهُ فِی تَنْزِیلِهِ- لَا یَحْتَاجُ فِی تَأْوِیلِهِ إِلَی أَکْثَرَ مِنَ التَّنْزِیلِ وَ مِنْهُ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَ حُرِّمَتْ عَلَیْکُمُ الْمَیْتَةُ وَ الدَّمُ وَ لَحْمُ الْخِنْزِیرِ وَ ما أُهِلَّ لِغَیْرِ اللَّهِ بِهِ (3) فَتَأْوِیلُهُ فِی تَنْزِیلِهِ وَ مِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَی حُرِّمَتْ عَلَیْکُمْ أُمَّهاتُکُمْ وَ بَناتُکُمْ وَ أَخَواتُکُمْ وَ عَمَّاتُکُمْ وَ خالاتُکُمْ (4) إِلَی آخِرِ الْآیَةِ فَهَذَا کُلُّهُ مُحْکَمٌ لَمْ یَنْسَخْهُ شَیْ ءٌ قَدِ اسْتُغْنِیَ بِتَنْزِیلِهِ مِنْ تَأْوِیلِهِ وَ کُلُّ مَا یَجْرِی هَذَا الْمَجْرَی ثُمَّ سَأَلُوهُ علیه السلام عَنِ الْمُتَشَابِهِ مِنَ الْقُرْآنِ فَقَالَ وَ أَمَّا الْمُتَشَابِهُ مِنَ الْقُرْآنِ فَهُوَ الَّذِی انْحَرَفَ مِنْهُ مُتَّفِقُ اللَّفْظِ مُخْتَلِفُ الْمَعْنَی مِثْلُ قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ- یُضِلُّ اللَّهُ مَنْ یَشاءُ وَ یَهْدِی مَنْ یَشاءُ(5) فَنَسَبَ الضَّلَالَةَ إِلَی نَفْسِهِ فِی هَذَا الْمَوْضِعِ وَ هَذَا ضَلَالُهُمْ عَنْ طَرِیقِ الْجَنَّةِ بِفِعْلِهِمْ وَ نَسَبَهُ إِلَی الْکُفَّارِ فِی مَوْضِعٍ آخَرَ وَ نَسَبَهُ إِلَی الْأَصْنَامِ فِی آیَةٍ أُخْرَی.

ص: 12

فَمَعْنَی الضَّلَالَةِ عَلَی وُجُوهٍ فَمِنْهُ مَا هُوَ مَحْمُودٌ وَ مِنْهُ مَا هُوَ مَذْمُومٌ وَ مِنْهُ مَا لَیْسَ بِمَحْمُودٍ وَ لَا مَذْمُومٍ وَ مِنْهُ ضَلَالُ النِّسْیَانِ فَالضَّلَالُ الْمَحْمُودُ هُوَ الْمَنْسُوبُ إِلَی اللَّهِ تَعَالَی وَ قَدْ بَیَّنَّاهُ وَ الْمَذْمُومُ هُوَ قَوْلُهُ تَعَالَی وَ أَضَلَّهُمُ السَّامِرِیُ (1) وَ قَوْلُهُ وَ أَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَ ما هَدی (2) وَ مِثْلُ ذَلِکَ فِی الْقُرْآنِ کَثِیرٌ وَ أَمَّا الضَّلَالُ الْمَنْسُوبُ إِلَی الْأَصْنَامِ فَقَوْلُهُ تَعَالَی فِی قِصَّةِ إِبْرَاهِیمَ علیه السلام وَ اجْنُبْنِی وَ بَنِیَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنامَ- رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ کَثِیراً مِنَ النَّاسِ (3) الْآیَةَ وَ الْأَصْنَامُ لَمْ تضلن تُضْلِلْنَ أَحَداً عَلَی الْحَقِیقَةِ وَ إِنَّمَا ضَلَّ النَّاسُ بِهَا وَ کَفَرُوا حِینَ عَبَدُوهَا مِنْ دُونِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ أَمَّا الضَّلَالُ الَّذِی هُوَ النِّسْیَانُ فَهُوَ قَوْلُهُ تَعَالَی- وَ اسْتَشْهِدُوا شَهِیدَیْنِ مِنْ رِجالِکُمْ فَإِنْ لَمْ یَکُونا رَجُلَیْنِ فَرَجُلٌ وَ امْرَأَتانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَداءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْداهُما فَتُذَکِّرَ إِحْداهُمَا الْأُخْری (4) وَ قَدْ ذَکَرَ اللَّهُ تَعَالَی الضَّلَالَ فِی مَوَاضِعَ مِنْ کِتَابِهِ فَمِنْهُ مَا نَسَبَهُ إِلَی نَبِیِّهِ عَلَی ظَاهِرِ اللَّفْظِ کَقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ وَ وَجَدَکَ ضَالًّا فَهَدی-(5) مَعْنَاهُ وَجَدْنَاکَ فِی قَوْمٍ لَا یَعْرِفُونَ نُبُوَّتَکَ فَهَدَیْنَاهُمْ بِکَ وَ أَمَّا الضَّلَالُ الْمَنْسُوبُ إِلَی اللَّهِ تَعَالَی الَّذِی هُوَ ضِدُّ الْهُدَی وَ الْهُدَی هُوَ الْبَیَانُ وَ هُوَ مَعْنَی قَوْلِهِ سُبْحَانَهُ أَ وَ لَمْ یَهْدِ لَهُمْ-(6) مَعْنَاهُ أَیْ أَ لَمْ أُبَیِّنْ لَهُمْ مِثْلَ قَوْلِهِ سُبْحَانَهُ- فَهَدَیْناهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمی عَلَی الْهُدی (7) أَیْ بَیَّنَّا لَهُمْ وَجْهٌ آخَرُ وَ هُوَ قَوْلُهُ تَعَالَی- وَ ما کانَ اللَّهُ لِیُضِلَّ قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَداهُمْ حَتَّی یُبَیِّنَ لَهُمْ ما یَتَّقُونَ-(8)

وَ أَمَّا مَعْنَی الْهُدَی فَقَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ- إِنَّما أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِکُلِّ قَوْمٍ هادٍ(9) وَ مَعْنَی الْهَادِی هَاهُنَا الْمُبَیِّنُ لِمَا جَاءَ بِهِ الْمُنْذِرُ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ

ص: 13

وَ قَدِ احْتَجَّ قَوْمٌ مِنَ الْمُنَافِقِینَ عَلَی اللَّهِ تَعَالَی- إِنَّ اللَّهَ لا یَسْتَحْیِی أَنْ یَضْرِبَ مَثَلًا ما بَعُوضَةً فَما فَوْقَها وَ ذَلِکَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَی لَمَّا أَنْزَلَ عَلَی نَبِیِّهِ صلی الله علیه و آله وَ لِکُلِّ قَوْمٍ هادٍ فَقَالَ طَائِفَةٌ مِنَ الْمُنَافِقِینَ- ما ذا أَرادَ اللَّهُ بِهذا مَثَلًا یُضِلُّ بِهِ کَثِیراً فَأَجَابَهُمُ اللَّهُ تَعَالَی بِقَوْلِهِ- إِنَّ اللَّهَ لا یَسْتَحْیِی أَنْ یَضْرِبَ مَثَلًا ما بَعُوضَةً فَما فَوْقَها فَأَمَّا الَّذِینَ آمَنُوا فَیَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَ أَمَّا الَّذِینَ کَفَرُوا فَیَقُولُونَ ما ذا أَرادَ اللَّهُ بِهذا مَثَلًا یُضِلُّ بِهِ کَثِیراً وَ یَهْدِی بِهِ کَثِیراً وَ ما یُضِلُّ بِهِ إِلَّا الْفاسِقِینَ إِلَی قَوْلِهِ أُولئِکَ هُمُ الْخاسِرُونَ (1) فَهَذَا مَعْنَی الضَّلَالِ الْمَنْسُوبِ إِلَیْهِ تَعَالَی لِأَنَّهُ أَقَامَ لَهُمُ الْإِمَامَ الْهَادِیَ لِمَا جَاءَ بِهِ الْمُنْذِرُ فَخَالَفُوهُ وَ صَرَفُوا عَنْهُ بَعْدَ أَنْ أَقَرُّوا بِفَرْضِ طَاعَتِهِ وَ لَمَّا بَیَّنَ لَهُمْ

مَا یَأْخُذُونَ وَ مَا یَذَرُونَ فَخَالَفُوهُ ضَلُّوا هَذَا مَعَ عِلْمِهِمْ بِمَا قَالَهُ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله وَ هُوَ قَوْلُهُ- لَا تُصَلُّوا عَلَیَّ صَلَاةً مَبْتُورَةً إِذَا صَلَّیْتُمْ عَلَیَّ بَلْ صَلُّوا عَلَی أَهْلِ بَیْتِی وَ لَا تَقْطَعُوهُمْ مِنِّی فَإِنَّ کُلَّ سَبَبٍ وَ نَسَبٍ مُنْقَطِعٌ یَوْمَ الْقِیَامَةِ إِلَّا سَبَبِی وَ نَسَبِی وَ لَمَّا خَالَفُوا اللَّهَ تَعَالَی ضَلُّوا وَ أَضَلُّوا فَحَذَّرَ اللَّهُ تَعَالَی الْأُمَّةَ مِنِ اتِّبَاعِهِمْ وَ قَالَ سُبْحَانَهُ وَ لا تَتَّبِعُوا أَهْواءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَ أَضَلُّوا کَثِیراً وَ ضَلُّوا عَنْ سَواءِ السَّبِیلِ (2) وَ السَّبِیلُ هَاهُنَا الْوَصِیُّ وَ قَالَ سُبْحَانَهُ- وَ لا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِکُمْ عَنْ سَبِیلِهِ ذلِکُمْ وَصَّاکُمْ بِهِ (3) الْآیَةَ فَخَالَفُوا مَا وَصَّاهُمْ بِهِ اللَّهُ تَعَالَی وَ اتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ فَحَرَّفُوا دِینَ اللَّهِ جَلَّتْ عَظَمَتُهُ وَ شَرَائِعَهُ وَ بَدَّلُوا فَرَائِضَهُ وَ أَحْکَامَهُ وَ جَمِیعَ مَا أُمِرُوا بِهِ کَمَا عَدَلُوا عَمَّنْ أُمِرُوا بِطَاعَتِهِ وَ أَخَذَ عَلَیْهِمُ الْعَهْدَ بِمُوَالاتِهِمْ وَ اضْطَرَّهُمْ ذَلِکَ إِلَی اسْتِعْمَالِ الرَّأْیِ وَ الْقِیَاسِ فَزَادَهُمْ ذَلِکَ حَیْرَةً وَ الْتِبَاساً وَ أَمَّا قَوْلُهُ سُبْحَانَهُ وَ لِیَقُولَ الَّذِینَ فِی قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَ الْکافِرُونَ ما ذا أَرادَ اللَّهُ بِهذا مَثَلًا کَذلِکَ یُضِلُّ اللَّهُ مَنْ یَشاءُ(4) فَکَانَ تَرْکُهُمُ اتِّبَاعَ الدَّلِیلِ الَّذِی أَقَامَ

ص: 14

اللَّهُ لَهُمْ ضَلَالَةً لَهُمْ فَصَارَ ذَلِکَ کَأَنَّهُ مَنْسُوبٌ إِلَیْهِ تَعَالَی لَمَّا خَالَفُوا أَمْرَهُ فِی اتِّبَاعِ الْإِمَامِ ثُمَّ افْتَرَقُوا وَ اخْتَلَفُوا وَ لَعَنَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً وَ اسْتَحَلَّ بَعْضُهُمْ دِمَاءَ بَعْضٍ- فَما ذا بَعْدَ الْحَقِّ إِلَّا الضَّلالُ فَأَنَّی یُؤْفَکُونَ وَ لَمَّا أَرَدْتُ قَتْلَ الْخَوَارِجِ بَعْدَ أَنْ أَرْسَلْتُ إِلَیْهِمُ ابْنَ عَبَّاسٍ لِإِقَامَةِ الْحُجَّةِ عَلَیْهِمْ قُلْتُ یَا مَعْشَرَ الْخَوَارِجِ أَنْشُدُکُمُ اللَّهَ أَ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ فِی الْقُرْآنِ نَاسِخاً وَ مَنْسُوخاً وَ مُحْکَماً وَ مُتَشَابِهاً وَ خَاصّاً وَ عَامّاً قَالُوا اللَّهُمَّ نَعَمْ فَقُلْتُ اللَّهُمَّ اشْهَدْ عَلَیْهِمْ ثُمَّ قُلْتُ أَنْشُدُکُمُ اللَّهَ هَلْ تَعْلَمُونَ نَاسِخَ الْقُرْآنِ وَ مَنْسُوخَهُ وَ مُحْکَمَهُ وَ مُتَشَابِهَهُ وَ خَاصَّهُ وَ عَامَّهُ قَالُوا اللَّهُمَّ لَا قُلْتُ أَنْشُدُکُمُ اللَّهَ هَلْ تَعْلَمُونَ أَنِّی أَعْلَمُ نَاسِخَهُ وَ مَنْسُوخَهُ وَ مُحْکَمَهُ وَ مُتَشَابِهَهُ وَ خَاصَّهُ وَ عَامَّهُ قَالُوا اللَّهُمَّ نَعَمْ فَقُلْتُ مَنْ أَضَلُّ مِنْکُمْ إِذْ قَدْ أَقْرَرْتُمْ بِذَلِکَ ثُمَّ قُلْتُ اللَّهُمَّ إِنَّکَ تَعْلَمُ أَنِّی حَکَمْتُ فِیهِمْ بِمَا أَعْلَمُهُ ثُمَّ قَالَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ وَ أَوْصَانِی رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله فَقَالَ یَا عَلِیُّ إِنْ وَجَدْتَ فِئَةً تُقَاتِلُ بِهِمْ فَاطْلُبْ حَقَّکَ وَ إِلَّا فَالْزَمْ بَیْتَکَ فَإِنِّی قَدْ أَخَذْتُ لَکَ الْعَهْدَ یَوْمَ غَدِیرِ خُمٍّ بِأَنَّکَ خَلِیفَتِی وَ وَصِیِّی وَ أَوْلَی النَّاسِ بِالنَّاسِ مِنْ بَعْدِی فَمَثَلُکَ کَمَثَلِ بَیْتِ اللَّهِ الْحَرَامِ یَأْتُونَکَ النَّاسُ وَ لَا تَأْتِیهِمْ یَا أَبَا الْحَسَنِ حَقِیقٌ عَلَی اللَّهِ أَنْ یُدْخِلَ أَهْلَ الضَّلَالِ الْجَنَّةَ وَ إِنَّمَا أَعْنِی بِهَذَا الْمُؤْمِنِینَ الَّذِینَ قَامُوا فِی زَمَنِ الْفِتْنَةِ عَلَی الِائْتِمَامِ بِالْإِمَامِ الْخَفِیِّ الْمَکَانِ الْمَسْتُورِ عَنِ الْأَعْیَانِ فَهُمْ بِإِمَامَتِهِ مُقِرُّونَ وَ بِعُرْوَتِهِ مُسْتَمْسِکُونَ وَ لِخُرُوجِهِ مُنْتَظِرُونَ مُوقِنُونَ غَیْرُ شَاکِّینَ صَابِرُونَ مُسَلِّمُونَ وَ إِنَّمَا ضَلُّوا عَنْ مَکَانِ إِمَامِهِمْ وَ عَنْ مَعْرِفَةِ شَخْصِهِ یَدُلُّ عَلَی ذَلِکَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَی إِذَا حَجَبَ عَنْ عِبَادِهِ عَیْنَ الشَّمْسِ الَّتِی جَعَلَهَا دَلِیلًا عَلَی أَوْقَاتِ الصَّلَاةِ فَمُوَسَّعٌ عَلَیْهِمْ تَأْخِیرُ الْوَقْتِ لِیَتَبَیَّنَ لَهُمُ الْوَقْتُ بِظُهُورِهَا وَ یَسْتَیْقِنُوا أَنَّهُ قَدْ زَالَتْ فَکَذَلِکَ الْمُنْتَظِرُ لِخُرُوجِ الْإِمَامِ علیه السلام الْمُتَمَسِّکُ بِإِمَامَتِهِ مُوَسَّعٌ عَلَیْهِ جَمِیعُ فَرَائِضِ اللَّهِ الْوَاجِبَةِ عَلَیْهِ مَقْبُولَةً الْمَقْبُولَةِ مِنْهُ بِحُدُودِهَا غَیْرَ خَارِجٍ عَنْ

ص: 15

مَعْنَی مَا فُرِضَ عَلَیْهِ فَهُوَ صَابِرٌ مُحْتَسِبٌ لَا تَضُرُّهُ غَیْبَةُ إِمَامِهِ ثُمَّ سَأَلُوهُ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ عَنْ لَفْظِ الْوَحْیِ فِی کِتَابِ اللَّهِ تَعَالَی فَقَالَ مِنْهُ وَحْیُ النُّبُوَّةِ وَ مِنْهُ وَحْیُ الْإِلْهَامِ وَ مِنْهُ وَحْیُ الْإِشَارَةِ وَ مِنْهُ وَحْیُ أَمْرٍ وَ مِنْهُ وَحْیُ کَذِبٍ وَ مِنْهُ وَحْیُ تَقْدِیرٍ وَ مِنْهُ وَحْیُ خَبَرٍ وَ مِنْهُ وَحْیُ الرِّسَالَةِ فَأَمَّا تَفْسِیرُ وَحْیِ النُّبُوَّةِ وَ الرِّسَالَةِ فَهُوَ قَوْلُهُ تَعَالَی إِنَّا أَوْحَیْنا إِلَیْکَ کَما أَوْحَیْنا إِلی نُوحٍ وَ النَّبِیِّینَ مِنْ بَعْدِهِ وَ أَوْحَیْنا إِلی إِبْراهِیمَ وَ إِسْماعِیلَ وَ إِسْحاقَ وَ یَعْقُوبَ (1) إِلَی آخِرِ الْآیَةِ وَ أَمَّا وَحْیُ الْإِلْهَامِ فَقَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ- وَ أَوْحی رَبُّکَ إِلَی النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِی مِنَ الْجِبالِ بُیُوتاً وَ مِنَ الشَّجَرِ وَ مِمَّا یَعْرِشُونَ (2) وَ مِثْلُهُ وَ أَوْحَیْنا إِلی أُمِّ مُوسی أَنْ أَرْضِعِیهِ فَإِذا خِفْتِ عَلَیْهِ فَأَلْقِیهِ فِی الْیَمِ (3) وَ أَمَّا وَحْیُ الْإِشَارَةِ فَقَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ- فَخَرَجَ عَلی قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرابِ فَأَوْحی إِلَیْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُکْرَةً وَ عَشِیًّا(4) أَیْ أَشَارَ إِلَیْهِمْ لِقَوْلِهِ تَعَالَی أَلَّا تُکَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَةَ أَیَّامٍ إِلَّا رَمْزاً(5) وَ أَمَّا وَحْیُ التَّقْدِیرِ فَقَوْلُهُ تَعَالَی- وَ أَوْحی فِی کُلِّ سَماءٍ أَمْرَها وَ قَدَّرَ فِیها أَقْواتَها(6) وَ أَمَّا وَحْیُ الْأَمْرِ فَقَوْلُهُ سُبْحَانَهُ- وَ إِذْ أَوْحَیْتُ إِلَی الْحَوارِیِّینَ أَنْ آمِنُوا بِی وَ بِرَسُولِی (7) وَ أَمَّا وَحْیُ الْکَذِبِ فَقَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَ شَیاطِینَ الْإِنْسِ وَ الْجِنِّ یُوحِی بَعْضُهُمْ إِلی بَعْضٍ (8) إِلَی آخِرِ الْآیَةِ وَ أَمَّا وَحْیُ الْخَبَرِ فَقَوْلُهُ سُبْحَانَهُ- وَ جَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً یَهْدُونَ بِأَمْرِنا وَ أَوْحَیْنا

ص: 16

إِلَیْهِمْ فِعْلَ الْخَیْراتِ وَ إِقامَ الصَّلاةِ وَ إِیتاءَ الزَّکاةِ وَ کانُوا لَنا عابِدِینَ (1) وَ سَأَلُوهُ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ عَنْ مُتَشَابِهِ الْخَلْقِ فَقَالَ هُوَ عَلَی ثَلَاثَةِ أَوْجُهٍ وَ رَابِعٌ فَمِنْهُ خَلْقُ الِاخْتِرَاعِ فَقَوْلُهُ سُبْحَانَهُ خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ فِی سِتَّةِ أَیَّامٍ (2) وَ أَمَّا خَلْقُ الِاسْتِحَالَةِ فَقَوْلُهُ تَعَالَی- یَخْلُقُکُمْ فِی بُطُونِ أُمَّهاتِکُمْ خَلْقاً مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِی ظُلُماتٍ ثَلاثٍ (3) وَ قَوْلُهُ تَعَالَی فَإِنَّا خَلَقْناکُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَ غَیْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَیِّنَ لَکُمْ وَ نُقِرُّ فِی الْأَرْحامِ ما نَشاءُ(4) وَ أَمَّا خَلْقُ التَّقْدِیرِ فَقَوْلُهُ لِعِیسَی علیه السلام وَ إِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّینِ کَهَیْئَةِ الطَّیْرِ(5) إِلَی آخِرِ الْآیَةِ وَ أَمَّا خَلْقُ التَّغْیِیرِ فَقَوْلُهُ تَعَالَی وَ لَآمُرَنَّهُمْ فَلَیُغَیِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ (6) وَ سَأَلُوهُ علیه السلام عَنِ الْمُتَشَابِهِ فِی تَفْسِیرِ الْفِتْنَةِ فَقَالَ- الم أَ حَسِبَ النَّاسُ أَنْ یُتْرَکُوا أَنْ یَقُولُوا آمَنَّا وَ هُمْ لا یُفْتَنُونَ (7) وَ قَوْلُهُ لِمُوسَی علیه السلام وَ فَتَنَّاکَ فُتُوناً(8) وَ مِنْهُ فِتْنَةُ الْکُفْرِ وَ هُوَ قَوْلُهُ تَعَالَی- لَقَدِ ابْتَغَوُا الْفِتْنَةَ مِنْ قَبْلُ وَ قَلَّبُوا لَکَ الْأُمُورَ حَتَّی جاءَ الْحَقُّ وَ ظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ (9) وَ قَوْلُهُ تَعَالَی وَ الْفِتْنَةُ أَکْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ (10) یَعْنِی هَاهُنَا الْکُفْرَ وَ قَوْلُهُ سُبْحَانَهُ فِی الَّذِینَ اسْتَأْذَنُوا رَسُولَ اللَّهِ صلی الله علیه و آله فِی غَزْوَةِ تَبُوکَ أَنْ یَتَخَلَّفُوا عَنْهُ مِنَ الْمُنَافِقِینَ فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَی فِیهِمْ وَ مِنْهُمْ مَنْ یَقُولُ ائْذَنْ لِی وَ لا تَفْتِنِّی أَلا فِی الْفِتْنَةِ سَقَطُوا(11) یَعْنِی ائْذَنْ لِی وَ لَا تُکْفِرْنِی فَقَالَ عَزَّ وَ جَلَ أَلا فِی الْفِتْنَةِ سَقَطُوا وَ إِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِیطَةٌ بِالْکافِرِینَ

ص: 17

وَ مِنْهُ فِتْنَةُ الْعَذَابِ وَ هُوَ قَوْلُهُ تَعَالَی- یَوْمَ هُمْ عَلَی النَّارِ یُفْتَنُونَ (1) أَیْ یُعَذَّبُونَ- ذُوقُوا فِتْنَتَکُمْ هذَا الَّذِی کُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ (2) أَیْ ذُوقُوا عَذَابَکُمْ وَ مِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَی إِنَّ الَّذِینَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِناتِ ثُمَّ لَمْ یَتُوبُوا(3) أَیْ عَذَّبُوا الْمُؤْمِنِینَ وَ مِنْهُ فِتْنَةُ الْمَحَبَّةِ لِلْمَالِ وَ الْوَلَدِ کَقَوْلِهِ تَعَالَی- إِنَّما أَمْوالُکُمْ وَ أَوْلادُکُمْ فِتْنَةٌ(4) أَیْ إِنَّمَا حُبُّکُمْ لَهَا فِتْنَةٌ لَکُمْ وَ مِنْهُ فِتْنَةُ الْمَرَضِ وَ هُوَ قَوْلُهُ سُبْحَانَهُ- أَ وَ لا یَرَوْنَ أَنَّهُمْ یُفْتَنُونَ فِی کُلِّ عامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَیْنِ ثُمَّ لا یَتُوبُونَ وَ لا هُمْ یَذَّکَّرُونَ (5) أَیْ یَمْرَضُونَ وَ یَعْتَلُّونَ وَ سَأَلُوهُ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ عَنِ الْمُتَشَابِهِ فِی الْقَضَاءِ فَقَالَ هُوَ عَشَرَةُ أَوْجَهٍ مُخْتَلِفَةُ الْمَعْنَی فَمِنْهُ قَضَاءُ فَرَاغٍ وَ قَضَاءُ عَهْدٍ وَ مِنْهُ قَضَاءُ إِعْلَامٍ وَ مِنْهُ قَضَاءُ فِعْلٍ وَ مِنْهُ قَضَاءُ إِیجَابٍ وَ مِنْهُ قَضَاءُ کِتَابٍ وَ مِنْهُ قَضَاءُ إِتْمَامٍ وَ مِنْهُ قَضَاءُ حُکْمٍ وَ فَصْلٍ وَ مِنْهُ قَضَاءُ خَلْقٍ وَ مِنْهُ قَضَاءُ نُزُولِ الْمَوْتِ أَمَّا تَفْسِیرُ قَضَاءِ الْفَرَاغِ مِنَ الشَّیْ ءِ فَهُوَ قَوْلُهُ تَعَالَی- وَ إِذْ صَرَفْنا إِلَیْکَ نَفَراً مِنَ الْجِنِّ یَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِیَ وَلَّوْا إِلی قَوْمِهِمْ (6) مَعْنَی فَلَمَّا قُضِیَ أَیْ فَلَمَّا فَرَغَ وَ کَقَوْلِهِ فَإِذا قَضَیْتُمْ مَناسِکَکُمْ فَاذْکُرُوا اللَّهَ (7) أَمَّا قَضَاءُ الْعَهْدِ فَقَوْلُهُ تَعَالَی- وَ قَضی رَبُّکَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِیَّاهُ (8) أَیْ عَهْدٌ وَ مِثْلُهُ فِی سُورَةِ الْقَصَصِ وَ ما کُنْتَ بِجانِبِ الْغَرْبِیِّ إِذْ قَضَیْنا إِلی مُوسَی الْأَمْرَ(9) أَیْ عَهِدْنَا إِلَیْهِ أَمَّا قَضَاءُ الْإِعْلَامِ فَهُوَ قَوْلُهُ تَعَالَی- وَ قَضَیْنا إِلَیْهِ ذلِکَ الْأَمْرَ أَنَّ دابِرَ هؤُلاءِ

ص: 18

مَقْطُوعٌ مُصْبِحِینَ (1) وَ قَوْلُهُ سُبْحَانَهُ وَ قَضَیْنا إِلی بَنِی إِسْرائِیلَ فِی الْکِتابِ لَتُفْسِدُنَّ فِی الْأَرْضِ مَرَّتَیْنِ (2) أَیْ أَعْلَمْنَاهُمْ فِی التَّوْرَاةِ مَا هُمْ عَامِلُونَ: أَمَّا قَضَاءُ الْفِعْلِ فَقَوْلُهُ تَعَالَی فِی سُورَةِ طه- فَاقْضِ ما أَنْتَ قاضٍ (3) أَیِ افْعَلْ مَا أَنْتَ فَاعِلٌ وَ مِنْهُ فِی سُورَةِ الْأَنْفَالِ لِیَقْضِیَ اللَّهُ أَمْراً کانَ مَفْعُولًا(4) أَیْ یَفْعَلُ مَا کَانَ فِی عِلْمِهِ السَّابِقِ وَ مِثْلُ هَذَا فِی الْقُرْآنِ کَثِیرٌ أَمَّا قَضَاءُ الْإِیجَابِ لِلْعَذَابِ کَقَوْلِهِ تَعَالَی فِی سُورَةِ إِبْرَاهِیمَ علیه السلام وَ قالَ الشَّیْطانُ لَمَّا قُضِیَ الْأَمْرُ(5) أَیْ لَمَّا وَجَبَ الْعَذَابُ وَ مِثْلُهُ فِی سُورَةِ یُوسُفَ علیه السلام قُضِیَ الْأَمْرُ الَّذِی فِیهِ تَسْتَفْتِیانِ (6) مَعْنَاهُ أَیْ وَجَبَ الْأَمْرُ الَّذِی عَنْهُ تَسَاءَلَانِ أَمَّا قَضَاءُ الْکِتَابِ وَ الْحَتْمِ فَقَوْلُهُ تَعَالَی فِی قِصَّةِ مَرْیَمَ- وَ کانَ أَمْراً مَقْضِیًّا(7) أَیْ مَعْلُوماً وَ أَمَّا قَضَاءُ الْإِتْمَامِ فَقَوْلُهُ تَعَالَی فِی سُورَةِ الْقَصَصِ- فَلَمَّا قَضی مُوسَی الْأَجَلَ (8) أَیْ فَلَمَّا أَتَمَّ شَرْطَهُ الَّذِی شَارَطَهُ عَلَیْهِ وَ کَقَوْلِ مُوسَی علیه السلام أَیَّمَا الْأَجَلَیْنِ قَضَیْتُ فَلا عُدْوانَ عَلَیَ (9) مَعْنَاهُ إِذَا أَتْمَمْتُ وَ أَمَّا قَضَاءُ الْحُکْمِ فَقَوْلُهُ تَعَالَی قُضِیَ بَیْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَ قِیلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ (10) أَیْ حُکِمَ بَیْنَهُمْ وَ قَوْلُهُ تَعَالَی وَ اللَّهُ یَقْضِی بِالْحَقِّ وَ الَّذِینَ یَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لا یَقْضُونَ بِشَیْ ءٍ إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّمِیعُ الْبَصِیرُ(11) وَ قَوْلُهُ سُبْحَانَهُ وَ اللَّهُ یَقْضِی بِالْحَقِّ وَ هُوَ خَیْرُ الْفَاصِلِینَ (12)

وَ قَوْلُهُ تَعَالَی فِی سُورَةِ یُونُسَ وَ قُضِیَ بَیْنَهُمْ

ص: 19

بِالْقِسْطِ(1) وَ أَمَّا قَضَاءُ الْخَلْقِ فَقَوْلُهُ سُبْحَانَهُ- فَقَضاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ فِی یَوْمَیْنِ (2) أَیْ خَلَقَهُنَّ وَ أَمَّا قَضَاءُ إِنْزَالِ الْمَوْتِ فَکَقَوْلِ أَهْلِ النَّارِ فِی سُورَةِ الزُّخْرُفِ- وَ نادَوْا یا مالِکُ لِیَقْضِ عَلَیْنا رَبُّکَ قالَ إِنَّکُمْ ماکِثُونَ (3) أَیْ لَ یَنْزِلَ عَلَیْنَا الْمَوْتَ وَ مِثْلُهُ لا یُقْضی عَلَیْهِمْ فَیَمُوتُوا وَ لا یُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذابِها(4) أَیْ لَا یَنْزِلُ عَلَیْهِمُ الْمَوْتُ فَیَسْتَرِیحُوا وَ مِثْلُهُ فِی قِصَّةِ سُلَیْمَانَ بْنِ دَاوُدَ فَلَمَّا قَضَیْنا عَلَیْهِ الْمَوْتَ ما دَلَّهُمْ عَلی مَوْتِهِ إِلَّا دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْکُلُ مِنْسَأَتَهُ (5) یَعْنِی تَعَالَی لَمَّا أَنْزَلْنَا عَلَیْهِ الْمَوْتَ وَ سَأَلُوهُ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ عَنْ أَقْسَامِ النُّورِ فِی الْقُرْآنِ قَالَ النُّورُ الْقُرْآنُ وَ النُّورُ اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَی وَ النُّورُ النُّورِیَّةُ وَ النُّورُ الْقَمَرُ وَ النُّورُ ضَوْءُ الْمُؤْمِنِ وَ هُوَ الْمُوَالاةُ الَّتِی یَلْبَسُ بِهَا نُوراً یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ النُّورُ فِی مَوَاضِعَ مِنَ التَّوْرَاةِ وَ الْإِنْجِیلِ وَ الْقُرْآنِ حُجَّةُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَی عِبَادِهِ وَ هُوَ الْمَعْصُومُ وَ لَمَّا کَلَّمَ اللَّهُ تَعَالَی ابْنَ عِمْرَانَ علیه السلام أَخْبَرَ بَنِی إِسْرَائِیلَ فَلَمْ یُصَدِّقُوهُ فَقَالَ لَهُمْ مَا الَّذِی یُصَحِّحُ ذَلِکَ عِنْدَکُمْ قَالُوا سَمَاعُهُ قَالَ فَاخْتَارُوا سَبْعِینَ رَجُلًا مِنْ خِیَارِکُمْ فَلَمَّا خَرَجُوا مَعَهُ أَوْقَفَهُمْ وَ تَقَدَّمَ فَجَعَلَ یُنَاجِی رَبَّهُ وَ یُعَظِّمُهُ فَلَمَّا کَلَّمَهُ قَالَ لَهُمْ أَ سَمِعْتُمْ قَالُوا بَلَی وَ لَکِنَّا لَا نَدْرِی أَ هُوَ کَلَامُ اللَّهِ أَمْ لَا فَلْیَظْهَرْ لَنَا حَتَّی

ص: 20

نَرَاهُ فَنَشْهَدَ لَکَ عِنْدَ بَنِی إِسْرَائِیلَ فَلَمَّا قَالُوا ذَلِکَ صَعِقُوا فَمَاتُوا فَلَمَّا أَفَاقَ مُوسَی مِمَّا تَغَشَّاهُ وَ رَآهُمْ جَزِعَ وَ ظَنَّ أَنَّهُمْ إِنَّمَا أُهْلِکُوا بِذُنُوبِ بَنِی إِسْرَائِیلَ فَقَالَ یَا رَبِّ أَصْحَابِی وَ إِخْوَانِی أَنِسْتُ بِهِمْ وَ أَنِسُوا بِی وَ عَرَفْتُهُمْ وَ عَرَفُونِی- أَ تُهْلِکُنا بِما فَعَلَ السُّفَهاءُ مِنَّا إِنْ هِیَ إِلَّا فِتْنَتُکَ تُضِلُّ بِها مَنْ تَشاءُ وَ تَهْدِی مَنْ تَشاءُ أَنْتَ وَلِیُّنا فَاغْفِرْ لَنا وَ ارْحَمْنا وَ أَنْتَ خَیْرُ الْغافِرِینَ (1) فَقَالَ تَعَالَی عَذابِی أُصِیبُ بِهِ مَنْ أَشاءُ وَ رَحْمَتِی وَسِعَتْ کُلَّ شَیْ ءٍ إِلَی قَوْلِهِ سُبْحَانَهُ النَّبِیَّ الْأُمِّیَّ الَّذِی یَجِدُونَهُ مَکْتُوباً عِنْدَهُمْ فِی التَّوْراةِ وَ الْإِنْجِیلِ یَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَ یَنْهاهُمْ عَنِ الْمُنْکَرِ وَ یُحِلُّ لَهُمُ الطَّیِّباتِ وَ یُحَرِّمُ عَلَیْهِمُ الْخَبائِثَ وَ یَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَ الْأَغْلالَ الَّتِی کانَتْ عَلَیْهِمْ فَالَّذِینَ آمَنُوا بِهِ وَ عَزَّرُوهُ وَ نَصَرُوهُ وَ اتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِی أُنْزِلَ مَعَهُ أُولئِکَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (2) فَالنُّورُ فِی هَذَا الْمَوْضِعِ هُوَ الْقُرْآنُ وَ مِثْلُهُ فِی سُورَةِ التَّغَابُنِ قَوْلُهُ تَعَالَی- فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ وَ النُّورِ الَّذِی أَنْزَلْنا(3) یَعْنِی سُبْحَانَهُ الْقُرْآنَ وَ جَمِیعَ الْأَوْصِیَاءِ الْمَعْصُومِینَ حَمَلَةَ کِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ خَزَنَتَهُ وَ تَرَاجِمَتَهُ الَّذِینَ نَعَتَهُمُ اللَّهُ فِی کِتَابِهِ فَقَالَ وَ ما یَعْلَمُ تَأْوِیلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَ الرَّاسِخُونَ فِی الْعِلْمِ یَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ کُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنا(4) وَ هُمُ الْمَنْعُوتُونَ الَّذِینَ أَنَارَ اللَّهُ بِهِمُ الْبِلَادَ وَ هَدَی بِهِمُ الْعِبَادَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی فِی سُورَةِ النُّورِ اللَّهُ نُورُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ کَمِشْکاةٍ فِیها مِصْباحٌ الْمِصْباحُ فِی زُجاجَةٍ الزُّجاجَةُ کَأَنَّها کَوْکَبٌ دُرِّیٌ (5) إِلَی آخِرِ الْآیَةِ فَالْمِشْکَاةُ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله وَ الْمِصْبَاحُ الْوَصِیُّ وَ الْأَوْصِیَاءُ علیهم السلام وَ الزُّجَاجَةُ فَاطِمَةُ وَ الشَّجَرَةُ الْمُبَارَکَةُ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله وَ الْکَوْکَبُ الدُّرِّیُّ الْقَائِمُ الْمُنْتَظَرُ الَّذِی یَمْلَأُ الْأَرْضَ عَدْلًا ثُمَّ قَالَ تَعَالَی یَکادُ زَیْتُها یُضِی ءُ وَ لَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نارٌ أَیْ یَنْطِقْ بِهِ نَاطِقٌ ثُمَّ قَالَ تَعَالَی- نُورٌ عَلی نُورٍ یَهْدِی اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ یَشاءُ وَ یَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثالَ لِلنَّاسِ وَ اللَّهُ

ص: 21

بِکُلِّ شَیْ ءٍ عَلِیمٌ ثُمَّ قَالَ عَزَّ وَ جَلَ فِی بُیُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَ یُذْکَرَ فِیهَا اسْمُهُ یُسَبِّحُ لَهُ فِیها بِالْغُدُوِّ وَ الْآصالِ رِجالٌ لا تُلْهِیهِمْ تِجارَةٌ وَ لا بَیْعٌ عَنْ ذِکْرِ اللَّهِ وَ إِقامِ الصَّلاةِ وَ إِیتاءِ الزَّکاةِ(1) وَ هُمُ الْأَوْصِیَاءُ قَالَ اللَّهُ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی فِی سُورَةِ الْأَنْعَامِ فِی ذِکْرِ التَّوْرَاةِ وَ أَنَّهَا نُورٌ قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْکِتابَ الَّذِی جاءَ بِهِ مُوسی نُوراً وَ هُدیً لِلنَّاسِ (2) وَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی فِی سُورَةِ یُونُسَ- هُوَ الَّذِی جَعَلَ الشَّمْسَ ضِیاءً وَ الْقَمَرَ نُوراً(3) وَ مِثْلُهُ فِی سُورَةِ نُوحٍ علیه السلام قَوْلُهُ تَعَالَی وَ جَعَلَ الْقَمَرَ فِیهِنَّ نُوراً(4) وَ قَالَ سُبْحَانَهُ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ وَ جَعَلَ الظُّلُماتِ وَ النُّورَ(5) یَعْنِی اللَّیْلَ وَ النَّهَارَ وَ قَالَ سُبْحَانَهُ فِی سُورَةِ الْبَقَرَةِ اللَّهُ وَلِیُّ الَّذِینَ آمَنُوا یُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَی النُّورِ(6) یَعْنِی مِنْ ظُلْمَةِ الْکُفْرِ إِلَی نُورِ الْإِیمَانِ فَسُمِّیَ الْإِیمَانُ هَاهُنَا نُوراً وَ مِثْلُهُ فِی سُورَةِ إِبْرَاهِیمَ علیه السلام لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُماتِ إِلَی النُّورِ(7) وَ قَالَ عَزَّ وَ جَلَّ فِی سُورَةِ بَرَاءَةَ یُرِیدُونَ أَنْ یُطْفِؤُا نُورَ اللَّهِ بِأَفْواهِهِمْ (8) یَعْنِی نُورَ الْإِسْلَامِ بِکُفْرِهِمْ وَ جُحُودِهِمْ وَ قَالَ سُبْحَانَهُ فِی سُورَةِ النِّسَاءِ وَ أَنْزَلْنا إِلَیْکُمْ نُوراً مُبِیناً(9)

یَهْدِی اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ یَشاءُ(10) وَ قَالَ سُبْحَانَهُ فِی سُورَةِ الْحَدِیدِ فِی ذِکْرِ الْمُؤْمِنِینَ- یَسْعی نُورُهُمْ بَیْنَ أَیْدِیهِمْ وَ بِأَیْمانِهِمْ بُشْراکُمُ الْیَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِی مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ(11) وَ فِیهَا انْظُرُونا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِکُمْ (12) أَیْ نَمْشِی فِی ضَوْئِکُمْ وَ مِثْلُ هَذَا فِی الْقُرْآنِ کَثِیرٌ وَ سَأَلُوهُ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ عَنْ أَقْسَامِ الْأُمَّةِ فِی کِتَابِ اللَّهِ تَعَالَی فَقَالَ قَوْلُهُ تَعَالَی

ص: 22

کانَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِیِّینَ مُبَشِّرِینَ وَ مُنْذِرِینَ (1) مِنْهَا الْأُمَّةُ أَیِ الْوَقْتُ الْمُوَقَّتُ کَقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ فِی سُورَةِ یُوسُفَ- وَ قالَ الَّذِی نَجا مِنْهُما وَ ادَّکَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ(2) أَیْ بَعْدَ وَقْتٍ وَ قَوْلِهِ سُبْحَانَهُ وَ لَئِنْ أَخَّرْنا عَنْهُمُ الْعَذابَ إِلی أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ(3) أَیْ إِلَی وَقْتٍ مَعْلُومٍ وَ الْأُمَّةُ هِیَ الْجَمَاعَةُ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی وَجَدَ عَلَیْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ یَسْقُونَ (4) وَ الْأُمَّةُ الْوَاحِدُ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی إِنَّ إِبْراهِیمَ کانَ أُمَّةً(5) وَ الْأُمَّةُ جَمْعُ دَوَابَّ وَ جَمْعُ طُیُورٍ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی وَ ما مِنْ دَابَّةٍ فِی الْأَرْضِ وَ لا طائِرٍ یَطِیرُ بِجَناحَیْهِ إِلَّا أُمَمٌ أَمْثالُکُمْ (6) أَیْ جَمَاعَاتٌ یَأْکُلُونَ وَ یَشْرَبُونَ وَ یَتَنَاسَلُونَ وَ أَمْثَالُ ذَلِکَ وَ سَأَلُوهُ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ عَنِ الْخَاصِّ وَ الْعَامِّ فِی کِتَابِ اللَّهِ تَعَالَی فَقَالَ إِنَّ مِنْ کِتَابِ اللَّهِ تَعَالَی آیَاتٍ لَفْظُهَا الْخُصُوصُ وَ الْعُمُومُ وَ مِنْهُ آیَاتٌ لَفْظُهَا لَفْظُ الْخَاصِّ وَ مَعْنَاهُ عَامُّ وَ مِنْ ذَلِکَ لَفْظٌ عَامٌّ یُرِیدُ بِهِ اللَّهُ تَعَالَی الْعُمُومَ وَ کَذَلِکَ الْخَاصُّ أَیْضاً فَأَمَّا مَا ظَاهِرُهُ الْعُمُومُ وَ مَعْنَاهُ الْخُصُوصُ فَقَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ- یا بَنِی إِسْرائِیلَ اذْکُرُوا نِعْمَتِیَ الَّتِی أَنْعَمْتُ عَلَیْکُمْ وَ أَنِّی فَضَّلْتُکُمْ عَلَی الْعالَمِینَ (7) فَهَذَا اللَّفْظُ یَحْتَمِلُ الْعُمُومَ وَ مَعْنَاهُ الْخُصُوصُ لِأَنَّهُ تَعَالَی إِنَّمَا فَضَّلَهُمْ عَلَی عَالَمِ أَزْمَانِهِمْ بِأَشْیَاءَ خَصَّهُمْ بِهَا مِثْلُ الْمَنِّ وَ السَّلْوَی وَ الْعُیُونِ الَّتِی فَجَّرَهَا لَهُمْ مِنَ الْحَجَرِ وَ أَشْبَاهِ ذَلِکَ وَ مِثْلُهُ قَوْلُهُ تَعَالَی إِنَّ اللَّهَ اصْطَفی آدَمَ وَ نُوحاً وَ آلَ إِبْراهِیمَ وَ آلَ عِمْرانَ عَلَی الْعالَمِینَ (8) أَرَادَ اللَّهُ تَعَالَی أَنَّهُ فَضَّلَهُمْ عَلَی عَالَمِی زَمَانِهِمْ وَ کَقَوْلِهِ تَعَالَی وَ أُوتِیَتْ مِنْ کُلِّ شَیْ ءٍ وَ لَها عَرْشٌ عَظِیمٌ (9) یَعْنِی سُبْحَانَهُ بِلْقِیسَ وَ هِیَ مَعَ هَذَا لَمْ یُؤْتَ أَشْیَاءَ کَثِیرَةً مِمَّا فَضَّلَ اللَّهُ تَعَالَی بِهِ الرِّجَالَ عَلَی النِّسَاءِ

ص: 23

وَ مِثْلُ قَوْلِهِ تَعَالَی تُدَمِّرُ کُلَّ شَیْ ءٍ بِأَمْرِ رَبِّها(1) یَعْنِی الرِّیحَ وَ قَدْ تَرَکَتْ أَشْیَاءَ کَثِیرَةً لَمْ تُدَمِّرْهَا وَ مِثْلُ قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَ ثُمَّ أَفِیضُوا مِنْ حَیْثُ أَفاضَ النَّاسُ (2) أَرَادَ سُبْحَانَهُ بَعْضَ النَّاسِ وَ ذَلِکَ أَنَّ قُرَیْشاً کَانَتْ فِی الْجَاهِلِیَّةِ تُفِیضُ مِنَ الْمَشْعَرِ الْحَرَامِ وَ لَا یَخْرُجُونَ إِلَی عَرَفَاتٍ کَسَائِرِ الْعَرَبِ فَأَمَرَهُمُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ أَنْ یُفِیضُوا مِنْ حَیْثُ أَفَاضَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله وَ أَصْحَابُهُ وَ هُمْ فِی هَذَا الْمَوْضِعِ النَّاسُ عَلَی الْخُصُوصِ وَ ارْجِعُوا عَنْ سُنَّتِهِمْ وَ قَوْلِهِ لِئَلَّا یَکُونَ لِلنَّاسِ عَلَی اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ (3) یَعْنِی بِالنَّاسِ هَاهُنَا الْیَهُودَ فَقَطْ وَ قَوْلِهِ تَعَالَی یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا لا تَخُونُوا اللَّهَ وَ الرَّسُولَ وَ تَخُونُوا أَماناتِکُمْ وَ أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ (4) وَ هَذِهِ الْآیَةُ نَزَلَتْ فِی أَبِی لُبَابَةَ بْنِ عَبْدِ الْمُنْذِرِ وَ قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَ وَ آخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلًا صالِحاً وَ آخَرَ سَیِّئاً(5) نَزَلَتْ فِی أَبِی لُبَابَةَ وَ إِنَّمَا هُوَ رَجُلٌ وَاحِدٌ وَ قَوْلِهِ تَعَالَی یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا- لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّی وَ عَدُوَّکُمْ أَوْلِیاءَ تُلْقُونَ إِلَیْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ(6) نَزَلَتْ فِی حَاطِبِ بْنِ أَبِی بَلْتَعَةَ وَ هُوَ رَجُلٌ وَاحِدٌ فَلَفْظُ الْآیَةِ عَامٌّ وَ مَعْنَاهَا خَاصٌّ وَ إِنْ کَانَتْ جَارِیَةً فِی النَّاسِ وَ قَوْلِهِ سُبْحَانَهُ الَّذِینَ قالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَکُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزادَهُمْ إِیماناً وَ قالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَ نِعْمَ الْوَکِیلُ (7) نَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ فِی نُعَیْمِ بْنِ مَسْعُودٍ الْأَشْجَعِیِّ وَ ذَلِکَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی الله علیه و آله لَمَّا رَجَعَ مِنْ غَزَاةِ أُحُدٍ وَ قَدْ قُتِلَ عَمُّهُ حَمْزَةُ وَ قُتِلَ مِنَ الْمُسْلِمِینَ مَنْ قُتِلَ وَ جُرِحَ مَنْ جُرِحَ وَ انْهَزَمَ مَنِ انْهَزَمَ وَ لَمْ یَنَلْهُ الْقَتْلُ وَ الْجَرْحُ أَوْحَی اللَّهُ تَعَالَی إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله أَنِ اخْرُجْ فِی وَقْتِکَ هُنَا لِطَلَبِ قُرَیْشٍ وَ لَا تُخْرِجْ مَعَکَ مِنْ أَصْحَابِکَ إِلَّا کُلَّ مَنْ کَانَتْ بِهِ جِرَاحَةٌ فَأَعْلِمْهُمْ

ص: 24

بِذَلِکَ فَخَرَجُوا مَعَهُ عَلَی مَا کَانَ بِهِمْ مِنَ الْجِرَاحِ حَتَّی نَزَلُوا مَنْزِلًا یُقَالُ لَهُ حَمْرَاءُ الْأَسَدِ وَ کَانَتْ قُرَیْشٌ قَدْ جَدَّتِ السَّیْرَ فَرَقاً فَلَمَّا بَلَغَهُمْ خُرُوجُ رَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله فِی طَلَبِهِمْ خَافُوا فَاسْتَقْبَلَهُمْ رَجُلٌ مِنْ أَشْجَعَ یُقَالُ لَهُ نُعَیْمُ بْنُ مَسْعُودٍ یُرِیدُ الْمَدِینَةَ فَقَالَ لَهُ أَبُو سُفْیَانَ صَخْرُ بْنُ حَرْبٍ یَا نُعَیْمُ هَلْ لَکَ أَنْ أَضْمَنَ لَکَ عَشْرَ قَلَائِصَ وَ تَجْعَلَ طَرِیقَکَ عَلَی حَمْرَاءِ الْأَسَدِ فَتُخْبِرَ مُحَمَّداً أَنَّهُ قَدْ جَاءَ مَدَدٌ کَثِیرٌ مِنْ حُلَفَائِنَا مِنَ الْعَرَبِ کِنَانَةَ وَ عَشِیرَتِهِمْ وَ الْأَحَابِیشِ وَ تُهَوِّلَ عَلَیْهِمْ مَا اسْتَطَعْتَ فَلَعَلَّهُمْ یَرْجِعُونَ عَنَّا فَأَجَابَهُ إِلَی ذَلِکَ وَ قَصَدَ حَمْرَاءَ الْأَسَدِ فَأَخْبَرَ رَسُولَ اللَّهِ صلی الله علیه و آله بِذَلِکَ وَ أَنَّ قُرَیْشاً یُصْبِحُونَ بِجَمْعِهِمُ الَّذِی لَا قِوَامَ لَکُمْ بِهِ فَاقْبَلُوا نَصِیحَتِی وَ ارْجِعُوا فَقَالَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله حَسْبُنَا اللَّهُ وَ نِعْمَ الْوَکِیلُ اعْلَمْ أَنَّا لَا نُبَالِی بِهِمْ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ عَلَی رَسُولِهِ- الَّذِینَ اسْتَجابُوا لِلَّهِ وَ الرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ ما أَصابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِینَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَ اتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِیمٌ- الَّذِینَ قالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَکُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزادَهُمْ إِیماناً وَ قالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَ نِعْمَ الْوَکِیلُ وَ إِنَّمَا کَانَ الْقَائِلُ لَهُمْ نُعَیمَ بْنَ مَسْعُودٍ فَسَمَّاهُ اللَّهُ تَعَالَی بِاسْمِ جَمِیعِ النَّاسِ وَ هَکَذَا کُلُّ مَا جَاءَ تَنْزِیلُهُ بِلَفْظِ الْعُمُومِ وَ مَعْنَاهُ الْخُصُوصُ وَ مِثْلُهُ قَوْلُهُ تَعَالَی إِنَّما وَلِیُّکُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِینَ آمَنُوا الَّذِینَ یُقِیمُونَ الصَّلاةَ

وَ یُؤْتُونَ الزَّکاةَ وَ هُمْ راکِعُونَ (1) وَ أَمَّا مَا لَفْظُهُ خُصُوصٌ وَ مَعْنَاهُ عُمُومٌ فَقَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ- مِنْ أَجْلِ ذلِکَ کَتَبْنا عَلی بَنِی إِسْرائِیلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَیْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسادٍ فِی الْأَرْضِ فَکَأَنَّما قَتَلَ النَّاسَ جَمِیعاً وَ مَنْ أَحْیاها فَکَأَنَّما أَحْیَا النَّاسَ جَمِیعاً(2) فَنَزَلَ لَفْظُ الْآیَةِ خُصُوصاً فِی بَنِی إِسْرَائِیلَ وَ هُوَ جَارٍ عَلَی جَمِیعِ الْخَلْقِ عَامّاً لِکُلِّ الْعِبَادِ مِنْ بَنِی إِسْرَائِیلَ وَ غَیْرِهِمْ مِنَ الْأُمَمِ وَ مِثْلُ هَذَا کَثِیرٌ فِی کِتَابِ اللَّهِ.

ص: 25

وَ قَوْلُهُ سُبْحَانَهُ الزَّانِی لا یَنْکِحُ إِلَّا زانِیَةً أَوْ مُشْرِکَةً وَ الزَّانِیَةُ لا یَنْکِحُها إِلَّا زانٍ أَوْ مُشْرِکٌ وَ حُرِّمَ ذلِکَ عَلَی الْمُؤْمِنِینَ (1) نَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ فِی نِسَاءٍ کُنَّ بِمَکَّةَ مَعْرُوفَاتٍ بِالزِّنَا مِنْهُنَّ سَارَةُ وَ حَنْتَمَةُ وَ رَبَابُ حَرَّمَ اللَّهُ تَعَالَی نِکَاحَهُنَّ فَالْآیَةُ جَارِیَةٌ فِی کُلِّ مَنْ کَانَ مِنَ النِّسَاءِ مِثْلَهُنَّ وَ مِثْلُهُ قَوْلُهُ سُبْحَانَهُ وَ جاءَ رَبُّکَ وَ الْمَلَکُ صَفًّا صَفًّا(2) وَ مَعْنَاهُ جَمِیعُ الْمَلَائِکَةِ وَ أَمَّا مَا لَفْظُهُ مَاضٍ وَ مَعْنَاهُ مُسْتَقْبَلٌ فَمِنْهُ ذِکْرُهُ عَزَّ وَ جَلَّ أَخْبَارَ الْقِیَامَةِ وَ الْبَعْثِ وَ النُّشُورِ وَ الْحِسَابِ فَلَفْظُ الْخَبَرِ مَا قَدْ کَانَ وَ مَعْنَاهُ أَنَّهُ سَیَکُونُ قَوْلُهُ وَ نُفِخَ فِی الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِی السَّماواتِ وَ مَنْ فِی الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شاءَ اللَّهُ إِلَی قَوْلِهِ وَ سِیقَ الَّذِینَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَی الْجَنَّةِ زُمَراً(3) فَلَفْظُهُ مَاضٍ وَ مَعْنَاهُ مُسْتَقْبَلٌ وَ مِثْلُهُ قَوْلُهُ سُبْحَانَهُ وَ نَضَعُ الْمَوازِینَ الْقِسْطَ لِیَوْمِ الْقِیامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَیْئاً(4) وَ أَمْثَالُ هَذَا کَثِیرٌ فِی کِتَابِ اللَّهِ تَعَالَی وَ أَمَّا مَا نَزَلَ بِلَفْظِ الْعُمُومِ وَ لَا یُرَادُ بِهِ غَیْرُهُ فَقَوْلُهُ یا أَیُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّکُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَیْ ءٌ عَظِیمٌ (5) وَ قَوْلُهُ یا أَیُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْناکُمْ مِنْ ذَکَرٍ وَ أُنْثی (6) وَ قَوْلُهُ سُبْحَانَهُ یا أَیُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّکُمُ الَّذِی خَلَقَکُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ(7) وَ قَوْلُهُ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ وَ قَوْلُهُ کانَ النَّاسُ أُمَّةً واحِدَةً(8) أَیْ عَلَی مَذْهَبٍ وَاحِدٍ وَ ذَلِکَ کَانَ مِنْ قَبْلِ نُوحٍ علیه السلام وَ لَمَّا بَعَثَهُ اللَّهُ اخْتَلَفُوا ثُمَّ بَعَثَ النَّبِیِّینَ مُبَشِّرِینَ وَ مُنْذِرِینَ وَ أَمَّا مَا حُرِّفَ مِنْ کِتَابِ اللَّهِ فَقَوْلُهُ- کُنْتُمْ خَیْرَ أَئِمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ تَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْکَرِ فَحُرِّفَتْ إِلَی خَیْرَ أُمَّةٍ وَ مِنْهُمُ الزُّنَاةُ وَ اللَّاطَةُ وَ السُّرَّاقُ وَ قُطَّاعُ الطَّرِیقِ وَ الظَّلَمَةُ وَ شُرَّابُ الْخَمْرِ وَ الْمُضَیِّعُونَ لِفَرَائِضِ

ص: 26

اللَّهِ تَعَالَی وَ الْعَادِلُونَ عَنْ حُدُودِهِ أَ فَتَرَی اللَّهَ تَعَالَی مَدَحَ مَنْ هَذِهِ صِفَتُهُ وَ مِنْهُ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِی سُورَةِ النَّحْلِ- أَنْ تَکُونَ أَئِمَّةٌ هِیَ أَرْبَی مِنْ أَئِمَّةٍ فَجَعَلُوهَا أُمَّةٌ(1) وَ قَوْلُهُ فِی سُورَةِ یُوسُفَ ثُمَّ یَأْتِی مِنْ بَعْدِ ذَلِکَ عَامٌ فِیهِ یُغَاثُ النَّاسُ وَ فِیهِ یُعْصَرُونَ أَیْ یُمْطَرُونَ فَحَرَّفُوهُ وَ قَالُوا یَعْصِرُونَ (2) وَ ظَنُّوا بِذَلِکَ الْخَمْرَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی وَ أَنْزَلْنا مِنَ الْمُعْصِراتِ ماءً ثَجَّاجاً(3) وَ قَوْلُهُ تَعَالَی فَلَمَّا خَرَّ تَبَیَّنَتِ الْإِنْسُ أَنْ لَوْ کَانَتِ الْجِنُّ یَعْلَمُونَ الْغَیْبَ مَا لَبِثُوا فِی الْعَذَابِ الْمُهِینِ فَحَرَّفُوهَا بِأَنْ قَالُوا فَلَمَّا خَرَّ تَبَیَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ کانُوا یَعْلَمُونَ الْغَیْبَ ما لَبِثُوا فِی الْعَذابِ الْمُهِینِ (4) وَ قَوْلُهُ تَعَالَی فِی سُورَةِ هُودٍ علیه السلام أَ فَمَنْ کانَ عَلی بَیِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ یَعْنِی رَسُولَ اللَّهِ صلی الله علیه و آله وَ یَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ وَصِیُّهُ- إِمَاماً وَ رَحْمَةً وَ مِنْ قَبْلِهِ کِتَابُ مُوسَی أُولَئِکَ یُؤْمِنُونَ بِهِ (5) فَحَرَّفُوا وَ قَالُوا أَ فَمَنْ کانَ عَلی بَیِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَ یَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ وَ مِنْ قَبْلِهِ کِتابُ مُوسی إِماماً وَ رَحْمَةً فَقَدَّمُوا حَرْفاً عَلَی حَرْفٍ فَذَهَبَ مَعْنَی الْآیَةِ وَ قَالَ سُبْحَانَهُ فِی سُورَةِ آلِ عِمْرَانَ (6) لَیْسَ لَکَ مِنَ الْأَمْرِ شَیْ ءٌ أَوْ یَتُوبَ عَلَیْهِمْ أَوْ یُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظالِمُونَ لِآلِ مُحَمَّدٍ فَحَذَفُوا آلَ مُحَمَّدٍ(7)

وَ قَوْلُهُ تَعَالَی وَ کَذَلِکَ جَعَلْنَاکُمْ أَئِمَّةً وَسَطاً لِتَکُونُوا شُهَدَاءَ عَلَی النَّاسِ وَ یَکُونَ الرَّسُولُ عَلَیْکُمْ شَهِیداً(8)

وَ مَعْنَی وَسَطاً بَیْنَ الرَّسُولِ وَ بَیْنَ النَّاسِ فَحَرَّفُوهَا وَ جَعَلُوهَا أُمَّةً وَ مِثْلُهُ فِی سُورَةِ عَمَّ یَتَسَاءَلُونَ وَ یَقُولُ الْکَافِرُ یَا لَیْتَنِی کُنْتُ تُرَابِیّاً(9)

فَحَرَّفُوهَا وَ قَالُوا تُراباً وَ ذَلِکَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی الله علیه و آله کَانَ

ص: 27

یُکْثِرُ مِنْ مُخَاطَبَتِی بِأَبِی تُرَابٍ وَ مِثْلُ هَذَا کَثِیرٌ: وَ أَمَّا الْآیَةُ الَّتِی نِصْفُهَا مَنْسُوخٌ وَ نِصْفُهَا مَتْرُوکٌ بِحَالِهِ لَمْ یُنْسَخْ وَ مَا جَاءَ مِنَ الرُّخْصَةِ بَعْدَ الْعَزِیمَةِ قَوْلُهُ تَعَالَی- وَ لا تَنْکِحُوا الْمُشْرِکاتِ حَتَّی یُؤْمِنَّ وَ لَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَیْرٌ مِنْ مُشْرِکَةٍ وَ لَوْ أَعْجَبَتْکُمْ وَ لا تُنْکِحُوا الْمُشْرِکِینَ حَتَّی یُؤْمِنُوا وَ لَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَیْرٌ مِنْ مُشْرِکٍ وَ لَوْ أَعْجَبَکُمْ (1) وَ ذَلِکَ أَنَّ الْمُسْلِمِینَ کَانُوا یَنْکِحُونَ فِی أَهْلِ الْکِتَابِ مِنَ الْیَهُودِ وَ النَّصَارَی وَ یُنْکِحُونَهُمْ حَتَّی نَزَلَتْ هَذِهِ الْآیَةُ نَهْیاً أَنْ یَنْکِحَ الْمُسْلِمُ مِنَ الْمُشْرِکِ أَوْ یُنْکِحُونَهُ ثُمَّ قَالَ تَعَالَی فِی سُورَةِ الْمَائِدَةِ مَا نَسَخَ هَذِهِ الْآیَةَ فَقَالَ وَ طَعامُ الَّذِینَ أُوتُوا الْکِتابَ حِلٌّ لَکُمْ وَ طَعامُکُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَ الْمُحْصَناتُ مِنَ الْمُؤْمِناتِ وَ الْمُحْصَناتُ مِنَ

الَّذِینَ أُوتُوا الْکِتابَ مِنْ قَبْلِکُمْ (2) فَأَطْلَقَ عَزَّ وَ جَلَّ مُنَاکَحَتَهُنَّ بَعْدَ أَنْ کَانَ نَهَی وَ تَرَکَ قَوْلَهُ وَ لا تُنْکِحُوا الْمُشْرِکِینَ حَتَّی یُؤْمِنُوا عَلَی حَالِهِ لَمْ یَنْسَخْهُ فَأَمَّا الرُّخْصَةُ الَّتِی هِیَ الْإِطْلَاقُ بَعْدَ النَّهْیِ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَی فَرَضَ الْوُضُوءَ عَلَی عِبَادِهِ بِالْمَاءِ الطَّاهِرِ وَ کَذَا الْغُسْلَ مِنَ الْجَنَابَةِ فَقَالَ یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا إِذا قُمْتُمْ إِلَی الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَکُمْ وَ أَیْدِیَکُمْ إِلَی الْمَرافِقِ وَ امْسَحُوا بِرُؤُسِکُمْ وَ أَرْجُلَکُمْ إِلَی الْکَعْبَیْنِ وَ إِنْ کُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا وَ إِنْ کُنْتُمْ مَرْضی أَوْ عَلی سَفَرٍ أَوْ جاءَ أَحَدٌ مِنْکُمْ مِنَ الْغائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّساءَ فَلَمْ تَجِدُوا ماءً فَتَیَمَّمُوا صَعِیداً طَیِّباً(3) فَالْفَرِیضَةُ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ الْغُسْلُ بِالْمَاءِ عِنْدَ وُجُودِهِ لَا یَجُوزُ غَیْرُهُ وَ الرُّخْصَةُ فِیهِ إِذَا لَمْ یَجِدِ الْمَاءَ التَّیَمُّمُ بِالتُّرَابِ مِنَ الصَّعِیدِ الطَّیِّبِ وَ مِثْلُهُ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَ حافِظُوا عَلَی الصَّلَواتِ وَ الصَّلاةِ الْوُسْطی وَ قُومُوا لِلَّهِ قانِتِینَ (4) فَالْفَرْضُ أَنْ یُصَلِّیَ الرَّجُلُ الصَّلَاةَ الْفَرِیضَةَ عَلَی الْأَرْضِ بِرُکُوعٍ وَ سُجُودٍ تَامٍّ ثُمَّ رَخَّصَ لِلْخَائِفِ فَقَالَ سُبْحَانَهُ فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجالًا أَوْ رُکْباناً(5)

ص: 28

وَ مِثْلُهُ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَ فَإِذا قَضَیْتُمُ الصَّلاةَ فَاذْکُرُوا اللَّهَ قِیاماً وَ قُعُوداً وَ عَلی جُنُوبِکُمْ (1) وَ مَعْنَی الْآیَةِ أَنَّ الصَّحِیحَ یُصَلِّی قَائِماً وَ الْمَرِیضَ یُصَلِّی قَاعِداً وَ مَنْ لَمْ یَقْدِرْ أَنْ یُصَلِّیَ قَاعِداً صَلَّی مُضْطَجِعاً وَ یُومِی نَائِماً فَهَذِهِ رُخْصَةٌ جَاءَتْ بَعْدَ الْعَزِیمَةِ وَ مِثْلُهُ قَوْلُهُ تَعَالَی شَهْرُ رَمَضانَ الَّذِی أُنْزِلَ فِیهِ الْقُرْآنُ إِلَی قَوْلِهِ تَعَالَی فَمَنْ شَهِدَ مِنْکُمُ الشَّهْرَ فَلْیَصُمْهُ (2) ثُمَّ رَخَّصَ لِلْمَرِیضِ وَ الْمُسَافِرِ بِقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ- فَمَنْ کانَ مِنْکُمْ مَرِیضاً أَوْ عَلی سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَیَّامٍ أُخَرَ- یُرِیدُ اللَّهُ بِکُمُ الْیُسْرَ وَ لا یُرِیدُ بِکُمُ الْعُسْرَ(3) فَانْتَقَلَتْ فَرِیضَةُ الْعَزِیمَةِ الدَّائِمَةِ لِلرَّجُلِ الصَّحِیحِ لِمَوْضِعِ الْقُدْرَةِ وَ زَالَتِ الضَّرُورَةُ تَفَضُّلًا عَلَی الْعِبَادِ وَ أَمَّا الرُّخْصَةُ الَّتِی ظَاهِرُهَا خِلَافُ بَاطِنِهَا(4)

فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَی نَهَی الْمُؤْمِنَ أَنْ یَتَّخِذَ الْکَافِرَ وَلِیّاً ثُمَّ مَنَّ عَلَیْهِ بِإِطْلَاقِ الرُّخْصَةِ لَهُ عِنْدَ التَّقِیَّةِ فِی الظَّاهِرِ أَنْ یَصُومَ بِصِیَامِهِ وَ یُفْطِرَ بِإِفْطَارِهِ وَ یُصَلِّیَ بِصَلَاتِهِ وَ یَعْمَلَ بِعَمَلِهِ وَ یُظْهِرَ لَهُ اسْتِعْمَالَهُ ذَلِکَ مُوَسِّعاً عَلَیْهِ فِیهِ وَ عَلَیْهِ أَنْ یَدِینَ اللَّهَ تَعَالَی فِی الْبَاطِنِ بِخِلَافِ مَا یُظْهِرُ لِمَنْ یَخَافُهُ مِنَ الْمُخَالِفِینَ الْمُسْتَوْلِینَ عَلَی الْأُمَّةِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی لا یَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْکافِرِینَ أَوْلِیاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِینَ وَ مَنْ یَفْعَلْ ذلِکَ فَلَیْسَ مِنَ اللَّهِ فِی شَیْ ءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقاةً وَ یُحَذِّرُکُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ (5) فَهَذِهِ رُخْصَةٌ تَفَضَّلَ اللَّهُ بِهَا عَلَی الْمُؤْمِنِینَ رَحْمَةً لَهُمْ لِیَسْتَعْمِلُوهَا عِنْدَ التَّقِیَّةِ فِی الظَّاهِرِ وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله إِنَّ اللَّهَ یُحِبُّ أَنْ یُؤْخَذَ

ص: 29

بِرُخَصِهِ کَمَا یُحِبُّ أَنْ یُؤْخَذَ بِعَزَائِمِهِ وَ أَمَّا الرُّخْصَةُ الَّتِی صَاحِبُهَا فِیهَا بِالْخِیَارِ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَی رَخَّصَ أَنْ یُعَاقَبَ الْعَبْدُ عَلَی ظُلْمِهِ فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَی جَزاءُ سَیِّئَةٍ سَیِّئَةٌ مِثْلُها فَمَنْ عَفا وَ أَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَی اللَّهِ (1) وَ هَذَا هُوَ فِیهِ بِالْخِیَارِ إِنْ شَاءَ عَفَا وَ إِنْ شَاءَ عَاقَبَ وَ أَمَّا الرُّخْصَةُ الَّتِی ظَاهِرُهَا خِلَافُ بَاطِنِهَا(2)

وَ الْمُنْقَطِعُ الْمَعْطُوفُ فِی التَّنْزِیلِ هُوَ أَنَّ الْآیَةَ مِنْ کِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ کَانَتْ تَجِی ءُ بِشَیْ ءٍ مَا ثُمَّ تَجِی ءُ مُنْقَطِعَةَ الْمَعْنَی بَعْدَ ذَلِکَ وَ تَجِی ءُ بِمَعْنَی غَیْرِهِ ثُمَّ تَعْطِفُ بِالْخِطَابِ عَلَی الْأَوَّلِ مِثْلُ قَوْلِهِ تَعَالَی- وَ إِذْ قالَ لُقْمانُ لِابْنِهِ وَ هُوَ یَعِظُهُ یا بُنَیَّ لا تُشْرِکْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْکَ لَظُلْمٌ عَظِیمٌ (3) ثُمَّ انْقَطَعَتْ وَصِیَّةُ لُقْمَانَ لِابْنِهِ فَقَالَ وَ وَصَّیْنَا الْإِنْسانَ بِوالِدَیْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلی وَهْنٍ إِلَی قَوْلِهِ- إِلَیَّ مَرْجِعُکُمْ فَأُنَبِّئُکُمْ بِما کُنْتُمْ تَعْمَلُونَ ثُمَّ عَطَفَ بِالْخِطَابِ عَلَی وَصِیَّةِ لُقْمَانَ لِابْنِهِ فَقَالَ- یا بُنَیَّ إِنَّها إِنْ تَکُ مِثْقالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَکُنْ فِی صَخْرَةٍ أَوْ فِی السَّماواتِ أَوْ فِی الْأَرْضِ یَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِیفٌ خَبِیرٌ وَ مِثْلُ قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَ أَطِیعُوا اللَّهَ وَ أَطِیعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِی الْأَمْرِ مِنْکُمْ (4) ثُمَّ قَالَ تَعَالَی فِی مَوْضِعٍ آخَرَ عَطْفاً عَلَی هَذَا الْمَعْنَی- یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَ کُونُوا مَعَ الصَّادِقِینَ (5) کَلَاماً مَعْطُوفاً عَلَی أُولِی الْأَمْرِ مِنْکُمْ وَ قَوْلِهِ تَعَالَی أَقِیمُوا الصَّلاةَ وَ آتُوا الزَّکاةَ(6) ثُمَّ قَالَ تَعَالَی فِی الْأَمْرِ بِالْجِهَادِ کُتِبَ عَلَیْکُمُ الْقِتالُ وَ هُوَ کُرْهٌ لَکُمْ وَ عَسی أَنْ تَکْرَهُوا شَیْئاً وَ هُوَ خَیْرٌ

ص: 30

لَکُمْ الْآیَةَ(1) وَ مِثْلُهُ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِی سُورَةِ الْمَائِدَةِ- وَ ما أَکَلَ السَّبُعُ إِلَّا ما ذَکَّیْتُمْ وَ ما ذُبِحَ عَلَی النُّصُبِ وَ أَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلامِ ذلِکُمْ فِسْقٌ (2) ثُمَّ قَطَعَ الْکَلَامَ بِمَعْنًی لَیْسَ یُشْبِهُ هَذَا الْخَطَّابَ فَقَالَ تَعَالَی- الْیَوْمَ یَئِسَ الَّذِینَ کَفَرُوا مِنْ دِینِکُمْ فَلا تَخْشَوْهُمْ وَ اخْشَوْنِ الْیَوْمَ أَکْمَلْتُ لَکُمْ دِینَکُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَیْکُمْ نِعْمَتِی وَ رَضِیتُ لَکُمُ الْإِسْلامَ دِیناً ثُمَّ عَطَفَ عَلَی الْمَعْنَی الْأَوَّلِ وَ التَّحْرِیمِ الْأَوَّلِ فَقَالَ سُبْحَانَهُ- فَمَنِ اضْطُرَّ فِی مَخْمَصَةٍ غَیْرَ مُتَجانِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِیمٌ وَ کَقَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَ قُلْ سِیرُوا فِی الْأَرْضِ ثُمَّ انْظُرُوا کَیْفَ کانَ عاقِبَةُ الْمُکَذِّبِینَ (3) ثُمَّ اعْتَرَضَ تَعَالَی بِکَلَامٍ آخَرَ فَقَالَ- قُلْ لِمَنْ ما فِی السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ قُلْ لِلَّهِ کَتَبَ عَلی نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ لَیَجْمَعَنَّکُمْ إِلی یَوْمِ الْقِیامَةِ لا رَیْبَ فِیهِ ثُمَّ عَطَفَ عَلَی الْکَلَامِ الْأَوَّلِ فَقَالَ عَزَّ وَ جَلَّ- الَّذِینَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لا یُؤْمِنُونَ وَ کَقَوْلِهِ فِی سُورَةِ الْعَنْکَبُوتِ وَ إِبْراهِیمَ إِذْ قالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَ اتَّقُوهُ ذلِکُمْ خَیْرٌ لَکُمْ إِنْ کُنْتُمْ تَعْلَمُونَ- إِنَّما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثاناً وَ تَخْلُقُونَ إِفْکاً إِنَّ الَّذِینَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لا یَمْلِکُونَ لَکُمْ رِزْقاً إِلَی قَوْلِهِ تَعَالَی وَ ما عَلَی الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلاغُ الْمُبِینُ (4) ثُمَّ اسْتَأْنَفَ الْقَوْلَ بِکَلَامِ غَیْرِهِ فَقَالَ سُبْحَانَهُ- أَ وَ لَمْ یَرَوْا کَیْفَ یُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ یُعِیدُهُ إِنَّ ذلِکَ عَلَی اللَّهِ یَسِیرٌ- قُلْ سِیرُوا فِی الْأَرْضِ فَانْظُرُوا کَیْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ یُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلی کُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ- یُعَذِّبُ مَنْ یَشاءُ وَ یَرْحَمُ مَنْ یَشاءُ وَ إِلَیْهِ تُقْلَبُونَ- وَ ما أَنْتُمْ بِمُعْجِزِینَ فِی الْأَرْضِ وَ لا فِی السَّماءِ وَ ما لَکُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِیٍّ وَ لا نَصِیرٍ- وَ الَّذِینَ کَفَرُوا بِآیاتِ اللَّهِ وَ لِقائِهِ أُولئِکَ یَئِسُوا مِنْ رَحْمَتِی وَ أُولئِکَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِیمٌ ثُمَّ عَطَفَ الْقَوْلَ عَلَی الْکَلَامِ الْأَوَّلِ فِی وَصْفِ إِبْرَاهِیمَ فَقَالَ تَعَالَی فَما کانَ جَوابَ قَوْمِهِ إِلَّا أَنْ

ص: 31

قالُوا اقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ فَأَنْجاهُ اللَّهُ مِنَ النَّارِ ثُمَّ جَاءَ تَعَالَی بِتَمَامِ قِصَّةِ إِبْرَاهِیمَ علیه السلام فِی آخِرِ الْآیَاتِ وَ مِثْلُهُ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَ وَ لَقَدْ فَضَّلْنا بَعْضَ النَّبِیِّینَ عَلی بَعْضٍ وَ آتَیْنا داوُدَ زَبُوراً(1) ثُمَّ قَطَعَ الْکَلَامَ فَقَالَ- قُلِ ادْعُوا الَّذِینَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلا یَمْلِکُونَ کَشْفَ الضُّرِّ عَنْکُمْ وَ لا تَحْوِیلًا ثُمَّ عَطَفَ عَلَی الْقَوْلِ الْأَوَّلِ فَقَالَ تَمَامُهُ فِی مَعْنَی ذِکْرِ الْأَنْبِیَاءِ وَ ذِکْرِ دَاوُدَ- أُولئِکَ الَّذِینَ یَدْعُونَ یَبْتَغُونَ إِلی رَبِّهِمُ الْوَسِیلَةَ أَیُّهُمْ أَقْرَبُ وَ یَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَ یَخافُونَ عَذابَهُ إِنَّ عَذابَ رَبِّکَ کانَ مَحْذُوراً وَ مِثْلُهُ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَ آمَنَ الرَّسُولُ بِما أُنْزِلَ إِلَیْهِ مِنْ رَبِّهِ وَ الْمُؤْمِنُونَ کُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَ مَلائِکَتِهِ وَ کُتُبِهِ وَ رُسُلِهِ- لا نُفَرِّقُ بَیْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَ قالُوا سَمِعْنا وَ أَطَعْنا غُفْرانَکَ رَبَّنا وَ إِلَیْکَ الْمَصِیرُ(2) ثُمَّ اسْتَأْنَفَ الْکَلَامَ فَقَالَ لا یُکَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها لَها ما کَسَبَتْ وَ عَلَیْها مَا اکْتَسَبَتْ ثُمَّ رَجَعَ وَ عَطَفَ تَمَامَ الْقَوْلِ الْأَوَّلِ فَقَالَ- رَبَّنا لا تُؤاخِذْنا إِنْ نَسِینا أَوْ أَخْطَأْنا إِلَی آخِرِ السُّورَةِ وَ هَذَا وَ أَشْبَاهُهُ کَثِیرٌ فِی الْقُرْآنِ وَ أَمَّا مَا جَاءَ فِی أَصْلِ التَّنْزِیلِ حَرْفٌ مَکَانَ حَرْفٍ فَهُوَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَ لِئَلَّا یَکُونَ لِلنَّاسِ عَلَیْکُمْ حُجَّةٌ إِلَّا الَّذِینَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ (3) مَعْنَاهُ وَ لَا الَّذِینَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ وَ قَوْلُهُ تَعَالَی وَ ما کانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ یَقْتُلَ مُؤْمِناً إِلَّا خَطَأً(4) مَعْنَاهُ وَ لَا خَطَأً وَ کَقَوْلِهِ یا مُوسی لا تَخَفْ إِنِّی لا یَخافُ لَدَیَّ الْمُرْسَلُونَ إِلَّا مَنْ ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْناً بَعْدَ سُوءٍ(5) وَ إِنَّمَا مَعْنَاهُ وَ لَا مَنْ ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْناً بَعْدَ سُوءٍ وَ قَوْلِهِ تَعَالَی لا یَزالُ بُنْیانُهُمُ الَّذِی بَنَوْا رِیبَةً فِی قُلُوبِهِمْ إِلَّا أَنْ تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ (6) وَ إِنَّمَا مَعْنَاهُ إِلَی أَنْ تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ وَ مِثْلُهُ کَثِیرٌ فِی کِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ.

ص: 32

وَ أَمَّا مَا هُوَ مُتَّفِقُ اللَّفْظِ مُخْتَلِفُ الْمَعْنَی قَوْلُهُ (1)

وَ سْئَلِ الْقَرْیَةَ الَّتِی کُنَّا فِیها وَ الْعِیرَ الَّتِی أَقْبَلْنا فِیها(2) وَ إِنَّمَا عَنَی أَهْلَ الْقَرْیَةِ وَ أَهْلَ الْعِیرِ وَ قَوْلُهُ تَعَالَی وَ تِلْکَ الْقُری أَهْلَکْناهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا(3) وَ إِنَّمَا عَنَی أَهْلَ الْقُرَی وَ قَوْلُهُ وَ کَذلِکَ أَخْذُ رَبِّکَ إِذا أَخَذَ الْقُری وَ هِیَ ظالِمَةٌ(4) یَعْنِی أَهْلَهَا وَ أَمَّا احْتِجَاجُهُ تَعَالَی عَلَی الْمُلْحِدِینَ فِی دِینِهِ وَ کِتَابِهِ وَ رُسُلِهِ فَإِنَّ الْمُلْحِدِینَ أَقَرُّوا بِالْمَوْتِ وَ لَمْ یُقِرُّوا بِالْخَالِقِ فَأَقَرُّوا بِأَنَّهُمْ لَمْ یَکُونُوا ثُمَّ کَانُوا قَالَ اللَّهُ تَعَالَی ق وَ الْقُرْآنِ الْمَجِیدِ- بَلْ عَجِبُوا أَنْ جاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ فَقالَ الْکافِرُونَ هذا شَیْ ءٌ عَجِیبٌ- أَ إِذا مِتْنا وَ کُنَّا تُراباً ذلِکَ رَجْعٌ بَعِیدٌ وَ کَقَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَ وَ ضَرَبَ لَنا مَثَلًا وَ نَسِیَ خَلْقَهُ قالَ مَنْ یُحْیِ الْعِظامَ وَ هِیَ رَمِیمٌ- قُلْ یُحْیِیهَا الَّذِی أَنْشَأَها أَوَّلَ مَرَّةٍ(5) وَ مِثْلُهُ قَوْلُهُ تَعَالَی وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ یُجادِلُ فِی اللَّهِ بِغَیْرِ عِلْمٍ وَ یَتَّبِعُ کُلَّ شَیْطانٍ مَرِیدٍ(6)

کُتِبَ عَلَیْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ یُضِلُّهُ وَ یَهْدِیهِ إِلی عَذابِ السَّعِیرِ(7) فَرَدَّ اللَّهُ تَعَالَی عَلَیْهِمْ مَا یَدُلُّهُمْ عَلَی صِفَةِ ابْتِدَاءِ خَلْقِهِمْ وَ أَوَّلِ نَشْئِهِمْ- یا أَیُّهَا النَّاسُ إِنْ کُنْتُمْ فِی رَیْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْناکُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَ غَیْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَیِّنَ لَکُمْ وَ نُقِرُّ فِی الْأَرْحامِ ما نَشاءُ إِلی أَجَلٍ مُسَمًّی ثُمَّ نُخْرِجُکُمْ طِفْلًا ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّکُمْ وَ مِنْکُمْ مَنْ یُتَوَفَّی وَ مِنْکُمْ مَنْ یُرَدُّ إِلی أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِکَیْلا یَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَیْئاً(8) فَأَقَامَ سُبْحَانَهُ عَلَی الْمُلْحِدِینَ الدَّلِیلَ عَلَیْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ ثُمَّ قَالَ مُخْبِراً لَهُمْ وَ تَرَی الْأَرْضَ هامِدَةً فَإِذا أَنْزَلْنا عَلَیْهَا الْماءَ اهْتَزَّتْ وَ رَبَتْ وَ أَنْبَتَتْ مِنْ کُلِّ زَوْجٍ بَهِیجٍ- ذلِکَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُ

ص: 33

وَ أَنَّهُ یُحْیِ الْمَوْتی وَ أَنَّهُ عَلی کُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ وَ أَنَّ السَّاعَةَ آتِیَةٌ لا رَیْبَ فِیها وَ أَنَّ اللَّهَ یَبْعَثُ مَنْ فِی الْقُبُورِ وَ قَالَ سُبْحَانَهُ وَ اللَّهُ الَّذِی أَرْسَلَ الرِّیاحَ فَتُثِیرُ سَحاباً فَسُقْناهُ إِلی بَلَدٍ مَیِّتٍ فَأَحْیَیْنا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها کَذلِکَ النُّشُورُ(1) فَهَذَا مِثَالُ إِقَامَةِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ لَهُمُ الْحُجَّةَ فِی إِثْبَاتِ الْبَعْثِ وَ النُّشُورِ بَعْدَ الْمَوْتِ وَ قَالَ أَیْضاً فِی الرَّدِّ عَلَیْهِمْ- فَسُبْحانَ اللَّهِ حِینَ تُمْسُونَ وَ حِینَ تُصْبِحُونَ- وَ لَهُ الْحَمْدُ فِی السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ عَشِیًّا وَ حِینَ تُظْهِرُونَ- یُخْرِجُ الْحَیَّ مِنَ الْمَیِّتِ وَ یُخْرِجُ الْمَیِّتَ مِنَ الْحَیِّ وَ یُحْیِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها وَ کَذلِکَ تُخْرَجُونَ (2) وَ مِثْلُهُ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَ وَ مِنْ آیاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَکُمْ مِنْ أَنْفُسِکُمْ أَزْواجاً لِتَسْکُنُوا إِلَیْها وَ جَعَلَ بَیْنَکُمْ مَوَدَّةً وَ رَحْمَةً إِنَّ فِی ذلِکَ لَآیاتٍ لِقَوْمٍ یَتَفَکَّرُونَ- وَ مِنْ آیاتِهِ خَلْقُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ اخْتِلافُ أَلْسِنَتِکُمْ وَ أَلْوانِکُمْ إِنَّ فِی ذلِکَ لَآیاتٍ لِلْعالِمِینَ- وَ مِنْ آیاتِهِ مَنامُکُمْ بِاللَّیْلِ وَ النَّهارِ وَ ابْتِغاؤُکُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِی ذلِکَ لَآیاتٍ لِقَوْمٍ یَسْمَعُونَ- وَ مِنْ آیاتِهِ یُرِیکُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَ طَمَعاً وَ یُنَزِّلُ مِنَ السَّماءِ ماءً فَیُحْیِی بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِها إِنَّ فِی ذلِکَ لَآیاتٍ لِقَوْمٍ یَعْقِلُونَ- وَ مِنْ آیاتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّماءُ وَ الْأَرْضُ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِذا دَعاکُمْ دَعْوَةً مِنَ الْأَرْضِ إِذا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ (3) وَ احْتَجَّ سُبْحَانَهُ عَلَیْهِمْ وَ أَوْضَحَ الْحُجَّةَ وَ أَبَانَ الدَّلِیلَ وَ أَثْبَتَ الْبُرْهَانَ عَلَیْهِمْ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَ مِنَ الْآفَاقِ وَ مِنَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ بِمُشَاهَدَةِ الْعِیَانِ وَ دَلَائِلِ الْبُرْهَانِ وَ أَوْضَحِ الْبَیَانِ فِی تَنْزِیلِ الْقُرْآنِ کُلُّ ذَلِکَ دَلِیلٌ عَلَی الصَّانِعِ الْقَدِیمِ الْمُدَبِّرِ الْحَکِیمِ الْخَالِقِ الْعَلِیمِ الْجَبَّارِ الْعَظِیمِ سُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَالَمِینَ وَ أَمَّا الرَّدُّ عَلَی عَبَدَةِ الْأَصْنَامِ وَ الْأَوْثَانِ فَقَوْلُهُ تَعَالَی حِکَایَةً عَنْ قَوْلِ إِبْرَاهِیمَ فِی الِاحْتِجَاجِ عَلَی أَبِیهِ- یا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ ما لا یَسْمَعُ وَ لا یُبْصِرُ وَ لا یُغْنِی عَنْکَ شَیْئاً(4) وَ قَوْلُهُ حِینَ کَسَرَ الْأَصْنَامَ فَقَالُوا لَهُ مَنْ کَسَرَهَا وَ مَنْ فَعَلَ هذا بِآلِهَتِنا إِنَّهُ لَمِنَ

ص: 34

الظَّالِمِینَ إِلَی قَوْلِهِ فَأْتُوا بِهِ عَلی أَعْیُنِ النَّاسِ لَعَلَّهُمْ یَشْهَدُونَ (1) وَ لَمَّا جَاءَ قَالُوا لَهُ أَ أَنْتَ فَعَلْتَ هذا بِآلِهَتِنا یا إِبْراهِیمُ- قالَ بَلْ فَعَلَهُ کَبِیرُهُمْ هذا فَسْئَلُوهُمْ إِنْ کانُوا یَنْطِقُونَ- فَرَجَعُوا إِلی أَنْفُسِهِمْ فَقالُوا إِنَّکُمْ أَنْتُمُ الظَّالِمُونَ- ثُمَّ نُکِسُوا عَلی رُؤُسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ ما هؤُلاءِ یَنْطِقُونَ- قالَ أَ تَعْبُدُونَ ما تَنْحِتُونَ وَ اللَّهُ خَلَقَکُمْ وَ ما تَعْمَلُونَ (2) فَلَمَّا انْقَطَعَتْ حُجَّتُهُمْ قالُوا حَرِّقُوهُ وَ انْصُرُوا آلِهَتَکُمْ إِنْ کُنْتُمْ فاعِلِینَ (3) إِلَی آخِرِ الْقَصَصِ فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَی یا نارُ کُونِی بَرْداً وَ سَلاماً عَلی إِبْراهِیمَ: وَ مِثْلُ ذَلِکَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ لِقُرَیْشٍ عَلَی لِسَانِ نَبِیِّهِ صلی الله علیه و آله إِنَّ الَّذِینَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبادٌ أَمْثالُکُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْیَسْتَجِیبُوا لَکُمْ إِنْ کُنْتُمْ صادِقِینَ- أَ لَهُمْ أَرْجُلٌ یَمْشُونَ بِها أَمْ لَهُمْ أَیْدٍ یَبْطِشُونَ بِها أَمْ لَهُمْ أَعْیُنٌ یُبْصِرُونَ بِها أَمْ لَهُمْ آذانٌ یَسْمَعُونَ بِها- أُولئِکَ کَالْأَنْعامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِیلًا(4) وَ قَوْلُهُ سُبْحَانَهُ قُلِ ادْعُوا الَّذِینَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلا یَمْلِکُونَ کَشْفَ الضُّرِّ عَنْکُمْ وَ لا تَحْوِیلًا(5) وَ مِثْلُ ذَلِکَ کَثِیرٌ وَ أَمَّا الرَّدُّ عَلَی الثَّنَوِیَّةِ مِنَ الْکِتَابِ فَقَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ- مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَ ما کانَ مَعَهُ مِنْ إِلهٍ إِذاً لَذَهَبَ کُلُّ إِلهٍ بِما خَلَقَ وَ لَعَلا بَعْضُهُمْ عَلی بَعْضٍ سُبْحانَ اللَّهِ عَمَّا یَصِفُونَ (6) فَأَخْبَرَ اللَّهُ تَعَالَی أَنْ لَوْ کَانَ مَعَهُ آلِهَةً- لَانْفَرَدَ کُلُّ إِلَهٍ مِنْهُمْ بِخَلْقِهِ وَ لَأَبْطَلَ کُلٌّ مِنْهُمْ فِعْلَ الْآخَرِ وَ حَاوَلَ مُنَازَعَتَهُ فَأَبْطَلَ تَعَالَی إِثْبَاتَ إِلَهَیْنِ خَلَّاقَیْنِ بِالْمُمَانَعَةِ وَ غَیْرِهَا وَ لَوْ کَانَ ذَلِکَ لَثَبَتَ الِاخْتِلَافُ وَ طَلَبَ کُلُّ إِلَهٍ أَنْ یَعْلُوَ عَلَی صَاحِبِهِ فَإِذَا شَاءَ أَحَدُهُمْ أَنْ یَخْلُقَ إِنْسَاناً وَ شَاءَ الْآخَرُ أَنْ یَخْلُقَ بَهِیمَةً اخْتَلَفَا وَ تَبَایَنَا فِی حَالٍ وَاحِدٍ

ص: 35

وَ اضْطَرَّهُمَا ذَلِکَ إِلَی التَّضَادِّ وَ الِاخْتِلَافِ وَ الْفَسَادِ وَ کُلُّ ذَلِکَ مَعْدُومٌ وَ إِذَا بَطَلَتْ هَذِهِ الْحَالُ کَذَلِکَ ثَبَتَ الْوَحْدَانِیَّةُ بِکَوْنِ التَّدْبِیرِ وَاحِداً وَ الْخَلْقُ مُتَّفِقٌ غَیْرُ مُتَفَاوِتٍ وَ النِّظَامُ مُسْتَقِیمٌ وَ أَبَانَ سُبْحَانَهُ لِأَهْلِ هَذِهِ الْمَقَالَةِ وَ مَنْ قَارَبَهُمْ أَنَّ الْخَلْقَ لَا یَصْلُحُونَ إِلَّا بِصَانِعٍ وَاحِدٍ فَقَالَ لَوْ کانَ فِیهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتا(1) ثُمَّ نَزَّهَ نَفْسَهُ فَقَالَ سُبْحانَ اللَّهِ عَمَّا یَصِفُونَ وَ الدَّلِیلُ عَلَی أَنَّ الصَّانِعَ وَاحِدٌ حِکْمَةُ التَّدْبِیرِ وَ بَیَانُ التَّقْدِیرِ وَ أَمَّا الرَّدُّ عَلَی الزَّنَادِقَةِ فَقَوْلُهُ تَعَالَی- وَ مَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَکِّسْهُ فِی الْخَلْقِ أَ فَلا یَعْقِلُونَ (2) فَأَعْلَمَنَا تَعَالَی أَنَّ الَّذِی ذَهَبَ إِلَیْهِ الزَّنَادِقَةُ مِنْ قَوْلِهِمْ إِنَّ الْعَالَمَ یَتَوَلَّدُ بِدَوَرَانِ الْفَلَکِ وَ وُقُوعِ النُّطْفَةِ فِی الْأَرْحَامِ لِأَنَّ عِنْدَهُمْ أَنَّ النُّطْفَةَ إِذَا وَقَعَتْ تَلَقَّاهَا الْأَشْکَالُ الَّتِی تُشَاکِلُهَا فَیَتَوَلَّدُ حِینَئِذٍ بِدَوَرَانِ الْقُدْرَةِ(3) وَ الْأَشْکَالِ الَّتِی تَتَلَقَّاهَا مُرُورَ اللَّیْلِ وَ النَّهَارِ وَ الْأَغْذِیَةِ وَ الْأَشْرِبَةِ وَ الطَّبِیعَةِ فَتَتَرَبَّی وَ تَنْتَقِلُ وَ تَکْبُرُ فَعَکَسَ تَعَالَی قَوْلَهُمْ بِقَوْلِهِ وَ مَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَکِّسْهُ فِی الْخَلْقِ مَعْنَاهُ أَنَّ مَنْ طَالَ عُمُرُهُ وَ کَبِرَ سِنُّهُ رَجَعَ إِلَی مِثْلِ مَا کَانَ عَلَیْهِ فِی حَالِ صِغَرِهِ وَ طُفُولِیَّتِهِ فَیَسْتَوْلِی عَلَیْهِ عِنْدَ ذَلِکَ النُّقْصَانُ فِی جَمِیعِ آلَاتِهِ وَ یَضْعُفُ فِی جَمِیعِ حَالاتِهِ وَ لَوْ کَانَ الْأَمْرُ کَمَا زَعَمُوا مِنْ أَنَّهُ لَیْسَ لِلْعِبَادِ خَالِقٌ مُخْتَارٌ لَوَجَبَ أَنْ یَکُونَ تِلْکَ النَّسَمَةُ أَوْ ذَلِکَ الْإِنْسَانُ زَائِداً أَبَداً مَا دَامَتِ الْأَشْکَالُ الَّتِی ادَّعَوْا أَنَّ بِهَا کَانَ قِوَامُ ابْتِدَائِهَا قَائِمَةً وَ الْفَلَکُ ثَابِتٌ وَ الْغَدَاءُ مُمْکِنٌ وَ مُرُورُ اللَّیْلِ وَ النَّهَارِ مُتَّصِلٌ وَ لَمَا صَحَّ فِی الْعُقُولِ مَعْنَی قَوْلِهِ تَعَالَی- وَ مَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَکِّسْهُ فِی الْخَلْقِ وَ قَوْلِهِ سُبْحَانَهُ- وَ مِنْکُمْ مَنْ یُرَدُّ إِلی أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِکَیْ لا یَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَیْئاً(4) عُلِمَ أَنَّ هَذَا مِنْ تَدْبِیرِ الْخَالِقِ الْمُخْتَارِ وَ حِکْمَتِهِ وَ وَحْدَانِیَّتِهِ وَ ابْتِدَاعِهِ لِلْخَلْقِ فَتَثْبُتُ وَحْدَانِیَّتُهُ

ص: 36

جَلَّتْ عَظَمَتُهُ وَ هَذَا احْتِجَاجٌ لَا یُمْکِنُ الزَّنَادِقَةَ دَفْعُهُ بِحَالٍ وَ لَا یَجِدُونَ حُجَّةً فِی إِنْکَارِهِ وَ مِثْلُهُ قَوْلُهُ تَعَالَی أَ وَ لَمْ یَرَ الْإِنْسانُ أَنَّا خَلَقْناهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذا هُوَ خَصِیمٌ مُبِینٌ- وَ ضَرَبَ لَنا مَثَلًا وَ نَسِیَ خَلْقَهُ قالَ مَنْ یُحْیِ الْعِظامَ وَ هِیَ رَمِیمٌ- قُلْ یُحْیِیهَا الَّذِی أَنْشَأَها أَوَّلَ مَرَّةٍ وَ هُوَ بِکُلِّ خَلْقٍ عَلِیمٌ (1) فَرَدَّ سُبْحَانَهُ عَلَیْهِمْ احْتِجَاجَهُمْ بِقَوْلِهِ- قُلْ یُحْیِیهَا الَّذِی أَنْشَأَها أَوَّلَ مَرَّةٍ وَ هُوَ بِکُلِّ خَلْقٍ عَلِیمٌ إِلَی آخِرِ السُّورَةِ وَ أَمَّا الرَّدُّ عَلَی الدَّهْرِیَّةِ الَّذِینَ یَزْعُمُونَ أَنَّ الدَّهْرَ لَمْ یَزَلْ أَبَداً عَلَی حَالٍ وَاحِدَةٍ وَ أَنَّهُ مَا مِنْ خَالِقٍ وَ لَا مُدَبِّرٍ وَ لَا صَانِعٍ وَ لَا بَعْثٍ وَ لَا نُشُورٍ قَالَ تَعَالَی حِکَایَةً لِقَوْلِهِمْ وَ قالُوا ما هِیَ إِلَّا حَیاتُنَا الدُّنْیا نَمُوتُ وَ نَحْیا وَ ما یُهْلِکُنا إِلَّا الدَّهْرُ وَ ما لَهُمْ بِذلِکَ مِنْ عِلْمٍ (2)

وَ قالُوا أَ إِذا کُنَّا عِظاماً وَ رُفاتاً أَ إِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقاً جَدِیداً- قُلْ کُونُوا حِجارَةً أَوْ حَدِیداً أَوْ خَلْقاً مِمَّا یَکْبُرُ فِی صُدُورِکُمْ فَسَیَقُولُونَ مَنْ یُعِیدُنا قُلِ الَّذِی فَطَرَکُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ(3) وَ مِثْلُ هَذَا فِی الْقُرْآنِ کَثِیرٌ وَ ذَلِکَ رَدٌّ عَلَی مَنْ کَانَ فِی حَیَاةِ رَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله یَقُولُ هَذِهِ الْمَقَالَةَ مِمَّنْ أَظْهَرَ لَهُ الْإِیمَانَ وَ أَبْطَنَ الْکُفْرَ وَ الشِّرْکَ وَ بَقُوا بَعْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله وَ کَانُوا سَبَبَ هَلَاکِ الْأُمَّةِ فَرَدَّ اللَّهُ تَعَالَی بِقَوْلِهِ یا أَیُّهَا النَّاسُ إِنْ کُنْتُمْ فِی رَیْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْناکُمْ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ إِلَی قَوْلِهِ سُبْحَانَهُ- لِکَیْلا یَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَیْئاً(4) ثُمَّ ضَرَبَ لِلْبَعْثِ وَ النُّشُورِ مَثَلًا فَقَالَ تَعَالَی- وَ تَرَی الْأَرْضَ هامِدَةً فَإِذا أَنْزَلْنا عَلَیْهَا الْماءَ اهْتَزَّتْ وَ رَبَتْ- إِنَّ الَّذِی أَحْیاها لَمُحْیِ الْمَوْتی (5) وَ مَا جَرَی ذَلِکَ فِی الْقُرْآنِ وَ قَوْلُهُ سُبْحَانَهُ فِی سُورَةِ ق رَدّاً عَلَی مَنْ قَالَ- أَ إِذا مِتْنا وَ کُنَّا تُراباً ذلِکَ رَجْعٌ بَعِیدٌ(6)

قَدْ عَلِمْنا ما تَنْقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ إِلَی قَوْلِهِ سُبْحَانَهُ- وَ أَحْیَیْنا بِهِ بَلْدَةً مَیْتاً کَذلِکَ الْخُرُوجُ (7) وَ هَذَا وَ أَشْبَاهُهُ رَدٌّ عَلَی الدَّهْرِیَّةِ وَ الْمُلْحِدَةِ مِمَّنْ أَنْکَرَ الْبَعْثَ

ص: 37

وَ النُّشُورَ وَ أَمَّا مَا جَاءَ فِی الْقُرْآنِ عَلَی لَفْظِ الْخَبَرِ وَ مَعْنَاهُ الْحِکَایَةُ فَمِنْ ذَلِکَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ- وَ لَبِثُوا فِی کَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِینَ وَ ازْدَادُوا تِسْعاً(1) وَ قَدْ کَانُوا ظَنُّوا أَنَّهُمْ لَبِثُوا یَوْماً أَوْ بَعْضَ یَوْمٍ ثُمَّ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِما لَبِثُوا لَهُ غَیْبُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ (2) الْآیَةَ فَخَرَجَتْ أَلْفَاظُ هَذِهِ الْحِکَایَةِ عَلَی لَفْظٍ لَیْسَ مَعْنَاهُ مَعْنَی الْخَبَرِ وَ إِنَّمَا هُوَ حِکَایَةٌ لِمَا قَالُوهُ وَ الدَّلِیلُ عَلَی ذَلِکَ أَنَّهُ حِکَایَةُ قَوْلِهِ- سَیَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رابِعُهُمْ کَلْبُهُمْ إِلَی آخِرِ الْآیَةِ وَ قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ عِنْدَ ذِکْرِ عِدَّتِهِمْ ما یَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِیلٌ مِثْلُ حِکَایَتِهِ عَنْهُمْ فِی ذِکْرِ الْمُدَّةِ- وَ لَبِثُوا فِی کَهْفِهِمْ ثَلاثَ مِائَةٍ سِنِینَ وَ ازْدَادُوا تِسْعاً- قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِما لَبِثُوا فَهَذَا مَعْطُوفٌ عَلَی قَوْلِهِ- سَیَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رابِعُهُمْ کَلْبُهُمْ فَهَذِهِ الْآیَةُ مِنَ الْمُنْقَطِعِ الْمَعْطُوفِ وَ هِیَ عَلَی لَفْظِ الْخَبَرِ وَ مَعْنَاهُ حِکَایَةٌ وَ مِثْلُهُ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَ کُلُّ الطَّعامِ کانَ حِلًّا لِبَنِی إِسْرائِیلَ إِلَّا ما حَرَّمَ إِسْرائِیلُ عَلی نَفْسِهِ (3) وَ إِنَّمَا خَرَجَ هَذَا عَلَی لَفْظِ الْخَبَرِ وَ هُوَ حِکَایَةٌ عَنْ قَوْمٍ مِنَ الْیَهُودِ ادَّعَوْا ذَلِکَ فَرَدَّ اللَّهُ تَعَالَی عَلَیْهِمْ- قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْراةِ فَاتْلُوها إِنْ کُنْتُمْ صادِقِینَ أَیِ انْظُرُوا فِی التَّوْرَاةِ هَلْ تَجِدُونَ فِیهَا تَصْدِیقَ مَا ادَّعَیْتُمُوهُ وَ مِثْلُهُ فِی سُورَةِ الزُّمَرِ قَوْلُهُ تَعَالَی- ما نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِیُقَرِّبُونا إِلَی اللَّهِ زُلْفی (4) فَلَفْظُ هَذَا خَبَرٌ وَ مَعْنَاهُ حِکَایَةٌ وَ مِثْلُهُ کَثِیرٌ وَ أَمَّا الرَّدُّ عَلَی النَّصَارَی فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی الله علیه و آله احْتَجَّ عَلَی نَصَارَی نَجْرَانَ لَمَّا قَدِمُوا عَلَیْهِ لِیُنَاظِرُوهُ فَقَالُوا یَا مُحَمَّدُ مَا تَقُولُ فِی الْمَسِیحِ قَالَ هُوَ عَبْدُ اللَّهِ یَأْکُلُ وَ یَشْرَبُ قَالَ فَمَنْ أَبُوهُ فَأَوْحَی اللَّهُ إِلَیْهِ یَا مُحَمَّدُ سَلْهُمْ عَنْ آدَمَ هَلْ هُوَ إِلَّا بَشَرٌ مَخْلُوقٌ یَأْکُلُ وَ یَشْرَبُ وَ أَنْزَلَ اللَّهُ عَلَیْهِ إِنَّ مَثَلَ عِیسی عِنْدَ اللَّهِ کَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرابٍ ثُمَّ قالَ لَهُ کُنْ فَیَکُونُ (5) فَسَأَلَهُمْ عَنْ آدَمَ فَقَالُوا نَعَمْ قَالَ فَأَخْبِرُونِی مَنْ أَبُوهُ

ص: 38

فَلَمْ یُجِیبُوهُ بِشَیْ ءٍ وَ لَزِمَتْهُمُ الْحُجَّةُ فَلَمْ یُقِرُّوا بَلْ لَزِمُوا السُّکُوتَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَی عَلَیْهِ فَمَنْ حَاجَّکَ فِیهِ مِنْ بَعْدِ ما جاءَکَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعالَوْا نَدْعُ أَبْناءَنا وَ أَبْناءَکُمْ وَ نِساءَنا وَ نِساءَکُمْ وَ أَنْفُسَنا وَ أَنْفُسَکُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَی الْکاذِبِینَ (1) فَلَمَّا دَعَاهُمْ إِلَی الْمُبَاهَلَةِ قَالَ عُلَمَاؤُهُمْ لَوْ بَاهَلَنَا بِأَصْحَابِهِ بَاهَلْنَاهُ وَ لَمْ یَکُنْ عِنْدَنَا صَادِقٌ فِی قَوْلِهِ فَأَمَّا إِنْ یُبَاهِلْنَا بِأَهْلِ بَیْتِهِ خَاصَّةً فَلَا نُبَاهِلْهُ وَ أَعْطَوْهُ الرِّضَا وَ شَرَطَ عَلَیْهِمُ الْجِزْیَةَ وَ السِّلَاحَ حِقْناً لِدِمَائِهِمْ وَ انْصَرَفُوا وَ أَمَّا السَّبَبُ الَّذِی بِهِ بَقَاءُ الْخَلْقِ فَقَدْ بَیَّنَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِی کِتَابِهِ أَنَّ بَقَاءَ الْخَلْقِ مِنْ أَرْبَعِ وُجُوهٍ الطَّعَامِ وَ الشَّرَابِ وَ اللِّبَاسِ وَ الْکِنِّ وَ الْمَنَاکِحِ لِلتَّنَاسُلِ مَعَ الْحَاجَةِ فِی ذَلِکَ کُلِّهِ إِلَی الْأَمْرِ وَ النَّهْیِ فَأَمَّا الْأَغْذِیَةُ فَمِنْ أَصْنَافِ النَّبَاتِ وَ الْأَنْعَامِ الْمُحَلَّلِ أَکْلُهَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَی فِی النَّبَاتِ أَنَّا صَبَبْنَا الْماءَ صَبًّا- ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقًّا- فَأَنْبَتْنا فِیها حَبًّا وَ عِنَباً وَ قَضْباً- وَ زَیْتُوناً وَ نَخْلًا- وَ حَدائِقَ غُلْباً- وَ فاکِهَةً وَ أَبًّا- مَتاعاً لَکُمْ وَ لِأَنْعامِکُمْ (2) وَ قَالَ تَعَالَی أَ فَرَأَیْتُمْ ما تَحْرُثُونَ- أَ أَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ (3) وَ قَالَ سُبْحَانَهُ وَ الْأَرْضَ وَضَعَها لِلْأَنامِ- فِیها فاکِهَةٌ وَ النَّخْلُ ذاتُ الْأَکْمامِ- وَ الْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَ الرَّیْحانُ (4) وَ هَذَا وَ شِبْهُهُ مِمَّا یُخْرِجُهُ اللَّهُ تَعَالَی مِنَ الْأَرْضِ سَبَباً لِبَقَاءِ الْخَلْقِ: وَ أَمَّا الْأَنْعَامُ فَقَوْلُهُ تَعَالَی وَ الْأَنْعامَ خَلَقَها لَکُمْ فِیها دِفْ ءٌ وَ مَنافِعُ وَ مِنْها تَأْکُلُونَ وَ لَکُمْ فِیها جَمالٌ حِینَ تُرِیحُونَ وَ حِینَ تَسْرَحُونَ (5) الْآیَةَ وَ قَوْلُهُ سُبْحَانَهُ وَ إِنَّ لَکُمْ فِی الْأَنْعامِ لَعِبْرَةً نُسْقِیکُمْ مِمَّا فِی بُطُونِهِ مِنْ بَیْنِ فَرْثٍ وَ دَمٍ لَبَناً خالِصاً سائِغاً لِلشَّارِبِینَ (6) وَ أَمَّا اللِّبَاسُ وَ الْأَکْنَانُ قَوْلُهُ تَعَالَی- وَ اللَّهُ جَعَلَ لَکُمْ مِمَّا خَلَقَ ظِلالًا وَ جَعَلَ لَکُمْ مِنَ الْجِبالِ أَکْناناً وَ جَعَلَ لَکُمْ سَرابِیلَ تَقِیکُمُ الْحَرَّ وَ سَرابِیلَ تَقِیکُمْ بَأْسَکُمْ

ص: 39

کَذلِکَ یُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَیْکُمْ لَعَلَّکُمْ تُسْلِمُونَ (1) وَ قَالَ تَعَالَی یا بَنِی آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنا عَلَیْکُمْ لِباساً یُوارِی سَوْآتِکُمْ وَ رِیشاً وَ لِباسُ التَّقْوی ذلِکَ خَیْرٌ ذلِکَ مِنْ آیاتِ اللَّهِ (2) وَ الْخَیْرُ هُوَ الْبَقَاءُ وَ الْحَیَاةُ وَ أَمَّا الْمَنَاکِحُ فَقَوْلُهُ تَعَالَی یا أَیُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْناکُمْ مِنْ ذَکَرٍ وَ أُنْثی وَ جَعَلْناکُمْ شُعُوباً وَ قَبائِلَ لِتَعارَفُوا إِنَّ أَکْرَمَکُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاکُمْ (3) وَ قَالَ تَعَالَی یا أَیُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّکُمُ الَّذِی خَلَقَکُمْ وَ الَّذِینَ مِنْ قَبْلِکُمْ (4) وَ قَالَ سُبْحَانَهُ یا أَیُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّکُمُ الَّذِی خَلَقَکُمْ مِنْ نَفْسٍ واحِدَةٍ وَ خَلَقَ مِنْها زَوْجَها وَ بَثَّ مِنْهُما رِجالًا کَثِیراً وَ نِساءً وَ اتَّقُوا اللَّهَ الَّذِی تَسائَلُونَ بِهِ وَ الْأَرْحامَ إِنَّ اللَّهَ کانَ عَلَیْکُمْ رَقِیباً(5) وَ قَالَ عَزَّ وَ جَلَ وَ أَنْکِحُوا الْأَیامی مِنْکُمْ وَ الصَّالِحِینَ مِنْ عِبادِکُمْ وَ إِمائِکُمْ إِنْ یَکُونُوا فُقَراءَ یُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ (6) الْآیَةَ وَ قَالَ تَعَالَی وَ مِنْ آیاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَکُمْ مِنْ أَنْفُسِکُمْ أَزْواجاً لِتَسْکُنُوا إِلَیْها وَ جَعَلَ بَیْنَکُمْ مَوَدَّةً وَ رَحْمَةً إِنَّ فِی ذلِکَ لَآیاتٍ لِقَوْمٍ یَتَفَکَّرُونَ (7) وَ مِثْلُ هَذَا کَثِیرٌ فِی کِتَابِ اللَّهِ تَعَالَی فِی مَعْنَی النِّکَاحِ وَ سَبَبُ التَّنَاسُلِ وَ الْأَمْرُ وَ النَّهْیُ وَجْهٌ وَاحِدٌ- لَا یَکُونُ مَعْنًی مِنْ مَعَانِی الْأَمْرِ إِلَّا وَ یَکُونُ بَعْدَ ذَلِکَ نَهْیاً وَ لَا یَکُونُ وَجْهٌ مِنْ وُجُوهِ النَّهْیِ إِلَّا وَ مُقِرُّونَ بِهِ الْأَمْرَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا اسْتَجِیبُوا لِلَّهِ وَ لِلرَّسُولِ إِذا دَعاکُمْ لِما یُحْیِیکُمْ (8) إِلَی آخِرِ الْآیَةِ فَأَخْبَرَ سُبْحَانَهُ أَنَّ الْعِبَادَ لَا یَحْیَوْنَ إِلَّا بِالْأَمْرِ وَ النَّهْیِ کَقَوْلِهِ تَعَالَی وَ لَکُمْ فِی الْقِصاصِ حَیاةٌ یا أُولِی الْأَلْبابِ (9) وَ مِثْلُهُ قَوْلُهُ تَعَالَی ارْکَعُوا وَ اسْجُدُوا وَ اعْبُدُوا رَبَّکُمْ وَ افْعَلُوا الْخَیْرَ(10) فَالْخَیْرُ هُوَ سَبَبُ الْبَقَاءِ وَ الْحَیَاةِ.

ص: 40

وَ فِی هَذَا أَوْضَحُ دَلِیلٍ عَلَی أَنَّهُ لَا بُدَّ لِلْأُمَّةِ مِنْ إِمَامٍ یَقُولُ بِأَمْرِهِمْ فَیَأْمُرُهُمْ وَ یَنْهَاهُمْ وَ یُقِیمُ فِیهِمُ الْحُدُودَ وَ یُجَاهِدُ الْعَدُوَّ وَ یَقْسِمُ الْغَنَائِمَ وَ یَفْرِضُ الْفَرَائِضَ وَ یُعَرِّفُهُمْ أَبْوَابَ مَا فِیهِ صَلَاحُهُمْ وَ یُحَذِّرُهُمْ مَا فِیهِ مَضَارُّهُمْ إِذْ کَانَ الْأَمْرُ وَ النَّهْیُ أَحَدَ أَسْبَابِ بَقَاءِ الْخَلْقِ وَ إِلَّا سَقَطَتِ الرَّغْبَةُ وَ الرَّهْبَةُ وَ لَمْ یَرْتَدِعْ وَ لَفَسَدَ التَّدْبِیرُ وَ کَانَ ذَلِکَ سَبَباً لِهَلَاکِ الْعِبَادِ فِی أَمْرِ الْبَقَاءِ وَ الْحَیَاةِ فِی الطَّعَامِ وَ الشَّرَابِ وَ الْمَسَاکِنِ وَ الْمَلَابِسِ وَ الْمَنَاکِحِ مِنَ النِّسَاءِ وَ الْحَلَالِ وَ الْحَرَامِ وَ الْأَمْرِ وَ النَّهْیِ إِذْ کَانَ سُبْحَانَهُ لَمْ یَخْلُقْهُمْ بِحَیْثُ یَسْتَغْنُونَ عَنْ جَمِیعِ

ذَلِکَ وَ وَجَدْنَا أَوَّلَ الْمَخْلُوقِینَ وَ هُوَ آدَمُ علیه السلام لَمْ یَتِمَّ لَهُ الْبَقَاءُ وَ الْحَیَاةُ إِلَّا بِالْأَمْرِ وَ النَّهْیِ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ یا آدَمُ اسْکُنْ أَنْتَ وَ زَوْجُکَ الْجَنَّةَ وَ کُلا مِنْها رَغَداً حَیْثُ شِئْتُما وَ لا تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ(1) فَدَلَّهُمَا عَلَی مَا فِیهِ نَفْعُهُمَا وَ بَقَاؤُهُمَا وَ نَهَاهُمَا عَنْ سَبَبِ مَضَرَّتِهِمَا ثُمَّ جَرَی الْأَمْرُ وَ النَّهْیُ فِی ذُرِّیَّتِهِمَا إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ وَ لِهَذَا اضْطُرَّ الْخَلْقُ إِلَی أَنَّهُ لَا بُدَّ لَهُمْ مِنْ إِمَامٍ مَنْصُوصٍ عَلَیْهِ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ یَأْتِی بِالْمُعْجِزَاتِ ثُمَّ یَأْمُرُ النَّاسَ وَ یَنْهَاهُمْ وَ إِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ خَلَقَ الْخَلْقَ عَلَی ضَرْبَیْنِ نَاطِقٍ عَاقِلٍ فَاعِلٍ مُخْتَارٍ وَ ضَرْبٍ مُسْتَبْهَمٍ فَکَلَّفَ النَّاطِقَ الْعَاقِلَ الْمُخْتَارَ وَ قَالَ سُبْحَانَهُ- خَلَقَ الْإِنْسانَ عَلَّمَهُ الْبَیانَ (2) وَ قَالَ سُبْحَانَهُ اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّکَ الَّذِی خَلَقَ- خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَ رَبُّکَ الْأَکْرَمُ- الَّذِی عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الْإِنْسانَ ما لَمْ یَعْلَمْ (3) ثُمَّ کَلَّفَ وَ وَضَعَ التَّکْلِیفَ عَنِ الْمُسْتَبْهَمِ لِعَدَمِ الْعَقْلِ وَ التَّمْیِیزِ وَ أَمَّا وَضْعُ الْأَسْمَاءِ فَإِنَّهُ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی اخْتَارَ لِنَفْسِهِ الْأَسْمَاءَ الْحُسْنَی فَسَمَّی نَفْسَهُ الْمَلِکَ الْقُدُّوسَ السَّلَامَ الْمُؤْمِنَ الْمُهَیْمِنَ الْعَزِیزَ الْجَبَّارَ الْمُتَکَبِّرَ(4)

وَ غَیْرَ ذَلِکَ وَ کُلُّ اسْمٍ یُسَمَّی بِهِ فَلِعِلَّةٍ مَّا وَ لَمَّا تَسَمَّی بِالْمَلِکِ أَرَادَ تَصْحِیحَ مَعْنَی الِاسْمِ لِمُقْتَضَی الْحِکْمَةِ فَخَلَقَ الْخَلْقَ وَ أَمَرَهُمْ وَ نَهَاهُمْ لِیَتَحَقَّقَ حَقِیقَةُ الِاسْمِ وَ مَعْنَی

ص: 41

الْمَلِکِ وَ الْمُلْکُ لَهُ وُجُوهٌ أَرْبَعَةٌ الْقُدْرَةُ وَ الْهَیْبَةُ وَ السَّطْوَةُ وَ الْأَمْرُ وَ النَّهْیُ فَأَمَّا الْقُدْرَةُ فَقَوْلُهُ تَعَالَی إِنَّما قَوْلُنا لِشَیْ ءٍ إِذا أَرَدْناهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ کُنْ فَیَکُونُ (1) فَهَذِهِ الْقُدْرَةُ التَّامَّةُ الَّتِی لَا یَحْتَاجُ صَاحِبُهَا إِلَی مُبَاشَرَةِ الْأَشْیَاءِ بَلْ یَخْتَرِعُهَا کَمَا یَشَاءُ سُبْحَانَهُ وَ لَا یَحْتَاجُ إِلَی التَّرَوِّی فِی خَلْقِ الشَّیْ ءِ بَلْ إِذَا أَرَادَهُ صَارَ عَلَی مَا یُرِیدُهُ مِنْ تَمَامِ الْحِکْمَةِ وَ اسْتَقَامَ التَّدْبِیرُ لَهُ بِکَلِمَةٍ وَاحِدَةٍ وَ قُدْرَةٍ قَاهِرَةٍ بِأَنَّ بِهَا مِنْ خَلْقِهِ ثُمَّ جَعَلَ الْأَمْرَ وَ النَّهْیَ تَمَامَ دَعَائِمِ الْمُلْکِ وَ نِهَایَتَهُ وَ ذَلِکَ أَنَّ الْأَمْرَ وَ النَّهْیَ یَقْتَضِیَانِ الثَّوَابَ وَ الْعِقَابَ وَ الْهَیْبَةَ وَ الرَّجَاءَ وَ الْخَوْفَ وَ بِهِمَا بَقَاءُ الْخَلْقِ وَ بِهِمَا یَصِحُّ لَهُمُ الْمَدْحُ وَ الذَّمُّ وَ یُعْرَفُ الْمُطِیعُ مِنَ الْعَاصِی وَ لَوْ لَمْ یَکُنِ الْأَمْرُ وَ النَّهْیُ لَمْ یَکُنْ لِلْمُلْکِ بَهَاءٌ وَ لَا نِظَامٌ وَ لَبَطَلَ الثَّوَابُ وَ الْعِقَابُ وَ کَذَلِکَ جَمِیعُ التَّأْوِیلِ فِیمَا اخْتَارَهُ سُبْحَانَهُ لِنَفْسِهِ مِنَ الْأَسْمَاءِ وَ قَدِ اعْتُرِضَ عَلَی ذَلِکَ بِأَنْ قِیلَ قَدْ رَأَیْنَا أَصْنَافاً مِنَ الْحَیَوَانِ لَا یُحْصَی عَدَدُهَا یَبْقَی وَ یَعِیشُ بِغَیْرِ أَمْرٍ وَ لَا نَهْیٍ وَ لَا ثَوَابٍ لَهَا وَ لَا عِقَابٍ عَلَیْهَا وَ إِذَا جَازَ أَنْ یَسْتَقِیمَ بَقَاءُ الْحَیَوَانِ الْمُسْتَبْهَمِ وَ لَا آمِرَ لَهُ وَ لَا نَاهِیَ بَطَلَ قَوْلُکُمْ إِنَّهُ لَا بُدَّ لِلنَّاطِقِینَ مِنْ آمِرٍ وَ نَاهٍ وَ إِلَّا لَمْ یَبْقَوْا وَ الرَّدُّ عَلَیْهِمْ هُوَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَی لَمَّا خَلَقَ الْحَیَوَانَ عَلَی ضَرْبَیْنِ مُسْتَبْهَمٍ وَ نَاطِقٍ أَطْلَقَ لِلنَّوْعِ الْمُسْتَبْهَمِ أَمْرَیْنِ جَعَلَ قِوَامَهُ وَ بَقَاءَهُ بِهِمَا وَ هُوَ إِدْرَاکُ الْغِذَاءِ وَ نَیْلُهُ وَ عِرْفَانُهُمْ بِالنَّافِعِ وَ الضَّارِّ بِالشَّمِّ وَ التَّنْسِیمِ وَ إِنَّمَا أَنْبَتَ عَلَیْهِمْ مِنَ الْوَبَرِ وَ الصُّوفِ وَ الشَّعْرِ وَ الرِّیشِ لِیُکِنَّهُمْ مِنَ الْبَرْدِ وَ الْحَرِّ وَ مَنَعَهُمْ أَمْرَیْنِ النُّطْقَ وَ الْفَهْمَ وَ سَخَّرَهُمْ لِلْحَیَوَانِ النَّاطِقِ الْعَاقِلِ وَ غَیْرِ الْعَاقِلِ أَنْ یَتَصَرَّفُوا فِیهِمْ وَ عَلَیْهِمْ کَمَا یَخْتَارُونَ وَ یَأْمُرُونَ فِیهِمْ وَ یَنْهَوْنَ وَ لَمْ یَجْعَلْ فِی النَّاطِقِینَ مَعْرِفَةَ الضَّارِّ مِنَ الْغِذَاءِ وَ النَّافِعِ بِالشَّمِّ وَ التَّنْسِیمِ حَتَّی إِنَّ أَفْهَمَ النَّاسِ وَ أَعْقَلَهُمْ لَوْ

جَمَعَتِ النَّاسُ لَهُ ضُرُوبَ الْحَشَائِشِ مِنَ النَّافِعِ وَ الضَّارِّ وَ الْغِذَاءِ وَ السَّمِّ لَمْ یُمَیِّزْ ذَلِکَ بِعَقْلِهِ وَ فِکْرِهِ بَلْ مِنْ جِهَةِ مُوقِفٍ فَقَدِ احْتَاجَ الْعَاقِلُ

ص: 42

الْفَطِنُ الْبَصِیرُ إِلَی مُؤَدِّبٍ مُوقِفٍ یُوقِفُهُ عَلَی مَنَافِعِهِ وَ یُعْلِمُهُ مَا یَضُرُّهُ وَ لَمَّا کَانَتْ بِنِیَّةِ النَّاسِ وَ مَا خَلَقَهُمُ اللَّهُ بِهَذِهِ الصِّفَةِ- لَا بُدَّ أَنْ یَکُونَ عِنْدَهُمْ عِلْمٌ کَثِیرٌ مِنَ الْأَغْذِیَةِ الَّتِی تَقُومُ بِهَا أَبْدَانُهُمْ لِأَنَّهَا سَبَبُ حَیَاتِهِمْ وَ کَانَ الْبَهَائِمُ فِی ذَلِکَ أَهْدَی مِنْهُمْ ثَبَتَ مَا أَوْرَدْنَاهُ مِنَ الْأَمْرِ وَ النَّهْیِ اللَّذَیْنِ یَتْبَعُهُمَا الثَّوَابُ وَ الْعِقَابُ قَالَ الْمُعْتَرِضُ وَ قَدْ وَجَدْنَا بَعْضَ الْبَهَائِمِ یَأْکُلُ مَا یَکُونُ هَلَاکُهُ فِیهِ مِنَ السِّمَامِ الْقَاتِلَةِ فَلَوْ کَانَ هَذَا کَمَا ذَکَرْتُمْ مِنْ أَنَّهَا تَعْرِفُ الضَّارَّ مِنَ النَّافِعِ بِالشَّمِّ وَ التَّنَسُّمِ لَمَا أَصَابَهُمْ ذَلِکَ قِیلَ هَذَا الَّذِی ذَکَرْتُمْ لَا یَکُونُ عَلَی الْعُمُومِ وَ إِنَّمَا یَکُونُ فِی الْوَاحِدِ بَعْدَ الْوَاحِدِ لِعِلَّةٍ مَا لِأَنَّهُ رُبَّمَا اضْطَرَّهُ الْجُوعُ الشَّدِیدُ إِلَی أَکْلِ مَا یَکُونُ فِیهِ هَلَاکُهُ أَوْ لِاخْتِلَاطِ جَمِیعِ أَنْوَاعِ الْحَشَائِشِ بَعْضِهَا بِبَعْضٍ کَمَا أَنَّا قَدْ نَجِدُ الرَّجُلَ الْعَاقِلَ قَدْ یَقِفُ عَلَی مَا یَضُرُّهُ مِنَ الْأَطْعِمَةِ ثُمَّ یَأْکُلُهُ إِمَّا لِجُوعٍ غَالِبٍ أَوْ لِعِلَّةٍ یَحْدُثُ أَوْ سُکْرٍ یُزِیلُ عَقْلَهُ أَوْ آفَةٍ مِنَ الْآفَاتِ فَیَأْکُلُ مَا یَعْلَمُ أَنَّهُ یُسْقِمُهُ وَ یَضُرُّهُ وَ رُبَّمَا کَانَ تَلَفُ نَفْسِهِ فِیهِ وَ إِذَا کَانَ هَذَا مَوْجُوداً فِی الْإِنْسَانِ الْفَطِنِ الْعَاقِلِ فَأَحْرَی أَنْ یَجُوزَ مِثْلُهُ فِی الْبَهَائِمِ وَ وَجْهٌ آخَرُ وَ هُوَ أَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ إِذَا أَرَادَ قَضَاءَ أَجَلِهِ خَلَّی بَیْنَهُ وَ بَیْنَ الْحَالِ الَّتِی بِمِثْلِهَا یَتِمُّ عَلَیْهِ ذَلِکَ وَ مِثْلُ هَذَا یُعْرَضُ دُونَ الْعَادَةِ الْعَامَّةِ وَ لِأَنَّا قَدْ نَرَی الْفِرَاخَ مِنَ الدَّجَاجِ وَ مَا یَجْرِی مَجْرَاهَا مِنْ أَجْنَاسِ الطَّیْرِ یَخْرُجُ مِنَ الْبَیْضَةِ فَتُلْقَی لَهُ السُّمُومُ مِنَ الْحُبُوبِ الْقَاتِلَةِ مِثْلِ حَبِّ الْبَنْجِ وَ السَّنَاءِ فَیَحْتَذِرُ عَنْهُ وَ إِذَا أُلْقِیَ عَلَیْهِ غِذَاؤُهَا بَادَرَتْ إِلَیْهِ فَأَکَلَتْهُ وَ لَمْ یَتَوَقَّفْ عَنْهُ فَبَطَلَ الِاعْتِرَاضُ وَ لَمَّا ثَبَتَ لَنَا أَنَّ قِوَامَ الْأُمَّةِ بِالْأَمْرِ وَ النَّهْیِ الْوَارِدِ عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ صَحَّ لَنَا أَنَّهُ لَا بُدَّ لِلنَّاسِ مِنْ رَسُولٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ فِیهِ صِفَاتٌ یَتَمَیَّزُ بِهَا مِنْ جَمِیعِ الْخَلْقِ مِنْهَا الْعِصْمَةُ مِنْ سَائِرِ الذُّنُوبِ وَ إِظْهَارُ الْمُعْجِزَاتِ وَ بَیَانُ الدَّلَالاتِ لِنَفْیِ الشُّبُهَاتِ طَاهِرٌ مُطَهِّرٌ مُتَّصِلٌ بِمَلَکُوتِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ غَیْرُ مُنْفَصِلٍ لِأَنَّهُ لَا یُؤَدِّی عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَی خَلْقِهِ إِلَّا مَنْ کَانَتْ هَذِهِ صِفَتَهُ فَصَحَّ مَوْضِعُ الْمَأْمُومِینَ الَّذِینَ لَا عِصْمَةَ لَهُمْ

ص: 43

إِلَّا إِمَامٌ عَادِلٌ مَعْصُومٌ یُقِیمُ حُدُودَ اللَّهِ تَعَالَی وَ أَوَامِرَهُ فِیهِمْ وَ یُجَاهِدُ بِهِمْ وَ یَقْسِمُ غَنَائِمَهُمْ وَ لَا یَسْتَقِیمُ أَنْ یُقِیمَ الْحُدُودَ مَنْ فِی جَنْبِهِ حَدُّ اللَّهِ تَعَالَی لِأَنَّ الْخَبِیثَ لَا یُطَهَّرُ بِالْخَبِیثِ وَ إِنَّمَا یُطَهَّرُ الْخَبِیثُ بِالطَّاهِرِ الَّذِی یَدُلُّ عَلَی مَا یُقَرِّبُ مِنَ اللَّهِ تَعَالَی وَ إِنَّمَا یَحْیَونَ بِهِ الْحَیَاةَ الدُّنْیَا فِی حَالِ مَعَایِشِهِمْ مِمَّا یَکُونُ عَاقِبَتُهُ إِلَی حَیَاةِ الْأَبَدِ فِی الدَّارِ الْآخِرَةِ وَ لَا بُدَّ مِمَّنْ هَذِهِ صِفَتُهُ فِی عَصْرٍ بَعْدَ عَصْرٍ وَ أَوَانٍ بَعْدَ أَوَانٍ وَ أُمَّةٍ بَعْدَ أُمَّةٍ جَارِیاً ذَلِکَ فِی الْخَلْقِ مَا دَامُوا وَ دَامَ فَرْضُ التَّکْلِیفِ عَلَیْهِمْ لَا یَسْتَقِیمُ لَهُمُ الْأَمْرُ وَ لَا یَدُومُ لَهُمُ الْحَیَاةُ إِلَّا بِذَلِکَ وَ لَوْ کَانَ الْإِمَامُ بِصِفَةِ الْمَأْمُومِینَ لَاحْتَاجَ إِلَی مَا احْتَاجُوا إِلَیْهِ فَیَکُونُ حِینَئِذٍ إِمَاماً وَ لَیْسَ فِی عَدْلِ اللَّهِ تَعَالَی وَ حُکْمِهِ أَنْ یَحْتَجَّ عَلَی خَلْقِهِ بِمَنْ هَذِهِ صِفَتُهُ وَ إِنَّمَا إِمَامُ الْإِمَامِ الْوَحْیُ الْآمِرُ لَهُ وَ النَّاهِی فَکُلُّ هَذِهِ الصِّفَاتِ الْمُتَفَرِّقَةِ فِی الْأَنْبِیَاءِ فَإِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ جَمَعَهَا فِی نَبِیِّنَا وَ وَجَبَ لِذَلِکَ بَعْدَ مُضِیِّهِ صلی الله علیه و آله أَنْ یَکُونَ فِی وَصِیِّهِ ثُمَّ الْأَوْصِیَاءِ اللَّهُمَّ إِلَّا أَنْ یَدَّعِیَ مُدَّعٍ أَنَّ الْإِمَامَةَ مُسْتَغْنِیَةٌ عَمَّنْ هَذِهِ صِفَتُهُ فَیَکُونُونَ بِهَذِهِ الدَّعْوَی مُبْطِلِینَ بِمَا تَقَدَّمَ مِنَ الْأَدِلَّةِ وَ ثَبَتَ أَنَّهُ لَا بُدَّ مِنْ إِمَامٍ عَارِفٍ بِجَمِیعِ مَا جَاءَ مُحَمَّدٌ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله مِنْ کِتَابِ اللَّهِ تَعَالَی بِإِقَامَةِ الْمُقَدَّمِ ذِکْرُهَا یُجِیبُ عَنْهَا وَ عَنْ جَمِیعِ الْمُشْکِلَاتِ وَ یَنْفِی عَنِ الْأُمَّةِ مَوَاقِعَ الشُّبُهَاتِ- لَا یَزِلُّ فِی حُکْمِهِ

عَارِفٌ بِدَقِیقِ الْأَشْیَاءِ وَ جَلِیلِهَا یَکُونُ فِیهِ ثَمَانُ خِصَالٍ یَتَمَیَّزُ بِهَا عَنِ الْمَأْمُومِینَ أَرْبَعٌ مِنْهَا فِی نَعْتِ نَفْسِهِ وَ نَسَبِهِ أَرْبَعٌ صِفَاتُ ذَاتِهِ وَ حَالاتِهِ فَأَمَّا الَّتِی فِی نَعْتِ نَفْسِهِ فَإِنَّهُ یَنْبَغِی أَنْ یَکُونَ مَعْرُوفَ الْبَیْتِ مَعْرُوفَ النَّسَبِ مَنْصُوصاً عَلَیْهِ مِنَ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله بِأَمْرٍ مِنَ اللَّهِ سُبْحَانَهُ بِمِثْلِهِ یَبْطُلُ دَعْوَی مَنْ یَدَّعِی مَنْزِلَتَهُ بِغَیْرِ نَصٍّ مِنَ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَ رَسُولِهِ حَتَّی إِذَا قَدِمَ الطَّالِبُ مِنَ الْبَلَدِ الْقَرِیبِ وَ الْبَعِیدِ أَشَارَتْ إِلَیْهِ الْأُمَّةُ بِالْکَمَالِ وَ الْبَیَانِ وَ أَمَّا اللَّوَاتِی فِی صِفَاتِ ذَاتِهِ فَإِنَّهُ یَجِبُ أَنْ یَکُونَ أَزْهَدَ النَّاسِ وَ أَعْلَمَ النَّاسِ وَ أَشْجَعَ النَّاسِ وَ أَکْرَمَ النَّاسِ وَ مَا یَتْبَعُ ذَلِکَ لِعِلَلٍ تَقْتَضِیهِ لِأَنَّهُ إِذَا لَمْ یَکُنْ زَاهِداً فِی الدُّنْیَا وَ زُخْرُفِهَا دَخَلَ فِی الْمَحْظُورَاتِ مِنَ الْمَعَاصِی

ص: 44

فَاضْطَرَّهُ ذَلِکَ أَنْ یَکْتُمَ عَلَی نَفْسِهِ فَمُخَوِّنُ اللَّهِ تَعَالَی فِی عِبَادِهِ یَحْتَاجُ إِلَی مَنْ یُطَهِّرُهُ بِإِقَامَةِ الْحَدِّ عَلَیْهِ فَهُوَ حِینَئِذٍ إِمَامٌ مَأْمُومٌ وَ أَمَّا إِذَا لَمْ یَکُنْ عَالِماً بِجَمِیعِ مَا فَرَضَهُ اللَّهُ تَعَالَی فِی کِتَابِهِ وَ غَیْرِهِ قَلْبُ الْفَرَائِضِ فَأَحَلَّ مَا حَرَّمَ اللَّهُ فَضَلَّ وَ أَضَلَّ وَ إِذَا لَمْ یَکُنْ أَشْجَعَ النَّاسِ سَقَطَ فَرْضُ إِمَامَتِهِ لِأَنَّهُ فِی الْحَرْبِ فِئَةٌ لِلْمُسْلِمِینَ فَلَوْ فَرَّ لَدَخَلَ فِیمَنْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی- وَ مَنْ یُوَلِّهِمْ یَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفاً لِقِتالٍ أَوْ مُتَحَیِّزاً إِلی فِئَةٍ فَقَدْ باءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ (1) وَ إِذَا لَمْ یَکُنْ أَکْرَمَ النَّاسِ نَفْساً دَعَاهُ الْبُخْلُ وَ الشُّحُّ إِلَی أَنْ یَمُدَّ یَدَهُ فَیَأْخُذَ فَیْ ءَ الْمُسْلِمِینَ لِأَنَّهُ خَازِنُهُمْ وَ أَمِینُهُمْ عَلَی جَمِیعِ أَمْوَالِهِمْ مِنَ الْغَنَائِمِ وَ الْخَرَاجِ وَ الْجِزْیَةِ وَ الْفَیْ ءِ فَلِهَذِهِ الْعِلَلِ یَتَمَیَّزُ مِنْ سَائِرِ الْأُمَّةِ وَ لَمْ یَکُنِ اللَّهُ لِیَأْمُرَ بِطَاعَةِ مَنْ لَا یُعْرَفُ أَوَامِرُهُ وَ نَوَاهِیهِ وَ لَا أَنْ یُوَلِّیَ عَلَیْهِمُ الْجَاهِلَ الَّذِی لَا عِلْمَ لَهُ وَ لَا لِیَجْعَلَ النَّاقِصَ حُجَّةً عَلَی الْفَاضِلِ وَ لَوْ کَانَ ذَلِکَ لَجَازَ لِأَهْلِ الْعِلَلِ وَ الْأَسْقَامِ أَنْ یَأْخُذُوا الْأَدْوِیَةَ مِمَّنْ لَیْسَ بِعَارِفٍ مَنَافِعَ الْأَجْسَادِ وَ مَضَارَّهَا فَتَتْلَفَ أَنْفُسُهُمْ وَ لَوْ أَنَّ رَجُلًا أَرَادَ أَنْ یَشْتَرِیَ مَا یَصْلُحُ بِهِ مِنْ مَتَاعٍ وَ غَیْرِهِ لَکَانَ مِنْ حَزْمِ الرَّأْیِ أَنْ یَسْتَعِینَ بِالتَّاجِرِ الْبَصِیرِ بِالتِّجَارَةِ فَیَکُونَ ذَلِکَ أَحْوَطَ عَلَیْهِ وَ إِذَا کَانَ جَمِیعُ ذَلِکَ لَا یَصْلُحُ فِی هَذِهِ الْأَشْیَاءِ الدُّنْیَاوِیَّةِ فَأَحْرَی أَنْ یَقْصِدَ الْإِمَامَ الْعَادِلَ فِی الْأَسْبَابِ کُلِّهَا الَّتِی یُتَوَصَّلُ بِهَا إِلَی أُمُورِ الْآخِرَةِ فَتُمَیِّزُ بَیْنَ الْإِمَامِ الْعَادِلِ وَ الْجَاهِلِ: وَ رَوَی عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ أَنَّهُ اخْتَصَمَ إِلَیْهِ رَجُلَانِ فَحَکَمَ لِأَحَدِهِمَا عَلَی الْآخَرِ فَقَالَ الْمَحْکُومُ لَهُ بِاللَّهِ لَقَدْ حَکَمْتَ بِالْحَقِّ فَعَلَاهُ عُمَرُ بِدِرَّتِهِ وَ قَالَ لَهُ ثَکِلَتْکَ أُمُّکَ وَ اللَّهِ مَا یَدْرِی عُمَرُ أَصَابَ أَمْ أَخْطَأَ وَ إِنَّمَا رَأْیٌ رَأَیْتُهُ هَذَا مَعَ مَا تَقَدَّمَهُ مِنْ قَوْلِ أَبِی بَکْرٍ وُلِّیتُکُمْ وَ لَسْتُ بِخَیْرِکُمْ وَ إِنَّ لِی شَیْطَاناً یَعْتَرِینِی فَإِذَا مِلْتُ فَقَوِّمُونِی فَإِذَا غَضِبْتُ فَاجْتَنِبُونِی- لَا أَمْثُلْ فِی أَشْعَارِکُمْ وَ أَبْشَارِکُمْ فَاحْتَجَّ التَّابِعُونَ لَهُمَا لِأَنْفُسِهِمْ بِأَنْ قَالُوا لَنَا أُسْوَةٌ بِالسَّلَفِ الْمَاضِی لَمَّا عَجَزُوا مِنْ تَأْدِیَةِ حَقَائِقِ الْأَحْکَامِ فَلِهَذِهِ

ص: 45

الْعِلَّةِ وَقَعَتِ الِاخْتِلَافُ وَ زَالَ الِائتِلَافُ لِمُخَالَفَتِهِمُ اللَّهَ تَعَالَی قَالَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَ کُونُوا مَعَ الصَّادِقِینَ (1) ثُمَّ جَعَلَ لِلصَّادِقِینَ عَلَامَاتٍ یُعْرَفُونَ بِهَا فَقَالَ تَعَالَی التَّائِبُونَ الْعابِدُونَ (2) إِلَی آخِرِهِ وَ وَصَفَهُمْ أَیْضاً فَقَالَ سُبْحَانَهُ- إِنَّ اللَّهَ اشْتَری مِنَ الْمُؤْمِنِینَ أَنْفُسَهُمْ وَ أَمْوالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ یُقاتِلُونَ فِی سَبِیلِ اللَّهِ فَیَقْتُلُونَ وَ یُقْتَلُونَ (3) إِلَی آخِرِ الْآیَةِ فِی مَوَاضِعَ کَثِیرَةٍ مِنَ الْکِتَابِ الْعَزِیزِ وَ لَا یَصِحُّ أَنْ یَأْمُرَ بِالْمَعْرُوفِ وَ یَنْهَی عَنِ الْمُنْکَرِ وَ یُحَافِظَ عَلَی حُدُودِ اللَّهِ سُبْحَانَهُ إِلَّا الْعَارِفُ بِالْأَمْرِ وَ النَّهْیِ دُونَ الْجَاهِلِ بِهِمَا فَأَمَّا مَا جَاءَ فِی الْقُرْآنِ مِنْ ذِکْرِ مَعَایِشِ الْخَلْقِ وَ أَسْبَابِهَا فَقَدْ أَعْلَمَنَا سُبْحَانَهُ ذَلِکَ مِنْ خَمْسَةِ أَوْجُهٍ وَجْهِ الْإِشَارَةِ وَ وَجْهِ الْعِمَارَةِ وَ وَجْهِ الْإِجَارَةِ وَ وَجْهِ التِّجَارَةِ وَ وَجْهِ الصَّدَقَاتِ وَ أَمَّا وَجْهُ الْإِشَارَةِ فَقَوْلُهُ تَعَالَی وَ اعْلَمُوا أَنَّما غَنِمْتُمْ مِنْ شَیْ ءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَ لِلرَّسُولِ وَ لِذِی الْقُرْبی وَ الْیَتامی وَ الْمَساکِینِ (4) الْآیَةَ فَجَعَلَ اللَّهُ لَهُمْ خُمُسَ الْغَنَائِمِ وَ الْخُمُسُ یُخْرَجُ مِنْ أَرْبَعَةِ وُجُوهٍ مِنَ الْغَنَائِمِ الَّتِی یُصِیبُهَا الْمُسْلِمُونَ مِنَ الْمُشْرِکِینَ وَ مِنَ الْمَعَادِنِ وَ مِنَ الْمَکْنُوزِ وَ مِنَ الْغَوْصِ ثُمَّ جُزْءُ هَذِهِ الْخُمُسِ عَلَی سِتَّةِ أَجْزَاءٍ فَیَأْخُذُ الْإِمَامُ عَنْهَا سَهْمَ اللَّهِ تَعَالَی وَ سَهْمَ الرَّسُولِ وَ سَهْمَ ذِی الْقُرْبَی علیه السلام ثُمَّ یَقْسِمُ الثَّلَاثَةَ سِهَامٍ الْبَاقِیَةِ بَیْنَ یَتَامَی آلِ مُحَمَّدٍ وَ مَسَاکِینِهِمْ وَ أَبْنَاءِ سَبِیلِهِمْ ثُمَّ إِنَّ لِلْقَائِمِ بِأُمُورِ الْمُسْلِمِینَ بَعْدَ ذَلِکَ الْأَنْفَالِ الَّتِی کَانَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله قَالَ اللَّهُ تَعَالَی یَسْأَلُونَکَ الْأَنْفَالَ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَ لِلرَّسُولِ فَحَرَّفُوهَا وَ قَالُوا- یَسْئَلُونَکَ عَنِ الْأَنْفالِ (5) وَ إِنَّمَا سَأَلُوهُ الْأَنْفَالَ کُلَّهَا لِیَأْخُذُوهَا لِأَنْفُسِهِمْ فَأَجَابَهُمُ اللَّهُ تَعَالَی بِمَا تَقَدَّمَ ذِکْرُهُ وَ الدَّلِیلُ عَلَی ذَلِکَ قَوْلُهُ تَعَالَی- فَاتَّقُوا اللَّهَ وَ أَصْلِحُوا

ص: 46

ذاتَ بَیْنِکُمْ وَ أَطِیعُوا اللَّهَ وَ رَسُولَهُ إِنْ کُنْتُمْ مُؤْمِنِینَ أَیِ الْزَمُوا طَاعَةَ اللَّهِ أَنْ لَا تَطْلُبُوا مَا لَا تَسْتَحِقُّونَهُ فَمَا کَانَ لِلَّهِ تَعَالَی وَ لِرَسُولِهِ فَهُوَ لِلْإِمَامِ وَ لَهُ نَصِیبٌ آخَرُ مِنَ الْفَیْ ءِ وَ الْفَیْ ءُ یُقْسَمُ قِسْمَیْنِ فَمِنْهُ مَا هُوَ خَاصٌّ لِلْإِمَامِ وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِی سُورَةِ الْحَشْرِ- ما أَفاءَ اللَّهُ عَلی رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُری فَلِلَّهِ وَ لِلرَّسُولِ وَ لِذِی الْقُرْبی وَ الْیَتامی وَ الْمَساکِینِ وَ ابْنِ السَّبِیلِ (1) وَ هِیَ الْبِلَادُ الَّتِی لَا یُوجِفُ عَلَیْهِ الْمُسْلِمُونَ بِخَیْلٍ وَ لَا رِکَابٍ وَ الضَّرْبُ الْآخَرُ مَا رَجَعَ إِلَیْهِمْ مِمَّا غَصَبُوا عَلَیْهِ فِی الْأَصْلِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی إِنِّی جاعِلٌ فِی الْأَرْضِ خَلِیفَةً(2) فَکَانَتِ الدُّنْیَا بِأَسْرِهَا لِآدَمَ علیه السلام إِذْ کَانَ خَلِیفَةَ اللَّهِ فِی أَرْضِهِ ثُمَّ هِیَ لِلْمُصْطَفَیْنَ الَّذِینَ اصْطَفَاهُمْ وَ عَصَمَهُمْ فَکَانُوا هُمُ الْخُلَفَاءَ فِی الْأَرْضِ فَلَمَّا غَصَبَهُمُ الظَّلَمَةُ عَلَی الْحَقِّ الَّذِی جَعَلَهُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ لَهُمْ وَ حَصَلَ ذَلِکَ فِی أَیْدِی الْکُفَّارِ صَارَ فِی أَیْدِیهِمْ عَلَی سَبِیلِ الْغَصْبِ حَتَّی بَعَثَ اللَّهُ تَعَالَی رَسُولَهُ مُحَمَّداً صلی الله علیه و آله فَرَجَعَ لَهُ وَ لِأَوْصِیَائِهِ فَمَا کَانُوا غُصِبُوا عَلَیْهِ أَخَذُوهُ مِنْهُمْ بِالسَّیْفِ فَصَارَ ذَلِکَ مِمَّا أَفَاءَ اللَّهُ بِهِ أَیْ مِمَّا أَرْجَعَهُ اللَّهُ إِلَیْهِمْ وَ الدَّلِیلُ عَلَی أَنَّ الْفَیْ ءَ هُوَ الرَّاجِعُ قَوْلُهُ تَعَالَی- لِلَّذِینَ یُؤْلُونَ مِنْ نِسائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِنْ فاؤُ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِیمٌ (3) أَیْ رَجَعُوا مِنَ الْإِیلَاءِ إِلَی الْمُنَاکَحَةِ وَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَ وَ إِنْ طائِفَتانِ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَیْنَهُما فَإِنْ بَغَتْ إِحْداهُما عَلَی الْأُخْری فَقاتِلُوا الَّتِی تَبْغِی حَتَّی تَفِی ءَ إِلی أَمْرِ اللَّهِ (4) أَیْ تَرْجِعَ وَ یُقَالُ لِوَقْتِ الصَّلَاةِ

فَإِذَا فَاءَ الْفَیْ ءُ أَیْ رَجَعَ الْفَیْ ءُ فَصَلُّوا وَ أَمَّا وَجْهُ الْعِمَارَةِ فَقَوْلُهُ- هُوَ أَنْشَأَکُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَ اسْتَعْمَرَکُمْ فِیها(5) فَأَعْلَمَنَا سُبْحَانَهُ أَنَّهُ قَدْ أَمَرَهُمْ بِالْعِمَارَةِ لِیَکُونَ ذَلِکَ سَبَباً لِمَعَایِشِهِمْ بِمَا یَخْرُجُ مِنَ الْأَرْضِ مِنَ الْحَبِّ وَ الثَّمَرَاتِ وَ مَا شَاکَلَ ذَلِکَ مِمَّا جَعَلَهُ اللَّهُ تَعَالَی مَعَایِشَ لِلْخَلْقِ.

ص: 47

وَ أَمَّا وَجْهُ التِّجَارَةِ فَقَوْلُهُ تَعَالَی یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا إِذا تَدایَنْتُمْ بِدَیْنٍ إِلی أَجَلٍ مُسَمًّی فَاکْتُبُوهُ وَ لْیَکْتُبْ بَیْنَکُمْ کاتِبٌ بِالْعَدْلِ (1) إِلَی آخِرِ الْآیَةِ فَعَرَّفَهُمْ سُبْحَانَهُ کَیْفَ یَشْتَرُونَ الْمَتَاعَ فِی السَّفَرِ وَ الْحَضَرِ وَ کَیْفَ یَتَّجِرُونَ إِذْ کَانَ ذَلِکَ مِنْ أَسْبَابِ الْمَعَایِشِ وَ أَمَّا وَجْهُ الْإِجَارَةِ فَقَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ- نَحْنُ قَسَمْنا بَیْنَهُمْ مَعِیشَتَهُمْ فِی الْحَیاةِ الدُّنْیا وَ رَفَعْنا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجاتٍ لِیَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً سُخْرِیًّا وَ رَحْمَتُ رَبِّکَ خَیْرٌ مِمَّا یَجْمَعُونَ (2) فَأَخْبَرَنَا سُبْحَانَهُ أَنَّ الْإِجَارَةَ أَحَدُ مَعَایِشِ الْخَلْقِ إِذْ خَالَفَ بِحِکْمَتِهِ بَیْنَ هِمَمِهِمْ وَ إِرَادَتِهِمْ وَ سَائِرِ حَالاتِهِمْ وَ جَعَلَ ذَلِکَ قِوَاماً لِمَعَایِشِ الْخَلْقِ وَ هُوَ الرَّجُلُ یَسْتَأْجِرُ الرَّجُلَ فِی صَنْعَتِهِ وَ أَعْمَالِهِ وَ أَحْکَامِهِ وَ تَصَرُّفَاتِهِ وَ أَمْلَاکِهِ وَ لَوْ کَانَ الرَّجُلُ مِنَّا مُضْطَرّاً إِلَی أَنْ یَکُونَ بَنَّاءً لِنَفْسِهِ أَوْ نَجَّاراً أَوْ صَانِعاً فِی شَیْ ءٍ مِنْ جَمِیعِ أَنْوَاعِ الصَّنَائِعِ لِنَفْسِهِ وَ یَتَوَلَّی جَمِیعَ مَا یَحْتَاجُ إِلَیْهِ مِنْ إِصْلَاحِ الثِّیَابِ مِمَّا یَحْتَاجُ إِلَیْهِ الْمَلِکُ فَمَنْ دُونَهُ مَا اسْتَقَامَتْ أَحْوَالُ الْعَالَمِ بِذَلِکَ وَ لَا اتَّسَعُوا لَهُ وَ لَعَجَزُوا عَنْهُ وَ لَکِنَّهُ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی أَتْقَنَ تَدْبِیرَهُ وَ أَبَانَ آثَارَ حِکْمَتِهِ لِمُخَالَفَتِهِ بَیْنَ هِمَمِهِمْ وَ کُلٌّ یَطْلُبُ مَا یَنْصَرِفُ إِلَیْهِ هِمَّتُهُ مِمَّا یَقُومُ بِهِ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ وَ لِیَسْتَعِینَ بَعْضُهُمْ بِبَعْضٍ فِی أَبْوَابِ الْمَعَایِشِ الَّتِی بِهَا صَلَاحُ أَحْوَالِهِمْ وَ أَمَّا وَجْهُ الصَّدَقَاتِ فَإِنَّمَا هِیَ لِأَقْوَامٍ لَیْسَ لَهُمْ فِی الْإِمَارَةِ نَصِیبٌ وَ لَا فِی الْعِمَارَةِ حَظٌّ وَ لَا فِی التِّجَارَةِ مَالٌ وَ لَا فِی الْإِجَارَةِ مَعْرِفَةٌ وَ قُدْرَةٌ فَفَرَضَ اللَّهُ تَعَالَی فِی أَمْوَالِ الْأَغْنِیَاءِ مَا تَقُوتُهُمْ وَ یَقُومُ بِأَوَدِهِمْ وَ بَیَّنَ سُبْحَانَهُ ذَلِکَ فِی کِتَابِهِ وَ کَانَ سَبَبُ ذَلِکَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی الله علیه و آله لَمَّا فُتِحَ عَلَیْهِ مِنْ بِلَادِ الْعَرَبِ مَا فُتِحَ وَافَتْ إِلَیْهِ الصَّدَقَاتُ مِنْهُمْ فَقَسَمَهَا فِی أَصْحَابِهِ مِمَّنْ فَرَضَ اللَّهُ لَهُمْ فَسَخِطَ أَهْلُ الْجِدَةِ مِنَ الْمُهَاجِرِینَ وَ الْأَنْصَارِ وَ أَحَبُّوا أَنْ یَقْسِمَهَا فِیهِمْ فَلَمَزُوهُ فِیمَا بَیْنَهُمْ وَ عَابُوهُ بِذَلِکَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ وَ مِنْهُمْ مَنْ یَلْمِزُکَ فِی الصَّدَقاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْها رَضُوا وَ إِنْ لَمْ یُعْطَوْا مِنْها

ص: 48

إِذا هُمْ یَسْخَطُونَ- وَ لَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا ما آتاهُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ قالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ سَیُؤْتِینَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَ رَسُولُهُ إِنَّا إِلَی اللَّهِ راغِبُونَ (1) ثُمَّ بَیَّنَ سُبْحَانَهُ لِمَنْ هَذِهِ الصَّدَقَاتُ فَقَالَ- إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ وَ الْمَساکِینِ وَ الْعامِلِینَ عَلَیْها وَ الْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَ فِی الرِّقابِ وَ الْغارِمِینَ وَ فِی سَبِیلِ اللَّهِ وَ ابْنِ السَّبِیلِ (2) إِلَی آخِرِ الْآیَةِ فَأَعْلَمَنَا سُبْحَانَهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی الله علیه و آله لَمْ یَضَعْ شَیْئاً مِنَ الْفَرَائِضِ إِلَّا فِی مَوَاضِعِهَا بِأَمْرِ اللَّهِ تَعَالَی عَزَّ وَ جَلَّ وَ مُقْتَضَی الصَّلَاحِ فِی الْکَثْرَةِ وَ الْقِلَّةِ وَ أَمَّا الْإِیمَانُ وَ الْکُفْرُ وَ الشِّرْکُ وَ زِیَادَتُهُ وَ نُقْصَانُهُ فَالْإِیمَانُ بِاللَّهِ تَعَالَی هُوَ أَعْلَی الْأَعْمَالِ دَرَجَةً وَ أَشْرَفُهَا مَنْزِلَةً وَ أَسْمَاهَا حَظّاً فَقِیلَ لَهُ علیه السلام الْإِیمَانُ قَوْلٌ وَ عَمَلٌ أَمْ قَوْلٌ بِلَا عَمَلٍ فَقَالَ الْإِیمَانُ تَصْدِیقٌ بِالْجَنَانِ وَ إِقْرَارٌ بِاللِّسَانِ وَ عَمَلٌ بِالْأَرْکَانِ وَ هُوَ عَمَلٌ کُلُّهُ وَ مِنْهُ التَّامُّ وَ مِنْهُ الْکَامِلُ تَمَامُهُ وَ مِنْهُ النَّاقِصُ الْبَیِّنُ نُقْصَانُهُ وَ مِنْهُ الزَّائِدُ الْبَیِّنُ زِیَادَتُهُ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی مَا فَرَضَ الْإِیمَانَ عَلَی جَارِحَةٍ مِنْ جَوَارِحِ الْإِنْسَانِ إِلَّا وَ قَدْ وُکِلَتْ بِغَیْرِ مَا وُکِلَتْ بِهِ الْأُخْرَی فَمِنْهُ قَلْبُهُ الَّذِی یَعْقِلُ بِهِ وَ یَفْقَهُ وَ یَفْهَمُ وَ یَحِلُّ وَ یَعْقِدُ وَ یُرِیدُ وَ هُوَ أَمِیرُ الْبَدَنِ وَ إِمَامُ الْجَسَدِ الَّذِی لَا تُورَدُ لَا تَرِدُ الْجَوَارِحُ وَ لَا تَصْدُرُ إِلَّا عَنْ رَأْیِهِ وَ أَمْرِهِ وَ نَهْیِهِ وَ مِنْهَا لِسَانُهُ الَّذِی یَنْطِقُ بِهِ وَ مِنْهَا أُذُنَاهُ اللَّتَانِ یَسْمَعُ بِهِمَا وَ مِنْهَا عَیْنَاهُ اللَّتَانِ یُبْصِرُ بِهِمَا وَ مِنْهَا یَدَاهُ اللَّتَانِ یَبْطُشُ بِهِمَا وَ مِنْهَا رِجْلَاهُ اللَّتَانِ یَسْعَی بِهِمَا وَ مِنْهَا فَرْجُهُ الَّذِی الْبَاهُ مِنْ قِبَلِهِ وَ مِنْهَا رَأْسُهُ الَّذِی فِیهِ وَجْهُهُ وَ لَیْسَ جَارِحَةٌ مِنْ جَوَارِحِهِ إِلَّا وَ هُوَ مَخْصُوصَةٌ بِفَرِیضَةٍ فَرَضَ عَلَی الْقَلْبِ غَیْرَ مَا فَرَضَ عَلَی السَّمْعِ وَ فَرَضَ عَلَی السَّمْعِ غَیْرَ مَا فَرَضَ عَلَی الْبَصَرِ وَ فَرَضَ عَلَی الْبَصَرِ غَیْرَ مَا فَرَضَ عَلَی الْیَدَیْنِ وَ فَرَضَ عَلَی الْیَدَیْنِ غَیْرَ مَا فَرَضَ عَلَی الرِّجْلَیْنِ وَ فَرَضَ عَلَی الرِّجْلَیْنِ غَیْرَ مَا فَرَضَ عَلَی الْفَرْجِ وَ فَرَضَ عَلَی الْفَرْجِ غَیْرَ مَا فَرَضَ عَلَی الْوَجْهِ وَ فَرَضَ عَلَی الْوَجْهِ غَیْرَ مَا فَرَضَ عَلَی اللِّسَانِ.

ص: 49

فَأَمَّا مَا فَرَضَ عَلَی الْقَلْبِ مِنَ الْإِیمَانِ فَالْإِقْرَارُ وَ الْمَعْرِفَةُ وَ الْعَقْدُ عَلَیْهِ وَ الرِّضَا بِمَا فَرَضَهُ عَلَیْهِ وَ التَّسْلِیمُ لِأَمْرِهِ وَ الذِّکْرُ وَ التَّفَکُّرُ وَ الِانْقِیَادُ إِلَی کُلِّ مَا جَاءَ عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِی کِتَابِهِ مَعَ حُصُولِ الْمُعْجِزِ فَیَجِبُ عَلَیْهِ اعْتِقَادُهُ وَ أَنْ یُظْهِرَ مِثْلَ مَا أَبْطَنَ إِلَّا لِلضَّرُورَةِ کَقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ إِلَّا مَنْ أُکْرِهَ وَ قَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِیمانِ (1) وَ قَوْلِهِ تَعَالَی لا یُؤاخِذُکُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِی أَیْمانِکُمْ وَ لکِنْ یُؤاخِذُکُمْ بِما کَسَبَتْ قُلُوبُکُمْ (2) وَ قَالَ سُبْحَانَهُ الَّذِینَ قالُوا آمَنَّا بِأَفْواهِهِمْ وَ لَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ (3) وَ قَوْلِهِ تَعَالَی أَلا بِذِکْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (4) وَ قَوْلِهِ سُبْحَانَهُ وَ یَتَفَکَّرُونَ فِی خَلْقِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ رَبَّنا ما خَلَقْتَ هذا باطِلًا(5) وَ قَوْلِهِ تَعَالَی أَ فَلا یَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلی قُلُوبٍ أَقْفالُها(6) وَ قَالَ عَزَّ وَ جَلَ فَإِنَّها لا تَعْمَی الْأَبْصارُ وَ لکِنْ تَعْمَی الْقُلُوبُ الَّتِی فِی الصُّدُورِ(7) وَ مِثْلُ هَذَا کَثِیرٌ فِی کِتَابِ اللَّهِ تَعَالَی وَ هُوَ رَأْسُ الْإِیمَانِ وَ أَمَّا مَا فَرَضَهُ اللَّهُ عَلَی اللِّسَانِ فَقَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِی مَعْنَی التَّفْسِیرِ لِمَا عُقِدَ بِهِ الْقَلْبُ وَ أَقَرَّ بِهِ أَوْ جَحَدَهُ فَقَوْلُهُ تَعَالَی- قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَ ما أُنْزِلَ إِلَیْنا وَ ما أُنْزِلَ إِلی إِبْراهِیمَ وَ إِسْماعِیلَ وَ إِسْحاقَ وَ یَعْقُوبَ (8) الْآیَةَ وَ قَوْلُهُ سُبْحَانَهُ قُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً وَ أَقِیمُوا الصَّلاةَ وَ آتُوا الزَّکاةَ(9) وَ قَوْلُهُ سُبْحَانَهُ وَ لا تَقُولُوا ثَلاثَةٌ انْتَهُوا خَیْراً لَکُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلهٌ واحِدٌ(10) فَأَمَرَ سُبْحَانَهُ بِقَوْلِ الْحَقِّ وَ نَهَی عَنْ قَوْلِ الْبَاطِلِ وَ أَمَّا مَا فَرَضَهُ عَلَی الْأُذُنَیْنِ فَالاسْتِمَاعُ لِذِکْرِ اللَّهِ وَ الْإِنْصَاتُ إِلَی مَا یُتْلَی مِنْ کِتَابِهِ وَ تَرْکُ الْإِصْغَاءِ إِلَی مَا یُسْخِطُهُ فَقَالَ سُبْحَانَهُ وَ إِذا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَ أَنْصِتُوا لَعَلَّکُمْ تُرْحَمُونَ (11) وَ قَالَ تَعَالَی وَ قَدْ نَزَّلَ عَلَیْکُمْ فِی الْکِتابِ

ص: 50

أَنْ إِذا سَمِعْتُمْ آیاتِ اللَّهِ یُکْفَرُ بِها وَ یُسْتَهْزَأُ بِها فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّی یَخُوضُوا فِی حَدِیثٍ غَیْرِهِ (1) الْآیَةَ ثُمَّ اسْتَثْنَی بِرَحْمَتِهِ لِمَوْضِعِ النِّسْیَانِ فَقَالَ- وَ إِمَّا یُنْسِیَنَّکَ الشَّیْطانُ فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّکْری مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِینَ (2) وَ قَالَ عَزَّ وَ جَلَ فَبَشِّرْ عِبادِ الَّذِینَ یَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَیَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولئِکَ الَّذِینَ هَداهُمُ اللَّهُ وَ أُولئِکَ هُمْ أُولُوا الْأَلْبابِ (3) وَ قَالَ تَعَالَی وَ إِذا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَ قالُوا لَنا أَعْمالُنا وَ لَکُمْ أَعْمالُکُمْ سَلامٌ عَلَیْکُمْ لا نَبْتَغِی الْجاهِلِینَ (4) وَ فِی کِتَابِ اللَّهِ تَعَالَی مَا مَعْنَاهُ مَعْنَی مَا فَرَضَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ عَلَی السَّمْعِ وَ هُوَ الْإِیمَانُ وَ أَمَّا مَا فَرَضَهُ عَلَی الْعَیْنَیْنِ فَمِنْهُ النَّظَرُ إِلَی آیَاتِ اللَّهِ تَعَالَی وَ غَضُّ الْبَصَرِ عَنْ مَحَارِمِ اللَّهِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی أَ فَلا یَنْظُرُونَ إِلَی الْإِبِلِ کَیْفَ خُلِقَتْ- وَ إِلَی السَّماءِ کَیْفَ رُفِعَتْ- وَ إِلَی الْجِبالِ کَیْفَ نُصِبَتْ- وَ إِلَی الْأَرْضِ کَیْفَ سُطِحَتْ (5) وَ قَالَ تَعَالَی أَ وَ لَمْ یَنْظُرُوا فِی مَلَکُوتِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ ما خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَیْ ءٍ(6) وَ قَالَ سُبْحَانَهُ انْظُرُوا إِلی ثَمَرِهِ إِذا أَثْمَرَ وَ یَنْعِهِ (7) وَ قَالَ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَ مَنْ عَمِیَ فَعَلَیْها(8) وَ هَذِهِ الْآیَةُ جَامِعَةٌ لِإِبْصَارِ الْعُیُونِ وَ إِبْصَارِ الْقُلُوبِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی فَإِنَّها لا تَعْمَی الْأَبْصارُ وَ لکِنْ تَعْمَی الْقُلُوبُ الَّتِی فِی الصُّدُورِ(9) وَ مِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَی قُلْ لِلْمُؤْمِنِینَ یَغُضُّوا مِنْ أَبْصارِهِمْ وَ یَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذلِکَ أَزْکی لَهُمْ (10) مَعْنَاهُ لَا یَنْظُرْ أَحَدُکُمْ إِلَی فَرْجِ أَخِیهِ الْمُؤْمِنِ أَوْ یُمَکِّنْهُ مِنَ النَّظَرِ إِلَی فَرْجِهِ ثُمَ

ص: 51

قَالَ سُبْحَانَهُ- وَ قُلْ لِلْمُؤْمِناتِ یَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصارِهِنَّ وَ یَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَ أَیْ مِمَّنْ یَلْحَقُهُنَّ النَّظَرُ کَمَا جَاءَ فِی حِفْظِ الْفَرْجِ وَ النَّظَرُ سَبَبُ إِیقَاعِ الْفِعْلِ مِنَ الزِّنَا وَ غَیْرِهِ ثُمَّ نَظَمَ تَعَالَی مَا فَرَضَ عَلَی السَّمْعِ وَ الْبَصَرِ وَ الْفَرْجِ فِی آیَةٍ وَاحِدَةٍ فَقَالَ وَ ما کُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ یَشْهَدَ عَلَیْکُمْ سَمْعُکُمْ وَ لا أَبْصارُکُمْ وَ لا جُلُودُکُمْ وَ لکِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لا یَعْلَمُ کَثِیراً مِمَّا تَعْمَلُونَ (1) یَعْنِی بِالْجُلُودِ هَاهُنَا الْفُرُوجَ وَ قَالَ تَعَالَی وَ لا تَقْفُ ما لَیْسَ لَکَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَ الْبَصَرَ وَ الْفُؤادَ کُلُّ أُولئِکَ کانَ عَنْهُ مَسْؤُلًا(2) فَهَذَا مَا فَرَضَ اللَّهُ تَعَالَی عَلَی الْعَیْنَیْنِ مِنْ تَأَمُّلِ الْآیَاتِ وَ الْغَضِّ عَنْ تَأَمُّلِ الْمُنْکَرَاتِ وَ هُوَ مِنَ الْإِیمَانِ وَ أَمَّا مَا فَرَضَ سُبْحَانَهُ عَلَی الْیَدَیْنِ فَالطَّهُورُ وَ هُوَ قَوْلُهُ یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا إِذا قُمْتُمْ إِلَی الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَکُمْ وَ أَیْدِیَکُمْ إِلَی الْمَرافِقِ وَ امْسَحُوا بِرُؤُسِکُمْ وَ أَرْجُلَکُمْ إِلَی الْکَعْبَیْنِ (3) وَ فَرَضَ عَلَی الْیَدَیْنِ الْإِنْفَاقَ فِی سَبِیلِ اللَّهِ تَعَالَی فَقَالَ- أَنْفِقُوا مِنْ طَیِّباتِ ما کَسَبْتُمْ وَ مِمَّا أَخْرَجْنا لَکُمْ مِنَ الْأَرْضِ (4) وَ فَرَضَ تَعَالَی عَلَی الْیَدَیْنِ الْجِهَادَ لِأَنَّهُ مِنْ عَمَلِهَا وَ عِلَاجِهَا فَقَالَ فَإِذا لَقِیتُمُ الَّذِینَ کَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقابِ حَتَّی إِذا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثاقَ (5) وَ ذَلِکَ کُلُّهُ مِنَ الْإِیمَانِ وَ أَمَّا مَا فَرَضَهُ اللَّهُ عَلَی الرِّجْلَیْنِ فَالسَّعْیُ بِهِمَا فِیمَا یُرْضِیهِ وَ اجْتِنَابُ السَّعْیِ فِیمَا یُسْخِطُهُ وَ ذَلِکَ قَوْلُهُ سُبْحَانَهُ- فَاسْعَوْا إِلی ذِکْرِ اللَّهِ وَ ذَرُوا الْبَیْعَ (6) وَ قَوْلُهُ سُبْحَانَهُ وَ لا تَمْشِ فِی الْأَرْضِ مَرَحاً(7) وَ قَوْلُهُ وَ اقْصِدْ فِی مَشْیِکَ وَ اغْضُضْ مِنْ صَوْتِکَ-(8)

وَ فَرَضَ اللَّهُ عَلَیْهِمَا الْقِیَامَ فِی الصَّلَاةِ فَقَالَ وَ قُومُوا لِلَّهِ قانِتِینَ-(9)

ص: 52

ثُمَّ أَخْبَرَ أَنَّ الرِّجْلَیْنِ مِنَ الْجَوَارِحِ الَّتِی تَشْهَدُ یَوْمَ الْقِیَامِ حَتَّی یُسْتَنْطَقَ بِقَوْلِهِ- الْیَوْمَ نَخْتِمُ عَلی أَفْواهِهِمْ وَ تُکَلِّمُنا أَیْدِیهِمْ وَ تَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِما کانُوا یَکْسِبُونَ (1) وَ هَذَا مِمَّا فَرَضَهُ اللَّهُ تَعَالَی عَلَی الرِّجْلَیْنِ فِی کِتَابِهِ وَ هُوَ مِنَ الْإِیمَانِ: وَ أَمَّا مَا افْتَرَضَهُ عَلَی الرَّأْسِ فَهُوَ أَنْ یُمْسَحَ مِنْ مُقَدَّمِهِ بِالْمَاءِ فِی وَقْتِ الطَّهُورِ لِلصَّلَاةِ بِقَوْلِهِ وَ امْسَحُوا بِرُؤُسِکُمْ (2) وَ هُوَ مِنَ الْإِیمَانِ وَ فَرَضَ عَلَی الْوَجْهِ الْغَسْلَ بِالْمَاءِ عِنْدَ الطَّهُورِ وَ قَالَ- یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا إِذا قُمْتُمْ إِلَی الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَکُمْ (3) وَ فَرَضَ عَلَیْهِ السُّجُودَ وَ عَلَی الْیَدَیْنِ وَ الرُّکْبَتَیْنِ وَ الرِّجْلَیْنِ الرُّکُوعَ وَ هُوَ مِنَ الْإِیمَانِ وَ قَالَ فِیمَا فَرَضَ عَلَی هَذِهِ الْجَوَارِحِ مِنَ الطَّهُورِ وَ الصَّلَاةِ وَ سَمَّاهُ فِی کِتَابِهِ إِیمَاناً حِینَ تَحْوِیلِ الْقِبْلَةِ مِنْ بَیْتِ الْمَقْدِسِ إِلَی الْکَعْبَةِ فَقَالَ الْمُسْلِمُونَ یَا رَسُولَ اللَّهِ ذَهَبَتْ صَلَاتُنَا إِلَی بَیْتِ الْمَقْدِسِ وَ طَهُورُنَا ضَیَاعاً فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَی وَ ما جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِی کُنْتَ عَلَیْها إِلَّا لِنَعْلَمَ مَنْ یَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ یَنْقَلِبُ عَلی عَقِبَیْهِ وَ إِنْ کانَتْ لَکَبِیرَةً إِلَّا عَلَی الَّذِینَ هَدَی اللَّهُ وَ ما کانَ اللَّهُ لِیُضِیعَ إِیمانَکُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُفٌ رَحِیمٌ (4) فَسُمِّیَ الصَّلَاةُ وَ الطَّهُورُ إِیمَاناً وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله مَنْ لَقِیَ اللَّهَ کَامِلَ الْإِیمَانِ کَانَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ وَ مَنْ کَانَ مُضَیِّعاً لِشَیْ ءٍ مِمَّا فَرَضَهُ اللَّهُ تَعَالَی فِی هَذِهِ الْجَوَارِحِ وَ تَعَدَّی مَا أَمَرَهُ اللَّهُ وَ ارْتَکَبَ مَا نَهَاهُ عَنْهُ لَقِیَ اللَّهَ تَعَالَی نَاقِصَ الْإِیمَانِ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ وَ إِذا ما أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ یَقُولُ أَیُّکُمْ زادَتْهُ هذِهِ إِیماناً فَأَمَّا الَّذِینَ آمَنُوا فَزادَتْهُمْ إِیماناً وَ هُمْ یَسْتَبْشِرُونَ (5) وَ قَالَ إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِینَ إِذا ذُکِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَ إِذا تُلِیَتْ عَلَیْهِمْ آیاتُهُ زادَتْهُمْ إِیماناً وَ عَلی رَبِّهِمْ یَتَوَکَّلُونَ (6) وَ قَالَ سُبْحَانَهُ إِنَّهُمْ

ص: 53

فِتْیَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَ زِدْناهُمْ هُدیً (1) وَ قَالَ وَ الَّذِینَ اهْتَدَوْا زادَهُمْ هُدیً وَ آتاهُمْ تَقْواهُمْ (2) وَ قَالَ هُوَ الَّذِی أَنْزَلَ السَّکِینَةَ فِی قُلُوبِ الْمُؤْمِنِینَ لِیَزْدادُوا إِیماناً مَعَ إِیمانِهِمْ (3) الْآیَةَ فَلَوْ کَانَ الْإِیمَانُ کُلُّهُ وَاحِداً لَا زِیَادَةَ فِیهِ وَ لَا نُقْصَانَ لَمْ یَکُنْ لِأَحَدٍ فَضْلٌ عَلَی أَحَدٍ وَ لَتَسَاوَی النَّاسُ فَبِتَمَامِ الْإِیمَانِ وَ کَمَالِهِ دَخَلَ الْمُؤْمِنُونَ الْجَنَّةَ وَ نَالُوا الدَّرَجَاتِ فِیهَا وَ بِذَهَابِهِ وَ نُقْصَانِهِ دَخَلَ الْآخَرُونَ النَّارَ وَ کَذَلِکَ السَّبْقُ إِلَی الْإِیمَانِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی- وَ السَّابِقُونَ السَّابِقُونَ أُولئِکَ الْمُقَرَّبُونَ (4) وَ قَالَ سُبْحَانَهُ وَ السَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهاجِرِینَ وَ الْأَنْصارِ(5) وَ ثَلَّثَ بِالتَّابِعِینَ وَ قَالَ عَزَّ وَ جَلَّ- تِلْکَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلی بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ کَلَّمَ اللَّهُ وَ رَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجاتٍ وَ آتَیْنا عِیسَی ابْنَ مَرْیَمَ الْبَیِّناتِ وَ أَیَّدْناهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ (6) وَ قَالَ وَ لَقَدْ فَضَّلْنا بَعْضَ النَّبِیِّینَ عَلی بَعْضٍ وَ آتَیْنا داوُدَ زَبُوراً(7) وَ قَالَ انْظُرْ کَیْفَ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلی بَعْضٍ وَ لَلْآخِرَةُ أَکْبَرُ دَرَجاتٍ وَ أَکْبَرُ تَفْضِیلًا(8) وَ قَالَ هُمْ دَرَجاتٌ عِنْدَ اللَّهِ وَ اللَّهُ بَصِیرٌ بِما یَعْمَلُونَ (9) وَ قَالَ سُبْحَانَهُ وَ یُؤْتِ کُلَّ ذِی فَضْلٍ فَضْلَهُ (10) وَ قَالَ الَّذِینَ آمَنُوا وَ هاجَرُوا وَ جاهَدُوا فِی سَبِیلِ اللَّهِ بِأَمْوالِهِمْ وَ أَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ (11) وَ قَالَ تَعَالَی لا یَسْتَوِی مِنْکُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَ قاتَلَ أُولئِکَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِینَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَ قاتَلُوا وَ کُلًّا وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنی (12) وَ قَالَ فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجاهِدِینَ عَلَی الْقاعِدِینَ

ص: 54

أَجْراً عَظِیماً- دَرَجاتٍ مِنْهُ وَ مَغْفِرَةً وَ رَحْمَةً(1) وَ قَالَ ذلِکَ بِأَنَّهُمْ لا یُصِیبُهُمْ ظَمَأٌ وَ لا نَصَبٌ وَ لا مَخْمَصَةٌ فِی سَبِیلِ اللَّهِ وَ لا یَطَؤُنَ مَوْطِئاً یَغِیظُ الْکُفَّارَ وَ لا یَنالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَیْلًا إِلَّا کُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صالِحٌ (2) فَهَذِهِ دَرَجَاتُ الْإِیمَانِ وَ مَنَازِلُهَا عِنْدَ اللَّهِ سُبْحَانَهُ وَ لَنْ یُؤْمِنَ بِاللَّهِ إِلَّا مَنْ آمَنَ بِرَسُولِهِ وَ حُجَجِهِ فِی أَرْضِهِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی مَنْ یُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللَّهَ (3) وَ مَا کَانَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لِیَجْعَلَ لِجَوَارِحِ الْإِنْسَانِ إِمَاماً فِی جَسَدِهِ یَنْفِی عَنْهَا الشُّکُوکَ وَ یُثْبِتُ لَهَا الْیَقِینَ وَ هُوَ الْقَلْبُ وَ یُهْمِلُ ذَلِکَ فِی الْحُجَجِ وَ هُوَ قَوْلُهُ تَعَالَی- فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبالِغَةُ فَلَوْ شاءَ لَهَداکُمْ أَجْمَعِینَ (4) وَ قَالَ لِئَلَّا یَکُونَ لِلنَّاسِ عَلَی اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ (5) وَ قَالَ تَعَالَی أَنْ تَقُولُوا ما جاءَنا مِنْ بَشِیرٍ وَ لا نَذِیرٍ(6) وَ قَالَ سُبْحَانَهُ وَ جَعَلْنا مِنْهُمْ أَئِمَّةً یَهْدُونَ بِأَمْرِنا لَمَّا صَبَرُوا(7) الْآیَةَ ثُمَّ فَرَضَ عَلَی الْأُمَّةِ طَاعَةَ وُلَاةِ أَمْرِهِ الْقُوَّامِ لِدِینِهِ کَمَا فَرَضَ عَلَیْهِمْ طَاعَةَ رَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله فَقَالَ- أَطِیعُوا اللَّهَ وَ أَطِیعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِی الْأَمْرِ مِنْکُمْ (8) ثُمَّ بَیَّنَ مَحَلَّ وُلَاةِ أَمْرِهِ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ بِتَأْوِیلِ کِتَابِهِ فَقَالَ عَزَّ وَ جَلَ وَ لَوْ رَدُّوهُ إِلَی الرَّسُولِ وَ إِلی أُولِی الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِینَ یَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ (9)

وَ عَجْزَ کُلِّ أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ عَنْ مَعْرِفَةِ تَأْوِیلِ کِتَابِهِ غَیْرِهِمْ لِأَنَّهُمْ هُمُ الرَّاسِخُونَ فِی الْعِلْمِ الْمَأْمُونُونَ عَلَی تَأْوِیلِ التَّنْزِیلِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی وَ ما یَعْلَمُ تَأْوِیلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَ الرَّاسِخُونَ فِی الْعِلْمِ (10) إِلَی آخِرِ الْآیَةِ وَ قَالَ سُبْحَانَهُ- بَلْ هُوَ آیاتٌ بَیِّناتٌ فِی صُدُورِ الَّذِینَ

ص: 55

أُوتُوا الْعِلْمَ (1) وَ طَلَبُ الْعِلْمِ أَفْضَلُ مِنَ الْعِبَادَةِ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ- إِنَّما یَخْشَی اللَّهَ مِنْ عِبادِهِ الْعُلَماءُ(2) الَّذِینَ لا یَعْصُونَ اللَّهَ ما أَمَرَهُمْ وَ یَفْعَلُونَ ما یُؤْمَرُونَ (3) وَ بِالْعِلْمِ اسْتَحَقُّوا عِنْدَ اللَّهِ اسْمَ الصِّدْقِ وَ سَمَّاهُمْ بِهِ صَادِقِینَ وَ فَرَضَ طَاعَتَهُمْ عَلَی جَمِیعِ الْعِبَادِ بِقَوْلِهِ- یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَ کُونُوا مَعَ الصَّادِقِینَ (4) فَجَعَلَهُمْ أَوْلِیَاءَهُ وَ جَعَلَ وَلَایَتَهُمْ وَلَایَتَهُ وَ حِزْبَهُمْ حِزْبَهُ فَقَالَ وَ مَنْ یَتَوَلَّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ الَّذِینَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغالِبُونَ (5) وَ قَالَ إِنَّما وَلِیُّکُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِینَ آمَنُوا الَّذِینَ یُقِیمُونَ الصَّلاةَ وَ یُؤْتُونَ الزَّکاةَ وَ هُمْ راکِعُونَ (6) وَ اعْلَمُوا رَحِمَکُمُ اللَّهُ أَنَّمَا هَلَکَتْ هَذِهِ الْأُمَّةُ وَ ارْتَدَّتْ عَلَی أَعْقَابِهَا بَعْدَ نَبِیِّهَا صلی الله علیه و آله بِرُکُوبِهَا طَرِیقَ مَنْ خَلَا مِنَ الْأُمَمِ الْمَاضِیَةِ وَ الْقُرُونِ السَّالِفَةِ الَّذِینَ آثَرُوا عِبَادَةَ الْأَوْثَانِ عَلَی طَاعَةِ أَوْلِیَاءِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ تَقْدِیمِهِمْ مَنْ یَجْهَلُ عَلَی مَنْ یَعْلَمُ فَعَنَّفَهَا اللَّهُ تَعَالَی بِقَوْلِهِ- هَلْ یَسْتَوِی الَّذِینَ یَعْلَمُونَ وَ الَّذِینَ لا یَعْلَمُونَ إِنَّما یَتَذَکَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ (7) وَ قَالَ فِی الَّذِینَ اسْتَوْلَوْا عَلَی تُرَاثِ رَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله بِغَیْرِ حَقٍّ مِنْ بَعْدِ وَفَاتِهِ- أَ فَمَنْ یَهْدِی إِلَی الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ یُتَّبَعَ أَمَّنْ لا یَهِدِّی إِلَّا أَنْ یُهْدی فَما لَکُمْ کَیْفَ تَحْکُمُونَ (8) فَلَوْ جَازَ لِلْأُمَّةِ الِایتِمَامُ بِمَنْ لَا یَعْلَمُ أَوْ بِمَنْ یَجْهَلُ لَمْ یَقُلْ إِبْرَاهِیمُ علیه السلام لِأَبِیهِ لِمَ تَعْبُدُ ما لا یَسْمَعُ وَ لا یُبْصِرُ وَ لا یُغْنِی عَنْکَ شَیْئاً(9) فَالنَّاسُ أَتْبَاعُ مَنِ اتَّبَعُوهُ مِنْ أَئِمَّةِ الْحَقِّ وَ أَئِمَّةِ الْبَاطِلِ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ یَوْمَ نَدْعُوا کُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ فَمَنْ أُوتِیَ کِتابَهُ بِیَمِینِهِ فَأُولئِکَ یَقْرَؤُنَ کِتابَهُمْ وَ لا یُظْلَمُونَ فَتِیلًا(10) فَمَنِ ائْتَمَ

ص: 56

بِالصَّادِقِینَ حُشِرَ مَعَهُمْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله الْمَرْءُ مَعَ مَنْ أَحَبَّ قَالَ إِبْرَاهِیمُ علیه السلام فَمَنْ تَبِعَنِی فَإِنَّهُ مِنِّی (1) وَ أَصْلُ الْإِیمَانِ الْعِلْمُ وَ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ تَعَالَی لَهُ أَهْلًا نَدَبَ إِلَی طَاعَتِهِمْ وَ مَسْأَلَتِهِمْ فَقَالَ- فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّکْرِ إِنْ کُنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ (2) وَ قَالَ جَلَّتْ عَظَمَتُهُ وَ أْتُوا الْبُیُوتَ مِنْ أَبْوابِها(3) وَ الْبُیُوتُ فِی هَذَا الْمَوْضِعِ اللَّاتِی عَظَّمَ اللَّهُ بِنَاءَهَا بِقَوْلِهِ- فِی بُیُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَ یُذْکَرَ فِیهَا اسْمُهُ (4) ثُمَّ بَیَّنَ مَعْنَاهَا لِکَیْلَا یَظُنَّ أَهْلُ الْجَاهِلِیَّةِ أَنَّهَا بُیُوتٌ مَبْنِیَّةٌ فَقَالَ تَعَالَی رِجالٌ لا تُلْهِیهِمْ تِجارَةٌ وَ لا بَیْعٌ عَنْ ذِکْرِ اللَّهِ (5) فَمَنْ طَلَبَ الْعِلْمَ فِی هَذِهِ الْجِهَةِ أَدْرَکَهُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله أَنَا مَدِینَةُ الْعِلْمِ وَ فِی مَوْضِعٍ أَنَا مَدِینَةُ الْحِکْمَةِ وَ عَلِیٌّ بَابُهَا فَمَنْ أَرَادَ الْحِکْمَةَ فَلْیَأْتِهَا مِنْ بَابِهَا وَ کُلُّ هَذَا مَنْصُوصٌ فِی کِتَابِهِ تَعَالَی إِلَّا أَنَّ لَهُ أَهْلًا یَعْلَمُونَ تَأْوِیلَهُ فَمَنْ عَدَلَ عَنْهُمْ إِلَی الَّذِینَ یَنْتَحِلُونَ مَا لَیْسَ لَهُمْ وَ یَتَّبِعُونَ ما تَشابَهَ مِنْهُ ابْتِغاءَ الْفِتْنَةِ وَ ابْتِغاءَ تَأْوِیلِهِ وَ هُوَ تَأْوِیلُهُ بِلَا بُرْهَانٍ وَ لَا دَلِیلٍ وَ لَا هُدًی هَلَکَ وَ أَهْلَکَ وَ خَسِرَتْ صَفْقَتُهُ وَ ضَلَّ سَعْیُهُ- إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِینَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِینَ اتَّبَعُوا وَ رَأَوُا الْعَذابَ وَ تَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبابُ (6) وَ إِنَّمَا هُوَ حَقٌّ وَ بَاطِلٌ وَ إِیمَانٌ وَ کَفْرٌ وَ عِلْمٌ وَ جَهْلٌ وَ سَعَادَةٌ وَ شِقْوَةٌ وَ جَنَّةٌ وَ نَارٌ لَنْ یَجْتَمِعَ الْحَقُّ وَ الْبَاطِلُ فِی قَلْبِ امْرِئٍ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی ما جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَیْنِ فِی جَوْفِهِ (7) وَ إِنَّمَا هَلَکَ النَّاسُ حِینَ سَاوَوْا بَیْنَ أَئِمَّةِ الْهُدَی وَ بَیْنَ أَئِمَّةِ الْکُفْرِ وَ قَالُوا إِنَّ الطَّاعَةَ مَفْرُوضَةٌ لِکُلِّ مَنْ قَامَ مَقَامَ النَّبِیِّ بَرّاً کَانَ أَوْ فَاجِراً فَأْتُوا مِنْ قِبَلِ ذَلِکَ (8)

ص: 57

قَالَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ أَ فَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِینَ کَالْمُجْرِمِینَ- ما لَکُمْ کَیْفَ تَحْکُمُونَ (1) وَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی هَلْ یَسْتَوِی الْأَعْمی وَ الْبَصِیرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِی الظُّلُماتُ وَ النُّورُ(2) وَ قَالَ فِیمَنْ سَمَّوْهُمْ مِنْ أَئِمَّةِ الْکُفْرِ بِأَسْمَاءِ أَئِمَّةِ الْهُدَی مِمَّنْ غَصَبَ أَهْلَ الْحَقِّ مَا جَعَلَهُ اللَّهُ لَهُمْ وَ فِیمَنْ أَعَانَ أَئِمَّةَ الضَّلَالِ عَلَی ظُلْمِهِمْ- إِنْ هِیَ إِلَّا أَسْماءٌ سَمَّیْتُمُوها أَنْتُمْ وَ آباؤُکُمْ ما أَنْزَلَ اللَّهُ بِها مِنْ سُلْطانٍ (3) فَأَخْبَرَهُمُ اللَّهُ سُبْحَانَهُ بِعَظِیمِ افْتِرَائِهِمْ عَلَی جُمْلَةِ أَهْلِ الْإِیمَانِ بِقَوْلِهِ تَعَالَی إِنَّما یَفْتَرِی الْکَذِبَ الَّذِینَ لا یُؤْمِنُونَ بِآیاتِ اللَّهِ (4) وَ قَوْلِهِ تَعَالَی وَ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَواهُ بِغَیْرِ هُدیً مِنَ اللَّهِ (5) وَ بِقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ أَ فَمَنْ کانَ مُؤْمِناً کَمَنْ کانَ فاسِقاً لا یَسْتَوُونَ (6) وَ قَوْلِهِ تَعَالَی أَ فَمَنْ کانَ عَلی بَیِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ کَمَنْ هُوَ أَعْمی (7) فَبَیَّنَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بَیْنَ الْحَقِّ وَ الْبَاطِلِ فِی کَثِیرٍ مِنْ آیَاتِ الْقُرْآنِ وَ لَمْ یَجْعَلْ لِلْعِبَادِ عُذْراً فِی مُخَالَفَةِ أَمْرِهِ بَعْدَ الْبَیِّنَاتِ وَ الْبُرْهَانِ وَ لَمْ یَتْرُکْهُمْ فِی لَبْسٍ مِنْ أَمْرِهِمْ وَ لَقَدْ رَکِبَ الْقَوْمُ مِنَ الظُّلْمِ وَ الْکُفْرِ فِی اخْتِلَافِهِمْ بَعْدَ نَبِیِّهِمْ وَ تَفْرِیقِهِمُ الْأُمَّةَ وَ تَشْتِیتِ أَمْرِ الْمُسْلِمِینَ وَ اعْتِدَائِهِمْ عَلَی أَوْصِیَاءِ رَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله بَعْدَ أَنْ تَبَیَّنَ لَهُمْ مِنَ الثَّوَابِ عَلَی الطَّاعَةِ وَ الْعِقَابِ عَلَی الْمَعْصِیَةِ بِالْمُخَالَفَةِ فَاتَّبَعُوا أَهْوَاءَهُمْ وَ تَرَکُوا مَا أَمَرَهُمُ اللَّهُ بِهِ وَ رَسُولُهُ قَالَ تَعَالَی وَ ما تَفَرَّقَ الَّذِینَ أُوتُوا الْکِتابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ ما جاءَتْهُمُ الْبَیِّنَةُ(8)

ص: 58

ثُمَّ أَبَانَ فَضْلَ الْمُؤْمِنِینَ فَقَالَ سُبْحَانَهُ- إِنَّ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِکَ هُمْ خَیْرُ الْبَرِیَّةِ(1) ثُمَّ وَصَفَ مَا أَعَدَّهُ مِنْ کَرَامَتِهِ تَعَالَی لَهُمْ وَ مَا أَعَدَّهُ لِمَنْ أَشْرَکَ بِهِ وَ خَالَفَ أَمْرَهُ وَ عَصَی وَلِیَّهُ مِنَ النَّقِمَةِ وَ الْعَذَابِ فَفَرَّقَ بَیْنَ صِفَاتِ الْمُهْتَدِینَ وَ صِفَاتِ الْمُعْتَدِینَ فَجَعَلَ ذَلِکَ مَسْطُوراً فِی کَثِیرٍ مِنْ آیَاتِ کِتَابِهِ وَ لِهَذِهِ الْعِلَّةِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی- أَ فَلا یَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلی قُلُوبٍ أَقْفالُها(2) فَتَرَی مَنْ هُوَ الْإِمَامُ الَّذِی یَسْتَحِقُّ هَذِهِ الصِّفَةَ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ الْمَفْرُوضُ عَلَی الْأُمَّةِ طَاعَتُهُ مَنْ لَمْ یُشْرِکْ بِاللَّهِ تَعَالَی طَرْفَةَ عَیْنٍ وَ لَمْ یَعْصِهِ فِی دَقِیقَةٍ وَ لَا جَلِیلَةٍ قَطُّ أَمْ مَنْ أَنْفَدَ عُمُرَهُ وَ أَکْثَرَ أَیَّامَهُ فِی عِبَادَةِ الْأَوْثَانِ ثُمَّ أَظْهَرَ الْإِیمَانَ وَ أَبْطَنَ النِّفَاقَ وَ هَلْ مِنْ صِفَةِ الْحَکِیمِ أَنْ یُطَهِّرَ الْخَبِیثَ بِالْخَبِیثِ وَ یُقِیمَ الْحُدُودَ عَلَی الْأُمَّةِ مَنْ فِی جَنْبِهِ الْحُدُودُ الْکَثِیرَةُ وَ هُوَ سُبْحَانَهُ یَقُولُ أَ تَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَ تَنْسَوْنَ أَنْفُسَکُمْ وَ أَنْتُمْ تَتْلُونَ الْکِتابَ أَ فَلا تَعْقِلُونَ (3): أَ وَ لَمْ یَأْمُرِ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ نَبِیَّهُ صلی الله علیه و آله بِتَبْلِیغِ مَا عَهِدَهُ إِلَیْهِ فِی وَصِیِّهِ وَ إِظْهَارِ إِمَامَتِهِ وَ وَلَایَتِهِ- یا أَیُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَیْکَ مِنْ رَبِّکَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَما بَلَّغْتَ رِسالَتَهُ وَ اللَّهُ یَعْصِمُکَ مِنَ النَّاسِ (4) فَبَلَّغَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله مَا قَدْ سَمِعَ وَ اعْلَمْ أَنَّ الشَّیَاطِینَ اجْتَمَعُوا إِلَی إِبْلِیسَ فَقَالُوا لَهُ أَ لَمْ تَکُنْ أَخْبَرْتَنَا أَنَّ مُحَمَّداً إِذَا مَضَی نَکَثَتْ أُمَّتُهُ عَهْدَهُ وَ نَقَضَتْ سُنَّتَهُ وَ أَنَّ الْکِتَابَ الَّذِی جَاءَ بِهِ یَشْهَدُ بِذَلِکَ وَ هُوَ قَوْلُهُ- وَ ما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلی أَعْقابِکُمْ (5) فَکَیْفَ یُتِمُّ هَذَا وَ قَدْ نَصَبَ لِأُمَّتِهِ عَلَماً وَ أَقَامَ لَهُمْ إِمَاماً فَقَالَ لَهُمْ إِبْلِیسُ لَا تَجْزَعُوا مِنْ هَذَا فَإِنَّ أُمَّتَهُ یَنْقُضُونَ عَهْدَهُ

وَ یَغْدِرُونَ بِوَصِیِّهِ مِنْ بَعْدِهِ وَ یَظْلِمُونَ أَهْلَ بَیْتِهِ وَ یُهْمِلُونَ ذَلِکَ لِغَلَبَةِ حُبِّ الدُّنْیَا عَلَی قُلُوبِهِمْ وَ تَمَکُّنِ الْحَمِیَّةِ وَ الضَّغَائِنِ فِی نُفُوسِهِمْ وَ اسْتِکْبَارِهِمْ وَ عِزِّهِمْ فَأَنْزَلَ اللَّهُ

ص: 59

تَعَالَی وَ لَقَدْ صَدَّقَ عَلَیْهِمْ إِبْلِیسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلَّا فَرِیقاً مِنَ الْمُؤْمِنِینَ (1) وَ أَمَّا الْکُفْرُ الْمَذْکُورُ فِی کِتَابِ اللَّهِ تَعَالَی فَخَمْسَةُ وُجُوهٍ مِنْهَا کُفْرُ الْجُحُودِ وَ مِنْهَا کُفْرٌ فَقَطْ وَ الْجُحُودُ یَنْقَسِمُ عَلَی وَجْهَیْنِ وَ مِنْهَا کُفْرُ التَّرْکِ لِمَا أَمَرَ اللَّهُ تَعَالَی بِهِ وَ مِنْهُ کُفْرُ الْبَرَاءَةِ وَ مِنْهَا کُفْرُ النَّعِیمِ فَأَمَّا کُفْرُ الْجُحُودِ فَأَحَدُ الْوَجْهَیْنِ مِنْهُ جُحُودُ الْوَحْدَانِیَّةِ وَ هُوَ قَوْلُ مَنْ یَقُولُ لَا رَبَّ وَ لَا جَنَّةَ وَ لَا نَارَ وَ لَا بَعْثَ وَ لَا نُشُورَ وَ هَؤُلَاءِ صِنْفٌ مِنَ الزَّنَادِقَةِ وَ صِنْفٌ مِنَ الدَّهْرِیَّةِ الَّذِینَ یَقُولُونَ- وَ ما یُهْلِکُنا إِلَّا الدَّهْرُ وَ ذَلِکَ رَأْیٌ وَضَعُوهُ لِأَنْفُسِهِمُ اسْتَحْسَنُوهُ بِغَیْرِ حُجَّةٍ فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَی إِنْ هُمْ إِلَّا یَظُنُّونَ (2) وَ قَالَ إِنَّ الَّذِینَ کَفَرُوا سَواءٌ عَلَیْهِمْ أَ أَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لا یُؤْمِنُونَ (3) أَیْ لَا یُؤْمِنُونَ بِتَوْحِیدِ اللَّهِ وَ الْوَجْهُ الْآخَرُ مِنَ الْجُحُودِ هُوَ الْجُحُودُ مَعَ الْمَعْرِفَةِ بِحَقِیقَتِهِ قَالَ تَعَالَی وَ جَحَدُوا بِها وَ اسْتَیْقَنَتْها أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَ عُلُوًّا(4) وَ قَالَ سُبْحَانَهُ وَ کانُوا مِنْ قَبْلُ یَسْتَفْتِحُونَ عَلَی الَّذِینَ کَفَرُوا فَلَمَّا جاءَهُمْ ما عَرَفُوا کَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَی الْکافِرِینَ (5) أَیْ جَحَدُوهُ بَعْدَ أَنْ عَرَفُوهُ وَ أَمَّا الْوَجْهُ الثَّالِثُ مِنَ الْکُفْرِ فَهُوَ کُفْرُ التَّرْکِ لِمَا أَمَرَهُمُ اللَّهُ بِهِ وَ هُوَ مِنَ الْمَعَاصِی قَالَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَ إِذْ أَخَذْنا مِیثاقَکُمْ- لا تَسْفِکُونَ دِماءَکُمْ وَ لا تُخْرِجُونَ أَنْفُسَکُمْ مِنْ دِیارِکُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَ أَنْتُمْ تَشْهَدُونَ إِلَی قَوْلِهِ- أَ فَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْکِتابِ وَ تَکْفُرُونَ بِبَعْضٍ (6) فَکَانُوا کُفَّاراً لِتَرْکِهِمْ مَا أَمَرَ اللَّهُ تَعَالَی بِهِ فَنَسَبَهُمْ إِلَی الْإِیمَانِ بِإِقْرَارِهِمْ بِأَلْسِنَتِهِمْ عَلَی الظَّاهِرِ دُونَ الْبَاطِنِ فَلَمْ یَنْفَعْهُمْ ذَلِکَ لِقَوْلِهِ تَعَالَی فَما جَزاءُ مَنْ یَفْعَلُ ذلِکَ مِنْکُمْ إِلَّا خِزْیٌ فِی الْحَیاةِ الدُّنْیا(7) إِلَی آخِرِ الْآیَةِ.

ص: 60

وَ أَمَّا الْوَجْهُ الرَّابِعُ مِنَ الْکُفْرِ فَهُوَ مَا حَکَاهُ تَعَالَی مِنْ قَوْلِ إِبْرَاهِیمَ علیه السلام کَفَرْنا بِکُمْ وَ بَدا بَیْنَنا وَ بَیْنَکُمُ الْعَداوَةُ وَ الْبَغْضاءُ أَبَداً حَتَّی تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ (1) فَقَوْلُهُ کَفَرْنا بِکُمْ أَیْ تَبَرَّأْنَا مِنْکُمْ وَ قَالَ سُبْحَانَهُ فِی قِصَّةِ إِبْلِیسَ وَ تَبَرِّیهِ مِنْ أَوْلِیَائِهِ مِنَ الْإِنْسِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ إِنِّی کَفَرْتُ بِما أَشْرَکْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ (2) أَیْ تَبَرَّأْتُ مِنْکُمْ وَ قَوْلُهُ تَعَالَی- إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثاناً مَوَدَّةَ بَیْنِکُمْ فِی الْحَیاةِ الدُّنْیا إِلَی قَوْلِهِ ثُمَّ یَوْمَ الْقِیامَةِ یَکْفُرُ بَعْضُکُمْ بِبَعْضٍ وَ یَلْعَنُ بَعْضُکُمْ بَعْضاً(3) الْآیَةَ وَ أَمَّا الْوَجْهُ الْخَامِسُ مِنَ الْکُفْرِ وَ هُوَ کُفْرُ النِّعَمِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی عَنْ قَوْلِ سُلَیْمَانَ علیه السلام هذا مِنْ فَضْلِ رَبِّی لِیَبْلُوَنِی أَ أَشْکُرُ أَمْ أَکْفُرُ(4) الْآیَةَ وَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَ لَئِنْ شَکَرْتُمْ لَأَزِیدَنَّکُمْ وَ لَئِنْ کَفَرْتُمْ إِنَّ عَذابِی لَشَدِیدٌ(5) وَ قَالَ تَعَالَی فَاذْکُرُونِی أَذْکُرْکُمْ وَ اشْکُرُوا لِی وَ لا تَکْفُرُونِ (6) فَأَمَّا مَا جَاءَ مِنْ ذِکْرِ الشِّرْکِ فِی کِتَابِ اللَّهِ تَعَالَی فَمِنْ أَرْبَعَةِ أَوْجُهٍ قَوْلُهُ تَعَالَی لَقَدْ کَفَرَ الَّذِینَ قالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِیحُ ابْنُ مَرْیَمَ وَ قالَ الْمَسِیحُ یا بَنِی إِسْرائِیلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّی وَ رَبَّکُمْ إِنَّهُ مَنْ یُشْرِکْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَیْهِ الْجَنَّةَ وَ مَأْواهُ النَّارُ وَ ما لِلظَّالِمِینَ مِنْ أَنْصارٍ(7) فَهَذَا شِرْکُ الْقَوْلِ وَ الْوَصْفِ وَ أَمَّا الْوَجْهُ الثَّانِی مِنَ الشِّرْکِ فَهُوَ شِرْکُ الْأَعْمَالِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی وَ ما یُؤْمِنُ أَکْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَ هُمْ مُشْرِکُونَ (8) وَ قَوْلُهُ سُبْحَانَهُ اتَّخَذُوا أَحْبارَهُمْ وَ رُهْبانَهُمْ أَرْباباً مِنْ دُونِ اللَّهِ (9) عَلَی أَنَّهُمْ لَمْ یَصُومُوا لَهُمْ وَ لَمْ یُصَلُّوا وَ لَکِنَّهُمْ أَمَرُوهُمْ وَ نَهَوْهُمْ فَأَطَاعُوهُمْ وَ قَدْ حَرَّمُوا عَلَیْهِمْ حَلَالًا وَ أَحَلُّوا لَهُمْ حَرَاماً فَعَبَدُوهُمْ مِنْ

ص: 61

حَیْثُ لَا یَعْلَمُونَ فَهَذَا شِرْکُ الْأَعْمَالِ وَ الطَّاعَاتِ وَ أَمَّا الْوَجْهُ الثَّالِثُ مِنَ الشِّرْکِ شِرْکُ الزِّنَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَی وَ شارِکْهُمْ فِی الْأَمْوالِ وَ الْأَوْلادِ(1) فَمَنْ أَطَاعَ نَاطِقاً فَقَدْ عَبَدَهُ فَإِنْ کَانَ النَّاطِقُ یَنْطِقُ عَنِ اللَّهِ تَعَالَی فَقَدْ عَبَدَ اللَّهَ وَ إِنْ کَانَ یَنْطِقُ عَنْ غَیْرِ اللَّهِ تَعَالَی فَقَدْ عَبَدَ غَیْرَ اللَّهِ وَ أَمَّا الْوَجْهُ الرَّابِعُ مِنَ الشِّرْکِ فَهُوَ شِرْکُ الرِّیَاءِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی فَمَنْ کانَ یَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْیَعْمَلْ عَمَلًا صالِحاً وَ لا یُشْرِکْ بِعِبادَةِ رَبِّهِ أَحَداً(2) فَهَؤُلَاءِ صَامُوا وَ صَلَّوْا وَ اسْتَعْمَلُوا أَنْفُسَهُمْ بِأَعْمَالِ أَهْلِ الْخَیْرِ إِلَّا أَنَّهُمْ یُرِیدُونَ بِهِ رِئَاءَ النَّاسِ فَأَشْرَکُوا لِمَا أَتَوْهُ مِنَ الرِّیَاءِ فَهَذِهِ جُمْلَةُ وُجُوهِ الشِّرْکِ فِی کِتَابِ اللَّهِ تَعَالَی وَ أَمَّا مَا ذُکِرَ مِنَ الظُّلْمِ فِی کِتَابِهِ فَوُجُوهٌ شَتَّی فَمِنْهَا مَا حَکَاهُ اللَّهُ تَعَالَی عَنْ قَوْلِ لُقْمَانَ لِابْنِهِ- یا بُنَیَّ لا تُشْرِکْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْکَ لَظُلْمٌ عَظِیمٌ (3) وَ مِنَ الظُّلْمِ مَظَالِمُ النَّاسِ فِیمَا بَیْنَهُمْ مِنْ مُعَامَلَاتِ الدُّنْیَا وَ هِیَ شَتَّی قَالَ اللَّهُ تَعَالَی- وَ لَوْ تَری إِذِ الظَّالِمُونَ فِی غَمَراتِ الْمَوْتِ وَ الْمَلائِکَةُ باسِطُوا أَیْدِیهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَکُمُ- الْیَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذابَ الْهُونِ بِما کُنْتُمْ تَقُولُونَ (4) الْآیَةَ فَأَمَّا الرَّدُّ عَلَی مَنْ أَنْکَرَ زِیَادَةَ الْکُفْرِ فَمِنْ ذَلِکَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِی کِتَابِهِ إِنَّمَا النَّسِی ءُ زِیادَةٌ فِی الْکُفْرِ(5) وَ قَوْلُهُ تَعَالَی وَ أَمَّا الَّذِینَ فِی قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزادَتْهُمْ رِجْساً إِلَی رِجْسِهِمْ وَ ماتُوا وَ هُمْ کافِرُونَ (6) وَ قَوْلُهُ إِنَّ الَّذِینَ آمَنُوا ثُمَّ کَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ کَفَرُوا ثُمَّ ازْدادُوا کُفْراً الْآیَةَ(7)

وَ غَیْرُ ذَلِکَ فِی کِتَابِ اللَّهِ وَ أَمَّا مَا فَرَضَهُ سُبْحَانَهُ مِنَ الْفَرَائِضِ فِی کِتَابِهِ فَدَعَائِمُ الْإِسْلَامِ وَ هِیَ خَمْسُ دَعَائِمَ وَ عَلَی هَذِهِ الْفَرَائِضِ الْخَمْسَةِ بُنِیَ الْإِسْلَامُ فَجَعَلَ سُبْحَانَهُ لِکُلِّ فَرِیضَةٍ مِنْ هَذِهِ الْفَرَائِضِ أَرْبَعَةَ حُدُودٍ- لَا یَسَعُ أَحَداً جَهْلُهَا أَوَّلُهَا الصَّلَاةُ ثُمَّ الزَّکَاةُ ثُمَّ الصِّیَامُ

ص: 62

ثُمَّ الْحَجُّ ثُمَّ الْوَلَایَةُ وَ هِیَ خَاتِمَتُهَا وَ الْحَافِظَةُ لِجَمِیعِ الْفَرَائِضِ وَ السُّنَنِ فَحُدُودُ الصَّلَاةِ أَرْبَعَةٌ مَعْرِفَةُ الْوَقْتِ وَ التَّوَجُّهُ إِلَی الْقِبْلَةِ وَ الرُّکُوعُ وَ السُّجُودُ وَ هَذِهِ عَوَامُّ فِی جَمِیعِ النَّاسِ الْعَالِمِ وَ الْجَاهِلِ وَ مَا یَتَّصِلُ بِهَا مِنْ جَمِیعِ أَفْعَالِ الصَّلَاةِ وَ الْأَذَانِ وَ الْإِقَامَةِ وَ غَیْرِ ذَلِکَ وَ لَمَّا عَلِمَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ أَنَّ الْعِبَادَ لَا یَسْتَطِیعُونَ أَنْ یُؤَدُّوا هَذِهِ الْحُدُودَ کُلَّهَا عَلَی حَقَائِقِهَا جَعَلَ فِیهَا فَرَائِضَ وَ هِیَ الْأَرْبَعَةُ الْمَذْکُورَةُ وَ جَعَلَ مَا فِیهَا مِنْ هَذِهِ الْأَرْبَعَةِ مِنَ الْقِرَاءَةِ وَ الدُّعَاءِ وَ التَّسْبِیحِ وَ التَّکْبِیرِ وَ الْأَذَانِ وَ الْإِقَامَةِ وَ مَا شَاکَلَ ذَلِکَ سُنَّةً وَاجِبَةً مَنْ أَحَبَّهَا یَعْمَلُ بِهَا أَعْمَالًا فَهَذَا ذِکْرُ حُدُودِ الصَّلَاةِ وَ أَمَّا حُدُودُ الزَّکَاةِ فَأَرْبَعَةٌ أَوَّلُهَا مَعْرِفَةُ الْوَقْتِ الَّذِی یَجِبُ فِیهِ الزَّکَاةُ وَ الثَّانِی الْقِسْمَةُ وَ الثَّالِثُ الْمَوْضِعُ الَّذِی تُوضَعُ فِیهِ الزَّکَاةُ وَ الرَّابِعُ الْقَدْرُ فَأَمَّا مَعْرِفَةُ الْعَدَدِ وَ الْقِسْمَةِ فَإِنَّهُ یَجِبُ عَلَی الْإِنْسَانِ أَنْ یَعْلَمَ کَمْ یَجِبُ مِنَ الزَّکَاةِ فِی الْأَمْوَالِ الَّتِی فَرَضَهَا اللَّهُ تَعَالَی مِنَ الْإِبِلِ وَ الْبَقَرِ وَ الْغَنَمِ وَ الذَّهَبِ وَ الْفِضَّةِ وَ الْحِنْطَةِ وَ الشَّعِیرِ وَ التَّمْرِ وَ الزَّبِیبِ فَیَجِبُ أَنْ یَعْرِفَ کَمْ یُخْرَجُ مِنَ الْعَدَدِ وَ الْقِسْمَةِ(1) وَ یَتْبَعُهُمَا الْکَیْلُ وَ الْوَزْنُ وَ الْمِسَاحَةُ فَمَا کَانَ مِنَ الْعَدَدِ فَهُوَ مِنْ بَابِ الْإِبِلِ وَ الْبَقَرِ وَ الْغَنَمِ وَ أَمَّا الْمِسَاحَةُ فَمِنْ بَابِ الْأَرَضِینَ وَ الْمِیَاهِ وَ مَا کَانَ مِنَ الْمَکِیلِ فَمِنْ بَابِ الْحُبُوبِ الَّتِی هِیَ أَقْوَاتُ النَّاسِ فِی کُلِّ بَلَدٍ وَ أَمَّا الْوَزْنُ فَمِنَ الذَّهَبِ وَ الْفِضَّةِ وَ سَائِرِ مَا یُوزَنُ مِنْ أَبْوَابِ مَبْلَغِ التِّجَارَاتِ مِمَّا لَا یَدْخُلُ فِی الْعَدَدِ وَ لَا الْکَیْلِ فَإِذَا عَرَفَ الْإِنْسَانُ مَا یَجِبُ عَلَیْهِ فِی هَذِهِ الْأَشْیَاءِ وَ عَرَفَ الْوَضْعَ وَ تَوَضَّعَ فِیهِ کَانَ مُؤَدِّیاً لِلزَّکَاةِ عَلَی مَا فَرَضَ اللَّهُ تَعَالَی وَ أَمَّا حُدُودُ الصِّیَامِ فَأَرْبَعَةُ حُدُودٍ أَوَّلُهَا اجْتِنَابُ الْأَکْلِ وَ الشُّرْبِ وَ الثَّانِی

ص: 63

اجْتِنَابُ النِّکَاحِ وَ الثَّالِثُ اجْتِنَابُ الْقَیْ ءِ مُتَعَمِّداً وَ الرَّابِعُ اجْتِنَابُ الِاغْتِمَاسِ فِی الْمَاءِ وَ مَا یَتَّصِلُ بِهَا وَ مَا یَجْرِی مَجْرَاهَا مِنَ السُّنَنِ کُلِّهَا وَ أَمَّا حُدُودُ الْحَجِّ فَأَرْبَعَةٌ وَ هِیَ الْإِحْرَامُ وَ الطَّوَافُ بِالْبَیْتِ وَ السَّعْیُ بَیْنَ الصَّفَا وَ الْمَرْوَةِ وَ الْوُقُوفُ فِی الْمَوْقِفَیْنِ وَ مَا یَتْبَعُهُمَا وَ یَتَّصِلُ بِهَا فَمَنْ تَرَکَ هَذِهِ الْحُدُودَ وَجَبَ عَلَیْهِ الْکَفَّارَةُ وَ الْإِعَادَةُ وَ أَمَّا حُدُودُ الْوُضُوءِ لِلصَّلَاةِ فَغَسْلُ الْیَدَیْنِ وَ الْوَجْهِ وَ الْمَسْحُ عَلَی الرَّأْسِ وَ عَلَی الرِّجْلَیْنِ وَ مَا یَتَعَلَّقُ وَ یَتَّصِلُ بِهَا سُنَّةً وَاجِبَةً عَلَی مَنْ عَرَفَهَا وَ قَدَرَ عَلَی فِعْلِهَا وَ أَمَّا حُدُودُ الْإِمَامِ الْمُسْتَحِقِّ لِلْإِمَامَةِ فَمِنْهَا أَنْ یُعْلَمَ الْإِمَامُ الْمُتَوَلِّیَ عَلَیْهِ أَنَّهُ مَعْصُومٌ مِنَ الذُّنُوبِ کُلِّهَا صَغِیرِهَا وَ کَبِیرِهَا لَا یَزِلُّ فِی الْفُتْیَا وَ لَا یُخْطِئُ فِی الْجَوَابِ وَ لَا یَسْهُو وَ لَا یَنْسَی وَ لَا یَلْهُو بِشَیْ ءٍ مِنْ أَمْرِ الدُّنْیَا وَ الثَّانِی أَنْ یَکُونَ أَعْلَمَ النَّاسِ بِحَلَالِ اللَّهِ وَ حَرَامِهِ وَ ضُرُوبِ أَحْکَامِهِ وَ أَمْرِهِ وَ نَهْیِهِ وَ جَمِیعِ مَا یَحْتَاجُ إِلَیْهِ النَّاسُ فَیَحْتَاجُ النَّاسُ إِلَیْهِ وَ یَسْتَغْنِی عَنْهُمْ وَ الثَّالِثُ یَجِبُ أَنْ یَکُونَ أَشْجَعَ النَّاسِ لِأَنَّهُ فِئَةُ الْمُؤْمِنِینَ الَّتِی یَرْجِعُونَ إِلَیْهَا إِنِ انْهَزَمَ مِنَ الزَّحْفِ انْهَزَمَ النَّاسُ بِانْهِزَامِهِ وَ الرَّابِعُ یَجِبُ أَنْ یَکُونَ أَسْخَی النَّاسِ وَ إِنْ بَخِلَ أَهْلُ الْأَرْضِ کُلُّهُمْ لِأَنَّهُ إِنِ اسْتَوْلَی الشُّحُّ عَلَیْهِ شَحَّ عَلَی مَا فِی یَدَیْهِ مِنْ أَمْوَالِ الْمُسْلِمِینَ وَ الْخَامِسُ الْعِصْمَةُ مِنْ جَمِیعِ الذُّنُوبِ وَ بِذَلِکَ یَتَمَیَّزُ مِنَ الْمَأْمُومِینَ الَّذِینَ هُمْ غَیْرُ مَعْصُومِینَ لِأَنَّهُ لَوْ لَمْ یَکُنْ مَعْصُوماً لَمْ یُؤْمَنْ عَلَیْهِ أَنْ یَدْخُلَ فِیمَا یَدْخُلُ فِیهِ النَّاسُ مِنْ مُوبِقَاتِ الذُّنُوبِ الْمُهْلِکَاتِ وَ الشَّهَوَاتِ وَ اللَّذَّاتِ وَ لَوْ دَخَلَ فِی هَذِهِ الْأَشْیَاءِ لَاحْتَاجَ إِلَی مَنْ یُقِیمُ عَلَیْهِ الْحُدُودَ فَیَکُونُ حِینَئِذٍ إِمَاماً مَأْمُوماً وَ لَا یَجُوزُ أَنْ یَکُونَ الْإِمَامُ بِهَذِهِ الصِّفَةِ وَ أَمَّا وُجُوبُ کَوْنِهِ أَعْلَمَ النَّاسِ فَإِنَّهُ لَوْ لَمْ یَکُنْ عَالِماً لَمْ یُؤْمَنْ أَنْ یَقْلِبَ الْأَحْکَامَ وَ الْحُدُودَ وَ یَخْتَلِفُ عَلَیْهِ الْقَضَایَا الْمُشْکِلَةُ فَلَا یُجِیبُ عَنْهَا بِخِلَافِهَا أَمَّا وُجُوبُ کَوْنِهِ أَشْجَعَ النَّاسِ فِیمَا قَدَّمْنَاهُ لِأَنَّهُ لَا یَصِحُّ أَنْ یَنْهَزِمَ فَیَبُوءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ تَعَالَی وَ هَذِهِ

ص: 64

لَا یَصِحُّ أَنْ یَکُونَ صِفَةُ الْإِمَامِ وَ أَمَّا وُجُوبُ کَوْنِهِ أَسْخَی النَّاسِ فِیمَا قَدَّمْنَاهُ وَ ذَلِکَ لَا یَلِیقُ بِالْإِمَامِ وَ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ تَعَالَی لِهَذِهِ الْأَرْبَعَةِ فَرَائِضَ دَلِیلَیْنِ أَبَانَ لَنَا بِهِمَا الْمُشْکِلَاتِ وَ هُمَا الشَّمْسُ وَ الْقَمَرُ أَیِ النَّبِیُّ وَ وَصِیُّهُ بِلَا فَصْلٍ وَ أَمَّا الزَّجْرُ فِی کِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فَهُوَ مَا نَهَی اللَّهُ سُبْحَانَهُ وَ وَعَدَ الْعِقَابَ لِمَنْ خَالَفَهُ مِثْلُ قَوْلِهِ تَعَالَی وَ لا تَقْرَبُوا الزِّنی- إِنَّهُ کانَ فاحِشَةً وَ مَقْتاً وَ ساءَ سَبِیلًا(1) وَ قَوْلِهِ تَعَالَی وَ لا تَقْرَبُوا مالَ الْیَتِیمِ إِلَّا بِالَّتِی هِیَ أَحْسَنُ (2) وَ قَوْلِهِ سُبْحَانَهُ لا تَأْکُلُوا الرِّبَوا أَضْعافاً مُضاعَفَةً(3) وَ قَوْلِهِ وَ لا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِی حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِ (4) وَ مِثْلُ هَذَا کَثِیرٌ فِی کِتَابِ اللَّهِ تَعَالَی وَ أَمَّا تَرْغِیبُ الْعِبَادِ فِی کِتَابِ اللَّهِ تَعَالَی- وَ مِنَ اللَّیْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نافِلَةً لَکَ عَسی أَنْ یَبْعَثَکَ رَبُّکَ مَقاماً مَحْمُوداً(5) وَ قَوْلِهِ مَنْ عَمِلَ صالِحاً مِنْ ذَکَرٍ أَوْ أُنْثی وَ هُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولئِکَ یَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ یُرْزَقُونَ فِیها بِغَیْرِ حِسابٍ (6) وَ قَوْلِهِ فَمَنْ یَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَیْراً یَرَهُ- وَ مَنْ یَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا یَرَهُ (7) وَ قَوْلِهِ یا أَیُّهَا الَّذِینَ. آمَنُوا هَلْ أَدُلُّکُمْ عَلی تِجارَةٍ تُنْجِیکُمْ مِنْ عَذابٍ أَلِیمٍ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ (8) الْآیَةَ وَ قَوْلِهِ إِنْ تَجْتَنِبُوا کَبائِرَ ما تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُکَفِّرْ عَنْکُمْ

سَیِّئاتِکُمْ وَ نُدْخِلْکُمْ مُدْخَلًا کَرِیماً(9) وَ أَمْثَالُ ذَلِکَ کَثِیرٌ فِی کِتَابِ اللَّهِ تَعَالَی أَمَّا التَّرْهِیبُ فِی کِتَابِ اللَّهِ فَقَوْلُهُ سُبْحَانَهُ- یا أَیُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّکُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَیْ ءٌ عَظِیمٌ إِلَی قَوْلِهِ وَ لکِنَّ عَذابَ اللَّهِ شَدِیدٌ(10) وَ قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَ وَ اتَّقُوا

ص: 65

یَوْماً تُرْجَعُونَ فِیهِ إِلَی اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّی کُلُّ نَفْسٍ ما کَسَبَتْ وَ هُمْ لا یُظْلَمُونَ (1) وَ قَوْلِهِ تَعَالَی یا أَیُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّکُمْ وَ اخْشَوْا یَوْماً لا یَجْزِی والِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَ لا مَوْلُودٌ هُوَ جازٍ عَنْ والِدِهِ شَیْئاً(2) إِلَی آخِرِ الْآیَةِ وَ قَوْلِهِ تَعَالَی إِنَّ الَّذِینَ یَسْتَکْبِرُونَ عَنْ عِبادَتِی سَیَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ داخِرِینَ (3) الْآیَةَ: أَمَّا الْجِدَالُ وَ مَعَانِیهِ فِی کِتَابِ اللَّهِ تَعَالَی- وَ إِنَّ فَرِیقاً مِنَ الْمُؤْمِنِینَ لَکارِهُونَ- یُجادِلُونَکَ فِی الْحَقِّ بَعْدَ ما تَبَیَّنَ کَأَنَّما یُساقُونَ إِلَی الْمَوْتِ وَ هُمْ یَنْظُرُونَ (4) وَ لَمَّا خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله إِلَی بَدْرٍ کَانَ خُرُوجُهُ فِی طَلَبِ الْعَدُوِّ وَ قَالَ لِأَصْحَابِهِ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ قَدْ وَعَدَنِی أَنْ أَظْفَرَ بِالْعِیرِ أَوْ بِقُرَیْشٍ فَخَرَجُوا مَعَهُ عَلَی هَذَا فَلَمَّا أَقْبَلَتِ الْعِیرُ وَ أَمَرَهُ اللَّهُ بِقِتَالِ قُرَیْشٍ أَخْبَرَ أَصْحَابَهُ فَقَالَ إِنَّ قُرَیْشاً قَدْ أَقْبَلَتْ وَ قَدْ وَعَدَنِی اللَّهُ سُبْحَانَهُ إِحْدَی الطَّائِفَتَیْنِ أَنَّهَا لَکُمْ وَ أَمَرَنِی بِقِتَالِ قُرَیْشٍ قَالَ فَجَزِعُوا مِنْ ذَلِکَ وَ قَالُوا یَا رَسُولَ اللَّهِ فَإِنَّا لَمْ نَخْرُجْ عَلَی أُهْبَةِ الْحَرْبِ قَالَ وَ أَکْثَرَ قَوْمٌ مِنْهُمُ الْکَلَامَ وَ الْجِدَالَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَی وَ إِذْ یَعِدُکُمُ اللَّهُ إِحْدَی الطَّائِفَتَیْنِ أَنَّها لَکُمْ وَ تَوَدُّونَ أَنَّ غَیْرَ ذاتِ الشَّوْکَةِ تَکُونُ لَکُمْ إِلَی قَوْلِهِ وَ یَقْطَعَ دابِرَ الْکافِرِینَ (5) وَ کَقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِی تُجادِلُکَ فِی زَوْجِها وَ تَشْتَکِی إِلَی اللَّهِ (6) وَ قَوْلِهِ سُبْحَانَهُ وَ جادِلْهُمْ بِالَّتِی هِیَ أَحْسَنُ (7) وَ مِثْلُ هَذَا کَثِیرٌ فِی کِتَابِ اللَّهِ تَعَالَی وَ أَمَّا الِاحْتِجَاجُ عَلَی الْمُلْحِدِینَ وَ أَصْنَافِ الْمُشْرِکِینَ مِثْلُ قَوْلِهِ حِکَایَةً عَنْ قَوْلِ إِبْرَاهِیمَ علیه السلام أَ لَمْ تَرَ إِلَی الَّذِی حَاجَّ إِبْراهِیمَ فِی رَبِّهِ أَنْ آتاهُ اللَّهُ الْمُلْکَ (8) إِلَی آخِرِ الْآیَةِ وَ قَوْلِهِ سُبْحَانَهُ عَنِ الْأَنْبِیَاءِ فِی مُجَادَلَتِهِمْ لِقَوْمِهِمْ فِی سُورَةِ الْأَعْرَافِ وَ غَیْرِهَا وَ قَوْلِهِ تَعَالَی حِکَایَةً عَنْ قَوْمِ نُوحٍ علیه السلام یا نُوحُ قَدْ جادَلْتَنا فَأَکْثَرْتَ جِدالَنا فَأْتِنا بِما تَعِدُنا

ص: 66

إِنْ کُنْتَ مِنَ الصَّادِقِینَ (1) وَ مِثْلُ هَذَا کَثِیرٌ مَوْجُودٌ فِی مُجَادَلَةِ الْأُمَمِ لِلْأَنْبِیَاءِ وَ أَمَّا مَا فِی کِتَابِ اللَّهِ تَعَالَی مِنَ الْقَصَصِ عَنِ الْأُمَمِ فَإِنَّهُ یَنْقَسِمُ عَلَی ثَلَاثَةِ أَقْسَامٍ فَمِنْهُ مَا مَضَی وَ مِنْهُ مَا کَانَ فِی عَصْرِهِ وَ مِنْهُ مَا أَخْبَرَ اللَّهُ تَعَالَی بِهِ أَنَّهُ یَکُونُ بَعْدَهُ فَأَمَّا مَا مَضَی فَمَا حَکَاهُ اللَّهُ تَعَالَی فَقَالَ- نَحْنُ نَقُصُّ عَلَیْکَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِما أَوْحَیْنا إِلَیْکَ هذَا الْقُرْآنَ (2) وَ مِنْهُ قَوْلُ مُوسَی لِشُعَیْبٍ فَلَمَّا جاءَهُ وَ قَصَّ عَلَیْهِ الْقَصَصَ قالَ لا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِینَ (3) وَ مِنْهُ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنْ ذِکْرِ شَرَائِعِ الْأَنْبِیَاءِ وَ قَصَصِهِمْ وَ قَصَصِ أُمَمِهِمْ حِکَایَةً عَنْ آدَمَ إِلَی نَبِیِّنَا صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ عَلَیْهِمْ أَجْمَعِینَ وَ أَمَّا الَّذِی کَانَ فِی عَصْرِ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله فَمِنْهُ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَی فِی مَغَازِیهِ وَ أَصْحَابِهِ وَ تَوْبِیخِهِمْ وَ مَدْحِ مَنْ مَدَحَ مِنْهُمْ وَ ذَمِّ مَنْ ذَمَّ مِنْهُمْ وَ مَا کَانَ مِنْ خَیْرٍ وَ شَرٍّ وَ قِصَّةِ کُلِّ فَرِیقٍ مِنْهُمْ مِثْلِ مَا قَصَّ مِنْ قِصَّةِ غَزَاةِ بَدْرٍ وَ أُحُدٍ وَ خَیْبَرَ وَ حُنَیْنٍ وَ غَیْرِهَا مِنَ الْمَوَاطِنِ وَ الْحُرُوبِ وَ مُبَاهَلَةِ النَّصَارَی وَ مُحَارَبَةِ الْیَهُودِ وَ غَیْرِهِ مِمَّا لَوْ شُرِحَ لَطَالَ بِهِ الْکِتَابُ وَ أَمَّا قَصَصُ مَا یَکُونُ بَعْدَهُ فَهُوَ کُلُّ مَا حَدَثَ بَعْدَهُ مِمَّا أَخْبَرَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله بِهِ وَ مَا لَمْ یُخْبِرْ وَ الْقِیَامَةُ وَ أَشْرَاطُهَا وَ مَا یَکُونُ مِنَ الثَّوَابِ وَ الْعِقَابِ وَ أَشْبَاهِ ذَلِکَ وَ أَمَّا مَا فِی کِتَابِ اللَّهِ تَعَالَی مِنْ ضَرْبِ الْأَمْثَالِ فَمِثْلُ قَوْلِهِ تَعَالَی ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا کَلِمَةً طَیِّبَةً کَشَجَرَةٍ طَیِّبَةٍ(4) إِلَی آخِرِ الْآیَةِ وَ قَوْلِهِ تَعَالَی مَثَلُ ما یُنْفِقُونَ فِی هذِهِ الْحَیاةِ الدُّنْیا کَمَثَلِ رِیحٍ فِیها صِرٌّ أَصابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ (5) الْآیَةَ وَ کَقَوْلِهِ اللَّهُ نُورُ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ کَمِشْکاةٍ فِیها مِصْباحٌ (6) إِلَی آخِرِ الْآیَةِ وَ إِنَّمَا ضَرَبَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ هَذِهِ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ فِی کِتَابِهِ لِیَعْتَبِرُوا بِهَا وَ یَسْتَبْدِلُوا بِهَا مَا أَرَادَهُ مِنْهُمْ مِنَ الطَّاعَةِ وَ هُوَ کَثِیرٌ فِی کِتَابِهِ تَعَالَی.

ص: 67

وَ أَمَّا مَا فِی کِتَابِهِ تَعَالَی فِی مَعْنَی التَّنْزِیلِ وَ التَّأْوِیلِ فَمِنْهُ مَا تَأْوِیلُهُ فِی تَنْزِیلِهِ وَ مِنْهُ مَا تَأْوِیلُهُ قَبْلَ تَنْزِیلِهِ وَ مِنْهُ مَا تَأْوِیلُهُ مَعَ تَنْزِیلِهِ وَ مِنْهُ مَا تَأْوِیلُهُ بَعْدَ تَنْزِیلِهِ فَأَمَّا الَّذِی تَأْوِیلُهُ فِی تَنْزِیلِهِ فَهُوَ کُلُّ آیَةٍ مُحْکَمَةٍ نَزَلَتْ فِی تَحْرِیمِ شَیْ ءٍ مِنَ الْأُمُورِ الْمُتَعَارَفَةِ الَّتِی کَانَتْ فِی أَیَّامِ الْعَرَبِ تَأْوِیلُهَا فِی تَنْزِیلِهَا فَلَیْسَ یُحْتَاجُ فِیهَا إِلَی تَفْسِیرٍ أَکْثَرَ مِنْ تَأْوِیلِهَا وَ ذَلِکَ قَوْلُهُ تَعَالَی فِی التَّحْرِیمِ حُرِّمَتْ عَلَیْکُمْ أُمَّهاتُکُمْ وَ بَناتُکُمْ وَ أَخَواتُکُمْ (1) الْآیَةَ وَ قَوْلُهُ إِنَّما حَرَّمَ عَلَیْکُمُ الْمَیْتَةَ وَ الدَّمَ وَ لَحْمَ الْخِنْزِیرِ(2) الْآیَةَ وَ قَوْلُهُ تَعَالَی یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَ ذَرُوا ما بَقِیَ مِنَ الرِّبا إِلَی قَوْلِهِ وَ أَحَلَّ اللَّهُ الْبَیْعَ وَ حَرَّمَ الرِّبا(3) وَ قَوْلِهِ تَعَالَی قُلْ تَعالَوْا أَتْلُ ما حَرَّمَ رَبُّکُمْ عَلَیْکُمْ أَلَّا تُشْرِکُوا بِهِ شَیْئاً إِلَی قَوْلِهِ لَعَلَّکُمْ تَذَکَّرُونَ (4) وَ مِثْلُ ذَلِکَ فِی الْقُرْآنِ کَثِیرٌ مِمَّا حَرَّمَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ- لَا یَحْتَاجُ الْمُسْتَمِعُ إِلَی مَسْأَلَةٍ عَنْهُ وَ قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِی مَعْنَی التَّحْلِیلِ أُحِلَّ لَکُمْ صَیْدُ الْبَحْرِ وَ طَعامُهُ مَتاعاً لَکُمْ وَ لِلسَّیَّارَةِ(5) وَ قَوْلِهِ سُبْحَانَهُ وَ إِذا حَلَلْتُمْ فَاصْطادُوا(6) وَ قَوْلِهِ تَعَالَی یَسْئَلُونَکَ ما ذا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَکُمُ الطَّیِّباتُ وَ ما عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوارِحِ مُکَلِّبِینَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَکُمُ اللَّهُ (7) الْآیَةَ وَ قَوْلِهِ تَعَالَی وَ طَعامُکُمْ حِلٌّ لَهُمْ (8) وَ قَوْلِهِ تَعَالَی یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ أُحِلَّتْ لَکُمْ بَهِیمَةُ الْأَنْعامِ إِلَّا ما یُتْلی عَلَیْکُمْ غَیْرَ مُحِلِّی الصَّیْدِ وَ أَنْتُمْ حُرُمٌ (9) وَ قَوْلِهِ تَعَالَی أُحِلَّ لَکُمْ لَیْلَةَ الصِّیامِ الرَّفَثُ إِلی نِسائِکُمْ (10) وَ قَوْلِهِ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا- لا تُحَرِّمُوا طَیِّباتِ

ص: 68

ما أَحَلَّ اللَّهُ لَکُمْ (1) وَ مِثْلُ هَذَا کَثِیرٌ فِی کِتَابِ اللَّهِ تَعَالَی وَ أَمَّا الَّذِی تَأْوِیلُهُ قَبْلَ تَنْزِیلِهِ فَمِثْلُ قَوْلِهِ تَعَالَی فِی الْأُمُورِ الَّتِی حَدَثَتْ فِی عَصْرِ رَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله مِمَّا لَمْ یَکُنِ اللَّهُ أَنْزَلَ فِیهَا حُکْماً مَشْرُوحاً وَ لَمْ یَکُنْ عِنْدَ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله فِیهَا شَیْ ءٌ وَ لَا عُرِفَ مَا وَجَبَ فِیهَا مِثْلُ ذَلِکَ مِنَ الْیَهُودِ مِنْ بَنِی قُرَیْظَةَ وَ النَّضِیرِ وَ ذَلِکَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی الله علیه و آله لَمَّا هَاجَرَ إِلَی الْمَدِینَةِ کَانَ بِهَا ثَلَاثُ بُطُونٍ مِنَ الْیَهُودِ مِنْ بَنِی هَارُونَ مِنْهُمْ بَنُو قُرَیْظَةَ وَ بَنُو النَّضِیرِ وَ بَنُو الْقَیْنُقَاعِ فَلَمَّا دَخَلَتِ الْأَوْسُ وَ الْخَزْرَجُ فِی الْإِسْلَامِ جَاءَتِ الْیَهُودُ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله فَقَالُوا یَا مُحَمَّدُ قَدْ أَحْبَبْنَا أَنْ نُهَادِنَکَ إِلَی أَنْ نَرَی مَا یَصِیرُ إِلَیْهِ أَمْرُکَ فَأَجَابَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله تَکَرُّماً وَ کَتَبَ لَهُمْ کِتَاباً أَنَّهُ قَدْ هَادَنَهُمْ وَ أَقَرَّهُمْ عَلَی دِینِهِمْ لَا یُتَعَرَّضُ لَهُمْ وَ أَصْحَابِهِمْ بِأَذِیَّةٍ وَ ضَمِنُوهُمْ عَنْ نُفُوسِهِمْ أَنَّهُمْ لَا یَکِیدُونَهُ بِوَجْهٍ مِنَ الْوُجُوهِ وَ لَا لِأَحَدٍ مِنْ أَصْحَابِهِ وَ کَانَتِ الْأَوْسُ حُلَفَاءَ بَنِی قُرَیْظَةَ وَ الْخَزْرَجُ حُلَفَاءَ بَنِی النَّضِیرِ وَ بَنُو النَّضِیرِ أَکْثَرُ عَدَداً مِنْ بَنِی الْقُرَیْظَةِ وَ أَکْثَرُ أَمْوَالًا وَ کَانَتْ عِدَّتُهُمْ أَلْفَ مُقَاتِلٍ وَ کَانَتْ عَدَدُ بَنِی قُرَیْظَةَ مِائَةَ مُقَاتِلٍ وَ کَانَ إِذَا وَقَعَ بَیْنَهُمْ قَتْلٌ لَمْ یَرْضَ بَنُو النَّضِیرِ أَنْ یَکُونَ قَتْلٌ بِقَتِیلٍ بَلْ یَقُولُونَ نَحْنُ أَشْرَفُ وَ أَکْثَرُ وَ أَقْوَی وَ أَعَزُّ ثُمَّ اتَّفَقُوا بَعْدَ ذَلِکَ أَنْ یَکْتُبُوا بَیْنَهُمْ کِتَاباً شَرَطُوا فِیهِ أَیُّمَا رَجُلٍ مِنْ بَنِی النَّضِیرِ قَتَلَ رَجُلًا مِنْ بَنِی قُرَیْظَةَ دَفَعَ نِصْفَ الدِّیَةِ وَ حُمِّمَ وَجْهُهُ وَ مَعْنَی حُمِّمَ وَجْهُهُ سُخِمَ وَجْهُهُ بِالسَّوَادِ وَ مَعْنَاهُ حُمِّمَ بِالْفَحْمِ وَ یُقْعَدُ عَلَی حِمَارٍ وَ یُحَوَّلُ وَجْهُهُ إِلَی ذَنَبِ الْحِمَارِ وَ نُودِیَ عَلَیْهِ فِی الْحَیِّ وَ أَیُّمَا رَجُلٍ مِنْ بَنِی قُرَیْظَةَ قَتَلَ رَجُلًا مِنْ بَنِی النَّضِیرِ کَانَ عَلَیْهِ الدِّیَةُ الْکَامِلَةُ وَ قُتِلَ الْقَاتِلُ مَعَ رَفْعِ الدِّیَةِ فَلَمَّا هَاجَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله إِلَی الْمَدِینَةِ وَ دَخَلَ الْأَوْسُ وَ الْخَزْرَجُ فِی دِینِ الْإِسْلَامِ وَثَبَ رَجُلٌ مِنْ بَنِی قُرَیْظَةَ عَلَی رَجُلٍ مِنْ بَنِی النَّضِیرِ فَبَعَثَ بَنُو النَّضِیرِ إِلَی بَنِی قُرَیْظَةَ ابْعَثُوا لَنَا بِقَاتِلِ صَاحِبِنَا لِنَقْتُلَهُ وَ ابْعَثُوا إِلَیْنَا بِالدِّیَةِ فَامْتَنَعُوا مِنْ ذَلِکَ وَ قَالُوا لَیْسَ هَذَا حُکْمَ اللَّهِ فِی التَّوْرَاةِ وَ إِنَّمَا هَذَا حُکْمٌ ابْتَدَعْتُمُوهُ وَ لَیْسَ لَکُمْ عَلَیْنَا

ص: 69

إِلَّا الدِّیَةُ أَوْ الْقَتْلُ فَإِنْ رَضِیتُمْ بِذَلِکَ وَ إِلَّا بَیْنَنَا وَ بَیْنَکُمْ مُحَمَّدٌ نَتَحَاکَمُ إِلَیْهِ جَمِیعاً قَالَ فَبَعَثَ بَنُو النَّضِیرِ إِلَی عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَیِّ بْنِ سَلُولٍ وَ کَانَ رَأْسَ الْمُنَافِقِینَ فَقَالُوا قَدْ عَلِمْتَ مَا بَیْنَنَا مِنَ الْحَلْفِ وَ الْمُوَادَعَةِ وَ قَدْ کُنَّا لَکُمْ یَا مَعَاشِرَ الْأَنْصَارِ مِنَ الْخَزْرَجِ أَنْصَاراً عَلَی مَنْ آذَاکُمْ وَ قَدِ امْتَنَعَتْ عَلَیْنَا بَنُو قُرَیْظَةَ بِمَا شَرَطْنَاهُ عَلَیْهِمْ وَ دعوناه دَعَوْنَا إِلَی حُکْمِ مُحَمَّدٍ وَ قَدْ رَضِینَا بِهِ فَاسْأَلْهُ أَنْ لَا یَنْقُضَ شَرْطَنَا فَقَالَ لَهُمْ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَیِّ بْنِ سَلُولٍ ابْعَثُوا إِلَیَّ رَجُلًا مِنْکُمْ لِیَحْضُرَ کَلَامِی وَ کَلَامَ مُحَمَّدٍ فَإِنْ عَلِمْتُمْ أَنَّهُ یَحْکُمُ لَکُمْ وَ یُقِرُّکُمْ عَلَی مَا کُنْتُمْ عَلَیْهِ فَارْضُوا بِهِ وَ إِنْ لَمْ یَفْعَلْ فَلَا تَرْضَوْهُ لِحُکْمِهِ وَ جَاءَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَیِّ بْنِ سَلُولٍ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله وَ مَعَهُ رَجُلٌ مِنَ الْیَهُودِ فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ هَؤُلَاءِ الْیَهُودَ لَهُمُ الْعَدَدُ وَ الْعِدَّةُ وَ الْمَنَعَةُ وَ قَدْ کَانُوا کُتِبَ بَیْنَهُمْ کِتَابُ شَرْطٍ اتَّفَقُوا عَلَیْهِ فِیمَا بَیْنَهُمْ وَ رَضُوا جَمِیعاً بِهِ وَ هُمْ صَائِرُونَ إِلَیْکَ فَلَا تَنْقُضْ عَلَیْهِمْ شَرْطَهُمْ فَاغْتَمَّ مِنْ کَلَامِهِ وَ لَمْ یُجِبْهُ وَ دَخَلَ صلی الله علیه و آله مَنْزِلَهُ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَیْهِ یا أَیُّهَا الرَّسُولُ- لا یَحْزُنْکَ الَّذِینَ یُسارِعُونَ فِی الْکُفْرِ مِنَ الَّذِینَ قالُوا آمَنَّا بِأَفْواهِهِمْ وَ لَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ (1) یَعْنِی تَعَالَی- عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أُبَیِّ بْنِ سَلُولٍ ثُمَّ قَالَ سُبْحَانَهُ وَ مِنَ الَّذِینَ هادُوا سَمَّاعُونَ لِلْکَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِینَ یَعْنِی بِهِ الرَّجُلَ الْیَهُودِیَّ الَّذِی وَافَی مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَیِّ بْنِ سَلُولٍ لِیَسْمَعَ مَا یَقُولُ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله مِنَ الْجَوَابِ لِعَبْدِ اللَّهِ وَ قَالَ لَمْ یَأْتُوکَ یُحَرِّفُونَ الْکَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَواضِعِهِ یَقُولُونَ إِنْ أُوتِیتُمْ هذا فَخُذُوهُ وَ إِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا وَ مَنْ یُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِکَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَیْئاً أُولئِکَ الَّذِینَ لَمْ یُرِدِ اللَّهُ أَنْ یُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِی الدُّنْیا خِزْیٌ وَ لَهُمْ فِی الْآخِرَةِ عَذابٌ عَظِیمٌ إِلَی قَوْلِهِ تَعَالَی فَلَنْ یَضُرُّوکَ شَیْئاً وَ جَعَلَ سُبْحَانَهُ الْأَمْرَ إِلَی رَسُولِهِ إِنْ شَاءَ أَنْ یَحْکُمَ حَکَمَ بَیْنَهُمْ وَ إِنْ شَاءَ أَعْرَضَ عَنْهُمْ ثُمَّ قَالَ تَعَالَی- وَ إِنْ حَکَمْتَ فَاحْکُمْ بَیْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللَّهَ یُحِبُّ الْمُقْسِطِینَ- وَ کَیْفَ یُحَکِّمُونَکَ وَ عِنْدَهُمُ التَّوْراةُ فِیها حُکْمُ اللَّهِ ثُمَّ یَتَوَلَّوْنَ مِنْ بَعْدِ ذلِکَ وَ ما أُولئِکَ بِالْمُؤْمِنِینَ إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْراةَ فِیها هُدیً وَ نُورٌ یَحْکُمُ بِهَا النَّبِیُّونَ الَّذِینَ

ص: 70

أَسْلَمُوا لِلَّذِینَ هادُوا وَ الرَّبَّانِیُّونَ وَ الْأَحْبارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ کِتابِ اللَّهِ وَ کانُوا عَلَیْهِ شُهَداءَ فَلا تَخْشَوُا النَّاسَ وَ اخْشَوْنِ وَ لا تَشْتَرُوا بِآیاتِی ثَمَناً قَلِیلًا وَ مَنْ لَمْ یَحْکُمْ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولئِکَ هُمُ الْکافِرُونَ- وَ کَتَبْنا عَلَیْهِمْ فِیها أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَ الْعَیْنَ بِالْعَیْنِ وَ الْأَنْفَ بِالْأَنْفِ وَ الْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَ السِّنَّ بِالسِّنِّ وَ الْجُرُوحَ قِصاصٌ فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ کَفَّارَةٌ لَهُ وَ مَنْ لَمْ یَحْکُمْ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولئِکَ هُمُ الظَّالِمُونَ- وَ قَفَّیْنا عَلی آثارِهِمْ بِعِیسَی ابْنِ مَرْیَمَ مُصَدِّقاً لِما بَیْنَ یَدَیْهِ مِنَ التَّوْراةِ وَ آتَیْناهُ الْإِنْجِیلَ (1) وَ مِثْلُ ذَلِکَ الظِّهَارُ فِی کِتَابِ اللَّهِ تَعَالَی فَإِنَّ الْعَرَبَ کَانَتْ إِذَا ظَاهَرَ رَجُلٌ مِنْهُمُ امْرَأَتَهُ حَرُمَتْ عَلَیْهِ إِلَی آخِرِ الْأَبَدِ فَلَمَّا هَاجَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله کَانَ بِالْمَدِینَةِ رَجُلٌ مِنَ الْأَنْصَارِ یُقَالُ لَهُ أَوْسُ بْنُ الصَّامِتِ وَ کَانَ أَوَّلَ رَجُلٍ ظَاهَرَ فِی الْإِسْلَامِ وَ کَانَ کَبِیرَ السِّنِّ بِهِ ضَعْفٌ فَجَرَی بَیْنَهُ وَ بَیْنَ أَهْلِهِ کَلَامٌ وَ کَانَتِ امْرَأَتُهُ یُسَمَّی خَوْلَةَ بِنْتَ ثَعْلَبَةَ الْأَنْصَارِیِّ فَقَالَ لَهَا أَوْسٌ أَنْتِ عَلَیَّ کَظَهْرِ أُمِّی ثُمَّ إِنَّهُ نَدِمَ عَلَی مَا کَانَ مِنْهُ وَ قَالَ وَیْحَکِ إِنَّا کُنَّا فِی الْجَاهِلِیَّةِ نُحَرِّمُ عَلَیْنَا الْأَزْوَاجَ فِی مِثْلِ هَذَا مِنْ قَبْلِ الْإِسْلَامِ فَلَوْ أَتَیْتِ رَسُولَ اللَّهِ صلی الله علیه و آله تَسْأَلُهُ عَنْ ذَلِکِ فَجَاءَتْ خَوْلَةُ بِنْتُ ثَعْلَبَةَ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ فَقَالَتْ یَا رَسُولَ اللَّهِ زَوْجِی ظَاهَرَ مِنِّی وَ هُوَ أَبُو أَوْلَادِی وَ ابْنُ عَمِّی قَدْ کَانَ هَذَا الظِّهَارُ فِی الْجَاهِلِیَّةِ یُحَرِّمُ الزَّوْجَاتِ عَلَی الْأَزْوَاجِ أَبَداً فَقَالَ لَهَا مَا أَظُنُّکِ إِلَّا أَنْ حَرُمْتِ عَلَیْهِ إِلَی آخِرِ الْأَبَدِ فَجَزِعَتْ جَزَعاً شَدِیداً وَ بَکَتْ ثُمَّ قَامَتْ فَرَفَعَتْ یَدَیْهَا إِلَی السَّمَاءِ وَ قَالَتْ إِلَی اللَّهِ أَشْکُو فِرَاقَ زَوْجِی فَرَحِمَهَا أَهْلُ الْبَیْتِ وَ بَکَوْا لِبُکَائِهَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَی نَبِیِّهِ قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِی تُجادِلُکَ فِی زَوْجِها وَ تَشْتَکِی إِلَی اللَّهِ وَ اللَّهُ یَسْمَعُ تَحاوُرَکُما إِنَّ اللَّهَ سَمِیعٌ بَصِیرٌ إِلَی قَوْلِهِ وَ الَّذِینَ یُظاهِرُونَ مِنْ نِسائِهِمْ ثُمَّ یَعُودُونَ لِما قالُوا فَتَحْرِیرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ یَتَمَاسَّا ذلِکُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَ اللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِیرٌ- فَمَنْ لَمْ یَجِدْ فَصِیامُ شَهْرَیْنِ مُتَتابِعَیْنِ- ... فَمَنْ لَمْ یَسْتَطِعْ فَإِطْعامُ سِتِّینَ مِسْکِیناً(2) فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله قُولِی لِأَوْسِ بْنِ الصَّامِتِ زَوْجِکِ یُعْتِقْ نَسَمَةً فَقَالَتْ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ أَنَّی لَهُ نَسَمَةٌ

ص: 71

لَا وَ اللَّهِ مَا لَهُ خَادِمٌ غَیْرِی قَالَ فَیَصُومُ شَهْرَیْنِ مُتَتَابِعَیْنِ قَالَتْ إِنَّهُ شَیْخٌ کَبِیرٌ لَا یَقْدِرُ عَلَی الصِّیَامِ قَالَ فَمُرِیهِ أَنْ یَتَصَدَّقَ عَلَی سِتِّینَ مِسْکِیناً قَالَتْ وَ أَنَّی لَهُ الصَّدَقَةُ فَوَ اللَّهِ مَا بَیْنَ لَابَتَیْهَا أَحْوَجَ مِنَّا قَالَ فَقُولِی فَلْیَمْضِ إِلَی أُمِّ الْمُنْذِرِ فَلْیَأْخُذْ مِنْهَا شَطْرَ وَسْقِ تَمْرٍ فَلْیَتَصَدَّقْ عَلَی سِتِّینَ مِسْکِیناً قَالَ فَعَادَتْ إِلَی أَوْسٍ فَقَالَ لَهَا مَا وَرَاکِ قَالَ خَیْرٌ وَ أَنْتَ ذَمِیمٌ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی الله علیه و آله یَأْمُرُکَ أَنْ تَمْضِیَ إِلَی أُمِّ الْمُنْذِرِ فَتَأْخُذَ مِنْهَا وَسْقَ تَمْرٍ فَلْتَصَدَّقْ بِهِ عَلَی سِتِّینَ مِسْکِیناً وَ مِثْلُ ذَلِکَ فِی اللِّعَانِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی الله علیه و آله لَمَّا رَجَعَ مِنْ غَزَاةِ تَبُوکَ قَامَ إِلَیْهِ عُوَیْمِرُ بْنُ الْحَارِثِ الْعَجْلَانِیُّ فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ امْرَأَتِی زَنَتْ بِشَرِیکِ بْنِ السَّمْخَاطِ فَأَعْرَضَ عَنْهُ فَأَعَادَ عَلَیْهِ الْقَوْلَ فَأَعْرَضَ عَنْهُ فَأَعَادَ ثَالِثَةً فَقَامَ صإِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْراةَ فِیها هُدیً وَ نُورٌ یَحْکُمُ بِهَا النَّبِیُّونَ الَّذِینَ وَ دَخَلَ فَنَزَلَ اللِّعَانُ فَخَرَجَ إِلَیْهِ فَقَالَ ائْتِنِی بِأَهْلِکَ فَقَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ فِیکُمَا قُرْآناً فَمَضَی وَ أَتَی بِأَهْلِهِ وَ أَتَی مَعَهَا قَوْمُهَا وَ کَانَتْ فِی شَرَفٍ مِنَ الْأَنْصَارِ فَوَافَوْا رَسُولَ اللَّهِ صلی الله علیه و آله وَ هُوَ یُصَلِّی الْعَصْرَ فَلَمَّا فَرَغَ أَقْبَلَ عَلَیْهِمَا وَ قَالَ لَهُمَا تَقَدَّمَا إِلَی الْمِنْبَرِ فَلَاعِنَا فَتَقَدَّمَ عُوَیْمِرٌ إِلَی الْمِنْبَرِ فَتَلَا عَلَیْهِمَا رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله آیَةَ اللِّعَانِ (1)

وَ الَّذِینَ یَرْمُونَ أَزْواجَهُمْ وَ لَمْ یَکُنْ لَهُمْ شُهَداءُ إِلَّا أَنْفُسُهُمْ فَشَهادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهاداتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِینَ (2) فِیمَا رَمَاهَا بِهِ فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله

ص: 72

وَ الْعَنِی نَفْسَکِ بِالْخَامِسَةِ فَشَهِدَتْ وَ قَالَتْ فِی الْخَامِسَةِ إِنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَیْهَا إِنْ کَانَ مِنَ الصَّادِقِینَ فِیمَا رَمَانِی بِهِ فَقَالَ لَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله اذْهَبَا وَ لَنْ یَحِلَّ لَکِ وَ لَنْ تَحِلِّی لَهُ أَبَداً فَقَالَ عُوَیْمِرٌ یَا رَسُولَ اللَّهِ فَالَّذِی أَعْطَیْتُهَا فَقَالَ لَهُ إِنْ کُنْتَ صَادِقاً فَهُوَ لَهَا بِمَا اسْتَحْلَلْتَهُ مِنْ فَرْجِهَا وَ إِنْ کُنْتَ کَاذِباً فَهُوَ أَبْعَدُ لَکَ مِنْهُ وَ فَرَّقَ بَیْنَهُمَا-.

وَ مِثْلُهُ أَنَّ قَوْماً مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله تَرَهَّبُوا وَ حَرَمُوا أَنْفُسَهُمْ مِنْ طَیِّبَاتِ الدُّنْیَا وَ حَلَفُوا عَلَی ذَلِکَ أَنَّهُمْ لَا یَرْجِعُونَ إِلَی مَا کَانُوا عَلَیْهِ أَبَداً وَ لَا یَدْخُلُونَ فِیهِ بَعْدَ وَقْتِهِمْ ذَلِکَ مِنْهُمْ عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ وَ سَلْمَانُ وَ تَمَامُ عَشَرَةٍ مِنَ الْمُهَاجِرِینَ وَ الْأَنْصَارِ فَأَمَّا عُثْمَانُ بْنُ مَظْعُونٍ فَحَرَّمَ عَلَی نَفْسِهِ النِّسَاءَ وَ الْآخَرُ حَرَّمَ الْإِفْطَارَ بِالنَّهَارِ إِلَی غَیْرِ ذَلِکَ مِنْ مَشَاقِّ التَّکْلِیفِ: فَجَاءَتِ امْرَأَةُ عُثْمَانَ بْنِ مَظْعُونٍ إِلَی بَیْتِ أُمِّ سَلَمَةَ فَقَالَتْ لَهَا لِمَ عَطَّلْتِ نَفْسَکِ مِنَ الطِّیبِ وَ الصَّبْغِ وَ الْخِضَابِ وَ غَیْرِهِ فَقَالَتْ لِأَنَّ عُثْمَانَ بْنَ مَظْعُونٍ زَوْجِی مَا قَرَبَنِی مُذْ کَذَا وَ کَذَا قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ وَ لِمَ ذَا قَالَتْ لِأَنَّهُ قَدْ حَرَّمَ عَلَی نَفْسِهِ النِّسَاءَ وَ تَرَهَّبَ فَأَخْبَرَتْ أُمُّ سَلَمَةَ رَسُولَ اللَّهِ صلی الله علیه و آله بِذَلِکَ وَ خَرَجَ إِلَی أَصْحَابِهِ وَ قَالَ أَ تَرْغَبُونَ عَنِ النِّسَاءِ إِنِّی آتِی النِّسَاءَ وَ أُفْطِرُ بِالنَّهَارِ وَ أَنَامُ اللَّیْلَ فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِی فَلَیْسَ مِنِّی وَ أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَی یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا- لا تُحَرِّمُوا طَیِّباتِ ما أَحَلَّ اللَّهُ لَکُمْ وَ لا تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لا یُحِبُّ الْمُعْتَدِینَ وَ کُلُوا مِمَّا رَزَقَکُمُ اللَّهُ حَلالًا طَیِّباً وَ اتَّقُوا اللَّهَ الَّذِی أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ (1) فَقَالُوا یَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا قَدْ حَلَفْنَا عَلَی ذَلِکَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ لا یُؤاخِذُکُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِی أَیْمانِکُمْ إِلَی قَوْلِهِ ذلِکَ کَفَّارَةُ أَیْمانِکُمْ إِذا حَلَفْتُمْ وَ احْفَظُوا أَیْمانَکُمْ (2)

وَ مِثْلُهُ: أَنَّ قَوْماً مِنَ الْأَنْصَارِ کَانُوا یُعْرَفُونَ بِبَنِی أُبَیْرِقٍ وَ کَانُوا مُنَافِقِینَ قَدْ

ص: 73

أَظْهَرُوا الْإِسْلَامَ وَ أَسَرُّوا النِّفَاقَ وَ هُمْ ثَلَاثَةُ إِخْوَةٍ یُقَالُ لَهُمْ بِشْرٌ وَ مُبَشِّرٌ وَ بَشِیرٌ وَ کَانَ بِشْرٌ یُکَنَّی أَبَا طُعْمَةَ وَ کَانَ رَجُلًا حَثِیثاً شَاعِراً قَالَ فَنَقَبُوا عَلَی رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ یُقَالُ لَهُ رِفَاعَةُ بْنُ زَیْدِ بْنِ عَامِرٍ وَ کَانَ عَمَّ قَتَادَةَ بْنِ النُّعْمَانِ الْأَنْصَارِیِّ وَ کَانَ قَتَادَةُ مِمَّنْ شَهِدَ بَدْراً فَأَخَذُوا طَعَاماً کَانَ قَدْ أَعَدَّهُ لِعِیَالِهِ وَ سَیْفاً وَ دِرْعاً فَقَالَ رِفَاعَةُ لِابْنِ أَخِیهِ قَتَادَةَ إِنَّ بَنِی أُبَیْرِقٍ قَدْ فَعَلُوا بِی کَذَا فَلَمَّا بَلَغَ بَنِی أُبَیْرِقٍ ذَلِکَ جَاءُوا إِلَیْهِمَا وَ قَالُوا لَهُمَا إِنَّ هَذَا مِنْ عَمَلِ لَبِیدِ بْنِ سَهْلٍ وَ کَانَ لَبِیدُ بْنُ سَهْلٍ رَجُلًا صَالِحاً شُجَاعاً بَطَلًا إِلَّا أَنَّهُ فَقِیرٌ لَا مَالَ لَهُ فَبَلَغَ لَبِیداً قَوْلُهُمْ فَأَخَذَ سَیْفَهُ وَ خَرَجَ إِلَیْهِمْ فَقَالَ لَهُمْ یَا بَنِی أُبَیْرِقٍ أَ تَرْمُونِّی بِالسَّرِقَةِ وَ أَنْتُمْ أَوْلَی بِهِ مِنِّی وَ اللَّهُ لَتُبَیِّنُنَّ ذَلِکَ أَوْ لَأُمَکِّنَنَّ سَیْفِی مِنْکُمْ فَلَا یَزَالُوا یُلَاطِفُونَهُ حَتَّی رَجَعَ عَنْهُمْ وَ قَالُوا لَهُ أَنْتَ بَرِی ءٌ مِنْ هَذَا فَجَاءَ قَتَادَةُ بْنُ النُّعْمَانِ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله فَقَالَ لَهُ بِأَبِی أَنْتَ وَ أُمِّی إِنَّ أَهْلَ بَیْتٍ مِنَّا نَقَبُوا عَلَی عَمِّی وَ أَخَذُوا لَهُ کَذَا وَ کَذَا وَ هُمْ أَهْلُ بَیْتِ سَوْءٍ وَ ذَکَرَهُمْ بِقَبِیحٍ فَبَلَغَ ذَلِکَ بَنِی أُبَیْرِقٍ فَمَشَوْا إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله وَ مَعَهُمْ رَجُلٌ مِنْ بَنِی عَمِّهِمْ یُقَالُ لَهُ أَشْتَرُ بْنُ عُرْوَةَ(1) وَ کَانَ رَجُلًا فَصِیحاً خَطِیباً فَقَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ قَتَادَةَ بْنَ النُّعْمَانِ عَمَدَ إِلَی أَهْلِ بَیْتٍ مِنَّا لَهُمْ حَسَبٌ وَ نَسَبٌ وَ صَلَاحٌ فَرَمَاهُمْ بِالسَّرَقِ وَ ذَکَرَهُمْ بِالْقَبِیحِ وَ قَالَ فِیهِمْ غَیْرَ الْوَاجِبِ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله إِنْ کَانَ مَا قُلْتَهُ حَقّاً فَبِئْسَ مَا صَنَعَ فَاغْتَمَّ قَتَادَةُ مِنْ ذَلِکَ وَ رَجَعَ إِلَی عَمِّهِ فَقَالَ یَا لَیْتَنِی مِتُّ وَ لَمْ أَکُنْ کَلَّمْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی الله علیه و آله فِی هَذَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَی إِنَّا أَنْزَلْنا إِلَیْکَ الْکِتابَ بِالْحَقِّ لِتَحْکُمَ بَیْنَ النَّاسِ بِما أَراکَ اللَّهُ وَ لا تَکُنْ لِلْخائِنِینَ خَصِیماً- وَ اسْتَغْفِرِ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ کانَ غَفُوراً رَحِیماً- وَ لا تُجادِلْ عَنِ الَّذِینَ یَخْتانُونَ أَنْفُسَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا یُحِبُّ مَنْ کانَ خَوَّاناً أَثِیماً إِلَی قَوْلِهِ وَ کانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَیْکَ عَظِیماً(2).

وَ مِثْلُهُ أَنَّ قُرَیْشاً کَانُوا إِذَا حَجُّوا وَقَفُوا بِالْمُزْدَلِفَةِ وَ لَمْ یَقِفُوا بِعَرَفَاتٍ

ص: 74

وَ کَانَ تَلْبِیَتُهُمْ إِذَا أَحْرَمُوا فِی الْجَاهِلِیَّةِ لَبَّیْکَ اللَّهُمَّ لَبَّیْکَ لَبَّیْکَ لَا شَرِیکَ لَکَ لَبَّیْکَ إِنَّ الْحَمْدَ وَ النِّعْمَةَ لَکَ فَجَاءَهُمْ إِبْلِیسُ فِی صُورَةِ شَیْخٍ وَ قَالَ لَهُمْ لَیْسَ هَذَا تَلْبِیَةَ أَسْلَافِکُمْ قَالُوا کَیْفَ کَانَتْ تَلْبِیَةُ أَسْلَافِنَا فَقَالَ کَانَتِ اللَّهُمَّ لَبَّیْکَ لَبَّیْکَ إِنَّ الْحَمْدَ وَ النِّعْمَةَ لَکَ وَ الْمُلْکَ لَکَ لَا شَرِیکَ لَکَ إِلَّا شَرِیکاً هُوَ لَکَ فَنَفَرَتْ قُرَیْشٌ مِنْ قَوْلِهِ فَقَالَ لَا تَنْفِرُوا مِنْ قَوْلِی وَ عَلَی رِسْلِکُمْ حَتَّی آتِیَ آخِرَ کَلَامِی فَقَالُوا لَهُ قُلْ فَقَالَ إِلَّا شَرِیکٌ لَکَ هُوَ لَکَ تَمْلِکُهُ وَ مَا مَلَکَ أَ لَا تَرَوْنَ أَنَّهُ تَمْلِکُ الشَّرِیکَ وَ الشَّرِیکُ لَا یَمْلِکُهُ فَرَضِیَتْ قُرَیْشٌ بِذَلِکَ فَلَمَّا بَعَثَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ رَسُولَهُ صلی الله علیه و آله نَهَاهُمْ عَنْ ذَلِکَ وَ قَالَ إِنَّ هَذَا شَرِیکٌ فَقَالُوا لَیْسَ بِشَرِیکٍ لِأَنَّهُ لَا یَمْلِکُهُ وَ مَا مَلَکَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ ضَرَبَ لَکُمْ مَثَلًا مِنْ أَنْفُسِکُمْ هَلْ لَکُمْ مِنْ ما مَلَکَتْ أَیْمانُکُمْ مِنْ شُرَکاءَ فِی ما رَزَقْناکُمْ فَأَنْتُمْ فِیهِ سَواءٌ(1) إِلَی آخِرِ الْآیَةِ فَأَعْلَمَهُمْ أَنَّهُمْ لَا یَرْضَوْنَ بِهَذَا فَکَیْفَ یَنْسُبُونَ إِلَی اللَّهِ.

وَ مِثْلُهُ حَدِیثُ تَمِیمٍ الدَّارِیِّ مَعَ ابْنِ مَنْدِیٍّ وَ ابْنِ أَبِی مَارِیَةَ وَ مَا کَانَ مِنْ خَبَرِهِمْ فِی السَّفَرِ وَ کَانَا رَجُلَیْنِ نَصْرَانِیَّیْنِ وَ تَمِیمٌ الدَّارِیُّ رَجُلٌ مِنْ رُءُوسِ الْمُسْلِمِینَ (2) خَرَجُوا فِی سَفَرٍ لَهُمْ وَ کَانَ مَعَ تَمِیمٍ الدَّارِیِّ خُرْجٌ لَهُ فِیهِ مَتَاعٌ وَ آنِیَةٌ مَنْقُوشَةٌ بِالذَّهَبِ وَ قِلَادَةٌ مِنْ ذَهَبٍ أَخْرَجَ مَعَهُ لِیَبِیعَهُ فِی بَعْضِ أَسْوَاقِ الْعَرَبِ فَلَمَّا فَصَلُوا عَنِ الْمَدِینَةِ اعْتَلَّ تَمِیمٌ عِلَّةً شَدِیدَةً فَلَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ دَفَعَ جَمِیعَ مَا کَانَ مَعَهُ إِلَی ابْنِ مَنْدِیٍّ وَ ابْنِ أَبِی مَارِیَةَ وَ أَمَرَهُمَا أَنْ یُوصِلَاهُ إِلَی أَهْلِهِ وَ ذُرِّیَّتِهِ.

ص: 75

فَلَمَّا قَدِمَا إِلَی الْمَدِینَةِ أَخَذَا الْمَتَاعَ وَ الْآنِیَةَ وَ الْقِلَادَةَ فَسَأَلُوهُمَا هَلْ مَرِضَ صَاحِبُنَا مَرَضاً طَوِیلًا أَنْفَقَ نَفَقَةً وَاسِعَةً قَالا مَا مَرِضَ إِلَّا أَیَّاماً قَلَائِلَ قَالُوا فَهَلْ سُرِقَتْ مِنْهُ شَیْ ءٌ مِنْ مَتَاعِهِ فِی سَفَرِهِ هَذَا قَالا لَا لَمْ یُسْرَقْ مِنْهُ شَیْ ءٌ قَالُوا فَهَلِ اتَّجَرَ مَعَکُمَا فِی سَفَرِهِ تِجَارَةً خَسِرَ فِیهَا قَالا لَمْ یَتَّجِرْ فِی شَیْ ءٍ قَالُوا فَإِنَّا افْتَقَدْنَا أَفْضَلَ شَیْ ءٍ کَانَ مَعَهُ آنِیَةً مَنْقُوشَةً بِالذَّهَبِ وَ قِلَادَةً مِنْ ذَهَبٍ فَقَالا أَمَّا الَّذِی دَفَعَهُ إِلَیْنَا فَقَدْ أَدَّیْنَاهُ إِلَیْکُمْ فَقَدَّمُوهُمَا إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله فَأَوْجَبَ عَلَیْهِمَا الْیَمِینَ فَحَلَفَا وَ خَلَّی سَبِیلَهُمَا ثُمَّ إِنَّ تِلْکَ الْآنِیَةَ وَ الْقِلَادَةَ ظَهَرَتْ عَلَیْهِمَا فَجَاءَ أَوْلِیَاءُ تَمِیمٍ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ فَأَخْبَرُوهُ فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا شَهادَةُ بَیْنِکُمْ إِذا حَضَرَ أَحَدَکُمُ الْمَوْتُ حِینَ الْوَصِیَّةِ اثْنانِ ذَوا عَدْلٍ مِنْکُمْ أَوْ آخَرانِ مِنْ غَیْرِکُمْ إِنْ أَنْتُمْ ضَرَبْتُمْ فِی الْأَرْضِ فَأَصابَتْکُمْ مُصِیبَةُ الْمَوْتِ (1) فَأَطْلَقَ سُبْحَانَهُ شَهَادَةَ أَهْلِ الْکِتَابِ عَلَی الْوَصِیَّةِ فَقَطْ إِذَا کَانَ ذَلِکَ فِی السَّفَرِ وَ لَمْ یَجِدُوا أَحَداً مِنَ الْمُسْلِمِینَ عِنْدَ حُضُورِ الْمَوْتِ ثُمَّ قَالَ تَعَالَی تَحْبِسُونَهُما مِنْ بَعْدِ الصَّلاةِ یَعْنِی صَلَاةَ الْعَصْرِ(2)

فَیُقْسِمانِ بِاللَّهِ أَنَّهُمَا أَحَقُّ بِذَلِکَ یَعْنِی تَعَالَی یَحْلِفَانِ بِاللَّهِ أَنَّهُمَا أَحَقُّ بِهَذِهِ الدَّعْوَی مِنْهُمَا فَإِنَّهُمَا کَذَبَا فِیمَا حَلَفَا وَ لَشَهادَتُنا أَحَقُّ مِنْ شَهادَتِهِما وَ مَا اعْتَدَیْنا إِنَّا إِذاً لَمِنَ الظَّالِمِینَ فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله أَوْلِیَاءَهُمْ أَنْ یَحْلِفُوا بِاللَّهِ عَلَی مَا ادَّعَوْهُ فَحَلَفُوا فَلَمَّا حَلَفُوا أَخَذَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله الْآنِیَةَ وَ الْقِلَادَةَ مِنِ ابْنِ مندی وَ ابْنِ أَبِی مَارِیَةَ وَ رَدَّهُمَا إِلَی أَوْلِیَاءِ تَمِیمٍ.

ص: 76

ثُمَّ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ ذلِکَ أَدْنی أَنْ یَأْتُوا بِالشَّهادَةِ عَلی وَجْهِها أَوْ یَخافُوا أَنْ تُرَدَّ أَیْمانٌ بَعْدَ أَیْمانِهِمْ وَ اتَّقُوا اللَّهَ وَ اسْمَعُوا وَ مِنْهُ الْحَدِیثُ فِی أَمْرِ عَائِشَةَ وَ مَا رَمَاهَا بِهِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَیِّ بْنِ سَلُولٍ وَ حَسَّانُ بْنُ ثَابِتٍ وَ مِسْطَحُ بْنُ أُثَاثَةَ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَی إِنَّ الَّذِینَ جاؤُ بِالْإِفْکِ عُصْبَةٌ مِنْکُمْ- لا تَحْسَبُوهُ شَرًّا لَکُمْ بَلْ هُوَ خَیْرٌ لَکُمْ (1) الْآیَةَ فَکُلُّ مَا کَانَ مِنْ هَذَا وَ شِبْهِهِ فِی کِتَابِ اللَّهِ تَعَالَی فَهُوَ تَأْوِیلُهُ قَبْلَ تَنْزِیلِهِ وَ مِثْلُهُ فِی الْقُرْآنِ کَثِیرٌ فِی مَوَاضِعَ شَتَّی.

وَ أَمَّا مَا تَأْوِیلُهُ بَعْدَ تَنْزِیلِهِ فَهِیَ الْأُمُورُ الَّتِی أَخْبَرَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ رَسُولَهُ صلی الله علیه و آله أَنَّهَا سَتَکُونُ بَعْدَهُ مِثْلُ مَا أَخْبَرَ بِهِ مِنْ أُمُورِ الْقَاسِطِینَ وَ الْمَارِقِینَ وَ الْخَوَارِجِ وَ قَتْلُ عَمَّارٍ جَرَی ذَلِکَ الْمَجْرَی وَ أَخْبَارُ السَّاعَةِ وَ الرَّجْعَةِ وَ صِفَاتُ الْقِیَامَةِ مِثْلُ قَوْلِهِ تَعَالَی هَلْ یَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِیلَهُ یَوْمَ یَأْتِی تَأْوِیلُهُ- لا یَنْفَعُ نَفْساً إِیمانُها لَمْ تَکُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ کَسَبَتْ فِی إِیمانِها خَیْراً(2) وَ قَوْلِهِ تَعَالَی یَوْمَ یَأْتِی تَأْوِیلُهُ یَقُولُ الَّذِینَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جاءَتْ رُسُلُ رَبِّنا بِالْحَقِّ فَهَلْ لَنا مِنْ شُفَعاءَ فَیَشْفَعُوا لَنا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَیْرَ الَّذِی کُنَّا نَعْمَلُ (3) الْآیَةَ وَ قَوْلِهِ سُبْحَانَهُ وَ لَقَدْ کَتَبْنا فِی الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّکْرِ أَنَّ الْأَرْضَ یَرِثُها عِبادِیَ الصَّالِحُونَ (4) وَ قَوْلِهِ تَعَالَی وَ نُرِیدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَی الَّذِینَ اسْتُضْعِفُوا فِی الْأَرْضِ وَ نَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَ نَجْعَلَهُمُ الْوارِثِینَ- وَ نُمَکِّنَ لَهُمْ فِی الْأَرْضِ وَ نُرِیَ فِرْعَوْنَ وَ هامانَ وَ جُنُودَهُما مِنْهُمْ ما کانُوا یَحْذَرُونَ (5) وَ قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِینَ آمَنُوا مِنْکُمْ وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَیَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِی الْأَرْضِ کَمَا

ص: 77

اسْتَخْلَفَ الَّذِینَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَ لَیُمَکِّنَنَّ لَهُمْ دِینَهُمُ الَّذِی ارْتَضی لَهُمْ (1) إِلَی آخِرِ الْآیَةِ وَ قَوْلِهِ الم غُلِبَتِ الرُّومُ فِی أَدْنَی الْأَرْضِ وَ هُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَیَغْلِبُونَ فِی بِضْعِ سِنِینَ (2) فَنَزَلَتْ هَذِهِ وَ لَمْ یَکُنْ غَلَبَتْ وَ غَلَبَتْ بَعْدَ ذَلِکَ وَ مِثْلُهُ وَ قَضَیْنا إِلی بَنِی إِسْرائِیلَ فِی الْکِتابِ لَتُفْسِدُنَّ فِی الْأَرْضِ مَرَّتَیْنِ (3) فَهَذِهِ الْآیَاتُ وَ أَشْبَاهُهُمَا نَزَلَتْ قَبْلَ تَأْوِیلِهَا وَ کُلُّ ذَلِکَ تَأْوِیلُهُ بَعْدَ تَنْزِیلِهِ وَ أَمَّا مَا تَأْوِیلُهُ مَعَ تَنْزِیلِهِ فَمِثْلُ (4)

قَوْلِهِ تَعَالَی- یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَ کُونُوا مَعَ الصَّادِقِینَ (5) فَیَحْتَاجُ مَنْ سَمِعَ هَذَا التَّنْزِیلَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله أَنْ یَعْرِفَ هَؤُلَاءِ الصَّادِقِینَ الَّذِینَ أَمَرُوا بِالْکَیْنُونِیَّةِ مَعَهُمْ وَ یَجِبُ عَلَی الرَّسُولِ أَنْ یَدُلَّ عَلَیْهِمْ وَ یَجِبُ عَلَی الْأُمَّةِ حِینَئِذٍ امْتِثَالُ الْأَمْرِ وَ مِثْلُهُ قَوْلُهُ تَعَالَی أَطِیعُوا اللَّهَ وَ أَطِیعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِی الْأَمْرِ مِنْکُمْ (6) فَلَمْ یَسْتَغْنِ النَّاسُ فِی هَذَا الْمَعْنَی بِالتَّنْزِیلِ دُونَ التَّفْسِیرِ کَمَا اسْتَغْنَوْا بِالْآیَاتِ الْمُتَقَدِّمَةِ الَّتِی ذُکِرَتْ فِی آیَاتِ مَا تَأْوِیلُهُ فِی تَنْزِیلِهِ اللَّاتِی ذَکَرْنَاهَا فِی الْآیَاتِ الْمُتَقَدِّمَةِ إِلَّا حِینَ بَیَّنَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله أَنَّ الْوُلَاةَ لِلْأَمْرِ الَّذِی فَرَضَ اللَّهُ طَاعَتَهُمْ مِنْ عِتْرَتِهِ الْمَنْصُوصِ عَلَیْهِمْ وَ مِثْلُهُ قَوْلُهُ تَعَالَی وَ أَقِیمُوا الصَّلاةَ وَ آتُوا الزَّکاةَ(7) فَلَمْ یَسْتَغْنِ النَّاسُ عَنْ بَیَانِ ذَلِکَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله وَ حُدُودِ الصَّلَاةِ کَیْفَ یُصَلُّونَهَا وَ عَدَدِهَا وَ رُکُوعِهَا وَ سُجُودِهَا وَ مَوَاقِیتِهَا وَ مَا یَتَّصِلُ بِهَا وَ کَذَلِکَ الزَّکَاةُ وَ الصَّوْمُ وَ فَرَائِضُ الْحَجِّ وَ سَائِرُ الْفَرَائِضِ إِنَّمَا أَنْزَلَهَا اللَّهُ وَ أَمَرَ بِهَا فِی کِتَابِهِ مُجْمَلَةً غَیْرَ مَشْرُوحَةٍ لِلنَّاسِ فِی مَعْنَی التَّنْزِیلِ وَ کَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله هُوَ الْمُفَسِّرَ لَهَا وَ الْمُعَلِّمَ لِلْأُمَّةِ کَیْفَ یُؤَدُّونَهَا وَ بِهَذِهِ الطَّرِیقَةِ وَجَبَ عَلَیْهِ صلی الله علیه و آله تَعْرِیفُ الْأُمَّةِ الصَّادِقِینَ عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ- وَ الشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِی

ص: 78

الْقُرْآنِ وَ نُخَوِّفُهُمْ فَما یَزِیدُهُمْ إِلَّا طُغْیاناً کَبِیراً(1) وَ مِثْلُهُ قَوْلُهُ سُبْحَانَهُ فِی سُورَةِ التَّوْبَةِ- وَ مِنْهُمُ الَّذِینَ یُؤْذُونَ النَّبِیَّ وَ یَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَیْرٍ لَکُمْ (2) وَ مِثْلُهُ قَوْلُهُ تَعَالَی وَ مِنْهُمْ مَنْ یَقُولُ ائْذَنْ لِی وَ لا تَفْتِنِّی أَلا فِی الْفِتْنَةِ سَقَطُوا وَ إِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِیطَةٌ بِالْکافِرِینَ (3) وَ مِثْلُهُ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَ وَ مِنْ أَهْلِ الْمَدِینَةِ مَرَدُوا عَلَی النِّفاقِ- لا تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ (4) وَ مِثْلُ قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَ لا تَتَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللَّهُ عَلَیْهِمْ قَدْ یَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ کَما یَئِسَ الْکُفَّارُ مِنْ أَصْحابِ الْقُبُورِ(5) فَوَجَبَ عَلَی الْأُمَّةِ أَنْ یَعْرِفُوا هَؤُلَاءِ الْمُنَزَّلَ فِیهِمْ هَذِهِ الْآیَاتُ مَنْ هُمْ وَ مَنْ غَضِبَ اللَّهِ عَلَیْهِمْ لِیُعْرَفُوا بِأَسْمَائِهِمْ حَتَّی یَتَبَرَّءُوا مِنْهُمْ وَ لَا یَتَوَلَّوْهُمْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی- وَ جَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً یَدْعُونَ إِلَی النَّارِ وَ یَوْمَ الْقِیامَةِ لا یُنْصَرُونَ (6) وَ مِثْلُ ذَلِکَ کَثِیرٌ فِی کِتَابِ اللَّهِ تَعَالَی مِنَ الْأَمْرِ بِطَاعَةِ الْأَصْفِیَاءِ وَ نَعْتِهِمْ وَ التَّبَرِّی مِمَّنْ خَالَفَهُمْ وَ قَدْ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله مِمَّا وَجَبَ عَلَیْهِ وَ لَمْ یَمْضِ مِنَ الدُّنْیَا حَتَّی بَیَّنَ لِلْأُمَّةِ حَالَ الْأَوْلِیَاءِ مِنْ أُولِی الْأَمْرِ وَ نَصَّ عَلَیْهِمْ وَ أَخَذَ الْبَیْعَةَ عَلَی الْأُمَّةِ بِالسَّمْعِ لَهُمْ وَ الطَّاعَةِ وَ أَبَانَ لَهُمْ أَیْضاً أَسْمَاءَ مَنْ نَهَاهُمْ عَنْ وَلَایَتِهِمْ فَمَا أَقَلَّ مَنْ أَطَاعَ فِی ذَلِکَ وَ مَا أَکْثَرَ مَنْ عَصَی فِیهِ وَ مَالَ إِلَی الدُّنْیَا وَ زُخْرُفِهَا فَالْوَیْلُ لَهُمْ: وَ أَمَّا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَی فِی کِتَابِهِ مِمَّا تَأْوِیلُهُ حِکَایَةٌ فِی نَفْسِ تَنْزِیلِهِ وَ شَرْحُ مَعْنَاهُ فَمِنْ ذَلِکَ قِصَّةُ أَهْلِ الْکَهْفِ وَ ذَلِکَ أَنَّ قُرَیْشاً بَعَثُوا ثَلَاثَةَ نَفَرٍ نَضْرَ بْنَ حَارِثِ بْنِ کَلَدَةَ وَ عُقْبَةَ بْنَ أَبِی مُعَیْطٍ وَ عَاصَ بْنَ وَائِلٍ إِلَی رَثٍ (7) وَ إِلَی نَجْرَانَ لِیَتَعَلَّمُوا مِنَ الْیَهُودِ وَ النَّصَارَی مَسَائِلَ یُلْقُونَهَا عَلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله فَقَالَ لَهُمْ عُلَمَاءُ الْیَهُودِ وَ النَّصَارَی سَلُوهُ عَنْ مَسَائِلَ فَإِنْ أَجَابَکُمْ عَنْهَا فَهُوَ النَّبِیُّ الْمُنْتَظَرُ الَّذِی أَخْبَرَتْ

ص: 79

بِهِ التَّوْرَاةُ ثُمَّ تَسْأَلُوهُ عَنْ مَسْأَلَةٍ أُخْرَی فَإِنِ ادَّعَی عِلْمَهَا فَهُوَ کَاذِبٌ لِأَنَّهُ لَا یَعْلَمُ عِلْمَهَا غَیْرُ اللَّهِ فَقَالُوا وَ مَا هَذِهِ الثَّلَاثُ مَسَائِلَ قَالُوا سَلُوهُ عَنْ فِتْیَةٍ کَانُوا فِی الزَّمَنِ الْأَوَّلِ غَابُوا ثُمَّ نَامُوا کَمْ مِقْدَارُ مَا نَامُوا إِلَی أَنِ انْتَبَهُوا وَ کَمْ کَانَ عَدَدُهُمْ وَ لَمَّا انْتَبَهُوا مَا الَّذِی صَنَعُوا وَ صَنَعَهُ قَوْمُهُمْ وَ کَمْ لَهُمْ مِنْ حَیْثُ انْتَبَهُوا إِلَی یَوْمِنَا هَذَا وَ مَا کَانَتْ قِصَّتُهُمْ وَ سَلُوهُ عَنْ مُوسَی بْنِ عِمْرَانَ کَیْفَ کَانَ حَالُهُ مَعَ الْعَالِمِ حِینَ اتَّبَعَهُ وَ فَارَقَهُ وَ سَلُوهُ عَنْ طَائِفٍ طَافَ الشَّرْقَ وَ الْغَرْبَ مِنْ مَطْلِعِ الشَّمْسِ إِلَی مَغْرِبِهَا مَنْ کَانَ وَ کَیْفَ کَانَ حَالُهُ ثُمَّ کَتَبُوا لَهُمْ شَرْحَ حَالِ الثَّلَاثِ مَسَائِلَ عَلَی مَا عِنْدَهُمْ فِی التَّوْرَاةِ قَالُوا لَهُمْ فَمَا الْمَسْأَلَةُ الْأُخْرَی قَالَ سَلُوهُ عَنْ قِیَامِ السَّاعَةِ فَقَدِمَ الثَّلَاثَةُ نَفَرٍ بِالْمَسَائِلِ إِلَی قُرَیْشٍ وَ هُمْ قَاطِعُونَ أَنْ لَا عِلْمَ لَدَیْهِ مِنْهَا فَمَشَتْ قُرَیْشٌ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله وَ هُوَ فِی الْحِجْرِ وَ عِنْدَهُ عَمُّهُ أَبُو طَالِبٍ فَقَالُوا یَا أَبَا طَالِبٍ إِنَّ ابْنَ أَخِیکَ مُحَمَّداً خَالَفَ قَوْمَهُ وَ سَفَّهَ أَحْلَامَهُمْ وَ عَابَ آلِهَتَهُمْ وَ سَبَّهَا وَ أَفْسَدَ الشَّبَابَ مِنْ رِجَالِهِمْ وَ فَرَّقَ جَمَاعَتَهُمْ وَ زَعَمَ أَنَّ أَخْبَارَ السَّمَاءِ تَأْتِیهِ وَ قَدْ جِئْنَا بِمَسَائِلَ فَإِنْ أَخْبَرَنَا بِهَا عَلِمْنَا أَنَّهُ صَادِقٌ وَ إِنْ لَمْ یُخْبِرْنَا بِهَا عَلِمْنَا أَنَّهُ کَاذِبٌ فَقَالَ لَهُمْ أَبُو طَالِبٍ دُونَکُمْ فَسَلُوهُ عَمَّا بَدَا لَکُمْ تَجِدُوهُ مَلِیّاً فَقَالُوا یَا مُحَمَّدُ أَخْبِرْنَا عَنْ فِئَةٍ کَانُوا فِی الزَّمَانِ الْأَوَّلِ ثُمَّ غَابُوا ثُمَّ نَامُوا وَ انْتَبَهُوا کَمْ عَدَدُهُمْ وَ کَمْ نَامُوا وَ مَا کَانَ خَبَرُهُمْ مَعَ قَوْمِهِمْ وَ أَخْبِرْنَا عَنْ مُوسَی بْنِ عِمْرَانَ وَ الْعَالِمِ الَّذِی اتَّبَعَهُ کَیْفَ کَانَتْ قِصَّتُهُ مَعَهُ وَ أَخْبِرْنَا عَنْ طَائِفٍ طَافَ الشَّرْقَ وَ الْغَرْبَ مِنْ مَطْلِعِ الشَّمْسِ إِلَی مَغْرِبِهَا وَ کَیْفَ کَانَ خَبَرُهُ فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله إِنِّی لَا أُخْبِرُکُمْ بِشَیْ ءٍ إِلَّا مِنْ عِنْدِ رَبِّی وَ إِنَّمَا أَنْتَظِرُ الْوَحْیَ یَجِی ءُ ثُمَّ أُخْبِرُکُمْ بِهَذَا غَداً وَ لَمْ یَسْتَثْنِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ فَاحْتُبِسَ الْوَحْیُ عَنْهُ أَرْبَعِینَ یَوْماً حَتَّی شَکَّ جَمَاعَةٌ مِنْ أَصْحَابِهِ وَ اغْتَمَّ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله وَ فَرِحَتْ قُرَیْشٌ بِذَلِکَ وَ أَکْثَرَ الْمُشْرِکُونَ الْقَوْلَ فَلَمَّا کَانَ بَعْدَ أَرْبَعِینَ صَبَاحاً نَزَلَ عَلَیْهِ بِسُورَةِ الْکَهْفِ وَ فِیهَا قِصَصُ ثَلَاثِ مَسَائِلَ وَ الْمَسْأَلَةُ الْأُخْرَی فَتَلَاهَا عَلَیْهِمْ.

ص: 80

فَلَمَّا سَمِعُوا بَهَرَهُمْ مَا سَمِعُوهُ وَ قَالُوا قَدْ بَیَّنْتَ فَأَحْسَنْتَ إِلَّا أَنَّ الْمَسْأَلَةَ الْمُفْرَدَةَ مَا فَهِمْنَا الْجَوَابَ عَنْهَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَی یَسْئَلُونَکَ عَنِ السَّاعَةِ أَیَّانَ مُرْساها قُلْ إِنَّما عِلْمُها عِنْدَ رَبِّی لا یُجَلِّیها لِوَقْتِها إِلَّا هُوَ ثَقُلَتْ فِی السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ لا تَأْتِیکُمْ إِلَّا بَغْتَةً یَسْئَلُونَکَ کَأَنَّکَ حَفِیٌّ عَنْها إِلَی قَوْلِهِ سُبْحَانَهُ- وَ لکِنَّ أَکْثَرَ النَّاسِ لا یَعْلَمُونَ (1).

وَ مِثْلُ قِصَّةِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَیِّ بْنِ سَلُولٍ وَ ذَلِکَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی الله علیه و آله لَمَّا خَرَجَ فِی غَزَاةِ تَبُوکَ نَزَلَ فِی مُنْصَرَفِهِ مَنْزِلًا قَلِیلَ الْمَاءِ وَ کَانَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَیِّ بْنِ سَلُولٍ رَجُلًا شَرِیفاً مُطَاعاً فِی قَوْمِهِ وَ کَانَ یَضْرِبُ قُبَّتَهُ وَسَطَ الْعَسْکَرِ فَیَجْتَمِعُ إِلَیْهِ قَوْمُهُ مِنَ الْخَزْرَجِ وَ مَنْ کَانَ عَلَی مِثْلِ رَأْیِهِ مِنَ الْمُنَافِقِینَ فَاجْتَمَعَ النَّاسُ عَلَی بِئْرٍ کَانَتْ فِی ذَلِکَ الْمَنْزِلِ قَلِیلَةَ الْمَاءِ وَ کَانَ فِی الْعَسْکَرِ رَجُلٌ مِنَ الْمُهَاجِرِینَ یُقَالُ لَهَا جهجهان بْنُ وبر فَأَدْلَی دَلْوَهُ وَ أَدْلَی مَعَهُ رَجُلٌ یُقَالُ لَهُ سِنَانُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ مِنَ الْأَنْصَارِ فَتَعَلَّقَ دَلْوُهُ بِدَلْوِ جهجهان فَتَوَاثَبَا وَ أَخَذَ جهجهان شَیْئاً فَضَرَبَ بِهِ رَأْسَ ابْنِ سِنَانٍ فَشَجَّهُ شَجَّةً مُوضِحَةً وَ صَاحَ جهجهان إِلَی قُرَیْشٍ وَ الْمُهَاجِرِینَ فَسَمِعَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَیِّ بْنِ سَلُولٍ نِدَاءَ الْمُهَاجِرِینَ فَقَالَ مَا هَذَا قَالُوا جهجهان یَنْتَدِبُ الْمُهَاجِرِینَ وَ قُرَیْشاً عَلَی الْخَزْرَجِ وَ الْأَوْسِ فَقَالَ أَ وَ قَدْ فَعَلُوهَا قَالُوا نَعَمْ قَالَ أَمَا وَ اللَّهِ لَقَدْ کُنْتُ کَارِهاً لِهَذَا الْمَسِیرِ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَی قَوْمِهِ فَقَالَ لَهُمْ قَدْ قُلْتُ لَا تُنْفِقُوا عَلَیْهِمْ حَتَّی یَنْفَضُّوا وَ یَخْرُجُوا عَنْکُمْ أَمَّا وَ اللَّهِ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَی الْمَدِینَةِ لَیُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ وَ لَمَّا سَمِعَ زَیْدُ بْنُ أَرْقَمَ ذَلِکَ جَاءَ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله وَ کَانَ ابْنُ أَرْقَمَ أَصْغَرَهُمْ سِنّاً فِیمَنْ کَانَ فِی مَجْلِسِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَیِّ بْنِ سَلُولٍ فَقَالَ زَیْدٌ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ عَلِمْتُ حَالَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَیِّ بْنِ سَلُولٍ فِینَا وَ شَرَفَهُ وَ لَا یَمْنَعُنِی ذَلِکَ أَنْ أُخْبِرَکَ بِمَا سَمِعْتُ ثُمَّ أَخْبَرَهُ بِالْخَبَرِ.

ص: 81

فَأَمَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله بِالْمَسِیرِ فَقَالَ أَصْحَابُهُ وَ اللَّهِ مَا هَذَا وَقْتَ مَسِیرٍ وَ إِنَّ ذَلِکَ لَأَمْرٌ حَدَثَ وَ لَمَّا بَلَغَ الْأَنْصَارَ مَا قَالَهُ زَیْدُ بْنُ أَرْقَمَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله لَحِقَ بِهِ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ وَ قَالَ یَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ زَیْدَ بْنَ أَرْقَمَ کَذَبَ عَلَی عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَیِّ بْنِ سَلُولٍ وَ إِنْ کَانَ عَبْدُ اللَّهِ قَالَ شَیْئاً مِنْ هَذَا فَلَا تَلُمْهُ فَإِنَّا کُنَّا نَظَمْنَا لَهُ الْجَزْعَ الْیَمَانِیَّ تَاجاً لَهُ لِنُتَوِّجَهُ فَیَکُونَ مَلِکاً عَلَیْنَا فَلَمَّا وَافَیْتَ یَا رَسُولَ اللَّهِ رَأَی أَنَّکَ غَلَبْتَهُ عَلَی أَمْرٍ قَدْ کَانَ اسْتَتَبَّ لَهُ ثُمَّ أَقْبَلَ سَعْدٌ عَلَی زَیْدٍ فَقَالَ یَا زَیْدُ عَمَدْتَ إِلَی شَرِیفِنَا فَکَذَبْتَ عَلَیْهِ فَلَمَّا نَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله الْمَنْزِلَ الثَّانِیَ مَشَی قَوْمُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أُبَیِّ بْنِ سَلُولٍ إِلَیْهِ فَقَالُوا لَهُ امْضِ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله حَتَّی یَسْتَغْفِرَ لَکَ فَلَوَی عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَیِّ بْنِ سَلُولٍ عُنُقَهُ وَ اسْتَهَزَأَ فَلَمْ یَزَالُوا بِهِ حَتَّی صَارَ مَعَهُمْ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله فَحَلَفَ لِرَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله أَنَّهُ لَمْ یَقُلْ مِنْ ذَلِکَ شَیْئاً وَ أَنَّ زَیْدَ بْنَ أَرْقَمَ کَذَبَ عَلَیْهِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَی- إِذا جاءَکَ الْمُنافِقُونَ قالُوا نَشْهَدُ إِنَّکَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَ اللَّهُ یَعْلَمُ إِنَّکَ لَرَسُولُهُ وَ اللَّهُ یَشْهَدُ إِنَّ الْمُنافِقِینَ لَکاذِبُونَ- اتَّخَذُوا أَیْمانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِیلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ ساءَ ما کانُوا یَعْمَلُونَ إِلَی قَوْلِهِ- سَواءٌ عَلَیْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ یَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ إِلَی آخِرِ السُّورَةِ.

وَ هَذَا أَبْوَابُ التَّنْزِیلِ وَ التَّأْوِیلِ وَ أَمَّا الرَّدُّ عَلَی مَنْ أَنْکَرَ خَلْقَ الْجَنَّةِ وَ النَّارِ فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَی عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهی عِنْدَها جَنَّةُ الْمَأْوی (1)

وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله: دَخَلْتُ الْجَنَّةَ فَرَأَیْتُ فِیهَا قَصْراً مِنْ یَاقُوتٍ أَحْمَرَ یُرَی دَاخِلُهُ مِنْ خَارِجِهِ وَ خَارِجُهُ مِنْ دَاخِلِهِ مِنْ نُورِهِ فَقُلْتُ یَا جَبْرَئِیلُ لِمَنْ هَذَا الْقَصْرُ فَقَالَ لِمَنْ أَطَابَ الْکَلَامَ وَ أَدَامَ الصِّیَامَ وَ أَطْعَمَ الطَّعَامَ وَ تَهَجَّدَ بِاللَّیْلِ وَ النَّاسُ نِیَامٌ فَقُلْتُ یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ فِی أُمَّتِکَ مَنْ یُطِیقُ هَذَا فَقَالَ لِیَ ادْنُ مِنِّی فَدَنَوْتُ فَقَالَ مَا تَدْرِی مَا إِطَابَةُ الْکَلَامِ فَقُلْتُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ أَعْلَمُ فَقَالَ هُوَ سُبْحَانَ اللَّهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اللَّهُ أَکْبَرُ أَ تَدْرِی مَا إِدَامَةُ الصِّیَامِ فَقَالَ اللَّهُ أَعْلَمُ

ص: 82

وَ رَسُولُهُ فَقَالَ مَنْ صَامَ شَهْرَ رَمَضَانَ وَ لَمْ یُفْطِرْ مِنْهُ یَوْماً أَ تَدْرِی مَا إِطْعَامُ الطَّعَامِ فَقُلْتُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ أَعْلَمُ فَقَالَ مَنْ طَلَبَ لِعِیَالِهِ مَا یَکُفُّ بِهِ وُجُوهَهُمْ أَ تَدْرِی مَا التَّهَجُّدُ بِاللَّیْلِ وَ النَّاسُ نِیَامٌ فَقُلْتُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ أَعْلَمُ فَقَالَ مَنْ لَا یَنَامُ حَتَّی یُصَلِّیَ الْعِشَاءَ الْآخِرَةَ. وَ یُرِیدُ بِالنَّاسِ هَاهُنَا الْیَهُودَ وَ النَّصَارَی لِأَنَّهُمْ یَنَامُونَ بَیْنَ الصَّلَاتَیْنِ.

وَ قَالَ صلی الله علیه و آله لَمَّا أُسْرِیَ بِی إِلَی السَّمَاءِ دَخَلْتُ الْجَنَّةَ فَرَأَیْتُ فِیهَا قیعان قِیعَاناً وَ رَأَیْتُ فِیهَا مَلَائِکَةً یَبْنُونَ لَبِنَةً مِنْ ذَهَبٍ وَ لَبِنَةً مِنْ فِضَّةٍ وَ رُبَّمَا أَمْسَکُوا فَقُلْتُ لَهُمْ مَا بَالُکُمْ قَدْ أَمْسَکْتُمْ فَقَالُوا حَتَّی تَجِیئَنَا النَّفَقَةُ فَقُلْتُ وَ مَا نَفَقَتُکُمْ قَالُوا قَوْلُ الْمُؤْمِنِ سُبْحَانَ اللَّهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اللَّهُ أَکْبَرُ فَإِذَا قَالَ بَنَیْنَا وَ إِذَا سَکَتَ أَمْسَکْنَا.

وَ قَالَ صلی الله علیه و آله: لَمَّا أُسْرِیَ بِی إِلَی سَبْعِ سَمَاوَاتِهِ وَ أَخَذَ جَبْرَئِیلُ بِیَدِی وَ أَدْخَلَنِی الْجَنَّةَ وَ أَجْلَسَنِی عَلَی دُرْنُوکٍ مِنْ دَرَانِیکِ الْجَنَّةِ وَ نَاوَلَنِی سَفَرْجَلَةً فَانْفَلَقَتْ نِصْفَیْنِ وَ خَرَجَ حَوْرَاءُ مِنْهَا فَقَامَتْ بَیْنَ یَدَیَّ وَ قَالَتِ السَّلَامُ عَلَیْکَ یَا مُحَمَّدُ السَّلَامُ عَلَیْکَ یَا أَحْمَدُ السَّلَامُ عَلَیْکَ یَا رَسُولَ اللَّهِ فَقُلْتُ وَ عَلَیْکَ السَّلَامُ مَنْ أَنْتَ فَقَالَ أَنَا الرَّاضِیَةُ الْمَرْضِیَّةُ خَلَقَنِی الْجَبَّارُ مِنْ ثَلَاثَةِ أَنْوَاعٍ أَعْلَائِی مِنَ الْکَافُورِ وَ وَسَطِی مِنَ الْعَنْبَرِ وَ أَسْفَلِی مِنَ الْمِسْکِ عُجِنْتُ بِمَاءِ الْحَیَوَانِ قَالَ لِی رَبِّی کُونِی فَکُنْتُ (1)

وَ هَذَا وَ مِثْلُهُ دَلِیلٌ عَلَی خَلْقِ الْجَنَّةِ وَ بِالْعَکْسِ مِنْ ذَلِکَ الْکَلَامِ فِی النَّارِ وَ أَمَّا مَنْ أَنْکَرَ الْبَدَاءَ فَقَدْ قَالَ اللَّهُ فِی کِتَابِهِ- فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَما أَنْتَ بِمَلُومٍ (2) وَ ذَلِکَ أَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ أَرَادَ أَنْ یَهْلِکَ الْأَرْضَ فِی ذَلِکَ الْوَقْتِ ثُمَّ تَدَارَکَهُمْ بِرَحْمَتِهِ فَبَدَا لَهُ فِی هَلَاکِهِمْ وَ أَنْزَلَ عَلَی رَسُولِهِ- وَ ذَکِّرْ فَإِنَّ الذِّکْری تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِینَ (3)

ص: 83

وَ مِثْلُهُ قَوْلُهُ تَعَالَی وَ ما کانَ اللَّهُ لِیُعَذِّبَهُمْ وَ أَنْتَ فِیهِمْ وَ ما کانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَ هُمْ یَسْتَغْفِرُونَ ثُمَّ بَدَا لَهُ وَ ما لَهُمْ أَلَّا یُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَ هُمْ یَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ (1) وَ کَقَوْلِهِ إِنْ یَکُنْ مِنْکُمْ عِشْرُونَ صابِرُونَ یَغْلِبُوا مِائَتَیْنِ وَ إِنْ یَکُنْ مِنْکُمْ مِائَةٌ یَغْلِبُوا أَلْفاً مِنَ الَّذِینَ کَفَرُوا ثُمَّ بَدَا لَهُ تَعَالَی فَقَالَ الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْکُمْ وَ عَلِمَ أَنَّ فِیکُمْ ضَعْفاً فَإِنْ یَکُنْ مِنْکُمْ مِائَةٌ صابِرَةٌ یَغْلِبُوا مِائَتَیْنِ وَ إِنْ یَکُنْ مِنْکُمْ أَلْفٌ یَغْلِبُوا أَلْفَیْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَ اللَّهُ مَعَ الصَّابِرِینَ (2) وَ هَکَذَا یَجْرِی الْأَمْرُ فِی النَّاسِخِ وَ الْمَنْسُوخِ وَ هُوَ یَدُلُّ عَلَی تَصْحِیحِ الْبَدَاءِ وَ قَوْلِهِ- یَمْحُوا اللَّهُ ما یَشاءُ وَ یُثْبِتُ وَ عِنْدَهُ أُمُّ الْکِتابِ (3) فَهَلْ یَمْحُو إِلَّا مَا کَانَ وَ هَلْ یُثْبِتُ إِلَّا مَا لَمْ یَکُنْ وَ مِثْلُ هَذَا کَثِیرٌ فِی کِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ أَمَّا الرَّدُّ عَلَی مَنْ أَنْکَرَ الثَّوَابَ وَ الْعِقَابَ فِی الدُّنْیَا وَ بَعْدَ الْمَوْتِ قَبْلَ الْقِیَامَةِ فَیَقُولُ اللَّهُ تَعَالَی- یَوْمَ یَأْتِ لا تَکَلَّمُ نَفْسٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِیٌّ وَ سَعِیدٌ- فَأَمَّا الَّذِینَ شَقُوا فَفِی النَّارِ لَهُمْ فِیها زَفِیرٌ وَ شَهِیقٌ- خالِدِینَ فِیها ما دامَتِ السَّماواتُ وَ الْأَرْضُ الْآیَةَ- وَ أَمَّا الَّذِینَ سُعِدُوا فَفِی الْجَنَّةِ خالِدِینَ فِیها ما دامَتِ السَّماواتُ وَ الْأَرْضُ إِلَّا ما شاءَ رَبُّکَ (4) یَعْنِی السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضَ قَبْلَ الْقِیَامَةِ فَإِذَا کَانَتِ الْقِیَامَةُ بُدِّلَتِ السَّمَاوَاتُ وَ الْأَرْضُ وَ مِثْلُ قَوْلِهِ تَعَالَی وَ مِنْ وَرائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلی یَوْمِ یُبْعَثُونَ (5) وَ هُوَ أَمْرٌ بَیْنَ أَمْرَیْنِ وَ هُوَ الثَّوَابُ وَ الْعِقَابُ بَیْنَ الدُّنْیَا وَ الْآخِرَةِ وَ مِثْلُ قَوْلِهِ تَعَالَی النَّارُ یُعْرَضُونَ عَلَیْها غُدُوًّا وَ عَشِیًّا وَ یَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ(6) وَ الْغُدُوُّ وَ الْعَشِیُّ لَا یَکُونَانِ فِی الْقِیَامَةِ الَّتِی هِیَ دَارُ الْخُلُودِ وَ إِنَّمَا یَکُونَانِ فِی الدُّنْیَا وَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی فِی أَهْلِ الْجَنَّةِ وَ لَهُمْ رِزْقُهُمْ فِیها بُکْرَةً وَ عَشِیًّا(7) وَ الْبُکْرَةُ وَ الْعَشِیُّ إِنَّمَا یَکُونَانِ مِنَ اللَّیْلِ وَ النَّهَارِ فِی جَنَّةِ الْحَیَاةِ قَبْلَ یَوْمِ الْقِیَامَةِ

ص: 84

قَالَ اللَّهُ تَعَالَی لا یَرَوْنَ فِیها شَمْساً وَ لا زَمْهَرِیراً(1) وَ مِثْلُهُ قَوْلُهُ سُبْحَانَهُ وَ لا تَحْسَبَنَّ الَّذِینَ قُتِلُوا فِی سَبِیلِ اللَّهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْیاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ یُرْزَقُونَ- فَرِحِینَ بِما آتاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَ یَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِینَ لَمْ یَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَیْهِمْ وَ لا هُمْ یَحْزَنُونَ (2) وَ أَمَّا الرَّدُّ عَلَی مَنْ أَنْکَرَ الْمِعْرَاجَ فَقَوْلُهُ تَعَالَی- وَ هُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلی ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّی فَکانَ قابَ قَوْسَیْنِ أَوْ أَدْنی- فَأَوْحی إِلی عَبْدِهِ ما أَوْحی إِلَی قَوْلِهِ عِنْدَها جَنَّةُ الْمَأْوی (3)

فَسِدْرَةُ الْمُنْتَهَی فِی السَّمَاءِ السَّابِعَةِ ثُمَّ قَالَ سُبْحَانَهُ- وَ سْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِکَ مِنْ رُسُلِنا أَ جَعَلْنا مِنْ دُونِ الرَّحْمنِ آلِهَةً یُعْبَدُونَ (4) وَ إِنَّمَا أَمَرَ رَسُولَهُ أَنْ یَسْأَلَ الرُّسُلَ فِی السَّمَاءِ وَ مِثْلُهُ قَوْلُهُ تَعَالَی فَإِنْ کُنْتَ فِی شَکٍّ مِمَّا أَنْزَلْنا إِلَیْکَ فَسْئَلِ الَّذِینَ یَقْرَؤُنَ الْکِتابَ مِنْ قَبْلِکَ (5) یَعْنِی الْأَنْبِیَاءَ علیهم السلام هَذَا کُلُّهُ لَیْلَةُ الْمِعْرَاجِ وَ أَمَّا الرَّدُّ عَلَی الْمُجَبِّرَةِ وَ هُمُ الَّذِینَ زَعَمُوا أَنَّ الْأَفْعَالَ إِنَّمَا هِیَ مَنْسُوبَةٌ إِلَی الْعِبَادِ مَجَازاً لَا حَقِیقَةً وَ إِنَّمَا حَقِیقَتُهَا لِلَّهِ لَا لِلْعِبَادِ وَ تَأَوَّلُوا فِی ذَلِکَ آیَاتٍ مِنْ کِتَابِ اللَّهِ تَعَالَی لَمْ یَعْرِفُوا مَعْنَاهَا کَمَا فِی قَوْلِهِ تَعَالَی وَ لَوْ شاءَ اللَّهُ ما أَشْرَکُوا(6) فَرَدَّ عَلَیْهِمْ أَهْلُ الْحَقِّ فَقَالُوا لَهُمْ إِنَّ فِی قَوْلِکُمْ ذَلِکَ بُطْلَانَ الثَّوَابِ وَ الْعِقَابِ إِذَا نَسَبْتُمْ أَفْعَالَکُمْ إِلَی اللَّهِ تَعَالَی عَمَّا یَصِفُونَ وَ کَیْفَ یُعَاقِبُ مَخْلُوقاً عَلَی غَیْرِ فِعْلٍ مِنْهُ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی لا یُکَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَها لَها ما کَسَبَتْ وَ عَلَیْها مَا اکْتَسَبَتْ (7)

لَا یَجُوزُ أَنْ یَکُونَ إِلَّا عَلَی الْحَقِیقَةِ لِفِعْلِهَا وَ قَوْلِهِ تَعَالَی فَمَنْ یَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ خَیْراً یَرَهُ- وَ مَنْ یَعْمَلْ مِثْقالَ ذَرَّةٍ شَرًّا یَرَهُ (8) وَ قَوْلِهِ سُبْحَانَهُ کُلُّ نَفْسٍ

ص: 85

بِما کَسَبَتْ رَهِینَةٌ(1) وَ قَوْلِهِ لَتُسْئَلُنَّ عَمَّا کُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (2) وَ قَوْلِهِ تَعَالَی فَکُلًّا أَخَذْنا بِذَنْبِهِ إِلَی قَوْلِهِ وَ ما کانَ اللَّهُ لِیَظْلِمَهُمْ وَ لکِنْ کانُوا أَنْفُسَهُمْ یَظْلِمُونَ (3): وَ مِثْلُ هَذَا کَثِیرٌ فِی کِتَابِ اللَّهِ تَعَالَی وَ فِیهِ بُطْلَانُ مَا ادَّعَوْهُ وَ نَسَبُوهُ إِلَی اللَّهِ تَعَالَی أَنْ یَأْمُرَ خَلْقَهُ بِمَا لَا یَقْدِرُونَ أَوْ یَنْهَاهُمْ عَمَّا لَیْسَ فِیهِمْ صُنْعٌ وَ لَا اکْتِسَابٌ وَ خَالَفَهُمْ فِرْقَةٌ أُخْرَی فِی قَوْلِهِمْ فَقَالُوا إِنَّ الْأَفْعَالَ نَحْنُ نَخْلُقُهَا عِنْدَ فِعْلِنَا لَهَا وَ لَیْسَ فِیهَا صُنْعٌ وَ لَا اکْتِسَابٌ وَ لَا مَشِیَّةٌ وَ لَا إِرَادَةٌ وَ یَکُونُ مَا یَشَاءُ إِبْلِیسُ وَ لَا یَکُونُ مَا لَا یَشَاءُ فَضَادُّوا الْمُجَبِّرَةَ فِی قَوْلِهِمْ وَ ادَّعَوْا أَنَّهُمْ خَلَّاقُونَ مَعَ اللَّهِ وَ احْتَجُّوا بِقَوْلِهِ فَتَبارَکَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخالِقِینَ (4) فَقَالُوا قَوْلُهُ فَتَبارَکَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخالِقِینَ یُثْبِتُ خَلَّاقِینَ غَیْرَهُ فَجَهِلُوا هَذِهِ اللَّفْظَةَ وَ لَمْ یَعْرِفُوا مَعْنَی الْخَلْقِ وَ عَلَی کَمْ وَجْهٍ هُوَ فَسُئِلَ علیه السلام عَنْ ذَلِکَ وَ قِیلَ لَهُ هَلْ فَوَّضَ اللَّهُ تَعَالَی إِلَی الْعِبَادِ مَا یَفْعَلُونَ فَقَالَ اللَّهُ أَعَزُّ وَ أَجَلُّ مِنْ ذَلِکَ قِیلَ فَهَلْ یُجْبِرُهُمْ عَلَی مَا یَفْعَلُونَ قَالَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ أَعْدَلُ مِنْ أَنْ یُجْبِرَهُمْ عَلَی فِعْلٍ ثُمَّ یُعَذِّبَهُمْ عَلَیْهِ قِیلَ أَ بَیْنَ الْهَاتَیْنِ الْمَنْزِلَتَیْنِ مَنْزِلَةٌ ثَالِثَةٌ فَقَالَ نَعَمْ کَمَا بَیْنَ السَّمَاءِ وَ الْأَرْضِ فَقِیلَ مَا هِیَ قَالَ سِرٌّ مِنْ أَسْرَارِ اللَّهِ وَ أَمَّا الرَّدُّ عَلَی مَنْ أَنْکَرَ الرَّجْعَةَ فَقَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ- وَ یَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ کُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً مِمَّنْ یُکَذِّبُ بِآیاتِنا فَهُمْ یُوزَعُونَ (5) أَیْ إِلَی الدُّنْیَا وَ أَمَّا مَعْنَی حَشْرِ الْآخِرَةِ فَقَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ- وَ حَشَرْناهُمْ فَلَمْ نُغادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً(6) وَ قَوْلُهُ سُبْحَانَهُ- وَ حَرامٌ عَلی قَرْیَةٍ أَهْلَکْناها أَنَّهُمْ لا یَرْجِعُونَ (7) فِی الرَّجْعَةِ فَأَمَّا

ص: 86

فِی الْقِیَامَةِ فَإِنَّهُمْ یَرْجِعُونَ وَ مِثْلُ قَوْلِهِ تَعَالَی وَ إِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِیثاقَ النَّبِیِّینَ لَما آتَیْتُکُمْ مِنْ کِتابٍ وَ حِکْمَةٍ ثُمَّ جاءَکُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِما مَعَکُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَ لَتَنْصُرُنَّهُ (1) وَ هَذَا لَا یَکُونُ إِلَّا فِی الرَّجْعَةِ وَ مِثْلُهُ مَا خَاطَبَ اللَّهُ تَعَالَی بِهِ الْأَئِمَّةِ وَ وَعَدَهُمْ مِنَ النَّصْرِ وَ الِانْتِقَامِ مِنْ أَعْدَائِهِمْ فَقَالَ سُبْحَانَهُ- وَعَدَ اللَّهُ الَّذِینَ آمَنُوا مِنْکُمْ وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَیَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِی الْأَرْضِ کَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِینَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَ لَیُمَکِّنَنَّ لَهُمْ دِینَهُمُ الَّذِی ارْتَضی لَهُمْ وَ لَیُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً یَعْبُدُونَنِی لا یُشْرِکُونَ بِی شَیْئاً(2) وَ هَذَا إِنَّمَا یَکُونُ إِذَا رَجَعُوا إِلَی الدُّنْیَا وَ مِثْلُهُ قَوْلُهُ تَعَالَی وَ نُرِیدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَی الَّذِینَ اسْتُضْعِفُوا فِی الْأَرْضِ وَ نَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَ نَجْعَلَهُمُ الْوارِثِینَ (3) وَ قَوْلُهُ سُبْحَانَهُ إِنَّ الَّذِی فَرَضَ عَلَیْکَ الْقُرْآنَ لَرادُّکَ إِلی مَعادٍ(4) أَیْ رَجْعَةِ الدُّنْیَا وَ مِثْلُهُ قَوْلُهُ- أَ لَمْ تَرَ إِلَی الَّذِینَ خَرَجُوا مِنْ دِیارِهِمْ وَ هُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْیاهُمْ (5) ثُمَّ مَاتُوا وَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَ وَ اخْتارَ مُوسی قَوْمَهُ سَبْعِینَ رَجُلًا لِمِیقاتِنا(6) فَرَدَّهُمُ اللَّهُ تَعَالَی بَعْدَ الْمَوْتِ إِلَی الدُّنْیَا وَ شَرِبُوا وَ نَکَحُوا وَ مِثْلُهُ خَبَرُ الْعُزَیْرِ وَ أَمَّا مَنْ أَنْکَرَ فَضْلَ رَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله فَالدَّلِیلُ عَلَی بُطْلَانِ قَوْلِهِ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ وَ إِذْ أَخَذَ رَبُّکَ مِنْ بَنِی آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّیَّتَهُمْ وَ أَشْهَدَهُمْ عَلی أَنْفُسِهِمْ أَ لَسْتُ بِرَبِّکُمْ قالُوا بَلی (7) فَأَوَّلُ مَنْ سَبَقَ مِنَ الرُّسُلِ إِلَی بَلَی مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله لِأَنَّ رُوحَهُ أَقْرَبُ الْأَرْوَاحِ إِلَی مَلَکُوتِ اللَّهِ تَعَالَی وَ الدَّلِیلُ عَلَی ذَلِکَ قَوْلُ جَبْرَئِیلَ علیه السلام لَمَّا أُسْرِیَ بِرَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله إِلَی السَّمَاءِ

ص: 87

السَّابِعَةِ قَالَ یَا مُحَمَّدُ تَقَدَّمْ فَإِنَّکَ قَدْ وَطِئْتَ مَوْطِئاً لَمْ یَطَأْ قَبْلَکَ مَلَکٌ مُقَرَّبٌ وَ لَا نَبِیٌّ مُرْسَلٌ فَلَوْ لَا أَنَّ رُوحَهُ کَانَتْ مِنْ ذَلِکَ الْمَکَانِ لَمْ یَقْدِرْ أَنْ یَتَجَاوَزَهُ وَ ذَلِکَ أَنَّهُ إِذَا أَمَرَ اللَّهُ تَعَالَی فَأَوَّلُ مَا یَصِلُ أَمْرُهُ إِلَی رَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله لِقُرْبِهِ إِلَی مَلَکُوتِهِ ثُمَّ سَائِرُ الْأَنْبِیَاءِ عَلَی طَبَقَاتِهِمْ وَ یَزِیدُ ذَلِکَ بَیَاناً قَوْلُهُ تَعَالَی وَ إِذْ أَخَذْنا مِنَ النَّبِیِّینَ مِیثاقَهُمْ وَ مِنْکَ وَ مِنْ نُوحٍ وَ إِبْراهِیمَ وَ مُوسی وَ عِیسَی ابْنِ مَرْیَمَ (1) فَأَفْضَلُ الْأَنْبِیَاءِ الْخَمْسَةُ وَ أَفْضَلُ الْخَمْسَةِ مُحَمَّدٌ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِ وَ آلِهِ وَ عَلَیْهِمْ أَجْمَعِینَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ کَرِیمٍ- ذِی قُوَّةٍ عِنْدَ ذِی الْعَرْشِ مَکِینٍ- مُطاعٍ ثَمَّ أَمِینٍ (2) وَ الدَّلِیلُ عَلَی أَنَّهُ أَفْضَلُ الْأَنْبِیَاءِ أَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ أَخَذَ مِیثَاقَهُ عَلَی سَائِرِ الْأَنْبِیَاءِ فَقَالَ سُبْحَانَهُ- وَ إِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِیثاقَ النَّبِیِّینَ لَما آتَیْتُکُمْ مِنْ کِتابٍ وَ حِکْمَةٍ ثُمَّ جاءَکُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِما مَعَکُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَ لَتَنْصُرُنَّهُ قالَ أَ أَقْرَرْتُمْ وَ أَخَذْتُمْ عَلی ذلِکُمْ إِصْرِی قالُوا أَقْرَرْنا قالَ فَاشْهَدُوا وَ أَنَا مَعَکُمْ مِنَ الشَّاهِدِینَ (3) فَهَذَا بَیَانُ فَضْلِ رَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله عَلَی سَائِرِ الْمُرْسَلِینَ وَ النَّبِیِّینَ وَ نَطَقَ بِهِ الْکِتَابُ وَ لَمَّا أُسْرِیَ بِرَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله إِلَی السَّمَاءِ الرَّابِعَةِ وَ دَخَلَ إِلَی الْبَیْتِ الْمَعْمُورِ جَمَعَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَهُ مِنَ النَّبِیِّینَ مِنْ آدَمَ فَهَلُمَّ حَتَّی صَلَّی بِهِمْ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی وَ سْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِکَ مِنْ رُسُلِنا أَ جَعَلْنا مِنْ دُونِ الرَّحْمنِ آلِهَةً یُعْبَدُونَ (4) وَ فِی هَذَا مَقْنَعٌ لِمَنْ تَأَمَّلَهُ وَ أَمَّا عِصْمَةُ الْأَنْبِیَاءِ وَ الْمُرْسَلِینَ وَ الْأَوْصِیَاءِ علیهم السلام فَقَدْ قِیلَ فِی ذَلِکَ أَقَاوِیلُ تَخْتَلِفُ قَالَ بَعْضُ النَّاسِ هُوَ مَانِعٌ مِنَ اللَّهِ تَعَالَی یَمْنَعُهُمْ عَنِ الْمَعَاصِی فِیمَا فَرَضَ اللَّهُ عَلَیْهِمْ مِنَ التَّبْلِیغِ عَنْهُ إِلَی خَلْقِهِ وَ هُوَ فِعْلُ اللَّهِ دُونَهُمْ وَ قَالَ آخَرُونَ الْعِصْمَةُ مِنْ فِعْلِهِمْ لِأَنَّهُمْ یُحْمَدُونَ عَلَیْهَا وَ قَالَ آخَرُونَ یَجُوزُ عَلَی الْأَنْبِیَاءِ وَ الْمُرْسَلِینَ وَ الْأَوْصِیَاءِ

ص: 88

مَا یَجُوزُ عَلَی غَیْرِهِمْ مِنَ الذُّنُوبِ کُلِّهَا وَ الْأَوَّلُ بَاطِلٌ لِقَوْلِهِ وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِیعاً وَ لا تَفَرَّقُوا(1) وَ قَوْلِهِ تَعَالَی وَ لَقَدْ راوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ (2) أَیِ امْتَنَعَ لِأَنَّ الْعَصْمَ هُوَ الْمَنْعُ وَ قَدْ غَلَطَ مَنْ أَجْرَی الرُّسُلَ وَ الْأَنْبِیَاءَ مَجْرَی الْعِبَادِ یَقَعُ مِنْهُمُ الْأَفْعَالُ الذَّمِیمَةُ مِنْ أَرْبَعَةِ وُجُوهٍ مِنَ الْحَسَدِ وَ الْحِرْصِ وَ الشَّهْوَةِ وَ الْغَضَبِ فَجَمِیعُ تَصَرُّفَاتِ النَّاسِ الَّتِی هِیَ مِنْ قِبَلِ الْأَجْسَادِ- لَا یَحْدُثُ إِلَّا مِنْ أَحَدِ هَذِهِ الْوُجُوهِ الْأَرْبَعَةِ وَ الْأَنْبِیَاءُ وَ الرُّسُلُ وَ الْأَوْصِیَاءُ علیه السلام لَا یَقَعُ مِنْهُمْ فِعْلٌ مِنْ جِهَةِ الْحَسَدِ لِأَنَّ الْحَاسِدَ إِنَّمَا یَحْسُدُ مَنْ هُوَ فَوْقَهُ وَ لَیْسَ فَوْقَ الْأَنْبِیَاءِ وَ الرُّسُلِ وَ الْأَوْصِیَاءِ أَحَدٌ مَنْزِلَةً أَعْلَی مِنْ مَنَازِلِهِمْ فَیَحْسُدُوهُ عَلَیْهَا وَ لَا یَجُوزُ أَنْ یَقَعَ مِنْهُمْ فِعْلٌ مِنْ جِهَةِ الْحِرْصِ فِی الدُّنْیَا عَلَی شَیْ ءٍ مِنْ أَحْوَالِهَا لِأَنَّ الْحِرْصَ مَقْرُونٌ بِهِ الْأَمَلُ وَ حَالُ الْأَمَلِ مُنْقَطِعَةٌ عَنْهُمْ لِأَنَّهُمْ یَعْرِفُونَ مَوَاضِعَهُمْ مِنْ کَرَامَةِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ أَمَّا الشَّهْوَةُ فَجَعَلَهَا اللَّهُ تَعَالَی فِیهِمْ لِمَا أَرَادَهُ مِنْ بَقَائِهِمْ فِی الدُّنْیَا وَ انْقِطَاعِ الْخَلَائِقِ لَهُمْ وَ فَاقَتِهِمْ إِلَیْهِمْ فَلَوْ لَا مَوْضِعُ الشَّهْوَةِ لَمَا أَکَلُوا فَبَطَلَ قُوَّةُ أَجْسَامِهِمْ عَنْ تَکْلِیفَاتِهِمْ وَ یَبْطُلُ حَالُ النِّکَاحِ فَلَا یَکُونُ لَهُمْ نَسْلٌ وَ لَا وَلَدٌ وَ مَا جَرَی مَجْرَی ذَلِکَ فَالشَّهْوَةُ مُرَکَّبَةٌ فِیهِمْ لِذَلِکَ وَ هُمْ مَعْصُومُونَ مِمَّا یُعْرَضُ لِغَیْرِهِمْ مِنْ قَبِیحِ الشَّهَوَاتِ وَ یَکُونُ الِاصْطِبَارُ وَ تُرْکُ الْغَضَبِ فِیهِمْ فَهُمْ لَا

یَغْضَبُونَ إِلَّا فِی طَاعَةِ اللَّهِ تَعَالَی قَالَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ قاتِلُوا الَّذِینَ یَلُونَکُمْ مِنَ الْکُفَّارِ وَ لْیَجِدُوا فِیکُمْ غِلْظَةً(3) فَالْفَصْلُ یَقَعُ بَیْنَ الْأَنْبِیَاءِ وَ الرُّسُلِ وَ الْأَوْصِیَاءِ مِنْ جِهَةِ الْغَضَبِ وَ لَا یَکُونُ غَضَبُهُمْ إِلَّا لِلَّهِ تَعَالَی وَ فِی اللَّهِ سُبْحَانَهُ فَهَذَا مَعْنَی عِصْمَةِ اللَّهِ تَعَالَی الْأَنْبِیَاءَ وَ الرُّسُلَ وَ الْأَوْصِیَاءَ فَهُمْ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ یَجْتَمِعُونَ مَعَ الْعِبَادِ فِی الشَّهْوَةِ وَ الْغَضَبِ عَلَی الْأَسْمَاءِ وَ یُبَایِنُونَهُمْ فِی الْمَعْنَی.

ص: 89

وَ أَمَّا الرَّدُّ عَلَی الْمُشَبِّهَةِ فَقَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ- وَ أَنَّ إِلی رَبِّکَ الْمُنْتَهی (1) فَإِذَا انْتَهَی إِلَی اللَّهِ (2) فَأَمْسِکُوا وَ تَکَلَّمُوا فِیمَا دُونَ ذَلِکَ مِنَ الْعَرْشِ فَمَا دُونَهُ وَ ارْجِعُوا إِلَی الْکَلَامِ فِی مُخَاطَبَةِ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله وَ الْمُرَادُ غَیْرُهُ فَمِنْ ذَلِکَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ- وَ لا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ فَتُلْقی فِی جَهَنَّمَ مَلُوماً مَدْحُوراً(3) وَ الْمُخَاطَبَةُ لِرَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله وَ الْمُرَادُ بِالْخِطَابِ الْأُمَّةُ وَ مِنْهُ قَوْلُهُ تَعَالَی یا أَیُّهَا النَّبِیُّ إِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَ (4)

یا أَیُّهَا النَّبِیُّ اتَّقِ اللَّهَ وَ لا تُطِعِ الْکافِرِینَ وَ الْمُنافِقِینَ (5) وَ الْمُخَاطَبَةُ لَهُ وَ الْمُرَادُ بِالْخِطَابِ أُمَّتُهُ أَمَّا مَا نَزَلَ فِی کِتَابِ اللَّهِ تَعَالَی مِمَّا هُوَ مُخَاطَبَةٌ لِقَوْمٍ وَ الْمُرَادُ بِهِ قَوْمٌ آخَرُونَ فَقَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ- وَ قَضَیْنا إِلی بَنِی إِسْرائِیلَ فِی الْکِتابِ لَتُفْسِدُنَّ فِی الْأَرْضِ مَرَّتَیْنِ وَ لَتَعْلُنَّ عُلُوًّا کَبِیراً(6) وَ الْمَعْنَی وَ الْخِطَابُ مَصْرُوفٌ إِلَی أُمَّةِ مُحَمَّدٍ صلی الله علیه و آله وَ أَصْلُ التَّنْزِیلِ لِبَنِی إِسْرَائِیلَ وَ أَمَّا الِاحْتِجَاجُ عَلَی مَنْ أَنْکَرَ الْحُدُوثَ مَعَ مَا تَقَدَّمَ فَهُوَ أَنَّا لَمَّا رَأَیْنَا هَذَا الْعَالَمَ الْمُتَحَرِّکَ مُتَنَاهِیَةً أَزْمَانُهُ وَ أَعْیَانُهُ وَ حَرَکَاتُهُ وَ أَکْوَانُهُ وَ جَمِیعُ مَا فِیهِ وَ وَجَدْنَا مَا غَابَ عَنَّا مِنْ ذَلِکَ یَلْحَقُهُ النِّهَایَةُ وَ وَجَدْنَا الْعَقْلَ یَتَعَلَّقُ بِمَا لَا نِهَایَةَ وَ لَوْ لَا

ص: 90

ذَلِکَ لَمْ یَجِدِ الْعَقْلُ دَلِیلًا یُفَرِّقُ مَا بَیْنَهُمَا وَ لَمْ یَکُنْ لَنَا بُدٌّ مِنْ إِثْبَاتِ مَا لَا نِهَایَةَ لَهُ مَعْلُوماً مَعْقُولًا أَبَدِیّاً سَرْمَدِیّاً لَیْسَ بِمَعْلُومٍ أَنَّهُ مَقْصُورُ الْقُوَی وَ لَا مَقْدُورٌ وَ لَا مُتَجَزِّئٌ وَ لَا مُنْقَسِمٌ فَوَجَبَ عِنْدَ ذَلِکَ أَنْ یَکُونَ مَا لَا یَتَنَاهَی مِثْلُ مَا یَتَنَاهَی وَ إِذْ قَدْ ثَبَتَ لَنَا ذَلِکَ فَقَدْ ثَبَتَ فِی عُقُولِنَا أَنَّ مَا لَا یَتَنَاهَی هُوَ الْقَدِیمُ الْأَزَلِیُّ وَ إِذَا ثَبَتَ شَیْ ءٌ قَدِیمٌ وَ شَیْ ءٌ مُحْدَثٌ فَقَدِ اسْتَغْنَی الْقَدِیمُ الْبَارِئُ لِلْأَشْیَاءِ عَنِ الْمُحْدَثِ الَّذِی أَنْشَأَهُ وَ بَرَأَهُ وَ أَحْدَثَهُ وَ صَحَّ عِنْدَنَا بِالْحُجَّةِ الْعَقْلِیَّةِ أَنَّهُ الْمُحْدِثُ لِلْأَشْیَاءِ وَ أَنَّهُ لَا خَالِقَ إِلَّا هُوَ فَتَبَارَکَ اللَّهُ الْمُحْدِثُ لِکُلِّ مُحْدَثٍ الصَّانِعُ لِکُلِّ مَصْنُوعٍ الْمُبْتَدِعُ لِلْأَشْیَاءِ مِنْ غَیْرِ شَیْ ءٍ وَ إِذَا صَحَّ أَنِّی لَا أَقْدِرُ أَنْ أُحْدِثَ مِثْلِی اسْتَحَالَ أَنْ یُحْدِثَنِی مِثْلِی فَتَعَالَی الْمُحْدِثُ لِلْأَشْیَاءِ عَمَّا یَقُولُ الْمُلْحِدُونَ عُلُوّاً کَبِیراً وَ لَمَّا لَمْ یَکُنْ إِلَی إِثْبَاتِ صَانِعِ الْعَالَمِ طَرِیقٌ إِلَّا بِالْعَقْلِ لِأَنَّهُ لَا یُحَسُّ فَیُدْرِکَهُ الْعِیَانُ أَوْ شَیْ ءٌ مِنَ الْحَوَاسِّ فَلَوْ کَانَ غَیْرَ وَاحِدٍ بَلِ اثْنَیْنِ أَوْ أَکْثَرَ لَأَوْجَبَ الْعَقْلُ عِدَّةَ صِنَاعٍ کَمَا أَوْجَبَ إِثْبَاتَ الصَّانِعِ الْوَاحِدِ وَ لَوْ کَانَ صَانِعُ الْعَالَمِ اثْنَیْنِ لَمْ یَجْرِ تَدْبِیرُهُمَا عَلَی نِظَامٍ وَ لَمْ یَنْسَقْ أَحْوَالُهُمَا عَلَی إِحْکَامٍ وَ لَا تَمَامٍ لِأَنَّهُ مَعْقُولٌ مِنَ الِاثْنَیْنِ الِاخْتِلَافُ فِی دَوَاعِیهِمَا وَ أَفْعَالِهِمَا وَ لَا یَجُوزُ أَنْ یُقَالَ إِنَّهُمَا مُتَّفِقَانِ وَ لَا یَخْتَلِفَانِ لِأَنَّ کُلَّ مَنْ جَازَ عَلَیْهِ الِاتِّفَاقُ جَازَ عَلَیْهِ الِاخْتِلَافُ أَ لَا تَرَی أَنَّ الْمُتَّفِقَیْنِ لَا یَخْلُو أَنْ یَقْدِرَ کُلٌّ مِنْهُمَا عَلَی ذَلِکَ أَوْ لَا یَقْدِرُ کُلٌّ مِنْهُمَا عَلَی ذَلِکَ فَإِنْ قَدَرَا کَانَا جَمِیعاً عَاجِزَیْنِ وَ إِنْ لَمْ یَقْدِرَا کَانَا جَاهِلَیْنِ وَ الْعَاجِزُ وَ الْجَاهِلُ لَا یَکُونُ إِلَهاً وَ لَا قَدِیماً وَ أَمَّا الرَّدُّ عَلَی مَنْ قَالَ بِالرَّأْیِ وَ الْقِیَاسِ وَ الِاسْتِحْسَانِ وَ الِاجْتِهَادِ وَ مَنْ یَقُولُ إِنَّ الِاخْتِلَافَ رَحْمَةٌ فَاعْلَمْ أَنَّا لَمَّا رَأَیْنَا مَنْ قَالَ بِالرَّأْیِ وَ الْقِیَاسِ قَدِ اسْتَعْمَلَ شُبُهَاتِ الْأَحْکَامِ لَمَّا عَجَزُوا عَنْ عِرْفَانِ إِصَابَةِ الْحُکْمِ وَ قَالُوا مَا مِنْ حَادِثَةٍ إِلَّا وَ لِلَّهِ فِیهَا حُکْمٌ وَ لَا یَخْلُو الْحُکْمُ مِنْ وَجْهَیْنِ إِمَّا أَنْ یَکُونَ نَصّاً أَوْ دَلِیلًا وَ إِذْ رَأَیْنَا الْحَادِثَةَ قَدْ عُدِمَ نَصُّهَا فَزِعْنَا أَیْ رَجَعْنَا إِلَی الِاسْتِدْلَالِ عَلَیْهَا بِأَشْبَاهِهَا وَ نَظَائِرِهَا لِأَنَّا مَتَی لَمْ نَفْزَعْ إِلَی

ص: 91

ذَلِکَ أَخَلْنَاهَا مِنْ أَنْ یَکُونَ لَهَا حُکْمٌ وَ لَا یَجُوزُ أَنْ یَبْطُلَ حُکْمُ اللَّهِ فِی حَادِثَةٍ مِنَ الْحَوَادِثِ لِأَنَّهُ سُبْحَانَهُ یَقُولُ ما فَرَّطْنا فِی الْکِتابِ مِنْ شَیْ ءٍ(1) وَ لَمَّا رَأَیْنَا الْحُکْمَ لَا یَخْلُو وَ الْحَدَثَ لَا یَنْفَکُّ مِنَ الْحُکْمِ الْتَمَسْنَاهُ مِنَ النَّظَائِرِ لِکَیْ لَا تَخْلُوَ الْحَادِثَةُ مِنَ الْحُکْمِ بِالنَّصِّ أَوْ بِالاسْتِدْلَالِ وَ هَذَا جَائِزٌ عِنْدَنَا قَالُوا وَ قَدْ رَأَیْنَا اللَّهَ تَعَالَی قَاسَ فِی کِتَابِهِ بِالتَّشْبِیهِ وَ التَّمْثِیلِ فَقَالَ خَلَقَ الْإِنْسانَ مِنْ صَلْصالٍ کَالْفَخَّارِ وَ خَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مارِجٍ مِنْ نارٍ(2) فَشَبَّهَ الشَّیْ ءَ بِأَقْرَبِ الْأَشْیَاءِ بِهِ شَبَهاً قَالُوا وَ قَدْ رَأَیْنَا النَّبِیَّ اسْتَعْمَلَ الرَّأْیَ وَ الْقِیَاسَ بِقَوْلِهِ لِلْمَرْأَةِ الْخَثْعَمِیَّةِ حِینَ سَأَلَتْ عَنْ حَجِّهَا عَنْ أَبِیهَا فَقَالَ أَ رَأَیْتِ لَوْ کَانَ عَلَی أَبِیکِ دَیْنٌ لَکُنْتِ تَقْضِینَهُ عَنْهُ.

فَقَدْ أَفْتَاهَا بِشَیْ ءٍ لَمْ تَسْأَلْ عَنْهُ وَ قَوْلِهِ لِمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ حِینَ أَرْسَلَهُ إِلَی الْیَمَنِ أَ رَأَیْتَ یَا مُعَاذُ إِنْ نَزَلَتْ بِکَ حَادِثَةٌ لَمْ تَجِدْ لَهَا فِی کِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَثَراً وَ لَا فِی السُّنَّةِ مَا أَنْتَ صَانِعٌ قَالَ أَسْتَعْمِلُ رَأْیِی فِیهَا فَقَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی وَفَّقَ رَسُولَهُ إِلَی مَاءٍ یُرْضِیهِ.

قَالُوا وَ قَدِ اسْتَعْمَلَ الرَّأْیَ وَ الْقِیَاسَ کَثِیرٌ مِنَ الصَّحَابَةِ وَ نَحْنُ عَلَی آثَارِهِمْ مُقْتَدُونَ وَ لَهُمُ احْتِجَاجٌ کَثِیرٌ فِی مِثْلِ هَذَا فَقَدْ کَذَبُوا عَلَی اللَّهِ تَعَالَی فِی قَوْلِهِمْ إِنَّهُ احْتَاجَ إِلَی الْقِیَاسِ وَ کَذَبُوا عَلَی رَسُولِهِ صلی الله علیه و آله قَالُوا عَنْهُ مَا لَمْ یَقُلْ مِنَ الْجَوَابِ الْمُسْتَحِیلِ فَنَقُولُ لَهُمْ رَدّاً عَلَیْهِمْ إِنَّ أُصُولَ أَحْکَامِ الْعِبَادَاتِ وَ مَا یَحْدُثُ فِی الْأُمَّةِ مِنَ النَّوَازِلِ وَ الْحَوَادِثِ لَمَّا کَانَتْ مَوْجُودَةً عَنِ السَّمْعِ وَ النُّطْقِ وَ النَّصِّ الْمُخْتَصِّ فِی کِتَابٍ فَفُرُوعُهَا مِثْلُهَا وَ إِنَّمَا أَرَدْنَا بِالْأُصُولِ فِی جَمِیعِ الْعِبَادَاتِ وَ الْمُفْتَرَضَاتِ الَّتِی نَصَّ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَیْهَا وَ أَخْبَرَنَا عَنْ وُجُوبِهَا وَ عَنِ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله وَ عَنْ وَصِیِّهِ الْمَنْصُوصِ عَلَیْهِ بَعْدَهُ فِی الْبَیَانِ مِنْ أَوْقَاتِهَا وَ کَیْفِیَّتِهَا وَ أَقْدَارِهَا فِی مَقَادِیرِهَا عَنِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مِثْلِ فَرْضِ الصَّلَاةِ

ص: 92

وَ الزَّکَاةِ وَ الصِّیَامِ وَ الْحَجِّ وَ الْجِهَادِ وَ حَدِّ الزِّنَا وَ حَدِّ السَّرَقِ وَ أَشْبَاهِهَا مِمَّا نَزَلَ فِی الْکِتَابِ مُجْمَلًا بِلَا تَفْسِیرٍ فَکَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله هُوَ الْمُفَسِّرَ وَ الْمُعَبِّرَ عَنْ جُمَلِ الْفَرَائِضِ فَعَرَفْنَا أَنَّ فَرْضَ صَلَاةِ الظُّهْرِ أَرْبَعٌ وَ وَقْتَهَا بَعْدَ زَوَالِ الشَّمْسِ یُفَصِّلُ مِقْدَارَ مَا تَقْرَأُ الْإِنْسَانُ ثَلَاثِینَ آیَةً وَ هَذَا الْفَرْقُ بَیْنَ صَلَاةِ الزَّوَالِ وَ بَیْنَ صَلَاةِ الظُّهْرِ وَ وَقْتُ الْعَصْرِ آخِرُ وَقْتِ الظُّهْرِ إِلَی وَقْتِ مَهْبَطِ الشَّمْسِ وَ أَنَّ الْمَغْرِبَ ثَلَاثُ رَکَعَاتٍ وَ وَقْتَهَا حِینَ الْغُرُوبِ إِلَی إِدْبَارِ الشَّفَقِ وَ الْحُمْرَةِ وَ أَنَّ وَقْتَ صَلَاةِ الْعِشَاءِ الْآخِرَةِ وَ هِیَ أَرْبَعُ رَکَعَاتٍ وَ أَوْسَعُ الْأَوْقَاتِ أَوَّلُ وَقْتِهَا حِینَ اشْتِبَاکِ النُّجُومِ وَ غَیْبُوبَةِ الشَّفَقِ وَ انْبِسَاطِ الْکَلَامِ وَ آخِرُ وَقْتِهَا ثُلُثُ اللَّیْلِ وَ رُوِیَ نِصْفُهُ وَ الصُّبْحُ رَکْعَتَانِ وَ وَقْتُهُ طُلُوعُ الْفَجْرِ إِلَی إِسْفَارِ الصُّبْحِ: وَ أَنَّ الزَّکَاةَ یَجِبُ فِی مَالٍ دُونَ مَالٍ وَ مِقْدَارٍ دُونَ مِقْدَارٍ وَ وَقْتٍ دُونَ أَوْقَاتٍ وَ کَذَلِکَ جَمِیعُ الْفَرَائِضِ الَّتِی أَوْجَبَهَا اللَّهُ سُبْحَانَهُ عَلَی عِبَادِهِ بِمَبْلَغِ الطَّاقَاتِ وَ کُنْهِ الِاسْتِطَاعَاتِ فَلَوْ لَا مَا وَرَدَ النَّصُّ بِهِ مِنْ تَنْزِیلِ کِتَابِ اللَّهِ تَعَالَی وَ مَا أَبَانَ رَسُولُهُ وَ فَسَّرَهُ لَنَا وَ أَبَانَهُ الْأَثَرُ وَ صَحِیحُ الْخَبَرِ لِقَوْمٍ آخَرِینَ لَمْ یَکُنْ لِأَحَدٍ مِنَ النَّاسِ الْمَأْمُورِینَ بِأَدَاءِ الْفَرَائِضِ أَنْ یُوجِبَ ذَلِکَ بِعَقْلِهِ وَ إِقَامَةِ مَعَانِی فُرُوضِهِ وَ بَیَانِ مُرَادِ اللَّهِ تَعَالَی فِی جَمِیعِ مَا قَدَّمْنَا ذِکْرَهُ عَلَی حَقِیقَةِ شُرُوطِهِ وَ لَا تَصِحُّ إِقَامَةُ فُرُوضِهِ بِالْقِیَاسِ وَ الرَّأْیِ وَ لَا أَنْ یَهْتَدِیَ الْعُقُولُ عَلَی انْفِرَادِهَا وَ لَوِ انْفَرَدَ لَا یُوجِبُ فَرْضَ صَلَاةِ الظُّهْرِ أَرْبَعاً دُونَ خَمْسٍ أَوْ ثَلَاثٍ وَ لَا یَفْصِلُ أَیْضاً بَیْنَ قَبْلِ الزَّوَالِ وَ بَعْدِهِ وَ لَا تَقَدُّمِ السُّجُودِ عَلَی الرُّکُوعِ وَ الرُّکُوعِ عَلَی السُّجُودِ أَوْ حَدِّ زِنَا الْمُحْصَنِ وَ الْبِکْرِ وَ لَا بَیْنَ الْعَقَارَاتِ وَ الْمَالِ النَّقْدِ فِی وُجُوبِ الزَّکَاةِ وَ لَوْ خُلِّینَا بَیْنَ عُقُولِنَا وَ بَیْنَ هَذِهِ الْفَرَائِضِ لَمْ یَصِحَّ فِعْلُ ذَلِکَ کُلِّهِ بِالْعَقْلِ عَلَی مُجَرَّدِهِ وَ لَمْ یَفْصِلْ بَیْنَ الْقِیَاسِ وَ مَا فَصَلَتِ الشَّرِیعَةُ وَ النُّصُوصُ إِذْ کَانَتِ الشَّرِیعَةُ مَوْجُودَةً عَنِ السَّمْعِ وَ النُّطْقِ الَّذِی لَیْسَ لَنَا أَنْ نَتَجَاوَزَ حُدُودَهَا وَ لَوْ جَازَ ذَلِکَ وَ صَحَّ لَاسْتَغْنَیْنَا عَنْ إِرْسَالِ الرُّسُلِ إِلَیْنَا بِالْأَمْرِ وَ النَّهْیِ مِنْهُ تَعَالَی وَ لَمَّا کَانَتِ الْأُصُولُ لَا تَجِبُ عَلَی مَا هِیَ مِنْ بَیَانِ فَرْضِهَا إِلَّا بِالسَّمْعِ وَ النُّطْقِ فَکَذَلِکَ الْفُرُوعُ وَ الْحَوَادِثُ الَّتِی تَنُوبُ وَ تَطْرُقُ مِنْهُ تَعَالَی لَمْ یُوجَبِ الْحُکْمُ فِیهَا بِالْقِیَاسِ دُونَ

ص: 93

النَّصِّ بِالسَّمْعِ وَ النُّطْقِ.

وَ أَمَّا احْتِجَاجُهُمْ وَ اعْتِلَالُهُمْ بِأَنَّ الْقِیَاسَ هُوَ التَّشْبِیهُ وَ التَّمْثِیلُ وَ أَنَّ الْحُکْمَ جَائِزٌ بِهِ وَ رَدُّ الْحَوَادِثِ أَیْضاً إِلَیْهِ فَذَلِکَ مُحَالٌ بَیِّنٌ وَ مَقَامٌ شَنِیعٌ لِأَنَّا نَجِدُ شَیْئاً قَدْ وَفَّقَ اللَّهُ تَعَالَی بَیْنَ أَحْکَامِهَا وَ إِنْ کَانَتْ مُتَفَرِّقَةً وَ نَجِدُ أَشْیَاءَ وَ قَدْ فَرَّقَ اللَّهُ بَیْنَ أَحْکَامِهَا وَ إِنْ کَانَتْ مُجْتَمِعَةً فَدَلَّنَا ذَلِکَ مِنْ فِعْلِ اللَّهِ تَعَالَی عَلَی أَنَّ اشْتِبَاهَ الشَّیْئَیْنِ غَیْرُ مُوجِبٍ لِاشْتِبَاهِ الْحُکْمَیْنِ کَمَا ادَّعَاهُ مُسْتَحِلُّو الْقِیَاسِ وَ الرَّأْیِ وَ ذَلِکَ أَنَّهُمْ لَمَّا عَجَزُوا عَنْ إِقَامَةِ الْأَحْکَامِ عَلَی مَا أُنْزِلَ فِی کِتَابِ اللَّهِ تَعَالَی وَ عَدَلُوا عَنْ أَخْذِهَا مِنْ أَهْلِهَا مِمَّنْ فَرَضَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ طَاعَتَهُمْ عَلَی عِبَادِهِ مِمَّنْ لَا یَزِلُّ وَ لَا یُخْطِئُ وَ لَا یَنْسَی الَّذِینَ أَنْزَلَ اللَّهُ کِتَابَهُ عَلَیْهِمْ وَ أَمَرَ الْأُمَّةَ بِرَدِّ مَا اشْتَبَهَ عَلَیْهِمْ مِنَ الْأَحْکَامِ إِلَیْهِمْ وَ طَلَبُوا الرِّئَاسَةَ رَغْبَةً فِی حُطَامِ الدُّنْیَا وَ رَکِبُوا طَرَائِقَ أَسْلَافِهِمْ مِمَّنِ ادَّعَی مَنْزِلَةَ أَوْلِیَاءِ اللَّهِ لَزِمَهُمُ الْعَجْزُ فَادَّعَوْا أَنَّ الرَّأْیَ وَ الْقِیَاسَ وَاجِبٌ فَبَانَ لِذَوِی الْعُقُولِ عَجْزُهُمْ وَ إِلْحَادُهُمْ فِی دِینِ اللَّهِ تَعَالَی وَ ذَلِکَ أَنَّ الْعَقْلَ عَلَی مُجَرَّدِهِ وَ انْفِرَادِهِ لَا یُوجِبُ وَ لَا یَفْصِلُ بَیْنَ أَخْذِ شَیْ ءٍ بِغَصْبٍ وَ نَهْبٍ وَ بَیْنَ أَخْذِهِ بِسَرِقَةٍ وَ إِنْ کَانَا مُشْتَبِهَیْنِ وَ الْوَاحِدُ مِنْهُمَا یُوجِبُ الْقَطْعَ وَ الْآخَرُ لَا یُوجِبُهُ وَ یَدُلُّ أَیْضاً عَلَی فَسَادِ مَا احْتَجُّوا بِهِ مِنْ رَدِّ الشَّیْ ءِ فِی الْحُکْمِ إِلَی اعْتِبَارِ نَظَائِرِهِ أَنَّا نَجِدُ الزِّنَا مِنَ الْمُحْصَنِ وَ الْبِکْرِ سَوَاءً وَ أَحَدُهُمَا یُوجِبُ الرَّجْمَ وَ الْآخَرُ یُوجِبُ الْجَلْدَ فَعَلِمْنَا أَنَّ الْأَحْکَامَ مَأْخَذُهَا مِنَ السَّمْعِ وَ النُّطْقِ عَلَی حَسَبِ مَا یَرِدُ بِهِ التَّوْقِیفُ دُونَ اعْتِبَارِ النَّظَائِرِ وَ الْأَعْیَانِ وَ هَذِهِ دَلَالَةٌ وَاضِحَةٌ عَلَی فَسَادِ قَوْلِهِمْ وَ لَوْ کَانَ الْحُکْمُ فِی الدِّینِ بِالْقِیَاسِ لَکَانَ بَاطِنُ الْقَدَمَیْنِ أَوْلَی بِالْمَسْحِ مِنْ ظَاهِرِهِمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَی حِکَایَةً عَنْ إِبْلِیسَ فِی قَوْلِهِ بِالْقِیَاسِ- أَنَا خَیْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِی مِنْ نارٍ وَ خَلَقْتَهُ مِنْ طِینٍ (1) فَذَمَّهُ اللَّهُ لِمَا لَمْ یَدْرِ مَا بَیْنَهُمَا وَ قَدْ ذَمَّ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله وَ الْأَئِمَّةُ علیهم السلام الْقِیَاسَ یَرِثُ ذَلِکَ بَعْضُهُمْ عَنْ بَعْضٍ وَ یَرْوِیهِ عَنْهُمْ أَوْلِیَاؤُهُمْ.

ص: 94

وَ أَمَّا الرَّدُّ عَلَی مَنْ قَالَ بِالاجْتِهَادِ فَإِنَّهُمْ یَزْعُمُونَ أَنَّ کُلَّ مُجْتَهِدٍ مُصِیبٌ عَلَی أَنَّهُمْ لَا یَقُولُونَ مَعَ اجْتِهَادِهِمْ أَصَابُوا مَعْنَی حَقِیقَةِ الْحَقِّ عِنْدَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ لِأَنَّهُمْ فِی حَالِ اجْتِهَادِهِمْ یَنْتَقِلُونَ مِنِ اجْتِهَادٍ إِلَی اجْتِهَادٍ وَ احْتِجَاجُهُمْ أَنَّ الْحُکْمَ بِهِ قَاطِعٌ قَوْلٌ بَاطِلٌ مُنْقَطِعٌ مُنْتَقَضٌ فَأَیُّ دَلِیلٍ أَدَلُّ مِنْ هَذَا عَلَی ضَعْفِ اعْتِقَادِ مَنْ قَالَ بِالاجْتِهَادِ وَ الرَّأْیِ إِذْ کَانَ حَالُهُمْ تَئُولُ إِلَی مَا وَصَفْنَاهُ وَ زَعَمُوا أَیْضاً أَنَّهُ مُحَالٌ أَنْ یَجْتَهِدُوا فَیَذْهَبَ الْحَقُّ مِنْ جَمَاعَتِهِمْ وَ قَوْلُهُمْ بِذَلِکَ فَاسِدٌ لِأَنَّهُمْ إِنِ اجْتَهَدُوا فَاخْتَلَفُوا فَالتَّقْصِیرُ وَاقِعٌ بِهِمْ وَ أَعْجَبُ مِنْ هَذَا أَنَّهُمْ یَقُولُونَ مَعَ قَوْلِهِمْ بِالاجْتِهَادِ وَ الرَّأْیِ إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی بِهَذَا الْمَذْهَبِ لَمْ یُکَلِّفْهُمْ إِلَّا بِمَا یُطِیقُونَهُ وَ کَلَامُ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله وَ احْتَجُّوا بِقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَی وَ حَیْثُ ما کُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَکُمْ شَطْرَهُ (1) وَ هُوَ بِزَعْمِهِمْ وَجْهُ الِاجْتِهَادِ وَ غَلِطُوا فِی هَذَا التَّأْوِیلِ غَلَطاً بَیِّناً قَالُوا وَ مِنْ قَوْلِ الرَّسُولِ مَا قَالَهُ لِمُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ وَ ادَّعَوْا أَنَّهُ أَجَازَ ذَلِکَ وَ الصَّحِیحُ أَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ لَمْ یُکَلِّفِ الْعِبَادَ اجْتِهَاداً لِأَنَّهُ قَدْ نَصَبَ لَهُمْ أَدِلَّةً وَ أَقَامَ لَهُمْ أَعْلَاماً وَ أَثْبَتَ عَلَیْهِمُ الْحُجَّةَ فَمُحَالٌ أَنْ یَضْطَرَّهُمْ إِلَی مَا لَا یُطِیقُونَ بَعْدَ إِرْسَالِهِ إِلَیْهِمُ الرُّسُلَ بِتَفْصِیلِ الْحَلَالِ وَ الْحَرَامِ وَ لَمْ یَتْرُکْهُمْ سُدًی وَ مَهْمَا عَجَزُوا عَنْهُ رَدُّوهُ إِلَی الرُّسُلِ وَ الْأَئِمَّةِ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِمْ وَ هُوَ یَقُولُ ما فَرَّطْنا فِی الْکِتابِ مِنْ شَیْ ءٍ(2) وَ یَقُولُ الْیَوْمَ أَکْمَلْتُ لَکُمْ دِینَکُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَیْکُمْ نِعْمَتِی (3) وَ یَقُولُ سُبْحَانَهُ فِیهِ تِبْیَانُ کُلِّ شَیْ ءٍ(4)

وَ مِنَ الدَّلِیلِ عَلَی فَسَادِ قَوْلِهِمْ فِی الِاجْتِهَادِ وَ الرَّأْیِ وَ الْقِیَاسِ أَنَّهُ لَنْ یَخْلُوَ الشَّیْ ءُ أَنْ یَکُونَ تَمْثِیلًا عَلَی أَصْلٍ أَوْ یُسْتَخْرَجَ الْبَحْثُ عَنْهُ فَإِنْ کَانَ بَحَثَ عَنْهُ فَإِنَّهُ لَا یَجُوزُ فِی عَدْلِ اللَّهِ تَعَالَی تَکْلِیفُ الْعِبَادِ ذَلِکَ وَ إِنْ کَانَ تَمْثِیلًا عَلَی أَصْلٍ فَلَنْ یَخْلُوَ

ص: 95

الْأَصْلُ أَنْ یَکُونَ حُرِّمَ لِمَصْلَحَةِ الْخَلْقِ أَوْ لِمَعْنًی فِی نَفْسِهِ خَاصٍّ فَإِنْ کَانَ حُرِّمَ لِمَعْنًی فِی نَفْسِهِ خَاصٍّ فَقَدْ کَانَ قَبْلَ ذَلِکَ حَلَالًا ثُمَّ حُرِّمَ بَعْدَ ذَلِکَ لِمَعْنًی فِیهِ بَلْ لَوْ کَانَ الْعِلَّةُ الْمَعْنَی لَمْ یَکُنِ التَّحْرِیمُ لَهُ أَوْلَی مِنَ التَّحْلِیلِ وَ لَمَا فَسَدَ هَذَا الْوَجْهُ مِنْ دَعْوَاهُمْ عَلِمْنَا أَنَّهُ لِمَعْنَی أَنَّ اللَّهَ تَعَالَی إِنَّمَا حَرَّمَ الْأَشْیَاءَ لِمَصْلَحَةِ الْخَلْقِ- لَا لِلْعِلَّةِ الَّتِی فِیهَا وَ نَحْنُ إِنَّمَا نَنْفِی الْقَوْلَ بِالاجْتِهَادِ لِأَنَّ الْحَقَّ عِنْدَنَا مِمَّا قدمناه قَدَّمْنَا ذِکْرَهُ مِنَ الْأُصُولِ الَّتِی نَصَبَهَا اللَّهُ تَعَالَی وَ الدَّلَائِلِ الَّتِی أَقَامَهَا لَنَا- کَالْکِتَابِ وَ السُّنَّةِ وَ الْإِمَامِ الْحُجَّةِ وَ لَنْ یَخْلُوَ الْخَلْقُ عِنْدَنَا مِنْ أَحَدِ هَذِهِ الْأَرْبَعَةِ وُجُوهٍ الَّتِی ذَکَرْنَاهَا وَ مَا خَالَفَهَا فَبَاطِلٌ وَ أَمَّا اعْتِلَالُهُمْ بِمَا اعْتَلُّوا بِهِ مِنْ شَطْرِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَ الْبَیْتِ فَمُسْتَحِیلٌ بَیِّنُ الْخَطَإِ لِأَنَّ مَعْنَی شَطْرِهِ نَحْوُهُ فَبَطَلَ الِاجْتِهَادُ فِیهِ وَ زَعَمُوا أَنَّ عَلَی الَّذِی لَمْ یَهْتَدِ إِلَی الْأَدِلَّةِ وَ الْأَعْلَامِ الْمَنْصُوصَةِ لِلْقِبْلَةِ أَنْ یَسْتَعْمِلَ رَأْیَهُ حَتَّی یُصِیبَ بِغَایَةِ اجْتِهَادِهِ وَ لَمْ یَقُولُوا حَتَّی یُصِیبَ نَحْوَ تَوَجُّهِهِ إِلَیْهِ وَ قَدْ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ وَ حَیْثُ ما کُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَکُمْ شَطْرَهُ یَعْنِی تَعَالَی عَلَی نُصُبٍ مِنَ الْعَلَامَاتِ وَ الْأَدِلَّةِ وَ هِیَ الَّتِی نَصَّ عَلَی حُکْمِهَا بِذِکْرِ الْعَلَامَاتِ وَ النُّجُومِ فِی ظَاهِرِ الْآیَةِ ثُمَّ قَالَ تَعَالَی وَ إِنَّ الَّذِینَ أُوتُوا الْکِتابَ لَیَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَ لَمْ یَقُلْ وَ إِنَّ الَّذِینَ اضْطُرُّوا إِلَی الِاجْتِهَادِ فَدَلَّ عَلَی أَنَّ اللَّهَ تَعَالَی أَوْجَبَ عَلَیْهِمُ اسْتِعْمَالَ الدَّلِیلِ فِی التَّوَجُّهِ وَ عِنْدَ الِاشْتِبَاهِ عَلَیْهِمْ لِإِصَابَةِ الْحَقِّ فَمَعْنَی شَطْرِهِ نَحْوُهُ یَعْنِی تَعَالَی نَحْوَ عَلَامَاتِهِ الْمَنْصُوصَةِ عَلَیْهِ وَ مَعْنَی شَطْرِهِ نَحْوُهُ إِنْ کَانَ مَرْئِیّاً وَ بِالدَّلَائِلِ وَ الْأَعْلَامِ إِنْ کَانَ مَحْجُوباً فَلَوْ عُلِمَتِ الْقِبْلَةُ الْوَاجِبُ اسْتِقْبَالُهَا وَ التَّوَلِّی وَ التَّوَجُّهُ إِلَیْهَا وَ لَمْ یَکُنِ الدَّلِیلُ عَلَیْهَا مَوْجُوداً حَتَّی اسْتَوَی الْجِهَاتُ کُلُّهَا لَهُ حِینَئِذٍ أَنْ یُصَلِّیَ بِحَالِ اجْتِهَادٍ وَ حَیْثُ أَحَبَّ وَ اخْتَارَ حَتَّی یَکُونَ عَلَی یَقِینٍ مِنْ بَیَانِ الْأَدِلَّةِ الْمَنْصُوبَةِ وَ الْعَلَامَاتِ الْمَبْثُوثَةِ فَإِنْ مَالَ عَنْ هَذَا الْمَوْضِعِ مَا ذَکَرْنَاهُ حَتَّی یَجْعَلَ الشَّرْقَ غَرْباً وَ الْغَرْبَ شَرْقاً زَالَ مَعْنَی اجْتِهَادِهِ وَ فَسَدَ اعْتِقَادُه.

ص: 96

وَ قَدْ جَاءَ عَنِ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله خَبَرٌ مَنْصُوصٌ مُجْمَعٌ عَلَیْهِ أَنَّ الْأَدِلَّةَ الْمَنْصُوبَةَ عَلَی بَیْتِ اللَّهِ الْحَرَامِ لَا یَذْهَبُ بِکُلِّیَّتِهَا بِحَادِثَةٍ مِنَ الْحَوَادِثِ مَنّاً مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَی عِبَادِهِ فِی إِقَامَةِ مَا افْتَرَضَهُ عَلَیْهِمْ وَ زَعَمَتْ طَائِفَةٌ مِمَّنْ یَقُولُ بِالاجْتِهَادِ أَنَّهُ إِذَا أَشْکَلَ عَلَیْهِ مِنْ جِهَةٍ حَتَّی یَسْتَوِیَ عِنْدَهُ الْجِهَاتُ کُلُّهَا تَحَرَّی وَ اتَّبَعَ اجْتِهَادَهُ حَیْثُ بَلَغَ بِهِ فَإِنَّ ذَلِکَ جَائِزٌ بِزَعْمِهِمْ وَ إِنْ کَانَ لَمْ یُصِبْ وَجْهَ حَقِیقَةِ الْقِبْلَةِ وَ زَعَمُوا أَیْضاً أَنَّهُ إِذَا کَانَ عَلَی هَذَا السَّبِیلِ مِائَةُ رَجُلٍ لَمْ یَجُزْ لِأَحَدٍ مِنْهُمْ أَنْ یَتَّبِعَ اجْتِهَادَ الْآخَرِ فَهُمْ بِهَذِهِ الْأَقْوَالِ یَنْقُضُونَ أَصْلَ اعْتِقَادِهِمْ وَ زَعَمُوا أَنَّ الضَّرِیرَ وَ الْمَکْفُوفَ لَهُ أَنْ یَقْتَدِیَ بِأَحَدِ هَؤُلَاءِ الْمُجْتَهِدِینَ فَلَهُ أَنْ یَنْتَقِلَ عَنْ قَوْلِ الْأَوَّلِ مِنْهُمْ إِلَی قَوْلِ الْآخَرِ فَجَعَلُوا مَعَ اجْتِهَادِهِمْ کَمَنْ لَمْ یَجْتَهِدْ فَلَمْ یَئُلْ بِهِمُ الِاجْتِهَادُ إِلَّا إِلَی حَالِ الضَّلَالِ وَ الِانْتِقَالِ مِنْ حَالٍ إِلَی حَالٍ فَأَیُّ دِینٍ أَبْدَعُ وَ أَیُّ قَوْلٍ أَشْنَعُ مِنْ هَذِهِ الْمَقَالَةِ أَوْ أَبْیَنُ عَجْزاً مِمَّنْ یَظُنُّ أَنَّهُ مِنْ أَهْلِ الْإِسْلَامِ وَ هُوَ عَلَی مِثْلِ هَذَا الْحَالِ نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنَ الضَّلَالَةِ بَعْدَ الْهُدَی وَ اتِّبَاعِ الْهَوَی وَ إِیَّاهُ نَسْتَعِینُ عَلَی مَا یَقْرُبُ مِنْهُ إِنَّهُ سَمِیعٌ مُجِیبٌ (1)

**[ترجمه]سپاس خداوندی را سزاست که عادل و با عظمت و صاحب جبروت و ملکوت است. زنده ای که نمی میرد و ابتدا کننده خلقت و بازگرداننده آن و پدیدآورنده هر چیز و از بین برنده آن است.

او که نه کسی را زایید و نه زاییده کسی راست و هیچ کس همتای او نیست. یکی است اما نه مانند یکی بودن کسانی که از همپایه ها مبرّا باشند. نیست معبودی جز او که بر بندگان مهربان است. و صلوات خداوند بر نور تابان و درخشان او محمد صلی الله علیه و آله که نبی و صفی و ریسمان محکم و مَثَل اعلای اوست که بر جمیع خلایق برتری داده شده است. و درود او بر برادر و وصی و وارث علم او و نشانه بزرگ تر او و بر آل او که امامان برگزیده خدایند و بر عترت منتجب او که بر تمامی عالمیان برتری و داده شده اند، آنان که چراغ های تاریکی و نشانه های هدایت و کشتی های نجات هستند. هم آن ها که خداوند آنان را قرین خود و پیامبرش گردانیده آنجا که می فرماید: از خدا و رسول او صاحبان امر از میانتان پیروی کنید. خداوند سبحان با این سخن مردم را به سوی آنان رهنمون ساخت.

پیامبر صلی الله علیه و آله فرمودند: «همانا دو شیء گران سنگ در میان شما باقی می گذارم؛ کتاب خدا و عترتم. پروردگار لطیف و آگاه من به من خبر داد آن دو هرگز از هم جدا نمی شوند تا در حوض بر من وارد شوند. و امیرالمؤمنین علی بن ابی طالب در یکی از خطبه هایشان فرمودند: آگاه باشید که همانا علمی که آدم علیه السلام به آن از آسمان به زمین آمد و هر آنچه که انبیای الهی بدان فضیلت یافتند در عترت خاتم پیامبران است.

و بدان ای برادرم که خداوند تو را به فضلش بر آنچه رضایتش در اوست موفق بدارد و به رحمتش از آنچه خشم او در آن است به دور دارد. همانا قرآن بسیار بااهمیت و عظیم القدر است و پیامبر خدا صلی الله علیه و آله وقتی ما را خبر داد که قرآن همراه اهل بیت او بوده و آن ها ترجمان قرآن و مفسران آن هستند، دریافت علم قرآن از ایشان و یادگرفتن از آنان را واجب نمود.

خداوند متعال فرمود: «فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّکْرِ إِنْ کُنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ « {پس اگر نمی دانید، از پژوهندگان کتاب های آسمانی جویا شوید.} - . نحل / 43 - خداوند متعال علم و عمل به آنچه در قرآن است را واجب نمود، لذا با وجود آن نمی توانند دعوی جهل نموده و بهانه ای در ترک آن داشته باشند. و تمامی آنچه در کتابش نازل فرموده نزد اهل بیت پیامبرش است که بندگان را ملزم و اطاعت ایشان نمود و پرسش از آنان و یادگیری از ایشان را واجب نموده و فرمود: «فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّکْرِ إِنْ کُنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ» {پس اگر نمی دانید، از پژوهندگان کتاب های آسمانی جویا شوید.} ذکر در این آیه رسول خدا صلی الله علیه و آله است. خداوند متعال فرمود: «قَدْ أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَیْکُمْ ذِکْراً *رَسُولاً یَتْلُو عَلَیْکُمْ آیَاتِ اللَّهِ»{راستی که خدا سوی شما تذکاری فرو فرستاده است: پیامبری که آیات روشنگر خدا را بر شما تلاوت می کند} - . طلاق / 10 _ 11 - و اهل ذکر همان اهل بیت اوست و آنگاه که مردم در این امر دچار اختلاف شدند، خداوند این آیه را نازل فرمود: «ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْکِتَابَ الَّذِینَ اصْطَفَیْنَا مِنْ عِبَادِنَا» {سپس این کتاب را به آن بندگان خود که [آنان را] برگزیده بودیم، به میراث دادیم} - . فاطر/ 32 - او اطاعت از غیر این برگزیدگان و پاکان را واجب نفرمود که سوای ایشان کسانی هستند که شک و ظلم و چشم داشت در مورد آنان صادق است. پس وای بر کسی که با خداوند و رسول او مخالفت کند و امر دین خود را به غیر اهل بیت علیه السلام واگذارد. خداوند متعال فرمود: «وَ یَوْمَ یَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَی یَدَیْهِ یَقُولُ یَا لَیْتَنِی اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِیلاً» {و روزی است که ستمکار دست های خود را می گَزد [و] می گوید: «ای کاش با پیامبر راهی برمی گرفتم.»} - . فرقان / 27 - راه در این آیه امیرالمؤمنین علیه السلام است. و فرمود: «یَا وَیْلَتَا لَیْتَنِی لَمْ أَتَّخِذْ فُلاَناً خَلِیلاً* لَقَدْ أَضَلَّنِی عَنِ الذِّکْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءَنِی»{«ای وای، کاش فلانی را دوست [خود] نگرفته بودم.او [بود که] مرا به گمراهی کشانید پس از آنکه قرآن به من رسیده بود.»} - . فرقان /28 _ 29 - و ذکر در این آیه امیرالمؤمنین علیه السلام است. و فرمود: «وَ قَالَ الرَّسُولُ یَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِی اتَّخَذُوا هذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً» {و پیامبر [خدا] گفت: «پروردگارا، قوم من این قرآن را رها کردند.» } - . فرقان / 30 - قرآن در این آیه اشاره به امیرالمؤمنین علیه السلام دارد. سپس امام علیه السلام را این گونه توصیف کرد: «التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاکِعُونَ السَّاجِدُونَ الْآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ النَّاهُونَ عَنِ الْمُنْکَرِ وَ الْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللَّهِ» {[آن مؤمنان،] همان توبه کنندگان، پرستندگان، سپاسگزاران، روزه داران، رکوع کنندگان، سجده کنندگان، وادارندگان به کارهای پسندیده، بازدارندگان از کارهای ناپسند و پاسداران مقرّرات خدایند.} - . توبه/ 112 -

مگر نمی دانی که امر به معروف جز برای کسی که تمام معروف را می شناسد شایسته نیست تا خطا نکند و کسی که نمی لغزد و فراموش نمی کند و دچار تردید نمی شود. و از بدی ها نیز جز کسی که تمام منکر و اهل آن را می شناسد نهی نمی کند. و بر احدی جایز نیست که جز به کسی که چنین صفتی دارد اقتدا کرده و او را امام خود قرار دهد و ایشان همان راسخان در علم هستند که خداوند آنان را قرین قرآن و قرآن را قرین آنان نموده است.

امام صادق علیه السلام فرمودند: همانا خداوند متعال محمد صلی الله علیه و آله را برانگیخت و انبیاء را به ایشان ختم نمود، لذا پیامبری بعد از او نیست. و بر او کتابی نازل کرده و نزول کتاب را بدان ختم نمود لذا پس از آن کتابی نیست. در آن کتاب چیزهایی را حرام نمود و حلال آن تا روز قیامت حلال است و حرام آن نیز تا روز قیامت حرام است در آن، شریعت شما و خبر پیشینیان شما و کسانی که پس از شما می آیند است.

و پیامبر صلی الله علیه و آله آن را نشانه ای پایدار در اوصیای خود قرار داد اما مردم ایشان را ترک گفتند حال آنکه آنان شاهدان بر اهل همه زمان ها هستند، و آنان را رها کردند و ایشان را کشتند و از غیر ایشان با تمام وجود تبعیت کردند تا جایی که با کسانی که ولایت اهل بیت را اظهار می نمود و علوم ایشان را درخواست می کرد راه دشمنی در پیش گرفتند. خداوند متعال می فرماید: «وَ نَسُوا حَظّاً مِمَّا ذُکِّرُوا بِهِ وَ لاَ تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَی خَائِنَةٍ مِنْهُمْ» {و بخشی از آنچه را بدان اندرز داده شده بودند به فراموشی سپردند. و تو همواره بر خیانتی از آنان آگاه می شوی.} - . مائده/ 13 -

و این بدان سبب است که ایشان بعض از قرآن را به بعض دیگر زدند و به آیه منسوخ احتجاج کردند در حالی که می پنداشتند ناسخ است. و به متشابه قرآن استناد می کردند در حالی که آن را محکم می دیدند و به آیه خاص تمسک می جستند در حالی که آن را عام می دانستند و به اول آیه استناد می کردند و دلیل تأویل آن را رها می کردند و در آنچه کلام بدان آغاز شده و بدان ختم می شود نگاه نمی کردند و ورودی و خروجی آیه را نمی شناختند، زیرا آن را از اهل آن اخذ نکرده بودند، لذا هم خود گمراه شدندو هم دیگران را به گمراهی کشاندند.

رحمت خدا بر شما باد، بدانید کسی که در کتاب خدا ناسخ را از منسوخ و خاص را از عام و محکم را از متشابه و رخص(مجوزات) را از واجبات تشخیص نداده و مکی و مدنی و اسباب نزول و مبهمات قرآن در الفاظ مفرد و مرکب و آنچه در قرآن از علم قضا و قدر و تقدیم و تأخیر و مبین و عمیق و ظاهر و باطن و ابتدا و انتها و سؤال و جواب و قطع و وصل و مستثنی و غیرمستثنی آمده را نمی شناسد و کلمه ای که صفت برای ماقبل بوده را از آنچه بر مابعد دلالت دارد نمی شناسد و آیات مؤکد و مفصل و عزائم و مجوزات و جایگاه های واجبات و احکام آن و معنی حلال و حرام آن را که ملحدان درباره آن ها دچار هلاکت شدند و الفاظ موصول و آنچه بر ماقبل حمل می شود و آنچه بر مابعد حمل می شود را نمی شناسد، عالم به قرآن نیست و از اهل قرآن نمی باشد. و هرگاه شخصی بدون دلیل ادعای شناخت این موارد را کند دروغگو، شکاک و افترا زننده به خداست. «وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَ بِئْسَ الْمَصِیرُ» {و جایگاهش دوزخ است، و چه بد سرانجامی است.} - . أنفال / 16 -

شیعیان امیرالمؤمنین علیه السلام در مورد این اقسام از ایشان سؤال کردند. ایشان فرمودند: خداوند متعال قرآن را بر هفت قسم نازل فرمود که هر کدام آن ها شافی و کفایت کننده اند که عبارتند از: آیات امر، نهی، ترغیب، ترساندن، جدل و مثل و قصص. در قرآن ناسخ و منسوخ و محکم و متشابه و خاص و عام و مقدم و مؤخر و و عزائم و مجوزات و حلال و حرام و فرائض و احکام و منقطع عطف شده و غیر عطف شده است. آیاتی است که در آن ها حرفی به جای حرف دیگر است. برخی لفظشان خاص و برخی عام است که دلالت بر عموم می کند. برخی آیات لفظشان واحد است اما معنایشان جمع و برخی لفظشان جمع و معنای آن واحد است. برخی از آن ها در لفظ دلالت بر گذشته دارند اما معنایشان آینده است. برخی آیات در لفظ بر خبری اشاره می کنند و معنایشان حکایت از قوم دیگری دارد. برخی از آن باقی است اما از معنایش منحرف شده و بعضی آیات بر خلاف تنزیلشان آمده اند. بعضی آیات در معنا بازگشت به تنزیل می کنند و برخی بازگشت به قبل از تنزیل دارند و برخی نیز بازگشت به بعد از تنزیل دارند. قسمتی از قرآن، برخی از آیاتش در سوره ای است که معنای آن در سوره دیگری تکمیل می شود. قسمی از آن آیاتی است که نصف آن ها منسوخ و نصف دیگر غیر منسوخ است برخی از آن آیاتی است که در الفاظ اختلاف دارند اما هم معنی اند و به عکس، برخی از آن آیاتی است که بعد از وجوب حکم جواز و اطلاق دارد، زیرا خداوند دوست دارد که مجوزات او همانند واجبات او أخذ شوند. برخی از آن آیاتی است که مجوز است و شخص می تواند بدان عمل کرده یا آن را ترک کند در حالی که برخی از آن آیات مجوزی است ظاهرشان خلاف باطنشان است، در تقیه به ظاهر آن ها عمل می شود اما به باطنشان در تقیه عمل نمی شود. برخی آیات با قومی سخنی می گویند حال آنکه در معنا مقصود دیگرانند و برخی از آن با پیامبر صلی الله علیه و آله سخن می گویند حال آنکه در معنا، مقصود امت اوست. برخی آیات تحریمشان جز از حلال کردنشان شناخته نمی شود. بعضی آیات در ظاهر بر غیر معنایی که بر آن نازل شده اند ظهور دارند.

برخی آیات رد و احتجاج خداوند است بر تمامی ملحدان، کافران و دهریون، دوگانه پرستان و قدریه و مجبّره و بت پرستان و آتش پرستان. و برخی از آنان احتجاجی است بر مسیحیان در مسیح علیه السلام. برخی از آیات آن ردی است بر یهود و برخی ردی است بر کسانی که می پندارند ایمان و کفر زیاد و کم نمی شود و برخی از آن ردی است بر کسی که می پندارد پس از مرگ و قبل از قیامت ثواب و عقابی نیست و بعضی رد بر کسی است که برتری پیامبر صلی الله علیه و آله بر همه خلایق را انکار می کند. بعضی آیات در رد کسی است که حرکت شبانه پیامبر در شب معراج را انکار می کند و بعضی آیات رد بر کسی است که رؤیت خدا را معتقد است. و برخی از آن صفات خداوند و ابواب معانی ایمان و وجوب آن و انواع آن است. برخی از آیات رد بر کسی است که ایمان و کفر و شرک و ظلم و گمراهی را انکار می کند و برخی از آن رد بر کسی است که خدای واحد متعال را توصیف می کند و برخی از آن رد بر کسانی است که بازگشت را انکار می کند، در حالی که معنای آن را نمی داند و برخی از آیات رد بر کسانی است که می گویند خداوند عزّوجلّ قبل از وقوع حوادث آن را نمی داند و بعضی از آیات رد بر کسانی است که بین مشیت و اراده و قدرت در مواضع مختلف آن تفاوتی نمی بینند. برخی از آیات قرآن شناخت مواردی است که خداوند عزّوجلّ بدان ها ائمه علیهم السلام و مؤمنین را خطاب کرده و برخی آیات اخبار خروج قائم ما (عج) و برخی از آن آیاتی است که در آن ها خداوند شرائع اسلام و واجبات احکام و سبب بقای خلایق و روزی آن ها و انواع آن را تبیین کرده است و برخی از آن اخبار انبیا و شریعت های ایشان و هلاکت امت هایشان است و برخی دیگر آیاتی است که در آن ها غزوات و جنگ های پیامبر و فضایل اوصیای او و آنچه بدان مربوط است تبیین شده است .

پس از آن شیعیان هر وقت که فراغت بال می یافتند، از قسم این موارد از ایشان سؤال می کردند و ایشان جواب می دادند، از جمله این موارد سؤال آن ها از ناسخ و منسوخ قرآن بود که حضرت در جواب فرمودند: خداوند تبارک و تعالی رسول خود را با رأفت و رحمت برانگیخت که از مصادیق این رأفت و رحمت آن بود که پیامبر قوم خود را در ابتدای نبوت از عادت هایشان برنگرداند تا زمانی که اسلام در قلب هایشان محکم شده و شریعت در سینه هایشان وارد شود از آداب مردمان در جاهلیت آن بود که زن وقتی زنا می کرد، در خانه ای حبس می شد و وسایل زندگی او فراهم می شد تا زمانی که بمیرد، و وقتی مردی زنا می کرد، او را از مجالسشان دور می کردند و دشنام داده و می آزردند و او را مورد سرزنش قرار می دادند و غیر این چیزی نمی دانستند. خداوند متعال در اول اسلام فرمود: «وَ اللاَّتِی یَأْتِینَ الْفَاحِشَةَ مِنْ نِسَائِکُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَیْهِنَّ أَرْبَعَةً مِنْکُمْ فَإِنْ شَهِدُوا فَأَمْسِکُوهُنَّ فِی الْبُیُوتِ حَتَّی یَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ یَجْعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِیلاً * وَ اللَّذَانِ یَأْتِیَانِهَا مِنْکُمْ فَآذُوهُمَا فَإِنْ تَابَا وَ أَصْلَحَا فَأَعْرِضُوا عَنْهُمَا إِنَّ اللَّهَ کَانَ تَوَّاباً رَحِیما» {و از زنانِ شما، کسانی که مرتکب زنا می شوند، چهار تن از میان خود [مسلمانان] بر آنان گواه گیرید؛ پس اگر شهادت دادند، آنان [زنان] را در خانه ها نگاه دارید تا مرگشان فرا رسد یا خدا راهی برای آنان قرار دهد. و از میان شما، آن دو تن را که مرتکب زشتکاری می شوند، آزارشان دهید؛ پس اگر توبه کردند و درستکار شدند از آنان صرفنظر کنید، زیرا خداوند توبه پذیر مهربان است.} - . نساء/ 15_16 - آنگاه وقتی مسلمانان زیاد شدند و اسلام قوت یافته و مسلمانان از آداب جاهلیت بیگانه شدند، خداوند تعالی این آیه را نازل کرد: «الزَّانِیَةُ وَ الزَّانِی فَاجْلِدُوا کُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَة»ٍ {به هر زن زناکار و مرد زناکاری صد تازیانه بزنید} - . نور/ 2 - لذا این آیه، آیه حبس و اذیت را نسخ نمود. و از موارد دیگر آن این است که عده در زمان جاهلیت برای زن یک سال کامل بود و وقتی شوهر می مُرد، زن به پشت خود سرگین حیوان و مانند آن آویزان می کرد. سپس می گفت شوهر برای من خوارتر از این است، پس سُرمه نمی کشم و شانه نمی زنم و بوی خوش استعمال نمی کنم و تا یک سال ازدواج نمی کنم. آنان نیز آن زن را از خانه اش بیرون نمی کردند، بلکه تا یک سال از ماترک شوهرش به او می دادند. لذا در ابتدای اسلام خداوند متعال این آیه را نازل کرد: «وَ الَّذِینَ یُتَوَفَّوْنَ مِنْکُمْ وَ یَذَرُونَ أَزْوَاجاً وَصِیَّةً لِأَزْوَاجِهِمْ مَتَاعاً إِلَی الْحَوْلِ غَیْرَ إِخْرَاجٍ» {و کسانی از شما که مرگشان فرا می رسد، و همسرانی بر جای می گذارند، [باید] برای همسران خویش وصیّت کنند که آنان را تا یک سال بهره مند سازند و [از خانه شوهر] بیرون نکنند.} - . بقره/ 240 -

و وقتی اسلام قوّت یافت، خداوند متعال این آیه را نازل فرمود: «وَ الَّذِینَ یُتَوَفَّوْنَ مِنْکُمْ وَ یَذَرُونَ أَزْوَاجاً یَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ أَرْبَعَةَ أَشْهُرٍ وَ عَشْراً فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَلاَ جُنَاحَ عَلَیْکُمْ» {و کسانی از شما که می میرند و همسرانی بر جای می گذارند، [همسران] چهار ماه و ده روز انتظار می برند؛ پس هر گاه عده خود را به پایان رساندند، در آنچه آنان به نحو پسندیده درباره خود انجام دهند، گناهی بر شما نیست} - . بقره/ 234 - تا آخر آیه. و از دیگر نمونه ها، آن است که وقتی خداوند پیامبر را برانگیخت، به او در ابتدای امر دستور داد که فقط دعوت کند و این آیه را نازل فرمود: «یَا أَیُّهَا النَّبِیُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاکَ شَاهِداً وَ مُبَشِّراً وَ نَذِیراً * وَ دَاعِیاً إِلَی اللَّهِ بِإِذْنِهِ وَ سِرَاجاً مُنِیراً * وَ بَشِّرِ الْمُؤْمِنِینَ بِأَنَّ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ فَضْلاً کَبِیراً *وَ لاَ تُطِعِ الْکَافِرِینَ وَ الْمُنَافِقِینَ وَ دَعْ أَذَاهُمْ وَ تَوَکَّلْ عَلَی اللَّهِ وَ کَفَی بِاللَّهِ وَکِیلاً» {ای پیامبر، ما تو را [به سِمَتِ] گواه و بشارتگر و هشداردهنده فرستادیم،و دعوت کننده به سوی خدا به فرمان او، و چراغی تابناک. و مؤمنان را مژده دِه که برای آنان از جانب خدا بخشایشی فراوان خواهد بود. و کافران و منافقان را فرمان مبَر، و از آزارشان بگذر و بر خدا اعتماد کن و کارسازی [چون] خدا کفایت می کند.} - . أحزاب / 45_48 - لذا خداوند با این آیه پیامبرش را فقط برای دعوت برانگیخت و او را امر کرد که آنان را نیازارد، اما زمانی که آنان خواستند شبانه بر او هجوم برند، خداوند به او دستور هجرت داده و قتال را واجب ساخت و فرمود: «أُذِنَ لِلَّذِینَ یُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَ إِنَّ اللَّهَ عَلَی نَصْرِهِمْ لَقَدِیرٌ» {به کسانی که جنگ بر آنان تحمیل شده، رخصت [جهاد] داده شده است، چرا که مورد ظلم قرار گرفته اند، و البته خدا بر پیروزی آنان سخت تواناست.} - . حج / 39 -

آنگاه وقتی مردم را امر به جنگ کرد بی تابی کرده و ترسیدند و خداوند تعالی این آیه را نازل فرمود: «أَ لَمْ تَرَ إِلَی الَّذِینَ قِیلَ لَهُمْ کُفُّوا أَیْدِیَکُمْ وَ أَقِیمُوا الصَّلاَةَ وَ آتُوا الزَّکَاةَ فَلَمَّا کُتِبَ عَلَیْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِیقٌ مِنْهُمْ یَخْشَوْنَ النَّاسَ کَخَشْیَةِ اللَّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْیَةً وَ قَالُوا رَبَّنَا لِمَ کَتَبْتَ عَلَیْنَا الْقِتَالَ لَوْ لاَ أَخَّرْتَنَا إِلَی أَجَلٍ قَرِیبٍ» {آیا ندیدی کسانی را که به آنان گفته شد: «[فعلاً] دست [از جنگ] بدارید، و نماز را برپا کنید و زکات بدهید»، و [لی] همین که کارزار بر آنان مقرّر شد، بناگاه گروهی از آنان از مردم [مشرکان مکّه] ترسیدند مانند ترس از خدا یا ترسی سخت تر. و گفتند: «پروردگارا، چرا بر ما کارزار مقرّر داشتی؟ چرا ما را تا مدّتی کوتاه مهلت ندادی؟»} - . نساء/ 77 -

تا این بخش از آیات که فرمود: «أَیْنَمَا تَکُونُوا یُدْرِکْکُمُ الْمَوْتُ وَ لَوْ کُنْتُمْ فِی بُرُوجٍ مُشَیَّدَة»ٍ {هر کجا باشید، شما را مرگ درمی یابد؛ هر چند در بُرج های استوار باشید.} - . نساء/ 78 - لذا آیه قتال آیه کفّ را نسخ کرد و وقتی روز بدر فرا رسید و خداوند سختی و حرج مسلمانان را دید، این آیه را نازل فرمود: «وَ إِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَ تَوَکَّلْ عَلَی اللَّهِ» {و اگر به صلح گراییدند، تو [نیز] بدان گرای و بر خدا توکّل نما.} - . أنفال / 61 - و وقتی اسلام قوّت یافت و مسلمانان زیاد شدند، خداوند این آیه را نازل فرمود: «فَلاَ تَهِنُوا وَ تَدْعُوا إِلَی السَّلْمِ وَ أَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ وَ اللَّهُ مَعَکُمْ وَ لَنْ یَتِرَکُمْ أَعْمَالَکُمْ» {پس سستی نورزید و [کافران را] به آشتی مخوانید [که] شما برترید و خدا با شماست و از [ارزش] کارهایتان هرگز نخواهد کاست.} - . محمد/ 35 - این آیه، آیه ای را که در آن اذن برای گردش به صلح آمده بود را نسخ کرد، از این رو در آخر سوره این آیه را نازل کرد: «فَاقْتُلُوا الْمُشْرِکِینَ حَیْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَ خُذُوهُمْ وَ احْصُرُوهُمْ» {پس مشرکان را هر کجا یافتید بکشید و آنان را دستگیر کنید و به محاصره درآورید} - . توبه/ 5 - تا آخر آیه.

از دیگر موارد آنکه خداوند متعال قتال را واجب کرده و هر مسلمان را موظف به مقاتله با ده نفر با مشرکین نمود و فرمود: «إِنْ یَکُنْ مِنْکُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ یَغْلِبُوا مِائَتَیْنِ» {اگر از [میان] شما بیست تن، شکیبا باشند بر دویست تن چیره می شوند} - . أنفال / 65 - سپس این حکم را با آیه «الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْکُمْ وَ عَلِمَ أَنَّ فِیکُمْ ضَعْفاً فَإِنْ یَکُنْ مِنْکُمْ مِائَةٌ صَابِرَةٌ یَغْلِبُوا مِائَتَیْنِ» {اکنون خدا بر شما تخفیف داده و معلوم داشت که در شما ضعفی هست. پس اگر از [میان] شما یکصد تن شکیبا باشند بر دویست تن پیروز گردند} - . أنفال / 66 - نسخ کرد. از این رو اگر کسی از مسلمانان از جنگ فرار می کرد، چنانچه تعداد مشرکین نسبت به مسلمانان بیش از دو به یک بود، فرار از رویارویی به حساب نمی آمد، اما اگر نسبت دو به یک بود فراری از جنگ به حساب می آمد. نوعی دیگر از آن این است که رسول خدا صلی الله علیه و آله وقتی به مدینه هجرت کردند، بین اصحابشان از مهاجرین و انصار مؤاخاة برقرار کردند و ارث بردن را در برادری در دین قرار دادند نه در خویشاوندی که در این سخن خداوند متعال آمده است: «إِنَّ الَّذِینَ آمَنُوا وَ هَاجَرُوا وَ جَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَ أَنْفُسِهِمْ فِی سَبِیلِ اللَّهِ وَ الَّذِینَ آوَوْا وَ نَصَرُوا أُولئِکَ بَعْضُهُمْ أَوْلِیَاءُ بَعْضٍ» {کسانی که ایمان آورده و هجرت کرده اند و در راه خدا با مال و جان خود جهاد نموده اند و کسانی که [مهاجران را] پناه داده اند و یاری کرده اند، آنان یاران یکدیگرند} - . أنفال / 72 - تا این سخن خدا که فرمودند: «وَ الَّذِینَ آمَنُوا وَ لَمْ یُهَاجِرُوا مَا لَکُمْ مِنْ وَلاَیَتِهِمْ مِنْ شَیْ ءٍ حَتَّی یُهَاجِرُوا» {و کسانی که ایمان آورده اند ولی مهاجرت نکرده اند هیچ گونه خویشاوندی [دینی] با شما ندارند مگر آنکه [در راهِ خدا] هجرت کنند} - . أنفال / 72 - که بر اساس آن خویشاوندان را مشمول ارث قرار نداده و آن را در مورد مهاجران و خاصه اهل دین قرار دادند. خداوند متعال فرمود: «وَ الَّذِینَ کَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِیَاءُ بَعْضٍ إِلاَّ تَفْعَلُوهُ تَکُنْ فِتْنَةٌ فِی الْأَرْضِ وَ فَسَادٌ کَبِیرٌ» {و کسانی که کفر ورزیدند یاران یکدیگرند. اگر این [دستور] را به کار نبندید، در زمین فتنه و فسادی بزرگ پدید خواهد آمد} - . أنفال / 73 - لذا هر مسلمانی که از دنیا می رفت، میراث او به جای نزدیکان و خویشاوندان به برادر دینی او می رسید، اما وقتی اسلام قوّت یافت خداوند متعال این آیه را نازل فرمود: «النَّبِیُّ أَوْلَی بِالْمُؤْمِنِینَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَ أَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَ أُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَی بِبَعْضٍ فِی کِتَابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُهَاجِرِینَ إِلاَّ أَنْ تَفْعَلُوا إِلَی أَوْلِیَائِکُمْ مَعْرُوفاً کَانَ ذلِکَ فِی الْکِتَابِ مَسْطُورا»ً {پیامبر به مؤمنان از خودشان سزاوارتر [و نزدیک تر] است و همسرانش مادران ایشانند، و خویشاوندان [طبقِ] کتاب خدا، بعضی [نسبت] به بعضی اولویّت دارند [و] بر مؤمنان و مهاجران [مقدّمند]، مگر آنکه بخواهید به دوستان [مؤمن] خود [وصیّت یا] احسانی کنید، و این در کتاب [خدا] نگاشته شده است} - . أحزاب / 6 - که این آیه، آیه میراث را نسخ نمود.

و از انواع دیگر آنکه رسول خدا صلی الله علیه و آله وقتی برانگیخته شد، بر طبق سنت بنی اسرائیل نماز را به سمت قبله بیت المقدس خوانده می شد که بر طبق آنچه در ذکر موسی علیه السلام آمده که خانه اش را قبله قرار دهد، ما را بدان خبر داده و فرمود: «وَ أَوْحَیْنَا إِلَی مُوسَی وَ أَخِیهِ أَنْ تَبَوَّءَا لِقَوْمِکُمَا بِمِصْرَ بُیُوتاً وَ اجْعَلُوا بُیُوتَکُمْ قِبْلَةً» {و به موسی و برادرش وحی کردیم که شما دو تن برای قوم خود در مصر خانه هایی ترتیب دهید و سراهایتان را رو به روی هم قرار دهید} - . یونس / 87 - لذا رسول خدا صلی الله علیه و آله از ابتدای بعثت خویش تا زمانی که در مکه بود و همچنین چند ماه پس از هجرت به مدینه، به سمت بیت المقدس نماز می خواند که یهودیان او را مورد سرزنش قرار دادند و گفتند تو تابع قبله ما هستی. این سخن، پیامبر صلی الله علیه و آله را غمگین ساخت و آنگاه زمانی که پیامبر صلی الله علیه و آله رو به آسمان می چرخاند و انتظار می کشید، خداوند متعال این آیه را نازل فرمود: «قَدْ نَرَی تَقَلُّبَ وَجْهِکَ فِی السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّیَنَّکَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَکَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَ حَیْثُ مَا کُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَکُمْ شَطْرَهُ لِئَلاَّ یَکُونَ لِلنَّاسِ عَلَیْکُمْ حُجَّةٌ»{ما [به هر سو] گردانیدنِ رویت در آسمان را نیک می بینیم. پس [باش تا] تو را به قبله ای که بدان خشنود شوی برگردانیم؛ پس روی خود را به سوی مسجد الحرام کن؛ و هر جا بودید، روی خود را به سوی آن بگردانید تا برای مردم بر شما حجتی نباشد} - . بقره/ 144 البته بخش پایانی این آیه (لِئَلاَّ یَکُونَ لِلنَّاسِ عَلَیْکُمْ حُجَّةٌ)در سوره بقره آیه150آمده است. - که در اینجا منظور از مردم، یهود است. سپس خداوند متعال از علت آنکه چرا از ابتدای بعثت قبله را به سوی کعبه قرار نداده خبر داده و فرمود: «وَ مَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِی کُنْتَ عَلَیْهَا إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَنْ یَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ یَنْقَلِبُ عَلَی عَقِبَیْهِ وَ إِنْ کَانَتْ لَکَبِیرَةً إِلاَّ عَلَی الَّذِینَ هَدَی اللَّهُ وَ مَا کَانَ اللَّهُ لِیُضِیعَ إِیمَانَکُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِیمٌ « {و قبله ای را که [چندی] بر آن بودی، مقرر نکردیم جز برای آنکه کسی را که از پیامبر پیروی می کند، از آن کس که از عقیده خود برمی گردد بازشناسیم؛ و البتّه [این کار] جز بر کسانی که خدا هدایت [شان] کرده، سخت گران بود؛ و خدا بر آن نبود که ایمان شما را ضایع گرداند، زیرا خدا [نسبت] به مردم دلسوز و مهربان است} - . بقره/ 143 - در این آیه خداوند متعال نماز را ایمان نامید و این دلیل روشنی است بر اینکه کلام خداوند متعال همانند کلام مردم نبوده و افعال او نیز مانند افعال دیگران نیست و به این دلیل و دلایل مشابه آن است که هیچ کسی نمی تواند به کنه معنای حقیقی تفسیر کتاب خداوند متعال و تأویل آن دست یابد مگر پیامبرش و اوصیای او.

از دیگر موارد نسخ احکام قصاص است که در دین یهود وجود داشته است خداوند متعال می فرماید: «وَ کَتَبْنَا عَلَیْهِمْ فِیهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَ الْعَیْنَ بِالْعَیْنِ» {و در [تورات] بر آنان مقرّر کردیم که جان در مقابل جان، و چشم در برابر چشم، و بینی در برابر بینی است} - . مائده/ 45 - که مرد و زن و آزاد و بنده در مرتبه مساوی آمده اند که خداوند آنچه در تورات آمده بود را با آیه ی«َا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا کُتِبَ عَلَیْکُمُ الْقِصَاصُ فِی الْقَتْلَی الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَ الْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَ الْأُنْثَی بِالْأُنْثَی» {ای کسانی که ایمان آورده اید، در باره کشتگان، بر شما [حقّ] قصاص مقرر شده: آزاد عوض آزاد و بنده عوض بنده و زن عوض زن.} - . بقره/ 178 - نسخ نمود. لذا این آیه، آیه «وَ کَتَبْنَا عَلَیْهِمْ فِیهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ»{و در [تورات] بر آنان مقرّر کردیم که جان در مقابل جان است.} - . مائده/ 45 -

از دیگر موارد احکام سنگینی است که بر بنی اسرائیل وضع شده بود که خداوند متعال آن ها را از دین امت برداشته و فرمود: «وَ یَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَ الْأَغْلاَلَ الَّتِی کَانَتْ عَلَیْهِمْ» {و از [دوش] آنان قید و بندهایی را که بر ایشان بوده است برمی دارد.} - . أعراف / 157 -

از موارد دیگر نسخ آن است که وقتی خداوند متعال روزه را فریضه کرد، واجب نمود که شخص در روز و شب ماه رمضان از نزدیکی با همسرش بپرهیزد و همان طور که در بنی اسرائیل نیز آنگونه بوده و بر دین امت نیز حرام بود. همچنین از احکام روزه این بود که چنانچه شخص پیش از افطار در اول شب می خوابید، پس از بیداری خوردن بر او حرام بود. در میان اصحاب رسول خدا صلی الله علیه و آله پیرمردی بود بنام مطعم بن جبیر که در میان مسلمانان زمانی که خندق را حفر می نمودند، در ماه رمضان حضور داشت. وقتی در پایان روز از حفر خندق فراغت یافت و به خانه رفت، نماز مغرب را خواند و چون همسرش در آوردن غذا تأخیر کرد خواب بر او غلبه کرد. وقتی غذا آماده شد او را بیدار کرد. او به همسرش گفت تو غذایت را بخور چون من خوابیدم و خوردن بر من حرام است. او شب را با همین حال سپری نمود و صبحگاهان در حالت روزه به سمت خندق رفت و همراه مسلمانان شروع به حفر خندق کرد و حالت غشوه به او دست داد. وقتی رسول خدا صلی الله علیه و آله از این حال او سؤال کرد دلیل آن را گفت. همچنین گروهی از جوانان مسلمان به دلیل کمی تحملشان مخفیانه در شب با همسرانشان نزدیکی می کردند. وقتی پیامبر صلی الله علیه و آله در مورد این مسأله از خداوند درخواست حکم نمود این آیه نازل شد: «أُحِلَّ لَکُمْ لَیْلَةَ الصِّیَامِ الرَّفَثُ إِلَی نِسَائِکُمْ هُنَّ لِبَاسٌ لَکُمْ وَ أَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّکُمْ کُنْتُمْ تَخْتَانُونَ أَنْفُسَکُمْ فَتَابَ عَلَیْکُمْ وَ عَفَا عَنْکُمْ فَالْآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَ ابْتَغُوا مَا کَتَبَ اللَّهُ لَکُمْ وَ کُلُوا وَ اشْرَبُوا حَتَّی یَتَبَیَّنَ لَکُمُ الْخَیْطُ الْأَبْیَضُ مِنَ الْخَیْطِ الْأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّیَامَ إِلَی اللَّیْلِ» {در شب های روزه، همخوابگی با زنانتان بر شما حلال گردیده است. آنان برای شما لباسی هستند و شما برای آنان لباسی هستید. خدا می دانست که شما با خودتان ناراستی می کردید، پس توبه شما را پذیرفت و از شما درگذشت. پس، اکنون [در شب های ماه رمضان می توانید] با آنان همخوابگی کنید، و آنچه را خدا برای شما مقرر داشته طلب کنید. و بخورید و بیاشامید تا رشته سپید بامداد از رشته سیاه [شب] بر شما نمودار شود؛ سپس روزه را تا [فرا رسیدن] شب به اتمام رسانید.} - . بقره/ 187 - که این آیه حکم پیشین را نسخ نمود. همچنین آیه «وَ مَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَ الْإِنْسَ إِلاَّ لِیَعْبُدُونِ» {و جنّ و انس را نیافریدم جز برای آنکه مرا بپرستند} - . ذاریات / 56 - این آیه را نسخ کرد: «وَ لاَ یَزَالُونَ مُخْتَلِفِینَ * إِلاَّ مَنْ رَحِمَ رَبُّکَ وَ لِذلِکَ خَلَقَهُمْ» {و پیوسته در اختلافند، مگر کسانی که پروردگار تو به آنان رحم کرده، و برای همین آنان را آفریده است.} - . هود/ 118_119 - یعنی برای رحمت آنان را خلق نمود. همچنین آیه «وَ إِذَا حَضَرَ الْقِسْمَةَ أُولُوا الْقُرْبَی وَ الْیَتَامَی وَ الْمَسَاکِینُ فَارْزُقُوهُمْ مِنْهُ وَ قُولُوا لَهُمْ قَوْلاً مَعْرُوفاً» {و هر گاه، خویشاوندان یتیمان و مستمندان در تقسیم [ارث] حاضر شدند، [چیزی] از آن را به ایشان ارزانی دارید و با آنان سخنی پسندیده گویید.} - . نساء/ 8 - توسط این آیه نسخ شد: «یُوصِیکُمُ اللَّهُ فِی أَوْلاَدِکُمْ لِلذَّکَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَیَیْنِ»{خداوند به شما در باره فرزندانتان سفارش می کند: سهم پسر، چون سهم دو دختر است.} - . نساء/ 11 - و آیه «یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَ لاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَ أَنْتُمْ مُسْلِمُونَ» {ای کسانی که ایمان آورده اید، از خدا آن گونه که حقّ پرواکردن از اوست، پروا کنید؛ و زینهار، جز مسلمان نمیرید.} - . آل عمران / 102 - توسط آیه «فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ» {پس تا می توانید از خدا پروا بدارید} - . تغابن / 16 - نسخ شد.

و آیه «وَ مِنْ ثَمَرَاتِ النَّخِیلِ وَ الْأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَکَراً وَ رِزْقاً حَسَناً» {و از میوه درختان خرما و انگور، باده مستی بخش و خوراکی نیکو برای خود می گیرید.} - . نحل / 67 - توسط آیه تحریم نسخ شد که می فرماید: «قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّیَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَ مَا بَطَنَ وَ الْإِثْمَ وَ الْبَغْیَ بِغَیْرِ الْحَقِّ» {بگو: «پروردگار من فقط زشتکاری ها را چه آشکارش [باشد] و چه پنهان و گناه و ستم ناحق را حرام گردانیده است} - . أعراف / 33 - که اثم در اینجا همان شراب است.

و آیه «وَ إِنْ مِنْکُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا کَانَ عَلَی رَبِّکَ حَتْماً مَقْضِیّاً» {و هیچ کس از شما نیست مگر [اینکه] در آن وارد می گردد. این [امر] همواره بر پروردگارت حکمی قطعی است.} - . مریم / 71 - توسط آیه «إِنَّ الَّذِینَ سَبَقَتْ لَهُمْ مِنَّا الْحُسْنَی أُولئِکَ عَنْهَا مُبْعَدُونَ *لاَ یَسْمَعُونَ حَسِیسَهَا وَ هُمْ فِی مَا اشْتَهَتْ أَنْفُسُهُمْ خَالِدُونَ *لاَ یَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَکْبَرُ»{بی گمان کسانی که قبلا از جانب ما به آنان وعده نیکو داده شده است از آن [آتش] دور داشته خواهند شد. صدای آن را نمی شنوند، و آنان در میان آنچه دل هایشان بخواهد جاودانند. دلهره بزرگ، آنان را غمگین نمی کند} - . أنبیاء/ 101_103 - نسخ شد.

و آیه «وَ قُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً» {و با مردم [به زبانِ] خوش سخن بگویید} - . بقره/ 83 - که مقصود از آن یهودیانند زمانی که رسول خدا صلی الله علیه و آله با آنان مصالحه نمود توسط آیه «قَاتِلُوا الَّذِینَ لاَ یُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَ لاَ بِالْیَوْمِ الْآخِرِ وَ لاَ یُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ لاَ یَدِینُونَ دِینَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِینَ أُوتُوا الْکِتَابَ حَتَّی یُعْطُوا الْجِزْیَةَ عَنْ یَدٍ وَ هُمْ صَاغِرُونَ « {با کسانی از اهل کتاب که به خدا و روز بازپسین ایمان نمی آورند، و آنچه را خدا و فرستاده اش حرام گردانیده اند حرام نمی دارند و متدیّن به دین حق نمی گردند، کارزار کنید، تا با [کمالِ] خواری به دست خود جزیه دهند.} - . توبه/ 29 - که هنگام بازگشت رسول خدا صلی الله علیه و آله از غزوه تبوک نازل شد نسخ شد. لذا این آیه آن مصالحه را نسخ نمود.

همچنین در مورد اولین آیات قرآن که بر پیامبر صلی الله علیه و آله نازل شد، از ایشان سؤال شد که فرمودند اولین آیه ای که در مکه نازل شد «اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّکَ الَّذِی خَلَقَ»{بخوان به نام پروردگارت که آفرید} - . علق / 1 - بود و اولین سوره که در مدینه نازل شد سوره بقره بود. سپس از ایشان از تفسیر محکم در کتاب خدا سؤال کردند که فرمودند: آیه محکم که هیچ آیه از قرآن آن را نسخ نکرده این سخن خداست «هُوَ الَّذِی أَنْزَلَ عَلَیْکَ الْکِتَابَ مِنْهُ آیَاتٌ مُحْکَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْکِتَابِ وَ أُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ» {اوست کسی که این کتاب [قرآن] را بر تو فرو فرستاد. پاره ای از آن، آیات محکم [صریح و روشن] است. آنها اساس کتابند؛ و [پاره ای] دیگر متشابهاتند [که تأویل پذیرند].} - . آل عمران / 7 -

همانا مردم در متشابه قرآن دچار هلاکت شدند زیرا به معنای آن واقف نشده و حقیقت آن را نشناخته اند، لذا تأویلاتی را از جانب خودشان و با رأی خودشان آورده و بدین طریق از پرسش از اوصیا خود را بی نیاز دانستند و سخن رسول خدا صلی الله علیه و آله به پشت سرشان انداختند، آیات محکم که ذکر کردم دارای اقسامی است. گروهی از آن آیاتی است که تأویل آن در تنزیل آن (ظاهر آن) می باشد که شامل آیاتی که حلال خداوند سبحان را در کتابش حلال می کنند و حرام او در خوردنی ها و آشامیدنی ها و نکاح ها را حرام می کنند و برخی از این آیات شامل واجبات الهی در نماز زکات روزه، حج و جهاد و همچنین آیاتی که مردم در تمام رفتارهای خود از هدایت آن ها بی نیاز نیستند، مانند این سخن خداوند متعال: «یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَی الصَّلاَةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَکُمْ وَ أَیْدِیَکُمْ إِلَی الْمَرَافِقِ وَ امْسَحُوا بِرُءُوسِکُمْ وَ أَرْجُلَکُمْ إِلَی الْکَعْبَیْنِ» {ای کسانی که ایمان آورده اید، چون به [عزم] نماز برخیزید، صورت و دست هایتان را تا آرنج بشویید؛ و سر و پاهای خودتان را تا برآمدگی پیشین [هر دو پا] مسح کنید} - . مائده/ 6 -

این آیه از محکماتی است که معنای آن در ظاهر آن بوده و نیازی به تأویل بیش از آنچه در ظاهر آیه آمده نیست و از این نمونه است آیه «حُرِّمَتْ عَلَیْکُمُ الْمَیْتَةُ وَ الدَّمُ وَ لَحْمُ الْخِنْزِیرِ وَ مَا أُهِلَّ لِغَیْرِ اللَّهِ بِهِ» {بر شما حرام شده است: مردار، و خون، و گوشت خوک، و آنچه به نام غیر خدا کشته شده باشد} - . مائده/ 3 - که تأویل آن نیز در ظاهرش است و از آیات دیگر این آیه است «حُرِّمَتْ عَلَیْکُمْ أُمَّهَاتُکُمْ وَ بَنَاتُکُمْ وَ أَخَوَاتُکُمْ وَ عَمَّاتُکُمْ وَ خَالاَتُکُمْ» {[نکاح اینان] بر شما حرام شده است: مادرانتان، و دخترانتان، و خواهرانتان، و عمّه هایتان، و خاله هایتان.} - . نساء/ 23 - این آیات همگی محکماتی هستند که هیچ آیه ای آن ها را نسخ نکرده و با فهم معنای ظاهری آن از تأویلات دیگر آن بی نیاز می شویم و تمامی آیاتی که همانند این آیات هستند نیز به همین صورت رفتار می شود.

سپس از آیات متشابه قرآن از امام علیه السلام سؤال کردند که فرمودند: متشابهات قرآن آیاتی هستند که در آن ها الفاظ مشترک با معانی متفاوت وجود دارند مانند این فرموده خداوند: «یُضِلُّ اللَّهُ مَنْ یَشَاءُ وَ یَهْدِی مَنْ یَشَاءُ» {خدا هر که را بخواهد بیراه می گذارد و هر که را بخواهد هدایت می کند} - . مدثر/ 31 - که خداوند متعال در این آیه گمراهی را به خود نسبت داده در حالی که این گمراهی، گمراهی از مسیر بهشت با افعال آن هاست و در جایی دیگر آن را به کفار و در جایی دیگر به بت ها نسبت می دهد. گمراهی دارای معانی مختلفی است که گاهی پسندیده و گاهی مذموم و گاهی نه پسندیده و نه مذموم است و از جمله ی آن «گمراهی فراموشی» است .

گمراهی پسندیده در جایی است که خداوند آن را به خود نسبت می دهد که معنای آن روشن شد اما گمراهی مذموم این سخن خداست «وَ أَضَلَّهُمُ السَّامِرِیُ» {و سامری آنها را گمراه ساخت.} - . طه / 85 - و همجنین این سخن خداوند: «وَ أَضَلَّ فِرْعَوْنُ قَوْمَهُ وَ مَا هَدَی» {و فرعون قوم خود را گمراه کرد و هدایت ننمود.} - . طه / 79 - که نمونه های آن در قرآن فراوان است و گمراهی که به بت ها نسبت داده می شود، مانند این آیه در داستان ابراهیم علیه السلام است: «وَ اجْنُبْنِی وَ بَنِیَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ * رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ کَثِیراً مِنَ النَّاسِ» {و مرا و فرزندانم را از پرستیدن بتان دور دار. پروردگارا، آنها بسیاری از مردم را گمراه کردند} - . إبراهیم / 35 _36 - که در حقیقت امر بت ها کسی را گمراه نکردند بلکه مردم به آن ها گمراه شدند و با عبادت آن ها به جای خداوند متعال کفر ورزیدند. و گمراهی که همان نسیان است مانند این آیه است «وَ اسْتَشْهِدُوا شَهِیدَیْنِ مِنْ رِجَالِکُمْ فَإِنْ لَمْ یَکُونَا رَجُلَیْنِ فَرَجُلٌ وَ امْرَأَتَانِ مِمَّنْ تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاءِ أَنْ تَضِلَّ إِحْدَاهُمَا فَتُذَکِّرَ إِحْدَاهُمَا الْأُخْرَی» {و دو شاهد از مردانتان را به شهادت طلبید، پس اگر دو مرد نبودند، مردی را با دو زن، از میان گواهانی که [به عدالت آنان] رضایت دارید [گواه بگیرید]، تا [اگر] یکی از آن دو [زن] فراموش کرد، [زنِ] دیگر، وی را یادآوری کند.} - . بقره/ 282 - خداوند متعال ضلال و گمراهی را در مواضع مختلفی از قرآن آورده و گاهی آن را در ظاهر کلام به پیامبرش نسبت داده است، مانند این آیه: «وَ وَجَدَکَ ضَالاًّ فَهَدَی» {و تو را سرگشته یافت، پس هدایت کرد} - . ضحی / 7 - که معنای آن این است که تو را در میان قومی که نبوت تو را نمی شناسند قرار دادیم، سپس آنان را به وسیله تو هدایت کردیم و ضلال و گمراهی که منسوب به خداوند متعال است در معنای ضد هدایت بوده که هدایت در معنای بیان می باشد .

و این معنای این سخن خداوند است: «أَ وَ لَمْ یَهْدِ لَهُمْ» {آیا برای آنان روشن نگردیده} - . سجده / 26 - که معنای آن این است که آیا برای آن ها آشکار نکردم. آیه «فَهَدَیْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَی عَلَی الْهُدَی» {پس آنان را راهبری کردیم و [لی] کوردلی را بر هدایت ترجیح دادند} - . فصلت / 17 - نیز در معنای آشکار کردن آمده است که این معنا در این آیه نیز آمده است: «وَ مَا کَانَ اللَّهُ لِیُضِلَّ قَوْماً بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّی یُبَیِّنَ لَهُمْ مَا یَتَّقُونَ»{و خدا بر آن نیست که گروهی را پس از آنکه هدایتشان نمود بی راه بگذارد، مگر آنکه چیزی را که باید از آن پروا کنند برایشان بیان کرده باشد.} - . توبه/ 115 -

اما معنای هدایت «إِنَّمَا أَنْتَ مُنْذِرٌ وَ لِکُلِّ قَوْمٍ هَادٍ» {[ای پیامبر،] تو فقط هشداردهنده ای، و برای هر قومی رهبری است.} - . رعد/ 7 - معنای هادی در اینجا تبیین کننده آنچه از جانب خداوند توسط انذار دهنده آورده شده است می باشد. گروهی از منافقین به این سخن خداوند اعتراض می کردند که فرمود: «إِنَّ اللَّهَ لاَ یَسْتَحْیِی أَنْ یَضْرِبَ مَثَلاً مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا» {خدای را از اینکه به پشه ای یا فروتر [یا فراتر] از آن مَثَل زند، شرم نیاید.} - . بقره/ 26 - و این از آن جهت بود که وقتی خداوند متعال آیه «وَ لِکُلِّ قَوْمٍ هَادٍ» {و برای هر قومی رهبری است.} - . رعد/ 7 - را بر پیامبرش نازل کرد، گروهی از منافقین گفتند مراد خدا از این مثل چیست که بسیاری را به وسیله آن گمراه می کند و خداوند متعال با این آیه بدان ها پاسخ گفت: «إِنَّ اللَّهَ لاَ یَسْتَحْیِی أَنْ یَضْرِبَ مَثَلاً مَا بَعُوضَةً فَمَا فَوْقَهَا فَأَمَّا الَّذِینَ آمَنُوا فَیَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَ أَمَّا الَّذِینَ کَفَرُوا فَیَقُولُونَ مَا ذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهذَا مَثَلاً یُضِلُّ بِهِ کَثِیراً وَ یَهْدِی بِهِ کَثِیراً وَ مَا یُضِلُّ بِهِ إِلاَّ الْفَاسِقِینَ* … أُولئِکَ هُمُ الْخَاسِرُونَ» {خدای را از اینکه به پشه ای یا فروتر [یا فراتر] از آن مَثَل زند، شرم نیاید. پس کسانی که ایمان آورده اند می دانند که آن [مَثَل] از جانب پروردگارشان بجاست؛ ولی کسانی که به کفر گراییده اند می گویند: «خدا از این مَثَل چه قصد داشته است؟» [خدا] بسیاری را با آن گمراه، و بسیاری را با آن راهنمایی می کند؛ و [لی] جز نافرمانان را با آن گمراه نمی کند…آنانند که زیانکارانند.} - . بقره/ 26_27 - این همان معنای گمراهی است که به خداوند متعال نسبت داده می شود، زیرا او امام هادی را برای هدایت به سوی آنچه انذار کننده (پیامبر) آورده است برای مردم آورد، که با او مخالفت کرده و پس از آنکه اقرار به وجوب اطاعتش کردند، روی برگرداند و آنگاه که آنچه را که باید اخذ کرده و رها کنند برای آن ها تبیین کرد و آنان مخالفت کردند دچار گمراهی شدند و این در حالی بود که به آنچه پیامبر فرموده بود آگاه بودند، پیامبر فرمودند بر من صلوات ناقص نفرستید بلکه بر اهل بیت من نیز درود بفرستید و آن ها را از من قطع نکنید، زیرا هر نسبت سببی و نسبی در روز قیامت قطع خواهد بود مگر سبب و نسب من و چون در این امر مخالفت امر خداوند را کردند گمراه شده و گمراه کردند. و خداوند متعال نیز مردم را از تبعیت آنان بر حذر داشته و «وَ لاَ تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِنْ قَبْلُ وَ أَضَلُّوا کَثِیراً وَ ضَلُّوا عَنْ سَوَاءِ السَّبِیلِ « {و از پی هوس های گروهی که پیش از این گمراه گشتند و بسیاری [از مردم] را گمراه کردند و [خود] از راه راست منحرف شدند، نروید.»} - . مائده/ 77 -

و سبیل در اینجا همان وصی است و همچنین خداوند سبحان فرمود: «وَ لاَ تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِکُمْ عَنْ سَبِیلِهِ ذلِکُمْ وَصَّاکُمْ بِهِ» {و از راه ها [ی دیگر] که شما را از راه وی پراکنده می سازد پیروی مکنید. این هاست که [خدا] شما را به آن سفارش کرده است} - . أنعام / 153 - که با آنچه خداوند بدان سفارش کردند و از هوای نفس خود تبعیت کرده و دین خداوند و شرایع او را تحریف کردند و واجبات و احکام او و تمام آنچه بدان امر شده بودند را تغییر دادند، همان طور که از آن کس که امر به فرمان برادری اش شده و از آن ها پیمان به موالات و دوستی آن ها گرفته بود سرپیچی کردند و این امر آنان را به استفاده از رأی و قیاس کشاند که تحیّر و ابهام را در آنان فزونی ساخت و در مورد دین خداوند «وَ لِیَقُولَ الَّذِینَ فِی قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَ الْکَافِرُونَ مَا ذَا أَرَادَ اللَّهُ بِهذَا مَثَلاً کَذلِکَ یُضِلُّ اللَّهُ مَنْ یَشَاءُ» {و تا کسانی که در دل هایشان بیماری است و کافران بگویند: «خدا از این وصف کردن، چه چیزی را اراده کرده است؟» این گونه، خدا هر که را بخواهد بیراه می گذارد} - . مدثر/ 31 - رها کردن تبعیت از دلیلی (امامی) که خداوند متعال برای آن ها آورده بود را گمراهی نامید که در متن آیه آنگاه که آنان مخالف امر او را در تبعیت از امام کردند و دچار افتراق و اختلاف شده و برخی برخی دیگر را لعن کردند و برخی خون برخی دیگر را حلال شمردند منسوب به خود آورد «فَمَا ذَا بَعْدَ الْحَقِّ إِلاَّ الضَّلاَلُ فَأَنَّی تُصْرَفُونَ» {این است خدا، پروردگار حقیقی شما، و بعد از حقیقت جز گمراهی چیست؟ پس چگونه [از حق] بازگردانیده می شوید؟} - . یونس / 32 در متن کتاب در پایان آیه به جای فَأَنَّی تُصْرَفُونَ /فَأَنَّی یُؤْفَکُونَ آمده است.

-

و من زمانی که بعد از فرستادن ابن عباس به سوی خوارج برای دلیل آوردن علیه آن ها تصمیم به کشتن شان گرفتم، به آن ها گفتم ای گروه خوارج شما! را به خدا قسم می دهم، آیا نمی دانید که در قرآن ناسخ و منسوخ و محکم و متشابه و خاص و عام است؟ گفتند بله. سپس گفتم خدایا! تو شاهد باش. سپس گفتم شما را به خدا قسم! آیا شما ناسخ و منسوخ و محکم و متشابه و خاص و عام قرآن را می شناسید؟ گفتند خیر، گفتم شما را به خدا قسم! آیا می دانید که من ناسخ و منسوخ و محکم و متشابه و خاص و عام قرآن را می شناسم؟ گفتند بله، سپس گفتم با وجود این اقرار چه کسی گمراه تر از شماست؟ و گفتم خدایا! تو می دانی که من بدانچه به آن علم دارم در مورد آنان حکم کردم. سپس فرمودند: رسول خدا صلی الله علیه و آله به من وصیت کرده فرمودند: یا علی! اگر جماعتی را یافتی تا همراه تو قتال کنند، برخیز و حقت را بگیر، وگرنه ملازم خانه ات شو، چون من در روز غدیر خم برای تو از مردم پیمان گرفتم که تو خلیفه و وصی من و سزاوارترین مردم به ایشان پس از من هستی و مثل تو مثل بیت الله الحرام است که مردم به سوی تو می آیند اما تو به سوی آن ها نمی روی. ای اباالحسن! بر خدا سزاوار است که «اهل ضلال» را وارد بهشت کند .

مقصودم از اهل ضلال مؤمنانی هستند که در زمان فتنه بر پیروی از امامی که مکانش مخفی و از دیده ها پنهان است بپا خاسته و به امامت او اقرار دارند و به ریسمان او تمسّک جسته و انتظار خروج او را می کشند و یقین داشتند و دچار تردید نمی شوند و صابر و تسلیم در این امر هستند و فقط از مکان امامشان و شناخت شخص او در خلافت (جهل) هستند. و همین طور است که خداوند متعال وقتی چهره خورشید را که راهنمای زمان نمازهاست از دیدگان مردم مخفی کند، تأخیر وقت نماز بر مردم موسّع است تا وقت با آشکار شدن آفتاب مشخص شود و یقین کنند که وقت نماز فرا رسیده است. و اینچنین است کسی که منتظر امام زمان علیه السلام و متمسّک به امامت اوست، تمام واجبات خداوند بر او موسّع بوده و مورد قبول است به شرط آنکه با حدود آن بوده و خارج از حد واجب نباشد،. در این حال چنین شخصی صابر و مأجور بوده و غیبت امامش ضروری بر اعمال او نمی زند.

سپس از ایشان درباره لفظ وحی در کتاب خدا سؤال کردند که فرمودند: انواع وحی شامل وحی نبوت، وحی الهام، وحی اشاره، وحی امر، وحی کذب، وحی تقدیر، وحی خبر و وحی رسالت است.

اما بیان وحی نبوت و رسالت در این آیه آمده است: «إِنَّا أَوْحَیْنَا إِلَیْکَ کَمَا أَوْحَیْنَا إِلَی نُوحٍ وَ النَّبِیِّینَ مِنْ بَعْدِهِ وَ أَوْحَیْنَا إِلَی إِبْرَاهِیمَ وَ إِسْمَاعِیلَ وَ إِسْحَاقَ وَ یَعْقُوبَ» {ما هم چنان که به نوح و پیامبران بعد از او، وحی کردیم، به تو [نیز] وحی کردیم؛ و به ابراهیم و اسماعیل و اسحاق و یعقوب [نیز] وحی نمودیم} - . نساء/ 163 -

و بیان وحی الهام در این آیه است: «وَ أَوْحَی رَبُّکَ إِلَی النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِی مِنَ الْجِبَالِ بُیُوتاً وَ مِنَ الشَّجَرِ وَ مِمَّا یَعْرِشُونَ» {و پروردگار تو به زنبور عسل وحی [الهام غریزی] کرد که از پاره ای کوه ها و از برخی درختان و از آنچه داربست [و چفته سازی] می کنند، خانه هایی برای خود درست کن.} - . نحل / 68 -

و مانند این آیه «وَ أَوْحَیْنَا إِلَی أُمِّ مُوسَی أَنْ أَرْضِعِیهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَیْهِ فَأَلْقِیهِ فِی الْیَمِّ» {و به مادر موسی وحی کردیم که: «او را شیر ده، و چون بر او بیمناک شدی او را در نیل بینداز.} - . قصص / 7 -

و وحی اشاره مانند این آیه است «فَخَرَجَ عَلَی قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ فَأَوْحَی إِلَیْهِمْ أَنْ سَبِّحُوا بُکْرَةً وَ عَشِیّاً» {پس، از محراب بر قوم خویش درآمد و ایشان را آگاه گردانید که روز و شب به نیایش بپردازید.} - . مریم / 11 - یعنی به سوی ایشان اشاره کرد زیرا فرمود: «أَلاَّ تُکَلِّمَ النَّاسَ ثَلاَثَةَ أَیَّامٍ إِلاَّ رَمْزا»ً {(نشانه ات) این است که سه روز با مردم، جز به اشاره سخن نگویی.} - . آل عمران / 41 -

و اما وحی تقدیر این سخن خداست: «أَوْحَی فِی کُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا وَقَدَّرَ فِیهَا أَقْوَاتَهَا»{در هر آسمانی کار [مربوط به] آن را وحی فرمود و مواد خوراکی آن را اندازه گیری کرد.} - . فصلت / 12 بخش پایانی آیه (وَقَدَّرَ فِیهَا أَقْوَاتَهَا)در سوره فصلت آیه10 آمده است. -

و اما وحی امر این سخن خداست: «وَ إِذْ أَوْحَیْتُ إِلَی الْحَوَارِیِّینَ أَنْ آمِنُوا بِی وَ بِرَسُولِی» {و [یاد کن] هنگامی را که به حواریّون وحی کردم که به من و فرستاده ام ایمان آورید.} - . مائده/ 111 -

و وحی کذب مانند این سخن خداست: «شَیَاطِینَ الْإِنْسِ وَ الْجِنِّ یُوحِی بَعْضُهُمْ إِلَی بَعْضٍ…» {شیطان های انس و جن بعضی از آنها به بعضی، برای فریب [یکدیگر]، سخنان آراسته القا می کنند…} - . أنعام / 112 -

و وحی خبر این سخن خداست: «وَ جَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً یَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَ أَوْحَیْنَا إِلَیْهِمْ فِعْلَ الْخَیْرَاتِ وَ إِقَامَ الصَّلاَةِ وَ إِیتَاءَ الزَّکَاةِ وَ کَانُوا لَنَا عَابِدِینَ» {و آنان را پیشوایانی قرار دادیم که به فرمان ما هدایت می کردند، و به ایشان انجام دادن کارهای نیک و برپاداشتن نماز و دادن زکات را وحی کردیم و آنان پرستنده ما بودند.} - . أنبیاء/ 73 -

سپس از ایشان درباره متشابهات لفظ خلقت در قرآن پرسیدند که فرمودند: آن بر چهار وجه در قرآن آمده است که از جمله آن ها خلق نوآوری است، مانند این سخن خداوند: «خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضَ فِی سِتَّةِ أَیَّامٍ» {آسمان ها و زمین را در شش روز آفرید} - . أعراف / 54 - و همچنین خلق استحاله (از حالتی به حالت دیگر درآمدن) مانند این آیه: «یَخْلُقُکُمْ فِی بُطُونِ أُمَّهَاتِکُمْ خَلْقاً مِنْ بَعْدِ خَلْقٍ فِی ظُلُمَاتٍ ثَلاَثٍ» {شما را در شکم های مادرانتان آفرینشی پس از آفرینشی [دیگر] در تاریکی های سه گانه [:مشیمه و رحم و شکم] خلق کرد.} - . زمر/ 6 -

و همچنین این آیه: «فَإِنَّا خَلَقْنَاکُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَ غَیْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَیِّنَ لَکُمْ وَ نُقِرُّ فِی الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ» {پس [بدانید] که ما شما را از خاک آفریده ایم، سپس از نطفه، سپس از علقه، آن گاه از مضغه، دارای خلقت کامل و [احیاناً] خلقت ناقص، تا [قدرت خود را] بر شما روشن گردانیم. و آنچه را اراده می کنیم در رحم ها قرار می دهیم} - . حج / 5 - و اما خلق تقدیر مانند این سخن خداوند متعال به عیسی علیه السلام: «وَ إِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّینِ کَهَیْئَةِ الطَّیْرِ...»{و آن گاه که از گِل، [چیزی] به شکل پرنده می ساختی…} - . مائده/ 110 -

و خلق تغییر مانند این آیه: «و لَآمُرَنَّهُمْ فَلَیُغَیِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ» {و وادارشان می کنم تا آفریده خدا را دگرگون سازند.»} - . نساء/ 119 -

و همچنین از ایشان درباره تفسیر لفظ فتنه پرسیدند که فرمودند: «الم *أَ حَسِبَ النَّاسُ أَنْ یُتْرَکُوا أَنْ یَقُولُوا آمَنَّا وَ هُمْ لاَ یُفْتَنُونَ» {الف، لام، میم. آیا مردم پنداشتند که تا گفتند ایمان آوردیم، رها می شوند و مورد آزمایش قرار نمی گیرند؟} - . عنکبوت / 1_2 - و این سخن خداوند به موسی علیه السلام: «وَ فَتَنَّاکَ فُتُوناً» {و تو را بارها آزمودیم.} - . طه / 40 -

فتنه بر چند وجه می آید: یکی به معنای کفر است مانند این آیه: «لَقَدِ ابْتَغَوُا الْفِتْنَةَ مِنْ قَبْلُ وَ قَلَّبُوا لَکَ الْأُمُورَ حَتَّی جَاءَ الْحَقُّ وَ ظَهَرَ أَمْرُ اللَّهِ» {در حقیقت، پیش از این [نیز] در صدد فتنه جویی برآمدند و کارها را بر تو وارونه ساختند، تا حقّ آمد و امر خدا آشکار شد.} - . توبه/ 48 - و این سخن خداوند: «وَ الْفِتْنَةُ أَکْبَرُ مِنَ الْقَتْلِ» {و فتنه [شرک] از کشتار بزرگ تر است} - . بقره/ 217 - در اینجا منظور از فتته کفر است. و همچنین فرموده خداوند سبحان در مورد کسانی از منافقین که در غزوه تبوک از رسول خدا صلی الله علیه و آله اذن بر جای ماندن از جنگ را خواستند که خداوند متعال درباره آنان فرمود: «وَ مِنْهُمْ مَنْ یَقُولُ ائْذَنْ لِی وَ لاَ تَفْتِنِّی أَلاَ فِی الْفِتْنَةِ سَقَطُوا» {و از آنان کسی است که می گوید: «مرا [در ماندن] اجازه ده و به فتنه ام مینداز.» هش دار، که آنان خود به فتنه افتاده اند} - . توبه/ 49 - یعنی به من اذن بده و مرا کافر مخوان که خدای عزوجل فرمود: «أَلاَ فِی الْفِتْنَةِ سَقَطُوا وَ إِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِیطَةٌ بِالْکَافِرِینَ» {آنان خود به فتنه افتاده اند، و بی تردید جهنَّم بر کافران احاطه دارد.} - . توبه/ 49 - معنای دیگر فتنه، عذاب است مانند این آیه: «یَوْمَ هُمْ عَلَی النَّارِ یُفْتَنُونَ» {همان روز که آنان بر آتش، عقوبت [و آزموده] شوند.} - . ذاریات / 13 - یعنی مورد عذاب هستند و همچنین این آیه «ذُوقُوا فِتْنَتَکُمْ هذَا الَّذِی کُنْتُمْ بِهِ تَسْتَعْجِلُونَ» {عذابِ [موعودِ] خود را بچشید، این است همان [بلایی] که با شتاب خواستار آن بودید.} - . ذاریات / 14 -

یعنی عذابتان را بچشید و همچنین این آیه: «إِنَّ الَّذِینَ فَتَنُوا الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ لَمْ یَتُوبُوا...»{کسانی که مردان و زنان مؤمن را آزار کرده و بعد توبه نکرده اند..} - . بروج / 10 - یعنی مؤمنین را عذاب کردند.

معنای دیگر فتنه محبت مال و فرزند است، مانند این آیه: «إِنَّمَا أَمْوَالُکُمْ وَ أَوْلاَدُکُمْ فِتْنَةٌ» {اموال شما و فرزندانتان صرفاً [وسیله] آزمایشی [برای شما] یند} - . تغابن / 15 - یعنی دوست داشتن شما فتنه ای برای شماست، نوع دیگر فتنه بیماری است مانند این آیه: «أَ وَ لاَ یَرَوْنَ أَنَّهُمْ یُفْتَنُونَ فِی کُلِّ عَامٍ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَیْنِ ثُمَّ لاَ یَتُوبُونَ وَ لاَ هُمْ یَذَّکَّرُونَ « {آیا نمی بینند که آنان در هر سال، یک یا دو بار آزموده می شوند، باز هم توبه نمی کنند و عبرت نمی گیرند؟} - . توبه/ 126 - یعنی مریض شده و دچار بیماری می شوند.

و همچنین از ایشان درباره متشابهات لفظ «قضاء» در قرآن سؤال نمودند که فرمودند: این لفظ بر ده وجه در قرآن آمده است که معانی متفاوتی دارند و شامل معانی فراغت، عهد، اعلام و آگاهی دادن، انجام کار، واجب کردن، مکتوب و حتمی کردن، اتمام، حکم، خلق و نزول مرگ می باشد.

اما قضاء در معنای فراغت از کار در این آیه است «وَ إِذْ صَرَفْنَا إِلَیْکَ نَفَراً مِنَ الْجِنِّ یَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِیَ وَلَّوْا إِلَی قَوْمِهِمْ» {و چون تنی چند از جنّ را به سوی تو روانه کردیم که قرآن را بشنوند. پس چون بر آن حاضر شدند [به یکدیگر] گفتند: «گوش فرادهید.» و چون به انجام رسید، به سوی قوم خود بازگشتند.} - . أحقاف / 29 -

معنای فلمّا قضی یعنی وقتی از آن کار فراغت یافتند و همچنین مانند این آیه است: «فَإِذَا قَضَیْتُمْ مَنَاسِکَکُمْ فَاذْکُرُوا اللَّهَ» {و چون آداب ویژه حجّ خود را به جای آوردید،خدا را به یاد آورید.} - . بقره/ 200 -

قضای عهد و پیمان نیز در این آیه است: «وَ قَضَی رَبُّکَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِیَّاهُ» {و پروردگار تو مقرر کرد که جز او را مپرستید} - . إسراء/ 23 - یعنی عهد کرد. و همچنین این آیه در سوره قصص: «وَ مَا کُنْتَ بِجَانِبِ الْغَرْبِیِّ إِذْ قَضَیْنَا إِلَی مُوسَی الْأَمْرَ»{و چون امرِ [پیامبری] را به موسی واگذاشتیم، تو در جانب غربیِ [طور] نبودی} - . قصص / 44 - یعنی با او عهد نمودیم.

و قضای اعلام و آگاهی دادن مانند این آیه است: «وَ قَضَیْنَا إِلَیْهِ ذلِکَ الْأَمْرَ أَنَّ دَابِرَ هؤُلاَءِ مَقْطُوعٌ مُصْبِحِینَ» {و او را از این امر آگاه کردیم که ریشه آن گروه صبحگاهان بریده خواهد شد.} - . حجر/ 66 - و همچنین این آیه: «وَ قَضَیْنَا إِلَی بَنِی إِسْرَائِیلَ فِی الْکِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِی الْأَرْضِ مَرَّتَیْنِ» {و در کتاب آسمانی [شان] به فرزندان اسرائیل خبر دادیم که: «قطعاً دو بار در زمین فساد خواهید کرد،} - . إسراء/ 4 - یعنی آنان را در تورات به آنچه می خواستند انجام دهند آگاهی دادیم.

قضای فعل و انجام کار مانند این آیه سوره طه است: «فَاقْضِ مَا أَنْتَ قَاضٍ» {پس هر حکمی می خواهی بکن} - . طه / 72 - یعنی هرکاری می خواهی بکن. و همچنین در سوره انفال فرموده است: «لِیَقْضِیَ اللَّهُ أَمْراً کَانَ مَفْعُولاً» {تا خداوند کاری را که انجام شدنی بود به انجام رساند} - . أنفال / 42 - یعنی آنچه را در علم پیشین او بوده انجام دهد. از نمونه های این نوع قضاء در قرآن فراوان است. اما قضاء در معنای واجب کردن عذاب، مانند این آیه سوره ابراهیم علیه السلام است: «وَ قَالَ الشَّیْطَانُ لَمَّا قُضِیَ الْأَمْرُ» {و چون کار از کار گذشت [و داوری صورت گرفت] شیطان گفت} - . إبراهیم / 22 - یعنی وقتی عذاب واجب شد .

و همچنین در سوره یوسف علیه السلام فرمود: «قُضِیَ الْأَمْرُ الَّذِی فِیهِ تَسْتَفْتِیَانِ» {امری که شما دو تن از من جویا شدید تحقق یافت.} - . یوسف / 41 - یعنی آنچه از آن سؤال کردید واجب شد.

قضا در معنای مکتوب و حتمی شدن، مانند این آیه در داستان مریم سلام الله علیها: «وَ کَانَ أَمْراً مَقْضِیّاً» {و [این] دستوری قطعی بود.} - . مریم / 21 - یعنی معلوم و مشخص بود.

و قضاء در معنای اتمام کار مانند این آیه در سوره قصص است: «فَلَمَّا قَضَی مُوسَی الْأَجَلَ» {و چون موسی آن مدّت را به پایان رسانید} - . قصص / 29 - یعنی زمانی که شرطی را که (شعیب) با او کرده بود به پایان رساند...و همچنین این سخن موسی علیه السلام: «أَیَّمَا الْأَجَلَیْنِ قَضَیْتُ فَلاَ عُدْوَانَ عَلَیَّ» {هر یک از دو مدّت را به انجام رسانیدم، بر من تعدّی [روا] نباشد} - . قصص / 28 - یعنی وقتی به پایان رساندم.

اما قضاء در معنای حکم کردن مانند این آیه است: «قُضِیَ بَیْنَهُمْ بِالْحَقِّ وَ قِیلَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِینَ» {میانشان به حقّ داوری می گردد و گفته می شود: «سپاس، ویژه پروردگار جهانیان است.»} - . زمر/ 75 - یعنی بین ایشان حکم می کند.

و همچنین این آیه: «وَ اللَّهُ یَقْضِی بِالْحَقِّ وَ الَّذِینَ یَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لاَ یَقْضُونَ بِشَیْ ءٍ إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّمِیعُ الْبَصِیرُ» {و خداست که به حقّ داوری می کند، و کسانی را که در برابر او می خوانند [عاجزند و] به چیزی داوری نمی کنند؛ در حقیقت، خداست که خود شنوای بیناست.} - . غافر/ 20 -

و همچنین این سخن که خداوند به حق حکم می کند و او بهترین حکم کنندگان است و این آیه در سوره یونس نیز بر همین معناست «وَ قُضِیَ بَیْنَهُمْ بِالْقِسْطِ» {و میان آنان به عدالت داوری شود} - . یونس / 54 -

اما قضای خلق مانند این سخن خداست: «فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِی یَوْمَیْنِ» {پس آنها را [به صورت] هفت آسمان، در دو هنگام مقرّر داشت} - . فصلت / 12 - یعنی آن ها را خلق کرد.

و قضای انزال مرگ مانند سخن جهنمیان در سوره زخرف است: «وَ نَادَوْا یَا مَالِکُ لِیَقْضِ عَلَیْنَا رَبُّکَ قَالَ إِنَّکُمْ مَاکِثُونَ» {و فریاد کشند: «ای مالک، [بگو:] پروردگارت جان ما را بستاند.» پاسخ دهد: «شما ماندگارید.»} - . زخرف / 77 - یعنی مرگ را بر ما نازل کند. و همچنین این آیه: «لاَ یُقْضَی عَلَیْهِمْ فَیَمُوتُوا وَ لاَ یُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا»{حکم به مرگ بر ایشان [جاری] نمی شود تا بمیرند، و نه عذابِ آن از ایشان کاسته شود.} - . فاطر/ 36 - یعنی مرگ را بر ایشان فرود نمی آورد تا آرام گیرند. و در همین معناست آیه ای که در داستان سلیمان بن داود علیه السلام است: «فَلَمَّا قَضَیْنَا عَلَیْهِ الْمَوْتَ مَا دَلَّهُمْ عَلَی مَوْتِهِ إِلاَّ دَابَّةُ الْأَرْضِ تَأْکُلُ مِنْسَأَتَهُ» {پس چون مرگ را بر او مقرر داشتیم، جز جنبنده ای خاکی [موریانه] که عصای او را [به تدریج] می خورد، [آدمیان را] از مرگ او آگاه نگردانید} - . سبإ/ 14 - یعنی وقتی مرگ را بر او فرود آوردیم.

سپس از ایشان در مورد معانی نور در قرآن پرسیدند که فرمودند: نور قرآن است و اسمی از اسماء الهی و همچنین در معنای فوریت، ماه، درخشش مؤمن که همان موالات است که در روز قیامت نوری بر او می پوشاند به کار رفته است. و همچنین در بخش هایی از تورات و انجیل و قرآن نور به معنای حجت خداوند بر مردم که همان معصوم است آمده است. زمانی که خداوند متعال با موسی علیه السلام سخن گفت. آن سخنان را به بنی اسرائیل ابلاغ کرد اما او را تصدیق نکردند. موسی گفت در چه صورت این سخنان را می پذیرید؟ گفتند وقتی آن ها را (از گوینده اش) بشنویم. موسی گفت: هفتاد نفر از بهترین هایتان را انتخاب کنید. آنگاه از شهر خارج شدند و (در محلی) موسی آنان را متوقف کرده و خودش پیش رفت و شروع به سخن گفتن با پروردگارش نموده و عظمت او را یاد کرد و وقتی سخنش با خداوند متعال به پایان رسید به آن ها گفت: شنیدید؟ گفتند: بله اما نمی دانیم آیا آن کلام خداست یا نه! لذا باید (خداوند) بر ما آشکار شود تا او را ببینیم. آنگاه به حقانیت تو در نزد بنی اسرائیل شهادت خواهیم داد. وقتی این سخن را گفتند، دچار صاعقه شده و مردند. وقتی موسی علیه السلام از حالت بیهوشی خود خارج شد و آنان را دید نگران شده و گمان کرد آن ها به خاطر گناهان بنی اسرائیل به هلاکت رسیده اند، لذا رو به پرودگار متعال کرده و گفت: پروردگارا! من با این اصحاب و برادرانم انس گرفته بودم و آنان نیز با من انس گرفته بودند، من آنان را شناخته و آنان نیز مرا شناخته بودند. «أَ تُهْلِکُنَا بِمَا فَعَلَ السُّفَهَاءُ مِنَّا إِنْ هِیَ إِلاَّ فِتْنَتُکَ تُضِلُّ بِهَا مَنْ تَشَاءُ وَ تَهْدِی مَنْ تَشَاءُ أَنْتَ وَلِیُّنَا فَاغْفِرْ لَنَا وَ ارْحَمْنَا وَ أَنْتَ خَیْرُ الْغَافِرِینَ» {آیا ما را به [سزای] آنچه کم خردانِ ما کرده اند هلاک می کنی؟ این جز آزمایش تو نیست؛ هر که را بخواهی به وسیله آن گمراه و هر که را بخواهی هدایت می کنی؛ تو سرور مایی؛ پس ما را بیامرز و به ما رحم کن، و تو بهترین آمرزندگانی.»} - . أعراف / 155 - خداوند متعال فرمود: «عَذَابِی أُصِیبُ بِهِ مَنْ أَشَاءُ وَ رَحْمَتِی وَسِعَتْ کُلَّ شَیْ ءٍ» {عذاب خود را به هر کس بخواهم می رسانم، و رحمتم همه چیز را فرا گرفته است} - . أعراف / 156 - تا این آیه که فرمود: «النَّبِیَّ الْأُمِّیَّ الَّذِی یَجِدُونَهُ مَکْتُوباً عِنْدَهُمْ فِی التَّوْرَاةِ وَ الْإِنْجِیلِ یَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَ یَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْکَرِ وَ یُحِلُّ لَهُمُ الطَّیِّبَاتِ وَ یُحَرِّمُ عَلَیْهِمُ الْخَبَائِثَ وَ یَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَ الْأَغْلاَلَ الَّتِی کَانَتْ عَلَیْهِمْ فَالَّذِینَ آمَنُوا بِهِ وَ عَزَّرُوهُ وَ نَصَرُوهُ وَ اتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِی أُنْزِلَ مَعَهُ أُولئِکَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ» {پیامبر درس نخوانده که [نام] او را نزد خود، در تورات و انجیل نوشته می یابند [همان پیامبری که] آنان را به کار پسندیده فرمان می دهد، و از کار ناپسند باز می دارد، و برای آنان چیزهای پاکیزه را حلال و چیزهای ناپاک را بر ایشان حرام می گرداند، و از [دوش] آنان قید و بندهایی را که بر ایشان بوده است برمی دارد. پس کسانی که به او ایمان آوردند و بزرگش داشتند و یاریش کردند و نوری را که با او نازل شده است پیروی کردند، آنان همان رستگارانند.} - . أعراف / 157 - که نور در این آیه همان قرآن است. و از نمونه های دیگر در سوره تغابن است که فرمود: «فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ وَ النُّورِ الَّذِی أَنْزَلْنَا» {پس به خدا و پیامبر او و آن نوری که ما فروفرستادیم ایمان آورید} - . تغابن / 8 - که خداوند متعال از نور قرآن و جمیع اوصیای معصوم را اراده کرده که حاملان کتاب خدا و خازنان و مفسران آن هستند که در قرآن آنان را توصیف کرده و فرموده است «وَ مَا یَعْلَمُ تَأْوِیلَهُ إِلاَّ اللَّهُ وَ الرَّاسِخُونَ فِی الْعِلْمِ یَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ کُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا» {تأویلش را جز خدا و ریشه داران در دانش کسی نمی داند. [آنان که] می گویند: «ما بدان ایمان آوردیم، همه [چه محکم و چه متشابه] از جانب پروردگار ماست} - . آل عمران / 7 - و ایشان همان وصف شدگانی هستند که خداوند به وسیله آن ها شهرها را روشن و بندگان را هدایت می کند. خداوند متعال در سوره نور فرموده است: «اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ کَمِشْکَاةٍ فِیهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِی زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ کَأَنَّهَا کَوْکَبٌ دُرِّیٌّ...» {خدا نور آسمان ها و زمین است. مَثَلِ نور او چون چراغدانی است که در آن چراغی، و آن چراغ در شیشه ای است. آن شیشه گویی اختری درخشان است…} - . نور/ 35 - در این آیه مشکات، رسول خدا صلی الله علیه وآله است و مصباح، همان وصی و اوصیاء هستند و زجاجه، فاطمه سلام الله علیها و درخت مبارک، رسول خدا صلی الله علیه وآله و ستاره درخشان، همان قائم منتظر علیه السلام است که زمین را از عدل و داد پر می کند. سپس خداوند متعال می فرماید: «یَکَادُ زَیْتُهَا یُضِی ءُ وَ لَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ» {نزدیک است که روغنش هر چند بدان آتشی نرسیده باشد روشنی بخشد.} - . نور/ 35 - یعنی گوینده ای بدان سخن می گوید. سپس می فرماید: «نُورٌ عَلَی نُورٍ یَهْدِی اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ یَشَاءُ وَ یَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَ اللَّهُ بِکُلِّ شَیْ ءٍ عَلِیمٌ « {روشنی بر روی روشنی است. خدا هر که را بخواهد با نور خویش هدایت می کند، و این مثل ها را خدا برای مردم می زند و خدا به هر چیزی داناست.} - . نور/ 35 - سپس می فرماید: «فِی بُیُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَ یُذْکَرَ فِیهَا اسْمُهُ یُسَبِّحُ لَهُ فِیهَا بِالْغُدُوِّ وَ الْآصَالِ * رِجَالٌ لاَ تُلْهِیهِمْ تِجَارَةٌ وَ لاَ بَیْعٌ عَنْ ذِکْرِ اللَّهِ وَ إِقَامِ الصَّلاَةِ وَ إِیتَاءِ الزَّکَاةِ» {در خانه هایی که خدا رخصت داده که [قدر و منزلت] آن ها رفعت یابد و نامش در آن ها یاد شود. در آن [خانه] ها هر بامداد و شامگاه او را نیایش می کنند مردانی که نه تجارت و نه داد و ستدی، آنان را از یاد خدا و برپا داشتن نماز و دادن زکات، به خود مشغول نمی دارد} - . نور/ 36_37 - که ایشان همان اوصیا هستند. خداوند تبارک و تعالی در سوره انعام در ذکر تورات و نور بودن آن فرمود: «قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْکِتَابَ الَّذِی جَاءَ بِهِ مُوسَی نُوراً وَ هُدًی لِلنَّاسِ» {بگو: «چه کسی آن کتابی را که موسی آورده است نازل کرده؟ [همان کتابی که] برای مردم روشنایی و رهنمود است} - . أنعام / 91 -

و در سوره یونس فرمود: «هُوَ الَّذِی جَعَلَ الشَّمْسَ ضِیَاءً وَ الْقَمَرَ نُوراً» {اوست کسی که خورشید را روشنایی بخشید و ماه را تابان کرد} - . یونس / 5 - و همانند آن در سوره نوح علیه السلام این آیه است: «وَ جَعَلَ الْقَمَرَ فِیهِنَّ نُوراً» {و ماه را در میان آن ها روشنایی بخش گردانید.} - . نوح / 16 -

و فرمود: «الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِی خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضَ وَ جَعَلَ الظُّلُمَاتِ وَ النُّورَ» {ستایش خدایی را که آسمان ها و زمین را آفرید، و تاریکی ها و روشنایی را پدید آورد} - . أنعام / 1 - که معنای آن شب و روز است.

در سوره بقره نیز فرمود: «اللَّهُ وَلِیُّ الَّذِینَ آمَنُوا یُخْرِجُهُمْ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَی النُّورِ» {خداوند سرور کسانی است که ایمان آورده اند. آنان را از تاریکی ها به سوی روشنایی به در می برد} - . بقره/ 257 - یعنی از تاریکی کفر به نور ایمان خارج نمود که ایمان را در اینجا نور نامیده است. و همانند آن در سوره ابراهیم علیه السلام است: «لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَی النُّورِ» {تا مردم را به اذن پروردگارشان از تاریکی ها به سوی روشنایی بیرون آوری.} - . إبراهیم / 1 -

و در سوره توبه فرمود: «یُرِیدُونَ أَنْ یُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ» {می خواهند نور خدا را با سخنان خویش خاموش کنند} - . توبه/ 32 - یعنی نور اسلام را با کفر و انکارشان خاموش کنند.

خداوند متعال در سوره نساء فرمود: «وَ أَنْزَلْنَا إِلَیْکُمْ نُوراً مُبِیناً یَهْدِی اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ یَشَاءُ» {و ما به سوی شما نوری تابناک فرو فرستاده ایم خدا هر که را بخواهد با نور خویش هدایت می کند.} - . نساء/ 174بخش پایانی آیه(یَهْدِی اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ یَشَاءُ)در سوره نور ایه35 آمده است. -

و در سوره حدید در ذکر مؤمنان فرمود: «یَسْعَی نُورُهُمْ بَیْنَ أَیْدِیهِمْ وَ بِأَیْمَانِهِمْ بُشْرَاکُمُ الْیَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِی مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ…انْظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِنْ نُورِکُمْ» {نورشان پیشاپیششان و به جانب راستشان دوان است. [به آنان گویند:] «امروز شما را مژده باد به باغ هایی که از زیر [درختان] آن نهرها روان است… ما را مهلت دهید تا از نورتان [اندکی] برگیریم} - . حدید/ 12_13 - یعنی در زیر نور شما راه برویم. از نمونه های این آیات در قرآن بسیار است.

سپس از ایشان درباره اقسام لفظ امت در قرآن پرسیدند که فرمودند: مانند این آیه «کَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِیِّینَ مُبَشِّرِینَ وَ مُنْذِرِینَ» {مردم، امّتی یگانه بودند؛ پس خداوند پیامبران را نویدآور و بیم دهنده برانگیخت.} - . بقره/ 213 -

از معانی امت وقت معلوم و مشخص است مانند این آیه: «وَ قَالَ الَّذِی نَجَا مِنْهُمَا وَ ادَّکَرَ بَعْدَ أُمَّةٍ...»{و آن کس از آن دو [زندانی] که نجات یافته و پس از چندی [یوسف را] به خاطر آورده بود گفت…} - . یوسف / 45 - یعنی بعد از مدتی و همچنین این آیه: «وَ لَئِنْ أَخَّرْنَا عَنْهُمُ الْعَذَابَ إِلَی أُمَّةٍ مَعْدُودَةٍ...»{و اگر عذاب را تا چندگاهی از آنان به تأخیر افکنیم…} - . هود/ 8 - یعنی تا وقتی معلوم.

همچنین است به معنای جماعت هم آمده است مانند این آیه: «وَجَدَ عَلَیْهِ أُمَّةً مِنَ النَّاسِ یَسْقُونَ» {گروهی از مردم را بر آن یافت که [دام های خود را] آب می دادند.} - . قصص / 23 - همچنین در معنای یک نفر از مؤمنین مانند این آیه: «إِنَّ إِبْرَاهِیمَ کَانَ أُمَّةً»{به راستی ابراهیم، پیشوایی بود.} - . نحل / 120 -

از معانی دیگر امت گروه جنبندگان و پرندگان است، مانند این آیه: «وَ مَا مِنْ دَابَّةٍ فِی الْأَرْضِ وَ لاَ طَائِرٍ یَطِیرُ بِجَنَاحَیْهِ إِلاَّ أُمَمٌ أَمْثَالُکُمْ» {و هیچ جنبنده ای در زمین نیست و نه هیچ پرنده ای که با دو بال خود پرواز می کند؛ مگر آنکه آن ها [نیز] گروه هایی مانند شما هستند} - . أنعام / 38 - یعنی گروه هایی که می خورند و می آشامند و تناسل دارند و امثال آن.

سپس از ایشان درباره عام و خاص قرآن سؤال کردند که فرمودند: در قرآن برخی آیات خاص و عام است. گروهی از آن ها لفظشان خاص است اما معنایشان عام. از جمله آن ها آیاتی است که لفظ آن عام است و خداوند از آن عموم را اراده کرده است و خاص نیز این چنین است. اما آیاتی که ظاهرشان عام اما معنایشان خاص است مانند این آیه است: «یَا بَنِی إِسْرَائِیلَ اذْکُرُوا نِعْمَتِیَ الَّتِی أَنْعَمْتُ عَلَیْکُمْ وَ أَنِّی فَضَّلْتُکُمْ عَلَی الْعَالَمِینَ» {ای فرزندان اسرائیل، از نعمت هایم که بر شما ارزانی داشتم، و [از] اینکه من شما را بر جهانیان برتری دادم، یاد کنید.} - . بقره/ 47 - که ظاهر آن عام اما معنایش خاص است. زیرا خداوند متعال در میان عالمیان زمانشان ایشان را برتری داده بود که این برتری به چیزهای خاصی مانند منّ و سلوی و چشمه های جوشیده از سنگ و امثال آن ها بود. و از امثال دیگر آن این آیه است: «إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَی آدَمَ وَ نُوحاً وَ آلَ إِبْرَاهِیمَ وَ آلَ عِمْرَانَ عَلَی الْعَالَمِینَ»{به یقین، خداوند، آدم و نوح و خاندان ابراهیم و خاندان عمران را بر مردم جهان برتری داده است.} - . آل عمران / 33 - که مقصود خداوند این است که آنان را بر عالمیان زمانشان برتری داده است.

و همچنین این آیه: «وَ أُوتِیَتْ مِنْ کُلِّ شَیْ ءٍ وَ لَهَا عَرْشٌ عَظِیمٌ « {و از هر چیزی به او داده شده بود و تختی بزرگ داشت.} - . نمل / 23 - که مقصود بلقیس است اما بسیاری از چیزها به او داده نشده بود، مانند خصوصیات و برتری هایی که خداوند مردان را به وسیله آن ها بر زنان برتری داده است.

و از نمونه های دیگر این آیه است: «تُدَمِّرُ کُلَّ شَیْ ءٍ بِأَمْرِ رَبِّهَا» {همه چیز را به دستور پروردگارش بنیان کن می کند} - . أحقاف / 25 - که مقصود باد است که بسیاری از چیزها را نابود نمی کند. و همچنین این آیه «ثُمَّ أَفِیضُوا مِنْ حَیْثُ أَفَاضَ النَّاسُ»{پس از همان جا که [انبوه] مردم روانه می شوند، شما نیز روانه شوید} - . بقره/ 199 - که مقصود، گروهی از مردم است. در زمان جاهلیت قریش از مشعرالحرام روانه می شدند و مانند سایر عرب ها به سمت عرفات خارج نمی شدند که خداوند متعال امر کرد که از آنجایی که پیامبر و اصحابش روانه می شوند روانه شوند و از سنت خود باز گردند که در این آیه مقصود از ناس، به طور خاص همان پیامبر و اصحابش است. در آیه «لِئَلاَّ یَکُونَ لِلنَّاسِ عَلَی اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ» {تا برای مردم، پس از [فرستادن] پیامبران، در مقابل خدا [بهانه و] حجّتی نباشد است.} - . نساء/ 165 - نیز مقصود از ناس فقط یهود می باشد. و آیه «یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا لاَ تَخُونُوا اللَّهَ وَ الرَّسُولَ وَ تَخُونُوا أَمَانَاتِکُمْ وَ أَنْتُمْ تَعْلَمُونَ» {ای کسانی که ایمان آورده اید، به خدا و پیامبر او خیانت مکنید و [نیز] در امانت های خود خیانت نورزید و خود می دانید [که نباید خیانت کرد].} - . أنفال / 27 - که در شأن ابی لبابه بن عبد المنذر وارد شده است. و آیه «وَ آخَرُونَ اعْتَرَفُوا بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُوا عَمَلاً صَالِحاً وَ آخَرَ سَیِّئاً» {و دیگرانی هستند که به گناهان خود اعتراف کرده و کار شایسته را با [کاری] دیگر که بد است درآمیخته اند} - . توبه/ 102 - که در مورد ابی لبابه است که یک شخص واحد است.

و آیه «یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا لاَ تَتَّخِذُوا عَدُوِّی وَ عَدُوَّکُمْ أَوْلِیَاءَ تُلْقُونَ إِلَیْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ» {ای کسانی که ایمان آورده اید، دشمن من و دشمن خودتان را به دوستی برمگیرید [به طوری] که با آنها اظهار دوستی کنید} - . ممتحنه/ 1 - که در شأن حاطب بن ابی بلتعه که یک شخص است وارد شده است که لفظ آیه عام اما معنای آن خاص است، اگرچه در لفظ بر عموم مردم جاری شده است. و این آیه «الَّذِینَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَکُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِیمَاناً وَ قَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَ نِعْمَ الْوَکِیلُ» {همان کسانی که [برخی از] مردم به ایشان گفتند: «مردمان برای [جنگ با] شما گرد آمده اند؛ پس، از آن بترسید.» و [لی این سخن] بر ایمانشان افزود و گفتند: «خدا ما را بس است و نیکو حمایتگری است.»} - . آل عمران / 173 - در مورد نعیم بن مسعود اشجعی نازل شده و داستان آن به این صورت است که وقتی پیامبر صلی الله علیه و آله از غزوه احد بازگشت، در حالی که عمویش حمزه به همراه گروهی از مسلمین به شهادت رسیده و گروهی نیز زخمی شده در جنگ ناکام مانده بودند اما خود ایشان شهید نشده و مجروح نشده بودند، در این حال خداوند متعال به پیامبر صلی الله علیه و آله وحی کرده و فرمود هم اکنون به سوی قریش حرکت کن و از اصحابت فقط کسانی را که مجروح هستند حرکت بده. پیامبر این مسأله را با آن ها در میان گذاشت و آنان نیز با وجود مجروحیت با پیامبر صلی الله علیه و آله به سمت قریش خارج شدند تا اینکه به منزلی بنام حمراءالاسد رسیدند و این در حالی بود که قریش نیز آماده حمله به مسلمانان بودند. اما وقتی خبر حرکت پیامبر برای جنگ با آن ها به ایشان رسید ترسیدند و در این حال شخصی از قبیله اشجع به نام نعیم بن مسعود که قصد رفتن به مدینه را داشت به ایشان رسید. ابوسفیان صخر بن سعد به او گفت ده شتر به تو می دهم به شرط آنکه راه خود را به سمت حمراءالاسد برگردانی و به محمد صلی الله علیه وآله خبر دهی که بسیاری از هم پیمانان ما از عرب مانند کنانه و عشیره ایشان و احابیش به یاری ما آمده اند و با این حرف آنان را بترسانی، شاید از جنگ ما منصرف شوند. نعیم قبول کرد و به حمراءالاسد رفته و به رسول خدا صلی الله علیه و آله این خبر را رساند و گفت قریش با تمام توانشان جمع شده اند و شما توان مقابله با آن ها را ندارید، پس نصیحت مرا بپذیرید و بازگردید. اصحاب پیامبر صلی الله علیه و آله با شنیدن این سخن گفتند: خداوند ما را کافی است و نیکو حمایتگری است، بدان ما از آنان هیچ ترسی نداریم. سپس خداوند متعال این آیات را نازل فرمود: «الَّذِینَ اسْتَجَابُوا لِلَّهِ وَ الرَّسُولِ مِنْ بَعْدِ مَا أَصَابَهُمُ الْقَرْحُ لِلَّذِینَ أَحْسَنُوا مِنْهُمْ وَ اتَّقَوْا أَجْرٌ عَظِیمٌ *الَّذِینَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَکُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِیمَاناً وَ قَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَ نِعْمَ الْوَکِیلُ» {کسانی که [در نبرد اُحد] پس از آنکه زخم برداشته بودند، دعوت خدا و پیامبر [او] را اجابت کردند، برای کسانی از آنان که نیکی و پرهیزگاری کردند پاداشی بزرگ است. همان کسانی که [برخی از] مردم به ایشان گفتند: «مردمان برای [جنگ با] شما گرد آمده اند؛ پس، از آن بترسید.» و [لی این سخن] بر ایمانشان افزود و گفتند: «خدا ما را بس است و نیکو حمایتگری است.»} - . آل عمران / 172_173 - در حالی که تنها گوینده این سخن نعیم بن مسعود بود، اما خداوند با نام جمیع مردم از او یاد کرد. و تمامی آیاتی که لفظ آن ها عام اما معنای آن ها خاص است این گونه اند. مانند این آیه: «إِنَّمَا وَلِیُّکُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِینَ آمَنُوا الَّذِینَ یُقِیمُونَ الصَّلاَةَ وَ یُؤْتُونَ الزَّکَاةَ وَ هُمْ رَاکِعُونَ « {ولیّ شما، تنها خدا و پیامبر اوست و کسانی که ایمان آورده اند: همان کسانی که نماز برپا می دارند و در حال رکوع زکات می دهند.} - . مائده/ 55 -

و اما آیاتی که لفظ آن ها خاص است اما معنای عامی دارند، مانند این آیه است: «مِنْ أَجْلِ ذلِکَ کَتَبْنَا عَلَی بَنِی إِسْرَائِیلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَیْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِی الْأَرْضِ فَکَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِیعاً وَ مَنْ أَحْیَاهَا فَکَأَنَّمَا أَحْیَا النَّاسَ جَمِیعاً»{از این روی بر فرزندان اسرائیل مقرر داشتیم که هر کس کسی را جز به قصاص قتل، یا [به کیفر] فسادی در زمین بکشد، چنان است که گویی همه مردم را کشته باشد. و هر کس کسی را زنده بدارد، چنان است که گویی تمام مردم را زنده داشته است.{ - . مائده/ 32 - که لفظ آیه به طور خاص در مورد بنی اسرائیل است در حالی که در مورد همه مردم و تمامی بندگان است چه بنی اسرائیل باشند چه غیر آن ها. که از نمونه های آن بسیار است.

و این سخن خداوند: «الزَّانِی لاَ یَنْکِحُ إِلاَّ زَانِیَةً أَوْ مُشْرِکَةً وَ الزَّانِیَةُ لاَ یَنْکِحُهَا إِلاَّ زَانٍ أَوْ مُشْرِکٌ وَ حُرِّمَ ذلِکَ عَلَی الْمُؤْمِنِینَ» {مرد زناکار، جز زن زناکار یا مشرک را به همسری نگیرد، و زن زناکار را، جز مرد زناکار یا مشرک به زنی نگیرد، و بر مؤمنان این [امر] حرام گردیده است.} - . نور/ 3 - که درباره برخی از زنان مکه که معروف به زنا بودند مانند ساره، خنتمه و رباب نازل شده بوده که خداوند ازدواج با آن ها را حرام کرده بود اما در مورد تمامی زنانی که مثل آن ها هستند جاری است. و مانند آن ها این آیه است که خداوند متعال فرمود: «وَ جَاءَ رَبُّکَ وَ الْمَلَکُ صَفّاً صَفّاً» {و [فرمان] پروردگارت و فرشته [ها] صف در صف آیند،} - . فجر/ 22 - که معنای آن تمامی ملائکه است.

و اما آیاتی که در لفظ اشاره به زمان گذشته دارند اما معنایشان آینده است که از جمله آن ها آیاتی است که خداوند متعال درباره اخبار قیامت و بعث و نشور و حساب آورده است که لفظ خبر در مورد اتفاقات گذشته است اما معنای آن در آینده واقع خواهد شد، مانند این آیه: «وَ نُفِخَ فِی الصُّورِ فَصَعِقَ مَنْ فِی السَّمَاوَاتِ وَ مَنْ فِی الْأَرْضِ إِلاَّ مَنْ شَاءَ اللَّهُ» {و در صور دمیده می شود، پس هر که در آسمان ها و هر که در زمین است بیهوش درمی افتد، مگر کسی که خدا بخواهد} - . زمر/ 68 - تا این قسمت از آیات «وَ سِیقَ الَّذِینَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ إِلَی الْجَنَّةِ زُمَراً» {و کسانی که از پروردگارشان پروا داشته اند، گروه گروه به سوی بهشت سوق داده شوند} - . زمر/ 73 - که لفظ آن گذشته اما معنای آن آینده است. و همچنین مانند این آیه: «وَ نَضَعُ الْمَوَازِینَ الْقِسْطَ لِیَوْمِ الْقِیَامَةِ فَلاَ تُظْلَمُ نَفْسٌ شَیْئاً»{و ترازوهای داد را در روز رستاخیز می نهیم، پس هیچ کس [در] چیزی ستم نمی بیند} - . أنبیاء/ 47 - که نمونه های آن در قرآن بسیار است.

اما آیاتی که به لفظ عام آمده و مقصود از آن ها همان عام است مانند این آیه: «یَا أَیُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّکُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَیْ ءٌ عَظِیمٌ» {ای مردم، از پروردگار خود پروا کنید، چرا که زلزله رستاخیز امری هولناک است.} - . حج / 1 -

و این آیه: «یَا أَیُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاکُمْ مِنْ ذَکَرٍ وَ أُنْثَی» {ای مردم، ما شما را از مرد و زنی آفریدیم} - . حجرات / 13 - و این آیه: «یَا أَیُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّکُمُ الَّذِی خَلَقَکُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ» {ای مردم، از پروردگارتان که شما را از «نفس واحدی» آفرید} - . نساء/ 1 - و این آیه «الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِینَ» {ستایش خدا را که پروردگار جهانیان.} - . فاتحه/ 2 - و این آیه: «کَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً» {مردم، امّتی یگانه بودند.} - . بقره/ 213 - یعنی بر مذهب و روشی واحد بودند و این مربوط به زمان قبل از نوح علیه السلام بود و وقتی خداوند متعال نوح را برانگیخت دچار اختلاف شدند. سپس خداوند پیامبران را بشارت دهنده و انذارکننده مبعوث نمود.

و اما از آیات تحریف شده قرآن آیه: «کُنْتُمْ خَیْرَ أَئِمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَ تَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْکَر» است که به لفظ خیر امةٍ تحریف شده است حال آنکه زانیان و لواط کنندگان و دزدان و قاطعان طریق و ظالمان و شرابخواران و ضایع کنندگان واجبات و تعدّی کنندگان از حدود الهی نیز در این امت هستند. مگر نمی بینید که خداوند صاحبان این صفت را مدح می کند؟

و از موارد دیگر این تحریف ها در سوره نحل است که فرمود: «أَنْ تَکُونَ أَئِمَّةٌ هِیَ أَرْبَی مِنْ أَئِمَّةٍ» که آن را به امةٌ تغییر دادند و از موارد دیگر در سوره یوسف است: «ثُمَّ یَأْتِی مِنْ بَعْدِ ذَلِکَ عَامٌ فِیهِ یُغَاثُ النَّاسُ وَ فِیهِ یُعْصَرُون» یعنی برآنان باران ببارد که آن را تغییر داده و گفتند یَعصِرونَ که از آن معنای شراب را اراده کردند. خداوند می فرماید: «وَ أَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجاً» {و از ابرهای متراکم، آبی ریزان فرود آوردیم،} - . نبإ/ 14 -

و همچنین این آیه «فَلَمَّا خَرَّ تَبَیَّنَتِ الْإِنْسُ أَنْ لَوْ کَانَتِ الْجِنُّ یَعْلَمُونَ الْغَیْبَ مَا لَبِثُوا فِی الْعَذَابِ الْمُهِین» که این گونه تغییر دادند: «فَلَمَّا خَرَّ تَبَیَّنَتِ الْجِنُّ أَنْ لَوْ کَانُوا یَعْلَمُونَ الْغَیْبَ مَا لَبِثُوا فِی الْعَذَابِ الْمُهِینِ» {پس چون [سلیمان] فرو افتاد برای جنّیان روشن گردید که اگر غیب می دانستند، در آن عذاب خفّت آور [باقی] نمی ماندند.} - . سبإ/ 14 -

و این آیه در سوره هود علیه السلام «أَ فَمَنْ کانَ عَلی بَیِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ» یعنی رسول خدا صلی الله علیه وآله «وَ یَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ وَصِیُّهُ إِمَاماً وَ رَحْمَةً وَ مِنْ قَبْلِهِ کِتَابُ مُوسَی أُولَئِکَ یُؤْمِنُونَ بِه» که تغییر داده و گفتند: «أَ فَمَنْ کَانَ عَلَی بَیِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَ یَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِنْهُ وَ مِنْ قَبْلِهِ کِتَابُ مُوسَی إِمَاماً وَ رَحْمَةً» {آیا کسی که از جانب پروردگارش بر حجّتی روشن است و شاهدی از [خویشان] او، پیرو آن است، و پیش از وی [نیز] کتاب موسی راهبر و مایه رحمت بوده است [دروغ می بافد]؟} - . هود/ 17 - که کلمه ای را بر کلمه ای مقدّم ساختند تا معنای آیه از بین برود. خداوند متعال در سوره آل عمران فرمود: «لَیْسَ لَکَ مِنَ الْأَمْرِ شَیْ ءٌ أَوْ یَتُوبَ عَلَیْهِمْ أَوْ یُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ لِآلِ مُحَمَّد»{هیچ یک از این کارها در اختیار تو نیست؛ یا [خدا] بر آنان می بخشاید، یا عذابشان می کند، زیرا آنان ستمکارند بر آل محمد صلوات الله علیهم اجمعین.} - . آل عمران / 128 لِآلِ مُحَمَّد در آیه ذکر نشده است. -

که آل محمد صلی الله علیه وآله را حذف کردند. و همچنین این آیه «وَ کَذَلِکَ جَعَلْنَاکُمْ أَئِمَّةً وَسَطاً لِتَکُونُوا شُهَدَاءَ عَلَی النَّاسِ وَ یَکُونَ الرَّسُولُ عَلَیْکُمْ شَهِیدا» که معنای وسطاً واسطه بین رسول و مردم بود که آن را تغییر داده و اُمةً کردند. و از جمله آن ها در سوره نبأ فرمود: «وَ یَقُولُ الْکَافِرُ یَا لَیْتَنِی کُنْتُ تُرَابِیّاً» که به تراباً تغییر دادند. رسول خدا صلی الله علیه و آله بسیاری از اوقات مرا به ابوتراب خطاب می کرد. و از امثال این ها بسیار است.

اما آیه ای که نصف آن منسوخ و نصف دیگر غیر منسوخ است و همچنین آیاتی که رخصت بعد از الزام در آن ها آمده است، مانند این آیه است: «وَ لاَ تَنْکِحُوا الْمُشْرِکَاتِ حَتَّی یُؤْمِنَّ وَ لَأَمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَیْرٌ مِنْ مُشْرِکَةٍ وَ لَوْ أَعْجَبَتْکُمْ وَ لاَ تُنْکِحُوا الْمُشْرِکِینَ حَتَّی یُؤْمِنُوا وَ لَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَیْرٌ مِنْ مُشْرِکٍ وَ لَوْ أَعْجَبَکُمْ» {و با زنانِ مشرک ازدواج مکنید، تا ایمان بیاورند. قطعاً کنیزِ با ایمان بهتر از زنِ مشرک است، هر چند [زیبایی] او شما را به شگفت آوَرَد. و به مردانِ مشرک زن مدهید تا ایمان بیاورند. قطعاً برده با ایمان بهتر از مردِ آزاد مشرک است، هر چند شما را به شگفت آوَرَد.} - . بقره/ 221 -

پیش از این مسلمانان با اهل کتاب از یهودیان و مسیحیان ازدواج می کردند و آنان نیز با مسلمانان ازدواج می کردند، تا اینکه این آیه نازل شد تا از ازدواج مسلمان با مشرک و ازدواج آنان با مسلمانان نهی کند. سپس در سوره مائده آیه ای را آورد که این آیه را نسخ می کند: «وَ طَعَامُ الَّذِینَ أُوتُوا الْکِتَابَ حِلٌّ لَکُمْ وَ طَعَامُکُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَ الْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَ الْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِینَ أُوتُوا الْکِتَابَ مِنْ قَبْلِکُمْ» {و طعام کسانی که اهل کتابند برای شما حلال، و طعام شما برای آنان حلال است. و [بر شما حلال است ازدواج با] زنان پاکدامن از مسلمان، و زنان پاکدامن از کسانی که پیش از شما کتاب [آسمانی] به آنان داده شده.} - . مائده/ 5 - که ازدواج با آن ها را پس از نهی آزاد گذاشت و آیه «وَ لاَ تُنْکِحُوا الْمُشْرِکِینَ حَتَّی یُؤْمِنُوا»{و به مردانِ مشرک زن مدهید تا ایمان بیاورند} - . بقره/ 221 - را به حال خود گذاشت و نسخ نکرد.

اما اطلاق بعد از نهی در این مورد است که خداوند متعال وضو و غسل جنابت را با آب پاک واجب نموده و فرمود: «یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَی الصَّلاَةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَکُمْ وَ أَیْدِیَکُمْ إِلَی الْمَرَافِقِ وَ امْسَحُوا بِرُءُوسِکُمْ وَ أَرْجُلَکُمْ إِلَی الْکَعْبَیْنِ وَ إِنْ کُنْتُمْ جُنُباً فَاطَّهَّرُوا وَ إِنْ کُنْتُمْ مَرْضَی أَوْ عَلَی سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْکُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَیَمَّمُوا صَعِیداً طَیِّباً» {ای کسانی که ایمان آورده اید، چون به [عزم] نماز برخیزید، صورت و دست هایتان را تا آرنج بشویید؛ و سر و پاهای خودتان را تا برآمدگی پیشین [هر دو پا] مسح کنید؛ و اگر جُنُب اید خود را پاک کنید [غسل نمایید]؛ و اگر بیمار یا در سفر بودید، یا یکی از شما از قضای حاجت آمد، یا با زنان نزدیکی کرده اید و آبی نیافتید؛ پس با خاک پاک تیمّم کنید.} - . مائده/ 6 - بنابراین حکم واجب الهی آن است که وقتی آب هست با آن شسته شود و با غیر آب(طهارت) جایز نیست. و رخصت در مورد این حکم آن است که وقتی آبی یافت نشد، با خاک پاک تیمم شود.

از نمونه های دیگر این آیه است: «حَافِظُوا عَلَی الصَّلَوَاتِ وَ الصَّلاَةِ الْوُسْطَی وَ قُومُوا لِلَّهِ قَانِتِینَ» {بر نمازها و نماز میانه مواظبت کنید، و خاضعانه برای خدا به پا خیزید.} - . بقره/ 238 - که واجب آن است که شخص نماز را روی زمین با رکوع و سجود کامل انجام دهد اما به سخص خائف و ترسان رخصت داده و فرمود: «فَإِنْ خِفْتُمْ فَرِجَالاً أَوْ رُکْبَاناً» پس اگر بیم داشتید، پیاده یا سواره [نماز کنید].} - . بقره/ 239 -

مثال دیگر این آیه است «فَإِذَا قَضَیْتُمُ الصَّلاَةَ فَاذْکُرُوا اللَّهَ قِیَاماً وَ قُعُوداً وَ عَلَی جُنُوبِکُمْ»{و چون نماز را به جای آوردید، خدا را [در همه حال] ایستاده و نشسته و بر پهلو آرمیده، یاد کنید.} - . نساء/ 103 - که معنای آیه این است که شخص سالم ایستاده نماز بخواند و مریض نشسته بخواند و کسی که نمی تواند نشسته بخواند در حال دراز کشیده نماز بخواند و اگر در آن حال هم توان خواندن ندارد با اشاره نماز بخواند که این رخصتی است که بعد از الزام در آیات پیشین آمد.

و مثال دیگر این آیه است: «شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِی أُنْزِلَ فِیهِ الْقُرْآنُ…فَمَنْ شَهِدَ مِنْکُمُ الشَّهْرَ فَلْیَصُمْهُ» {ماه رمضان [همان ماه] است که در آن، قرآن فرو فرستاده شده است…پس هر کس از شما این ماه را درک کند باید آن را روزه بدارد} - . بقره/ 185 - پس از آن به مریض و مسافر رخصت داده و فرمود: «وَ مَنْ کَانَ مَرِیضاً أَوْ عَلَی سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَیَّامٍ أُخَرَ یُرِیدُ اللَّهُ بِکُمُ الْیُسْرَ وَ لاَ یُرِیدُ بِکُمُ الْعُسْرَ»{و کسی که بیمار یا در سفر است [باید به شماره آن،] تعدادی از روزهای دیگر [را روزه بدارد]. خدا برای شما آسانی می خواهد و برای شما دشواری نمی خواهد} - . بقره/ 185 - که واجب دائمی الزامی به دلیل توانایی مختص فرد سالم شد و در مواردی (مانند مریضی و سفر) وجوب و ضرورت روزه با تفضل الهی برداشته شد.

اما رخصتی که ظاهر آن خلاف باطن است مانند این مورد است که خداوند متعال نهی کرد که مؤمن کافر را ولی خود قرار دهد، اما بر او منت نهاده و رخصت داد که در موقع تقیه ظاهری مانند او روزه بگیرد، افطار کند، نماز بخواند و مانند او عمل نماید و انجام آن را برای او موسّع قرار داد، به شرط آنکه در درون خود ایمان به خدا را حفظ کرده و خلاف آنچه که (در حال تقیه) به خاط ترس از دشمنانی که بر امت مسلط هستند انجام می دهد معتقد باشد. لذا فرمود: «لاَ یَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْکَافِرِینَ أَوْلِیَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِینَ وَ مَنْ یَفْعَلْ ذلِکَ فَلَیْسَ مِنَ اللَّهِ فِی شَیْ ءٍ إِلاَّ أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَ یُحَذِّرُکُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ»{مؤمنان نباید کافران را به جای مؤمنان به دوستی بگیرند؛ و هر که چنین کند، در هیچ چیز [او را] از [دوستیِ] خدا [بهره ای] نیست، مگر اینکه از آنان به نوعی تقیّه کنید و خداوند، شما را از [عقوبت] خود می ترساند} - . آل عمران / 28 - این رخصتی از جانب خداست که از روی رحمت خود بر مؤمنان تفض نموده تا در هنگام تقیه در ظاهر از آن استفاده کنند. پیامبر صلی الله علیه و آله نیز فرمود: خداوند متعال دوست دارد که به رخصت ها عمل شود همان طور که دوست دارد به احکام الزامی او عمل شود.

اما رخصتی که صاحب آن مختار است مانند آن است که خداوند متعال رخصت داد که بنده به خاطر ظلمش عقوبت شود. خداوند متعال می فرماید: «وَ جَزَاءُ سَیِّئَةٍ سَیِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَ أَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَی اللَّهِ» {و جزای بدی، مانند آن، بدی است. پس هر که درگذرد و نیکوکاری کند، پاداش او بر [عهده] خداست.} - . شوری / 40 -

در این آیه شخص مختار است که اگر بخواهد ببخشد و یا مانند آن را انجام دهد. و اما رخصتی که ظاهرش خلاف باطن است و آیه ای که در ظاهر منقطع و معطوف است مانند آن است که آیه ای در کتاب خدا در موضوعی بیاید و پس از آن مطلبی که از نظر معنا متفاوت با آن است بیاید سپس کلامی بیاید که در ادامه سخن اول است مانند این آیه: «وَ إِذْ قَالَ لُقْمَانُ لاِبْنِهِ وَ هُوَ یَعِظُهُ یَا بُنَیَّ لاَ تُشْرِکْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْکَ لَظُلْمٌ عَظِیمٌ» {و [یاد کن] هنگامی را که لقمان به پسر خویش در حالی که وی او را اندرز می داد گفت: «ای پسرک من، به خدا شرک میاور که به راستی شرک ستمی بزرگ است.»} - . لقمان / 13 - سپس وصیت لقمان قطع شده و خداوند متعال می فرماید: «وَ وَصَّیْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَیْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَی وَهْنٍ» {و انسان را در باره پدر و مادرش سفارش کردیم؛ مادرش به او باردار شد، سستی بر روی سستی.} - . لقمان / 14 - تا این قسمت از آیات «إِلَیَّ مَرْجِعُکُمْ فَأُنَبِّئُکُمْ بِمَا کُنْتُمْ تَعْمَلُونَ» {و [سرانجام] بازگشت شما به سوی من است، و از [حقیقت] آنچه انجام می دادید شما را با خبر خواهم کرد.} - . لقمان / 15 -

سپس کلام را در ادامه وصیت لقمان به پسرش آورده و می فرماید: «یَا بُنَیَّ إِنَّهَا إِنْ تَکُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَکُنْ فِی صَخْرَةٍ أَوْ فِی السَّمَاوَاتِ أَوْ فِی الْأَرْضِ یَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِیفٌ خَبِیرٌ» {«ای پسرک من، اگر [عملِ تو] هموزن دانه خَردلی و در تخته سنگی یا در آسمان ها یا در زمین باشد، خدا آن را می آورد، که خدا بس دقیق و آگاه است.} - . لقمان / 16 -

نظیر این دست آیات این آیه است: «أَطِیعُوا اللَّهَ وَ أَطِیعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِی الْأَمْرِ مِنْکُمْ» {خدا را اطاعت کنید و پیامبر و اولیای امر خود را [نیز] اطاعت کنید} - . نساء/ 59 - که در جای دیگری کلامی را معطوف به این آیه می آورد و می فرماید: «یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَ کُونُوا مَعَ الصَّادِقِینَ» {ای کسانی که ایمان آورده اید، از خدا پروا کنید و با راستان باشید.} - . توبه/ 119 - که معطوف به اولی الامر منکم آمده است.

مثالی دیگر این آیه است: «وَ أَقِیمُوا الصَّلاَةَ وَ آتُوا الزَّکَاةَ» {و نماز را بر پا دارید، و زکات را بدهید} - . بقره/ 43 - که در جای دیگری معطوف به این جمله امر به جهاد را می آورد و می فرماید: «کُتِبَ عَلَیْکُمُ الْقِتَالُ وَ هُوَ کُرْهٌ لَکُمْ وَ عَسَی أَنْ تَکْرَهُوا شَیْئاً وَ هُوَ خَیْرٌ لَکُمْ» {بر شما کارزار واجب شده است، در حالی که برای شما ناگوار است. و بسا چیزی را خوش نمی دارید و آن برای شما خوب است} - . بقره/ 216 - این آیه سوره مائده نیز از همین دست است: «وَ مَا أَکَلَ السَّبُعُ إِلاَّ مَا ذَکَّیْتُمْ وَ مَا ذُبِحَ عَلَی النُّصُبِ وَ أَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلاَمِ ذلِکُمْ فِسْقٌ» {و آنچه درنده از آن خورده باشد مگر آنچه را [که زنده دریافته و خود] سر ببرید و [همچنین] آنچه برای بتان سر بریده شده، و [نیز] قسمت کردن شما [چیزی را] به وسیله تیرهای قرعه؛ این [کارها همه] نافرمانی [خدا]ست} - . مائده/ 3 - که پس از آن کلامی می آورد که در مشابه این خطاب نیست و می فرماید: «الْیَوْمَ یَئِسَ الَّذِینَ کَفَرُوا مِنْ دِینِکُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَ اخْشَوْنِ الْیَوْمَ أَکْمَلْتُ لَکُمْ دِینَکُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَیْکُمْ نِعْمَتِی وَ رَضِیتُ لَکُمُ الْإِسْلاَمَ دِیناً» {امروز کسانی که کافر شده اند، از [کارشکنی در] دین شما نومید گردیده اند. پس، از ایشان مترسید و از من بترسید. امروز دین شما را برایتان کامل و نعمت خود را بر شما تمام گردانیدم، و اسلام را برای شما [به عنوان] آیینی برگزید.} - . مائده/ 3 -

آنگاه کلام را در عطف به سخن اول و حکم تحریم آورده و می فرماید: «فَمَنِ اضْطُرَّ فِی مَخْمَصَةٍ غَیْرَ مُتَجَانِفٍ لِإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِیمٌ» {و هر کس دچار گرسنگی شود، بی آنکه به گناه متمایل باشد [اگر از آنچه منع شده است بخورد]، بی تردید، خدا آمرزنده مهربان است.} - . مائده/ 3 -

مثال دیگر این آیه است «قُلْ سِیرُوا فِی الْأَرْضِ ثُمَّ انْظُرُوا کَیْفَ کَانَ عَاقِبَةُ الْمُکَذِّبِینَ» {بگو: «در زمین بگردید، آن گاه بنگرید که فرجام تکذیب کنندگان چگونه بوده است؟»} - . أنعام / 11 -

سپس در ادامه کلامی دیگر می آورد و می فرماید: «قُلْ لِمَنْ مَا فِی السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ قُلْ لِلَّهِ کَتَبَ عَلَی نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ لَیَجْمَعَنَّکُمْ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ لاَ رَیْبَ فِیهِ» {بگو: «آنچه در آسمان ها و زمین است از آنِ کیست؟» بگو: «از آنِ خداست»؛ که رحمت را بر خویشتن واجب گردانیده است. یقیناً شما را در روز قیامت که در آن هیچ شکی نیست گِرد خواهد آورد} - . أنعام / 12 - سپس ادامه سخن اول را می آورد و می فرماید: «الَّذِینَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ فَهُمْ لاَ یُؤْمِنُونَ « {خودباختگان کسانی اند که ایمان نمی آورند.} - . أنعام / 12 - همچنین در سوره عنکبوت می فرماید: «وَ إِبْرَاهِیمَ إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَ اتَّقُوهُ ذلِکُمْ خَیْرٌ لَکُمْ إِنْ کُنْتُمْ تَعْلَمُونَ *إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَاناً وَ تَخْلُقُونَ إِفْکاً إِنَّ الَّذِینَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لاَ یَمْلِکُونَ لَکُمْ رِزْقاً» {و [یاد کن] ابراهیم را چون به قوم خویش گفت: «خدا را بپرستید و از او پروا بدارید؛ اگر بدانید این [کار] برای شما بهتر است.» واقعاً آنچه را که شما سوای خدا می پرستید جز بتانی [بیش] نیستند و دروغی برمی سازید. در حقیقت، کسانی را که جز خدا می پرستید اختیار روزی شما را در دست ندارند.} - . عنکبوت / 16_17 - تا این قسمت آیه: «وَ مَا عَلَی الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاَغُ الْمُبِینُ» {و بر پیامبر [خدا] جز ابلاغ آشکار [وظیفه ای] نیست.} - . عنکبوت / 18 -

سپس کلامی دیگر را آغاز می کند و می فرماید: «أَ وَ لَمْ یَرَوْا کَیْفَ یُبْدِئُ اللَّهُ الْخَلْقَ ثُمَّ یُعِیدُهُ إِنَّ ذلِکَ عَلَی اللَّهِ یَسِیرٌ*قُلْ سِیرُوا فِی الْأَرْضِ فَانْظُرُوا کَیْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ ثُمَّ اللَّهُ یُنْشِئُ النَّشْأَةَ الْآخِرَةَ إِنَّ اللَّهَ عَلَی کُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ*یُعَذِّبُ مَنْ یَشَاءُ وَ یَرْحَمُ مَنْ یَشَاءُ وَ إِلَیْهِ تُقْلَبُونَ *وَ مَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِینَ فِی الْأَرْضِ وَ لاَ فِی السَّمَاءِ وَ مَا لَکُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِیٍّ وَ لاَ نَصِیرٍ*وَ الَّذِینَ کَفَرُوا بِآیَاتِ اللَّهِ وَ لِقَائِهِ أُولئِکَ یَئِسُوا مِنْ رَحْمَتِی وَ أُولئِکَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِیمٌ » {آیا ندیده اند که خدا چگونه آفرینش را آغاز می کند سپس آن را باز می گرداند؟ در حقیقت، این [کار] بر خدا آسان است. بگو: «در زمین بگردید و بنگرید چگونه آفرینش را آغاز کرده است سپس [باز] خداست که نشئه آخرت را پدید می آورد؛ خداست که بر هر چیزی تواناست.» هر که را بخواهد عذاب و هر که را بخواهد رحمت می کند و به سوی او بازگردانیده می شوید. و شما نه در زمین و نه در آسمان درمانده کننده [او] نیستید، و جز خدا برای شما یار و یاوری نیست. و کسانی که آیات خدا و لقای او را منکر شدند، آنانند که از رحمت من نومیدند و ایشان را عذابی پردرد خواهد بود.} - . عنکبوت / 19_23 -

و سپس کلام را در ادامه سخن اول در وصف ابراهیم آورده و می فرماید: «فَمَا کَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَنْ قَالُوا اقْتُلُوهُ أَوْ حَرِّقُوهُ فَأَنْجَاهُ اللَّهُ مِنَ النَّارِ»{و پاسخ قومش جز این نبود که گفتند: «بکشیدش یا بسوزانیدش.» ولی خدا او را از آتش نجات بخشید} - . عنکبوت / 24 - و پس از آن نیز در آیات پایانی قصد ابراهیم علیه السلام را کامل می کند.

مورد دیگر آنکه می فرماید: «وَ لَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِیِّینَ عَلَی بَعْضٍ وَ آتَیْنَا دَاوُدَ زَبُوراً» {و در حقیقت، بعضی از انبیا را بر بعضی برتری بخشیدیم و به داوود زبور دادیم.} - . إسراء/ 55 - سپس کلام را قطع می کند و می فرماید: «قُلِ ادْعُوا الَّذِینَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلاَ یَمْلِکُونَ کَشْفَ الضُّرِّ عَنْکُمْ وَ لاَ تَحْوِیلاً» {بگو: «کسانی را که به جای او [معبود خود] پنداشتید، بخوانید. [آن ها] نه اختیاری دارند که از شما دفع زیان کنند و نه [آنکه بلایی را از شما] بگردانند.} - . إسراء/ 56 -

و پس از آن در ادامه سخن اول، کلام را در ذکر داستان انبیا و داود علیه السلام می آورد: «أُولئِکَ الَّذِینَ یَدْعُونَ یَبْتَغُونَ إِلَی رَبِّهِمُ الْوَسِیلَةَ أَیُّهُمْ أَقْرَبُ وَ یَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَ یَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّکَ کَانَ مَحْذُوراً» {آن کسانی را که ایشان می خوانند [خود] به سوی پروردگارشان تقرب می جویند [تا بدانند] کدام یک از آن ها [به او] نزدیک ترند، و به رحمت وی امیدوارند، و از عذابش می ترسند، چرا که عذاب پروردگارت همواره در خور پرهیز است.} - . إسراء/ 57 -

همچنین در جای دیگری می فرماید: «آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَیْهِ مِنْ رَبِّهِ وَ الْمُؤْمِنُونَ کُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَ مَلاَئِکَتِهِ وَ کُتُبِهِ وَ رُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَیْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَ قَالُوا سَمِعْنَا وَ أَطَعْنَا غُفْرَانَکَ رَبَّنَا وَ إِلَیْکَ الْمَصِیرُ» {پیامبر [خدا] بدانچه از جانب پروردگارش بر او نازل شده است ایمان آورده است، و مؤمنان همگی به خدا و فرشتگان و کتاب ها و فرستادگانش ایمان آورده اند [و گفتند:] «میان هیچ یک از فرستادگانش فرق نمی گذاریم» و گفتند: «شنیدیم و گردن نهادیم، پروردگارا، آمرزش تو را [خواستاریم] و فرجام به سوی تو است.»} - . بقره/ 285 -

سپس به کلام دیگری ابتدا می کند: «لاَ یُکَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا کَسَبَتْ وَ عَلَیْهَا مَا اکْتَسَبَتْ» {خداوند هیچ کس را جز به قدر توانایی اش تکلیف نمی کند. آنچه [از خوبی] به دست آورده به سود او، و آنچه [از بدی] به دست آورده به زیان اوست.} - . بقره/ 286 - سپس تا پایان سوره به ادامه سخن اول پرداخته و می فرماید: «رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِنْ نَسِینَا أَوْ أَخْطَأْنَا...» {پروردگارا، اگر فراموش کردیم یا به خطا رفتیم بر ما مگیر…} - . بقره/ 286 - که مشابه این آیات در قرآن بسیار است .

اما آیاتی که در ظاهر آن ها کلمه ای به جای کلمه ای دیگر به کار رفته است مانند این آیه است: «لِئَلاَّ یَکُونَ لِلنَّاسِ عَلَیْکُمْ حُجَّةٌ إِلاَّ الَّذِینَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ» {تا برای مردم غیر از ستمگرانشان بر شما حجتی نباشد} - . بقره/ 150 - که معنای آن لا الَّذِینَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ است (که به جای لا در آیه الّا آمده است) همچنین در آیه «وَ مَا کَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ یَقْتُلَ مُؤْمِناً إِلاَّ خَطَأً» {و هیچ مؤمنی را نَسِزَد که مؤمنی را جز به اشتباه بکشد} - . نساء/ 92 - مقصود از الا خطاً، لا خطاً می باشد.

و در آیه «وَ أَلْقِ عَصَاکَ فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ کَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّی مُدْبِراً وَ لَمْ یُعَقِّبْ یَا مُوسَی لاَ تَخَفْ إِنِّی لاَ یَخَافُ لَدَیَّ الْمُرْسَلُونَ *إِلاَّ مَنْ ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسْناً بَعْدَ سُوءٍ» {و عصایت را بیفکن. پس چون آن را همچون ماری دید که می جنبد، پشت گردانید و به عقب بازنگشت. «ای موسی، مترس که فرستادگان پیش من نمی ترسند. لیکن کسی که ستم کرده سپس بعد از بدی نیکی را جایگزین [آن] گردانیده} - . نمل /10_11 - که معنای آن لا من ظلم ثم بدل حسناً بعد سوءٍ است.

و در آیه «لاَ یَزَالُ بُنْیَانُهُمُ الَّذِی بَنَوْا رِیبَةً فِی قُلُوبِهِمْ إِلاَّ أَنْ تَقَطَّعَ قُلُوبُهُمْ» {همواره آن ساختمانی که بنا کرده اند، در دل هایشان مایه شکّ [و نفاق] است، تا آنکه دل هایشان پاره پاره شود} - . توبه/ 110 - که معنای آن اِلی أن تقطع قلوبهم است و امثال آن در قرآن فراوان است.

اما دسته هایی از آیات که دارای لفظ یکسان اما معنای متفاوتی هستند مانند این آیه است: «وَ اسْأَلِ الْقَرْیَةَ الَّتِی کُنَّا فِیهَا وَ الْعِیرَ الَّتِی أَقْبَلْنَا فِیهَا» {و از [مردم] شهری که در آن بودیم و کاروانی که در میان آن آمدیم جویا شو} - . یوسف / 82 - که مقصود از آن اهل شهر و اهل قافله است. و آیه «وَ تِلْکَ الْقُرَی أَهْلَکْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا» {و [مردم] آن شهرها چون بیدادگری کردند، هلاکشان کردیم} - . کهف / 59 - که معنی آن اهل شهر است .

و آیه «وَ کَذلِکَ أَخْذُ رَبِّکَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَی وَ هِیَ ظَالِمَةٌ» {و این گونه بود [به قهر] گرفتن پروردگارت، وقتی شهرها را در حالی که ستمگر بودند [به قهر] می گرفت} - . هود/102 - که منظور از آن اهل شهر است.

اما در مورد احتجاج خداوند متعال در مقابل کسانی که دین و کتاب و پیامبران او را انکار می کنند، این گونه است که ملحدین به مرگ اقرار می کنند اما به خالق اعتراف نمی کنند و به اینکه قبلا نبوده و سپس به وجود آمده اند نیز اقرار می کنند. خداوند متعال می فرماید: «ق وَ الْقُرْآنِ الْمَجِیدِ * بَلْ عَجِبُوا أَنْ جَاءَهُمْ مُنْذِرٌ مِنْهُمْ فَقَالَ الْکَافِرُونَ هذَا شَیْ ءٌ عَجِیبٌ * أَ إِذَا مِتْنَا وَ کُنَّا تُرَاباً ذلِکَ رَجْعٌ بَعِیدٌ» {قاف، سوگند به قرآن باشکوه، [که آنان نگرویدند،] بلکه از اینکه هشداردهنده ای از خودشان برایشان آمد، در شگفت شدند و کافران گفتند: «این [محمّد و حکایت معاد] چیزی عجیب است.» «آیا چون مُردیم و خاک شدیم [زنده می شویم]؟ این بازگشتی بعید است.»} - . ق/1_3 - و مانند این آیه «وَ ضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَ نَسِیَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ یُحْیِی الْعِظَامَ وَ هِیَ رَمِیمٌ * قُلْ یُحْیِیهَا الَّذِی أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ» {و برای ما مَثَلی آورد و آفرینش خود را فراموش کرد؛ گفت: «چه کسی این استخوان ها را که چنین پوسیده است زندگی می بخشد؟» بگو: «همان کسی که نخستین بار آن را پدید آورد} - . یس /78_79 - و مانند آن این آیه است «وَ مِنَ النَّاسِ مَنْ یُجَادِلُ فِی اللَّهِ بِغَیْرِ عِلْمٍ وَ یَتَّبِعُ کُلَّ شَیْطَانٍ مَرِیدٍ * کُتِبَ عَلَیْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلاَّهُ فَأَنَّهُ یُضِلُّهُ وَ یَهْدِیهِ إِلَی عَذَابِ السَّعِیرِ» {و برخی از مردم در باره خدا بدون هیچ علمی مجادله می کنند و از هر شیطان سرکشی پیروی می نمایند. بر [شیطان] مقرر شده است که هر کس او را به دوستی گیرد، قطعاً او وی را گمراه می سازد و به عذاب آتشش می کشاند.} - . حج /3_4 -

خداوند سخن آنان را با توجه دادن به ابتدای خلقتشان و اول پیدایششان رد کرده و می فرماید: «یَا أَیُّهَا النَّاسُ إِنْ کُنْتُمْ فِی رَیْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاکُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ مِنْ عَلَقَةٍ ثُمَّ مِنْ مُضْغَةٍ مُخَلَّقَةٍ وَ غَیْرِ مُخَلَّقَةٍ لِنُبَیِّنَ لَکُمْ وَ نُقِرُّ فِی الْأَرْحَامِ مَا نَشَاءُ إِلَی أَجَلٍ مُسَمًّی ثُمَّ نُخْرِجُکُمْ طِفْلاً ثُمَّ لِتَبْلُغُوا أَشُدَّکُمْ وَ مِنْکُمْ مَنْ یُتَوَفَّی وَ مِنْکُمْ مَنْ یُرَدُّ إِلَی أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِکَیْلاَ یَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَیْئاً» {ای مردم، اگر در باره برانگیخته شدن در شکّید، پس [بدانید] که ما شما را از خاک آفریده ایم، سپس از نطفه، سپس از علقه، آن گاه از مضغه، دارای خلقت کامل و [احیاناً] خلقت ناقص، تا [قدرت خود را] بر شما روشن گردانیم. و آنچه را اراده می کنیم تا مدتی معین در رحم ها قرار می دهیم، آن گاه شما را [به صورت] کودک برون می آوریم، سپس [حیات شما را ادامه می دهیم] تا به حد رشدتان برسید، و برخی از شما [زودرس] می میرد، و برخی از شما به غایت پیری می رسد به گونه ای که پس از دانستن [بسی چیزها] چیزی نمی داند.} - . حج / 5 -

سپس در مقابل انکار کنندگان آن از خودشان دلیل آورده و فرمود: «وَ تَرَی الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَیْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَ رَبَتْ وَ أَنْبَتَتْ مِنْ کُلِّ زَوْجٍ بَهِیجٍ * ذلِکَ بِأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ وَ أَنَّهُ یُحْیِی الْمَوْتَی وَ أَنَّهُ عَلَی کُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ * وَ أَنَّ السَّاعَةَ آتِیَةٌ لاَ رَیْبَ فِیهَا وَ أَنَّ اللَّهَ یَبْعَثُ مَنْ فِی الْقُبُورِ» {و زمین را خشکیده می بینی و [لی] چون آب بر آن فرود آوریم به جنبش درمی آید و نمو می کند و از هر نوع [رستنی های] نیکو می رویاند. این [قدرت نمایی ها] بدان سبب است که خدا خود حق است، و اوست که مردگان را زنده می کند و [هم] اوست که بر هر چیزی تواناست. و [هم] آنکه رستاخیز آمدنی است [و] شکی در آن نیست، و در حقیقت، خداست که کسانی را که در گورهایند برمی انگیزد.} - . حج 5_7 -

و می فرماید: «وَ اللَّهُ الَّذِی أَرْسَلَ الرِّیَاحَ فَتُثِیرُ سَحَاباً فَسُقْنَاهُ إِلَی بَلَدٍ مَیِّتٍ فَأَحْیَیْنَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا کَذلِکَ النُّشُورُ» {و خدا همان کسی است که بادها را روانه می کند؛ پس [بادها] ابری را برمی انگیزند، و [ما] آن را به سوی سرزمینی مرده راندیم، و آن زمین را بدان [وسیله]، پس از مرگش زندگی بخشیدیم؛ رستاخیز [نیز] چنین است} - . فاطر/ 9 - که این ها نمونه هایی از اقامه دلیل خداوند برای آن ها در اثبات بعث و زندگی پس از مرگ است. همچنین در رد آن ها چنین می فرماید: «فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِینَ تُمْسُونَ وَ حِینَ تُصْبِحُونَ * وَ لَهُ الْحَمْدُ فِی السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ وَ عَشِیّاً وَ حِینَ تُظْهِرُونَ * یُخْرِجُ الْحَیَّ مِنَ الْمَیِّتِ وَ یُخْرِجُ الْمَیِّتَ مِنَ الْحَیِّ وَ یُحْیِی الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَ کَذلِکَ تُخْرَجُونَ « {پس خدا را تسبیح گویید آن گاه که به عصر درمی آیید و آن گاه که به بامداد درمی شوید. و ستایش از آنِ اوست در آسمان ها و زمین و شامگاهان و وقتی که به نیمروز می رسید. زنده را از مرده بیرون می آورد، و مرده را از زنده بیرون می آورد، و زمین را بعد از مرگش زنده می سازد؛ و بدین گونه [از گورها] بیرون آورده می شوید.} - . روم /17_19 -

و همچنین می فرماید: «وَ مِنْ آیَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَکُمْ مِنْ أَنْفُسِکُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْکُنُوا إِلَیْهَا وَ جَعَلَ بَیْنَکُمْ مَوَدَّةً وَ رَحْمَةً إِنَّ فِی ذلِکَ لَآیَاتٍ لِقَوْمٍ یَتَفَکَّرُونَ * وَ مِنْ آیَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ وَ اخْتِلاَفُ أَلْسِنَتِکُمْ وَ أَلْوَانِکُمْ إِنَّ فِی ذلِکَ لَآیَاتٍ لِلْعَالِمِینَ *وَ مِنْ آیَاتِهِ مَنَامُکُمْ بِاللَّیْلِ وَ النَّهَارِ وَ ابْتِغَاؤُکُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِی ذلِکَ لَآیَاتٍ لِقَوْمٍ یَسْمَعُونَ * وَ مِنْ آیَاتِهِ یُرِیکُمُ الْبَرْقَ خَوْفاً وَ طَمَعاً وَ یُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَیُحْیِی بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِی ذلِکَ لَآیَاتٍ لِقَوْمٍ یَعْقِلُونَ * وَ مِنْ آیَاتِهِ أَنْ تَقُومَ السَّمَاءُ وَ الْأَرْضُ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِذَا دَعَاکُمْ دَعْوَةً مِنَ الْأَرْضِ إِذَا أَنْتُمْ تَخْرُجُونَ» {و از نشانه های او اینکه از [نوع] خودتان همسرانی برای شما آفرید تا بدان ها آرام گیرید، و میانتان دوستی و رحمت نهاد. آری، در این [نعمت] برای مردمی که می اندیشند قطعاً نشانه هایی است. و از نشانه های [قدرت] او آفرینش آسمان ها و زمین و اختلاف زبان های شما و رنگ های شماست. قطعاً در این [امر نیز] برای دانشوران نشانه هایی است. و از نشانه های [حکمت] او خواب شما در شب و [نیم] روز و جستجوی شما [روزی خود را] از فزون بخشی اوست. در این [معنی نیز] برای مردمی که می شنوند، قطعاً نشانه هایی است. و از نشانه های او [اینکه] برق را برای شما بیم آور و امیدبخش می نمایاند، و از آسمان به تدریج آبی فرومی فرستد، که به وسیله آن، زمین را پس از مرگش زنده می گرداند. در این [امر هم] برای مردمی که تعقل می کنند، قطعاً نشانه هایی است. و از نشانه های او این است که آسمان و زمین به فرمانش برپایند؛ پس چون شما را با یک بار خواندن از زمین فراخوانَد، بناگاه [از گورها] خارج می شوید.} - . روم /21_25 - که خداوند سبحان در مقابل آن ها دلیل آورده و حجت را آشکار و دلیل را واضح و برهان را ثابت می کند که همگی آن ها از جان های آن ها و از آفاق و آسمان ها و زمین با مشاهده آشکار و دلایل قطعی بوده و در قرآن با روشن ترین بیان آمده است. همه این ها دلیلی است بر صانع قدیم و مدبر و حکیم و خالق دانای جبار بزرگ و پاک و منزه است خداوندی که پروردگار عالمیان است.

و اما آیاتی که در رد بر بت پرستان آمده است مانند این سخن ابراهیم علیه السلام در احتجاج بر پدرش که می فرماید: «إِذْ قَالَ لِأَبِیهِ یَا أَبَتِ لِمَ تَعْبُدُ مَا لاَ یَسْمَعُ وَ لاَ یُبْصِرُ وَ لاَ یُغْنِی عَنْکَ شَیْئاً» {چون به پدرش گفت: «پدرجان، چرا چیزی را که نمی شنود و نمی بیند و از تو چیزی را دور نمی کند می پرستی؟} - . مریم / 42 - و سخن او وقتی که بت ها را شکست که آن ها گفتند چه کسی آن ها را شکسته است: «مَنْ فَعَلَ هذَا بِآلِهَتِنَا إِنَّهُ لَمِنَ الظَّالِمِینَ « {«چه کسی با خدایان ما چنین [معامله ای] کرده، که او واقعاً از ستمکاران است؟»} - . أنبیاء/ 59 - تا آنجا که: «فَأْتُوا بِهِ عَلَی أَعْیُنِ النَّاسِ لَعَلَّهُمْ یَشْهَدُونَ « {«پس او را در برابر دیدگان مردم بیاورید، باشد که آنان شهادت دهند.»} - . أنبیاء/ 61 - و وقتی ابراهیم علیه السلام آمد گفتند: «قَالُوا أَ أَنْتَ فَعَلْتَ هذَا بِآلِهَتِنَا یَا إِبْرَاهِیمُ * قَالَ بَلْ فَعَلَهُ کَبِیرُهُمْ هذَا فَاسْأَلُوهُمْ إِنْ کَانُوا یَنْطِقُونَ * فَرَجَعُوا إِلَی أَنْفُسِهِمْ فَقَالُوا إِنَّکُمْ أَنْتُمُ الظَّالِمُونَ * ثُمَّ نُکِسُوا عَلَی رُءُوسِهِمْ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا هؤُلاَءِ یَنْطِقُونَ * قَالَ أَ تَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ * وَ اللَّهُ خَلَقَکُمْ وَ مَا تَعْمَلُونَ « {گفتند: «ای ابراهیم، آیا تو با خدایان ما چنین کردی؟» گفت: «[نه] بلکه آن را این بزرگ ترشان کرده است، اگر سخن می گویند از آنها بپرسید.» پس به خود آمده و [به یکدیگر] گفتند: «در حقیقت، شما ستمکارید.» سپس سرافکنده شدند [و گفتند:] «قطعاً دانسته ای که این ها سخن نمی گویند.» [ابراهیم] گفت: «آیا آنچه را می تراشید، می پرستید؟ با اینکه خدا شما و آنچه را که برمی سازید آفریده است.»} - . أنبیاء/62_65 دو آیه پایانی (قَالَ أَ تَعْبُدُونَ مَا تَنْحِتُونَ وَ اللَّهُ خَلَقَکُمْ وَ مَا تَعْمَلُونَ ) در سوره صافات آیات 95و96 می باشند. -

و وقتی از دلیل آوردن بازماندند: «قَالُوا حَرِّقُوهُ وَ انْصُرُوا آلِهَتَکُمْ إِنْ کُنْتُمْ فَاعِلِینَ» {گفتند: «اگر کاری می کنید، او را بسوزانید و خدایانتان را یاری دهید.»} - . أنبیاء/ 68 - تا پایان داستان که خداوند متعال فرمود: «یَا نَارُ کُونِی بَرْداً وَ سَلاَماً عَلَی إِبْرَاهِیمَ « {«ای آتش، برای ابراهیم سرد و بی آسیب باش.»} - . أنبیاء/ 69 -

و مانند آن این سخن خداوند متعال به قریش است که به زبان پیامبرش می گوید: «إِنَّ الَّذِینَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُکُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْیَسْتَجِیبُوا لَکُمْ إِنْ کُنْتُمْ صَادِقِینَ * أَ لَهُمْ أَرْجُلٌ یَمْشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَیْدٍ یَبْطِشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَعْیُنٌ یُبْصِرُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ آذَانٌ یَسْمَعُونَ بِهَا أُولئِکَ کَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ» {در حقیقت، کسانی را که به جای خدا می خوانید، بندگانی امثال شما هستند. پس آنها را [در گرفتاری ها] بخوانید، اگر راست می گویید باید شما را اجابت کنند. آیا آنها پاهایی دارند که با آن راه بروند، یا دست هایی دارند که با آن کاری انجام دهند، یا چشم هایی دارند که با آن بنگرند، یا گوش هایی دارند که با آن بشنوند؟ آنان همانند چهارپایان بلکه گمراه ترند.} - . أعراف /194_ 195 قسمت پایانی آیه (أُولئِکَ کَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ) در آیه 179 همین سوره آمده است. -

و این فرموده خداوند: «قُلِ ادْعُوا الَّذِینَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِهِ فَلاَ یَمْلِکُونَ کَشْفَ الضُّرِّ عَنْکُمْ وَ لاَ تَحْوِیلاً» {بگو: «کسانی را که به جای او [معبود خود] پنداشتید، بخوانید. [آنها] نه اختیاری دارند که از شما دفع زیان کنند و نه [آنکه بلایی را از شما] بگردانند.} - . إسراء/ 56 - و مانند این ها فراوان است .

و اما آیاتی که در رد بر ثنویت (دو خدایی) آمده است مانند این آیه است: «مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَ مَا کَانَ مَعَهُ مِنْ إِلهٍ إِذاً لَذَهَبَ کُلُّ إِلهٍ بِمَا خَلَقَ وَ لَعَلاَ بَعْضُهُمْ عَلَی بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا یَصِفُونَ « {خدا فرزندی اختیار نکرده و با او معبودی [دیگر] نیست، و اگر جز این بود، قطعاً هر خدایی آنچه را آفریده [بود] با خود می برد، و حتماً بعضی از آنان بر بعضی دیگر تفوّق می جستند. منزه است خدا از آنچه وصف می کنند.} - . مؤمنون / 91 - که خداوند متعال بیان می کند که اگر با او خدای دیگری بود هر معبودی به خلقت خود می پرداخت و هر کدام از آن ها کار دیگری را باطل می کرد و با او به منازعه می پرداخت که خداوند متعال وجود دو خدای خالق را با دلیل ممانعت و غیر آن باطل می کند. و اینکه اگر این گونه بود، بین آن ها اختلاف پیش می آمد و هر معبودی درصدد برتری یافتن بر دیگری بر می آمد. مثلا اگر یکی از آن ها می خواست انسانی خلق کند و دیگری حیوانی بیافریند در حال واحد اختلاف نظر و تباین در آرا پیدا می کردند و این منجر به اختلاف و تضاد و فساد در خلقت می شد و از آنجایی که هیچ کدام از این ها در خلقت وجود ندارد، لذا وحدانیت خداوند اثبات می شود، زیرا تدبیر عالم واحد است و خلقت، یکسان و بدون تفاوت است و نظام عالم دارای قوام و مستقیم است. لذا خداوند سبحان در مقابل کسانی که به این سخن معتقدند و یا نزدیک به آن را اعتقاد دارند، روشن می کند که امر مخلوقات جز با خالق واحد به صلاح نمی رسد و می فرماید: «لَوْ کَانَ فِیهِمَا آلِهَةٌ إِلاَّ اللَّهُ لَفَسَدَتَا» {اگر در آن ها [زمین و آسمان] جز خدا، خدایانی [دیگر] وجود داشت، قطعاً [زمین و آسمان] تباه می شد} - . أنبیاء/ 22 - سپس نفس خود را منزه کرده و می فرماید: «سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا یَصِفُونَ « {منزّه است خدا، از آنچه وصف می کنند.} - . أنبیاء/ 22 - و دلیل بر آنکه خالق عالم واحد است، حکمت در تدبیر امور و بیان تقدیر آن هاست.

و اما رد بر زنادقه مانند این سخن خداست: «وَ مَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَکِّسْهُ فِی الْخَلْقِ أَ فَلاَ یَعْقِلُونَ» {و هر که را عمر دراز دهیم، او را در خلقت دچار اُفْت می کنیم؛ آیا نمی اندیشند؟} - . یس / 68 - خداوند متعال در این آیه باطل بودن سخن زنادقه را گوشزد می کند که می گویند عالم با چرخش فلک و قرار گرفتن نطفه در رحم ها به وجود می آید. آنان می گویند وقتی نطفه واقع می شود، با حالت های مختلفی مواجه می شود که متناسب با آن است در این حالت انسان با دَوَران قدرت و اشکال مختلفی که در طی گذشت شب و روز و غذاها و آشامیدنی ها و طبیعت مواجه است متولد می شود و رشد کرده و حرکت می کند و بزرگ می شود. خداوند سخن آنان را این گونه معکوس می کند: «وَ مَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَکِّسْهُ فِی الْخَلْقِ» معنای آن این است که کسی که عمرش طولانی و سنش زیاد می شود به حالت های کودکی و طفولیتش باز می گردد و نقصان در تمام توانایی هایش بر او مسلط می شود و در همه حالاتش ضعیف می شود. اگر سخن آنان درست بود که می پندارند بندگان خالق مختاری ندارند تا زمانی که اشکالی که آن ها ادعا می کنند قوام انسان به آن هاست پایدار است و فلک ثابت و غذا موجود است و شب و روز نیز وجود دارد، لازم بود که آن مخلوق یا انسان همیشه رو به ازدیاد می گذاشت و از نظر عقلی این سخن خداوند وَ مَنْ نُعَمِّرْهُ نُنَکِّسْهُ فِی الْخَلْقِ معنی نداشت: و همچنین این سخن خداوند سبحان «و مِنْکُمْ مَنْ یُرَدُّ إِلَی أَرْذَلِ الْعُمُرِ لِکَیْ لاَ یَعْلَمَ بَعْدَ عِلْمٍ شَیْئاً» {و بعضی از شما تا خوارترین [دوره] سال های زندگی [فرتوتی] بازگردانده می شود، به طوری که بعد از [آن همه] دانستن، [دیگر] چیزی نمی دانند} - . نحل / 70 - لذا معلوم می شود این از تدبیر خالق مختار و حکمت او و وحدانیتش و خلقت عالم است لذا وحدانیت او جلت عظمته ثابت می شود و این دلیلی است که رد آن در هیچ حالت برای زنادقه ممکن نیست و دلیلی بر انکار آن ندارند و مانند آن این سخن خداست: «أَ وَ لَمْ یَرَ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِیمٌ مُبِینٌ * وَ ضَرَبَ لَنَا مَثَلاً وَ نَسِیَ خَلْقَهُ قَالَ مَنْ یُحْیِی الْعِظَامَ وَ هِیَ رَمِیمٌ * قُلْ یُحْیِیهَا الَّذِی أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَ هُوَ بِکُلِّ خَلْقٍ عَلِیمٌ « {مگر آدمی ندانسته است که ما او را از نطفه ای آفریده ایم، پس بناگاه وی ستیزه جویی آشکار شده است .و برای ما مَثَلی آورد و آفرینش خود را فراموش کرد؛ گفت: «چه کسی این استخوان ها را که چنین پوسیده است زندگی می بخشد؟»} - . یس /77_79 - که خداوند سبحان دلیل آن ها را این گونه رد می کند: «قُلْ یُحْیِیهَا الَّذِی أَنْشَأَهَا أَوَّلَ مَرَّةٍ وَ هُوَ بِکُلِّ خَلْقٍ عَلِیمٌ» {بگو: «همان کسی که نخستین بار آن را پدید آورد و اوست که به هر [گونه] آفرینشی داناست.»} - . یس/79 -

اما رد بر دهریون که تصور می کنند روزگار همیشه در یک حال است و هیچ خالق و مدبر و صانع و بعث و حیات پس از مرگی وجود ندارد، خداوند متعال کلام آن ها را این گونه بیان می کند: «وَ قَالُوا مَا هِیَ إِلاَّ حَیَاتُنَا الدُّنْیَا نَمُوتُ وَ نَحْیَا وَ مَا یُهْلِکُنَا إِلاَّ الدَّهْرُ وَ مَا لَهُمْ بِذلِکَ مِنْ عِلْمٍ * وَ قَالُوا أَ إِذَا کُنَّا عِظَاماً وَ رُفَاتاً أَ إِنَّا لَمَبْعُوثُونَ خَلْقاً جَدِیداً * قُلْ کُونُوا حِجَارَةً أَوْ حَدِیداً * أَوْ خَلْقاً مِمَّا یَکْبُرُ فِی صُدُورِکُمْ فَسَیَقُولُونَ مَنْ یُعِیدُنَا قُلِ الَّذِی فَطَرَکُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ» {و گفتند: «غیر از زندگانی دنیای ما [چیز دیگری] نیست؛ می میریم و زنده می شویم، و ما را جز طبیعت هلاک نمی کند.» و [لی] به این [مطلب] هیچ دانشی ندارند و گفتند: «آیا وقتی استخوان و خاک شدیم [باز] به آفرینشی جدید برانگیخته می شویم؟» بگو: «سنگ باشید یا آهن، یا آفریده ای از آنچه در خاطر شما بزرگ می نماید [باز هم برانگیخته خواهید شد].» پس خواهند گفت: «چه کسی ما را بازمی گرداند؟» بگو: «همان کس که نخستین بار شما را پدید آورد.»} - . آیه اول سوره جاثیه آیه 24و ادامه آیات سوره إسراءآیات 49_51 است. - که امثال آن در قرآن فراوان است. و این رد بر سخن کسی است که در زمان حیات رسول خدا صلی الله علیه وآله این سخن را می گفت و کفر و شرک خود را در درون مخفی کرده و ادعای ایمان می کرد که پس از رسول خدا صلی الله علیه و آله باقی مانده و سبب هلاکت امت شدند، خداوند متعال با این سخن در مقابل او دلیل می آورد: «یَا أَیُّهَا النَّاسُ إِنْ کُنْتُمْ فِی رَیْبٍ مِنَ الْبَعْثِ فَإِنَّا خَلَقْنَاکُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ» {ای مردم، اگر در باره برانگیخته شدن در شکّید، پس [بدانید] که ما شما را از خاک آفریده ایم، سپس از نطفه} - . حج / 5 - تا این قسمت از آیه: «لِکَیْلاَ یَعْلَمَ مِنْ بَعْدِ عِلْمٍ شَیْئاً» {به گونه ای که پس از دانستن [بسی چیزها] چیزی نمی داند.} - . حج / 5 - سپس برای مبعوث شدن و زندگی پس از مرگ مثالی آورده و می فرماید: «وَ تَرَی الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَیْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَ رَبَتْ * إِنَّ الَّذِی أَحْیَاهَا لَمُحْیِی الْمَوْتَی»{و زمین را خشکیده می بینی و [لی] چون آب بر آن فرود آوریم به جنبش درمی آید و نمو می کند همان کسی که آن را زندگی بخشید قطعاً زنده کننده مردگان است.} - . حج / 5 بخش دوم آیات از سوره فصلت آیه 39 است. -

و خداوند سبحان در سوره ق در رد بر این افراد چنین می فرماید: «أَ إِذَا مِتْنَا وَ کُنَّا تُرَاباً ذلِکَ رَجْعٌ بَعِیدٌ» {«آیا چون مُردیم و خاک شدیم [زنده می شویم]؟ این بازگشتی بعید است.»} - . ق/3 - «قَدْ عَلِمْنَا مَا تَنْقُصُ الْأَرْضُ مِنْهُمْ» {قطعاً دانسته ایم که زمین [چه مقدار] از اجسادشان فرو می کاهد} - . ق /3_4 - تا این فرموده خداوند: «وَ أَحْیَیْنَا بِهِ بَلْدَةً مَیْتاً کَذلِکَ الْخُرُوجُ» {و با آن [آب] سرزمین مرده ای را زنده گردانیدیم؛ رستاخیز [نیز] چنین است.} - . ق / 11 -

این آیه و امثال آن رد بر دهریون و ملاحده است که انکار مبعوث شدن و حیات پس از مرگ را می کنند. و اما آیاتی از قرآن که با لفظ خبر آمده است اما معنای آن حکایت است مانند این آیه است: «وَ لَبِثُوا فِی کَهْفِهِمْ ثَلاَثَ مِائَةٍ سِنِینَ وَ ازْدَادُوا تِسْعاً» {و سیصد سال در غارشان درنگ کردند و نُه سال [نیز بر آن] افزودند.} - . کهف / 25 - در حالی که آنان گمان می کردند که یک روز یا بخشی از یک روز را در این حال بوده اند. سپس خداوند متعال می فرماید: «قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا لَهُ غَیْبُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ» {بگو: «خدا به آنچه درنگ کردند داناتر است. نهان آسمان ها و زمین به او اختصاص دارد} - . کهف / 26 - الفاظ این حکایت به صورت خبر آمده در حالی که خبر نیست، بلکه حکایتی است از آنچه آنان می گفتند و دلیل بر حکایت بودن آن این سخن است «سَیَقُولُونَ ثَلاَثَةٌ رَابِعُهُمْ کَلْبُهُمْ» {به زودی خواهند گفت: «سه تن بودند [و] چهارمین آنها سگشان بود.»} - . کهف / 22 - تا آخر آیه.

و همچنین این سخن خداوند وقتی در مورد تعداد آن ها سخن می گوید که «مَا یَعْلَمُهُمْ إِلاَّ قَلِیلٌ» {جز اندکی [کسی شماره] آنها را نمی داند.»} - . کهف / 22 - مانند حکایتش از آن ها در مدت خوابیدنشان که می فرماید: «وَ لَبِثُوا فِی کَهْفِهِمْ ثَلاَثَ مِائَةٍ سِنِینَ وَ ازْدَادُوا تِسْعاً * قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا» {و سیصد سال در غارشان درنگ کردند و نُه سال [نیز بر آن] افزودند. بگو: «خدا به آنچه درنگ کردند داناتر است} - . کهف /25_26 - که این آیه معطوف بر «سَیَقُولُونَ ثَلاَثَةٌ رَابِعُهُمْ کَلْبُهُمْ» {به زودی خواهند گفت: «سه تن بودند [و] چهارمین آنها سگشان بود.»{ - . کهف / 22 - است لذا این آیه از جمله آیات منقطع معطوف است که لفظ آن خبر است اما معنایش حکایت است.

از نمونه های این دست آیات این فرموده خداوند متعال است: «کُلُّ الطَّعَامِ کَانَ حِلاًّ لِبَنِی إِسْرَائِیلَ إِلاَّ مَا حَرَّمَ إِسْرَائِیلُ عَلَی نَفْسِهِ» {همه خوراکی ها بر فرزندان اسرائیل حلال بود، جز آنچه پیش از نزول تورات، اسرائیل [یعقوب] بر خویشتن حرام ساخته بود} - . آل عمران / 93 - این آیه با لفظ خبر آمده در حالی که حکایت از گروهی از یهودیان است که چنین ادعایی داشتند و خداوند این چنین سخن آنان را رد می کند: «قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ کُنْتُمْ صَادِقِینَ» {بگو: «اگر [جز این است و] راست می گویید، تورات را بیاورید و آن را بخوانید.»} - . آل عمران / 93 - یعنی به تورات بنگرید آیا در آن بر ادعای خود دلیلی می یابید. و مانند آن در سوره زمر این آیه است: «مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِیُقَرِّبُونَا إِلَی اللَّهِ زُلْفَی» {ما آنها را جز برای اینکه ما را هر چه بیشتر به خدا نزدیک گردانند، نمی پرستیم} - . زمر/ 3 - که لفظ این آیه خبر است اما معنای آن حکایت است و امثال آن در قرآن فراوان است. و اما رد بر مسیحیان این گونه است که وقتی رسول خدا صلی الله علیه وآله در مقابل مسیحیان نجران که برای مناظره پیش او آمدند احتجاج کرد، آن ها گفتند: ای محمد! در مورد مسیح چه می گویی؟ فرمود: او بنده خدا بود که می خورد و می آشامید. گفتند: پدر او کیست؟ پس خداوند به او وحی کرد: ای محمد! از آن ها در مورد آدم بپرس که آیا جز بشری است مخلوق که می خورد و می آشامد؟ و این آیه را نازل کرد: «إِنَّ مَثَلَ عِیسَی عِنْدَ اللَّهِ کَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ کُنْ فَیَکُونُ « {در واقع، مَثَلِ عیسی نزد خدا همچون مَثَلِ [خلقت] آدم است [که] او را از خاک آفرید؛ سپس بدو گفت: «باش»؛ پس وجود یافت.} - . آل عمران / 59 -

پیامبر این سؤال را پرسید. آنان گفتند بله، پیامبر فرمود: حال بگویید پدر آدم کیست؟ اما آنان جوابی نداندند و حجت بر ایشان اقامه شد اما اقرار نکردند، بلکه سکوت پیشه کردند. سپس خداوند این آیه را نازل کرد: «فَمَنْ حَاجَّکَ فِیهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَکَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَ أَبْنَاءَکُمْ وَ نِسَاءَنَا وَ نِسَاءَکُمْ وَ أَنْفُسَنَا وَ أَنْفُسَکُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَی الْکَاذِبِینَ» {پس هر که در این [باره] پس از دانشی که تو را [حاصل] آمده، با تو محاجه کند، بگو: «بیایید پسرانمان و پسرانتان، و زنانمان و زنانتان، و ما خویشان نزدیک و شما خویشان نزدیک خود را فرا خوانیم؛ سپس مباهله کنیم، و لعنت خدا را بر دروغگویان قرار دهیم.»} - . آل عمران / 61 - و وقتی آنان را به مباهله دعوت کرد، علمایشان گفتند که اگر با یارانش به مباهله بیاید، با او مباهله می کنیم که او در نزد ما صادق در گفتار نیست، اما اگر با نزدیکان از اهل بیتش به مباهل بیاید با او مباهله نمی کنیم. لذا بر شرایط پیامبر رضایت داده پیامبر نیز بر آن ها رضایت داده. پیامبر نیز بر آن ها شرط جزیه و نجنگیدن قرار داد، تا خونشان حفظ شود و آنان نیز بازگشتند.

و اما در مورد اسبابی که بقای خلق به آن ها وابسته است، خداوند متعال در کتابش آن اسباب را در چهار وجه ذکر می کند. خوردن و آشامیدن، پوشش و سرپناه، ازدواج و تناسل به همراه امر و نهی که در همه وجوه قبلی مورد نیاز است اما غذاها از اننواع گیاهان و حیوانات حلال می باشد. خدای متعال در مورد گیاهان چنین می فرماید: «أَنَّا صَبَبْنَا الْمَاءَ صَبّاً * ثُمَّ شَقَقْنَا الْأَرْضَ شَقّاً * فَأَنْبَتْنَا فِیهَا حَبّاً * وَ عِنَباً وَ قَضْباً * وَ زَیْتُوناً وَ نَخْلاً * وَ حَدَائِقَ غُلْباً * وَ فَاکِهَةً وَ أَبّاً * مَتَاعاً لَکُمْ وَ لِأَنْعَامِکُمْ» {که ما آب را به صورت بارشی فرو ریختیم؛ آن گاه زمین را با شکافتنی [لازم] شکافتیم؛ پس در آن، دانه رویانیدیم. و انگور و سبزی، و زیتون و درخت خرما، و باغ های انبوه، و میوه و چراگاه، [تا وسیله] استفاده شما و دام هایتان باشد.} - . عبس /25_ 32 - و می فرماید: «أَ فَرَأَیْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ * أَ أَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ{آیا آنچه را کِشت می کنید، ملاحظه کرده اید؟ آیا شما آن را [بی یاری ما] زراعت می کنید، یا ماییم که زراعت می کنیم؟} - . واقعه/63_64 - و می فرماید: وَ الْأَرْضَ وَضَعَهَا لِلْأَنَامِ * فِیهَا فَاکِهَةٌ وَ النَّخْلُ ذَاتُ الْأَکْمَامِ * وَ الْحَبُّ ذُو الْعَصْفِ وَ الرَّیْحَانُ» {و زمین را برای مردم نهاد. در آن، میوه [ها] و نخل ها با خوشه های غلاف دار، و دانه های پوست دار و گیاهان خوشبوست.} - . رحمن /10- 12 - که این ها و امثالشان از چیزهایی است که خداوند متعال از زمین برای بقای خلایق خارج می کند.

در مورد حیوانات می فرماید: «وَ الْأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَکُمْ فِیهَا دِفْ ءٌ وَ مَنَافِعُ وَ مِنْهَا تَأْکُلُونَ * وَ لَکُمْ فِیهَا جَمَالٌ حِینَ تُرِیحُونَ وَ حِینَ تَسْرَحُونَ» {و چارپایان را برای شما آفرید: در آنها برای شما [وسیله] گرمی و سودهایی است، و از آنها می خورید. و در آنها برای شما زیبایی است، آن گاه که [آنها را] از چراگاه برمی گردانید، و هنگامی که [آنها را] به چراگاه می برید.} - . نحل / 5_6 -

و همچنین می فرماید: «وَ إِنَّ لَکُمْ فِی الْأَنْعَامِ لَعِبْرَةً نُسْقِیکُمْ مِمَّا فِی بُطُونِهِ مِنْ بَیْنِ فَرْثٍ وَ دَمٍ لَبَناً خَالِصاً سَائِغاً لِلشَّارِبِینَ « {و در دام ها قطعاً برای شما عبرتی است: از آنچه در [لابلای] شکم آنهاست، از میان سرگین و خون، شیری ناب به شما می نوشانیم که برای نوشندگان گواراست.} - . نحل / 66 - و اما لباس و سرپناه در این آیه آمده است: «وَ اللَّهُ جَعَلَ لَکُمْ مِمَّا خَلَقَ ظِلاَلاً وَ جَعَلَ لَکُمْ مِنَ الْجِبَالِ أَکْنَاناً وَ جَعَلَ لَکُمْ سَرَابِیلَ تَقِیکُمُ الْحَرَّ وَ سَرَابِیلَ تَقِیکُمْ بَأْسَکُمْ کَذلِکَ یُتِمُّ نِعْمَتَهُ عَلَیْکُمْ لَعَلَّکُمْ تُسْلِمُونَ « {و خدا از آنچه آفریده، به سود شما سایه هایی فراهم آورده و از کوه ها برای شما پناهگاه هایی قرار داده و برای شما تن پوش هایی مقرر کرده که شما را از گرما [و سرما] حفظ می کند، و تن پوش ها [زره ها] یی که شما را در جنگتان حمایت می نماید. این گونه وی نعمتش را بر شما تمام می گرداند، امید که شما [به فرمانش] گردن نهید.} - . نحل / 81 - و می فرماید: «یَا بَنِی آدَمَ قَدْ أَنْزَلْنَا عَلَیْکُمْ لِبَاساً یُوَارِی سَوْآتِکُمْ وَ رِیشاً وَ لِبَاسُ التَّقْوَی ذلِکَ خَیْرٌ ذلِکَ مِنْ آیَاتِ اللَّهِ» {ای فرزندان آدم، در حقیقت، ما برای شما لباسی فرو فرستادیم که عورت های شما را پوشیده می دارد و [برای شما] زینتی است، و [لی] بهترین جامه، [لباس] تقوا است. این از نشانه های [قدرت] خداست} - . أعراف / 26 - که در این آیه خیر همان بقا و حیات است. اما در مورد ازدواج و زنان چنین می فرماید: «یَا أَیُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاکُمْ مِنْ ذَکَرٍ وَ أُنْثَی وَ جَعَلْنَاکُمْ شُعُوباً وَ قَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَکْرَمَکُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاکُمْ» {ای مردم، ما شما را از مرد و زنی آفریدیم، و شما را ملّت ملّت و قبیله قبیله گردانیدیم تا با یکدیگر شناسایی متقابل حاصل کنید. در حقیقت ارجمندترین شما نزد خدا پرهیزگارترین شماست} - . حجرات / 13 - و می فرماید: «یَا أَیُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّکُمُ الَّذِی خَلَقَکُمْ وَ الَّذِینَ مِنْ قَبْلِکُمْ» {ای مردم، پروردگارتان را که شما، و کسانی را که پیش از شما بوده اند آفریده است، پرستش کنید.} - . بقره/ 21 -

و می فرماید: «یَا أَیُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّکُمُ الَّذِی خَلَقَکُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَ خَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَ بَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً کَثِیراً وَ نِسَاءً وَ اتَّقُوا اللَّهَ الَّذِی تَسَاءَلُونَ بِهِ وَ الْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ کَانَ عَلَیْکُمْ رَقِیباً» {ای مردم، از پروردگارتان که شما را از «نفس واحدی» آفرید و جفتش را [نیز] از او آفرید، و از آن دو، مردان و زنان بسیاری پراکنده کرد، پروا دارید؛ و از خدایی که به [نامِ] او از همدیگر درخواست می کنید پروا نمایید؛ و زنهار از خویشاوندان مَبُرید، که خدا همواره بر شما نگهبان است.} - . نساء/ 1 - و می فرماید: «وَ أَنْکِحُوا الْأَیَامَی مِنْکُمْ وَ الصَّالِحِینَ مِنْ عِبَادِکُمْ وَ إِمَائِکُمْ إِنْ یَکُونُوا فُقَرَاءَ یُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ» {بی همسران خود، و غلامان و کنیزان درستکارتان را همسر دهید. اگر تنگدستند، خداوند آنان را از فضل خویش بی نیاز خواهد کرد.} - . نور/ 32 - و می فرماید: «وَ مِنْ آیَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَکُمْ مِنْ أَنْفُسِکُمْ أَزْوَاجاً لِتَسْکُنُوا إِلَیْهَا وَ جَعَلَ بَیْنَکُمْ مَوَدَّةً وَ رَحْمَةً إِنَّ فِی ذلِکَ لَآیَاتٍ لِقَوْمٍ یَتَفَکَّرُونَ» {و از نشانه های او اینکه از [نوع] خودتان همسرانی برای شما آفرید تا بدان ها آرام گیرید، و میانتان دوستی و رحمت نهاد. آری، در این [نعمت] برای مردمی که می اندیشند قطعاً نشانه هایی است.} - . روم / 21 - که از امثال این آیات در قرآن در مورد ازدواج و تناسل فراوان است.

و اما امر و نهی نیز یک وجه واحد(از وجوه چهارگانه) هستند که هیچ معنای امری نیست مگر آنکه پس از آن نهی ای است و هیچ نهی ای نیست مگر اینکه به همراه آن امری آمده است. خداوند متعال می فرماید: «یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا اسْتَجِیبُوا لِلَّهِ وَ لِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاکُمْ لِمَا یُحْیِیکُمْ» {ای کسانی که ایمان آورده اید، چون خدا و پیامبر، شما را به چیزی فرا خواندند که به شما حیات می بخشد، آنان را اجابت کنید} - . أنفال / 24 - که بر اساس این آیه خداوند سبحان می فرماید: حیات بندگان به امر و نهی وابسته است مانند این آیه «وَ لَکُمْ فِی الْقِصَاصِ حَیَاةٌ یَا أُولِی الْأَلْبَابِ» {و ای خردمندان، شما را در قصاص زندگانی است} - . بقره/ 179 - و مانند این آیه «ارْکَعُوا وَ اسْجُدُوا وَ اعْبُدُوا رَبَّکُمْ وَ افْعَلُوا الْخَیْرَ» {رکوع و سجود کنید و پروردگارتان را بپرستید و کار خوب انجام دهید} - . حج / 77 - که خیر همان سبب بقا و زندگی است در آنچه گفتیم دلیل واضحی بر آن است که امت به ناچار نیاز به امامی دارد که به امرشان به پاخیزد و آنان را امر و نهی کند و حدود را در میانشان به پا دارد و با دشمن جهاد کند و غنایم را تقسیم و فرایض را واجب کند و باب های صلاحشان را به آن ها بشناساند و از آنچه به ضررشان است بر حذر دارد، چرا که امر و نهی یکی از اسباب بقای خلایق است، در غیر این صورت تمایل و ترس از بین می رود و منعی نمی ماند و تدبیر از بین می رود که در این حال،، هلاکت بندگان در امور مربوط به زندگی که شامل خوردنی و آشامیدنی و خانه ها و لباس ها و ازدواج با زنان و حلال و حرام و امر و نهی است اتفاق می افتد، چرا که خداوند سبحان بندگان را چنان خلق نکرده که از همه این ها بی نیاز باشند. اولین مخلوقات که همان آدم علیه السلام است را چنین می یابیم که بقا و حیاتش جز با امر و نهی تمام نمی شود. خداوند عزو جل می فرماید: «یَا آدَمُ اسْکُنْ أَنْتَ وَ زَوْجُکَ الْجَنَّةَ وَ کُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَیْثُ شِئْتُمَا وَ لاَ تَقْرَبَا هذِهِ الشَّجَرَةَ» {«ای آدم، خود و همسرت در این باغ سکونت گیر [ید]؛ و از هر کجای آن خواهید فراوان بخورید؛ و [لی] به این درخت نزدیک نشوید} - . بقره/ 35 - که آنان را به آنچه نفعشان و بقایشان در آن است راهنمایی کرده و از مضراتشان باز می دارد. پس امر و نهی تا روز قیامت در ذریه آن دو جریان یافت و از این رو مردمان به ناچار نیازمند امامی هستند که از طرف خداوند عزوجل منصوب شده باشد که معجزاتی را بیاورد و مردم را امر و نهی نماید.

همانا خداوند سبحان خلایق را بر دو صنف آفریده است؛ گروهی ناطق، عاقل و مختار و گروهی غیر عاقل هستند. گروه ناطق، عاقل و مختار را مکلف کرده و فرمود: «خَلَقَ الْإِنْسَانَ * عَلَّمَهُ الْبَیَانَ « {انسان را آفرید، به او بیان آموخت.} - . رحمن /3_4 - و فرمود: «اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّکَ الَّذِی خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَ رَبُّکَ الْأَکْرَمُ * الَّذِی عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * َعلَّمَ الْإِنْسَانَ مَا لَمْ یَعْلَمْ» {بخوان به نام پروردگارت که آفرید. انسان را از عَلَق آفرید. بخوان، و پروردگار تو کریم ترین [کریمان] است. همان کس که به وسیله قلم آموخت. آنچه را که انسان نمی دانست [به تدریج به او] آموخت.} - . علق /1_ 5 - سپس آنان را مکلف کرد اما تکلیف را از گروه غیر عاقل برداشت، چرا که آنان قوه عاقله و ممیزه ندارند. و اما در مورد قرار دادن اسماء باید دانست که خداوند تبارک و تعالی برای خود اسمای حسنایی را اختیار کرد. پس خود را فرمانروای پاک سلامت بخش و مؤمن و نگهبان و عزیز و جبار و متکبر و دیگر اسماء نامید و هر اسمی را به دلیلی بر خود گذاشت. و وقتی خود را فرمانروا نامید، اراده کرد که به مقتضای حکمت معنای آن اسم را تحقق بخشد، لذا خلایق را خلق کرده و آنان را امر و نهی نمود تا حقیقت آن اسم و معنایش تحقق یابد.

اما فرمانروایی او بر چهار وجه است: قدرت و هیبت، اقتدار و امر و نهی، اما قدرت در این آیه است: «إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَیْ ءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ کُنْ فَیَکُونُ « {ما وقتی چیزی را اراده کنیم، همین قدر به آن می گوییم: «باش»، بی درنگ موجود می شود.} - . نحل / 40 - که این قدرت تامه ای است که صاحب آن به واسطه گری اشیا نیازی ندارد، بلکه هرطور که می خواهد نوآورانه خلق می کند و نیازمند فکر کردن در آفرینش اشیا نیست، بلکه به محض آنکه اراده کند به اقتضای حکمت کامله اش به وجود می آید و تدبیر او با یک کلمه تنها و قدرت مطلقش بر پا می شود، قدرتی که با آن از مخلوقاتش متمایر می شود. سپس خداوند متعال امر و نهی را باعث اکمال ستونهای فرمانروایی اش قرار داده و آن را به کمال رساند. همانا امر و نهی اقتضای ثواب و عقاب هیبت و امید و ترس را دارند و به آن دو بقای خلق میسر بوده و مدح و ذم معنا پیدا می کند و اطاعت کننده از عصیان کننده شناخته می شود. و اگر امر و نهی نباشد برای فرمانروایی ارزش و نظامی نیست و ثواب و عقاب باطل می باشد و همین طور معنای تمامی اسمایی که خداوند سبحان برای خود برگزیده معنا می شود. ممکن است به این سخن به این صورت اعتراض شود که ما اصناف مختلفی از حیوانات را که بی شمار هستند می بینیم که بقا دارند و زندگی می کنند بدون آنکه امر و نهیی داشه باشند و بدون آنکه ثواب و عقابی در موردشان وجود داشته باشد، اگر چنین است که بقای حیوانات غیر عاقل بدون امرو نهی تحقق دارد، سخن شما به اینکه عاقلان و ناطقان نیازمند امر و نهی برای زندگی هستند باطل می شود. و اما رد بر این سخن چنین است که خداوند متعال وقتی جنبندگان را بر دو گروه غیر عاقل و ناطق خلق کرد، بر گروه غیر عاقل دو چیز را قرار داد که قوام و بقای آن ها به آن دو است که آن دو شناخت غذا و دست یافتن به آن و شناخت مفید و مضرّ آن ها به وسیله بوییدن و استنشاق است و همانا بر آن ها از کرک و پشم و مو و پر رویانید تا آنان را از سرما و گرما حفظ کند و از دو چیز محروم ساخت؛ یکی سخن گفتن و دیگری فهمیدن. و آنان را مسخر حیوان ناطق عاقل قرار داد و بر صنف عاقل چنین قرار داد که بر آن ها هر طور که می خواهند تصرف کرده و در موردشان امر و نهی کنند. اما در صنف ناطقین، شناخت غذای مضرّ و مفید را به وسیله بوییدن قرار نداد، تا جایی که اگر در مقابل فهیم ترین و عاقل ترین انسان ها انواع مختلفی از خوراکی های مفید و مضرّ و غذا و سمّ را قرار دهند، نمی تواند با استفاده از عقل و فکرش آن ها را تشخیص دهد و فقط می تواند با آزمودن آن را بیابد. از این رو انسان عاقل هوشیار و بینا نیازمند ادب کننده ای دانا است که او را بر منافع و زیان هایش آگاه کند و از آنجایی که قوام مردم و آنچه خدا خلق کرده به این موضوع مربوط است، آنان نیازمند علم فروانی در مورد خوردنی هایی که بدن هایشان بدان نیازمند است دارند، چرا که این موجب حیات و زندگانی آن هاست و در این مورد حیوانات از انسان ها بیشتر هستند. با توجه به آنچه گفتیم نیاز به امر و نهی که به ثواب و عقاب منجر می شود اثبات می شود.

معترض به این سخن اعتراض کرده و می گوید: ما بعضی حیوانات را می یابیم که چیزهایی را مانند سمّ کشنده که موجب مرگشان است می خورند. اگر سخن شما درست باشد که حیوانات مفید را از مضر به وسیله بویایی تشخیص می دهند، نباید چیزی اتفاق بیفتد. در جواب گفته می شود آنچه گفتید به طور عموم اتفاق نمی افتد بلکه به دلیلی خاص در موارد معدودی واقع می شود، زیرا که چه بسا گرسنگی شدید او را ناچار به خوردن چیز مهلک کند و یا انواع خوردنی ها چنان به هم آمیخته شوند که تشخیص داده نشود. همان طور که گاهی شخص عاقل را چنین می یابیم که می داند غذایی برای او ضرر دارد اما به خاطر غلبه گرسنگی و یا بیماری و یا مستی و یا هر مشکل دیگری، چیزی را که می داند برای او ضرر دارد و او را بیمار می کند می خورد و چه بس که موجب مرگ او شود. حال که چنین چیزی در مورد انسان هوشیار عاقل اتفاق می افتد، جایز است در حیوانات نیز چنین چیزی واقع شود.

و وجه دیگر آنکه خداوند متعال اگر برای موجودی اراده مرگ کند، او را در حالتی که به واسطه آن مرگش تحقق می یابد رها می کند و چنین چیزی خارج از روال عادی امور است. و این که گاهی جوجه مرغ و امثال آن از پرندگان را می بینیم که از تخم خارج می شود، اما وقتی با دانه های مهلک و سمی مانند بنگ و سنا (فلوس) مواجه می شوند از آنها دوری می کنند و وقتی غذای مفید در مقابلشان گذاشته می شود، بدان رو کرده و آن را می خورند و از آن دوری نمی کنند. لذا اعتراض معترض با این بیان باطل می شود و وقتی ثابت شد که قوام امر امت به امر و نهی که از جانب خداست وابسته است، لازم است که بگوییم مردم به ناچار نیازمند فرستاده ای از جانب خدا هستند که دارای صفاتی است که بدان ها از همه خلایق متمایز می شود. از جمله این صفات عصمت از گناهان و آشکار کردن معجزات و بیان استدلالات برای رفع شبهات است؛ فرستاده ای پاک و پاک شده و متصل به ملکوت خدای سبحان که از آن جدا نشود می باشد، چرا که چنین مأموریتی را از جانب خداوند به سوی خلایق جز کسی که این صفات را داشته باشد انجام نمی دهد و جایگاه سایر مردمان غیر معصوم را جز امامی عادل و معصوم که حدود الهی و اوامر او را به پا می دارد و به همراه آنها جهاد می کند و غنائمشان را تقسیم می کند در موضعش قرار نمی دهد و امکان ندارد که حدود الهی را کسی که بر دوشش حد الهی است جاری کند، زیرا که آلودگی با آلودگی پاک نمی شود و آلودگی فقط با چیز پاک، پاک می شود. و همانا در زندگی دنیایی خود که عاقبت آن، زندگی ابدی در آخرت است با آن زندگی می کنند و لازم است که صاحبان این صفت در تمامی عصرها و زمان ها و دوران ها تا زمانی که مردمان هستند و تکلیف نیز بر آنها واجب است وجود داشته باشد، زیرا امور مردمان جز به وسیله چنین افرادی بر پا نمی شود و زندگی آنها جز با آنان دوام نمی یابد. و اگر امام مانند سایر مردمان باشد، همانند آنان به چیزهایی که آنان محتاجند احتیاج می یابد، در حالی که امام آنان است و متناسب با عدل الهی و حکمت او نیست که با چنین شخصی برای مردم حجت بیاورد. همانا امامِ امام وصی است که او را امر و نهی می کند تمامی این صفات در میان انبیا متفرق بوده و خداوند سبحان آنها را در پیامبر ما جمع کرده است و از این رو پس از رفتن او نیز واجب کرده است که چنین صفاتی در وصی او و سپس در دیگر اوصیا وجود داشته باشد. ممکن است کسی چنین ادعا کند که امامت از چنین صفتی بی نیاز است و لذا با این ادعا ادله پیشین را ابطال نمایند که ثابت شد که به ناچار مردم باید همیشه امامی داشته باشند که به تمامی آنچه پیامبر ما محمد صلی الله علیه وآله با کتاب الهی آورده است دانا باشد تا آنچه در پیش گفته شد را اقامه نماید و پاسخ آنها و تمامی مشکلات را بدهد و جایگاه های شبهات را از مردم دفع نماید؛ کسی که در حکمش دچار لغزش نمی شود و به چیزهای ریز و درشت دانا است و در او هشت خصلت است که بدان ها از سایر مردم متمایز می شود. چهار خصلت در وصف خودش و نصبش و چهار وصف دیگر صفات ذات و حالاتش است. اما آنچه در وصف خودش است اینکه شایسته است جایگاه اجتماعی اش معروف باشد و نسبش شناخته شده باشد و به امر خداوند سبحان از جانب پیامبر نصی بر امامتش آمده باشد تا ادعای کسانی که چنین دلیلی از خدا و رسولش ندارند باطل کند، تا جایی که اگر جوینده ای از شهر نزدیک و دوردستی آمد، امت بر کمال و بیان او اشاره کنند و شهادت دهند. اما چهار صفتی که برای ذاتش است، آنکه واجب است زاهدترین، عالم ترین، شجاع ترین و کریم ترین مردم باشد و همچنین آنچه که به تبع آنها می آید را نیز داشته باشد، زیرا اگر زاهد از دنیا و زینت های آن نباشد در گناهان ممنوعه واقع می شود و پس از آن به ناچار آن را بر خود مخفی می کند و از آنجایی که اگر از بندگان خدا کسی خیانتی کرد، نیازمند کسی است که با اقامه حدود او را پاک نماید، لذا در این حالت او امامی مأموم می شود. اما اگر عالم به تمامی آنچه خدا در کتابش و غیر آن واجب کرده نباشد، فرائض را تغییر می دهد و حرام خدا را حلال می نماید و گمراه شده و گمراه می کند و اگر شجاع ترین مردم نباشد، فرض امامتش باطل می شود، زیرا در جنگ یکی از مسلمانان است که اگر فرار کند، داخل در کسانی می شود که خداوند متعال درباره آنها چنین می گوید «وَ مَنْ یُوَلِّهِمْ یَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلاَّ مُتَحَرِّفاً لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَیِّزاً إِلَی فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ» {و هر که در آن هنگام به آنان پشت کند مگر آنکه [هدفش] کناره گیری برای نبردی [مجدّد] یا پیوستن به جمعی [دیگر از همرزمانش] باشد قطعاً به خشم خدا گرفتار خواهد شد} - . أنفال / 16 - و اگر در نفسش کریم ترین مردم نباشد، بخلش او را بدین سو می کشد که دست درازی کند و فیء مسلمین را به دست گیرد، زیرا عهده دار و امین مردم در تمامی اموالشان از قبیل غنایم، خراج ها، جزیه و فیء است. پس امام بدین دلایل از سایر مردمان متمایز می شود و خداوند متعال هرگز امر به اطاعت از کسی که اوامر و نواهی اش شناخته نیست نمی کند. و هیچ گاه انسان جاهلی را که علمی ندارد بر آنها مسلط نمی کند و ناقصی را حجت برای برتر و فاضل قرار نمی دهد که اگر چنین بود، جایز بود که بیماران داروی بیماری از کسانی که به منافع و مضرات بدن آگاه نیستند می گرفتند و لذا جانشان به خطر می افتاد و اگر شخصی بخواهد که چیزی را بخرد، دوراندیشی اقتضا می کند که برای تجارت از تاجری بی نام کمک بخواهد که چنین چیزی مطابق با احتیاط است، حال که در چنین مسائل دنیایی شایسته نیست که بدون احتیاط قدم نهاد لازم است که در تمامی چیزهایی که به وسیله آنها به امور آخرت می پردازد، به سوی امام عادل برود و بین امام عادل و جاهل فرق بگذارد. عمر بن خطاب می گوید که دو مرد اختلافشان را پیش او بردند و او به نفع یکی و به ضرر دیگری حکم کرد. کسی که به نفعش حکم شده بود گفت: به خدا قسم به حق حکم کردی. عمر تازیانه اش را بالا برد و گفت: مادرت به عزایت بنشیند، به خدا قسم عمر نمی داند که در حکمش راه صواب رفته یا خطا کرده است. این حکم صرفاً رأیی بود که آن را تشخیص دادم. پیش از او ابوبکر نیز گفته بود بر شما حاکم شدم در حالی که بهترینتان نیستم و مرا شیطانی است که بر من چیره است. پس اگر منحرف شدم، مرا به راه راست بیاورید و اگر خشمگین شدم، از من دوری کنید تا انگشت نمای شما نباشم. کسانی که از آن دو تبعیت کردند نیز وقتی از به جا آوردن حقایق احکام عاجز ماندند، برای خود چنین دلیل آوردند که گفتند در گذشتگانمان برای ما اسوه هستند و به این دلیل اختلافات در گرفت و اجتماعشان به خاطر مخالفتشان با حکم خدا متفرق شد. خداوند سبحان می فرماید: «یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَ کُونُوا مَعَ الصَّادِقِینَ» {ای کسانی که ایمان آورده اید، از خدا پروا کنید و با راستان باشید.} - . توبه/ 119 - سپس برای صادقین علامت هایی قرار داد که بدان ها شناخته می شوند «التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ...» {[آن مؤمنان،] همان توبه کنندگان، پرستندگان هستند…} - . توبه/ 112 -

همچنین در وصف آنان چنین آورده است: «إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَی مِنَ الْمُؤْمِنِینَ أَنْفُسَهُمْ وَ أَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ یُقَاتِلُونَ فِی سَبِیلِ اللَّهِ فَیَقْتُلُونَ وَ یُقْتَلُونَ» {در حقیقت، خدا از مؤمنان، جان و مالشان را به [بهای] اینکه بهشت برای آنان باشد، خریده است؛ همان کسانی که در راه خدا می جنگند و می کُشند و کشته می شوند} - . توبه/ 111 - که صفات آنها در مواضع متعددی از قرآن آمده است. از این رو جز شخص دانا به امر و نهی (و نه جاهل به آن دو) کسی نمی تواند امر به معروف و نهی از منکر کند و از حدود الهی محافظت نماید.

اما آنچه در قرآن در ذکر اسباب معیشت و گذران زندگی آمده است، خداوند سبحان آن را در پنج وجه بیان می کند: اشارت، عمارت، اجاره، تجارت و صدقات. اما وجه اشارت در این آیه آمده است: «وَ اعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُمْ مِنْ شَیْ ءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَ لِلرَّسُولِ وَ لِذِی الْقُرْبَی وَ الْیَتَامَی وَ الْمَسَاکِینِ» {و بدانید که هر چیزی را به غنیمت گرفتید، یک پنجم آن برای خدا و پیامبر و برای خویشاوندان [او] و یتیمان و بینوایان} - . أنفال / 41 - که بر اساس این آیه خداوند متعال خمس غنائم را وضع کرده است و خمس در چهار چیز است: غنائمی که مسلمانان از مشرکین می گیرند، معادن، گنج ها و آنچه از طریق غواصی بدست می آید. آنگاه این خمس به شش بخش تقسیم می شود که امام از آن، سهم خدا و رسول خدا و ذی القربی (نزدیکان پیامبر صلی الله علیه و آله) را می گیرد و سه جزء باقیمانده را بین یتیمان، مساکین و در راه ماندگان تقسیم می کند .

غیر از خمس، انفال نیز در اختیار ولی امر مسلمین است که از آنِ رسول خدا صلی الله علیه و آله بود. خداوند متعال می فرماید: «یَسْأَلُونَکَ الْأَنْفَالَ قُلِ الْأَنْفَالُ لِلَّهِ وَ لِلرَّسُول» از تو انفال را می خواهند بگو انفال از آنِ خدا و رسولش است که این آیه را چنین تحریف کردند «یَسْأَلُونَکَ عَنِ الْأَنْفَالِ» {[ای پیامبر،] از تو در باره غنایم جنگی می پرسند} - . أنفال / 1 - از تو درباره انفال می پرسند در حالی که آنان تمامی انفال را از رسول خدا صلی الله علیه و آله برای خود می خواستند که خداوند به آنها در ادامه آیه پاسخ می دهد و دلیل بر این مسأله این بخش از سخن خداست: «فَاتَّقُوا اللَّهَ وَ أَصْلِحُوا ذَاتَ بَیْنِکُمْ وَ أَطِیعُوا اللَّهَ وَ رَسُولَهُ إِنْ کُنْتُمْ مُؤْمِنِینَ» {بگو: «غنایم جنگی اختصاص به خدا و فرستاده [او] دارد. پس از خدا پروا دارید و با یکدیگر سازش نمایید، و اگر ایمان دارید از خدا و پیامبرش اطاعت کنید.} - . أنفال / 1 - یعنی از خداوند متعال اطاعت کنید و آنچه حق شما نیست درخواست نکنید. و آنچه برای خدا و رسولش بود، اکنون برای امام است. همچنین از فیء نیز نصیبی در اختیار امام است. فیء بر دو بخش است: بخش اول آن مخصوص امام است که در این آیه سوره حشر بدان اشاره شده است: «مَا أَفَاءَ اللَّهُ عَلَی رَسُولِهِ مِنْ أَهْلِ الْقُرَی فَلِلَّهِ وَ لِلرَّسُولِ وَ لِذِی الْقُرْبَی وَ الْیَتَامَی وَ الْمَسَاکِینِ وَ ابْنِ السَّبِیلِ» {آنچه خدا از [داراییِ] ساکنان آن قریه ها عاید پیامبرش گردانید، از آنِ خدا و از آنِ پیامبر [او] و متعلّق به خویشاوندان نزدیک [وی] و یتیمان و بینوایان و در راه ماندگان است} - . حشر/ 7 - که مقصود از آن سرزمین هایی است که مسلمانان با اسبان و شتران در آنها تاخت و تاز نکرده و قدم ننهاده اند و نوع دیگر بخشی است که در اصل از آنِ خود امام علیهم السلام بوده و دیگران از آنها غصب کرده بودند و اکنون به خود ایشان باز می گردد. خداوند متعال می فرماید: «إِنِّی جَاعِلٌ فِی الْأَرْضِ» {«من در زمین جانشینی خواهم گماشت»} - . بقره/ 30 - لذا تمام دنیا از آنِ حضرت آدم علیه السلام بود، زیرا حجت خدا در زمین بود و پس از او از آنِ برگزیدگانی است که خداوند متعال آنان را برگزیده و معصوم ساخت، ایشان همان خلفای الهی در زمین هستند. و از آنجایی که بر حق آنچه را که خدا و رسولش برای ایشان قرار داده بود غصب کردند، پس از آن بر سبیل غصب در دست کافران افتاد، تا زمانی که خداوند متعال رسول خود محمد صلی الله علیه و آله را برانگیخت و آن چیزهای غصب شده از آن او و اوصیای او شد. لذا هر آنچه از ایشان به غصب گرفته شده بود با شمشیر از آنها گرفتند و جزء چیزهایی که خداوند به آنها برگردانده بود قرار گرفت. و دلیل بر آنکه فیء همان باز گردانده شده است، این آیه است: «لِلَّذِینَ یُؤْلُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِنْ فَاءُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِیمٌ « {برای کسانی که به ترک همخوابگی با زنان خود، سوگند می خورند [ایلاء]، چهار ماه انتظار [و مهلت] است، پس اگر [به آشتی] بازآمدند، خداوند آمرزنده مهربان است.} - . بقره/ 226 - یعنی تا زمانی که از ایلاء به ازدواج بازگردد. و در مورد وقت نماز هم می گویند «وَ إِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَیْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَی الْأُخْرَی فَقَاتِلُوا الَّتِی تَبْغِی حَتَّی تَفِی ءَ إِلَی أَمْرِ اللَّهِ» {و اگر دو طایفه از مؤمنان با هم بجنگند، میان آن دو را اصلاح دهید، و اگر [باز] یکی از آن دو بر دیگری تعدّی کرد، با آن [طایفه ای] که تعدّی می کند بجنگید تا به فرمان خدا بازگردد} - . حجرات / 9 - یعنی باز گردد. در مورد وقت نماز هم گفته می شود: «فَإِذَا فَاءَ الْفَیْ ءُ فَصَلُّوا» یعنی وقتی سایه بازگشت نماز بخوانید. اما وجه عمارت و کار و تلاش در این آیه است: «هُوَ أَنْشَأَکُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَ اسْتَعْمَرَکُمْ فِیهَا» {و به سوی [قوم] او شما را از زمین پدید آورد و در آن شما را استقرار داد} - . هود/ 61 - که خدای سبحان در این آیه امر به عمارت و آبادانی می کند تا اسباب زندگی و گذران آن از دانه ها و میوه ها و امثال آن که از زمین می روید فراهم شود.

و اما وجه تجارت در این آیه است «یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا إِذَا تَدَایَنْتُمْ بِدَیْنٍ إِلَی أَجَلٍ مُسَمًّی فَاکْتُبُوهُ وَ لْیَکْتُبْ بَیْنَکُمْ کَاتِبٌ بِالْعَدْلِ» {ای کسانی که ایمان آورده اید، هر گاه به وامی تا سررسیدی معین، با یکدیگر معامله کردید، آن را بنویسید. و باید نویسنده ای [صورت معامله را] بر اساس عدالت، میان شما بنویسد} - . بقره/ 282 - که در این آیه نشان می دهد مردم چگونه باید در سفر و حضر خرید و فروش کرده و تجارت نمایند که تجارت نیز از اسباب معیشت و زندگی است.

اما وجه اجاره در این آیه است: «نَحْنُ قَسَمْنَا بَیْنَهُمْ مَعِیشَتَهُمْ فِی الْحَیَاةِ الدُّنْیَا وَ رَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِیَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً سُخْرِیّاً وَ رَحْمَةُ رَبِّکَ خَیْرٌ مِمَّا یَجْمَعُونَ» {ما [وسایل] معاشِ آنان را در زندگی دنیا میانشان تقسیم کرده ایم، و برخی از آنان را از [نظر] درجات، بالاتر از بعضی [دیگر] قرار داده ایم تا بعضی از آنها بعضی [دیگر] را در خدمت گیرند، و رحمت پروردگار تو از آنچه آنان می اندوزند بهتر است.} - . زخرف / 32 - که خداوند متعال در این آیه اشاره می کند که اجاره یکی از اسباب معیشت مردمان است. چرا که خداوند متعال به حکمت خودش با اراده ها و همت های مردمان و سایر حالاتشان مخالفت می کند تا باعث قوام زندگی آنها شود. و این بدان معناست که هر شخص برای آنچه باید ساخته شود و برای کارها و احکام و رفتار و املاکش شخص دیگری را به کار گیرد (و از تخصص او استفاده کند) چرا که اگر شخص ناچار شود خودش بنّا یا نجّآر یا صنعت گر شود یا لباسش را خودش مهیا کند و در تمام آنچه نیاز دارد تخصص پیدا کند، نظام عالم پایدار نمی ماند، زیرا تمامی افراد نیازمند چنین چیزهایی هستند. حتی خودشان هم توان چنین چیزی را نداشته و از انجامش عاجزند. و لیکن خدای تبارک و تعالی تدبیرش را محکم ساخته و آثار حکمتش را در مخالفت با عزم های مردمان آشکار ساخته است، لذا هر کسی به سوی آنچه همتش بر آن منصرف می شود حرکت می کند که در نتیجه آن گروهی کارهای گروه دیگر را به عهده می گیرند و در گذران زندگی آنطور که به صلاح آن هاست از یکدیگر کمک می طلبند.

اما وجه دیگر از اسباب زندگانی صدقات است که برای گروه هایی است که نه توان امر کردن دارند و نه عمارتی (کاری) دارند و نه برای تجارت مالی دارند و نه در تخصص های جامعه شناخت و توانایی دارند. لذا خداوند متعال واجب کرد که در اموال اغنیا بخشی برای سیر کردن آنها و برآوردن اسباب معاششان اختصاص یابد. که به این امر در قرآن اشاره شده است که وقتی سرزمین های عرب توسط پیامبر صلی الله علیه و آله فتح شد صدقات فراوانی به سوی او سرازیر شد که پیامبر صلی الله علیه و آله آنها را در میان گروهی از اصحابش که خداوند صدقه را بر آنها واجب نموده بود تقسیم نمود. در این حال توانگران از مهاجرین و انصار به خشم آمدند زیرا دوست داشتند در میان آنها تقسیم شود و از این رو پیامبر صلی الله علیه و آله را سرزنش کرده و بر او عیب گرفتند و لذا خداوند عزوجل این آیه را نازل فرمود: «وَ مِنْهُمْ مَنْ یَلْمِزُکَ فِی الصَّدَقَاتِ فَإِنْ أُعْطُوا مِنْهَا رَضُوا وَ إِنْ لَمْ یُعْطَوْا مِنْهَا إِذَا هُمْ یَسْخَطُونَ * وَ لَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا مَا آتَاهُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ قَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ سَیُؤْتِینَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَ رَسُولُهُ إِنَّا إِلَی اللَّهِ رَاغِبُونَ» {و برخی از آنان در [تقسیم] صدقات بر تو خرده می گیرند، پس اگر از آن [اموال] به ایشان داده شود خشنود می گردند، و اگر از آن به ایشان داده نشود بناگاه به خشم می آیند. و اگر آنان بدانچه خدا و پیامبرش به ایشان داده اند خشنود می گشتند و می گفتند: «خدا ما را بس است به زودی خدا و پیامبرش از کَرَم خود به ما می دهند و ما به خدا مشتاقیم» [قطعاً برای آنان بهتر بود].} - . توبه/58_59 - سپس بیان می کند که صدقات برای کیست: «إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَ الْمَسَاکِینِ وَ الْعَامِلِینَ عَلَیْهَا وَ الْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَ فِی الرِّقَابِ وَ الْغَارِمِینَ وَ فِی سَبِیلِ اللَّهِ وَ ابْنِ السَّبِیلِ» {صدقات، تنها به تهیدستان و بینوایان و متصدّیان [گردآوری و پخش] آن، و کسانی که دلشان به دست آورده می شود، و در [راه آزادی] بردگان، و وامداران، و در راه خدا، و به در راه مانده، اختصاص دارد.} - . توبه/ 60 - سپس به ما خبر می دهد که رسول خدا صلی الله علیه و آله تمام واجبات را چه در کم و چه در زیاد به امر خداوند سبحان و به اقتضای مصلحت در جای خود قرار داده است.

اما در مورد ایمان و کفر و شرک و زیارت و نقصان آن: همانا ایمان به خداوند متعال در بالاترین درجه اعمال و شریف ترین منزلت و بالاترین بهره مندی در میان اعمال است. از امام علیه السلام سؤال کردند: آیا ایمان، سخن و عمل است یا فقط سخن و گفتار را شامل می شود؟ فرمودند: ایمان تصدیق قلب و اقرار زبان و عمل در ارکان انسان است و ایمان تمامش عمل است. نوعی از آن ایمان تام و دیگری کامل و تمام و نوع دیگرش ایمان ناقصی است که نقصانش روشن است و نوعی دیگر ایمان زیادی است که زیادتش روشن است. همانا خداوند متعال ایمان را بر هیچ عضوی از اعضای انسان واجب نکرد، مگر آنکه آن عضو را موظف به کاری کرد که دیگری موظف بدان نیست. از جمله این اعضا قلب اوست که به وسیله آن تعقل و تفقه می کند و می فهمد و می گشاید و می بندد و اراده می کند. و قلب امیر بدن است که هیچ چیزی بر اعضا وارد نمی شود و از آنها صادر نمی شود مگر براساس رأی قلب و امر و نهی او باشد.

از دیگر اعضا زبان اوست که به وسیله آن سخن می گوید و دیگر عضو گوش های اوست که به وسیله آنها می شنود. و عضو دیگر چشم های اوست که به وسیله آنها می بیند و دیگری دو دست اوست که با آنها حمله می کند و دیگری در پای اوست که با آنها راه می رود و دیگری فرج اوست که از جانب آن از نکاح بهره می برد و دیگری سر اوست که چهره اش در آن است. و هیچ عضوی از این اعضا نیست مگر آنکه واجبی مخصوص برای آن قرار داده شده است. آنچه بر قلب واجب شد، غیر از چیزی است که بر گوش واجب شده و بر گوش چیزی غیر از آنچه بر چشم واجب است واجب شده و بر چشم غیر آنچه بر دست ها واجب شده واجب است و بر دو دست چیزی غیر از آنچه بر پاها واجب شده واجب است و بر پاها چیزی غیر آنچه بر فرج واجب شده واجب است و بر فرج غیر آنچه بر چهره و صورت واجب شده واجب است و بر صورت نیز چیزی غیر از آنچه بر زبان واجب شده واجب است.

اما آنچه بر قلب واجب شده ایمان و سپس اقرار و معرفت و عقیده به آن و رضایت به آنچه بر او واجب شده و تسلیم در مقابل امر الهی و ذکر و تفکر و انقیاد و تسلیم در مقابل هر آنچه از جانب خداوند عزوجل در کتابش آمده است که همراه با معجزه بوده و بر او واجب است بدان معتقد باشد و آنچه در درون بدان معتقد است را در ظاهر نیز آشکار نماید مگر آنکه ضرورتی پیش آید مانند آیه: «مَنْ أُکْرِهَ وَ قَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِیمَانِ» {آن کس که مجبور شده و [لی] قلبش به ایمان اطمینان دارد} - . نحل / 106 - و همچنین این سخن خدا: «لاَ یُؤَاخِذُکُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِی أَیْمَانِکُمْ وَ لکِنْ یُؤَاخِذُکُمْ بِمَا کَسَبَتْ قُلُوبُکُمْ» {خداوند شما را به سوگندهای لغوتان مؤاخذه نمی کند، ولی شما را بدانچه دل هایتان [از روی عمد] فراهم آورده است، مؤاخذه می کند} - . بقره/ 225 - و همچنین فرمود: «الَّذِینَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَ لَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ» {[چه] از آنان که با زبان خود گفتند: «ایمان آوردیم»، و حال آنکه دل هایشان ایمان نیاورده بود} - . مائده/ 41 - و این آیه: «أَلاَ بِذِکْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ « {آگاه باش که با یاد خدا دل ها آرامش می یابد.} - . رعد/ 28 - و این سخن خدای سبحان: «وَ یَتَفَکَّرُونَ فِی خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هذَا بَاطِلاً» {و در آفرینش آسمان ها و زمین می اندیشند [که:] پروردگارا، اینها را بیهوده نیافریده ای} - . آل عمران / 191 - و این فرموده: «أَ فَلاَ یَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَی قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا» {آیا به آیات قرآن نمی اندیشند؟ یا [مگر] بر دل هایشان قفل هایی نهاده شده است؟} - . محمد/ 24 - و همچنین فرمود: «فَإِنَّهَا لاَ تَعْمَی الْأَبْصَارُ وَ لکِنْ تَعْمَی الْقُلُوبُ الَّتِی فِی الصُّدُورِ» {در حقیقت، چشم ها کور نیست لیکن دل هایی که در سینه هاست کور است.} - . حج / 46 - که نمونه های آن در قرآن فراوان است و آن قله ایمان است.

و اما آنچه بر زبان واجب شده آیه ای است که معنی بیان آنچه قلب بدان معتقد است و اقرار یا انکار آن آمده است: «قُولُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَ مَا أُنْزِلَ إِلَیْنَا وَ مَا أُنْزِلَ إِلَی إِبْرَاهِیمَ وَ إِسْمَاعِیلَ وَ إِسْحَاقَ وَ یَعْقُوبَ» {بگویید: «ما به خدا، و به آنچه بر ما نازل شده، و به آنچه بر ابراهیم و اسحاق و یعقوب نازل آمده ایمان آورده ایم.} - . بقره/ 136 - و این آیه «قُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً وَ أَقِیمُوا الصَّلاَةَ وَ آتُوا الزَّکَاةَ» {با مردم [به زبانِ] خوش سخن بگویید، و نماز را به پا دارید، و زکات را بدهید»} - . بقره/ 83 - و این سخن خدای سبحان «وَ لاَ تَقُولُوا ثَلاَثَةٌ انْتَهُوا خَیْراً لَکُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلهٌ وَاحِدٌ» {و نگویید [خدا] سه گانه است. باز ایستید که برای شما بهتر است. خدا فقط معبودی یگانه است} - . نساء/ 171 - که بر اساس آن خداوند متعال امر به گفتن سخن حق کرده و از گفتن سخن باطل نهی نموده است.

اما آنچه بر گوش ها واجب شده، شنیدن ذکر خدا و استماع تلاوت کتاب خدا و رها کردن گوش دادن به آنچه موجب خشم او می شود است. خدای سبحان می فرماید: «وَ إِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَ أَنْصِتُوا لَعَلَّکُمْ تُرْحَمُونَ « {و چون قرآن خوانده شود، گوش بدان فرا دارید و خاموش مانید، امید که بر شما رحمت آید.} - . أعراف / 204 - و می فرماید: «وَ قَدْ نَزَّلَ عَلَیْکُمْ فِی الْکِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آیَاتِ اللَّهِ یُکْفَرُ بِهَا وَ یُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّی یَخُوضُوا فِی حَدِیثٍ غَیْرِهِ» {و البتّه [خدا] در کتاب [قرآن] بر شما نازل کرده که: هر گاه شنیدید آیات خدا مورد انکار و ریشخند قرار می گیرد، با آنان منشینید تا به سخنی غیر از آن درآیند} - . نساء/ 140 - سپس نسیان و فراموشی را از آن استثنا نموده و فرمود: «وَ إِمَّا یُنْسِیَنَّکَ الشَّیْطَانُ فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّکْرَی مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِینَ» {و اگر شیطان تو را [در این باره] به فراموشی انداخت، پس از توجّه، [دیگر] با قوم ستمکار منشین.} - . أنعام / 68 - و فرمود: «فَبَشِّرْ عِبَادِ * الَّذِینَ یَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَیَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولئِکَ الَّذِینَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَ أُولئِکَ هُمْ أُولُوا الْأَلْبَابِ « {پس بشارت ده به آن بندگان من که: به سخن گوش فرامی دهند و بهترین آن را پیروی می کنند؛ اینانند که خدایشان راه نموده و اینانند همان خردمندان.} - . زمر/17_18 - و فرمود: «وَ إِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَ قَالُوا لَنَا أَعْمَالُنَا وَ لَکُمْ أَعْمَالُکُمْ سَلاَمٌ عَلَیْکُمْ لاَ نَبْتَغِی الْجَاهِلِینَ « {و چون لغوی بشنوند از آن روی برمی تابند و می گویند: «کردارهای ما از آنِ ما و کردارهای شما از آنِ شماست. سلام بر شما، جویای [مصاحبت] نادانان نیستیم.»} - . قصص / 55 -

همچنین در قرآن آیاتی است که معنای آنها چیزی است که بر گوش واجب شده که همان ایمان است. اما آنچه بر چشم ها واجب شده، از جمله آن نگاه کردن به نشانه های الهی و بستن آن از حرام خدا است. خدای متعال می فرماید: «أَ فَلاَ یَنْظُرُونَ إِلَی الْإِبِلِ کَیْفَ خُلِقَتْ * وَ إِلَی السَّمَاءِ کَیْفَ رُفِعَتْ * وَ إِلَی الْجِبَالِ کَیْفَ نُصِبَتْ * وَ إِلَی الْأَرْضِ کَیْفَ سُطِحَتْ» {آیا به شتر نمی نگرند که چگونه آفریده شده؟ و به آسمان که چگونه برافراشته شده؟ و به کوه ها که چگونه برپا داشته شده؟ و به زمین که چگونه گسترده شده است؟} - . غاشیه/17_20 -

و می فرماید: «أَ وَ لَمْ یَنْظُرُوا فِی مَلَکُوتِ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ وَ مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَیْ ءٍ» {آیا در ملکوت آسمان ها و زمین و هر چیزی که خدا آفریده است ننگریسته اند.} - . أعراف / 185 - و می فرماید: «انْظُرُوا إِلَی ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَ یَنْعِهِ» {به میوه آن چون ثمر دَهَد و به [طرز] رسیدنش بنگرید.} - . أنعام / 99 - و می فرماید: «فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَ مَنْ عَمِیَ فَعَلَیْهَا» {پس هر که به دیده بصیرت بنگرد به سود خود او، و هر کس از سر بصیرت ننگرد به زیان خود اوست} - . أنعام / 104 - و در این آیه هم چشم سر آمده و هم چشم قلب. خدای متعال می فرماید: «فَإِنَّهَا لاَ تَعْمَی الْأَبْصَارُ وَ لکِنْ تَعْمَی الْقُلُوبُ الَّتِی فِی الصُّدُورِ» {در حقیقت، چشم ها کور نیست لیکن دل هایی که در سینه هاست کور است.} - . حج / 46 - و همچنین فرمود: «قُلْ لِلْمُؤْمِنِینَ یَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَ یَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذلِکَ أَزْکَی لَهُمْ» {به مردان با ایمان بگو: «دیده فرو نهند و پاکدامنی ورزند، که این برای آنان پاکیزه تر است} - . نور/ 30 - که معنای آن این است که هیچ کسی به فرج برادر مؤمن خود ننگرد و نگذارد کسی به فرج او بنگرد. سپس فرمود: «وَ قُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ یَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَیَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ» {و به زنان با ایمان بگو: «دیدگان خود را [از هر نامحرمی] فرو بندند و پاکدامنی ورزند} - . نور/ 31 - یعنی مانند آنچه در پیش آمد از نظر دیگران حفظ نمایند و خود نیز ننگرند. زیرا نگاه کردن موجب واقع شدن در عمل زنا و غیر آن می شود.

سپس خداوند به ترتیب آنچه بر گوش و چشم و فرج واجب شده را آورده و فرمود: «وَ مَا کُنْتُمْ تَسْتَتِرُونَ أَنْ یَشْهَدَ عَلَیْکُمْ سَمْعُکُمْ وَ لاَ أَبْصَارُکُمْ وَ لاَ جُلُودُکُمْ وَ لکِنْ ظَنَنْتُمْ أَنَّ اللَّهَ لاَ یَعْلَمُ کَثِیراً مِمَّا تَعْمَلُونَ» {و [شما] از اینکه مبادا گوش و دیدگان و پوستتان بر ضدّ شما گواهی دهند [گناهانتان را] پوشیده نمی داشتید لیکن گمان داشتید که خدا بسیاری از آنچه را که می کنید نمی داند.} - . فصلت / 22 - که مقصود از پوست ها در این آیه همان فرج ها است. خدای متعال می فرماید: «وَ لاَ تَقْفُ مَا لَیْسَ لَکَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَ الْبَصَرَ وَ الْفُؤَادَ کُلُّ أُولئِکَ کَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً» {و چیزی را که بدان علم نداری دنبال مکن، زیرا گوش و چشم و قلب، همه مورد پرسش واقع خواهند شد.} - . إسراء/ 36 - این واجباتی است که بر چشم مقرر شده است مانند تأمل در آیات و نشانه ها و فروبستن از توجه به زشتی ها که این از ایمان است.

اما آنچه بر دست ها واجب شده، طهارت است که در این آیه آمده است: «یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَی الصَّلاَةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَکُمْ وَ أَیْدِیَکُمْ إِلَی الْمَرَافِقِ وَ امْسَحُوا بِرُءُوسِکُمْ وَ أَرْجُلَکُمْ إِلَی الْکَعْبَیْنِ» {ای کسانی که ایمان آورده اید، چون به [عزم] نماز برخیزید، صورت و دست هایتان را تا آرنج بشویید؛ و سر و پاهای خودتان را تا برآمدگی پیشین [هر دو پا] مسح کنید.} - . مائده/ 6 -

و همچنین بر دست ها انفاق در راه خدا را نیز واجب کرده و فرمود: «أَنْفِقُوا مِنْ طَیِّبَاتِ مَا کَسَبْتُمْ وَ مِمَّا أَخْرَجْنَا لَکُمْ مِنَ الْأَرْضِ» {از چیزهای پاکیزه ای که به دست آورده اید، و از آنچه برای شما از زمین برآورده ایم، انفاق کنید.} - . بقره/ 267 - و همچنین بر دست ها جهاد را نیز واجب نمود که جهاد از کارهای دست بوده و علاج امر به دست هاست که فرمود: «فَإِذَا لَقِیتُمُ الَّذِینَ کَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ حَتَّی إِذَا أَثْخَنْتُمُوهُمْ فَشُدُّوا الْوَثَاقَ» {پس چون با کسانی که کفر ورزیده اند برخورد کنید، گردن ها [یشان] را بزنید. تا چون آنان را [در کشتار] از پای درآوردید، پس [اسیران را] استوار در بند کشید} - . محمد/ 4 - که این ها همگی از ایمان است.

اما آنچه بر پاها واجب شده، پس راه رفتن به وسییله آنها در راه رضای الهی و دوری کردن از قدم نهادن در آنچه موجب خشم خدا است می باشد. خدای متعال می فرماید: «فَاسْعَوْا إِلَی ذِکْرِ اللَّهِ وَ ذَرُوا الْبَیْعَ» {به سوی ذکر خدا بشتابید، و داد و ستد را واگذارید.} - . جمعه/ 9 - و می فرماید: «وَ لاَ تَمْشِ فِی الْأَرْضِ مَرَحاً» {و در [روی] زمین به نخوت گام برمدار.} - . إسراء/ 37 - و می فرماید: «وَ اقْصِدْ فِی مَشْیِکَ وَ اغْضُضْ مِنْ صَوْتِکَ» {و در راه رفتنِ خود میانه رو باش، و صدایت را آهسته ساز.} - . لقمان / 19 - همچنین به آن دو ایستادن در نماز را واجب کرده و فرمود: «وَ قُومُوا لِلَّهِ قَانِتِینَ» {و خاضعانه برای خدا به پا خیزید.} - . بقره/ 238 - سپس فرمود که پاها از اعضایی است که روز قیامت شهادت می دهد و آنها به این صورت به نطق می آیند: «الْیَوْمَ نَخْتِمُ عَلَی أَفْوَاهِهِمْ وَ تُکَلِّمُنَا أَیْدِیهِمْ وَ تَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا کَانُوا یَکْسِبُونَ » {امروز بر دهان های آنان مُهر می نهیم، و دست هایشان با ما سخن می گویند، و پاهایشان بدانچه فراهم می ساختند گواهی می دهند.} - . یس / 65 - و این ها از اموری است که خدای سبحان در قرآن بر پاها واجب کرده است که از ایمان است .

اما آنچه بر سر واجب شده، آن است که در وقت طهارت برای نماز از آب وضو بر آن مسح شود: «وَ امْسَحُوا بِرُءُوسِکُمْ» {و سرهایتان را مسح کنید} - . مائده/ 6 - که از ایمان است. و بر چهره و صورت واجب نمود هنگام وضو با آب شسته شود که فرمود: «یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَی الصَّلاَةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَکُمْ» {ای کسانی که ایمان آورده اید، چون به [عزم] نماز برخیزید، صورت هایتان را بشویید.} - . مائده/ 6 - و همچنین سجده را واجب نمود بر دست ها و زانوها و پاها، رکوع را واجب کرد که آن نیز از ایمان است. و وقتی طهارت و نماز را بر این اعضا واجب کرد، در قرآن آن را ایمان نامید و آن زمانی بود که قبله از بیت المقدس به سمت کعبه برگشت که مسلمانان گفتند: یا رسول الله نماز ما به سمت بیت المقدس رفته و طهارتمان ضایع شد که در این موقع خدای متعال این آیه را نازل فرمود: «وَ مَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِی کُنْتَ عَلَیْهَا إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَنْ یَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّنْ یَنْقَلِبُ عَلَی عَقِبَیْهِ وَ إِنْ کَانَتْ لَکَبِیرَةً إِلاَّ عَلَی الَّذِینَ هَدَی اللَّهُ وَ مَا کَانَ اللَّهُ لِیُضِیعَ إِیمَانَکُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِیمٌ» {و قبله ای را که [چندی] بر آن بودی، مقرر نکردیم جز برای آنکه کسی را که از پیامبر پیروی می کند، از آن کس که از عقیده خود برمی گردد بازشناسیم؛ و البتّه [این کار] جز بر کسانی که خدا هدایت [شان] کرده، سخت گران بود؛ و خدا بر آن نبود که ایمان شما را ضایع گرداند، زیرا خدا [نسبت] به مردم دلسوز و مهربان است.} - . بقره/ 143 - که نماز و طهارت در این آیه ایمان نامیده شده است.

و رسول خدا صلی الله علیه و آله فرمود: هر کس خدا را با ایمان کامل ملاقات کند از اهل بهشت است و هر کس چیزی از واجبات الهی را که بر این اعضا واجب شده ضایع و تباه کند و از دستور خدا سرپیچی کند و مرتکب منهیات او شود، با ایمان ناقص خدا را ملاقات خواهد کرد. خدای عزوجل می فرماید: «وَ إِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ یَقُولُ أَیُّکُمْ زَادَتْهُ هذِهِ إِیمَاناً فَأَمَّا الَّذِینَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِیمَاناً وَ هُمْ یَسْتَبْشِرُونَ» {و چون سوره ای نازل شود، از میان آنان کسی است که می گوید: «این [سوره] ایمان کدام یک از شما را افزود؟» امّا کسانی که ایمان آورده اند بر ایمانشان می افزاید و آنان شادمانی می کنند.} - . توبه/ 124 - و می فرماید: «إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِینَ إِذَا ذُکِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَ إِذَا تُلِیَتْ عَلَیْهِمْ آیَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِیمَاناً وَ عَلَی رَبِّهِمْ یَتَوَکَّلُونَ « {مؤمنان، همان کسانی اند که چون خدا یاد شود دل هایشان بترسد، و چون آیات او بر آنان خوانده شود بر ایمانشان بیفزاید، و بر پروردگار خود توکّل می کنند.} - . أنفال / 2 - و می فرماید: «إِنَّهُمْ فِتْیَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَ زِدْنَاهُمْ هُدًی» {آنان جوانانی بودند که به پروردگارشان ایمان آورده بودند و بر هدایتشان افزودیم.} - . کهف / 13 -

و می فرماید: «وَ الَّذِینَ اهْتَدَوْا زَادَهُمْ هُدًی وَ آتَاهُمْ تَقْوَاهُمْ « {و [لی] آنان که به هدایت گراییدند [خدا] آنان را هر چه بیشتر هدایت بخشید و [توفیق] پرهیزگاری شان داد} - . محمد/ 17 - که اگر تمام ایمان ها یکی بود و زیادی و کمی نداشت، هیچ کس بر دیگری برتری نداشت و همه مردم مساوی بودند. همانا به وسیله تام و کامل بودن ایمان است که مؤمنان وارد بهشت می شوند و در آن به درجات متفاوت دست می یابند و با نبودن ایمان و کاستی آن است که گروهی دیگر وارد جنهم می شوند. و همچنین (از دیگر اسباب کمال ایمان و ورود به بهشت) سبقت یافتن در ایمان است. خدای متعال می فرماید: «وَ السَّابِقُونَ السَّابِقُونَ * أُولئِکَ الْمُقَرَّبُونَ» {و سبقت گیرندگان مقدّمند؛ آنانند همان مقرّبانِ [خدا] هستند.} - . واقعه/10_11 - و می فرماید: «وَ السَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِینَ وَ الْأَنْصَارِ» {و پیشگامانِ نخستین از مهاجران و انصار.} - . توبه/ 100 -

و سومین آنها تابعین هستند. و می فرماید: «تِلْکَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَی بَعْضٍ مِنْهُمْ مَنْ کَلَّمَ اللَّهُ وَ رَفَعَ بَعْضَهُمْ دَرَجَاتٍ وَ آتَیْنَا عِیسَی ابْنَ مَرْیَمَ الْبَیِّنَاتِ وَ أَیَّدْنَاهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ» {برخی از آن پیامبران را بر برخی دیگر برتری بخشیدیم. از آنان کسی بود که خدا با او سخن گفت و درجات بعضی از آنان را بالا برد؛ و به عیسی پسر مریم دلایل آشکار دادیم، و او را به وسیله روح القدس تأیید کردیم.} - . بقره/ 253 - می فرماید: «وَ لَقَدْ فَضَّلْنَا بَعْضَ النَّبِیِّینَ عَلَی بَعْضٍ وَ آتَیْنَا دَاوُدَ زَبُوراً» {و در حقیقت، بعضی از انبیا را بر بعضی برتری بخشیدیم و به داوود زبور دادیم.} - . إسراء/ 55 - می فرماید: «انْظُرْ کَیْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَی بَعْضٍ وَ لَلْآخِرَةُ أَکْبَرُ دَرَجَاتٍ وَ أَکْبَرُ تَفْضِیلاً» {ببین چگونه بعضی از آنان را بر بعضی دیگر برتری داده ایم، و قطعاً درجات آخرت و برتری آن بزرگتر و بیشتر است.} - . إسراء/ 21 - می فرماید: «هُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ اللَّهِ وَ اللَّهُ بَصِیرٌ بِمَا یَعْمَلُونَ « {[هر یک از] ایشان را نزد خداوند درجاتی است، و خدا به آنچه می کنند بیناست.} - . آل عمران / 163 - می فرماید: «وَ یُؤْتِ کُلَّ ذِی فَضْلٍ فَضْلَهُ» {و به هر شایسته نعمتی از کَرَم خود عطا کند} - . هود/ 3 - می فرماید: «الَّذِینَ آمَنُوا وَ هَاجَرُوا وَ جَاهَدُوا فِی سَبِیلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَ أَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ» {کسانی که ایمان آورده و هجرت کرده و در راه خدا با مال و جانشان به جهاد پرداخته اند نزد خدا مقامی هر چه والاتر دارند.} - . توبه/ 20 - می فرماید: «لاَ یَسْتَوِی مِنْکُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَ قَاتَلَ أُولئِکَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِینَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَ قَاتَلُوا وَ کُلاًّ وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَی» {کسانی از شما که پیش از فتح [مکّه] انفاق و جهاد کرده اند، [با دیگران] یکسان نیستند. آنان از [حیث] درجه بزرگتر از کسانی اند که بعداً به انفاق و جهاد پرداخته اند. و خداوند به هر کدام وعده نیکو داده است.} - . حدید/ 10 - و فرمود: «فَضَّلَ اللَّهُ الْمُجَاهِدِینَ عَلَی الْقَاعِدِینَ أَجْراً عَظِیماً * دَرَجَاتٍ مِنْهُ وَ مَغْفِرَةً وَ رَحْمَةً» {مجاهدان را بر خانه نشینان به پاداشی بزرگ، برتری بخشیده است؛ [پاداش بزرگی که] به عنوان درجات و آمرزش و رحمتی از جانب او [نصیب آنان می شود].} - . نساء/95_96 - و فرمود: «ذلِکَ بِأَنَّهُمْ لاَ یُصِیبُهُمْ ظَمَأٌ وَ لاَ نَصَبٌ وَ لاَ مَخْمَصَةٌ فِی سَبِیلِ اللَّهِ وَ لاَ یَطَئُونَ مَوْطِئاً یَغِیظُ الْکُفَّارَ وَ لاَ یَنَالُونَ مِنْ عَدُوٍّ نَیْلاً إِلاَّ کُتِبَ لَهُمْ بِهِ عَمَلٌ صَالِحٌ» {چرا که هیچ تشنگی و رنج و گرسنگیی در راه خدا به آنان نمی رسد؛ و در هیچ مکانی که کافران را به خشم می آورد قدم نمی گذارند و از دشمنی غنیمتی به دست نمی آورند مگر اینکه به سبب آن، عمل صالحی برای آنان [در کارنامه شان] نوشته می شود.} - . توبه/ 120 - این ها درجات ایمان و منازل آن در نزد خدای سبحان است و به خدای سبحان کسی ایمان نمی آورد مگر آنکه به رسول او و حجت های او در زمین ایمان بیاورد. خدای متعال می فرماید: «مَنْ یُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ» {هر کس از پیامبر فرمان بَرَد، در حقیقت، خدا را فرمان برده} - . نساء/ 80 - و هرگز خداوند را شایسته نیست که برای جوارح انسان امامی (قلب) در بدن قرار دهد که از او شک را برطرف کرده و او را به یقین برساند، اما از آوردن حجت برای مردمان اهمال نماید. خدای متعال فرمود: «فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ فَلَوْ شَاءَ لَهَدَاکُمْ أَجْمَعِینَ « {«برهانِ رسا ویژه خداست، و اگر [خدا] می خواست قطعاً همه شما را هدایت می کرد.»} - . أنعام / 149 - و فرمود: «لِئَلاَّ یَکُونَ لِلنَّاسِ عَلَی اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ» {تا برای مردم، پس از [فرستادن] پیامبران، در مقابل خدا [بهانه و] حجّتی نباشد.} - . نساء/ 165 -

و فرمود: «أَنْ تَقُولُوا مَا جَاءَنَا مِنْ بَشِیرٍ وَ لاَ نَذِیرٍ» {تا مبادا [روز قیامت] بگویید: «برای ما بشارتگر و هشداردهنده ای نیامد.»} - . مائده/ 19 - و فرمود: «وَ جَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً یَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا» {و چون شکیبایی کردند برخی از آنان را پیشوایانی قرار دادیم که به فرمان ما [مردم را] هدایت می کردند.} - . سجده / 24 - سپس بر امت، اطاعت از ولی امر را واجب کرد که برپا دارندگان دین او هستند، همان طور که اطاعت از رسولش را واجب نمود و فرمود: «یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا أَطِیعُوا اللَّهَ وَ أَطِیعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِی الْأَمْرِ» {ای کسانی که ایمان آورده اید، خدا را اطاعت کنید و پیامبر و اولیای امر خود را [نیز] اطاعت کنید.} - . نساء/ 59 - سپس جایگاه صاحبان امر را در میان کسانی که عالم به تأویل قرآن هستند تعیین کرده و فرمود: «وَ لَوْ رَدُّوهُ إِلَی الرَّسُولِ وَ إِلَی أُولِی الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِینَ یَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ» {و اگر آن را به پیامبر و اولیای امر خود ارجاع کنند، قطعاً از میان آنان کسانی اند که [می توانند درست و نادرست] آن را دریابند.} - . نساء/ 83 -

و همه مردم از شناخت تأویل قرآن عاجزند، مگر آنان که همان راسخان در علم بوده و در تأویل قرآن مورد اعتماد هستند خدای متعال می فرماید: «وَ مَا یَعْلَمُ تَأْوِیلَهُ إِلاَّ اللَّهُ وَ الرَّاسِخُونَ فِی الْعِلْمِ...» {تأویلش را جز خدا و ریشه داران در دانش کسی نمی داند…} - . آل عمران / 7 - و فرمود: «بَلْ هُوَ آیَاتٌ بَیِّنَاتٌ فِی صُدُورِ الَّذِینَ أُوتُوا الْعِلْمَ» {بلکه [قرآن] آیاتی روشن در سینه های کسانی است که علم [الهی] یافته اند.} - . عنکبوت / 49 -

همانا طلب علم از عبادت برتر است. خدای عزوجل می فرماید: «إِنَّمَا یَخْشَی اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ» {از بندگان خدا تنها دانایانند که از او می ترسند} - . فاطر/ 28 - کسانی که «لاَ یَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَ یَفْعَلُونَ مَا یُؤْمَرُونَ « {از آنچه خدا به آنان دستور داده سرپیچی نمی کنند و آنچه را که مأمورند انجام می دهند.} - . تحریم / 6 -

و با علم است که مستحق صدق می شوند و خداوند آنان را صادقین می نامد و اطاعت از آنها را بر همگان واجب می کند: «یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَ کُونُوا مَعَ الصَّادِقِینَ» {ای کسانی که ایمان آورده اید، از خدا پروا کنید و با راستان باشید.} - . توبه/ 119 - که آنان را اولیای خود قرار داده و ولایتشان را ولایت خود کرده و حزب آنها را حزب خود نموده است: «وَ مَنْ یَتَوَلَّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ الَّذِینَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ « {و هر کس خدا و پیامبر او و کسانی را که ایمان آورده اند ولیّ خود بداند [پیروز است، چرا که] حزب خدا همان پیروزمندانند.} - . مائده/ 56 - و فرمود: «إِنَّمَا وَلِیُّکُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِینَ آمَنُوا الَّذِینَ یُقِیمُونَ الصَّلاَةَ وَ یُؤْتُونَ الزَّکَاةَ وَ هُمْ رَاکِعُونَ» {ولیّ شما، تنها خدا و پیامبر اوست و کسانی که ایمان آورده اند: همان کسانی که نماز برپا می دارند و در حال رکوع زکات می دهند.} - . مائده/ 55 - خدا شما را رحمت کند. بدانید که این امت پس از پیامبرش صلی الله علیه و آله با رفتن در مسیر امت های پیشین و اقوام گذشته هلاک شده و به پشت سر خود بازگشتند، همان کسانی که عبادت بت ها را بر اطاعت اولیای الهی ترجیح دادند و جاهل را بر عالم مقدم کردند که خدای متعال این عملشان را به شدت سرزنش کرده و می فرماید: «هَلْ یَسْتَوِی الَّذِینَ یَعْلَمُونَ وَ الَّذِینَ لاَ یَعْلَمُونَ إِنَّمَا یَتَذَکَّرُ أُولُوا الْأَلْبَابِ» {«آیا کسانی که می دانند و کسانی که نمی دانند یکسانند؟» تنها خردمندانند که پندپذیرند.} - . زمر/ 9 - و در مورد کسانی که به میراث پیامبر صلی الله علیه و آله پس از وفاتش از روی باطل مسلط شدند فرمود: «أَ فَمَنْ یَهْدِی إِلَی الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ یُتَّبَعَ أَمَّنْ لاَ یَهِدِّی إِلاَّ أَنْ یُهْدَی فَمَا لَکُمْ کَیْفَ تَحْکُمُونَ « {پس، آیا کسی که به سوی حقّ رهبری می کند سزاوارتر است مورد پیروی قرار گیرد یا کسی که راه نمی یابد مگر آنکه هدایت شود؟ شما را چه شده، چگونه داوری می کنید؟} - . یونس / 35 -

اگر جایز بود که امت کسی را که نمی داند و یا جاهل است امام خود قرار دهد، ابراهیم علیه السلام به پدرش نمی فرمود: «لِمَ تَعْبُدُ مَا لاَ یَسْمَعُ وَ لاَ یُبْصِرُ وَ لاَ یُغْنِی عَنْکَ شَیْئاً» {چرا چیزی را که نمی شنود و نمی بیند و از تو چیزی را دور نمی کند می پرستی؟} - . مریم / 42 - مردم تابعان امامان حق و امامان باطل هستند. خداوند عزوجل می فرماید: «یَوْمَ نَدْعُو کُلَّ أُنَاسٍ بِإِمَامِهِمْ فَمَنْ أُوتِیَ کِتَابَهُ بِیَمِینِهِ فَأُولئِکَ یَقْرَءُونَ کِتَابَهُمْ وَ لاَ یُظْلَمُونَ فَتِیلاً» {[یاد کن] روزی را که هر گروهی را با پیشوایشان فرا می خوانیم. پس هر کس کارنامه اش را به دست راستش دهند، آنان کارنامه خود را می خوانند و به قدر نخک هسته خرمایی به آنها ستم نمی شود.} - . إسراء/ 71 -

پس هر کس صادقین را امام خود قرار دهد با آنان محشور می شود. رسول خدا صلی الله علیه و آله فرمود: شخص با کسی است که دوستش دارد. ابراهیم علیه السلام نیز فرمود: «فَمَنْ تَبِعَنِی فَإِنَّهُ مِنِّی» {پس هر که از من پیروی کند، بی گمان، او از من است} - . ابراهیم/36 - و اصل ایمان علم است و خداوند متعال برای آن اهلی را قرار داده است و بر اطاعت و سؤال از آنان نیز ترغیب کرده و فرموده است: «فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّکْرِ إِنْ کُنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ» {پس اگر نمی دانید، از پژوهندگان کتاب های آسمانی جویا شوید.} - . نحل / 43 - فرمود: «وَ أْتُوا الْبُیُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا» {و به خانه ها از درِ [ورودیِ] آنها درآیید} - . بقره/ 189 - که در این آیه جایگاهی است که خدای سبحان بنای آن را عظیم شمرده و فرمود: «فِی بُیُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَ یُذْکَرَ فِیهَا اسْمُهُ{در خانه هایی که خدا رخصت داده که [قدر و منزلت] آنها رفعت یابد و نامش در آنها یاد شود.} - . نور/ 36 - سپس معنای آن را بیان نمود تا اهل جاهلیت تصور نکنند مقصود از آن بنای ظاهر است. و فرمود: «رِجَالٌ لاَ تُلْهِیهِمْ تِجَارَةٌ وَ لاَ بَیْعٌ عَنْ ذِکْرِ اللَّهِ» {مردانی که نه تجارت و نه داد و ستدی، آنان را از یاد خدا، به خود مشغول نمی دارد.} - . نور/ 37 -

هر کس در این جهت علم را جستجو کند بدان دست می یابد. رسول خدا صلی الله علیه و آله فرمود: من شهر علم هستم و در جای دیگری فرمود: من شهر حکمت هستم و علی علیه السلام باب آن است. پس هر کس دنبال حکمت است باید از درش وارد شود. و تمامی این ها در کتاب خدا آمده است، الا اینکه این کتاب دارای اهلی است که تأویل آن را می دانند. پس هر کس از این ها روی گردانده و به سوی کسانی که فقط ادعای آن را دارند و از متشابهات قرآن برای فتنه انگیزی و تأویل نابجا و انحرافی تبعیت می کنند برود، دچار هلاکت می شود و دیگران را نیز هلاک کرده و دچار معامله ای زیانبار شده و تلاشش در گمراهی است: «إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِینَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِینَ اتَّبَعُوا وَ رَأَوُا الْعَذَابَ وَ تَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ» {آن گاه که پیشوایان از پیروان بیزاری جویند؛ و عذاب را مشاهده کنند، و میانشان پیوندها بریده گردد.} - . بقره/ 166 -

و همانا آن حق و باطل و ایمان و کفر و علم و جهل و سعادت و شقاوت و بهشت و آتش است، هیچ گاه حق و باطل در قلب کسی جمع نمی شوند. خدای متعال می فرماید: «مَا جَعَلَ اللَّهُ لِرَجُلٍ مِنْ قَلْبَیْنِ فِی جَوْفِهِ» {خداوند برای هیچ مردی در درونش دو دل ننهاده است} - . أحزاب / 4 - و همانا مردمان وقتی امامان هدایت و امامان کفر را مساوی قرار دادند دچار هلاکت شدند، آنجا که گفتند اطاعت هر کسی که در جایگاه پیامبر می نشیند واجب است، نیکوکار باشد یا ستمکار و فاجر، پس به سوی او بروید. خدای سبحان فرمود: «أَ فَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِینَ کَالْمُجْرِمِینَ * مَا لَکُمْ کَیْفَ تَحْکُمُونَ» {پس آیا فرمانبرداران را چون بدکاران قرار خواهیم داد؟ شما را چه شده؟ چگونه داوری می کنید؟} - . قلم /35_36 -

و فرمود: «هَلْ یَسْتَوِی الْأَعْمَی وَ الْبَصِیرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِی الظُّلُمَاتُ وَ النُّورُ» {«آیا نابینا و بینا یکسانند؟ یا تاریکی ها و روشنایی برابرند؟} - . رعد/ 16 - و در مورد کسانی که ائمه کفر را که حق اهالی حق را که خدا برایشان قرار داده بود غصب کردند ائمه هدایت می نامند. و همچنین در مورد کسانی که پیشوایان گمراهی را در ظلمشان یاری می کنند فرمود: «إِنْ هِیَ إِلاَّ أَسْمَاءٌ سَمَّیْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَ آبَاؤُکُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ» {[این بتان] جز نام هایی بیش نیستند که شما و پدرانتان نامگذاری کرده اید [و] خدا بر [حقّانیت] آنها هیچ دلیلی نفرستاده است} - . نجم / 23 - که خدای سبحان به افترای بزرگ آنان بر اهل ایمان اشاره کرده و می فرماید: «إِنَّمَا یَفْتَرِی الْکَذِبَ الَّذِینَ لاَ یُؤْمِنُونَ بِآیَاتِ اللَّهِ» {تنها کسانی دروغ پردازی می کنند که به آیات خدا ایمان ندارند.} - . نحل / 105 -

و می فرماید: «وَ مَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَیْرِ هُدًی مِنَ اللَّهِ» {و کیست گمراه تر از آنکه بی راهنمایی خدا از هوسش پیروی کند؟} - . قصص / 50 - و فرمود: «أَ فَمَنْ کَانَ مُؤْمِناً کَمَنْ کَانَ فَاسِقاً لاَ یَسْتَوُونَ» {آیا کسی که مؤمن است، چون کسی است که نافرمان است؟ یکسان نیستند.} - . سجده / 18 - و فرمود: «أَ فَمَنْ کَانَ عَلَی بَیِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ کَمَنْ هُوَ أَعْمی» {آیا کسی که از جانب پروردگارش بر حجّتی روشن است مانند کسی است که نابینا است؟} - . هود/ 17 بخش دوم آیه (کَمَنْ هُوَ أَعْمی) در آیه 19 سوره رعد آمده است. -

پس خداوند عزوجل حق و باطل را در بسیاری از آیات قرآن تبیین نموده و هیچ عذری را بر بندگان در مخالفت امر الهی پس از دلایل روشن و براهین آشکار قرار نداده است. این جماعت پس از پیامبرشان با اختلافشان و تفرقه در میان امت و پراکنده کردن امور مسلمین و ظلم به اوصیای پیامبر راه ظلم و کفر را در پیش گرفتند و این در حالی بود که ثواب در مقابل طاعت الهی و عذاب در مقابل گناهِ مخالفت برایشان روشن شده بود، اما آنها از هواهای نفسانی خود تبعیت کرده و آنچه خدا و رسولش بدان امر کرده بودند را رها کردند: «وَ مَا تَفَرَّقَ الَّذِینَ أُوتُوا الْکِتَابَ إِلاَّ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَیِّنَةُ» {و اهل کتاب دستخوشِ پراکندگی نشدند، مگر پس از آنکه برهان آشکار برای آنان آمد.} - . بینه/ 4 -

سپس فضل و برتری مؤمنان را چنین بیان می کند: «إِنَّ الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولئِکَ هُمْ خَیْرُ الْبَرِیَّةِ»{در حقیقت کسانی که گرویده و کارهای شایسته کرده اند، آنانند که بهترین آفریدگانند.} - . بینه/ 7 -

سپس در مورد آنچه به کرامتش برای آنان آماده کرده و عذاب هایی که برای کسانی که به او شرک ورزیده و از امر او مخالفت کرده و از ولیّ او سرپیچی کردند سخن می گوید. و صفات هدایت یافتگان و گمراهان را بیان کرده و آیات بسیاری از قرآن را در مورد آنان می آورد از این روست که می فرماید: «أَ فَلاَ یَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَی قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا» {آیا به آیات قرآن نمی اندیشند؟ یا [مگر] بر دل هایشان قفل هایی نهاده شده است؟} - . محمد/ 24 -

آنگاه می بینی که چه کسی شایستگی چنین جایگاهی را از جانب خدا دارد و اطاعتش واجب است کسی که چشم به هم زدنی به خدا شرک نورزیده و هرگز در هیچ کوچک و بزرگی معصیت او را نکرده است، یا کسی که بیشتر عمرش را در عبادت بت ها گذرانده و اظهار ایمان کرده و نفاقش را مخفی نگه داشته است. آیا از حکیم بر می آید که آلودگی را با آلودگی پاک کند و کسی را عهده دار اجرای حدود الهی کند که بر خودش حدود بسیاری هست. خدای سبحان می فرماید: «أَ تَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَ تَنْسَوْنَ أَنْفُسَکُمْ وَ أَنْتُمْ تَتْلُونَ الْکِتَابَ أَ فَلاَ تَعْقِلُونَ « {آیا مردم را به نیکی فرمان می دهید و خود را فراموش می کنید، با اینکه شما کتاب [خدا] را می خوانید؟ آیا [هیچ] نمی اندیشید؟} - . بقره/ 44 -

آیا خداوند پیامبرش را امر نکرد که آنچه درباره وصیش عهد کرده بود ابلاغ کند و امامت و ولایت او را اظهار نماید: «یَا أَیُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَیْکَ مِنْ رَبِّکَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَ اللَّهُ یَعْصِمُکَ مِنَ النَّاسِ» {ای پیامبر، آنچه از جانب پروردگارت به سوی تو نازل شده، ابلاغ کن؛ و اگر نکنی پیامش را نرسانده ای. و خدا تو را از [گزندِ] مردم نگاه می دارد} - . مائده/ 67 - و رسول خدا صلی الله علیه و آله آنچه شنیده بود را ابلاغ کرد و خبر داد که شیاطین به دور ابلیس اجتماع کرده و به او گفتند مگر تو نگفتی وقتی پیامبر از دنیا برود امتش عهد او را می شکنند و سنت و روش او را تعطیل می کنند و کتابی که آورده نیز به این امر شهادت می دهد: «وَ مَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَی أَعْقَابِکُمْ» {و محمد، جز فرستاده ای که پیش از او [هم] پیامبرانی [آمده و] گذشتند، نیست. آیا اگر او بمیرد یا کشته شود، از عقیده خود برمی گردید؟} - . آل عمران / 144 - چگونه چنین امری انجام می شود در حالی که او برای امتش رهبر و امامی قرار داده است؟ ابلیس به آنها گفت: از این امر نترسید زیرا امت او این عهد را می شکنند و پس از او به وصیش ستم می کنند و به اهل بیتش ظلم می کنند و به خاطر غلبه حب دنیا بر قلب هایشان و عصبیت هایی که در وجودشان است و کینه هایی که در قلب هایشان است و کبر و نخوتشان، این عهد و پیمان را اهمال کرده و از بین می برند. از این رو است که خدای متعال می فرماید: «وَ لَقَدْ صَدَّقَ عَلَیْهِمْ إِبْلِیسُ ظَنَّهُ فَاتَّبَعُوهُ إِلاَّ فَرِیقاً مِنَ الْمُؤْمِنِینَ» {و قطعاً شیطان گمان خود را در مورد آنها راست یافت. و جز گروهی از مؤمنان، [بقیه] از او پیروی کردند.} - . سبإ/ 20 -

اما کفری که در کتاب خدا آمده بر پنج وجه است: اول جحود و انکار، دوم کفر مطلق. که جحود خود بر دو قسم است، سوم ترک اوامر الهی چهارم برائت و پنجم کفر نعمت.

کفر جحود که یکی از وجوه پنجگانه است، شامل انکار وحدانیت خدا می شود، مانند آنکه کسی بگوید خدایی نیست و بهشت و جهنم و برانگیختن در قیامت وجود ندارد که این ها گروهی از زنادقه و دهریون هستند که می گویند: «وَ مَا یُهْلِکُنَا إِلاَّ الدَّهْرُ» {و ما را جز طبیعت هلاک نمی کند.»} - . جاثیه/ 24 - و این سخنی است که پذیرفته اند و بدون هیچ دلیلی آن را ترجیح می دهند، لذا خدای متعال فرمود: «وَ إِنْ هُمْ إِلاَّ یَظُنُّونَ» {و فقط گمان می برند.} - . بقره/ 78 - و فرمود: «إِنَّ الَّذِینَ کَفَرُوا سَوَاءٌ عَلَیْهِمْ أَ أَنْذَرْتَهُمْ أَمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ لاَ یُؤْمِنُونَ « {در حقیقت کسانی که کفر ورزیدند چه بیمشان دهی، چه بیمشان ندهی برایشان یکسان است؛ [آنها] نخواهند گروید.} - . بقره/ 6 - یعنی به توحید الهی ایمان نمی آورند.

قسم دیگر جحود، انکار حق با وجود شناخت حقانیت آن است. خدای متعال می فرماید: «وَ جَحَدُوا بِهَا وَ اسْتَیْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ ظُلْماً وَ عُلُوّاً» {و با آنکه دل هایشان بدان یقین داشت، از روی ظلم و تکبّر آن را انکار کردند.} - . نمل / 14 - و فرمود: «وَ کَانُوا مِنْ قَبْلُ یَسْتَفْتِحُونَ عَلَی الَّذِینَ کَفَرُوا فَلَمَّا جَاءَهُمْ مَا عَرَفُوا کَفَرُوا بِهِ فَلَعْنَةُ اللَّهِ عَلَی الْکَافِرِینَ» {و از دیرباز [در انتظارش] بر کسانی که کافر شده بودند پیروزی می جستند؛ ولی همین که آنچه [که اوصافش] را می شناختند برایشان آمد، انکارش کردند. پس لعنت خدا بر کافران باد.} - . بقره/ 89 - یعنی با وجود شناختشان آن را انکار کردند.

وجه سوم کفر، ترک اوامر الهی است که از گناهان به حساب می آید خدای سبحان می فرماید: «وَ إِذْ أَخَذْنَا مِیثَاقَکُمْ لاَ تَسْفِکُونَ دِمَاءَکُمْ وَ لاَ تُخْرِجُونَ أَنْفُسَکُمْ مِنْ دِیَارِکُمْ ثُمَّ أَقْرَرْتُمْ وَ أَنْتُمْ تَشْهَدُونَ» {و چون از شما پیمان محکم گرفتیم که: «خون همدیگر را مریزید، و یکدیگر را از سرزمین خود بیرون نکنید»؛ سپس [به این پیمان] اقرار کردید، و خود گواهید.} - . بقره/ 84 - تا این بخش آیه: «أَ فَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْکِتَابِ وَ تَکْفُرُونَ بِبَعْضٍ» {آیا شما به پاره ای از کتاب [تورات] ایمان می آورید، و به پاره ای کفر می ورزید؟} - . بقره/ 85 - آنان را به خاطر ترک اوامر الهی کافر نامید و با اقرار ظاهری بدون آنکه در باطن به آن معتقد باشند، آنان را مؤمن خطاب کرده است که سودی هم برایشان ندارد، چون فرمود: «فَمَا جَزَاءُ مَنْ یَفْعَلُ ذلِکَ مِنْکُمْ إِلاَّ خِزْیٌ فِی الْحَیَاةِ الدُّنْیَا» {پس جزای هر کس از شما که چنین کند، جز خواری در زندگی دنیا چیزی نخواهد بود.} - . بقره/ 85 -

اما وجه چهارم کفر که به معنای برائت است، در سخن حضرت ابراهیم علیه السلام آمده است: «کَفَرْنَا بِکُمْ وَ بَدَا بَیْنَنَا وَ بَیْنَکُمُ الْعَدَاوَةُ وَ الْبَغْضَاءُ أَبَداً حَتَّی تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ» {ما از شما و از آنچه به جای خدا می پرستید بیزاریم. به شما کفر می ورزیم و میان ما و شما دشمنی و کینه همیشگی پدیدار شده تا وقتی که فقط به خدا ایمان آورید} - . ممتحنه/ 4 - که در این آیه کَفَرنا بِکُم یعنی از شما برائت جستم. و همچنین در داستان ابلیس وبیزاری جستن او از انسان ها در قیامت چنین می فرماید: «إِنِّی کَفَرْتُ بِمَا أَشْرَکْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ» {من به آنچه پیش از این مرا [در کار خدا] شریک می دانستید کافرم.} - . إبراهیم / 22 -

یعنی از شما بیزارری می جویم. و مانند این فرموده خدای متعال: «وَ قَالَ إِنَّمَا اتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَاناً مَوَدَّةَ بَیْنِکُمْ فِی الْحَیَاةِ الدُّنْیَا ثُمَّ یَوْمَ الْقِیَامَةِ یَکْفُرُ بَعْضُکُمْ بِبَعْضٍ وَ یَلْعَنُ بَعْضُکُمْ بَعْضاً» {و [ابراهیم] گفت: «جز خدا، فقط بت هایی را اختیار کرده اید که آن هم برای دوستی میان شما در زندگی دنیاست، آن گاه روز قیامت بعضی از شما بعضی دیگر را انکار و برخی از شما برخی دیگر را لعنت می کنند.} - . عنکبوت / 25 -

و وجه پنجم کفر که به معنی کفر نعمت است در این آیه از قول حضرت سلیمان علیه السلام آمده است: «هذَا مِنْ فَضْلِ رَبِّی لِیَبْلُوَنِی أَ أَشْکُرُ أَمْ أَکْفُرُ» {این از فضل پروردگار من است، تا مرا بیازماید که آیا سپاسگزارم یا ناسپاسی می کنم.} - . نمل / 40 -

و این آیه: «لَئِنْ شَکَرْتُمْ لَأَزِیدَنَّکُمْ وَ لَئِنْ کَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِی لَشَدِیدٌ» {که اگر واقعاً سپاسگزاری کنید، [نعمت] شما را افزون خواهم کرد، و اگر ناسپاسی نمایید، قطعاً عذاب من سخت خواهد بود.»} - . إبراهیم / 7 - و همچنین فرمود: «فَاذْکُرُونِی أَذْکُرْکُمْ وَ اشْکُرُوا لِی وَ لاَ تَکْفُرُونِ» {پس مرا یاد کنید، تا شما را یاد کنم؛ و شکرانه ام را به جای آرید؛ و با من ناسپاسی نکنید.} - . بقره/ 152 -

اما شرک در قرآن بر چهار وجه آمده است. خدای متعال می فرماید: «لَقَدْ کَفَرَ الَّذِینَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِیحُ ابْنُ مَرْیَمَ وَ قَالَ الْمَسِیحُ یَا بَنِی إِسْرَائِیلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّی وَ رَبَّکُمْ إِنَّهُ مَنْ یُشْرِکْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَیْهِ الْجَنَّةَ وَ مَأْوَاهُ النَّارُ وَ مَا لِلظَّالِمِینَ مِنْ أَنْصَارٍ» {کسانی که گفتند: «خدا همان مسیح پسر مریم است»، قطعاً کافر شده اند، و حال آنکه مسیح، می گفت: «ای فرزندان اسرائیل، پروردگار من و پروردگار خودتان را بپرستید؛ که هر کس به خدا شرک آوَرَد، قطعاً خدا بهشت را بر او حرام ساخته و جایگاهش آتش است، و برای ستمکاران یاورانی نیست.»} - . مائده/ 72 - که این شرک در گفتار و اوصاف است.

وجه دوم شرک، شرک در اعمال است. خدای سبحان می فرماید: «وَ مَا یُؤْمِنُ أَکْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلاَّ وَ هُمْ مُشْرِکُونَ» {و بیشترشان به خدا ایمان نمی آورند جز اینکه [با او چیزی را] شریک می گیرند.} - . یوسف / 106 - و فرمود: «اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَ رُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ» {اینان دانشمندان و راهبان خود را به جای خدا به الوهیّت گرفتند.} - . توبه/ 31 - آنان برای دانشمندان و بزرگانشان روزه نمی گرفته و نماز نمی خواندند، بلکه هر چه آنان امر و نهی می کردند، از این رو ندانسته آنان را عبادت می کردند؛ این همان شرک در اعمال و طاعات است.

وجه سوم شرک، شرک زنا است. خدای متعال می فرماید: «وَ شَارِکْهُمْ فِی الْأَمْوَالِ وَ الْأَوْلاَدِ» {و با آنان در اموال و اولاد شرکت کن.} - . إسراء/ 64 - هر کس از گوینده ای تبعیت کند او را عبادت کرده است، حال اگر آن گوینده از خدا سخن می گوید او نیز خدا را عبادت کرده و اگر از غیر خدا گوید، او غیر خدا را عبادت کرده است.

وجه چهارم شرک، ریا است. خدای متعال می فرماید: «فَمَنْ کَانَ یَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْیَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَ لاَ یُشْرِکْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً» {پس هر کس به لقای پروردگار خود امید دارد باید به کار شایسته بپردازد، و هیچ کس را در پرستش پروردگارش شریک نسازد.»} - . کهف / 110 - این افراد روزه گرفتند و نماز خواندند و زندگی خود را صرف اعمال خیر کردند، اما نیت آنها خودنمایی و ریا برای مردم بود لذا با این ریا دچار شرک شدند. این انواع مختلف شرک در قرآن است.

ظلم نیز در قرآن دارای وجوه متفاوتی است که از جمله آنها آیه قرآن از زبان لقمان به فرزندش است که گفت: «یَا بُنَیَّ لاَ تُشْرِکْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْکَ لَظُلْمٌ عَظِیمٌ « {ای پسرک من، به خدا شرک میاور که به راستی شرک ستمی بزرگ است.} - . لقمان / 13 -

از اقسام ظلم، حق الناس است که در داد و ستدهای دنیایی پیش می آید که خود انواع متعددی دارد. خدای متعال می فرماید: «وَ لَوْ تَرَی إِذِ الظَّالِمُونَ فِی غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَ الْمَلاَئِکَةُ بَاسِطُوا أَیْدِیهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَکُمُ الْیَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا کُنْتُمْ تَقُولُونَ»{و کاش ستمکاران را در گرداب های مرگ می دیدی که فرشتگان [به سوی آنان] دست هایشان را گشوده اند [و نهیب می زنند:] «جان هایتان را بیرون دهید»؛ امروز به [سزای] آنچه بناحق بر خدا دروغ می بستید کیفر می یابید.} - . أنعام / 93 -

از آیاتی که در رد سخن کسانی که می گویند کفر، زیادت و نقصان ندارد این آیه است: «إِنَّمَا النَّسِی ءُ زِیَادَةٌ فِی الْکُفْرِ» {جز این نیست که جابجا کردنِ [ماه های حرام]، فزونی در کفر است.} - . توبه/ 37 - و این آیه: «وَ أَمَّا الَّذِینَ فِی قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَتْهُمْ رِجْساً إِلَی رِجْسِهِمْ وَ مَاتُوا وَ هُمْ کَافِرُونَ» {امّا کسانی که در دل هایشان بیماری است، پلیدی بر پلیدیشان افزود و در حال کفر درمی گذرند.} - . توبه/ 125 - و این آیه: «إِنَّ الَّذِینَ آمَنُوا ثُمَّ کَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ کَفَرُوا ثُمَّ ازْدَادُوا کُفْراً» {کسانی که ایمان آوردند، سپس کافر شدند؛ و باز ایمان آوردند، سپس کافر شدند؛ آن گاه به کفر خود افزودند} - . نساء/ 137 - و آیات متعدد دیگری است که در قرآن آمده است .

اما واجباتی که خدای سبحان در قرآن واجب کرده و ارکان اسلام است، پنج رکن است که اسلام بر این پنج واجب بنا شده است. و خدای سبحان برای هر کدام از این فرایض چهار حد قرار داده است که همه باید آنها را بدانند. اولین این ارکان نماز است و پس از آن زکات و روزه و حج و ولایت، که ولایت خاتمه واجبات و محافظت کننده ازهمه واجبات و سنت هاست.

اما حدود نماز چهار چیز است: شناخت وقت، رو کردن به قبله، رکوع و سجود که این چهار چیز به همراه تمامی اعمال که در نماز است و اذان و اقامه و غیر آنها برای همه مردم از عالم و جاهل قرار داده شده است، اما از آنجایی که خدای سبحان می دانست بندگان نمی توانند حق تمامی این حدود را بجا بیاورند، این چهار چیز را واجب (رکن) کرد و غیر آنها را که شامل قرائت، دعا، تسبیح و تکبیر و اذان و اقامه و امثال آن را سنت واجب قرار داد که هر کس دوست داشت آنها را بجا می آورد. این ها حدود نماز است.

حدود زکات نیز چهار چیز است: اول شناخت زمانی که زکات واجب می شود، دوم تقسیم زکات، سوم جاهایی که زکات واجب می شود و چهارم مقدار زکات. آن مقدار و نحوه تقسیم زکات واجب است که بداند چه مقدار زکات بر اموالش تعلق می گیرد که این اموال شامل شتر، گاو، گوسفند، طلا، نقره، گندم، جو، خرما و کشمش است. و واجب است که نحوه تقسیم آنها را نیز بداند که شامل کیل، پیمانه، وزن یا مساحت است. و مساحت بر زمین ها و آب ها و از باب کیل و پیمانه بر دانه هایی که قوت مردم است و از باب وزن بر طلا و نقره و سایر چیزهایی که در داد و ستدها در غیر عدد و کیل استفاده می شود تعلق می گیرد. وقتی انسان زکات واجب در این چیزها را شناخت و در اموال خود قرار داد، زکات را مطابق آنچه خدای متعال دستور داده قرار داده است.

اما حدود روزه نیز چهار مورد است: اول نخوردن و نیاشامیدن، دوم دوری از جماع، سوم دوری از قی کردن عمدی و چهارم اجتناب از فرو رفتن در آب. و بقیه چیزهایی که در سنت بدان ها اشاره شده است .

حدود حج نیز چهارتاست: احرام، طواف خانه خدا، سعی صفا و مروه و وقوف در دو موقف (مشعر و منی) به همراه توابعشان که همراه آنهاست. و هر کس این حدود را رها کند، کفاره بر او واجب می شود و لازم است اعاده نماید.

اما حدود وضو؛ شستن دست ها و و صورت و مسح سر و دو پا است. و چیزهایی که متعلق به آنها و متصل به آن هاست نیز از سنت واجب محسوب می شوند که بر هر کسی که می داند و می تواند انجام دهد واجب است.

اما حدود و حقوقی که امام به حق بر انسان دارد، آن است که بداند امامش معصوم از همه گناهان صغیره و کبیره است و در فتوا و حکم دچار لغزش نمی شود و در پاسخ راه خطا نمی رود و دچار سهو و فراموشی و لهو دنیایی نمی شود. و دوم آنکه عالم ترین مردم به حلال و حرام و انواع احکام و امر و نهی الهی و تمامی آنچه مردم به آن نیازمندند می باشد. لذا همه به او نیازمندند اما او از همه بی نیاز است. و سوم آنکه واجب است شجاع ترین مردم باشد، چون او تکیه گاه مردم است که همه به سوی او می روند و اگر در جنگ شکست بخورد با شکست او، مردم نیز شکست می خورند. چهارم آنکه لازم است سخاوتمندترین مردم باشد. حتی اگر همه مردم بخیل باشند، زیرا اگر بخل بر او مسلط شود در اموال مسلمانان که در دست او است نیز بخل می ورزد. پنجم عصمت از تمامی گناهان که با این صفت از بقیه مردم متمایز می شود. زیرا اگر معصوم نباشد نمی توان اعتماد کرد که در گناهان مهلک و شهوات و لذات نامشروعی که دیگر مردم مرتکب آن می شوند واقع نشود. و اگر در این چیزها واقع شده و مرتکب آنها شود نیازمند آن است که کسی حد الهی را بر او جاری سازد که در این صورت لازم می شود هم امام باشد و هم مأموم. که شایسته نیست امام چنین خصوصیتی داشته باشد. و از آن جهت باید عالم ترین مردم باشد که اگر چنین نباشد به او اعتماد نمی شود که احکام و حدود الهی را تغییر ندهد و در مسائل مشکل دچار اختلاف و تردید نشود که در این صورت در پاسخ آنها به خلافش پاسخ می دهد. و از آن جهت باید شجاع ترین مردم باشد که نباید دچار ترس و خودباختگی شود، زیرا در این صورت مشمول غضب الهی می شود که شایسته امام نیست. به دلایلی که در پیش از این گفته شد باید سخاوتمندترین مردم باشد که شایسته امام نیست که این چنین نباشد.

خداوند متعال برای این چهار واجب دو راهنما و حجت قرار داده که به وسیله آنها مشکلات ما حل می شود و آن دو مانند خورشید و ماه هستند، یعنی پیامبر و وصی بلافصل او.

اما ممانعت ها در قرآن چیزهایی است که نهی شده و در مورد کسانی که مخالفت آنها را کنند وعده عقاب و عذاب داده شده است. مانند این آیه: «وَ لاَ تَقْرَبُوا الزِّنَی إِنَّهُ کَانَ فَاحِشَةً وَ سَاءَ سَبِیلاً» {و به زنا نزدیک مشوید، چرا که آن همواره زشت و بد راهی است.} - . إسراء/ 32 - و این آیه «وَ لاَ تَقْرَبُوا مَالَ الْیَتِیمِ إِلاَّ بِالَّتِی هِیَ أَحْسَنُ» {و به مال یتیم جز به نحوی [هر چه نیکوتر] نزدیک مشوید.} - . أنعام / 152 - و این آیه «لاَ تَأْکُلُوا الرِّبَا أَضْعَافاً مُضَاعَفَةً» {ربا را [با سود] چندین برابر مخورید.} - . آل عمران / 130 - و این آیه «وَ لاَ تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِی حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ» {و نفسی را که خداوند حرام کرده است جز به حق مکشید} - . إسراء/ 33 - که امثال آنها در قرآن فراوان است.

برخی آیات قرآن نیز در ترغیب و تشویق بندگان بر برخی اعمال آمده است، مانند این آیه: «وَ مِنَ اللَّیْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَکَ عَسَی أَنْ یَبْعَثَکَ رَبُّکَ مَقَاماً مَحْمُوداً» {و پاسی از شب را زنده بدار، تا برای تو [به منزله] نافله ای باشد، امید که پروردگارت تو را به مقامی ستوده برساند.} - . إسراء/ 79 - و این آیه «مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَکَرٍ أَوْ أُنْثَی وَ هُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولئِکَ یَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ یُرْزَقُونَ فِیهَا بِغَیْرِ حِسَابٍ» {هر که کار شایسته کند چه مرد باشد یا زن در حالی که ایمان داشته باشد، در نتیجه آنان داخل بهشت می شوند و در آنجا بی حساب روزی می یابند.} - . غافر/ 40 -

و این آیه «فَمَنْ یَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَیْراً یَرَهُ * وَ مَنْ یَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً یَرَهُ» {پس هر که هموزن ذرّه ای نیکی کند [نتیجه] آن را خواهد دید. و هر که هموزن ذرّه ای بدی کند [نتیجه] آن را خواهد دید.} - . زلزله/6_7 - و این آیه «یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّکُمْ عَلَی تِجَارَةٍ تُنْجِیکُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِیمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَ رَسُولِهِ» {ای کسانی که ایمان آورده اید، آیا شما را بر تجارتی راه نمایم که شما را از عذابی دردناک می رهاند؟ به خدا و فرستاده او بگروید} - . صف / 10_11 - و این آیه «إِنْ تَجْتَنِبُوا کَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُکَفِّرْ عَنْکُمْ سَیِّئَاتِکُمْ وَ نُدْخِلْکُمْ مُدْخَلاً کَرِیماً» {اگر از گناهان بزرگی که از آن [ها] نهی شده اید دوری گزینید، بدی های شما را از شما می زداییم، و شما را در جایگاهی ارجمند درمی آوریم.} - . نساء/ 31 - که نمونه های آن در قرآن فراوان است.

و برخی آیات نیز در ترساندن و تحذیر مردم آمده است، مانند این آیه: «یَا أَیُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّکُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَیْ ءٌ عَظِیمٌ « {ای مردم، از پروردگار خود پروا کنید، چرا که زلزله رستاخیز امری هولناک است.} - . حج / 1 -

و این آیه «وَ لکِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِیدٌ» {در حالی که عذاب خدا شدید است.} - . حج / 2 - و این آیه «وَ اتَّقُوا یَوْماً تُرْجَعُونَ فِیهِ إِلَی اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّی کُلُّ نَفْسٍ مَا کَسَبَتْ وَ هُمْ لاَ یُظْلَمُونَ « {و بترسید از روزی که در آن، به سوی خدا بازگردانده می شوید، سپس به هر کسی [پاداشِ] آنچه به دست آورده، تمام داده شود؛ و آنان مورد ستم قرار نمی گیرند.} - . بقره/ 281 - و این آیه «یَا أَیُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّکُمْ وَ اخْشَوْا یَوْماً لاَ یَجْزِی وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَ لاَ مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَیْئاً» {ای مردم، از پروردگارتان پروا بدارید، و بترسید از روزی که هیچ پدری به کار فرزندش نمی آید، و هیچ فرزندی [نیز] به کار پدرش نخواهد آمد.} - . لقمان / 33 - و مانند این آیه «إِنَّ الَّذِینَ یَسْتَکْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِی سَیَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِینَ» {در حقیقت، کسانی که از پرستش من کبر می ورزند به زودی خوار در دوزخ درمی آیند.»} - . غافر/ 60 - در مورد جدال و معانی آن در قرآن این آیه آمده است: «وَ إِنَّ فَرِیقاً مِنَ الْمُؤْمِنِینَ لَکَارِهُونَ * یُجَادِلُونَکَ فِی الْحَقِّ بَعْدَ مَا تَبَیَّنَ کَأَنَّمَا یُسَاقُونَ إِلَی الْمَوْتِ وَ هُمْ یَنْظُرُونَ» {همان گونه که پروردگارت تو را از خانه ات به حقّ بیرون آورد و حال آنکه دسته ای از مؤمنان سخت کراهت داشتند. با تو در باره حقّ بعد از آنکه روشن گردید مجادله می کنند. گویی که آنان را به سوی مرگ می رانند و ایشان [بدان] می نگرند.} - . أنفال / 5_6 - وقتی پیامبر برای جنگ بدر خارج شد، هدفش دستیابی به دشمن بود. ایشان به اصحابشان فرمودند: خداوند عزوجل به من وعده داده که یا بر یک کاروان یا بر قریش پیروز شوم و با این قصد با پیامبر خارج شدند و وقتی کاروان رسید، خدای متعال امر کرد به جنگ قریش بروند. پیامبر نیز این دستور را به اصحاب گفت و فرمود: قریش به ما رو کرده و خداوند متعال نیز به من وعده کرده بود که پیروزی بر یکی از دو گروه برای ما مقدر است و آن گروه سپاه قریش است. که از این سخن گروهی نگران شده و اعتراض کردند و گفتند: یا رسول الله! ما با ساز و برگ جنگ نیامده و آماده نیستیم و گروهی از آنها بسیار بحث و جدل کردند تا اینکه خدای متعال این آیه را نازل کرد: «وَ إِذْ یَعِدُکُمُ اللَّهُ إِحْدَی الطَّائِفَتَیْنِ أَنَّهَا لَکُمْ وَ تَوَدُّونَ أَنَّ غَیْرَ ذَاتِ الشَّوْکَةِ تَکُونُ لَکُمْ وَ یُرِیدُ اللَّهُ أَنْ یُحِقَّ الْحَقَّ بِکَلِمَاتِهِ وَ یَقْطَعَ دَابِرَ الْکَافِرِینَ» {و [به یاد آورید] هنگامی را که خدا یکی از دو دسته [کاروان تجارتی قریش یا سپاه ابو سفیان] را به شما وعده داد که از آنِ شما باشد، و شما دوست داشتید که دسته بی سلاح برای شما باشد، و [لی] خدا می خواست حقّ [اسلام] را با کلمات خود ثابت، و کافران را ریشه کن کند.} - . أنفال / 7 -

و همچنین از مثال های جدل این آیه است: «قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِی تُجَادِلُکَ فِی زَوْجِهَا وَ تَشْتَکِی إِلَی اللَّهِ» {خدا گفتار [زنی] را که در باره شوهرش با تو گفتگو و به خدا شکایت می کرد شنید.} - . مجادله/ 1 - و این آیه «وَ جَادِلْهُمْ بِالَّتِی هِیَ أَحْسَنُ» {و با آنان به [شیوه ای] که نیکوتر است مجادله نمای} - . نحل/125 - و از مثال های این بحث در قرآن فراوان است.

و نمونه احتجاج در مقابل ملحدین و گروه های مشرکان آیه ای است که در حکایت سخن ابراهیم علیه السلام آمده است: «أَ لَمْ تَرَ إِلَی الَّذِی حَاجَّ إِبْرَاهِیمَ فِی رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْکَ» {آیا از [حالِ] آن کس که چون خدا به او پادشاهی داده بود [و بدان می نازید، و] با ابراهیم درباره پروردگارش محاجّه [می] کرد، خبر نیافتی؟} - . بقره/ 258 -

و همچنین درباره انبیا و مجادله آنان با قومشان در سوره اعراف و سور دیگر نیز آمده است، مانند این آیه در حکایت قوم نوح: «یَا نُوحُ قَدْ جَادَلْتَنَا فَأَکْثَرْتَ جِدَالَنَا فَأْتِنَا بِمَا تَعِدُنَا إِنْ کُنْتَ مِنَ الصَّادِقِینَ» {ای نوح، واقعاً با ما جدال کردی و بسیار [هم] جدال کردی. پس اگر از راستگویانی آنچه را [از عذاب خدا] به ما وعده می دهی برای ما بیاور.»} - . هود/ 32 - و از امثال این آیات که در مورد مجادلات مردم با انبیا است فراوان در قرآن آمده است.

اما قصص قرآن در خصوص امت ها بر سه شکل آمده است: گروهی درباره گذشتگان و گروهی در عصر نزول قرآن و گروهی نیز درباره آیندگان است. اما قصه گذشتگان در این آیه مورد اشاره قرار گرفته است: «نَحْنُ نَقُصُّ عَلَیْکَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَیْنَا إِلَیْکَ هذَا الْقُرْآنَ» {ما نیکوترین سرگذشت را به موجب این قرآن که به تو وحی کردیم، بر تو حکایت می کنیم} - . یوسف / 3 - که از جمله این قصه ها سخن موسی به شعیب علیه السلام است که فرمود: «فَلَمَّا جَاءَهُ وَ قَصَّ عَلَیْهِ الْقَصَصَ قَالَ لاَ تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِینَ « {و چون [موسی] نزد او آمد و سرگذشت [خود] را بر او حکایت کرد، [وی] گفت: «مترس که از گروه ستمگران نجات یافتی.»} - . قصص / 25 -

همچنین از جمله آنها آیاتی است که در ذکر شریعت انبیا و داستان های آن ها و امت هایشان از آدم علیه السلام تا پیامبر ما صلی الله علیه و آله آمده است. و آنچه که در عصر خود پیامبر واقع شده داستان های جنگ های پیامبر و اصحاب او و توبیخ آنها و مدح و ذم و ذکر خیر و شر و داستان همه گروه ها است. و از نمونه های آنها داستان های جنگ های بدر و احد و خیبر و حنین و غیر آنها است که شرح جنگ ها و مباهله با نصاری و جنگ با یهود و غیر آن است که اگر ذکر شود این کتاب به درازا می انجامد.

و داستان هایی که به آینده اشاره دارند، شامل تمامی چیزهایی است که پس از پیامبر واقع می شود که شامل مواردی است که پیامبر از آنها خبر داده و یا خبر نداده است. همچنین در مورد قیامت و اشراط قیامت آنچه در آن از ثواب و عقاب واقع می شود است. اما مثال هایی که در قرآن می آید مانند این آیه است: «ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً کَلِمَةً طَیِّبَةً کَشَجَرَةٍ طَیِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَ فَرْعُهَا فِی السَّمَاءِ» {خدا مَثَل زده: سخنی پاک که مانند درختی پاک است که ریشه اش استوار و شاخه اش در آسمان است.} - . إبراهیم / 24 - و این آیه «مَثَلُ مَا یُنْفِقُونَ فِی هذِهِ الْحَیَاةِ الدُّنْیَا کَمَثَلِ رِیحٍ فِیهَا صِرٌّ أَصَابَتْ حَرْثَ قَوْمٍ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ» {مثَل آنچه [آنان] در زندگی این دنیا [در راه دشمنی با پیامبر] خرج می کنند، همچون مثلِ بادی است که در آن، سرمای سختی است، که به کشتزار قومی که بر خود ستم نموده اند بوزد.} - . آل عمران / 117 - و این فرموده خدای متعال: «اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ کَمِشْکَاةٍ فِیهَا مِصْبَاحٌ...» {خدا نور آسمان ها و زمین است. مَثَلِ نور او چون چراغدانی است که در آن چراغی است…} - . نور/ 35 - خدای سبحان این امثال را می آورد تا مردم عبرت گیرند و با توجه در آنها طاعت الهی را که مراد او از این مثال ها است بجا آورند که از امثال آن در قرآن فراوان است.

اما آنچه در کتاب خدا در معنای تاویل و تنزیل آمده است، آنکه برخی آیات قرآن تاویل و معنایش در ظاهر و تنزیل قرآن آمده است و گروهی دیگر معنا و تاویلش پیش از نزول آیات است وگروهی دیگر تاویلش همراه تنزیلش و گروهی دیگر تاویلش بعد از تنزیل آمده است.

اما گروهی که تاویلش در تنزیلش است، شامل تمامی آیات محکمی است که در تحریم چیزهایی است که در نزد عرب به صورت متعارف رواج داشته است. این آیات معنا و تنزیلش در ظاهرشان آمده و نیازی به تفسیری زاید بر آنچه در نزد عرب شناخته شده بود ندارند. مانند این فرموده خدای متعال: «حُرِّمَتْ عَلَیْکُمْ أُمَّهَاتُکُمْ وَ بَنَاتُکُمْ وَ أَخَوَاتُکُمْ...» [نکاح اینان] بر شما حرام شده است: مادرانتان، و دخترانتان، و خواهرانتان…{ - . نساء/ 23 - و این آیه «إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَیْکُمُ الْمَیْتَةَ وَ الدَّمَ وَ لَحْمَ الْخِنْزِیرِ» {[خداوند،] تنها مردار و خون و گوشت خوک، بر شما حرام گردانیده است.} - . بقره/ 173 - واین آیه «یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَ ذَرُوا مَا بَقِیَ مِنَ الرِّبَا» }ای کسانی که ایمان آورده اید، از خدا پروا کنید وآنچه از ربا باقی مانده است واگذارید} - . بقره/ 278 - تا این بخش آیه «أَحَلَّ اللَّهُ الْبَیْعَ وَ حَرَّمَ الرِّبَا» {خدا داد و ستد را حلال، و ربا را حرام گردانیده است.} - . بقره/ 275 -

همچنین مانند این فرموده خدای متعال: «قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّکُمْ عَلَیْکُمْ أَلاَّ تُشْرِکُوا بِهِ شَیْئاً» {بگو: «بیایید تا آنچه را پروردگارتان بر شما حرام کرده برای شما بخوانم: چیزی را با او شریک قرار مدهید.} - . أنعام / 151 -

تا آنجا که فرمود: «لعلکم تذکرون» {شاید متذکر شوید.} - . در پایان این آیه، لعلکم تعقلون آمده است - که از نمونه های آن در قرآن بسیار است که خدای سبحان چیزی را حرام کرده و برای شنونده مشخص بوده و نیازی به پرسش در باره آن نداشته است.

همچنین در حلال کردن برخی چیزها نیز چنین چیزی جریان دارد، مانند آنکه فرمود: «أُحِلَّ لَکُمْ صَیْدُ الْبَحْرِ وَ طَعَامُهُ مَتَاعاً لَکُمْ وَ لِلسَّیَّارَةِ» {صید دریا و مأکولات آن برای شما حلال شده است تا برای شما و مسافران بهره ای باشد.} - . مائده/ 96 - و این فرموده «وَ إِذَا حَلَلْتُمْ فَاصْطَادُوا» {و چون از احرام بیرون آمدید [می توانید] شکار کنید.} - . مائده/ 2 - و این آیه «یَسْأَلُونَکَ مَا ذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَکُمُ الطَّیِّبَاتُ وَ مَا عَلَّمْتُمْ مِنَ الْجَوَارِحِ مُکَلِّبِینَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَکُمُ اللَّهُ» {از تو می پرسند: چه چیزی برای آنان حلال شده است؟ بگو: «چیزهای پاکیزه برای شما حلال گردیده و [نیز صید] حیوانات شکارگر که شما بعنوان مربّیان سگ های شکاری، از آنچه خدایتان آموخته، به آنها تعلیم داده اید [برای شما حلال شده است].} - . مائده/ 4 - و این آیه «وَ طَعَامُکُمْ حِلٌّ لَهُمْ» {و طعام شما برای آنان حلال است} - . مائده/ 5 - واین آیه «یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ أُحِلَّتْ لَکُمْ بَهِیمَةُ الْأَنْعَامِ إِلاَّ مَا یُتْلَی عَلَیْکُمْ غَیْرَ مُحِلِّی الصَّیْدِ وَ أَنْتُمْ حُرُمٌ» {ای کسانی که ایمان آورده اید، به قراردادها [ی خود] وفا کنید. برای شما [گوشت] چارپایان حلال گردیده، جز آنچه [حکمش] بر شما خوانده می شود، در حالی که نباید شکار را در حال احرام، حلال بشمرید.} - . مائده/ 1 - واین فرموده خدای متعال: «أُحِلَّ لَکُمْ لَیْلَةَ الصِّیَامِ الرَّفَثُ إِلَی نِسَائِکُمْ» }در شب های روزه، همخوابگی با زنانتان بر شما حلال گردیده است.{ - . بقره/ 187 - واین فرموده خدای متعال: «یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا لاَ تُحَرِّمُوا طَیِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَکُمْ» }ای کسانی که ایمان آورده اید، چیزهایِ پاکیزه ای را که خدا برای [استفاده] شما حلال کرده، حرام مشمارید{ - . مائده/ 87 - و از نمونه های آن در قرآن بسیار است.

اما آیاتی که مفهوم آنها پیش از نزول آیات وافع شده، مانند سخن خدای متعال در مورد اتفاقاتی که در عصر پیامبر واقع شده که هیچ حکم مشروحی از جانب خدا درباره آنها نیامده بود و در نزد پیامبر هم چیزی درباره آن نبود و حکم آن معلوم نبود، مانند آنچه در یهود بنی قریظه و بنی نضیر واقع شد. داستان از این قرار بود که وقتی پیامبر صلی الله علیه و آله به مدینه مهاجرت کردند، سه قبیله یهود از بنی هارون که شامل بنوقریظه و بنونضیر و بنوقینقاع بودند در آنجا زندگی می کردند. وقتی اوس و خزرج اسلام آوردند، یهودیان به نزد پیامبر صلی الله علیه و آله آمدند و گفتند دوست داریم با تو قرارداد صلح و متارکه جنگ امضا کنیم تا ببینیم امر تو به کجا منجر می شود. رسول خدا صلی الله علیه و آله از روی احترام به آنها پاسخ داد و نامه ای نوشت که با آنها قرارداد صلح می بندد و موافقت کرد که مسلمانان هیچ تعرضی به آنها نکنند و اصحابشان را آزار ندهند و آنان نیز تضمین کردند که به هیچ وجه بر او و هیچ یک از اصحابش حیله و نیرنگ نزنند.

قبیله اوس هم پیمان بنی قریظه و خزرج هم پیمان بنی نضیر بودند و بنی نضیر از نظر تعداد و اموال بیش از بنی قریظه بودند و هزار جنگجو داشتند، در حالی که جنگجویان بنی قریظه صد نفر بود و وقتی در میان آنها قتلی اتفاق می افتاد، بنی نضیر راضی به کشتن یک نفر در مقابل یک نفر نمی شدند و می گفتند ما اشرف از آنها و بیشتر و قوی تر از آنانیم، از این رو پس از آن موافقت کردند که در میانشان قانونی بنویسند و شرط کنند که هر شخصی از بنی نضیر که مردی از بنی قریظه را بکشد نصف دیه را بدهد و با چهره سیاه شده و بر عکس بر پشت الاغی سوارش کنند و در شهر بگردانند و علیه او سخن بگویند و هر شخصی از بنی قریظه که شخصی از بنی نضیر را می کشد، یا دیه کامل را بدهد یا در صورت ندادن دیه قاتل کشته شود. وقتی رسول خدا صلی الله علیه و آله به مدینه هجرت کرد و اوس و خزرج اسلام آوردند، شخصی از بنی قریظه مردی از بنی نضیر را کشت. بنی نضیر شخصی را به سمت بنی قریظه فرستادند و درخواست کردند که قاتل را بدهند تا او را بکشند و دیه را نیز بپردازند. آنان نیز امتناع کرده و گفتند این حکم خدا در تورات نیست و این حکم را از جانب خود آورده اید و بر ما یا دیه یا قتل واجب است. یا این را بپذیرید و یا بین ما و شما محمد صلی الله علیه وآله حکم کند. بنی نضیر شخصی را به سوی عبدالله بن ابی بن سلول که سردسته منافقین بود فرستادند و به او گفتند تو از عهد و پیمان ما خبر داری. ای گروه انصار! ما یاران شما از گروه خزرج بودیم که در مقابل کسانی که شما را آزار می دادند از شما دفاع می کردیم. اکنون بنی قریظه پیمانی را که بسته بودیم نقض کرده و آن را به حکم محمد صلی الله علیه وآله حواله کرده اند و ما نیز بدان رضایت دادیم. پس از او بخواه که شرط ما را نقض نکند. عبدالله بن ابی بن سلول به آنها گفت مردی را با من بفرستید تا سخن من و محمد صلی الله علیه وآله را بشنود و وقتی دیدید که محمد صلی الله علیه وآله به نفع شما حکم می کند و شما را در جایگاه قبلیتان قرار می دهد، رضایت دهید و اگر این گونه نکرد، حکمش را نپذیرید. آنگاه عبدالله بن ابی بن سلول به نزد پیامبر آمد، در حالی که مردی از یهودیان همراه او بود و گفت: ای رسول خدا! این یهودیان دارای عِده و عُده و قدرت هستند. در میان ایشان قراردادی نوشته شده بود که همگی آن را در بین خود پذیرفته بودند و اکنون آنان به سوی تو می آیند تا حکم کنی. پس شرط آنها را نقض نکن. رسول خدا از این کلام او غمگین شد و به او پاسخ نداد و به خانه داخل شد. آن گاه خداوند متعال این آیه را نازل کرد: «یَا أَیُّهَا الرَّسُولُ لاَ یَحْزُنْکَ الَّذِینَ یُسَارِعُونَ فِی الْکُفْرِ مِنَ الَّذِینَ قَالُوا آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَ لَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ» {ای پیامبر، کسانی که در کفر شتاب می ورزند، تو را غمگین نسازند؛ آنان که با زبان خود گفتند: «ایمان آوردیم»، و حال آنکه دل هایشان ایمان نیاورده بود} - . مائده/ 41 - که مقصود همان عبدالله بن ابی بن سلول است. و سپس فرمود: «مِنَ الَّذِینَ هَادُوا سَمَّاعُونَ لِلْکَذِبِ سَمَّاعُونَ لِقَوْمٍ آخَرِینَ لَمْ یَأْتُوکَ» {از یهودیان کسانی هستندکه [به سخنان تو] گوش می سپارند [تا بهانه ای] برای تکذیب [تو بیابند]، و برای گروهی دیگر که [خود] نزد تو نیامده اند، خبرچینی [جاسوسی] می کنند} - . مائده/ 41 - که مقصود مرد یهودی است که همراه عبدالله آمده بود تا جواب رسول خدا صلی الله علیه و آله به عبدالله بن ابی سلول را بشنود و گفت: «یُحَرِّفُونَ الْکَلِمَ مِنْ بَعْدِ مَوَاضِعِهِ یَقُولُونَ إِنْ أُوتِیتُمْ هذَا فَخُذُوهُ وَ إِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا وَ مَنْ یُرِدِ اللَّهُ فِتْنَتَهُ فَلَنْ تَمْلِکَ لَهُ مِنَ اللَّهِ شَیْئاً أُولئِکَ الَّذِینَ لَمْ یُرِدِ اللَّهُ أَنْ یُطَهِّرَ قُلُوبَهُمْ لَهُمْ فِی الدُّنْیَا خِزْیٌ وَ لَهُمْ فِی الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِیمٌ « {کلمات را از جاهای خود دگرگون می کنند [و] می گویند: «اگر این [حکم] به شما داده شد، آن را بپذیرید، و اگر آن به شما داده نشد، پس دوری کنید.» و هر که را خدا بخواهد به فتنه درافکند، هرگز در برابر خدا برای او از دست تو چیزی بر نمی آید. اینانند که خدا نخواسته دل هایشان را پاک گرداند. در دنیا برای آنان رسوایی، و در آخرت عذابی بزرگ خواهد بود.} - . مائده/ 41 - تا آنجا که فرمود: «فَلَنْ یَضُرُّوکَ شَیْئاً» {هرگز زیانی به تو نخواهند رسانید.} - . مائده/ 42 - و خدای سبحان امر را به رسولش واگذاشت که اگر خواست بین آنها حکم کند و یا از آنان اعراض نماید و فرمود: «وَ إِنْ حَکَمْتَ فَاحْکُمْ بَیْنَهُمْ بِالْقِسْطِ إِنَّ اللَّهَ یُحِبُّ الْمُقْسِطِینَ * وَ کَیْفَ یُحَکِّمُونَکَ وَ عِنْدَهُمُ التَّوْرَاةُ فِیهَا حُکْمُ اللَّهِ ثُمَّ یَتَوَلَّوْنَ مِنْ بَعْدِ ذلِکَ وَ مَا أُولئِکَ بِالْمُؤْمِنِینَ * إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِیهَا هُدًی وَ نُورٌ یَحْکُمُ بِهَا النَّبِیُّونَ الَّذِینَ أَسْلَمُوا لِلَّذِینَ هَادُوا وَ الرَّبَّانِیُّونَ وَ الْأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُوا مِنْ کِتَابِ اللَّهِ وَ کَانُوا عَلَیْهِ شُهَدَاءَ فَلاَ تَخْشَوُا النَّاسَ وَ اخْشَوْنِ وَ لاَ تَشْتَرُوا بِآیَاتِی ثَمَناً قَلِیلاً وَ مَنْ لَمْ یَحْکُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولئِکَ هُمُ الْکَافِرُونَ * وَ کَتَبْنَا عَلَیْهِمْ فِیهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَ الْعَیْنَ بِالْعَیْنِ وَ الْأَنْفَ بِالْأَنْفِ وَ الْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَ السِّنَّ بِالسِّنِّ وَ الْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَنْ تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ کَفَّارَةٌ لَهُ وَ مَنْ لَمْ یَحْکُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولئِکَ هُمُ الظَّالِمُونَ * وَ قَفَّیْنَا عَلَی آثَارِهِمْ بِعِیسَی ابْنِ مَرْیَمَ مُصَدِّقاً لِمَا بَیْنَ یَدَیْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَ آتَیْنَاهُ الْإِنْجِیلَ» {و اگر داوری می کنی، پس به عدالت در میانشان حکم کن که خداوند دادگران را دوست می دارد. و چگونه تو را داور قرار می دهند، با آنکه تورات نزد آنان است که در آن حکم خدا [آمده] است؟ سپس آنان بعد از این [طلبِ داوری] پشت می کنند، و [واقعاً] آنان مؤمن نیستند. ما تورات را که در آن رهنمود و روشنایی بود نازل کردیم. پیامبرانی که تسلیم [فرمان خدا] بودند، به موجب آن برای یهود داوری می کردند؛ و [همچنین] الهیّون و دانشمندان به سبب آنچه از کتاب خدا به آنان سپرده شده و بر آن گواه بودند. پس، از مردم نترسید و از من بترسید، و آیات مرا به بهای ناچیزی مفروشید؛ و کسانی که به موجب آنچه خدا نازل کرده داوری نکرده اند، آنان خود کافرانند. و در [تورات] بر آنان مقرّر کردیم که جان در مقابل جان، و چشم در برابر چشم، و بینی در برابر بینی، و گوش در برابر گوش، و دندان در برابر دندان می باشد؛ و زخم ها [نیز به همان ترتیب] قصاصی دارند. و هر که از آن [قصاص] درگذرد، پس آن، کفّاره [گناهان] او خواهد بود. و کسانی که به موجب آنچه خدا نازل کرده داوری نکرده اند، آنان خود ستمگرانند. و عیسی پسر مریم را به دنبال آنان [پیامبران دیگر] درآوردیم، در حالی که تورات را که پیش از او بود تصدیق داشت، و به او انجیل را عطا کردیم.} - . مائده/ 42-46 -

و از موارد دیگر آن در قرآن ظهار است. پیش از این وقتی در عرب مردی زنش را ظهار می کرد تا ابد بر او حرام می شد. پس از هجرت رسول خدا صلی الله علیه وآله در مدینه مردی از انصار بود که به او اوس بن صامت می گفتند که اولین کسی است که در اسلام ظهار کرد. او پیرمردی بود ضعیف که بین او و زنش که خوله بنت ثعلبه انصاری نام داشت مشاجره ای درگرفت و به او گفت: «تو برای من مانند پشت مادرم هستی» و سپس از گفته خود پشیمان شد و گفت: وای بر تو! در زمان جاهلیت در چنین مواردی زنانمان بر ما حرام می شدند. پیش رسول خدا صلی الله علیه وآله برو و حکم آن را بپرس. خوله بنت ثعلبه به نزد رسول خدا آمد و گفت: یا رسول الله! شوهرم مرا ظهار کرد. او پدر فرزندانم و پسر عمویم است و در جاهلیت با ظهار زنان تا ابد بر مردان حرام می شدند. پیامبر فرمود: من هم تو را بر او حلال می دانم در این لحظه زن بسیار غمگین شده و گریه کرد و بلند شده و دست هایش را به آسمان بلند کرد و گفت: از دوری همسرم به خدا شکایت می کنم. اهل خانه از گریه او به گریه افتادند. آنگاه خدای متعال به پیامبرش این آیه را نازل کرد: «قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِی تُجَادِلُکَ فِی زَوْجِهَا وَ تَشْتَکِی إِلَی اللَّهِ وَ اللَّهُ یَسْمَعُ تَحَاوُرَکُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِیعٌ بَصِیرٌ * الَّذِینَ یُظَاهِرُونَ مِنْکُمْ مِنْ نِسَائِهِمْ مَا هُنَّ أُمَّهَاتِهِمْ إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلاَّ اللاَّئِی وَلَدْنَهُمْ وَ إِنَّهُمْ لَیَقُولُونَ مُنْکَراً مِنَ الْقَوْلِ وَ زُوراً وَ إِنَّ اللَّهَ لَعَفُوٌّ غَفُورٌ * وَ الَّذِینَ یُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ یَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِیرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ یَتَمَاسَّا ذلِکُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَ اللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِیرٌ * فَمَنْ لَمْ یَجِدْ فَصِیَامُ شَهْرَیْنِ مُتَتَابِعَیْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ یَتَمَاسَّا فَمَنْ لَمْ یَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّینَ مِسْکِیناً» {خدا گفتار [زنی] را که در باره شوهرش با تو گفتگو و به خدا شکایت می کرد شنید؛ و خدا گفتگوی شما را می شنود، زیرا خدا شنوای بیناست. از میان شما کسانی که زنانشان را «ظهار» می کنند [و می گویند: پشت تو چون پشت مادر من است] آنان مادرانشان نیستند. مادران آنها تنها کسانی اند که ایشان را زاده اند، و قطعاً آنها سخنی زشت و باطل می گویند، و [لی] خدا مسلّماً درگذرنده آمرزنده است. و کسانی که زنانشان را ظهار می کنند، سپس از آنچه گفته اند پشیمان می شوند، بر ایشان [فرض] است که پیش از آنکه با یکدیگر همخوابگی کنند، بنده ای را آزاد گردانند. این [حکمی] است که بدان پند داده می شوید، و خدا به آنچه انجام می دهید آگاه است. و آن کس که [بر آزادکردن بنده] دسترسی ندارد، باید پیش از تماس [با زن خود] دو ماه پیاپی روزه بدارد؛ و هر که نتواند، باید شصت بینوا را خوراک بدهد.} - . مجادله/ 1-4 -

آنگاه رسول خدا به آن زن گفت: به شوهرت اوس بن صامت بگو که بنده ای را آزاد کن. زن گفت: یا رسول الله! او بنده ای ندارد و جز من کسی خادم او نیست. پیامبر فرمود: پس بگو دو ماه متوالی روز بگیرد. آن زن گفت: او پیرمردی است که توان روزه ندارد. پیامبر فرمود: پس به او بگو که به شصت مسکین صدقه دهد. زن گفت: او صدقه ای ندارد. به خدا قسم در اینجا نیازمندتر از ما نیست. پیامبر فرمود: پس به او بگو نزد ام منذر برود و مقداری خرما از او بگیرد و با آن به شصت مسکین صدقه بدهد. زن به نزد اوس آمد. اوس پرسید: چه گذشت؟ زن گفت: به خیر گذشت، اما بر ذمّه توست که آن گونه که رسول خدا دستور داده به نزد ام منذر بروی و مقداری خرما از او بگیری و با آن به شصت مسکین صدقه دهی.

و همچنین لعان نیز مانند آن است. وقتی رسول خدا صلی الله علیه و آله از غزوه تبوک بازگشت، عویمر بن حارث عجلانی به نزد او آمد و گفت: یا رسول الله! زن من با شریک بن سمخاط زنا کرده. رسول خدا از او روی گرداند. او سخنش را تکرار کرد. باز هم رسول الله روی گرداند. وقتی برای بار سوم سخنش را تکرار کرد، رسول خدا برخاست و داخل خانه شد و آیه لعان نازل شد. سپس از خانه خارج شد و فرمود: زنت را به نزد من بیاور که خداوند آیه ای برای شما نازل کرد. او رفت و همسرش را که قومش همراه او بودند و در میان انصار دارای شریعت خاصی بودند آورد و به نزد رسول خدا آمدند. رسول الله نماز عصر می خواند. وقتی نمازش تمام شد به آن دو رو کرد و فرمود: به سوی منبر قدم بردارید تا لعنت نمایید. عویمر به سمت منبر رفت و رسول خدا آیه لعان را بر آن دو خواند: «وَ الَّذِینَ یَرْمُونَ أَزْوَاجَهُمْ وَ لَمْ یَکُنْ لَهُمْ شُهَدَاءُ إِلاَّ أَنْفُسُهُمْ فَشَهَادَةُ أَحَدِهِمْ أَرْبَعُ شَهَادَاتٍ بِاللَّهِ إِنَّهُ لَمِنَ الصَّادِقِینَ» {و کسانی که به همسران خود نسبت زنا می دهند، و جز خودشان گواهانی [دیگر] ندارند، هر یک از آنان [باید] چهار بار به خدا سوگند یاد کند که او قطعاً از راستگویان است.} - . نور/ 6 -

سپس رسول خدا به زن گفت: به عنوان پنجمین کلام خود را لعنت کن. او نیز شهادت داد و در پنجمن بار گفت: اگر شوهرم راست می گوید که من زناکارم، غضب خداوند بر من باد. سپس رسول خدا به آن دو گفت: بروید و هرگز این مرد بر تو حلال نخواهد بود و هرگز این زن بر تو حلال نخواهد شد. عویمر گفت: یا رسول الله! فرزندم که در شکم اوست چه می شود؟ پیامبر فرمود: اگر راست گفته باشی که از آن اوست و اگر دروغ گفته باشی، بچه از تو دورتر از اوست. و به این ترتیب بین آنها جدایی انداخت. و از موارد دیگر آن که گروهی از اصحاب رسول خدا رهبانیت پیشه کرده و پاکی های دنیا را بر خود حرام کردند و قسم خوردند که هیچ گاه به آنچه پیش از این انجام می دادند بازنگردند و از آنها استفاده نکنند. از جمله آن ها عثمان بن مظعون و سلمان و ده نفر از مهاجرین و انصار بود. عثمان بن مظعون زنان را بر خود حرام کرده بود و دیگری غذا خوردن در روز را بر خود حرام کرده بود تکالیف شاقی غیر از آن که بر خود قرار داده بودند. زن عثمان بن مظعون روزی به خانه ام سلمه آمد. ام سلمه به او گفت: چرا به خودت نمی رسی و بوی خوش و رنگ و خضاب و چیزهای دیگر استفاده نمی کنی؟ گفت: چون شوهرم عثمان بن مظعون از فلان موقع به من نزدیک نشده. ام سلمه پرسید: چرا؟ گفت: چون زنان را بر خود حرام کرده و رهبانیت پیشه کرده است. ام سلمه این را به رسول خدا گفت و ایشان به سمت اصحاب رفتند و فرمودند: چرا از زنان دوری می کنید؟ من به سوی آنها می روم و در روز غذا می خورم و شب می خوابم. هر کس از سنت من اِعراض کند از من نیست. خدای متعال این آیه را نازل کرد: «یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا لاَ تُحَرِّمُوا طَیِّبَاتِ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَکُمْ وَ لاَ تَعْتَدُوا إِنَّ اللَّهَ لاَ یُحِبُّ الْمُعْتَدِینَ * وَ کُلُوا مِمَّا رَزَقَکُمُ اللَّهُ حَلاَلاً طَیِّباً وَ اتَّقُوا اللَّهَ الَّذِی أَنْتُمْ بِهِ مُؤْمِنُونَ « {ای کسانی که ایمان آورده اید، چیزهایِ پاکیزه ای را که خدا برای [استفاده] شما حلال کرده، حرام مشمارید و از حدّ مگذرید، که خدا از حدّ گذرندگان را دوست نمی دارد. و از آنچه خداوند روزیِ شما گردانیده، حلال و پاکیزه را بخورید، و از آن خدایی که بدو ایمان دارید پروا دارید.} - . مائده/ 87_88 - گفتند: یا رسول الله! ما قسم خورده ایم که این گونه باشیم. خدای عزّوجلّ این آیه را نازل کرد: «ذلِکَ کَفَّارَةُ أَیْمَانِکُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَ احْفَظُوا أَیْمَانَکُمْ» {این است کفاره سوگندهای شما وقتی که سوگند خوردید. و سوگندهای خود را پاس دارید.} - . مائده/ 89 -

و از نمونه های دیگر آن که گروهی از انصار که به بنی ابیرق معروف و از منافقین بودند و اظهار اسلام می کردند اما نفاقشان را مخفی می کردند. آنان سه برادر بودند به نام های بشر، مشبر و بشیر. کنیه بشر را ابا طعمه بود که مردی شاعر و فعال بود. آن سه برادر از مردی از انصار به نام رفاعه بن زید بن عامر که عموی قتادة بن نعمان انصاری از شرکت کنندگان در جنگ بدر بود، دزدی کردند و غذایی که برای خانواده اش آماده کرده بود و شمشیر و زره او را بردند. رفاعه به برادرزاده اش قتاده گفت که بنی ابیرق این کار را کرده اند. وقتی این سخن به بنی ابیرق رسید، به نزد آن دو آمده و گفتند این کار، کار لبید بن سهل است. لبید مردی صالح و پهلوانی شجاع بود، اما فقیر بود و مالی نداشت. سخنان آنان به لبید رسید. او شمشیرش را برداشت و به سوی آن ها رفت و گفت: ای بنی ابیرق! آیا مرا به دزدی متهم می کنید در حالی که خودتان اولی به آن هستید؟ به خدا قسم یا آن را ثابت می کنید یا بر شما شمشیر می کشم. آنان پیوسته با ملاطفت با او سخن می گفتند تا این که منصرف شد و گفتند تو از چنین چیزی مبرّا هستی. قتادة بن نعمان به نزد رسول خدا آمد و گفت: پدر و مادرم به فدایت _ خانوده ای از ما از عمویم _ دزدی کرده و چیزهایی از او برده اند. آنان خانوده بدی هستند و از بدی های آن ها برای پیامبر گفت. این مسئله به بنی ابیرق رسید. آنان نیز به سوی رسول خدا آمدند، در حالی که همراهشان مردی از پسرعموهایشان بود که به او اشتر بن عروه می گفتند و مردی فصیح و خطیب بود. او گفت: یا رسول الله! قتادة بن نعمان بر خانواده ما که دارای حسب و نسب و صلاحیت است دروغ بسته و آنان را متهم به دزدی کرده و در مورد آنها به بدی سخن گفته. رسول خدا فرمود: اگر چنین است که تو می گویی، پس قتاده کار زشتی مرتکب شده است. قتاده از این سخن بسیار ناراحت شد و به نزد عمویش بازگشت و گفت: ای کاش مرده بودم و در مورد این مسئله هرگز با پیامبر سخن نمی گفتم که در این حال این آیه نازل شد: «إِنَّا أَنْزَلْنَا إِلَیْکَ الْکِتَابَ بِالْحَقِّ لِتَحْکُمَ بَیْنَ النَّاسِ بِمَا أَرَاکَ اللَّهُ وَ لاَ تَکُنْ لِلْخَائِنِینَ خَصِیماً * وَ اسْتَغْفِرِ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ کَانَ غَفُوراً رَحِیماً * وَ لاَ تُجَادِلْ عَنِ الَّذِینَ یَخْتَانُونَ أَنْفُسَهُمْ إِنَّ اللَّهَ لاَ یُحِبُّ مَنْ کَانَ خَوَّاناً أَثِیماً» {ما این کتاب را به حقّ بر تو نازل کردیم، تا میان مردم به [موجب] آنچه خدا به تو آموخته داوری کنی، و زنهار جانبدارِ خیانتکاران مباش. و از خدا آمرزش بخواه، که خدا آمرزنده مهربان است. و از کسانی که به خویشتن خیانت می کنند دفاع مکن، که خداوند هر کس را که خیانتگر و گناه پیشه باشد دوست ندارد} - . نساء/ 105_107 - تا آنجا که فرمود: «کَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَیْکَ عَظِیماً» {و تفضّل خدا بر تو همواره بزرگ بود.} - . نساء/ 113 -

و نمونه دیگر آن این است که قریش وقتی حج می کردند، از مزدلفه وقوف می کردند و در عرفات وقوف نمی کردند. وقتی در جاهلیت اِحرام می بستند تلبیه آن ها این گونه بود: لبّیک اللهم لبّیک لا شریک لک لبّیک إنّ الحمد و النّعمة لک. آنگاه ابلیس در شکل پیرمردی به نزد آن ها آمد و گفت: این تلبیه پیشینیان شما نیست. گفتند: تلبیه آنان چگونه بود؟ ابلیس گفت: این گونه بود: اللهم لبّیک لبّیک إنّ الحمد و النّعمة لک و الملک لا شریک لک لا شریکاً هو لک. قریش از این سخن او متنفر شدند. شیطان گفت: از سخن من دوری نکنید و اندکی صبر کنید تا آخر کلام را بگویم. قریش گفتند بگو. گفت: إلا شریک لک هو لک تملکه و ما ملک. )مگر شریکی که برای توست که تو مالک آنی اما او مالک تو نیست.( مگر نمی بینید که او مالک شریک است اما شریک مالک او نیست؟ قریش این سخن او را پذیرفتند .

وقتی خدای سبحان رسول خدا را مبعوث کرد، او آن ها را از این تلبیه نهی کرد و فرمود: این شریک برای خداست. گفتند: شریک نیست، چون مالک او و املاک او نیست، که خدای سبحان این آیه را نازل کرد: «ضَرَبَ لَکُمْ مَثَلاً مِنْ أَنْفُسِکُمْ هَلْ لَکُمْ مِنْ مَا مَلَکَتْ أَیْمَانُکُمْ مِنْ شُرَکَاءَ فِی مَا رَزَقْنَاکُمْ فَأَنْتُمْ فِیهِ سَوَاءٌ» {[خداوند] برای شما از خودتان مَثَلی زده است: آیا در آنچه به شما روزی داده ایم شریکانی از بردگانتان دارید که در آن [مال با هم] مساوی باشید} - . روم / 28 - که خدای متعال می گوید این ها چنین مسأله ای را در مورد خودشان نمی پذیرند، پس چگونه چنین چیزی را به خدا نسبت می دهند.

و از نمونه های دیگر، حدیث تمیم داری به همراه ابن مندی و ابن ابی ماریه است. آن دو مرد مسیحی بودند و تمیم داری مردی از مسلمانان بود که در سفری با هم همراه بودند. همراه تمیم داری کیسه ای بود که در آن مقداری وسایل و ظروف منقوش به طلا و گردنبندی از طلا بود که آن ها را آورده بود تا در یکی از بازارهای عرب بفروشد. وقتی از مدینه فاصله گرفتند، تمیم به شدت مریض شد و وقتی مرگش نزدیک شد، تمام چیزهایی که همراهش بود به آن دو داد و گفت که آن ها را به همسر و فرزندش برسانند. آن دو وقتی به مدینه رسیدند، وسایل و ظروف و گردنبند را برداشتند (و بقیه را به خانوده اش دادند.) خانوده اش از آن دو سؤال کردند: آیا تمیم مریضی طولانی داشت و انفاق بسیاری نمود؟ گفتند: نه، زمان کوتاهی مریض بود. آنان گفتند: آیا از توشه او در این سفر چیزی دزدیده شد؟ گفتند نه. گفتند: آیا همراه شما تجارتی کرد که در آن زیان دید؟ آن دو گفتند: خیر تجارتی نکرد. آنان گفتند: ما چیزهای بسیار گران قیمتی که همراه او بود مانند ظروف منقوش به طلا و گردنبند طلا نمی بینیم. آن دو گفتند: آنچه تمیم به ما داده بود به شما دادیم. آن ها آن دو را به نزد رسول خدا بردند. رسول خدا نیز فرمود: باید سوگند بخورید. آن دو سوگند خورده و رفتند، اما آن ظروف و گردنبند طلا پیش آن دو پیدا شد. اولیای تمیم به نزد رسول خدا آمدند و قضیه را گفتند. آنگاه این آیه نازل شد: «یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا شَهَادَةُ بَیْنِکُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَکُمُ الْمَوْتُ حِینَ الْوَصِیَّةِ اثْنَانِ ذَوَا عَدْلٍ مِنْکُمْ أَوْ آخَرَانِ مِنْ غَیْرِکُمْ إِنْ أَنْتُمْ ضَرَبْتُمْ فِی الْأَرْضِ فَأَصَابَتْکُمْ مُصِیبَةُ الْمَوْتِ» {ای کسانی که ایمان آورده اید، هنگامی که یکی از شما را [نشانه های] مرگ دررسید، باید از میان خود دو عادل را در موقع وصیّت، به شهادت میان خود فرا خوانید؛ یا اگر در سفر بودید و مصیبت مرگ، شما را فرا رسید [و شاهد مسلمان نبود] دو تن از غیر [همکیشان] خود را [به شهادت بطلبید]} - . مائده/ 106 - که در این آیه شهادت اهل کتاب را فقط در وصیت در زمان سفر آن هم زمانی که هیچ مسلمانی را در هنگام مرگ نیافتند ذکر می کند: «تَحْبِسُونَهُمَا مِنْ بَعْدِ الصَّلاَةِ» {پس از نماز، آن دو را نگاه می دارید} - . مائده/ 106 - یعنی نماز عصر، «فَیُقْسِمَانِ بِاللَّهِ» {به خداوند قسم یاد می کنند} - . مائده/ 107 - که ما بر این ادّعا از آن ها شایسته تریم، زیرا آنان در سوگندشان دروغگو و کاذبند: «لَشَهَادَتُنَا أَحَقُّ مِنْ شَهَادَتِهِمَا وَ مَا اعْتَدَیْنَا إِنَّا إِذاً لَمِنَ الظَّالِمِینَ» {گواهی ما قطعاً از گواهی آن دو درست تر است، و [از حقّ] تجاوز نکرده ایم، چرا که [اگر چنین کنیم] از ستمکاران خواهیم بود.} - . مائده/ 107 - آنگاه رسول خدا صلی الله علیه و آله به اولیای تمیم دستور داد که به خدا سوگند یاد کنند که سخنانشان صدق است و آنان نیز سوگند یاد کردند. آنگاه رسول خدا صلی الله علیه و آله ظروف و گردنبند را از ابن مندی و ابن ابی ماریه گرفت و به اولیای تمیم پس داد. سپس خدای عزّوجلّ فرمود: «ذلِکَ أَدْنَی أَنْ یَأْتُوا بِالشَّهَادَةِ عَلَی وَجْهِهَا أَوْ یَخَافُوا أَنْ تُرَدَّ أَیْمَانٌ بَعْدَ أَیْمَانِهِمْ وَ اتَّقُوا اللَّهَ وَ اسْمَعُوا» {این [روش] برای اینکه شهادت را به صورت درست ادا کنند، یا بترسند که بعد از سوگندخوردنشان، سوگندهایی [به وارثان میّت] برگردانده شود، [به صواب] نزدیک تر است. و از خدا پروا دارید، و [این پندها را] بشنوید.} - . مائده/ 108 -

از نمونه های دیگر داستان عایشه است که عبدالله بن ابی بن سلول و حسان بن ثابت و مسطح بن اثاثه اتهامی را برای او مطرح کردند و خدای متعال فرمود: «إِنَّ الَّذِینَ جَاءُوا بِالْإِفْکِ عُصْبَةٌ مِنْکُمْ لاَ تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَکُمْ بَلْ هُوَ خَیْرٌ لَکُمْ» {در حقیقت، کسانی که آن بهتان [داستان افک] را [در میان] آوردند، دسته ای از شما بودند. آن [تهمت] را شرّی برای خود تصوّر مکنید بلکه برای شما در آن مصلحتی [بوده] است.} - . نور/ 11 -

تمام این آیات و امثال آن ها در قرآن از مواردی است که معنا و مفهوم آن ها پیش از نزول آیه اتفاق افتاده است که نمونه های آن در جاهای مختلفی از قرآن به فراوانی آمده است.

اما آیاتی که تحقق و تأویل آن ها پس از نزول آیه قرآن واقع می شود، این ها شامل اموری است که خدای عزّوجلّ به رسول خدا خبر می دهد که بعد از او اتفاق خواهد افتاد، مانند آنچه در مورد قاسطین، مارقین و خوارج و کشته شدن عمار گفته شده است و همچنین اخبار قیامت و رجعت و اوصاف قیامت. خدای متعال می فرماید: «یَوْمَ یَأْتِی تَأْوِیلُهُ لایَنْفَعُ نَفْساً إِیمَانُهَا لَمْ تَکُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ کَسَبَتْ فِی إِیمَانِهَا خَیْراً» {آیا جز این انتظار دارند که فرشتگان به سویشان بیایند، یا پروردگارت بیاید، یا پاره ای از نشانه های پروردگارت بیاید؟ [اما] روزی که پاره ای از نشانه های پروردگارت [پدید] آید، کسی که قبلاً ایمان نیاورده یا خیری در ایمان آوردن خود به دست نیاورده، ایمان آوردنش سود نمی بخشد.} - . أنعام / 158بخش اول (یَوْمَ یَأْتِی تَأْوِیلُهُ) در آیه نیامده و به جای آن یَوْمَ یَأْتِی بَعْضُ آیَاتِ رَبِّکَ آمده است - و این آیه «یَوْمَ یَأْتِی تَأْوِیلُهُ یَقُولُ الَّذِینَ نَسُوهُ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَاءَتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ فَهَلْ لَنَا مِنْ شُفَعَاءَ فَیَشْفَعُوا لَنَا أَوْ نُرَدُّ فَنَعْمَلَ غَیْرَ الَّذِی کُنَّا نَعْمَلُ» {روزی که تأویلش فرا رسد، کسانی که آن را پیش از آن به فراموشی سپرده اند می گویند: «حقاً فرستادگان پروردگار ما حق را آوردند. پس آیا [امروز] ما را شفاعتگرانی هست که برای ما شفاعت کنند یا [ممکن است به دنیا] بازگردانیده شویم، تا غیر از آنچه انجام می دادیم انجام دهیم؟} - . أعراف / 53 -

و این آیه «وَ لَقَدْ کَتَبْنَا فِی الزَّبُورِ مِنْ بَعْدِ الذِّکْرِ أَنَّ الْأَرْضَ یَرِثُهَا عِبَادِیَ الصَّالِحُونَ» {و در حقیقت، در زبور پس از تورات نوشتیم که زمین را بندگان شایسته ما به ارث خواهند برد.} - . أنبیاء/ 105 - و این آیه «وَ نُرِیدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَی الَّذِینَ اسْتُضْعِفُوا فِی الْأَرْضِ وَ نَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَ نَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِینَ * وَ نُمَکِّنَ لَهُمْ فِی الْأَرْضِ وَ نُرِیَ فِرْعَوْنَ وَ هَامَانَ وَ جُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَا کَانُوا یَحْذَرُونَ» {و خواستیم بر کسانی که در آن سرزمین فرو دست شده بودند منّت نهیم و آنان را پیشوایان [مردم] گردانیم، و ایشان را وارث [زمین] کنیم، و در زمین قدرتشان دهیم و [از طرفی] به فرعون و هامان و لشکریانشان آنچه را که از جانب آنان بیمناک بودند، بنمایانیم.} - . قصص / 5_6 - و این فرموده خدای متعال: «وَعَدَ اللَّهُ الَّذِینَ آمَنُوا مِنْکُمْ وَ عَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَیَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِی الْأَرْضِ کَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِینَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَ لَیُمَکِّنَنَّ لَهُمْ دِینَهُمُ الَّذِی ارْتَضَی» {خدا به کسانی از شما که ایمان آورده و کارهای شایسته کرده اند، وعده داده است که حتماً آنان را در این سرزمین جانشین [خود] قرار دهد؛ همان گونه که کسانی را که پیش از آنان بودند جانشین [خود] قرار داد، و آن دینی را که برایشان پسندیده است به سودشان مستقر کند.} - . نور/ 55 - و همچنین این آیه «الم * غُلِبَتِ الرُّومُ * فِی أَدْنَی الْأَرْضِ وَ هُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَیَغْلِبُونَ * فِی بِضْعِ سِنِینَ» {الف، لام، میم. رومیان شکست خوردند، در نزدیک ترین سرزمین، و [لی] بعد از شکستشان، در ظرف چند سالی، به زودی پیروز خواهند گردید.} - . روم / 1-4 - وقتی این آیات نازل شد هنوز شکست نخورده بود و شکستشان بعد از آن انجام شد.

و همچنین مانند این آیه «وَ قَضَیْنَا إِلَی بَنِی إِسْرَائِیلَ فِی الْکِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِی الْأَرْضِ مَرَّتَیْنِ» {و در کتاب آسمانی [شان] به فرزندان اسرائیل خبر دادیم که: «قطعاً دو بار در زمین فساد خواهید کرد} - . إسراء/ 4 - که این آیات را مثال آن قبل از واقع شدن این اتفاقات نازل شده است و تحقق آن ها پس از نزول آیه است.

اما آیاتی که تأویل و تحقق آنها به همراه نزول آیه است، مانند این آیه است: «یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَ کُونُوا مَعَ الصَّادِقِینَ» {ای کسانی که ایمان آورده اید، از خدا پروا کنید و با راستان باشید} - . توبه/ 119 - که کسی که این آیه را پیامبر صلی الله علیه و آله می شنود، واجب است که این صادقین که امر به همراهی با آنها شده بشناسد و بر پیامبر صلی الله علیه و آله هم واجب است که او را به آنها معرفی کند که در این زمان بر امت واجب است که این دستور را بجا آورند.

همچنین این آیه «أَطِیعُوا اللَّهَ وَ أَطِیعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِی الْأَمْرِ مِنْکُمْ» {خدا را اطاعت کنید و پیامبر و اولیای امر خود را [نیز] اطاعت کنید} - . نساء/ 59 - این آیات مانند آیات پیشین نیست که معنای آنها در ظاهرشان باشد و نیاز به تفسیر نداشته باشد، بلکه در این آیات نیاز به تفسیر است و پیامبر تبیین می کند که اولی الامر که خدای متعال اطاعت آنها را واجب کرده، همان عترت او هستند که دستور به اطاعتشان آمده است. و از دیگر نمونه ها آیه «وَ أَقِیمُوا الصَّلاَةَ وَ آتُوا الزَّکَاةَ» {و نماز را بر پا دارید، و زکات را بدهید} - . بقره/ 43 - است که مردم بی نیاز از بیان و تفسیر آن از جانب پیامبر صلی الله علیه و آله نیستند تا حدود نماز و کیفیت آن و تعداد و رکوع ها و سجده های آن و وقت آن و تمام آنچه بدان مرتبط است را بیان کند. زکات و روزه و حج و سایر واجبات نیز چنین است که خدای سبحان در قرآن به صورت مختصر و مجمل به آنها اشاره کرده و رسول خدا صلی الله علیه و آله مفسر آنهاست و به مردم یاد می دهد که چگونه آنها را بجا بیاورند. از این رو واجب است به امت بگوید صادقین چه کسانی هستند.

از مثال های دیگر این آیه است: «وَ الشَّجَرَةَ الْمَلْعُونَةَ فِی الْقُرْآنِ وَ نُخَوِّفُهُمْ فَمَا یَزِیدُهُمْ إِلاَّ طُغْیَاناً کَبِیراً» {و [نیز] آن درخت لعنت شده در قرآن را جز برای آزمایش مردم قرار ندادیم؛ و ما آنان را بیم می دهیم، ولی جز بر طغیان بیشتر آن ها نمی افزاید} - . إسراء/ 60 - و نمونه دیگر آیه سوره توبه است: «وَ مِنْهُمُ الَّذِینَ یُؤْذُونَ النَّبِیَّ وَ یَقُولُونَ هُوَ أُذُنٌ قُلْ أُذُنُ خَیْرٍ لَکُمْ» {و از ایشان کسانی هستند که پیامبر را آزار می دهند و می گویند: «او زودباور است.» بگو: «گوش خوبی برای شماست.} - . توبه/ 61 - و آیه «وَ مِنْهُمْ مَنْ یَقُولُ ائْذَنْ لِی وَ لاَ تَفْتِنِّی أَلاَ فِی الْفِتْنَةِ سَقَطُوا وَ إِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِیطَةٌ بِالْکَافِرِینَ» {و از آنان کسی است که می گوید: «مرا [در ماندن] اجازه ده و به فتنه ام مینداز.» هش دار، که آنان خود به فتنه افتاده اند، و بی تردید جهنَّم بر کافران احاطه دارد.} - . توبه/ 49 - و این آیه «وَ مِنْ أَهْلِ الْمَدِینَةِ مَرَدُوا عَلَی النِّفَاقِ لاَ تَعْلَمُهُمْ نَحْنُ نَعْلَمُهُمْ» {و از ساکنانِ مدینه [نیز عدّه ای] بر نفاق خو گرفته اند. تو آنان را نمی شناسی، ما آنان را می شناسیم.} - . توبه/ 101 - و این آیه «لاَ تَتَوَلَّوْا قَوْماً غَضِبَ اللَّهُ عَلَیْهِمْ قَدْ یَئِسُوا مِنَ الْآخِرَةِ کَمَا یَئِسَ الْکُفَّارُ مِنْ أَصْحَابِ الْقُبُورِ» {مردمی را که خدا بر آنان خشم رانده، به دوستی مگیرید. آنها واقعاً از آخرت سلب اُمید کرده اند، همان گونه که کافرانِ اهل گور قطع اُمید نموده اند.} - . ممتحنه/ 13 - که به مردم واجب است بدانند این آیات درباره چه کسانی نازل شده و چه کسانی هستند که خدای متعال بر آنان غضب کرده تا آنان را به نام هایشان بشناسند و از آنان بیزاری جسته و به عنوان دوست و ولی خود نگیرند. خدای متعال می فرماید: «وَ جَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً یَدْعُونَ إِلَی النَّارِ وَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ لاَ یُنْصَرُونَ» {و آنان را پیشوایانی که به سوی آتش می خوانند گردانیدیم، و روز رستاخیز یاری نخواهند شد.} - . قصص / 41 -

و از نمونه های آن در قرآن فراوان است که خدای متعال امر به اطاعت از برگزیدگان کرده و صفات آنان را بر شمرده و دستور به تبرّی جستن از مخالفان آنان داده است. رسول خدا صلی الله علیه وآله به دستور خدا خارج شد تا واجب الهی را انجام دهد و از دنیا نرفت مگر آنکه اوصاف اولیای الهی را که اولی الامر هستند، برای مردم به روشنی بیان نمود و از امت برای آنان بیعت گرفت که سخن او را بشنوند و از او اطاعت کنند و همچنین کسانی را که از ولایتشان نهی کرده بود را نام برد. اما افراد بسیار کمی از این دستور اطاعت کرده و عده زیادی از آن سرپیچی کردند و به سمت دنیا و زینت های آن متمایل شدند، که وای بر آنها باد.

اما دسته دیگر آیاتی است که تأویل آن در خود آیه و شرح معنای آن آمده است. از جمله آن ها قصه اصحاب کهف است که داستان این آیات از این قرار است که قریش سه نفر به نام های نضر بن حارث بن کلده و عقبة بن ابی معیط و عاصل بن وائل را به قبیله رث و نجران فرستادند تا از یهودیان و مسیحیان آنجا مسائلی را یاد بگیرند که از پیامبر اسلام بپرسند که علمای یهود و نصاری به آنان گفتند از چند مسأله از او سؤال کنید، اگر پاسخ داد بدانید او پیامبری است که در تورات خبر آمدن او ذکر شده است و یهود منتظر او هستند. سپس از یک مسأله دیگر از او بپرسید، اگر ادعا کرد می داند بدانید دروغگو است، زیرا جز خدا کسی آن را نمی داند. قریش گفتند آن سه سؤال چیست؟ گفتند از او درباره جوان مردانی بپرسید که پیش از این بودند که ناپدید شدند. سپس خوابیدند. بپرسید چقدر خوابیدند تا بیدار شدند و تعدادشان چند نفر بود و وقتی بیدار شدند چه کردند و قومشان چه کردند و تا به امروز چه مدت از آن زمان گذشته و داستانشان از چه قرار است. و از او درباره موسی بن عمران بپرسید که داستان او وقتی از آن عاِلم تبعیت کردند و جدا شد چه بود و از او درباره شخصی که شرق و غرب را از محل طلوع آفتاب تا محل غروب آن چرخید. بپرسید که چه کسی بود و داستان او چه بود. سپس شرح پاسخ سؤالات سه گانه را بنا بر آنچه در تورات بود نوشتند و به قریش دادند. سپس قریش گفتند آن مسأله دیگر چیست. گفتند از او درباره قیامت بپرسید آن سه به همراه سؤالات به سوی قریش برگشتند، در حالی که یقین داشتند پیامبر علمی درباره آن ها ندارد. قریش به نزد رسول خدا صلی الله علیه و آله آمد که به همراه عمویش ابوطالب در حجر نشسته بود و گفتند: ای ابوطالب! همانا برادرزاده ات محمد صلی الله علیه و آله با قومش مخالفت کرده و خردمندان قوم را نادان می داند و بت های آنان را تقبیح می کند و دشنام می دهد و جوانان را فاسد می کند و اتحاد آنان را متفرق می نماید و تصور می کند که از آسمان به او وحی می شود. ما سؤالاتی از او داریم که اگر پاسخ دهد خواهیم دانست راست می گوید، و إلّا دروغگوست. ابوطالب گفت: از هر چه می خواهید از او بپرسید که او را بلندنظر خواهید یافت. گفتند: یا محمد! درباره گروهی که در زمان های اولین بودند سپس ناپدید شده و خوابیدند و سپس بیدار شدند بگو که چند نفر بودند و چه مدت خوابیدند و با قومشان چه برخوردی داشتند؟ و از دوستان موسی بن عمران و عالِمی که همراهش بود بگو که چگونه است و از جهانگردی که شرق و غرب را از محل طلوع آفتاب تا محل غروبش چرخید بگو که داستانش چگونه است؟ پیامبر فرمود: من فقط از جانب خدای متعال به شما پاسخ می دهم. لذا منتظر وحی می مانم که نازل شود. آنگاه فردا به همگی این سؤالات پاسخ می دهم. تا چهل روز هیچ وحی ای بر پیامبر نازل نشد، تا جائی که گروهی از یاران او نیز دچار تردید شدند. پیامبر صلی الله علیه و آله بسیار غمگین شد و قریش شادمان شدند و مشرکان بسیار در این مورد سخن گفتند. تا آن که پس از چهل روز سوره کهف بر پیامبر صلی الله علیه و آله نازل شد و داستان آن سه مسأله و یک مسأله دیگر را بازگو کرد. وقتی پیامبر این آیات را بر آنان خواند، با شنیدنش بهت زده شدند و گفتند: به بهترین شکل پاسخ را روشن کردی. فقط در مورد مسأله چهارم جواب را نفهمیدیم که چیست. آنگاه خدای متعال این آیات را نازل کرد: «یَسْأَلُونَکَ عَنِ السَّاعَةِ أَیَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ رَبِّی لاَ یُجَلِّیهَا لِوَقْتِهَا إِلاَّ هُوَ ثَقُلَتْ فِی السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ لاَ تَأْتِیکُمْ إِلاَّ بَغْتَةً یَسْأَلُونَکَ کَأَنَّکَ حَفِیٌّ عَنْهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِنْدَ اللَّهِ وَ لکِنَّ أَکْثَرَ النَّاسِ لاَ یَعْلَمُونَ» {از تو در باره قیامت می پرسند [که] وقوع آنچه وقت است؟ بگو: «علم آن، تنها نزد پروردگار من است. جز او [هیچ کس] آن را به موقع خود آشکار نمی گرداند. [این حادثه] بر آسمان ها و زمین گران است، جز ناگهان به شما نمی رسد.» [باز] از تو می پرسند گویا تو از [زمان وقوع] آن آگاهی. بگو: «علم آن، تنها نزد خداست، ولی بیشتر مردم نمی دانند.»} - . أعراف / 187 -

و از مثال های دیگر داستان عبداله بن ابی بن سلول است که وقتی پیامبر صلی الله علیه و آله به غزوه تبوک رفت، هنگام بازگشت در منزلی کم آب اتراق کردند. عبداله بن ابی در قبیله اش جایگاه مهمی داشت و قومش از او تبعیت و اطاعت می کردند و چادرش را در وسط لشگر می زد تا قبیله اش از خزرج و منافقینی که هم فکر او بودند دورش باشند. مردم در اطراف چاهی که در آن منطقه کم آب بود جمع شدند. در لشگر مردی از مهاجرین که به او جهجهان می گفتند دلو خود را در چاه انداخت و همزمان مردی از انصار بنام سنان بن عبداله هم دلو خود را به چاه انداخت که به دلو جهجهان گیر کرد. جهجهان چیزی برداشت و بر سر سنان زد و به شدت او را مجروح ساخت و فریادی زد و از قریش و مهاجرین دادخواهی کرد. عبدالله بن ابی صدای مهاجرین را شنید و گفت: چه شده؟ گفتند: جهجهان از مهاجرین و قریش علیه اوس و خزرج کمک می خواهد. عبدالله گفت: مگر خودشان این کار را نکرده اند؟ گفتند چرا. گفت: به خدا قسم کراهت داشتم به این راه بیایم. سپس رو به قومش کرد و گفت: گفته بودم که به این ها انفاق نکنید تا بر سرتان فرود آیند و علیه شما شورش کنند. به خدا قسم وقتی به مدینه بازگردیم عزیزان و بلندمرتبگان ذلیلان را از شهر خارج خواهند کرد. زید بن ارقم که در مجلس عبدالله بن ابی کوچک ترین فرد بود، وقتی این سخنان را شنید به نزد پیامبر آمد و گفت: یا رسول الله! تو وضعیت عبدالله بن ابی و جایگاهش در میان ما می دانی. اما این باعث نمی شود که چیزی را که شنیده ام نگویم. سپس داستان را بازگو کرد. رسول خدا صلی الله علیه و آله دستور به حرکت داد. اصحاب گفتند: به خدا قسم الان وقت حرکت نیست. حتماً اتفاقی افتاده. وقتی سخن زید بن ارقم به رسول خدا به گوش انصار رسید، سعد بن عباده متوجه شد و گفت: یا رسول الله! زید بن ارقم بر عبدالله بن ابی دروغ بسته و اگر هم عبدالله چیزی گفته باشد، او را سرزنش نکن. ما از عقیق یمانی برای او تاجی ساخته ایم تا بزرگ ما باشد. وقتی برسیم خواهی دید در این موضوع تو بر او غلبه خواهی کرد. سپس سعد بن عباده رو به زید کرد و گفت: از روی عمد به بزرگ ما دروغ بسته ای. وقتی رسول خدا در منزل دوم فرود آمد، قوم عبدالله بن ابی به نزد او آمده و گفتند نزد رسول خدا برو تا برای تو استغفار کند. عبدالله بن ابی سر خود را تکان داد و مسخره کرد. اما آنقدر به او گفتند تا به همراه آن ها به نزد پیامبر آمد و قسم خورد که چیزی نگفته است و زید بن ارقم بر او دروغ بسته. خدای متعال این آیه را نازل کرد: «إِذَا جَاءَکَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّکَ لَرَسُولُ اللَّهِ وَ اللَّهُ یَعْلَمُ إِنَّکَ لَرَسُولُهُ وَ اللَّهُ یَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِینَ لَکَاذِبُونَ *اتَّخَذُوا أَیْمَانَهُمْ جُنَّةً فَصَدُّوا عَنْ سَبِیلِ اللَّهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا کَانُوا یَعْمَلُونَ» {چون منافقان نزد تو آیند گویند: «گواهی می دهیم که تو واقعاً پیامبر خدایی.» و خدا [هم] می داند که تو واقعاً پیامبر او هستی، و خدا گواهی می دهد که مردم دوچهره سخت دروغگویند. سوگندهای خود را [چون] سپری بر خود گرفته و [مردم را] از راه خدا بازداشته اند. راستی که آنان چه بد می کنند.} - . منافقون / 1_2 -

تا آنجا که فرمود: «سَوَاءٌ عَلَیْهِمْ أَسْتَغْفَرْتَ لَهُمْ أَمْ لَمْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ لَنْ یَغْفِرَ اللَّهُ لَهُمْ...» {برای آنان یکسان است: چه بر ایشان آمرزش بخواهی یا بر ایشان آمرزش نخواهی، خدا هرگز بر ایشان نخواهد بخشود…} - . منافقون / 6 - این ها تمام چیزهایی است که درباره تأویل و تنزیل بود.

اما رد بر سخن کسانی که خلقت بهشت و جهنم را انکار می کنند. خدای متعال فرمود: «عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَی * عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَی» {نزدیک سدرة المنتهی؛ در همان جا که جنّة المأوی است.} - . نجم / 14_15 -

رسول خدا صلی الله علیه و آله فرمود: وارد بهشت شدم و در آن قصری از یاقوت سرخ دیدم که داخل آن از بیرون و بیرون آن از داخلش از شدت درخشش دیده می شد. گفتم: یا جبرئیل! این قصر برای کیست؟ گفت: برای کسی که سخن پاک بگوید و روزه دائم بگیرد و طعام بخوراند و در شب تهجد کند، در حالی که مردم خوابند. گفتم: یا رسول الله! چه کسی در امت تو توان چنین چیزهایی را دارد؟ فرمود: نزدیک شو و من نزدیک شدم. فرمود: می دانی کلام پاک چیست؟ گفتم: خدا و رسولش داناترند. فرمود: آن سبحان الله و الحمد لله و لا إله إلا الله و الله اکبر است. آیا می دانی روزه دائم چیست؟ گفتم: خدا و رسولش آگاه ترند. فرمود: کسی که ماه رمضان را روزه بگیرد و هیچ روزی را افطار نکند. آیا می دانی خوراندن غذا چیست؟ گفتم: خدا و رسولش آگاه ترند. فرمود: کسی که برای خانواده اش دنبال چیزهایی برود که آبروی آن ها را حفظ کند. آیا می دانی تهجد در شب زمانی که مردم خوابند چیست؟ گفتم: خدا و رسولش داناترند. فرمود: نمی خوابد تا نماز عشا را بخواند. منظور از مردم در اینجا یهود و نصاری است. زیرا آنان بین دو نماز می خوابند. و فرمود: وقتی مرا به آسمان بردند، وارد بهشت شدم و در آن سرزمینی دیدم که در آن ملائکه بنایی می ساختند؛ یک خشت طلا و یک خشت نقره می گذاشتند و گاهی دست نگه می داشتند. گفتم: چرا دست نگه داشتید؟ گفتند: برای این که اسباب کار به ما برسد. گفتم: اسباب کار شما چیست؟ گفتند: این است که مؤمن سبحان الله و الحمد لله و لا إله إلا الله و الله اکبر وقتی مؤمن این را بگوید، وقتی ساکت باشد دست از کار می کشیم. و فرمود: وقتی مرا به آسمان های هفت گانه بردند، جبرئیل دست مرا گرفت و وارد بهشت کرد و بر روی یک زیرانداز بهشتی نشاند و به من میوه بِه داد آن را به دو نیم کردم و از آن حوری بهشتی بیرون آمد و در مقابلم ایستاد و گفت: سلام بر تو ای محمد صلی الله علیه وآله. سلام بر تو ای احمد. سلام بر تو ای رسول خدا! گفتم: و علیک السلام. تو کیستی؟ گفت: من راضی و مورد رضایت هستم. خدای جبار مرا از سه چیز خلق کرده؛ بالای من از کافور و وسطم از انبر و پایینم از مشک است و از آب حیات ساخته شده ام. پروردگارم به من گفت موجود باش و منم به وجود آمدم. این داستان و امثال آن دلیل بر خلقت بهشت و داستان های دیگر دلالت بر جهنم دارند.

اما در مورد کسانی که بداء را انکار می کنند، خدای متعال در قرآن فرمود: «فَتَوَلَّ عَنْهُمْ فَمَا أَنْتَ بِمَلُومٍ « {پس، از آنان روی بگردان، که تو درخور نکوهش نیستی.} - . ذاریات / 54 - و این از آن روست که در آن زمان خدای سبحان اراده کرده بود که زمین را نابود کند، اما رحمتش مردمان را شامل شد و در هلاکتشان بداء رخ داد و خدا بر پیامبرش این آیه را نازل کرد: «وَ ذَکِّرْ فَإِنَّ الذِّکْرَی تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِینَ» {و پند ده، که مؤمنان را پند سود بخشد.} - . ذاریات / 55 - و مانند این آیه «وَ مَا کَانَ اللَّهُ لِیُعَذِّبَهُمْ وَ أَنْتَ فِیهِمْ وَ مَا کَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَ هُمْ یَسْتَغْفِرُونَ» {و [لی] تا تو در میان آنان هستی، خدا بر آن نیست که ایشان را عذاب کند، و تا آنان طلب آمرزش می کنند، خدا عذاب کننده ایشان نخواهد بود.} - . أنفال / 33 - که بداء رخ داد و فرمود: «وَ مَا لَهُمْ أَلاَّ یُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَ هُمْ یَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ» {چرا خدا [در آخرت] عذابشان نکند، با اینکه آنان [مردم را] از [زیارت] مسجد الحرام باز می دارند.} - . أنفال / 34 - و مانند این آیه «إِنْ یَکُنْ مِنْکُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ یَغْلِبُوا مِائَتَیْنِ وَ إِنْ یَکُنْ مِنْکُمْ مِائَةٌ یَغْلِبُوا أَلْفاً مِنَ الَّذِینَ کَفَرُوا» {اگر از [میان] شما بیست تن، شکیبا باشند بر دویست تن چیره می شوند، و اگر از شما یکصد تن باشند بر هزار تن از کافران پیروز می گردند.} - . أنفال / 65 - سپس بداء رخ داد و فرمود: «الْآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْکُمْ وَ عَلِمَ أَنَّ فِیکُمْ ضَعْفاً فَإِنْ یَکُنْ مِنْکُمْ مِائَةٌ صَابِرَةٌ یَغْلِبُوا مِائَتَیْنِ وَ إِنْ یَکُنْ مِنْکُمْ أَلْفٌ یَغْلِبُوا أَلْفَیْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَ اللَّهُ مَعَ الصَّابِرِینَ» {اکنون خدا بر شما تخفیف داده و معلوم داشت که در شما ضعفی هست. پس اگر از [میان] شما یکصد تن شکیبا باشند بر دویست تن پیروز گردند، و اگر از شما هزار تن باشند، به توفیق الهی بر دو هزار تن غلبه کنند، و خدا با شکیبایان است.} - . أنفال / 66 -

در مورد ناسخ و منسوخ هم چنین است و صحت امر بداء را اثبات می کند و در آیه «یَمْحُو اللَّهُ مَا یَشَاءُ وَ یُثْبِتُ وَ عِنْدَهُ أُمُّ الْکِتَابِ « {خدا آنچه را بخواهد محو یا اثبات می کند، و اصل کتاب نزد اوست.} - . رعد/ 39 - آیا جز آنچه را که بود را محو می کند و جز آنچه نیست را اثبات می کند و از مثال های این موضوع در قرآن فراوان است.

اما رد بر این سخن کسانی که ثواب و عقاب را در دنیا و پس از مرگ قبل از قیامت انکار می کنند. خدای متعال فرمود: «یَوْمَ یَأْتِ لاَ تَکَلَّمُ نَفْسٌ إِلاَّ بِإِذْنِهِ فَمِنْهُمْ شَقِیٌّ وَ سَعِیدٌ * فَأَمَّا الَّذِینَ شَقُوا فَفِی النَّارِ لَهُمْ فِیهَا زَفِیرٌ وَ شَهِیقٌ * خَالِدِینَ فِیهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَ الْأَرْضُ إِلاَّ مَا شَاءَ رَبُّکَ» {روزی [است] که چون فرا رسد هیچ کس جز به اذن وی سخن نگوید. آن گاه بعضی از آنان تیره بختند و [برخی] نیکبخت. و اما کسانی که تیره بخت شده اند، در آتش، فریاد و ناله ای دارند. تا آسمان ها و زمین برجاست، در آن ماندگار خواهند بود، مگر آنچه پروردگارت بخواهد} - . هود/ 105-107 - که منظور، آسمان ها و زمین قبل از قیامت است، زیرا در قیامت آسمان ها و زمین دچار تبدل و تغییر می شوند. و مانند این آیه «وَ مِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَی یَوْمِ یُبْعَثُونَ « {و پشاپیش آنان برزخی است تا روزی که برانگیخته خواهند شد.} - . مؤمنون / 100 -

مقصود از برزخ چیزی است بین دو امر که همان ثواب و عقاب بین دنیا و آخرت است و همچنین مانند این آیه «النَّارُ یُعْرَضُونَ عَلَیْهَا غُدُوّاً وَ عَشِیّاً وَ یَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ...» {[اینک هر] صبح و شام بر آتش عرضه می شوند، و روزی که رستاخیز برپا شود…} - . غافر/ 46 - و صبح و شام در روز قیامت که خانه ابدی است وجود ندارد بلکه فقط در دنیا هستند. خدای متعال در مورد بهشتیان می فرماید: «لَهُمْ رِزْقُهُمْ فِیهَا بُکْرَةً وَ عَشِیّاً» {و روزی شان صبح و شام در آنجا [آماده] است.} - . مریم / 62 -

صبح و شام از شب و روز نشأت می گیرند که قبل از روز قیامت در بهشت دنیا هستند. خدای متعال می فرماید: «لاَ یَرَوْنَ فِیهَا شَمْساً وَ لاَ زَمْهَرِیراً» {در آنجا نه آفتابی بینند و نه سرمایی.} - . إنسان / 13 - و مانند این سخن خداوند سبحان: «وَ لاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِینَ قُتِلُوا فِی سَبِیلِ اللَّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْیَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ یُرْزَقُونَ * فَرِحِینَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَ یَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِینَ لَمْ یَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَیْهِمْ وَ لاَ هُمْ یَحْزَنُونَ» {هرگز کسانی را که در راه خدا کشته شده اند، مرده مپندار، بلکه زنده اند که نزد پروردگارشان روزی داده می شوند. به آنچه خدا از فضل خود به آنان داده است شادمانند، و برای کسانی که از پی ایشانند و هنوز به آنان نپیوسته اند شادی می کنند که نه بیمی بر ایشان است و نه اندوهگین می شوند.} - . آل عمران / 169_170 -

اما رد بر سخن کسانی که معراج را انکار می کنند، خدای متعال می فرماید: «وَ هُوَ بِالْأُفُقِ الْأَعْلَی * ثُمَّ دَنَا فَتَدَلَّی * فَکَانَ قَابَ قَوْسَیْنِ أَوْ أَدْنَی * فَأَوْحَی إِلَی عَبْدِهِ مَا أَوْحَی» {در حالی که او در اُفق اعلی بود؛ سپس نزدیک آمد و نزدیک تر شد، تا [فاصله اش] به قدرِ [طول] دو [انتهای] کمان یا نزدیک تر شد؛ آن گاه به بنده اش آنچه را باید وحی کند، وحی فرمود.} - . نجم/7-10 - تا آنجا که فرمود: «عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَی « {در همان جا که جنّة المأوی است.} - . نجم / 15 - که سدرۀ المنتهی در آسمان هفتم است. سپس فرمود: «وَ اسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِکَ مِنْ رُسُلِنَا أَ جَعَلْنَا مِنْ دُونِ الرَّحْمنِ آلِهَةً یُعْبَدُونَ» {و از رسولان ما که پیش از تو گسیل داشتیم جویا شو؛ آیا در برابرِ [خدای] رحمان، خدایانی که مورد پرستش قرار گیرند مقرّر داشته ایم؟} - . زخرف / 45 - خداوند متعال پیامبرش را امر کرده که در آسمان ها از آنان سوال کند که مانند این سخن خداست: «فَإِنْ کُنْتَ فِی شَکٍّ مِمَّا أَنْزَلْنَا إِلَیْکَ فَاسْأَلِ الَّذِینَ یَقْرَءُونَ الْکِتَابَ مِنْ قَبْلِکَ» {و اگر از آنچه به سوی تو نازل کرده ایم در تردیدی، از کسانی که پیش از تو کتاب [آسمانی] می خواندند بپرس} - . یونس / 94 - که این ها پیامبران هستند که در شب معراج از آنان سؤال می کند.

و اما رد بر قائلین به جبر که گمان می کنند همه کارها از روی مجاز به بندگان منسوب است و در حقیقت از خداست نه بندگان و برای این سخنشان آیاتی را شاهد می آورند که معنای آنها را نمی دانند، مانند این آیه «وَ لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا أَشْرَکُوا» {و اگر خدا می خواست آنان شرک نمی آوردند} - . أنعام / 107 - کسانی که اعتقاد حق دارند، در جواب آنها می گویند این سخن شما خط بطلانی است بر ثواب و عقاب الهی. وقتی کارهایتان را به خدای متعال منسوب می کنید چطور خداوند مخلوقات را به خاطر کاری که خود انجام نداده اند عذاب می کند؟ خدای متعال فرمود: «لاَ یُکَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا لَهَا مَا کَسَبَتْ وَ عَلَیْهَا مَا اکْتَسَبَتْ» {خداوند هیچ کس را جز به قدر توانایی اش تکلیف نمی کند. آنچه [از خوبی] به دست آورده به سود او، و آنچه [از بدی] به دست آورده به زیان اوست} - . بقره/ 286 - و این جایز نیست مگر آنکه به حقیقت فاعل آن کار باشند و فرمود: «فَمَنْ یَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَیْراً یَرَهُ * وَ مَنْ یَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً یَرَهُ » {پس هر که هموزن ذره ای نیکی کند [نتیجه] آن را خواهد دید. و هر که هموزن ذرّه ای بدی کند [نتیجه] آن را خواهد دید.} - . زلزله/ 7_8 -

و همچنین فرمود: «کُلُّ نَفْسٍ بِمَا کَسَبَتْ رَهِینَةٌ» {هر کسی در گروِ دستاورد خویش است.} - . مدثر/ 38 - و فرمود: «لَتُسْأَلُنَّ عَمَّا کُنْتُمْ تَعْمَلُونَ» {و از آنچه انجام می دادید حتماً سؤال خواهید شد.} - . نحل / 93 - و فرمود: «فَکُلاًّ أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ» {و هر یک [از ایشان] را به گناهش گرفتار [عذاب] کردیم.} - . عنکبوت / 40 - و فرمود: «فَمَا کَانَ اللَّهُ لِیَظْلِمَهُمْ وَ لکِنْ کَانُوا أَنْفُسَهُمْ یَظْلِمُونَ « {خدا بر آن نبود که به آنان ستم کند ولی آنان بر خود ستم روا می داشتند.} - . توبه/ 70 - که از نمونه های آنها در کتاب خداوند فراوان است که بطلانی است بر ادعای آنها و چیزی که به خدا نسبت می دهند به این صورت که خداوند خلایق را امر به چیزی کند که قادر به انجام آن نیستند و یا نهی از چیزی کند که نمی توانند انجام دهند. گروهی دیگر نیز با قائلین به جبر مخالفت کرده اند و گفتند وقتی کاری را انجام می دهیم، آن را خلق می کنیم بدون آنکه خود آن را انجام داده باشیم یا کسب کنیم یا بخواهیم یا اراده بکنیم و آنچه ابلیس بخواهد واقع می شود و آنچه نخواهد واقع نمی شود. با این سخن با مجبره به مخالفت برخاستند و ادعا کردند که آنان نیز به همراه خدا خالق هستند و به این آیه استناد کردند: «فَتَبَارَکَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِینَ « {آفرین باد بر خدا که بهترین آفرینندگان است.} - . مؤمنون / 14 - آنان گفتند این آیه اثبات می کند که غیر خداوند خالق های دیگری نیز هستند، در حالی که این لفظ و معنای آن را و وجوه و متعدد آن را نشناختند .

سپس از امیرالمؤمنین علیه السلام سؤال کردند که آیا خداوند متعال کارهای مردم را به خودشان تفویض کرده است؟ فرمودند: خداوند عزیزتر و اجلّ از آن است گفتند آیا آنان را در کارشان مجبور قرار داد فرمودند خدای سبحان عادل تر از آن است که آنان را مجبور بر کاری کند سپس عذاب شان کند. گفتند: آیا بین این دو چیز سومی هست؟فرمودند: بله همان طور که بین آسمان و زمین است. گفتند: آن چیست؟ فرمود: سری از اسرار الهی.

اما رد بر کسانی که رجعت را انکار می کنند، خدای عزوجل فرمود: «وَ یَوْمَ نَحْشُرُ مِنْ کُلِّ أُمَّةٍ فَوْجاً مِمَّنْ یُکَذِّبُ بِآیَاتِنَا فَهُمْ یُوزَعُونَ» {و آن روز که از هر امّتی، گروهی از کسانی را که آیات ما را تکذیب کرده اند محشور می گردانیم، پس آنان نگاه داشته می شوند تا همه به هم بپیوندند.} - . نمل / 83 - یعنی به دنیا باز می گردانیم، زیرا که جمع شدن در قیامت در این آیه آمده است: «وَ حَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً» {و آنان را گرد می آوریم و هیچ یک را فرو گذار نمی کنیم.} - . کهف / 47 -

و این آیه «وَ حَرَامٌ عَلَی قَرْیَةٍ أَهْلَکْنَاهَا أَنَّهُمْ لاَ یَرْجِعُونَ» {و بر [مردم] شهری که آن را هلاک کرده ایم، بازگشتشان [به دنیا] حرام است.} - . أنبیاء/ 95 - یعنی در رجعت بازنمی گردند، زیرا که در قیامت حتما باز می گردند. و همچنین مانند این فرموده خداوند متعال: «وَ إِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِیثَاقَ النَّبِیِّینَ لَمَا آتَیْتُکُمْ مِنْ کِتَابٍ وَ حِکْمَةٍ ثُمَّ جَاءَکُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَکُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَ لَتَنْصُرُنَّهُ» {و [یاد کن] هنگامی را که خداوند از پیامبران پیمان گرفت که هر گاه به شما کتاب و حکمتی دادم، سپس شما را فرستاده ای آمد که آنچه را با شماست تصدیق کرد، البته به او ایمان بیاورید و حتماً یاریش کنید} - . آل عمران / 81 - و این جز در رجعت نیست.

و از نمونه های دیگر آیاتی است که خدای متعال ائمه علیهم السلام را مخاطب قرار داده و وعده یاری و انتقام از دشمنانشان را به آنها می دهد خدای سبحان فرمود: «وَعَدَ اللَّهُ الَّذِینَ آمَنُوا مِنْکُمْ وَ عَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَیَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِی الْأَرْضِ کَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِینَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَ لَیُمَکِّنَنَّ لَهُمْ دِینَهُمُ الَّذِی ارْتَضَی لَهُمْ وَ لَیُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً یَعْبُدُونَنِی لاَ یُشْرِکُونَ بِی شَیْئاً» {خدا به کسانی از شما که ایمان آورده و کارهای شایسته کرده اند، وعده داده است که حتماً آنان را در این سرزمین جانشین [خود] قرار دهد؛ همان گونه که کسانی را که پیش از آنان بودند جانشین [خود] قرار داد، و آن دینی را که برایشان پسندیده است به سودشان مستقر کند، و بیمشان را به ایمنی مبدل گرداند، [تا] مرا عبادت کنند و چیزی را با من شریک نگردانند} - . نور/ 55 - و این فقط در زمان رجعت به دنیا خواهد بود. مثال دیگر این آیه است: «وَ نُرِیدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَی الَّذِینَ اسْتُضْعِفُوا فِی الْأَرْضِ وَ نَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَ نَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِینَ» {و خواستیم بر کسانی که در آن سرزمین فرو دست شده بودند منّت نهیم و آنان را پیشوایان [مردم] گردانیم، و ایشان را وارث [زمین] کنیم،} - . قصص / 5 - و این آیه «إِنَّ الَّذِی فَرَضَ عَلَیْکَ الْقُرْآنَ لَرَادُّکَ إِلَی مَعَادٍ» {در حقیقت، همان کسی که این قرآن را بر تو فرض کرد، یقیناً تو را به سوی وعده گاه بازمی گرداند} - . قصص / 85 - یعنی رجعت به دنیا. و مانند این آیه «أَ لَمْ تَرَ إِلَی الَّذِینَ خَرَجُوا مِنْ دِیَارِهِمْ وَ هُمْ أُلُوفٌ حَذَرَ الْمَوْتِ فَقَالَ لَهُمُ اللَّهُ مُوتُوا ثُمَّ أَحْیَاهُمْ» {آیا از [حال] کسانی که از بیم مرگ از خانه های خود خارج شدند، و هزاران تن بودند، خبر نیافتی؟ پس خداوند به آنان گفت: «تن به مرگ بسپارید» آن گاه آنان را زنده ساخت} - . بقره/ 243 - و سپس دوباره مردند. و این آیه «وَ اخْتَارَ مُوسَی قَوْمَهُ سَبْعِینَ رَجُلاً لِمِیقَاتِنَا» {و موسی ََ از میان قوم خود هفتاد مرد برای میعاد ما برگزید} - . أعراف / 155 - که خدای متعال آنان را پس از مرگ به دنیا بازگرداند و خوردند و ازدواج کردند و مثال دیگر خبر عزیر است.

اما رد بر سخنان کسانی که برتری رسول خدا را انکار می کنند که بطلان سخن شان در این آیه است: «وَ إِذْ أَخَذَ رَبُّکَ مِنْ بَنِی آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّیَّتَهُمْ وَ أَشْهَدَهُمْ عَلَی أَنْفُسِهِمْ أَ لَسْتُ بِرَبِّکُمْ قَالُوا بَلَی» {و هنگامی را که پروردگارت از پشت فرزندان آدم، ذریّه آنان را برگرفت و ایشان را بر خودشان گواه ساخت که آیا پروردگار شما نیستم؟ گفتند: «چرا»} - . أعراف / 172 - که اولین شخص از پیامبران که بلی گفت، محمد رسول خدا صلی الله علیه و آله بود، زیرا که روح او نزدیک ترین روح به ملکوت خدا بود. و دلیل بر این نزدیکی نیز سخن جبرئیل در شب معراج به رسول خدا صلی الله علیه و آله بود که در آسمان هفتم گفت: یا محمد صلی الله علیه وآله! پیش بیا. چون به جایی قدم گذاشته ای که پیش از تو هیچ فرشته مقرب و پیامبری قدم نگذاشت. اگر روح او از آن مکان نبود نمی توانست از آن عبور کند و وقتی خدای متعال دستور می دهد، اولین کسی که امرش به او می رسد رسول خدا صلی الله علیه و آله است، زیرا به ملکوت او نزدیک تر است و پس از او سایر پیامبران بر اساس رتبه هایشان هستند. این آیه نیز توضیح بیشتری در این باره می دهد: «وَ إِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِیِّینَ مِیثَاقَهُمْ وَ مِنْکَ وَ مِنْ نُوحٍ وَ إِبْرَاهِیمَ وَ مُوسَی وَ عِیسَی ابْنِ مَرْیَمَ» {و [یاد کن] هنگامی را که از پیامبران پیمان گرفتیم، و از تو و از نوح و ابراهیم و موسی ََ و عیسی ََ پسر مریم} - . أحزاب / 7 - که بهترین پیامبران این پنج نفر و بهترین این پنج نفر محمد صلی الله علیه و آله است خدای متعال فرمود: «إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ کَرِیمٍ * ذِی قُوَّةٍ عِنْدَ ذِی الْعَرْشِ مَکِینٍ * مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِینٍ « {که [قرآن] سخن فرشته بزرگواری است. نیرومند [که] پیش خداوند عرش، بلندپایگاه است. در آنجا [هم] مُطاع [و هم] امین است.} - . تکویر/ 19-21 -

و دلیل بر اینکه او برترین پیامبر است آن است که خداوند از همه پیامبران برای او پیمان گرفت و فرمود: «وَ إِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِیثَاقَ النَّبِیِّینَ لَمَا آتَیْتُکُمْ مِنْ کِتَابٍ وَ حِکْمَةٍ ثُمَّ جَاءَکُمْ رَسُولٌ مُصَدِّقٌ لِمَا مَعَکُمْ لَتُؤْمِنُنَّ بِهِ وَ لَتَنْصُرُنَّهُ قَالَ أَ أَقْرَرْتُمْ وَ أَخَذْتُمْ عَلَی ذلِکُمْ إِصْرِی قَالُوا أَقْرَرْنَا قَالَ فَاشْهَدُوا وَ أَنَا مَعَکُمْ مِنَ الشَّاهِدِینَ « {و [یاد کن] هنگامی را که خداوند از پیامبران پیمان گرفت که هر گاه به شما کتاب و حکمتی دادم، سپس شما را فرستاده ای آمد که آنچه را با شماست تصدیق کرد، البته به او ایمان بیاورید و حتماً یاریش کنید. [آن گاه] فرمود: «آیا اقرار کردید و در این باره پیمانم را پذیرفتید؟» گفتند: «آری، اقرار کردیم.» فرمود: «پس گواه باشید و من با شما از گواهانم.»} - . آل عمران / 81 -

و این بیان برتری رسول خدا بر سایر رسولان و پیامبران است که قرآن درباره آن سخن می گوید. و همچنین وقتی پیامبر صلی الله علیه و آله در آن شب به آسمان چهارم رفت و به بیت المعمور داخل شد، خدای عزوجل همه پیامبران از آدم و دیگران را جمع کرد و پیامبر بر آنان نماز خواند. خدای متعال می فرماید: «وَ اسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِکَ مِنْ رُسُلِنَا أَ جَعَلْنَا مِنْ دُونِ الرَّحْمنِ آلِهَةً یُعْبَدُونَ» {و از رسولان ما که پیش از تو گسیل داشتیم جویا شو؛ آیا در برابرِ [خدای] رحمان، خدایانی که مورد پرستش قرار گیرند مقرّر داشته ایم؟} - . زخرف / 45 - و هر کس تأمل کند با این کلام قانع می شود.

اما در مورد عصمت پیامبران و رسولان و اوصیا سخنان مختلفی گفته می شود. برخی می گویند عصمت بازدارنده ای است از جانب خدا که آنان را از گناه کردن در تبلیغ امر الهی منع می کند که فعل خداست نه خود آنها. گروهی دیگر می گویند عصمت از فعل خود آنهاست، زیرا به خاطر آن مورد ستایش قرار می گیرند. و گروهی دیگر می گویند همان طور که ممکن است از دیگران هر گناهی سر بزند، ممکن است از پیامبران و رسولان و اوصیا نیز سر بزند. قسم اول باطل است، چون خدای متعال فرمود: «وَ اعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِیعاً وَ لاَ تَفَرَّقُوا» {و همگی به ریسمان خدا چنگ زنید، و پراکنده نشوید.} - . آل عمران / 103 - و فرمود: «وَ لَقَدْ رَاوَدْتُهُ عَنْ نَفْسِهِ فَاسْتَعْصَمَ» {من از او کام خواستم و [لی] او خود را نگاه داشت} - . یوسف / 32 - یعنی امتناع کرد، زیرا عصمت همان دوری است. و همچنین کسی که انبیا و رسولان را مانند بندگان بداند، راه خطا در پیش گرفته است زیرا کارهای نکوهیده از چهار چیز نشأت می گیرند: حسد، حرص، شهوت و غضب و تمامی کارهای مردم که انجام می دهند از یکی از این چهار چیز نشأت می گیرد. انبیا و رسولان و اوصیا هیچ کارشان از روی حسد صادر نمی شود، زیرا حسود به کسی که بالاتر از اوست حسادت می ورزد، در حالی که بالاتر از ایشان در منزلت کسی نیست که به او حسادت کنند. همچنین هیچ کاری از روی حرص و طمع به دنیا از آنان واقع نمی شود، زیرا حرص و طمع مقرون به آمال و آرزوهای دنیایی است، حال آنکه آنان از این آمال به دورند، زیرا که جایگاهشان را در بهره مندی از کرامت های الهی می شناسند، اما خدای متعال در آنها انواع تمایلات و شهوت ها را قرار داده تا در دنیا باقی باشند که خلایق به سوی آنها بروند و نیازهایشان را با آنان برطرف کنند. اگر این تمایلات نبود، آنان هیچ وقت چیزی نمی خوردند و لذا توان جسمیشان بر انجام تکالیفشان از بین می رفت و نکاح و ازدواج نیز از بین می رفت در نتیجه نسل و فرزندی برایشان باقی نمی ماند و چیزهای دیگر نیز مانند این ها بود. لذا شهوت ها و تمایلات در آنها هست، اما آنان معصوم از شهوت های قبیح هستند که بر دیگر مردم عارض می شود. همچنین آنان دارای صبر و ترک غضب هستند و لذا خبر در طاعت الهی دچار غضب نمی شوند. خدای سبحان فرمود: «قَاتِلُوا الَّذِینَ یَلُونَکُمْ مِنَ الْکُفَّارِ وَ لْیَجِدُوا فِیکُمْ غِلْظَةً» {با کافرانی که مجاور شما هستند کارزار کنید، و آنان باید در شما خشونت بیابند.} - . توبه/ 123 -

و فاصله بین انبیا و رسولان و اوصیا از جهت غضب است و غضب آنها جز برای خدا و در خدا نیست. این معنای عصمت الهی انبیا و رسولان و اوصیا است. آنان در شهوت و غضب با بندگان در اسم مشترکند، اما در معنا مشترک نیستند.

و اما رد بر مشبهه، خدای عزوجل فرمود: «وَ أَنَّ إِلَی رَبِّکَ الْمُنْتَهَی» {و اینکه پایان [کار] به سوی پروردگار توست.} - . نجم / 42 - یعنی وقتی سخن به خدا رسید، باز ایستید و در پایین تر از او سخن بگویید، یعنی مانند عرش و پایین تر از آن. و در مورد کلامی که مخاطب آن پیامبر است اما مراد غیر اوست خدای عزوجل فرمود: «وَ لاَ تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ فَتُلْقَی فِی جَهَنَّمَ مَلُوماً مَدْحُوراً» {و با خدای یگانه معبودی دیگر قرار مده، و گرنه حسرت زده و مطرود در جهنم افکنده خواهی شد.} - . إسراء/ 39 - که مخاطب رسول خدا صلی الله علیه و آله است اما مراد امت اوست. خدای عزوجل فرمود: «یَا أَیُّهَا النَّبِیُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ» {ای پیامبر، چون زنان را طلاق گویید، در [زمان بندی] عدّه آنان طلاقشان گویید.} - . طلاق / 1 - و فرمود: «یَا أَیُّهَا النَّبِیُّ اتَّقِ اللَّهَ وَ لاَ تُطِعِ الْکَافِرِینَ وَ الْمُنَافِقِینَ» {ای پیامبر، از خدا پروا بدار و کافران و منافقان را فرمان مبر} - . أحزاب / 1 - که مخاطب رسول خدا صلی الله علیه و آله است، اما مراد از این خطاب امت اوست.

اما در قرآن آیاتی است که مخاطب آن قومی و مقصود از آن قومی دیگر هستند، مانند این آیه «وَ قَضَیْنَا إِلَی بَنِی إِسْرَائِیلَ فِی الْکِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِی الْأَرْضِ مَرَّتَیْنِ وَ لَتَعْلُنَّ عُلُوّاً کَبِیراً» {و در کتاب آسمانی [شان] به فرزندان اسرائیل خبر دادیم که: «قطعاً دو بار در زمین فساد خواهید کرد، و قطعاً به سرکشی بسیار بزرگی برخواهید خاست.»} - . إسراء/ 4 - که معنا و خطاب آن به امت محمد صلی الله علیه و آله در حالی که در ظاهر مخاطب آن بنی اسرائیل است اما احتجاج بر کسانی که حدوث عالم را انکار می کنند، اینکه وقتی می بینیم این عالم متحرک دارای زمان ها و اشیا و حرکات و رخدادهای متناهی است و هر چه در آن است نیز این گونه است و همچنین می یابیم که هر چه از بین می رود به نهایتش می رسد و همچنین می یابیم که عقل به بی نهایت تعلق دارد که اگر اینگونه نبود، عقل ما نمی توانست تفاوت آن دو را بیابد و چاره ای جز اثبات چیزی که بی نهایت است ندارد و معلوم و معقول بوده و ابدی و سرمدی است. و اینگونه نیست که دارای قدرت محدود باشد یا کسی بر او قدرت داشته باشد یا جزء داشته و تقسیم شود، لذا در این صورت واجب می شود که چیز بی نهایت مانند چیز متناهی شود و وقتی این موضوع ثابت شد، در عقل ما نیز اثبات می شود که غیر متناهی همان قدیم ازلی است و وقتی چیز قدیم و حادث ثابت شد موجود قدیم که خالق اشیا است، مستغنی از حادثی می شود که آن را خلق کرده و به وجود آمده است و با دلیل عقلی برای ما ثابت می شود که او به وجود آورنده اشیا است و خالقی جز او نیست بزرگ است خدایی که به وجود آورنده هر حادثی است صانع هر مصنوع که همه چیز را از هیچ خلق می کند و وقتی ثابت شد که من نمی توانم مانند خودم را به وجود آورم، محال می شود که کسی مثل من مرا به وجود آورده باشد. پس بزرگ تر نیست زیرا او محسوس نیست که به طور آشکارا دیده شود یا حواس انسان او را درک کند و اگر واحد نباشد بلکه دو تا یا بیشتر باشد، عقل نیز وجود چند صانع را اثبات می کند، کما اینکه وجود یک خالق را اثبات می کند. اگر خالق عام دو تا باشد، تدبیر آنها به یک شکل جریان نمی یابد و حالات آنها دارای استحکام و کامل خواهد بود، زیرا عقل در خصوص دو تا حکم می کند که خواسته های مختلفی داشته باشند و کارهای مختلفی انجام دهند و جایز نیست که گفته شود آن دو در همه چیز به یک شکل عمل می کنند و دچار اختلاف نمی شوند، زیرا هر جا که اتفاق نظر جایز باشد اختلاف نیز جایز است. دو چیز متفق نسبت به هم از دو حال خارج نیستند؛ یا بر یکدیگر قدرت دارند یا ندارند. اگر بر یکدیگر قدرت داشته باشند، هر دو عاجزند و اگر نداشته باشند، هر دو جاهلند و عاجز و جاهل نمی توانند معبود بوده وقدیم باشند.

اما رد بر سخن کسانی که معتقد به رأی و قیاس و استحسان و اجتهاد هستند و همچنین کسانی که می گویند اختلاف مایه رحمت است. پس بدان که کسانی که معتقد به رأی و قیاسند، وقتی از فهم حکم درست عاجز شدند به احکام مشتبه عمل کردند و گفتند هر آنچه اتفاق می افتد، خداوند در مورد آن حکمی دارد. این حکم از دو حال خارج نیست؛ یا نصی بر آن وارد شده یا دلیلی برای آن است. وقتی در مورد مسئله ای نصی نیافتیم، مجبوریم به آن به وسیله احکام مشابه استدلال کرده و حکم به نظایرش کنیم که اگر این کار را نکنیم، آن امر را بدون حکم گذاشته ایم و جایز نیست که حکم خدا در هیچ امری باطل و تعطیل باشد. خدای سبحان می فرماید: «مَا فَرَّطْنَا فِی الْکِتَابِ مِنْ شَیْ ءٍ» {ما هیچ چیزی را در کتاب [لوح محفوظ] فروگذار نکرده ایم.} - . أنعام / 38 - وقتی می بینیم حکم باید باشد و افعال نیز باید دارای حکم باشند، آن حکم را از نظایرش جستجو می کنم تا آن فعل بدون حکم باقی نماند، از روی نص باشد یا استدلال و این برای ما جایز است و می گویند می بینیم که خدای متعال نیز در کتابش قیاس کرده و تشبیه و تمثیل آمده است آنجا که فرمود: «خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ کَالْفَخَّارِ * وَ خَلَقَ الْجَانَّ مِنْ مَارِجٍ مِنْ نَارٍ» {انسان را از گل خشکیده ای سفال مانند، آفرید. و جنّ را از تشعشعی از آتش خلق کرد.} - . رحمن / 14_15 - که یک چیز را با شبیه ترین چیز به آن تشبیه کرد می گویند. پیامبر صلی الله علیه و آله نیز از رأی و قیاس استفاده کرد، آنجا که به زن خثعمیه وقتی از حج به جای پدرش سؤال کرد فرمود: مگر این طور نیست که اگر پدرت دینی داشته باشد تو می توانی به جای او آن را به جا آوری؟ که در اینجا پیامبر در جواب سخنی گفت که آن زن از او سؤال نکرده بود. و همچنین سخن پیامبر صلی الله علیه و آله به معاذ بن جبل وقتی که او را به یمن فرستاد که فرمود: ای معاذ! اگر مسئله ای برای تو پیش آید که در کتاب خدا و در سنت هیچ حکمی برای آن نیافتی چه می کنی؟ گفت: از رأی خود استفاده می کنم. پیامبر فرمود: سپاس خدایی راست که رسولش را به آنچه راضی است موفق نمود.

و همچنین می گویند بسیاری از صحابه از رأی و قیاس استفاده کرده اند و ما نیز از آنان تبعیت می کنیم و همچنین احتجاجات دروغ بستند وقتی از او چیزی را نقل کردند که غیر ممکن است بیان کند ما نیز در رد سخن آنان این چنین جواب می دهیم. همانا اصول احکام عبادات و آنچه از مسائل برای امت اتفاق می افتد به صورت نقلی به ما رسیده است، از این رو فروع آن احکام نیز مثل اصولشان است و مقصود از اصول در عبادات و واجبات چیزهایی است که خدای متعال در قرآن خبر داده و وجوب آنها را اعلام کرده و پیامبر و وصی او نیز اوقات و کیفیت و مقدار آنها را از جانب خداوند متعال بیان کرده اند، مانند وجوب نماز و زکات و روزه و حج و جهاد و حد زنا و حد دزدی و امثال آن که در قرآن به صورت مجمل و بدون تغییر آمده است و لذا رسول خدا مفسر و تفصیل دهنده آن واجبات مجمل است و از این رو دانستیم که مثلا نماز ظهر چهار رکعت است و وقت آن بعد از زوال آفتاب است. و وقت نماز عصر از آخر وقت ظهر تا زمان غروب آفتاب است و نماز مغرب سه رکعت است و وقت آن از زمان غروب تا زمان رفتن شفق و سرخی غروب است و وقت نماز عشا که چهار رکعت است و وسیع ترین زمان را دارد؛ اول آن از طلوع ستارگان و از بین رفتن شفق است و آخر آن یک سوم اول شب است. همچنین روایت شده که آخر آن نیمه شب است و نماز صبح دو رکعت است که وقت آن از طلوع فجر تا دمیدن صبح می باشد. همچنین زکات نیز بر بعضی از اموال تعلق می گیرد و بر بعضی نمی گیرد و بر مقدار خاصی از اموال تعلق می گیرد و بر مقداری دیگر تعلق نمی گیرد و در یک زمان واجب می شود و زمانی هم واجب نیست. همین طور تمام واجباتی را که خداوند سبحان به اندازه توان و استطاعتشان واجب کرده این گونه است. پس اگر هیچ نصی در کتاب خدا و بیان و تفسیر پیامبر و روایات صحیح در مورد آن نیامده باشد، مردم نمی توانند برای ادای آن فرایض به عقل خود رجوع کرده و مراد خدای تعالی از معانی آن واجبات را خود بیابند و همچنین صحیح نیست که آن را با قیاس و رأی اثبات کنند، چرا که عقول به تنهایی نمی توانند در مورد نماز ظهر بیابند که چهار رکعت است و پنج رکعت و یا سه رکعت نیست. همچنین نمی توانند بفهمند که قبل از زوال باشد و یا بعدش و یا اینکه سجود بر رکوع مقدم باشد یا رکوع بر سجود. و همچنین نمی توانند به تنهایی حد زنای محصنه را از باکره تشخیص دهند و بین اموال غیرمنقول و یا نقد در واجب زکات فرق بگذارند و اگر این واجبات باشند و عقول ما عقل بر تنهایی نمی تواند در خصوص آن ها حکم کند. و همچنین نمی تواند بین قیاس و آنچه شریعت و نصوص آورده اند، فرق بگذارد چرا که شریعت از طریق نقل رسیده و ما نمی توانیم از حدود آن تجاوز کنیم، چرا که اگر چنین چیزی جایز و صحیح بود بی نیاز از ارسال پیامبران و امر و نهی الهی بودیم. و همان طور که این اصول جز از طریق نقل اثبات نمی شود، فروع و مسائل دیگر نیز با قیاس بجای نص و نقل اثبات نمی شود. اما در مورد این سخن و استدلالشان که می گویند قیاس همان تشبیه و تمثیل است و حکم با آن جایز بوده و مسائل احکام نیز به آن باز می گردند، این سخن محال آشکار است و جایگاه زشتی دارد، چرا که ما مسائلی را می یابیم که با وجود آنکه با هم فرق دارند اما حکمشان یکی است و در مقابل چیزهایی را می یابیم که شبیه هم هستند اما حکمشان متفاوت است این کار خدا نشان می دهد که شباهت دو چیز باعث شباهت در حکمشان نمی شود. آن گونه که قائلان به قیاس و رأی می گویند و این از آن روست که عاجز از بیان احکام الهی بر اساس آنچه در قرآن آمده است شده اند و از گرفتن آن احکام از اهلش عدول کردند، همان ها که خدای سبحان طاعتشان را بر بندگانشان واجب کرد، کسانی که نمی لغزند و خطا نمی کنند و دچار فراموشی نمی شوند، آن ها که خداوند کتابش را بر آن ها نازل کرده و به امت دستور داده که در امور مشتبه در احکامشان به آنها رجوع کنند، قائلان به رأی و قیاس ریاست را طلب کردند چون تمایل به مال دنیا داشتند و راه گذشتگانشان را رفتند، آنها که ادعای جایگاه اولیای الهی را داشتند لذا عاجز شدند و معتقد به رأی و قیاس گشتند صاحبان عقل به درستی می فهمند که این ها چطور عاجز شده و از دین خدا خارج شده اند چرا که عقل به تنهایی نمی تواند بین حکم گرفتن چیزی با غصب و غارت و دزدی تمایز قائل شود، اگر چه به همه این ها شبیه هم هستند. در این موارد حکم یکی قطع دست است در حالی که دیگری چنین حکمی ندارد. همچنین برای اثبات باطل بودن دلیل آنها در بازگرداندن احکام به نظایرش می توانیم چنین استدلال کنیم که زنای محصنه و باکره یکی است، در حالی که حکم یکی از آنها رجم است و حکم دیگری شلاق. لذا می فهمیم که مأخذ احکام نص و نقل است که به صورت توقیفی حکم الهی را بیان می کند، بدون آنکه توجه به نظایر احکام، معتبر باشد و این دلیلی واضح بر فساد سخن آنان است. و اگر مأخذ احکام در دین قیاس بود، زیر پا برای مسح کردن مناسب تر از ظاهر آن بود. خدای متعال در حکایت سخن ابلیس بر اساس قیاس چنین می فرماید: «أَنَا خَیْرٌ مِنْهُ خَلَقْتَنِی مِنْ نَارٍ وَ خَلَقْتَهُ مِنْ طِینٍ» {من از او بهترم؛ مرا از آتش آفریده ای و او را از گِل آفریده ای.} - . ص / 76 - که خدای سبحان او را سرزنش می کند به خاطر آنکه نمی فهمد [تفاوت] بین آن دو چیست. و رسول خدا صلی الله علیه و آله و ائمه علیهم السلام نیز قیاس را مذمت می کنند که برخی از آنان از برخی دیگر به ارث برده اند و اولیای آنها نیز آن را از ایشان نقل می کنند.

اما رد بر کسانی که معتقد به اجتهاد هستند، آنکه آنان می گویند هر مجتهدی در اجتهاد خود مصیب است و راه صواب را رفته است. در حالی خودشان معتقد به آن نیستند که به آن معنای حقیقی که مقصود خدای متعال است دست یافته اند، چرا که وقتی اجتهاد می کنند، از نظری به نظر دیگر منتقل می شوند. پس دلیلشان بر اینکه حکمشان بر اساس اجتهاد محکم و قاطع است سخنی باطل، مردود و بی دلیل است. در ضعف این اعتقاد چه دلیلی محکم تر از این که با اجتهاد دچار چنین وضعیتی هستند؟ آنان می پندارند محال است که اجتهاد کنند و در میان آنها حکم حقیقی وجود نداشته باشد. این سخن نیز باطل است، زیرا وقتی اجتهاد می کنند دچار اختلاف نیز می شوند، لذا تقصیر و کوتاهی نیز در آنها وجود دارد. عجیب تر آنکه معتقدین به رای و قیاس می گویند خدای تبارک و تعالی در این مسیر چیزی جز آنچه در توان آنهاست از ایشان نخواسته است و به این آیه استناد کرده اند: «حَیْثُ مَا کُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَکُمْ شَطْرَهُ» {و هر جا بودید، روی خود را به سوی آن بگردانید.} - . بقره/ 144 - که بنا بر نظر آنان دلالت بر اجتهاد دارد. حال آنکه آنان در معنای این آیه دچار خطای آشکاری شده اند. از طرفی به سخن پیامبر به معاذ بن جبل نیز استناد کرده و می گویند پیامبر اکرم به او اجازه اجتهاد داده است.

سخن صحیح آن است که خدای سبحان بندگان را مکلف به اجتهاد نکرده است، چرا که برای آنها دلایل و نشانه هایی قرار داده و حجت را بر آنها تمام کرده است و محال است پس از ارسال رسل که حلال و حرام الهی را به طور مفصل بیان می کنند، آنان را وادار به کاری کند که از حد توانشان خارج است.

خدای سبحان بندگان را رها نکرده است و آنان باید هرگاه عاجز از فهم احکام الهی شدند، آن را به پیامبران و ائمه علیهم السلام ارجاع دهند. خدای متعال می قرماید: «مَا فَرَّطْنَا فِی الْکِتَابِ مِنْ شَیْ ءٍ» {ما هیچ چیزی را در کتاب [لوح محفوظ] فروگذار نکرده ایم.} - . أنعام / 38 - و همچنین می فرماید: «الْیَوْمَ أَکْمَلْتُ لَکُمْ دِینَکُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَیْکُمْ نِعْمَتِی» {امروز دین شما را برایتان کامل و نعمت خود را بر شما تمام گردانیدم.} - . مائده/ 3 - و فرمود: در قرآن تبیان و آشکار کننده همه چیز هست.

و دلیل بر فساد اعتقاد به اجتهاد و رای و قیاس، آنکه هر موضوعی از دو حال خارج نیست؛ یا شبیه به حکمی دیگر است و یا حکم آن بیان شده است. اگر حکمش بیان شده باشد، در این حالت از عدالت خدا خارج است که بندگان را بدان مکلف کرده باشد و اگر تمثیل به یک اصل بوده و مشابه آن باشد، دو حالت دارد: یا به خاطر مصلحت خلق حرام شده و یا بر اساس معنای خاص خودش. اگر بر اساس معنای خاص خودش فراموش شده باشد، پس قبلا حلال بوده و بعد به خاطر آن معنا حرام شده است که اگر علت تحریم این معنا باشد، حرام کردن آن اولی بر حلال کردنش نیست و وقتی این بعد از ادعای آنان باطل شد، می فهمیم که خدای متعال مسائل را به خاطر مصلحت خلق حرام می کند نه به خاظر معنای خودش و ما به این دلیل اجتهاد درا نفی می کنیم که در نزد ما بر اساس آنچه که گفتیم حق آن چیزهایی است که در اصول منصوب از جانب خدای متعال آمده و همچنین در دلایلی است که در میان ما قرارا داده است مانند کتاب، سنت و امام حجت و بندگان از این چهار حالت خارج نیستند و غیر آنها باطل است. اما استدلال آنها به شطر المسجد الحرام و خانه خدا که در بالا ذکر شد اشتباه و باطل است، چرا که معنای شطره در این آیه به معنای «جهت آن» می باشد. لذا استدلال بر آن برای اجتهاد باطل است، چرا که نفرموده «در رو کردن خود درست عمل کند» بلکه فرموده است: «فَوَلُّوا وُجُوهَکُمْ شَطْرَهُ» {روی خود را به سوی آن بگردانید.} یعنی «به سوی نشانه ها و علامات و دلایلی که موجود است» و در حکم آنها به علامات و ستارگان در ظاهر آیه اشاره شده است. سپس فرموده است: «وَ إِنَّ الَّذِینَ أُوتُوا الْکِتَابَ لَیَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ» {در حقیقت، اهل کتاب نیک می دانند که این [تغییر قبله] از جانب پروردگارشان [بجا و] درست است} - . بقره / 144 - و نفرمود «آنان که به ناچار به اجتهاد روی می آورند...» که دلالت می کند بر آن که خدای متعال در رو کردن به سوی آن و همچنین زمانی که دچار اشتباه می شوند واجب کرده دلیلی بیاورند تا به حق دست یابند. لذا معنای شطره در اینجا یعنی «به سوی آن» که مقصود خدای سبحان نشانه های مشخص شده است اگر قابل مشاهده باشد و یا دلایل دیگر است اگر غیر قابل مشاهده باشد. لذا اگر قبله تشخیص داده شد واجب است بدان رو کرده شود و در صورتی که نداند و تمامی جهات برایش برابر باشد، نمی تواند اجتهاد کرده و به هر طرفی دوست داشت نماز بخواند و در مورد آن ادعا کند، به حکم یقینی عمل کرده است.

و از رسول خدا صلی الله علیه وآله حدیثی اجماعی رسیده که نشانه های منصوب بر بیت الله الحرام با هیچ اتفاقی از بین نمی روند که خدای متعال با این امر بر بندگان منت نهاده تا بتوانند واجبات خود را انجام دهند. گروهی از معتقدین به اجتهاد پنداشته اند که اگر چنین مشکلی پیش بیاید و جهت قبله مشخص نباشد، باید مکلف اجتهاد کرده و به آنچه دست یافت عمل کند. به زعم آنان چنین کاری جایز است، اگر چه در حقیقت امر جهت قبله را نیافته باشند و همچنین می پندارند اگر صد نفر چنین اجتهادی کنند، هیچ کدام نمی توانند از دیگری تبعیت کنند که با این سخن اعتقاد خود را نفی می کنند. آنان می پندارند عامه مردم که توان اجتهاد ندارند و می توانند به یکی از این مجتهدین اقتدا کنند و همچنین می توانند از سخن یکی به سخن دیگری منتقل شوند که در این صورت آنان با وجود اجتهاد، گویی اجتهاد نکرده اند و اجتهاد، آنان را جز به گمراهی و انتقال از حالتی به حالت دیگر نرانده است. پس کدام پندار به این اندازه بدعت است و چه سخنی زشت تر از این سخن و ضعفش آشکارتر از این گفتار است. کسانی که خود را مسلمان می دانند حال آنکه دچار چنینی وضعیتی شده اند. از گمراهی پس از هدایت و تبعیت از نفس به خدا پناه می بریم و در دستیابی به قرب او از او یاری می جوییم که او شنوای اجابت کننده است .

**[ترجمه]

**[ترجمه]رساله ای قدیمی یافتم که ابتدای آن چنین بود: امیر المومنین فرمودند: قرآن بر هفت حرف نازل شده که همگی آنها شافی و کفایت کننده هستند که شامل امر، نهی، ترغیب تشویق، ترهیب و ترساندن، جدل، قصه ها و مثل است…و حدیث را تا پایان بیان کرده، اما ترتیب آن مانند آنچه که گفتیم نیست و آن را در باب های متفاوت آورده و برخی روایات را نیز بدان اضافه کرده است .

**[ترجمه]

وَحْیاً(1) وَ قَوْلُهُ کَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ یَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ (2) وَ قَوْلُهُ هَلْ یَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِیَهُمُ الْمَلائِکَةُ أَوْ یَأْتِیَ رَبُّکَ (3) وَ قَوْلُهُ بَلْ هُمْ بِلِقاءِ رَبِّهِمْ کافِرُونَ (4) وَ قَوْلُهُ فَأَعْقَبَهُمْ نِفاقاً فِی قُلُوبِهِمْ إِلی یَوْمِ یَلْقَوْنَهُ (5) وَ قَوْلُهُ فَمَنْ کانَ یَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ (6) وَ قَوْلُهُ وَ رَأَی الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُواقِعُوها(7) وَ قَوْلُهُ وَ نَضَعُ الْمَوازِینَ الْقِسْطَ لِیَوْمِ الْقِیامَةِ(8) وَ قَوْلُهُ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوازِینُهُ وَ مَنْ خَفَّتْ مَوازِینُهُ (9) قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام فَأَمَّا قَوْلُهُ تَعَالَی نَسُوا اللَّهَ فَنَسِیَهُمْ یَعْنِی إِنَّمَا نَسُوا اللَّهَ فِی دَارِ الدُّنْیَا لَمْ یَعْمَلُوا بِطَاعَتِهِ فَنَسِیَهُمْ فِی الْآخِرَةِ أَیْ لَمْ یَجْعَلْ لَهُمْ مِنْ ثَوَابِهِ شَیْئاً فَصَارُوا مَنْسِیِّینَ مِنَ الْخَیْرِ وَ کَذَلِکَ تَفْسِیرُ قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ- فَالْیَوْمَ نَنْساهُمْ کَما نَسُوا لِقاءَ یَوْمِهِمْ هذا یَعْنِی بِالنِّسْیَانِ أَنَّهُ لَمْ یُثِبْهُمْ کَمَا یُثِیبُ أَوْلِیَاءَهُ الَّذِینَ کَانُوا فِی دَارِ الدُّنْیَا مُطِیعِینَ ذَاکِرِینَ حِینَ آمَنُوا بِهِ وَ بِرَسُولِهِ وَ خَافُوهُ بِالْغَیْبِ وَ أَمَّا قَوْلُهُ وَ ما کانَ رَبُّکَ نَسِیًّا فَإِنَّ رَبَّنَا تَبَارَکَ وَ تَعَالَی عُلُوّاً کَبِیراً لَیْسَ بِالَّذِی یَنْسَی وَ لَا یَغْفُلُ بَلْ هُوَ الْحَفِیظُ الْعَلِیمُ وَ قَدْ یَقُولُ الْعَرَبُ قَدْ نَسِیَنَا فُلَانٌ فَلَا یَذْکُرُنَا أَیْ إِنَّهُ لَا یَأْمُرُ لَهُمْ بِخَیْرٍ وَ لَا یَذْکُرُهُمْ بِهِ قَالَ علیه السلام وَ أَمَّا قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ- یَوْمَ یَقُومُ الرُّوحُ وَ الْمَلائِکَةُ صَفًّا لا یَتَکَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَ قالَ صَواباً وَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَ وَ اللَّهِ رَبِّنا ما کُنَّا مُشْرِکِینَ وَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَ یَوْمَ الْقِیامَةِ یَکْفُرُ بَعْضُکُمْ بِبَعْضٍ وَ یَلْعَنُ بَعْضُکُمْ بَعْضاً وَ قَوْلُهُ علیه السلام إِنَّ ذلِکَ لَحَقٌّ تَخاصُمُ أَهْلِ النَّارِ وَ قَوْلُهُ لا تَخْتَصِمُوا

ص: 99

لَدَیَّ وَ قَدْ قَدَّمْتُ إِلَیْکُمْ بِالْوَعِیدِ وَ قَوْلُهُ الْیَوْمَ نَخْتِمُ عَلی أَفْواهِهِمْ وَ تُکَلِّمُنا أَیْدِیهِمْ وَ تَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِما کانُوا یَکْسِبُونَ فَإِنَّ ذَلِکَ فِی مَوَاطِنَ غَیْرِ وَاحِدٍ مِنْ مَوَاطِنِ ذَلِکَ الْیَوْمِ الَّذِی کَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِینَ أَلْفَ سَنَةٍ وَ الْمُرَادُ یَکْفُرُ أَهْلُ الْمَعَاصِی بَعْضُهُمْ بِبَعْضٍ وَ یَلْعَنُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً وَ الْکُفْرُ فِی هَذِهِ الْآیَةِ الْبَرَاءَةُ یَقُولُ یَتَبَرَّأُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ وَ نَظِیرُهَا فِی سُورَةِ إِبْرَاهِیمَ علیه السلام قَوْلُ الشَّیْطَانِ- إِنِّی کَفَرْتُ بِما أَشْرَکْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ (1) وَ قَوْلُ إِبْرَاهِیمَ خَلِیلِ الرَّحْمَنِ کَفَرْنا بِکُمْ (2) یَعْنِی تَبَرَّأْنَا مِنْکُمْ ثُمَّ یَجْتَمِعُونَ فِی مَوْطِنٍ آخَرَ یَبْکُونَ فِیهَا فَلَوْ أَنَّ تِلْکَ الْأَصْوَاتَ بَدَتْ لِأَهْلِ الدُّنْیَا لَزَالَتْ جَمِیعُ الْخَلْقِ عَنْ مَعَایِشِهِمْ وَ انْصَدَعَتْ قُلُوبُهُمْ إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ وَ لَا یَزَالُونَ یَبْکُونَ حَتَّی یَسْتَنْفِدُوا الدُّمُوعَ وَ یُفْضُوا إِلَی الدِّمَاءِ ثُمَّ یَجْتَمِعُونَ فِی مَوْطِنٍ آخَرَ فَیُسْتَنْطَقُونَ فِیهِ فَیَقُولُونَ- وَ اللَّهِ رَبِّنا ما کُنَّا مُشْرِکِینَ وَ هَؤُلَاءِ خَاصَّةً هُمُ الْمُقِرُّونُ فِی دَارِ الدُّنْیَا بِالتَّوْحِیدِ فَلَمْ یَنْفَعْهُمْ إِیمَانُهُمْ بِاللَّهِ مَعَ مُخَالَفَتِهِمْ رُسُلَهُ وَ شَکِّهِمْ فِیمَا أَتَوْا بِهِ عَنْ رَبِّهِمْ وَ نَقْضِهِمْ عُهُودَهُمْ فِی أَوْصِیَائِهِمْ وَ اسْتِبْدَالِهِمُ الَّذِی هُوَ أَدْنَی بِالَّذِی هُوَ خَیْرٌ فَکَذَّبَهُمُ اللَّهُ بِمَا انْتَحَلُوهُ مِنَ الْإِیمَانِ بِقَوْلِهِ انْظُرْ کَیْفَ کَذَبُوا عَلی أَنْفُسِهِمْ (3) فَیَخْتِمُ اللَّهُ عَلَی أَفْوَاهِهِمْ وَ تُسْتَنْطَقُ الْأَیْدِی وَ الْأَرْجُلُ وَ الْجُلُودُ فَیَشْهَدُ بِکُلِّ مَعْصِیَةٍ کَانَتْ مِنْهُمْ ثُمَّ یُرْفَعُ عَنْ أَلْسِنَتِهِمُ الْخَتْمُ فَیَقُولُونَ لِجُلُودِهِمْ- لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَیْنا قالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِی أَنْطَقَ کُلَّ شَیْ ءٍ(4) ثُمَّ یَجْتَمِعُونَ فِی مَوْطِنٍ آخَرَ فَیَفِرُّ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ لِهَوْلِ مَا یُشَاهِدُونَهُ مِنْ صُعُوبَةِ الْأَمْرِ وَ عِظَمِ الْبَلَاءِ فَذَلِکَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَ یَوْمَ یَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِیهِ- وَ أُمِّهِ وَ أَبِیهِ وَ صاحِبَتِهِ وَ بَنِیهِ (5) الْآیَةَ

ص: 100

ثُمَّ یَجْتَمِعُونَ فِی مَوْطِنٍ آخَرَ وَ یُسْتَنْطَقُ فِیهِ أَوْلِیَاءُ اللَّهِ وَ أَصْفِیَاؤُهُ فَلَا یَتَکَلَّمُ أَحَدٌ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَ قَالَ صَوَاباً فَتُقَامُ الرُّسُلُ فَیُسْأَلُونَ عَنْ تَأْدِیَةِ الرِّسَالاتِ الَّتِی حَمَلُوهَا إِلَی أُمَمِهِمْ فَأَخْبَرُوا أَنَّهُمْ قَدْ أَدَّوْا ذَلِکَ إِلَی أُمَمِهِمْ وَ یُسْأَلُ الْأُمَمُ فَتَجْحَدُ کَمَا قَالَ اللَّهُ- فَلَنَسْئَلَنَّ الَّذِینَ أُرْسِلَ إِلَیْهِمْ وَ لَنَسْئَلَنَّ الْمُرْسَلِینَ (1) فَیَقُولُونَ ما جاءَنا مِنْ بَشِیرٍ وَ لا نَذِیرٍ(2) فَتَسْتَشْهِدُ الرُّسُلُ رَسُولَ اللَّهِ صلی الله علیه و آله فَیَشْهَدُ بِصِدْقِ الرُّسُلِ وَ تَکْذِیبِ مَنْ یَجْحَدُهَا مِنَ الْأُمَمِ فَیَقُولُ لِکُلِّ أُمَّةٍ مِنْهُمْ بَلَی قَدْ جاءَکُمْ بَشِیرٌ وَ نَذِیرٌ وَ اللَّهُ عَلی کُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ أَیْ مُقْتَدِرٌ عَلَی شَهَادَةِ جَوَارِحِکُمْ عَلَیْکُمْ بِتَبْلِیغِ الرُّسُلِ إِلَیْکُمْ رِسَالاتِهِمْ وَ کَذَلِکَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی لِنَبِیِّهِ فَکَیْفَ إِذا جِئْنا مِنْ کُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِیدٍ وَ جِئْنا بِکَ عَلی هؤُلاءِ شَهِیداً(3) فَلَا یَسْتَطِیعُونَ رَدَّ شَهَادَتِهِ خَوْفاً مِنْ أَنْ یَخْتِمَ اللَّهُ عَلَی أَفْوَاهِهِمْ وَ أَنْ تَشْهَدَ عَلَیْهِمْ جَوَارِحُهُمْ بِمَا کَانُوا یَعْمَلُونَ وَ یَشْهَدَ عَلَی مُنَافِقِی قَوْمِهِ وَ أُمَّتِهِ وَ کُفَّارِهِمْ بِإِلْحَادِهِمْ وَ عِنَادِهِمْ وَ نَقْضِهِمْ عَهْدَهُ وَ تَغْیِیرِهِمْ سُنَّتَهُ وَ اعْتِدَائِهِمْ عَلَی أَهْلِ بَیْتِهِ وَ انْقِلَابِهِمْ عَلَی أَعْقَابِهِمْ وَ ارْتِدَادِهِمْ عَلَی أَدْبَارِهِمْ وَ احْتِذَائِهِمْ فِی ذَلِکَ سُنَّةَ مَنْ تَقَدَّمَهُمْ مِنَ الْأُمَمِ الظَّالِمَةِ الْخَائِنَةِ لِأَنْبِیَائِهَا فَیَقُولُونَ بِأَجْمَعِهِمْ رَبَّنا غَلَبَتْ عَلَیْنا شِقْوَتُنا وَ کُنَّا قَوْماً ضالِّینَ (4) ثُمَّ یَجْتَمِعُونَ فِی مَوْطِنٍ آخَرَ یَکُونُ فِیهِ مَقَامُ مُحَمَّدٍ صلی الله علیه و آله وَ هُوَ الْمَقَامُ الْمَحْمُودُ فَیُثْنِی عَلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ بِمَا لَمْ یُثْنِ عَلَیْهِ أَحَدٌ قَبْلَهُ ثُمَّ یُثْنِی عَلَی الْمَلَائِکَةِ کُلِّهِمْ فَلَا یَبْقَی مَلَکٌ إِلَّا أَثْنَی عَلَیْهِ مُحَمَّدٌ صلی الله علیه و آله ثُمَّ یُثْنِی عَلَی الْأَنْبِیَاءِ بِمَا لَمْ یُثْنِ عَلَیْهِمْ أَحَدٌ مِثْلُهُ ثُمَّ یُثْنِی عَلَی کُلِّ مُؤْمِنٍ وَ مُؤْمِنَةٍ یَبْدَأُ بِالصِّدِّیقِینَ وَ الشُّهَدَاءِ ثُمَّ بِالصَّالِحِینَ فَتَحْمَدُهُ أَهْلُ السَّمَاوَاتِ وَ أَهْلُ الْأَرَضِینَ فَذَلِکَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ- عَسی أَنْ یَبْعَثَکَ رَبُّکَ مَقاماً مَحْمُوداً(5) فَطُوبَی لِمَنْ کَانَ

ص: 101

لَهُ فِی ذَلِکَ الْمَقَامِ حَظٌّ وَ نَصِیبٌ وَ وَیْلٌ لِمَنْ لَمْ یَکُنْ لَهُ فِی هَذَا الْمَقَامِ حَظٌّ وَ لَا نَصِیبٌ ثُمَّ یَجْتَمِعُونَ فِی مَوْطِنٍ آخَرَ یُلْجَمُونَ فِیهِ وَ یَتَبَرَّأُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ وَ هَذَا کُلُّهُ قَبْلَ الْحِسَابِ فَإِذَا أُخِذَ فِی الْحِسَابِ شُغِلَ کُلُّ إِنْسَانٍ بِمَا لَدَیْهِ نَسْأَلُ اللَّهَ بَرَکَةَ ذَلِکَ الْیَوْمِ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام وَ أَمَّا قَوْلُهُ وُجُوهٌ یَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ إِلی رَبِّها ناظِرَةٌ(1) ذَلِکَ فِی مَوْضِعٍ یَنْتَهِی فِیهِ أَوْلِیَاءُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ بَعْدَ مَا یَفْرُغُ مِنَ الْحِسَابِ إِلَی نَهَرٍ یُسَمَّی نَهَرَ الْحَیَوَانِ فَیَغْتَسِلُونَ مِنْهُ وَ یَشْرَبُونَ مِنْ آخَرَ فَتَبْیَضُّ وُجُوهُهُمْ فَیَذْهَبُ عَنْهُمْ کُلَّ أَذًی وَ قَذًی وَ وَعْثٍ ثُمَّ یُؤْمَرُونَ بِدُخُولِ الْجَنَّةِ فَمِنْ هَذَا الْمَقَامِ یَنْظُرُونَ إِلَی رَبِّهِمْ کَیْفَ یُثِیبُهُمْ وَ مِنْهُ یَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ فَذَلِکَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِی تَسْلِیمِ الْمَلَائِکَةِ عَلَیْهِمْ- سَلامٌ عَلَیْکُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوها خالِدِینَ (2) فَعِنْدَ ذَلِکَ أُثِیبُوا بِدُخُولِ الْجَنَّةِ وَ النَّظَرِ إِلَی مَا وَعَدَهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فَذَلِکَ قَوْلُهُ تَعَالَی إِلی رَبِّها ناظِرَةٌ وَ النَّاظِرَةُ فِی بَعْضِ اللُّغَةِ هِیَ الْمُنْتَظِرَةُ أَ لَمْ تَسْمَعْ إِلَی قَوْلِهِ تَعَالَی فَناظِرَةٌ بِمَ یَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ (3) أَیْ مُنْتَظِرَةٌ بِمَ یَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ وَ أَمَّا قَوْلُهُ وَ لَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْری- عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهی (4) یَعْنِی مُحَمَّداً صلی الله علیه و آله حِینَ کَانَ عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَی حَیْثُ لَا یُجَاوِزُهَا خَلْقٌ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ قَوْلُهُ فِی آخِرِ الْآیَةِ ما زاغَ الْبَصَرُ وَ ما طَغی- لَقَدْ رَأی مِنْ آیاتِ رَبِّهِ الْکُبْری (5) رَأَی جَبْرَئِیلَ علیه السلام فِی صُورَتِهِ مَرَّتَیْنِ هَذِهِ الْمَرَّةَ وَ مَرَّةً أُخْرَی وَ ذَلِکَ أَنَّ خَلْقَ جَبْرَئِیلَ علیه السلام خَلْقٌ عَظِیمٌ فَهُوَ مِنَ الرُّوحَانِیِّینَ الَّذِینَ لَا یُدْرِکُ خَلْقَهُمْ وَ لَا صِفَتَهُمْ إِلَّا رَبُّ الْعَالَمِینَ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام وَ أَمَّا قَوْلُهُ تَعَالَی ما کانَ لِبَشَرٍ أَنْ یُکَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْیاً

ص: 102

أَوْ مِنْ وَراءِ حِجابٍ أَوْ یُرْسِلَ رَسُولًا فَیُوحِیَ بِإِذْنِهِ ما یَشاءُ(1) کَذَلِکَ قَالَ اللَّهُ تَعَالَی قَدْ کَانَ الرَّسُولُ یُوحِی إِلَیْهِ رُسُلُ السَّمَاءِ فَتُبَلِّغُ رُسُلُ السَّمَاءِ إِلَی رُسُلِ الْأَرْضِ وَ قَدْ کَانَ الْکَلَامُ بَیْنَ رُسُلِ أَهْلِ الْأَرْضِ وَ بَیْنَهُ مِنْ غَیْرِ أَنْ یُرْسِلَ بِالْکَلَامِ مَعَ رُسُلِ أَهْلِ السَّمَاءِ وَ قَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله یَا جَبْرَئِیلُ هَلْ رَأَیْتَ رَبَّکَ عَزَّ وَ جَلَّ فَقَالَ جَبْرَئِیلُ علیه السلام إِنَّ رَبِّی عَزَّ وَ جَلَّ لَا یُرَی فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله مِنْ أَیْنَ تَأْخُذُ الْوَحْیَ قَالَ آخُذُهُ مِنْ إِسْرَافِیلَ قَالَ وَ مِنْ أَیْنَ یَأْخُذُهُ إِسْرَافِیلُ قَالَ یَأْخُذُهُ مِنْ مَلَکٍ مِنْ فَوْقِهِ مِنَ الرُّوحَانِیِّینَ قَالَ فَمِنْ أَیْنَ یَأْخُذُهُ ذَلِکَ الْمَلَکُ قَالَ یُقْذَفُ فِی قَلْبِهِ قَذْفاً فَهَذَا وَحْیٌ وَ هُوَ کَلَامُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ کَلَامُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ لَیْسَ بِنَحْوٍ وَاحِدٍ مِنْهُ مَا کَلَّمَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ بِهِ الرُّسُلَ وَ مِنْهُ مَا قَذَفَ فِی قُلُوبِهِمْ وَ مِنْهُ رُؤْیَا یَرَاهَا الرُّسُلُ وَ مِنْهُ وَحْیٌ وَ تَنْزِیلٌ یُتْلَی وَ یُقْرَأُ فَهُوَ کَلَامُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام وَ أَمَّا قَوْلُهُ کَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ یَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ (2) فَإِنَّمَا یَعْنِی بِهِ یَوْمَ الْقِیَامَةِ عَنْ ثَوَابِ رَبِّهِمْ لَمَحْجُوبُونَ وَ قَوْلُهُ تَعَالَی هَلْ یَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِیَهُمُ الْمَلائِکَةُ أَوْ یَأْتِیَ رَبُّکَ أَوْ یَأْتِیَ بَعْضُ آیاتِ رَبِّکَ (3) یُخْبِرُ مُحَمَّداً صلی الله علیه و آله عَنِ الْمُشْرِکِینَ وَ الْمُنَافِقِینَ الَّذِینَ لَمْ یَسْتَجِیبُوا لِلَّهِ وَ لِرَسُولِهِ فَقَالَ هَلْ یَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِیَهُمُ الْمَلائِکَةُ أَوْ یَأْتِیَ رَبُّکَ أَوْ یَأْتِیَ بَعْضُ آیاتِ رَبِّکَ یَعْنِی بِذَلِکَ الْعَذَابَ یَأْتِیهِمْ فِی دَارِ الدُّنْیَا کَمَا عَذَّبَ الْقُرُونَ الْأُولَی فَهَذَا خَبَرٌ یُخْبِرُ بِهِ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله عَنْهُمْ ثُمَّ قَالَ یَوْمَ یَأْتِی بَعْضُ آیاتِ رَبِّکَ لا یَنْفَعُ نَفْساً إِیمانُها لَمْ تَکُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ الْآیَةَ یَعْنِی لَمْ تَکُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَنْ تَجِی ءَ هَذِهِ الْآیَةُ وَ هَذِهِ الْآیَةُ هِیَ طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا وَ قَالَ فِی آیَةٍ أُخْرَی فَأَتاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَیْثُ لَمْ یَحْتَسِبُوا(4) یَعْنِی أَرْسَلَ عَلَیْهِمْ عَذَاباً وَ کَذَلِکَ إِتْیَانُهُ بُنْیَانَهُمْ حَیْثُ قَالَ فَأَتَی اللَّهُ بُنْیانَهُمْ مِنَ

ص: 103

الْقَواعِدِ(1) یَعْنِی أَرْسَلَ عَلَیْهِمُ الْعَذَابَ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام وَ أَمَّا قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَ بَلْ هُمْ بِلِقاءِ رَبِّهِمْ کافِرُونَ (2) وَ قَوْلُهُ الَّذِینَ یَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ (3) وَ قَوْلُهُ إِلی یَوْمِ یَلْقَوْنَهُ (4) وَ قَوْلُهُ فَمَنْ کانَ یَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْیَعْمَلْ عَمَلًا صالِحاً(5) یَعْنِی الْبَعْثَ فَسَمَّاهُ اللَّهُ لِقَاءً وَ کَذَلِکَ قَوْلُهُ مَنْ کانَ یَرْجُوا لِقاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ (6) یَعْنِی مَنْ کَانَ یُؤْمِنُ أَنَّهُ مَبْعُوثٌ فَإِنَّ وَعْدَ اللَّهِ لَآتٍ مِنَ الثَّوَابِ وَ الْعِقَابِ فَاللِّقَاءُ هَاهُنَا لَیْسَ بِالرُّؤْیَةِ وَ اللِّقَاءُ هُوَ الْبَعْثُ وَ کَذَلِکَ تَحِیَّتُهُمْ یَوْمَ یَلْقَوْنَهُ سَلامٌ (7) یَعْنِی أَنَّهُ لَا یَزُولُ الْإِیمَانُ عَنْ قُلُوبِهِمْ یَوْمَ یُبْعَثُونَ وَ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام وَ أَمَّا قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَ وَ رَأَی الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُواقِعُوها(8) یَعْنِی تَیَقَّنُوا أَنَّهُمْ دَاخِلُوهَا وَ کَذَلِکَ قَوْلُهُ إِنِّی ظَنَنْتُ أَنِّی مُلاقٍ حِسابِیَهْ (9).

وَ أَمَّا قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ لِلْمُنَافِقِینَ وَ تَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا(10) فَهُوَ ظَنُّ شَکٍّ وَ لَیْسَ ظَنَّ یَقِینٍ وَ الظَّنُّ ظَنَّانِ ظَنُّ شَکٍّ وَ ظَنُّ یَقِینٍ فَمَا کَانَ مِنْ أَمْرِ الْمَعَادِ مِنَ الظَّنِّ فَهُوَ ظَنُّ یَقِینٍ وَ مَا کَانَ مِنْ أَمْرِ الدُّنْیَا فَهُوَ ظَنُّ شَکٍّ قَالَ علیه السلام وَ أَمَّا قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَ وَ نَضَعُ الْمَوازِینَ الْقِسْطَ لِیَوْمِ الْقِیامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَیْئاً(11) فَهُوَ مِیزَانُ الْعَدْلِ تُؤْخَذُ بِهِ الْخَلَائِقُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ یُدِیلُ اللَّهُ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی الْخَلَائِقَ بَعْضَهُمْ مِنْ بَعْضٍ وَ یَجْزِیهِمْ بِأَعْمَالِهِمْ وَ یَقْتَصُّ لِلْمَظْلُومِ مِنَ الظَّالِمِ وَ مَعْنَی قَوْلِهِ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوازِینُهُ وَ مَنْ خَفَّتْ مَوازِینُهُ فَهُوَ قِلَّةُ الْحِسَابِ

ص: 104

وَ کَثْرَتُهُ وَ النَّاسُ یَوْمَئِذٍ عَلَی طَبَقَاتٍ وَ مَنَازِلَ فَمِنْهُمْ مَنْ یُحاسَبُ حِساباً یَسِیراً وَ یَنْقَلِبُ إِلی أَهْلِهِ مَسْرُوراً وَ مِنْهُمُ الَّذِینَ یَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَیْرِ حِسَابٍ لِأَنَّهُمْ لَمْ یَتَلَبَّسُوا مِنْ أَمْرِ الدُّنْیَا بِشَیْ ءٍ وَ إِنَّمَا الْحِسَابُ هُنَاکَ عَلَی مَنْ تَلَبَّسَ بِهَا هَاهُنَا وَ مِنْهُمْ مَنْ یُحَاسَبُ عَلَی النَّقِیرِ وَ الْقِطْمِیرِ وَ یَصِیرُ إِلَی عَذَابِ السَّعِیرِ وَ مِنْهُمْ أَئِمَّةُ الْکُفْرِ وَ قَادَةُ الضَّلَالَةِ فَأُولَئِکَ لَا یُقِیمُ لَهُمْ یَوْمَ الْقِیامَةِ وَزْناً وَ لَا یَعْبَأُ بِهِمْ لِأَنَّهُمْ لَمْ یَعْبَئُوا بِأَمْرِهِ وَ نَهْیِهِ وَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ هُمْ فِی جَهَنَّمَ خالِدُونَ- تَلْفَحُ وُجُوهَهُمُ النَّارُ وَ هُمْ فِیها کالِحُونَ وَ مِنْ سُؤَالِ هَذَا الزِّنْدِیقِ أَنْ قَالَ أَجِدُ اللَّهَ یَقُولُ- قُلْ یَتَوَفَّاکُمْ مَلَکُ الْمَوْتِ الَّذِی وُکِّلَ بِکُمْ (1) وَ اللَّهُ یَتَوَفَّی الْأَنْفُسَ حِینَ مَوْتِها(2) وَ الَّذِینَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِکَةُ

طَیِّبِینَ (3) وَ مَا أَشْبَهَ ذَلِکَ فَمَرَّةً یَجْعَلُ الْفِعْلَ لِنَفْسِهِ وَ مَرَّةً لِمَلَکِ الْمَوْتِ وَ مَرَّةً لِلْمَلَائِکَةِ وَ أَجِدُهُ یَقُولُ فَمَنْ یَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحاتِ وَ هُوَ مُؤْمِنٌ فَلا کُفْرانَ لِسَعْیِهِ (4) وَ یَقُولُ وَ إِنِّی لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدی (5) أَعْلَمَ فِی الْآیَةِ الْأَوْلَی أَنَّ الْأَعْمَالَ الصَّالِحَةَ لَا تُکَفَّرُ وَ أَعْلَمَ فِی الْآیَةِ الثَّانِیَةِ أَنَّ الْإِیمَانَ وَ الْأَعْمَالَ الصَّالِحَةَ لَا یَنْفَعُ إِلَّا بَعْدَ الِاهْتِدَاءِ وَ أَجِدُهُ یَقُولُ وَ سْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِکَ مِنْ رُسُلِنا(6) فَکَیْفَ یَسْأَلُ الْحَیُّ الْأَمْوَاتَ قَبْلَ الْبَعْثِ وَ النُّشُورِ وَ أَجِدُهُ یَقُولُ إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمانَةَ عَلَی السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ وَ الْجِبالِ فَأَبَیْنَ أَنْ یَحْمِلْنَها وَ أَشْفَقْنَ مِنْها وَ حَمَلَهَا الْإِنْسانُ إِنَّهُ کانَ ظَلُوماً جَهُولًا(7) فَمَا هَذِهِ الْأَمَانَةُ وَ مَنْ هَذَا الْإِنْسَانُ وَ لَیْسَ مِنْ صِفَةِ الْعَزِیزِ الْحَکِیمِ التَّلْبِیسُ عَلَی عِبَادِهِ وَ أَجِدُهُ قَدْ شَهَرَ هَفَوَاتِ أَنْبِیَائِهِ بِقَوْلِهِ وَ عَصی آدَمُ رَبَّهُ فَغَوی (8) وَ بِتَکْذِیبِهِ

ص: 105

نُوحاً لَمَّا قَالَ إِنَّ ابْنِی مِنْ أَهْلِی بِقَوْلِهِ إِنَّهُ لَیْسَ مِنْ أَهْلِکَ (1) وَ بِوَصْفِهِ إِبْرَاهِیمَ بِأَنَّهُ عَبَدَ کَوْکَباً مَرَّةً وَ مَرَّةً قَمَراً وَ مَرَّةً شَمْساً وَ بِقَوْلِهِ فِی یُوسُفَ علیه السلام وَ لَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَ هَمَّ بِها لَوْ لا أَنْ رَأی بُرْهانَ رَبِّهِ (2) وَ بِتَهْجِینِهِ مُوسَی حَیْثُ قَالَ رَبِّ أَرِنِی أَنْظُرْ إِلَیْکَ قالَ لَنْ تَرانِی (3) الْآیَةَ وَ بِبَعْثِهِ عَلَی دَاوُدَ علیه السلام جَبْرَئِیلَ وَ مِیکَائِیلَ حَیْثُ تَسَوَّرَا الْمِحْرَابَ إِلَی آخِرِ الْقِصَّةِ وَ بِحَبْسِهِ یُونُسَ فِی بَطْنِ الْحُوتِ حَیْثُ ذَهَبَ مُغَاضِباً مُذْنِباً فَأَظْهَرَ خَطَأَ الْأَنْبِیَاءِ وَ زَلَلَهُمْ ثُمَّ وَارَی أَسْمَاءَ مَنِ اغْتَرَّ وَ فَتَنَ خَلْقَهُ وَ ضَلَّ وَ أَضَلَّ وَ کَنَّی عَنْ أَسْمَائِهِمْ فِی قَوْلِهِ- یَوْمَ یَعَضُّ الظَّالِمُ عَلی یَدَیْهِ یَقُولُ یا لَیْتَنِی اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِیلًا- یا وَیْلَتی لَیْتَنِی لَمْ أَتَّخِذْ فُلاناً خَلِیلًا- لَقَدْ أَضَلَّنِی عَنِ الذِّکْرِ بَعْدَ إِذْ جاءَنِی (4) فَمَنْ هَذَا الظَّالِمُ الَّذِی لَمْ یُذْکَرْ مِنِ اسْمِهِ مَا ذُکِرَ مِنْ أَسْمَاءِ الْأَنْبِیَاءِ وَ أَجِدُهُ یَقُولُ وَ جاءَ رَبُّکَ وَ الْمَلَکُ صَفًّا صَفًّا(5) وَ هَلْ یَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِیَهُمُ الْمَلائِکَةُ أَوْ یَأْتِیَ رَبُّکَ أَوْ یَأْتِیَ بَعْضُ آیاتِ رَبِّکَ (6)

وَ لَقَدْ جِئْتُمُونا فُرادی کَما خَلَقْناکُمْ (7) فَمَرَّةً یَجِیئُهُمْ وَ مَرَّةً یَجِیئُونَهُ وَ أَجِدُهُ یُخْبِرُ أَنَّهُ یَتْلُو نَبِیَّهُ شَاهِدٌ مِنْهُ وَ کَانَ الَّذِی تَلَاهُ عَبَدَ الْأَصْنَامَ بُرْهَةً مِنْ دَهْرِهِ وَ أَجِدُهُ یَقُولُ لَتُسْئَلُنَّ یَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِیمِ (8) فَمَا هَذِهِ النَّعِیمُ الَّذِی یَسْأَلُ الْعِبَادَ عَنْهُ وَ أَجِدُهُ یَقُولُ بَقِیَّتُ اللَّهِ خَیْرٌ لَکُمْ (9) مَا هَذِهِ الْبَقِیَّةُ وَ أَجِدُهُ یَقُولُ یا حَسْرَتی عَلی ما فَرَّطْتُ فِی جَنْبِ اللَّهِ (10) وَ فَأَیْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ (11)

ص: 106

وَ کُلُّ شَیْ ءٍ هالِکٌ إِلَّا وَجْهَهُ (1) وَ أَصْحابُ الْیَمِینِ ما أَصْحابُ الْیَمِینِ- وَ أَصْحابُ الشِّمالِ ما أَصْحابُ الشِّمالِ (2) مَا مَعْنَی الْجَنْبِ وَ الْوَجْهِ وَ الْیَمِینِ وَ الشِّمَالِ فَإِنَّ الْأَمْرَ فِی ذَلِکَ مُلْتَبِسٌ جِدّاً وَ أَجِدُهُ یَقُولُ الرَّحْمنُ عَلَی الْعَرْشِ اسْتَوی (3) وَ یَقُولُ أَ أَمِنْتُمْ مَنْ فِی السَّماءِ(4) وَ هُوَ الَّذِی فِی السَّماءِ إِلهٌ وَ فِی الْأَرْضِ إِلهٌ (5) وَ هُوَ مَعَکُمْ أَیْنَ ما کُنْتُمْ (6) وَ نَحْنُ أَقْرَبُ إِلَیْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِیدِ(7) وَ ما یَکُونُ مِنْ نَجْوی ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رابِعُهُمْ (8) الْآیَةَ وَ أَجِدُهُ یَقُولُ وَ إِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِی الْیَتامی فَانْکِحُوا ما طابَ لَکُمْ مِنَ النِّساءِ(9) وَ لَیْسَ یُشْبِهُ الْقِسْطَ فِی الْیَتَامَی نِکَاحُ النِّسَاءِ وَ لَا کُلُّ النِّسَاءِ أَیْتَامٌ فَمَا مَعْنَی ذَلِکَ وَ أَجِدُهُ یَقُولُ وَ ما ظَلَمُونا وَ لکِنْ کانُوا أَنْفُسَهُمْ یَظْلِمُونَ (10) وَ کَیْفَ یَظْلِمُ اللَّهُ وَ مَنْ هَؤُلَاءِ الظَّلَمَةُ وَ أَجِدُهُ یَقُولُ قُلْ إِنَّما أَعِظُکُمْ بِواحِدَةٍ(11) فَمَا هَذِهِ الْوَاحِدَةُ وَ أَجِدُهُ یَقُولُ وَ ما أَرْسَلْناکَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعالَمِینَ (12) وَ قَدْ أَرَی مُخَالِفِی الْإِسْلَامِ مُعْتَکِفِینَ عَلَی بَاطِلِهِمْ غَیْرَ مُقْلِعِینَ عَنْهُ وَ أَرَی غَیْرَهُمْ مِنْ أَهْلِ الْفَسَادِ مُخْتَلِفِینَ فِی مَذَاهِبِهِمْ یَلْعَنُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً فَأَیُّ مَوْضِعٍ لِلرَّحْمَةِ الْعَامَّةِ الْمُشْتَمِلَةِ عَلَیْهِمْ وَ أَجِدُهُ قَدْ بَیَّنَ فَضْلَ نَبِیِّهِ عَلَی سَائِرِ الْأَنْبِیَاءِ ثُمَّ خَاطَبَهُ فِی أَضْعَافِ مَا أَثْنَی

ص: 107

عَلَیْهِ فِی الْکِتَابِ مِنَ الْإِزْرَاءِ عَلَیْهِ وَ انْخِفَاضِ مَحَلِّهِ وَ غَیْرِ ذَلِکَ مِنْ تَهْجِینِهِ وَ تَأْنِیبِهِ مَا لَمْ یُخَاطِبْ بِهِ أَحَداً مِنَ الْأَنْبِیَاءِ مِثْلُ قَوْلِهِ وَ لَوْ شاءَ اللَّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَی الْهُدی فَلا تَکُونَنَّ مِنَ الْجاهِلِینَ (1) وَ قَوْلِهِ وَ لَوْ لا أَنْ ثَبَّتْناکَ لَقَدْ کِدْتَ تَرْکَنُ إِلَیْهِمْ شَیْئاً قَلِیلًا- إِذاً لَأَذَقْناکَ ضِعْفَ الْحَیاةِ وَ ضِعْفَ الْمَماتِ ثُمَّ لا تَجِدُ لَکَ عَلَیْنا نَصِیراً(2) وَ قَوْلِهِ وَ تُخْفِی فِی نَفْسِکَ مَا اللَّهُ مُبْدِیهِ وَ تَخْشَی النَّاسَ وَ اللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشاهُ (3) وَ قَوْلِهِ وَ ما أَدْرِی ما یُفْعَلُ بِی وَ لا بِکُمْ (4) وَ هُوَ یَقُولُ ما فَرَّطْنا فِی الْکِتابِ مِنْ شَیْ ءٍ(5) وَ کُلَّ شَیْ ءٍ أَحْصَیْناهُ فِی إِمامٍ مُبِینٍ (6) فَإِذَا کَانَتِ الْأَشْیَاءُ تُحْصَی فِی الْإِمَامِ وَ هُوَ وَصِیُّ النَّبِیِّ- فَالنَّبِیُّ أَوْلَی أَنْ یَکُونَ بَعِیداً مِنَ الصِّفَةِ الَّتِی قَالَ فِیهَا- وَ ما أَدْرِی ما یُفْعَلُ بِی وَ لا بِکُمْ وَ هَذِهِ کُلُّهَا صِفَاتٌ مُخْتَلِفَةٌ وَ أَحْوَالٌ مُنَاقِضَةٌ وَ أُمُورٌ مُشَکِّکَةٌ فَإِنْ یَکُنِ الرَّسُولُ وَ الْکِتَابُ حَقّاً فَقَدْ هَلَکْتُ لِشَکِّی فِی ذَلِکَ وَ إِنْ کَانَا بَاطِلَیْنِ فَمَا عَلَیَّ مِنْ بَأْسٍ فَقَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ عَلِیٌّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَیْهِ سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الْمَلَائِکَةِ وَ الرُّوحِ تَبَارَکَ اللَّهُ وَ تَعَالَی هُوَ الْحَیُّ الدَّائِمُ الْقَائِمُ عَلی کُلِّ نَفْسٍ بِما کَسَبَتْ هَاتِ أَیْضاً مَا شَکَکْتَ فِیهِ قَالَ حَسْبِی مَا ذَکَرْتُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ قَالَ علیه السلام سَأُنَبِّئُکَ بِتَأْوِیلِ مَا سَأَلْتَ وَ ما تَوْفِیقِی إِلَّا بِاللَّهِ عَلَیْهِ تَوَکَّلْتُ وَ عَلَیْهِ فَلْیَتَوَکَّلِ الْمُؤْمِنُونَ فَأَمَّا قَوْلُهُ تَعَالَی اللَّهُ یَتَوَفَّی الْأَنْفُسَ حِینَ مَوْتِها(7) وَ قَوْلُهُ یَتَوَفَّاکُمْ مَلَکُ الْمَوْتِ (8) وَ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنا(9) وَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِکَةُ طَیِّبِینَ (10) وَ الَّذِینَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِکَةُ ظالِمِی أَنْفُسِهِمْ (11) فَهُوَ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی أَجَلُّ وَ أَعْظَمُ

ص: 108

مِنْ أَنْ یَتَوَلَّی ذَلِکَ بِنَفْسِهِ وَ فِعْلُ رُسُلِهِ وَ مَلَائِکَتِهِ فِعْلُهُ لِأَنَّهُمْ بِأَمْرِهِ یَعْمَلُونَ فَاصْطَفَی جَلَّ ذِکْرُهُ مِنَ الْمَلَائِکَةِ رُسُلًا وَ سَفَرَةً بَیْنَهُ وَ بَیْنَ خَلْقِهِ وَ هُمُ الَّذِینَ قَالَ اللَّهُ فِیهِمْ- اللَّهُ یَصْطَفِی مِنَ الْمَلائِکَةِ رُسُلًا وَ مِنَ النَّاسِ (1) فَمَنْ کَانَ مِنْ أَهْلِ الطَّاعَةِ تَوَلَّتْ قَبْضَ رُوحِهِ

مَلَائِکَةُ الرَّحْمَةِ وَ مَنْ کَانَ مِنْ أَهْلِ الْمَعْصِیَةِ تَوَلَّی قَبْضَ رُوحِهِ مَلَائِکَةُ النَّقِمَةِ وَ لِمَلَکِ الْمَوْتِ أَعْوَانٌ مِنْ مَلَائِکَةِ الرَّحْمَةِ وَ النَّقِمَةِ یَصْدُرُونَ عَنْ أَمْرِهِ وَ فِعْلُهُمْ فِعْلُهُ وَ کُلُّ مَا یَأْتُونَهُ مَنْسُوبٌ إِلَیْهِ وَ إِذَا کَانَ فِعْلُهُمْ فِعْلَ مَلَکِ الْمَوْتِ فَفِعْلُ مَلَکِ الْمَوْتِ فِعْلُ اللَّهِ لِأَنَّهُ یَتَوَفَّی الْأَنْفُسَ عَلَی یَدِ مَنْ یَشَاءُ وَ یُعْطِی وَ یَمْنَعُ وَ یُثِیبُ وَ یُعَاقِبُ عَلَی یَدِ مَنْ یَشَاءُ وَ إِنَّ فِعْلَ أُمَنَائِهِ فِعْلُهُ کَمَا قَالَ وَ ما تَشاؤُنَ إِلَّا أَنْ یَشاءَ اللَّهُ (2) وَ أَمَّا قَوْلُهُ وَ مَنْ یَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحاتِ وَ هُوَ مُؤْمِنٌ (3) وَ قَوْلُهُ وَ إِنِّی لَغَفَّارٌ لِمَنْ تابَ وَ آمَنَ وَ عَمِلَ صالِحاً ثُمَّ اهْتَدی (4) فَإِنَّ ذَلِکَ کُلَّهُ لَا یُغْنِی إِلَّا مَعَ الِاهْتِدَاءِ وَ لَیْسَ کُلُّ مَنْ وَقَعَ عَلَیْهِ اسْمُ الْإِیمَانِ کَانَ حَقِیقاً بِالنَّجَاةِ مِمَّا هَلَکَ بِهِ الْغُوَاةُ وَ لَوْ کَانَ ذَلِکَ کَذَلِکَ لَنَجَتِ الْیَهُودُ مَعَ اعْتِرَافِهَا بِالتَّوْحِیدِ وَ إِقْرَارِهَا بِاللَّهِ وَ نَجَا سَائِرُ الْمُقِرِّینَ بِالْوَحْدَانِیَّةِ مِنْ إِبْلِیسَ فَمَنْ دُونَهُ مَعَ الْکُفْرِ وَ قَدْ بَیَّنَ اللَّهُ ذَلِکَ بِقَوْلِهِ الَّذِینَ آمَنُوا وَ لَمْ یَلْبِسُوا إِیمانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولئِکَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَ هُمْ مُهْتَدُونَ (5) وَ بِقَوْلِهِ الَّذِینَ قالُوا آمَنَّا بِأَفْواهِهِمْ وَ لَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ (6) وَ لِلْإِیمَانِ حَالاتٌ وَ مَنَازِلُ یَطُولُ شَرْحُهَا وَ مِنْ ذَلِکَ أَنَّ الْإِیمَانَ قَدْ یَکُونُ عَلَی وَجْهَیْنِ إِیمَانٍ بِالْقَلْبِ وَ إِیمَانٍ بِاللِّسَانِ کَمَا کَانَ إِیمَانُ الْمُنَافِقِینَ عَلَی عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله لَمَّا قَهَرَهُمُ السَّیْفُ وَ شَمِلَهُمُ الْخَوْفُ فَإِنَّهُمْ آمَنُوا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَ لَمْ تُؤْمِنْ قُلُوبُهُمْ فَالْإِیمَانُ بِالْقَلْبِ هُوَ التَّسْلِیمُ لِلرَّبِّ وَ مَنْ سَلَّمَ الْأُمُورَ

ص: 109

لِمَالِکِهَا لَمْ یَسْتَکْبِرْ عَنْ أَمْرِهِ کَمَا اسْتَکْبَرَ إِبْلِیسُ عَنِ السُّجُودِ لِآدَمَ وَ اسْتَکْبَرَ أَکْثَرُ الْأُمَمِ عَنْ طَاعَةِ أَنْبِیَائِهِمْ فَلَمْ یَنْفَعْهُمُ التَّوْحِیدُ کَمَا لَمْ یَنْفَعْ إِبْلِیسَ ذَلِکَ السُّجُودُ الطَّوِیلُ فَإِنَّهُ سَجَدَ سَجْدَةً وَاحِدَةً أَرْبَعَةَ آلَافِ عَامٍ لَمْ یُرِدْ بِهَا غَیْرَ زُخْرُفِ الدُّنْیَا وَ التَّمْکِینِ مِنَ النَّظِرَةِ فَکَذَلِکَ لَا تَنْفَعُ الصَّلَاةُ وَ الصَّدَقَةُ إِلَّا مَعَ الِاهْتِدَاءِ إِلَی سَبِیلِ النَّجَاةِ وَ طُرُقِ الْحَقِّ وَ قَدْ قَطَعَ اللَّهُ عُذْرَ عِبَادِهِ بِتَبْیِینِ آیَاتِهِ وَ إِرْسَالِ رُسُلِهِ- لِئَلَّا یَکُونَ لِلنَّاسِ عَلَی اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَ لَمْ یُخْلِ أَرْضَهُ مِنْ عَالِمٍ بِمَا یَحْتَاجُ الْخَلِیقَةُ إِلَیْهِ وَ مُتَعَلِّمٌ عَلَی سَبِیلِ نَجَاةٍ أُولَئِکَ هُمُ الْأَقَلُّونَ عَدَداً وَ قَدْ بَیَّنَ اللَّهُ ذَلِکَ فِی أُمَمِ الْأَنْبِیَاءِ وَ جَعَلَهُمْ مَثَلًا لِمَنْ تَأَخَّرَ مِثْلُ قَوْلِهِ فِی قَوْمِ نُوحٍ وَ ما آمَنَ مَعَهُ إِلَّا قَلِیلٌ وَ قَوْلِهِ فِیمَنْ آمَنَ مِنْ أُمَّةِ مُوسَی- وَ مِنْ قَوْمِ مُوسی أُمَّةٌ یَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَ بِهِ یَعْدِلُونَ (1) وَ قَوْلِهِ فِی حَوَارِیِّ عِیسَی حَیْثُ قَالَ لِسَائِرِ بَنِی إِسْرَائِیلَ- مَنْ أَنْصارِی إِلَی اللَّهِ قالَ الْحَوارِیُّونَ نَحْنُ أَنْصارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَ اشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (2) یَعْنِی أَنَّهُمْ یُسْلِمُونَ لِأَهْلِ الْفَضْلِ فَضْلَهُمْ وَ لَا یَسْتَکْبِرُونَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ فَمَا أَجَابَهُ مِنْهُمْ إِلَّا الْحَوَارِیُّونَ وَ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِلْعِلْمِ أَهْلًا وَ فَرَضَ عَلَی الْعِبَادِ طَاعَتَهُمْ بِقَوْلِهِ أَطِیعُوا اللَّهَ وَ أَطِیعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِی الْأَمْرِ مِنْکُمْ (3) وَ بِقَوْلِهِ وَ لَوْ رَدُّوهُ إِلَی الرَّسُولِ وَ إِلی أُولِی الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِینَ

یَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ (4) وَ بِقَوْلِهِ اتَّقُوا اللَّهَ وَ کُونُوا مَعَ الصَّادِقِینَ (5) وَ بِقَوْلِهِ وَ ما یَعْلَمُ تَأْوِیلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَ الرَّاسِخُونَ فِی الْعِلْمِ (6) وَ بِقَوْلِهِ وَ أْتُوا الْبُیُوتَ مِنْ أَبْوابِها(7) وَ الْبُیُوتُ هِیَ بُیُوتُ الْعِلْمِ الَّذِی اسْتَوْدَعَتْهُ الْأَنْبِیَاءُ وَ أَبْوَابُهَا أَوْصِیَاؤُهُمْ فَکُلُّ عَمَلٍ مِنْ أَعْمَالِ الْخَیْرِ یَجْرِی عَلَی غَیْرِ أَیْدِی أَهْلِ الِاصْطِفَاءِ وَ عُهُودُهُمْ وَ حُدُودُهُمْ

ص: 110

وَ شَرَائِعُهُمْ وَ سُنَنُهُمْ وَ مَعَالِمُ دِینِهِمْ مَرْدُودٌ غَیْرُ مَقْبُولٍ وَ أَهْلُهُ بِمَحَلِّ کُفْرٍ وَ إِنْ شَمِلَتْهُمْ صِفَةُ الْإِیمَانِ أَ لَمْ تَسْمَعْ إِلَی قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَی وَ ما مَنَعَهُمْ أَنْ تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقاتُهُمْ إِلَّا أَنَّهُمْ کَفَرُوا بِاللَّهِ وَ بِرَسُولِهِ وَ لا یَأْتُونَ الصَّلاةَ إِلَّا وَ هُمْ کُسالی وَ لا یُنْفِقُونَ إِلَّا وَ هُمْ کارِهُونَ (1) فَمَنْ لَمْ یَهْتَدِ مِنْ أَهْلِ الْإِیمَانِ إِلَی سَبِیلِ النَّجَاةِ لَمْ یُغْنِ عَنْهُ إِیمَانُهُ بِاللَّهِ مَعَ دَفْعِهِ حَقَّ أَوْلِیَائِهِ وَ حَبِطَ عَمَلُهُ وَ هُوَ فِی الْآخِرَةِ مِنَ الْخاسِرِینَ وَ کَذَلِکَ قَالَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ- فَلَمْ یَکُ یَنْفَعُهُمْ إِیمانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنا(2) وَ هَذَا کَثِیرٌ فِی کِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ الْهِدَایَةُ هِیَ الْوَلَایَةُ کَمَا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ- وَ مَنْ یَتَوَلَّ اللَّهَ وَ رَسُولَهُ وَ الَّذِینَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغالِبُونَ (3) وَ الَّذِینَ آمَنُوا فِی هَذَا الْمَوْضِعِ هُمُ الْمُؤْتَمَنُونَ عَلَی الْخَلَائِقِ مِنَ الْحُجَجِ وَ الْأَوْصِیَاءِ فِی عَصْرٍ بَعْدَ عَصْرٍ وَ لَیْسَ کُلُّ مَنْ أَقَرَّ أَیْضاً مِنْ أَهْلِ الْقِبْلَةِ بِالشَّهَادَتَیْنِ کَانَ مُؤْمِناً إِنَّ الْمُنَافِقِینَ کَانُوا یَشْهَدُونَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً رَسُولُ اللَّهِ وَ یَدْفَعُونَ عَهْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله بِمَا عَهِدَ بِهِ مِنْ دِینِ اللَّهِ وَ عَزَائِمِهِ وَ بَرَاهِینِ نُبُوَّتِهِ إِلَی وَصِیِّهِ وَ یُضْمِرُونَ مِنَ الْکَرَاهَةِ لِذَلِکَ وَ النَّقْضِ لِمَا أَبْرَمَهُ مِنْهُ عِنْدَ إِمْکَانِ الْأَمْرِ لَهُمْ فِیهِ فِیمَا قَدْ بَیَّنَهُ اللَّهُ لِنَبِیِّهِ بِقَوْلِهِ- فَلا وَ رَبِّکَ لا یُؤْمِنُونَ حَتَّی یُحَکِّمُوکَ فِیما شَجَرَ بَیْنَهُمْ ثُمَّ لا یَجِدُوا فِی أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَیْتَ وَ یُسَلِّمُوا تَسْلِیماً(4) وَ بِقَوْلِهِ وَ ما مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَ فَإِنْ ماتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلی أَعْقابِکُمْ (5) وَ مِثْلُ قَوْلِهِ لَتَرْکَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ (6) أَیْ لَتَسْلُکُنَّ سَبِیلَ مَنْ کَانَ قَبْلَکُمْ مِنَ الْأُمَمِ فِی الْغَدْرِ بِالْأَوْصِیَاءِ بَعْدَ الْأَنْبِیَاءِ وَ هَذَا کَثِیرٌ فِی کِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ قَدْ شَقَّ عَلَی النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله مَا یَئُولُ إِلَیْهِ عَاقِبَةُ أَمْرِهِمْ

ص: 111

وَ اطِّلَاعُ اللَّهِ إِیَّاهُ عَلَی بَوَارِهِمْ فَأَوْحَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ- فَلا تَذْهَبْ نَفْسُکَ عَلَیْهِمْ حَسَراتٍ وَ فَلا تَأْسَ عَلَی الْقَوْمِ الْکافِرِینَ (1) وَ أَمَّا قَوْلُهُ وَ سْئَلْ مَنْ أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِکَ مِنْ رُسُلِنا(2) فَهَذَا مِنْ بَرَاهِینِ نَبِیِّنَا صلی الله علیه و آله الَّتِی آتَاهُ اللَّهُ إِیَّاهَا وَ أَوْجَبَ بِهِ الْحُجَّةَ عَلَی سَائِرِ خَلْقِهِ لِأَنَّهُ لَمَّا خَتَمَ بِهِ الْأَنْبِیَاءَ وَ جَعَلَهُ اللَّهُ رَسُولًا إِلَی جَمِیعِ الْأُمَمِ وَ سَائِرِ الْمِلَلِ خَصَّهُ اللَّهُ بِالارْتِقَاءِ إِلَی السَّمَاءِ عِنْدَ الْمِعْرَاجِ وَ جَمَعَ لَهُ یَوْمَئِذٍ الْأَنْبِیَاءَ فَعَلِمَ مِنْهُمْ مَا أُرْسِلُوا بِهِ وَ حَمَلُوهُ مِنْ عَزَائِمِ اللَّهِ وَ آیَاتِهِ وَ بَرَاهِینِهِ وَ أَقَرُّوا أَجْمَعِینَ بِفَضْلِهِ وَ فَضْلِ الْأَوْصِیَاءِ وَ الْحُجَجِ فِی الْأَرْضِ مِنْ بَعْدِهِ وَ فَضْلِ شِیعَةِ وَصِیِّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ وَ الْمُؤْمِنَاتِ الَّذِینَ سَلَّمُوا لِأَهْلِ الْفَضْلِ فَضْلَهُمْ وَ لَمْ یَسْتَکْبِرُوا عَنْ أَمْرِهِمْ وَ عَرَفَ مَنْ أَطَاعَهُمْ وَ عَصَاهُمْ مِنْ أُمَمِهِمْ وَ سَائِرِ مَنْ مَضَی وَ مَنْ غَبَرَ أَوْ تَقَدَّمَ أَوْ تَأَخَّرَ وَ أَمَّا هَفَوَاتُ الْأَنْبِیَاءِ علیهم السلام وَ مَا بَیَّنَهُ اللَّهُ فِی کِتَابِهِ وَ وُقُوعُ الْکِنَایَةِ عَنْ أَسْمَاءِ مَنِ اجْتَرَمَ أَعْظَمُ مِمَّا اجْتَرَمَتْهُ الْأَنْبِیَاءُ مِمَّنْ شَهِدَ الْکِتَابُ بِظُلْمِهِمْ فَإِنَّ ذَلِکَ مِنْ أَدَلِّ الدَّلَائِلِ عَلَی حِکْمَةِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ الْبَاهِرَةِ وَ قُدْرَتِهِ الْقَاهِرَةِ وَ عِزَّتِهِ الظَّاهِرَةِ لِأَنَّهُ عَلِمَ أَنَّ بَرَاهِینَ الْأَنْبِیَاءِ تَکْبُرُ فِی صُدُورِ أُمَمِهِمْ وَ أَنَّ مِنْهُمْ مَنْ یَتَّخِذُ بَعْضَهُمْ إِلَهاً کَالَّذِی کَانَ مِنَ النَّصَارَی فِی ابْنِ مَرْیَمَ فَذِکْرُهَا دَلَالَةٌ عَلَی تَخَلُّفِهِمْ عَنِ الْکَمَالِ الَّذِی تَفَرَّدَ بِهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَ لَمْ تَسْمَعْ إِلَی قَوْلِهِ فِی صِفَةِ عِیسَی علیه السلام حَیْثُ قَالَ فِیهِ وَ فِی أُمِّهِ- کانا یَأْکُلانِ الطَّعامَ (3) یَعْنِی مَنْ أَکَلَ الطَّعَامَ کَانَ لَهُ ثُفْلٌ وَ مَنْ کَانَ لَهُ ثُفْلٌ فَهُوَ بَعِیدٌ مِمَّا ادَّعَتْهُ النَّصَارَی لِابْنِ مَرْیَمَ وَ لَمْ یَکْنْ عَنْ (4)

أَسْمَاءِ الْأَنْبِیَاءِ تَجَبُّراً وَ تَعَزُّزاً بَلْ تَعْرِیفاً لِأَهْلِ الِاسْتِبْصَارِ أَنَّ الْکِنَایَةَ عَنْ أَسْمَاءِ ذَوِی الْجَرَائِرِ الْعَظِیمَةِ مِنَ الْمُنَافِقِینَ فِی الْقُرْآنِ لَیْسَتْ مِنْ فِعْلِهِ تَعَالَی وَ أَنَّهَا مِنْ فِعْلِ الْمُغَیِّرِینَ وَ الْمُبَدِّلِینَ الَّذِینَ جَعَلُوا الْقُرْآنَ عِضِینَ وَ اعْتَاضُوا الدُّنْیَا مِنَ الدِّینِ.

ص: 112

وَ قَدْ بَیَّنَ اللَّهُ تَعَالَی قِصَصَ الْمُغَیِّرِینَ بِقَوْلِهِ- لِلَّذِینَ یَکْتُبُونَ الْکِتابَ بِأَیْدِیهِمْ ثُمَّ یَقُولُونَ هذا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِیَشْتَرُوا بِهِ ثَمَناً قَلِیلًا(1) وَ بِقَوْلِهِ وَ إِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِیقاً یَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُمْ بِالْکِتابِ (2) وَ بِقَوْلِهِ إِذْ یُبَیِّتُونَ ما لا یَرْضی مِنَ الْقَوْلِ (3) بَعْدَ فَقْدِ الرَّسُولِ مَا یُقِیمُونَ بِهِ أَوَدَ بَاطِلِهِمْ حَسَبَ مَا فَعَلَتْهُ الْیَهُودُ وَ النَّصَارَی بَعْدَ فَقْدِ مُوسَی وَ عِیسَی علیه السلام مِنْ تَغْیِیرِ التَّوْرَاةِ وَ الْإِنْجِیلِ وَ تَحْرِیفِ الْکَلِمِ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَ بِقَوْلِهِ یُرِیدُونَ أَنْ یُطْفِؤُا نُورَ اللَّهِ بِأَفْواهِهِمْ وَ یَأْبَی اللَّهُ إِلَّا أَنْ یُتِمَّ نُورَهُ (4) یَعْنِی أَنَّهُمْ أَثْبَتُوا فِی الْکِتَابِ مَا لَمْ یَقُلْهُ اللَّهُ لِیَلْبِسُوا عَلَی الْخَلِیقَةِ فَأَعْمَی اللَّهُ قُلُوبَهُمْ حَتَّی تَرَکُوا فِیهِ مَا یَدُلُّ عَلَی مَا أَحْدَثُوهُ فِیهِ وَ حَرَّفُوا مِنْهُ وَ بَیَّنَ عَنْ إِفْکِهِمْ وَ تَلْبِیسِهِمْ وَ کِتْمَانِ مَا عَلِمُوهُ مِنْهُ وَ لِذَلِکَ قَالَ لَهُمْ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْباطِلِ (5) وَ ضَرَبَ مَثَلَهُمْ بِقَوْلِهِ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَیَذْهَبُ جُفاءً وَ أَمَّا ما یَنْفَعُ النَّاسَ فَیَمْکُثُ فِی الْأَرْضِ (6) فَالزَّبَدُ فِی هَذَا الْمَوْضِعِ کَلَامُ الْمُلْحِدِینَ الَّذِینَ أَثْبَتُوهُ فِی الْقُرْآنِ فَهُوَ یَضْمَحِلُّ وَ یَبْطُلُ وَ یَتَلَاشَی عِنْدَ التَّحْصِیلِ وَ الَّذِی یَنْفَعُ النَّاسَ مِنْهُ فَالتَّنْزِیلُ الْحَقِیقِیُّ الَّذِی لا یَأْتِیهِ الْباطِلُ مِنْ بَیْنِ یَدَیْهِ وَ لا مِنْ خَلْفِهِ وَ الْقُلُوبُ تَقْبَلُهُ وَ الْأَرْضُ فِی هَذَا الْمَوْضِعِ هِیَ مَحَلُّ الْعِلْمِ وَ قَرَارُهُ وَ لَیْسَ یَسُوغُ مَعَ عُمُومِ التَّقِیَّةِ التَّصْرِیحُ بِأَسْمَاءِ الْمُبَدِّلِینَ وَ لَا الزِّیَادَةُ فِی آیَاتِهِ عَلَی مَا أَثْبَتُوهُ مِنْ تِلْقَائِهِمْ فِی الْکِتَابِ لِمَا فِی ذَلِکَ مِنْ تَقْوِیَةِ حُجَجِ أَهْلِ التَّعْطِیلِ وَ الْکُفْرِ وَ الْمِلَلِ الْمُنْحَرِفَةِ عَنْ قِبْلَتِنَا(7) وَ إِبْطَالِ هَذَا الْعِلْمِ الظَّاهِرِ الَّذِی قَدِ اسْتَکَانَ لَهُ الْمُوَافِقُ وَ الْمُخَالِفُ بِوُقُوعِ الِاصْطِلَاحِ عَلَی الِایتِمَارِ لَهُمْ وَ الرِّضَا بِهِمْ وَ لِأَنَ

ص: 113

أَهْلَ الْبَاطِلِ فِی الْقَدِیمِ وَ الْحَدِیثِ أَکْثَرُ عَدَداً مِنْ أَهْلِ الْحَقِّ وَ لِأَنَّ الصَّبْرَ عَلَی وُلَاةِ الْأَمْرِ مَفْرُوضٌ لِقَوْلِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ لِنَبِیِّهِ صلی الله علیه و آله فَاصْبِرْ کَما صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ (1) وَ إِیجَابُهُ مِثْلُ ذَلِکَ عَلَی أَوْلِیَائِهِ وَ أَهْلِ طَاعَتِهِ بِقَوْلِهِ- لَقَدْ کانَ لَکُمْ فِی رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ(2) فَحَسْبُکَ مِنَ الْجَوَابِ فِی هَذَا الْمَوْضِعِ مَا سَمِعْتَ فَإِنَّ شَرِیعَةَ التَّقِیَّةِ تَحْظُرُ التَّصْرِیحَ بِأَکْثَرَ مِنْهُ وَ أَمَّا قَوْلُهُ وَ جاءَ رَبُّکَ وَ الْمَلَکُ صَفًّا صَفًّا(3) وَ قَوْلُهُ وَ لَقَدْ جِئْتُمُونا فُرادی (4) وَ قَوْلُهُ هَلْ یَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِیَهُمُ الْمَلائِکَةُ أَوْ یَأْتِیَ رَبُّکَ أَوْ یَأْتِیَ بَعْضُ آیاتِ رَبِّکَ (5) فَذَلِکَ کُلُّهُ حَقٌّ وَ لَیْسَتْ جِیئَتُهُ جَلَّ ذِکْرُهُ کَجِیئَةِ خَلْقِهِ فَإِنَّهُ رَبُّ کُلِّ شَیْ ءٍ وَ مِنْ کِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مَا یَکُونُ تَأْوِیلُهُ عَلَی غَیْرِ تَنْزِیلِهِ وَ لَا یُشْبِهُ تَأْوِیلُهُ کَلَامَ الْبَشَرِ وَ لَا فِعْلَ الْبَشَرِ وَ سَأُنَبِّئُکَ بِمِثَالٍ لِذَلِکَ تَکْتَفِی بِهِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ وَ هُوَ حِکَایَةُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ عَنْ إِبْرَاهِیمَ علیه السلام حَیْثُ قَالَ- إِنِّی ذاهِبٌ إِلی رَبِّی (6) فَذَهَابُهُ إِلَی رَبِّهِ تَوَجُّهُهُ إِلَیْهِ فِی عِبَادَتِهِ وَ اجْتِهَادِهِ أَ لَا تَرَی أَنَّ تَأْوِیلَهُ غَیْرُ تَنْزِیلِهِ وَ قَالَ أَنْزَلَ لَکُمْ مِنَ الْأَنْعامِ ثَمانِیَةَ أَزْواجٍ (7) وَ قَالَ وَ أَنْزَلْنَا الْحَدِیدَ فِیهِ بَأْسٌ شَدِیدٌ(8) فَإِنْزَالُهُ ذَلِکَ خَلْقُهُ إِیَّاهُ وَ کَذَلِکَ قَوْلُهُ إِنْ کانَ لِلرَّحْمنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعابِدِینَ (9) أَیِ الْجَاحِدِینَ فَالتَّأْوِیلُ فِی هَذَا الْقَوْلِ بَاطِنُهُ مُضَادٌّ لِظَاهِرِهِ وَ مَعْنَی قَوْلِهِ هَلْ یَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِیَهُمُ

الْمَلائِکَةُ أَوْ یَأْتِیَ رَبُّکَ أَوْ یَأْتِیَ بَعْضُ آیاتِ رَبِّکَ فَإِنَّمَا هِیَ خَاطَبَ نَبِیَّنَا صلی الله علیه و آله هَلْ یَنْتَظِرُونَ الْمُنَافِقُونَ وَ الْمُشْرِکُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِیَهُمُ الْمَلائِکَةُ فَیُعَایِنُوهُمْ أَوْ یَأْتِیَ رَبُّکَ أَوْ یَأْتِیَ بَعْضُ

ص: 114

آیاتِ رَبِّکَ یَعْنِی بِذَلِکَ أَمْرَ رَبِّکَ وَ الْآیَاتُ هِیَ الْعَذَابُ فِی دَارِ الدُّنْیَا کَمَا عَذَّبَ الْأُمَمَ السَّالِفَةَ وَ الْقُرُونَ الْخَالِیَةَ وَ قَالَ أَ وَ لَمْ یَرَوْا أَنَّا نَأْتِی الْأَرْضَ نَنْقُصُها مِنْ أَطْرافِها(1) یَعْنِی بِذَلِکَ مَا یَهْلِکُ مِنَ الْقُرُونِ فَسَمَّاهُ إِتْیَاناً وَ قَالَ قاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّی یُؤْفَکُونَ (2) أَیْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ أَنَّی یُؤْفَکُونَ فَسَمَّی اللَّعْنَةَ قِتَالًا وَ کَذَلِکَ قَالَ قُتِلَ الْإِنْسانُ ما أَکْفَرَهُ (3) أَیْ لُعِنَ الْإِنْسَانُ وَ قَالَ فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَ لکِنَّ اللَّهَ قَتَلَهُمْ وَ ما رَمَیْتَ إِذْ رَمَیْتَ وَ لکِنَّ اللَّهَ رَمی (4) فَسَمَّی فِعْلَ النَّبِیِّ فِعْلًا لَهُ أَ لَا تَرَی تَأْوِیلَهُ عَلَی غَیْرِ تَنْزِیلِهِ وَ مِثْلُ قَوْلِهِ بَلْ هُمْ بِلِقاءِ رَبِّهِمْ کافِرُونَ (5) فَسَمَّی الْبَعْثَ لِقَاءً وَ کَذَلِکَ قَوْلُهُ الَّذِینَ یَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ (6) أَیْ یُوقِنُونَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ وَ مِثْلُهُ قَوْلُهُ أَ لا یَظُنُّ أُولئِکَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ لِیَوْمٍ عَظِیمٍ (7) أَیْ أَ لَیْسَ یُوقِنُونَ أَنَّهُمْ مَبْعُوثُونَ وَ اللِّقَاءُ عِنْدَ الْمُؤْمِنِ الْبَعْثُ وَ عِنْدَ الْکَافِرِ الْمُعَایَنَةُ وَ النَّظَرُ وَ قَدْ یَکُونُ بَعْضُ ظَنِّ الْکَافِرِ یَقِیناً وَ ذَلِکَ قَوْلُهُ- وَ رَأَی الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُواقِعُوها(8) أَیْ أَیْقَنُوا أَنَّهُمْ مُوَاقِعُوهَا وَ أَمَّا قَوْلُهُ فِی الْمُنَافِقِینَ وَ تَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا(9) فَلَیْسَ ذَلِکَ بِیَقِینٍ وَ لَکِنَّهُ شَکٌّ فَاللَّفْظُ وَاحِدٌ فِی الظَّاهِرِ وَ مُخَالِفٌ فِی الْبَاطِنِ وَ کَذَلِکَ قَوْلُهُ الرَّحْمنُ عَلَی الْعَرْشِ اسْتَوی (10) یَعْنِی اسْتَوَی تَدْبِیرَهُ وَ عَلَا أَمْرَهُ وَ قَوْلُهُ وَ هُوَ الَّذِی فِی السَّماءِ إِلهٌ وَ فِی الْأَرْضِ إِلهٌ (11) وَ قَوْلُهُ هُوَ مَعَکُمْ أَیْنَ ما کُنْتُمْ (12) وَ قَوْلُهُ:

ص: 115

ما یَکُونُ مِنْ نَجْوی ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رابِعُهُمْ (1) فَإِنَّمَا أَرَادَ بِذَلِکَ اسْتِیلَاءَ أُمَنَائِهِ بِالْقُدْرَةِ الَّتِی رَکَّبَهَا فِیهِمْ عَلَی جَمِیعِ خَلْقِهِ وَ أَنَّ فِعْلَهُمْ فِعْلُهُ فَافْهَمْ عَنِّی مَا أَقُولُ لَکَ فَإِنِّی إِنَّمَا أَزِیدُکَ فِی الشَّرْحِ لِأُثْلِجَ فِی صَدْرِکَ وَ صَدْرِ مَنْ لَعَلَّهُ بَعْدَ الْیَوْمِ یَشُکُّ فِی مِثْلِ مَا شَکَکْتَ فِیهِ فَلَا یَجِدُ مُجِیباً عَمَّا یَسْأَلُ عَنْهُ لِعُمُومِ الطُّغْیَانِ وَ الِافْتِتَانِ وَ لِاضْطِرَارِ أَهْلِ الْعِلْمِ بِتَأْوِیلِ الْکِتَابِ إِلَی الِاکْتِتَامِ وَ الِاحْتِجَابِ خِیفَةً مِنْ أَهْلِ الظُّلْمِ وَ الْبَغْیِ أَمَا إِنَّهُ سَیَأْتِی عَلَی النَّاسِ زَمَانٌ یَکُونُ الْحَقُّ فِیهِ مَسْتُوراً وَ الْبَاطِلُ ظَاهِراً مَشْهُوراً وَ ذَلِکَ إِذَا کَانَ أَوْلَی النَّاسِ بِهِ أَعْدَاهُمْ لَهُ وَ اقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ وَ عَظُمَ الْإِلْحَادُ وَ ظَهَرَ الْفَسَادُ- هُنالِکَ ابْتُلِیَ الْمُؤْمِنُونَ وَ زُلْزِلُوا زِلْزالًا شَدِیداً وَ نَحَلَهُمُ الْکُفَّارُ أَسْمَاءَ الْأَشْرَارِ فَیَکُونُ جُهْدَ الْمُؤْمِنِ أَنْ یَحْفَظَ مُهْجَتَهُ مِنْ أَقْرَبِ النَّاسِ إِلَیْهِ ثُمَّ یُتِیحُ اللَّهُ الْفَرَجَ لِأَوْلِیَائِهِ فَیُظْهِرُ صَاحِبُ الْأَمْرِ عَلَی أَعْدَائِهِ وَ أَمَّا قَوْلُهُ وَ یَتْلُوهُ شاهِدٌ مِنْهُ (2) فَذَلِکَ حُجَّةُ اللَّهِ أَقَامَهَا عَلَی خَلْقِهِ وَ عَرَّفَهُمْ أَنَّهُ لَا یَسْتَحِقُّ مَجْلِسَ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله إِلَّا مَنْ یَقُومُ مَقَامَهُ وَ لَا یَتْلُوهُ إِلَّا مَنْ یَکُونُ فِی الطَّهَارَةِ مِثْلَهُ مَنْزِلَةً لِئَلَّا یَتَّسِعَ لِمَنْ مَاسَّهُ رِجْسُ الْکُفْرِ فِی وَقْتٍ مِنَ الْأَوْقَاتِ انْتِحَالُ الِاسْتِحْقَاقِ لِمَقَامِ رَسُولِ اللَّهِ وَ لِیَضِیقَ الْعُذْرُ عَلَی مَنْ یُعِینُهُ عَلَی إِثْمِهِ وَ ظُلْمِهِ إِذْ کَانَ اللَّهُ قَدْ حَظَرَ عَلَی مَنْ مَاسَّهُ الْکُفْرُ تَقَلُّدَ مَا فَوَّضَهُ إِلَی أَنْبِیَائِهِ وَ أَوْلِیَائِهِ بِقَوْلِهِ لِإِبْرَاهِیمَ لا یَنالُ عَهْدِی الظَّالِمِینَ (3) أَیِ الْمُشْرِکِینَ لِأَنَّهُ سَمَّی الشِّرْکَ ظُلْماً بِقَوْلِهِ إِنَّ الشِّرْکَ لَظُلْمٌ عَظِیمٌ (4) فَلَمَّا عَلِمَ إِبْرَاهِیمُ علیه السلام أَنَّ عَهْدَ اللَّهِ تَبَارَکَ اسْمُهُ بِالْإِمَامَةِ لَا یَنَالُ عَبَدَةَ الْأَصْنَامِ قَالَ- وَ اجْنُبْنِی وَ بَنِیَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنامَ (5) وَ اعْلَمْ أَنَّ مَنْ آثَرَ الْمُنَافِقِینَ عَلَی الصَّادِقِینَ وَ الْکُفَّارَ عَلَی الْأَبْرَارِ فَقَدِ

ص: 116

افْتَری عَلَی اللَّهِ إِثْماً عَظِیماً إِذَا کَانَ قَدْ بَیَّنَ اللَّهُ فِی کِتَابِهِ الْفَرْقَ بَیْنَ الْمُحِقِّ وَ الْمُبْطِلِ وَ الطَّاهِرِ وَ النِّجْسِ وَ الْمُؤْمِنِ وَ الْکَافِرِ وَ أَنَّهُ لَا یَتْلُو النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله عِنْدَ فَقْدِهِ إِلَّا مَنْ حَلَّ مَحَلَّهُ صِدْقاً وَ عَدْلًا وَ طَهَارَةً وَ فَضْلًا وَ أَمَّا الْأَمَانَةُ الَّتِی ذَکَرْتُهَا فَهِیَ الْأَمَانَةُ الَّتِی لَا تَجِبُ وَ لَا یَجُوزُ أَنْ تَکُونَ إِلَّا فِی الْأَنْبِیَاءِ وَ أَوْصِیَائِهِمْ لِأَنَّ اللَّهَ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی ائْتَمَنَهُمْ عَلَی خَلْقِهِ وَ جَعَلَهُمْ حُجَجاً فِی أَرْضِهِ فَبِالسَّامِرِیِّ وَ مَنِ اجْتَمَعَ مَعَهُ وَ أَعَانَهُ مِنَ الْکُفَّارِ عَلَی عِبَادَةِ الْعِجْلِ عِنْدَ غَیْبَةِ مُوسَی مَا تَمَّ انْتِحَالُ مَحَلِّ مُوسَی علیه السلام مِنَ الطَّغَامِ وَ الِاحْتِمَالُ لِتِلْکَ الْأَمَانَةِ الَّتِی لَا یَنْبَغِی إِلَّا لِطَاهِرٍ مِنَ الرِّجْسِ فَاحْتَمَلَ وِزْرَهَا وَ وِزْرَ مَنْ سَلَکَ فِی سَبِیلِهِ مِنَ الظَّالِمِینَ وَ أَعْوَانِهِمْ وَ لِذَلِکَ قَالَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله مَنِ اسْتَنَّ سُنَّةَ حَقٍّ کَانَ لَهُ أَجْرُهَا وَ أَجْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ وَ مَنِ اسْتَنَّ سُنَّةَ بَاطِلٍ کَانَ عَلَیْهِ وِزْرُهَا وَ وِزْرُ مَنْ عَمِلَ بِهَا إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ وَ لِهَذَا الْقَوْلِ عَنِ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله شَاهِدٌ مِنْ کِتَابِ اللَّهِ وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِی قِصَّةِ قَابِیلَ قَاتِلِ أَخِیهِ- مِنْ أَجْلِ ذلِکَ کَتَبْنا عَلی بَنِی إِسْرائِیلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَیْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسادٍ فِی الْأَرْضِ فَکَأَنَّما قَتَلَ النَّاسَ جَمِیعاً وَ مَنْ أَحْیاها فَکَأَنَّما أَحْیَا النَّاسَ جَمِیعاً(1) وَ لِلْإِحْیَاءِ فِی هَذَا الْمَوْضِعِ تَأْوِیلٌ فِی الْبَاطِنِ لَیْسَ کَظَاهِرِهِ وَ هُوَ مَنْ هَدَاهَا لِأَنَّ الْهِدَایَةَ هِیَ حَیَاةُ الْأَبَدِ وَ مَنْ سَمَّاهُ اللَّهُ حَیّاً لَمْ یَمُتْ أَبَداً إِنَّمَا یَنْقُلُهُ مِنْ دَارِ مِحْنَةٍ إِلَی دَارِ رَاحَةٍ وَ مِنْحَةٍ وَ أَمَّا مَا أَرَاکَ (2) مِنَ الْخِطَابِ بِالانْفِرَادِ مَرَّةً وَ بِالْجَمْعِ مَرَّةً مِنْ صِفَةِ الْبَارِئِ جَلَّ ذِکْرُهُ فَإِنَّ اللَّهَ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی عَلَی مَا وَصَفَ بِهِ نَفْسَهُ بِالانْفِرَادِ وَ الْوَحْدَانِیَّةِ هُوَ النُّورُ الْأَزَلِیُّ الْقَدِیمُ الَّذِی لَیْسَ کَمِثْلِهِ شَیْ ءٌ لَا یَتَغَیَّرُ وَ یَحْکُمُ مَا یَشَاءُ وَ یَخْتارُ وَ لا مُعَقِّبَ لِحُکْمِهِ وَ لَا رَادَّ لِقَضَائِهِ وَ لَا مَا خَلَقَ زَادَ فِی مُلْکِهِ وَ عِزِّهِ وَ لَا

ص: 117

نَقَصَ مِنْهُ مَا لَمْ یَخْلُقْهُ وَ إِنَّمَا أَرَادَ بِالْخَلْقِ إِظْهَارَ قُدْرَتِهِ وَ إِبْدَاءَ سُلْطَانِهِ وَ تَبْیِینَ بَرَاهِینِ حِکْمَتِهِ فَخَلَقَ مَا شَاءَ کَمَا شَاءَ وَ أَجْرَی فِعْلَ بَعْضِ الْأَشْیَاءِ عَلَی أَیْدِی مَنِ اصْطَفَی مِنْ أُمَنَائِهِ فَکَانَ فِعْلُهُمْ فِعْلَهُ وَ أَمْرُهُمْ أَمْرَهُ کَمَا قَالَ مَنْ یُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللَّهَ (1) وَ جَعَلَ السَّمَاءَ وَ الْأَرْضَ وِعَاءً لِمَنْ شَاءَ مِنْ خَلْقِهِ لِیَمِیزَ الْخَبِیثَ مِنَ الطَّیِّبِ مَعَ سَابِقِ عِلْمِهِ بِالْفَرِیقَیْنِ مِنْ أَهْلِهَا وَ لِیَجْعَلَ ذَلِکَ مِثَالًا لِأَوْلِیَائِهِ وَ أُمَنَائِهِ وَ عَرَفَ الْخَلِیقَةَ فَضْلَ مَنْزِلَةِ أَوْلِیَائِهِ وَ فَرَضَ عَلَیْهِمْ مِنْ طَاعَتِهِمْ مِثْلَ الَّذِی فَرَضَهُ مِنْهُ لِنَفْسِهِ وَ أَلْزَمَهُمُ الْحُجَّةَ بِأَنْ خَاطَبَهُمْ خِطَاباً یَدُلُّ عَلَی انْفِرَادِهِ وَ تَوَحُّدِهِ وَ بِأَنَّ لَهُ أَوْلِیَاءَ تَجْرِی أَفْعَالُهُمْ وَ أَحْکَامُهُمْ مَجْرَی فِعْلِهِ فَهُمُ الْعِبَادُ الْمُکَرَّمُونَ الَّذِینَ لا یَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَ هُمْ بِأَمْرِهِ یَعْمَلُونَ هُمُ الَّذِینَ أَیَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَ عَرَّفَ الْخَلْقَ اقْتِدَارَهُمْ عَلَی عِلْمِ الْغَیْبِ بِقَوْلِهِ عالِمُ الْغَیْبِ فَلا یُظْهِرُ عَلی غَیْبِهِ أَحَداً- إِلَّا مَنِ ارْتَضی مِنْ رَسُولٍ (2) وَ هُمُ النَّعِیمُ الَّذِی یَسْأَلُ الْعِبَادَ عَنْهُ لِأَنَّ اللَّهَ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی أَنْعَمَ بِهِمْ عَلَی مَنِ اتَّبَعَهُمْ مِنْ أَوْلِیَائِهِمْ قَالَ السَّائِلُ مَنْ هَؤُلَاءِ الْحُجَجُ قَالَ علیه السلام هُمْ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله وَ مَنْ حَلَّ مَحَلَّهُ مِنْ أَصْفِیَاءِ اللَّهِ الَّذِینَ قَرَنَهُمُ اللَّهُ بِنَفْسِهِ وَ بِرَسُولِهِ وَ فَرَضَ عَلَی الْعِبَادِ مِنْ طَاعَتِهِمْ مِثْلَ الَّذِی فَرَضَ عَلَیْهِمْ مِنْهَا لِنَفْسِهِ وَ هُمْ وُلَاةُ الْأَمْرِ الَّذِینَ قَالَ اللَّهُ فِیهِمْ- أَطِیعُوا اللَّهَ وَ أَطِیعُوا الرَّسُولَ وَ أُولِی الْأَمْرِ مِنْکُمْ (3) وَ قَالَ فِیهِمْ وَ لَوْ رَدُّوهُ إِلَی الرَّسُولِ وَ إِلی أُولِی الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِینَ یَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ (4) قَالَ السَّائِلُ مَا ذَلِکَ الْأَمْرُ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام الَّذِی تَنَزَّلُ بِهِ الْمَلَائِکَةُ فِی اللَّیْلَةِ الَّتِی یُفَرَّقُ فِیهَا کُلُّ أَمْرٍ حَکِیمٍ مِنْ خَلْقٍ وَ رِزْقٍ وَ أَجَلٍ وَ عَمَلٍ وَ حَیَاةٍ وَ مَوْتٍ وَ عِلْمِ غَیْبِ السَّمَاوَاتِ وَ الْأَرْضِ وَ الْمُعْجِزَاتِ الَّتِی لَا تَنْبَغِی إِلَّا لِلَّهِ وَ أَصْفِیَائِهِ وَ السَّفَرَةِ بَیْنَهُ وَ بَیْنَ خَلْقِهِ وَ هُمْ وَجْهُ اللَّهِ الَّذِی قَالَ- فَأَیْنَما تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ

ص: 118

اللَّهِ (1) هُمْ بَقِیَّةُ اللَّهِ یَعْنِی الْمَهْدِیَّ الَّذِی یَأْتِی عِنْدَ انْقِضَاءِ هَذِهِ النَّظِرَةِ فَیَمْلَأُ الْأَرْضَ عَدْلًا کَمَا مُلِئَتْ ظُلْماً وَ جَوْراً وَ مِنْ آیَاتِهِ الْغِیبَةُ وَ الِاکْتِتَامُ عِنْدَ عُمُومِ الطُّغْیَانِ وَ حُلُولِ الِانْتِقَامِ وَ لَوْ کَانَ هَذَا الْأَمْرُ الَّذِی عَرَّفْتُکَ نَبَأَهُ لِلنَّبِیِّ دُونَ غَیْرِهِ لَکَانَ الْخِطَابُ یَدُلُّ عَلَی فِعْلٍ خَاصٍّ غَیْرِ دَائِمٍ وَ لَا مُسْتَقْبَلٍ وَ لَقَالَ نَزَلَتِ الْمَلَائِکَةُ وَ فُرِقَ کُلُّ أَمْرٍ حَکِیمٍ وَ لَمْ یَقُلْ تَنَزَّلُ الْمَلائِکَةُ(2) وَ یُفْرَقُ کُلُّ أَمْرٍ حَکِیمٍ (3) وَ قَدْ زَادَ جَلَّ ذِکْرُهُ فِی التِّبْیَانِ وَ إِثْبَاتِ الْحُجَّةِ بِقَوْلِهِ فِی أَصْفِیَائِهِ وَ أَوْلِیَائِهِ علیهم السلام أَنْ تَقُولَ نَفْسٌ یا حَسْرَتی عَلی ما فَرَّطْتُ فِی جَنْبِ اللَّهِ (4) تَعْرِیفاً لِلْخَلِیقَةِ قُرْبَهُمْ أَ لَا تَرَی أَنَّکَ تَقُولُ فُلَانٌ إِلَی جَنْبِ فُلَانٍ إِذَا أَرَدْتَ أَنْ تَصِفَ قُرْبَهُ مِنْهُ: وَ إِنَّمَا جَعَلَ اللَّهُ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی فِی کِتَابِهِ هَذِهِ الرُّمُوزَ الَّتِی لَا یَعْلَمُهَا غَیْرُهُ وَ غَیْرُ أَنْبِیَائِهِ وَ حُجَجِهِ فِی أَرْضِهِ لِعِلْمِهِ بِمَا یُحْدِثُهُ فِی کِتَابِهِ الْمُبَدِّلُونَ مِنْ إِسْقَاطِ أَسْمَاءِ حُجَجِهِ مِنْهُ وَ تَلْبِیسِهِمْ ذَلِکَ عَلَی الْأُمَّةِ لِیُعِینُوهُمْ عَلَی بَاطِلِهِمْ فَأَثْبَتَ فِیهِ الرُّمُوزَ وَ أَعْمَی قُلُوبَهُمْ وَ أَبْصَارَهُمْ لِمَا عَلَیْهِمْ فِی تَرْکِهَا وَ تَرْکِ غَیْرِهَا مِنَ الْخِطَابِ الدَّالِّ عَلَی مَا أَحْدَثُوهُ فِیهِ وَ جَعَلَ أَهْلَ الْکِتَابِ الْمُقِیمِینَ بِهِ وَ الْعَالِمِینَ بِظَاهِرِهِ وَ بَاطِنِهِ مِنْ شَجَرَةٍ أَصْلُها ثابِتٌ وَ فَرْعُها فِی السَّماءِ- تُؤْتِی أُکُلَها کُلَّ حِینٍ بِإِذْنِ رَبِّها(5) أَیْ یُظْهِرُ مِثْلَ هَذَا الْعِلْمِ لِمُحْتَمِلِیهِ فِی الْوَقْتِ بَعْدَ الْوَقْتِ وَ جَعَلَ أَعْدَاءَهَا أَهْلَ الشَّجَرَةِ الْمَلْعُونَةِ الَّذِینَ حَاوَلُوا إِطْفَاءَ نُورِ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ- وَ یَأْبَی اللَّهُ إِلَّا أَنْ یُتِمَّ نُورَهُ وَ لَوْ عَلِمَ الْمُنَافِقُونَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ مَا عَلَیْهِمْ مِنْ تَرْکِ هَذِهِ الْآیَاتِ الَّتِی بَیَّنْتُ لَکَ تَأْوِیلَهَا لَأَسْقَطُوهَا مَعَمَا أَسْقَطُوا مِنْهُ وَ لَکِنَّ اللَّهَ تَبَارَکَ اسْمُهُ مَاضٍ حُکْمُهُ بِإِیجَابِ الْحُجَّةِ عَلَی خَلْقِهِ کَمَا قَالَ فَلِلَّهِ الْحُجَّةُ الْبالِغَةُ(6) أَغْشَی أَبْصَارَهُمْ وَ جَعَلَ

ص: 119

عَلَی قُلُوبِهِمْ أَکِنَّةً عَنْ تَأَمُّلِ ذَلِکَ فَتَرَکُوهُ بِحَالِهِ وَ حُجِبُوا عَنْ تَأْکِیدِ الْمُلَبِّسِ بِإِبْطَالِهِ فَالسُّعَدَاءُ یَتَثَبَّتُونَ عَلَیْهِ وَ الْأَشْقِیَاءُ یَعْمُونَ عَنْهُ- وَ مَنْ لَمْ یَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُوراً فَما لَهُ مِنْ نُورٍ ثُمَّ إِنَّ اللَّهَ جَلَّ ذِکْرُهُ بِسَعَةِ رَحْمَتِهِ وَ رَأْفَتِهِ بِخَلْقِهِ وَ عِلْمِهِ بِمَا یُحْدِثُهُ الْمُبَدِّلُونَ مِنْ تَغْیِیرِ کِتَابِهِ قَسَّمَ کَلَامَهُ ثَلَاثَةَ أَقْسَامٍ فَجَعَلَ قِسْماً مِنْهُ یَعْرِفُهُ الْعَالِمُ وَ الْجَاهِلُ وَ قِسْماً لَا یَعْرِفُهُ إِلَّا مَنْ صَفَا ذِهْنُهُ وَ لَطُفَ حِسُّهُ وَ صَحَّ تَمْیِیزُهُ مِمَّنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَ قِسْماً لَا یَعْرِفُهُ إِلَّا اللَّهُ وَ أُمَنَاؤُهُ الرَّاسِخُونَ فِی الْعِلْمِ وَ إِنَّمَا فَعَلَ ذَلِکَ لِئَلَّا یَدَّعِیَ أَهْلُ الْبَاطِلِ مِنَ الْمُسْتَوْلِینَ عَلَی مِیرَاثِ رَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله مِنْ عِلْمِ الْکِتَابِ مَا لَمْ یَجْعَلْهُ اللَّهُ لَهُمْ وَ لِیَقُودَهُمُ الِاضْطِرَارُ إِلَی الِایتِمَارِ لِمَنْ وَلَّاهُ أَمْرَهُمْ فَاسْتَکْبَرُوا عَنْ طَاعَتِهِ تَعَزُّزاً وَ افْتِرَاءً عَلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ اغْتِرَاراً بِکَثْرَةِ مَنْ ظَاهَرَهُمْ وَ عَاوَنَهُمْ وَ عَانَدَ اللَّهَ جَلَّ اسْمُهُ وَ رَسُولَهُ صلی الله علیه و آله فَأَمَّا مَا عَلِمَهُ الْجَاهِلُ وَ الْعَالِمُ مِنْ فَضْلِ رَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله مِنْ کِتَابِ اللَّهِ وَ هُوَ قَوْلُ اللَّهِ سُبْحَانَهُ- مَنْ یُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطاعَ اللَّهَ (1) وَ قَوْلُهُ إِنَّ اللَّهَ وَ مَلائِکَتَهُ یُصَلُّونَ عَلَی النَّبِیِّ یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَیْهِ وَ سَلِّمُوا تَسْلِیماً(2) وَ لِهَذِهِ الْآیَةِ ظَاهِرٌ وَ بَاطِنٌ فَالظَّاهِرُ قَوْلُهُ صَلُّوا عَلَیْهِ وَ الْبَاطِنُ قَوْلُهُ وَ سَلِّمُوا تَسْلِیماً أَیْ سَلِّمُوا لِمَنْ وَصَّاهُ وَ اسْتَخْلَفَهُ عَلَیْکُمْ فَضْلَهُ وَ مَا عَهِدَ بِهِ إِلَیْهِ تَسْلِیماً وَ هَذَا مِمَّا أَخْبَرْتُکَ أَنَّهُ لَا یَعْلَمُ تَأْوِیلَهُ إِلَّا مَنْ لَطُفَ حِسُّهُ وَ صَفَا ذِهْنُهُ وَ صَحَّ تَمِیزُهُ وَ کَذَلِکَ قَوْلُهُ سَلَامٌ عَلَی آلِ یَاسِینَ (3)

لِأَنَّ اللَّهَ سَمَّی النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله بِهَذَا الِاسْمِ حَیْثُ قَالَ- یس وَ الْقُرْآنِ الْحَکِیمِ إِنَّکَ لَمِنَ الْمُرْسَلِینَ لِعِلْمِهِ بِأَنَّهُمْ یُسْقِطُونَ قَوْلَ سَلَامٌ عَلَی آلِ مُحَمَّدٍ کَمَا أَسْقَطُوا غَیْرَهُ وَ مَا زَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله یَتَأَلَّفُهُمْ وَ یُقَرِّبُهُمْ یُجْلِسُهُمْ عَنْ یَمِینِهِ وَ شِمَالِهِ حَتَّی أَذِنَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَهُ فِی إِبْعَادِهِمْ

ص: 120

بِقَوْلِهِ وَ اهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِیلًا(1) وَ بِقَوْلِهِ فَما لِ الَّذِینَ کَفَرُوا قِبَلَکَ مُهْطِعِینَ عَنِ الْیَمِینِ وَ عَنِ الشِّمالِ عِزِینَ- أَ یَطْمَعُ کُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ یُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِیمٍ- کَلَّا إِنَّا خَلَقْناهُمْ مِمَّا یَعْلَمُونَ (2) وَ کَذَلِکَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ یَوْمَ نَدْعُوا کُلَّ أُناسٍ بِإِمامِهِمْ (3) وَ لَمْ یُسَمَّ بِأَسْمَائِهِمْ وَ أَسْمَاءِ آبَائِهِمْ وَ أُمَّهَاتِهِمْ وَ أَمَّا قَوْلُهُ کُلُّ شَیْ ءٍ هالِکٌ إِلَّا وَجْهَهُ (4) فَإِنَّمَا أُنْزِلَتْ کُلُّ شَیْ ءٍ هَالِکٌ إِلَّا دِینَهُ لِأَنَّهُ مِنَ الْمُحَالِ أَنْ یَهْلِکَ مِنْهُ کُلُّ شَیْ ءٍ وَ یَبْقَی الْوَجْهُ هُوَ أَجَلُّ وَ أَعْظَمُ وَ أَکْرَمُ مِنْ ذَلِکَ إِنَّمَا یَهْلِکُ مَنْ لَیْسَ مِنْهُ أَ لَا تَرَی أَنَّهُ قَالَ- کُلُّ مَنْ عَلَیْها فانٍ وَ یَبْقی وَجْهُ رَبِّکَ (5) فَفَصَلَ بَیْنَ خَلْقِهِ وَ وَجْهِهِ وَ أَمَّا ظُهُورُکَ عَلَی تَنَاکُرِ قَوْلِهِ- وَ إِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِی الْیَتامی فَانْکِحُوا ما طابَ لَکُمْ مِنَ النِّساءِ(6) وَ لَیْسَ یُشْبِهُ الْقِسْطَ فِی الْیَتَامَی نِکَاحُ النِّسَاءِ وَ لَا کُلُّ النِّسَاءِ أَیْتَاماً فَهُوَ مِمَّا قَدَّمْتُ ذِکْرَهُ مِنْ إِسْقَاطِ الْمُنَافِقِینَ مِنَ الْقُرْآنِ وَ بَیْنَ الْقَوْلِ فِی الْیَتَامَی وَ بَیْنَ نِکَاحِ النِّسَاءِ مِنَ الْخِطَابِ وَ الْقِصَصِ أَکْثَرُ مِنْ ثُلُثِ الْقُرْآنِ وَ هَذَا وَ مَا أَشْبَهَهُ مِمَّا ظَهَرَتْ حَوَادِثُ الْمُنَافِقِینَ فِیهِ لِأَهْلِ النَّظَرِ وَ التَّأَمُّلِ وَ وَجَدَ الْمُعَطِّلُونَ وَ أَهْلُ الْمِلَلِ الْمُخَالِفَةِ مَسَاغاً إِلَی الْقَدْحِ فِی الْقُرْآنِ وَ لَوْ شَرَحْتُ لَکَ کُلَّ مَا أُسْقِطَ وَ حُرِّفَ وَ بُدِّلَ مِمَّا یَجْرِی هَذَا الْمَجْرَی لَطَالَ وَ ظَهَرَ مَا تَحْظُرُ التَّقِیَّةُ إِظْهَارَهُ مِنْ مَنَاقِبِ الْأَوْلِیَاءِ وَ مَثَالِبِ الْأَعْدَاءِ وَ أَمَّا قَوْلُهُ وَ ما ظَلَمُونا وَ لکِنْ کانُوا أَنْفُسَهُمْ یَظْلِمُونَ (7) فَهُوَ تَبَارَکَ اسْمُهُ أَجَلُّ وَ أَعْظَمُ مِنْ أَنْ یَظْلًمَ وَ لَکِنَّهُ قَرَنَ أُمَنَاءَهُ عَلَی خَلْقِهِ بِنَفْسِهِ وَ عَرَّفَ الْخَلِیقَةَ جَلَالَةَ قَدْرِهِمْ عِنْدَهُ وَ أَنَّ ظُلْمَهُمْ ظُلْمُهُ بِقَوْلِهِ وَ ما ظَلَمُونا بِبُغْضِهِمْ أَوْلِیَاءَنَا وَ مَعُونَةِ أَعْدَائِهِمْ عَلَیْهِمْ- وَ لکِنْ کانُوا أَنْفُسَهُمْ یَظْلِمُونَ إِذْ حَرَمُوهَا الْجَنَّةَ وَ أَوْجَبُوا

ص: 121

عَلَیْهَا خُلُودَ النَّارِ.

وَ أَمَّا قَوْلُهُ إِنَّما أَعِظُکُمْ بِواحِدَةٍ(1) فَإِنَّ اللَّهَ جَلَّ ذِکْرُهُ أَنْزَلَ عَزَائِمَ الشَّرَائِعِ وَ آیَاتِ الْفَرَائِضِ فِی أَوْقَاتٍ مُخْتَلِفَةٍ کَمَا خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ فِی سِتَّةِ أَیَّامٍ وَ لَوْ شَاءَ أَنْ یَخْلُقَهَا فِی أَقَلَّ مِنْ لَمْحِ الْبَصَرِ لَخَلَقَ وَ لَکِنَّهُ جَعَلَ الْأَنَاةَ وَ الْمُدَارَاةَ مِثَالًا لِأُمَنَائِهِ وَ إِیجَاباً لِلْحُجَّةِ عَلَی خَلْقِهِ فَکَانَ أَوَّلُ مَا قَیَّدَهُمْ بِهِ الْإِقْرَارَ بِالْوَحْدَانِیَّةِ وَ الرُّبُوبِیَّةِ وَ الشَّهَادَةَ بِأَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَلَمَّا أَقَرُّوا بِذَلِکَ تَلَاهُ بِالْإِقْرَارِ لِنَبِیِّهِ صلی الله علیه و آله بِالنُّبُوَّةِ وَ الشَّهَادَةِ لَهُ بِالرِّسَالَةِ فَلَمَّا انْقَادُوا لِذَلِکَ فَرَضَ عَلَیْهِمُ الصَّلَاةَ ثُمَّ الصَّوْمَ ثُمَّ الْحَجَّ ثُمَّ الْجِهَادَ ثُمَّ الزَّکَاةَ ثُمَّ الصَّدَقَاتِ وَ مَا یَجْرِی مَجْرَاهَا مِنْ مَالِ الْفَیْ ءِ فَقَالَ الْمُنَافِقُونَ هَلْ بَقِیَ لِرَبِّکَ عَلَیْنَا بَعْدَ الَّذِی فَرَضْتَهُ عَلَیْنَا شَیْ ءٌ آخَرُ یَفْتَرِضُهُ فَتَذْکُرُهُ لِتَسْکُنَ أَنْفُسُنَا أَنَّهُ لَمْ یَبْقَ غَیْرُهُ فَأَنْزَلَ اللَّهُ فِی ذَلِکَ قُلْ إِنَّما أَعِظُکُمْ بِواحِدَةٍ یَعْنِی الْوَلَایَةَ فَأَنْزَلَ إِنَّما وَلِیُّکُمُ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ وَ الَّذِینَ آمَنُوا الَّذِینَ یُقِیمُونَ الصَّلاةَ وَ یُؤْتُونَ الزَّکاةَ وَ هُمْ راکِعُونَ (2) وَ لَیْسَ بَیْنَ الْأُمَّةِ خِلَافٌ أَنَّهُ لَمْ یُؤْتِ الزَّکَاةَ یَوْمَئِذٍ أَحَدٌ وَ هُوَ رَاکِعٌ غَیْرُ رَجُلٍ وَاحِدٍ لَوْ ذُکِرَ اسْمُهُ فِی الْکِتَابِ لَأَسْقَطَ مَعَ مَا أَسْقَطَ مِنْ ذِکْرِهِ وَ هَذَا وَ مَا أَشْبَهَهُ مِنَ الرُّمُوزِ الَّتِی ذَکَرْتُ لَکَ ثُبُوتَهَا فِی الْکِتَابِ لِیَجْهَلَ مَعْنَاهُ الْمُحَرِّفُونَ فَیَبْلُغَ إِلَیْکَ وَ إِلَی أَمْثَالِکَ وَ عِنْدَ ذَلِکَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ- الْیَوْمَ أَکْمَلْتُ لَکُمْ دِینَکُمْ وَ أَتْمَمْتُ عَلَیْکُمْ نِعْمَتِی وَ رَضِیتُ لَکُمُ الْإِسْلامَ دِیناً(3) وَ أَمَّا قَوْلُهُ لِنَبِیِّهِ صلی الله علیه و آله وَ ما أَرْسَلْناکَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعالَمِینَ (4) فَإِنَّکَ تَرَی أَهْلَ الْمِلَلِ الْمُخَالِفَةِ لِلْإِیمَانِ وَ مَنْ یَجْرِی مَجْرَاهُمْ مِنَ الْکُفَّارِ مُقِیمِینَ عَلَی کُفْرِهِمْ إِلَی هَذِهِ الْغَایَةِ وَ أَنَّهُ لَوْ کَانَ رَحْمَةً عَلَیْهِمْ لَاهْتَدَوْا جَمِیعاً وَ نَجَوْا مِنْ عَذَابِ السَّعِیرِ فَإِنَّ اللَّهَ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی اسْمُهُ إِنَّمَا یَعْنِی بِذَلِکَ أَنَّهُ جَعَلَهُ سَبِیلًا

ص: 122

لِإِنْظَارِ أَهْلِ هَذِهِ الدَّارِ وَ لِأَنَّ الْأَنْبِیَاءَ قَبْلَهُ بُعِثُوا بِالتَّصْرِیحِ لَا بِالتَّعْرِیضِ فَکَانَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله فِیهِمْ إِذَا صَدَعَ بِأَمْرِ اللَّهِ وَ أَجَابَهُ قَوْمُهُ سَلَّمُوا وَ سَلَّمَ أَهْلُ دَارِهِمْ مِنْ سَائِرِ الْخَلِیقَةِ وَ إِنْ خَالَفُوهُ هَلَکُوا وَ هَلَکَ أَهْلُ دَارِهِمْ بِالْآفَةِ الَّتِی کَانَتْ نَبِیُّهُمْ یَتَوَعَّدُهُمْ بِهَا وَ یُخَوِّفُهُمْ حُلُولَهَا وَ نُزُولُهَا بِسَاحَتِهِمْ مِنْ خَسْفٍ أَوْ قَذْفٍ أَوْ زَجْرٍ(1)

أَوْ رِیحٍ أَوْ زَلْزَلَةٍ أَوْ غَیْرِ ذَلِکَ مِنْ أَصْنَافِ الْعَذَابِ الَّتِی هَلَکَتْ بِهَا الْأُمَمُ الْخَالِیَةُ وَ إِنَّ اللَّهَ عَلِمَ مِنْ نَبِیِّنَا وَ مِنَ الْحُجَجِ فِی الْأَرْضِ الصَّبْرَ عَلَی مَا لَمْ یُطِقْ مَنْ تَقَدَّمَهُمْ مِنَ الْأَنْبِیَاءِ الصَّبْرُ عَلَی مِثْلِهِ فَبَعَثَهُ اللَّهُ بِالتَّعْرِیضِ لَا بِالتَّصْرِیحِ وَ أَثْبَتَ حُجَّةَ اللَّهِ تَعْرِیضاً لَا تَصْرِیحاً بِقَوْلِهِ فِی وَصِیِّهِ مَنْ کُنْتُ مَوْلَاهُ فَهَذَا مَوْلَاهُ وَ هُوَ مِنِّی بِمَنْزِلَةِ هَارُونَ مِنْ مُوسَی إِلَّا أَنَّهُ لَا نَبِیَّ بَعْدِی وَ لَیْسَ مِنْ خَلِیقَةِ النَّبِیِّ وَ لَا مِنْ شِیمَتِهِ أَنْ یَقُولَ قَوْلًا لَا مَعْنَی لَهُ فَیَلْزَمَ الْأُمَّةَ أَنْ تَعْلَمَ أَنَّهُ لَمَّا کَانَتِ النُّبُوَّةُ وَ الْأُخُوَّةُ مَوْجُودَتَیْنِ فِی خِلْقَةِ هَارُونَ وَ مَعْدُومَتَیْنِ فِیمَنْ جَعَلَهُ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله بِمَنْزِلَتِهِ أَنَّهُ قَدِ اسْتَخْلَفَهُ عَلَی أُمَّتِهِ کَمَا اسْتَخْلَفَ مُوسَی هَارُونَ حَیْثُ قَالَ اخْلُفْنِی فِی قَوْمِی (2) وَ لَوْ قَالَ لَهُمْ لَا تُقَلِّدُوا الْإِمَامَةَ إِلَّا فُلَاناً بِعَیْنِهِ وَ إِلَّا نَزَلَ بِکُمُ الْعَذَابُ لَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ الْأَلِیمُ وَ زَالَ بَابُ الْإِنْظَارِ وَ الْإِمْهَالِ وَ بِمَا أَمَرَ بِسَدِّ بَابِ الْجَمْعِ وَ تَرْکِ بَابِهِ ثُمَّ قَالَ مَا سَدَدْتُ وَ لَا تَرَکْتُ وَ لَکِنَّنِی أُمِرْتُ فَأَطَعْتُ فَقَالُوا سَدَدْتَ بَابَنَا وَ تَرَکْتَ لِأَحْدَثِنَا سِنّاً فَأَمَّا مَا ذَکَرُوهُ مِنْ حَدَاثَةِ سِنِّهِ فَإِنَّ اللَّهَ لَمْ یَسْتَصْغِرْ یُوشَعَ بْنَ نُونٍ حَیْثُ أَمَرَ مُوسَی أَنْ یَعْهَدَ بِالْوَصِیَّةِ إِلَیْهِ وَ هُوَ فِی سِنِّ ابْنِ سَبْعِ سِنِینَ وَ لَا اسْتَصْغَرَ یَحْیَی وَ عِیسَی لَمَّا اسْتَوْدَعَهُمَا عَزَائِمَهُ وَ بَرَاهِینَ حِکْمَتِهِ وَ إِنَّمَا فَعَلَ ذَلِکَ جَلَّ ذِکْرُهُ لِعِلْمِهِ بِعَاقِبَةِ الْأُمُورِ وَ أَنَّ وَصِیَّهُ لَا یَرْجِعُ بَعْدَهُ ضَالًّا وَ لَا کَافِراً وَ بِأَنْ عَمَدَ النَّبِیُّ صلی الله علیه و آله إِلَی سُورَةِ بَرَاءَةَ فَدَفَعَهَا إِلَی مَنْ عَلِمَ أَنَّ الْأُمَّةَ تُؤْثِرُهُ عَلَی وَصِیِّهِ وَ أَمَرَهُ بِقِرَاءَتِهَا عَلَی أَهْلِ مَکَّةَ فَلَمَّا وَلَّی مِنْ بَیْنِ أَیْدِیهِمْ أَتْبَعَهُ بِوَصِیِّهِ وَ أَمَرَهُ بِارْتِجَاعِهَا مِنْهُ وَ النُّفُوذِ إِلَی مَکَّةَ لِیَقْرَأَهَا عَلَی أَهْلِهَا وَ قَالَ:

ص: 123

إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَوْحَی إِلَیَّ أَنْ لَا یُؤَدِّی عَنِّی إِلَّا رَجُلٌ مِنِّی دَلَالَةً مِنْهُ عَلَی خِیَانَةِ مَنْ عَلِمَ أَنَّ الْأُمَّةَ یَخْتَارُهُ عَلَی وَصِیِّهِ ثُمَّ شَفَّعَ ذَلِکَ بِضَمِّ الرَّجُلِ الَّذِی ارْتَجَعَ سُورَةَ بَرَاءَةَ مِنْهُ وَ مَنْ یُوازِرُهُ فِی تَقَدُّمِ الْمَحَلِّ عِنْدَ الْأُمَّةِ إِلَی عَلَمِ النِّفَاقِ- عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ فِی غَزَاةِ ذَاتِ السَّلَاسِلِ وَ وَلَّاهُمَا عَمْرٌو حَرْسَ عَسْکَرِهِ وَ خَتَمَ أَمْرَهُمَا بِأَنْ ضَمَّهُمَا عِنْدَ وَفَاتِهِ إِلَی مَوْلَاهُ أُسَامَةَ بْنِ زَیْدٍ وَ أَمَرَهُمَا بِطَاعَتِهِ وَ التَّصْرِیفِ بَیْنَ أَمْرِهِ وَ نَهْیِهِ وَ کَانَ آخِرُ مَا عَهِدَ بِهِ فِی أَمْرِ أُمَّتِهِ قَوْلُهُ أَنْفِذُوا جَیْشَ أُسَامَةَ یُکَرِّرُ ذَلِکَ عَلَی أَسْمَاعِهِمْ إِیجَاباً لِلْحُجَّةِ عَلَیْهِمْ فِی إِیْثَارِ الْمُنَافِقِینَ عَلَی الصَّادِقِینَ وَ لَوْ عَدَدْتُ کُلَّ مَا کَانَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلی الله علیه و آله فِی إِظْهَارِ مَعَایِبِ الْمُسْتَوْلِینَ عَلَی تُرَاثِهِ لَطَالَ وَ أَنَّ السَّابِقَ مِنْهُمْ إِلَی تَقَلُّدِ مَا لَیْسَ لَهُ بِأَهْلٍ قَامَ هَاتِفاً عَلَی الْمِنْبَرِ لِعَجْزِهِ عَنِ الْقِیَامِ بِأَمْرِ الْأُمَّةِ وَ مُسْتَقِیلًا مِمَّا تَقَلَّدَهُ لِقُصُورِ مَعْرِفَتِهِ عَنْ تَأْوِیلِ مَا کَانَ یُسْأَلُ عَنْهُ وَ جَهْلِهِ بِمَا یَأْتِی وَ یَذَرُ ثُمَّ أَقَامَ عَلَی ظُلْمِهِ وَ لَمْ یَرْضَ بِاحْتِقَابِ عَظِیمِ الْوِزْرِ فِی ذَلِکَ حَتَّی عَقَدَ الْأَمْرَ مِنْ بَعْدِهِ لِغَیْرِهِ فَأَتَی التَّالِی لَهُ بِتَسْفِیهِ رَأْیِهِ وَ الْقَدْحِ وَ الطَّعْنِ عَلَی أَحْکَامِهِ وَ رَفْعِ السَّیْفِ عَمَّنْ کَانَ صَاحِبُهُ وَضَعَهُ عَلَیْهِ وَ رَدَّ النِّسَاءَ اللَّاتِی کَانَ سَبَاهُنَّ عَلَی أَزْوَاجِهِنَّ وَ بَعْضُهُنَّ حَوَامِلُ وَ قَوْلُهُ قَدْ نَهَیْتُهُ عَنْ قِتَالِ أَهْلِ الْقِبْلَةِ فَقَالَ لِی إِنَّکَ لَحَدِبٌ عَلَی أَهْلِ الْکُفْرِ وَ کَانَ هُوَ فِی ظُلْمِهِ لَهُمْ أَوْلَی بِاسْمِ الْکُفْرِ مِنْهُمْ وَ لَمْ یَزَلْ یُخَطِّئُهُ وَ یُظْهِرُ الْإِزْرَاءَ عَلَیْهِ وَ یَقُولُ عَلَی الْمِنْبَرِ کَانَتْ بَیْعَةُ أَبِی بَکْرٍ فَلْتَةً وَقَی اللَّهُ شَرَّهَا فَمَنْ دَعَاکُمْ إِلَی مِثْلِهَا فَاقْتُلُوهُ وَ کَانَ یَقُولُ قَبْلَ ذَلِکَ قَوْلًا ظَاهِراً أَنَّهُ حَسَنَةٌ مِنْ حَسَنَاتِهِ وَ یَوَدُّ أَنَّهُ کَانَ شَعْرَةً فِی صَدْرِهِ وَ غَیْرَ ذَلِکَ مِنَ الْقَوْلِ الْمُتَنَاقِضِ الْمُؤَکَّدِ بِحُجَجِ الدَّافِعِینَ لِدِینِ الْإِسْلَامِ: وَ أَتَی مِنْ أَمْرِ الشُّورَی وَ تَأْکِیدِهِ بِهَا عَقْدُ الظُّلْمِ وَ الْإِلْحَادِ وَ الْبَغْیِ وَ الْفَسَادِ حَتَّی تَقَرَّرَ عَلَی إِرَادَتِهِ مَا لَمْ یَخْفَ عَلَی ذِی لُبٍّ مَوْقِعُ ضَرَرِهِ وَ لَمْ تُطِقِ الْأُمَّةُ الصَّبْرَ عَلَی مَا أَظْهَرَهُ الثَّالِثُ مِنْ سُوءِ الْفِعْلِ فَعَاجَلَتْهُ بِالْقَتْلِ وَ اتَّسَعَ بِمَا جَنَوْهُ

ص: 124

مِنْ ذَلِکَ لِمَنْ وَافَقَهُمْ عَلَی ظُلْمِهِمْ وَ کُفْرِهِمْ وَ نِفَاقِهِمْ مُحَاوَلَةً مِثْلَ مَا أَتَوْهُ مِنَ الِاسْتِیلَاءِ عَلَی أَمْرِ الْأُمَّةِ کُلُّ ذَلِکَ لِتَتِمَّ النَّظِرَةُ الَّتِی أَوْجَبَهَا اللَّهُ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی لِعَدُوِّهِ إِبْلِیسَ إِلَی أَنْ یَبْلُغَ الْکِتَابُ أَجَلَهُ- وَ یَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَی الْکافِرِینَ وَ یَقْتَرِبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ الَّذِی بَیَّنَهُ اللَّهُ فِی کِتَابِهِ بِقَوْلِهِ- وَعَدَ اللَّهُ الَّذِینَ آمَنُوا مِنْکُمْ وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَیَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِی الْأَرْضِ کَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِینَ مِنْ قَبْلِهِمْ (1) وَ ذَلِکَ إِذَا لَمْ یَبْقَ مِنَ الْإِسْلَامِ إِلَّا اسْمُهُ وَ مِنَ الْقُرْآنِ إِلَّا رَسْمُهُ وَ غَابَ صَاحِبُ الْأَمْرِ بِإِیضَاحِ الْعُذْرِ لَهُ فِی ذَلِکَ- لِاشْتِمَالِ الْفِتْنَةِ عَلَی الْقُلُوبِ حَتَّی یَکُونَ أَقْرَبُ النَّاسِ إِلَیْهِ أَشَدَّهُمْ عَدَاوَةً لَهُ وَ عِنْدَ ذَلِکَ یُؤَیِّدُهُ اللَّهُ بِجُنُودٍ لَمْ تَرَوْها وَ یُظْهِرُ دِینَ نَبِیِّهِ صلی الله علیه و آله عَلَی یَدَیْهِ- عَلَی الدِّینِ کُلِّهِ وَ لَوْ کَرِهَ الْمُشْرِکُونَ وَ أَمَّا مَا ذَکَرْتَهُ مِنَ الْخِطَابِ الدَّالِّ عَلَی تَهْجِینِ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله وَ الْإِزْرَاءِ بِهِ وَ التَّأْنِیبِ لَهُ مَعَ مَا أَظْهَرَهُ اللَّهُ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی فِی کِتَابِهِ مِنْ تَفْضِیلِهِ إِیَّاهُ عَلَی سَائِرِ الْأَنْبِیَاءِ فَلِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ جَعَلَ لِکُلِّ نَبِیٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُشْرِکِینَ کَمَا قَالَ فِی کِتَابِهِ وَ بِحَسَبِ جَلَالَةِ مَنْزِلَةِ نَبِیِّنَا صلی الله علیه و آلهعِنْدَ رَبِّهِ کَذَلِکَ عَظُمَ مِحْنَتُهُ لِعَدُوِّهِ وَ الَّذِی عَادَ مِنْهُ فِی حَالِ شِقَاقِهِ وَ نِفَاقِهِ وَ کُلُّ أَذًی وَ مَشَقَّةٍ لِدَفْعِ نُبُوَّتِهِ وَ تَکْذِیبِهِ إِیَّاهُ وَ سَعْیِهِ فِی مَکَارِهِهِ وَ قَصْدِهِ لِنَقْضِ کُلِّ مَا أَبْرَمَهُ وَ اجْتِهَادِهِ وَ مَنْ مَالَأَهُ عَلَی کُفْرِهِ وَ فَسَادِهِ وَ نِفَاقِهِ وَ إِلْحَادِهِ فِی إِبْطَالِ دَعْوَاهُ وَ تَغْیِیرِ مِلَّتِهِ وَ مُخَالَفَةِ سُنَّتِهِ وَ لَمْ یَرَ شَیْئاً أَبْلَغَ فِی تَمَامِ کَیْدِهِ مِنْ تَنْفِیرِهِمْ مِنْ مُوَالاةِ وَصِیِّهِ وَ إِیحَاشِهِمْ مِنْهُ وَ صَدِّهِمْ عَنْهُ وَ إِغْرَائِهِمْ بِعَدَاوَتِهِ وَ الْقَصْدِ لِتَغْیِیرِ الْکِتَابِ الَّذِی جَاءَ بِهِ وَ إِسْقَاطِ مَا فِیهِ مِنْ فَضْلِ ذَوِی الْفَضْلِ وَ کُفْرِ ذَوِی الْکُفْرِ مِنْهُ وَ مِمَّنْ وَافَقَهُ عَلَی ظُلْمِهِ وَ بَغْیِهِ وَ شِرْکِهِ وَ لَقَدْ عَلِمَ اللَّهُ ذَلِکَ مِنْهُمْ فَقَالَ- إِنَّ الَّذِینَ یُلْحِدُونَ فِی آیاتِنا لا یَخْفَوْنَ عَلَیْنا(2) وَ قَالَ یُرِیدُونَ أَنْ یُبَدِّلُوا کَلامَ اللَّهِ (3) وَ لَقَدْ أَحْضَرُوا الْکِتَابَ کَمَلًا

ص: 125

مُشْتَمِلًا عَلَی التَّأْوِیلِ وَ التَّنْزِیلِ وَ الْمُحْکَمِ وَ الْمُتَشَابِهِ وَ النَّاسِخِ وَ الْمَنْسُوخِ لَمْ یَسْقُطْ مِنْهُ حَرْفُ أَلِفٍ وَ لَا لَامٍ فَلَمَّا وَقَفُوا عَلَی مَا بَیَّنَهُ اللَّهُ مِنْ أَسْمَاءِ أَهْلِ الْحَقِّ وَ الْبَاطِلِ وَ أَنَّ ذَلِکَ إِنْ ظَهَرَ نَقَضَ مَا عَقَدُوهُ قَالُوا لَا حَاجَةَ لَنَا فِیهِ وَ نَحْنُ مُسْتَغْنُونَ عَنْهُ بِمَا عِنْدَنَا وَ لِذَلِکَ قَالَ فَنَبَذُوهُ وَراءَ ظُهُورِهِمْ وَ اشْتَرَوْا بِهِ ثَمَناً قَلِیلًا فَبِئْسَ ما یَشْتَرُونَ (1) ثُمَّ دَفَعَهُمُ الِاضْطِرَارُ بِوُرُودِ الْمَسَائِلِ عَلَیْهِمْ عَمَّا لَا یَعْلَمُونَ تَأْوِیلَهُ إِلَی جَمْعِهِ وَ تَأْلِیفِهِ وَ تَضْمِینِهِ مِنْ تِلْقَائِهِمْ مَا یُقِیمُونَ بِهِ دَعَائِمَ کُفْرِهِمْ فَصَرَخَ مُنَادِیهِمْ مَنْ کَانَ عِنْدَهُ شَیْ ءٌ مِنَ الْقُرْآنِ فَلْیَأْتِنَا بِهِ وَ وَکَلُوا تَأْلِیفَهُ وَ نَظْمَهُ إِلَی بَعْضِ مَنْ وَافَقَهُمْ عَلَی مُعَادَاةِ أَوْلِیَاءِ اللَّهِ فَأَلَّفَهُ عَلَی اخْتِیَارِهِمْ وَ مَا یَدُلُّ لِلْمُتَأَمِّلِ لَهُ عَلَی اخْتِلَالِ تَمْیِیزِهِمْ وَ تَقْرِیبِهِمْ وَ تَرَکُوا مِنْهُ مَا قَدَّرُوا أَنَّهُ لَهُمْ وَ هُوَ عَلَیْهِمْ وَ زَادُوا تَنَاکُرَهُ وَ تَنَافُرَهُ وَ عَلِمَ اللَّهُ أَنَّ ذَلِکَ یَظْهَرُ وَ یَبِینُ فَقَالَ ذلِکَ مَبْلَغُهُمْ مِنَ الْعِلْمِ (2) وَ انْکَشَفَ لِأَهْلِ الِاسْتِبْصَارِ عُوَارُهُمْ وَ افْتِرَاؤُهُمْ وَ الَّذِی بَدَا فِی الْکِتَابِ مِنَ الْإِزْرَاءِ عَلَی النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله مِنْ فِرْیَةِ الْمُلْحِدِینَ وَ لِذَلِکَ قَالَ جَلَّ ذِکْرُهُ- لَیَقُولُونَ مُنْکَراً مِنَ الْقَوْلِ وَ زُوراً(3) فَیَذْکُرُ لِنَبِیِّهِ صلی الله علیه و آله مِنْ مَا یُحْدِثُهُ عَدُوُّهُ فِی کِتَابِهِ مِنْ بَعْدِهِ بِقَوْلِهِ- وَ ما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِکَ مِنْ رَسُولٍ وَ لا نَبِیٍّ إِلَّا إِذا تَمَنَّی أَلْقَی الشَّیْطانُ فِی أُمْنِیَّتِهِ فَیَنْسَخُ اللَّهُ ما یُلْقِی الشَّیْطانُ ثُمَّ یُحْکِمُ اللَّهُ آیاتِهِ (4) یَعْنِی أَنَّهُ مَا مِنْ نَبِیٍّ تَمَنَّی مُفَارَقَةَ مَا یُعَایِنُهُ مِنْ نِفَاقِ قَوْمِهِمْ وَ عُقُوقِهِمْ وَ الِانْتِقَالَ عَنْهُمْ إِلَی دَارِ الْإِقَامَةِ إِلَّا أَلْقَی الشَّیْطَانُ الْمُعْرِضُ بِعَدَاوَتِهِ عِنْدَ فَقْدِهِ فِی الْکِتَابِ الَّذِی أُنْزِلَ عَلَیْهِ ذَمَّهُ وَ الْقَدْحَ فِیهِ وَ الطَّعْنَ عَلَیْهِ فَیَنْسَخُ اللَّهُ ذَلِکَ مِنْ قُلُوبِ الْمُؤْمِنِینَ فَلَا تَقْبَلُهُ وَ لَا تُصْغِی إِلَیْهِ غَیْرُ قُلُوبِ الْمُنَافِقِینَ

ص: 126

وَ الْجَاهِلِینَ وَ یُحْکِمُ اللَّهُ آیاتِهِ بِأَنْ یَحْمِیَ أَوْلِیَاءَهُ مِنَ الضَّلَالِ وَ الْعُدْوَانِ وَ مُشَایَعَةِ أَهْلِ الْکُفْرِ وَ الطُّغْیَانِ الَّذِینَ لَمْ یَرْضَ اللَّهُ أَنْ یَجْعَلَهُمْ کَالْأَنْعَامِ حَتَّی قَالَ- بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِیلًا(1) فَافْهَمْ هَذَا وَ اعْمَلْ بِهِ وَ اعْلَمْ أَنَّکَ مَا قَدْ تَرَکْتَ مِمَّا یَجِبُ عَلَیْکَ السُّؤَالُ عَنْهُ أَکْثَرُ مِمَّا سَأَلْتَ وَ إِنِّی قَدِ اقْتَصَرْتُ عَلَی تَفْسِیرٍ یَسِیرٍ مِنْ کَثِیرٍ لِعَدَمِ حَمَلَةِ الْعِلْمِ وَ قِلَّةِ الرَّاغِبِینَ فِی الْتِمَاسِهِ وَ فِی دُونِ مَا بَیَّنْتُ لَکَ بَلَاغٌ لِذَوِی الْأَلْبَابِ قَالَ السَّائِلُ حَسْبِی مَا سَمِعْتُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ شَکَرَ اللَّهُ لَکَ اسْتِنْقَاذِی مِنْ عَمَایَةِ الشَّکِّ وَ طَخْیَةِ الْإِفْکِ وَ أَجْزَلَ عَلَی ذَلِکَ مَثُوبَتَکَ- إِنَّهُ عَلی کُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ وَ صَلَّی اللَّهُ أَوَّلًا وَ آخِراً عَلَی أَنْوَارِ الْهِدَایَاتِ وَ أَعْلَامِ الْبَرَایَاتِ مُحَمَّدٍ وَ آلِهِ أَصْحَابِ الدَّلَالاتِ (2).

**[ترجمه]احتجاج: شیخ احمد بن علی بن ابی طالب طبرسی، در کتاب احتجاج آورده است: یکی از زندیقان نزد امیر مؤمنان حضرت علی علیه السلام رفت و عرض کرد: اگر در قرآن اختلاف و تناقض نبود، هر آینه به دینتان می­گرویدم. حضرت علی علیه السلام به او فرمود: از چه سخن می­گویی (در کجای قرآن اختلاف و تناقض هست)؟ عرض کرد: در این کلام خداوند متعال: «نَسُواْ اللّهَ فَنَسِیَهُمْ» }خدا را فراموش کردند پس (خدا هم) فراموششان کرد{ - . توبه/67 - و نیز: «فَالیَومَ نَنسَاهُمْ کَمَا نَسُواْ لِقَاءَ یَوْمِهِمْ هَذَا» }پس همان گونه که آنان دیدار امروز خود را از یاد بردند، ما (هم) امروز آنان را از یاد می بریم.} - . اعراف/51 - و نیز: «وَ مَا کَانَ رَبُّکَ نَسِیًّا» }و پروردگارت هرگز فراموشکار نبوده است{. - . مریم/64 - و نیز: «یَوْمَ یَقُومُ الرُّوحُ وَ الْمَلَائِکَةُ صَفًّا لَّا یَتَکَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَ قَالَ صَوَابًا» }روزی که روح و فرشتگان به صف می ایستند و (مردم) سخن نگویند، مگر کسی که (خدای) رحمان به او رخصت دهد و سخن راست گوید{. - . نبأ/ 38 - و نیز: «وَ اللّهِ رَبِّنَا مَا کُنَّا مُشْرِکِینَ» }به خدا، پروردگارمان سوگند که ما مشرک نبودیم{. - . انعام/ 23 - و نیز: «یَوْمَ الْقِیَامَةِ یَکْفُرُ بَعْضُکُم بِبَعْضٍ وَیَلْعَنُ بَعْضُکُم بَعْضًا» }روز قیامت بعضی از شما بعضی دیگر را انکار و برخی از شما برخی دیگر را لعنت می کنند{. - . عنکبوت/25 - و نیز: «إِنَّ ذَلِکَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ» }این مجادله اهل آتش قطعاً راست است{. - . ص/64 - و نیز: «لَا تَخْتَصِمُوا لَدَیَّ» }در پیشگاه من با همدیگر مستیزید{. - . ق/ 28 - و نیز: «الْیَوْمَ نَخْتِمُ عَلَی أَفْوَاهِهِمْ وَ تُکَلِّمُنَا أَیْدِیهِمْ وَ تَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا کَانُوا یَکْسِبُونَ» }امروز بر دهان های آنان مُهر می نهیم و دست هایشان با ما سخن می گویند و پاهایشان به آنچه فراهم می ساختند، گواهی می دهند{. - . یس/65 - و نیز: «وُجُوهٌ یَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ، إِلَی رَبِّهَا نَاظِرَةٌ» }آری در آن روز صورت هایی شاداب و مسرور است، و به پروردگارش می نگرد{. - . قیامت/22_23 - و نیز: «لاَ تُدْرِکُهُ الأَبْصَارُ وَ هُوَ یُدْرِکُ الأَبْصَارَ» }چشم ها او را درنمی یابند و اوست که دیدگان را درمی یابد{. - . انعام/103 - و نیز: «وَ لَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَی، عِندَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَی» }و قطعاً بار دیگری هم او را دیده است، نزدیک سدرة المنتهی{. - . نجم/13_14 - و نیز: «لَّا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ» }شفاعت (به کسی) سود نبخشد، مگر کسی را که (خدای) رحمان اجازه دهد{. - . طه/109 - و نیز: «وَ مَا کَانَ لِبَشَرٍ أَن یُکَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْیًا» }و هیچ بشری را نرسد که خدا با او سخن گوید، جز (از راه) وحی{. - . شوری/51 - و نیز: «کَلَّا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ یَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ» }زهی پندار که آنان در آن روز از پروردگارشان سخت محجوبند{. - . مطففّین/15 - و نیز: «هَلْ یَنظُرُونَ إِلاَّ أَن تَأْتِیَهُمُ الْمَلآئِکَةُ أَوْ یَأْتِیَ رَبُّکَ» {آیا جز این انتظار دارند که فرشتگان به سویشان بیایند یا پروردگارت بیاید{. - . انعام/ 158 - و نیز: «بَلْ هُم بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ کَافِرُونَ» }بلکه آنها به لقای پروردگارشان (و حضور او) کافرند{. - . سجده/10 - و نیز: « فَأَعْقَبَهُمْ نِفَاقًا فِی قُلُوبِهِمْ إلَی یَوْمِ یَلْقَوْنَهُ» }در نتیجه در دل هایشان تا روزی که او را دیدار می کنند پیامدهای نفاق را باقی گذارد{. - . توبه/77 - و نیز: «فَمَن کَانَ یَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ» }پس هر کس به لقای پروردگار خود امید دارد{. - . کهف/110 - و نیز: «وَ رَأَی الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُم مُّوَاقِعُوهَا» }و گناهکاران آتش (دوزخ) را می بینند و درمی یابند که در آن خواهند افتاد{. - . کهف/53 - و نیز: «وَ نَضَعُ الْمَوَازِینَ الْقِسْطَ لِیَوْمِ الْقِیَامَةِ» }و ترازوهای داد را در روز رستاخیز می نهیم{. - . انبیاء/ 47 - و نیز: «فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِینُهُ» }پس کسانی که کفه میزان (اعمال) آنان سنگین باشد{. - . مؤمنون/ 102 - و نیز: «وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِینُهُ» }و کسانی که کفه میزان (اعمال)شان سبک باشد{. - . مؤمنون/103 -

امیر مؤمنان علیه السلام به او فرمود: و امّا کلام خداوند متعال: «نَسُواْ اللّهَ فَنَسِیَهُمْ» }خدا را فراموش کردند، پس (خدا هم) فراموششان کرد{. یعنی آنان خداوند را در سرای دنیا فراموش کردند و در راه فرمانبری از او عمل نکردند، پس خداوند نیز در آخرت آنان را فراموش کرد؛ یعنی چیزی از پاداش خود برایشان قرار نداد و این گونه آنان از خیر فراموش شدند. همچنین است تفسیر کلام خداوند عزّ و جلّ: «فَالْیَوْمَ نَنسَاهُمْ کَمَا نَسُواْ لِقَاءَ یَوْمِهِمْ هَذَا» }پس همان گونه که آنان دیدار امروز خود را از یاد بردند، ما (هم) امروز آنان را از یاد می بریم{. منظور از فراموشی این است که آنان را پاداش نداده، آن گونه که دوستان خود را پاداش داده است؛ همان کسانی که چون در سرای دنیا به او و رسولش ایمان آوردند، فرمان بردند و خدا را یاد کردند و در غیب از او ترسیدند. و امّا این کلام خداوند متعال: «وَمَا کَانَ رَبُّکَ نَسِیًّا» }و پروردگارت هرگز فراموشکار نبوده است{ پروردگار ما تبارک و تعالی _ که یادش با شکوه و بلند مرتبه باد _ والامرتبه و بزرگ است و کسی نیست که فراموش کند و غفلت ورزد، بلکه او به یاد دارنده و داناست.

عرب می­گوید: فلان کس را فراموش کردیم و او از ما یاد نمی­کند؛ یعنی او در حقّ آنان نیکی نکرد و با نیکی از ایشان یاد نکرد. و امّا این کلام خداوند عزّ و جلّ: «یَوْمَ یَقُومُ الرُّوحُ وَ الْمَلَائِکَةُ صَفًّا لَّا یَتَکَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَ قَالَ صَوَابًا» }روزی که روح و فرشتگان به صف می ایستند و (مردم) سخن نگویند، مگر کسی که (خدای) رحمان به او رخصت دهد و سخن راست گوید{ و «وَ اللّهِ رَبِّنَا مَا کُنَّا مُشْرِکِینَ» {به خدا، پروردگارمان سوگند که ما مشرک نبودیم{ و «یَوْمَ الْقِیَامَةِ یَکْفُرُ بَعْضُکُم بِبَعْضٍ وَیَلْعَنُ بَعْضُکُم بَعْضًا» }روز قیامت بعضی از شما بعضی دیگر را انکار و برخی از شما برخی دیگر را لعنت می کنند{ و نیز کلام خدای تبارک و تعالی _ که یادش با شکوه و بلند مرتبه باد _ در روز قیامت: «إِنَّ ذَلِکَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ» }این مجادله اهل آتش، قطعاً راست است{ و «لَا تَخْتَصِمُوا لَدَیَّ» }در پیشگاه من با همدیگر مستیزید{ و «الْیَوْمَ نَخْتِمُ عَلَی أَفْوَاهِهِمْ وَ تُکَلِّمُنَا أَیْدِیهِمْ وَ تَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا کَانُوا یَکْسِبُونَ» }امروز بر دهان های آنان مهر می نهیم و دست هایشان با ما سخن می گویند و پاهایشان به آنچه فراهم می ساختند، گواهی می دهند{ این­ها هر یک در یکی از جایگاه­های آن روزی است که پنجاه هزار سال به درازا می­کشد.

مراد این است که معصیت پیشگان به یکدیگر کفر می­ورزند و همدیگر را لعنت می­کنند. کفر در این آیه به معنای برائت و بیزاری جستن است. می­فرماید: آنان از یکدیگر بیزاری می­جویند. همانند این نمونه در سوره ابراهیم، سخن شیطان است: «إِنِّی کَفَرْتُ بِمَآ أَشْرَکْتُمُونِ مِن قَبْلُ» }من به آنچه پیش از این مرا (در کار خدا) شریک می دانستید کافرم{ - . ابراهیم/22 - و نیز سخن ابراهیم خلیل ­الرحمن: «کَفَرْنَا بِکُمْ» }به شما کفر می ورزیم{ - . ممتحنه/22 - یعنی از شما بیزاری جستیم. سپس آنان در جایگاه­های دیگری گرد هم می­آیند، و چنان به گریه می­افتند که اگر صدای آن­ها به گوش اهل دنیا می­رسید، هر آینه تمامی آفریدگان جهان را از زندگی سیر می­کرد (جان می­باختند) و قلب هایشان از هم می­پاشید؛ جز آنچه که خدا بخواهد، آنان پیوسته می­گریستند تا این که اشک هایشان می­خشکید و خون می­گریستند. سپس در جایگاه­های دیگری گرد هم می­آیند و در آنجا آنان را به سخن در می­آورند (استنطاق می­کنند) و آنان می­گویند: «وَاللّهِ رَبِّنَا مَا کُنَّا مُشْرِکِینَ» }به خدا، پروردگارمان سوگند که ما مشرک نبودیم{. اینان به طور خاص، کسانی هستند که در سرای دنیا به یگانگی خدا اقرار کرده­اند، امّا ایمانشان به خداوند متعال برایشان سودمند نمی­افتد؛ چرا که با فرستادگان او مخالفت ورزیده­اند و در آنچه ایشان از جانب پروردگارشان آوردند، شک کرده­اند و درباره اوصیای ایشان _ که سلام و درود خدا بر آنان باد _ پیمان خود را شکسته­اند و کسی را که دون است به جای آن که برتر است، نشانده­اند. از این رو خداوند، آنان را در ایمانی که به خود نسبت داده­اند، دروغگو خواند و فرمود: «انظُرْ کَیْفَ کَذَبُواْ عَلَی أَنفُسِهِمْ» }ببین چگونه به خود دروغ می گویند{ - . انعام/ 24 - ، آن گاه خداوند بر دهان­هایشان مُهر خاموشی می­زند و دست­ها و پاها و پوست­هایشان را به سخن در می­آورد و آن­ها به هر گناهی که از آنان سرزده گواهی می­دهند؛ سپس مُهر از زبان­هایشان بر می­گیرد و آنان به پوست­های خود می­گویند: «لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَیْنَا قَالُوا أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِی أَنطَقَ کُلَّ شَیْءٍ» }چرا بر ضدّ ما شهادت دادید؟ می گویند: همان خدایی که هر چیزی را به زبان درآورده ما را گویا گردانیده است.{ - . فصلت/ 21 -

سپس در جایگاه­های دیگری گرد هم می­آیند و در آنجا از ترس آنچه که از سختی امر و دشواری بلا می­بینند، از یکدیگر می­گریزند؛ از این روست که خداوند عزّ و جلّ فرمود: «یَوْمَ یَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِیهِ * وَأُمِّهِ وَأَبِیهِ * وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِیهِ» }روزی که آدمی از برادرش، و از مادرش و پدرش، و از همسرش و پسرانش می گریزد.{ - . عبس/34 _36 - سپس در جایگاه­های دیگری گرد هم می­آیند و آنجا دوستان خدا و برگزیدگان او به سخن در آورده می­شوند و هیچ یک سخن نمی­گوید، جز آن که خداوند بخشنده او را اجازه دهد و او سخنی نیک می­گوید. در آن هنگام فرستادگان را به پا می­دارند و از ایشان درباره رساندن پیام­هایی که برای امّت­هاشان برده­اند، می­پرسند و ایشان خبر دهند که پیام­ها را به امّت­های خود رسانده­اند.

آن گاه از امّت­ها می­پرسند و آنان منکر می­شوند؛ همچنان که خداوند تعالی فرمود: «فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِینَ أُرْسِلَ إِلَیْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِینَ» }پس قطعاً از کسانی که (پیامبران) به سوی آنان فرستاده شده اند، خواهیم پرسید و قطعاً از (خود) فرستادگان (نیز) خواهیم پرسید{ - . اعراف/6 - می­گویند: هیچ مژده دهنده و هیچ هشدار دهنده­ای نزد ما نیامد. آن گاه فرستادگان، رسول خدا صلی الله علیه و آله و سلم را گواه می­گیرند و ایشان به راستگویی فرستادگان و دروغگویی امّت­های انکارگر گواهی می­دهد و به هر یک از آن امّت­ها می­فرماید: بله، مژده دهنده و هشدار دهنده نزدتان آمده است و خداوند بر هر چیز تواناست. یعنی تواناست تا از اندامتان علیه شما گواهی گیرد که فرستادگان، پیام­هایشان را به شما رسانده­اند؛ از این روست که خداوند تعالی به پیامبرش صلی الله علیه و آله و سلم فرمود: «فَکَیْفَ إِذَا جِئْنَا مِن کُلِّ أمَّةٍ بِشَهِیدٍ وَجِئْنَا بِکَ عَلَی هَؤُلاءِ شَهِیدًا» }پس چگونه است (حالشان) آن گاه که از هر امّتی گواهی آوریم و تو را بر آنان گواه آوریم{ - . نساء/ 41 - این گونه دیگر آنان نمی­توانند گواهی ایشان را رد کنند؛ چرا که می­ترسند بر دهان­هایشان مُهر نهاده شود و اندامشان علیه آنان به کردارشان گواهی دهند. حضرت صلی الله علیه و آله و سلم علیه منافقان و کافران قوم و امّت خود به کفرورزی و ستیزه جویی آنان گواهی می­دهد و می­گوید که پیمان­های خود با حضرت صلی الله علیه و آله و سلم را شکستند و سنّت­های ایشان را دگرگون کردند و با اهل بیت ایشان _ که سلام و درود خدا بر آنان باد _ دشمنی ورزیدند و از راه پیشینیان خود برگشتند و از منش گذشتگان خود دست کشیدند و در این کار، پا جای پای امّت­های پیشین خود گذاشتند که به پیامبرانشان ستم کردند و در حقّ ایشان خیانت پیشه کردند؛ در آن دم آنان همگی می­گویند: «رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَیْنَا شِقْوَتُنَا وَکُنَّا قَوْمًا ضَالِّینَ» }پروردگارا! شقاوت ما بر ما چیره شد و ما مردمی گمراه بودیم{. - . مؤمنون/ 106 -

سپس در جایگاه دیگری گرد هم می­آیند که مقام حضرت محمّد صلی الله علیه و آله و سلم در آنجا می­باشد و آن، مقامی ستوده است. در آن هنگام حضرت صلی الله علیه و آله و سلم خداوند عزّ و جل را چنان ثنا گوید که هیچ کس پیش از ایشان چنین ثنا نگفته باشد و پس از آن، پیامبران را چنان ثنا گوید که هیچ کس همانندش را نگفته باشد و سپس زنان و مردان مؤمن را ثنا گوید و از راست کرداران و شهیدان آغاز ­کند و به نیک کرداران ­پردازد. در آن دم اهل آسمان­ها و اهل زمین­ها آن حضرت را صلی الله علیه و آله و سلم می­ستایند و این کلام خداوند تعالی است که فرمود: «عَسَی أَن یَبْعَثَکَ رَبُّکَ مَقَاماً مَّحْمُودًا» }امید که پروردگارت تو را به مقامی ستوده برساند} - . اسراء/ 79 - پس خوشا به حال آن کس که در آن مقام او را بهره و نصیبی باشد و بدا به حال آن کس که در آن مقام، هیچ بهره و نصیب ندارد. سپس در جایگاه دیگری گرد هم می­آیند و از یکدیگر دوری می گزینند. آنچه گذشت، به تمام، پیش از حساب است و چون حساب را آغاز کنند، هر انسانی به آنچه نزد خود دارد، مشغول شود. از خداوند، برکت آن روز را خواستاریم.

سپس حضرت علی علیه السلام فرمود: و امّا این کلام خداوند متعال که فرمود: «وُجُوهٌ یَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ، إِلَی رَبِّهَا نَاظِرَةٌ» }آری در آن روز صورت هایی شاداب و مسرور است، و به پروردگارش می نگرد{ - . قیامت/ 22_23 - درباره جایی است که دوستان خداوند عزّ و جلّ، پس از آن که حسابشان به پایان می­رسد، در آنجا به رودی می­رسند که زندگی نام دارد. ایشان در آن رود غسل می­کنند و از رودی دیگر می­نوشند و این گونه رخسارشان سپید می­گردد و آزار و ناپاکی و سختی، همه از ایشان زدوده می شود؛ سپس فرمان ورودشان به بهشت می­رسد و از آن مقام سوی پروردگارشان می­نگرند که چگونه ایشان را پاداش داده است و از آنجا به بهشت در می­آیند و این کلام خداوند عزّ و جلّ است که درباره سلام فرشتگان بر ایشان فرمود: «سَلَامٌ عَلَیْکُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِینَ» }سلام بر شما! خوش آمدید در آن درآیید (و) جاودانه (بمانید){ - . زمر/73 - . در آن دم با گام نهادن در بهشت و نگریستن به وعده­هایی که خداوند عزّ و جلّ به ایشان داده، پاداش داده می­شوند و این کلام خداوند متعال است که فرمود: «إِلَی رَبِّهَا نَاظِرَةٌ»، ناظر در لغت گاه به معنای منتظر است؛ آیا نشنیده­ای که خداوند متعال فرمود: «فَنَاظِرَةٌ بِمَ یَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ»؟ }و می نگرم که فرستادگان (من) با چه چیز بازمی گردند؟} - . نمل/ 35 - یعنی منتظر است که فرستادگان با چه باز می­گردند. و امّا کلام حق تعالی: «وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَی، عِندَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَی»، - . نجم/13_14 - {و قطعاً بار دیگری هم او را دیده است، نزدیک سدرة المنتهی؛} منظور، حضرت محمّد صلی الله علیه و آله و سلم است در آن هنگام که به کناره سدرة المنتهی رسید، جایی که هیچ آفریده­ای از آفریدگان خدای عزّ و جلّ آن را پشت سر نمی­گذارد. کلام حق تعالی در آیه­های دیگر: «مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَی * لَقَدْ رَأَی مِنْ آیَاتِ رَبِّهِ الْکُبْرَی» }دیده (اش) منحرف نگشت و (از حد) در نگذشت، به راستی که (برخی) از آیات بزرگ پروردگار خود را بدید{ - . نجم/ 17_18 - جبرئیل علیه السلام را می­فرماید که دو مرتبه به چهره ایشان نگریست، این بار و باری دیگر. این سخن بدان جهت است که آفرینش جبرئیل علیه السلام آفرینشی شکوهمند است و او از جمله روحانیونی است که آفرینش ایشان و صفتشان را کسی جز خداوند متعال یعنی همان پروردگار جهانیان در نمی­یابد. و امّا کلام حق تعالی: «وَمَا کَانَ لِبَشَرٍ أَن یُکَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْیًا أَوْ مِن وَرَاء حِجَابٍ أَوْ یُرْسِلَ رَسُولًا فَیُوحِیَ بِإِذْنِهِ مَا یَشَاءُ» }و هیچ بشری را نرسد که خدا با او سخن گوید جز (از راه) وحی یا از فراسوی حجابی یا فرستاده ای بفرستد و به اذن او هر چه بخواهد وحی نماید{. - . شوری/51 - همچنان که خداوند متعال فرمود، گاهی رسولی را رسولان آسمانی وحی رسانده­اند و این گونه رسولان آسمان، سوی رسولان زمین پیام آورده­اند. گاه بدون آن که رسولان اهل آسمان فرستاده شده باشند، کلام میان رسولان اهل زمین و حق تعالی بوده است. رسول خدا صلی الله علیه و آله و سلم فرمود: ای جبرئیل! آیا پروردگارت را دیده­ای؟ جبرئیل علیه السلام عرض کرد: پروردگار من دیده نمی­شود. رسول خدا صلی الله علیه و آله و سلم فرمود: از کجا وحی را می­گیری؟ عرض کرد: آن را از اسرافیل می­گیرم. فرمود: اسرافیل آن را از کجا می­گیرد؟ عرض کرد: آن را از فرشته­ای بر فراز خود می­گیرد که او از روحانیون است. فرمود: آن فرشته آن را از کجا می­گیرد؟ و جبرئیل عرض کرد: یکباره در دلش افکنده می­شود. پس این وحی است و وحی، کلام خداوند عزّ و جلّ است و کلام خداوند عزّ و جلّ به یک گونه نیست. از آن جمله کلامی است که خداوند با رسولان می­گوید و از آن جمله آنچه در دل هایشان افکنده می­شود و از آن جمله رؤیایی است که می­بینند و از آن جمله است وحی و تنزیلی که تلاوت و قرائت می­شود؛ پس این کلام خداوند عزّ و جلّ است. و امّا کلام حق تعالی: «کَلَّا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ یَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ» - . مطففین/ 15 - {زهی پندار، که آنان در آن روز، از پروردگارشان سخت محجوبند.} تنها بدین معناست که آنان بدون هیچ تردیدی در روز قیامت از ثواب پروردگارشان در پرده و محروم­اند. و امّا کلام حق تعالی: «هَلْ یَنظُرُونَ إِلاَّ أَن تَأْتِیَهُمُ الْمَلآئِکَةُ أَوْ یَأْتِیَ رَبُّکَ أَوْ یَأْتِیَ بَعْضُ آیَاتِ رَبِّکَ» }آیا جز این انتظار دارند که فرشتگان به سویشان بیایند یا پروردگارت بیاید یا پاره ای از نشانه های پروردگارت بیاید{. - . انعام/158 - خداوند به حضرت محمّد صلی الله علیه و آله و سلم از مشرکان و منافقانی خبر می دهد که خدا و رسولش صلی الله علیه و آله و سلم را اجابت نکردند، پس فرمود: «هَلْ یَنظُرُونَ إِلاَّ أَن تَأْتِیَهُمُ الْمَلآئِکَةُ» در آن هنگام که خدا و رسولش را اجابت نمی­کنند «أَوْ یَأْتِیَ رَبُّکَ أَوْ یَأْتِیَ بَعْضُ آیَاتِ رَبِّکَ»، یعنی با عذاب در سرای دنیا به نزدشان می­آید، همچنان که مردمان قرن­های پیش عذاب شدند، این خبری است که درباره آنان به پیامبر اکرم صلی الله علیه و آله و سلم داده شد. سپس فرمود: «یَوْمَ یَأْتِی بَعْضُ آیَاتِ رَبِّکَ لاَ یَنفَعُ نَفْسًا إِیمَانُهَا لَمْ تَکُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ» }روزی که پاره ای از نشانه های پروردگارت (پدید) آید، کسی که قبلاً ایمان نیاورده، ایمان آوردنش سود نمی بخشد{ یعنی پیش از آن که این نشانه بیاید، ایمان نیاورده است. این نشانه، برآمدن خورشید از مغرب است. حق تعالی در آیه دیگری فرمود: «فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَیْثُ لَمْ یَحْتَسِبُوا» }و(لی) خدا از آن جایی که تصور نمی کردند بر آنان درآمد{ - . حشر/2 - یعنی عذابی بر آنان فرستاد. بر همین وجه است آنجا که خداوند از پایه بر بنیانشان زد و فرمود: «فَأَتَی اللّهُ بُنْیَانَهُم مِّنَ الْقَوَاعِدِ» }و(لی) خدا از پایه بر بنیانشان زد{ - . نحل/ 26 - یعنی بر آنان عذاب فرستاد. و امّا کلام خداوند عزّ و جلّ: «بَلْ هُم بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ کَافِرُونَ» }بلکه آنها به لقای پروردگارشان (و حضور او) کافرند{ - . سجده/ 10 - و «الَّذِینَ یَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُوا رَبِّهِمْ» }همان کسانی که می دانند با پروردگار خود دیدار خواهند کرد{ - . بقره/ 46 - و «إِلَی یَوْمِ یَلْقَوْنَهُ» }تا روزی که او را دیدار می کنند{ - . توبه/77 - و «فَمَن کَانَ یَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْیَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا» }پس هر کس به لقای پروردگار خود امید دارد، باید به کار شایسته بپردازد{. - . کهف/110 - در این آیات منظور، برانگیختن است که خداوند تعالی آن را لقاء نامیده است. همچنین کلام دیگر حق تعالی: «مَن کَانَ یَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ» }کسی که به دیدار خدا امید دارد، (بداند که) اجل (او از سوی) خدا آمدنی است{ - . عنکبوت/5 - یعنی هر کس ایمان دارد که برانگیخته می­شود، وعده خدا از پاداش و کیفر آمدنی است. لقاء در این جا دیدن نیست، بلکه برانگیختن است. همچنین «تَحِیَّتُهُمْ یَوْمَ یَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ» }درودشان روزی که دیدارش کنند، سلام خواهد بود{ - . احزاب/44 - یعنی در آن روز که برانگیخته می­شوند، ایمان از دل­هایشان رخت بر نمی­بندد. و امّا کلام حق تعالی: «وَرَأَی الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُم مُّوَاقِعُوهَا» }و گناهکاران آتش (دوزخ) را می بینند و درمی یابند که در آن خواهند افتاد{ - . کهف/53 - یعنی یقین کردند که واردش می شوند. همچنین است کلام حق تعالی: «إِنِّی ظَنَنتُ أَنِّی مُلَاقٍ حِسَابِیَه» }من یقین داشتم که به حساب خود می رسم{. - . حاقه/20 - امّا کلام خداوند عزّ و جلّ درباره منافقان: «وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا» }و به خدا گمانهایی (نابجا) می بردید{ - . احزاب/10 - این، ظنّ شک است و ظنّ یقین نیست. ظن بر دو گونه است: ظنّ شک و ظنّ یقین. آنچه که از ظن درباره امر معاد است، ظنّ یقین است و آنچه که از ظن درباره امر دنیاست، ظنّ شک است. و امّا کلام خداوند عزّ و جلّ: «وَنَضَعُ الْمَوَازِینَ الْقِسْطَ لِیَوْمِ الْقِیَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَیْئًا» }و ترازوهای داد را در روز رستاخیز می نهیم پس هیچ کس (در) چیزی ستم نمی بیند{ - . انبیاء/47 - منظور، میزان عدل است که آفریدگان در روز قیامت با آن بازخواست می­شوند و این گونه خداوند تبارک و تعالی برخی از آفریدگان را بر برخی دگر برتری می­بخشد و اعمالشان را سزا می­دهد و انتقام ستمدیده را از ستمگر می­گیرد. همچنین معنای کلام خداوند عزّ و جلّ: «فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِینُهُ» }پس هر کس میزان های (عمل) او گران باشد{ - . اعراف/8 - و «وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِینُهُ» }و هر کس میزان های (عمل) او سبک باشد{ - . اعراف/9 - کمی و زیادی حساب است. در آن روز مردم بر دسته­ها و منزل­هایی چند هستند. برخی از آنان به آسانی مورد حساب قرار می­گیرند و شادمان به جمع اهل خود باز می­گردند. برخی دگر بدون هیچ حسابی به بهشت در می­آیند؛ چرا که از امور دنیا به هیچ چیز آلوده نیستند و البته حساب در آنجا بر کسانی است که آلوده دنیا شده­اند. بعضی از آن ها به خاطر پوسته هسته خرما (کنایه از حساب دقیق) حساب پس می دهند و به سوی عذاب دوزخ روانه می­شوند. بعضی دگر پیشوایان کفر و فرماندهان گمراهی­اند. خداوند متعال برای اینان هیچ میزانی بر پا نمی­دارد و به اینان هیچ اعتنایی نمی­کند؛ چرا که اینان به امر و نهی او هیچ اعتنا نکرده­اند. در روز قیامت آنان تا به همیشه در دوزخ­ خواهند بود، آتش رخسارشان را می­گدازد و آنان در آتش به غم می­نشینند.

از جمله پرسش­های آن زندیق این بود که عرض کرد: دیده­ام که خداوند می­گوید: «قُلْ یَتَوَفَّاکُم مَّلَکُ الْمَوْتِ الَّذِی وُکِّلَ بِکُمْ» }بگو: فرشته مرگی که بر شما گمارده شده جانتان را می ستاند{ - . سجده/11 - و «اللَّهُ یَتَوَفَّی الْأَنفُسَ حِینَ مَوْتِها» }خدا روح مردم را هنگام مرگشان به تمامی باز می ستاند{ - . زمر/42 - و «الَّذِینَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِکَةُ طَیِّبِینَ» }همان کسانی که فرشتگان جانشان را در حالی که پاکند، می ستانند{ - 1. نحل/32 - و همانند این آیات؛ باری این فعل را برای خود قرار می­دهد و باری برای فرشته مرگ و باری برای فرشتگان و دیده ام که می­گوید: «فَمَن یَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا کُفْرَانَ لِسَعْیِهِ» }پس هر که کارهای شایسته انجام دهد و مؤمن (هم) باشد، برای تلاش او ناسپاسی نخواهد بود{ - .انبیاء/94 - و «وَإِنِّی لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَی» }و به یقین من آمرزنده کسی هستم که توبه کند و ایمان بیاورد و کار شایسته نماید و به راه راست راهسپر شود{. - . طه/82 - در آیه اول چنین دانسته که کارهای نیک، کفران نمی­شوند و در آیه دوم چنین دانسته که ایمان و کارهای نیک، تنها پس از هدایت یافتن، سودمند است. و یافته­ام که می­گوید: «وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِکَ مِن رُّسُلِنَا» }و از رسولان ما که پیش از تو گسیل داشتیم، جویا شو{ - . زخرف/45 - چگونه پیش از برانگیختن، زنده از مردگان سؤال می­کند؟ و یافته­ام که می­گوید: «إِنَّا عَرَضْنَا الْامّانَةَ عَلَی السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَیْنَ أَن یَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ کَانَ ظَلُومًا جَهُولًا» }ما امانت (الهی و بار تکلیف) را بر آسمان ها و زمین و کوه ها عرضه کردیم، پس، از برداشتن آن سر باز زدند و از آن هراسناک شدند، و(لی) انسان آن را برداشت. راستی او ستمگری نادان بود{. - . احزاب/72 - و یافته­ام که از لغزش­های پیامبرانش پرده برداشته و گفته: «وَعَصَی آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَی» }و (این گونه) آدم به پروردگار خود عصیان ورزید و بیراهه رفت{ - . طه/121 - و چون نوح گفته: «إِنَّ ابنِی مِنْ أَهْلِی» }پسرم از کسان من است{ - . هود/45 - او را دروغگو خوانده و گفته: «إِنَّهُ لَیْسَ مِنْ أَهْلِکَ» }او در حقیقت از کسان تو نیست{ - . هود/46 - و ابراهیم را چنین وصف کرده که باری ستاره را پرستیده و باری ماه را و باری دگر خورشید را و درباره یوسف گفته: «وَلَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَهَمَّ بِهَا لَوْلا أَن رَّأَی بُرْهَانَ رَبِّهِ» }و در حقیقت (آن زن) آهنگ وی کرد و (یوسف نیز) اگر برهان پروردگارش را ندیده بود، آهنگ او می کرد{ - . یوسف/24 - و موسی را سرزنش کرده و در آنجا که گفته: «رَبِّ أَرِنِی أَنظُرْ إِلَیْکَ قَالَ لَن تَرَانِی» }پروردگارا! خود را به من بنمای تا بر تو بنگرم. فرمود: هرگز مرا نخواهی دید{ - . اعراف/143 - و جبرئیل و میکائیل را سوی داود فرستاده و آن دو از دیوار نمازخانه او بالا رفته­اند و تا به پایان قصّه؛ و یونس را چون خشمگین و گناهکار روگردان شده در شکم ماهی حبس کرده و این گونه خطاها و اشتباه­های پیامبران خود را آشکار کرده است. امّا اسم کسانی را که آفریدگانش را فریفته­اند و در فتنه انداخته­اند و گمراه شده­اند و گمراه کرده­اند، پنهان کرده و از آنان به کنایه نام برده و گفته: «وَیَوْمَ یَعَضُّ الظَّالِمُ عَلَی یَدَیْهِ یَقُولُ یَا لَیْتَنِی اتَّخَذْتُ مَعَ الرَّسُولِ سَبِیلًا، یَا وَیْلَتَی لَیْتَنِی لَمْ أَتَّخِذْ فُلَانًا خَلِیلًا، لَقَدْ أَضَلَّنِی عَنِ الذِّکْرِ بَعْدَ إِذْ جَاءنِی» }و روزی است که ستمکار دست های خود را می گزد (و) می گوید: ای کاش با پیامبر راهی برمی گرفتم، ای وای کاش فلانی را دوست (خود) نگرفته بودم، و او (بود که) مرا به گمراهی کشانید پس از آنکه قرآن به من رسیده بود{. - . فرقان/27_29 -

این ستمگر کیست که اسمش را ذکر نکرده، آن چنان که اسم پیامبران را ذکر کرده است؟

و یافته­ام که می­گوید: «وَجَاءَ رَبُّکَ وَالْمَلَکُ صَفًّا صَفًّا» }و (فرمان) پروردگارت و فرشته(ها) صف در صف آیند{ - . فجر/22 - و «هَلْ یَنظُرُونَ إِلاَّ أَن تَأْتِیَهُمُ الْمَلآئِکَةُ أَوْ یَأْتِیَ رَبُّکَ أَوْ یَأْتِیَ بَعْضُ آیَاتِ رَبِّکَ» }آیا جز این انتظار دارند که فرشتگان به سویشان بیایند یا پروردگارت بیاید یا پاره ای از نشانه های پروردگارت بیاید{ - . انعام/158 - و «وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَی» }تنها به سوی ما آمده اید{ - . انعام/94 - ، یک بار نزدشان می رود و بار دیگر آنان نزد او می­روند. و یافته­ام چنین خبر می­دهد که شاهدی از سوی او بر پیامبرش _ که سلام و درود خدا بر ایشان باد _ تلاوت می­کند و گویی کسی که آن را تلاوت کرده است، روزگاری از عمر خویش را به بت­پرستی گذرانده است. و یافته­ام که می­گوید: «ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ یَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِیمِ» }سپس در همان روز است که از نعمت (روی زمین) پرسیده خواهید شد{. - . تکاثر/8 - این نعمت چیست که بندگانش را از آن بازخواست می­کند؟ و یافته­ام که می­گوید: «بَقِیَّةُ اللّهِ خَیْرٌ لَّکُمْ» }باقیمانده (حلال) خدا برای شما بهتر است{ - . هود/86 - این بقیة الله چیست؟ (مگر خدا بقیه دارد؟) و یافته­ام که می­گوید: «یَا حَسْرَتَی علَی مَا فَرَّطتُ فِی جَنبِ اللَّهِ» }دریغا بر آنچه در حضور خدا کوتاهی ورزیدم} - . زمر/56 - و «فَأَیْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ اللّهِ» }پس به هر سو رو کنید آنجا روی (به) خداست{ - . بقره/115 - و «کُلُّ شَیْءٍ هَالِکٌ إِلَّا وَجْهَهُ» }جز ذات او همه چیز نابود شونده است{ - . قصص/85 - و «وَأَصْحَابُ الْیَمِینِ مَا أَصْحَابُ الْیَمِینِ» }و یاران راست، یاران راست کدامند{ - . واقعه/27 - و «وَأَصْحَابُ الشِّمَالِ مَا أَصْحَابُ الشِّمَالِ» }و یاران چپ، کدامند یاران چپ{ - . واقعه/41 - معنای جنب و وجه و راست و چپ چیست؟ در این جا امر به سختی، مبهم و پیچیده است. و یافته­ام که می­گوید: «الرَّحْمَنُ عَلَی الْعَرْشِ اسْتَوَی» }خدای رحمان که بر عرش استیلا یافته است­{ - . طه/5 - و «أَأَمِنتُم مَّن فِی السَّمَاءِ» }آیا از آن کس که در آسمان است ایمن شده اید؟{ - . ملک/16 - و «وَهُوَ الَّذِی فِی السَّمَاءِ إِلَهٌ وَ فِی الأرضِ إلَهٌ» }و اوست که در آسمان خداست و در زمین خداست{ - . زخرف/84 - و «وَهُوَ مَعَکُمْ أَیْنَ مَا کُنتُمْ» }و هر کجا باشید او با شماست{ - . حدید/4 - و «وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَیْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِیدِ» }و ما از شاهرگ (او) به او نزدیک تریم{ - . ق/16 - و یافته­ام که می­گوید: «مَا یَکُونُ مِن نَّجْوَی ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ» }هیچ گفتگوی محرمانه ای میان سه تن نیست، مگر این که او چهارمین آنهاست­{ - . مجادله/7 - و یافته­ام که می­گوید: «وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِی الْیَتَامَی فَانکِحُواْ مَا طَابَ لَکُم مِّنَ النِّسَاء» }و اگر در اجرای عدالت میان دختران یتیم بیمناکید، هر چه از زنان (دیگر) که شما را پسند افتاد به زنی گیرید{ - . نساء/3 - حال آن که دادگری در مورد یتیمان به ازدواج با زنان نمی­ماند و زنان نیز همگی یتیم نیستند، پس معنای آن چیست؟ و یافته­ام که می­گوید: «وَمَا ظَلَمُونَا وَلَکِن کَانُواْ أَنفُسَهُمْ یَظْلِمُونَ» }و بر ما ستم نکردند، لیکن بر خودشان ستم می کردند{. - . اعراف/160 - چگونه به خدا ستم می­شود و آن ستمگران کیستند؟ و یافته­ام که می­گوید: «قُلْ إِنَّمَا أَعِظُکُم بِوَاحِدَةٍ» }بگو: من فقط به شما یک اندرز می دهم[. - . سبأ/46 - پس این واحده چیست؟ و یافته­ام که می­گوید: «وَمَا أَرْسَلْنَاکَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِینَ» }و تو را جز رحمتی برای جهانیان نفرستادیم{ - . انبیاء/107 - مخالفانِ اسلام را چنان دانسته که به باطل خود سرگرم­اند و از آن دست نمی­کشند و فسادگران دیگری را چنان دانسته که بر سر مذهب­های خود جدل می­کنند و یکدیگر را لعنت می­گویند، پس جای آن رحمت فراگیر برای آنان کجاست تا آنان را در بر گیرد؟ و یافته­ام که از برتری پیامبرش بر دیگر پیامبران سخن گفته و سپس چندین بار بیش از آنچه ثنای او گفته، آن چنان با خواری و کاهش مقام و سرزنش و نکوهش خطابش کرده که هیچ یک از دیگر انبیا را چنین خطاب نکرده است، همچون آنجا که گفته: «وَلَوْ شَاء اللّهُ لَجَمَعَهُمْ عَلَی الْهُدَی فَلاَ تَکُونَنَّ مِنَ الْجَاهِلِینَ» }و اگر خدا می خواست قطعاً آنان را بر هدایت گرد می آورد، پس زنهار از نادانان مباش{ - . انعام/35 - و «وَلَوْلاَ أَن ثَبَّتْنَاکَ لَقَدْ کِدتَّ تَرْکَنُ إِلَیْهِمْ شَیْئًا قَلِیلًا، إِذًا لَّأَذَقْنَاکَ ضِعْفَ الْحَیَاةِ وَضِعْفَ الْمَمَاتِ ثُمَّ لاَ تَجِدُ لَکَ عَلَیْنَا نَصِیرًا» }و اگر تو را استوار نمی داشتیم، قطعاً نزدیک بود کمی به سوی آنان متمایل شوی، در آن صورت حتماً تو را دو برابر (در) زندگی و دو برابر (پس از) مرگ (عذاب) می چشانیدیم، آن گاه در برابر ما برای خود یاوری نمی یافتی­{ - . اسراء/ 74_75 - و «وَتُخْفِی فِی نَفْسِکَ مَا اللَّهُ مُبْدِیهِ وَتَخْشَی النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ» }و از خدا پروا بدار و آنچه را که خدا آشکارکننده آن بود در دل خود نهان می کردی و از مردم می ترسیدی با آن که خدا سزاوارتر بود که از او بترسی{ - . احزاب/37 - و «وَمَا أَدْرِی مَا یُفْعَلُ بِی وَلَا بِکُمْ» }و نمی دانم با من و با شما چه معامله ای خواهد شد{ - . احقاف/9 - و «مَّا فَرَّطْنَا فِی الکِتَابِ مِن شَیْءٍ» }ما هیچ چیزی را در کتاب (لوح محفوظ) فروگذار نکرده ایم{ - . انعام/38 - و «وَکُلَّ شَیْءٍ أحْصَیْنَاهُ فِی إمَامٍ مُبِینٍ» }و هر چیزی را در کارنامه ای روشن برشمرده ایم{ - . یس/12 - اگر همه چیز در امام روشنگر برشمرده شده و او همان وصیّ پیامبر است، پس پیامبر، خود سزاوارتر است تا از چنین صفتی که خدا گفته دور باشد: «وَمَا أَدْرِی مَا یُفْعَلُ بِی وَلَا بِکُمْ». این­ها همگی صفاتی مختلف و احوالی متناقض و اموری دشوار­ هستند. اگر رسول و کتاب، حق باشند من به خاطر شکی که در این باره کرده­ام، هلاک می­شوم و اگر آن دو باطل باشند، هیچ حرجی بر من نیست.

امیر مؤمنان علیه السلام در جوابش فرمود: ستوده و پاک است پروردگار فرشتگان و روح، او تبارک و تعالی، زنده و همیشگی است و بر هر کسی بدان چه کرده ایستاده و نگهبان است. باز هم اگر در چیزی شک کرده­ای بگو. عرض کرد: آنچه گفتم مرا بس است، ای امیر مؤمنان! حضرت علی علیه السلام فرمود: تو را از تأویل آنچه پرسیدی، آگاه می­سازم و تنها به فضل خداوند است که در این امر توفیق می­یابم. بر او توکل می­کنم و به سوی او توبه می­آورم که توکل کنندگان بایست بر او توکل کنند.

و امّا کلام حق تعالی: «اللَّهُ یَتَوَفَّی الْأَنفُسَ حِینَ مَوْتِهَا» }خدا روح مردم را هنگام مرگشان به تمامی باز می ستاند{ - . زمر/42 - و «یَتَوَفَّاکُم مَّلَکُ الْمَوْتِ» }بگو فرشته مرگی جانتان را می ستاند{ - . سجده/11 - و «تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا» }فرشتگان ما جانش بستانند{ - . انعام/61 - و «الَّذِینَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِکَةُ طَیِّبِینَ» }همان کسانی که فرشتگان جانشان را در حالی که پاکند می ستانند{ - . نحل/32 - و «الَّذِینَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِکَةُ ظَالِمِی أَنفُسِهِمْ» }همانان که فرشتگان جانشان را می گیرند، در حالی که بر خود ستمکار بوده اند{ - . نحل/28 - او تبارک و تعالی، بزرگ تر و والاتر از آن است که خود، این امر را بر عهده گیرد، حال آن که فعل فرستادگان و فرشتگان او، فعل اوست؛ چرا که ایشان به فرمان او عمل می­کنند. پس خداوند _ که یادش با شکوه و بلند مرتبه باد _ از میان فرشتگان، فرستادگان و واسطه­هایی را میان خود و آفریدگانش برگزید و ایشان همان کسانی هستند که خداوند درباره آنان فرمود: «اللَّهُ یَصْطَفِی مِنَ الْمَلَائِکَةِ رُسُلًا وَمِنَ النَّاسِ» }خدا از میان فرشتگان رسولانی برمی گزیند و نیز از میان مردم{ - . حج/75 - این گونه هر که اهل فرمانبری باشد، روحش را فرشتگان رحمت می­ستانند و هر که اهل نافرمانی باشد، ستاندن روحش را فرشتگان عذاب بر عهده می­گیرند. از این رو فرشته مرگ، یارانی از فرشتگان رحمت و عذاب دارد که فرمان او را به انجام می­رسانند و فعل آنان فعل اوست. پس هر آنچه ایشان انجام دهند، به او نسبت داده می­شود و به این ترتیب فعل آنان، فعل فرشته مرگ است و فعل فرشته مرگ، فعل خداوند است؛ چرا که او عزّ و جلّ، به دست هر کس که خود می­خواهد، جان ها را می­میراند و عطا می­کند و دریغ می­دارد و به دست هرکس که خود می­خواهد، پاداش می­دهد و مجازات می­کند. این چنین فعل امانت داران او، فعل اوست؛ همان گونه که فرمود: «وَمَا تَشَاؤُونَ إِلَّا أَن یَشَاءَ اللَّهُ» }و تا خدا نخواهد (شما) نخواهید خواست{. - . انسان/30 - و امّا کلام حق تعالی: «فَمَن یَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَا کُفْرَانَ لِسَعْیِهِ» }پس هر که کارهای شایسته انجام دهد و مؤمن (هم) باشد برای تلاش او ناسپاسی نخواهد بود{ - .انبیاء/94 - و «وَإِنِّی لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَی» }و به یقین من آمرزنده کسی هستم که توبه کند و ایمان بیاورد و کار شایسته نماید و به راه راست راهسپر شود{ - . طه/82 - تمامی این­ها بدون هدایت شدن، نیازی را برآورده نمی­سازد و این گونه نیست که هر کس نام ایمان بر خود داشته باشد، سزاوار آن باشد که از مهلکه های گمراهان نجات یابد. اگر چنین بود، یهودیان با اعتراف خود به توحید و اقرار به وجود خداوند، نجات می­یافتند و دیگر کسانی که به یگانگی خداوند اقرار می­کنند نیز، از ابلیس گرفته تا پیروان او در کفرورزی، همه نجات می­یافتند، حال آن که خداوند این امر را با کلام خویش روشن کرده است: «الَّذِینَ آمَنُواْ وَلَمْ یَلْبِسُواْ إِیمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِکَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ» } کسانی که ایمان آورده و ایمان خود را به شرک نیالوده اند آنان راست ایمنی و ایشان راه یافتگانند{ - . انعام/82 - و «الَّذِینَ قَالُواْ آمَنَّا بِأَفْوَاهِهِمْ وَلَمْ تُؤْمِن قُلُوبُهُمْ» }آنان که با زبان خود گفتند: ایمان آوردیم و حال آن که دل هایشان ایمان نیاورده بود{ - . مائده/41 - و ایمان را حالات و منازلی است که شرح آن­ها به درازا می­کشد و از آن جمله این که ایمان گاه بر دو وجه است: ایمان با دل و ایمان با زبان؛ همچون ایمانی که منافقان در روزگار رسول خدا صلی الله علیه و آله و سلم داشتند، وقتی حضرت صلی الله علیه و آله و سلم با شمشیر، آنان را در هم شکست و ترس در دلشان افتاد، با زبان­هایشان ایمان آوردند، حال آن که با دل­هایشان ایمان نیاورده بودند. ایمان با دل، تسلیم پروردگار شدن است و هر که امور را به صاحبش تسلیم کند، در برابر او تکبّر نورزیده است؛ آن چنان که ابلیس در سجده به آدم بزرگی فروخت و بیشتر امّت­ها در برابر فرمانبری از پیامبران تکبّر پیشه کردند و این گونه توحید سودی به آنان نرساند؛ هم چنان که آن سجده طولانی برای ابلیس سودمند نیفتاد. همو که در یک سجده، چهار هزار سال به خاک افتاده بود و از این سجده، جز گنجینه­های دنیا و تأخیر در انجام وظیفه را اراده نکرده است. از این رو تنها با هدایت یافتن به راه نجات و طریق حقّ است که نماز و صدقه سود می­رساند. خداوند با تبیین و روشنگری آیات و فرستادن رسولان خود، راه هر عذری را بر بندگانش بسته است تا پس از فرستادگان، مردم هیچ حجتی بر خداوند نداشته باشند و زمین او عزّ و جلّ از کسی که دانای نیاز بندگان است و رهنمای راه نجات است، تهی نمی­شود و ایشان شمارشان بسی اندک است. خداوند این امر را درباره امّت­های پیامبران بیان کرده و آنان را مثالی از برای پسینیان قرار داده است، همچون کلامش درباره قوم نوح علیه السلام که فرمود: «وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِیلٌ» }و با او جز (عده) اندکی ایمان نیاورده بودند{ - . هود / 40 - و یا درباره کسانی که از امّت موسی علیه السلام ایمان آوردند، فرمود: «وَمِن قَوْمِ مُوسَی أُمَّةٌ یَهْدُونَ بِالْحَقِّ وَبِهِ یَعْدِلُونَ» }و از میان قوم موسی جماعتی هستند که به حق راهنمایی می کنند و به حق داوری می نمایند{ - . اعراف/159 - و یا درباره حواریّون عیسی علیه السلام آن گاه که او به بنی اسرائیل فرمود: «مَنْ أَنصَارِی إِلَی اللّهِ قَالَ الْحَوَارِیُّونَ نَحْنُ أَنصَارُ اللّهِ آمَنَّا بِاللّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ» }یاران من در راه خدا چه کسانند؟ حواریّون گفتند: ما یاران (دین) خداییم، به خدا ایمان آورده ایم و گواه باش که ما تسلیم (او) هستیم{ - . آل عمران/52 - یعنی بر این که آنان تسلیم برتری اهل فضل هستند و در برابر فرمان پروردگارشان تکبر نمی­ورزند و در میان آنان تنها حواریّون پاسخ او را دادند. خداوند برای علم، اهلی قرار داد و بر بندگان، فرمانبرداری از ایشان را واجب کرد و فرمود: «أَطِیعُواْ اللّهَ وَأَطِیعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِی الأَمْرِ مِنکُمْ» }خدا را اطاعت کنید و پیامبر و اولیای امر خود را (نیز) اطاعت کنید{ - . نساء/59 - و «وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَی الرَّسُولِ وَإِلَی أُوْلِی الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِینَ یَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ» }و اگر آن را به پیامبر و اولیای امر خود ارجاع کنند، قطعاً از میان آنان کسانی اند که (می توانند درست و نادرست) آن را دریابند{ - . نساء/83 - و «اتَّقُواْ اللّهَ وَکُونُواْ مَعَ الصَّادِقِینَ» }از خدا پروا کنید و با راستان باشید{ - . توبه/119 - و «وَمَا یَعْلَمُ تَأْوِیلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِی الْعِلْمِ» }تأویلش را جز خدا و ریشه داران در دانش کسی نمی داند{ - . آل عمران/7 - و «وَأْتُواْ الْبُیُوتَ مِنْ أَبْوَابِهَا» }و به خانه ها از درِ (ورودی) آنها درآیید{ - . بقره/189 - و منظور از خانه­ها، خانه­های علم است که نزد پیامبران به امانت است و درهای این خانه­ها اوصیا هستند _ که سلام و درود خدا بر ایشان باد. پس هر عمل نیکی که بر دستی به جز دست اهل برگزیده و بر اساسی جز پیمان­ها و حدود و قانون­ها و سنت­ها و نشانه­های دین ایشان جاری شود، مردود است و پذیرفته نمی­شود و اهل چنین عملی، گرچه مشمول صفت ایمان باشند، در جایگاه کفر هستند؛ مگر نشنیده­ای که خداوند متعال فرمود: «وَمَا مَنَعَهُمْ أَن تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلاَّ أَنَّهُمْ کَفَرُواْ بِاللّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلاَ یَأْتُونَ الصَّلاَةَ إِلاَّ وَهُمْ کُسَالَی وَلاَ یُنفِقُونَ إِلاَّ وَهُمْ کَارِهُونَ» }و هیچ چیز مانع پذیرفته شدن انفاق های آنان نشد، جز این که به خدا و پیامبرش کفر ورزیدند؛ و جز با (حال) کسالت نماز به جا نمی آورند و جز با کراهت انفاق نمی کنند{ - . توبه/54 - و مردند در حالی که کافر بودند، پس هر که از اهل ایمان سوی راه نجات، هدایت نیابد، ایمان او به خداوند تبارک و تعالی همراه با پایمال کردن حقّ اولیای خدا، هیچ بهره­ای به او نمی­رساند و عملش به هیچ می­انجامد و در آخرت از جمله زیانکاران خواهد بود. همچنین خداوند سبحان فرمود: «فلمْ یَکُ یَنفَعُهُمْ إِیمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا» }و (لی) هنگامی که عذاب ما را مشاهده کردند، دیگر ایمانشان برای آنها سودی نداد{ - . غافر/85 - و از این دست آیه، در کتاب خداوند عزّ و جلّ بسیار است و هدایت همان ولایت است، چنان چه خداوند عزّ و جلّ فرمود: «وَمَن یَتَوَلَّ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِینَ آمَنُواْ فَإِنَّ حِزْبَ اللّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ» }و هر کس خدا و پیامبر او و کسانی را که ایمان آورده اند، ولیّ خود بداند (پیروز است، چرا که) حزب خدا همان پیروزمندانند{ - . مائده/56 - و کسانی که در این جایگاه ایمان آورده­اند، همان کسانی هستند که از جانب حجّت­ها و اوصیا _ که سلام و درود خدا بر ایشان باد _ و در هر عصری بر آفریدگان گمارده شده­اند و نیز چنین نیست که هر کس از اهل قبله به شهادتین اقرار کند، مؤمن است؛ چرا که منافقان گواهی دادند هیچ خدایی جز خدای یگانه نیست و محمّد صلی الله علیه و آله و سلم رسول خداست. امّا رأی پیامبر صلی الله علیه و آله و سلم را درباره سپردن دین خدا و تصمیم­ها و برهان­های پیامبری خود به وصیّ­اش _ که سلام و درود خدا بر او باد _ کنار گذاشتند و ناخشنودی خود را از او در دل پنهان کردند و چون برایشان موقعیتی دست داد، آنچه را حضرت صلی الله علیه و آله و سلم استوار کرده بود، شکستند؛ همان چیزی که خداوند برای پیامبرش صلی الله علیه و آله و سلم آشکار کرد و فرمود: «فَلاَ وَرَبِّکَ لاَ یُؤْمِنُونَ حَتَّیَ یُحَکِّمُوکَ فِیمَا شَجَرَ بَیْنَهُمْ ثُمَّ لاَ یَجِدُواْ فِی أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَیْتَ وَیُسَلِّمُواْ تَسْلِیمًا» }ولی چنین نیست، به پروردگارت قسم که ایمان نمی آورند، مگر آن که تو را در مورد آنچه میان آنان مایه اختلاف است داور گردانند؛ سپس از حکمی که کرده ای در دل هایشان احساس ناراحتی (و تردید) نکنند و کاملاً سر تسلیم فرود آورند{ - . نساء/65 - و «وَ مَا محمّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَی أَعْقَابِکُمْ» [محمّد جز فرستاده ای که پیش از او (هم) پیامبرانی (آمده و) گذشتند، نیست. آیا اگر او بمیرد یا کشته شود از عقیده خود برمی گردی؟{ - . آل عمران/144 - و نیز «لَتَرْکَبُنَّ طَبَقًا عَن طَبَقٍ» }که قطعاً از حالی به حالی برخواهید نشست{ - . انشقاق/19 - یعنی در خیانت به اوصیا پس از پیامبران، راه امّت­های پیش از خود را می­پیمایند و این، در کتاب خداوند عزّ و جلّ بسیار است. از همین رو خبری که از عاقبت کار و تباهی آنان به پیامبر صلی الله علیه و آله و سلم رسید، آن حضرت را _ که سلام و درود خدا بر او باد _ اندوهگین کرد. آن گاه خداوند عزّ و جلّ به ایشان وحی فرمود: «فَلَا تَذْهَبْ نَفْسُکَ عَلَیْهِمْ حَسَرَاتٍ» }پس مبادا به سبب حسرت ها(ی گوناگون) بر آنان جانت (از کف) برود{ - . فاطر/8 - و «فَلاَ تَأْسَ عَلَی الْقَوْمِ الْکَافِرِینَ» }پس بر گروه کافران اندوه مخور{. - . مائده/68 - و امّا درباره این کلام حق تعالی: «وَاسْأَلْ مَنْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِکَ مِن رُّسُلِنَا» }و از رسولان ما که پیش از تو گسیل داشتیم جویا شو{ - . زخرف/45 - باید گفت: این از جمله برهان­هایی است که خداوند به پیامبر اکرم صلی الله علیه و آله و سلم عطا فرمود و با ایشان، حجّت را بر دیگر آفریدگان خود تمام کرد؛ چرا که خداوند، پیامبران را با ایشان به پایان رسانید و ایشان را نزد تمامی امّت­ها و دیگر ملّت­ها رسول خود قرار داد و از این رو ایشان را با فراز شدن به آسمان، هنگام معراج یگانه داشت و در آن روز پیامبران را گرد آورد و پیامبر اکرم صلی الله علیه و آله و سلم تصمیم­ها و نشانه­ها و برهان­های خداوند را که آنان در رسالت خود آورده بودند، از ایشان آموخت و آن­ها همگی بر برتری پیامبر اکرم صلی الله علیه و آله و سلم و برتری اوصیا و حجّت­های آن حضرت صلی الله علیه و آله و سلم در زمین پس از ایشان اقرار کردند و به برتری شیعیان وصیّ ایشان _ که سلام و درود خدا بر او باد _ همان مردان و زنان مؤمنی که تسلیم برتری اهل فضل شدند و در برابر فرمانشان تکبّر نورزیدند، اعتراف کردند و پیامبر اکرم صلی الله علیه و آله و سلم نافرمانان و فرمانبران را در میان امّت­های آنان و دیگر گذشتگان و درگذشتگان و پیشینیان و پسینیان شناخت. امّا لغزش­های پیامبران علیهم السلام و آنچه خداوند در کتابش بیان فرمود و نشستن کنایه به جای اسم برای کسانی که جرمی بزرگ تر از جرم­های پیامبران مرتکب شده­اند و کتاب خدا به ستمگری آنان گواهی داده است؛ این از بزرگ ترین دلایل حکمت درخشان و قدرت چیره و عزّت آشکار خداوند عزّ و جلّ است. او می­دانست که برهان­های پیامبران در سینه­های امّت­هایشان، بزرگ می­نشیند و برخی از آنان برخی دگر را به خدایی می گیرند. همچون آنچه نصرانی­ها درباره فرزند مریم علیه السلام کردند. از این رو چنین فرمود تا دلالتی باشد بر این که آن­ها از کمالی که ویژه خداوند عزّ و جلّ است، به دور هستند؛ مگر نشنیدی خداوند در وصف عیسی علیه السلام در آنجا که درباره او و مادرش علیها السلام سخن می­گفت، فرمود: «کَانَا یَأْکُلاَنِ الطَّعَامَ» }هر دو غذا می خوردند{ - . مائده/75 - یعنی هر که غذا بخورد، زایده (مدفوع) دارد و هر که زایده داشته باشد، از آنچه نصرانیون درباره فرزند مریم علیه السلام ادعا می­کنند، به دور است. خداوند عزّ و جلّ نام پیامبران را - . در اصل این چنین است؛ «لم یکنّ» ولی به نظر می­رسد که نادرست باشد، چرا که خداوند . که یادش با شکوه و بلند مرتبه باد . به نام­های پیامبران تصریح کرده و نام­های منافقان را پنهان داشته است؛ یعنی بایست چنین باشد: «لم لم یکنّّّّّّ»

چرا پنهان نداشته است. - از روی فخر فروشی و تکبّر پنهان نداشت، بلکه چنین کرد تا اهل بصیرت بدانند پنهان داشتن نام منافقانی که گناهان بزرگ مرتکب می­شوند، در قرآن از فعل خداوند متعال نیست، بلکه این کار از سوی تغییردهندگان و تبدیل کنندگانی است که قرآن را جزءجزء کردند و دنیا را به جای دین برگزیدند.

خداوند متعال در بیان قصّه­های تغییر دهندگان فرمود: «فَوَیْلٌ لِّلَّذِینَ یَکْتُبُونَ الْکِتَابَ بِأَیْدِیهِمْ ثُمَّ یَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِندِ اللّهِ لِیَشْتَرُواْ بِهِ ثَمَنًا قَلِیلاً» }پس وای بر کسانی که کتاب (تحریف شده ای) با دست های خود می نویسند، سپس می گویند این از جانب خداست تا بدان بهای ناچیزی به دست آرند{ - . بقره/79 - و «وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِیقًا یَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم بِالْکِتَابِ» }و از میان آنان گروهی هستند که زبان خود را به (خواندن) کتاب (تحریف شده ای ) می پیچانند{ - . آل عمران/78 - و «إِذْ یُبَیِّتُونَ مَا لاَ یَرْضَی مِنَ الْقَوْلِ» }و چون شبانگاه به چاره اندیشی می پردازند و سخنانی می گویند که وی (بدان) خشنود نیست{ - . نساء/ 108 - یعنی آنچه که پس از وفات رسول خدا صلی الله علیه و آله و سلم پایه های باطل خود را بر آن بنا کردند؛ همچون کاری که یهودیان و نصرانی­ها پس از در گذشتن موسی و عیسی علیهم السلام کردند و تورات و انجیل را تغییر دادند و کلمات را از جای خود تحریف کردند. حق تعالی فرمود: «یُرِیدُونَ أَن یُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَیَأْبَی اللّهُ إِلاَّ أَن یُتِمَّ نُورَهُ» }می خواهند نور خدا را با سخنان خویش خاموش کنند، ولی خداوند نمی گذارد تا نور خود را کامل کند{ - . توبه/32 - یعنی برای آن که امر را بر مردم مبهم کنند، در کتاب خدا چیزی را ثبت کردند که کلام خدا نبود، پس خداوند نیز دل­هایشان را کور کرد تا آنان آنچه را که در کتاب او بر اموری دلالت دارد که آنان در آن بدعت می­گذارند و آن را تحریف می­کنند، رها کنند و از دروغگویی و دغل کاری و پنهان کاری آنان در آنچه خود از کتاب او می­دانند، پرده برداشت.

از این رو به آنان فرمود: «لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ» }چرا حق را به باطل درمی آمیزید؟{ - . آل عمران/71 - و درباره آنان مثالی زد و فرمود: «فَامّا الزَّبَدُ فَیَذْهَبُ جُفَاءً وَامّا مَا یَنفَعُ النَّاسَ فَیَمْکُثُ فِی الأَرْضِ» }امّا کف بیرون افتاده از میان می رود، ولی آنچه به مردم سود می رساند در زمین (باقی) می ماند{ - . رعد/17 - کف در این جا همان کلامی است که ملحدان در قرآن ثبت کردند و این کلام، به هنگام برداشت، نابود و باطل و متلاشی می­شود. امّا آنچه که مردم را سود می­رساند، تنزیل راستین است که بطلان، نه از پیش و نه از پس، به آن راه نمی­یابد و دل­ها آن را می­پذیرند و زمین نیز در این جا همان محل و جایگاه علم است. پس بسته به امر فراگیر تقیّه، آشکار کردن نام­های تبدیل کنندگان روا نیست، همان گونه که افزودن بر آیات درباره آنچه آنان از جانب خود در کتاب خدا ثبت کردند نیز روا نیست؛ چرا که این کار، سبب نیرومند شدن دلایل اهل تعطیل و کفر پیشگان و ملّت­های منحرف از قبله ما می­شود و به باطل شدن این علم آشکار می­انجامد. علمی که موافق و مخالف به آن گردن نهاده­اند؛ چرا که برای آنان سودمند می­افتد و خشنودی آنان را فراهم می­آورد و از این رو آن را می­پذیرند. از سوی دیگر این کنایه گویی بدان خاطر است که چه در گذشته و چه در حال، تعداد اهل باطل بیشتر از اهل حق بوده و نیز بدان سبب است که بر اساس آنچه خداوند به پیامبرش صلی الله علیه و آله و سلم فرمود، شکیبایی بر والیان امر واجب شده است، «فَاصْبِرْ کَمَا صَبَرَ أُوْلُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ» }پس همان گونه که پیامبران نستوه صبر کردند، صبر کن{ - . احقاف/35 - ، حق تعالی این شکیبایی را بر دوستداران و فرمانبران خود نیز واجب کرد و فرمود: «لَقَدْ کَانَ لَکُمْ فِی رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ» }قطعاً برای شما در (اقتدا به) رسول خدا سرمشقی نیکوست{. - . احزاب/21 - پس آنچه شنیدی در پاسخ به پرسش تو در این باره برایت بسنده است و آن این که شریعت تقیّه بیش از این آشکارگویی را بر نمی­تابد.

و امّا کلام خداوند متعال: «وَ جَاء رَبُّکَ وَالْمَلَکُ صَفًّا صَفًّا» }و (فرمان) پروردگارت و فرشته(ها) صف در صف آیند{ - . فجر/22 - و « وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَی» }تنها به سوی ما آمده اید{ - . انعام/94 - و « هَلْ یَنظُرُونَ إِلاَّ أَن تَأْتِیهُمُ الْمَلآئِکَةُ أَوْ یَأْتِیَ رَبُّکَ أَوْ یَأْتِیَ بَعْضُ آیَاتِ رَبِّکَ» }آیا جز این انتظار دارند که فرشتگان به سویشان بیایند یا پروردگارت بیاید یا پاره ای از نشانه های پروردگارت بیاید{ - . انعام/158 - این همه بر حقّ است و آمدن خداوند عزّ و جلّ همچون آمدن آفریدگانش نیست که او پروردگار همه چیز است. افزون بر این، در کتاب خداوند عزّ و جلّ آیاتی هست که تأویل آن­ها متفاوت از صورت تنزیل آن­هاست و با گفتار و کردار آدمی همانند نیست. اکنون تو را از مثال­هایی در این باره آگاه می­سازم و إن شاء الله تعالی تو را کفایت می­کند. یکی حکایت خداوند عزّ و جلّ از سخن ابراهیم علیه السلام است در آنجا که فرمود: «إِنِّی ذَاهِبٌ إِلَی رَبِّی سَیَهْدِینِ» }من به سوی پروردگارم رهسپارم؛ زودا که مرا راه نماید{ - . صافات/99 - معنای رفتن او به سوی پروردگارش، همانا روی آوردن به سوی او در پرستش و کوشش است. حال دیدی که تأویل این سخن متفاوت از تنزیل آن است؟! و نیز حق تعالی فرمود: «وَأَنزَلَ لَکُم مِّنْ الْأَنْعَامِ ثَمَانِیَةَ أَزْوَاجٍ» }و برای شما از دام ها هشت قسم پدید آورد{ - . زمر/6 - و«وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْکِتَابَ وَالْمِیزَانَ لِیَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنزَلْنَا الْحَدِیدَ فِیهِ بَأْسٌ شَدِیدٌ» }و با آنها کتاب و ترازو را فرود آوردیم تا مردم به انصاف برخیزند و آهن را که در آن خطری سخت است{ - . حدید/25 - که منظور از نازل کردن آن ها، آفریدن آن­هاست و همچنین فرمود: «قُلْ إِن کَانَ لِلرَّحْمَنِ وَلَدٌ فَأَنَا أَوَّلُ الْعَابِدِینَ» }بگو اگر برای (خدای) رحمان فرزندی بود، خود من نخستین پرستندگان بودم{ - . زخرف/81 - یعنی جاحدین و انکار کنندگان، پس تأویل این سخن، باطنی متضاد با ظاهرش دارد.

حق تعالی در کلام خود: «هَلْ یَنظُرُونَ إِلاَّ أَن تَأْتِیهُمُ الْمَلآئِکَةُ أَوْ یَأْتِیَ رَبُّکَ أَوْ یَأْتِیَ بَعْضُ آیَاتِ رَبِّکَ» پیامبر ما صلی الله علیه و آله و سلم را خطاب کرد و فرمود: آیا منافقان و مشرکان منتظرند تا فرشتگان نزدشان آیند و آن­ها ایشان را به چشم ببینند، «أَوْ یَأْتِیَ رَبُّکَ أَوْ یَأْتِیَ بَعْضُ آیَاتِ رَبِّکَ»، که منظور از پروردگارت، امر پروردگارت می­باشد و نشانه­ها همان عذاب در سرای دنیاست؛ همان گونه که خداوند امّت­های پیشین و مردم قرن­های گذشته را عذاب کرد. همچنین فرمود: «أَوَلَمْ یَرَوْاْ أَنَّا نَأْتِی الأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا» }آیا ندیده اند که ما (همواره) می آییم و از اطراف این زمین می کاهیم{ - . رعد/41 - یعنی مردمان قرن­هایی که ایشان را هلاک کرد؛ امّا این هلاک کردن را آمدن نامید. همچنین فرمود: «قَاتَلَهُمُ اللّهُ أَنَّی یُؤْفَکُونَ» }خدا آنان را بکشد چگونه (از حق) بازگردانده می شوند؟!{ - . توبه/30 - یعنی خدا لعنتشان کند، چقدر دروغ می­گویند؛ امّا لعنت را کشتن نامید. همچنین فرمود: «قُتِلَ الْإِنسَانُ مَا أَکْفَرَهُ» }کشته باد انسان، چه ناسپاس است!{ - . عبس/17 - یعنی لعنت بر انسان. همچنین فرمود: «فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَکِنَّ اللّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَیْتَ إِذْ رَمَیْتَ وَلَکِنَّ اللّهَ رَمَی» }و شما آنان را نکشتید، بلکه خدا آنان را کشت و چون (ریگ به سوی آنان) افکندی تو نیفکندی، بلکه خدا افکند{ - . انفال/17 - این گونه فعل پیامبر صلی الله علیه و آله و سلم را فعل خود نامید. حال دیدی که تأویل این سخنان متفاوت از تنزیل آن­هاست؟ همچنین فرمود: «بَلْ هُم بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ کَافِرُونَ» }بلکه آنها به لقای پروردگارشان (و حضور او) کافرند{ - . سجده/10 - و برانگیختن را دیدار نامید. همچنین فرمود: «الَّذِینَ یَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُوا رَبِّهِمْ» }همان کسانی که می دانند با پروردگار خود دیدار خواهند کرد{ - . بقره/46 - یعنی یقین دارند که برانگیخته می­شوند؛ همچون آنجا که فرمود: «أَلَا یَظُنُّ أُولَئِکَ أَنَّهُم مَّبْعُوثُونَ * لِیَوْمٍ عَظِیمٍ» }مگر آنان گمان نمی دارند که برانگیخته خواهند شد، (در) روزی بزرگ{ - . مطففین/5_4 - یعنی آیا یقین ندارند که برانگیخته می­شوند؟ دیدار، نزد مؤمن برانگیختن است و نزد کافر، با چشم دیدن و نگریستن است. همچنین گاهی منظور از ظنّ کافر، یقین است. همچون آنجا که خداوند متعال فرمود: «وَرَأَی الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُم مُّوَاقِعُوهَا» }و گناهکاران آتش (دوزخ) را می بینند و درمی یابند که در آن خواهند افتاد{. - . کهف/53 -

و امّا کلام حق تعالی درباره منافقان: «وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا» }و به خدا گمان هایی (نابجا) می بردید{ - . احزاب/10 - ظن، در این جا به معنای یقین نیست، بلکه به معنای شک است. پس لفظ در ظاهر یکی است، امّا در باطن، دو معنای مخالف دارد. همچنین فرمود: «الرَّحْمَنُ عَلَی الْعَرْشِ اسْتَوَی» }خدای رحمان که بر عرش استیلا یافته است{ - . طه/5 - یعنی تدبیرش قرار گرفت و فرمانش فراز نشست. همچنین فرمود: «وَهُوَ الَّذِی فِی السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِی الْأَرْضِ إِلَهٌ» }و اوست که در آسمان خداست و در زمین خداست{. - . زخرف/ 84 - و فرمود: «وَهُوَ مَعَکُمْ أَیْنَ مَا کُنتُمْ» }و هر کجا باشید او با شماست] - . حدید/4 - و «مَا یَکُونُ مِن نَّجْوَی ثَلَاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ» [هیچ گفتگوی محرمانه ای میان سه تن نیست، مگر اینکه او چهارمین آنهاست{ - . مجادله/7 - ، که منظور از آن، چیرگی امنای او بر تمامی آفریدگانش با قدرتی است که او در وجود آنان نهاده است و این گونه فعل آنان، فعل اوست. پس سخن مرا فهم کن؛ چرا که من برای تو بر شرح می افزایم تا سینه­ات فراخ شود و اگر کس دیگری نیز پس از امروز همانند تو در این امور شک کرد و از سرکشی­ها و فتنه سازی­ها سؤال کرد و پرسید که چگونه اهل علم از ترس اهل جور و ستم ناگزیر شده­اند کتاب خدا را با نهان سازی و پرده پوشی تأویل کنند، امّا برای پرسش­های خود هیچ پاسخگویی نیافت، سینه او نیز همچون سینه تو فراخ گردد. بدان که به زودی زمانه­ای بر مردم پدید می­آید که در آن، حقیقت، پنهان و باطل، آشکار و نمایان شود و دشمنان مردم، والیان ایشان شوند و وعده حق، نزدیک و کفرورزی، افزون و تباهی هویدا گردد. در آن هنگام مؤمنان به بلا دچار شوند و سخت به لرزه افتند و کافران، ایشان را بدکار نام گذارند و آن گاه مؤمن تلاش می­کند تا آبروی خویش را از گزند نزدیکان خود حفظ کند. چون این بگذرد، خداوند برای دوستانش گشایش حاصل می­کند و صاحب امر را بر دشمنان خود پدیدار می­سازد .

و امّا کلام خداوند متعال: «وَیَتْلُوهُ شَاهِدٌ مِّنْهُ» }و شاهدی از (خویشان) او پیرو آن است{ - . هود/17 - او حجّت خداوند است که بر آفریدگان خود برپایش می­دارد و به آنان می­فهماند که هیچ کس سزاوار جایگاه پیامبر اکرم صلی الله علیه و آله و سلم نیست، جز کسی که مقام او را دارد و هیچ کس به دنبال او گواه نیست، جز کسی که در پاکی منزلتی همچون او دارد، تا کسی که پلیدی کفر در لحظه­ای او را آلوده است، مجال نیابد مقام رسول خدا صلی الله علیه و آله و سلم را به خود نسبت دهد. و نیز بر آنان که چنین کسی را در گناه و ستم یاری کردند، راه عذر و بهانه تنگ شود؛ چرا که خداوند با سخن خود به ابراهیم علیه السلام، آلودگان به کفر را از عهده داری آنچه که او بر پیامبران و اولیا خود واگذار کرده، به دور داشت: «لاَ یَنَالُ عَهْدِی الظَّالِمِینَ» }پیمان من به بیدادگران نمی رسد{ - . بقره/124 - یعنی مشرکین؛ زیرا حق تعالی در کلام خود ستم را شرک نامید و فرمود: «إِنَّ الشِّرْکَ لَظُلْمٌ عَظِیمٌ» }به راستی شرک ستمی بزرگ است{. - . لقمان/13 - پس چون ابراهیم علیه السلام دانست که پیمان خداوند تبارک و تعالی در امر امامت به بت پرستان نمی­رسد، عرض کرد: «وَ اجْنُبْنِی وَ بَنِیَّ أَن نَّعْبُدَ الأَصْنَامَ» }و مرا و فرزندانم را از پرستیدن بتان دور دار{. - . ابراهیم/35 - بدان که هر کس منافقان را بر راستگویان و کافران را بر نیکان برتری دهد، گناهی بزرگ مرتکب شده است؛ چرا که حق تعالی در کتابش فرق میان اهل حق و باطل و پاک و پلید و مؤمن و کافر را آشکار کرده و از این روست که در نبود پیامبر صلی الله علیه و آله و سلم هیچ کس در جای او نمی­نشیند، جز کسی که در راستی و دادگری و پاکی و نیکی در جای او نشسته باشد.

و امّا امّانتی که از آن یاد کردی؛ آن، امّانتی است که نبایست و روا نیست که جز در پیامبران و اوصیای ایشان _ که سلام و درود خدا بر ایشان باد _ باشد؛ چرا که خداوند تبارک و تعالی آنان را امنای خود بر آفریدگانش و حجّت­های خود در زمینش قرار داده است. پس به هنگام غیبت موسی علیه السلام، جایگاه او در میان توده مردم، به سامری و کافرانی که با او گرد آمدند و او را در پرستش گوساله یاری دادند، نرسید.

از این رو پیامبر اکرم صلی الله علیه و آله و سلم فرمود: هر کس سنّت حقّی را در پیش گیرد، پاداش آن سنّت و پاداش کسانی که بدان عمل می­کنند، تا به روز قیامت از برای اوست و هر کس سنّت باطلی را در پیش گیرد، سنگینی بار آن سنّت و سنگینی بار کسانی که بدان عمل می­کنند، تا به روز قیامت بر دوش اوست. برای این سخن پیامبر اکرم صلی الله علیه و آله و سلم گواهی از کتاب خداوند هست و آن کلام حق تعالی در قصّه قابیل، قاتل برادرش است: «مِنْ أَجْلِ ذَلِکَ کَتَبْنَا عَلَی بَنِی إِسْرَائِیلَ أَنَّهُ مَن قَتَلَ نَفْسًا بِغَیْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِی الأَرْضِ فَکَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِیعاً» [از این روی بر فرزندان اسرائیل مقرر داشتیم که هر کس کسی را جز به قصاص قتل یا (به کیفر) فسادی در زمین بکشد، چنان است که گویی همه مردم را کشته باشد{. - . مائده/32 - زنده کردن در این جا تأویلی دارد که باطنش متفاوت از ظاهرش است و آن تأویل عبارت است از کسی که دیگری را هدایت کند؛ چرا که هدایت همان زندگی ابدی است و هر که را خداوند زنده بنامد، او تا به ابد نخواهد مرد، بلکه تنها خداوند او را از سرای سختی به سرای راحتی و نعمت منتقل می­کند.

و امّا صفت خداوند خالق _ که یادش با شکوه و بلند مرتبه باد _ که یک بار در خطاب مفرد و بار دیگر در خطاب جمع آمده است؛ خداوند تبارک و تعالی با وصفی که در یگانگی و یکتایی برای خود کرده است، همان نور ازلی قدیم است که هیچ چیز همانندش نیست و دگرگون نمی­شود و بر آنچه که خود می­خواهد و بر می­گزیند، حکم می­دهد و هیچ پیگیری از برای حکمش و هیچ جلوگیری از برای قضایش وجود ندارد؛ و نه آنچه که آفریده بر فرمانروایی و شکوهمندی­اش افزوده و نه آنچه که نیافریده، چیزی از آن کاسته است، بلکه او با آفرینش خود خواسته تا قدرتش را نمایان سازد و سلطنتش را پدید آورد و برهان­های حکمتش را آشکار کند. پس هر چه خواست به هرگونه­ای خواست، انجام داد و انجام برخی چیزها را بر عهده برگزیدگان خود در میان امنایش گذاشت؛ و این گونه فعل آن­ها فعل او و فرمان آن­ها فرمان او شد، همان گونه که فرمود: «مَّنْ یُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ» }هر کس از پیامبر فرمان برد، در حقیقت، خدا را فرمان برده{. - . نساء/80 - حق تعالی آسمان و زمین را ظرفی قرار داد تا هر که را خود از آفریدگانش می­خواهد در بر گیرند و این گونه بد سرشت از پاک سرشت با علم پیشین او از این دو گروه جدا شوند و این جدایی مثالی برای اولیای و امنای او شود. حق تعالی برتری منزلت اولیای خود را به آفریدگان شناساند و فرمانبرداری از ایشان را همچون فرمانبری از خود بر آنان واجب کرد و در این امر حجّت را چنین بر آنان تمام کرد که از آنان با سخنی دالّ بر یگانگی و یکتایی خود یاد کرد و فرمود: او اولیایی دارد که فعل­ها و حکم­های خود را در جای فعل او جاری می­سازند. ایشان همان بندگان ارجمند هستند که در سخن از او پیشی نمی­گیرند و فرمان او را به انجام می­رسانند. همان کسانی که خداوند ایشان را با روحی از خود پشتیبانی کرد و توانمندی ایشان را بر علم غیب به آفریدگان شناساند و فرمود: «عَالِمُ الْغَیْبِ فَلَا یُظْهِرُ عَلَی غَیْبِهِ أَحَدًا، إِلَّا مَنِ ارْتَضَی مِن رَّسُولٍ» }دانای نهان است و کسی را بر غیب خود آگاه نمی کند، جز پیامبری را که از او خشنود باشد{. - . جن/26 - ایشان همان نعمتی هستند که بندگان درباره آن بازخواست می شوند؛ چرا که خداوند تبارک و تعالی با ایشان بر دوستانشان که پیرو راه ایشان بودند، نعمت بخشید.

آن مرد پرسید: آن حجّت ها چه کسانی هستند؟ فرمود: ایشان، رسول خدا صلی الله علیه و آله و سلم و جای نشینان او از برگزیدگان خداوند هستند. کسانی که خداوند آنان را با خود و رسولش پیوند داد و همچنان که فرمانبرداری از خود را بر بندگان واجب کرد، فرمانبری از ایشان را نیز بر آنان واجب ساخت و ایشان همان والیان امر هستند که خداوند درباره آنان فرمود: «أَطِیعُواْ اللّهَ وَأَطِیعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِی الأَمْرِ مِنکُمْ» }خدا را اطاعت کنید و پیامبر و اولیای امر خود را (نیز) اطاعت کنید{ - . نساء/59 - و «وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَی الرَّسُولِ وَإِلَی أُوْلِی الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِینَ یَسْتَنبِطُونَهُ مِنْهُمْ» }و اگر آن را به پیامبر و اولیای امر خود ارجاع کنند، قطعاً از میان آنان کسانی اند که (می توانند درست و نادرست) آن را دریابند{. - . نساء/83 -

آن مرد پرسید: آن امر چیست؟ حضرت امام علی علیه السلام فرمود: همان امری است که فرشتگان در شبی که هر امر استواری جدا می­شود، آن را با خود فرود می­آورند، از آفرینش و روزی گرفته تا اجل و عمل و زندگی و مرگ و دانش غیب آسمان­ها و زمین و معجزاتی که تنها شایسته خداوند و برگزیدگان او و واسطه­های میان او و آفریدگانش است. ایشان همان وجهِ خداوند هستند که او عزّ و جلّ فرمود: «فَأَیْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ اللّهِ» }پس به هر سو رو کنید آنجا روی (به) خداست{ - . بقره/115 - ایشان بقیة الله هستند؛ یعنی حضرت مهدی عجّل الله تعالی فرجه الشّریف که چون این تأخیر به سر آید، می­آید و زمین را از برابری و دادگری پر می­کند، همان گونه که از ستم و جور پر شده بود. از نشانه­های او غیبت و پرده نشینی به هنگام فراگیر شدن سرکشی و فرا رسیدن انتقام است. اگر این امر که تو را از آن خبر دادم، تنها برای پیامبر اکرم صلی الله علیه و آله و سلم و نه کسی دیگر بود، بی شک، خطاب خداوند بر فعل گذشته دلالت می­کرد و نه فعل دائم و نه فعل آینده و در آن صورت می­فرمود: فرشتگان نازل شدند و هر امر استواری جدا شد، و نمی­فرمود: «تَنَزَّلُ الْمَلَائِکَةُ» }در آن (شب) فرشتگان فرود آیند{ - . قدر/4 - و «فِیهَا یُفْرَقُ کُلُّ أَمْرٍ حَکِیمٍ» }در آن (شب) هر (گونه) کاری (به نحوی) استوار فیصله می یابد{. - . دخان/4 - خداوند _ که یادش با شکوه و بلند مرتبه باد _ بر روشنگری و اثبات حجّت افزود و درباره برگزیدگان و اولیای خود _ که سلام و درود خدا بر ایشان باد _ فرمود: «أَن تَقُولَ نَفْسٌ یَا حَسْرَتَی علَی مَا فَرَّطتُ فِی جَنبِ اللَّهِ» }تا آن که (مبادا) کسی بگوید: دریغا بر آنچه در حضور خدا کوتاهی ورزیدم!{ - . زمر/56 - تا نزدیکی ایشان را به آفریدگان بشناساند؛ مگر نه این است که تو چون می­خواهی نزدیکی کسی را به دیگری وصف کنی، می­گویی: فلان کس جنب (در کنار) فلان کس است؟

البته خداوند تبارک و تعالی این رموز را که تنها او و پیامبران و حجّت­هایش در زمین می­شناسند، در کتاب خود قرار داد؛ چرا که می­دانست تبدیل کنندگان با حذف نام­های حجّت­های او از کتابش در آن بدعت می­گذارند و این امر را مبهم می­کنند تا امّت، آنان را در راه باطلشان یاری دهند. از این رو حق تعالی این رموز را در کتابش استوار ساخت و دل­ها و دیده­های آنان را کور کرد تا ناگزیر شوند این رمزها و دیگر آیات را رها سازند؛ همان رموز و آیاتی که بر اموری دلالت­گرند که آنها آن امور را تحریف می­کنند.

و نیز خدای عزّ و جلّ _ که یادش با شکوه و بلند مرتبه باد _ اهل کتاب (قرآن) و برپا ­دارندگان کتاب و کسانی را که به ظاهر و باطن آن آگاهی کامل دارند، از شجره­ای قرار دارد که ریشه­اش برقرار و شاخه­اش در آسمان است و به اذن پروردگارش همیشه میوه می­دهد؛ یعنی همانند این علم را در هر زمانی برای در بردارندگانش پدید می­آورد. دشمنان آن شجره را نیز از شجره ملعون قرار داد؛ همان کسانی که کوشیدند نور خدا را با دهان­هایشان خاموش کنند، امّا خداوند تنها روا دید که نور خود را کامل کند.

اگر منافقان _ که لعنت خدا بر آنان باد _ می­دانستند چگونه ناگزیر شده­اند آیاتی را که تأویل آن­ها را برایت بیان کردم، رها کنند، هر آینه آن­ها را به همراه آنچه حذف کرده­اند، از میان می­بردند، امّا حکم خداوند _ که نامش با شکوه و بلند مرتبه باد _ بر اتمام حجّت بر بندگانش جاری شد؛ همان گونه که فرمود: «فَلِلّهِ الْحُجَّةُ الْبَالِغَةُ» - . انعام/ 149 - }برهان رسا ویژه خداست{ دیدگان آنان را پوشانید و بر دل­هایشان پرده­هایی کشید تا در این امر نیندیشند و این گونه شد که منافقان، آن را به حال خود رها کردند. پس نیک بختان بر آن ثابت قدم شدند و نگون بختان از دیدنش کور شدند: «وَمَن لَّمْ یَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِن نُّورٍ» }و خدا به هر کس نوری نداده باشد، او را هیچ نوری نخواهد بود{. - . نور/40 - سپس خداوند جَلَّ ذِکرُهُ به سبب فراخی رحمت و مهربانی­اش در حقّ آفریدگان و نیز از آنجا که می­دانست تبدیل کنندگان در کتابش تغییر به وجود می­آورند، کلام خود را بر سه گونه تقسیم کرد: گونه­ای را چنان قرار داد که دانا و نادان در می­یابند، گونه ای را چنان قرار داد که تنها دارندگان ذهن پالوده و احساس لطیف وتشخیص درست در می­یابند؛ یعنی همان کسانی که خود، سینه ایشان را از برای اسلام گشود، و گونه­ای دیگر را چنان قرار داد که تنها خدا و امنای او و ریشه­داران در علم _ که سلام و درود خدا بر ایشان باد _ در می یابند. البته خداوند چنین کرد تا اهل باطل، یعنی همان کسانی که بر میراث رسول خدا صلی الله علیه و آله و سلم چنگ زده و مستولی شدند، درباره دانش کتاب خدا ادعای چیزی را نکنند که خداوند برای آنان قرار نداده است و به خاطر نیازی که به دانستن علم کتاب دارند، مجبور شوند سر به آستان کسانی دیگر بگذارند و به سراغ کسانی بروند که خداوند، امر خویش را به آنان سپرده بود؛ امّا آنان بزرگی فروختند و از طاعت او سرباز زدند و به خداوند عزّ و جلّ بهتان زدند و از زیادی یاران و پشتیبانان خود و دشمنان خداوند و رسولش _ که سلام و درود خدا بر او باد _ فریفته شدند و از این رو در برابر اطاعت از خداوند، تکبّر پیشه کردند.

و امّا آنچه که دانا و نادان از ذکر برتری رسول خدا صلی الله علیه و آله و سلم در کتاب خدا می­دانند، کلام حق تعالی است که فرمود: «مَّنْ یُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللّهَ» }هر کس از پیامبر فرمان برد، در حقیقت، خدا را فرمان برده{ و «إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِکَتَهُ یُصَلُّونَ عَلَی النَّبِیِّ یَا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَیْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِیمًا» }خدا و فرشتگانش بر پیامبر درود می فرستند. ای کسانی که ایمان آورده اید! بر او درود فرستید و به فرمانش به خوبی گردن نهید{. - . احزاب/56 - که این آیه ظاهری دارد و باطنی، ظاهرش آن جاست که فرمود: «صَلُّوا عَلَیْهِ» و باطنش آن جاست که فرمود: «وَ سَلِّمُوا تَسْلِیمًا»؛ یعنی تسلیم کسی شوید که او را وصیّ و جانشین خود قرار داد و بر شما برتری­اش بخشید و تسلیم آنچه که به او سپرد، شوید. این از جمله آیاتی بود که گفتم تأویلش را تنها دارندگان احساس لطیف و ذهن پالوده و تشخیص درست می­دانند. همچنین این کلام خداوند متعال: «سَلَامٌ عَلَی إِلْ یَاسِینَ» }درود بر پیروان الیاس{ - . صافات/130 - ؛ چرا که خداوند، پیامبر اکرم صلی الله علیه و آله و سلم را بدین اسم نامید و فرمود: «یس * وَالْقُرْآنِ الْحَکِیمِ * إِنَّکَ لَمِنَ الْمُرْسَلِینَ» }یس(یاسین)، سوگند به قرآن حکمت آموز که قطعاً تو از (جمله) پیامبرانی{ - . یس/1_3 - زیرا می­دانست که آنان کلام او _ یعنی درود بر خاندان محمّد صلی الله علیه و آله و سلم را _ همچون دیگر کلام هایی که حذف کردند، از میان می­برند. در همین حال رسول خدا صلی الله علیه و آله و سلم همواره با آنان مأنوس بود و به خود نزدیکشان می­داشت و آنان را بر چپ و راست خود می­نشاند تا این که خداوند عزّ و جلّ فرمان به دوری از آنان داد و فرمود: «وَاهْجُرْهُمْ هَجْرًا جَمِیلًا» }و از آنان با دوری گزیدنی خوش فاصله بگیر{ - . مزمل/10 - و «فَمَالِ الَّذِینَ کَفَرُوا قِبَلَکَ مُهْطِعِینَ * عَنِ الْیَمِینِ وَعَنِ الشِّمَالِ عِزِینَ * أَیَطْمَعُ کُلُّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ أَن یُدْخَلَ جَنَّةَ نَعِیمٍ * کَلَّا إِنَّا خَلَقْنَاهُم مِّمَّا یَعْلَمُونَ» }چه شده است که آنان که کفر ورزیده اند، به سوی تو شتابان، گروه گروه از راست و از چپ (هجوم می آورند)، آیا هر یک از آنان طمع می بندد که در بهشت پر نعمت درآورده شود؟! نه چنین است، ما آنان را از آنچه (خود) می دانند آفریدیم{ - . معارج/ 36_39 - و نیز این کلام حق تعالی عزّ و جلّ: «یَوْمَ نَدْعُو کُلَّ أُنَاسٍ بِامامهِمْ» }(یاد کن) روزی را که هر گروهی را با پیشوایشان فرا می خوانیم{ - . اسراء/71 - حال آن که از آنان با اسم­هایشان و اسم­های پدران و مادرانشان نام نبرد.

و امّا درباره این کلام حق تعالی: «کُلُّ شَیْءٍ هَالِکٌ إِلَّا وَجْهَهُ» }جز ذات او همه چیز نابود شونده است{ - . قصص/88 - باید گفت ;i در اینجا مراد این است که همه چیز نابود می شود، به جز دین او؛ چرا که محال است از او همه چیز نابود شود به جز وجه او .

او عزّ و جلّ بزرگ تر و ارجمندتر و والاتر از چنین امری است و تنها کسی نابود می­شود که از او نیست؛ مگر نمی­بینی که فرمود: «کُلُّ مَنْ عَلَیْهَا فَانٍ * وَیَبْقَی وَجْهُ رَبِّکَ» }هرچه بر (زمین) است فانی شونده است، و ذات باشکوه و ارجمند پروردگارت باقی خواهد ماند{ - . الرحمن/ 26_27 - و این گونه آفریدگان خود را از وجه خویش جدا کرد.

و امّا اظهار ناآگاهی تو از این کلام حق تعالی: «وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِی الْیَتَامَی فَانکِحُواْ مَا طَابَ لَکُم مِّنَ النِّسَاء» }و اگر در اجرای عدالت میان دختران یتیم بیمناکید، هر چه از زنان (دیگر) که شما را پسند افتاد به زنی گیرید{ - . نساء/3 - دادگری در حقّ یتیمان با ازدواج با زنان همانند نیست و تمامی زنان نیز یتیم نیستند. این آیه از جمله آن سخنی است که برایت درباره حذف شدن از قرآن به دست منافقان گفتم. میان سخنان مربوط به یتیمان و خطاب­ها و قصّه­های مربوط به ازدواج با زنان، بیش از یک سوم قرآن قرار دارد. این آیه و همانندهای آن از جمله آیاتی است که بدعت­ها و دست­کاریهای منافقان در آن­ها برای اهل نظر و اندیشه آشکار است و خرابکاران و مردمان ملّت­های مخالف اسلام در آن­ها جایی برای کاهش در قرآن یافتند. اگر می­خواستم همه حذف­ها و تحریف­ها و تبدیل­های مربوط به این موضوع را برایت شرح دهم، بی شک سخن به درازا می­کشید. در این جا تقیّه، آشکار کردن فضیلت­های دوستان و رذیلت­های دشمنان را بر نتافته است.

و امّا کلام حق تعالی: «و َمَا ظَلَمُونَا وَلَکِن کَانُواْ أَنفُسَهُمْ یَظْلِمُونَ» }و(لی آنان) بر ما ستم نکردند، بلکه بر خویشتن ستم روا می داشتند{ - . بقره/57 - خداوند تبارک و تعالی _ که یادش با شکوه و بلند مرتبه باد بزرگ تر و والاتر از آن است که به او ستم شود، امّا او امنای خود بر آفریدگانش را قرین خود قرار داد _ و بزرگی منزلت ایشان را نزد خود نشان داد و خبر داد که ستم به ایشان ستم به اوست و فرمود: «وَمَا ظَلَمُونَا» با دشمنی کردنشان در حق اولیای ما و یاری رساندن به دشمنانشان و فعالیت علیه ایشان، «وَلَکِن کَانُواْ أَنفُسَهُمْ یَظْلِمُونَ» چرا که بهشت را بر خود حرام و جاودانگی آتش دوزخ را بر خود واجب کردند.

و امّا کلام حق تعالی: «إِنَّمَا أَعِظُکُم بِوَاحِدَةٍ» }من فقط به شما یک اندرز می دهم{ - . سبأ/46 - خداوند تبارک و تعالی، احکام شریعت­ها و نشانه­های واجبات را در زمان­های گوناگونی نازل فرمود، همان گونه که آسمان­ها و زمین را در شش روز آفرید و اگر خواسته بود آنان را در کمتر از چشم بر هم زدنی بیافریند، هر آینه آفریده بود. امّا او بردباری و حوصله را مثالی از برای امنای خود و حجّتی برای آفریدگانش قرار داد. پس نخستین چیزی که بر آنان واجب کرد، اقرار به یگانگی و ربوبیّت و گواهی به این بود که هیچ خدایی جز خدای یگانه نیست. چون آنان بدین اقرار کردند، اقرار به پیامبری پیامبرش صلی الله علیه و آله و سلم و گواهی به رسالت او را در پی اقرار نخست آورد. چون آنان بدین امر گردن نهادند، نماز و سپس روزه و سپس حج و سپس جهاد و سپس زکات و سپس صدقه و همانند آن یعنی فَیء را بر آنان واجب ساخت.

منافقان گفتند: اگر پس از آنچه پروردگارت بر ما واجب ساخت، چیز دیگری نیز باقی مانده که از واجبات او باشد، آن را برایمان بازگو تا مطمئن شویم چیز دیگری باقی نمانده است. آن گاه خداوند در این باره نازل فرمود: « قُل إِنَّمَا أَعِظُکُم بِوَاحِدَةٍ» }من فقط به شما یک اندرز می دهم{ یعنی ولایت. و نازل فرمود: «إِنَّمَا وَلِیُّکُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِینَ آمَنُواْ الَّذِینَ یُقِیمُونَ الصَّلاَةَ وَیُؤْتُونَ الزَّکَاةَ وَهُمْ رَاکِعُونَ» }ولیّ شما تنها خدا و پیامبر اوست و کسانی که ایمان آورده اند؛ همان کسانی که نماز برپا می دارند و در حال رکوع زکات می دهند{ - . مائده/55 - میان این امّت هیچ اختلافی نیست که در آن روز، تنها یک مرد در حالی که رکوع می­گذاشت، زکات داد. اگر نام او در کتاب ذکر می­شد، بی شک به همراه آنچه که درباره او بود و آنان آن را حذف کردند، از میان می­رفت. این آیه و رموز همانند آن که برایت ذکر کردم، از آن رو استوار شد که تحریف کنندگان معنایش را در نیابند و به تو و همانندان تو برسد. در آن هنگام خداوند عزّ و جلّ فرمود: «الْیَوْمَ أَکْمَلْتُ لَکُمْ دِینَکُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَیْکُمْ نِعْمَتِی وَرَضِیتُ لَکُمُ الإِسْلاَمَ دِینًا» - . مائده/3 - }امروز دین شما را برایتان کامل و نعمت خود را بر شما تمام گردانیدم و اسلام را برای شما (به عنوان) آیینی برگزیدم{.

و امّا کلام حق تعالی در خطاب به پیامبرش صلی الله علیه و آله و سلم این است که فرمود: «وَمَا أَرْسَلْنَاکَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِینَ» }و تو را جز رحمتی برای جهانیان نفرستادیم{ - . انبیاء/107 - تو می­بینی ملّت هایی که مخالف ایمان هستند و نیز کافرانی که همچون آنان بر راه و مسیر کفر گام بر می­دارند، چقدر بر کفر خود پایبند هستند و تا چه حد بر کفر خویش ایستادگی می­کنند. اگر او رحمتی بر آنان بود، هر آینه همگی هدایت می­یافتند و از عذاب دوزخ نجات پیدا می­کردند. منظور خداوند تبارک و تعالی تنها این است که او پیامبر اکرم صلی الله علیه و آله و سلم را راهی پیش روی اهل این دنیا قرار داد؛ چرا که پیامبران پیش از او به تصریح و نه به تعریض برانگیخته شدند و این پیامبر اکرم صلی الله علیه و آله و سلم بود که چون فرمان خدا را اجرا کرد و قومش او را اجابت کردند، خودشان و نیز دیگر آفریدگان اهل دنیایشان تندرست بر جا ماندند و اگر از او سرپیچی کرده بودند، خودشان و نیز اهل دنیایشان هلاک می­شدند و به بلایی دچار می­شدند که پیامبرشان از آن هشدارشان می­داد و آنان را از فرا رسیدن و فرود آمدن آن بلا بر سرزمینشان بیم می­داد، بلایی همچون شکاف زمین و سنگبار و لرزه و طوفان و زلزله و دیگر گونه­های عذاب که امّت­های گذشته را هلاک کرده بود.

خداوند عزّ و جلّ می­دانست که پیامبر ما صلی الله علیه و آله و سلم و حجّت­های زمین، چنان صبر و تحملی دارند که پیامبران پیش از ایشان چنین صبری را نداشته­اند. پس خداوند او را با تعریض و نه با تصریح برانگیخت و او نیز حجّت خود را با تعریض و نه با تصریح برجا داشت و درباره وصیّ خود فرمود: هر که من مولای او بوده­ام، علی علیه السلام مولای اوست و او برای من به منزلت هارون برای موسی علیه السلام است، جز این که پس از من پیامبری نخواهد بود .

در سرشت و شیوه پیامبر نیست که سخنی بی معنا بگوید. از این رو امّت بایست بدانند که پیامبری و جانشینی هر دو در جانشینی هارون موجود بود، اما در کسی که پیامبر اکرم صلی الله علیه و آله و سلم در همان مقام از او یاد کرد، آن دو جمع نشده بود. پس حضرت صلی الله علیه و آله و سلم، او را جانشین خود بر امّتش قرار داده است، همان گونه که موسی علیه السلام، هارون را جانشین خود کرد و به او فرمود: «اخْلُفْنِی فِی قَوْمِی» }در میان قوم من جانشینم باش{ - . اعراف/142 - حال اگر پیامبر اکرم صلی الله علیه و آله و سلم به امّت خود به طور (صریح) فرموده بود: امامت را جز در فلان کس به طور مشخّص نپذیرید، وگرنه عذاب بر شما فرود می آید، به طور قطع، عذاب آنان را دریافته بود و زمینه مهلت دادن و فرصت بخشیدن از میان رفته بود. دلیل دیگر (بر این تعریض این است) که ایشان امر کرد تا هر دری را (به مسجد) ببندند و فقط درِ [خانه] وصّی او را بر جای بگذارند و فرمود: من درها را نبستم و من (آن در را) بر جای نگذاشتم، بلکه [از خدا] فرمان گرفتم و اطاعت کردم. آن گاه آنان گفتند: دربِ ما را بستی و دربِ کم سال ترین ما را بر جای گذاشتی.

و امّا در زمینه آنچه درباره کم سالی او گفتند، باید گفت: خداوند وقتی به موسی علیه السلام امر فرمود تا وصایت خود را به یوشع بن نون بسپارد، یوشع را کوچک نپنداشت، حال آن که او پسری هفت ساله بود. هم چنین وقتی احکام خود و برهان­های حکمتش را به یحیی و عیسی سپرد، آن دو را کوچک نپنداشت. حق تعالی چنین کرد چون به سرانجام امور، علم و درایت داشت و می­دانست وصیّ پیامبر _ که سلام و درود خدا بر او باد _ پس از او به سراغ گمراهی و کفر نمی­رود و از راهش باز نمی­گردد. پیامبر اکرم صلی الله علیه و آله و سلم سوره برائت را برگزید و به کسی داد که می­دانست امّتش او را بر وصیّش برتری خواهند داد. سپس به او فرمان داد تا این سوره را برای مردم مکه بخواند. چون او از نزد پیامبر صلی الله علیه و آله و سلم به راه افتاد، حضرت صلی الله علیه و آله و سلم وصیّ خود را در پی او روانه کرد و فرمان داد تا سوره را از او بگیرد و به مکّه وارد شود و آن را برای مردم آنجا بخواند و فرمود: خداوند جلّ جلالُه به من وحی کرد که فقط مردی از من باید خبر رسان من باشد و این مأموریت را انجام دهد تا خیانت کسی که خود می­دانست امّتش او را بر وصیّ او بر می­گزینند، آشکار شود. سپس پیامبر صلی الله علیه و آله و سلم این ماجرا را به گونه­ای دیگر تکرار کرد و همین کسی را که سوره برائت را از او پس گرفت و نیز یاری­گر او را برای پیش افتادن در آن جایگاه (سقیفه)، در کنار هم قرار داد و در غزوه ذات­ السلاسل هر دو را در زیر پرچم نفاق، یعنی عمرو بن عاص گذاشت و عمرو آن دو را به نگاهبانی سپاه خود گماشت. سرانجام، کار آن دو را چنین به پایان رساند که به هنگام وفات خود، آن دو را به فرمانده تحت امر خود، یعنی اسامة بن زید ملحق کرد و به آن دو فرمان داد تا از اسامه فرمان برند و بر اساس امر و نهی او عمل کنند. این گونه آخرین پیمانی که حضرت صلی الله علیه و آله و سلم در کار امّت خود گرفت، این بود که فرمود: به سپاه اسامه بپیوندید؛ و این سخن را در گوششان تکرار می­کرد تا درباره برگزیدن منافقان بر راست­کرداران، حجّت را بر آنان تمام کرده باشد. اگر می­خواستم تمامی کردار رسول خدا صلی الله علیه و آله و سلم را برای آشکار کردن عیب­های کسانی که میراث آن حضرت را تصرّف کردند، برایتان بر شمارم، همانا سخن به درازا می­کشید. آن کس که از میان آنان پیشی گرفت تا کاری را عهده دار شود که سزاوارش نبود، خود بر منبر نشست و فریاد زد که در انجام امور امّت ناتوان است و چون در تأویل آنچه از او می پرسیدند و نیز در آگاهی به واجبات و محرّمات، دانشی ناقص و ناچیز داشت، خواست از آنچه بر عهده گرفته بود، کناره گیرد. امّا باز راه خود را در ستمگری پیش گرفت و نه تنها چنان بار سنگینی را به دوش کشید، بلکه پس از خود، امر (خلافت) را به عقد دیگری نیز در آورد و زمینه را برای او فراهم ساخت و آن دومی آمد و رأی او را نابخردانه خواند و احکامش را نکوهیده و مردود دانست و شمشیر از گردن کسانی برگرفت که دوستش بر آن ها شمشیر نهاده بود و زنانی را که او اسیر کرده بود، به شوهرانشان باز گرداند؛ حال آن که برخی از آن­ها باردار بودند. آن گاه چنین گفت: او را از جنگ با اهل قبله نهی کردم، امّا به من گفت تو در حق اهل کفر مهربانی می کنی؛ حال آن که او با ستمی که به آنان کرد، برای اسم کفر، خود سزاوارتر از آنان بود. بنابراین پیوسته او را خطاکار می­خواند و از او بدگویی می­کرد و بر منبر می­گفت: بیعت با ابو بکر لغزشی بود که خدا ما را از شرّش حفظ کند، پس هر کس شما را به همانند آن بیعت فراخواند، او را بکشید. حال آن که پیش از آن آشکارا می­گفت: ای کاش یکی از نیکی­های وی از برای او بود و آرزو می­کرد که همچون مویی بر سینه او می­بود و از این دست سخنان متناقض که تأکیدی است بر صحّت حجّت­های راهنمایان دین اسلام. سپس شورا به راه انداخت و با آن، گره ستم و کفر و جور و تباهی را محکم کرد و بر طبق خواست او نتیجه­ای بیرون آمد که زیانبار بودنش بر هیچ خردمندی پوشیده نبود و امّت در برابر بدکاری­های آن سومی صبر از کف دادند و بی درنگ او را به قتل رساندند و با آنچه که آن سه نفر کردند، مجال برای کسی باز شد که در ستم و کفر و نفاق با آنان همداستان شود و او کاری کرد همانند آنچه که آنان در تصرّف امر امّت کردند.

با این همه، مهلتی که خداوند تبارک و تعالی برای دشمنش ابلیس واجب کرد به پایان می­رسد و مدت مقرّر به سر می­آید و سخن خداوند درباره کافران محقّق می­شود و وعده حق فرا می­رسد. همان وعده­ای که خداوند متعال در کتاب خود داد و فرمود: «وَعَدَ اللَّهُ الَّذِینَ آمَنُوا مِنکُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَیَسْتَخْلِفَنَّهُم فِی الْأَرْضِ کَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِینَ مِن قَبْلِهِمْ» }خدا به کسانی از شما که ایمان آورده و کارهای شایسته کرده اند وعده داده است که حتماً آنان را در این سرزمین جانشین (خود) قرار دهد، همان گونه که کسانی را که پیش از آنان بودند جانشین (خود) قرار داد{ - . نور/55 - آن زمانی است که از اسلام جز اسمی و از قرآن جز رسمی بر جا نمانده است و صاحب امر عجّل الله فرجه الشّریف از دیدگان پنهان شده و عذر این امر بر او آشکار گشته است؛ چرا که فتنه، چنان دل­ها را در میان گرفته که نزدیک ترین کس به مردم، سخت ترین دشمن ایشان است. در آن هنگام، خداوند با چنان سپاهی که هرگز دیده نشده، او را یاری می­دهد و اگر چه مشرکان را ناخوش آید، دین پیامبرش صلی الله علیه و آله و سلم را بر تمامی دین­ها چیره می­گرداند .

و امّا آن خطابی که گفتی بر نکوهش و سرزنش و ملامت پیامبر اکرم صلی الله علیه و آله و سلم دلالت دارد؛ با این که خداوند تبارک و تعالی در کتاب خود برتری او را بر دیگر پیامبرانش آشکار ساخت، خداوند عزّ و جلّ همان گونه که در کتاب خود فرمود، برای هر پیامبری دشمنی از میان جنایتکاران قرار داد و نظر به بزرگی منزلت پیامبر ما صلی الله علیه و آله و سلم نزد پروردگارش، حق تعالی محنتی را که او از دشمنش می­کشید، سخت تر کرد. دشمنی که در تفرقه و نفاق، هر آزار و اذیّتی از او سر زد تا پیامبریِ او را مردود کند و او را دروغگو جلوه دهد و در آسیب رساندن به او کوشید و خواست هر چه را که او استوار کرده، در هم بشکند و به همراه یاوران خود در کفر و ستیزه جویی و نفاق و الحاد تلاش کرد تا دعوت او را باطل کند و ملّتش را دگرگون سازد و با سنت او مخالفت کند و مکر خود را به تمام به کار گرفت تا امّت را از ولایت وصیّ او بیزار کند و از او جدایشان سازد و نگذارد به او بپیوندند و آنان را بر دشمنی با او برانگیزد و خواست تا کتابی را که آورده دگرگون کند و آنچه را از برتری اهل فضل و کفر اهل کفر همچون خودش و یاورانش در ستم و جور و شرک در کتاب آمده، از میان ببرد.

خداوند دانست که اینان چنین می­کنند و فرمود: «إِنَّ الَّذِینَ یُلْحِدُونَ فِی آیَاتِنَا لَا یَخْفَوْنَ عَلَیْنَا» }کسانی که در (فهم و ارائه) آیات ما کژ می روند بر ما پوشیده نیستند{ - . فصلت/40 - و «یُرِیدُونَ أَن یُبَدِّلُوا کَلَامَ اللَّهِ» }می خواهند دستور خدا را دگرگون کنند{. - . فتح/15 - آنان کتاب را آوردند، در حالی که کامل بود و تأویل و تنزیل و محکم و متشابه و ناسخ و منسوخ را در خود داشت و هیچ الف و هیچ لامی از آن نیفتاده بود. آن گاه چون از نام­هایی که خداوند از اهل حقّ و باطل در آن بیان کرده بود، آگاه شدند و دانستند که اگر این نام­ها آشکار شود پیمانی که بسته­اند، می­شکند، گفتند: ما به این هیچ نیازی نداریم و آنچه خود داریم، ما را از آن بی نیاز می­کند. خداوند فرمود: «فَنَبَذُوهُ وَرَاءَ ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْاْ بِهِ ثَمَنًا قَلِیلاً فَبِئْسَ مَا یَشْتَرُونَ» }پس آن (عهد) را پشت سر خود انداختند و در برابر آن بهایی ناچیز به دست آوردند و چه بد معامله ای کردند{ - . آل عمران/ 187 - آن گاه از آنچه که تأویلش را نمی­دانستند، مسائلی برایشان پدید آمد و از این رو ناگزیر شدند تا آن را گرد آورند و تألیفش کنند و از جانب خود چیزهایی به آن بیافزایند که پایه­های کفرشان بر آن­ها بنا می­شود. در آن دم ندا دهنده آنان فریاد برآورد: هر که چیزی از قرآن نزد خود دارد، آن را نزد ما بیاورد. سپس تألیف و تنظیم قرآن را به کسی سپردند که در دشمنی با اولیا، یار و یاورشان بود و او کتاب را با اختیار آنان تألیف کرد. به این ترتیب که آنچه را می پنداشتند از برای آن­هاست، حال آن که علیه­ آنان بود، رها کردند و چیزهایی در آن افزودند که آشکارا ناپسند و ناسازگار بود و خداوند دانست که این آشکار و نمایان می­شود و فرمود: «ذَلِکَ مَبْلَغُهُم مِّنَ الْعِلْمِ» }این منتهای دانش آنان است{. - . نجم/30 - حق تعالی عیبناکی آنان و دروغ پردازی آن کس را که در کتاب با دروغ سازی ملحدانه، نکوهش پیامبر اکرم صلی الله علیه و آله و سلم را پدید آورد، برملا کرد و فرمود: «لَیَقُولُونَ مُنکَرًا مِّنَ الْقَوْلِ وَزُورًا» }و قطعاً آنها سخنی زشت و باطل می گویند{ - . مجادله/ 2 - و حق تعالی برای پیامبرش _ که سلام و درود خدا بر او باد _ آنچه را که پس از او دشمنش در این کتاب ایجاد می­کند، بیان کرد و فرمود: «وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِکَ مِن رَّسُولٍ وَلَا نَبِیٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّی أَلْقَی الشَّیْطَانُ فِی أُمْنِیَّتِهِ فَیَنسَخُ اللَّهُ مَا یُلْقِی الشَّیْطَانُ ثُمَّ یُحْکِمُ اللَّهُ آیَاتِهِ» }و پیش از تو (نیز) هیچ رسول و پیامبری را نفرستادیم، جز این که هرگاه چیزی تلاوت می نمود، شیطان در تلاوتش القای (شبهه) می کرد؛ پس خدا آنچه را شیطان القا می کرد، محو می گردانید. سپس خدا آیات خود را استوار می ساخت{ - . حج/52 - یعنی چون پیامبری می­خواست از نافرمانی و نفاقی که در قوم خود می­دید، جدا گردد و به سرای باقی منتقل شود، شیطان دشمنی خود با او را پدیدار می­کرد و به هنگام نبود او در کتابی که بر او نکوهش و سرزنش و ملامت شیطان را فرود آورده بود، شبهه می­انداخت. امّا خداوند آن را در دل­های مؤمنان از میان می­برد و این گونه دل­های آنان شبهه را نمی­پذیرفت و تنها دل­های منافقان و نادانان بود که به آن گوش می سپرد. خداوند _ که یادش با شکوه و بلند مرتبه باد _ آیات خود را چنین استوار کرد که دوستان خود را در برابر گمراهی و دشمنان و همراهان اهل کفر و نافرمانی حمایت کند؛ در برابر همان کسانی که خداوند راضی نشد آنان را همچون چهار پایان قرار دهد (بلکه آنان را از چهارپایان، فرومایه­تر قرار داد) و فرمود: «بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِیلًا» }بلکه گمراه ترند{. - . فرقان/44 -

پس این را فهم کن و به آن عمل کن و بدان که تو هر چه داشتی، پرسیدی و من به تفسیری آسان از میان سخنان بسیار، بسنده کردم؛ چرا که حاملان این علم وجود ندارند و خواهندگان دریافت این علم، اندک­اند و در ورای آنچه برایت بیان کردم، پیامی از برای خردمندان است. آن مرد عرض کرد: آنچه از تو شنیدم مرا بس است ای امیر مؤمنان! خدا را از برای تو شکر که مرا از کوری و شک و هلاکت باری دروغ نجات بخشیدی و حق تعالی بر این کار پاداشی جزیل تو را عطا فرماید که همانا او بر همه چیز تواناست و درود خدا در آغاز و پایان بر نورهای هدایت و پیشوایان پاکی باد، حضرت محمّد صلی الله علیه و آله و سلم و خاندانش؛ همان صاحبان نشانه­های روشن _ که سلام و درود بیکران خدا بر ایشان باد. - . احتجاج/240 -

**[ترجمه]

فَمَرَّةً یُخْبِرُ أَنَّهُ یَنْسَی وَ مَرَّةً یُخْبِرُ أَنَّهُ لَا یَنْسَی فَأَنَّی ذَلِکَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ قَالَ هَاتِ مَا شَکَکْتَ فِیهِ أَیْضاً قَالَ وَ أَجِدُ اللَّهَ یَقُولُ- یَوْمَ یَقُومُ الرُّوحُ وَ الْمَلائِکَةُ صَفًّا لا یَتَکَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَ قالَ صَواباً(1) وَ قَالَ وَ قَدِ اسْتُنْطِقُوا فَقَالُوا وَ اللَّهِ رَبِّنا ما کُنَّا مُشْرِکِینَ (2) وَ قَالَ ثُمَّ یَوْمَ الْقِیامَةِ یَکْفُرُ بَعْضُکُمْ بِبَعْضٍ وَ یَلْعَنُ بَعْضُکُمْ بَعْضاً(3) وَ قَالَ إِنَّ ذلِکَ لَحَقٌّ تَخاصُمُ أَهْلِ النَّارِ(4) وَ قَالَ لا

تَخْتَصِمُوا لَدَیَّ وَ قَدْ قَدَّمْتُ إِلَیْکُمْ بِالْوَعِیدِ(5) وَ قَالَ الْیَوْمَ نَخْتِمُ عَلی أَفْواهِهِمْ وَ تُکَلِّمُنا أَیْدِیهِمْ وَ تَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِما کانُوا یَکْسِبُونَ (6) فَمَرَّةً یُخْبِرُ أَنَّهُمْ یَتَکَلَّمُونَ وَ مَرَّةً أَنَّهُمْ لا یَتَکَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَ قالَ صَواباً وَ مَرَّةً یُخْبِرُ أَنَّ الْخَلْقَ لَا یَنْطِقُونَ وَ یَقُولُ عَنْ مَقَالَتِهِمْ- وَ اللَّهِ رَبِّنا ما کُنَّا مُشْرِکِینَ وَ مَرَّةً یُخْبِرُ أَنَّهُمْ یَخْتَصِمُونَ فَأَنَّی ذَلِکَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ وَ کَیْفَ لَا أَشُکُّ فِیمَا تَسْمَعُ قَالَ هَاتِ وَیْحَکَ مَا شَکَکْتَ فِیهِ قَالَ وَ أَجِدُ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَقُولُ- وُجُوهٌ یَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ إِلی رَبِّها ناظِرَةٌ(7) وَ یَقُولُ لا تُدْرِکُهُ الْأَبْصارُ وَ هُوَ یُدْرِکُ الْأَبْصارَ وَ هُوَ اللَّطِیفُ الْخَبِیرُ(8) وَ یَقُولُ وَ لَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْری عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهی (9) وَ یَقُولُ یَوْمَئِذٍ لا تَنْفَعُ الشَّفاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَ رَضِیَ لَهُ قَوْلًا یَعْلَمُ ما بَیْنَ أَیْدِیهِمْ وَ ما خَلْفَهُمْ وَ لا یُحِیطُونَ بِهِ عِلْماً(10) وَ مَنْ أَدْرَکَتْهُ الْأَبْصَارُ فَقَدْ أَحَاطَ بِهِ الْعِلْمُ فَأَنَّی ذَلِکَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ وَ کَیْفَ لَا أَشُکُّ فِیمَا تَسْمَعُ قَالَ هَاتِ أَیْضاً وَیْحَکَ مَا شَکَکْتَ فِیهِ قَالَ وَ أَجِدُ اللَّهَ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی یَقُولُ- وَ ما کانَ لِبَشَرٍ أَنْ یُکَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا

ص: 128

وَحْیاً أَوْ مِنْ وَراءِ حِجابٍ أَوْ یُرْسِلَ رَسُولًا فَیُوحِیَ بِإِذْنِهِ ما یَشاءُ(1) وَ قَالَ وَ کَلَّمَ اللَّهُ مُوسی تَکْلِیماً(2) وَ قَالَ وَ ناداهُما رَبُّهُما(3) وَ قَالَ یا أَیُّهَا النَّبِیُّ قُلْ لِأَزْواجِکَ وَ بَناتِکَ (4) وَ قَالَ یا أَیُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ ما أُنْزِلَ إِلَیْکَ مِنْ رَبِّکَ (5) فَأَنَّی ذَلِکَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ وَ کَیْفَ لَا أَشُکُّ فِیمَا تَسْمَعُ قَالَ هَاتِ وَیْحَکَ مَا شَکَکْتَ فِیهِ قَالَ وَ أَجِدُ اللَّهَ جَلَّ جَلَالُهُ یَقُولُ- هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِیًّا(6) وَ قَدْ یُسَمَّی الْإِنْسَانُ سَمِیعاً بَصِیراً وَ مَلِکاً وَ رَبّاً فَمَرَّةً یُخْبِرُ أَنَّ لَهُ أَسَامِیَ کَثِیرَةً مُشْتَرَکَةً وَ مَرَّةً یَقُولُ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِیًّا فَأَنَّی ذَلِکَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ وَ کَیْفَ لَا أَشُکُّ فِیمَا تَسْمَعُ قَالَ هَاتِ وَیْحَکَ مَا شَکَکْتَ فِیهِ قَالَ وَ وَجَدْتُ اللَّهَ تَبَارَکَ اسْمُهُ یَقُولُ- وَ ما یَعْزُبُ عَنْ رَبِّکَ مِنْ مِثْقالِ ذَرَّةٍ فِی الْأَرْضِ وَ لا فِی السَّماءِ(7) وَ یَقُولُ وَ لا یَنْظُرُ إِلَیْهِمْ یَوْمَ الْقِیامَةِ وَ لا یُزَکِّیهِمْ (8) وَ یَقُولُ کَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ یَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ (9) کَیْفَ یَنْظُرُ إِلَیْهِمْ مَنْ یَحْجُبُ عَنْهُ فَأَنَّی ذَلِکَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ وَ کَیْفَ لَا أَشُکُّ فِیمَا تَسْمَعُ قَالَ هَاتِ وَیْحَکَ أَیْضاً مَا شَکَکْتَ فِیهِ قَالَ وَ أَجِدُ اللَّهَ عَزَّ ذِکْرُهُ یَقُولُ أَ أَمِنْتُمْ مَنْ فِی السَّماءِ أَنْ یَخْسِفَ بِکُمُ الْأَرْضَ فَإِذا هِیَ تَمُورُ(10) وَ قَالَ الرَّحْمنُ عَلَی الْعَرْشِ اسْتَوی (11) وَ قَالَ وَ هُوَ اللَّهُ فِی السَّماواتِ وَ فِی الْأَرْضِ یَعْلَمُ سِرَّکُمْ وَ جَهْرَکُمْ (12) وَ قَالَ إِنَّهُ هُوَ الظَّاهِرُ

ص: 129

وَ الْباطِنُ وَ هُوَ مَعَکُمْ أَیْنَ ما کُنْتُمْ (1) وَ قَالَ وَ نَحْنُ أَقْرَبُ إِلَیْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِیدِ(2) فَأَنَّی ذَلِکَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ وَ کَیْفَ لَا أَشُکُّ فِیمَا تَسْمَعُ قَالَ هَاتِ أَیْضاً وَیْحَکَ مَا شَکَکْتَ فِیهِ قَالَ وَ أَجِدُ اللَّهَ جَلَّ ثَنَاؤُهُ یَقُولُ- وَ جاءَ رَبُّکَ وَ الْمَلَکُ صَفًّا صَفًّا(3) وَ قَالَ وَ لَقَدْ جِئْتُمُونا فُرادی کَما خَلَقْناکُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ(4) وَ قَالَ هَلْ یَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ یَأْتِیَهُمُ اللَّهُ فِی ظُلَلٍ مِنَ الْغَمامِ وَ الْمَلائِکَةُ(5) وَ قَالَ هَلْ یَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِیَهُمُ الْمَلائِکَةُ أَوْ یَأْتِیَ رَبُّکَ أَوْ یَأْتِیَ بَعْضُ آیاتِ رَبِّکَ یَوْمَ یَأْتِی بَعْضُ آیاتِ رَبِّکَ- لا یَنْفَعُ نَفْساً إِیمانُها لَمْ تَکُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ کَسَبَتْ فِی إِیمانِها خَیْراً(6) فَمَرَّةً یَقُولُ یَأْتِیَ رَبُّکَ وَ مَرَّةً یَقُولُ یَوْمَ یَأْتِی بَعْضُ آیاتِ رَبِّکَ فَأَنَّی ذَلِکَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ وَ کَیْفَ لَا أَشُکُّ فِیمَا تَسْمَعُ قَالَ هَاتِ وَیْحَکَ مَا شَکَکْتَ فِیهِ قَالَ وَ أَجِدُ اللَّهَ جَلَّ جَلَالُهُ یَقُولُ- بَلْ هُمْ بِلِقاءِ رَبِّهِمْ کافِرُونَ (7) وَ ذَکَرَ الْمُؤْمِنِینَ فَقَالَ- الَّذِینَ یَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ وَ أَنَّهُمْ إِلَیْهِ راجِعُونَ (8) وَ قَالَ تَحِیَّتُهُمْ یَوْمَ یَلْقَوْنَهُ سَلامٌ (9) وَ قَالَ- مَنْ کانَ یَرْجُوا لِقاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ (10) وَ قَالَ فَمَنْ کانَ یَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْیَعْمَلْ عَمَلًا صالِحاً(11) فَمَرَّةً یُخْبِرُ أَنَّهُمْ یَلْقَوْنَهُ وَ مَرَّةً یُخْبِرُ

أَنَّهُ لا تُدْرِکُهُ الْأَبْصارُ وَ هُوَ یُدْرِکُ الْأَبْصارَ(12) وَ مَرَّةً یَقُولُ وَ لا یُحِیطُونَ بِهِ عِلْماً(13) فَأَنَّی ذَلِکَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ وَ کَیْفَ لَا أَشُکُّ فِیمَا تَسْمَعُ قَالَ هَاتِ وَیْحَکَ مَا شَکَکْتَ فِیهِ: قَالَ وَ أَجِدُ اللَّهَ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی یَقُولُ- وَ رَأَی الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ

ص: 130

مُواقِعُوها(1) وَ قَالَ یَوْمَئِذٍ یُوَفِّیهِمُ اللَّهُ دِینَهُمُ الْحَقَّ وَ یَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِینُ (2) وَ قَالَ وَ تَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا(3) فَمَرَّةً یُخْبِرُ أَنَّهُمْ یَظُنُّونَ وَ مَرَّةً یُخْبِرُ أَنَّهُمْ یَعْلَمُونَ وَ الظَّنُّ شَکٌّ فَأَنَّی ذَلِکَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ وَ کَیْفَ لَا أَشُکُّ فِیمَا تَسْمَعُ قَالَ وَیْحَکَ هَاتِ مَا شَکَکْتَ فِیهِ قَالَ وَ أَجِدُ اللَّهَ تَعَالَی ذِکْرُهُ یَقُولُ- قُلْ یَتَوَفَّاکُمْ مَلَکُ الْمَوْتِ الَّذِی وُکِّلَ بِکُمْ ثُمَّ إِلی رَبِّکُمْ تُرْجَعُونَ (4) وَ قَالَ اللَّهُ یَتَوَفَّی الْأَنْفُسَ حِینَ مَوْتِها(5) وَ قَالَ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنا وَ هُمْ لا یُفَرِّطُونَ (6) وَ قَالَ الَّذِینَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِکَةُ طَیِّبِینَ (7) وَ قَالَ الَّذِینَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِکَةُ ظالِمِی أَنْفُسِهِمْ (8) فَأَنَّی ذَلِکَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ وَ کَیْفَ لَا أَشُکُّ فِیمَا تَسْمَعُ وَ قَدْ هَلَکْتُ إِنْ لَمْ تَرْحَمْنِی وَ تَشْرَحْ لِی صَدْرِی فِیمَا عَسَی أَنْ یَجْرِیَ ذَلِکَ عَلَی یَدَیْکَ فَإِنْ کَانَ الرَّبُّ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی حَقّاً وَ الْکِتَابُ حَقّاً وَ الرُّسُلُ حَقّاً فَقَدْ هَلَکْتُ وَ خَسِرْتُ وَ إِنْ تَکُنِ الرُّسُلُ بَاطِلًا فَمَا عَلَیَّ بَأْسٌ وَ قَدْ نَجَوْتُ فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام قُدُّوسٌ رَبُّنَا قُدُّوسٌ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی عُلُوّاً کَبِیراً نَشْهَدُ أَنَّهُ هُوَ الدَّائِمُ الَّذِی لَا یَزُولُ وَ لَا نَشُکُّ فِیهِ وَ لَیْسَ کَمِثْلِهِ شَیْ ءٌ وَ هُوَ السَّمِیعُ الْبَصِیرُ وَ أَنَّ الْکِتَابَ حَقٌّ وَ الرُّسُلَ حَقٌّ وَ أَنَّ الثَّوَابَ وَ الْعِقَابَ حَقٌّ فَإِنْ رُزِقْتَ زِیَادَةَ إِیمَانٍ أَوْ حُرِمْتَهُ فَإِنَّ ذَلِکَ بِیَدِ اللَّهِ إِنْ شَاءَ رَزَقَکَ وَ إِنْ شَاءَ حَرَمَکَ ذَلِکَ وَ لَکِنْ سَأُعَلِّمُکَ مَا شَکَکْتَ فِیهِ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ فَإِنْ أَرَادَ اللَّهُ بِکَ خَیْراً أَعْلَمَکَ بِعِلْمِهِ وَ ثَبَّتَکَ وَ إِنْ یَکُنْ شَرّاً ضَلَلْتَ وَ هَلَکْتَ أَمَّا قَوْلُهُ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِیَهُمْ (9) إِنَّمَا یَعْنِی نَسُوا اللَّهَ فِی دَارِ الدُّنْیَا لَمْ

ص: 131

یَعْمَلُوا بِطَاعَتِهِ فَنَسِیَهُمْ فِی الْآخِرَةِ أَیْ لَمْ یَجْعَلْ لَهُمْ فِی ثَوَابِهِ شَیْئاً فَصَارُوا مَنْسِیِّینَ مِنَ الْخَیْرِ وَ کَذَلِکَ تَفْسِیرُ قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ- فَالْیَوْمَ نَنْساهُمْ کَما نَسُوا لِقاءَ یَوْمِهِمْ هذا(1) یَعْنِی بِالنِّسْیَانِ أَنَّهُ لَمْ یُثِبْهُمْ کَمَا یُثِیبُ أَوْلِیَاءَهُ الَّذِینَ کَانُوا فِی دَارِ الدُّنْیَا مُطِیعِینَ ذَاکِرِینَ حِینَ آمَنُوا بِهِ وَ بِرُسُلِهِ وَ خَافُوهُ بِالْغَیْبِ وَ أَمَّا قَوْلُهُ وَ ما کانَ رَبُّکَ نَسِیًّا(2) فَإِنَّ رَبَّنَا تَبَارَکَ وَ تَعَالَی عُلُوّاً کَبِیراً لَیْسَ بِالَّذِی یَنْسَی وَ لَا یَغْفُلُ بَلْ هُوَ الْحَفِیظُ الْعَلِیمُ وَ قَدْ یَقُولُ الْعَرَبُ فِی بَابِ النِّسْیَانِ قَدْ نَسِیَنَا فُلَانٌ فَلَا یَذْکُرُنَا أَیْ إِنَّهُ لَا یَأْمُرُ لَهُمْ بِخَیْرٍ وَ لَا یَذْکُرُهُمْ بِهِ فَهَلْ فَهِمْتَ مَا ذَکَرَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ قَالَ نَعَمْ فَرَّجْتَ عَنِّی فَرَّجَ اللَّهُ عَنْکَ وَ حَلَلْتَ عَنِّی عُقْدَةً فَعَظَّمَ اللَّهُ أَجْرَکَ قَالَ وَ أَمَّا قَوْلُهُ یَوْمَ یَقُومُ الرُّوحُ وَ الْمَلائِکَةُ صَفًّا- لا یَتَکَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَ قالَ صَواباً(3) وَ قَوْلُهُ وَ اللَّهِ رَبِّنا ما کُنَّا مُشْرِکِینَ (4) وَ قَوْلُهُ یَوْمَ الْقِیامَةِ یَکْفُرُ بَعْضُکُمْ بِبَعْضٍ وَ یَلْعَنُ بَعْضُکُمْ بَعْضاً(5) وَ قَوْلُهُ إِنَّ ذلِکَ لَحَقٌّ تَخاصُمُ أَهْلِ النَّارِ(6) وَ قَوْلُهُ لا تَخْتَصِمُوا لَدَیَّ وَ قَدْ قَدَّمْتُ إِلَیْکُمْ بِالْوَعِیدِ(7) وَ قَوْلُهُ الْیَوْمَ نَخْتِمُ عَلی أَفْواهِهِمْ وَ تُکَلِّمُنا أَیْدِیهِمْ وَ تَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِما کانُوا یَکْسِبُونَ (8) فَإِنَّ ذَلِکَ فِی مَوَاطِنَ غَیْرِ وَاحِدٍ مِنْ مَوَاطِنِ ذَلِکَ الْیَوْمِ الَّذِی کانَ مِقْدارُهُ خَمْسِینَ أَلْفَ سَنَةٍ یَجْمَعُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ الْخَلَائِقَ یَوْمَئِذٍ فِی مَوَاطِنَ یَتَفَرَّقُونَ وَ یُکَلِّمُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً وَ یَسْتَغْفِرُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ أُولَئِکَ الَّذِینَ کَانَ مِنْهُمُ الطَّاعَةُ فِی دَارِ الدُّنْیَا مِنَ الرُّؤَسَاءِ وَ الْأَتْبَاعِ وَ یَلْعَنُ أَهْلُ الْمَعَاصِی الَّذِینَ بَدَتْ مِنْهُمُ الْبَغْضَاءُ وَ تَعَاوَنُوا عَلَی

ص: 132

الظُّلْمِ وَ الْعُدْوَانِ فِی دَارِ الدُّنْیَا الْمُسْتَکْبِرِینَ وَ الْمُسْتَضْعَفِینَ یَکْفُرُ بَعْضُهُمْ بِبَعْضٍ وَ یَلْعَنُ بَعْضُهُمْ بَعْضاً وَ الْکُفْرُ فِی هَذِهِ الْآیَةِ الْبَرَاءَةُ یَقُولُ فَیَبْرَأُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ وَ نَظِیرُهَا فِی سُورَةِ إِبْرَاهِیمَ علیه السلام قَوْلُ الشَّیْطَانِ- إِنِّی کَفَرْتُ بِما أَشْرَکْتُمُونِ مِنْ قَبْلُ (1) وَ قَوْلُ إِبْرَاهِیمَ خَلِیلِ الرَّحْمَنِ کَفَرْنا بِکُمْ (2) یَعْنِی تَبَرَّأْنَا مِنْکُمْ ثُمَّ یَجْتَمِعُونَ فِی مَوْطِنٍ آخَرَ یَبْکُونَ فِیهِ فَلَوْ أَنَّ تِلْکَ الْأَصْوَاتَ بَدَتْ لِأَهْلِ الدُّنْیَا لَأَذْهَلَتْ جَمِیعَ الْخَلْقِ عَنْ مَعَایِشِهِمْ وَ لَتَصَدَّعَتْ قُلُوبُهُمْ إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ فَلَا یَزَالُونَ یَبْکُونَ الدَّمَ ثُمَّ یَجْتَمِعُونَ فِی مَوْطِنٍ آخَرَ فَیُسْتَنْطَقُونَ فِیهِ فَیَقُولُونَ- وَ اللَّهِ رَبِّنا ما کُنَّا مُشْرِکِینَ فَیَخْتِمُ اللَّهُ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی عَلَی أَفْوَاهِهِمْ وَ یَسْتَنْطِقُ الْأَیْدِیَ وَ الْأَرْجُلَ وَ الْجُلُودَ فَتَشْهَدُ بِکُلِّ مَعْصِیَةٍ کَانَتْ مِنْهُمْ ثُمَّ یَرْفَعُ عَنْ أَلْسِنَتِهِمُ الْخَتْمَ فَیَقُولُونَ لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدْتُمْ عَلَیْنا قالُوا أَنْطَقَنَا اللَّهُ الَّذِی أَنْطَقَ کُلَّ شَیْ ءٍ(3) ثُمَّ

یَجْتَمِعُونَ فِی مَوْطِنٍ آخَرَ فَیُسْتَنْطَقُونَ فَیَفِرُّ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ فَذَلِکَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ- یَوْمَ یَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِیهِ وَ أُمِّهِ وَ أَبِیهِ وَ صاحِبَتِهِ وَ بَنِیهِ (4) فَیُسْتَنْطَقُونَ فَ لا یَتَکَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَ قالَ صَواباً فَیَقُومُ الرُّسُلُ صَلَّی اللَّهُ عَلَیْهِمْ فَیَشْهَدُونَ فِی هَذَا الْمَوْطِنِ فَذَلِکَ قَوْلُهُ تَعَالَی فَکَیْفَ إِذا جِئْنا مِنْ کُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِیدٍ وَ جِئْنا بِکَ عَلی هؤُلاءِ شَهِیداً(5) ثُمَّ یَجْتَمِعُونَ فِی مَوْطِنٍ آخَرَ فَیَکُونُ فِیهِ مَقَامُ مُحَمَّدٍ صلی الله علیه و آله وَ هُوَ الْمَقَامُ الْمَحْمُودُ فَیُثْنِی عَلَی اللَّهِ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی بِمَا لَمْ یُثْنِ عَلَیْهِ أَحَدٌ قَبْلَهُ ثُمَّ یُثْنِی عَلَی الْمَلَائِکَةِ کُلِّهِمْ فَلَا یَبْقَی مَلَکٌ إِلَّا أَثْنَی عَلَیْهِ مُحَمَّدٌ صلی الله علیه و آله ثُمَّ یُثْنِی عَلَی الرُّسُلِ بِمَا لَمْ یُثْنِ عَلَیْهِمْ أَحَدٌ مِثْلُهُ ثُمَّ یُثْنِی عَلَی کُلِّ مُؤْمِنٍ وَ مُؤْمِنَةٍ یَبْدَأُ بِالصِّدِّیقِینَ وَ الشُّهَدَاءِ ثُمَّ بِالصَّالِحِینَ فَیَحْمَدُهُ أَهْلُ السَّمَاوَاتِ وَ أَهْلُ الْأَرْضِ وَ ذَلِکَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَ عَسی أَنْ یَبْعَثَکَ

ص: 133

رَبُّکَ مَقاماً مَحْمُوداً(1) فَطُوبَی لِمَنْ کَانَ لَهُ فِی ذَلِکَ الْمَقَامِ حَظٌّ وَ نَصِیبٌ وَ وَیْلٌ لِمَنْ لَمْ یَکُنْ لَهُ فِی ذَلِکَ الْمَقَامِ حَظٌّ وَ لَا نَصِیبٌ ثُمَّ یَجْتَمِعُونَ فِی مَوْطِنٍ آخَرَ وَ یُدَالُ بَعْضُهُمْ عَنْ بَعْضٍ وَ هَذَا کُلُّهُ قَبْلَ الْحِسَابِ فَإِذَا أَخَذَ فِی الْحِسَابِ شُغِلَ کُلُّ إِنْسَانٍ بِمَا لَدَیْهِ نَسْأَلُ اللَّهَ بَرَکَةَ ذَلِکَ الْیَوْمِ قَالَ فَرَّجْتَ عَنِّی فَرَّجَ اللَّهُ عَنْکَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ وَ حَلَلْتَ عَنِّی عُقْدَةً فَعَظَّمَ اللَّهُ أَجْرَکَ فَقَالَ علیه السلام وَ أَمَّا قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ- وُجُوهٌ یَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ إِلی رَبِّها ناظِرَةٌ(2) وَ قَوْلُهُ لا تُدْرِکُهُ الْأَبْصارُ وَ هُوَ یُدْرِکُ الْأَبْصارَ(3) وَ قَوْلُهُ وَ لَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْری عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهی (4) وَ قَوْلُهُ یَوْمَئِذٍ لا تَنْفَعُ الشَّفاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَ رَضِیَ لَهُ قَوْلًا یَعْلَمُ ما بَیْنَ أَیْدِیهِمْ وَ ما خَلْفَهُمْ وَ لا یُحِیطُونَ بِهِ عِلْماً(5) فَأَمَّا قَوْلُهُ وُجُوهٌ یَوْمَئِذٍ ناضِرَةٌ إِلی رَبِّها ناظِرَةٌ فَإِنَّ ذَلِکَ فِی مَوْضِعٍ یَنْتَهِی فِیهِ أَوْلِیَاءُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ بَعْدَ مَا یَفْرُغُ مِنَ الْحِسَابِ إِلَی نَهَرٍ یُسَمَّی الْحَیَوَانَ فَیَغْتَسِلُونَ فِیهِ وَ یَشْرَبُونَ مِنْهُ فَتَنْضُرُ وُجُوهُهُمْ إِشْرَاقاً فَیَذْهَبُ عَنْهُمْ کُلُّ قَذًی وَ وَعْثٍ ثُمَّ یُؤْمَرُونَ بِدُخُولِ الْجَنَّةِ فَمِنْ هَذَا الْمَقَامِ یَنْظُرُونَ إِلَی رَبِّهِمْ کَیْفَ یُثِیبُهُمْ وَ مِنْهُ یَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ فَذَلِکَ قَوْلُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ فِی تَسْلِیمِ الْمَلَائِکَةِ عَلَیْهِمْ سَلامٌ عَلَیْکُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوها خالِدِینَ (6) فَعِنْدَ ذَلِکَ أَیْقَنُوا بِدُخُولِ الْجَنَّةِ وَ النَّظَرِ إِلَی مَا وَعَدَهُمْ رَبُّهُمْ فَذَلِکَ قَوْلُهُ إِلی رَبِّها ناظِرَةٌ وَ إِنَّمَا یَعْنِی بِالنَّظَرِ إِلَیْهِ النَّظَرَ إِلَی ثَوَابِهِ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی وَ أَمَّا قَوْلُهُ لا تُدْرِکُهُ الْأَبْصارُ وَ هُوَ یُدْرِکُ الْأَبْصارَ فَهُوَ کَمَا قَالَ لا تُدْرِکُهُ الْأَبْصارُ وَ لَا تُحِیطُ بِهِ الْأَوْهَامُ- وَ هُوَ یُدْرِکُ الْأَبْصارَ یَعْنِی یُحِیطُ بِهَا وَ هُوَ اللَّطِیفُ الْخَبِیرُ وَ ذَلِکَ مَدْحٌ امْتَدَحَ بِهِ رَبُّنَا نَفْسَهُ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی وَ تَقَدَّسَ عُلُوّاً

ص: 134

کَبِیراً وَ قَدْ سَأَلَ مُوسَی علیه السلام وَ جَرَی عَلَی لِسَانِهِ مِنْ حَمْدِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ- رَبِّ أَرِنِی أَنْظُرْ إِلَیْکَ (1) فَکَانَتْ مَسْأَلَةُ تِلْکَ أَمْراً عَظِیماً وَ سَأَلَ أَمْراً جَسِیماً فَعُوقِبَ فَقَالَ اللَّهُ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی- لَنْ تَرانِی فِی الدُّنْیَا حَتَّی تَمُوتَ فَتَرَانِی فِی الْآخِرَةِ وَ لَکِنْ إِنْ أَرَدْتَ أَنْ تَرَانِی فِی الدُّنْیَا فَ انْظُرْ إِلَی الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَکانَهُ فَسَوْفَ تَرانِی فَأَبْدَی اللَّهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ بَعْضَ آیَاتِهِ وَ تَجَلَّی رَبُّنَا تَبَارَکَ لِلْجَبَلِ فَتَقَطَّعَ الْجَبَلُ فَصَارَ رَمِیماً وَ خَرَّ مُوسی صَعِقاً(2) ثُمَّ أَحْیَاهُ اللَّهُ وَ بَعَثَهُ فَقَالَ سُبْحانَکَ تُبْتُ إِلَیْکَ وَ أَنَا أَوَّلُ الْمُؤْمِنِینَ (3) یَعْنِی أَوَّلَ مُؤْمِنٍ آمَنَ بِکَ مِنْهُمْ أَنَّهُ لَنْ یَرَاکَ وَ أَمَّا قَوْلُهُ وَ لَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْری عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهی (4) یَعْنِی مُحَمَّداً حَیْثُ لَا یُجَاوِزُهَا خَلْقٌ مِنْ خَلْقِ اللَّهِ وَ قَوْلُهُ فِی آخِرِ الْآیَةِ ما زاغَ الْبَصَرُ وَ ما طَغی- لَقَدْ رَأی مِنْ آیاتِ رَبِّهِ الْکُبْری (5) رَأَی جَبْرَئِیلَ علیه السلام فِی صُورَتِهِ مَرَّتَیْنِ هَذِهِ الْمَرَّةَ وَ مَرَّةً أُخْرَی وَ ذَلِکَ أَنَّ خَلْقَ جَبْرَئِیلَ علیه السلام عَظِیمٌ فَهُوَ مِنَ الرُّوحَانِیِّینَ الَّذِینَ لَا یُدْرِکُ خَلْقُهُمْ وَ صِفَتُهُمْ إِلَّا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِینَ وَ أَمَّا قَوْلُهُ یَوْمَئِذٍ لا تَنْفَعُ الشَّفاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمنُ وَ رَضِیَ لَهُ قَوْلًا یَعْلَمُ ما بَیْنَ أَیْدِیهِمْ وَ ما خَلْفَهُمْ وَ لا یُحِیطُونَ بِهِ عِلْماً(6)

لَا تُحِیطُ الْخَلَائِقُ بِاللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ عِلْماً إِذْ هُوَ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی جَعَلَ عَلَی أَبْصَارِ الْقُلُوبِ الْغِطَاءَ فَلَا فَهْمَ یَنَالُهُ بِالْکَیْفِ وَ لَا قَلْبَ یُثْبِتُهُ بِالْحُدُودِ فَلَا نَصِفُهُ إِلَّا کَمَا وَصَفَ نَفْسَهُ لَیْسَ کَمِثْلِهِ شَیْ ءٌ وَ هُوَ السَّمِیعُ الْبَصِیرُ الْأَوَّلُ وَ الْآخِرُ وَ الظَّاهِرُ وَ الْبَاطِنُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ خَلَقَ الْأَشْیَاءَ فَلَیْسَ مِنَ الْأَشْیَاءِ شَیْ ءٌ مِثْلَهُ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی فَقَالَ فَرَّجْتَ عَنِّی فَرَّجَ اللَّهُ عَنْکَ وَ حَلَلْتَ عَنِّی عُقْدَةً فَأَعْظَمَ اللَّهُ أَجْرَکَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ فَقَالَ علیه السلام وَ أَمَّا قَوْلُهُ وَ ما کانَ لِبَشَرٍ أَنْ یُکَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْیاً أَوْ مِنْ

ص: 135

وَراءِ حِجابٍ أَوْ یُرْسِلَ رَسُولًا فَیُوحِیَ بِإِذْنِهِ ما یَشاءُ(1) وَ قَوْلُهُ وَ کَلَّمَ اللَّهُ مُوسی تَکْلِیماً(2) وَ قَوْلُهُ وَ ناداهُما رَبُّهُما(3) وَ قَوْلُهُ یا آدَمُ اسْکُنْ أَنْتَ وَ زَوْجُکَ الْجَنَّةَ(4) فَأَمَّا قَوْلُهُ ما کانَ لِبَشَرٍ أَنْ یُکَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْیاً أَوْ مِنْ وَراءِ حِجابٍ مَا یَنْبَغِی لِبَشَرٍ أَنْ یُکَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْیاً وَ لَیْسَ بِکَائِنٍ إِلَّا مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ یُرْسِلَ رَسُولًا فَیُوحِیَ بِإِذْنِهِ ما یَشاءُ کَذَلِکَ قَالَ اللَّهُ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی عُلُوّاً کَبِیراً قَدْ کَانَ الرَّسُولُ یُوحَی إِلَیْهِ مِنْ رُسُلِ السَّمَاءِ فَتُبَلِّغُ رُسُلُ السَّمَاءِ رُسُلَ الْأَرْضِ وَ قَدْ کَانَ الْکَلَامُ بَیْنَ رُسُلِ أَهْلِ الْأَرْضِ وَ بَیْنَهُ مِنْ غَیْرِ أَنْ یُرْسِلَ بِالْکَلَامِ مَعَ رُسُلِ أَهْلِ السَّمَاءِ وَ قَدْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله یَا جَبْرَئِیلُ هَلْ رَأَیْتَ رَبَّکَ فَقَالَ جَبْرَئِیلُ علیه السلام إِنَّ رَبِّی لَا یُرَی فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله فَمِنْ أَیْنَ تَأْخُذُ الْوَحْیَ فَقَالَ آخُذُهُ مِنْ إِسْرَافِیلَ فَقَالَ وَ مِنْ أَیْنَ یَأْخُذُهُ إِسْرَافِیلُ قَالَ یَأْخُذُهُ مِنْ مَلَکٍ فَوْقَهُ مِنَ الرُّوحَانِیِّینَ قَالَ فَمِنْ أَیْنَ یَأْخُذُهُ ذَلِکَ الْمَلَکُ قَالَ یُقْذَفُ فِی قَلْبِهِ قَذْفاً فَهَذَا وَحْیٌ وَ هُوَ کَلَامُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ کَلَامُ اللَّهِ لَیْسَ بِنَحْوٍ وَاحِدٍ مِنْهُ مَا کَلَّمَ اللَّهُ بِهِ الرُّسُلَ وَ مِنْهُ مَا قَذَفَهُ فِی قُلُوبِهِمْ وَ مِنْهُ رُؤْیَا یُرِیهَا الرُّسُلَ وَ مِنْهُ وَحْیٌ وَ تَنْزِیلٌ یُتْلَی وَ یُقْرَأُ فَهُوَ کَلَامُ اللَّهِ فَاکْتَفِ بِمَا وَصَفْتُ لَکَ مِنْ کَلَامِ اللَّهِ فَإِنَّ مَعْنَی کَلَامِ اللَّهِ لَیْسَ بِنَحْوٍ وَاحِدٍ فَإِنَّهُ مِنْهُ مَا تُبَلِّغُ مِنْهُ رُسُلُ السَّمَاءِ رُسُلَ الْأَرْضِ قَالَ فَرَّجْتَ عَنِّی فَرَّجَ اللَّهُ عَنْکَ وَ حَلَلْتَ عَنِّی عُقْدَةً فَعَظَّمَ اللَّهُ أَجْرَکَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ فَقَالَ علیه السلام وَ أَمَّا قَوْلُهُ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِیًّا(5) فَإِنَّ تَأْوِیلَهُ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ أَحَداً اسْمُهُ اللَّهُ غَیْرُ اللَّهِ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی فَإِیَّاکَ أَنْ تُفَسِّرَ الْقُرْآنَ بِرَأْیِکَ حَتَّی

ص: 136

تَفْقَهَهُ عَنِ الْعُلَمَاءِ فَإِنَّهُ رُبَّ تَنْزِیلٍ یُشْبِهُ بِکَلَامِ الْبَشَرِ وَ هُوَ کَلَامُ اللَّهِ وَ تَأْوِیلُهُ لَا یُشْبِهُ کَلَامَ الْبَشَرِ کَمَا لَیْسَ شَیْ ءٌ مِنْ خَلْقِهِ یُشْبِهُهُ کَذَلِکَ لَا یُشْبِهُ فِعْلُهُ تَعَالَی شَیْئاً مِنْ أَفْعَالِ الْبَشَرِ وَ لَا یُشْبِهُ شَیْ ءٌ مِنْ کَلَامِهِ بِکَلَامِ الْبَشَرِ فَکَلَامُ اللَّهِ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی صِفَتُهُ وَ کَلَامُ الْبَشَرِ أَفْعَالُهُمْ فَلَا تُشْبِهُ کَلَامُ اللَّهِ بِکَلَامِ الْبَشَرِ فَتَهْلِکَ وَ تَضِلَّ قَالَ فَرَّجْتَ عَنِّی فَرَّجَ اللَّهُ عَنْکَ وَ حَلَلْتَ عَنِّی عُقْدَةً فَعَظَّمَ اللَّهُ أَجْرَکَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ قَالَ علیه السلام وَ أَمَّا قَوْلُهُ وَ ما یَعْزُبُ عَنْ رَبِّکَ مِنْ مِثْقالِ ذَرَّةٍ فِی الْأَرْضِ وَ لا فِی السَّماءِ(1) کَذَلِکَ رَبُّنَا لَا یَعْزُبُ عَنْهُ شَیْ ءٌ وَ کَیْفَ یَکُونُ مِنْ خَلْقِ الْأَشْیَاءِ لَا یَعْلَمُ مَا خَلَقَ وَ هُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِیمُ وَ أَمَّا قَوْلُهُ لا یَنْظُرُ إِلَیْهِمْ یَوْمَ الْقِیامَةِ(2) یُخْبِرُ أَنَّهُ لَا یُصِیبُهُمْ بِخَیْرٍ وَ قَدْ یَقُولُ الْعَرَبُ وَ اللَّهِ مَا یَنْظُرُ إِلَیْنَا فُلَانٌ وَ إِنَّمَا یَعْنُونَ بِذَلِکَ أَنَّهُ لَا یُصِیبُنَا مِنْهُ بِخَیْرٍ فَذَلِکَ النَّظَرُ هَاهُنَا مِنَ اللَّهِ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی إِلَی خَلْقِهِ فَنَظَرُهُ إِلَیْهِمْ رَحْمَةٌ لَهُمْ قَالَ فَرَّجْتَ عَنِّی فَرَّجَ اللَّهُ عَنْکَ وَ حَلَلْتَ عَنِّی عُقْدَةً فَعَظَّمَ اللَّهُ أَجْرَکَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ فَقَالَ علیه السلام وَ أَمَّا قَوْلُهُ کَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ یَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ (3) فَإِنَّمَا یَعْنِی بِذَلِکَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ أَنَّهُمْ عَنْ ثَوَابِ رَبِّهِمْ یَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ وَ قَوْلُهُ أَ أَمِنْتُمْ مَنْ فِی السَّماءِ أَنْ یَخْسِفَ بِکُمُ الْأَرْضَ فَإِذا هِیَ تَمُورُ(4) وَ قَوْلُهُ وَ هُوَ اللَّهُ فِی السَّماواتِ وَ فِی الْأَرْضِ (5) وَ قَوْلُهُ الرَّحْمنُ عَلَی الْعَرْشِ اسْتَوی (6) وَ قَوْلُهُ وَ هُوَ مَعَکُمْ أَیْنَ ما کُنْتُمْ (7) وَ قَوْلُهُ وَ نَحْنُ أَقْرَبُ إِلَیْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِیدِ(8) فَکَذَلِکَ اللَّهُ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی سُبُّوحاً قُدُّوساً أَنْ یَجْرِیَ مِنْهُ مَا یَجْرِی مِنَ الْمَخْلُوقِینَ وَ هُوَ اللَّطِیفُ الْخَبِیرُ وَ أَجَلُّ وَ أَکْبَرُ أَنْ یَنْزِلَ بِهِ شَیْ ءٌ مِمَّا یَنْزِلُ

ص: 137

بِخَلْقِهِ شَاهِدٌ لِکُلِّ نَجْوَی وَ هُوَ الْوَکِیلُ عَلَی کُلِّ شَیْ ءٍ وَ الْمُنِیرُ لِکُلِّ شَیْ ءٍ وَ الْمُدَبِّرُ لِلْأَشْیَاءِ کُلِّهَا تَعَالَی اللَّهُ عَنْ أَنْ یَکُونَ عَلَی عَرْشِهِ عُلُوّاً کَبِیراً وَ أَمَّا قَوْلُهُ وَ جاءَ رَبُّکَ وَ الْمَلَکُ صَفًّا صَفًّا(1) وَ قَوْلُهُ وَ لَقَدْ جِئْتُمُونا فُرادی کَما خَلَقْناکُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ(2) وَ قَوْلُهُ هَلْ یَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ یَأْتِیَهُمُ اللَّهُ فِی ظُلَلٍ مِنَ الْغَمامِ وَ الْمَلائِکَةُ(3) وَ قَوْلُهُ هَلْ یَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِیَهُمُ الْمَلائِکَةُ أَوْ یَأْتِیَ رَبُّکَ أَوْ یَأْتِیَ بَعْضُ آیاتِ رَبِّکَ (4) فَإِنَّ ذَلِکَ حَقٌّ کَمَا قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَ لَیْسَ لَهُ جَیْئَةٌ کَجَیْئَةِ الْخَلْقِ وَ قَدْ أَعْلَمْتُکَ أَنَّ رُبَّ شَیْ ءٍ مِنْ کِتَابِ اللَّهِ تَأْوِیلُهُ عَلَی غَیْرِ تَنْزِیلِهِ وَ لَا یُشْبِهُ کَلَامَ الْبَشَرِ وَ سَأُنَبِّئُکَ بِطَرَفٍ مِنْهُ فَتَکْتَفِی إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنْ ذَلِکَ قَوْلُ إِبْرَاهِیمَ علیه السلام إِنِّی ذاهِبٌ إِلی رَبِّی سَیَهْدِینِ (5) فَذَهَابُهُ إِلَی رَبِّهِ تَوَجُّهُهُ إِلَیْهِ عِبَادَةً وَ اجْتِهَاداً وَ قُرْبَةً إِلَی اللَّهِ جَلَّ وَ عَزَّ أَ لَا تَرَی أَنَّ تَأْوِیلَهُ غَیْرُ تَنْزِیلِهِ وَ قَالَ وَ أَنْزَلْنَا الْحَدِیدَ فِیهِ بَأْسٌ شَدِیدٌ(6) یَعْنِی السِّلَاحَ وَ غَیْرَ ذَلِکَ وَ قَوْلُهُ هَلْ یَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِیَهُمُ الْمَلائِکَةُ یُخْبِرُ مُحَمَّداً صلی الله علیه و آله عَنِ الْمُشْرِکِینَ وَ الْمُنَافِقِینَ الَّذِینَ لَمْ یَسْتَجِیبُوا لِلَّهِ وَ لِرَسُولِهِ فَقَالَ هَلْ یَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِیَهُمُ الْمَلائِکَةُ حَیْثُ لَمْ یَسْتَجِیبُوا لِلَّهِ وَ لِرَسُولِهِ أَوْ یَأْتِیَ رَبُّکَ أَوْ یَأْتِیَ بَعْضُ آیاتِ رَبِّکَ یَعْنِی بِذَلِکَ الْعَذَابَ فِی دَارِ الدُّنْیَا کَمَا عَذَّبَ الْقُرُونَ الْأُولَی فَهَذَا خَبَرٌ یُخْبِرُ بِهِ النَّبِیَّ صلی الله علیه و آله عَنْهُمْ ثُمَّ قَالَ یَوْمَ یَأْتِی بَعْضُ آیاتِ رَبِّکَ لا یَنْفَعُ نَفْساً إِیمانُها لَمْ تَکُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ کَسَبَتْ فِی إِیمانِها خَیْراً یَعْنِی مِنْ قَبْلِ أَنْ تَجِی ءَ هَذِهِ الْآیَةُ وَ هَذِهِ الْآیَةُ طُلُوعُ الشَّمْسِ مِنْ مَغْرِبِهَا وَ إِنَّمَا یَکْتَفِی أُولُو الْأَلْبَابِ وَ الْحِجَی وَ أُولُو النُّهَی

ص: 138

أَنْ یَعْلَمُوا أَنَّهُ إِذَا انْکَشَفَ الْغِطَاءُ رَأَوْا ما یُوعَدُونَ وَ قَالَ فِی آیَةٍ أُخْرَی فَأَتاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَیْثُ لَمْ یَحْتَسِبُوا(1) یَعْنِی أَرْسَلَ عَلَیْهِمْ عَذَاباً وَ کَذَلِکَ إِتْیَانُهُ بُنْیَانَهُمْ وَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَ فَأَتَی اللَّهُ بُنْیانَهُمْ مِنَ الْقَواعِدِ(2) فَإِتْیَانُهُ بُنْیَانَهُمْ مِنَ الْقَوَاعِدِ إِرْسَالُ الْعَذَابِ وَ کَذَلِکَ مَا وَصَفَ مِنْ أَمْرِ الْآخِرَةِ تَبَارَکَ اسْمُهُ وَ تَعَالَی عُلُوّاً کَبِیراً وَ تَجْرِی أُمُورُهُ فِی ذَلِکَ الْیَوْمِ الَّذِی کانَ مِقْدارُهُ خَمْسِینَ أَلْفَ سَنَةٍ کَمَا تَجْرِی أُمُورُهُ فِی الدُّنْیَا لَا یَلْعَبُ وَ لَا یَأْفِلُ مَعَ الْآفِلِینَ فَاکْتَفِ بِمَا وَصَفْتُ لَکَ مِنْ ذَلِکَ مِمَّا جَالَ فِی صَدْرِکَ مِمَّا وَصَفَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِی کِتَابِهِ وَ لَا تَجْعَلْ کَلَامَهُ کَکَلَامِ الْبَشَرِ هُوَ أَعْظَمُ وَ أَجَلُّ وَ أَکْرَمُ وَ أَعَزُّ وَ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی مِنْ أَنْ یَصِفَهُ الْوَاصِفُونَ إِلَّا بِمَا وَصَفَ نَفْسَهُ فِی قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَّ- لَیْسَ کَمِثْلِهِ شَیْ ءٌ وَ هُوَ السَّمِیعُ الْبَصِیرُ(3) قَالَ فَرَّجْتَ عَنِّی یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ فَرَّجَ اللَّهُ عَنْکَ وَ حَلَلْتَ عَنِّی عُقْدَةً فَقَالَ علیه السلام وَ أَمَّا قَوْلُهُ بَلْ هُمْ بِلِقاءِ رَبِّهِمْ کافِرُونَ (4) وَ ذِکْرُهُ الْمُؤْمِنِینَ الَّذِینَ یَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ (5) وَ قَوْلُهُ لِغَیْرِهِمْ إِلی یَوْمِ یَلْقَوْنَهُ بِما أَخْلَفُوا اللَّهَ ما وَعَدُوهُ (6) وَ قَوْلُهُ فَمَنْ کانَ یَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْیَعْمَلْ عَمَلًا صالِحاً(7) فَأَمَّا قَوْلُهُ بَلْ هُمْ بِلِقاءِ رَبِّهِمْ کافِرُونَ یَعْنِی الْبَعْثَ فَسَمَّاهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لِقَاءَهُ وَ کَذَلِکَ ذِکْرُهُ الْمُؤْمِنِینَ- الَّذِینَ یَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا رَبِّهِمْ یَعْنِی یُوقِنُونَ أَنَّهُمْ یُبْعَثُونَ وَ یُحْشَرُونَ وَ یُحَاسَبُونَ وَ یُجْزَوْنَ بِالثَّوَابِ وَ الْعِقَابِ وَ الظَّنُّ هَاهُنَا الْیَقِینُ وَ کَذَلِکَ قَوْلُهُ فَمَنْ کانَ یَرْجُوا لِقاءَ رَبِّهِ فَلْیَعْمَلْ عَمَلًا صالِحاً وَ قَوْلُهُ مَنْ کانَ یَرْجُوا لِقاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ (8) یَعْنِی فَمَنْ کَانَ یُؤْمِنُ بِأَنَّهُ مَبْعُوثٌ فَإِنَّ وَعْدَ اللَّهِ لَآتٍ مِنَ الثَّوَابِ وَ الْعِقَابِ فَاللِّقَاءُ هَاهُنَا لَیْسَ بِالرُّؤْیَةِ وَ اللِّقَاءُ هُوَ الْبَعْثُ فَافْهَمْ جَمِیعَ مَا فِی کِتَابِ اللَّهِ مِنْ لِقَاءٍ فَإِنَّهُ یَعْنِی بِذَلِکَ الْبَعْثَ

ص: 139

وَ کَذَلِکَ قَوْلُهُ تَحِیَّتُهُمْ یَوْمَ یَلْقَوْنَهُ سَلامٌ (1) یَعْنِی أَنَّهُ لَا یَزُولُ الْإِیمَانُ عَنْ قُلُوبِهِمْ یَوْمَ یُبْعَثُونَ قَالَ فَرَّجْتَ عَنِّی یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ فَرَّجَ اللَّهُ عَنْکَ فَقَدْ حَلَلْتَ عَنِّی عُقْدَةً فَقَالَ علیه السلام وَ أَمَّا قَوْلُهُ وَ رَأَی الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُواقِعُوها(2) یَعْنِی أَیْقَنُوا أَنَّهُمْ دَاخِلُوهَا وَ أَمَّا قَوْلُهُ إِنِّی ظَنَنْتُ أَنِّی مُلاقٍ حِسابِیَهْ (3) وَ قَوْلُهُ یَوْمَئِذٍ یُوَفِّیهِمُ اللَّهُ دِینَهُمُ الْحَقَّ وَ یَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِینُ (4) وَ قَوْلُهُ لِلْمُنَافِقِینَ وَ تَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا(5) فَإِنَّ قَوْلَهُ إِنِّی ظَنَنْتُ أَنِّی مُلاقٍ حِسابِیَهْ یَقُولُ إِنِّی ظَنَنْتُ أَنِّی أُبْعَثُ فَأُحَاسَبُ لِقَوْلِهِ مُلاقٍ حِسابِیَهْ وَ قَوْلِهِ لِلْمُنَافِقِینَ تَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا فَهَذَا الظَّنُّ ظَنُّ شَکٍّ فَلَیْسَ الظَّنُّ ظَنَّ یَقِینٍ وَ الظَّنُّ ظَنَّانِ ظَنُّ شَکَّ وَ ظَنُّ یَقِینٍ فَمَا کَانَ مِنْ أَمْرِ مَعَادٍ مِنَ الظَّنِّ فَهُوَ ظَنُّ یَقِینٍ وَ مَا کَانَ مِنْ أَمْرِ الدُّنْیَا فَهُوَ ظَنُّ شَکٍّ فَافْهَمْ مَا فَسَّرْتُ لَکَ قَالَ فَرَّجْتَ عَنِّی یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ فَرَّجَ اللَّهُ عَنْکَ فَقَالَ علیه السلام وَ أَمَّا قَوْلُهُ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی- وَ نَضَعُ الْمَوازِینَ الْقِسْطَ لِیَوْمِ الْقِیامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَیْئاً(6) فَهُوَ مِیزَانُ الْعَدْلِ یُؤْخَذُ بِهِ الْخَلَائِقُ یَوْمَ الْقِیَامَةِ یُدِینُ اللَّهُ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی الْخَلْقَ بَعْضَهُمْ مِنْ بَعْضٍ بِالْمَوَازِینِ وَ فِی غَیْرِ هَذَا الْحَدِیثِ الْمَوَازِینُ هُمُ الْأَنْبِیَاءُ وَ الْأَوْصِیَاءُ علیهم السلام وَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَ فَلا نُقِیمُ لَهُمْ یَوْمَ الْقِیامَةِ وَزْناً(7) فَإِنَّ ذَلِکَ خَاصَّةٌ وَ أَمَّا قَوْلُهُ فَأُولئِکَ یَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ یُرْزَقُونَ فِیها بِغَیْرِ حِسابٍ (8) فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی الله علیه و آله قَالَ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ لَقَدْ حَقَّتْ کَرَامَتِی أَوْ قَالَ مَوَدَّتِی لِمَنْ یُرَاقِبُنِی وَ یَتَحَابُّ بِجَلَالِی إِنَّ وُجُوهَهُمْ یَوْمَ الْقِیَامَةِ مِنْ نُورٍ عَلَی مَنَابِرَ مِنْ نُورٍ

ص: 140

عَلَیْهِمْ ثِیَابٌ خُضْرٌ قِیلَ مَنْ هُمْ یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ قَوْمٌ لَیْسُوا بِأَنْبِیَاءَ وَ لَا شُهَدَاءَ وَ لَکِنَّهُمْ تَحَابُّوا بِجَلَالِ اللَّهِ وَ یَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَیْرِ حِسَابٍ نَسْأَلُ اللَّهَ أَنْ یَجْعَلَنَا مِنْهُمْ بِرَحْمَتِهِ وَ أَمَّا قَوْلُهُ فَمَنْ ثَقُلَتْ مَوازِینُهُ وَ مَنْ خَفَّتْ مَوازِینُهُ (1) فَإِنَّمَا یَعْنِی الْحِسَابَ بِوَزْنِ الْحَسَنَاتِ وَ السَّیِّئَاتِ وَ الْحَسَنَاتُ ثِقْلُ الْمِیزَانِ وَ السَّیِّئَاتُ خِفَّةُ الْمِیزَانِ وَ أَمَّا قَوْلُهُ قُلْ یَتَوَفَّاکُمْ مَلَکُ الْمَوْتِ الَّذِی وُکِّلَ بِکُمْ (2) وَ قَوْلُهُ اللَّهُ یَتَوَفَّی الْأَنْفُسَ حِینَ مَوْتِها(3) وَ قَوْلُهُ تَوَفَّتْهُ رُسُلُنا وَ هُمْ لا یُفَرِّطُونَ (4) وَ قَوْلُهُ الَّذِینَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِکَةُ ظالِمِی أَنْفُسِهِمْ (5) وَ قَوْلُهُ الَّذِینَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِکَةُ طَیِّبِینَ یَقُولُونَ سَلامٌ عَلَیْکُمْ (6) فَإِنَّ اللَّهَ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی یُدَبِّرُ الْأُمُورَ کَیْفَ یَشَاءُ وَ یُوَکِّلُ مِنْ خَلْقِهِ مَنْ یَشَاءُ بِمَا یَشَاءُ أَمَّا مَلَکُ الْمَوْتِ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یُوَکِّلُهُ بِخَاصَّةِ مَنْ یَشَاءُ مِنْ خَلْقِهِ وَ یُوَکِّلُ رُسُلَهُ مِنَ الْمَلَائِکَةِ خَاصَّةً بِمَا یَشَاءُ مِنْ خَلْقِهِ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی وَ الْمَلَائِکَةُ الَّذِینَ سَمَّاهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ وَکَّلَهُمْ بِخَاصَّةِ مَنْ یَشَاءُ مِنْ خَلْقِهِ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی یُدَبِّرُ الْأُمُورَ کَیْفَ یَشَاءُ وَ لَیْسَ کُلُّ الْعِلْمِ یَسْتَطِیعُ صَاحِبُ الْعِلْمِ أَنْ یُفَسِّرَهُ لِکُلِّ النَّاسِ لِأَنَّ مِنْهُمُ الْقَوِیَّ وَ الضَّعِیفَ وَ لِأَنَّ مِنْهُ مَا یُطَاقُ حَمْلُهُ وَ مِنْهُ مَا لَا یُطَاقُ حَمْلُهُ إِلَّا أَنْ یُسَهِّلَ اللَّهُ لَهُ حَمْلَهُ وَ أَعَانَهُ عَلَیْهِ مِنْ خَاصَّةِ أَوْلِیَائِهِ وَ إِنَّمَا یَکْفِیکَ أَنْ تَعْلَمَ أَنَّ اللَّهَ الْمُحْیِیَ الْمُمِیتَ وَ أَنَّهُ یَتَوَفَّی الْأَنْفُسَ عَلَی یَدَیْ مَنْ یَشَاءُ مِنْ خَلْقِهِ مِنْ مَلَائِکَتِهِ وَ غَیْرِهِمْ قَالَ فَرَّجْتَ عَنِّی یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ أَنْفَعَ اللَّهُ الْمُسْلِمِینَ بِکَ فَقَالَ عَلِیٌّ علیه السلام لِلرَّجُلِ لَئِنْ کُنْتَ قَدْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَکَ بِمَا قَدْ بَیَّنْتُ لَکَ

ص: 141

فَأَنْتَ وَ الَّذِی فَلَقَ الْحَبَّةَ وَ بَرَأَ النَّسَمَةَ مِنَ الْمُؤْمِنِینَ حَقّاً فَقَالَ الرَّجُلُ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ کَیْفَ لِی بِأَنْ أَعْلَمَ أَنِّی مِنَ الْمُؤْمِنِینَ حَقّاً قَالَ لَا یَعْلَمُ ذَلِکَ إِلَّا مَنْ أَعْلَمَهُ اللَّهُ عَلَی لِسَانِ نَبِیِّهِ صلی الله علیه و آله وَ شَهِدَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله بِالْجَنَّةِ أَوْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ لِیَعْلَمَ مَا فِی الْکُتُبِ الَّتِی

أَنْزَلَهَا اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَی رُسُلِهِ وَ أَنْبِیَائِهِ قَالَ یَا أَمِیرَ الْمُؤْمِنِینَ وَ مَنْ یُطِیقُ ذَلِکَ قَالَ مَنْ شَرَحَ اللَّهُ صَدْرَهُ وَ وَفَّقَهُ لَهُ فَعَلَیْکَ بِالْعَمَلِ لِلَّهِ فِی سِرِّ أَمْرِکَ وَ عَلَانِیَتِکَ فَلَا شَیْ ءٌ یَعْدِلُ الْعَمَلَ (1).

**[ترجمه]توحید: از ابو مَعمَر سَعدانی روایت شده است که: مردی خدمت حضرت امام علی بن ابی طالب علیه السلام رسید و عرض کرد: ای امیر مؤمنان! من در کتاب نازل شده خداوند شک کرده­ام. حضرت علیه السلام به او فرمود: مادرت سوگوارت باد! چگونه در کتاب نازل شده خداوند شک کرده­ای؟! عرض کرد: بدان سبب که دیده­ام آیات کتاب خدا یکدیگر را تکذیب می­کنند، چگونه در آن شک نکنم؟ حضرت علیه السلام فرمود: آیات کتاب خدا یکدیگر را تصدیق می­کنند و هرگز تکذیب نمی­کنند، امّا خِرَدی قسمت تو نشده است که از آن بهره جویی. حال بگو آنچه را که در کتاب خداوند عزّ و جلّ بدان شک کرده­ای. آن مرد عرض کرد: یافته ام که خداوند می­فرماید: «فَالْیَوْمَ نَنسَاهُمْ کَمَا نَسُواْ لِقَاء یَوْمِهِمْ هَذَا» }پس همان گونه که آنان دیدار امروز خود را از یاد بردند، ما (هم) امروز آنان را از یاد می بریم{ - . اعراف/51 - و فرمود: «نَسُوا اللهَ فَنَسِیَهُم» }خدا را فراموش کردند، پس (خدا هم) فراموششان کرد{ - . توبه/67 - و نیز فرمود: «وَمَا کَانَ رَبُّکَ نَسِیًّا» }و پروردگارت هرگز فراموشکار نبوده است{. - . مریم/64 - یک بار خبر می­دهد که فراموش می­کند و بار دیگر خبر می­دهد که فراموش نمی­کند؛ چگونه این ممکن است ای امیر مؤمنان؟!

فرمود: باز آنچه را در آن شک کرده­ای بازگو. عرض کرد: یافته­ام که خداوند می­فرماید: «یَوْمَ یَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِکَةُ صَفًّا لَّا یَتَکَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا» }روزی که روح و فرشتگان به صف می ایستند و (مردم) سخن نگویند مگر کسی که (خدای) رحمان به او رخصت دهد و سخن راست گوید{ - . نبأ/ 38 - و چون آنان را به سخن در آوردند، گفتند :«وَاللّهِ رَبِّنَا مَا کُنَّا مُشْرِکِینَ» }به خدا، پروردگارمان سوگند که ما مشرک نبودیم{ - . انعام/23 عبارت « واستُنطقوا» {و چون آنان را به سخن درآورند} اشاره ای است به کلام خداوند متعال در آیه 21 سوره انعام: «وَیَوْمَ نَحْشُرُهُمْ جَمِیعًا ثُمَّ نَقُولُ لِلَّذِینَ أَشْرَکُواْ أَیْنَ شُرَکَآؤُکُمُ الَّذِینَ کُنتُمْ تَزْعُمُونَ» {و (یاد کن) روزی را که همه آنان را محشور می کنیم، آنگاه به کسانی که شرک آورده اند می گوییم: کجایند شریکان شما که (آنها را شریک خدا) می پنداشتید.} - و «یَوْمَ الْقِیَامَةِ یَکْفُرُ بَعْضُکُم بِبَعْضٍ وَیَلْعَنُ بَعْضُکُم بَعْضًا» }روز قیامت بعضی از شما بعضی دیگر را انکار و برخی از شما برخی دیگر را لعنت می کنند{ - . عنکبوت/25 - و «إِنَّ ذَلِکَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ» }این مجادله اهل آتش قطعاً راست است{ - . ص/64 - و «لَا تَخْتَصِمُوا لَدَیَّ وَ قَد قَدَّمتُ إلَیکُم بِالوَعِیدِ» }در پیشگاه من با همدیگر مستیزید (که) از پیش به شما هشدار داده بودم{ - . ق/28 - و «الْیَوْمَ نَخْتِمُ عَلَی أَفْوَاهِهِمْ وَتُکَلِّمُنَا أَیْدِیهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا کَانُوا یَکْسِبُونَ» }امروز بر دهان های آنان مهر می نهیم و دست هایشان با ما سخن می گویند و پاهایشان بدانچه فراهم می ساختند گواهی می دهند{. - . یس/65 - یک بار خبر می­دهد که آنان سخن می­گویند و بار دیگر خبر می­دهد که هیچ کس سخن نمی­گوید، مگر کسی که خداوند رحمان به او اجازه دهد و او سخن راست می­گوید و بار دیگر خبر می­دهد که آفریدگان زبان نمی­گشایند، حال آن که از قول آنان می­فرماید: «وَاللّهِ رَبِّنَا مَا کُنَّا مُشْرِکِینَ» و بار دیگر خبر می­دهد که آنان جدل می­کنند، چگونه این ممکن است ای امیر مؤمنان؟! و چگونه در آنچه شنیدی شک نکنم؟ فرمود: وای بر تو! دیگر در چه شک کرده­ای؟ عرض کرد: یافته­ام که خداوند عزّ و جلّ می­فرماید: «وُجُوهٌ یَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ، إِلَی رَبِّهَا نَاظِرَةٌ» }آری در آن روز صورت هایی شاداب و مسرور است، و به پروردگارش می نگرد{ - . قیامت/22_23 - و«لاَّ تُدْرِکُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ یُدْرِکُ الأَبْصَارَ» }چشم ها او را درنمی یابند و اوست که دیدگان را درمی یابد{ - . انعام/103 - و «وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَی، عِندَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَی» }و قطعاً بار دیگری هم او را دیده است، نزدیک سدرة المنتهی{ - . نجم/13_14 - و «یَوْمَئِذٍ لَّا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِیَ لَهُ قَوْلًا* یَعْلَمُ مَا بَیْنَ أَیْدِیهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا یُحِیطُونَ بِهِ عِلْمًا» }در آن روز شفاعت (به کسی) سود نبخشد، مگر کسی را که (خدای) رحمان اجازه دهد و سخنش او را پسند آید، آنچه را که آنان در پیش دارند و آنچه را که پشت سر گذاشته اند می داند و حال آن که ایشان بدان دانشی ندارند{ - . طه/109_110 - حال آن که هر که در دیده در آید، علم او را فرا می­گیرد. چگونه این ممکن است ای امیر مؤمنان؟! چگونه در آنچه شنیدی شک نکنم؟! فرمود وای بر تو! دیگر در چه شک کرده­ای؟ عرض کرد: یافته­ام که خداوند تبارک و تعالی می فرماید: «وَ مَا کَانَ لِبَشَرٍ أَن یُکَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْیًا أَوْ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ یُرْسِلَ رَسُولًا فَیُوحِیَ بِإِذْنِهِ مَا یَشَاءُ» }و هیچ بشری را نرسد که خدا با او سخن گوید جز (از راه) وحی یا از فراسوی حجابی یا فرستاده ای بفرستد و به اذن او هر چه بخواهد وحی نماید{ - . شوری/51 - و «وَ کَلَّمَ اللّهُ مُوسَی تَکْلِیمًا» }و خدا با موسی آشکارا سخن گفت{ - . نساء/164 - و «وَ نَادَاهُمَا رَبُّهُمَا» }و پروردگارشان بر آن دو بانگ بر زد{ - . اعراف/22 - و «یَا أَیُّهَا النَّبِیُّ قُل لِّأَزْوَاجِکَ وَبَنَاتِکَ» }ای پیامبر! به زنان و دخترانت و به زنان مؤمنان بگو{ - . احزاب/59 - و «یَا أَیُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَیْکَ مِن رَّبِّکَ» }ای پیامبر! آنچه از جانب پروردگارت به سوی تو نازل شده ابلاغ کن{ - . مائده/67 - چگونه این ممکن است ای امیر مؤمنان؟! چگونه در آنچه شنیدی شک نکنم؟! فرمود: وای بر تو! دیگر در چه شک کرده­ای؟ عرض کرد: یافته­ام که خداوند _ که یادش با شکوه و بلند مرتبه باد _ می فرماید: «هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِیًّا» }آیا برای او همنامی می شناسی؟{ - . مریم/ 65 - حال آن که انسان نیز سمیع و بصیر و ملک و ربّ نامیده شده است، باری خبر می­دهد که او نام های مشترک بسیاری دارد و بار دیگر می­فرماید: «هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِیًّا»، چگونه این ممکن است ای امیر مؤمنان؟! چگونه در آنچه شنیدی شک نکنم؟ فرمود: وای بر تو! دیگر در چه شک کرده­ای؟ عرض کرد: یافته­ام که خداوند تبارک و تعالی می فرماید: «وَ مَا یَعْزُبُ عَن رَّبِّکَ مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ فِی الأَرْضِ وَ لاَ فِی السَّمَاءِ» }و هم وزن ذره ای نه در زمین و نه در آسمان از پروردگار تو پنهان نیست{ - . یونس/61 - و «وَلاَ یَنظُرُ إِلَیْهِمْ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَلاَ یُزَکِّیهِمْ» }روز قیامت به ایشان نمی نگرد و پاکشان نمی گرداند{ - .آل عمران/ 77 - و«کَلَّا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ یَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ» }زهی پندار که آنان در آن روز از پروردگارشان سخت محجوبند{. - . مطففین/15 - چگونه کسی که از آنان پوشیده شده به سویشان می­نگرد؟ چگونه این ممکن است ای امیر مؤمنان؟! چگونه در آنچه شنیدی شک نکنم؟ فرمود: وای بر تو! دیگر در چه شک کرده­ای؟ عرض کرد: یافته ام که خداوند _ که یادش با شکوه و بلند مرتبه باد _ می­فرماید: «أَأَمِنتُم مَّن فِی السَّمَاءِ أَن یَخْسِفَ بِکُمُ الأَرْضَ فَإِذَا هِیَ تَمُورُ» {آیا از آن کس که در آسمان است ایمن شده اید که شما را در زمین فرو برد، پس بناگاه (زمین) به تپیدن افتد{ - . ملک/16 - و «الرَّحْمَنُ عَلَی الْعَرْشِ اسْتَوَی» }خدای رحمان که بر عرش استیلا یافته است{ - . طه/5 - و «وَهُوَ اللّهُ فِی السَّمَاوَاتِ وَفِی الأَرْضِ یَعْلَمُ سِرَّکُمْ وَجَهرَکُمْ» }و او در آسمان ها و زمین خداست. نهان و آشکار شما را می داند{ - . انعام/3 - و «وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ» }و ظاهر و باطن{ - . حدید/3 - و«وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَیْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِیدِ» }و ما از شاهرگ (او) به او نزدیک تریم{. - . ق/16 - چگونه این ممکن است ای امیر مؤمنان؟! چگونه در آنچه شنیدی شک نکنم؟ فرمود: وای بر تو! دیگر در چه شک کرده­ای؟ عرض کرد: یافته­ام که خداوند عزّ و جلّ می­فرماید: «وَ جَاء رَبُّکَ وَالْمَلَکُ صَفًّا صَفًّا» }و (فرمان) پروردگارت و فرشته(ها) صف در صف آیند{ - . فجر/22 - و« وَ لَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَی کَمَا خَلَقْنَاکُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ» }و همان گونه که شما را نخستین بار آفریدیم (اکنون نیز) تنها به سوی ما آمده اید{ - . انعام/94 - و «هَل یَنظُرُونَ إلاَّ أن یَأتِیَهُمُ اللهُ فِی ظُلَلٍ مِنَ الغَمَامِ وَ المَلائِکَةُ» }مگر انتظار آنان غیر از این است که خدا و فرشتگان در (زیر) سایبان هایی از ابر سپید به سوی آنان بیایند{ - . بقره/210 - و «هَلْ یَنظُرُونَ إِلاَّ أَن تَأْتِیهُمُ الْمَلآئِکَةُ أَوْ یَأْتِیَ رَبُّکَ أَوْ یَأْتِیَ بَعْضُ آیَاتِ رَبِّکَ یَوْمَ یَأْتِی بَعْضُ آیَاتِ رَبِّکَ لاَ یَنفَعُ نَفْسًا إِیمَانُهَا لَمْ تَکُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ کَسَبَتْ فِی إِیمَانِهَا خَیْرًا قُلِ انتَظِرُواْ إِنَّا مُنتَظِرُونَ» }آیا جز این انتظار دارند که فرشتگان به سویشان بیایند یا پروردگارت بیاید یا پاره ای از نشانه های پروردگارت بیاید، (امّا) روزی که پاره ای از نشانه های پروردگارت (پدید) آید کسی که قبلاً ایمان نیاورده یا خیری در ایمان آوردن خود به دست نیاورده، ایمان آوردنش سود نمی بخشد. بگو: منتظر باشید که ما (هم) منتظریم{. - . انعام/158 - پس یک بار می­فرماید: «یَأْتِیَ رَبُّکَ» و بار دیگر می­فرماید: «یَوْمَ یَأْتِی بَعْضُ آیَاتِ رَبِّکَ»، چگونه این ممکن است ای امیر مؤمنان؟! چگونه در آنچه شنیدی شک نکنم؟ فرمود: وای بر تو! دیگر در چه شک کرده­ای؟ عرض کرد: یافته­ام که خداوند تبارک و تعالی می­فرماید: «بَلْ هُم بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ کَافِرُونَ» }بلکه آنها به لقای پروردگارشان (و حضور او) کافرند{ - . سجده/10 - و از مؤمنان یاد کرد و فرمود: «الَّذِینَ یَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُوا رَبِّهِمْ وَأَنَّهُمْ إِلَیْهِ رَاجِعُونَ» }همان کسانی که می دانند با پروردگار خود دیدار خواهند کرد و به سوی او باز خواهند گشت{ - . بقره/46 - و «تَحِیَّتُهُمْ یَوْمَ یَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ» }درودشان روزی که دیدارش کنند سلام خواهد بود{ - . احزاب/44 - و «مَن کَانَ یَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ» }کسی که به دیدار خدا امید دارد، (بداند که) اجل (او از سوی) خدا آمدنی است{ - . عنکبوت/5 - و «فَمَن کَانَ یَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْیَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا» }پس هر کس به لقای پروردگار خود امید دارد، باید به کار شایسته بپردازد[. - . کهف/110 - پس یک بار خبر می­دهد که با او دیدار می­کنند و بار دیگر می فرماید: «لاَّ تُدْرِکُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ یُدْرِکُ الأَبْصَارَ» و بار دیگر می­فرماید: «و َلَا یُحِیطُونَ بِهِ عِلْمًا». چگونه این ممکن است ای امیر مؤمنان؟! چگونه در آنچه شنیدی شک نکنم؟ فرمود: وای بر تو! دیگر در چه شک کرده­ای؟ عرض کرد: یافته­ام که خداوند تبارک و تعالی می­فرماید: «وَ رَأَی الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُم مُّوَاقِعُوهَا» }و گناهکاران آتش (دوزخ) را می بینند و درمی یابند که در آن خواهند افتاد{ - . کهف/53 - و «یَوْمَئِذٍ یُوَفِّیهِمُ اللَّهُ دِینَهُمُ الْحَقَّ وَیَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِینُ» }آن روز خدا جزای شایسته آنان را به طور کامل می دهد و خواهند دانست که خدا همان حقیقت آشکار است{ - . نور/25 - و «وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا» }و به خدا گمان هایی (نابجا) می بردید{. - . احزاب/10 - یک بار خبر می­دهد که آنان گمان می­کنند و بار دیگر خبر می­دهند که آنان می­دانند، حال آن که گمان، شک است. چگونه این ممکن است ای امیر مؤمنان؟! چگونه در آنچه شنیدی شک نکنم؟ فرمود: دیگر در چه شک کرده­ای؟ عرض کرد: یافته­ام که خداوند تعالی می­فرماید: «وَ نَضَعُ الْمَوَازِینَ الْقِسْطَ لِیَوْمِ الْقِیَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَیْئًا» }و ترازوهای داد را در روز رستاخیز می نهیم، پس هیچ کس (در) چیزی ستم نمی بیند{ - 0 انبیاء/47 - و « فَلَا نُقِیمُ لَهُمْ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَزْنًا » }و روز قیامت برای آنها (قدر و) ارزشی نخواهیم نهاد{ - . کهف/105 - و «فَأولَئِکَ یَدخُلُونَ الجَنَّةَ یُرزَقُونَ فِیهَا بِغَیرِ حِسَابٍ» {چنین کسانی داخل بهشت می­شوند و بدون حساب روزی خواهند داشت{ - . مؤمن/40 - و «وَالْوَزْنُ یَوْمَئِذٍ الْحَقُّ فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِینُهُ فَأُوْلَئِکَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِینُهُ فَأُوْلَئِکَ الَّذِینَ خَسِرُواْ أَنفُسَهُم بِمَا کَانُواْ بِآیَاتِنَا یِظْلِمُونَ» }و در آن روز سنجش (اعمال) درست است؛ پس هر کس میزان های (عمل) او گران باشد، آنان خود رستگارانند، و هر کس میزان های (عمل) او سبک باشد، پس آنانند که به خود زیان زده اند؛ چرا که به آیات ما ستم کرده اند{. - . اعراف/8 _9 - چگونه این ممکن است ای امیر مؤمنان؟! چگونه در آنچه شنیدی شک نکنم؟ فرمود: وای بر تو! دیگر در چه شک کرده­ای؟ عرض کرد: یافته­ام که خداوند تبارک و تعالی می­فرماید: «قُلْ یَتَوَفَّاکُم مَّلَکُ الْمَوْتِ الَّذِی وُکِّلَ بِکُمْ ثُمَّ إِلَی رَبِّکُمْ تُرْجَعُونَ» }بگو فرشته مرگی که بر شما گمارده شده جانتان را می ستاند آن گاه به سوی پروردگارتان بازگردانیده می شوید{ - . سجده/11 - و «اللَّهُ یَتَوَفَّی الْأَنفُسَ حِینَ مَوْتِهَا» }خدا روح مردم را هنگام مرگشان به تمامی باز می ستاند{ - . زمر/42 - و «تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لاَ یُفَرِّطُونَ» }فرشتگان ما جانش بستانند در حالی که کوتاهی نمی کنند{ - . انعام/61 - و «الَّذِینَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِکَةُ طَیِّبِینَ» }همان کسانی که فرشتگان جانشان را در حالی که پاکند می ستانند{ - . نحل/32 - و «الَّذِینَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِکَةُ ظَالِمِی أَنفُسِهِمْ» }همانان که فرشتگان جانشان را می گیرند در حالی که بر خود ستمکار بوده اند{. - . نحل/28 - چگونه این ممکن است ای امیر مؤمنان؟! چگونه در آنچه شنیدی شک نکنم؟ اگر بر من رحم نیاوری و در آنچه که امید است به دست تو صورت پذیرد، سینه­ام را نگشایی، هلاک خواهم شد. پس اگر پروردگار تبارک و تعالی _ که یادش با شکوه و بلند مرتبه باد _ برحق باشد و کتاب، حق باشد و فرستادگان، حق باشند، من هلاک شده­ام و زیان کرده­ام و اگر فرستادگان باطل باشند، هیچ حرجی بر من نیست و نجات یافته­ام.

حضرت امام علی علیه السلام فرمود: پاک است پروردگار والا مرتبه و بزرگ ما تبارک و تعالی _ که یادش با شکوه و بلند مرتبه باد _ و گواهی می­دهیم که او همیشگی است و پایان ندارد و در او شک نمی­کنیم و هیچ چیز همانند او نیست و او شنوا و بیناست و کتاب او حق است و فرستادگانش حق­اند و پاداش و مجازات حق است. اگر افزونی ایمان بهره­ات شود و یا از آن بی بهره شوی، هر دو به دست خداست. اگر بخواهد بهره­ات می­کند و اگر بخواهد از آن بی بهره می­گذاردت. امّا من تو را از آنچه که در آن شک کرده­ای، آگاه خواهم کرد و هیچ نیرویی نیست جز از جانب خداوند متعال. اگر خداوند برایت نیک بخواهد، دانش آن را به تو می­آموزم و تو را استوار می­دارم و اگر جز این باشد، گمراه و هلاک می­شوی. امّا کلام حق تعالی: «نَسُواْ اللّهَ فَنَسِیَهُمْ» {خدا را فراموش کردند پس (خدا هم) فراموششان کرد} - . توبه/67 - تنها بدین معناست که آنان خدا را در سرای دنیا فراموش کردند و در راه فرمانبری از او عمل نکردند، پس او نیز در آخرت فراموششان کرد؛ یعنی چیزی از پاداش خود برایشان قرار نداد و این گونه آنان از خیر فراموش شدند. همچنین است تفسیر کلام خداوند عزّ و جلّ: «فَالْیَوْمَ نَنسَاهُمْ کَمَا نَسُواْ لِقَاء یَوْمِهِمْ هَذَا» {پس همان گونه که آنان دیدار امروز خود را از یاد بردند ما (هم) امروز آنان را از یاد می بریم} - . اعراف/51 - منظور از فراموشی این است که آنان را پاداش نداده، آن گونه که دوستان خود را پاداش داده است. همان کسان که چون در سرای دنیا به او و رسولش ایمان آوردند، فرمان بردند و خدا را یاد کردند و در غیب از او ترسیدند. و امّا کلام حق تعالی: «وَمَا کَانَ رَبُّکَ نَسِیًّا» {و پروردگارت هرگز فراموشکار نبوده است} - . مریم/64 - پروردگار ما تبارک و تعالی والا مرتبه و بزرگ است و کسی نیست که فراموش کند و غفلت ورزد، بلکه او به یاد دارنده و داناست. عرب درباره فراموشی می­گوید: فلان کس را فراموش کردیم و او از ما یاد نمی­کند؛ یعنی او در حقّ آنان نیکی نکرد و با نیکی از آنان یاد نکرد. حال آنچه را خداوند عزّ و جلّ ذکر کرده است، فهمیدی؟ عرض کرد: بله، مرا گشایش حاصل کردی و خدایت گشایش حاصل کند، گره­ای از من گشودی و خداوند پاداشت را بزرگ دارد.

حضرت علیه السلام فرمود: و امّا کلام حق تعالی: «یَوْمَ یَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِکَةُ صَفًّا لَّا یَتَکَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا» {روزی که روح و فرشتگان به صف می ایستند و (مردم) سخن نگویند مگر کسی که (خدای) رحمان به او رخصت دهد و سخن راست گوید} - . نبأ/37 - و «وَاللّهِ رَبِّنَا مَا کُنَّا مُشْرِکِینَ» {به خدا، پروردگارمان سوگند که ما مشرک نبودیم} - . انعام/23 - و «یَوْمَ الْقِیَامَةِ یَکْفُرُ بَعْضُکُم بِبَعْضٍ وَ یَلْعَنُ بَعْضُکُم بَعْضًا» {روز قیامت بعضی از شما بعضی دیگر را انکار و برخی از شما برخی دیگر را لعنت می کنند} - . عنکبوت/25 - و «إِنَّ ذَلِکَ لَحَقٌّ تَخَاصُمُ أَهْلِ النَّارِ» {این مجادله اهل آتش قطعاً راست است} - . ص/64 - و «لَا تَخْتَصِمُوا لَدَیَّ وَقَدْ قَدَّمْتُ إِلَیْکُم بِالْوَعِیدِ» {در پیشگاه من با همدیگر مستیزید (که) از پیش به شما هشدار داده بودم} - . ق/28 - و «الْیَوْمَ نَخْتِمُ عَلَی أَفْوَاهِهِمْ وَتُکَلِّمُنَا أَیْدِیهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا کَانُوا یَکْسِبُونَ» {امروز بر دهان های آنان مهر می نهیم و دست هایشان با ما سخن می گویند و پاهایشان بدانچه فراهم می ساختند گواهی می دهند} - . یس/65 - این ها هر یک در جایگاهی از جایگاه­های آن روزی است که پنجاه هزار سال به درازا می­کشد. خداوند عزّ و جلّ در آن روز آفریدگان را در حالی که پراکنده­اند، در جایگاهی جمع می­آورد و آنان با یکدیگر سخن می­گویند و برای یکدیگر آمرزش می­طلبند؛ اینان کسانی هستند که در سرای دنیا از سران و پیشروان خود فرمان برده­اند. امّا معصیت پیشگان یکدیگر را کفر می­گویند و لعنت می­کنند؛ اینان کسانی هستند که کینه ورزیده­اند و در سرای دنیا گردن کشان و ناتوانان (در دین) را در ستمکاری و تجاوز یاری کرده­اند. کفر در این آیه برائت و بیزاری جستن است، می­فرماید: آنان از یکدیگر بیزاری می­جویند و همانند این نمونه، در سوره ابراهیم، سخن شیطان است: «إِنِّی کَفَرْتُ بِمَآ أَشْرَکْتُمُونِ مِن قَبْلُ» {من به آنچه پیش از این مرا (در کار خدا) شریک می دانستید کافرم} - . ابراهیم/22 - و نیز سخن ابراهیم خلیل ­الرّحمن: «کَفَرْنَا بِکُمْ» {به شما کفر می ورزیم} - . ممتحنه/4 - یعنی از شما برائت می جوییم. سپس در مکانی دیگر جمع می شوند و در آنجا می گریند که اگر آن صداها و شیون ها برای مردم دنیا آشکار شود، سبب می شود که همه آفریدگان مایه زندگی شان را فراموش کنند و قلب ایشان از هم می­پاشد؛ جز آنچه که خدا بخواهد، و آنان پیوسته خون می­گریند.

سپس در جایگاه دیگری گرد هم می­آیند و آنجا آنان را به سخن در می­آورند و آنان می­گویند: «وَ اللّهِ رَبِّنَا مَا کُنَّا مُشْرِکِینَ». آن گاه خداوند تبارک و تعالی بر دهان­هایشان مُهر خاموشی می­ز­ند و دست­ها و پاها و پوست­ها را به سخن در می آورد و آن­ها به هر گناهی که از آنان سرزده گواهی می­دهند، سپس مهر از زبان هایشان بر می­گیرد و آنان به پوست­های خود می­گویند: چرا علیه ما گواهی دادید؟ می­گویند: خداوندی ما را به سخن آورد که همه چیز را به سخن آورده است. سپس در جایگاه دیگری گرد هم می­آیند و به سخن در آورده می­شوند و از یکدیگر می­گریزند و این کلام خداوند عزّ و جلّ است: «یَوْمَ یَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِیهِ، وَأُمِّهِ وَأَبِیهِ، وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِیهِ» {روزی که آدمی از برادرش، و از مادرش و پدرش، و از همسرش و پسرانش می گریزد} - . عبس/34_36 - . پس به سخن در آورده می­شوند و هیچ کس سخنی نمی گوید، مگر کسی که خداوند رحمان به او اجازه دهد و او سخنی درست می گوید. در آن هنگام فرستادگان بر پا می­شوند و در این جایگاه گواهی می­دهند و این کلام حق تعالی است که فرمود: «فَکَیْفَ إِذَا جِئْنَا مِن کُلِّ أمَّةٍ بِشَهِیدٍ وَجِئْنَا بِکَ عَلَی هَؤُلاء شَهِیدًا» {پس چگونه است (حالشان) آن گاه که از هر امّتی گواهی آوریم و تو را بر آنان گواه آوریم.} - . نساء/41 - سپس در جایگاه دیگری گرد هم می­آیند که مقام حضرت محمّد صلی الله علیه و آله و سلم در آن است و آن مقامی ­ستوده است. در آن هنگام حضرت محمد صلی الله علیه و آله و سلم خداوند تبارک و تعالی را چنان ثنا گوید که هیچ کس پیش از ایشان نگفته باشد و سپس تمامی فرشتگان را ثنا گوید و هیچ فرشته­ای نماند که ایشان ثنایش نگفته باشد و پس از آن، پیامبران را چنان ثنا گوید که هیچ کس همانندش را نگفته باشد و آن گاه آن حضرت صلی الله علیه و آله و سلم مردان و زنان مؤمن را ثنا گوید و از راست کرداران و شهیدان آغاز کند و به نیک کرداران پردازد. در آن دم اهل آسمان­ها و اهل زمین آن حضرت صلی الله علیه و آله و سلم را می­ستایند و این کلام خداوند تعالی است که فرمود: «عَسَی أَن یَبْعَثَکَ رَبُّکَ مَقَامّا مَّحْمُودًا» {امید که پروردگارت تو را به مقامی ستوده برساند.} - . اسراء/79 - پس خوشا به حال آن کس که در آن مقام او را بهره و نصیبی باشد و بدا به حال آن کس که در آن مقام هیچ بهره و نصیبی ندارد. سپس در جایگاه دیگری گرد هم می­آیند و از یکدیگر کناره می­گیرند. آنچه گذشت، به تمام، پیش از حساب است و چون حساب را آغاز کنند، هر انسانی به آنچه نزد خود دارد، مشغول شود. از خداوند برکت را در آن روز خواستاریم. عرض کرد: مرا گشایش حاصل کردی ای امیر مؤمنان! گره­ای از من گشودی و خداوند پاداشت بزرگ دارد .

حضرت علیه السلام فرمود: و امّا کلام خداوند عزّ و جلّ: «وُجُوهٌ یَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ، إِلَی رَبِّهَا نَاظِرَةٌ» {آری در آن روز صورت هایی شاداب و مسرور است، و به پروردگارش می نگرد} - . قیامت/22_23 - و «لاَّ تُدْرِکُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ یُدْرِکُ الأَبْصَارَ» {چشم ها او را درنمی یابند و اوست که دیدگان را درمی یابد} - . انعام/103 - و «وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَی، عِندَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَی» {و قطعاً بار دیگری هم او را دیده است، نزدیک سدرة المنتهی} - . نجم/13_14 - و «یَوْمَئِذٍ لَّا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِیَ لَهُ قَوْلًا* یَعْلَمُ مَا بَیْنَ أَیْدِیهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا یُحِیطُونَ بِهِ عِلْمًا» {در آن روز شفاعت (به کسی) سود نبخشد، مگر کسی را که (خدای) رحمان اجازه دهد و سخنش او را پسند آید، آنچه را که آنان در پیش دارند و آنچه را که پشت سر گذاشته اند می داند و حال آن که ایشان بدان دانشی ندارند.} - . طه/109_110 -

و امّا کلام حق تعالی: «وُجُوهٌ یَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ، إِلَی رَبِّهَا نَاظِرَةٌ» {آری در آن روز صورت هایی شاداب و مسرور است، و به پروردگارش می نگرد}، درباره جایی است که دوستان خداوند عزّ و جلّ، پس از آن که حسابشان به پایان می­رسد، در آن به رودی می­رسند که زندگی نام دارد. ایشان در آن رود غسل می­کنند و از آن می نوشند و این گونه رخسارشان به تابندگی می­درخشد و هر کثیفی و سختی از ایشان زدوده می­شود. سپس فرمان ورودشان به بهشت می­رسد و از آن مقام سوی پروردگارشان می­نگرند که چگونه ایشان را پاداش داده است و از آنجا به بهشت در می­آیند و این، کلام خداوند عزّ و جلّ است که درباره سلام فرشتگان بر ایشان فرمود: «سَلَامٌ عَلَیْکُمْ طِبْتُمْ فَادْخُلُوهَا خَالِدِینَ» {سلام بر شما خوش آمدید در آن درآیید (و) جاودانه (بمانید)} - . زمر/73 - در آن دم با گام نهادن در بهشت و نگریستن به وعده هایی که خداوند به ایشان داده، به یقین می­رسند و این کلام خداوند متعال است که فرمود: «إِلَی رَبِّهَا نَاظِرَةٌ» نگریستن به سوی او، یعنی نگریستن به سوی پاداش او تبارک و تعالی .

و امّا کلام حق تعالی: «لاَّ تُدْرِکُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ یُدْرِکُ الأَبْصَارَ» {چشم ها او را درنمی یابند و اوست که دیدگان را درمی یابد} او را همان گونه که خود فرموده، دیدگان در نمی­یابند؛ یعنی پندارها به او احاطه نمی­یابند. «وَهُوَ یُدْرِکُ الأَبْصَارَ» یعنی به آن­ها احاطه می­یابد « و َهُوَ اللَّطِیفُ الْخَبِیرُ» {و او لطیف آگاه است} و این مدحی است که پروردگارمان تبارک و تعالی خود را با آن مدح کرد و او پاک و والامرتبه و بزرگ است و یادش با شکوه و بلند مرتبه باد.

موسی علیه السلام در حالی که ستایش خداوند عزّ و جلّ بر زبان داشت، درخواست کرد: «رَبِّ أَرِنِی أَنظُرْ إِلَیْکَ» {پروردگارا! خود را به من بنمای تا بر تو بنگرم.} - . اعراف/143 - درخواست او امری بزرگ و هنگفت بود، از این رو مجازات شد و خداوند تبارک و تعالی فرمود: مرا در دنیا نخواهی دید تا این که جان دهی و آن گاه مرا در آخرت می­بینی. امّا اگر می­خواهی مرا در دنیا ببینی، به کوه نگاه کن، اگر در جای خود استوار ماند، مرا خواهی دید. خداوند سبحانه تعالی _ که یادش با شکوه و بلند مرتبه باد _ نشانه­ای از نشانه­های خود را آشکار کرد و پروردگارمان بر کوه تجلّی کرد و کوه قطعه ­قطعه شد و پوسید و موسی مدهوش بر خاک افتاد؛ یعنی مرده، پس مجازات او مرگ بود.

سپس خداوند زنده­اش گردانید و برانگیختش و او به سویش توبه آورد و گفت: پاک و منزّهی و به سویت توبه آورم و من نخستین مؤمن هستم؛ یعنی نخستین مؤمنی که از میان آنان به تو ایمان آورد و هرگز تو را نخواهد دید.

و امّا کلام حق تعالی: «وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَی، عِندَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَی» {و قطعاً بار دیگری هم او را دیده است، نزدیک سدرة المنتهی} - . نجم/13_14 - منظور، حضرت محمّد صلی الله علیه و آله و سلم است که در کنار سدرة المنتهی بود، جایی که هیچ آفریده­ای از آفریدگان خدا پشت سرش نمی­گذارد. کلام حق تعالی در آیه­های دیگر: «مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَی، لَقَدْ رَأَی مِنْ آیَاتِ رَبِّهِ الْکُبْرَی» {دیده (اش) منحرف نگشت و (از حد) در نگذشت، به راستی که (برخی) از آیات بزرگ پروردگار خود را بدید.} - . نجم/17_18 - جبرئیل علیه السلام را می­فرماید که دو مرتبه در چهره ایشان نگریست، این بار و باری دیگر. این سخن بدان جهت است که آفرینش جبرئیل علیه السلام آفرینشی شکوهمند است و او از جمله روحانیونی است که آفرینش ایشان و صفتشان را کسی جز خداوند، همان پروردگار جهانیان در نمی­یابد.

و امّا کلام حق تعالی: «لَّا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِیَ لَهُ قَوْلًا* یَعْلَمُ مَا بَیْنَ أَیْدِیهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا یُحِیطُونَ بِهِ عِلْمًا»؛ دانش آفریدگان به خداوند عزّ و جلّ احاطه نمی­یابد؛ چرا که او تبارک و تعالی بر دیدگان دل­ها پوششی قرار داد و این گونه هیچ فهمی به چگونگی او نمی­رسد و هیچ دلی برای او مرز نمی­گذارد و توصیفش نمی­کند، جز آن گونه که او خود را وصف کرده است. هیچ چیز همانند او نیست و او شنوا و بینا و آغاز و پایان و ظاهر و باطن و آفریننده و پدید آورنده و صورتگر است. همه چیز را آفرید و از این رو هیچ چیزی از چیزها به مانند او تبارک و تعالی نیست. آن مرد عرض کرد: مرا گشایش حاصل کردی و خدایت گشایش حاصل کند، گره­ای از من گشودی و خداوند پاداشت را بزرگ دارد ای امیر مؤمنان!

حضرت علیه السلام فرمود: و امّا کلام حق تعالی: «وَمَا کَانَ لِبَشَرٍ أَن یُکَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْیًا أَوْ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ یُرْسِلَ رَسُولًا فَیُوحِیَ بِإِذْنِهِ مَا یَشَاءُ» {و هیچ بشری را نرسد که خدا با او سخن گوید جز (از راه) وحی یا از فراسوی حجابی یا فرستاده ای بفرستد و به اذن او هر چه بخواهد وحی نماید} - . شوری/51 - و «وَکَلَّمَ اللّهُ مُوسَی تَکْلِیمًا» {و خدا با موسی آشکارا سخن گفت} - . نساء/164 - و «وَ نَادَاهُمَا رَبُّهُمَا» {و پروردگارشان بر آن دو بانگ بر زد} - . اعراف/22 - و «یَا آدَمُ اسْکُنْ أَنتَ وَزَوْجُکَ الْجَنَّةَ» {ای آدم خود و همسرت در این باغ سکونت گیر(ید).} - . بقره/35 -

و امّا کلام حق تعالی: «وَمَا کَانَ لِبَشَرٍ أَن یُکَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْیًا أَوْ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ»؛ هیچ بشری سزاوار آن نیست که خداوند با او سخن بگوید جز به طریق وحی و این صورت نمی­پذیرد جز از ورای پرده و یا حق تعالی فرستاده­ای می­فرستد و به اذن خود هر چه بخواهد وحی می­کند و همچنان که خداوند تبارک و تعالی فرمود، گاهی رسولی را رسولان آسمان وحی رسانده­اند و این گونه رسولان آسمان سوی رسولان زمین پیام آورده­اند و گاه بدون آن که رسولان اهل آسمان فرستاده شده باشند، کلام میان رسولان زمین و حق تعالی بوده است. رسول خدا صلی الله علیه و آله فرمود: ای جبرئیل! آیا پروردگارت را دیده ای؟ جبرئیل عرض کرد: پروردگارم دیده نمی شود. رسول خدا صلی الله علیه و آله و سلم فرمود: پس از کجا وحی را می­گیری؟ عرض کرد: آن را از اسرافیل علیه السلام می­گیرم. فرمود: اسرافیل آن را از کجا می­گیرد؟ جبرئیل علیه السلام عرض کرد: یکباره در دلش افکنده می­شود.

پس این وحی است و وحی، کلام خداوند عزّ و جلّ است و کلام خداوند به یک گونه نیست. از آن جمله رؤیایی است که رسولان می­بینند و از آن جمله است وحی و تنزیلی که تلاوت و قرائت می­شود. پس این کلام خداست، در آنچه که برایت از کلام خدا وصف کردم، بسنده کن و آن این که کلام خداوند به یک گونه نیست و از آن جمله پیامی­است که رسولان آسمان به رسولان زمین می­رسانند. آن مرد عرض کرد: برایم گشایش حاصل کردی و خداوند پاداشت را بزرگ دارد، ای امیر مؤمنان!

حضرت علیه السلام فرمود: و امّا کلام خداوند متعال: «هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِیًّا» - . مریم/65 - تأویل آن چنین است: آیا کسی را می­شناسی که الله نام داشته باشد، به جز خداوند تبارک و تعالی؟ مبادا قرآن را به رأی خود تفسیر کنی تا آن گاه که آن را از فقیهان بیاموزی. چه بسا تنزیل همانند کلام آدمی­ باشد، حال آن که کلام خداست و تأویلش همانند کلام آدمی نیست. همان گونه که هیچ یک از آفریدگانش همانند او نیست. همچنین فعل او تبارک و تعالی به هیچ یک از فعل­های آدمی نمی­ماند و هیچ یک از کلام او به مانند کلام آدمی نیست. کلام خداوند تبارک و تعالی صفت اوست و کلام آدمیان فعل آن­هاست. پس کلام خداوند را با کلام آدمی همانند مپندار که هلاک و گمراه میشوی. آن مرد عرض کرد: مرا گشایش حاصل کردی و خدایت گشایش حاصل کند. گره­ای از من گشودی و خداوند پاداشت را بزرگ دارد، ای امیر مؤمنان!

حضرت علیه السلام فرمود: و امّا کلام حق تعالی: «وَ مَا یَعْزُبُ عَن رَّبِّکَ مِن مِّثْقَالِ ذَرَّةٍ فِی الأَرْضِ وَلاَ فِی السَّمَاءِ» {و هم وزن ذره ای نه در زمین و نه در آسمان از پروردگار تو پنهان نیست} - . یونس/61 - هیچ چیز از یاد پروردگار ما نمی­رود. چگونه کسی که همه چیز را آفریده خود نداند چه چیز آفریده است، حال آن که او بسیار آفریننده و داناست؟!

و امّا کلام حق تعالی: «وَلاَ یَنظُرُ إِلَیْهِمْ یَوْمَ الْقِیَامَةِ» {روز قیامت به ایشان نمی نگرد} - . آل عمران/77 - ؛ از این خبر می­دهد که هیچ خیری به آن ها نمی­رسد. عرب می­گوید: به خدا سوگند فلان کس به ما نظر نکرد. منظورشان این است که از او خیری به ما نرسید. پس آن نظر در این جا از سوی خداوند تبارک و تعالی به سوی آفریدگانش است و نظر او به آنان رحمت او از برای آنان است. آن مرد عرض کرد: مرا گشایش حاصل کردی و خدایت گشایش حاصل کند، گره­ای از من گشودی و خداوند پاداشت را بزرگ دارد ای امیر مؤمنان!

حضرت علیه السلام فرمود: و امّا کلام حق تعالی: «کَلَّا إِنَّهُمْ عَن رَّبِّهِمْ یَوْمَئِذٍ لَّمَحْجُوبُونَ» {زهی پندار که آنان در آن روز از پروردگارشان سخت محجوبند} - . مطففین/15 - ؛ تنها بدان معناست که آنان بی تردید در روز قیامت از ثواب پروردگارشان در پرده و محروم­اند. عرض کرد: مرا گشایش حاصل کردی و خدایت گشایش حاصل کند، گرهی از من گشودی و خداوند پاداشت بزرگ دارد.

حضرت علیه السلام فرمود: و امّا کلام حق تعالی: «أَأَمِنتُم مَّن فِی السَّمَاءِ أَن یَخْسِفَ بِکُمُ الأَرْضَ فَإِذَا هِیَ تَمُورُ» {آیا از آن کس که در آسمان است ایمن شده اید که شما را در زمین فرو برد، پس بناگاه (زمین) به تپیدن افتد} - . ملک/16 - و «و َهُوَ اللّهُ فِی السَّمَاوَاتِ وَفِی الأَرْضِ» {و او در آسمان ها و زمین خداست} - . انعام/3 - و «الرَّحْمَنُ عَلَی الْعَرْشِ اسْتَوَی» {خدای رحمان که بر عرش استیلا یافته است} - . طه/5 - و «وَ هُوَ مَعَکُمْ أَیْنَ مَا کُنتُمْ» {و هر کجا باشید او با شماست} - . حدید/4 - و «وَ نَحْنُ أَقْرَبُ إِلَیْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِیدِ» {و ما از شاهرگ (او) به او نزدیک تریم} - . ق/16 - . همچنین خداوند تبارک و تعالی، ستوده و پاک و والاتر از آن است که کار آفریدگان از او سر بزند، حال آن که او مهربان و آگاه است و او والامقام تر و بزرگ تر از آن است که پیشامد آفریدگانش بر او پیش آید، حال آن که او بر عرش نشسته است و علمش بر هر نجوایی گواه است و او بر همه چیز وکیل است و آسان ساز هر چیز است و گرداننده تمامی چیزهاست. خداوند بسیار والاتر از آن است که بر عرش خود باشد.

و امّا کلام حق تعالی: «وَجَاءَ رَبُّکَ وَالْمَلَکُ صَفًّا صَفًّا» {و (فرمان) پروردگارت و فرشته(ها) صف درصف آیند} - . فجر/22 - و «وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَی کَمَا خَلَقْنَاکُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ» {و همان گونه که شما را نخستین بار آفریدیم (اکنون نیز) تنها به سوی ما آمده اید} - . انعام/94 - و «هَلْ یَنظُرُونَ إِلاَّ أَن یَأْتِیَهُمُ اللّهُ فِی ظُلَلٍ مِّنَ الْغَمَامِ وَالْمَلآئِکَةُ» {مگر انتظار آنان غیر از این است که خدا و فرشتگان در (زیر) سایبان هایی از ابر سپید به سوی آنان بیایند} - . بقره/210 - و «هَلْ یَنظُرُونَ إِلاَّ أَن تَأْتِیهُمُ الْمَلآئِکَةُ أَوْ یَأْتِیَ رَبُّکَ أَوْ یَأْتِیَ بَعْضُ آیَاتِ رَبِّکَ» - . انعام//158 - {آیا جز این انتظار دارند که فرشتگان به سویشان بیایند یا پروردگارت بیاید یا پاره ای از نشانه های پروردگارت بیاید}؛ این همه بر حقّ است، همچنان که خداوند عزّ و جّل فرمود، آمدن از برای او همچون آمدن آفریدگان نیست و تو را آموختم که چه بسا آیه­ای از کتاب خدا تأویلی متفاوت از تنزیلش دارد و همانند گفتار آدمی نیست، از آن جمله سخن ابراهیم علیه السلام است: «إِنِّی ذَاهِبٌ إِلَی رَبِّی سَیَهْدِینِ» {من به سوی پروردگارم رهسپارم؛ زودا که مرا راه نماید} - . صافات/99 - معنای رفتن او به سوی پروردگارش، همانا روی آوردن به سوی او در پرستش و کوشش و نزدیکی جویی است، حال دیدی که تأویل این سخن متفاوت از تنزیل آن است؟ و نیز حق تعالی فرمود: «و أَنزَلْنَا الْحَدِیدَ فِیهِ بَأْسٌ شَدِیدٌ» {آهن را که در آن خطری سخت است فرود آوردیم} - . حدید/25 - یعنی سلاح و چیزهای دیگر و فرمود: «هَلْ یَنظُرُونَ إِلاَّ أَن تَأْتِیهُمُ الْمَلآئِکَةُ»، حق تعالی به حضرت محمّد صلی الله علیه و آله و سلم از مشرکان و منافقانی خبر می­دهد که خدا و رسولش صلی الله علیه و آله و سلم را اجابت نکردند و فرمود: «هَلْ یَنظُرُونَ إِلاَّ أَن تَأْتِیهُمُ الْمَلآئِکَةُ» آن هنگام که خدا و رسولش صلی الله علیه و آله و سلم را اجابت نکردند، «أَوْ یَأْتِیَ رَبُّکَ أَوْ یَأْتِیَ بَعْضُ آیَاتِ رَبِّکَ»، یعنی با عذاب در سرای دنیا، همان گونه که مردم قرن­های گذشته را عذاب کرد. پس این خبری است که خداوند درباره آنان به پیامبر صلی الله علیه و آله و سلم می­دهد. سپس فرمود: «یَوْمَ یَأْتِی بَعْضُ آیَاتِ رَبِّکَ لاَ یَنفَعُ نَفْسًا إِیمَانُهَا لَمْ تَکُنْ آمَنَتْ مِن قَبْلُ أَوْ کَسَبَتْ فِی إِیمَانِهَا خَیْرًا» {روزی که پاره ای از نشانه های پروردگارت (پدید) آید، کسی که قبلاً ایمان نیاورده یا خیری در ایمان آوردن خود به دست نیاورده، ایمان آوردنش سود نمی بخشد} یعنی پیش از آن که این نشانه بیاید و این نشانه، برآمدن خورشید از مغرب است، برای خردمندان و هوشیاران و صاحبان نهی همین بس که بدانند چون پرده به کنار رود، آنچه را به ایشان وعده داده شده، می­بینند.

حق تعالی در آیه ای دیگر فرمود: «فَأَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ حَیْثُ لَمْ یَحْتَسِبُوا» {و(لی) خدا از آن جایی که تصور نمی کردند بر آنان درآمد} - . حشر/2 - یعنی بر آن­ها عذابی فرستاد و بر همین وجه است آنجا که خداوند از پایه بر بنیانشان زد و فرمود: «فَأَتَی اللّهُ بُنْیَانَهُم مِّنَ الْقَوَاعِدِ» {و(لی) خدا از پایه بر بنیانشان زد.} - . نحل/26 - منظور از این، فرستادن عذاب بر آن­هاست. همچنین است توصیفی که خداوند تبارک و تعالی از امر آخرت کرد و فرمان­های خداوند در آن روزی که به اندازه پنجاه هزار سال است، همچون فرمان­های او در دنیا جاری می­شود و او نه پنهان می­شود و نه همراه با افول کنندگان افول می­کند. پس به آنچه که برایت در پاسخ به پرسش­های سینه­ات درباره کلام خداوند عزّ و جلّ در کتابش گفتم، بسنده کن و کلام او را با کلام آدمی همانند نکن که او بزرگ تر و شکوهمندتر و گرامی تر و عزیزتر از آن است و والاتر از این است که وصف کنندگان توصیفش کنند، مگر به آنچه که خود عزّ و جلّ در کلامش توصیف کرده است: «لَیْسَ کَمِثْلِهِ شَیْءٌ وَهُوَ السَّمِیعُ البَصِیرُ» {چیزی مانند او نیست و اوست شنوای بینا.} - . شوری/11 - آن مرد عرض کرد: مرا گشایش حاصل کردی ای امیر مؤمنان! خدایت گشایش حاصل کند که گره­ای از من گشودی.

حضرت علیه السلام فرمود: و امّا کلام حق تعالی: «بَلْ هُم بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ کَافِرُونَ» {بلکه آنها به لقای پروردگارشان (و حضور او) کافرند} - . سجده/10 - ، از مؤمنانی یاد کرد که می­پندارند با پروردگارشان دیدار می­کنند و درباره کسان دیگر فرمود: «إِلَی یَوْمِ یَلْقَوْنَهُ» {تا روزی که او را دیدار می کنند} - . توبه/77 - یعنی آنچه را که به خداوند وعده دادند و ادا نکردند. حق تعالی فرمود: «فَمَن کَانَ یَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْیَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا» {پس هر کس به لقای پروردگار خود امید دارد، باید به کار شایسته بپردازد.} - . کهف/110 -

و امّا کلام حق تعالی: «بَلْ هُم بِلِقَاءِ رَبِّهِمْ کَافِرُونَ»؛ منظور، برانگیختن است که خداوند عزّ و جلّ آن را دیدار خود نامیده است. همچنین از مؤمنان یاد کرد و فرمود: «الَّذِینَ یَظُنُّونَ أَنَّهُم مُّلاَقُوا رَبِّهِمْ» {همان کسانی که می دانند با پروردگار خود دیدار خواهند کرد} - . بقره/46 - یعنی یقین دارند که برانگیخته می­شوند و در محشر جمع آورده می شوند و مورد حساب قرار می­گیرند و با پاداش و کیفر سزا داده می­شوند. ظن در این جا به طور خاص به معنای یقین است. همچنین در آنجا که فرمود: «فَمَن کَانَ یَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْیَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا» و «مَن کَانَ یَرْجُو لِقَاءَ اللَّهِ فَإِنَّ أَجَلَ اللَّهِ لَآتٍ» {کسی که به دیدار خدا امید دارد (بداند که) اجل (او از سوی) خدا آمدنی است} - . عنکبوت/5 - ، یعنی هر که ایمان دارد که برانگیخته می­شود، پس به راستی وعده خدا از پاداش و کیفر آمدنی است. لقاء در این جا دیدن نیست، بلکه برانگیختن است. پس هر کجا در کتاب خدا سخن از دیدار اوست، دریاب که معنای آن برانگیختن است. همچنین «تَحِیَّتُهُمْ یَوْمَ یَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ» {درودشان روزی که دیدارش کنند، سلام خواهد بود} - . احزاب/44 - یعنی در آن روز که برانگیخته می­شوند، ایمان از دل­هایشان رخت بر نمی­بندد. آن مرد عرض کرد: مرا گشایش حاصل کردی ای امیر مؤمنان! خدایت گشایش حاصل کند که گره­ای از من گشودی.

حضرت علیه السلام فرمود: و امّا کلام حق تعالی: «وَ رَأَی الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُم مُّوَاقِعُوهَا» {و گناهکاران آتش (دوزخ) را می بینند و درمی یابند که در آن خواهند افتاد} - . کهف/53 - یعنی یقین دارند که واردش می­شوند.

و امّا کلام حق تعالی: «إِنِّی ظَنَنتُ أَنِّی مُلَاقٍ حِسَابِیهْ» {من یقین داشتم که به حساب خود می رسم} - . حاقه/20 - و «یَوْمَئِذٍ یُوَفِّیهِمُ اللَّهُ دِینَهُمُ الْحَقَّ وَیَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ هُوَ الْحَقُّ الْمُبِینُ» {آن روز، خدا جزای شایسته آنان را به طور کامل می دهد و خواهند دانست که خدا همان حقیقت آشکار است} - . نور/25 - و کلام او به منافقان: «وَتَظُنُّونَ بِاللَّهِ الظُّنُونَا» {و به خدا گمان هایی (نابجا) می بردید} - . احزاب/10 - ، این ظن، ظنّ شک است و ظنّ یقین نیست. ظن بر دو گونه است: ظنّ شک و ظنّ یقین، آنچه گه از ظن درباره امر معاد است، ظنّ یقین است و آنچه که از ظنّ درباره امر دنیاست، ظنّ شک است. پس فهم کن آنچه را که برایت تفسیر کردم. آن مرد عرض کرد: مرا گشایش حاصل کردی ای امیر مؤمنان! خدایت گشایش حاصل کند.

حضرت علیه السلام فرمود: و امّا کلام خداوند تبارک و تعالی: «وَ نَضَعُ الْمَوَازِینَ الْقِسْطَ لِیَوْمِ الْقِیَامَةِ فَلَا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَیْئًا» {و ترازوهای داد را در روز رستاخیز می نهیم، پس هیچ کس (در) چیزی ستم نمی بیند} - . انبیاء/47 - منظور، میزان عدل است که در روز قیامت، حساب خلایق را به وسیله آن می­رسند و آفریدگان را با میزان­ها بر برخی دگر برتری می­بخشد. در غیر از این سخن، میزان­ها همان پیامبران و اوصیا هستند _ که سلام و درود خدا بر ایشان باد. و امّا کلام حق تعالی: «فَلَا نُقِیمُ لَهُمْ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَزْنًا» {روز قیامت برای آنها (قدر و) ارزشی نخواهیم نهاد} - . کهف/105 - ، این سخن کاملاً خاص و ویژه است (مخصوص کسانی است که خداوند آنان را برگزید).

و امّا کلام حق تعالی: «فَأُوْلَئِکَ یَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ یُرْزَقُونَ فِیهَا بِغَیْرِ حِسَابٍ» {در نتیجه آنان داخل بهشت می شوند و در آنجا بی حساب روزی می یابند} - . مؤمن/40 - رسول خدا صلی الله علیه و آله و سلم فرمود: خداوند عزّ و جلّ فرمود: بخشندگی من و _ یا فرمود: دوستی من _ بر کسانی که مرا در نظر آورند و به بزرگی من عشق ورزند، حقّ است، بدین گونه که در روز قیامت چهره­هایشان از نور، گلدسته­هایی نورانی است و جامه­هایی سبز بر تن دارند. عرض شد: آنان کیستند ای رسول خدا؟! فرمود: قومی­ که از پیامبران و شهیدان نیستند، ولی به بزرگی خدا عشق ورزیده­اند و بدون هیچ حسابی به بهشت در می­آیند. از خداوند عزّ و جلّ خواستاریم که با رحمت خود ما را از آنان قرار دهد.

و امّا کلام حق تعالی: «فَمَن ثَقُلَتْ مَوَازِینُهُ» {پس هر کس میزان های (عمل) او گران باشد} - . اعراف/8 - و «خَفَّتْ مَوَازِینُهُ» { میزان های (عمل) او سبک باشد} - . اعراف/9 - تنها به معنی حساب است. کارهای نیک و کارهای ناپسند وزن می­شوند و کارهای نیک سنگینی میزان است و کارهای ناپسند سبکی میزان.

و امّا کلام حق تعالی: «قُلْ یَتَوَفَّاکُم مَّلَکُ الْمَوْتِ الَّذِی وُکِّلَ بِکُمْ ثُمَّ إِلَی رَبِّکُمْ تُرْجَعُونَ» {بگو: فرشته مرگی که بر شما گمارده شده جانتان را می ستاند آن گاه به سوی پروردگارتان بازگردانیده می شوید} - . سجده/11 - و «اللَّهُ یَتَوَفَّی الْأَنفُسَ حِینَ مَوْتِهَ» {خدا روح مردم را هنگام مرگشان به تمامی باز می ستاند} - . زمر/42 - و «تَوَفَّتْهُ رُسُلُنَا وَهُمْ لاَ یُفَرِّطُونَ» {فرشتگان ما جانش بستانند در حالی که کوتاهی نمی کنند} - . انعام/61 - و «الَّذِینَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلائِکَةُ ظَالِمِی أَنفُسِهِمْ» {همانان که فرشتگان جانشان را می گیرند در حالی که بر خود ستمکار بوده اند} - . نحل/28 - و «الَّذِینَ تَتَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِکَةُ طَیِّبِینَ یَقُولُونَ سَلامٌ عَلَیْکُمُ» {همان کسانی که فرشتگان جانشان را در حالی که پاکند می ستانند (و به آنان) می گویند: درود بر شما باد} - . نحل/32 - ، خداوند تبارک و تعالی امور را آن گونه که خود می­خواهد، سامان می­دهد و از آفریدگانش هر که را خود بخواهد بر هر چه خود بخواهد، می­گمارد. امّا فرشته مرگ، خداوند او را مخصوص هر کس از آفریدگانش که خود می­خواهد، می­گمارد و فرستادگان خود را از میان فرشتگان، مخصوص هر کس از آفریدگانش که خود می­خواهد می­گمارد و فرشتگانی را که خداوند عزّ ذِکرُه نام نهاد، مخصوص هر کس از آفریدگانش که خود می­خواهد، می­گمارد که او تبارک و تعالی امور را آن گونه که خود می­خواهد سامان می دهد. چنین نیست که دارنده علم بتواند تمامی علم را برای تمام مردم تفسیر کند؛ چرا که کسی از آن­ها توانمند است و کسی ناتوان و نیز بدان سبب که در بر گرفتن برخی از علم مقدور است و در بر گرفتن برخی از علم مقدور نیست؛ مگر برای کسی که خداوند در بر گرفتن، آن را برایش آسان سازد و او را که از دوستان خاصّ خود است، بر این کار یاری دهد. تو را همین بس که بدانی خداوند جان دهنده و جان ستاننده است و او به دست هر کس از آفریدگانش که خود بخواهد، خواه از فرشتگان و خواه از غیر آنان، جان­ها را می­ستاند.

آن مرد عرض کرد: مرا گشایش حاصل کردی ای امیر مؤمنان! خدایت گشایش حاصل کند ای امیر مؤمنان! خداوند، مسلمانان را با تو سود بخشیده است. حضرت علی علیه السلام فرمود: اگر خداوند با آنچه برایت آشکار کردم، سینه­ات را گشوده باشد. سوگند به او که دانه را شکافت و کسان را آفرید، تو به راستی در شمار مؤمنان هستی. عرض کرد: ای امیر مؤمنان! چگونه بدانم که من به راستی در شمار مؤمنان هستم یا نه؟ فرمود: هیچ کس این را نمی­داند، جز کسی که خداوند او را با زبان پیامبرش صلی الله علیه و آله و سلم آگاه کرده باشد و رسول خدا صلی الله علیه و آله و سلم به او بر بهشت گواه شده باشد و خداوند سینه­اش را گشوده باشد، تا آنچه را که خداوند در کتاب­هایش بر فرستادگان و پیامبرانش نازل فرموده است، دریابد. عرض کرد: ای امیر مؤمنان! چه کسی توان آن را دارد؟ فرمود: کسی که خداوند سینه­اش را گشوده باشد و چنین توفیقی به او داده باشد. پس بر تو باد عمل برای خداوند در آشکار و نهانت که هیچ چیز با عمل برابر نیست. - . توحید: 254 -

**[ترجمه]

السُّفُنُ (1).

**[ترجمه]عیون اخبار الرضا: امام رضا از پدران خود علیهم السلام از امیر مؤمنان علیه السّلام روایت کرده که در آیه «وَ لَهُ الْجَوارِ الْمُنْشَآتُ فِی الْبَحْرِ کَالْأَعْلامِ » فرمود: کشتی هاست. - . عیون الاخبار 2 : 66 -

**[ترجمه]

**[ترجمه]طب الائمه: امام باقر علیه السلام به مردی از اصحاب خود فرمود: چون خواستی حجامت کنی و خون از محل حجامت تو جاری شد، قبل از آن که تمام شود و خون کم گردد، در حالی که هنوز خون جاری است، بگو: «بسم اللَّه الرحمن الرحیم، پناه به خدای کریم در این حجامت از چشم زخم در خون، و از هر بدی در این حجامتی که نمودم. سپس فرمود: آیا می دانی که وقتی این جملات را بگویی، کار را کامل کرده ای؟ خداوند عز و جل در کتاب خود می فرماید: «وَ لَوْ کُنْتُ أَعْلَمُ الْغَیْبَ لاَسْتَکْثَرْتُ مِنَ الْخَیْرِ وَ ما مَسَّنِیَ السُّوء» - . اعراف / 188 - {و اگر از غیب باخبر بودم، سود فراوانی برای خود فراهم می کردم، و هیچ بدی (و زیانی) به من نمی رسید.} مراد از سوء، فقر است. و فرمود: «وَ لَقَدْ هَمَّتْ بِهِ وَ هَمَّ بِها لَوْ لا أَنْ رَأی بُرْهانَ رَبِّهِ کَذلِکَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَ الْفَحْشاءَ» - . یوسف / 24 - {آن زن قصد او کرد؛ و او نیز _ اگر برهان پروردگار را نمی دید _ قصد وی می نمود! اینچنین کردیم تا بدی و فحشا را از او دور سازیم.} مراد از سوء در این آیه زناست؛ و خدای عز و جل در قصه موسی علیه السلام فرمود: «وَ أَدْخِلْ یَدَکَ فی جَیْبِکَ تَخْرُجْ بَیْضاءَ مِنْ غَیْرِ سُوءٍ» - . نمل / 12 - {و دستت را در گریبانت داخل کن؛ هنگامی که خارج می شود، سفید و درخشنده است بی آنکه عیبی در آن باشد.} یعنی بدون هیچ بیماری؛ و هنگام حجامت کردنت، این تعویذی را که گذشت، کامل کن، در حالی که هنوز خون جاری است. - . طب الائمه: 55 -

**[ترجمه]

قَالَ کَانَ بَیْتَ غَدْرٍ یَجْتَمِعُونَ فِیهِ إِذَا أَرَادُوا الشَّرَّ(1).

**[ترجمه]تفسیر عیاشی: امام باقر علیه السلام درباره آیه «فأتی الله بنیانهم من القواعد» - . نحل / 26 - فرمود: مراد خانه خیانت و حیله ای بود که وقتی قصد شرّ می نمودند، در آن جمع می شدند. - . تفسیر عیاشی 2 : 258 -

**[ترجمه]

ص: 146

ص: 147

**[ترجمه]کتاب علل (که مؤلف آن محمد بن علی بن ابراهیم قمّی است): علت این که گفت: «إیاک أعنی و اسمعی یا جارة» سخن خداوند به پیامبرش صلی الله علیه و آله می باشد که فرمود: «لا تَجْعَلْ مَعَ اللَّهِ إِلهاً آخَرَ فَتُلْقی فی جَهَنَّمَ مَلُوماً مَدْحُوراً» - . اسرا / 93 - {هرگز معبودی با خدا قرار مده، که در جهنم افکنده می شوی، در حالی که سرزنش شده، و رانده (درگاه خدا) خواهی بود!} و این آیه «یا أَیُّهَا النَّبِیُّ إِذا طَلَّقْتُمُ النِّساءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ» - . طلاق / 1 - {ای پیامبر! هر زمان خواستید زنان را طلاق دهید، در زمان عدّه، آنها را طلاق گویید.} و این آیه «وَ لَوْ تَقَوَّلَ عَلَیْنا بَعْضَ الْأَقاویلِ لَأَخَذْنا مِنْهُ بِالْیَمینِ» - . حاقه / 44 _ 45 - {اگر او سخنی دروغ بر ما می بست، ما او را با قدرت می گرفتیم،} و مانند این موارد زیاد است که طرف خطاب رسول خدا صلی الله علیه و آله است ولی امت او مورد عنایت هستند و این است معنای سخن «منظورم با توست ولی ای زن دوم! تو بشنو.»

و در این کتاب آمده: علت افتادن بسم الله الرحمن الرحیم از سوره توبه آن است که بسم الله الرحمن الرحیم، امان است و سوره توبه خطاب به مشرکان بود؛ پس امان از آن ساقط گشت.

و در این کتاب آمده: کنیه پیامبر صلی الله علیه و آله در قرآن آیه «لعمرک إنهم لفی سکرتهم یعمهون» - . حجر / 72 - {به جان تو سوگند، این ها در مستی خود سرگردانند} است و خداوند عز وجل در قرآن به آن حضرت سوگند یاد کرده و فرموده: «و النجم اذا هوی» - . نجم / 1 - {سوگند به ستاره هنگامی که افول می کند،} که مراد از نجم رسول خدا صلی الله علیه و آله است .

تم کتاب القرآن

**[ترجمه]

و قال سبحانه: وَ اذْکُرْ رَبَّکَ فِی نَفْسِکَ تَضَرُّعاً وَ خِیفَةً وَ دُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَ الْآصالِ وَ لا تَکُنْ مِنَ الْغافِلِینَ (1)

التوبة: نَسُوا اللَّهَ فَنَسِیَهُمْ إِنَّ الْمُنافِقِینَ هُمُ الْفاسِقُونَ (2)

الرعد: الَّذِینَ آمَنُوا وَ تَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِکْرِ اللَّهِ أَلا بِذِکْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ (3)

الکهف: وَ اذْکُرْ رَبَّکَ إِذا نَسِیتَ وَ قُلْ عَسی أَنْ یَهْدِیَنِ رَبِّی لِأَقْرَبَ مِنْ هذا رَشَداً(4)

و قال تعالی: وَ لا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنا قَلْبَهُ عَنْ ذِکْرِنا(5)

طه: کَیْ نُسَبِّحَکَ کَثِیراً وَ نَذْکُرَکَ کَثِیراً(6)

و قال تعالی: وَ لا تَنِیا فِی ذِکْرِی (7)

النور: فِی بُیُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَ یُذْکَرَ فِیهَا اسْمُهُ یُسَبِّحُ لَهُ فِیها بِالْغُدُوِّ وَ الْآصالِ رِجالٌ لا تُلْهِیهِمْ تِجارَةٌ وَ لا بَیْعٌ عَنْ ذِکْرِ اللَّهِ (8)

الشعراء: إِلَّا الَّذِینَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ وَ ذَکَرُوا اللَّهَ کَثِیراً(9)

العنکبوت: إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهی عَنِ الْفَحْشاءِ وَ الْمُنْکَرِ وَ لَذِکْرُ اللَّهِ أَکْبَرُ(10)

الأحزاب: لِمَنْ کانَ یَرْجُوا اللَّهَ وَ الْیَوْمَ الْآخِرَ وَ ذَکَرَ اللَّهَ کَثِیراً(11)

و قال تعالی: وَ الذَّاکِرِینَ اللَّهَ کَثِیراً وَ الذَّاکِراتِ (12)

و قال تعالی: یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا اذْکُرُوا اللَّهَ ذِکْراً کَثِیراً وَ سَبِّحُوهُ بُکْرَةً

ص: 149

وَ أَصِیلًا(1)

الجمعة: وَ اذْکُرُوا اللَّهَ کَثِیراً لَعَلَّکُمْ تُفْلِحُونَ (2)

المنافقون: یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا لا تُلْهِکُمْ أَمْوالُکُمْ وَ لا أَوْلادُکُمْ عَنْ ذِکْرِ اللَّهِ وَ مَنْ یَفْعَلْ ذلِکَ فَأُولئِکَ هُمُ الْخاسِرُونَ (3)

المزمل: وَ اذْکُرِ اسْمَ رَبِّکَ وَ تَبَتَّلْ إِلَیْهِ تَبْتِیلًا(4)

**[ترجمه]در باب جوامع المکارم تعدادی از اخباری که متناسب با این باب می باشد ذکر شد.

**[ترجمه]

إِنْصَافُکَ النَّاسَ مِنْ نَفْسِکَ وَ مُوَاسَاتُکَ الْأَخَ فِی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ ذِکْرُ اللَّهِ تَعَالَی عَلَی کُلِّ حَالٍ (1).

**[ترجمه]خصال: رسول خدا صلی الله علیه و آله در وصیتی به علی علیه السلام فرمود: یا علی ، سه چیز است که این امت توانایی آن را ندارند: همراهی با برادر دینی در مالش و انصاف دادن به مردم از خودش و یاد خدا در هر حالتی. و یاد خدا همان گفتن (سبحان اللَّه و الحمد اللَّه و لا اله الا اللَّه و اللَّه اکبر) نیست، بلکه این است که هر گاه به چیزی که بر او حرام است رسید، در آنجا از خدا بترسد و آن را رها کند. - . خصال 1 : 62 -

**[ترجمه]

قَالَ قُلْتُ أَصْلَحَکَ اللَّهُ وَ مَا وَجْهُ ذِکْرِ اللَّهِ عَلَی کُلِّ حَالٍ قَالَ یَذْکُرُ اللَّهَ عِنْدَ الْمَعْصِیَةِ(1).

**[ترجمه]معانی الاخبار از برقی مانند آن را ذکر کرده و همچنین ذکر شده: و در همه حال به یاد خدا بودن. عرض کردم: خدا تو را خیر بدهد، واقعیت ذکر خدا در هر حال چیست؟ فرمود: هنگام ارتکاب معصیت به یاد خدا می افتد. - . معانی الأخبار : 192 -

**[ترجمه]

مُضْطَجِعاً إِنَّ اللَّهَ تَعَالَی یَقُولُ- الَّذِینَ یَذْکُرُونَ اللَّهَ قِیاماً وَ قُعُوداً وَ عَلی جُنُوبِهِمْ وَ یَتَفَکَّرُونَ فِی خَلْقِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ رَبَّنا ما خَلَقْتَ هذا باطِلًا سُبْحانَکَ فَقِنا عَذابَ النَّارِ(1).

**[ترجمه]مجالس مفید: امام باقر علیه السلام فرمود: مؤمن دائما در حال نماز است تا آنگاه که ایستاده و نشسته و خوابیده به یاد خدا باشد، خدای متعال می فرماید: «الَّذِینَ یَذْکُرُونَ اللَّهَ قِیاماً وَ قُعُوداً وَ عَلی جُنُوبِهِمْ وَ یَتَفَکَّرُونَ فِی خَلْقِ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ رَبَّنا ما خَلَقْتَ هذا باطِلًا سُبْحانَکَ فَقِنا عَذابَ النَّارِ» - . آل عمران : 191 - {آنان که ایستاده و نشسته و خوابیده یاد خدا می کنند و در آفرینش آسمان ها و زمین می اندیشند (و می گویند) ای پروردگار ما تو این ها را بیهوده نیافریده ای! تو منزّهی، پس ما را از عذاب دوزخ نگهدار.} - . مجالس المفید : 191، أمالی طوسی 1 : 76 -

**[ترجمه]

اللِّسَانِ صِدْقُ الْإِقْرَارِ وَ اسْتِقَامَةُ الرُّوحِ صِدْقُ الِاسْتِغْفَارِ وَ اسْتِقَامَةُ الْقَلْبِ صِدْقُ الِاعْتِذَارِ وَ اسْتِقَامَةُ الْعَقْلِ صِدْقُ الِاعْتِبَارِ وَ اسْتِقَامَةُ الْمَعْرِفَةِ صِدْقُ الِافْتِخَارِ وَ اسْتِقَامَةُ السِّرِّ السُّرُورُ بِعَالَمِ الْأَسْرَارِ فَذِکْرُ اللِّسَانِ الْحَمْدُ وَ الثَّنَاءُ وَ ذِکْرُ النَّفْسِ الْجَهْدُ وَ الْعَنَاءُ وَ ذِکْرُ الرُّوحِ الْخَوْفُ وَ الرَّجَاءُ وَ ذِکْرُ الْقَلْبِ الصِّدْقُ وَ الصَّفَاءُ وَ ذِکْرُ الْعَقْلِ التَّعْظِیمُ وَ الْحَیَاءُ وَ ذِکْرُ الْمَعْرِفَةِ التَّسْلِیمُ وَ الرِّضَا وَ ذِکْرُ السِّرِّ عَلَی رُؤْیَةِ اللِّقَاءِ.

حدثنا بذلک أبو محمد عبد الله بن حامد رفعه إلی بعض الصالحین علیهم السلام:(1).

**[ترجمه]خصال: ذکر حق به هفت عضو انسان تقسیم شده: زبان و روح و نفس و عقل و معرفت و سر و قلب هر یک از این هفت نیاز به استقامت و درستی دارند، درستی زبان صدق اقرار است، درستی روح راستی در استغفار است، درستی نفس راستی در عذرخواهی است، درستی عقل به راستی عبرت گرفتن است، درستی معرفت به راستی سرفراز بودن است، درستی سر سرشار بودن به عالم اسرار است، درستی دل یقین راست و شناختن پروردگار است، ذکر زبان حمد و ثنا است، ذکر نفس کوشش و رنج است، ذکر روح بیم و امید است، ذکر دل راستی و سادگی است؛ ذکر عقل تعظیم و حیا است، ذکر معرفت تسلیم و رضا است، ذکر سر مقام شهود حق جل و علا است. - . خصال 2 : 37 -

**[ترجمه]

النَّاسِ مِنْ نَفْسِکَ وَ مُوَاسَاتُکَ لِأَخِیکَ وَ ذِکْرُ اللَّهِ فِی کُلِّ مَوْطِنٍ أَمَا إِنِّی لَا أَقُولُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اللَّهُ أَکْبَرُ وَ إِنْ کَانَ هَذَا مِنْ ذَاکَ وَ لَکِنْ ذِکْرُ اللَّهِ فِی کُلِّ مَوْطِنٍ إِذَا هَجَمْتَ عَلَی طَاعَتِهِ أَوْ مَعْصِیَتِهِ (1).

جا، [المجالس] للمفید ابن قولویه عن أبیه عن سعد عن ابن عیسی: مثله (2).

**[ترجمه]معانی الاخبار: امام صادق علیه السّلام به من فرمود: آیا نمی خواهی تو را آگاه سازم از دشوارترین واجباتی که خداوند بر آفریدگانش لازم شمرده؟ عرض کردم: آری (مایلم)، فرمود: حق دادن به مردم از خودت، و هم دردی با برادرت و یاد کردن خدا در هر جا. امّا توجّه داشته باش! من نمی گویم که ذکر خدا فقط گفتن «سبحان اللَّه و الحمد للَّه و لا اله الّا اللَّه و اللَّه اکبر» است، گرچه آن هم ذکر خداست، اما مقصود از آن یاد خداست در هر جا و هر گاه که به اطاعتی یا نافرمانی از او، روی آوری. - . معانی الأخبار: 193 -

مجالس مفید از ابن عیسی همانند آن را روایت کرده است. - . مجالس المفید: 60 -

**[ترجمه]

بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ عَنْ أَبِیهِ عَنْ جَدِّهِ عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِیٍّ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله: بَادِرُوا إِلَی رِیَاضِ الْجَنَّةِ فَقَالُوا وَ مَا رِیَاضُ الْجَنَّةِ قَالَ حَلَقُ الذِّکْرِ(1).

**[ترجمه]امالی صدوق: رسول خدا صلی الله علیه و آله فرمود: به بستانهای بهشت پیشی گیرید، عرض شد بستان های بهشت چیست؟ فرمود حلقه های ذکر - . معانی الأخبار: 321 - .

**[ترجمه]

جَلِیسُ مَنْ ذَکَرَنِی (1).

**[ترجمه]عیون اخبار الرضا علیه السلام: از پدرانش نقل کرد که رسول خدا صلی الله علیه و آله فرمودند: که موسی بن عمران چون با پروردگارش مناجات کرد گفت که ای پروردگار من! آیا تو از من دوری تا من تو را نداء کنم یا نزدیکی که با تو راز گویم؟ خدای جل جلاله وحی فرمود که من همنشین کسی هستم که مرا یاد کند. - . عیون الأخبار 1 : 127 -

**[ترجمه]

قَالَ: إِنَّ اللَّهَ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی قَالَ مَنْ شُغِلَ بِذِکْرِی عَنْ مَسْأَلَتِی أَعْطَیْتُهُ أَفْضَلَ مَا أُعْطِی مَنْ سَأَلَنِی (1).

**[ترجمه]محاسن: امام صادق علیه السلام فرمود: خداوند تبارک و تعالی فرمود: کسی که به یاد من مشغول شود و به همین خاطر از خواستن از من غافل شود، به او بهتر از آنچه را که به کسی که از من خواسته و به او داده شده است، می دهم. - . محاسن : 39 -

**[ترجمه]

وَ الذِّکْرُ ذِکْرَانِ ذِکْرٌ خَالِصٌ یُوَافِقُهُ الْقَلْبُ وَ ذِکْرٌ صَارِفٌ یَنْفِی ذِکْرَ غَیْرِهِ کَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله إِنِّی لَا أُحْصِی ثَنَاءً عَلَیْکَ أَنْتَ کَمَا أَثْنَیْتَ عَلَی نَفْسِکَ- فَرَسُولُ اللَّهِ ص لَمْ یَجْعَلْ لِذِکْرِهِ لِلَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ مِقْدَاراً عِنْدَ عِلْمِهِ بِحَقِیقَةِ سَابِقَةِ ذِکْرِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ لَهُ مِنْ قَبْلِ ذِکْرِهِ لَهُ فَمَنْ دُونَهُ أَوْلَی فَمَنْ أَرَادَ أَنْ یَذْکُرَ اللَّهَ تَعَالَی فَلْیَعْلَمْ أَنَّهُ مَا لَمْ یَذْکُرِ اللَّهُ الْعَبْدَ بِالتَّوْفِیقِ لِذِکْرِهِ- لَا یَقْدِرُ الْعَبْدُ عَلَی ذِکْرِهِ (1).

**[ترجمه]مصباح الشریعه: حضرت صادق علیه السلام فرمود: کسی که حقیقتا و از صمیم قلب به یاد خدا باشد؛ او بنده مطیع خداست. و هر که در جریان امور و حالات خود از خدا غافل باشد؛ او بنده عاصی است و اطاعت خدا علامت هدایت پیدا کردن و معصیت علامت ضلالت و گمراهی است، و اصل و ریشه اطاعت و معصیت ذکر پروردگار متعال و غفلت او است. پس قلب خود را مرجع و قبله زبان قرار بده، و بی اشارت قلب زبان خود را حرکت مده، و در سخن گفتن موافقت عقل و جهات ایمانی را لازم بشمار، و متوجه باش که خداوند به ظاهر و باطن تو مطلع است. و مانند کسی باش که در حالت مرگ و احتضار است، و یا کسی که در عرصه محشر برای عرض اعمال حاضر شده است، و از آنچه خداوند متعال تو را تکلیف فرموده است از اوامر و نواهی و وعد و وعید، اعراض مکن، و به غیر تکالیف خود مشغول مباش. و قلب خود را به آب خوف و حزن غسل بده. و قرار بده ذکر خداوند متعال را به خاطر این که او تو را یاد می کند، زیرا او تو را یاد کرده و می کند در حالی که از تو بی نیاز است، پس ذکر کردن او تو را مهم تر و بالاتر و تمام تر و روشن تر و هم سابق تر است از ذکر تو او را. و معرفت پیدا کردن تو به اینکه او تو را ذکر کرده است، موجب خضوع و حیاء و تواضع و انکسار تو است، و از این معرفت دیدن فضل و کرم سابق او حاصل می شود؛ و هم عبادت های تو در این هنگام کوچک و کم می شود در مقابل احسان و کرم او اگر چه طاعت تو بیشتر باشد، و باز اعمال تو برای او خالص می شود. و اما رؤیت و توجه تو به ذکر پروردگار متعال، پس موجب خودبینی و خودنمایی و سفاهت و درشت خویی با مردم و زیاد شمردن عبادت خود و فراموش کردن فضل و احسان او است، و این معنی زیاد نکرده و نتیجه نمی دهد مگر دوری از حق را، و تحصیل نکرده و به دست نمی آوری به مرور ایام مگر وحشت و اضطراب خاطر را. و ذکر بر دو قسم است: ذکر خالص پروردگار متعال که به موافقت قلب صورت می گیرد، و ذکری که اشعار داشته باشد به نفی ذکری که از غیر خدا واقع می شود، چنان که رسول اکرم صلی الله علیه و آله فرمود: من نمی توانم تو را ثنا گویم به آن طوری که تو خودت را ثنا گفته ای. پس پیغمبر خدا برای ذکر خالص خود ارزش و قیمتی قائل نشد، در مقابل ذکری که از جانب خود خدا در سابق صورت گرفته است، و البته رسول اکرم صلی الله علیه و آله به حقیقت آن ذکر پیش از اینکه خودش ذکر خدا گوید مطلع و عالم بوده است. پس در جایی که پیغمبر خدا صلی الله علیه و آله ذکر خود را نفی کرده، و ذکر را که از جانب خدا بوده است اثبات می کند، دیگران به این معنی اولویت دارند. و باید شخص ذاکر به این نکته هم متوجه باشد که تا پروردگار متعال بنده خود را متذکر نشده است به وسیله توفیق دادن او، هرگز بنده ای نخواهد توانست مشغول ذکر خدا گشته و او را ذکر گوید. - . مصباح الشریعة: 5 -

**[ترجمه]

الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ یَعْنِی دُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقِرَاءَةِ- بِالْغُدُوِّ وَ الْآصالِ یَعْنِی بِالْغَدَاةِ وَ الْعَشِیِ (1).

**[ترجمه]تفسیر عیاشی: رسول خدا صلی الله علیه و آله فرمود: «وَ اذْکُرْ رَبَّکَ فی نَفْسِکَ» یعنی با حالت بیچارگی؛ «وَ خیفَةً» یعنی با ترس از عذاب او؛ «وَ دُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ» یعنی با قرائتی آهسته؛ «بِالْغُدُوِّ وَ الْآصال » یعنی صبحگاهان و شامگاهان. - . تفسیر عیاشی 2 : 44 -

**[ترجمه]

وَ إِذَا رَأَیْتَ عَبْدِی لَا یَذْکُرُنِی فَأَنَا حَجَبْتُهُ وَ أَنَا أَبْغَضْتُهُ.

**[ترجمه]دعوات راوندی: امام باقر علیه السلام فرمود: موسی علیه السلام از پروردگارش مسألت نمود و عرض کرد: بر من مجالسی می آید که در آن تو را عزیزتر و جلیل تر می دارم که یادت کنم؛ خداوند به او فرمود: ای موسی! مرا در هر حالی و در هر زمانی یاد کن!

و امام صادق علیه السلام فرمود: خداوند می فرماید: کسی که به جای درخواست از من، به ذکر و یاد من مشغول گردد، به بهتر از آن چیزی را می دهم که به کسی که از من چیزی خواسته می دهم!

و نیز فرمود: کسی که خدا را در خفا یاد کند، بسیار خدا را یاد کرده است؛ منافقین در علن خدا را یاد نموده و در خفا یاد او نمی کنند؛ خداوند متعال می فرماید: «یُراؤُنَ النَّاسَ وَ لا یَذْکُرُونَ اللَّهَ إِلاَّ قَلیلاً» - . نساء / 142 - {و در برابر مردم ریا می کنند؛ و خدا را جز اندکی یاد نمی نمایند!}

و از پیامبر صلی الله علیه و آله نقل شده که عرض کرد: پروردگارا! دوست دارم بدانم که از میان بندگانت، تو چه کسی را دوست داری تا من نیز او را دوست بدارم؛ خداوند فرمود: وقتی بنده مرا دیدی که زیاد از من یاد می کند، من به او اذن یاد خود را داده ام و من او را دوست می دارم و وقتی بنده مرا دیدی که مرا یاد نمی کند، من او را محجوب داشته ام و او را دشمن می دارم. - . دعوات راوندی: 20 -

**[ترجمه]

وَ رَوَی أَبُو بَصِیرٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: شِیعَتُنَا الَّذِینَ إِذَا خَلَوْا ذَکَرُوا اللَّهَ کَثِیراً.

وَ عَنْهُ علیه السلام قَالَ: قَالَ اللَّهُ تَعَالَی لِمُوسَی أَکْثِرْ ذِکْرِی بِاللَّیْلِ وَ النَّهَارِ وَ کُنْ عِنْدَ ذِکْرِی خَاشِعاً.

وَ عَنِ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله قَالَ: أَرْبَعٌ لَا یُصِیبُهُنَّ إِلَّا مُؤْمِنٌ الصَّمْتُ وَ هُوَ أَوَّلُ الْعِبَادَةِ وَ التَّوَاضُعُ لِلَّهِ سُبْحَانَهُ وَ ذِکْرُ اللَّهِ عَلَی کُلِّ حَالٍ وَ قِلَّةُ الشَّیْ ءِ یَعْنِی قِلَّةَ الْمَالِ.

وَ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ: یَمُوتُ الْمُؤْمِنُ بِکُلِّ مِیتَةٍ یَمُوتُ غَرَقاً وَ یَمُوتُ بِالْهَدْمِ وَ یُبْتَلَی بِالسَّبُعِ وَ یَمُوتُ بِالصَّاعِقَةِ وَ لَا یُصِیبُ ذَاکِرَ اللَّهِ وَ فِی أُخْرَی لَا یُصِیبُهُ وَ هُوَ یَذْکُرُ اللَّهَ.

وَ فِی بَعْضِ الْأَحَادِیثِ الْقُدْسِیَّةِ: أَیُّمَا عَبْدٍ اطَّلَعْتُ عَلَی قَلْبِهِ فَرَأَیْتُ الْغَالِبَ عَلَیْهِ التَّمَسُّکَ بِذِکْرِی تَوَلَّیْتُ سِیَاسَتَهُ وَ کُنْتُ جَلِیسَهُ وَ مُحَادِثَهُ وَ أَنِیسَهُ.

وَ عَنِ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله قَالَ: قَالَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ إِذَا عَلِمْتُ أَنَّ الْغَالِبَ عَلَی عَبْدِیَ الِاشْتِغَالَ بِی نَقَلْتُ شَهْوَتَهُ فِی مَسْأَلَتِی وَ مُنَاجَاتِی فَإِذَا کَانَ عَبْدِی کَذَلِکَ فَأَرَادَ أَنْ یَسْهُوَ حُلْتُ بَیْنَهُ وَ بَیْنَ أَنْ یَسْهُوَ أُولَئِکَ أَوْلِیَائِی حَقّاً أُولَئِکَ الْأَبْطَالُ حَقّاً أُولَئِکَ الَّذِینَ إِذَا أَرَدْتُ أَنْ أُهْلِکَ أَهْلَ الْأَرْضِ عُقُوبَةً زَوَیْتُهَا عَنْهُمْ مِنْ أَجْلِ أُولَئِکَ الْأَبْطَالِ.

وَ عَنْهُ صلی الله علیه و آله: مَکْتُوبٌ فِی التَّوْرَاةِ الَّتِی لَمْ تُغَیَّرْ أَنَّ مُوسَی علیه السلام سَأَلَ رَبَّهُ فَقَالَ یَا رَبِّ أَ قَرِیبٌ أَنْتَ مِنِّی فَأُنَاجِیَکَ أَمْ بَعِیدٌ فَأُنَادِیَکَ فَأَوْحَی اللَّهُ إِلَیْهِ یَا مُوسَی أَنَا جَلِیسُ مَنْ ذَکَرَنِی فَقَالَ مُوسَی فَمَنْ فِی سِتْرِکَ یَوْمَ لَا سِتْرَ إِلَّا سِتْرُکَ فَقَالَ الَّذِینَ یَذْکُرُونِّی فَأَذْکُرُهُمْ وَ یَتَحَابُّونَ فِیَّ فَأُحِبُّهُمْ فَأُولَئِکَ الَّذِینَ إِذَا أَرَدْتُ أَنْ أُصِیبَ أَهْلَ الْأَرْضِ بِسُوءٍ ذَکَرْتُهُمْ فَدَفَعْتُ عَنْهُمْ بِهِمْ.

وَ عَنِ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله: مَا جَلَسَ قَوْمٌ یَذْکُرُونَ اللَّهَ إِلَّا نَادَاهُمْ مُنَادٍ مِنَ السَّمَاءِ قُومُوا فَقَدْ بَدَّلْتُ سَیِّئَاتِکُمْ حَسَنَاتٍ وَ غَفَرْتُ لَکُمْ جَمِیعاً وَ مَا قَعَدَ عِدَّةٌ مِنْ أَهْلِ الْأَرْضِ

ص: 162

یَذْکُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَعَدَ مَعَهُمْ عِدَّةٌ مِنَ الْمَلَائِکَةِ(1).

وَ رُوِیَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلی الله علیه و آله خَرَجَ عَلَی أَصْحَابِهِ فَقَالَ ارْتَعُوا فِی رِیَاضِ الْجَنَّةِ قَالُوا یَا رَسُولَ اللَّهِ وَ مَا رِیَاضُ الْجَنَّةِ قَالَ مَجَالِسُ الذِّکْرِ اغْدُوا وَ رُوحُوا وَ اذْکُرُوا وَ مَنْ کَانَ یُحِبُّ أَنْ یَعْلَمَ مَنْزِلَتَهُ عِنْدَ اللَّهِ فَلْیَنْظُرْ کَیْفَ مَنْزِلَةُ اللَّهِ عِنْدَهُ فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَی یُنْزِلُ الْعَبْدَ حَیْثُ أَنْزَلَ الْعَبْدُ اللَّهَ مِنْ نَفْسِهِ وَ اعْلَمُوا أَنَّ خَیْرَ أَعْمَالِکُمْ عِنْدَ مَلِیکِکُمْ وَ أَزْکَاهَا وَ أَرْفَعَهَا فِی دَرَجَاتِکُمْ وَ خَیْرَ مَا طَلَعَتْ عَلَیْهِ الشَّمْسُ ذِکْرُ اللَّهِ تَعَالَی فَإِنَّهُ تَعَالَی أَخْبَرَ عَنْ نَفْسِهِ فَقَالَ أَنَا جَلِیسُ مَنْ ذَکَرَنِی وَ قَالَ سُبْحَانَهُ فَاذْکُرُونِی أَذْکُرْکُمْ (2) یَعْنِی اذْکُرُونِی بِالطَّاعَةِ وَ الْعِبَادَةِ أَذْکُرْکُمْ بِالنِّعَمِ وَ الْإِحْسَانِ وَ الرَّحْمَةِ وَ الرِّضْوَانِ.

وَ عَنْهُمْ علیهم السلام: أَنَّ فِی الْجَنَّةِ قِیعَاناً فَإِذَا أَخَذَ الذَّاکِرُ فِی الذِّکْرِ أَخَذَتِ الْمَلَائِکَةُ فِی غَرْسِ الْأَشْجَارِ فَرُبَّمَا وَقَفَ بَعْضُ الْمَلَائِکَةِ فَیُقَالُ لَهُ لِمَ وَقَفْتَ فَیَقُولُ إِنَّ صَاحِبِی قَدْ فَتَرَ یَعْنِی عَنِ الذِّکْرِ(3).

وَ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله: ذَاکِرُ اللَّهِ فِی الْغَافِلِینَ کَالْمُقَاتِلِ فِی الْفَارِّینَ وَ الْمُقَاتِلُ فِی الْفَارِّینَ لَهُ الْجَنَّةُ.

**[ترجمه]عدة الداعی: امام صادق علیه السلام از رسول خدا صلی الله علیه و آله حدیث کرد که فرمود: هر جمعی که در مجلسی حضور پیدا کنند و خدای را ذکر نکنند و بر پیامبرشان درود نفرستند، آن مجلس، مجلس حسرت و وبال گردن ایشان در روز قیامت خواهد شد. - . الکافی 2 : 530

-

امام صادق علیه السلام روایت کرد که خداوند تبارک و تعالی فرمود: هر کس که مشغول به ذکر من باشد و از سؤال و درخواست از من باز ماند، بهتر از عطای درخواست کننده به او می دهم.

امام صادق علیه السلام فرمود: همه تکالیف حدی دارند که به آن منتهی می شوند و پایان می پذیرند، جز ذکر خدای که حدی ندارد تا به آن منتهی شود. خدای تعالی تکالیفی را واجب کرد، هر کس واجبات را ادا کرد حد و مرزش همان ادای آن واجب است. (مثلا) روزه ماه رمضان را واجب نمود، هر کس روزه بگیرد مرزش همان است و حج از واجبات است هر کس حج کند حدش همان است جز ذکر خدای که حق تعالی به کم آن قانع نگردیده و حدی برای آن قایل نشده است و فرمود: «یا أَیُّهَا الَّذِینَ آمَنُوا اذْکُرُوا اللَّهَ ذِکْراً کَثِیراً * وَ سَبِّحُوهُ بُکْرَةً وَ أَصِیلًا» - . أحزاب / 41 _ 42

- {ای کسانی که ایمان آورده اید بسیار خدای را یاد کنید و صبح و شام وی را تسبیح کنید} بنا بر این خدای تعالی مرزی برای ذکر قرار نداده است که بعد از آن مرز، ذکر مطلوب نباشد.

فرمود: پدرم زیاد یاد خدا می کرد. من با او راه می رفتم و او یاد خدا می کرد و با او غذا می خوردم او یاد خدا می کرد و اگر هم با مردم سخن می گفت، مخالطت با ایشان او را از ذکر خدای باز نمی داشت و می دانم که زبانش به کام چسبیده بود می فرمود: لا اله الا اللَّه و ما را جمع می کرد و به ما امر می نمود که ذکر خدا کنید تا آنکه آفتاب طلوع می کرد و هر کس از خانواده ما که می توانست قرآن بخواند، او را امر می کرد که قرآن بخواند و هر کس که نمی توانست به او امر می نمود که ذکر بگوید. و خانه ای که در آن قرآن خوانده شود و یاد خدا گردد، برکتش زیاد می شود و فرشتگان در آن اجتماع کنند و شیاطین از آنجا کوچ نمایند. این خانه برای آسمانی ها می درخشد، چنان که ستارگان برای اهل زمین می درخشند، و خانه ای که در آن قرآن خوانده نشود و خدای تعالی یاد نگردد، برکتش کم خواهد شد، و ملائکه از آن خانه کوچ کنند و شیاطین حضور یابند. و نیز آن حضرت فرمود: مردی خدمت پیامبر صلی الله علیه و آله آمد و پرسید: چه کسی از همه اهل مسجد بهتر است؟ فرمود: آن که بیشتر از همه یاد خدا کند. - . کافی : 2 : 529

-

امام صادق علیه السلام فرمود: شیعیان ما کسانی هستند که وقتی با خود خلوت کنند زیاد یاد خدا نمایند.

و حضرت علیه السلام فرمود: خدای عز و جل به موسی فرمود: در شب و روز مرا بسیار یاد کن و هنگام ذکر من خاشع باش.

پیامبر اکرم صلّی اللَّه علیه و آله فرمود: چهار چیز است که جز مؤمن کسی بدان نمی رسد: سکوت که اوّل عبادت است، تواضع برای خداوند سبحان، ذکر خدا در هر حالتی، و کم چیز بودن (یعنی کم مال بودن).

از امام صادق علیه السلام روایت شده است که فرمود: مؤمن به هر مرگی می میرد، غرق می شود و با آمدن آوار می میرد و به درنده مبتلا می گردد و به صاعقه می میرد، ولی هیچ کدام از این حوادث در صورتی که ذاکر خدا باشد او را نمی کشد. و در روایت دیگر: این حوادث بر او فرود نمی آیند در حالی که ذاکر خدا باشد. و در بعضی از احادیث قدسی آمده است که خدای تعالی فرمود: بر دل هر عبدی مطلع شوم و ببینم که در بیشتر اوقات چنگ به یاد من زده است، خودم تربیت او را به عهده می گیرم و همنشین او می گردم و با او گفتگو می کنم و با او انس می گیرم.

رسول خدا صلی الله علیه و آله فرمود: خدای سبحان می فرماید: وقتی بدانم که بنده ام غالبا اشتغال خاطر به من دارد، هوسش را در درخواست و مناجات قرار می دهم. وقتی چنین شد، اگر بنده ام خواست غافل شود بین او و غفلتش فاصله می اندازم. و دوستان واقعی من ایشان هستند و ایشان پهلوانان واقعی می باشند و کسانی هستند که اگر خواستم اهل زمین را هلاک نمایم عذاب را به خاطر این پهلوانان از مردم زمین برمی دارم.

از آن حضرت آمده است که فرمود: در تورات تحریف نشده نوشته شده است که حضرت موسی از خدایش پرسید: پروردگارا! آیا تو نزدیکی که من با تو در گوشی و نجوا کنم یا دور هستی که من فریاد زنم؟ خدای تعالی در پاسخ به وحی فرمود: ای موسی! من همنشین کسانی هستم که مرا یاد کنند. موسی علیه السلام پرسید: چه کسانی در پناه تواند روزی که پناهگاهی جز تو موجود نیست؟ پاسخ فرمود: آنان که مرا یاد می کنند و من ایشان را یاد می کنم و در راه من دوستی می نمایند و من ایشان را دوست دارم، اینان کسانی هستند که وقتی خواستم بر اهل زمین عذابی نازل کنم یاد ایشان می کنم و به خاطر ایشان عذاب را از اهل زمین برمی دارم.

رسول خدا صلی الله علیه و آله فرمود: هیچ گروهی که یاد خدا کنند ننشینند جز آنکه منادی از آسمان به ایشان ندا می دهد: بلند شوید که خدای تعالی فرمود: بدی های شما را به خوبی مبدل کردم و همه شما را آمرزیدم و هیچ گروهی از اهل زمین در حال ذکر خدا ننشینند جز آنکه عده ای از ملایکه خدا با ایشان نشینند - . عدّة الداعی: 186 - .

حضرت رسول خدا صلی الله علیه و آله با اصحابشان خارج شدند، فرمودند: در باغهای بهشت چرا کنید. پرسیدند: ای رسول خدا صلی الله علیه و آله! باغ های بهشتی کدام است؟ فرمود: مجالس ذکر باغ های بهشتی هستند. در صبح و شام ذکر خدای نمایید! هر کس دوست دارد که جایگاه خود را نزد خدا بداند، نگاه کند ببیند خدای تعالی چه جایگاهی نزد او دارد، زیرا خدای تعالی بنده را به جایگاهی می نشاند که بنده، خدای تعالی را نشانده است و بدانید که بهترین و پاک ترین اعمال شما نزد پادشاهتان و بالا برنده ترین اعمال به درجات بهشتی و بهترین چیزی که خورشید بر آن طلوع کرده است، ذکر خدای تعالی است، زیرا خدای تعالی از خود خبر داده است که من همنشین کسانی هستم که یادم کنند و فرمود: «فَاذْکُرُونِی أَذْکُرْکُمْ» - . بقره / 152

- مرا یاد کنید شما را به نعمت خود یاد کنم، و مرا به طاعت و عبادت یاد کنید شما را به نعمت خود یاد کنم و مرا به طاعت و عبادت یاد کنید، شما را به نعمت ها و احسان و رحمت و رضایت یاد کنم .

از ائمه اطهار علیهم السلام روایت شده که در بهشت سرزمینی است که وقتی ذاکر روی به ذکر می کند، فرشتگان نیز شروع به کاشتن درخت می کنند. گاهی فرشته ای می ایستد، از او سؤال می شود: چرا ایستادی؟ می گوید صاحب من یعنی ذاکر خسته شده است.

رسول خدا صلی الله علیه و آله فرمود: ذاکر خدا در بین غافلان همانند جنگجوی بین فراریان است و کسی در بین فراریان رزم کند وارد بهشت می شود.

**[ترجمه]

الذَّاکِرُ وَ الشَّاجِبُ الَّذِی یَلْفِظُ وَ یَقَعُ فِی النَّاسِ.

وَ عَنْ یُونُسَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ رَفَعَهُ: قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ یَا بُنَیَّ احْذَرِ(1)

الْمَجَالِسَ عَلَی عَیْنَیْکَ فَإِنْ رَأَیْتَ قَوْماً یَذْکُرُونَ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ فَاجْلِسْ مَعَهُمْ فَإِنَّکَ إِنْ تَکُنْ عَالِماً یَزِیدُوکَ عِلْماً وَ إِنْ کُنْتَ جَاهِلًا عَلَّمُوکَ وَ لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ یُطْلِعَهُمْ بِرَحْمَةٍ فَیَعُمَّکَ مَعَهُمْ وَ إِذَا رَأَیْتَ قَوْماً لَا یَذْکُرُونَ اللَّهَ فَلَا تَجْلِسْ مَعَهُمْ فَإِنَّکَ إِنْ تَکُنْ عَالِماً لَا یَنْفَعْکَ عِلْمُکَ وَ إِنْ تَکُنْ جَاهِلًا یَزِیدُوکَ جَهْلًا وَ لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ یُظِلَّهُمْ بِعُقُوبَةٍ فَیَعُمَّکَ مَعَهُمْ.

وَ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: قُلْتُ لَهُ مَنْ أَکْرَمُ الْخَلْقِ عَلَی اللَّهِ قَالَ أَکْثَرُهُمْ ذِکْراً لِلَّهِ وَ أَعْمَلُهُمْ بِطَاعَتِهِ.

وَ عَنْ أَصْبَغَ بْنِ نُبَاتَةَ قَالَ قَالَ أَمِیرُ الْمُؤْمِنِینَ علیه السلام: الذِّکْرُ ذِکْرَانِ ذِکْرُ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ عِنْدَ الْمُصِیبَةِ وَ أَفْضَلُ مِنْ ذَلِکَ ذِکْرُ اللَّهِ عِنْدَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَیْکَ فَیَکُونُ حَاجِزاً(2).

وَ مِنْهُ نَقْلًا مِنْ کِتَابِ مَجْمَعِ الْبَیَانِ: فِی قَوْلِهِ عَزَّ وَ جَلَ ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُکُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِکَ فَهِیَ کَالْحِجارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً(3) الْآیَةَ قَدْ وَرَدَ الْخَبَرُ عَنِ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله أَنَّهُ قَالَ- لَا تُکْثِرُوا الْکَلَامَ بِغَیْرِ ذِکْرِ اللَّهِ فَإِنَّ کَثْرَةَ الْکَلَامِ بِغَیْرِ ذِکْرِ اللَّهِ یُقْسِی الْقَلْبَ وَ إِنَّ أَبْعَدَ النَّاسِ مِنْ اللَّهِ الْقَاسِی الْقَلْبِ.

وَ مِنْ کِتَابِ الزُّهْدِ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عُبَیْدِ اللَّهِ رَفَعَهُ قَالَ: إِذَا کَانَ الشِّتَاءُ نَادَی مُنَادٍ یَا أَهْلَ الْقُرْآنِ قَدْ طَالَ اللَّیْلُ لِصَلَاتِکُمْ وَ قَصُرَ النَّهَارُ لِصِیَامِکُمْ فَإِنْ کُنْتُمْ لَا تَقْدِرُوا عَلَی اللَّیْلِ أَنْ تُکَابِدُوهُ وَ لَا عَلَی الْعَدُوِّ أَنْ تُجَاهِدُوهُ وَ بَخِلْتُمْ بِالْمَالِ أَنْ تُنْفِقُوهُ فَأَکْثِرُوا ذِکْرَ اللَّهِ.

وَ مِنْ کِتَابٍ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: مَا ابْتُلِیَ الْمُؤْمِنُ بِشَیْ ءٍ أَشَدَّ مِنَ الْمُوَاسَاةِ فِی ذَاتِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ الْإِنْصَافُ مِنْ نَفْسِهِ وَ ذِکْرُ اللَّهِ کَثِیراً ثُمَّ قَالَ أَمَا إِنِّی لَا

ص: 164

أَقُولُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ لَکِنْ ذِکْرُهُ عِنْدَ مَا حَرَّمَ (1).

وَ مِنْ سَائِرِ الْکُتُبِ عَنِ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله أَنَّهُ قَالَ: کَلَامُ ابْنِ آدَمَ کُلُّهُ عَلَیْهِ لَا لَهُ إِلَّا أَمْراً بِمَعْرُوفٍ أَوْ نَهْیاً عَنْ مُنْکَرٍ أَوْ ذِکْراً لِلَّهِ تَعَالَی.

وَ قَالَ علیه السلام: إِنَّ رَبِّی أَمَرَنِی أَنْ یَکُونَ نُطْقِی ذِکْراً وَ صَمْتِی فِکْراً وَ نَظَرِی عِبْرَةً.

وَ مِنْ کِتَابِ الزُّهْدِ عَنْ أَهْلِ الْبَیْتِ علیهم السلام عَنْ زَیْدِ بْنِ عَلِیٍّ عَنْ آبَائِهِ عَنْ عَلِیٍّ علیهم السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله: الْکَلَامُ ثَلَاثَةٌ فَرَابِحٌ وَ سَالِمٌ وَ شَاجِبٌ فَأَمَّا الرَّابِحُ الَّذِی یَذْکُرُ اللَّهَ وَ أَمَّا السَّالِمُ فَالسَّاکِتُ وَ أَمَّا الشَّاجِبُ فَالَّذِی یَخُوضُ فِی الْبَاطِلِ.

وَ عَنِ ابْنِ أَبِی یَعْفُورٍ عَنْ أَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام قَالَ: ثَلَاثٌ لَا یُطِیقُهُنَّ النَّاسُ الصَّفْحُ عَنِ النَّاسِ وَ مُوَاسَاةُ الرَّجُلِ أَخَاهُ فِی مَالِهِ وَ ذِکْرُ اللَّهِ کَثِیراً(2).

ص: 165

**[ترجمه]مشکات الانوار: امام صادق علیه السلام در حدیثی فرمودند: آیا به شما نگویم سخت ترین چیزی را که خداوند بر خلق خود واجب فرموده؟ پس حضرت سه چیز را ذکر کرد که سومین آنها ذکر خدا در هر جایی بود، زمانی که به سمت طاعت یا معصیتی روی می آورد.

و از حضرتش منقول است که فرمود: از سخت ترین چیزهایی که خداوند بر خلق خود واجب فرموده، ذکر کثیر خداست؛ سپس فرمود: آگاه باشید که منظورم گفتن سبحان الله و الحمد الله و لا اله الا الله و الله اکبر نیست؛ اگر چه این ها نیز از جمله ذکر کثیر هستند؛ مقصودم ذکر خدا در نزد حلال و حرام اوست که اگر طاعتی پیش آمد، بدان عمل کند و اگر معصیتی باشد، آن را ترک نماید.

و از امام باقر علیه السلام نقل شده که فرمود: سه کس هستند که سالم و غانم و اندوهگین هستند: آن که سالم است کسی است که سخن نمی گوید و آن که غنیمت می برد، کسی است که به یاد خدا باشد و آن کسی که اندوهگین است کسی است که سخن می گوید و بدگویی مردم را می کند.

و در حدیث مرفوعه یونس بن عبدالرحمان آمده که لقمان به فرزندش گفت: ای پسرکم! در خصوص مجالس، بر چشمان خود بر حذر باش، اگر دیدی قومی خدای عز و جل را یاد می کنند، با آنان بنشین که اگر عالم باشی، بر علم تو می افزایند و اگر جاهل باشی، به تو می آموزند و شاید خدا رحمت خود را بر آنان طالع کند و رحمت او تو را نیز همراه آنان شامل شود. و اگر قومی را دیدی که یاد خدا نمی کنند، پس با آنان مجالست مکن که اگر عالم باشی، علم تو نفعی به حالت ندارد و اگر جاهل باشی، بر جهل تو می افزایند و شاید خدا عقوبتی بر آنان فرود آورد که تو را نیز همراه با آنان شامل گردد.

و از برخی از اصحاب امام صادق علیه السلام نقل شده که می گوید: به حضرت عرض کردم: چه کسی با کرامت ترین خلق بر خداست؟ فرمود: آن کس که بیش از همه آنان یاد خدا کند و بیش از همه او را اطاعت نماید.

و اصبغ بن نباته می گوید: امیر المؤمنین علیه السلام فرمود: ذکر بر دو قسم است: ذکر خدای عز و جل هنگام مصیبت، و افضل از آن ذکر خداست در نزد آنچه بر تو حرام فرموده که این ذکر مانع بین تو و او گردد.

و از او به نقل از کتاب مجمع البیان درباره آیه «ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُکُمْ مِنْ بَعْدِ ذلِکَ فَهِیَ کَالْحِجارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَة» - . بقره / 54 - تا آخر آیه{سپس دل های شما بعد از این واقعه سخت شد؛ همچون سنگ، یا سخت تر!} که از پیامبر صلی الله علیه و آله خبر رسیده که حضرت فرمود: به غیر از یاد خدا زیاد سخن مگویید که زیاد سخن گفتن به غیر یاد خدا دل را سنگ می کند و دورترین مردم از خدا کسی است که قساوت قلب دارد.

و در کتاب زهد عثمان بن عبید الله حدیث مرفوعی نقل شده که فرمود: وقتی زمستان فرا می رسد، منادی ندا می دهد: ای اهل قرآن! شب برای نماز شما بلند و روز برای روزه گرفتن شما کوتاه شده؛ پس اگر قدرت ندارید که بر سختی بیداری شب غلبه کنید و نمی توانید با دشمن بجنگید و بخل دارید که مال خود را انفاق کنید، پس زیاد به یاد خدا باشید.

و امام صادق علیه السلام فرمود: مؤمن به چیزی سخت تر از یاری ذات خدای عز و جل و انصاف در امر خود و یاد زیاد خداوند، مبتلا نشده است؛ سپس فرمود: آگاه باشید که من مرادم از ذکر سبحان الله و الحمد لله نیست! بلکه مرادم یاد خدا در هنگام محرمات اوست .

و از سایر کتب از پیامبر صلی الله علیه و آله نقل شده که فرمود: کلام فرزند آدم تماماً به ضرر اوست نه به نفع او؛ مگر امر به معروف کردن و نهی از منکر کردن او یا ذکر خدای متعال را گفتن.

و حضرت علیه السلام فرمود: پروردگارم مرا امر کرده که سخنم ذکر و سکوتم فکر و نگاهم، عبرت آموزی باشد.

و در کتاب زهد از اهل بیت علیهم السلام نقل شده که امیر مؤمنان علیه السلام فرمود که رسول خدا صلی الله علیه و آله فرمودند: کلام بر سه قسم است: نافع و سالم و اندوهگین؛ اما نافع آن کسی است که ذکر خدا بگوید و سالم کسی است که سکوت کند و اندوهگین کسی است که در باطل فرو برود.

و امام صادق علیه السلام فرمود: مردم طاقت انجام سه چیز را ندارند: بخشودن مردم و یاری کردن مالی کسی برادرش را و یاد بسیار خدا. - . مشکات الانوار : 53 - 57 -

**[ترجمه]

فَقَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ تَبَرِّیاً مِمَّا یَقُولُونَ وَ أَمَّا قَوْلُهُ الْحَمْدُ لِلَّهِ فَإِنَّهُ عَلِمَ أَنَّ الْعِبَادَ لَا یُؤَدُّونَ شُکْرَ نِعْمَتِهِ فَحَمِدَ نَفْسَهُ قَبْلَ أَنْ یَحْمَدُوهُ وَ هُوَ أَوَّلُ الْکَلَامِ لَوْ لَا ذَلِکَ لَمَا أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَی أَحَدٍ بِنِعْمَتِهِ وَ قَوْلِهِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ یَعْنِی وَحْدَانِیَّتَهُ- لَا یَقْبَلُ اللَّهُ الْأَعْمَالَ إِلَّا بِهَا وَ هِیَ کَلِمَةُ التَّقْوَی یُثَقِّلُ اللَّهُ بِهَا الْمَوَازِینَ یَوْمَ الْقِیَامَةِ وَ أَمَّا قَوْلُهُ اللَّهُ أَکْبَرُ فَهِیَ کَلِمَةٌ أَعْلَی الْکَلِمَاتِ وَ أَحَبُّهَا إِلَی اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ یَعْنِی أَنَّهُ لَیْسَ شَیْ ءٌ أَکْبَرَ مِنِّی- لَا تُفْتَتَحُ الصَّلَوَاتُ إِلَّا بِهَا لِکَرَامَتِهَا عَلَی اللَّهِ وَ هُوَ الِاسْمُ الْأَکْرَمُ قَالَ الْیَهُودِیُّ صَدَقْتَ یَا مُحَمَّدُ فَمَا جَزَاءُ قَائِلِهَا قَالَ إِذَا قَالَ الْعَبْدُ سُبْحَانَ اللَّهِ سَبَّحَ مَعَهُ مَا دُونَ الْعَرْشِ فَیُعْطَی قَائِلُهَا عَشْرَ أَمْثَالِهَا وَ إِذَا قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَیْهِ بِنَعِیمِ الدُّنْیَا مَوْصُولًا بِنَعِیمِ الْآخِرَةِ وَ هِیَ الْکَلِمَةُ الَّتِی یَقُولُهَا أَهْلُ الْجَنَّةِ إِذَا دَخَلُوهَا وَ یَنْقَطِعُ الْکَلَامُ الَّذِی یَقُولُونَهُ فِی الدُّنْیَا مَا خَلَا الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ ذَلِکَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَ دَعْواهُمْ فِیها سُبْحانَکَ اللَّهُمَّ وَ تَحِیَّتُهُمْ فِیها سَلامٌ وَ آخِرُ دَعْواهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ (1) وَ أَمَّا قَوْلُهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَالْجَنَّةُ جَزَاؤُهُ وَ ذَلِکَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَ هَلْ جَزاءُ الْإِحْسانِ إِلَّا الْإِحْسانُ (2) یَقُولُ هَلْ جَزَاءُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ إِلَّا الْجَنَّةُ فَقَالَ الْیَهُودِیُّ صَدَقْتَ یَا مُحَمَّدُ الْخَبَرَ(3).

ع، [علل الشرائع] بِهَذَا الْإِسْنَادِ: مِنْ قَوْلِهِ أَخْبِرْنِی عَنْ تَفْسِیرِ سُبْحَانَ اللَّهِ إِلَی آخِرِ مَا نَقَلْنَا وَ ذَکَرَ أَوَّلَ مَا نَقَلْنَا فِی أَبْوَابِ الْحَجِّ بِهَذَا الْإِسْنَادِ(4).

**[ترجمه]امالی صدوق: امام حسن علیه السلام فرمودند که چند تن از یهود خدمت رسول خدا صلی الله علیه و آله آمدند. اعلم آنها چند سوال از حضرت پرسیدند از جمله: به من خبر ده از کلماتی که خدا برای ابراهیم برگزید چون خانه کعبه را ساخت؟ حضرت فرمودند: آن ها سبحان اللَّه و الحمد للَّه و لا اله الا اللَّه و اللَّه اکبر بودند. پرسید: برای چه خانه کعبه را چهار گوش ساخت؟ حضرت فرمودند: برای همین چهار کلمه. پرسید: چرا نام آن را کعبه نهادند؟حضرت فرمودند: چون وسط دنیا بود. گفت: به من خبرده از تفسیر سبحان اللَّه و الحمد للَّه و لا اله الا اللَّه و اللَّه اکبر؟ حضرت فرمودند: خدا دانست که بنی آدم به خدا دروغ می بندند. فرمود سبحان اللَّه برای بیزاری از آنچه می گویند. و اما گفتار او الحمد للَّه برای آن است که می داند بندگان شکر نعمتش را ادا نکنند و خود را ستود پیش از آنکه او را بستانید. آن اول کلام است و اگر آن نباشد، خدا نعمتی به کسی ندهد و گفته او لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ یگانه پرستی است و خدا عمل را نپذیرد جز به واسطه آن کلمه که کلمه تقوا است و خدا روز قیامت موازین را بدان سنگین کند. و اما گفته او و اللَّه اکبر، برترین کلمات است و محبوب ترین آن ها نزد خدا، یعنی چیزی بزرگ تر از من نیست، نماز جز بدان آغاز نشود به مقامی که نزد خدا دارد و آن نام اکرم او است. یهودی گفت: ای محمد! راست گفتی. پاداش گوینده آن چیست؟ فرمود: چون بنده گوید سبحان اللَّه، هر چه زیر عرش است با او تسبیح گوید و به گوینده آن ده برابر عطا شود و چون گوید الحمد للَّه، خدا نعمت دنیا را پیوست با نعمت آخرت به او عطا کند و آن کلمه ای است که بهشتیان هنگام ورود بهشت گویند و هر کلامی در دنیا داشتند منقطع شود جز الحمد للَّه. این است گفتار خدای عز و جل: «دَعْواهُمْ فِیها سُبْحانَکَ اللَّهُمَّ وَ تَحِیَّتُهُمْ فِیها سَلامٌ وَ آخِرُ دَعْواهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِینَ» - . یونس / 9- 10 - }نیایش آنان در آنجا سبحانک اللّهم [_ خدایا! تو پاک و منزّهی ] و درودشان در آنجا سلام است، و پایان نیایش آنان این است که: الحمد لله رب العالمین [_ ستایش ویژه پروردگار جهانیان است ].} و اما گفته لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ را بهشت پاداش است و این است معنای قول خدای عز و جل «هَلْ جَزاءُ الْإِحْسانِ إِلَّا الْإِحْسانُ» - .[1] الرحمن / 60 - {آیا پاداش احسان جز احسان است} می فرماید آیا پاداش لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ جز بهشت است؟ یهودی گفت: راست فرمودی ای محمد... تا پایان حدیث. - . أمالی صدوق: 113 -

در علل الشرایع این روایت از آنجا که می گوید از تفسیر سبحان الله برای من بگو تا آخر آنجه ما نقل کرده ایم آمده است و بخش اولی را که ما نقل کرده ایم در ابواب حج آورده است.

**[ترجمه]

فَقُلْ سُبْحَانَ اللَّهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اللَّهُ أَکْبَرُ فَإِنَّ لَکَ بِذَلِکَ إِنْ قُلْتَهُ بِکُلِّ تَسْبِیحَةٍ عَشْرُ شَجَرَاتٍ فِی الْجَنَّةِ مِنْ أَنْوَاعِ الْفَاکِهَةِ وَ هُنَّ مِنَ الْبَاقِیَاتِ الصَّالِحَاتِ قَالَ فَقَالَ الرَّجُلُ أُشْهِدُکَ یَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ حَائِطِی هَذَا صَدَقَةٌ مَقْبُوضَةٌ عَلَی فُقَرَاءِ الْمُسْلِمِینَ مِنْ أَهْلِ الصُّفَّةِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی فَأَمَّا مَنْ أَعْطی وَ اتَّقی- وَ صَدَّقَ بِالْحُسْنی فَسَنُیَسِّرُهُ لِلْیُسْری (1).

**[ترجمه]امالی صدوق: امام باقر علیه السلام از پدرانش نقل کرده که رسول خدا صلی الله علیه و آله بر مردی گذشت که در باغش درخت می کاشت. فرمود: تو را راهنمائی نکنم به کشت درختی که بیخ آن برجاتر و میوه اش زودرس تر و خوشمزه تر و در انفاق پایاتر باشد؟ عرض کرد چرا یا رسول اللَّه پدر و مادرم قربانت. فرمود: در بامداد و پسین بگو سبحان اللَّه و الحمد للَّه و لا اله الا اللَّه و اللَّه اکبر که اگر آن را بگوئی به هر تسبیحی ده درخت از انواع میوه ها در بهشت داشته باشی و آنها باقیات و صالحاتند. آن مرد عرض کرد: یا رسول اللَّه! تو گواه باش این باغ من وقفی است در تصرف داده شده برای فقراء مسلمانان که در صفه اند. خدای تبارک و تعالی نازل کرد: «فَأَمَّا مَنْ أَعْطی وَ اتَّقی وَ صَدَّقَ بِالْحُسْنی فَسَنُیَسِّرُهُ لِلْیُسْری» {و اما هر که عطا کرد و پرهیزکار شد و تصدیق به ثواب کرد او را آماده آسانی سازیم.{ - . أمالی صدوق: 122 و آیه سوره لیل / 5 - 7 -

**[ترجمه]

مَنْ یُطِیقُ هَذَا فَقَالَ ادْنُ مِنِّی یَا عَلِیُّ فَدَنَا مِنْهُ فَقَالَ تَدْرِی مَا أَطَابَ الْکَلَامَ قَالَ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ مَنْ قَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اللَّهُ أَکْبَرُ أَ تَدْرِی مَا أَدَامَ الصِّیَامَ قَالَ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ مَنْ صَامَ رَمَضَانَ وَ لَمْ یُفْطِرْ مِنْهُ یَوْماً وَ تَدْرِی مَا إِطْعَامُ الطَّعَامِ قَالَ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ مَنْ طَلَبَ لِعِیَالِهِ مَا یَکُفُّ بِهِ وُجُوهَهُمْ عَنِ النَّاسِ وَ تَدْرِی مَا التَّهَجُّدُ بِاللَّیْلِ وَ النَّاسُ نِیَامٌ قَالَ اللَّهُ وَ رَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ مَنْ لَمْ یَنَمْ حَتَّی یُصَلِّیَ الْعِشَاءَ الْآخِرَةَ وَ یَعْنِی بِالنَّاسِ نِیَامٌ الْیَهُودَ وَ النَّصَارَی فَإِنَّهُمْ یَنَامُونَ فِیمَا بَیْنَهُمَا(1).

**[ترجمه]تفسیر قمی: امام صادق علیه السّلام از پدرانش روایت می کند که علی علیه السّلام فرمود: رسول خدا صلی اللَّه علیه و اله فرمودند: هنگامی که مرا به آسمان ها بردند، وارد بهشت شدم و در آنجا قصری از یاقوت سرخ را مشاهده کردم که باطن آن هم از بیرون مشاهده می شد. آن یاقوت بسیار پر نور و درخشنده بود. در این قصر دو قبه از در و زبرجد دیده می شد. گفتم: ای جبرئیل! این قصر متعلق به کیست؟ فرمود: آن برای کسی است که سخن های خوب بگوید، و روزه داشته باشد و طعام به مردم بدهد و در شب ها هنگامی که مردم خواب هستند نماز بگذارد. علی علیه السّلام فرمود: یا رسول اللَّه! در امت تو کسانی هستند که طاقت این اعمال را داشته باشند؟ فرمود: می دانی که مقصود از خوب سخن گفتن چیست؟ گفتم خدا و رسول داناتر می باشند. فرمود: کسی که همه ماه رمضان را روزه داشته باشد و صبر کند. می دانی مقصود از اطعام چیست؟ گفتم: خدا و رسول داناتر می باشند. فرمود: هر کس که برای عیال خود هزینه زندگی تهیه کند و آنها را نیازمند مردم نگرداند. می دانی تهجد چیست؟ گفتم: خدا و رسول داناتر می باشند. فرمود: کسی که به خواب نرود تا نماز عشاء را بخواند، زیرا یهود و نصاری در آن وقت در خواب هستند. - . تفسیر القمّیّ: 19 -

**[ترجمه]

وَ إِذَا أَمْسَکَ أَمْسَکْنَا(1).

**[ترجمه]تفسیر قمی: حضرت رسول خدا صلی الله علیه و آله فرمود: چون شب معراج به آسمان ها پرواز کردم، وارد بهشت شدم. سپس زمین همواری را دیدم که در آن زمین فرشتگان بقعه ای می ساختند؛ یک خشت از طلا و یکی از نقره. پرسیدم: چرا گاهی مشغول کار هستید و گاهی هم بیکار؟ گفتند: منتظر مصالح هستیم. پرسیدم: از کجا مصالح ساختمانی برای شما می آید؟ گفتند: مصالح ساختمانی ما گفتن مؤمن سبحان اللَّه و الحمد للَّه و لا اله الا اللَّه و اللَّه اکبر است و هر گاه این ذکر را بگوید، ما مشغول ساختن بقعه می شویم و هر گاه از این ذکر خاموش شود، ما هم بیکار می ایستیم. - . تفسیر قمی: 413 -

**[ترجمه]

مَا یَحُجُّونَ بِهِ وَ لَیْسَ لَنَا وَ لَهُمْ مَا یَتَصَدَّقُونَ بِهِ وَ لَیْسَ لَنَا وَ لَهُمْ مَا یُجَاهِدُونَ بِهِ وَ لَیْسَ لَنَا فَقَالَ صلی الله علیه و آله مَنْ کَبَّرَ اللَّهَ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی مِائَةَ مَرَّةٍ کَانَ أَفْضَلَ مِنْ عِتْقِ مِائَةِ رَقَبَةٍ وَ مَنْ سَبَّحَ اللَّهَ مِائَةَ مَرَّةٍ کَانَ أَفْضَلَ مِنْ سِیَاقِ مِائَةِ بَدَنَةٍ وَ مَنْ حَمَّدَ اللَّهَ مِائَةَ مَرَّةٍ کَانَ أَفْضَلَ مِنْ حُمْلَانِ مِائَةِ فَرَسٍ فِی سَبِیلِ اللَّهِ بِسُرُجِهَا وَ لُجُمِهَا وَ رُکُبِهَا وَ مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مِائَةَ مَرَّةٍ کَانَ أَفْضَلَ النَّاسِ عَمَلًا ذَلِکَ الْیَوْمَ إِلَّا مَنْ زَادَ قَالَ فَبَلَغَ ذَلِکَ الْأَغْنِیَاءَ فَصَنَعُوهُ قَالَ فَعَادُوا إِلَی النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله فَقَالُوا یَا رَسُولَ اللَّهِ قَدْ بَلَغَ الْأَغْنِیَاءَ مَا قُلْتَ فَصَنَعُوهُ فَقَالَ علیه السلام ذلِکَ فَضْلُ اللَّهِ یُؤْتِیهِ مَنْ یَشاءُ(1).

ثو، [ثواب الأعمال] ابن المتوکل عن السعدآبادی عن البرقی: مثله (2).

**[ترجمه]امالی صدوق: علی علیه السلام فرمود: فقراء نزد رسول خدا صلی الله علیه و آله آمدند و گفتند: یا رسول اللَّه! توانگران دارند آنچه بدان بنده آزاد کنند و ما نداریم و آنچه بدان حج کنند و ما نداریم و آنچه صدقه دهند و ما نداریم، آنچه بدان جهاد کنند و ما نداریم. فرمود: هر که صد بار اللَّه اکبر گوید، بهتر از آزاد کردن صد بنده است و هر که صد بار تسبیح خدا گوید، بهتر از قربانی صد شتر است و هر که صد بار حمد خدا گوید، بهتر از تقدیم صد اسب است در راه خدا با زین و مهار و سوار آنها و هر که صد بار لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ گوید، در آن روز کردارش از همه مردم بهتر باشد، جز کسی که بیفزاید. گفت: این خبر به توانگران رسید، آنها هم چنان کردند. فقراء خدمت پیغمبر برگشتند و گفتند: یا رسول اللَّه! آنچه دستور دادی به توانگران رسیده و عمل کردند. فرمود: این فضل خداست، به هر که خواهد بدهد. - . أمالی صدوق: 43 -

مثل این روایت را ثواب الأعمال نیز نقل کرده است. - . ثواب الأعمال: 9 -

**[ترجمه]

**[ترجمه]ثواب الأعمال: امام صادق علیه السّلام روایت کرده است که رسول خدا صلّی اللَّه علیه و آله و سلّم به یاران خود رو کرده فرمود: برای خود سپر تهیّه کنید! عرض کردند: ای رسول خدا! آیا دشمنی تهدیدمان می کند؟! فرمود: نه! بلکه از آتش دوزخ، بگوئید: سبحان اللَّه و الحمد للَّه و لا اله الّا اللَّه و اللَّه اکبر. - . ثواب الأعمال: 11 -

**[ترجمه]

علیه السلام وَ لَذِکْرُ اللَّهِ أَکْبَرُ قَالَ ذِکْرُ اللَّهِ عِنْدَ مَا أَحَلَّ أَوْ حَرَّمَ وَ شِبْهِ هَذِهِ وَ مُؤَخَّرَاتٌ (1).

**[ترجمه]تفسیرعیاشی: امام صادق علیه السلام فرمود: رسول خدا صلی الله علیه و آله و سلم می­فرمود: سپرهای خود را برگیرید. پرسیدند: ای رسول خدا! آیا دشمن حمله کرده است؟ فرمود: نه سپرهای خود را در مقابل آتش برگیرید. سئوال کردند: چه سپری در مقابل آتش، کارساز است؟ فرمود: سبحان الله و الحمد لله و لا إله إلا الله و الله اکبر. این تسبیحات روز قیامت می­آیند، در حالی که برخی در جلوی انسان و برخی در پشت سر او قرار می گیرند و وی را نجات می بخشند و این اذکار همان باقیات صالحات هستند. سپس امام فرمود: «وَ لَذِکْرُ اللَّهِ أَکْبَر» {و یاد خداوند بالاتر است{ فرمود: یعنی در حلال و حرام، خداوند عز و جل را به یاد داشته باشید. و امثال این، اعمالی هستند که در روز قیامت از پشت سر انسان، او را مورد حمایت قرار می­دهند. - . تفسیر العیّاشیّ 2 : 327

-

**[ترجمه]

وَ فَرْعُهُ فِی السَّمَاءِ قَالُوا بَلَی یَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ یَقُولُ أَحَدُکُمْ إِذَا فَرَغَ مِنَ الصَّلَاةِ الْفَرِیضَةِ ثَلَاثِینَ مَرَّةً- سُبْحَانَ اللَّهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اللَّهُ أَکْبَرُ فَإِنَّ أَصْلَهُنَّ فِی الْأَرْضِ وَ فَرْعَهُنَّ فِی السَّمَاءِ وَ هُنَّ یَدْفَعْنَ الْهَدْمَ وَ الْغَرَقَ وَ الْحَرَقَ وَ التَّرَدِّیَ فِی الْبِئْرِ وَ أَکْلَ السَّبُعِ وَ مِیتَةَ السَّوْءِ وَ الْبَلِیَّةَ الَّتِی تُنْزَلُ مِنَ السَّمَاءِ عَلَی الْعَبْدِ فِی ذَلِکَ الْیَوْمِ وَ هُنَّ الْبَاقِیَاتُ الصَّالِحَاتُ.

وَ قَالَ علیه السلام: مَنْ قَالَ حِینَ یَدْخُلُ السُّوقَ سُبْحَانَ اللَّهِ وَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِیکَ لَهُ لَهُ الْمُلْکُ وَ لَهُ الْحَمْدُ- یُحْیِی وَ یُمِیتُ وَ هُوَ عَلی کُلِّ شَیْ ءٍ قَدِیرٌ أُعْطِیَ مِنَ الْأَجْرِ بِعَدَدِ مَا خَلَقَ اللَّهُ إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ.

عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ: مَنْ قَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ مِنْ غَیْرِ تَعَجُّبٍ خَلَقَ اللَّهُ مِنْهَا طَائِراً لَهُ لِسَانٌ وَ جَنَاحَانِ یُسَبِّحُ اللَّهَ عَنْهُ فِی الْمُسَبِّحِینَ حَتَّی تَقُومَ السَّاعَةُ وَ مِثْلُ ذَلِکَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اللَّهُ أَکْبَرُ(1).

**[ترجمه]جامع الاخبار: رسول خدا صلی اللَّه علیه و آله و سلم فرمود: سبحان اللَّه و الحمد للَّه و لا اله الا اللَّه و اللَّه اکبر سید تسبیحات است. پس هر که گوید در هر روز یک بار، بهتر باشد از برای وی از آزاد کردن بنده و بهتر باشد از برای وی از ده هزار اسب که بفرستد آن را در راه خدا و برنخیزد از مکان خود الّا آمرزیده و پاداش بدهد خدا به او به هر حرفی شهری.

و حضرت رسول صلی اللَّه علیه و آله فرمود: هر که صد بار سبحان اللَّه و الحمد للَّه و لا اله الا اللَّه و اللَّه اکبر بگوید، خدا او را در دیوان صدّیقان بنویسد و او را به هر حرفی نوری بر صراط باشد و در بهشت رفیق خضر علیه السلام باشد.

و حضرت رسول صلی اللَّه علیه و آله فرمود: هر کس بگوید سبحان اللَّه، برای او بهتر است از کوه طلا که هزینه کند در راه خدا و الحمد للَّه بهتر است از کوهی نقره که صرف شود در راه خدا و لا اله الّا اللَّه بهتر است از دنیا و هر چیز که در دنیاست که پیش فرستد آن را مردی نزد خدا و اللَّه اکبر بهتر است از آزاد کردن هزار بنده. پس هر که در هر روز صد بار سبحان اللَّه و الحمد للَّه و لا اله الّا اللَّه و اللَّه اکبر بگوید، خداوند حرام گرداند بدن او را در برابر آتش.

ابن عباس روایت کرده است که فقرا به خدمت رسول خدا صلی الله علیه و آله آمدند و عرض کردند: یا رسول اللَّه! همانا ثروتمندان نماز می خوانند همان گونه که ما می خوانیم و روزه می گیرند مانند ما و اموالی دارند که با آن بنده آزاد کرده و صدقه می دهند. حضرت فرمودند: هنگامی که نماز می خوانید بگوئید: سی و سه مرتبه سُبْحَانَ اللَّهِ و سی و سه مرتبه الْحَمْدُ لِلَّهِ و سی و چهار مرتبه اللَّهُ أَکْبَرُ و ده مرتبه لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ که در این صورت هر به هر کسی که بر شما سبقت گرفته است خواهید رسید و پس از آن نیز کسی از شما سبقت نخواهد گرفت.

و پیامبر صلی الله علیه و آله فرمود: دو کار است که هر مسلمانی انجام دهد وارد بهشت می شود: یکی آن که بعد از هر نماز سی و سه بار سبحان الله و سی و سه بار الحمدلله و سی و چهار بار الله اکبر بگوید و دیگر آن که هنگام خوابیدن ده بار سبحان الله و ده بار الحمدلله و ده بار الله اکبر بگوید.

امام صادق علیه السّلام فرمودند: روزی رسول خدا صلّی اللَّه علیه و آله و سلّم به یاران خود فرمود: آیا اگر تمام لباس و اثاث خود را بر روی هم قرار دهید، به آسمان خواهد رسید؟! عرض کردند: نه، ای رسول خدا. فرمود: می خواهید شما را به چیزی راهنمائی کنم که ریشه اش در زمین و شاخه های آن در آسمان باشد؟! عرض کردند: آری! فرمود: هر یک از شما پس از نماز واجب سی مرتبه سبحان اللَّه و الحمد للَّه و لا اله الّا اللَّه و اللَّه اکبر بگوید، به درستی که این ذکرها ریشه در زمین و شاخه در آسمان دارند، و گوینده آن ها از زیر آوار رفتن، سوختن، غرق شدن، در چاه افتادن، طعمه درندگان شدن، مردن هراسناک و هر بلائی که در آن روز بر بندگان خدا مقرّر شده است حفظ می کند؛ و این ها همان باقیات و صالحات است (که خداوند در قرآن کریم به آن نوید داده).

پیامبر خدا صلی الله علیه و آله فرموده: اگر کسی هنگام ورود به بازار بگوید: سبحان اللَّه، و الحمد اللَّه، و لا الّا اللَّه وحده لا شریک له، له الملک، و له الحمد، یحیی و یمیت، و هو حیّ لا یموت، بیده الخیر، و هو علی کلّ شی ء قدیر، خدای روز قیامت به اندازه همه آفریده ها به او پاداش می دهد.

امام باقر علیه السّلام فرمودند: کسی که بدون تعجب سبحان اللَّه بگوید، خداوند از این ذکر پرنده ای با دو زبان و دو بال می آفریند که در میان تسبیح کنندگان خداوند تا روز قیامت از جانب او خداوند را تسبیح می کند. الحمد للَّه و لا اله الّا اللَّه و اللَّه اکبر نیز همین طور است. - . جامع الأخبار: 61 -

**[ترجمه]

وَ عَنِ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله: التَّسْبِیحُ نِصْفُ الْمِیزَانِ وَ الْحَمْدُ یَمْلَؤُهُ وَ التَّکْبِیرُ یَمْلَأُ مَا بَیْنَ السَّمَاءِ وَ الْأَرْضِ.

**[ترجمه]دعوات راوندی: در معراج پیامبر صلی الله علیه و آله حضرت بر ابراهیم خلیل الرحمن علیه السلام گذشت و از پشت سر رسول خدا صلی الله علیه و آله را صدا زد و گفت: ای محمد! از جانب من به امتت سلام برسان و به آنان خبر بده که بهشت آبش گوارا و خاکش پاکیزه است؛ زمین های هموار آن بسیار سفید است. درختکاری در آن با سبحان الله و الحمد لله و لا اله الا الله و الله اکبر و لا حول و لا قوة الا بالله است؛ به امتت امر کن که زیاد درخت بکارند.

و از پیامبر صلی الله علیه و آله نقل شده که فرمود: تسبیح خدا گفتن نصف میزان عمل است و حمد خدا آن را پر می کند و تکبیر خدا گفتن، بین آسمان و زمین را پر می کند. - . دعوات راوندی: 46 -

**[ترجمه]

الأنبیاء: یُسَبِّحُونَ اللَّیْلَ وَ النَّهارَ لا یَفْتُرُونَ (1)

النور: یُسَبِّحُ لَهُ فِیها بِالْغُدُوِّ وَ الْآصالِ (2)

الصافات: فَلَوْ لا أَنَّهُ کانَ مِنَ الْمُسَبِّحِینَ- لَلَبِثَ فِی بَطْنِهِ إِلی یَوْمِ یُبْعَثُونَ (3)

السجدة: فَإِنِ اسْتَکْبَرُوا فَالَّذِینَ عِنْدَ رَبِّکَ یُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّیْلِ وَ النَّهارِ وَ هُمْ لا یَسْأَمُونَ (4)

الزخرف: سُبْحانَ رَبِّ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا یَصِفُونَ (5)

ق: وَ سَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّکَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَ قَبْلَ الْغُرُوبِ وَ مِنَ اللَّیْلِ فَسَبِّحْهُ وَ أَدْبارَ السُّجُودِ(6)

الطور: وَ سَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّکَ حِینَ تَقُومُ وَ مِنَ اللَّیْلِ فَسَبِّحْهُ وَ إِدْبارَ النُّجُومِ (7)

الواقعة: فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّکَ الْعَظِیمِ (8)

الحشر: سَبَّحَ لِلَّهِ ما فِی السَّماواتِ وَ ما فِی الْأَرْضِ وَ هُوَ الْعَزِیزُ الْحَکِیمُ (9)

الحاقة: فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّکَ الْعَظِیمِ (10)

الأعلی: سَبِّحِ اسْمَ رَبِّکَ الْأَعْلَی الَّذِی خَلَقَ فَسَوَّی (11)

النصر: فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّکَ (12).

**[ترجمه] _ وَ یُسَبِّحُونَهُ وَ لَهُ یَسْجُدُونَ . - . أعراف / 406 -

}و او را به پاکی می ستایند و برای او سجده می کنند.}

_ دَعْواهُمْ فِیها سُبْحانَکَ اللَّهُمَ . - . یونس / 10 -

}نیایش آنان در آنجا سبحانک اللّهم [خدایا! تو پاک و منزّهی ]{

_ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّکَ وَ کُنْ مِنَ السَّاجِدِینَ. - . حجر/ 98 -

}پس با ستایش پروردگارت تسبیح گوی و از سجده کنندگان باش.{

_ وَ یَقُولُونَ سُبْحانَ رَبِّنا إِنْ کانَ وَعْدُ رَبِّنا لَمَفْعُولًا. - . أسری / 108 -

{ و می گویند: منزّه است پروردگار ما، که وعده پروردگار ما قطعاً انجام شدنی است.{

_ کَیْ نُسَبِّحَکَ کَثِیراً. - . طه / 33 -

}تا تو را فراوان تسبیح گوییم.}

_ یُسَبِّحُونَ اللَّیْلَ وَ النَّهارَ لا یَفْتُرُونَ . - . أنبیاء / 20 -

{شبانه روز، بی آنکه سستی ورزند، نیایش می کنند.}

_ یُسَبِّحُ لَهُ فِیها بِالْغُدُوِّ وَ الْآصالِ . - . نور / 36 -

}در آن [خانه ]ها هر بامداد و شامگاه او را نیایش می کنند.}

_ فَلَوْ لا أَنَّهُ کانَ مِنَ الْمُسَبِّحِینَ * لَلَبِثَ فِی بَطْنِهِ إِلی یَوْمِ یُبْعَثُونَ . - . صافّات / 143 _ 144 -

}و اگر او از زمره تسبیح کنندگان نبود، قطعاً تا روزی که برانگیخته می شوند، در شکم آن [ماهی ] می ماند.}

_ فَإِنِ اسْتَکْبَرُوا فَالَّذِینَ عِنْدَ رَبِّکَ یُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّیْلِ وَ النَّهارِ وَ هُمْ لا یَسْأَمُونَ . - . سجدة / 38 -

{پس اگر کبر ورزیدند، کسانی که در پیشگاه پروردگارِ تواَند شبانه روز او را نیایش می کنند و خسته نمی شوند.}

_ سُبْحانَ رَبِّ السَّماواتِ وَ الْأَرْضِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا یَصِفُونَ . - . زخرف / 82 -

{پروردگار آسمان ها و زمین [و] پروردگار عرش، از آنچه وصف می کنند منزّه است.{

_ وَ سَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّکَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَ قَبْلَ الْغُرُوبِ وَ مِنَ اللَّیْلِ فَسَبِّحْهُ وَ أَدْبارَ السُّجُودِ. - . ق / 39 -

{و پیش از بر آمدن آفتاب و قبل از فرو شدن آن، با ستایش پروردگارت [او را] تسبیح گوی، و برخی از ساعات شب و حوالی روز را به نیایش پرداز، باشد که خشنود گردی.}

_ وَ سَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّکَ حِینَ تَقُومُ * وَ مِنَ اللَّیْلِ فَسَبِّحْهُ وَ إِدْبارَ النُّجُومِ . - . طور / 48 _ 49 -

{و هنگامی که [از خواب ] بر می خیزی به نیایش پروردگارت تسبیح گوی. و [نیز] پاره ای از شب، و در فروشدن ستارگان تسبیح گویِ او باش.} _ فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّکَ الْعَظِیمِ . - . واقعة / 74 -

{پس به نام پروردگار بزرگت تسبیح گوی .}

_ سَبَّحَ لِلَّهِ ما فِی السَّماواتِ وَ ما فِی الْأَرْضِ وَ هُوَ الْعَزِیزُ الْحَکِیمُ . - . حشر / 1 و حدید / 1 و صف / 1 -

{آنچه در آسمان ها و در زمین است تسبیح گویِ خدای هستند، و اوست شکست ناپذیر سنجیده کار.}

_ فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّکَ الْعَظِیمِ . - . حاقّة / 52 -

{پس به [پاس ] نام پروردگار بزرگت تسبیح گوی.}

_ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّکَ الْأَعْلَی * الَّذِی خَلَقَ فَسَوَّی . - . أعلی / 1- 2 -

{نام پروردگار والایِ خود را به پاکی بستای.}

_ فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّکَ . - . نصر / 3 -

{پس به ستایش پروردگارت نیایشگر باش.}

**[ترجمه]

**[ترجمه]توحید: - . توحید: 230 - هشام بن حکم گفت: از حضرت صادق علیه السلام درباره سبحان اللَّه سؤال کردم. فرمود: یعنی کلمه ای است که عار داشتن خدا را می فهماند از آنچه لائق به او نباشد. - . معانی الأخبار: 9 -

**[ترجمه]

سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِیمِ ثَلَاثِینَ مَرَّةً اسْتَقْبَلَ الْغِنَی وَ اسْتَدْبَرَ الْفَقْرَ وَ قَرَعَ بَابَ الْجَنَّةِ(1).

**[ترجمه]امالی صدوق: امام صادق علیه السلام فرمود: هر که سی بار گوید سبحان اللَّه و بحمده سبحان اللَّه العظیم و بحمده، رو به توانگری کرده و پشت به فقر داده و در بهشت را کوبیده است - . أمالی صدوق: 169 -

**[ترجمه]

سُبْحَانَ رَبِّیَ الْأَعْلَی وَ فِی حِجَابِ الْعَظَمَةِ أَحَدَ عَشَرَ أَلْفَ سَنَةٍ وَ هُوَ یَقُولُ- سُبْحَانَ عَالِمِ السِّرِّ وَ فِی حِجَابِ الْمِنَّةِ عَشْرَةَ آلَافِ سَنَةٍ وَ هُوَ یَقُولُ- سُبْحَانَ مَنْ هُوَ قَائِمٌ لَا یَلْهُو وَ فِی حِجَابِ الرَّحْمَةِ تِسْعَةَ آلَافِ سَنَةٍ وَ هُوَ یَقُولُ- سُبْحَانَ الرَّفِیعِ الْأَعْلَی وَ فِی حِجَابِ السَّعَادَةِ ثَمَانِیَةَ آلَافِ سَنَةٍ وَ هُوَ یَقُولُ- سُبْحَانَ مَنْ هُوَ دَائِمٌ لَا یَسْهُو وَ فِی حِجَابِ الْکَرَامَةِ سَبْعَةَ آلَافِ سَنَةٍ وَ هُوَ یَقُولُ- سُبْحَانَ مَنْ هُوَ غَنِیٌّ لَا یَفْتَقِرُ وَ فِی حِجَابِ الْمَنْزِلَةِ سِتَّةَ آلَافِ سَنَةٍ وَ هُوَ یَقُولُ- سُبْحَانَ الْعَلِیمِ الْکَرِیمِ وَ فِی حِجَابِ الْهِدَایَةِ خَمْسَةَ آلَافِ سَنَةٍ وَ هُوَ یَقُولُ- سُبْحَانَ ذِی الْعَرْشِ الْعَظِیمِ وَ فِی حِجَابِ النُّبُوَّةِ أَرْبَعَةَ آلَافِ سَنَةٍ وَ هُوَ یَقُولُ سُبْحَانَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا یَصِفُونَ وَ فِی حِجَابِ الرَّفْعَةِ ثَلَاثَةَ آلَافِ سَنَةٍ وَ هُوَ یَقُولُ- سُبْحَانَ ذِی الْمُلْکِ وَ الْمَلَکُوتِ وَ فِی حِجَابِ الْهَیْبَةِ أَلْفَیْ سَنَةٍ وَ هُوَ یَقُولُ- سُبْحَانَ اللَّهِ وَ بِحَمْدِهِ وَ فِی حِجَابِ الشَّفَاعَةِ أَلْفَ سَنَةٍ وَ هُوَ یَقُولُ- سُبْحَانَ رَبِّیَ الْعَظِیمِ وَ بِحَمْدِهِ ثُمَّ أَظْهَرَ اسْمَهُ عَلَی اللَّوْحِ فَکَانَ عَلَی اللَّوْحِ مُنَوَّراً أَرْبَعَةَ آلَافِ سَنَةٍ ثُمَّ أَظْهَرَهُ عَلَی الْعَرْشِ فَکَانَ عَلَی سَاقِ الْعَرْشِ مُثْبَتاً سَبْعَةَ آلَافِ سَنَةٍ إِلَی أَنْ وَضَعَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِی صُلْبِ آدَمَ (1).

**[ترجمه]معانی الاخبار: امام صادق علیه السّلام از پدرانش از حضرت علیّ بن أبی طالب علیهم السّلام روایت نموده که آن حضرت فرمود :همانا نور محمّد صلی اللَّه علیه و آله را دوازده هزار سال در حجاب قدرت نگاه داشت و او همواره می فرمود: سُبْحَانَ رَبِّیَ الْأَعْلَی (منزّه است پروردگار والامقام من) و یازده هزار سال در حجاب عظمت نگه داشت که می فرمود: سُبْحَانَ عَالِمِ السِّرِّ (پاک است دانای راز پنهان) و ده هزار سال او را در حجاب منّت نگهداشت که می فرمود: سُبْحَانَ مَنْ هُوَ قَائِمٌ لَا یَلْهُو (پاک و منزّه است خدائی که پایدار است، و کارش بیهوده نیست) و نه هزار سال نیز در حجاب رحمت، که می فرمود: سُبْحَانَ الرَّفِیعِ الْأَعْلَی (پاک و منزّه است خدای بلند مرتبه و برتر)، و هشت هزار سال هم در حجاب سعادت، که می فرمود: سُبْحَانَ مَنْ هُوَ دَائِمٌ لَا یَسْهُو (پاک و منزّه است پروردگاری که پاینده است و اشتباه نمی کند)، و هفت هزار سال در حجاب کرامت نگهداشت که می فرمود: سُبْحَانَ مَنْ هُوَ غَنِیٌّ لَا یَفْتَقِرُ (پاک و منزّه است آن خدائی که بی نیاز است و هرگز محتاج نگردد) و شش هزار سال نیز در حجاب منزلت، که می فرمود: سُبْحَانَ الْعَلِیمِ الْکَرِیمِ (پاک و منزّه است خدای من که برتر است و بخشنده) و پنج هزار سال هم در حجاب هدایت، که می فرمود: سُبْحَانَ ذِی الْعَرْشِ الْعَظِیمِ (پاک و منزّه است پروردگار عرش بزرگ) و چهار هزار سال در حجاب نبوّت نگه داشت که که می فرمود: سُبْحَانَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا یَصِفُونَ (پروردگار مقتدر و بی همتا از توصیف جاهلانه و ناروای مشرکان منزّه است) و سه هزار سال در حجاب رفعت، که می فرمود: سُبْحَانَ ذِی الْمُلْکِ وَ الْمَلَکُوتِ (پاک و منزّه است خدائی که صاحب ملک و ملوک است) و دو هزار سال در حجاب هیبت نگاه داشت که می فرمود: سُبْحَانَ اللَّهِ وَ بِحَمْدِهِ (پاک و منزّه است خدا و من به ستایش او مونسم) و هزار سال هم در حجاب شفاعت، که می فرمود: سُبْحَانَ رَبِّیَ الْعَظِیمِ وَ بِحَمْدِهِ (پاک و منزّه است پروردگار بزرگ، و من به ستایش او مشغولم). سپس خداوند نام خود را که نور درخشانی بود بر لوح هویدا ساخت و تا چهار هزار سال آنجا بود، و بعد از آن بر تارک عرش آشکار ساخت و هفت هزار سال نیز آنجا بود، تا آن را در پشت آدم نهاد. - . معانی الأخبار: 306 -

**[ترجمه]

حَتَّی انْتَهَی قَرْنُهُ إِلَی الْعَرْشِ وَ هُوَ یَقُولُ سُبْحَانَکَ رَبِّی وَ لِذَلِکَ الدِّیکِ جَنَاحَانِ إِذَا نَشَرَهُمَا جَاوَزَ الْمَشْرِقَ وَ الْمَغْرِبَ فَإِذَا کَانَ فِی آخِرِ اللَّیْلِ نَشَرَ جَنَاحَیْهِ وَ خَفَقَ بِهِمَا وَ صَرَخَ بِالتَّسْبِیحِ وَ هُوَ یَقُولُ سُبْحَانَ اللَّهِ الْمَلِکِ الْقُدُّوسِ الْکَبِیرِ الْمُتَعَالِ الْقُدُّوسِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَیُّ الْقَیُّومُ فَإِذَا فَعَلَ ذَلِکَ سَبَّحَتْ دِیَکَةُ الْأَرْضِ کُلُّهَا وَ خَفَقَتْ بِأَجْنِحَتِهَا وَ أَخَذَتْ فِی الصُّرَاخِ فَإِذَا سَکَنَ ذَلِکَ الدِّیکُ فِی السَّمَاءِ سَکَنَتِ الدِّیَکَةُ فِی الْأَرْضِ فَإِذَا کَانَ فِی بَعْضِ السَّحَرِ نَشَرَ جَنَاحَیْهِ فَجَاوَزَ الْمَشْرِقَ وَ الْمَغْرِبَ وَ خَفَقَ بِهِمَا وَ صَرَخَ بِالتَّسْبِیحِ- سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَظِیمِ سُبْحَانَ اللَّهِ الْعَزِیزِ الْقَهَّارِ سُبْحَانَ اللَّهِ ذِی الْعَرْشِ الْمَجِیدِ سُبْحَانَ اللَّهِ ذِی الْعَرْشِ الرَّفِیعِ فَإِذَا فَعَلَ ذَلِکَ سَبَّحَتْ دِیَکَةُ الْأَرْضِ فَإِذَا هَاجَ هَاجَتِ الدِّیَکَةُ فِی الْأَرْضِ تُجَاوِبُهُ بِالتَّسْبِیحِ وَ التَّقْدِیسِ لِلَّهِ تَعَالَی وَ لِذَلِکَ الدِّیکِ رِیشٌ أَبْیَضُ کَأَشَدِّ بَیَاضٍ رَأَیْتَهُ قَطُّ وَ لَهُ زَغَبٌ أَخْضَرُ تَحْتَ رِیشِهِ الْأَبْیَضِ کَأَشَدِّ خُضْرَةٍ رَأَیْتَهَا قَطُّ فَمَا زِلْتُ مُشْتَاقاً إِلَی أَنْ أَنْظُرَ إِلَی رِیشِ ذَلِکَ الدِّیکِ (1).

**[ترجمه]توحید: رسول خدا صلی الله علیه و آله فرمود: خدای تبارک و تعالی خروسی دارد که پاهایش در زیر زمین هفتم و سرش در کنار عرش است و گردن خود را به زیر عرش خم می کند. و خداوند یکی از فرشتگان را چنان آفریده که پاهایش در زیر زمین هفتم است و به اندازه کشش زمین ها قد کشیده تا از آن ها سر برآورده و به افق آسمان رسیده و از آن نیز بالاتر رفته تا شاخش به عرش رسیده است و می گوید: «سبحانک ربی» یعنی پاک و منزه می شمارم تو را ای پروردگار من از آنچه لائق به شان تو نباشد. و آن خروس دارای دو بال است که وقتی آن ها را می گشاید، از مشرق و مغرب می گذرد. چون آخر شب فرا رسد، بال هایش را می گشاید و به هم می زند و صدا به تسبیح بلند می کند و می گوید: سُبْحَانَ اللَّهِ الْمَلِکِ الْقُدُّوسِ الْکَبِیرِ الْمُتَعَالِ الْقُدُّوسِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَیُّ الْقَیُّومُ. چون پاسی از سحر فرا رسد باز بال گشاید و بال هایش از مشرق و مغرب بگذرد و بال زند و صدا به تسبیح بلند کند و گوید: سبحان الله العظیم، سبحان الله العزیز القهار، سبحان الله ذی العرش المجید، سبحان الله رب العرش الرفیع. وقتی چنین کند، خروس های زمین نیز تسبیح گویند، و هرگاه او بجنبد، خروس های زمین هم بجنبند و او را با تسبیح و تقدس خداوند پاسخ گویند. آن خروس پر سپیدی دارد که تا حال به آن سپیدی ندیده ام، و زیر آن پر سپید، پر سبزی دارد که تا حال به آن سبزی ندیده ام، و پیوسته مشتاق هستم که به پر آن خروس بنگرم. - . توحید: 202 -

**[ترجمه]

صُورَةِ دِیکٍ أَبَحَ (1) أَشْهَبَ بَرَاثِنُهُ فِی الْأَرَضِینَ السَّابِعَةِ السُّفْلَی وَ عُرْفُهُ مُثَنًّی تَحْتَ الْعَرْشِ لَهُ جَنَاحَانِ جَنَاحٌ فِی الْمَشْرِقِ وَ جَنَاحٌ فِی الْمَغْرِبِ وَاحِدٌ مِنْ نَارٍ وَ الْآخَرُ مِنْ ثَلْجٍ فَإِذَا حَضَرَ وَقْتُ الصَّلَاةِ قَامَ عَلَی بَرَاثِنِهِ ثُمَّ رَفَعَ عُنُقَهُ مِنْ تَحْتِ الْعَرْشِ ثُمَّ صَفَقَ بِجَنَاحَیْهِ کَمَا تَصْفِقُ الدُّیُوکُ فِی مَنَازِلِکُمْ فَلَا الَّذِی مِنَ النَّارِ یُذِیبُ الثَّلْجَ وَ لَا الَّذِی مِنَ الثَّلْجِ یُطْفِئُ النَّارَ فَیُنَادِی أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِیکَ لَهُ وَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّداً سَیِّدُ النَّبِیِّینَ وَ أَنَّ وَصِیَّهُ سَیِّدُ الْوَصِیِّینَ وَ أَنَّ اللَّهَ سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الْمَلَائِکَةِ وَ الرُّوحِ قَالَ فَتَخْفِقُ الدِّیَکَةُ بِأَجْنِحَتِهَا فِی مَنَازِلِکُمْ فَتُجِیبُهُ عَنْ قَوْلِهِ وَ هُوَ قَوْلُهُ عَزَّ وَ جَلَّ- وَ الطَّیْرُ صَافَّاتٍ کُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاتَهُ وَ تَسْبِیحَهُ (2) مِنَ الدِّیَکَةِ فِی الْأَرْضِ (3).

**[ترجمه]توحید: امیر المؤمنین علیه السلام فرمود: خدای تبارک و تعالی فرشتگان را در صورت های پراکنده و مختلف آفریده است. بدان و آگاه باش که خدای تبارک و تعالی را فرشته ای است در صورت خروس صدا کننده سیاه و سفید که انگشتانش در زمین های هفتم پائین تر است و بالش در زیر عرش دو تا شده و آن را دو بال است؛ یک بال در مشرق و یک بال در مغرب و یکی از آتش و دیگری از برف است. و چون وقت نماز حاضر شود، بر انگشتانش بایستد و گردنش را از زیر عرش بلند کند بعد از آن با ل های خود را بر هم زند، چنان که خروس ها در منزل های شما بال ها را بر هم می زنند. پس نه آن بالی که از آتش است برف را می گدازد و نه آن بالی که از برف است آتش را فرو می نشاند، و آواز می کند که اشهد ان لا اله الا الله وحده لا شریک له و اشهد ان محمدا سید النبیین و ان وصیه سید الوصیین و ان الله سبوح قدوس رب الملائکة و الروح . یعنی گواهی می دهم به اینکه نیست خدائی مگر خدا در حالی که تنها است و شریکی از برایش نیست و گواهی می دهم به اینکه محمد سید و بزرگ پیغمبران است و به اینکه وصیش سید اوصیاء ایشان است و به اینکه خدا پاک است از هر بدی و به غایت پاک و پاکیزه و پروردگار فرشتگان و روح است. و حضرت فرمود که پس خروس ها در منزل های شما بال های خود را بر هم می زنند و آن را از گفتارش جواب می دهند. و این معنی قول خدای عز و جل است که «وَ الطَّیْرُ صَافَّاتٍ کُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلاتَهُ وَ تَسْبِیحَهُ » - . نور / 41 - } و پرندگان [نیز] در حالی که در آسمان پر گشوده اند [تسبیح او می گویند]؟ همه ستایش و نیایش خود را می دانند{. و حضرت فرمود: یعنی هر یک از خروس ها که در زمینند. - . توحید: 205 -

**[ترجمه]

عَنْ یُونُسَ بْنِ یَعْقُوبَ قَالَ: قُلْتُ لِأَبِی عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام مَنْ قَالَ سُبْحَانَ اللَّهِ مِائَةَ مَرَّةٍ کَانَ مِمَّنْ ذَکَرَ اللَّهَ کَثِیراً قَالَ نَعَمْ (1).

**[ترجمه]ثواب الأعمال: یونس بن یعقوب نقل می کند که به امام صادق علیه السّلام عرض کردم: آیا کسی که صد بار ذکر سبحان اللَّه بگوید در زمره کسانی است که ذکر خداوند سبحان را بسیار کنند؟! فرمود: بلی. - . ثواب الأعمال: 13 -

**[ترجمه]

**[ترجمه]قصص الانبیاء: امام باقر علیه السلام فرمود: ذو القرنین با ششصد هزار اسب سوار، حج کرد و وقتی داخل حرم شد، برخی از اصحابش او را تا خانه خدا مشایعت کردند. وقتی برگشت، گفت: مردی را دیدم که نورانی تر و وجیه تر از او ندیده بودم! گفتند: او ابراهیم خلیل الرحمان بود؛ ذو القرنین گفت: اسب ها را زین کنید؛ پس در مدت زمانی که یک اسب زین می شود، ششصد هزار اسب را زین کردند و سپس ذو القرنین گفت: نه؛ بلکه ما باید با پای پیاده به سوی خلیل الرحمان علیه السلام برویم؛ پس خود پای پیاده به راه افتاد و اصحاب او نیز راه افتادند تا این که ذو القرنین و ابراهیم علیه السلام با هم ملاقات کردند.

ابراهیم علیه السلام گفت: با چه چیز روزگار را پیمودی؟ گفت: با یازده کلمه: «منزه است کسی که باقی است و فنا نمی پذیرد؛ منزه است کسی که می داند و فراموش نمی کند؛ منزه است کسی که نگهدارنده است و نمی اندازد؛ منزه است کسی که بیناست و تردید نمی کند؛ منزه است کسی که قائم به ذات خویش است و نمی خوابد؛ منزه است کسی که پادشاه است و قصد (سوء به) او نمی شود؛ منزه است کسی که عزیز است و بر او ستم نمی شود؛ منزه است کسی که در پرده است و دیده نمی شود. منزه است کسی که بی نیاز است و خستگی در او راه ندارد؛ منزه است کسی که ایستاده و سرگرم نمی شود؛ منزه است کسی که دوام دارد و اشتباه از او سر نمی زند.» - . قصص الانبیاء: 122 -

**[ترجمه]

الْمَلِکِ الْقُدُّوسِ سُبْحَانَ رَبِّ الْمَلَائِکَةِ وَ الرُّوحِ.

**[ترجمه]از خط شهید رحمه الله نقل شده: در حدیث معراج است که تسبیح اهل آسمان دنیا «منزه است کسی که دارای ملک و ملکوت است»، و تسبیح اهل آسمان دوم، «منزه است کسی که دارای عزت و جبروت است»، و تسبیح اهل آسمان سوم، «منزه است زنده ای که نمی میرد است»، و تسبیح اهل آسمان چهارم، «منزه است خداوند مالک با تقدس، منزه است پروردگار ملائکه و روح» است.

**[ترجمه]

مِنَ الظَّالِمِینَ (1) فَإِنِّی سَمِعْتُ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَقُولُ بِعَقِبِهَا- وَ نَجَّیْناهُ مِنَ الْغَمِّ وَ کَذلِکَ نُنْجِی الْمُؤْمِنِینَ وَ عَجِبْتُ لِمَنْ مُکِرَ بِهِ کَیْفَ لَا یَفْزَعُ إِلَی قَوْلِهِ- أُفَوِّضُ أَمْرِی إِلَی اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِیرٌ بِالْعِبادِ(2) فَإِنِّی سَمِعْتُ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَقُولُ بِعَقِبِهَا- فَوَقاهُ اللَّهُ سَیِّئاتِ ما مَکَرُوا وَ عَجِبْتُ لِمَنْ أَرَادَ الدُّنْیَا وَ زِینَتَهَا کَیْفَ لَا یَفْزَعُ إِلَی قَوْلِهِ- ما شاءَ اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ-(3)

فَإِنِّی سَمِعْتُ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ یَقُولُ بِعَقِبِهَا- إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْکَ مالًا وَ وَلَداً- فَعَسی رَبِّی أَنْ یُؤْتِیَنِ خَیْراً مِنْ جَنَّتِکَ وَ عَسَی مُوجِبَةٌ(4).

**[ترجمه]خصال، امالی صدوق: امام صادق علیه السلام فرمود: در شگفتم از کسی که از چهار چیز می ترسد، چگونه به چهار چیز نگراید؛ شگفتم از آنکه بترسد چگونه نمی گرود به گفته حق که فرمود: حَسْبُنَا اللَّهُ وَ نِعْمَ الْوَکِیل {بس است ما را خدا و چه خوب وکیلی است} که شنیدم خدای عز و جل به دنبالش فرمود: فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَ فَضْلٍ لَمْ یَمْسَسْهُمْ سُوء {با نعمت خدا و فضل او بازگشتند و بد ندیدند.} - .[1] آل عمران / 173 - و در شگفتم برای آنکه اندوهگین است چگونه نگراید به فرموده خدا لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَکَ إِنِّی کُنْتُ مِنَ الظَّالِمِین {نیست معبود حقی جز تو منزهی به راستی من از ستمکارانم} که شنیدم خدای عز و جل دنبالش فرماید: وَ نَجَّیْناهُ مِنَ الْغَمِّ وَ کَذلِکَ نُنْجِی الْمُؤْمِنِین {نجاتش دادیم از غم و همچنین مؤمنان را نجات دهیم.} - . انبیاء / 87 - در شگفتم از آنکه به او مکر و حیله زده می شود، چرا نگراید به گفته حق أُفَوِّضُ أَمْرِی إِلَی اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِیرٌ بِالْعِباد {کار خود را به خدا واگذارم زیرا خدا به بندگان بینا است} زیرا شنیدم خدای عز و جل دنبالش می فرماید: فَوَقاهُ اللَّهُ سَیِّئاتِ ما مَکَرُوا {خدا او را از کردارهای بد آنچه نیرنگ زدند، نگه داشت.} - . غافر / 44 - در شگفتم از کسی که دنیا و زیورش را می خواهد، چرا نگراید به گفته او ما شاءَ اللَّهُ لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّه {آنچه که خدا خواهد هست، نیست توانی جز به خدا} زیرا شنیدم خدای عز و جل دنبالش فرماید: إِنْ تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنْکَ مالًا وَ وَلَداً- فَعَسی رَبِّی أَنْ یُؤْتِیَنِ خَیْراً مِنْ جَنَّتِک {اینکه ببینی من از تو کمتر مال و فرزند دارم امید هست که پروردگارم بهتر از باغت به من بدهد} - . کهف / 39 - و «عسی» در آیه معنای مثبت دارد. - . امالی صدوق : 5 -

**[ترجمه]

خَیْراً مِنْ جَنَّتِکَ وَ یُرْسِلَ عَلَیْها حُسْباناً مِنَ السَّماءِ فَتُصْبِحَ صَعِیداً زَلَقاً أَیْ مُحْتَرِقاً- أَوْ یُصْبِحَ ماؤُها غَوْراً فَوَقَعَ فِیهَا مَا قَالَ الْفَقِیرُ فِی تِلْکَ اللَّیْلَةِ وَ أَصْبَحَ الْغَنِیُ یُقَلِّبُ کَفَّیْهِ عَلی ما أَنْفَقَ فِیها وَ هِیَ خاوِیَةٌ عَلی عُرُوشِها وَ یَقُولُ یا لَیْتَنِی لَمْ أُشْرِکْ بِرَبِّی أَحَداً- وَ لَمْ تَکُنْ لَهُ فِئَةٌ یَنْصُرُونَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَ ما کانَ مُنْتَصِراً وَ هَذِهِ عُقُوبَةُ الْغَنِیِ (1).

**[ترجمه]تفسیر قمی: «وَ اضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً رَجُلَیْنِ جَعَلْنا لِأَحَدِهِما جَنَّتَیْنِ مِنْ أَعْنابٍ وَ حَفَفْناهُما بِنَخْلٍ وَ جَعَلْنا بَیْنَهُما زَرْعاً» - . کهف / 32 - 34 - علی بن ابراهیم می گوید: این آیه درباره مردی نازل شد که دو باغ بسیار با عظمت و بزرگ داشت که بسیار پر محصول بود، چنانچه خدای عز و جل حکایت فرمود و در آن دو باغ، نخل و زراعت و آب بود. و آن مرد، همسایه ای فقیر داشت؛ مرد غنیّ بر آن مرد فقیر فخر می فروخت و به او گفت: «من از نظر ثروت از تو برتر، و از نظر نفرات نیرومندترم. » سپس وارد باغ خود شد و گفت: « من گمان نمی کنم هرگز این باغ نابود شود! و باور نمی کنم قیامت برپا گردد! و اگر به سوی پروردگارم بازگردانده شوم (و قیامتی در کار باشد)، جایگاهی بهتر از این جا خواهم یافت.» مرد فقیر به او گفت: دوست (با ایمان) وی _ در حالی که با او گفتگو می کرد _ گفت: «آیا به خدایی که تو را از خاک، و سپس از نطفه آفرید، و پس از آن تو را مرد کاملی قرار داد، کافر شدی؟ ولیّ من کسی هستم که {«اللّه» پروردگار من است؛ و هیچ کس را شریک پروردگارم قرارنمی دهم!}

سپس فقیر به غنی گفت: پس چرا هنگامی که وارد باغت شدی، نگفتی این نعمتی است که خدا خواسته است؟! قوّت (و نیرویی) جز از ناحیه خدا نیست! و اگر می بینی من از نظر مال و فرزند از تو کمترم (مطلب مهمّی نیست)! سپس فقیر گفت: «شاید پروردگارم بهتر از باغ تو به من بدهد؛ و مجازات حساب شده ای از آسمان بر باغ تو فرو فرستد، به گونه ای که آن را به زمین بی گیاه لغزنده ای مبدّل کند!» زلق یعنی آتش گرفته شده « و یا آب آن در اعماق زمین فرو رود،»؛ پس در همان شب آنچه فقیر گفته بود بر سر آن باغ آمد و آن مرد غنیّ پیوسته دست های خود را به هم می مالید _ در حالی که تمام باغ بر داربست هایش فرو ریخته بود _ و می گفت: «ای کاش کسی را همتای پروردگارم قرار نداده بودم! و گروهی نداشت که او را در برابر (عذاب) خداوند یاری دهند؛ و از خودش (نیز) نمی توانست یاری گیرد.» و این عقوبت مرد غنیّ بود. - . تفسیر قمی: 396 _ 397 -

**[ترجمه]

لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ وَ لَا مَنْجَی مِنْکَ إِلَّا إِلَیْکَ (1).

**[ترجمه]تفسیر قمی: امام صادق علیه السلام فرمود: در شب معراج خدای تعالی به پیامبرش صلی الله علیه و آله فرمود: از خزانه عرشم دو کلمه به تو عطا کردم: «لا حول و لا قوة الا بالله» و «هیچ محل نجاتی از تو نیست مگر به سوی تو.» - . تفسیر قمی: 375 -

**[ترجمه]

**[ترجمه]معانی الاخبار: رسول خدا صلی الله علیه و آله فرمود: کسی که گنج سخن ها را می خواهد، بر او باد به گفتن «لا حول و لا قوة الا بالله». - . معانی الاخبار: 139 -

**[ترجمه]

الْعَظِیمِ فَإِنَّهَا کَنْزٌ مِنْ کُنُوزِ الْجَنَّةِ الْخَبَرَ(1).

**[ترجمه]محاسن: سلمان رضی الله عنه فرمود: دوستم مرا وصیت فرمود که زیاد «لا حول و لا قوة الا بالله العلی العظیم» بگویم که این ذکر از گنج های بهشت است... تا آخر روایت. - . محاسن: 11 -

**[ترجمه]

**[ترجمه]محاسن: کلبی می گوید: از امام صادق علیه السلام درباره تفسیر «لا حول و لا قوة الا بالله» پرسیده شد، فرمود: بین ما و بین معاصی جز خداوند حائل نمی شود و کسی جز خدا ما را بر ادای طاعات و فرائضش، تقویت نمی کند. - . محاسن: 42 -

**[ترجمه]

بِاللَّهِ (1).

**[ترجمه]طب الائمه علیهم السلام: امام صادق علیه السلام فرمود: کسی که بگوید: «لا حول و لا قوة الا بالله»، خداوند هفتاد و سه نوع از انواع بلاها را که آسان ترین آن دیوانگی است، حفاظت می کند. و علی بن ابی طالب علیه السلام فرمود: رسول خدا صلی الله علیه و آله به من فرمود: ای علی! آیا تو را به گنجی از گنج های بهشتی راهنمایی نکنم؟ گفتم: بله یا رسول الله! فرمود: (آن گنج) «لا حول و لا قوة الا بالله» است. - . طب الائمه: 39 -

**[ترجمه]

الضَّعْفَ فَأَوْحَی اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ إِلَیْهِ أَنَّ النَّصْرَ یَأْتِیکَ بَعْدَ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً فَقَالَ لِأَصْحَابِهِ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ أَمَرَنِی بِقِتَالِ بَنِی فُلَانٍ فَشَکَوْا إِلَیْهِ الضَّعْفَ فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَوْحَی إِلَیَّ أَنَّ النَّصْرَ یَأْتِینِی بَعْدَ خَمْسَ عَشْرَةَ سَنَةً فَقَالُوا مَا شَاءَ اللَّهُ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ قَالَ فَأَتَاهُمْ بِالنَّصْرِ فِی سَنَتِهِمْ لِتَفْوِیضِهِمْ إِلَی اللَّهِ لِقَوْلِهِمْ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا حَوْلَ وَ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ.

**[ترجمه]تنبیه الخاطر: امام صادق علیه السلام فرمود: خداوند پیامبری را به سوی قومی فرستاد و آن پیامبر از ضعف به خدا شکایت برد؛ پس خدای عز و جل به او وحی کرد که نصرت، بعد از پانزده سال به سراغ تو می آید. آن پیامبر به اصحاب خود گفت: خداوند عز و جل مرا امر فرموده که با فلان قبیله بجنگیم؛ اصحاب او از ضعف به او شکایت بردند؛ پس فرمود: خداوند به من وحی کرد که نصرت، بعد از پانزده سال به سراغ من می آید. اصحابش گفتند: «هر چه خدا بخواهد همان است و هیچ جنبش و قوتی جز به سبب او نیست»؛ به خاطر این که امر خود را به خدا واگذار کردند و در همان سال نصرت خدا به سراغشان آمد؛ زیرا گفتند: «ما شاء الله لا حول و لا قوة الا بالله».

**[ترجمه]

أیضا(1).

**[ترجمه]می گویم: قبلا در کتاب توحید در باب ثواب موحدین و عارفین با اسناد مختلف از رسول خدا صلی الله علیه و آله از جبرئیل و او از خداوند عز وجل که فرمود: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ حصن و حصار محکم من است و هر کس در حصن و حصار من داخل شود از عذاب من ایمن خواهد بود و در آن باب غیر از این روایت، روایات دیگری هم گذشت.

**[ترجمه]

عَلَی ظَهْرِ الْحُوتِ فِی الْأَرْضِ السَّابِعَةِ السُّفْلَی فَإِذَا قَالَ الْعَبْدُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ اهْتَزَّ الْعَرْشُ وَ تَحَرَّکَ الْعَمُودُ وَ تَحَرَّکَ الْحُوتُ فَیَقُولُ اللَّهُ جَلَّ جَلَالُهُ اسْکُنْ یَا عَرْشِی فَیَقُولُ کَیْفَ أَسْکُنُ وَ أَنْتَ لَمْ تَغْفِرْ لِقَائِلِهَا فَیَقُولُ اللَّهُ تَبَارَکَ وَ تَعَالَی اشْهَدُوا سُکَّانَ سَمَاوَاتِی أَنِّی قَدْ غَفَرْتُ لِقَائِلِهَا(1).

**[ترجمه]توحید: - . توحید: 6 - رسول خدا صلی الله علیه و آله فرمودند: خدای عز و جل را عمودی است از یاقوت سرخ که سرش در زیر عرش است و پائین و زیرش بر پشت ماهی در زمین هفتم که از همه طبقات زمین زیرتر است. پس چون بنده لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ بگوید، عرش به لرزه در آید و آن عمود بجنبد و ماهی حرکت کند. پس خدای تبارک و تعالی می فرماید که ای عرش من! آرام بگیر. عرش عرض می کند که آیا آرام می گیرم و تو گوینده آن را نمی آمرزی. پس خدای تبارک و تعالی می فرماید: ای ساکنان آسمان های من! گواه باشید که من گوینده آن را آمرزیدم. - . عیون الأخبار 2 : 31 -

**[ترجمه]

مَنْ دَخَلَهُ أَمِنَ عَذَابِی (1).

**[ترجمه]امالی طوسی: رسول خدا صلی الله علیه و آله فرمودند: خداوند می فرمایند: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ حصن و حصار محکم من است و هر کس در حصن و حصار من داخل شود، از عذاب من ایمن خواهد بود.

**[ترجمه]

ثو، [ثواب الأعمال] أبی عن سعد عن ابن عیسی و ابن هاشم و الحسن بن علی الکوفی جمیعا عن الحسین بن سیف عن عمرو بن شمر: مثله (1).

**[ترجمه]توحید: امیرالمومنین علیه السلام فرمودند: هیچ بنده مسلمان نیست که لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ بگوید مگر آنکه این کلمه بالا رود در حالی که هر سقفی را بشکافد و به چیزی از گناهانش نگذرد مگر آنکه آن را محو و نابود سازد تا آنکه به مثل خود از حسنات منتهی شود و بایستد. - . توحید: 5 -

ثواب الأعمال از عمرو بن شمر همانند آن را آورده است. - . ثواب الأعمال: 4 -

**[ترجمه]

عِنْدِی وَ الْأَرَضِینَ السَّبْعَ فِی کِفَّةٍ وَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فِی کِفَّةٍ مَالَتْ بِهِنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ (1).

**[ترجمه]ثواب الأعمال: رسول خدا صلّی اللَّه علیه و آله و سلّم روایت کرده است که پروردگار جهانیان به حضرت موسی بن عمران فرمود: ای موسی! اگر تمام آسمان ها و ساکنان آنها و هفت طبقه زمین را در یک کفّه، و لا اله الّا اللَّه را در کفّه دیگری قرار دهند، در نزد من (که خداوند جهانم) این کفّه (از نظر ارزش) سنگین تر است. - . ثواب الأعمال: 3 و توحید: 12 -

**[ترجمه]

مَا انْتَقَصَ مِنْ دِینِهِمْ إِذَا سَلِمَتْ دُنْیَاهُمْ ثُمَّ قَالُوهَا رُدَّتْ عَلَیْهِمْ وَ قِیلَ کَذَّبْتُمْ وَ لَسْتُمْ بِهَا صَادِقِینَ (1).

**[ترجمه]ثواب الأعمال: رسول اکرم صلّی اللَّه علیه و آله و سلّم فرمود: ذکر لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ غضب خداوندی را از بندگانش دور می سازد، مادامی که سلامت در دین را بر امور دنیائی مقدّم دارند؛ ولی اگر بیمی از نقصان در دین خود نداشته باشند و همّت آنها فقط مصروف امور دنیوی گردد، این ذکر از آنان مورد قبول درگاه الهی نمی شود و به آنها می گویند: دروغ می گوئید و در شهادت به یگانگی ذات خداوند راستگو نیستید. - . ثواب الأعمال: 6 -

**[ترجمه]

تَقُولَ الْمَلَائِکَةُ بَعْضُهَا لِبَعْضٍ اخْشَعُوا لِعَظَمَةِ اللَّهِ فَإِذَا قَالَ ثَالِثَةً مُخْلِصاً لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ لَمْ تُنَهْنَهْ دُونَ الْعَرْشِ فَیَقُولُ الْجَلِیلُ اسْکُنِی فَوَ عِزَّتِی وَ جَلَالِی لَأَغْفِرَنَّ لِقَائِلِکِ بِمَا کَانَ فِیهِ ثُمَّ تَلَا هَذِهِ الْآیَةَ إِلَیْهِ یَصْعَدُ الْکَلِمُ الطَّیِّبُ وَ الْعَمَلُ الصَّالِحُ یَرْفَعُهُ (1) یَعْنِی إِذَا کَانَ عَمَلُهُ خَالِصاً ارْتَفَعَ قَوْلُهُ وَ کَلَامُهُ الْخَبَرَ(2).

**[ترجمه]احتجاج: ابن کواء از امیر المومین علیه السلام پرسید: یا امیر المؤمنین فاصله بین قدم های شما تا عرش خدا چقدر است؟ فرمود: امیر المؤمنین علی علیه السلام فرمود: که یا ابن الکواء مادرت به مرگ تو بگرید. پسر کواء سؤالی بکن برای یاد گرفتن نه سؤال برای لجبازی و آزمایش کردن. از محل قدم من تا عرش پروردگارم به اندازه فاصله گفتن یک لا اله الا الله است از روی اخلاص . گفت: یا امیر المؤمنین! ثواب کسی که بگوید لا اله الا الله چیست؟ فرمود: هر کس با اخلاص بگوید گناهانش پاک می شود، چنان که حرف سیاه از لوح سفید پاک می گردد. وقتی برای مرتبه دوم به اخلاص گفت لا اله الا الله ، درهای آسمان و صفوف ملائکه را می شکافد، به طوری که ملائکه به یکدیگر می گویند اظهار خشوع کنید در مقابل عظمت خدا. برای مرتبه سوم که به اخلاص گفت لا اله الا الله، هیچ چیز مانع او نمی شود تا عرش خدا. پروردگار جلیل می فرماید: آرام گیر به عزت و جلالم سوگند می آمرزم گوینده تو را با هر چه کرده. بعد این آیه را خواند: «إِلَیْهِ یَصْعَدُ الْکَلِمُ الطَّیِّبُ وَ الْعَمَلُ الصَّالِحُ یَرْفَعُهُ» - . احتجاج : 138 و فاطر / 10 - {کلمه طیب به سوی او بالا می رود و عمل صالح آن را در بالاتر رفتن مدد می دهد.} تا آخر حدیث.

**[ترجمه]

بِیَدِهِ لَا یَقُولُهَا أَحَدٌ إِلَّا حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَی النَّارِ(1).

**[ترجمه]امالی طوسی: رسول خدا صلی الله علیه و آله فرمودند: قسم به کسی که جانم در دست اوست احدی این ذکر را نگوید مگر این که خداوند آتش را برای او حرام کند أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ أَنَّ مُحَمَّداً عَبْدُهُ وَ رَسُولُهُ. - . أمالی طوسی 1 : 266 -

**[ترجمه]

مَوْتَاکُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَإِنَّهَا تَهْدِمُ الذُّنُوبَ فَقَالُوا یَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَنْ قَالَ فِی صِحَّتِهِ فَقَالَ فَذَاکَ أَهْدَمُ وَ أَهْدَمُ إِنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ أُنْسٌ لِلْمُؤْمِنِ فِی حَیَاتِهِ وَ عِنْدَ مَوْتِهِ وَ حِینَ یُبْعَثُ وَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله قَالَ جَبْرَئِیلُ یَا مُحَمَّدُ لَوْ تَرَاهُمْ حِینَ یُبْعَثُونَ هَذَا مُبْیَضٌّ وَجْهُهُ یُنَادِی لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ اللَّهُ أَکْبَرُ وَ هَذَا مُسْوَدٌّ وَجْهُهُ یُنَادِی یَا وَیْلَاهْ یَا ثُبُورَاهْ (1).

**[ترجمه]ثواب الأعمال: امام باقر علیه السّلام روایت کرده است که رسول خدا صلّی اللَّه علیه و آله و سلّم فرمود: ذکر لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ را به مردگان خود تلقین کنید، زیرا موجب آمرزش گناهان آن ها می شود. عرض کردند: ای پیغمبر خدا! گفتن آن در حال سلامت و حیات چگونه است؟ فرمود: باعث از بین رفتن بیشتر گناهان می گردد _ و حضرت رسول اکرم صلّی اللَّه علیه و آله و سلّم سه مرتبه این جمله را تکرار کردند _ زیرا این ذکر سایه انس مؤمن است چه در زندگی، چه هنگام مرگ، و چه در روز محشر؛ و رسول خدا صلّی اللَّه علیه و آله و سلّم فرمود که جبرئیل گفت: ای محمّد! کاش می دیدی که در روز رستاخیز یک گروه با صورتی نورانی و درخشان در حالی که ذکر لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ ، و اللَّه اکبر بر زبان دارند، محشور می گردند؛ و گروه دیگری که با صورتی سیاه به محشر درآیند که شیون کنان فریاد می زنند: ای وای بر ما که تباه شدیم. - . ثواب الأعمال: 3 -

**[ترجمه]

الْعِجْلِیِّ رَفَعَهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله: مَا مِنْ مُؤْمِنٍ یَقُولُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ إِلَّا مَحَتْ مَا فِی صَحِیفَتِهِ مِنْ سَیِّئَاتٍ حَتَّی تَنْتَهِیَ إِلَی مِثْلِهَا مِنْ حَسَنَاتٍ (1).

**[ترجمه]ثواب الأعمال: رسول اکرم صلّی اللَّه علیه و آله فرمودند: هیچ مؤمنی ذکر لا إِلهَ إِلَّا اللَّهُ را بر زبان نمی راند مگر آنکه تمام گناهانش از نامه اعمال او پاک می شود، تا اینکه در کنار سایر اعمال نیک او قرار می گیرد. - . ثواب الأعمال: 4 -

**[ترجمه]

کَیْفَ الْمَعْرِفَةُ بِکَ فَعَلِّمْنِی قَالَ تَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ قَالَ یَا رَبِّ کَیْفَ الصَّلَاةُ قَالَ لِمُوسَی قُلْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ قَالَ یَا رَبِّ فَأَیْنَ الصَّلَاةُ قَالَ قُلْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ کَذَلِکَ یَقُولُهَا عِبَادِی إِلَی یَوْمِ الْقِیَامَةِ مَنْ قَالَهَا فَلَوْ وُضِعَتِ السَّمَاوَاتُ وَ الْأَرَضُونَ السَّبْعُ فِی کِفَّةٍ وَ وُضِعَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فِی کِفَّةٍ أُخْرَی لَرَجَحَتْ بِهِنَّ وَ لَوْ وُضِعَتْ عَلَیْهِنَّ أَمْثَالُهَا.

عَنْ أَصْبَغَ بْنِ نُبَاتَةَ قَالَ: کُنْتُ مَعَ عَلِیِّ بْنِ أَبِی طَالِبٍ علیه السلام فَمَرَّ بِالْمَقَابِرِ فَقَالَ السَّلَامُ عَلَی أَهْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ مِنْ أَهْلِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ یَا أَهْلَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ کَیْفَ وَجَدْتُمْ کَلِمَةَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ یَا لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ بِحَقِّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ اغْفِرْ لِمَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ احْشُرْنَا فِی زُمْرَةِ مَنْ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ قَالَ عَلِیٌّ علیه السلام سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلی الله علیه و آله یَقُولُ مَنْ قَالَهَا إِذَا مَرَّ بِالْمَقَابِرِ غُفِرَ لَهُ ذُنُوبُ خَمْسِینَ سَنَةً فَقَالُوا یَا رَسُولَ اللَّهِ مَنْ لَمْ یَکُنْ لَهُ ذُنُوبُ خَمْسِینَ سَنَةً قَالَ لِوَالِدَیْهِ وَ إِخْوَانِهِ وَ لِعَامَّةِ الْمُسْلِمِینَ.

وَ رُوِیَ عَنِ الصَّادِقِ علیه السلام عَنْ آبَائِهِ عَنْ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله قَالَ: أَرْبَعٌ مَنْ کُنَّ فِیهِ کَتَبَهُ اللَّهُ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ مَنْ کَانَ عِصْمَتُهُ شَهَادَةَ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَ مَنْ إِذَا أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَیْهِ النِّعْمَةَ قَالَ الْحَمْدُ لِلَّهِ وَ مَنْ إِذَا أَصَابَ ذَنْباً قَالَ أَسْتَغْفِرُ اللَّهَ وَ مَنْ إِذَا أَصَابَتْهُ مُصِیبَةٌ قَالَ إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَیْهِ راجِعُونَ.

رُوِیَ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ عَنِ النَّبِیِّ صلی الله علیه و آله قَالَ: الْمُوجِبَتَانِ مَنْ مَاتَ یَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ وَ مَنْ مَاتَ یُشْرِکُ بِاللَّهِ تَعَالَی دَخَلَ النَّارَ.

وَ رُوِیَ عَنْ أَبِی جَعْفَرٍ علیه السلام قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلی الله علیه و آله: لَقِّنُوا مَوْتَاکُمْ بِلَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَإِنَّهَا تَهْدِمُ الذُّنُوبَ فَقَالُوا یَا رَسُولَ اللَّهِ فَمَنْ قَالَ فِی صِحَّتِهِ فَقَالَ فَذَاکَ أَهْدَمُ وَ أَهْدَمُ إِنَّ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ أَمْنٌ لِلْمُؤْمِنِ فِی حَیَاتِهِ وَ عِنْدَ مَوْتِهِ وَ حِینَ یُبْعَثُ.