منهاج الصالحین المجلد 2

اشارة

سرشناسه : رحمتی، محمد، 1307 -

عنوان و نام پدیدآور : منهاج الصالحین/ فتاوی محمد الرحمتی.

مشخصات نشر : قم: محمد رحمتی، 1428 ق.= 1386.

مشخصات ظاهری : 2ج.

شابک : ج. 1 978-964-04-0608-3 :

وضعیت فهرست نویسی : فاپا

یادداشت : عربی.

یادداشت : کتابنامه.

موضوع : فقه جعفری -- رساله عملیه

رده بندی کنگره : BP183/9/ر34م8 1386

رده بندی دیویی : 297/3422

شماره کتابشناسی ملی : 1041580

ص: 1

اشارة

ص: 2

اسم الکتاب: منهاج الصالحین

المؤلف: آیة الله الحاج الشیخ محمد الرحمتی

المجلد: الثانی

الناشر: المؤلف

المطبعة: المطبعة العلمیة

تاریخ الطبع: 1386 ش / 1428 ق

الطبعة: الأولی

عدد الطبع: 500

الصفحة: 427

شابک: 3-0608-04-964-978

***

رحمتی، محمد، 1307

منهاج الصالحین/ محمد رحمتی؛ قم: محمد رحمتی، 1386.

2 جلد

ISBN: 978-964-04-0608-3

فهرست نویسی بر اساس اطلاعات فیپا.

کتابنامه به صورت زیرنویس.

1. فقه جعفری- رساله عملیه. 2. فتواهای شیعه - قرن 14.

8م 34ر9/183 BP

297/3422

1041580

ص: 3

ص: 4

ص: 5

کِتَابُ التجارة

اشارة

بسم الله الرحمن الرحیم

و فیه مقدمة و فصول :

التجارة فی الجملة من المستحبّات الأکیدة فی نفسها، و قد تستحبّ لغیرها، و قد تجب _ کذلک _ إذا کانت مقدمة لواجب أو مستحبّ، و قد تکره لنفسها أو لغیرها، و قد تَحرم کذلک، و المحرّم منها أصناف، و هنا مسائل :

« مسألة 1 » : تَحرم و لا تصح التجارة بالخمر، و باقی المسکرات و المیتة، و الکلب غیر الصیود، و الخنزیر، و لا فرق فی الحرمة بین بیعها و شرائها، و جعلها أجرة فی الإجارة، و عوضا عن العمل فی الجعالة، و مهرا فی النکاح، و عوضا فی الطلاق الخلعی(1)، و أمّا سائر الأعیان النجسة فالظاهر جواز(2) بیعها إذا کانت لها منافع محللة مقصودة کبیع العذرة للتسمید و الدم للتزریق، و کذلک تجوز هبتها و الاتجار بها بسائر أنحاء المعاوضات.

« مسألة 2 » : الأعیان النجسة التی لا یجوز بیعها و لا المعاوضة علیها لا یبعد


1- 1 . الاّ لاهل الذمّة و الکفّار الذینّ یستحلّون ذلک.
2- 2 . و الاحوط کون بذل المال قبال رفع الید عنها و عن حق الاختصاص.

ص: 6

ثبوت حق الاختصاص لصاحبها فیها، فلو صار خلّه خمرا، أو ماتت دابته، أو اصطاد کلبا غیر کلب الصید لا یجوز أخذ شیء من ذلک قهرا علیه، و کذا الحکم فی بقیة الموارد، و تجوز المعاوضة علی الحق المذکور فیبذل له مال فی مقابله، و یحل ذلک المال له، بمعنی أنه یبذل لمن فی یده العین النجسة کالمیتة _ مثلاً _ مالاً لیرفع یده عنها، و یوکل أمرها إلی الباذل.

« مسألة 3 » : الظاهر أن المیتة الطاهرة کمیتة السمک و الجراد لا یجوز(1) بیعها و المعاوضة علیها، و إن کانت لها منفعة محلّلة معتد بها عند العرف بحیث یصح عندهم بذل المال بازائها. نعم یجوز(2) بذل المال بازاء رفع الید عنها کالأعیان النجسة.

« مسألة 4 » : یجوز بیع ما لا تحلّه الحیاة من أجزاء المیتة إذا کانت له منفعة محلّلة معتدّ بها.

« مسألة 5 » : یجوز الانتفاع بالأعیان النجسة فی غیر الجهة المحرّمة مثل التسمید بالعذرات، و الإشعال، و الطلی بدهن المیتة النجسة، و الصبغ بالدم. و غیر ذلک.

« مسألة 6 » : یجوز بیع الأرواث الطاهرة إذا کانت لها منفعة محللة معتد بها _ کما هی کذلک الیوم _ و کذلک الأبوال الطاهرة.

« مسألة 7 » : الأعیان المتنجّسة کالدبس، و العسل، و الدهن و السکنجبین و غیرها إذا لاقت النجاسة یجوز بیعها و المعاوضة علیها، إن کانت لها منفعة محلّلة معتدّ بها عند العرف، و یجب إعلام المشتری بنجاستها، و لو لم تکن لها منفعة محلّلة لا یجوز بیعها و لا المعاوضة علیها علی الاحوط و الظاهر بقاؤها علی ملکیة مالکها، و یجوز أخذ شیء بازاء رفع الید عنها.


1- 1 . الظاهر الجواز.
2- 2 . الاحوط ذلک .

ص: 7

« مسألة 8 » : تَحرم و لا تصح التجارة بما یکون آلة للحرام، بحیث یکون المقصود منه غالبا الحرام : کالمزامیر و الأصنام و الصلبان و الطبول و آلات القمار، کالشطرنج و نحوه و لا إشکال فی أن منها الصفحات الغنائیة (الأسطوانات) لصندوق حبس الصوت، و کذلک الأشرطة المسجّل علیها الغناء و أمّا الصندوق نفسه فهو کالرادیو من الآلات المشترکة، فیجوز بیعهما کما یجوز أن یستمع منهما الأخبار و القرآن و التعزیة و نحوها ممّا یباح استماعه، أمّا التلفزیون، فإن عدّ عرفا من آلات اللهو فلا یجوز بیعه و لا استعماله و أمّا مشاهدة أفلامه فلا بأس بها إذا لم تکن مثیرة للشهوة(1)، بل کانت فیها فائدة علمیة أو ترویح لنفس، و إذا اتّفق أن صارت فوائده المحللة المذکورة کثیرة الوقوع بحیث لم یعد من آلات اللهو عرفا جاز بیعه و استعماله، و یکون کالرادیو و تختصّ الحرمة _ حینئذ _ باستعماله فی جهات اللهو المثیرة للشهوات الشیطانیة، و أمّا المسجّلات فلا بأس ببیعها و استعمالها.

« مسألة 9 » : کما یحرم بیع الآلات المذکورة یحرم عملها، و أخذ الأجرة علیها، بل یجب إعدامها علی الأحوط و لو بتغییر هیئتها، و یجوز بیع مادتها من الخشب و النحاس و الحدید بعد تغییر هیئتها بل قبله، لکن لا یجوز دفعها إلی المشتری، إلاّ مع الوثوق بأن المشتری یغیرها، أمّا مع عدم الوثوق بذلک، فالظاهر جواز البیع و إن أثم بترک التغییر مع انحصار الفائدة فی الحرام، أمّا إذا کانت لها فائدة و لو قلیلة(2) لم یجب تغییرها.

« مسألة 10 » : تحرم و لا تصح المعاملة بالدراهم الخارجة عن السکّة المعمولة لأجل غش الناس، فلا یجوز جعلها عوضا أو معوضا عنه فی المعاملة مع جهل مَن تدفع إلیه، أمّا مع علمه ففیه إشکال، و الأظهر الجواز، بل الظاهر جواز دفع الظالم بها من دون إعلامه بأنها مغشوشة، و فی وجوب کسرها إشکال، و الأظهر عدمه.


1- 1 . المحرمة و لامشتملة علی محرمّات آخر.
2- 2 . بحیث تقابل بالمال.

ص: 8

« مسألة 11 » : یجوز بیع السباع، کالهرّ و الأسد و الذئب و نحوها إذا کانت لها منفعة محلّلة معتدّ بها، و کذا یجوز بیع الحشرات و المسوخات(1) _ إذا کانت کذلک _ کالعلق الذی یمصّ الدم ودود القز و نحل العسل و الفیل، أمّا إذا لم تکن لها منفعة محلّلة، فلا یجوز بیعها و لا یصح علی الأحوط الاولی.(2)

« مسألة 12 » : المراد بالمنفعة المحلّلة المجوِّزة للبیع. الفائدة المحلّلة المحتاج إلیها حاجة کثیرة غالبا الباعثة علی تنافس العقلاء علی اقتناء العین سواء أکانت الحاجة إلیها فی حال الاختیار أم فی حال الاضطرار کالأدویة و العقاقیر المحتاج إلیها للتداوی.

« مسألة 13 » : المشهور المنع عن بیع أوانی الذهب و الفضة للتزیین أو لمجرّد الاقتناء، و الأقوی الجواز، و إنما یحرم استعمالها کما مر.

« مسألة 14 » : یَحرم و لا یصح بیع المصحف الشریف علی الکافر علی الأحوط، و کذا یَحرم تمکینه منه إلاّ إذا کان تمکینه لإرشاده و هدایته فلا بأس به حینئذ، و الأحوط استحبابا الاجتناب عن بیعه علی المسلم فإذا أریدت المعاوضة علیه فلتجعل المعاوضة علی الغلاف و نحوه، أو تکون المعاوضة بنحو الهبة المشروطة بعوض، و أمّا الکتب المشتملة علی الآیات و الأدعیة و أسماء اللّه تعالی، فالظاهر جواز بیعها علی الکافر، فضلاً عن المسلم، و کذا کتب أحادیث المعصومین علیهم السلام کما یجوز تمکینه منها.

« مسألة 15 » : یَحرم بیع العنب أو التمر لیُعمل خمرا، أو الخشب _ مثلاً _ لیُعمل صنما، أو آلة لهو، أو نحو ذلک سواء أکان تواطؤهما علی ذلک فی ضمن العقد أم فی خارجه، و إذا باع و اشترط الحرام صحّ البیع و فسد الشرط، و کذا تَحرم و لا تصح


1- 1 . فی بعض الروّایات الضّعیفة النّهی عن بیع القرد و شرائه. مرآة العقول: ج 19، ص 267 ، ح 7 .
2- 2 . علی الاحوط الاولی (زائد).

ص: 9

إجارة المساکن لتُباع فیها الخمر، أو تحرز فیها، أو یُعمل فیها شیء من المحرّمات، و کذا تَحرم و لا تصح إجارة السفن أو الدواب أو غیرها لحمل الخمر، و الثمن و الأجرة فی ذلک محرّمان و أما بیع العنب ممّن یعلم أنه یعمله خمرا، أو إجارة السکن ممّن یعلم أنه یحرز فیه الخمر، أو یعمل بها شیئا من المحرّمات من دون تواطئهما علی ذلک فی عقد البیع أو الإجارة أو قبله، فقیل أنه حرام و هو أحوط و الأظهر الجواز.

« مسألة 16 » : یَحرم تصویر ذوات الأرواح من الإنسان و الحیوان سواء أکانت مجسّمة أم لم تکن، و یحرم أخذ الأجرة علیه، أمّا تصویر غیر ذوات الأرواح، کالشجر و غیره فلا بأس به، و یجوز أخذ الأجرة علیه، کما لا بأس بالتصویر الفوتغرافی المتعارف فی عصرنا، و مثله تصویر بعض البدن کالرأس و الرجل و نحوهما، ممّا لا یعدّ تصویرا ناقصا، أمّا إذا کان کذلک، مثل تصویر شخص مقطوع الرأس ففیه إشکال، أمّا لو کان تصویرا له علی هیئة خاصة مثل : تصویره جالسا أو واضعا یدیه خلفه أو نحو ذلک ممّا یعدّ تصویرا تاما فالظاهر هو الحرمة بل الأمر کذلک فیما إذا کانت الصورة ناقصة، ولکن النقص لا یکون دخیلا فی الحیاة کتصویر إنسان مقطوع الید أو الرجل، و یجوز _ علی کراهة _ اقتناء الصور و بیعها و إن کانت مجسّمة و ذوات أرواح.

« مسألة 17 » : الغناء حرام إذا وقع علی وجه اللهو و الباطل، بمعنی أن تکون الکیفیة لهویة، و العبرة فی ذلک بالصدق العرفی و کذا استماعه و لا فرق فی حرمته بین وقوعه فی قراءة و دعاء و رثاء و غیرها و یستثنی منه غناء النساء فی الأعراس إذا لم یضم إلیه محرّم آخر من الضرب بالطبل و التکلم بالباطل، و دخول الرجال علی النساء و سماع أصواتهن علی نحو یوحب تهییج الشهوة(1)، و إلاّ حرم ذلک.

« مسألة 18 » : معونة الظالمین فی ظلمهم، بل فی کلّ محرّم حرام أما معونتهم فی


1- 1 . المحرمّة.

ص: 10

غیر المحرّمات من المباحات و الطاعات فلا بأس بها، إلاّ أن یعدّ الشخص من أعوانهم و المنسوبین إلیهم فتحرم.

« مسألة 19 » : اللعب بآلات القمار کالشطرنج، و الدوملة، و الطاولی و غیرها ممّا أُعدّ لذلک حرام مع الرهن، و یحرم أخذ الرهن أیضا، و لا یملکه الغالب. و یَحرم اللعب بها إذا لم یکن رهن أیضا، و یَحرم اللعب بغیرها مع الرهن، کالمراهنة علی حمل الوزن الثقیل، أو علی المصارعة أو علی القفز أو نحو ذلک، و یَحرم أخذ الرهن، و أمّا إذا لم یکن رهن فالأظهر الجواز.

« مسألة 20 » : عمل السحر حرام، و کذا تعلیمه و تعلّمه و التکسّب به، و المراد منه ما یوجب الوقوع فی الوهم بالغلبة علی البصر أو السمع أو غیرهما، و فی کون تسخیر الجن أو الملائکة أو الانسان من السحر إشکال و الأظهر تحریم ما کان مضرّا بمَن یَحرم الإضرار به دون غیره.

« مسألة 21 » : القیامة حرام. و هی : إلحاق الناس بعضهم ببعض استناداً إلی علامات خاصة علی خلاف الموازین الشرعیة فی الإلحاق.

« مسألة 22 » : الشعبذة. و هی : إراءة غیر الواقع واقعا بسبب الحرکة السریعة الخارجة عن العادة حرام، إذا ترتّب علیها عنوان محرّم کالإضرار بمؤمن و نحوه.

« مسألة 23 » : الکهانة حرام. و هی : الإِخبار عن المغیبات بزعم أنه یخبره بها بعض الجان، أمّا إذا کان اعتمادا علی بعض الامارات الخفیّة فالظاهر أنه لا بأس به إذا اعتقد صحته أو اطمأنّ به.

« مسألة 24 » : النجش حرام. و هو : أن یزید الرجل فی ثمن السلعة، و هو لا یرید شراءها، بل لأن یسمعه غیره فیزید لزیادته، سواء أکان ذلک عن مواطاة مع البائع أم لا.

« مسألة 25 » : التنجیم حرام. و هو : الإخبار عن الحوادث، مثل الرخص و الغلاء

ص: 11

و الحر و البرد و نحوها، استنادا إلی الحرکات الفلکیة و الطواری الطارئة علی الکواکب، من الاتّصال بینها، أو الانفصال، أو الاقتران، أو نحو ذلک، باعتقاد تأثیرها فی الحادث، علی وجه ینافی الاعتقاد بالدین.

« مسألة 26 » : الغش حرام. قال رسول صلی الله علیه و آله : «مَن غشّ أخاه المسلم نزع اللّه برکة رزقه، و سدّ علیه معیشته و وکله إلی نفسه» و یکون الغش بإخفاء الأدنی فی الأعلی، کمزج الجید بالردیء و بإخفاء غیر المراد فی المراد، کمزج الماء باللبن، و بإظهار الصفة الجیدة مع أنها مفقودة واقعا، مثل رش الماء علی بعض الخضروات لیتوهم أنها جدیدة و بإظهار الشیء علی خلاف جنسه، مثل طلی الحدید بماء الفضة أو الذهب لیتوهّم أنه فضة أو ذهب و قد یکون بترک الإعلام مع ظهور العیب و عدم خفائه، کما إذا أحرز البائع اعتماد المشتری علیه فی عدم إعلامه بالعیب فاعتقد أنه صحیح و لم ینظر فی المبیع لیظهر له عیبه، فإن عدم إعلام البائع بالعیب _ مع اعتماد المشتری علیه _ غش له.

« مسألة 27 » : الغش و إن حرم لا تفسد المعاملة به، لکن یثبت الخیار للمغشوش، إلاّ فی بیع المطلی بماء الذهب أو الفضة، فإنّه یبطل فیه البیع، و یحرم الثمن علی البائع، و کذا أمثاله ممّا کان الغش فیه موجبا لاختلاف الجنس.

« مسألة 28 » : لا تصح الإجارة علی العبادات التی لا تشرع إلاّ أن یأتی بها الأجیر عن نفسه مجانا، واجبة کانت أو مستحبة، عینیة کانت أو کفائیة، فلو استأجر شخصا علی فعل الفرائض الیومیة، أو نوافلها أو صوم شهر رمضان، أو حجة الإسلام، أو تغسیل الأموات، أو تکفینهم(1) أو الصلاة علیهم، أو غیر ذلک من العبادات الواجبة أو المستحبة لم تصح الإجارة، إذا کان المقصود أن یأتی بها الأجیر عن نفسه. نعم لو استأجره علی أن ینوب عن غیره فی عبادة من صلاة أو غیرها إذا کانت ممّا تشرع فیه


1- 1 . لوثبت کونه عبادة.

ص: 12

النیابة جاز، و کذا لو استأجره علی الواجب _ غیر العبادی _ کوصف الدواء للمریض، أو العلاج له، أو نحو ذلک فإنه یصح، و کذا لو استأجره لفعل الواجبات التی یتوقف علیها النظام، کتعلیم بعض علوم الزراعة و الصناعة و الطب، و لو استأجره لتعلیم الحلال و الحرام فیما هو محل الابتلاء فالأحوط وجوبا البطلان و حرمة الاجرة. بل الصحة و الجواز فیما لا یکون محلاً للابتلاء لا یخلو من إشکال أیضا.

« مسألة 29 » : یحرم النوح بالباطل، یعنی الکذب، و لا بأس بالنوح بالحق.

« مسألة 30 » : یحرم هجاء المؤمن، و یجوز هجاء المخالف، و کذا الفاسق المبتدع، لئلا یؤخذ ببدعته.

« مسألة 31 » : یَحرم الفحش من القول، و منه ما یُستقبح التصریح به إذا کان فی الکلام مع الناس، غیر الزوجة و الأمة، أمّا معهما فلا بأس به.

« مسألة 32 » : تَحرم الرشوة علی القضاء بالحق أو الباطل. و أمّا الرشوة علی استنقاذ الحق من الظالم فجائزة، و إن حرم علی الظالم أخذها.

« مسألة 33 » : یَحرم حفظ کتب الضلال مع احتمال ترتّب الضلال لنفسه أو لغیره، فلو أمن من ذلک أو کانت هناک مصلحة أهم جاز و کذا یحرم بیعها و نشرها، و منها : الکتب الرائجة من التوراة و الإنجیل و غیرها هذا مع احتمال التضلیل بها.

« مسألة 34 » : یحرم علی الرجل لبس الذهب حتی التختم به و نحوه و أما التزین به من غیر لبس کتلبیس مقدم الاسنان به فالظاهر جوازه.(1)

« مسألة 35 » : یحرم الکذب : و هو : الإِخبار بما لیس بواقع، و لا فرق فی الحرمة بین ما یکون فی مقام الجدّ و ما یکون فی مقام الهزل، نعم إذا تکلم بصورة الخبر _ هزلا _


1- 1 . علی اشکال.

ص: 13

بلا قصد الحکایة و الإِخبار فلا بأس به و مثله التوریة بأن یقصد من الکلام معنی له واقع، ولکنه خلاف الظاهر کما أنه یجوز الکذب لدفع الضرر عن نفسه أو عن المؤمن، بل یجوز الحلف کاذبا حینئذ، و یجوز الکذب أیضا للإصلاح بین المؤمنین، و الأحوط _ استحبابا(1) _ الاقتصار فیهما علی صورة عدم إمکان التوریة، و أما الکذب فی الوعد، بأن یخلف فی وعده فالظاهر جوازه علی کراهة شدیدة. نعم لو کان حال الوعد بانیا علی الخلف فالظاهر حرمته، و الأحوط _ لزوما _ الاجتناب عن وعد أهله بشیء و هو لا یرید أن یفی به.

« مسألة 36 » : تحرم الولایة من قبل السلطان الجائر، إلا مع القیام بمصالح المؤمنین، و عدم ارتکاب ما یخالف الشرع المبین، و یجوز _ أیضا _ مع الإکراه من الجائر بأن یأمره بالولایة، و یتوعده علی ترکها، بما یوجب الضرر بدنیا أو مالیا علیه، أو علی من یتعلق به، بحیث یکون الإضرار بذلک الشخص إضرارا بالمکره عرفا، کالإضرار بأبیه أو أخیه أو ولده أو نحوهم ممن یهمه أمرهم.

« مسألة 37 » : ما یأخذه السلطان المخالف المدعی للخلافة العامة من الضرائب المجعولة علی الأراضی و الأشجار و النخیل یجوز شراؤه و أخذه منه مجانا، بلا فرق بین الخراج. و هو : ضریبة النقد، و المقاسمة. و هی : ضریبة السهم من النصف و العشر و نحوهما، و کذا المأخوذ بعنوان الزکاة و الظاهر براءة ذمة المالک بالدفع إلیه، بل الظاهر أنه لو لم تأخذه الحکومة و حولت شخصا علی المالک فی أخذه منه، جاز للمحول أخذه، و برئت ذمة المحول علیه. و فی جریان الحکم المذکور فیما یأخذه السلطان المسلم المؤالف أو المخالف الذی لا یدعی الخلافة العامة، أو الکافر إشکال.

« مسألة 38 » : إذا دفع إنسان مالاً له إلی آخر، لیصرفه فی طائفة من الناس، و کان


1- 1 . بل لزوماً .

ص: 14

المدفوع إلیه منهم، فإن فهم من الدافع الإذن فی الأخذ من ذلک المال جاز له أن یأخذ منه مثل أحدهم أو أکثر علی حسب الإذن، و إن لم یفهم الإذن لم یجز الأخذ منه أصلاً، و أن دفع له شیئا مما له مصرف خاص، کالزکاة لیصرفه فی مصارفه، فله أن یأخذ منه بمقدار ما یعطیه لغیره إذا کان هو أیضا من مصارفه، و لا یتوقف الجواز(1) فیه علی إحراز الإذن من الدافع.

« مسألة 39 » : جوائز الظالم حلال، و إن علم اجمالاً أن فی ماله حراما، و کذا کل ما کان فی یده یجوز أخذه منه و تملکه و التصرف فیه بإذنه، إلا أن یعلم أنه غصب، فلو أخذ منه _ حینئذ _ وجب رده إلی مالکه، إن عرف بعینه، فإن جهل و تردد بین جماعة محصورة، فإن أمکن استرضاؤهم وجب، و إلا رجع فی تعیین مالکه إلی القرعة، و إن تردد بین جماعة غیر محصورة تصدق به عن مالکه، مع الإذن من الحاکم الشرعی علی الأحوط إن کان یائسا عن معرفته، و إلا وجب الفحص عنه و إیصاله إلیه.

« مسألة 40 » : یکره(2) بیع الصرف، و بیع الأکفان. و بیع الطعام و بیع العبید(3)، کما یکره أن یکون الإنسان جزارا أو حجاما(4)، و لا سیما مع الشرط بأن یشترط أجرة، و یکره أیضا التکسب بضراب الفحل، بأن یؤجره لذلک، أو بغیر إجارة بقصد العوض، أما لو کان بقصد المجانیة فلا بأس بما یعطی بعنوان الهدیة.

« مسألة 41 » : لا یجوز بیع أوراق الیانصیب، فإذا کان الإعطاء بقصد البدلیة عن الفائدة المحتملة فالمعاملة باطلة، و أما إذا کان الإعطاء مجانا و بقصد الاشتراک فی مشروع خیری فلا بأس به، و علی کلا التقدیرین فالمال المعطی لمن أصابت القرعة


1- 1 . لا یترک الاحتیاط بعدم الاخذ الاّ مع الاجازة.
2- 2 . الظاهر کراهة اتّخاذ هذه الاعمال حرفة و شفلاً له.
3- 3 . و الاماء.
4- 4 . اوصائغا .

ص: 15

باسمه إذا کان المتصدی لها شرکة غیر أهلیة من المال المجهول مالکه، لابد من مراجعة الحاکم الشرعی لإِصلاحه.(1)

« مسألة 42 » : یجوز إعطاء الدم إلی المرضی المحتاجین إلیه. کما یجوز أخذ العوض(2) فی مقابله علی ما تقدم.

« مسألة 43 » : یحرم حلق اللحیة علی الأحوط و یحرم أخذ الأجرة علیه کذلک، إلا إذا کان ترک الحلق یوجب سخریة و مهانة شدیدة لا تتحمل عند العقلاء، فیجوز حینئذ.(3)

آداب التجارة

اشارة

« مسألة 44 » : یستحب(4) التفقه فیها لیعرف صحیح البیع و فاسده و یسلم من الربا، و مع الشک فی الصحة و الفساد لا یجوز له ترتیب آثار الصحة، بل یتعین علیه الاحتیاط، و یستحب أن یساوی بین المبتاعین فلا یفرق بین المماکس و غیره بزیادة السعر فی الإول أو بنقصه، أما لو فرق بینهم لمرجحات شرعیة کالعلم و التقوی و نحوهما، فالظاهر أنه لا بأس به، و یستحب أن یقیل النادم و یشهد الشهادتین عندالعقد(5)،


1- 1 . و قد یقال ان الدولة و الحکومة یمکن ان تکون مالکة وح فلا فرق بین الشرکّة الاهلیّة و غیرها. و کیفکان فالاحوط مراجعة الحاکم الشرعی.
2- 2 . سبق کون الاحوط بذل المال لرفع الید عن حقّ الاختصاص.
3- 3 . هذا إذا کان له لحیة یحلقها. اما إذا منع من نیاتها بحلق مکانها کلّ یوم او استعمال دواء مانع فالجواز لا یخ من قوّة.
4- 4 . الوجوب لا یخلو من قوّة.
5- 5 . ورد التشهد بالشّهادتین حین یجلس فی السوق(وسائل الشیعه، ج 12، الباب 18 _ 19 / 1 _ 4 _ 4 / من ابواب آداب التجّارة.) مکانه و عند دخوله(وسائل الشیعه، ج 12، الباب 18 _ 19 / 1 _ 4 _ 4 / من ابواب آداب التجّارة.) و النظّر الی حلوها و مرّها و فی السّوق(وسائل الشیعه، ج 12، الباب 18 _ 19 / 1 _ 4 _ 4 / من ابواب آداب التجّارة.).

ص: 16

و یکبراللّه(1) تعالی عنده، و یأخذ الناقص و یعطی الراجح.

« مسألة 45 » : یکره مدح البائع سلعته، و ذم المشتری لها، و کتمان العیب إذا لم یؤد إلی غش، و إلا حرم کما تقدم، و الحلف علی البیع و البیع فی المکان المظلم الذی یستتر فیه العیب، بل کل ما کان کذلک و الربح علی المؤمن زائدا علی مقدار الحاجة(2)، و علی الموعود بالإحسان و السوم مابین طلوع الفجر و طلوع الشمس، و أن یدخل السوق قبل غیره و مبایعة الادنین و ذوی العاهات و النقص فی أبدانهم، و المحارفین، و طلب تنقیص الثمن بعد العقد، و الزیادة وقت النداء لطلب الزیادة. أما الزیادة بعد سکوت المنادی فلا بأس بها، و التعرض للکیل أو الوزن أو العدّ أو المساحة إذا لم یحسنه حذرا من الخطأ، و الدخول فی سوم المؤمن، بل الأحوط ترکه. و المراد به الزیادة فی الثمن الذی بذله المشتری، أو بذل مبیع له غیر ما بذله البائع، مع رجاء تمامیة المعاملة بینهما، فلو انصرف أحدهما عنه، أو علم بعدم تمامیتها بینهما فلا کراهة، و کذا لو کان البیع مبنیا علی المزایدة، و أن یتوکل بعض أهل البلد لمن هو غریب عنها بل الأحوط استحبابا ترکه، و تلقی الرکبان الذین یجلبون السلعة وحدّه إلی ما دون أربعة فراسخ، فلو بلغ أربعة فراسخ فلا کراهة، و کذا لو اتفق ذلک بلا قصد. و الظاهر عموم الحکم لغیر البیع من المعاملة، کالصلح و الإجارة و نحوهما.


1- 1 . ورد التکبیر لدخول السّوق(وسائل الشیعه 12 _ الباب 18 _ 20 / 3 _ 1 _ 2 / من ابواب آداب التجارة.) و إذا اشتری شیئا(وسائل الشیعه 12 _ الباب 18 _ 20 / 3 _ 1 _ 2 / من ابواب آداب التجارة.) متاعا او غیره. فی صحیح حریز عن ابی عبداللّه علیه السلام. و بعده اللّهم انی اشتریته التمس فیه من فضلک فصّل علی محمّد و آل محمّد و اجعل لی فیه فضلاً. اللّهم انّی اشتریته التمس فیه من رزقک فاجعل لی فیه رزقا. ثلاث مراتّ. و ورد التکبیر ثلاثا فی روایة محمدبن مسلم(وسائل الشیعه 12 _ الباب 18 _ 20 / 3 _ 1 _ 2 / من ابواب آداب التجارة.) عن احدهما علیهماالسلام.
2- فی المعتبرة. قال ابوعبداللّه علیه السّلام. ربح المؤمن علی المؤمن ربا الاّ ان یشتری باکثر من مأة درهم. فاربح علیه قوت یومک او یشتریه للتجّارة فاربحوا علیهم وارفقوا بهم. وسائل الشیعه 12 _ الباب 10 / ح 1 من ابواب آداب التجارة.

ص: 17

« مسألة 46 » : یحرم الاحتکار(1) و هو : حبس السلعة و الامتناع من بیعها، لانتظار زیادة القیمة، مع حاجة المسلمین إلیها، و عدم وجود الباذل لها، و الظاهر اختصاص الحکم بالحنطة و الشعیر و التمر و الزبیب و السمن و الزیت لا غیر، و إن کان الأحوط _ استحبابا _ إلحاق الملح بها بل کل ما یحتاج إلیه عامة المسلمین من الملابس و المساکن والمراکب و غیرها و یجبر المحتکر علی البیع فی الاحتکار المحرم، من دون أن یعینَّ له السعر، نعم إذا کان السعر الذی اختاره مجحفا بالعامة أجبر علی الأقل منه.

الفصل الأول: شروط العقد

البیع(2) هو : نقل المال بعوض بما أن العوض مال، لا لخصوصیة فیه و الاشتراء هو إعطاء الثمن بازاء ما للمشتری غرض فیه بخصوصه فی شخص المعاملة، فمن یبیع السکَّر مثلاً یرید حفظ مالیة ماله فی الثمن لکن المشتری إنما یطلب السکّر لحاجته فیه، فإذا کان الغرض لکلا المتعاملین أمرا واحدا کمبادلة کتاب بکتاب _ مثلاً _ لم یکن هذا بیعا، بل هو معاملة مستقلة.

« مسألة 47 » : یعتبر فی البیع الإیجاب و القبول، و یقع بکل لفظ دال علی المقصود، و إن لم یکن صریحا فیه مثل : بعت و ملکت، و بادلت و نحوها فی الإیجاب، و مثل : قبلت و رضیت و تملکت و اشتریت و نحوها فی القبول، و لا تشترط فیه العربیة، کما لا یقدح فیه اللحن فی المادة أو الهیئة و یجوز إنشاء الإیجاب بمثل : اشتریت، و ابتعت، و تملکت و إنشاء القبول بمثل : شریت و بعت و ملّکت.


1- 1 . علی الاحوط لولم یکن اقوی.
2- 2 . الاولی فی تعریفه ما فی منهاج سیدنا الحکیم اعلی اللّه مقامه. ففیه (معنی البیع قریب من معنی المبادلة) لکن اللاّزم اضافة (بین المالین)

ص: 18

« مسألة 48 » : إذا قال : بعنی فرسک بهذا الدینار، فقال المخاطب : بعتک فرسی بهذا الدینار، ففی صحته و ترتب الأثر علیه بلا أن ینضم إلیه إنشاء القبول من الآمر اشکال، و کذلک الحکم فی الولی عن الطرفین أو الوکیل عنهما فإنه لا یُکتفی فیه بالإیجاب بدون القبول.

« مسألة 49 » : یعتبر فی تحقق العقد الموالاة بین الإیجاب والقبول، فلو قال البائع : بعت، فلم یبادر المشتری إلی القبول حتی انصرف البائع عن البیع لم یتحقق العقد، و لم یترتب علیه الأثر. أما إذا لم ینصرف و کان ینتظر القبول(1)، حتی قبل صح، کما أنه لا تعتبر وحدة المجلس فلو تعاقدا بالتلیفون فأوقع أحدهما الإیجاب و قبل الآخر صح. أما المعاملة بالمکاتبة ففیها إشکال، و الأظهر الصحة، إن لم ینصرف البائع عن بیعه و کان ینتظر القبول.

« مسألة 50 » : الظاهر اعتبار التطابق بین الإیجاب و القبول فی الثمن و المثمن و سائر التوابع، فلو قال : بعتک هذا الفرس بدرهم، بشرط أن تخیط قمیصی، فقال المشتری : اشتریت هذا الحمار بدرهم، أو هذا الفرس بدینار، أو بشرط أن أخیط عباءتک، أو بلا شرط شیء أو بشرط أن تخیط ثوبی، أو اشتریت نصفه بنصف دینار، أو نحو ذلک من أنحاء الاختلاف لم یصح العقد، نعم لو قال : بعتک هذا الفرس بدینار، فقال : اشتریت کل نصف منه بنصف دینار صح، و کذا فی غیره مما کان الاختلاف فیه بالاجمال و التفصیل.

« مسألة 51 » : إذا تعذر اللفظ لخرس و نحوه قامت الإشارة مقامه و إن تمکن من التوکیل، و کذا الکتابة مع العجز عن الإشارة. أما مع القدرة علیها ففی تقدیم الإشارة أو الکتابة وجهان بل قولان، و الأظهر الجواز بکل منهما، بل یحتمل ذلک حتی مع التمکن من اللفظ.


1- 1 . یشکل إذاطال الزّمن بل إذا قصر و لم یجعل القبول مرتبطا بالایجاب عند العرف. و کذلک الحال فی الکتابة. بل ترتّب اثر العقد علیها لا یخلو من اشکال.

ص: 19

« مسألة 52 » : الظاهر وقوع البیع بالمعاطاة، بأن ینشی ء البائع البیع بإعطائه المبیع إلی المشتری، و ینشیء المشتری القبول بإعطاء الثمن إلی البائع، و لا فرق فی صحتها بین المال الخطیر و الحقیر، و قد تحصل بإعطاء البائع المبیع و أخذ المشتری بلا إعطاء منه، کما لو کان الثمن کلیا فی الذمة أو باعطاء المشتری الثمن و أخذ البائع له بلا إعطاء منه، کما لو کان المثمن کلیا فی الذمة.

« مسألة 53 » : الظاهر أنه یعتبر فی صحة البیع المعاطاتی جمیع ما یعتبر فی البیع العقدی من شرائط العقد و العوضین و المتعاقدین، کما أن الظاهر ثبوت الخیارات _ الآتیة إن شاءاللّه تعالی _ علی نحو ثبوتها فی البیع العقدی.

« مسألة 54 » : الظاهر جریان المعاطاة فی غیر البیع من سائر المعاملات بل الإیقاعات إلا فی موارد خاصة، کالنکاح و الطلاق و العتق و التحلیل و النذر والیمین(1)، و الظاهر جریانها فی الرهن و الوقف أیضا.

« مسألة 55 » : فی قبول البیع المعاطاتی للشرط سواء أکان شرط خیار فی مدة معینة، أم شرط فعل، أم غیرهما : اشکال، و إن کان القبول لا یخلو من وجه، فلو أعطی کل منهما ماله إلی الآخر قاصدین البیع، و قال أحدهما فی حال التعاطی : جعلت لی الخیار إلی سنة _ مثلاً _ و قبل الآخر صح شرط الخیار، و کان البیع خیاریا.

« مسألة 56 » : لا یجوز تعلیق البیع علی أمر غیر حاصل حین العقد سواء أعلم حصوله بعد ذلک، کما إذا قال : بعتک إذا هلّ الهلال، أم جهل حصوله، کما لو قال : بعتک إذا ولد لی ولد ذکر، و لا علی أمر مجهول الحصول حال العقد، کما إذا قال : بعتک إن کان الیوم یوم الجمعة مع جهله بذلک، أما مع علمه به فالوجه الجواز.

« مسألة 57 » : إذا قبض المشتری ما اشتراه بالعقد الفاسد، فإن علم برضا البائع


1- 1 . والوصیّة نعم یجئی فی محلّه جوازها بالکتابة و الاشارة مع قصدها.

ص: 20

بالتصرف فیه حتی مع فساد العقد جاز له التصرف فیه و إلا وجب علیه رده إلی البائع، و إذا تلف _ و لو من دون تفریط _ وجب علیه ردّ مثله إن کان مثلیا و قیمته إن کان قیمیا، و کذا الحکم فی الثمن إذا قبضه البائع بالبیع الفاسد، و إذا کان المالک مجهولاً جری علیه حکم المال المجهول مالکه، و لا فرق فی جمیع ذلک بین العلم بالحکم و الجهل به، و لو باع أحدهما ما قبضه کان البیع فضولیا و توقفت صحته علی إجازة المالک و سیأتی الکلام فیه إن شاءاللّه تعالی.

الفصل الثانی: شروط المتعاقدین

« مسألة 58 » : یشترط فی کل من المتعاقدین أمور :

الأول : البلوغ، فلا یصح عقد الصبی فی ماله، و إن کان ممیزا، إذا لم یکن بإذن الولی بل و إن کان بإذنه إذا کان الصبی مستقلاً فی التصرف و أما إذا کانت المعاملة من الولی، و کان الصبی وکیلاً عنه فی إنشاء الصیغة فالصحة لا تخلو من وجه وجیه، و کذا إذا کان تصرفه فی غیر ماله بإذن المالک، و إن لم یکن بإذن الولی.

الثانی : العقل، فلا یصح عقد المجنون، و إن کان قاصدا إنشاء البیع.

الثالث : الإختیار، فلا یصح بیع المکره، و هو من یأمره غیره بالبیع المکروه له، علی نحو یخاف من الإضرار به لو خالفه، بحیث یکون وقوع البیع منه من باب ارتکاب أقل المکروهین، و لو لم یکن البیع مکروها و قد أمره الظالم بالبیع فباع صح، و کذا لو أمره بشیء غیر البیع و کان ذلک الشیء موقوفا علی البیع المکروه فباع فإنه یصح، کما إذا أمره بدفع مقدار من المال و لم یمکنه إلا ببیع داره فباعها، فإنه یصح بیعها.

« مسألة 59 » : إذا أکره أحد الشخصین علی بیع داره، کما لو قال الظالم : فلیبع زید

ص: 21

أو عمرو داره فباع أحدهما داره بطل البیع، إلاّ إذا علم إقدام الآخر علی البیع.

« مسألة 60 » : لو أکره علی بیع داره أو فرسه فباع أحدهما بطلٍ، و لو باع الآخر بعد ذلک صحّ، و لو باعهما جمیعا دفعة بطل فیهما جمیعا.

« مسألة 61 » : لوأکرهه علی بیع دابّته فباعها مع ولدها بطل بیع الدابة، و صح بیع الولد.

« مسألة 62 » : لا یُعتبر فی صدق الإکراه عدم إمکان التفصی بالتوریة، فلو أکرهه علی بیع داره فباعها _ مع قدرته علی التوریة _ لم یصح البیع.(1)

« مسألة 63 » : المراد من الضرر الذی یخافه، علی تقدیر عدم الإتیان بما أُکره علیه ما یعمّ الضرر الواقع علی نفسه و ماله و شأنه، و علی بعض مَن یتعلّق به ممّن یهمه أمره فلو لم یکن کذلک فلا إکراه، فلو باع حینئذٍ _ صحّ البیع.

البیع الفضولی :

الرابع : من شرائط المتعاقدین القدرة علی التصرّف بکونه مالکا أو وکیلاً عنه، أو مأذونا منه، أو ولیا علیه، فلولم یکن العاقد قادرا علی التصرّف لم یصح البیع، بل توقّفت صحته علی إجازة القادر علی ذلک التصرّف، مالکا کان، أو وکیلاً عنه، أو مأذونا منه، أو ولیا علیه، فإن أجاز صح، و إن ردّ بطل و هذا هو المسمی بعقد الفضولی. و المشهور أن الإجازة بعد الردّ لا أثر لها، ولکنه لا یخلو عن إشکال، بل لا یبعد نفوذها(2). و أمّا الردّ بعد الإجازة فلا أثر له جزما.

« مسألة 64 » : لو منع المالک من بیع ماله فباعه الفضولی، فإن أجازه المالک صح، و لا أثر للمنع السابق فی البطلان.


1- 1 . فیه تأمّل واضح مع تحقّق الرّضا و طیب النّفس بالبیع.
2- 2 . بعید.

ص: 22

« مسألة 65 » : إذا علم من حال المالک أنه یرضی بالبیع فباعه لم یصح و توقّفت صحته علی الإجازة.

« مسألة 66 » : إذا باع الفضولی مال غیره عن نفسه لاعتقاده أنه مالک أو لبنائه علی ذلک، کما فی الغاصب، فأجازه المالک صحّ البیع و یرجع الثمن إلی المالک.

« مسألة 67 » : لا یکفی فی تحقّق الإجازة الرضا الباطنی، بل لابدّ من الدلالة علیه بالقول مثل : رضیت، و أجزت، و نحوهما، أو بالفعل مثل أخذ الثمن، أو بیعه، أو الأذن فی بیعه أو إجازة العقد الواقع علیه أو نحو ذلک.

« مسألة 68 » : الظاهر أن الإجازة کاشفة عن صحة العقد من حین وقوعه کشفا حکمیا، فنماء الثمن من حین العقد إلی حین الإجازة ملک مالک المبیع، و نماء المبیع ملک للمشتری.

« مسألة 69 » : لو باع باعتقاد کونه ولیا أو وکیلاً فتبینّ خلافه فإن أجازه المالک صح و إن ردّ بطل، و لو باع باعتقاد کونه أجنبیا فتبینّ کونه ولیا أو وکیلاً صح، و لم یحتج إلی الإجازة، و لو تبیّن کونه مالکا ففی صحة البیع _ من دون حاجة إلی إجازته _ إشکال و الأظهر هو الصحة.(1)

« مسألة 70 » : لو باع مال غیره فضولاً، ثم ملکه قبل إجازة المالک ففی صحته _ بلا حاجة إلی الإجازة أو توقّفه علی الإجازة أو بطلانه رأسا _ وجوه أقواها أوسطها.

« مسألة 71 » : لو باع مال غیره فضولاً فباعه المالک من شخص آخر صحّ بیع المالک، و یصح بیع الفضولی _ أیضا _ إن أجازه المشتری.

« مسألة 72 » : إذا باع الفضولی مال غیره و لم تتحقّق الإجازة من المالک، فإن کانت العین فی ید المالک فلا إشکال، و إن کانت فی ید البائع جاز للمالک الرجوع بها علیه،


1- 1 . فیه تأمّل.

ص: 23

و إن کان البائع قد دفعها إلی المشتری جاز له الرجوع علی کل من البائع و المشتری، و إن کانت تالفة رجع علی البائع إن لم یدفعها إلی المشتری، أو علی أحدهما إن دفعها إلیه بمثلها، إن کانت مثلیة، و بقیمتها إن کانت قیمیة.

« مسألة 73 » : المنافع المستوفاة مضمونة، و للمالک الرجوع بها علی مَن استوفاها، و کذا الزیادات العینیّة، مثل اللبن و الصوف و الشعر و السرجین و نحوها، ممّا کانت له مالیة، فإنّها مضمونة علی مَن استولی علیها کالعین، أمّا المنافع غیر المستوفاة ففی ضمانها إشکال، و الضمان أظهر.(1)

« مسألة 74 » : المثلی : ما یَکثر وجود مثله فی الصفات التی تختلف باختلافها الرغبات، و القیمی : ما لا یکون کذلک، فالآلات و الظروف و الأقمشة المعمولة فی المعامل فی هذا الزمان من المثلی، و الجواهر الأصلیة من الیاقوت و الزمرد و الألماس و الفیروزج و نحوها من القیمی.

« مسألة 75 » : الظاهر أن المدار فی القیمة المضمون بها القیمی قیمة زمان القبض لا زمان التلف، و لا زمان الأداء.

« مسألة 76 » : إذا لم یمضِ المالک المعاملة الفضولیة فعلی البائع الفضولی أن یردّ الثمن المسمّی إلی المشتری(2)، فإذا رجع المالک علی المشتری ببدل العین من المثل أو القیمة فلیس للمشتری الرجوع علی البائع فی مقدار الثمن المسمّی. و یرجع فی الزائد علیه إذا کان مغرورا و إذا رجع المالک علی البائع رجع البائع علی المشتری بمقدار الثمن المسمّی إذا لم یکن قد قبض الثمن، و لا یرجع فی الزائد علیه إذا کان غارّا. و إذا رجع المالک علی المشتری ببدل نماء العین من الصوف و اللبن و نحوهما أو بدل المنافع المستوفاة أو غیر ذلک، فإنّ کان المشتری مغرورا من قبل البائع، بأن کان


1- 1 . غیر بعید.
2- 2 . لو قبضه منه.

ص: 24

جاهلاً بأن البائع فضولی، و کان البائع عالما فأخبره البائع بأنه مالک، أو ظهر له منه أنه مالک رجع المشتری علی البائع بجمیع الخسارات التی خسرها للمالک، و إن لم یکن مغرورا من البائع کما إذا کان عالما بالحال، أو کان البائع أیضا جاهلاً لم یرجع علیه بشیء من الخسارات المذکورة، و إذا رجع المالک علی البائع ببدل النماءات، فإن کان المشتری مغرورا من قِبَل البائع لم یرجع البائع علی المشتری، و إن لم یکن مغرورا من قِبَل البائع رجع البائع علیه فی الخسارة التی خسرها للمالک و کذا الحال فی جمیع الموارد التی تعاقبت فیها الأیدی العادیة علی مال المالک، فإنّه إن رجع المالک علی السابق رجع السابق علی اللاحق إن لم یکن مغرورا منه، و إلاّ لم یرجع علی اللاحق، و إن رجع المالک علی اللاحق لم یرجع إلی السابق، إلاّ مع کونه مغرورا منه، و کذا الحکم فی المال غیر المملوک لشخص کالزکاة المعزولة، و مال الوقف المجعول مصرفا فی جهة معیّنة أو غیر معینّة، أو فی مصلحة شخص أو أشخاص فإن الولی یرجع علی ذی الید علیه، مع وجوده، و کذا مع تلفه علی النهج المذکور.

« مسألة 77 » : لو باع إنسان ملکه و ملک غیره صفقة واحدة صح البیع فیما یملک، و توقّفت صحة بیع غیره علی إجازة المالک، فإن أجازه صح، و إلاّ فلا، و حینئذ یکون للمشتری خیار تبعّض الصفقة، فله فسخ البیع بالإضافة إلی ما یملکه البائع.

« مسألة 78 » : طریق معرفة حصة کل واحد منهما من الثمن : أن یقوّم کل من المالین بقیمته السوقیة، فیرجع المشتری بحصة من الثمن نسبتها إلی الثمن نسبة قیمة مال غیر البائع إلی مجموع القیمتین، فإذا کانت قیمة ماله عشرة و قیمة مال غیره خمسة، و الثمن ثلاثة یرجع المشتری بواحد الذی هو ثلث الثمن، و یبقی للبائع اثنان. و هما ثلثا الثمن، هذا إذا لم یکن للاجتماع دخل فی زیادة القیمة و نقصها، أمّا لو کان الأمر کذلک وجب تقویم کل منهما فی حال الانضمام إلی الآخر ثم تنسب قیمة کل واحد منهما إلی مجموع القیمتین، فیؤخذ من الثمن بتلک النّسبة مثلاً إذا باع الجاریة و ابنتها

ص: 25

بخمسة، و کانت قیمة الجاریة فی حال الانفراد ستة، و فی حال الانضمام أربعة، و قیمة ابنتها بالعکس فمجموع القیمتین عشرة، فإن کانت الجاریة لغیر البائع رجع المشتری بخُمسین، و هما اثنان من الثمن، و بقی للبائع ثلاثة أخماس، و إن کانت البنت لغیر البائع رجع المشتری بثلاثة أخماس الثمن، و هو ثلاثة و بقی للبائع اثنان.

« مسألة 79 » : إذا کانت الدار مشترکة بین شخصین علی السویّة فباع أحدهما نصف الدار، فإن قامت القرینة علی أن المراد نصف نفسه، أو نصف غیره، أو نصف فی النصفین عمل علی القرینة، و إن لم تقم القرینة علی شیء من ذلک حمل علی نصف نفسه لا غیر.

« مسألة 80 » : یجوز للأب و الجد للأب و إن علا التصرّف فی مال الصغیر بالبیع و الشراء و الإجازة و غیرها، و کل منهما مستقل فی الولایة فلا یُعتبر الإذن من الآخر، کما لا تُعتبر العدالة فی ولایتهما، و لا أن تکون مصلحة فی تصرّفهما، بل یکفی عدم المفسدة فیه، إلاّ أن یکون التصرّف تفریطا منهما فی مصلحة الصغیر، کما لو اضطر الولی بیع مال الصغیر، و أمکن بیعه بأکثر من قیمة المثل، فلا یجوز له البیع بقیمة المثل، و کذا لو دار الأمر بین بیعه بزیادة درهم عن قیمة المثل، و زیادة درهمین، لاختلاف الأماکن أو الدلالین، أو نحو ذلک لم یجز البیع بالأقل، و إن کانت فیه مصلحة إذا عدّ ذلک تساهلاً عرفا فی مال الصغیر، و المدار فی کون التصرّف مشتملاً علی المصلحة أو عدم المفسدة علی کونه کذلک فی نظر العقلاء، لا بالنظر إلی علم الغیب، فلو تصرّف الولی باعتقاد المصلحة فتبینّ أنه لیس کذلک فی نظر العقلاء بطل التصرّف، و لو تبینّ أنه لیس کذلک بالنظر إلی علم الغیب صح، إذا کانت فیه مصلحة بنظر العقلاء.

« مسألة 81 » : یجوز للأب و الجد التصرّف فی نفس الصغیر بإجارته لعمل ما أو جعله عاملاً فی المعامل، و کذلک فی سائر شؤونه مثل تزویجه نعم لیس لهما طلاق زوجته، و هل لهما فسخ نکاحه عند حصول المسّوغ للفسخ، و هبة المدة فی عقد

ص: 26

المتعة : وجهان و الثبوت أقرب.(1)

« مسألة 82 » : إذا أوصی الأب أو الجد إلی شخص بالولایة بعد موته علی القاصرین نفذت الوصیة، و صار الموصی إلیه ولیا علیهم بمنزلة الموصی تنفذ تصرفاته. و یُشترط فیه الرشد و الأمانة، و لا تُشترط فیه العدالة علی الأقوی. کما یُشترط فی صحة الوصیة فقد الآخر، فلا تصح وصیة الأب بالولایة علی الطفل مع وجود الجد، و لا وصیة الجد بالولایة علی حفیده مع وجود الأب، و لو أوصی أحدهما بالولایة علی الطفل، بعد فقد الآخر لا فی حال وجوده، ففی صحّتها إشکال.

« مسألة 83 » : لیس لغیر الأب و الجد للأب و الوصی لأحدهما ولایة علی الصغیر، و لو کان عما أو أما أو جدا للأم أو أخا کبیرا، فلو تصرّف أحد هؤلاء فی مال الصغیر، أو فی نفسه، أو سائر شؤونه لم یصح، و توقّف علی إجازة الولی.

« مسألة 84 » : تکون الولایة علی الطفل للحاکم الشرعی، مع فقد الأب و الجد و الوصی لأحدهما، و مع تعذّر الرجوع إلی الحاکم فالولایة لعدول المؤمنین، لکن الأحوط الاقتصار علی صورة لزوم الضرر فی ترک التصرّف، کما لو خیف علی ماله التلف _ مثلاً _ فیبیعه العادل، لئلا یتلف، و لا یعتبر _ حینئذ _ أن تکون فی التصرّف فیه غبطة و فائدة، بل لو تعذّر وجود العادل _ حینئذ _ لم یبعد جواز ذلک لسائر المؤمنین، و لو اتُفق احتیاج المکلّف إلی دخول دار الأیتام و الجلوس علی فراشهم، و الأکل من طعامهم، و تعذّر الاستئذان من ولیهم لم یبعد جواز ذلک، إذا عوّضهم عن ذلک بالقیمة، و لم یکن فیه ضرر علیهم و إن کان الأحوط ترکه، و إذا کان التصرّف مصلحة لهم جاز من دون حاجة إلی عوض. و اللّه سبحانه العالم.


1- 1 . فی الاوّل.

ص: 27

الفصل الثالث: شروط العوضین

یُشترط فی المبیع أن یکون عینا، سواء أکان موجودا فی الخارج أم فی الذمة، و سواء أکانت الذمة ذمة البائع أم غیره، کما إذا کان له مال فی ذمة غیره فباعه لشخص ثالث، فلا یجوز بیع المنفعة، کمنفعة الدار، و لا بیع العمل کخیاطة الثوب، و أمّا الثمن فیجوز أن یکون عینا أو منفعة أو عملاً.

« مسألة 85 » : المشهور علی اعتبار أن یکون المبیع و الثمن مالاً یتنافس فیه العقلاء، فکل ما لا یکون مالاً کبعض الحشرات لا بجوز بیعه، و لا جعله ثمنا، ولکن الظاهر عدم(1) اعتبار ذلک، و إن کان الاعتبار أحوط.

« مسألة 86 » : الحقوق مطلقا من قبیل الأحکام(2)، فکما لا یصح بیعها لا یصح جعلها ثمنا، نعم فی مثل حق التحجیر القابل للانتقال یجوز(3) جعل متعلّق الحق بما هو کذلک ثمنا و یجوز جعل شیء بإزاء رفع الید عن الحق، حتی فیما إذا لم یکن قابلاً للانتقال، و کان قابلاً للإسقاط، کما یجوز جعل الإسقاط ثمنا، بأن یملک البائع علیه العمل فیجب علیه الإسقاط بعد البیع.

« مسألة 87 » : یُشترط فی البیع أن لا یکون غرریا و تکفی المشاهدة فیما تعارف بیعه بالمشاهدة، و لا تکفی فی غیر ذلک، بل لا بدّ أن یکون مقدار کل من العوضین المتعارف تقدیره به عند البیع، من کیل أو وزن، أو عد، أو مساحة معلوما، و لا بأس بتقدیره بغیر المتعارف فیه عند البیع، کبیع المکیل بالوزن، و بالعکس إذا لم یکن البیع


1- 1 . ما اعتبره المشهور صحیح. و انکان لا یبعد جریان السّیرة علی ما اختاره.
2- 2 . فی اطلاقه تأمّل بل بعضها قابل للاسقاط کحقّ الخیار.
3- 3 . لا یخلو من تأمّل. و کذلک جعل الاسقاط ثمنا الاّ ان یدعی صدق التجّارة عن تراض علیه.

ص: 28

غرریا، و إذا کان الشیء ممّا یباع فی حال بالمشاهدة، و فی حال أخری بالوزن أو الکیل، کالثمر یُباع علی الشجر بالمشاهدة و فی المخازن بالوزن، و الحطب محمولاً علی الدابة بالمشاهدة و فی المخزن بالوزن، و اللبن المخیض یباع فی السقاء بالمشاهدة و فی المخازن بالکیل فصحة بیعه مقدّرا أو مشاهدا تابعة للمتعارف.

« مسألة 88 » : یکفی فی معرفة التقدیر إخبار البائع بالقدر، کیلاً أو وزنا، أو عدّا، و لا فرق بین عدالة البائع و فسقه، و الأحوط اعتبار حصول اطمئنان المشتری بإخباره، و لو تبینّ الخلاف بالنقیصة کان المشتری بالخیار فی الفسخ و الإمضاء بتمام الثمن(1) و لو تبیّنت الزیادة(2) کان البائع(3) بالخیار بین الفسخ و الإمضاء بتمام المبیع، و قیل : یرجع المشتری علی البائع بثمن النقیصة فی الأول و تکون الزیادة للبائع فی الثانی و هو ضعیف.(4)

« مسألة 89 » : لا بدّ فی مثل القماش و الأرض و نحوهما _ ممّا یکون تقدیره بالمساحة دخیلاً فی زیادة القیمة _ معرفة مقداره، و لا یکتفی فی بیعه بالمشاهدة إلاّ إذا کانت المشاهدة رافعة للغرر کما هو الغالب فی بیع الدور و الفرش و نحوهما.

« مسألة 90 » : إذا اختلفت البلدان فی تقدیر شیء، بأن کان موزونا فی بلد، و معدودا فی آخر، و مکیلاً فی ثالث، فالظاهر أن المدار فی التقدیر بلد المعاملة. ولکن یجوز البیع بالتقدیر الآخر أیضا إذا لم یکن فیه غرر.(5)

« مسألة 91 » : قد یؤخذ الوزن شرطا فی المکیل أو المعدود، أو الکیل شرطا فی


1- 1 . هذا إذا لم یبطل البیع فی المقدار النّاقص و الاّ فله الفسخ و الامضاء فی قیمة الباقی.
2- 2 . کانت للبایع.
3- 3 . الانسب کون المشتری بالخیار لحصول الّشرکة بینه و بین البایع و ان کان ما ذکره أیضا قویا.
4- 4 . عرفت تعیّنه.
5- 5 . هذا و ان کان وجیها لکن غیر خال عن الاشکال.

ص: 29

الموزون، مثل أن یبیعه عشرة أمنان من الدبس، بشرط أن یکون کیلها صاعا، فیتبینّ أن کیلها أکثر من ذلک لرقة الدبس، أو یبیعه عشرة أذرع من قماش، بشرط أن یکون وزنها ألف مثقال، فیتبینّ أن وزنها تسعمائة، لعدم إحکام النسج، أو یبیعه عشرة أذرع من الکتان، بشرط أن یکون وزنه مائة مثقال، فیتبین أن وزنه مائتا مثقال لغلظة خیوطه و نحو ذلک، ممّا کان التقدیر فیه ملحوظا صفة کمال للمبیع لا مقوّما له، و الحکم أنه مع التخلّف بالزیادة أو النقیصة یکون الخیار للمشتری، لتخلّف الوصف، فإن أمضی العقد کان علیه تمام الثمن، و الزیادة للمشتری علی کل حال.

« مسألة 92 » : یُشترط معرفة جنس العوضین و صفاتهما التی تختلف القیمة باختلافها، کالألوان و الطعوم و الجودة و الرداءة و الرقة و الغلظة و الثقل و الخفة و نحو ذلک، ممّا یوجب اختلاف القیمة، أمّا ما لا یوجب اختلاف القیمة منها فلا تجب معرفته، و إن کان مرغوبا عند قوم، و غیر مرغوب عند آخرین، و المعرفة إمّا بالمشاهدة، أو بتوصیف(1) البائع، أو بالرؤیة السابقة.

« مسألة 93 » : یُشترط أن یکون کل واحد من العوضین ملکا، مثل أکثر البیوع الواقعة بین الناس، أو ما هو بمنزلته، کبیع الکلی فی الذمة أو بیع مال شخصی مختص بجهة من الجهات مثل بیع ولی الزکاة بعض أعیان الزکاة و شرائه العلف لها، و علیه فلا یجوز بیع ما لیس کذلک : مثل بیع السمک فی الماء و الطیر فی الهواء، و شجر البیداء قبل أن یُصطاد أو یُحاز.

« مسألة 94 » : یصح للراهن بیع العین المرهونة بإذن المرتهن، و کذلک لو أجازه بعد وقوعه، و الأظهر صحة البیع(2) مع عدم إجازته أیضا إلاّ أنه یثبت الخیار _ حینئذ _ للمشتری إذا کان جاهلاً بالحال حین البیع.


1- 1 . الظاهر ان الصّحیح. الوصف.
2- 2 . لا یخلو من تأمّل.

ص: 30

« مسألة 95 » : لا یجوز بیع الوقف إلاّ فی موارد :

منها : أن یخرب بحیث لا یمکن الانتفاع به مع بقاء عینه، کالحیوان المذبوح، و الجذع البالی، و الحصیر المخرق.

و منها : أن یخرب علی نحو یسقط عن الانتفاع المعتد به، مع کونه ذا منفعة یسیرة ملحقة بالمعدوم عرفا.

و منها : ما إذا اشترط الواقف بیعه عند حدوث أمر، من قلة المنفعة أو کثرة الخراج، أو کون بیعه أنفع، أو احتیاجهم إلی عوضه، أو نحو ذلک.

و منها : ما إذا وقع الاختلاف الشدید(1) بین الموقوف علیهم، بحیث لا یؤمن معه من تلف النفوس و الأموال.

و منها، ما لو علم أن الواقف لا حظ فی قوام الوقف عنوانا خاصا فی العین الموقوفة، مثل کونها بستانا، أو حماما فیزول ذلک العنوان، فإنه یجوز البیع _ حینئذٍ _ و إن کانت الفائدة باقیة بحالها أو أکثر.

و منها : ما إذا طرأ ما یستوجب أن یؤدّی بقاؤه إلی الخراب المسقط له عن المنفعة المعتدّ بها عرفا، و اللازم حینئذٍ تأخیر البیع إلی آخر أزمنة إمکان البقاء.

« مسألة 96 » : ما ذکرناه من جواز البیع فی الصور المذکورة لا یجری فی المساجد، فإنّها لا یجوز بیعها علی کل حال. نعم یجری فی مثل الخانات الموقوفة للمسافرین، و کتب العلم و المدارس و الرباطات الموقوفة علی الجهات الخاصة.

« مسألة 97 » : إذا جاز بیع الوقف، فإن کان من الأوقاف غیر المحتاجة إلی المتولی کالوقف علی الأشخاص المعینین لم تحتج إلی إجازة غیرهم، و إلاّ فإن کان له متولّ خاص فاللازم مراجعته، و یکون البیع بإذنه، و إلاّ فالأحوط مراجعة الحاکم الشرعی،


1- 1 . هذا القسم لو قلنا به فانّما هو من باب مراعاة الاّ هم من حفظ النفوس عن التّلف او یجعل من القسم الاخیر الذّی یتعرّض له و لابدّ من الصّبر فی البیع الی آخر ازمنة الامکان و مع ذلک فالمسئلة مشکلة.

ص: 31

و الاستئذان منه فی البیع، کما أن الأحوط أن یشتری بثمنه ملکا، و یوقف علی النهج الذی کان علیه الوقف الأول، نعم لو خرب بعض الوقف جاز بیع ذلک البعض و صرف ثمنه فی مصلحة المقدار العامر، أو فی وقف آخر إذا کان موقوفا علی نهج وقف الخراب. و إذا خرب الوقف و لم یمکن الانتفاع به و أمکن بیع بعضه و تعمیر الباقی بثمنه فالأحوط : الاقتصار علی بیع بعضه و تعمیر الباقی بثمنه.

« مسألة 98 » : لا یجوز بیع الأمة إذا کانت ذات ولد لسیّدها، و لو کان حملاً غیر مولود، و کذا لا یجوز نقلها بسائر النواقل، و إذا مات ولدها جاز بیعها، کما یجوز بیعها فی ثمن رقبتها مع إعسار المولی، و فی هذه المسألة فروع کثیرة لم نتعرّض لها لقلة الابتلاء بها.

« مسألة 99 » : لا یجوز بیع الأرض الخراجیة. و هی : الأرض المفتوحة عنوة العامرة حین الفتح، فإنها ملک للمسلمین مَن وجد و مَن یوجد، و لا فرق بین أن تکون فیها آثار مملوکة للبائع من بناء أو شجر أو غیرهما، و أن لا تکون. بل الظاهر عدم جواز التصرّف فیها إلاّ بإذن الحاکم الشرعی، إلاّ أن تکون تحت سلطة السلطان المدعی للخلافة العامة فیکفی الاستئذان منه، بل فی کفایة الاستئذان من الحاکم الشرعی _ حینئذٍ _ إشکال، و لو ماتت الأرض العامرة _ حین الفتح _ فلا یبعد(1) أنها تملک بالإحیاء. أمّا الأرض المیتة فی زمان الفتح فهی ملک للإمام علیه السلام ، و إذا أحیاها أحد ملکها بالإِحیاء، مسلما کان المحیی أو کافرا، و لیس علیه دفع العوض، و إذا ترکها حتی ماتت فهی علی ملکه، ولکنه إذا ترک زرعها و أهملها و لم ینتفع بها بوجه، جاز لغیره زرعها(2)، و هو أحق بها منه و إن کان الأحوط استحبابا عدم زرعها بلا إذن منه إذا عرف


1- 1 . لکن یمنع ذلک استصحاب الحکم السّابق الاّ ان یستدّل باطلاق ما دلّ علی الملکیّة او حق الاختصاص للارض المیتة بالاحیاء.
2- 2 . بعد ثلاث سنین.

ص: 32

مالکها، إلاّ إذا کان المالک قد أعرض عنها، و إذا أحیاها السلطان المدعی للخلافة علی أن تکون للمسلمین لحقها حکم الأرض الخراجیة.

« مسألة 100 » : فی تعیین أرض الخراج إشکال، و قد ذکر العلماء و المؤرخون مواضع کثیرة منها. و إذا شکّ فی أرض أنها کانت میتة أو عامرة _ حین الفتح _ تحمل علی أنها کانت میتة، فیجوز إحیاؤها و تملّکها إن کانت حیّة، کما یجوز بیعها و غیره من التصرّفات الموقوفة علی الملک.

« مسألة 101 » : یُشرط فی کل من العوضین أن یکون مقدورا علی تسلیمه فلا یجوز بیع الجمل الشارد، أو الطیر الطائر، أو السمک المرسل فی الماء، و لا فرق بین العلم بالحال و الجهل بها، و لو باع العین المغصوبة و کان المشتری قادرا علی أخذها من الغاصب صح، کما أنه یصح بیعها علی الغاصب أیضا، و إن کان البائع لا یقدر علی أخذها منه، ثم دفعها إلیه، و إذا کان المبیع ممّا لا یستحق المشتری أخذه، کما لو باع مَن ینعتق علی المشتری صح، و إن لم یقدر علی تسلیمه.

« مسألة 102 » : لو علم بالقدرة علی التسلیم فباع فانکشف الخلاف بطل، و لو علم العجز عنه فانکشف الخلاف فالظاهر الصحة.

« مسألة 103 » : لو انتفت القدرة علی التسلیم فی زمان استحقاقه، لکن علم بحصولها بعده، فإن کانت المدة یسیرة صح، و إذا کانت طویلة لا یتسامح بها، فإن کانت مضبوطة کسنة أو أکثر فالظاهر الصحة مع علم المشتری بها و کذا مع جهله بها، لکن یثبت الخیار للمشتری، و إن کانت غیر مضبوطة فالظاهر البطلان، کما لو باعه دابة غائبة یعلم بحضورها لکن لا یعلم زمانه.

ص: 33

« مسألة 104 » : إذا کان العاقد هو المالک فالاعتبار بقدرته، و إن کان وکیلاً فی إجراء الصیغة فقط فالاعتبار بقدرة المالک، و إن کان وکیلاً فی المعاملة کعامل المضاربة، فالاعتبار بقدرته أو قدرة المالک فیکفی قدرة أحدهما علی التسلیم فی صحة المعاملة، فإذا لم یقدرا بطل البیع.

« مسألة 105 » : یجوز بیع العبد الآبق مع الضمیمة، إذا کانت ذات قیمة معتد بها.

الفصل الرابع: الخیارات

اشارة

الخیار حق یقتضی السلطنة علی فسخ العقد برفع مضمونه و هو أقسام.

(الأول) : خیار المجلس

أی مجلس البیع فإنّه إذا وقع البیع کان لکل من البائع و المشتری الخیار فی المجلس ما لم یفترقا، فإذا افترقا _ عرفا _ لزم البیع و انتفی الخیار و لو کان المباشر للعقد الوکیل کان الخیار للمالک، فإن الوکیل وکیل فی إجراء الصیغة فقط، و لیس له الفسخ عن المالک، و لو کان وکیلاً فی تمام المعاملة و شؤونها کان له الفسخ عن المالک، و المدار علی اجتماع المباشرین و افتراقهما لا المالکین، و لو فارقا المجلس مصطحبین بقی الخیار لهما حتی یفترقا، و لو کان الموجب و القابل واحدا و کالة عن المالکین أو ولایة علیهما، ففی ثبوت الخیار إشکال، بل الأظهر(1) العدم.

« مسألة 106 » : هذا الخیار یختص بالبیع و لا یجری فی غیره من المعاوضات.

« مسألة 107 » : یسقط هذا الخیار باشتراط سقوطه فی العقد، کما یسقط بإسقاطه بعد العقد.


1- 1 . فی الاظهریة تأمّل.

ص: 34

(الثانی) : خیار الحیوان

کل مَن اشتری حیوانا _ إنسانا کان أو غیره _ ثبت له الخیار ثلاثة أیام مبدؤها زمان العقد، و إذا کان العقد فی أثناء النهار لفق المنکسر من الیوم الرابع، و اللیلتان المتوسطتان داخلتان فی مدة الخیار، و کذا اللیلة الثالثة فی صورة تلفیق المنکسر، و إذا لم یفترق المتبایعان حتی مضت ثلاثة أیام سقط خیار الحیوان، و بقی خیار المجلس.

« مسألة 108 » : یسقط هذا الخیار باشتراط سقوطه فی متن العقد، کما یسقط بإسقاطه بعده، و بالتصرّف فی الحیوان تصرّفا یدل علی إمضاء العقد و اختیار عدم الفسخ.

« مسألة 109 » : یثبت هذا الخیار للبائع أیضا، إذا کان الثمن حیوانا.

« مسألة 110 » : یختص هذا الخیار أیضا بالبیع، و لا یثبت فی غیره من المعاوضات.

« مسألة 111 » : إذا تَلف الحیوان قبل القبض أو بعده فی مدة الخیار کان تلفه من مال البائع، و رجع المشتری علیه بالثمن إذا کان دفعه إلیه.

« مسألة 112 » : إذا طرأ عیب فی الحیوان من غیر تفریط من المشتری لم یمنع من الفسخ والرد، و إن کان بتفریط منه سقط خیاره.

(الثالث) : خیار الشرط

و المراد به : الخیار المجعول باشتراطه فی العقد، إمّا لکل من المتعاقدین أو لأحدهما بعینه، أو لأجنبی.

« مسألة 113 » : لا یتقدّر هذا الخیار بمدة معیّنة، بل یجوز اشتراطه فی أی مدة کانت قصیرة أو طویلة، متّصلة أو منفصلة عن العقد، نعم لابدّ من تعیین مبدأها و تقدیرها بقدر معینّ، و لو مادام العمر، فلا یجوز جعل الخیار بلا مدة، و لا جعله مدة غیر محدودة قابلة للزیادة والنقیصة و موجبة للغرر، و إلاّ بطل العقد.

ص: 35

« مسألة 114 » : إذا جعل الخیار شهرا کان الظاهر منه المتّصل بالعقد و کذا الحکم فی غیر الشهر من السنة أو الأسبوع أو نحوهما، و إذا جعل الخیار شهرا مرددا بین الشهور احتمل البطلان من جهة عدم التعیین، لکن الظاهر(1) الصحة فإن مرجع ذلک هو جعل الخیار فی تمام تلک الشهور.

« مسألة 115 » : لا یجوز اشتراط الخیار فی الإیقاعات، کالطلاق و العتق، و لا فی العقود الجائزة، کالودیعة و العاریة، و یجوز اشتراطه فی العقود اللازمة عدا النکاح، و فی جواز اشتراطه فی الصدقة و فی الهبة اللازمة و فی الضمان إشکال، و إن کان الأظهر عدم الجواز فی(2) الأخیر و الجواز فی الثانی.

« مسألة 116 » : یجوز اشتراط الخیار للبائع فی مدة معیّنة متّصلة بالعقد، أو منفصلة عنه، علی نحو یکون له الخیار فی حال رد الثمن بنفسه مع وجوده أو ببدله مع تلفه، و یسمّی بیع الخیار فإذا مضت مدة الخیار لزم البیع و سقط الخیار و امتنع الفسخ، و إذا فسخ فی المدة من دون رد الثمن أو بدله مع تلفه لا یصحّ الفسخ، و کذا لو فسخ قبل المدة فلا یصح الفسخ إلاّ فی المدة المعیّنة، فی حال رد الثمن أو ردّ بدله مع تلفه، ثم إنّ الفسخ إمّا أن یکون بإنشاء مستقل فی حال الرد، مثل فسخت و نحوه، أو یکون بنفس الرد، علی أن یکون إنشاء الفسخ بالفعل و هو الرد، لا بقوله : فسخت، و نحوه.

« مسألة 117 » : المراد من ردّ الثمن إحضاره عند المشتری، و تمکینه منه، فلو أحضره کذلک جاز له الفسخ و إن امتنع المشتری من قبضه.

« مسألة 118 » : الظاهر أنه یجوز اشتراط الفسخ فی تمام المبیع برد بعض الثمن، کما یجوز اشتراط الفسخ فی بعض المبیع بذلک.


1- 1 . فیه منع و الدلیل علیل.
2- 2 . فی الاوّل و الاخیر.

ص: 36

« مسألة 119 » : إذا تعذر تمکین المشتری من الثمن لغیبة، أو جنون، أو نحوهما مما یرجع إلی قصور فیه فالظاهر أنه یکفی فی صحة الفسخ تمکین ولیه، و لو کان الحاکم الشرعی أو وکیله، فإذا مکنه من الثمن جاز له الفسخ.

« مسألة 120 » : نماء المبیع من زمان العقد إلی زمان الفسخ للمشتری، کما أن نماء الثمن للبائع.

« مسألة 121 » : لا یجوز(1) للمشتری فیما بین العقد إلی إنتهاء مدة الخیار التصرف الناقل للعین من هبة أو بیع أو نحوهما، و لو تلف المبیع کان ضمانه علی المشتری، و لا یسقط بذلک خیار البائع، إلا إذا کان المقصود من الخیار المشروط خصوص الخیار فی حال وجود العین بحیث یکون الفسخ موجبا لرجوعها نفسها إلی البائع، لکن الغالب الأول.

« مسألة 122 » : إذا کان الثمن المشروط رده دینا فی ذمة البائع کما إذا کان للمشتری دین فی ذمة البائع فباعه بذلک الدین، و اشترط الخیار مشروطا برده کفی فی رده إعطاء فرد منه، و إذا کان الثمن عینا فی ید البائع فالظاهر ثبوت الخیار فی حال دفعها للمشتری. و إذا کان الثمن کلیا فی ذمة المشتری فدفع منه فردا إلی البائع بعد وقوع البیع فالظاهر کفایة رد فرد آخر فی صحة الفسخ.

« مسألة 123 » : لو اشتری الولی شیئا للمولّی علیه ببیع الخیار، فارتفع حجرة قبل انقضاء المدة _ کان الفسخ مشروطا برد الثمن إلیه، و لا یکفی الرد إلی ولیه، و لو اشتری أحد الولیین کالأب ببیع الخیار جاز الفسخ بالرد إلی الولی الآخر کالجد، إلا أن یکون المشروط الرد إلی خصوص الولی المباشر للشراء.

« مسألة 124 » : إذا مات البائع _ قبل إعمال الخیار _ انتقل الخیار إلی ورثته، فلهم


1- 1 . علی تأمّل و ان لم یکن بعیدا.

ص: 37

الفسخ بردهم الثمن إلی المشتری، و یشترکون فی المبیع علی حساب سهامهم، ولو امتنع بعضهم عن الفسخ لم یصح للبعض الآخر الفسخ، لا فی تمام المبیع و لا فی بعضه، ولو مات المشتری کان للبائع الفسخ برد الثمن إلی ورثته.

« مسألة 125 » : یجوز إشتراط الخیار فی الفسخ للمشتری برد المبیع إلی البائع، و الظاهر منه رد نفس العین، فلا یکفی رد البدل حتی مع تلفها إلا أن تقوم قرینة علی إرادة ما یعم رد البدل عند التلف، کما یجوز أیضا إشتراط الخیار لکل منهما عند رد ما انتقل إلیه بنفسه أو ببدله عند تلفه.

« مسألة 126 » : لا یجوز إشتراط الخیار فی الفسخ برد البدل مع وجود العین(1)، بلا فرق بین رد الثمن ورد المثمن، و فی جواز إشتراطه برد القیمة فی المثلی، أو المثل فی القیمی مع التلف اشکال، و إن کان الأظهر(2) أیضا العدم.

« مسألة 127 » : یسقط هذا الخیار، بانقضاء المدة المجعولة له، مع عدم الرد و بإسقاطه بعد العقد.

(الرابع) : خیار الغبن

إذا باع بأقل من قیمة المثل، ثبت له الخیار، و کذا إذا اشتری بأکثر من قیمة المثل، و لا یثبت هذا الخیار للمغبون، إذا کان عالما بالحال.

« مسألة 128 » : یشترط فی ثبوت الخیار للمغبون أن یکون التفاوت موجبا للغبن عرفا، بأن یکون مقدارا لا یتسامح به عند غالب الناس فلو کان جزئیا غیر معتد به لقلته لم یوجب الخیار، وحدّه بعضهم بالثلث و آخر بالربع و ثالث بالخمس، و لا یبعد اختلاف المعاملات فی ذلک فالمعاملات التجاریة المبنیة علی المماکسة الشدیدة


1- 1 . لکن یجوز لا بعنوان الفسخ بل یکون معاملة جدیدة.
2- 2 . فی الاظهریة منع.

ص: 38

یکفی فی صدق الغبن فیها العشر بل نصف العشر و أما المعاملات العادیة فلا یکفی فیها ذلک و المدار علی ما عرفت من عدم المسامحة الغالبیة.

« مسألة 129 » : الظاهر کون الخیار المذکور ثابتا من حین العقد لا من حین ظهور الغبن فلو فسخ قبل ظهور الغبن صح فسخه مع ثبوت الغبن واقعا.

« مسألة 130 » : لیس للمغبون مطالبة الغابن بالتفاوت و ترک الفسخ و لو بذل له الغابن التفاوت لم یجب علیه القبول بل یتخیر بین فسخ البیع من أصله و امضائه بتمام الثمن المسمی، نعم لو تصالحا علی إسقاط الخیار بمال صح الصلح و سقط الخیار و وجب علی الغابن دفع عوض المصالحة.

یسقط الخیار المذکور بأمور :

الأول : إسقاطه بعد العقد و إن کان قبل ظهور الغبن و لو أسقطه بزعم کون التفاوت عشرة فتبین کونه مائة فإن کان التفاوت بالأقل ملحوظا قیدا بطل الإسقاط و إن کان ملحوظا من قبیل الداعی کما هو الغالب صح و کذا الحال لو صالحه علیه بمال.

الثانی : اشتراط سقوطه فی متن العقد و إذا اشترط سقوطه بزعم کونه عشرة فتبین أنه مائة جری فیه التفصیل السابق.

الثالث : تصرف المغبون _ بائعا کان أو مشتریا فیما انتقل إلیه _ تصرفا یدل علی الإلتزام بالعقد، هذا إذا کان بعد العلم بالغبن، أما لو کان قبله فالمشهور عدم السقوط به و لا یخلو من تأمل، بل البناء علی السقوط به _ لو کان دالاً علی الالتزام بالعقد _ لا یخلو من وجه، نعم إذا لم یدل علی ذلک کما هو الغالب فی التصرف حال الجهل بالغبن فلا یسقط الخیار به و لو کان متلفا للعین أو مخرجا لها عن الملک أو مانعا عن الاسترداد کالاستیلاد.

« مسألة 131 » : إذا ظهر الغبن للبائع المغبون ففسخ البیع فإن کان المبیع موجودا عند المشتری استرده منه، و إن کان تالفا بفعله أو بغیر فعله رجع بمثله، إن کان مثلیاً

ص: 39

و بقیمته إن کان قیمیا، و إن وجده معیبا بفعله أو بغیر فعله أخذه مع ارش العیب، و أن وجده خارجا عن ملک المشتری بأن نقله إلی غیره بعقد لازم کالبیع و الهبة المعوضة أو لذی الرحم، فالظاهر أنه بحکم التالف فیرجع علیه بالمثل أو القیمة و لیس له إلزام المشتری بارجاع العین بشرائها أو استیهابها، بل لا یبعد ذلک لو نقلها بعقد جائز کالهبة و البیع بخیار فلا یجب علیه الفسخ و ارجاع العین، بل لو اتفق رجوع العین إلیه باقالة أو شراء أو میراث أو غیر ذلک بعد دفع البدل من المثل أو القیمة لم یجب علیه دفعها إلی المغبون نعم لو کان رجوع العین إلیه قبل دفع البدل وجب ارجاعها إلیه و أولی منه فی ذلک لو کان رجوعها إلیه قبل فسخ المغبون، بلا فرق بین أن یکون الرجوع بفسخ العقد السابق و أن یکون بعقد جدید، فإنه یجب علیه دفع العین نفسها إلی الفاسخ المغبون و لا یجتزی بدفع البدل من المثل أو القیمة، و إذا کانت العین باقیة عند المشتری حین فسخ البائع المغبون لکنه قد نقل منفعتها إلی غیره بعقد لازم کالإجارة اللازمة أو جائز کالإجارة المشروط فیها الخیار لم یجب علیه الفسخ أو الاستقالة مع إمکانها، بل یدفع العین و أرش النقصان(1) الحاصل بکون العین مسلوبة المنفعة مدة الإجارة.

« مسألة 132 » : إذا فسخ البائع المغبون و کان المشتری قد تصرف فی المبیع تصرفا مغیرا له فإما أن یکون بالنقیصة أو بالزیادة أو بالامتزاج بغیره فإن کان بالنقیصة أخذ البائع من المشتری المبیع مع أرش النقیصة و إن کان بالزیادة فإما أن تکون الزیادة صفة محضة کطحن الحنطة و صیاغة الفضة و قصارة الثوب، و إما أن تکون صفة مشوبة بالعین کصبغ الثوب، و إما أن تکون عینا غیر قابلة للفصل کسمن الحیوان و نمو الشجرة أو قابلة للفصل کالثمرة و البناء و الغرس و الزرع. فإن کانت صفة محضة أو صفة مشوبة بالعین، فإن لم تکن لها مالیة لعدم زیادة قیمة العین بها فالمبیع للبائع و لا شیء للمشتری، و کذا إن کانت لها مالیة و لم تکن بفعل المشتری کما إذا اشتری منه


1- 1 . علی الاحوط خصوصا إذا طالت مدّة الإجارة، بل فی هذه الصورّة لا یخلو من قوّة.

ص: 40

عصی عوجاء فاعتدلت أو خلا قلیل الحموضة فزادت حموضته، و إن کانت لها مالیة و کانت بفعل المشتری، فلکون الصفة للمشتری و شرکته مع الفاسخ بالقیمة وجه، لکنه ضعیف والأظهر(1) أنه لا شیء للمشتری، و إن کانت الزیادة عینا فإن کانت غیر قابلة للانفصال کسمن الحیوان و نمو الشجرة فلا شیء للمشتری أیضا، و إن کانت قابلة للانفصال کالصوف و اللبن و الشعر و الثمر و البناء و الزرع کانت الزیادة للمشتری، و حینئذ فإن لم یلزم من فصل الزیادة ضرر علی المشتری حال الفسخ کان للبائع إلزام المشتری بفصلها کاللبن و الثمر، بل له ذلک و إن لزم الضرر(2) علی المشتری من فصلها، و إذا أراد المشتری فصلها فلیس للبائع منعه عنه و إذا أراد المشتری فصل الزیادة بقلع الشجرة أو الزرع أو هدم البناء فحدث من ذلک نقص علی الأرض تدارکه، فعلیه طم الحفر و تسویة الأرض و نحو ذلک، و إن کان بالامتزاج بغیر الجنس فحکمه حکم التالف یضمنه المشتری ببدله من المثل أو القیمة سواء عد المبیع مستهلکا عرفا کامتزاج ماء الورد المبیع بالماء، أم لم یعد مستهلکا بل عد موجودا علی نحو المزج مثل خلط الخل بالعسل أو السکر فإن الفاسخ بفسخه یملک الخل مثلاً. و المفروض أنه لا وجود له و إنما الموجود طبیعة ثالثة حصلت من المزج فلا مناص من الضمان بالمثل أو القیمة بل الحال کذلک فی الخلط بجنسه(3) کخلط السمن بالسمن سواء کان الخلط بمثله أو کان بالأجود و الأردأ فإن اللازم بعد الفسخ رد شخص المبیع، فإن لم یمکن من جهة المزج وجب رد بدله من المثل أو القیمة.

« مسألة 133 » : إذا فسخ المشتری المغبون و کان قد تصرف فی المبیع تصرفا غیر مسقط لخیاره لجهله بالغبن، فتصرفه أیضا تارة لا یکون مغیرا للعین و أخری یکون مغیرا


1- 1 . بل الاحوط التراضی و کذا فی ما یأتی من الزّیادة عینا و غیر قابلة للانفصال کسمن الحیوان و نمّوا الشجرة.
2- 2 . علی تأمّل.
3- 3 . لا یخلو من اشکال بل منع و لا یبعد الشّرکة عینا مع الارش فی الخلط بالاردئ و اعطاء الزّیادة او التّراضی فی الاجود و فی بعض صوره بالمالیّة و قد یتصّور الشّرکة فی الخلط بغیر الجنس.

ص: 41

لها بالنقیصة أو الزیادة أو بالمزج. و تأتی فیه الصور المتقدمة و تجری علیه أحکامها(1)، و هکذا لو فسخ المشتری المغبون و کان البائع قد تصرف فی الثمن أو فسخ البائع المغبون و کان هو قد تصرف فی الثمن تصرفا غیر مسقط لخیاره فإن حکم تلف العین و نقل المنفعة و نقص العین و زیادتها و مزجها بغیرها و حکم سائر الصور التی ذکرناها هناک جارٍ هنا علی نهج واحد.

« مسألة 134 » : الظاهر أن الخیار فی الغبن لیس علی الفور(2) فلو أخر إنشاء الفسخ عالما عامدا لانتظار حضور الغابن أو حضور من یستشیره فی الفسخ وعدمه و نحو ذلک من الاغراض الصحیحة لم یسقط خیاره فضلاً عما لو أخره جاهلاً بالغبن أو بثبوت الخیار للمغبون أو غافلاً عنه أو ناسیا له فیجوز له الفسخ إذا علم أو إلتفت.

« مسألة 135 » : الظاهر ثبوت خیار الغبن فی کل معاملة مبنیة علی المماکسة صلحا کانت أو إجارة أو غیرهما.

« مسألة 136 » : إذا إشتری شیئین صفقة بثمنین کعبد بعشرة و فرس بعشرة و کان مغبونا فی شراء الفرس جاز له الفسخ و یکون للبائع الخیار فی بیع العبد.

« مسألة 137 » : إذا تلف ما فی ید الغابن بفعله أو بأمر سماوی و کان قیمیا ففسخ المغبون رجع علیه بقیمة التالف و فی کونها قیمة زمان التلف أو زمان الفسخ أو زمان الأداء وجوه. أقواها الثانی، و لو کان التلف باتلاف المغبون لم یرجع علیه بشیء، و لو کان باتلاف أجنبی ففی رجوع المغبون بعد الفسخ علی الغابن أو علی الأجنبی أو یتخیر فی الرجوع علی أحدهما وجوه. أقواها الأول، و یرجع الغابن علی الأجنبی، و کذا الحکم لو تلف ما فی ید المغبون ففسخ بعد التلف فإنه إن کان التلف بفعل الغابن


1- 1 . مع ملاحظة ماسبق منّا.
2- 2 . فیه اشکال. بل لا تبعد الفوریّة.

ص: 42

لم یرجع علی المغبون بشیء، و إن کان بآفة سماویة أو بفعل المغبون أو بفعل أجنبی رجع علی المغبون بقیمة یوم الفسخ و رجع المغبون علی الأجنبی إن کان هو المتلف و حکم تلف الوصف الموجب للأرش حکم تلف العین.

(الخامس) : خیار التأخیر

إطلاق العقد یقتضی أن یکون تسلیم کل من العوضین فعلیا فلو إمتنع أحد الطرفین عنه أجبر علیه فإن لم یسلم کان للطرف الآخر فسخ العقد بل لا یبعد(1) جواز الفسخ عند الإمتناع قبل الإجبار أیضا، و لا یختص(2) هذا الخیار بالبیع بل یجری فی کل معاوضة و یختص البیع بخیار و هو المسمی بخیار التأخیر، و یتحقق فیما إذا باع سلعة و لم یقبض الثمن و لم یسلم المبیع حتی یجیء المشتری بالثمن فإنه یلزم البیع ثلاثة أیام فإن جاء المشتری بالثمن فهو أحق بالسلعة و إلا فللبائع فسخ البیع و لو تلفت السلعة کانت من مال البائع سواء أکان التلف فی الثلاثة أم بعدها، حال ثبوت الخیار و بعد سقوطه.

« مسألة 138 » : الظاهر أن قبض بعض الثمن کلا قبض، و کذا قبض بعض المبیع.

« مسألة 139 » : المراد بالثلاثة أیام : الأیام البیض و یدخل فیها اللیلتان المتوسطتان دون غیرهما و یجزی فی الیوم الملفق کما تقدم فی مدة خیار الحیوان.

« مسألة 140 » : یشترط فی ثبوت الخیار المذکور عدم إشتراط تأخیر تسلیم أحد العوضین و إلا فلا خیار.

« مسألة 141 » : لا إشکال فی ثبوت الحکم المذکور فیما لو کان المبیع شخصیا، و فی ثبوته إذا کان کلیا فی الذمة قولان، فالأحوط وجوبا عدم الفسخ بعد الثلاثة إلا برضی الطرفین.


1- 1 . فیه تأمّل.
2- 2 . علی تأمّل.

ص: 43

« مسألة 142 » : ما یفسده المبیت مثل بعض الخضر و البقول و اللحم فی بعض الأوقات یثبت الخیار فیه عند دخول اللیل، فإذا فسخ جاز له أن یتصرف فی المبیع کیف یشاء، و یختص هذا الحکم بالمبیع الشخصی.

« مسألة 143 » : یسقط هذا الخیار باسقاطه بعد الثلاثة و فی سقوطه باسقاطه قبلها، و باشتراط سقوطه فی ضمن العقد اشکال، و الأظهر السقوط و الظاهر عدم سقوطه ببذل المشتری الثمن بعد الثلاثة قبل فسخ البائع و لا بمطالبة البائع(1) للمشتری بالثمن، نعم الظاهر سقوطه بأخذه الثمن منه بعنوان الجری علی المعاملة لا بعنوان العاریة أو الودیعة، و یکفی ظهور الفعل فی ذلک و لو بواسطة بعض القرائن.

« مسألة 144 » : فی کون هذا الخیار علی الفور أو التراخی قولان : أقواهما الثانی.

(السادس) : خیار الرؤیة

و یتحقق فیما لو رأی شیئا ثم إشتراه فوجده علی خلاف ما رآه أو إشتری موصوفا غیر مشاهد فوجده علی خلاف الوصف فإن للمشتری الخیار بین الفسخ و الإمضاء.

« مسألة 145 » : لا فرق فی الوصف الذی یکون تخلفه موجبا للخیار بین وصف الکمال الذی تزید به المالیة لعموم الرغبة فیه و غیره إذا اتفق تعلق غرض للمشتری به(2)، سواء أکان علی خلاف الرغبة العامة مثل کون العبد أمیا لا کاتبا و لا قارئا أم کان مرغوبا فیه عند قوم و مرغوبا عنه عند قوم آخرین، مثل إشتراط کون القماش أصفر لا أسود.

« مسألة 146 » : الخیار هنا بین الفسخ و الرد و بین ترک الفسخ و إمساک العین مجانا و لیس لذی الخیار المطالبة بالأرش لو ترک الفسخ، کما أنه لا یسقط الخیار ببذل البائع


1- 1 . علی تأمّل.
2- 2 . هذا لا یکفی فی الخیار مالم یکن متعلقا لغرض نوع العقلاء او جمع منهم یصّحح وصفه عند البیع کمامثل بما کان مرغوبا فیه عند قوم الخ.

ص: 44

الأرش و لا بإبدال العین بعین أخری واجدة للوصف.

« مسألة 147 » : کما یثبت الخیار للمشتری عند تخلف الوصف یثبت للبائع عند تخلف الوصف إذا کان قد رأی المبیع سابقا فباعه بتخیل أنه علی ما رآه فتبین خلافه أو باعه بوصف غیره فانکشف خلافه.

« مسألة 148 » : المشهور أن هذا الخیار علی الفور ولکن الأقرب(1) عدمه.

« مسألة 149 » : یسقط هذا الخیار باسقاطه بعد الرؤیة بل قبلها، و بالتصرف بعد الرؤیة إذا کان دالاً علی الإلتزام بالعقد و کذا قبل الرؤیة إذا کان کذلک، و فی جواز إشتراط سقوطه فی ضمن العقد وجهان : أقواهما ذلک فیسقط به.

« مسألة 150 » : مورد هذا الخیار بیع العین الشخصیة و لا یجری فی بیع الکلی فلو باع کلیا موصوفا و دفع إلی المشتری فردا فاقدا للوصف لم یکن للمشتری الخیار و إنما له المطالبة بالفرد الواجد للوصف، نعم لو کان المبیع کلیا فی المعین کما لو باعه صاعا من هذه الصبرة الجیدة فتبین الخلاف کان له الخیار.

(السابع) : خیار العیب

و هو فیما لو إشتری شیئا فوجد فیه عیبا فإن له الخیار بین الفسخ برد المعیب و إمضاء البیع فإن لم یمکن الرد جاز له الإمساک و المطالبة بالأرش و لا فرق فی ذلک بین المشتری و البائع، فلو وجد البائع عیبا فی الثمن کان له الخیار المذکور.

« مسألة 151 » : یسقط هذا الخیار بالالتزام بالعقد، بمعنی إختیار عدم الفسخ و منه التصرف فی المعیب تصرفا یدل علی إختیار عدم الفسخ.(2)


1- 1 . فی الاقربیه تأمّل. بل لا یبعد المشهور.
2- 2 . و کذا باشتراط سقوطه فی العقد سواء اشترط سقوط الارش ام لا.

ص: 45

موارد جواز طلب الأرش:

لا یجوز فسخ العقد بالعیب فی موارد و إنما یتعین جواز المطالبة بالأرش فیها :

الأول : تلف العین.

الثانی : خروجها عن الملک ببیع أو عتق أو هبة أو نحو ذلک.

الثالث : التصرف الخارجی فی العین الموجب لتغییر العین مثل تفصیل الثوب و صبغه و خیاطته و نحوها.

الرابع : التصرف الإعتباری إذا کان کذلک مثل إجارة العین و رهنها.

الخامس : حدوث عیب فیه بعد قبضه من البائع ففی جمیع هذه الموارد لیس له فسخ العقد برده نعم(1) یثبت له الأرش إن طالبه. نعم إذا کان حدوث عیب آخر فی زمان خیار آخر للمشتری کخیار الحیوان مثلاً جاز رده.

« مسألة 152 » : یسقط الأرش دون الرد فیما لو کان العیب لا یوجب نقصا فی المالیة کالخصاء فی العبید إذا إتفق تعلق غرض نوعی به بحیث صارت قیمة الخصی تساوی قیمة الفحل، و إذا إشتری ربویا بجنسه فظهر عیب فی أحدهما، قیل : لا أرش حذرا من الربا، لکن الأقوی جواز أخذ الأرش.

یسقط الرد و الأرش بأمرین.

الأول : العلم بالعیب قبل العقد.

الثانی : تبرؤ البائع من العیوب بمعنی إشتراط عدم رجوع المشتری علیه بالثمن أو الأرش.(2)

« مسألة 153 » : الأقوی(3) أن هذا الخیار أیضا لیس علی الفور.


1- 1 . الانسب (و).
2- 2 . و کذا باشتراط سقوطهما حال العقد کامرّ.

ص: 46

« مسألة 154 » : المراد من العیب ما کان علی خلاف مقتضی الخلقة الأصلیة سواء أکان نقصا مثل العور و العمی و الصمم و الخرس و العرج و نحوها أم زیادة مثل الإِصبع الزائد والید الزائدة، أما ما لم یکن علی خلاف مقتضی الخلقة الأصلیة لکنه کان عیبا عرفا مثل کون الأرض موردا لنزول العساکر(1) ففی کونه عیبا بحیث یثبت الأرش إشکال و إن کان الثبوت هو الأظهر.(2)

« مسألة 155 » : إذا کان العیب موجودا فی أغلب أفراد ذلک الصنف مثل الثیبوبة فی الاماء، فالظاهر عدم جریان حکم العیب علیه.

« مسألة 156 » : لا یشترط فی العیب أن یکون موجبا لنقص المالیة نعم لا یثبت الأرش إذا لم یکن کذلک کما تقدم.

« مسألة 157 » : کما یثبت الخیار بالعیب الموجود حال العقد کذلک یثبت بالعیب الحادث بعده قبل القبض فیجوز رد العین به. و فی جواز أخذ الأرش به قولان أظهرهما عدم الجواز إذا لم یکن العیب بفعل المشتری و إلا فلا أثر له.

« مسألة 158 » : یثبت خیار العیب فی الجنون و الجذام و البرص و القرن إذا حدث بعد العقد إلی إنتهاء السنة من تاریخ الشراء.

« مسألة 159 » : کیفیة أخذ الأرش أن یقوّم المبیع صحیحا ثم یقوّم معببا و تلاحظ النسبة بینهما ثم ینقص من الثمن المسمی بتلک النسبة فإذا قوّم صحیحا بثمانیة و معیبا بأربعة و کان الثمن أربعة ینقص من الثمن النصف و هو إثنان و هکذا، و یرجع فی


1- 1 . فی الاقوائیة نظر.
2- 2 . او الدار محاطة باهل الخلاعة و المجون .

ص: 47

معرفة قیمة الصحیح و المعیب إلی أهل الخبرة و تعتبر فیهم الأمانة و الوثاقة.

« مسألة 160 » : إذا إختلف أهل الخبرة فی قیمة الصحیح و المعیب فإن إتفقت النسبة بین قیمتی الصحیح و المعیب علی تقویم بعضهم مع قیمتهما علی تقویم البعض الآخر فلا إشکال کما إذا قوَّم بعضهم الصحیح بثمانیة و المعیب بأربعة و بعضهم الصحیح بستة و المعیب بثلاثة فإن التفاوت علی کل من التقویمین یکون بالنصف فیکون الأرش نصف الثمن، و إذا إختلفت النسبة کما إذا قوّم بعضهم الصحیح بثمانیة و المعیب بأربعة و بعضهم الصحیح بثمانیة و المعیب بستة ففیه وجوه و أقوال، و الذی تقتضیه القواعد لزوم الأخذ بقول أقواهم خبرة و الأحوط(1) التصالح.

« مسألة 161 » : إذا إشتری شیئین بثمنین صفقة، فظهر عیب فی أحدهما کان له الخیار فی رد المعیب وحده، فإن إختار الرد کان للبائع الفسخ فی الصحیح، و کذا إذا إشتری شیئین بثمن واحد لکن لیس له رد المعیب وحده بل یردهما معا علی تقدیر الفسخ.

« مسألة 162 » : إذا اشترک شخصان فی شراء شیء فوجداه معیبا جاز لأحدهما الفسخ فی حصته و یثبت الخیار للبائع حینئذ علی تقدیر فسخه.

« مسألة 163 » : لو زال العیب قبل ظهوره للمشتری فالأظهر عدم سقوط الخیار، فیجوز له الرد مع إمکانه، و إلا طالب بالأرش.

تذنیب فی أحکام الشرط

کما یجب الوفاء بالعقد اللازم یجب الوفاء بالشرط المجعول فیه، کما إذا باعه فرسا بثمن معین و اشترط علیه أن یخیط له ثوبه فإن البائع یستحق علی المشتری الخیاطة بالشرط، فتجب علیه خیاطة ثوب البائع.

و یشترط فی وجوب الوفاء بالشرط أمور.

منها : أن لا یکون مخالفا للکتاب و السنة و یتحقق هذا فی موردین :


1- 1 . لا یترک.

ص: 48

الأول : أن یکون العمل بالشرط غیر مشروع فی نفسه کما إذا إستأجره : للعمل فی نهار شهر رمضان بشرط أن یفطر أو یبیعه شیئا بشرط أن یرتکب محرما من المحرمات الإلهیة.

الثانی : أن یکون الشرط بنفسه مخالفا لحکم شرعی کما إذا زوجه أمته بشرط أن یکون ولدها رقا أو باعه أو وهبه مالاً بشرط أن لا یرثه منه ورثته أو بعضهم و أمثال ذلک، فإن الشرط فی جمیع هذه الموارد باطل.

و منها : أن لا یکون منافیا لمقتضی العقد کما إذا باعه بشرط أن لا یکون له ثمن أو آجره الدار بشرط أن لا تکون لها أجرة.

و منها : أن یکون مذکورا فی ضمن العقد صریحا أو ضمنا کما إذا قامت القرینة علی کون العقد مبنیا علیه و مقیدا به إما لذکره قبل العقد أو لأجل التفاهم العرفی مثل اشتراط التسلیم حال إستحقاق التسلیم فلو ذکر قبل العقد و لم یکن العقد مبنیا علیه عمدا أو سهوا لم یجب الوفاء به.

و منها : أن یکون مقدورا علیه بل لو علم عدم القدرة لم یمکن(1) إنشاء الإلتزام به.

« مسألة 164 » : لا بأس بأن یبیع ماله و یشترط علی المشتری بیعه منه ثانیا و لو بعد حین، نعم لا یجوز(2) ذلک فیما إذا اشترط علی المشتری أن یبیعه بأقل مما اشتراه أو یشترط المشتری علی البائع بأن یشتریه بأکثر مما باعه و البیع فی هذین الفرضین محکوم بالبطلان.


1- 1 . الانشاء سهل المؤنة حتّی علی مبناه من کونه ابراز ما فی النّفس.
2- 2 . نسب الی المشهور البطلان مطلقاً و یدّل علی مختار المتن هنا و فی ما یأتی فی المسئلة 195 روایة ابن جعفر((وسائل الشیعه، ج 12، الباب 5 / 6 _ 4، من ابواب احکام العقود) فی تقریر بحثه. و اقصی ما تدلّ علیه الرّوایة الاولی ثبوت البأس الذّی هو اعمّ من الحرمة و عدم الصحّة فی فرض اشتراط البایع علی المشتری لا العکس. اللّهم الاّ ان یدعی التّعمیم و عدم الخصوصیّة.) عن اخیه علیه السّلام فی اشتراء الثوب الذّی باعه بعشرة بخمسة. قال علیه السّلام. إذا لم یشترط و رضیا فلا بأس. لکن الرّوایة ضعیفة و کذا روایة((وسائل الشیعه، ج 12، الباب 5 / 6 _ 4، من ابواب احکام العقود) فی تقریر بحثه. و اقصی ما تدلّ علیه الرّوایة الاولی ثبوت البأس الذّی هو اعمّ من الحرمة و عدم الصحّة فی فرض اشتراط البایع علی المشتری لا العکس. اللّهم الاّ ان یدعی التّعمیم و عدم الخصوصیّة.) ابن منذر

ص: 49

« مسألة 165 » : لا یعتبر فی صحة الشرط أن یکون منجّزا بل یجوز فیه التعلیق کما إذا باع داره و شرط علی المشتری أن یکون له السکنی فیها شهرا إذا لم یسافر، بل الظاهر جواز اشتراط أمر مجهول أیضا إلا إذا کانت الجهالة موجبة لأن یکون البیع غرریا فیفسد البیع حینئذ.

« مسألة 166 » : الظاهر أن فساد الشرط لا یسری إلی العقد المشروط فیه فیصح العقد و یلغو الشرط.

« مسألة 167 » : إذا امتنع المشروط علیه من فعل الشرط جاز للمشروط له اجباره علیه، و الظاهر أن خیاره غیر مشروط بتعذر اجباره بل له الخیار عند مخالفته و عدم اتیانه بما اشترط علیه حتی مع التمکن من الإجبار.

« مسألة 168 » : إذا لم یتمکن المشروط علیه من فعل الشرط کان للمشروط له الخیار فی الفسخ و لیس له المطالبة بقیمة الشرط سواء کان عدم التمکن لقصور فیه کما لو اشترط علیه صوم یوم فمرض فیه أو کان لقصور فی موضوع الشرط کما لو اشترط علیه خیاطة ثوب فتلف الثوب و فی الجمیع له الخیار لا غیر.

الفصل الخامس: أحکام الخیار

الخیار حق من الحقوق فإذا مات من له الخیار انتقل إلی وارثه و یُحرم منه من یحرم من إرث المال بالقتل أو الکفر أو الرق و یحجب عنه ما یحجب عن إرث المال ولو کان العقد الذی فیه الخیار متعلقا بمال یحرم منه الوارث کالحبوة المختصة بالذکر الأکبر و الأرض التی لا ترث منها الزوجة ففی حرمان ذلک الوارث من إرث الخیار وعدمه

ص: 50

أقوال : أقربها(1) عدم حرمانه و الخیار لجمیع الورثة، فلو باع المیت أرضا و کان له الخیار أو کان قد اشتری أرضا و کان له الخیار ورثت منه الزوجة کغیرها من الورثة.

« مسألة 169 » : إذا تعدد الوارث للخیار فالظاهر أنه لا أثر لفسخ بعضهم بدون انضمام الباقین إلیه فی تمام المبیع و لا فی حصته إلا إذا رضی من علیه الخیار فیصح فی حصته.

« مسألة 170 » : إذا فسخ الورثة بیع مورّثهم فإن کان عین الثمن موجودا دفعوه إلی المشتری و إن کان تالفا أو بحکمه أخرج من ترکة المیت کسائر دیونه.

« مسألة 171 » : لو کان الخیار لأجنبی عن العقد فمات لم ینتقل الخیار إلی وارثه.

« مسألة 172 » : إذا تلف المبیع فی زمان الخیار فی بیع الحیوان فهو من مال البائع و کذا إذا تلف قبل انتهاء مدة الخیار فی خیار الشرط إذا کان الخیار للمشتری، أما إذا کان للبائع أو تلف فی زمان خیار المجلس بعد القبض(2) فالأظهر أنه من مال المشتری.(3)

الفصل السادس: ما یدخل فی المبیع

من باع شیئا دخل فی المبیع ما یقصد المتعاملان دخوله فیه دون غیره و یعرف قصد هما بما یدل علیه لفظ المبیع وضعا أو بالقرینة العامة أو الخاصة، فمن باع بستانا دخل فیه الأرض و الشجر والنّخل و الطوف(4) و البئر و الناعور و الحضیرة(5) و نحوها


1- 1 . علی اشکال.
2- 2 . و وجود الخیار للبایع.
3- 3 . و فی المهذّب خروج المورد (ما اذا کان الخیار مشترکاً) تخصصّا مضافا الی ظهور الاجماع علی العدم. و امّا إذا سقط خیار البایع ففی کونه اظهر اشکال. نعم لانضأئق فی الظهور.
4- 4 . فی القاموس. الطّوف قرب ینفخ فیها و یشد بعضها الی بعض کهیئة السّطح یرکب علیها فی الماء و یحمل علیها.
5- 5 . الصحیح. الحظیرة .

ص: 51

مما هو من أجزائها أو توابعها، أما من باع أرضا فلا یدخل فیها الشجر و النخل الموجودان(1) و کذا لا یدخل الحمل فی بیع الأم و لا الثمرة فی بیع الشجرة، نعم إذا باع نخلاً فإن کان التمر مؤبرا فالتمر للبائع و إن لم یکن مؤبرا فهو للمشتری و یختص هذا الحکم ببیع النخل، أما فی نقل النخل بغیر البیع أو بیع غیر النخل من سائر الشجر فالثمر فیه للبائع مطلقا و إن لم یکن مؤبرا، هذا إذا لم تکن قرینة علی دخول الثمر فی بیع الشجر أو الشجر فی بیع الأرض أو الحمل فی بیع الدابة، أما إذا قامت القرینة علی ذلک و إن کانت هی التعارف الخارجی عمل علیها و کان جمیع ذلک للمشتری.

« مسألة 173 » : إذا باع الشجر و بقی الثمر للبائع مع اشتراط بقائه و احتاج الشجر إلی السقی جاز للبائع سقیه و لیس للمشتری منعه و إذا لم یحتج إلی السقی لم یجب علی البائع سقیه و إن أمره المشتری بذلک، و لو تضرّر أحدهما بالسقی و الآخر بترکه ففی تقدیم حق البائع أو المشتری وجهان بل قولان : أرجحهما الأول إن اشترط الإِبقاء و إلاّ فالأرجح الثانی.

« مسألة 174 » : إذا باع بستانا و استثنی نخلة مثلاً فله الممر إلیها و المخرج منها و مدی جرائدها و عروقها من الأرض و لیس للمشتری منع شیء من ذلک.

« مسألة 175 » : إذا باع دارا دخل فیها الأرض و البناء الأعلی و الأسفل إلاّ أن یکون الأعلی مستقلاً من حیث المدخل و المخرج فیکون ذلک قرینة علی عدم دخوله، و کذا یدخل فی بیع الدار السرادیب و البئر و الأبواب و الأخشاب الداخلة فی البناء و کذا السلم المثبت بل لا یبعد دخول ما فیها من نخل و شجر و أسلاک کهربائیة و أنابیب الماء و نحو ذلک ممّا یعد من توابع الدار حتی مفتاح الغلق فإن ذلک کله داخل فی


1- 1 . و کذا الزّرع الموجود.

ص: 52

المبیع إلاّ مع الشرط.

« مسألة 176 » : الأحجار المخلوقة فی الأرض و المعادن المتکوّنة فیها تدخل فی بیعها إذا کانت تابعة للأرض عرفا و أمّا إذا لم تکن تابعة لها کالمعادن المکنونة فی جوف الأرض فالظاهر أنها غیر مملوکة لأحد و یملکها مَن یخرجها و کذلک لا تدخل فی بیع الأرض الأحجار المدفونة فیها و الکنوز المودعة فیها و نحوها.

الفصل السابع: التسلیم و القبض

یجب علی المتبایعین تسلیم العوضین عند انتهاء العقد إذا لم یشترطا التأخیر و لا یجوز لواحد منهما التأخیر مع الإمکان إلاّ برضی الآخر فإن امتنعا أُجبرا، و لو امتنع أحدهما مع تسلیم صاحبه أُجبر الممتنع و لو اشترط أحدهما تأخیر التسلیم إلی مدة معیّنة جاز، و لیس لصاحبه الامتناع عن تسلیم ما عنده حینئذٍ.

« مسألة 177 » : یجوز أن یشترط البائع لنفسه سکنی الدار أو رکوب الدابة أو زرع الأرض أو نحو ذلک من الانتفاع بالمبیع مدة معیّنة.

« مسألة 178 » : التسلیم الواجب علی المتبایعین فی المنقول و غیره هو التخلیة برفع المانع عنه و الإذن لصاحبه فی التصرّف.

« مسألة 179 » : إذا تلف المبیع بآفة سماویة أو أرضیة قبل قبض المشتری انفسخ البیع و کان تلفه من مال البائع و رجع الثمن إلی المشتری و کذا إذا تلف الثمن(1) قبل قبض البائع.

« مسألة 180 » : یکفی فی القبض الموجب للخروج عن الضمان التخلیة بالمعنی


1- 1 . الشخصی و الاّ ففیه منع.

ص: 53

المتقدّم فی غیر المنقولات کالأراضی و أمّا فی المنقولات فلا بدّ فیها من الاستیلاء علیها خارجا مثل أخذ الدرهم و الدینار و اللباس و أخذ لجام الفرس أو رکوبه.

« مسألة 181 » : فی حکم التلف تعذّر الوصول إلیه(1) کما لو سرق أو غرق أو نهب أو أبق العبد أو أفلت الطائر أو نحو ذلک.

« مسألة 182 » : لو أمر المشتری البائع بتسلیم المبیع إلی شخص معیّن فقبضه کان بمنزلة قبض المشتری، و کذا لو أمره بإرساله إلی بلده أو غیره فأرسله کان بمنزلة قبضه، و لا فرق بین تعیین المرسل معه وعدمه.

« مسألة 183 » : إذا أَتلف المبیع البائع أو الأجنبی الذی یمکن الرجوع إلیه فی تدارک خسارته فالأقوی صحة العقد و للمشتری الرجوع علی المتلف بالبدل من مثل أو قیمة و هل له الخیار فی فسخ العقد لتعذّر التسلیم إشکال و الأظهر ذلک.

« مسألة 184 » : إذا حصل للمبیع نماء فتلف الأصل قبل قبض المشتری کان النماء للمشتری.

« مسألة 185 » : لو حدث فی المبیع عیب قبل القبض کان للمشتری الرد، کما تقدّم.

« مسألة 186 » : لو باع جملة فتلف بعضها قبل القبض انفسخ البیع بالنسبة إلی التالف و رجع إلیه ما یخصّه من الثمن و کان له الخیار فی الباقی.

« مسألة 187 » : یجب علی البائع تفریغ المبیع عمّا فیه من متاع أو غیره حتی انه لو کان مشغولاً بزرع لو یأتِ وقت حصاده وجبت إزالته منه نعم إذا اشترط بقاؤه جاز لمالکه إبقاؤه إلی وقت الحصاد لکن علیه الأجرة إن لم یشترط الإبقاء مجانا و لو أزال المالک الزرع و بقیت له عروق تضرّ بالانتفاع بالأرض أو کانت فی الأرض حجارة مدفونة وجب إزالتها و تسویة الأرض، و لو کان شیء لا یمکن فراغ المبیع منه إلاّ


1- 1 . الحکم بهذا علی نحو الکّلیة غیر ظاهر. بل یثبت للذّی لم یصل إلیه ملکه خیار تعذّر التّسلیم.

ص: 54

بتخریب شیء من الأبنیة وجب إصلاحه و تعمیر البناء.

« مسألة 188 » : مَن اشتری شیئا و لم یقبضه فإن کان ممّا لا یُکال و لا یوزن جاز له بیعه قبل قبضه، و کذا إذا کان ممّا یُکال أو یوزن و کان البیع برأس المال أمّا لو کان بربح ففیه قولان : أظهرهما(1) المنع.

الفصل الثامن: النقد و النسیئة

اشارة

مَن باع و لم یشترط تأجیل الثمن کان الثمن حالاً فللبائع المطالبة به بعد انتهاء العقد، کما یجب علیه أخذه إذا دفعه إلیه المشتری و لیس له الامتناع من أخذه.

« مسألة 189 » : إذا اشترط تأجیل الثمن یکون نسیئة لا یجب علی المشتری دفعه قبل الأجل و إن طالبه به البائع ولکن یجب(2) علی البائع أخذه إذا دفعه إلیه المشتری قبله إلاّ أن تکون قرینة علی کون التأجیل حقا للبائع أیضا.

« مسألة 190 » : یجب أن یکون الأجل معینا لا یتردّد فیه بین الزیادة و النقصان فلو جعل الأجل قدوم زید أو الدیاس أو الحصاد أو جذاذ الثمر أو نحو ذلک بطل العقد.

« مسألة 191 » : لو کانت معرفة الأجل محتاجة إلی الحساب مثل أول الحمل أو المیزان فالظاهر البطلان، نعم لو کان الأجل أول الشهر القابل مع التردّد فی الشهر الحالی بین الکمال و النقصان فالظاهر الصحة.

« مسألة 192 » : لو باع شیئا بثمن نقدا و بأکثر منه مؤجلاً بأن قال : بعتک الفرس


1- 1 . و احوطهما فی بعضها.
2- 2 . فیه منع.

ص: 55

بعشرة نقدا و بعشرین إلی سنة فقبل المشتری فالمشهور البطلان و هو الأظهر.(1)

« مسألة 193 » : لا یجوز تأجیل الثمن الحال بل مطلق الدین بأزید منه بأن یزید فیه مقدارا لیؤخره إلی أجل و کذا لا یجوز أن یزید فی الثمن المؤجل لیزید فی الاجل و یجوز عکس ذلک بأن یعجّل المؤجل بنقصان منه علی وجه الإبراء بل علی وجه المعاوضة أیضا فی غیر المکیل و الموزون.(2)

« مسألة 194 » : یجوز بیع الأکثر المؤجل بالأقل الحال فی غیر ما یُکال و یوزن و أمّا فیهما فلا یجوز لأنه ربا، و لا یجوز(3) للدائن فی الدین المؤجل أن یزید فی الأجل علی أن ینقد المدین بعضه قبل حلول الأجل.

« مسألة 195 » : إذا اشتری شیئا نسیئة جاز شراؤه منه قبل حلول الأجل أو بعده بجنس الثمن أو بغیره مساویا له أو زائدا علیه أو ناقصا عنه، حالاً کان البیع الثانی أو مؤجلاً. نعم إذا اشترط البائع علی المشتری فی البیع الأول أن یبیعه علیه بعد شرائه بأقل ممّا اشتراه به أو شرط المشتری علی البائع فی البیع الأول أن یشتریه منه بأکثر ممّا اشتراه منه فإن المشهور فیه البطلان و هو الأظهر.(4)


1- 1 . هو الاحوط و لا یبعد صحّة البیع باقلّ الثمّنین و ابعد الاجلین کما هو صریح روایتی محمدبن قیس عن ابی جعفر علیه السلام و السّکونی عن جعفر عن ابیه عن آبائه علیهم السلام. (وسائل الشیعه، ج 12، الباب 2 / 1 _ 2، من ابواب العقود)
2- 2 . حذرا من الربّا المعاملی.
3- 3 . فیه اشکال بل یمکن دلالة روایة ابن مسلم عن ابی جعفر علیه السلام علی الجواز باطلاقه. (وسائل الشیعه، ج 13، الباب 32، من ابواب الدین و القرض، لکنّها صعیفة السّند)
4- 4 . راجع التعلیقة علی المسئلة 164.

ص: 56

إلحاق: فی المساومة و المرابحة و المواضعة و التولیة

التعامل بین البائع و المشتری تارة یکون بملاحظة رأس المال الذی اشتری به البائع السلعة و أخری لا یکون کذلک، و الثانی یسمّی مساومة و هذا هو الغالب المتعارف، و الأول تارة یکون بزیادة علی رأس المال و الأخری بنقیصة عنه و ثالثة بلا زیادة و لا نقیصة، و الأول یسمّی مرابحة و الثانی مواضعة، و الثالث یسمّی تولیة.(1)

« مسألة 196 » : لا بدّ فی جمیع الأقسام الثلاثة غیر المساومة من ذکر الثمن تفصیلاً، فلو قال بعتک هذه السلعة برأس مالها و زیادة درهم أو بنقیصة درهم أو بلا زیادة و لا نقیصة لم یصح حتی یقول : بعتک هذه السلعة بالثمن الذی اشتریتها به و هو مائة درهم بزیادة درهم مثلاً أو نقیصته أو بلا زیادة ولا نقیصة.

« مسألة 197 » : إذا قال البائع : بعتک هذه السلعة بمائة درهم و ربح درهم فی کل عشرة فإن عرف المشتری أن الثمن مائة و عشرة دراهم صح البیع بل الظاهر الصحة إذا لم یعرف المشتری ذلک حال البیع و عرفه بعد الحساب، و کذلک الحکم فی المواضعة کما إذا قال : بعتک بمائة درهم مع خسران درهم فی کل عشرة.

« مسألة 198 » : إذا کان الشراء بالثمن المؤجل وجب علی البائع مرابحة أن یخبر بالأجل فإن أخفی تخیّر المشتری بین الرد و الإمساک بالثمن.

« مسألة 199 » : إذا اشتری جملة صفقة بثمن لم یجز له بیع أفرادها مرابحة بالتّقویم إلاّ بعد الإعلام.


1- 1 . فیه کلام .

ص: 57

« مسألة 200 » : إذا تبیّن کذب البائع فی إخباره برأس المال کما إذا أخبر أن رأس ماله مائة و باع بربح عشرة و کان فی الواقع رأس المال تسعین صح البیع و تخیّر المشتری بین فسخ البیع و إمضائه بتمام الثمن المذکور فی العقد و هو مائة و عشرة.

« مسألة 201 » : إذا اشتری سلعة بثمن معینّ مثل مائة درهم و لم یعمل فیها شیئا کان ذلک رأس مالها و جاز له الإخبار بذلک، أمّا إذا عمل فی السلعة عملاً فإن کان بأجرة جاز ضم الأجرة إلی رأس المال فإذا کانت الأجرة عشرة جاز له أن یقول بعتک السلعة برأس مالها مائة و عشرة و ربح کذا.

« مسألة 202 » : إن باشر العمل بنفسه و کانت له أجرة لم یجز له أن یضم الأجرة إلی رأس المال بل یقول رأس المال مائة و عملی یساوی کذا و بعتکها بما ذکر و ربح کذا.

« مسألة 203 » : إذا اشتری معیبا فرجع علی البائع بالأرش کان الثمن ما بقی بعد الأرش و لو أسقط البائع بعض الثمن تفضلاً منه أو مجازاة علی الإحسان لم یسقط ذلک من الثمن بل رأس المال هو الثمن فی العقد.

الفصل التاسع: الربا

و هو قسمان

الأول : ما یکون فی المعاملة.

الثانی : ما یکون فی القرض و یأتی حکمه فی کتاب القرض إن شاءاللّه تعالی.

أمّا الأوّل : فهو بیع أحد المثلین بالآخر مع زیادة عینیة فی أحدهما کبیع مائة کیلو من الحنطة بمائة و عشرین منها، أو خمسین کیلو من الحنطة بخمسین کیلو حنطة و دینار، أو زیادة حکمیة کبیع عشرین کیلو من الحنطة نقدا بعشرین کیلو من الحنطة نسیئة و هل یختص تحریمه بالبیع أو یجری فی غیره من المعاوضات؟ قولان، و الأظهر

ص: 58

اختصاصه بما کانت المعاوضة فیه بین العینین، سواء أکانت بعنوان البیع أو الصلح مثل أن یقول صالحتک علی أن تکون هذه العشرة التی لک بهذه الخمسة التی لی، أمّا إذا لم تکن المعاوضة بین العینین کأن یقول صالحتک علی أن تهب لی تلک العشرة و أهب لک هذه الخمسة، أو یقول أبرأتک عن الخمسة التی لی علیک بشرط أن تبرئنی عن العشرة التی لک علیّ و نحوهما فالظاهر الصحة.

یُشترط فی تحقّق الربا فی المعاملة أمران :

الأوّل : إتحاد الجنس و الذات عرفا و إن اختلفت الصفات، فلا یجوز بیع مائة کیلو من الحنطة الجیدة بمائة و خمسین کیلو من الردیئة و لا بیع عشرین کیلو من الأرز الجیّد کالعنبر بأربعین کیلو منه أو من الردیء کالحویزاوی، أمّا إذا اختلفت الذات فلا بأس کبیع مائة و خمسین کیلو من الحنطة بمائة کیلو من الأرز.

الثانی : أن یکون کل من العوضین من المکیل أو الموزون، فإن کانا ممّا یباع بالعدّ کالبیض و الجوز فلا بأس فیجوز بیع بیضة ببیضتین و جوزة بجوزتین.

« مسألة 204 » : المعاملة الربویة باطلة مطلقا من دون فرق بین العالم و الجاهل سواء أکان الجهل جهلاً بالحکم أم کان جهلاً بالموضوع و علیه فیجب علی کل من المتعاملین ردّ ما أخذه إلی مالکه علی ما تقدّم فی المسألة (57).

« مسألة 205 » : الحنطة و الشعیر فی الربا جنس واحد فلا یُباع مائة کیلو من الحنطة بمائتی کیلو من الشعیر و إن کانا فی باب الزکاة جنسین، فلا یضم أحدهما إلی الآخر فی تکمیل النصاب، فلو کان عنده نصف نصاب حنطة و نصف نصاب شعیر لم تجب فیهما الزکاة.

« مسألة 206 » : الظاهر(1) أن العلس لیس من جنس الحنطة، و السلت لیس من جنس الشعیر.


1- 1 . هذا إذا ثبت عرفا و الاّ ففیه اشکال.

ص: 59

« مسألة 207 » : اللحوم و الألبان و الأدهان تختلف باختلاف الحیوان فیجوز بیع کیلو من لحم الغنم بکیلوین من لحم البقر و کذا الحکم فی لبن الغنم و لبن البقر فإنه یجوز بیعهما مع التفاضل.

« مسألة 208 » : التمر بأنواعه جنس واحد و الحبوب کل واحد منها جنس فالحنطة و الأرز و الماش و الذرة و العدس و غیرها کل واحد جنس. و الفلزات من الذهب و الفضة و الصفر و الحدید و الرصاص و غیرها کل واحد منها جنس برأسه.

« مسألة 209 » : الضأن و المعز جنس واحد و البقر و الجاموس جنس واحد و الإبل العراب و البخاتی جنس واحد، و الطیور کل صنف یختّص باسم فهو جنس واحد فی مقابل غیره، فالعصفور غیر الحمام و کل ما یختصّ باسم من الحمام جنس فی مقابل غیره فالفاختة و الحمام المتعارف جنسان و السمک جنس واحد علی قول و أجناس علی قول آخر و هو أقوی.(1)

« مسألة 210 » : الوحشی من کل حیوان مخالف للأهلی فالبقر الأهلی یخالف الوحشی فیجوز التفاضل بین لحمیهما، و کذا الحمار الأهلی و الوحشی، و الغنم الأهلی و الوحشی.(2)

« مسألة 211 » : کل أصل مع ما یتفرّع عنه جنس واحد و کذا الفروع بعضها مع بعض کالحنطة و الدقیق و الخبز، و کالحلیب و اللبن و الجبن و الزبد و السمن(3)، و کالبسر و الرطب و التمر و الدبس.

« مسألة 212 » : إذا کان الشّیء ممّا یُکال أو یوزن و کان فرعه لا یُکال و لا یوزن جاز بیعه مع أصله بالتفاضل کالصوف الذی هو من الموزون و الثیاب المنسوجة منه التی


1- 1 . فیه اشکال بل منع. نعم لا یبعد کون الرّوبیان غیر السّمک یجوز بیعه مع السّمک متفاضلاً.
2- 2 . لو فرض تحقّقه خارجاً.
3- 3 . علی الاحوط فی معاملته مع اللّبن والحلیب.

ص: 60

لیست منه فإنه یجوز بیعها به مع التفاضل و کذلک القطن و الکتان و الثیاب المنسوجة منهما.

« مسألة 213 » : إذا کان الشیء فی حال موزونا أو مکیلاً و فی حال أخری لیس کذلک لم یجز بیعه بمثله متفاضلاً فی الحال الأولی و جاز فی الحال الثانیة.

« مسألة 214 » : لا بأس ببیع لحم حیوان بحیوان حیّ من غیر جنسه کبیع لحم الغنم ببقر و الأحوط عدم جواز بیع لحم حیوان بحیوان حی بجنسه کبیع لحم الغنم بغنم و إن کان الأظهر الجواز فیه أیضا.

« مسألة 215 » : إذا کان للشیء حالتان حالة رطوبة و حالة جفاف کالرطب یصیر تمرا و العنب یصیر زبیبا و الخبز اللین یکون یابسا یجوز بیعه جافا بجاف منه و رطبا برطب منه متماثلاً و لا یجوز متفاضلاً، و أمّا بیع الرطب منه بالجاف متماثلاً ففیه اشکال و الأظهر الجواز علی کراهة و لا یجوز بیعه متفاضلاً حتی بمقدار الزیادة بحیث إذا جفّ یساوی الجاف.

« مسألة 216 » : إذا کان الشیء یباع جزافا فی بلد و مکیلاً أو موزونا فی آخر فلکل بلد حکمه و جاز بیعه متفاضلاً فی الأول و لا یجوز فی الثانی و أمّا إذا کان مکیلاً أو موزونا فی غالب البلاد فالأحوط لزوما أن لا یباع متفاضلاً مطلقا.

« مسألة 217 » : یتخلّص من الربا بضم غیر الجنس إلی الطرف الناقص بأن یبیع مائة کیلو من الحنطة و درهما بمائتی کیلو من الحنطة، و بضم غیر الجنس إلی کل من الطرفین و لو مع التفاضل فیهما کما لو باع درهمین و مائتی کیلو من الحنطة بدرهم و مائة کیلو منها.

« مسألة 218 » : المشهور علی أنه لا ربا بین الوالد و ولده فیجوز لکل منهما بیع الآخر مع التفاضل و کذا بین الرجل و زوجته و بین المسلم و الحربی إذا أخذ المسلم

ص: 61

الزیادة ولکنه مشکل و الأحوط وجوبا(1) ترکه نعم یجوز أخذ الربا من الحربی بعد وقوع المعاملة من باب الاستنقاذ.

« مسألة 219 » : الأظهر عدم جواز الربا بین المسلم و الذمی ولکنه بعد وقوع المعاملة یجوز أخذ الربا منه من جهة قاعدة الإلزام.(2)

« مسألة 220 » : الأوراق النقدیة لما لم تکن من المکیل و الموزون لا یجری فیها الربا فیجوز التفاضل فی البیع بها لکن إذا لم تکن المعاملة شخصیة(3) لا بدّ فی صحة المعاملة من امتیاز الثمن عن المثمن کبیع الدینار العراقی فی الذمة بالدینار الکویتی أو بالریال الإِیرانی مثلاً، و لا یجوز بیع الدینار العراقی بمثله فی الذمة نعم إن تنزیل الأوراق لا بأس به مطلقا.

« مسألة 221 » : ما یتعارف فی زماننا من إعطاء سند بمبلغ من الأوراق النقدیة من دون أن یکون فی ذمته شیء فیأخذه آخر فینزله عند شخص ثالث بأقل منه فالظاهر عدم جواز ذلک نعم لا بأس به فی المصارف غیر الأهلیة(4) بجعل ذلک وسیلة إلی أخذ مجهول المالک و التصرّف فیه بعد إصلاحه بمراجعة الحاکم الشرعی.


1- 1 . بل استحبابا.
2- 2 . لو کان مذهب الذمّی الجواز.
3- 3 . بل و لو کانت شخصیّة.
4- 4 . لو جعلنا ما فیها من الاموال مجهول المالک. و الاّ فلو قلنا بمالکیة الحکومة فیجری علی هذه المصارف غیر الاهلیّة ما یجری علی الاهلیة و علی الاموال الشخصیّة.

ص: 62

الفصل العاشر: بیع الصرف

و هو بیع الذهب أو الفضة، بالذهب أو الفضة و لا فرق بین المسکوک منهما و غیره.

« مسألة 222 » : یُشترط فی صحة بیع الصرف التقابض قبل الافتراق فلو لم یتقابضا حتی افترقا بَطَل البیع و لو تقابضا فی بعض المبیع صحّ فیه و بَطَل فی غیره.

« مسألة 223 » : لو باع النقد مع غیره بنقد صفقة واحدة و لم یتقابضا حتی افترقا صح فی غیر النقد و بطل فی النقد.

« مسألة 224 » : لو فارقا المجلس مصطحبین و تقابضا قبل الافتراق صح البیع.

« مسألة 225 » : لا یشترط التقابض فی الصلح الجاری فی النقدین بل تختّص شرطیته بالبیع.

« مسألة 226 » : لا یجری حکم الصرف علی الأوراق النقدیة کالدینار العراقی و النوط الهندی و التومان الإیرانی و الدولار و الباون و نحوها من الأوراق المستعملة فی هذه الأزمنة استعمال النقدین فیصح بیع بعضها ببعض و إن لم یتحقق التقابض قبل الافتراق کما أنه لا زکاة فیها.

« مسألة 227 » : إذا کان له فی ذمة غیره دین من أحد النقدین فباعه علیه بنقد آخر و قبض الثمن قبل التفرّق صح البیع و لا حاجة إلی قبض المشتری ما فی ذمته.

« مسألة 228 » : لو کان له دین علی زید فباعه علی عمرو بنقد و قبضه من عمرو و وکل عمرو زیدا علی قبض ما فی ذمته ففی صحته بمجرد التوکیل إشکال بل لا یبعد عدم الصحة حتی یقبضه زید(1) و یعینه فی مصداق بعینه.


1- 1 . ای یقبض زید عمرا.

ص: 63

« مسألة 229 » : إذا اشتری منه دراهم معینة بنقد ثم باعها علیه أو علی غیره قبل قبضها لم یصح البیع الثانی فإذا قبض الدراهم بعد ذلک قبل التفرّق صح البیع الأول فإن أجاز البیع الثانی و أقبضه صح البیع الثانی أیضا و إذا لم یقبضها حتی افترقا بطل البیع الأول و الثانی.

« مسألة 230 » : إذا کان له دراهم فی ذمة غیره فقال له حولها دنانیر فی ذمّتک فقیل المدیون صح ذلک و تحوّل ما فی الذمة إلی دنانیر و إن لم یتقابضا، و کذا لو کان له دنانیر فی ذمته فقال له حولها دراهم و قبل المدیون فإنه یصح و تتحوّل الدنانیر إلی دراهم، و کذلک الحکم فی الأوراق النقدیة إذا کانت فی الذمة فیجوز تحویلها من جنس إلی آخر.

« مسألة 231 » : لا یجب علی المتعاملین بالصرف إقباض المبیع أو الثمن حتی لو قبض أحدهما لم یجب علیه إقباض صاحبه و لو کان للمبیع أو الثمن نماء فبل القبض کان لمن انتقل عنه لا لمن انتقل إلیه.

« مسألة 232 » : الدراهم و الدنانیر المغشوشة إن کانت رائجة فی المعاملة بها یجوز خرجها و إنفاقها و المعاملة بها سواء أکان غشها مجهولاً أم معلوما و سواء أکان مقدار الغش معلوما أم مجهولاً و إن لم تکن رائجة فلا یجوز خرجها و إنفاقها و المعاملة بها إلاّ بعد إظهار حالها.

« مسألة 233 » : یجوز صرف المسکوکات من النحاس و أمثاله إلی أبعاضها و لو مع التفاضل بین الأصل و أبعاضه کما هو الغالب نعم لا یجوز ذلک فی المسکوکات الذهبیة و الفضیة فإنّها من الموزون فلا یجوز تصریفها إلی أبعاضها مع التفاضل إلاّ مع الضمیمة.

ص: 64

« مسألة 234 » : یکفی فی الضمیمة التی یتخلّص بها عن الربا الغش الذی یکون فی الذهب و الفضة المغشوشین إذا کان الغش غیر مستهلک و کانت له قیمة فی حال کونه غشا و لا یکفی أن تکون له قیمة علی تقدیر التصفیة فإذا کان الطرفان مغشوشین کذلک صح مع التفاضل و إذا کان أحدهما مغشوشا دون الآخر جاز التفاضل إذا کانت الزیادة فی الخالص و لا یصح إذا کانت الزیادة فی المغشوش.

« مسألة 235 » : الآلات المحلاة بالذهب یجوز بیعها بالذهب إذا کان أکثر من الذهب المحلاة به و إلاّ لم یجز، نعم لو بیع السیف بالسیف و کان کل منهما محلّی جاز مطلقا و إن کانت الحلیة فی أحدهما أکثر من الحلیة فی الآخر.

« مسألة 236 » : الکلبتون المصنوع من الفضة یجوز بیعه بالفضة إذا کانت أکثر منه وزنا أو مساویا له(1) و المصنوع من الذهب یجوز بیعه بالذهب إذا کانت أکثر منه وزنا أو مساویا له.

« مسألة 237 » : إذا اشتری فضة معیّنة بفضة أو بذهب و قبضها قبل التفرّق فوجدها جنسا آخر رصاصا أو نحاسا أو غیرهما بطل البیع و لیس له المطالبة بالإبدال و لو وجد بعضها کذلک بطل البیع فیه و صحّ فی الباقی و له حینئذٍ ردّ الکل لتبعّض الصفقة و إن وجدها فضة معیبة کان بالخیار فله الرد و المطالبة بالأرش(2) مع عدم التمکن من الرد و لا فرق بین کون الثمن من جنس المبیع و غیره، و کون أخذ الأرش قبل التفرّق و بعده.

« مسألة 238 » : إذا اشتری فضة فی الذمة بفضة أو بذهب و بعد القبض وجدها جنسا آخر رصاصا أو نحاسا أو غیرهما، فإن کان قبل التفرّق جاز للبائع إبدالها فإذا قبض البدل قبل التفرّق صح البیع و إن وجدها جنسا آخر بعد التفرّق بطل البیع و لا یکفی الإبدال فی صحته و إذا وجدها فضة معیبة فالأقوی ان المشتری مخیّر بین رد المقبوض و إبداله و الرضا به من دون أرش و لیس له فسخ العقد من أصله و لا فرق بین کون الثمن من جنس المبیع و غیره و لا بین کون ظهور العیب قبل التفرّق و بعده.


1- 1 . فیه اشکال بل منع و کذا فی المصنوع من الذّهب.
2- 2 . لا یخلو من اشکال.

ص: 65

« مسألة 239 » : لا یجوز أن یشتری من الصائغ أو غیره خاتما أو غیره من المصوغات من الفضة أو الذهب بجنسه مع زیادة بملاحظة أجرة الصیاغة بل امّا أن یشتریه بغیر جنسه أو بأقل من مقداره من جنسه مع الضمیمة لیتخلّص من الربا.

« مسألة 240 » : لو کان له علی زید نقود کاللیرات الذهبیة و أخذ منه شیئا من المسکوکات الفضیة کالروبیات فإن کان الأخذ بعنوان الاستیفاء ینقص من اللیرات فی کل زمان أخذ فیه بمقدار ما أخذ بسعر ذلک الزمان فإذا کان الدین خمس لیرات و أخذ منه فی الشهر الأول عشر روبیات و فی الثانی عشرا، و فی الثالث عشرا و کان سعر اللیرة فی الشهر الأول خمس عشرة روبیة، و فی الثانی اثنتی عشرة روبیة، و فی الثالث عشر روبیات نقص من اللیرات ثلثا لیرة فی الشهر الأول و خمسة أسداسها فی الثانی ولیرة تامة فی الثالث و إن کان الأخذ بعنوان القرض کان ما أخذه دینا علیه لزید و بقی دین زید علیه و فی جواز احتساب أحدهما دینه وفاءا عن الآخر إشکال، و الأظهر الجواز(1)، و تجوز المصالحة بینهما علی إبراء(2) کل منهما صاحبه ممّا له علیه.

« مسألة 241 » : إذا أقرض زیدا نقدا معیّنا من الذهب أو الفضة أو أصدق زوجته مهرا کذلک أو جعله ثمنا فی الذمة مؤجلاً أو حالاً فتعیّر السعر لزمه النقد المعینّ و لا اعتبار بالقیمة وقت اشتغال الذمة.

« مسألة 242 » : لا یجوز بیع درهم بدرهم بشرط صیاغة خاتم مثلاً و یجوز أن یقول له صغ لی هذا الخاتم و أبیعک درهما بدرهم علی أن یکون البیع جعلاً لصیاغة الخاتم کما یجوز أیضا أن یشتری منه مثقال فضة مصوغا خاتما بمثقال غیر مصوغ.

« مسألة 243 » : لو باع عشر روبیات بلیرة ذهبیة إلاّ عشرین فلسا صح بشرط أن یعلما مقدار نسبة العشرین فلسا إلی اللیرة.


1- 1 . فیه اشکال.
2- 2 . بل علی مبادلة کلّ منهما بالآخر لو جعلنا الصّلح عقدا مستقّلاً کما لیس ببعید.

ص: 66

« مسألة 244 » : المصوغ من الذهب و الفضة معا لا یجوز بیعه بأحدهما بلا زیادة(1)، بل إمّا أن یباع بأحدهما مع الزیادة أو یباع بهما معا أو بجنس آخر غیرهما.

« مسألة 245 » : الظاهر أن ما یقع فی التراب عادة من أجزاء الذهب و الفضة و یجتمع فیه عند الصائغ _ و قد جرت العادة علی عدم مطالبة المالک بها(2) _ ملک للصائغ نفسه و الأحوط _ استحبابا(3) _ أن یتصدّق به عن مالکه مع الجهل به و الاستیذان منه مع معرفته، و یطرد الحکم المذکور فی الخیاطین و النجارین و الحدادین و نحوهم فیما یجتمع عندهم من الأجزاء المنفصلة من أجزاء الثیاب و الخشب و الحدید و لا یضمنون شیئا من ذلک و إن کانت له مالیة عند العرف إذا کان المتعارف فی عملهم انفصال تلک الأجزاء.

الفصل الحادی عشر: بیع السلف

و یقال له السلم أیضا و هو ابتیاع کلّی مؤجّل بثمن حال، عکس النسیئة و یقال للمشتری المسلِّم (بکسر اللام) و للبائع المسلَّم إلیه و للثمن المسلَّم و للمبیع المسلَّم فیه (بفتح اللام) فی الجمیع.

« مسألة 246 » : یجوز فی السلف أن یکون المبیع و الثمن من غیر النقدین مع اختلاف الجنس أو عدم کونهما أو أحدهما من المکیل و الموزون کما یجوز أن یکون أحدهما من النقدین و الآخر من غیرهما ثمنا کان أو مُثْمَنا و لا یجوز أن یکون کل من


1- 1 . لاحدهما علی ما باعه به.
2- 2 . بحیث کانت بمنزلة القرنیة علی اباحته للصّائغ و کذا فی ما اطرّد الحکم فیه من الخیّاطین و غیرهم. و الاّ ففیه اشکال.
3- 3 . بل إذا لم یکن قرینة علی اباحته للصّائغ و العامل. یؤدیه الی صاحبه مع العلم و لو اجمالاً و الاّ فیتصّدق به عنه.

ص: 67

الثمن و المُثْمَن من النقدین اختلفا فی الجنس أو اتّفقا.(1)

یشترط فی السلف أمور :

(الأول) : أن یکون المبیع مضبوط الأوصاف التی تختلف القیمة باختلافها کالجوده و الرداءة و الطعم و الریح و اللون و غیرها کالخضر و الفواکه و الحبوب و الجوز و اللوز و البیض و الملابس و الأشربة و الأدویة و آلات السلاح و آلات النجارة و النساجة و الخیاطة و غیرها من الأعمال و الحیوان و الإنسان و غیر ذلک، فلا یصح فیما لا یمکن ضبط أوصافه کالجواهر و اللآلی و البساتین و غیرها مما لا ترتفع الجهالة و الغرر فیها إلا بالمشاهدة.

(الثانی) : ذکر الجنس و الوصف الرافع للجهالة.

(الثالث) : قبض الثمن قبل التفرق و لو قبض البعض صح فیه و بطل فی الباقی، و لو کان الثمن دینا فی ذمة البائع فالأقوی الصحة إذا کان الدین حالاً، لا مؤجلاً.

(الرابع) : تقدیر المبیع ذی الکیل أو الوزن أو العد بمقداره.

(الخامس) : تعیین أجل مضبوط للمسلم فیه بالأیام أو الشهور أو السنین أو نحوها، و لو جعل الأجل زمان الحصاد أو الدیاس أو الحضیرة بطل البیع و یجوز فیه أن یکون قلیلاً کیوم و نحوه و أن یکون کثیرا کعشرین سنة.

(السادس) : إمکان دفع ما تعهد البائع دفعه وقت الحلول و فی البلد الذی شرط التسلیم فیه إذا کان قد شرط ذلک سواء أکان عام الوجود أم نادره، فلو لم یکن ذلک و لو تسبیبا لعجزه عنه و لو لکونه فی سجن أو فی بیداء لا یمکنه الوصول إلی البلد الذی إشترط التسلیم فیه عند الأجل بطل.


1- 1 . لیس من هذه المسألة ما سیجیئ فی الفصل 12 فی بیع الثّمار و الخضروات لان المبیع هنا کلّی و هناک شخصی خارجی.

ص: 68

« مسألة 247 » : إطلاق العقد(1) یقتضی وجوب تسلیم المسَّلم فیه فی بلد العقد إلا أن تقوم قرینة علی الإطلاق أو علی تعیین غیره فیعمل علی طبقها و الأقوی عدم وجوب تعیینه فی العقد إلا إذا إختلفت الأمکنة فی صعوبة التسلیم فیها و لزوم الخسارة المالیة بحیث یکون الجهل بها غررا فیجب تعیینه حینئذ.

« مسألة 248 » : إذا جعل الأجل شهرا قمریا أو شمسیا أو شهرین فإن کان وقوع المعاملة فی أول الشهر فالمراد تمام ذلک الشهر، و إن کان فی أثناء الشهر فالمراد فی الشهر مجموع ما بقی منه مع إضافة مقدار من الشهر الثانی یساوی الماضی من الشهر الأول و هکذا.

« مسألة 249 » : إذا جعل الأجل جمادی أو ربیعا حمل علی أولهما من تلک السنة و حل بأول جزء من لیلة الهلال، و إذا جعله الجمعة أو الخمیس حمل علی الأول من تلک السنة و حل بأول جزء من نهار الیوم المذکور.

« مسألة 250 » : إذا إشتری شیئا سلفا جاز بیعه من بایعه قبل حلول الأجل(2) و یعده بجنس آخر أو بجنس الثمن بشرط عدم الزیادة(3) و لا یجوز بیعه من غیره قبل حلول الأجل و یجوز بعده سواء باعه بجنس آخر أو بجنس الثمن مع الزیادة أو النقیصة أو التساوی. هذا فی غیر المکیل و الموزون و أما فیهما فلا یجوز بیعهما قبل القبض مرابحة مطلقا کما تقدم.(4)

« مسألة 251 » : إذا دفع البائع المسلّم فیه دون الصفة لم یجب علی المشتری القبول، و لو رضی بذلک صح، و کذلک إذا دفع أقل من المقدار، و تبرأ ذمة البائع إذا أبرأ


1- 1 . إذا لم یکونا مسافرین او احدهما.
2- 2 . فیه اشکال للاجماع المحکّی عن جماعة علی العدم. الجواهر، 24 / 320 و المهذب، 18، 37.
3- 3 . إذا استلزمت الرّبا.
4- 4 . فیالمسئلة 188.

ص: 69

المشتری الباقی و إذا دفعه علی الصفة والمقدار وجب علیه القبول و إذا دفع فوق الصفة، فإن کان شرط الصفة راجعا إلی إستثناء ما دونها فقط وجب القبول أیضا، و إن کان راجعا إلی إستثناء ما دونها و ما فوقها لم یجب القبول، و لو دفع إلیه زائدا علی المقدار لم یجب القبول.

« مسألة 252 » : إذا حل الأجل و لم یتمکن البائع من دفع المسلّم فیه تخیر المشتری بین الفسخ و الرجوع بالثمن بلا زیادة و لا نقیصة و بین أن ینتظر إلی أن یتمکن البائع من دفع المبیع إلیه فی وقت آخر، و لو تمکن من دفع بعضه و عجز عن الباقی کان له الخیار فی الباقی بین الفسخ فیه و الإنتظار، و فی جواز فسخه فی الکل حینئذ إشکال، و الأظهر الجواز، نعم لو فسخ فی البعض جاز للبائع الفسخ فی الکل.

« مسألة 253 » : لو کان المبیع موجودا فی غیر البلد الذی یجب التسلیم فیه. فإن تراضیا بتسلیمه فی موضع وجوده جاز و إلا فإن أمکن و تعارف نقله إلی بلد التسلیم وجب علی البائع نقله و إلا فیجری الحکم المتقدم من الخیار بین الفسخ و الانتظار.

الفصل الثانی عشر: بیع الثمار و الخضر و الزرع

لا یجوز بیع ثمرة النخل و الشجر قبل ظهورها عاما واحدا بلا ضمیمة و یجوز بیعها عامین فما زاد و عاما واحدا مع الضمیمة علی الأقوی(1)، و أما بعد ظهورها فإن بدا صلاحها أو کان البیع فی عامین أو مع الضمیمة جاز بیعها بلا إشکال أما مع إنتفاء الثلاثة فالأقوی الجواز و الأحوط العدم.


1- 1 . لا یبعد الجواز.

ص: 70

« مسألة 254 » : بدو الصلاح(1) فی الثمر هو کونه قابلاً للأکل فی العادة و إن کان أول أوان أکله.

« مسألة 255 » : یعتبر فی الضمیمة المجوزة لبیع الثمر قبل بدو صلاحه أن تکون مما یجوز بیعه منفردا، و یعتبر کونها مملوکة للمالک، و کون الثمن لها و للمنضم إلیه علی الإشاعة و لا یعتبر فیها أن تکون متبوعة علی الأقوی فیجوز کونها تابعة.

« مسألة 256 » : یکفی فی الضمیمة فی ثمر النخل مثل السعف و الکرب و الشجر الیابس الذی فی البستان.

« مسألة 257 » : لو بیعت الثمرة قبل بدو صلاحها مع أصولها جاز بلا إشکال.

« مسألة 258 » : إذا ظهر بعض ثمر البستان جاز بیع المتجدد فی تلک السنة معه و إن لم یظهر، إتحد الجنس أم إختلف، إتحد البستان أم تکثر، علی الأقوی.

« مسألة 259 » : إذا کانت الشجرة تثمر فی السنة الواحدة مرتین ففی جریان حکم العامین علیهما إشکال، أظهره(2) الجریان.

« مسألة 260 » : إذا باع الثمرة سنة أو سنتین أو أکثر ثم باع أصولها علی شخص آخر لم یبطل بیع الثمرة بل تنتقل الأصول إلی المشتری مسلوبة المنفعة فی المدة المعینة و له الخیار فی الفسخ مع الجهل.

« مسألة 261 » : لا یبطل بیع الثمرة بموت بائعها بل تنتقل الأصول إلی ورثة البائع بموته مسلوبة المنفعة، و کذا لا یبطل بیعها بموت المشتری بل تنتقل إلی ورثته.

« مسألة 262 » : إذا إشتری ثمرة فتلفت قبل قبضها إنفسخ العقد و کانت الخسارة من مال البائع کما تقدم ذلک فی أحکام القبض و تقدم أیضا إلحاق السرقة و نحوها بالتلف


1- 1 . فسّر بالتلّون و الزّهو و هو احمرارا و اصفرارا لبسر.
2- 2 . لا یبعد.

ص: 71

و حکم ما لو کان التلف من البائع أو المشتری أو الأجنبی.

« مسألة 263 » : یجوز لبائع الثمرة أن یستثنی ثمرة شجرات أو نخلات بعینها و أن یستثنی حصة مشاعة کالربع و الخمس و إن یستثنی مقدارا معینا کمائة کیلو لکن فی هاتین الصورتین لو خاست الثمرة وزع النقص علی المستثنی و المستثنی منه علی النسبة ففی صورة إستثناء حصة مشاعة یوزع الباقی بتلک النسبة و أما إذا کان المستثنی مقدارا معینا فطریقة معرفة النقص تخمین الفائت بالثلث أو الربع مثلاً فیسقط من المقدار المستثنی بتلک النسبة فإن کان الفائت الثلث یسقط منه الثلث و إن کان الربع یسقط الربع و هکذا.

« مسألة 264 » : یجوز بیع ثمرة النخل و غیره فی أصولها بالنقود و بغیرها کالأمتعة و الحیوان و الطعام و بالمنافع و الأعمال و غیرها، کغیره من أفراد البیع.

« مسألة 265 » : لا تجوز المزابنة و هی بیع ثمرة النخل _ تمرا کانت أو رطبا او بسرا _ أو غیرها بالتمر من ذلک النخل و أما بیعها بثمرة غیره سواء کان فی الذمة أم کان معینا فی الخارج فالظاهر جوازه(1) و إن کان الترک أحوط.(2)

« مسألة 266 » : الظاهر أن الحکم المزبور لا یختص بالنخل فلا یجوز(3) بیع ثمر غیر النخل بثمره أیضا و أما بیعه بغیر ثمره فلا إشکال فیه أصلاً.

« مسألة 267 » : یجوز أن یبیع ما إشتراه من الثمر فی أصله بثمن زائد علی ثمنه الذی إشتراه به أو ناقص أو مساو، سواء باعه قبل قبضه أم بعده.


1- 1 . و یدلّ علیه حسنة او صحیحة الحلبی قال. قال ابو عبداللّه علیه السّلام فی رجل قال لآخر بعنی ثمرة نخلک هذا الّذی فیها بقفیزین من تمر او أقّل او اکثر. یسمّی ما شاء فباعه. قال لا بأس به. وسائل الشیعة 12 _ الباب 6 من ابواب بیع الثّمار، ح 1.
2- 2 . لا یترک الاحتیاط .
3- 3 . علی الاحوط.

ص: 72

« مسألة 268 » : لا یجوز بیع الزرع قبل ظهوره علی الأحوط(1)، و یجوز بیعه تبعا للأرض لو باعها معه، أما بعد ظهوره فیجوز بیعه مع أصله بمعنی بیع المقدار الظاهر مع أصوله الثابتة فإن شاء المشتری قصله و إن شاء أبقاه مع إشتراط الإبقاء أو بإذن من صاحب الأرض، فإن ابقاه حتی یسنبل کان له السنبل و علیه أجرة الإرض إذا لم یشترط الإبقاء مجانا، و إن قصله قبل أن یسنبل فنمت الأصول الثابتة فی الأرض حتی سنبلت کان له أیضا و لا تجب(2) علیه أجرة الأرض و إن کان الوجوب أحوط.(3)

« مسألة 269 » : یجوز بیع الزرع لا مع أصله بل قصیلاً إذا کان قد بلغ أوان قصله أو قبل ذلک علی أن یبقی حتی یصیر قصیلاً أو قبل ذلک فإن قطعه و نمت الأصول حتی صارت سنبلاً کان السنبل للبائع و إن لم یقطعه کان لصاحب الأرض إلزامه بقطعه و له إبقاؤه و المطالبة بالأجرة فلو أبقاه فنما حتی سنبل کان السنبل للمشتری(4) و لیس لصاحب الأرض إلا مطالبة الأجرة، و کذا الحال لو إشتری نخلاً.

« مسألة 270 » : لو إشتری الجذع بشرط القلع فلم یقلعه و نما کان النماء للمشتری.

« مسألة 271 » : یجوز بیع الزرع محصودا و لا یشترط معرفة مقداره بالکیل أو الوزن، بل تکفی فیه المشاهدة.

« مسألة 272 » : لا تجوز المحاقلة و هی بیع سنبل الحنطة أو الشعیر بالحنطة منه و کذا بیع سنبل الشعیر بالشعیر منه بل و کذا(5) بیع سنبل غیر الحنطة و الشعیر من الحبوب بحب منه.


1- 1 . لو لم یکن اقوی.
2- 2 . بل تجب علی الاحوط.
3- 3 . لو لم یکن اقوی.
4- 4 . و انکان الاحوط التصّالح مع البایع.
5- 5 . هذا و انکان غیر جائز لکن لیس داخلاً فی عنوان المحاقلة. بل لما ذکره الماتن فی تقریر کتاب اجارته من عدم وجود للحب خارجا و لا فی الذمّة مستند العروة. الاجارة 336.

ص: 73

« مسألة 273 » : الخضر کالخیار و الباذنجان و البطیخ لا یجوز بیعها قبل ظهورها علی الأحوط(1)، و یجوز بعد ظهورها مع المشاهدة لقطة واحدة أو لقطات، و المرجع فی تعیین اللقطة عرف الزراع.

« مسألة 274 » : لو کانت الخضرد مستورة کالشلغم و الجزر و نحوهما فالظاهر جواز بیعها أیضا.

« مسألة 275 » : إذا کانت الخضرة مما یجز کالکراث و النعناع و اللفت و نحوها یجوز بیعها بعد ظهورها جزة و جزات و لا یجوز بیعها قبل ظهورها علی الأحوط(2) و المرجع فی تعیین الجزة عرف الزراع کما سبق و کذا الحکم فیما یخرط کورق الحناء و التوت فإنه یجوز بیعه بعد ظهوره خرطة و خرطات.

« مسألة 276 » : إذا کان نخل أو شجر أو زرع مشترکا بین إثنین جاز أن یتقبل أحدهما حصة صاحبه بعد خرصها بمقدار معین فیتقبلها بذلک المقدار فإذا خرص حصة صاحبه بوزنة مثلاً جاز أن یتقبلها بتلک الوزنة زادت علیها فی الواقع أو نقصت عنها أو ساوتها.

« مسألة 277 » : الظاهر أنه لا فرق بین أن یکون الشرکاء اثنین أو أکثر و کون المقدار المتقبل به منها و فی الذمة، نعم إذا کان منها فتلفت الثمرة فلا ضمان علی المتقبل بخلاف ما لو کان فی الذمة فإنه باق علی ضمانه، و الظاهر أنه صلح(3) علی تعیین المقدار المشترک فیه فی کمیة خاصة علی أن یکون اختیار التعیین بیدالمتقبل و یکفی فیها کل لفظ(4) دال علی المقصود بل تجری فیها المعاطاة کما فی غیرها من العقود.


1- 1 . لو لم یکن اقوی إذا کان مجهولاً و الاّ فالجواز لا یخلو من وجه.
2- 2 . لو لم یکن اقوی.
3- 3 . و قیل معاملة مستقلة.
4- 4 . و عن بعضهم تقییده بلفظ التقبّل.

ص: 74

« مسألة 278 » : إذا مر الإنسان بشیء من النخل أو الشجر جاز له أن یأکل _ مع الضرورة العرفیة _ من ثمره بلا إفساد للثمر أو الأغصان أو الشجر أو غیرها.

« مسألة 279 » : الظاهر جواز الأکل للمار و إن کان قاصدا له(1) من أول الأمر و لا یجوز له أن یحمل معه شیئا من الثمر و إذا حمل معه شیئا حرم ما حمل و لم یحرم ما أکل و إذا کان للبستان جدار أو حائط أو علم بکراهة المالک ففی جواز الأکل إشکال، و المنع أظهر.

« مسألة 280 » : لا بأس ببیع العریة و هی النخلة الواحدة لشخص فی دار غیره(2) فیبیع ثمرتها قبل أن تکون تمرا منه بخرصها تمرا.(3)

الفصل الثالث عشر: فی بیع الحیوان

یجوز استرقاق الکافر الأصلی إذا لم یکن معتصما بعهد أو ذمام سواء أکان فی دار الحرب أم کان فی دار الإسلام و سواء أکان بالقهر و الغلبة أم بالسرقة أم بالغیلة و یسری الرق فی اعقابه و إن کان قد اسلم.

« مسألة 281 » : المرتد الفطری و الملی لا یجوز استرقاقهما علی الأقوی.


1- 1 . لا یخ من اشکال.
2- 2 . و یقوی الحاق البستان بالدّار.
3- 3 . من غیرها او کلّیا فی الذمّة و ان جاز الاداء منها و یقوی بتمرها.

ص: 75

« مسألة 282 » : لو قهر حربی حربیا آخر فباعه ملکه المشتری و إن کان أخاه أو زوجته أو ممن ینعتق علیه کأبیه و أمه و فی کونه بیعا حقیقة و تجری علیه أحکامه اشکال و إن کان أقرب.

« مسألة 283 » : یصح أن یملک الرجل کل أحد غیر الأب و الأم و الجد و إن علا لأب کان أو لأم(1)، والولد _ و إن نزل _ ذکرا کان أو أنثی و المحارم و هی الأخت و العمة و الخالة و إن علون، و بنات الأخ و بنات الأخت و أن نزلن، و لا فرق فی المذکورین بین النسبیین و الرضاعیین.

« مسألة 284 » : إذا وجد السبب المملک فیما لا یصح ملکه إختیاریا کان السبب کالشراء أو قهریا کالأرث إنعتق قهرا.

« مسألة 285 » : لوملک أحد الزوجین صاحبه ولو بعضا منه إستقرالملک و بطل النکاح.

« مسألة 286 » : یکره أن یملک الرجل غیر هؤلاء من ذوی قرابته کالأخ و العمّ والخال و أولادهم.

« مسألة 287 » : تملک المرأة کل أحد غیر الأب و الأم والجد و الجدة و الولد و إن نزل ذکرا کان أو أنثی نسبیین کانوا أو رضاعیین.

« مسألة 288 » : الکافر لا یملک المسلم إبتداء و لو أسلم عبد الکافر بیع علی مسلم و أعطی ثمنه.

« مسألة 289 » : کل من أقر علی نفسه بالعبودیة حکم علیه بها مع الشک إذا کان عاقلاً بالغا مختارا.

« مسألة 290 » : لو إشتری عبدا فادعی الحریة لم یقبل قوله إلاّ بالبینة.

« مسألة 291 » : یجب علی مالک الأمة إذا أراد بیعها و قد و طأها أن یستبرئها قبل بیعها بحیضة إن کانت تحیص و بخمسة و أربعین یوما من حین الوط ء إن کانت لا تحیض و هی فی سن من تحیض.


1- 1 . و الجدة کذلک.

ص: 76

« مسألة 292 » : لو باعها بدون الاستبراء صح البیع و وجب علی المشتری استبراؤها فلا یطأها إلا بعد حیضة أو مضی المدة المذکورة.

« مسألة 293 » : إذا لم یعلم أن البائع استبرأها أو وطأها وجب علیه الاحتیاط فی إستبرائها و إذا علم أن البائع لم یطأها أو أنه استبرأها لم یجب علیه استبراؤها، و کذا إذا أخبره صاحبها بأنه قد استبرأها أو أنه لم یطأها إذا کان أمینا.

« مسألة 294 » : لا یجب الاستبراء فی أمة المرأة إلا أن یعلم أنها موطوءة وطئا محترما(1) و لا فی الصغیرة و لا فی الیائسة و لا فی الحائض حال البیع، نعم لا یجوز وطؤها حال الحیض.

« مسألة 295 » : لا إستبراء فی الحامل، نعم لا یجوز وطؤها فی القبل إلا بعد مضی أربعة أشهر و عشرة أیام من زمان حملها، فإن وطأها و قد استبان حملها عزل استحبابا، فإن لم یعزل فالأحوط لو لم یکن أقوی عدم جواز بیع الولد بل وجوب عتقه و جعل شیء له من ماله یعیش به.

« مسألة 296 » : یثبت وجوب استبراء البائع للأمة قبل البیع لکل مالک یرید نقلها إلی غیره ولو بسبب غیرالبیع وکذلک وجوب إستبراءالمشتری قبل الوط ء یثبت لکل من تنتقل إلیه الأمة بسبب و إن کان إرثا أو إسترقاقا أو نحوهما فلا یجوز له وطؤها إلا بعد الاستبراء.

« مسألة 297 » : یجوز شراء بعض الحیوان مشاعا کنصفه و ربعه و لا یجوز شراء بعض معین منه کرأسه و جلده إذا لم یکن(2) مما یطلب لحمه بل کان المقصود منه الإبقاء للرکوب أو الحمل أو نحوهما.


1- 1 . بل و غیر محترم علی الاحوط لو لم یکن اقوی. لانّ مادلّ علی نفی الاستبراء بمنزلة الاستشاء مما دلّ علیه. و بعضها مطلق بشمل الحامل من زنا.
2- 2 . اجماعا بقسمیه. الجواهر، 24 / 157 .

ص: 77

« مسألة 298 » : لو کان الحیوان مما یطلب لحمه جاز شراء بعض معین منه لکن لو لم یذبح لمانع کما إذا کان فی ذبحه ضرر مالی کان المشتری شریکا بنسبة الجزء(1)، و کذا لو باع الحیوان و استثنی الرأس و الجلد، و أما إذا اشترک إثنان أو جماعة و شرط أحدهم لنفسه الرأس و الجلد فإنه یکون شریکا بنسبة المال لا بنسبة الرأس و الجلد.

« مسألة 299 » : لو قال شخص لآخر : إشتر حیوانا بشرکتی صح و یثبت البیع لهما علی السویة مع الإطلاق و یکون علی کل واحد منهما نصف الثمن و لو قامت القرینة علی کون المراد الاشتراک علی التفاضل کان العمل علیها.

« مسألة 300 » : لو دفع المأمور عن الآمر بالشراء شرکة ما علیه من جزء الثمن فإن کان الأمر بالشراء علی وجه الشرکة قرینة(2) علی الأمر بالدفع عنه رجع الدافع علیه بما دفعه عنه و إلا کان متبرعا و لیس له الرجوع علیه به.

« مسألة 301 » : لو إشتری أمة فوطأها فظهر أنها ملک لغیر البائع کان للمالک انتزاعها منه و له علی المشتری عشر قیمتها إن کانت بکرا و نصف العشر إن کانت ثیبا، و لو حملت منه کان علیه قیمة الولد یوم ولد حیا و یرجع المشتری علی البائع بما إغترمه للمالک إن کان جاهلاً.

« مسألة 302 » : الأقوی أن العبد یملک فلو ملّکه مولاه شیئا ملکه و کذا لو ملّکه غیره أو حاز لنفسه شیئا إذا کان بإذن المولی، و لا ینفذ تصرفه فیما ملکه بدون إذن مولاه.


1- 1 . یدلّ علیه و علی الفرض الآتی معتبرة(وسائل الشیعه، ج 13، الباب 22 / 2 _ 3 _ 1؛ من ابواب بیع الحیوان) السّکونی و روایة (وسائل الشیعه، ج 13، الباب 22 / 2 _ 3 _ 1؛ من ابواب بیع الحیوان) العیون عن امیرالمؤمنین علیه السّلام و حکمه بالاشتراک فی البعیر علی قدر الرّأس و الجلد. و فی الفرض الاخیر و هو اشتراک اثنین او جماعة. معتبرة(وسائل الشیعه، ج 13، الباب 22 / 2 _ 3 _ 1؛ من ابواب بیع الحیوان) هارون بن حمزة الغنوی عن ابی عبداللّه علیه السّلام.
2- 2 . بلحاظ ما احتفّ به.

ص: 78

« مسألة 303 » : إذا اشتری کل من العبدین المأذونین من مولاهما بالشراء صاحبه من مولاه فإن إقترن العقدان و کان شراؤهما لأنفسهما بطلا و إن کان شراؤهما للسیدین فالأقوی الصحة، و إن ترتبا صح السابق(1)، و أما اللاحق فهو باطل إن کان الشراء لنفسه(2) و إن کان الشراء لسیده صح إذا کان إذنه بالشراء مطلقا و أما إذا کان مقیدا بعبدیته فصحته تتوقف علی إجازته.

« مسألة 304 » : لو وطأ الشریک جاریة الشرکة حُدَّ بنصیب غیره(3) فإن حملت قُوّمت علیه(4) و انعقد الولد حرا و علیه قیمة حصص الشرکاء من الولد عند سقوطه حیا، بل یحتمل تقویمهم لها علیه بمجرد الوط ء مع إحتمال الحمل.

« مسألة 305 » : یستحب لمن إشتری مملوکا تغییر إسمه و اطعامه شیئا من الحلاوة و الصدقة عنه بأربعة دراهم و لا یریه ثمنه فی المیزان.

« مسألة 306 » : الأحوط عدم التفرقة بین الأم(5) و الولد قبل الاستغناء عن الأم، أما البهائم فیجوز فیها ذلک ما لم یؤد إلی إتلاف المال المحترم.

خاتمة : فی الإقالة

و هی فسخ العقد من أحد المتعاملین بعد طلبه من الآخر و الظاهر جریانها فی عامة العقود اللازمة حتی الهبة اللازمة غیر النکاح و الضمان(6)، و فی جریانها


1- 1 . سواء اشتری لنفسه او لسّیده.
2- 2 . و اشتری الاوّل لنفسه.
3- 3 . لمعتبرة عبداللّه بن سنان.
4- 4 . و فی المعتبرة لزوم الثّمن الذّی اشتریت به انکانت القیمة اقّل منه.
5- 5 . الاّ إذا طابت نفسها و نفسه. بل لا ینبغی التّفرقة بین الاخوین المملوکین و لا بین الاخ و الاخت کذلک و ان کانوا کبیرین.
6- 6 . فی الضمان اشکال.

ص: 79

فی الصدقة(1) إشکال، و تقع بکل لفظ یدل علی المراد و إن لم یکن عربیا بل تقع بالفعل کما تقع بالقول، فإذا طلب أحدهما الفسخ من صاحبه فدفعه إلیه کان فسخا و إقالة و وجب علی الطالب إرجاع ما فی یده إلی صاحبه.

« مسألة 307 » : لا تجوز الإقالة بزیادة عن الثمن أو المثمن أو نقصان فلو أقال کذلک بطلب و بقی کل من العوضین علی ملک مالکه.

« مسألة 308 » : إذا جعل له مالاً فی الذمة أو فی الخارج لیقیله بأن قال له : أقلنی و لک هذا المال، أو أقلنی و لک علی کذا _ نظیر الجعالة _ فالأظهر الصحة.

« مسألة 309 » : لو أقال بشرط مال عین أو عمل کما لو قال للمستقیل أقلتک بشرط أن تعطینی کذا أو تخیط ثوبی فقبل صح.(2)

« مسألة 310 » : لا یجری فی الإقالة فسخ أو إقالة.

« مسألة 311 » : فی قیام وراث المتعاقدین مقام المورّث فی صحة الإقالة إشکال والظاهر(3) العدم نعم تجوز الإستقالة من الوارث و الإقالة من الطرف الآخر.

« مسألة 312 » : تصح الإقالة فی جمیع ما وقع علیه العقد و فی بعضه و یتقسط الثمن حینئذ علی النسبة، و إذا تعدد البائع أو المشتری تصح الإقالة بین أحدهما و الطرف الآخر بالنسبة إلی حصته و لا یشترط رضی الآخر.


1- 1 . لا یبعد العدم.
2- 2 . فی الصحّة اشکال.
3- 3 . غیر ظاهر.

ص: 80

« مسألة 313 » : تلف أحد العوضین أو کلیهما لا یمنع من صحة الإقالة فإذا تقایلا رجع کل عوض إلی صاحبه الأول، فإن کان موجودا اخذه و إن کان تالفا رجع بمثله إن کان مثلیا و بقیمته یوم الفسخ(1) إن کان قیمیا.

« مسألة 314 » : الخروج عن الملک ببیع أو هبة أو نحوهما بمنزلة التلف و تلف البعض کتلف الکل یستوجب الرجوع بالبدل عن البعض التالف.

« مسألة 315 » : العیب فی ید المشتری یستوجب الرجوع علیه بالأرش مع الإقالة، و الحمدللّه رب العالمین.


1- 1 . هذا و انکان غیر بعید الاّ انّ الاحوط الترّاضی.

ص: 81

کتاب الشفعة

اشارة

و فیه فصول

إذا باع أحد الشریکین حصته علی ثالث کان لشریکه أخذ المبیع بالثمن المجعول له فی البیع و یسمی هذا الحق بالشفعة.

فصل: فی ما تثبت فیه الشفعة

« مسألة 316 » : تثبت الشفعة فی بیع ما لا ینقل إذا کان یقبل القسمة کالأرضین و الدور و البساتین بلا إشکال و هل تثبت فیما ینقل کالآلات و الثیاب و الحیوان و فیما لا ینقل إذا لم یقبل القسمة؟ قولان : أقواهما الأول فیما عدا السفینة و النهر و الطریق و الحمام و الرحی فإنه لا تثبت فیها الشفعة.

« مسألة 317 » : لا تثبت بالجوار فإذا باع أحد داره فلیس لجاره الأخذ بالشفعة.

« مسألة 318 » : إذا کانت داران مختصة کل واحدة منهما بشخص و کانتا مشترکتین فی طریقهما فبیعت إحدی الدارین مع الحصة المشاعة من الطریق تثبت الشفعة لصاحب الدار الأخری سواء کانت الداران قبل ذلک مشترکتین و قسمتا أم لم تکونا کذلک.

ص: 82

« مسألة 319 » : یجری هذا الحکم فی الدور المختصة کل واحدة منها بواحد مع الاشتراک فی الطریق فإذا بیعت واحدة منها مع الحصة من الطریق ثبتت الشفعة للباقین.

« مسألة 320 » : إذا بیعت إحدی الدارین بلا ضم حصة الطریق إلیها لم تثبت الشفعة للشریک فی الطریق.

« مسألة 321 » : إذا بیعت الحصة من الطریق وحدها تثبت الشفعة للشریک.

« مسألة 322 » : هل یختص الحکم المذکور بالدار أو یعم غیرها من الأملاک المفروزة المشترکة فی الطریق وجهان، أقواهما الأول.

« مسألة 323 » : ألحق جماعة بالطریق النهر، و الساقیة، و البئر فإذا کانت الداران المختصة کل منهما بشخص مشترکتین فی نهر أو ساقیة أو بئر فبیعت أحداهما مع الحصة من النهر أو الساقیة أو البئر کان لصاحب الدار الأخری الشفعة فی الدار أیضا، و فیه إشکال بل منع.

« مسألة 324 » : إذا بیع المقسوم منضما إلی حصة من المشاع صفقة واحدة کان للشریک فی المشاع الأخذ بالشفعة فی الحصة المشاعة بما یخصها من الثمن بعد توزیعه و لیس له الأخذ فی المقسوم.

« مسألة 325 » : تختص الشفعة فی غیر المساکن و الأرضین بالبیع فإذا إنتقل الجزء المشاع بالهبة المعوضة أو الصلح أو غیرهما فلا شفعة للشریک و أما المساکن و الأرضین فاختصاص الشفعة فیها بالبیع محل إشکال.(1)

« مسألة 326 » : إذا کانت العین بعضها ملکا و بعضها وقفا فبیع الملک لم یکن


1- 1 . لعلّه بالنظّر الی معتبرة عقبة بن خالد عن ابی عبداللّه علیه السّلام. قال : قضی رسول اللّه صلی الله علیه و آله بالشّفعه بین الشّرکاء فی الارضین و المساکن. و قال لا ضرر و لاضرار و قال إذا ارفّت الارف وحدّت الحدود فلاشفعة. (وسائل الشیعه، 17، الباب 5 / 1 من ابواب الشفعة).

ص: 83

للموقوف علیهم الشفعة علی الأقوی و إن کان الموقوف علیه واحدا.

« مسألة 327 » : إذا بیع الوقف فی مورد یجوز بیعه ففی ثبوت الشفعة للشریک قولان أقربهما ذلک.(1)

« مسألة 328 » : یشترط فی ثبوت الشفعة أن تکون العین المبیعة مشترکة بین إثنین فإذا کانت مشترکة بین ثلاثة فما زاد و باع أحدهم لم تکن لأحدهم شفعة. و إذا باعوا جمیعا إلا واحدا منهم ففی ثبوت الشفعة له إشکال بل منع.

« مسألة 329 » : إذا کانت العین بین شریکین فباع أحدهما بعض حصته ثبتت الشفعة للآخر.

فصل: فی الشفیع

« مسألة 330 » : یعتبر فی الشفیع الإسلام إذا کان المشتری مسلما فلا شفعة للکافر علی المسلم و إن إشتری من کافر و تثبت للمسلم علی الکافر و للکافر علی مثله.

« مسألة 331 » : یشترط فی الشفیع أن یکون قادرا علی أداء الثمن فلا تثبت للعاجز عنه و إن بذل الرهن أو وجد له ضامن إلا أن یرضی المشتری بذلک. نعم إذا اذعی غیبة الثمن أُجِّل ثلاثة أیام و إذا ادعی أن الثمن فی بلد آخر أجل بمقدار وصول المال إلیه و زیادة ثلاثة أیام، فإن إنتهی الأجل فلا شفعة و یکفی فی الثلاثة أیام التلفیق کما أن مبدأها زمان الأخذ بالشفعة لا زمان البیع.

« مسألة 332 » : إذا کان التأجیل إلی زمان نقل الثمن من البلد الآخر حیث یدّعی


1- 1 . فی کونه اقرب تأمّل

ص: 84

وجوده فیه زائدا علی المقدار المتعارف(1) فالظاهر سقوط الشفعة.

« مسألة 333 » : إذا کان الشریک غائبا عن بلد البیع وقت البیع جاز له الأخذ بالشفعة إذا حضر البلد و علم بالبیع و إن کانت الغیبة طویلة.

« مسألة 334 » : إذا کان له وکیل مطلق فی البلد أو فی خصوص الأخذ بالشفعة جاز لذلک الوکیل الأخذ بالشفعة عنه.

« مسألة 335 » : تثبت الشفعة للشریک و إن کان سفیها أو صبیا أو مجنونا فیأخذ لهم الولی بها(2) بل إذا أخذ السفیه بها بإذن الولی صح و کذا الصبی علی احتمال قوی.

« مسألة 336 » : تثبت الشفعة للمفلس إذا رضی المشتری ببقاء الثمن فی ذمته أو استدان الثمن من غیره أو دفعه من ماله بإذن الغرماء.

« مسألة 337 » : إذا أسقط(3) الولی عن الصبی أو المجنون أو السفیه حق الشفعة لم یکن لهم المطالبة بها بعد البلوغ و الرشد و العقل. و کذا إذا لم یکن الأخذ بها مصلحة فلم یطالب. أمّا إذا ترک المطالبة بها مساهلة منه فی حقهم فالظاهر أن لهم المطالبة بها بعد البلوغ و الرشد.

« مسألة 338 » : إذا کان المبیع مشترکا بین الولی و المولی علیه فباع الولی عنه جاز له أن یأخذ بالشفعة علی الأقوی.

« مسألة 339 » : إذا باع الولی عن نفسه فإنه یجوز له أن یأخذ بالشفعة للمولی علیه و کذا الحکم فی الوکیل إذا کان شریکا مع الموکل.


1- 1 . بل موجبا للضّرر علی المشتری.
2- 2 . و منه وصّی الیتیم.
3- 3 . و کان بمصلحتهم او لم یکن الاخذ مصلحة لهم.

ص: 85

فصل: فی الأخذ بالشفعة

« مسألة 340 » : الأخذ بالشفعة من الإنشائیات المعتبر فیها الإیقاع و یکون بالقول مثل أن یقول : أخذت المبیع المذکور بثمنه، و بالفعل مثل أن یدفع الثمن و یستقل بالمبیع.

« مسألة 341 » : لا یجوز للشفیع أخذ بعض المبیع و ترک بعضه بل إمّا أن یأخذ الجمیع أو یدع الجمیع.

« مسألة 342 » : الشفیع یأخذ بقدر الثمن إذا کان مثلیا لا بأکثر منه و لا بأقل سواء أکانت قیمة المبیع السوقیة مساویةً للثمن أم زائدة أم ناقصة.

« مسألة 343 » : فی ثبوت الشفعة فی الثمن القیمی بأن یأخذ المبیع بقیمته قولان أقواهما العدم.

« مسألة 344 » : إذا غرم المشتری شیئا من أجرة الدلال أو غیرها أو تبرّع به للبائع من خلعة و نحوها لم یلزم الشفیع تدارکه.

« مسألة 345 » : إذا حطّ البائع شیئا من الثمن للمشتری لم یکن للشفیع تنقیصه.

« مسألة 346 » : الأقوی لزوم المبادرة إلی الأخذ بالشفعة فیسقط مع المماطلة و التأخیر بلا عذر و لا یسقط إذا کان التأخیر عن عذر کجهله بالبیع أو جهله باستحقاق الشفعة، أو توهّمه کثرة الثمن فبان قلیلاً، أو کون المشتری زیدا فبان عمرا، أو أنّه اشتراه لنفسه فبان لغیره أو العکس أو أنه واحد فبان اثنین أو العکس، أو أن المبیع النصف بمائة فتبینّ أنه الربع بخمسین أو کون الثمن ذهبا فبان فضة، أو لکونه محبوسا ظلما أو بحق یعجز عن أدائه، و کذا أمثال ذلک من الأعذار.

ص: 86

« مسألة 347 » : المبادرة اللازمة فی استحقاق الأخذ بالشفعة یراد منها المبادرة علی النحو المتعارف الذی جرت به العادة فإذا کان مشغولاً بعبادة واجبة أو مندوبة لم یجب علیه قطعها.

« مسألة 348 » : إذا کان مشغولاً بأکل أو شرب لم یجب قطعه و لا یجب علیه الإسراع فی المشی.

« مسألة 349 » : یجوز له إن کان غائبا انتظار الرفقة إذا کان الطریق مخوفا، أو انتظار زوال الحر أو البرد إذا جرت العادة بانتظاره، و قضاء و طره من الحمام إذا علم بالبیع و هو فی الحمام و أمثال ذلک مما جرت العادة بفعله لمثله، نعم یشکل مثل عیادة المریض و تشییع المؤمن و نحو ذلک إذا لم یکن ترکه موجبا للطعن فیه و کذا الاشتغال بالنوافل ابتداء و الأظهر السقوط فی کل مورد صدقت فیه المماطلة عرفا.

« مسألة 350 » : إذا کان غائبا عن بلد البیع و علم بوقوعه و کان یتمکّن الأخذ بالشفعة بالتوکیل فلم یبادر إلیه سقطت الشفعة.

« مسألة 351 » : لا بدّ فی الأخذ بالشفعة من إحضار الثمن و لا یکفی قول الشفیع أخذت بالشفعة فی انتقال المبیع إلیه فإذا قال ذلک و هرب أو ماطل أو عجز عن دفع الثمن بقی المبیع علی ملک المشتری لا أنّه ینتقل بالقول إلی ملک الشفیع و بالعجز أو الهرب أو المماطلة یرجع إلی ملک المشتری.

« مسألة 352 » : إذا باع المشتری قبل أخذ الشفیع بالشفعة لم تسقط بل جاز للشفیع الأخذ من المشتری الأول بالثمن الأول فیبطل الثانی و تجزی الإجازة منه فی صحته له، و له الأخذ من المشتری الثانی بثمنه فیصح البیع الأول.

« مسألة 353 » : إذا زادت العقود علی اثنین فإن أخذ بالسابق بطل اللاحق و یصح مع اجازته، و إن أخذ باللاحق صح السابق، و إن أخذ بالمتوسط صحّ ما قبله و بطل ما بعده

ص: 87

و یصح مع إجازته.

« مسألة 354 » : إذا تصرّف المشتری فی المبیع بوقف أو هبة لازمة أو غیر لازمة أو بجعله صداقا أو غیر ذلک ممّا لا شفعة فیه کان للشفیع الأخذ بالشفعة بالنسبة إلی البیع فتبطل التصرّفات اللاحقة له.

« مسألة 355 » : الشفعة من الحقوق فتسقط بالإسقاط و یجوز تعویض المال بازاء إسقاطها و بازاء عدم الأخذ بها لکن علی الأول لا یسقط إلاّ بالإسقاط فإذا لم یسقطه و أخذ بالشفعة صحّ و کان آثما و معطی العوض مخیّر بین الفسخ و مطالبة العوض و أن یطالبه بأجرة المثل للإسقاط و الظاهر صحة الأخذ(1) بالشفعة علی الثانی أیضا. و یصحّ الصلح علیه نفسه(2) فیسقط بذلک.

« مسألة 356 » : الظاهر أنه لا إشکال فی أن حق الشفعة لا یقبل الانتقال إلی غیر الشفیع.

« مسألة 357 » : إذا باع الشریک نصیبه قبل الأخذ بالشفعة فالظاهر سقوطها خصوصا إذا کان بیعه بعد علمه بالشفعة.

« مسألة 358 » : المشهور اعتبار العلم بالثمن فی جواز الأخذ بالشفعة فإذا أخذ بها و کان جاهلاً به لم یصح لکن الصحة لا تخلو من وجه.

« مسألة 359 » : إذا تلف تمام المبیع قبل الأخذ بالشفعة سقطت.

« مسألة 360 » : إذا تلف بعضه دون بعض لم تسقط و جاز له أخذ الباقی بتمام الثمن من دون ضمان علی المشتری.

« مسألة 361 » : إذا کان التلف بعد الأخذ بالشفعة فإن کان التلف بفعل المشتری ضمنه.


1- 1 . لا یخلو من تأمّل.
2- 2 . یعنی علی سقوطه.

ص: 88

« مسألة 362 » : إذا کان التلف بغیر فعل المشتری ضمنه المشتری أیضا فیما إذا کان التلف بعد المطالبة و مسامحة المشتری فی الإِقباض.

« مسألة 363 » : فی انتقال الشفعة إلی الوارث إشکال و علی تقدیر الانتقال لیس لبعض الورثة الأخذ بها ما لم یوافقه الباقون.

« مسألة 364 » : إذا أسقط الشفیع حقه قبل البیع لم یسقط، و کذا إذا شهد علی البیع أو بارک للمشتری إلاّ أن تقوم القرینة علی إرادة الإسقاط بذلک بعد البیع.(1)

« مسألة 365 » : إذا کانت العین مشترکة بین حاضر و غائب و کانت حصة الغائب بید ثالث فباعها بدعوی الوکالة عن الغائب جاز الشراء منه و التصرّف فیه، و هل یجوز للشریک الحاضر الأخذ بالشفعة بعد إطلاعه علی البیع؟ إشکال، و إن کان الجواز أقرب فإذا حضر الغائب و صدق فهو، و إن أنکر کان القول قوله بیمینه فإذا حلف انتزع الحصة من ید الشفیع و کان له علیه الأجرة إن کانت ذات منفعة مستوفاة بل مطلقا فإن دفعها إلی المالک رجع بها علی مدّعی الوکالة.

« مسألة 366 » : إذا کان الثمن مؤجّلاً جاز للشفیع الأخذ بالشفعة بالثمن المؤجّل و الظاهر جواز إلزامه بالکفیل، و یجوز أیضا الأخذ بالثمن حالاً إن رضی المشتری به أو کان شرط التأجیل للمشتری علی البائع.

« مسألة 367 » : (2)الشفعة لا تسقط بالإقالة فإذا تقایلا جاز للشفیع الأخذ بالشفعة فینکشف بطلان الإقالة فیکون نماء المبیع بعدها للمشتری و نماء الثمن للبائع کما کان الحال قبلها کذلک.(3)


1- 1 . لکنّه لا یکفی ما لم یسقط.
2- 2 . المشهور انّ .
3- 3 . لکنّة لا یخلو من تأمّل.

ص: 89

« مسألة 368 » : إذا کان للبائع خیار ردّ العین فالظاهر أن الشفعة لا تسقط به لکن البائع إذا فسخ یرجع المبیع إلیه بل الظاهر ثبوت سائر الخیارات أیضا و مع الفسخ یرجع المبیع إلی البائع.

« مسألة 369 » : إذا کانت العین معیبة فإن علمه المشتری فلا خیار له و لا أرش فإذا أخذ الشفیع بالشفعة فإن کان عالما به فلا شیء له و إن کان جاهلاً کان له الخیار فی الرد و لیس له اختیار الأرش، و إذا کان المشتری جاهلاً کان له الأرش و لا خیار له فی الرد فإذا أخذ الشفیع بالشفعة کان له الرد فإن لم یمکن الرد لم یبعد رجوعه علی المشتری بالأرش حتی إذا کان قد أسقطه عن البائع.

« مسألة 370 » : إذا اتّفق اطّلاع المشتری علی العیب بعد أخذ الشفیع فالظاهر أن له أخذ الأرش و علیه دفعه إلی الشفیع، و إذا اطّلع الشفیع علیه دون المشتری فلیس له مطالبة البائع بالأرش و لا یبعد جواز مطالبة المشتری به إن لم یمکن الرد.

ص: 90

کتاب الإجارة

اشارة

و فیه فصول

و هی المعاوضة علی المنفعة عملاً کانت أو غیره، فالأول مثل إجارة الخیاط للخیاطة، و الثانی إجارة الدار.

« مسألة 371 » : لا بدّ فیها من الإیجاب و القبول، فالإیجاب مثل قول الخیاط آجرتک نفسی، و قول صاحب الدار : أجرتک داری، و القبول مثل قول المستأجر قبلت، و یجوز وقوع الإیجاب من المستأجر، مثل : استأجرتک لتخیط ثوبی و استأجرت دارک، فیقول المؤجر : قبلت و تجری فیها المعاطاة أیضا.

« مسألة 372 » : یُشترط فی المتعاقدین أن لا یکون أحدهما محجورا عن التصرّف لصغر(1) أو سفه أو تفلیس(2) أو رق، کما یُشترط أن لا یکون أحدهما مکرها علی التصرّف إلاّ أن یکون الإکراه بحق.

یُشترط فی کل من العوضین أمور :

الأول : أن یکون معلوما بحیث لا یلزم الغرر علی الأحوط، فالأجرة إذا کانت من المکیل أو الموزون أو المعدود لا بدّ من معرفتها بالکیل أو الوزن أو العدّ، و ما یعرف


1- 1 . او جنون.
2- 2 . لا مانع من استیجار المفلّس للعمل.

ص: 91

منها بالمشاهدة لا بدّ من مشاهدته أو وصفه علی نحو ترتفع الجهالة.

« مسألة 373 » : لا یُعتبر العلم بمقدار المنفعة فیما لا غرر مع الجهل به کما فی إجارة السیارة مثلاً إلی مکة أو غیرها من البلاد المعروفة فإن المنفعة حینئذٍ أمر عادی متعارف و لا بأس بالجهل بمقدارها و لا بمقدار زمان السیر. و فی غیر ذلک لا بدّ من العلم بالمقدار و هو إمّا بتقدیر المدة مثل سکنی الدار سنة أو شهرا، أو المسافة مثل رکوب الدابة فرسخا أو فرسخین، و إمّا بتقدیر موضوعها مثل خیاطة الثوب المعلوم طوله و عرضه و رقّته و غلظته و لا بدّ من تعیین الزمان فی الأولین(1)، فإذا استأجر الدار للسکنی سنة و الدابة للرکوب فرسخا من دون تعیین الزمان بطلب الإِجارة إلاّ أن تکون قرینة علی التعیین کالإطلاق الذی هو قرینة علی التعجیل.

« مسألة 374 » : الظاهر عدم اعتبار تعیین الزمان فی الإجارة علی مثل الخیاطة غیر المتقوّم مالیته بالزمان فیجب الإتیان به متی طالب المستأجر.

الثانی : أن یکون مقدورا علی تسلیمه فلا تصحّ إجارة العبد الآبق، و إن ضمّت إلیه ضمیمة علی الأقوی.

الثالث : أن تکون العین المستأجرة ذات منفعة فلا تصح إجارة الأرض التی لا ماء لها للزراعة.

الرابع : أن تکون العین ممّا یمکن الانتفاع بها مع بقائها فلا تصح إجارة الخبز للأکل.

الخامس : أن تکون المنفعة محلّلة فلا تصح إجارة المساکن لأحراز المحرّمات، و لا إجارة الجاریة للغناء.

السادس : تمکّن المستأجر من الانتفاع بالعین المستأجرة فلا تصح إجارة الحائض لکنس المسجد.


1- 1 . بل فی الثالث إذا لم یکن هناک انصراف فلو آجر للخیاطة فلا مجال لعدم جواز فسخها لو طال به الزّمن کسنة مثلاً. و بهذا یعلم الحال فی المسئلة الاتیة.

ص: 92

« مسألة 375 » : إذا آجر مال غیره توقّفت صحة الإجارة علی إجازة المالک و إذا آجر مال نفسه و کان محجورا علیه لسفه أو رقّ توقّفت صحتها علی إجازة الولی و إذا کان مکرها توقّفت علی الرضا لا بداعی الإکراه.

« مسألة 376 » : إذا آجر السفیه نفسه لعمل فالأظهر(1) الصحة و الأحوط الاستیذان من الولی.

« مسألة 377 » : إذا إستأجر دابة للحمل فلا بد من تعیین الحمل، و إذا إستأجر دابة للرکوب فلا بد من تعیین الراکب، و إذا إستأجر دابة لحرث جریب من الأرض فلا بد من تعیین الأرض. نعم إذا کان إختلاف الراکب أو الحمل أو الأرض لا یوجب اختلافا فی المالیة لم یجب التعیین.

« مسألة 378 » : إذا قال آجرتک الدار شهرا أو شهرین بطلت الإجارة، و إذا قال : آجرتک کل شهر بدرهم صح فی الشهر الأول و بطل فی غیره و کذا إذا قال آجرتک شهرا بدرهم فإن زدت فبحسابه، هذا إذا کان بعنوان الإجارة، أما إذا کان بعنوان الجعالة بأن یجعل المنفعة لمن یعطی درهما أو کان من قبیل الإباحة بالعوض بأن یبیح المنفعة لمن یعطیه درهما فلا بأس.

« مسألة 379 » : إذا قال : إن خطت هذا الثوب بدرز فلک درهم و إن خطته بدرزین فلک درهمان، فإن قصد الجعالة کما هو الظاهر صح و إن قصد الأجارة بطل، و کذا إن قال : إن خطته هذا الیوم فلک درهم و إن خطته غدا فلک نصف درهم. و الفرق بین الإجارة و الجعالة أن فی الإجارة تشتغل ذمة العامل بالعمل للمستأجر حین العقد و کذا تشتغل ذمة المستأجر بالعوض و لأجل ذلک صارت عقدا و لیس ذلک فی الجعالة فإن إشتغال ذمة المالک بالعوض یکون بعد عمل العامل من دون اشتغال لذمة العامل


1- 1 . فیه تأمّل.

ص: 93

بالعمل أبدا. و لأجل ذلک صارت إیقاعا.

« مسألة 380 » : إذا إستأجره علی عمل مقید بقید خاص من زمان أو مکان أو آلة أو وصف فجاء به علی خلاف القید لم یستحق شیئا علی عمله فإن لم یمکن العمل ثانیا تخیر المستأجر(1) بین فسخ الإجارة و بین مطالبة الأجیر بأجرة المثل للعمل المستأجر علیه فإن طالبه بها لزمه إعطاؤه أجرة المثل و إن أمکن(2) العمل ثانیا وجب الإتیان به علی النهج الذی وقعت علیه الإجارة.

« مسألة 381 » : إذا استأجره علی عمل بشرط، بأن کان إنشاء الشرط فی ضمن عقد الإجارة کما إذا استأجره علی خیاطة ثوبه و اشترط علیه قراءة سورة من القرآن فخاط الثوب و لم یقرأ السورة کان له فسخ الإجارة و علیه حینئذ أجرة المثل و له إمضاؤه و دفع الأجرة المسماة و الفرق بین القید و الشرط أن متعلق الإجارة فی موارد التقیید حصة خاصة مغایرة لسائر الحصص و أما فی موارد الإشتراط فمتعلق الإجارة هو طبیعی العمل لکن الالتزام العقدی معلق علی الالتزام بما جعل شرطا.

« مسألة 382 » : إذا استأجر دابة إلی «کربلاء» مثلاً بدرهم و اشترط علی نفسه أنه إن أوصله المؤجر نهارا أعطاه درهمین صح.

« مسألة 383 » : لو استأجر دابة مثلاً إلی مسافة بدرهمین و اشترط علی المؤجر أن یعطیه درهما واحدا إن لم یوصله نهارا صح ذلک.

« مسألة 384 » : إذا استأجر دابة علی أن یوصله المؤجر نهارا بدرهمین أو لیلاً بدرهم بحیث تکون الإجارة علی أحد الأمرین مرددا بینهما فالإجارة باطلة.

« مسألة 385 » : إذا استأجره علی أن یوصله إلی «کربلاء» و کان من نیته زیارة لیلة


1- 1 . ما ذکره و انکان قریبا. لکن لا یبعد الانفساخ.
2- 2 . علی النّهج المقیّد به.

ص: 94

النصف من شعبان ولکن لم یذکر ذلک فی العقد و لم تکن قرینة علی التعیین استحق الأجرة و إن لم یوصله لیلة النصف من شعبان.

فصل: و فیه مسائل تتعلق بلزوم الإجارة

« مسألة 386 » : الإجارة من العقود اللازمة لا یجوز فسخها إلا بالتراضی بینهما أو یکون للفاسخ الخیار و الأظهر أن الإجارة المعاطاتیة أیضا لازمة.

« مسألة 387 » : إذا باع المالک العین المستأجرة قبل تمام مدة الإجارة لم تنفسخ الإجارة بل تنتقل العین إلی المشتری مسلوبة المنفعة مدة الإجارة، و إذا کان المشتری جاهلاً بالإجارة أو معتقدا قلة المدة فتبین زیادتها کان له فسخ البیع و لیس له المطالبة بالأرش، و إذا فسخت الإجارة رجعت المنفعة إلی البائع.

« مسألة 388 » : لا فرق فیها ذکرناه من عدم إنفساخ الإجارة بالبیع بین أن یکون البیع علی المستأجر و غیره.

« مسألة 389 » : إذا باع المالک العین علی شخص و آجرها وکیله مدة معینة علی شخص آخر و اقترن البیع و الإجارة زمانا بطلت الإجارة و صح البیع مسلوب المنفعة مدة الإجارة و یثبت الخیار حینئذ للمشتری.

« مسألة 390 » : لا تبطل الإجارة بموت المؤجر و لا بموت المستأجر حتی فیما إذا استأجر دارا علی أن یسکنها(1) بنفسه فمات.

« مسألة 391 » : إذا آجر نفسه للعمل بنفسه فمات قبل مضی زمان یتمکن فیه من العمل بطلت الإجارة.


1- 1 . إذا کان علی نحو الاشتراط لا التّقیید.

ص: 95

« مسألة 392 » : إذا آجر البطن السابق(1) من الموقوف علیهم العین الموقوفة فانقرضوا قبل انتهاء مدة الإجارة بطلت و إذا آجرها البطن السابق ولایة منه علی العین لمصلحة البطون جمیعها لم تبطل بانقراضه.

« مسألة 393 » : إذا آجر نفسه للعمل بلا قید المباشرة فإنها لا تبطل بموته إذا کان متمکنا منه و لو بالتسبیب و یجب حینئذ أداء العمل من ترکته کسائر الدیون.

« مسألة 394 » : إذا آجر الولی مال الصبی فی مدة تزید علی زمان بلوغه صح و إذا آجر الولی الصبی کذلک ففی صحتها فی الزیادة إشکال حتی إذا قضت ضرورة الصبی بذلک.

« مسألة 395 » : إذا آجرت المرأة نفسها للخدمة مدة معینة فتزوجت فی أثنائها لم تبطل الإجارة و إن کانت الخدمة منافیة لحق الزوج.

« مسألة 396 » : إذا آجرت نفسها بعد التزویج توقفت صحة الإجارة علی إجازة الزوج فیما ینافی حقه و نفذت الإجارة فیما لا ینافی حقه.

« مسألة 397 » : إذا آجر عبده أو أمته للخدمة ثم أعتقه قبل إنتهاء مدة الإجارة لم تبطل الإجارة و تکون نفقته فی کسبه إن أمکن له الإکتساب لنفسه فی غیر زمان الخدمة و إن لم یمکن فهی علی المسلمین(2) کفایة.

« مسألة 398 » : إذا وجد المستأجر فی العین المستأجرة عیبا فإن کان عالما به حین العقد فلا أثر له و إن کان جاهلاً به فإن کان موجبا لفوات بعض المنفعة کخراب بعض بیوت الدار قسطت الأجرة و رجع علی المالک بما یقابل المنفعة الفائتة و له فسخ العقد من أصله، هذا إذا لم یکن الخراب قابلاً للإنتفاع أصلاً و لو بغیر السکنی و إلا یکن له إلا


1- 1 . لو ثبتت له هذه الولایة.
2- 2 . إذا لم یکن هناک بیت المال.

ص: 96

خیار العیب، و إن کان العیب موجبا لعیب فی المنفعة مثل عرج الدابة کان له الخیار فی الفسخ و لیس له مطالبة الأرش، و إن لم یوجب العیب شیئا من ذلک لکن یوجب نقص الأجرة کان له الخیار أیضا، و إن لم یوجب ذلک أیضا فلا خیار، هذا إذا کانت العین شخصیة أما إذا کان کلیا و کان المقبوض معیبا کان له المطالبة بالصحیح و لا خیار فی الفسخ، و إذا تعذر الصحیح کان له الخیار فی أصل العقد.

« مسألة 399 » : إذا وجد المؤجر عیبا فی الأجرة و کان جاهلاً به کان له الفسخ و لیس له المطالبة بالأرش، و إذا کانت الأجرة کلیا فقبض فردا معیبا منها فلیس له فسخ العقد بل له المطالبة بالصحیح فإن تعذر کان له الفسخ.

« مسألة 400 » : یجری فی الإجارة خیار الغبن و خیار الشرط _ حتی للأجنبی _ و خیار العیب، و خیار تخلف الشرط و تبعض الصفقة، و تعذر التسلیم و التفلیس و التدلیس و الشرکة، و خیار شرط رد العوض نظیر شرط رد الثمن و لا یجری فیها خیار المجلس، و لا خیار الحیوان.

« مسألة 401 » : إذا حصل الفسخ فی عقد الإیجار إبتداء المدة فلا إشکال و إذا حصل أثناء المدة فالأقوی کونه موجبا لانفساخ العقد فی جمیع المدة فیرجع المستأجر بتمام المسمی و یکون للمؤجر أجرة المثل بالنسبة إلی ما مضی.

فصل: و فیه مسائل فی أحکام التسلیم فی الإجارة

إذا وقع عقد الإجارة ملک المستأجر المنفعة فی إجارة الأعیان و العمل فی الإجارة علی الأعمال بنفس العقد، و کذا المؤجر و الأجیر یملکان الأجرة بنفس العقد لکن لیس للمستأجر المطالبة بالمنفعة و العمل إلا فی حال تسلیم الأجرة و لیس للأجیر

ص: 97

و المؤجر المطالبة بالأجرة إلا فی حال تسلیم المنفعة و یجب علی کل منهما تسلیم ما علیه تسلیمه إلا إذا کان الآخر ممتنعا عنه و تسلیم المنفعة یکون بتسلیم العمل فیما لا یتعلق بالعین باتمامه و فیما یتعلق بالعین یکون بتسلیم العین بمعنی التخلیة بینها و بین المالک مع اتمام العمل فیها و لیس للأجیر المطالبة بالأجرة قبل إتمام العمل إلا إذا کان قد إشترط تقدیم الأجرة صریحا أو کانت العادة جاریة علی ذلک، و کذا لیس للمستأجر المطالبة بالعین المستأجرة أو العمل المستأجر علیه مع تأجیل الأجرة إلا إذا کان قد شرط ذلک و إن کان لأجل جریان العادة علیه، و إذا امتنع المؤجر من تسلیم العین المستأجرة مع بذل المستأجر الأجرة جاز للمستأجر اجباره علی تسلیم العین کما جاز له الفسخ(1) و أخذ الأجرة إذا کان قد دفعها و له ابقاء الإجارة و المطالبة بقیمة المنفعة الفائتة و کذا إذا دفع المؤجر العین ثم أخذها من المستأجر بلا فصل أو فی أثناء المدة و مع الفسخ فی الأثناء یرجع بتمام الأجرة و علیه أجرة المثل لما مضی و کذا الحکم فیما إذا امتنع المستأجر من تسلیم الأجرة مع بذل المؤجر للعین المستأجرة.

« مسألة 402 » : إذا کان العمل المستأجر علیه فی العین التی هی بید الأجیر، فتلفت العین، بعد تمام العمل قبل دفعها إلی المستأجر من غیر تفریط استحق الأجیر المطالبة بالأجرة فإذا کان أجیرا علی خیاطة ثوب فتلف بعد الخیاطة و قبل دفعه إلی المستأجر استحق الأجیر مطالبة الأجرة و اذا کان الثوب مضمونا علی الأجیر استحق علیه المالک قیمة الثوب مخیطا و إلا لم یستحق علیه شیئا.

« مسألة 403 » : یجوز(2) للأجیر بعد اتمام العمل حبس العین إلی أن یستوفی الأجرة و إذا حبسها لذلک فتلفت من غیر تفریط لم یضمن.(3)


1- 1 . ما ذکره و انکان قوّیا. لکن لزوم مراعاة عدم التمکّن من اجباره فی جواز الفسخ غیر بعید.
2- 2 . علی اشکال.
3- 3 . لا یخلو من اشکال.

ص: 98

« مسألة 404 » : إذا تلفت العین المستأجرة قبل إنتهاء المدة بطلت الإجارة فإن کان التلف قبل القبض أو بعده بلا فصل لم یستحق المالک علی المستأجر شیئا و إن کان بعد القبض بمدة کان للمستأجر الخیار فی فسخ الإیجاز فإن فسخ رجع علی المؤجر بتمام الأجرة المسماة و علیه للمؤجر أجرة المثل بالنسبة إلی المدة الماضیة و إن لم یفسخ قسطت الأجرة علی النسبة و کان للمالک حصة من الأجرة علی نسبة المدة، هذا إذا تلفت العین بتمامها و أما إذا تلف بعضها و لم یمکن الإنتفاع به تبطل الإجارة بنسبته من أول الأمر(1) أو فی أثناء المدة(2) و یثبت الخیار للمستأجر حینئذ أیضا.

« مسألة 405 » : إذا قبض المستأجر العین المستأجرة و لم یستوف منفعتها حتی انقضت مدة الإجارة کما إذا إستأجر دابة أو سفینة للرکوب أو حمل المتاع فلم یرکبها و لم یحمل متاعه علیها أو إستأجر دارا و قبضها و لم یسکنها حتی مضت المدة إستقرت علیه الإجرة، و کذا إذا بذل المؤجر العین المستأجرة فامتنع المستأجر من قبضها و استیفاء المنفعة منها حتی إنقضت مدة الإجارة، و کذا الحکم فی الإجارة علی الأعمال فإنه إذا بذل الأجیر نفسه للعمل و امتنع المستأجر من إستیفائه کما إذا إستأجر شخصا لخیاطة ثوبه فی وقت معین فهیأ الأجیر نفسه للعمل فلم یدفع المستأجر إلیه الثوب حتی مضی الوقت فإنه یستحق الأجرة سواء اشتغل الأجیر فی ذلک الوقت بشغل لنفسه أو غیره أم لم یشتغل، کما لا فرق علی الأقوی فی الإجارة الواقعة علی العین بین أن تکون العین شخصیة مثل أن یؤجره الدابة فیبذلها المؤجر للمستأجر فلا یرکبها حتی یمضی الوقت و أن تکون کلیة کما إذا آجره دابة کلیة فسلم فردا منها إلیه أو بذله له حتی انقضت المدة فإنه یستحق تمام الأجرة علی المستأجر، کما لا فرق فی الإجارة الواقعة علی الکلی بین تعیین الوقت و عدمه إذا کان قد قبض فردا من الکلی


1- 1 . فی فرض تلف قبل القبض او بعده بلا فصل.
2- 2 . فی التلّف بعد القبض بمدّة.

ص: 99

بعنوان الجری علی الإجارة فإن الأجرة تستقر علی المستأجر فی جمیع ذلک و إن لم یستوف المنفعة. هذا إذا کان عدم الإستیفاء باختیاره، أما إذا کان لعذر فإن کان عاما مثل نزول المطر المانع من السفر علی الدابة أو فی السفینة حتی انقضت المدة بطلت الإجارة و لیس علی المستأجر شیء من الأجرة، و إن کان العذر خاصا بالمستأجر کما إذا مرض فلم یتمکن من السفر فلا إشکال فی الصحة فیما لم تشترط فیه المباشرة، بل الأقوی الصحة فیما إذا إشترطت(1) مباشرته فی الإستیفاء أیضا إلا إذا کان العذر علی نحو یوجب بطلان الإجارة إذا کان حاصلاً قبل العقد فإذا استأجره لقلع ضرسه فبریء من الألم و کان القلع حینئذ محرما بطلت الإجارة.

« مسألة 406 » : إذا لم یستوف المستأجر المنفعة فی بعض المدة جرت الأقسام المذکورة بعینها و جرت علیه أحکامها.

« مسألة 407 » : إذا غصب العین المستأجرة غاصب فتعذر إستیفاء المنفعة فإن کان الغصب قبل القبض تخیر المستأجر بین الفسخ فیرجع علی المؤجر بالأجرة إن کان قد دفعها إلیه و الرجوع علی الغاصب بأجرة المثل و إن کان الغصب بعد القبض تعین الثانی و کذلک إذا منعه الظالم من الإنتفاع بالعین المستأجرة من دون غصب العین فیرجع علیه بالمقدار الذی فوته علیه من المنفعة.

« مسألة 408 » : إتلاف المستأجر للعین المستأجرة بمنزلة قبضها(2) و استیفاء منفعتها فتلزمه الأجرة.

« مسألة 409 » : إذا أتلفها المؤجر تخیر المستأجر بین الفسخ و الرجوع علیه بالأجرة و بین الرجوع علیه بقیمة المنفعة.


1- 1 . فیه اشکال. بل لو کان علی نحو وحدة المطلوب یقرب البطلان و الاّ فالخیار.
2- 2 . لا یخلو من اشکال ضعیف.

ص: 100

« مسألة 410 » : إذا أتلفها الأجنبی فإن کان بعد القبض رجع المستأجر علیه بالقیمة و إن کان قبل القبض تخیّر بین الفسخ و الرجوع إلی المؤجر بالأجرة و بین الإمضاء و الرجوع إلی المتلف بالقیمة.

« مسألة 411 » : إذا انهدم بعض الدار التی استأجرها فبادر المؤجر إلی تجدیدها فالأقوی أنه إن کانت الفترة غیر معتدّ بها فلا فسخ و لا انفساخ و إن کانت معتدا بها رجع المستأجر بما یقابلها من الأجرة و کان له الفسخ فی الجمیع لتبعّض الصفقة، فإذا فسخ رجع بتمام الأجرة و علیه أجرة المثل لما قبل الانهدام. و إذا انهدم تمام الدار فالظاهر انفساخ العقد.

« مسألة 412 » : المواضع التی تبطل فیها الإجارة و تثبت للمالک أجرة المثل لا فرق بین أن یکون المالک عالما بالبطلان و جاهلاً به.

« مسألة 413 » : تجوز إجارة الحصة المشاعة من العین لکن لا یجوز تسلیمها إلی المستأجر إلاّ بإذن الشریک إذا کانت العین مشترکة.

« مسألة 414 » : یجوز أن یستأجر اثنان دارا أو دابة فیکونان مشترکین فی المنفعة فیقتسمانها بینهما کالشریکین فی ملک العین.

« مسألة 415 » : یجوز أن یستأجر شخصین لعمل شیء معینّ کحمل متاع أو غیره أو بناء جدار أو هدمه أو غیر ذلک فیشترکان فی الأجرة و علیهما معا القیام بالعمل الذی استؤجرا علیه.

« مسألة 416 » : لا یشترط اتّصال مدة الإجارة بالعقد علی الأقوی فیجوز أن یؤجر داره سنة مثلاً متأخّرة عن العقد بسنة أو أقل أو أکثر و لا بدّ من تعیین مبدأ المدة، و إذا کانت المدة محدودة و أطلقت الإجارة و لم یذکر البدء انصرف إلی الاتّصال.

« مسألة 417 » : إذا آجره دابة کلیّة و دفع فردا منها فتلف کان علی المؤجر دفع فرد آخر.

ص: 101

فصل: و فیه مسائل فی أحکام التَلف

« مسألة 418 » : العین المستأجرة أمانة فی ید المستأجر لا یضمنها إذا تلفت أو تعیّبت إلاّ بالتعدی أو التفریط، و إذا اشترط المؤجر ضمانها بمعنی أداء قیمتها أو أرش عیبها صح، و أمّا بمعنی اشتغال الذمة بمثلها أو قیمتها فالظاهر عدم صحة اشتراطه کما أن الظاهر أنه لا ضمان فی الإجارة الباطلة إذا تلفت العین أو تعیّبت.

« مسألة 419 » : العین التی للمستأجر بید الأجیر الذی آجر نفسه علی عمل فیها کالثوب الذی أخذه لیخیطه لا یضمن تلفه أو نقصه إلاّ بالتعدی أو التفریط.

« مسألة 420 » : إذا اشترط المستأجر ضمان العین علی الأجیر بمعنی أداء قیمتها أو أرش عیبها صحّ الشرط.

« مسألة 421 » : إذا تلف محل العمل فی الإجارة أو أتلفه الأجنبی قبل العمل أو فی الأثناء قبل مضی زمان یمکن فیه إتمام العمل بطلت الإجارة و رجعت الأجرة کلاًّ أو بعضا إلی المستأجر.

« مسألة 422 » : إذا أتلفه المستأجر کان إتلافه بمنزلة قبضه(1) فیستحق الأجیر علیه تمام الأجرة.

« مسألة 423 » : إذا أتلفه الأجیر کان المستأجر مخیرا بین فسخ العقد و إمضائه فإن أمضی جاز له مطالبة الأجیر بقیمة العمل الفائت.

« مسألة 424 » : المدار فی القیمة علی زمان الضمان.


1- 1 . سبق فیه الاشکال.

ص: 102

« مسألة 425 » : کلّ مَن آجر نفسه لعمل فی مال غیره إذا أفسد ذلک المال ضمن کالحجّام إذا جنی فی حجامته. و الختّان فی ختانه، و هکذا الخیّاط و النجّار و الحدّاد إذا افسدوا. هذا إذا تجاوز الحد المأذون فیه أمّا إذا لم یتجاوز ففی الضمان إشکال و إن کان الأظهر العدم(1)، و کذا الطبیب المباشر للعلاج بنفسه إذا أفسد فهو ضامن، و أمّا إذا کان واصفا فالأظهر عدم الضمان.

« مسألة 426 » : إذا تبرّا الطبیب من الضمان و قبل المریض أو ولیه بذلک و لم یقصّر فی الاجتهاد فإنه یبرأ من الضمان بالتلف و إن کان مباشرا للعلاج.

« مسألة 427 » : إذا عثر الحمال فسقط ما کان علی رأسه أو ظهره فانکسر ضمنه مع التفریط فی مشیه و لا یضمنه مع عدمه و کذلک إذا عثر فوقع ما علی رأسه علی إناء غیره فکسره.

« مسألة 428 » : إذا قال للخیّاط : إن کان هذا القماش یکفینی قمیصا فاقطعه فقطعه فلم یکفه ضمن، و أمّا إذا قال له : هل یکفینی قمیصا فقال : نعم : فقال : إقطعه، فقطعه فلم یکفه فالظاهر أنه لا ضمان إذا کان الخیّاط مخطئا فی اعتقاده.

« مسألة 429 » : إذا آجر عبده لعمل فأفسده فالأقوی کون الضمان فی کسبه فإن لم یف فعلی ذمة العبد یتبع به بعد العتق إذا لم یکن جنایة علی نفس أو طرف و إلاّ تعلّق برقبته و للمولی فداؤه بأقل الأمرین من الأرش و القیمة إن کانت خطأ، و إن کانت عمدا تخیّر ولی المجنی علیه بین قتله و استرقاقه علی تفصیل یأتی(2) فی محله.

« مسألة 430 » : إذا آجر دابته لحمل متاع فعثرت فتلف أو نقص فلا ضمان علی صاحبها إلاّ إذا کان هو السبب بنخس أو ضرب و إذا کان غیره السبب کان هو الضامن.


1- 1 . فیه اشکال.
2- 2 . تفصیل مذکور.

ص: 103

« مسألة 431 » : إذا استأجر سفینة أو دابة لحمل متاع فنقص أو سرق لم یضمن صاحبها و لو شرط علیه أداء قیمة التالف أو أرش النقص صح الشرط و لزم العمل به.

« مسألة 432 » : إذا حمَّل الدابة المستأجَرة أکثر من المقدار المقرّر بینهما بالشرط أو لأجل التعارف فتلفت أو تعیّبت ضمن ذلک و علیه أجرة المثل للزیادة مضافة إلی الأجرة المسمّاة، و کذا إذا استأجرها لنقل المتاع مسافة معیّنة فزاد علی ذلک.

« مسألة 433 » : إذا استأجر دابة لحمل المتاع مسافة معیّنة فرکبها أو بالعکس لزمته الأجرة المسمّاة و أجرة المثل(1) للمنفعة المستوفاة، و کذا الحکم فی أمثاله ممّا کانت فیه المنفعة المستوفاة مضادة للمنفعة المقصودة بالإجارة بلا فرق بین الإجارة الواقعة علی الأعیان کالدار و الدابة، و الإجارة الواقعة علی الأعمال کما إذا استأجره لکتابة فاستعمله فی الخیاطة.

« مسألة 434 » : إذا استأجر العامل للخیاطة فاشتغل العامل بالکتابة للمستأجر عمدا أو خطأ لم یستحق علی المستأجر شیئا.

« مسألة 435 » : إذا آجر دابة لحمل متاع زید فحمَّلها المالک متاع عمرو لم یستحق أجرة لا علی زید و لا علی عمرو.

« مسألة 436 » : إذا استأجر دابة معیّنة من زید للرکوب إلی مکان معینّ فرکب غیرها عمدا أو خطأ لزمته الأجرة المسمّاة للأولی و أجرة المثل للثانیة و إذا اشتبه فرکب دابة عمرو لزمته أجرة المثل لها مضافة إلی الأجرة المسمّاة(2) لدابة زید.

« مسألة 437 » : إذا استأجر سفینة لحمل الخل المعینّ مسافة معیّنة فحمَّلها خمرا مع


1- 1 . إذا کانت الإجارة تقییدّیة. و الاّ فالظّاهر کون الرّکوب او حمل المتاع من قبیل الدّاعی.
2- 2 . علی فرض تسلیم المالک لها و کذلک فی فرض ذیل المسألة.

ص: 104

الخل المعینّ استحق المالک علیه الأجرة المسمّاة و أجرة المثل(1) لحمل الخمر لو فرض أنه کان حلالاً.

« مسألة 438 » : یجوز لمن استأجر دابة للرکوب أو الحمل أن یضربها أو یکبحها باللجام علی النحو المتعارف إلاّ مع منع المالک، و إذا تعدّی عن المتعارف أو مع منع المالک ضمن نقصها أو تلفها و فی صورة الجواز لا ضمان للنقص علی الأقوی.

« مسألة 439 » : صاحب الحمَّام لا یضمن الثیاب أو نحوها لو سرقت إلاّ إذا جعلت عنده ودیعة و قد تعدّی أو فرّط.

« مسألة 440 » : إذا استؤجر لحفظ متاع فسُرق لم یضمن إلاّ مع التقصیر فی الحفظ و الظاهر أن غلبة النوم لا تعدّ(2) من التقصیر، نعم إذا اشترط علیه أداء القیمة إذا سرق المتاع وجب الوفاء به و لم یستحق أجرة فی الصورتین.

« مسألة 441 » : إنما یجب تسلیم العین المستأجرة إلی المستأجر إذا توقف استیفاء المنفعة علی تسلیمها کما فی إجارة آلات النساجة و النجارة و الخیاطة أو کان المستأجر قد اشترط ذلک و إلاّ لم یجب، فمَن استأجر سفینة للرکوب لم یجب علی المؤجر تسلیمها إلیه.

« مسألة 442 » : یکفی فی صحة الإجارة ملک المؤجر المنفعة و إن لم یکن مالکا للعین، فمَن استأجر دارا جاز له أن یؤجرها من غیره و إن لم یکن مالکا لنفس الدار، فإذا توقّف استیفاء المنفعة علی تسلیمها وجب علی المؤجر الثانی تسلیمها إلی المستأجر منه و إن لم یأذن له المالک، و إذا لم یتوقّف استیفاء المنفعة علی التسلیم کالسفینة و السیّارة لم یجب علی المؤجر الأول تسلیمها إلی الثانی إلاّ إذا اشترط علیه ذلک. و لا


1- 1 . خالف الماتن نفسه علی ما فی تقریر بعض تلامذته استنادا الی عدم مقابلة المنفعة المحرّمة المستوفاة بالمال لیترتّب الضّمان. مستند العروة. الاجارة شرح المسألة 10 ص 324.
2- 2 . علی اشکال.

ص: 105

یجوز للمؤجر الثانی تسلیمها إلی المستأجر منه و إن اشترط علیه بل الشرط یکون فاسدا، نعم إذا أذن له المالک فلا بأس کما أنه فی الصورة السابقة التی یجب فیها تسلیم المؤجر الثانی إلی المستأجر منه لا یجوز التسلیم إلاّ إذا کان المستأجر منه أمینا فإذا لم یکن أمینا و سلّمها إلیه کان ضامنا، هذا إذا کانت الإجارة مطلقة، أمّا إذا کانت مقیّدة کما إذا استأجر دابة لرکوب نفسه فلا تصح إجارتها من غیره فإذا آجرها من غیره بطلت الإجارة فإذا رکبها المستأجر الثانی و کان عالما بالفساد کان آثما و یضمن للمالک أجرة المثل للمنفعة المستوفاة و للمؤجر بأجرة المثل للمنفعة الفائتة. ولکنه مع الجهل و علم المؤجر بالحال یرجع إلی المؤجر بما غرمه للمالک.

« مسألة 443 » : إذا آجر الدابة للرکوب و اشترط علی المستأجر استیفاء المنفعة بنفسه أو أن لا یؤجرها من غیره فآجرها قیل(1) : بطلت الإجارة، فإذا استوفی المستأجر منه المنفعة کان ضامنا له أجرة المثل لا للمالک ولکن الأظهر(2) صحة الإجارة و ثبوت الخیار للمالک فی فسخ عقده و مطالبة المستأجر منه بأجرة المثل.

« مسألة 444 » : إذا ستأجر الدکان مثلاً مدة فانتهت المدة وجب علیه إرجاعه إلی المالک و لا یجوز له إیجاره من ثالث إلاّ بإذن المالک کما لا یجوز له أخذ مال من ثالث لیمکِّنه من الدکان المسمی فی عرفنا (سرقفلیة) إذا لم یشترط له ذلک إلاّ إذا رضی المالک به.

و إذا مات المستأجر و الحال هذه لم یجز لوارثه أخذ (السرقفلیة) إلاّ إذا رضی المالک به فإذا أخذها برضا المالک لم یجب إخراج ثلث للمیت إذا کان قد أوصی إلاّ إذا کان رضا المالک مشروطا بإخراج الثلث.

« مسألة 445 » : إذا اشترط المستأجر علی المالک فی عقد الإجارة أو عقد آخر لازم


1- 1 . و هو الصّحیح و علیه فلا مجال لما یأتی منه من قوله. ولکن الاظهر.
2- 2 . اختاره فی مستند العروة ص 278.

ص: 106

أن یأخذ (السرقفلیة) جاز له أخذها فإذا مات کان ذلک موروثا لوارثه و وجب إخراج ثلثه إذا کان أوصی به، و إذا کان للمستأجر حق فی أخذ (السرقفلیة) من غیره و إن لم یرض المالک به کان ذلک من أرباح التجارة وجب إخراج خمسه بقیمته و ربّما زادت القیمة و ربما نقصت و ربّما ساوت ما دفعه.

« مسألة 446 » : یجوز للمستأجر مع عدم اشتراط المباشرة و ما بمعناها أن یؤجر العین المستأجرة بأقل ممّا استأجرها به و بالمساوی، و کذا بالأکثر منه إذا أحدث فیها حدثا أو کانت الأجرة من غیر جنس الأجرة السابقة بل یجوز أیضا مع عدم الشرطین المذکورین عدا البیت و الدار و الدکان و الأجیر فلا یجوز إجارتها بالأکثر حینئذٍ، و الأحوط إلحاق السفینة بها بل الأحوط إلحاق الرحی و الأرض أیضا و إن کان الأقوی فیهما الجواز علی کراهة.

« مسألة 447 » : لا یجوز أن یؤجر بعض أحد هذه الأربعة بل السفینة أیضا علی الأحوط بأکثر من الأجرة کما إذا استأجر دارا بعشرة دراهم فسکن بعضها و آجر البعض الآخر بأکثر من عشرة دراهم إلاّ أن یحدث فیها حدثا، و أمّا إذا آجره بأقل من العشرة فلا إشکال و الأقوی الجواز بالعشرة أیضا.

« مسألة 448 » : إذا استؤجر علی عمل من غیر اشتراط المباشرة و لا مع الانصراف إلیها یجوز أن یستأجر غیره لذلک العمل بتلک الأجرة أو الأکثر و لا یجوز بالأقل إلاّ إذا أتی ببعض العمل و لو قلیلاً کما إذا تقبّل خیاطة ثوب بدرهمین ففصله أو خاط منه شیئا و لو قلیلاً فإنه یجوز أن یستأجر غیره علی خیاطته بدرهم بل لا یبعد الاکتفاء فی جواز الاستیجار بالأقل بشراء الخیوط و الأبرة.

« مسألة 449 » : فی الموارد التی یتوقف العمل المستأجر علیه علی تسلیم العین إلی الأجیر إذا جاز للأجیر أن یستأجر غیره علی العمل الذی استؤجر علیه جاز له أن یسلّم العین إلی الأجیر الثانی نظیر ما تقدّم فی تسلیم العین المستأجرة إلی المستأجر الثانی.

ص: 107

« مسألة 450 » : إذا استؤجر للعمل بنفسه مباشرة ففعله غیره قبل مضی زمان یتمکّن فیه الأجیر من العمل بطلت الإجارة و لم یستحق العامل و لا الأجیر الأجرة، و کذلک إذا استؤجر علی عمل فی ذمته لا بقید المباشرة ففعله غیره لا بقصد التبرّع عنه و أمّا إذا فعله بقصد التبرّع عنه کان أداءً للعمل المستأجر علیه و استحق الأجیر الأجرة.

« مسألة 451 » : إجارة الأجیر علی قسمین :

(الأول) : أن تکون الإجارة واقعة علی منفعته الخارجیة من دون إشتغال ذمته بشیء نظیر إجارة الدابة و الدار و نحوهما من الأعیان المملوکة.

(الثانی) : أن تکون الإجارة واقعة علی عمل فی الذمة فیکون العمل المستأجر علیه دینا فی ذمته کسائر الدیون، فإن کانت علی النحو الأول فقد تکون الإجارة علی جمیع منافعه فی مدة معینة، و حینئذٍ لا یجوز له فی تلک المدة العمل لنفسه و لا لغیره لا تبرعا و لا بإجارة، و لا بجعالة نعم لا بأس ببعض الأعمال التی تنصرف عنها الإجارة و لا تشملها و لا تکون منافیة لما شملته کما إنه إذا کان مورد الإجارة أو منصرفها الاشتغال بالنهار مثلاً فلا مانع من الاشتغال ببعض الأعمال فی اللیل له أو لغیره تبرعا أو بإجارة أو جعالة إلاّ إذا أدّی إلی ضعفه فی النهار عن القیام بما إستؤجر علیه، فإذا عمل فی المدة المضروبة فی الإجارة بعض الأعمال المشمولة لها فإن کان العمل لنفسه تخیر المستأجر بین فسخ الإجارة و استرجاع تمام الأجرة و بین إمضاء الإجارة و مطالبته بقیمة العمل الذی عمله لنفسه و کذا إذا عمل لغیره تبرعا، نعم یحتمل أن له أیضا حینئذٍ مطالبة غیره بقیمة العمل الذی إستوفاه فیتخیر بین أمور ثلاثة و لا یخلو من وجه، و أما إذا عمل لغیره بعنوان الإجارة أو الجعالة فله الخیار بین الأمرین المذکورین أولاً و بین إمضاء الإجارة أو الجعالة و أخذ الأجرة أو الجعل المسمّی فیها، و یحتمل قریبا أن له مطالبة غیره علی ما عرفت. فیتخیر بین أمور أربعة. ثم إذا اختار المستأجر فسخ الإجارة الأولی فی جمیع الصور المذکورة و رجع بالإجرة المسماة فیها و کان قد عمل الأجیر

ص: 108

بعض العمل للمستأجر کان له علیه أجرة المثل. هذا إذا کانت الإجارة واقعة علی جمیع منافعه، أما إذا کانت علی خصوص عمل بعینه کالخیاطة فلیس له أن یعمل ذلک العمل لنفسه و لا لغیره لا تبرعا و لا بإجارة و لا بجعالة فإذا خالف و عمل لنفسه تخیر المستأجر بین الأمرین السابقین، و إن عمل لغیره تبرعا تخیر بین الأمور الثلاثة و إن عمل لغیره بإجارة أو جعالة تخیر بین الأمور الأربعة کما فی الصورة السابقة و فی هذه الصورة لا مانع من أن یعمل لنفسه أو لغیره بإجارة أو جعالة غیر ذلک العمل إذا لم یکن منافیا له، فإذا آجر نفسه فی یوم معین للصوم عن زید جاز له أن یخیط لنفسه أو لغیره بإجارة أو جعالة و له الأجر أو الجعل المسمی، أما إذا منافیا له کما إذا آجر نفسه للخیاطة فاشتغل بالکتابة تخیر المستأجر بین فسخ الإجارة و المطالبة بقیمة العمل المستأجر علیه الذی فوّته علی المستأجر، و إذا کانت الإجارة علی النحو الثانی الذی یکون العمل المستأجر علیه فی الذمة، فتارة تؤخذ المباشرة قیدا علی نحو وحدة المطلوب،

و تارة علی نحو تعدد المطلوب، فإن کان علی النحو الأول جاز له کل عمل لا ینافی الوفاء الإجارة و لا یجوز له ما ینافیه سواء أکان من نوع العمل المستأجر علیه أم من غیره، و إذا عمل ما ینافیه تخیر المستأجر بین فسخ الإجارة و المطالبة بقیمة العمل الفائت المستأجر علیه، و إذا آجر نفسه لما ینافیه توقفت صحة الإجارة الثانیة علی إجازة المستأجر الأول بمعنی رفع یده عن حقه. فإن لم یجز بطلت و استحق الأجیر علی من عمل له أجرة المثل، کما إن المستأجر الأول یتخیر کما تقدم بین فسخ الإجارة الأولی و المطالبة بقیمة العمل الفائت. و إن أجاز صحت الإجارة الثانیة و استحق الأجیر علی کل من المستأجر الأول و الثانی الأجرة المسماة فی الإجارتین و برئت ذمته من العمل الذی استؤجر علیه أولاً، و إن کانت الإجارة علی نحو تعدد المطلوب فالحکم کذلک، نعم لا یسقط العمل المستأجر علیه عن ذمة الأجیر بمجرد الإجارة للإجارة الواقعة علی ما ینافیه بل یسقط شرط المباشرة و یجب علی الأجیر العمل للمستأجر الأول لا بنحو المباشرة و العمل للمستأجر الثانی بنحو المباشرة. لکن فرض تعدد المطلوب فی الذمیات لا یخلو من شبهة.

ص: 109

فصل: و فیه مسائل متفرقة

« مسألة 452 » : لا تجوز إجارة الأرض للزرع بما یحصل منها کحنطة أو شعیر مقدارا معینا کما لا تجوز(1) إجارتها بالحصة من زرعها مشاعة ربعا أو نصفا و تجوز إجارتها بالحنطة أو الشعیر فی الذمة و لو کان من جنس ما یزرع فیها، فضلاً عن إجارتها بغیر الحنطة و الشعیر من الحبوب و إن کان الأحوط ترکه.

« مسألة 453 » : تجوز إجارة حصة مشاعة من أرض معینة کما تجوز إجارة حصة منها علی نحو الکلی فی المعین.

« مسألة 454 » : لا تجوز إجارة الأرض مدة طویلة لتُوقف مسجدا و لا تترتب آثار المسجد علیها، نعم تجوز إجارتها لتعمل مصلی یصلّی فیه أو یتعبد فیه أو نحو ذلک من أنواع الانتفاع و لا تترتب علیها أحکام المسجد.

« مسألة 455 » : یجوز إستیجار الشجرة لفائدة الاستظلال و نحوه کربط الدواب و نشر الثیاب، و یجوز إستیجار البستان لفائدة التنزه.

« مسألة 456 » : یجوز إستیجار الإنسان للاحتطاب و الاحتشاش و الاستقاء و نحوها، فإن کانت الإجارة واقعة علی المنفعة الخاصة وحدها أو مع غیرها ملک المستأجر العین المحازة و إن قصد الأجیر نفسه أو شخصا آخر غیر المستأجر، و إن کانت واقعة علی العمل فی الذمة فإن قصد الأجیر تطبیق العمل المملوک علیه علی فعله الخاص بأن کان فی مقام الوفاء بعقد الإجارة ملک المستأجر المحاز أیضا و إن لم یقصد ذلک بل قصد الحیارة لنفسه أو غیره فیما یجوز الحیازة له کان المحاز ملکا لمن


1- 1 . علی اشکال.

ص: 110

قصد الحیازة له و کان للمستأجر الفسخ و الرجوع بالأجرة المسماة، و الامضاء و الرجوع بقیمة العمل المملوک له بالإجارة الذی فوته علیه.

« مسألة 457 » : یجوز إستیجار المرأة للإرضاع بل للرضاع أیضا بمعنی إرتضاع اللبن و إن لم یکن بفعل منها أصلاً مدة معینة، و لا بدّ من معرفة الصبی الذی إستؤجرت لإرضاعه و لو بالوصف علی نحو یرتفع الغرر(1) کما لا بدّ من معرفة المرضعة کذلک و لابدّ أیضا من معرفة مکان الرضاع و زمانه إذا کانت تختلف المالیة باختلافهما.

« مسألة 458 » : لا بأس باستیجار الشاة و المرأة مدة معینة للإنتفاع بلبنها الذی یتکّون فیها بعد الإیجار و کذلک إستیجار الشجرة للثمرة و البئر للاستقاء و فی جواز إستیجارها للمنافع الموجودة فیها فعلاً من اللبن و الثمر و الماء إشکال بل المنع أظهر.

« مسألة 459 » : تجوز الإجارة لکنس المسجد، و المشهد، و نحوهما و إشعال سراجهما و نحو ذلک.

« مسألة 460 » : لا تجوز الإجارة عن الحی فی العبادات الواجبة إلاّ فی الحج عن المستطیع العاجز عن المباشرة و تجوز فی المستحبات ولکن فی جوازها فیها علی الإطلاق حتی فی مثل الصلاة و الصیام إشکالاً و لا بأس بها فی فرض الإتیان بها رجاءً.

« مسألة 461 » : یجوز الإجارة عن المیت فی الواجبات و المستحبات و تجوز أیضا الإجارة علی أن یعمل الأجیر عن نفسه و یهدی ثواب عمله إلی غیره.

« مسألة 462 » : إذا أمر غیره بإتیان عمل فعمله المأمور فإن قصد المأمور التبرع لم یستحق أجرة و إن کان من قصد الآمر دفع الأجرة، و إن قصد الأجرة إستحقها، و إن کان من قصد الآمر التبرع إلا أن تکون قرینة علی قصد المجانیة کما إذا جرت العادة علی فعله مجانا أو کان المأمور ممّن لیس من شأنه فعله بأجرة أو نحو ذلک مما یوجب


1- 1 . وح فیجوز تعدّد الرّضیع إذا تساو وافی الوصف الرّافع للغرر.

ص: 111

ظهور الطلب فی المجانیة.

« مسألة 463 » : إذا استأجره علی الکتابة أو الخیاطة فمع إطلاق الإجارة یکون المداد و الخیوط علی الأجیر، و کذا الحکم فی جمیع الأعمال المتوقفة علی بذل عین(1) فإنها لا یجب بذلها علی المستأجر إلا أن یشترط کونها علیه أو تقوم القرینة علی ذلک.

« مسألة 464 » : یجوز إستیجار الشخص للقیام بکل ما یراد منه مما یکون مقدورا له و یتعارف قیامه به و الأقوی أن نفقته حینئذٍ علی نفسه لا علی المستأجر إلا مع الشرط أو قیام القرینة و لو کانت هی العادة.

« مسألة 465 » : یجوز أن یستعمل العامل و یأمره بالعمل من دون تعیین أجرة ولکنه مکروه، و یکون علیه أجرة المثل لا ستیفاء عمل العامل و لیس من باب الإجارة.

« مسألة 466 » : إذا استأجر أرضا مدة معینة فغرس أو زرع ما یبقی بعد إنقضاء تلک المدة فإذا انقضت المدة جاز للمالک أن یأمره بقلعه و کذا إذا استأجرها لخصوص الزرع أو الغرس و لیس له الإبقاء بدون رضا المالک و إن بذل الأجرة، کما أنه لیس له المطالبة بالأرش إذا نقص بالقلع، و کذلک إذا غرس ما لا یبقی فاتفق بقاؤه لبعض الطواری ء علی الأظهر.

« مسألة 467 » : خراج الأرض المستأجرة _ إذا کانت خراجیة _ علی المالک نعم إذا شرط(2) أن تکون علی المستأجر صح علی الأقوی.

« مسألة 468 » : لا بأس بأخذ الأجرة علی ذکر مصیبة سید الشهداء علیه السلام و فضائل أهل البیت علیهم السلام و الخطب المشتملة علی المواعظ و نحو ذلک مما له فائدة عقلائیة دینیة أو دنیویة.


1- 1 . لا مثل موادّ البناء فی ایجاده.
2- 2 . علی نحو شرط الفعل لا النّتیجة.

ص: 112

« مسألة 469 » : یجوز الاستئجار للنیابة عن الأحیاء و الأموات فی العبادات التی تشرع فیها النیابة دون ما لا تشرع فیه کالواجبات العبادیة مثل الصلاة و الصیام عن الأحیاء، و تجوز عن الأموات.

و لا تجوز الإجارة علی تعلیم الحلال و الحرام و تعلیم الواجبات مثل الصلاة و الصیام و غیرهما مما هو محل الابتلاء علی الأحوط وجوبا، بل إذا لم یکن محل الابتلاء فلا یخلو عن إشکال أیضا.

و لا یجوز أخذ الأجرة علی تغسیل الأموات و تکفینهم و دفنهم.

نعم الظاهر أنه لا بأس بأخذ الأجرة علی حفر القبر علی نحو خاص من طوله و عرضه و عمقه. أما أخذ الأجرة علی مسمی حفر القبر اللازم فلا یجوز و لا تصح الإجارة علیه.

« مسألة 470 » : إذا بقیت أصول الزرع فی الأرض المستأجرة للزراعة فنبتت فإن أعرض المالک عنها فهی لمن سبق إلیها بلا فرق بین مالک الأرض و غیره، نعم لا یجوز الدخول فی الأرض إلا بإذنه. و إن لم یعرض عنها فهی له.

« مسألة 471 » : إذا استأجر شخصا لذبح حیوان فذبحه علی غیر الوجه الشرعی فصار حراما ضمن، و کذا لو تبرع بلا إجارة فذبحه کذلک.

« مسألة 472 » : إذا استأجر شخصا لخیاطة ثوب معین مثلاً لا بقید المباشرة جاز لغیره التبرع عنه فیه و حینئذ یستحق الأجیر الأجرة المسماة لا العامل و إذا خاطه غیره لا بقصد النیابة عنه بطلت الإجارة إذا لم یمض زمان یتمکن فیه الأجیر من الخیاطة و إلا ثبت الخیار لکل منهما.

هذا فیما إذا لم تکن الخیاطة من غیر الأجیر بأمر من المستأجر أو بإجارته ثانیة و إلا فالظاهر أن الأجیر یستحق الأجرة لأن التفویت حینئذ مستند إلی المستأجر نفسه کما إذا کان هو الخائط.

ص: 113

و أما الخائط فیستحق علی المالک أجرة المثل إن خاط بأمره، و إذا کان قد استأجره ثانیة للخیاطة فقیل أن الإجارة الثانیة باطلة و یکون للخائط أجرة المثل ولکن الأظهر(1) صحتها و استحقاق الأجیر الأجرة المسماة.

و إن خاط بغیر أمره و لا إجازته لم یستحق علیه شیئا و إن اعتقد أن المالک أمره بذلک.

« مسألة 473 » : إذا استأجره لیوصل متاعه إلی بلد کذا فی مدة معینة فسافر بالمتاع و فی أثناء الطریق حصل مانع عن الوصول بطلت الإجارة فإن کان المستأجر علیه نفس إیصال المتاع لم یستحق شیئا، و إن کان مجموع السفر و إیصال المتاع علی نحو تعدد المطلوب إستحق من الأجرة بنسبة ما حصل من قطع المسافة إلی مجموع المستأجر علیه، أما إذا کان علی نحو وحدة المطلوب فالأظهر عدم إستحقاقه شیئا.

« مسألة 474 » : إذا کان للأجیر الخیار فی الفسخ لغبن أو تخلف شرط أو وجود عیب أو غیرها فإن فسخ قبل الشروع فی العمل فلا شیء له، و إن کان بعد تمام العمل کان له أجرة المثل و إن کان فی أثنائه إستحق(2) بمقدار ما أتی به من أجرة المثل إلا إذا کان مجموع العمل ملحوظا بنحو وحدة المطلوب کما إذا إستأجره علی الصلاة أو الصیام(3) فإنه لو فسخ فی الأثناء لم یکن له شیء، و کذا إذا کان الخیار للمستأجر. و یحتمل بعیدا(4) أنه إذا کان المستأجر علیه هو المجموع علی نحو وحدة المطلوب ففسخ المستأجر فی الأثناء کما إذا استأجره علی الصلاة ففسخ فی أثنائها أن یستحق


1- 1 . فیه تأمّل.
2- 2 . فصّل فی تقریر بحثه بین ما إذا کان الخیار ثبت باصل الشّرع فله اجرة المثل و بین ما کان مجعولاً لهما. فله اجرة المثل بالنسبة الی ما بقی و المسمّی بالنسبته للماضی. الاجارة ص 476.
3- 3 . فی المثال نظر و کذا نفی شی ء له اذا کان الفسخ بعد بعض العمل. اذله بمقدار ما اتی به من الصّوم کعشرة ایّام مثلاً و شهرین للصّلاة. نعم یصّح لو فسخ اثناء النّهار او بین الصّلاة.
4- 4 . کماسبق.

ص: 114

الأجیر بمقدار ما عمل من أجرة المثل.

« مسألة 475 » : إذا إستأجر عینا مدة معینة ثم إشتراها فی أثناء المدة فالإجارة باقیة علی صحتها و إذا باعها فی أثناء المدة ففی تبعیة المنفعة للعین وجهان أقواهما(1) ذلک.

« مسألة 476 » : تجوز إجارة الأرض مدة معینة بتعمیرها دارا أو تعمیرها بستانا بکری الأنهار، و تنقیة الآبار، و غرس الأشجار، و نحو ذلک و لا بد من تعیین مقدار التعمیر کما وکیفا.

« مسألة 477 » : تجوز الإجارة علی الطبابة و معالجة المرضی سواء أکانت بمجرد وصف العلاج أم بالمباشرة کجبر الکسیر و تضمید القروح و الجروح و نحو ذلک.

« مسألة 478 » : تجوز المقاطعة علی العلاج بقید البرء إذا کانت العادة تقتضی ذلک کما فی سائر موارد الإجارة علی الأعمال الموقوفة علی مقدمات غیر إختیاریة للأجیر و کانت توجد عادة عند إرادة العمل.

« مسألة 479 » : إذا أسقط المستأجر حقه من العین المستأجرة لم یسقط و بقیت المنفعة علی ملکه.

« مسألة 480 » : لا یجوز فی الاستیجار للحج البلدی أن یستأجر شخصا من بلد المیت إلی (النجف) مثلاً و آخر من (النجف) إلی (المدینة) و ثالثا من المدینة إلی (مکة) بل لا بد من أن یستأجر من یسافر من البلد بقصد الحج إلی أن یحج.

« مسألة 481 » : إذا إستؤجر للصلاة عن المیت فنقص بعض الأجزاء أو الشرائط غیر الرکنیة سهوا، فإن کانت الإجارة علی الصلاة الصحیحة کما هو الظاهر عند الإطلاق إستحق تمام الأجرة و کذا إذا کانت علی نفس الأعمال المخصوصة و کان النقص علی النحو المتعارف و إن کان علی خلاف المتعارف نقص من الإجرة بمقداره.


1- 1 . فی الاقوائیة اشکال. نعم لا یبعد التبعیّة عرفا.

ص: 115

« مسألة 482 » : إذا إستؤجر لختم القرآن الشریف فالأحوط الترتیب بین السور و الظاهر لزوم الترتیب بین آیات السور و کلماتها و إذا قرأ بعض الکلمات غلطا و إلتفت إلی ذلک بعد الفراغ من السورة أو الختم، فإن کان بالمقدار المتعارف لم ینقص من الأجرة شیء، و إن کان بالمقدار غیر المتعارف ففی إمکان تدارکه بقراءة ذلک المقدار صحیحا إشکال، و الأحوط للأجیر أن یقرأ السورة من مکان الغلط إلی آخرها.

« مسألة 483 » : إذا إستؤجر للصلاة عن (زید) فاشتبه و صلی عن (عمرو) فإن کان علی نحو الخطأ فی التطبیق بأن کان مقصوده الصلاة عمن إستؤجر للصلاة عنه فاخطأ فی اعتقاده أنه عمرو، صح عن زید و استحق الأجرة، و إن کان علی نحو آخر لم یستحق الاجرة و لم یصح عن زید.

« مسألة 484 » : الموارد التی یجوز فیها استیجار البالغ للنیابة فی العبادات المستحبة یجوز فیها أیضا استیجار الصبی و اللّه سبحانه العالم.

ص: 116

کتاب المزارعة

المزارعة هی الاتفاق بین مالک الأرض(1) و الزارع علی زرع الأرض بحصة من حاصلها.

یعتبر فی المزارعة أمور :

(الأول) : الإیجاب من المالک و القبول من الزارع بکل ما یدل علی تسلیم الأرض للزراعة و قبول الزارع لها من لفظ کقول المالک للزارع مثلاً سلمت إلیک الأرض لتزرعها فیقول الزارع قبلت أو فعل دال علی تسلیم الأرض للزارع و قبول الزارع لها من دون کلام و لا یعتبر فیها العربیة و الماضویة کما لا یعتبر تقدیم الإیجاب علی القبول و لا یعتبر أن یکون الإیجاب من المالک و القبول من الزارع بل یجوز العکس.

(الثانی) : أن یکون کل من المالک و الزارع بالغا و عاقلاً و مختارا و أن یکون المالک غیر محجور علیه لسفه أو فلس و کذلک العامل إذا استلزم تصرفا مالیا.

(الثالث) : أن یکون نصیبهما من تمام حاصل الأرض فلو جعل لأحدهما أول الحاصل و للآخر آخره بطلت المزارعة و کذا الحال لو جعل الکل لأحدهما.


1- 1 . لا یصّح بنحو الاطلاق فانّه تجوز المزارعة مع من کان مالکا لمنفعة الارض، بل فی مالو کان احقّ بالارض من غیره بالتّحجیر لا یخلو من قوّة.

ص: 117

(الرابع) : أن تجعل حصة کل منهما علی نحو الإشاعة کالنصف و الثلث و نحوهما فلو قال للزارع إزرع و اعطنی ما شئت لم تصح المزارعة و کذا لو عین للمالک أو الزارع مقدار معین کعشرة أطنان.

(الخامس) : تعیین المدة بالأشهر أو السنین أو الفصل بمقدار یمکن حصول الزرع فیه و علیه فلو جعل آخر المدة إدراک الحاصل بعد تعیین أولها کفی فی الصحة.

(السادس) : أن تکون الأرض قابلة للزرع و لو بالعلاج و الإصلاح و أما إذا لم تکن کذلک کما إذا کانت الأرض سبخة لا یمکن الانتفاع بها أو نحوها بطلت المزارعة.

(السابع) : تعیین الزرع إذا کان بینهما إختلاف نظر فی ذلک و إلا لم یلزم التعیین.

(الثامن) : تعیین الأرض و حدودها و مقدارها فلو لم یعینها بطلت و کذا إذا لم یعین مقدارها نعم لو عین کلیا موصوفا علی وجه لا یکون فیه غرر کمقدار جریب من هذه القطعة من الأرض التی لا اختلاف بین أجزائها صحت.

(التاسع) : تعیین ما علیهما من المصارف کالبذر و نحوه بأن یجعل علی أحدهما أو کلیهما و یکفی فی ذلک المتعارف الخارجی لأنصراف الإطلاق إلیه.

« مسألة 485 » : یجوز للعامل أن یزرع الأرض بنفسه أو بغیره أو بالشرکة مع غیره هذا فیها إذا لم یشترط المالک علیه المباشرة و إلا لزم أن یزرع بنفسه.

« مسألة 486 » : لو أذن شخص لآخر فی زرع أرضه علی أن یکون الحاصل بینهما بالنصف أو الثلث أو نحوهما فهل هو من المزارعة المصطلحة أو لا وجهان. الظاهر(1) أنه من المزارعة و یترتب علیه أحکامها و کذلک الحال لو أذن لکل من یتصدی للزرع و إن لم یعین شخصا معینا بأن یقول : لکل من زرع أرضی هذه نصف حاصلها أو ثلثه.

« مسألة 487 » : قیل یجوز إشتراط مقدار معین من الحاصل لأحدهما و تقسیم


1- 1 . خالف ما هنا فی شرح العروة فابطله و لم یصحّحه و لم یوجب للعامل الاّ اجرة المثل. و ما ذکره هنا لا یخلو من قوّة، کما انّ ما فی ذیل هذه المسألة جعالة او اشبه بالجعالة من المزارعة.

ص: 118

الباقی بینهما بنسبة معینة إذا علما ببقاء شیء من الحاصل بعد إستثناء ذلک المقدار کما یجوز إستثناء مقدار البذر لمن کان منه أو إستثناء مقدار خراج السلطان أو ما یصرف فی تعمیر الأرض ولکن فی جواز استثناء غیر الخراج من المذکورات إشکالاً بل منعا.(1)

« مسألة 488 » : إذا عین المالک نوعا خاصا من الزرع من حنطة أو شعیر أو نحو ذلک فی ضمن عقد المزارعة تعین ذلک علی الزارع فلا یجوز له التعدی عنه ولکن لو تعدی إلی غیره وزرع نوعا آخر منه فللمالک الخیار بین الفسخ و الإمضاء فإن فسخ رجع علی العامل بأجرة مثل المنفعة الفائتة للأرض.

و أما الحاصل فهو للعامل إن کان البذر له و إن کان للمالک فله المطالبة ببدله أیضا و علی تقدیر البذل کان الحاصل للعامل أیضا و لیست له مطالبة المالک بأجرة العمل مطلقا.

هذا إذا علم المالک بذلک بعد بلوغ الحاصل و أما إذا علم به قبل بلوغه فله المطالبة ببدل المنفعة الفائتة و إلزام العامل بقطع الزرع أو إبقائه بالأجرة أو مجانا إن کان البذر له و أما إذا کان للمالک فله المطالبة ببدل المنفعة الفائتة و بدل البذر أیضا و مع بذله یکون الزرع للعامل.

هذا إذا کان علی نحو الاشتراط و أما إذا کان التعیین علی نحو التقیید بطلت المزارعة، و حکمه ما تقدم فی فرض الفسخ.

« مسألة 489 » : إذا ظهر بطلان المزارعة بعد الزرع فان کان البذر للمالک کان الزرع له و علیه للزارع ما صرفه من الأموال و کذا أجرة عمله و أجرة الآلات التی استعملها فی الأرض و ان کان البذر للزارع فالزرع له و علیه للمالک أجرة الأرض و ما صرفه المالک و أجرة أعیانه التی استعملت فی ذلک الزرع.


1- 1 . الاشکال لو کان فانّما هو فی اشتراط مقدار معیّن لاحدهما. و فی الباقی ضعیف، و لا یبعد صحّة اشتراط المقدار لو قامت علیه السّیرة.

ص: 119

ثم ان رضی المالک و الزارع ببقاء الزرع فی الأرض بالأجرة أو مجانا فهو و ان لم یرض المالک بذلک جاز له اجبار الزارع علی إزالة الزرع و ان لم یدرک الحاصل و تضرر بذلک و لیس للزارع اجبار المالک علی بقاء الزرع فی الأرض و لو بأجرة کما انه لیس للمالک اجبار الزارع علی ابقاء الزرع فی الأرض و لو مجانا.

و کذلک الحال فیما إذا انقضت مدة المزارعة الصحیحة و لم یدرک الحاصل.

« مسألة 490 » : یصح أن یشترط أحدهما علی الآخر شیئا علی ذمته من ذهب أو فضة أو نحوهما مضافا الی حصته.

« مسألة 491 » : المزارعة عقد لازم لا ینفسخ إلا بالتقایل أو الفسخ بخیار الشرط أو بخیار تخلف بعض الشروط المشترطة فیه و لا ینفسخ بموت أحدهما فیقوم الوارث مقامه، نعم ینفسخ بموت الزارع إذا قیدت المزارعة بمباشرته للعمل.

« مسألة 492 » : إذا ترک الزارع الأرض بعد عقد المزارعة فلم یزرع حتی انقضت المدة، فان کانت الأرض فی تصرفه و کان ترکه بلا عذر ضمن أجرة المثل للمالک و لا فرق فی ضمانه فی هذه الصورة بین أن یکون المالک عالما بالحال و أن یکون غیر عالم و ان لم تکن الأرض تحت یده بل کانت تحت ید المالک فحینئذ ان کان المالک مطلعا علی ذلک. فالظاهر(1) عدم ضمان الزارع و ان لم یکن المالک مطلعا فالظاهر ضمانه.

« مسألة 493 » : یجوز لکل من المالک و الزارع أن یخرص الزرع بعد ادراکه بمقدار معین منه بشرط رضا الآخر به و علیه فیکون الزرع للآخر و له المقدار المعین و لو تلف الزرع أو بعضه کان علیهما معا.

« مسألة 494 » : إذا غرقت الأرض قبل القبض أو بعده قبل ظهور الزرع أو قبل ادراکه بطلت المزارعة و إذا غرق بعضها تخیر المالک و العامل فی الباقی بین الفسخ و الامضاء.


1- 1 . فیه اشکال ضعیف.

ص: 120

« مسألة 495 » : الأقوی عدم جواز عقد المزارعة بین أکثر من إثنین بأن تکون الأرض من واحد و البذر من آخر و العمل من ثالث و العوامل من رابع و کذا الحال إذا وقع العقد بین جماعة علی النحو المذکور.

« مسألة 496 » : لا فرق فی صحة عقد المزارعة بین أن یکون البذر من المالک أو العامل أو منهما معا ولکن کل ذلک یحتاج الی تعیین و جعل فی ضمن العقد إلا أن یکون هناک متعارف ینصرف إلیه الاطلاق.

و کذا لا فرق بین أن تکون الأرض مختصة بالمزارع أو مشترکة بینه و بین العامل کما أنه لا یلزم أن یکون تمام العمل علی العامل فیجوز أن یکون علیهما و کذا الحال فی سائر التصرفات و الآلات.

و الضابط أن کل ذلک تابع للجعل فی ضمن العقد.

« مسألة 497 » : إذا وجد مانع فی الأثناء قبل ظهور الزرع أو قبل بلوغه و ادراکه کما إذا انقطع الماء عنه و لم یمکن تحصیله أو استولی علیه الماء و لم یمکن قطعه أو وجد مانع لم یمکن رفعه فالظاهر بطلان المزارعة من الأول لکشفه عن عدم قابلیة الأرض للزراعة و علیه فیکون الزرع الموجود لصاحب البذر، فان کان البذر للمالک فعلیه أجرة مثل عمل العامل و ان کان للعامل فعلیه أجرة مثل أرضه.

« مسألة 498 » : إذا کانت الأرض التی وقعت المزارعة علیها مغصوبة و کان البذر من العامل بطلت المزارعة بالإضافة إلی المزارع فإن أجاز المالک عقد المزارعة وقع له و إلا کان الزرع للزارع و علیه أجرة المثل لمالک الأرض.

و إذا انکشف الحال قبل بلوغ الزرع و ادراکه کان المالک مخیرا أیضا بین الإجازة والرد فان ردّ فله الأمر بالإزالة أو الرضا ببقائه و لو بأجرة و علی الزارع أجرة المثل بالنسبة إلی ما مضی.

« مسألة 499 » : تجب علی کل من المالک و الزارع الزکاة إذا بلغت حصة کل منهما

ص: 121

حد النصاب و تجب علی أحدهما إذا بلغت حصته کذلک.

هذا إذا کان الزرع مشترکا بینهما من الأول أو من حین ظهور الثمر قبل صدق الاسم.

و أما إذا اشترطا الاشتراک بعد صدق الاسم أو من حین الحصاد و التصفیة فالزکاة علی صاحب البذر سواء أکان هو المالک أم العامل.

« مسألة 500 » : الباقی فی الأرض من أصول الزرع بعد الحصاد و انقضاء المدة إذا نبت فی السنة الجدیدة و أدرک فحاصله لمالک الأرض(1) إن لم یشترط فی عقد المزارعة اشتراکهما فی الأصول.

« مسألة 501 » : إذا اختلف لمالک و الزارع فی المدة فادّعی أحدهما الزیادة و الآخر القلة. فالقول قول منکر الزیادة(2). و لو اختلفا فی الحصة قلة و کثرة فالقول قول صاحب البذر المدعی للقلة.

و أما إذا إختلفا فی إشتراط کون البذر أو العمل أو العوامل علی أیهما فالمرجع التحالف(3) و مع حلفهما أو نکولهما تنفسخ المعاملة.

« مسألة 502 » : الزارع إذا قصّر فی تربیة الأرض فقلَّ الحاصل لم یبعد(4) ضمانه التفاوت فیما إذا کان البذر للمالک.

و أما إذا کان للعامل و کان التقصیر قبل ظهور الزرع فلا ضمان ولکن للمالک حینئذ الفسخ و المطالبة بأجرة المثل للأرض.


1- 1 . إذا کان البذر له و الاّ فالاحوط التصّالح مع العامل. و لا یبعد کونه له لو کان البذر له و لهما إذا اشترکا فیه، وکیفکان فلا یثبت علیه اجرة لما نبت.
2- 2 . اذا لم یستلزم نفی الزیادة فساد المعاملة بان کانت المدّة القلیلة لا تفی بحصول الزّرع فالمعاملة فاسدة. وح فمدّعی الزّیادة مستظهر بمقدار حصول الزّرع.
3- 3 . لا یبعد حلف المنکر لدعوی المدّعی فی بعض الموارد.
4- 4 . بل التفصیل بین ظهور الزّرع و تقصیره فی تربیته و قبل ظهوره فلا ضمان فیه.

ص: 122

« مسألة 503 » : لو ادعی المالک علی الزارع عدم العمل بما اشترط علیه فی ضمن عقد المزارعة من بعض الأعمال أو ادعی تقصیره فیه علی وجه یضر بالزراعة أو تقصیره فی الحفظ أو نحو ذلک و أنکره الزارع فالقول قوله.

و کذلک الحال فی کل مورد ادعی أحدهما شیئا و أنکره الآخر ما لم یثبت ما ادعاه شرعا.

« مسألة 504 » : إذا أوقع المتولی للوقف عقد المزارعة علی الأرض الموقوفة علی البطون الی مدة حسب ما یراه صالحا لهم لزم و لا یبطل بالموت و أما إذا أوقعه البطن المتقدم من الموقوف علیهم ثم مات فی الأثناء قبل انقضاء المدة بطل العقد من ذلک الحین إلا إذا أجاز البطن اللاّحق.

« مسألة 505 » : یجوز لکل من المالک و العامل بعد ظهور الحاصل أن یصالح الآخر عن حصته بمقدار معین من جنسه أو غیر جنسه بعد التخمین بحسب المتعارف فی الخارج کما یجوز ذلک قبل ظهور الحاصل مع الضمیمة.

« مسألة 506 » : لا یعتبر فی عقد المزارعة علی الأرض أن تکون قابلة للزرع من حین العقد و فی السنة الأولی بل یصح العقد علی أرض بائرة و خربة لا تصلح للزرع إلا بعد إصلاحها و تعمیرها سنة أو أکثر.

و علیه فیجوز للمتولی أن یزارع الأراضی الموقوفة وقفا عاما أو خاصا التی أصبحت بائرة الی عشر سنین أو أقل أو أکثر حسب ما یراه صالحا.

ص: 123

کتاب المُسَاقَاةْ

المساقاة هی إتفاق شخص مع آخر علی سقی أشجار مثمرة و إصلاح شؤونها إلی مدة معینة بحصة من أثمارها و یشترط فیها أمور :

(الأول) : الإیجاب و القبول و یکفی فیه کل ما یدل علی المعنی المذکور من لفظ أو فعل أو نحوهما و لا تعتبر فیها العربیة و لا الماضویة.

(الثانی) : البلوغ و العقل و الاختیار و أما عدم الحجر لسفه أو فلس فهو إنما یعتبر فی المالک دون العامل محضا.

(الثالث) : أن تکون أصول الأشجار مملوکة عینا و منفعة أو منفعة فقط أو یکون تصرفه فیها نافذا بولایة أو وکالة أو تولیة.

(الرابع) : أن تکون معلومة و معینة عندهما.

(الخامس) : تعیین مُدة العمل فیها إما ببلوغ الثمرة المساقی علیها و إما بالأشهر أو السنین بمقدار تبلغ فیها الثمرة غالبا فلو کانت أقل من هذا المقدار بطلت المساقاة.

(السادس) : تعیین الحصة و کونها مشاعة فی الثمرة فلا یجوز أن یجعل للعامل ثمرة شجر معین دون غیره نعم یجوز إشتراط مقدار معین کطن من الثمرة مثلاً بالإضافة الی الحصة المشاعة لأحدهما(1) إذا علم وجود ثمرة غیرها.


1- 1 . بل یبعد جواز اشتراط ثمرة معیّنة لاحدهما.

ص: 124

(السابع) : تعیین ما علی المالک من الأمور و ما علی العامل من الأعمال و یکفی الانصراف إذا کان قرینة علی التعیین.

(الثامن) : أن تکون المساقاة قبل ظهور الثمرة أو بعده قبل البلوغ إذا کان محتاجا الی السقی و نحوه و أما إذا لم یحتج الی ذلک فصحتها بلحاظ القطف و الحفظ محل إشکال.

(التاسع) : أن تکون المعاملة علی أصل ثابت و أما إذا لم یکن ثابتا کالبطیخ و الباذنجان و نحوهما فالظاهر عدم وقوع المساقاة و أما کونها معاملة مستقلة محکومة بالصحة فمحل إشکال و الاحتیاط لا یترک و لا تصح المساقاة علی الأشجار غیر المثمرة کالصفصاف و الغرب و نحوهما بل صحتها علی الشجر الذی ینتفع بورقه کالحناء و نحوه لا تخلو عن إشکال.(1)

« مسألة 507 » : یصح عقد المساقاة فی الأشجار المستغنیة عن السقی بالمطر أو بمص رطوبة الأرض إذا إحتاجت الی أعمال أخری.

« مسألة 508 » : یجوز إشتراط شیء من الذهب أو الفضة للعامل أو المالک زائدا علی الحصة من الثمرة. و هل یجب الوفاء به إذا لم تسلم الثمرة قولان بل أقوال. أظهرها الوجوب(2) بلا فرق بین أن یکون الشرط للمالک و أن یکون للعامل و لا بین صورة عدم ظهور الثمرة أصلاً و صورة تلفها بعد الظهور.

« مسألة 509 » : یجوز تعدد المالک و إتحاد العامل فیساقی الشریکان عاملاً واحدا و یجوز العکس فیساقی المالک الواحد عاملین بالنصف له مثلاً و النصف الآخر لهما و یجوز تعددهما معا..


1- 1 . ضعیف.
2- 2 . إذا تلفت بعد الظّهور. و فی فرض عدم ظهور الثّمرة لا یبعد الوجوب.

ص: 125

« مسألة 510 » : خراج الأرض علی المالک و کذا بناء الجداران و عمل الناضح و نحو ذلک مما لا یرجع الی الثمرة و إنما یرجع الی غیرها من الأرض أو الشجرة.

« مسألة 511 » : یملک العامل مع إطلاق العقد الحصة فی المساقاة من حین ظهور الثمرة و إذا کانت المساقاة بعد الظهور ملک الحصة من حین تحقق العقد.

« مسألة 512 » : الظاهر أن عقد المغارسة باطل و هی أن یدفع شخص أرضه إلی غیره لیغرس فیها علی أن تکون الأشجار المغروسة بینهما بالسویة أو بالتفاضل علی حسب القرار الواقع بینهما.

فإذا اتفق وقوعها کان الغرس لمالکه فإن کان هو مالک الأرض استحق العامل علیه أجرة مثل عمله و إن کان هو العامل استحق علیه مالک الأرض أجرة مثل أرضه ولکن لیس له إجبار مالک الأرض علی إبقائها و لو بأجرة بل وجب علیه قلعها إن لم یرض لمالک ببقائها کما أن علیه طم الحفر التی تحدث فی الأرض بذلک و لیس علی المالک نقص الأشجار بالقلع نعم لو قلعها المالک فنقصت و عابت ضمن تفاوت القیمة.

« مسألة 513 » : یبطل عقد المساقاة بجعل تمام الحاصل للمالک و مع ذلک یکون تمام الحاصل و الثمرة له و لیس للعامل(1) مطالبته بالأجرة حیث أنه أقدم علی العمل فی هذه الصورة مجانا و أما إذا کان بطلان المساقاة من جهة أخری وجب علی المالک أن یدفع للعامل أجرة مثل ما عمله حسب المتعارف.

« مسألة 514 » : عقد المساقاة لازم لا یبطل و لا ینفسخ إلاّ بالتقایل و التراضی أو الفسخ ممن له الخیار و لو من جهة تخلف بعض الشروط التی جعلاها فی ضمن العقد أو بعروض مانع موجب للبطلان.


1- 1 . خلافا لصاحب الشّرایع و وافقه فی الجواهر، 27 / 76 _ 77 ، بدعوی اصالة احترام عمل المسلم. بعد العلم بعدم کون ذلک من التبّرع المسقط للاجرة الی و الرّضا بالعقد الفاسد او بالعقد المتضمن لعدم الاجرة لیس رضی بالعمل بلا اجرة، لا کما فی التّقرر (51) انّ العامل انما قام بالفعل اعتقادا منه للزوم العقد علیه و وجوب الوفاء به معه فلا یکون رضاه بالعمل رضی منه به مجّانا.

ص: 126

« مسألة 515 » : إذا مات المالک قام وارثه مقامه و لا تنفسخ المساقاة و إذا مات العامل قام وارثه مقامه إن لم تؤخذ المباشرة فی العمل قیدا فإن لم یقم الوارث بالعمل و لا إستأجر من یقوم به فللحاکم الشرعی أن یستأجر من مال المیت من یقوم بالعمل و یقسم الحاصل بین المالک و الوارث.

و أما إذا أخذت المباشرة فی العمل قیدا انفسخت المعاملة.

« مسألة 516 » : مقتضی إطلاق عقد المساقاة کون الأعمال التی تتوقف تربیة الأشجار و سقیها علیها و الآلات مشترکة بین المالک و العامل بمعنی أنهما علیهما لا علی خصوص واحد منهما.

نعم إذا کان هناک تعیین أو انصراف فی کون شیء علی العامل أو المالک فهو المتبع.

و الضابط أن کون عمل خاص أو آلة خاصة علی أحدهما دون الآخر تابع للجعل فی ضمن العقد بتصریح منهما أو من جهة الإنصراف من الإطلاق و إلا فهو علیهما معا.

« مسألة 517 » : إذا خالف العامل فترک ما اشترط علیه من بعض الأعمال فللمالک إجباره علی العمل المزبور کما أن له حق الفسخ، و إن فات وقت العمل فله الفسخ من جهة تخلف الشرط و لیس له(1) أن لا یفسخ و یطالبه بأجرة العمل بالإضافة إلی حصته علی الأظهر الأقوی.

« مسألة 518 » : لا یعتبر فی المساقاة أن یکون العامل مباشرا للعمل بنفسه إن لم یشترط علیه المباشرد فیجوز له أن یستأجر شخصا فی بعض أعمالها أو فی تمامها و علیه الأجرة کما أنه یجوز أن یشترط کون أجرة بعض الأعمال علی المالک.

« مسألة 519 » : إذا کان البستان مشتملاً علی أنواع من الأشجار کالنخل و الکرم و الرمان و نحوها من أنواع الفواکه فلا یعتبر العلم بمقدار کل واحد من هذه الأنواع


1- 1 . فیه اشکال.

ص: 127

تفصیلاً فی صحة المساقاة علیها بل یکفی العلم الإجمالی بها علی نحو یرتفع معه الغرر بل و إن یرتفع معه الغرر أیضا.

« مسألة 520 » : لا فرق فی صحة المساقاة بین أن تکون علی المجموع بالنصف أو الثلث أو نحوهما و بین أن تکون علی کل نوع منها بحصة مخالفة لحصة نوع آخر کأن تجعل فی النخل النصف مثلاً و فی الکرم الثلث و فی الرمان الربع و هکذا.

« مسألة 521 » : قیل تصح المساقاة مرددا مثلاً بالنصف إن کان السقی بالناضح و بالثلث إن کان السقی بالسیح و لا یضر هذا المقدار من الجهالة بصحتها ولکن الأظهر(1) عدم الصحة کما فی الإجارة.

« مسألة 522 » : إذا تلف بعض الثمرة فهل ینقص عما اشترط أحدهما علی الآخر من ذهب أو فضة أو نحوهما بنسبة ما تلف من الثمرة أم لا؟ وجهان. الأقوی(2) الثانی.

« مسألة 523 » : إذا ظهر بطریق شرعی أن الأصول فی عقد المساقاة مغصوبة فعندئذٍ ان أجاز المالک المعاملة صحت المساقاة بینه و بین العامل و إلا بطلت و کان تمام الثمرة للمالک و للعامل(3) أجرة المثل یرجع بها إلی الغاصب.

« مسألة 524 » : إذا کان ظهور غصب الأصول بعد تقسیم الثمرة و تلفها فعندئذٍ للمالک أن یرجع إلی الغاصب فقط بتمام عوضها و له أن یرجع إلی کل منهما بمقدار حصته و لیس له أن یرجع إلی العامل بتمام العوض.

« مسألة 525 » : تجب الزکاة علی کل من المالک و العامل إذا بلغت حصة کل منهما حد النصاب فیما إذا کانت الشرکة قبل زمان الوجوب و إلا فالزکاة علی المالک فقط.


1- 1 . لا یبعد.
2- 2 . لا یبعد.
3- 3 . مع جهله بالغصب.

ص: 128

« مسألة 526 » : إذا اختلف المالک و العامل فی اشتراط شیء علی أحدهما و عدمه فالقول قول منکره.

« مسألة 527 » : لو اختلف المالک و العامل فی صحة العقد و فساده قُدّم قول مدعی الصحة.

« مسألة 528 » : لو اختلف المالک و العامل فی مقدار حصة العامل فالقول قول المالک المنکر للزیادة و کذا الحال فیما إذا اختلفا فی المدة.

و أما إذا اختلفا فی مقدار الحاصل زیادة و نقیصة بأن یطالب المالک العامل بالزیادة فالقول قول العامل و لا تسمع دعوی المالک علی العامل الخیانة أو السرقة أو الإتلاف أو کون التلف بتفریط منه ما لم تثبت شرعا بعد ما کان المفروض أن العامل کان أمینا له.

ص: 129

کتاب الجعالة

الجعالة من الإیقاعات لا بد فیها من الإیجاب عاما مثل : من رد عبدی الآبق أو بنی جداری فله کذا، أو خاصا مثل إن خطت ثوبی فلک کذا.(1)

و لا یحتاج إلی القبول لأنها لیست معاملة بین طرفین حتی یحتاج إلی قبول بخلاف المضاربة و المزارعة و المساقاة و نحوها.

و تصح علی کل عمل محلل(2) مقصود عند العقلاء.

و یجوز أن یکون مجهولاً کما یجوز فی العوض أن یکون مجهولاً إذا کان بنحو لا یؤدی إلی التنازع مثل : من رد عبدی فله نصفه أو هذه الصبرة أو هذا الثوب.

و إذا کان العوض مجهولاً محضا مثل من رد عبدی فله شیء بطلت(3) و کان للعامل أجرة المثل.

« مسألة 529 » : إذا تبرع العامل بالعمل فلا أجرة له، سواء أجعل لغیره أم لم یجعل.

« مسألة 530 » : یجوز أن یکون الجعل من غیر المالک کما إذا قال : من خاط ثوب


1- 1 . ولابد من اهلیة الموجب بالبلوغ و العقل و الحریة و الاختیار و الرشد.
2- 2 . ولو عند الجاعل کالذمّی إذا جعل الجعل علی تسلیم خنزیره او خمره و لو منهما.
3- 3 . لما عن الا ایضاح و الدرّوس. الجواهر، 35 / 193 _ 195 .

ص: 130

زید فله درهم فإذا خاطه أحد لزم القائل الدرهم دون زید.

« مسألة 531 » : یستحق الجعل بالتسلیم إذا کان المجعول علیه التسلیم، أما إذا کان المجعول علیه غیره کما إذا قال : من أوصل عبدی إلی البلد کان له درهم إستحق العامل الدرهم بمجرد الإیصال إلی البلد و إن لم یسلمه إلی أحد، و إذا قال : من خاط هذا الثوب فله درهم، إستحق الخیّاط الدرهم بمجرد الخیاطة.

« مسألة 532 » : الجعالة جائزة یجوز للجاعل الرجوع فیها قبل العمل و فی جواز الرجوع فی أثنائه إشکال فإن صح رجوعه فیها فلا إشکال فی أن للعامل أجرة المقدار الذی عمله.(1)

« مسألة 533 » : إذا جعل جعلین بأن قال : من خاط هذا الثوب فله درهم ثم قال : من خاط هذا الثوب فله دینار، کان العمل علی الثانی فإذا خاطه الخیاط لزم الجاعل الدینار لا الدرهم.

و لو انعکس الفرض لزم الجاعل الدرهم لا الدینار، و إذا لم تکن قرینة علی العدول من الأول إلی الثانی وجب الجعلان معا.

« مسألة 534 » : إذا جعل جعلاً لفعل فصدر جمیعه من جماعة من کل واحد منهم بعضه کان للجمیع جعل واحد لکل واحد منهم بعضه بمقدار عمله، و لو صدر الفعل بتمامه من کل واحد منهم کان لکل واحد منهم جعل تام.

« مسألة 535 » : إذا جعل جعلاً لمن ردّه من مسافة معینة فرده من بعضها کان له من الجعل بنسبة عمله مع قصد الجاعل التوزیع.

« مسألة 536 » : إذا تنازع العامل و المالک فی الجعل وعدمه أو فی تعیین المجعول


1- 1 . فی الاعمال ذات الا جزاء و یشکل الامر فی مثل ردّ الابق و الضّالة لو فسخ اثناء الفحص.

ص: 131

علیه أو القدر المجعول علیه أو فی سعی العامل کان القول قول المالک.(1)

« مسألة 537 » : إذا تنازع العامل و المالک فی تعیین الجعل ففیه إشکال. و الأظهر أنه مع التنازع فی قدره یکون القول قول مدعی الأقل و مع التنازع فی ذاته یکون القول قول الجاعل(2) فی نفی دعوی العامل و تجب علیه التخلیة بین ما یدعیه للعامل(3) و بینه.

« مسألة 538 » : عقد التأمین للنفس أو المال _ المعبر عنه فی هذا العصر بال«سیکورته» _ صحیح بعنوان المعاوضة إن کان للمتعهد بالتأمین عمل محترم له مالیة و قیمة عند العقلاء من وصف نظام للأکل أو الشرب أو غیرهما أو وضع محافظ علی المال أو غیر ذلک من الأعمال المحترمة فیکون نوعا من المعاوضة و أخذ المال من الطرفین حلال و إلا فالعقد باطل و أخذ المال حرام.

نعم إذا کان بعنوان الهبة المشروطة فیدفع مقدارا من المال هبة و یشترط علی المتّهب دفع مال آخر علی نهج خاص بینهم فأخذ المال من الطرفین حلال.


1- 1 . و لا شیئی للعامل فی غیر الفرض الثالث.
2- 2 . لو قلنا بصحّة الجعالة بدون تعیین الجعل.
3- 3 . الاحسن فی العبارة ان یقال بین ما یعترف للعامل إذا کان عینا و ادائه لو کان علی ذمتّه.

ص: 132

کتاب السبق و الرمایة

« مسألة 539 » : لا بد فیهما من إیجاب و قبول(1)، و إنما یصحّان فی السهام، و الحراب، و السیوف، و الإبل، و الفیلة، و الخیل، و البغال، و الحمیر و لا یبعد(2) صحة المسابقة فی جمیع الآلات المستعملة فی الحرب کالآلات المتداولة فی زماننا.

« مسألة 540 » : اذا حبلا عوضا یجوز أن یکون العوض عینا ودینا، و أن یبذله أجنبی أو أحدهما أو من بیت المال، و یجوز جعله للسابق و للمحلل و لیس المحلل شرطا.

« مسألة 541 » : لا بد فی المسابقة من تعیین الجهات التی یکون الجهل بها موجبا للنزاع فلا بد من تقدیر المسافة، و العوض و تعیین الدابة، و لا بد فی الرمایة من تقدیر عدد الرمی و عدد الإِصابة و صفتها، و قدر المسافة، و الغرض، و العوض، و نحو ذلک.

« مسألة 542 » : إذا قالا بعد أن أخرج کل منهما سبقا من نفسه و أدخلا محللاً : من سبق منا و من المحلل فله العوضان، فمن سبق من الثلاثة فهما له فإن سبقا فلکُّل ماله، و إن سبق أحدهما و المحلل فللسابق ماله(3) و نصف الآخر و الباقی للمحلل.


1- 1 . ممّن له الاهلیة بالبلوغ و العقل و الحریة و الاختیار والرّشد. و یکفی المعاطاة هنا کما فی سایر العقود غیر النّکاح.
2- 2 . لا یخ من تأمّل و الاحوط ان یکون بعنوان الجعالة او الاجارة بشرائطهما.
3- 3 . لعدم سبق واحد منهما علیه فله ماله و سبقه علی المحلّل. فلهما مال الاخر بالتنّصیف.

ص: 133

« مسألة 543 » : المحلل هو الذی یدخل بین المتراهنین و لا یبذل معهما عوضا بل یُجری دابته بینهما أو فی أحد الجانبین علی وجه یتناوله العقد علی أنه إن سبق بنفسه أو مع غیره أخذ العوض أو بعضه علی حسب الشرط و إن لم یسبق لم یَغرم شیئا.

« مسألة 544 » : إذا فسد العقد فلا أجرة للغالب(1) و یضمن العوض إذا ظهر مستحقا للغیر مع عدم إجازته و عدم کون الباذل غارّا، و یحصل السبق بتقدم العنق أو الکتد و هو العظم الناتیء بین الظهر و أصل العنق إذا لم تکن قرینة علی خلاف ذلک.


1- 1 . و یحتمل ثبوته قریبا لقاعدة ما یضمن بصحیحه یضمن بفاسده.

ص: 134

کتاب الشرکة

« مسألة 545 » : الشرکة عقد جائز فیجوز لکل من المتعاقدین(1) فسخه فإذا فسخ أحدهما لم یجز للآخر التصرف فی المال المشترک فیه، و ینفسخ عقد الشرکة بعروض الموت أو الجنون(2) أو الحجر بفلس أو سفه لأحد الشریکین و یکره مشارکة الذمی.

« مسألة 546 » : تصح الشرکة فی الاموال و لا تصح فی الاعمال بأن یتعاقدا علی أن تکون أجرة عمل کل منهما مشترکة بینهما فإذا تعاقدا علی ذلک بطل و کان لکل منهما أجرة عمله.

نعم لو صالح کل منهما صاحبه علی أن یکون نصف منفعة نفسه بنصف منفعة صاحبه مدة معینة فقبل الآخر صح و کان عمل کل منهما مشترکا بینهما.

« مسألة 547 » : لو تصالح العاملان فی ضمن عقد آخر لازم علی أن یعطی کل منهما نصف أجرته للآخر صح ذلک و وجب العمل بالشرط.

« مسألة 548 » : لا تصح الشرکة فی الوجوه بأن یتعاقدا علی أن یشتری کل منهما مالاً بثمن فی ذمته إلی أجل ثم یبیعانه و یکون ربحه بینهما و الخسران علیهما.


1- 1 . و یعتبر فیها الکمال بالبلوغ و العقل و الاختیار و عدم الحجر لکّل من المتشارکین.
2- 2 . او الاغماء الطّویل.

ص: 135

« مسألة 549 » : لا تصح شرکة المفاوضة بأن یتعاقدا علی أن یکون ما یحصل لکل منهما من ربح تجارة أو زراعة أو إرث أو غیر ذلک بینهما و ما یرد علی کل منهما من غرامة تکون علیهما معا.

« مسألة 550 » : لو تعاقدا فی شرکة الوجوه أو شرکة المفاوضة علی ما ذکر کان لکل منهما ربحه و علیه خسارته، نعم أذا تصالحا فی ضمن عقد آخر لازم علی أنه إن ربح أحدهما أعطی صاحبه نصف ربحه و إن خسر أحدهما تدارک صاحبه نصف خسارته صح فی المقامین.

« مسألة 551 » : تتحقق الشرکة فی المال باستحقاق شخصین فما زاد مالاً واحدا عینا کان أو دینا بإرث أو وصیة أو بفعلهما معا کما إذا حفرا بئرا، أو اصطادا صیدا، أو اقتلعا شجرة أو نحو ذلک من الأسباب الاختیاریة و غیرها.

و قد تکون بمزج المالین علی نحو یرتفع الامتیاز بینهما مع الاتحاد فی الجنس کمزج الحنطة بالحنطة و الماء بالماء و اختلافه کمزج دقیق الحنطة بدقیق الشعیر و دهن اللوز بدهن الجوز.

« مسألة 552 » : یلحق کلاً من الشریکین من الربح و الخسران بنسبة ماله، فإن تساویا فی الحصة کان الربح و الخسران بینهما بالسویة و إن اختلفا فبالنسبة.

« مسألة 553 » : إذا اشترطا المساواة فی الربح مع اختلاف الحصص أو اشترطا الاختلاف مع تساوی الحصص صح اذا کان للمشروط له عمل و إلا لم یصح الشرط.(1)

« مسألة 554 » : لا یجوز لأحد الشریکین التصرف فی العین المشترکة بدون إذن شریکه و إذا أذن له فی نوع من التصرف لم یجز التعدی إلی نوع آخر.

نعم إذا کان الاشتراک فی أمر تابع مثل البئر و الطریق غیر النافذ و الدهلیز و نحوها


1- 1 . لا یبعد صحّته إذا کان فی ضمن عقد لازم.

ص: 136

مما کان الانتفاع به مبنیا عرفا علی عدم الاستئذان جاز التصرف و ان لم یأذن الشریک.

« مسألة 555 » : إذا کان ترک التصرف موجبا لنقص العین کما لو کانا مشترکین فی طعام فإذا لم یأذن أحدهما فی التصرف رجع الشریک إلی الحاکم الشرعی لیأذن فی أکله أو بیعه أو نحوهما لیسلم من الضرر.

« مسألة 556 » : إذا کانا شریکین فی دار مثلاً فتعاسرا، و امتنع أحدهما من الاذن فی جمیع التصرفات بحیث أدّی ذلک إلی الضرر رجع الشریک إلی الحاکم الشرعی لیأذن فی التصرف الأصلح حسب نظره.

« مسألة 557 » : إذا طلب أحد الشریکین القسمة فإن لزم الضرر منها لنقصان فی العین أو القیمة بما لا یتسامح فیه عادة لم تجب اجابته و إلا وجبت الإجابة و یجبر علیها لو امتنع.

« مسألة 558 » : إذا طلب الشریک بیع ما یترتب علی قسمته نقص لیقسم الثمن فانه تجب الاجابة و یجبر الشریک علیها لوامتنع.

« مسألة 559 » : إذا اشترط أحد الشریکین فی عقد لازم عدم القسمة إلی أجل بعینه لم تجب الإجابة حینئذ إلی أن ینتهی الأجل.

« مسألة 560 » : یکفی فی تحقق القسمة تعدیل السهام ثم القرعة و فی الاکتفاء بمجرد التراضی وجه لکن الاحوط استحبابا خلافه.

« مسألة 561 » : تصح قسمة الوقف مع الملک الطلق و لا تصح قسمة الوقف فی نفسه إذا کانت منافیة لشرط الواقف و إلا صحت.

« مسألة 562 » : الشریک المأذون أمین لا یضمن ما فی یده من المال المشترک إلا بالتعدی أو التفریط. و إذا إدّعی التلف قبل قوله مع یمینه، و کذلک یقبل قوله مع یمینه إذا ادّعی علیه التعدی أو التفریط فأنکر.

ص: 137

کتاب المضاربة

المضاربة هی أن یدفع الإنسان مالاً إلی غیره لیتجر فیه علی أن یکون الربح بینهما بالنصف أو الثلث أو نحو ذلک و یعتبر فیها أمور :

(الأول) : الإیجاب و القبول، و یکفی فیهما کل ما یدل علیهما من لفظ أو فعل أو نحو ذلک و لا یعتبر فیهما العربیة و لا الماضویة.

(الثانی) : البلوغ و العقل و الاختیار فی کل من المالک و العامل.

و أما عدم الحجر من سفه(1) أو فلس فهو انما یعتبر فی المالک دون العامل.

(الثالث) : تعیین حصة کل منهما من نصف أو ثلث أو نحو ذلک إلا أن یکون هناک تعارف خارجی ینصرف إلیه الاطلاق.

(الرابع) : أن یکون الربح بینهما فلو شرط مقدار منه لأجنبی لم تصح المضاربة إلا اذا اشترط علیه عمل متعلق بالتجارة.(2)

(الخامس) : أن یکون العامل قادرا علی التجارة فیما کان المقصود مباشرته للعمل فإذا کان عاجزا عنه لم تصح.


1- 1 . لا یخفی اعتبار الرّشد فی صحّة المعاملة و هو خلاف السّفه فکیف لا یکون عدم السفه معتبرا فی العامل الاّ ان یقال بکونه مأذوناً من ناحیة صاحب المال فلا یغتبر رشده ولا یضرّ سفاهته نعم الفلس لا یضر فیه.
2- 2 . او اشترط احدهما علی الآخر اعطاء مبلغ للاجنبی بعنوان شرط الفعل.

ص: 138

هذا إذا أخذت المباشرة قیدا، و أما إذا کانت شرطا لم تبطل المضاربة ولکن یثبت للمالک الخیار عند تخلف الشرط.

و أما إذا لم یکن لا هذا و لا ذاک و کان العامل عاجزا عن التجارة حتی مع الاستعانة بالغیر بطلت المضاربة.

و لا فرق فی البطلان بین تحقق العجز من الأول و طروه بعد حین فتنفسخ المضاربة من حین طروّ العجز.

« مسألة 563 » : الأقوی صحد المضاربة بغیر الذهب و الفضة المسکوکین بسکة المعاملة من الاوراق النقدیة و نحوها و فی صحتها بالمنفعة اشکال(1)، و أما الدین فلا تصح المضاربة فیه.

« مسألة 564 » : لا تعتبر فی صحة المضاربة ان یکون المال بید العامل فلو کان بید المالک و تصدی العامل للمعاملة صحت.

« مسألة 565 » : مقتضی عقد المضاربة الشرکة فی الربح و یکون لکل من العامل و المالک ما جعل له من الحصة نصفا أو ثلثا او نحو ذلک و إذا وقع فاسدا کان للعامل اجرة المثل و للمالک تمام الربح.

« مسألة 566 » : یجب علی العامل ان یقتصر علی التصرف المأذون فیه فلا یجوز التعدی عنه فلو أمره ان یبیعه بسعر معین او بلد معین او سوق معین أو جنس معین فلا یجوز التعدی عنه، و لو تعدی إلی غیره لم ینفذ تصرفه و توقف علی إجارة المالک.

« مسألة 567 » : لا یعتبر فی صحة المضاربة أن یکون المال معلوما قدرا و وصفا کما لا یعتبر أن یکون معینا(2) فلو أحضر المالک مالین و قال قارضتک بأحدهما صحت و إن کان الاحوط ان یکون معلوما کذلک و معیَّنا.


1- 1 . بل منع.
2- 2 . فیه منع. الاّ ان یرجع الی نظیر الواجب التّخییری. فلا یبعد الصّحة.

ص: 139

« مسألة 568 » : لا خسران علی العامل من دون تفریط و إذا اشترط المالک علی العامل ان تکون الخسارة علیهما کالربح فی ضمن العقد فالظاهر بطلان الشرط نعم لو اشترط علی العامل ان یتدارک الخسارة من کیسه اذا وقعت صح و لا بأس به.

« مسألة 569 » : إذاکان لشخص مال موجود فی یدغیره أمانة أوغیرها فضاربه علیه صح.

« مسألة 570 » : إذا کان المال فی یده غصبا أو لغیره مما تکون الید فیه ید ضمان فضاربه علیه فهل یرتفع الضمان بذلک أم لا؟ قولان، الأقوی هو الأول.(1)

و ذلک لأن عقد المضاربة فی نفسه و إن لم یقتض رضا المالک ببقاء المال فی یده لما عرفت من انه لا یعتبر فی صحته کون المال بید العامل إلا أن عقد المضاربة من المالک علی ذلک المال قرینة عرفیة علی رضاه ببقاء هذا المال فی یده و تصرفه فیه.

نعم إذا لم تکن قرینة علی ذلک لم یرتفع الضمان.

« مسألة 571 » : عقد المضاربة جائز من الطرفین فیجوز لکل منهما فسخه سواء أکان قبل الشروع فی العمل أم بعده، کان قبل تحقق الربح أو بعده کما انه لا فرق فی ذلک بین کونه مطلقا أو مقیدا إلی أجل خاص.

« مسألة 572 » : لا یجوز للعامل خلط رأس المال مع مال آخر لنفسه او غیره الا مع اذن المالک عموما او خصوصا و علیه فلو خلط بدون إذنه ضمن ما تلف تحت یده من ذلک المال ولکن هذا لا یضر بصحة المضاربة بل هی باقیة علی حالها و الربح بینهما علی النسبة.

« مسألة 573 » : یجوز للعامل مع اطلاق عقد المضاربة التصرف حسب ما یراه مصلحة من حیث البائع و المشتری و نوع الجنس نعم لا یجوز له ان یسافر به من دون إذن المالک إلا إذا کان هناک تعارف ینصرف الاطلاق إلیه و علیه فلو خالف و سافر


1- 1 . مع القرینة علی رضاه بکون المال عنده.

ص: 140

و تلف المال ضمن.

و کذا الحال فی کل تصرف و عمل خارج عن عقد المضاربة.

« مسألة 574 » : مع إطلاق العقد یجوز البیع حالاً و نسیئةً إذا کان البیع نسیئة امرا متعارفا فی الخارج یشمله الاطلاق و أما اذا لم یکن امرا متعارفا فلا یجوز بدون الاذن الخاص.

« مسألة 575 » : لو خالف العامل المضارب و باع نسیئة بدون إذنه فعندئذ ان استوفی الثمن قبل اطلاع المالک فهو، و ان اطلع المالک قبل الاستیفاء فان أجاز صح البیع و إلا بطل.

« مسألة 576 » : اطلاق العقد لا یقتضی بیع الجنس بالنقد بل یجوز بیع الجنس بجنس آخر أیضا(1) نعم لو کان الجنس من الاجناس التی لا رغبة للناس فیها أصلاً فعندئذ لا یجوز ذلک لانصراف الاطلاق عنه.

« مسألة 577 » : یجب علی العامل بعد عقد المضاربة العمل بما یعتاد بالنسبة الیه، و علیه ان یتولی ما یتولاه التاجر لنفسه من الامور المتعارفة فی التجارة اللائقة بحاله فیجوز له استئجار من یکون متعارفا استئجاره کالدلاّل و الحمّال و الوزّان و الکیّال و المحل و ما شاکل ذلک.

و من هنا یظهر انه لو استأجر فیما کان المتعارف مباشرته فیه بنفسه فالأجرة من ماله لا من الوسط کما انه لو تولی ما یتعارف الاستئجار جاز(2) له ان یأخذ الأجرة ان لم یتصد له مجانا.

« مسألة 578 » : نفقة سفر العامل من المأکل و المشرب و الملبس و المسکن و أجرة


1- 1 . إذا لم یکن متعارفا ففیه اشکال، بل منع.
2- 2 . علی اشکال.

ص: 141

الرکوب و غیر ذلک مما یصدق علیه النفقة من رأس المال اذا کان السفر بإذن المالک و لم یشترط نفقته علیه.

و کذلک الحال بالإضافة إلی کل ما یصرفه من الأموال فی طریق التجارة.

نعم ما یصرفه مما لا تتوقف علیه التجارة فعلی نفسه.

و المراد من النفقة هی اللا ئقة بحاله فلو أسرف حُسب علیه، نعم لو قتَّر علی نفسه أو حل ضیفا عند شخص لا یحسب له.

« مسألة 579 » : إذا کان شخص عاملاً لاثنین أو أکثر أو عاملاً لنفسه و لغیره توزعت النفقة علی نسبة العملین علی الأظهر لا علی نسبة المالین کما قیل.

« مسألة 580 » : لا یشترط فی استحقاق العامل النفقة تحقق الربح بل ینفق من أصل المال نعم إذا حصل الربح بعد هذا تحسب منه و یعطی المالک تمام رأس ماله ثم یقسّم الربح بینهما.

« مسألة 581 » : إذا مرض العامل فی السفر فإن لم یمنعه من شغله فله أخذ النفقة نعم لیس له(1) أخذ ما یحتاج إلیه للبرء من المرض و أما إذا منعه عن شغله فلیس له أخذ النفقة.

« مسألة 582 » : إذا فسخ العامل عقد المضاربة فی أثناء السفر أو انفسخ فنفقة الرجوع علیه لا علی المال المضارب به.(2)

« مسألة 583 » : إذا اختلف المالک و العامل فی انها مضاربة فاسدة أو قرض و لم یکن هناک دلیل معین لأحدهما فقد یکون الاختلاف من جهة أن العامل یدعی القرض لیکون الربح له و المالک یدعی المضاربة لئلا یکون علیه غیر أجرة المثل و یکون الربح له ففی مثل ذلک یتوجه الحلف علی المالک و بعده یحکم بکون الربح للمالک و ثبوت أجرة المثل للعامل.


1- 1 . علی اشکال خصوصا فی ما یعتاد من المرض.
2- 2 . و إذا فسخ المالک فلا یبعد کونها علی المال علی اشکال.

ص: 142

و قد یکون من جهة أن المالک یدعی القرض لدفع الخسارة عن نفسه أو لعدم اشتغال ذمته للعامل بشیء و العامل یدعی المضاربة الفاسدة فیحکم فیه بعد التحالف بکون الخسارة علی المالک و عدم اشتغال ذمته للعامل.

هذا اذا کان الاختلاف بینهما فی کونها مضاربة فاسدة أو قرضا و اما إذا کان الاختلاف بینهما فی انها مضاربة فاسدة أو بضاعة فالظاهر فی هذه الصورة ان یکون الربح تماما للمالک بعد حلف المالک ولا(1) یکون للعامل أجرة المثل.

« مسألة 584 » : یجوز أن یکون المالک واحدا و العامل متعددا سواء أکان المال أیضا واحدا أو کان متعددا، و سواء أکان العمال متساوین فی مقدار الجعل فی العمل أم کانوا متفاضلین.

و کذا یجوز أن یکون المالک متعددا و العامل واحدا.

« مسألة 585 » : إذا کان المال مشترکا بین شخصین و قارضا واحدا و اشترطا له النصف و تفاضلا فی النصف الآخر بأن جعل لأحدهما أکثر من الآخر مع تساویهما فی رأس المال أو تساویا فیه بأن کانت حصة کل منهما مساویة لحصة الآخر مع تفاضلهما فی رأس المال فالظاهر بطلان المضاربة(2) إذا لم تکن الزیادة فی مقابل عمل.

نعم لو کان المقصود من ذلک النقص علی حصة العامل بمعنی ان أحدهما قد جعل للعامل فی العمل بماله أقل مما جعله الآخر، مثلاً جعل أحدهما له ثلث ربح حصته و جعل الآخر له ثلثی ربح حصته صحت المضاربة.

« مسألة 586 » : تبطل المضاربة بموت کل من المالک و العامل اما علی الأول فلفرض انتقال المال إلی وارثه بعد موته فابقاء المال بید العامل یحتاج إلی مضاربة جدیدة. و أما علی الثانی فلفرض اختصاص الاذن به.


1- 1 . فیه تأمّل بل لا یبعد ثبوت اجرة المثل.
2- 2 . إذا کان شرط اعطاء الزّیادة من احدهما للآخر فلا مانع منه. لرجوعه الی شرط الفعل.

ص: 143

« مسألة 587 » : لا یجوز للعامل أن یُوَکِّل وکیلاً فی عمله أو یستأجر شخصا إلا بأذن المالک کما لا یجوز أن یضارب غیره الا بأذنه فلو فعل ذلک بدون إذنه و تلف ضمن.

نعم لا بأس بالاستئجار او التوکیل فی بعض المقدمات علی ما هو المتعارف فی الخارج المنصرف الیه ألاطلاق.

« مسألة 588 » : یجوز لکل من المالک و العامل ان یشترط علی الآخر فی ضمن عقد المضاربة مالاً او عملاً کخیاطة ثوب او نحوها او ایقاع بیع او صلح أو وکالة أو قرض أو نحو ذلک و یجب الوفاء بهذا الشرط سواء أتحقق الربح بینهما أم لم یتحقق. و سواء أکان عدم تحقق الربح من جهة مانع خارجی أم من جهة ترک العامل العمل بالتجارة.

« مسألة 589 » : مقتضی عقد المضاربة خارجا ملکیة العامل لحصته من حین ظهور الربح و لا تتوقف علی الانضاض او القسمة.

نعم لو عرض بعد ذلک خسران أو تلف یجبر به إلی أن تستقر ملکیة العامل.

و هل یکفی فی الاستقرار قسمة تمام الربح و المال بینهما فحسب من دون فسخ المضاربة خارجا أو لا یکفی؟ وجهان، الظاهر هو الأول لأنها فسخ فعلی.

و علیه فلا یکون التلف بعد القسمة محسوبا من الربح.

« مسألة 590 » : إذا ظهر الربح و تحقق فی الخارج فطلب احدهما قسمته فإن رضی الآخر فلا مانع منها و ان لم یرض فإن کان هو المالک فلیس للعامل إجباره علیها و إن کان هو العامل فالظاهر أن للمالک إجباره علیها.

« مسألة 591 » : إن اقتسما الربح ثم عرض الخسران فإن حصل بعده ربح جبر به إذا کان بمقداره أو أکثر و اما إذا أقل منه وجب علی العامل رد أقل الامرین من مقدار

ص: 144

الخسران(1) و ما أخذه من الربح.

« مسألة 592 » : إذا باع العامل حصته من الربح أو وهبها أو نحو ذلک ثم طرأت الخسارة علی مال المضاربة وجب علی العامل دفع أقل الأمرین(2) من قیمة ما باعه أو وهبه و مقدار الخسران.

و لا یکشف الخسران اللاحق عن بطلان البیع أو الهبة أو نحوهما بل هو فی حکم التلف.

« مسألة 593 » : لا فرق فی جبر الخسارة بالربح بین الربح السابق و اللاحق ما دام عقد المضاربة باقیا بل الأظهر الجبر و إن کانت الخسارة قبل الشروع فی التجارة کما إذا سرق فی أثناء سفر التجارة قبل الشروع فیها أو فی البلد قبل الشروع فی السفر.

هذا فی تلف البعض، و اما لو تلف الجمیع قبل الشروع فی التجارة فالظاهر انه موجب لبطلان المضاربة.

هذا فی التلف السماوی، و اما إذا أتلفه العامل أو الاجنبی فالمضاربة لا تبطل إذا أدی المتلف بدل التالف.

« مسألة 594 » : فسخ عقد المضاربة أو انفساخه تارة یکون قبل الشروع فی العمل


1- 1 . حق العبارة من مقدار نصیبه من الخسران. ویشکل هذا فانه لو فرض اصل المال 5000 ثمّ ربح الفین و اقتسماه ثمّ حصل خسارة والرّبح الحاصل بعدها کان اقّل من مقدار الخسارة کان کانت 4000 و الرّبح 500 فالباقی 3500 قبرّد العامل اقّل الامرین و هو الالف. لکن لو کانت الخسارة 500 فطبعا تکون اقّل من الرّبح المأخوذ و هو الالف. فلوردّه و ابقی 500 فجمیع المال و الرّبح مع کسر الخسارة 6500 و للمالک 5000 اصل المال و 750 و للعامل أیضا 750 مع ان الباقی عنده 500 فلیتدّبر.
2- 2 . یجری هنا ما ذکرنا فی المسئلة السّابقة. فظاهر العبارة لیس بمراد. بل المراد. اقلّ الامرین من نصیبه من الخسران و الرّبح.

ص: 145

و أخری بعده و قبل ظهور الربح و علی کلا التقدیرین لا شیء للمالک و لا علیه و کذا العامل من دون فرق بین أن یکون الفسخ من العامل او المالک.

« مسألة 595 » : لو کان الفسخ من العامل بعد السفر بإذن المالک و صرف مقدار من رأس المال فی نفقته فالاحتیاط فی هذه الصورة بإرضاء المالک لا یترک.

« مسألة 596 » : إذا کان الفسخ أو الانفساخ بعد حصول الربح فإن رضی کل من المالک و العامل بالقسمة فلا کلام و ان لم یرض أحدهما أجبر علیها.

« مسألة 597 » : إذا کانت فی مال المضاربة دیون فهل یجب علی العامل أخذها بعد الفسخ أو الانفساخ أو لا وجهان، و الوجوب ان لم یکن أقوی فهو أحوط.

« مسألة 598 » : لا یجب علی العامل بعد الفسخ إلا التخلیة بین المالک و بین ماله و أما الایصال إلیه فلا یجب إلا إذا أرسله إلی بلد آخر فعندئذ الأظهر وجوب الرد إلی بلده.

« مسألة 599 » : إذا اختلف المالک و العامل فی مقدار رأس المال الذی أعطاه للعامل بأن ادعی المالک الزیادة و أنکرها العامل قدِّم قول العامل مع یمینه إذا لم تکن للمالک بینة علیها.

و لا فرق فی ذلک بین کون رأس المال موجودا أو تالفا مع ضمان العامل.

« مسألة 600 » : إذا اختلفا فی مقدار نصیب العامل بأن یدعی المالک الأقل و العامل یدعی الأکثر فالقول قول المالک.(1)

« مسألة 601 » : إذا ادعی المالک علی العامل الخیانة و التفریط فالقول قول العامل.

« مسألة 602 » : لو ادعی المالک علی العامل أنه شرط علیه بأن لایشتری الجنس الفلانی أو لا یبیع من فلان أن نحو ذلک و العامل ینکره فالقول قول المالک(2) فإن الشک یرجع إلی أن المالک هل أذن فیما یدعیه العامل أم لا فالأصل عدمه.


1- 1 . مع یمینه و کذا فی المسئلة الآتیة.
2- 2 . ما ذکره و ان کان قریبا بالنظر الی تحلیل الشکّ. لکن قبول قول العامل لا یخلو من قوّة.

ص: 146

« مسألة 603 » : لو ادعی العامل التلف و أنکره المالک قُدِّم قول العامل(1) و کذا الحال إذا ادعی الخسارة أو عدم الریح أو عدم حصول المطالبات مع فرض کونه مأذونا فی المعاملات النسیئة.

« مسألة 604 » : لا فرق فی سماع قول العامل فی هذه الفروض بین أن تکون الدعوی قبل فسخ المضاربة أو بعده بل الأظهر سماع قوله حتی فیما إذا ادعی بعد الفسخ التلف بعده.

« مسألة 605 » : إذا مات العامل و کان عنده مال المضاربد فإن کان معلوما بعینه فلا کلام، و إن علم بوجوده فی الترکة من غیر تعیین فیأخذ المالک مقدار ماله منها و لا یکون(2) المالک شریکا مع الورثة بالنسبة علی الأظهر الأقوی(3).

« مسألة 606 » : إذا کان رأس المال مشترکا بین شخصین فضاربا واحدا ثم فسخ أحد الشریکین دون الآخر فالظاهر بقاء عقد المضاربة بالإضافة إلی حصة الآخر.

« مسألة 607 » : إذا أخذ العامل مال المضاربة و أبقاه عنده و لم یتجر به إلی مدة قلیلة أو کثیرة لم یستحق المالک علیه غیر أصل المال، و إن کان عاصیا فی تعطیل مال الغیر.

« مسألة 608 » : إذا اشترط العامل علی المالک فی عقد المضاربة عدم کون الربح جابرا للخسران المتقدم علی الربح أو المتأخر عنه فالظاهر الصحة.


1- 1 . مع یمینه او اقامة البینّة لو کان متّهما.
2- 2 . و یکون.
3- 3 . علی المشهور و لا یخلو من اشکال. بل یأخذ مقداره من التّرکة بالتّصالح و ربما قیل بالقرعة.

ص: 147

کتاب الودیعة

و هی من العقود(1) الجائزة و مفادها الائتمان فی الحفظ.

« مسألة 609 » : یجب علی الودعی حفظ الودیعة(2) بمجری العادة و إذا عین المالک محرزا، تعین، فلو خالف ضمن إلا مع الخوف إذا لم ینص المالک علی الخوف و إلا ضمن حتی مع الخوف.

« مسألة 610 » : یضمن الودعی الودیعة لو تصرف فیها تصرفا منافیا للاستئمان و موجبا لصدق الخیانة کما إذا خلطها بماله بحیث لا تتمیز أو أودعه کیسا مختوما ففتح ختمه أو أودعه طعاما فأکل بعضه أو دراهم فاستقرض بعضها.

« مسألة 611 » : إذا أودعه کیسین فتصرف فی أحدهما ضمنه دون الآخر.

« مسألة 612 » : إذا کان التصرف لا یوجب صدق الخیانة کما إذا کتب علی الکیس بیتا من الشعر أو نقش علیه نقشا أو نحو ذلک فإنه لا یوجب ضمان الودیعة و إن کان التصرف حراما لکونه غیر مأذون فیه.


1- 1 . فیعتبر فیها ما یعتبر فی العقود من کمال الطرفین بالبلوغ و العقل و الاختیار و عدم حجر المودع.
2- 2 . إذا فبضها و صارت تحت استیلائه باذن المودع.

ص: 148

« مسألة 613 » : یجب علی الودعی علف الدابة و سقیها و یرجع به علی المالک.

« مسألة 614 » : إذا فرط الودعی ضمن و لا یزول الضمان إلا بالرد إلی المالک أو الإبراء منه.

« مسألة 615 » : یجب(1)4 . وح فامّا ان یقیم البینّة او یستحلف لما ورد فی بعض روایات الاجارة (ان اتهمّته فاستحلفه المستمک 11 / 149.(2) علی الودعی أن یحلف للظالم و یورِّی إن أمکن و لو أقرّ له ضمن.

« مسألة 616 » : یجب رد الودیعة إلی المودع أو وارثه بعد موته و إن کان کافرا إلا إذا کان المودع غاصبا فلا یجوز ردها إلیه بل یجب ردها إلی مالکها فإن ردها إلی المودع ضمن.(3)

و لو جهل المالک عرّف بها فإن لم یعرفه تصدق بها عنه.

فإن وجد و لم یرض بذلک فالأظهر(4) عدم الضمان و لو أجبره الغاصب علی أخذها منه لم یضمن.

« مسألة 617 » : إذا أودعه الکافر الحربی فالأحوط إنه تحرم علیه الخیانة و لم یصح له تملک المال و لا بیعه.

« مسألة 618 » : إذا اختلف المالک و الودعی فی التفریط أو قیمة العین کان القول قول الودعی مع یمینه و کذلک إذا اختلفا فی التلف إن لم یکن الودعی متهما.(4)


1- 1 . لروایة اسماعیل بن سعد عن الرضا علیه السلام و روایة (وسائل الشیعة، ج 16 الباب 12 / ح 1 _ 7 _ 12 _ 13، من ابواب الایمان) الحلبی عن ابی عبداللّه علیه السلام و روایتی معمربن یحیی و اسماعیل
2- الجعفی عن ابی جعفر علیه السلام.
3- 2 . و الاحوط لو لم یکن اقوی کون التّعریف سنة الاّ ان یعلم عدم العثور علی مالکه.
4- 3 . الضّمان لو لم یکن اقوی فهو احوط.

ص: 149

« مسألة 619 » : إذا اختلفا فی الرد فالأظهر(1) إن القول قول المالک مع یمینه و کذلک إذا اختلفا(2) فی أنها دین أو ودیعة مع التلف.

« مسألة 620 » : لا یصح إیداع الصبی و المجنون فإن لم یکن ممیزا لم یضمن الودیعة حتی إذا أتلف و کذلک المجنون.

« مسألة 621 » : إذا کان الودعی صبیا ممیزا ضمن بالإتلاف. و لا یضمن بمجرد القبض. و لا سیما إذا کان بإذن الولی و فی ضمانه بالتفریط و الإهمال إشکال و الأظهر(3) الضمان.


1- 1 . فیه اشکال لما فی الجواهر، 27 / 148، من الاجماع علی تصدیق الودعیّ و علیه الیمین.
2- 2 . لماورد فی صحیحة (أو موثّقة) اسحاق بن عمّار عن ابی الحسن علیه السّلام من الزام مدعّی اخذ الف درهم قرضا و یدعّی صاحبه انها ودیعة. المال. الاّ ان یقیم البینّة انّها کانت ودیعة. (وسائل الشیعه، 13، الباب 7/1 من احکام الودیعة)
3- 3 . فی کونه اظهر تأمّل، نعم هو موافق للاحتیاط.

ص: 150

کتاب العاریة

و هی التسلیط(1) علی العین للانتفاع بها مجانا.

« مسألة 622 » : یشترط فی العاریة کون المعیر کاملاً بالبلوغ و العقل جائز التّصرف مختارا فلا تصّح اعارة غیر البالغ و لا المجنون و لا ممنوع التصرّف للرقّ او غیره نعم تصّح لغیر البالغ مع اذن الولّی و وجود المصلحة، و فی کفایة عدم المفسدة وجه. و لا نّصح اعارة المکره. و هل تّصح استعارة الصبیّ الممیزّ؟ (وجهان ففی الجواهر27161 لاتّصح. لکن لا تبعد الصحّة. و هل یضمن ضمان البالغ اذا تعّدی)؟ وجهان.

« مسألة 623 » : کل عین مملوکة یصح الانتفاع بها مع بقائها تصح إعارتها، و تجوز إعارة ما تملک منفعته و إن لم تملک عینه.

« مسألة 624 » : ینتفع المستعیر علی العادة الجاریة و لا یجوز له التعدی عن ذلک فإن تعدی ضمن و لا یضمن مع عدمه إلا أن یشترط علیه الضمان أو تکون العین من الذهب أو الفضة و إن لم یکونا مسکوکین علی اشکال ضعیف، و لو اشترط عدم الضمان فیهما صح.


1- 1 . هذا بالنّسبته الی المعیر اما بالنسبة للمستعیر. هیالتسلّط علی العین للانتفاع بها مجّانا باذن صاحبها.

ص: 151

« مسألة 625 » : إذا نقصت العین المستعارة بالاستعمال المأذون فیه لم تضمن، و إذا استعار من الغاصب ضمن فإن کان جاهلاً رجع علی المعیر بما أخذ منه إذا کان قد غرّه.(1)

« مسألة 626 » : إذا أذن له فی انتفاع خاص لم یجز التعدی عنه إلی غیره و إن کان معتادا.

« مسألة 627 » : تصح الإعارة للرهن و للمالک المطالبة بالفک بعد المدة بل قیل له المطالبة قبلها أیضا و لا یبطل الرهن.

« مسألة 628 » : إذا لم یفک الرهن جاز بیع العین فی وفاء الدین(2) فإن کان(3) الرهن عاریة ضمن(4) المستعیر العین بما بیعت به إلا أن تباع بأقل من قیمة المثل.

و فی ضمان الراهن العین لو تلفت بغیر الفک إشکال و الظاهر عدم(5) الضمان إلا مع اشتراطه.


1- 1 . یقوی الرّجوع مطلقا.
2- 2 . علی النّحو المذکور فی ما یأتی من مسئلة (832).
3- 3 . فإن کان الرهن عاریة (زائد) .
4- 4 . وح ضمن.
5- 5 . لا یخلو من تأمّل و کلام.

ص: 152

کتاب اللقطة

و هی المال الضائع الذی لا ید لأحد علیه، المجهول مالکه.

« مسألة 629 » : الضائع اما إنسان أو حیوان أو غیرهما من الأموال.

(والأول) : یسمی لقیطا.(1)

(والثانی) : یسمی ضالة.

(والثالث) : یسمی لقطة بالمعنی الأخص.

« مسألة 630 » : لقیط دار الإسلام محکوم بحریته و کذا لقیط دار الکفر إذا کان فیها مسلم أو ذمی یمکن تولده منه و وارثه الإِمام إذا لم یکن له وارث و کذلک الإمام عاقلته، و إذا بلغ رشیدا فأقر برقیّته قُبل منه.

« مسألة 631 » : لقیط دار الکفر إذا لم یکن فیها مسلم أو ذمی یمکن تولده منه یجوز استرقاقه.

« مسألة 632 » : أخذ اللقیط واجب علی الکفایة إذا توقف علیه حفظه فإذا أخذه کان أحق بتربیته و حضانته من غیره إلا أن یوجد من له الولایة علیه لنسب أو غیره فیجب دفعه إلیه حینئذ و لا یجری علیه حکم الالتقاط.


1- 1 . و هو غیر ممیّز و فی الممیّز اشکال الاّ اذا کان صغیرا عاجزا عن دفع ضرورته لا کافل له.

ص: 153

« مسألة 633 » : ما کان فی ید اللقیط من مال محکوم بأنه ملکه.

« مسألة 634 » : یشترط فی ملتقط الصبی البلوغ و العقل و الحریة فلا اعتبار بالتقاط الصبی و المجنون و العبد إلا بإذن مولاه بل یشترط الإسلام فیه إذا کان اللقیط محکوما بإسلامه، فلو التقط الکافر صبیا فی دار الإسلام لم یجر علی التقاطه أحکام الالتقاط و لا یکون أحق بحضانته.

« مسألة 635 » : اللقیط إن وجد متبرع بنفقته أنفق علیه و إلا فإن کان له مال أنفق علیه منه بعد الاستئذان من الحاکم الشرعی أو من یقوم مقامه و إلا أنفق الملتقط من ماله علیه و رجع بها علیه إن لم یکن قد تبرع بها و إلا لم یرجع.

« مسألة 636 » : یکره أخذ الضالة حتی لو خیف علیها التلف.

« مسألة 637 » : إذا وجد حیوان فی غیر العمران کالبراری و الجبال و الآجام و الفلوات و نحوها من المواضع الخالیة من السکان فإن کان الحیوان یحفظ نفسه و یمتنع عن السباع لکبر جثته أو سرعة عدوه أو قوته کالبعیر و الفرس و الجاموس و الثور و نحوها لم یجز أخذه سواء أکان فی کلاء و ماء أم لم یکن فیهما إذا کان صحیحا یقوی علی السعی إلیهما.

فإن أخذه الواجد حینئذ کان آثما و ضامنا له و تجب علیه نفقته و لا یرجع بها علی المالک.

و إذا استوفی شیئا من نمائه کلبنه و صوفه کان علیه مثله أو قیمته.

و إذا رکبه أو حمَّله حملاً کان علیه أجرته و لا یبرأ من ضمانه إلا بدفعه إلی مالکه.

نعم إذا یئس من الوصول إلیه و معرفته تصدق به عنه بإذن الحاکم الشرعی.

« مسألة 638 » : إن کان الحیوان لا یقوی علی الامتناع من السباع جاز أخذه کالشاة و أطفال الإبل و البقر و الخیل و الحمیر و نحوها.

ص: 154

فإن أخذه عرّفه فی موضع الالتقاط و الأحوط أن یعرّفه فی ما حول موضع الالتقاط أیضا فإن لم یعرف المالک جاز له تملکها و التصرف فیها بالأکل و البیع.

و المشهور أنه یضمنها حینئذ بقیمتها، لکن من الظاهر أن الضمان مشروط بمطالبة المالک، فإذا جاء صاحبها و طلبها وجب علیه دفع القیمة(1)، و جاز له أیضا إبقاؤها عنده إلی أن یعرف صاحبها و لا ضمان علیه حینئذ.

« مسألة 639 » : إذا ترک الحیوان صاحبه فی الطریق فإن کان قد أعرض عنه جاز لکل أحد تملکه کالمباحات الأصلیة و لا ضمان علی الاخذ و إذا ترکه عن جهد و کلل بحیث لا یقدر أن یبقی عنده و لا یقدر أن یأخذه معه. فإذا کان الموضع الذی ترکه فیه لا یقدر الحیوان علی التعیش فیه لأنه لا ماء و لا کلاء و لا یقوی الحیوان فیه علی السعی إلیهما جاز لکل أحد أخذه و تملکه.

و أما إذا کان الحیوان یقدر فیه علی التعیّش لم یجز لأحد أخذه و لا تملکه فمن أخذه کان ضامنا له.

و کذا إذا ترکه عن جهد و کان ناویا للرجوع إلیه قبل ورود الخطر علیه.

« مسألة 640 » : إذا وجد الحیوان فی العمران و هو المواضع المسکونة التی یکون الحیوان فیها مأمونا کالبلاد و القری و ما حولها ممّا یتعارف وصول الحیوان منها إلیه لم یجز له أخذه و من أخذه ضمنه و یجب علیه التعریف(2) و یبقی فی یده مضمونا إلی أن یؤدیه إلی مالکه فإن یئس منه تصدق به بإذن الحاکم الشرعی.

نعم إذا کان غیر مأمون من التلف عادة لبعض الطواری ء لم یبعد جریان حکم غیر العمران علیه من جواز تملکه فی الحال بعد التعریف و من ضمانه له کما سبق.

« مسألة 641 » : إذا دخلت الدجاجة أو السخلة فی دار إنسان لا یجوز له أخذها


1- 1 . لکن الاحوط مختار المشهور.
2- 2 . و الاحوط کونه لمدّة سنة و انکان الاکتفاء بما بطمئنّ بالعثور علی مالکه لاقل من سنة قویّا.

ص: 155

و یجوز إخراجها من الدار و لیس علیه شیء إذا لم یکن قد أخذها، أما إذا أخذها ففی جریان حکم اللقطة علیها اشکال و الأحوط التعریف بها حتی یحصل الیأس من معرفة مالکها ثم یتصدق بها و لا یبعد(1) عدم ضمانها لصاحبها إذا ظهر.

« مسألة 642 » : إذا احتاجت الضالة(2) إلی نفقة فإن وجد متبرع بها أنفق علیها و إلا أنفق علیها من ماله و رجع بها علی المالک.(3)

« مسألة 643 » : إذا کان للضالة(4) نماء أو منفعة استوفاها الآخذ یکون ذلک بدل ما أنفقه علیها ولکن لا بد أن یکون ذلک بحساب القیمة علی الأقوی.

« مسألة 644 » : کل مال لیس حیوانا و لا إنسانا إذا کان ضائعا و مجهول المالک و هو المسمی : لقطة بالمعنی الأخص یجوز أخذه علی کراهة و لا فرق بین ما یوجد فی الحرم و غیره و إن کانت کراهة الأخذ فی الأول أشد و آکد.

« مسألة 645 » : لو انکسرت سفینة فی البحر فما أخرجه من متاعها فهو لصاحبه و ما أخرج بالغوص فهو لمخرجه إذا کان صاحبه قد ترکه.

« مسألة 646 » : اللقطة المذکورة إن کانت قیمتها دون الدرهم جاز تملکها بمجرد الأخذ و لا یجب فیها التعریف و لا الفحص عن مالکها.

ثم إذا جاءالمالک فإن کانت العین موجودة ردّها إلیه و إن کانت تالفة لم یکن علیه البدل.

« مسألة 647 » : إذا کانت قیمة اللقطة درهما فما زاد وجب علی الملتقط التعریف بها و الفحص عن مالکها فإن لم یعرفه فإن کان قد إلتقطها فی الحرم فالأحوط أن


1- 1 . الاحوط الضمان .
2- 2 . التی یجوز اخذها .
3- 3 . و ان لم یجز اخذ الضالّة او الحیوان و انفق علیها فالظاهر عدم الرجوع بالنفقة علی مالکها کما مر فی المسئلة 637.
4- 4 . التّی یجوز اخذها و الاّ فکما سبق.

ص: 156

یتصدق بها عن مالکها(1) و لیس له تملکها و إن التقطها فی غیر الحرم تخیّر بین أمور ثلاثة : تملکها مع الضمان، و التصدق بها مع الضمان، و إبقاؤها أمانة فی یده بلا ضمان.

« مسألة 648 » : المدار فی القیمة علی مکان الالتقاط و زمانه دون غیره من الأمکنة و الأزمنة.

« مسألة 649 » : المراد من الدرهم ما یساوی (6 ، 12) حمصة من الفضة المسکوکة فإن عشرة دراهم تساوی خمسة مثاقیل صیرفیة و ربع مثقال.

« مسألة 650 » : إذا کان المال الملتقط مما لا یمکن تعریفه إما لأنه لا علامة فیه کالمسکوکات المفردة و المصنوعات بالمصانع المتداولة فی هذه الأزمنة أو لأن مالکه قد سافر إلی البلاد البعیدة التی یتعذر الوصول إلیها أو لأن الملتقط یخاف من الخطر و التهمة إن عرّف به أو نحو ذلک من الموانع سقط التعریف و الأحوط التصدق به عنه، و جواز التملک لا یخلو من إشکال و إن کان الأظهر(2) جوازه فیما لا علامة له.(3)

« مسألة 651 » : تجب المبادرة إلی التعریف من حین الالتقاط إلی تمام السنة علی وجه التوالی فإن لم یبادر إلیه کان عاصیا ولکن لا یسقط وجوب التعریف عنه بل تجب المبادرة إلیه بعد ذلک إلی أن ییأس(4) من المالک.

و کذا الحکم لو بادر إلیه من حین الالتقاط ولکن ترکه بعد ستة أشهر مثلاً حتی تمت السنة.

فإذا تم التعریف تخیر(5) بین التصدق و الإیقاء للمالک.


1- 1 . و یقوی ابقاءها امانة عنده.
2- 2 . الاظهر زائد،
3- 3 . قوّیا.
4- 4 . بل یکفی التّعریف سنة منفردة و ان قیل یکفی بقیّة السّنة و کذا فی الفرع الآتی .
5- 5 . بل بین الامور الثلاثة المتقّدمة و انکان الاحوط عدم التّملک.

ص: 157

« مسألة 652 » : إذا کان الملتقط قد ترک المبادرة إلی التعریف من حین الالتقاط لعذر أو ترک الاستمرار علیه کذلک إلی إنتهاء السنة فالحکم کما تقدم فیتخیر(1) بین التصدق و الإبقاء للمالک غیر إنه لا یکون عاصیا.

« مسألة 653 » : لا تجب مباشرة الملتقط للتعریف فیجوز له الاستنابة فیه بلا أجرة أو بأجرة، و الأقوی کون الأجرة علیه لا علی المالک و إن کان الالتقاط بنیة إیقائها فی یده للمالک.

« مسألة 654 » : إذا عرّفها سنة کاملة، فقد عرفت انه یتخیر بین التصدق و غیره من الأمور المتقدمة، و لا یشترط فی التخییر بینها الیأس من معرفة المالک.

« مسألة 655 » : إذا کان الملتقط یعلم بالوصول إلی المالک لو زاد فی التعریف علی السنة فالأحوط لو لم یکن أقوی لزوم التعریف حینئذ و عدم جواز التملک أو التصدق.

« مسألة 656 » : إذا کانت اللقطة مما لا تبقی کالخضر و الفواکه و اللحم و نحوها جاز أن یقوّمها الملتقط علی نفسه و یتصرف فیها بما شاء من أکل و نحوه و یبقی الثمن فی ذمته للمالک.

کما یجوز له أیضا بیعها علی غیره و یحفظ ثمنها للمالک و الأحوط أن یکون بیعها علی غیره بإذن الحاکم الشرعی و لا یسقط التعریف عنه عی الأحوط بل یحفظ صفاتها و یعرف بها سنة فإن وجد صاحبها دفع إلیه الثمن الذی باعها به أو القیمة التی فی ذمته و إلا لم یبعد جریان التخییر المتقدم.


1- 1 . بین الامور الثلاثة. کما سبق الاحتیاط فی عدم التملکّ و انکان ضعیفا.

ص: 158

« مسألة 657 » : إذا ضاعت اللقطة من الملتقط فالتقطها آخر وجب علیه التعریف بها سنة فإن وجد المالک دفعها إلیه و إن لم یجده و وجد الملتقط الأول جاز دفعها إلیه إذا کان واثقا بأنه یعمل بوظیفته و علیه إکمال التعریف سنة و لو بضمیمة تعریف الملتقط الثانی فإن لم یجد أحدهما حتی تمت السنة جری التخییر المتقدم من التملک و التصدق و الإبقاء للمالک.

« مسألة 658 » : قد عرفت أنه یعتبر تتابع التعریف طوال السنة فقال بعضهم یتحقق التتابع بأن لا ینسی اتصال الثانی بما سبقه و یظهر انه تکرار لما سبق و نسب إلی المشهور إنه یعتبر فیه أن یکون فی الأسبوع الأول کل یوم مرة، و فی بقیة الشهر الأول کل أسبوع مرة، و فی بقیة الشهور کل شهر مرة.

و کلا القولین مشکل و اللازم الرجوع إلی العرف فیه و لا یبعد صدقه إذا کان فی کل ثلاثة أیام.(1)

« مسألة 659 » : یجب أن یکون التعریف فی موضع الالتقاط و لا یجزی ء فی غیره.

« مسألة 660 » : إذا کان الالتقاط فی طریق عام أو فی السوق أو میدان البلد و نحو ذلک وجب أن یکون التعریف فی مجامع الناس کالأسواق و محل إقامة الجماعات و المجالس العامة و نحو ذلک مما یکون مظنة وجود المالک.

« مسألة 661 » : إذا کان الالتقاط فی القفار و البراری فإن کان فیها نزّال عرّفهم و إن کانت خالیة فالأحوط التعریف فی المواضع القریبة التی هی مظنة وجود المالک.

« مسألة 662 » : إذا التقط فی موضع الغربة جاز له السفر و استنابة شخص أمین فی التعریف و لا یجوز السفر بها إلی بلده.

« مسألة 663 » : إذا التقطها فی منزل السفر جاز له السفر بها و التعریف بها فی بلد المسافرین.

« مسألة 664 » : إذا التقط فی بلده جاز له السفر و استنابة أمین فی التعریف.


1- 1 . بل و ازید کخمسة او ستّة او اسبوع.

ص: 159

« مسألة 665 » : اللازم فی عبارة التعریف مراعاة ما هو أقرب إلی تنبیه السامع لتفقد المال الضائع و ذکر صفاته للملتقط.

فلا یکفی أن یقول من ضاع له شیء أو مال بل لا بد أن یقال من ضاع له ذهب أو فضة أو إناء أو ثوب أو نحو ذلک مع الاحتفاظ ببقاء إبهام للّقطة فلا یذکر جمیع صفاتها.

و بالجملة یتحری ما هو أقرب إلی الوصول إلی المالک فلا یجدی المبهم المحض و لا المتعین المحض بل أمر بین الأمرین.

« مسألة 666 » : إذا وجد مقدارا من الدراهم أو الدنانیر و أمکن معرفة صاحبها بسبب بعض الخصوصیات التی هی فیها مثل العدد الخاص و الزمان الخاص و المکان الخاص وجب التعریف و لا تکون حینئذ مما لا علامة له الذی تقدم سقوط التعریف فیه.

« مسألة 667 » : إذا التقط الصبی أو المجنون فإن کانت اللقطة دون الدرهم جاز للولی أن یقصد تملکها لهما و إن کانت درهما فما زاد جاز لولیهما(1) التعریف بها سنة و بعد التعریف سواء أکان من الولی أم من غیره یجری التخییر المتقدم.

« مسألة 668 » : إذا تملک الملتقط اللقطة بعد التعریف فعرف صاحبها فإن کانت العین موجودة دفعها إلیه. و لیس للمالک المطالبة بالبدل، و إن کانت تالفة أو منتقلة منه إلی غیره ببیع أو صلح أو هبة أو نحوها کان للمالک علیه البدل و هو المثل فی المثلی، و القیمة فی القیمی.

« مسألة 669 » : إذا تصدق الملتقط بها فعرف صاحبها غرم له المثل أو القیمة و لیس له الرجوع بالعین إن کانت موجودة و لا الرجوع علی المتصدق علیه بالمثل أو القیمة إن کانت مفقودة.


1- 1 . بل الاحوط.

ص: 160

هذا إذا لم یرض المالک بالصدقة و إلا فلا رجوع له علی أحد و کان له أجر التصدق.

« مسألة 670 » : اللقطة أمانة فی ید الملتقط لا یضمنها إلا بالتعدی علیها أو التفریط بها و لا فرق بین مدة التعریف و ما بعدها.

نعم إذا تملکها أو تصدق بها ضمنها علی ما عرفت.

« مسألة 671 » : المشهور جواز دفع الملتقط اللقطة إلی الحاکم فیسقط وجوب التعریف عن الملتقط و فیه إشکال.

و کذا الإشکال فی جواز أخذ الحاکم لها أو وجوب قبولها.

« مسألة 672 » : إذا شهدت البینة بأن مالک اللقطة فلان وجب دفعها إلیه وسقط التعریف سواء أکان ذلک قبل التعریف أم فی أثنائه أم بعده قبل التملک أم بعده.

نعم إذا کان بعد التملک فقد عرفت أنه إذا کانت موجودة عنده دفعها إلیه، و إن کانت تالفة أو بمنزلة التالفة دفع إلیه البدل و کذا إذا تصدق بها و لم یرض المالک بالصدقة.

« مسألة 673 » : إذا تلفت العین قبل التعریف فإن کانت غیر مضمونة بأن لم یکن تعد أو تفریط سقط التعریف و إذا کانت مضمونة لم یسقط.

و کذا إذا کان التلف فی أثناء التعریف ففی الصورة الأولی یسقط التعریف و فی الصورة الثانیة یجب إکماله فإذا عرف المالک دفع إلیه المثل أو القیمة.

« مسألة 674 » : إذا ادعی اللقطة مدع و علم صدقه وجب دفعها إلیه و کذا إذا وصفها بصفاتها الموجودة فیها مع حصول الاطمئنان بصدقه و لا یکفی مجرد التوصیف(1) بل لا یکفی حصول الظن أیضا.

« مسألة 675 » : إذا عرف المالک و قد حصل للّقطة نماء متصل دفع إلیه العین و النماء سواء حصل النماء قبل التملک أم بعده.


1- 1 . الاحسن (الوصف).

ص: 161

« مسألة 676 » : إذا حصل للقطة نماء منفصل فإن حصل قبل التملک کان للمالک و إن حصل بعده کان للملتقط.

« مسألة 677 » : إذا لم یعرف المالک و قد حصل للّقطة نماء فإن کان متصلاً ملکه الملتقط تبعا لتملک اللقطة، و أما إذا کان منفصلاً ففی جواز تملکه إشکال(1) و الأحوط التصدق به.

« مسألة 678 » : لو عرف المالک ولکن لم یمکن إیصال اللقطة إلیه و لا إلی وکیله فإن أمکن الاستیذان منه فی التصرف فیها و لو بمثل الصدقة عنه أو دفعها إلی أقاربه أو نحو ذلک تعین و إلا تعین التصدق بها عنه.

« مسألة 679 » : إذا مات الملتقط فإن کان بعد التعریف و التملک انتقلت إلی وارثه کسائر أملاکه.

و إن کان بعد التعریف و قبل التملک فالمشهور قیام الوارث مقامه فی التخییر بین الأمور الثلاثة أو الأمرین.

و إن کان قبل التعریف قام الوارث مقامه فیه، و إن کان فی أثنائه قام مقامه فی إتمامه.

فإذا تم التعریف تخیّر الوارث بین الأمور الثلاثة أو الاثنین. و الأحوط(2) إجراء حکم مجهول المالک علیه فی التعریف به إلی أن یحصل الیأس من الوصول إلی مالکه ثم یتصدق به عنه.(3)

« مسألة 680 » : إذا وجد مالاً فی صندوقه و لم یعلم أنه له أو لغیره فإن کان لا یدخل أحد یده فی صندوقه فهو له.

و إن کان یدخل أحد یده فی صندوقه عرّفه إیّاه فإن عرفه دفعه إلیه و إن أنکره فهو له


1- 1 . و ان لم یکن بعیداً.
2- 2 . فی اتمام التعریف و لم یتملکّ.
3- 3 . و فیالموردین الا خیرین فالمشهور منصور.

ص: 162

و إن جهله لم یبعد الرجوع إلی القرعة کما فی سائر موارد تردد المال بین مالکین.

هذا إذا کان الغیر محصورا، أما إذا لم یکن فلا یبعد الرجوع إلی القرعة فإن خرجت باسم غیره فحص عن المالک و بعد الیأس منه تصدق به عنه.

« مسألة 681 » : إذا وجد مالاً فی داره و لم یعلم أنه له أو لغیره فإن لم یدخلها أحد غیره أو یدخلها قلیل(1) فهو له و إن کان یدخلها کثیر کما فی المضائف و نحوها جری علیه حکم اللقطة.

« مسألة 682 » : إذا تبدلت عباءة إنسان بعباءة غیره أو حذاؤه بحذاء غیره فإن علم أن الذی بدله قد تعمّد ذلک جاز له له أخذ البدل من باب المقاصة، فإن کانت قیمته أکثر من ماله تصدق بالزائد إن لم یمکن إیصاله إلی المالک.

و إن لم یعلم أنه قد تعمد ذلک فإن علم رضاه بالتصرف جاز له التصرف فیه و إلا جری علیه حکم مجهول المالک. فیفحص عن المالک، فإن یئس منه ففی جواز أخذه وفاء عمّا أخذه إشکال، و الأحوط التصدق به بإذن الحاکم الشرعی، و أحوط منه أخذه وفاءا ثم التصدق به عن صاحبه کل ذلک بإذن الحاکم الشرعی.


1- 1 . یشکل کونه له. بل الظّاهر کون حکمه کالمسئلة السّابقة.

ص: 163

کتاب الغصب

و هو حرام عقلاً و شرعا و یتحقق بالاستیلاء علی مال الغیر(1) ظلما و إن کان عقارا و یضمن تمامه بالاستقلال، و لو سکن الدار قهرا مع المالک ضمن النصف لو کانت بینهما بنسبة واحدة و لو اختلفت فبتلک النسبة و یضمن المنفعة إذا کانت مستوفاة، و کذا إذا فاتت تحت یده، و لو غصب الحامل ضمن الحمل.

« مسألة 683 » : لو منع المالک من إمساک الدابة المرسلة فشردت أو من القعود علی بساطه فسرق لم یضمن ما لم یستند الاتلاف إلیه و إلا فیضمن.

« مسألة 684 » : لو غصب من الغاصب تخیر المالک فی الاستیفاء ممن شاء، فإن رجع علی الأول رجع الأول علی الثانی و إن رجع علی الثانی لم یرجع علی الأول.

« مسألة 685 » : إذا استولی علی حرّ فتلف عنده فلا ضمان علی المستولی و إن کان الحرّ صغیرا إلا أن یکون تلفه مستندا إلیه.

« مسألة 686 » : إذا منع حُرّا عن عمله لم یضمن إلا إذا کان أجیرا خاصا لغیره فیضمن لمن استأجره و لو کان أجیرا له لزمته الأجرة و لو استعمل الحرّ فعلیه اجرة عمله.


1- 1 . علی حق الغیر او ماله.

ص: 164

« مسألة 687 » : لو ازال القید عن العبد المجنون أو الفرس ضمن جنایتهما و کذا الحکم فی کل حیوان جنی علی غیره من انسان أو حیوان أو غیرهما فان صاحبه یضمن جنایته إذا کان بتفریط منه إما بترک رباطه أو بحله من الرباط إذا کان الحیوان من شأنه أن یربط وقت الجنایة للتحفظ منه.

« مسألة 688 » : لو انهار جدار الجار فوقع علی إنسان أو حیوان أو غیرهما فصاحب الدار ضامن إذا کان عالما بالانهیار فلم یصلحه أو یهدمه و ترکه حتی انهدم فأصاب عینا فاتلفها. و کذا لو کان الجدار فی الطریق العام فإن صاحب الجدار ضامن للتلف الحاصل من انهدامه إذا لم یبادر إلی قلعه أو اصلاحه، و ضمان صاحب الجدار فی الفرضین مشروط بجهل التالف بالحال إن کان انسانا و بجهل مالکه إن کان من الأموال. فلو وقف شخص تحت الجدار المنهار أو ربط حیوانه هناک مع علمه بالحال فانهدم الجدار فتلف الإنسان أو الحیوان لم یکن علی صاحب الجدار ضمان.

« مسألة 689 » : ضمان الإنسان یتعلق بذمته فی ماله لا علی عاقلته.

« مسألة 690 » : لو فتح بابا فسرق غیره المتاع ضمن السارق.

« مسألة 691 » : لو اجج نارا من شأنها السرایة إلی مال الغیر فسرت إلیه ضمنه، و إذا لم یکن من شأنها السرایة فاتفقت السرایة بتوسط الریح أو غیره لم یضمن.

« مسألة 692 » : یضمن المسلم للذمی الخمر و الخنزیر بقیمتهما عندهم مع الاستتار و کذا یضمن للمسلم حق اختصاصه فیما إذا استولی علیهما لغرض صحیح.

« مسألة 693 » : یجب ردّ المغصوب فإن تعیب ضمن الأرش فإن تعذر الرد ضمن مثله و لو لم یکن مثلیا ضمنه بقیمته یوم الغصب و الأحوط استحبابا(1) التصالح لو اختلفت القیمة من یوم غصبه إلی أدائه.


1- 1 . زائد.

ص: 165

« مسألة 694 » : لو أعوز المثل فی المثلی ضمن قیمة یوم الأداء.

« مسألة 695 » : لو زادت القیمة للسوق فنقصت لم یضمنها و لو زادت الصفة فنقصت ضمنها فعلیه رد العین و قیمة تلک الزیادة، و لو تجددت صفة لا قیمة لها لم یضمنها.

« مسألة 696 » : لو زادت القیمة لنقص بعضه مما له مقدّر کالجب فعلیه دیة الجنایة، و لو زادت العین زیادة حکمیة أو عینیة کانت الزیادة للمالک و إن کانت مستندة إلی فعل الغاصب. نعم إذا کانت الزیادة ملک الغاصب کما إذا غرس فی الأرض المغصوبة شجرا رجع بها و علیه ارش النقصان لو نقصت العین و لیس له الرجوع بأرش نقصان عینه.

« مسألة 697 » : لو غصب عبدا و جنی علیه بکمال قیمته رده مع القیمة علی قول و فیه تأمل.(1)

« مسألة 698 » : لو امتزج المغصوب بجنسه فإن کان بما یساویه شارک المالک بقدر کمیته و إن کان بأجود منه أو بالأدون فله أن یشارک بقدر مالیته و له أن یطالب(2) الغاصب ببدل ماله و کذا لو کان المزج بغیر جنسه و لم یتمیز کامتزاج الخل بالعسل و نحو ذلک.

« مسألة 699 » : لو اشتری شیئا جاهلاً بالغصب رجع بالثمن علی الغاصب و بما غرم للمالک عوضا عما لا نفع له فی مقابله أو کان له فیه نفع، و لو کان عالما فلا رجوع بشیء مما غرم للمالک.

« مسألة 700 » : لو غصب أرضا فزرع فیها زرعا کان الزرع له و علیه الأجرة للمالک و القول قول الغاصب فی مقدار القیمة مع الیمین و تعذر البینة.


1- 1 . زائد.
2- 2 . فیه تأمّل. نعم لو نقص قیمته بالمزج فعلی الغاصب ارش النقصان و کذا الامر فی المزج بغیر الجنس.

ص: 166

« مسألة 701 » : یجوز لمالک العین المغصوبة انتزاعها من الغاصب و لو قهرا، و إذا انحصر استنقاذ الحق بمراجعة الحاکم الجائر جاز ذلک و لا یجوز له مطالبة الغاصب بما صرفه فی سبیل أخذ الحق.

« مسألة 702 » : إذا کان له دین علی آخر و امتنع من أدائه و صرف مالاً فی سبیل تحصیله لا یجوز له أن یأخذه من المدین إلا إذا اشترط علیه ذلک فی ضمن معاملة لازمة.

« مسألة 703 » : إذا وقع فی یده مال الغاصب جاز أخذه مقاصة و لا یتوقف(1) علی إذن الحاکم الشرعی، کما لا یتوقف(2) ذلک علی تعذر الاستیفاء بواسطة الحاکم الشرعی.

« مسألة 704 » : لا فرق فی مال الغاصب المأخوذ مقاصة بین أن یکون من جنس المغصوب و غیره کما لا فرق بین أن یکون ودیعة عنده و غیره.

« مسألة 705 » : إذا کان مال الغاصب أکثر قیمة من ماله أخذ منه حصة تساوی ماله و کان بها استیفاء حقه و لا یبعد جواز بیعها أجمع و استیفاء دینه من الثمن و الأحوط أن یکون ذلک باجازة الحاکم الشرعی و یرد الباقی من الثمن إلی الغاصب.

« مسألة 706 » : لو کان المغصوب منه قد استحلف الغاصب فحلف علی عدم الغصب لم تجز المقاصة منه.


1- 1 . لا یترک الاحتیاط فی مراجعته.
2- 2 . و انکان احوط.

ص: 167

کتاب احیاء الموات

المراد بالموات : الأرض المتروکة التی له ینتفع بها إما لعدم المقتضی لا حیائها و إما لوجود المانع عنه کانقطاع الماء عنها أو استیلاء المیاه أو الرمول أو الأحجار أو السبخ علیها أو نحو ذلک.

« مسألة 707 » : الموات علی نوعین :

1 _ الموات بالأصل و هو مالم یعلم بعروض الحیاة علیه أو علم عدمه کأکثر البراری و المفاوز و البوادی و سفوح الجبال و نحو ذلک.

2 _ الموات بالعارض و هو ما عرض علیه الخراب و المَوتان بعد الحیاة و العمران.

« مسألة 708 » : یجوز لکل أحد إحیاء الموات بالأصل و الظاهر أنه یملک به من دون فرق بین کون المحیی مسلما أو کافرا.

« مسألة 709 » : الموات بالعارض علی أقسام :

الأول : مالا یکون له مالک و ذلک کالأراضی الدارسة المتروکة و القری أو البلاد الخربة و القنوات الطامسة التی کانت للأمم الماضیة الذین لم یبق منهم أحد بل و لا إسم و لا رسم أو انها تنسب إلی طائفة لم یعرف عنهم سوی الأسم.

الثانی : ما یکون له مالک مجهول لم یعرف شخصه.

ص: 168

الثالث : ما یکون له مالک معلوم.

أما القسم الأول فحاله حال الموات بالأصل و لا یجری علیه حکم مجهول المالک.

و أما القسم الثانی ففی جواز احیائه و القیام بعمارته وعدمه وجهان : المشهور هو الأول ولکن الأحوط فیه الفحص عن صاحبه و بعد الیأس عنه یعامل معه معاملة مجهول المالک فإما أن یشتری عینه من الحاکم الشرعی أو وکیله المأذون و یصرف ثمنه علی الفقراء و إما أن یستأجره منه بأجرة معینة أو یقدر ما هو أجرة مثله و یتصدق بها علی الفقراء هذا فیما إذا لم یعلم بإعراض مالکه عنه و أما إذا علم به جاز احیاؤه و تملکه بلا حاجة إلی الإذن أصلاً.

و أما القسم الثالث فإن أعرض عنه صاحبه جاز لکل أحد إحیاؤه و إن لم یعرض عنه فإن أبقاه مواتا للانتفاع به علی تلک الحال من حشیشه أو قصبه أو جعله مرعی لدوابه و أنعامه أو أنه کان عازما علی احیائه و إنما أخر ذلک لانتظار وقت صالح له أو لعدم توفر الآلات و الأسباب المتوقف علیها الاحیاء و نحو ذلک فلا إشکال فی جمیع ذلک فی عدم جواز احیائه لأحد و التصرف فیه بدون إذن مالکه.

و أما إذا علم أن ابقاءه من جهة عدم الاعتناء به و أنه غیر قاصد لاحیائه فالظاهر جواز احیائه لغیره إذا کان سبب ملک المالک الأول الإِحیاء و لیس له انتزاعه من ید المحیی و إن کان الأحوط أنه لو رجع إلیه المالک الأول أن یعطی حقه إلیه و لا یتصرف فیه بدون اذنه.

و أما إذا کان سبب ملکه غیر الإحیاء من الشراء أو الأرث فالأحوط عدم(1) جواز احیائه لغیره و التصرف فیه بدون اذنه و لو تصرف فیه بزرع أو نحوه فعلیه أجرته لمالکه علی الأحوط.

« مسألة 710 » : کما یجوز إحیاء البلاد القدیمة الخربة و القری الدارسة التی باد


1- 1 . لو لم یکن اقوی.

ص: 169

أهلها کذلک یجوز حیازة موادها و أجزائها الباقیة من الأخشاب و الأحجار و الآجر و ما شاکل ذلک و یملکها الحائز إذا أخذها بقصد التملک.

« مسألة 711 » : الأراضی الموقوفة التی طرأ علیها المَوَتان و الخراب علی أقسام :

1 _ ما لا یعلم کیفیة وقفها أصلاً و أنها وقف خاص أو عام أو أنها وقف علی الجهات أو علی أقوام.

2 _ ما علم أنها وقف علی أقوام و لم یبق منهم أثر أو علی طائفة لم یعرف منهم سوی الإسم خاصة.

3 _ ما علم أنها وقف علی جهة من الجهات ولکن تلک الجهة غیر معلومة أنها مسجد أو مدرسة أو مشهد أو مقبرة أو غیر ذلک.

4 _ ما علم أنها وقف علی أشخاص ولکنهم غیر معلومین بأشخاصهم و أعیانهم کما إذا علم أن مالکها وقفها علی ذریته مع العلم بوجودهم فعلاً.

5 _ ما علم أنها وقف علی جهة معینة أو أشخاص معلومین بأعیانهم.

6 _ ما علم اجمالاً بأن مالکها قد وقفها ولکن لا یدری أنه وقفها علی جهة کمدرسته المعینة أو أنه وقفها عل ذریته المعلومین بأعیانهم و لم یکن طریق شرعی لإثبات وقفها علی أحد الأمرین.

أما القسم الأول و الثانی فالظاهر أنه لا إشکال فی جواز احیائهما لکل أحد و یملکهما المحیی فحالهما من هذه الناحیة حال سائر الأراضی الموات.

و أما القسم الثالث فالمشهور جواز احیائه ولکنه لا یخلو من إشکال فالأحوط لمن یقوم باحیائه و عمارته بزرع أو نحوه أن یراجع الحاکم الشرعی أو وکیله و یدفع أجرة مثله إلیه أو یصرفها فی وجوه البر و له أن یشتریه منه أو یستأجره بأجرة معینة و کذلک الحال فی القسم الرابع.

و أما القسم الخامس فیجب علی من أحیاه و عمّره أجرة مثله و یصرفها فی الجهة

ص: 170

المعینة إذا کان الوقف علیها و یدفعها إلی الموقوف علیهم المعینین إذا کان الوقف علیهم و یجب أن یکون التصرف باجازة المتولی أو الموقوف علیهم.

و أما السادس فیجب علی من یقوم بعمارته و احیائه أجرة مثله و یجب صرفها فی الجهة المعینة باجازة من الذریة کما أنه یجب علیه أن یستأذن فی تصرفه فیه منهم و من المتولی لتلک الجهة إن کان و إلا فمن الحاکم الشرعی أو وکیله و إذا لم یجز الذریة الصرف فی تلک الجهة فینتهی الأمر إلی القرعة فی تعیین الموقوف علیه کما یأتی.

« مسألة 712 » : من أحیی أرضا مواتا تبعها حریمها بعد الإِحیاء و حریم کل شیء مقدار ما یتوقف علیه الانتفاع به و لا یجوز لأحد أن یحیی هذا المقدار بدون رضا صاحبه.

« مسألة 713 » : حریم الدار عبارة عن مسلک الدخول إلیها و الخروج منها فی الجهة التی یفتح إلیها باب الدار و مطرح ترابها و رمادها و مصب مائها و ثلوجها و ما شاکل ذلک.

« مسألة 714 » : حریم حائط البستان و نحوه مقدار مطرح ترابه و الآلات و الطین و الجص إذا احتاج إلی الترمیم و البناء.

« مسألة 715 » : حریم النهر مقدار مطرح ترابه و طینه إذا احتاج إلی الاصلاح و التنقیة و المجاز علی حافتیه للمواظبة علیه.

« مسألة 716 » : حریم البئر موضع وقوف النازح إذا کان الاستقاء منها بالید و موضع تردد البهیمة و الدولاب(1) و الموضع الذی یجتمع فیه الماء للزرع أو نحوه و مصبه و مطرح ما یخرج منها من الطین عند الحاجة و نحو ذلک.

« مسألة 717 » : حریم العین ما تحتاج إلیه فی الانتفاع منها علی نحو ما مر فی غیرها.


1- 1 . انکان الاستقاء بهما.

ص: 171

« مسألة 718 » : حریم القریة ما تحتاج إلیه فی حفظ مصالحها و مصالح أهلها من مجمع ترابها وکناستها ومطرح سمادها ورمادها و مجمع أهالیها لمصالحهم ومسیل مائها و الطرق المسلوکة منها و إلیها و مدفن موتاهم و مرعی ماشیتهم و محتطبهم و ما شاکل ذلک.

کل ذلک بمقدار حاجة اهل القریة بحیث لو زاحم مزاحم لوقعوا فی ضیق و حرج و هی تختلف باختلاف سعة القریة و ضیقها و کثرة أهلیها و قلتهم و کثرة مواشیها و دوابها و قلتها و هکذا و لیس لذلک ضابط غیر ذلک و لیس لأحد أن یزاحم أهالیها فی هذه المواضع.

« مسألة 719 » : حریم المزرعة ما یتوقف علیه الانتفاع منها و یکون من مرافقها کمسالک الدخول إلیها و الخروج منها و محل بیادرها و حظائرها و مجتمع سمادها و نحو ذلک.

« مسألة 720 » : الأراضی المنسوبة إلی طوائف العرب و العجم و غیرهم لمجاورتها لبیوتهم و مساکنهم من دون تملکهم لها بالإِحیاء باقیة علی اباحتها الأصلیة فلا یجوز لهم منع غیرهم من الانتفاع بها و لا یجوز لهم أخذ الأجرة ممن ینتفع بها و إذا قسموها فیما بینهم لرفع التشاجر و النزاع لا تکون القسمة صحیحة فیجوز لکل من المتقاسمین التصرف فیما یختص بالآخر بحسب القسمة.

نعم إذا کانوا یحتاجون إلیها لرعی الحیوان أو نحو ذلک کانت من حریم أملاکهم و لا یجوز لغیرهم مزاحمتهم و تعطیل حوائجهم.

« مسألة 721 » : للبئر حریم آخر و هو أن یکون الفصل بین بئر و بئر أخری بمقدار لا یکون فی احداث البئر الثانیة ضرر علی الأولی من جذب مائها تماما أو بعضا أو منع

ص: 172

جریانه من عروقها و هذا هو الضابط الکلی فی جمیع أقسامها.(1)

« مسألة 722 » : للعین و القناة أیضا حریم آخر و هو أن یکون الفصل بین عین و عین أخری و قناة و قناة ثانیة فی الأرض الصلبة خمسمائة ذراع و فی الأرض الرخوة ألف ذراع.

ولکن الظاهر(2) أن هذا التحدید غالبی حیث أن الغالب یندفع الضرر بهذا المقدار من البعد و لیس تعبدیا.

و علیه فلو فرض أن العین الثانیة تضر بالأولی و ینقص ماؤها مع هذا البعد فالظاهر عدم جواز إحداثها و لا بد من زیادة البعد بما یندفع به الضرر أو یرضی به مالک الأولی کما أنه لو فرض عدم لزوم الضرر علیها فی إحداث قناة أخری فی أقل من هذا البعد فالظاهر جوازه بلا حاجة إلی الإذن من صاحب القناة الأولی.

و لا فرق فی ذلک بین إحداث قناة فی الموات و بین إحداثها فی ملکه فکما یعتبر فی الأول أن لا یکون مضرا بالأولی فکذلک فی الثانی.

کما أن الأمر کذلک فی الآبار و الأنهار التی تکون مجاری للماء فیجوز احداث بئر یجری فیها الماء من منبعها قرب بئر أخری کذلک.

و کذلک احداث نهر قرب آخر و لیس لمالک الأولی منعه إلا إذا استلزم ضررا فعندئذ یجوز منعه.(3)


1- 1 . لکن الاحوط لو لم یکن اقوی مراعاة ما هو المشهور و فی الخلاف الاجماع علی اربعین ذراعا حریم البئر. و عن التذکّرة و التنقیح ما یشعر الاجماع علیه و علی الفصل بین بئری الناضح ستون ذراعا مضافا الی معتبرة السّکونی. (وسائل الشیعة، ج 17، الباب 11 / 5 ، من ابواب احیاء الموات)
2- 2 . ما ذکره و ان لم یکن بعیدا و ربما یرشد او یدّل علیه صحیحة( وسائل الشیعة 17، الباب 14 _ 16 / 1 _ 3، من ابواب احیاء الموات) محمدبن الحسین. الاّ انّها لا تنطبق علی ما ذکره کلّ الانطباق حیث انّها جعلت المناط (علی حسب ان لا تضرّ احداهما بالاخری) بلافرق بین الاولی و الثّانیة التّی یراد احداثها. نعم مقتضی روایات عقبة بن(وسائل الشیعة 17، الباب 14 _ 16 / 1 _ 3، من ابواب احیاء الموات) خالد الثلاث عدم جواز احداث و ابقاء البئر الثانیة)
3- 3 . و علی ما ذکرنا فاللازم مراعاة الحدّ المذکور و ان لم یکف فالاحوط للثانی البعد بمقدار لا یکون ما یحدثه مضرا بالسّابق.

ص: 173

« مسألة 723 » : یجوز احیاء الموات التی فی أطراف القنوات و الآبار فی غیر المقدار الذی یتوقف علیه الانتفاع منها فإن اعتبار البعد المذکور فی القنوات و الآبار إنما هو بالأضافة إلی إحداث قناة أو بئر أخری فقط.

« مسألة 724 » : إذا لم تکن الموات من حریم العامر و مرافقه علی النحو المتقدم جاز احیاؤها لکل أحد و إن کانت بقرب العامر و لا تختص بمن یملک العامر و لا أولویة له.

« مسألة 725 » : الظاهر أن الحریم مطلقا لیس ملکا لمالک ما له الحریم سواء أکان حریم قناة أو بئر أو قریة أو بستان أو دار أو نهر(1) أو غیر ذلک و إنما لا یجوز لغیره مزاحمته فیه باعتبار أنه من متعلقات حقه.

« مسألة 726 » : لا حریم للأملاک المتجاورة مثلاً لو بنی المالکان المتجاوران حائطا فی البین لم یکن له حریم من الجانبین و کذا لو بنی أحدهما فی نهایة ملکه حائطا أو غیره لم یکن له حریم فی ملک الآخر.

« مسألة 727 » : یجوز لکل مالک أن یتصرف فی ملکه بما شاء ما لم یستلزم ضررا علی جاره و إلا فالظاهر عدم جوازه کما إذا تصرف فی ملکه علی نحو یوجب خللاً فی حیطان دار جاره أو حبس ماء فی ملکه بحیث تسری الرطوبة إلی بناء جاره أو أحدث بالوعة أو کنیفا بقرب بئر الجار فأوجب فساد مائها أو حفر بئرا بقرب بئر جاره فأوجب نقصان مائها.

و الظاهر عدم الفرق بین أن یکون النقص مستندا إلی جذب البئر الثانیة ماء الأولی و ان یکون مستندا إلی کون الثانیة أعمق من الأولی(2) نعم لا مانع من تعلیة البناء و إن کانت مانعة عن الاستفادة من الشمس أو الهواء.


1- 1 . قد یحتمل حصول الاحیاء بالانتفاع بحریم الدّار او النّهر فیملک المنتفع و فی غیر هذه الصورة له الاولویة و عدم جواز مزاحمة الغیر له.
2- 2 . الاّ ان یمنع جریان مائه الی بئر الجار لا ان یجرّ مائها الیها فانه لا یجوز فی الثانی و لا مانع منه فی الاوّل.

ص: 174

« مسألة 728 » : إذا لزم من تصرفه فی ملکه ضرر معتد به علی جاره و لم یکن مثل هذا الضرر أمرا متعارفا فیما بین الجیران لم یجز له التصرف فیه و لو تصرف وجب علیه رفعه.

هذا إذا لم یکن فی ترک التصرف ضرر علی المالک و أما إذا کان فی ترکه ضرر علیه ففی جواز تصرفه عندئذ و عدمه وجهان و الاحتیاط فی ترک التصرف لا یترک.

کما أن الأحوط ان لم یکن أقوی ضمانه للضرر الوارد علی جاره إذا کان مستندا إلیه !عرفا مثلاً لو حفر بالوعة فی داره تضر ببئر جاره وجب علیه طمها إلا إذا کان فیه ضرر علی المالک و عندئذ ففی وجوب طمها و عدمه إشکال و الاحتیاط(1) لا یترک.

نعم الظاهر عدم جریان هذا الحکم لو کان حفر البئر متأخرا عن حفر البالوعة.

« مسألة 729 » : من سبق من المؤمنین إلی أرض ذات أشجار و قابلة للانتفاع بها ملکها و لا یتحقق السبق إلیها إلا بالاستیلاء علیها و صیرورتها تحت سلطانه و خروجها(2) من امکان استیلاء غیره علیها.

« مسألة 730 » : قد حث فی الروایات الکثیرة علی رعایة الجار و حسن المعاشرة مع الجیران و کف الأذی عنهم و حرمة ایذائهم و قد ورد فی بعض الروایات أن الجار کالنفس(3) و ان حرمته کحرمة أمه، و فی بعضها الآخر ان حسن الجوار یزید فی الرزق(4) و یعمرّ الدیار(5) و یزید فی الأعمار، و فی الثالث : من کف أذاه(6) عن جاره


1- 1 . یجری هنا ما ذکرناه فی التعلیق علی المسألة السابقة.
2- 2 . و خروجها عن استیلاء غیره علیها.
3- 3 . کمافی معتبرة (وسائل الشیعة، 8 _ 12 الابواب 86 _ 85 _ 87 / 2 _ 8 _ 4 _ 1 _ 2 _ 3 _ 7 _ 5 / من ابواب العشرة.) طلحة بن زید عن ابی عبداللّه علیه السلام .
4- 4 . کمافی روایة (وسائل الشیعة، 8 _ 12 الابواب 86 _ 85 _ 87 / 2 _ 8 _ 4 _ 1 _ 2 _ 3 _ 7 _ 5 / من ابواب العشرة.) ابراهیم بن ابی رجاء عن ابی عبداللّه علیه السلام .
5- 5 . کما فی روایة (وسائل الشیعة، 8 _ 12 الابواب 86 _ 85 _ 87 / 2 _ 8 _ 4 _ 1 _ 2 _ 3 _ 7 _ 5 / من ابواب العشرة.) الحکم الخیّاط و نحوها فی روایات اخر عن ابی عبداللّه علیه السلام .
6- 6 . رواه ابوبصیر (وسائل الشیعة، 8 _ 12 الابواب 86 _ 85 _ 87 / 2 _ 8 _ 4 _ 1 _ 2 _ 3 _ 7 _ 5 / من ابواب العشرة.) عن ابی عبداللّه الصادق علیه السلام .

ص: 175

أقال اللّه عثرته یوم القیامة، و فی الرابع : لیس(1) منا من لم یحسن مجاورة من جاوره، و غیرها مما قد أکد فی الوصیة بالجار و تشدید الأمر فیه.

« مسألة 731 » : یستحب للجار الإذن فی وضع خشب جاره علی حائطه مع الحاجة و لو أذن جاز له الرجوع قبل البناء علیه و کذا بعد البناء إذا لم یضر الرفع و إلا فالظاهر(2) عدم جوازه.

« مسألة 732 » : لو تداعیا جدارا لا ید لأحدهما علیه فهو للحالف منهما مع نکول الآخر و لو حلفا أو نکلا فهو لهما و لو اتصل ببناء أحدهما(3) دون الآخر أو کان له علیه طرح فهو له مع الیمین.

« مسألة 733 » : إذا اختلف مالک العلو و مالک السفل کان القول قول مالک السفل فی جدران البیت و قول مالک العلو فی السقف و جدران الغرفة و الدرجة و أما المخزن تحت الدرجة فلا یبعد(4) کونه لمالک السفل و طریق العلو فی الصحن بینهما و الباقی للأسفل.

« مسألة 734 » : یجوز للجار عطف اغصان شجر جاره عن ملکه إذا تدلت علیه. فإن تعذر عطفها قطعها باذن مالکها. فإن امتنع أجبره الحاکم الشرعی.

« مسألة 735 » : راکب الدابة أولی بها من قابض لجامها و مالک الأسفل أولی بالغرفة


1- 1 . رواه ابوالرّبیع (وسائل الشیعة، 8 _ 12 الابواب 86 _ 85 _ 87 / 2 _ 8 _ 4 _ 1 _ 2 _ 3 _ 7 _ 5 / من ابواب العشرة.) الشّامی عن ابی عبداللّه علیه السلام .
2- 2 . فیه اشکال.
3- 3 . اتصّال ترصیف بتداخل الاحجار و اللّبن کافی الجواهر 26 / 262 .
4- 4 . اعتمادا علی الظّاهر.

ص: 176

المفتوح بابها إلی الجار من الجار مع التنازع و الیمین و عدم البینة.

« مسألة 736 » : یعتبر فی تملک الموات أن لا تکون مسبوقة بالتحجیر من غیره و لو أحیاها بدون إذن المحجر لم یملکها، و یتحقق التحجیر بکل ما یدل علی إرادة الإِحیاء کوضع الاحجار فی أطرافها أو حفر أساس أو حفر بئر من آبار القناة الدارسة الخربة فإنه تحجیر بالإضافة إلی بقیة آبار القناة بل هو تحجیر أیضا بالإضافة إلی إلأراضی الموات التی تسقی بمائها بعد جریانه فلا یجوز(1) لغیره إحیاؤها.

« مسألة 737 » : لو حفر بئرا فی الموات بالأصل لإِحداث قناة فیها فالظاهر أنه تحجیر بالإضافة إلی أصل القناة و بالإضافة إلی الأراضی الموات التی یصل إلیها ماؤها بعد تمامها و لیس لغیره(2) إحیاء تلک الأراضی.

« مسألة 738 » : التحجیر کما عرفت یفید حق الأولویة و لا یفید الملکیة ولکن مع ذلک لا بأس(3) بنقل ما تعلق به بما هو کذلک ببیع أو غیره فما هو غیر قابل للنقل إنما هو نفس الحق حیث أنه حکم شرعی غیر قابل للانتقال و أما متعلقه فلا مانع من نقله.

« مسألة 739 » : یعتبر فی کون التحجیر مانعا تمکن المحجر من القیام بعمارته و إحیائه فإن لم یتمکن من إحیاء ما حجّره لمانع من الموانع کالفقر أو العجز عن تهیئة الأسباب المتوقف علیها الإِحیاء جاز لغیره إحیاؤه.

« مسألة 740 » : لو حجر زائدا علی ما یقدر علی إحیائه لا أثر لتحجیره بالإضافة إلی المقدار الزائد.

« مسألة 741 » : لو حجّر الموات من کان عاجزا عن احیائها لیس له نقلها إلی غیره بصلح أو هبة أو بیع أو نحو ذلک.

« مسألة 742 » : لا یعتبر فی التحجیر أن یکون بالمباشرة بل یجوز أن یکون بالتوکیل


1- 1 . علی الاحوط.
2- 2 . علی الاحوط.
3- 3 . فیه اشکال بل منع. نعم یجوز المصالحة علیه.

ص: 177

و الاستیجار و علیه فالحق الحاصل بسبب عملهما للموکل و المستأجر لا للوکیل و الأجیر.

« مسألة 743 » : إذا وقع التحجیر عن شخص نیابة عن غیره ثم أجاز النیابة فهل یثبت الحق للمنوب عنه أولا؟ وجهان. لا یبعد عدم الثبوت.

« مسألة 744 » : إذا انمحت آثار التحجیر فإن کان من جهة إهمال المحجر بطل حقه و جاز لغیره احیاؤه و إذا لم یکن من جهة اهماله و تسامحه و کان زوالها بدون اختیاره کما إذا أزالها عاصف و نحوه. ففی بطلان حقه إشکال.

« مسألة 745 » : اللازم علی المحجر أن یشتغل بالعمارة و الاحیاء عقیب التحجیر فلو أهمل و ترک الإِحیاء وطالت المدة ففی جواز إحیائه لغیره بدون إذنه إشکال. فالأحوط أن یرفع أمره إلی الحاکم الشرعی مع بسط یده أو وکیله فیلزم المحجر بأحد أمرین إما الإِحیاء أو رفع الید عنه، نعم إذا أبدی عذرا مقبولاً یمهل بمقدار زوال عذره فإذا اشتغل بعده بالتعمیر و نحوه فهو و إلا بطل حقه و جاز لغیره إحیاؤه و إذا لم یکن الحاکم موجودا فالظاهر سقوط حق المحجر إذا أهمل بمقدار یُعدُّ عرفا تعطیلاً له و الأحوط الأولی(1) مراعاة حقه إلی ثلاث سین.

« مسألة 746 » : الظاهر أنه لا یعتبر فی التملک بالإِحیاء قصد التملک بل یکفی قصد الإِحیاء و الانتفاع به بنفسه أو من هو بمنزلته فلو حفر بئرا فی مفازة بقصد أن یقضی منها حاجته ملکها ولکن إذا ارتحل و أعرض عنها فهی مباحة للجمیع.


1- 1 . لما فی روایتی یونس احداهما(وسائل الشیعة، 17 الباب 17 / 1 _ 2، من ابواب احیاء الموات.) عن العبد الصّالح علیه السلام و الثانیة (وسائل الشیعة، 17 الباب 17 / 1 _ 2، من ابواب احیاء الموات.) عن رجل عن ابی عبداللّه علیه السلام . و فی الاولی فمن عطّل ارضا ثلاث سنین متوالیه لغیر ما علّة اخذت من یده و دفعت الی غیره و فی الثانیة من اخذت منه ارض ثمّ مکث ثلاث سنین لا یطلبها لم یحّل له بعد ثلاث سنین ان یطلبها. لکّن الرّوایتین ضعیفتان للارسال فی الثانیة و له او للشک فیه فی الاولی و لاشتمال سندها علی سهل(الضعیف) عند بعض)

ص: 178

« مسألة 747 » : لا بد فی صدق إحیاء الموات من العمل فیه إلی حد یصدق علیه أحد العناوین العامرة کالدار و البستان و المزرعة و الحظیرة و البئر و القناة و النهر و ما شاکل ذلک و لذلک یختلف ما اعتبر فی الإِحیاء باختلاف العمارة فما اعتبر فی احیاء البستان و المزرعة و نحوهما غیر ما هو معتبر فی احیاء الدار و ما شاکلها و علیه فحصول الملک تابع لصدق أحد هذه العناوین و یدور مداره وجودا و عدما و عند الشک فی حصوله یحکم بعدمه.

« مسألة 748 » : الإِعراض عن الملک لا یوجب زوال ملکیته نعم إذا سبق إلیه من تملکه ملکه و إلا فهو یبقی علی ملک مالکه فإذا مات فهو لوارثه و لا یجوز التصرف فیه إلا باذنه أو إعراضه عنه.

ص: 179

کتاب المشترکات

المراد بالمشترکات : الطرق و الشوارع و المساجد و المدارس و الربط و المیاه و المعادن.

« مسألة 749 » : الطرق علی قسمین نافذ و غیر نافذ، أما الأول فهو الطریق المسمی بالشارع العام و الناس فیه شرع سواء، و لا یجوز التصرف لأحد فیه باحیاء أو نحوه، و لا فی أرضه ببناء حائط أو حفر بئر أو نهر أو مزرعة أو غرس أشجار و نحو ذلک، و إن لم یکن مضرا بالمارة.

و أما حفر بالوعة فیه لیجتمع فیها ماء المطر و نحوه فلا إشکال فی جوازه، لکونها من مصالحه و مرافقه.

و کذا لا بأس بحفر سرداب تحته إذا أحکم أساسه و سقفه.

کما أنه لا بأس بالتصرف فی فضائه باخراج روشن أو جناح أو فتح باب أو نصب میزاب أو غیر ذلک.

و الضابط أن کل تصرف فی فضائه لا یکون مضرا بالمارة جائز.

« مسألة 750 » : لو أحدث جناحا علی الشارع العام ثم انهدم أو هُدم. فإن کان من

ص: 180

قصده تجدیده ثانیا، فالظاهر(1) أنه لا یجوز للطرف الآخر إشغال ذلک الفضاء، و إن لم یکن من قصده تجدیده جاز له ذلک.

« مسألة 751 » : الطریق الذی لا یسلک منه إلی طریق آخر أو أرض مباحة لکونه محاطا بالدور من جوانبه الثلاثة، و هو المسمی بالسکة المرفوعة و الدریبة، فهو ملک لأرباب الدور التی أبوابها مفتوحة إلیه، دون کل من کان حائط داره إلیه، و هو مشترک بینهم من صدره إلی ساقه(2)، و حکمه حکم سائر الأموال المشترکة، فلا یجوز لکل واحد منهم التصرف فیه(3) بدون إذن الآخرین نعم یجوز لکل منهم فتح باب آخر و سد الباب الأول.

« مسألة 752 » : لا یجوز لمن کان حائط داره إلی الدریبة فتح باب إلیها للاستطراق إلا باذن أربابها. نعم له فتح ثقبة و شبّاک إلیها، و أما فتح باب لا للاستطراق، بل لمجرد دخول الهواء أو الاستضاءة، فلا یخلو عن إشکال.

« مسألة 753 » : یجوز لکل من أصحاب الدریبة الجلوس فیها و الاستطراق و التردد منها إلی داره بنفسه و عائلته و دوابه، و کل ما یتعلق بشؤونه من دون إذن باقی الشرکاء، و إن کان فیهم القصر، و من دون رعایة المساواة(4) معهم.

« مسألة 754 » : یجوز لکل أحد الانتفاع من الشوارع و الطرق العامة کالجلوس أو


1- 1 . لا یخلو من اشکال. بل لا یبعد کونه کالتّحجیر فی بطلان حقّه اذا ساخ.
2- 2 . الظّاهر انّ دلیله السیرة و التّسالم و الاّ ففی اطلاقه اشکال.
3- 3 . و هذا غیر الانتفاع الذی یأتی فی المسئلة 753 جوازه بدون اذن الشّرکاء.
4- 4 . لما ذکرنا من السّیرة و التّسالم.

ص: 181

النوم أو الصلاة أو البیع أو الشراء أو نحو ذلک، ما لم یکن مزاحما للمستطرقین، و لیس لأحد منعه عن ذلک و إزعاجه، کما أنه لیس لأحد مزاحمته فی قدر ما یحتاج إلیه لوضع متاعه و وقوف المعاملین و نحو ذلک.

« مسألة 755 » : إذا جلس أحد فی موضع من الطریق ثم قام عنه، فإن کان جلوسه جلوس استراحة و نحوها بطل حقه، و إن کان لحرفة و نحوها. فإن کان قیامه بعد استیفاء غرضه أو أنه لا ینوی العود بطل حقه أیضا فلو جلس فی محله غیره لم یکن له منعه.

و إن کان قیامه قبل استیفاء غرضه و کان ناویا للعود فعندئذ إن بقی منه فیه متاع أو رحل أو بساط فالظاهر بقاء حقه. و إن لم یبق منه شیء فبقاء حقه لا یخلو عن إشکال و الاحتیاط لا یترک فیما إذا کان فی یوم واحد(1)، و أما إذا کان فی یوم آخر فالظاهر أنه لا اشکال فی أن الثانی أحق به من الأول.

« مسألة 756 » : یتحقق الشارع العام بأمور :

الأول : کثرة الاستطراق و التردد و مرور القوافل فی الأرض الموات.

الثانی : جعل الإنسان ملکه شارعا و تسبیله تسبیلاً دائمیا لسلوک عامة الناس، فإنه بسلوک بعض الناس یصیر طریقا و لیس للمسبل الرجوع بعد ذلک.

الثالث : إحیاء جماعة أرضا مواتا و ترکهم طریقا نافذا بین الدور و المساکن.

« مسألة 757 » : لو کان الشارع العام واقعا بین الأملاک فلا حد له، کما إذا کانت قطعة أرض موات بین الأملاک عرضها ثلاثة أذرع أو أقل أو أکثر، و استطرقها الناس حتی أصبحت جادة فلا یجب علی الملاّک توسیعها و إن تضیقت علی المارة.

و کذا الحال فیما لو سبّل شخص فی وسط ملکه أو من طرف ملکه المجاور لملک غیره مقدارا لعبور الناس.


1- 1 . یمکن استناده الی قول علی علیه السلام (وسائل الشیعه 12 الباب 17 ابواب اداب التجارة) سوق المسلمین کمسجدهم فمن سبق الی مکان فهو احقّ به الی اللیل الخ. رواه المشایخ الثلاثة و اسناده فی بعض طرقه معتبر و ما فی مرفوعة (کامل الزیارات، الباب 108، ص 330) محمدبن اسماعیل بن بزیع و مرسلته عن ابی عبداللّه علیه السلام قال من سبق الی موضع فهو احقّ به یومه و لیلته)

ص: 182

« مسألة 758 » : إذا کان الشارع العام واقعا بین الموات بکلا طرفیه أو أحد طرفیه فلا یجوز إحیاء ذلک الموات بمقدار یوجب نقص الشارع عن خمسة أذرع، فإن ذلک حد الطریق المعین من قبل الشرع(1)، بل الأفضل أن یکون سبعة أذرع(2) و علیه فلو کان الإِحیاء إلی حد لا یبقی للطریق خمسة أذرع وجب علیه هدمه.

نعم لو أحیی شخص من أحد طرفیه، ثم أحیی آخر من طرفه الآخر بمقدار یوجب نقصه عن حده لزم علی الثانی هدمه دون الأول.

« مسألة 759 » : إذا انقطعت المارة عن الطریق إما لعدم المقتضی أو لوجود المانع، زال حکمه(3)، بل ارتفع موضوعه و عنوانه، و علیه فیجوز لکل أحد إحیاؤه.

« مسألة 760 » : إذا زاد عرض الطریق عن خمسة أذرع، فإن کان مسبلاً فلا یجوز لأحد إحیاء ما زاد علیها و تملکه. و أما إذا کان غیر مسبل فإن کان الزائد موردا للحاجة لکثرة المارة، فلا یجوز ذلک أیضا، و إلا فلا مانع منه.

« مسألة 761 » : یجوز لکل مسلم أن یتعبد و یصلی فی المسجد، و جمیع المسلمین فیه شرع سواء، و لا یجوز لأحد أن یزاحم الآخر فیه إذا کان الآخر سابقا علیه، لکن الظاهر تقدم الصلاة علی غیرها، فلو أراد أحد أن یصلی فیه جماعة أو فرادی، فلا یجوز لغیره أن یزاحمه و لو کان سابقا علیه کما إذا کان جالسا فیه لقراءة القرآن أو الدعاء أو التدریس بل یجب علیه تخلیة ذلک المکان للمصلی. و لا یبعد أن یکون الحکم کذلک حتی لو کان اختیار المصلی هذا المکان اقتراحا منه، فلو اختار المصلی مکانا مشغولاً بغیر الصلاة و لو اقتراحا، یشکل مزاحمته بفعل غیر الصلاة و إن کان سابقا علیه.


1- 1 . فی معتبرة (وسائل الشیعه، 13 _ الباب 15 / 1 _ 2، من احکام الصّلح.) البقباق عن ابی عبداللّه علیه السلام .
2- 2 . کما فی معتبرة (وسائل الشیعه، 13 _ الباب 15 / 1 _ 2، من احکام الصّلح.) السّکونی عنه علیه السلام .
3- 3 . فی القسم الاوّل من الشارع العّام، و فی الثانی یکون کالوقف، بل و فی الثالث إذا کان ترکهم الطّریق کالقسم الثانی نعم یمکن ان یکون النظّر الی صیرورته مواتا وح فیصّح ما ذکره فی المتن.

ص: 183

« مسألة 762 » : من سبق إلی مکان للصلاة فیه منفردا فلیس لمرید الصلاة فیه جماعة منعه و إزعاجه، و إن کان الأولی للمنفرد حینئذ أن یخلی المکان للجامع إذا وجد مکانا آخر فارغا لصلاته، و لا یکون منّاعا للخیر.(1)

« مسألة 763 » : إذا قام الجالس من المسجد و فارق المکان، فإن أعرض عنه بطل حقه، و لو عاد إلیه و قد أخذه غیره، فلیس له منعه و إزعاجه. و أما إذا کان ناویا للعود فإن بقی رحله فیه بقی حقه بلا إشکال و إن لم یبق ففی بقاء حقه إشکال فالأحوط مراعاة حقه(2)، و لا سیما إذا کان خروجه لضرورة، کتجدید الطهارة أو نحوه.

« مسألة 764 » : فی کفایة وضع الرحل فی ثبوت الأولویة إشکال و الاحتیاط لا یترک. هذا إذا لم یکن بین وضع الرحل و مجیئه طول زمان بحیث یستلزم تعطیل المکان، و إلا فلا أثر له، و جاز لغیره رفعه و الصلاة فی مکانه إذا کان شغل المحل بحیث لا یمکن الصلاة فیه إلا برفعه.

و هل أنه یضمنه برفعه أم لا؟ وجهان، الظاهر(3) عدم الضمان، إذ لا موجب له بعد جواز رفعه للوصول إلی حقه.

« مسألة 765 » : المشاهد المشرفة کالمساجد فی تمام ما ذکر من الأحکام.

« مسألة 766 » : جواز السکنی فی المدارس لطالب العلم و عدمه تابعان لکیفیة وقف الواقف، فإذا خصها الواقف بطائفة خاصة کالعرب أو العجم، أو بصنف خاص کطالبی العلوم الشرعیة أو خصوص الفقه أو الکلام مثلاً، فلا یجوز لغیر هذه الطائفة أو الصنف السکنی فیها.

و أما بالنسبة إلی مستحقی السکنی بها فهی کالمساجد، فمن حاز غرفة و سکنها فهو


1- 1 . مجّرد عدم تخلیة المکان لا یوجب کون الانسان مناعّا للخیر خصوصا فی بعض الجماعات.
2- 2 . لما ذکرنا فی المسألة 755.
3- 3 . لکن الاحتیاط خلافه.

ص: 184

أحق بها، و لا یجوز لغیره أن یزاحمه ما لم یعرض عنها و إن طالت المدة، إلا إذا اشترط الواقف مدة خاصة کخمس سنین مثلاً، فعندئذ یلزمه الخروج بعد انقضاء تلک المدة بلا مهلة.

« مسألة 767 » : إذا اشترط الواقف اتصاف ساکنها بصفة خاصة، کأن لا یکون معیلاً، أو یکون مشغولاً بالتدریس أو بالتحصیل، فإذا تزوج أو طرأ علیه العجز لزمه الخروج منها.

و الضابط أن حق السکنی _ حدوثا و بقاء _ تابع لوقف الواقف بتمام شرائطه، فلا یجوز السکنی لفاقدها حدوثا أو بقاءا.

« مسألة 768 » : لا یبطل حق السکنی لساکنها بالخروج لحوائجه الیومیة من المأکول و المشروب و الملبس و ما شاکل ذلک، کما لا یبطل بالخروج منها للسفر یوما أو یومین أو أکثر و کذلک الاسفار المتعارفة التی تشغل مدة من الزمن کالشهر أو الشهرین أو ثلاثة أشهر أو أکثر، کالسفر إلی الحج أو الزیارة، أو لملاقاة الأقرباء أو نحو ذلک مع نیة العود و بقاء رحله و متاعه، فلا بأس بها ما لم تناف شرط الواقف.

نعم لا بد من صدق عنوان ساکن المدرسة علیه، فإن کانت المدة طویلة بحیث توجب عدم صدق العنوان علیه بطل حقه.

« مسألة 769 » : إذا اعتبر الواقف البیتوتة فی المدرسة فی لیالی التحصیل خاصة إو فی جمیع اللیالی لم یجز لساکنها أن یبیت فی¨ مکان آخر و لو بات فیه بطل حقه.(1)

« مسألة 770 » : لا یجوز للساکن فی غرفة منع غیره عن مشارکته إلا إذا کانت الحجرة حسب الوقف أو بمقتضی قابلیتها معدّة لسکنی طالب واحد.

« مسألة 771 » : الربط و هی المساکن المعدة لسکنی الفقراء أو الغرباء کالمدارس فی جمیع ما ذکر.


1- 1 . لو اعتبر الواقف کذلک و الاّ فلا موجب لبطلان حقّه.

ص: 185

« مسألة 772 » : میاه الشطوط و الأنهار الکبار کدجلة و الفرات و ما شاکلهما، أو الصغار التی جرت بنفسها من العیون أو السیول أو ذوبان الثلوج و کذا العیون المتفجرة من الجبال أو فی أراضی الموات و غیر ذلک من المشترکات.

« مسألة 773 » : کل ما جری بنفسه أو اجتمع بنفسه فی مکان بلا ید خارجیة علیه فهو من المباحات الأصلیة فمن حازه باناء أو غیره ملکه من دون فرق بین المسلم و الکافر فی ذلک.

« مسألة 774 » : میاه الآبار و العیون و القنوات التی جرت بالحفر لا بنفسها، ملک للحافر(1)، فلا یجوز لأحد التصرف فیها بدون إذن مالکها.

« مسألة 775 » : إذا شق نهرا من ماء مباح سواء أکان بحفره فی أرض مملوکة له أو بحفره فی الموات بقصد إحیائه نهرا ملک ما یدخل فیه من الماء.

« مسألة 776 » : إذا کان النهر لأشخاص متعددین، ملک کل منهم بمقدار حصته من النهر، فإن کانت حصة کل منهم من النهر بالسویة اشترکوا فی الماء بالسویة و إن کانت بالتفاوت ملکوا الماء بتلک النسبة، و لا تتبع نسبة استحقاق الماء نسبة استحقاق الأراضی التی تسقی منه.

« مسألة 777 » : الماء الجاری فی النهر المشترک حکمه حکم سائر الأموال المشترکة، فلا یجوز لکل واحد من الشرکاء التصرف فیه بدون إذن الباقین.

و علیه فإن أباح کل منهم لسائر شرکائه أن یقضی حاجته منه فی کل وقت و زمان و بأی مقدار شاء، جاز له ذلک.

« مسألة 778 » : إذا وقع بین الشرکاء تعاسر و تشاجر فإن تراضوا بالتناوب و المهایاة بالأیام أو الساعات فهو، و إلا فلا محیص من تقسیمه بینهم بالأجزاء. بأن توضع فی فم


1- 1 . مباشرة او تسبیبا.

ص: 186

النهر حدیدة مثلاً ذات ثقوب متعددة متساویة و یجعل لکل منهم من الثقوب بمقدار حصته.

فإن کانت حصة أحدهم سدسا و الآخر ثلثا و الثالث نصفا، فلصاحب السدس ثقب واحد، و لصاحب الثلث ثقبان و لصاحب النصف ثلاثة ثقوب فالمجموع ستة.

« مسألة 779 » : القسمة بحسب الأجزاء لازمة. و الظاهر أنها قسمة إجبار، فإذا طلبها أحد الشرکاء اجبر الممتنع منهم علیها.

و أما القسمة بالمهایاة و التناوب، فهی لیست بلازمة، فیجوز لکل منهم الرجوع عنها، نعم الظاهر عدم جواز رجوع من استوفی تمام نوبته دون الآخر.

« مسألة 780 » : إذا اجتمع جماعة علی ماء مباح من عین أو واد أو نهر أو نحو ذلک، کان للجمیع حق السقی منه، و لیس لأحد منهم شق نهر فوقها لیقبض الماء کله أو ینقصه عن مقدار احتیاج الباقین.

و عندئذ فإن کفی الماء للجمیع من دون مزاحمة فهو، و إلا قدّم(1) الأسبق فالأسبق فی الإِحیاء إن کان و عُلم السابق، و إلا قدم الأعلی فالأعلی و الأقرب فالأقرب إلی فوهة العین أو أصل النهر، و کذا الحال فی الأنهار المملوکة المنشقة من الشطوط، فإن کفی الماء للجمیع، و إلا قدم الأسبق فالأسبق أی : من کان شق نهره أسبق من شق نهر الآخر.

و هکذا إن کان هناک سابق و لا حق و إلا فیقبض الأعلی بمقدار ما یحتاج إلیه، ثم ما یلیه و هکذا.

« مسألة 781 » : تنقیة النهر المشترک و إصلاحه و نحوهما علی الجمیع بنسبة ملکهم إذا کانوا مقدمین علی ذلک باختیارهم و أما إذا لم یقدم علیها إلا البعض لم یجبر الممتنع.


1- 1 . و یحتمل القرعة لتعیین الاقدم.

ص: 187

کما أنه لیس للمقدمین مطالبته بحصته من المؤنة إلا إذا کان إقدامهم بالتماس منه و تعهده ببذل حصته.(1)

« مسألة 782 » : إذا کان النهر مشترکا بین القاصر و غیره، و کان إقدام غیر القاصر متوقفا علی مشارکة القاصر إما لعدم إقتداره بدونه، أو لغیر ذلک، وجب علی ولی القاصر _ مراعاة لمصلحته _ مشارکته فی الإحیاء و التعمیر و بذل المؤنة من مال القاصر بمقدار حصته.

« مسألة 783 » : یحبس النهر للأعلی إلی الکعب فی النخل، و فی الزرع إلی الشراک، ثم کذلک لمن هو دونه، و لیس لصاحب النهر تحویله إلا باذن صاحب الرحی المنصوبة علیه باذنه، و کذا غیر الرحی أیضا من الأشجار المغروسة علی حافتیه و غیرها و لیس لأحد أن یحمی المرعی و یمنع غیره عن رعی مواشیه إلا أن یکون المرعی ملکا له فیجوز له أن یحمیه حینئذ.

« مسألة 784 » : المعادن علی نوعین :

الأول : المعادن الظاهرة، و هی الموجودة علی سطح الأرض، فلا یحتاج استخراجها إلی مؤنة عمل خارجی، و ذلک کالملح و القیر و الکبریت و المومیاء و الفیروزج و ما شاکل ذلک.

الثانی : المعادن الباطنة و هی التی یتوقف استخراجها علی الحفر و العمل، و ذلک کالذهب و الفضة.

(أما الأولی) فهی تملک بالحیازة، فمن حاز منها شیئا ملک. قلیلا کان أو کثیرا، و بقی الباقی علی الاشتراک.

و (أما الثانیة) فهی تُملک بالإِحیاء بعد الوصول إلیها و ظهورها : و أما إذا حفر، و لم یبلغ نیلها، فهو یفید فائدة التحجیر.


1- 1 . بل ولو بدون التعهّد.

ص: 188

« مسألة 785 » : إذا شرع فی إحیاء معدن ثم أهمله و عطّله، أجبره الحاکم أو وکیله علی إتمام العمل أو رفع یده عنه. و لو أبدی عذرا أمهله إلی أن یزول عذره ثم یلزمه علی أحد الأمرین.

« مسألة 786 » : المعادن الباطنة إنما تملک باحیاء الأرض إذا عدت عرفا من توابع الأرض و ملحقاتها، و أما إذا لم تعد منها کمعادن النفط المحتاجة إلی حفر زائد للوصول إلیها أو ما شاکلها، فلا تتبع الأرض و لا تملک باحیائها.

« مسألة 787 » : لو قال المالک اعمل و لک نصف الخارج من المعدن فإن کان بعنوان الإجارة بطل، و فی صحته بعنوان الجعالة إشکال.

ص: 189

کتاب الدَّیْن و القرض

اشارة

« مسألة 788 » : لا تعتبر الصیغة فی القرض، فلو دفع مالاً إلی أحد بقصد القرض و أخذه المدفوع له بهذا القصد صح القرض.

« مسألة 789 » : یکره الدین مع القدرة، و لو استدان، و جبت نیة القضاء، و الاقراض افضل من الصدقة.

« مسألة 790 » : یعتبر فی القرض أن یکون المال عینا، فلو کان دینا(1) أو منفعة لم یصح القرض. نعم یصح إقراض الکلی فی المعین، کاقراض درهم من درهمین خارجیین.

« مسألة 791 » : یعتبر فی القرض أن یکون المال مما یصح تملکه، فلا یصح إقراض الخمر و الخنزیر(2) و لا یعتبر فیه تعیین مقداره و أوصافه و خصوصیاته التی تختلف المالیة باختلافها، سواء أکان مثلیا أم قیمیا. نعم علی المقترض تحصیل العلم بمقداره و أوصافه مقدمة لأدائه و هذا أجنبی عن اعتباره فی صحة القرض.

« مسألة 792 » : یعتبر فی القرض القبض، فلا یملک المستقرض المال المقترض إلا بعد قبضه.


1- 1 . ربما یتصّور قرض الدّین باحالة _ المستقرض علی المدیون بعنوان القرض و کذلک المنفعة کما إذا ملک عملاً فی ذمّة العامل و یقرضه غیره.
2- 2 . بالنسبة الی المسلم.

ص: 190

« مسألة 793 » : إذا کان المال المقترض مثلیا کالحنطة و الشعیر و الذهب و الفضة و نحوها ثبت فی ذمة المقترض مثل ما اقترض، و علیه أداء المثل سواءً أبقی علی سعره وقت الأداء أو زاد أو تنزل، و لیس للمقرض مطالبة المقترض بالقیمة، نعم یجوز الاداء بها مع التراضی. والعبرة عندئذ بالقیمة وقت الأداء. وإذا کان قیمیا ثبتت فیذمته قیمته وقت القرض.

« مسألة 794 » : إذا أقرض انسان عینا، و قبضها المقترض، فرجع المقرض و طالب بالعین لا تجب اعادة العین علی المقترض.

« مسألة 795 » : لا یتأجل الدین الحال(1) إلا باشتراطه فی ضمن عقد لازم، و یصح تعجیل المؤجل باسقاط بعضه، و لا یصح تأجیل الحال باضافة شیء.

« مسألة 796 » : لیس للدائن الامتناع عن قبض الدین من المدین فی أی وقت کان إذا کان الدین حالاً، و أما إذا کان مؤجلاً فکذلک بعد حلوله. و أما قبل حلوله فهل للدائن حق الامتناع من قبوله؟ فیه وجهان : الظاهر(2) أنه لیس له ذلک إلا إذا علم من الخارج أن التأجیل حق للدائن أیضا.

« مسألة 797 » : یحرم اشتراط زیادة فی القدر أو الصفة علی المقترض، لکن الظاهر أن القرض لا یبطل بذلک(3)، بل یبطل الشرط فقط، و یحرم أخذ الزیادة، فلو أخذ الحنطة مثلاً بالقرض الربوی فزرعها جاز له التصرف فی حاصله، و کذا الحال فیما إذا أخذ مالاً بالقرض الربوی، ثم اشتری به ثوبا. نعم لو اشتری شیئا بعین الزیادة التی أخذها فی القرض لم یجز التصرف فیه.


1- 1 . غیر القرض لما سیأتی فی السئلة 798.
2- 2 . فیه اشکال بل منع.
3- 3 . إذا علم رضا المقرض بتصّرف المقترض مطلقا و الاّ فلا یخلو من اشکال.

ص: 191

« مسألة 798 » : لا فرق فی حرمة اشتراط الزیادة بین أن تکون الزیادة راجعة إلی المقرض و غیره، فلو قال : اقرضتک دینارا بشرط أن تهب زیدا، أو تصرف فی المسجد أو المأتم درهما لم یصح، و کذا إذا اشترط ان یعمر المسجد أو یقیم المأتم او نحو ذلک مما لوحظ فیه المال فإنه یحرم، و یجوز قبولها مطلقا من غیر شرط کما یجوز اشتراط ما هو واجب علی المقترض، مثل أقرضتک بشرط أن تؤدی زکاتک أو دینک مما کان مالاً لازم الاداء و کذا اشتراط ما لم یلحظ فیه المال، مثل أن تدعولی أو تدعو لزید او تصلی أنت أو تصوم من غیر فرق بین ان ترجع فائدته للمقرض او المقترض و غیرهما، فالمدار فی المنع ما لوحظ فیه المال و لم یکن ثابتا بغیر القرض، فیجوز شرط غیر ذلک، و لو شرط موضع التسلیم لزم و کذا إذا اشترط الرهن، و لو شرط تأجیله فی عقد لازم صح و لزم الأجل، بل الظاهر جواز(1) اشتراط الأجل فی عقد القرض نفسه، فلا یحق للدائن حینئذ المطالبة قبله.

« مسألة 799 » : لو اقرضه شیئا و شرط علیه أن یبیع منه شیئا بأقل من قیمته او یؤجره بأقل من أجرته دخل فی شرط الزیادة، فلا یجوز. و اما إذا باع المقترض المقرض شیئا بأقل من قیمته او اشتری منه شیئا بأکثر من قیمته و شرط علیه ان یقرضه مبلغا من المال جاز، و لم یدخل فی القرض الربوی.

« مسألة 800 » : یجوز(2) للمقرض ان یشترط علی المقترض فی قرض المثلی ان یؤدیه من غیر جنسه، بأن یؤدی بدل الدراهم دنانیر و بالعکس و یلزم علیه هذا الشرط إذا کانا متساویین فی القیمة، أو کان ما شرط علیه اقل قیمة مما اقترضه.

« مسألة 801 » : إنما یحرم شرط الزیادة للمقرض علی المقترض، و اما إذا شرطها


1- 1 . علی اشکال.
2- 2 . لا طلاق ادلة الشّرط.

ص: 192

للمقترض فلا بأس به، کما إذا اقرضه عشرة دنانیر علی ان یؤدی تسعة دنانیر، کما لا بأس ان یشترط المقترض علی المقرض شیئا له.

« مسألة 802 » : یجب علی المدین أداء الدین فورا عند مطالبة الدائن إن قدر علیه و لو ببیع سلعته و متاعه او عقاره او مطالبة غریمه او استقراضه إذا لم یکن حرجیا علیه أو إجارة املاکه. و أما إذا لم یقدر علیه بذلک فهل یجب علیه التکسب اللائق بحاله و الاداء منه؟ الأحوط(1) ذلک. نعم یستثنی من ذلک بیع دار سکناه و ثیابه المحتاج إلیها و لو للتجمل و خادمه و نحو ذلک، مما یحتاج إلیه و لو بحسب حاله و شؤونه. و الضابط هو کل ما احتاج إلیه بحسب حاله و شرفه، و کان بحیث لولاه لوقع فی عسر و شدة او حزازة و منقصة. و لا فرق فی استثناء هذه الاشیاء بین الواحد و المتعدد، فلو کانت عنده دور متعددة و احتاج إلی کل منها لسکناه و لو بحسب حاله و شرفه لم یبع شیئا منها، و کذلک الحال فی الخادم و نحوه. نعم إذا لم یحتج إلی بعضها او کانت داره أزید مما یحتاج إلیه وجب علیه بیع الزائد. ثم إن المقصود من کون الدار و نحوها من مستثنیات الدین أنه لا یجبر علی بیعها لا دائه و لا یجب علیه ذلک. و أما لو رضی هو بذلک و قضی به دینه جاز للدائن أخذه و إن کان ینبغی له أن لا یرضی ببیع داره.

« مسألة 803 » : لو کانت عنده دار موقوفة علیه لم یسکنها فعلاً، ولکنها کافیة لسکناه، و له دار مملوکة، فإن لم تکن فی سکناه فی الدار الموقوفة أیّة حزازة و منقصة، فالأحوط بل الأظهر أن علیه أن یبیع داره المملوکة لأداء دینه.

« مسألة 804 » : لو کانت عنده بضاعة أو عقار زائدة علی مستثنیات الدین ولکنها لا تباع إلا بأقل من قیمتها السوقیة، وجب علیه بیعها بالأقل لأداء دینه نعم إذا کان التفاوت بین القیمتین بمقدار لا یتحمل عادة و لا یصدق علیه الیسر فی هذه الحال لم یجب.


1- 1 . لو لم یکن اقوی.

ص: 193

« مسألة 805 » : یجوز التبرع باداء دین الغیر، سواء أکان حیا أم کان میتا و تبرأ ذمته به، و لا فرق فی ذلک بین أن یکون التبرع به باذن المدین او بدونه بل و إن منعه المدین عن ذلک.

« مسألة 806 » : لا یتعین الدین فیما عینه المدین، و إنما یتعین بقبض الدائن فلو تلف قبل قبضه فهو من مال المدین، و تبقی ذمته مشغولة به.

« مسألة 807 » : إذا مات المدین حل الأجل، و یخرج الدین من أصل ماله و إذا مات الدائن بقی الأجل علی حاله، و لیس لورثته مطالبته قبل انقضاء الأجل. و علی هذا فلو کان صداق المرأة مؤجلاً، و مات الزوج قبل حلوله استحقت الزوجة مطالبته بعد موته. و هذا بخلاف ما إذا ماتت الزوجة، فانه لیس لورثتها المطالبة قبل حلول الأجل، و هل یلحق بموت الزوج طلاقه؟ فیه وجهان، الظاهر هو الإِلحاق(1) لانصراف اشتراط التأجیل إلی جواز التأخیر مع بقاء الزوجیة.

« مسألة 808 » : لایلحق بموت المدین حجره بسبب الفلس، فلو کانت علیه دیون حالة و مؤجلة، قسمت أمواله بین أرباب الدیون الحالة و لا یشارکهم أرباب الدیون المؤجلة.

« مسألة 809 » : لو غاب الدائن و انقطع خبره، وجب علی المستدین نیّة القضاء و الوصیة به عند الوفاة، فإن جهل خبره و مضت مدة یقطع بموته فیها وجب تسلیمه إلی ورثته، و مع عدم معرفتهم او مع عدم التمکن من الوصول إلیهم یتصدق به عنهم(2). و یجوز تسلیمه(3) إلی الورثة مع انقطاع خبره بعد مضی عشر سنین، و إن لم یقطع بموته، بل یجوز ذلک(4) بعد مضی أربع سنین من غیبته إذا فحص عنه فی هذه المدة.


1- 1 . فیه اشکال.
2- 2 . و إذا علم بعدم وارث فهو للامام علیه السلام .
3- 3 . لا یخلو من تأمّل.
4- 4 . لا یخلو من اشکال لاختصاص ما ورد فیه من الاخبار بطلاق زوجته و بینونتها.

ص: 194

« مسألة 810 » : لا تجوز قسمة الدین، فاذا کان لاثنین دین مشترک علی ذمم أشخاص متعددة، کما إذا افترضنا انهما باعا مالاً مشترکا بینهما من أشخاص عدیدة أو ورثا من مورثهما دینا علی أشخاص ثم قسما الدین بینهما بعد التعدیل، فجعلا ما فی ذمة بعضهم لأحدهما، و ما فی ذمّة الباقی لآخر لم تصح، و یبقی الدین علی الاشتراک السابق بینهما. نعم(1) إذا کان لهما دین مشترک علی واحد جاز لأحدهما أن یستوفی حصته منه و یتعین الباقی فی حصة الآخر و هذا لیس من تقسیم الدین المشترک فی شیء.

« مسألة 811 » : تحرم علی الدائن مطالبة المدین إذا کان معسرا بل علیه الصبر و النظرة إلی المیسرة.

« مسألة 812 » : إذا اقترض دنانیر مثلاً، ثم اسقطتها الحکومة عن الاعتبار و جاءت بدنانیر أخری غیرها، کانت علیه الدنانیر الأولی. نعم إذا اقترض الأوراق النقدیة المسماة ب(اسکناس) ثم اسقطت عن الاعتبار، لم تسقط ذمة المقترض بادائها بل علیه أداء قمیتها قبل زمن الاسقاط.

« مسألة 813 » : یصح بیع الدین بمال موجود و إن کان أقل منه إذا کان من غیر جنسه أو لم یکن ربویا، و لا یصح بیعه بدین مثله إذا کان دینا قبل العقد و لا فرق فی المنع بین کونهما حالین و مؤجلین و مختلفین. و لو صار دینا بالعقد بطل فی المؤجلین علی الأحوط(2) و صح فی غیرهما، و لو کان أحدهما دینا قبل العقد و الاخر دینا بعد العقد صح إلا فی بیع المسلم(3) فیه قبل حلوله، فإنه لا یجوز بیعه من غیر بائعه مطلقا و یجوز


1- 1 . ما ذکره قریب. لکنّه غیر خال عن التأمّل.
2- 2 . لو لم یکن اقوی.
3- 3 . علی ما سبق.

ص: 195

بیعه من غیر بائعه بعد حلوله و من بائعه مطلقا علی تفصیل تقدم.

« مسألة 814 » : یجوز للمسلم قبض دینه من الذمی من ثمن ما باعه من المحرمات(1) و لو أسلم الذمی بعد البیع لم یسقط استحقاقه المطالبة بالثمن، و لیس للعبد الاستدانة بدون إذن المولی، فإن فعل ضمن العین فیرد ما أخذ و لو تلفت ففی ذمته مثله أو قیمته، و لو أذن المولی له لزمه دون المملوک و إن اعتق، و غریم المملوک أحد غرماء المولی، و لو أذن له فی التجارة فاستدان لها الزم المولی مع اطلاق الاذن و إلا تبع به بعد العتق.

« مسألة 815 » : یجوز(2) دفع مال إلی شخص فی بلد لیحوله إلی صاحبه فی بلد آخر إذا کان له مال علی ذمة صاحبه فی ذلک البلد و لم یکن مما یکال أو یوزن بلا فرق بین أن یکون التحویل بأقل مما دفعه أو أکثر.

« مسألة 816 » : ما أخذه بالربا فی القرض و کان جاهلاً، سواء أکان جهله بالحکم أو بالموضوع، ثم علم بالحال، فان تاب، فما أخذه له و علیه أن یترک فیما بعد.

« مسألة 817 » : إذا ورث مالاً فیه الربا، فإن کان مخلوطا بالمال الحلال فلیس علیه شیء و إن کان معلوما و معروفا و عرف صاحبه رده إلیه و إن لم یعرف عامله معاملة المال المجهول مالکه.


1- 1 . من غیر المسلم و فی بیعه من المسلم لا یخلو من قوّة.
2- 2 . طبقا للقواعد.

ص: 196

خاتمة

إقراض المؤمن من المستحبات الأکیدة سیما لذوی الحاجة منهم لما فیه من قضاء حاجة المؤمن و کشف کربته و عن النبی صلی الله علیه و آله : من کشف(1) عن مسلم کربة من کرب الدنیا کشف اللّه عنه کربه یوم القیامة، و عنه صلی الله علیه و آله من أقرض(2) مؤمنا قرضا ینظر به میسوره کان ماله فی زکاة و کان هو فی صلاة من الملائکة حتی یؤدیه، و عنه صلی الله علیه و آله من أقرض(3) أخاه المسلم کان له بکل درهم أقرضه وزن جبل أحد من جبال رضوی و طور سیناء حسنات و إن رفق به فی طلبه تعدی (جاز) به علی الصراط کالبرق الخاطف اللامع بغیر حساب و لا عذاب و من شکا إلیه أخوه المسلم فلم یقرضه حرّم اللّه عزوجل علیه الجنة یوم یجزی المحسنین، و عن أبی عبداللّه علیه السلام مامن(4) مؤمن أقرض مؤمنا یلتمس به وجه اللّه إلا حسب اللّه له أجره بحساب الصدقة حتی یرجع ماله إلیه، و عنه علیه السلام أیضا :(5) مکتوب علی باب الجنة، الصدقة بعشرة و القرض بثمانیة عشر، إلی غیر ذلک من الروایات.


1- 1 . وسائل الشیعه 11، الباب 22 _ 29 / 5 _ 6 _ 3 _ 4، المستدرک 12، 29 / 14 ابواب فعل المعروف.
2- 2 . وسائل الشیعه 13، الباب 6 من ابواب الدین والقرض، ح 3 _ 5 .
3- 3 . وسائل الشیعه 13، الباب 6 من ابواب الدین والقرض، ح 3 _ 5 .
4- 4 . وسائل الشیعه 13، الباب 6، ح 2، مع اختلاف لا یضرّ بالمقصود.
5- 5 . مستدرک وسائل 13، الباب 6، من ابواب الدین والقرض، ح 3. (4_5، وسائل الشیعة، 11 الباب من ابواب فعل المعروف، ح 2 _ 3).

ص: 197

کتاب الرَّهنْ

و لا بد فیه من الایجاب و القبول من أهله و لا یعتبر فی الایجاب و القبول التلفظ بل یتحققان بالفعل أیضا و فی اشتراط الاقباض إشکال أقواه ذلک.

« مسألة 818 » : یشترط فی الرهن أن یکون المرهون عینا مملوکة یمکن قبضها و یصح بیعها و أن یکون الرهن علی حق ثابت فی الذمد عینا کان أو منفعة.

« مسألة 819 » : یتوقف رهن غیر المملوک للراهن علی اجازة مالکه، و لو ضم مملوک غیره إلی مملوکه فرهنهما، لزم الرهن فی ملکه و توقف فی الضمیمة علی اجازة مالکها.

« مسألة 820 » : یلزم الرهن من جهة الراهن.

« مسألة 821 » : رهن الحامل لیس رهنا للحمل(1) و إن تجدد.

« مسألة 822 » : فوائد الرهن للمالک و الرهن علی أحد الدینین لیس رهنا علی الآخر، و لو استدان من الدائن دینا آخر و جعل الرهن علی الأول رهنا علیهما صح.


1- 1 . کما فی الحدائق: 20 / 242، مختارا له فی الموجود حال الرّهن و فی الجواهر : 25، 238 علیه اجماعان و اجماع الخلاف و التذکرة فی المتجّدد: 25، 230.

ص: 198

« مسألة 823 » : یجوز للولی أن یرهن مال الموّلی علیه مع مصلحته.

« مسألة 824 » : المرتهن ممنوع من التصرف بغیر إذن الراهن و لا بأس بتصرف الراهن فیالمرهون تصرفا لاینافی حق الرهانة ولا یجوز له التصرف المنافی من دون إذن المرتهن و تقدم حکم بیع الراهن العین المرهونة مع علم المشتری و جهله فی شروط العوضین.

« مسألة 825 » : لو شرط المرتهن فی عقد الرهن استیفاء منافع العین فی مدة الرهن مجانا. فان لم یرجع ذلک إلی الاشتراط فی القرض أو فی تأجیل الدین صح و کذلک ما لو شرط استیفاءها بالأجرة مدة و إذا صح الشرط لزم العمل به إلی نهایة المدة و إن برئت ذمة الراهن من الدین.

« مسألة 826 » : لو شرط فی عقد الرهن وکالة المرتهن أو غیره فی البیع لم ینعزل ما دام حیا.

« مسألة 827 » : لو أوصی الراهن إلی المرتهن أن یبیع العین المرهونة و یستوفی حقه منها لزمت الوصیة و لیس للوارث إلزامه برد العین و استیفاء دینه من مال آخر.

« مسألة 828 » : حق الرهانة موروث فاذا مات المرتهن قامت ورثته مقامه.

« مسألة 829 » : المرتهن أمین لا یضمن بدون التعدی و یضمن معه(1) لمثله إن کان مثلیا و إلا فلقیمته یوم التعدی(2)، و القول قوله مع یمینه فی قیمته و عدم التفریط و قول الراهن فی قدر الدین.

« مسألة 830 » : المرتهن أحق بالعین المرهونة من باقی الغرماء إذا صار الراهن مفلسا، و لو فضل من الدین شیء شارکهم فی الفاضل، و لو فضل من الرهن و له دین بغیر رهن تساوی الغرماء فیه.


1- 1 . لو تلف.
2- 2 . او یوم التّلف و ظاهر صحیحة ابی و لاّدالاوّل.

ص: 199

« مسألة 831 » : لو تصرف المرتهن بدون إذن الراهن ضمن و علیه الأجرة.

« مسألة 832 » : لو أذن الراهن فی البیع قبل الأجل فباع لم یتصرف فی الثمن إلا بإذن الراهن حتی بعد الأجل و إذا لم یأذن فی الاستیفاء حینئذ جاز للمرتهن الاستیفاء بلا إذن(1)، کما أنه لو لم یأذن فی البیع حینئذ و امتنع من وفاء الدین جاز للمرتهن البیع و الاستیفاء بلا إذن. والأحوط(2) استحبابا مراجعة الحاکم الشرعی.

« مسألة 833 » : لو کان الرهن علی الدین المؤجل و کان مما یفسد قبل الأجل کالأثمار فإن شرط الراهن عدم بیعه قبل الأجل بطل الرهن و إلاّ لزم بیعه و یجعل ثمنه رهنا، فإن باعه الراهن أو وکیله فهو، و إن امتنع أجبره الحاکم، فإن تعذر باعه الحاکم أو وکیله، و مع فقده باعه المرتهن.

« مسألة 834 » : لو خاف المرتهن جحود الوارث عند موت الراهن و لا بینة له جاز أن یستوفی من الرهن مما فی یده.(3)

« مسألة 835 » : إذا اختلفا فالقول قول المالک مع ادعائه الودیعة و ادعاء الآخر الرهن هذا إذا لم یکن الدین ثابتا و إلا فالقول قول مدعی الرهن.


1- 1 . و الاولی الاستیذان من حاکم الشّرع.
2- 2 . لا ینبغی ترکه.
3- 3 . و لا یبعد ذلک فی حیاة الرّاهن.

ص: 200

کتاب الحجر

و أسبابه امور :

(الأول) : الصغر، فالصغیر ممنوع من التصرف حتی یبلغ، و یعلم بنبت الشعر الخشن علی العانة أو الاحتلام أو إکمال خمس عشرة سنة فی الذکر و تسع فی الأنثی، و الصغیر کما انه لا ینفذ تصرفه فی أمواله لا ینفذ تصرفه فی ذمته فلا یصح منه البیع و الشراء فی الذمة و لا الاقتراض و إن صادف مدة الأداء من البلوغ و کذا لا ینفذ منه التزویج و الطلاق و لا إجارة نفسه و لا جعل نفسه عاملاً فی المضاربة والمزارعة و نحو ذلک.

(الثانی) : الجنون، فلا یصح تصرفه إلا فی أوقات إفاقته.

(الثالث) : السفه، فیحجر علی السفیه فی تصرفاته و یختص الحجر بأمواله علی المشهور، و یُعلم الرشد باصلاح ماله عند اختباره بحیث یسلم من المغابنات و تقع افعاله علی الوجه الملائم و لا یزول الحجر مع فقد الرُشد و ان طعن فی السن، و یثبت الرشد فی الرجال بشهادة أمثالهم، و فی النساء بشهادة الرجال و کذلک بشهادتهن علی اشکال.

(الرابع) : الملک، فلا ینعقد تصرف المملوک بدون إذن مولاه و لو ملّکه مولاه شیئا ملکه علی الأصح و کذا غیره إذا کان باذن المولی.

ص: 201

(الخامس) : الفَلَس، و یحجر علی المُفَلَّس بشروط أربعة : ثبوت دیونه عند الحاکم، و حلولها، و قصور أمواله عنها، و مطالبة أربابها الحجر و إذا حجر علیه الحاکم بطل تصرفه فی ماله مع عدم اجازة الدیان ما دام الحجر باقیا.

« مسألة 836 » : لو اقترض المفلس بعد الحجر علیه أو اشتری فی الذمة لم یشارک المقرض و البائع الغرماء، ولو اتلف مال غیره فالأظهر(1) عدم مشارکة صاحبه للغرماء، و کذا لو أقر بدین سابق أو بعین.

« مسألة 837 » : للمفلس اجازة بیع الخیار و فی جواز فسخه اشکال.(2)

« مسألة 838 » : من وجد عین ماله فی أموال المفلس کان له أخذها دون نمائها المنفصل، أما المتصل فان کان کالطول و السمن و بلوغ الثمرة و نحوها مما لا یصلح للانفصال تبعها و ما یصلح لذلک کالصوف و الثمرة و نحوهما ففیه إشکال، و الأظهر عدم التبعیة.

« مسألة 839 » : من وجد عین ماله و قد خلطها المفلس بجنسها فله عین ماله مطلقا، و إن کان بالاجود و کذا لو خلطها بغیر جنسها ما لم تعد من التالف.(3)

« مسألة 840 » : لا یختص الدائن بعین ماله إذا کانت فی مال المیت مع قصور الترکة.

« مسألة 841 » : یخرج الحب و البیض بالزرع و الاستفراخ عن الاختصاص.

« مسألة 842 » : للشفیع أخذ الشقص و یضرب البائع مع الغرماء، و إذا کان فی الترکة عین زکویة قُدِّمت الزکاة علی الدیون و کذلک الخمس، و إذا کانا فی ذمة المیت کانا کسائر الدیون.


1- 1 . فی مشارکة صاحبه للفرماء اشکال قویّ. لا یبعد عدمها.
2- 2 . لا یبعد الجواز.
3- 3 . و ان لم یمکن تمییز ماله فتباع العین و یؤخذ بنسبة قیمته من الثمن او یقتسمون بالتراضی.

ص: 202

« مسألة 843 » : لو أفلس بثمن ام الولد بیعت أو أخذها البائع بعد موت الولد و أما قبله ففیه اشکال والجواز(1) أظهر.

« مسألة 844 » : لا یحل(2) مطالبة المعسر و لا إلزامه بالتکسب إذا لم یکن من عادته و کان عسرا علیه و لا بیع دار سکناه اللائقة بحاله و لا عبد خدمته و لا غیره مما یعسر علیه بیعه کما تقدم فی کتاب الدین.

« مسألة 845 » : لا یحل بالحجر الدین المؤجل، و لو مات من علیه الدین حل و لا یحل بموت صاحبه.(3)

« مسألة 846 » : ینفق علی المفلس من ماله إلی یوم القسمة و علی عیاله و لو مات قدم الکفن و غیره من واجبات التجهیز.

« مسألة 847 » : یقسم المال علی الدیون الحالة بالتقسیط و لو ظهر دین حال بعد القسمة نقضت و شارکهم، و مع القسمة یطلق و یزول الحجر بالأداء.

« مسألة 848 » : الولایة فی مال الطفل و المجنون و السفیه إذا بلغا کذلک للأب و الجد له، فان فقدا فللوصی إذا کان وصیا فی ذلک، فان فقد فللحاکم، و فی مال السفیه و المجنون اللذین عرض علیهما السفه و الجنون بعد البلوغ. فالمشهور ان الولایة للحاکم خاصّة و فیه اشکال.(4)


1- 1 . زائد.
2- 2 . یطلب تفصیل هذه المسألة من کتاب الدین.
3- 3 . و روایة ابی بصیر فی الحلول ضعیفة (الجواهر: 25 / 295 _ 323 ؛ الحدائق: 20 / 165 _ 166).
4- 4 . ضعیف.

ص: 203

کتاب الضمان

الضمان هو نقل المال عن ذمة المضمون عنه إلی ذمة الضامن للمضمون له.

« مسألة 849 » : یعتبر فی الضمان الایجاب من الضامن، و القبول من المضمون له بکل ما یدل علی تعهد الأول بالدین، و رضا الثانی بذلک.

« مسألة 850 » : الأحوط اعتبار التنجیز فی عقد الضمان، فالتعلیق لا یخلو عن اشکال. نعم لا یبعد صحة الضمان إذا کان تعهد الضامن للدین فعلیا، ولکن علق أداءه علی عدم أداء المضمون عنه، فعندئذ للدائن أن یطالب الضامن علی تقدیر عدم أداء المدین.

« مسألة 851 » : یعتبر فی الضامن و المضمون له البلوغ و العقل و الاختیار و عدم السفه، و عدم التفلیس أیضا فی خصوص المضمون له و أما فی المدیون فلا یعتبر شیء من ذلک فلو ضمن شخص ما علی المجنون أو الصغیر من الدین صح.

« مسألة 852 » : إذا دفع الضامن ما ضمنه إلی المضمون له رجع به إلی المضمون عنه إذا کان الضمان بطلبه و إلا لم یرجع.

« مسألة 853 » : إذا أبرأ المضمون له ذمة الضامن عن تمام الدین برئت ذمته، و لا یجوز له الرجوع إلی المضمون عنه، و إذا أبرأ ذمته عن بعضه برئت عنه، و لا یرجع إلی

ص: 204

المضمون عنه بذلک المقدار. و إذا صالح المضمون له الضامن بالمقدار الأقل، فلیس للضامن مطالبة المضمون عنه إلا بذلک المقدار دون الزائد، و کذا الحال لو ضمن الدین بمقدار أقل من الدین برضا المضمون له. و الضابط أن الضامن لا یطالب المضمون عنه إلا بما خسر دون الزائد و منه یظهر أنه لیس له المطالبة فی صورة تبرع أجنبی لأداء الدین.

« مسألة 854 » : عقد الضمان لازم، فلا یجوز للضامن فسخه و لا للمضمون له.

« مسألة 855 » : یشکل ثبوت الخیار لکل من الضامن و المضمون له بالاشتراط أو بغیره بل الأظهر عدمه.

« مسألة 856 » : إذا کان الدین حالاً وضمنه الضامن مؤجلاً، فیکون الأجل للضمان لا للدین، فلو أسقط(1) الضامن الأجل و أدی الدین حالاً، فله مطالبة المضمون عنه کذلک، و کذا إذا مات الضامن قبل انقضاء الأجل المذکور.

« مسألة 857 » : إذا کان الدین مؤجلاً و ضمنه شخص کذلک، ثم أسقط الأجل و أدی الدین حالاً، فلیس له مطالبة المضمون عنه قبل حلول الأجل. و کذلک الحال إذا مات الضامن فی الأثناء، فان المضمون له یأخذ المال المضمون من ترکته حالاً. ولکن لیس لورثته مطالبة المضمون عنه قبل حلول الأجل.

« مسألة 858 » : إذا کان الدین مؤجلاً و ضمنه شخص حالاً باذن المضمون عنه، و أدی الدین، فالظاهر(2) جواز الرجوع إلیه بعد أداء الدین، لانه المتفاهم العرفی من اذنه بذلک.

« مسألة 859 » : إذا کان الدین مؤجلاً وضمنه بأقل من أجله، کما إذا کان أجله ثلاثة أشهر مثلاً، و ضمنه بمدة شهر و أداهُ بعد هذه المدة، و قبل حلول الأجل، فلیس له


1- 1 . فی ما إذا لم یکن اذن المضمون عنه مقیّدا بالاجل و کذلک الحال فی الفرع الآتی.
2- 2 . لا یبعد.

ص: 205

مطالبة المضمون عنه بذلک قبل انقضاء الأجل الأول، و هو أجل الدین و إذا ضمنه بأکثر من أجله، ثم أسقط الزائد و أداه، فله مطالبة المضمون عنه بذلک، و کذا الحال إذا مات الضامن بعد انقضاء أجل الدین و قبل انقضاء المدة الزائدة.

« مسألة 860 » : إذا احتسب المضمون له ما علی ذمة الضامن خُمْسا أو زکاة باجازة من الحاکم الشرعی، أو صدقة، فالظاهر أن للضامن أن یطالب المضمون عنه بذلک، و کذا الحال إذا أخذه منه ثم رده إلیه بعنوان الهبة أو نحوها، و هکذا إذا مات المضمون له و ورث الضامن ما فی ذمته.

« مسألة 861 » : یجوز الضمان بشرط الرهانة من المضمون عنه.(1)

« مسألة 862 » : إذا کان علی الدین الثابت فی ذمة المضمون عنه رهن فهو ینفک بالضمان.(2)

« مسألة 863 » : إذا ضمن شخصان مثلاً عن واحد، فلا یخلو من أن یکون إما بنحو العموم المجموعی او بنحو العموم الاستغراقی، فعلی الأول یقسط الدین علیهما، و علی الثانی قیل یکون کل واحد منهما ضامنا علی نحو تعاقب الایدی. و علیه فاذا أبرأ المضمون له أحدهما بخصوصه برئت ذمته دون الآخر و فیه إشکال بل الأظهر البطلان.(3)

« مسألة 864 » : إذا کان مدیونا لشخصین، صح ضمان شخص لهما أو لأحدهما المعین، و لا یصح ضمانه لأحدهما لا علی التعیین و کذا الحال إذا کان شخصان مدیونین لواحد، فضمن عنهما شخص، فان کان ضمانه عنهما أو عن أحدهما المعین صح، و إن کان عن أحدهما لا علی التعیین لم یصح.


1- 1 . و کذا من الضّامن.
2- 2 . الاّ إذا اشترط بقائه الی اداء الدّین.
3- 3 . لا یبعد الصّحة. هذا اذا رضی بضمان الجمیع. امّا إذا رضی المضمون له بضمان احدهم فهو الصّحیح و یبطل الباقی.

ص: 206

« مسألة 865 » : إذا کان المدیون فقیرا لم یصح أن یضمن شخص عنه بالوفاء من الخمس أو الزکاة أو المظالم. و لا فرق فی ذلک بین أن تکون ذمة الضامن مشغولة بها فعلاً أم لا.

« مسألة 866 » : إذا کان الدین الثابت علی ذمة المدین خمسا أو زکاة صح ان یضمن عنه(1) شخص للحاکم الشرعی أو وکیله.

« مسألة 867 » : إذا ضمن شخص فی مرض موته صح الضمان، و یخرج المال المضمون من أصل ترکته، سواء أکان الضمان بإذن المضمون عنه أم لا.

« مسألة 868 » : یصح أن یضمن شخص للمرأة نفقاتها الماضیة. و أما ضمانه لنفقاتها الآتیة، ففی صحته اشکال. و أما نفقة الأقارب فلا یصح(2) ضمانها بلا اشکال.

« مسألة 869 » : یصح ضمان الأعیان الخارجیة، بمعنی کون العین فی عهدة الضامن فعلاً، و أثر ذلک وجوب ردّها مع بقاء العین المضمونة وردّ بدلها من المثل أو القیمة عند تلفها. و من هذا القبیل ضمان شخص عهدة الثمن للمشتری إذا ظهر المبیع مستحقا للغیر أو ظهر بطلان البیع من جهة اخری. و الضابط ان الضمان فی الأعیان الخارجیة بمعنی التعهد لا بمعنی الثبوت فی الذمة، فهو قسم آخر من الضمان.

« مسألة 870 » : فی صحة ضمان ما یحدثه المشتری فی الأرض المشتراة من بناء أو غرس أو نحو ذلک إذا ظهر کونها مستحقة للغیر اشکال.

« مسألة 871 » : إذا قال شخص لآخر إلْق متاعک فی البحر و علیّ ضمانه، فألقاه ضمنه، سواءً کان لخوف غرق السفینة أو لمصلحة اخری من خفتها أو نحوها، و هکذا إذا أمره باعطاء دینار مثلا لفقیر أو امره بعمل لآخر أو لنفسه، فانه یضمن إذا لم یقصد المأمور المجانیة.


1- 1 . باذنه و یقصد به القربة.
2- 2 . فی ضمانها اشکال.

ص: 207

« مسألة 872 » : إذا اختلف الدائن و المدین فی أصل الضمان، کما إذا ادعی المدیون الضمان و انکره الدائن، فالقول قول الدائن، و هکذا إذا ادعی المدیون الضمان فی تمام الدین، و انکره المضمون له فی بعضه.

« مسألة 873 » : إذا ادعی الدائن علی أحد الضمان فانکره فالقول قول المنکر، و إذا اعترف بالضمان و اختلفا فی مقداره أو فی اشتراط التعجیل إذا کان الدین مؤجلاً، فالقول قول الضامن، و إذا اختلفا فی اشتراط التأجیل مع کون الدین حالاً، أو فی وفائه للدین، أو فی إبراء المضمون له قدم قول المضمون له.

« مسألة 874 » : إذا اختلف الضامن و المضمون عنه فی الإِذن و عدمه أو فی وفاء الضامن للدین، أو فی مقدار الدین المضمون، أو فی اشتراط شیء علی المضمون عنه، قدم قول المضمون عنه.

« مسألة 875 » : إذا انکر المدعی علیه الضمان، ولکن استوفی المضمون له الحق منه باقامة بینة، فلیس له مطالبة المضمون عنه، لاعترافه بأن المضمون له أخذ المال منه ظلما.

« مسألة 876 » : إذا ادعی الضامن الوفاء. و انکر المضمون له و حلف، فلیس للضامن الرجوع إلی المضمون عنه إذا لم یصدِّقه فی ذلک.

« مسألة 877 » : یجوز الترامی فی الضمان بأن یضمن زید دین عمرو و یضمن بکر عن زید و هکذا فتبرأ ذمة غیر الضامن الأخیر و تشتغل ذمته للدائن فإذا أداه رجع به إلی سابقه و هو إلی سابقه و هکذا إلی أن ینتهی إلی المدین الأول. هذا إذا کان الضمان بأذن المضمون عنه و إلا فلا رجوع علیه، فلو کان ضمان زید بغیر إذن عمرو و کان ضمان بکر باذن زید و أدی بکر الدین رجع به إلی زید و لا یرجع زید إلی عمرو.

ص: 208

کتاب الحوال_ة

الحوالة هی تحویل المدین ما فی ذمته من الدین إلی ذمة غیره بإحالة الدائن علیه.

« مسألة 878 » : یعتبر فی الحوالة الإیجاب من المحیل و القبول من المحال بکل ما یدل علیهما من لفظ أو فعل أو کتابة.

« مسألة 879 » : یشترط فی المحیل و المحال البلوغ و العقل و الرشد، کما یعتبر فیهما عدم التفلیس إلا فی الحوالة علی البریء، فإنه یجوز فیها أن یکون المحیل مفلسا أو سفیها، و یعتبر فی المحیل و المحال الاختیار، و فی اعتباره فی المحال علیه إشکال. و الأظهر عدم الاعتبار إلا فی الحوالة علی البریء أو بغیر الجنس، فیعتبر عندئذ قبول المحال علیه برضاه و اختیاره.(1)

« مسألة 880 » : یعتبر فی الحوالة أن یکون الدین ثابتا فی ذمة المحیل فلا تصح الحوالة بما سیستقرضه.

« مسألة 881 » : یشترط فی الحوالة أن یکون المال المحال به معینا، فإذا کان شخص مدینا لآخر بمن من الحنطة و دینار، لم یصح أن یحیله بأحدهما من غیر تعیین.


1- 1 . کما یعتبر فی البرئ الرّشد (عدم السّفه) و البلوغ والعقل و الاختیار.

ص: 209

« مسألة 882 » : یکفی فی صحة الحوالة تعین الدین واقعا، و إن لم یعلم المحیل و المحال بجنسه أو مقداره حین الحوالة! فإذا کان الدین مسجلاً فی الدفتر، فحوله المدین علی شخص قبل مراجعته فراجعه، و أخبر المحال بجنسه و مقداره صحت الحوالة.

« مسألة 883 » : للمحال أن لا یقبل الحوالة و إن لم یکن المحال علیه فقیرا و لا مماطلاً فی أداء الحوالة.

« مسألة 884 » : لا یجوز للمحال علیه البریء مطالبة المال المحال به من المحیل قبل أدائه إلی المحال، و إذا تصالح المحال مع المحال علیه علی أقل من الدین، لم یجز أن یأخذ من المحیل إلا الأقل.

« مسألة 885 » : لا فرق فی المال المحال به بین أن یکون عینا فی ذمة المحیل، أو منفعة أو عملاً لا یعتبر فیه المباشرة، کخیاطة ثوب و نحوها، بل و لو مثل الصلاة و الصوم و الحج و الزیارة و القراءة و غیر ذلک، و لا فرق فی ذلک بین أن تکون الحوالة علی البریء أو علی المشغول ذمته، کما لا فرق بین أن یکون المال المحال به مثلیا أو قیمیا.

« مسألة 886 » : الحوالة عقد لازم، فلیس للمحیل و المحال فسخه. نعم لو کان المحال علیه معسرا حین الحوالة، و کان المحال جاهلاً به، جاز له الفسخ بعد علمه بالحال و إن صار غنیا فعلاً. و أما إذا کان حین الحوالة موسرا أو کان المحال عالما باعساره، فلیس له الفسخ.

« مسألة 887 » : یجوز جعل الخیار لکل من المحیل و المحال و المحال علیه.

« مسألة 888 » : لو أدی المحیل نفسه الدین، فإذا کان بطلب من المحال علیه و کان مدینا، فله أن یطالب المحال علیه بما أداه. و أما إذا لم یکن بطلبه، أو لم یکن مدینا له، فلیس له ذلک.

ص: 210

« مسألة 889 » : إذا تبرع أجنبی عن المحال علیه برئت ذمته، و کذا إذا ضمن شخص عنه برضا المحال.

« مسألة 890 » : إذا طالب المحال علیه المحیل بما أداه، و أدعی المحیل أن له علیه مالاً و أنکره المحال علیه، فالقول قوله مع عدم البینة، فیحلف علی براءته.(1)

« مسألة 891 » : تصح الحوالة بمال الکتابة المشروطة أو المطلقة من السید علی مکاتبه، سواء أکانت قبل حلول النجم أو بعده، و بها یتحرر المکاتب لبراءة ذمته لمولاه، و تشتغل ذمته للمحال، و لا یتوقف تحرره علی قبوله الحوالة، لفرض أنه مدین لمولاه.

« مسألة 892 » : إذا کان للمکاتب دین علی أجنبی. فأحال المکاتب سیده علیه بمال الکتابة، فقبلها صحت الحوالة. و ینعتق المکاتب، سواء أدی المحال علیه المال للسید أم لا.

« مسألة 893 » : إذا اختلف الدائن و المدین فی أن العقد الواقع بینهما کان حوالة أو وکالة. فمع عدم قیام البینة یقدم قول منکر الحوالة. سواء أکان هو الدائن أم المدین.

« مسألة 894 » : إذا کان له علی زید دنانیر و علیه لعمرو دراهم فأحال عمروا علی زید بالدنانیر فإن کان المراد بذلک تحویل ما بذمته من الدراهم بالدنانیر برضا عمرو به ثم إحالة عمرو علی زید بالدنانیر فلا إشکال و إن کان المراد إحالته علی زید لیحتسب الدنانیر بقیمة الدراهم من دون تحویل فی الذمة لم یجب علی زید قبول الحوالة کما أنه إذا أحاله علیه بالدراهم مع بقاء اشتغال ذمته علیه بالدنانیر لم یجب القبول بل هو من قبیل الحوالة علی البریء.


1- 1 . و یأخذ ما اداه بحوالة المحیل.

ص: 211

کتاب الکفالة

الکفالة هی التعهد باحضار المدین(1) و تسلیمه إلی الدائن(2) عند طلبه ذلک.(3)

« مسألة 895 » : تصح الکفالة بالإیجاب من الکفیل بکل ما یدل علی تعهده و التزامه، و القبول من الدائن(4) بکل ما یدل علی رضاه بذلک.

« مسألة 896 » : یعتبر فی الکفیل العقل و البلوغ و الاختیار و القدرة علی إحضار المدین(5)، و عدم السفه، و لا یشترط فی الدائن(6) البلوغ و الرشد و العقل و الاختیار، فتصح الکفالة للصبی و السفیه و المجنون إذا قبلها الولی.

« مسألة 897 » : تصح الکفالة باحضار المکفول إذا کان علیه حق مالی، و لا یشترط العلم بمبلغ ذلک المال.


1- 1 . او من علیه الحضور عند ذی الحقّ او الحاکم.
2- 2 . بل الی من له الحقّ او وکیله.
3- 3 . و قد تکون التزاما باحضار المیت لیشهد علیه و نحوه بناءً علی عموم الکفالة لذلک. نعم لا تصّح فی الحدّ و التّعزیر کما لاتصّح فی القصاص.
4- 4 . او من له الحقّ.
5- 5 . المکفول.
6- 6 . المکفول له.

ص: 212

« مسألة 898 » : إذا کان المال ثابتا فی الذمة، فلا شبهة فی صحة الکفالة. و أما إذا لم یکن ثابتا فی الذمة فعلاً، ولکن وجد سببه کالجعل فی عقد الجعالة و کالعوض فی عقد السبق و الرمایة و ما شاکل ذلک، ففی صحة الکفالة فی هذه الموارد إشکال، و الصحة أقرب.(1)

« مسألة 899 » : الکفالة عقد لازم لا یجوز فسخه من طرف الکفیل إلا بالإقالة، أو بجعل الخیار له.

« مسألة 900 » : إذا لم یحضر الکفیل المکفول، فأخذ المکفول له المال من الکفیل، فإن لم یأذن المکفول لا فی الکفالة و لا فی الأداء، فلیس للکفیل الرجوع علیه و المطالبة بما أداه. و إذا اذن فی الکفالة و الأداء أو أذن فی الأداء فحسب، کان له أن یرجع علیه، و إن أذن له فی الکفالة دون الأداء، فالظاهر عدم رجوعه علیه بما أداه. و إن کان غیر متمکن من إحضاره عند طلب المکفول له ذلک.

« مسألة 901 » : یجب علی الکفیل التوسل بکل وسیلة مشروعة لاحضار المکفول، فإذا احتاج إلی الاستعانة بشخص قاهر، و لم تکن فیها مفسدة دینیة وجبت الاستعانة به.(2)

« مسألة 902 » : إذا کان المکفول غائبا احتاج حمله إلی مؤنة، فالظاهر أنها علی الکفیل، إلا إذا کان صرفها باذن من المکفول.

« مسألة 903 » : إذا نقل المکفول له حقه الثابت علی المکفول إلی غیره ببیع أو صلح أو حوالة، أو هبة، بطلت الکفالة.

« مسألة 904 » : إذا أخرج أحد من ید الغریم مدیونه قهرا أو حیلة بحیث لا یظفر به


1- 1 . لا یخلو من تأمّل للشکّ فی تحقق الکفالة العرفیّة فی هذه الموارد.
2- 2 . و ان امتنع فللمکفول له حبسه حتّی یحضر المکفول.

ص: 213

لیأخذ منه دینه، فهو بحکم الکفیل یجب علیه إحضاره لدیه، و إلا فیضمن عنه دینه، و یجب علیه تأدیته له.

« مسألة 905 » : ینحل عقد الکفالة بأمور : (الأول) _ أن یسلم الکفیل المکفول إلی المکفول له (الثانی) _ أن یؤدی دینه (الثالث) _ ما إذا أبرأ المکفول له ذمة المدین (الرابع) _ ما إذا مات المدین (الخامس) _ ما إذا رفع المکفول له یده عن الکفالة.

ص: 214

کتاب الصُلح

الصلح عقد شرعی للتراضی و التسالم بین شخصین(1) فی أمر : من تملیک عین أو منفعة أو إسقاط دین أو حق أو غیر ذلک مجانا، أو بعوض.

« مسألة 906 » : الصلح عقد مستقل و لا یرجع إلی سائر العقود و إن أفاد فائدتها فیفید فائدة البیع إذا کان الصلح علی عین بعوض، و فائدة الهبة إذا کان علی عین بغیر عوض و فائدة الإِجارة إذا کان علی منفعة بعوض، و فائدة الإِبراء إذا کان علی إسقاط حق أو دین.

« مسألة 907 » : إذا تعلق الصلح بعین أو منفعة أفاد انتقالهما إلی المتصالح، سواء أکان مع العوض أو بدونه. و کذا إذا تعلق بدین علی غیر المصالح له أو حق قابل للانتقال، کحقی التحجیر و الاختصاص، و إذا تعلق بدین علی المتصالح أفاد سقوطه. و کذا الحال إذا تعلق بحق قابل للاسقاط و غیر قابل للنقل و الانتقال، کحق الشفعة و نحوه. و أما ما لا یقبل الانتقال و لا الاسقاط، فلا بصح الصلح علیه.

« مسألة 908 » : یصح الصلح علی مجرد الانتفاع بعین، کأن یصالح شخصا علی أن یسکن داره أو یلبس ثوبه فی مدة، أو علی أن یکون جذوع سقفه علی حائطه، أو یجری


1- 1 . او اشخاص.

ص: 215

ماءه علی سطح داره، أو یکون میزابه علی عرصة داره، أو یکون الممر و المخرج من داره أو بستانه، أو علی أن یخرج جناحا فی فضاء ملکه، أو علی أن یکون أغصان أشجاره فی فضاء أرضه، و غیر ذلک. و لا فرق فیه بین أن یکون بلا عوض أو معه.

« مسألة 909 » : یجری الفضولی فی الصلح، کما یجری فی البیع و نحوه.

« مسألة 910 » : لا یعتبر فی الصلح العلم بالمصالح به فإذا اختلط مال أحد الشخصین بمال الاخر جاز لهما أن یتصالحا علی الشرکة بالتساوی أو بالاختلاف، کما یجوز لأحدهما أن یصالح الآخر بمال خارجی معین و لا یفرق فی ذلک بین ما إذا کان التمییز بین المالین متعذرا و ما إذا لم یکن متعذرا.

« مسألة 911 » : یجوز للمتداعیین أن یتصالحا بشیء من المدعی به أو بشیء آخر، حتی مع إنکار المدعی علیه، ویسقط بهذا الصلح حق الدعوی، و کذا یسقط حق الیمین الذی کان للمدعی علی المنکر، فلیس للمدعی بعد ذلک تجدید المرافعة، ولکن هذا قطع للنزاع ظاهرا، و لا یحل لغیر المحق ما یأخذه بالصّلح، و ذلک مثل ما إذا ادعی شخص علی آخر بدین فانکره ثمّ تصالحا علی النصف، فهذا الصلح و إن أثر فی سقوط الدعوی، ولکن المدعی لو کان محقا فقد وصل إلیه نصف حقه، ویبقی نصفه الآخر فی ذمة المنکر، إلا أنه إذا کان المنکر معذورا فی إعتقاده لم یکن علیه إثم. نعم لو رضی المدعی بالصلح عن جمیع ما فی ذمته، فقد سقط حقه.

« مسألة 912 » : لو قال المدعی علیه للمدعی صالحنی : لم یکن ذلک منه إقرارا بالحق، لما عرفت من أن الصلح یصح مع الإقرار و الإنکار. و أما لو قال بعنی أو ملکنی، کان إقرارا.

« مسألة 913 » : یعتبر فی المتصالحین البلوغ و العقل و الاختیار و القصد و عدم الحجر لسفه أو غیره.

ص: 216

« مسألة 914 » : یتحقق الصلح بکل ما یدل علیه من لفظ أو فعل أو نحو ذلک، و لا تعتبر فیه صیغة خاصة.

« مسألة 915 » : لو تصالح شخص مع الراعی بأن یسلم نعاجه إلیه لیرعاها سنة مثلاً، ویتصرف فی لبنها و یعطی مقدارا معینا من الدهن مثلا صحت المصالحة، بل لو آجر نعاجه من الراعی سنة علی أن یستفید من لبنها بعوض مقدار معین من دهن أو غیره صحت الإجارة.(1)

« مسألة 916 » : لا یحتاج إسقاط الحق أو الدین إلی القبول و أما المصالحة علیه فتحتاج إلی القبول.

« مسألة 917 » : لو علم المدیون بمقدار الدین، و لم یعلم به الدائن و صالحه بأقل منه، لم تبرأ ذمته عن المقدار الزائد إلا أن(2) یعلم برضا الدائن بالمصالحة، حتی لو علم بمقدار الدین أیضا.

« مسألة 918 » : لا تجوز المصالحة علی مبادلة مالین من جنس واحد إذا کان مما یکال أو یوزن. مع العلم بالزیادة فی أحدهما علی الأحوط(3) و لا بأس بها مع احتمال الزیادة.

« مسألة 919 » : لا بأس بالمصالحة علی مبادلة دینین علی شخص واحد أو علی شخصین فیما إذا لم یکونا من المکیل أو الموزون، أو لم یکونا من جنس واحد، أو کانا متساویین فی الکیل أو الوزن. و أما إذا کانا من المکیل أو الموزون و من جنس واحد، فجواز الصلح علی مبادلتهما مع زیادة محل إشکال.(4)


1- 1 . لو کان مقدار اللبن معلوما.
2- 2 . الاّ ان یصالحه مطلقاً.و الا فمجرّد العلم بدون الرّضا فی القصد لایکفی وان لم یکن بعیداً.
3- 3 . لو لم یکن اقوی.
4- 4 . بل منع.

ص: 217

« مسألة 920 » : یصح الصلح فی الدین المؤجل بأقل منه إذا کان الغرض إبراء ذمة المدیون من بعض الدین و أخذ الباقی منه نقدا، هذا فیما إذا کان الدین من جنس الذهب أو الفضة أو غیرهما من المکیل أو الموزون و أما فی غیر ذلک، فیجوز(1) البیع و الصلح بالأقل من المدیون و غیره. و علیه فیجوز للدائن تنزیل الکمبیالة فی المصرف و غیره فی عصرنا الحاضر لأن الدنانیر الرائجة لیست مما یوزن أو یکال.

« مسألة 921 » : عقد الصلح لازم فی نفسه حتی فیما إذا کان بلا عوض و کان فائدته فائدة الهبة و لا ینفسخ إلا بتراضی المتصالحین بالفسخ أو بفسخ من جعل له حق الفسخ منهما فی ضمن الصلح.

« مسألة 922 » : لا یجری خیار الحیوان و لا خیار المجلس و لا خیار التأخیر فی الصلح. نعم لو أخر(2) تسلیم المصالح به عن الحد المتعارف، أو اشترط تسلیمه نقدا فلم یعمل به، فللآخر أن یفسخ المصالحة.

و أما الخیارات الباقیة فهی تجری فی عقد الصلح.

« مسألة 923 » : لو ظهر العیب فی المصالح به جاز الفسخ. و أما أخذ التفاوت بین قیمتی الصحیح و المعیب ففیه إشکال.

« مسألة 924 » : لو اشترط فی عقد الصلح وقف المال المصالح به علی جهة خاصة ترجع إلی المصالح نفسه أو إلی غیره أو جهة عامة فی حیاة المصالح أو بعد وفاته صح، و لزم الوفاء بالشرط.


1- 1 . إذا ضمّ مالاً الی النّاقص و الاّ فالاحوط ترکه.
2- 2 . لا یبعد جعل المدار علی التضّرر بالتأخیر.

ص: 218

« مسألة 925 » : الاثمار و الخضر و الزرع یجوز الصلح علیها قبل ظهورها فی عام واحد من دون ضمیمة و إن کان لا یجوز ذلک فی البیع علی ما مر.

« مسألة 926 » : إذا کان لأحد الشخصین سلعة تسوی بعشرین درهما مثلاً و للآخر سلعة تسوی بثلاثین و اشتبهتا و لم تتمیز إحداهما عن الأخری فإن تصالحا علی أن یختار أحدهما فلا إشکال و إن تشاجرا بیعت السلعتان و قسّم الثمن بینهما بالنسبة فیعطی لصاحب العشرین سهمان و للآخر ثلاثد أسهم، هذا فیما إذا کان المقصود لکل من المالکین المالیة و أما إذا کان مقصود کل منهما شخص المال من دون نظر إلی قیمته و مالیته کان المرجع فی التعیین هو القرعة.

ص: 219

کتاب الاقرار

و هو إخبار عن حق ثابت علی المخبر أو نفی حق له علی غیره و لا یختص یلفظ بل یکفی کل لفظ دال علی ذلک عرفا و لو لم یکن صریحا و کذا تکفی الإشارة المعلومة.

« مسألة 927 » : لا یعتبر فی نفوذ الاقرار صدوره من المقر ابتداء و استفادته من الکلام بالدلالة المطابقیة أو التضمنیة، فلو استفید من کلام آخر علی نحو الدلالة الإلتزامیة کان نافذا أیضا، فإذا قال : الدار التی أسکنها اشتریتها من زید کان ذلک إقرارا منه بکونها ملکا لزید سابقا و هو یدعی انتقالها منه إلیه و من هذا القبیل ما إذا قال أحد المتخاصمین فی مال للآخر : بِعْنیهِ، فإن ذلک یکون اعترافا منه بمالکیته له.

« مسألة 928 » : یعتبر فی المقرّبه أن یکون مما لو کان المقر صادقا فی إخباره کان للمقر له إلزامه و مطالبته به و ذلک بأن یکون المقر به مالاً فی ذمته أو عینا خارجیة أو منفعة أو عملاً أو حقا کحق الخیار و الشفعة و حق الاستطراق فی ملکه أو إجراء الماء فی نهره أو نصب المیزاب علی سطح داره و ما شاکل ذلک، و أما إذا أقر بما لیس للمقر له إلزامه به فلا أثر له کما إذا أقر بأن علیه لزید شیئا من ثمن خمر أو قمار و نحو ذلک(1) لم ینفذ إقراره.


1- 1 . الاّ ان یکون المقرّ له ذمیّا و المقّر کذلک او یقرّ بالمال ثمّ یقول انّه ثمن خمر او قمار. فلا یسمع دعواه الثّانیة کما قیل. لکن لا یخلو من تأمّل.

ص: 220

« مسألة 929 » : إذا أقر بشیء ثم عقّبه بما یضاده و ینافیه فإن کان ذلک رجوعا عن إقراره ینفذ إقراره و لا أثر لرجوعه، فلو قال : لزید علیّ عشرون دینارا ثم قال : لا بل عشرة دنانیر الزم بالعشرین و أما إذا لم یکن رجوعا بل کان قرینة علی بیان مراده لم ینفذ الإقرار إلا بما یستفاد من مجموع الکلام فلو قال : لزید علیَّ عشرون دینارا إلا خمسة دنانیر کان هذا إقرارا علی خمسة عشر دینارا فقط و لا ینفذ إقراره إلا بهذا المقدار.

« مسألة 930 » : یشترط فی المقر التکلیف و الحریة(1) فلا ینفذ إقرار الصبی(2) و المجنون و لا إقرار العبد بالنسبة إلی ما یتعلق بحق المولی بدون تصدیقه مطلقا و لو کان مما یوجب الجنایة علی العبد نفسا أو طرفا. و أما بالنسبة إلی ما یتعلق به نفسه مالاً کان أو جنایة فیتبع به بعد عتقه، و ینفذ إقرار المریض(3) فی مرض موته علی الأظهر.(4)

« مسألة 931 » : یشترط فی المقر له أهلیة التملک و لو أقر للعبد فهو له لو قیل بملکه کما هو الظاهر.

« مسألة 932 » : لو قال : له علیّ مال، ألزم به(5) فإن فسره بما لا یملک لم یقبل.

« مسألة 933 » : لو قال : هذا لفلان بل لفلان کان للأول و غرم القیمة للثانی، و إذا اعترف بنقد أو وزن أو کیل فیرجع فی تعیینه إلی عادة البلد و مع التعدد إلی تفسیره.

« مسألة 934 » : لو أقر بالمظروف لم یدخل الظرف و لو أقر بالدین المؤجل ثبت المؤجل و لم یستحق المقر له المطالبة به قبل الأجل، و لو أقر بالمردد بین الأقل و الأکثر ثبت الأقل.


1- 1 . و الاختیار.
2- 2 . لا یبعد قبول اقراره فی ماله فعله کالوصیّة بالمعروف ممنّ بلغ عشر سنین.
3- 3 . إذا کان متّهما نفذ من الثلث کما یأتی فی المسئلة 1096.
4- 4 . و کذا لا اعتبار بما اقرّ به مکرها مطلّقا مالاً او غیره کما لا عبرة بالاقرار حال السّکر بحیث یسلب عنه القصد و کذا بالاقرار بدون قصد کاقرار النائم و المغمی علیه و السّاهی و الغافل.
5- 5 . لو اراد المّقر له.

ص: 221

« مسألة 935 » : لو أبهم المقر له فإن عینّ قُبِل، و لو ادعاه الآخر کانا خصمین و للآخر علی المقر الیمین علی عدم العلم ان ادعی علیه العلم.

« مسألة 936 » : لو أبهم المُقَر به ثم عینّ أو عیّنه من الأول و أنکره المقر له، فإن کان المقر به دینا علی ذمة المقر فلا أثر للاقرار و لا یطالب المقرّ بشیء و إن کان عینا خارجیة، قیل : أن للحاکم انتزاعها من یده، ولکن الأظهر عدمه.

« مسألة 937 » : لو ادعی البائع المواطاة علی الاشهاد و أنه لم یقبض الثمن کان علیه إقامة البینة علیها أو إحلاف المشتری علی إقباض الثمن.

« مسألة 938 » : إذا أقر بولد أو أخ أو أخت أو غیر ذلک، نفذ إقراره مع احتمال صدقه فی ما علیه من وجوب انفاق أو حرمة نکاح أو مشارکة فی ارث و نحو ذلک، و أما بالنسبة إلی غیر ما علیه من الأحکام ففیه تفصیل. فإن کان الإقرار بالولد فیثبت النسب باقراره مع احتمال صدقه و عدم المنازع إذا کان الولد صغیرا و کان تحت یده(1)، و لا یشترط فیه تصدیق الصغیر و لا یلتفت إلی إنکاره بعد بلوغه و یثبت بذلک النَسَب بینهما و بین أولادهما و سائر الطبقات. و أما فی غیر الولد الصغیر فلا أثر للاقرار إلا مع تصدیق الآخر، فإن لم یصدقه الآخر لم یثبت النسب و إن صدقه و لا وارث غیرهما توارثا، و فی ثبوت التوارث مع الوارث الآخر إشکال، و الاحتیاط لا یترک(2) و کذلک فی تعدی التوارث إلی غیرهما و لا یترک الاحتیاط أیضا فیما لو أقر بولد أو غیره، ثم نفاه بعد ذلک.

« مسألة 939 » : لو أقر الوارث بأولی منه دفع ما(3) فی یده إلیه، و لو کان مساویا دفع بنسبة نصیبه من الأصل و لو أقر باثنین فتناکرا لم یلتفت إلی تناکرهما فیعمل بالاقرار


1- 1 . هذا القدر المتیّقن و لا یبعد العموم.
2- 2 . استحبابا فی الولد.
3- 3 . ای ما فی یده من مال المورّث. و الاّ فلا تزید علی الشّهادة و لاضمان.

ص: 222

ولکن تبقی الدعوی قائمة بینهما، و لو أقر بأولی منه فی المیراث ثم أقر بأولی من المقر له له أولاً کما إذا أقر العم بالأخ ثم أقر بالولد فإن صدقه المقر له أولاً دفع إلی الثانی و إلا فإلی الأولی و یغرم للثانی.

« مسألة 940 » : لو أقر الولد بآخر ثم أقر بثالث و أنکر الثالث الثانی کان للثالث النصف و للثانی السدس، و لو کانا معلومی النسب لا یلتفت إلی إنکاره و کذلک الحکم إذا کان للمیت ولدان و أقر أحدهما له بثالث و أنکره الآخر. فإن نصف الترکة حینئذ للمنکر و ثلثها للمقر و للمقر له السدس. و إذا کانت للمیت زوجة و إخوة مثلاً و أقرت الزوجة بولد له. فإن صدقتها الإِخوة کان ثمن الترکة للزوجة و الباقی للولد و إن لم تصدقها أخذت الإِخوة ثلاثة أرباع الترکة و أخذت الزوجة ثمنها و الباقی و هو الثّمن للمقر له.

« مسألة 941 » : یثبت النسب بشهادة عدلین و لا یثبت بشهادة رجل و امرأتین و لا بشهادة رجل و یمین و لو شهد الأخوان بابن للمیت و کانا عدلین کان أولی منهما و یثبت النسب، و لو کانا فاسقین لم یثبت النسب و یثبت المیراث(1) إذا لم یکن لهما ثالث و إلا کان إقرارهما نافذا فی حقهما دون غیرهما.


1- 1 . المیراث (یعنی للابن المشهود له)

ص: 223

کتاب الوکالة

و لا بد فیها من الإیجاب و القبول بکل ما یدل علیهما من لفظ أو فعل و لا یعتبر فیها اتصال القبول بالإیجاب کما لا یشترط فیها التنجیز(1) فلو علقها علی شرط غیر حاصل حال العقد أو مجهول الحصول حینه فالظاهر الصحة(2) و یصح تصرف الوکیل حینئذ عند تحقق الشرط.

« مسألة 942 » : الوکالة جائزة من الطرفین ولکن یعتبر فی عزل الموکل له اعلامه به فلو تصرف قبل علمه به(3) صح تصرفه.

« مسألة 943 » : تبطل الوکالة بالموت(4) و تلف متعلقها و فعل الموکل نفسه کما أنها تبطل بجنون الموکل و باغمائه حال جنونه و اغمائه، و فی بطلانها مطلقا حتی بعد رجوع العقل و الافاقة إشکال.

« مسألة 944 » : تصح الوکالة فیما لا یتعلق غرض الشارع بایقاعه مباشرة و یعلم ذلک ببناء العرف و المتشرعة علیه.


1- 1 . علی اشکال.
2- 2 . لتحقّق الاذن.
3- 3 . او بخبر ثقه.
4- 4 . بطلانها بموت الموکّل دلیله الاجماع ان تمّ و کذلک بطلانها بجنونه و اغمائه.

ص: 224

« مسألة 945 » : الوکیل المأذون لا یجوز له التعدی حتی فی تخصیص السوق إلا إذا علم أنه ذکره من باب أحد الأفراد.

« مسألة 946 » : لو عمّم الموکل التصرف صح تصرف الوکیل مع المصلحة مطلقا إلا فی الاقرار نعم إذا قال أنت وکیلی فی أن تقر علیّ بکذا لزید مثلاً کان هذا إقرارا منه لزید به.

« مسألة 947 » : الإطلاق فی الوکالة یقتضی البیع حالاً بثمن المثل بنقد البلد و ابتیاع الصحیح و تسلیم المبیع(1) و تسلیم الثمن(2) بالشراء و الرد بالعیب.

« مسألة 948 » : وکالة الخصومة عند القاضی لا تقتضی الوکالة فی القبض و کذلک العکس.

« مسألة 949 » : یشترط أهلیة التصرف فی الوکیل و الموکل(3)، فیصح توکیل الصغیر فیما جاز له مباشرته کالوصیة إذا بلغ عشرا، و یجوز أن یکون الصغیر وکیلاً ولو بدون إذن ولیه.

« مسألة 950 » : لو وکل العبد باذن مولاه صح.(4)

« مسألة 951 » : لیس للوکیل أن یوکل غیره بغیر إذن الموکل.

« مسألة 952 » : للحاکم التوکیل عن السفهاء و البله.

« مسألة 953 » : یستحب(5) لذوی المروءات التوکیل فی مهماتهم.


1- 1 . و تسّلم الثّمن.
2- 2 . و تسّلم المبیع.
3- 3 . یعتبر فی الموکّل البلوغ و العقل و الحریّة و الاختیار و عدم حجره لو کان توکیله فی المالیّات. و فی الوکیل یعتبر العقل و الحریّة. و الاختیار. و لا یعتبر البلوغ فی الوکیل لاجراء الصیفة او التّسلیم و التّسلم.
4- 4 . و کذا فی ما لا ینافی حقّ المولی کاجراء الصّیغة.
5- 5 . ینبغی.

ص: 225

« مسألة 954 » : لا یتوکل الذمی علی المسلم علی المشهور ولکن الأظهر الجواز.

« مسألة 955 » : لا یضمن الوکیل إلا بتعد أو تفریط، و لا تبطل وکالته به.

« مسألة 956 » : القول قول الوکیل مع الیمین و عدم البیّنة فی عدم التعدی و التفریط. و کذلک فی العزل و العلم به و التصرف، و فی قبول قوله فی الرد إشکال و الأظهر العدم.

« مسألة 957 » : لو ادعی الوکیل التلف فالقول قوله إلا إذ کان متهما فیطالب بالبینة.

« مسألة 958 » : القول قول منکر الوکالة، و قول الموکل لو ادعی الوکیل الإِذن فی البیع بثمن معین فإن وجدت العین استعیدت و إن فقدت أو تعذرت فالمثل أو القیمة إن لم یکن مثلیا.

« مسألة 959 » : لو زوجه فانکر الموکل الوکالة حلف و علی الوکیل نصف المهر لها، و علی الموکل إن کان کاذبا فی إنکاره الزوجیة طلاقها و لو لم یفعل و قد علمت الزوجة بکذبه رفعت أمرها إلی الحاکم لیطلقها بعد أمره الزوج بالانفاق علیها و امتناعه.

« مسألة 960 » : لو وکل اثنین لم یکن لأحدهما الانفراد بالتصرف إلا إذا کانت هناک دلالة علی توکیل کل منهما علی الاستقلال.

« مسألة 961 » : لا تثبت الوکالة عند الاختلاف إلا بشاهدین عدلین.

« مسألة 962 » : لو أخّر الوکیل التسلیم مع القدرة و المطالبة ضمن.

ص: 226

« مسألة 963 » : الوکیل المفوض إلیه المعاملة بحکم المالک یرجع علیه البائع بالثمن و یرجع علیه المشتری بالمثمن و ترد علیه العین بالفسخ بعیب و نحوه و یؤخذ منه العوض.

« مسألة 964 » : یجوز التوکیل فیما لا یتمکن الموکل منه فعلاً شرعا إذا کان تابعا لما یتمکن منه کما إذا و کله فی شراء دار له و بیعها أو وکله فی شراء عبد و عتقه أو فی تزویج امرأة و طلاقها و نحو ذلک و اما التوکیل فیه استقلالاً بأن یوکله فی بیع دار یملکها بعد ذلک أو فی تزویج امرأة معتدة بعد انقضاء عدتها أو فی طلاق امرأة یتزوجها بعد حین و نحو ذلک ففی صحته إشکال والأقرب(1) الصحة. و یجوز التوکیل فی القبض و الاقباض فی موارد لزومهما کما فی القرض و الرهن و بیع الصرف و فی موارد عدم لزومهما کما إذا باع داره من زید و وکل عمروا فی قبض الثمن فإن قبض الوکیل فی جمیع هذه الموارد بمنزلة قبض الموکل، و لا یعتبر فی صحة التوکیل حینئذ قدرة الموکل علی القبض خارجا فیجوز لمن لا یقدر علی أخذ ماله من غاصب أن یوکل من یقدر علی أخذه منه فیکون أخذه بمنزلة أخذ الموکل.

« مسألة 965 » : تصح الوکالة فی حیازة المباحات فإذا و کل أحدا فی حیازتها و قد حازها الوکیل لموکله کان المال المحوز ملکا للموکل دون الوکیل.

« مسألة 966 » : إذا وکل شخصا لاستیفاء حق له علی غیره فجحد من علیه الحق لم یکن للوکیل مخاصمته و المرافعة معه لاثبات الحق علیه إلا إذا کان وکیلاً فی ذلک أیضا.

« مسألة 967 » : لا بأس بجعل جعل للوکیل ولکنه إنما یستحق الجعل بالاتیان بالعمل الموکل فیه فلو و کله فی البیع أو الشراء و جعل له جعلاً لم یکن للوکیل أن یطالب به إلا بعد إتمام العمل، نعم له المطالبة به قبل حصول القبض و الاقباض.

« مسألة 968 » : لو وکله فی قبض ماله علی شخص من دین فمات المدین قبل الأداء بطلت الوکالة و لیس للوکیل مطالبة الورثة، نعم إذا کانت الوکالة عامة و شاملة لأخذ الدین و لو من الورثة لم تبطل الوکالة و کان حینئذ للوکیل مطالبة الورثة بذلک.


1- 1 . لا یبعد.

ص: 227

کتاب الهَبِة

و هی(1) تملیک عین مجانا من دون عوض، و هی عقد یحتاج إلی إیجاب و قبول و یکفی فی الإیجاب کل ما دل علی التملیک المذکور من لفظ أو فعل أو إشارة و لا تعتبر فیه صیغة خاصة و لا العربیة و یکفی فی القبول کل ما دل علی الرضا بالإیجاب من لفظ أو فعل أو نحو ذلک.

« مسألة 969 » : یعتبر فی الواهب البلوغ و العقل و القصد و الاختیار و عدم الحجر علیه بسفه أو فلس أو ملک.

« مسألة 970 » : تصح الهبة من المریض فی مرض الموت و إن زاد عن الثلث کما تصح سائر تصرفاته من بیع أو صلح أو نحو ذلک.

« مسألة 971 » : تصح الهبة فی الأعیان لمملوکة و إن کانت مشاعة، و لا تبعد أیضا صحة هبة ما فی الذمة لغیر من هو علیه و یکون قبضه بقبض مصداقه. و لو وهبه ما فی ذمته کان ابراءا.

« مسألة 972 » : یشترط فی صحة الهبة القبض و لا بد فیه من إذن الواهب إلا أن یهبه


1- 1 . بحسب طبعها.

ص: 228

ما فی یده فلا حاجة حینئذ إلی قبض جدید، و لا تعتبر الفوریة فی القبض و لا کونه فی مجلس العقد فیجوز فیه التراخی عن العقد بزمان کثیر، و متی تحقق القبض صحت الهبة من حینه، فإذا کان للموهوب نماء سابق علی القبض قد حصل بعد الهبة کان للواهب دون الموهوب له، و إذا و هبه شیئین فقبض الموهوب له أحدهما دون الآخر صحت الهبة فی المقبوض دون غیره.

« مسألة 973 » : للأب و الجد ولایة القبول و القبض عن الصغیر و المجنون إذا بلغ مجنونا. أما لو جن بعد البلوغ فولایة القبول و القبض للحاکم علی المشهور و فیه اشکال(1)، و لو وهب الولی إحدهما و کانت العین الموهوبة بید الولی لم یحتج إلی قبض جدید.

« مسألة 974 » : یتحقق القبض فی غیر المنقول بالتخلیة و رفع الواهب یده عن الموهوب و جعله تحت استیلاء الموهوب له و سلطانه و یتحقق فی المنقول بوضعه تحت ید الموهوب له.

« مسألة 975 » : لیس للواهب الرجوع بعد الاقباض إن کانت لذی رحم أو بعد التلف أو مع التعویض و فی جواز الرجوع مع التصرف خلاف، و الأقوی جوازه إذا کان الموهوب باقیا بعینه، فلو صبغ الثوب أو قطعه أو خاطه أو نقله إلی غیره لم یجز له الرجوع(2)، و له الرجوع فی غیر ذلک فإن عاب فلا ارش، و إن زادت زیادة منفصلة فهی للموهوب له و إن کانت متصلة. فإن کانت غیر قابلة للانفصال کالطول و السمن و بلوغ الثمرة و نحوها فهی تتبع الموهوب، و إن کانت قابلة للانفصال کالصوف و الثمرة و نحوهما ففی التبعیة إشکال و الأظهر عدمها و إن الزیادة للموهوب له بعد رجوع الواهب أیضا.


1- 1 . ضعیف.
2- 2 . فی صبغ الثوب اشکال.

ص: 229

« مسألة 976 » : فی إلحاق الزوج أو الزوجة بذی الرحم فی لزوم الهبة إشکال. الأقرب عدمه.(1)

« مسألة 977 » : لو مات الواهب أو الموهوب له قبل القبض بطلت الهبة و انتقل الموهوب إلی ورثة الواهب.

« مسألة 978 » : لو مات الواهب أو الموهوب له بعد القبض لزمت الهبة فلیس للواهب الرجوع إلی ورثة الموهوب له کما أنه لیس لورثة الواهب الرجوع إلی الموهوب له.

« مسألة 979 » : لایعتبر فی صحة الرجوع علم الموهوب فیصح الرجوع مع جهله أیضا.

« مسألة 980 » : فی الهبة المشروطة یجب علی الموهوب له العمل بالشرط فإذا وهبه شیئا بشرط أن یهبه شیئا وجب علی الموهوب له العمل بالشرط فإذا تعذر أو امتنع المتهب من العمل بالشرط جاز للواهب الرجوع فی الهبة بل الظاهر جواز الرجوع فی الهبة المشروطة قبل العمل بالشرط.

« مسألة 981 » : فی الهبة المطلقة لا یجب التعویض علی الأقوی، لکن لو عوض المتهب لزمت الهبة و لم یجز للواهب الرجوع.

« مسألة 982 » : لو بذل المتهب العوض و لم یقبل الواهب لم یکن تعویضا.

« مسألة 983 » : العوض المشروط إن کان معینا تعین و إن کان مطلقا أجزأ الیسیر إلا إذا کانت قرینة من عادة أو غیرها علی إرادة المساوی.

« مسألة 984 » : لا یشترط فی العوض أن یکون عینا بل یجوز أن یکون عقدا أو إیقاعا کبیع شیء علی الواهب أو إبراء ذمته من دین له علیه أو نحو ذلک.


1- 1 . لا یبعد الالحاق.

ص: 230

کتاب الوَصِیَّة

و هی قسمان :

1 _ تملیکیة : بأن یجعل شیئا من ترکته لزید أو للفقراء مثلاً بعد وفاته فهی وصیة بالملک أو الاختصاص.

2 _ عهدیة : بأن یأمر بالتصرف بشیء یتعلق به من بدن أو مال کأن یأمر بدفنه فی مکان معین أو زمان معین أو یأمر بأن یعطی من ماله أحدا أو یستناب عنه فی الصوم و الصلاة من ماله أو یوقف ماله أو یباع أو نحو ذلک، فإن وَجَّهَ أمره إلی شخص معین فقد جعله وصیا عنه و جعل له ولایة التصرف، و إن لم یوجه أمره إلی شخص معین و لم تکن قرینة علی التعیین کما إذا قال أوصیت بأن یحج عنی أو یصام عنی أو نحو ذلک فلم یجعل له وصیا معینا کان تنفیذه من وظائف الحاکم الشرعی.

« مسألة 985 » : الوصیة العهدیة لا تحتاج إلی قبول سواء جعل له وصیا أم لم یجعل.

و أما الوصیة التملیکیة فکما إذا قال : هذا المال لزید بعد مماتی فالمشهور احتیاجه إلی القبول من الموصی له، لکن الأظهر عدمه.

« مسألة 986 » : تتضیق الواجبات الموسعة إذا لم یطمئن المکلف بالتمکن من الامتثال مع التأخیر کقضاء الصلاة و الصیام و أداء الکفارات و النذور و نحوها من

ص: 231

الواجبات البدنیة و غیرها فتجب المبادرة إلی أدائها.

و إذا ضاق الوقت عن أدائها وجب الإیصاء و الإعلام بها علی الأقوی إلا أن یعلم بقیام الوارث أو غیره به.

و أما أموال الناس من الودیعة و العاریة و مال المضاربة و نحوها مما یکون تحت یده فالظاهر عدم وجوب المبادرة إلی أدائه إلاّ إذا خاف عدم أداء الوارث.

و یجب الإیصاء به و الإشهاد علیه إذا کان یتوقف علیهما الاداء و إلا لم یجب، و مثلها الدیون التی علیه مع عدم مطالبة الدائن، أما مع مطالبته فتجب المبادرة إلی أدائها و إن لم یخف الموت.

« مسألة 987 » : یکفی فی تحقق الوصیة کل ما دلّ علیها من لفظ صریح أو غیر صریح أو فعل و إن کان کتابة أو إشارة بلا فرق بین صورتی الاختیار و عدمه، بل یکفی وجود مکتوب بخطه أو بإمضائه بحیث یظهر منه إرادة العمل به بعد موته، و إذا قیل له هل أوصیت؟ فقال : لا، فقامت البینة علی أنه قد أوصی، کان العمل علی البیّنة و لم یعتد بخبره.

نعم إذا کان قد قصد من إنکاره إنشاء العدول عن الوصیة صح العدول منه.

و کذا الحکم لو قال نعم و قامت البیّنة علی عدم الوصیة منه فإنه إن قصد الإخبار کان العمل علی البینة. و إن قصد إنشاء الوصیة صح الإنشاء و تحققت الوصیة.

« مسألة 988 » : المشهور أن ردّ الموصی له الوصیة فی الوصیة التملیکیة مبطل لها إذا کان الردّ بعد الموت و لم یسبق بقبوله ولکنه لا یخلو عن إشکال(1) أما إذا سبقه القبول بعد الموت أو فی حال الحیاة(2) فلا أثر له و کذا الرد حال الحیاة.

« مسألة 989 » : لو أوصی له بشیئین فقبل أحدهما ورد الآخر صحت فیما قبل


1- 1 . ضعیف. للاجماع بقسمیه کما فی الجواهر: 28 / 256، علی البطلان.
2- 2 . علی اشکال فیه.

ص: 232

و بطلت فیما ردّ علی اشکال(1) و کذا لو أوصی له بشیء واحد فقبل فی بعضه ورد فی البعض الآخر.

« مسألة 990 » : لا یجوز للورثة التصرف فی العین الموصی بها قبل أن یختار الموصی له أحد الأمرین من الرد و القبول و لیس لهم إجباره علی الاختیار معجلاً.

« مسألة 991 » : إذا مات الموصی له قبل قبوله ورده قام وارثه مقامه فی ذلک فله القبول أو الرد إذا لم یرجع الموصی من وصیته، و لا فرق بین أن یموت فی حیاة الموصی أو بعد وفاته.

« مسألة 992 » : الظاهر أن الوارث یتلقی المال الموصی به من مورثه الموصی له إذا مات بعد موت الموصی فتخرج منه دیونه و وصایاه و لا ترث منه الزوجة إذا کان أرضا و ترث قیمته(2) إن کان نخلاً أو بناءا و أما إذا مات الموصی له قبل الموصی فالظاهر أن ورثة الموصی له یتلقون الموصی به من الموصی نفسه فلا یجری علیه حکم ترکة المیت الموصی له و فی کلتا الصورتین المدار علی الوارث للموصی له عند موته لا الوارث عند موت الموصی.

و أما إذا مات الوارث فی حیاة الموصی أیضا ففی انتقال الموصی به إلی ورثته أیضا إشکال، و الانتقال أظهر.

« مسألة 993 » : إذا أوصی إلی أحد أن یعطی بعض ترکته لشخص مثلاً فهل یجری الحکم المذکور من الانتقال إلی الوارث لو مات فی حیاة الموصی بتملیکه إشکال و الجریان أظهر.

« مسألة 994 » : یشترط فی الموصی أمور :

(الأول) : البلوغ فلا تصح وصیة الصبی إلا إذا بلغ عشرا و کان قد عقل و کانت وصیته


1- 1 . إذا کانت الوصیّة تقییّدیة.
2- 2 . من قیمته.

ص: 233

فی وجوه الخیر و المعروف لأرحامه. و فی نفوذ وصیته لغیر أرحامه إشکال.(1)

(الثانی) : العقل، فلا تصح وصیة المجنون و المغمی علیه و السکران حال جنونه و إغمائه و سکره، و إذا أوصی حال عقله ثم جنّ أو سکر أو أغمی علیه لم تبطل وصیته. و فی اعتبار الرشد فیه إشکال فلا یترک الاحتیاط.

(الثالث) : الاختیار فلا تصحّ وصیّة المکره.

(الرابع) : الحریة، فلا تصح وصیة المملوک إلا أن یجیز مولاه و لا فرق بین أن تکون فی ماله و أن تکون فی غیر ماله کما إذا أوصی أن یدفن فی مکان معین، و إذا أوصی ثم انعتق و أجازها صحت و إن لم یجزها المولی.

(الخامس) : أن لا یکون قاتل نفسه فإذا أوصی بعد ما أحدث فی نفسه ما یوجب هلاکه من جرح أو شرب سم أو نحو ذلک لم تصح وصیته إذا کانت فی ماله، أما إذا کانت فی غیره من تجهیز و نحوه صحت، و کذا تصح الوصیة إذا فعل ذلک لا عن عمد بل کان خطأ أو سهوا أو کان لا بقصد الموت بل لغرض آخر أو علی غیر وجه العصیان مثل الجهاد فی سبیل اللّه، و کذا إذا عوفی ثم أوصی، بل الظاهر الصحة(2) أیضا إذا أوصی بعد ما فعل السبب ثم عوفی ثم مات.

« مسألة 995 » : إذا أوصی قبل أن یحدث فی نفسه ذلک ثم أحدث فیها صحت وصیته و إن کان حین الوصیة بانیا علی أن یحدث ذلک بعدها.

« مسألة 996 » : تصح الوصیة من کل من الأب و الجد بالولایة علی الطفل مع فقد الآخر و لا تصح مع وجوده.

« مسألة 997 » : لا یجوز للحاکم الوصیة بالولایة علی الطفل بعد موته، بل بعد موته یرجع الأمر إلی حاکم آخر غیره.


1- 1 . لا یبعد النفوذ.
2- 2 . فیه اشکال بل منع.

ص: 234

« مسألة 998 » : لو أوصی وصیة تملیکیة لصغیر من أرحامه أو من غیرهم بمال ولکنه جعل أمره إلی غیر الأب و الجد و غیر الحاکم لم یصح هذا الجعل بل یکون أمر ذلک المال للأب و الجد مع وجود أحدهما و للحاکم مع فقدهما.

نعم لو أوصی أن یبقی ماله بید الوصی حتی یبلغوا فیملکهم إیّاه صح.

و کذا إذا أوصی أن یصرف ماله علیهم من دون أن یملکهم إیاه.

« مسألة 999 » : یجوز أن یجعل الأب و الجد الولایة و القیمومة علی الأطفال لاثنین أو أکثر کما یجوز جعل الناظر علی القیم المذکور بمعنی کونه مشرفا علی عمله أو بمعنی کون العمل بنظره و تصویبه کما یأتی فی الناظر علی الوصی.

« مسألة 1000 » : إذا قال الموصی لشخص : أنت ولیّ و قیم علی أولادی القاصرین و أولاد ولدی و لم یقید الولایة بجهة بعینها جاز له التصرف فی جمیع الشؤون المتعلقة بهم من حفظ نفوسهم و تربیتهم و حفظ أموالهم و الإنفاق علیهم و استیفاء دیونهم و وفاء ما علیهم من نفقات أو ضمانات أو غیر ذلک من الجهات.

« مسألة 1001 » : إذا قید الموصی الولایة بجهة دون جهة وجب علی الولی الاقتصار علی محل الإذن دون غیره من الجهات و کان المرجع فی الجهات الأخری الحاکم الشرعی.

« مسألة 1002 » : یجوز للقیم علی الیتیم أن یأخذ أجرة مثل عمله إذا کانت له أجرة و کان فقیرا أما إذا کان غنیا ففیه إشکال، و الأحوط الترک.

فصل فی الموصی به

« مسألة 1003 » : یشترط فی الموصی به أن یکون مما له نفع محلل معتد به سواء أکان عینا موجودة أم معدومة إذا کانت متوقعة الوجود کما إذا أوصی بما تحمله الجاریة أو

ص: 235

الدابة أو منفعة لعین موجودة أو معدومة متوقعة الوجود أو حق(1) من الحقوق القابلة للنقل مثل حق التحجیر و نحوه لا مثل حق القذف و نحوه مما لا یقبل الانتقال إلی الموصی له.

« مسألة 1004 » : إذا أوصی لزید بالخمر القابلة للتخلیل أو التی ینتفع بها فی غیر الشرب أو أوصی بآلات اللهو إذا کان ینتفع بها إذا کُسرِّت صح.(2)

« مسألة 1005 » : یشترط فی الموصی به أن لا یکون زائدا علی الثلث فإذا أوصی بما زاد علیه بطل الإیصاء فی الزائد إلا مع إجازة الوارث. و إذا أجاز بعضهم دون بعض نفذ فی حصة المجیز دون الآخر، و إذا أجازوا فی بعض الموصی به وردوا فی غیره صح فیما أجازوه و بطل فی غیره.

« مسألة 1006 » : لا إشکال فی الاجتزاء بالإجازة بعد الوفاة و فی الاجتزاء بها حال الحیاة قولان أقواهما الأول.

« مسألة 1007 » : لیس للمجیز الرجوع عن إجازته حال حیاة الموصی و لا بعد وفاته کما لا أثر للردّ إذا لحقته الإجازة.

« مسألة 1008 » : لا فرق بین وقوع الوصیة حال مرض الموصی و حال صحته، و لا بین کون الوارث غنیا و فقیرا.

« مسألة 1009 » : لا یشترط فی نفوذ الوصیة قصد الموصی أنها من الثلث الذی جعله الشارع له فإذا أوصی بعین غیر ملتفت إلی ذلک و کانت بقدره أو أقل صح.

« مسألة 1010 » : إذا أوصی بثلث ما ترکه ثم أوصی بشیء و قصد کونه من ثلثی الورثة فإن أجازوا صحت الثانیة أیضا و إلا بطلت.


1- 1 . او حقّا.
2- 2 . بعد الکسر و لو بنحو الشّرط المتأخّر.

ص: 236

« مسألة 1011 » : إذا أوصی بعین و قصد کونها من الأصل نفذت الوصیة فی ثلثها و توقفت فی ثلثیها علی إجازة الورثة کما إذا قال : فرسی لزید و ثلثی من باقی الترکة لعمرو فإنه تصح وصیته لعمرو و أما وصیته لزید فتصح إذا رضی الورثة و إلا صحت فی ثلث الفرس و کان الثلثان للورثة.

« مسألة 1012 » : إذا أوصی بعین و لم یوص بالثلث فإن لم تکن الوصیة زائدة علی الثلث نفذت، و إن زادت علی الثلث توقف نفوذها فی الزائد علی إجازة الورثة.

« مسألة 1013 » : إذا أوصی بعین معینة أو بمقدار کلی من المال کألف دینار، یلاحظ فی کونه بمقدار الثلث أو أقل أو أکثر بالإضافة إلی أموال الموصی حین الموت لا حین الوصیة.

فإذا أوصی لزید بعین کانت بقدر نصف أمواله حین الوصیة و صارت حین الموت بمقدار الثلث إما لنزول قیمتها أو لارتفاع قیمة غیرها أو لحدوث مال له لم یکن حین الوصیة صحت الوصیة فی تمامها.

« مسألة 1014 » : إذا کانت العین حین الوصیة بمقدار الثلث فصارت أکثر من الثلث حال الموت إما لزیادة قیمتها أو لنقصان قیمة غیرها أو لخروج بعض أمواله عن ملکه نفذت الوصیة بما یساوی الثلث و یطلت فی الزائد إلا إذا أجاز الورثة.

« مسألة 1015 » : إذا أوصی بکسر مشاع کالثلث فإن کان حین الوفاة مساویا له حین الوصیة فلا إشکال فی صحة الوصیة بتمامه، و کذا إذا کان أقل فتصح فیه بتمامه حین الوفاة.

أما إذا کان حین الوفاة أکثر منه حین الوصیة کما لو تجدد له مال فهل یجب إخراج ثلث الزیادة المتجددة أیضا أو یقتصر علی ثلث المقدار الموجود حین الوصیة فهو لا یخلو من إشکال و إن کان الأقوی الأول إلا أن تقوم القرینة علی إرادة الوصیة بثلث الأعیان الموجودة حین الوصیة لا غیر فإذا تبدّلت أعیانها لم یجب إخراج شیء أو تقوم

ص: 237

القرینة علی إرادة الوصیة بمقدار ثلث الموجود حینها، و إن تبدلت أعیانها فلا یجب إخراج الزائد.

و کذا إذا کان کلامه محفوفا بما یوجب إجمال المراد فإنه یقتصر حینئذٍ علی القدر المتیقن و هو الأقل.

« مسألة 1016 » : یحسب من الترکة ما یملکه المیت بعد الموت کالدیة فی الخطأ و کذا فی العمد إذا صالح علیها أولیاء المیت، و کما إذا نصب شبکة فی حیاته فوقع فیها شیء بعد وفاته فیخرج من جمیع ذلک الثلث إذا کان قد أوصی به.

« مسألة 1017 » : إذا أوصی بعین تزید علی ثلثه فی حیاته و بضم الدیة و نحوها تساوی الثلث نفذت وصیته فیها بتمامها.

« مسألة 1018 » : إنما یحسب الثلث بعد استثناء ما یخرج من الأصل من الدیون المالیة فإذا أخرج جمیع الدیون المالیة من مجموع الترکة کان ثلث الباقی هو مورد العمل بالوصیة.

« مسألة 1019 » : إذا کان علیه دین فأبرأه الدائن بعد وفاته أو تبرع متبرع فی أدائه بعد وفاته لم یکن مستثنی من الترکة و کان بمنزلة عدمه.

« مسألة 1020 » : لا بدّ فی إجازة الوارث الوصیة الزائدة علی الثلث من إمضاء الوصیة و تنفیذها و لا یکفی فیها مجرد الرضا النفسانی.

« مسألة 1021 » : إذا عین الموصی ثلثه فی عین مخصوصة تعین و إذا فوض التعیین إلی الوصی فعینه فی عین مخصوصة تعین أیضا بلا حاجة إلی رضا الوارث.

و إذا لم یحصل منه شیء من ذلک کان ثلثه مشاعا فی الترکة و لا یتعین فی عین بعینها بتعیین الوصی إلا مع رضا الورثة.

« مسألة 1022 » : الواجبات المالیة تخرج من الأصل و إن لم یوص بها الموصی و هی

ص: 238

الأموال التی اشتغلت بها ذمته مثل المال الذی اقترضه و المبیع الذی باعه سلفا و ثمن ما اشتراه نسیئة و عوض المضمونات و أروش الجنایات و نحوها و منها الخمس و الزکاة و المظالم، و أما الکفارات و النذور و نحوها فالظاهر إنها لا تخرج(1) من الأصل.

« مسألة 1023 » : إذا تلف من الترکة شیء بعد موت الموصی وجب إخراج الواجبات المالیة من الباقی و إن استوعبه و کذا إذا غصب بعض الترکة.

« مسألة 1024 » : إذا تمرد بعض الورثة عن وفاء الدین لم یسقط من الدین ما یلزم فی حصته بل یجب علی غیره وفاء الجمیع کما یجب علیه.

ثم إذا و فیّ غیره تمام الدین فإن کان بإذن الحاکم الشرعی رجع علی المتمرد بالمقدار الذی یلزم فی حصته و إذا کان بغیر إذن الحاکم الشرعی ففی رجوعه علیه بذلک المقدار إشکال و إن کان الأظهر الجواز.

« مسألة 1025 » : الحج الواجب بالاستطاعة من قبیل الدین یخرج من الأصل و أما الحج النذری فیخرج من الثلث(2) علی الأظهر.

« مسألة 1026 » : إذا أوصی بوصایا متعددة متضادة کان العمل علی الثانیة و تکون ناسخة للأولی، فإذا أوصی بعین شخصیة لزید ثم أوصی بها لعمرو أعطیت لعمرو، و کذا إذا أوصی بثلثه لزید ثم أوصی به لعمرو.

« مسألة 1027 » : إذا أوصی بثلثه لزید ثم أوصی بنصف ثلثه لعمرو کان الثلث بینهما علی السویة.

« مسألة 1028 » : إذا أوصی بعین شخصیة لزید ثم أوصی بنصفها لعمرو کانت الثانیة ناسخة للأولی بمقدارها.


1- 1 . فیه اشکال بل منع.
2- 2 . تقدم فیه الاشکال بل المنع.

ص: 239

« مسألة 1029 » : إذا أوصی بوصایا متعددة غیر متضادة و کانت کلها مما یخرج من الأصل وجب إخراجها من الأصل و إن زادت علی الثلث.

« مسألة 1030 » : إذا کانت الوصایا کلها واجبات لا تخرج من الأصل کالواجبات البدنیة والکفارات و النذور(1) أخرجت من الثلث فإن زادت علی الثلث و أجاز الورثة أخرجت جمیعها و إن لم یجز الورثة ورد النقص علی الجمیع بالنسبة سواء أکانت مرتبة(2) بأن ذکرت فی کلام الموصی واحدة بعد أخری کما إذا قال : اعطوا عنی صوم عشرین شهرا و صلاة عشرین سنة أم کانت غیر مرتبة بأن ذکرت جملة واحدة کما إذا قال : اقضوا عنی عباداتی مدة عمری صلاتی و صومی.

فإذا کانت تساوی قیمتها نصف الترکة فإن أجاز الورثة نفذت فی الجمیع و إن لم یجز الورثة ینقص(3) من وصیة الصلاة الثلث و من وصیة الصوم الثلث.

و کذا الحکم إذا کانت کلها تبرعیة غیر واجبة فإنها إن زادت علی الثلث و أجاز الورثة وجب إخراج الجمیع و إن لم یجز الورثة ورد النقص(4) علی الجمیع بالنسبة.

« مسألة 1031 » : إذا کانت الوصایا المتعددة مختلفة بعضها واجب یخرج من الأصل و بعضها واجب لا یخرج من الأصل کما إذا قال : أعطوا عنی ستین دینارا : عشرین دینارا زکاة و عشرین دینارا صلاة و عشرین دینارا صوما، فان وسعها الثلث أخرج الجمیع و کذلک ان لم یسعها و أجاز الورثة.

أما إذا لم یسعها و لم یجز الورثة فیقسم الثلث(5) علی الجمیع و ما یجب اخراجه من أصل الترکة یلزم تتمیمه منها.


1- 1 . تقدّم الاشکال بل المنع فیهما.
2- 2 . فیها اشکال بل منع. و لا یبعد العمل بالاولی فالاولی الی الثّلث و البطلان فی ما زاد علی الثّلث لو لم یجز الورثة.
3- 3 . سبق الکلام فیه.
4- 4 . سبق الکلام فی المرتّبة و غیرها.
5- 5 . سبق الفرق بین المرتبّة و غیرها.

ص: 240

فان کان المیت قد ترک مائة دینار یخرج من أصل ترکته عشرة دنانیر للزکاة، ثم یخرج(1) ثلثه ثلاثون دینارا فیوزع علی الزکاة و الصلاة و الصوم.

و کذا الحال فیما إذا تعددت الوصایا و کان بعضها واجبا یخرج من الأصل و بعضها تبرعیة.

نعم إذا لم یمکن التتمیم من الترکة تعین التتمیم من الثلث فی کلتا الصورتین.

« مسألة 1032 » : إذا تعددت الوصایا و کان بعضها واجبا لا یخرج من الأصل و بعضها تبرعیة ولم یف الثلث بالجمیع و لم یجزها الورثة ففی تقدیم الواجب علی غیره إشکال و کلام. و الأظهر هو التقدیم.

« مسألة 1033 » : المراد من الوصیة التبرعیة الوصیة بما لا یکون واجبا علیه فی حیاته سواء أکانت تملیکیة کما إذا قال : فرسی لزید بعد وفاتی أم عهدیة کما إذا قال : تصدقوا بفرسی بعد وفاتی.

« مسألة 1034 » : إذا أوصی بثلثه لزید من دون تعیینه فی عین شخصیة یکون الموصی له شریکا مع الورثة فله الثلث و لهم الثلثان فان تلف من الترکة شیء کان التلف علی الجمیع و إن حصل لترکته نماء کان النماء مشترکا بین الجمیع.

« مسألة 1035 » : إذا أوصی بصرف ثلثه فی مصلحته من طاعات و قربات یکون الثلث باقیا علی ملکه. فان تلف من الترکة شیء کان التلف موزعا علیه و علی بقیة الورثة و إن حصل النماء کان له منه الثلث.

« مسألة 1036 » : إذا عین ثلثه فی عین معینة تعین کما عرفت فإذا حصل منها نماء کان النماء له وحده و إن تلف بعضها أو تمامها اختص التلف به و لم یشارکه فیه بقیة الورثة.

« مسألة 1037 » : إذا أوصی بثلثه مشاعا ثم أوصی بشیء آخر معینا کما إذا قال : أنفقوا


1- 1 . فیه اشکال.

ص: 241

علیّ ثلثی و أعطوا فرسی لزید وجب إخراج ثلثه من غیر الفرس و تصح وصیته بثلث الفرس لزید.(1) و أما وصیته بالثلثین الآخرین من الفرس لزید فصحتها موقوفة علی إجازة الورثة فإن لم یجیزوا بطلت کما تقدم.

و إذا کان الشیء الآخر غیر معین کما إذا قال انفقوا علیّ ثلثی و أعطوا زیدا مائة دینار، توقفت الوصیة بالمائة علی إجازة الورثة فان أجازوها فی الکل صحت فی تمامها، و ان أجازوها فی البعض صحت فی بعضها و ان لم یجیزوا منها شیئا بطلت فی جمیعها، و نحوه إذا قال : أعطوا ثلثی لزید و أعطوا ثلثا آخر من مالی لعمرو فانه تصح وصیته لزید و لا تصح وصیته لعمرو إلا بإجازة الورثة.

و أما إذا قال : أعطوا ثلثی لزید ثم قال : أعطوا ثلثی لعمرو کانت الثانیة ناسخة للأولی کما عرفت، و المدار علی ما یفهم من الکلام.

« مسألة 1038 » : لا تصح الوصیة فی المعصیة. فإذا أوصی بصرف مال فی معونة الظالم أو فی ترویج الباطل کتعمیر الکنائس و البیع و نشر کتب الضلال بطلت الوصیة.

« مسألة 1039 » : إذا کان ما أوصی به جائزا عند الموصی باجتهاده أو تقلیده و لیس بجائز عند الوصی کذلک لم یجز للوصی تنفیذ الوصیة و إذا کان الأمر بالعکس وجب علی الوصی العمل بها.

« مسألة 1040 » : إذا أوصی بحرمان بعض الورثة من المیراث فلم یجز ذلک البعض لم یصح.

نعم إذا لم یکن قد أوصی بالثلث و أوصی بذلک وجب العمل بالوصیة بالنسبة الی الثلث لغیره فإذا کان له ولدان و کانت الترکة ستة فأوصی بحرمان ولده زید من المیراث أعطی زید اثنین و أعطی الآخر أربعة.


1- 1 . إذا لم یظهر من کلامه کون الوصیّة ناسخة للاولی. و مع ذلک لایخلو من اشکال إذا تعقّبت الاولی.

ص: 242

و إذا أوصی بسدس ماله لأخیه و أوصی بحرمان ولده زید من المیراث أعطی أخوه السدس و أعطی زید الثلث و أعطی ولده الآخر النصف.

« مسألة 1041 » : إذا أوصی بمال زید بعد وفاة نفسه لم یصح و إن أجازها زید، و إذا أوصی بمال زید بعد وفاة زید فأجازها زید صح.

« مسألة 1042 » : قد عرفت انه إذا أوصی بعین من ترکته لزید ثم أوصی بها لعمرو کانت الثانیة ناسخة و وجب دفع العین لعمرو، فإذا، اشتبه المتقدم و المتأخر تعین الرجوع الی القرعة فی تعیینه.

« مسألة 1043 » : إذا دفع إنسان الی آخر مالاً و قال له إذا مت فأنفقه عنی و لم یعلم انه أکثر من الثلث أو أقل أو مساوله أو علم انه أکثر و احتمل انه مأذون من الورثة فی هذه الوصیة، أو علم انه غیر مأذون من الورثة لکن احتمل انه کان له ملزم شرعی یقتضی إخراجه من الاصل فهل یجب علی الوصی العمل بالوصیة حتی یثبت بطلانها فیه إشکال و لا سیما فی الفرضین الأخیرین.

« مسألة 1044 » : إذا أوصی بشیء لزید و تردد بین الأقل و الأکثر اقتصر علی الأقل و إذا تردد بین المتباینین عُیِّنَ بالقرعة.

فصل فی الموصی له

« مسألة 1045 » : الأظهر(1) صحة الوصیة العهدیة للمعدوم إذا کان متوقع الوجود فی المستقبل مثل أن یوصی بإعطاء شیء لأولاد ولده الذین لم یولدوا حال الوصیة و لا حین موت الموصی، فیبقی المال الموصی به فی ملک الموصی. فان و لدوا بعد ذلک


1- 1 . و ماقا لصاحب الجواهر 28364 .

ص: 243

أعطی لهم و إلاّ صرف فی الأقرب(1) فالأقرب إلی نظر الموصی.

« مسألة 1046 » : الوصیة التملیکیة لا تصح للمعدوم إلی زمان موت الموصی.

« مسألة 1047 » : لو أوصی لحمل فان ولد حیا ملک الموصی به و إلا بطلت الوصیة و رجع المال إلی ورثة الموصی.

« مسألة 1048 » : تصح الوصیة للذمی و للحربی و لمملوکه و أم ولده و مدبره و مکاتبه.

« مسألة 1049 » : لا تصح الوصیة لمملوک غیره قنا کان أو غیره و ان أجاز مولاه إلا إذا کان مکاتبا مطلقا و قد أدی بعض مال الکتابة فیصح من الوصیة له قدر ما تحرر منه.

« مسألة 1050 » : إذا کان ما أوصی به لمملوکه بقدر قیمته اعتق و لا شیء له.

و إذا کان أکثر من قیمته أعتق و أعطی الزائد، و إن کان أقل منها أعتق و استسعی فی الزائد سواء أکان ما أوصی له به بقدر نصف قیمته أم أکثر أم أقل.

« مسألة 1051 » : إذا أوصی لجماعة ذکورا أو إناثا أو ذکورا و إناثا بمال اشترکوا فیه علی السویة إلا أن تکون قرینة علی التفضیل.

« مسألة 1052 » : إذا أوصی لابنائه و بناته أو لاعمامه و عماته أو أخواله و خالاته أو


1- 1 . إذا لم تکن الوصیّة تقییدّیة کما هو الغالب.

ص: 244

أعمامه و أخواله فان الحکم فی الجمیع التسویة إلا أن تقوم القرینة علی التفضیل فیکون العمل علی القرینة.

فصل فی الوصی

« مسألة 1053 » : یجوز للموصی أن یعین شخصا لتنفیذ وصایاه، و یقال له : الوصی، و یشترط فیه أمور :

(الأول) : البلوغ علی المشهور، فلا تصح الوصایة إلی الصبی منفردا إذا أراد منه التصرف فی حال صباه مستقلاً، ولکنه(1) لا یخلو عن إشکال.

نعم الأحوط أن یکون تصرفه باذن الولی أو الحاکم الشرعی.

أما لو أراد أن یکون تصرفه بعد البلوغ أو مع إذن الولی. فالأظهر صحة الوصیة، و تجوز الوصایة إلیه منضما إلی الکامل سواء أراد أن لا یتصرف الکامل إلا بعد بلوغ الصبی أو أراد أن یتصرف منفردا قبل بلوغ الصبی، لکن فی الصورة الأولی إذا کانت علیه تصرفات فوریة کوفاء دین علیه و نحوه یتولی ذلک الحاکم الشرعی.

(الثانی) : العقل فلا تصح الوصیة إلی المجنون فی حال جنونه سواء أکان مطبقا أم ادواریا و إذا أوصی إلیه فی حال العقل ثم جُنَّ بطلت الوصایة إلیه، و إذا أفاق بعد ذلک عادت(2) علی الأظهر و أما إذا نص الموصی علی عودها فلا إشکال.

(الثالث) : الاسلام، إذا کان الموصی مسلما علی المشهور و فیه إشکال.

« مسألة 1054 » : الظاهر عدم اعتبار العدالة فی الوصی بل یکفی فیه الوثوق و الأمانة.

هذا فی الحقوق الراجعة إلی غیره کأداء الحقوق الواجبة و التصرف فی مال الأیتام و نحو ذلک.

أما ما یرجع إلی نفسه کما إذا أوصی إلیه فی أن یصرف ثلثه فی الخیرات و القربات ففی اعتبار الوثوق به إشکال.

« مسألة 1055 » : إذا ارتد الوصی بطلت وصایته بناء علی اعتبار الاسلام فی الوصی و لا تعود إلیه إذا أسلم إلا إذا نص الموصی علی عودها.

« مسألة 1056 » : إذا أوصی الی عادل ففسق فإن ظهر من القرینة التقیید بالعدالة بطلت الوصیة، و إن لم یظهر من القرینة التقید بالعدالة لم تبطل، و کذا الحکم إذا أوصی الی الثقة.


1- 1 . زائد .
2- 2 . فیه اشکال .

ص: 245

« مسألة 1057 » : لا تجوز الوصیة إلی المملوک إلا باذن سیده أو معلّقة علی حریته.

« مسألة 1058 » : تجوز الوصایة إلی المرأة علی کراهة(1) و الأعمی و الوارث.

« مسألة 1059 » : إذا أوصی الی صبی و بالغ فمات الصبی قبل بلوغه أو بلغ مجنونا ففی جواز انفراد البالغ بالوصیة قولان أحوطهما الرجوع إلی الحاکم الشرعی فیضم إلیه آخر.

« مسألة 1060 » : یجوز جعل الوصایة إلی إثنین أو أکثر علی نحو الانضمام و علی نحو الاستقلال.

فان نص علی الأول فلیس لاحدهما الاستقلال بالتصرف لا فی جمیع ما أوصی به و لا فی بعضه.

و إذا عرض لأحدهما ما یوجب سقوطه عن الوصایة من موت و نحوه ضم الحاکم آخر إلی الآخر، و إن نص علی الثانی جاز لأحدهما الإستقلال و أیهما سبق نفذ تصرفه، و إن اقترنا فی التصرف مع تنافی التصرفین بأن باع أحدهما علی زید و الآخر علی عمرو فی زمان واحد بطلا معا و لهما أن یقتسما الثلث بالسویة و بغیر السویة.

و إذا سقط أحدهما عن الوصایة انفرد الآخر و لم یضم إلیه الحاکم آخر.

و إذا أطلق الوصایة إلیهما و لم ینص علی الإنضمام و الإستقلال جری علیه حکم الإنضمام إلا إذا کانت قرینة علی الإنفراد کما إذا قال : وصیی فلان و فلان فإذا ماتا کان الوصی فلانا فإنه إذا مات أحدهما استقل الباقی و لم یحتج إلی أن یضم إلیه الحاکم آخر، و کذا الحکم فی ولایة الوقف.

« مسألة 1061 » : إذا قال زید وصیی فإن مات فعمرو وصیی، صح و یکونان وصیین مترتبین و کذا یصح إذا قال وصیی زید فإن بلغ ولدی فهو الوصی.


1- 1 . لروایة السّکونی المعتبرة. (وسائل الشیعه 13، الباب 53 / 2 _ 1 من ابواب الوصایا)

ص: 246

« مسألة 1062 » : یجوز أن یوصی إلی وصیین أو أکثر و یجعل الوصایة إلی کل واحد فی أمر بعینه لا یشارکه فیه الآخر.

« مسألة 1063 » : إذا أوصی إلی إثنین بشرط الإنضمام فتشاحا لاختلاف نظرهما، فإن لم یکن مانع لأحدهما بعینه من الإنضمام إلی الآخر أجبره الحاکم علی ذلک و إن لم یکن مانع لکل منهما من الإنضمام أجبرهما الحاکم علیه و إن کان لکل منهما مانع انضم(1) الحاکم إلی أحدهما و نفذ تصرفه دون الآخر.

« مسألة 1064 » : إذا قال أوصیت بکذا و کذا و جعلت الوصی فلانا إن استمر علی طلب العلم مثلاً، صح و کان فلان وصیا إذا استمر علی طلب العلم فإن انصرف عنه بطلت وصایته و تولی تنفیذ وصیته الحاکم الشرعی.

« مسألة 1065 » : إذا عجز الوصی عن تنفیذ الوصیة ضم إلیه(2) الحاکم من یساعده، و إذا ظهرت منه الخیانة ضم إلیه أمینا یمنعه عن الخیانة فإن لم یمکن ذلک عزله و نصب غیره.

« مسألة 1066 » : إذا مات الوصی قبل تنجیز تمام ما أوصی إلیه به نصب الحاکم الشرعی وصیا لتنفیذه.(3)

و کذا إذا مات فی حیاة الموصی و لم یعلم هو بذلک أو علم و لم ینصب غیره و لم یکن ما یدل علی عدوله عن أصل الوصیة.

« مسألة 1067 » : لیس للوصی أن یوصی إلی أحد فی تنفیذ ما أوصی إلیه به إلا أن یکون مأذونا من الموصی فی الإیصاء إلی غیره.


1- 1 . و یحتمل قریبا استبدالهما.
2- 2 . علیه الاجماع. الجواهر 28420 .
3- 3 . او تصدّی هو بنفسه .

ص: 247

« مسألة 1068 » : الوصی أمین لا یضمن إلا بالتعدی أو التفریط، و یکفی فی الضمان حصول الخیانة بالإضافة إلی ضمان موردها، أما الضمان بالنسبة إلی الموارد الأُخر مما لم یتحقق فیها الخیانة ففیه إشکال، بل الأظهر العدم.

« مسألة 1069 » : إذا عین الموصی للوصی عملاً خاصا أو قدرا خاصا أو کیفیة خاصة وجب الإقتصار علی ما عین و لم یجز له التعدی، فإن تعدی کان خائنا و إذا أطلق له التصرف. بأن قال له : أخرج ثلثی و أنفقه. عمل بنظره و لا بد من ملاحظة مصلحة المیت فلا یجوز له أن یتصرف کیف شاء و إن لم یکن صلاحا للمیت أو کان غیره أصلح مع تیسر فعله علی النحو المتعارف، و یختلف ذلک باختلاف الأموات، فربما یکون الأصلح أداء العبادات الإحتیاطیة عنه، و ربما یکون الأصلح أداء الحقوق المالیة الإحتیاطیة و ربما یکون الأصلح أداء حق بعینه إحتیاطی دون غیره أو أداء الصلاة عنه دون الصوم، و ربما یکون الأصلح فعل القربات و الصدقات و کسوة العراة و مداواة المرضی و نحو ذلک.

هذا إذا لم یکن تعارف یکون قرینة علی تعیین مصرف بعینه و إلا کان علیه العمل.

« مسألة 1070 » : إذا قال أنت وصیی و لم یعین شیئا و لم یعرف المراد منه و إنه تجهیزه أو صرف ثلثه أو شؤون أخری کان لغوا إلا إذا کان تعارف یکون قرینة علی تعیین المراد کما یتعارف فی کثیر من بلدان العراق أنه وصی فی إخراج الثلث و صرفه فی مصلحة الموصی و أداء الحقوق التی علیه و أخذ الحقوق التی له ورد الأمانات و البضائع إلی أهلها و أخذها.

نعم فی شموله للقیمومة علی القاصرین من أولاده إشکال، و الأحوط أن لا یتصدی لأمورهم إلا بعد مراجعة الحاکم الشرعی و عدم نصب الحاکم الشرعی غیره إلا بأذن منه.

« مسألة 1071 » : یجوز للموصی إلیه أن یردَّ الوصیة فی حال حیاة الموصی بشرط أن

ص: 248

یبلغه الرد، بل الأحوط(1) إعتبار إمکان نصب غیره له أیضا، و لا یجوز له الرد بعد موت الموصی سواء قبلها قبل الرد أم لم یقبلها.(2)

« مسألة 1072 » : الرد السابق علی الوصیة لا أثر له، فلو قال زید لعمرو : لا أقبل أن توصی إلی، فأوصی عمرو إلیه لزمته الوصیة إلا أن یردها بعد ذلک.

« مسألة 1073 » : لو أوصی إلی أحد فردّ الوصیة فأوصی إلیه ثانیا و لم یردّها ثانیا لجهله بها ففی لزومها له قول، ولکنه لا یخلو من إشکال بل الأظهر(3) خلافه.

« مسألة 1074 » : إذا رأی الوصی أن تفویض الأمر إلی شخص فی بعض الأمور الموصی بها أصلح للمیت جاز له تفویض الأمر إلیه کأن یفوض أمر العبادات التی أوصی بها إلی من له خبرة فی الإستنابة فی العبادات و یفوض أمر العمارات التی أوصی بها إلی من له خبرة فیها و یفوض أمر الکفارات التی أوصی بها إلی من له خبرة بالفقراء و کیفیة القسمة علیهم و هکذا.

و ربما یفوض الأمر فی جمیع ذلک إلی شخص واحد إذا کانت له خبرة فی جمیعها.

و قد لا یکون الموصی قد أوصی بأمور معینة بل أوصی بصرف ثلثه فی مصالحه و أو کل تعیین المصرف کما و کیفا إلی نظر الوصی فیری الوصی من هو أعرف منه فی تعیین جهات المصرف و کیفیتها فیوکل الأمر إلیه فیدفع الثلث إلیه بتمامه و یفوض إلیه تعیین الجهات کما و کیفا کما یتعارف ذلک عند کثیر من الأوصیاء حیث یدفعون الثلث الموصی به إلی المجتهد الموثوق به عندهم، فالوصایة إلی شخص ولایة فی التصرف و لو بواسطة التفویض إلی الغیر.


1- 1 . لو لم یکن اقوی .
2- 2 . اذا لم یکن فیه حرج و ضرر لا یحتمل عادة. الاحوط الاولی للولد قبول وصیّة والده و عدم ردّها خصوصا إذا یوجب ترکه العقوق بل الاقوی ح وجوبه و کذلک بالنّسبة الی الاّم، لکن لو ابلغ الرّد و امکن نصب غیره فلا یکون وصیّا.
3- 3 . فیه تأمّل.

ص: 249

فلا بأس أن یفوض الوصی أمر الوصیة إلی غیره إلا أن تقوم القرینة علی إرادة الموصی منه المباشرة، فلا یجوز له حینئذ التفویض.

« مسألة 1075 » : لا یجوز للوصی تفویض الوصایة إلی غیره بمعنی عزل نفسه عن الوصایة و جعلها له فیکون غیره وصیا عن المیت. بجعل منه.

« مسألة 1076 » : إذا بطلت وصایة الوصی لفوات شرطها نصب الحاکم الشرعی وصیا مکانه أو تولی الصرف بنفسه و کذا إذا أوصی و لم یعین وصیا أصلاً.

« مسألة 1077 » : إذا نسی الوصی مصرف المال الموصی به و عجز عن معرفته صرفه فی وجوه البر التی یحتمل أن تکون مصرف المال الموصی به.

هذا إذا کان التردد بین غیر المحصور أما إذا تردد بین محصور ففیه إشکال، و لا یبعد الرجوع إلی القرعة فی تعیینه.

« مسألة 1078 » : یجوز للموصی أن یجعل ناظرا علی الوصی مشرفا و مطلعا علی عمله بحیث لا یجوز للوصی أن یعمل بالوصیة إلا بإطلاع الناظر و إشرافه علیه، فإذا عمل بدون إشرافه کان بدون إذن من الموصی و خیانة له، و إذا عمل بإطلاعه کان مأذونا فیه و أداء لوظیفته و لا یجب علی الوصی متابعة مثل هذا الناظر فی رأیه و نظره، فإذا أوصی الموصی باستنابة من یصلی عنه فاستناب الوصی زیدا و کان الناظر یرید استنابة عمرو و یراها أرجح لم یقدح ذلک فی صحة استنابة زید و لیس للناظر الإعتراض علیه فی ذلک.

نعم لو جعله ناظرا علی الوصی بمعنی أن یکون عمل الوصی بنظره ففی المثال المذکور لا تصح استنابة زید و تجب استنابة عمرو لکن هذا المعنی خلاف ظاهر جعل الناظر علی الوصی.

و الظاهر أنه إذا خان الوصی لم یجب علی الناظر _ بما هو ناظر _ مدافعته فی کلتا الصورتین فلو لم یدافع لم یکن ضامنا، و فی کلتا الصورتین إذا مات الناظر لزم الوصی الرجوع إلی الحاکم الشرعی.

ص: 250

« مسألة 1079 » : الوصیة جائزة من طرف الموصی فإذا أوصی بشیء جاز له العدول إلی غیره.

« مسألة 1080 » : إذا أوصی إلی أحد جاز له العدول إلی غیره.

« مسألة 1081 » : إذا أوصی بأشیاء جاز له العدول عن جمیعها و عن بعضها کما یجوز له تبدیل جمیعها و تبدیل بعضها ما دام فیه الروح إذا وجدت فیه الشرائط المتقدمة من العقل و الإختیار و غیرهما.

« مسألة 1082 » : إذا أوصی إلی شخص ثم أوصی إلی آخر و لم یخبر الوصی الأول بالعدول عنه إلی غیره فمات، فعمل الوصی الأول بالوصیة ثم علم کانت الغرامة علی المیت فتخرج من أصل الترکة ثم یخرج الثلث للوصی الثانی.

هذا إذا لم یکن العدول عن الأول لسبب ظاهر أما إذا(1) کان لسبب ظاهر کما إذا هاجر الوصی الأول إلی بلاد بعیدة أو حدثت بینه و بین الوصی عداوة و مقاطعة فعدل عنه کان ما صرفه الوصی الأول من مال نفسه.

« مسألة 1083 » : یتحقق الرجوع عن الوصیة بالقول مثل أن یقول : رجعت عن وصیتی إلی زید، و بالفعل مثل أن یوصی بصرف ثلثه ثم یوصی بوقفه و مثل أن یوصی بوقف عین أو بصرفها ثم یبیعها أو یهبها.

« مسألة 1084 » : لا یعتبر فی وجوب العمل بالوصیة مرور مدة طویلة أو قصیرة فإذا أوصی ثم مات بلا فصل وجب العمل بها و کذا إذا مات بعد مرور سنین، نعم یعتبر عدم الرجوع عنها، و إذا شک فی الرجوع بنی علی عدمه.

« مسألة 1085 » : إذا قال : إذا مت فی هذا السفر فوصیی فلان و وصیتی کذا و کذا، فإذا لم یمت فی ذلک السفر و مات فی غیره لم یجب العمل بوصیته و لم یکن له وصی.


1- 1 . فیه تأمّل و اشکال .

ص: 251

« مسألة 1086 » : إذا کان الداعی له علی إنشاء الوصیة خوف الموت فی السفر الذی عزم علیه وجب العمل بوصیته و إن لم یمت فی ذلک السفر، و لأجل ذلک یجب العمل بوصایا الحجاج عند العزم علی الحج و مثلهم زوار الرضا علیه السلام و المسافرون أسفارا بعیدة فإن الظاهر أن هؤلاء و أمثالهم لم یقیدوا الوصیة بالموت فی ذلک السفر و إنما کان الداعی علی الوصیة خوف الموت فی ذلک السفر فیجب العمل بوصایاهم ما لم یتحقق الرجوع عنها.

« مسألة 1087 » : یجوز للوصی أن یأخذ أجرة مثل عمله إذا کانت له أجرة إلا إذا کان أوصی إلیه بأن یعمل مجانا کما لو صرح الموصی بذلک أو کانت قرینة علیه فلا یجوز له أخذ الأجرة حینئذ و یجب علیه العمل بالوصیة إن کان قد قبل، أما إذا لم یقبل ففی الوجوب إشکال و الأقرب العدم.(1)

هذا بالنسبة إلی العمل الذی أوصی إلیه فیه کالبیع و الشراء و أداء الدیون و نحو ذلک من الأعمال التی هی موضوع ولایته.

أما لو أوصی(2) بأعمال أخری مثل أن یوصی إلی زید أن یحج عنه أو یصلی عنه أو نحو ذلک لم یجب علیه القبول حتی لو لم یعلم بذلک فی حیاة الموصی و لو قبل فی حیاته فإن کان أوصی إلیه بالعمل مجانا مثل أن یحج فقبل لم یبعد(3) جواز الرد بعد وفاته.

« مسألة 1088 » : إذا جعل له أجرة معینة بأن قال له : حج عنی بمائة دینار کان إجارةً و وجب العمل بها و له الأجرة إذا کان قد قبل فی حیاته و إلا لم یجب.(4)

و لو کان بأجرة غیر معینة عندهما بأن قال له : حج عنی بأجرة المثل و لم تکن


1- 1 . فیه اشکال. بل الاحوط لو لم یکن اقوی. الوجوب إذا لم یکن حرجا علیه و مضّرا بحاله او ماله.
2- 2 . ما ذکره و ان کان یساعده الاعتبار الاّ ان الانسب کون المدار علی الحرج و الضّرر و ان انتفیا فالعمل بالوصیّة.
3- 3 . غیر خال عن الاشکال. بل المنع.
4- 4 . سبق الملاک فی القبول و الرّد فی الوصیّة. نعم. فی الاجارة، الامر کما ذکره من عدم الوجوب هنا و فی ما یأتی فی فرض عدم تعیّن الاجرة .

ص: 252

الأجرة معلومة عندهما فقبل فی حیاته لم یبعد أیضا عدم وجوب العمل و جریان حکم الإِجارة الفاسدة.

و لو کان بطریق الجعالة لم یجب العمل، لکنه یستحق الأجرة علی تقدیر العمل لصدق الوصیة حینئذ.(1)

« مسألة 1089 » : تثبت الوصیة التملیکیة بشهادة مسلِمَیْنِ عادِلَیْن و بشهادة مسلم عادل مع یمین الموصی له و بشهادة مسلم عادل مع مُسلِمَتَیْنِ عادلتین کغیرها من الدعاوی المالیة.

« مسألة 1090 » : تختص الوصیة التملیکیة بأنها تثبت بشهادة النساء منفردات فیثبت ربعها بشهادة مسلمة عادلة و نصفها بشهادة مسلمتین عادلتین و ثلاثة أرباعها بشهادة ثلاث مسلمات عادلات و تمامها بشهادة أربع مسلمات عادلات بلا حاجة إلی الیمین فی شهادتهن.

« مسألة 1091 » : الوصیة العهدیة و هی الوصایة بالولایة لا تثبت إلا بشهادة مسلمین عادلین.

« مسألة 1092 » : تثبت الوصیة التملیکیة و العهدیة(2) بشهادة کتابِیَیْن عدلین فی دینهما عند عدم عدول المسلمین و لا تثبت بشهادة غیرهما من الکفار.

« مسألة 1093 » : تثبت الوصیة التملیکیة بإقرار الورثة جمیعهم إذا کانوا عقلاء بالغین و إن لم یکونوا عدولاً.

و إذا أقر بعضهم دون بعض تثبت بالنسبة إلی حصة المقر دون المنکر، نعم إذا أقر منهم إثنان وکانا عدلین ثبتت الوصیة بتمامها، و إذا کان عدلاً واحدا تثبت أیضا مع یمین الموصی له.


1- 1 . لو قال حجّ عنّی بعد موتی.
2- 2 . علی اشکال.

ص: 253

« مسألة 1094 » : تثبت الوصیة العهدیة بإقرار الورثة جمیعهم، و إذا أقر بعضهم ثبت بعض الموصی به علی نسبة حصة المقر و ینقص من حقه. نعم إذا أقر إثنان عدلان منهم ثبتت الوصیة بتمامها.

فصل فی منجزات المریض

« مسألة 1095 » : إذا تصرف المریض فی مرض الموت تصرفا منجزا فان لم یکن مشتملاً علی المحاباة کما إذا باع بثمن المثل أو آجر بأجرة المثل فلا اشکال فی صحته و لزوم العمل به.

و إذا کان مشتملاً علی نوع من المحاباة و العطاء المجانی کما إذا اعتق أو أبرأ أو وهب هبة مجانیة غیر معوضة أو معوضة بأقل من القیمة أو باع بأقل من ثمن المثل أو آجر بأقل من اجرة المثل أو نحو ذلک مما یستوجب نقصا فی ماله فالظاهر انه نافذ کتصرفه فی حال الصحة، و القول بأنه یخرج من الثلث فاذا زاد علیه لم ینفذ إلا باجازة الوارث ضعیف.

« مسألة 1096 » : إذا أقر بعین أو دین لوارث أو لغیره فان کان المقر مأمونا و مصدقا فی نفسه نفذ الاقرار من الاصل و ان کان متهما نفذ من الثلث.

هذا إذا کان الاقرار فی مرض الموت. أما إذا کان فی حال الصحة أو فی مرض غیر مرض الموت أخرج من الأصل و إن کان متهما.

« مسألة 1097 » : إذا قال : هذا وقف بعد وفاتی، أو نحو ذلک مما یتضمن تعلیق الایقاع علی الوفاة فهو باطل لا یصح و إن أجاز الورثة.

« مسألة 1098 » : الانشاء المعلق علی الوفاة إنما یصح فی مقامین :

1 _ انشاء الملک و هی الوصیة التملیکیة أو نشاء الولایة کما فی موارد الوصیة العهدیة.

ص: 254

2 _ انشاء العتق و هو التدبیر، و لا یصح فی غیرهما من انواع الانشاء.

« مسألة 1099 » : إذا قال : بعت أو آجرت أو صالحت أو وقفت بعد وفاتی بطل، و لا یجری علیه حکم الوصیة بالبیع أو الوقف مثلاً، بحیث یجب علی الورثة أن یبیعوا أو یوقفوا بعد وفاته إلا إذا فهم من کلامه انه یرید الوصیة بالبیع أو الوقف فحینئذ کانت وصیته صحیحة و وجب العمل بها.

« مسألة 1100 » : إذا قال للمدین أبرأت ذمتک بعد وفاتی، و اجازه الوارث بعد موته برئت ذمة المدین، فإن إجازة الابراء بنفسها تنازل من قبل الورثة عن حقهم و ابراء لذمة المدین.

ص: 255

کتاب الوقف

اشارة

و هو تحبیس الأصل و تسبیل الثمرة :

« مسألة 1101 » : لا یکفی فی تحقق الوقف مجرد النیة بل لا بد من إنشاء ذلک بمثل : وقفت، و حبست و نحوهما مما یدل علی المقصود.

« مسألة 1102 » : الظاهر وقوعه بالمعاطاة مثل أن یعطی إلی قیمّ مسجد أو مشهد آلات الاسراج أو یعطیه الفراش أو نحو ذلک.

بل ربما یقع بالفعل بلا معاطاة مثل أن یعمّر الجدار أو الا سطوانة الخربة من المسجد أو نحو ذلک(1) فانه إذا مات من دون اجراء صیغة الوقف لا یرجع میراثا الی ورثته.

« مسألة 1103 » : الوقف تارة یکون له موقوف علیه یقصد عود المنفعة إلیه و تارة لا یکون کذلک، و الثانی کوقف المسجد فان الواقف لم یلحظ فی الوقف منفعة خاصة و إنما لا حظ مجرد حفظ العنوان الخاص و هو عنوان المسجدیة و هذا القسم لا یکون له موقوف علیه.


1- 1 . لکن له الرّجوع ما دام لم یستفد منه بعنوان الوقف.

ص: 256

« مسألة 1104 » : إذا لا حظ الواقف منفعة خاصة مثل الصلاة أو الذکر أو الدعاء أو نحوها من انحاء العبادة فقال : وقفت هذا المکان علی المصلین أو الذاکرین أو الداعین أو نحو ذلک لم یصر مسجدا و لم تجر علیه أحکام المسجد و إنما یصیر وقفا علی الصلاة أو غیرها مما لا حظه الواقف و یکون من القسم الاول الذی له موقوف علیه و هو الذی لا حظ الواقف فیه المنفعة و هو علی أقسام :

(الأول) : ان یلحظ عود المنفعة إلی الموقوف علیهم بصیرورتها ملکا لهم کما إذا قال : هذا المکان وقف علی أولادی علی أن تکون منافعه لهم، أو هذا البستان وقف علی أولادی علی أن تکون ثمرته لهم فتکون المنافع و الثمرة ملکا لهم کسائر أملاکهم تجوز المعاوضة منهم علیها و یرثها وارثهم و تضمن لهم عند طروء سبب الضمان و تجب الزکاة علی کل واحد منهم عند بلوغ حصته النصاب.

(الثانی) : أن یلحظ صرف المنافع علی الموقوف علیهم من دون تملیک فلا تجوز المعاوضة من أحد الموقوف علیهم علی حصته و لا تجب فیها الزکاة و إن بلغت النصاب و لا یرثها وارث الموقوف علیه إذا مات قبل أن تصرف المنفعة علیه ولکن المنفعة تضمن بطروء سبب الضمان و هذا القسم علی نوعین.

(الأول) : ان یلحظ فیه صرف شخص المنفعة کما إذا قال: هذه الشجرة وقف علی أولادی یأکلون ثمرتها و فی مثله لایجوز للولی تبدیلها والمعاوضة علیها بل یصرف نفس الثمرة علیهم لیأکلوها.

(الثانی) : أن لا یلحظ فیه صرف شخص المنفعة بل یلحظ الأعمّ منها و من بدلها کما إذا قال : هذا البستان وقف علی أولادی تصرف منفعته علیهم سواء أکان بتبدیلها إلی عین أخری بأن یبدل الولی الثمرة بالحنظة أو الدقیق أو الدراهم أم ببذل نفسها لهم.

(القسم الثالث) : أن یلاحظ الواقف انتفاع الموقوف علیهم مباشرة باستیفاء المنفعة بانفسهم مثل وقف خانات المسافرین و الرباطات و المدارس و کتب العلم و الادعیة و نحوها.

ص: 257

و هذا القسم کما لا تجوز المعاوضة علی منافعة لا من الموقوف علیهم و لا من الولی. لا توارث فیه و الظاهر ثبوت(1) الضمان فیه أیضا إذا غصب المنفعة غاصب کالاقسام السابقة.

نعم الظاهر عدم الضمان فی مثل المساجد التی یکون الوقف فیها تحریرا.

« مسألة 1105 » : الظاهر عدم اعتبار القبول فی الوقف بجمیع أنواعه و ان کان الاعتبار أحوط(2) و لا سیما فی الوقف بلحاظ ملک المنفعة سواءً کان عاماً مثل الوقف علی العلماء أم خاصا مثل الوقف علی أولاده فیقیل فی الأول الحاکم الشرعی و فی الثانی الموقوف علیهم من الطبقة الاولی.

« مسألة 1106 » : الأظهر(3) عدم اعتبار القربة فی صحة الوقف و لا سیما(4) فی مثل الوقف علی الذریة.

« مسألة 1107 » : یعتبر فی صحة الوقف قبض الموقوف علیه أو قبض وکیله أو ولیه فاذا مات قبل القبض بطل، و لا یعتبر فی القبض الفوریة، و فی اعتبار إذن الواقف فی القبض اشکال.(5)

« مسألة 1108 » : یکفی فی تحقق القبض فی مثل الوقف علی الذریة مثلاً قبض الطبقة الاولی.

« مسألة 1109 » : إذا وقف علی أولاده الصغار و أولاد اولاده و کانت العین فی یده کفی ذلک فی تحقق القبض و لم یحتج إلی قبض آخر، و إذا کانت العین فی ید غیره


1- 1 . علی الاحوط.
2- 2 . لا یترک فی الوقف الخاصّ.
3- 3 . عدم (زائد) الاحوط.
4- 4 . الاّ.
5- 5 . والاحوط اعتباره.

ص: 258

فلابد من أخذها منه لیتحقّق قبض ولیهم.

« مسألة 1110 » : إذا کانت العین بید الموقوف علیه کفی ذلک فی قبضها و لم یحتج إلی قبض جدید.(1)

« مسألة 1111 » : یکفی فی قبض غیر المنقول رفع الواقف یده عنه و استیلاء الموقوف علیهم علیه.(2)

« مسألة 1112 » : فی اعتبار القبض فی صحة الوقف علی الجهات العامة إشکال و لا یبعد(3) عدم اعتباره و لا سیما إذا کان من نیة الواقف أن تبقی فی یده و یعمل بها علی حسب ما وقف.(4)

« مسألة 1113 » : بناء علی اعتبار القبض فی الوقف علی الجهات العامة فالظاهر عدم الحاجة إلی قبض الحاکم، فاذا وقف مقبرة کفی فی تحقق القبض الدفن فیها،(5) و إذا وقف مکانا للصلاة تکفی الصلاة فیه، و إذا وقف حسینیة تکفی إقامة العزاء فیها.

و کذا الحکم فی مثل وقف الخان علی المسافرین و الدار علی سکنی العلماء و الفقراء فانه یکفی فی قبضها السکنی فیها.

« مسألة 1114 » : إذا وقف حصیرا للمسجد کفی وضعه فی المسجد و کذا فی مثل آلات المشاهد و المعابد و المساجد و نحوها فان الظاهر انه یکفی فی قبضها وضعها فیها بقصد استعمالها.

« مسألة 1115 » : إذا خرب جانب من جدار المسجد أو المشهد أو نحوهما فعمره


1- 1 . والاحوط کون بقاء القبض باذن الواقف.
2- 2 . باذن الواقف.
3- 3 . زائد.
4- 4 . و الاحوط اعتباره.
5- 5 . باذن الواقف و کذا ما بعده.

ص: 259

عامر فالظاهر کفایة ذلک فی تمامیة الوقف و إن لم یقبضه قابض، و إذا مات لم یرجع میراثا لوارثه کما عرفت.

« مسألة 1116 » : إذا وقف علی أولاده الکبار فقبض واحد منهم صح القبض فی حصته و لم یصح فی حصة الباقین.

« مسألة 1117 » : الوقوف التی تتعارف عند الاعراب بأن یقفوا شاة علی أن یکون الذکر المتولد منها (ذبیحة) أی یذبح و یؤکل و الانثی (منیحة) أی تبقی و ینتفع بصوفها و لبنها و إذا ولدت ذکرا کان (ذبیحة) و إذا ولدت أنثی کانت (منیحة) و هکذا، فاذا کان وقفهم معلقا علی شفاء مریض أو ورود مسافر أو سلامة غنمهم من الغزو أو المرض أو نحو ذلک فهی باطلة.

و إذا کانت منجزة غیر معلقة فالظاهر بطلانها أیضا، لأن المنیحة إذا کانت ملکا للواقف فلا یمکن أن یکون نتاجها الذکر ذبیحة، لأن وقف المعدوم باطل و ان خرجت عن ملک الواقف، فلا یمکن أن یکون صوفها و لبنها راجعا إلیه أو إلی ورثته.

« مسألة 1118 » : لا یجوز فی الوقف توقیته بمدة فاذا قال : داری وقف علی أولادی سنة أو عشر سنین بطل، والظاهر(1) عدم صحته حبسا.

« مسألة 1119 » : إذا وقف علی من ینقرض کما إذا وقف علی أولاده و أولاد أولاده صح وقفا فإذا انقرضوا رجع إلی ورثة الواقف(2) حین الموت لا حین الانقراض. فإذا مات الواقف عن ولدین و مات أحدهما قبل الانقراض و ترک ولدا ثم انقرض الموقوف علیهم کانت العین الموقوفة مشترکة بین العم و ابن أخیه.


1- 1 . فیه تأمّل.
2- 2 . بناءً علی عدم خروج الوقف عن ملک الواقف و امّا بناء علی خروجه عن ملکه و ملکیّة الموقوف علیه فیرجع الی ورثته.

ص: 260

« مسألة 1120 » : لا فرق فیما ذکرناه من صحة الوقف و رجوعه الی ورثة الواقف بین کون الموقوف علیه مما ینقرض غالبا و بین کونه مما لا ینقرض غالبا فاتفق انقراضه.

نعم یستثنی من ذلک ما اذا ظهر من القرائن ان خصوصیة الموقوف علیه ملحوظة بنحو تعدد المطلوب بأن کان الواقف قد أنشا التصدق بالعین و کونه علی نحو خاص فإذا بطلت الخصوصیة بقی أصل التصدق، فإذا قامت القرینة علی ذلک و انقرض الموقوف علیه لم یرجع الی الوارث او ورثته بل تبقی العین وقفا و تصرف منافعها فی جهة اخری الاقرب فالاقرب.(1)

« مسألة 1121 » : إذا وقف عینا علی غیره و شرط عودها إلیه عند الحاجة ففی صحته قولان و الاظهر البطلان.(2)

« مسألة 1122 » : یشترط فی صحة الوقف التنجیز فلو علقه علی أمر مستقبل معلوم الحصول أو متوقع الحصول أو أمر حالی محتمل الحصول إذا کان لا یتوقف علیه صحة العقد بطل، فاذا قال : وقفت داری إذا جاء رأس الشهر او إذا ولد لی ذکر او ان کان هذا الیوم یوم الجمعة بطل، و إذا علقه علی أمر حالی معلوم الحصول أو علقه علی أمر مجهول الحصول ولکنه کان یتوقف علیه صحة العقد کما إذا قال زید : وقفت داری إن کنت زیدا أو وقفت داری ان کانت لی صح.

« مسألة 1123 » : إذا قال هذا وقف بعد وفاتی بطل إلا أن یفهم منه عرفا انه أراد الوصیة بالوقف فیجب العمل بها عند تحقق شرائطها فیوقف بعده.

« مسألة 1124 » : یشترط فی صحة الوقف اخراج الواقف نفسه عن الوقف فإذا وقف علی نفسه بطل، و إذا قال : داری وقف علی و علی أخی مثلاً علی نحو التشریک بطل الوقف فی نصف الدار، و إذا کان علی نحو الترتیب بأن قصد الوقف علی نفسه ثم علی


1- 1 . او فی وجوه البّر لو کانت قرینة علیها.
2- 2 . البطلان قوی. و الصحة وجیهة.

ص: 261

غیره کان الوقف من المنقطع الأول فیبطل مطلقا(1) و إن قصد الوقف علی غیره ثم علی نفسه بطل بالنسبة إلی نفسه فقط و کان من الوقف المنقطع الآخر، و إن قال : هی وقف علی أخی، ثم علی نفسی، ثم علی شخص آخر بطل الوقف بالنسبة إلی نفسه و الشخص الآخر، و کان من الوقف المنقطع الوسط.

« مسألة 1125 » : إذا وقف علی أولاده و اشترط علیهم وفاء دیونه من مالهم، عرفیة کانت الدیون أم شرعیة کالزکاة و الکفارات المالیة صح، بل الظاهر صحة الوقف إذا اشترط وفاء دیونه من حاصل الوقف أیضا.(2)

« مسألة 1126 » : إذا وقف علی جیرانه و اشترط علیهم أکل ضیوفه أو القیام بمؤنة أهله و أولاده حتی زوجته صح. و إذا اشترط علیهم نفقة زوجته الواجبة علیه من مالهم صح، بل الظاهر الصحة مع اشتراطها من حاصل الوقف أیضا.

« مسألة 1127 » : إذا وقف عینا له علی وفاء دیونه العرفیة و الشرعیة بعد الموت ففی صحته کما قیل اشکال، بل الأظهر البطلان و کذا فی ما لو وقفها علی اداء العبادات عنه بعد الوفاة.

« مسألة 1128 » : إذا أراد التخلص من اشکال الوقف علی النفس فله أن یُملّک العین لغیره ثم یقفها غیره علی النهج الذی یرید من ادرار مؤنته و وفاء دیونه و نحو ذلک. و یجوز له ان یشترط ذلک علیه فی ضمن عقد التملیک کما یجوز له أن یؤجرها مدة و یجعل لنفسه خیار الفسخ و بعد الوقف یفسخ الاجارة فترجع المنفعة إلیه لا إلی الموقوف علیهم بل لا(3) یبعد صحة وقف العین مع اشتراط بقاء منافعها علی ملکه مدة معینة کسنة أو غیر معینة مثل مدة حیاته.


1- 1 . علی اشکال و کذلک فی قوله بالنسبة الی نفسه و الشّخص الاخر.
2- 2 . بشرط ان یزید حاصل الوقف علی دیونه و یرجع الی وقف الزّائد علی ما شرط. و کذا فی ما یأتی فی المسئلة 1126 (بل الظاهر الصّحة).
3- 3 . فیه اشکال خصوصا فی غیر المتعیّنة.

ص: 262

« مسألة 1129 » : یجوز انتفاع الواقف بالعین الموقوفة فی مثل المساجد و القناطر و المدارس و منازل المسافرین و کتب العلم و الزیارات و الأدعیة و الآبار و العیون و نحوها مما لم تکن المنفعة معنونة بعنوان خاص مضاف إلی الموقوف علیه، بل قصد مجرد بذل المنفعة و اباحتها للعنوان العام الشامل للواقف. أما إذا کان الوقف علی الأنحاء الأُخَر مع کون الموقوف علیه عنوانا کلیا عاما ففی جواز مشارکة الواقف اشکال و الأظهر الجواز.

« مسألة 1130 » : إذا تم الوقف کان لازما لا یجوز للواقف الرجوع فیه، و إن وقع فی مرض الموت لم یجز للورثة رده و إن زاد علی الثلث.

فصل: فی شرائط الواقف

« مسألة 1131 » : یعتبر فی الواقف أن یکون جائز التصرف بالبلوغ و العقل و الاختیار، و عدم الحجر لسفه أو رقّ أو غیرهما، فلا یصح وقف الصبی(1) و ان بلغ عشرا. نعم إذا أوصی بأن یوقف ملکه بعد وفاته علی وجوه البر و المعروف لارحامه(2) و کان قد بلغ عشرا و عقل نفذت وصیته کما تقدم، و إذا کان وقف الصبی باذن الولی و کان ذا مصلحة ففی بطلانه اشکال و الأظهر الصحة.(3)

« مسألة 1132 » : یجوز للواقف جعل الولایة علی العین الموقوفة لنفسه و لغیره علی وجه الاستقلال و الاشتراک کما یجوز له أیضا جعل الناظر علی الولی بمعنی المشرف علیه أو بمعنی أن یکون هو المرجع فی النظر، و الرأی و لا فرق فی المجعول له الولایة و النظارة بین العادل و الفاسق. نعم إذا خان الولیّ ضم إلیه الحاکم الشرعی من یمنعه عن


1- 1 . صحّة وقف البالغ المکّمل عشرا فی الامور الخیریّة لا تخلو من وجه.
2- 2 . بل ولغیرهم علی وجه قوّی.
3- 3 . فی اطلاقه اشکال.

ص: 263

الخیانة فان لم یمکن ذلک عزله.

« مسألة 1133 » : یجوز للمجعول له الولایة أو النظارة الرد و عدم القبول بل لا یبعد(1) جواز الرد بعد القبول أیضا.

« مسألة 1134 » : یجوز أن یجعل الواقف للولی و الناظر مقدارا معینا من ثمرة العین الموقوفة أو منفعتها سواء أکان أقل من أجرة المثل أم أکثر أم مساویا، فان لم یجعل له شیئا کانت له أجرة المثل(2) ان کانت لعمله أجرة إلا أن یظهر من القرائن ان الواقف قصد المجانیة.

« مسألة 1135 » : إذا لم یجعل الواقف ولیا علی الوقف کانت الولایة علیه للحاکم الشرعی. نعم إذا کان الوقف علی نحو التملیک(3) و کان خاصا کانت الولایة علیه للموقوف علیه، فاذا قال : هذه الدار وقف لأولادی و من بعدهم لأولادهم و هکذا، فالولایة علیها و علی منافعها تکون للأولاد، و إذا لم یکن الوقف خاصا أو کان و لم یکن علی نحو التملیک بأن کان علی نحو الصرف و غیره من الأنواع فالولایة للحاکمالشرعی.

« مسألة 1136 » : إذا جعل الواقف ولیا أو ناظرا علی الولی فلیس له عزله. نعم إذا فقد شرط الواقف کما إذا جعل الولایة للعدل ففسق أو جعلها للأرشد فصار غیره أرشد، أو نحو ذلک انعزل بذلک بلا حاجة إلی عزل.

« مسألة 1137 » : یجوز للواقف أن یفوض تعیین الولی علی الوقف إلی شخص بعینه و أن یجعل الولایة لشخص و یفوض إلیه تعیین من بعده.

« مسألة 1138 » : إذا عین الواقف للولی (المجعول له الولایة) جهة خاصة اختصت ولایته بتلک الجهة و کان المرجع فی بقیة الجهات الحاکم الشرعی، و ان اطلق له


1- 1 . لا یخلو من اشکال.
2- 2 . من منافع الوقف.
3- 3 . کما هو المشهور فی الوقف الخاصّ.

ص: 264

الولایة کانت الجهات کلها تحت ولایته فله الإجارة و التعمیر و أخذ العوض و دفع الخراج و جمع الحاصل و قسمته علی الموقوف علیهم و غیر ذلک مما یکون تحت ولایة الولی، نعم إذا کان فی الخارج تعارف تنصرف إلیه الولایة اختصت الولایة بذلک المتعارف.

« مسألة 1139 » : لا یشترط فی الواقف الاسلام فیصح وقف الکافر إذا کان واجدا لسائر الشرائط علی الأقوی.

فصل: فی شرائط العین الموقوفة

« مسألة 1140 » : یعتبر فی العین الموقوفة أن تکون عینا موجودة فلا یصح وقف الدین و لا وقف الکلی(1) و لا وقف المنفعة فإذا قال وقفت ما هو لی فی ذمة زید من فرش أو اناء أو نحوهما، أو قال وقفت فرسا أو عبدا من دون تعیین أو قال وقفت منفعة داری لم یصح فی الجمیع.

« مسألة 1141 » : یعتبر أن تکون العین مملوکة أو بحکمها فلا یصح وقف الحر و المباحات الاصلیة قبل حیازتها و یجوز(2) وقف ابل الصدقة و غنمها و بقرها إذا کان الواقف مالک العین الزکویة أو الحاکم الشرعی.

« مسألة 1142 » : یعتبر فی العین الموقوفة أن تکون مما یمکن الانتفاع بها مع بقائها فلا یصح وقف الاطعمة و الخضر و الفواکه مما لا نفع فیه إلا بإتلاف عینه کما یعتبر أن یکون الانتفاع بها محللاً فلا یصح وقف آلات اللهو و آلات القمار و الصلبان و نحوها


1- 1 . فی عدم صحة وقف الکلّی فی المعیّن اشکال.
2- 2 . باذن الحاکم الشرعی لو رأی فی ذلک المصلحة.

ص: 265

مما یحرم الانتفاع به، و یعتبر أن تکون المنفعة المقصودة بالوقف محللة فلا یصح وقف الدابة لحمل الخمر و الخنزیر.

« مسألة 1143 » : لا یعتبر فی انشاء الوقف ان تکون العین مما یمکن قبضها حال الوقف فإذا وقف العبد الآبق أو الجمل الشارد أو الطیر الطائر و تحقق القبض بعده صح الوقف.

« مسألة 1144 » : لا إشکال فی صحة وقف الثیاب و الأوانی و الفرش و الدور و البساتین و الأراضی الزراعیة و الکتب و السلاح و الحیوانات إذا کان ینتفع بها فی الرکوب أو الحمل أو اللبن أو الوبر و الشعر و الصوف أو غیر ذلک و کذا غیرها مما له منفعة محللة و یجوز وقف الدراهم و الدنانیر إذا کان ینتفع بها فی التزیین، و أما وقفها لحفظ الاعتبار ففیه اشکال.(1)

« مسألة 1145 » : المراد من المنفعة أعم من المنفعة العینیة مثل الثمر و اللبن و نحوهما و المنفعة الفعلیة مثل الرکوب و الحرث و السکنی و غیرها.

« مسألة 1146 » : لا یشترط فی المنفعة أن تکون موجودة حال الوقف فیکفی أن تکون متوقعة الوجود فی المستقبل مثل وقف الشجرة قبل أن تثمر و وقف الدابة الصغیرة قبل أن تقوی علی الرکوب أو الحمل علیها.

فصل: فی شرائط الموقوف علیه

« مسألة 1147 » : یشترط فی الموقوف علیه أمور :

(الأول) : التعیین، فإذا وقف علی المردد بین شیئین أو اشیاء مثل أحد المسجدین أو


1- 1 . و جوّزه بعضهم.

ص: 266

أحد المشهدین أو أحد الولدین لم یصح نعم إذا وقف علی الجامع بین أمرین أو أمور صح.

(الثانی) : أن یکون الموقوف علیه إذا کان خاصا موجودا حال الوقف فلا یصح الوقف علی المعدوم حاله سواء أکان موجودا قبل ذلک کما إذا وقف علی زید الذی مات أو یوجد بعد الوقف مثل أن یقف علی ولده الذی سیولد و أما إذا کان حملاً لم ینفصل حین الوقف ففی بطلان الوقف تأمل. نعم إذا وقف علی المعدوم تبعا للموجود کما إذا وقف علی أولاده ثم علی أولادهم ثم علی أولاد أولادهم و هکذا صح.

« مسألة 1148 » : إذا وقف علی أولاده الموجودین ثم علی من سیوجد علی أن یکون بعد وجوده مقدما علی الموجودین فالظاهر الصحة.

(الشرط الثالث) : أن لا یکون الوقف علیه علی نحو الصرف فی المعصیة کالصرف فی الزنا و شرب الخمر و نسخ کتب الضلال و نشرها و تدریسها و شراء آلات الملاهی و نحو ذلک.

« مسألة 1149 » : یجوز وقف المسلم علی الکافر فی الجهات المحللة.

« مسألة 1150 » : یجوز الوقف علی المملوک قنا کان أم غیره کان الوقف علی نحو التملیک أم الصرف.

« مسألة 1151 » : إذا وقف علی ما لا یصح الوقف علیه و ما یصح علی نحو التشریک بطل بالنسبة إلی حصة الأول و صح بالنسبة إلی حصة الثانی، و إن کان علی نحو الترتیب فإن کان الأول مقدما فالأقوی بطلانه رأسا و إن کان مؤخرا کان من المنقطع الأخر فیصح فیما یصح الوقف علیه و یبطل فیما بعده.

« مسألة 1152 » : إذا وقف علی ما یصح الوقف علیه ثم علی ما لا یصح الوقف علیه ثم علی ما یصح الوقف علیه کان من المنقطع الوسط فیصح فی الأول و یبطل فیما بعده مطلقا حتی فی الأخیر.

ص: 267

« مسألة 1153 » : إذا وقف علی الزائرین أو الحجاج أو عالم البلد أو نحو ذلک من العناوین العامة التی توجد لها أفراد فی وقت و لا توجد فی وقت آخر صح و إن لم یکن له فرد حین الوقف.

فصل: فی بیان المراد من بعض عبارات الواقف

« مسألة 1154 » : إذا وقف مسلم علی الفقراء أو فقراء البلد فالمراد فقراء المسلمین، و إذا کان الواقف من الشیعة فالمراد فقراء الشیعة، و إذا کان کافرا فالمراد فقراء أهل دینه، فإن کان یهودیا فالمراد فقراء الیهود، و إن کان نصرانیا فالمراد فقراء النصاری و هکذا، و کذا إذا کان سنیا فالمراد فقراء السنة و إذا کان السنیون علی مذاهب بحیث لا یعطف بعضهم علی بعض اختص بفقراء مذهب الواقف.

« مسألة 1155 » : إذا وقف علی الفقراء أو فقراء البلد أو فقراء بنی فلان أو الحجاج أو الزوار أو العلماء أو مجالس العزاء لسید الشهداء (علیه السلام) أو خصوص مجالس البلد فالظاهر(1) منه المصرف فلا یجب الاستیعاب و ان کانت الأفراد محصورة. نعم إذا وقف علی جمیعهم وجب الاستیعاب فإن لم یمکن لتفرقهم عزل حصة من لم یتمکن من ایصال حصته إلیه إلی زمان التمکن، و إذا شک فی عددهم اقتصر علی الأقل المعلوم و الأحوط له التفتیش و الفحص.

« مسألة 1156 » : إذا قال : هذا وقف علی أولادی أو ذریتی أو أصهاری أو أرحامی أو تلامذتی أو مشایخی أو جیرانی، فالظاهر منه العموم فیجب فیه الاستیعاب.

« مسألة 1157 » : إذا وقف علی المسلمین کان لمن یعتقد الواقف اسلامه، فلا یدخل


1- 1 . فیه اشکال. بل اللاّزم مراعاة ظواهر الکلام بلحاظ ما یحتفّ به من القرائن.

ص: 268

فی الموقوف علیهم من یعتقد الواقف کفره و إن أقر بالشهادتین، و یعم الوقف المسلمین جمیعا الذکور و الاناث و الکبار و الصغار.

« مسألة 1158 » : إذا وقف علی المؤمنین اختص الوقف بمن کان مؤمنا فی اعتقاد الواقف فإذا کان الواقف اثنی عشریا اختص الوقف بالاثنی عشریة من الامامیة و لا فرق بین الرجال و النساء و الأطفال و المستضعفین و لا بین العدول و الفساق، و کذا إذا وقف علی الشیعة، نعم إذا کان الواقف علی الشیعة من بعض الفرق الأُخَر من الشیعة فالظاهر من الشیعة العموم للانثی عشریة و غیرهم ممن یعتقد الخلافة لعلی(علیه السلام) بلا فصل.

« مسألة 1159 » : إذا وقف فی سبیل اللّه تعالی أو فی وجوه البر فالمراد منه ما یکون قربة وطاعة.

« مسألة 1160 » : إذا وقف علی أرحامه أو أقاربه فالمرجع فیه العرف و إذا وقف علی الأقرب فالأقرب کان علی کیفیة الارث.

« مسألة 1161 » : إذا وقف علی أولاده اشترک الذکر و الانثی و الخنثی، نعم إذا کان المفهوم فی العرف الخاص لبعض البلاد خصوص الذکر اختص به دون الانثی و کذا الحال إذا وقف علی أولاده و أولاد أولاده.

« مسألة 1162 » : إذا وقف علی اخوته اشترک الاخوة للأبوین و الاخوة للأب فقط و الاخوة للأم فقط بالسویة، و کذا إذا وقف علی أجداده اشترک الأجداد لأبیه و الأجداد لأمه.. و کذا إذا وقف علی الأعمام أو الأخوال فإنه یعم الأعمام للأبوین و للأب و للأم و کذلک الأخوال و لا یشمل الوقف علی الاخوة أولادهم و لا الأخوات و لا الوقف علی الأعمام و الأخوال أعمام الأب و الأم و أخوالهما و العمات مطلقا و الخالات کذلک.

ص: 269

« مسألة 1163 » : إذا وقف علی أبنائه لم تدخل البنات و إذا وقف علی ذریته دخل الذکر و الأنثی و الصُلْبِی و غیره.(1)

« مسألة 1164 » : إذا قال : هذا وقف علی أولادی ما تعاقبوا و تناسلوا فالظاهر منه التشریک، و إذا قال : وقف علی أولادی الأعلی فالأعلی فالظاهر منه الترتیب، و إذا قال : وقف علی أولادی نسلاً بعد نسل أو طبقة بعد طبقة أو طبقة فطبقة، ففی کونه للترتیب أو للتشریک قولان و الأظهر الأول.

« مسألة 1165 » : إذا تردد الموقوف علیه بین عنوانین أو شخصین فالمرجع فی تعیینه القرعة، و إذا شک فی الوقف أنه ترتیبی أو تشریکی فإن کان هناک اطلاق فی عبارة الواقف کان مقتضاه التشریک و إن لم یکن فیها اطلاق أعطی أهل المرتبة المحتملة التقدم حصتهم و اقرع فی الحصة المرددة بینهم و بین من بعدهم فیعطی من خرجت القرعة باسمه.

« مسألة 1166 » : إذا وقف علی العلماء فالظاهر منه علماء الشریعة فلا یشمل علماء الطب و النجوم و الهندسة و الجغرافیا و نحوهم.

و إذا وقف علی أهل بلد اختص بالمواطنین و المجاورین(2) منهم و لا یشمل المسافرین و ان نووا إقامة مدّة فیه.

« مسألة 1167 » : إذا وقف علی مسجد أو مشهد صرف نماؤه فی مصالحه من تعمیر و فرش و سراج و کنس و نحو ذلک من مصالحه، و فی جواز اعطاء شیء من النماء لامام الجماعة اشکال إلا أن تکون هناک قرینة علی إرادة ما یشمل ذلک فیعطی منه حینئذ.


1- 1 . ممنّ ینتهی نسبه الیه.
2- 2 . بعد صدق الاهلیّة.

ص: 270

« مسألة 1168 » : إذا وقف علی الحسین علیه السلام صرف فی إقامة عزائه مع بذل الطعام فیه و بدونه و الأحوط إهداء ثواب ذلک إلیه علیه السلام و لا فرق بین إقامة مجلس للعزاء و أن یعطی الذاکر لعزائه علیه السلام فی المسجد أو الحرم أو الصحن أو غیر ذلک.

« مسألة 1169 » : إذا وقف علی أن یصرف علی میت أو أموات صرف(1) وفی مصالحهم الأخرویة من الصدقات عنهم و فعل الخیرات لهم، و إذا احتمل اشتغال ذمتهم بالدیون صرف أیضا فی افراغ ذمتهم.

« مسألة 1170 » : إذا وقف علی النبی صلی الله علیه و آله و الأئمة علیهم السلام صرف فی إقامة المجالس لذکر فضائلهم و مناقبهم و وفیاتهم و بیان ظلاماتهم و نحو ذلک(2) مما یوجب التبصر بمقامهم الرفیع و الأحوط اهداء ثواب ذلک إلیهم علیهم السلام و لا فرق بین امام العصر(عجل الله تعالی فرجه) و آبائه الطاهرین.

« مسألة 1171 » : إذا وقف علی أولاده فالأقوی العموم لأولاد أولاده و أولادهم و ان سفلوا.

« مسألة 1172 » : إذا قال : هذا وقف علی أولادی فإذا انقرض أولادی و أولاد أولادی فهو علی الفقراء، فالأقوی(3) انه وقف علی أولاده الصلبیین و غیرهم علی التشریک، و کذا إذا قال : وقف علی أولادی فإذا انقرضوا و انقرض أولاد أولادی فهو علی الفقراء علی الأقوی.

« مسألة 1173 » : إذا قال : هذا وقف علی سکنی أولادی فالظاهر انه لا یجوز ان یؤجروها و یقتسموا الأجرة، بل یتعین علیهم السکنی فیها. فإن أمکن سکنی الجمیع سکنوا جمیعا و إن تشاحوا فی تعیین المسکن فالمرجع نظر الولی، فإن تعدد الأولیاء


1- 1 . فی کفنهم و دفنهم .
2- 2 . لا یبعد جواز صرفه فی طبع الکتب و نشرها لذکر فضائلهم و بیان حقوقهم و اثبات امامتهم.
3- 3 . فیه تأمّل ظاهر بل لا یبعد التّرتیب خصوصا فی الفرع الآتی.

ص: 271

و اختلف نظرهم فالمرجع الحاکم الشرعی، و إذا اختلف حکام الشرع فالمرجع القرعة و إذا امتنع بعضهم عن السکنی حینئذ جاز للآخر الاستقلال فیها و لیس علیه شیء لصاحبه، و ان تعذر سکنی الجمیع اقتسموها بینهم یوما فیوما أو شهرا فشهرا أو سنة فسنة، و إن اختلفوا فی ذلک و تشاحوا فالحکم کما سبق و لیس لبعضهم ترک السکنی و عدم الرضا بالمهایاة و المطالبة بالأجرة حینئذ بالنسبة إلی حصته.

« مسألة 1174 » : إذا قال هذا وقف علی الذکور من أولادی أو ذکور اولادی نسلاً بعد نسل أو طبقة بعد طبقة اختص بالذکور من الذکور و لا یشمل الذکور من الاناث.

« مسألة 1175 » : إذا قال هذا وقف علی اخوتی نسلاً بعد نسل فالظاهر(1) العموم لأولادهم الذکور و الإناث.

« مسألة 1176 » : إذا قال : هذا وقف علی أولادی ثم أولاد اولادی کان الترتیب بین اولاده الصلبیین و اولادهم و لا یکون بین اولاد اولاده و اولادهم ترتیب بل الحکم بینهم علی نحو التشریک.

« مسألة 1177 » : إذا وقف علی زید و الفقراء فالظاهر التنصیف و کذا اذا قال وقف علی زید و اولاد عمرو او قال وقف علی اولاد زید و اولاد عمرو او قال وقف علی العلماء و الفقراء.

« مسألة 1178 » : إذا وقف علی الزوار فالظاهر الاختصاص بغیر أهل المشهد ممن یأتی من الخارج للزیارة و فی کونه کذلک إذا قال : وقف علی من یزور المشهد اشکال.


1- 1 . لا یخلو من تأمّل.

ص: 272

فصل: فی بعض أحکام الوقف

« مسألة 1179 » : إذا تم الوقف لا یجوز للواقف و لا لغیره التبدیل و التغییر فی الموقوف علیه بنقله منهم إلی غیرهم و إخراج بعضهم منه و إدخال أجنبی عنهم معهم إذا لم یشترط ذلک، اما إذا اشترط إدخال من شاء معهم فالظاهر صحته و حینئذ إذا ادخل غیرهم معهم نفذ و إذا لم یدخل أحدا إلی ان مات بقی الوقف علی حاله الأولی و إذا اشترط اخراج بعضهم فالظاهر صحته أیضا.

« مسألة 1180 » : العین الموقوفة تخرج من ملک الواقف و تدخل(1) فی ملک الموقوف علیه و یکون نماؤهاله، نعم إذا کان الوقف وقفا علی الصرف لم تدخل العین فی ملک الموقوف علیه بل یتعین صرف نمائها فی الجهة الموقوف علیها علی اختلاف کیفیات الوقف.

« مسألة 1181 » : إذا اشترط الواقف شرطا فی الموقوف علیه کما إذا وقف المدرسة علی الطلبة العدول او المجتهدین ففقد الشرط خرج عن الوقف، و إذا اشترط علیه شرطا کما إذا وقف علی الطلبة و اشترط علیهم التهجد فی اللیل وجب فعل الشرط فإن لم یتهجد فالظاهر(2) أنه یخرج عن الوقف أیضا.

« مسألة 1182 » : إذا احتاجت الأملاک الموقوفة إلی التعمیر أو الترمیم لأجل بقائها و حصول النماء منها فإن عین الواقف لها ما یصرف فیها عمل علیه و إلا صرف من نمائها وجوبا مقدما علی حق الموقوف علیهم، و إذا احتاج إلی التعمیر بحیث لولاه لم یبق للبطون اللاحقة فالظاهر وجوبه و إن أدی(3) إلی حرمان البطن السابق.


1- 1 . علی المشهور.
2- 2 . فی الظهور تأمّل. نعم هو محل الاحتیاط.
3- 3 . فیه اشکال.

ص: 273

« مسألة 1183 » : الثمر الموجود علی النخل أو الشجر حین إجراء صیغة الوقف باق علی ملک مالکها و لا یکون للموقوف علیه، و کذا الحمل الموجود حین وقف الدابة و اللبن و الصوف الموجودان حین وقف الشاة، و کذا ما یتجدد من الثمر أو الحمل أو اللبن أو الصوف و نحوها بعد إنشاء الوقف و قبل القبض فیما یعتبر القبض فی صحته.

« مسألة 1184 » : إذا وقف علی مصلحة فبطل رسمها کما إذا وقف علی مسجد فخرب أو مدرسة فخربت و لم یمکن تعمیرها أو لم یحتاجا إلی مصرف لانقطاع من یصلی فی المسجد أو مهاجرة الطلبة أو نحو ذلک. فإن کان الوقف علی نحو تعدد المطلوب کما هو الغالب صرف نماء الوقف فی مسجد أو مدرسة أخری إن أمکن و إلا ففی وجوه البر الأقرب فالأقرب.

« مسألة 1185 » : إذا جهل مصرف الوقف فإن کانت المحتملات متصادقة صرف فی المتیقن کما إذا لم یدر ان الوقف وقف علی العلماء مطلقا أو علی خصوص العدول منهم، أو لم یدر أن الوقف وقف علی العلماء أو الفقراء فإنه یصرف فی الفرض الأول علی العلماء العدول و فی الفرض الثانی علی العلماء الفقراء و إن کانت المحتملات متباینة فإن کانت غیر محصورة تصدق به إذا کان التصدق من الوجوه المحتملة للوقف و إلا صرفه فی وجه آخر من الوجوه المحتملة و إن کانت الوجوه محصورة کما إذا لم یدر أن الوقف وقف علی المسجد الفلانی أو علی المسجد الآخر أو إنه وقف لزید أو لعمرو علی نحو المصرف أو علی نحو التملیک فالأقرب الرجوع إلی القرعة فی تعیین الموقوف علیه.

« مسألة 1186 » : إذا آجر البطن الأول من الموقوف علیهم العین الموقوفة فی الوقف الترتیبی و انقرضوا قبل انقضاء مدة الإجارة لم تصح الإجارة بالنسبة إلی بقیة المدة، و کذا الحکم فی الوقف التشریکی إذا ولد فی أثناء المدة من یشارک الموقوف علیه

ص: 274

المؤجر فإنه لا تصح الإجارة بالنسبة إلی حصته، و الظاهر صحتها بالإجازة من البطن الثانی فی الصورة الأولی و من الشریک فی الصورة الثانیة اذا صار اهلاً للاجازة بالبلوغ والعقل والرّشد فیکون للمجیز حصته من الأجرة، و لا یحتاج إلی تجدید الإجارة و إن کان أحوط. نعم إذا کانت الإجارة من الولی لمصلحة الوقف(1) صحت و نفذت و کذا إذا کانت لمصلحة البطون اللاحقة و کانت له ولایة علی ذلک فإنها تصح و یکون للبطون اللاحقة حصتهم من الأجرة.

« مسألة 1187 » : إذا کانت للعین الموقوفة منافع مختلفة و ثمرات متنوعة کان الجمیع للموقوف علیه مع اطلاق الوقف، فإذا وقف الشجر أو النخل کانت ثمرتهما و منفعة الاستظلال بهما و السعف و الأغصان و الأوراق الیابسة و اکمام الطلع و الفسیل و نحوها مما هو مبنی علی الانفصال للموقوف علیه و لا یجوز للمالک و لا لغیره التصرف فیها إلا علی الوجه الذی اشترطه الواقف.

« مسألة 1188 » : الفسیل الخارج بعد الوقف إذا نما و استطال حتی صار نخلاً أو قلع من موضعه و غرس فی موضع آخر فنما حتی صار مثمرا لا یکون وقفا بل هو من نماء الوقف(2) فیجوز بیعه و صرفه فی الموقوف علیه و کذا إذا قطع بعض الأغصان الزائدة للاصلاح و غرس فصار شجرة فإنه لا یکون وقفا بل یجری علیه حکم نماء الوقف من جواز بیعه و صرف ثمنه فی مصرف الوقف.

« مسألة 1189 » : إذا خرب المسجد لم تخرج العرصة عن المسجدیة و إن تعذر تعمیره، و کذا إذا خربت القریة التی هو فیها حتی بطل الانتفاع به إلی الأبد.

« مسألة 1190 » : غیر المسجد من الاعیان الموقوفة إذا تعذر الانتفاع بها فی الجهة المقصودة للواقف لخرابها و زوال منفعتها یجوز بیع بعضها و عمارة الباقی للانتفاع به، فإن لم یمکن ذلک جاز بیعها و تبدیلها بما یمکن الانتفاع به و إن لم یمکن ذلک أیضا


1- 1 . و کانت له الولایة علیها.
2- 2 . إذا لم یقصد کونه وقفا و لم یجعله کذلک.

ص: 275

صرف ثمنها فی الجهة الموقوف علیها.

« مسألة 1191 » : إذا تعذر الانتفاع بالعین الموقوفة لانتفاء الجهة الموقوف علیها صرفت منافعها فیما هو الأقرب فالأقرب، فاذا کان الوقف وقفا علی إقامة عزاء الحسین علیه السلام فی بلد خاص و لم یمکن ذلک صرفت منافعه فی إقامة عزائه علیه السلام فی بلد آخر.

« مسألة 1192 » : إذا تعذر الانتفاع بالوقف لانقراض الموقوف علیه تبطل وقفیته و یرجع ملکا للواقف علی ما تقدم فإن لم یکن موجودا کان لورثته.

« مسألة 1193 » : إذا خرب الوقف و لم تبطل منفعته بل بقیت له منفعة معتد بها قلیلة أو کثیرة فإن أمکن تجدیده و إن کان بإجارة مدة و صرف الإجارة فی العمارة وجب ذلک و إن لم یمکن فالظاهر بقاء الوقفیة بحالها و تصرف منافعه فی الجهة الموقوف علیها.

« مسألة 1194 » : إذا وقف بستانا لصرف نمائه فی جهة خاصة فانقطع عنه الماء حتی یبس شجره أو انقلع شجره و بقی عرصة فإن أمکن إیجاره اوجب ذلک و صرفت الأجرة فی الجهة الموقوف علیها، نعم إذا فهم من القرائن ان الوقفیة قائمة بعنوان البستان کما إذا وقفه للتنزه أو للاستظلال فإن أمکن بیعه و شراء بستان أخر تعین ذلک و إلا بطلت الوقفیة بذهاب عنوان البستان و یرجع ملکا للواقف.

« مسألة 1195 » : یجوز وقف البستان و استثناء نخلة منه و یجوز له حینئذ الدخول إلیها بمقدار الحاجة کما أن له إبقاءها مجانا و لیس للموقوف علیهم قلعها و إذا انقلعت لم یبق له حق فی الأرض، فلا یجوز له غرس نخلة اخری مکانها و کذا یجوز فی وقف الدار استثناء غرفة منها ولکن إذا خربت بقیت له الأرض لأن الأرض جزء الغرفة.

« مسألة 1196 » : إذا کانت العین مشترکة بین الوقف و الملک الطلق جازت قسمتها

ص: 276

بتمییز الوقف عن الملک الطلق و یتولی القسمة المالک للطلق و متولی الوقف، بل الأقوی جواز القسمة إذا تعدد الواقف و الموقوف علیه کما إذا کانت دار مشترکة بین شخصین فوقف کل منهما نصفه المشاع علی أولاده و کذا إذا اتحد الواقف مع تعدد الموقوف علیه کما إذا وقف مالک الدار نصفها علی مسجد و نصفها علی مشهد و کذا إذا اتحد الواقف و الموقوف علیه إذا لم تکن القسمة منافیة للوقف کما إذا وقف أرضا علی أولاده و کانوا أربعة فإنه یجوز لهم اقتسامها أرباعا، فإذا صار له ولد آخر بطلت القسمة و جاز اقتسامها أخماسا، فإذا مات اثنان منهم بطلت القسمة و جاز اقتسامها اثلاثا، و هکذا.

« مسألة 1197 » : لا یجوز تغییر العین الموقوفة إذا علم من الواقف إرادة بقاء عنوانها سواء فهم ذلک من کیفیة الوقف کما إذا وقف داره علی السکنی فلا یجوز تغییرها إلی الدکاکین أم فهم من قرینة خارجیة، بل إذا احتمل ذلک و لم یکن اطلاق فی انشاء الوقف لم یجز ذلک، نعم إذا کان اطلاق فی انشاء الوقف جاز للولی التغییر فیبدل الدار إلی دکاکین و الدکاکین إلی دار و هکذا و قد یعلم من حال الوقف إرادة بقاء العنوان ما دام له دخل فی کثرة المنفعة فحینئذ لا یجوز التغییر ما دام الحال کذلک، فإذا قلت المنفعة جاز التغییر.

« مسألة 1198 » : إذا انقلعت نخلة من البستان الموقوف فإن کان وقفها للانتفاع بثمرها جاز بیعها و صرف ثمنها فی البستان إن احتاج إلیه و إلا ففی الجهة(1) الموقوف علیها و إذا وقفها للانتفاع بأی وجه کان فإن أمکن الانتفاع بها فی جعلها سقفا أو عمدا أو نحو ذلک لم یجز بیعها و إن بطل الانتفاع بها علی حالها جاز بیعها و صرف ثمنها فی البستان مع الحاجة و مع عدمها فی الجهة الموقوف علیها.


1- 1 . و یحتمل قویّا بطلان وقفها و رجوعها الی مالکها او وارثه و کذلک فی الفرع الاتی ذیلاً.

ص: 277

« مسألة 1199 » : الأموال التی تجمع لعزاء سید الشهداء علیه السلام من صنف خاص لإقامة مأتمهم أو من أهل بلد لإقامة مأتم فیها أو للأنصار الذین یذهبون فی زیارة الأربعین إلی (کربلاء) الظاهر انها من قسم الصدقات المشروط صرفها فی جهة معینة و لیست باقیة علی ملک مالکها و لا یجوز لمالکها الرجوع فیها، و اذا مات قبل صرفها لا یجوز لوارثه المطالبة بها، و کذا إذا افلس لا یجوز لغرمائه المطالبة بها، و إذا تعذر صرفها فی الجهة المعینة فالأحوط صرفها فیما هو الأقرب فالأقرب إلی الجهة الخاصة، نعم إذا کان الدافع للمال غیر معرض عنه و یری أن الآخذ للمال بمنزلة الوکیل عنه لم یخرج حینئذ عن ملک الدافع و جاز له و لورثته و لغرمائه المطالبة به بل یجب ارجاعه إلیه عند مطالبته و إلی وارثه عند موته و إلی غرمائه عند تفلیسه، و إذا تعذر صرفه فی الجهة الخاصة و احتمل عدم اذنه فی التصرف فیه فی غیرها وجبت مراجعته فی ذلک.

« مسألة 1200 » : لا یجوز بیع العین الموقوفة إلا فی موارد ذکرناها فی کتاب البیع.

« مسألة 1201 » : إذا کان غرض الواقف من الوقف حصول شیء فبان عدم حصوله لا یکون ذلک موجبا لبطلان الوقف، فإذا علم ان غرض الواقف من الوقف علی اولاده أن یستعینوا به علی طلب العلم أو الإقامة بالمشهد الفلانی أو نحو ذلک فلم یترتب الغرض المذکور علیه لم یکن ذلک موجبا لبطلان الوقف و هکذا الحال فی جمیع الأغراض و الدواعی التی تدعو إلی إیقاع المعاملات أو الایقاعات، فإذا کان غرض المشتری الربح فلم یربح لم یکن ذلک موجبا لبطلان الشراء أو التسلط علی الفسخ.

« مسألة 1202 » : الشرائط التی یشترطها الواقف تصح و یجب العمل علیها إذا کانت مشروعة، فإذا اشترط أن لا یؤجر الوقف أکثر من سنة أو لا یؤجر علی غیر أهل العلم لا تصح إجارته سنتین و لا علی غیر أهل العلم.

« مسألة 1203 » : تثبت الوقفیة بالعلم _ و ان حصل من الشیاع _ و بالبینة الشرعیة

ص: 278

و بإقرار ذی الید و إن لم تکن الید مستقلة کما إذا کان جماعة فی دار فأخبر بعضهم بأنها وقف حکم بها فی حصته و إن لم یعترف غیره بها.

« مسألة 1204 » : إذا کان کتاب أو إناء قد کتب علیه إنه وقف فالظاهر(1) الحکم بوقفیته. نعم إذا کان بید شخص و ادعی ملکیته و اعتذر عن الکتابة بعذر مقبول قیل صدق و حکم بملکیته له فیجوز حینئذ الشراء منه و التصرف بإذنه و غیر ذلک من أحکام الملک لکنه لا یخلو عن اشکال.(2)

« مسألة 1205 » : إذا وجدت ورقة فی ترکة المیت قد کتب علیها إن الشیء الفلانی وقف فإن کان علیه امارة الاعتراف بالوقفیة من توقیعه فی ذیلها و وضعها فی ظرف مکتوب علیه هذه ورقة الوقف الفلانی أو نحو ذلک مما یکون ظاهرا فی الاعتراف بالوقفیة، و إلا فلا یحکم بها و ان علم انها بخط المالک.

« مسألة 1206 » : لا فرق فی حجیة اخبار ذی الید بین أن یکون اخبارا بأصل الوقف و ان یکون اخبارا بکیفیته من کونه ترتیبیا أو تشریکیا و کونه علی الذکور فقط أو علی الذکور و الاناث و انه علی نحو التساوی أو علی نحو الاختلاف کما انه لا فرق فی الاخبار بین أن یکون بالقول و أن یکون بالفعل کما إذا کان یتصرف فیه علی نحو الوقف أو یتصرف فیه علی نحو الوقف الترتیبی أو التشریکی أو للذکور و الاناث أو للذکور دون الاناث و هکذا، فإن تصرفه إذا کان ظاهرا فی الاخبار عن حاله کان حجة کخبره القولی.

« مسألة 1207 » : إذا کانت العین الموقوفة من الاعیان الزکویة کالغنم و البقر و الابل لم تجب الزکاة فیها و ان اجتمعت فیها شرائط الزکاة، و أما إذا کان نماؤها زکویا کما إذا وقف بستانا فإن کان الوقف علی نحو التملیک لاشخاص الموقوف علیهم کما إذا قال :


1- 1 . لا یخلو من اشکال نعم هو محّل الاحتیاط.
2- 2 . الظاهر انّه لا اشکال فیه.

ص: 279

وقفت البستان لأولادی فإن بلغت حصة واحد منهم النصاب وجبت علیه الزکاة و إلا لم تجب، و إن کان الوقف علی نحو التملیک للعنوان کما إذا قال : وقفت البستان علی فقراء البلد غیر قاصد لاستیعابهم، لم تجب الزکاة علی واحد منهم إلا إذا أعطی الولی واحدا منهم بعض النماء قبل زمان تعلق الزکاة و کان یبلغ النصاب فإنه تجب الزکاة علی من ملک منهم واحدا کان أو أکثر، و کذلک لا تجب الزکاة علی حاصل الوقف إذا کان علی نحو المصرف کما إذا قال وقفت البستان علی تزویج أولادی أو علی إطعام الفقراء و کسوتهم و نحو ذلک.

ص: 280

الحاق فیه بابان

«الباب الأول فی الحبس و اخواته»

« مسألة 1208 » : یجوز للمالک أن یحبس ملکه علی جهة معینة یجوز الوقف علیها علی أن یصرف نماؤه فیها و لا یخرج بذلک عن ملکه، فإن کان(1) الحابس قد قصد القربة بحبسه و کان حبسه مطلقا أو مقیدا بالدوام لزم ما دامت العین و لم یجز له الرجوع فیه، و إن کان مقیدا بمدة معینة لم یجز له الرجوع قبل انقضاء المدة و إذا انتهت المدة انتهی التحبیس، فإذا قال : فرسی محبس علی نقل الحجاج أو عبدی محبس علی خدمة العلماء، لزمت ما دامت العین باقیة و إذا جعل المدة عشر سنین مثلاً لزم فی العشر و انتهی بانقضائها.

« مسألة 1209 » : ذکر جماعة کثیرة أنه لا یصح التحبیس إلا بعد القبض و لا یخلو من اشکال بل الأظهر الصحة بدونه، ولکنه شرط فی اللزوم فیجوز للمالک الرجوع فیه قبل القبض.

« مسألة 1210 » : إذا حبس ملکه علی شخص فإن عین مدة کعشر سنین أو مدة حیاة ذلک الشخص لزم الحبس فی تلک المدة و بعدها یرجع إلی الحابس و إذا مات الحابس قبل انقضاء المدة بقی الحبس علی حاله إلی أن تنتهی المدة فیرجع میراثا، و إذا حبس علیه مدة حیاة نفسه یعنی الحابس لم یجز له الرجوع ما دام حیا فإذا مات رجع میراثا، و إذا حبسه علی شخص و لم یذکر مدة معینة و لا مدة حیاة نفسه و لا حیاة المحبس علیه ففی لزومه إلی موت الحابس و بعد موته یرجع میراثا و جوازه فیجوز له الرجوع فیه متی شاء قولان أقربهما الثانی.


1- 1 . فانکان الی کان (زائد)

ص: 281

« مسألة 1211 » : یلحق بالحبس السکنی و العمری و الرقبی و الأولی تختص بالمسکن و الاخیرتان تجریان فیه و فی غیره من العقار و الحیوانات و الاثاث و نحوها مما لا یتحقق فیه الاسکان، فإن کان المجعول الإسکان قیل له (سکنی) فإن قید بعمر المالک أو الساکن قیل له أیضا (عمری) و إن قیده بمدة معینة قیل له (رقبی) و إذا کان المجعول غیر الاسکان کما فی الاثاث و نحوه مما لا یتحقق فیه السکنی لا یقال له سکنی بل قیل (عمری) إن قید بعمر أحدهما و (رقبی) إن قید بمدة معینة.

« مسألة 1212 » : الظاهر ان القبض فیها لیس شرطا فی الصحة بل فی اللزوم کما تقدم فی الحبس.

« مسألة 1213 » : إذا أسکنه مدة معینة کعشر سنین أو مدة عمر المالک أو مدة عمر الساکن لم یجز الرجوع قبل انقضاء المدة فإن انقضت المدة فی الصور الثلاث رجع المسکن إلی المالک أو ورثته.

« مسألة 1214 » : إذا قال له : أسکنتک هذه الدار لک و لعقبک لم یجز له الرجوع فی هذه السکنی ما دام الساکن موجودا أو عقبه فإذا انقرض هو و عقبه رجعت الدار إلی المالک.

« مسألة 1215 » : إذا قال له : أسکنتک هذه الدار مدة عمری فمات الساکن فی حال حیاة المالک فإن کان المقصود السکنی بنفسه و توابعه کما یقتضیه اطلاق السکنی انتقلت السکنی بموته إلی المالک قبل وفاته علی اشکال، و إن کان المقصود تملیک السکنی له انتقلت السکنی إلی وارثه ما دام المالک حیا، فإذا مات انتقلت من ورثة الساکن إلی ورثة المالک و کذا الحکم لو عین مدة معینة فمات الساکن فی اثنائها.

« مسألة 1216 » : إذا جعل السکنی له مدة حیاته کما إذا قال له : اسکنتک هذه الدار مدة حیاتک، فمات المالک قبل الساکن لم یجز لورثة المالک منع الساکن بل تبقی السکنی علی حالها إلی أن یموت الساکن.

ص: 282

« مسألة 1217 » : إذا جعل له السکنی و لم یذکر له مدة و لا عمر أحدهما صح، و لزم بالقبض و وجب علی المالک اسکانه وقتا ما وجاز له الرجوع بعد ذلک أی وقت شاء، و لا یجری ذلک فی الرقبی و العمری لاختصاص الأولی بالمدة المعینة و الثانیة بمدة عمر أحدهما و المفروض انتفاء ذلک کله.

« مسألة 1218 » : اطلاق السکنی کما تقدم یقتضی ان یسکن هو و أهله و سائر توابعه من أولاده و خدمه و عبیده و ضیوفه بل دوابه ان کان فیها موضع معدّ لذلک و له اقتناء ما جرت العادة فیه لمثله من غلة و أوان و أمتعة و المدار علی ما جرت به العادة من توابعه و لیس له اجارته و لا اعارته لغیره فلو آجره ففی صحة الإجارة باجازة المالک و کون الاجرة له حینئذ اشکال.

« مسألة 1219 » : الظاهر ان (السکنی) و (العمری) و (الرقبی) من العقود المحتاجة فی وجودها الاعتباری إلی ایجاب و قبول، و یعتبر فیها ما یعتبر فی العقود کما یعتبر فی المتعاقدین هنا ما یعتبر فی المتعاقدین فی غیره و قد تقدم ذلک فی کتاب البیع. و أما الحبس فالظاهر اعتبار القبول فیه فی الحبس علی الشخص و عدم اعتباره فی الحبس علی الصرف فی جهة معینة.

« مسألة 1220 » : الظاهر جواز بیع المحبس قبل انتهاء أجل التحبیس فتنتقل العین إلی المشتری علی النحو الذی کانت علیه عند البائع فیکون للمحبس علیهم الانتفاع بالعین حسب ما یقتضیه التحبیس و یجوز للمشتری المصالحة معهم علی نحو لا تجوز لهم مزاحمته فی الانتفاع بالعین مدة التحبیس بأن یعطیهم مالا علی ان لا ینتفعوا بالعین، أما المصالحة معهم علی إسقاط حق الانتفاع بها أو المعاوضة علی حق الانتفاع بها ففیه اشکال.

ص: 283

«الباب الثانی فی الصدقة»

فی الصدقة التی تواترت الروایات فی الحث علیها و الترغیب فیها و قد ورد انها دواء المریض و بها یدفع البلاء و قد أبرم ابراما، و بها یستنزل الرزق و انها تقع فی ید الرب قبل أن تقع فی ید العبد و انها تخلف البرکة و بها یقضی الدین و أنها تزید فی المال و انها تدفع میتة السوء و الداء و الدبیلة و الحرق و الغرق و الجذام و الجنون إلی أن عد سبعین بابا من السوء و یستحب التبکیر بها فانه یدفع شر ذلک الیوم و فی أول اللیل فانه یدفع شر اللیل.

« مسألة 1221 » : المشهور کون الصدقة من العقود فیعتبر فیها الایجاب و القبول، ولکن الأظهر کونها الاحسان بالمال علی وجه القربة فان کان الاحسان بالتملیک إحتاج إلی إیجاب و قبول و إن کان بالابراء کفی الایجاب بمثل أبرأت ذمتک و إن کان بالبذل کفی الاذن فی التصرف و هکذا فیختلف حکمها من هذه الجهة باختلاف مواردها.

« مسألة 1222 » : المشهور اعتبار القبض فیها مطلقا ولکن الظاهر انه لا یعتبر فیها کلیة و انما یعتبر فیها إذا کان العنوان المنطبق علیه مما یتوقف علی القبض فإذا کان التصدق بالهبة أو بالوقف اعتبر القبض و إذا کان التصدق بالابراء أو البذل لم یعتبر، و هکذا.

« مسألة 1223 » : یعتبر فی الصدقة القربة فاذا وهب أو أبرأ أو وقف بلا قصد القربة کان هبة و ابراء و وقفا و لا یکون صدقة.

« مسألة 1224 » : تحل صدقة الهاشمی علی الهاشمی و علی غیره حتی زکاة المال و زکاة الفطرة، و أما صدقة غیر الهاشمی، فان کانت زکاة المال أو زکاة الفطرة فهی حرام علی الهاشمی و لا تحل للمتصدق علیه و لا تفرغ ذمة المتصدق بها عنها و ان کانت

ص: 284

غیرهما فالأقوی جوازها سواء أکانت واجبة کردّ المظالم و الکفارات و فدیة الصوم أم مندوبة إلا إذا کانت من قبیل ما یتعارف من دفع المال القلیل لدفع البلاء و نحو ذلک، مما کان من مراسم الذل و الهوان ففی جواز مثل ذلک إشکال.

« مسألة 1225 » : لا یجوز الرجوع فی الصدقة إذا کانت هبة مقبوضة و إن کانت لأجنبی علی الأصح.

« مسألة 1226 » : تجوز الصدقة المندوبة علی الغنی و المخالف و الکافر الذمی.

« مسألة 1227 » : الصدقة المندوبة سرا أفضل إلا إذا کان الاجهار بها بقصد رفع التهمة أو الترغیب أو نحو ذلک مما یتوقف علی الإِجهار، أما الصدقة الواجبة ففی بعض الروایات أن الأفضل إظهارها و قیل الأفضل الإِسرار بها، و الأظهر اختلاف الحکم باختلاف الموارد فی الجهات المقتضیة للإِسرار و الإِجهار.

« مسألة 1228 » : التوسعة علی العیال أفضل من الصدقة علی غیرهم و الصدقة علی القریب المحتاج أفضل من الصدقة علی غیره و أفضل منها الصدقة علی الرحم الکاشح یعنی المعادی و یستحب التوسط فی إیصالها إلی المسکین ففی الخبر لو جری المعروف علی ثمانین کفا لاجروا کلهم من غیر أن ینقص من أجر صاحبه شیء و اللّه سبحانه العالم و الموفق.

ص: 285

کِتَابُ النِکاح

اشارة

و فیه فصول :

الفصل الأول: فی اقسام النکاح

النکاح ثلاثة : دائم، و منقطع، و ملک یمین، و یفتقر الأول الی العقد و هو الإیجاب و القبول بلفظ الماضی علی الأحوط استحبابا کزوجت و انکحت و قبلت و تجزی ترجمتها بشرط العجز عن العربیة علی الأحوط وجوبا و تجزی الاشارة مع العجز عن النطق و لو زوجت المرأة نفسها صح و یشترط فی تزویج البکر إذن الولی و هو الأب أو الجد للأب علی الأحوط وجوبا إلا إذا منعها الولی عن التزویج بالکفؤ شرعا و عرفا فانه تسقط ولایته حینئذ و إذا تزوجت البکر بدون إذن ولیها ثم أجاز ولیها العقد صح بلا إشکال.

« مسألة 1229 » : یجزی فی صورة عقد النکاح الدائم أن تقول الزوجة للزوج : زوجتک نفسی بمهر دینار. مثلاً، فیقول الزوج، قبلت و إذا کانت الزوجة قد وکلت وکیلاً قال وکیلها للزوج : زوّجتک موکلتی هندا مثلاً بمهر دینار، فیقول الزوج قبلت، و إذا کان الزوج قد وکل وکیلاً قالت الزوجة لوکیل الزوج : زوجت موکلک زیدا مثلاً

ص: 286

نفسی بمهر دینار مثلاً، فیقول الوکیل : قبلت،(1) و إذا کان کل من الزوج و الزوجة قد و کل وکیلاً قال وکیل الزوجة لوکیل الزوج : زوجت موکلک زیدا موکلتی هندا بمهر دینار مثلا، فیقول وکیل الزوج : قبلت.(2)

و یجوز لشخص واحد تولی طرفی العقد حتی الزوج نفسه لکن الأحوط(3) استحبابا أن لا یتولی الزوج الایجاب عن الزوجة و القبول عن نفسه.

« مسألة 1230 » : لا یشترط الشهود فی صحة النکاح و لا یلتفت إلی دعوی الزوجیة بغیر بینة مع حلف المنکر و ان تصادقا علی الدخول فلو رد الیمین فحلف المدعی حکم بها کما انه یلزم المقر باقراره علی کل حال و لو تصادقا علی الزوجیة ثبتت.

« مسألة 1231 » : القول قول الأب فی تعیین المعقود علیها(4) بغیر تسمیة مع رؤیة الزوج للجمیع و إلا بطل العقد، و یستحّب لمن أراد التزویج أن یتخیر البکر العفیفة الکریمة الأصل و صلاة رکعتین عند ارادة التزویج و الدعاء بالمأثور و هو : (اللهم إنی أرید أن أتزوج فقدر لی من النساء أعفهن فرجا و احفظهن لی فی نفسها و مالی و اوسعهن رزقا و أعظمهن(5) برکة) و الاشهاد علی العقد و الاعلان به و الخطبة أمام العقد و إیقاعه(6) لیلاً وصلاة رکعتین عند الدخول و الدعاء بالمأثور بعد أن یضع یده علی ناصیتها(7) و هو (اللهم علی کتابک تزوجتها و فی أمانتک أخذتها و بکلماتک استحللت فرجها فإن


1- 1 . لموکّلی.
2- 2 . لموکّلی.
3- 3 . رعایة لموثقة عمار او لماورد فی المتعة المستمسّک 13 / 409 .
4- 4 . من بناته.
5- 5 . و قدّرلی ولدا طیبا تجعله خلفا صالحا فی حیاتی و بعد موتی.
6- 6 . و کذا الدخول علی الزوجة.
7- 7 . فی صحیحة ابی بصیر عن ابی عبداللّه علیه السلام خذ بناصیتها و استقبل القبلة و قل اللّهم بامانتک اخذتها و بکلماتک استحللتها. فان قضیت لی منها ولدا فاجعله مبارکا تقیّا من شیعة آل محمّد علیهم السلام و لا تجعل للشّیطان فیه شرکا و لا نصیبا. (وسائل الشیعه، 14 الباب 55، من ابواب مقدّمات النکاح، ح 2)

ص: 287

قضیت لی فی رحمها شیئا فاجعله مسلما سویا و لا تجعله شرک شیطان) و أمرها بمثله و یسأل اللّه تعالی الولد الذکر.

« مسألة 1232 » : یکره إیقاع العقد و القمر فی العقرب و تزویج العقیم و الجماع فی لیلة الخسوف و یوم الکسوف و عند الزوال إلا یوم الخمیس و عند الغروب قبل ذهاب الشفق و فی المحاق و بعد الفجر حتی تطلع الشمس و فی أول لیلة من الشهر إلا رمضان و فی لیلة النصف من الشهر و اخره، و عند الزلزلة(1) و الریح الصفراء و السوداء(2) و یکره مستقبل القبلة و مستدبرها و فی السفینة و عاریا و عقیب الاحتلام قبل الغسل و النظر فی فرج المرأة(3) و الکلام(4) بغیر الذکر و العزل عن الحرة بغیر إذنها و أن یطرق المسافر أهله لیلاً و یحرم الدخول بالزوجة قبل بلوغها تسع سنین.

« مسألة 1233 » : یجوز للرجل النظر إلی من یرید التزویج بها أو شراءها(5) و کذا إلی نساء أهل الذمة و کذا المتبذلات(6) اللاتی لا ینتهین إذا نهین عن التکشف و إلی المحارم اللاتی یحرم نکاحهن مؤبدا لنسب أو مصاهرة أو رضاع بشرط عدم التلذذ فی الجمیع، و یحرم النظر إلی غیرهن بغیر تلذذ أیضا فی غیر الوجه و الکفین بلا إشکال و فیهما علی الأحوط، و من غیر المحارم أخت الزوجة و کذا الربیبة قبل الدخول بأمها، و یحرم علی المرأة النظر الی الرجل علی الأحوط فی غیر الوجه و الیدین و الرأس و الرقبة و القدمین. و أما نظرها الی هذه المواضع من الرجل فالظاهر جوازه(7) فیما إذا لم یکن بتلذذ أو ریبة و ان کان الأحوط ترک ذلک أیضا. و کذا یحرم النظر و اللمس مع


1- 1 . بل فی الیوم و اللیلة التّی تکون فیهما و فی الیوم الّذی یکون فیه هذه الرّیاح.
2- 2 . و الحمراء.
3- 3 . حال الجماع.
4- 4 . او کثرة الکلام.
5- 5 . وجها او شعرا او الکفّین او السّاق و یقوی فی غیر العورة.
6- 6 . لا یبعد اختصاص الحّل بالوجه و الشّعر والکفّین.
7- 7 . فیه تأمّل.

ص: 288

التلذذ و لو الی المماثل و کذا یحرم اللمس من الرجل و المرأة لغیر المحارم، و یجوز النظر و اللمس من الرجل للصبیّة غیر البالغة(1) و من المرأة للصبی غیر البالغ مع عدم التلذذ فی الجمیع، أما مع التلذذ فإنه حرام مطلقا.

« مسألة 1234 » : یجب علی المرأة ستر ما زاد علی الوجه و الکفین عن غیر الزوج و المحارم(2)، بل یجب علیها ستر الوجه و الکفین عن غیر الزوج حتی المحارم مع تلذذه بل عن غیر المحارم مطلقا علی الأحوط و لا یجب علی الرجل الستر مطلقا.(3)

« مسألة 1235 » : یجوز سماع صوت الأجنبیة مع عدم التلذذ.

« مسألة 1236 » : لا یجوز ترک وط ء الزوجة الدائمة أکثر من أربعة أشهر إذا کانت شابة بل الحکم کذلک فی المنقطعة علی الأحوط.(4)


1- 1 . سّت سنین و یشکل فی بالغتها.
2- 2 . من الرجّال.
3- 3 . الاّ إذا قصد بکشفه التّسبب الی نظر المرأة الاجنبیّة.
4- 4 . لو لم یکن اقوی.

ص: 289

الفصل الثانی: فی الأولیاء

إنما الولایة للأب و إن علا و وصیه و الحاکم و المولی :(1)

« مسألة 1237 » : للأب الولایة علی الصغیرین و المجنونین البالغین کذلک و لا خیار لهما بعد زوال الوصفین إلا إذا کان العقد حین وقوعه مفسدة عند العقلاء فلا یصح إلا بالإجازة بعد البلوغ و العقل، نعم إذا زوج الأبوان الصغیرین ولایة فالعقد و إن کان صحیحا إلا أن فی لزومه علیهما بعد بلوغهما إشکالاً فالاحتیاط(2) لا یترک. و لا یبعد ولایة الأب علی من جن بعد بلوغه علی إشکال، فالأحوط(3) الاستجازة من الحاکم الشرعی أیضا.

« مسألة 1238 » : لا ولایة للأب و الجد علی البالغ الرشید و لا علی البالغة الرشیدة عدا البکر فان الأحوط لزوما فی تزویجها إعتبار إذن أحدهما و إذنها معا کما مر. و یکفی فی إثبات إذنها سکوتها(4) إلا إذا کانت هناک قرینة علی عدم الرضا، و إذا زالت بکارتها بغیر الوط ء فهی بمنزلة البکر بخلاف(5) ما إذا زالت بالوط ء شبهة أو زنا علی الأظهر.

« مسألة 1239 » : لا تعتبر الاستجازة من الأب فی تزویج البکر إذا تعذرت الاستجازة لغیبته أو حبسه و نحوهما و کانت البنت بحاجة إلی الزواج.


1- 1 . لمملوکه او مملوکته.
2- 2 . استحبابا.
3- 3 . لا یترک.
4- 4 . عند عرض زوج بعینه علیها.
5- 5 . لایخ من اشکال خصوصا فی الزّنابها بدون رضاها.

ص: 290

« مسألة 1240 » : للوصی ولایة النکاح علی الصبی إذا نص علیه الموصی و کذا علی المجنون و اضطر إلی التزویج و الأحوط(1) إستئذان الحاکم.

« مسألة 1241 » : للحاکم الشرعی الولایة علی المجنون إذا لم یکن له ولی مع ضرورته إلی التزویج، و فی ولایته علی الصبی فی ذلک إشکال والأظهر(2) الجواز مع ضرورته إلیه.

« مسألة 1242 » : فی صحة تزویج السفیه إشکال فالأحوط أن لا ینکح إلا باذن الأب إن کان و إلا فالحاکم و إذا کان رشیدا فی المال غیر رشید فی التزویج فالأحوط له الاستئذان من الحاکم(3) فی تزویجه.

« مسألة 1243 » : للمولی الولایة علی مملوکه ذکرا کان أم أنثی مطلقا.

« مسألة 1244 » : لو زوج الولی الصغیرین توارثا و لو کان المزوج غیره وقف علی الاجازة فإن مات أحدهما قبل البلوغ بطل و ان بلغ أحدهما و أجاز ثم مات أحلف الثانی بعد بلوغه علی إنتفاء الطمع إذا احتمل(4) کون إجازته طمعا فی المیراث فاذا حلف علی ذلک ورث و إلا فلا.

« مسألة 1245 » : کما یصح عقد الفضولی فی البیع یصح فی النکاح فاذا عقد شخص لغیره من دون إذنه فاجاز المعقود له صح العقد و إذا لم یجز بطل.

« مسألة 1246 » : إذا وکلت المرأة شخصا علی تزویجها لم یصح له أن یتزوجها إلا مع عموم الاذن منها بل لو أذنت له فی أن یتزوجها فالأحوط(5) له استحبابا أن لا یتولی


1- 1 . لا یترک.
2- 2 . لا یبعد.
3- 3 . و ابیه لو کان.
4- 4 . بل مطلقاً.
5- 5 . بل لا یترک.

ص: 291

الایجاب و القبول بنفسه بل یوکل عنها من یتولی الایجاب عنها و لا بأس له أن یوکلها فتتولی الایجاب منها و القبول عنه.

« مسألة 1247 » : إذا أکره الزوحان علی العقد ثم رضیا و أجازا العقد صح و کذلک الحکم فی إکراه أحدهما والأولی(1) تجدید العقد فیهما.

الفصل الثالث: فی المحرمات

اشارة

و هی قسمان : نسب و سبب (فالنسب) الأم و إن علت و البنت و إن سفلت و الأخت و بناتها و إن نزلن و العمة و الخالة و إن علتا کعمة الأبوین و الجدین و خالتهما و بنات الأخ و إن نزلن (و أما السبب) فأمور :

(الأول) : ما یحرم بالمصاهرة.

« مسألة 1248 » : من وطأ إمرأة بالعقد أو الملک حرمت علیه أمها و إن علت و بناتها و إن نزلن، لابن او بنت تحریما مؤبدا سواء سبقن علی الوط ء أم تأخرن عنه.

« مسألة 1249 » : تحرم الموطوءة بالملک أو العقد علی أبی الواطی ء و إن علا، و لو کان لأمه و علی أولاده و إن نزلوا و کذا المعقود علیها لأحدهما مطلقا فانها تحرم علی الآخر و کذا الأمة المملوکة الملموسة بشهوة أو المنظور إلی شیء منها مما یحرم النظر إلیه لغیر المالک بشهوة فانها تحرم علی الآخر.


1- 1 . بل الاحوط.

ص: 292

« مسألة 1250 » : من عقد علی إمرأة و لم یدخل بها حرمت علیه أمها و إن علت أبدا، و تحرم بنتها علی الأحوط و إن نزلت من بنت کانت أو من ابن ما دامت الأم فی عقده فان فارقها قبل الدخول جاز له العقد علی بنتها و لو دخل حرمت علیه البنت أبدا و لم تحرم البنت علی أبیه و لا علی إبنه.

« مسألة 1251 » : تحرم أخت الزوجة جمعا لا عینا و کذا بنت أختها و أخیها إلا مع إذن العمة و الخالة، و لو عقد من دون إذنهما فأجازتا صح علی الأقوی و إن کان الأحوط تجدید العقد.

« مسألة 1252 » : من زنا بخالته فی قبلها أو دبرها حرمت علیه بناتها أبدا إذا کان الزنا سابقا علی العقد و یلحق بالزنا بالخالة الزنا بالعمة علی الأحوط وجوبا و الأحوط استحبابا أن لا یتزوج الزانی بنت المزنی(1) بها مطلقا و فی إلحاق الوط ء بالشبهة بالزنا و کذلک إلحاق الزنا بعد العقد و قبل الدخول بالزنا قبل العقد قولان و الالحاق أحوط(2) و أولی و الأظهر عدم الالحاق.

« مسألة 1253 » : لا یلحق بالزنا التقبیل و اللمس و النظر بشهوة و نحوها فلو قبل خالته أو عمته أو امرأة أخری و لمسها أو نظر إلیها بشهوة لم تحرم علیه بنتها.

« مسألة 1254 » : الزنا و الوط ء بالشبهة الطارئان علی العقد و الدخول لا یوجبان التحریم فلو تزوج بنت خالته و دخل بها ثم زنی بخالته أو وطأها شبهة لم تحرم علیه بنتها.

« مسألة 1255 » : المشهور أن المرأة المزنی بها تحرم علی آباء الزانی و أبنائه إذا کان الزنا سابقا علی العقد و الا لم تحرم ولکن الظاهر عدم التحریم حتی فیما إذا کان الزنا سابقا علی العقد و إن کان الأحوط الترک فی هذه الصورة.

« مسألة 1256 » : لو ملک الأختین فوطأ إحداهما حرمت الأخری جمعا فلو وطأها أیضا لم تحرم الأولی إلا أن یکون عالما بالحرمة و الموضوع فتحرم حینئذ، ثم انه ان


1- 1 . و کذا امّها.
2- 2 . لا ینبغی ترکه.

ص: 293

أخرج الأولی عن ملکه حلت الثانیة مطلقا و إن أخرج الثانیة عن ملکه لم تحل الأولی إلا إذا کان اخراجه للثانیة لا بقصد الرجوع إلی الأولی، و الأحوط(1) فی وط ء الثانیة جهلاً ان لا تحل له الأولی إلا بالشرط المذکور.

« مسألة 1257 » : یحرم علی الحر فی الدائم ما زاد علی أربع حرائر و فی الاماء ما زاد علی الأمتین و له أن یجمع بین حرتین و امتین أو ثلاث حرائر و امة، و یحرم علی العبد ما زاد علی أربع اماء و فی الحرائر ما زاد علی حرتین، و له أن ینکح حرة و امتین و لا یجوز نکاح الامة علی الحرة إلا باذنها و لو عقد بدونه کان باطلاً بدون اجازتها و أما معها فالأظهر الصحة و لو ادخل الحرة علی الأمة و لم تعلم فلها الخیار فی عقد نفسها و لو جمعهما فی عقد واحد صح عقد الحرة و توقف عقد الامة علی اجازة الحرة.(2)

« مسألة 1258 » : یحرم العقد علی ذات البعل أو المعتدة ما دامتا کذلک و لو تزوجها جاهلاً بالحکم أو الموضوع بطل العقد، فإن دخل حینئذ حرمت علیه أبدا و الولد له و علیه مهر المثل للمرأة مع جهلها، و الأحوط ان تتم عدة الأول إن کانت معتدة و تستأنف عدة الثانی، و الأظهر التداخل، و لو عقد عالما بالحکم و الموضوع حرمت علیه أبدا بالعقد و کذا إذا کانت المعتدة المعقود علیها عالمة بهما، و أما ذات البعل فلا أثر لعلمها و لا فرق فی العدة بین عدة الطلاق بائنا أو رجعیا و عدّة الوفاة(3) و عدة وط ء الشبهة و لا فرق فی المعتدة بین الحرة و الأمة و لا فی الدخول بین أن یکون فی القبل والدبر، و لا یلحق بالعدة مدة استبراء الامة و لا بالعقد وط ء الشبهة و لا الوط ء بالملک و لا بالتحلیل و المدار علی علم الزوج فلا یقدح علم ولیه أو وکیله.

« مسألة 1259 » : لا یصح العقد علی المرأة فیالمدة التی تکون بین وفاة زوجها


1- 1 . استحبابا.
2- 2 . و الاحوط استحبابا تجدید العقد علی الامة بعد اجازة الحّرة.
3- 3 . لا یترک الاحتیاط فیها بالتّعدد.

ص: 294

و علمها بوفاته و هل یجری علیها حکم العدة؟ قیل : لا، فلو عقد علی امرأة فی تلک المدة لم تحرم علیه و ان کان عالما و دخل بها، فله تجدید العقد بعد العلم بالوفاة و انقضاء العدة بعده ولکنه محل اشکال جدا، و الاحتیاط لا یترک.(1)

« مسألة 1260 » : من لاط بغلام فأوقبه حرمت علیه أبدا _ علی الأحوط(2) _ أم الغلام و ان علت و اخته و بنته و ان سفلت، و لو سبق عقدهن لم یحرمن و ان کان الأحوط الاجتناب و فی عموم الحکم للواطی ء إذا کان صغیرا أو کان الموطوء کبیرا اشکال، و الأظهر(3) العدم، و لا تحرم علی الواطی ء بنت أخت الموطوء و لا بنت اخیه.

« مسألة 1261 » : لو دخل بصبیة لم تبلغ تسعا فأفضاها قیل حرمت علیه أبدا و هو ضعیف و لا سیما إذا اندمل الجرح. فتجری لها و علیها أحکام الزوجة من النفقة و غیرها بل تجب لها النفقة ما دامت حیة و ان نشرت أو طلقت بل و إن تزوجت بعد الطلاق علی الاحوط، و لو أفضاها بعد التسع لم تحرم علیه أیضا و لا تجب لها الدیة مطلقا و تجب إذا أفضاها قبل التسع إذا کان قد طلقها و قیل مطلقا لکنه ضعیف، و الأحوط(4) وجوب النفقة لها کما لو کان الافضاء قبل التسع، و لو أفضی الأجنبیة لم تحرم علیه أیضا.

« مسألة 1262 » : لو زنی بامرأة غیر معتدة و لا ذات بعل لم یحرم نکاحها علیه و الأحوط وجوبا أن لا یتزوجها قبل استبرائها بحیضة.

« مسألة 1263 » : یجوز التزویج بالزانیة و الأحوط لزوما ترک التزویج بالمشهورة بالزنا قبل أن تظهر توبتها.


1- 1 . بل یقوی الحرمة الابدیّة.
2- 2 . زائد.
3- 3 . یشکل فی ما لو کان الموطوء اوائل بلوغه.
4- 4 . لو لم یکن اقوی.

ص: 295

« مسألة 1264 » : لو زنی بذات بعل أو فی عدة رجعیة حرمت علیه أبدا علی الأحوط، و لا فرق فی ذات البعل بین الدائمة و المتمتع بها و الحرة و الأمة و الصغیرة و الکبیرة و المدخول بها و غیرها و العالمة و الجاهلة و لا فی البعل بین الحر و العبد و الصغیر و الکبیر و لا فی الزانی بین العالم بکونها ذات بعل أو فی العدة و الجاهل بذلک.

« مسألة 1265 » : لا یلحق بذات البعل الامة الموطوءة بالملک أو التحلل کما لا یلحق بالعدة الرجعیة عدة البائنة وعدة الوفاة وعدة وط ء الشبهة و مدة استبراء الامة.(1)

« مسألة 1266 » : إذا زنت ذات البعل لم تحرم علی بعلها.

« مسألة 1267 » : لو عقد المحرم علی امرأة عالما بالتحریم حرمت علیه ابدا و لو کان جاهلاً بطل العقد و لم تحرم.

« مسألة 1268 » : لو طلقت الحرة ثلاثا حرمت علی المطلق حتی تنکح زوجا غیره و إن کانت تحت عبد، و لو طلقت الأمة طلقتین حرمت علیه حتی تنکح زوجا غیره و إن کانت تحت حر.

« مسألة 1269 » : المطلقة تسعا للعدة بینها نکاحان و لو لرجل واحد تحرم علی المطلق أبدا بل لا یبعد تحریم المطلقة تسعا مطلقا کما یأتی.

« مسألة 1270 » : لو طلق إحدی زوجاته الأربع رجعیا لم یجز أن ینکح بدلها حتی تخرج من العدة و یجوز ذلک فی البائن علی المشهور ولکنه محل إشکال.

« مسألة 1271 » : لو عقد ذو الزوجات الثلاث علی اثنتین مرتبا بطل الثانی و لو عقد علیهما دفعة لم یبعد(2) أن یکون له الخیار فی تعیین ایتهما شاء و کذا الحکم فی تزویج الأختین.


1- 1 . وعدّة المتعه.
2- 2 . لکن الاحتیاط لا یترک.

ص: 296

(الثانی) : من أسباب التحریم : الرضاع.

« مسألة 1272 » : یحرم بالرضاع ما یحرم بالنسب إذا کان اللبن ناتجا من ولادة(1) عن وط ء صحیح و إن کان عن شبهة، یوما ولیلة. أو ما أنبت اللحم و شدّ العظم أو کان خمس عشرة رضعة کاملة من الثدی.

« مسألة 1273 » : یشترط فی التحریم برضاع یوم ولیلة او خمس عشرة رضعة ان لا یفصل بینها برضاع آخر، و لا یقدح الفصل بذلک فیما أنبت اللحم و شدّ العظم.

« مسألة 1274 » : لا یقدح الفصل بین الرضعات بالأکل و الشرب للغذاء فی الرضاع بخمس عشرة رضعة و فیما أنبت اللحم و شدّ العظم ولکن یقدح ذلک فی رضاع یوم و لیلة فلو أکل أو شرب الرضیع للغذاء شیئا آخر لم یحرّم الرضاع.

« مسألة 1275 » : لا یبعد(2) کفایة عشر رضعات کاملة فی التحریم إذا لم یتخلل بینها شیء حتی الأکل و الشرب.

« مسألة 1276 » : یشترط فی حصول التحریم بالرضاع ان یکون فی الحولین بالنسبة إلی المرتضع دون ولد المرضعة، فالرضاع بعد مضی الحولین علی المرتضع لا أثر له، و یعتبر أن یکون اللبن لفحل واحد من امرأة واحدة، فلو أرضعت امرأة صبیا بعض العدد من فحل و اکملته من فحل آخر لم ینشر الحرمة و کذا لو أرضعته امرأة بعض العدد من فحل واکملته الأخری من ذلک الفحل فانه لا ینشر الحرمة.

« مسألة 1277 » : لا ینشر الرضاع الحرمة بین المرتضعین إلا مع اتحاد الفحل و ان تعددت المرضعة، فلو ارضعت امرأتان صبیین بلبن فحل واحد نشر الحرمة بینهما، و لو ارضعت امرأة صبیین بلبن فحلین لم ینشر الحرمة بینهما.


1- 1 . لا یبعد تناجه عن الحمل و ان لم تلد.
2- 2 . فیه اشکال.

ص: 297

« مسألة 1278 » : مع اجتماع الشرائط تصیر المرضعة أُمّا للرضیع و ذو اللبن أبا و اخوتهما اخوالاً و اعماما له، و اخواتهما عمات و خالات له، و أولادهما اخوة له.

« مسألة 1279 » : إذا أرضعت زوجته الصغیرة امرأة حرمت المرضعة علیه و جاز له النظر إلیها فان الأم الرضاعیة للزوجة بمنزلة الأم النسبیة لها و کذلک تحرم زوجة الابن علی أبیه الرضاعی فانها بمنزلة زوجة الابن النسبی.

« مسألة 1280 » : یحرم أولاد صاحب اللبن ولادة و رضاعا علی المرتضع و کذا أولاد المرضعة ولادة لا رضاعا.

« مسألة 1281 » : لا ینکح أبو المرتضع فی أولاد صاحب اللبن ولادة و رضاعا و لا فی أولاد المرضعة ولادة لا رضاعا فاذا أرضعت زوجة الجد للأم طفلاً من لبن جده لامه حرمت أم المرتضع علی أبیه، و لا فرق فی المرضعة بین أن تکون أما لام المرتضع و ان لا تکون اما لها بل تکون زوجة لابیها.

« مسألة 1282 » : فی جواز نکاح أولاد أبی المرتضع الذین لم یرتضعوا من هذا اللبن فی أولاد المرضعة نسبا و فی أولاد الفحل مطلقا قولان أقربهما الجواز. هذا إذا لم یکن مانع من النکاح من نسب أو سبب کما إذا کان الأولاد من زوجة اخری لیست بنتا لصاحب اللبن و إلا لم یجز کما فی المثال المتقدم لأن أولاد أبی المرتضع حینئذ أولاد أخت لأولاد صاحب اللبن و أولاد المرضعة.

« مسألة 1283 » : لو أرضعت کبیرة الزوجتین صغیرتهما حرمتا ان کان قد دخل بالمرضعة أو فرض الإِرضاع بلبنه مع عدم الدخول و إلا حرمت هی و لا یترک الاحتیاط بتجدید العقد علی المرتضعة.

« مسألة 1284 » : لو ارضعت الأم من الرضاع الزوجة الصغیرة مع اتحاد الفحل حرمت و فی حرمة أم أم الولد من الرضاع علی الولد لأنها قد حرمت من النسب أو عدم

ص: 298

حرمتها لعدم اتحاد الفحل قولان أقواهما الأول.

« مسألة 1285 » : یستحب اختیار المسلمة الوضیئة العفیفة العاقلة للرضاع.

« مسألة 1286 » : إذا کان للمرتضع أخ لم یرتضع معه جاز له ان یتزوج بالمرضعة أو إحدی بناتها. و إذا کان له اخت لم ترضع معه جاز لها أن تتزوج بصاحب اللبن أو أحد أولاده.

« مسألة 1287 » : یجوز للمرأة ان ترضع بلبن فحلها الذی هی فی نکاحه حال الرضاع أخاها أو أختها و لا یضر کونها بالرضاع أختا لولد فحلها، و کذا یجوز لها أن ترضع ولد أختها أو أخیها و لا یضر صیرورتها بالرضاع عمة أو خالة لولد فحلها، و کذا یجوز لها أن ترضع ابن ابنها و إن صارت بذلک جدة ولد فحلها فلا تحرم علی فحلها، و لا تحرم أم المرتضع علی زوجها و مثل ذلک ان ترضع احدی زوجتی الفحل إبن إبن الأخری، و کذا یجوز لها أن ترضع عمها أو عمتها أو خالها أو خالتها و لا تحرم بذلک علی زوجها و إن صار بذلک أبا لعمها أو عمتها أو خالها أو خالتها و کذا یجوز لها أن ترضع أخا الزوج أو اخته فتکون بذلک أما لأخیه أو اخته، و کذا یجوز لها أن ترضع إبن ابن الزوج فتکون بذلک أما لولد ولده و کذا یجوز لها أن ترضع ولد أخی زوجها أو أخته و أن ترضع عمه أو عمته أو خاله أو خالته.

« مسألة 1288 » : یثبت الرضاع بشهادة أربع نسوة منفردات لیس معهن رجل کما یثبت بشهادة عدلین. و لا یثبت بشهادة المرضعة و امه منفردتین او منضمتین.(1)

(الثالث) من أسباب التحریم :

اللعان و یثبت به التحریم المؤبد و کذا یثبت التحریم المؤبد بقذف الزوج امرأته الخرساء. و فی ثبوت التحریم فی قذف زوجته الصماء إشکال.


1- 1 . الاّ اذا اوجب ذلک العلم او الاطمینان.

ص: 299

(الرابع) من أسباب التحریم :

الکفر فلا یجوز للمسلم أن ینکح غیر الکتابیة إجماعا لا دواما و لا انقطاعا و فی الکتابیة قولان. أظهرهما الجواز فی المنقطع. بل فی الدائم أیضا و إن کان الاحتیاط لا ینبغی ترکه، و فی عموم الحکم للمجوسیة و إن کانت من الکتابیة اشکال.(1)

« مسألة 1289 » : لا یجوز للمسلمة المرتدة أن(2) تنکح المسلم، و کذا لا یجوز للمسلم المرتد أن ینکح المسلمة و لا یجوز للمسلمة أن تنکح غیر المسلم و لو إرتد أحد الزوجین قبل الدخول انفسخ فی الحال و کذلک بعد الدخول إذا ارتد الزوج عن فطرة و أما فی غیر ذلک فالمشهور علی أن الانفساخ یتوقف علی انقضاء العدة و فیه اشکال و الاحتیاط لا یترک.

« مسألة 1290 » : عدة زوجة المرتد عن فطرة عدة الوفاة و عدتها عن المرتد عن ملة عدّة الطلاق.

« مسألة 1291 » : لو أسلم زوج الکتابیة ثبت عقده و لو أسلمت دونه قبل الدخول انفسخ العقد و بعده یقف علی انقضاء العدة فان أسلم فیها کان أملک بها.

« مسألة 1292 » : لو کان الزوجان غیر کتابیین و أسلم أحدهما قبل الدخول انفسخ النکاح فی الحال و لو کان بعده توقف علی انقضاء العدة.

« مسألة 1293 » : لو أسلم الزوج علی أکثر من أربع غیر کتابیات و أسلمن فاختار أربعا انفسخ نکاح الباقی.

« مسألة 1294 » : لو أسلم الزوج و عنده أربع کتابیات ثبت عقده علیهن و لو کن أکثر تخیر أربعا و بطل نکاح البواقی.


1- 1 . لا یبعد جواز التمتّع بها.
2- 2 . و لا یبعد عدم الجواز فی الکافر و کذا فی المسلم اذا ارتّد.

ص: 300

« مسألة 1295 » : یصح نکاح المریض بشرط الدخول إذا مات فی مرضه فان لم یدخل حتی مات فی مرضه بطل العقد و لا مهر لها و لا میراث سواء مات بمرضه أم بسبب آخر من قتل أو مرض آخر.

أما إذا مات بعد الدخول بها صح العقد و ثبت المهر و المیراث، و لو بری ء من مرضه فمات و لم یدخل بها ورثته و کان لها نصف المهر.

« مسألة 1296 » : لو تزوج امرأة و هی مریضة فماتت فی مرضها أو بعدما برئت و لم یدخل بها ورثها و کان لها نصف المهر.

« مسألة 1297 » : فی إرث الزوج لو تزوجها فی مرضه فماتت قبل الدخول بها ثم مات الزوج فی مرضه إشکال و الاحتیاط لا یترک(1).

« مسألة 1298 » : الظاهر أن النکاح فی حال مرض الزوج إذا مات فیه قبل الدخول بمنزلة العدم فلا عدّة علیها بموته، و الظاهر(2) عموم الحکم للأمراض الطویلة التی تستمر سنین أیضا.

« مسألة 1299 » : یجوز للمؤمنة ان تتزوج بالمخالف علی کراهیة بل الاحوط ترکه إلا إذا خیف علیها الضلال فیحرم و یجوز العکس إلا إذا خیف الضلال و یکره تزویج الفاسق و تتأکد الکراهة فی شارب الخمر.(3)

« مسألة 1300 » : نکاح الشغار باطل و هو جعل نکاح امرأة مهر اخری.

« مسألة 1301 » : یجوز تزویج الحرة بالعبد و الهاشمیة بغیره و العربیة بالعجمی و بالعکس.


1- 1 . و ان لم یبعد الارث.
2- 2 . لا یخ من اشکال.
3- 3 . و یکره نزویج المجنونة و الحمقاء.

ص: 301

« مسألة 1302 » : لا یجوز التعریض بالخطبة لذات البعل و لا لذات العدة الرجعیة و یجوز للمعتدة البائنة، و کذا من الزوج لها إلا أن تکون محرمة أبدا علیه أو تحتاج إلی محلل.

الفصل الرابع: «فی عقد المتعة»

و یشترط فیه الایجاب مثل أن تقول المرأة : متعتک أو زوجتک أو انکحتک نفسی، و القبول من أهله مثل : قبلت، و یشترط فیه ذکر المهر کما یشترط أیضا ذکر أجل معین لا یزید علی عمر الزوجین عادة و إلا کان العقد عقد دوام(1) علی الأظهر و لو لم یذکر المهر بطل.

« مسألة 1303 » : لو نسی ذکر الأجل ففی البطلان أو إنقلابه دائما قولان أظهرهما الأول(2).

« مسألة 1304 » : یحرم عقد المتعة علی غیر الکتابیة من الکفار و الامة علی الحرة من دون إذنها و بنت الأخ و الأخت من دون إذن العمة و الخالة و یکره علی البکر و علی الزانیة، و إذا کانت مشهورة بالزنا فالأحوط لزوما ترک التمتع بها.

« مسألة 1305 » : لا تنحصر المتعة فی عدد، فیجوز التمتع بما شاء الرجل من النساء کما لا ینحصر ملک الیمین فی عدد، و لا حدّ للمهر قلة و کثرة و یجوز أن یکون المهر عملاً کخیاطة ثوب أو تعلیم کتابة و نحوهما کما یجوز أن یکون حقا قابلاً للانتقال کحق التحجیر، و لو وهبها المدة قبل الدخول ثبت نصف المهر علی الأظهر و لو ماتت أو مات أو انقضت المدة لم ینقص منه شیء و ان کان قبل الدخول.


1- 1 . فیه اشکال بل الصحّة محّل تأمّل.
2- 2 . لو کان قصدهما المتعة و الاّ فالثانی اظهر.

ص: 302

« مسألة 1306 » : تملک المتمتع بها تمام المهر بالعقد و تسلیم نفسها للاستمتاع بها لکنها لو اخلت ببعض المدة سقط من المهر بنسبته و لا فرق بین کون الاخلال لعذر أو غیره عدا ایام الحیض و نحوها مما یحرم علیه فیها الوط ء. و المدار فی الاخلال علی الاستمتاع بالوط ء دون غیره من أنواع الاستمتاع فلو اخلت به مع التمکین من الوط ء لم یسقط من المهر شیء و لو لم تحضر فی بعض المدة لعجزه عن الاستمتاع بالوط ء ففی سقوط بعض المهر إشکال.

« مسألة 1307 » : لو ظهر بطلان العقد فلا مهر لها قبل الدخول، و بعده لها أقل الامرین(1) من المهر المسمی و مهر المثل متعة لا دواما مع جهلها و لا مهر لها مع علمها بالبطلان.

« مسألة 1308 » : یلحق الولد بزوج المتمتع بها إذا وطأها و إن کان قد عزل، و یلحق بالوط ء الانزال فی فم الفرج، و لیس للزوج حینئذ نفی الولد مع احتمال تولده منه و لو نفاه جزما انتفی ظاهرا بلا لعان إلا إذا کان قد أقر به سابقا و کذا الحکم فی الأمة.

« مسألة 1309 » : لو أبرأها المدة علی ان لا تتزوج فلانا صح الابراء و صح الشرط فیجب علیها الوفاء به لکنها لو تزوجت منه و لو عصیانا صح(2) زواجها علی الأظهر.

« مسألة 1310 » : لو صالحها علی ان یبرئها المدة و ان لا تتزوج بفلان صح الصلح و وجب علیه الابراء، فان امتنع اجبره الحاکم، فإن تعذر تولاه الحاکم، و لا یجوز لها ان تتزوج بفلان لکنها إن تزوجت به صح التزویج(3) و ان کانت المصالحة علی ان تتزوج بفلان وجب ذلک علیها، فان امتنعت اجبرها الحاکم فان تعذر اجبارها زوجها الحاکم منه و لو صالحها علی أن تکون بریئة من المدة بنحو شرط النتیجة صحت المصالحة


1- 1 . ثبوت مهرالمثل لایخ من قوّة.
2- 2 . لا یخ من اشکال.
3- 3 . لا یخ من اشکال کما تقّدم فی المسئلة السابقة.

ص: 303

و لو ابرأها معلقا علی شیء مثل ان لا تتزوج من فلان مثلا أو مطلقا بطل الابراء.

« مسألة 1311 » : تعتد الحائل(1) بعد الأجل أو بعد الابراء بحیضتین کاملتین و لا یکفی فیهما المسمی أو فی إحداهما، فان کانت فی سن من تحیض و لا تحیض فبخمسة و أربعین یوما و فی الموت بأربعة أشهر و عشرة ایام إن کانت حرة و إن کانت امة اعتدت بشهرین و خمسة أیام، و تعتد الحامل بأبعد الأجلین من المدة و وضع الحمل إن کان الاعتداد للوفاة، بل لغیرها أیضا علی الأحوط.

« مسألة 1312 » : لا یصح للزوج تجدید العقد علی المتمتع بها دائما أو منقطعا قبل انقضاء الأجل.

« مسألة 1313 » : إذا اختلف الزوجان فی الدوام و الانقطاع لم یبعد(2) تقدیم قول مدعی الانقطاع بیمینه إن لم تکن بینة علی الدوام.

« مسألة 1314 » : لا یجوز جعل المدة منفصلة عن العقد فیتزوجها شهرا بعد شهر العقد و قیل یجوز و هو ضعیف.

« مسألة 1315 » : یجوز للمتمتع بها أن تشترط علی زوجها ان لا یدخل بها و یجب علیه الوفاء بالشرط ولکنها إذا أسقطت الشرط جاز له ذلک.

« مسألة 1316 » : یجوز التمتع بالصغیرة و إن کانت المدة قلیلة(3) لجواز الاستمتاع بها بغیر الوط ء و انما لا یجوز الدخول بها قبل بلوغها.

« مسألة 1317 » : صحة العقد متعة للصغیر لمدة لا تکون قابلة للاستمتاع فیها(4) محل إشکال و الاحتیاط لا یترک.


1- 1 . اذا کانت مدخولاً بها غیر یائسة.
2- 2 . مشکل بل العکس لا یخ من قوّة.
3- 3 . ان امکن الاستمتاع بها فی بعضها.
4- 4 . او لا یکون قابلاً.

ص: 304

« مسألة 1318 » : یجوز لولی الصغیر إبراء المدة إذا کانت فیه مصلحة للصبی.(1)

« مسألة 1319 » : لا تجب نفقة الزوجة المتمتع بها علی زوجها إلا إذا إشترط ذلک فی عقد المتعة أو فی ضمن عقد آخر لازم.

« مسألة 1320 » : لا طلاق و لا لعان فی المتعة و لا توارث بینهما إلا إذا اشترط ذلک لهما أو لأحدهما و مع الاشتراط ینفذ الشرط.

الفصل الخامس: «فی العیوب»

« مسألة 1321 » : العیوب فی الرجل التی توجب الخیار للزوجة فی فسخ عقد الزواج أربعة :

(1) الجنون(2) و إن تجدد بعد العقد و الوط ء.

(2) العنن و إن تجدد بعد العقد لکن لو تجدد بعد العقد و الوط ء(3) _ و لو مرة _ لم یوجب الخیار.

(3) الخصاء إذا سبق علی العقد مع تدلیس الزوج و جهل الزوجة به.

(4) الجب الذی لا یقدر معه علی الوط ء أصلاً إذا سبق علی العقد أو تجدد قبل الوط ء أما إذا کان بعد الوط ء(4) و لو مرة فالأقوی أنه لا یقتضی الخیار.

« مسألة 1322 » : العیوب فی المرأة التی توجب الخیار للزوج فی فسخ العقد سبعة : (الجنون) و (الجذام) و (البرص) و (القرن) و هو العفل و مثله الرتق و (الافضاء)


1- 1 . علی اشکال.
2- 2 . علی اشکال فی السابق و المقارن للعقد.
3- 3 . و لووط ء غیرها علی وجه قوّی.
4- 4 . و احتمال کفایة وط ء غیرها بعید عن ظاهر الخبر لاختصاصه بالمأخوذ. وسائل الشیعه 14، الباب 14 / 3 من ابواب العیوب والتّدلیس.

ص: 305

و (العمی) و (الاقعاد) و منه العرج البین، و یثبت الخیار للزوج فیما إذا کان العیب سابقا علی العقد و فی ثبوته فی المتجدد بعد العقد و قبل الوط ء إشکال و الأقرب الثبوت و إن کان الاحتیاط لا ینبغی ترکه.

« مسألة 1323 » : الخیار من جهة العیب فی الرجل أو المرأة یثبت(1) فی الدائم و المنقطع و الأظهر أنه لیس علی الفور فلا یسقط بالتأخیر.(2)

« مسألة 1324 » : لیس الفسخ بطلاق و لا مهر مع فسخ الزوج قبل الدخول و للزوجة المسمی بعده و یرجع به علی المدلس إن کان، و إن کانت هی المدلسة نفسها فلا مهر لها کما لا مهر لها مع فسخها قبل الدخول إلا فی العنة فیثبت نصفه.(3)

« مسألة 1325 » : القول قول منکر العیب مع الیمین و عدم البینة.

« مسألة 1326 » : لا بدّ فی خصوص العنة من رفع الأمر إلی الحاکم الشرعی فیؤجل العنین بعد المرافعة سنة، فإن وطأها أو وطأ غیرها(4) فلا فسخ و إلا فسخت إن شاءت و إذا امتنع من الحضور عند الحاکم جری علیه حکم التأجیل.

« مسألة 1327 » : لو تزوّجها علی أنها حرّة فبانت أمة فله الفسخ(5) و لا مهر إلا مع الدخول فیرجع به علی المدلس فإن لم یکن المدلس مولاها کان له عُشر قیمتها إن


1- 1 . إذا لم یطئها بعد العلم.
2- 2 . لا یترک الاحتیاط.
3- 3 . لا یترک الاحتیاط باعطاء نصف المهر فی فسخها للخصآء. لروایة (وسائل الشیعه، 14 الباب 14 / 5 ابواب العیوب و التّدلیس.) علی بن جعفر عن اخیه علیه السلام فی خصّی دلسّ نفسه لامرأة. ما علیه؟ قال: یوجع ظهره و یفرق بینهما و علیه المهر کاملاً ان دخل بها و ان لم یدخل بها فعلیه نصف المهر و ظاهر الحدائق 14 / 382 الفتوی بذلک و عبر عن الروایة بالصحیحة کما فی الجواهر 30 / 350 ؛ و کذلک ظاهر عنوان الباب فی الوسائل بل صریحه.
4- 4 . علی اشکال فیه. لاختصاص روایته بما إذا اخذ. نعم فی بعض الرّوایات (فلا یقدر علی جماع) و فی آخر (إذا علم انه عنیّن لایأتی النّساء) و فی ثالث (فلا یقدر علی الجماع ابدا) وح فلا یبعد ما فی المتن.
5- 5 . إذا کان باذن المولی و الاّ فالعقد فضولّی یتوقف صحته علی اجازة المولی.

ص: 306

کانت بکرا و إلا فنصف العشر.

« مسألة 1328 » : لو تزوّجته علی أنه حرّ فإن عبدا فلها الفسخ و لها المهر بعد الدخول لا قبله. و کذا إذا قال أنا من بنی فلان فتزوّجته علی ذلک فبان أنه من غیرهم.

« مسألة 1329 » : لو تزوجها علی أنها بکر فبانت ثیبا لم یکن له الفسخ. نعم ینقص من المهر بمقدار ما به التفاوت بین البکر و الثیب للنص الصحیح و لا یثبت الأرش فی غیر ذلک من العیوب.

الفصل السّادس: «فی المهر»

« مسألة 1330 » : المرأة تملک المهر بالعقد و یسقط نصفه بالطلاق قبل الدخول و کذا فی موت أحدهما علی الأظهر، و لو دخل بها قبلاً أو دبرا استقر المهر، و کذا إذا أزال بکارتها بإصبعه من دون رضاها.(1)

« مسألة 1331 » : إذا أزال غیر الزوج بکارة المرأة بإکراهها بالوط ء أو بغیره کان علیه مهر المثل بکرا.

« مسألة 1332 » : یصح أن یکون المهر عینا أو دینا أو منفعة و یجوز أن یکون من غیر الزوج، و لو طلقها الزوج قبل الدخول حینئذٍ رجع إلیه نصف المهر لا إلی الزوج.

« مسألة 1333 » : لا یتقدر المهر قلة و لا کثرة و لا بدّ فیه من أن یکون متعینا و إن لم یکن معلوما بالوصف أو المشاهدة، و لو أجله وجب تعیین الأجل و لو فی الجملة مثل ورود المسافر و وضع الحمل و نحو ذلک و لو کان الأجل مبهما بحتا مثل إلی زمان ما


1- 1 . إذا کان بقدر مهر المثل و الاّ فلا یبعد لزومه.

ص: 307

أو ورود مسافر ما، صح العقد و صح المهر أیضا علی الاظهر و سقط التأجیل.(1)

« مسألة 1334 » : لو لم یذکر المهر صح العقد و کان لها مع الدخول مهر المثل و مع الطلاق قبله لها المتعة علی الموسر و علی الفقیر بحسب قدرهما، و لو مات أحدهما قبل الدخول فلا مهر و لا متعة.

« مسألة 1335 » : لو وطأ امرأة شبهة کان لها مهر المثل سواء أکان الوط ء بعقد باطل أو بلا عقد.

« مسألة 1336 » : لو تزوّجها بحکم أحدهما صح و یلزم ما یحکم به صاحب الحکم ما لم یتجاوز حکم المرأة مهر السنّة إن کانت هی الحاکمة، و لو مات الحاکم قبله و قبل الدخول فلها المتعة و بعد الدخول فلها مهر المثل إن کان الحکم إلی الزوج، و أما إن کان إلی الزوجة فلا یبعد(2) أن یکون مهر السنة.

« مسألة 1337 » : لو تزوجها علی خادم مطلقا أو دار أو بیت کان لها وسط ذلک، و لو قال : علی السنة فخمسمائة درهم.

« مسألة 1338 » : لو تزوّج الذمیان علی خمر صح فإن أسلما قبل القبض فللزوجة القیمة و إن أسلم أحدهما قبله فالظاهر لزوم القیمة أیضا، و لو تزوج المسلم علیها ففیه اقوال. أقواها صحة العقد و ثبوت مهر المثل مع الدخول بها و لو أمهر المدبر بطل التدبیر.(3)

« مسألة 1339 » : لو شرط فی العقد محرّما بطل الشرط دون العقد و لو اشترط أن لا یخرجها من بلدها لزم الشرط، و یجوز أن تشترط الزوجة علی الزوج فی عقد النکاح أو غیره أن لا یتزوج علیها و یلزم الزوج العمل به ولکن لو تزوّج صح تزویجه کما


1- 1 . لا یخ من اشکال.
2- 2 . و هو الموافق للاحتیاط.
3- 3 . الظاهر بطلان التّدبیر.

ص: 308

یجوز أن تشترط الوکالة علی طلاق نفسها(1) عند ارتکابه بعض الأمور من سفر طویل أو جریمة موجبة لحبسه أو غیر ذلک فتکون حینئذٍ وکیلة علی طلاق نفسها و لا یجوز(2) له عزلها فإذا طلقت نفسها صح طلاقها.

« مسألة 1340 » : القول قول الزوج فی قدر المهر و لو أنکره بعد الدخول لزمه أقل الأمرین مما تدعیه الزوجة و مهر المثل و لو ادعت المواقعة و أنکرها الزوج فالقول قوله مع یمینه.

« مسألة 1341 » : لو زوّج الأب إبنه الصغیر ضمن المهر إن لم یکن للولد مال و إلا کان المهر علی الولد.

« مسألة 1342 » : للمرأة الامتناع من التمکین قبل الدخول حتی تقبض المهر إلا أن یکون المهر مؤجلاً فلا یجوز لها الامتناع و إن حل الأجل، و لا فرق بین الموسر و المعسر، و إذا مکنت من نفسها فلیس لها الامتناع بعد ذلک لأجل أن تقبض المهر فلو امتنعت حینئذٍ صارت ناشزا.

الفصل السّابع: «فی القسمة و النشوز»

« مسألة 1343 » : الظاهر عدم وجوب القسمة ابتداءا مع تعدد الزوجات بالمبیت، ولکن إذا بات عند إحداهن لیلة من أربع لیال وجب المبیت عند الأخری لیلة منها و الأحوط القسمة ابتداءا بل الأحوط القسمة و إن اتحدت الزوجة و لو و هبته إحداهن، وضع لیلتها حیث شاء، و لو وهبت ضرتها بات عندها إن رضی بالهبة


1- 1 . و الاحوط الاولی توکیلها لا تعلیقا بل منجزا عند ارتکابه کذا ...
2- 2 . لا یبعد الانعزال لو عزلها.

ص: 309

و الواجب المضاجعة لیلاً لا المواقعة.

« مسألة 1344 » : إذا تزوج حرة و أمة أو کتابیة کان للحرة لیلتان من ثمان و للأمة و الکتابیة لیلة من ثمان و لا قسمة للمنمتع بها و لا للموطوءة بالملک، و تختص البکر عند الدخول بسبع(1) و الثیب بثلاث، و یستحب التسویة فی الإنفاق علی الزوجات.

« مسألة 1345 » : یجب علی الزوجة التمکین و إزالة المنفر، و له ضرب الناشزة من دون ادماء لحم و لا کسر عظم بعد و عظها و هجرها علی الترتیب و لو نشز طالبته و لها ترک بعض حقها أو کله استمالة و یحل قبوله.

« مسألة 1346 » : لو کره کل منهما صاحبه أنفذ الحاکم حکمین من أهلهما أو أجنبیین مع تعذر أهلهما علی الأحوط، فإن رأیا الصلح أصلحا و إن رأیا الفرقة راجعا هما فی الطلاق و البذل، و مع اختلافهما لا بد للزوجة من أن تصبر مع زوجها إن کان العصیان منها أو منهما و إن کان من الزوج فقط رفعت أمرها إلی الحاکم الشرعی فیأمر الحاکم زوجها بالرجوع و الإنفاق أو الطلاق و التسریح فإن امتنع عن کلیهما طلقها الحاکم.

الفصل الثّامن: «فی أحکام الأولاد»

« مسألة 1347 » : یلحق ولد المرأة بزوجها فی الدائم و المنقطع بشروط.

(الأول) : الدخول مع العلم بالإنزال أو احتماله(2) أو الإنزال علی فم الفرج.

(الثانی) : مضی ستة أشهر من حین الوط ء و نحوه.

(الثالث) : عدم التجاوز عن أقصی الحمل و هو تسعة أشهر أو عشرة أشهر أو سنة


1- 1 . علی الافضل و الاحوط الثلاث کالثّیب.
2- 2 . لا یبعد کفایة الدّخول و لو فی الدّبر.

ص: 310

و المشهور الأول و الأظهر(1) الأخیر.

« مسألة 1348 » : لو غاب الزوج أو اعتزل زوجته أکثر من أقصی الحمل ثم ولدت لم یلحق الولد به.

« مسألة 1349 » : القول قول الزوج فی عدم الدخول، و لو اعترف به ثم أنکر الولد لم ینتف إلا باللعان فی الدائم.

« مسألة 1350 » : لا یجوز للزانی إلحاق ولد الزنا به و إن تزوج بأُمِّهِ بعد الزنا و کذا لو زنی بأمة فأحبلها ثم اشتراها.

« مسألة 1351 » : لو تزوجت الحرة أو الأمة بآخر بعد طلاق الأول و أتت بولد لأقل من ستة أشهر من عقد الثانی و دخوله بها فهو للأول و یظهر کون عقد الثانی فی العدة فتحرم علیه مؤبدا و إن کان الإتیان به لستة أشهر فصاعدا من دخوله بها فهو للأخیر سواء أمکن کونه للأول بأن لم تتجاوز اقصی مدة الحمل من وط ء الأول أم لم یمکن بأن تجاوز المدة المذکورة من وطئه، ولو کان الأتیان بولد لأقل من ستة أشهر من الثانی و أکثر من أقصی الحمل من وط ء الأول فلیس الولد لهما و کذا الأمة لو بیعت بعد الوط ء بالملک أو التزویج فوطأها المشتری أو زوجت فوطأها الزوج.

« مسألة 1352 » : إذا طلقت المرأة فوطأها رجل فی غیر العدة الرجعیة شبهة و اشتبه إلحاق الولد بالمطلق و الواطی ء قیل یقرع بینهما و قیل یلحق بالثانی و لعله الأظهر و کذا المتمتع بها إذا وهبها زوجها المدة أو انتهت المدة و وطأها رجل شبهة و اشتبه إلحاق الولد بهما و إذا وطئت الزوجة أو المعتدة الرجعیة شبهة ثم ولدت و علم لحوقه

ص: 311

بالزوج أو الواطی ء ألحق به و إن اشتبه أمره أقرع بینهما و عمل علی ما تقتضیه القرعة.

« مسألة 1353 » : لو ولدت زوجتان لزوجین أو لزوج واحد ولدین و اشتبه أحدهما بالآخر عمل بالقرعة.(1)

« مسألة 1354 » : الأمة إذا وطأها المولی فولدت ولدا ألحق به إلا إذا نفاه فیقبل نفیه ظاهرا و لا یجوز له نفیه بغیر جزم، و لو وطأها المولی و أجنبی فجورا فالولد للمولی، و لو وطأها المشترکون فتداعوه ألحق بمن تخرجه القرعة و یغرم للباقین حصصهم من قیمة الأمة و قیمة ولدها یوم سقوطه حیا.

« مسألة 1355 » : لو وطأ المرأة أجنبی شبهة فحملت یلحق به الولد، فإن کان لها زوج ردت علیه بعد العدة من الثانی.

« مسألة 1356 » : المراد بوط ء الشبهة الوط ء غیر المستحق مع بناء الواطی ء(2) علی إستحقاقه له سواء کان معذورا فیه شرعا أم عقلاً أم غیر معذور.

« مسألة 1357 » : إذا أدخلت المرأة منی أجنبی فی فرجها أثمت و لحق بها الولد و بصاحب المنی، فإذا کان الولد أنثی لم یجز لصاحب المنی تزویجها و کذا الحکم لو أدخلت منی زوجها فی فرجها فحملت منه ولکن لا إثم علیها فی ذلک.

« مسألة 1358 » : یجوز للمرأة استعمال ما یمنع الحمل إذا لم یکن فیه ضرر کثیر و إن لم یرض الزوج بذلک.(3)

« مسألة 1359 » : لا یجوز إسقاط الحمل و إن کان نطفة و فیه الدیة کما یأتی فی المواریث.


1- 1 . ان یحصل طریق آخر موجب للعلم او الاطمینان کاختبار الدّم مثلاً.
2- 2 . و اعتقاده.
3- 3 . مع رضا الزّوج .

ص: 312

« مسألة 1360 » : إذا وطأ الرجل زوجته فساحقت بکرا فحملت البکر استحقت الزوجة الرجم و البکر الجلد و کان علی الزوجة مهر البکر و یلحق الولد بصاحب النطقة کما یلحق بالبکر للنص.

« مسألة 1361 » : یجب عند الولادة استبداد النساء و الزوج بالمرأة.(1)

« مسألة 1362 » : یستحب غسل المولود و الأذان فی أذنه الیمنی و الإقامة فی الیسری(2) و تحنیکه بتربة الحسین علیه السلام و(3) بماء الفرات(4) و تسمیته باسم أحد الأنبیاء و الأئمة علیهم السلام(5) و تکنیته (و لا یکنی محمد بأبی القاسم) و حلق رأسه فی الیوم السابع و العقیقة بعده(6) و التصدق بوزن شعره ذهبا أو فضة وثقب أذنه و ختانه فیه و یجب علیه الختان بعد البلوغ لو لم یختن قبله، و خفض الجواری مستحب و إن بلغن و الأولی أن یکون بعد بلوغها سبع سنین.(7)

« مسألة 1363 » : یستحب أن یعق عن الذکر بذکر و عن الأنثی بأنثی و أن تکون سالمة من العیوب سمینة و فی الروایات(8) هی شاة لحم یجزی ء فیها کل شیء و إن خیرها أسمنها، و یکره أن یأکل الأب منها أو أحد من عیال الأب، و الأحوط للأم الترک


1- 1 . او المحارم فی ما لا یستلزم محرّما من نظر و نحوه.
2- 2 . و لا بأس بالیمنی.
3- 3 . و ورد بالتّمر ایضا.
4- 4 . فان لم یکن فبماء السّماء.
5- 5 . أو بحمزة (وسائل الشیعة 15 _ الباب 26 _ 44 _ 45 / 2 _ 5 _ 1 _ 2؛ احکام الاولاد) .
6- 6 . الصحیحة(وسائل الشیعة 15 _ الباب 26 _ 44 _ 45 / 2 _ 5 _ 1 _ 2؛ احکام الاولاد) جمیل بن درّاج عن ابی عبداللّه علیه السلام .
7- 7 . لروایة یب(وسائل الشیعة 12 الباب 18 / 3 ؛ من ابواب یکتسب به، ح 3) عن وهب عن جعفر بن محمّد عن ابیه عن علی علیهم السلام .
8- 8 . وسائل الشیعة 15 الباب 45 / 1 من ابواب احکام الاولاد.

ص: 313

و تجزی الشاة و البقرة و البدنة و الأفضل الکبش، و یستحب أن تقطع جداول، و قیل یکره أن تکسر العظام(1)، و یستحب أن تعطی القابلة منها الربع(2) و یقسم الباقی علی المؤمنین و أفضل منه أن یطبخ و یعمل علیه و لیمة و الأفضل أن یکون عددهم عشرة فما زاد کما أن الأفضل أن یکون ما یطبخ به ماء و ملحا.(3) و أما ما اشتهر بین بعض السواد من استحباب لف العظام بخرقة بیضاء و دفنها فلم نعثر علی مستنده.

« مسألة 1364 » : من بلغ و لم یعق عنه استحب له أن یعق عن نفسه.

« مسألة 1365 » : لا یجزی ء عن العقیقة التصدق بثمنها و من ضحی عنه أجزأته الأضحیة عن العقیقة.

« مسألة 1366 » : أفضل المراضع الأم، و للحرة الأجرة علی الأب(4) إذا لم یکن للولد مال و إلا فمن ماله و مع موته فمن مال الرضیع إن کان له مال و إلا فمن مال من تجب نفقته علیه کما یأتی بیانه و لا تجبر علی إرضاعه و تجبر الأمة.

« مسألة 1367 » : حد الرضاعة حولان و تجوز الزیادة علی ذلک و أقله واحد و عشرون شهرا علی المشهور و الأم أحق بالرضاعة إذا رضیت بما یرضی به غیرها من أجرة أو تبرع.

« مسألة 1368 » : الأم أحق بحضانة الولد إن شاءت إذا کانت حرة مسلمة(5) عاقلة مأمونة علی الولد إلی سنتین و إن کان أنثی و الأولی جعله فی حضانة الأم إلی سبع


1- 1 . لروایة الکاهلی . (وسائل الشیعة 15 الباب 44 / 5 من ابواب احکام الاولاد.)
2- 2 . او الثلّث. او الرّجل و الورک او طائفا.
3- 3 . ماء و ملحاً (کما فی الفقیه (وسائل الشیعة 15 الباب 44 / 16؛ ابواب احکام الاولاد) )
4- 4 . مع رعایة قوله تعالی لینفق ذو سعة من سعته و من قدر علیه رزقه فلینفق ممّا آتاه اللّه. (الطلاق (7) / 65)
5- 5 . إذا کان الولد بحکم الاسلام.

ص: 314

سنین(1) و إن کان ذکرا. و تسقط الحضانة لو تزوجت و لا تسقط لو زنت.

« مسألة 1369 » : لو مات الأب بعد انتقال الحضانة إلیه أو کان مملوکا أو کافرا أو مجنونا فالأم أولی به إلی أن یبلغ من الوصی للأب و من الجد و الجدّة له و غیرهما من أقاربه و إن تزوجت.

« مسألة 1370 » : لو ماتت الأم فی مدة الحضانة فالأب أولی به من وصیها و أبیها و أمها و غیرهما من أقاربها و إذا فقد الأبوان فأب الأب أولی به و مع فقده فالوصی لأحدهما و مع فقده فثبوت حق الحضانة للأقرب من الأقارب إشکال.(2)

« مسألة 1371 » : إذا بلغ الولد رشیدا سقطت ولایة الأبوین عنه و کان له الخیار فی الانضمام إلی من شاء منهما أو من غیرهما.

« مسألة 1372 » : إذا طلبت الأم أجرة للرضاع زائدة علی غیرها أو وجد متبرع به و کان نظر الأب الإرضاع من غیرها ففی سقوط حق الحضانة إشکال و الأظهر سقوطه.(3)

« مسألة 1373 » : لو تزوجت فسقطت حضانتها ففی رجوع حضانتها بالطلاق قولان


1- 1 . لموثقة(وسائل الشیعة، 15 الباب 81 من ابواب احکام الاولاد.) داودبن الحصین و اطلاق موثقة (وسائل الشیعة، 15 الباب 81 من ابواب احکام الاولاد.) او صحیحة فضل علی احقیّة الاب بعد الفطام و لو تعارضتا مع صحیحة (وسائل الشیعة، 15 الباب 81 من ابواب احکام الاولاد.) ایوب بن نوح فالآیة المبارکة لا تخلو من دلالة علی احقیّة الوالد حیث یقول اللّه تبارک و تعالی (و علی المولود له رزقهّن و کسوتهّن بالمعروف) و النتّیجة جعله فی حضانة الامّ اولی. و ما ذکرنا وان کان خلاف المشهور الاّ انّه اوفق بالادلّة)
2- 2 . لا یبعد الثبوت.
3- 3 . لروایة داودبن الحصین المتقدم الیها الاشارة.

ص: 315

أقواهما العدم.(1)

« مسألة 1374 » : حق الحضانة الذی یکون للأم یسقط بإسقاطها بخلاف حق الحضانة الذی یکون للأب أو الجد فإنه لا یسقط بإسقاطه.

« مسألة 1375 » : الظاهر إن الأم تستحق الأجرة علی الحضانة إلا إذا کانت متبرعة بها أو وجد متبرع بالحضانة.

« مسألة 1376 » : إذا أخذ الأب أو غیره الطفل من أمه و لو عدوانا لم یکن علیه تدارک حق الحضانة بقیمة أو نحوها.

« مسألة 1377 » : یصح إسقاط حق الحضانة المستقبلة کما یصح إسقاطه یوما فیوما.

الفصل التّاسع: «فی النفقات»

و هی أقسام : نفقة الزوجة و نفقة الأقارب و نفقة المملوک إنسانا کان أو حیوانا.

أما نفقة الزوجة الدائمة فتجب علی الزوج و هی الإِطعام و الکسوة و السکنی و الفراش و الغطاء و آلة التنظیف و سائر ما تحتاج إلیه بحسب حالها بشرط أن تکون عنده فإذا خرجت من عنده تارکة له من دون مسوغ شرعی لم تستحق النفقة، و المشهور أن وجوب النفقة مشروط بعدم النشوز و هو التمرد علی الزوج بمنعه عن حقوقه أو بفعل المنفرات له عنها و إن کان مثل سبه و شتمه و فیه إشکال.(2)

« مسألة 1378 » : الظاهر أن من النفقة الواجبة علی الزوج أجرة الحمام عند حاجة الزوجة إلی التنظیف إذا لم تتهیأ لها مقدمات التنظیف فی البیت أو کان ذلک عسرا علیها لبرد أو غیره کما أن منها أجرة مصاریف الولادة و الفصد و الحجامة عند الاحتیاج إلیهما و کذلک أجرة الطبیب و الأدویة المتعارفة التی یکثر الاحتیاج إلیها عادة بل لا یبعد(3) أن یکون منها ما یصرف فی سبیل علاج الأمراض الصعبة التی یکون الابتلاء


1- 1 . العدم قوّی.
2- 2 . الاشکال فی تحقق النّشور بالسب و الشّتم.
3- 3 . لو کان من المعاشرة بالمعروف و الاّ فممنوع.

ص: 316

بها إتفاقیا و لو احتاج إلی بذل مال خطیر ما لم یکن ذلک حرجیا.

« مسألة 1379 » : لاتجب(1) نفقة الزوجة فی الزمان الفاصل بین العقد و الزفاف، فإن الارتکاز العرفی قرینة علی إسقاطها فی هذه المدة.

« مسألة 1380 » : تجب النفقة للزوجة الدائمة : و إن کانت ذمیة أو أمة(2) أو صغیرة فإن طلقت رجعیا بقیت لها النفقة و إن طلقت باثنا أو مات الزوج فلا نفقة لها مع عدم الحمل و أما مع الحمل فتجب فی الطلاق دون الموت و تقضی مع الفوات فلو ماتت إنتقلت إلی ورثتها.

« مسألة 1381 » : یجب علی الولد الإنفاق علی الأبوین و یجب علی الوالد الإنفاق علی الولد و لا یسقط الوجوب بمجرد القدرة علی أخذ الحقوق مثل الزکاة و الخمس إذا کان فیه مهانة بل مع عدمها أیضا.(3)

نعم لایجب الإنفاق مع البذل خارجا کما لا یجب مع غناهم أو قدرتهم علی الکسب.(4)

« مسألة 1382 » : یشترط فی وجوب الإِنفاق قدرة المنفق علی الإنفاق فإن عجز بقیت فی ذمته نفقة الزوجة و سقطت نفقة الأقارب.

« مسألة 1383 » : المشهور أن نفقة الأولاد مع فقد الآباء(5) علی الأم فإن فقدت فعلی أبیها و أمها بالسویة و لو کانت معهما أم الأب شارکتهما فی النفقة و هو لا یخلو من


1- 1 . لا یبعد الوجوب و لا سیّما مع التّمکین.
2- 2 . فی الامة إذا لم تمکّن تمکینا تامّا و فی الصغیرة اشکال. احوطه ذلک.
3- 3 . بل لا یبعد مع عدمها أیضا.
4- 4 . لکن لو ترکه فعلیه الانفاق فی زمان غیر قادر فیه علی نفقته حتّی یکتسب.
5- 5 . و کذا الاولاد او عدم انفاقهم.

ص: 317

إشکال و إن کان أحوط(1) و لا تجب النفقة علی غیر العمودین من الاخوة و الأعمام و الأخوال ذکورا أو إناثا و أولادهم.(2)

« مسألة 1384 » : نفقة النفس مقدمة علی نفقة الزوجة و هی مقدمة علی نفقة الأقارب و الأقرب منهم مقدم علی الأبعد فالولد مقدم علی ولد الولد ولو تساووا و عجز عن الإنفاق علیهم تخیر بینهم.(3)

« مسألة 1385 » : الإنسان المملوک تجب نفقته علی مولاه و له أن یجعلها فی کسبه مع الکفایة و إلا تممه المولی والأحوط(4) للمالک النفقة للبهائم أو البیع أو الذبح إن کانت من المذکاة.

« مسألة 1386 » : الأشهر أن القدرة علی النفقة لیست شرطا فی صحة النکاح فإذا تزوجت المرأة الرجل العاجز أو طرأ العجز بعد العقد لم یکن لها الخیار فی الفسخ لا بنفسها و لا بواسطة الحاکم ولکن یجوز لها أن ترجع أمرها إلی الحاکم الشرعی فیأمر زوجها بالطلاق فإن امتنع طلقها الحاکم الشرعی، و إذا امتنع القادر علی النفقة عن الإِنفاق جاز لها أیضا أن ترفع أمرها إلی الحاکم الشرعی فیلزمه بأحد الأمرین من الإنفاق و الطلاق فإن امتنع عن الأمرین و لم یمکن الإنفاق علیها من ماله جاز للحاکم طلاقها و لا فرق فی ذلک بین الحاضر و الغائب، نعم إذا کان الزوج مفقودا و علمت حیاته وجب علیها الصبر و إن لم یکن له مال ینفق علیها منه و لا ولی ینفق علیها من مال نفسه. و یأتی فی مبحث العدة التعرض لبقیة أحکام المفقود.

« مسألة 1387 » : لا یجوز للزوجة أن تخرج من بیتها بغیر إذن زوجها فیما إذا کان


1- 1 . لا یترک.
2- 2 . الاّ إذا یتوقف علیها صلة الرّحم فالوجوب قوّی.
3- 3 . و یحتمل القرعة.
4- 4 . لو لم یکن اقوی.

ص: 318

خروجها منافیا لحق الاستمتاع بها بل مطلقا علی(1) الأحوط فإن خرجت بغیر إذنه کانت ناشزا و لا یحرم علیها سائر الأفعال بغیر إذن الزوج إلا أن یکون منافیا لحق الاستمتاع.

« مسألة 1388 » : ما کان من النفقة یتوقف الانتفاع به علی ذهاب عینه کالطعام و الشراب و الصابون و نحوها تملک الزوجة عینه فلها مطالبة الزوج بتملیکه إیاها و لها الاجتزاء بما یبذله لها منه کما هو المتعارف فتأکل و تشرب من طعامه و شرابه و أما ما تبقی عینه بالانتفاع به فإن کان مثل المسکن و الخادم فلا إشکال فی کونه إمتاعا لا تملیکا فلیس لها المطالبة بتملیکها إیاه و الظاهر أن الفراش و الغطاء أیضا کذلک و أما الکسوة ففی کونها کالأول أو الثانی إشکال و لا یبعد أن الأول أقرب(2) و لا یجوز لها فی القسم الثانی نقله إلی غیرها و لا التصرف فیه علی غیر النحو المتعارف بغیر إذن الزوج و یجوز لها ذلک کله فی القسم الأول.

« مسألة 1389 » : مر أن الزوجة إذا خرجت من عند زوجها تارکة له من دون مسوغ شرعی سقطت نفقتها و یستمر السقوط ما دامت کذلک فإذا رجعت و تابت رجع الاستحقاق.(3)

« مسألة 1390 » : إذا نشز الزوج فلم یؤد إلی زوجته النفقة اللازمة من غیر عذر و تعذر رفع أمرها إلی الحاکم الشرعی ففی جواز نشوزها و امتناعها عن القیام بحقوق الزوج حینئذ إشکال.(4)


1- 1 . علی الاحوط زائد.
2- 2 . فیه اشکال.
3- 3 . و قیل بتوقّف الاستحقاق علی الاعلام و مضّی مدة یمکن وصوله الیها. و هو مبتنٍ علی اشتراط النفقة بالتمکین لا اسقاط النشوز لها و فیالمبنی اشکال.
4- 4 . إذا لم یؤثر فیرفع نشوزه.

ص: 319

« مسألة 1391 » : إذا لم یکن للزوج مال ینفق منه علی زوجته و کان یتمکن من الکسب وجب علیه إلا إذا کان لا یلیق به فتبقی النفقة دینا علیه، و الظاهر وجوب الاستدانة علیه إذا علم التمکن من الوفاء. أما إذا احتمل عدم التمکن من الوفاء ففی سقوط الوجوب إشکال و الأقرب(1) عدم السقوط.

« مسألة 1392 » : نفقة الزوجة تقبل الإسقاط فی کل یوم أما الإِسقاط فی جمیع الأزمنة المستقبلة فلا یخلو من إشکال و إن کان الجواز أظهر(2)، و أما نفقة الأقارب فلا تقبل الإسقاط لأنها واجبة تکلیفا محضا.

« مسألة 1393 » : یجزی ء فی الإنفاق علی القریب بذل النفقة فی دار المنفق و لا یجب علیه تملیکها و لا بذلها فی دار أخری و لو طلب المنفق علیه ذلک لم تجب إجابته إلا إذا کان عن عذر مانع له عن استیفاء النفقة فی بیت المنفق من حر أو برد أو وجود من یؤذیه هناک أو نحو ذلک مما یرجع إلی خلل فی محل الإنفاق.

« مسألة 1394 » : إذا وجب السفر علی الزوجة لم تسقط نفقتها فی السفر و وجب علی الزوج القیام بها، أما بذل أجور السفر و نحوها مما تحتاج إلیه من حیث السفر. فإن کان(3) السفر لشؤون حیاتها بأن کانت مریضة و توقف علاجها علی السفر إلی طبیب وجب علی الزوج بذل ذلک و إذا کان السفر أداءا لواجب فی ذمتها فقط کما إذا استطاعت للحج أو نذرت الحج الاستحبابی بإذن الزوج لم یجب علی الزوج بذل ذلک کما لا یجب علیه أداء الفدیة و الکفارة و فداء الإِحرام و نحو ذلک من الواجبات التی لا تقوم بها حیاتها.

« مسألة 1395 » : إذا اختلف الزوجان فی الإنفاق وعدمه مع اتفاقهما علی استحقاق النفقة فالظاهر أن القول قول الزوجة مع یمینها بلا فرق بین أن یکون الزوج غائبا أو کانت الزوجة منعزلة عنها و غیر ذلک.(4)


1- 1 . زائد.
2- 2 . غیر بعید.
3- 3 . لیراجع مسئله 1378.
4- 4 . إذا کانت فی بیته داخلة فی عیالاته یشکل تقدیم قولها.

ص: 320

« مسألة 1396 » : إذا کانت الزوجة حاملاً و وضعت و قد طلقت رجعیا فادعت الزوجة أن الطلاق کان بعد الوضع فتستحق علیه النفقة و ادعی الزوج أنه کان قبل الوضع و قد انقضت عدتها فلا نفقة لها فالقول قول الزوجة مع یمینها فإن حلفت استحقت النفقة، ولکن الزوج یلزم باعترافه فلا یجوز له الرجوع إلیها.

« مسألة 1397 » : إذا اختلفا فی الإِعسار و الیسار فادعی الزوج الإِعسار و أنه لا یقدر علی الإنفاق و ادعت الزوجة یساره کان القول قول الزوج مع یمینه نعم إذا کان الزوج موسرا و ادعی تلف أمواله و إنه صار معسرا فأنکرته الزوجة کان القول قولها مع یمینها.

« مسألة 1398 » : لا یعتبر فی استحقاق الزوجة النفقة علی زوجها فقرها و حاجتها بل تستحقها علی زوجها و إن کانت غنیة غیر محتاجة.

« مسألة 1399 » : یتخیر الزوج بین أن یدفع إلی الزوجة عین المأکول کالخبز و الطبیخ و اللحم المطبوخ و ما شاکل ذلک و أن یدفع إلیها موادها کالحنطة و الدقیق و الأرز و اللحم و نحو ذلک مما یحتاج فی إعداده للأکل إلی علاج و مؤنة فإذا اختار الثانی کانت مؤنة الإِعداد علی الزوج دون الزوجة.

ص: 321

کتاب الطلاق

اشارة

« مسألة 1400 » : یشترط فی المطلق البلوغ و العقل و الاختیار و القصد فلا یصح طلاق الصبی و إن بلغ عشرا(1) و لا المجنون و إن کان جنونة ادواریا إذا کان الطلاق فی دور الجنون و لا طلاق المکره و إن رضی بعد ذلک و لا طلاق السکران و نحوه مما لا قصد له معتدا به، و یجوز لولی المجنون أن یطلق عنه مع المصلحة و لا یجوز لولی الصبی و السکران أن یطلق عنهما. و هل یجوز لولی الصبی أن یهب المتمتع بها المدة؟ قولان أظهرهما(2) الجواز.

« مسألة 1401 » : یشترط فی المطلقة دوام الزوجیة فلا یصح طلاق المتمتع بها و لا الموطوءة بملک الیمین و یشترط أیضا خلوها من الحیض و النفاس إذا کانت مدخولاً بها و کانت حائلاً و کان المطلق حاضرا فلو کانت غیر مدخول بها أو حاملاً مستبینة الحمل جاز طلاقها و إن کانت حائضا و کذا إذا کان المطلق غائبا و کان جاهلاً بحالها، و لا فرق بین أن یکون المطلق هو الزوج أو الوکیل الذی فُوضّ إلیه أمر الطلاق، نعم یشترط فی صحة طلاقه علی الأحوط مضی مدة یعلم بحسب عادتها انتقالها فیها من


1- 1 . لا یترک الاحتیاط فیه .
2- 2 . فیه اشکال.

ص: 322

طهر إلی آخر و الأحوط أن لا یقل ذلک عن شهر فإذا مضت المدة المذکورة فطلقها صح طلاقها و إن کانت حائضا حال الطلاق، و بحکم الغائب فی ذلک الحاضر الذی لا یقدر بحسب العادة أن یعرف أنها حائض أو طاهر کالمحبوس کما أن الغائب الذی یقدر علی معرفة أنها حائض أو طاهر لا یصح طلاقه و إن وقع الطلاق بعد المدة المزبورة إلا إذا تبین أنها کانت طاهرا فی حال الطلاق.

« مسألة 1402 » : اعتبار المدة المذکورة فی طلاق الغائب یختص بمن کانت تحیض فإذا کانت لا تحیض و هی فی سن من تحیض جاز طلاق الغائب لها بعد ثلاثة أشهر من الدخول بها و إن احتمل طروء الحیض حال الطلاق.

« مسألة 1403 » : یشترط فی المطلقة(1) أیضا أن تکون طاهرا طهرا لم یجامعها زوجها فیه فلو طلقها فی طهر قد جامعها فیه لم یصح إلا إذا کانت صغیرة أو یائسة أو حاملاً مستبینة الحمل فإن کل واحدة من المذکورات یصح طلاقها و إن وقع فی طهر قد جامعها فیه و مثلها من غاب عنها زوجها إذا کان جاهلاً بذلک و کان طلاقها بعد انقضاء المدة المتقدمة علی الأحوط فإنه یصح الطلاق و إن کان وقوعه فی طهر قد جامعها فیه علی نحو ما تقدم فی شرطیة عدم الحیض.

« مسألة 1404 » : إذا أخبرت الزوجة أنها طاهر فطلقها الزوج أو وکیله ثم أخبرت أنها کانت حائضا حال الطلاق لم یقبل خبرها إلا بالبینة و یکون العمل علی خبرها الأول ما لم یثبت خلافه.

« مسألة 1405 » : لو طلق الغائب زوجته قبل مضی المدة المذکورة فتبین کون الطلاق فی طهر لم یجامعها فیه صح و أما إذا طلق الحاضر زوجته غیر مستبینة الحمل فی طهر المجامعة فتبین کونها حاملاً ففی صحة طلاقه إشکال و الاحتیاط بإعادة الطلاق لا


1- 1 . التی دخل بها.

ص: 323

یترک. و کذا الإشکال فیما إذا وطأها حال الحیض عمدا أو خطأ ثم طلقها بعد أن طهرت من الحیض بل لا یبعد فیه البطلان و إذا طلقها اعتمادا علی استصحاب الطهر أو استصحاب عدم الدخول صح الطلاق ظاهرا أما صحته واقعا فتابعة لتحقق الشرط واقعا.

« مسألة 1406 » : إذا کانت المرأة مسترابة بأن کانت لا تحیض و هی فی سن من تحیض سواء أکان لعارض اتفاقی أم لعادة جاریة فی أمثالها کما فی أیام إرضاعها أو فی أوائل بلوغها جاز طلاقها فی طهر قد جامعها فیه إذا کان قد اعتزلها حتی مضت ثلاثة أشهر. فإنه إذا طلقها بعد مضی المدة المذکورة صح طلاقها و إن کان فی طهر المجامعة.

« مسألة 1407 » : یشترط فی صحة الطلاق تعیین المطلقة مع تعدد الزوجات، فلو کانت له زوجة واحدة فقال : زوجتی طالق صح، و لو کانت له زوجتان أو زوجات فقال زوجتی طالق فإن نوی معینة منهما أو منها صح و قبل تفسیره و إن نوی غیر معینة بطل علی الأقوی.

« مسألة 1408 » : یجوز التوکیل فی الطلاق من الحاضر و الغائب للحاضر و الغائب.

« مسألة 1409 » : الصیغة التی یقع بها الطلاق أن یقول : أنت طالق و هی طالق أو فلانة طالق و فی وقوعه بمثل طلقت فلانة أو طلقتک أو أنت مطلقة أو فلانة مطلقة إشکال، بل الأظهر البطلان.

« مسألة 1410 » : لا یقع الطلاق بالکتابة و لا بالإشارة للقادر علی النطق و یقع بهما للعاجز عنه و لو خیر زوجته و قصد تفویض الطلاق إلیها فاختارت نفسها بقصد الطلاق قیل یقع الطلاق رجعیا و قیل لا یقع. أصلاً و هو الأقوی، و لو قیل له : هل طلقت زوجتک فلانة؟ فقال : نعم، بقصد إنشاء الطلاق قیل. یقع الطلاق بذلک و قیل، لا. و هو الأقوی.

ص: 324

« مسألة 1411 » : یشترط فی صحة الطلاق عدم تعلیقه علی الشرط المحتمل الحصول أو الصفة المعلومة الحصول متأخرا فلو قال : إذا جاء زید فأنت طالق، أو إذا طلعت الشمس فأنت طالق، بطل، نعم إذا کان الشرط المحتمل الحصول مقوما لصحة الطلاق کما إذا قال : إن کنت زوجتی فأنت طالق، أو کانت الصفة المعلومة الحصول غیر متأخرة کما إذا أشار إلی یده و قال إن کانت هذه یدی فأنت طالق، صح.

« مسألة 1412 » : یشترط أیضا فی صحة الطلاق سماع رجلین عدلین و لا یعتبر معرفة المرأة بعینها بحیث تصح الشهادة علیها فلو قال : زوجتی هند طالق بمسمع الشاهدین صح و إن لم یکونا یعرفان هندا بعینها بل و إن اعتقدا غیرها، و لو طلقها وکیل الزوج لم تکف شهادة الزوج و لا شهادته و تکفی شهادة الوکیل علی التوکیل عن الزوج فی إنشاء الطلاق.

فصل فی أقسام الطّلاق

الطلاق قسمان : بدعة، و سنة :

« مسألة 1413 » : الطلاق بدعة هو طلاق الحائض الحائل أو النفساء حال حضور الزوج مع إمکان معرفة حالها أو مع غیبته کذلک أو قبل المدة المعتبرة و الطلاق فی طهر المواقعة مع عدم الیأس و الصغر و الحمل و طلاق المسترابة قبل انتهاء ثلاثة أشهر و طلاق الثلاث إما مرسلاً بأن یقول : هی طالق ثلاثا و إما و لاءا بأن یقول هی طالق، هی طالق، هی طالق، و الکل باطل عدا طلاق الثلاث(1) فإن فیه تصح واحدة و یبطل الزائد.(2)


1- 1 . عدا الاخیر.
2- 2 . و یقوی فی ما قبله.

ص: 325

« مسألة 1414 » : إذا طلق المخالف زوجته(1) طلاقا بدعیا جاز لنا تزویجها إلزاما له بما ألزم به نفسه و لو طلقها ثلاثا بانت منه فلا یجوز له مراجعتها. نعم إذا تبصر بعد الطلاق جری(2) علیه حکم المتبصر.

« مسألة 1415 » : الطلاق سنةً قسمان : بائن و رجعی.

(الأول) : طلاق الیائسة و الصغیرة غیر البالغة تسعا و غیر المدخول بها و لو دبرا و المختلعة و المباراة مع استمرار الزوجة علی البذل و المطلقة ثلاثا بینها رجعتان و لو کان الرجوع بعقد جدید إن کانت حرة و المطلقة طلقتین بینهما رجعة و لو بعقد جدید إن کانت أمة.

(الثانی) : ما عدا ذلک و یجوز للزوج الرجوع فیه أثناء العدة.

« مسألة 1416 » : الطلاق العدی هو أن یطلق زوجته مع اجتماع الشرائط ثم یراجع قبل خروجها من العدة فیواقعها ثم یطلقها فی طهر آخر ثم یراجعها فیه و یواقعها ثم یطلقها فی طهر آخر فتحرم علیه حتی تنکح زوجا آخر، فإذا نکحت و خلت منه فتزوجها الأول فطلقها ثلاثا علی النهج السابق حرمت علیه حتی تنکح زوجا آخر، فإذا نکحت آخر و خلت منه فتزوجها الأول فطلقها ثلاثا علی النهج السّابق حرمت فی التاسعة تحریماً مؤبّداً اذا کانت حرّة، امّا اذا کانت أمة فإنها تحرم بعد کل تطلیقتین حتی تنکح زوجا آخر و فی السادسة تحرم مؤبدا، و ما عدا ذلک فلیس بعدّی، و إذا لم یکن الطلاق عدیّا فالمشهور أنها لا تحرم المطلقة مؤبدا و إن زاد عدد الطلاق علی التسع لکنه لا یخلو من إشکال و الاحتیاط لا یترک بل التحریم مؤبدا غیر بعید.

« مسألة 1417 » : تحرم المطلقة الحرة فی الثالث مطلقا حتی تنکح زوجا غیره و الأمة


1- 1 . و لو کانت منّا.
2- 2 . لو لم تتزّوج.

ص: 326

المطلقة تحرم فی الثانی کذلک حتی تنکح زوجا غیره.

« مسألة 1418 » : الطلاق السنی أقسام : سنی بالمعنی الأعم و هو کل طلاق جامع للشرائط مقابل الطلاق البدعی و سنی مقابل العدیّ و هو ما یراجع فیه فی العدة من دون جماع، و سنی بالمعنی الأخص و هو أن یطلق الزوجة فلا یراجعها حتی تنقضی العدة ثم یتزوجها.

« مسألة 1419 » : یقع الطلاق السنّی بالمعنی الاعم و العدّی علی الحبلی و لا یشترط فی الطلاق الثانی و الثالث لها المواقعة إذا رجع فی العدّة و لا فصل شهر.

« مسألة 1420 » : المشهور أنه یشترط فی الزوج الذی یکون نکاحه محللاً للزوجة بعد ثلاث تطلیقات فی الحرة أو تطلیقتین فی الأمة أمور : بلوغه و وطؤه قبلاً بالعقد الصحیح الدائم فإذا فقد واحدا منها لم تحل للأول ولکنه لا یخلو من إشکال فی التزویج بالمراهق و الوط ء فیالدبر،(1) نعم الاشتراط أحوط، و کما یهدم نکاحه الطلقات الثلاث یهدم ما دونها، فلو نکحت زوجا آخر بعد تطلیق الأول تطلیقتین لم تحرم علیه إذا طلقها الثالثة بل لا بد فی تحریمها علیه من ثلاث تطلیقات مستأنفة.

« مسألة 1421 » : الرجوع الموجب لرجوع الزوجیة من الإیقاعات فیصح أنشاؤه باللفظ مثل : رجعت بک و راجعتک و أرجعتک إلی نکاحی و نحو ذلک، و بالفعل کالتقبیل بشهوة و نحو ذلک مما لا یحل إلا للزوج و لا بد فی تحقق الرجوع بالفعل من قصده فلو وقع من الساهی أو بظن انها غیر المطلقة أو نحو ذلک لم یکن رجوعا، نعم الظاهر تحقق الرجوع بالوط ء و إن لم یقصده به.

« مسألة 1422 » : لا یجب الإشهاد فی الرجوع فیصح بدونه و إن کان الإشهاد أفضل، و یصح فیه التوکیل، فإذا قال الوکیل : أرجعتک إلی نکاح موکلی أو رجعت بک، قاصدا ذلک صح. لو کان له ظهور.


1- 1 . اشکاله اهون.

ص: 327

« مسألة 1423 » : یقبل قول المرأة فی إنقضاء العدة بالحیض و بالشهور، و یقبل قول الرجل فی الطلاق حتی بعد انقضاء العدة بالنشبة إلی أصل الطلاق و عدم الحق له علی زوجته. و أما بالنسبة إلی حقوق الزوجة کمطالبتها النفقة للأیام السابقة علی إخباره بالطلاق فلا یقبل(1) قوله علی الأظهر.

« مسألة 1424 » : یثبت الرجوع بمجرد ادعاء الزوج و اخباره به إذا کان فی أثناء العدة. أما بعد انقضاء العدة إذا أخبر بالرجعة سابقا فی العدة فلا یقبل إلا بالبینة، و فی قبول شهادة شاهد و یمین الزوج إشکال و کذا بشهادة شاهد و امرأتین و إن کان الأظهر فی الثانی القبول.(2)

« مسألة 1425 » : إذا طلقها فادعت الزوجة بعده أن الطلاق کان فی الحیض و أنکره الزوج کان القول قوله(3) مع یمینه و إذا رجع الزوج وادعت الزوجة انقضاء عدتها صدقت و إذا علم بالرجوع و انقضاء العدة و شک فی المتقدم و المتأخر فادعی الزوج تقدم الرجوع وادعت الزوجة تأخره کان القول قول الزوج(4) سواء أکان تاریخ انقضاء العدة معلوما و تاریخ الرجوع مجهولاً أم کان الأمر بالعکس أم کانا مجهولی التاریخ.

فصل فی العدة

« مسألة 1426 » : لا عدة فی الطلاق علی الصغیرة و الیائسة و إن دخل بهما و علی غیر المدخول بها قبلاً و لا دبرا و یتحقق الدخول بادخال الحشفة و إن لم ینزل، حراما کان کما إذا دخل فی نهار الصوم الواجب المعین أو فی حالة الحیض أو حلالاً.


1- 1 . فیه تأمل .
2- 2 . فیه اشکال.
3- 3 . إذا کان تاریخ الحیض معلوما.
4- 4 . فی مجهولی التاریخ. امّا إذا کان تاریخ الرجوع معلوما فلا یبعد تقدیم قولها و یشکل فی ما إذا کان تاریخ انقضاء العدة معلوما.

ص: 328

« مسألة 1427 » : عدة طلاق الزوجة الحرة غیر الحامل فی التی تحیض ثلاثة أطهار إذا کانت مستقیمة الحیض فإذا رأت دم الحیضة الثالثة فقد خرجت من العدة، و أما غیر المستقیمة کمن تحیض فی کل أربعة أشهر مثلاً مرة فعدتها ثلاثة أشهر.(1)

« مسألة 1428 » : عدة طلاق الزوجة الأمة غیر الحامل فی التی تحیض و کانت مستقیمة الحیض طُهْران، فإذا رأت دم الحیضة الثانیة فقد خرجت من العدة و الأحوط(2) انتظار انتهاء الحیضة الأخیرة، و إن کانت غیر مستقیمة الحیض فعدتها خمسة و أربعون یوما.

« مسألة 1429 » : عدة طلاق الزوجة غیر الحامل فی التی لا تحیض _ و هی فی سن من تحیض لخلقة أو لعارض من رضاع أو غیره _ ثلاثة أشهر و لو کانت ملفقة إن کانت حرة، و إن کانت أمة فعدتها خمسة و أربعون یوما.

« مسألة 1430 » : عدة طلاق الزوجة الحامل _ و إن کان حملها باراقة ماء زوجها فی فرجها من دون دخول _ إلی وضع الحمل و لا فرق بین الحرة و الأمة.

« مسألة 1431 » : عدة المتوفی عنها زوجها إن کانت حرة حائلاً أربعة أشهر و عشرة أیام، صغیرة کانت أو کبیرة یائسة کانت أم غیرها مسلمة کانت أم غیرها مدخولاً بها أم غیر مدخول بها دائمة کانت أم متمتعا بها، و لا فرق فی الزوج بین الکبیر و الصغیر و الحر و العبد و العاقل و غیره، و الأحوط استحبابا(3) أن تکون الشهور عددیة فتکون المدة مائة و ثلاثین یوما و إن کانت حرة حاملاً فعدتها أبعد الأجلین من المدة المذکورة و وضع الحمل کما سبق.

« مسألة 1432 » : عدة الأمة الحائل ذات الولد من الوفاة کعدة الحرة علی الأقوی


1- 1 . هذا إذا کانت مسلمة، امّا الذمیّة فکذلک فی الموردین علی المشهور فی العدة.
2- 2 . لا ینبغی ان یترک.
3- 3 . زائد. (إذا لم یکن الاعتداد من اوّل الشهر)

ص: 329

أربعة أشهر و عشرة أیام سواء أکان الاعتداد من وفاة سیدها أم من وفاة زوجها إذا کانت مزوجة، و کذلک غیر ذات الولد من وفاة سیدها إذا کانت مرطوءة له. و أما عدتها من وفاة زوجها فالظاهر أنها شهران(1) و خمسة أیام، اما إذا کانت حاملا فعدتها أبعد الأجلین من عدة الحائل و من وضع الحمل.

« مسألة 1433 » : یجب علی المعتدة عدة الوفاة الحداد ما دامت فی العدة بترک الزینة فی البدن و اللباس مثل الکحل و الطیب و الخضاب و الحمرة و ماء الذهب و لبس مثل الأحمر و الأصفر إذا کان لباس زینة عند العرف و ربما یکون لباس الأسود کذلک إما لکیفیة تفصیله أو لبعض الخصوصیات الموجودة فیه مثل کونه مخططا. و بالجملة ما یکون زینة من اللباس یحرم لبسه و منه الحلی، و لا بأس بما لا یعد زینة مثل تنظیف البدن و اللباس و تقلیم الأظفار و دخول الحمام، و لا فرق بین المسلمة و الذمیة، و لا فرق فی الزوج بین الکبیر و الصغیر، و الأقوی عدم ثبوت الحداد فی الصغیرة کما أن الظاهر اختصاص الوجوب بالحرة فلا یجب علی الأمة، نعم الأقوی وجوبه علی المتمتع بها کالدائمة.(2) و الظاهر أنه لیس شرطا فی العدة، فلو ترکته عمدا أو لعذر جاز لها التزویج بعد انقضاء العدة، و لا یجب علیها استئنافها و الأقوی جواز خروجها من بیتها علی کراهیة(3) إلا لضرورة أو أداء حق أو فعل طاعة أو قضاء حاجة.(4)

« مسألة 1434 » : إذا وطأ أمته ثم اعتقها اعتدت منه کالحرة بثلاثة اطهار إن کانت مستقیمة الحیض و إلا فبثلاثة أشهر.

« مسألة 1435 » : إذا طلق زوجته رجعیا فمات فی أثناء العدة اعتدت عدة الوفاة، فإن


1- 1 . الاحوط کونها اربعة اشهر و عشرا.
2- 2 . لو مکثت عنده ایّاما لا یوما او یومین او اقّل.
3- 3 . شدیدة بل منع.
4- 4 . و ینبغی کون خروجها بعد نصف اللیل و رجوعها مساءً.

ص: 330

کانت حرة اعتدت عدة الحرة للوفاة و إن کانت أمة(1) اعتدت عدة الأمة للوفاة، أما لو کان الطلاق بائنا أکملت عدة الطلاق لا غیر، حرة کانت أم أمة.

« مسألة 1436 » : الحمل الذی یکون وضعه هو منتهی عدة الحامل أعم مما کان سقطا تاما و غیر تام حتی لو کان مضغة أو علقة.

« مسألة 1437 » : إذا کانت حاملاً باثنین لم تخرج(2) من العدة إلا بوضع الاثنین.

« مسألة 1438 » : لا بد من العلم بوضع الحمل فلا یکفی الظن به فضلاً عن الشک، نعم یکفی قیام الحجة علی ذلک کالبینة و إن لم تفد الظن.

« مسألة 1439 » : المشهور علی أنه یعتبر فی انقضاء عدة الحامل بوضع حملها، إلحاق الولد بذی العدة، فلو لم یلحق به کما لو کان الزوج بعیدا عنها بحیث لا یحتمل تولده منه لم یکن وضعه موجبا للخروج عن العدة منه بل تکون عدتها الأقراء او الشهور. ولکنه لا یخلو من إشکال(3) و الاحتیاط لا یترک.

« مسألة 1440 » : الغائب إن عرف خبره و علمت حیاته صبرت امرأته و کذا أن جهل خبره و انفق علیها ولیه من مال الغائب أو من مال نفسه، و إن لم یکن للغائب مال و لم ینفق الولی علیها من مال نفسه، فإن صبرت المرأة علی ذلک فهو، و إن لم تصبر فالمشهور إنها ترفع أمرها إلی الحاکم الشرعی فیؤجلها أربع سنین ثم یفحص عنه فی الجهات التی فقد فیها فإن علم حیاته صبرت و إن علم موته اعتدت عدة الوفاة و إن جهل حاله و انقضت الأربع سنین أمر الحاکم ولیه بأن یطلقها فإن امتنع أجبره فإن لم یکن له ولی أو لم یمکن اجباره طلقها الحاکم ثم اعتدت عدة الوفاة و لیس علیها فیها


1- 1 . تقدّم عدم الفرق.
2- 2 . مقتضی موثّقة (وسائل الشیعة، 15 الباب 10 / 1 من ابواب العدد.) عبد الرّحمن خروجها بوضع الاوّل و عدم حلّها للازواج حتّی تضع الثّانی و مال الیها صاحب الوسیلة.
3- 3 . ضعیف.

ص: 331

حداد، فإذا خرجت من العدة صارت أجنبیة عن زوجها و جاز لها أن تتزوج من شاءت و إذا جاء زوجها حینئذ فلیس له علیها سبیل، و ما ذکره المشهور قریب و إن منعه بعض.

« مسألة 1441 » : لو کانت للغائب زوجات أخری لم یرفعن أمرهن إلی الحاکم فهل یجوز للحاکم طلاقهن إذا طلبن ذلک فیجتزی بمضی المدة المذکورة و الفحص عنه بعد طلب إحداهن أو یحتاج إلی تأجیل و فحص جدید؟ وجهان. أقربهما الأول.

« مسألة 1442 » : لا یبعد(1) الاجتزاء بمضی الأربع سنین بعد فقد الزوج، مع الفحص فیها و إن لم یکن بتأجیل من الحاکم ولکن الحاکم یأمر حینئذ بالفحص عنه مقدارا ما، ثم یأمر بالطلاق أو یطلق و الأحوط الأولی أن یکون التأجیل و الفحص فی تلک المدة من قبله.

« مسألة 1443 » : لو فقد الزوج فی بلد مخصوص أو جهة مخصوصة بحیث دلت القرائن علی عدم انتقاله منها کفی البحث فی ذلک البلد أو تلک الجهة.

« مسألة 1444 » : لو تحقق الفحص التام فی مدة یسیرة فإن احتمل الوجدان بالفحص فی المقدار الباقی و لو بعیدا لزم الفحص و إن تیقن عدم الوجدان سقط وجوب الفحص ولکن یجب الإنتظار تمام المدة علی الاحوط.(2)

« مسألة 1445 » : لو تمت المدة واحتمل وجدانه بالفحص بعدها لم یجب(3) بل یکتفی بالفحص فی المدة المضروبة.

« مسألة 1446 » : لا فرق فی المفقود بین المسافر و من کان فی معرکة قتال و من انکسرت سفینته ففقد.


1- 1 . لا یترک الاحتیاط باستناد الفحص الی امر الحاکم الشّرعی.
2- 2 . لو لم یکن اقوی.
3- 3 . الاحوط اتمام الفحص.

ص: 332

« مسألة 1447 » : یجوز للحاکم الاستنابة فی الفحص و إن کان النائب نفس الزوجة و یکفی فی النائب الوثاقة و لا فرق فی الزوج بین الحر و العبد و کذلک الزوجة و الظاهر اختصاص الحکم بالدوام فلا یجری فی المتعة.

« مسألة 1448 » : الطلاق الواقع من الولی أو الحاکم رجعی تجب فیه النفقة و إذا حضر الزوج أثناء العدة جاز له الرجوع بها، و إذا مات أحدهما فی العدة ورثه الآخر و لو مات بعد العدة فلا توارث بینهما.

« مسألة 1449 » : ذکر بعض الأکابر أن المفقود المعلوم حیاته مع عدم تمکن زوجته من الصبر یجوز للحاکم أن یطلق زوجته و کذلک المحبوس الذی لا یمکن اطلاقه من الحبس أبدا إذا لم تصبر زوجته علی هذه الحال! و ما ذکره قدس سره بعید. و أبعد منه ما ذکره أیضا من أن المفقود إذا أمکن إعمال الکیفیات المذکورة من ضرب الأجل و الفحص لکن کان ذلک موجبا للوقوع فی المعصیة تجوز المبادرة إلی طلاقها من دون ذلک و لازم کلامه جواز المبادرة إلی طلاق الزوجة بلا إذن من الزوج إذا علم کون بقائها علی الزوجیة موجبا للوقوع فی المعصیة! و هو کما تری؟

« مسألة 1450 » : مر أن الزوج إذا کان ممتنعا من الإنفاق علی زوجته مع استحقاقها النفقة علیه رفعت أمرها إلی الحاکم فیأمر زوجها بالانفاق أو الطلاق فإن امتنع عن کلیهما طلقها الحاکم والظاهر(1) أن الطلاق حینئذ بائن لا یجوز للزوج الرجوع بها أثناء العدة، وعدتها عدة الطلاق.

« مسألة 1451 » : عدة الموطوءة بشبهة عدة الطلاق، فان کانت حاملاً فبوضع الحمل، و إن کانت حائلاً مستقیمة الحیض فبالاقراء و إلا فبالشهور و کذلک المفسوخ نکاحها بعد الدخول بفسخ فاسخ لعیب أو نحوه أو بانفساخ لارتداد أو رضاع أو غیره، نعم إذا


1- 1 . فیه تأمّل و انکان قریبا.

ص: 333

ارتد الزوج عن فطرة فالعدة عدة الوفاة أما إذا کان الفسخ قبل الدخول فلا عدة علیها.

هذا فی الحرة و حکم الأمة حکم الحرة فیما ذکرناه علی الأحوط.(1)

« مسألة 1452 » : لا عدة علی المزنی بها من الزنا إن کانت حرة و لا استبراء علیها إن کانت أمة فیجوز لزوجها أن یطأها و یجوز التزویج بها للزانی و غیره، لکن الأحوط لزوما أن لا یتزوج بها الزانی إلا بعد استبرائها بحیضة.

« مسألة 1453 » : الموطوءة شبهة لا یجوز لزوجها أن یطأها ما دامت فی العدة و فی جواز سائر الاستمتاعات له إشکال(2)، و الظاهر أنه لا یجوز تزویجها فی العدة لو کانت خلیة.(3)

« مسألة 1454 » : مبدأ عدة الطلاق من حین وقوعه، حاضرا کان الزوج أو غائبا و مبدأ عدة الوفاة فی الحاضر من حینها، و فی الغائب و من بحکمه کالمحبوس من حین بلوغ خبر الوفاة بل لا یبعد ذلک فی الحاضر إذا لم یبلغها خبر وفاته إلا بعد مدة، و فی عموم الحکم للأمة إذا مات من له العدة و علمت به بعد مدة إشکال، و کذا الإشکال فی عمومه للصغیرة و المجنونة و هل یشترط فی تحقق البلوغ حجیة الخبر؟ وجهان أظهرهما(4) ذلک و مبدأ عدة الفسخ من حینه و کذا مبدأ عدة وط ء الشبهة فإنه من حینه لا من حین زوال الشبهة علی الأظهر.

« مسألة 1455 » : المطلقة بائنا بمنزلة الأجنبیة لا تستحق نفقة علی زوجها و لا تجب علیها اطاعته و لا یحرم علیها الخروج بغیر إذنه، و أما المطلقة رجعیا فهی بمنزلة الزوجة ما دامت فی العدة فیجوز لزوجها الدخول علیها بغیر إذن و یجوز بل یستحب


1- 1 . و انکان الاستبراء بحیضة او 45 یوما قویا.
2- 2 . لا یبعد الجواز
3- 3 . لغیر الواطئ.
4- 4 . بل الاظهر عدمه لکن یعتبر حصول الوثوق باخباره و لا تتزّوج الاّ بعد تیقّن الخبر.

ص: 334

لها اظهار زینتها له، و تجب علیه نفقتها و تجب علیها اطاعته، و یحرم علیها الخروج من بیته بغیر إذنه علی ما مر و یتوارثان إذا مات أحدهما فی أثناء العدة، و لا یجوز(1) له أن یخرجها من بیت الطلاق إلی بیت آخر إلاّ أن تأتی بفاحشة مبینة، کما إذا کانت بذیئة اللسان أو أنها(2) تتردد علی الأجانب أو أنهم(3) یترددون علیها، و لو اضطرت إلی الخروج بغیر إذن زوجها فالأحوط أن یکون بعد نصف اللیل و ترجع قبل الفجر(4) إذا تأدت الضرورة بذلک.

« مسألة 1456 » : إذا طلق زوجته بعد الدخول و رجع ثم طلقها قبل الدخول وجبت علیها العدة من حین الطلاق الثانی(5) و قیل لا عدة علیها لأنه طلاق قبل الدخول لکنه ضعیف، ولو طلقها بائنا بعد الدخول ثم عقد علیها فی أثناء العدة ثم طلقها قبل الدخول ففی جریان حکم الطلاق قبل الدخول فی عدم لعدة وعدمه و جهان أقواهما الثانی ولکنه لا یجب علیها استئناف العدة، بل اللازم إکمال عدتها من الطلاق الأول، و کذا الحکم فی المنقطعة إذا تزوجها فدخل بها ثم وهبها المدة ثم تزوجها ثانیا و وهبها المدة قبل الدخول.

« مسألة 1457 » : إذا طلقها فحاضت بحیث لم یتخلل زمان طهر بین الطلاق و الحیض لم یحسب ذلک الطهر الذی وقع فیه الطلاق من الأطهار الثلاثة و احتاجت فی انتهاء عدتها إلی اطهار ثلاثة أخری فتنتهی عدتها برؤیة الحیضة الرابعة، و لو تخلل زمان طهر بین الطلاق و الحیض احتسب ذلک الطهر الیسیر من الأطهار الثلاثة و انتهت عدتها برؤیة الحیضة الثالثة.


1- 1 . علی اشکال.
2- 2 . زائد.
3- 3 . اذا تأذّی اهل الزّوج بذلک بحیث یستند الیها.
4- 4 . فیه اشکال.
5- 5 . و یحتمل قویّا تکمیل العدّة الاولی.

ص: 335

« مسألة 1458 » : إذا کانت المرأة تحیض بعد کل ثلاثة أشهر مرة فطلقها فی أول الطهر و مرت علیها ثلاثة أشهر بیض فقد خرجت من العدة و کانت عدتها الشهور لا الاطهار، و إذا کانت تحیض فی کل ثلاثة أشهر مرة بحیث لا تمر علیها ثلاثة أشهر بیض لا حیض فیها فهذه عدتها الاطهار لا الشهور، و إذا اختلف حالها فکانت تحیض فی الحر مثلاً فی أقل من ثلاثة أشهر مرّة و فی البرد بعد کل ثلاثة أشهر مرة اعتدت بالسابق من الشهور و الاطهار فإن سبق لها ثلاثة أشهر بیض کانت عدتها و إن سبق لها ثلاثة أطهار کانت عدتها أیضا. نعم إذا کانت مستقیمة الحیض فطلقها و رأت الدم مرة ثم ارتفع علی خلاف عادتها و جهل سببه و أنه حمل أو سبب آخر انتظرت تسعة أشهر من یوم طلاقها، فإن لم تضع اعتدت بعد ذلک بثلاثة أشهر و خرجت بذلک عن العدة.

« مسألة 1459 » : إذا رأت الدم مرة ثم بلغت سن الیأس أکملت العدة بشهرین.

« مسألة 1460 » : تختص العدة فی وط ء الشبهة بما إذا کان الواطی ء جاهلاً سواء کانت الموطوءة عالمة أم جاهلة، أما إذا کان الواطی ء عالما و الموطوءة جاهلة فالظاهر أنه لا عدة له علیها.(1)

« مسألة 1461 » : إذا طلق زوجته بائنا ثم وطأها شبهة فهل تتداخل العدتان بأن تستأنف عدة للوط ء و تشترک معها عدة الطلاق من دون فرق بین کون العدتین من جنس واحد أو من جنسین بأن یطلقها حاملاً ثم وطأها أو طلقها حائلاً ثم وطأها فحملت أو لا تتداخل قولان أشهرهما الثانی و أقربهما الأول بل لا یبعد ذلک لو وطأها أجنبی شبهة ثم طلقها زوجها أو بالعکس ولکن لا یترک الاحتیاط بتعدد العدة حینئذ، و کذا إذا وطأها رجل شبهة ثم وطأها آخر کذلک، نعم لا ینبغی الاشکال فی التداخل إذا وطأها رجل شبهة مرة بعد اخری.


1- 1 . و انکان الاعتداد احوط.

ص: 336

« مسألة 1462 » : إذا طلق زوجته غیر المدخول بها ولکنها کانت حاملاً باراقته علی فم الفرج اعتدت عدة الحامل و کان له الرجوع فیها.

فصل فی الخلع و المباراة

و هما نوعان من الطلاق علی الأقوی فإذا انضم إلی أحدهما تطلیقتان حرمت الزوجة حتی تنکح زوجا غیره.

« مسألة 1463 » : یقع الخلع بقوله : أنت طالق علی کذا، و فلانة طالق علی کذا، و بقوله : خلعتک علی کذا، أو أنت مختلعة علی کذا، أو فلانة مختلعة علی کذا، بالفتح فیهما و فی الکسر إشکال و إن لم یلحق بقوله : أنت طالق أو هی طالق و إن کان الأحوط إلحاقه به و لا یقع بالتقایل بین الزوجین.

« مسألة 1464 » : یشترط فی الخلع الفدیة و یعتبر فیها أن تکون مما یصح تملیکه و أن تکون معلومة قدرا و وصفا ولو فی الجملة و أن یکون بذلها باختیار المرأة فلا تصح مع إکراهها علی بذلها سواء کان الإکراه من الزوج أم من غیره و یجوز أن تکون أکثر من المهر و أقل منه و مساویة له، و یشترط فی الخلع أیضا کراهة الزوجة للزوج فلو انتفت الکراهة منها لم یصح خلعا و لم یملک الزوج الفدیة و الأحوط أن تکون الکراهة بحد یخاف منها الوقوع فی الحرام.

« مسألة 1465 » : یشترط فی الخلع عدم کراهة الزوج لها و حضور شاهدین عادلین حال ایقاع الخلع، و أن لا یکون معلقا علی شرط مشکوک الحصول و لا معلوم الحصول إذا کان مستقبلاً و إذا وقع بدون حضور شاهدین عادلین بطل من أصله و کذا إذا کان معلقا علی شرط، نعم إذا کان معلقا علی شرط یقتضیه العقد کما إذا قال : خلعتک إن کنت زوجتی أو إن کنت کارهة صح.

ص: 337

« مسألة 1466 » : یشترط فی الزوج الخالع البلوغ و العقل و الاختیار و القصد و لا یشترط فی الزوجة المختلعة البلوغ و لا العقل علی الأقوی فیصح خلعها و یتولی الولی البذل.

« مسألة 1467 » : یشترط فی الخلع أن تکون الزوجة حال الخلع طاهرا من الحیض و النفاس، و أن لا یکون الطهر طهر مواقعة فلو کانت حائضا أو نفساء او طاهرة طهرا واقعها فیه الزوج لم یصح الخلع، نعم اعتبار ذلک إنما هو إذا کانت قد دخل بها بالغة غیر آیس حائلا و کان الزوج حاضرا، أما إذا لم تکن مدخولاً بها أو کانت صغیرة أو یائسة أو حاملاً أو کان الزوج غائبا صح خلعها و إن کانت حائضا أو نفساء أو کانت فی طهر المواقعة، نعم الغائب الذی یقدر علی معرفة حالها بحکم الحاضر و الحاضر الذی لا یقدر علی معرفة حالها بحکم الغائب علی نحو ما تقدم فی الطلاق.

« مسألة 1468 » : یجوز للزوجة الرجوع فی الفدیة کلا أو بعضا ما دامت فی العدة و إذا رجعت کان للزوج الرجوع(1) بها، و إذا لم یعلم الزوج برجوعها فی الفدیة حتی خرجت عن العدة کان رجوعها بها لغوا، و کذا إذا علم برجوعها فی الفدیة قبل خروجها من العدة لکن کان الزوج لا یمکنه الرجوع بها بأن کان الخلع طلاقا بائنا فی نفسه ککونه طلاقا ثالثا أو کان الزوج قد تزوج باختها أو برابعة قبل رجوعها بالبذل أو نحو ذلک مما یمنع من رجوعه فی العدة.

« مسألة 1469 » : لا توارث بین الزوج و المختلعة لو مات أحدهما فی العدة إلا إذا رجعت فی الفدیة فمات أحدهما بعد ذلک فی العدة. علی لولم یرجع الزّوج علی وجه قوّی.

« مسألة 1470 » : لو کانت الفدیة المسلَّمة مما لا یملکه المسلم کالخمر و الخنزیر


1- 1 . علی اشکال لو رجعت بالبعض.

ص: 338

بطل الخلع(1)، و لو کانت مستحقة لغیر الزوجة ففی صحة الخلع و الرجوع إلی البدل و بطلانه قولان، أقربهما الثانی.(2)

« مسألة 1471 » : إذا خلعها علی خل فبان خمرا بطل البذل بل الخلع أیضا علی الأظهر، ولو خلعها علی ألف و لم یعین بطل.

« مسألة 1472 » : قد عرفت أنه إذا بذلت له علی أن یطلقها و کانت کارهة له فقال لها : أنت طالق علی کذا، صح خلعها و إن تجرد عن لفظ الخلع، أما إذا لم تکن کارهة له فلا یصح خلعها و هل یصح طلاقها؟ فیه إشکال و خلاف، و الأقرب البطلان إلا إذا ملک البذل بسبب مستقل قد اخذ الطّلاق شرطاً فیه کما اذا صالحته علی مال و اشترطت علیه ان یطلقّها فإنه بعقد الصلح المذکور یملک المال و علیه الطلاق، و الطلاق حینئذ رجعی لا خلعی حتی إذا اشترطت علیه عدم الرجوع إلا أنه یحرم علیه مخالفة الشرط لکنه إذا خالف و رجع صح(3) رجوعه، و یثبت للزوجة الخیار فی فسخ عقد الصلح من جهة تخلف الشرط.

« مسألة 1473 » : الظاهر عدم صحة الخلع مع کون البذل من متبرع، نعم لا تبعد صحة البذل و الطلاق و یکون رجعیا أو بائنا علی حسب اختلاف موارده، و کذا لو بذلت الزوجة مال غیرها باذنه نعم إذا ملکها الغیر ماله فبذلته صح الخلع ولو بذل السید لزوج امته علی أن یخلعها فخلعها ففی صحة الخلع و الزام المولی به إشکال.

« مسألة 1474 » : لو خالعها علی عبد کاتب فتبین أنه غیر کاتب. فإن رضی به صح الخلع و إن رده بطل الخلع وصح طلاقها(4) بلا عوض، و کذا لو خالعها علی عین فتبین أنها معیبة.


1- 1 . قیل. و یکون الطّلاق رجعیا إذا علم. و هو قوّی لو کان بصیغته.
2- 2 . و یأتی فیه ما قویّناه و کذا فی المسئلة الآتیة.
3- 3 . فیه اشکال.
4- 4 . علی اشکال لو وقع بصیغته و الاّ فالاشکال اقوی و اشّدو کذا فی الفرض الاخیر.

ص: 339

« مسألة 1475 » : الأحوط المبادرة إلی ایقاع الخلع من الزوج بعد ایقاع البذل من الزوجة بلا فصل، فإذا قالت له : طلقنی علی ألف درهم لزم فورا أن یقول : أنت طالق علی ألف درهم.

« مسألة 1476 » : یجوز أن یکون البذل و الخلع بمباشرة الزوجین و بتوکیلهما و بالاختلاف، فإذا وقع بمباشرتهما فالأحوط أن تبدأ الزوجة فتقول : بذلت لک کذا علی أن تطلقنی، فیقول الزوج أنت مختلعة علی کذا فأنت طالق، و فی جواز ابتداء الزوج بالطلاق و قبول الزوجة بعده إشکال(1) و إذا کان بتوکیلهما یقول وکیل الزوجة : بذلت لک کذا علی أن تطلق موکلتی فلانة فیقول وکیل الزوج موکلتک فلانة زوجة موکلی مختلعة علی کذا فهی طالق، و فی جواز ابتداء وکیل الزوج و قبول وکیل الزوجة بعده إشکال کما تقدم.

« مسألة 1477 » : الکراهة المعتبرة فی صحة الخلع أعم من أن تکون لذاته کقبح منظره وسوء خلقه أو عرضیة من جهة بعض الأعمال الصادرة منه التی هی علی خلاف ذوق الزوجة من دون أن یکون ظلما لها و اغتصابا لحقوقها الواجبة کالقسم و النفقة، و أما إذا کان منشأ الکراهة شیء من ذلک فالظاهر عدم صحة البذل(2) فلا یقع الطلاق خلعا.

« مسألة 1478 » : المباراة کالخلع و تفترق عنه بأن الکراهة فیها منهما جمیعا و بلزوم اتباعها بالطلاق فلا یجتزأ بقوله : بارأت زوجتی علی کذا حتی یقول : فأنت طالق أو هی طالق کما أنه یکفی الاقتصار علی صیغة الطلاق فقط و لا یجوز فی الفدیة فیها أن تکون أکثر من المهر.

« مسألة 1479 » : طلاق المباراة بائن لا یجوز الرجوع فیه ما لم ترجع الزوجة فی البذل قبل انتهاء العدة فإذا رجعت فیه فی العدة جاز له الرجوع بها علی ما تقدم فی الخلع.


1- 1 . لا یبعد صحّته لو وقع قبولها فورا.
2- 2 . إذا وصل الی حدّ الاکراه. و الاّ ففیه اشکال.

ص: 340

کتاب الظِهَار

« مسألة 1480 » : الظهار حرام و قیل أنه معفو عنه و لم یثبت.

« مسألة 1481 » : یتحقق الظهار بأن یقول لزوجته أو أمته : أنت أو هند أو نحوهما مما یمیزها عن غیرها _ علیَّ کظهر أمی، و فی ثبوت الظهار فی التشبیه بغیر الظهر من الید و الرجل و نحوهما إشکال. و الأقرب العدم(1)، و یلحق بالأم جمیع المحرمات النسبیة، کالعمة و الخالة و غیرهما و لا تلحق المحرمات بالرضاع و بالمصاهرة بالنسبیة فی ذلک.

« مسألة 1482 » : لو قالت الزوجة لزوجها أنت علیَّ کظهر أبی لم یتحقق الظهار.

« مسألة 1483 » : یعتبر فی الظهار سماع شاهدی عدل قول المظاهر و کماله بالبلوغ و العقل و الاختیار و القصد و عدم الغضب و ایقاعه فی طهر لم یجامعها فیه إذا کان حاضرا و مثلها تحیض.

« مسألة 1484 » : کما یقع الظهار فی الزوجة الدائمة یقع فی المتمتع بها و کذلک فی الأمة و یصح مع التعلیق علی الشرط أیضا حتی الزمان علی الأقوی، نعم لا یقع فی


1- 1 . لا یترک الاحتیاط. و کذا لو قال بدل علّی (منّی اولدّی او عندی او حذف الکلمة رأسا.

ص: 341

یمین بأن کان غرضه الزجر عن فعل کما لو قال إن کلمتک فأنتِ علیَّ کظهر أمی أو البعث علی فعل کما لو قال إن ترکت الصلاة فأنتِ علیَّ کظهر أمی.

« مسألة 1485 » : لا یقع الظهار علی غیر المدخول بها و لا یقع فی أضرار علی الأظهر.

« مسألة 1486 » : لو قیِّد الظهار بمدة کشهر أو سنة ففی صحته إشکال.

« مسألة 1487 » : یحرم الوط ء بعد الظهار فلو أراد الوط ء لزمه التکفیر أولاً ثم یطأها. فإن طلق و راجع فی العدة لم تحل حتی یکفر، و لو خرجت عن العدة أو کان الطلاق بائنا و تزوجها فی العدة أو مات أحدهما أو ارتد بنحو لا یمکن الرجوع إلی الزوجیة کما لو کان الارتداد قبل الدخول أو بعده و کان المرتد الرجل عن فطرة فلا کفارة.

« مسألة 1488 » : لو وطأ المظاهر قبل التکفیر عامدا لزمته کفارتان إحداهما للوط ء و الأخری لإرادة العود إلیه و تتکرر الکفارة بتکرر الوط ء کما أنها تتکرر بتکرر الظهار مع تعدد المجلس. أما مع اتحاده ففیه إشکال(1)، و لو عجز لم یجزئه الاستغفار علی الأحوط.

« مسألة 1489 » : إذا رافعت المظاهرة زوجها إلی الحاکم أنظره الحاکم ثلاثة أشهر من حین المرافعة فیضیّق علیه بعدها حتی یکفِّر أو یطلِّق.

« مسألة 1490 » : لو ظاهر زوجته الأمة ثم اشتراها و وطأها بالملک فلا کفارة.


1- 1 . احوطه ذلک.

ص: 342

کتاب الإیلاء

« مسألة 1491 » : الإِیلاء هو الحلف علی ترک وط ء الزوجة و لا ینعقد بغیر اسم اللّه تعالی و لا لغیر اضرار فلو کان لمصلحة و إن کانت راجعة إلی الطفل لم ینعقد ایلاء بل انعقد یمینا و جری علیه حکم الأیمان.

« مسألة 1492 » : یشترط فی الإیلاء وقوعه من بالغ کامل مختار قاصد و إن کان عبدا أو خصیا بل مجبوبا علی إشکال قوی فیمن لا یتمکن من الایلاج.

« مسألة 1493 » : لا بد فی الایلاء أن تکون المرأة منکوحة بالدائم مدخولاً بها و أن یولی مطلقا أو أزید من أربعة أشهر.

« مسألة 1494 » : إذا رافعت الزوجة زوجها بعد الإِیلاء إلی الحاکم انظره الحاکم إلی أربعة أشهر من حین المرافعة فإن رجع و کَفّر بعد الوط ء و إلاّ ألزمه بالطلاق أو الفئة و التکفیر و یضیق علیه فی المطعم و المشرب حتی یقبل أحدهما فإن امتنع عن کلیهما طلقها الحاکم(1) و لو طلّق وقع الطلاق رجعیا و بائنا علی حسب اختلاف موارده.

« مسألة 1495 » : لو آلی مدة فدافع حتی خرجت فلا کفارة علیه و علیه الکفارة لو وطأ قبله.


1- 1 . فیه اشکال.

ص: 343

« مسألة 1496 » : لو ادعی الوط ء فالقول قوله مع یمینه.

« مسألة 1497 » : فئة القادر هو الوط ء قبلاً وفئة العاجز إظهار العزم علی الوط ء مع القدرة.

« مسألة 1498 » : لا تتکرر الکفارة بتکرر الیمین إذا کان الزمان المحلوف علی ترک الوط ء فیه واحدا.

ص: 344

کِتَابُ اللِعَان

« مسألة 1499 » : سبب اللعان قذف الزوجة بالزنا مع ادعاء المشاهدة و عدم البینة، و فی ثبوته بانکار ولد یلحق به ظاهرا بدون القذف اشکال.(1)

« مسألة 1500 » : یشترط فی الملاعن و الملاعنة التکلیف و سلامة المرأة من الصمم و الخرس و دوام النکاح و الدخول، و صورته أن یقول الرجل أربع مرات : أشهد باللّه انی لمن الصادقین فیما قلته عن هذه المرأة ثم یقول : إن لعنة اللّه علیّ إن کنت من الکاذبین، ثم تقول المرأة أربع مرات : أشهد باللّه إنه لمن الکاذبین، ثم تقول : إن غضب اللّه علیّ إن کان من الصادقین، فتحرم علیه أبدا و یجب التلفظ بالشهادة و قیامهما عند التلفظ و بدء الرجل و تعیین المرأة و النطق بالعربیة مع القدرة و یجوز غیرها مع التعذر و البدأة بالشهادة ثم باللعن فی الرجل، و المرأة تبدأ بالشهادة ثم بالغضب و یستحب جلوس الحاکم مستدبر القبلة و وقوف الرجل عن یمینه و المرأة عن یساره و حضور من یستمع اللعان، و الوعظ قبل اللعن و الغضب.

« مسألة 1501 » : لو اکذب الملاعن نفسه بعد اللعان فلا یحد للقذف و لم یزل التحریم و لو اکذب فی أثنائه یحد و لا تثبت أحکام اللعان.


1- 1 . ضعیف.

ص: 345

« مسألة 1502 » : إذا اعترف الرجل بعد اللعان بالولد ورثه الولد و لا یرثه الأب و لا من یتقرب به و لو اعترفت المرأة بعد اللعان بالزنا أربعا ففی الحد تردد و الأظهر العدم، و لو ادعت المرأة المطلقة الحمل منه فأنکر الدخول فأقامت بینة بإرخاء الستر فالأقرب ثبوت اللعان و اللّه العالم بحقائق الأحکام.(1)


1- 1 . تم کتاب اللعان و لا حاجة الی کتب العتق و التّدبیر و الکتابة .

ص: 346

کتَاب الأَیْمَان و النُذور

اشارة

و فیه فصول :

الفصل الأول فی الیمین

« مسألة 1503 » : ینعقد الیمین باللّه باسمائه المختصة أو بما دل علیه جل و علا مما ینصرف إلیه و کذا مما لا ینصرف إلیه علی الأحوط و ینعقد لو قال : و اللّه لافعلن أو باللّه أو برب الکعبة أو تاللّه أو أیم اللّه أو لعمر اللّه أو أقسم باللّه أو أحلف برب المصحف و نحو ذلک و لا ینعقد ما إذا قال و حق اللّه إلا إذا قصد به الحلف باللّه تعالی و لا ینعقد الیمین بالبراءة من اللّه أو من أحد الأنبیاء و الأئمة علیهم السلام و یحرم الیمین بها علی الأحوط.(1)

« مسألة 1504 » : یشترط فی الحالف التکلیف و القصد و الإِختیار و یصح من الکافر و إنما ینعقد علی الواجب أو المندوب أو المباح مع الأولویة أو ترک الحرام أو ترک المکروه أو ترک المباح مع الأولویة، و لو تساوی متعلق الیمین وعدمه فی الدین و الدنیا فالأظهر(2) وجوب العمل بمقتضی الیمین.


1- 1 . فی البرائة و فی غیرها لا ینبفی ترک الاحتیاط بالتّرک)
2- 2 . فالاحوط.

ص: 347

« مسألة 1505 » : لا یتعلق الیمین بفعل الغیر و تسمی یمین المناشدة کما إذا قال : و اللّه لتفعلن، و لا بالماضی و لا بالمستحیل فلا یترتب أثر علی الیمین فی جمیع ذلک.

« مسألة 1506 » : لو حلف علی أمر ممکن ولکن تجدد له العجز مستمرا الی انقضاء الوقت المحلوف علیه أو إلی الأبد إن لم یکن له وقت انحلت الیمین.

« مسألة 1507 » : یجوز أن یحلف علی خلاف الواقع مع تضمن المصلحة الخاصة کدفع الظالم عن ماله أو مال المؤمن و لو مع إمکان التوریة(1) بل قد یجب الحلف إذا کان به التخلص عن الحرام أو تخلیص نفسه أو نفس مؤمن من الهلاک.

« مسألة 1508 » : لو حلف و استثنی بالمشیئة انحلت الیمین کما إذا قال : ان شاء اللّه قاصدا به التعلیق. أما إذا کان قصده التبرک لزمت.

« مسألة 1509 » : لا یمین للولد مع الأب و لا للزوجة مع الزوج و لا للعبد مع المولی بمعنی أن للأب حل یمین الولد، و للزوج حل یمین الزوجة، و للمولی حل یمین العبد بل لا یبعد أن لا تصح یمینهم بدون إذنهم.

« مسألة 1510 » : إنما تجب الکفارة بحنث الیمین بأن یترک ما یجب فعله أو یفعل ما یجب علیه ترکه بالیمین لا بالغموس و هی الیمین کذبا علی وقوع أمر و قد یظهر من بعض النصوص اختصاصها بالیمین علی حق امری ء أو منع حقه کذبا و لا یجوز أن یحلف إلا مع العلم.


1- 1 . الاحوط ترکه فی الفرض.

ص: 348

الفصل الثانی فی النذر

« مسألة 1511 » : یشترط فی الناذر التکلیف و الاختیار و القصد و إذن المولی للعبد و فی اعتبار إذن الزوج فی نذر ما لا ینافی حقه إشکال و لا یبعد عدم اعتباره و لا سیما فی نذر الزوجة أمرا لا یتعلق بمالها، أما نذر ما ینافی حق الزوج فلا اشکال فی اعتبار اذنه فی صحته و لو کان لاحقا إذا کان النذر فی حال زوجیتها، بل إذا کان قبلها أیضا علی الأظهر(1). و أما نذر الولد فالظاهر أنه لاینعقد(2) مع نهی والده عما تعلق به النذر و ینحل بنهیه عنه بعد النذر.

« مسألة 1512 » : النذر اما نذر بر شکرا کقوله : ان رزقت ولدا فللّه علی کذا، او استدفاعا لبلیّة کقوله : ان بری ء المریض فللّه علی کذا و إما نذر زجر کقوله : ان فعلت محرما فللّه علی کذا أو ان لم أفعل الطاعة فللّه علی کذا، و إما نذر تبرع کقوله : للّه علی کذا، و متعلق النذر فی جمیع ذلک یجب أن یکون طاعة للّه مقدورا للناذر.

« مسألة 1513 » : یعتبر فی النذر أن یکون للّه فلو قال : علی کذا و لم یقل للّه لم یجب الوفاء به. و لو جاء بالترجمة فالأظهر وجوب الوفاء به.

« مسألة 1514 » : لو نذر فعل طاعة و لم یعینّ تصدق بشیء أو صلی رکعتین(3) أو صام یوما أو فعل أمرا آخر من الخیرات، و لو نذر صَوْمَ حین کان علیه ستة أشهر، و لو قال زمانا فخمسة أشهر، و لو نذر الصدقة بمالً کثیر فالمروی أنه ثمانون درهما و علیه العمل، و لو نذر عتق کل عبد قدیم عتق من مضی علیه ستة أشهر فصاعدا فی ملکه هذا کله إذا لم تکن هناک قرینة تصرفه عنه و إلا کان العمل علیها و لو نذر عتق أول مملوک یملکه فملک جماعة فإن قصد عتق الواحد عیّنه بالقرعة و ان قصد عتق کل مملوک ملکه أولاً فعلیه عتق الجمیع.

« مسألة 1515 » : لو عجز عما نذر سقط فرضه إذا استمر العجز فلو تجددت القدرة علیه فی وقته وجب و إذا أطلق النذر لا یتقیّد بوقت و لو قیده بوقت معین أو مکان معین لزم.


1- 1 . فیه اشکال فلا یترک الاحتیاط.
2- 2 . فی صورة تأذیّه بالنّذر و فعل متعلّقه و فی غیرها اشکال.
3- 3 . و یجوز الاکتفاء برکعة الوتر لو نواها.

ص: 349

« مسألة 1516 » : لو نذر صوم یوم فاتفق له السفر أو المرض أو حاضت المرأة أو نفست أو کان عیدا أفطر(1) ولزمه القضاء(2)، ولو افطر عمدالزمته الکفارة ایضا.

« مسألة 1517 » : لو نذر أن یجعل دابته أو عبده أو جاریته هدیا لبیت اللّه تعالی أو المشاهد، استعملت فی مصالح البیت أو المشهد فإن لم یمکن ذلک بیعت و صرف ثمنها فی مصالحه من سراج و فراش و تنظیف و تعمیر و غیر ذلک.(3)

« مسألة 1518 » : لو نذر شیئا للنبی صلی الله علیه و آله وسلم أو لولی فالمدار علی قصد الناذر و یرجع فی تعیینه مع الشک إلی ظاهر کلام الناذر و لو لم یقصد إلا نفس هذا العنوان یصرف علی جهة راجعة إلی المنذور له، کالإِنفاق علی زواره الفقراء أو الانفاق علی حرمه الشریف و نحو ذلک و لو نذر شیئا لمشهد من المشاهد المشرفة صرف فی مصارفه فینفق علی عمارته أو إنارته أو فی شراء فراش له و ما إلی ذلک من شؤونه.

الفصل الثالث فی العهود

« مسألة 1519 » : العهد أن یقول عاهدت اللّه أو علیّ عهد اللّه أنه متی کان کذا فعلیّ کذا، والظاهر انعقاده أیضا لو کان مطلقا غیر معلّق و هو لازم و متعلقه کمتعلق النذر(4) علی إشکال ولا ینعقد النذر بل العهد أیضا إلا باللفظ و إن کان الأحوط فیه أن لا یتخلف عما نواه.

« مسألة 1520 » : لو عاهد اللّه أن یتصدق بجمیع ما یملکه و خاف الضرر قوّمه و تصدق به شیئا فشیئا حتی یوفی.


1- 1 . الرّوایة الدّالة علی هذا مرسلة صحیحة الی داود النّهدی عن بعض اصحابنا. لکن الحکم لاخلاف فیه و فی الجواهر فی المسالک ربما کان اجماعا.
2- 2 . علی الاحوط فی بعضها لو لم یکن اقوی و کذا فی فرض الکفارّة.
3- 3 . کمعونة من قصرت نفقته من الحجّاج و العمّار او سرقت او نفدت کما فی الرّوایات.
4- 4 . بل کمتعلّق الیمین.

ص: 350

کتاب الکفارات

« مسألة 1521 » : الکفارة قد تکون مرتبة و قد تکون مخیّرة و قد یجتمع فیها الأمران و قد تکون کفارة الجمع.

« مسألة 1522 » : کفارة الظهار، و قتل الخطأ، مرتبة و یجب فیهما عتق رقبة فإن عجز صام شهرین متتابعین فإن عجز أطعم ستین مسکینا، و کذلک کفارة من أفطر یوما من قضاء شهر رمضان بعد الزوال و یجب فیها إطعام عشرة مساکین فإن عجز صام ثلاثة أیام. و الأحوط أن تکون متتابعات.

« مسألة 1523 » : کفارة من أفطر یوما من شهر رمضان أو خالف عهدا مخیرة و هی عتق رقبة أو صیام شهرین متتابعین أو إطعام ستین مسکینا.(1)

« مسألة 1524 » : کفارة الإیلاء و کفارة الیمین و کفارة النذر حتی نذر صوم یوم معین اجتمع فیها التخییر و الترتیب و هی عتق رقبة أو إطعام عشرة مساکین أو کسوتهم فإن عجز صام ثلاثة أیام متوالیات.

« مسألة 1525 » : کفارة قتل المؤمن عمدا ظلما کفارة جمع و هی عتق رقبة و صیام شهرین متتابعین و إطعام ستین مسکینا و کذلک الافطار علی حرام فی شهر رمضان علی الأحوط.


1- 1 . و کذلک کفارّة الجماع فی الاعتکاف.

ص: 351

« مسألة 1526 » : إذا اشترک جماعة فی القتل وجبت الکفارة علی کل واحد منهم و کذا فی قتل الخطأ.

« مسألة 1527 » : إذا کان المقتول مهدور الدم شرعا کالزانی المحصن و اللائط و المرتد فقتله غیر الإمام لم تجب الکفارة إذا کان بإذنه و أما إن کان بغیر إذن الإمام ففیه إشکال.(1)

« مسألة 1528 » : قیل من حلف بالبراءة فحنث فعلیه کفارة ظهار، فإن عجز فکفارة الیمین و لا دلیل علیه، و قیل کفارته إطعام عشرة مساکین(2) و به روایة معتبرة.

« مسألة 1529 » : فی جز المرأة شعرها فی المصاب کفارة الإِفطار فی شهر رمضان و فی نتفه أو خدش وجهها إذا أدمته أو شقّ الرجل ثوبه فی موت ولده أو زوجته کفارة یمین علی الأحوط الأولی(3) فی جمیع ذلک.

« مسألة 1530 » : لو تزوّج بامرأة ذات بعل أو فی العدة الرجعیة فارقها و الأحوط أن یکفر بخمسة أصوع من دقیق و إن کان الأقوی عدم وجوبه.

« مسألة 1531 » : لو نام عن صلاة العشاء الآخرة حتی خرج الوقت أصبح صائما علی الأحوط استحبابا.

« مسألة 1532 » : لو نذر صوم یوم أو أیام فعجز عنه فالأحوط أن یتصدق لکل یوم بمد علی مسکین أو یعطیه مدّین لیصوم عنه.

« مسألة 1533 » : من(4) وجد ثمن(5) الرقبة و أمکنه الشراء فقد وجد الرقبة و یشترط


1- 1 . لا یبعد العدم.
2- 2 . لکل مسکین مدّ.
3- 3 . الاولی فی جمیع ذلک (زائد)
4- 4 . لم یکن عنده (رقبةُ) .
5- 5 . ثمنها.

ص: 352

فیها الإیمان بمعنی الإسلام وجوبا فی القتل و کذا فی غیره علی الأظهر، و الأحوط استحبابا(1) اعتبار الإیمان بالمعنی الأخص فی الجمیع و یجزی الآبق و الأحوط استحبابا اعتبار وجود طریق إلی حیاته و أم الولد و المدبر إذا نقض تدبیره قبل العتق و المکاتب المشروط و المطلق الذی لم یؤد شیئا من مال الکتابة.

« مسألة 1534 » : من لم یجد الرقبة أو وجدها و لم یجد الثمن انتقل إلی الصوم فی المرتبة و لا یبیع ثیاب بدنه و لا خادمه و لا مسکنه و لا غیرها مما یکون فی بیعه ضیق و حرج علیه لحاجته إلیه.

« مسألة 1535 » : کفارة العبد فی الظهار بالنسبة إلی الصوم صوم شهر و هو نصف کفارة الحر و المشهور علی أن الکفارة فی قتل الخطأ کذلک، لکنه مشکل.(2)

« مسألة 1536 » : إذا عجز عن الصیام فی المرتبة و لو لأجل کونه حرجا علیه وجب الإِطعام، و کلما کان التکفیر بالأطعام : فأن کان بالتسلیم لزم لکلّ مسکین مدّ من الحنطة أو الدقیق أو الخبز علی الأحوط فی کفارة الیمین و أما فی غیرها فیجزی مطلق الطعام کالتمر، و الأرز، و الاقط، و الماش، و الذرة، و لا تجزی القیمة و الأفضل بل الأحوط مدّان و لو کان بالاشباع أجزأه مطلق الطعام و یستحب الأدام و أعلاه اللحم و أوسطه الخل(3) و أدناه الملح.

« مسألة 1537 » : یجوز إطعام الصغار بتملیکهم و تسلیم الطعام إلی ولیهم لیصرفه علیهم، و لو کان بالاشباع فلا یعتبر إذن الولی علی الأقوی، و الأحوط احتساب الاثنین


1- 1 . زائد.
2- 2 . و ان لم یکن بعیدا.
3- 3 . والزّیت.

ص: 353

منهم بواحد.

« مسألة 1538 » : یجوز التبعیض فی التسلیم و الاشباع فیشبع بعضهم و یسلم إلی الباقی ولکن لا یجوز التکرار مطلقا بأن یشبع واحدا مرات متعددة أو یدفع إلیه أمدادا متعددة من کفارة واحدة إلا إذا تعذر استیفاء تمام العدد.(1)

« مسألة 1539 » : الکسوة لکل فقیر ثوب وجوبا، و ثوبان استحبابا، بل هما مع القدرة أحوط.

« مسألة 1540 » : لا بد من التعیین مع اختلاف نوع الکفارة، و یعتبر التکلیف و الإسلام فی المکفر کما یعتبر فی مصرفها الفقر، و الأحوط اعتبار الإیمان، و لا یجوز دفعها لواجب النفقة، و یجوز دفعها إلی الأقارب بل لعله أفضل.

« مسألة 1541 » : المدار فی الکفارة المرتبة علی حال الأداء فلو کان قادرا علی العتق ثم عجز صام، و لا یستقر العتق فی ذمته و یکفی فی تحقق الموجب للانتقال إلی البدل فیها العجز العرفی فی وقت، فإذا أتی بالبدل ثم طرأت القدرة أجزأ بل إذا عجز عن الرقبة فصام شهرا ثم تمکن منها اجتزأ بإتمام الصوم.

« مسألة 1542 » : فی کفارة الجمع إذا عجز عن العتق وجب الباقی و علیه الاستغفار علی الأحوط و کذا إذا عجز عن غیره من الخصال.

« مسألة 1543 » : یجب فی الکفارة المخیرة التکفیر بجنس واحد فلا یجوز أن یکفر بنصفین من جنسین بأن یصوم شهرا و یطعم ثلاثین مسکینا.

« مسألة 1544 » : الأشبه فی الکفارة المالیة و غیرها جواز التأخیر بمقدار لا یعد من المسامحة فی أداء الواجب ولکن المبادرة أحوط.

« مسألة 1545 » : من الکفارات المندوبة ما روی عن الصادق علیه السلام من أن کفارة عمل السلطان قضاء حوائج الإِخوان، و کفارة المجالس أن تقول عند قیامک منها : (سبحان ربک رب العزّة عما یصفون و سلام علی المرسلین والحمد للّه رب العالمین)، و کفارة


1- 1 . و الاحوط عدم اعطاء ازید من کفّارة واحدة فی کلّ یوم.

ص: 354

الضحک : (اللهم لا تمقتنی) و کفارة الاغتیاب : الاستغفار للمغتاب، و کفارة الطیرة. التوکل، و کفارة اللطم علی الخدود : الاستغفار و التوبة.

« مسألة 1546 » : إذا عجز عن الکفارة المخیرة لافطار شهر رمضان عمدا استغفر و تصدق(1) بما یطیق علی الأحوط ولکن إذا تمکن بعد ذلک لزمه التکفیر علی الأحوط وجوبا.


1- 1 . لا یبعد التّخییر بینه و بین صوم 18 یوما ان امکنه.

ص: 355

کتاب الصید و الذباحة

لا یجوز أکل الحیوان بدون تذکیة و التذکیة تکون بالصید و الذبح و النحر و غیرها فهنا فصول :

الفصل الأول فی الصید

« مسألة 1547 » : لا یحل الحیوان إذا اصطاده غیر الکلب من أنواع الحیوان کالعقاب، و الباشق، و الصقر، و البازی، و الفهد، و النمر، و غیرها و یحل إذا اصطاده الکلب من دون فرق بین السلوقی و غیره و الأسود و غیره، فکل حیوان حلال اللحم قد قتله الکلب بعقره و جرحه فهو ذکی، و یحل أکله کما إذا ذبح.

« مسألة 1548 » : یشترط فی حلیة صید الکلب أمور :

(الأول) : أن یکون معلما للاصطیاد و یتحقق ذلک بأمرین : أحدهما استرساله إذا أرسل بمعنی أنه متی أغراه صاحبه بالصید هاج علیه و انبعث إلیه، ثانیهما أن ینزجر إذا زجره. و هل یعتبر فیه الانزجار بالزجر حتی إذا کان بعد إرساله؟ و جهان أقواهما العدم، و الأحوط اعتبار أن لا یأکل مما یمسکه فی معتاد الأکل، و لا بأس بأکله اتفاقا إذا لم یکن معتادا.(1)


1- 1 . او اکل بعد الاخذ بمدّة.

ص: 356

(الثانی) : أن یکون بإرساله للاصطیاد فلو استرسل بنفسه من دون إرسال لم یحل مقتوله و کذا إذا أرسله لأمر غیر الاصطیاد من طرد عدو أو سبع فاصطاد حیوانا فإنه لا یحل، و إذا استرسل بنفسه فأغراه صاحبه لم یحل صیده و إن أثر الإغراء فیه أثرا کشدّة العدو علی الأحوط، و إذا استرسل لنفسه فزجره صاحبه فوقف ثم أغراه و أرسله فاسترسل کفی ذلک فی حل مقتوله، و إذا أرسله لصید غزال بعینه فصاد غیره حل، و کذا إذا صاده و صاد غیره معه فإنهما یحلان فالشرط قصد الجنس لا قصد الشخص.

(الثالث) : أن یکون المرسل مسلما فإذا أرسله کافر فاصطاد لم یحل صیده، و لا فرق فی المسلم بین المؤمن و المخالف حتی الصبی کما لا فرق فی الکافر بین الوثنی و غیره و الحربی و الذمی.

(الرابع) : أن یسمّی عند إرساله و الأقوی الاجتزاء بها بعد الإرسال قبل الإصابة، فإذا ترک التسمیة عمدا لم یحل الصید. أما إذا کان نسیانا حل، و کذلک حکم الصید بالآلة الجمادیة کالسهم.

« مسألة 1549 » : یکفی الاقتصار فی التسمیة هنا و فی الذبح و النحر علی ذکر اللّه مقترنا بالتعظیم مثل : اللّه أکبر، و الحمد للّه، و بسم اللّه و فی الاکتفاء بذکر الاسم الشریف مجردا إشکال.

(الخامس) : أن یستند موت الحیوان إلی جرح الکلب و عقره أما إذا استند إلی سبب آخر من صدمة أو اختناق أو إتعاب فی العدو أو نحو ذلک لم یحل.

« مسألة 1550 » : إذا أرسل الکلب إلی الصید فلحقه فأدرکه میتا بعد إصابة الکلب حل أکله و کذا إذا أدرکه حیا بعد إصابته ولکن لم یسع الزمان لتذکیته فمات، أما إذا کان الزمان یسع لتذکیته فترکه حتی مات لم یحل و کذا الحال إذا أدرکه بعد عقر الکلب له حیا لکنه کان ممتنعا بأن بقی منهزما یعدو فإنه إذا تبعه فوقف فإن أدرکه میتا حل و کذا إذا أدرکه حیا ولکنه لم یسع الزمان لتذکیته أما إذا کان یسع لتذکیته فترکه حتی مات لم یحل.

ص: 357

« مسألة 1551 » : أدنی زمان تدرک فیه ذکاته أن یجده تطرف عینه أو ترکض رجله أو یتحرک ذنبه أو یده فانه إذا ادرکه کذلک و لم یذکّه والزمان متّسع لتذکیته لم یحل إلا بالتذکیة.

« مسألة 1552 » : إذا اشتغل عن تذکیته بمقدمات التذکیة من سلّ السکین و رفع الحائل من شعر ونحوه عن موضع الذبح و نحو ذلک فمات قبل أن یذبحه حل کما إذا لم یسع الوقت للتذکیة، أما إذا لم تکن عنده آلة الذبح فلم یذبحه حتی مات لم یحل. نعم لو أغری الکب به حینئذ حتی یقتله فقتله حل أکله علی الأقوی.

« مسألة 1553 » : الظاهر عدم وجوب المبادرة الی الصید من حین إرسال الکلب و لا من حین إصابته له إذا بقی علی امتناعه و فی وجوب المبادرة حینما أوقفه و صیّره غیر ممتنع وجهان. أحوطهما الأول، هذا اذا احتمل انّ فی المسارعة إلیه إدراک ذکاته، أمّا إذا علم بعدم ذلک ولو من جهة بعدالمسافة علی نحو لایدرکه الاّ بعد موته بجنایة الکلب فلا إشکال فی عدم وجوب المسارعة إلیه.

« مسألة 1554 » : إذا عضّ الکلب الصید کان موضع العضة نجسا فیجب غسله و لا یجوز أکله قبل غسله.

« مسألة 1555 » : لا یعتبر فی حل الصید وحدة المرسل فإذا أرسل جماعة کلبا واحدا مع إجتماع الشرائط فی الجمیع أو فی واحد منهم مع کفایة إغرائه فی ذهاب الکلب لو کان هو المغری وحده حل صیده و کذا لا یعتبر وحدة الکلب فإذا ارسل شخص واحد کلابا فاصطادت علی الإشتراک حیوانا حل، نعم یعتبر فی المتعدد اجتماع الشرائط فلو أرسل مسلم و کافر کلبین فاصطادا حیوانا لم یحل و کذا إذا کانا مسلمین فسمی أحدهما و لم یسم الأخر أو کان کلب أحدهما معلما دون کلب الأخر، هذا إذا استند القتل إلیهما معا، أما إذا استند إلی أحدهما کما إذا سبق أحدهما فأثخنه و أشرف علی الموت ثم جاءه الآخر فأصابه یسیرا بحیث استند الموت إلی السابق اعتبر إجتماع

ص: 358

الشروط فی السابق لا غیر و إذا أجهز علیه اللاحق بعد أن أصابه السابق و لم یوقفه بل بقی علی امتناعه بحیث استند موته إلی اللاحق لا غیر اعتبر اجتماع الشروط فی اللاحق.

« مسألة 1556 » : إذا شک فی أن موت الصید کان مسنتدا إلی جنایة الکلب أو الی سبب آخر لم یحل. نعم إذا کانت هناک امارة عرفیة علی استناده إلیها حل و إن لم یحصل منها العلم.(1)

« مسألة 1557 » : لا یحل الصید المقتول بالآلة الجمادیة إلا اذا کانت الآلة سلاحا قاطعا کان کالسیف و السکین و الخنجر و نحوها أو شائکا کالرّمح و السهم و العصا(2) و ان لم یکن فی طرفهما حدیدة بل کانا محددین بنفسهما، نعم یعتبر الجرح فیما لا حدیدة له دون ما فیه حدیدة فانه إذا قتل بوقوعه علی الحیوان حل و ان لم یجرحه بخلاف ما لا حدیدة له فإنه لا یحل إذا وقع معترضا فالمعراض _ و هو کما قیل خشیة غلیظة الوسط محددة الطرفین _ ان قتل معترضا لم یحل ما یقتله و ان قتل بالخرق حل.

« مسألة 1558 » : الظاهر انه یجزی عن الحدید غیره من الفلزات کالذهب و الفضة و الصفر و غیرها فیحل الحیوان المقتول بالسیف أو الرمح المصنوعین منها.

« مسألة 1559 » : لا یحل الصید المقتول بالحجارة و المقمعة و العمود و الشبکة و الشرک و الحبالة و نحوها من آلات الصید مما لیست قاطعة و لا شائکة.

« مسألة 1560 » : فی الاجتزاء بمثل المخیط و الشک(3) و نحوهما مما لا یصدق علیه السلاح عرفا و ان کان شائکا إشکال، و أما ما یصدق علیه السلاح فلا إشکال فیه و ان لم یکن معتادا.


1- 1 . بل یکفی الاطمینان.
2- 2 . لو عدّت سلاحا و الاّ ففیها اشکال.
3- 3 . فی الوسیط الشکة و تدیدّق فی خرت الفأس لیثبت عصاها و فی القاموس خشبة عریضة تجعل فی خرت الفأس و نحوه یضیّق بها وفی المنجد خشبة صغیرة تجعل الخ.

ص: 359

« مسألة 1561 » : لا یبعد(1) حل الصید بالبنادق المتعارفة فی هذه الأزمنة إذا کانت محددة مخروطة سواء أکانت من الحدید أم الرصاص أم غیرهما، نعم إذا کانت البنادق صغیرة الحجم المعبر عنها فی عرفنا (بالصچم) ففیه اشکال.

« مسألة 1562 » : یشترط فی حل الصید بالالة الجمادیة کون الرامی مسلما و التسمیة حال الرمی و استناد القتل الی الرمی و أن یکون الرمی بقصد الاصطیاد فلو رمی لا بقصد شیء أو بقصد هدف أو عدو أو خنزیر فأصاب غزالاً فقتله لم یحل و کذا إذا أفلت من یده فأصاب غزالاً فقتله، ولو رمی بقصد الإصطیاد فأصاب غیر ما قصد حل، و یعتبر فی الحلیة أن تستقل الآلة المحللة فی القتل فلو شارکها غیرها لم یحل کما إذا سقط فی الماء أو سقط من أعلی الجدار الی الأرض بعد ما أصابه السهم فاستند الموت إلیهما و کذا إذا رماه مسلم و کافر و من سمی و من لم یسم أو من قصد و من لم یقصد و استند القتل إلیهما معا، و إذا شک فی الاستقلال فی الاستناد الی المحلل بنی علی الحرمة.

« مسألة 1563 » : إذا رمی سهما فأوصلته الریح إلی الصید فقتله حل و إن کان لولا الریح لم یصل و کذا إذا أصاب السهم الأرض ثم وثب فأصابه فقتله.

« مسألة 1564 » : لا یعتبر فی حلیة الصید بالالة وحدة الالة و لا وحدة الصائد فلو رمی أحد صیدا بسهم وطعنه آخر برمح فمات منهما معا حل إذا اجتمعت الشرائط فی کل منهما، بل إذا أرسل أحد کلبه الی حیوان فعقره و رماه آخر بسهم فأصابه فمات منهما معا حل أیضا.

« مسألة 1565 » : إذا اصطاد بالالة المغصوبة حل الصید و ان أثم باستعمال الآلة و کان علیه أجرة المثل إذا کان للاصطیاد بها أجرة و یکون الصید ملکا للصائد لا لصاحب الآلة.


1- 1 . لا یترک الاحتیاط بالاقتصار علی الحدید و انکان فی المتن قویّاً.

ص: 360

« مسألة 1566 » : یختص الحل بالإصطیاد بالآلة الحیوانیة و الجمادیة بما کان الحیوان ممتنعا بحیث لا یقدر علیه إلا بوسیلة کالطیر و الظبی و بقر الوحش و حماره و نحوها، فلا یقع علی الأهلی الذی یقدر علیه بلا وسیلة کالبقر و الغنم و الإبل و الدجاج و نحوها، و إذا استوحش الأهلی حل لحمه بالإصطیاد. و إذا تأهل الوحشی کالظبی و الطیر المتأهلین لم یحل لحمه بالإصطیاد، و ولد الحیوان الوحشی قبل أن یقوی علی الفرار و فرخ الطیر قبل نهوضه للطیران بحکم الأهلی. فإذا رمی طیرا و فرخه فماتا حل الطیر و حرم الفرخ.

« مسألة 1567 » : الثور المستعصی و البعیر العاصی و الصائل من البهائم یحل لحمه بالإصطیاد کالوحشی بالأصل و کذلک کل ما تردی من البهائم فی بئر و نحوها و تعذر ذبحه أو نحره فان تذکیته تحصل بعقره فی أی موضع کان من جسده و ان لم یکن فی موضع النحر أو الذبح و یحل لحمه حینئذ ولکن فی عموم الحکم للعقر بالکلب إشکال فالأحوط الاقتصار فی تذکیته بذلک علی العقر بالآلة الجمادیة.

« مسألة 1568 » : لا فرق فی تحقق الذکاة بالإصطیاد بین حلال اللحم و حرامه، فالسباع إذا أصطیدت صارت ذکیة و جاز الانتفاع بجلدها هذا إذا کان الصید بالآلة الجمادیة أما إذا کان بالکلب ففیه اشکال.

« مسألة 1569 » : إذا قطعت آلة الصید الحیوان قطعتین فان کانت الآلة مما یجوز الإصطیاد بها مثل السیف و الکلب فان زالت الحیاة عنهما معا حلتا جمیعا مع اجتماع سائر شرائط التذکیة، و کذا ان بقیت الحیاة و لم یتسع الزمن لتذکیته. و ان وسع الزمان لتذکیته حرم الجزء الذی لیس فیه الرأس و حل ما فیه الرأس بالتذکیة، فإن مات و لم یذک حرم هو أیضا، و إن کانت الآلة مما لا یجوز الاصطیاد به کالحبالة و الشبکة حرم ما لیس فیه الرأس و حل ما فیه الرأس بالتذکیة فإن لم یذک حتی مات حرم أیضا.

« مسألة 1570 » : الحیوان الممتنع بالأصل یملک بأخذه کما إذا قبض علی یده أو

ص: 361

رجله أو رباطه فانه یملکه الآخذ. و کذا إذا نصب شبکة أو شرکا أو نحوهما من الآلات التی یعتاد الاصطیاد بها فوقع فیها فانه یملکه ناصبها. و کذا إذا رماه بسهم أو نحوه من آلات الصید فصیره غیر ممتنع کما إذا جرحه فعجز عن العدو أو کسر جناحه فعجز عن الطیران فانه یملکه الرامی و یکون له نماؤه و لا یجوز لغیره التصرف فیه إلا باذنه. و إذا أفلت من یده أو شبکته أو برأ من العوار الذی أصابه بالرمی فصار ممتنعا فاصطاده غیره لم یملکه و وجب دفعه الی مالکه. نعم إذا نصب الشبکة لا بقصد الاصطیاد لم یملک ما ثبت فیها. و کذا إذا رمی لا بقصد الاصطیاد فانه لا یملک الرمیة و یجوز لغیره أخذها و لو أخذها لا بقصد الملک ففی تحقق ملکه لها اشکال. و الأقرب ذلک.

« مسألة 1571 » : إذا توحل الحیوان فی أرضه أو و ثبت السمکة فی سفینته لم یملک شیئا من ذلک أما إذا أعدّ شیئا من ذلک للاصطیاد کما إذا أجری الماء فی أرضه لتکون موحلة أو وضع سفینته فی موضع معین لیثب فیها السمک فوثب فیها أو وضع الحبوب فی بیته و أعدّه لدخول العصافیر فیه فدخلت و أغلق علیها باب البیت أو طردها الی مضیق لا یمکنها الخروج منه فدخله و نحو ذلک من الاصطیاد بغیر الآلات التی یعتاد الاصطیاد بها ففی إلحاق ذلک بالة الصید المعتادة فی حصول الملک إشکال و ان کان الالحاق هو الأظهر.(1)

« مسألة 1572 » : إذا سعی خلف حیوان فوقف للإِعیاء لم یملکه حتی یأخذه فإذا أخذه غیره قبل أن یأخذه هو ملکه.

« مسألة 1573 » : إذا وقع حیوان فی شبکة منصوبة للاصطیاد فلم تمسکه الشبکة لضعفها وقوته فانفلت منها لم یملکه ناصبها.

« مسألة 1574 » : إذا رمی الصید فأصابه لکنه تحامل طائرا أو عادیا بحیث بقی علی امتناعه و لم یقدر علیه إلا بالاتباع و الإسراع لم یملکه الرامی.


1- 1 . فی بعضها غیر بعید فی بعض آخر.

ص: 362

« مسألة 1575 » : إذا رمی إثنان صیدا دفعة فان تساویا فی الأثر بأن أثبتاه معا فهو لهما و إذا کان أحدهما جارحا و الآخر مثبتا و موقفا له کان للثانی و لا ضمان علی الجارح و إذا کان تدریجا فهو ملک من صیّره رمیَّة غیر ممتنع سابقا کان أو لا حقا.

« مسألة 1576 » : إذا رمی صیدا حلالاً باعتقاد کونه کلبا أو خنزیرا فقتله لم یحل.(1)

« مسألة 1577 » : إذا رماه فجرحه لکن لم یخرج عن الامتناع فدخل دارا فأخذه صاحب الدار ملکه بأخذه لا بدخول الدار.

« مسألة 1578 » : إذا صنع برجا فی داره لتعشعش فیه الحمام فعشعشت فیه لم یملکها(2) فیجوز لغیره صیدها و یملکها بذلک.

« مسألة 1579 » : إذا أطلق الصائد صیده من یده فان لم یکن ذلک عن اعراض عنه بقی علی ملکه لا یملکه غیره باصطیاده، و إن کان عن إعراض صار کالمباح بالأصل فیجوز لغیره اصطیاده و یملکه بذلک و لیس للأول الرجوع علیه، و کذا الحکم فی کل مال أعرض عنه مالکه حیوانا کان أو غیره، بل الظاهر أنه لا فرق بین أن یکون الاعراض ناشئا عن عجز المالک عن بقائه فی یده و تحت استیلائه لقصور فی المال أو المالک و ان یکون لا عن عجز عنه بل لغرض آخر.

« مسألة 1580 » : قد عرفت أن الصائد یملک الصید بالاصطیاد إذا کان مباحا بالأصل أو بمنزلته کما تقدم و لا یملکه إذا کان مملوکا لمالک، و إذا شک فی ذلک بنی علی الاول إلا إذا کانت امارة علی الثانی مثل ان یوجد طوق فی عنقه أو قرط فی أذنه أو حبل مشدود فی یده أو رجله أو غیرها، و إذا علم کونه مملوکا لمالک وجب رده إلیه، و إذا جهل جری علیه حکم اللقطة ان کان ضائعا و إلا جری علیه حکم مجهول المالک، و لا


1- 1 . فیه اشکال إذا اجتمع شرایط الحلیّة.
2- 2 . الاّ إذا فعله للاصطیاد.

ص: 363

فرق فی ذلک بین الطیر و غیره. نعم إذا ملک الطائر جناحیه فهو لمن أخذه إلا إذا کان له مالک معلوم معین فیجب رده إلیه و إن کان الاحوط(1) فیما إذا علم ان له مالکا غیر معین إجراء حکم اللقطة أو مجهول المالک علیه.

فصل

فی ذکاة السمک و الجراد

« مسألة 1581 » : ذکاة السمک تحصل بالاستیلاء علیه حیا خارج الماء إما بأخذه من داخل الماء إلی خارجه حیا بالید أو من شبکة و شص(2) وفالة(3) و غیرها أو بأخذه خارج الماء بالید أو بالالة بعدما خرج بنفسه أو بنضوب الماء عنه أو غیر ذلک، فاذا وثب فی سفینة أو علی الارض فاخذ حیا صار ذکیا و إذا لم یأخذ حتی مات صار میتة و حرم أکله و ان کان قد نظر إلیه و هو حی یضطرب(4) و اذا ضربها و هی فی الماء بآلة فقسمها نصفین ثم اخرجهما حیین فان صدق علی أحدهما أنه سمکة ناقصة کما لو کان فیه الرأس حل هو دون غیره و إذا لم یصدق علی أحدهما انه سمکة ففی حلهما اشکال و الأظهر العدم.

« مسألة 1582 » : لا یشترط فی تذکیة السمک الاسلام و لا التسمیة فلو أخرجه الکافر حیا من الماء أو أخذه بعد أن خرج فمات صار ذکیا کما فی المسلم و لا فرق فی الکافر بین الکتابی و غیره.

« مسألة 1583 » : إذا وجد السمک فی ید الکافر و لم یعلم أنه ذکاه أم لا بنی علی العدم،


1- 1 . لا یترک.
2- 2 . حدیدة عقفاء یصادبها السمک.
3- 3 . تسمّی السّنارة المنجد. و یقال انها عودة علیها حدید لصیدالسّمک.
4- 4 . علی الاحوط.

ص: 364

و إذا أخبره بأنه ذکاه لم یقبل خبره، و إذا وجده فی ید مسلم یتصرف فیه بما یدل علی التذکیة أو أخبر بتذکیته بنی علی ذلک.

« مسألة 1584 » : اذا و ثبت السمکة فی سفینة لم یملکها السفان و لا صاحب السفینة حتی تؤخذ فیملکها آخذها و إن کان غیرهما، نعم إذا قصد صاحب السفینة الاصطیاد بها و عمل بعض الأعمال المستوجبة لذلک کما إذا وضعها فی مجتمع السمک و ضرب الماء بنحو یوجب وثوب السمک فیها کان ذلک(1) بمنزلة اخراجه من الماء حیا فی صیرورته ذکیا و فی تحقق الملک بمجرد ذلک ما لم یؤخذ بالید و نحوها اشکال و تقدم أنه هو الأظهر.

« مسألة 1585 » : اذا وضع شبکة فی الماء فدخل فیها السمک ثم أخرجها من الماء و وجد ما فیها میتا کله أو بعضه فالظاهر حلیته.(2)

« مسألة 1586 » : اذا نصب شبکة أو صنع حضیرة لاصطیاد السمک فدخلها ثم نضب الماء بسبب الجزر أو غیره فمات بعد نضوب الماء صار ذکیا و حل أکله(3)، أما إذا مات قبل نضوب الماء فقولان أقواهما الحلیة.(4)

« مسألة 1587 » : اذا أخرج السمک من الماء حیا ثم ربطه بحبل مثلا و ارجعه الیه فمات فیه فالظاهر الحرمة و اذا اخرجه ثم وجده میتا و شک فی أن موته کان فی الماء أو فی خارجه حکم بحلیته(5) سواء علم تاریخ الاخراج أو الموت أو جهل التاریخان،


1- 1 . لا یخلو من اشکال. بل اشکاله اقوی من اشکال الفرض الآتی.
2- 2 . کما هو مفاد غیر واحد من الرّوایات المعتبرة. (وسائل الشیعة 16 الباب 35 من ابواب الصید و الذّبایح لکن الاحوط الاقتصار علی ما علم تاریخ الخروج و شکّ فی الموت)
3- 3 . الروایات اشیر الیها فی المسئلة السّابقة.
4- 4 . فیه اشکال و ان لم یکن بعیدا. لکن الاحوط الذّی لا یترک الحرمة.
5- 5 . فیما إذا علم تاریخ الاخراج فقط.

ص: 365

و إذا اضطر السماک الی ارجاعه الی الماء و خاف موته فیه فلیکن ذلک بعد موته و لو بأن یقتله هو بضرب او غیره.

« مسألة 1588 » : اذا طفا السمک علی وجه الماء بسبب ابتلاعه ما یسمی بالزهر أو عض حیوان له او غیر ذلک مما یوجب عجزه عن السباحة فان اخذ حیا صار ذکیا و حل أکله و ان مات قبل ذلک حرم.

« مسألة 1589 » : إذا القی إنسان الزهر فی الماء لا بقصد اصطیاد السمک فابتلعه السمک وطفا لم یملکه إلا إذا أخذه، فإن أخذه غیره ملکه، و اما اذا کان بقصد الاصطیاد فالظاهر أیضا أنه لا یملکه به من دون فرق بین أن یقصد سمکة معینة أو بعضا غیر معین، نعم لو رماه بالبندقیة أو بسهم أو طعنه برمح فعجز عن السباحة وطفا علی وجه الماء لم یبعد کونه ملکا للرامی و الطاعن.

« مسألة 1590 » : لا یعتبر فی حل السمک اذا خرج من الماء حیا ان یموت بنفسه فلو مات بالتقطیع أو بشق بطنه أو بالضرب علی رأسه فمات حل أیضا بل لو شواه فی النار حیا فمات حل أکله، بل الأقوی جواز أکله حیا.

« مسألة 1591 » : اذا أخرج السمک من الماء حیا فقطع منه قطعة و هو حی و ألقی الباقی فی الماء فمات فیه حلت القطعة المبانة منه و حرم الباقی و اذا قطعت منه قطعة و هو فی الماء قبل اخراجه ثم اخرج حیا فمات خارج الماء حرمت القطعة المبانة منه و هو فی الماء و حل الباقی.

ذکاة الجراد

ص: 366

« مسألة 1592 » : ذکاة الجراد أخذه حیا سواء أکان الأخذ بالید أم بالآلة، فما مات قبل أخذه حرم و لا یعتبر فی تذکیته التسمیة و الاسلام، فما یأخذه الکافر حیا فهو أیضا ذکی حلال، نعم لا یحکم بتذکیة ما فی یده إلا ان یعلم بها، و ان اخبر بأنه ذکّاه لا یقبل خبره.

« مسألة 1593 » : لا یحل الدبا من الجراد و هو الذی لم یستقل بالطیران.

« مسألة 1594 » : اذا اشتعلت النار فی موضع فیه الجراد فمات قبل ان یؤخذ حیا حرم أکله و اذا اشتعلت النار فی موضع فجاء الجراد الذی کان فی المواضع المجاورة لذلک و القی نفسه فیه فمات ففی حله بذلک إشکال.

فصل فی الذباحة

« مسألة 1595 » : یشترط فی حل الذبیحة بالذبح أن یکون الذابح مسلما فلا تحل ذبیحة الکافر و ان کان کتابیا، و لا یشترط فیه الایمان فتحل ذبیحة المخالف اذا کان محکوما باسلامه علی الاقوی و لا تحل اذا کان محکوما بکفره کالناصب و الخارجی و بعض أقسام(1) الغلاة.

« مسألة 1596 » : یجوز أن تذبح المسلمة و ولد المسلم و ان کان طفلاً اذا أحسن التذکیة و کذا الأعمی و الأغلف و الخصی و الجنب و الخائض و الفاسق، و لا یجوز ذبح غیر الشاعر بفعله کالمجنون و النائم و السکران، نعم الظّاهر(2) جواز ذبح المجنون و نحوه اذا کان ممیزا فی الجملة مع تحقق سائر الشرائط.(3)

« مسألة 1597 » : لا یعتبر فی الذبح الاختیار فیجوز ذبح المکره و ان کان اکراهه بغیر حق کما لا یعتبر أن یکون الذابح ممن یعتقد وجوب التسمیة فیجوز ذبح غیره اذا کان قد سمّی.


1- 1 . بعض اقسام (زائد)
2- 2 . فیه اشکال.
3- 3 . و کان صدور الفصل منه بارادة و شعور و اختیار.

ص: 367

« مسألة 1598 » : یجوز ذبح ولد الزنا اذا کان مسلما بالغا کان ام غیره.

« مسألة 1599 » : لا یجوز الذبح بغیر الحدید فی حال الاختیار و ان کان من المعادن المنطبعة کالنحاس و الصفر و الرصاص و الذهب و الفضة، فان ذبح بغیره مع القدرة علیه لا یحل المذبوح أما مع عدم القدرة علی الحدید فیجوز الذبح بکل ما یفری الأوداج و ان کان لیطة أو خشبة أو حجرا حادا أو زجاجة، و الأظهر عدم اعتبار خوف فوت الذبیحة فی الضرورة و إن کان الاعتبار أحوط(1)، و فی جوازه حینئذ بالسن و الظفر اشکال، و لا یبعد جواز الذبح اختیارا بالمنجل و نحوه مما یقطع الأوداج و لو بصعوبة و ان کان الاحوط الاقتصار علی حال الضرورة.

« مسألة 1600 » : الواجب قطع الأعضاء الأربعة و هی : المریء و هو مجری الطعام، و الحلقوم و هو مجری النفس و محله فوق المریء، و الودجان و هما عرقان محیطان بالحلقوم و المریء، و فی الإِجتزاء بفریها من دون قطع إشکال و کذا الإشکال فی الاجتزاء بقطع الحلقوم وحده و إن کان الأظهر عدمه.

« مسألة 1601 » : الظاهر ان قطع تمام الأعضاء یلازم بقاء الخرزة المسماة فی عرفنا (بالجوزة) فی العنق فلو بقی شیء منها فی الجسد لم یتحقق قطع تمامها کما شهد بذلک بعض الممارسین المختبرین.

« مسألة 1602 » : یعتبر قصد الذبح فلو وقع السکین من ید أحد علی الأعضاء الأربعة فقطعها لم یحل و ان سمی حین أصاب الأعضاء، و کذا لو کان قد قصد بتحریک السکین علی المذبح شیئا غیر الذبح فقطع الأعضاء أو کان سکرانا أو مغمی علیه أو مجنونا غیر ممیز علی ما تقدم.

« مسألة 1603 » : الظاهر عدم وجوب تتابع قطع الأعضاء فلو قطع بعضها ثم ارسلها


1- 1 . لا یترک.

ص: 368

ثم أخذها فقطع الباقی قبل أن تموت حل لحمها(1) ولکن الاحتیاط بالتتابع أولی و أحسن.

« مسألة 1604 » : ذهب جماعة کثیرة الی أنه یشترط فی حل الذبیحة استقرار الحیاة بمعنی امکان أن یعیش مثلها الیوم و الأیام و ذهب آخرون إلی عدم اشتراط ذلک و هو الأقوی نعم یشترط الحیاة حال قطع الاعضاء بالمعنی المقابل للموت فلا تحل الذبیحة بالذبح إذا کانت میتة، و هذا مما لا إشکال فیه، و علی هذا فلو قطعت رقبة الذبیحة من فوق و بقیت فیها الحیاة فقطعت الاعضاء علی الوجه المشروع حلت، و کذا إذا شق بطنها و انتزعت أمعاؤها فلم تمت بذلک فانها إذا ذبحت حلت و کذا اذا عقرها سبع أو ذئب أو ضربت بسیف أو بندقیة و أشرفت علی الموت فذبحت قبل أن تموت فانها تحل.

« مسألة 1605 » : لو أخذ الذابح بالذبح فشق آخر بطنه و انتزع امعاءه مقارنا للذبح فالظاهر حل(2) لحمه و کذا الحکم فی کل فعل یزهق اذا کان مقارنا للذبح ولکن الاحتیاط أولی.

« مسألة 1606 » : لا یعتبر اتحاد الذابح فیجوز وقوع الذبح من اثنین علی سبیل الاشتراک مقترنین بان یأخذا السکین بیدیهما و یذبحا معا أو یقطع أحدهما بعض الأعضاء و الآخر الباقی دفعة أو علی التدریج بان یقطع أحدهما بعض الاعضاء ثم یقطع الآخر الباقی و تجب التسمیة علیهما معا و لا یجتزأ بتسمیة أحدهما علی الأقوی.(3)

« مسألة 1607 » : إذا اخطأ الذابح فذبح من فوق الجوزة و التفت فذبحها من تحت


1- 1 . یشکل فی مالم یعدّ القطعان عملاً واحدا فالاحوط مراعاة ذلک.
2- 2 . الحلّ و انکان قریبا لکن لا یترک الاحتیاط.
3- 3 . لا یخلوا لاکتفاء بتسمیة الاخیر فی الصوّرة الاخیرة من قوّة و الاحوط اعتبار تسمیتهما.

ص: 369

الجوزة قبل أن تموت حل لحمها کما تقدم.

« مسألة 1608 » : إذا قطع بعض الأعضاء الأربعة علی غیر النهج الشرعی بان ضربها شخص بآلة فانقطع بعض الأعضاء، أو عضّها الذئب فقطعه باسنانه أو غیر ذلک، و بقیت الحیاة. و کان بعض الأعضاء سالما امکنت تذکیتها بقطع العضو الباقی و بفری العضو المقطوع من فوق محل القطع من العضو المقطوع أو من تحته و تحل بذلک، نعم اذا قطع الذئب أو غیره تمام العضو فلم یبق ما یکون قابلا للفری حرمت.

« مسألة 1609 » : إذا ذبحت الذبیحة ثم وقعت فی نار أو ماء أو سقطت الی الأرض من شاهق أو نحو ذلک مما یوجب زوال الحیاة لم تحرم و لیس الحکم کذلک فی الصید کما تقدم فتفترق التذکیة بالصید عن التذکیة بالذبح فانه یعتبر فی الاول العلم باستناد الموت الیها و لا یعتبر ذلک فی الثانیة.

« مسألة 1610 » : یشترط فی التذکیة بالذبح أمور :

(الأول) : الاستقبال بالذبیحة حال الذبح بأن یوجّه مقادیمها و مذبحها الی القبلة فان أخلّ بذلک عالما عامدا حرمت و ان کان ناسیا أو جاهلاً بالحکم أو خطأً منه فی القبلة بأن وجهها إلی جهة اعتقد انها القبلة فتبین الخلاف لم تحرم فی جمیع ذلک، و کذا إذا لم یعرف القبلة أو لم یتمکن من توجهها الیها و اضطر الی تذکیتها کالحیوان المستعصی أو الواقع فی بئر و نحوه.

« مسألة 1611 » : لا یشترط استقبال الذابح نفسه و ان کان أحوط.

« مسألة 1612 » : اذا خاف موت الذبیحة لو اشتغل بالاستقبال بها فالظاهر(1) عدم لزومه.

« مسألة 1613 » : یجوز فی وضع الذبیحة علی الأرض حال الذبح أن یضعها علی


1- 1 . لا یبعد.

ص: 370

الجانب الأیمن کهیئة المیت حال الدفن و ان یضعها علی الأیسر و یجوز أن یذبحها و هی قائمة مستقبلة القبلة.(1)

الشرط الثانی : التسمیة من الذابح مع الالتفات و لو ترکها عمدا حرمت الذبیحة و لو ترکها نسیانا لم تحرم و الاحوط استحبابا الإِتیان بها عند الذکر و لو ترکها جهلا بالحکم فالظاهر الحرمة.

« مسألة 1614 » : الظاهر لزوم الاتیان بالتسمیة بعنوان کونها علی الذبیحة من جهة الذبح و لا تجزی التسمیة الاتفاقیة أو المقصود منها عنوان آخر، و الظاهر لزوم الاتیان بها عند الذبح مقارنة له عرفا و لا یجزی الاتیان بها عند مقدمات الذبح کربط المذبوح.

« مسألة 1615 » : یجوز ذبح الأخرس، و تسمیته تحریک لسانه و اشارته باصبعه.

« مسألة 1616 » : یکفی فی التسمیة الاتیان بذکر اللّه تعالی مقترنا بالتعظیم مثل : اللّه أکبر، و الحمدللّه، و بسم اللّه، و فی الاکتفاء بمجرد ذکر الاسم الشریف اشکال کما تقدم فی الصید.

الشرط الثالث : خروج الدم المعتاد علی النحو المتعارف علی الأحوط لو لم یکن أقوی، فلو لم یخرج الدم أو خرج متثاقلاً أو متقاطرا لم تحل و إن علم حیاتها حال الذبح و العبرة فی ذلک بملاحظة نوع الحیوان، فقد یکون الحیوان و لو من جهة المرض یخرج منه الدم متثاقلاً متقاطرا لکنه متعارف فی نوعه فلا یضر ذلک بحلیّته.

الشرط الرابع : أن یکون الذبح من المذبح فلا یجوز أن یکون من القفا بل الأحوط وضع السکین علی المذبح ثم قطع الأوداج فلا یکفی إدخال السکین تحت الأوداج ثم قطعها إلی فوق.

« مسألة 1617 » : إذا شک فی حیاة الذبیحة کفی فی الحکم بها حدوث حرکة بعد


1- 1 . فی الابل بل و کذا فی غیره.

ص: 371

تمامیة الذبح و إن کانت قلیلة مثل ان تطرف عینها أو تحرک ذنبها أو اذنها أو ترکض برجلها أو نحو ذلک و لا حاجة الی هذه الحرکة إذا علم بحیاتها حال الذبح.

« مسألة 1618 » : الأحوط لزوما عدم قطع رأس الذبیحة عمدا قبل موتها(1) و لا بأس به إذا لم یکن عن عمد بل کان لغفلة أو سبقته السکین أو غیر ذلک کما ان الأحوط ان لا تنخع الذبیحة عمدا بأن یصاب نخاعها حین الذبح و المراد به الخیط الأبیض الممتد فی وسط الفقار من الرقبة الی الذنب.

« مسألة 1619 » : إذا ذبح الطیر فقطع رأسه متعمدا فالظاهر جواز أکل لحمه ولکن یحرم تعمد ذلک مع عدم الاضطرار تکلیفا علی الاحوط.

« مسألة 1620 » : تختص الإِبل من بین البهائم بان تذکیتها بالنحر، و لا یجوز ذلک فی غیرها فلو ذکی الابل بالذبح أو ذکی غیرها بالنحر لم یحل، نعم لو ادرک ذکاته بان نحر غیر الابل و امکن ذبحه قبل ان یموت فذبحه حل و کذا لو ذبح الابل ثم نحرها قبل أن تموت حلت.

« مسألة 1621 » : لا یجب فی الذبح أن یکون فی أعلی الرقبة بل یجوز أن یکون فی وسطها و فی اسفلها إذا تحقق قطع الأوداج الأربعة.

« مسألة 1622 » : کیفیة النحر ان یدخل الآلة من سکین و غیره حتی مثل المنجل فی اللبة و هو الموضع المنخفض الواقع فی أعلی الصدر متصلاً بالعنق و یشترط فی الناحر ما یشترط فی الذابح و فی آلة النحر ما یشترط فی آلة الذّبح و یجب فیه التسمیة و الاستقبال بالمنحور و الحیاة حال النحر و خروج الدم المعتاد و یجوز نحر الابل قائمة و بارکة مستقبلا بها القبلة.(2)


1- 1 . لکن لا یبعد حلّ لحمه.
2- 2 . بل لا یبعد کفایة کونها بارکة علی جنبها موجهّة مقادیها و منحرها الی القبلة.

ص: 372

« مسألة 1623 » : إذا تعذر ذبح الحیوان أو نحره کالمستعصی و الواقع علیه جدار و المتردی فی بئر أو نهر و نحوهما علی نحو لا یتمکن من ذبحه أو نحره جاز أن یعقر بسیف أو خنجر أو سکین أو غیرها و إن لم یصادف موضع التذکیة و یحل لحمه بذلک، نعم لا بد من التسمیة و اجتماع شرائط الذابح فی العاقر و قد تقدم التعرض لذلک فی الصید فراجع.

« مسألة 1624 » : ذکاة الجنین ذکاة امه، فاذا ماتت أمه بدون تذکیة فان مات هو فی جوفها حرم أکله و کذا اذا اخرج منها حیا فمات بلا تذکیة، و أما اذا أخرج حیا فذکی حل اکله و إذا ذکیت امه فمات فی جوفها حل أکله و إذا اخرج حیا فان ذکی حل اکله و إن لم یذک حرم.

« مسألة 1625 » : إذا ذکیت أمه فخرج حیا و لم یتسع الزمان لتذکیته فمات بلا تذکیة فالأقوی حرمته، و أما إذا ماتت أمه بلا تذکیه فخرج حیا و لم یتسع الزمان لتذکیته فمات بدونها فلا إشکال فی حرمته.

« مسألة 1626 » : الظاهر وجوب المبادرة الی شق جوف الذبیحة و اخراج الجنین منها علی النحو المتعارف فاذا توانی عن ذلک زائدا علی المقدار المتعارف فخرج میتا حرم اکله.

« مسألة 1627 » : یشترط فی حل الجنین بذکاة امه ان یکون تام الخلقة بان یکون قد اشعر أو أوبر. فان لم یکن تام الخلقة فلا یحل بذکاة امه. و الذی تحصّل مما ذکرناه ان حلیة الجنین بلا تذکیة مشروطة بأمور : تذکیة امه، و تمام خلقته، و موته قبل خروجه من بطنها.

ص: 373

« مسألة 1628 » : لا فرق فی ذکاة الجنین بذکاة امه بین محلل الاکل و محرمه إذا کان مما یقبل التذکیة.

« مسألة 1629 » : تقع التذکیة علی کل حیوان مأکول اللحم فاذا ذکی صار طاهرا و حل أکله و لا تقع علی نجس العین من الحیوان کالکلب و الخنزیر فاذا ذکی کان باقیا علی النجاسة و لا تقع علی الانسان فاذا مات نجس و ان ذکی، و لا یطهر بدنه إلا بالغسل إذا کان مسلما، أما الکافر الذی هو نجس العین فلا یطهر بالغسل أیضا، و أما غیر الأصناف المذکورة من الحیوانات غیر مأکولة اللحم فالظاهر وقوع الذکاة علیه إذا کان له جلد یمکن الانتفاع به بلبس و فرش و نحوهما و یطهر لحمه و جلده بها، و لا فرق(1) بین السباع کالأسد و النمر و الفهد و الثعلب و غیرها و بین الحشرات التی تسکن باطن الأرض اذا کان لها جلد علی النحو المذکور مثل ابن عرس و الجرذ و نحوهما فیجوز استعمال جلدها اذا ذکیت فیما یعتبر فیه الطهارة فیتخذ ظرفا للسمن و الماء و لا ینجس ما یلاقیها برطوبة.

« مسألة 1630 » : الحیوان غیر مأکول اللحم اذا لم تکن له نفس سائلة میتته طاهرة و یجوز الانتفاع بما یمکن الانتفاع به من اجزائه کالجلد علی الأظهر، ولکن لا یجوز بیعه، فاذا ذکی جاز بیعه أیضا.

« مسألة 1631 » : لا فرق فی الحیوان غیر مأکول اللحم فی قبوله للتذکیة اذا کان له جلد بین الطیر و غیره.

« مسألة 1632 » : اذا وجد لحم الحیوان الذی یقبل التذکیة أو جلده و لم یعلم انه مذکی أم لا، یبنی علی عدم التذکیة فلا یجوز اکل لحمه و لا استعمال جلده فیما یعتبر فیه التذکیة، ولکن لایحکم(2) بنجاسة ملافیه برطوبة حتی(3) اذا کانت له نفس سائلة ما لم یعلم(4) أنه


1- 1 . و لا یبعد عدم الفرق.
2- 2 . و یحکم علی الاحوط لو لم یکن اقوی.
3- 3 . زائد.
4- 4 . و ان لم یعلم.

ص: 374

میتة، نعم إذا وجد بید المسلم یتصرف فیه بما یناسب التذکیة مثل تعریضه للبیع و الاستعمال باللبس و الفرش و نحوهما یحکم بأنه مذکی حتی یثبت خلافه، و الظاهر عدم الفرق بین کون تصرف المسلم مسبوقا بید الکافر وعدمه نعم إذا علم ان المسلم أخذه من الکافر من دون تحقیق حکم علیه بعدم التذکیة، و المأخوذ من مجهول الاسلام بمنزلة المأخوذ من المسلم إذا کان فی بلاد یغلب علیها المسلمون و اذا کان بید المسلم من دون تصرف یشعر بالتذکیة کما اذا رأینا لحما بیدالمسلم لا یدری انه یرید أکله أو وضعه لسباع الطیر لا یحکم بأنه مذکی و کذا إذا صنع الجلد ظرفا للقاذورات مثلاً.

« مسألة 1633 » : ما یؤخذ من ید الکافر من جلد و لحم و شحم یحکم بأنه غیر مذکی و إن أخبر بأنه مذکی إلا إذا علم أنه کان فی تصرف المسلم الدال علی التذکیة، و أما دهن السمک المجلوب من بلاد الکفار فلا یجوز شربه من دون ضرورة إذا اشتری من الکافر و إن أحرز تذکیة السمکة المأخوذ منها الدهن إذا لم یحرز أنها کانت ذات فلس و یجوز شربه إذا اشتری من المسلم إلا إذا علم أن المسلم أخذه من الکافر من دون تحقیق.

« مسألة 1634 » : لا فرق فی المسلم الذی یکون تصرفه أمارة علی التذکیة بین المؤمن و المخالف و بین من یعتقد طهارة المیتة بالدبغ و غیره و بین من یعتبر الشروط المعتبرة فی التذکیة کالاستقبال و التسمیة وکون المذکی مسلما و قطع الأعضاء الأربعة و غیر ذلک، و من لا یعتبرها.

« مسألة 1635 » : إذا کان الجلد مجلوبا من بلاد الإسلام و مصنوعا فیها حکم بأنه مذکی و کذا إذا وجد مطروحا فی أرضهم و علیه أثر استعمالهم له باللباس و الفرش و الطبخ أو بصنعه لباسا أو فراشا أو نحوها من الاستعمالات الموقوفة علی التذکیة أو المناسبة لها فإنه یحکم بأنه مذکی و یجوز استعماله استعمال المذکی من دون حاجة

ص: 375

إلی الفحص عن حاله. و فی حکم الجلد اللحم المجلوب من بلاد الإِسلام.

« مسألة 1636 » : قد ذکر للذبح و النحر آداب، فیستحب فی ذبح الغنم أن تربط یداه و رجل واحدة و یمسک صوفه أو شعره حتی یبرد، و فی ذبح البقر أن تعقل یداه و رجلاه و یطلق الذنب، و فی الإبل أن تربط أخفافها إلی آباطها و تطلق رجلاها، هذا إذا نحرت بارکة، أما إذا نحرت قائمة فینبغی أن تکون یدها الیسری معقولة، و فی الطیر یستحب أن یرسل بعد الذباحة، و یستحب حدّ الشفرة و سرعة القطع و أن لا یری الشفرة للحیوان و لا یحرکه من مکان إلی آخر بل یترکه فی مکانه إلی أن یموت و أن یساق إلی الذبح برفق و یعرض علیه الماء قبل الذبح و یمرّ السکین بقوة ذهابا و إیابا و یجدّ فی الاسراع لیکون أسهل، و عن النبی صلی الله علیه و آله وسلم أن اللّه تعالی شأنه کتب علیکم الإِحسان فی کل شیء فإذا قتلتم فاحسنوا القتلة و إذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة و لیحدّ أحدکم شفرته ولیرح ذبیحته، و فی خبر اخر أنه صلی الله علیه و آله وسلم أمر أن تحدّ الشفار و أن تواری عن البهائم.(1)

« مسألة 1637 » : تکره الذباحة لیلاً وکذا نهار الجمعة إلی الزوال.


1- 1 . و ینبغی ان لا یذبح او ینحر و حیوان آخر ینظر الیه. و ان لا یذبح ما ربّاه بیده.

ص: 376

کتاب الأطعمة و الأشربة

اشارة

و هی علی أقسام :

(القسم الأول) : حیوان البحر :

« مسألة 1638 » : لا یؤکل من حیوان البحر إلاّ سمک له فلس و إذا شک فی وجود الفلس بنی علی حرمته، و یحرم المیت الطافی علی وجه الماء و الجلال منه حتّی یزول الجلل منه عرفا، و الجری و المارماهی و الزمیر، و السلحفاة، و الضفدع، و السرطان، و لا بأس بالکنعت و الربیثا و الطمر و الطیرانی و الابلامی و الأربیان.

« مسألة 1639 » : یؤکل من السمک ما یوجد فی جوف السمکة المباحة إذا کان مباحا، و لا یؤکل من السمک ما تقذفه الحیة إلاّ أن یضطرب و یؤخذ حیا خارج الماء، و الأحوط الأولی اعتبار عدم انسلاخ فلسه أیضا.

« مسألة 1640 » : البیض تابع لحیوانه، و مع الاشتباه قیل یؤکل الخشن المسمی فی عرفنا (ثروب) و لا یؤکل الأملس المسمی فی عرفنا (حلبلاب) و فیها تأمل. بل الأظهر(1) حرمة کل ما یشتبه منه.


1- 1 . الاحوط.

ص: 377

(القسم الثانی) البهائم :

« مسألة 1641 » : یؤکل من الاهلیة منها : الإبل، و البقر، و الغنم و من الوحشیة کبش الجبل، و البقر، و الحمیر، و الغزلان و الیحامیر و فی تخصیص الحل بهذه الخمسة إشکال و الحلیة غیر بعیدة.(1)

« مسألة 1642 » : یکره أکل لحوم الخیل و البغال و الحمیر.

« مسألة 1643 » : یحرم الجلال من المباح و هو ما یأکل عذرة الإنسان خاصة إلا مع الاستبراء و زوال الجلل، و الأحوط مع ذلک أن تطعم الناقة بل مطلق الإبل علفا طاهرا أربعین یوما و البقر عشرین و الشاة عشرة و البطة خمسة أو سبعة و الدجاجة ثلاثة.

« مسألة 1644 » : لو رضع الجدی(2) لبن خنزیرة و اشتد لحمه حرم هو و نسله و لو لم یشتدّ استبری ء سبعة أیام فیلقی علی ضرع شاة و إذا کان مستغنیا عن الرضاع علف و یحل بعد ذلک و لا یلحق بالخنزیرة الکلبة و الکافرة و فی عموم الحکم لشرب اللبن من غیر ارتضاع إشکال و الأظهر العدم.

« مسألة 1645 » : یحرم کل ذی ناب کالأسد و الثعلب و یحرم الأرنب و الضب و الیربوع و الحشرات و القمل و البق و البراغیث.

« مسألة 1646 » : إذا وطأ إنسان حیوانا محللاً أکله و مما یطلب لحمه حرم لحمه و لحم نسله و لبنهما، و لا فرق فی الواطی ء بین الصغیر و الکبیر علی الأحوط کما لا


1- 1 . غیر بعیدة (فی بعضها)
2- 2 . او مطلق البهیمة المأکولة اللّحم.

ص: 378

فرق بین العاقل و المجنون و الحر و العبد و العالم و الجاهل و المختار و المکره، و لا فرق فی الموطوء بین الذکر و الأنثی و لا یحرم الحمل إذا کان متکونا قبل الوط ء کما لا یحرم الموطوء إذا کان میتا أو کان من غیر ذوات الأربع، ثم إن الموطوء إن کان مما یقصد لحمه کالشاة ذبح فإذا مات أحرق، فإن کان الواطی ء غیر المالک أغرم قیمته للمالک، و إن کان المقصود ظهره نفی إلی بلد غیر بلد الوط ء و أغرم الواطی ء قیمته للمالک إذا کان غیر المالک ثم یباع فی البلد الآخر، و فی رجوع الثمن إلی المالک أو الواطی ء، أو یتصدق به علی الفقراء وجوه خیرها أوسطها و إذا اشتبه الموطوء فیما یقصد لحمه أخرج بالقرعة.

« مسألة 1647 » : إذا شرب الحیوان المحلل الخمر فسکر فذبح جاز أکل لحمه و لا بدّ من غسل ما لاقته الخمر مع بقاء عینها(1) و لا یؤکل ما فی جوفه من القلب و الکرش و غیرهما علی الأحوط و لو شرب بولاً أو غیره من النجاسات لم یحرم لحمه و یؤکل ما فی جوفه بعد غسله مع بقاء عین النجاسة فیه.

(القسم الثالث) : الطیور :

« مسألة 1648 » : (2)یحرم السبع منها کالبازی و الرخمة و کل ما کان صفیفه أکثر من دفیفه، فإن تساویا فالأظهر الحلیّة(3) إذا کانت فیه إحدی العلامات الآتیة و إلا فیحرم و العلامات هی القانصة و الحوصلة و الصیصیة و هی الشوکة التی خلف رجل الطائر خارجة عن الکف و القانصة و هی فی الطیر بمنزلة الکرش فی غیره، و یکفی فی الحلّ وجود واحدة منها و إذا انتفت کلها حرم، و إذا تعارض انتفاء الجمیع مع الدفیف قدم الدفیف فیحل ما کان دفیفه أکثر و إن لم تکن له إحدی الثلاث، و إذا کانت له إحدی الثلاث و کان صفیفه أکثر حرم، نعم إذا وجدت له إحدی الثلاث أو جمیعها و شُکّ فی


1- 1 . زائد.
2- 2 . (یحلّ من الطّیر الحمام بجمیع اقسامه و الدرّاج و القبج و القطا و الطیهوج و البطّ و الکروان و الحباری و الکرکّی و الدجاج بجمیع اصنافه و العصفور بجمیع انواعه و منه البلبل و الزّر زور و القبرّة و هی التّی علی رأسها القنزعة (و قد ورد انّها من مسحة سلیمان علی نبیّنا و آله و علیه السلام. و یحرم کلّ ذی مخلب منها کالصقر و العقاب و الشاهین و الباشق و النسر و البغاث و...
3- 3 . و انکان الاحوط المنع.

ص: 379

کیفیة طیرانه حکم بالحل. و أما اللقلق فقد حکی وجود الثلاث فیه لکن المظنون أن صفیفه أکثر فیکون حراما کما أفتی بذلک بعض الأعاظم علی ما حکی.

« مسألة 1649 » : یحرم الخفاش و الطاووس و الجلال من الطیر حتی یستبرأ و یحرم الزنابیر و الذباب و بیض الطیر المحرم و کذا یحرم الغراب علی إشکال فی بعض أقسامه و إن کان الأظهر الحرمة فی الجمیع.

و ما اتفق طرفاه من البیض المشتبه حرام.

« مسألة 1650 » : یکره الخطاف و الهدهد و الصرد(1) و الصوام و الشقراق و الفاختة و القبّرة.

(القسم الرابع) : الجامد :

« مسألة 1651 » : تحرم المیتة و أجزاؤها و هی نجسة إذا کان الحیوان ذا نفس سائلة و کذلک أجزاؤها عدا صوف ما کان طاهرا فی حال حیاته و شعره و وبره و ریشه، وقرنه و عظمه، و ظلفه، و بیضه، إذا اکتسی الجلد الفوقانی و إن کان مما لا یحل أکله و الأنفحة.(2)

« مسألة 1652 » : یحرم من الذبیحة علی المشهور القضیب و الأنثیان و الطحال، و الفرث، و الدم، و المثانة، و المرارة، و المشیمة، و الفرج، و العلباء، و النخاع، و الغدد، و خرزة الدماغ، و الحدق و فی تحریم بعضها إشکال و الاجتناب أحوط(3)، هذا فی


1- 1 . فیه و فی الصّوام و الفاختة کلام اضعف الرّوایة فی الاوّلین و هی روایة(التهذیب 9 / 75 _ 77 ؛ کتاب الصید و الذبایح) سلیمان الجعفری عن الرضا علیه السلام و روایة(التهذیب 9 / 75 _ 77 ؛ کتاب الصید و الذبایح) الرّقی عن ابی عبداللّه علیه السلام فی الاوّل. و ضعف الدلالة فی الاخیر (وسائل الشیعه 8 الباب 41 / 2 ؛ احکام الدوّاب). بل ربما یکون ذبحها و اخراجها مستحبا.
2- 2 . و اللبأ و اللّبن فی الضّرع و یطهر اصول ما عدا الاخیرین بملاقاة رطوبة المیتة بالماء.
3- 3 . کما انّ الاحوط الاجتناب عن الاوداج و العروق و الرّحم.

ص: 380

ذبیحة غیر الطیور. و أما الطیور فالظاهر عدم وجود شیء من الأمور المذکورة فیها ما عدا الرجیع و الدم و المرارة و الطحال و البیضتین فی بعضها، و یکره الکلی، و أذنا القلب.

« مسألة 1653 » : تحرم الأعیان النجسة کالعذرة و القطعة المبانة من الحیوان الحی و کذا یحرم الطین عدا الیسیر الذی لا یتجاوز قدر الحمصة من تربة الحسین علیه السلام للاستشفاء و لا یحرم غیره من المعادن و الأحجار و الأشجار.

« مسألة 1654 » : تحرم السموم القاتلة و کل ما یضرّ الإنسان ضررا یعتد به و منه (الأفیون) المعبّر عنه بالتریاک سواء أکان من جهة زیادة المقدار المستعمل منه أم من جهة المواظبة علیه.(1)

(القسم الخامس) : فی المائع :

« مسألة 1655 » : یحرم کل مسکر من خمر و غیره حتی الجامد و الفقاع و الدم و العلقة و إن کانت فی البیضة و کل ما ینجس من المائع و غیره.

« مسألة 1656 » : إذا وقعت النجاسة فی الجسم الجامد کالسمن و العسل الجامدین لزم إلقاء النجاسة و ما یکنفها من الملاقی و یحل الباقی، و إذا کان المائع غلیظا ثخینا فهو کالجامد و لا تسری النجاسة إلی تمام أجزائه إذا لاقت بعضها بل تختص النجاسة بالبعض الملاقی لها و یبقی الباقی علی طهارته.


1- 1 . امّا إذا کان ترکه ضررا علیه لاعتیاده فلا اشکال فی الحّل.

ص: 381

« مسألة 1657 » : الدهن المتنجس بملاقاة النجاسة یجوز بیعه و الانتفاع به فیما لا یشترط فیه الطهارة، و الأولی الاقتصار علی الاستصباح به تحت السماء.

« مسألة 1658 » : تحرم الأبوال مما لا یؤکل لحمه بل مما یؤکل لحمه أیضا علیالأحوط عدا بول الإبل للاستشفاء و کذا یحرم لبن الحیوان المحرم دون الإنسان فإنه یحل لبنه.(1)

« مسألة 1659 » : لو اشتبه اللحم فلم یُعلم أنه مذکی و لم یکن علیه ید مسلم تشعر بالتذکیة اجتنب، و لو اشتبه فلم یعلم أنه من نوع الحلال أو الحرام حکم بحله.(2)

« مسألة 1660 » : یجوز للإنسان أن یأکل من بیت من تضمنته الآیة الشریفة المذکورة فی سورة النور و هم : الآباء و الأمهات، و الإِخوان و الأخوات، و الأعمام، و العمّات، و الأخوال، و الخالات، و الأصدقاء، و الموکل المفوض إلیه الأمر، و تلحق بهم الزوجة و الولد(3)، فیجوز الأکل من بیوت من ذکر علی النحو المتعارف مع عدم العلم بالکراهیة، بل مع عدم الظن بها أیضا علی الأحوط بل مع الشک فیها و إن کان الأظهر الجواز حینئذٍ.

« مسألة 1661 » : إذا انقلبت الخمر خلا طهرت و حلت بعلاج کان أو غیره علی تفصیل قد مرّ فی فصل المطهرات.

« مسألة 1662 » : لا یحرم شیء من المربیات و إن شم منها رائحة المسکر.

« مسألة 1663 » : العصیر من العنب إذا غلی بالنار أو بغیرها أونشّ حرم حتی یذهب ثلثاه بالنار أو ینقلب خلاً.

« مسألة 1664 » : یجوز للمضطر تناول المحرم بقدر ما یمسک رمقه إلا الباغی و هو الخارج علی الإمام أو باغی الصید لهوا، و العادی و هو قاطع الطریق أو السارق، و یجب عقلاً فی باغی الصید و العادی ارتکاب المحرم من باب وجوب ارتکاب أقل القبیحین و یعاقب علیه. و أما الخارج(4) علی الإمام فلا یبعد شمول وجوب قتله لنفسه أیضا.


1- 1 . فی حلّه للبالغ تأمل و اشکال.
2- 2 . و کذا إذا کان بید مسلم یعامله معاملة المذکّی.
3- 3 . علی اشکال فی اکل الاّم.
4- 4 . و اما الخارج الی آخر المسئلة (زائد)

ص: 382

« مسألة 1665 » : یحرم الأکل بل الجلوس علی مائدة فیها المسکر.

« مسألة 1666 » : یستحب غسل الیدین قبل الطعام و التسمیة و الأکل بالیمنی و غسل الید بعده و الحمد له تعالی و الا ستلقاء و جعل الرجل الیمنی علی الیسری.

ص: 383

کتاب المیراث

اشارة

و فیه فصول :

الفصل الأول

و فیه فوائد :

(الفائدة الأولی) : فی بیان موجباته و هی نوعان : نسب و سبب، أما النسب فله ثلاث مراتب :

(المرتبة الأولی) : صنفان : أحدهما الأبوان المتصلان دون الأجداد و الجدات. و ثانیهما الأولاد و إن نزلوا ذکورا و إناثا.

(المرتبة الثانیة) : صنفان أیضا : أحدهما الأجداد و الجدات و إن علوا کآبائهم و أجدادهم، و ثانیهما الإِخوة و الأخوات و أولادهم و إن نزلوا.

(المرتبة الثالثة) : صنف واحد : و هم الأعمال و الأخوال و إن علوا کأعمام لآباء و الأمهات و أخوالهم، و أعمام الأجداد و الجدات و أخوالهم و کذلک أولادهم و إن نزلوا کأولاد أولادهم و أولاد أولاد أولادهم و هکذا بشرط صدق القرابة للمیت عرفا، (و أما السبب) فهو قسمان زوجیة و ولاء. و الولاء ثلاث مراتب : و لاء العتق، ثم و لاء ضمان الجریرة، ثم ولاء الإمامة.

ص: 384

(الفائدة الثانیة) ینقسم الوارث إلی خمسة أقسام :

(الأول) من یرث بالفرض لا غیر دائما و هو الزوجة فإن لها الربع مع عدم الولد و الثمن معه و لا یرد علیها أبدا.

(لثانی) من یرث بالفرض دائما و ربما یرث معه بالرد کالأم فإن لها السدس مع الولد و الثلث مع عدمه إذا لم یکن حاجب، و ربما یرد علیها زائدا علی الفرض کما إذا زادت الفریضة علی السهام، و کالزوج فإنه یرث الربع مع الولد و النصف مع عدمه و یرد علیه إذا لم یکن وارث إلا الامام.

(الثالث) من یرث بالفرض تارة، و بالقرابة أخری کالأب فإنه یرث بالفرض مع وجود الولد و بالقرابة مع عدمه، و البنت و البنات فإنها ترث مع الابن بالقرابة و بدونه بالفرض، و الأخت و الأخوات للأب أو للأبوین فإنها ترث مع الأخ بالقرابة و مع عدمه بالفرض و کالإِخوة و الأخوات من الأم فإنها ترث بالفرض إذا لم یکن جد للأم و بالقرابة معه.

(الرابع) من لا یرث إلا بالقرابة کالابن و الإِخوة للأبوین أو للأب والجد و الأعمام و الأخوال.

(الخامس) من لا یرث بالفرض و لا بالقرابة بل یرث بالولاء کالمعتق و ضامن الجریرة، و الإمام.

(الفائدة الثالثة) الفرض هو السهم المقدّر فی الکتاب المجید و هو ستة أنواع : النصف، و الربع، و الثمن، و الثلثان، و الثلث، و السدس و أربابها ثلاثة عشر (فالنصف) للبنت الواحدة و الأخت للأبوین أو للأب فقط إذا لم یکن معها أخ، و للزوج مع عدم الولد للزوجة و ان نزل. (و الربع) للزوج مع الولد للزوجة و ان نزل، و للزوجة مع عدم الولد للزوج و ان نزل، فإن کانت واحدة اختصت به و إلا فهو لهن بالسویة (و الثمن) للزوجة مع الولد للزوج و إن نزل، فإن کانت واحدة اختصت به و إلاّ فهو لهنّ بالسویة (و الثلثان) للبنتین فصاعدا مع عدم الابن المساوی و للاختین فصاعدا للأبوین أو للأب فقط مع عدم

ص: 385

الأخ. (و الثلث) سهم الأم مع عدم الولد و إن نزل و عدم الإِخوة علی تفصیل یأتی، و للأخ و الأخت من الأم مع التعدد (و السدس) لکل واحد من الأبوین مع الولد و إن نزل و للأم مع الإِخوة للأبوین أو للأب علی تفصیل یأتی، و للأخ الواحد من الأم و الأخت الواحدة منها.

(الفائدة الرابعة) الورثة إذا تعددوا فتارة یکونون جمیعا ذوی فروض و أخری لا یکونون جمیعا ذوی فروض و ثالثة یکون بعضهم ذا فرض دون بعض، و إذا کانوا جمیعا ذوی فروض فتارة تکون فروضهم مساویة للفریضة و أخری تکون زائدة علیها، و ثالثة تکون ناقصة عنها، فالأولی مثل أن یترک المیت أبوین و بنتین فإن سهم کل واحد من الأبوین السدس و سهم البنتین الثلثان و مجموعها مساو للفریضة، و الثانیة مثل أن یترک المیت زوجا و أبوین و بنتین. فإن السهام فی الفرض الربع و السدسان و الثلثان و هی زائدة علی الفریضة و هذه هی مسألة العول و مذهب المخالفین فیها ورود النقص علی کل واحد من ذوی الفروض علی نسبة فرضه، و عندنا یدخل النقص علی بعض منهم معین دون بعض، ففی ارث أهل المرتبة الأولی یدخل النقص علی البنت أو البنات، و فی ارث المرتبة الثانیة کما إذا ترک زوجا و اختا من الأبوین و اختین من الأم فإن سهم الزوج النصف و سهم الأخت من الأبوین النصف و سهم الأختین من الأم الثلث و مجموعها زائد علی الفریضة. یدخل النقص علی المتقرب بالأبوین کالأخت فی المثال دون الزوج و دون المتقرب بالأم، و الثالثة ما إذا ترک بنتا واحدة فإن لها النصف و تزید الفریضة نصفا و هذه هی مسألة التعصیب، و مذهب المخالفین فیها اعطاء النصف الزائد إلی العصبة و هم الذکور الذین ینتسبون إلی المیت بغیر واسطة أو بواسطة الذکور و ربما عمموها للأنثی علی تفصیل عندهم، و أما عندنا فیرد علی ذوی الفروض کالبنت فی الفرض فترث النصف بالفرض و النصف الآخر بالرد و إذا لم یکونوا جمیعا ذوی فروض قُسِّم المال بینهم علی تفصیل یأتی، و إذا کان بعضهم ذا فرض دون آخر أعطی ذو الفرض فرضه و أعطی الباقی لغیره علی تفصیل یأتی إن شاء اللّه تعالی.

ص: 386

الفصل الثانی

اشارة

موانع الإِرث ثلاثة : الکفر، و القتل، و الرق.

(الاول): الکفر

« مسألة 1667 » : لا یرث الکافر من المسلم و ان قرب و لا فرق فی الکافر بین الأصلی ذمیا کان أو حربیا و بین المرتد فطریا کان أو ملیا و لا فی المسلم بین المؤمن و غیره.

« مسألة 1668 » : الکافر لا یمنع من یتقرب به فلو مات مسلم و له ولد کافر وللولد ولد مسلم کان میراثه لولد ولده و لو مات المسلم و فقد الوارث المسلم کان میراثه للإِمام.

« مسألة 1669 » : المسلم یرث الکافر و یمنع(1) من ارث الکافر للکافر، فلو مات کافر و له ولد کافر و أخ مسلم أو عم مسلم أو معتق أو ضامن جریرة ورثه و لم یرثه الکافر، فإن لم یکن له وارث إلا الامام کان میراثه للکافر. هذا إذا کان الکافر أصلیا، أما إذا کان مرتدا عن ملة أو فطرة فالمشهور أن وارثه الإمام و لا یرثه الکافر و کان بحکم المسلم ولکن لایبعد(2) أن یکون المرتد کالکافر الأصلی و لا سیما إذا کان ملیّا.

« مسألة 1670 » : لو أسلم الکافر قبل القسمة فإن کان مساویا فی المرتبة شارک و إن کان أولی انفرد بالمیراث، و لو أسلم بعد القسمة لم یرث، و کذا لو أسلم مقارنا للقسمة و لا فرق(3) فیما ذکرنا بین کون المیت مسلما و کافرا، هذا إذا کان الوارث متعددا. و أما


1- 1 . یشهد له معتبرة عبدالملک و مالک ابنی اعین عن ابی جعفر علیه السلام و ما ورد فی اسلام الکافر قبل القسمة و انه یشارک الوراثّ او یختّص بالارث.( وسائل الشیعه 17 _ الباب 2 _ 3 / 2 الی 5 ؛ من ابواب موانع الارث.)
2- 2 . فیه اشکال.
3- 3 . الظّاهر اختصاص ما ذکر بما لو کان الوارث کافرا إذا کان بین الوراثّ المتّعددین مسلم و کافر. و لا یجری فیما إذا کانوا کلّهم کفارا فلا اثر لاسلام احدهم فی التقّدم. کما انّ الاشتراک متحقق مع الکفر.

ص: 387

إذا کان الوارث واحدا لم یرث. نعم لو کان الواحد هو الزوجة و أسلم قبل القسمة بینها و بین الإمام ورث و إلا لم یرث.

« مسألة 1671 » : لو أسلم بعد قسمة بعض الترکة ففیه أقوال، قیل یرث من الجمیع و قیل لا یرث من الجمیع، و قیل بالتفصیل و أنه یرث مما لم یقسّم و لا یرث مما قسِّم و هو الأقرب.

« مسألة 1672 » : المسلمون یتوارثون و ان اختلفوا فی المذاهب و الآراء و الکافرون یتوارثون علی ما بینهم و ان اختلفوا فی الملل.

« مسألة 1673 » : المراد من المسلم و الکافر وارثا و موروثا و حاجبا و محجوبا أعم من المسلم و الکافر بالأصالة و بالتبعیة کالطفل و الجنون، فکل طفل کان أحد أبویه مسلما حال انعقاد نطفته بحکم المسلم فیمنع من إرث الکافر و لا یرثه الکافر بل یرثه الإِمام إذا لم یکن له وارث مسلم، و کل طفل کان أبواه معا کافرین حال انعقاد نطفته بحکم الکافر فلا یرث المسلم مطلقا کما لا یرث الکافر إذا کان له وارث مسلم غیر الإمام، نعم إذا أسلم أحد أبویه قبل بلوغه تبعه فی الإسلام و جری علیه حکم المسلمین.

« مسألة 1674 » : المرتد قسمان فطری و ملی. فالفطری من انعقدت نطفته و کان أحد أبویه مسلما ثم کفر، و فی اعتبار إسلامه بعد البلوغ قبل الکفر قولان. أقربهما العدم(1) و حکمه أنه یقتل فی الحال و تعتد امرأته من حین الارتداد عدة الوفاة و یقسم میراثه بین ورثته و لا تسقط الأحکام المذکورة بالتوبة، نعم إذا تاب تقبل توبته باطنا علی الأقوی بل ظاهرا أیضا بالنسبة إلی غیر الأحکام المذکورة فیحکم بطهارة بدنه و صحة تزویجه جدیدا حتی بامرأته السابقة. و أما المرتد الملی و هو مایقابل الفطری فحکمه انه یستتاب(2) فان


1- 1 . فیه اشکال قوّی و انکان الا مر حسب الرّوایات کما افاده. ولکن المشهور بل یقرب الاجماع علی خلافه.
2- 2 . ثلاثة ایّام.

ص: 388

تاب فهو و إلا قتل و ینفسخ نکاحه لزوجته فتبین منه ان کانت غیر مدخول بها و تعتد عدة الطلاق من حین الارتداد ان کانت مدخولا بها و لا تقسم أمواله إلا بعد الموت بالقتل أو بغیره، و إذا تاب ثم ارتد ففی وجوب قتله من دون استتابة فی الثالثة أو الرابعة إشکال بل الأظهر عدم القتل. و أما المرأة المرتدة فلا تقتل و لا تنتقل أموالها عنها إلی الورثة إلا بالموت و ینفسخ نکاحها فإن کانت مدخولاً بها اعتدت عدة الطلاق و إلا بانت بمجرد الارتداد و تحبس و یضیق علیها و تضرب أوقات الصلاة حتی تتوب فان تابت قبلت توبتها و لا فرق بین أن تکون عن ملة أو عن فطرة.

« مسألة 1675 » : یشترط فی ترتیب الأثر علی الارتداد. البلوغ و کمال العقل و الاختیار فلو أکره علی الارتداد فارتد کان لغوا، و کذا إذا کان غافلاً أو ساهیا أو سبق لسانه أو کان صادرا عن الغضب الذی لا یملک به نفسه و یخرج به عن الاختیار أو کان عن جهل بالمعنی.

(الثانی) من موانع الإرث القتل.

« مسألة 1676 » : القاتل لا یرث المقتول إذا کان القتل عمدا ظلما، أما إذا کان خطأ محضا فلا یمنع کما إذا رمی طائرا فأصاب المورث و کذا إذا کان بحق قصاصا أو دفاعا عن نفسه أو عرضه أو ماله. أما إذا کان الخطأ شبیها بالعمد کما إذا ضربه بما لا یقتل عادة قاصدا ضربه غیر قاصد قتله فقتل به ففیه قولان. أقواهما أنه بحکم الخطأ من حیث عدم المنع من الارث و ان کان بحکم العمد من حیث کون الدیة فیه علی الجانی لا علی العاقلة و هم الآباء و الأبناء و الإِخوة من الأب و أولادهم و الأعمام و أولادهم بخلاف الخطأ المحض فإن الدیة فیه علیهم فإن عجزوا عنها أو عن بعضها تکون الدیة أو النقص علی الجانی فإن عجز فعلی الامام، و الخیار فی تعیین الدیة من الأصناف الستة للجانی لا المجنی علیه، والمراد من الأصناف الستة مائة من الابل و مائتان من البقر

ص: 389

و ألف شاة و ألف دینار و عشرة آلاف درهم و مائتا حلة هذا للرجل، ودیة المرأة نصف ذلک و لا فرق فی القتل العمدی بین أن یکون بالمباشرة کما لو ضربه بالسیف فمات و أن یکون بالتسبیب کما لو کتّفه و ألقاه إلی السبع فافترسه أو أمر صبیا غیر ممیز أو مجنونا بقتل أحد فقتله. و أما إذا أمر به شخصا عاقلاً مختارا فامتثل أمره بارادته و اختیاره فقتله فلا إشکال فی أنه ارتکب حراما و یحکم بحبسه إلی أن یموت إلا أنه لا یکون قاتلاً لا عمدا و لا خطأ. و إذا قتل اثنان شخصا عمدا وکانا و ارثین منعا جمیعا و کان لولی المقتول القصاص منهما جمیعا ورد نصف الدیة علی کل واحد منهما، و إذا قتل واحد اثنین منع من ارثهما و کان لولی کل منهما القصاص منه فإذا اقتص منه لأحدهما ثبتت للآخر الدیة فی مال الجانی.

« مسألة 1677 » : القتل خطأ لا یمنع من ارث غیر الدیة کما مر و فی منعه عن ارث الدیة إشکال.(1)

« مسألة 1678 » : القاتل لا یرث و لا یحجب من هو أبعد منه و إن تقرب به فإذا قتل الولد أباه و لم یکن له ولد آخر و کان للقاتل عمدا ولد کان ولده وارثا لأبیه فإن کان للمقتول أب أو أم کان الارث له ولولد القاتل.

« مسألة 1679 » : إذا انحصر الوارث فی الطبقة الأولی بالولد القاتل انتقل ارث المقتول إلی الطبقة الثانیة و هم أجداده و أخوته و مع عدمهم فإلی الطبقة الثالثة و هم أعمامه و أخواله و لو لم یکن له وارث إلا الإمام کان میراثه للامام.

« مسألة 1680 » : إذا أسقطت الأم جنینها کانت علیها دیته لأبیه أو غیره من ورثته(2) و هی عشرون دینارا إذا کان نطفة، و أربعون إذا کان علقة، و ستون إذا کان مضغة، و ثمانون إذا کان عظاما و مائة إذا تم خلقه و لم تلجه الروح، فإن ولجته الروح کانت دیته دیة الإنسان الحی و إذا کان الأب هو الجانی علی الجنین کانت دیته لأمه. و فی تحدید المراتب


1- 1 . لا یبعد المنع.
2- 2 . و بعد و لوج الرّوح فی الخطأ لمحض إذا ثبت بالبینة او مصادقة العاقلة فعلیهم. و کذا فی جنایة الاب.

ص: 390

المذکورة خلاف و الأظهر(1) أنه أربعون یوما نطفة، و أربعون علقة، و أربعون مضغة.

« مسألة 1681 » : الدیة فی حکم مال المقتول تقضی منها دیونه و تخرج منها وصایاه سواء أکان القتل خطأ أم کان عمدا فأخذت الدیة صلحا أو لتعذر القصاص بموت الجانی أو فراره أو نحوهما ویرثها کل وارث سواء أکان میراثه بالنسب أم السبب حتی الزوجین و إن کانا لا یرثان من القصاص شیئا، نعم لا یرثها من یتقرب بالأم سواء الإِخوة و الأخوات و أولادهم و غیرهم کالأجداد للأم و الأخوال.

« مسألة 1682 » : إذا جرح أحد شخصا فمات، لکن المجروح ابرأ الجارح فی حیاته لم تسقط الدیة عمدا کان الجرح أو خطأ.(2)

« مسألة 1683 » : إذا لم یکن للمقتول عمدا وارث سوی الامام رجع الأمر إلیه، و له المطالبة بالقصاص، و له أخذ الدیة مع التراضی(3) و إذا کان الوارث غیر الامام کان له العفو بلا مال، و لو عفا بشرط المال لم یسقط القصاص و لم یثبت الدیة إلا مع رضا الجانی.

« مسألة 1684 » : لو عفا بعض الوراث عن القصاص قیل لم یجز لغیره الاستیفاء و قیل یجوز له مع ضمان حصة من لم یأذن، و الأظهر الثانی.

« مسألة 1685 » : إذا کان المقتول مهدور الدم شرعا کالزانی المحصن و اللائط فقتله قاتل بغیر إذن الإِمام قیل لم یثبت القصاص و لا الدیة بل و لا الکفارة و فیه اشکال، نعم یصح ذلک فیما یجوز فیه القتل کموارد الدفاع عن النفس أو العرض أو قتل ساب النبی و الأئمة علیهم السلام(4) و نحو ذلک.


1- 1 . و هو المشهور.
2- 2 . کما لا یسقط القصاص فیه علی تفصیل ذکرناه فی کتاب القصاص 2 مسئلة 214.
3- 3 . و فی صحیحة ابی ولاّد الحنّاط انّه لیس للامام ان یعفو.(وسائل الشیعه 19 الباب 60 / 1 ؛ من ابواب القصاص)
4- 4 . و الزّهراء سلام اللّه علیها.

ص: 391

« مسألة 1686 » : إذا کان علی المقتول عمدا دیون و لیس له ترکة توفی منها جاز للولی القصاص و لیس للدیان المنع عنه.

« مسألة 1687 » : إذا کانت الجنایة علی المیت بعد الموت لم تعط الدیة إلی الورثة بل صرفت فی وجوه البر عنه و إذا کان علیه دین ففی وجوب قضائه منها إشکال، و الأظهر(1) الوجوب.

(الثالث) : من موانع الارث :

الرق فإنه مانع من الوارث و الموروث من غیر فرق بین المتشبث بالحریة کأم الولد و المکاتب المشروط و المطلق الذی لم یؤد شیئا من مال الکتابة، فإذا مات المملوک کان ماله لسیده، و إذا مات الحر و کان له وارث حر و آخر مملوک کان میراثه للحر دون المملوک و إن کان أقرب من الحر، و لو کان الوارث مملوکا و له ولد حر کان المیراث لولده دونه و إذا لم یکن له وارث أصلاً کان میراثه للامام.

« مسألة 1688 » : إذا اعتق المملوک قبل القسمة شارک مع المساواة و انفرد بالمیراث إذا کان أولی و لو اعتق بعد القسمة أو مقارنا لها أو کان الوارث واحدا لم یرث. نعم إذا کان الوارث الزوجة و الإمام فاعتق قبل القسمة بینهما ورث کما تقدم فی الکافر.

« مسألة 1689 » : إذا انحصر الوارث بالمملوک اشتری من الترکة اتحد أو تعدد علی اشکال فی ضامن الجریرة ارثا وحجبا(2) و الأحوط(3) عتقه بعد الشراء، فإن زاد من


1- 1 . والاولی.
2- 2 . و کذا فی الزّوجین. لکن الروایة الصحیحة حجة علیهم. (الفقیه 4 ص 246 ح 793 _ 4 باب میراث الممالیک).

ص: 392

المال شیء دفع إلیه و إذا امتنع مالکه عن بیعه قهر علی بیعه و إذا قصرت الترکة عن قیمته لم یفک و کان الارث للامام.

« مسألة 1690 » : لو کان الوارث المملوک متعددا و وفت حصة بعضهم بقیمته دون الآخر فلا یبعد لزوم فک الأول، و إذا کانت حصة کل منهم لا تفی بقیمته کان الوارث الإمام.

« مسألة 1691 » : لو کان المملوک قد تحرر بعضه ورث من نصیبه بقدر حریته، و إذا مات و کان له مال ورث منه الوارث بقدر حریته و الباقی لمالکه و لا فرق بین ما جمعه بجزئه الحر و غیره.(1)

الفصل الثالث

اشارة

«فی کیفیة الأرث حسب مراتبه»

(المرتبة الأولی) : الآباء و الأبناء.

« مسألة 1692 » : للأب المنفرد تمام المال و للأم المنفردة أیضا تمام المال. الثلث منه بالفرض و الزائد علیه بالرد.

« مسألة 1693 » : لو اجتمع الأبوان و لیس للمیت ولد و لا زوج أو زوجة کان للأم الثلث مع عدم الحاجب و السدس معه علی ما یأتی و الباقی للأب، و لو کان معهما زوج کان له النصف و لو کان معهما زوجة کان لها الربع و للأم الثلث مع عدم الحاجب و السدس معه و الباقی للأب.

« مسألة 1694 » : للإبن المنفرد تمام المال و للبنت المنفردة أیضا تمام المال. النصف بالفرض و الباقی یرد علیها، و للإبنین المنفردین فما زاد تمام المال یقسم بینهم بالسویة و للبنتین المنفردتین فما زاد الثلثان و یقسم بینهن بالسویة و الباقی یرد علیهن کذلک.


1- 1 . لو لم یکن اقوی.

ص: 393

« مسألة 1695 » : لو اجتمع الابن و البنت منفردین أو الأبناء و البنات منفردین کان لهما أو لهم تمام المال للذکر مثل حظ الانثیین.

« مسألة 1696 » : إذا اجتمع الأبوان مع ابن واحد کان لکل من الأبوین السدس و الباقی للابن و إذا اجتمعا مع الأبناء الذکور فقط کان لکل واحد منهما السدس و الباقی یقسّم بین الأبناء بالسویة و إذا کان مع الابن الواحد أو الابناء البنات قسّم الباقی بینهم جمیعا للذکر مثل حظ الانثیین، و إذا اجتمع أحد الأبوین مع ابن واحد کان له السدس و الباقی للإبن و إذا اجتمع مع الأبناء الذکور کان له السدس و الباقی یقسّم بین الأبناء بالسویة و لو کان مع الابن الواحد أو الأبناء البنات کان لأحد الأبوین السدس و الباقی یقسّم بین الأبناء و البنات للذکر مثل حظ الانثیین.

« مسألة 1697 » : إذا اجتمع أحد الأبوین مع بنت واحدة لا غیر کان لأحد الأبوین الربع بالتسمیة و الرد و الثلاثة الأرباع للبنت کذلک، و إذا اجتمع أحد الأبوین مع البنتین فما زاد لا غیر کان له الخمس بالتسمیة و الرد و الباقی للبنتین أو البنات بالتسمیة و الرد یقسم بینهن بالسویة، و إذا اجتمع الأبوان معا مع البنت الواحدة لا غیر کان لکل واحد منهما الخمس بالتسمیة و الرد و الباقی للبنت کذلک، و إذا اجتمعا معا مع البنتین فما زاد کان لکل واحد منهما السدس و الباقی للبنتین فما زاد.

« مسألة 1698 » : لو اجتمع زوج أو زوجة مع أحد الأبوین و معهما البنت الواحدة أو البنات کان للزوج الربع و للزوجة الثمن و للبنت الواحدة النصف و للبنات الثلثان و لأحد الأبوین السدس فإن بقی شیء یرد علیه و علی البنت أو البنات، و إن کان نقص ورد النقص علی البنات.

« مسألة 1699 » : إذا اجتمع زوج مع الأبوین و البنت کان للزوج الربع و للأبوین السدسان و للبنت سدسان و نصف سدس ینتقص من سهمها و هو النصف نصف السدس، و لو کان البنتان مکان البنت کان لهما سدسان و نصف فینتقص من سهمهما

ص: 394

و هو الثلثان سدس و نصف سدس.

« مسألة 1700 » : إذا اجتمعت زوجة مع الأبوین و بنتین کان للزوجة الثمن و للأبوین السدسان و للبنتین الباقی و هو أقل من الثلثین اللذین هما سهم البنتین، و إذا کان مکان البنتین فی الفرض بنت فلا نقص بل یزید ربع السدس فیرد علی الأبوین و البنت خمسان منه للأبوین و ثلاثة أخماس منه للبنت.(1)

« مسألة 1701 » : إذا خلف المیت مع الأبوین أخا و اختین أو أربع أخوات أو أخوین حجبوا الأم عما زاد علی السدس بشرط أن یکونوا مسلمین غیر ممالیک و یکونوا منفصلین بالولادة لا حملا و یکونوا من الأبوین أو من الأب و یکون الأب موجودا، فإن فقد بعض هذه الشرائط فلا حجب و إذا اجتمعت هذه الشرائط فإن لم یکن مع الأبوین ولد ذکر أو انثی کان للأم السدس خاصة و الباقی للأب و إن کان معهما بنت فلکل من الأبوین السدس و للبنت النصف و المشهور أن الباقی یرد علی الأب و البنت أرباعا و لا یرد شیء منه علی الأم، ولکنه لا یخلو عن إشکال و لا یبعد(2) ان یرد الباقی علی الجمیع.

« مسألة 1702 » : أولاد الأولاد یقومون مقام الأولاد عند عدمهم و یأخذ کل فریق منهم نصیب من یتقرب به، فلو کان للمیت أولاد بنت و أولاد ابن کان لأولاد البنت الثلث یقسم بینهم للذکر مثل حظ الانثیین و لأولاد الإبن الثلثان یقسم بینهم کذلک، و لا یرث أولاد لأولاد إذا کان للمیت ولد ولو أنثی، فإذا کان له بنت و ابن ابن کان المیراث للبنت و الأقرب من أولاد الأولاد یمنع الأبعد، فإذا کان للمیت ولد ولد وولد ولد ولد کان المیراث لولد الولد دون ولد ولد الولد و یشارکون الأبوین کآبائهم لأن


1- 1 . فیصّح من 120 سهما 15 من 120 للزوجة و لکّل من الابوین 21 من 120 و الباقی 63 للبنت الواحدة.
2- 2 . قریب حسب الدّلیل. لانّ الحجب فی الایة المبارکة فیما إذا لم یکن للمیت ولد. و الفرض کونه ذابنت لکن عدم الخلاف و الاتفاقّ الحکّی علی الحکم فی الجواهر 39 / 113 بل الاجماع المحقّق کما فی المستند 2 / 716 یمنع من موافقة المتن.

ص: 395

الآباء مع الأولاد صنفان و لا یمنع قرب الأبوین إلی المیت عن إرثهم، فإذا ترک أبوین وولد ابن کان لکل من الأبوین السدس ولولد الإبن الباقی، و إذا ترک أبوین و أولاد بنت کان للأبوین السدسان و لأولاد البنت النصف و یرد السدس علی الجمیع علی النسبة ثلاثة أخماس منه لأولاد البنت و خمسان للأبوین فینقسم مجموع الترکة أخماسا، ثلاثة منها لأولاد البنت بالتسمیة والرد، و اثنان منها للأبوین بالتسمیة و الرد کما تقدم فی صورة ما إذا ترک أبوین وبنتا، و إذا ترک أحد الأبوین مع أولاد بنت کان لأولاد البنت ثلاثة أرباع الترکة بالتسمیة و الرد و الربع الرابع لأحد الأبوین کما تقدم فیما إذا ترک أحد الأبوین و بنتا، و هکذا الحکم فی بقیة الصور، فیکون الرد علی أولاد البنت کما یکون الرد علی البنت، و إذا شارکهم زوج أو زوجة دخل النقص علی أولاد البنت فإذا ترک زوجا و أبوین و أولاد بنت کان للزوج الربع و للأبوین السدسان و لأولاد البنت سدسان و نصف سدس فینقص من سهم البنت و هو النصف نصف سدس.

« مسألة 1703 » : یحبی الولد الذکر الأکبر وجوبا مجانا بثیاب بدن المیت و خاتمه و سیفه و مصحفه لا غیرها(1)، و إذا تعدد الثوب أعطی الجمیع و لا یترک(2) الاحتیاط عند تعدد غیره من المذکورات بالمصالحة مع سائر الورثة فی الزائد علی الواحد، و إذا کان علی المیت دین مستغرق للترکة جاز للمحبو فکها بما یخصها من الدین، و إذا لم یکن مستغرقا لها جاز له فکها(3) بالنسبة فإذا کان دینه عشرة دراهم و کان ما زاد علی الحبوة من الترکة یساوی ثمانیة و قیمة الحبوة أربعة فکها المحبو بثلاثة دراهم و ثلث درهم و إذا کان الدین فی الفرض المذکور ثمانیة دراهم فکها المحبو بدرهمین و تلثی درهم و هکذا. و کذا الحکم(4) فی الکفن و غیره من مؤنة التجهیز التی تخرج من أصل الترکة.


1- 1 . لا یترک الاحتیاط فی الکتب و الرّحل و الرّاحلة.
2- 2 . و ان کان کونها کالثّوب لا یخلو من قوّة.
3- 3 . لا یبعد فکّها بدرهمین الناقص عن الدین الزائد علی الترکة و هکذا فی الفرض الاخیر خلصت الحبوة مجانا.
4- 4 . لا تبعد تقدّمه علیها مع المزاحمة لها او بعضها و مع عدم المزاحمة تثبت الحبوة.

ص: 396

« مسألة 1704 » : إذا أوصی المیت بتمام الحبوة أو ببعضها لغیر المحبو نفذت وصیته(1) و حرم المحبو منها، و إذا أوصی بثلث ماله أخرج الثلث منها(2) و من غیرها، و کذلک إذا أوصی بمائة دینار مثلاً فإنها تخرج من مجموع الترکة بالنسبة إن کانت تساوی المائة ثلثها أو تنقص عنه، و لو کانت أعیانها أو بعضها مرهونة وجب فکها من مجموع الترکة.

« مسألة 1705 » : لا فرق بین الکسوة الشتائیة و الصیفیة و لا بین القطن و الجلد و غیرهما و لا بین الصغیرة و الکبیرة فیدخل فیها مثل القلنسوة و فی الجورب و الحزام و النعل تردد أظهره الدخول و لا یتوقف صدق الثیاب و نحوها علی اللبس بل یکفی اعدادها لذلک، نعم إذا أعدها للتجارة أو لکسوة غیره من أهل بیته و أولاده و خدّامه لم تکن من الحبوة.

« مسألة 1706 » : لا یدخل فی الحبوة مثل الساعة و فی دخول مثل الدرع و الطاس و المغفر و نحوها من معدات الحرب إشکال بل الأظهر(3) العدم، و الأحوط فی مثل البندقیة و الخنجر و نحوهما من آلات السلاح المصالحة مع سائر الورثة، نعم لا یبعد تبعیة غمد السیف و قبضته و بیت المصحف و حمائلهما لهما و فی دخول ما یحرم لبسه مثل خاتم الذهب و ثوب الحریر اشکال، و إذا کان مقطوع الیدین فالسیف لا یکون من الحبوة و لو کان أعمی فالمصحف لیس منها(4) نعم لوطرأ ذلک اتفاقا و کان قد أعدهما قبل ذلک لنفسه کانا منها.

« مسألة 1707 » : إذا اختلف الذکر الأکبر و سائر الورثة فی ثبوت الحبوة أو فی أعیانها


1- 1 . إذا لم تزد علی الثلث و الاّ توقفت علی اجازة الورثة.
2- 2 . الاّ ان یکون قرینة علی الخلاف و کذا فی الفرض الآتی.
3- 3 . فی کون العدم اظهر تأمل بل لا یبعد الدخول.
4- 4 . الاّ ان لا یکون للتّلاوة.

ص: 397

أو فی غیر ذلک من مسائلها لاختلافهم فی الاجتهاد أو فی التقلید رجعوا إلی الحاکم الشرعی فی فصل خصومتهم.

« مسألة 1708 » : إذا تعدد الذکر مع التساوی فی السن فالمشهور الاشتراک فیها و لا یخلو من وجه قوی.

« مسألة 1709 » : المراد بالأکبر الأسبق ولادة لا علوقا و إذا اشتبه فالمرجع فی تعیینه القرعة، و الظاهر اختصاصها بالولد الصلبی فلا تکون لولد الولد و لا یشترط انفصاله بالولادة فضلاً عن اشتراط بلوغه حین الوفاة.

« مسألة 1710 » : قیل یشترط فی المحبو ان لا یکون سفیها و فیه اشکال بل الأظهر عدمه و قیل یشترط أن یخلف المیت مالا غیرها و فیه تأمل.(1)

« مسألة 1711 » : یستحب لکل من الأبوین الوارثین لولدهما اطعام الجد والجدة المتقرب به سدس الأصل إذا زاد نصیبه عن السدس(2) و هل یختص بصورة اتحاد الجد فلا یشمل التعدد أو صورة فقد الولد(3) للمیت فلا یشمل صورة وجوده إشکال.

(المرتبة الثانیة) : الإِخوة و الأجداد.

« مسألة 1712 » : لا ترث هذه المرتبة إلا إذا لم یکن للمیت ولد و إن نزل و لا أحد الأبوین المتصلین.

« مسألة 1713 » : إذا لم یکن للمیت جد و لا جدة فللأخ المنفرد من الأبوین المال کله یرثه بالقرابة ومع التعدد ینقسم بینهم بالسویة، و للأخت المنفردة من الأبوین المال کله ترث نصفه بالفرض کما تقدم و نصفه الآخر ردا بالقرابة، و للأختین أو الأخوات من الأبوین المال کله یرثن ثلثیه بالفرض کما تقدم و الثلث الثالث ردا بالقرابة، و إذا ترک أخا واحدا أو أکثر من الأبوین مع أخت واحدة أو أکثر کذلک فلا فرض بل یرثون المال


1- 1 . لا تختّص الحبوة بالمسلم وارثا و موروثا فلو ورث الکافر مثله یکون لاکبر ولده الذکّور الحبوة نعم دعوی انصراف ارث المصحف الی المسلم قریبة.
2- 2 . فی ما إذا لم یبلغ الزیادة السّدس اشکال.
3- 3 . بناء علی اشتراط بلوغ الزیادة السدس لا یتحقّق الا فی هذه الصورة.

ص: 398

کله بالقرابة یقتسمونه بینهم للذکر مثل حظ الانثیین.

« مسألة 1714 » : للأح المنفرد من الأم و الأخت کذلک. المال کله یرث السدس بالفرض و الباقی ردا بالقرابة و للإِثنین فصاعدا من الإِخوة للأم ذکورا أو إناثا أو ذکورا و إناثا المال کله یرثون ثلثه بالفرض و الباقی ردا بالقرابة و یقسم بینهم فرضا وردّا بالسویة.

« مسألة 1715 » : لا یرث الأخ أو الأخت للأب مع وجود الأخ و الأخت للأبوین، نعم مع فقدهم یرثون علی نهج میراثهم فللأخ من الأب واحدا کان أو متعددا تمام المال بالقرابة، و للأخت الواحدة النصف بالفرض و النصف الآخر بالقرابة و للأخوات المتعددات تمام المال یرثن ثلثیه بالفرض و الباقی ردا بالقرابة و إذا اجتمع الإِخوة و الإخوات کلهم للأب کان لهم تمام المال یقسمونه بینهم للذکر مثل حظ الانثیین.

« مسألة 1716 » : إذا اجتمع الإِخوة بعضهم من الأبوین و بعضهم من الأم فإن کان الذی من الأم واحدا کان له السدس ذکرا کان أو انثی و الباقی لمن کان من الأبوین، و إن کان الذی من الأم متعددا کان له الثلث یقسّم بینهم بالسویة ذکورا کانوا أو إناثا أو ذکورا و إناثا و الباقی لمن کان من الأبوین واحدا کان أو متعددا و مع اتفاقهم فی الدکورة و الأنوثة یقسم بالسویة و مع الاختلاف فیهما یقسّم للذکر مثل حظ الانثیین، نعم فی صورة کون المتقرب بالأبوین إناثا و کون الأخ من الأم واحدا کان میراث الأخوات من الأبوین بالفرض ثلثین و بالقرابة السدس، و إذا کان المتقرب بالأبوین انثی واحدة کان لها النصف فرضا و ما زاد علی سهم المتقرب بالأم و هو السدس أو الثلث ردا علیها و لا یرد علی المتقرّب بالأم و إذا وجد معهم إخوة من الأب فقط فلا میراث لهم کما عرفت.

« مسألة 1717 » : إذا لم یوجد للمیت إخوة من الأبوین و کان له إخوة بعضهم من الأب فقط و بعضهم من الأم فقظ فالحکم کما سبق فی الإِخوة من الأبوین من أنه إذا کان الأخ من الأم واحدا کان له السدس و إذا کان متعددا کان له الثلث یقسّم بینهم

ص: 399

بالسویة و الباقی الزائد علی السدس أو الثلث یکون للإِخوة من الأب یقسم بینهم للذکر مثل حظ الانثیین مع اختلافهم فی الذکورة و الأنوثة و مع عدم الاختلاف فیهما یقسم بینهم بالسویة، و فی الصورة التی یکون المتقرب بالأب انثی واحدة یکون أیضا میراثها ما زاد علی سهم المتقرب بالأم بعضه بالفرض و بعضه بالرد بالقرابة.

« مسألة 1718 » : فی جمیع صور انحصار الوارث القریب بالإِخوة سواء کانوا من الأبوین أم من الأب أم من الأم أم بعضهم من الأبوین و بعضهم من الأب و بعضهم من الأم إذا کان للمیت زوج کان له النصف و إذا کانت له زوجة کان لها الربع، و للأخ من الأم مع الاتحاد السدس و مع التعدد الثلث و الباقی للإِخوة من الأبوین أو من الأب إذا کانوا ذکورا أو ذکورا و إناثا أما إذا کانوا إناثا ففی بعض الصور تکون الفروض أکثر من الفریضة کما إذا ترک زوجا أو زوجة و اختین من الأبوین أو الأب و اختین أو أخوین من الأم فإن سهم المتقرّب بالأم الثلث و سهم الأختین من الأبوین أو الأب الثلثان و ذلک تمام الفریضة و یزید علیها سهم الزوج أو الزوجة، و کذا إذا ترک زوجا واختا واحدة من الأبوین أو الأب و اختین أو أخوین من الأم فإن نصف الزوج و نصف الأخت من الأبوین یستوفیان الفریضة و یزید علیها سهم المتقرب بالأم، ففی مثل هذه الفروض یدخل النقص علی المتقرب بالأبوین أو بالأب خاصة و لا یدخل النقص علی المتقرب بالأم و لا علی الزوج أو الزوجة، و فی بعض الصور تکون الفریضة أکثر کما إذا ترک زوجة و اختا من الأبوین و أخا أو أختا من الأم فإن الفریضة تزید علی الفروض بنصف سدس فیرد علی الأخت من الأبوین فیکون لها نصف الترکة و نصف سدسها و للزوجة الربع و للأخ أو الأخت من الأم السدس.

« مسألة 1719 » : إذا لم یکن للمیت أخ أو أخت و انحصر الوارث بالجد أو الجدة للأب او للامّ کان له المال کله، و إذا اجتمع الجد و الجدة معا فإن کانا لأب کان المال لهما یقسّم بینهما للذکر ضعف الأنثی، و إن کانا لأم فالمال أیضا لهما لکن یقسم بینهما

ص: 400

بالسویة، و إذا اجتمع الأجداد بعضهم للأم و بعضهم للأب کان للجد للأم الثلث و إن کان واحدا وللجد للأب الثلثان، و لا فرق فیما ذکرنا بین الجد الأدنی و الأعلی، نعم إذا اجتمع الجد الأدنی و الجد الأعلی کان المیراث للأدنی و لم یرث الأعلی شیئا، و لا فرق بین أن یکون الأدنی ممن یتقرب به الأعلی کما إذا ترک جدة و أبا جدته و غیره کما إذا ترک جدا و أبا جدة فإن المیراث فی الجمیع للأدنی، هذا مع المزاحمة. أما مع عدمها کما إذا ترک إخوة لأم وجدا قریبا لأب وجدا بعیدا لأم أو ترک إخوة لأب وجدا قریبا لأم وجدا بعیدا لأب فإن الجد البعید فی الصورتین یشارک الإِخوة و لا یمنع الجد القریب من إرث الجد البعید.

« مسألة 1720 » : إذا اجتمع الزوج أو الزوجة مع الأجداد کان للزوج نصفه و للزوجة ربعه و یعطی المتقرب بالأم الثلث و الباقی من الترکة للمتقرب بالأب.

« مسألة 1721 » : إذا اجتمع الإخوة مع الأجداد فالجد و إن علا کالأخ و الجدة و إن علت کالأخت فالجد و إن علا یقاسم الإِخوة و کذلک الجدة فإذا اجتمع الإِخوة و الأجداد فإما أن یتحد نوع کل منهما مع الاتحاد فی جهة النسب بأن یکون الأجداد و الإِخوة کلهم للأب أو کلهم للأم أو مع الاختلاف فیها کأن یکون الأجداد للأب و الإِخوة للأم و إمّا أن یتعدد نوع کل منهما بأن یکون کل من الأجداد و الإِخوة بعضهم للأب و بعضهم للأم أو یتعدد نوع أحدهما و یتحد الآخر بأن یکون الأجداد نوعین بعضهم للأب و بعضهم للأم والاخوة للاب لاغیر أو للامّ لاغیر او یکون الاخوة بعضم للاب و بعضهم للامّ و الأجداد کلهم للأب لا غیر أو للأم لا غیر، ثم ان کلاً منهما إما أن یکون واحدا ذکرا أو انثی أو متعددا ذکورا أو اناثا أو ذکورا و اناثا فهنا صور :

الأولی : أن یکون الجد واحدا ذکرا أو انثی أو متعددا ذکورا أو اناثا أو ذکورا و إناثا من قبل الأم و کان الأخ علی أحد الأقسام المذکورة أیضا من قبل الأم فیقتسمون المال بینهم بالسویة.

ص: 401

الثانیة : أن یکون کل من الجد و الأخ علی أحد الأقسام المذکورة فیهما للأب فیقتسمون المال بینهم أیضا بالسویة إن کانوا جمیعا ذکورا أو اناثا و إن اختلفوا فی الذکورة و الانوثة اقتسموا المال بالتفاضل للذکر مثل حظ الانثیین.

الثالثة : أن یکون الجد للأب و الأخ للأبوین و الحکم فیها کذلک.

الرابعة : أن یکون الأجداد متفرقین بعضهم للأب و بعضهم للأم ذکورا کانوا أو اناثا أو ذکورا و اناثا و الإِخوة کذلک بعضهم للأب و بعضهم للأم ذکورا أو اناثا أو ذکورا و اناثا فللمتقرب بالأم من الإِخوة و الأجداد جمیعا الثلث یقتسمونه بالسویة و للمتقرب بالأب منهم جمیعا الثلثان یقتسمونهما للذکر مثل حظ الانثیین مع الاختلاف بالذکورة و الانوثة و إلا فبالسویة.

الخامسة : أن یکون الجد علی أحد الأقسام المذکورة للأب و الأخ علی أحد الإقسام المذکورة أیضا للأم فیکون للأخ السدس إن کان واحدا و الثلث إن کان متعددا یقسم بینهم بالسویة و الباقی للجد واحدا کان أو متعددا و مع الاختلاف فی الذکورة و الانوثة یقتسمونه بالتفاضل.

السادسة : أن ینعکس الفرض بأن یکون الجد بأقسامه المذکورة للأم و الأخ للأب فیکون للجد الثلث و للأخ الثلثان، و إذا کانت مع الجد للأم أخت للأب فإن کانتا اثنتین فما زاد لم تزد الفریضة علی السهام، و إن کانت واحدة کان لها النصف و للجد الثلث و فی السدس الزائد من الفریضة لا یترک الاحتیاط بالصلح(1)، و إذا کان الأجداد متفرقین و کان معهم أخ أو أکثر لأب، کان للجد للأم و ان کان انثی واحدة الثلث و مع تعدد الجد یقتسمونه بالسویة و لو مع الاختلاف فی الذکورة و الانوثة، و الثلثان للأجداد للأب مع الاخوة له یقتسمونه للذکر مثل حظ الانثیین، و إذا کان معهم أخ لأم کان للجد للأم مع الأخ للأم الثلث بالسویة ولو مع الاختلاف بالذکورة و الانوثة،


1- 1 . و انکان لا یبعد اختصاصه بالاخت.

ص: 402

و للأجداد للأب الثلثان للذکر مثل حظ الانثیین، و إذا کان الجد للأب لا غیر و الإِخوة متفرقین فللإِخوة للأم السدس إن کان واحدا و الثلث إن کان متعددا یقتسمونه بالسویة، و للإِخوة للأب مع الأجداد للأب الباقی، و لو کان الجد للأم لا غیر و الإِخوة متفرقین کان للجد مع الإِخوة للأم الثلث بالسویة و للأخ للأب الباقی.

« مسألة 1722 » : أولاد الاخوة لا یرثون مع الإِخوة شیئا فلا یرث ابن الاخ للأبوین مع الأخ من الاب أو الام، بل المیراث للأخ، هذا اذا زاحمه أما إذا لم یزاحمه کما إذا ترک جدا لأم و ابن أخ لأم مع أخ لأب فابن الأخ یرث مع الجد الثلث، و الثلثان للأخ.

« مسألة 1723 » : إذا فقد المیت الإِخوة قام أولادهم مقامهم فی الارث و فی مقاسمة الأجداد و کل واحد من الأولاد یرث نصیب من یتقرب به، فلو خلف المیت أولاد أخ او اخت لأم لا غیر کان لهم سدس أبیهم أو امهم بالفرض و الباقی بالرد، و لو خلّف أولاد أخوین أو أختین أو أخ و اخت کان لأولاد کل واحد من الاخوة السدس بالفرض و سدسین بالرد، و لو خلف أولاد ثلاثة إخوة کان لکل فریق من أولاد واحد منهم حصة أبیه أو امه و هکذا الحکم فی اولاد الاخوة للأبوین أو للأب و یقسم المال بینهم بالسویة إن کانوا أولاد أخ لأم و إن اختلفوا بالذکورة و الانوثة، و المشهور علی أن التقسیم بالتفاضل للذکر مثل حظ الانثیین إن کانوا أولاد أخ للابوین أو للأب ولکنه لا یخلو من اشکال(1) و لا یبعد(2) ان تکون القسمة بینهم أیضا بالسویة و الأحوط هو الرجوع إلی الصلح.

« مسألة 1724 » : إذا خلف المیت أولاد أخ لأم و أولاد أخ للأبوین أو للأب کان لأولاد الأخ للأم السدس و إن کثروا و لأولاد الأخ للأبوین أو للأب الباقی و ان قلّوا.


1- 1 . و لیس ببعید.
2- 2 . و یحتمل.

ص: 403

« مسألة 1725 » : إذا لم یکن للمیت اخوة و لا أولادهم الصلبیون کان المیراث لأولاد أولاد الإِخوة و الأعلی طبقة منهم و إن کان من الاب یمنع من ارث الطبقة النازلة و إن کانت من الابوین.

(المرتبة الثالثة) : الاعمام و الاخوال.

« مسألة 1726 » : لا یرث الاعمام و الأخوال مع وجود المرتبتین الأولتین و هم صنف واحد یمنع الأقرب منهم الأبعد.

« مسألة 1727 » : للعم المنفرد تمام المال و کذا للعمَّین فما زاد یقسم بینهم بالسویة و کذا العمة و العمتان و العمات لأب کانوا أم لأم أم لهما.

« مسألة 1728 » : إذا اجتمع الذکور و الاناث کالعم و العمة و الاعمام و العمات فالمشهور و المعروف ان القسمة بالتفاصل للذکر مثل حظ الانثیین إن کانوا جمیعا للأبوین أو للأب. لکن لایبعد(1) أن تکون القسمة بینهم بالتساوی، و الأحوط(2) الرجوع إلی الصلح، أما اذا کانوا جمیعا للأم ففیه قولان أقربهما القسمة بالسویة.

« مسألة 1729 » : إذا اجتمع الأعمام و العمات و تفرقوا فی جهة النسب بأن کان بعضهم للأبوین و بعضهم للأب و بعضهم للأم سقط المتقرب بالأب، و لو فقد المتقرب بالأبوین قام المتقرب بالأب مقامه، و المشهور علی ان المتقرب بالأم إن کان واحدا کان له السدس و إن کان متعددا کان لهم الثلث یقسم بینهم بالسویة و الزائد علی السدس أو الثلث یکون للمتقرب بالأبوین واحدا کان أو أکثر یقسم بینهم للذکر مثل حظ الانثیین، ولکن لا یبعد(3) أن یکون الاعمام و العمات من طرف الأم کالأعمام و العمات من الابوین و یقتسمون المال بینهم جمیعا بالسویة.(4)


1- 1 . لکن لا یبعد (زائد). و هو قریب و اقرب منه ان تکون القسمة بینهم بالتّساوی.
2- 2 . و انکان الاحوط.
3- 3 . و الاقرب.
4- 4 . لکن لا یترک الاحتیاط بالصّلح.

ص: 404

« مسألة 1730 » : للخال المنفرد المال کله و کذا الخالان فما زاد یقسم بینهم بالسویة، و للخالة المنفردة المال کله و کذا الخالتان و الخالات و إذا اجتمع الذکور و الاناث بأن کان للمیت خال فما زاد و خالة فما زاد یقسم المال بینهم بالسویة الذکر و الانثی سواء أکانوا للأبوین أم للأب أم للأم أما لو تفرقوا بأن کان بعضهم للأبوین و بعضهم للأب و بعضهم للأم سقط المتقرب بالأب. و لو فقد المتقرب بالأبوین قام مقامه، والمشهور علی أنه للمتقرب بالأم السدس إن کان واحدا و الثلث إن کان متعددا یقسم بینهم بالسویة و الباقی للمتقرب بالأبوین یقسم بینهم بالسویة أیضا ولکن لایبعد(1) أن یکون المتقرب بالأم کالمتقرب بالأبوین و أنهم یقتسمون المال جمیعا بینهم بالسویة.(2)

« مسألة 1731 » : إذا اجتمع الأعمام و الأخوال کان للأخوال الثلث و إن کان واحدا ذکرا أو انثی و الثلثان للأعمام و إن کان واحدا ذکرا أو انثی، فإن تعدد الأخوال اقتسموا الثلث علی ما تقدم(3) و إذا تعدد الأعمام اقتسموا الثلثین کذلک.

« مسألة 1732 » : أولاد الأعمام و العمات و الاخوال و الخالات یقومون مقام آبائهم او امّهاتهم عند فقدهم او فقدهنّ فلا یرث ولد عم أو عمة مع عم، و لا مع عمه و لا مع خال و لا مع خالة و لا یرث ولد خال أو خالة مع خال و لا مع خالة و لا مع عم و لا مع عمة بل یکون المیراث للعم أو الخال أو العمة أو الخالة لما عرفت من ان هذه المرتبة کلها صنف واحد لا صنفان کی یتوهم أن ولد العم لا یرث مع العم و العمة ولکن یرث مع الخال و الخالة و إن ولد الخال لا یرث مع الخال أو الخالة ولکن یرث مع العم أو العمة بل الولد لا یرث مع وجود العم أو الخال ذکرا أو انثی و یرث مع فقدهم جمیعا.


1- 1 . الاقرب.
2- 2 . لکن الاحتیاط بالصّلح لا یترک.
3- 3 . مع مراعاة الصّلح کما سبق.

ص: 405

« مسألة 1733 » : یرث کل واحد من أولاد العمومة و الخؤولة نصیب من یتقرب به فإذا اجتمع ولد عمة و ولد خال أخذ ولد العمة و ان کان واحدا انثی الثلثین، و ولد الخال و إن کان ذکرا متعددا الثلث و القسمة بین أولاد العمومة أو الخؤولة علی النحو المتقدم فی أولاد الإِخوة فی المسألة رقم 1722.

« مسألة 1734 » : قد عرفت ان العم و العمة و الخال و الخالة یمنعون أولادهم و یستثنی من ذلک صورة واحدة و هی ابن عم لأبوین مع عم لأب فإن ابن العم یمنع العم و یکون المال کله له و لا یرث معه العم للاب أصلاً، و لو کان معهما خال أو خالة سقط ابن العم و کان المیراث للعم و الخال و الخالة، و لو تعدد العم أو ابن العم أو کان زوج أو زوجة ففی جریان الحکم الأول اشکال.(1)

« مسألة 1735 » : الأقرب من العمومة و الخؤولة یمنع الأبعد منهما فإذا کان للمیت عم و عم أب أو عم أم أو خال لأب أو أم کان المیراث لعم المیت و لا یرث معه عم أبیه و لا خال أبیه و لا عم أمه و لا خال أمه، و لو لم یکن للمیت عم أو خال لکن کان له عم أب و عم جد أو خال جد کان المیراث لعم الاب دون عم الجد أو خاله.

« مسألة 1736 » : أولاد العم و الخال مقدمون علی عم أب المیت و خال أبیه و عم أم المیت و خالها و کذلک من نزلوا من الاولاد و ان بعدوا فإنهم مقدمون علی الدرجة الثانیة من الاعمام و الأخوال.

« مسألة 1737 » : إذا اجتمع عم الأب و عمته و خاله و خالته و عم الأم و عمتها و خالها و خالتها کان للمتقرب بالأم الثلث یقسم بینهم بالسویة(2) و للمتقرب بالأب الثلثان. و المشهور أن ثلثهما لخال أبیه و خالته یقسم بینهما بالسویة و الباقی یقسم بین عم أبیه


1- 1 . یقوی الجریان فی الزّوج و الزّوجة.
2- 2 . و لا یبعد التّقسیم اثلاثا فالثلث بین الخال و الخالة بالسّویة و الباقی للعمّ والعمة.

ص: 406

و عمته للذکر مثل حظ الانثیین، و لا یبعد(1) أن المتقربین بالأب أیضا(2) یقتسمون المال بینهم بالسویة من دون فرق بین الخال و العم.(3)

« مسألة 1738 » : إذا دخل الزوج أو الزوجة علی الاعمام و الأخوال کان للزوج أو الزوجة نصیبه الأعلی من النصف أو الربع و للأخوال الثلث(4) و للأعمام الباقی، و أما قسمة الثلث بین الأخوال و کذلک قسمة الباقی بین الأعمام فعلی ما تقدم.

« مسألة 1739 » : إذا دخل الزوج أو الزوجة علی الأخوال فقط و کانوا متعددین اخذ نصیبه الأعلی من النصف و الربع و الباقی(5) یقسم بینهم علی ما تقدم و هکذا الحکم فیما لو دخل الزوج أو الزوجة علی الأعمام المتعددین.

« مسألة 1740 » : إذا اجتمع لوارث سببان للمیراث فإن لم یمنع أحدهما الآخر ورث بهما معا سواء اتحدا فی النوع کجد لأب هو جد لأم أم تعددا کما إذا تزوج أخو الشخص لأبیه باخته لأمه فولدت له فهذا الشخص بالنسبة إلی ولد الشخص عم و خال و ولد الشخص بالنسبة إلی ولدهما ولد عم لأب و ولد خال لأم و إذا منع أحد السببین الآخر ورث بالمانع کما إذا تزوج الأخوان زوجتین فولدتا لهما ثم مات أحدهما فتزوجها الآخر فولدت له، فولد هذه المرأة من زوجها الأول ابن عم لولدها من زوجها الثانی و أخ لأم فیرث بالإِخوة لا بالعمومة.


1- 1 . و الاقرب.
2- 2 . زائد.
3- 3 . و الاحوط التّصالح.
4- 4 . ای ثلث الاصل.
5- 5 . لکن لو ورثّنا المتقّرب بالاّم فی ما لو کانوا مختلفین فی جهة النّسب. السّدس للواحد و الثّلث للمتّعدد. فالسّدس و الثّلث هما من الباقی بعد نصیب الزّوجیة. کما ان فی الاعمام الاتفاق علی سدس الاصل و ثلثه یوجب مراعاة الاحتیاط بالصّلح. (راجع الجواهر 39 / 194 _ 195).

ص: 407

فصل: فی المیراث بالسبب

و هو اثنان : الزوجیة و الولاء فهنا مبحثان :

(الاول) : الزوجیة :

« مسألة 1741 » : یرث الزوج من الزوجة النصف مع عدم الولد لها و الربع مع الولد و ان نزل، و ترث الزوجة من الزوج الربع مع عدم الولد له و الثمن مع الولد و ان نزل.

« مسألة 1742 » : إذا لم تترک الزوجة وارثا لها ذا نسب أو سبب إلا الامام فالنصف لزوجها بالفرض و النصف الآخر یرد علیه علی الأقوی، و إذا لم یترک الزوج وارثا له ذا نسب أو سبب إلا الامام فلزوجته الربع فرضا و هل یرد علیها الباقی مطلقا أو إذا کان الامام غائبا أو لا یرد علیها بل یکون الباقی للامام؟ أقوال. أقواها الأخیر.(1)

« مسألة 1743 » : إذا کان للمیت زوجتان فما زاد اشترکن فی الثمن بالسویة مع الولد و فی الربع بالسویة مع عدم الولد.

« مسألة 1744 » : یشترط فی التوارث بین الزوجین دوام العقد فلا میراث بینهما فی الانقطاع کما تقدم و لا یشترط الدخول فی التوارث، فلو مات احدهما قبل الدخول ورثه الآخر زوجا کان أم زوجة، و المطلقة رجعیا ترثه و تورث بخلاف البائن.

« مسألة 1745 » : یصح طلاق المریض لزوجته ولکنه مکروه، فإذا طلقها فی مرضه و ماتت الزوجة فی العدة الرجعیة ورثها. و لا یرثها فی غیر ذلک. و اما إذا مات الزوج فهی ترثه سواء أکان الطلاق رجعیا أم کان بائنا إذا کان موته قبل انتهاء السنة من حین الطلاق و لم یبرأ من مرضه الذی طلق فیه و لم یکن الطلاق بسؤالها و لم یکن خلعا و لا


1- 1 . و هو الحقّ.

ص: 408

مباراة و لم تتزوج بغیره، فلو مات بعد انتهاء السنة و لو بلحظة او بری ء من مرضه فمات لم ترثه، و أما إذا کان الطلاق بسؤالها أو کان الطلاق خلعا أو کانت قد تزوجت المرأة بغیره ففیه إشکال.(1)

« مسألة 1746 » : إذا طلق المریض زوجاته وکن اربعا و تزوج اربعا أخری و دخل بهن و مات فی مرضه قبل انتهاء السنة من الطلاق اشترکت المطلقات مع الزوجات فی الربع أو الثمن.

« مسألة 1747 » : إذا طلق الشخص واحدة من أربع فتزوج اخری ثم مات و اشتبهت المطلقة فی الزوجات الأولی ففی الروایة _ و علیها العمل _ : أنه کان للّتی تزوجها اخیرا ربع الثمن و تشترک الاربع المشتبهة فیهن المطلقة بثلاثة أرباعه، هذا إذا کان للمیت ولد و إلاّ کان لها الربع و تشترک الإربعة الأولی فی ثلاثة أرباعه، و هل یتعدی إلی کل مورد اشتبهت فیه المطلقة بغیرها أو یعمل بالقرعة؟ قولان. أقواهما الثانی.(2)

« مسألة 1748 » : یرث الزوج من جمیع ما ترکته الزوجة منقولاً و غیره أرضا و غیرها و ترث الزوجة مما ترکه الزوج من المنقولات و السفن و الحیوانات و لا ترث من الأرض لا عینا و لا قیمة و ترث مما ثبت فیها من بناء و أشجار و آلات و أخشاب و نحو ذلک، ولکن للوارث دفع القیمة إلیها و یجب علیها القبول و لا فرق فی الأرض بین الخالیة و المشغولة بغرس أو بناء أو زرع أو غیرها.


1- 1 . امّا إذا تزوّجت بغیره فلتعارض روایة ابی عبیدة الخدّاء و مالک بن عطیّة (لو اعتبر سندها)مع روایة ابی العبّاس (الصّحیحة علی الظّاهر) لظهورها فی الارث حتّی بعد التزویج فی السنة بعد انقضاء العدّة. (وسائل الشیعة، 15 کتاب الطّلاق، باب انّ المریض) إذا طلّق بائنا او رجعیا، و لما ورد فی عدم التّوارث إذا طلقّها بامرها و رضاه والمعتبرة الکناسی فی المختلعة و المباراة و المستأمرة فی طلاقها. فان هؤلاء لا یرثن من ازواجهّن فی عدتهن شیئا. (وسائل الشیعه 17 الباب 13 من میراث الازواج).
2- 2 . و انکان الاوّل غیر بعید.

ص: 409

« مسألة 1749 » : کیفیة التقویم ان یفرض البناء ثابتا من غیر أجرة ثم یقوّم علی هذا الفرض فتستحق الزوجة الربع أو الثمن من قیمته.

« مسألة 1750 » : الظاهر انها تستحق من عین ثمرة النخل و الشجر و الزرع الموجودة حال موت الزوج و لیس للوارث إجبارها علی قبول القیمة.

« مسألة 1751 » : إذا لم یدفع الوارث القیمة لعذر أو لغیر عذر سنة أو اکثر کان للزوجة المطالبة بأجرة البناء، و إذا اثمرت الشجرة فی تلک المدة کان لها فرضها من الثمرة عینا فلها المطالبة بها، و هکذا ما دام الوارث لم یدفع القیمة تستحق الحصة من المنافع و الثمرة و غیرهما من النماءات.(1)

« مسألة 1752 » : إذا انقلعت الشجرة أو انکسرت أو انهدم البناء فالظاهر عدم جواز إجبارها علی اخذ القیمة فیجوز لها المطالبة بحصتها من العین کالمنقول، نعم إذا کان البناء معرضا للهدم و الشجر معرضا للکسر و القطع جاز إجبارها علی أخذ القیمة ما دام لم ینهدم و لم ینکسر و کذا الحکم فی الفسیل المعد للقطع، و هل یلحق بذلک الدولاب و المحالة و العریش الذی یکون علیه أغصان الکرم؟ وجهان. أقواهما ذلک(2)، فللوارث إجبارها علی أخذ قیمتها و کذا بیوت القصب.

« مسألة 1753 » : القنوات و العیون و الآبار ترث الزوجة من آلاتها و للوارث إجبارها علی أخذ القیمة، و اما الماء الموجود فیها فإنها ترث من عینه و لیس للوارث إجبارها علی أخذ قیمته. و لو حفر سردابا أو بئرا قبل أن یصل إلی حد النبع فمات ورثت منها الزوجة و علیها أخذ القیمة من الآلات لا من غیرها.

« مسألة 1754 » : لو لم یرغب الوارث فی دفع القیمة للزوجة عن الشجرة و البناء


1- 1 . و فی بعض الموارد علیها اجرة الأرض لسایر الورثة.
2- 2 . فی الدوّلاب لو نصب علی وجه یسهل نقله بلاخراب للبناء اشکال، فیقوی ارثها من عینه.

ص: 410

فدفع لها العین نفسها کانت شریکة(1) فیها کسائر الورثة و لا یجوز لها المطالبة بالقیمة، و لو عدل الوارث عن بذل العین إلی القیمة ففی وجوب قبولها إشکال و إن کان الأظهر العدم.

« مسألة 1755 » : المدار فی القیمة علی قیمة یوم الدفع.

« مسألة 1756 » : قد تقدم فی کتاب النکاح أنه لو تزوج المریض و دخل بزوجته ورثته و إذا مات قبل الدخول فنکاحه باطل و لا مهر لها و لا میراث.

(الثانی) : فی الولاء، و اقسامه ثلاثة :

(الأول) : ولاء العتق.

« مسألة 1757 » : یرث المعتق عتیقه بشروط ثلاثه (الشرط الأول) أن لا یکون عتقه فی واجب کالکفارة و النذر، و إلا لم یثبت للمعتق المیراث و کذا المکاتب إلا إذا شرط المولی علیه المیراث فإنه حینئذ یرثه، نعم إذا شرط علیه المیراث مع وجود القریب لم یصح الشرط.

« مسألة 1758 » : الظاهر أنه لا فرق فی عدم الولاء لمن اعتق عبده عن نذر بین أن یکون قد نذر عتق عبد کلی فاعتق عبدا معینا وفاءا بنذره و أن یکون قد نذر عتق عبد بعینه فأعتقه وفاءا بنذره.

« مسألة 1759 » : لو تبرع بالعتق عن غیره ممن کان العتق واجبا علیه لم یرث عتیقه.

(الشرط الثانی) : ان لا یتبرأ من ضمان جریرته، فلو اشترط علیه عدم ضمان جریرته لم یضمنها و لم یرثه و لا یشترط فی سقوط الضمان الاشهاد علی الأقوی، و هل یکفی التبری بعد العتق أو لا بد من أن یکون حال العتق؟ و جهان.

(الشرط الثالث) : أن لا یکون للعتیق قرابة، قریبا کان أو بعیدا فلو کان له قریب کان هو الوارث.


1- 1 . لو کان برضا منهما صلحا و نحوه.

ص: 411

« مسألة 1760 » : إذا کان للعتیق زوج أو زوجة کان له نصیبه الأعلی و الباقی للمعتق.

« مسألة 1761 » : إذا اشترک جماعة فی العتق، اشترکوا فی المیراث ذکورا کانوا أم اناثا أم ذکورا و اناثا و إذا عدم المعتق فإن کان ذکرا انتقل الولاء إلی ورثته الذکور کالأب و البنین دون النساء کالزوجة و الأم و البنات، و إذا کان انثی انتقل إلی عصبتها و هم اولاد أبیها دون أولادها ذکورا و اناثا و فی عدم کون الأب نفسه من العصبة إشکال.

« مسألة 1762 » : یقوم أولاد الأولاد مقام آبائهم عند عدمهم ویرث کل منهم نصبب من یتقرب به کما تقدم فی المیراث بالقرابة.

« مسألة 1763 » : مع فقد الأب و الاولاد حتی من نزلوا یکون الولاء للاخوة و الأجداد من الأب دون الأخوات و الجدات و الأجداد من الأم، و مع فقدهم فللأ عمام دون الأخوال و العمات و الخالات، و مع فقد قرابة المعتق یرثه المعتق له فإن عدم و کان ذکرا ورثه أولاده الذکور و أبوه و أقاربه من الأب دون الأم و إن کان انثی ورثته العصبة.

« مسألة 1764 » : لا یرث العتیق مولاه بل إذا لم یکن له قریب و لا ضامن جریرة کان میراثه للامام.

« مسألة 1765 » : لا یصح بیع الولاء و لا هبته و لا اشتراطه فی بیع.

« مسألة 1766 » : إذا حملت الامة المعتقة بعد العتق من رق فالولد حر و ولاؤه لمولی الأمة الذی اعتقها، فإذا اعتق أبوه انجر الولاء من معتق امه إلی معتق أبیه، فإن فقد فإلی ورثته الذکور فإن فقدوا فإلی عصبته، فإن فقدوا فإلی معتق معتق أبیه ثم إلی ورثته الذکور ثم إلی عصبته ثم إلی معتق معتق معتق أبیه و هکذا، فإن فقد الموالی و عصباتهم فلمولی عصبة موالی الاب ثم إلی عصبات موالی العصبات، فإن فقد الموالی و عصباتهم و موالیهم فإلی ضامن الجریرة، فإن لم یکن فإلی الامام علیه السلام و لا یرجع إلی مولی الأم و لو کان له زوج رد علیه و لم یرثه الامام، و لو کان زوجة کان الزائد علی نصیبها للامام.

ص: 412

« مسألة 1767 » : إذا حملت الأمة المعتقة من حر لم یکن لمولی امه ولاء، و إذا حملت به قبل العتق فتحرر لا بعتق امه فولاؤه لمعتقه.

« مسألة 1768 » : إذا فقد معتق الام کان ولاء الولد لورثته الذکور فإذا فقدوا فلعصبة المعتق ثم إلی معتقه ثم إلی ورثته الذکور فإن فقدوا فلعصبته فإن فقدوا فلمعتقه و هکذا فإن فقد الموالی و عصباتهم و موالی عصباتهم فإلی ضامن الجریرة، فإن فقد فإلی الامام.

« مسألة 1769 » : إذا مات المولی عن ابنین ثم مات المعتق بعد موت أحدهما اشترک الابن الحی و ورثة المیت الذکور لأن الاقوی کون ارثهم من أجل ارث الولاء.

(الثانی) و لاء ضمان الجریرة.

« مسألة 1770 » : یجوز لأحد الشخصین أن یتولی الآخر علی أن یضمن جریرته أی جنایته فیقول له مثلاً : عاقدتک علی أن تعقل عنی و ترثنی فیقول الآخر : قبلت. فإذا عقد العقد المذکور صح و ترتب علیه أثره و هو العقل و الارث و یجوز الاقتصار فی العقد علی العقل وحده من دون ذکر الارث فیترتب علیه الارث. و أما الاقتصار علی ذکر الارث ففی صحته و ترتب الارث علیه اشکال فضلاً عن ترتب العقل علیه بل الأظهر العدم فیهما و المراد من العقل الدیة، فمعنی عقله عنه قیامه بدیة جنایته.

« مسألة 1771 » : یجوز التولی المذکور بین الشخصین علی أن یعقل أحدهما بعینه الآخر دون العکس. کما یجوز التولی علی أن یعقل کل منهما عن الآخر فیقول مثلاً : عاقدتک علی أن تعقل عنی و اعقل عنک و ترثنی و أرثک فیقول الآخر : قبلت، فیترتب علیه العقل من الطرفین و الارث کذلک.

« مسألة 1772 » : لا یصح العقد المذکور إلا إذا کان المضمون لا وارث له من النسب و لا مولی معتق، فإن کان الضمان من الطرفین اعتبر عدم الوارث النسبی و المولی

ص: 413

المعتق لهما معا، و إن کان من احد الطرفین اعتبر ذلک فی المضمون لا غیر، فلو ضمن من له وارث نسبی أو مولی معتق لم یصح و لأجل ذلک لا یرث ضامن الجریرة إلا مع فقد القرابة من النسب و المولی المعتق.

« مسألة 1773 » : إذا وقع الضمان مع من لا وارث له بالقرابة و لا مولی معتق ثم ولد له بعد ذلک فهل یبطل العقد او یبقی مراعی بفقده و جهان.

« مسألة 1774 » : إذا وجد الزوج أو الزوجة مع ضامن الجریرة کان له نصیبه الأعلی و کان الباقی للضامن.

« مسألة 1775 » : إذا مات الضامن لم ینتقل الولاء إلی ورثته.

(الثالث) ولاء الامامة :

« مسألة 1776 » : إذا فقد الوارث المناسب و المولی المعتق و ضامن الجریرة کان المیراث للامام إلا إذا کان له زوج فإنه یأخذ النصف بالفرض و یرد الباقی علیه، و إذا کانت له زوجة کان لها الربع و الباقی یکون للامام کما تقدم.

« مسألة 1777 » : إذا کان الامام ظاهرا کان المیراث له یعمل به ما یشاء و کان علی علیه السلام یعطیه لفقراء بلده، و ان کان غائبا کان المرجع فیه الحاکم الشرعی وسبیله سبیل سهمه علیه السلام من الخمس یصرف فی مصارفه کما تقدم فی کتاب الخمس.

« مسألة 1778 » : إذا أوصی من لا وارث له إلا الامام بجمیع ماله فی الفقراء و المساکین و ابن السبیل ففی نفوذ وصیته فی جمیع المال کما عن ظاهر بعضهم و تدل علیه بعض الروایات او لا کما هو ظاهر الأصحاب اشکال؟ و لا یبعد الأول، و لو اوصی بجمیع ماله فی غیر الأمور المذکورة فالأظهر عدم نفوذ الوصیة و اللّه سبحانه العالم.

ص: 414

فصل: فی میراث ولد الملاعنة و الزنا و الحمل و المفقود

« مسألة 1779 » : ولد الملاعنة ترثه امه و من یتقرب بها من إخوة و اخوات و الزوج و الزوجة و لا یرثه الاب ولا من یتقرب به وحده، فإن ترک امه منفردة کان لها الثلث فرضا و الباقی یرد علیها علی الأقوی، و إن ترک مع الامّ اولادا کان لها السدس و الباقی لهم للذکر مثل حظ الانثیین، إلا إذا کان الولد بنتا فلها النصف و یرد الباقی ارباعا علیها و علی الأم، و إذا ترک زوجا أو زوجة کان له نصیبه کغیره و تجری الأحکام السابقة فی مراتب المیراث جمیعا، و لا فرق بینه و بین غیره من الاموات إلا فی عدم ارث الاب و من یتقرب به وحده کالأعمام و الأجداد و الاخوة للأب، و لو ترک اخوة من الأبوین قسم المال بینهم جمیعا بالسویة و ان کانوا ذکورا و اناثا.

« مسألة 1780 » : یرث ولد الملاعنة امه و قرابتها و لا یرث اباه إلا ان یعترف به الأب بعد اللعان و لا یرث هو من یتقرب بالأب إذا لم یعترف به، و هل یرثهم إذا اعترف به الأب؟ قولان أقواهما العدم.

« مسألة 1781 » : إذا تبرأ الأب من جریرة ولده و من میراثه ثم مات الولد قیل کان میراثه لعصبة أبیه دون أبیه، و قیل لا أثر للتبری المذکور فی نفی التوارث، و هو الأقوی.

« مسألة 1782 » : ولد الزنا لا یرثه أبوه الزانی و لا من یتقرب به و لا یرثهم هو، و فی عدم ارث امه الزانیة و من یتقرب بها اشکال(1) ویرثه ولده و زوجه او زوجته و یرثهم هو، و اذا مات مع عدم الوارث فإرثه للمولی المعتق ثم الضامن ثم الامام. و إذا کان له زوج أو زوجة حینئذ کان له نصیبه الأعلی و لا یردّ علی الزّوجة اذا لم یکن له وارث الاّ الامام، بل یکون له مازاد علی نصیبها. نعم یرد علی الزوج علی ما سبق.


1- 1 . الاصّح العدم.

ص: 415

« مسألة 1783 » : الحمل و ان کان نطفة حال موت المورث یرث اذا سقط حیا و ان لم یکن کاملاً و لا بد من اثبات ذلک و ان کان بشهادة النساء، و إذا مات بعد ان سقط حیا کان میراثه لوارثه، و ان لم یکن مستقر الحیاة، و اذا سقط میتا لم یرث و ان علم انه کان حیا حال کونه حملاً او تحرک بعد ما انفصل اذا لم تکن حرکته حرکة حیاة.

« مسألة 1784 » : إذا خرج نصفه و استهل صائحا ثم مات فانفصل میتا لم یرث و لم یورث.

« مسألة 1785 » : یترک للحمل قبل الولادة نصیب ذکرین احتیاطا و یعطی اصحاب الفرائض سهامهم من الباقی، فإن ولد حیا و کان ذکرین فهو و إن کان ذکرا و انثی أو ذکرا واحدا أو انثیین أو انثی واحدة قسّم الزائد علی أصحاب الفرائض بنسبة سهامهم، هذا إذا رضی الورثة بذلک و إلا یترک له سهم ذکر واحد و یقسّم الباقی مع الوثوق بحفظ السهم الزائد للحمل و امکان أخذه له ولو بعد التقسیم علی تقدیر سقوطه حیا.(1)

« مسألة 1786 » : دیة الجنین یرثها من یرث الدیة علی ما تقدم.

« مسألة 1787 » : المفقود خبره و المجهول حاله یتربص بماله و فی مدة التربص أقوال، و الأقوی انها أربع سنین یفحص عنه فیها، فإذا جهل خبره قسم ماله بین ورثته الذین یرثونه لو مات حین انتهاء مدة التربص و لا یرثه الذین یرثونه لو مات بعد انتهاء مدة التربص، و یرث هو مورثه اذا مات قبل ذلک و لا یرثه اذا مات بعد ذلک و الأظهر جواز التقسیم بعد مضی عشر سنوات بلا حاجة إلی الفحص.

« مسألة 1788 » : اذا تعارف اثنان بالنسب و تصادقا علیه توارثا إذا(2) لم یکن وارث آخر و إلا فقیه إشکال کما تقدم فی کتاب الاقرار.


1- 1 . و تعدّده.
2- 2 . إذا لم یکن الی آخره (زائد) (و المشهور عدم التعدّی الی غیرهما الاّ بالتصّادق و لا یخلو من اشکال)

ص: 416

فصل: فی میراث الخنثی

« مسألة 1789 » : الخنثی _ و هو من له فرج الرجال و فرج النساء _ إن علم أنه من الرجال أو النساء عمل به و إلا رجع إلی الأمارات، فمنها : البول من أحدهما بعینه فإن کان یبول من فرج الرجال فهو رجل و إن کان یبول من فرج النساء فهو امرأة و إن کان یبول من کل منهما کان المدار علی ما سبق البول منه، فإن تساویا فی السبق قیل. المدار علی ما ینقطع عنه البول أخیرا و لا یخلو من إشکال، و علی کل حال إذا لم تکن أمارة علی أحد الأمرین أعطی نصف سهم رجل و نصف سهم امرأة، فإذا خلف المیت ولدین ذکرا و خنثی فرضتهما ذکرین تارة ثم ذکرا و أنثی أخری و ضربت إحدی الفریضتین فی الأخری فالفریضة علی الفرض الأول إثنان و علی الفرض الثانی ثلاثة فإذا ضرب الاثنان فی الثلاثة کان حاصل الضرب ستة، فإذا ضرب فی مخرج النصف و هو اثنان صار اثنی عشر، سبعة منها للذکر و خمسة للخنثی، و إذا خلف ذکرین و خنثی فرضتها ذکرا فالفریضة ثلاثة لثلاثة ذکور، و فرضتها أنثی فالفریضة خمسة للذکرین اربعة،و للأنثی واحد فإذا ضرب الثلاثة فی الخمسة کان خمسة عشر، فإذا ضربت فی الاثنین صارت ثلاثین یعطی منها للخنثی ثمانیة ولکل من الذکرین أحد عشر، و إن شئت قلت فی الفرض الأول لو کانت أنثی کان سهمها أربعة من اثنی عشر و لو کانت ذکرا کان سهمها ستة فیعطی الخنثی نصف الأربعة و نصف الستة و هو خمسة، و فی الفرض الثانی لو کانت ذکرا کان سهمها عشرة و لو کانت أنثی سهمها ستة فیعطی الخنثی نصف العشرة و نصف الستة.

« مسألة 1790 » : من له رأسان أو بدنان علی حقو واحد فإن انتبها معا فهما واحد و إلا فاثنان و الظاهر لتعدی عن المیراث إلی سائر الأحکام.

ص: 417

« مسألة 1791 » : من جهل حاله و لم یعلم أنه ذکر أو أنثی لغرق و نحوه یورث بالقرعة، و کذا من لیس له فرج الرجال و لا فرج النساء یکتب علی سهم (عبداللّه) و علی سهم آخر (أمة اللّه) ثم یقول المقرع : (اللهم أنت اللّه لا إله إلا أنت عالم الغیب و الشهادة أنت تحکم بین عبادک فیما کانوا فیه یختلفون بَینِّ لنا هذا المولود حتی یورث ما فرضت له فی الکتاب) ثم یطرح السهمان فی سهام مبهمة و تشوش السهام ثم یجال السهم علی ما خرج و یورث علیه و الظاهر أن الدعاء مستحب و إن کان ظاهر جماعة الوجوب.

فصل: فی میراث الغرقی و المهدوم علیهم

« مسألة 1792 » : یرث الغرقی بعضهم من بعض و کذلک المهدوم علیهم بشروط ثلاثة :

(الأول) : أن یکون لهم أو لأحدهم مال.

(الثانی) : أن یکون بینهم نسب أو سبب یوجب الإرث من دون مانع.

(الثالث) : أن یجهل المتقدم و المتأخر فمع اجتماع الشرائط المذکورة یرث کل واحد منهما من صاحبه من ماله الذی مات عنه لا مما ورثه منه فیفرض کل منهما حیا حال موت الآخر فما یرثه منه یرثه إذا غرقا.

مثلاً إذا غرق الزوجان و اشتبه المتقدم و المتأخر و لیس لهما ولد ورث الزوج النصف من ترکة الزوجة و ورثت الزوجة ربع ما ترکه زوجها فیدفع النصف الموروث للزوج إلی ورثته مع ثلاثة أرباع ترکته الباقیة بعد إخراج ربع الزوجة و یدفع ربع الموروث للزوجة مع نصف ترکتها الباقی بعد نصف الزوج إلی ورثتها. هذا حکم توارثهما فیما بینهما. أما حکم إرث الحی غیرهما من أحدهما من ماله الأصلی فهو أنه یفرض الموروث سابقا فی الموت و یورث الثالث الحی منه و لا یفرض لا حقا فی

ص: 418

الموت، مثلاً، إذا غرقت الزوجة و بنتها فالزوج یرث من زوجته الربع و إن لم یکن للزوجة ولد غیر البنت و لا یرث النصف، و کذا إرث البنت فإنها تفرض سابقة فیکون لأمها التی غرقت معها الثلث و لأبیها الثلثان، و إذا غرق الأب و بنته التی لیس له ولد سواها کان لزوجته الثمن و لا یفرض موته بعد البنت.

و أما حکم إرث غیرهما الحی لأحدهما من ماله الذی ورثه من صاحبه الذی غرق معه فهو أنه یفرض المورث لاحقا لصاحبه فی الموت فیرثه وارثه علی هذا التقدیر، و لا یلاحظ فیه احتمال تقدم موته عکس ما سبق فی إرث ماله الأصلی، و إذا کان الموتی ثلاثه فما زاد، فرض موت کل واحد منهم و حیاة الآخرین فیرثان منه کغیرهما من الأحیاء.

« مسألة 1793 » : إذا ماتا بسبب غیر الغرق و الهدم کالحرق و القتل فی معرکة قتال أو افتراس سبع أو نحو ذلک ففی الحکم بالتوارث من الطرفین کما فی الغرق و الهدم قولان. أقواهما ذلک،(1) بل الظاهر عموم الحکم لما إذا ماتا حتف أنفهما بلا سبب.

« مسألة 1794 » : اذا کان الغرقی و المهدوم علیهم یتوارث بعضهم من بعض دون بعض آخر إلا علی تقدیر غیر معلوم کما إذا غرق الأب و ولداه فإن الولدین لا یتوارثان إلا مع فقد الأب، ففی الحکم بالتوارث إشکال، بل الأظهر العدم.

« مسألة 1795 » : المشهور اعتبار صلاحیة التوارث من الطرفین فلو انتفت من أحدهما لم یحکم بالإرث من أحد الطرفین کما إذا غرق أخوان لأحدهما ولد دون الآخر، و قیل لا یعتبر ذلک و یحکم بالإرث من أحد الطرفین و هو قوی.


1- 1 . و فیه اشکال و کذا فی قوله بل الظاهر، نعم لو لم یعلم التقارن و کان موت احدهما معلوم التّاریخ فیرث الاخر منه دون العکس و لو علم بعدم التّقارن عمل بالقرعة فی مجهولی التاریخ و لا توارث فی احتمال التّقارن.

ص: 419

فصل: فی میراث المجوس

« مسألة 1796 » : لا إشکال فی أن المجوس یتوارثون بالنسب و السبب الصحیحین و هل یتوارثون بالنسب و السبب الفاسدین کما إذا تزوج من یحرم علیه نکاحها عندنا فأولدها؟ قیل نعم فإذا تزوج أخته فأولدها و مات ورثت أخته نصیب الزوجة و ورث ولدها نصیب الولد و قیل لا، ففی المثال لا ترثه أخته الزوجة و لا ولدها، و قیل بالتفصیل بین النسب و السبب فیرثه فی المثال المذکور الولد و لا ترثه الزوجة، و الأقوال المذکورة کلها مشهورة، و أقواها الأول للنص ولولاه لکان الأخیر هو الأقوی.

« مسألة 1797 » : إذا اجتمع للوارث سببان ورث بهما معا کما إذا تزوج المجوسی أمه فمات ورثته أمه نصیب الأم و نصیب الزوجة، و کذا إذا تزوج بنته فإنها ترثه نصیب الزوجة و نصیب البنت. و إذا اجتمع سببان أحدهما یمنع الآخر ورث من جهة المانع دون الممنوعٍ کما إذا تزوج أمه فأولدها فإن الولد أخوه من أمه. فهو یرث من حیث کونه ولدا و لا یرث من حیث کونه أخا، و کما إذا تزوج بنته فأولدها فإن ولدها ولد له و ابن بنته فیرث من السبب الأول و لا یرث من السبب الثانی.

« مسألة 1798 » : المسلم لا یرث بالسبب الفاسد و یرث بالنسب الفاسد ما لم یکن زنا، فولد الشبهة یرث و یورث، و إذا کانت الشبهة من طرف واحد اختص التوارث به دون الآخر و اللّه سبحانه العالم.

ص: 420

خاتمة

مخارج السهام المفروضة فی الکتاب العزیز خمسة، الإثنان مخرج النصف، و الثلاثة مخرج الثلث و الثلثین، و الأربعة مخرج الربع، و الستة مخرج السدس و الثمانیة مخرج الثمن.

« مسألة 1799 » : لو کان فی الفریضة کسران فإن کانا متداخلین بأن کان مخرج أحدهما یفنی مخرج الآخر إذا سقط منه مکررا کالنصف و الربع فإن مخرج النصف و هو الإثنان یفنی مخرج الربع و هو الأربعة و کالنصف و الثمن و الثلث و السدس، فإذا کان الأمر کذلک کانت الفریضة مطابقة للأکثر، فإذا اجتمع النصف و الربع کانت الفریضة أربعة، و إذا اجتمع النصف و السدس کانت ستة، و إذا اجتمع النصف و الثمن کانت ثمانیة و إن کان الکسران متوافقین بأن کان مخرج أحدهما لا یفنی مخرج الآخر إذا سقط منه مکررا ولکن یفنی مخرجیهما عدد ثالث إذا سقط مکررا من کل منهما کالربع و السدس فإن مخرج الربع أربعة و مخرج السدس ستة و الأربعة لا تفنی الستة ولکن الإثنین یفنی کلاً منهما و کسر ذلک العدد وفق بینهما، فإذا کان الأمر کذلک ضرب أحد المخرجین فی وفق الآخر و تکون الفریضة مطابقة لحاصل الضرب، فإذا اجتمع الربع و السدس ضربت نصف الأربعة فی الستة أو نصف الستة فی الأربعة و کان الحاصل هو عدد الفریضة و هو إثنا عشر. و إذا اجتمع السدس و الثمن کانت الفریضة أربعة و عشرین حاصلة من ضرب نصف مخرج السدس، و هو ثلاثة فی الثمانیة أو نصف مخرج الثمن و هو الأربعة فی الستة.

و إن کان الکسران متباینین بأن کان مخرج أحدهما لا یفنی مخرج الآخر و لا یفنیهما عدد ثالث غیر الواحد کالثلث و الثمن ضرب مخرج أحدهما فی مخرج الآخر و کان المتحصل هو عدد الفریضة.

ص: 421

ففی المثال المذکور تکون الفریضة أربعة و عشرین حاصلة من ضرب الثلاثة فی الثمانیة.

و إذا اجتمع الثلث و الربع کانت الفریضة اثنتی عشرة حاصلة من ضرب الأربعة فی الثلاثة.

« مسألة 1800 » : إذا تعدد أصحاب الفرض الواحد کانت الفریضة حاصلة من ضرب عددهم فی مخرج الفرض، کما إذا ترک أربع زوجات و ولدا، فإن الفریضة تکون من اثنین و ثلاثین حاصلة من ضرب الأربعة (عدد الزوجات) فی الثمانیة مخرج الثمن.(1)

و إذا ترک أبوین و أربع زوجات کانت الفریضة من ثمانیة و أربعین حاصلة من ضرب الثلاث التی هی مخرج الثلث(2) فی الأربع التی هی مخرج الربع(3) فتکون إثنتی عشرة، فتضرب فی الأربع (عدد الزوجات) و یکون الحاصل ثمانیة و أربعین.

و هکذا تتضاعف الفریضة بعدد من ینکسر علیه السهم.

الحمدللّه رب العالین و صلی اللّه علی محمّد

و آله الطاهرین.


1- 1 . لانّه نصیب زوجة ذی الولد.
2- 2 . لانّه نصیب امّ المیّت إذا لم یکن له اخوة.
3- 3 . لانه نصیب زوجة غیر ذی الولد.

ص: 422

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.