فضائل الخمسة من الصحّاح الستّة المجلد 2

هوية الكتاب

المؤلف: السيد مرتضى الفيروزآبادي

الناشر: منشورات فيروزآبادي

الطبعة: 4

الموضوع : الحديث وعلومه

تاريخ النشر : 1402 ه-.ق

الصفحات: 463

فضائل الخمسة

المكتبة الإسلامية

منشورات فيروز آبادي

(هوية الكتاب)

اسم الكتاب: فضائل الخمسة من الصحاح الستة

المؤلف: آية اللّه العظمی السيد مرتضی الفيروزآبادي قدس سره

الناشر: منشورات فيروزآبادي - قم، تلفن 7741545

تاريخ النشر: شوال 1424 ه ق - 1382 ه ش

الطبعة: الثانية

المطبعة: امير

الصفحات: 1360 صفحة (ثلاث مجلدات)

الكمية: 1000 نسخة

رقم الشابك: 1-18-6406-964 ISBN

حقوق الطبع والتقليد محفوظة للناشر، لايجوز للغير.

الطبعة الرابعة

جميع الحقوق محفوظة للناشر

1402 ه- - 1982 م

ص: 1

اشارة

ص: 2

مقدمة المؤلف

بسْمِ اَللّٰهِ اَلرَّحْمٰنِ اَلرَّحِيمِ

الحمد للّٰه رب العالمين والصلوة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين محمّد خاتم النبيين وعلى اهل بيته الطيبين الطاهرين واللعنة على اعدائهم ومعادي اوليائهم وموالي اعدائهم اجمعين من الان الى يوم الدين.

(أما بعد) فهذا هو الجزء الثانى من كتابنا الموسوم (بفضائل الخمسة من الصحاح الستة) نقدمه الى القراء الكرام راجين منهم ان يمنوا علينا بملاحظاتهم حوله وان ينبهونا على مواقع الزلل والخطاء فان المرء عرضة للخطاء والنسيان ، وقديماً قيل : «إنّ من ألف استهدف» ومن اللّه نستمد التوفيق وهو المعين.

المؤلف

ص: 3

باب : في قول النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) : علي وليكم من بعدي

[صحيح الترمذي ج 2 ص 297]

روى بسنده عن عمران بن حصين قال : بعث رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم جيشاً واستعمل عليهم على ابن أبي طالب عليه السلام فمضى في السرية فأصاب جارية فأنكروا عليه وتعاقد أربعة من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فقالوا : إذا لقينا رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أخبرناه بما صنع علي ، وكان المسلمون إذا رجعوا من السفر بدؤا برسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فسلموا عليه ثم انصرفوا إلى رحالهم ، فلما قدمت السرية سلموا على النبى صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ، فقام أحد الاربعة فقال : يا رسول اللّه ألم تر إلى علي بن أبى طالب صنع كذا وكذا؟ فأعرض عنه رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ، ثم قام الثانى فقال مثل مقالته ، فأعرض عنه ، ثم قام الثالث فقال مثل مقالته فأعرض عنه ، ثم قام الرابع فقال مثل ما قالوا ، فأقبل رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم والغضب يعرف في وجهه فقال :

«ما تريدون من علي؟ ما تريدون من علي؟ ما تريدون من علي؟ إن علياً منى وأنا منه ، وهو ولي كل مؤمن بعدى».

ص: 4

[أقول] ورواه أحمد بن حنبل أيضاً في مسنده (ج 4 ص 437) باختلاف يسير في اللفظ ، وقال فيه : فقال :

«دعوا علياً دعوا علياً دعوا علياً إن عليا وأنا منه ، وهو ولي كل مؤمن بعدى ».

ورواه أبو داود الطيالسى أيضاً في مسنده (ج 3 ص 111) باختلاف يسير في اللفظ ، وقال فيه : فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم :

«ما لهم ولعلي؟ إن علياً مني وأنا منه وهو ولي كل مؤمن بعدى ».

ورواه أبو نعيم أيضاً في حليته (ج 6 ص 294) والنسائى أيضاً في خصائصه مختصراً (ص 19 وص 23) وقال فيه : والغضب يبصر في وجهه فقال : «ما تريدون من علي؟ إن عليا منى وأنا منه وهو ولي كل مؤمن من بعدي »

ص: 5

وذكره المحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة (ج 2 ص 171) وقال : خرجه الترمذي وأبو حاتم وخرجه أحمد .

وأورده المتقى أيضاً في كنز العمال (ج 6 ص 154) بطريقين وقال : أخرجه ابن أبي شيبة (وفى ص 399) وقال : أخرجه ابن أبي شيبة وابن جرير وصححه.

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 5 ص 356]

روى بسنده عن بريدة قال : بعث رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم بعثتين إلى اليمن على أحدهما علي بن أبي طالب عليه السلام وعلى الآخر خالد بن الوليد ، فقال : إذا التقيتم فعلىّ على الناس ، وإن افترقتما فكل واحد منكما على جنده ، قال : فلقينا بنى زيد من أهل اليمن فاقتتلنا فظهر المسلمون على المشركين ، فقتلنا المقاتلة وسبينا الذرية ، فاصطفى على عليه السلام امرأة من السبى لنفسه ، قال بريدة : فكتب معى خالد بن الوليد إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يخبره بذلك ، فلما أتيت النبى صلى اللّه عليه (وآله) وسلم دفعت الكتاب فقريء عليه ، فرأيت الغضب في وجه رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ، فقلت : يا رسول اللّه هذا مكان العائذ ، بعثتني مع رجل وأمرتنى أن أطيعه ففعلت ما أرسلت به فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم :

ص: 6

«لا تقع في علي فإنه منى وأنا منه وهو وليكم بعدي ، وإنه منى وأنا منه ، وهو وليكم بعدى».

[أقول] ورواه النسائى أيضاً في خصائصه باختلاف يسير (ص 24) والهيثمى أيضاً في مجمع الزوائد (ج 9 ص 127) وقال : رواه أحمد والبزار باختصار ، والمتقى أيضاً في كنز العمال (ج 6 ص 154) مختصراً ، وقال : أخرجه ابن أبي شيبة (وص 155) وقال : أخرجه الديلمى عن على عليه السلام وأورده المناوى أيضاً في كنوز الحقائق (ص 186) وقال : أخرجه الديلمى ولفظه :

«إن علياً وليكم من بعدي».

[الهيثمي في مجمعه ج 9 ص 128]

قال : وعن بريدة قال : بعث رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم علياً عليه السلام أميراً على اليمن وبعث خالد بن الوليد على الجبل فقال : إن اجتمعتما فعلي على الناس ، فالتقوا وأصابوا من الغنائم ما لم يصيبوا مثله ، وأخذ على عليه السلام جارية من الخمس ، فدعا خالد بن الوليد بريدة فقال : اغتنمها فاخبر النبى صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ما صنع ، فقدمت المدينة ودخلت المسجد ورسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم في منزله

ص: 7

وناس من أصحابه على بابه ، فقالوا : ما الخبر يا بريدة؟ فقلت : خيراً فتح اللّه على المسلمين فقالوا : ما أقدمك؟ قلت : جارية أخذها علي من الخمس فجئت لأخبر النبى صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فقالوا : فاخبر النبى فانه يسقط من عين النبى ، ورسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يسمع الكلام ، فخرج مغضباً فقال : «ما بال أقوام ينتقصون علياً؟ من تنقص علياً فقد تنقصني ، ومن فارق علياً فقد فارقني ، إن علياً مني وأنا منه ، خلق من طينتي وخلقت من طينة ابراهيم وأنا أفضل من ابراهيم (ذُرِّيَّةً بَعْضُهٰا مِنْ بَعْضٍ وَاَللّٰهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) يا بريدة أما علمت أن لعلي أكثر من الجارية التى أخذ وأنه وليكم بعدى؟»

فقلت : يا رسول اللّه بالصحبة إلا بسطت يدك فبايعتني على الإسلام جديداً ، قال : فما فارقته حتى بايعته على الإسلام (قال) رواه الطبرانى في الأوسط.

[مسند أبي داود الطيالسى ج 11 ص 360]

روى بسنده عن ابن عباس أن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال لعلي عليه السلام :

«أنت ولي كل مؤمن بعدى».

[تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج 4 ص 339]

روى بسنده عن علي ابن أبي طالب عليه السلام قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم :

ص: 8

«سألت اللّه فيك خمساً فأعطاني أربعاً ومنعني واحدة ، سألته فأعطانى فيك أنك أول من تنشق الأرض عنه يوم القيامة ، وأنت معى ، معك لواء الحمد ، وأنت تحمله ، وأعطاني أنك ولي المؤمنين من بعدى».

[أقول] وذكره المتقى أيضاً في كنز العمال (ج 6 ص 396) وقال : أخرجه ابن الجوزى ، وذكره أيضاً (في ج 6 ص 159) وقال : أخرجه الخطيب والرافعى عن على عليه السلام.

[كنز العمال ج 6 ص 401]

قال : عن على عليه السلام لما نزلت هذه الآية : ( وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ اَلْأَقْرَبِينَ ) دعا - أي النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم - بنى عبد المطلب وصنع لهم طعاماً ليس بالكثير فقال : كلوا بسم اللّه من جوانبها فان البركة تنزل من ذروتها ».

ووضع يده أولهم فأكاوا حتى شبعوا ثم دعا بقدح فشرب أولهم ثم سقاهم فشربوا حتى رووا ، فقال أبو لهب : لقدما سحركم ، وقال - أي النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم - : «يا بني عبد المطلب إني جئتكم بما لم يجىء به احد قط ، أدعوكم إلى شهادة أن لا إله إلا اللّه وإلى اللّه ، وإلى كتابه ».

ص: 9

فنفروا وتفرقوا ، ثم دعاهم الثانية على مثلها فقال أبو لهب كما قال في المرة الأولى ، فدعاهم ففعلوا مثل ذلك ، ثم قال لهم - ومدّ يده - «من يبايعنى على أن يكون أخى وصاحبى ووليكم من بعدى »؟

فمددت يدى وقلت : أنا أبايعك - وأنا يومئذ أصغر القوم - فبايعني على ذلك ، قال : وذلك الطعام أنا صنعته.

(قال): أخرجه ابن مردويه.

[الرياض النضرة ج 2 ص 203]

قال : عن عمرو بن ميمون قال : إنى لجالس عند ابن عباس إذ أتاه سبعة رهط فقالوا : يابن عباس ، إما أن تقوم معنا وإما أن تخلو من هؤلاء ، قال : بل أقوم معكم - وهو يومئذ صحيح قبل أن يعمى - قال : فانتدوا يتحدثون فلا أدري ما قالوا ، قال : فجاء ينفض ثوبه ويقول : أف وتف وقعوا في رجل له عشر ، وساق الحديث في فضل على عليه السلام. (إلى أن قال) وقال له رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم :

«أنت ولي كل مؤمن بعدي...» (الحديث).

قال : أخرجه بتمامه أحمد والحافظ أبو القاسم الدمشقي في الموافقات وفي الأربعين الطوال ، قال : وأخرج النسائي بعضه.

[أقول] وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه (ج 9 ص 119) وقال : رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط باختصار ، وقد تقدم ذكر هذا الحديث بتمامه في باب آية التطهير ، فراجع.

ص: 10

[أُسد الغابة لابن الأثير ج 5 ص 94] في ترجمة وهب بن حمزة.

قال : روى حديثه يوسف بن صهيب عن ركين عن وهب بن حمزة قال : صحبت علياً عليه السلام من المدينة إلى مكة فرأيت منه بعض ما أكره فقلت : لئن رجعت إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم لاشكونك اليه ، فلما قدمت لقيت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فقلت : رأيت من علي كذا وكذا ، فقال :

«لا تقل هذا فهو أولى الناس بكم بعدى».

(أقول): وذكره المناوى أيضاً في فيض القدير في الشرح (ص 357) وقال فيه : أخرج الطبرانى (إلى أن قال) :

«لا تقل هذا فهو أولى الناس بكم بعدى »

وذكره الهيثمى أيضاً في مجمعه (ج 9 ص 109) وقال أيضاً : فهو أولى الناس بكم بعدي ، وقال : رواه الطبراني .

وذكره ابن حجر أيضاً في إصابته (ج 6 القسم 1 ص 325) وقال :

ص: 11

«لا تقولن هذا لعلى فانه وليكم بعدى».

وأورده المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 6 ص 155) وقال :

«لا تقل هذا فهو أولى الناس بكم بعدي» - يعني علياً عليه السلام -

ثم قال : أخرجه الطبراني عن وهب بن حمزة.

ص: 12

باب : في الاستدلال بحديث (علي وليكم من بعدي) على خلافة علي عليه السلام بعد النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم بلا فصل

[ أقول] قول النب صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : (علي وليكم من بعدي) الذى قد عرفت جملة من طرقة في الباب السابق هو من الأدلة القوية والنصوص الجلية على خلافة على عليه السلام من بعد النب صلى اللّه عليه (وآله) وسلم بلا فصل ، والاستدلال به يتوقف على بيان السند والدلالة جميعاً.

[ اما السند] فقد رواه جمع من أعاظم الصحابة كعلي عليه السلام وابن عباس ، وعمران بن حصين ووهب بن حمزة ، وبريدة الأسلمي ، وإنه قد خرجه كما تقدم وعرفت جمع من أئمة الحديث كالترمذي في صحيحه والنسائى صاحب الصحيح في خصائصه ، والإمام أحمد بن حنبل في مسنده وأبى داود الطيالسى في مسنده وهو من مشايخ البخارى ، وأبى نعيم في حليته والخطيب البغدادى في تاريخه ، وأبى حاتم ، وابن أبي شيبة ، وابن جرير الطبري ، والبزار ، والطبرانى ، وابن الجوزى ، والرافعى ، وابن مردويه والحافظ أبي القاسم الدمشقى في الموافقات وفى الأربعين الطوال ، ويوسف ابن صهيب ، والديلمى وغيرهم ممن لم اظفر به في هذه العجالة.

ص: 13

(هذا) وقد ذكر المحب الطبري في الرياض النضرة (ج 1 ص 152) جملة من الأحاديث التي قد تمسك بها الشيعة لخلافة علي عليه السلام بعد رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم بلا فصل ، فذكر حديث المنزلة وحديث الغدير ، ثم قال : ومنها - وهو أقواها سنداً ومتناً - حديث عمران بن حصين إن علياً مني وأنا منه وهو ولي كل مؤمن بعدي (إلى أن قال) وحديث بريدة لا تقع في علي فانه مني وأنا منه وهو وليكم بعدي.

[ أقول] إن المحب الطبري وإن بالغ في حديث عمران وبريدة فجعلهما أقوى سنداً ومتناً من أحاديث المنزلة وأحاديث الغدير ، ولكن مع ذلك كله كلامه لا يخلو عن شهادة بقوة سندهما ومتنهما جداً ، هذا كله حال السند.

[ واما الدلالة] فهي ظاهرة جداً بعد ملاحظة القرينة اللفظية المتصلة بالحديث الشريف وهي كلمة من بعدي ، وتوضيحه :

إن للفظ الوالي في اللغة معاني متعددة كالمحب والصديق والناصر والجار والحليف وغير ذلك ، ومن أظهر معانيه وأشهرها هو مالك الأمر فكل من ملك أمر غيره بحيث كان له التصرف في أموره وشئونه فهو وليه ، فالسلطان ولي الرعية أى يملك أمرهم وله التصرف في أمورهم وشئونهم والأب أو الجد ولي الصبى أو المجنون أي يملك أمره وله التصرف في أموره وشؤونه ، وهكذا ولي المرأة في نكاحها أو ولي الدم أو الميت .

ص: 14

(وقد يقال) إن الولي قد جاء بمعنى الأولى بالتصرف فالسلطان ولي الرعية والأب أو الجد ولي الصبى أو المجنون ، وهكذا إلى غيرها من الأمثلة يكون بهذا المعنى أي أولى بالتصرف ، ويؤيده في المقام ورود بعض أخبار الباب كما تقدم بلفظ قوله : فهو أولى الناس بكم بعدي.

(كما قد يقال) إن الولي قد جاء بمعنى المتصرف فالسلطان مثلاً ولي الرعية يكون بهذا المعنى أي هو المتصرف في أمورهم وهكذا ولي الصبي وغيره ، وعلى كل حال إن الولي بما له من المعنى المعروف الظاهر المشهور - سواء عبرنا عنه بمالك الأمر أو بالأولى بالتصرف أو بالمتصرف - لا يكاد يطلق إلا على كل من له تسلط وتفوق على غيره وكان له التصرف في أموره وشؤونه ، ثم من المعلوم أن إرادة الجار أو الحليف أو ما أشبه ذلك من لفظ الولي في الحديث الشريف مما لا يناسب المقام ، بل مما لا محصل له أصلاً - كما قدمنا - فيبقى المحب والصديق والناصر ومالك الأمر أو الأولى بالتصرف أو المتصرف على اختلاف التعابير في المعنى الأخير ، كما أن من المعلوم أن لفظة (من بعدي) مما ينافي إرادة المحب أو الصديق أو الناصر ، إذ كونه عليه السلام محباً للمسلمين أو صديقاً أو ناصراً لهم مما لا ينحصر بما بعد زمان النب صلى اللّه عليه (وآله) وسلم بل هو عليه السلام كان كذلك في زمان النب صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فإذا ينحصر المراد من الولي في الحديث الشريف بالمعنى الأخير وهو مالك الأمر أو الأولى بالتصرف أو المتصرف في أمور المسلمين وفى شئونهم ، وذلك لما فيه من المناسبة الشديدة مع كلمة من

ص: 15

بعدي فيتعين هو من بين سائر المعانى وهو معنى الإمام والخليفة كما هو واضح لمن أنصف.

(ثم إن بعض علماء السنة) قد أورد على الاستدلال بالحديث الشريف بأمور ضعيفة :

[ منها] ما ملخصه : إنا نقول : إن علياً عليه السلام هو مالك الأمر أو الأولى بالتصرف في أمور المسلمين ، أو هو المتصرف في شؤونهم ولكن بعد عثمان ، ولعمري إن هذا غريب جداً فان ظاهر قوله صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : إن علياً وليكم من بعدي - بحيث يفهمه أهل العرف واللسان - هو أنه وليكم من بعدي بلا فصل لا من بعد مماتي وممات أبي بكر وعمر وعثمان فان هذا المعنى البعيد لا يصار اليه إلا بدليل قاطع من النب صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ولا دليل قطعا ، مضافاً إلى أن هذا الحديث الشريف لو سلم كونه من النصوص الدالة على خلافة علي عليه السلام كما هو مفروض الخصم في هذا الإيراد الأول لبطلت خلافة أبي بكر وعمر وعثمان ، ووجه البطلان هو أن خلافة هؤلاء الثلاثة باعتراف من قال بخلافتهم لم تكن بنص من النب صلى اللّه عليه (وآله) وسلم بل كان باجماع الأمة ، كما زعموا في أبي بكر وبتنصيص أبي

ص: 16

بكر ، كما في خلافة عمر ، وبرأى عبد الرحمن بن عوف الذى هو أحد الستة في الشورى ، كما في خلافة عثمان ، ومن المعلوم أن إجماع الأمة أو تنصيص أبي بكر أو رأي أهل الشورى إنما ينفع - على القول به - إذا لم يكن هناك نص من النب صلى اللّه عليه (وآله) وسلم على شخص مخصوص وإلا فلا ينفع ذلك ، وعليه فاذا ثبت التنصيص من النب صلى اللّه عليه (وآله) وسلم كما اعترف به الخصم في هذا الإيراد على شخص مخصوص فالاجماع وتنصيص أبي بكر ورأي عبد الرحمن بن عوف كل ذلك باطل جداً كما هو واضح.

[ومنها ]إن الحديث الشريف مما يجب حمله على كونه عليه السلام ولي المسلمين من بعد النب صلى اللّه عليه (وآله) وسلم مع الفصل لا بلا فصل وذلك لوجهين (أحدهما) إن النب صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قد أخبر بكون علي عليه السلام ولي المسلمين من بعده ولم يقع بعده بلا فصل فيجب حمله على كونه ولياً من بعده مع الفصل كي لا يلزم كذب النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم (ثانيهما) إنه لو حملناه على كونه عليه السلام وليا من بعد النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم بلا فصل لزم من ذلك مفسدة عظيمة وهى نسبة الأمة إلى الاجتماع على الضلالة واعتقاد خطأ جل الصحابة على تولية أبي بكر ولعمرى إن هذا الإيراد أضعف من سابقه ، إذ النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم لم يخبر عن الولاية المجعولة لعلي عليه السلام من قبل الخلق كي يلزم كذب النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم لو حملنا الحديث على من بعده بلا فصل ، بل هو قد أخبر عن ولايته الواقعية التي هي منصب إلهى ومقام ربانى لا تدور مدار اجتماع الأمة عليه وتفرقهم عنه ، ولذا لو لم يكونوا قد بايعوه حتى بعد أبي بكر وعمر وعثمان لم يلزم كذب النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ، وأما دعوى أنه يلزم حينئذ تخطئة جل الأصحاب الذين بايعوا أبا بكر ، فقد مضى الجواب عنها مفصلاً في باب الاستدلال بحديث الغدير ، (فراجع في اواخر الجزء الأول).

[ ومنها ]إنه لم لا يجوز أن يكون المراد من الولي في الحديث الشريف هو المحب أي هو محبكم من بعدي ويكون المراد من بعدي هي البعدية في الرتبة لا من بعد وفاته صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ، أي أنا المتقدم في محبة المسلمين ثم

ص: 17

علي عليه السلام من بعدي في الدرجة الثانية ، ويرده أن من له أدنى معرفة يتضح له أن هذا الإيراد أضعف من الكل ، إذ لا إشكال في أن الحديث الشريف مما له معنى ظاهر عرفي يفهمه كل أحد من أهل العرف واللسان ؛ فهو وليكم من بعدي أي من بعد وفاتي ، ومع وجود هذا المعنى الظاهر الذى يفهمه أهل العرف واللسان لا وجه لرفع اليد عنه والأخذ بالاحتمال البعيد الذي لم يحتمله إلا بعضهم تعصباً وعناداً ، ولعمري إن مثل هذه الاحتمالات الواهية في قبال ما للحديث الشريف من المعنى الظاهر الواضح ليس إلا من قبيل حركة المذبوح أو تشبث الغريق بكل حشيش ، واللّه الهادي لمن يشاء إلى سواء السبيل.

ص: 18

باب : انّ قوله تعالى : إِنَّمٰا وَلِيُّكُمُ اَللّٰهُ وَرَسُولُهُ وَاَلَّذِينَ آمَنُوا (الخ) نزلت في علي عليه السّلام

] الفخر الرازي في تفسيره الكبير [فى سورة المائدة ، في ذيل تفسير قوله تعالى : ( إِنَّمٰا وَلِيُّكُمُ اَللّٰهُ وَرَسُولُهُ وَاَلَّذِينَ آمَنُوا اَلَّذِينَ يُقِيمُونَ اَلصَّلاٰةَ وَيُؤْتُونَ اَلزَّكٰاةَ وَهُمْ رٰاكِعُونَ ) (قال) وروى عن أبي ذر رضي اللّه عنه أنه قال : صليت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يوماً صلاة الظهر فسأل سائل في المسجد فلم يعطه أحد ، فرفع السائل يده إلى السماء وقال : اللّهم اشهد أنى سألت في مسجد الرسول صلّى اللّه عليه (وآله) وسلم فما أعطانى أحد شيئاً وعلي عليه السلام كان راكعاً فأومأ اليه بخنصره اليمنى - وكان فيها خاتم - فأقبل السائل حتى أخذ الخاتم بمرأى النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فقال : اللّهم إن أخى موسى عليه السلام سألك فقال : رَبِّ اِشْرَحْ لِي صَدْرِي (إلى قوله) وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي فأنزلت قرآنا ناطقا ، سنشد عضدك بأخيك ونجعل لكما سلطاناً ، اللّهم وأنا محمد نبيك وصفيك ف اِشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي. وَاِجْعَلْ لِي وَزِيراً مِنْ أَهْلِي عليا اُشْدُدْ بِهِ ظهري ، قال أبو ذر : فو اللّه ما أتم رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم هذه الكلمة حتى نزل جبريل فقال : يا محمد اقرأ : إنما وليكم اللّه ورسوله إلى آخرها (أقول)

ص: 19

وذكره الشبلنجي أيضاً في نور الأبصار (ص 170) وقال : نقله أبو اسحاق أحمد الثعلبي في تفسيره.

[الزمخشري في الكشاف] في تفسير قوله تعالى : ( إِنَّمٰا وَلِيُّكُمُ اَللّٰهُ وَرَسُولُهُ وَاَلَّذِينَ آمَنُوا اَلَّذِينَ يُقِيمُونَ اَلصَّلاٰةَ وَيُؤْتُونَ اَلزَّكٰاةَ وَهُمْ رٰاكِعُونَ ) في سورة المائدة ، قال ما لفظه : وقيل : هو حال - أي لفظ وهم راكعون - من (يؤتون الزكاة) بمعنى يؤتونها في حال ركوعهم في الصلاة وأنها نزلت في علي عليه السلام حين سأله سائل وهو راكع في صلاته فطرح له خاتمه كأنه كان مرجاً في خنصره فلم يتكلف لخلعه كثير عمل تفسد بمثله صلاته (قال) فان قلت : كيف صح أن يكون لعلي عليه السلام واللفظ لفظ جماعة (قلت) جىء به على لفظ الجمع وإن كان السبب فيه رجلاً واحداً ليرغب الناس في مثل فعله فينالوا مثل ثوابه ، ولينبه على أن سجية المؤمنين يجب أن تكون على هذه الغاية من الحرص على البر والإحسان وتفقد الفقراء حتى إن لزمهم أمر لا يقبل التأخير وهم في الصلاة لم يؤخروه إلى الفراغ (أقول) وقال أبو السعود والبيضاوي في تفسير الآية الشريفة ما يقرب من قول الزمخشري وقالا : إن فيه دلالة على أن صدقة التطوع تسمى زكاة.

[تفسير ابن جرير الطبري ج 6 ص 186] روى بسنده عن عتبة ابن حكيم في هذه الآية ، ( إِنَّمٰا وَلِيُّكُمُ اَللّٰهُ وَرَسُولُهُ وَاَلَّذِينَ آمَنُوا ) ، (قال) علىّ ابن أبي طالب عليه السلام (أقول) وذكره السيوطي في الدر المنثور وقال : أخرجه ابن جرير عن السدير وعتبة بن حكيم.

[أيضاً تفسير ابن جرير ج 6 ص 186] روى بسنده عن غالب ابن عبيد اللّه قال : سمعت مجاهدا يقول في قوله : ( إِنَّمٰا وَلِيُّكُمُ اَللّٰهُ وَرَسُولُهُ ) ، الآية (قال) نزلت في علي بن أبي طالب عليه السلام تصدق وهو راكع.

[السيوطى في الدرّ المنثور] في ذيل تفسير قوله تعالى : ( إِنَّمٰا وَلِيُّكُمُ اَللّٰهُ وَرَسُولُهُ ) الآية ، في سورة المائدة قال : وأخرج الخطيب في المتفق عن ابن عباس قال : تصدّق علي عليه السلام بخاتمه وهو راكع فقال النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم للسائل : من أعطاك هذا الخاتم؟ قال : ذاك الراكع ، فأنزل

ص: 20

اللّه إِنَّمٰا وَلِيُّكُمُ اَللّٰهُ وَرَسُولُهُ.

(قال) وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن جرير وأبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس في قوله : ( إِنَّمٰا وَلِيُّكُمُ اَللّٰهُ وَرَسُولُهُ ) ، الآية قال : نزلت في علي بن أبي طالب عليه السلام.

[قال] وأخرج أبو الشيخ وابن مردويه عن علي بن أبي طالب عليه السّلام قال : نزلت هذه الآية على رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم في بيته ( إِنَّمٰا وَلِيُّكُمُ اَللّٰهُ وَرَسُولُهُ وَاَلَّذِينَ آمَنُوا ) ، إلى آخر الآية ، فخرج رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فدخل المسجد وجاء الناس يصلون بين راكع وساجد وقائم يصلى فاذاً سائل فقال : يا سائل هل أعطاك أحد شيئاً؟ قال : لا إلا ذاك الراكع - وأشار لعلى بن أبي طالب عليه السلام - أعطاني خاتمه.

[قال]وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ وابن عساكر عن سلمة بن كهيل ، قال : تصدق علي عليه السلام بخاتمه وهو راكع فنزلت : ( إنما وليكم اللّه ) (الآية) .

[قال] وأخرج ابن مردويه من طريق الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس قال : أتى عبد اللّه بن سلام ورهط معه من أهل الكتاب نبى اللّه عند الظهر فقالوا : يا رسول اللّه إن بيوتنا قاصية لا نجد من يجالسنا ويخالطنا دون هذا المسجد ، وإن قومنا لما رأونا قد صدقنا اللّه ورسوله وتركنا دينهم أظهروا العداوة وأقسموا أن لا يخالطونا ولا يؤاكلونا فشق ذلك علينا ، فبيناهم يشكون ذلك إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم إذ نزلت هذه الآية على رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : ( إِنَّمٰا وَلِيُّكُمُ اَللّٰهُ وَرَسُولُهُ وَاَلَّذِينَ آمَنُوا اَلَّذِينَ يُقِيمُونَ اَلصَّلاٰةَ وَيُؤْتُونَ اَلزَّكٰاةَ وَهُمْ رٰاكِعُونَ ) ، ونودي بالصلاة صلاة الظهر وخرج رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فقال للسائل : أعطاك أحد شيئاً؟ قال : نعم قال : من؟ قال : ذاك الرجل القائم ، قال : على أي حال أعطاكه؟ قال : وهو راكع ، قال : وذاك علي بن أبي طالب عليه السّلام فكبر رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وهو يقول : ومن يتول اللّه ورسوله والذين آمنوا فان حزب اللّه هم الغالبون.

ص: 21

[أقول] ورواه الواحدي أيضاً في أسباب النزول (ص 148) عن أبي صالح عن ابن عباس ، وروى القصة عن جابر بن عبد اللّه أيضاً ، وقال في آخرها : قال الكلبي : إن آخر الآية في علي بن أبي طالب عليه السلام لأنه أعطى خاتمه سائلاً وهو راكع في الصلاة (انتهى) وقد ذكر الفخر الرازي في تفسير الآية رواية مختصرة تناسب هذه الرواية ، قال : روي أن عبد اللّه ابن سلام قال : لما نزلت هذه الآية قلت : يا رسول اللّه : أنا رأيت علياً تصدق بخاتمه على محتاج وهو راكع فنحن نتولاه.

[كنز العمال ج 6 ص 319] قال : عن ابن عباس قال : تصدق علي عليه السلام بخاتمه وهو راكع ، فقال النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم للسائل : من أعطاك هذا الخاتم؟ قال : ذاك الراكع ، فأنزل اللّه فيه : ( إِنَّمٰا وَلِيُّكُمُ اَللّٰهُ وَرَسُولُهُ ) (الآية) وكان في خاتمه مكتوباً (سبحان من فخرى بأنى له عبد) ثم كتب في خاتمه بعد (الملك للّٰه) قال : أخرجه الخطيب في المتفق.

[أيضاً كنز العمال ج 7 ص 305] قال : عن أبي رافع دخلت على رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وهو نائم - أو يوحى اليه - وإذا حية في جانب البيت فكرهت أن أقتلها وأوتقظه فاضطجعت بينه وبين الحية فاذا كان شىء كان بى دونه ، فاستيقظ وهو يتلو هذه الآية : ( إِنَّمٰا وَلِيُّكُمُ اَللّٰهُ وَرَسُولُهُ وَاَلَّذِينَ آمَنُوا اَلَّذِينَ يُقِيمُونَ اَلصَّلاٰةَ وَيُؤْتُونَ اَلزَّكٰاةَ وَهُمْ رٰاكِعُونَ ) فقال : الحمد للّٰه ، فرآني إلى جنبه فقال : ما أضجعك هنا؟ قلت : لمكان هذه الحية ، قال : قم اليها فاقتلها فقتلتها ، ثم أخذ بيدى فقال : يا أبا رافع سيكون بعدي قوم يقاتلون علياً ، حقاً على اللّه جهادهم ، فمن لم يستطع جهادهم بيده فبلسانه ، فمن لم يستطع بلسانه فبقلبه ليس وراء ذلك شىء (قال) أخرجه الطبراني وابن مردويه وأبو نعيم.

[الهيثمى في مجمعه ج 7 ص 17] قال : عن عمار بن ياسر قال : وقف على علي بن أبي طالب عليه السلام سائل وهو راكع في تطوع ، فنزع خاتمه فأعطاه السائل فأتى رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فأعلمه بذلك فنزلت على رسول اللّه صلّى اللّه عليه (وآله) وسلم هذه الآية : ( إِنَّمٰا وَلِيُّكُمُ اَللّٰهُ و

ص: 22

رَسُولُهُ وَاَلَّذِينَ آمَنُوا اَلَّذِينَ يُقِيمُونَ اَلصَّلاٰةَ وَيُؤْتُونَ اَلزَّكٰاةَ وَهُمْ رٰاكِعُونَ ) ، فقرأها رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ثم قال : من كنت مولاه فعلي مولاه اللّهم وال من والاه وعاد من عاداه (قال) رواه الطبراني في الأوسط (أقول) وذكره السيوطي أيضاً في الدر المنثور في تفسير الآية ، وقال : أخرجه الطبراني في الأوسط وابن مردويه عن عمار بن ياسر.

[ذخائر العقبى للمحب الطبري ص 88] ذكر جملة من الآيات النازلة في فضل علي عليه السلام (إلى أن قال) ومنها قوله تعالى : ( إِنَّمٰا وَلِيُّكُمُ اَللّٰهُ وَرَسُولُهُ وَاَلَّذِينَ آمَنُوا اَلَّذِينَ يُقِيمُونَ اَلصَّلاٰةَ وَيُؤْتُونَ اَلزَّكٰاةَ وَهُمْ رٰاكِعُونَ ) نزلت فيه ، قال : أخرجه الواحدى.

[أيضاً ذخائر العقبى ص 102] قال : عن عبد اللّٰه بن سلام قال : أذّن بلال لصلاة الظهر فقام الناس يصلون فمن بين راكع وساجد وسائل يسأل فأعطاه علي عليه السلام خاتمه وهو راكع ، فأخبر السائل رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فقرأ علينا رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : إنما وليكم اللّه ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون (قال) أخرجه الواحدى وأبو الفرج ابن الجوزي ، وذكره في الرياض النضرة أيضاً (ج 2 ص 227) وأضافه إلى الواحدي وأبي الفرج والفضائلى.

(ثم) إن ها هنا حديثاً يناسب ذكره في خاتمة هذا الباب وهو ما ذكره ابن حجر في تهذيب التهذيب (ج 11) في ترجمة يونس بن خباب الأسيدي (ص 439) قال : وقال ابراهيم بن زياد سبلان حدثنا عباد بن عباد قال : أتيت يونس بن خباب فسألته عن حديث عذاب القبر فحدثنى به فقال : هنا كلمة أخفاها الناصبية قلت : ما هي؟ قال : إنه ليسأل في قبره من وليك فإن قال : علي نجا (الخ).

ص: 23

باب : في الاستدلال بقوله تعالى : إِنَّمٰا وَلِيُّكُمُ اَللّٰهُ وَرَسُولُهُ وَاَلَّذِينَ آمَنُوا (الخ) على إمامة علي عليه السّلام

[أقول] إن الآية الشريفة - بعد الأخبار المتقدمة في الباب السابق الواردة كلها في نزول الآية في علي بن أبي طالب عليه السّلام - تكون ظاهرة في إمامته عليه السّلام فان مفادها - بعد ورود تلك الأخبار - يكون هكذا : إِنَّمٰا وَلِيُّكُمُ اَللّٰهُ وَرَسُولُهُ وعلى بن أبي طالب عليه السلام ، فقوله تعالى : ( وَاَلَّذِينَ آمَنُوا ) (الخ) وإن كان لفظ جمع ولكنه قد أريد منه شخص واحد وحمل لفظ الجمع على الواحد جائز إذا كان على سبيل التعظيم ، ولفظ الولى وإن كان له معانى متعددة - قد عرفتها مفصلاً في الباب السادس والأربعين ، كالمحب والصديق والناصر والجار والحليف ومالك الأمر أو الأولى بالتصرف أو المتصرف وغير ذلك ، ولكن الظاهر من الولي هنا - بعد وضوح تبادر الحصر من إنما - هو مالك الأمر أو الأولى بالتصرف أو المتصرف ، فانه المعنى الذي يلائم الحصر في اللّه جل وعلا وفى رسوله وفى علي بن أبي طالب عليه السلام لا المحب أو الصديق أو الناصر وما أشبه ذلك ، إذ من الواضح المعلوم أن المؤمنين والمؤمنات بعضهم أولياء بعض - كما في القرآن الكريم - من دون اختصاص بالثلاثة المذكورين ، وبعض الروايات المتقدمة وإن فسر الولى فيها بمعنى المحب أو الصديق أو

ص: 24

الناصر ، ولكن ظهور كلمة إنما في الحصر - بل وضعها له لغة بمقتضى تبادره منها عرفاً والتبادر علامة الحقيقة كما حقق في الأصول - مما يعني تفسير الولى بمعنى مالك الأمر ونحوه مما يناسب الاختصاص باللّٰه ورسوله وأمير المؤمنين علي عليه السلام ، فتأمل جيداً.

ص: 25

باب : في أن علياً عليه السّلام خليفة النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم

[تاريخ ابن جرير الطبري ج 2 ص 62] روى بسنده عن ابن عباس عن علي بن أبي طالب عليه السلام قال : لما نزلت هذه الآية على رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : ( وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ اَلْأَقْرَبِينَ ) دعاني رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فقال لي : يا على إن اللّه أمرني أن أنذر عشيرتي الأقربين فضقت بذلك ذرعاً وعرفت أني متى أبادئهم بهذا الأمر أرى منهم ما أكره فصمت عليه (أي سكت) حتى جاءني جبرئيل فقال : يا محمد إنك إن لا تفعل ما تؤمر به يعذبك ربك ، فاصنع لنا صاعاً من طعام واجعل عليه رجل شاة واملأ لنا عساً من لبن ثم اجمع لي بني عبد المطلب حتى أكلمهم وأبلغهم ما أمرت به ، ففعلت ما أمرني به ثم دعوتهم له وهم يومئذ أربعون رجلاً يزيدون رجلاً أم ينقصونه فيهم أعمامه أبو طالب وحمزة والعباس وأبو لهب ، فلما اجتمعوا اليه دعاني بالطعام الذي صنعت لهم ، فجئت به فلما وضعته تناول رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم حذية (أي قطعة) من اللحم فشقها بأسنانه ثم ألقاها في نواحي الصحفة ، ثم قال : خذوا بسم اللّه فأكل القوم حتى ما لهم بشيء من حاجة ، وما أرى إلا موضع أيديهم ، وأيم

ص: 26

اللّه الذي نفس علي بيده إن كان الرجل الواحد منهم ليأكل ما قدمت لجميعهم ثم قال : اسق القوم فجئتهم بذاك العس فشربوا منه حتى رووا منه جميعاً ، وأيم اللّه إن كان الرجل الواحد منهم ليشرب مثله ، فلما أراد رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أن يكلمهم بدره أبو لهب إلى الكلام فقال : لقدماً سحركم صاحبكم ، فتفرق القوم ولم يكلمهم رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فقال : الغد يا علي إن هذا الرجل سبقني إلى ما قد سمعت من القول ، فتفرق القوم قبل أن أكلمهم فعد لنا من الطعام بمثل ما صنعت ثم اجمعهم إلي ، قال : ففعلت ثم جمعتهم ثم دعانى بالطعام فقربته لهم ففعل كما فعل بالأمس فأكلوا حتى مالهم بشىء حاجة ، ثم قال : اسقهم فجئتهم بذاك العس فشربوا حتى رووا منه جميعاً ، ثم تكلم رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فقال : يا بنى عبد المطلب إنى واللّه ما أعلم شاباً في العرب جاء قومه بأفضل مما قد جئتكم به ، إنى قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة ، وقد أمرني اللّه تعالى أن أدعوكم اليه ، فأيكم يؤازرني على هذا الأمر على أن يكون أخي ووصي وخليفتى فيكم؟ قال : فأحجم القوم عنها جميعاً وقلت - وإنى لأحدثهم سناً وأرمصهم عيناً وأعظمهم بطناً وأحمشهم ساقاً - أنا يا نبي اللّه أكون وزيرك عليه ، فأخذ برقبتي ثم قال : إن هذا أخي ووصيي وخليفتى فيكم فاسمعوا له وأطيعوا ، قال : فقام القوم يضحكون ويقولون لأبي طالب : قد أمرك أن تسمع لابنك وتطيع.

[أقول] وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 6 ص 392) مختصراً وقال : أخرجه ابن جرير ، وذكره أيضاً في (ج 6 ص 397) باختلاف يسير وقال : أخرجه ابن اسحاق وابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه وأبو نعيم والبيهقى معاً في الدلائل.

(ثم) إن ها هنا جملة من الأحاديث يناسب ذكرها في خاتمة هذه الباب.

(منها) ما تقدم في الجزء الأول (ص 299) في الباب الثاني والثلاثين

ص: 27

في قول النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : أنت مني بمنزلة هارون من موسى من رواية أحمد بن حنبل والنسائي والطبراني وغيرهم بأسانيدهم عن عمرو بن ميمون عن ابن عباس التي قال فيها النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم لعلي عليه السلام : إنه لا ينبغي أن أذهب إلا وأنت خليفتي.

[ومنها] ما ذكره الهيثمى في مجمعه (ج 8 ص 314) قال : وعن عبد اللّه بن مسعود قال : استتبعني رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ليلة الجن فانطلقت معه حتى بلغنا أعلى مكة فخط لى خطاً (وساق الحديث إلى أن قال) قال - أي النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم - إني وعدت أن يؤمن بي الجن والإنس ، فاما الإنس فقد آمنت بى ، وإما الجن فقد رأيت ، قال : وما أظن أجلي إلا قد اقترب ، قلت : يا رسول اللّه ألا تستخلف أبا بكر؟ فأعرض عني فرأيت أنه لم يوافقه ، فقلت : يا رسول اللّه ألا تستخلف عمر؟ فأعرض عني فرأيت أنه لم يوافقه ، فقلت : يا رسول اللّه ألا تستخلف علياً؟ قال : ذاك والذى لا إله إلا هو إن بايعتموه وأطعتموه أدخلكم الجنة اكتعين قال : رواه الطبراني.

[ومنها] ما ذكره المناوى في كنوز الحقائق (ص 145) قال : من قاتل علياً على الخلافة فاقتلوه كائناً من كان ، قال : أخرجه الديلمى.

[ومنها] ما رواه الخطيب البغدادى في تاريخه (ج 1 ص 135) بسنده عن عبد اللّه بن أحمد بن حنبل قال : كنت بين يدى أبي جالساً ذات يوم فجاءت طائفة من الكلرخيين فذكروا خلافة أبي بكر وخلافة عمر بن الخطاب وخلافة عثمان بن عفان فأكثروا ، وذكروا خلافة علي بن أبي طالب عليه السّلام وزادوا فأطالوا ، فرفع أبي رأسه اليهم فقال : يا هؤلاء قد أكثرتم القول ، إن الخلافة لم تزين علياً عليه السلام بل علي عليه السلام زين الخلافة ، قال الخطيب : قال السياري : فحدثت بهذا بعض الشيعة فقال لي : قد أخرجت نصف ما كان في قلبى على أحمد ابن حنبل من البغض.

[ومنها] ما رواه ابن الأثير الجزري في أُسد الغابة (ج 4 ص 32)

ص: 28

بسنده عن المدائني قال : لما دخل علي بن أبي طالب عليه الكوفة دخل عليه رجل من حكماء العرب فقال : واللّه يا أمير المؤمنين لقد زنت الخلافة وما زانتك ، ورفعتها وما رفعتك ، وهي كانت أحوج اليك منك اليها.

ص: 29

باب : في قول النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلم : يكون بعدي إثنا عشر خليفة

[صحيح البخاري في كتاب الأحكام] روى بسنده عن جابر بن سمرة قال : سمعت النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول : يكون اثنا عشر أميراً فقال كلمة لم أسمعها ، فقال أبي : إنه قال : كلهم من قريش (أقول) ورواه أحمد بن حنبل أيضاً في مسنده في (ج 5) بطريقين في (ص 90 وص 92).

[صحيح مسلم في كتاب الإمارة] في باب الناس تبع لقريش ، روى بسندين عن جابر بن سمرة قال : دخلت مع أبي على النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فسمعته يقول : إن هذا الأمر لا ينقضي حتى يمضي فيهم إثنا عشر خليفة (قال) ثم تكلم بكلام خفي عليّ (قال) فقلت لأبى : ما قال؟ فقال : قال : كلهم من قريش.

[صحيح مسلم في كتاب الإمارة] في باب الناس تبع لقريش ، روى بسندين عن جابر بن سعد عن جابر بن سمرة قال : سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم - يوم جمعة عشية رجم الأسلمي - يقول : لا يزال الدين قائماً حتى تقوم الساعة أو يكون عليكم إثنا عشر خليفة كلهم من قريش ، الحديث (أقول) ورواه أحمد بن حنبل أيضاً في مسنده (ج 5 ص 89).

ص: 30

[صحيح الترمذي ج 2 ص 35] روى بسندين عن جابر بن سمرة قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : يكون من بعدي إثنا عشر أميراً (قال) ثم تكلم بشىء لم أفهمه فسألت الذي يليني فقال : قال : كلهم من قريش (أقول) ورواه أحمد بن حنبل أيضاً في مسنده في (ج 5 في ص 92 وص 94 وص 99 وص 108) وذكره ابن حجر أيضاً في صواعقه (ص 113) وقال : أخرجه الطبراني.

[مستدرك الصحيحين ج 4 ص 501] روى بسنده عن مسروق قال : كنا جلوساً ليلة عند عبد اللّه يقرئنا القرآن فسأله رجل فقال : يا أبا عبد الرحمن هل سألتم رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم كم يملك هذه الأمة من خليفة؟ فقال عبد اللّه : ما سألني عن هذا أحد منذ قدمت العراق قبلك ، قال : سألناه فقال : إثنا عشر عدة نقباء بنى اسرائيل (أقول) ورواه أحمد بن حنبل أيضاً في مسنده في (ج 1) بطريقين (في ص 389 وص 406) وذكره الهيثمى أيضاً في مجمعه (ج 5 ص 190) وقال : رواه أحمد وأبو يعلى والبزار ، وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 3 ص 205) ولفظه : إن عدة الخلفاء بعدي عدة نقباء موسى ، وقال : أخرجه ابن عدى وابن عساكر عن ابن مسعود ، وفى (ج 6 ص 201) أيضاً ، وقال : أخرجه الطبراني عن ابن مسعود (وفى ص 201) أيضاً ، وقال : أخرجه نعيم بن حماد في الفتن عن ابن مسعود ، وذكره المناوى أيضاً في فيض القدير في الشرح (ج 2 ص 458) وقال : أخرجه ابن عدي وابن عساكر في التاريخ عن ابن مسعود عبد اللّه.

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 5 ص 86] روى بسنده عن جابر ابن سمرة فقال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : لا يزال الدين قائماً حتى يكون إثنا عشر خليفة من قريش (الحديث).

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 5 ص 92] روى بسنده عن جابر ابن سمرة قال : سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم (أو قال) قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : يكون بعدي إثنا عشر خليفة كلهم

ص: 31

من قريش ، الحديث (أقول) ورواه أبو نعيم أيضاً في حليته (ج 4 ص 333) والمتقي أيضاً في كنز العمال (ج 6 ص 60) وقال : أخرجه الطبراني وأبو نعيم في المعرفة عن ابن عمرو (وفى ص 201) وقال : أخرجه الطبراني عن ابن مسعود.

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 5 ص 106] روى بسنده عن جابر ابن سمرة قال : سمعت النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول : يكون لهذه الأمة إثنا عشر خليفة.

[كنز العمال ج 6 ص 201] ولفظه : يكون لهذه الأمة إثنا عشر خليفة قيماً لا يضرهم من خذلهم ، كلهم من قريش (قال) أخرجه الطبراني عن جابر بن سمرة (أقول) وذكره الهيثمى أيضاً في مجمعه (ج 5 ص 191) وقال : لا يضرهم عداوة من عاداهم ، فالتفت خلفي فاذا بعمر بن الخطاب في أناس فأثبتوا لي الحديث كما سمعت (قال) رواه الطبراني.

ص: 32

باب : في الاستدلال بقول النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : يكون بعدي إثنا عشر خليفة

[أقول] وأخبار الباب المتقدم كما عرفت هي من الأدلة القاطعة والنصوص الجلية الواضحة على حقية مذهب الشيعة الاثني عشرية وعلى بطلان سائر المذاهب طراً ، وذلك لعدم انطباقها على ما يعتقده العامة من خلافة الخلفاء الراشدين الأربعة أو الخمسة بانضمام الحسن بن علي عليهما السلام اليهم لكونهم أقل عددا أو خلافة من سواهم من بني أمية أو بني العباس لكونهم أكثر عددا ، مضافا إلى أن بني أمية وبني العباس أغلبهم من أهل الفسق والفجور قد قضوا أعمارهم بشرب الخمور وبالملاهي والملاعب واستماع الغناء وضرب الدفوف وبسفك الدماء المحرمة وغير ذلك من المحرمات فكيف يجوز أن يكونوا خلفاء رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ، ولا تنطبق الأخبار أيضاً على ما تعتقده سائر فرق الشيعة من الزيدية والاسماعيلية والفطحية وغيرهم لكون أئمتهم أقل ، فينحصر انطباقها على ما يعتقده الشيعة الاثنا عشرية من إمامة الأئمة الاثنى عشر الذين هم عترة النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وأهل بيته ، أولهم علي بن أبي طالب عليه السلام وآخرهم المهدى الحجة ابن الحسن العسكرى عليه السلام الذي ستأتي الأخبار الواردة فيه مفصلاً في خاتمة الكتاب إن شاء اللّه تعالى ، وقد ذكر القندوزي في ينابيع

ص: 33

المودة في الباب السابع والسبعين عن بعض علماء العامة أنه قد روى حديث جابر بن سمرة وقال في آخره : كلهم من بني هاشم ، وقد روى الحافظ أبو نعيم في حليته (ج 1 ص 86) بسنده عن ابن عباس قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : من سره أن يحيى حياتي ويموت مماتي ويسكن جنة عدن غرسها ربي فليوال علياً من بعدي ، وليوال وليه ، وليقتد بالأئمة من بعدي فانهم عترتي خلقوا من طينتي رزقوا فهماً وعلماً ، وويل للمكذبين بفضلهم من أمتي ، القاطعين فيهم صلتي ، لا أنالهم اللّه شفاعتي.

ص: 34

باب : في إن علياً عليه السّلام وصي النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم)

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 172] روى بسنده عن علي بن الحسين عليهما السلام قال : خطب الحسن بن على عليهما السلام على الناس - حين قتل علي عليه السلام - فحمد اللّه وأثنى عليه ثم قال : لقد قبض في هذه الليلة رجل لا يسبقه الأولون بعمل ، ولا يدركه الآخرون ، وقد كان رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يعطيه رايته فيقاتل وجبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره ، فما يرجع حتى يفتح اللّه عليه ، وما ترك على أهل الأرض صفراء ولا بيضاء إلا سبعمائة درهم فضلت من عطاياه أراد أن يبتاع بها خادماً لأهله (ثم قال) أيها الناس من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفنى فأنا الحسن بن علىّ وأنا ابن النبي وأنا ابن الوصى (إلى آخر الحديث) وسيأتى تمامه إن شاء اللّه تعالى في باب قتال جبرئيل وميكائيل عن يمين علىّ ويساره (أقول) وذكره المحب الطبري أيضاً في ذخائره (ص 138) وقال : خرجه الدولابي.

[الهيثمى في مجمعه ج 9 ص 146] قال : عن أبي الطفيل قال : خطبنا الحسن بن علي عليهما السلام فحمد اللّه وأثنى عليه وذكر أمير المؤمنين علياً رضي اللّه عنه خاتم الأوصياء ، ووصي الأنبياء ، وأمين الصديقين والشهداء

ص: 35

(ثم قال) يا أيها الناس لقد فارقكم رجل ما سبقه الأولون ، ولا يدركه الآخرون ، لقد كان رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يعطيه الراية فيقاتل ، جبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره ، فما يرجع حتى يفتح اللّه عليه ولقد قبضه اللّه في الليلة التي قبض فيها وصى موسى عليه السلام ، وعرج بروحه في الليلة التي عرج فيها بروح عيسى ابن مريم عليه السلام ، وفى الليلة التي أنزل اللّه عز وجل فيها الفرقان ، واللّه ما ترك ذهبأ ولا فضة وما في بيت ماله إلا سبعمائة وخمسون درهما فضلت من عطائه أراد أن يشترى بها خادما لأم كلثوم (ثم قال) من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فأنا الحسن بن محمد صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ثم تلا هذه الآية قول يوسف : واتبعت ملة آبائى ابراهيم واسحاق ويعقوب (إلى آخر الحديث) قال : رواه الطبراني في الأوسط والكبير باختصار ، وأبو يعلى باختصار ، والبزار بنحوه ، ورواه أحمد باختصار كثير وإسناد أحمد وبعض طرق البزار والطبراني في الكبير حسان.

[الهيثمي في مجمعه أيضاً ج 9 ص 113] قال : وعن سلمان قال : قلت : يا رسول اللّه إن لكل نبى وصياً فمن وصيك؟ فسكت عنى فلما كان بعد رآني فقال : يا سلمان فأسرعت اليه قلت : لبيك ، قال : تعلم من وصى موسى عليه السّلام؟ قال : نعم يوشع بن نون ، قال : لِمَ؟ قلت : لأنه كان أعلمهم يومئذ (قال) فان وصيي وموضع سري وخير من أترك بعدي وينجز عدتي ويقضي ديني علي بن أبي طالب (قال) رواه الطبراني.

[أقول] وذكره ابن حجر أيضاً في تهذيب التهذيب (ج 3 ص 106) قال : عن أنس عن سلمان قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم لعلي عليه السلام : هذا وصيي وموضع سرى وخير من أترك بعدى.

وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 6 ص 154) ولفظه : إن وصيي وموضع سري وخير من أترك بعدي وينجز عدتي ويقضي ديني علي بن أبي طالب (قال) أخرجه الطبراني عن أبي سعيد عن سلمان.

ص: 36

[وذكره المحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة ج 2 ص 178] قال : عن أنس قال : قلنا لسلمان سل النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم من وصيه فقال سلمان : يا رسول اللّه من وصيك؟ قال : يا سلمان من كان وصى موسى؟ قال : يوشع بن نون ، قال : فان وصيي ووارثي يقضي ديني وينجز موعدي علي بن أبي طالب (قال) خرجه في المناقب.

(أقول) والظاهر أنه يعنى أحمد بن حنبل فانه خرجه في كتاب مستقل له قد أفرده لفضائل علي عليه السلام ولم يطبع إلى الآن ، والعلماء إنما يروون من النسخة الخطية ، ثم إنك قد عرفت أن في أكثر طرق حديث سلمان قال النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم لسلمان : موضع سري علي بن أبي طالب ، وها هنا حديث آخر قد ذكره المناوي في كنوز الحقائق (ص 83) ولفظه : صاحب سري علي بن أبي طالب (قال) أخرجه الديلمي.

[الهيثمي في مجمعه ج 9 ص 165] قال : وعن علي بن علي الهلالي عن أبيه قال : دخلت على رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم في شكاته التي قبض فيها فاذا فاطمة سلام اللّه عليها عند رأسه ، قال : فبكت حتى ارتفع صوتها فرفع رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم طرفه اليها فقال : حبيبتي فاطمة ما الذي يبكيك؟ فقالت : أخشى الضيعة بعدك ، فقال : يا حبيبتي أما علمت أن اللّه عز وجل اطلع على الأرض اطلاعة فاختار منها أباك فبعثه برسالته ثم اطلع إلى الأرض اطلاعة فاختار منها بعلك وأوحى إلي أن أنكحك إياه؟ يا فاطمة ونحن أهل بيت قد أعطانا اللّه سبع خصال لم يعط أحداً قبلنا ولا يعطى أحداً بعدنا ، أنا خاتم النبيين ، وأكرم النبيين على اللّه ، وأحب المخلوقين إلى اللّه عز وجل ، وأنا أبوك ، ووصيي خير الأوصياء وأحبهم إلى اللّه وهو بعلك وشهيدنا خير الشهداء وأحبهم إلى اللّه وهو عمك حمزة بن عبد المطلب وعم بعلك ، ومنا من له جناحان أخضران يطير مع الملائكة في الجنة حيث شاء وهو ابن عم أبيك وأخو بعلك ، ومنا سبطا هذه الأمة وهما ابناك الحسن والحسين وهما سيدا شباب أهل الجنة ، وأبوهما - والذي بعثني بالحق - خير منهما ، يا فاطمة والذي بعثني بالحق إن منهما مهدي هذه الأمة إذا صارت

ص: 37

الدنيا هرجاً ومرجاً ، وتظاهرت الفتن ، وتقطعت السبل ، وأغار بعضهم على بعض فلا كبير يرحم صغيراً ، ولا صغير يوقر كبيراً ، فيبعث اللّه عز وجل عند ذلك منهما من يفتح حصون الضلالة ، وقلوباً غلفاً يقوم بالدين آخر الزمان كما قمت به في أول الزمان ويملأ الدنيا عدلاً كما ملئت جوراً ، يا فاطمة لا تحزنى ولا تبكي فان اللّه عز وجل أرحم بك وأرأف عليك مني ، وذلك لمكانك من قلبي وزوجك اللّه زوجاً وهو أشرف أهل بيتك حسباً ، وأكرمهم منصباً وأرحمهم بالرعية ، وأعدلهم بالسوية ، وأبصرهم بالقضية ، وقد سألت ربى عز وجل أن تكوني أول من يلحقنى من أهل بيتى ، قال علي عليه السلام : فلما قبض النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم لم تبق فاطمة عليها السلام بعده إلا خمسة وسبعين يوماً حتى ألحقها اللّه عز وجل به صلى اللّه عليه (وآله) وسلم (قال) رواه الطبراني في الكبير والأوسط (أقول) وذكره المحب الطبري أيضاً في ذخائره (ص 135) وقال : أخرجه الحافظ أبو العلاء الهمذاني.

[كنز العمال ج 6 ص 153] قال : أما علمت أن اللّه عز وجل اطلع على أهل الأرض فاختار منهم أباك فبعثه نبياً؟ ثم اطلع الثانية فاختار بعلك فأوحى إلي فأنكحتكه واتخذته وصياً ، قاله لفاطمة عليها السلام ، ثم قال : أخرجه الطبراني عن أبي أيوب (أقول) وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه (ج 8 ص 253) وقال : رواه الطبراني.

[كنز العمال أيضاً ج 6 ص 392] قال : عن علي عليه السلام قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : يا بني عبد المطلب إنى قد جئتكم بخير الدنيا والآخرة وقد أمرنى اللّه أن أدعوكم اليه فأيكم يوازرنى على هذا الأمر على أن يكون أخى ووصيي وخليفتى فيكم؟ قال : فأحجم القوم عنها جميعا ، قلت : يا نبى اللّه أكون وزيرك عليه فأخذ برقبتى ثم قال : هذا أخى ووصيي وخليفتى فيكم فاسمعوا له وأطيعوا (قال) أخرجه ابن جرير.

[وفيه أيضاً ج 6 ص 397] قال : عن علي عليه السلام لما نزلت هذه الآية على رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : ( وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ

ص: 38

اَلْأَقْرَبِينَ ) دعاني رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم (وساق الحديث كما تقدم) في باب إن علياً خليفة النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم (ص 31) (إلى أن قال) إن هذا أخي ووصيي وخليفتى فيكم فاسمعوا له وأطيعوا ، فقام القوم يضحكون ويقولون لأبي طالب : قد أمرك أن تسمع وتطيع لعلي (قال) أخرجه ابن اسحاق وابن جرير وابن أبي حاتم وابن مردويه وأبو نعيم والبيهقي معاً في الدلائل.

[وفيه أيضاً ج 8 ص 215] قال : عن يحيى بن عبد اللّه بن الحسن عن أبيه قال : كان علي عليه السلام يخطب فقام اليه رجل فقال : يا أمير المؤمنين أخبرنى من أهل الجماعة ، ومن أهل الفرقة ، ومن أهل السنة ، ومن أهل البدعة؟ فقال : ويحك أما إذ سألتني فافهم عني ولا عليك أن لا تسأل عنها أحداً بعدي (وساق الحديث) إلى أن قال : وتنادي الناس من كل جانب أصبت يا أمير المؤمنين أصاب اللّه بك الرشاد والسداد ، فقام عمار فقال : يا أيها الناس إنكم واللّه إن اتبعتموه وأطعتموه لم يضل بكم عن منهاج نبيكم قيس شعرة (1) وكيف يكون ذلك وقد استودعه رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم المنايا والوصايا وفصل الخطاب على منهاج هارون بن عمران إذ قال له رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ، فضلا خصه اللّه به إكراما منه لنبيه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم حيث أعطاه ما لم يعط أحدا من خلقه (الحديث) قال : أخرجه وكيع.

[كنوز الحقائق للمناوي ص 42] ولفظه : أنا خاتم الأنبياء ، وأنت يا علي خاتم الأوصياء ، قال : أخرجه الديلمى (أقول) وقريب من ذلك ما رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (ج 10 ص 356) بسنده عن أنس ابن مالك قال : لما حضرت وفاة أبي بكر (وساق الحديث) إلى أن قال : قال - أي أبو بكر - سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول : إن على

ص: 39


1- قيس شعرة : بكسر القاف وإسكان الياء المثناة التحتانية ثم السين المهملة أي قدر شعرة.

الصراط لعقبة لا يجوزها أحد إلا بجواز من علي بن أبي طالب عليه السلام (إلى أن قال) قال أنس : فلما أفضت الخلافة إلى عمر قال لي علي عليه السلام (وساق الحديث) إلى أن قال : وقد سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول : أنا خاتم الأنبياء وأنت يا علي خاتم الأولياء.

[وفي كنوز الحقائق أيضاً ص 121] ولفظه : لكل نبي وصي ووارث وعلي وصيي ووارثي ، قال : أخرجه الديلمى.

[الرياض النضرة ج 2 ص 178] قال : عن بريدة قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : لكل نبي وصي ووارث وإن علياً وصيي ووارثي (قال) خرجه البغوي في معجمه.

[حلية الأولياء لأبى نعيم ج 1 ص 63] روى بسنده عن أنس قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : يا أنس اسكب لي وضوء ثم قام فصلى ركعتين ثم قال : يا أنس أول من يدخل عليك من هذا الباب أمير المؤمنين وسيد المسلمين وقائد الغر المحجلين وخاتم الوصيين قال أنس : قلت : اللّهم اجعله رجلاً من الأنصار وكتمته إذ جاء علي عليه السلام فقال : من هذا يا أنس؟ فقلت : علي ، فقام مستبشرا فاعتنقه ثم جعل يمسح عرق وجهه بوجهه ويمسح عرق علي بوجهه ، قال علي : يا رسول اللّه لقد رأيتك صنعت شيئا ما صنعت بى من قبل ، قال : وما يمنعنى وأنت تؤدى عنى وتسمعهم صوتى وتبين لهم ما اختلفوا فيه بعدي؟ قال أبو نعيم : رواه جابر الجعفي عن أبي الطفيل عن أنس نحوه.

[تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج 12 ص 305] روى بسندين عن أبي سعيد قال في أحدهما : عن أبي سعيد التيمى قال : أقبلنا مع علي من صفين فنزلنا كربلا قال : فلما انتصف النهار عطش القوم ، وقال في ثانيهما : عن أبي سعيد عقيصاً قال : أقبلت من الأنبار مع علي عليه السلام نريد الكوفة قال : وعلي عليه السلام في الناس ، فبينا نحن نسير على شاطىء الفرات إذ لجج في الصحراء فتبعه ناس من أصحابه وأخذ ناس على شاطىء الماء ، قال : فكنت

ص: 40

ممن أخذ مع علي عليه السلام حتى توسط الصحراء ، فقال الناس : يا أمير المؤمنين إنا نخاف العطش ، فقال : إن اللّه سيسقيكم ، قال : وراهب قريب منا ، قال : فجاء علي عليه السلام إلى مكان فقال : احفروا ها هنا ، قال : فخفرنا قال : وكنت فيمن حفر حتى نزلنا فعرض لنا حجر ، قال : فقال علي عليه السلام : ارفعوا هذا الحجر ، قال : فأعاننا عليه حتى رفعناه فاذا عين باردة طيبة ، قال : فشربنا ثم سرنا ميلاً أو نحو ذلك ، قال : فعطشنا ، قال : فقال بعض القوم : لو رجعنا فشربنا ، قال : فرجع ناس وكنت فيمن رجع ، قال : فالتمسناها فلم نقدر عليها ، قال : فأتينا الراهب فقلنا : أين العين التي ها هنا؟ قال : أية عين؟ قلنا : التي شربنا منها واستقينا والتمسناها فلم نقدر عليها ، قال : فقال الراهب : لا يستخرجها إلا نبي أو وصي.

[أيضاً تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج 11 ص 112] روى بسنده عن ابن عباس قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : ما في القيامة راكب غيرنا نحن أربعة ، فقام اليه عمه العباس بن عبد المطلب فقال : من هم يا رسول اللّه؟ فقال : أما أنا فعلى البراق (إلى أن قال) وأخي صالح على ناقة اللّه وسقياها التي عقرها قومه ، قال العباس : ومن يا رسول اللّه؟ قال : وعمى حمزة بن عبد المطلب أسد اللّه وأسد رسوله سيد الشهداء على ناقتى ، قال العباس : ومن يا رسول اللّه؟ قال : وأخى علي على ناقة من نوق الجنة زمامها من لؤلؤ رطب ، عليها محمل من ياقوت أحمر ، قضبانها من الدر الأبيض على رأسه تاج من نور لذلك التاج سبعون ركناً ما من ركن إلا وفيه ياقوتة حمراء تضىء للراكب المحث (أي المسرع) عليه حلتان خضراوان وبيده لواء الحمد وهو ينادي : أشهد أن لا إله إلا اللّه وأن محمداً رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ، فيقول الخلائق : ما هذا إلا نبي مرسل أو ملك مقرب ، فينادي مناد من بطنان العرش : ليس هذا ملك مقرب ولا نبي مرسل ولا حامل عرش هذا علي بن أبي طالب وصي رسول رب العالمين ، وإمام المتقين ، وقائد الغر المحجلين.

ص: 41

(ثم) إن هاهنا جملة من الروايات يناسب ذكرها في خاتمة هذا الباب.

(منها) ما رواه أبو نعيم في حليته (ج 1 ص 68) روى بسنده عن ابن عباس قال : كنا نتحدث أن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم عهد إلى علي عليه السلام سبعين عهدا لم يعهد إلى غيره (أقول) وذكره ابن حجر أيضاً في تهذيب التهذيب (ج 1 ص 197) وقال : أخرجه الطبراني في معجمه وذكره المناوى أيضاً في فيض القدير في الشرح (ج 4 ص 357) وقال : أخرجه الطبراني عن ابن عباس ، وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه (ج 9 ص 113) وقال : رواه الطبراني في الصغير.

(ومنها) ما رواه ابن سعد في طبقاته (ج 2 القسم 2 ص 34) بسنده عن سهل بن سعد قال : كانت عند رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم سبعة دنانير وضعها عند عائشة فلما كان في مرضه قال : يا عائشة ابعثي بالذهب إلى علي ، ثم أغمي على رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وشغل عائشة ما به حتى قال ذلك ثلاث مرات كل ذلك يغمى على رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ويشغل عائشة ما به ، فبعثت - يعنى به إلى علي عليه السلام - فتصدق به ، الحديث (أقول) وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه (ج 3 ص 124) وقال : رواه الطبراني في الكبير ورجاله رجال الصحيح.

(ومنها) ما ذكره المناوي في فيض القدير في الشرح (ج 4 ص 359) قال : أخرج الطبراني عن ذؤيب أن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم لما احتضر قالت له صفية : لكل امرأة من نسائك أهل تلجأ اليهم وإنك أجليت أهلي فان حدث حدث فإلى من ألجأ؟ قال : إلى علي ، قال : قال الهيثمي : رجاله رجال الصحيح (أقول) وجدت الحديث في مجمع الهيثمي (ج 9 ص 112) كما ذكره المناوي.

ص: 42

باب : في الاستدلال بحديث علّي وصيي على إمامة علي عليه السّلام

[أقول] وأخبار الباب السابق التي دلت على أن علياً عليه السلام وصىّ النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم هي من الأدلة القوية والحجج الجلية على إمامة علي عليه السلام وخلافته من بعد النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم (وتوضيح ذلك) مما يحتاج إلى ذكر مقدمة وهى أن الوصية (قيل) هي من أوصاه أو وصاه توصية أي عهد اليه كما في القاموس وغيره (وقيل) هي من وصى يصى إذا وصل الشىء بغيره لأن الموصى يوصل تصرفه بعد الموت بما قبله ، والظاهر أن الأول أقرب ، وعلى كل حال لا كلام في أن الوصى - سواء كان مأخوذا من العهد أو من وصي يصي بمعنى الوصل - هو متصرف فيما كان الموصي متصرفا فيه ، ولذا قيل : إن الوصاية هي استنابة الموصى غيره بعد موته في التصرف فيما كان له التصرف فيه من إخراج حق واستيفائه أو ولاية على طفل أو مجنون يملك الولاية عليه إلى آخره ، (ومن هنا) يتضح لك أن الوصي مما يختلف ولايته سعة وضيقا بحسب اختلاف ولاية الموصي سعة وضيقاً ، فأوصياء سائر الناس تكون ولايتهم مقصورة على الأموال من الدور والعقار ونحوهما أو على الأطفال والمجانين ومن بحكمهم من السفهاء الذين كان للموصى ولاية عليهم ، وإما أوصياء الأنبياء فتكون ولايتهم عامة على جميع

ص: 43

الأمة ذكرها وأنثاها حرها وعبدها كبيرها وصغيرها ، وعلى جميع ما في أيديهم من الأموال منقولها وغير منقولها ، إذ كل نبي أولى بأمته من أنفسهم فيكون أولى بأموالهم بالأولوية القطعية ، فاذا كان النبي أولى بهم وبأموالهم كان الوصى كذلك ، فشيت عليه السلام مثلاً وصي آدم عليه السلام أو سام عليه السلام وصي نوح عليه السلام أو يوشع عليه السلام وصىّ موسى عليه السلام أو شمعون عليه السلام وصي عيسى عليه السلام ونحو ذلك من أوصياء الأنبياء ، كل واحد منهم يكون بهذا المعنى وصيا للنبى ، فاذا عرفت معنى الوصي وأن أوصياء الأنبياء ليسوا كأوصياء سائر الناس بأن تكون ولايتهم مقصورة على أموال الموصى وأطفاله بل لهم ولاية عامة على ما كان الموصي وليا عليه ومتصرفا فيه من الأموال والأنفس ، فقد عرفت أن أخبار الباب السابق التي دلت على أن علياً عليه السلام وصي النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أو هو خاتم الأوصياء وخيرهم هي من الأدلة القوية والحجج الجلية على أن لعلي عليه السلام ما كان ثابتاً للنبى صلى اللّه عليه (وآله) وسلم من الولاية العامة على المؤمنين أنفسهم وأموالهم جميعاً ، وهذا هو معنى الإمام والخليفة.

ص: 44

باب : فى أن علياً عليه السّلام وارث النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم وأحق به من غيره

[أقول] قد سبق منا (ص 35) في باب علي عليه السلام وصي النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ذكر أحاديث متعددة في أن علياً عليه السّلام وارث النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ، مثل قوله صلى اللّه عليه (وآله) وسلم في حديث سلمان : فان وصيي ووارثي يقضي ديني وينجز موعدي علي بن أبي طالب عليه السّلام أو قوله صلى اللّه عليه (وآله) وسلم في حديث قد ذكره المناوي : لكل نبي وصي ووارث وعلي وصيي ووارثى ، أو قوله صلى اللّه عليه (وآله) وسلم في حديث بريدة : لكل نبي وصىّ ووارث وإن علياً وصيي ووارثي ، وهذه بقية ما ورد في ذلك نذكرها في هذا الباب مستقلاً (فنقول) :

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 125] روى بسندين عن أبي اسحاق قال : سألت قثم بن العباس كيف ورث علي رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم دونكم؟ قال : لأنه كان أولنا به لحوقاً وأشدنا به لزوقاً (قال) هذا حديث صحيح الاسناد (أقول) وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 6 ص 400) وقال : أخرجه ابن أبي شيبة ، ورواه النسائي أيضاً في خصائصه (ص 28) بطريقين مختلفين في اللفظ.

ص: 45

[أيضاً مستدرك الصحيحين ج 3 ص 126] روى بسنده عن ابن عباس قال : كان علي عليه السلام يقول في حياة رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم إن اللّه يقول : (أَفَإِنْ مٰاتَ أَوْ قُتِلَ اِنْقَلَبْتُمْ عَلىٰ أَعْقٰابِكُمْ) واللّه لا ننقلب على أعقابنا بعد إذ هدانا اللّه ، واللّه لئن مات أو قتل لأقاتلن على ما قاتل عليه حتى أموت ، واللّه إني لأخوه ووليه وابن عمه ووارث علمه فمن أحق به منى؟ (أقول) وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه (ج 9 ص 134) وقال : رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح ، وذكره المحب الطبري في الرياض النضرة (ج 2 ص 226) وقال : أخرجه أحمد في المناقب ، والنسائي أيضاً في خصائصه (ص 18) والذهبي أيضاً مختصراً في ميزان الاعتدال (ج 2 ص 285).

[خصائص النسائي ص 18] روى بسنده عن ربيعة بن ماجد إن رجلاً قال لعلي بن أبي طالب عليه السلام : يا أمير المؤمنين لم ورثت دون أعمامك؟ قال : جمع رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم - أو قال دعا رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم - بني عبد المطلب فصنع لهم مداً من الطعام فأكلوا حتى شبعوا وبقى الطعام كما هو كأنه لم يمس ، ثم دعا بغمر فشربوا حتى رووا وبقى الشراب كأنه لم يمس - أو لم يشرب - فقال : يا بني عبد المطلب إني بعثت اليكم خاصة وإلى الناس عامة وقد رأيتم من هذه الآية ما قد رأيتم ، وأيكم يبايعنى على أن يكون أخي وصاحبى ووارثى؟ فلم يقم اليه أحد فقمت اليه وكنت أصغر القوم ، فقال : اجلس ثم قال : ثلاث مرات كل ذلك أقوم اليه فيقول : اجلس حتى كان في الثالثة ضرب بيده على يدى ثم قال : فبذلك ورثت ابن عمي دون عمي.

(أقول) ورواه ابن جرير الطبري أيضاً في تاريخه (ج 2 ص 63).

(وذكره) المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 6 ص 408) وقال : أخرجه أحمد بن حنبل وابن جرير والضياء المقدسي.

[الرياض النضرة للمحب الطبري ج 2 ص 178] قال : عن معاذ قال : قال علي عليه السلام : يا رسول اللّه ما أرث منك؟ قال : ما يرث

ص: 46

النبيون بعضهم من بعض كتاب اللّه وسنة نبيه (قال) خرجه ابن الحضرمي.

[كنز العمال ج 5 ص 40] قال : لما أخي النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم بين أصحابه قال علي عليه السلام : لقد ذهب روحى وانقطع ظهري حين رأيتك فعلت بأصحابك ما فعلت غيري فان كان هذا من سخط عليّ فلك العتبى والكرامة ، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : والذى بعثنى بالحق ما أخرتك إلا لنفسي وأنت مني بمنزلة هارون من موسى غير أنه لا نبي بعدي ، وأنت أخي ووارثي ، قال : وما أرث منك يا رسول اللّه؟ قال : ما ورثت الأنبياء من قبلى ، قال : وما ورثت الأنبياء من قبلك؟ قال : كتاب ربهم وسنة نبيهم ، وأنت معي في قصري في الجنة مع فاطمة ابنتي وأنت أخي ورفيقي (قال) أخرجه أحمد بن حنبل في كتاب مناقب علي عليه السلام وابن عساكر.

(أقول) وذكره المتقي في كنز العمال ثانياً في (ج 5 ص 40) في حديث طويل ، وهكذا المحب الطبري في الرياض النضرة في (ج 1 ص 13) وزاد في آخره : ثم تلا رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم إخواناً على سرر متقابلين ؛ المتحابين في اللّه ينظر بعضهم إلى بعض ، قال المتقي : هذا الحديث أخرجه جماعة من الأئمة كالبغوي والطبرانى في معجميهما والباوردى في المعرفة وابن عدى ، وقال المحب : أخرجه الحافظ أبو القاسم الدمشقى في الأربعين الطوال.

[أيضاً المتقي في كنز العمال ج 4 ص 55] قال : عن علي عليه السلام قال : دخلت على نبي اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وهو مريض فاذا رأسه في حجر رجل أحسن ما رأيت من الخلق ، والنبى صلى اللّه عليه (وآله) وسلم نائم فلما دخلت عليه قلت : أدنو فقال الرجل : أدن إلى ابن عمك فانت أحق به مني فدنوت منهما ، فقام الرجل وجلست مكانه ووضعت رأس النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم في حجري كما كان في حجر الرجل فمكثت ساعة ثم إن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم استيقظ فقال : أين الرجل الذي كان رأسي في حجره؟ فقلت : لما دخلت عليك دعاني ثم قال : أدن إلى ابن عمك فانت

ص: 47

أحق به مني ثم قام فجلست مكانه ، قال : فهل تدرى من الرجل؟ قلت : لا بأبي أنت وأمى قال : ذاك جبريل كان يحدثني حتى خف عني وجعي ونمت ورأسى في حجره ، قال : أخرجه أبو عمرو الزاهد في فوائده.

(أقول) وذكره المحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة (ج 2 ص 219) وقال : أخرجه أبو عمر محمد اللغوي ، ويؤيد مشاهدة علي عليه السلام جبرئيل - ولو بصورة رجل - ما ذكره المحب الطبري في الرياض النضرة (ج 2 ص 219) وقال : عن ابن عباس - وقد ذكر عنده علي عليه السلام - قال : إنكم تذكرون رجلاً كان يسمع وطء جبريل فوق بيته ، قال : أخرجه في المناقب (كما) أنه يؤيد كون علي عليه السلام أحق برسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم من غيره في وضع رأسه في حجره ما ذكره الزمخشري في الكشاف في ذيل تفسير قوله تعالى : ( وَجِيءَ يَوْمَئِذٍ بِجَهَنَّمَ ) ، في سورة الفجر ، قال : وروى أنها لما نزلت تغير وجه رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وعرف في وجهه حتى اشتد على أصحابه فأخبروا علياً عليه السّلام فجاء فاحتضنه من خلفه وقبله بين عاتقيه ثم قال : يا نبي اللّه بأبي أنت وأمى ما الذي حدث اليوم؟ وما الذي غيرك؟ فتلا عليه الآية ، فقال علي عليه السلام : كيف يجاء بها؟ قال : يجىء بها سبعون الف ملك يقودونها بسبعين الف زمام فتشرد شردة لو تركت لاحرقت أهل الجمع.

ص: 48

باب : في الاستدلال بقوله (صلی اللّه عليه وآله وسلم) علي وارثي على إمامة علي عليه السّلام

[أقول] وأخبار الباب السابق التي دلت على أن علياً عليه السلام وارث النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم مما يمكن الاستدلال بها على إمامة علي عليه السلام بعد النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ، وتوضيح ذلك مما يحتاج إلى ذكر مقدمة مختصرة ، وهى بيان معنى التعصيب والعول بنحو الاختصار فنقول : إن وارث الميت إذا كان منحصراً بمن له الفرض في الكتاب العزيز كالنصف أو الثلث أو الربع ونحو ذلك (فتارة) تزيد التركة على الفريضة فحينئذ تقول العامة بالتعصيب ، أي رد الزائد على العصبة وهم أقارب الميت من أبيه وأبنه دون أمه وبنته ، فاذا كان الوارث منحصراً بالبنت فالنصف يعطى للبنت لأنه فرضها ويعطى النصف الآخر للعصبة (وأخرى) تنقص التركة عن الفريضة وحينئذ تقول العامة بالعول أي بورود النقص على الجميع فاذا خلف الميت بنتين وأبوين وزوجا فللبنتين ثلثان ولأبويه لكل واحد منهما السدس وللزوج الربع فتنقص التركة عن الفريضة بمقدار الربع فيوزع النقص على الكل ، وكل من التعصيب والعول عند الإمامية باطل نصاً وفتوى فعند زيادة التركة يرد الزائد على ذوي الفروض دون العصبة ،

ص: 49

ففي المثال الأول تعطي البنت جميع المال نصفه فرضاً ونصفه رداً ، وعند نقصان التركة عن الفريضة يرد النقص على البنتين خاصة دون الجميع للنص (إذا عرفت) هذا كله فاعلم أن علياً عليه السلام ليس هو ممن يرث المال من رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم باجماع المسلمين العامة والخاصة جميعاً ، أما عند العامة فلأنهم وإن قالوا بالتعصيب ولكنهم يقدمون العم مطلقاً ولو كان من الأب كالعباس بالنسبة إلى النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم على ابن العم مطلقاً ولو كان من الأبوين كعلي عليه السلام بالنسبة إلى النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فالنبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم الذي لم يخلف إلا بنتا واحدة نصف أمواله بمذهب العامة لفاطمة سلام اللّه عليها ونصفه الآخر لعمه العباس ، وإما عند الخلاصة فلأنهم لا يقولون بالتعصيب فالمال كله لفاطمة سلام اللّه عليها فرضاً ورداً (وعليه) فعلي عليه السلام باجماع المسلمين ممن لا نصيب له من أموال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم إرثا فلا بد من حمل تلك الأخبار الواردة كلها في أن علياً عليه السلام وارث النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم على كونه وارثاً لعلمه ، كما تقدم التصريح به في رواية ابن عباس : واللّه إنى لأخوه ووليه وابن عمه ووارث علمه الخ ، وفى رواية معاذ يا رسول اللّه ما أرث منك؟ قال : ما يرث النبيون بعضهم من بعض كتاب اللّه وسنة نبيه وفي حديث المؤاخاة قال : وما أرث منك يا رسول اللّه؟ قال : ما ورثت الأنبياء من قبلي ، قال : وما ورثت الأنبياء من قبلك؟ قال : كتاب ربهم وسنة نبيهم (الخ) فاذا ثبت أن علياً عليه السلام هو الوارث لعلم النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وأنه الذي ورث من رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم علم الكتاب والسنة ثبت أنه الإمام بعد رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم كما هو الشأن في الأنبياء السابقين ، فان وارث علمهم والعارف بسنتهم على النحو الكامل التام كان هو الإمام من بعده ، والعلماء وإن كانوا أيضاً ورثة الأنبياء في العلم ولكن ليس علمهم كعلم الإمام ، فوارث الكتاب والسنة بنحو

ص: 50

الاطلاق لا يكون إلا الإمام ، وسائر العلماء من الأمة يعلمون شيئاً من علوم الأنبياء كما لا يخفى.

ص: 51

باب : في قول النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) : إني تارك فيكم الثقلين

[صحيح مسلم] في كتاب فضائل الصحابة في باب من فضائل علي بن أبي طالب عليه السلام ، روى بسنده عن يزيد بن حيان قال : انطلقت أنا وحصين بن سبرة وعمر بن مسلم إلى زيد بن أرقم فلما جلسنا اليه قال له حصين : لقد لقيت يا زيد خيراً كثيراً رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وسمعت حديثه وغزوت معه وصليت خلفه ، لقد لقيت يا زيد خيراً كثيراً حدثنا يا زيد ما سمعت من رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ، قال : يا بن أخي واللّه لقد كبر سني وقدم عهدي ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فما حدثتكم فاقبلوه وما لا أحدثكم فلا تكلفونيه ، ثم قال : قام رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يوماً فينا خطيباً بماء يدعى خما بين مكة والمدينة فحمد اللّه وأثنى عليه ووعظ وذكر ثم قال : أما بعد ألا يا أيها الناس فانما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربى فأجيب وإني تارك فيكم ثقلين ، أولهما كتاب اللّه فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب اللّه واستمسكوا به ، فحث على كتاب اللّه ورغب فيه ؛ ثم قال : وأهل بيتي أذكركم اللّه في أهل بيتي ، أذكركم اللّه في أهل بيتي ، أذكركم اللّه في أهل بيتي ، فقال له حصين : ومن أهل بيته يا زيد؟ أليس نساؤه من أهل بيته؟

ص: 52

قال : نساؤه من أهل بيته ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده ، قال : ومن هم؟ قال : هم آل علي عليه السلام وآل عقيل وآل جعفر وآل عباس ، قال : كل هؤلاء حرم الصدقة؟ قال : نعم.

(أقول) ورواه مسلم بأسانيد أخر أيضاً عن زيد بن أرقم قال في بعضها : فقلنا : من أهل بيته نساؤه؟ قال : لا ، وأيم اللّه إن المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر ثم يطلقها فترجع إلى أبيها وقومها ، أهل بيته أصله وعصبته الذين حرموا الصدقة بعده ، (ورواه) أحمد بن حنبل أيضاً في مسنده (ج 4 ص 366) ، (ورواه) البيهقي أيضاً في سننه (ج 2 ص 148) و (ج 7 ص 30) باختلاف يسير في اللفظ ، (ورواه) الدارمى أيضاً في سننه مختصرا (ج 2 ص 431) ، والمتقى أيضاً في كنز العمال (ج 1 ص 45) مختصرا وقال : لعبد بن حميد في مسنده عن زيد بن أرقم (وفى ج 7 ص 102) بطريقين وقال في كل منهما : أخرجه ابن جرير ، (ورواه) الطحاوى أيضاً في مشكل الآثار (ج 4 ص 368).

[صحيح الترمذي ج 2 ص 308] روى بسنده عن أبي سعيد والأعمش عن حبيب بن أبي ثابت عن زيد بن أرقم قالا : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي أحدهما أعظم من الآخر كتاب اللّه حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتي أهل بيتي ولن يتفرقا حتى يردا عليّ الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما.

(أقول) ورواه ابن الأثير الجزري أيضاً في أُسد الغابة (ج 2 ص 12) والسيوطي أيضاً في الدر المنثور في ذيل تفسير آية المودة في سورة الشورى وقال : أخرجه ابن الانباري في المصاحف.

[صحيح الترمذي ج 2 ص 308] روى بسنده عن جابر بن عبد اللّه قال : رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم في حجته يوم عرفة وهو على ناقته القصوى يخطب فسمعته يقول : يا أيها الناس إنى قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا ، كتاب اللّه ، وعترتي أهل بيتي (قال) وفي الباب عن أبي

ص: 53

ذر وأبى سعيد وزيد بن أرقم وحذيفة بن أسيد (أقول) وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 1 ص 48) وقال : أخرجه ابن أبي شيبة والخطيب في المتفق والمفترق عن جابر.

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 109] روى بسنده عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم قال : لما رجع رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم من حجة الوداع ونزل غدير خم أمر بدوحات فقممن فقال : كأني قد دعيت فأجبت ، إنى قد تركت فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر ، كتاب اللّه تعالى وعترتى فانظروا كيف تخلفوني فيهما فانهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض ثم قال : إن اللّه عز وجل مولاي وأنا مولى كل مؤمن ثم أخذ بيد علي عليه السلام فقال : من كنت مولاه فهذا وليه ، اللّهم وال من والاه ، وعاد من عاداه وذكر الحديث بطوله (ثم قال) هذا حديث صحيح على شرط الشيخين.

(أقول) ورواه النسائي أيضاً في خصائصه (ص 21) وقال في آخره فقلت لزيد : سمعته من رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم؟ فقال : وإنه ما كان في الدوحات أحد إلا رآه بعينه وسمعه بأذنيه ، (وذكره) المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 1 ص 48) وقال : للطبراني في الكبير عن أبي الطفيل عن زيد بن أرقم (وفى ج 6 ص 390) وقال : أخرجه ابن جرير ، ثم قال : عن عطية العوفي عن أبي سعيد الخدري مثل ذلك ، أخرجه ابن جرير.

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 109] روى بسنده عن سلمة بن كهيل عن أبيه عن أبي الطفيل عن ابن واثلة أنه سمع زيد بن أرقم يقول : نزل رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم بين مكة والمدينة عند شجرات خمس دوحات عظام فكنس الناس ما تحت الشجرات ثم راح رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم عشية فصلى ثم قام خطيباً فحمد اللّه وأثنى عليه وذكر ووعظ فقال : ما شاء اللّه أن يقول (ثم قال) أيها الناس إنى تارك فيكم أمرين لن تضلوا إن اتبعتموهما ، وهما كتاب اللّه ، وأهل بيتي عترتي (ثم قال) أتعلمون أنى أولى بالمؤمنين من أنفسهم ثلاث مرات؟ قالوا : نعم ، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : من كنت مولاه فعلي مولاه (قال) حديث سلمة بن

ص: 54

كهيل صحيح على شرطهما أي البخاري ومسلم ، (أقول) وذكره ابن حجر أيضاً في صواعقه مختصراً (ص 89) وقال : هي رواية صحيحة.

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 148] روى بسنده عن مسلم بن صبيح عن زيد بن أرقم قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : إنى تارك فيكم الثقلين كتاب اللّه وأهل بيتي وإنهما لن يتفرقا حتى يردا عليّ الحوض (قال) هذا حديث صحيح الاسناد على شرط الشيخين.

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 3 ص 17] روى بسنده عن أبي سعيد الخدرى عن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال : إني أوشك أن أدعى فأجيب ، وإنى تارك فيكم الثقلين كتاب اللّه عز وجل ، وعترتى كتاب اللّه حبل ممدود من السماء إلى الأرض ، وعترتى أهل بيتي ، وإن اللطيف أخبرنى أنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض فانظرونى بم تخلفونى فيهما (أقول) ورواه أيضاً في (ص 14 وص 26 وص 59) باختلاف يسير في اللفظ ، (وذكره) الفخر الرازي أيضاً في تفسيره في ذيل تفسير قوله تعالى : ( وَاِعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اَللّٰهِ جَمِيعاً وَلاٰ تَفَرَّقُوا ) في سورة آل عمران ، (وذكره) المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 1 ص 47) وقال : لابن أبي شيبة وأبى يعلى عن أبي سعيد (وفى ص 47) ثانيا باختلاف يسير ، وقال : للباوردى عن أبي سعيد (وفى ص 47) ثالثا باختلاف يسير وقال : لأبى يعلى في مسنده والطبرانى في الكبير عن أبي سعيد (وفى ص 48) أيضاً باختلاف يسير ، وقال أيضاً : لأبى يعلى في مسنده والطبراني في الكبير عن أبي سعيد (وفى ص 97) وقال : أخرجه ابن جرير في تهذيب الآثار (وذكره) الهيثمي أيضاً في مجمعه (ج 9 ص 163) وقال : رواه الطبراني في الأوسط.

ورواه ابن سعد أيضاً في طبقاته (ج 2 القسم 2 ص 2).

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 4 ص 371] روى بسنده عن علي ابن ربيعة قال : لقيت زيد بن أرقم وهو داخل على المختار أو خارج من عنده فقلت له : أسمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول : إني تارك فيكم

ص: 55

الثقلين؟ قال : نعم ، (أقول) ورواه الطحاوي أيضاً في مشكل الآثار (ج 4 ص 368).

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 5 ص 181] روى بطريقين عن زيد ابن ثابت قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : إني تارك فيكم خليفتين كتاب اللّه حبل ممدود ما بين السماء والأرض - أو ما بين السماء إلى الأرض - وعترتي أهل بيتي ، وإنهم لن يتفرقا حتى يردا عليّ الحوض (أقول) وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 1 ص 44) وقال : للطبرانى في الكبير عن زيد بن ثابت (وفى ص 47) وقال : أخرجه عبد بن حميد وابن الأنبارى عن زيد بن ثابت (وفي ص 47) ثانياً وقال : للطبراني في الكبير ولسعيد بن منصور في سننه عن زيد بن ثابت ، وللطبراني في الكبير أيضاً عن زيد بن أرقم (وفي ص 98) وقال : أخرجه ابن جرير في تهذيب الآثار ، وذكره المناوى أيضاً في فيض القدير في المتن (ج 3 ص 14) وقال في الشرح - بعد أن نقل عن الهيثمي توثيق رجاله - ما هذا لفظه : ورواه أيضاً أبو يعلى بسند لا بأس به ، والحافظ عبد العزيز الأخضر ، وزاد أنه قال في حجة الوداع (إلى أن قال) قال السمهودي : وفي الباب ما يزيد على عشرين من الصحابة (انتهى) وقال ابن حجر في صواعقه (ص 136) ولهذا الحديث طرق كثيرة عن بضع وعشرين صحابياً لا حاجة لنا ببسطها (انتهى).

[حلية الأولياء لأبى نعيم ج 1 ص 355] روى بسنده عن حذيفة ابن أسيد الغفارى قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : أيها الناس إني فرطكم وإنكم واردون عليّ الحوض ، فاني سائلكم حين تردون عليّ عن الثقلين فانظروا كيف تخلفوني فيهما ، الثقل الأكبر كتاب اللّه سبب طرفه بيد اللّه وطرفه بأيديكم فاستمسكوا به لا تضلوا ولا تبدلوا ، وعترتي أهل بيتي فانه قد نبأنى اللطيف الخبير أنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض (أقول) ورواه الخطيب البغدادي أيضاً في تاريخ بغداد (ج 8 ص 442) ، وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 7 ص 225) وقال : أخرجه الطبراني وأبو نعيم في

ص: 56

حليته والخطيب. وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه (ج 10 ص 363) وقال : رواه الطبراني باسنادين.

[حلية الأولياء لأبى نعيم ج 9 ص 64] روى بسنده عن علي عليه السلام قال : خطب رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم بالجحفة فقال : أيها الناس ألست أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا : بلى ، قال : فاني كائن لكم على الحوض فرطاً وسائكلم عن اثنتين عن القرآن وعن عترتي (الحديث).

(أقول) ورواه ابن الأثير الجزرى أيضاً في أُسد الغابة (ج 3 ص 147) عن عبد اللّه بن حنطب ، وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه (ج 5 ص 195) عن عبد اللّه بن حنطب وقال : رواه الطبراني.

[كنز العمال ج 1 ص 47] ولفظه : إني لكم فرط وإنكم واردون عليَّ الحوض ، عرضه ما بين صنعاء إلى بصرى ، فيه عدد الكواكب من قدحان الذهب والفضة فانظروا كيف تخلفوني في الثقلين ، قيل : وما الثقلان يا رسول اللّه؟ قال : الأكبر كتاب اللّه سبب طرفه بيد اللّه وطرفه بأيديكم فتمسكوا به لن تزلوا ولا تضلوا ، والأصغر عترتي وإنهما لن يتفرقا حتى يردا عليَّ الحوض ، وسألت لهما ذلك ربى ، ولا تقدموهما فتهلكوا ولا تعلموهما فانهما أعلم منكم ، قال : للطبراني في الكبير عن زيد بن ثابت.

[كنز العمال ج 1 ص 96] قال : عن محمد بن عمر بن علي عن أبيه عن علي بن أبي طالب عليه السلام إن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال : إني قد تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا ، كتاب اللّه سبب بيد اللّه وسبب بأيديكم ، وأهل بيتي (قال) أخرجه ابن جرير في تهذيب الآثار وصححه (أقول) وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه (ج 9 ص 163) ولفظه : عن على ابن أبي طالب عليه السلام قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : إني مقبوض ، وإنى قد تركت فيكم الثقلين - يعنى كتاب اللّه وأهل بيتي - وإنكم لن تضلوا بعدهما (الحديث) قال : رواه البزار.

[الهيثمي في مجمعه ج 9 ص 164] قال : وعن حذيفة بن أسيد

ص: 57

قال : لما صدر رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم من حجة الوداع نهى أصحابه عن شجرات متفرقات بالبطحاء أن ينزلوا تحتهن ، ثم بعث اليهن فقم ما تحتهن من الشوك وعمد اليهن فصلى عندهن ثم قام فقال : يا أيها الناس إنه قد نبأني اللطيف الخبير أنه لم يعمر نبي إلا نصف عمر الذي يليه من قبله وإني لأظن يوشك أن أُدعى فأُجيب وإنى مسؤول وأنتم مسؤولون ، فماذا أنتم قائلون؟ قالوا : نشهد أنك قد بلغت وجهدت ونصحت فجزاك اللّه خيراً قال : أليس تشهدون أن لا إله إلا اللّه وأن محمداً عبده ورسوله وأن جنته حق وناره حق وأن الموت حق وأن البعث حق بعد الموت وأن الساعة آتية لا ريب فيها وأن اللّه يبعث من في القبور؟ قالوا : بلى نشهد بذلك ، قال : اللّهم اشهد ، ثم قال : يا أيها الناس إن اللّه مولاى وأنا مولى المؤمنين ، وأنا أولى بهم من أنفسهم ، فمن كنت مولاه فهذا مولاه - يعنى علياً عليه السلام - اللّهم وال من والاه وعاد من عاداه ، ثم قال : يا أيها الناس إني فرط وأنتم واردون عليّ الحوض ، حوض ما بين بصرى إلى صنعاء فيه عدد النجوم قدحان من فضة ، وإنى سائلكم عن الثقلين فانظروا كيف تخلفونى فيهما ، الثقل الأكبر كتاب اللّه عز وجل سبب طرفه بيد اللّه عز وجل وطرفه بأيديكم فاستمسكوا به لا تضلوا ولا تبدلوا ، وعترتى أهل بيتي فانه قد نبأنى اللطيف الخبير أنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض ، قال : رواه الطبراني ، (أقول) وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 1 ص 48) وقال : للحكيم الترمذي في نوادر الأصول والطبرانى في الكبير عن أبي الطفيل عن حذيفة بن أسيد وذكره في (ج 3 أيضاً ص 61) وقال : أخرجه ابن جرير في تهذيب الآثار.

[الهيثمي في مجمعه ج 9 ص 163] قال : وعن زيد بن أرقم قال : نزل رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم الجحفة ثم أقبل على الناس فحمد اللّه وأثنى عليه ثم قال : إني لا أجد لنبى إلا نصف عمر الذي قبله ، وإني أوشك أن أدعى فأجيب فما أنتم قائلون؟ قالوا : نصحت قال : أليس تشهدون أن لا إله إلا اللّه وأن محمداً عبده ورسوله وأن الجنة حق وأن النار حق؟ قالوا : نشهد

ص: 58

قال : فرفع يده فوضعها على صدره ثم قال : وأنا أشهد معكم ، ثم قال : ألا تسمعون؟ قالوا : نعم ، قال : فانى فرط على الحوض وأنتم واردون علي الحوض ، وأن عرضه ما بين صنعاء وبصرى فيه أقداح عدد النجوم من فضة فانظروا كيف تخلفونى في الثقلين ، فنادى مناد : وما الثقلان يا رسول اللّه؟ قال : كتاب اللّه طرف بيد اللّه عز وجل وطرف بأيديكم فتمسكوا به لا تضلوا والآخر عشيرتى وإن اللطيف الخبير نبأنى أنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض ، فسألت ذلك لهما ربي فلا تقدموهما فتهلكوا ، ولا تقصروا عنهما فتهلكوا ، ولا تعلموهما فهم أعلم منكم ، ثم أخذ بيد علي عليه السلام فقال : من كنت أولى به من نفسه فعلى وليه ، اللّهم وال من والاه وعاد من عاداه (أقول) وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 1 ص 48) وقال فيه : والآخر عترتي بدل عشيرتى ، ثم قال : للطبرانى في الكبير عن أبي الطفيل عن زيد ابن أرقم.

[الهيثمي أيضاً في مجمعه ج 9 ص 163] قال : وعن أبي هريرة قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : إني خلفت فيكم اثنين لن تضلوا بعدهما أبداً ، كتاب اللّه ، ونسبى ولن يتفرقا حتى يردا عليّ الحوض ، قال : رواه البزار.

[الصواعق المحرقة لابن حجر ص 75] قال : وفي رواية أنه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال في مرض موته : أيها الناس يوشك أن أقبض قبضاً سريعاً فينطلق بي وقد قدمت اليكم القول معذرة اليكم ، ألا إني مخلف فيكم كتاب ربى عز وجل ، وعترتى أهل بيتي ، ثم أخذ بيد علي عليه السلام فرفعها فقال : هذا علي مع القرآن والقرآن مع علي لا يفترقان حتى يردا عليّ الحوض فاسألوهما ما خلفت فيهما.

[ثم] إن ها هنا حديثين آخرين يناسب ذكرهما في خاتمة هذا الباب (أحدهما) ما رواه أبو نعيم في حليته ، وغيره في غيرها عن الحسن بن على عليهما السلام عن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أنه قال - في حديث سيأتي تمامه في باب ، علي عليه السلام سيد العرب - : يا معشر الأنصار ألا أدلكم

ص: 59

على ما إن تمسكتم به لن تضلوا أبداً؟ قالوا : بلى يا رسول اللّه ، قال : هذا عليّ فأحبوه بحبى فان جبريل عليه السلام أخبرني بالذي قلت لكم عن اللّه عز وجل (قال) ورواه أبو بشر عن سعيد بن جبير عن عائشة نحوه في السؤدد مختصراً (أقول) وذكره المحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة (ج 2 ص 177) وقال : خرجه الفضائلي والخجندي (ثانيهما) ما ذكره الثعلبي في قصص الأنبياء (ص 14) قال : وروى يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك قال : صلى بنا رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم صلاة الفجر فلما انفتل من الصلاة أقبل علينا بوجهه الكريم فقال : معاشر المسلمين من افتقد الشمس فليستمسك بالقمر ، ومن افتقد القمر فليستمسك بالزهرة ، ومن افتقد الزهرة فليستمسك بالفرقدين ، فقيل : يا رسول اللّه ما الشمس وما القمر وما الزهرة وما الفرقدان؟ فقال : أنا الشمس ، وعلي القمر ، وفاطمة الزهرة ، والحسن والحسين الفرقدان ، في كتاب اللّه تعالى لا يفترقان حتى يردا عليّ الحوض (أقول) هكذا وجدت النسخة ، ولعلها مغلوطة ، والظاهر أن الصحيح هكذا : هم مع كتاب اللّه لا يفترقان حتى يردا عليّ الحوض ، واللّه العالم.

ص: 60

باب : فى الاستدلال بحديث الثقلين على خلافة علي عليه السّلام بعد النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) بلا فصل

(أقول) إن حديث الثقلين - الذي قد ذكرنا كثيراً من طرقه في الباب المتقدم - هو من الأدلة القوية والحجج الجلية على خلافة علي عليه السلام وإمامته من بعد النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم بلا فصل ، بل لو لم يكن للشيعة دليل على خلافة علي عليه السلام سوى حديث الثقلين لكفاهم ذلك حجة على المخالف ، والاستدلال به يتوقف على بيان سنده ودلالته.

[أما السند] فهو قوى جداً فانه حديث صحيح مستفيض بل متواتر قد رواه أجلاء الصحابة ومشاهيرهم عن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم كعلي عليه السلام ، وأبى ذر ، وجابر بن عبد اللّه الأنصاري ، وزيد بن أرقم وأبي سعيد الخدري ، وزيد بن ثابت ، وحذيفة بن أسيد الغفارى ، وعبد اللّه ابن حنطب ، وأبي هريرة ، وغيرهم كثير ، وقد سمعت كلام المناوي في فيض القدير (ج 3 ص 14) حيث قال : قال السمهودي : وفي الباب ما يزيد على عشرين من الصحابة ، بل وكلام ابن حجر في صواعقه (ص 136) حيث قال : ولهذا الحديث طرق كثيرة عن بضع وعشرين صحابياً لا حاجة لنا ببسطها.

ص: 61

[وأما الدلالة] فهى قوية أيضاً بل في أعلى مراتب القوة بعد رعاية القرائن القطيعة والشواهد الجلية المحفوفة به ، كقوله صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : إني مقبوض - أو إنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب أو إني لا أجد لنبي إلا نصف عمر الذي قبله وإني أوشك أن أدعى فأجيب أو قوله صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : وأنا تارك فيكم الثقلين ، أو إني تارك فيكم الثقلين ، أو خليفتين ، أو فانظروا كيف تخلفوني فيهما ، أو كيف تخلفوني في الثقلين ، أو قوله صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : ولا تقدموهما فتهلكوا ولا تعلموهما فانهما أعلم منكم ، أو فلا تقدموهما فتهلكوا ولا تقصروا عنهما فتهلكوا ولا تعلموهما فهم أعلم منكم. فان جميع ذلك قرائن قطعية وشواهد جلية على أن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قد دنا أجله وقربت وفاته فصار في مقام الاستخلاف وتعيين الخليفة من بعده ، فعين الكتاب وأهل بيته وبين للناس أنهما أعلم منهم وقد نهاهم عن تقدمهما وعن التقصير عنهما ، وإذا ثبت من مجموع تلك القرائن والشواهد أن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قد استخلف الكتاب وأهل بيته وترك في الأمة هذين الثقلين ، ثبتت خلافة علي عليه السلام من بين أهل البيت الطاهرين بالخصوص ، فانه أعلمهم وأفضلهم ولم يدع منهم أحد منصب الخلافة والإمامة ما دام علي عليه السلام كان حياً موجوداً في دار الدنيا (هذا كله) مع قطع النظر عن الأحاديث التي كان فيها تصريح باسم علي بن أبي طالب عليه السلام ، وأن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم - بعد ما قال : إني قد تركت فيكم الثقلين ، أو إني تارك فيكم أمرين كتاب اللّه وأهل بيتي - قد أخذ بيد علي عليه السلام وقال : من كنت مولاه - أو أولى به من نفسه - فعلي مولاه ، أو وليه.

ومما يزيدك في المقام توضيحاً وأن المتعين من بين أهل البيت عليهم السلام - الذين استخلفهم النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وجعلهم عدلاً للقرآن المجيد وشريكاً له - هو علي بن أبي طالب عليه السلام خاصة ، ما أفاده ابن حجر الهيثمي في صواعقه فانه - مع شدة تعصبه على الشيعة حتى سمي

ص: 62

كتابه بالصواعق المحرقة في الرد على أهل البدع والزندقة - يعنى بهم الشيعة - له كلام في المقام قد أدى به حقه ، وها نحن نذكره بعينه لترى كيف قد أجرى اللّه تعالى الحق على لسانه.

[قال في صواعقه ص 90] : تنبيه ، سمي رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم القرآن وعترته - وهي بالمثناة الفوقية الأهل والنسل والرهط الأدنون - ثقلين لأن الثقل كل نفيس خطير مصون ، وهذان كذلك إذ كل منهما معدن للعلوم اللدنية ، والأسرار والحكم العلية ، والأحكام الشرعية ولذا حث صلى اللّه عليه (وآله) وسلم على الاقتداء والتمسك بهم ، والتعلم منهم وقال : الحمد للّه الذي جعل فينا الحكمة أهل البيت (وقيل) سميا ثقلين لثقل وجوب رعاية حقوقهما ، ثم الذين وقع الحث عليهم منهم إنما هم العارفون بكتاب اللّه وسنة رسوله إذ هم الذين لا يفارقون الكتاب إلى الحوض ، ويؤيده الخبر السابق (ولا تعلموهم فانهم أعلم منكم) وتميزوا بذلك عن بقية العلماء لأن اللّه أذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً ، وشرّفهم بالكرامات الباهرة والمزايا المتكاثرة ، وقد مر بعضها ، وسيأتي الخبر الذي في قريش (وتعلموا منهم فانهم أعلم منكم) فاذا ثبت هذا لعموم قريش فأهل البيت أولى منهم بذلك لأنهم امتازوا عنهم بخصوصيات لأيشاركهم فيها بقية قريش ، وفي أحاديث الحث على التمسك بأهل البيت إشارة إلى عدم انقطاع متأهل منهم للتمسك به إلى يوم القيامة ، كما أن الكتاب العزيز كذلك ، ولهذا كانوا أمانا لأهل الأرض - كما يأتي - ويشهد لذلك الخبر السابق : (في كل خلف من أمتى عدول من أهل بيتي) (إلى آخره) ، ثم أحق من يتمسك به منهم إمامهم وعالمهم علي بن أبي طالب كرم اللّه وجهه لما قدمنا من مزيد علمه ودقائق مستنبطاته ومن ثم قال أبو بكر : علي عترة رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أي الذين حث على التمسك بهم فخصه لما قلنا ، وكذلك خصه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم بما مر يوم غدير خم (انتهى) موضع الحاجة من كلام ابن حجر ، فراجعه.

ص: 63

باب : في قول النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) : مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح ومثل باب حطة في بني إسرائيل

[مستدرك الصحيحين ج 2 ص 343] روى بسنده عن حنش الكنانى قال : سمعت أبا ذر يقول وهو آخذ باب الكعبة : أيها الناس من عرفني فأنا من عرفتم ، ومن أنكرني فأنا أبو ذر ، سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول : مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق (قال الحاكم) هذا حديث صحيح على شرط مسلم (أقول) ورواه في (ج 3 أيضاً ص 150) بطريق آخر عن حنش ، (وذكره) المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 6 ص 216) وقال : أخرجه ابن جرير عن أبي ذر (وذكره) الهيثمي أيضاً في مجمعه (ج 9 ص 168) وقال : رواه البزار والطبراني في الثلاثة ، أي الكبير والصغير والأوسط ، (وذكره) علي بن سلطان أيضاً في مرقاته (ج 5 ص 610) في المتن ، وقال في الشرح : رواه أحمد ، يعنى ابن حنبل.

[حلية الأولياء لأبى نعيم ج 4 ص 306] روى بسنده عن سعيد ابن جبير عن ابن عباس قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم. مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق ، (أقول) وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه (ج 9 ص 168) وقال : رواه البزار والطبرانى (وفي

ص: 64

ج 2 ص 168) أيضاً ، قال : عن عبد اللّه بن الزبير (وذكر الحديث) ثم قال : رواه البزار ، (وذكره) المحب الطبري أيضاً في ذخائره (ص 20) وقال : أخرجه الملا في سيرته ، والمتقى أيضاً في كنز العمال (ج 6 ص 216) وقال : رواه البزار عن ابن عباس وعن ابن الزبير.

[تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج 12 ص 19] روى بسنده عن أنس بن مالك قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : إنما مثلي ومثل أهل بيتي كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق.

[السيوطي] في الدر المنثور في ذيل تفسير قوله تعالى : ( وَإِذْ قُلْنَا اُدْخُلُوا هٰذِهِ اَلْقَرْيَةَ فَكُلُوا مِنْهٰا حَيْثُ شِئْتُمْ رَغَداً وَاُدْخُلُوا اَلْبٰابَ سُجَّداً وَقُولُوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُمْ خَطٰايٰاكُمْ ) في سورة البقرة ، قال : وأخرج ابن أبي شيبة عن على ابن أبي طالب عليه السّلام قال : إنما مثلنا في هذه الأمة كسفينة نوح وكباب حطة.

[كنز العمال ج 1 ص 250] قال : عن عباد بن عبد اللّه الأسدي قال : بينا أنا عند علي بن أبي طالب عليه السلام في الرحبة إذ أتاه رجل فسأله عن هذه الآية ( أَفَمَنْ كٰانَ عَلىٰ بَيِّنَةٍ مِنْ رَبِّهِ وَيَتْلُوهُ شٰاهِدٌ مِنْهُ ) فقال : ما من رجل من قريش جرت عليه المواسي إلا قد نزلت فيه طائفة من القرآن واللّه لان يكونوا يعلموا ما سبق لنا أهل البيت على لسان النبي الأمي أحب إلي من أن يكون لى ملء هذه الرحبة ذهباً وفضة ، واللّه إن مثلنا في هذه الأمة كمثل سفينة نوح في قوم نوح ، وإن مثلنا في هذه الأمة كمثل باب حطة في بني إسرائيل ، قال : أخرجه أبو سهل القطان في أماليه وابن مردويه ، (أيضاً) المتقي في كنز العمال (ج 6 ص 216) ولفظه : مثل أهل بيتي فيكم كمثل سفينة نوح في قوم نوح من ركب فيها نجا ومن تخلف عنها هلك ، ومثل باب حطة في بني إسرائيل ، وقال : أخرجه الطبراني عن أبي ذر.

[الهيثمي في مجمعه ج 9 ص 168] قال : وعن أبي سعيد الخدري قال : سمعت النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول : إنما مثل أهل بيتي فيكم كسفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق ، وإنما مثل أهل بيتي

ص: 65

فيكم مثل باب حطة في بني إسرائيل من دخله غفر له ، قال : رواه الطبراني في الصغير والأوسط.

[ذخائر العقبى للمحب الطبري ص 20] قال : وعن علي عليه السلام قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : مثل أهل بيتي كمثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تعلق بها فاز ومن تخلف عنها زج في النار ، قال : أخرجه ابن السرى.

[كنوز الحقائق للمناوي ص 132] ولفظه : مثل عترتي كسفينة نوح من ركب فيها نجا ، قال : أخرجه الثعلبي.

[كنز العمال ج 6 ص 153] ولفظه : علي بن أبي طالب باب حطة من دخل منه كان مؤمنا ومن خرج منه كان كافراً ، قال : أخرجه الدار قطنى في الأفراد عن ابن عباس (أقول) وذكره ابن حجر أيضاً في صواعقه (ص 75) وقال أيضاً : أخرجه الدار قطنى في الأفراد عن ابن عباس وذكره المناوى أيضاً في فيض القدير (ج 4 ص 356) في المتن ، وقال أيضاً : أخرجه الدار قطني في الأفراد عن ابن عباس ، وقال في الشرح : يعني أنه سبحانه وتعالى كما جعل لبني إسرائيل دخولهم الباب متواضعين خاشعين سببا للغفران جعل لهذه الأمة مودة علي عليه السلام والاهتداء بهداه وسلوك سبيله وتوليه سبباً للغفران ودخول الجنان ونجاتهم من النيران ، والمراد بخرج منه خرج عليه (أقول) ومقتضى هذا الحديث وشرحه من المناوي أن من خرج على علي عليه السلام كافر ، وهو كذلك.

ص: 66

باب : في قول النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) : أهل بيتي أمان لأمتي

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 149] روى بسنده عن ابن عباس قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : النجوم أمان لأهل الأرض من الغرق وأهل بيتي أمان لأمتى من الاختلاف ، فاذا خالفتها قبيلة من العرب اختلفوا فصاروا حزب إبليس (قال الحاكم) هذا حديث صحيح الاسناد (أقول) وذكره ابن حجر أيضاً في صواعقه (ص 140) وصححه.

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 458] روى بسنده عن محمد بن المنكدر عن أبيه عن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أنه خرج ذات ليلة وقد أخر صلاة العشاء حتى ذهب من الليل هنيهة أو ساعة والناس ينتظرون في المسجد ، فقال : ما تنتظرون؟ فقالوا : ننتظر الصلاة ، فقال : إنكم لن تزالوا في صلاة ما انتظرتموهما ، ثم قال : أما إنها صلاة لم يصلها أحد ممن كان قبلكم من الأمم ، ثم رفع رأسه إلى السماء فقال : النجوم أمان لأهل السماء فان طمست النجوم أتى السماء ما يوعدون (إلى أن قال) وأهل بيتي أمان لأمتى فاذا ذهب أهل بيتي أتى أمتي ما يوعدون.

[كنز العمال ج 6 ص 116] والصواعق المحرقة (ص 111)

ص: 67

ولفظهما : النجوم أمان لأهل السماء وأهل بيتي أمان لأمتي ، قالا : أخرجه أبو يعلى عن سلمة بن الأكوع (أقول) وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه (ج 9 ص 174) وقال : رواه الطبراني ، وذكره المناوى أيضاً في فيض القدير (ج 6 ص 297) في المتن وقال في الشرح : ورواه عنه أيضاً - أي عن سلمة بن الأكوع - الطبراني ومسدد وابن أبي شيبة ، وذكره المتقي في كنز العمال ثانيا (ج 7 ص 217) وقال : أخرجه ابن أبي شيبة ومسدد والحكيم وأبو يعلى والطبرانى وابن عساكر عن سلمة بن الأكوع.

[ذخائر العقبى للمحب الطبري ص 17] قال : عن أياس بن سلمة عن أبيه ، قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : النجوم أمان لأهل السماء وأهل بيتي أمان لأمتي ، قال : أخرجه أبو عمرو الغفارى.

[ذخائر العقبى للمحب الطبري ص 17] قال : وعن علي عليه السلام قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : النجوم أمان لأهل السماء فاذا ذهبت النجوم ذهب أهل السماء ، وأهل بيتي أمان لأهل الأرض فاذا ذهب أهل بيتي ذهب أهل الأرض ، قال : أخرجه أحمد في المناقب (أقول) وذكره علي بن سلطان أيضاً في مرقاته (ج 5 ص 610).

ص: 68

باب : في قول النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 158] روى بسنده عن المسور بن مخرمة أنه بعث اليه حسن بن حسن عليه السلام يخطب ابنته فقال له : قل فليأتني في العتمة ، قال : فلقيه فحمد اللّه المسور وأثنى عليه ، ثم قال : أما بعد أيم اللّه ما من نسب ولا سبب ولا صهر أحب إلي من نسبكم وسببكم وصهركم ولكن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال : فاطمة بضعة مني يقبضني ما يقبضها ويبسطني ما يبسطها ، وإن الأنساب يوم القيامة تنقطع غير نسبي وسبي وصهري وعندك ابنتها ولو زوّجتك لقبضها ذلك فانطلق عاذرا له (قال الحاكم) هذا حديث صحيح الاسناد.

[حلية الأولياء لأبى نعيم ج 7 ص 314] روى بسنده عن جابر قال : سمعت عمر بن الخطاب يقول : سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول : ينقطع يوم القيامة كل سبب ونسب إلا سببي ونسبي.

[الهيثمي في مجمعه ج 8 ص 216] قال : وعن ابن عباس قال : توفي ابن لصفية عمة رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فبكت عليه

ص: 69

وصاحت ، فأتاها النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فقال لها : يا عمة ما يبكيك؟ قال : توفي ابني قال : يا عمة من توفي له ولد في الإسلام فصبر بني اللّه له بيتاً في الجنة فسكتت ثم خرجت من عند رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فاستقبلها عمر بن الخطاب فقال : يا صفية قد سمعت صراخك إن قرابتك من رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم لن تغني عنك من اللّه شيئاً فبكت ، فسمعها النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وكان يكرمها ويحبها فقال : يا عمة أتبكين وقد قلت لك ما قلت؟ قالت : ليس ذاك يا رسول اللّه استقبلني عمر بن الخطاب فقال : إن قرابتك من رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم لن تغني عنك من اللّه شيئاً ، قال : فغضب النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وقال : يا بلال هجر بالصلاة ، فهجر بلال بالصلاة فصعد المنبر النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فحمد اللّه وأثنى عليه ثم قال : ما بال أقوام يزعمون أن قرابتي لا تنقع ، كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي فانها موصولة في الدنيا والآخرة ، الحديث (أقول) وذكره ابن حجر أيضاً في صواعقه (ص 138) وقال : رواه البزار ، وذكره المحب الطبري أيضاً في ذخائره (ص 6) غير أنه قال فيه : فلما خرجت لقيها رجل فقال لها : إن قرابة محمد لن تغنى عنك شيئاً ولم يصرح باسم عمر بن الخطاب. (اللغة) التهجير التكبير في كل شىء ، يقال هجر - بالتضعيف - يهجر تهجيراً فهو مهجر ، وهي لغة حجازية ، وأراد المبادرة إلى أول وقت الصلاة.

[الهيثمي في مجمعه ج 9 ص 173] قال : وعن ابن عباس إن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال : كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي ، قال : رواه الطبراني ورجاله ثقات.

[الهيثمي في مجمعه أيضاً ج 9 ص 173] قال : وعن أم بكر بنت المسور ابن مخرمة إن الحسن بن على عليهما السلام خطب إلى المسور بن مخرمة ابنته فزوجه وقال : سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول : كل سبب وكل نسب منقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي ، قال : رواه الطبراني.

ص: 70

[فيض القدير للمناوى ج 5 ص 20] في المتن ، كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي ، قال : أخرجه الطبراني والحاكم والبيهقي عن عمر ، وأخرجه الطبراني أيضاً عن ابن عباس وعن المسور ، صحيح.

[فيض القدير أيضاً ج 5 ص 35] ولفظه : كل نسب وصهر ينقطع يوم القيامة إلا نسبي وصهري ، قال : أخرجه ابن عساكر عن ابن عمر؛ صحيح.

[كنز العمال للمتقى ج 1 ص 98] قال : عن أبي سعيد قال : سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وهو يقول على المنبر : ما بال رجال يقولون : رحم رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم لا تنفع يوم القيامة واللّه إن رحمي لموصولة في الدنيا والآخرة ، الحديث (قال) أخرجه ابن النجار (أقول) وذكره أيضاً في (ج 7 ص 42) وقال : أخرجه أبو داود الطيالسى وأحمد بن حنبل وعبد بن حميد وأبو يعلى والحاكم وابن أبي شيبة عن أبي سعيد ، وذكره ابن حجر أيضاً في صواعقه (ص 138) وزاد في آخره : وإني أيها الناس فرطكم على الحوض.

[ذخائر العقبى ص 6] قال : وعن جابر بن عبد اللّه قال : كان لآل رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم خادمة تخدمهم يقال لها : بريرة فلقيها رجل فقال لها : يا بريرة غطي شعيفاتك فان محمداً صلى اللّه عليه (وآله) وسلم لن يغنى عنك من اللّه شيئاً ، قال : فأخبرت النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فخرج يجر رداءه محمارة وجنتاه ، وكنا معشر الأنصار نعرف غضبه بجر ردائه وحمرة وجنتيه ، فأخذنا السلاح ثم أتيناه فقلنا : يا رسول اللّه مرنا بما شئت والذى بعثك بالحق نبياً لو أمرتنا بآبائنا وأمهاتنا وأولادنا لمضينا لقولك فيهم ثم صعد المنبر فحمد اللّه وأثنى عليه ثم قال : من أنا؟ قالوا : أنت رسول اللّه؟ قال : نعم ، ولكن من أنا؟ قلنا : محمد بن عبد اللّه بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف ، قال صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : أنا سيد ولد آدم ولا فخر وأول من ينفض التراب عن رأسه ولا فخر ، وأول داخل في الجنة ولا فخر وصاحب لواء الحمد ولا فخر ، وفي ظل الرحمن يوم لا ظل إلا

ص: 71

ظله ولا فخر ما بال أقوام يزعمون أن رحمي لا تنفع؟ بل تنفع حتى تبلغ حكم وحاء ، إني لأشفع فأشفع حتى أن من أشفع له ليشفع فيشفع ، حتى أن إبليس ليتطاول طمعا في الشفاعة ، قال : أخرجه ابن البخترى (أقول) قيل في الهامش : الشفعة الذؤابة ، وقال في الشرح : حكم وحاء وهم إحدى قبيلتين من اليمن.

ص: 72

باب : إن أهل بيت النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) لا يعذبهم اللّه تعالى

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 150] روى بسنده عن عمر بن سعيد الأبح عن سعيد بن أبي عروبة عن قتادة عن أنس قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : وعدني ربي في أهل بيتي من أقرّ منهم بالتوحيد ولي بالبلاغ أن لا يعذبهم ، قال عمر بن سعيد الأبح ومات سعيد بن أبي عروبة يوم الخميس وكان حدّث بهذا الحديث يوم الجمعة ، مات بعده بسبعة أيام في المسجد ، فقال قوم : لا جزاك اللّه خيراً صاحب رفض وبلاء وقال قوم : جزاك اللّه خيراً صاحب سنة وجماعة أديت ما سمعت (قال الحاكم) هذا حديث صحيح الإسناد (أقول) وذكره ابن حجر أيضاً في صواعقه (ص 140) قال : وصح أنه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال : وعدنى ربي (إلى آخر الحديث).

[كنز العمال ج 6 ص 215] ولفظه : سألت ربي أن لا يدخل أحداً من أهل بيتي النار فأعطانيها ، قال : أخرجه أبو القاسم بن بشران في أماليه عن عمران بن حصين (أقول) وذكره ابن حجر أيضاً في صواعقه (ص 111 وص 95) وقال : أخرجه الملا - يعني في سيرته - والمحب الطبري أيضاً في ذخائره (ص 19) وقال : أخرجه أبو سعد والملا في سيرته ، والمناوي أيضاً في فيض

ص: 73

القدير (ج 4 ص 77) في المتن وذكر في الشرح : أنه أخرجه أبو القاسم بن بشران في أماليه عن عمران بن حصين ، وأبو سعيد في شرف النبوة ، وابن سعد ، والملا في سيرته ، وهو عند الديلمي وولده بلا سند (قال) وهذا يوافق ما أخرجه ابن أبي حاتم عن ابن عباس في قوله تعالى : ( وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضىٰ ) قال : من رضي محمد صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أن لا يدخل أحد من أهل بيته النار (أقول) وذكر ذلك ابن حجر أيضاً في صواعقه (ص 95) غير أنه قال : نقل القرطبى عن ابن عباس أنه قال : رضي محمد صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أن لا يدخل أحمد من أهل بيته النار قاله السدى (انتهى).

[كنوز الحقائق للمناوي ص 24] ولفظه : اللّهم اليك لا إلى النار أنا وأهل بيتي ، قال : أخرجه الطبراني (أقول) وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 6 ص 217) وقال : أخرجه الطبراني عن أم سلمة (انتهى) وتقدم في باب علي وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام هم آل محمد صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ، حديث فيه قول النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : اللّهم اليك لا إلى النار أنا وأهل بيتى.

[الصواعق المحرقة لابن حجر ص 102] قال : ونقل القرطبى وغيره عن السدي أنه قال في قوله تعالى : ( إِنَّ اَللّٰهَ لغفور شَكُورٌ ) غفور لذنوب آل محمد صلى اللّه عليه (وآله) وسلم شكور لحسناتهم (أقول) فاذا كان اللّه تعالى غفوراً لذنوب آل محمد صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وشكوراً لحسناتهم فآل محمد صلى اللّه عليه (وآله) وسلم لا يعذبهم اللّه فيكون هذا الحديث أيضاً مما دل على عنوان الباب ، غايته أنه بالالتزام لا بالمطابقة ، ونظيره ما رواه المحب الطبري في ذخائره (ص 20) قال : وعن علي عليه السلام قال : سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول : اللّهم إنهم عترة رسولك فهب مسيئهم لمحسنهم وهبهم لي ، قال : ففعل وهو فاعل قال : قلت : ما فعل؟ قال : فعله بكم ويفعله بمن بعدكم ، قال : أخرجه الملا - يعني في سيرته.

ص: 74

باب : في بعض الايات النازلة في فضل أهل البيت عليهم السلام

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 172] روى بسنده عن علي بن الحسين عليهما السلام ، قال : خطب الحسن بن على عليهما السلام على الناس حين قتل علي عليه السلام فحمد اللّه وأثنى عليه ثم قال : لقد قبض في هذه الليلة رجل لا يسبقه الأولون بعمل ، ولا يدركه الآخرون ، وقد كان رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يعطيه رأيته فيقاتل وجبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره (إلى أن قال) أيها الناس من عرفني فقد عرفني ، ومن لم يعرفنى فأنا الحسن بن علي (إلى أن قال) وأنا من أهل البيت الذين افترض اللّه مودتهم على كل مسلم فقال تبارك وتعالى لنبيه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : (قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسناً) فاقتراف الحسنة مودتنا أهل البيت (أقول) وذكره المحب الطبري أيضاً في ذخائره (ص 138) وابن حجر في صواعقه (ص 136) وقالا : خرجه الدولابى.

[الصواعق المحرقة لابن حجر ص 101] قال : وأخرج أحمد عن ابن عباس في (ومن يقترف حسنة نزد له فيها حسناً) قال : المودة لآل محمد صلى

ص: 75

اللّه عليه (وآله) وسلم.

[الزمخشري في الكشاف] في تفسير قوله تعالى : ( وَمَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيهٰا حُسْناً ) في سورة الشورى ، قال : عن السدي إنها المودة في آل رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم.

[السيوطى في الدر المنثور] في ذيل تفسير قوله تعالى ( قُلْ لاٰ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ اَلْمَوَدَّةَ فِي اَلْقُرْبى ) في سورة الشورى ، قال : وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس (ومن يقترف جسنة) قال : المودة لآل محمد صلى اللّه عليه (وآله) وسلم.

[كنز العمال ج 1 ص 251] والسيوطي في الدر المنثور في ذيل تفسير قوله تعالى : ( اَلَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اَللّٰهِ أَلاٰ بِذِكْرِ اَللّٰهِ تَطْمَئِنُّ اَلْقُلُوبُ ) في سورة الرعد ، قالا : عن علي عليه السلام إن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم لما نزلت هذه الآية : ( أَلاٰ بِذِكْرِ اَللّٰهِ تَطْمَئِنُّ اَلْقُلُوبُ ) قال : ذاك من أحب اللّه ورسوله وأحب أهل بيتي صادقاً غير كاذب وأحب المؤمنين شاهداً وغائباً ألا بذكر اللّه يتحابون ، قال : أخرجه ابن مردويه.

[السيوطى في الدر المنثور] في ذيل تفسير قوله تعالى : ( وَإِنَّ إِلْيٰاسَ لَمِنَ اَلْمُرْسَلِينَ ) في سورة ص ، قال : وأخرج ابن أبي حاتم والطبرانى وابن مردويه عن ابن عباس في قوله تعالى : ( سلام على آل ياسين ) قال : نحن آل محمد صلى اللّه عليه (وآله) وسلم آل ياسين.

[الصواعق المحرقة لابن حجر ص 88] قال : الآية الثالثة قوله تعالى : ( سلام على آل ياسين ) فقد نقل جماعة من المفسرين عن ابن عباس أن المراد بذلك سلام على آل محمد صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ، وقال (في ص 89) ذكر الفخر الرازي أن أهل بيته صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يساوونه في خمسة أشياء ، في السلام قال : السلام عليك أيها النبي ، وقال : سلام على آل ياسين وفي الصلاة عليه وعليهم في التشهد وفي الطهارة ، قال تعالى : (طه) - أي يا طاهر - وقال : ( وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً ) وفي تحريم الصدقة ، وفي

ص: 76

المحبة قال : ( فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اَللّٰهُ ) وقال : ( قُلْ لاٰ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ اَلْمَوَدَّةَ فِي اَلْقُرْبىٰ ) (أقول) وتقدم ذكر هذا الكلام للفخر الرازي في آخر باب : كيف يصلى على محمد وآل محمد ، فراجع.

[وقال أيضاً في الصواعق في ص 90] الآية الخامسة قوله تعالى : ( وَاِعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اَللّٰهِ جَمِيعاً وَلاٰ تَفَرَّقُوا ) قال : أخرج الثعلبي في تفسيرها عن جعفر الصادق عليه السلام أنه قال : نحن حبل اللّه الذي قال اللّه : ( وَاِعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اَللّٰهِ جَمِيعاً وَلاٰ تَفَرَّقُوا ) (أقول) وذكره الشبلنجى أيضاً في نور الأبصار (ص 101).

[وقال أيضاً في الصواعق في ص 91] الآية السادسة قوله تعالى : ( أَمْ يَحْسُدُونَ اَلنّٰاسَ عَلىٰ مٰا آتٰاهُمُ اَللّٰهُ مِنْ فَضْلِهِ ) قال : أخرج أبو الحسن المغازلي عن الباقر عليه السلام أنه قال : في هذه الآية نحن الناس واللّه (أقول) وذكره الشبلنجى أيضاً في نور الأبصار (ص 101) وقال فيه : أهل البيت هم الناس.

[السيوطى في الدر المنثور] في ذيل تفسير قوله تعالى : ( إِنَّ اَللّٰهَ اِصْطَفىٰ آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرٰاهِيمَ وَآلَ عِمْرٰانَ عَلَى اَلْعٰالَمِينَ ) في سورة آل عمران قال : أخرج ابن جرير وابن المنذر وابن أبي حاتم من طريق علي عن ابن عباس في قوله : ( وَآلَ إِبْرٰاهِيمَ وَآلَ عِمْرٰانَ ) قال : هم المؤمنون من آل ابراهيم وآل عمران وآل ياسين وآل محمد صلى اللّه عليه (وآله) وسلم.

ص: 77

باب : في جملة من فضائل أهل البيت عليهم السلام المتفرقة

[الصواعق المحرقة لابن حجر ص 13] قال : أخرج أحمد والمحاملي والمخلص والذهبي وغيرهم عن عائشة قالت : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : قال جبرئيل عليه السلام : قلبت مشارق الأرض ومغاربها فلم أجد رجلاً أفضل من محمد صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ، وقلبت الأرض مشارقها ومغاربها فلم أجد بني أب أفضل من بني هاشم (أقول) وذكره المناوي أيضاً في فيض القدير (ج 4 ص 499) في المتن وقال : أخرجه الحاكم في الكني والألقاب وابن عساكر عن عائشة.

[الثعلبي في قصص الأنبياء ص 14] قال : الباب الخامس في ذكر ما زين به الأرض وهى سبعة أشياء ، الأزمنة وزين الأزمنة بأربعة أشهر (إلى أن قال) والأمكنة وزينها بأربعة أشياء (إلى أن قال) وزينها أيضاً - يعني الأمكنة - بالأنبياء عليهم السلام ، وزين الأنبياء بأربعة : ابراهيم الخليل وموسى الكليم وعيسى الوجيه ومحمد الحبيب (إلى أن قال) وزينها أيضاً بآل محمد عليهم السلام ، وزينهم أيضاً بأربعة : علي وفاطمة والحسن والحسين.

[كنز العمال ج 6 ص 218] ولفظه : نحن أهل بيت لا يقاس بنا أحد ، قال : أخرجه الديلمي عن أنس ، وذكره المناوي أيضاً في كنوز الحقائق

ص: 78

(ص 153) والمحب الطبري أيضاً في ذخائره (ص 17) وقال : أخرجه الملا - أي في سيرته - وذكره في الرياض النضرة أيضاً (ج 2 ص 208) قال : قال رجل لابن عمر : يا أبا عبد الرحمن فعلي عليه السلام؟ قال ابن عمر : علي عليه السلام من أهل البيت لا يقاس بهم أحد (الخ).

[حلية الأولياء لأبى نعيم ج 7 ص 201] روى بسنده عن البخترى قال : خطب علي عليه السلام (وساق الحديث إلى أن قال) فقام رجل فقال : وأنت يا أمير المؤمنين؟ فقال : نحن أهل بيت لا يوازينا أحد.

[الهيثمي في مجمعه ج 9 ص 172] قال : وعن سلمان قال : أنزلوا آل محمد صلى اللّه عليه (وآله) وسلم بمنزلة الرأس من الجسد ، وبمنزلة العينين من الرأس فان الجسد لا يهتدى إلا بالرأس وإن الرأس لا يهتدي إلا بالعينين قال : رواه الطبراني.

[الصواعق المحرقة لابن حجر ص 90] قال : وأخرج الملا في سيرته حديث : في كل خلف من أمتي عدول من أهل بيتي ينفون عن هذا الدين تحريف الضالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين ، الحديث (أقول) وذكره المحب الطبري أيضاً في ذخائره (ص 17) عن ابن عمر.

[ذخائر العقبى للمحب الطبري ص 20] ولفظه : عن حميد بن عبد اللّه ابن يزيد إن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال : الحمد للّه الذي جعل فينا الحكمة أهل البيت ، قال : خرجه أحمد في المناقب (أقول) وذكره ابن حجر أيضاً في صواعقه (ص 90) عن أحمد - يعني ابن حنبل.

[الاصابة ج 1 القسم 1 ص 144] قال : روى أبو الشيخ في تفسيره من طريق قيس بن البراء عن عبد اللّه بن بدر عن أبيه إن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال : من أحب أن يبارك في أجله وأن يمتعه بما خوله فليخلفني في أهلي خلافة حسنة (أقول) وذكره ابن حجر الهيثمي أيضاً في صواعقه (ص 111) وزاد في آخره : فمن لم يخلفنى فيهم بتر عمره وورد علي يوم القيامة مسودا وجهه ، وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 6 ص 216) مع الزيادة المتقدمة.

ص: 79

[الهيثمي في مجمعه ج 9 ص 163] قال : وعن ابن عمر قال : آخر ما تكلم به رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : اخلفوني في أهل بيتي ، قال : رواه الطبراني في الأوسط (أقول) وذكره ابن حجر أيضاً في صواعقه (ص 90 وفي ص 136).

[فيض القدير للمناوى ج 3 ص 497] في المتن : خيركم خيركم لأهلي من بعدي ، قال : رواه الحاكم عن أبي هريرة ، صحيح ، وقال في الشرح : ورواه أيضاً أبو يعلى وأبو نعيم والديلمى ، ورجاله ثقات.

[فيض القدير للمناوي ج 2 ص 553] ولفظه : إنكم ستبتلون في أهل بيتي من بعدي ، قال : أخرجه الطبراني عن خالد بن عرفطة.

[ذخائر العقبى للمحب الطبري ص 18] قال : وعن عبد العزيز باسناده إن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال : استوصوا بأهل بيتي خيراً فانى أخاصمكم عنهم غداً ، ومن أكن خصمه أخصمه ، ومن أخصمه دخل النار ، قال : أخرجه أبو سعد والملا في سيرته (أقول) وذكره ابن حجر أيضاً في صواعقه (ص 90) والشبلنجى أيضاً في نور الأبصار (ص 103).

[ذخائر العقبى أيضاً ص 18] قال : وعن عبد العزيز باسناده إن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال : من حفظني في أهل بيتي فقد اتخذ عند اللّه عهداً ، قال : أخرجه أبو سعد والملا (أقول) وذكره ابن حجر أيضاً في صواعقه (ص 90).

[الهيثمي في مجمعه ج 9 ص 168] قال : وعن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : إن للّه عز وجل حرمات ثلاثاً من حفظهن حفظ اللّه أمر دينه ودنياه ، ومن لم يحفظهن لم يحفظ اللّه له شيئاً ، حرمة الإسلام ، وحرمتي ، وحرمة رحمى ، قال : رواه الطبراني في الكبير والأوسط (أقول) وذكره ابن حجر أيضاً في صواعقه (ص 90) وقال : أخرجه الطبراني وأبو الشيخ.

[كنز العمال ج 6 ص 216] ولفظه : من صنع إلى أحد من أهل بيتي يداً كافأته عليها يوم القيامة ، قال : أخرجه ابن عساكر عن على عليه السلام

ص: 80

(أقول) وذكره المناوى أيضاً في فيض القدير (ج 6 ص 172) في المتن وقال في الشرح بعد لفظة : عن علي عليه السلام : ورواه عنه أيضاً الجعابى في تاريخ الطالبيين (وقال) : فيه من الدلالة على عناية اللّه ورسوله ما لا يخفى فهنيئاً لمن فرج عنهم ، أو لبى لهم دعوة أو أنالهم طلبة ، والوقائع الدالة على ذلك أكثر من أن تحصر ، وأشهر من أن تذكر ، فمن أراد الوقوف على كثير منها فعليه بتوثيق عرى الإيمان للبارزى ومؤلفات ابن الجوزي (انتهى) وذكره ابن حجر أيضاً في صواعقه (ص 111) والمحب الطبري أيضاً في ذخائره (ص 19) قال : وفي طريق آخر من حديث غير علي عليه السلام : من صنع إلى أحد من أهل بيتي معروفاً فعجز عن مكافأته في الدنيا فأنا المكافيء له يوم القيامة ، قال : أخرجه أبو سعد وتابعه الملا على الأول.

[كنز العمال ج 8 ص 151 ، وج 6 ص 217] ولفظه : أربع أنا لهم شفيع يوم القيامة ، المكرم لذريتي ، والقاضى لهم حوائجهم ، والساعى لهم في أمورهم عندما اضطروا اليه ، والمحب لهم بقلبه ولسانه ، قال : أخرجه الديلمي (أقول) وذكره المحب الطبري أيضاً في ذخائره (ص 18).

[الصواعق المحرقة لابن حجر ص 150] قال : أخرج الديلمي مرفوعا من أراد التوسل إلي وأن يكون له عندى يد أشفع له بها يوم القيامة فليصل أهل بيتي ويدخل السرور عليهم.

[كنز العمال ج 7 ص 214] والمناوى في فيض القدير (ج 4 ص 176) في المتن : الشفعاء خمسة : القرآن ، والرحم ، والأمانة ، ونبيكم وأهل بيته ، قالا : خرجه الديلمي في الفردوس.

[ذخائر العقبى للمحب الطبري ص 18] قال : عن علي عليه السلام قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : يرد الحوض أهل بيتي ومن أحبهم من أمتي كهاتين السبابتين ، قال : أخرجه الملا - يعني في سيرته - (أقول) وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 6 ص 217) باختلاف ولفظه : أول من يرد علي الحوض أهل بيتي ومن أحبني من أمتي ، قال : أخرجه الديلمي عن على عليه السلام.

ص: 81

[فيض القدير للمناوي ج 3 ص 90] في المتن : أول من أشفع له يوم القيامة من أمتي أهل بيتي ، ثم الأقرب فالأقرب من قريش ، ثم الأنصار ثم من آمن بى واتبعني من اليمن ، ثم من سائر العرب ، ثم الأعاجم ومن أشفع له أولاً أفضل ، قال : أخرجه الطبراني عن ابن عمر ، وقال في الشرح : ورواه الدار قطني في الأفراد (إلى أن قال) وأخرجه أيضاً أبو الطاهر المخلص في السادس من حديثه (أقول) وذكره ابن حجر أيضاً في صواعقه (ص 111) وقال فيه : أخرجه الطبراني (وفي ص 95) وقال فيه : أخرجه المخلص والطبراني والدار قطني ، وذكره المحب الطبري أيضاً في ذخائره (ص 20) وقال : أخرجه صاحب كتاب الفردوس - يعني الديلمي -

[الصواعق المحرقة لابن حجر ص 95] قال : وأخرج أحمد في المناقب أنه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال : يا معشر بني هاشم والذي بعثني بالحق نبياً لو أخذت بحلقة الجنة ما بدأت إلا بكم.

[ذخائر العقبى للمحب الطبري ص 16] قال : وعن عبد العزيز بسنده إلى النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال : أنا وأهل بيتي شجرة في الجنة وأغصانها في الدنيا فمن تمسك بنا اتخذ إلى ربه سبيلاً ، قال : أخرجه أبو سعد في شرف النبوة (أقول) وذكره ابن حجر أيضاً في صواعقه (ص 90).

[ذخائر العقبى للمحب الطبري ص 14] قال : عن زيد بن أسلم عن أبيه قال : قال عمر بن الخطاب للزبير بن العوام : هل لك في أن تعود الحسن ابن علي عليهما السلام فانه مريض؟ فكأن الزبير تلكأ عليه ، فقال له عمر : أما علمت أن عيادة بني هاشم فريضة وزيارتهم نافلة؟ (قال) وفي رواية إن عيادة بني هاشم سنة وزيارتهم نافلة ، قال : أخرجه ابن السمان في الموافقة (اللغة) - تلكأ - أي توقف وتبطأ.

[السيوطى في الدر المنثور] في ذيل تفسير قوله تعالى : ( قُلْ لاٰ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً ) ، في سورة الشورى ، قال : وأخرج البخاري عن أبي بكر قال : ارقبوا محمداً صلى اللّه عليه (وآله) وسلم في أهل بيته.

ص: 82

باب : فيما جاء في حب أهل البيت عليهم السلام

[صحيح الترمذي ج 2 ص 308] روى بسنده عن ابن عباس قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : أحبوا اللّه لما يغذوكم من نعمة وأحبونى لحب اللّه ، وأحبوا أهل بيتي لحبي (أقول) ورواه الحاكم أيضاً في مستدرك الصحيحين (ج 3 ص 149) بطريقين وقال : هذا حديث صحيح الاسناد ، ورواه أبو نعيم أيضاً في حليته (ج 3 ص 211) والخطيب البغدادي أيضاً في تاريخه (ج 4 ص 159) وابن الأثير الجزري أيضاً في أُسد الغابة (ج 2 ص 12) والسيوطي أيضاً في الدر المنثور في ذيل تفسير قوله تعالى : ( قُلْ لاٰ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً ) ، (الآية) في سورة الشورى ، وقال : أخرجه الترمذي وحسنه ، والطبراني والحاكم والبيهقي في الشعب.

[تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج 2 ص 146] روى بسنده عن على ابن أبي طالب عليه السلام قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : شفاعتي لأمتي من أحب أهل بيتي وهم شيعتى.

[كنز العمال ج 1 ص 251] والسيوطى في الدر المنثور ؛ في ذيل تفسير قوله تعالى : ( اَلَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اَللّٰهِ ) (الآية) في سورة الرعد ،

ص: 83

قالا : عن علي عليه السلام إن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم لما نزلت هذه الآية : ( أَلاٰ بِذِكْرِ اَللّٰهِ تَطْمَئِنُّ اَلْقُلُوبُ ) قال : ذاك من أحب اللّه ورسوله وأحب أهل بيتي صادقاً غير كاذب (الحديث) قال : أخرجه ابن مردويه

[السيوطى في الدر المنثور] في ذيل تفسير قوله تعالى : ( قُلْ لاٰ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ اَلْمَوَدَّةَ فِي اَلْقُرْبىٰ ) ، في سورة الشورى ، قال : وأخرج أحمد والترمذي وصححه والنسائى والحاكم عن المطلب بن ربيعة قال : دخل العباس على رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فقال : إنا لنخرج فنرى قريشاً تحدث فاذا رأونا سكتوا ، فغضب رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ودر عرق بين عينيه ثم قال : واللّه لا يدخل قلب امريء مسلم إيمان حتى يحبكم للّه ولقرابتي (أقول) وذكره المحب الطبري أيضاً في ذخائره (ص 9) لكن عن ابن عباس ، وقال : أخرجه أحمد.

[وقال أيضاً] أخرج الطبراني والخطيب من طريق أبي الضحى عن ابن عباس قال : جاء العباس إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فقال : إنك قد تركت فينا ضغائن منذ صنعت الذي صنعت ، فقال النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : لا يبلغوا الخير والإيمان حتى يحبوكم.

[وقال أيضاً] وأخرج الخطيب من طريق أبي الضحى عن مسروق عن عائشة قال : أتى العباس بن عبد المطلب رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فقال : يا رسول اللّه إنا لنعرف الضغائن في أناس من قومنا من وقائع أوقعناها ، فقال : أما واللّه إنهم لم يبلغوا خيراً حتى يحبوكم لقرابتى ، ترجو سليم شفاعتى ولا يرجوها بنو عبد المطلب.

[كنز العمال ج 1 ص 11] ولفظه : لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب اليه من نفسه ، وأهلي أحب اليه من أهله ، وعترتي أحب اليه من`عترته وذريتي أحب اليه من ذريته ، قال : أخرجه الطبراني في الكبير والبيهقي في شعب الإيمان (أقول) وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه (ج 1 ص 88) وقال : رواه الطبراني في الأوسط والكبير (انتهى) وذكره الشبلنجي أيضاً في نور الأبصار

ص: 84

(ص 103) وقال : رواه الديلمي والطبراني وأبو الشيخ بن حبان والبيهقي مرفوعاً.

[كنز العمال ج 2 ص 54] ولفظه : خمس من أعطيهن لم يعذر على ترك عمل الآخرة ، زوجة صالحة ، وبنون أبرار ، وحسن مخالطة الناس ومعيشة في بلده ، وحب آل محمد صلى اللّه عليه (وآله) وسلم (أقول) وذكره المناوي أيضاً في فيض القدير في المتن (ج 3 ص 459) قال : أخرجه الديلمي في الفردوس عن زيد بن أرقم.

[كنز العمال ج 6 ص 218 ، وج 7 ص 103] يا علي إن الإسلام عريان لباسه التقوى ورياشه الهدى ، وزينته الحياء ، وعماره الورع ، وملاكه العمل الصالح ، وأساس الإسلام حبى وحب أهل بيتي (قال) أخرجه ابن عساكر عن على عليه السلام.

[كنز العمال ج 7 ص 212] ولفظه : لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع ، عن عمره فيما أفناه ، وعن جسده فيما أبلاه ، وعن ماله فيما أنفقه ، ومن أين اكتسبه ، وعن حبنا أهل البيت (قال) أخرجه الطبراني عن ابن عباس ، وذكره الهيثمي في مجمعه (ج 10 ص 346) وقال : رواه الطبراني في الكبير والأوسط ، وذكره ثانياً بلا فصل وقال : عن أبي برزة قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : لا تزول قدما عبد (وساق الحديث كما تقدم) وقال في آخره : قيل : يا رسول اللّه فما علامة حبكم؟ فضرب بيده على منكب علي عليه السلام ، قال : أخرجه الطبراني في الأوسط.

[كنز العمال ج 6 ص 217 وج 8 ص 151] قال : أربع أنا لهم شفيع يوم القيامة ، المكرم لذريتي ، والقاضى لهم حوائجهم ، والساعي لهم في أمورهم عند ما اضطروا اليه ، والمحب لهم بقلبه ولسانه ، قال : أخرجه الديلمي (أقول) وذكره المحب الطبري أيضاً في ذخائره (ص 18).

[كنز العمال ج 8 ص 278] ولفظه : أدبوا أولادكم على ثلاث خصال ، حب نبيكم ، وحب أهل بيته ، وقراءة القرآن فان حملة القرآن في ظل

ص: 85

اللّه يوم لا ظل إلا ظله مع أنبيائه وأصفيائه (قال) أخرجه أبو نصر عبد الكريم الشيرازي في فوائده ، والديلمي في الفردوس ، وابن النجار عن علي عليه السلام (أقول) وذكره المناوي أيضاً في فيض القدير في المتن (ج 1 ص 225) وذكره ابن حجر أيضاً في صواعقه (ص 103).

[كنز العمال ج 6 ص 216] ولفظه : إن لكل بني أب عصبة ينتمون اليها إلا ولد فاطمة فأنا وليهم وأنا عصبتهم ، وهم عترتي خلقوا من طينتى ويل للمكذبين بفضلهم ، من أحبهم أحبه اللّه ومن أبغضهم أبغضه اللّه (قال) أخرجه ابن عساكر عن جابر.

[الزمخشري في الكشاف] في تفسير قوله تعالى : ( قُلْ لاٰ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ اَلْمَوَدَّةَ فِي اَلْقُرْبىٰ ) في سورة الشورى ، قال : وقال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : من مات على حب آل محمد مات شهيداً ، ألا ومن مات على حب آل محمد مات مغفوراً له ، ألا ومن مات على حب آل محمد مات تائبا ، ألا ومن مات على حب آل محمد مات مؤمناً مستكمل الإيمان ، ألا ومن مات على حب آل محمد بشره ملك الموت بالجنة ثم منكر ونكير ، ألا ومن مات على حب آل محمد يزف إلى الجنة كما تزف العروس إلى بيت زوجها ألا ومن مات على حب آل محمد فتح له في قبره بابان إلى الجنة ، ألا ومن مات على حب آل محمد جعل اللّه قبره مزاراً لملائكة الرحمن ، ألا ومن مات على حب آل محمد مات على السنة والجماعة ، ألا ومن مات على بغض آل محمد جاء يوم القيامة مكتوباً بين عينيه آيس من رحمة اللّه ، ألا ومن مات على بغض آل محمد مات كافراً ، ألا ومن مات على بغض آل محمد لم يشم رائحة الجنة (انتهى) قال الفخر الرازي في تفسيره الكبير في ذيل تفسير آية المودة في سورة الشورى - بعد نقل ما تقدم من الزمخشري في الكشاف - ما لفظه : أقول : آل محمد صلى اللّه عليه (وآله) وسلم هم الذين يؤول أمرهم اليه فكل من كان أمرهم اليه أشد وأكمل كانوا هم الآل ، ولا شك أن فاطمة وعلياً والحسن والحسين (عليهم السلام) كان التعلق بينهم وبين رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أشد التعلقات ، وهذا كالمعلوم بالنقل المتواتر ، فوجب أن يكونوا هم الآل.

ص: 86

[الهيثمي في مجمعه ج 9 ص 172] قال : وعن الحسن بن علي عليهما السلام إن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال : إلزموا مودتنا أهل البيت فانه من لقي اللّه عز وجل وهو يودنا دخل الجنة بشفاعتنا ، والذي نفسي بيده لا ينفع عبداً عمله إلا بمعرفة حقنا (قال) رواه الطبراني في الأوسط

[الهيثمي في مجمعه أيضاً ج 10 ص 281] قال : وعن الحسين بن علي عليهما السلام قال : من أحبنا للدنيا فان صاحب الدنيا يحبه البر والفاجر ومن أحبنا للّه كنا نحن وهو يوم القيامة كهاتين وأشار باصبعيه السبابة والوسطى (قال) رواه الطبراني.

[كنوز الحقائق للمناوي ص 5] ولفظه : أثبتكم على الصراط أشدكم حبا لأهل بيتي (قال) أخرجه الديلمي.

[ذخائر العقبى للمحب الطبري ص 18] قال : وعن جابر بن عبد اللّه قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : لا يحبنا أهل البيت إلا مؤمن تقي ولا يبغضنا إلا منافق شقي ، قال : أخرجه الملا - يعني في سيرته -.

[ذخائر العقبى أيضاً ص 18] قال : وعن علي عليه السلام قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : يرد الحوض أهل بيتي ومن أحبهم من أمتي كهاتين السبابتين ، قال : أخرجه الملا - يعني في سيرته -.

[نور الأبصار للشبلنجى ص 103] قال : وروى أبو الشيخ عن علي عليه السلام قال : خرج رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم مغضباً حتى استوى على المنبر فحمد اللّه وأثنى عليه ثم قال : ما بال رجال يؤذونني في أهل بيتي ، والذي نفسي بيده لا يؤمن عبد حتى يحبني ، ولا يحبني حتى يحب ذريتي.

[نور الأبصار أيضاً ص 103] قال : وروى ابن مسعود حب آل محمد صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يوماً خير من عبادة سنة.

ص: 87

باب : في بعض أبيات الشافعي وغيره في حب أهل البيت عليهم السلام

[حلية الأولياء لأبي نعيم ج 9 ص 152] قال : حدثنا عبد اللّه بن محمد ، حدثني أبو بكر السبأي ، قال : سمعت بعض مشايخنا يحكي أن الشافعي عابه بعض الناس لفرط ميله إلى أهل البيت وشدة محبته لهم إلى أن نسبه إلى الرفض ، فأنشأ الشافعي في ذلك يقول :

يا راكباً قف بالمحصب من منى *** واهتف بقاعد خيفها والناهض

إن كان رفضاً حب آل محمد *** فليشهد الثقلان إني رافضي

 (أقول) وذكرها ابن حجر أيضاً في صواعقه (ص 79) باختلاف وزيادة ، فقال : وقال أيضاً رضي اللّه عنه - يعني الشافعي :

يا راكباً قف بالمحصب من منى *** واهتف بساكن خيفها والناهض

سحرا إذا فاضٍ الحجيج إلى منى *** فيضاً كملتطم الفرات الفائض

إن كان رفضا حب آل محمد *** فليشهد الثقلان إني رافضى

ثم قال : قال البيهقي : وإنما قال الشافعي ذلك حين نسبه الخوارج إلى الرفض حسداً وبغياً (انتهى) وذكرها الفخر الرازي أيضاً في تفسير آية المودة

ص: 88

في سورة الشورى بمثل ما ذكره ابن حجر ، وذكرها الشبلنجي أيضاً في نور الأبصار (ص 104) بمثل ما ذكره ابن حجر.

[الصواعق المحرقة لابن حجر ص 108] والشبلنجي في نور الأبصار (ص 105) قالا : وللشافعى :

آل النبي ذريعتي *** وهم إليه وسيلتي

أرجو بهم أُعطى غدا *** بيدي اليمين صحيفتي

 [نور الأبصار للشبلنجى ص 104] قال : حكى عن الشافعي قوله :

يا آل بيت رسول اللّه حبكم *** فرض من اللّه في القرآن أنزله

يكفيكم من عظيم الفخر أنكم *** من لم يصل عليكم لا صلاة له

 [أقول] وذكره ابن حجر أيضاً في صواعقه (ص 104) ولم يذكر البيت الأخير.

[نور الأبصار للشبلنجي ص 104] قال : وحكى الإمام أبو بكر البيهقي في كتابه الذي صنفه في مناقب الإمام الشافعي : أن الإمام الشافعي قيل له : إن أناساً لا يصبرون على سماع منقبة أو فضيلة تذكر لأهل البيت فاذا رأوا أحداً يذكر شيئاً من ذلك قالوا : تجاوزوا عن هذا فهو رافضي فأنشأ الشافعي رحمه اللّه يقول :

إذا في مجلس نذكر علياً *** وسبطيه وفاطمة الزكيه

يقال تجاوزوا يا قوم هذا *** فهذا من حديث الرافضية

برئت إلى المهيمن من أناس *** يرون الرفض حب الفاطمية

 [وقال أيضاً في ص 105] قال الشيخ الشعراني وما أحسن ما أورده الشيخ الأكبر في الفتوحات :

فلا تعدل بأهل البيت خلقاً *** فأهل البيت هم أهل السيادة

فبغضهم من الإنسان خسر *** حقيقي وحبهم عباده

ص: 89

[الصواعق المحرقة لابن حجر ص 101] قال : وللشيخ الجليل شمس الدين ابن العربي :

رأيت ولائي آل طه فريضة *** على رغم أهل البعد يورثني القربى

فما طلب المبعوث أجراً على الهدى *** بتبليغه إلا المودة في القربى

ص: 90

باب : فيما جاء في بغض أهل البيت عليهم السلام وأذاهم

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 148] روى بسنده عن عبد اللّه بن عباس أن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال : يا بني عبد المطلب إني سألت اللّه لكم ثلاثاً ، أن يثبت قائمكم ، وأن يهدي ضالكم ، وأن يعلم جاهلكم وسألت اللّه أن يجعلكم جوداء نجداء رحماء ، فلو أن رجلاً صفن فصلى وصام ثم لقي اللّه وهو مبغض لأهل بيت محمد دخل النار (قال الحاكم) هذا حديث حسن صحيح على شرط مسلم (أقول) وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 6 ص 203) وقال : صفن بين الركن والمقام ، ثم قال : أخرجه الطبراني والحاكم عن ابن عباس ، وذكره ابن حجر أيضاً في صواعقه (ص 140) وقال فيه : فلو أن رجلاً صفن - أي من الصفن وهو صف القدمين بين الركن والمقام - فصلى وصام ثم لقي اللّه وهو يبغض آل بيت محمد دخل النار ، وذكره المحب الطبري أيضاً في ذخائره (ص 18) مختصراً وقال : أخرجه ابن السري (وفي ص 15) وقال : عن جابر بن عبد اللّه (إلى أن قال) أخرجه الملا في سيرته ، وقال فيهما : صف بدل صفن.

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 150] روى بسنده عن أبي سعيد

ص: 91

الخدري قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : والذي نفسي بيده لا يبغضنا أهل البيت أحد إلا أدخله اللّه النار ، قال : هذا حديث صحيح على شرط مسلم (أقول) وذكره ابن حجر أيضاً في صواعقه (ص 143) وقال : إنه صحيح ، وذكره السيوطي أيضاً في الدر المنثور في ذيل تفسير آية المودة في سورة الشورى ، وقال : أخرجه أحمد وابن حبان والحاكم عن أبي سعيد.

[تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج 3 ص 122] روى بسنده عن ابن عباس قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : ليس في القيامة راكب غيرنا ونحن أربعة (وساق الحديث) فذكر النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وصالح وحمزة وعلي بن أبي طالب عليه السلام (إلى أن قال) ولو أن عابداً عبد اللّه بين الركن والمقام الف عام والف عام حتى يكون كالشن البالي ولقي اللّه مبغضاً لآل محمد أكبه اللّه على منخره في نار جهنم.

[السيوطي في الدر المنثور] في ذيل تفسير آية المودة في سورة الشورى قال : وأخرج ابن عدي عن أبي سعيد قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : من أبغضنا أهل البيت فهو منافق (أقول) وذكره المحب الطبري أيضاً في ذخائره (ص 18) وقال : أخرجه أحمد في المناقب ، وذكره المناوي أيضاً في كنوز الحقائق (ص 134) وقال : أخرجه الديلمي (وقال السيوطي أيضاً) وأخرج الطبراني عن الحسن بن على عليهما السلام قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : لا يبغضنا أحد ولا يحسدنا أحد إلا ذيد يوم القيامة بسياط من نار.

[الهيثمي في مجمعه ج 4 ص 278] قال : وعن معاوية بن خديج قال : أرسلنى معاوية بن أبي سفيان إلى الحسن بن على عليهما السلام أخطب على يزيد بنتاً له - أو أختاً له - فأتيته فذكرت له يزيد فقال : إنا قوم لا نزوج نساءنا حتى نستأمرهن فأتيتها فذكرت لها يزيد فقالت : واللّه لا يكون ذلك حتى يسير فينا صاحبك كما سار فرعون في بني إسرائيل يذبح أبناءهم ويستحي

ص: 92

نساءهم ، فرجعت إلى الحسن عليه السلام فقلت : أرسلتني إلى فلقة تسمىّ أمير المؤمنين فرعون ، قال : يا معاوية إياك وبغضنا فان رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال : لا يبغضنا ولا يحسدنا أحد إلا ذيد يوم القيامة عن الحوض بسياط من النار ، قال : رواه الطبراني (أقول) وذكره في (ج 9 ص 172) أيضاً مختصراً وقال : رواه الطبراني في الأوسط ، وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال مختصراً (ج 6 ص 218) وقال : أخرجه الطبراني عن السيد الحسن عليه السلام.

[الهيثمي في مجمعه أيضاً ج 9 ص 172] قال : وعن جابر بن عبد اللّه الأنصاري قال : خطبنا رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فسمعته وهو يقول : أيها الناس من أبغضنا أهل البيت حشره اللّه يوم القيامة يهوديا فقلت : يا رسول اللّه وإن صام وصلى ، قال : وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم احتجر بذلك من سفك دمه وإن يؤدي الجزية عن يد وهم صاغرون (إلى أن قال) في آخره فاستغفرت لعلي عليه السلام وشيعته ، قال : رواه الطبراني في الأوسط.

[كنز العمال ج 8 ص 191] ولفظه : إن اللّه عز وجل يبغض الآكل فوق شبعه ، والغافل عن طاعة ربه ، والتارك سنة نبيه ، والمخفر ذمته والمبغض عترة نبيه ، والمؤذي جيرانه (قال) أخرجه الديلمي عن أبي هريرة.

[الزمخشري في الكشاف] في تفسير قوله تعالى : ( قُلْ لاٰ أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ اَلْمَوَدَّةَ فِي اَلْقُرْبىٰ ) ، في سورة الشورى (قال) وعن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم حرّمت الجنة على من ظلم أهل بيتي وآذاني في عترتي ، ومن اصطنع صنيعة إلى أحد من ولد عبد المطلب ولم يجازه عليها فأنا أجازيه عليها غدا إذا لقينى يوم القيامة (أقول) وذكره الشبلنجي أيضاً في نور الأبصار (ص 100) والمحب الطبري أيضاً في ذخائره (ص 20) باختلاف في اللفظ عن علي عليه السلام قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : إن اللّه حرم الجنة على من ظلم أهل بيتي أو قاتلهم أو أغار عليهم أو سبهم ، قال : أخرجه الإمام علي بن موسى الرضا عليهما السلام.

ص: 93

[الصواعق المحرقة لابن حجر ص 143] قال : وورد من سب أهل بيتي فانما يرتد عن اللّه والإسلام ، ومن آذانى في عترتي فعليه لعنة اللّه ، ومن آذانى في عترتي فقد آذى اللّه ، إن اللّه حرّم الجنة على من ظلم أهل بيتي أو قاتلهم أو أعان عليهم أو سبهم (إلى أن قال) خمسة - أو ستة - لعنتهم وكل نبي مجاب ، الزائد في كتاب اللّه ، والمكذب بقدر اللّه ، والمستحل محارم اللّه والمستحل من عترتي ما حرّم اللّه ، والتارك للسنة.

[فيض القدير للمناوي ج 1 ص 515] في المتن ولفظه : اشتد غضب اللّه على من آذاني في عترتي ، قال : أخرجه الديلمي في الفردوس عن أبي سعيد ، وقال في الشرح : وكذا أبو نعيم عن أبي سعيد الخدري.

[كنوز الحقائق ص 134] ولفظه : من آذاني في أهل بيتي فقد آذى اللّه ، قال : أخرجه الديلمي (أقول) وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 6 ص 217) ولفظه : من آذانى في أهلي فقد آذى اللّه ، قال : أخرجه أبو نعيم عن على عليه السلام.

[كنز العمال ج 1 ص 67] ولفظه : إن اللّه عز وجل اشتد غضبه على اليهود أن قالوا : عزير بن اللّه ، واشتد غضبه على النصارى أن قالوا : المسيح ابن اللّه ، وإن اللّه اشتد غضبه على من أراق دمي وآذاني في عترتي ، قال : لابن النجار عن أبي سعيد (أقول) وذكره في (ج 5 أيضاً ص 276) وقال : عن أبي سعيد قال : لما كان يوم أحد شج رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم في وجهه وكسرت رباعيته ، فقام رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يومئذ رافعاً يديه يقول : إن اللّه تعالى اشتد غضبه على اليهود (وساق الحديث كما تقدم).

[ذخائر العقبى للمحب الطبري ص 7] قال : وعن أبي هريرة قال : جاءت سبيعة بنت أبي لهب إلى النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فقالت : يا رسول اللّه إن الناس يقولون : أنت بنت حطب النار ، فقام رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وهو مغضب فقال : ما بال أقوام يؤذونني في قرابتي من آذى قرابتي فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى اللّه ، قال : أخرجه الملا في سيرته.

ص: 94

[أقول] هذه جملة مما جاء في بغض أهل البيت عليهم السلام وأذاهم وقد ظفرت عليها على العجالة فذكرتها ، وقد تقدم في باب ما جاء في حب أهل البيت ، حديث جابر عن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : من أحبهم أحبه اللّه ، ومن أبغضهم أبغضه اللّه ، وحديثه أيضاً عن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم لا يحبنا أهل البيت إلا مؤمن تقي ، ولا يبغضنا إلا منافق شقى ، وما رواه الكشاف عن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم في حديث طويل (قال في آخره) ألا ومن مات على بغض آل محمد جاء يوم القيامة مكتوباً بين عينيه آيس من رحمة اللّه ، ألا ومن مات على بغض آل محمد مات كافراً ، ألا ومن مات على بغض آل محمد لم يشم رائحة الجنة ، وسيأتى في باب رجوع عمر إلى علي عليه السلام حديث طويل ذكره الثعلبي في قصص الأنبياء فيه قول الأحبار لعلي عليه السلام ، فأخبرنا ما يقول القبر في صفيره؟ قال عليه السّلام : يقول : اللّهم العن مبغضي محمد وآل محمد عليهم السلام.

ص: 95

باب : في أن علياً عليه السّلام الصدّيق الاكبر

[خصائص النسائي ص 3] روى بسنده عن عمرو بن عباد بن عبد اللّه قال : قال علي عليه السلام : أنا عبد اللّه وأخو رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ، وأنا الصديق الأكبر لا يقولها بعدي إلا كاذب ، آمنت قبل الناس سبع سنين (أقول) ورواه ابن جرير الطبري أيضاً في تاريخه (ج 2 ص 56) وذكره المحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة (ج 2 ص 155) وقال : خرجه القلعي (وفي ص 158) وقال : خرجه الخلعي.

[الاصابة لابن حجر ج 7 القسم 1 ص 167] قال : وأخرج أبو أحمد وابن منذه وغيرهما من طريق اسحاق بن بشر الأسدي عن خالد بن الحارث عن عوف عن الحسن عن أبي ليلى الغفارية قال : سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول : سيكون من بعدي فتنة فاذا كان ذلك فالزموا علي بن أبي طالب فانه أول من آمن بي ، وأول من يصافحني يوم القيامة وهو الصديق الأكبر ، وهو فاروق هذه الأمة ، وهو يعسوب المؤمنين والمال يعسوب المنافقين (أقول) وذكره ابن عبد البر أيضاً في استيعابه (ج 2 ص 657) وذكره ابن الأثير الجزري أيضاً في أُسد الغابة (ج 5 ص 287).

ص: 96

[الرياض النضرة للمحب الطبري ج 2 ص 155] قال : وعن أبي ذر قال : سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول لعلي عليه السلام : أنت الصديق الأكبر ، وأنت الفاروق الذي يفرق بين الحق والباطل (قال) وفي رواية وأنت يعسوب الدين (ثم قال) خرجهما الحاكمي.

[الهيثمي في مجمعه ج 9 ص 102] قال : وعن أبي ذر وسلمان قالا : أخذ النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم بيد علي عليه السلام فقال : إن هذا أول من آمن بى ، وهذا أول من يصافحني يوم القيامة ، وهذا الصديق الأكبر وهذا فاروق هذه الأمة يفرق بين الحق والباطل ، وهذا يعسوب المؤمنين والمال يعسوب الظالمين (قال) رواه الطبراني والبزار عن أبي ذر وحده (أقول) وذكره المناوي أيضاً في فيض القدير (ج 4 ص 358) في الشرح وقال : رواه الطبراني والبزار عن أبي ذر وسلمان ، وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 6 ص 156) وقال : رواه الطبراني عن سلمان وأبي ذر معاً والبيهقي وابن عدى عن حذيفة.

[كنز العمال ج 6 ص 405] قال : عن سليمان بن عبد اللّه عن معاذة العدوية قالت : سمعت علياً عليه السلام وهو يخطب على منبر البصرة يقول : أنا الصديق الأكبر آمنت قبل أن يؤمن أبو بكر ، وأسلمت قبل أن يسلم (قال) أخرجه محمد بن أيوب الرازي في جزئه والعقيلى (أقول) وذكره الذهبى أيضاً في ميزان الاعتدال (ج 1 ص 417) مختصراً عن كتاب العقيلي عن معاذة عن علي عليه السلام ، وذكره المحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة (ج 2 ص 157) وقال : خرجه ابن قتيبة في المعارف.

[كنز العمال ج 6 ص 402] قال : عن علي عليه السلام قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : يا علي ليس في القيامة راكب غيرنا ونحن أربعة ، فقام رجل من الأنصار فقال : فداك أبي وأمي فمن هم؟ قال : أنا على البراق ، وأخى صالح على ناقته التي عقرت ، وعمى حمزة على ناقتى العضباء ، وأخى علي على ناقة من نوق الجنة ، بيده لواء الحمد ينادى : لا إله

ص: 97

إلا اللّه محمد رسول اللّه ، فيقول الآدميون : ما هذا إلا ملك مقرب ، أو نبي مرسل ، أو حامل عرش ، فيجيبهم ملك من بطنان العرش : يا معشر الآدميين ليس هذا ملكاً مقرباً ، ولا نبياً مرسلاً ، ولا حامل عرش ، هذا الصديق الأكبر علي بن أبي طالب.

[كنز العمال ج 6 ص 152] قال : الصديقون ثلاثة : حزقيل مؤمن آل فرعون ، وحبيب النجار صاحب آل يس ، وعلى بن أبي طالب (قال) أخرجه ابن النجار عن ابن عباس (أقول) وذكره السيوطي أيضاً في الدر المنثور في ذيل تفسير قوله تعالى : ( وَاِضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً أَصْحٰابَ اَلْقَرْيَةِ إِذْ جٰاءَهَا اَلْمُرْسَلُونَ ) في سورة يس ، وقال : أخرجه البخاري في تاريخه عن ابن عباس قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : الصديقون ثلاثة (وذكر الحديث) كما تقدم ، وذكره المناوي أيضاً في فيض القدير في المتن (ج 4 ص 237) وابن حجر أيضاً في صواعقه (ص 74).

[كنز العمال ج 6 ص 152] قال : الصديقون ثلاثة ، حبيب النجار مؤمن آل يس ، قال : يا قوم اتبعوا المرسلين ، وحزقيل مؤمن آل فرعون الذي قال : أتقتلون رجلاً أن يقول : ربي اللّه ، وعلي بن أبي طالب ، وهو أفضلهم قال : أخرجه أبو نعيم في المعرفة وابن عساكر عن أبي ليلى (أقول) وذكره السيوطي أيضاً في الدر المنثور في تفسير قوله تعالى : ( وَاِضْرِبْ لَهُمْ مَثَلاً ) في سورة يس ؛ وقال : أخرجه أبو داود وأبو نعيم وابن عساكر والديلمى عن أبي ليلى ، وذكره الفخر الرازي أيضاً في تفسيره الكبير في ذيل تفسير قوله تعالى : وقال ( رجل مؤمن من آل فرعون يكتم إيمانه ) ، في سورة المؤمن وذكره المناوي أيضاً في فيض القدير (ج 4 ص 238) في المتن وقال في الشرح - بعد لفظة وابن عساكر عن أبي ليلى - : وابن مردويه والديلمى من حديث عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه أبي ليلى (1) ، وذكره المحب الطبري أيضاً في ذخائره (ص 56)

ص: 98


1- أبو ليلى هذا هو كندى صحابى ، واسمه بلال أو بليل - بالتصغير - أو يسار أو داود أو أوس ، شهد أحداً وما بعدها وعاش إلى خلافة علي عليه السلام ، قال ابن عبد البر : شهد أحداً وما بعدها وانتقل إلى الكوفة وشهد مع علي عليه السلام مشاهده.

وفى الرياض النضرة (ج 2 ص 153) وقال : فيهما رواه أحمد بن حنبل في كتاب المناقب.

ص: 99

باب : إن علياً عليه السّلام خير البشر

[تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج 7 ص 421] روى بسنده عن جابر قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : علي خير البشر فمن امترى فقد كفر (اللغة) : امترى في الشيء أي شك فيه.

[تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج 3 ص 192] روى بسنده عن زر عن عبد اللّه عن علي عليه السلام قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : من لم يقل علي خير الناس فقد كفر (أقول) وذكره ابن حجر العسقلاني أيضاً في تهذيب التهذيب (ج 9 ص 419).

[كنوز الحقائق ص 92] قال : علي خير البشر من شك فيه كفر قال : أخرجه أبو يعلى.

[الرياض النضرة ج 2 ص 220] قال : عن عقبة بن سعد العوفي قال : دخلنا على جابر بن عبد اللّه - وقد سقط حاجباه على عينيه - فسألناه عن علي عليه السلام قال : فرفع حاجبيه بيده فقال : ذاك من خير البشر قال : أخرجه أحمد في المناقب (أقول) وذكره المحب الطبري في ذخائره أيضاً (ص 96).

ص: 100

[كنز العمال ج 6 ص 398] قال : عن بريدة قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم لفاطمة عليها السلام : زوجتك خير أمتي ، أعلمهم علماً ، وأفضلهم حلماً ، وأولهم سلما ، قال : أخرجه الخطيب في المتفق.

[تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج 4 ص 391] روى بسنده عن علقمة عن عبد اللّه قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : خير رجالكم علي بن أبي طالب ، وخير شبابكم الحسن والحسين ، وخير نسائكم فاطمة بنت محمد (أقول) وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 6 ص 217) قال : أخرجه ابن عساكر عن ابن مسعود.

[الهيثمي في مجمعه ج 9 ص 116] قال : وعن ابن مسعود قال : قرأت على رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم سبعين سورة وختمت القرآن على خير الناس علي بن أبي طالب عليه السلام ، قال : رواه الطبراني في الأوسط (أقول) وذكره في (ج 9 ثانياً ص 288).

[الهيثمي أيضاً ج 9 ص 158] قال : وعن ربعي بن حراش قال : استأذن عبد اللّه بن عباس على معاوية وقد علقت عنده بطون قريش ، وسعيد ابن العاص جالس عن يمينه ، فلما رآه معاوية مقبلاً قال : يا سعيد واللّه لألقين على ابن عباس مسائل يعيا بجوابها ، فقال له سعيد : ليس مثل ابن عباس يعيا بمسائلك ؛ فلما جلس قال له معاوية : - وسأله عن رجال ذكرهم الهيثمي - (إلى أن قال) فما تقول في علي بن أبي طالب؟ قال : رحم اللّه أبا الحسن كان واللّه علم الهدى ، وكهف التقى ، ومحل الحجى ، وطود النهى ، ونور السرى في ظلم الدجى ، داعيا إلى المحجة العظمى ، عالماً بما في الصحف الأولى ، وقائماً بالتأويل والذكرى ومتعلقا بأسباب الهدى ، وتاركاً للجور والأذى ، وحائداً عن طرقات الردى ، وخير من آمن واتقى ، وسيد من تقمص وارتدى وأفضل من حج وسعى ، وأسمح من عدل وسوى ، وأخطب أهل الدنيا إلا الأنبياء والنبى المصطفى ، فهل يوازيه موحد؟ وزوج خير

ص: 101

النساء ، وأبو السبطين لم تر عيني مثله ولا ترى إلى يوم القيامة واللقا ، من لعنه فعليه لعنة اللّه والعباد إلى يوم القيامة.

[الاصابة لابن حجر ج 1 القسم 4 ص 217] قال : ذكر الخطيب في المؤتلف من طريق القاسم بن خليفة : حدثنا أبو يحيى التيمى عن اسماعيل ابن ابراهيم عن مطين بن خالد عن أنس بن مالك قال : كنا إذا أردنا أن نسأل رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم عن شىء أمرنا علياً عليه السلام أو سلمان أو ثابت بن معاذ لأنهم كانوا أجرأ أصحابه عليه فلما نزلت : ( إذا جاء نصر اللّه والفتح ) ، وذكر حديثاً في فضل علي عليه السلام ، فيه أنه أخي ووزيري وخليفتي في أهل بيتي وخير من أخلف بعدي ، الحديث (أقول) وقد سبق في باب علي وصي النبي في حديث سلمان (ص 28) قول النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : إن وصيي وموضع سري وخير من أترك بعدي وينجز عدتي ويقضي ديني علي بن أبي طالب ، فراجعه.

ص: 102

باب : إن علياً عليه السّلام وشيعته خير البرية

[أقول] قد تقدم في باب جملة من الآيات النازلة في فضل علي عليه السلام في ذيل قوله تعالى : ( إِنَّ اَلَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا اَلصّٰالِحٰاتِ أُولٰئِكَ هُمْ خَيْرُ اَلْبَرِيَّةِ ) روايات عديدة ، بعضها من تفسير ابن جرير ، وجملة منها من تفسير السيوطي المسمى بالدر المنثور ، وبعضها من الصواعق المحرقة لابن حجر ، كلها كانت واردة في قول النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم في علي عليه السلام وشيعته أولئك هم خير البرية : فراجع (ج 1 ص 102).

ص: 103

باب : إن علياً عليه السّلام وشيعته هم الفائزون

[السيوطي في الدر المنثور] في ذيل تفسير قوله تعالى : ( إِنَّ اَلَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا اَلصّٰالِحٰاتِ أُولٰئِكَ هُمْ خَيْرُ اَلْبَرِيَّةِ ) ، في سورة البينة ، قال : وأخرج ابن عساكر عن جابر بن عبد اللّه قال : كنا عند النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فأقبل علي عليه السلام فقال النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : والذي نفسي بيده إن هذا وشيعته لهم الفائزون يوم القيامة ، ونزلت : ( إِنَّ اَلَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا اَلصّٰالِحٰاتِ أُولٰئِكَ هُمْ خَيْرُ اَلْبَرِيَّةِ ) فكان أصحاب النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم إذا أقبل علي عليه السلام قالوا : جاء خير البرية.

[كنوز الحقائق ص 92] ولفظه : علي وشيعته هم الفائزون يوم القيامة ، قال : أخرجه الديلمى.

[كنوز الحقائق أيضاً ص 82] ولفظه : شيعة علي هم الفائزون قال : أخرجه الديلمي.

[الهيثمي في مجمعه ج 9 ص 131] قال : وعن عبد اللّه بن أبي نجى إن علياً عليه السلام أتى يوم البصرة بذهب وفضة فقال : أبيضي واصفري وغري

ص: 104

غيري ، غري أهل الشام غداً إذا ظهروا عليك ، فشق قوله ذلك على الناس فذكر ذلك له فأذن في الناس فدخلوا عليه قال : إن خليلي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال : يا علي إنك ستقدم على اللّه وشيعتك راضين مرضيين ويقدم عليه عدوك غضابا مقمحين ، ثم جمع يده إلى عنقه يريهم الإقماح قال : رواه الطبراني في الأوسط.

[الصواعق المحرقة لابن حجر ص 96] قال : وأخرج الديلمي - يعني عن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم - يا علي إن اللّه قد غفر لك ولذريتك وولدك ولأهلك ولشيعتك ولمحبى شيعتك ، فابشر فانك الأنزع البطين (وقال في ص 139) وفي رواية إن اللّه قد غفر لشيعتك ولمحبي شيعتك.

ص: 105

باب : إن من أطاع علياً عليه السّلام فقد أطاع اللّه

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 121] روى بسنده عن أبي ذر قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : من أطاعنى فقد أطاع اللّه ، ومن عصانى فقد عصى اللّه ، ومن أطاع علياً فقد أطاعني ، ومن عصى علياً فقد عصاني (قال الحاكم) هذا حديث صحيح الاسناد (أقول) ورواه في (ج 3 أيضاً ص 128) بطريق آخر.

[الرياض النضرة للمحب الطبري ج 2 ص 167] قال : وعن أبي ذر الغفاري قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم لعلي عليه السلام : من أطاعك فقد أطاعني ، ومن أطاعنى أطاع اللّه ، ومن عصاك عصاني (قال) خرجه أبو بكر الاسماعيلى في معجمه ، وخرجه الخجندي بزيادة ، ولفظه : من أطاعني فقد أطاع اللّه ، ومن أطاعك فقد أطاعني ، ومن عصاني فقد عصى اللّه ، ومن عصاك فقد عصاني.

[أقول] ثم إن ها هنا حديثين آخرين يناسب ذكرهما في خاتمة هذا الباب (أحدهما) ما ذكره المناوي في كنوز الحقائق (ص 64) قال : حق علي على هذه الأمة كحق الوالد على الولد ، قال : أخرجه الديلمي (ثانيهما) ما

ص: 106

ذكره المحب الطبري في الرياض النضرة (ج 2 ص 172) قال : عن عمار ابن ياسر وأبي أيوب قالا : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : حق علي على المسلمين حق الوالد على الولد ، قال : خرجه الحاكمي.

ص: 107

باب : إن علياً عليه السّلام حجة اللّه

[كنوز الحقائق للمناوي ص 43] ولفظه : أنا وعلي حجة اللّه على عباده ، قال : أخرجه الديلمي.

[تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج 2 ص 88] روى بسنده عن أنس ابن مالك قال : كنت عند النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فرأى علياً عليه السّلام مقبلاً فقال : أنا وهذا حجة على أمتي يوم القيامة.

[الرياض النضرة للمحب الطبري ج 2 ص 193] قال : وعن أنس ابن مالك قال : كنت عند النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فرأى علياً عليه السّلام مقبلاً فقال : يا أنس قلت : لبيك قال : هذا المقبل حجتي على أمتي يوم القيامة (أقول) وذكره المحب في ذخائره أيضاً (ص 77) وقال : أخرجه النقاش.

ص: 108

باب : إن علياً عليه السّلام سيد الاصحاب

[تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج 8 ص 437] روى بسنده عن رشيد ، قال : كنت يوماً عند المهدي فذكر علي بن أبي طالب عليه السلام فقال المهدي : حدثني أبي عن جدي عن أبيه عن ابن عباس قال : كنت عند النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وعنده أصحابه حافين به إذ دخل علي بن أبي طالب عليه السلام فقال له النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : إنك عبقريهم قال المهدي : أي سيدهم (أقول) قال الفيروز آبادي في القاموس : «العبقري الكامل من كل شيء والسيد والذي ليس فوقه شيء».

ص: 109

باب : إن علياً عليه السّلام سيد العرب

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 124] روى بسنده عن سعيد بن جبير عن عائشة أن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال : أنا سيد ولد آدم وعلي سيد العرب (قال الحاكم) هذا حديث صحيح الاسناد (أقول) وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 6 ص 157) وقال : أخرجه الحاكم وتعقب عن عائشة والدار قطني في الأفراد عن ابن عباس والحاكم عن جابر.

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 124] روى بسنده عن عروة عن عائشة قالت : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : ادعوا لي سيد العرب فقلت : يا رسول اللّه ألست سيد العرب؟ قال : أنا سيد ولد آدم وعليٌ سيد العرب (قال الحاكم) وله شاهد آخر من حديث جابر قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : ادعوا لي سيد العرب ، فقالت عائشة : ألست سيد العرب يا رسول اللّه؟ فقال : أنا سيد ولد آدم وعلي سيد العرب.

[حلية الأولياء لأبي نعيم ج 1 ص 63] روى بسنده عن الحسن ابن علي عليهما السلام قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم :

ص: 110

ادعوا لي سيد العرب - يعني علي بن أبي طالب - فقالت عائشة : ألست سيد العرب؟ فقال : أنا سيد ولد آدم وعلي سيد العرب ، فلما جاء أرسل إلى الأنصار فأتوه فقال لهم : يا معشر الأنصار ألا أدلكم على ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعده أبداً؟ قالوا : بلى يا رسول اللّه ، قال : هذا علي فأحبوه بحبي وأكرموه بكرامتي ، فإن جبريل أمرني بالذى قلت لكم ، قال : ورواه أبو بشر عن سعيد بن جبير عن عائشة نحوه في السؤدد مختصراً (أقول) وذكره المحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة (ج 2 ص 177) وقال : خرجه الفضائلى والخجندى ، وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 6 ص 157) وقال : أخرجه الطبراني عن السيد الحسن عليه السلام ، وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه (ج 9 ص 131) وقال : رواه الطبراني.

[حلية الأولياء لأبي نعيم ج 5 ص 38] روى بسنده عن الحسين ابن على عليهما السلام قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : يا أنس إن علياً سيد العرب ، فقالت عائشة : ألست سيد العرب؟ قال : أنا سيد ولد آدم وعليٌ سيد العرب.

[تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج 11 ص 89] روى بسنده عن سلمة بن كهيل قال : مرّ علي بن أبي طالب عليه السلام على النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وعنده عائشة فقال لها : إذا سرك أن تنظرى إلى سيد العرب فأنظرى إلى علي بن أبي طالب ، فقالت : يا نبي اللّه ألست سيد العرب؟ فقال : أنا إمام المسلمين ، وسيد المتقين ، إذا سرك أن تنظرى إلى سيد العرب فانظرى إلى علي بن أبي طالب (أقول) وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 6 ص 157) وقال : أخرجه الخطيب عن سلمة بن كهيل مرسلاً ، وأورده ابن الجوزى في العلل المتناهية (انتهى).

[كنز العمال أيضاً ج 6 ص 400] قال : عن عائشة قالت : قلت : يا رسول اللّه أنت سيد العرب ، قال : أنا سيد ولد آدم وعليٌ سيد العرب (قال) أخرجه ابن النجار.

ص: 111

[الهيثمي في مجمعه 9 ص 116] قال : وعن أنس بن مالك أن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال : من سيد العرب؟ قالوا : أنت يا رسول اللّه فقال : أنا سيد ولد آدم وعليٌ سيد العرب ، قال : رواه الطبراني.

[الصواعق المحرقة لابن حجر ص 73] قال : وروى البيهقي أنه ظهر علي عليه السلام من البعد ، فقال صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : هذا سيد العرب ، فقالت عائشة : ألست سيد العرب؟ فقال : أنا سيد العالمين وهو سيد العرب.

ص: 112

باب : إن علياً عليه السّلام سيد المسلمين وأمير المؤمنين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين وفاروق الأمة ويعسوب الدين

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 137] روى بسنده عن عبد اللّه بن أسعد بن زرارة عن أبيه ، قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : أوحى إلي في علي ثلاث ، إنه سيد المسلمين ، وإمام المتقين ، وقائد الغر المحجلين (قال الحاكم) هذا حديث صحيح الاسناد.

[أقول] وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 6) بطريقين (في ص 157) قال في أحدهما : لما عرج بي إلى السماء انتهى بي إلى قصر من لؤلؤ فراشه من ذهب يتلألأ فأوحى إلي ربي في علي ثلاث خصال ، إنه سيد المسلمين ، وإمام المتقين ، وقائد الغر المحجلين (قال) أخرجه الباوردى وابن قانع والبزار والحاكم وأبو نعيم ، وقال في ثانيهما. ليلة أسرى بي أتيت على ربي عز وجل فأوحى إلي في علي بثلاث ، إنه سيد المسلمين ، وولي المتقين وقائد الغر المحجلين (قال) أخرجه ابن النجار عن عبد اللّه بن أسعد بن زرارة وذكره ابن حجر أيضاً في إصابته (ج 4 القسم 1 ص 33) قال : بعد ذكر السند ما لفظه : عن عبد اللّه بن أسعد بن زرارة قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : انتهيت إلى سدرة المنتهى ليلة أسرى بي فأوحى إلي في علي إنه

ص: 113

إمام المتقين قال (الحديث) ، وذكره ابن الأثير الجزرى أيضاً في أسد الغابة مرتين مرة في (ج 1 ص 69) وأخرى في (ج 3 ص 116) ، وذكره المحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة (ج 2 ص 177) وقال : خرجه المحاملى ، وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه (ج 9 ص 121) وقال : عن عبد اللّه ابن حكيم قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : إن اللّه تعالى أوحى إلي في علي ثلاثة أشياء ليلة أسرى بى إنه سيد المؤمنين ، وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين ، قال : رواه الطبراني في الصغير.

[الرياض النضرة للمحب الطبري ج 2 ص 177] قال : وعن علي عليه السلام قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : إنك سيد المسلمين ، وإمام المتقين ، وقائد الغر المحجلين ، ويعسوب الدين.

[حلية الأولياء لأبي نعيم ج 1 ص 66] روى بسنده عن الشعبى قال : قال علي عليه السلام : قال لى رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : مرحبا بسيد المسلمين وإمام المتقين فقيل لعلي عليه السلام : فأي شيء كان من شكرك؟ قال : حمدت اللّه تعالى على ما آتانى ، وسألته الشكر على ما أولاني وأن يزيدني مما أعطاني.

[حلية الأولياء أيضاً ج 1 ص 63] روى بسنده عن أنس قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : يا أنس اسكب لى وضوء ، ثم قام فصلى ركعتين ، ثم قال : يا أنس أول من يدخل عليك من هذا الباب أمير المؤمنين ، وسيد المسلمين ، وقائد الغر المحجلين ، وخاتم الوصيين ، قال أنس : قلت : اللّهم أجعله رجلاً من الأنصار وكتمته إذ جاء علي عليه السلام فقال : من هذا يا أنس؟ فقلت : علي فقام مستبشرا فاعتنقه ثم جعل يمسح عرق وجهه بوجهه ويمسح عرق علي عليه السلام بوجهه ، قال علي عليه السلام : يا رسول اللّه لقد رأيتك صنعت شيئاً ما صنعت بى من قبل ، قال : وما يمنعني وأنت تؤدي عنى وتسمعهم صوتي وتبين لهم ما اختلفوا فيه بعدي (قال) أبو نعيم : رواه جابر الجعفي عن أبي الطفيل عن أنس نحوه.

ص: 114

[تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج 13 ص 122] روى بسنده عن ابن عباس قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : ليس في القيامة راكب غيرنا ونحن أربعة ، فقام عمه العباس فقال له : فداك أبي وأمي أنت ومن؟ قال : أما أنا فعلى دابة اللّه البراق ، وأما أخي صالح على ناقة اللّه التي عقرت ، وعمي حمزة أسد اللّه وأسد رسوله على ناقتي العضباء وأخي وابن عمي وصهري علي بن أبي طالب على ناقة من نوق الجنة مدبجة الظهر ، رحلها من زمرد أخضر مصبب بالذهب الأحمر ، رأسها من الكافور الأبيض ، وذنبها من العنبر الأشهب ، وقوائمها من المسك الأذفر ، وعنقها من لؤلؤ ، وعليها قبة من نور اللّه ، باطنها عفو اللّه ، وظاهرها رحمة اللّه بيده لواء الحمد ، فلا يمر بملأ من الملائكة إلا قالوا : هذا ملك مقرب ، أو نبي مرسل ، أو حامل عرش رب العالمين ، فينادى مناد من لدنان العرش - أو قال : من بطنان العرش - ليس هذا ملكاً مقرباً ، ولا نبياً مرسلاً ، ولا حامل عرش رب العالمين ، هذا علي بن أبي طالب أمير المؤمنين ، وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين ، إلى جنان رب العالمين ، أفلح من صدقه ، وخاب من كذبه ولو أن عابداً عبد اللّه بين الركن والمقام الف عام والف عام حتى يكون كالشن البالي ولقي اللّه مبغضاً لآل محمد أكبّه اللّه على منخره في نار جهنم (أقول) ورواه أيضاً بطريق آخر في (ج 11 ص 112) وقال فيه : هذا علي بن أبي طالب ، وصى رسول رب العالمين ، وإمام المتقين ، وقائد الغر المحجلين وقد سبق ذكره في باب علي وصي النبي (ص 34) فراجع.

[الاصابة لابن حجر ج 7 القسم 1 ص 167] قال : وأخرج أبو أحمد وابن مندة وغيرهما من طريق اسحاق بن بشر الأسدي عن خالد بن الحارث عن عوف عن الحسن عن أبي ليلى الغفارية قال : سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول : ستكون من بعدي فتنة فاذا كان ذلك فالزموا علي بن أبي طالب فانه أول من آمن بى ، وأول من يصافحني يوم القيامة وهو الصديق الأكبر ، وهو فاروق هذه الأمة ، وهو يعسوب المؤمنين والمال يعسوب المنافقين.

ص: 115

[أقول] وذكره ابن عبد البر أيضاً في استيعابه (ج 2 ص 657) وابن الأثير أيضاً في أُسد الغابة (ج 5 ص 287)

[الهيثمي في مجمعه ج 9 ص 102] قال : وعن أبي ذر وسلمان قالا : أخذ النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم بيد علي عليه السلام فقال : إن هذا أول من آمن بي ، وهذا أول من يصافحني يوم القيامة ، وهذا الصديق الأكبر وهذا فاروق هذه الأمة يفرق بين الحق والباطل ، وهذا يعسوب المؤمنين والمال يعسوب الظالمين (قال) رواه الطبراني والبزار عن أبي ذر وحده.

[أقول] وذكره المناوي أيضاً في فيض القدير في الشرح (ج 4 ص 358) وقال : رواه الطبراني والبزار عن أبي ذر وسلمان ، والمتقي أيضاً في كنز العمال (ج 6 ص 156) وقال : رواه الطبراني عن سلمان وأبي ذر معاً والبيهقي وابن عدي عن حذيفة.

[الرياض النضرة للمحب الطبري ج 2 ص 155] قال : وعن أبي ذر قال : سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول لعلي عليه السلام : أنت الصديق الأكبر ، وأنت الفاروق الذي تفرق بين الحق والباطل (قال) وفي رواية وأنت يعسوب الدين ، قال : خرجهما الحاكمي.

[كنز العمال ج 6 ص 394] قال : عن علي عليه السلام قال : أنا يعسوب المؤمنين والمال يعسوب الظلمة ، قال : أخرجه أبو نعيم ، وقال أيضاً في (ج 6 ص 394) عن أبي مسعر قال : دخلت على علي عليه السلام وبين يديه ذهب فقال : أنا يعسوب المؤمنين ، وهذا يعسوب المنافقين ، وقال : بى يلوذ المؤمنون ، وبهذا يلوذ المنافقون ، قال : أخرجه أبو نعيم ، وقال أيضاً في (ج 6 ص 153) قال : علي يعسوب المؤمنين ، والمال يعسوب المنافقين ، قال : أخرجه ابن عدي عن على عليه السلام.

[أقول] وذكره ابن حجر أيضاً في صواعقه (ص 75) والمناوي أيضاً

ص: 116

فى فيض القدير في المتن (ج 4 ص 358) وقالا أيضاً : خرجه ابن عدى والمناوى أيضاً في كنوز الحقائق (ص 92) ولفظه : علي يعسوب المؤمنين وقال : أخرجه الطبراني.

[ثم] إن ها هنا جملة من الأخبار يناسب ذكرها في خاتمة هذا الباب (منها) ما ذكره الهيثمي في مجمعه (ج 9 ص 158) قال : وعن ربعي بن حراش قال : استأذن عبد اللّه بن عباس على معاوية وقد حلقت عنده بطون قريش وسعيد بن العاص جالس عن يمينه ، فلما رآه معاوية قال : يا سعيد واللّه لألقين على ابن عباس مسائل يعيا بجوابها ، فقال له سعيد : ليس مثل ابن عباس يعيا بمسائلك فلما جلس قال له معاوية وسأله عن رجال ذكرهم الهيثمي (إلى أن قال) فما تقول في علي بن أبي طالب؟ قال : رحم اللّه أبا الحسن وكان واللّه علم الهدى (إلى أن قال) وسيد من تقمص وارتدى ، وأفضل من حج وسعى وأسمح من عدل وسوى ، الحديث ، وقد تقدم تمامه في الباب الثامن والستين في أن علياً خير البشر (ص 92) ، فراجعه ، (ومنها) ما رواه أبو نعيم في حلية الأولياء (ج 1 ص 64) بسنده عن ابن عباس قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : ما أنزل اللّه آية يٰا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا إلا وعلي عليه السلام رأسها وأميرها. (أقول) وذكره ابن حجر أيضاً في صواعقه (ص 76) والشبلنجى أيضاً في نور الأبصار (ص 73) وقالا : أخرجه الطبراني وابن أبي حاتم والهيتمى أيضاً في مجمعه (ج 9 ص 112) مع زيادة في آخره قال : ما أنزل اللّه يا أيها الذين آمنوا إلا علي أميرها وشريفها ، ولقد عاتب اللّه أصحاب محمد صلى اللّه عليه (وآله) وسلم في غير مكان وما ذكر علياً عليه السلام إلا بخير قال : رواه الطبراني ، وذكره المحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة (ج 2 ص 207) قال : ليس آية في كتاب اللّه عز وجل يا أيها الذين آمنوا إلا وعلي أولها وأميرها وشريفها ، ولقد عانب اللّه أصحاب محمد صلى اللّه عليه (وآله) وسلم في القرآن وما ذكر علياً عليه السلام إلا بخير ، قال : أخرجه أحمد في المناقب ، وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 6 ص 319)

ص: 117

(ومنها) ما رواه الحاكم في مستدرك الصحيحين (ج 3 ص 129) بسنده عن جابر بن عبد اللّه يقول : سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وهو آخذ بضبع علي بن أبي طالب عليه السلام وهو يقول : هذا أمير البررة ، قاتل الفجرة ، منصور من نصره ، مخذول من خذله ، مد بها صوته (قال الحاكم) هذا حديث صحيح الاسناد (أقول) ورواه الخطيب البغدادي أيضاً في تاريخه (ج 4 ص 219) وقال فيه : وهو آخذ بضبع علي عليه السلام يوم الحديبية وفي (ج 2 ص 377) مع زيادة في آخره : أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد البيت فليأت الباب (ومنها) ما رواه أبو نعيم أيضاً في حليته (ج 1 ص 66) بسنده عن أنس ابن مالك قال : بعثنى النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم مع أبي برزة الأسلمي فقال له وأنا أسمع : يا أبا برزة إن رب العالمين عهد إلي عهدا في علي بن أبي طالب فقال : إنه راية الهدى ، ومنار الإيمان ، وإمام أوليائى ، ونور جميع من أطاعني ، يا أبا برزة علي بن أبي طالب أميني غداً في القيامة ، وصاحب رايتي في القيامة ، على مفاتيح خزائن رحمة ربى.

[أقول] ورواه ثانياً في (ج 1 ص 66) بسنده عن أبي برزة قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : إن اللّه تعالى عهد إلي في علي فقلت : يا رب بينه لى ، فقال : إن علياً راية الهدى ، وإمام أوليائي ، ونور من أطاعني ، وهو الكلمة التي ألزمتها المتقين (الحديث).

ص: 118

باب : إن علياً عليه السّلام سيد في الدنيا وسيد في الآخرة

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 127] روى بسنده عن ابن عباس قال : نظر النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم إلى علي عليه السلام فقال : أنت سيد في الدنيا وسيد في الآخرة ، حبيبك حبيبى ، وحبيبى حبيب اللّه ، وعدوك عدوى ، وعدوى عدو اللّه ، والويل لمن أبغضك بعدي (قال الحاكم) صحيح على شرط الشيخين ، (أقول) ورواه الخطيب البغدادي أيضاً في تاريخه (ج 4 ص 41) بطرق خمسة ، وذكره ابن حجر أيضاً في تهذيب التهذيب (ج 1 ص 12) مختصراً ، والمحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة (ج 2 ص 166) والشبلنجي في نور الأبصار (ص 73) وعلى بن سلطان في مرقاته (ج 5 ص 573) وقالوا جميعا : أخرجه أحمد في المناقب ، وذكره المحب الطبري ثانياً في الرياض النضرة (ج 2 ص 177) مختصراً وقال : خرجه أبو عمر وأبو الخير الحاكمى.

[حلية الأولياء لأبي نعيم ج 5 ص 59] روى بسنده عن عبد اللّه بن مسعود قال : أصابت فاطمة عليها السلام صبيحة يوم العرس رعدة ، فقال لها النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : يا فاطمة زوجتك سيداً في الدنيا وإنه في

ص: 119

فى الآخرة لمن الصالحين ، يا فاطمة لما أراد اللّه تعالى أن أملكك بعلي أمر اللّه جبريل فقام في السماء الرابعة فصف الملائكة صفوفاً ثم خطب عليهم فزوجك من علي ، ثم أمر اللّه شجر الجنان فحملت الحلي والحلل ، ثم أمرها فنثرته على الملائكة ، فمن أخذ منهم شيئاً يومئذ أكثر مما أخذ غيره افتخر به إلى يوم القيامة ، قالت أم سلمة : لقد كانت فاطمة عليها السلام تفتخر على النساء لأن أول من خطب عليها جبريل عليه السلام (أقول) ورواه الخطيب البغدادي أيضاً في تاريخه (ج 4 ص 128).

[حلية الأولياء أيضاً ج 2 ص 42] روى بسنده عن عمران بن حصين أن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال : ألا تنطلق بنا نعود فاطمة؟ فانها تشتكي ، قلت : بلى قال : فانطلقنا حتى إذا انتهينا إلى بابها فسلم واستأذن فقال : أدخل أنا ومن معي؟ قالت : نعم ومن معك يا أبتاه فو اللّه ما علي إلا عباءة ، فقال لها : اصنعي بها كذا واصنعى بها كذا ، فعلمها كيف تستتر فقالت : واللّه ما على رأسى من خمار ، قال : فأخذ خلق ملاءة كانت عليه فقال : اختمري بها ؛ ثم أذنت لهما فدخلا فقال : كيف تجدينك يا بنية؟ قالت إني لوجعة وإنه ليزيد في أنه ما لي طعام آكله ، قال : يا بنية أما ترضين أنك سيدة نساء العالمين؟ قالت : تقول يا أبت فأين مريم ابنة عمران؟ قال : تلك سيدة نساء عالمها ، وأنت سيدة نساء عالمك ، أما واللّه زوجتك سيدا في الدنيا والآخرة (أقول) وذكره ابن عبد البر أيضاً في الاستيعاب (ج 2 ص 750) (ورواه الطحاوي أيضاً في مشكل الآثار ج 1 ص 50) وقال في آخره : لا يبغضه إلا منافق (وذكره المحب الطبري في ذخائره ص 43) وقال أيضاً في آخره : ولا يبغضه إلا منافق ، وقال : خرجه الحافظ أبو القاسم الدمشقي.

[الرياض النضرة ج 2 ص 193] قال : عن معقل بن يسار قال : وصب (1) رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فقال : هل لك في فاطمة

ص: 120


1- الوصب التعب والفتور في البدن.

تعودها؟ فقلت : نعم ، فقام متوكئاً علي ، فقال : إنه سيحمل ثقلها غيرك ويكون أجرها لك ، قال : فكأنه لم يكن علي شيء حتى دخلنا على فاطمة فقلنا : كيف تجدينك؟ قالت : لقد اشتد حزنى واشتدت فاقتى وطال سقمي (قال) قال عبد اللّه بن أحمد بن حنبل : وجدت بخط أبي في هذا الحديث قال : أو ما ترضين إني زوجتك أقدمهم سلماً وأكثرهم علماً وأعظمهم حلماً؟ قال : أخرجه أحمد وأخرجه القلعي وقال : زوجتك سيداً في الدنيا والآخرة.

[كنوز الحقائق ص 188] قال : يا علي أنت سيد في الدنيا وسيد في الآخرة ، قال : أخرجه الديلمي.

ص: 121

باب : إن علياً عليه السّلام مع الحق والحق مع علي عليه السّلام

[صحيح الترمذي ج 2 ص 298] روى حديثاً مسنداً عن علي عليه السلام وفيه قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : رحم اللّه علياً ، اللّهم أدر الحق معه حيث دار.

[أقول] ورواه الحاكم أيضاً في مستدرك الصحيحين (ج 3 ص 124) وقال : هذا حديث صحيح على شرط مسلم ، (وذكره الفخر الرازي أيضاً في تفسيره الكبير) في ذيل تفسير البسملة فقال : أما إن علي بن أبي طالب عليه السلام كان يجهر بالتسمية فقد ثبت بالتواتر ومن اقتدى في دينه بعلي ابن أبي طالب عليه السلام فقد اهتدى ، قال : والدليل عليه قوله - يعني النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم - اللّهم أدر الحق مع على حيث دار (وقال أيضاً) - بعد مضىّ ما يقرب من ستين صفحة - ومن اتخذ علياً إماماً لدينه فقد استمسك بالعروة الوثقي في دينه ونفسه.

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 119] روى بسنده عن عمرة بنت عبد الرحمن قالت : لما سار علي عليه السلام إلى البصرة دخل على أم سلمة زوج النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يودعها فقالت : سر في حفظ اللّه وفي

ص: 122

كنفه فو اللّه إنك لعلى الحق والحق معك ، ولو لا اني أكره أن أعصي اللّه ورسوله - فانه أمرنا صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أن نقر في بيوتنا - لسرت معك ، ولكن واللّه لأرسلن معك من هو أفضل عندي وأعز علي من نفسي ابني (قال الحاكم) هذا الحديث صحيح على شرط الشيخين.

[تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج 14 ص 321] روى بسنده عن أبي ثابت مولى أبي ذر قال : دخلت على أم سلمة فرأيتها تبكي وتذكر علياً عليه السلام ، وقالت : سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول : علي مع الحق والحق مع علي ، ولن يفترقا حتى يردا علي الحوض يوم القيامة.

[الهيثمي في مجمعه ج 7 ص 235] قال : وعن محمد بن ابراهيم التيمى أن فلاناً (1) دخل المدينة حاجا فأتاه الناس يسلمون عليه فدخل سعد فسلم فقال : وهذا لم يعنا على حقنا على باطل غيرنا ، قال : فسكت عنه فقال : ما لك لا تتكلم؟ فقال : هاجت فتنة وظلمة فقال لبعيري : إخ إخ فأنخت حتى انجلت فقال رجل : إني قرأت كتاب اللّه من أوله إلى آخره فلم أر فيه إخ إخ فقال : أما إذ قلت فاني سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول : على مع الحق - أو الحق مع على - حيث كان ، قال : من سمع ذلك؟ قال : قاله في بيت أم سلمة ، قال : فأرسل إلى أم سلمة فسألها ، فقالت : قد قاله رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم في بيتي ، فقال الرجل لسعد : ما كنت عندي قط ألوم منك الآن ، فقال : ولم؟ قال : لو سمعت هذا من النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم لم أزل خادماً لعلي حتى أموت ، قال : رواه البزار (أقول) كلمة إخ إخ بكسر الهمزة وسكون الخاء المعجمة صوت إناخة الجمل ، والظاهر أن في الحديث سقطاً والصحيح هكذا : فقال اللّه لبعيرى : إخ إخ فأنحت وذلك بشهادة قول الرجل : إني قرأت كتاب اللّه من أوله إلى آخره فلم أر فيه إخ إخ ، ثم إن المراد من فلان في صدر الحديث كما

ص: 123


1- (يعني معوية بن أبي سفيان).

ذكرنا هو معاوية بن أبي سفيان ومقصوده من عدم إعانة سعد على حقه عدم نصرته له يوم صفين لأنه كان منعزلاً عن الطرفين.

[الهيثمي أيضاً في مجمعه ج 9 ص 134] قال : وعن أم سلمة أنها كانت تقول كان علي عليه السلام على الحق من اتبعه اتبع الحق ، ومن تركه ترك الحق عهد معهود قبل يومه هذا ، قال : رواه الطبراني.

[الهيثمي أيضاً في مجمعه ج 7 ص 234] قال : وعن أبي سعيد - يعني الخدري - قال : كنا عند بيت النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم في نفر من المهاجرين والأنصار (إلى أن قال) ومر علي بن أبي طالب عليه السلام فقال : الحق مع ذا الحق مع ذا ، قال : رواه أبو يعلى ورجاله ثقات (أقول) وذكره المناوي أيضاً في كنوز الحقائق (ص 65) مختصراً عن أبي يعلى ، والمتقى أيضاً في كنز العمال (ج 6 ص 157) وقال : لأبي يعلى وسعيد بن منصور.

[كنز العمال ج 6 ص 157] قال : تكون بين الناس فرقة واختلاف فيكون هذا وأصحابه على الحق - يعني علياً عليه السلام - قال : أخرجه الطبراني عن كعب بن عجرة.

[ثم] إن في المقام حديثين آخرين يناسب ذكرهما في خاتمة هذا الباب (الأول) ما ذكره المتقي في كنز العمال (ج 3 ص 158) قال : عن أبي مجلز قال : قال عمر : من تستخلفون بعدى؟ فقال رجل من القوم : الزبير بن العوام ، فقال : إذاً تستخلفون شحيحاً غلقاً - يعني سيء الأخلاق - فقال رجل : نستخلف طلحة بن عبد اللّه ، فقال : كيف تستخلفون رجلاً كان أول شيء نحله رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أرضا نحله إياها فجعلها في رهن يهودية ، فقال رجل من القوم : نستخلف علياً ، فقال : إنكم لعمري لا تستخلفونه ، والذي نفسي بيده لو استخلفتموه لأقامكم على الحق وإن كرهتم (الحديث) قال : أخرجه ابن راهويه ، (الثاني) ما رواه البخاري في الأدب المفرد في باب من أحب كتمان السر ، روى بسنده عن محمد بن عبد اللّه بن عبد

ص: 124

الرحمن بن عبد القاري عن أبيه أن عمر بن الخطاب ورجلاً من الأنصار كانا جالسين فجاء عبد الرحمن بن عبد القاري فجلس اليهما ، فقال عمر : إنا لا نحب من يرفع حديثنا ، فقال له عبد الرحمن : لست أجالس أولئك يا أمير المؤمنين ، قال عمر : بلى فجالس هذا وهذا ولا ترفع حديثنا ثم قال للأنصاري : من ترى الناس يقولون يكون الخليفة بعدي؟ فعدد الأنصاري رجالاً من المهاجرين ولم يسم علياً ، فقال عمر : فما لهم عن أبي الحسن فو اللّه إنه لا حرام إن كان عليهم أن يقيمهم على طريقه من الحق.

ص: 125

باب : إن علياً عليه السّلام مع القرآن والقرآن مع علي عليه السّلام

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 124] روى بسنده عن أبي سعيد التيمي عن أبي ثابت مولى أبي ذر ، قال : كنت مع علي عليه السلام يوم الجمل فلما رأيت عائشة واقفة دخلني بعض ما يدخل الناس فكشف اللّه عني ذلك عند صلاة الظهر فقاتلت مع أمير المؤمنين عليه السلام ، فلما فرغ ذهبت إلى المدينة فأنيت أم سلمة فقلت : إني واللّه ما جئت أسأل طعاماً ولا شراباً ولكنى مولى لأبي ذر ، فقالت : مرحباً فقصصت عليها قصتي ، فقالت : أين كنت حين طارت القلوب مطائرها؟ قلت : إلى حيث كشف اللّه ذلك عنى عند زوال الشمس ، قالت : أحسنت سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول : علي مع القرآن والقرآن مع علي لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض (قال الحاكم) هذا حديث صحيح الاسناد وأبو سعيد التيمى هو عقيصاء ثقة مأمون (أقول) وذكره المناوي أيضاً في فيض القدير (ج 4 ص 356) في المتن ، والمتقي أيضاً في كنز العمال (ج 6 ص 153) كل منهما مختصراً وقالا : عن الطبراني في الأوسط.

[الهيثمي في مجمعه ج 9 ص 134] قال : عن أم سلمة قالت :

ص: 126

سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول : علي مع القرآن والقرآن مع على لا يفترقان حتى يردا علي الحوض (قال) رواه الطبراني في الصغير والأوسط (أقول) وذكره ابن حجر أيضاً في صواعقه (ص 74) والشبلنجي أيضاً في نور الأبصار (ص 72) وقالا : أخرجه الطبراني في الأوسط.

[الصواعق المحرقة أيضاً ص 75] قال : وفي رواية أنه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال في مرض موته : أيها الناس يوشك أن أقبض قبضاً سريعاً فينطلق بى وقد قدمت اليكم القول معذرة اليكم : ألا إني مخلف فيكم كتاب ربي عز وجل ، وعترتى أهل بيتي ، ثم أخذ بيد علي عليه السلام فرفعها فقال : هذا علي مع القرآن والقرآن مع علي لا يفترقان حتى يردا علي الحوض فاسألوهما ما خلفت فيهما.

ص: 127

باب : إن النظر الى علي عليه السّلام عبادة وذكره عبادة

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 141] روى بسنده عن أبي سعيد الخدري عن عمران بن حصين قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : النظر إلى علي عبادة (قال الحاكم) هذا حديث صحيح الاسناد ، ثم قال : وشواهده عن عبد اللّه بن مسعود صحيحة.

[المستدرك أيضاً ج 3] روى بسندين عن عبد اللّه - يعني ابن مسعود - أحدهما في (ص 141) والآخر في (ص 142) قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : النظر إلى وجه علي عبادة (أقول) ورواه أبو نعيم أيضاً في حليته (ج 5 ص 58) وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه (ج 9 ص 119) وقال : رواه الطبراني ، وذكره المحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة (ج 2 ص 219) وقال : أخرجه أبو الحسن الحربي ، ثم قال : وعن عمرو بن العاص مثله ، وقال : أخرجه الأبهري.

[حلية الأولياء لأبي نعيم ج 2 ص 182] روى بسنده عن عروة عن عائشة قالت : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : النظر إلى علي عبادة.

ص: 128

[تاريخ بغداد ج 2 ص 51] روى بسنده عن أبي هريرة قال : رأيت معاذ بن جبل يديم النظر إلى علي بن أبي طالب عليه السلام فقلت : مالك تديم النظر إلى علي كأنك لم تره؟ فقال : سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول : النظر إلى وجه علي عبادة.

[كنز العمال ج 6 ص 152] والمناوي في فيض القدير في المتن (ج 6 ص 299) قالا : النظر إلى وجه علي عبادة ، وقالا : أخرجه الطبراني والحاكم عن ابن مسعود عن عمران بن حصين (قال) المناوي في الشرح : قال الزمخشري عن ابن الأعرابي إذا برز - يعني علياً عليه السلام - قال الناس : لا إله إلا اللّه ما أشرق هذا الفتى ما أعلمه ما أكرمه ما أحلمه ما أشجعه فكانت رؤيته تحمل على النطق بالعبادة فيالها من سعادة ، ثم إن المتقي ذكر الحديث ثانياً في كنز العمال (ج 6 ص 158) والمناوي في كنوز الحقائق (ص 155) وقالا : أخرجه ابن عساكر.

[الهيثمي في مجمعه ج 9 ص 119] قال : وعن طليق بن محمد قال : رأيت عمران بن حصين يحد النظر إلى علي ، فقيل له فقال : سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول : النظر إلى علي عبادة (قال) رواه الطبراني.

[الاصابة لابن حجر ج 8 القسم 1 ص 183] ذكر حديثاً عن عمرة قالت : قالت معاذة الغفارية : كنت أنيساً لرسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أخرج معه في الأسفار أقوم على المرضى وأداوي الجرحى ، فدخلت على رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم في بيت عائشة وعلي عليه السلام خارج من عنده ، فسمعته يقول لعائشة : إن هذا أحب الرجال إلي وأكرمهم عليّ فاعرفي له حقه وأكرمي مثواه (قال) الحديث ، ثم قال : وفيه النظر إلى علي عبادة (أقول) وذكر الحديث بتمامه المحب الطبري في الرياض النضرة (ج 2 ص 219) قال : وعن معاذة الغفارية قالت : كان لى أنس بالنبى صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أخرج معه في الأسفار ، وأقوم على المرضى ، وأداوي

ص: 129

الجرحى ، فدخلت إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم في بيت عائشة وعلي عليه السلام خارج من عنده ، فسمعته يقول : يا عائشة إن هذا أحب الرجال إلي وأكرمهم عليّ فاعرفى له حقه ، وأكرمى مثواه ، فلما أن جرى بينها وبين علي عليه السلام بالبصرة ما جرى رجعت عائشة إلى المدينة فدخلت عليها فقلت لها : يا أم المؤمنين كيف قلبك اليوم بعد ما سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول لك فيه ما قال؟ قالت : يا معاذة كيف يكون قلبي لرجل كان إذا دخل عليّ وأبي عندنا لا يمل من النظر اليه ، فقلت له : يا أبة إنك لتديمن النظر إلى علي ، فقال : يا بنية سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول : النظر إلى وجه علي عبادة ، قال : أخرجه الخجندي.

[الرياض النضرة ج 2 ص 219] قال : عن عائشة قالت : رأيت أبا بكر يكثر النظر إلى وجه علي ، فقلت : يا أبة رأيتك تكثر النظر إلى وجه على ، فقال : يا بنية سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول : النظر إلى وجه على عبادة (قال) أخرجه ابن السمان في الموافقة.

[الرياض النضرة أيضاً ج 2 ص 219] قال : وعن جابر قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم لعلي عليه السلام : عد عمران بن الحصين فانه مريض ، فأتاه وعنده معاذ وأبو هريرة ، فأقبل عمران يحد النظر إلى علي عليه السلام ، فقال له معاذ : لم تحد النظر اليه؟ فقال : سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول : النظر إلى على عبادة ، قال معاذ : وأنا سمعته من رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ، وقال أبو هريرة : وأنا سمعته من رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم (قال) أخرجه ابن أبي الفرات.

[الرياض النضرة أيضاً ج 2 ص 220] قال : وعن ابن لعليّ بن أبي طالب عليه السلام أنه قيل له (1) - وقد أدام النظر إلى وجه علي عليه السلام - ما

ص: 130


1- (يعني لعمران بن الحصين).

لك تديم النظر اليه؟ قال : سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول : النظر إلى علي عبادة (قال) أخرجه أبو الخير الحاكمى.

[فيض القدير للمناوي ج 3 ص 565] في المتن قال : ذكر علي عليه السلام عبادة ، قال : أخرجه الديلمي في الفردوس عن عائشة (أقول) وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 6 ص 152) وقال أيضاً : أخرجه الديلمي في الفردوس عن عائشة.

[كنوز الحقائق للمناوي ص 73] قال : ذكر علي عليه السلام عبادة قال : أخرجه الخليلي.

[الصواعق المحرقة لابن حجر ص 74] قال : أخرج الديلمي عن عائشة أن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال : خير إخوتي علي ، وخير أعمامي حمزة ، وذكر علي عبادة.

ص: 131

باب : إن علياً عليه السّلام انتجاه اللّه

[صحيح الترمذي ج 2 ص 300] روى بسنده عن جابر قال : دعا رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم علياً عليه السلام يوم الطائف فانتجاه فقال الناس : لقد طال نجواه مع ابن عمه ، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : ما انتجيته ولكن اللّه انتجاه (أقول) وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 6 ص 159) وقال : أخرجه الترمذي والطبراني (انتهى) ورواه الخطيب البغدادي أيضاً في تاريخه (ج 7 ص 402) وقال - بعد ذكر السند ما لفظه - عن جابر إن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم انتجى علياً عليه السلام في غزوة الطائف يوما فقالوا : لقد طالت مناجاتك مع علي هذا اليوم ، فقال : ما أنا انتجيته ولكن اللّه انتجاه ، ورواه ابن الأثير الجزري أيضاً في أُسد الغابة (ج 4 ص 27) وقال - بعد ذكر السند ما لفظه - عن جابر قال : لما كان يوم الطائف دعا رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم علياً فناجاه طويلاً ، فقال بعض أصحابه : لقد طال نجوى ابن عمه ، قال : - يعني رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم - ما أنا انتجيته ولكن اللّه انتجاه.

[كنز العمال ج 6 ص 399] قال : عن جندب بن ناجية - أو ناجية ابن

ص: 132

جندب - لما كان يوم غزوة الطائف قام النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم مع علي عليه السلام ملياًً ثم مرّ ، فقال له أبو بكر : يا رسول اللّه لقد طالت مناجاتك علياً منذ اليوم ، فقال : ما أنا انتجيته ولكن اللّه انتجاه (قال) أخرجه الطبراني.

ص: 133

باب : في قول النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) : ان اللّه ادخل علياً وأخرجكم

[خصائص النسائي ص 3] روى بسنده عن ابراهيم بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال : كنا عند النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وعنده قوم جلوس فدخل علي كرم اللّه وجهه ، فلما دخل خرجوا فلما خرجوا تلاوموا فقالوا : واللّه ما أخرجنا إذ أدخله ، فرجعوا فدخلوا ، فقال : واللّه ما أنا أدخلته وأخرجتكم بل اللّه أدخله وأخرجكم (أقول) وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه (ج 9 ص 115) وقال : رواه البزار ورجاله ثقات.

[تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج 5 ص 294] روى بسنده عن عمرو ، قال : كنت أنا وأبو جعفر فمررنا بابراهيم بن سعد بن أبي وقاص فقال لى : أنظرنى حتى أسأله عن حديث يحدثه ، قال عمرو : فذهب اليه ثم جاءنى فأخبرنى أنه حدثه أن علياً عليه السلام أتى النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وعنده ناس فدخل فلما دخل علي عليه السلام خرجوا ثم إنهم قالوا : واللّه ما أخرجنا رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فلم خرجنا؟ فرجعوا فدخلوا على النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ، فقال النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : إني واللّه ما أخرجتكم وأدخلته ولكن اللّه هو أدخله وأخرجكم (أقول) ورواه بطريقين آخرين.

ص: 134

باب : في ردّ الشمس لعلي عليه السّلام بدعاء النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم

[الفخر الرازي في تفسيره الكبير] في ذيل تفسير سورة الكوثر قال : وأما سليمان فان اللّه تعالى رد له الشمس مرة وفعل ذلك أيضاً للرسول صلى اللّه عليه (وآله) وسلم حين نام ورأسه في حجر علي عليه السلام فانتبه وقد غربت الشمس فردها حتى صلى ، قال : وردها مرة أخرى لعلي عليه السلام فصلى العصر لوقته.

[الثعلبي في قصص الأنبياء ص 340] قال : أخبرنا أحمد بن عبد اللّه ابن حامد الاصفهانى باسناده عن عروة بن عبد اللّه ، قال : دخلت على فاطمة بنت علي عليه السلام فرأيت في عنقها خرزاً ورأيت في يدها مسكتين غليظتين وهى عجوزة كبيرة فقلت لها : ما هذا؟ فقالت : إنه يكره للمرأة أن تتشبه بالرجل ، ثم حدثتنى أن أسماء بنت عميس الخثعمية حدثتها أن علي بن أبي طالب عليه السلام كان مع نبي اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وقد أوحى اللّه اليه فجلله بثوبه ولم يزل كذلك حتى أدبرت الشمس - تقول غابت أو أرادت أن تغيب - ثم إن نبي اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم سرى عنه ، فقال : صليت يا على؟ قال : لا ، فقال النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : اللّهم

ص: 135

اردد عليه الشمس فرجعت حتى بلغت نصف المسجد.

[كنز العمال ج 6 ص 277] قال : عن علي عليه السلام قال : لما كنا بخيبر سهر رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم في قتال المشركين ، فلما كان من الغد وكان مع صلاة العصر فوضع رأسه في حجري فنام فاستثقل فلم يستيقظ مع غروب الشمس ، قلت : يا رسول اللّه ما صليت صلاة العصر كراهية أن أوقظك من نومك ، فرفع رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يده وقال : اللّهم إن عبدك تصدق بنفسه على نبيك فاردد عليه شروقها فرأيتها في الحال في وقت العصر بيضاء نقية حتى قمت ثم توضأت ثم صليت ثم غابت (قال) أخرجه أبو الحسن سادان الفضلي العراقي في كتاب رد الشمس.

[الرياض النضرة للمحب الطبري ج 2 ص 179] قال : عن أسماء بنت عميس قالت : كان رأس رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم في حجر علي عليه السلام فكره أن يتحرك حتى غابت الشمس فلم يصل العصر ، ففزع النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وذكر له علي عليه السلام أنه لم يصل العصر فدعا رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم عز وجل أن يرد الشمس عليه فأقبلت الشمس لها خوار حتى ارتفعت قدر ما كانت في وقت العصر ، قال : فصلى ثم رجعت (قال) خرجه الحاكمى.

[الهيثمي في مجمعه ج 8 ص 297] قال : عن أسماء بنت عميس إن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم صلى الظهر بالصهباء ثم أرسل علياً عليه السلام في حاجة فرجع وقد صلى النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم العصر فوضع النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم رأسه في حجر علي عليه السلام فنام فلم يحركه حتى غابت الشمس ، فقال : اللّهم إن عبدك علياً احتبس بنفسه على نبيه فرد عليه الشمس ، قالت أسماء : فطلعت عليه الشمس حتى وقفت على الجبال وعلى الأرض وقام علي عليه السلام فتوضأ وصلى العصر ثم غابت في ذلك بالصهباء (أقول) ورواه الطحاوي أيضاً في مشكل الآثار (ج 2 ص 8) بسنده عن أسماء بنت عميس.

ص: 136

[الرياض النضرة أيضاً ج 2 ص 179] قال : عن الحسن بن على عليهما السلام قال : كان رأس رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم في حجر علي عليه السلام وهو يوحى اليه ، فلما سرى عنه قال : يا على صليت العصر قال : لا ، قال : اللّهم إنك تعلم أنه كان في حاجتك وحاجة نبيك فرد عليه الشمس ، فردها عليه فصلى وغابت الشمس (قال) خرجه الدولابي (أقول) ورواه الطحاوي أيضاً في مشكل الآثار (ج 2 ص 8) بسنده عن فاطمة ابنة الحسين عليه السلام عن أسماء ابنة عميس باختلاف يسير.

[الهيثمي في مجمعه أيضاً ج 8 ص 297] قال : عن أسماء بنت عميس قالت : كان رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم إذا نزل عليه الوحى يكاد يغشى عليه فأنزل عليه يوماً وهو في حجر علي عليه السلام فقال له رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : صليت العصر؟ قال : لا يا رسول اللّه ، فدعا اللّه فرد عليه الشمس حتى صلى العصر ، قالت : فرأيت الشمس طلعت بعدما غابت حين ردت حتى صلى العصر (قال) رواه كله الطبراني بأسانيد ورجال أحدها رجال الصحيح عن ابراهيم بن حسن وهو ثقة وثقه ابن حبان.

[الرياض النضرة أيضاً ج 2 ص 180] ذكر حديثاً قال فيه : ثم إن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم سرى عنه - أي الوحي - فقال : أصليت يا علي؟ قال : لا ، قال النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : اللّهم رد الشمس على علي ، فرجعت الشمس حتى بلغت نصف المسجد (قال) خرجه الحاكمي عن أسماء بنت عميس.

[الصواعق المحرقة لابن حجر ص 76] قال : ومن كراماته الباهرة أن الشمس ردت عليه لما كان رأس النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم في حجره والوحي ينزل عليه وعلي عليه السلام لم يصل العصر ، فما سرى عنه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم إلا وقد غربت الشمس ، فقال النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : اللّهم إنه كان في طاعتك وطاعة رسولك فاردد عليه الشمس ،

ص: 137

فطلعت بعد ما غربت (قال) وحديث ردها صححه الطحاوي والقاضي في الشفاء وحسنه شيخ الإسلام أبو زرعة وتبعه غيره (إلى أن قال) قال سبط ابن الجوزي : وفي الباب حكاية عجيبة حدثني بها جماعة من مشايخنا بالعراق أنهم شاهدوا أبا منصور المظفر بن أردشير القباوي الواعظ ذكر بعد العصر هذا الحديث ونمقه بألفاظه ، وذكر فضائل أهل البيت فغطت سحابة الشمس حتى ظن الناس أنها قد غابت فقام على المنبر وأومأ إلى الشمس وأنشدها.

لا تغربى يا شمس حتى ينتهي *** مدحي لآل المصطفى ولنجله

واثني عنانك إن أردت ثناءهم *** أنسيت إذ كان الوقوف لأجله

إن كان للمولى وقوفك فليكن *** هذا الوقوف لخيله ولرجله

قالوا : فانجاب السحاب عن الشمس وطلعت ، (أقول) وذكر الشبلنجي في نور الأبصار هذه القصة باختلاف في الجملة (قال في ص 104) ما لفظه : وحكي أن بعض الوعاظ أطنب في مدح آل البيت الشريف وذكر فضائلهم حتى كادت الشمس أن تغرب فالتفت إلى الشمس وقال مخاطباً لها :

لا تغربى يا شمس حتى ينقضي *** مدحي لآل محمد ولنسله

واثنى عنانك إن أردت ثناءهم *** أنسيت إذ كان الوقوف لأجله

إن كان للمولي وقوفك فليكن *** هذا الوقوف لفرعه ولنجله

فطلعت الشمس وحصل في ذلك المجلس أنس كثير وسرور عظيم ، قال : انتهى من درر الأصداف.

ص: 138

باب : في بعض كرامات علي عليه السّلام وبعض دعواته المستجابة

[الفخر الرازي في تفسيره الكبير] في ذيل تفسير قوله تعالى : ( أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحٰابَ اَلْكَهْفِ وَاَلرَّقِيمِ كٰانُوا مِنْ آيٰاتِنٰا عَجَباً) (قال) وأما علي كرم اللّه وجهه فيروى أن واحداً من محبيه سرق وكان عبداً أسود ، فأتى به إلى علي عليه السلام فقال له : أسرقت؟ قال : نعم ، فقطع يده فانصرف من عند علي عليه السلام فلقيه سلمان الفارسى وابن الكرا (1) ، فقال ابن الكرا : من قطع يدك؟ فقال : أمير المؤمنين ، ويعسوب المسلمين ، وختن الرسول وزوج البتول ، فقال : قطع يدك وتمدحه ، فقال : ولم لا أمدحه وقد قطع يدى بحق وخلصنى من النار ، فسمع سلمان ذلك فأخبر به علياً عليه السلام فدعا الأسود ووضع يده على ساعده وغطاه بمنديل ودعا بدعوات فسمعنا صوتاً من السماء : إرفع الرداء عن اليد فرفعناه فاذا اليد قد برئت باذن اللّه تعالى وجميل صنعه.

[تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج 7 ص 56] روى بسنده عن علي

ص: 139


1- هكذا وجدته ولعل الصحيح ابن الكوا وعلى كل حال القصة على الظاهر في غير ايام خلافة على (عليه السلام) وذلك بشهادة حياة سلمان الفارسي (واللّه العالم).

ابن أبي طالب عليه السلام قال : قال لي النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : اركب ناقتي ثم لمض إلى اليمن فاذا وردت عقبة أفيق ورقيت عليها رأيت القوم مقبلين يريدونك فقل : يا حجر يا مدر يا شجر رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقرأ عليكم السلام ، قال علي عليه السلام : ففعلت فلما رقت العقبة قلت : يا حجر يا مدر يا شجر رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقرأ عليكم السلام ، قال : وارتج الأفيق فقالوا : على رسول اللّه السلام وعليك السلام ، فلما سمع القوم نزلوا فأقبلوا إلي مسلمين.

[الرياض النضرة للمحب الطبري ج 2 ص 222] قال : وعن أبي ذر قال : بعثني رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أدعو علياً ، فأتيت بيته فناديته فلم يجبني ، فعدت فأخبرت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فقال لى : عد اليه أدعه فانه في البيت ، قال : فعدت أناديه فسمعت رحى تطحن فشارفت فاذا الرحى تطحن وليس معها أحد ، فناديته فخرج إلي منشرحاً فقلت له : إن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يدعوك فجاء ثم لم أزل أنظر إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وينظر إلي ، ثم قال : يا أباذر ما شأنك؟ فقلت : يا رسول اللّه عجيب من العجب ؛ رأيت رحى تطحن في بيت علي وليس معها أحد يرحى ، فقال : يا أبا ذر إن للّه ملائكة سياحين في الأرض وقد وكلوا بمعونة آل محمد (قال) أخرجه الملا في سيرته (أقول) وذكره ابن حجر أيضاً في صواعقه (ص 105) مختصراً وقال أيضاً : أخرجه الملا في سيرته.

[ذخائر العقبى ص 45] قال : عن أبي سعيد قال : قال علي عليه السلام ذات يوم فقال : يا فاطمة هل عندك من شيء تغذينيه؟ قالت : لا والذي أكرم أبي بالنبوة ما أصبح عندى شيء أغذيكه ولا أكلنا بعدك شيئاً ، ولا كان لنا شيء بعدك منذ يومين أوثرك به على بطنى وعلى ابني هذين ، قال : يا فاطمة ألا أعلمتينى حتى أبغيكم شيئاً ، قالت : إني أستحي من اللّه أن أكلفك ما لا تقدر عليه ، فخرج من عندها واثقاً باللّه حسن الظن به ، فاستقرض

ص: 140

ديناراً فبينا الدينار في يده أراد أن يبتاع لهم ما يصلح لهم إذ عرض له المقداد في يوم شديد الحر قد لوحته الشمس من فوقه وآذته من تحته ، فلما رآه أنكره فقال : يا مقداد ما أزعجك من رحلك هذه الساعة؟ قال : يا أبا حسن خل سبيلى ولا تسألنى عما ورائى ، فقال ابن أخي : إنه لا يحل لك أن تكتمنى حالك قال : أما إذا أبيت فو الذي أكرم محمداً بالنبوة ما أزعجنى من رحلى إلا الجهد ولقد تركت أهلي يبكون جوعا فلما سمعت بكاء العيال لم تحملني الأرض فخرجت مغموما راكباً رأسي ، فهذه حالتي وقصتي فهملت عينا علي عليه السلام بالبكاء حتى بلت دموعه لحيته ثم قال : أحلف بالذى حلفت به ما أزعجني غير الذي أزعجك ، ولقد اقترضت ديناراً فهاك وأوثرك به على نفسى ، فدفع له الدينار ورجع حتى دخل على النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فصلى الظهر والعصر والمغرب ، فلما قضى النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم صلاة المغرب مرّ بعلى في الصف الأول فغمزه برجله فسار خلف النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم حتى لحقه عند باب المسجد ، ثم قال : يا أبا الحسن هل عندك شيء تعشينا به؟ فأطرق علي عليه السلام لا يحر جوابا حياء من النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قد عرف الحال الذي خرج عليها ، فقال له النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : إما أن تقول لا فنصرف عنك أو نعم فنجىء معك ، فقال له : حبا وتكريما إذهب بنا ، وكأن اللّه سبحانه وتعالى قد أوحى إلى نبيه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أن تعش عندهم ، فأخذ النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم بيده فانطلقا حتى دخلا على فاطمة عليها السلام في مصلاها وخلفها جفنة تفور دخاناً ، فلما سمعت كلام النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم خرجت من المصلى فسلمت عليه - وكانت أعز الناس عليه - فرد عليها السلام ومسح بيده على رأسها وقال : كيف أمسيت؟ عشينا غفر اللّه لك وقد فعل ، فأخذت الجفنة فوضعتها بين يديه فلما نظر علي عليه السلام ذلك وشم ريحه رمى فاطمة عليها السلام ببصره رميا شحيحا فقالت : ما أشح نظرك وأشده ، سبحان اللّه هل أذنبت فيما بيني وبينك ما استوجب به السخطة؟ قال : ذنب أعظم من ذنب أصبتيه اليوم ، أليس عهدى بك اليوم وأنت تحلفين باللّه

ص: 141

مجتهدة ما طعمت طعاماً يومين؟ فنظرت إلى السماء فقالت : إلهي يعلم ما في سمائه ويعلم ما في أرضه إني لم أقل إلا حقاً ، قال : فأنى لك هذا الذي لم أر مثله ولم أشم مثل رائحته ولم آكل أطيب منه؟ فوضع النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم كفه المباركة بين كتفي علي عليه السلام ثم هزها وقال : يا على هذا ثواب الدينار ، وهذا جزاء الدينار ، هذا من عند اللّه إن اللّه يرزق من يشاء بغير حساب ، ثم استعبر النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم باكيا وقال : الحمد للّه كما لم يخرجكما من الدنيا حتى يجريك في المجرى الذي أجرى فيه زكريا ويجريك يا فاطمة في المجرى الذي أجرى فيه مريم (كُلَّمٰا دَخَلَ عَلَيْهٰا زَكَرِيَّا اَلْمِحْرٰابَ وَجَدَ عِنْدَهٰا رِزْقاً قٰالَ : يٰا مَرْيَمُ أَنّٰى لَكِ هٰذٰا) قال : خرجه الحافظ الدمشقي في الأربعين الطوال (ثم قال المحب الطبري) في شرح بعض ألفاظ الحديث ما هذا نصه :

(ولوحته الشمس) إذا غيرت لونه وكذلك ألاحته (ولم يحر) أي لم يرجع والحور الرجوع ، ومنه (إنه ظن أن لن يحور) (والنظر الشحيح) هو الذي لا يملأ العين منه واللّه أعلم من الشح البخل وهو نظر الغضب (واستعبر) من العبرة وهى تحلب الدمع ، تقول : عبرت عينه واستعبرت أي دمعت».

[الرياض النضرة ج 2 ص 222] قال : وعن علي بن زاذان إن علياً عليه السلام حدث حديثا فكذبه رجل فقال علي عليه السلام : أدعو عليك إن كنت صادقاً ، قال : نعم فدعا عليه فلم ينصرف حتى ذهب بصره (قال) أخرجه الملا في سيرته وأحمد في المناقب (أقول) وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه (ج 9 ص 116) وقال : رواه الطبراني في الأوسط ، وذكره ابن حجر أيضاً في صواعقه (ص 77) ، وتقدم في الجزء الأول (ص 350) في باب من كنت مولاه فعلى مولاه أن علياً عليه السّلام قد استشهد الناس وقال : أنشد اللّه رجلاً سمع النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول - يعني يوم غدير خم - فقام ستة عشر فشهدوا ، وقال الراوي في آخره : وكنت فيمن كتم فذهب

ص: 142

بصري ، وتقدم أيضاً في الباب المذكور (ص 363) - في رواية أخرى - أنهم قاموا كلهم فقالوا : اللّهم نعم ، وقعد رجل فقال. ما منعك أن تقوم؟ قال : يا أمير المؤمنين كبرت ونسيت ، فقال : اللّهم إن كان كاذباً فاضربه ببلاء حسن ، قال : فما مات حتى رأينا بين عينيه نكتة بيضاء لا تواريها العمامة.

[الاصابة لابن حجر ج 5 القسم 3 ص 287] في ترجمة قيس بن تميم الطائي الكيلاني الأشج ، قال : قرأت في تاريخ اليمن للجندي أن قيس بن تميم حدث سنة سبع عشرة وخمسمائة عن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وعن علي بن أبي طالب عليه السلام فسمع منه أبو الخير الطالقانى ومحمود بن صالح وعلى الطرازي ومحمود بن عبيد اللّه بن صاعد المروزي كلهم عنه ، قال : خرجت من بلدي وكنا أربعمائة وخمسين رجلاً فضللنا الطريق فلقينا رجل فصال علينا ثلاث صولات فقتل منا في كل مرة أزيد من مائة رجل فبقى منا ثلاثة وثمانون رجلاً فاستأمنوه فآمنهم فاذا هو علي بن أبي طالب عليه السلام فأتى بنا النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وهو يقسم غنائم بدر فوهبني لعلي عليه السلام فلزمته ، ثم استأذنته في الذهاب إلى أهلي فأذن لى فتوجهت ثم رجعت اليه بعد قتل عثمان فلزمت خدمته فكنت صاحب ركابه. فرمحتنى بغلة فسال الدم على رأسى فمسح على رأسي وهو يقول : مد اللّه يا أشج في عمرك مداً ، الحديث (أقول) فاستجاب اللّه دعاء علي عليه السلام فمد في عمر أشج مدا حتى عاش إلى سنة خمسمائة وسبع عشرة ، وحدث فيه عن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وعن علي عليه السلام كما عرفت من صدر كلام ابن حجر (فلا تغفل).

ص: 143

باب : في شباهة علي عليه السّلام بالانبياء وجبريل عليهم السلام

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 143] روى بسنده عن ربيعة بن ناجد عن علي عليه السلام ، قال : دعاني رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فقال : يا على إن فيك من عيسى عليه السلام مثلاً أبغضته اليهود حتى بهتوا أمه ، وأحبته النصارى حتى أنزلوه بالمنزلة التي ليس بها ، قال : وقال علي عليه السلام : ألا وإنه يهلك في محب مطريء يفرطنى بما ليس في ، ومبغض مفتر يحمله شنآنى على أن يبهتني (الحديث) قال الحاكم : صحيح الاسناد.

[أقول] ورواه أحمد بن حنبل أيضاً في مسنده (ج 1 ص 160) بطريقين ، والنسائى أيضاً في خصائصه (ص 27) والمتقي أيضاً في كنز العمال (ج 6 ص 158) وقال : أخرجه ابن عدى والحاكم وأبو نعيم في فضائل الصحابة (وص 355) وقال : أخرجه أبو يعلى والدورقي وابن أبي عاصم وابن شاهين في السنة وابن الجوزي (قال) وروى ابن جرير صدره ، وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه (ج 9 ص 133) وقال : رواه عبد اللّه والبزار باختصار وأبو يعلى بأتم منه ، وابن حجر أيضاً في صواعقه (ص 74) ، والشبلنجي في نور الأبصار (ص 72) وقالا : أخرجه البزار وأبو يعلى والحاكم.

ص: 144

[كنز العمال ج 1 ص 226] قال : عن علي عليه السلام قال : جئت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم في ملأ من قريش فنظر إليَّ وقال : يا على إن مثلك في هذه الأمة كمثل عيسى ابن مريم أحبه قومه فأفرطوا فيه فصاح الملأ الذين عنده وقالوا : شبه ابن عمه بعيسى ، فأنزل القرآن : ( وَلَمّٰا ضُرِبَ اِبْنُ مَرْيَمَ مثلاً إِذٰا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ ) قال : أخرجه ابن الجوزي.

[كنز العمال أيضاً ج 1 ص 264] قال : عن علي عليه السلام قال : فيَّ نزلت هذه الآية : ( وَلَمّٰا ضُرِبَ اِبْنُ مَرْيَمَ مثلاً إِذٰا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ ) قال : أخرجه ابن مردويه.

[الرياض النضرة ج 2 ص 218] قال : عن أبي الحمراء قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : من أراد أن ينظر إلى آدم في علمه وإلى نوح في فهمه ، وإلى ابراهيم في حلمه ، وإلى يحيى بن زكريا في زهده وإلى موسى بن عمران في بطشه ، فلينظر إلى علي بن أبي طالب (قال) أخرجه القزوينى الحاكمي.

[الرياض النضرة أيضاً ج 2 ص 218] قال : وعن ابن عباس أن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال : من أراد أن ينظر إلى ابراهيم في حلمه ، وإلى نوح في حكمه ، وإلى يوسف في جماله ، فلينظر إلى علي بن أبي طالب (قال) خرجه الملا في سيرته.

[الرياض النضرة أيضاً ج 2 ص 202] قال : أخرج الملا في سيرته قيل : يا رسول اللّه كيف يستطيع علي عليه السلام أن يحمل لواء الحمد؟ فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وكيف لا يستطيع ذلك وقد أعطي خصالا شتى ، صبراً كصبري ، وحسناً كحسن يوسف ، وقوة كقوة جبريل عليه السّلام

ص: 145

باب : إن بيت علي وفاطمة عليهما السلام من أفاضل بيوت الأنبياء عليهم السلام

(السيوطي في تفسيره المسمى بالدر المنثور) في ذيل تفسير قوله تعالى ( فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اَللّٰهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اِسْمُهُ ) في سورة النور ، قال : وأخرج ابن مردويه وبريدة قال : قرأ رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم هذه الآية : ( فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اَللّٰهُ أَنْ تُرْفَعَ ) فقام اليه رجل فقال : أي بيوت هذه يا رسول اللّه؟ قال : بيوت الأنبياء ، فقام اليه أبو بكر فقال : يا رسول اللّه هذا البيت منها بيت علي وفاطمة؟ قال : نعم من أفاضلها.

ص: 146

باب : ان اللّه زوج علياً عليه السّلام من فاطمة عليها السلام وأمر نبيه (صلی اللّه عليه وآله وسلم) بذلك

[ذخائر العقبى للمحب الطبري ص 32] قال : وعن أنس قال : بينما رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم في المسجد إذ قال لعلي عليه السلام : هذا جبريل يخبرني أن اللّه زوّجك فاطمة واستشهد على تزويجها أربعين ألف ملك (الحديث) قال : أخرجه الملا في سيرته.

[ذخائر العقبى أيضاً ص 31] قال : عن علي عليه السلام قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : أتاني ملك فقال : يا محمد إن اللّه يقرأ عليك السلام ويقول لك : إني قد زوجت فاطمة ابنتك من علي بن أبي طالب في الملأ الأعلى فزوجها منه في الأرض.

[ذخائر العقبى أيضاً ص 86] قال : عن علي عليه السلام إن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال : يا على إن اللّه أمرنى أن أتخذك صهراً ، قال : أخرجه ابن السمان في الموافقة.

[كنز العمال ج 6 ص 152] قال : إن اللّه أمرني أن أزوج فاطمة من علي ، قال : أخرجه الطبراني عن ابن مسعود (أقول) وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه (ج 9 ص 204) وقال : رواه الطبراني ورجاله ثقات ، وذكره المناوي

ص: 147

أيضاً في فيض القدير في المتن (ج 2 ص 215) وقال : رواه الطبراني عن ابن مسعود وهو حسن ، وفي كنوز الحقائق (ص 29) وذكره ابن حجر أيضاً في صواعقه (ص 74) وقال : أخرجه الطبراني عن ابن مسعود.

[كنز العمال ج 6 ص 153] قال : عن أنس قال : كنت عند النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فغشيه الوحي فلما سرى عنه قال : يا أنس أتدري ما جاءنى به جبريل من عند صاحب العرش؟ قال : إن اللّه أمرني أن أزوج فاطمة من علي ، قال : أخرجه البيهقي والخطيب وابن عساكر (أقول) وذكره في (ج 7 أيضاً ص 113) وقال : أخرجه الخطيب وابن عساكر والحاكم في مستدركه.

[الهيثمي في مجمعه ج 9 ص 204] قال : وعن عبد اللّه بن مسعود قال : سأحدثكم بحديث سمعته من رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم (إلى أن قال) سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم في غزوة تبوك ونحن نسير معه يقول : إن اللّه لما أمرني أن أزوج فاطمة من علي ففعلت ، قال جبريل عليه السلام إن اللّه تعالى بني جنة من لؤلؤة (وساق الحديث) في بيان الجنة وسيأتى تمام الحديث إن شاء اللّه في باب جنة علي وفاطمة (إلى أن قال) قلت لجبريل : لمن بني اللّه هذه الجنة؟ قال : بناها لفاطمة ابنتك وعلي بن أبي طالب سوى جنانهما تحفة أتحفهما وأقر عينيك يا رسول اللّه ، قال : رواه الطبراني.

[ذخائر العقبى ص 31] قال : وعن عمر وقد ذكر عنده علي عليه السلام قال : ذاك صهر رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ، نزل جبريل فقال : يا محمد إن اللّه يأمرك أن تزوج فاطمة ابنتك من علي ، قال : أخرجه ابن السمان في الموافقة.

[ذخائر العقبى أيضاً ص 31] قال : وعن عبد اللّه قال : لما أراد رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أن يوجه فاطمة إلى علي عليهما السلام أخذتها رعدة فقال : يا بنية لا تجزعي إني لم أزوجك من علي إن اللّه أمرني أن أزوجك منه ، قال : أخرجه الغساني (أقول) وتقدم في باب علي وصي النبي (ص 29) وفيما قبله حديث عن علي الهلالي فيه قول النبي صلى اللّه عليه (وآله)

ص: 148

وسلم لفاطمة عليها السلام : وأوحى إلي أن أنكحك إياه ، وحديث آخر (ص 30) عن أبي أيوب ، فيه قول النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم لفاطمة : فأوحى إليَّ فأنكحتكه واتخذته وصياً ، وسيأتى أيضاً في الباب الآتي وفي باب ما نثرته شجر الجنان عند تزويج علي من فاطمة عليهما السلام ما يدل على أن تزويج النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم علياً من فاطمة عليهما السلام بأمر اللّه تعالى بل اللّه تعالى زوجه منها.

[ثم] إن هاهنا حديثاً آخر يناسب ذكره في خاتمة هذا الباب ، وهو ما ذكره المناوي في كنوز الحقائق (ص 124) ولفظه : لو لم يخلق علي ما كان لفاطمة كفؤ ، قال : أخرجه الديلمي.

ص: 149

باب : فى خطبة النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم عند تزويجه علياً من فاطمة عليهما السلام

[الرياض النضرة ج 2 ص 183] وذخائر العقبى (ص 29) قال فيهما : عن أنس بن مالك قال : خطب أبو بكر إلى النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ابنته فاطمة عليها السلام فقال النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : يا أبا بكر لم ينزل القضاء بعد ، ثم خطبها عمر مع عدة من قريش كلهم يقول له : مثل قوله لأبي بكر ، فقيل لعلي عليه السلام : لو خطبت إلى النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فاطمة لخليق أن يزوجكها ، قال : وكيف وقد خطبها أشراف قريش فلم يزوجها؟ قال : فخطبها فقال صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : قد أمرني ربي عز وجل بذلك ، قال أنس : ثم دعانى النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم بعد أيام فقال لي : يا أنس أخرج وادع لي أبا بكر وعمر بن الخطاب وعثمان بن عفان وعبد الرحمن بن عوف وسعد بن أبي وقاص وطلحة والزبير وبعدة من الأنصار ، قال : فدعوتهم فلما اجتمعوا عنده صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وأخذوا مجالسهم - وكان علي عليه السلام غائبا في حاجة النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم - فقال النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : الحمد للّه المحمود بنعمته ، المعبود بقدرته ، المطاع بسلطانه ، المرهوب من عذابه وسطوانه النافذ أمره في سمائه وأرضه ، الذي خلق الخلق

ص: 150

بقدرته ، وميزهم بأحكامه وأعزهم بدينه ، وأكرمهم بنبيه محمد صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ، إن اللّه تبارك اسمه ، وتعالت عظمته ، جعل المصاهرة سبباً لا حقاً ، وأمراً مفترضاً أوشج به الأرحام ، وألزم الأنام ، فقال عز من قائل : (وَهُوَ اَلَّذِي خَلَقَ مِنَ اَلْمٰاءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً وَكٰانَ رَبُّكَ قَدِيراً) فأمر اللّه تعالى يجري إلى قضائه ، وقضاؤه يجري إلى قدره ، ولكل قضاء قدر ، ولكل قدر أجل ولكل أجل كتاب ، (يَمْحُوا اَللّٰهُ مٰا يَشٰاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ اَلْكِتٰابِ) ثم إن اللّه عز وجل أمرني أن أزوج فاطمة بنت خديجة من علي بن أبي طالب فاشهدوا إني قد زوجته على أربعمائة مثقال فضة إن رضي بذلك علي بن أبي طالب ، ثم دعا بطبق من بسر فوضعه بين أيدينا ، ثم قال : إنهبوا فنهبنا فبينا نحن ننتهب إذ دخل علي عليه السلام على النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فتبسم النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم في وجهه ، ثم قال : إن اللّه أمرني أن أزوجك فاطمة على أربعمائة مثقال فضة إن رضيت بذلك ، فقال : قد رضيت بذلك يا رسول اللّه ، قال أنس : فقال النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : جمع اللّه شملكما ، وأسعد جدكما ، وبارك عليكما ، وأخرج منكما كثيراً طيباً قال أنس : فو اللّه لقد أخرج منهما كثيراً طيباً (قال) أخرجه أبو الخير القزويني الحاكمى.

[أقول] وذكره ابن حجر أيضاً في صواعقه (ص 84 وص 85) عن شيخ الإسلام الحافظ ابن حجر العسقلاني في لسان الميزان وقال : أخرجه ابن عساكر (وفي ص 97) باختلاف في اللفظ وقال : أخرجه أبو على الحسن بن شاذان ، وذكره علي بن سلطان أيضاً في مرقاته (ج 5 ص 574) في الشرح.

ص: 151

باب : في جهاز علي وفاطمة عليهما السلام

[صحيح ابن ماجة في أبواب النكاح ص 139] روى بسنده عن عائشة وأم سلمة قالتا : أمرنا رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أن نجهز فاطمة عليها السلام حتى ندخلها على علي عليه السلام ، فعمدنا إلى البيت ففرشناه تراباً ليناً من أعراض البطحاء ثم حشونا مرفقتين ليفا فنفشناه بأيدينا ، ثم أطعمنا تمراً وزبيبا ، وسقينا ماء عذباً ، وعمدنا إلى عود فعرضناه في جانب البيت ليلقى عليه الثوب ويعلق عليه السقا ، فما رأينا عرساً أحسن من عرس فاطمة عليها السلام.

[صحيح ابن ماجة في أبواب الزهد ص 316] روى بسنده عن عطاء ابن السائب عن أبيه عن علي عليه السلام إن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أتى علياً وفاطمة عليهما السلام وهما في خميل لهما ، والخميل القطيفة البيضاء من الصوف قد كان رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم جهزهما بها ووسادة محشوة إذخراً ، وقربة ، (اللغة) - الإذخر : بكسر الهمزة ثم الذال المعجمة الساكنة ثم الخاء المعجمة المكسورة بعدها الراء ، حشيش أخضر.

[صحيح ابن ماجة في أبواب الزهد ص 316] روى بسنده عن الحارث

ص: 152

عن علي عليه السلام قال : أهديت ابنة رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم إلي فما كان فراشنا ليلة أهديت إلا مسك كبش.

[مستدرك الصحيحين ج 2 ص 185] روى بسنده عن عطاء ابن السائب عن أبيه عن علي عليه السلام قال : جهز رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فاطمة في خميل وقربة ووسادة من أدم حشوها ليف (قال الحاكم) هذا حديث صحيح الاسناد ولم يخرجاه (أقول) ورواه أحمد بن حنبل أيضاً في مسنده (ج 1 وص 84 وص 93 وص 104 وص 108) وقال في (ص 104) : ورحيين وسقاء وجرتين ، وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 7 ص 113) وقال : ووسادة حشوها إذخر ، ثم قال : أخرجه البيهقي في الدلائل.

[الطبقات الكبرى لابن سعد ج 8 ص 15] روى بسنده عن رجل أخواله الأنصار عن جدته أنها كانت مع النسوة اللاتى أهدين فاطمة إلى علي عليهما السلام قالت : أهديت في بردين من برود الأول ، عليها دملوجان من فضة مصفران بزعفران فدخلنا بيت علي عليه السلام فاذا إهاب شاة على دكان ووسادة فيها ليف وقربة ومنخل ومنشفة وقدح.

[حلية الأولياء لأبي نعيم ج 3 ص 329] روى بسنده عن عكرمة قال : لما زوج النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فاطمة عليها السلام كان ما جهزها به سريراً مشروطاً (1) ووسادة من أدم حشوها ليف وتوراً من أقط (2) قال : فجاؤا ببطحاء فنشروها في البيت.

[الطبقات الكبرى أيضاً لابن سعد ج 8 ص 14] روى بسنده عن أسماء بنت عميس قالت : لقد جهزت جدتك فاطمة إلى جدك على عليهما السلام وما كان حشو فراشهما ووسائدهما إلا الليف ، ولقد أولم علي على فاطمة

ص: 153


1- مشروطاً أي مشدوداً بشريط ، وهو خوص مفتول يشرط أي يشد ويربط به السرير.
2- التور : بفتح التاء المثناة الفوقانية ثم الواو الساكنة ثم الراء ، إناء من صفر أو حجارة كالأجانة ، والأقط : بهمزة مفتوحة - وقد تضم وتكسر - ثم قاف ساكنة - وقد تفتح وتضم وتكسر ، ثم طاء مهملة ، لبن مجفف يابس مستحجر بطبخ به وقد تكرر ذكره في الحديث.

عليهما السلام فما كانت وليمة في ذلك الزمان أفضل من وليمته ، رهن درعه عند يهودى بشطر شعير (أقول) وذكره المحب الطبري أيضاً في ذخائره (ص 34 وفي ص 33) وقال في ثانيهما : وكانت وليمته آصعاً من شعير وتمر وحيس وقال في كليهما : خرجه الدولابي.

[الطبقات الكبرى لابن سعد ج 8 ص 13] روى بسنده عن عامر قال : قال علي عليه السلام : لقد تزوجت فاطمة وما لي ولها فراش غير جلد كبش ننام عليه بالليل ونعلف عليه الناضح بالنهار ، وما لى ولها خادم غيرها (أقول) وذكره المحب الطبري أيضاً في ذخائره (ص 35) وقال : خرجه في الصفوة.

[الطبقات الكبرى لابن سعد ج 8 ص 14] روى بسنده عن جعفر ابن محمد عن أبيه عليهما السلام إن علياً عليه السلام حين دخل بفاطمة عليها السلام كان فراشهما إهاب كبش إذا أرادا أن يناما قلباه على صوفه ووسادتهما من أدم حشوها ليف (أقول) وسيأتى أيضاً في باب الزفاف بعض ما فيه جهاز علي وفاطمة عليهما السلام من السرير المشروط ، ووسادة من أديم حشوها ليف ، وقربة ، وفي بعضها جرة وكوزاً وإنه جىء ببطحاء من الرمل فبسطوه في البيت.

ص: 154

باب : في وليمة عرس علي وفاطمة عليهما السلام

[الطبقات الكبرى لابن سعد ج 8 ص 12] روى بسنده عن أبي بريدة عن أبيه قال : قال نفر من الأنصار لعلي عليه السلام : عليك بفاطمة فأتى رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فسلم عليه فقال : ما حاجة ابن أبي طالب قال : ذكرت فاطمة بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ، قال : مرحبا وأهلاً لم يزده عليهما ، فخرج على أولئك الرهط من الأنصار ينظرونه قالوا : ما وراءك؟ قال : ما أدري غير أنه قال لي : مرحباً وأهلاً ، قالوا : يكفيك من رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم إحداهما أعطاك الأهل والمرحب فلما كان بعدما زوجه قال : يا علي إنه لا بد للعرس من وليمة ، فقال سعد : عندى كبش وجمع له رهط من الأنصار آصعاً من ذرة فلما كان ليلة البناء قال : لا تحدث شيئاً حتى تلقانى ، قال : فدعا رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم بإناء فتوضأ فيه ثم أفرغه على علي عليه السلام ثم قال : اللّهم بارك فيهما وبارك عليهما وبارك لهما في نسلهما (أقول) وذكره المحب الطبري أيضاً في ذخائره (ص 33) وقال : خرجه أبو عبد الرحمن النسائي ، وخرجه الدولابى ، انتهى ورواه ابن الأثير الجزرى أيضاً في أسد الغابة (ج 5 ص 521) مختصراً وذكره ابن حجر أيضاً في صواعقه (ص 140) وقال : رواه

ص: 155

النسائي في عمل اليوم والليلة.

[الرياض النضرة للمحب الطبري ج 2 ص 182] قال : وعن جابر قال : حضرنا عرس علي عليه السلام فما رأيت عرساً كان أحسن منه حشونا البيت طيباً ، وأتينا بتمر وزيت فأكلنا ، وكان فراشهما ليلة عرسهما إهاب كبش ، قال : أخرجه أبو بكر بن فارس (أقول) وذكره في ذخائره أيضاً (ص 34) والهيتمى أيضاً في مجمعه (ج 9 ص 209) وقال : رواه البزار وتقدم أيضاً في الباب السابق بعض ما فيه وليمة عرس علي وفاطمة عليهما السلام ، فراجعه.

ص: 156

باب : في زفاف علي وفاطمة عليهما السلام

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 159] روى بسنده عن أبي يزيد المدني عن أسماء بنت عميس قالت : كنت في زفاف فاطمة عليها السلام بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فلما أصبحنا جاء النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم إلى الباب فقال : يا أم أيمن إدعي لى أخي فقالت : هو أخوك وتنكحه؟ قال : نعم يا أم أيمن فجاء علي عليه السلام فنضح النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم عليه من الماء ودعا له ، ثم قال : إدعي لى فاطمة قالت : فجاءت تعثر من الحياء فقال لها رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : أسكني فقد أنكحتك أحب أهل بيتي إلي ، قالت : ونضح النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم عليها من الماء ، ثم رجع رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فرأى سواداً بين يديه فقال : من هذا؟ فقلت : أنا أسماء قال : أسماء بنت عميس؟ قلت : نعم قال : جئت في زفاف ابنة رسول اللّه؟ قلت : نعم فدعا لى.

[أقول] وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه (ج 9 ص 210) وقال : رواه الطبراني ، وذكره المحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة (ج 2 ص 181) وقال : أخرجه أحمد في المناقب ، وفي ذخائره (ص 29) وقال : خرجه الدولابي.

ص: 157

[خصائص النسائي ص 32] روى بسنده عن ابن عباس قال : لما زوج رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فاطمة من على عليهما السلام كان فيما أهدى معها سرير مشروط ووسادة من أديم حشوها ليف وقربة قال : وجاء ببطحاء من الرمل فبسطوه في البيت ، وقال لعلي عليه السلام : إذا أُتيت بها فلا تقربها حتى آتيك ، فجاء رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فدق الباب فخرجت اليه أم أيمن فقال : أثم أخي؟ قالت : وكيف يكون أخاك وقد زوجته ابنتك؟ قال : إنه أخي ، ثم أقبل على الباب ورأى سوادا فقال : من هذا؟ قالت : أسماء بنت عميس فأقبل عليها فقال لها : جئت تكرمين ابنة رسول اللّه؟ وكان اليهود يوجدون من امرأة إذا دخل بها ، قال : فدعا رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ببدر (أي طبق) من ماء فتفل فيه وعوذ فيه ثم دعا علياً فرش من ذلك الماء على وجهه وصدره وذراعيه ، ثم دعا فاطمة عليها السلام فأقبلت تعثر في ثوبها حياء من رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ففعل بها مثل ذلك ثم قال لها : يا ابنتى واللّه ما أردت أن أزوجك إلا خير أهلي ، ثم قام وخرج رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم.

[أقول] ورواه ابن سعد أيضاً في طبقاته (ج 8 ص 14 وص 15) وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه (ج 9 ص 209) باختلاف في اللفظ ، قال فيه : لما أهديت فاطمة عليها السلام إلى علي بن أبي طالب عليه السلام لم نجد في بيته إلا رملاً مبسوطاً ، ووسادة حشوها ليف ، وجرة وكوزاً (إلى آخر الحديث).

[الهيثمي في مجمعه ج 9 ص 207] قال : وعن ابن عباس قال : كانت فاطمة تذكر لرسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ، فلا يذكرها أحد إلا صد عنها حتى يئسوا منها ، فلقي سعد بن معاذ علياً فقال : إني واللّه ما أرى رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يحبسها إلا عليك (وساق الحديث) إلى أن قال : ثم قام النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم حتى دخل على النساء فقال : إني زوجت بنتي ابن عمى وعلمتن منزلتها مني وأنا دافعها اليه فدونكن فقمن

ص: 158

النساء فغلفنها (أي لطخنها) من طيبهن وألبسنها من ثيابهن وحلينها من حليهن ، ثم إن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم دخل فلما رأينه النساء ذهبن وبين النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ستر ، وتخلفت أسماء بنت عميس فقال لها النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : على رسلك من أنت؟ قالت : أنا التي أحرس ابنتك ، إن الفتاة ليلة بنائها لابد لها من امرأة قريبة منها إن عرضت لها حاجة أو أرادت أمراً أفضت بذلك اليها ، قال : فاني أسأل إلهي أن يحرسك من بين يديك ومن خلفك وعن يمينك وعن شمالك من الشيطان الرجيم ، ثم صرخ بفاطمة فلما رأت علياً جالساً إلى النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم بكت فخشي النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أن يكون بكاؤها أن علياً لا مال له ، فقال النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : ما يبكيك ما ألوتك في نفسى وقد أصبت لك خير أهلي والذي نفسى بيده لقد زوجتك سعيدا في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين ، فلان منها ، فقال النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : يا أسماء ائتينى بالمخضب فأتت أسماء بالمخضب فمج النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فيه ومسح في وجهه وقدميه ، ثم دعا فاطمة فأخذ كفا من ماء فضرب به رأسها وكفا بين ثدييها ، ثم رش جلده وجلدها ثم التزمها ، فقال : اللّهم إنها مني وإني منها ، اللّهم كما أذهبت عنى الرجس وطهرتنى فطهرهما ثم دعا بمخضب (1) آخر ثم دعا علياً فصنع به كما صنع بها ثم دعا له كما دعا لها ، ثم قال لهما : قوما إلى بيتكما جمع اللّه بينكما في سركما وأصلح بالكما ، ثم قام وأغلق عليهما بابهما بيده ، قال ابن عباس : فأخبرتنى أسماء بنت عميس أنها رمقت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم لم يزل يدعو لهما خاصة لا يشركهما في دعائه أحد حتى توارى في حجرته ، قال : رواه الطبراني (أقول) ورواه أبو نعيم أيضاً في حليته (ج 2 ص 75) مختصراً.

[الهيثمي في مجمعه أيضاً ج 9 ص 206] قال : وعن أنس إن عمر بن

ص: 159


1- المخضب: وعاء كالإجانة.

الخطاب أتى أبا بكر فقال : يا أبا بكر ما يمنعك أن تزوج فاطمة بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم؟ قال : لا يزوجنى قال : إذا لم يزوجك فمن يزوج؟ وإنك من أكرم الناس عليه ، وأقدمهم في الإسلام ، قال : فانطلق أبو بكر إلى بيت عائشة فقال : يا عائشة إذا رأيت من رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم طيب نفس وإقبالاً عليك فاذكري له إني ذكرت فاطمة فلعل اللّه عز وجل أن ييسرها لى ، قال : فجاء رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فرأيت منه طيب نفس وإقبالاً ، فقالت : يا رسول اللّه إن أبا بكر ذكر فاطمة وأمرنى أن أذكرها ، قال : حتى ينزل القضاء ، قال : فرجع اليها أبو بكر فقالت : يا أبتاه وددت إني لم أذكر له الذي ذكرت ، فلقى أبو بكر عمر فذكر أبو بكر لعمر ما أخبرته عائشة فانطلق عمر إلى حفصة فقال : يا حفصة إذا رأيت من رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم إقبالاً - يعني عليك - فاذكريني له واذكري فاطمة لعل اللّه أن ييسرها لي ، قال : فلقى رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم حفصة فرأت طيب نفس ورأت منه إقبالاً فذكرت له فاطمة رضي اللّه عنها فقال : حتى ينزل القضاء ، فلقى عمر حفصة فقالت له : يا أبتاه وددت إني لم أكن ذكرت له شيئاً ، فانطلق عمر إلى علي بن أبي طالب عليه السلام فقال : ما يمنعك من فاطمة؟ فقال : أخشى أن لا يزوجني ، قال : فان لم يزوجك فمن يزوج وأنت أقرب خلق اللّه اليه فانطلق علي عليه السلام إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ولم يكن له مثل عائشة ولا مثل حفصة ، قال : فلقى رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فقال : إني أريد أن أتزوج فاطمة قال : فافعل ، قال : ما عندي إلا درعي الحطمية (1) قال : فاجمع ما قدرت عليه وائتني به ، قال : فأتى باثنتى عشرة أوقية أربعمائة وثمانين ، فأتى بها رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فزوجه فاطمة رضي اللّه عنها ، فقبض ثلاث قبضات

ص: 160


1- نسبة الى حطمة بن محارب الذي كان يعمل الدروع ، أو هي التي تكسر وتحطم السيوف ، أو هي.

فدفعها إلى أم أيمن فقال اجعلي منها قبضة في الطيب ، أحسبه قال : والباقي فيما يصلح المرأة من المتاع فلما فرغت من الجهاز وأدخلتهم بيتاً قال : يا علي لا تحدثن إلى أهلك شيئاً حتى آتيك ، فأتاهم رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فاذا فاطمة متقنعة وعلي قاعد ، وأم أيمن في البيت ، فقال : يا أم أيمن ائتيني بقدح من ماء فأتته بقعب فيه ماء فشرب منه ثم مج فيه ، ثم ناوله فاطمة فشربت ، وأخذ منه فضرب به جبينها وبين كتفيها وصدرها ثم دفعها إلى علي ، فقال : يا على اشرب ، ثم أخذ منه فضرب به جبينه وبين كتفيه ، ثم قال : أهل بيتي فأذهب عنهم الرجس وطهرهم تطهيراً ، فخرج رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وأم أيمن وقال : يا علي أهلك. ثم قال : رواه البزار.

[الرياض النضرة ج 2 ص 180] قال : عن أنس بن مالك قال جاء أبو بكر إلى النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فقعد بين يديه فقال : يا رسول اللّه قد علمت مناصحتى وقدمى في الإسلام وإني ، قال : وما ذاك؟ قال : تزوجني فاطمة قال : فسكت عنه ، قال : فرجع أبو بكر إلى عمر فقال : هلكت وأهلكت ، قال : وما ذاك؟ قال : خطبت فاطمة إلى النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فأعرض عني ، قال : مكانك حتى آتى النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فأطلب مثل الذي طلبت ، فأتى عمر النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فقعد بين يديه فقال : يا رسول اللّه قد علمت مناصحتي وقدمى في الإسلام وإني وإني ، قال : وما ذاك؟ قال : تزوجني فاطمة فسكت عنه ، فرجع إلى أبي بكر فقال : إنه ينتظر أمر اللّه بها ، قم بنا إلى علي حتى نأمره يطلب مثل الذي طلبنا ، قال علي عليه السلام : فأتيانى وأنا أعالج فسيلاً لى ، فقالا : إنا جئناك من عند ابن عمك بخطبة ، قال علي عليه السلام : فنبهانى لأمر فقمت أجر ردائى حتى أتيت النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فقعدت بين يديه فقلت : يا رسول اللّه قد علمت قدمى في الإسلام ومناصحتي وإني وإنى قال : وما ذاك؟ قلت : تزوجني فاطمة ، قال : وما عندك؟ قلت : فرسي وبزتي (1) قال : أما فرسك فلا بد لك منها ، وأما بزتك فبعها ، قال :

ص: 161


1- البزة : بالياء الموحدة المكسورة ثم الزاي المشددة مع هاء التأنيث ، السلاح.

فبعتها بأربعمائة وثمانين ، قال : فجئت بها حتى وضعتها في حجر رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فقبض منها قبضة فقال : أي بلال أبغنا بها طيباً وأمرهم أن يجهزوها ، فحمل لها سريرا مشرطاً بالشرط ، ووسادة من أدم حشوها ليف ، وقال لعلي عليه السلام : إذا أتتك فلا تحدث شيئاً حتى آتيك ، فجاءت مع أم أيمن حتى قعدت في جانب البيت وأنا في جانب ، وجاء رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فقال : ها هنا أخى؟ قالت أم أيمن : أخوك وقد زوجته ابنتك؟ قال : نعم ، ودخل رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم البيت فقال لفاطمة : إئتنى بماء فقامت إلى قعب في البيت فأتت به بماء فأخذه النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ومج فيه ثم قال : تقدمي فتقدمت فنضح بين ثدييها وعلى رأسها وقال : اللّهم إني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم ثم قال لها : أدبري فأدبرت فصب بين كتفيها وقال : اللّهم إني أعيذها بك وذريتها من الشيطان الرجيم ، ثم قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : إئتوني بماء ، قال علي عليه السلام : فعلمت الذي يريد فقمت فملأت القعب ماء وأتيته به فأخذه ومج فيه ثم قال لى : تقدم فصب على رأسى وبين ثديي ثم قال : اللّهم إني أعيذه بك وذريته من الشيطان الرجيم ، ثم قال : أدبر فأدبرت فصب بين كتفي ، وقال : اللّهم إني أعيذه بك وذريته من الشيطان الرجيم ، ثم قال لعلي عليه السلام : أدخل بأهلك بسم اللّه والبركة ، قال : أخرجه أبو حاتم ، ثم قال أيضاً (ص 181) : وأخرجه أحمد في المناقب من حديث أبي يزيد المدائني (ثم ذكر صورة أخرى) ، فراجعها.

[أقول] وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 7 ص 113) وقال : رواه ابن جرير ، والهيثمي أيضاً في مجمعه (ج 9 ص 209) وقال : رواه الطبراني وابن حجر أيضاً في صواعقه (ص 84) وقال : أخرجه ابن أبي حاتم ، والمحب الطبري أيضاً (ص 27) من ذخائره باختلاف يسير وقال : أخرجه أبو حاتم.

ص: 162

[تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج 5 ص 7] روى بسنده عن ابن عباس قال : لما زفت فاطمة سلام اللّه عليها إلى علي عليه السلام كان النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أمامها ، وجبريل عن يمينها ، وميكائيل عن يسارها وسبعون الف ملك خلفها ، يسبحون اللّه ويقدسونه حتى طلع الفجر (أقول) وذكره المحب الطبري أيضاً في ذخائره (ص 32) وقال : خرجه الحافظ أبو القاسم الدمشقى.

[ذخائر العقبى للمحب الطبري ص 29] قال : وعن علي عليه السلام وذكر قصة زواجه قال : فلما أدخلت علي قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : لا تحدثا شيئاً حتى آتيكما فأتانا وعلينا قطيفة - أو كساء - فلما رأيناه تحسحسنا ، قال : على مكانكما ، ثم دعا باناء فيه ماء فدعا فيه ثم رش علينا قلت : يا رسول اللّه أنا أحب اليك أم هى؟ قال : هي أحب إلي منك وأنت أعز عليّ منها ، قال : أخرجه يحيى بن معين.

[أقول] وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 6 ص 393) وقال : أخرجه الحميدي وأحمد بن حنبل والعدني ومسدد والدورقي والبيهقي ، وقد تقدم في باب : علي أول من أسلم (ج 1 ص 178) بعض أخبار زفاف علي وفاطمة عليهما السلام ، فراجع.

ص: 163

باب : فيما نثرته شجر الجنان عند تزويج علي من فاطمة عليهما السلام

[حلية الأولياء لأبي نعيم ج 5 ص 59] روى بسنده عن عبد اللّه بن مسعود قال : أصابت فاطمة عليها السلام صبيحة يوم العرس رعدة ، فقال لها النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : يا فاطمة زوجتك سيدا في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين ، يا فاطمة لما أراد اللّه تعالى أن أملكك من علي أمر اللّه جبريل فقام في السماء الرابعة فصف الملائكة صفوفاً ثم خطب عليهم فزوجك من علي ، ثم أمر اللّه شجر الجنان فحملت الحلى والجلل ، ثم أمرها فنثرته على الملائكة فمن أخذ منهم شيئاً يومئذ أكثر مما أخذ غيره افتخر به إلى يوم القيامة ، قالت أم سلمة : لقد كانت فاطمة عليها السلام تفتخر على النساء لأن أول من خطب عليها جبريل عليه السلام (أقول) ورواه الخطيب البغدادي أيضاً في تاريخه (ج 4 ص 128).

[تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج 4 ص 210] روى بسنده عن بلال بن حمامة قال : خرج علينا رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ذات يوم ضاحكاً مستبشراً فقام اليه عبد الرحمن بن عوف فقال : ما أضحكك يا رسول اللّه؟ قال : بشارة أتتني من عند ربي أن اللّه لما أراد أن يزوج علياً فاطمة

ص: 164

أمر ملكاً أن يهز شجر طوبى فهزها فنثرت رقاقاً - يعني صكاكاً - وأنشأ اللّه ملائكة التقطوها ، فاذا كانت القيامة ثارت الملائكة في الخلق فلا يرون محباً لنا أهل البيت محضاً إلا دفعوا اليه منها كتاباً براءة له من النار ، من أخي وابن عمي وابنتي فكاك رقاب رجال ونساء من أمتي من النار (أقول) ورواه ابن الأثير الجزري أيضاً في أسد الغابة (ج 1 ص 206) وقال : أخرجه أبو موسى ، وذكره ابن حجر أيضاً في صواعقه (ص 103) وقال : فيه خرج عليهم - أي رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم - ووجهه مشرق كدائرة القمر فسأله عبد الرحمن بن عوف (إلى آخر الحديث) قال : أخرجه أبو بكر الخوارزمى.

[أُسد الغابة لابن الأثير ج 2 ص 358] روى بسنده عن شنان بن شفعلة الأوسي ، قال : حدثنا رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم عن جبريل عليه السلام : إن اللّه عز وجل لما زوج فاطمة علياً عليهما السلام أمر رضوان فأمر شجرة طوبى فحملت رقاقاً بعدد محبي آل بيت محمد صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ، فاذا كان يوم القيامة أهبط اللّه تعالى ملائكة بتلك الرقاق فتعطى كل رجل من محبى آل محمد صلى اللّه عليه (وآله) وسلم رقاً فيه براءة من النار قال : أخرجه أبو موسى (أقول) وذكره ابن حجر أيضاً في إصابته (ج 3 القسم 1 ص 134).

[الرياض النضرة ج 2 ص 184] قال : عن أنس قال : بينما رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم في المسجد إذ قال لعلي عليه السلام : هذا جبريل يخبرني أن اللّه عز وجل زوجك فاطمة وأشهد على تزويجها أربعين الف ملك وأوحى إلى شجرة طوبى أن انثري عليهم الدر والياقوت فنثرت عليهم الدر والياقوت فابتدرت اليه الحور العين يلتقطن من أطباق الدر والياقوت فهم يتهادونه بينهم إلى يوم القيامة ، قال : أخرجه الملا في سيرته.

[ذخائر العقبى للمحب الطبري ص 32] قال : وعن عبد اللّه رضي اللّه عنه إن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال لفاطمة عليها السلام -

ص: 165

حين وجهها إلى علي عليه السلام - إن اللّه لما أمرنى أن أزوجك من علي أمر الملائكة أن يصطفوا صفوفاً في الجنة ، ثم أمر شجر الجنان أن تحمل الحلى والحلل ، ثم أمر جبريل فنصب في الجنة منبراً ، ثم صعد جبريل وخطب فلما فرغ نثر عليهم من ذلك ، فمن أخذ أحسن أو أكثر من صاحبه افتخر به إلى يوم القيامة ، يكفيك يا بنية هذا ، قال : أخرجه النسائى.

[ذخائر العقبى أيضاً ص 32] قال : وعن علي عليه السلام قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : أتاني ملك فقال : يا محمد إن اللّه تعالى يقول لك : قد أمرت شجرة طوبى أن تحمل الدر والياقوت والمرجان وأن تنثر على من قضى عقد نكاح فاطمة من الملائكة والحور العين ، وقد سر بذلك سائر أهل السماوات ، وإنه سيولد بينهما ولدان سيدان في الدنيا وسيسودان على كهول أهل الجنة وشبابها ، وقد تزين أهل الجنة لذلك ، فاقرر عيناً يا محمد فانك سيد الأولين والآخرين ، قال : خرجه الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام.

ص: 166

باب : إن اللّه سد أبواب المسجد إلا باب علي عليه السّلام

[السيوطي في تفسيره] المسمى بالدر المنثور في ذيل تفسير قوله تعالى : ( وما ينطق عن الهوى ) ، في سورة والنجم (قال) وأخرج ابن مردويه عن أبي الحمراء وحبة العرني قالا : أمر رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أن تسد الأبواب التي في المسجد ، فشق عليهم ، قال حبة : إني لأنظر إلى حمزة ابن عبد المطلب وهو تحت قطيفة حمراء وعيناه تذر فان وهو يقول : أخرجت عمك وأبا بكر وعمر والعباس وأسكنت ابن عمك ، فقال رجل : ما يألو برفع ابن عمه ، قال : فعلم رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أنه قد شق عليهم فدعا الصلاة جامعة فلما اجتمعوا صعد المنبر فلم يسمع لرسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم خطبة قط كان أبلغ منها تمجيداً وتوحيداً ، فلما فرغ قال : يا أيها الناس ما أنا سددتها ولا أنا فتحتها ولا أنا أخرجتكم وأسكنته ، ثم قرأ : ( وَاَلنَّجْمِ إِذٰا هَوىٰ مٰا ضَلَّ صٰاحِبُكُمْ وَمٰا غَوىٰ وَمٰا يَنْطِقُ عَنِ اَلْهَوىٰ إِنْ هُوَ إِلاّٰ وَحْيٌ يُوحىٰ ) .

[صحيح الترمذي ج 2 ص 301] روى بسنده عن ابن عباس أن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أمر بسد الأبواب إلا باب على عليه السّلام.

ص: 167

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 125] روى بسنده عن زيد بن أرقم قال : كانت لنفر من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أبواب شارعة في المسجد ، فقال يوماً : سدوا هذه الأبواب إلا باب علي قال : فتكلم في ذلك ناس ، فقام رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فحمد اللّه وأثنى عليه ثم قال : أما بعد فإنّى أمرت بسد هذه الأبواب غير باب علي فقال فيه قائلكم ، واللّه ما سددت شيئاً ولا فتحته ولكن أمرت بشىء فاتبعته (قال) هذا حديث صحيح الاسناد (أقول) ورواه أحمد بن حنبل أيضاً في مسنده والضياء عن زيد بن أرقم ، وذكره ثانياً في (ج 6 ص 157) وقال : أخرجه أحمد بن حنبل في مسنده وسعيد بن منصور في سننه.

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 125] روى بسنده عن أبي هريرة قال : قال عمر بن الخطاب : لقد أُعطى علي بن أبي طالب ثلاث خصال لأن تكون لي خصلة منها أحب إلي من أن أعطى حمر النعم ، قيل : وما هن يا أمير المؤمنين؟ قال : تزوجه فاطمة بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ، وسكناه المسجد مع رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يحل له فيه ما يحل له ، والراية يوم خيبر (قال) هذا حديث صحيح الاسناد (أقول) وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 6 ص 393) وقال : أخرجه ابن أبي شيبة وابن حجر أيضاً في صواعقه (ص 76) وقال : أخرجه أبو يعلى ، والمحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة (ج 2 ص 192) وقال : أخرجه ابن السمان في الموافقة.

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 116] روى بسنده عن خيثمة ابن عبد الرحمن قال : سمعت سعد بن مالك - وقال له رجل : إن علياً عليه السّلام يقع فيك أنك تخلفت عنه - فقال سعد : واللّه إنه لرأى رأيته وأخطأ رأيي إن علي بن أبي طالب أعطى ثلاثاً لأن أكون أعطيت إحداهن أحب إلي من الدنيا وما فيها ، لقد قال له رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يوم غدير خم - بعد حمد اللّه والثناء عليه - هل

ص: 168

تعلمون إني أولى بالمؤمنين؟ قلنا : نعم ، قال : اللّهم من كنت مولاه فعلى مولاه ، وال من والاه وعاد من عاداه وجىء به يوم خيبر وهو أرمد ما يبصر فقال : يا رسول اللّه إني أرمد فتفل في عينيه ودعا له فلم يرمد حتى قتل وفتح عليه خيبر ، وأخرج رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم عمه العباس وغيره من المسجد فقال له العباس : تخرجنا ونحن عصبتك وعمومتك وتسكن علياً فقال : ما أنا أخرجتكم وأسكنته ولكن اللّه أخرجكم وأسكنه.

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 1 ص 175] روى بسنده عن عبد اللّه ابن الرقيم الكناني قال : خرجنا إلى المدينة زمن الجمل فلقينا سعد بن مالك بها فقال : أمر رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم بسد الأبواب الشارعة في المسجد وترك باب على (أقول) وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه (ج 9 ص 114) وقال : رواه أحمد وأبو يعلى والبزار والطبراني في الأوسط وزاد قالوا : يا رسول اللّه سددت أبوابنا كلها إلا باب على ، قال : ما أنا سددت أبو ابكم ولكن اللّه سدها (وذكره العسقلاني أيضاً) في فتح الباري ج 8 ص 15 وقال اخرجه احمد والنسائى باسناد قوى.

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 1 ص 330] روى بسنده عن عمرو ابن ميمون قال : إني لجالس إلى ابن عباس إذ أتاه تسعة رهط فقالوا : يا بن عباس إما أن تقوم معنا وإما أن تخلونا هؤلاء ، فقال ابن عباس : بل أقوم معكم ، قال - وهو يومئذ صحيح قبل أن يعمى - قال : فابتدؤا فتحدثوا فلا ندري ما قالوا ، قال : فجاء ينفض ثوبه ويقول : أف وتف وقعوا في رجل له عشرة وقعوا في رجل قال له النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : لأبعثن رجلاً لا يخزيه اللّه أبداً يحب اللّه ورسوله (وساق الحديث) إلى أن قال : وقال : سدوا أبواب المسجد غير باب على ، قال : فيدخل المسجد جنباً وهو طريقه ليس له طريق غيره ،

ص: 169

الحديث (أقول) وقد تقدم تمامه في باب آية التطهير (ج 1 ص 230) ، وقد رواه النسائي أيضاً في خصائصه (ص 8) وذكره المحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة (ج 2 ص 203) وقال : أخرجه بتمامه أحمد والحافظ أبو القاسم الدمشقى في الموافقات وفي الأربعين الطوال ، قال وأخرج النسائي بعضه (انتهى) وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه (ج 9 ص 119) وقال : رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط باختصار.

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 2 ص 26] روى بسنده عن ابن عمر قال : كنا نقول في زمن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : رسول اللّه خير الناس (إلى أن قال) ولقد أوتي ابن أبي طالب عليه السلام ثلاث خصال لأن تكون لي واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم ، زوّجه رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ابنته وولدت له ، وسد الأبواب إلا بابه في المسجد وأعطاه الراية يوم خيبر (أقول) وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 6 ص 319) وقال : أخرجه ابن أبي شيبة ، ورواه ابن الأثير الجزرى أيضاً في أُُسد الغابة (ج 3 ص 214).

[حلية الأولياء لأبي نعيم ج 4 ص 153] روى بطرق متعددة عن أبي بلج عن عمرو بن ميمون عن ابن عباس قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : سدوا أبواب المسجد كلها إلا باب على (أقول) ورواه النسائي أيضاً في خصائصه بطريقين عن عمرو بن ميمون عن ابن عباس أحدهما في (ص 13) والآخر في (ص 14) قال في الأخير : قال ابن عباس : وسد أبواب المسجد غير باب علي ، فكان يدخل المسجد وهو جنب وهو طريقه ليس له طريق غيره.

[تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج 7 ص 205] روى بسنده عن زيد بن علي بن الحسين عن أخيه محمد بن على أنه سمع جابر بن

ص: 170

عبد اللّه يقول : سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول : سدوا الأبواب كلها إلا باب علي ، وأومأ بيده إلى باب علي (أقول) وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 6 ص 398) وقال : أخرجه ابن عساكر ، وذكره المناوي أيضاً في كنوز الحقائق (ص 78) وقال : أخرجه الديلمي.

[خصائص النسائي ص 13] روى بسنده عن الحارث بن مالك قال : أتيت مكة فلقيت سعد بن أبي وقاص فقلت له : سمعت لعلي عليه السلام منقبة؟ قال : كنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم في المسجد فروى فينا لسده ليخرج من في المسجد إلا آل رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وآل علي عليه السلام ، قال : فخرجنا فلما أصبح أتاه عمه فقال : يا رسول اللّه أخرجت أصحابك وأعمامك وأسكنت هذا الغلام ، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : ما أنا أمرت باخراجكم ولا بإسكان هذا الغلام إن اللّه هو أمر به (قال النسائي) قال قطر : عن عبد اللّه بن شريك عن عبد اللّه بن أرقم عن سعد : إن العباس أتى النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فقال : سددت أبوابنا إلا باب علي ، فقال : ما أنا فتحتها ولا أنا سددتها.

[كنز العمال ج 3 ص 155] قال : عن زافر عن رجل عن الحارث ابن محمد عن أبي الطفيل عامر بن وائلة ، قال : كنت على الباب يوم الشورى فارتفعت الأصوات بينهم فسمعت علياً عليه السلام يقول (وساق الحديث إلى أن قال) قال : أكان أحد مطهرا في كتاب اللّه غيرى حين سد النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أبواب المهاجرين وفتح بابي فقام اليه عماه حمزة والعباس فقالا : يا رسول اللّه سددت أبوابنا وفتحت باب علي ، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : ما أنا فتحت بابه ولا سددت أبوابكم؟ قالوا : اللّهم لا.

ص: 171

[كنز العمال أيضاً ج 6 ص 152] قال : ما أنا أخرجتكم من قبل نفسي ولا أنا تركته ولكن اللّه أخرجكم وتركه ، إنما أنا عبد مأمور ما أمرت به فعلت (إن أتبع إلا ما يوحى إلي) قال : أخرجه الطبراني عن ابن عباس (أقول) وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه (ج 9 ص 115) وقال أيضاً : رواه الطبراني.

[كنز العمال أيضاً ج 6 ص 408] قال : عن علي عليه السلام أخذ رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم بيدى قال : إن موسى عليه السلام سأل ربه أن يطهر مسجده بهارون وإني سألت ربي أن يطهر مسجدى بك وذريتك ، ثم أرسل إلى أبي بكر أن سد بابك فاسترجع ثم قال : سمعا وطاعة فسد بابه ، ثم أرسل إلى عمر ، ثم أرسل إلى العباس بمثل ذلك ، ثم قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : ما أنا سددت أبوابكم وفتحت باب علي ولكن اللّه فتح باب علي وسد أبوابكم (قال) أخرجه البزار ، (أقول) وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه (ج 9 ص 114) وقال أيضاً : رواه البزار.

[ميزان الاعتدال للذهبى ج 2 ص 194] روى بسنده عن أبي اسحاق سألت ابن عمر عن عثمان وعلي ، فقال : تسألني عن على ، فقد رأيت مكانه من رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ، إنه سد أبواب المسجد إلا باب علىّ.

[مجمع الزوائد للهيثمي ج 9 ص 115] قال : وعن علي عليه السلام قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : انطلق فمرهم فليسدوا أبوابهم فانطلقت فقلت لهم ففعلوا إلا حمزة ، فقلت : يا رسول اللّه قد فعلوا إلا حمزة فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : قل لحمزة فليحول بابه ، فقلت : إن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يأمرك أن تحول بابك فحوله فرجعت اليه وهو قائم يصلي ، فقال : ارجع إلى بيتك ، قال : رواه البزار.

ص: 172

[مجمع الزوائد أيضاً ج 9 ص 115] قال : وعن العلاء بن العرار قال : سئل ابن عمر عن علي وعثمان ، فقال : أما علي فلا تسألوا عنه ، انظروا إلى منزله من رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ، فانه سد أبوابنا في المسجد وأقر بابه ، وأما عثمان فانه أذنب يوم التقى الجمعان ذنباً عظيما فعفا اللّه عنه وأذنب فيكم ذنبا دون ذلك فقتلتموه ، قال : رواه الطبراني في الأوسط. (أقول) وذكره العسقلاني أيضاً في فتح الباري ج 8 ص 74 باختصار (قال) اخرجه النسائي من رواية العلاء بن عيزار وذكره أيضاً قبل ذلك في ج 8 ص 15 - بنحو ابسط وقال اخرجه النسائي من طريق العلاء (قال) ورجاله رجال الصحيح.

[الهيثمي أيضاً في مجمعه ج 9 ص 115] قال : وعن جابر بن سمرة قال : أمر رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم بسد الأبواب كلها إلا باب علي رضي اللّه عنه فقال العباس : يا رسول اللّه قدر ما أدخل أنا وحدى وأخرج قال : ما أمرت بشيء من ذلك ، فسدها كلها غير باب علي ، قال : ربما مرّ وهو جنب ، قال : رواه الطبراني (اقول) وذكره العسقلاني في فتح الباري ج 8 ص 15 وقال أيضاً اخرجه الطبراني.

ص: 173

باب : يحل للنبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) ولعلي (عليه السلام) أن يجنبا في المسجد

[صحيح الترمذي ج 2 ص 300] روى بسنده عن أبي سعيد قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم لعلي عليه السلام : يا علي لا يحل لأحد أن يجنب في هذا المسجد غيري وغيرك (أقول) ورواه البيهقي أيضاً في سننه (ج 7 ص 66) عن أبي سعيد ، ثم قال : وروى ذلك أيضاً من وجه آخر عن عطية ، وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 6 ص 159) وقال : أخرجه الترمذي وأبو يعلى والبيهقي عن أبي سعيد ، وذكره ابن حجر أيضاً في تهذيب التهذيب (ج 9 ص 387) في ترجمة محمد بن عيسى بن سورة الترمذي ، قال : قال الترمذي في حديثه عن علي بن المنذر بن فضيل عن سالم ابن أبي حفصة عن عطية عن أبي سعيد : إن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال لعلي عليه السلام : لا يحل لأحد يجنب في هذا المسجد غيري وغيرك ، سمع مني محمد بن اسماعيل - يعني البخاري - هذا الحديث (انتهى).

[سنن البيهقي ج 7 ص 65] روى بسنده عن أم سلمة قالت : خرج علينا رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فوجه هذا المسجد

ص: 174

فقال : ألا لا يحل هذا المسجد لجنب ولا لحائض إلا لرسول اللّه وعلي وفاطمة والحسن والحسين ، ألا قد بينت لكم الأسماء أن لا تضلوا (أقول) ورواه بطريق آخر أيضاً عن أم سلمة قالت : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : ألا إن مسجدى حرام على كل حائض من النساء وكل جنب من الرجال إلا على محمد وأهل بيته علي وفاطمة والحسن والحسين ، ثم إن الطريقين المذكورين قد ذكرهما المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 6 ص 217) قال في أولهما : أخرجه البيهقي وابن عساكر ، وقال في ثانيهما : أخرجه البيهقي.

[كنز العمال ج 3 ص 154] قال : عن عثمان بن عبد اللّه القرشي (إلى أن قال) عن أبي ذر قال : لما كان أول يوم في البيعة لعثمان اجتمع المهاجرون والأنصار في المسجد وجاء علي بن أبي طالب عليه السلام فأنشأ يقول : إن أحق ما ابتدأ به المبتدؤن ، ونطق به الناطقون ، وتفوه به القائلون ، حمد اللّه والثناء عليه بما هو أهله والصلاة على النبي محمد صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ، فقال : الحمد للّه المتفرد بدوام البقاء (وساق عليه السلام الخطبة إلى أن قال) أتعلمون أن أحداً كان يدخل المسجد جنباً غيري؟ قالوا اللّهم لا (الحديث).

[كنز العمال أيضاً ج 6 ص 159] قال : لا ينبغي لأحد أن يجنب في هذا المسجد إلا أنا أو علي ، قال : رواه الطبراني عن أم سلمة.

[الهيثمي في مجمعه ج 9 ص 115] قال : عن خارجة بن سعد عن أبيه سعد قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم لعلي عليه السلام : لا يحل لأحد أن يجنب في هذا المسجد غيرى وغيرك ، قال : رواه البزار (أقول) وذكره ابن حجر أيضاً في صواعقه (ص 73) وقال أيضاً : أخرجه البزار ، وقد تقدم في الباب السابق قول ابن

ص: 175

عباس : فيدخل المسجد - يعني علياً عليه السلام - جنباً وهو طريقه ليس له طريق غيره ، وقول جابر بن سمرة في آخر الباب : وربما مرّ وهو جنب - يعني به علياً عليه السلام -.

[فتح الباري] في شرح البخاري ج 8 ص 16 (قال) اخرج اسماعيل القاضى في احكام القرآن من طريق المطلب بن عبد اللّه بن حنطب ان النبي صلى اللّه عليه وآله وسلم لم يأذن لأحد ان يمر في المسجد وهو جنب إلا لعلي بن أبي طالب لأن بيته كان في المسجد.

ص: 176

باب : في نهي النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) عن الجمع بين اسمه وكنيته وترخيصه لعلي (عليه السلام) في ولده

[أقول] : أما نهيه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم عن الجمع بين اسمه وكنيته فلأخبار كثيرة جداً بل متواترة مذكورة في الصحاح الستة وغيرها من كتب الأحاديث ، ونحن نقتصر على ذكر ثلاثة منها :

[الأول] ما رواه أحمد بن حنبل في مسنده (ج 3 ص 313) بسنده عن جابر قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : من تسمى باسمي فلا يكنى بكنيتى ، ومن اكتنى بكنيتى فلا يتسمى باسمى.

[الثانى] ما رواه أحمد بن حنبل أيضاً في مسنده (ج 2 ص 312) بسنده عن أبي هريرة عن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال : من تسمى باسمي فلا يكنى بكنيتي ، ومن اكتنى بكنيتي فلا يتسمى باسمى.

[الثالث] ما رواه الطحاوي في شرح معانى الآثار (ج 2 ص 395) بسنده عن البراء بن عازب إن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم نهى أن يجمع بين اسمه وكنيته (أقول) وهناك جملة من الأخبار

ص: 177

ناهية عن خصوص التكنية بكنيته مثل قوله صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : تسموا باسمي ولا تكتنوا بكنيتي.

[وأما] ترخيصه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم في الجمع بين اسمه وكنيته لعلي عليه السلام في ولده فلأخبار عديدة ، وهذا تفصيلها حسب ما ظفرت عليه على العجالة.

[صحيح الترمذي ج 2 ص 137] روى بسنده عن منذر عن محمد ابن الحنفية عن علي بن أبي طالب عليه السلام إنه قال : يا رسول اللّه أرأيت إن ولد لى بعدك ولد أسميه محمداً وأكنيه بكنيتك؟ قال : نعم ، قال : فكانت رخصة لى (أقول) ورواه البخاري أيضاً في الأدب المفرد (ص 123) وأبو داود أيضاً في صحيحه (ج 31) في باب الرخصة في الجمع بينهما ، والحاكم أيضاً في مستدركه (ج 4 ص 278) وقال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ، وأحمد بن حنبل أيضاً في مسنده (ج 1 ص 95) وابن سعد أيضاً في طبقاته (ج 5 ص 66) وذكره المحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة (ج 2 ص 179) وقال : خرجه المخلص الذهبي ، ورواه البيهقي أيضاً في سننه بطريقين (ج 9 ص 309).

[الطبقات الكبرى لابن سعد ج 5 ص 66] روى بسنده عن المنذر الثورى قال : وقع بين علي عليه السلام وطلحة كلام فقال له طلحة : لا كجرأتك على رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم سميت باسمه وكنيت بكنيته وقد نهى رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أن يجمعهما أحد من أمته ، فقال علي عليه السلام : إن الجري من اجترأ على اللّه ورسوله ، إذهب يا فلان فادع لى فلاناً وفلاناً - لنفر من قريش - قال : فجاؤا ، فقال : بم تشهدون؟ قالوا : نشهد أن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال : إنه سيولد لك بعدي غلام فقد نحلته اسمي وكنيتى ولا تحل لأحد من أمتي بعده (أقول) ورواه ابن الأثير

ص: 178

الجزري أيضاً في أسد الغابة مختصراً (ج 5 ص 361).

[الاصابة لابن حجر ج 8 القسم 1 ص 68] في ترجمة خولة بنت أياس بن جعفر الحنفية ، قال : رآها النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم في منزله فضحك ثم قال : يا على أما إنك تتزوجها من بعدي وستلد لك غلاماً فسمه باسمي وكنه بكنيتي.

ص: 179

باب : إن ذرية كل نبي في صلبه وذرية النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) في صلب علي عليه السّلام

[تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج 1 ص 316] روى بسنده إلى المنصور العباسى إلى عبد اللّه بن العباس ، قال : كنت أنا وأبي العباس بن عبد المطلب جالسين عند رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم إذ دخل علي ابن أبي طالب عليه السلام فسلم فرد عليه رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم السلام وبش به وقام اليه واعتنقه وقبل بين عينيه وأجلسه عن يمينه فقال العباس : يا رسول اللّه أتحب هذا؟ فقال النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يا عم رسول اللّه واللّه للّه أشد حباً له مني ، إن اللّه جعل ذرية كل نبي في صلبه وجعل ذريتى في صلب هذا (أقول) وذكره المحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة (ج 2 ص 168) وقال : أخرجه أبو الخير الحاكمى (وفي ص 213) وقال : أخرجه أبو الخير القزوينى ، وذكره ابن حجر أيضاً في صواعقه (ص 93) وقال : أخرجه أبو الخير الحاكمى وصاحب كنوز المطالب في بني أبي طالب ، ثم قال : زاد الثانى في روايته : أنه إذا كان يوم القيامة دعى الناس بأسماء أمهاتهم ستراً عليهم إلا هذا وذريته فانهم يدعون بأسمائهم لصحة ولادتهم.

[الهيثمي في مجمعه ج 9 ص 172] قال : وعن جابر بن عبد اللّه قال :

ص: 180

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : إن اللّه عز وجل جعل ذرية كل نبي في صلبه وإن اللّه تعالى جعل ذريتى في صلب علي بن أبي طالب ، قال : رواه الطبراني.

[كنز العمال ج 6 ص 152] والمناوي في فيض القدير (ج 2 ص 223) في المتن ، وابن حجر في صواعقه (ص 74) قالوا جميعاً : أخرج الطبراني عن جابر والخطيب عن ابن عباس أن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال : إن اللّه جعل ذرية كل نبي في صلبه وجعل ذريتي في صلب علي بن أبي طالب.

ص: 181

باب : في قول النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم يوم خيبر : ان علياً يحب اللّه ورسوله ويحبه اللّه ورسوله

[صحيح البخاري في الجهاد والسير] في باب ما قيل في لواء النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم روى بسنده عن سلمة بن الأكوع قال. كان علي عليه السلام تخلف عن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم في خيبر ، وكان به رمد ، فقال : أنا أتخلف عن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فخرج علي عليه السلام فلحق بالنبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فلما كان مساء الليلة التي فتحها في صباحها فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : لأعطين الراية - أو قال : ليأخذن - غدا رجل يحب اللّه ورسوله - أو قال : يحبه اللّه ورسوله - يفتح اللّه عليه فاذا نحن بعلي عليه السلام وما نرجوه ، فقالوا : هذا علي ، فأعطاه رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ففتح اللّه عليه.

[أقول] ورواه أيضاً في كتاب بدء الخلق في باب مناقب علي بن أبي طالب وباب غزوة خيبر ، ورواه مسلم أيضاً في صحيحه في كتاب فضائل الصحابة في باب من فضائل علي بن أبي طالب عليه السلام ، ورواه البيهقي أيضاً في سننه (ج 6 ص 362) وأبو نعيم أيضاً في حليته (ج 1 ص 26).

[صحيح البخاري في الجهاد والسير] في باب فضل من أسلم على يديه

ص: 182

رجل ، روى بسنده عن سهل بن سعد قال : قال النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يوم خيبر : لأعطين الراية غداً رجلاً يفتح على يديه يحب اللّه ورسوله ويحبه اللّه ورسوله ، فبات الناس ليلتهم أيهم يعطي فغدوا كلهم يرجوه ، فقال : أين علي؟ فقيل : يشتكى عينيه فبصق في عينيه ودعا له فبرىء كأن لم يكن به وجع فأعطاه فقال : أقاتلهم حتى يكونوا مثلنا؟ فقال : أنفذ على رسلك حتى تنزل بساحتهم ثم ادعهم إلى الإسلام وأخبرهم بما يجب عليهم فواللّه لأن يهدي اللّه بك رجلاً خير لك من أن يكون لك حمر النعم.

[أقول] ورواه مسلم أيضاً في صحيحه في كتاب فضائل الصحابة في باب من فضائل علي بن أبي طالب عليه السلام ، وأحمد بن حنبل أيضاً في مسنده (ج 5 ص 322) ، والنسائى أيضاً في خصائصه (ص 6) ، وذكر الذيل وحده علي بن سلطان في مرقاته (ج 5 ص 566) قال : وروى الطبراني عن أبي رافع مرفوعاً لأن يهدي اللّه على يديك رجلاً خير لك مما طلعت عليه الشمس.

[صحيح مسلم في كتاب الجهاد والسير] في باب غزوة ذي قرد روى باسناد متعددة عن عكرمة بن عمار عن أياس بن سلمة عن أبيه (وساق الحديث إلى أن قال) فلما قدمنا خيبر قال : خرج ملكهم مرحب يخطر بسيفه ويقول :

قد علمت خيبر اني مرحب *** شاكى السلاح بطل مجرب

إذا الحروب أقبلت تلهب

قال : وبرز له عمى عامر فقال :

قد علمت خيبر إني عامر *** شاكى السلاح بطل مغامر

قال : فاختلفا ضربتين فوقع سيف مرحب في ترس عامر وذهب عامر يسفل له فرجع سيفه على نفسه فقطع أكحله فكانت فيها نفسه (إلى أن قال) ثم أرسلنى - أي النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم - إلى علي عليه السلام وهو أرمد فقال : لأعطين الراية رجلاً يحب اللّه ورسوله - أو

ص: 183

يحبه اللّه ورسوله - قال : فأتيت علياً عليه السّلام فجئت به أقوده وهو أرمد حتى أتيت به رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فبصق في عينيه فبرئ وأعطاه الراية وخرج مرحب فقال :

قد علمت خيبر إني مرحب *** شاكي السلاح بطل مجرب

إذا الحروب أقبلت تلهب

فقال علي عليه السلام :

أنا الذي سمتني أمى حيدره *** كليث غابات كريه المنظره

أو فيهم بالصاع كيل السندره

[أقول] ورواه أحمد بن حنبل أيضاً في مسنده (ج 4 ص 51) وابن سعد أيضاً في طبقاته (ج 2 القسم 1 ص 80) ، وذكره ابن عبد البر أيضاً في استيعابه (ج 2 ص 450) ، والمتقي أيضاً في كنز العمال (ج 5 ص 284) وقال : أخرجه ابن أبي شيبة ، والمحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة (ج 2 ص 185) وقال : أخرجه أبو حاتم.

[صحيح مسلم في كتاب فضائل الصحابة] في باب من فضائل علي بن أبي طالب عليه السلام ، روى بسنده عن أبي هريرة أن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال يوم خيبر : لأعطين هذه الراية رجلاً يحب اللّه ورسوله يفتح اللّه على يديه ، قال عمر بن الخطاب : ما أحببت الإمارة إلا يومئذ قال : فتساورت لها رجاء أن أُدعى لها قال : فدعا رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم علي بن أبي طالب عليه السلام فأعطاه إياها وقال : إمش ولا تلتفت حتى يفتح اللّه عليك ، قال : فسار علي عليه السلام شيئاً ثم وقف ولم يلتفت ، فصرخ يا رسول اللّه على ماذا أقاتل الناس؟ قال : وقاتلهم حتى يشهدوا أن لا إله إلا اللّه وأن محمداً رسول اللّه ، فاذا فعلوا ذلك فقد منعوا منك دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على اللّه.

[أقول] ورواه أحمد بن حنبل أيضاً في مسنده (ج 2 ص 384) وأبو داود الطيالسي أيضاً في مسنده (ج 10 ص 320) ، وابن سعد أيضاً فى

ص: 184

طبقاته (ج 2 القسم 1 ص 80) ، وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 5 ص 285) وقال : أخرجه ابن جرير ، وفي (ج 6 ص 393) وقال : أخرجه ابن مندة في تاريخ اصبهان ، ورواه النسائي أيضاً في خصائصه (ص 6) بأربعة طرق ، والخطيب البغدادي أيضاً في تاريخه (ج 8 ص 5) مختصرا.

[صحيح مسلم في كتاب فضائل الصحابة] في باب من فضائل علي بن أبي طالب عليه السلام ، روى بسنده عن عامر بن سعد بن أبي وقاص عن أبيه قال : أمر معاوية بن أبي سفيان سعدا فقال : ما منعك أن تسب أبا التراب؟ فقال : أما ما ذكرت ثلاثا قالهن له رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فلن أسبه لأن تكون لى واحدة منهن أحب إلي من حمر النعم ، سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول له (1) خلفه في بعض مغازيه فقال له علي عليه السلام : يا رسول اللّه خلفتنى مع النساء والصبيان ، فقال له رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبوة بعدى؟ وسمعته يقول يوم خيبر : لأعطين الراية رجلاً يحب اللّه ورسوله ويحبه اللّه ورسوله ، قال : فتطاولنا لها فقال : ادعوا لى علياً فأتى به أرمد فبصق في عينيه ودفع الراية اليه ففتح اللّه عليه ولما نزلت هذه الآية : ( قل تَعٰالَوْا نَدْعُ أَبْنٰاءَنٰا وَأَبْنٰاءَكُمْ ) دعا رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم علياً وفاطمة وحسنا وحسينا فقال : اللّهم هؤلاء أهلى.

[أقول] ورواه الترمذي أيضاً في صحيحه (ج 2 ص ص 300) في مناقب علي بن أبي طالب عليه السلام ، والنسائى أيضاً في خصائصه (ص 4) ولكن ذكر فيه آية التطهير بدل آية المباهلة ، وفي (ص 16) بتقديم وتأخير وأحمد بن حنبل أيضاً (ج 1 ص 185) باختلاف يسير ، وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 6 ص 405) باختلاف يسير ، وفي (ج 6 ص 405) ثانيا باختصار ، وقال : أخرجه ابن جرير (ثم قال) عن سعد قال : لو وضع

ص: 185


1- هكذا في بعض النسخ - بدون واو - ، وفي بعض النسخ (وخلفه) وفي أخرى (وقد خلفه).

المنشار على مفرقى على أن أسب علياً ما سببته أبدا منذ سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ما سمعت ، قال : أخرجه ابن أبي شيبة وابن مخلد.

[صحيح الترمذي ج 1 ص 318] روى بسنده عن البراء أن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم بعث جيشين وأمر على أحدهما علي بن أبي طالب عليه السّلام وعلى الآخر خالد بن الوليد ، فقال : إذا كان القتال فعلي على الناس قال : فافتتح علي عليه السلام حصناً فأخذ منه جارية ، فكتب معي خالد بن الوليد إلى النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يسىء به ، فقدمت على النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فقرأ الكتاب فتغير لونه ثم قال : ما ترى في رجل يحب اللّه ورسوله ويحبه اللّه ورسوله؟ قال : قلت : أعوذ باللّه من غضب اللّه وغضب رسوله وإنما أنا رسول فسكت ، قال الترمذي : وفي الباب عن ابن عمر.

[أقول] وذكره أيضاً بعينه سنداً ومتناً في (ج 2 ص 300) وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 6 ص 397) وقال : أخرجه ابن أبي شيبة.

[صحيح ابن ماجة] في باب فضائل أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم (ص 12) روى بسنده عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال : كان أبو ليلى يسير مع علي عليه السلام فكان يلبس ثياب الصيف في الشتاء وثياب الشتاء في الصيف ، فقلنا له : لو سألته فقال : إن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم بعث إلي وأنا أرمد العين يوم خيبر قلت : يا رسول اللّه إني أرمد العين فتفل في عينى ثم قال : اللّهم أذهب عنه الحر والبرد ، قال : فما وجدت حراً ولا برداً بعد يومئذ ، وقال : لأبعثن رجلاً يحب اللّه ورسوله ويحبه اللّه ورسوله ليس بفرار ، فتشرف له الناس فبعث إلى علي عليه السلام فأعطاه إياه.

[أقول] ورواه أحمد بن حنبل أيضاً في مسنده (ج 1 ص 99 وص 123) ، والنسائي أيضاً في خصائصه (ص 5) باختلاف في اللفظ قال قال

ص: 186

لعلي عليه السلام - أي أبو ليلى - وكان يسير معه : إن الناس قد أنكروا منك شيئاً تخرج في البرد في الملاءتين وتخرج في الحر في الخشن والثوب الغليظ فقال : ألم تكن معنا؟ قال : بلى قال : بعث رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أبا بكر وقد عقد له لواء فرجع ، وبعث عمر وعقد له لواء فرجع فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : لأعطين الراية رجلاً يحب اللّه ورسوله ويحبه اللّه ورسوله ليس بفرار ، فأرسل إلي وأنا أرمد فتفل في عينى فقال : اللّهم اكفه أذى الحر والبرد ، قال : ما وجدت حراً بعد ذلك ولا برداً ، وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 6 ص 394) قال : عن عبد الرحمن ابن أبي ليلى قال : كان علي عليه السلام يخرج في الشتاء في إزار ورداء ثوبين خفيفين ، وفي الصيف في القباء المحشو والثوب الثقيل (إلى أن قال) قال : فان رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم بعث أبا بكر فسار بالناس فانهزم حتى رجع عليه ، وبعث عمر فانهزم بالناس حتى انتهى اليه ، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : لأعطين الراية رجلاً (وساق الحديث إلى آخره) وقال : أخرجه ابن أبي شيبة وأحمد بن حنبل وابن ماجة والبزار وابن جرير وصححه ، والطبراني في الأوسط والحاكم والبيهقي في الدلائل والضياء المقدسى.

[وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه ج 9 ص 124] وقال فيه : دعا أبا بكر فعقد له لواء ثم بعثه فسار بالناس فانهزم حتى إذا بلغ ورجع ، فدعا عمر فعقد له لواء فسار ثم رجع منهزماً بالناس ، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : لأعطين الراية (وساق الحديث إلى آخره) وقال : رواه البزار ، وذكره في (ج 9 أيضاً ص 123) مختصراً وقال : رواه الطبراني في الكبير والأوسط.

[صحيح ابن ماجة] في باب فضائل أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم (ص 12) روى بسنده عن ابن سابط - وهو عبد الرحمن - عن سعد بن أبي وقاص قال : قدم معاوية في بعض حجاته فدخل عليه سعد فذكروا علياً فنال منه ، فغضب سعد وقال : تقول هذا لرجل سمعت رسول

ص: 187

اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول : من كنت مولاه فعلى مولاه ، وسمعته يقول : أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ، وسمعته يقول لأعطين الراية اليوم رجلاً يحب اللّه ورسوله.

[أقول] وذكره النسائي أيضاً في خصائصه (ص 4) بتقديم وتأخير والمتقي أيضاً في كنز العمال (ج 6 ص 405) وقال : أخرجه ابن جرير.

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 38] روى بسنده عن جابر بن عبد اللّه قال : لما كان يوم خيبر بعث رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم رجلاً فجبن فجاء محمد بن مسلمة فقال : يا رسول اللّه لم أر كاليوم قط قتل محمود بن مسلمة فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : لا تمنوا لقاء العدو وسلوا اللّه العافية فانكم لا تدرون ما تبتلون معهم ، وإذا لقيتموهم فقولوا : اللّهم أنت ربنا وربهم ، ونواصينا ونواصيهم بيدك ، وإنما تقتلهم أنت ، ثم الزموا الأرض جلوساً ، فاذا غشوكم فانهضوا وكبروا ، ثم قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : لأبعثن غداً رجلاً يحب اللّه ورسوله ويحبانه لا يولى الدبر يفتح اللّه على يديه ، فتشرف لها الناس وعلي عليه السلام يومئذ أرمد فقال له رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : سر فقال : يا رسول اللّه ما أبصر موضعاً فتفل في عينيه وعقد له ودفع اليه الراية ، فقال علي عليه السلام : يا رسول اللّه على ما أقاتلهم؟ فقال : على أن يشهدوا أن لا إله إلا اللّه وإني رسول اللّه ، فاذا فعلوا ذلك فقد حقنوا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقهما وحسابهم على اللّه عز وجل ، قال : فلقيهم ففتح اللّه عليه ، (أقول) وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه (ج 6 ص 151) وقال : رواه الطبراني في الصغير.

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 437] روى بسنده عن عبد اللّه بن بريدة الأسلمي أن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم لما نزل بحصن خيبر قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : لأعطين اللواء غداً رجلاً يحب اللّه ورسوله ويحبه اللّه ورسوله ، فلما كان من الغد تطاول له جماعة من

ص: 188

أصحابه فدعا علياً عليه السلام وهو أرمد فتفل في عينيه وأعطاه اللواء ونهض معه الناس ، فلقوا أهل خيبر فاذا مرحب بين أيديهم يرتجز وإذا هو يقول :

قد علمت خيبر إني مرحب *** شاكي السلاح بطل مجرب

إذا السيوف أقبلت تلهب *** أطعن أحياناً وحيناً أضرب

فاختلف هو وعلي عليه السلام بضربتين فضربه علي عليه السلام على رأسه حتى عض السيف بأضراسه وسمع أهل العسكر صوت ضربته فقتله ، فما أتى آخر الناس حتى فتح لأولهم.

[أقول] ورواه أحمد بن حنبل أيضاً (ج 5 ص 358) وذكر فيه : أنه أعطى اللواء أول مرة لعمر ، ثم قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم لأعطين اللواء غدا (إلى آخره) وأعطاه لعلى عليه السلام.

[وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال ج 5 ص 284] وقال فيه : فبعث رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم عمر بن الخطاب بالناس فلقى أهل خيبر فردوه وكشفوه هو وأصحابه فرجعوا إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يجبن أصحابه ويجبنه أصحابه ، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : لأعطين اللواء غداً رجلاً يحب اللّه ورسوله ويحبه اللّه ورسوله ، فلما كان الغد تصادر لها أبو بكر وعمر فدعا علياً عليه السلام (وساق الحديث إلى آخره) ورواه ابن جرير الطبري أيضاً في تاريخه (ج 2 ص 300) بطريقين ، والهيتمى أيضاً في مجمعه (ج 6 ص 150) وقال : رواه أحمد والبزار ، ورواه النسائي أيضاً في خصائصه (ص 5) ، وذكره المحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة (ج 2 ص 187) وقال : أخرجه الغيبانى والحافظ الدمشقى في الموافقات.

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 5 ص 353] روى بسنده عن بريدة قال : حاصرنا خيبر فأخذ اللواء أبو بكر فانصرف ولم يفتح له ، ثم أخذه من الغد فخرج فرجع ولم يفتح له ، وأصاب الناس يومئذ شدة وجهد ، فقال

ص: 189

رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : إني دافع اللواء غداً إلى رجل يحبه اللّه ورسوله ويحب اللّه ورسوله لا يرجع حتى يفتح له ، فبتنا طيبة أنفسنا أن الفتح غداً ، فلما أن أصبح رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم صلى الغداة ثم قام قائماً فدعا باللواء والناس على مصافهم ، فدعا علياً عليه السلام وهو أرمد فتفل في عينيه ودفع اليه اللواء وفتح له ، قال بريدة : وأنا فيمن تطاول لها.

[أقول] ورواه النسائي أيضاً في خصائصه (ص 5) وقال فيه : فأخذ الراية أبو بكر ولم يفتح له ، ثم قال : فأخذها من الغد عمر فانصرف ولم يفتح له ولم يقل ثم أخذها من الغد فخرج (الخ) ، وذكره المحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة (ج 2 ص 187) وعلي بن سلطان في مرقاته (ج 5 ص 566) في الشرح وقالا : أخرجه أحمد في المناقب ، وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه (ج 6 ص 150) وقال : رواه أحمد ورجاله رجال الصحيح ، وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 5 ص 283) وقال : أخرجه ابن جرير ومضمون الجميع مطابق لمضمون النسائى.

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 1 ص 330] روى بسنده عن عمرو ابن ميمون قال : إني لجالس إلى ابن عباس إذ أتاه تسعة رهط فقالوا : يا بن عباس إما أن تقوم معنا وإما أن تخلونا هؤلاء فقال ابن عباس : بل أقوم معكم قال : وهو يومئذ صحيح قبل أن يعمى ، قال : فابتدؤا فتحدثوا فلا ندرى ما قالوا ، قال : فجاء ينفض ثوبه ويقول : أف وتف ، وقعوا في رجل له عشر وقعوا في رجل قال له النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : لأبعثن رجلاً لا يخزيه اللّه أبدا يحب اللّه ورسوله ، قال : فاستشرف لها من استشرف ، قال : أين على؟ قالوا : هو في الرحل يطحن ، قال : وما كان أحدكم ليطحن؟ قال : فجاء وهو أرمد لا يكاد يبصر قال : فنفث في عينيه ثم هز الراية ثلاثا فأعطاها إياه فجاء بصفية بنت حى (وساق الحديث إلى آخره) وقد تقدم تمامه في باب آية التطهير (ج 1 ص 230).

ص: 190

[أقول] ورواه النسائي أيضاً في خصائصه (ص 8) ، والمحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة (ج 2 ص 203) وقال : أخرجه أحمد والحافظ أبو القاسم الدمشقي في الموافقات وفي الأربعين الطوال ، قال : وأخرج النسائي بعضها (انتهى) ، وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه (ج 9 ص 119) وقال : رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط باختصار.

[حلية الأولياء ج 1 ص 62] روى بسنده عن سلمة بن الأكوع قال : بعث رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أبا بكر برايته إلى حصون خيبر يقاتل فرجع ولم يكن فتح وقد جهد ، ثم بعث عمر الغد فقاتل فرجع ولم يكن فتح وقد جهد ، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : لأعطين الراية غدا رجلاً يحب اللّه ورسوله يفتح اللّه على يديه ليس بفرار ، قال سلمة : فدعا بعلي عليه السلام وهو أرمد فتفل في عينيه فقال : هذه الراية إمض بها حتى يفتح اللّه على يديك ، قال سلمة : فخرج بها واللّه يهرول وأنا خلفه نتبع أثره حتى ركز رايته في رضم من الحجارة تحت الحصن فاطلع اليه يهودى من رأس الحصن فقال : من أنت؟ فقال : علي بن أبي طالب ، قال : يقول اليهودى : غلبتم وما نزل على موسى - أو كما قال - فما رجع حتى فتح اللّه على يديه ، (أقول) وذكره المحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة (ج 2 ص 187) وقال : أخرجه ابن اسحاق.

[خصائص النسائي ص 4] روى بسنده عن عبد الواحد بن أيمن عن أبيه أن سعداً قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : لأدفعن الراية إلى رجل يحب اللّه ورسوله ويحبه اللّه ورسوله ويفتح اللّه بيده فاستشرف لها أصحابه فدفعها إلى على عليه السلام.

[خصائص النسائي أيضاً ص 8] روى بسنده عن هبيرة بن هديم قال : جمع الناس الحسن بن على عليهما السلام وعليه عمامة سوداء - لما قتل أبوه - فقال : لقد قتلتم بالأمس رجلاً ما سبقه الأولون ولا يدركه الآخرون وإن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال : لأعطين الراية غداً رجلاً يحب

ص: 191

اللّه ورسوله ويحبه اللّه ورسوله ، ويقاتل جبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره ثم لا ترد رايته حتى يفتح اللّه عليه ، ما ترك ديناراً ولا درهماً إلا تسعمائة أخذها عياله من عطاء كان أراد أن يبتاع بها خادما لأهله.

[خصائص النسائي أيضاً ص 32] روى بسنده عن عبد اللّه بن أبي نجح عن أبيه عن معاوية ، ذكر علي بن أبي طالب عليه السلام فقال سعد ابن أبي وقاص : واللّه لأن يكون لى واحدة من خلال ثلاث أحب إلي من أن يكون لى ما طلعت عليه الشمس ، لأن يكون قال لى ما قال له حين رده من تبوك : أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدى؟ أحب إلي من أن يكون لى ما طلعت عليه الشمس ، ولأن يكون قال لى ما قال له يوم خيبر : لأعطين الراية رجلاً يحب اللّه ورسوله يفتح اللّه على يديه ليس بفرار أحب إلي من أن يكون لى ما طلعت عليه الشمس ولأن تكون لى ابنته ولي منها من الولد ما له أحب إلي من أن يكون لى ما طلعت عليه الشمس.

[كنز العمال ج 5 ص 285] قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يوم خيبر : أما إني سأبعث اليهم رجلاً يحب اللّه ورسوله ويحبه اللّه ورسوله يفتح اللّه عليه ، فقال : ادعوا لى علياً ، فجىء به يقاد أرمد لا يبصر شيئاً فتفل في عينيه ودعا له بالشفاء وأعطاه الراية وقال : إمض باسم اللّه فما ألحق به آخر أصحابه حتى فتح لأولهم ، قال : أخرجه أبو نعيم في المعرفة.

[كنز العمال أيضاً ج 5 ص 283] قال : عن علي عليه السلام قال : سار رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم إلى خيبر ، فلما أتاها رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم بعث عمر ومعه الناس إلى مدينتهم وإلى قصرهم فقاتلوهم فلم يلبثوا أن هزموا عمر وأصحابه ، فجاء يجبنهم ويجبنونه فساء ذلك رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فقال : لأبعثن عليهم رجلاً يحب اللّه ورسوله ويحبه اللّه ورسوله يقاتلهم حتى يفتح اللّه له ليس بفرار ، فتطاول الناس لها ومدوا أعناقهم يرونه أنفسهم زحاماً ، قال : فمكث رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ساعة فقال : أين علي؟ فقالوا : هو أرمد قال :

ص: 192

ادعوه لي فلما أتيته فتح عيني ثم تفل فيها ثم أعطانى اللواء فانطلقت به سعياً خشية أن يحدث رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فيهم حدثاً أو في حتى أتيتها فقاتلتهم ، فبرز مرحب يرتجز وبرزت له أرتجز كما يرتجز حتى التقينا فقتله اللّه بيدى وانهزم أصحابه فتحصنوا وأغلقوا الباب فأتينا الباب فلم أزل أعالجه حتى فتحه اللّه (قال) أخرجه ابن أبي شيبة والبزار ، وسنده حسن (أقول) وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه (ج 6 ص 151) وقال : رواه البزار.

[كنز العمال أيضاً ج 6 ص 395] قال : روى مسندا عن عمر بن الخطاب قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : لأعطين الراية رجلاً يحب اللّه ورسوله ويحبه اللّه ورسوله كراراً غير فرار يفتح اللّه عليه جبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره ، فبات الناس متشوفين فلما أصبح قال : أين علي؟ قالوا : يا رسول اللّه ما يبصر ، قال : إئتوني به ، فلما أتى به فقال النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : أدن مني ، فدنا منه فتفل في عينيه ومسحها بيده ، فقام علي عليه السلام من بين يديه كأنه لم يرمد قط ، قال : أخرجه الخطيب وابن عساكر.

[الهيثمي في مجمعه ج 9 ص 123] قال : عن ابن عمر قال : جاء رجل من الأنصار إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فقال : يا رسول اللّه إن اليهود قتلوا أخي ، قال : لأدفعن الراية إلى رجل يحب اللّه ورسوله ويحبه اللّه ورسوله يفتح اللّه على يديه ، فيمكنك من قائل أخيك فاستشرف لذلك أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ، فبعث إلى علي عليه السلام فعقد له اللواء فقال : يا رسول اللّه إني أرمد كما ترى - وهو يومئذ رمد - فتفل في عينيه فما رمدت بعد موته فمضى ، قال : رواه الطبراني.

[فى مجمعه أيضاً ج 9 ص 123] قال : وعن جميع بن عمير قال : قلت لعبد اللّه بن عمر حدثني عن علي عليه السلام ، قال : سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول يوم خيبر : لأعطين الراية رجلاً يحب اللّه ورسوله ويحبه اللّه ورسوله فكأنى أنظر اليها مع رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله)

ص: 193

وسلم وهو يحتضنها وكان علي بن أبي طالب عليه السلام أرمد من دخان الحصن ، فدفعها اليه فلا واللّه ما تتامت الخيل حتى فتحها اللّه عليه ، قال : رواه الطبراني.

[في مجمعه أيضاً ج 9 ص 124] قال : وعن عمران بن حصين قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : لأعطين الراية رجلاً يحب اللّه ورسوله ويحبه اللّه ورسوله فأعطاها علياً عليه السلام ، قال : رواه الطبراني بأسانيد (أقول) ورواه النسائي أيضاً في خصائصه (ص 7) باختلاف في اللفظ.

[فى مجمعه أيضاً ج 9 ص 124] قال : وعن ابن عباس قال : بعث رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم إلى خيبر - أحسبه قال أبا بكر - فرجع منهزما ومن معه ، فلما كان من الغد بعث عمر فرجع منهزما يجبن أصحابه ويجبنه أصحابه فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : لأعطين الراية غدا رجلاً يحب اللّه ورسوله ويحبه اللّه ورسوله لا يرجع حتى يفتح اللّه عليه ، فثار الناس فقال : أين علىّ؟ فاذا هو يشتكى عينيه فتفل في عينيه ثم دفع اليه الراية فهزها ففتح اللّه عليه ، قال : رواه الطبراني.

[تهذيب التهذيب لابن حجر العسقلاني ج 7 ص 337] قال : وروى سعد بن أبي وقاص وأبو هريرة وسهل بن سعد وبريدة وأبو سعيد وابن عمر وعمران بن حصين وسلمة بن الأكوع - والمعنى واحد - أن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال يوم خيبر : لأعطين الراية غداً رجلاً يحب اللّه ورسوله ويحبه اللّه ورسوله يفتح اللّه على يديه فأعطاها علياً عليه السلام وقال أيضاً في (ج 7 ص 339) وأما حديث الراية يوم خيبر فروي أيضاً عن على والحسين عليهما السلام والزبير بن العوام وأبي ليلى الأنصاري وعبد اللّه بن عمرو بن العاص وجابر وغيرهم.

[ثم] إن هاهنا جملة من الأخبار يناسب ذكرها في خاتمة هذا الباب.

ص: 194

[منها] ما ذكره الزمخشري في الكشاف في تفسير آية النجوى في سورة المجادلة ، قال : عن ابن عمر كان لعلي عليه السلام ثلاث لو كانت لى واحدة منهن كانت أحب إلي من حمر النعم ، تزويجه فاطمة ، وإعطاؤه الراية يوم خيبر ، وآية النجوى.

[ومنها] ما رواه ابن الأثير الجزرى في أُسد الغابة (ج 3 ص 34) مسنداً عن الضحاك الأنصاري قال : لما سار النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم إلى خيبر جعل علياً على مقدمته فقال : من دخل النخل فهو آمن ، فلما تكلم بها النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم نادى بها علي عليه السلام ، فنظر النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم إلى جبريل عليه السلام يضحك ، فقال : ما يضحكك؟ قال : إني أحبه ، فقال النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم لعلي عليه السلام : إن جبريل يقول : إنه يحبك ، قال : وبلغت أن يحبني جبريل؟ قال : نعم ومن هو خير من جبريل اللّه عز وجل (أقول) وذكره ابن الأثير ثانيا في أسد الغابة (ج 5 ص 231) وابن حجر العسقلاني أيضاً في إصابته (ج 7 القسم 1 ص 108) والمتقي أيضاً في كنز العمال (ج 6 ص 158) والهيتمى أيضاً في مجمعه (ج 9 ص 126) وقال : رواه الطبراني.

[ومنها] ما رواه ابن الأثير الجزرى أيضاً في أسد الغابة (ج 4 ص 30) بسنده عن الحسن - يعني البصري - يقول : سمعت أنس بن مالك يقول : أهدى لرسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم طير ، فقال : اللّهم إئتنى برجل يحبه اللّه ويحبه رسوله ، قال أنس : فأتي علي فقرع الباب ، فقلت : إن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم مشغول ، وكنت أحب أن يكون رجلاً من الأنصار ، ثم إن علياً فعل مثل ذلك ، ثم أتى الثالثة فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : يا أنس أدخله فقد عنيته ، فلما أقبل قال : اللّهم وال اللّهم وال (1) ، قال : وقد رواه عن أنس غير واحد ، حدثنا حميد الطويل

ص: 195


1- هكذا في أسد الغابة المطبوع (وال) في الموضعين بلام مفردة ، وفي بعض الروايات (اللّهم والي) بزيادة الياء - المثناة التحتانية المشددة - بعد اللام ، ولعله الصحيح ، فلاحظ.

وأبو الهندى ويغنم بن سالم.

[ومنها] ما ذكره المتقي في كنز العمال (ج 6 ص 406) قال : عن عبد اللّه القشيري قال : حدثني أنس بن مالك قال : كنت أحجب النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فسمعته يقول : اللّهم أطعمنا من طعام الجنة فأتى بلحم طير مشوي فوضع بين يديه فقال : اللّهم إئتنا بمن تحبه ويحبك ويحب نبيك ويحبه نبيك ، قال أنس : فخرجت فاذا علي بالباب ، فاستأذننى فلم آذن له ، ثم عدت فسمعت من النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم مثل ذلك فخرجت فاذا علي بالباب ، فاستأذننى فلم آذن له ، ثم عدت فسمعت من النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم مثل ذلك أحسب أنه قال ثلاثاً ، فدخل بغير إذنى فقال النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : ما الذي أبطأ بك يا علىّ؟ قال : يا رسول اللّه جئت لأدخل فحجبني أنس ، قال : يا أنس لم حجبته؟ قال : يا رسول اللّه لما سمعت الدعوة أحببت أن يجىء رجل من قومى فتكون له فقال النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : لا يضر الرجل محبته قومه ما لم يبغض سواهم ، قال : أخرجه ابن عساكر.

[ومنها] ما رواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد (ج 1 ص 259) بسنده عن ابن عباس قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : ليلة عرج بى إلى السماء رأيت على باب الجنة مكتوباً لا إله إلا اللّه محمد رسول اللّه علي حب اللّه ، والحسن والحسين صفوة اللّه ، فاطمة خيرة اللّه على باغضهم لعنة اللّه (اللغة) - الحب : بكسر الحاء المهملة والباء الموحدة المشددة بمعنى المحبوب.

[ومنها] ما رواه الخطيب البغدادي أيضاً في تاريخ بغداد (ج 7 ص 401) مسنداً عن أبي عبد اللّه الجدلى عن أم سلمة قالت : يا أبا عبد اللّه أيسب رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فيكم على المنابر؟ قال : سبحان اللّه وإني يكون هذا؟ قالت : أليس يسب علي عليه السلام ومن يحبه؟ فأنا أشهد على رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أنه كان يحبه.

ص: 196

[ومنها] ما ذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 6 ص 404) قال : عن علي عليه السلام قال لى رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم حين رجعت من خيبر : قولاً ما أحب أن لي به الدنيا جميعاً ، قال : رواه أبو يعلى.

ص: 197

باب : إن اللّه اذهب الحر والبرد والرمد والصداع عن علي عليه السّلام بدعاء النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم يوم خيبر

[أقول] قد تقدم في الباب السابق حديث عبد الرحمن بن أبي ليلى المروي بطرق متعددة ، وكان فيه قول النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم لعلي عليه السلام : اللّهم أذهب عنه الحر والبرد ، مع قوله له : يحب اللّه ورسوله ويحبه اللّه ورسوله ، وهذا ما بقي من طرقه التي ليس فيها القول الأخير وها نحن نذكرها في صدر هذا الباب فنقول :

[خصائص النسائي ص 38] روى بسنده عن عبد الرحمن بن أبي ليلى إن علياً عليه السلام خرج علينا في حر شديد وعليه ثياب الشتاء ، وخرج علينا في الشتاء وعليه ثياب الصيف ، ثم دعا بماء فشرب ثم مسح العرق عن جبينه فلما رجع إلى بيته قال : يا أبتاه رأيت ما صنع أمير المؤمنين رضي اللّه عنه؟ خرج علينا في الشتاء وعليه ثياب الصيف وخرج علينا في الصيف وعليه ثياب الشتاء فقال أبو ليلى : ما فطنت وأخذ بيد ابنه عبد الرحمن فأتى علياً رضي اللّه عنه فقال له الذي صنع ، فقال له على رضي اللّه عنه : إن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم كان بعث إلي وأنا أرمد شديد الرمد فبزق في عينى ثم قال : إفتح عينيك ففتحتهما فما اشتكيتهما حتى الساعة ، ودعا لى فقال : اللّهم

ص: 198

أذهب عنه الحر والبرد فما وجدت حراً وبرداً حتى يومى هذا (أقول) وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه (ج 9 ص 122) وقال : رواه الطبراني في الأوسط وإسناده حسن وذكره المناوي أيضاً في كنوز الحقائق مختصراً (ص 25) وقال : أخرجه الديلمي.

[الهيثمي في مجمعه ج 9 ص 122] قال : عن سويد بن غفلة قال : لقينا علياً عليه السلام وعليه ثوبان في الشتاء فقلنا : لا تغتر بأرضنا هذه فان أرضنا هذه مقرة (1) ليست مثل أرضك ، قال : فانى كنت مقرورا فلما بعثنى رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم إلى خيبر قلت : إني أرمد فتفل في عينى فما وجدت حرا ولا بردا ولا رمدت عيناى ، قال : رواه الطبراني.

[مسند أبي داود الطيالسى ج 1 ص 26] روى بسنده عن أم موسى قالت : سمعت علياً عليه السلام يقول : ما رمدت ولا صدعت منذ دفع رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم الراية إلىّ يوم خيبر (أقول) ورواه أحمد بن حنبل أيضاً (ج 1 ص 78) وقال فيه : ما رمدت منذ تفل النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم في عينى ، وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه (ج 9 ص 122) وقال : عن علي عليه السلام قال : ما رمدت ولا صدعت منذ مسح رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وجهى وتفل في عينى يوم خيبر حين أعطاني الراية قال : رواه أبو يعلى وأحمد باختصار ، وذكره المحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة (ج 2 ص 189) وقال عنه - يعني عن علي عليه السلام - قال : ما رمدت عيناى منذ مسح رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وجهي (وساق الحديث) كما تقدم من الهيثمي ، وقال : أخرجه أبو الخير القزوينى.

ص: 199


1- أرض مقرة أي باردة ، والقرضد الحر.

باب : أن اللّه أمر النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم بحب علي عليه السّلام وسلمان وأبي ذر والمقداد رضي اللّه عنهم وهو يحبهم ويحب عماراً

[صحيح الترمذي ج 2 ص 299] روى بسنده عن ابن بريدة عن أبيه قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : إن اللّه أمرنى بحب أربعة وأخبرنى أنه يحبهم ، قيل : يا رسول اللّه سمهم لنا قال : علي منهم - يقول ذلك ثلاثاً - وأبوذر والمقداد وسلمان ، أمرنى بحبهم وأخبرني أنه يحبهم (أقول) ورواه ابن ماجة أيضاً في صحيحه في باب فضائل أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم (ص 14) ورواه الحاكم أيضاً في مستدرك الصحيحين في (ج 3 ص 130) ولم يصرح باسم أبي ذر والمقداد وسلمان وقال : هذا حديث صحيح على شرط مسلم ، ورواه أحمد بن حنبل أيضاً (ج 5 ص 351) وأبو نعيم أيضاً في حليته (ج 1 ص 190) والهيتمى أيضاً في مجمعه (ج 9 ص 155) وقال : رواه الطبراني في الأوسط ، وذكره ابن حجر أيضاً في تهذيب التهذيب (ج 10 ص 286) وابن عبد البر أيضاً في استيعابه (ج 1 ص 280) وفي (ج 2 ص 557).

[كنز العمال ج 6 ص 428] قال : عن ابن عباس عن على

ص: 200

عليه السلام إن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال : إن الجنة اشتاقت إلى أربعة من أصحابى فأمرنى ربي أن أحبهم فانتدب صهيب الرومي وبلال بن أبي رباح وطلحة والزبير وسعد بن أبي وقاص وحذيفة بن اليمان وعمار بن ياسر فقالوا : يا رسول اللّه من هؤلاء الأربعة حتى نحبهم؟ قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : يا عمار عرّفك اللّه المنافقين ، وأما هؤلاء الأربعة فأحدهم علي ابن أبي طالب ، والثانى المقداد بن الأسود الكندي ، والثالث سلمان الفارسى والرابع أبو ذر الغفارى (قال) أخرجه الطبراني في الأوسط (أقول) وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه (ج 9 ص 155) وقال أيضاً : رواه الطبراني في الأوسط.

[كنز العمال ج 6 ص 429] قال : عن علي عليه السلام قال : أتى جبريل النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فقال : يا محمد إن اللّه يحب من أصحابك ثلاثة فأحبهم ، علي بن أبي طالب ، وأبو ذر ، والمقداد (الحديث) قال : رواه أبو يعلى (أقول) وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه (ج 9 ص 117) و (ص 330) وقال أيضاً فيهما : رواه أبو يعلى.

[الهيثمي في مجمعه ج 9 ص 117] قال : وعن أنس قال : جاء جبريل إلى النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فقال : إن اللّه تبارك وتعالى يحب ثلاثة من أصحابك يا محمد ، ثم أتاه فقال : يا محمد إن الجنة لتشتاق إلى ثلاثة من أصحابك قال أنس : فأردت أن أسأل رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فهبته فلقيت أبا بكر فقلت : يا أبا بكر إني كنت ورسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وإن جبريل قال : يا محمد إن الجنة تشتاق إلى ثلاثة من أصحابك فلعلك أن تكون منهم ، ثم لقيت عمر بن الخطاب فقلت له مثل ذلك ، ثم لقيت علي ابن أبي طالب عليه السلام فقلت له كما قلت لأبي بكر وعمر ، فقال علي عليه

ص: 201

السلام : أنا أسأله إن كنت منهم حمدت اللّه تبارك وتعالى ، وإن لم أكن منهم حمدت اللّه تبارك وتعالى ، فدخل على رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فقال : يا رسول اللّه إن أنساً حدثني أن جبريل أتاك فقال : إن الجنة تشتاق إلى ثلاثة من أصحابك ، فان كنت منهم حمدت اللّه تبارك وتعالى ، وإن لم أكن منهم حمدت اللّه عز وجل ، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : أنت منهم أنت منهم ، وعمار بن ياسر وسيشهد مشاهد بيّن فضلها عظيم أجرها وسلمان منا أهل البيت فاتخذه صاحباً (قال) رواه البزار.

[كنز العمال ج 3 ص 154] ذكر حديثاً مسنداً عن أبي ذر قال : ولما كان أول يوم في البيعة لعثمان اجتمع المهاجرون والأنصار في المسجد وجاء علي بن أبي طالب عليه السلام فأنشأ يقول : إن أحق ما ابتدأ به المبتدئون ونطق به الناطقون وتفوه به القائلون حمد اللّه والثناء عليه بما هو أهله والصلاة على النبي محمد صلى اللّه عليه (وآله) وسلم (وساق الحديث) إلى أن قال : ثم قال علي عليه السلام : أناشدكم اللّه أن جبرئيل نزل على رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فقال : يا محمد إن اللّه يأمرك أن تحب علياً وتحب من يحبه فان اللّه يحب علياً ويحب من يحبه؟ قالوا : اللّهم نعم (الحديث) قال : أخرجه ابن عساكر.

ص: 202

باب : فيما دل على شدة حب النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) لعلي (عليه السلام)

[أقول] وقد تقدم في باب على وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام هم آل محمد صلى اللّه عليه (وآله) وسلم في ج 1 ص 221) حديث أم سلمة أن علياً وفاطمة والحسن والحسين عليهم السلام قد دخلوا على النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فأخذ الحسنين عليهما السلام ووضعهما في حجره وقبلهما واعتنق علياً عليه السلام باحدى يديه وفاطمة عليها السلام بالأخرى وقيل فاطمة وقبل علياً عليهما السلام ، وتقدم أيضاً - في الباب الخامس والتسعين (ص 160) في أن ذرية كل نبي في صلبه وذرية النبي في صلب علي - حديث ابن عباس إن علياً عليه السلام دخل على النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فرد عليه النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم السلام وبش به وقام اليه واعتنقه وقبل بين عينيه وأجلسه عن يمينه (الخ) وهذان الحديثان من أقوى ما دل على شدة حب النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم لعلي عليه السلام ، وأما بقية ما دل على ذلك مما ظفرت عليه على العجالة فاستمع له فيما يلي :

ص: 203

[صحيح الترمذي ج 1 ص 58] روى بسنده عن علي عليه السلام قال : قال لى رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : يا علي أحب لك ما أحب لنفسي ، وأكره لك ما أكره لنفسى ، الحديث (أقول) ورواه أبو داود الطيالسى أيضاً في مسنده (ج 1 ص 25) وأحمد بن حنبل أيضاً في مسنده (ج 1 ص 146) والدار قطني أيضاً في سننه (ص 44) وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 4 ص 229) وقال : أخرجه الدورقى ، وفي (ج 8 ص 58) وقال : أخرجه أبو اسحاق في أماليه (وفي ج 8 ص 185) وقال : أخرجه القاضي عبد الجبار في أماليه (وفي ج 8 ص 195) وقال : أخرجه عبد الرزاق والبيهقى.

[صحيح الترمذي ج 2 ص 301] روى بسنده عن أم عطية قالت : بعث النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم جيشاً فيهم علي عليه السلام قالت : فسمعت النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وهو رافع يديه يقول : اللّهم لا تمتني حتى تريني علياً.

[كنز العمال ج 5 ص 282 وج 6 ص 158] قال : عن علي عليه السلام قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يوم الخندق : اللّهم إنك أخذت عبيدة بن الحارث يوم بدر وحمزة بن عبد المطلب يوم أُحد ، وهذا علي فلا تدعني فردا وأنت خير الوارثين ، قال : أخرجه الديلمي.

[مستدرك الصحيحين ج 2 ص 620] روى بسنده عن علي عليه السلام قال : مرضت فأتى علي النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وأنا أقول : اللّهم إن كان أجلي قد حضر فأرحني ، وإن كان متأخراً فارفعني ، وإن كان للبلاء فصبرنى ، فقال : ما قلت؟ فأعدت ، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : اللّهم اشفه اللّهم عافه ، ثم قال : قم فقمت ، فما عاد لى ذلك الوجع بعده (قال الحاكم)

ص: 204

هذا حديث صحيح على شرط الشيخين (أقول) ورواه أحمد بن حنبل أيضاً في مسنده (ج 1 ص 83 وفي ص 84) ما بمعناه (وفي ص 128) باختلاف يسير في اللفظ ، ورواه أبو داود الطيالسي أيضاً في مسنده (ج 1 ص 21) وأبو نعيم أيضاً في حليته (ج 5 ص 96) وذكره المحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة (ج 2 ص 216) وقال : أخرجه أبو حاتم.

[الهيثمي في مجمعه ج 6 ص 69] قال : وعن رفاعة بن رافع بن مالك بن العجلان الأنصاري قال : أقبلنا يوم بدر ففقدنا رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فنادت الرفاق بعضها بعضا أفيكم رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم؟ فوقفوا حتى جاء رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فيهم علي بن أبي طالب عليه السلام فقالوا : يا رسول اللّه فقدناك فقال : إن أبا حسن وجد مغصاً في بطنه فتخلفت عليه ، قال : رواه الطبراني (أقول) وذكره ابن عبد البر أيضاً في استيعابه (ج 2 ص 461).

ص: 205

باب : إن علياً (عليه السلام) أحبّ الرجال الى النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم)

[صحيح الترمذي ج 2 ص 319] روى بسنده عن ابن بريدة عن أبيه قال : كان أحب النساء إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فاطمة عليها السلام ومن الرجال علي عليه السلام (أقول) ورواه الحاكم أيضاً في مستدرك الصحيحين (ج 3 ص 155) وقال : هذا حديث صحيح الاسناد ، والنسائي أيضاً في خصائصه (ص 29) وابن عبد البر أيضاً في استيعابه (ج 2 ص 751)

[صحيح الترمذي أيضاً ج 2 ص 319] روى بسنده عن جميع بن عمير التيمى قال : دخلت مع عمتى على عائشة فسألت أي الناس كان أحب إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم؟ قالت : فاطمة ، فقيل : من الرجال؟ قالت : زوجها إن كان ما علمت صواماً قواماً (أقول) ورواه الحاكم أيضاً في مستدرك الصحيحين (ج 3 ص 157) وقال : هذا حديث صحيح الإسناد والخطيب البغدادي أيضاً في تاريخه (ج 11 ص 430) وابن عبد البر أيضاً في استيعابه (ج 2 ص 751) والمتقي أيضاً في كنز العمال (ج 6 ص 400) وقال : أخرجه

ص: 206

الخطيب وابن النجار ، والمحب الطبري أيضاً في ذخائره (ص 35) وقال : خرجه ابن عبيد وزاد بعد قولها : قواماً كلمة (جديراً بقول الحق).

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 154] روى بسنده عن جميع بن عمير قال : دخلت مع أمي على عائشة فسمعتها من وراء الحجاب وهي تسألها عن علي عليه السلام فقالت : تسألني عن رجل واللّه ما أعلم رجلاً كان أحب إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم من علي ولا في الأرض امرأة كانت أحب إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم من امرأته - تعني امرأة علي عليه السلام - قال : هذا حديث صحيح الإسناد (أقول) ورواه النسائي أيضاً في خصائصه (ص 29).

[خصائص النسائي ص 29] روى بسنده عن جميع بن عمير قال : دخلت مع أبي على عائشة يسألها من وراء الحجاب عن علي عليه السلام فقالت : تسألنى عن رجل ما أعلم أحداً كان أحب إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم منه ، ولا أحب اليه من امرأته.

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 4 ص 257] روى بسنده عن النعمان بن بشير قال : استأذن أبو بكر على رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فسمع صوت عائشة عاليا وهى تقول : واللّه لقد عرفت أن علياً أحب اليك من أبي ومنى مرتين أو ثلاثا ، فاستأذن أبو بكر فدخل فأهوى اليها فقال : يا بنت فلانة ألا أسمعك ترفعين صوتك على رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم (أقول) ورواه النسائي أيضاً في خصائصه (ص 28) وقال فيه : فأهوى لها ليلطمها وقال لها : يا بنت فلانة أراك ترفعين صوتك على رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فأمسكه رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وخرج أبو بكر مغضباً (الحديث) وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه (ج 9 ص 126) وقال رواه البزار ، ورجاله رجال الصحيح ، ورواه الطبراني (انتهى).

ص: 207

[أُسد الغابة لابن الأثير الجزرى ج 5 ص 547] روى بسنده عن معاذة الغفارية قالت : كنت أنيساً برسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أخرج معه في الأسفار أقوم على المرضى وأداوي الجرحى ، فدخلت على رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم بيت عائشة وعلي عليه السلام خارج من عنده فسمعته يقول : يا عائشة إن هذا أحب الرجال إلي وأكرمهم عليّ فاعرفي له حقه وأكرمي مثواه.

[أقول] وذكره ابن حجر أيضاً في إصابته (ج 8 ص 183) والمحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة (ج 2 ص 161) وقال : أخرجه الخجندي وفي (ص 219) بزيادة وهي : قالت : فلما أن جرى بينها وبين علي عليه السلام بالبصرة ما جرى رجعت عائشة إلى المدينة فدخلت عليها فقلت لها : يا أم المؤمنين كيف قلبك اليوم بعد ما سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول لك فيه ما قال؟ قالت : يا معاذة كيف يكون قلبي لرجل كان إذا دخل عليّ وأبي عندنا لا يمل من النظر اليه فقلت له : يا أبة إنك لتديمن النظر إلى علي ، فقال : يا بنية سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول : النظر إلى وجه علي عبادة ، وقال أيضاً : أخرجه الخجندي.

[أُسد الغابة لابن الأثير ج 5 ص 314] روى بسنده عن أبي هاشم مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال : كانت أمي أمة لرسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم هو أعتق أبي وأمى ، إن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم جاء من المسجد فوجد علياً وفاطمة مضطجعين وقد غشيتهما الشمس ، فقام عند رأسيهما وعليه كساء خيبري فمده دونهما ثم قال : قوما أحب باد وحاضر ثلاث مرات ، قال : أخرجه أبو موسى.

[الزمخشري في الكشاف] في ذيل تفسير قوله تعالى : ( إِلاّٰ عَلَى اَلَّذِينَ هَدَى اَللّٰهُ وَمٰا كٰانَ اَللّٰهُ لِيُضِيعَ إِيمٰانَكُمْ إِنَّ اَللّٰهَ بِالنّٰاسِ لَرَؤُفٌ

ص: 208

رَحِيمٌ ) فى سورة البقرة ، قال : ويحكى عن الحجاج أنه قال للحسن - والظاهر أنه يعني البصرى - ما رأيك في أبي تراب؟ فقرأ قوله : إلا على الذين هدى اللّه (ثم قال) وعلي منهم وهو ابن عم رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وختنه على ابنته وأقرب الناس اليه وأحبهم.

[كنز العمال ج 6 ص 84] قال : قلت لعائشة : من كان أحب الناس إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم؟ قالت : علي بن أبي طالب قلت : أي شيء كان سبب خروجك عليه؟ قالت : لم تزوج أبوك أمك؟ قلت : ذلك من قدر اللّه قالت : وكان ذلك من قدر اللّه ، قال : أخرجه البزار.

[الرياض النضرة ج 2 ص 161] قال : وعن مجمع قال : دخلت مع أبي على عائشة فسألها عن مسراها يوم الجمل فقالت : كان قدراً من اللّه ، وسألها عن علي عليه السلام فقالت : سألت عن أحب الناس إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وزوج أحب الناس كان اليه.

[الرياض النضرة ج 2 ص 161] قال : وعنها - أي وعن عائشة - وقد ذكر عندها علي عليه السلام فقالت : ما رأيت رجلاً كان أحب إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم منه ولا امرأة أحب إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم من امرأته - تعني امرأة علي عليه السلام - قال : خرجه المخلص والحافظ الدمشقى.

[الرياض النضرة ج 2 ص 162] قال : وعن معاوية بن ثعلبة قال : جاء رجل إلى أبي ذر وهو في مسجد رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فقال : يا أبا ذر ألا تخبرنى بأحب الناس اليك؟ فانى أعرف أن أحب الناس اليك أحبهم إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ، قال : أي ورب الكعبة أحبهم إلي أحبهم إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم هو ذاك الشيخ - وأشار إلى علي عليه السلام - قال : خرجه الملا ، أي في سيرته.

ص: 209

باب : إن علياً (عليه السلام) أحب الخلق الى اللّه ورسوله (صلی اللّه عليه وآله وسلم)

[صحيح الترمذي ج 2 ص 299] روى بسنده عن السدى عن أنس ابن مالك قال : كان عند النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم طير فقال : اللّهم إئتنى بأحب خلقك اليك يأكل معي هذا الطير فجاء علي عليه السلام فأكل معه قال الترمذي : وقد روى من غير وجه عن أنس (أقول) ورواه النسائي أيضاً في خصائصه (ص 5) وقال فيه : فجاء أبو بكر فرده ثم جاء عمر فرده ثم جاء علي عليه السلام فأذن له ، ورواه ابن الأثير أيضاً في أُسد الغابة (ج 4 ص 30) وقال فيه : فجاء أبو بكر فرده ثم جاء عثمان فرده فجاء علي عليه السلام فأذن له وذكره المحب الطبري أيضاً في ذخائره (ص 61) وقال : خرجه الترمذي والبغوى في المصابيح في الحسان وأخرجه الحربى ، وفي الرياض النضرة (ج 2 ص 160) وقال فيه أنس : فجاء علي عليه السلام فرددته ثم جاء فرددته فدخل في الثالثة أو في الرابعة فقال له النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : ما حبسك عني أو ما أبطأ بك عنى يا علىّ؟ قال : جئت فردني أنس ثم جئت فردنى أنس قال : يا أنس ما حملك على ما

ص: 210

صنعت؟ قال : رجوت أن يكون رجلاً من الأنصار ، فقال : يا أنس أو في الأنصار خير من علي؟ أو أفضل ، قال : خرجه عمرو بن شاهين.

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 130] روى بسنده عن يحيى بن سعيد عن أنس بن مالك قال : كنت أخدم رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فقدم لرسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فرخ مشوى فقال : اللّهم إئتنى بأحب خلقك اليك يأكل معى من هذا الطير قال : فقلت : اللّهم اجعله رجلاً من الأنصار ، فجاء علي عليه السلام فقلت : إن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم على حاجة ، ثم جاء فقلت : إن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم على حاجة ، ثم جاء فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : افتح فدخل فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : ما حبسك علىّ؟ فقال : إن هذه آخر ثلاث مرات يردني أنس يزعم أنك على حاجة ، فقال : ما حملك على ما صنعت؟ فقلت : يا رسول اللّه سمعت دعاءك فأحببت أن يكون رجلاً من قومي ، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : إن الرجل قد يحب قومه (قال الحاكم) هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ، ثم قال : وقد رواه عن أنس جماعة من أصحابه زيادة على ثلاثين نفسا ثم صحت الرواية عن علي عليه السلام وأبي سعيد الخدري وسفينة (أقول) وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه (ج 9 ص 125) وقال في آخره : وفي رواية كنت مع النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم في حائط وقد أتي بطائر ، وفي رواية قال : أهدت أم أيمن إلى النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم طائراً بين رغيفين فجاء النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فقال : هل عندكم شىء؟ فجاءته بالطائر (ثم قال) رواه الطبراني في الأوسط والكبير باختصار ، وأبو يعلى باختصار إلا أنه قال : فجاء أبو بكر فرده ثم جاء عمر فرده ثم جاء علي عليه السلام فأذن له.

ص: 211

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 131] روى بسندين عن ثابت البناني أن أنس بن مالك كان شاكياً فأتاه محمد بن الحجاج يعوده في أصحاب له فجرى الحديث حتى ذكروا علياً عليه السلام فتنقصه محمد بن الحجاج فقال أنس : من هذا؟ أقعدوني فاقعدوه فقال : يا بن الحجاج ألا أراك تنقص علي بن أبي طالب عليه السلام؟ والذي بعث محمداً صلى اللّه عليه (وآله) وسلم بالحق لقد كنت خادم رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم بين يديه وكان كل يوم يخدم بين يدى رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم غلام من أبناء الأنصار فكان ذلك اليوم يومى فجاءت أم أيمن مولاة رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم بطير فوضعته بين يدى رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : يا أم أيمن ما هذا الطائر؟ قالت : هذا الطائر أصبته فصنعته لك ، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : اللّهم جئنى بأحب خلقك اليك وإلي يأكل معى من هذا الطائر ، وضرب الباب فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : يا أنس أنظر من على الباب؟ قلت : اللّهم اجعله رجلاً من الأنصار ، فذهبت فاذا علي عليه السلام بالباب ، قلت : إن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم على حاجة ، فجئت حتى قمت مقامى فلم ألبث أن ضرب الباب ، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : يا أنس إذهب فأدخله فلست بأول رجل أحب قومه ليس هو من الأنصار ، فذهبت فأدخلته فقال : يا أنس قرب اليه الطير قال : فوضعته بين يدى رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فأكلا جميعاً ، قال محمد بن الحجاج : يا أنس كان هذا بمحضر منك؟ قال : نعم قال : أعطنى باللّه عهداً أن لا أنتقص علياً عليه السّلام بعد مقامى هذا ولا أعلم أحداً ينتقصه إلا أشنت له وجهه.

[حلية الأولياء لأبي نعيم ج 6 ص 339] روى بسنده عن اسحاق ابن عبد اللّه بن أبي طلحة عن أنس قال : بعثتني أم سليم إلى

ص: 212

رسول اللّه صلى اللّه عليه وآله وسلم بطير مشوى ومعه أرغفة من شعير فأتيته به فوضعته بين يديه ، فقال : يا أنس أدع لنا من يأكل معنا من هذا الطير ، اللّهم آتنا خير خلقك فخرجت فلم تكن لى همة إلا رجل من أهلي آتيه فأدعوه فاذا أنا بعلى بن أبي طالب عليه السلام فدخلت فقال : أما وجدت أحداً؟ قلت : لا ، قال : أنظر فنظرت فلم أجد أحدا إلا علياً عليه السلام ففعلت ذلك ثلاث مرات ثم خرجت فرجعت فقلت : هذا علي بن أبي طالب يا رسول اللّه ، فقال : إئذن له اللّهم وإلي اللّهم وإلي ، وجعل يقول ذلك بيده وأشار بيده اليمنى يحركها ، قال : رواه الجم الغفير عن أنس.

[تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج 3 ص 171] روى بسنده عن أبي الهندى عن أنس قال : أتى النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم بطائر فقال : اللّهم آتنى بأحب خلقك اليك يأكل معي فجاء علي عليه السلام فحجبته مرتين فجاء في الثالثة فأذنت له فقال : يا علي ما حبسك؟ قال : هذه ثلاث مرات قد جئتها فحجبني أنس ، قال : لم يا أنس؟ قال : سمعت دعوتك يا رسول اللّه فأحببت أن يكون رجلاً من قومى ، فقال النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم الرجل يحب قومه (أقول) ورواه ثانيا في (ج 9 ص 369).

[أسد الغابة لابن الأثير ج 4 ص 30] روى بسنده عن ابراهيم عن أنس قال : أهدى إلى النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم طير فقال : اللّهم إئتنى بأحب خلقك اليك فجاء علي عليه السلام فأكل معه.

[كنز العمال ج 6 ص 406] قال : عن أنس أن أم سليم أتت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم بحجلات قد شوتهن بأضياعهن وخمرهن فقال النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : اللّهم إئتني بأحب خلقك يأكل معى هذا الطائر ، قال أنس : فجاء علي بن أبي طالب

ص: 213

عليه السلام فقال : استأذن لى على رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فقلت : هو على حاجة وأحببت أن يجىء رجل من الأنصار فرجع ثم عاد ، فسمع رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم صوته فقال : أدخل يا علي اللّهم والي اللّهم والي ، قال : أخرجه ابن عساكر.

[كنز العمال ج 6 ص 406] روى بسنده عن عمرو بن دينار عن أنس قال : كنت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم في بستان فأهدى لنا طائر مشوى فقال : اللّهم إئتنى بأحب الخلق اليك فجاء علي بن أبي طالب عليه السّلام فقلت : رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم مشغول فرجع ، ثم جاء بعد ساعة ودق الباب ورددته مثل ذلك ، ثم قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : يا أنس افتح له فطالما رددته ، فقلت : يا رسول اللّه كنت أطمع أن يكون رجلاً من الأنصار ، فدخل علي بن أبي طالب فأكل معه من الطير فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : المرء يحب قومه (قال) أخرجه ابن عساكر وابن النجار.

[ذخائر العقبى للمحب الطبري ص 61] قال : وخرج الإمام أبو بكر محمد بن عمر بن بكير النجار وقال : عن أنس بن مالك قدّمت لرسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم طيراً فسمى وأكل لقمة ، ثم قال : اللّهم إئتنى بأحب الخلق اليك وإلي ، فأتى علي عليه السلام فضرب الباب فقلت : من أنت؟ قال : علي ، قلت : إن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم على حاجة ، ثم أكل لقمة وقال مثل الأولى فضرب علي عليه السلام فقلت : من أنت؟ قال : علي ، قلت : إن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم على حاجة ، ثم أكل لقمة وقال مثل الأولى فضرب علي عليه السلام فقلت : من أنت؟ قال : علي قلت : إن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم على حاجة ثم أكل

ص: 214

لقمة وقال مثل ذلك قال : فضرب علي ورفع صوته فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : يا أنس إفتح الباب ، قال : فدخل فلما رآه النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم تبسم ثم قال : الحمد للّه الذي جعلك فاني أدعو في كل لقمة أن يأتينى بأحب الخلق اليه وإلي فكنت أنت ، قال : والذي بعثك إني لأضرب الباب ثلاث مرات ويردني أنس ، قال : فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : لم رددته؟ قلت : كنت أحب معه رجلاً من الأنصار فتبسم رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وقال : ما يلام الرجل على قومه.

[الرياض النضرة للمحب الطبري ج 2 ص 161] قال : وعن سفينة قال : أهدت امرأة من الأنصار إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم طيرين بين رغيفين فقدمت اليه الطيرين فقال صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : اللّهم إئتني بأحب خلقك اليك وإلى رسولك (قال) ثم ذكر معنى حديث النجار يعني الحديث المتقدم آنفاً عن ذخائر العقبى ، ثم قال : وقال في آخره : فأكل مع رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم حتى فنيا (أقول) وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه (ج 9 ص 126) باختلاف في اللفظ وقال في آخره : اللّهم أدخل عليّ أحب خلقك اليك يأكل معى من هذا الطير ، فدخل علي عليه السلام فقال : اللّهم والي (قال) رواه البزار والطبراني باختصار.

[الهيثمي في مجمعه ج 9 ص 126] قال : وعن أنس بن مالك قال : أهدي لرسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أطيار فقسمها بين نسائه فأصاب كل امرأة منها ثلاثة فأصبح عند بعض نسائه صفية أو غيرها فأتته بهن فقال : اللّهم إئتني بأحب خلقك اليك يأكل معى من هذا ، فقلت : اللّهم اجعله رجلاً من الأنصار ، فجاء علي عليه السلام فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يا أنس أنظر من على الباب فنظرت فاذا علي عليه السلام فقلت : إن رسول اللّه صلى اللّه

ص: 215

عليه (وآله) وسلم على حاجة ، ثم جئت فقمت بين يدي رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فقال : أنظر من على الباب فاذا علي عليه السلام حتى فعل ذلك ثلاثاً ، فدخل يمشى وأنا خلفه فقال النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : من حبسك رحمك اللّه؟ فقال : هذا آخر ثلاث مرات يردني أنس يزعم أنك على حاجة ، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : ما حملك على ما صنعت؟ قلت : يا رسول اللّه سمعت دعاءك فأحببت أن يكون من قومي فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : إن الرجل قد يحب قومه إن الرجل قد يحب قومه ، قالها ثلاثاً ، قال : رواه البزار.

[الهيثمي في مجمعه أيضاً ج 9 ص 126] قال : وعن ابن عباس قال : اتى النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم بطير فقال : اللّهم إئتني بأحب خلقك اليك ، فجاء علي عليه السلام فقال : اللّهم والي ، قال : رواه الطبراني.

ص: 216

باب : إن علياً (عليه السلام) أعز على النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم من فاطمة عليها السلام وفاطمة أحب اليه من علي عليه السّلام

[أُسد الغابة لابن الأثير ج 5 ص 522] روى بسنده عن علي بن أبي طالب عليه السلام يقول : سألت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فقلت : أينا أحب اليك أنا أو فاطمة قال : فاطمة أحب إلي منك وأنت أعز عليّ منها.

[خصائص النسائي ص 37] روى بسنده عن رجل قال : سمعت علياً عليه السلام على المنبر بالكوفة يقول : خطبت إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فاطمة (سلام اللّه عليها) فزوجني ، فقلت : يا رسول اللّه أنا أحب اليك أم هي؟ قال : هي أحب إلي منك وأنت أعز علي منها.

[كنز العمال ج 6 ص 393] قال : عن علي عليه السلام قال : أردت أن أخطب إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ابنته فقلت : ما لي من شيء ، ثم ذكرت صلته وعائدته فخطبتها اليه فقال : هل لك من شيء؟ قلت : لا ، قال : فأين درعك الحطمية التي

ص: 217

أعطيتك يوم كذا وكذا؟ فقلت : هي عندى قال : فاعطها فأعطيتها إياها فزوجنيها ، فلما أدخلها علي قال : لا تحدثا شيئاً حتى آتيكما فجاءنا وعلينا كساء - أو قطيفة - فلما رأيناه تخشخشنا فقال : مكانكما ، فدعا باناء فيه ماء فدعا فيه ثم رشه علينا ، فقلت : يا رسول اللّه أهى أحب اليك أم أنا؟ قال : هي أحب إلي منك وأنت أعز إلي منها (قال) أخرجه الحميدي وأحمد بن حنبل والعدني ومسدد والدورقي والبيهقي (أقول) وذكره المحب الطبري أيضاً في ذخائره (ص 29) وقال : أخرجه يحيى بن معين.

[كنز العمال ج 6 ص 219] قال : فاطمة أحب إلي منك وأنت أعز علي منها قاله - أي النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم - لعلي عليه السلام ، قال : أخرجه الطبراني في الأوسط عن أبي هريرة (أقول) وذكره المناوي أيضاً في فيض القدير في المتن (ج 4 ص 422) وقال : أخرجه الطبراني في الأوسط عن أبي هريرة وقال : إنه صحيح ، وفي كنوز الحقائق (ص 96) وقال أيضاً : للطبرانى ، وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه (ج 9 ص 173) وقال : عن أبي هريرة إن علي بن أبي طالب عليه السلام قال : يا رسول اللّه أينا أحب اليك أنا أم فاطمة؟ قال : فاطمة أحب إلي منك وأنت أعز علي منها (الحديث) قال : رواه الطبراني في الأوسط.

[كنز العمال أيضاً ج 6 ص 159] قال : يا بنية لك رقة الولد وعلي أعز علي منك ، أخرجه الطبراني عن ابن عباس (أقول) وذكره المناوي أيضاً في كنوز الحقائق (ص 184) وقال : للطبراني.

[ثم] إن في المقام حديثاً واحداً في فاطمة سلام اللّه عليها وحدها يناسب ذكره في خاتمة هذا الباب ، وهو ما رواه الحاكم في مستدرك الصحيحين (ج 3 ص 155) باسناده عن عمر أنه دخل على فاطمة سلام اللّه عليها بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فقال : يا

ص: 218

فاطمة واللّه ما رأيت أحداً أحب إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم منك ، واللّه ما كان أحد من الناس بعد أبيك أحب إلي منك ، قال : هذا حديث صحيح الإسناد.

ص: 219

باب : في أمر النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم بحب علي عليه السّلام

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 5 ص 350] روى بسنده عن عبد اللّه بن بريدة عن أبيه قال : أبغضت علياً بغضاً لم يبغضه أحد قط ، قال : وأحببت رجلاً من قريش لم أحبه إلا على بغضه علياً ، قال : فبعث ذلك الرجل على خيل فصحبته ، ما أصحبه إلا على بغضه علياً قال : فأصبنا سبياً ، قال : فكتب إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم إبعث الينا من يخمسه ، قال : فبعث الينا علياً وفي السبي وصيفة هي أفضل من السبي فخمس وقسم فخرج رأسه مغطى فقلنا : يا أبا الحسن ما هذا؟ قال : ألم تروا إلى الوصيفة التي كانت في السبى؟ فانى قسمت وخمست فصارت في الخمس ثم صارت في أهل بيت النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ثم صارت في آل علي ووقعت بها ، قال : فكتب الرجل إلى نبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فقلت : ابعثني مصدقا فبعثنى مصدقا ، قال : فجعلت أقرأ الكتاب وأقول : صدق ، قال : فامسك يدي والكتاب وقال : أتبغض علياً؟ قال : قلت : نعم ، قال : فلا تبغضه وإن كنت تحبه فازدد له حبا ، فو الذي نفس محمد صلى

ص: 220

اللّه عليه (وآله) وسلم بيده لنصيب آل علي في الخمس أفضل من وصيفة ، قال : فما كان من الناس أحد بعد قول رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أحب إلي من علي قال عبد اللّه : فو الذي لا إله غيره ما بينى وبين النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم في هذا الحديث غير أبي بريدة.

[أقول] ورواه أيضاً مختصراً في (ص 356) ورواه النسائي أيضاً في خصائصه (ص 25) باختلاف يسير ، والطحاوى أيضاً في مشكل الآثار (ج 4 ص 160) والبيهقي أيضاً في سننه (ج 6 ص 342) مختصراً والهيتمى أيضاً في مجمعه (ج 9 ص 128) وقال فيه بريدة : فطأطأت رأسى فتكلمت فوقعت في علي حتى فرغت ثم رفعت رأسى فرأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم غضب غضباً لم أره غضب مثله إلا يوم قريظة والنضير ، فنظر إلي فقال : يا بريدة أحب علياً فانما يفعل ما آمره به ، فقمت وما من الناس أحد أحب إلي منه (قال) رواه الطبراني في الأوسط.

[حلية الأولياء لأبي نعيم ج 1 ص 63] روى بسنده عن ابن أبي ليلى عن الحسن بن على عليهما السلام ، قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : ادعوا لي سيد العرب - يعني علي بن أبي طالب عليه السلام - فقالت عائشة : ألست سيد العرب؟ فقال : أنا سيد ولد آدم وعلى سيد العرب فلما جاء أرسل إلى الأنصار فأتوه فقال لهم : يا معشر الأنصار ألا أدلكم على ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعده أبدا؟ قالوا : بلى يا رسول اللّه قال : هذا علي فأحبوه بحبى وأكرموه بكرامتى ، فان جبريل أمرنى بالذى قلت لكم من اللّه عز وجل (قال) أبو نعيم : رواه أبو بشر عن سعيد بن جبير عن عائشة نحوه في السؤدد مختصراً (أقول) وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 6 ص 157) وقال : أخرجه الطبراني عن السيد الحسن عليه السلام ، وذكره المحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة (ج 2 ص 177) وقال : خرجه الفضائلي

ص: 221

والخجندى.

[كنز العمال ج 7 ص 140] قال : عن أنس خطبنا رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يوم الجمعة فقال : يا أيها الناس قدموا قريشاً ولا تقدموها وتعلموا منها ولا تعلموها ، قوة رجل من قريش قوة رجلين من غيرهم ، وأمانة رجل من قريش تعدل أمانة رجلين من غيرهم ، يا أيها الناس أوصيكم بحب ذي أقربها أخي وابن عمى علي بن أبي طالب ، فانه لا يحبه إلا مؤمن ، ولا يبغضه إلا منافق ، من أحبه فقد أحبني ، ومن أبغضه فقد أبغضنى ، ومن أبغضنى عذبه اللّه عز وجل (قال) أخرجه ابن النجار.

[كنز العمال ج 6 ص 154] قال : قال أوصى من آمن بى وصدقنى بولاية علي بن أبي طالب ، فمن تولاه فقد تولاني ، ومن تولانى فقد تولى اللّه (الحديث) قال : أخرجه الطبراني وابن عساكر عن عمار بن ياسر (أقول) وذكره أيضاً في (ص 155) مختصراً ، وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه (ج 9 ص 108) وقال : رواه الطبراني بأسانيد.

[الرياض النضرة ج 2 ص 214] قال : وعن المطلب بن عبد اللّه بن حنطب عن أبيه ، قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : يا أيها الناس أوصيكم بحب ذي قرنيها أخي وابن عمى علي بن أبي طالب ، فانه لا يحبه إلا مؤمن ، ولا يبغضه إلا منافق (الحديث) قال : أخرجه أحمد في المناقب (أقول) وذكره علي بن سلطان أيضاً في مرقاته (ج 5 ص 565) في الشرح وقال فيه : أوصيكم بحب ذي قرابتى بدل قوله (ذي قرنيها).

[ثم] إن هاهنا حديثاً يناسب ذكره في خاتمة هذا الباب وهو ما ذكره ابن حجر في صواعقه (ص 106) قال : وأخرج الدارقطني عن ابن المسيب قال : قال عمر بن الخطاب : تحببوا إلى الأشراف وتوددوا واتقوا على أعراضكم من السفلة ، واعلموا أنه لا يتم الشرف إلا بولاية على عليه السّلام.

ص: 222

باب : إن من أحب علياً عليه السّلام فقد أحب اللّه ومن أبغض علياً عليه السّلام فقد أبغض اللّه

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 127] روى بسنده عن ابن عباس قال : نظر النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم إلى علي عليه السلام فقال : يا على أنت سيد في الدنيا وسيد في الآخرة ، حبيبك حبيبي ، وحبيبي حبيب اللّه وعدوك عدوي وعدوي عدو اللّه ، والويل لمن أبغضك بعدي (قال الحاكم) صحيح على شرط الشيخين (أقول) ورواه الخطيب البغدادي أيضاً في تاريخ بغداد (ج 4 ص 40) بخمسة طرق عن ابن عباس وقال فيه : من أحبك فقد أحبني وحبيبى حبيب اللّه (الخ) ، وذكره المحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة (ج 2 ص 166) وعلى بن سلطان في مرقاته في الشرح (ج 5 ص 573) وقالا أيضاً : من أحبك فقد أحبني (الخ) ثم قالا : أخرجه أحمد في المناقب (انتهى) ، وذكره المحب في رياضه ثانياً (ص 167) وقال : خرجه الحاكمى.

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 130] روى بسنده عن عوف بن أبي عثمان قال : قال رجل لسلمان : ما أشد حبك لعلي عليه السلام ، قال : سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول : من أحب

ص: 223

علياً فقد أحبني ومن أبغض علياً فقد أبغضنى ، قال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين.

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 142] قال : عن حيان الأسدي سمعت علياً عليه السلام يقول : قال لى رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : إن الأمة ستغدر بك بعدي وأنت تعيش على ملتي ، وتقتل على سنتي ، من أحبك أحبني ومن أبغضك أبغضنى ، وإن هذه ستخضب من هذا - يعني لحيته من رأسه - (قال) الحاكم صحيح (أقول) وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 6 ص 157) وقال : أخرجه الدار قطني في الأفراد ، والحاكم والخطيب عن على عليه السلام.

[حلية الأولياء لأبي نعيم ج 1 ص 66] روى بسنده عن أبي برزة قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : إن اللّه تعالى عهد إلي عهداً في علي فقلت : يا رب بينه لى ، فقال : إسمع فقلت : سمعت فقال : إن علياً راية الهدى ، وإمام أوليائي ، ونور من أطاعني ، وهو الكلمة التي ألزمتها المتقين ، من أحبه أحبني ، ومن أبغضه أبغضنى ، فبشره بذلك ، فجاء علي فبشرته ، فقال : يا رسول اللّه أنا عبد اللّه وفي قبضته فان يعذبني فبذنبي وإن يتم لى الذي بشرتني به فاللّه أولى بى ، قال : قلت : اللّهم اجل قلبه واجعل ربيعه الإيمان ، فقال اللّه : قد فعلت به ذلك ، ثم إنه رفع إلي أنه سيخصه من البلاء بشيء لم يخص به أحداً من أصحابى ، فقلت : يا رب أخي وصاحبي ، فقال : إن هذا لشىء قد سبق إنه مبتلى ومبتلى به.

[تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج 13 ص 32] روى بسنده عن عبد اللّه بن مسعود قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : من أحبني فليحب علياً ، ومن أبغض علياً فقد أبغضنى ، ومن أبغضنى فقد أبغض اللّه عز وجل ، ومن أبغض اللّه أدخله النار.

[أُسد الغابة ج 4 ص 383] قال : روى أبو الجحاف داود بن أبي عوف عن معاوية بن ثعلبة الحمانى قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله)

ص: 224

وسلم : يا علي من أحبك فقد أحبني ومن أبغضك فقد أبغضنى ، ثم قال : أخرجه أبو موسى (أقول) وذكره ابن حجر أيضاً في إصابته (ج 6 القسم 1 ص 205) قال : وأخرج الاسماعيلي من طريق عامر بن السمط عن أبي الجحاف عن معاوية بن ثعلبة ، وذكر الحديث كما تقدم ، ثم قال : أورده أبو موسى ، ثم قال : وقد ذكر البخاري الحديث من هذا الوجه من رواية معاوية ابن ثعلبة عن أبي ذر ، وكذا ذكر أبو حاتم وغيرهما.

[كنز العمال ج 6 ص 154] قال : اوصى من آمن بي وصدقني بولاية علي بن أبي طالب ، فمن تولاه فقد تولاني ، ومن تولاني فقد تولى اللّه ، ومن أحبه فقد أحبني ، ومن أحبني فقد أحب اللّه ، ومن أبغضه فقد أبغضنى ، ومن أبغضنى فقد أبغض اللّه عز وجل (قال) أخرجه الطبراني وابن عساكر عن عمار بن ياسر (أقول) وذكره في (ص 155) أيضاً مختصراً ، وذكره الهيثمي أيضاً في الرياض النضرة (ج 2 ص 166) وقال : أخرجه الحاكمى.

[كنز العمال ج 6 ص 157] قال : محبك محبي ومبغضك مبغضى ، قاله - أي النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم - لعلي عليه السلام ، قال : أخرجه الطبراني عن سلمان (أقول) وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه (ج 9 ص 132) ولفظه : عن سلمان إن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال لعلي عليه السلام : محبك محبي ومبغضك مبغضي ، قال : رواه الطبراني والبزار ، وذكره المناوي أيضاً في كنوز الحقائق (ص 188) وقال : أخرجه الديلمي.

[كنز العمال ج 6 ص 158] ولفظه : من أحب علياً فقد أحبني ومن أحبني فقد أحب اللّه ، ومن أبغضه فقد أبغضنى ، ومن أبغضنى فقد أبغض اللّه ، قال : أخرجه الطبراني أيضاً عن أم سلمة (أقول) وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه (ج 9 ص 132) وقال : رواه الطبراني وإسناده حسن ، وذكره المحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة (ج 2 ص 166) وقال : خرجه المخلص عن أم سلمة.

ص: 225

[كنز العمال ج 6 ص 158] ولفظه : من أحبك فبحبى أحبك فان العبد لا ينال ولايتى إلا بحبك ، قاله - أي النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم - لعلي عليه السلام ، قال : أخرجه الديلمي عن ابن عباس.

[كنز العمال ج 6 ص 391] قال : عن ابن عباس قال : مشيت مع عمر بن الخطاب في بعض أزقة المدينة فقال : يا بن عباس أظن القوم استصغروا صاحبكم إذ لم يولوه أمورهم ، فقلت : واللّه ما استصغره رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم إذ اختاره لسورة براءة يقرأها على أهل مكة فقال لي : الصواب تقول ، واللّه لسمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول لعلى بن أبي طالب : من أحبك أحبني ، ومن أحبني أحب اللّه ، ومن أحب اللّه أدخله الجنة (قال) أخرجه ابن عساكر.

[كنز العمال ج 6 ص 391] قال : عن ابن عباس قال : خرج رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قابضاً على يد علي عليه السلام ذات يوم فقال : ألا من أبغض هذا فقد أبغض اللّه ورسوله ، ومن أحب هذا فقد أحب اللّه ورسوله (قال) أخرجه ابن النجار.

[كنز العمال ج 7 ص 140] قال : عن أنس خطبنا رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يوم الجمعة فقال : يا أيها الناس قدموا قريشاً ولا تقدموها وتعلموا منها ولا تعلموها ، قوة رجل من قريش قوة رجلين من غيرهم ، وأمانة رجل من قريش تعدل أمانة رجلين من غيرهم ، يا أيها الناس أوصيكم بحب ذي أقربها أخي وابن عمي علي بن أبي طالب ، فانه لا يحبه إلا مؤمن ، ولا يبغضه إلا منافق ، من أحبه فقد أحبني ، ومن أبغضه فقد أبغضني ، ومن أبغضني عذبه اللّه عز وجل ، قال : أخرجه ابن النجار.

[الهيثمي في مجمعه ج 9 ص 129] قال : وعن أبي رافعٍ قال : بعث رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم علياً عليه السلام أميرا على اليمن وخرج معه رجل من أسلم يقال له عمرو بن شاس فرجع وهو يذم علياً عليه السلام ويشكوه ، فبعث اليه رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فقال : إخسأ يا عمرو هل رأيت من علي جوراً في حكمه أو أثرة في قسمة؟ قال :

ص: 226

اللّهم لا قال : فعلام تقول الذي بلغنى؟ قال : بغضه لا أملك ، قال : فغضب رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم حتى عرف ذلك في وجهه ثم قال : من أبغضه فقد أبغضني ، ومن أبغضنى فقد أبغض اللّه ، ومن أحبه فقد أحبني ، ومن أحبني فقد أحب اللّه تعالى ، قال : رواه البزار.

[الهيثمي في مجمعه ج 9 ص 131] قال : عن أبي رافع إن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال لعلي عليه السلام : من أحبه فقد أحبني ، ومن أحبني فقد أحب اللّه ، ومن أبغضه فقد أبغضني ، ومن أبغضني فقد أبغض اللّه عز وجل ، قال : رواه الطبراني.

[الهيثمي في مجمعه ج 9 ص 133] قال : وعن ابن عباس قال : نظر رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم إلى علي عليه السلام فقال : لا يحبك إلا مؤمن ، ولا يبغضك إلا منافق ، من أحبك فقد أحبني ، ومن أبغضك فقد أبغضني ، وحبيبى حبيب اللّه ، وبغيضي بغيض اللّه ، ويل لمن أبغضك بعدي قال : رواه الطبراني.

[الرياض النضرة ج 2 ص 214] قال : وعن المطلب بن عبد اللّه بن حنطب عن أبيه ، قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : يا أيها الناس أوصيكم بحب ذي قرنيها أخي وابن عمي علي بن أبي طالب فانه لا يحبه إلا مؤمن ، ولا يبغضه إلا منافق ، من أحبه فقد أحبني ومن أبغضه فقد أبغضنى قال : أخرجه أحمد في المناقب (أقول) وذكره علي بن سلطان أيضاً في مرقاته في الشرح (ج 5 ص 565) وقال أيضاً : أخرجه أحمد في المناقب وقال فيه : بحب ذي قرابتي بدل قوله : بحب ذي قرنيها.

[الرياض النضرة ج 2 ص 166] قال : وعنه - أي وعن عمرو بن شاس الأسلمى - قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : من أحب علياً فقد أحبني ، ومن أبغض علياً فقد أبغضنى ، ومن آذى علياً فقد آذاني ومن آذاني فقد آذى اللّه ، قال : خرجه أبو عمر.

[الرياض النضرة ج 2 ص 209] قال : وعن عبد اللّه قال : بينا أنا

ص: 227

عند رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وجميع المهاجرين والأنصار إلا من كان في سرية أقبل علي عليه السلام يمشي وهو متغضب فقال : من أغضبه فقد أغضبني ، فلما جلس قال له رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ما لك يا علىّ؟ قال : آذاني بنو عمك ، فقال : يا علي أما ترضى أنك معى في الجنة والحسن والحسين وذرياتنا خلف ظهورنا وأزواجنا خلف ذرياتنا وأشياعنا عن أيماننا وشمائلنا؟ قال : أخرجه أحمد في المناقب وأبو سعيد في شرف النبوة.

[الرياض النضرة ج 2 ص 216] قال : وعن حوثرة بن محمد البصري قال : رأيت يزيد بن هارون الواسطي في المنام بعد موته بأربع ليال فقلت : ما فعل اللّه بك؟ قال : تقبل مني الحسنات وتجاوز عني السيئات وأذهب عني التبعات (وساق الحديث إلى أن قال) قلت : منكر ونكير حق؟ فقال : أي واللّه الذي لا إله إلا هو لقد أقعدانى وسألانى فقالا لي : من ربك؟ (إلى أن قال) قال أحدهما أي أحد النكيرين : أكتبت عن حريز بن عثمان؟ قلت : نعم ، وكان ثقة في الحديث ، قال : ثقة ولكن كان يبغض علياً أبغضه اللّه عز وجل ، قال : أخرجه ابن الطباخ في أماليه.

[خصائص النسائي ص 28] روى بسنده عن سعيد بن عبيد قال : جاء رجل إلى ابن عمر فسأله عن علي عليه السلام قال : لا أحدثك عنه ولكن أنظر إلى بيته من بيوت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ، قال : فاني أبغضه قال : به أبغضك اللّه.

[كنز العمال ج 6 ص 399] قال : عن جرير البجلي قال : شهدنا الموسم في حجة مع رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وذكر حديثاً في آخره قول رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم لعلي عليه السلام : اللّهم من أحبه من الناس فكن له حبيباً ، ومن أبغضه فكن له مبغضاً (الحديث) قال : أخرجه الطبراني (أقول) وذكر في كنز العمال أيضاً في (ج 6 ص 395) حديثاً في آخره قول النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم لعلي عليه السلام : كذب عليّ من زعم أنه يحبني ويبغضك.

ص: 228

[ثم] إن ها هنا حديثين آخرين يناسب ذكرهما في خاتمة هذا الباب (أحدهما) ما ذكره المناوي في كنوز الحقائق (ص 32) قال : إن اللّه يغضب لغضبك ويرضى لرضاك قال : قاله - أي النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم - لعلي عليه السلام ، وقال : أخرجه ابن أبي الدنيا ، (ثانيهما) ما ذكره المتقي في كنز العمال (ج 6 ص 159) قال : من حسد علياً فقد حسدني ، ومن حسدني كفر ، قال : أخرجه ابن مردويه عن أنس.

ص: 229

باب : حب علي (عليه السلام) ايمان وبغضه نفاق

[صحيح مسلم في كتاب الإيمان] في باب الدليل على أن حب الأنصار وعلي عليه السلام من الإيمان ، روى بسنده عن عدي بن ثابت عن زر قال : قال علي عليه السلام : والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إنه لعهد النبي الأمى إلي أن لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضنى إلا منافق.

[أقول] ورواه الترمذي أيضاً في صحيحه (ج 2 ص 301) والنسائي أيضاً في صحيحه (ج 2 ص 271) بطريقين ، وفي خصائصه (ص 27) بثلاثة طرق ، وابن ماجة أيضاً في صحيحه (ص 12) ، وأحمد بن حنبل أيضاً (ج 1 ص 84) في مسنده و (ص 95) و (ص 128) ، والخطيب البغدادي أيضاً في تاريخه (ج 2 ص 255 وج 8 ص 417 وج 14 ص 426) ، وأبو نعيم أيضاً في حليته (ج 4 ص 185) بثلاثة طرق عن عدي بن ثابت عن زر (ثم قال) هذا حديث صحيح متفق عليه ، ثم ذكر جمعاً كثيراً ممن روى هذا الحديث عن عدى بن ثابت ، وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 6 ص 394) وقال : أخرجه الحميدي وابن أبي شيبة وأحمد بن حنبل والعدني والترمذي

ص: 230

والنسائي وابن ماجة وابن حبان وأبو نعيم وابن أبي عاصم (انتهى) ، وذكره المحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة (ج 2 ص 214) وقال : أخرجه أبو حاتم.

[صحيح الترمذي ج 2 ص 299] روى بسنده عن أبي سعيد قال : إنا كنا لنعرف المنافقين - نحن معشر الأنصار - بغضهم علي بن أبي طالب عليه السلام ، (أقول) ورواه أبو نعيم أيضاً في حليته (ج 6 ص 294).

[صحيح الترمذي ج 2 ص 299] روى بسنده عن المساور الحميري عن أمه قالت : دخلت على أم سلمة فسمعتها تقول : كان رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول : لا يحب علياً منافق ولا يبغضه مؤمن (قال) وفي الباب عن علي عليه السلام (أقول) ورواه أحمد بن حنبل أيضاً في مسنده (ج 6 ص 292).

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 129] روى بسنده عن أبي عبد اللّه الجدلي عن أبي ذر قال : ما كنا نعرف المنافقين إلا بتكذيبهم اللّه ورسوله والتخلف عن الصلوات والبغض لعلي بن أبي طالب عليه السلام (قال الحاكم) هذا حديث صحيح على شرط مسلم (أقول) وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 6 ص 39) وقال : أخرجه الخطيب في المتفق (انتهى) وذكره المحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة (ج 2 ص 214) قال : أخرجه ابن شاذان.

[تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج 3 ص 153] روى بسنده عن أبي الأحوص قال : كنا عند ابن مسعود فتلا ابن عباس هذه الآية : ( محمد رسول اللّه والذين معه أشداء على الكفار ) وساق الحديث (إلى أن قال) ابن عباس ( يعجب الزراع ليغيظ بهم الكفار ) علي بن أبي طالب ، كنا نعرف المنافقين على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ببغضهم علي ابن أبي طالب عليه السلام.

ص: 231

[مشكل الآثار للطحاوي ج 1 ص 50] روى بسنده عن عمران بن حصين قال : خرجت يوماً فاذا أنا برسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فقال لي : يا عمران إن فاطمة مريضة فهل لك أن تعودها؟ قال : قلت : فداك أبي وأمي وأى شيء أشرف من هذا ، قال : إنطلق فانطلق رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وانطلقت معه حتى أتى الباب فقال : السلام عليكم أدخل؟ (فساق الحديث) وفي آخره قول رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم لفاطمة : لقد زوجتك سيداً في الدنيا وسيداً في الآخرة لا يبغضه إلا منافق (أقول) وذكره المحب الطبري أيضاً في ذخائره (ص 43) وقال : خرجه الحافظ أبو القاسم الدمشقي في فضل فاطمة.

[الاستيعاب لابن عبد البر ج 2 ص 464] قال : وروى عمار الدهني عن أبي الزبير عن جابر قال : ما كنا نعرف المنافقين إلا ببغض علي بن أبي طالب عليه السلام (أقول) وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه (ج 9 ص 132) وقال : رواه الطبراني في الأوسط والبزار بنحوه إلا أنه قال : ما كنا نعرف منافقينا معشر الأنصار (انتهى) وذكره المحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة (ج 2 ص 214) وقال : أخرجه أحمد في المناقب.

[السيوطي في الدر المنثور] في ذيل تفسير قوله تعالى : ( إِنَّ اَلَّذِينَ اِرْتَدُّوا عَلىٰ أَدْبٰارِهِمْ ) في آخر سورة محمد ، ويقال لها : سورة القتال أيضاً (قال) وأخرج ابن مردويه عن ابن مسعود قال : ما كنا نعرف المنافقين على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم إلا ببغضهم علي بن أبي طالب عليه السلام.

[وقال أيضاً] وأخرج ابن مردويه وابن عساكر عن أبي سعيد الخدري في قوله تعالى : ( وَلَتَعْرِفَنَّهُمْ فِي لَحْنِ اَلْقَوْلِ ) قال : ببغضهم علي بن أبي طالب عليه السلام.

[كنز العمال ج 6 ص 158] قال : لا يبغض علياً مؤمن ، ولا يحبه منافق (قال) أخرجه ابن أبي شيبة عن أم سلمة.

[كنز العمال ج 6 ص 158] قال : لا يحب علياً إلا مؤمن ، ولا

ص: 232

يبغضه إلا منافق (قال) أخرجه الطبراني عن أم سلمة.

[كنز العمال ج 7 ص 140] قال : عن أنس خطبنا رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يوم الجمعة فقال : يا أيها الناس قدموا قريشاً ولا تقدموها وتعلموا منها ولا تعلموها ، قوة رجل من قريش قوة رجلين من غيرهم وأمانة رجل من قريش تعدل أمانة رجلين من غيرهم ، يا أيها الناس أوصيكم بحب ذي أقربها أخي وابن عمي علي بن أبي طالب ، فانه لا يحبه إلا مؤمن ولا يبغضه إلا منافق ، من أحبه فقد أحبني ، ومن أبغضه فقد أبغضني ، ومن أبغضني عذبه اللّه عز وجل (قال) أخرجه ابن النجار.

[الهيثمي في مجمعه ج 9 ص 133] قال : وعن ابن عباس قال : نظر رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم إلى علي عليه السلام فقال : لا يحبك إلا مؤمن ، ولا يبغضك إلا منافق ، من أحبك فقد أحبني ، ومن أبغضك فقد أبغضني ، وحبيبى حبيب اللّه ، وبغيضى بغيض اللّه ، ويل لمن أبغضك بعدي (قال) رواه الطبراني في الأوسط.

[الهيثمي في مجمعه ج 9 ص 133] قال : وعن عمران بن الحصين إن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال لعلي عليه السلام : لا يحبك إلا مؤمن ، ولا يبغضك إلا منافق ، (قال) رواه الطبراني في الأوسط.

[كنوز الحقائق المناوي ص 63] قال : حب علي براءة من النفاق (قال) أخرجه الديلمي.

[الرياض النضرة ج 2 ص 213] قال : وعن المطلب بن عبد اللّه ابن حنطب عن أبيه قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : يا أيها الناس أوصيكم بحب ذي قرنيها أخي وابن عمي علي بن أبي طالب ، فانه لا يحبه إلا مؤمن ، ولا يبغضه إلا منافق ، من أحبه فقد أحبني ، ومن أبغضه فقد أبغضنى ، (قال) أخرجه أحمد في المناقب (أقول) وذكره علي بن سلطان أيضاً في مرقاته في الشرح (ج 5 ص 565) وقال أيضاً : أخرجه أحمد في المناقب ولكن قال : بحب ذي قرابتى بدل قوله : بحب ذي قرنيها.

[الرياض النضرة ج 2 ص 214] قال : وعن الحارث الهمدانى قال :

ص: 233

رأيت علياً عليه السلام على المنبر فحمد اللّه وأثنى عليه ثم قال : قضاء قضاه اللّه عز وجل على لسان نبيكم النبي الأمى صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أن لا يحبني إلا مؤمن ، ولا يبغضني إلا منافق (قال) أخرجه ابن فارس.

[نور الأبصار للشبلنجى ص 72] قال : ومن كتاب الآل لابن خالويه عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم لعلي عليه السلام : حبك إيمان ، وبغضك نفاق ، وأول من يدخل الجنة محبك وأول من يدخل النار مبغضك.

[ثم] إن ها هنا جملة من الأخبار يناسب ذكرها في خاتمة هذا الباب :

[منها] ما ذكره المتقي في كنز العمال (ج 6 ص 402) من حديث مسند إلى علي عليه السلام قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : لولاك يا علي ما عرف المؤمنون من بعدى.

[ومنها] ما ذكره الهيثمي في مجمعه (ج 9 ص 132) قال : وعن فاطمة بنت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قالت : خرج علينا رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم عشية عرفة فقال : إن اللّه تعالى باهى بكم وغفر لكم عامة ولعلي عليه السلام خاصة ، وإني رسول اللّه اليكم غير محاب لقرابتي ، هذا جبريل يخبرنى إن السعيد حق السعيد من أحب علياً في حياته وبعد موته ، وإن الشقى كل الشقى من أبغض علياً في حياته وبعد موته (قال) رواه الطبراني.

[أقول] وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 6 ص 400) وقال : أخرجه الطبراني والبيهقي في فضائل الصحابة وابن الجوزي (انتهى) وذكره علي بن سلطان أيضاً في مرقاته (ج 5 ص 565) والمحب الطبري في ذخائره (ص 92) وقالا : أخرجه أحمد.

[ومنها] ما ذكره المحب الطبري في الرياض النضرة (ج 2 ص 189) قال : وعن أبي بكر قال : رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم خيم

ص: 234

خيمة وهو متكىء على قوس عربية وفي الخيمة علي وفاطمة والحسن والحسين فقال : معشر المسلمين أنا سلم لمن سالم أهل الخيمة ، وحرب لمن حاربهم ، وولي لمن والاهم ، لا يحبهم إلا سعيد الجد طيب المولد ، ولا يبغضهم إلا شقي الجد رديء الولادة.

ص: 235

باب : فيما جاء لمحب علي عليه السّلام وما لمبغضه

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 128] روى بسنده عن زيد بن أرقم قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : من يريد أن يحيى حياتي ويموت موتي ويسكن جنة الخلد التي وعدنى ربي فليتول علي بن أبي طالب فانه لن يخرجكم من هدى ولن يدخلكم في ضلالة (قال) هذا حديث صحيح الإسناد.

[أقول] ورواه أبو نعيم أيضاً في حليته (ج 4 ص 349) بطريقين وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 6 ص 155) وقال : أخرجه الطبراني والحاكم وأبو نعيم ، وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه (ج 9 ص 108) وقال : رواه الطبراني.

[مستدرك الصحيحين أيضاً ج 3 ص 135] روى بسنده عن عمار ابن ياسر يقول : سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول لعلي عليه السلام : يا علي طوبى لمن أحبك وصدق فيك ، وويل لمن أبغضك وكذب فيك (قال) هذا حديث صحيح الإسناد.

[أقول] ورواه الخطيب البغدادي أيضاً في تاريخ بغداد (ج 9 ص

ص: 236

71) بطريقين ، وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه (ج 9 ص 132) وقال : أخرجه الطبراني والحاكم والخطيب عن عمار بن ياسر ، وذكره المحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة (ج 2 ص 215) وقال : أخرجه ابن عرفة ، وفي ذخائره (ص 92) وقال : عن ابن عباس.

[حلية الأولياء ج 1 ص 86] روى بسنده عن زيد بن وهب عن حذيفة قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : من سره أن يحيى حياتي ويموت ميتتي ويتمسك بالقصبة - الياقوتة التي خلقها اللّه بيده ثم قال لها : كونى فكانت - فليتول علي بن أبي طالب من بعدي (قال) ورواه أبو الطفيل والسدى عن زيد بن أرقم أيضاً ، (أقول) ورواه ثانيا في (ج 4 ص 174).

[حلية الأولياء لأبي نعيم ج 1 ص 86] روى بسنده عن ابن عباس قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : من سره أن يحيى حياتي ويموت مماتي ويسكن جنة عدن غرسها ربي فليوال علياً من بعدي ، وليوال وليه ، وليقتد بالأئمة من بعدي ، فانهم عترتي خلقوا من طينتي رزقوا فهماً وعلماً ، وويل للمكذبين بفضلهم من أمتي ، القاطعين فيهم صلتي ، لا أنالهم اللّه شفاعتي.

[أقول] وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 6 ص 217) وقال : وليقتد بأهل بيتي من بعدي ، ثم قال : أخرجه الطبراني والرافعي عن ابن عباس.

[أسد الغابة لابن الأثير ج 4 ص 23] روى بسنده عن أبي مريم السلولي يقول : سمعت عمار بن ياسر يقول : سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول لعلي بن أبي طالب : يا علي إن اللّه عز وجل قد زينك بزينة لم يزين العباد بزينة أحب اليه منها ، الزهد في الدنيا فجعلك لا تنال من الدنيا شيئاً ولا تنال الدنيا منك شيئاً ، ووهب لك حب المساكين ورضوا بك إماماً ورضيت بهم أتباعاً ، فطوبى لمن أحبك وصدق فيك ، وويل لمن أبغضك وكذب عليك ، فاما الذين أحبوك وصدقوا فيك فهم جيرانك في دارك ورفقاؤك في قصرك ، وأما الذين أبغضوك

ص: 237

وكذبوا عليك فحق على اللّه أن يوقفهم موقف الكذابين يوم القيامة (أقول) وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه (ج 9 ص 132) وقال : أخرجه الطبراني في الأوسط.

[الإصابة لأبن حجر ج 3 القسم 1 ص 20] قال : أخرج مطين والباوردى وابن جرير وابن شاهين عن زياد بن مطرف قال : سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول : من أحب أن يحيى حياتي ويموت ميتتى ويدخل الجنة فليتول علياً وذريته من بعده (أقول) وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 6 ص 155) وقال : عن مطير والباوردى وابن شاهين وابن مندة عن زياد بن مطرف.

[كنوز الحقائق للمناوي ص 101] قال : قل لمن أحب علياً تهيأ لدخول الجنة ، قال : أخرجه الديلمي - يعني عن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم -

[الرياض النضرة ج 2 ص 215] قال : وعن زيد بن أرقم قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : من أحب أن يستمسك بالقضيب الأحمر الذي غرسه اللّه في جنة عدن فليستمسك بحب علي بن أبي طالب قال : أخرجه أحمد في المناقب.

[أسد الغابة لابن الأثير ج 6 ص 101] ذكر حديثاً عن يحيى بن عبد الرحمن الأنصاري قال : سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول : من أحب علياً محياه ومماته كتب اللّه تعالى له الأمن والإيمان ما طلعت الشمس وما غربت ، ومن أبغض علياً محياه ومماته فميتته جاهلية وحوسب بما أحدث في الإسلام ، (أقول) وذكره ابن حجر أيضاً في إصابته (ج 6 القسم 1 ص 335).

[الهيثمي في مجمعه ج 9 ص 111] قال : عن ابن عباس قال : لما أخي النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم بين أصحابه من المهاجرين والأنصار فلم يواخ بين علي بن أبي طالب عليه السلام وبين أحد منهم ، خرج علي عليه

ص: 238

السّلام مغضباً حتى أتى جدولاً فتوسد ذراعه فسفت عليه الريح فطلبه النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم حتى وجده فوكزه برجله فقال له : قم فما صلحت أن تكون إلا أبا تراب أغضبت عليّ حين آخيت بين المهاجرين والأنصار ولم أواخ بينك وبين أحد منهم؟ أما ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه ليس بعدي نبي؟ ألا من أحبك حف بالأمن والإيمان ، ومن أبغضك أماته اللّه ميتة جاهلية وحوسب بعمله في الإسلام (قال) رواه الطبراني في الكبير والأوسط (أقول) وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 6 ص 154)

[فى مجمعه أيضاً ج 9 ص 121] قال : وعن علي عليه السلام قال : طلبني رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فوجدني في جدول نائما فقال : قم ما ألوم الناس يسمونك أبا تراب ، قال : فرآني كأني وجدت في نفسي من ذلك فقال لي : واللّه لأرضينك أنت أخي وأبو ولدي تقاتل عن سنتى وتبريء ذمتي ، من مات في عهدى فهو كنز اللّه ، ومن مات في عهدك فقد قضى نحبه ، ومن مات يحبك بعد موتك ختم اللّه له بالأمن والإيمان ما طلعت شمس أو غربت ، ومن مات يبغضك مات ميتة جاهلية وحوسب بما عمل في الإسلام (قال) رواه أبو يعلى (أقول) وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 6 ص 404) وقال أيضاً : رواه أبو يعلى ، وقال : قال البوصيرى : رواته ثقات (انتهى) وذكره المحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة (ج 2 ص 167) باختلاف يسير ، وقال : خرجه أحمد في المناقب.

[فى مجمعه أيضاً ج 9 ص 121] قال : وعن ابن عمر قال : بينا أنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم في ظل بالمدينة ونحن نطلب علياً عليه السلام إذ انتهينا إلى حائط فنظرنا إلى علي عليه السلام وهو نائم في الأرض وقد اغبر ، فقال : ما ألوم الناس يكنونك أبا تراب ، فلقد رأيت علياً عليه السّلام تغير وجهه واشتد ذلك عليه ، فقال : ألا أرضيك يا علىّ؟ قال : بلى يا رسول اللّه قال : أنت أخي ووزيرى تقضى دينى وتنجز موعدى وتبريء ذمتى ، فمن أحبك في حياة مني فقد قضى نحبه ، ومن أحبك في حياة منك بعدي ختم اللّه له بالأمن والإيمان وآمنه يوم الفزع ، ومن مات وهو يبغضك يا علي مات ميتة

ص: 239

جاهلية ويحاسبه اللّه بما عمل في الإسلام (قال) رواه الطبراني (أقول) وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 6 ص 155) وقال أيضاً : رواه الطبراني عن ابن عمر.

[تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج 4 ص 102] روى بسنده عن عائشة ، قال : سمعت النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول لعلي عليه السلام : حسبك ما لمحبك حسرة عند موته ، ولا وحشة في قبره ، ولا فزع يوم القيامة.

[تاريخ بغداد أيضاً ج 1 ص 259] روى بسنده عن ابن عباس قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : ليلة عرج بى إلى السماء رأيت على باب الجنة مكتوباً : لا إله إلا اللّه محمد رسول اللّه على حب اللّه والحسن والحسين صفوة اللّه فاطمة خيرة اللّه ، على باغضهم لعنة اللّه (أقول) الحب بكسر الحاء المهملة وتشديد الباء الموحدة بمعنى المحبوب.

[كنز العمال ج 6 ص 158] قال : ثلاث من كن فيه فليس مني ولا أنا منه ، بغض علي عليه السلام ، ونصب أهل بيتي ، ومن قال : الإيمان كلام (قال) أخرجه الديلمي عن جابر - يعني عن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم -.

[ذخائر العقبى للمحب الطبري ص 92] قال : عن أنس بن مالك قال : صعد رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم المنبر فذكر قولاً كثيراً ثم قال : أين علي بن أبي طالب؟ فوثب اليه فقال : ها أناذا يا رسول اللّه ، فضمه إلى صدره وقبل بين عينيه وقال بأعلى صوته : معاشر المسلمين هذا أخي وابن عمي وختني ، هذا لحمي ودمي وشعري ، هذا أبو السبطين الحسن والحسين سيدى شباب أهل الجنة ، هذا مفرج الكروب عني ، هذا أسد اللّه وسيفه في أرضه على أعدائه على مبغضه لعنة اللّه ولعنة اللاعنين ، واللّه منه بريء وأنا منه بريء ، فمن أحب أن يبرأ من اللّه ومنى فليبرأ من علي ، وليبلغ الشاهد الغائب ، ثم قال : أجلس يا علي قد عرف اللّه لك ذلك ، قال : أخرجه أبو سعيد في شرف النبوة.

ص: 240

باب : عنوان صحيفة المؤمن حب علي ابن أبي طالب (عليه السلام)

[تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج 4 ص 410] روى بسندين عن أبي النعمان عارم بن الفضل عن قدامة بن النعمان عن الزهري قال : سمعت أنس بن مالك يقول : واللّه الذي لا إله إلا هو لسمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول : عنوان صحيفة المؤمن حب علي بن أبي طالب.

[كنوز الحقائق للمناوي ص 92] قال : عنوان صحيفة المؤمن حب علي ، قال : أخرجه الديلمي - يعني عن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم -.

ص: 241

باب : إن حب علي (عليه السلام) حسنة ويأكل الذنب وجواز للنار وبراءة منها ويثبت القدم وبغضه سيئة لا تنفع معها حسنة

[كنوز الحقائق للمناوي ص 62] قال : حب علي عليه السلام حسنة لا تضر معها سيئة ، قال : أخرجه الديلمي - يعني عن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم -

[كنوز الحقائق أيضاً ص 63] قال : حب علي يأكل الذنب كما تأكل النار الحطب ، قال : أخرجه الديلمي - يعني عن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم -

[الرياض النضرة ج 2 ص 315] قال : وعن ابن عباس قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : حب علي يأكل الذنوب كما تأكل النار الحطب ، قال : أخرجه الملا - يعني في سيرته.

[كنز العمال ج 6 ص 158] قال : حب علي يأكل الذنوب كما تأكل النار الحطب ، قال : أخرجه تمام وابن عساكر عن أبي - يعني عن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم -

[تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج 4 ص 194] روى بسنده عن عطاء عن ابن عباس قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : حب

ص: 242

على بن أبي طالب يأكل السيئات كما تأكل النار الحطب.

[تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج 3 ص 161] روى بسنده عن ابن عباس قال : قلت للنبى صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : يا رسول اللّه للنار جواز؟ قال : نعم ، قلت : وما هو؟ قال : حب علي بن أبي طالب.

[كنوز الحقائق للمناوي ص 62] قال : حب علي براءة من النار قال : أخرجه الديلمي - يعني عن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم -

[كنز العمال ج 6 ص 158] قال : ما ثبت اللّه حب علي في قلب مؤمن فزلت به قدم إلا ثبت اللّه قدميه يوم القيامة على الصراط ، قال : أخرجه الخطيب في المتفق والمتفرق - يعني عن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم -

[كنوز الحقائق للمناوي ص 53] قال : بغض علي سيئة لا تنفع معها حسنة ، قال : أخرجه الديلمي - يعني عن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم -

ص: 243

باب : إن اللّه أخذ حب علي عليه السّلام على البشر والشجر والثمر والبذر

[الرياض النضرة ج 2 ص 215] قال : وعن أنس قال : دفع على ابن أبي طالب عليه السّلام إلى بلال درهماً يشترى به بطيخاً ، قال : فاشتريت به فأخذ بطيخة فقورها فوجدها مرة ، فقال : يا بلال رد هذا إلى صاحبه وإئتنى بالدرهم ، إن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال لي : إن اللّه أخذ حبك على البشر والشجر والثمر والبذر فما أجاب إلى حبك عذب وطاب ، وما لم يجب خبث ومرّ ، وإني أظن هذا مما لم يجب ، قال : أخرجه الملا (أقول) وذكره المحب الطبري في ذخائره أيضاً (ص 92) وقال : أخرجه الملا في سيرته.

ص: 244

باب : فى قول النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) لعلي عليه السّلام : أنت وليي في الدنيا والآخرة

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 135] روى بسنده عن عمرو بن ميمون عن ابن عباس إن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال : أيكم يتولانى في الدنيا والآخرة؟ فقال لكل رجل منهم : أتتولاني في الدنيا والآخرة؟ فقال : لا حتى مرّ على أكثرهم ، فقال علي عليه السلام : أنا أتولاك في الدنيا والآخرة فقال : أنت وليي في الدنيا والآخرة ، قال الحاكم : هذا حديث صحيح الإسناد.

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 1 ص 330] روى بسنده عن عمرو ابن ميمون قال : إني لجالس إلى ابن عباس إذ أتاه تسعة رهط فقالوا : يا بن عباس إما أن تقوم معنا وإما أن يخلونا هؤلاء فقال ابن عباس : بل أقوم معكم قال - وهو يومئذ صحيح قبل أن يعمى - قال : فابتدؤا فتحدثوا فلا ندري ما قالوا ، قال : فجاء ينفض ثوبه ويقول : أف وتف وقعوا في رجل له عشر (وساق الحديث إلى أن قال) وقال - يعني النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم - لبني عمه : أيكم يواليني في الدنيا والآخرة؟ قال : وعلي عليه السلام معه جالس فأبوا ، فقال علي عليه السلام : أنا أواليك في الدنيا والآخرة ، قال : أنت

ص: 245

وليي في الدنيا والآخرة ، قال : فتركه ثم أقبل على رجل منهم فقال : أيكم يواليني في الدنيا والآخرة؟ فأبوا ، قال : فقال علي عليه السلام : أنا أواليك في الدنيا والآخرة ، فقال : أنت وليي في الدنيا والآخرة ، (أقول) ورواه النسائي أيضاً في خصائصه (ص 8) وذكره المحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة (ج 2 ص 203) وقال : أخرجه بتمامه أحمد والحافظ أبو القاسم الدمشقي في الموافقات وفي الأربعين الطوال ، قال : وأخرج النسائي بعضه (انتهى) وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه (ج 9 ص 119) وقال : رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط باختصار.

[الهيثمي في مجمعه ج 9 ص 108] قال : وعن عبد اللّه - يعني ابن مسعود قال : رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم آخذاً بيد علي عليه السلام فقال : هذا وليي وأنا وليه (قال) رواه الطبراني في الأوسط (أقول) وذكره المحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة (ج 2 ص 172) وزاد في آخره : واليت من والاه وعاديت من عاداه ، ثم قال : خرجه الحاكمى.

[خصائص النسائي ص 4] روى بسنده عن عائشة بنت سعد قالت : سمعت أبي يقول : سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يوم الجحفة فأخذ بيد علي عليه السلام فخطب فحمد اللّه وأثنى عليه ثم قال : أيها الناس إني وليكم قالوا : صدقت يا رسول اللّه ، ثم أخذ بيد علي عليه السلام فرفعها فقال : هذا وليي ويؤدي عنى ديني ، وأنا موالى من والاه ومعادى من عاداه.

ص: 246

باب : من سب علياً عليه السّلام فقد سب اللّه

[مستدرك الصحيحين ج 1 ص 121] روى بسنده عن أبي عبد اللّه الجدلى قال : دخلت على أم سلمة فقالت لي : أيسب رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فيكم؟ فقلت : معاذ اللّه ، أو سبحان اللّه ، أو كلمة نحوها فقالت : سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول : من سب علياً فقد سبني (قال الحاكم) هذا حديث صحيح الإسناد.

[أقول] وسيأتي في الأحاديث الآتية قول النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : ومن سبني فقد سب اللّه ، فتكون النتيجة أن من سب علياً عليه السلام فقد سب اللّه ، ثم إن الرواية المذكورة قد رواها أحمد بن حنبل أيضاً في مسنده (ج 6 ص 323) والنسائي أيضاً في خصائصه (ص 24).

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 121] روى بسنده عن أبي عبد اللّه الجدلي يقول : حججت وأنا غلام فمررت بالمدينة وإذا الناس عنق

ص: 247

واحد فاتبعتهم فدخلوا على أم سلمة زوج النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فسمعتها تقول : يا شبيب بن ربعي ، فأجابها رجل جلف جاف : لبيك يا أماه ، قالت يسب رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم في ناديكم؟ قال : وإني ذلك قالت : فعلى بن أبي طالب قال : إنا لنقول أشياء نريد عرض الدنيا ، قالت : فانى سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول : من سب علياً فقد سبني ، ومن سبني فقد سب اللّه ؛ (أقول) وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 6 ص 401) وقال : أخرجه ابن أبي شيبة.

[ذخائر العقبى ص 66] قال : وعن ابن عباس قال : أشهد باللّه لسمعته من رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول : من سب علياً فقد سبني ، ومن سبني فقد سب اللّه ، ومن سب اللّه عز وجل أكبه اللّه على منخريه (قال) أخرجه أبو عبد اللّه الجدلى (انتهى) وذكره علي بن سلطان أيضاً في مرقاته (ج 5 ص 538) في الشرح وقال أيضاً : أخرجه أبو عبد اللّه الجدل.

[الرياض النضرة ج 2 ص 166] قال : وعن ابن عباس أنه مرّ - بعد ما حجب بصره - بمجلس من مجالس قريش وهم يسبون علياً عليه السلام فقال لقائده : ما سمعت هؤلاء يقولون؟ قالوا : سبحان اللّه من سب اللّه فقد أشرك ، قال : أيكم الساب لرسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم؟ قالوا : سبحان اللّه من سب رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فقد كفر ، قال : فأيكم الساب لعلى عليه السلام؟ قالوا : أما هذا فقد كان قال : فأنا أشهد باللّه لسمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول : من سب علياً فقد سبني ومن سبني فقد سب اللّه ، ومن سب اللّه عز وجل أكبه اللّه على منخره ، ثم تولى عنهم ، فقال لقائده : ما سمعتهم يقولون؟ قال : ما قالوا شيئاً ، قال : فكيف رأيت وجوههم حيث قلت ما قلت؟ قال :

ص: 248

نظروا اليك بأعين محمرة *** نظر التيوس إلى شفار الجازر

قال : زدني فداك أبي وأمي قال :

جزر الحواجب ناكسى أذقانهم *** نظر الذليل إلى العزيز القاهر

قال : زدنى فداك أبي وأمى.

قال : ما عندي غيرهما لكن عندي :

أحياؤهم حزنى على أمواتهم *** والميتون مسبة للغابر

قال : خرجه أبو عبد اللّه الملا ، (أقول) وذكره الشبلنجي أيضاً في نور الأبصار (ص 99) وقال فيه : فمرّ على صفة زمزم فاذا بقوم من أهل الشام يسبون علياً عليه السلام.

[ثم] إن هاهنا جملة من الأخبار يناسب ذكرها في خاتمة هذا الباب.

[منها] ما ذكره المتقي في كنز العمال (ج 6 ص 405) قال : عن أبي صادق قال : قال علي عليه السلام : حسبى حسب رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ، ودينى دينه ، فمن تناول مني شيئاً فانما تناوله من رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ، قال : أخرجه الخطيب في المتفق وابن عساكر.

[ومنها] ما ذكره الهيثمي في مجمعه (ج 9 ص 129) قال : وعن أبي بكر بن خالد بن عرفطة أنه أتى سعد بن مالك ، فقال : بلغنى أنكم تعرضون على سب علي بالكوفة فهل سببته؟ قال : معاذ اللّه والذي نفس سعد بيده لقد سمعت من رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول : في علي عليه السلام شيئاً لو وضع المنشار على مفرقى ما سببته أبدا ، قال : رواه أبو يعلى وإسناده حسن ، (أقول) ورواه النسائي أيضاً في خصائصه (ص 24) مع اضطراب في المتن.

ص: 249

[ومنها] ما ذكره ابن حجر في صواعقه (ص 117) قال : وذكر البارزى عن المنصور أنه رأى رجلاً بالشام ووجهه وجه خنزير فسأله فقال : إنه كان يلعن علياً كل يوم الف مرة وفي يوم الجمعة أربعة آلاف مرة وأولاده معه ، فرأيت النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وذكر مناماً طويلاً من جملته : إن الحسن شكاه اليه فلعنه ثم بصق في وجهه فصار موضع بصاقه خنزيراً وصار آية للناس.

ص: 250

باب : من آذى علياً عليه السّلام فقد آذاني

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 122] روى بسنده عن عمرو بن شاس الأسلمى - وكان من أصحاب الحديبية - قال : خرجنا مع علي عليه السلام إلى اليمن فجفانى في سفره ذلك حتى وجدت في نفسي ، فلما قدمت أظهرت شكايته في المسجد حتى بلغ ذلك رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال : فدخلت المسجد ذات غداة ورسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم في ناس من أصحابه فلما رآنى أبدنى عينيه - يقول : حدد إلي النظر - حتى إذا جلست قال : يا عمرو أما واللّه لقد آذيتني فقلت : أعوذ باللّه أن أوذيك يا رسول اللّه قال : بلى من آذى علياً فقد آذانى (قال الحاكم) هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ، (أقول) ورواه أحمد بن حنبل في مسنده (ج 3 ص 483) ، وابن الأثير أيضاً في أسد الغابة (ج 4 ص 113) ، وذكره ابن حجر أيضاً في إصابته (ج 4 القسم 1 ص 304) وقال : أخرجه أحمد والبخارى في تاريخه وابن حبان في صحيحه وابن مندة ، وابن عبد البر أيضاً في استيعابه بطريقين (ج 2 ص 442) ، والمتقي أيضاً في كنز العمال (ج

ص: 251

6 ص 152) وقال : أخرجه أحمد بن حنبل والبخارى في التاريخ والحاكم عن عمرو بن شاس ، وفي (ج 4 ص 400) وقال : أخرجه ابن أبي شيبة والبخارى في التاريخ والطبراني (انتهى) والهيتمى أيضاً في مجمعه (ج 9 ص 129) وقال : رواه أحمد والطبراني باختصار والبزار أخصر منه ، والمحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة (ج 2 ص 165) وقال : أخرجه أحمد ، وأخرجه أبو حاتم مختصرا.

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 121] روى بسنده عن عبيد اللّه بن أبي مليكة عن أبيه قال : جاء رجل من أهل الشام فسب علياً عند ابن عباس فحصبه ابن عباس فقال : يا عدو اللّه آذيت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ( إن الذين يؤذون اللّه ورسوله لعنهم اللّه في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذاباً مهيناً ) لو كان رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم حيا لآذيته (قال الحاكم) هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.

[الهيثمي في مجمعه ج 9 ص 129] قال : وعن سعد بن أبي وقاص قال : كنت جالساً في المسجد أنا ورجلين معي ، فنلنا من علي فأقبل رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم غضبان يعرف في وجهه الغضب ، فتعوذت باللّه من غضبه فقال : ما لكم وما لى؟ من آذى علياً فقد آذانى ، فقال : رواه أبو يعلى والبزار باختصار ، (أقول) وذكره ابن حجر أيضاً في صواعقه (ص 73) والشبلنجي في نور الأبصار (ص 72) وقالا أيضاً : أخرجه أبو يعلى والبزار.

[فيض القدير للمناوي ج 6 ص 18] في الشرح قال : أخرج الدار قطني عن عمر أنه سمع رجلاً يقع في علي فقال : ويحك أتعرف علياً؟ هذا ابن عمه - وأشار إلى قبر رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم - واللّه ما آذيت إلا هذا في قبره.

[مرقاة المفاتيح لعلى بن سلطان ج 5 ص 573] في الشرح قال :

ص: 252

وعن عروة بن الزبير إن رجلاً وقع في علي بن أبي طالب بمحضر من عمر فقال له عمر : أتعرف صاحب هذا القبر؟ هذا محمد بن عبد اللّه بن عبد المطلب لا تذكر علياً إلا بخير فانك إن تنقصه آذيت صاحب هذا القبر ، قال : أخرجه أحمد في المناقب ، (أقول) وذكره المحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة (ج 2 ص 167) وقال : أخرجه أحمد في المناقب وابن السمان في الموافقة.

[ذخائر العقبى للمحب الطبري ص 65] قال : وعنه - أي عن عمرو ابن شاس الأسلمي - قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : من أحب علياً فقد أحبني ، ومن أبغض علياً فقد أبغضنى ، ومن آذى علياً فقد آذانى ، ومن آذانى فقد آذى اللّه عز وجل ، قال : أخرجه أبو عمر النمري.

ص: 253

باب : من فارق علياً عليه السّلام فقد فارق اللّه

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 123] روى بسنده عن معاوية بن ثعلبة عن أبي ذر قال : قال النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : يا علي من فارقنى فقد فارق اللّه ، ومن فارقك يا علي فقد فارقنى ، قال الحاكم : صحيح الإسناد.

[أقول] ورواه أيضاً في (ج 3 ص 146) وذكره الذهبي أيضاً في ميزان الاعتدال (ج 1 ص 323) وصححه ، وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه (ج 9 ص 135) وقال : رواه البزار ورجاله ثقات ، وذكره المحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة (ج 2 ص 167) وقال : خرجه أحمد في المناقب والنقاش.

[كنز العمال ج 6 ص 156] قال : من فارق علياً فارقنى ، ومن فارقنى فقد فارق اللّه ، قال : أخرجه الطبراني عن ابن عمر ، (أقول) وذكره في (ص 156) ثانياً وقال فيه : من فارقك يا علي فقد فارقني ، ومن فارقنى فقد فارق اللّه ، ثم قال أيضاً : أخرجه الطبراني عن ابن عمر.

ص: 254

[الهيثمي في مجمعه ج 9 ص 128] قال : وعن بريدة قال : بعث رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم علياً عليه السلام أميراً على اليمن وبعث خالد بن الوليد على الجبل فقال : إن اجتمعتما فعلي عليه السلام على الناس فالتقوا وأصابوا من الغنائم (وساق الحديث) وقد تقدم تمامه في باب : علي مني وأنا من علي وفي غيره (إلى أن قال) فخرج - أي النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم - فقال : ما بال أقوام ينتقصون علياً ، من تنقص علياً فقد تنقصنى ، ومن فارق علياً فقد فارقنى ، إن علياً مني وأنا منه خلق من طينتى وخلقت من طينة ابراهيم (إلى أن قال) بريدة فقلت : يا رسول اللّه بالصحبة إلا بسطت يدك فبايعتنى على الإسلام جديداً ، قال : فما فارقته حتى بايعته على الاسلام ، قال الهيثمي : رواه الطبراني في الأوسط.

ص: 255

باب : في قول النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) عادى اللّه من عادى علياً

[أُسد الغابة لابن الأثير ج 2 ص 154] في ترجمة رافع مولى عائشة قال : روي عنه أبو إدريس المرهبى أنه قال : كنت غلاماً اخدم عائشة : إذا كان النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم عندها ، وإن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال : عادى اللّه من عادى علياً (أقول) وذكره ابن حجر أيضاً في إصابته (ج 2 القسم 1 ص 191) وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 6 ص 152) وقال : أخرجه ابن مندة عن رافع مولى عائشة.

[كنوز الحقائق للمناوي ص 88] قال : عادى اللّه من عادى علياً قال : أخرجه ابن ماجة - يعني عن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم -.

ص: 256

باب : ما أبغض أحد علياً الا شارك ابليس أباه

[تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج 3 ص 289] روى بسنده عن ابن عباس قال : بينا نحن بفناء الكعبة ورسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يحدثنا إذ خرج علينا مما يلي الركن اليماني شيء عظيم كأعظم ما يكون من الفيلة قال : فتفل رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وقال : لعنت - أو خزيت شك اسحاق أي الراوي - قال : فقال علي بن أبي طالب عليه السلام : ما هذا يا رسول اللّه؟ قال : أو ما تعرفه يا علىّ؟ قال : اللّه ورسوله أعلم قال : هذا إبليس فوثب اليه فقبض على ناصيته وجذبه فأزاله عن موضعه وقال : يا رسول اللّه أقتله؟ قال : أو ما علمت أنه قد أُجِّل إلى الوقت المعلوم؟ قال : فتركه من يده ، فوقف ناحية ثم قال : ما لي ولك يا بن أبي طالب ، واللّه ما أبغضك أحد إلا وقد شاركت أباه فيه ، إقرأ ما قاله اللّه تعالى : ( وَشٰارِكْهُمْ فِي اَلْأَمْوٰالِ وَاَلْأَوْلاٰدِ ) الحديث.

[تاريخ بغداد أيضاً ج 3 ص 290] روى بسنده عن عبد اللّه قال : قال علي بن أبي طالب عليه السلام : رأيت النبي صلى اللّه عليه

ص: 257

(وآله) وسلم عند الصفا وهو مقبل على شخص في صورة الفيل وهو يلعنه ، فقلت : ومن هذا الذي يلعنه رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم؟ قال : هذا الشيطان الرجيم ، فقلت : واللّه يا عدو اللّه لأقتلنك ولأريخن الأمة منك ، قال : ما هذا جزائى منك ، قلت : وما جزاؤك مني يا عدو اللّه؟ قال : واللّه ما أبغضك أحد قط إلا شاركت أباه في رحم أمه ، قال الخطيب : وهكذا رواه القاضي أبو الحسين الأشنانى عن اسحاق بن محمد النخعى وهو اسحاق الأحمر.

ص: 258

باب : في علم علي عليه السّلام

[الفخر الرازي في تفسيره الكبير] في ذيل تفسير قوله تعالى : ( إِنَّ اَللّٰهَ اِصْطَفىٰ آدَمَ وَنُوحاً وَآلَ إِبْرٰاهِيمَ وَآلَ عِمْرٰانَ عَلَى اَلْعٰالَمِينَ ) في أوائل آل عمران ، قال : قال علي عليه السلام : علمني رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم الف باب من العلم واستنبطت من كل باب الف باب ، قال : فاذا كان حال المولى هكذا فكيف حال النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم.

[الاستيعاب لابن عبد البر ج 2 ص 463] قال : وكان معاوية يكتب فيما ينزل به ليسأل له علي بن أبي طالب عليه السلام ذلك ، فلما بلغه قتله قال : ذهب الفقه والعلم بموت ابن أبي طالب ، فقال له أخوه عتبة : لا يسمع هذا منك أهل الشام ، فقال له : دعنى عنك.

[الاستيعاب أيضاً ج 2 ص 462] روى بسنده عن عبد اللّه بن عباس قال : واللّه لقد أعطى علي بن أبي طالب تسعة أعشار العلم ، وأيم اللّه لقد شارككم في العشر العاشر ، (أقول) وذكره ابن الأثير أيضاً

ص: 259

فى أسد الغابة (ج 4 ص 22).

[الاستيعاب أيضاً ج 2 ص 462] روى بسنده عن سعيد بن المسيب قال : ما كان أحد من الناس يقول : سلوني غير علي بن أبي طالب عليه السلام (أقول) وذكره ابن الأثير أيضاً في أسد الغابة (ج 4 ص 22) وابن حجر أيضاً في صواعقه (ص 76) وقال : أخرجه ابن سعد ، والمحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة (ج 2 ص 198) وقال : أخرجه أحمد في المناقب والبغوى في المعجم ، وأبو عمرو.

[كنز العمال ج 6 ص 392] قال : عن علي عليه السلام قال : علمنى رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم الف باب كل باب يفتح الف باب قال : أخرجه أبو أحمد الفرمني في جزئه ، (أقول) وسيأتي في باب رجوع عمر إلى علي عليه السلام حديث طويل ذكره الثعلبي في قصص الأنبياء فيه قول علي عليه السلام : فان النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم علمني الف باب من العلم فتشعب لي من كل باب ألف باب.

[كنز العمال ج 6 ص 405] قال : عن ابن عباس قال : إن علياً عليه السّلام خطب الناس فقال : يا أيها الناس ما هذه المقالة السيئة التي تبلغنى عنكم؟ واللّه لتقتلن طلحة والزبير ، ولتفتحن البصرة ، ولتأتينكم مادة من الكوفة ستة آلاف وخمسمائة وستين أو خمسة آلاف وستمائة وخمسين ، قال ابن عباس : فقلت : الحرب خدعة ، قال : فخرجت فأقبلت أسأل الناس كم أنتم؟ فقالوا : كما قال ، فقلت : هذا مما أسره اليه رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم إنه علمه الف الف كلمة كل كلمة تفتح الف كلمة ، قال : أخرجه الاسماعيلي في معجمه (اقول) وذكره العسقلاني أيضاً في فتح الباري ج 16 ص 165 باختلاف يسير وقال اخرجه الطبراني.

[كنز العمال ج 6 ص 405] قال : عن أبي المعتمر مسلم بن

ص: 260

أوس وجارية بن قدامة السعدى ، إنهما حضرا علي بن أبي طالب عليه السلام يخطب وهو يقول : سلونى قبل أن تفقدونى ، فإني لا اسأل عن شيء دون العرش إلا أخبرت عنه ، قال : أخرجه ابن النجار.

[أقول] وسيأتي في الباب الآتي حديث عن كنز العمال عن أبي الطفيل عامر بن وائلة قال : شهدت علي بن أبي طالب عليه السّلام يخطب فقال في خطبته : سلوني فو اللّه لا تسألوني عن شيء يكون إلى يوم القيامة إلا حدثتكم (الخ).

[كنز العمال ج 6 ص 153] قال : علي عليه السلام عيبة (1) علمى ، قال : أخرجه ابن عدى عن ابن عباس - يعني عن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم - (أقول) وذكره المناوي أيضاً في فيض القدير (ج 4 ص 356) وقال في الشرح : «قال ابن دريد : وهذا من كلامه الموجز الذي لم يسبق ضرب المثل به في إرادة اختصاصه بأموره الباطنة التي لا يطلع عليها أحد غيره وذلك غاية في مدح علي عليه السلام ، وقد كانت ضمائر أعدائه منطوية على اعتقاد تعظيمه».

[تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج 4 ص 158] روى بسنده عن أنس قال : قيل : يا رسول اللّه عمن نكتب العلم؟ قال : عن علي وسلمان.

[تاريخ بغداد أيضاً ج 6 ص 379] روى حديثاً طويلاً قال فيه علي عليه السلام لكميل : ألا إن ها هنا - وأشار إلى صدره - لعلماً جماً لو أصبت له حملة ، بلى أصبت لقنا غير مأمون يستعمل آلة الدين للدنيا.

[الفخر الرازي في تفسيره الكبير] في ذيل تفسير قوله تعالى : ( وَأَمّٰا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ) في سورة والضحى ، ذكر حديثاً قال فيه :

ص: 261


1- العيبة : بفتح العين المهملة - ما تجعل فيه الثياب كالصندوق ، والعيبة - أيضاً - من الرجل موضع سره.

فقالوا له - يعني لعلي عليه السلام - فحدثنا عن نفسك فقال : مهلاً فقد نهى اللّه عن التزكية فقيل له : أليس اللّه تعالى يقول : ( وَأَمّٰا بِنِعْمَةِ رَبِّكَ فَحَدِّثْ ) ؟ فقال : إني أحدث ، كنت إذا سئلت أعطيت ، وإذا سكت ابتديت ، وبين الجوامح علم جم فاسألوني.

[حلية الأولياء لأبي نعيم ج 1 ص 65] روى بسنده عن أبي صالح الحنفى عن علي عليه السلام قال : قلت : يا رسول اللّه أوصنى ، قال : قل ربي اللّه ثم استقم ، قال : قلت : اللّه ربي وما توفيقى إلا باللّه عليه توكلت واليه أنيب فقال : ليهنك العلم أبا الحسن لقد شربت العلم شربا ونهلته نهلا (أقول) وذكره المحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة (ج 2 ص 221) وقال : أخرجه ابن البخترى والرازى.

[حلية الأولياء أيضاً ج 7 ص 34] روى بسنده عن عطاء بن مسلم قال : سمعت سفيان يقول : ما حاج علي عليه السلام أحداً إلا حجه.

[طبقات ابن سعد ج 2 القسم 2 ص 101] روى بسنده عن ابن عباس قال : إذا حدثنا ثقة عن علي عليه السلام تياً لا نعدوها ، (أقول) وذكره ابن حجر أيضاً في إصابته (ج 4 القسم 1 ص 270) وابن عبد البر أيضاً في استيعابه (ج 2 ص 462) وابن الأثير أيضاً في أسد الغابة (ج 4 ص 23) باختلاف في اللفظ.

[الرياض النضرة ج 2 ص 194] قال : وعن ابن عباس - وقد سأله الناس فقالوا : أي رجل كان على عليه السلام؟ - قال : كان ممتلئاً جوفه حكماً وعلماً وبأساً ونجده مع قرابته من رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال : أخرجه أحمد في المناقب.

[ذخائر العقبى ص 78] قال : عن ابن عباس - وقد سئل عن علي عليه السلام - فقال : رحمة اللّه على أبي الحسن ، كان واللّه علم

ص: 262

الهدى ، وكهف التقى ، وطود النهى ، ومحل الحجى ، وغيث الندى ، ومنتهى العلم للورى ونوراً أسفر في الدجى ، وداعياً إلى المحجة العظمى ، مستمسكا بالعروة الوثقى أتقى من تقمص وارتدى ، وأكرم من شهد النجوى ، بعد محمد المصطفى صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ، وصاحب القبلتين ، وأبا السبطين ، وزوجته خير النساء ، فما يفوقه أحد ، لم تر عيناي مثله ، ولم أسمع بمثله ، فعلى من بغضه لعنة اللّه ، ولعنة العباد إلى يوم التناد (قال) أخرجه أبو الفتح القواس.

[الرياض النضرة ج 2 ص 221] قال : وعن أبي الزهراء عن عبد اللّه - يعني ابن مسعود - قال : علماء الأرض ثلاثة ، عالم بالشام ، وعالم بالحجاز وعالم بالعراق ، فأما عالم الشام فهو أبو الدرداء ، وأما عالم أهل الحجاز فهو علي بن أبي طالب عليه السلام ، وأما عالم العراق فأخ لكم - يعني به نفسه - وعالم أهل الشام وعالم أهل العراق يحتاجان إلى عالم أهل الحجاز ، وعالم أهل الحجاز لا يحتاج اليهما ، قال : أخرجه الحضرمى.

[تهذيب التهذيب لابن حجر ج 7 ص 338] قال : وقال سعيد بن عمرو بن سعيد بن العاص ، قال : قلت لعبد اللّه بن عياش بن أبي ربيعة : لم كان صغو الناس - يعني ميل الناس - إلى علي بن أبي طالب عليه السلام؟ قال : يابن أخي إن علياً كان له ما شئت من ضرس قاطع في العلم ، وكان له البسطة في العشيرة ، والقدم في الإسلام ، والظهر برسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ، والفقه في السنة ، والنجدة في الحرب ، والجود في الماعون ، (أقول) وذكره المحب الطبري أيضاً في ذخائره (ص 79).

[كنز العمال ج 8 ص 215] قال : عن يحيى بن عبد اللّه بن الحسن عن أبيه قال : كان علي عليه السلام يخطب ، فقام اليه رجل فقال : يا أمير المؤمنين أخبرنى من أهل الجماعة ومن أهل الفرقة ومن

ص: 263

أهل السنة ومن أهل البدعة؟ فقال : ويحك أما إذا سألتني فافهم عنى ، ولا عليك أن تسأل عنها أحداً بعدي (فساق الحديث إلى أن قال) وتنادى الناس من كل جانب أصبت يا أمير المؤمنين أصاب اللّه بك الرشاد والسداد ، فقام عمار فقال : يا أيها الناس إنكم واللّه إن اتبعتموه وأطعتموه لم يضل بكم عن منهاج نبيكم قيس شعرة - يعني به قدر شعرة - وكيف لا يكون ذلك وقد استودعه رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم المنايا والوصايا وفصل الخطاب على منهاج هارون بن عمران ، إذ قال له رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ، فضلا خصه اللّه به إكراماً منه لنبيه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم حيث أعطاه ما لم يعطه أحداً من خلقه (الحديث).

[كنز العمال ج 1 ص 103] قال : عن الأصبغ بن نباتة قال : كنا جلوساً عند علي بن أبي طالب عليه السلام فأتاه يهودي فقال : يا أمير المؤمنين متى كان اللّه؟ فقمنا اليه فلهزناه حتى كدنا نأتى على نفسه ، فقال علي عليه السلام : خلوا عنه ، ثم قال : إسمع يا أخا اليهود ما أقول لك فاسمعه بأذنك ، واحفظه بقلبك ، فانما أُحدثك عن كتابك الذي جاء به موسى بن عمران ، فان كنت قد قرأت كتابك وحفظته فانك ستجده كما أقول ، إنما يقال متى كان لمن لم يكن ثم كان ، فأما من لم يزل بلا كيف يكون كان بلا كينونة كائن ، لم يزل قبل القبل وبعد البعد ، لا يزال بلا كيف ولا غاية ولا منتهى ، اليه غاية انقطعت دونه الغايات فهو غاية كل غاية ، فبكى اليهودى وقال : واللّه يا أمير المؤمنين إنها لفي التوراة هكذا حرفاً ، وإني أشهد أن لا إله إلا اللّه ، وأن محمداً صلى اللّه عليه (وآله) وسلم عبده ورسوله ، قال : أخرجه الاصبهاني في الحجة ، (أقول) وقد نقله قبل هذا مختصراً عن ابن عساكر وبعده مفصلاً عن أبي نعيم في الحلية وذكره ابن حجر أيضاً في

ص: 264

فى صواعقه (ص 78) مختصراً.

[الرياض النضرة ج 2 ص 222] قال : وعن محمد بن قيس قال : دخل ناس من اليهود على علي بن أبي طالب عليه السلام فقالوا له : ما صبرتم بعد نبيكم إلا خمساً وعشرين سنة حتى قتل بعضكم بعضاً ، قال : فقال علي عليه السلام : قد كان صبر وخير ، قد كان صبر وخير ولكنكم ما جفت أقدامكم من البحر حتى قلتم : يا موسى اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة ، قال : أخرجه أحمد في المناقب.

[الرياض النضرة ج 2 ص 222] قال : عن ابن عباس قال : ما انتفعت بكلام بعد النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم إلا شيء كتب به إليّ علي بن أبي طالب عليه السلام ، فانه كتب : باسم اللّه الرحمن الرحيم أما بعد يا أخي فانك تسر بما يصل اليك مما لم يكن يفوتك ، ويسوؤك ما لم تدركه فما نلت - يا أخي - من الدنيا فلا تكن به فرحاً ، وما فاتك فلا تكن عليه حزناً وليكن عملك لما بعد الموت والسلام ، قال : أخرجه المخلص.

ص: 265

باب : في علم علي (عليه السلام) بالقرآن وما في الصحف الأولى

[حلية الأولياء لأبي نعيم ج 1 ص 65] روى بسنده عن عبد اللّه ابن مسعود قال : إن القرآن أُنزل على سبعة أحرف ما منها حرف إلا له ظهر وبطن ، وإن علي بن أبي طالب عليه السلام عنده علم الظاهر والباطن.

[حلية الأولياء أيضاً ج 1 ص 67] روى بسنده عن علي عليه السلام قال : واللّه ما نزلت آية إلا وقد علمت فيم أنزلت وأين أنزلت ، إن ربي وهب لي قلباً عقولاً ، ولساناً سؤولاً (أقول) ورواه ابن سعد أيضاً في طبقاته (ج 2 القسم 2 ص 101) وقال فيه : لسانا طلقا ، وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 6 ص 396) وقال : أخرجه ابن سعد وابن عساكر وقال : طلقا سؤولاً.

[طبقات ابن سعد ج 2 القسم 2 ص 101] روى بسنده عن أبي الطفيل قال : قال علي عليه السلام : سلوني عن كتاب اللّه فإنه ليس من آية إلا وقد عرفت بليل نزلت أم بنهار ، في سهل أم في جبل ،

ص: 266

(أقول) وذكره ابن حجر أيضاً في تهذيب التهذيب (ج 7 ص 337) وقال فيه : سلونى فو اللّه لا تسألونى عن شيء إلا أخبرتكم ، وسلونى عن كتاب اللّه ، فو اللّه ما من آية إلا وأنا أعلم أبليل نزلت أم بنهار (الخ) ، وذكره ابن حجر في إصابته أيضاً (ج 4 القسم 1 ص 270) وابن عبد البر أيضاً في استيعابه (ج 2 ص 463).

[تفسير ابن جرير ج 26 ص 116] روى بسنده عن أبي الطفيل قال : سمعت علياً عليه السلام يقول : لا تسألونى عن كتاب ناطق ولا سنة ماضية إلا حدثتكم ، فسأله ابن الكوا عن الذاريات فقال : هي الرياح.

[تفسير ابن جرير ج 26 ص 116] روى بسنده عن أبي الصهباء البكرى عن علي بن أبي طالب عليه السلام ، قال - وهو على المنبر - لا يسألنى أحد عن آية من كتاب اللّه ألا أخبرته ، فقام ابن الكوا (إلى أن قال) فقال ما الذاريات ذروا؟ قال : الرياح.

[كنز العمال ج 1 ص 228] قال : عن أبي الطفيل عامر بن واثلة قال : شهدت علي بن أبي طالب عليه السلام يخطب فقال في خطبته : سلوني فو اللّه لا تسألونى عن شيء يكون إلى يوم القيامة إلا حدثتكم ، سلوني عن كتاب اللّه فو اللّه ما من آية إلا أنا أعلم أبليل نزلت أم بنهار أم في سهل نزلت أم في جبل ، فقام اليه ابن الكواء فقال : يا أمير المؤمنين ما الذاريات ذروا؟ فقال له : ويلك سل تفقهاً ولا تسأل تعنتا ، (والذاريات ذروا) الرياح (فالحاملات وقراً) السحاب (فالجاريات يسراً) السفن (فالمقسمات أمراً) الملائكة ، فقال : فما السواد الذي في القمر؟ فقال : أعمى يسأل عن عمياء ، قال اللّه تعالى : ( وَجَعَلْنَا اَللَّيْلَ وَاَلنَّهٰارَ آيَتَيْنِ فَمَحَوْنٰا آيَةَ اَللَّيْلِ وَجَعَلْنٰا آيَةَ اَلنَّهٰارِ مُبْصِرَةً ) فمحو آية الليل السواد الذي في القمر ، قال : فما كان ذو القرنين أنبياً أم ملكاً؟ فقال : لم يكن واحداً منهما ، كان عبداً للّه أحب اللّه وأحبه

ص: 267

اللّه وناصح اللّه فنصحه اللّه ، بعثه اللّه إلى قوم يدعوهم إلى الهدى فضربوه على قرنه الأيمن ثم مكث ما شاء اللّه ثم بعثه اللّه إلى قومه يدعوهم إلى الهدى فضربوه على قرنه الأيسر ولم يكن له قرنان كقرنى الثور ، قال : فما هذه القوس؟ قال : هي علامة كانت بين نوح وبين ربه وهى أمان من الغرق ، قال : فما البيت المعمور؟ قال : بيت فوق سبع سماوات تحت العرش يقال له الضراح يدخله كل يوم سبعون الف ملك ثم لا يعودون اليه إلى يوم القيامة ، قال : فمن الذين بدلوا نعمة اللّه كفراً؟ قال : هم الأفجران من قريش قد كفيتموه يوم بدر قال : فمن ( اَلَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي اَلْحَيٰاةِ اَلدُّنْيٰا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً ) قال : قد كان أهل حروراء منهم ، قال : أخرجه ابن الأنبارى في المصاحف وابن عبد البر في العلم (اقول) وذكره العسقلاني أيضاً في فتح الباري ج 10 ص 221 وقال أخرجه عبد الرزاق.

[كنز العمال ج 6 ص 393] روى بسنده عن المأمون عن الرشيد عن المهدي عن المنصور عن أبيه عن عبد اللّه بن عباس قال : سمعت عمر بن الخطاب يقول : كفوا عن ذكر علي بن أبي طالب عليه السلام ، فلقد رأيت من رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فيه خصالاً لأن تكون لي واحدة منهن في آل الخطاب أحب إلي مما طلعت عليه الشمس (فساق الحديث وقد تقدم تمامه في باب علي عليه السلام أول من آمن (ج 1 ص 190) إلى أن قال ابن عباس في آخره : ولقد فاز علي عليه السلام بصهر رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ، وبسطة في العشيرة ، وبذلاً للماعون ، وعلماً بالتنزيل ، وفقها للتأويل ، ونيلا للأقران.

[الهيثمي في مجمعه ج 9 ص 158] قال : وعن ربعي بن حراش قال : استأذن عبد اللّه بن عباس على معاوية - وقد علقت عنده بطون قريش وسعيد ابن العاص جالس عن يمينه - فلما رآه معاوية مقبلاً قال :

ص: 268

يا سعيد واللّه لألقين على ابن عباس مسائل يعيا بجوابها ، فقال له سعيد : ليس مثل ابن عباس يعيا بمسائلك ، فلما جلس قال له معاوية (وساق الحديث) إلى أن قال فما تقول في علي بن أبي طالب؟ قال : رحم اللّه أبا الحسن كان واللّه علم الهدى وكهف التقى ، ومحل الحجى ، وطود البها ، ونور السرى ، في ظلم الدجى وداعياً إلى المحجة العظمى ، عالماً بما في الصحف الأولى ، وقائماً بالتأويل والذكرى ، متعلقاً بأسباب الهدى ، وتاركاً للجور والأذى ، وحائداً عن طرقات الردى ، وخير من آمن واتقى ، وسيد من تقمص وارتدى وأفضل من حج وسعى ، وأسمح من عدل وسوى ، وأخطب أهل الدنيا إلا الأنبياء والنبي المصطفى ، وصاحب القبلتين ، فهل يوازيه موحد؟ وزوج خير النساء ، وأبو السبطين لم تر عيني مثله ولا ترى إلى يوم القيامة واللقا ، من لعنه فعليه لعنة اللّه والعباد إلى يوم القيامة (الحديث).

[الرياض النضرة ج 2 ص 221] قال : وعن سعيد بن عمر بن سعيد ابن العاص ، قال : قلت لعبد اللّه بن عياش بن أبي ربيعة : ألا تخبرنى عن أبي بكر وعلي؟ فان أبا بكر كان له السن والسابقة مع النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ثم إن الناس صاغية - يعني مائلة - إلى علي عليه السلام ، فقال : أي ابن أخي كان له واللّه ما شاء من ضرس قاطع ، والبسطة في النسب وقرابته من رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ، ومصاهرته ، والسابقة في الإسلام ، والعلم بالقرآن ، والفقه والسنة ، والنجدة في الحرب ، والجود في الماعون ، كان له واللّه ما يشاء من ضرس قاطع ، قال : أخرجه المخلص الذهبي ، (أقول) قال المناوي في فيض القدير (ج 3 ص 46) في الشرح ما هذا لفظه : قال الغزالى : قد علم الأولون والآخرون أن فهم كتاب اللّه منحصر إلى علم علي ومن جهل ذلك فقد ضل عن الباب الذي من ورائه يرفع اللّه عن القلوب الحجاب ، حتى يتحقق اليقين الذي لا يتغير بكشف الغطاء.

ص: 269

[مشكل الآثار للطحاوى ج 2 ص 273] روى بسندين عن عبيد ابن أبي رفاعة الأنصاري قال : تذاكر أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم عند عمر بن الخطاب العزل (1) فاختلفوا فيه ، فقال عمر : قد اختلفتم وأنتم أهل بدر الأخيار فكيف بالناس بعدكم؟ إذ تناجى رجلان فقال عمر : ما هذه المناجاة؟ قال : إن اليهود تزعم أنها الموؤدة الصغرى ، فقال علي عليه السلام : إنها لا تكون موؤدة حتى تمر بالتارات السبع في ( وَلَقَدْ خَلَقْنَا اَلْإِنْسٰانَ مِنْ سُلاٰلَةٍ مِنْ طِينٍ ) إلى آخر الآية ، فتعجب عمر من قوله وقال : جزاك اللّه خيراً ، (أقول) والآية الشريفة هي في سورة المؤمنون وتمامها هكذا ( وَلَقَدْ خَلَقْنَا اَلْإِنْسٰانَ مِنْ سُلاٰلَةٍ مِنْ طِينٍ ، ثُمَّ جَعَلْنٰاهُ نُطْفَةً فِي قَرٰارٍ مَكِينٍ ، ثُمَّ خَلَقْنَا اَلنُّطْفَةَ عَلَقَةً ، فَخَلَقْنَا اَلْعَلَقَةَ مُضْغَةً ، فَخَلَقْنَا اَلْمُضْغَةَ عِظٰاماً ، فَكَسَوْنَا اَلْعِظٰامَ لَحْماً ثُمَّ أَنْشَأْنٰاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبٰارَكَ اَللّٰهُ أَحْسَنُ اَلْخٰالِقِينَ ) فالمراد من التارات السبع هو : الطين ، والنطفة ، والعلقة ، والمضغة ، والعظام ، واللحم والخلق الآخر.

ص: 270


1- قال ابن الأثير الجزرى في نهاية غريب الحديث - بمادة عزل - : في الحديث سأله رجل من الأنصار عن العزل ، يعني عزل الماء عن النساء حذر الحمل ، يقال : عزل الشيء يعزله عزلاً إذا نحاه وصرفه ، وقد تكرر في الحديث.

باب : إن علياً (عليه السلام) أعلم الناس وأحلمهم وأفضلهم

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 499] روى بسنده عن قيس بن أبي حازم قال : كنت بالمدينة فبينا أنا أطوف في السوق إذ بلغت أحجل الزيت فرأيت قوما مجتمعين على فارس قد ركب دابة وهو يشتم علي بن أبي طالب والناس وقوف حواليه ، إذ أقبل سعد بن أبي وقاص فوقف عليهم فقال : ما هذا؟ فقالوا : رجل يشتم علي بن أبي طالب فتقدم سعد فأفرجوا له حتى وقف عليه فقال : يا هذا على م تشتم علي بن أبي طالب؟ ألم يكن أول من أسلم؟ ألم يكن أول من صلى مع رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم؟ ألم يكن أعلم الناس؟ وذكر حتى قال : ألم يكن ختن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم على ابنته؟ ألم يكن صاحب راية رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم في غزواته؟ ثم استقبل القبلة ورفع يديه وقال : اللّهم إن هذا يشتم ولياً من أوليائك فلا تفرق هذا الجمع حتى تريهم قدرتك ، قال قيس : فو اللّه ما تفرقنا حتى ساخت به دابته فرمته على هامته في تلك الأحجار فانفلق دماغه فمات (قال الحاكم) هذا حديث صحيح على شرط الشيخين.

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 5 ص 26] روى بسنده عن معقل بن

ص: 271

يسار قال : وضأت النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ذات يوم فقال : هل لك في فاطمة تعودها؟ فقلت : نعم فقام متوكئاً عليّ فقال : أما إنه سيحمل ثقلها غيرك ويكون أجرها لك ، قال : فكأنه لم يكن عليّ شيء حتى دخلنا على فاطمة (سلام اللّه عليها) فقال لها : كيف تجدينك؟ قالت : واللّه لقد اشتد حزني وطال سقمي ، قال : أبو عبد الرحمن - وهو عبد اللّه بن أحمد بن حنبل - وجدت في كتاب أبي بخط يده في هذا الحديث قال : أو ما ترضين إني زوجتك أقدم أمتي سلما ، وأكثرهم علما ، وأعظمهم حلما ، (أقول) وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 6 ص 153) وقال : أخرجه أحمد بن حنبل والطبراني (انتهى) وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه (ج 9 ص 101 وص 114) وقال : رواه أحمد والطبراني برجال وثقوا.

[أُسد الغابة لابن الأثير ج 5 ص 520] روى بسنده عن الحارث عن علي عليه السلام قال : خطب أبو بكر وعمر - يعني فاطمة عليها السلام - إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فأبى رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم عليهما ، فقال عمر : أنت لها يا علي ، فقلت : ما لي من شيء إلا درعي أرهنها فزوجه رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فاطمة عليها السلام فلما بلغ ذلك فاطمة بكت ، قال : فدخل عليها رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فقال : ما لك تكبين يا فاطمة؟ فو اللّه لقد أنكحتك أكثرهم علماً ، وأفضلهم حلماً ، وأولهم سلماً (أقول) وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 6 ص 392) وقال : أخرجه ابن جرير وصححه ، والدولابى في الذرية الطاهرة.

[كنز العمال ج 6 ص 153] قال : أما ترضين إني زوجتك أول المسلمين إسلاماً ، وأعلمهم علماً ، فانك سيدة نساء أمتي كما سادت مريم قومها أما ترضين يا فاطمة أن اللّه أطلع على أهل الأرض فاختار منهم رجلين فجعل أحدهما أباك والآخر بعلك ، قال : أخرجه الحاكم وتعقب عن أبي هريرة وأخرجه الطبراني والحاكم وتعقب ، والخطيب عن ابن عباس.

ص: 272

[كنز العمال ج 6 ص 153] قال : زوجتك خير أهلي ، أعلمهم علماً وأفضلهم حلما ، وأولهم سلماً ، قاله لفاطمة سلام اللّه عليها ، قال : أخرجه الخطيب في المتفق والمفترق عن بريدة (أقول) وذكره في (ص 398) أيضاً.

[كنز العمال ج 6 ص 153] قال : عن أبي اسحاق إن علياً عليه السلام لما تزوج فاطمة سلام اللّه عليها قال لها النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : لقد زوجتكه وإنه لأول أصحابى سلماً ، وأكثرهم علماً ، وأعظمهم حلما ، قال : أخرجه الطبراني (أقول) وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه (ج 9 ص 101).

[كنز العمال ج 6 ص 156] قال : أعلم أمتي من بعدي علي بن أبي طالب ، قال : أخرجه الديلمي عن سلمان - يعني عن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم - (أقول) وذكره المناوي أيضاً في كنوز الحقائق (ص 18).

[كنز العمال ج 6 ص 156] قال ما لفظه : علي بن أبي طالب أعلم الناس باللّه والناس (الحديث) قال : أخرجه أبو نعيم عن علي عليه السلام يعني عن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم.

[كنز العمال ج 6 ص 396] قال : عن أبي الزعراء قال : كان علي ابن أبي طالب عليه السلام يقول : إني وأطايب أرومتي وأبرار عترتي أحلم الناس صغاراً ، وأعلم الناس كباراً ، بنا ينفى اللّه الكذب ، وبنا يعقر اللّه أنياب الذئب الكلب ، وبنا يفك اللّه عنوتكم ، وينزع ربق أعناقكم ، وبنا يفتح اللّه ويختم ، قال : أخرجه عبد الغنى بن سعد في إيضاح الإشكال.

[الهيثمي في مجمعه ج 9 ص 113] قال : وعن سلمان قال : قلت : يا رسول اللّه إن لكل نبي وصياً فمن وصيك؟ فسكت عنى فلما كان بعد رآني فقال : يا سلمان فأسرعت اليه قلت : لبيك قال : تعلم من وصىّ موسى؟ قال : نعم يوشع بن نون ، قال : لِمَ؟ قلت : لأنه كان أعلمهم يومئذ ، قال : فان وصيي وموضع سرى وخير من أترك بعدي وينجز عدتي ويقضى ديني علي ابن أبي طالب ، قال : رواه الطبراني ، (أقول) وتفريع النبي صلى

ص: 273

اللّه عليه (وآله) وسلم قوله الشريف : فإن وصيي (إلى أن قال) علي بن أبي طالب على تعليل سلمان وصاية يوشع لموسى بأنه كان أعلمهم ، هو دليل واضح على أن علياً عليه السلام كان أعلمهم ، وأنه لذلك صار وصياً للنبى صلى اللّه عليه (وآله) وسلم.

[طبقات ابن سعد ج 6 ص 167] روى بسنده عن جبلة بنت المصفح عن أبيها ، قال : قال لي علي عليه السلام : يا أخا بني عامر سلني عما قال اللّه ورسوله فانا نحن أهل البيت أعلم بما قال اللّه ورسوله ، قال : والحديث طويل.

[أُسد الغابة لإبن الأثير ج 6 ص 22] قال : وروى يحيى بن معين عن عبدة بن سليمان عن عبد الملك بن سليمان قال : قلت لعطاء : أكان في أصحاب محمد صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أعلم من على عليه السلام؟ قال : لا واللّه لا أعلم (أقول) وذكره ابن عبد البر أيضاً في استيعابه (ج 2 ص 462) وذكره المناوي أيضاً في فيض القدير (ج 3 ص 46) في الشرح ، والمحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة (ج 2 ص 194) وقال : أخرجه القلعى.

[الاستيعاب لابن عبد البر ج 2 ص 462] ذكر حديثاً مسنداً عن جبير ، قال : قالت عائشة : من أفتاكم بصوم عاشوراء؟ قالوا : علي عليه السلام قالت : أما إنه لأعلم الناس بالسنة (أقول) وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 4 ص 343) وقال : أخرجه ابن جرير في تهذيب الآثار.

[الاستيعاب أيضاً ج 2 ص 462] روى بسنده عن سعيد بن وهب قال : قال عبد اللّه : أعلم أهل المدينة بالفرائض علي بن أبي طالب عليه السلام (أقول) ورواه أيضاً بطريق عن المغيرة قال : ليس أحد منهم أقوى قولاً في الفرائض من علي عليه السلام ، قال : وكان المغيرة صاحب الفرائض (أقول) وذكرهما المحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة (ج 2 ص 194) وقال : أخرجهما القلعي.

ص: 274

[سنن البيهقي ج 5 ص 59] روى بسنده عن عمرو عن أبي جعفر قال : أبصر عمر بن الخطاب على عبد اللّه بن جعفر ثوبين مضرجين وهو محرم فقال : ما هذه الثياب؟ فقال علي بن أبي طالب عليه السلام ما أخال أحداً يعلمنا السنة ، فسكت عمر (أقول) وقول علي عليه السلام ذلك لعمر هو دليل على رضائه بما فعل عبد اللّه بن جعفر وأن ذلك جائز شرعاً ، كما أن سكوت عمر بعد قول علي عليه السلام هو دليل واضح على تسليمه أن علياً عليه السلام هو أعلم الناس بالسنة ولا ينبغى أن يعلمه أحد.

[الهيثمي في مجمعه ج 9 ص 116] قال : عن عبد اللّه - يعني ابن مسعود - قال : كنا نتحدث أن أفضل أهل المدينة علي بن أبي طالب عليه السلام قال : رواه البزار (أقول) (1) وذكره المحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة (ج 2 ص 209) وقال : أخرجه أحمد في المناقب.

[ذخائر العقبى ص 61] قال : عن عمر بن الخطاب قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : ما اكتسب مكتسب مثل فضل علي عليه السلام يهدي صاحبه إلى الهدى ، ويرده عن الردى ، قال : أخرجه الطبراني.

[الاستيعاب لابن عبد البر ج 2 ص 456] قال : وروى عن سلمان وأبي ذر والمقداد وخباب وجابر وأبي سعيد وزيد بن الأرقم أن علي بن أبي طالب عليه السلام أول من أسلم وفضله هؤلاء على غيره ، (أقول) وقد تقدم في الباب السابق قول ابن عباس بعد ما سأله معاوية عن علي بن أبي طالب عليه السلام وقد علقت عنده بطون قريش : رحم اللّه أبا الحسن كان واللّه علم الهدى ، وكهف التقى ، ومحل الحجى ، وطود البها ، ونور السرى (إلى أن قال) وأفضل من حج وسعى ، وأسمح من عدل وسوى (الخ).

[الهيثمي في مجمعه 9 ص 131] قال : وبسنده - يعني بسند

ص: 275


1- وذكره العسقلاني أيضاً في فتح الباري ج 8 ص 59 وقال رجاله موثوقون.

الطبرانى - أن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال لعلي عليه السلام : والذي نفسي بيده لو لا أن يقول فيك طوائف من أمتي ما قالت النصارى في عيسى ابن مريم لقلت فيك اليوم مقالاً لا تمر بأحد من المسلمين إلا أخذ التراب من أثر قدميك يطلب به البركة (أقول) وهذا الحديث الشريف وإن لم يدل بالمطابقة على كون علي عليه السلام أفضل من غيره ولكن دلالته عليه بالالتزام أوضح من أن يخفى.

ص: 276

باب : إن علياً (عليه السلام) لم يسبقه الاولون بعلم ولا يدركه الآخرون

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 1 ص 199] قال : حدثنا وكيع عن شريك عن أبي اسحاق عن هبيرة قال : خطبنا الحسن بن على عليهما السلام فقال : لقد فارقكم رجل بالأمس لم يسبقه الأولون بعلم ولا يدركه الآخرون وكان رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يبعثه بالراية جبريل عن يمينه وميكائيل عن شماله لا ينصرف حتى يفتح له (أقول) ثم رواه ثانياً باختلاف يسير سنداً ومتناً ، فقال : حدثنا وكيع عن اسرائيل عن أبي اسحاق عن عمرو ابن حبشي قال : خطبنا الحسن بن على عليهما السلام بعد قتل علي عليه السلام فقال : لقد فارقكم رجل بالأمس ما سبقه الأولون بعلم ، ولا أدركه الآخرون إن كان رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ليبعثه ويعطيه الراية فلا ينصرف حتى يفتح له ، وما ترك من صفراء ولا بيضاء إلا سبعمائة درهم من عطائه كان يرصدها لخادم لأهله (انتهى) ، ورواه أبو نعيم أيضاً في حليته (ج 1 ص 65) وقال فيه : لم يسبقه الأولون ولا يدركه الآخرون بعلم (الخ) وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 6 ص 412) فقال : عن عاصم بن ضمرة قال : خطب الحسن بن على عليهما السلام حين قُتل علي عليه السلام

ص: 277

فقال : يا أهل العراق لقد كان فيكم بين أظهركم رجل قتل الليلة وأصيب اليوم لم يسبقه الأولون بعلم ولا يدركه الآخرون ، كان النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم إذا بعثه في سرية كان جبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره فلا يرجع حتى يفتح اللّه عليه ، قال : أخرجه ابن أبي شيبة.

ص: 278

باب : في قول النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) أنا دار الحكمة وعلي (عليه السلام) بابها

[صحيح الترمذي ج 2 ص 299] روى بسنده عن سويد بن غفلة عن الصنابجى عن علي عليه السلام قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : أنا دار الحكمة وعلى بابها ، قال الترمذي : وفي الباب عن ابن عباس (أقول) ورواه أبو نعيم أيضاً (ج 1 ص 64) ثم قال : رواه الأصبغ بن نباتة والحارث عن علي عليه السلام نحوه ، ومجاهد عن ابن عباس عن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم مثله (انتهى) ، وذكره المناوي أيضاً في فيض القدير في المتن وقال : أخرجه الترمذي ، ثم قال في الشرح : وفي رواية أنا مدينة الحكمة (الخ) وقال أيضاً في شرح (علي بابها) ما لفظه : أي علي بن أبي طالب عليه السلام هو الباب الذي يدخل منه إلى الحكمة ، فناهيك بهذه المرتبة ما أسناها ، وهذه المنقبة ما أعلاها ، ومن زعم أن المراد بقوله : وعلي بابها أنه مرتفع من العلو وهو الارتفاع فقد تنحل لغرضه الفاسد بما لا يجزيه ، ولا يسمنه ولا يغنيه.

[تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج 11 ص 204] روى بسنده عن مجاهد عن ابن عباس ، قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم :

ص: 279

أنا مدينة الحكمة وعلي بابها فمن أراد الحكمة فليأتِ الباب.

[كنز العمال ج 6 ص 401] قال : قال الترمذي وابن جرير معاً : حدثنا اسماعيل بن موسى (إلى أن قال) عن علي عليه السلام قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : أنا دار الحكمة وعلي بابها ، قال : أخرجه أبو نعيم في حليته (ثم قال) وقال ابن جرير : هذا خبر عندنا صحيح سنده (إلى أن قال) ابن جرير : وقد وافق علياً عليه السلام في رواية هذا الخبر عن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم غيره.

[ثم] إن ها هنا حديثين آخرين يناسب ذكرهما في خاتمة هذا الباب (أحداهما) ما رواه أبو نعيم في حليته (ج 1 ص 64) بسنده عن عبد اللّه قال : كنت عند النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فسئل عن علي عليه السلام فقال : قُسمت الحكمة عشرة أجزاء فأعطي علي تسعة أجزاء والناس جزء واحدا (أقول) وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 6 ص 154) و (ص 401) وقال في آخره : وعلي أعلم بالواحد منهم ، ثم قال : أخرجه أبو نعيم في حليته والأزدي ، وأبو على الحسين بن على البردعي في معجمه ، وابن النجار ، وابن الجوزي عن ابن مسعود (ثانيهما) ما ذكره المحب الطبري في الرياض النضرة (ج 2 ص 200) قال : وعن جميل بن عبد اللّه بن يزيد المدني قال : ذكر عند النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قضاء قضى به علي عليه السلام فأعجب النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فقال : الحمد للّه الذي جعل فينا الحكمة أهل البيت قال : أخرجه أحمد في المناقب (أقول) وذكره علي بن سلطان أيضاً في مرقاته في الشرح (ج 5 ص 600) وقال أيضاً : أخرجه أحمد في المناقب.

ص: 280

باب : في قول النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) أنا مدينة العلم وعلي بابها

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 126] روى بسنده عن مجاهد عن ابن عباس قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد المدينة فليأت الباب ، قال الحاكم : هذا حديث صحيح الإسناد.

[أقول] ورواه بطريق آخر أيضاً في (ص 127) والخطيب البغدادي أيضاً في تاريخه (ج 4 ص 348) وبطريق آخر في (ج 7 ص 172) وبطريق ثالث في (ج 11 ص 48) وبطريق رابع في (ج 11 ص 49) ثم قال : قال القاسم سألت يحيى بن معين عن هذا الحديث فقال : هو صحيح (انتهى) ورواه ابن الأثير في أُسد الغابة (ج 4 ص 22) وابن حجر أيضاً في تهذيب التهذيب (ج 6 ص 320) و (ج 7 ص 427) والمتقي أيضاً في كنز العمال (ج 6 ص 152) والمناوى في فيض القدير (ج 3 ص 46) في المتن وقالا : أخرجه العقيلي وابن عدى والطبراني والحاكم عن ابن عباس ، وابن عدى والحاكم عن جابر ، وزاد المناوي في الشرح فقال : وكذا أبو الشيخ في السنة (انتهى) وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه (ج 9 ص 114) والمتقي في كنز

ص: 281

العمال (ج 6 ص 156) وقالا : أخرجه الطبراني.

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 127] روى بسنده عن جابر بن عبد اللّه يقول : سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول : أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد العلم فليأت الباب.

[تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج 2 ص 377] روى بسنده عن جابر بن عبد اللّه قال : سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم - يوم الحديبية وهو آخذ بيد علي عليه السلام - يقول : هذا أمير البررة ، وقاتل الفجرة ، منصور من نصره ، مخذول من خذله ، يمد بها صوته أنا مدينة العلم وعلي بابها فمن أراد البيت فليأت الباب.

[الرياض النضرة ج 2 ص 193] قال : عن علي عليه السلام قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : أنا دار العلم وعلي بابها ، قال : أخرجه في المصابيح في الحسان.

[كنز العمال ج 6 ص 401] حكى عن ابن جرير أنه قال : حدثنا محمد بن اسماعيل الضرارى (وساق السند إلى أن قال) عن ابن عباس قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها ، فمن أراد المدينة فليأتها من بابها.

[كنز العمال ج 6 ص 156] ولفظه : أنا مدينة العلم وعلي بابها ، قال أخرجه أبو نعيم في المعرفة.

[كنوز الحقائق للمناوي ص 43] ولفظه : أنا مدينة العلم وعلي بابها ، قال : أخرجه الديلمي.

[الصواعق المحرقة لابن حجر ص 73] قال : أخرج البزار والطبراني في الأوسط عن جابر بن عبد اللّه ، والحاكم والعقيلي وابن عدي عن ابن عمر والترمذي والحاكم عن علي عليه السلام ، قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : أنا مدينة العلم وعلي بابها ، قال : وفي رواية فمن أراد العلم فليأتِ الباب.

ص: 282

[كنز العمال ج 6 ص 156] ولفظه : علي باب علمى ، ومبين لأمتي ما أُرسلت به من بعدي ، حبه إيمان ، وبغضه نفاق ، والنظر اليه رأفة ، قال أخرجه الديلمي عن أبي ذر (أقول) وذكره ابن حجر أيضاً في صواعقه (ص 73) وقال : أخرجه ابن عدي.

ص: 283

باب : في قول النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) لعلي (عليه السلام) : أنت تبين لأمتي ما اختلفوا فيه بعدي

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 122] روى بسنده عن الحسن عن أنس بن مالك أن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال لعلي عليه السلام : أنت تبين لأمتي ما اختلفوا فيه بعدي ، قال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين (أقول) وذكره المناوي أيضاً في كنوز الحقائق (ص 188) والمتقي في كنز العمال (ج 6 ص 156) وقالا : أخرجه الديلمي ، وزاد المناوي فقال : عن أنس.

[حلية الأولياء لأبي نعيم ج 1 ص 63] روى بسنده عن أنس قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : يا أنس أسكب لي وضوءً ، ثم قام فصلى ركعتين ثم قال : يا أنس أول من يدخل عليك من هذا الباب أمير المؤمنين وسيد المسلمين ، وقائد الغر المحجلين ، وخاتم الوصيين ، قال أنس : قلت : اللّهم اجعله رجلاً من الأنصار وكتمته إذ جاء علي عليه السلام فقال : من هذا يا أنس؟ فقلت : علي فقام مستبشراً فاعتنقه ثم جعل يمسح عرق وجهه بوجهه ويمسح عرق علي بوجهه ، قال علي عليه السلام : يا رسول اللّه لقد رأيتك صنعت شيئاً ما صنعت بى من قبل ، قال : وما يمنعني وأنت

ص: 284

تؤدي عني وتسمعهم صوتي وتبين لهم ما اختلفوا فيه بعدي ، قال أبو نعيم : رواه جابر الجعفي عن أبي الطفيل عن أنس نحوه.

[أقول] وقد تقدم آنفاً في آخر الباب السابق حديث أبي ذر الذي قد ذكره المتقي في كنز العمال وابن حجر في صواعقه : علي باب علمى ومبين لأمتي ما أُرسلت به من بعدي (الخ).

ص: 285

باب : فى بعض ما أخبر به علي (عليه السلام) عما يأتي

[مستدرك الصحيحين ج 2 ص 358] روى بسنده عن عبد اللّه بن طاووس عن أبيه قال : لما كان حجر بن قيس المدري من المختصين بخدمة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام فقال له علي عليه السلام يوماً : يا حجر إنك تقام بعدي فتؤمر بلعنى فالعنى ولا تبرأ مني ، قال طاووس : فرأيت حجر المدرى وقد أقامه أحمد بن ابراهيم خليفة بني أمية في الجامع ووكل به ليلعن علياً عليه السلام أو يقتل ، فقال حجر : أما إن الأمير أحمد ابن ابراهيم أمرني أن ألعن علياً فالعنوه لعنه اللّه ، فقال طاووس : فلقد أعمى اللّه قلوبهم حتى لم يقف أحد منهم على ما قال (أقول) وذكره ابن حجر أيضاً في صواعقه (ص 77) وقال : أخرجه عبد الرزاق ، ثم قال : فهذا من كرامات علي عليه السلام وإخباره بالغيب.

[طبقات ابن سعد ج 5 ص 30] في ترجمة مروان ، قال : قال على ابن أبي طالب عليه السلام له يوماً ونظر اليه ليحملن راية ضلالة بعد ما يشيب صدغاه وله إمرة كلحسة الكلب أنفه.

[الإصابة لابن حجر ج 5 القسم 3 ص 325] قال : وقال جرير عن

ص: 286

المغيرة : طلب الحجاج كميل بن زياد فهرب منه فحرم قومه عطاءهم ، فلما رأى كميل ذلك قال : أنا شيخ كبير قد نفد عمري لا ينبغى أن أحرم قومى عطاءهم فخرج إلى الحجاج فلما رآه قال له : لقد أحببت أن أجد عليك جميلا فقال له كميل : إنه ما بقي من عمري إلا القليل فافض ما أنت قاضٍ فان الموعد اللّه ، ولقد أخبرني أمير المؤمنين علي عليه السلام أنك قاتلي ، قال : بلى قد كنت فيمن قتل عمر ، اضربوا عنقه فضربوا عنقه.

[تهذيب التهذيب لابن حجر ج 7 ص 358] في ترجمة علي بن عبد اللّه ابن العباس قال : وقد حكي المبرد وغيره أنه لما ولد جاء به أبوه إلى علي بن أبي طالب عليه السلام فقال : ما سميته؟ فقال : أو يجوز لي أن أسميه قبلك فقال : قد سميته باسمي وكنيته بكنيتي ، وهو أبو الأملاك.

[الهيثمي في مجمعه ج 6 ص 241] قال : وعن جندب قال : لما فارقت الخوارج علياً عليه السلام خرج في طلبهم وخرجنا معه فانتهينا إلى عسكر القوم وإذا لهم دوي كدوي النحل من قراءة القرآن ، وإذا فيهم أصحاب الثفنات وأصحاب البرانس ، فلما رأيتهم دخلنى من ذلك شدة فتنحيت فركزت رمحي ونزلت عن فرسي فثرت عليه درعى وأخذت بمقود فرسي فقمت أصلى إلى رمحي وأنا أقول في صلاتي : اللّهم إن كان قتال هؤلاء القوم لك طاعة فائذن لي فيه ، وإن كان معصية فأرني براءتك ، قال : فأنا كذلك إذ أقبل علي ابن أبي طالب عليه السلام على بغلة رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فلما حاذاني قال : تعوذ باللّه تعوذ باللّه يا جندب من شر الشك ، فجئت أسعى اليه ونزل فقام يصلى إذ أقبل رجل على برذون يقرب به فقال : يا أمير المؤمنين قال : ما شأنك؟ قال : لك حاجة في القوم؟ قال : وما ذاك؟ قال : قد قطعوا النهر قال : ما قطعوه (وساق الحديث إلى أن قال) ولا يقطعوه وليقتلن دونه عهد من اللّه ورسوله قلت : اللّه أكبر ، ثم قمت فأمسكت له بالركاب فركب فرسه ثم رجعت إلى درعى فلبستها وإلى قوسى فعلقتها وخرجت أسايره فقال لي : يا جندب قلت : لبيك يا أمير المؤمنين ، قال : أما أنا فابعث اليهم رجلاً يقرأ المصحف يدعو إلى كتاب اللّه وسنة نبيهم فلا يقبل علينا بوجهه حتى

ص: 287

يرشقوه بالنبل ، يا جندب أما إنه لا يقتل منا عشرة ولا ينجو منهم عشرة فانتهينا إلى القوم وهم في معسكرهم (إلى أن قال) فقتلت بكفي هذه - بعد ما دخلني ما كان دخلني - ثمانية قبل أن أصلى الظهر ، وما قتل منا عشرة ولا نجا منهم عشرة كما قال ، قال : رواه الطبراني.

[الرياض النضرة ج 2 ص 222] قال : عن الأصبغ قال : أتينا مع علي عليه السلام فمررنا بموضع قبر الحسين عليه السلام فقال علي عليه السلام : ها هنا مناخ ركابهم ، وها هنا موضع رحالهم ، وها هنا مهراق دمائهم ، فتية من آل محمد صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقتلون بهذه العرصة تبكي عليهم السماء والأرض (أقول) وذكره ابن حجر أيضاً في صواعقه (ص 115) باختلاف يسير ، وقال : رواه الملا - يعني في سيرته ، (ثم) إنه سيأتى في فضائل الحسين عليه السلام في باب إخبار علي عليه السلام عن قتل الحسين عليه السلام وعن موضع قتله أخبار كثيرة في هذا المعنى ، فانتظر.

ص: 288

بابٌ : في خطبة علي (عليه السلام) الخالية عن الألف

[كنز العمال ج 8 ص 221] قال : قال أبو الفتوح يوسف بن المبارك ابن كامل الخفاف في مشيخته : أنبأنا الشيخ أبو الفتح عبد الوهاب (وساق السند إلى أن قال) عن أبي صالح قال : جلس جماعة من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يتذاكرون فتذاكروا أي الحروف أدخل في الكلام فأجمعوا على أن الألف أكثر دخولاً في الكلام من سائرها ، فقام أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام فخطب هذه الخطبة على البديهة وأسقط منها الألف وسماها الموقعة ، وقال : حمدت وعظمت من عظمت منته وسبغت نعمته ، وسبقت رحمته غضبه ، وتمت كلمته ، ونفذت مشيته ، وبلغت قضيته ، حمدته حمد عبد مقر بربوبيته ، متخضع لعبوديته ، متنصل لخطيئته معترف بتوحيده مؤمل من ربه ، مغفرة تنجيه يوم يشغل عن فصيلته وبنيه ويستعينه ويسترشده ويستهديه ، ويؤمن به ويتوكل عليه ، وشهدت له تشهد مخلص موقن ، وبعزته مؤمن ، وفردته تفريد مؤمن متقن ، ووحدت له توحيد عبد مذعن ، ليس له شريك في ملكه ، ولم يكن له ولي في صنعه ، جل عن شريك ووزير ، وعن عون ومعين ونظير ، عم فسرّ ، وبطن فجبر وملك

ص: 289

فقهر ، وعصى فغفر ، وحكم فعدل ، لم يزل ولن يزول ، ليس كمثله شيء وهو قبل كل شيء وبعد كل شيء ، رب منفرد بعزته ، متمكن بقوته ، متقدس بعلوه ، متكبر بسموه ، ليس يدركه بصر ، وليس يحيط به نظر ، قوي معين منيع ، عليم سميع ، بصير رؤف ، رحيم عطوف ، عجز عن وصفه من يصفه وضل عن نعته من يعرفه ، قرب فبعد ، وبعد فقرب ، يجيب دعوة من يدعوه ويرزقه ويحبوه ، ذو لطف خفي ، وبطش قوي ، ورحمة موسعة ، وعقوبة موجعة ، رحمته جنة عريضة مونقة ، وعقوبته جحيم ممدودة موبقة ، وشهدت ببعثة محمد عبده ورسوله وصفيه ، ونبيه وحبيبه وخليله ، صلىّ عليه صلاة تحظيه ، وتزدلفه وتعليه ، وتقربه وتدنيه ، بعثه في خير عصر ، وحين فترة وكفر ، رحمة منه لعبيده ، ومنة لمزيده ، ختم به نبوته ، ووضح به حجته فوعظ ونصح ، وبلغ وكدح ، رؤف بكل مؤمن رحيم سخي ، رضي ولي زكي ، عليه رحمة وتسليم وبركة وتكريم ، من رب غفور رحيم ، قريب مجيب وصيتكم معشر من حضرني بوصية ربكم ، وذكرتكم سنة نبيكم ، فعليكم برهبة تسكن قلوبكم ، وخشية تذري دموعكم ، ونقية تنجيكم قبل يوم يذهلكم ويبلدكم يوم يفوز فيه من ثقل وزن حسنته ، وخف وزن سيئته ، ولتكن مسألتكم وتملقكم مسألة ذل وخضوع ، وشكر وخشوع ، وتوبة ونزوع ، وندم ورجوع ، وليغتنم كل مغتنم منكم صحته قبل سقمه ، وشبيبته قبل هرمة ، وكبره وسعته قبل فقره ، وفرغته قبل شغله ، وحضره قبل سفره ، قبل يكبر فيهرم ويمرض ويسقم ، ويمله طبيبه ، ويعرض عنه حبيبه ، وينقطع عمره ويتغير عقله ، ثم قيل هو موعوك ، وجسمه منهوك ، ثم جد في نزع شديد ، وحضره كل حبيب قريب وبعيد ، فشخص ببصره وطمح بنظره ، ورشح جبينه وخطف عرنينه ، وسكن حنينه ، وجذبت نفسه ، وبكته عرسه ، وحفر رمسه ، ويُتم منه ولده ، وتفرق عنه صديقه وعدوه ، وقسم جمعه ، وذهب بصره وسمعه ، وكفن ومدد ، ووجّه وجرد ، وغسل وعرّى ، ونشف وسجى ، وبسط وهيء ، ونشر عليه كفنه ، وشد منه ذقنه ، وقمص منه وعمم وودع وعليه سلم ، وحمل فوق سريره ، وصلى عليه بتكبيره ، ونقل

ص: 290

من دور مزخوفة ، وقصور مشيدة ، وحجر منجدة ، فجعل في ضريح ملحود ، ضيق موسود ، بلبن منضود ، مسقف بجلمود ، وهيل عليه عفره ، وحثي مدره فتحقق حذره ، ونسي خبره ، ورجع عنه وليه وصفيه ، ونديمه ونسيبه وتبدل به قرينه وحبيبه ، فهو حشو قبر ، ورهين قفر ، يسعى في جسمه دود قبره ، ويسيل صديده على صدره ونحره ، وتستحق تربته لحمه ، وتنشف دمه ويرم عظمه ، حتى يوم حشره ، فينشر من قبره ، وينفخ في صوره ، ويدعى لحشره ونشوره ، فثم بعثرت قبور ، وحصلت سريرة صدور ، وجيء بكل نبي وصديق وشهيد ، وقصد للفصل بعبده خبير بصير ، فكم زفرة تغنيه ، وحسرة تفضيه ، في موقف مهيل ، ومشهد جليل ، بين يدى ملك عظيم ، بكل صغيرة وكبيرة عليم ، حينئذٍ يلجمه عرقه ، ويحفز قلقه ، عبرته غير مرحومة وضرعته غير مسموعة ، وحجته غير مقبولة ، تنشر صحيفته ، وتبين جريرته حين نظر في سوء عمله ، وشهدت عينه بنظره ، ويده ببطشه ، ورجله بخطوه وفرجه بلمسه ، وجلده بمسه ، وتهدده منكر ونكير ، فكشف له عن حنث يسير ، فسلسل جيده ، وغلغل يده ، وسيق بسحب وحدّة ، فورد جهنم بكرب وشدة ، فظل يعذب في جحيم ، ويسقى شربة من حميم ، يشوى وجهه ويسلخ جلده ، يضربه ملك بمقمع من حديد ، يعود جلده بعد نضجه كجلد جديد ، فيستغيث فيعرض عنه خزنة جهنم ، ويستصرخ فلم يجب ، ندم حيث لم ينفعه ندم ، فيلبث حقبة ، نعوذ برب قدير ، من شر كل مصير ، ونسأله عفو من رضي عنه ، ومغفرة من قبل منه ، فهو ولي مسألتي ، ومنجح طلبتي فمن زحزح عن تعذيب ربه ، جعل في جنته بقربه ، وخلد في قصور مشيدة وملك حور عين وحفدة ، وطيف عليه بكؤس ، وسكن حظيرة قدس في فردوس ، وتقلب في نعيم ، وسقى من تسنيم ، وشرب من عين سلسبيل قد مزج بزنجبيل ، ختم بمسك وعنبر ، مستديم للملك مستشعر ، للشعور يشرب من خمور ، في روض مغدق ليس ينزف في شربه ، هذه منزلة من خشى ربه ، وحذر نفسه ، وتلك عقوبة من عصى منشيه ، وسولت له نفسه معصيته لهو قول فصل ، وحكم عدل ، خير قصص قص ، ووعظ

ص: 291

نص ، تنزيل من حكيم حميد نزل به روح قدس مبين من عند رب كريم ، عن قلب نبي مهتد رشيد صلت عليه سفرة ، مكرمون بررة ، وعذت برب عليم حكيم ، قدير رحيم من شر عدو لعين رجيم ، يتضرع متضرعكم ، ويبتهل مبتهلكم ، ونستغفر رب كل مربوب لي ولكم (ثم قرأ) بسم اللّه الرحمن الرحيم تلك الدار الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علواً في الأرض ولا فساداً والعاقبة للمتقين ثم نزل عليه السلام.

[أقول] المراد من الألف الذي قد أسقطه أمير المؤمنين عليه السّلام في هذه الخطبة المباركة هو الحرف المعروف الذي لا يقبل الحركة كما في غزا ورجا ونحوهما لا الهمزة القابلة للحركة كما في جيء وسيء ونحوهما ، وإلا فجملة من كلمات الخطبة مشتملة على الهمزة كما في خطيئته وسيئته ومؤمل ويؤمن ومؤمن وشيء ورؤف ومسألة وكؤس ونحو ذلك ، فلا تغفل.

ص: 292

بابٌ : في دعاء النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) لعلي (عليه السلام) حين بعثه إلى اليمن قاضيا

[صحيح ابن ماجة في باب ذكر القضاء ص 168] روى بسنده عن أبي البختري عن علي عليه السلام قال : بعثني رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم إلى اليمن فقلت : يا رسول اللّه تبعثنى وأنا شاب أقضي بينهم ولا أدري بالقضاء ، قال : فضرب بيده في صدري ثم قال : اللّهم اهد قلبه وثبت لسانه ، قال : فما شككت بعد في قضاء بين اثنين.

[أقول] ورواه أبو داود أيضاً في صحيحه في كتاب الأقضية في باب كيف القضاء ، والحاكم أيضاً في مستدرك الصحيحين (ج 3 ص 135 وج 4 ص 88) ، والنسائي أيضاً في خصائصه (ص 11) بطرق سبعة ، وأحمد بن حنبل أيضاً في مسنده (ج 1 ص 83 وص 88 وص 111 وص 136 وص 149) بطريقين (وص 156) ، وأبو داود الطيالسى أيضاً في مسنده (ج 1 ص 16 وص 19) ، والبيهقي أيضاً في سننه (ج 10 ص 86) بطريقين ، وأبو نعيم أيضاً في حليته (ج 4 ص 381) ، والخطيب البغدادي أيضاً في تاريخ بغداد (ج 12 ص 443) ، وابن سعد أيضاً في طبقاته (ج 2 القسم 2 ص 100) بطريقين (وص 101) بطريق واحد ، وابن الأثير أيضاً فى

ص: 293

أُسد الغابة (ج 4 ص 22) ، وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 6 ص 158) وقال : أخرجه البيهقي في شعب الإيمان (وفي ص 392) وقال : أخرجه ابن جرير (وفي ص 394) وقال : أخرجه ابن سعد وابن أبي شيبة والبيهقي في الدلائل (وفي ص 395) وقال : أخرجه العدنى والمروزى وأبو يعلى والبيهقي والدورقي وسعيد بن منصور وابن جرير ، وصححه (وفي ص 395) ثانياً وقال : أخرجه العدني وأبو يعلى وابن جرير وابن حبان والبيهقي ، وذكره المحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة (ج 2 ص 198) وقال : أخرجه الاسماعيلي والحاكمي.

[السيوطى في الدر المنثور] في ذيل تفسير قوله تعالى : ( بَرٰاءَةٌ مِنَ اَللّٰهِ وَرَسُولِهِ ) ، قال : وأخرج أبو الشيخ عن علي عليه السلام قال : بعثني رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم إلى اليمن ببراءة فقلت : يا رسول اللّه تبعثني وأنا غلام حديث السن وأسأل عن القضاء ولا أدري ما أجيب ، قال : ما بد من أن تذهب بها أو أذهب بها ، قلت : إن كان لابد أنا أذهب ، قال : أنطلق فان اللّه يثبت لسانك ويهدي قلبك ، ثم قال : انطلق فاقرأها على الناس.

ص: 294

بابٌ : في اسلام همذان على يدي علي (عليه السلام)

[ذخائر العقبى للمحب الطبري ص 109] قال : عن البراء بن عازب قال : بعث رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم خالد بن الوليد إلى أهل اليمن يدعوهم إلى الإسلام وكنت فيمن سار معهم ، فأقام عليهم ستة أشهر لا يجيبونه إلى شيء ، فبعث النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم إلى علي بن أبي طالب عليه السّلام وأمره أن يرسل خالداً ومن معه إلا من أراد البقاء مع علي عليه السلام فيتركه قال البراء : وكنت فيمن عقب مع علي عليه السلام فلما انتهينا إلى أوائل اليمن بلغ القوم الخبر فجمعوا له فصلى بنا الفجر فلما فرغ صفنا صفاً واحداً ثم تقدم بين أيدينا فحمد اللّه وأثنى عليه ، ثم قرأ عليهم كتاب رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فأسلمت همذان كلها في يوم واحد ، وكتب بذلك إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فلما قرأ كتابه خرّ ساجداً وقال : السلام على همذان السلام على همذان ، قال المحب : أخرجه أبو عمر (اقول) وذكره العسقلاني أيضاً في فتح الباري ج 9 ص 128 وقال أورده الاسماعيلي.

ص: 295

بابٌ : في إن علياً (عليه السلام) أقضى الناس

[صحيح البخاري في كتاب التفسير] في باب قوله تعالى : ( ما ننسخ من آية أو ننسها ) ، روى بسنده عن سعيد بن جبير عن ابن عباس حديثاً قال فيه : قال عمر : وأقضانا على ، الحديث (أقول) ورواه الحاكم أيضاً في مستدركه (ج 3 ص 305) وأحمد بن حنبل أيضاً في مسنده (ج 5 ص 113) بطرق ثلاثة ، وأبو نعيم أيضاً في حليته (ج 1 ص 65) ونسبه السيوطي أيضاً في الدر المنثور - في ذيل تفسير قوله تعالى : ( مٰا نَنْسَخْ مِنْ آيَةٍ أَوْ نُنْسِهٰا ) في سورة البقرة - إلى النسائي وابن الأنباري في المصاحف ، والبيهقي في الدلائل.

[صحيح ابن ماجة في باب فضائل أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه) وآله (وسلم ص 14] روى حديثاً بسندين عن أنس بن مالك قال فيه : إنه قال - أي النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم - وأقضاهم علي بن أبي طالب.

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 135] روى بسنده عن علقمة عن عبد اللّه - يعني ابن مسعود - قال : كنا نتحدث أن أقضى أهل المدينة عليٌ ابن أبى

ص: 296

طالب عليه السلام ، قال الحاكم : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين. (أقول) ورواه ابن سعد أيضاً في طبقاته (ج 2 القسم 2 ص 102) بطريقين وابن الأثير أيضاً في أُسد الغابة (ج 4 ص 22) وابن عبد البر أيضاً في استيعابه (ج 2 ص 461 وص 462) وذكره ابن حجر أيضاً في صواعقه (ص 76) والشبلنجي في نور الأبصار (ص 73) وقالا : أخرج ابن عساكر عن ابن مسعود قال : أفرض أهل المدينة وأقضاها علي (وذكره العسقلاني) أيضاً في فتح الباري ج 9 ص 234 وقال رواه البزار.

[طبقات ابن سعد ج 2 القسم 2 ص 102] روى بسنده عن أبي هريرة قال : قال عمر بن الخطاب : علي أقضانا.

[الاستيعاب لابن عبد البر ج 1 ص 8] روى فيه حديثاً عن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم بطرق متعددة فيه : وأقضاها علي - أي وأقضى الأمة - وروى حديثاً آخر عن الحسن عن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فيه : علي أقضى أمتي ، وروى حديثاً ثالثاً عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فيه : أقضاهم علي بن أبي طالب ، ثم قال ابن عبد البر وروى عن عمر من وجوه : عليٌ أقضانا.

[الاستيعاب أيضاً ج 2 ص 461] روى بسنده عن عبد الرحمن ابن أبي ليلى ، قال : قال عمر : علي أقضانا ، وروى أيضاً عن ابن أبي مليكة عن ابن عباس قال : قال عمر : علي أقضانا ، (أقول) وذكره (في ص 462) أيضاً (العسقلاني) في فتح الباري ج 9 ص 233 قال اخرج البغوي عن انس رفعه اقضى أمتي علي بن أبي طالب (عليه السلام).

[سنن البيهقي ج 10 ص 269] روى بسنده عن رقبة قال : خرج يزيد بن أبي مسلم من عند الحجاج فقال : لقد قضى الأمير فقال له الشعبي : وما هي؟ فقال : ما كان للرجل فهو للرجل وما كان للنساء فهو للمرأة ، فقال

ص: 297

الشعبى : قضاء رجل من أهل بدر ، قال : ومن هو؟ قال : لا أخبرك ، قال : من هو؟ على عهد اللّه وميثاقه أن لا أخبره ، قال : هو علي بن أبي طالب قال : فدخل على الحجاج فأخبره ، فقال الحجاج : صدق ، ويحك إنا لم ننقم على علي قضاءه ، قد علمنا أن علياً كان أقضاهم.

[حلية الأولياء لأبي نعيم ج 1 ص 65] روى بسنده عن معاذ بن جبل قال : قال النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : يا على أخصمك بالنبوة ولا نبوة بعدي ، وتخصم الناس بسبع ولا يحاجك فيها أحد من قريش ، أنت أولهم إيماناً باللّه ، وأوفاهم بعهد اللّه ، وأقومهم بأمر اللّه ، وأقسمهم بالسوية وأعدلهم في الرعية ، وأبصرهم بالقضية ، وأعظمهم عند اللّه مزية (أقول) وذكره المحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة (ج 2 ص 198) ثم قال : أخرجه الحاكمى.

[حلية الأولياء لأبي نعيم ج 1 ص 66] روى بسنده عن أبي سعيد الخدري قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم لعلي عليه السلام - وضرب بين كتفيه - : يا على لك سبع خصال لا يحاجك فيهن أحد يوم القيامة ، أنت أول المؤمنين باللّه إيماناً ، وأوفاهم بعهد اللّه ، وأقومهم بأمر اللّه وأرأفهم بالرعية ، وأقسمهم بالسوية ، وأعلمهم بالقضية ، وأعظمهم مزية يوم القيامة.

[الهيثمي في مجمعه ج 9 ص 165] قال : وعن علي الهلالي عن أبيه قال : دخلت على رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم في شكاته التي قبض فيها فاذا فاطمة سلام اللّه عليها عند رأسه ، فبكت حتى ارتفع صوتها ، فرفع رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم طرفه اليها فقال : حبيبتى فاطمة ما الذي يبكيك؟ فقالت : أخشى الضيعة بعدك ، فقال : يا حبيبتي أما علمت أن اللّه عز وجل اطلع إلى الأرض اطلاعة فاختار منها أباك فبعثه برسالته ، ثم اطلع إلى الأرض اطلاعة فاختار منها بعلك؟ (وساق الحديث) وقد تقدم تمامه في باب : علي وصي النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم (ص 29) ، إلى

ص: 298

أن قال : وزوجتك زوجاً وهو أشرف أهل بيتك حسباً ، وأكرمهم منصباً وأرحمهم بالرعية ، وأعدلهم بالسوية ، وأبصرهم بالقضية (الحديث) قال : رواه الطبراني في الكبير والأوسط.

[الرياض النضرة ج 2 ص 198] وذخائر العقبى (ص 83) قال فيهما عن أنس عن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم إنه قال : أقضى أمتي علي ، قال : أخرجه في المصابيح في الحسان.

[الرياض النضرة أيضاً ج 2 ص 198] قال : وعن عمر بن الخطاب قال : أقضانا علي بن أبي طالب ، قال : أخرجه السلفى.

[مرقاة المفاتيح لعلى بن سلطان ج 5 ص 582] في المتن قال : وروى عن معمر عن قتادة مرسلاً وفيه : وأقضاهم علي عليه السلام.

ص: 299

بابٌ : في شيء من قضاء علي (عليه السلام)

[صحيح النسائي ج 2 ص 108] في باب القرعة في الولد إذا تنازعوا روى بسنده عن زيد بن أرقم قال : كنت عند النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وعلي عليه السلام يومئذٍ باليمن ، فأتاه رجل فقال : شهدت علياً أتى في ثلاثة نفر ادعوا ولد امرأة ، فقال علي عليه السلام لأحدهم : تدعه لهذا فأبى وقال لهذا : تدعه لهذا فأبى ، وقال لهذا : تدعه لهذا فأبى ، قال علي عليه السلام أنتم شركاء متشاكسون وسأقرع بينكم فأيكم أصابته القرعة فهو له وعليه ثلثا الدية ، فضحك رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم حتى بدت نواجذه (أقول) ثم رواه بأربعة طرق أخرى ، ورواه ابن ماجة أيضاً في صحيحه في باب ذكر القضاء (ص 171) وقال فيه : فسأل اثنين فقال : أتقران لهذا بالولد؟ فقالا : لا ، ثم سأل اثنين فقال : أتقران لهذا بالولد؟ فقالا : لا فجعل كلما سأل اثنين أتقران لهذا بالولد قالا : لا ، فأقرع بينهم (الخ) ، ورواه أبو داود أيضاً في صحيحه (ج 14 ص 222) بطريقين قال : في أحدهما يختصمون اليه في ولد وقد وقعوا على امرأة في طهر واحد ، ورواه الحاكم أيضاً في مستدرك الصحيحين (ج 3 ص 135 وفي ص 136)

ص: 300

بطريق آخر وقال فيه : فقال النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : ما أعلم فيها إلا ما قال عليٌ ثم قال الحاكم : هذا حديث صحيح الإسناد (وفي ج 4 ص 96) بطريق ثالث ورواه أحمد بن حنبل أيضاً (ج 4 ص 373 وفي ص 374) بطريقين آخرين وأبو داود الطيالسى أيضاً في مسنده (ج 1 ص 26) ، والبيهقي أيضاً في سننه (ج 10 ص 266 وفي ص 267) بطريق آخر ، والطحاوي أيضاً في مشكل الآثار (ج 1 ص 320) بطريقين ، وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 3 ص 181) وقال : أخرجه البيهقي في شعب الأيمان وابن أبي شيبة ، وذكره المحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة (ج 2 ص 200) وقال : أخرجه أحمد في المناقب.

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 1 ص 77] روى بسندين عن حنش عن علي عليه السلام قال : بعثني رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم إلى اليمن فانتهينا إلى قوم قد بنوا زبية للأسد ، فبينا هم كذلك يتدافعون إذ سقط رجل فتعلق بآخر ثم تعلق رجل بآخر حتى صاروا فيها أربعة فجرحهم الأسد فانتدب له رجل بحربة فقتله وماتوا من جراحتهم كلهم ، فقاموا أولياء الأول إلى أولياء الآخر فأخرجوا السلاح ليقتتلوا ، فأتاهم علي عليه السلام فقال : تريدون أن تقاتلوا ورسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم حيٌّ ، أنا أقضى بينكم قضاءً إن رضيتم فهو القضاء وإلا أحجز بعضكم عن بعض حتى تأتوا النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فيكون هو الذي يقضي بينكم فمن عدا بعد ذلك فلا حق له ، إجمعوا من قبائل الذين حفروا البئر ربع الدية وثلث الدية ونصف الدية والدية كاملة ، فللأول الربع لأنه هلك من فوقه ، وللثانى ثلث الدية ، وللثالث نصف الدية ، وللرابع الدية كاملة ، فأبوا أن يرضوا ، فأتوا النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وهو عند مقام ابراهيم فقصوا عليه القصة فقال : إني أقضي بكم واحتبي ، فقال رجل من القوم : إن علياً قضى فينا فقصوا عليه القصة فأجازه رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ، (أقول) ورواه أيضاً في (ج 1 ص 128 وص 152) ، ورواه أبو داود

ص: 301

الطيالسي أيضاً في مسنده (ج 1 ص 18) ، والبيهقي أيضاً في سننه (ج 8 ص 111) والطحاوي أيضاً في مشكل الآثار (ج 3 ص 58) وقال فيه : فللأول ربع الدية لأنه هلك من فوقه ثلاثة ، والذى يليه ثلث الدية لأنه هلك من فوقه اثنان ، وللثالث نصف الدية لأنه هلك من فوقه واحد ، وللرابع الدية كاملة ورواه أيضاً ما بمعناه مختصراً ، وذكره المحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة (ج 2 ص 199) وقال : أخرجه أحمد في المناقب.

[الاستيعاب لابن عبد البر ج 2 ص 462] روى بسنده عن زر بن حبيش قال : جلس رجلان يتغذيان مع أحدهما خمسة أرغفة ومع الآخر ثلاثة أرغفة ، فلما وضعا الغذاء بين أيديهما مرّ بهما رجل فسلم فقالا : اجلس للغداء فجلس وأكل معهما واستووا في أكلهم الأرغفة الثمانية ، فقام الرجل وطرح اليهما ثمانية دراهم وقال : خذا هذا عوضاً مما أكلت لكما ونلته من طعامكم * فتنازعا وقال : صاحب الخمسة الأرغفة : لي خمسة دراهم ولك ثلاث ، فقال صاحب الثلاثة الأرغفة : لا أرضى إلا أن تكون الدراهم بيننا نصفين وارتفعا إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ، فقصا عليه قصتهما فقال عليه السلام لصاحب الثلاثة الأرغفة : قد عرض عليك صاحبك ما عرض وخبزه أكثر من خبزك فارض بثلاثة ، فقال : لا واللّه لا رضيت منه إلا بمر الحق ، فقال علي عليه السلام : ليس لك في مر الحق إلا درهم واحد وله سبعة ، فقال الرجل : سبحان اللّه يا أمير المؤمنين هو يعرض عليّ ثلاثة فلم أرض وأشرت عليّ بأخذها فلم أرض وتقول لي الآن إنه لا يجب في مر الحق إلا درهم واحد ، فقال له علي عليه السلام : عرض عليك صاحبك الثلاثة صلحا فقلت : لم أرض إلا بمر الحق ولا يجب لك بمر الحق إلا واحد فقال الرجل : فعرفني بالوجه في مر الحق حتى أقبله ، فقال علي عليه السلام : أليس الثمانية الأرغفة أربعة وعشرين ثلثا أكلتموها وأنتم ثلاثة أنفس ولا يعلم الأكثر منكم أكلا ولا الأقل ، فتحملون في أكلكم على السواء ، قال : بلى قال : فأكلت أنت ثمانية أثلاث وإنما لك تسعة أثلاث ، وأكل صاحبك ثمانية أثلاث وله خمسة عشر ثلثاً

ص: 302

أكل منها ثمانية ، ويبقى له سبعة وأكل لك واحدة من تسعة ، فلك واحد بواحدك ، وله سبعة بسبعته ، فقال له الرجل : رضيت الآن ، (أقول) وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 3 ص 180) وقال : أخرجه الحافظ جمال الدين المزني في تهذيبه ، وذكره المحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة (ج 2 ص 199) وقال : أخرجه القلعي ، وذكره ابن حجر أيضاً في صواعقه (ص 77).

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 5 ص 58] روى بسنده عن معاوية ابن قرة عن رجل من الأنصار أن رجلاً أوطأ بعيره أدحى نعام (1) وهو محرم فكسر بيضها فانطلق إلى علي عليه السلام فسأله عن ذلك ، فقال له علي عليه السلام : عليك بكل بيضة جنين ناقة أو ضراب ناقة ، فانطلق إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فذكر ذلك له ، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : قد قال علي بما سمعت ولكن هلم إلى الرخصة ، عليك بكل بيضة صوم أو إطعام مسكين.

[كنز العمال ج 3 ص 53] قال : عن ابن عباس قال : قال علي عليه السلام في بيض النعام يصيبه المحرم : تحمل الفحل على إبلك فاذا تبين لك لقاحها سميت عدد ما أصبت من البيض فقلت : هذا هدي ، وليس عليك ضمانها ، فما صلح من ذلك صلح ، وما فسد فليس عليك كالبيض منه ما يصلح ومنه ما يفسد فتعجب معاوية من قضاء علي عليه السلام (الحديث) قال : أخرجه مسدد.

[الصواعق المحرقة لابن حجر ص 73] قال : إن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم كان جالساً مع جماعة من أصحابه فجاءه خصمان فقال

ص: 303


1- أدحى : بضم الهمزة ، وتكسر أيضاً ثم الدال المهملة الساكنة بعدها الحاء المهملة ثم الياء المشددة ، موضع النعامة الذي تفرخ فيه.

أحدهما يا رسول اللّه إن لي حماراً وإن لهذا بقرة وإن بقرته قتلت حماري ، فبدأ رجل من الحاضرين فقال : لا ضمان على البهائم ، فقال صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : إقض بينهما يا علي ، فقال علي عليه السلام لهما : أكانا مرسلين أم مشدودين أم أحدهما مشدوداً والآخر مرسلاً؟ فقالا : كان الحمار مشدوداً والبقرة مرسلة وصاحبها معها ، فقال عليه السلام : على صاحب البقرة ضمان الحمار فأقر رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم حكمه وأمضى قضاءه ، (أقول) وذكره الشبلنجي أيضاً في نور الأبصار (ص 71).

[الرياض النضرة ج 2 ص 199] قال : وعن الحارث عن علي عليه السلام إنه جاءه رجل بامرأة فقال : يا أمير المؤمنين دلست عليّ هذه وهى مجنونة قال : فصعّد علي عليه السلام بصره وصوبه وكانت امرأة جميلة ، فقال : ما يقول هذا؟ قالت : واللّه يا أمير المؤمنين ما بى جنون ولكنى إذا كان ذلك الوقت غلبتنى غشية ، فقال علي عليه السلام : خذها ويحك وأحسن اليها فما أنت لها بأهل ، قال : أخرجه السلفى.

[نور الأبصار للشبلنجي ص 71] قال : نادرة ، وهي : إن رجلاً تزوج بخنثى لها فرج كفرج النساء وفرج كفرج الرجال وأصدقها جارية كانت له ودخل بالخنثى وأصابها فحملت منه وجاءت بولد ، ثم إن الخنثى وطأت الجارية التي أصدقها لها الرجل فحملت منه الجارية بولد فاشتهرت قصتهما ورفع أمرهما إلى أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ، فسأل عن حال الخنثى فأخبر أنها تحيض وتطأ وتوطأ وتمنى من الجانبين وقد حبلت وأحبلت فصار الناس متحيرى الافهام في جوابها وكيف الطريق إلى حكم قضائها وفصل خطابها ، فاستدعى علي عليه السلام غلامين وأمرهما أن يذهبا إلى هذه الخنثى ويعدا أضلاعها من الجانبين إن كانت متساوية فهي امرأة ، وإن كان الجانب الأيسر أنقص من الجانب الأيمن بضلع واحد فهو رجل ، فذهبا إلى الخنثى كما أمرهما وعدا أضلاعها من الجانبين فوجدا أضلاع الجانب الأيسر أنقص من

ص: 304

أضلاع الجانب الأيمن بضلع ، فجاءا وأخبراه بذلك وشهدا عنده ، فحكم على الخنثى بأنها رجل وفرق بينها وبين زوجها (انتهى) ، ثم شرع الشبلنجي في ذكر دليل ذلك وبين في وجهه خلقة حواء من ضلع آدم فنقص أحد أضلاعه.

ص: 305

بابٌ : في رجوع أبي بكر الى علي عليه السّلام

إن الوقائع التي رجع فيها الخليفة أبو بكر إلى علي عليه السلام في حلها كثيرة ، نذكر لك هاهنا نزراً منها مما ذكره الأعلام في مؤلفاتهم ، منها ما جاء في :

[الرياض النضرة ج 2 ص 224] قال : وعن علي عليه السلام وقد شاوره أبو بكر في قتال أهل الردة بعد أن شاور الصحابة فاختلفوا عليه فقال له : ما تقول يا أبا الحسن؟ فقال : أقول لك إن تركت شيئاً مما أخذ رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم منهم فأنت على خلاف سنة رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ، قال : أما إن قلت ذلك لأقاتلنهم وإن منعوني عقالاً ، أخرجه ابن السمان.

[كنز العمال ج 3 ص 301] قال : عن يحيى بن برهان إن أبا بكر استشار علياً عليه السلام في قتال أهل الردة فقال : إن اللّه جمع الصلاة والزكاة ولا أرضى أن يفرق فعند ذلك قال أبو بكر : لو منعوني عقالاً لقاتلتهم عليه كما قاتلهم عليه رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ، قال : أخرجه مسدد.

ص: 306

[كنز العمال أيضاً ج 3 ص 99] قال : عن محمد بن المنكدر إن خالد ابن الوليد كتب إلى أبي بكر أنه وجد رجل في بعض ضواحي العرب ينكح كما تنكح المرأة وأن أبا بكر جمع لذلك ناسا من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم كان فيهم علي بن أبي طالب عليه السلام أشدهم يومئذٍ قولا فقال : إن هذا ذنب لم تعمل به أمة من الأمم إلا أمة واحدة فصنع بها ما قد علمتم ، أرى أن تحرقوه بالنار ، فكتب اليه أبو بكر أن يحرق بالنار ، قال : أخرجه ابن أبي الدنيا في ذم الملاهي وابن المنذر وابن بشران.

[الرياض النضرة ج 2 ص 195] قال : وعن ابن عمر إن اليهود جاؤوا إلى أبي بكر فقالوا : صف لنا صاحبك فقال : معشر اليهود لقد كنت معه في الغار كأصبعي هاتين ، ولقد صعدت معه جبل حراء وإن خنصري لفى خنصره ، ولكن الحديث عنه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم شديد وهذا على ابن أبي طالب ، فأتوا علياً عليه السلام فقالوا : يا أبا الحسن صف لنا ابن عمك فقال : لم يكن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم بالطويل الذاهب طولاً ، ولا بالقصير المتردد ، كان فوق الربعة ، أبيض اللون مشرباً حمرة جعد الشعر ليس بالقطط يضرب شعره إلى أرنبته ، صلت الجبين ، أدعج العينين ، دقيق المسربة ، براق الثنايا ، أقنى الأنف ، كأن عنقه ابريق فضة ، له شعرات من لبته إلى سرته كانهن قضيب مسك أسود ، ليس في جسده ولا في صدره شعرات غيرهن ، شئن الكف والقدم ، وإذا مشى كانما يتقلع من صخر وإذا التفت التفت بمجامع بدنه ، وإذا قام غمر الناس ، وإذا قعد علا الناس وإذا تكلم أنصت الناس ، وإذا خطب أبكى الناس ، وكان أرحم الناس بالناس لليتيم كالأب الرحيم ، وللأرملة كالريم الكريم ، أشجع الناس ، وأبذلهم كفاً وأصبحهم وجهاً ، لباسه العباء ، وطعامه خبز الشعير ، وأدامه اللبن ، ووساده الأدم محشو بليف النخل ، سريره أم غيلان مرمل بالشريط ، كان له عمامتان إحداهما تدعى السحاب ، والأخرى العقاب ، وكان سيفه ذا الفقار ، ورايته الغراء ، وناقته العضباء ، وبغلته دلدل ، وحماره

ص: 307

يعفور ، وفرسه مرتجز وشاته بركة ، وقضيبه الممشوق ، ولواؤه الحمد وكان يعقل البعير ، ويعلف الناضح ويرقع الثوب ، ويخصف النعل (قال المحب) أخرجه ابن السمان في الموافقة.

[أقول] وجواب أبي بكر في صدر الحديث لليهود - لما قالوا له : صف لنا صاحبك - غريب جداً فانهم قد سألوه أن يصف لهم رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وهو في مقام الجواب أخبرهم عن فضائل نفسه من أنه كان مع النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم في الغار وصعد معه جبل حراء (الخ) وكأنه في ذلك الوقت لم يحضره جواب غير ذلك وأن يرجعهم إلى علي بن أبي طالب عليه السلام واللّه أعلم.

ص: 308

بابٌ : في رجوع عمر إلى علي (عليه السلام) وقوله المعروف : لولا علي لهلك عمر ونحو ذلك

إن رجوع الخليفة عمر بن الخطاب في الوقائع المشكلة إلى علي عليه السلام لا ينكره أحد وهى كثيرة ، نذكر لك هاهنا بعضها :

[صحيح أبي داود ج 28] باب المجنون يسرق أو يصيب حداً (ص 147) روى بسنده عن أبي ظبيان عن ابن عباس قال : أتى عمر بمجنونة قد زنت فاستشار فيها أناساً فأمر بها عمر أن ترجم فمرّ بها على علي بن أبي طالب عليه السلام فقال : ما شأن هذه؟ قالوا : مجنونة بني فلان زنت فأمر بها أن ترجم ، قال : فقال : ارجعوا بها ، ثم أتاه فقال : يا عمر أما علمت أن القلم قد رفع عن ثلاثة عن المجنون حتى يبرأ وعن النائم حتى يستيقظ وعن الصبى حتى يعقل؟ قال : بلى قال : فما بال هذه ترجم؟ قال : لا شيء ، قال : فأرسلهما قال : فجعل يكبر (أقول) ورواه في الباب بطرق أُخر أيضاً ، قال في بعضها : فجعل عمر يكبر.

[وروى البخاري أيضاً جزء منه في صحيحه] في كتاب المحاربين في باب لا يرجم المجنون والمجنونة ، ورواه أحمد بن حنبل أيضاً في مسنده (ج 1 ص 140 وص 154) وقال فيه : فأمر عمر برجمها فانتزعها علي عليه السلام

ص: 309

من أيديهم وردهم فرجعوا إلى عمر فقال : ما ردكم؟ قالوا : ردنا علي ، قال : ما فعل هذا علي إلا لشيء قد علمه ، فأرسل إلى علي عليه السلام فجاء شبه المغضب فقال : ما لك رددت هؤلاء؟ قال : أما سمعت النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول : رفع القلم (وساق الحديث كما تقدم) باختلاف يسير ورواه الدار قطني أيضاً في سننه في كتاب الحدود (ص 346) ، وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 3 ص 95) وقال : أخرجه عبد الرزاق ، وذكره المناوي أيضاً في فيض القدير (ج 4 ص 356) في الشرح قال : وأخرج أحمد إن عمر أمر برجم امرأة فمر بها علي عليه السلام فانتزعها (إلى أن قال) قال : فهذه مبتلاة بني فلان فلعله أتاها وهو بها ، فقال عمر : لولا عليٌ هلك عمر قال المناوي : واتفق له مع أبي بكر نحوه (انتهى) (ويظهر من العسقلاني) في فتح الباري ج 15 ص 131 ان هذا الحديث قد رواه جمع من أئمة الحديث غير من تقدم اسمائهم وانه مروى بطرق عديدة وبالفاظ مختلفة ففى بعضها أتى عمر بمجنونة قد زنت وهى حبلى وفي بعضها قال عمر لعلى (عليه السلام) صدقت فخلى.

[موطأ الإمام مالك بن أنس] في كتاب الأشربة (ص 186) روى بسنده عن ثور بن زيد الديلي إن عمر بن الخطاب استشار في الخمر يشربها الرجل فقال له علي بن أبي طالب عليه السلام : نرى أن يجلد ثمانين فإنه إذا شرب سكر ، وإذا سكر هذى ، وإذا هذى افترى ، (أو كما قال) فجلد عمر في الخمر ثمانين ، (أقول) ورواه الشافعي أيضاً في مسنده في كتاب الأشربة (ص 166) ، وروى الحاكم في مستدرك الصحيحين (ج 4 ص 275) حديثاً طويلاً مسنداً عن ثور بن زيد الديلمي عن عكرمة عن ابن عباس قال في آخره فما ذا ترون؟ فقال علي عليه السلام : نرى أنه إذا شرب سكر ، وإذا سكر هذى وإذا هذى افترى ، وعلى المفترى ثمانون جلدة ، فأمر عمر فجلد ثمانين (ثم قال الحاكم) هذا حديث صحيح الإسناد ، وذكره السيوطي أيضاً في الدر المنثور في ذيل تفسير قوله تعالى : ( يٰا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا اَلْخَمْرُ

ص: 310

وَاَلْمَيْسِرُ ) (الخ) في سورة المائدة ، وقال : أخرجه أبو الشيخ وابن مردويه والحاكم ، وصححه عن ابن عباس (انتهى) ، وروى الدارقطني أيضاً في سننه في كتاب الحدود (ص 346) حديثاً قال في آخره : قال علي عليه السلام : إنه إذا شرب سكر ، وإذا سكر هذى ، وإذا هذى افترى ، وعلى المفترى ثمانون جلدة ، فأمر به عمر فجلد ثمانين ، وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 3 ص 101) نقلاً عن كتاب ابن وهب وعن ابن جرير بطريقين.

[مستدرك الصحيحين ج 4 ص 375] روى بسنده عن وبرة الكلبي قال : أرسلني خالد بن الوليد إلى عمر فأتيته وهو في المسجد معه عثمان بن عفان وعلي عليه السلام وعبد الرحمان بن عوف وطلحة والزبير متكىء معه في المسجد فقلت : إن خالد بن الوليد أرسلنى اليك وهو يقرأ عليك السلام ويقول : إن الناس قد انهمكوا في الخمر وتحاقروا العقوبة فقال عمر : هم هؤلاء عندك فسلهم ، فقال علي عليه السلام : نراه إذا سكر هذى ، وإذا هذى افترى وعلى المفترى ثمانون ، فقال عمر : أبلغ صاحبك ما قال ، فجلد خالد ثمانين (الحديث) قال الحاكم : هذا حديث صحيح الإسناد.

[أقول] ورواه الطحاوي أيضاً في شرح معانى الآثار (ج 2 ص 88) بطريقين وقال في صدره : إن أبا بكر كان يجلد في الشراب أربعين ، وكان عمر يجلد فيها أربعين ، قال : فبعثني خالد بن الوليد إلى عمر بن الخطاب (وساق الحديث إلى آخره) كما تقدم ، ورواه الدار قطني أيضاً في سننه في كتاب الحدود (ص 346)

[فتح البارى] في شرح البخاري ج 15 ص 73 (قال) اخرج الطبراني والطحاوي والبيهقي من طريق اسامة بن زيد عن الزهري عن حميد بن عبد الرحمان ان رجلاً من بني كلب يقال له ابن دبرة اخبره ان ابا بكر كان يجلد في الخمر اربعين وكان عمر يجلد فيها اربعين قال فبعثنى خالد بن الوليد الى عمر فقلت ان الناس قد انهمكوا في الخمر واستخفوا العقوبة فقال عمر لمن حوله ما ترون قال ووجدت عنده علياً (عليه السلام) وطلحه والزبير وعبد الرحمن بن

ص: 311

عوف في المسجد فقال على (عليه السلام) نرى ان تجعله ثمانين فإنه اذا شرب سكر واذا سكر هذى واذا هذى افترى فجلد عمر في الخمر ثمانين. (وقال) في ص 74 اخرج عبد الرزاق عن معمر عن ايوب عن عكرمة ان عمر شاور الناس في الخمر فقال له على (عليه السلام) ان السكران اذا سكر هذى (الحديث).

[مستدرك الصحيحين ج 1 ص 400] روى بسنده عن حارثة بن مضرب قال : جاء ناس من أهل الشام إلى عمر فقالوا : إنا قد أصبنا أموالاً خيلاً ورقيقاً نحب أن يكون لنا فيها زكاة وطهور ، قال : ما فعله صاحباي قبلي فأفعله فاستشار عمر علياً عليه السلام في جماعة من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ، فقال علي عليه السلام : هو حسن إن لم يكن جزية يؤخذون بها راتبة (قال الحاكم) هذا حديث صحيح الإسناد.

[أقول] ورواه الطحاوي أيضاً في شرح معاني الآثار في كتاب الزكاة في باب الحيل السائمة وقال فيه : فأخذ من كل عبد عشرة ومن كل فرس عشرة ومن كل هجين ثمانية ومن كل برذون أو بغل خمسة دراهم في السنة.

[مستدرك الصحيحين ج 1 ص 457] روى بسنده عن أبي سعيد الخدري قال : حججنا مع عمر بن الخطاب فلما دخل الطواف استقبل الحجر فقال : إني أعلم أنك حجر لا تضر ولا تنفع ولولا إني رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قبّلك ما قبلتك ثم قبّله ، فقال له علي بن أبي طالب عليه السلام : بلى يا عمر إنه يضر وينفع قال : بم؟ قال : بكتاب اللّه تبارك وتعالى ، قال : وأين ذلك من كتاب اللّه؟ قال : قال اللّه عز وجل : ( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلىٰ أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قٰالُوا بَلىٰ ) خلق اللّه آدم ومسح على ظهره فقرّرهم بأنه الرب وأنهم العبيد وأخذ عهودهم ومواثيقهم ، وكتب ذلك في رق ، وكان لهذا الحجر عينان ولسان فقال له : إفتح فاك قال : ففتح فاه فألقمه ذلك الرق وقال : إشهد لمن وافاك بالموافاة يوم القيامة ، وإني أشهد لسمعت رسول اللّه صلى اللّه

ص: 312

عليه (وآله) وسلم يقول : يؤتى يوم القيامة بالحجر الأسود له لسان ذلق يشهد لمن استلمه بالتوحيد ، فهو يا عمر يضر وينفع ، فقال عمر : أعوذ باللّه أن أعيش في قوم لست فيهم يا أبا حسن.

[أقول] وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 3 ص 35) وقال : أخرجه الهندي في فضائل مكة ، وأخرجه أبو الحسن القطان في المطولات والحاكم في المستدرك ، وعبد الرزاق في الجامع (انتهى) ثم إنه زاد على المذكورين في الدر المنثور في ذيل تفسير قوله تعالى : ( وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ ) (الخ) في سورة الأنعام شخصاً واحداً فقال : والبيهقي في شعب الإيمان (انتهى) ، وذكره الفخر الرازي أيضاً مختصراً في تفسيره الكبير في ذيل تفسير قوله تعالى ( وَاَلتِّينِ وَاَلزَّيْتُونِ وَطُورِ سِينِينَ وَهٰذَا اَلْبَلَدِ اَلْأَمِينِ ) وقال في آخره : قال عمر : لا بقيت في قوم لست فيهم يا أبا الحسن ، وقال المناوي في فيض القدير (ج 3 ص 46) في الشرح ما هذا لفظه : وصح عنه - أي عن عمر - من طرق أنه كان يتعوذ من قوم ليس هو - يعني علياً - فيهم.

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 14] روى بسنده عن سعيد بن المسيب يقول : جمع عمر الناس فسألهم من أي يوم يكتب التاريخ فقال علي ابن أبي طالب عليه السلام من يوم هاجر رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وترك أرض الشرك ففعله عمر ، قال الحاكم : هذا حديث صحيح الإسناد (انتهى) ، (أقول) ورواه ابن جرير أيضاً في تاريخه (ج 2 ص 112 وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 5 ص 244) مرتين قال : في إحداهما : أخرجه البخاري في تاريخه الصغير والحاكم في مستدركه ، وقال في ثانيتهما : عن ابن المسيب قال : أول من كتب التاريخ عمر لسنتين ونصف من خلافته فكتب لست عشرة من الهجرة بمشورة علي بن أبي طالب عليه السلام ، وقال أيضاً : أخرجه البخاري في تاريخه والحاكم في مستدركه.

[سنن البيهقي ج 6 ص 123] روى بسنده عن الحسن يقول : إن عمر

ص: 313

بلغه أن امرأة بغية يدخل عليها الرجال فبعث اليها رسولاً فأتاها الرسول فقال : أجيبي أمير المؤمنين ففزعت فزعاً فوقعت الفزعة في رحمها فتحرك ولدها فخرجت فأخذها المخاض فألقت غلاماً جنيناً ، فأتى عمر بذلك فأرسل إلى المهاجرين فقص عليهم أمرها فقال : ما ترون؟ فقالوا : ما نرى عليك شيئاً يا أمير المؤمنين إنما أنت معلم ومؤدب ، وفي القوم علي عليه السلام وعلي ساكت قال : فما تقول أنت يا أبا الحسن؟ قال : أقول : إن كانوا قاربوك في الهوى فقد أثموا وإن كان هذا جهد رأيهم فقد أخطأوا وأرى عليك الدية (إلى أن قال) قال - يعني عمر - صدقت (الحديث).

[سنن البيهقي ج 7 ص 343] روى بسنده عن أبي الحلال العتكي قال : جاء رجل إلى عمر بن الخطاب فقال : إنه قال لامرأته : حبلك على غاربك ، فقال له عمر : واف معنا الموسم فأتاه الرجل في المسجد الحرام فقص عليه القصة ، فقال : ترى ذلك الأصلع يطوف بالبيت ، إذهب اليه فسله ثم ارجع فأخبرنى بما رجع اليك ، قال : فذهب اليه فاذا هو علي عليه السلام فقال : من بعثك إلي؟ فقال : أمير المؤمنين قال : إنه قال لامرأته : حبلك على غاربك ، فقال : استقبل البيت واحلف باللّه ما أردت طلاقاً ، فقال الرجل : وأنا أحلف باللّه ما أردت إلا الطلاق فقال : بانت منك امرأتك.

[سنن البيهقي ج 7 ص 442] روى بسنده عن الشعبي قال : أتى عمر ابن الخطاب بامرأة تزوجت في عدتها فأخذ مهرها فجعله في بيت المال وفرق بينهما وقال : لا يجتمعان وعاقبهما قال : فقال علي عليه السلام : ليس هكذا ولكن هذه الجهالة من الناس ، ولكن يفرق بينهما ثم تستكل ، بقية العدة من الأول ثم تستقبل عدة أخرى وجعل لها على المهر بما استحل من فرجها قال : فحمد اللّه عمر وأثنى عليه ثم قال : يا أيها الناس ردوا الجهالات إلى السنة.

[أقول] وذكره المحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة (ج 2 ص 196) وقال : عن مسروق إن عمر أتى بامرأة قد نكحت في عدتها ففرق بينهما وجعل مهرها في بيت المال وقال : لا يجتمعان أبداً فبلغ علياً عليه السّلام فقال : إن

ص: 314

كان جهلا فلها المهر بما استحل من فرجها ويفرق بينهما فاذا انقضت عدتها فهو خاطب من الخطاب ، فخطب عمر وقال : ردوا الجهالات إلى السنة ، فرجع إلى قول علي عليه السلام ، قال المحب : أخرجه ابن السمان في الموافقة.

[سنن البيهقي ج 7 ص 442] روى بسنده عن أبي الأسود الدئلى : إن عمر أتى بامرأة قد ولدت لستة أشهر فهمّ برجمها فبلغ ذلك علياً عليه السلام فقال : ليس عليها رجم فبلغ ذلك عمر (إلى أن قال) فسأله فقال : (والوالدات يرضعن أولادهن حولين كاملين لمن أراد أن يتم الرضاعة) ، وقال : (حمله وفصاله ثلاثون شهراً) فستة أشهر حمله وحولان تمام رضاعه لا حدّ عليها (أو قال : لا رجم عليها) قال : فخلى عنها ، (أقول) ورواه بطريق آخر أيضاً عن أبي الأسود ثم قال : وكذلك روى عن الحسن مرسلا (انتهى) وذكره المحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة (ج 2 ص 194) وقال فيه : فترك عمر رجمها وقال : لولا علي لهلك عمر ، قال : أخرجه العقيلى وأخرجه ابن السمان (انتهى) ، وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 3 ص 96) وقال : أخرجه عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وابن أبي حاتم ، وذكره أيضاً في (ج 3 ص 228) وقال : أخرجه عبد الرزاق عن قتادة ، ثم ذكره (في ص 228) ثانياً وقال : عن قتادة عن أبي حرب بن الأسود الدؤلى عن أبيه قال : رفع إلى عمر امرأة ولدت لستة أشهر فأراد عمر أن يرجمها فجاءت أختها إلى علي بن أبي طالب عليه السلام فقالت : إن عمر يرجم أختى فأنشدك اللّه إن كنت تعلم أن لها عذراً لما أخبرتنى به فقال علي عليه السلام : إن لها عذراً فكبرت تكبيرة سمعها عمر ومن عنده ، فانطلقت إلى عمر فقالت : إن علياً عليه السلام زعم أن لأختى عذرا. فأرسل عمر إلى علي عليه السلام ما عذرها؟ قال : إن اللّه عز وجل يقول : ( وَاَلْوٰالِدٰاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلاٰدَهُنَّ حَوْلَيْنِ كٰامِلَيْنِ ) وقال : ( حمله وفصاله ثلاثون شهرا ) فالحمل ستة أشهر والفصال أربعة وعشرون ، فخلى عمر سبيلها ، قال : ثم إنها ولدت بعد ذلك لستة أشهر ، قال أيضاً : أخرجه عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر (انتهى) ، وقال ابن عبد البر في استيعابه (ج 2 ص 461) وقال - أي عمر -

ص: 315

في المجنونة التي أمر برجمها وفي التي وضعت لستة أشهر : فأراد عمر رجمها فقال له علي عليه السلام : إن اللّه تعالى يقول : ( وَحَمْلُهُ وَفِصٰالُهُ ثَلاٰثُونَ شَهْراً ) (الخ) ، وقال له : إن اللّه رفع القلم عن المجنون (الخ) ، فكان عمر يقول : لولا علي لهلك عمر.

[طبقات ابن سعد ج 2 القسم 2 ص 102] روى بسنده عن سعيد ابن المسيب قال : خرج عمر بن الخطاب على أصحابه يوماً فقال : أفتوني في شيء صنعته اليوم فقالوا : ما هو يا أمير المؤمنين؟ قال : مرت بى جارية لي فأعجبتني فوقعت عليها وأنا صائم ، قال : فعظم عليه القوم وعلي عليه السلام ساكت ، فقال : ما تقول يابن أبي طالب؟ فقال : جئت حلالاً ويوماً مكان يوم فقال : أنت خيرهم فتوى.

[أقول] وذكره الدارقطني أيضاً في سننه في كتاب الصائم باب القبلة للصائم (ص 238).

[الطبقات أيضاً ج 3 القسم 1 ص 221] روى بسنده عن أبي إمامة ابن سهل بن حنيف قال : مكث عمر زماناً لا يأكل من المال شيئاً حتى دخلت عليه في ذلك حصاصة وأرسل إلى أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فاستشارهم فقال : قد شغلت نفسي في هذا الأمر فما يصلح لي منه؟ فقال عثمان ابن عفان : كل وأطعم ، قال : وقال ذلك سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل وقال لعلي عليه السلام : ما تقول أنت في ذلك؟ قال : غداءً وعشاءً قال : فأخذ عمر بذلك ؛ (أقول) ورواه أيضاً في الصفحة المتقدمة بسنده عن سعيد ابن المسيب باختلاف في اللفظ فقال : إن عمر استشار أصحاب النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فقال : واللّه لأطوقنكم من ذلك طوق الحمامة ما يصلح لي من هذا المال؟ فقال علي عليه السلام : غداءً وعشاءً ، قال : صدقت.

[الطبقات أيضاً ج 2 القسم 2 ص 102] روى بسنده عن سعيد بن المسيب قال : كان عمر يتعوذ باللّه من معضلة ليس فيها أبو حسن ، (أقول)

ص: 316

وذكره ابن الأثير أيضاً في أُسد الغابة (ج 4 ص 22) وابن حجر أيضاً في إصابته (ج 4 القسم 1 ص 270) وفي تهذيب التهذيب (ج 7 ص 327) وذكره ابن عبد البر أيضاً في استيعابه (ج 2 ص 461) ، والمتقي أيضاً في كنز العمال (ج 5 ص 241) قال : أخرجه ابن سعد والمروزي في العلم.

[شرح معاني الآثار للطحاوى ج 2 في كتاب القضاء ص 294] روى بسنده عن سماك عن مولى لبني مخزومة قال : وقع رجلان على جارية في طهر واحد فعلقت الجارية فلم يدر من أيهما هو فأتيا عمر يختصمان في الولد فقال عمر : ما أدري كيف أقضى في هذا فأتيا علياً فقال : هو بينكما يرثكما وترثانه وهو للباقي منكما ، قال الطحاوى : وبهذا نأخذ وهو قول أبي حنيفة وأبي يوسف ومحمد (انتهى) وروى أيضاً في باب القبلة للصائم بسنده عن أبي حيان التيمى عن أبيه قال : سأل عمر بن الخطاب علي بن أبي طالب عليه السلام عن قبلة الصائم ، فقال علي عليه السلام : يتقي اللّه ولا يعود ، فقال عمر : إن كانت هذه قريبة من هذه.

[شرح معانى الآثار أيضاً ج 2 في كتاب الحدود ص 88] روى بسنده عن أبي عبد الرحمن السلمي عن علي عليه السلام قال : شرب نفر من أهل الشام الخمر وعليهم يومئذٍ يزيد بن أبي سفيان وقالوا : هي حلال وتأولوا ( لَيْسَ عَلَى اَلَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا اَلصّٰالِحٰاتِ جُنٰاحٌ فِيمٰا طَعِمُوا ) الآية فكتب فيهم إلى عمر فكتب عمر أن أبعث بهم إليَّ قبل أن يفسدوا من قبلك فلما قدموا على عمر استشار فيهم الناس فقالوا : يا أمير المؤمنين نرى أنهم قد كذبوا على اللّه وشرعوا في دينهم ما لم يأذن به اللّه فاضرب أعناقهم ، وعلي عليه السلام ساكت فقال : ما تقول يا أبا الحسن فيهم؟ قال : أرى أن تستتيبهم فان تابوا ضربتهم ثمانين ثمانين لشربهم الخمر ، وإن لم يتوبوا ضربت أعناقهم فانهم قد كذبوا على اللّه وشرعوا في دينهم ما لم يأذن به اللّه فاستتابهم فتابوا فضربهم ثمانين ثمانين (اقول) وذكره العسقلاني أيضاً في فتح الباري ج 15 ص 74 وقال اخرجه ابن أبي شيبه (وذكره) السيوطي أيضاً في الدر المنثور في ذيل تفسير

ص: 317

قوله تعالى : ( يٰا أَيُّهَا اَلَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا اَلْخَمْرُ وَاَلْمَيْسِرُ ) الخ ، في سورة المائدة وقال : أخرجه ابن أبي شيبة وابن المنذر ، وقال في آخره فقال - يعني عمر - لعلي عليه السلام : ما ترى؟ قال : أرى أنهم شرعوا في دين اللّه ما لم يأذن اللّه فيه فان زعموا أنها حلال فأقتلهم فقد أحلوا ما حرم اللّه ، وإن زعموا أنها حرام فاجلدهم ثمانين ثمانين ، فقد افتروا على اللّه الكذب وقد أخبرنا اللّه بحد ما يفترى به بعضنا على بعض قال : فجلدهم ثمانين ثمانين.

[الاستيعاب لابن عبد البر ج 2 ص 463] قال : وروى عبد الرحمن ابن أذينة العبدى عن أبيه أذينة بن سلمة العبدى قال : أتيت عمر بن الخطاب فسألته من أين أعتمر؟ فقال : إئت علياً فأسأله ، قال ابن عبد البر (إلى آخر الحديث) وفيه قال عمر : ما أجد لك إلا ما قال علي ، (أقول) وذكره المحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة (ج 2 ص 195) وقال : أخرجه أبو عمر وابن السمان في الموافقة.

[السيوطى في الدر المنثور] في ذيل تفسير قوله تعالى : ( فَأَمَّا اَلَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مٰا تَشٰابَهَ مِنْهُ اِبْتِغٰاءَ اَلْفِتْنَةِ وَاِبْتِغٰاءَ تَأْوِيلِهِ ) ، في سورة آل عمران ، قال : وأخرج نصر في الحجة عن أبي هريرة قال : كنا عند عمر ابن الخطاب إذ جاء رجل يسأله عن القرآن أمخلوق هو أو غير مخلوق فقام عمر فأخذ بمجامع ثوبه حتى قاده إلى علي بن أبي طالب عليه السلام فقال : يا أبا الحسن أما تسمع ما يقول هذا؟ قال : وما يقول؟ قال : جاءني يسأل عن القرآن أمخلوق هو أو غير مخلوق ، فقال علي عليه السلام : هذه كلمة وسيكون لها ثمرة لو وليت من الأمر ما وليت ضربت عنقه.

[أقول] وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 1 ص 229) وقال : وستكون لها عزة بدل قوله ثمرة.

[كنز العمال ج 2 ص 221] قال : عن أنس بن مالك إن أعرابياً جاء بإبل له يبيعها فأتاه عمر يساومه بها فجعل عمر ينخس بعيراً بعيراً يضربه برجله

ص: 318

ليبعث البعير لينظر كيف قواده فجعل الأعرابي يقول : خل إبلى لا أباً لك فجعل عمر لا ينهاه قول الأعرابي أن يفعل ذلك ببعير بعير فقال الأعرابي لعمر : إني لأظنك رجلاً سوءً فلما فرغ منها اشتراها فقال : سقها وخذ أثمانها فقال الأعرابي : حتى أضع عنها أحلاسها وأقتابها فقال عمر : اشتريتها وهى عليها فهى لي كما اشتريتها ، قال الأعرابي : أشهد أنك رجل سوء فبينما هما يتنازعان إذ أقبل علي عليه السلام فقال عمر : ترضى بهذا الرجل بيني وبينك فقال الأعرابي : نعم فقصا على علي عليه السلام قصتهما ، فقال علي عليه السلام : يا عمر إنك إن شرطت عليه أحلاسها وأقتابها فهى لك كما اشترطت وإلا فالرجل يزين سلعته بأكثر من ثمنها ، فوضع عنها أحلاسها وأقتابها فساقها فدفع اليه عمر الثمن ، قال : أخرجه البيهقي في السنن الكبرى.

[كنز العمال أيضاً ج 3 ص 53] قال : عن محمد بن الزبير قال : دخلت مسجد دمشق فاذا بشيخ قد التفت ترقوتاه من الكبر فقلت له : يا شيخ من أدركت؟ قال : النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قلت : فما غزوت؟ قال : اليرموك قلت : حدثني بشيء سمعته قال : خرجت مع فتية من عك والأشعريين حجاجاً فأصبنا بيض نعام فذكرنا ذلك لأمير المؤمنين عمر بن الخطاب فأدبر وقال : أتبعوني حتى انتهى إلى حجر رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فضرب في حجرة منها فأجابته امرأة فقال : أثم أبو حسن فقالت : لا ، هو في المقتاة (1) فأدبر وقال : اتبعونى حتى أنتهى اليه فقال : مرحباً يا أمير المؤمنين قال : إن هؤلاء فتية من عك والأشعريين أصابوا بيض نعام وهم محرمون قال : ألا أرسلت إليّ؟ قال : أنا أحق باتيانك قال : يضربون الفحل قلائص أبكاراً بعدد البيض فما نتج منها أهدوه ، قال : فإن

ص: 319


1- المقتاة : المزرعة التي بزرع فيها القت ، وهو نبات معروف.

الإبل تخدج (1) قال علي عليه السلام : والبيض يمرق (2)فلما أدبر قال : اللّهم لا تنزل بي شدة إلا وأبو الحسن إلى جنبي ، قال : أخرجه ابن عساكر ، (أقول) وذكره المحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة (ج 2 ص 194) وقال : أخرجه ابن البخترى.

[كنز العمال ج 3 ص 179] قال : عن ابن عباس قال : وردت على عمر بن الخطاب واردة قام منها وقعد وتغير وتربد وجمع لها أصحاب النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فعرضها عليهم وقال : أشيروا علي فقالوا جميعاً : يا أمير المؤمنين أنت المفزع وأنت المنزع ، فغضب عمر وقال : اتقوا اللّه وقولوا قولاً سديداً يصلح لكم أعمالكم ، فقالوا : يا أمير المؤمنين ما عندنا مما تسأل عنه شيء فقال : أما واللّه إني لأعرف أبا بجدتها وابن نجدتها ، وأين مفزعها وأين منزعها ، فقالوا : كأنك تعني ابن أبي طالب ، فقال عمر : للّه هو وهل طفحت حرة بمثله وأبرعته ، انهضوا بنا اليه فقالوا : يا أمير المؤمنين أتصير اليه يأتيك ، فقال : هيهات هناك شجنة (3)من بني هاشم وشجنة من الرسول وأثرة من علم يؤتى لها ولا يأتي ، في بيته يؤتى الحكم (4)فعطفوا نحوه فالفوه في حائط له وهو يقرأ ( أَيَحْسَبُ اَلْإِنْسٰانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدىً ) ويرددها ويبكي فقال عمر لشريح : حدّث أبا حسن بالذى حدثتنا به ، فقال شريح : كنت في

ص: 320


1- خدجت الناقة تخدج - بالكسر - فهي خادج والولد خديج بوزن قتيل : إذا ألقته قبل تمام الأيام وإن كان تام الخلق ، وفي الحديث «كل صلاة لا يقرأ فيها بأم الكتاب فهي خداج» أي نقصان.
2- مرقت البيضة : فسدت فصارت ماء.
3- يقال : بينى وبينه شجنة - بكسر الشين المعجمة - أي قرابة مشتبكة. وفي الحديث «الرحم شجنة من اللّه تعالى» أي الرحم مشتقة من الرحمن. والمعنى إنها قرابة من اللّه تعالى مشتبكة كأشتباك العروق.(مختار الصحاح).
4- الحكم : بفتحتين الحاكم : وفي المثل المشهور (في بيته يؤتى الحكم) قاله الميداني.

مجلس الحكم فأتى هذا الرجل فذكر أن رجلاً أودعه امرأتين حرة مهيرة وأم ولد فقال له : أنفق عليهما حتى أقدم ، فلما كان في هذه الليلة وضعتا جميعاً إحداهما إبناً والأخرى بنتاً وكلتاهما تدعى الإبن وتنفي البنت من أجل الميراث فقال له : بم قضيت بينهما؟ فقال شريح : لو كان عندي ما أقضي به بينهما لم آتكم بهما ، فأخذ علي عليه السلام نبتة من الأرض فرفعها فقال : إن القضاء في هذا أيسر من هذه ثم دعا بقدح فقال لإحدى المرأتين : أحلبي فحلبت فوزنه ثم قال للأخرى : أحلبي فحلبت فوزنه فوجده على النصف من لبن الأولى فقال لها : خذي أنت ابنتك ، وقال للأخرى : خذى أنت ابنك ، ثم قال لشريح : أما علمت أن لبن الجارية على النصف من لبن الغلام ، وأن ميراثها نصف ميراثه ، وأن عقلها نصف عقله ، وأن شهادتها نصف شهادته ، وأن ديتها نصف ديته ، وهي على النصف في كل شيء ، فأعجب به عمر إعجاباً شديداً ثم قال : أبا حسن لا أبقاني اللّه لشدة لست لها ولا في بلد لست فيه (قال) أخرجه أبو طالب علي بن أحمد الكاتب في جزء من حديثه.

[كنز العمال أيضاً ج 3 ص 179] قال : عن سعيد بن جبير قال : أتي عمر بن الخطاب بامرأة وقد ولدت ولداً له خلقتان بدنان وبطنان وأربع أيد ورأسان وفرجان ، هذا في النصف الأعلى ، وأما في الأسفل فله فخذان وساقان ورجلان مثل سائر الناس ، فطلبت المرأة ميراثهما من زوجها وهو أبو ذلك الخلق العجيب ، فدعا عمر بأصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فشاورهم فلم يجيبوا فيه بشيء ، فدعا علي بن أبي طالب عليه السلام فقال علي عليه السلام : إن هذا أمر يكون له نبأ فأحبسها وأحبس ولدها وأقبض ما لهم وأقم لهم من يخدمهم وأنفق عليهم بالمعروف ، ففعل عمر ذلك ثم ماتت المرأة وشب الخلق وطلب الميراث فحكم له علي عليه السلام بأن يقام له خادم خصي يخدم فرجيه ويتولى منه ما تتولى الأمهات مما لا يحل لأحد سوى الخادم ، ثم إن أحد البدنين طلب النكاح فبعث عمر إلى علي عليه السلام فقال له : يا أبا الحسن ما تجد في أمر هذين ، إن اشتهى أحدهما شهوة خالفه الآخر

ص: 321

وإن طلب الآخر حالة طلب الذي يليه ضدها ، حتى أنه في ساعتنا هذه طلب أحدهما الجماع ، فقال علي عليه السلام : اللّه أكبر إن اللّه أحلم وأكرم من أن يري عبداً أخاه وهو يجامع أهله ولكن عللوه ثلاثاً فان اللّه سيقضي قضاء فيه ما طلب هذا إلا عند الموت ، فعاش بعدها ثلاثة أيام ومات ، فجمع عمر أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فشاورهم فيه ، قال بعضهم : إقطعه حتى يبين الحي من الميت وتكفنه وتدفنه. فقال عمر : إن هذا الذي أشرتم لعجيب أنقتل حياً لحال ميت وضج الجسد الحي فقال : اللّه حسبكم تقتلوني وأنا أشهد أن لا إله إلا اللّه وأن محمداً رسول اللّه وأقرأ القرآن فبعث إلى علي عليه السلام فقال : يا أبا الحسن احكم بين هذين الخلقين ، فقال علي عليه السلام : الأمر فيه أوضح من ذلك وأسهل وأيسر ، الحكم أن تغسلوه وتكفنوه وتدعوه مع ابن أمه يحمله الخادم إذا مشى فيعاون عليه أخاه فاذا كان بعد ثلاث جف فأقطعوه جافاً ويكون مرضعه حياً لا يألم فإنى أعلم أن اللّه لا يبقي الحي بعده أكثر من ثلاث يتأذى برائحة نتنه وجيفته ، ففعلوا ذلك فعاش الآخر ثلاثة أيام ومات ، فقال عمر : يابن أبي طالب فما زلت كاشف كل شبهة ، وموضح كل حكم (قال) أخرجه أبو طالب علي بن أحمد الكاتب وقال أيضاً : رجاله ثقات.

[كنز العمال أيضاً ج 4 ص 223] قال : عن القاسم بن أبي إمامة قال : صلى عمر بالناس وهو جنب فأعاد ولم يعد الناس فقال له علي عليه السلام : قد كان ينبغي لمن صلى معك أن يعيدوا ، فرجعوا إلى قول علي عليه السلام قال القاسم : وقال ابن مسعود مثل قول علي عليه السلام ، قال : أخرجه عبد الرزاق والبيهقي.

[كنز العمال أيضاً ج 6 ص 406] قال : عن ابن عمر قال : قال عمر بن الخطاب لعلى بن أبي طالب عليه السلام : يا أبا الحسن ربما شهدت وغبنا ، ثلاث أسألك عنهن هل عندك منهن علم؟ قال علي عليه السلام : وما هن؟ قال : الرجل يحب الرجل ولم ير منه خيراً ، والرجل يبغض الرجل ولم ير منه

ص: 322

شراً ، قال علي عليه السلام : نعم ، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : إن الأرواح في الهواء جنود مجندة تلتف حسام فما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف ، قال : واحدة ، والرجل يتحدث بالحديث نسيه وذكره ، قال علي عليه السلام : سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول : ما من القلوب قلب إلا وله سحابة كسحابة القمر بينا القمر يضيء إذ علته سحابة فأظلم إذ تجلت ، قال عمر : اثنتان ، والرجل يرى الرؤيا فمنها ما تصدق ، ومنها ما تكذب ، قال : نعم سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول : ما من عبد ولا أمة ينام فيستثقل نوماً إلا يعرج بروحه في العرش فالتي لا تستيقظ إلا عند العرش فتلك الرؤيا التي تصدق والتى تستيقظ دون العرش فهي الرؤيا التي تكذب ، فقال عمر : ثلاث كنت في طلبهن فالحمد للّه الذي أصبتهن قبل الموت (قال) أخرجه الطبراني في الأوسط والديلمي.

[الرياض النضرة ج 2 ص 170] قال : وعن عمر وقد نازعه رجل في مسألة فقال : بينى وبينك هذا الجالس - وأشار إلى علي بن أبي طالب عليه السّلام - فقال الرجل : هذا الأبطن ، فنهض عمر عن مجلسه وأخذ بتلبيبه حتى شاله من الأرض ثم قال : أتدرى من صغرت؟ مولاي ومولى كل مسلم ، قال : خرجه ابن السمان.

[الرياض النضرة أيضاً ج 2 ص 195] قال : وعن زيد بن على عن أبيه عن جده قال : أتي عمر بامرأة حامل قد اعترفت بالفجور فأمر برجمها فتلقاها علي عليه السلام فقال : ما بال هذه؟ فقالوا : أمر عمر برجمها فردها علي عليه السلام وقال : هذا سلطانك عليها فما سلطانك على ما في بطنها؟ ولعلك انتهرتها أو أخفتها ، قال : قد كان ذلك قال : أو ما سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال : لاحد على معترف بعد بلاء؟ إنه من قيد أو حبس أو تهدد فلا إقرار له فخلى سبيلها ، قال : أخرجه ابن السمان في الموافقة

ص: 323

[الرياض النضرة أيضاً ج 2 ص 196] قال : وعن عبد الرحمن السلمي قال : أتى عمر بامرأة أجهدها العطش فمرت على راعٍ فاستسقته فأبى أن يسقيها إلا أن تمكنه من نفسها ففعلت ، فشاور الناس في رجمها فقال له علي عليه السلام : هذه مضطرة إلى ذلك فخل سبيلها ففعل ، قال : أخرجه ابن السمان في الموافقة.

[الرياض النضرة أيضاً ج 2 ص 197] قال : وعن حنش بن المعتمر إن رجلين أتيا امرأة من قريش فاستودعاها مائة دينار وقالا : لا تدفعيها إلى أحد منا دون صاحبه حتى نجتمع ، فلبثا حولاً ثم جاء أحدهما اليها وقال : إن صاحبي قد مات فادفعي إلي الدنانير فأبت فثقل عليها باهلها فلم يزالوا بها حتى دفعتها اليه ، ثم لبثت حولاً آخر فجاء الآخر فقال : أدفعي إليَّ الدنانير فقالت : إن صاحبك جاءنى وزعم أنك قد مت فدفعتها اليه ، فاختصما إلى عمر فأراد أن يقضي عليها (وروى) أنه قال لها : ما أراك إلا ضامنة ، فقالت : أنشدك اللّه أن تقضى بيننا وارفعنا إلى علي بن أبي طالب (عليه السلام) فرفعها إلى على (عليه السلام) وعرف أنهما قد مكرا بها فقال : أليس قلتما لا تدفعيها إلى واحد منا دون صاحبه؟ قال : بلى ، قال : فان مالك عندنا إذهب فجىء بصاحبك حتى ندفعها اليكما (قال) أخرجه ابن السمان في الموافقة.

[الرياض النضرة أيضاً ج 2 ص 197] قال : وعن موسى بن طلحة إن عمر اجتمع عنده مال فقسمه ففضلت منه فضلة فاستشار أصحابه في ذلك الفضل فقالوا : نرى أن تمسكه فان احتجت إلى شيء كان عندك ، وعلي عليه السلام في القوم لا يتكلم فقال عمر : مالك لا تتكلم يا علىّ؟ قال : قد أشار عليك القوم قال : وأنت فأشر قال : فانى أرى أن تقسمه ففعل (قال) أخرجه ابن السمان في الموافقة.

[الرياض النضرة أيضاً ج 2 ص 197] قال : وعن أبي سعيد الخدري

ص: 324

سمع عمر يقول لعلي عليه السلام - وقد سأله عن شيء فأجابه - أعوذ باللّه أن أعيش في قوم لست فيهم يا أبا الحسن ، قال : أخرجه ابن السمان في الموافقة (أقول) وذكره المناوي أيضاً في فيض القدير (ج 4 ص 356) في الشرح وقال : أخرجه الدار قطني (ثم قال) وفي رواية : لا أبقاني اللّه بعدك يا عليٌ (انتهى) وذكره ابن حجر أيضاً في صواعقه (ص 107) وقال أيضاً : أخرجه الدار قطني.

[الرياض النضرة أيضاً ج 2 ص 197] قال : وعن يحيى بن عقيل قال : كان عمر يقول لعلي عليه السلام - إذا سأله ففرج عنه - لا أبقاني اللّه بعدك يا علي ، قال : أخرجه ابن السمان في الموافقة.

[نور الأبصار للشبلنجى ص 171] قال : وروي أن رجلاً إني به إلى عمر بن الخطاب وكان صدر منه أنه قال لجماعة من الناس - وقد سألوه كيف أصبحت - قال : أصبحت أحب الفتنة ، وأكره الحق ، وأصدق اليهود والنصارى ، وأؤمن بما لم أره ، وأقر بما لم يخلق ، فأرسل عمر إلى علي عليه السلام فلما جاءه أخبره بمقالة الرجل فقال : صدق يحب الفتنة قال اللّه تعالى : ( إِنَّمٰا أَمْوٰالُكُمْ وَأَوْلاٰدُكُمْ فِتْنَةٌ ) ويكره الحق يعني الموت ، قال اللّه تعالى : ( وَجٰاءَتْ سَكْرَةُ اَلْمَوْتِ بِالْحَقِّ ) ويصدق اليهود والنصارى ، قال اللّه تعالى : ( وَقٰالَتِ اَلْيَهُودُ لَيْسَتِ اَلنَّصٰارىٰ عَلىٰ شَيْءٍ وَقٰالَتِ اَلنَّصٰارىٰ لَيْسَتِ اَلْيَهُودُ عَلىٰ شَيْءٍ ) ويؤمن بما لم يره ، يؤمن باللّه عز وجل ويقر بما لم يخلق ، يعني الساعة فقال عمر : أعوذ باللّه من معضلة لا علي بها «فتح الباري» في شرح البخاري ج 17 ص 105 (قال) وفي كتاب النوادر للحميدى والطبقات لمحمد بن سعد من رواية سعيد بن المسيب قال كان عمر يتعوذ باللّه من معضلة ليس لها ابو الحسن يعني علي بن ابي طالب (عليه السلام).

[الثعلبي في قصص الأنبياء ص 566] في تفسير قوله تعالى : ( إِذْ أَوَى اَلْفِتْيَةُ إِلَى اَلْكَهْفِ فَقٰالُوا رَبَّنٰا آتِنٰا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً ) قال : وأما قصتهم

ص: 325

فيقال : لما ولي أمير المؤمنين عمر بن الخطاب الخلافة أتاه قوم من أحبار اليهود فقالوا له : يا عمر أنت ولىّ الأمر بعد محمد وصاحبه وإنا نريد أن نسألك عن خصال إن أخبرتنا بها علمنا أن الإسلام حق وأن محمداً كان نبياً ، وإن لم تخبرنا بها علمنا أن الإسلام باطل ، وأن محمداً لم يكن نبياً ، فقال عمر : سلوا عما بدا لكم ، قالوا : أخبرنا عن أقفال السماوات ما هي ، وأخبرنا عن مفاتيح السماوات ما هى؟ وأخبرنا عن قبر سار بصاحبه ما هو؟ وأخبرنا عمن أنذر قومه لا هو من الجن ولا هو من الإنس؟ وأخبرنا عن خمسة أشياء مشوا على وجه الأرض ولم يخلقوا في الأرحام؟ وأخبرنا ما يقول الدراج في صياحه؟ وما يقول الديك في صراخه؟ وما يقول الفرس في صهيله؟ وما يقول الضفدع في نقيقه؟ وما يقول الحمار في نهيقه؟ وما يقول القبر في صفيره؟ قال : فنكس عمر رأسه في الأرض ثم قال : لا عيب بعمر إذا سُئل عما لا يعلم أن يقول لا أعلم وأن يَسأل عما لا يعلم ، فوثب اليهود وقالوا : نشهد أن محمداً لم يكن نبياً وأن الإسلام باطل ، فوثب سلمان الفارسى وقال لليهود : قفوا قليلاً ثم توجه نحو علي عليه السلام حتى دخل عليه فقال : يا أبا الحسن أغث الإسلام ، فقال : وما ذاك؟ فأخبره الخبر ، فأقبل يرفل في بردة رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ، فلما نظر اليه عمر وثب قائما فاعتنقه وقال : يا أبا الحسن أنت لكل معضلة وشدة تدعى ، فدعا علي عليه السلام اليهود فقال : سلوا عما بدا لكم فإن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم علمني ألف باب من العلم فتشعب لي من كل باب الف باب ، فسألوه عنها فقال علي عليه السلام : إن لي عليكم شريطة إذا أخبرتكم كما في توراتكم دخلتم في ديننا وآمنتم ، فقالوا : نعم ، فقال : سلوا عن خصلة خصلة ، (قالوا) أخبرنا عن أقفال السماوات ما هي؟ قال : أقفال السماوات الشرك باللّه لأن العبد والأمة إذا كانا مشركين لم يرتفع لهما عمل ، (قالوا) فأخبرنا عن مفاتيح السماوات ما هي؟ قال : شهادة أن لا إله إلا اللّه وأن محمداً عبده ورسوله ، قال : فجعل بعضهم ينظر إلى بعض ويقول : صدق الفتى ، (قالوا) فأخبرنا عن قبر سار بصاحبه ، فقال : ذلك الحوت الذي التقم يونس بن متى فسار به

ص: 326

في البحار السبعة ، (فقالوا) أخبرنا عمن أنذر قومه لا هو من الجن ولا من الإنس ، قال : هي نملة سليمان بن داود ( قٰالَتْ يٰا أَيُّهَا اَلنَّمْلُ اُدْخُلُوا مَسٰاكِنَكُمْ لاٰ يَحْطِمَنَّكُمْ سُلَيْمٰانُ وَجُنُودُهُ وَهُمْ لاٰ يَشْعُرُونَ ) ، (قالوا) فأخبرنا عن خمسة مشوا على الأرض ، ولم يخلقوا في الأرحام؟ قال : ذلكم آدم وحواء وناقة صالح وكبش ابراهيم وعصا موسى (قالوا) فأخبرنا ما يقول الدراج في صياحه؟ قال : يقول : الرحمن على العرش استوى ، (قالوا) فأخبرنا ما يقول الديك في صراخه؟ قال : يقول : اذكروا اللّه يا غافلين ، (قالوا) أخبرنا ما يقول الفرس في صهيله؟ قال : يقول - إذا مشى المؤمنون إلى الكافرين - اللّهم انصر عبادك المؤمنين على الكافرين (قالوا) فأخبرنا ما يقول الحمار في نهيقه؟ قال : يقول : لعن اللّه العشار وينهق في أعين الشياطين ، (قالوا) فأخبرنا ما يقول الضفدع في نقيقه؟ قال : يقول : سبحان ربي المعبود المسبح في لجج البحار ، (قالوا) فأخبرنا ما يقول القبر في صفيره؟ قال : يقول : اللّهم العن مبغضي محمد وآل محمد ، وكان اليهود ثلاثة نفر قال اثنان منهم : نشهد أن لا إله إلا اللّه وأن محمداً رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ، ووثب الحبر الثالث فقال : يا علي لقد وقع في قلوب أصحابى ما وقع من الإيمان والتصديق وقد بقى خصلة واحدة أسألك عنها ، فقال : سل عما بدا لك ، فقال : أخبرنى عن قوم في أول الزمان ماتوا ثلاثمائة وتسع سنين ثم أحياهم اللّه فما كان قصتهم؟ قال علي عليه السلام : يا يهودي هؤلاء أصحاب الكهف وقد أنزل اللّه على نبينا قرآناً فيه قصتهم وإن شئت قرأت عليك قصتهم ، فقال اليهودي : ما أكثر ما قد سمعنا من قرآنكم ، إن كنت عالماً فأخبرنى بأسمائهم وأسماء آبائهم واسم مدينتهم واسم ملكهم واسم كلبهم واسم جبلهم واسم كهفهم وقصتهم من أولها إلى آخرها فاحتبى علي عليه السلام ببردة رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم (ثم قال) يا أخا اليهود حدثني حبيبي محمد صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أنه كان بأرض رومية مدينة يقال لها : افسوس ويقال هي طرسوس وكان اسمها في الجاهلية أفسوس ، فلما جاء الإسلام سموها طرسوس ، قال : وكان لهم ملك صالح فمات ملكهم وانتشر

ص: 327

أمرهم فسمع بهم ملك من ملوك فارس يقال له دقيانوس ، وكان جباراً كافراً فأقبل في عساكره حتى دخل أفسوس فاتخذها دار ملكه وبني فيها قصراً فوثب اليهودي وقال : إن كنت عالماً فصف لي ذلك القصر ومجالسه فقال : يا أخا اليهود ابتني فيها قصراً من الرخام طوله فرسخ في عرض فرسخ ، واتخذ فيه أربعة آلاف اسطوانة من الذهب وألف قنديل من الذهب ، لها سلاسل من اللجين تسرج في كل ليلة بالأدهان الطيبة ، واتخذ لشرقى المجلس مائة وثمانين كوة ولغربيه كذلك ، وكانت الشمس من حين تطلع إلى حين تغيب تدور في المجلس كيفما دارت ، واتخذ فيه سريراً من الذهب طوله ثمانون ذراعاً في عرض أربعين ذراعاً مرصعاً بالجواهر ، ونصب على يمين السرير ثمانين كرسياً من الذهب فأجلس عليها بطارقته ، واتخذ أيضاً ثمانين كرسياً من الذهب عن يساره فأجلس عليها هراقلته ، ثم جلس هو على السرير ووضع التاج على رأسه ، فوثب اليهودي وقال : يا علي إن كنت عالماً فأخبرني مم كان تاجه؟ فقال : يا أخا اليهود كان تاجه من الذهب السبيك له تسعة أركان على كل ركن لؤلؤة تضىء كما يضىء المصباح في الليلة الظلماء ، واتخذ خمسين غلاماً من أبناء البطارقة فمنطقهم بمناطق الديباج الأحمر ، وسرولهم بسراويل القز الأخضر وتوجهم ودملجهم وخلخلهم ، وأعطاهم عمد الذهب ، وأقامهم على رأسه واصطنع ستة غلمة من أولاد العلماء وجعلهم وزراء فما يقطع أمراً دونهم وأقام منهم ثلاثة عن يمينه وثلاثة عن يساره ، فوثب اليهودي وقال : يا علي إن كنت صادقاً فأخبرنى ما كانت أسماء الستة؟ فقال علي عليه السلام : حدثني حبيبي محمد صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أن الذين كانوا عن يمينه أسماؤهم تمليخا ومكسلمينا ومحسلمينا ، وأما الذين كانوا عن يساره فمر طليوس وكشطوس وسادنيوس ، وكان يستشيرهم في جميع أموره ، وكان إذا جلس كل يوم في صحن داره واجتمع الناس عنده دخل من باب الدار ثلاثة غلمة في يد أحدهم جام من الذهب مملوء من المسك وفي يد الثاني جام من فضة مملوء من ماء الورد ، وعلى يد الثالث طائر فيصيح به فيطير الطائر حتى يقع في جام ماء الورد فيتمرغ فيه فينشف ما فيه بريشه وجناحيه ، ثم يصيح به الثاني فيطير فيقع

ص: 328

في جام المسك فيتمرغ فيه فينشف ما فيه بريشه وجناحيه ، ثم يصيح به الثالث فيطير فيقع

على تاج الملك فينفض ريشه وجناحيه على رأس الملك بما فيه من المسك وماء الورد ، فمكث الملك في ملكه ثلاثين سنة من غير أن يصيبه صداع ولا وجع ولا حمى ولا لعاب ولا بصاق ولا مخاط ، فلما رأى ذلك من نفسه عتا وطغى وتجبر واستعصى ، وأدعى الربوبية من دون اللّه تعالى ودعا اليه وجوه قومه فكل من أجابه أعطاه وحباه وكساه وخلع عليه ومن لم يجبه ويتابعه قتله ، فأجابوه بأجمعهم ، فأقاموا في ملكه زماناً يعبدونه من دون اللّه تعالى ، فبينما هو ذات يوم جالس في عيد له على سريره والتاج على رأسه إذ أتى بعض بطارقته فأخبره أن عساكر الفرس قد غشيته يريدون قتاله ، فاغتم لذلك غماً شديداً حتى سقط التاج عن رأسه وسقط هو عن سريره فنظر أحد فتيته الثلاثة الذين كانوا عن يمينه إلى ذلك - وكان عاقلاً يقال له تمليخا - فتفكر وتذكر في نفسه وقال : لو كان دقيانوس هذا إلهاً كما يزعم لما حزن ولما كان ينام ولما كان يبول ويتغوط ، وليست هذه الأفعال من صفات الإله ، وكانت الفتية الستة يكونون كل يوم عند واحد منهم وكان ذلك اليوم نوبة تمليخا فاجتمعوا عنده فأكلوا وشربوا ولم يأكل تمليخا ولم يشرب فقالوا : يا تمليخا ما لك لا تأكل ولا تشرب؟ فقال : يا إخوتى وقع في قلبي شيء منعني عن الطعام والشراب والمنام ، فقالوا : وما هو يا تمليخا؟ فقال : أطلت فكري في هذه السماء فقلت : من رفعها سقفاً محفوظاً بلا علاقة من فوقها ولا دعامة من تحتها؟ ومن أجرى فيها شمسها وقمرها؟ ومن زيّنها بالنجوم؟ ثم أطلت فكري في هذه الأرض من سطحها على ظهر اليم الزاخر ومن حبسها وربطها بالجبال الرواسى لئلا تميد؟ ثم أطلت فكرى في نفسي فقلت : من أخرجنى جنينا من بطن أمى؟ ومن غذانى وربانى؟ إن لهذا صانعاً ومدبراً سوى دقيانوس الملك ، فانكبت الفتية على رجليه يقبلونهما وقالوا : يا تمليخا لقد وقع في قلوبنا ما وقع في قلبك فأشر علينا ، فقال : يا إخوتى ما أجد لي ولكم حيلة إلا الهرب من هذا الجبار إلى ملك السماوات والأرض فقالوا : الرأى ما رأيت ، فوثب تمليخا فابتاع تمراً بثلاثة دراهم وصرها في ردائه وركبوا خيولهم وخرجوا ، فلما ساروا قدر ثلاثة

ص: 329

أميال من المدينة قال لهم تمليخا : يا إخوتاه قد ذهب عنا ملك الدنيا وزال عنا أمره فانزلوا عن خيولكم وامشوا على أرجلكم لعل اللّه يجعل لكم من أمركم فرجاً ومخرجاً فنزلوا عن خيولهم ومشوا على أرجلهم سبعة فراسخ حتى صارت أرجلهم تقطر دماً لأنهم لم يعتادوا المشى على أقدامهم ، فاستقبلهم رجل راع فقالوا : أيها الراعي أعندك شربة ماء أو لبن؟ فقال : عندي ما تحبون ولكني أرى وجوهكم وجوه الملوك وما أظنكم إلا هراباً فأخبروني بقصتكم ، فقالوا : يا هذا إنا دخلنا في دين لا يحل لنا الكذب أفينجينا الصدق؟ قال : نعم فأخبروه بقصتهم فانكب على أرجلهم يقبلها ويقول : قد وقع في قلبى ما وقع في قلوبكم فقفوا لي هاهنا حتى أرد الأغنام إلى أربابها وأعود اليكم فوقفوا له فردها وأقبل يسعى فتبعه كلب له ، فوثب اليهودي قائماً فقال : يا علي إن كنت عالماً فاخبرني ما كان لون الكلب واسمه؟ فقال : يا أخا اليهود حدثني حبيبي محمد صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أن الكلب كان أبلق بسواد وكان اسمه قطمير قال : فلما نظر الفتية إلى الكلب قال بعضهم لبعض : إنا نخاف أن يفضحنا الكلب بنبيحه فألحوا عليه طرداً بالحجارة فلما نظر اليهم الكلب وقد ألحوا عليه بالحجارة والطرد أقعى على رجليه وتمطى وقال بلسان طلق ذاق : يا قوم لم تطردوننى وأنا أشهد أن لا إله إلا اللّه وحده لا شريك له ، دعوني أحرسكم من عدوكم وأتقرب بذلك إلى اللّه سبحانه وتعالى ، فتركوه ومضوا ، فصعد بهم الراعى جبلا وانحط بهم على كهف ، فوثب اليهودي وقال : يا علي ما اسم ذلك الجبل وما اسم الكهف؟ قال أمير المؤمنين عليه السلام : يا أخا اليهود اسم الجبل ناجوس واسم الكهف الوصيد ، وقيل : خيرم ، قال : وإذا بفناء الكهف أشجار مثمرة وعين غزيرة ، فأكلوا من الثمار وشربوا من الماء وجنهم الليل فأووا إلى الكهف وربض الكلب على باب الكهف ومد يديه عليه وأمر اللّه ملك الموت بقبض أرواحهم ، ووكل اللّه تعالى بكل رجل منهم ملكين يقلبانه من ذات اليمين إلى ذات الشمال ومن ذات الشمال إلى ذات اليمين ، قال : وأوحى اللّه تعالى إلى الشمس فكانت تزاور عن كهفهم ذات اليمين إذا طلعت وإذا غربت تقرضهم ذات الشمال ، فلما رجع الملك دقيانوس من عيده سأل

ص: 330

عن الفتية فقيل له : إنهم اتخذوا إلهاً غيرك وخرجوا هاربين منك ، فركب في ثمانين الف فارس وجعلوا يقفون آثارهم حتى صعد الجبل وشارف الكهف فنظر اليهم مضطجعين فظن أنهم نيام ، فقال لأصحابه : لو أردت أن أعاقبهم بشيء ما عاقبتهم بأكثر مما عاقبوا به أنفسهم فأتوني بالبنائين فأتى بهم فردموا عليهم باب الكهف بالجص والحجارة ، ثم قال لأصحابه : قولوا لهم يقولوا لإلههم الذي في السماء إن كانوا صادقين يخرجهم من هذا الموضع ، فمكثوا ثلاثمائة وتسع سنين ، فنفخ اللّه فيهم الروح وهبوا عن رقدتهم لما بزغت الشمس ، فقال بعضهم لبعض : لقد غفلنا هذه الليلة عن عبادة اللّه تعالى قوموا بنا إلى العين ، فإذا بالعين قد غارت والأشجار قد جفت ، فقال بعضهم لبعض : إنا من أمرنا هذا لفي عجب ، مثل هذه العين قد غارت في ليلة واحدة ، ومثل هذه الأشجار قد جفت في ليلة واحدة ، فألقى اللّه عليهم الجوع ، فقالوا : أيكم يذهب بورقكم هذه إلى المدينة فليأتنا بطعام منها ، ولينظر أن لا يكون من الطعام الذي يعجن بشحم الخنازير ، وذلك قوله تعالى : ( فَابْعَثُوا أَحَدَكُمْ بِوَرِقِكُمْ هٰذِهِ إِلَى اَلْمَدِينَةِ فَلْيَنْظُرْ أَيُّهٰا أَزْكىٰ طَعٰاماً ) أي أحل وأجود وأطيب فقال لهم تمليخا : يا إخوتى لا يأتكم أحد بالطعام غيري ولكن أيها الراعي إدفع إليّ ثيابك وخذ ثيابي فلبس ثياب الراعى ومر وكان يمر بمواضع لا يعرفها وطريق ينكرها حتى أتى باب المدينة فاذا عليه علم أخضر مكتوب عليه لا إله إلا اللّه عيسى روح اللّه ، فطفق الفتى ينظر اليه ويمسح عينيه ويقول : أراني نائماً فلما طال عليه ذلك دخل المدينة فمر بأقوام يقرأون الإنجيل ، واستقبله أقوام لا يعرفهم حتى انتهى إلى السوق فاذا هو بخباز فقال له : يا خباز ما اسم مدينتك هذه؟ قال : أفسوس ، قال : وما اسم ملككم؟ قال : عبد الرحمن قال تمليخا : إن كنت صادقاً فان أمرى عجيب إدفع لي بهذه الدراهم طعاماً - وكانت دراهم ذلك الزمان الأول ثقالاً كباراً - فتعجب الخباز من تلك الدراهم ، فوثب اليهودي وقال : يا علي إن كنت عالماً فاخبرني كم كان وزن الدرهم منها؟ فقال : يا أخا اليهود أخبرني حبيبي محمد صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أن وزن كل درهم منها عشرة دراهم

ص: 331

وثلثا درهم ، فقال له الخباز : يا هذا قد أصبت كنزاً فأعطني بعضه وإلا ذهبت بك إلى الملك ، فقال تمليخا : ما أصبت كنزاً وإنما هذا من ثمن تمر بعته بثلاثة دراهم منذ ثلاثة أيام وقد خرجت من هذه المدينة وهم يعبدون دقيانوس الملك فغضب الخباز وقال : ألا ترضى أن أصبت كنزاً أن تعطبني بعضه حتى تذكر رجلاً جباراً كان يدعى الربوبية قد مات منذ ثلاثمائة سنة وتسخر بى وأمسكه واجتمع الناس ثم أنهم أتوا به إلى الملك - وكان عاقلاً عادلاً - فقال لهم : ما قصة هذا الفتى؟ قالوا : أصاب كنزاً ، فقال له الملك : لا تخف فان نبينا عيسى عليه السلام أمرنا أن لا نأخذ من الكنوز إلا خمسها فادفع إلي خمس هذا الكنز وامض سالما ، فقال : أيها الملك تثبت في أمرى ما أصبت كنزا وإنما أنا من أهل هذه المدينة فقال له : أنت من أهلها؟ قال : نعم ، قال : أفتعرف فيها أحداً؟ قال : نعم ، قال : فسم لنا فسمى له نحواً من ألف رجل فلم يعرفوا منه رجلاً واحداً ، قالوا : يا هذا ما نعرف هذه الأسماء وليست هي من أسماء أهل زماننا ولكن هل لك في هذه المدينة دار؟ فقال : نعم أيها الملك فابعث معي أحداً فبعث معه الملك جماعة حتى أتى بهم داراً أرفع دار في المدينة وقال : هذه داري ، ثم قرع الباب فخرج لهم شيخ كبير قد استرخى حاجباه من الكبر على عينيه وهو فزع مرعوب مذعور ، فقال : أيها الناس ما بالكم؟ فقال له رسول الملك : إن هذا الغلام يزعم أن هذه الدار داره فغضب الشيخ والتفت إلى تمليخا وتبينه وقال له : ما اسمك؟ قال : تمليخا بن فلسطين ، فقال له الشيخ : أعد عليّ فأعاد عليه فانكب الشيخ على يديه ورجليه وقال : هذا جدي ورب الكعبة وهو أحد الفتية الذين هربوا من دقيانوس الملك الجبار إلى جبار السماوات والأرض ولقد كان عيسى عليه السلام أخبرنا بقصتهم وأنهم سيحيون ، فأنهى ذلك إلى الملك فركب الملك وأتى اليهم وحضرهم ، فلما رأى الملك تمليخا نزل عن فرسه وحمل تمليخا على عاتقه فجعل الناس يقبلون يديه ورجليه ويقولون له : تمليخا ما فُعل بأصحابك؟ فأخبرهم أنهم في الكهف ، وكانت المدينة قد وليها رجلان ملك مسلم وملك نصراني ، فركبا في أصحابهما وأخذا تمليخا فلما صاروا قريباً من الكهف ، قال لهم تمليخا : يا قوم

ص: 332

إنى أخاف أن إخوتي يحسون بوقع حوافر الخيل والدواب وصلصلة اللجم والسلاح فيظنون أن دقيانوس غشيهم فيموتون جميعاً فقفوا قليلاً حتى أدخل عليهم فأخبرهم فوقف الناس ودخل تمليخا فوثب اليه الفتية واعتنقوه وقالوا : الحمد للّه الذي نجاك من دقيانوس ، فقال : دعوني منكم ومن دقيانوس كم لبثتم؟ (قالوا : لبثنا يوماً أو بعض يوم) قال : بل لبثتم ثلاثمائة وتسع سنين وقد مات دقيانوس وأنقرض قرن بعد قرن وآمن أهل المدينة باللّه العظيم وقد جاؤكم ، فقالوا له : يا تمليخا تريد أن تصيرنا فتنة للعالمين ، قال : فماذا تريدون؟ قالوا : إرفع يديك ونرفع أيدينا ، فرفعوا أيديهم وقالوا : اللّهم بحق ما أريتنا من العجائب في أنفسنا إلا قبضت أرواحنا ولم يطلع علينا أحد فأمر اللّه ملك الموت فقبض أرواحهم وطمس اللّه باب الكهف وأقبل الملكان يطوفان حول الكهف سبعة أيام فلا يجدون له باباً ولا منفذاً ولا مسلكاً فأيقنا حينئذ بلطيف صنع اللّه الكريم وأن أحوالهم كانت عبرة أراهم اللّه إياها ، فقال المسلم : على دينى ماتوا أنا أبني على باب الكهف مسجداً ، وقال النصرانى : بل ماتوا على ديني فأنا أبني على باب الكهف ديراً ، فاقتتل الملكان فغلب المسلم النصرانى فبني على باب الكهف مسجداً فذلك قوله تعالى : ( قٰالَ اَلَّذِينَ غَلَبُوا عَلىٰ أَمْرِهِمْ لَنَتَّخِذَنَّ عَلَيْهِمْ مَسْجِداً ) وذلك يا يهودي ما كان من قصتهم (ثم قال علي عليه السلام) لليهودي : سألتك باللّه يا يهودي أوافق هذا ما في توراتكم؟ فقال اليهودي : ما زدت حرفاً ولا نقصت حرفاً يا أبا الحسن ، لا تسمني يهوديا فأشهد أن لا إله إلا اللّه وأن محمداً عبده ورسوله وأنك أعلم هذه الأمة.

(أقول) والظاهر أن رجوع تمليخا إلى المدينة بعد ما لبثوا في كهفهم ثلاثمائة وتسع سنين كان بعد ظهور عيسى وقبل الإسلام ، فقوله في الحديث الشريف : وكانت المدينة قد وليها رجلان ملك مسلم وملك نصراني أو فقال المسلم : على ديني ماتوا أنا أبني على باب الكهف مسجداً ، وقال النصراني :

ص: 333

بل ماتوا على ديني (إلى أن قال) فغلب المسلم النصراني مما لا يخلو عن إجمال ولعل المراد من المسلم هنا من كان على دين ابراهيم ، قال اللّه تعالى : ( مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرٰاهِيمَ هُوَ سَمّٰاكُمُ اَلْمُسْلِمِينَ ) ، واللّه العالم.

ص: 334

بابٌ : في رجوع عثمان الى علي (عليه السلام)

لا يخفى على المطلعين على الوقائع التاريخية أن الخليفة عثمان بن عفان رجع إلى علي عليه السلام في كثير منها ، وأنا ذاكر لك فيما يأتي جملة منها :

[موطأ الإمام مالك بن أنس في طلاق المريض ص 36] روى بسنده عن محمد بن يحيى بن حبان قال : كانت عند جدي حبان امرأتان هاشمية وأنصارية فطلق الأنصارية وهي ترضع ، فمرت بها سنة ثم هلك عنها ولم تحض فقالت : أنا أرثه لم أحض فاختصمتا إلى عثمان بن عفان فقضى لها بالميراث فلامت الهاشمية عثمان فقال : هذا عمل ابن عمك هو أشار علينا بهذا - يعني علي بن أبي طالب عليه السلام -

[أقول] ورواه البيهقي أيضاً في سننه (ج 7 ص 419) ، والشافعي أيضاً في مسنده في كتاب العدد (ص 171) ، وذكره ابن حجر أيضاً في إصابته (ج 8 القسم 1 ص 204) ، وابن عبد البر أيضاً في استيعابه (ج 2 ص 764) والمحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة (ج 2 ص 197) وقال فيه : فارتفعوا إلى عثمان فقال : هذا ليس لي به علم فارتفعوا إلى علي عليه

ص: 335

السلام فقال علي عليه السلام : تحلفين عند منبر النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أنك لم تحيضي ثلاث حيضات ولك الميراث فحلفت فأشركت في الإرث ، قال : أخرجه ابن حرب الطائي.

[موطأ الإمام مالك بن أنس في كتاب الحدود ص 176] قال : إن عثمان بن عفان أتي بامرأة قد ولدت في ستة أشهر فأمر بها أن ترجم فقال له علي بن أبي طالب عليه السلام : ليس ذلك عليها إن اللّه تبارك وتعالى يقول في كتابه : ( وَحَمْلُهُ وَفِصٰالُهُ ثَلاٰثُونَ شَهْراً ) وقال : ( وَاَلْوٰالِدٰاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلاٰدَهُنَّ حَوْلَيْنِ كٰامِلَيْنِ لِمَنْ أَرٰادَ أَنْ يُتِمَّ اَلرَّضٰاعَةَ ) فالحمل يكون ستة أشهر فلا رجم عليها ، فبعث عثمان في أثرها فوجدها قد رجمت ، (أقول) ورواه البيهقي أيضاً في سننه (ج 7 ص 442) عن مالك.

[السيوطي في الدر المنثور] في ذيل تفسير قوله تعالى : ( وَوَصَّيْنَا اَلْإِنْسٰانَ بِوٰالِدَيْهِ إِحْسٰاناً ) في سورة الأحقاف ، قال : وأخرج ابن المنذر وابن أبي حاتم عن بعجة بن عبد اللّه الجهني قال : تزوج رجل منا امرأة من جهينة فولدت له تماماً لستة أشهر فانطلق زوجها إلى عثمان بن عفان فأمر برجمها ، فبلغ ذلك علياً عليه السلام فأتاه فقال : ما تصنع؟ قال : ولدت تماماً لستة أشهر وهل يكون ذلك؟ قال علي عليه السلام : أما سمعت اللّه يقول : ( وَحَمْلُهُ وَفِصٰالُهُ ثَلاٰثُونَ شَهْراً ) وقال : ( وَاَلْوٰالِدٰاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلاٰدَهُنَّ حَوْلَيْنِ كٰامِلَيْنِ ) فكم تجده بقي إلا ستة أشهر ، فقال عثمان : واللّه ما فطنت لهذا عليّ بالمرأة فوجدوها قد فرغ منها ، وكان من قولها لأختها : يا أخية لا تحزني فو اللّه ما كشف فرجى أحد قط غيره ، قال : فشب الغلام بعد فاعترف الرجل به وكان أشبه الناس به.

[تفسير ابن جرير ج 25 ص 61] روى بسنده عن بعجة بن زيد الجهني إن امرأة منهم دخلت على زوجها وهو رجل منهم أيضاً فولدت له في ستة أشهر فذكر ذلك لعثمان بن عفان فأمر بها أن ترجم فدخل عليه علي ابن أبي طالب عليه السلام فقال : إن اللّه تبارك وتعالى يقول في كتابه : ( وَحَمْلُهُ وَفِصٰالُهُ

ص: 336

ثَلاٰثُونَ شَهْراً ) وقال : ( وَفِصٰالُهُ فِي عٰامَيْنِ ) قال : فو اللّه ما عَبَدَ عثمان أن بعث اليها ترد ، قال : قال يونس : قال ابن وهب : عَبَدَ استنكف ، (أقول) فيكون المعنى هكذا : فو اللّه ما استنكف عثمان أن بعث إلى المرأة التي أمر برجمها ترد.

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 1 ص 100] روى بسنده عن عبد اللّه ابن الحارث بن نوفل الهاشمي قال : كان أبي الحارث على أمر من أمر مكة في زمن عثمان فأقبل عثمان إلى مكة فقال عبد اللّه بن الحارث : فأستقبلت عثمان بالنُزل بقديد فاصطاد أهل الماء حجلاً فطبخناه بماء وملح فجعلناه عُراقاً للثريد فقدّمناه إلى عثمان وأصحابه فأمسكوا ، فقال عثمان : صيد لم أصطده ولم نأمر بصيده ، إصطاده قوم حل فأطعموناه فما بأس ، فقال عثمان : من يقول في هذا؟ فقالوا : على (عليه السلام) فبعث إلى على (عليه السلام) فجاء ، قال عبد اللّه بن الحارث : فكأني أنظر إلى على (عليه السلام) حين جاء وهو يحت الخبط عن كفيه ، فقال له عثمان : صيد لم نصطده ولم نأمر بصيده اصطاده قوم حل فأطعموناه فما بأس ، قال : فغضب على (عليه السلام) وقال : أنشد اللّه رجلاً شهد رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم حين أتى بقائمة حمار وحش فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : إنا قومٌ حرُمٌ فاطعموه أهل الحل ، قال : فشهد إثنا عشر رجلاً من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ثم قال على (عليه السلام) : أشهد اللّه رجلاً شهد رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم حين أتى بيض النعام فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : إنا قوم حُرُمٌ أطعموه أهل الحل قال : فشهد دونهم من العدة من الاثني عشر ، قال : فثنى عثمان وركه عن الطعام فدخل رحله وأكل ذلك الطعام أهل الماء ، (أقول) ورواه بعد هذا بطريقين آخرين مختصراً (1) ، ورواه الطحاوي أيضاً في شرح معاني الآثار في كتاب الحج (ص

ص: 337


1- شرح بعض ألفاظ الحديث : المنزل - بضمتين - المنزل وهو أيضاً قرى الضيف ، والظاهر أن المراد به هنا مكان أعد لنزول الضيوف ، وقديد - بصيغة التصغير - موضع قرب مكة ، والحجل - بفتحتين - طائر معروف ، والعراق - بضم العين وتخفيف الراء - جمع عرق - بفتح فسكون - وهو العظم إذا أخذ منه معظم اللحم وبقي عليه لحوم رقيقة طيبة فتكسر وتطبخ ، وهو جمع نادر ، وأراد به هنا أنهم جعلوا الحجل موضع العراق فطبخوا عليه مرقاً أو أراد به المرق نفسه ، والخبط - بفتحتين - ورق العضاه من الطلح ونحوه يخبط بالعصا فيتناثر ثم يعلف الإبل.

386) مختصراً ، وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 3 ص 53) وقال : أخرجه ابن جرير وصححه ، وأخرجه الطحاوي وأبو يعلى ، وذكره. الهيثمي أيضاً في مجمعه (ج 3 ص 229) وقال : رواه أحمد وأبو يعلى بنحوه ، والبزار (ثم قال) وفيه علي بن زيد وفيه كلام كثير وقد وثق.

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 1 ص 104] روى بسنده عن الحسن ابن سعد عن أبيه أن يحنس وصفية كانا من سبي الخمس ، فزنت صفية برجل من الخمس فولدت غلاماً فادعاه الزانى ويحنس فاختصما إلى عثمان فرفعهما إلى علي بن أبي طالب (عليه السلام) ، فقال على (عليه السلام) أقضي فيهما بقضاء رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم (الولد للفراش وللعاهر الحجر) وجلدهما خمسين خمسين ، (أقول) وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 3 ص 227) وقال : أخرجه الدورقي.

ص: 338

بابٌ : في رجوع معاوية الى علي (عليه السلام)

لا ينكر أحد أن معاوية كان كثيراً ما يرجع في مهماته ومسائله إلى علي عليه السلام ، يشهد لذلك التاريخ الصحيح ، ومن أنكره فهو معاند ومنكر للمتواتر وناصب له العداوة ، وإني ذاكر لك فيما يأتي بعض المصادر ، وفيه الكفاية لمن أنصف.

[موطأ الامام مالك بن أنس في كتاب الأفضية ص 126] روى بسنده عن سعيد بن المسيب أن رجلاً من أهل الشام يقال له ابن خيبرى وجد مع امرأته رجلاً فقتله أو قتلهما معاً فأشكل على معاوية بن أبي سفيان القضاء فيه فكتب إلى أبي موسى الأشعرى يسأل له علي بن أبي طالب (عليه السلام) عن ذلك ، فسأل أبو موسى عن ذلك علي بن أبي طالب (عليه السلام) ، فقال له على (عليه السلام) : إن هذا لشىء ما هو بأرضى عزمت عليك لتخبرنى فقال له أبو موسى : كتب إلى معاوية بن أبي سفيان أن أسألك عن ذلك فقال على (عليه السلام) : أنا أبو حسن إن لم يأت بأربعة شهداء فليُعط برُمته (1)

ص: 339


1- قال ابن الأثير الجزري في (نهاية غريب الحديث) بمادة (رمم) ... «ومنه حديث علي : (إن جاء بأربعة يشهدون وإلا دفع اليه برمته : الرمة بالضم قطعة حبل يشد بها الأسير أو القاتل إذا قيد إلى القصاص أي يسلم اليهم الحبل الذي شد به تمكيناً لهم منه لئلا يهرب ثم اتسعوا فيه حتى قالوا : أخذ الشيء برمته أي كله».

[أقول] ورواه البيهقي أيضاً في سننه (ج 8 ص 230) وبطريق آخر في (ص 237) وبطريق ثالث (في ج 10 ص 147) ورواه الشافعي أيضاً في مسنده في كتاب الجنائز والحدود (ص 204) ، وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 7 ص 300) وقال : أخرجه الشافعي وعبد الرزاق وسعيد بن منصور والبيهقى.

[الاستيعاب لابن عبد البر ج 2 ص 463] قال : وكان معاوية يكتب فيما ينزل به ليسأل له علي بن أبي طالب عليه السلام عن ذلك فلما بلغه قتله قال : ذهب الفقه والعلم بموت ابن أبي طالب ، فقال له أخوه عتبة : لا يسمع هذا منك أهل الشام فقال له : دعني عنك.

[كنز العمال ج 6 ص 21] قال : عن الشعبي عن علي عليه السلام أنه قال : الحمد للّه الذي جعل عدونا يسألنا عما نزل به من أمر دينه ، إن معاوية كتب إليّ يسألني عن الخنثى فكتبت اليه أن ورثه من قبل مباله ، قال : أخرجه سعيد بن منصور ، (أقول) وقال المناوي في فيض القدير (ج 4 ص 356) في الشرح ما هذا لفظه : وفي شرح الهمزية إن معاوية كان يرسل يسأل علياً عليه السلام عن المشكلات فيحيبه ، فقال أحد بنيه : تجيب عدوك ، قال : أما يكفينا أن احتاجنا وسألنا.

[كنز العمال أيضاً ج 3 ص 180] قال : عن أبي الوضين إن رجلاً تزوج إلى رجل من أهل الشام ابنة له ابنة مهيرة فزوجه وزف اليه ابنة له أخرى بنت فتاة فسألها الرجل بعد ما دخل بها ابنة من أنت؟ فقالت : ابنة فلانة - تعنى الفتاة - فقال : إنما تزوجت إلى أبيك ابنته المهيرة ، فارتفعوا إلى معاوية بن أبي سفيان فقال : امرأة بامرأة وسأل من حوله من أهل الشام فقالوا له : امرأة ، فقال الرجل لمعاوية : إرفعنا إلى علي بن أبي طالب (عليه السلام)

ص: 340

فقال : إذهبوا اليه فاتوا علياً (عليه السلام) فرفع على (عليه السلام) شيئاً من الأرض وقال : القضاء في هذا أيسر من هذا ، لهذه ما سقت اليها بما استحللت من فرجها ، وعلى أبيها أن يجهز الأخرى بما سقت إلى هذه لا تقربها حتى تنقضي عدة هذه الأخرى ، قال : وأحسب أنه جلد أباها أو أراد أن يجلده ، قال : أخرجه ابن أبي شيبة ، (أقول) بنت مهيرة أي بنت حرة وبنت فتاة أي بنت جارية مملوكة.

[كنز العمال أيضاً ج 3 ص 181] قال : عن حجار بن أبحر قال : كنت عند معاوية فاختصم اليه رجلان في ثوب فقال أحدهما : هذا ثوبي وأقام البينة ، وقال الآخر : ثوبى اشتريته من رجل لا أعرفه ، فقال : لو كان لها ابن أبي طالب ، فقلت : قد شهدته في مثلها ، قال : كيف صنع؟ قلت : قضى بالثوب الذي أقام البينة ، وقال للآخر : أنت ضيعت مالك ، قال : أخرجه ابن عساكر.

[الرياض النضرة ج 2 ص 195] قال : وعن أبي حازم قال : جاء رجل إلى معاوية فسأله عن مسألة فقال : سل عنها علي بن أبي طالب فهو أعلم قال : يا أمير المؤمنين جوابك فيها أحب إلي من جواب علي ، قال : بئسما قلت ، لقد كرهت رجلاً كان رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يغزره بالعلم غزرا ، ولقد قال له : أنت مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي ، وكان عمر إذا أشكل عليه شيء أخذه منه ، قال : أخرجه أحمد في المناقب ، (اللغة) - الغزارة بالغين المعجمة بعدها الزاى : الكثرة ، وقد غزر الشيء بالضم : كثر.

[أقول] وذكره المناوي أيضاً في فيض القدير (ج 3 ص 46) في الشرح باختلاف في اللفظ (قال) خرج الكلاباذي أن رجلاً سأل معاوية عن مسألة فقال : سل علياً هو أعلم مني فقال : أريد جوابك قال : ويحك كرهت رجلاً كان رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يغره بالعلم غرا وقد كان أكابر الصحابة يعترفون له بذلك ، وكان عمر يسأله عما أشكل عليه جاءه رجل

ص: 341

فسأله فقال : ها هنا علي فقال : أريد أسمع منك يا أمير المؤمنين قال : قم لا أقام اللّه رجليك ، ومحا اسمه من الديوان ، (اللغة) - يقال : غرّ الطائر فرخه غراً وغراراً : إذا زقه أي أطعمه بمنقاره ، وذكره ابن حجر أيضاً في صواعقه (ص 107) وقال أيضاً : أخرجه أحمد ثم قال : وأخرجه آخرون بنحوه وذكر قريباً من لفظ الكلاباذي بتقديم وتأخير «فتح الباري» في شرح البخاري ج 17 ص 105 (قال) وروينا في القطعيات من رواية اسماعيل بن أبي خالد عن قيس بن أبي حازم قال جاء رجل الى معاوية فسأله عن مسألة فقال عنها علياً (عليه السلام) قال (يعني معاوية) ولقد شهدت عمر اشكل عليه شيء فقال هاهنا علي (عليه السلام).

[سنن للبيهقى ج 10 ص 120] روى بسنده عن أبي حسان إن العباس بن خرشة الكلابي قال له بنو عمه وبنو عم امرأته : إن امرأتك لا تحبك فان أحببت أن تعلم ذلك فخيرها ، فقال : يا برزة بنت الحر اختاري فقالت : ويحك اخترت ولست بخيار ، قالت : ذلك ثلاث مرات ، فقالوا : حرمت عليك ، فقال : كذبتم فأتى علياً عليه السلام فذكر ذلك له ، فقال : لئن قربتها حتى تنكح زوجاً غيرك لأغيبنك بالحجارة (أو قال : أرضخك بالحجارة) قال : فلما استخلف معاوية أتاه فقال : إن أبا تراب فرق بيني وبين امرأتي بكذا وكذا ، قال : قد أجزنا قضاءه عليك ، أو قال : ما كنا لنرد قضاء قضاه عليك.

ص: 342

بابٌ : في ارجاع عائشة وابن عمر الى علي (عليه السلام) في المسائل المشكلة

قد ثبت من الصحاح وغيرها من الكتب المعتبرة عند إخواننا السنة رجوع عائشة وابن عمر إلى علي عليه السلام في الوقائع المشكلة ، وفيما يلي جملة منها :

[صحيح مسلم في كتاب الطهارة] في باب التوقيت في المسح على الخفين روى بسندين عن الحكم بن عتيبة عن القاسم بن مخيمرة عن شريح بن هاني قال : أتيت عائشة أسألها عن المسح على الخفين فقالت : عليك بابن أبي طالب فأسأله (الحديث).

[صحيح مسلم أيضاً في كتاب الطهارة] في باب التوقيت في المسح على الخفين روى بسنده عن الحكم عن القاسم بن مخيمرة عن شريح بن هاني قال : سألت عائشة عن المسح على الخفين فقالت : إئت علياً فانه أعلم بذلك مني (الحديث).

[أقول] ورواه في الباب بطريقين آخرين أيضاً ، ورواه النسائي أيضاً في صحيحه (ج 1 ص 32) ، وابن ماجة أيضاً في صحيحه (ص 42) وأحمد

ص: 343

ابن حنبل أيضاً في مسنده (ج 1 ص 96 وص 100 وص 113 وص 117 وص 120 وص 133 وص 146 وص 149 ، وفي ج 6 ص 110) وأبو داود الطيالسى أيضاً في مسنده (ج 1 ص 15) ، والبيهقي أيضاً في سننه (ج 1 ص 272) بطريقين (وفي ص 277) بطريق ثالث ، وأبو نعيم أيضاً في حليته (ج 1 ص 83). والخطيب البغدادي أيضاً في تاريخ بغداد (ج 11 ص 246) والطحاوي أيضاً في شرح معانى الآثار في كتاب الطهارة (ص 49) وبطريق آخر (في ص 50) ، وأبو حنيفة أيضاً في مسنده (ص 129) ، وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 5 ص 147) وقال : أخرجه أبو داود الطيالسي والحميدي وسعيد بن منصور وعبد الرزاق وابن أبي شيبة وأحمد بن حنبل والعدنى والدارمى ومسلم والنسائي وابن ماجة وابن خزيمة والطحاوي وابن حبان (فتح الباري) في شرح البخاري ج 16 ص 168 (قال) واخرج ابن أبي شيبة بسند جيد عن عبد الرحمن بن أبزى قال انتهى عبد اللّه بن بديل بن ورقاء الخزاعى الى عائشة يوم الجمل وهى في الهودج فقال يا ام المؤمنين اتعلمين إني اتيتك عند ما قتل عثمان فقلت ما تأمرينى فقلت الزم علياً (عليه السلام) فسكتت فقال اعقرو الجمل فعقروه فنزلت أنا واخوها محمد فاحتملنا هودجها فوضعناه بين يدى على (عليه السلام) فأمر بها فأدخلت بيتا.

[سنن البيهقي ج 5 ص 149] روى بسنده عن أبي مجلز إن رجلاً سأل ابن عمر فقال : إني رميت الجمرة ولم أدر رميت ستا أو سبعا؟ قال : إئت ذلك الرجل - يريد علياً عليه السلام - فذهب فسأله (الحديث).

ص: 344

باب : في مبيت علي (عليه السلام) على فراش النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم)

[الفخر الرازي في تفسيره الكبير] في ذيل تفسير قوله تعالى : ( وَمِنَ اَلنّٰاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ اِبْتِغٰاءَ مَرْضٰاتِ اَللّٰهِ وَاَللّٰهُ رَؤُفٌ بِالْعِبٰادِ ) فى سورة البقرة ، قال : نزلت في علي بن أبي طالب عليه السلام ، بات على فراش رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ليلة خروجه إلى الغار (قال) ويروى أنه لما نام على فراشه قام جبريل عند رأسه ، وميكائيل عند رجليه ، وجبريل ينادى بخ بخ من مثلك يابن أبي طالب يباهي اللّه بك الملائكة ، ونزلت الآية يعني بها : ومن الناس من يشرى نفسه (الخ).

[أسد الغابة لابن الأثير ج 4 ص 25] روى بسنده عن الثعلبي قال : رأيت في بعض الكتب أن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم لما أراد الهجرة خلف علي بن أبي طالب عليه السلام بمكة لقضاء ديونه ورد الودائع التي كانت عنده ، وأمره - ليلة خرج إلى الغار وقد أحاط المشركون بالدار - أن ينام على فراشه وقال له : إتشح ببردي الحضرمي الأخضر فانه لا يخلص اليك منهم مكروه إن شاء اللّه تعالى ، ففعل ذلك فأوحى اللّه إلى جبريل وميكائيل عليهما السلام : إني آخيت بينكما وجعلت عمر أحدكما أطول من عمر الآخر فأيكما

ص: 345

يؤثر صاحبه بالحياة فاختارا كلاهما الحياة ، فأوحى اللّه عز وجل اليهما أفلا كنتما مثل علي بن أبي طالب آخيت بينه وبين نبيي محمد فبات على فراشه يفديه بنفسه ويؤثره بالحياة؟ إهبطا إلى الأرض فاحفظاه من عدوه ، فنزلا فكان جبريل عند رأس علي عليه السلام ، وميكائيل عند رجليه ، وجبريل ينادي بخٍ بخٍ من مثلك يابن أبي طالب يباهى اللّه عز وجل بك الملائكة فأنزل اللّه عز وجل على رسوله - وهو متوجه إلى المدينة في شأن علي عليه السلام - ( ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضاة اللّه ) .

[أقول] وذكره الشبلنجي أيضاً في نور الأبصار (ص 77) بنحو الاختصار ، فقال : قال بعض أصحاب الحديث : أوحى اللّه تعالى إلى جبريل وميكائيل عليهما السلام أن انزلا إلى علي وأحرساه في هذه الليلة إلى الصباح فنزلا اليه وهم يقولون : بخٍ بخٍ من مثلك يا علي قد باهى اللّه بك ملائكته (ثم قال) وأورد الإمام الغزالي في كتابه إحياء العلوم أن ليلة بات علي عليه السلام على فراش رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أوحى اللّه تعالى إلى جبريل وميكائيل وذكر مثل حديث ابن الأثير عن الثعلبي (انتهى) ، وذكر المناوي في كنوز الحقائق (ص 31) وقال : إن اللّه يباهي بعلي عليه السلام كل يوم الملائكة ، قال : الديلمي.

[خصائص النسائي ص 8] روى بسنده عن عمرو بن ميمونة قال : إني لجالس إلى ابن عباس إذ أتاه تسعة رهط فقالوا : يا بن عباس إما أن تقوم معنا وإما أن تخلونا هؤلاء ، قال : فقال ابن عباس : بل أقوم معكم ، قال : وهو يومئذٍ صحيح قبل أن يعمى ، قال : فابتدؤا فتحدثوا فلا ندرى ما قالوا قال : فجاء وهو ينفض ثوبه وهو يقول : أف وتف وقعوا في رجل له عشر (إلى أن قال) قال : وشرى علي عليه السلام نفسه ، لبس ثوب النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ثم نام مكانه ، قال : وكان المشركون يرمون رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ، فجاء أبو بكر وعلي عليه السلام نائم ، قال : وأبو بكر يحسبه أنه نبي اللّه ، قال : فقال له علي عليه السلام : إن نبي اللّه صلى اللّه

ص: 346

عليه (وآله) وسلم قد انطلق نحو بئر ميمونة فأدركه ، قال : فانطلق أبو بكر فدخل معه الغار ، قال : وجعل علي عليه السلام يرمى بالحجارة كما كان يرمى نبي اللّه وهو يتضور ، قال : لف رأسه في الثوب لا يخرجه حتى أصبح (الحديث) وقد تقدم تمامه في باب آية التطهير (ج 1 ص 23) وقد رواه الحاكم أيضاً في مستدرك الصحيحين (ج 3 ص 4) باختصار ، ورواه أحمد بن حنبل أيضاً في مسنده (ج 1 ص 330) وذكره المحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة (ج 2 ص 203) ، وفي ذخائره (ص 86) وقال : أخرجه بتمامه أحمد والحافظ أبو القاسم الدمشقي في الموافقات وفي الأربعين الطوال قال : وأخرج النسائي بعضه (انتهى) ، وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 8 ص 333) باختصار ، والهيثمي أيضاً في مجمعه (ج 9 ص 119) وقال : رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط باختصار.

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 4] روى بسنده عن علي بن الحسين عليهما السلام قال : إن أول من شرى نفسه ابتغاء مرضاة اللّه علي بن أبي طالب عليه السلام ، وقال علي عليه السلام عند مبيته على فراش رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم :

قيت بنفسى خير من وطأ الحصى *** ومن طاف بالبيت العتيق وبالحجر

رسول إله خاف أن يمكروا به *** فنجاه ذو الطول الإِله من المكر

وبات رسول اللّه في الغار آمناً *** موّقى وفي حفظ الإله وفي ستر

وبت أراعيهم ولم يتهموننى *** وقد وطنت نفسي على القتل والأسر

 [مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 1 ص 348] روى بسنده عن ابن عباس في قوله : ( وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ اَلَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ ) قال : تشاورت قريش ليلة بمكة فقال بعضهم : إذا أصبح فأثبتوه بالوثاق - يريدون النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم - وقال بعضهم : بل اقتلوه ، وقال بعضهم : بل أخرجوه فأطلع

ص: 347

اللّه عز وجل نبيه على ذلك فبات علي عليه السلام على فراش النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم تلك الليلة ، وخرج النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم حتى لحق بالغار ، وبات المشركون يحرسون علياً عليه السلام يحسبونه النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ، فلما أصبحوا ثاروا اليه ، فلما رأوا علياً عليه السّلام رد اللّه مكرهم ، فقالوا : أين صاحبك هذا؟ قال : لا أدري ، فاقتفوا أثره فلما بلغوا الجبل خلط عليهم فصعدوا في الجبل فمروا بالغار فرأوا على بابه نسج العنكبوت فقالوا : لو دخل ها هنا لم يكن نسج العنكبوت على بابه ، فمكث فيه ثلاث ليال.

[أقول] ورواه الخطيب البغدادي أيضاً (ج 13 ص 191) وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه (ج 7 ص 27) وقال : رواه أحمد والطبراني ، والسيوطي أيضاً في الدر المنثور في ذيل تفسير قوله تعالى : ( وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ ) (الآية) في سورة الأنفال ، وقال : أخرجه عبد الرزاق وعبد بن حميد وابن المنذر وأبو الشيخ وابن مردويه وأبو نعيم في الدلائل.

[السيوطى في الدر المنثور] في ذيل تفسير قوله تعالى : ( وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ اَلَّذِينَ كَفَرُوا لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ ) في سورة الأنفال ، قال : وأخرج عبد الرزاق وعبد بن حميد عن قتادة قال : دخلوا دار الندوة يأتمرون بالنبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم (وساق الحديث إلى أن قال) وقام علي عليه السلام على فراش النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وباتوا يحرسونه - يعني المشركين - يحسبون أنه النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فلما أصبحوا ثاروا اليه فاذاهم بعلي عليه السلام ، فقالوا : أين صاحبك؟ فقال : لا أدري فانتقوا أثره حتى بلغوا الغار ثم رجعوا (الحديث).

[الطبقات الكبرى لابن سعد ج 8 ص 35 وص 162] روى بسنده عن أم بكر بنت المسور عن أبيها : إن رقيقة بنت أبي صيفي بن هاشم بن عبد مناف - وهي أم مخرمة بن نوفل - حذَّرت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله)

ص: 348

وسلم فقالت : إن قريشاً قد اجتمعت تريد بيانك الليلة ، قال المسور فتحول رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم عن فراشه وبات عليه عليٌ بن أبي طالب عليه السلام.

[أُسد الغابة لابن الأثير ج 4 ص 18] روى بسنده عن ابن اسحاق قال : وأقام رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم - يعني بعد أن هاجر أصحابه إلى المدينة - ينتظر مجىء جبرئيل عليه السلام وأمره له أن يخرج من مكة بإذن اللّه له في الهجرة إلى المدينة حتى إذا اجتمعت قريش فمكرت بالنبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وأرادوا برسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ما أرادوا أتاه جبريل عليه السلام وأمره أن لا يبيت في مكانه الذي يبيت فيه ، فدعا رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم علي بن أبي طالب عليه السلام فأمره أن يبيت على فراشه ويتسجى ببرد له أخضر ففعل ، ثم خرج رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم على القوم وهم على بابه ، قال ابن اسحاق : وتتابع الناس في الهجرة ، وكان آخر من قدم المدينة من الناس ولم يفتتن في دينه علي ابن أبي طالب عليه السلام ، وذلك أن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أخّره بمكة وأمره أن ينام على فراشه وأجله ثلاثاً وأمره أن يؤدى إلى كل ذي حق حقه ففعل ، ثم لحق برسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ، (أقول) وذكره المحب الطبري أيضاً في ذخائره (ص 60) عن ابن اسحاق مختصراً.

[أُسد الغابة أيضاً ج 4 ص 19] روى بسنده عن أبي رافع في هجرة النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال : وخلفه النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم - يعني خلف علياً (عليه السلام) - يخرج اليه باهله وأمره أن يؤدى عنه أمانته ووصايا من كان يوصى اليه وما كان يؤتمن عليه من مال ، فأدى علي (عليه السلام) أمانته كلها ، وأمره أن يضطجع على فراشه ليلة خرج ، وقال : إن قريشاً لم يفقدونى ما رأوك ، فاضطجع على فراشه وكانت قريش تنظر إلى فراش النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فيرون عليه علياً (عليه السلام) فيظنونه

ص: 349

النبى صلى اللّه عليه (وآله) وسلم حتى إذا أصبحوا رأوا عليه علياً (عليه السلام) فقالوا : لو خرج محمد لخرج بعلىّ ، فحبسهم اللّه بذلك عن طلب النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم حين رأوا علياً عليه السلام ، وأمر النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم علياً (عليه السلام) أن يلحقه بالمدينة ، فخرج علي (عليه السلام) في طلبه بعدما أخرج اليه أهله يمشي الليل ويمكن النهار حتى قدم المدينة ، فلما بلغ النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قدومه قال : ادعوا لي علياً ، قيل : يا رسول اللّه لا يقدر أن يمشى فأتاه النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فلما رآه اعتنقه وبكى رحمة لما بقدميه من الورم وكانتا تقطران دما ، فتفل النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم في يديه ومسح بهما رجليه ودعا له بالعافية فلم يشتكهما حتى استشهد رضي اللّه عنه.

[كنز العمال ج 3 ص 155] روى عن أبي الطفيل عامر بن واثلة قال : كنت على الباب يوم الشورى فارتفعت الأصوات بينهم فسمعت علياً عليه السلام يقول : بايع الناس لأبي بكر وأنا واللّه أولى بالأمر منه وأحق به منه (إلى أن قال) إن عمر جعلني في خمسة نفر أنا سادسهم لا يعرف لي فضلاً عليهم في الصلاح ولا يعرفونه لي ، كلنا فيه شرع سواء ، وأيم اللّه لو أشاء أن أتكلم ثم لا يستطيع عربيهم ، ولا عجميهم ، ولا المعاهد منهم ولا المشرك ردّ خصلة منها لفعلت (إلى أن قال) أفيكم أحد كان أعظم غنى عن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم حين اضطجعت على فراشه ووقيته بنفسي وبذلت له مهجة دمي؟ قالوا : اللّهم لا (الحديث).

ص: 350

بابٌ : في مبارزة علي (عليه السلام) يوم بدر وقتاله ونداء ملك لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي وسلام جبريل وميكائيل وإسرافيل عليه

[صحيح البخاري في كتاب بدء الخلق] في باب قتال أبي جهل ، روى بسنده عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) أنه قال : أنا أول من يجثو بين يدي الرحمن للخصومة يوم القيامة ، قال : وقال قيس بن عباد : وفيهم أنزلت ( هذان خصمان اختصموا في ربهم ) قال : هم الذين تبارزوا يوم بدر حمزة وعلي عليه السلام وعبيدة بن الحارث وشيبة بن ربيعة وعتبة والوليد بن عتبة.

[أقول] ورواه مسلم أيضاً في صحيحه في كتاب التفسير ، وابن ماجة أيضاً في صحيحه في أبواب الجهاد ، والحاكم أيضاً في مستدرك الصحيحين (ج 2) في تفسير سورة الحج ، ورواه غير هؤلاء أيضاً جمع كثير من أئمة الحديث.

[سنن البيهقي ج 3 ص 276] روى بسنده عن علي عليه السلام في قصة بدر قال : فبرز عتبة وأخوه شيبة وابنه الوليد فقالوا : من يبارز؟ فخرج فتية من الأنصار شبيبة ، فقال عتبة : لا نريد هؤلاء ولكن يبارزنا من بني أعمامنا بني عبد المطلب ، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : قم يا

ص: 351

حمزة قم يا عبيدة قم يا علي ، فبرز حمزة لعتبة ، وعبيدة لشيبة ، وعلي عليه السلام للوليد ، فقتل حمزة عتبة ، وقتل علي عليه السلام الوليد ، وقتل عبيدة شيبة ، وضرب شيبة رجل عبيدة فقطعها فاستنقذه حمزة ، وعلي عليه السلام حتى توفي بالصفراء ، (أقول) وذكر الشبلنجي في نور الأبصار (ص 78) قصة مبارزة علي عليه السلام يوم بدر بمثل ما ذكره البيهقي بنحو أبسط.

[السيوطي في الدر المنثور] في ذيل تفسير قوله تعالى : ( أَمْ نَجْعَلُ اَلَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا اَلصّٰالِحٰاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي اَلْأَرْضِ ) في سورة (صلی اللّه عليه وآله وسلم) قال : أخرج ابن عساكر عن ابن عباس في قوله : ( أَمْ نَجْعَلُ اَلَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا اَلصّٰالِحٰاتِ كَالْمُفْسِدِينَ فِي اَلْأَرْضِ ) قال : الذين آمنوا علي وحمزة وعبيدة ابن الحارث ، والمفسدين في الأرض عتبة وشيبة والوليد وهم الذين تبارزوا يوم بدر.

[حلية الأولياء لأبي نعيم ج 9 ص 145] روى بسنده عن محمد بن إدريس الشافعي قال : دخل رجل من بني كنانة على معاوية بن أبي سفيان فقال له : هل شهدت بدراً؟ قال : نعم ، قال : مثل من كنت؟ قال : غلام قمدود ، مثل عطباء الجلمود ، قال : فحدثني ما رأيت وحضرت ، قال : ما كنا شهوداً إلا كأغياب وما رأينا ظفراً كان أو شك منه ، قال : فصف لي ما رأيت قال : رأيت في سرعان الناس علي بن أبي طالب عليه السلام غلاماً شاباً ليثاً عبقرياً يفري الفرى لا يثبت له أحد إلا قتله ، ولا يضرب شيئاً إلا هتكه لم أر من الناس أحداً قط أنفق يحمل حملة ويلتفت التفاتة (إلى أن قال) وكان له عينان في قفاه وكان وثوبه وثوب وحش.

[الرياض النضرة ج 2 ص 225] قال : وعن علي عليه السلام قال : قاتلت يوم بدر قتالاً ثم جئت إلى النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فإذا هو ساجد يقول : يا حي يا قيوم ، ثم ذهبت فقاتلت ثم جئت فاذا النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ساجد يقول : يا حي يا قيوم ففتح اللّه عز وجل عليه قال : أخرجه النسائي والحافظ الدمشقي في الموافقات.

ص: 352

[تاريخ ابن جرير الطبري ج 2 ص 197] روى بسنده عن أبي رافع عن أبيه عن جده قال : لما قتل علي بن أبي طالب عليه السلام أصحاب الألوية أبصر رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم جماعة من مشركي قريش فقال لعلي عليه السلام إحمل عليهم فحمل عليهم ففرق جمعهم وقتل عمرو بن عبد اللّه الجمحي ، قال : ثم أبصر رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم جماعة من مشركي قريش فقال لعلي عليه السلام : إحمل عليهم فحمل عليهم ففرق جماعتهم وقتل شيبة بن مالك أحد بني عامر بن لؤي ، فقال جبريل : يا رسول اللّه إن هذه للمواساة ، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : إنه مني وأنا منه فقال جبريل : وأنا منكما قال : فسمعوا صوتاً : لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي (اقول) وذكر هذه الرواية باختصار المحب الطبري في الرياض النضرة (ج 2 ص 172) وعلي بن سلطان في مرقاته ج 5 ص 567 وفيها التصريح من أبي رافع بيوم أحد فقال لما قتل علي (عليه السلام) أصحاب الألوية يوم أحد إلخ ولكنها على حسب رواية ابن جرير كما تقدم ليس فيها تصريح بيوم أُحد (بل يظهر) منها بقرينة اشتمال ذيلها على قول لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى الا علي (عليه السلام) بضميمة ما سيأتى من التصريح في رواية أبي جعفر بأن هذا القول كان في يوم بدر قد نادى به ملك من السماء (انها) كانت في يوم بدر لا في يوم أُحد (واللّه اعلم).

[كنز العمال ج 3 ص 154] روى بسنده عن أبي ذر قال : لما كان أول يوم في البيعة لعثمان اجتمع المهاجرون ، والأنصار في المسجد وجاء علي ابن أبي طالب عليه السلام فأنشأ يقول : إن أحق ما ابتدأ به المبتدأون ، ونطق به الناطقون ، حمد اللّه والثناء عليه بما هو أهله ، والصلاة على النبي محمد ، فقال : الحمد للّه المتفرد بدوام البقاء (وساق الخطبة إلى أن قال) ثم قال علي عليه السلام : أنا شدكم اللّه إن جبرئيل نزل على رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فقال : يا محمد لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي فهل تعلمون هذا كان لغيري؟ (الحديث).

ص: 353

[ذخائر العقبى للمحب الطبري ص 74] وفي الرياض النضرة (ج 2 ص 190) قال : عن أبي جعفر محمد بن علي عليه السلام قال : نادى ملك من السماء يوم بدر يقال له رضوان أن لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي (قال) خرجه الحسن بن عرفة العبدى.

[كنز العمال ج 5 ص 273] قال : عن علي قال : لما كان ليلة بدر قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : من يستسقي لنا من الماء فأحجم الناس ، فقام علي عليه السلام فاعتصم القربة ثم أتى بئراً بعيد القعر مظلمة فانحدر فيها فأوحى اللّه عز وجل إلى جبريل وميكائيل وإسرافيل تأهبوا لنصرة محمد صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وحزبه ففصلوا من السماء لهم لغط يذعر من سمعه ، فلما مروا بالبئر سلموا عليه من آخرهم إكراماً وتبجيلاً ، قال : أخرجه ابن شاهين ، (أقول) وذكره المحب الطبري أيضاً في ذخائره (ص 68) وقال : أخرجه أحمد في المناقب.

[ثم] إن ها هنا حديثاً يناسب ذكره في خاتمة هذا الباب ، وهو ما رواه الزمخشري في الكشاف والفخر الرازي في تفسيره الكبير في ذيل تفسير قوله تعالى : ( فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلٰكِنَّ اَللّٰهَ قَتَلَهُمْ وَمٰا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلٰكِنَّ اَللّٰهَ رَمىٰ ) في سورة الأنفال ، واللفظ للكشاف قال - قبل الآية بلا فصل - : ولما طلعت قريش قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : هذه قريش قد جاءت بخيلائها وفخرها يكذبون رسلك ، اللّهم إني أسألك ما وعدتنى فأتاه جبريل عليه السلام فقال : خذ قبضة من تراب فارمهم بها فقال - لما التقى الجمعان - لعلي عليه السلام : إعطنى قبضة من حصباء الوادى ، فرمى بها في وجوههم ، وقال : شاهت الوجوه فلم يبق مشرك إلا شغل بعينيه فانهزموا وردفهم المؤمنون يقتلونهم ويأسرونهم ، (أقول) وذكره السيوطي أيضاً في الدر المنثور في ذيل تفسير الآية وقال : أخرجه الطبراني وأبو الشيخ وابن مردويه عن ابن عباس.

ص: 354

بابٌ : في قتال عليّ عليه السّلام يوم احد

[أُسد الغابة لابن الأثير ج 4 ص 20] روى بسنده عن سعيد بن المسيب قال : لقد أصابت علياً عليه السلام يوم أُحُد ست عشرة ضربة كل ضربة تلزمه الأرض فما كان يرفعه إلا جبريل عليه السلام.

[الرياض النضرة] ج 2 ص 172 وعلى بن سلطان في مرقاته ج 5 ص 568 في الشرح قالا عن أبي رافع قال لما قتل علي (عليه السلام) اصحاب الألويه يوم أُحد قال جبريل يا رسول اللّه ان هذه لهي المواساة فقال له النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) انه مني وأنا منه فقال جبريل وانا منكما يا رسول اللّه قالا أخرجه احمد في المناقب (اقول) وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه ج 6 ص 114 وقال رواه الطبراني وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال ج 6 ص 400 وقال أيضاً رواه الطبراني.

[نور الأبصار للشبلنجى ص 79] قال : روى الحافظ محمد بن عبد العزيز الجنابذي في كتابه معالم العترة النبوية مرفوعاً إلى قيس بن سعد عن أبيه أنه سمع علياً عليه السلام يقول : أصابتني يوم أُحُد ست عشرة ضربة سقطت

ص: 355

إلى الأرض في أربع منهن فجاء رجل حسن الوجه طيب الريح وأخذ بضبعي فأقامني ، ثم قال : أقبل عليهم فإنك في طاعة اللّه ورسوله وهما عنك راضيان ، قال علي عليه السلام : فأتيت النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فأخبرته فقال : يا علي أقر اللّه عينيك ذاك جبريل عليه السلام.

[نور الأبصار أيضاً ص 78] قال : وعن ابن عباس قال : خرج طلحة بن أبي طلحة يوم أحد فكان صاحب لواء المشركين فقال : يا أصحاب محمد تزعمون أن اللّه يعجلنا بأسيافكم إلى النار ويعجلكم بأسيافنا إلى الجنة ، فأيكم يبرز إلي؟ فبرز اليه علي بن أبي طالب عليه السلام وقال : واللّه لا أفارقك حتى أعجلك بسيفي إلى النار ، فاختلفا بضربتين فضربه علي عليه السلام على رجله فقطعها وسقط إلى الأرض فأراد أن يجهز عليه ، فقال : أنشدك اللّه والرحم يابن عم ، فانصرف عنه إلى موقفه ، فقال المسلمون : هلا جهزت عليه ، فقال : ناشدنى اللّه ولن يعيش ، فمات من ساعته وبُشر النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم بذلك فسرّ وسرَّ المسلمون ، ثم قال : قال ابن اسحاق : كان الفتح يوم أُحد بصبر علي عليه السلام.

ص: 356

بابٌ : في مبارزة علي (عليه السلام) يوم الخندق وأنها أفضل من أعمال الأمة إلى يوم القيامة

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 32] روى بسنده عن سفيان الثوري عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : لمبارزة علي بن أبي طالب عليه السلام لعمرو بن عبد ود يوم الخندق أفضل من أعمال أُمتي الى يوم القيامة.

[أقول] ورواه الخطيب البغدادي أيضاً في تاريخ بغداد (ج 13 ص 19) عن اسحاق بن بشر القرشي عن بهز بن حكيم عن ابيه عن جده عن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم مثله ، وذكره الفخر الرازي أيضاً في تفسيره الكبير في ذيل تفسير سورة القدر ، قال : كقوله - يعني النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم - لمبارزة علي عليه السلام مع عمرو بن عبدود أفضل من عمل أمتي الى يوم القيامة.

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 32] روى بسنده عن ابن اسحاق قال : كان عمرو بن عبد ود ثالث قريش وكان قد قاتل يوم بدر حتى اثبتته الجراجة ولم يشهد أُحداً ، فلما كان يوم الخندق خرج معلماً ليرى مشهده ، فلما

ص: 357

وقف هو وخيله قال له علي عليه السلام : يا عمرو قد كنت تعاهد اللّه لقريش أن لا يدعوك رجل الى خلتين إلا قبلت منه أحداهما ، فقال عمرو أجل فقال له علي عليه السلام فإني أدعوك الى اللّه عز وجل والى رسوله والى الاسلام ، فقال لا حاجة لي في ذلك ، قال فإني ادعوك الى البراز ، قال يا بن أخي لِم؟ فو اللّه ما أحب أن أقتلك ، فقال علي عليه السلام لكني واللّه أحب أن أقتلك فحمى عمرو فاقتحم عن فرسه فعقره ثم أقبل فجاء الى علي عليه السلام وقال : من يبارز؟ فقال علي عليه السلام وهو مقنع في الحديد فقال : أنا له يا نبي اللّه ، فقال إنه عمرو بن عبدود أجلس فنادى عمرو ألا رجل؟ فاذن له رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فمشى اليه علي عليه السلام وهو يقول :

لاتعجلن فقدأتاك مجيب صوتك غير عاجز *** ذو نبهة وبصيرة والصدق منجى كل فائز

إنى لأرجو أن اقيم عليك نائحة الجنائز *** من ضربة نجلاء يبقى ذكرها عند الهزاهز

فقال له عمرو : من أنت؟ قال : أنا على ، قال ابن من؟ قال : ابن عبد مناف ، أنا علي بن أبي طالب ، فقال عندك يا بن أخي من أعمامك من هو أسن منك فانصرف فإني أكره أن أهريق دمك ، فقال علي عليه السلام لكني واللّه ما أكره أن أهريق دمك فغضب فنزل فسل سيفه كأنه شعلة نار ثم أقبل نحو علي عليه السلام مغضباً واستقبله علي عليه السلام بدرقته فضربه عمرو في الدرقة فقدها وأثبت فيها السيف وأصاب رأسه فشجه ، وضربه علي عليه السلام على حبل العاتق فسقط وثار العجاج فسمع رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم التكبير فعرف ان علياً عليه السّلام قتله (إلى أن قال) أقبل علي عليه السلام نحو رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ووجهه يتهلل ، فقال عمر بن الخطاب هلا استلبت درعه فليس للعرف درع خير منها؟ فقال : ضربته فاتقاني بسوءته واستحييت ابن عمي أن أستلبه وخرجت خيله منهزمة

ص: 358

حتى اقحمت من الخندق (أقول) وذكره الشبلنجي أيضاً في نور الأبصار (ص 79) وزاد أبياتا لعمرو يقول :

ولقد بححت من النداء لجمعكم هل من مبارز *** ووقفت إذ وقف الشجاع مواقف القرن المناجز

وكذاك إني لم أزل متترعا قبل الهزاهز *** إن الشجاعة فى الفتى والجود من خير الغرائز

فاجابه علي عليه السلام :

لا تعجلن فقد أتاك مجيب صوتك غير عاجز ، الى آخر الأبيات المتقدمة.

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 33] روى بسنده عن عاصم بن عمر ابن قتادة أبياتاً عن اخت عمرو يعني ابن عبدود في رثاء اخيها قال : لما قتل علي بن أبي طالب عليه السّلام عمرو بن عبدود أنشأت أخته عمرة بنت عبدود ترثيه فقالت :

لو كان قاتل عمر غير قاتله *** بكيته ما أقام الروح في جسدى

لكن قاتله من لا يعاب به *** وكان يدعى قديماً بيضة البلد

[الفخر الرازي في تفسيره الكبير] في ذيل تفسير قوله تعالى : ( تِلْكَ اَلرُّسُلُ فَضَّلْنٰا بَعْضَهُمْ عَلىٰ بَعْضٍ ) ، في سورة البقرة قال : روى انه قال - يعني النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم - بعد محاربة علي عليه السلام لعمرو بن عبدود كيف وجدت نفسك يا علي قال : وجدتها لو كان كل أهل المدينة في جانب لقدرت عليهم (إلى أن قال الحديث إلى آخره) وهو مشهور (انتهى).

ص: 359

بابٌ : في قوله تعالى وكفى اللّه المؤمنين القتال

[السيوطي في الدر المنثور] في ذيل تفسير قوله تعالى : ( وَرَدَّ اَللّٰهُ اَلَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنٰالُوا خَيْراً وَكَفَى اَللّٰهُ اَلْمُؤْمِنِينَ اَلْقِتٰالَ ) في سورة الأحزاب ، قال : وأخرج ابن أبي حاتم وابن مردويه وابن عساكر عن ابن مسعود رضي اللّه عنه انه كان يقرأ هذا الحرف وكفى اللّه المؤمنين القتال بعلى بن أبي طالب.

[ميزان الاعتدال للذهبي ج 2 ص 17] ذكر حديثاً مسنداً عن ابن مسعود انه كان يقرأ وكفى اللّه المؤمنين القتال بعلي.

ص: 360

بابٌ : فى قتال علي (عليه السلام) يوم خيبر وقلعه الباب بقوة ربانية

[أقول] قد تقدم في باب علي يحب اللّه ورسوله ويحبه اللّه ورسوله (ص 161) قصة قتاله عليه السّلام في يوم خيبر مع مرحب وقتله له ، وأن الفتح كان على يديه ، وهذا بعض ما يرجع الى ذلك اليوم نذكره في هذا الباب.

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 6 ص 8] روى بسنده عن أبي رافع مولى رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال : خرجنا مع علي عليه السلام حين بعثه رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم برايته فلما دنا من الحصن خرج اليه أهله فقاتلهم فضربه رجل من يهود فطرح ترسه من يده فتناول علي عليه السلام بابا كان عند الحصن فترس به نفسه فلم يزل في يده وهو يقاتل حتى فتح اللّه عليه ثم القاه من يده حين فرغ ، فلقد رأيتني في نفر مع سبعة أنا ثامنهم نجهد على أن نقلب ذلك الباب فما نقلبه. (أقول) ورواه ابن جرير الطبري أيضاً في تاريخه (ج 2 ص 300) وذكره علي بن سلطان أيضاً في مرقاته (ج 5 ص 566) وقال : أخرجه أحمد في المناقب.

[تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج 11 ص 364] روى بسنده عن

ص: 361

جابر بن عبد اللّه إن علياً عليه السّلام حمل باب خيبر يوم افتتحها وإنهم جربوه بعد ذلك فلم يحمله إلا أربعون رجلاً (أقول) ورواه الذهبي أيضاً في ميزان الاعتدال (ج 2 ص 218) (1) وذكره علي بن سلطان أيضاً في مرقاته (ج 5 ص 567) في الشرح ، والمحب الطبري في الرياض النضرة (ج 2 ص 188) وقالا : ثم اجتمع عليه سبعون رجلاً فكان جهدهم أن أعادوا الباب ، ثم قالا : اخرجهما الحاكمى في الاربعين ، أي هذا الحديث وحديث أبي رافع.

[كنز العمال ج 6 ص 398] قال : عن جابر بن سمرة قال : إن علياً عليه السّلام حمل الباب يوم خيبر حتى صعد المسلمون ففتحوها وإنه جرب فلم يحمله إلا أربعون ، قال : أخرجه ابن أبي شيبة.

[الاستيعاب لابن عبد البر ج 2 ص 780] قال : وروى - يعني الزبير بن بكار - عن عبد اللّه بن بريدة عن أبيه قال : شهدت أم سلمة غزوة خيبر فقالت سمعت وقع السيف في أسنان مرحب.

[الفخر الرازي في تفسيره الكبير] في ذيل تفسير قوله تعالى : ( أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحٰابَ اَلْكَهْفِ وَاَلرَّقِيمِ كٰانُوا مِنْ آيٰاتِنٰا عَجَباً ) في سورة الكهف قال في الحجة السادسة من الحجج التي أقامها على جواز الكرامات ، ما لفظه : ولهذا المعنى نرى أن كل من كان أكثر علماً بأحوال عالم الغيب كان أقوى قلباً وأقل ضعفاً ، ولهذا قال علي بن أبي طالب كرم اللّه وجهه : واللّه ما فلعت باب خيبر بقوة جسدانية ولكن بقوة ربانية ، قال : وذلك لان علياً كرم اللّه وجهه في ذلك الوقت انقطع نظره عن عالم الاجساد وأشرقت الملائكة بانوار عالم الكبرياء ، فتقوى روحه وتشبه بجواهر الأرواح الملكية ، وتلألأت فيه أضواء عالم القدس والعظمة ، فلا جرم حصل له من القدرة ما قدر بها على ما لم يقدر عليه غيره.

ص: 362


1- ذكره العسقلاني أيضاً في فتح الباري ج 9 ص 18 وقال اخرجه الحاكم.

بابٌ : في قتال علي عليه السّلام يوم حنين

[الهيثمي في مجمعه ج 6 ص 180] قال : وعن أنس قال : لما كان يوم حنين انهزم الناس عن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم إلا العباس بن عبد المطلب وأبو سفيان بن الحارث - يعني ابن عم النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم - (إلى أن قال) وكان علي بن أبي طالب عليه السلام يومئذٍ أشد الناس قتالا بين يديه ، قال : رواه أبو يعلى والطبراني في الأوسط.

[الهيثمي أيضاً في مجمعه ج 6 ص 182] قال : وعن ابن عباس إن علي ابن أبي طالب عليه السلام ناول رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم التراب فرمى به وجوه المشركين يوم حنين ، قال : رواه البزار ، (أقول) ورواه الخطيب البغدادي أيضاً في تاريخه (ج 4 ص 334) عن ابن عباس مثله.

ص: 363

بابٌ : أن علياً (عليه السلام) أسد اللّه وسيفه في أرضه وذكر شيء من شجاعته

[ذخائر العقبى ص 92] قال : عن أنس بن مالك قال : صعد رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم المنبر فذكر قولاً كثيراً ، ثم قال : أين علي بن أبي طالب؟ فوثب اليه فقال : ها أنا ذا يا رسول اللّه فضمه إلى صدره وقبل بين عينيه ، وقال بأعلى صوته : معاشر المسلمين هذا أخي وابن عمي وختني ، هذا لحمي ودمي وشعري ، هذا أبو السبطين الحسن والحسين سيدى شباب أهل الجنة ، هذا مفرج الكروب عنى ، هذا أسد اللّه وسيفه في أرضه على أعدائه ، على مبغضه لعنة اللّه ولعنة اللاعنين ، واللّه منه بريء وأنا منه بريء ، فمن أحب أن يبرأ من اللّه ومنى فليبرأ من علي ، وليبلغ الشاهد الغائب ، ثم قال : أجلس يا علي قد عرف اللّه لك ذلك ، قال : أخرجه أبو سعيد في شرف النبوة.

[الإمامة والسياسة لابن قتيبة ص 97] قال : وذكروا أن عبد اللّه ابن أبي محجن الثقفى قدم على معاوية فقال : يا أمير المؤمنين إني أتيتك من عند الغبي الجبان البخيل ابن أبي طالب ، فقال معاوية : للّه أنت تدري ما قلت؟ أما قولك الغبى فو اللّه لو أن ألسن الناس جمعت

ص: 364

فجعلت لساناً واحداً لكفاها لسان علي ، وأما قولك : إنه جبان فثكلتك أمك هل رأيت أحداً قط بارزه إلا قتله؟ وأما قولك : إنه بخيل فو اللّه لو كان له بيتان أحدهما من تبر والآخر من تبن لأنفد تبره قبل تبنه ، فقال الثقفي فعلى م تقاتله إذا؟ قال : على دم عثمان (الخ).

[الرياض النضرة للمحب الطبري ج 2 ص 225] قال : وعن ابن عباس - وقد سأله رجل أكان علي عليه السلام يباشر القتال يوم صفين -؟ فقال : واللّه ما رأيت رجلاً أطرح لنفسه في متلف من علي (عليه السلام) ولقد كنت أراه يخرج حاسر الرأس بيده السيف إلى الرجل الدارع فيقتله قال : أخرجه الواحدي ، وقال المحب في ذخائره (ص 99) أخرجه الواقدي ثم قال : وقال ابن هشام : حدثني من أثق به من أهل العلم أن علي بن أبي طالب عليه السلام صاح وهم محاصرو بني قريظة : يا كتيبة الإيمان وتقدم هو والزبير ابن العوام وقال : واللّه لأذوقن ما ذاق حمزة أو لأفتحن حصنهم ، فقالوا : يا محمد فنزل على حكم سعد بن معاذ.

[الاستيعاب لابن عبد البر ج 2 ص 457] روى بسنده عن ابن عباس قال لعلي عليه السلام : أربع خصال ليست لأحد غيره ، هو أول عربي وعجمي صلى مع رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ، وهو الذي كان لواؤه معه في كل زحف ، وهو الذي صبر معه يوم فرّ عنه غيره ، وهو الذي غسله وأدخله قبره ، (أقول) وسيأتي هذا الحديث في الباب الآتي من الحاكم في مستدرك الصحيحين.

[الإصابة لابن حجر ج 5 القسم 3 ص 287] في ترجمة قيس بن تميم الطائي الكيلاني الأشج ، قال : قرأت في تاريخ اليمن للجندي أن قيس بن تميم حدث سنة سبع عشرة وخمسمائة عن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وعن علي بن أبي طالب عليه السّلام فسمع منه أبو الخير الطالقاني ومحمود بن

ص: 365

صالح وعلي الطرازى ومحمود بن عبيد اللّه بن صاعد المروزي كلهم عنه ، قال : خرجت من بلدي وكنا أربعمائة وخمسين رجلاً فضللنا الطريق فلقينا رجل فصال علينا ثلاث صولات فقتل منا في كل مرة أزيد من مائة رجل فبقى منا ثلاثة وثمانون رجلاً فاستأمنوه فآمنهم فإذا هو علي بن أبي طالب عليه السّلام فاتى بنا النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وهو يقسم غنائم بدر فوهبني لعلي عليه السلام فلزمته ثم استأذنته في الذهاب الى أهلي فاذن لي فتوجهت ثم رجعت اليه بعد قتل عثمان فلزمت خدمته فكنت صاحب ركابه فرمحتني بغلته فسال الدم على رأسي فمسح على رأسي وهو يقول مد اللّه يا أشج في عمرك مداً.

ص: 366

باب : إن لواء النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) مع علي (عليه السلام) في كل زحف

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 111] روى بسنده عن ابن عباس قال : لعلي عليه السلام أربع خصال ليست لأحد ، هو أول عربي وأعجمي صلى مع رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ، وهو الذي كان لواؤه معه في كل زحف ، والذي صبر معه يوم المهراس ، وهو الذي غسله وأدخله قبره (أقول) وفسر يوم المهراس في الهامش بيوم أُحد ، ثم إن الحديث المذكور قد رواه ابن عبد البر أيضاً في استيعابه كما تقدم في الباب السابق (ص 328) رواه في (ج 2 ص 457).

[مستدرك الصحيحين أيضاً ج 3 ص 137] روى بسنده عن مالك ابن دينار قال : سألت سعيد بن جبير فقلت : يا أبا عبد اللّه من كان حامل راية رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم؟ قال : فنظر إلي وقال : إنك لرخي البال فغضبت وشكوته إلى إخوانه من القراء فقلت : ألا تعجبون من سعيد إني سألته من كان حامل راية رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فنظر إلي وقال : إنك لرخي البال ، قالوا : إنك سألته وهو خائف من الحجاج وقد لاذ

ص: 367

بالبيت فسله الآن ، فسألته فقال : كان حاملها علي عليه السلام ، هكذا سمعته من عبد اللّه بن عباس ، قال : هذا حديث صحيح الإِسناد.

[أقول] ورواه ابن سعد أيضاً في طبقاته (ج 3 ص 15) باختلاف في اللفظ ، قال : فقال لي معبد الجهنى : أنا أخبرك ، كان يحملها في المسير ابن ميسرة العبسي فاذا كان القتال أخذها علي بن أبي طالب عليه السّلام ، وذكره المحب الطبري أيضاً في ذخائره (ص 75) وقال : أخرجه أحمد في المناقب.

[مستدرك الصحيحين أيضاً ج 3 ص 499] روى بسنده عن قيس ابن أبي حازم قال : كنت بالمدينة فبينا أنا أطوف في السوق إذ بلغت أحجار الزيت فرأيت قوماً مجتمعين على فارس قد ركب دابة وهو يشتم علي بن أبي طالب (عليه السلام) والناس وقوف حواليه ، إذ أقبل سعد بن أبي وقاص فوقف عليهم فقال : ما هذا؟ فقالوا رجل يشتم علي بن أبي طالب (عليه السلام) فتقدم سعد فأفرجوا له حتى وقف عليه فقال : يا هذا على ما تشتم علي بن أبي طالب (عليه السلام) ألم يكن أول من أسلم؟ ألم يكن أول من صلى مع رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم؟ ألم يكن أزهد الناس؟ ألم يكن أعلم الناس؟ وذكر حتى قال : ألم يكن ختن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم على ابنته؟ ألم يكن صاحب راية رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم في غزواته؟ ثم استقبل القبلة ورفع يديه وقال : اللّهم إن هذا يشتم ولياً من أوليائك فلا تفرق هذا الجمع حتى تريهم قدرتك ، قال قيس : فو اللّه ما تفرقنا حتى ساخت به دابته فرمته على هامته في تلك الأحجار فانفلق دماغه ومات قال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين.

[مسند الإِمام أحمد بن حنبل ج 1 ص 368] روى بسنده عن مقسم قال : لا أعلمه إلا عن ابن عباس إن راية النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم كانت مع علي بن أبي طالب عليه السّلام وراية الأنصار مع سعد بن عبادة (الحديث) (أقول) وذكره ابن حجر أيضاً في تهذيب التهذيب (ج 3 ص 475) قال : وعن مقسم عن ابن عباس كانت راية رسول اللّه صلى اللّه عليه

ص: 368

(وآله) وسلم في المواطن كلها مع علي عليه السلام راية المهاجرين ومع سعد بن عبادة راية الأنصار.

[أُسد الغابة لابن الأثير ج 4 ص 20] روى بسنده عن ثعلبة بن ابن أبي مالك قال : كان سعد بن عبادة صاحب راية رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم في المواطن كلها ، فاذا كان وقت القتال أخذها علي بن أبي طالب عليه السّلام.

[كنز العمال ج 5 ص 295] قال : عن ابن عبادة قال : كانت راية رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم في المواطن كلها ، راية المهاجرين مع علي بن أبي طالب عليه السلام (الحديث) قال : أخرجه ابن عساكر.

[طبقات ابن سعد ج 3 القسم 1 ص 14] روى بسنده عن قتادة إن علي بن أبي طالب عليه السلام كان صاحب لواء رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يوم بدر والمشاهد كلها.

[الرياض النضرة ج 2 ص 191] قال : عن ابن عباس قال : كان علي عليه السلام آخذاً راية رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يوم بدر قال الحاكم : يوم بدر والمشاهد كلها ، قال : أخرجه أحمد في المناقب.

[الهيثمي في مجمعه ج 5 ص 321] قال : وعن ابن عباس إن علياً عليه السّلام كان صاحب راية رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يوم بدر ، وقيس بن سعد صاحب راية علي عليه السلام ، وصاحب راية المهاجرين علي عليه السلام في المواطن كلها ، قال : رواه الطبراني في الأوسط والكبير ، (أقول) راية المهاجرين هي راية النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم كما ظهر لك مما تقدم.

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 111] روى بسنده عن مقسم عن ابن عباس إن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم دفع الراية إلى على عليه

ص: 369

السلام يوم بدر وهو ابن عشرين سنة ، قال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين (أقول) ورواه البيهقي أيضاً في سننه (ج 6 ص 207) وذكره ابن عبد البر أيضاً في استيعابه (ج 2 ص 459) وقال : ذكره السراج في تاريخه ، وذكره الهيثمي في مجمعه (ج 6 ص 92) وقال : رواه الطبراني.

[كنز العمال ج 5 ص 269] قال : عن ابن عباس قال : كان لواء رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يوم بدر مع علي بن أبي طالب عليه السّلام ولواء الأنصار مع سعد بن عبادة ، قال : أخرجه ابن عساكر (أقول) ورواه ابن جرير أيضاً في تاريخه (ج 2 ص 138).

[مجمع الهيثمي ج 6 ص 114] قال : وعن ابن عباس قال : ما بقي مع النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يوم أُحد إلا أربعة أحدهم عبد اللّه بن مسعود قلت : فأين كان علي عليه السلام؟ قال : بيده لواء المهاجرين ، قال : رواه البزار والطبراني ، (أقول) قد سمعت آنفا أن راية المهاجرين هي راية النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم.

[الرياض النضرة ج 2 ص 191] قال : وعن علي عليه السلام قال : كسرت يد علي عليه السلام يوم أُحد فسقط اللواء من يده فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : ضعوه في يده اليسرى فانه صاحب لوائي في الدنيا والآخرة ، قال : أخرجه الحضرمى.

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 3 ص 16] روى بسنده عن أبي سعيد الخدري يقول : إن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أخذ الراية فهزها ثم قال : من يأخذها بحقها؟ فجاء فلان فقال : أنا قال : أمط (1) ، ثم جاء رجل فقال : أمط ، ثم قال النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : والذي كرم وجه محمد صلى اللّه عليه (وآله) وسلم لأعطينها رجلاً لا يفر ، هاك يا علي

ص: 370


1- أمط : أي تنح وابتعد.

فانطلق حتى فتح اللّه عليه خيبر وفدك ، وجاء بعجوتهما وقديدهما ، (أقول) وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه (ج 9 ص 124) وقال : رواه أبو يعلى.

[أُسد الغابة لابن الأثير ج 4 ص 21] روى بسنده عن عبد اللّه ابن بريدة عن أبيه قال : لما كان يوم خيبر أخذ أبو بكر اللواء فلما كان من الغد أخذه عمر ، وقيل : محمد بن مسلمة ، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : لأدفعن لوائى إلى رجل لم يرجع حتى يفتح اللّه عليه ، فصلى رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم صلاة الغداة ، ثم دعا باللواء فدعا علياً عليه السّلام وهو يشتكى عينيه فمسحهما ثم دفع اليه اللواء ففتح ، قال : فسمعت عبد اللّه بن بريدة يقول : حدثني أبي إنه كان صاحب مرحب - يعني علياً عليه السّلام.

[الصواعق المحرقة لابن حجر ص 76] قال : وأخرج أبو يعلى عن أبي هريرة قال : قال عمر بن الخطاب : لقد أُعطى علي ثلاث خصال لأن تكون لي خصلة منها أحب إلي من حمر النعم ، فسئل وما هي؟ قال : تزويجه ابنته ، وسكناه في المسجد ولا يحل لي فيه ما يحل له ، والراية يوم خيبر ، قال : وروى أحمد بسند صحيح عن ابن عمر نحوه.

ص: 371

باب : إن علياً عليه السّلام كتب الصلح يوم الحديبية

[صحيح البخاري في الصلح] باب كيف يكتب هذا ما صالح فلان ابن فلان ، روى بسنده عن أبي اسحاق قال : سمعت البراء بن عازب رضي اللّه عنهما قال : لما صالح رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أهل الحديبية كتب علي (عليه السلام) بينهم كتاباً فكتب : محمد رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فقال المشركون : لا تكتب محمد رسول اللّه لو كنت رسولاً لم نقاتلك ، فقال لعلي عليه السلام : إمحه فقال علي (عليه السلام) : ما أنا بالذى أمحاه فمحاه رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وصالحهم على أن يدخل هو وأصحابه ثلاثة أيام ولا يدخلوها إلا بجلبان السلاح فسألوه ما جلبان السلاح فقال : القراب بما فيه.

[أقول] ورواه البخاري أيضاً في الجزية والموادعة مع أهل الحرب بنحو أبسط في باب المصالحة على ثلاثة أيام ، قال : حدثني البراء أن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم لما أراد أن يعتمر أرسل إلى أهل مكة يستأذنهم ليدخل مكة فاشترطوا عليه أن لا يقيم بها إلا ثلاث ليال ولا يدخلها إلا بجلبان السلاح ولا يدعو منهم أحداً ، قال : فأخذ يكتب الشرط بينهم علي بن أبي طالب (عليه

ص: 372

السلام) فكتب : هذا ما قاضى عليه محمد رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فقالوا : لو علمنا أنك رسول اللّه لم نمنعك ولبايعناك ولكن اكتب : هذا ما قاضى عليه محمد بن عبد اللّه ، فقال : أنا واللّه محمد بن عبد اللّه وأنا واللّه رسول اللّه ، قال : وكان لا يكتب ، قال : فقال لعلي عليه السلام : أمح رسول اللّه ، فقال علي عليه السلام : واللّه لا أمحاه أبدا ، قال : فأرنيه قال : فأراه إياه فمحاه النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم بيده ، فلما دخل ومضى الأيام أتوا علياً (عليه السلام) فقالوا : مُر صاحبك فليرتحل ، فذكر ذلك لرسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فقال : نعم ثم ارتحل.

[صحيح مسلم في كتاب الجهاد والسير] في باب صلح الحديبية ، روى بسنده عن أبي اسحاق عن البراء قال : لما أُحصر النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم عند البيت صالحه أهل مكة على أن يدخلها فيقيم بها ثلاثاً ولا يدخلها إلا بجلبان السلاح السيف وقرابه ولا يخرج بأحد معه من أهلها ولا يمنع أحداً يمكث بها ممن كان معه ، قال لعلي عليه السلام : اكتب الشرط بيننا : بسم اللّه (الخ).

[الهيثمي في مجمعه ج 6 ص 145] قال : وعن عبد اللّه بن مغفل المزني قال : كنا مع النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم بالحديبية في أصل الشجرة التي قال اللّه عز وجل في القرآن ، وكان يقع من أغصان الشجرة على ظهر النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وعلى بن أبي طالب (عليه السلام) وسهيل بن عمرو بين يديه ، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم لعلي (عليه السلام) اكتب : بسم اللّه الرحمن الرحيم فأخذ سهيل بيده فقال : ما نعرف الرحمن الرحيم اكتب في قضيتنا ما نعرف ، فقال : اكتب باسمك اللّهم ، فكتب : هذا ما صالح عليه محمد رسول اللّه أهل مكة ، فأمسك سهيل بن عمرو بيده فقال : لقد ظلمناك إن كنت رسوله اكتب في قضيتنا ما نعرف ، قال : أكتب هذا ما صالح عليه محمد بن عبد اللّه بن عبد المطلب وأنا رسول اللّه فكتب (الحديث) قال : رواه أحمد.

ص: 373

[الرياض النضرة ج 2 ص 191] قال : عن ابن عباس قال : كان كاتب كتاب الصلح يوم الحديبية علي بن أبي طالب (عليه السلام) قال : قال معمر ، فسألت عنه الزهري فضحك أو تبسم وقال : هو علي (عليه السلام) ولو سألت هؤلاء لقالوا هو عثمان - يعني بني أمية - قال : خرجه في المناقب والغساني.

ص: 374

باب : إن علياً امتحن اللّه قلبه للايمان

[صحيح الترمذي ج 2] في مناقب علي بن أبي طالب عليه السلام روى بسنده عن ربعى بن حراش ، حدثنا علي بن أبي طالب (عليه السلام) بالرحبة قال : لما كان يوم الحديبية خرج الينا ناس من المشركين فيهم سهيل ابن عمرو ، وأناس من رؤساء المشركين فقالوا : يا رسول اللّه خرج اليك ناس من أبنائنا وإخواننا وأرقائنا وليس لهم فقه في الدين وإنما خرجوا فراراً من أموالنا وضياعنا فارددهم الينا ، قال : فان لم يكن لهم فقه في الدين سنفقههم ، فقال النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : يا معشر قريش لتنتهن أو ليبعثن اللّه عليكم من يضرب رقابكم بالسيف على الدين قد امتحن اللّه قلبه على الإيمان ، قالوا : من هو يا رسول اللّه؟ فقال له أبو بكر : من هو يا رسول اللّه؟ وقال عمر : من هو يا رسول اللّه؟ قال : هو خاصف النعل وكان أعطى علياً عليه السلام نعله يخصفها ، قال : ثم التفت الينا علي عليه السلام فقال : إن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال : من كذب عليّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار ، (أقول) وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 6 ص 407) وقال : أخرجه ابن جرير وصححه.

[خصائص النسائي ص 11] روى بسنده عن ربعي عن علي عليه السلام قال : جاء النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أناس من قريش

ص: 375

فقالوا : يا محمد إنا جيرانك وحلفاؤك وإن من عبيدنا قد أتوك ليس بهم رغبة في الدين ولا رغبة في الفقه إنما فروا من ضياعنا وأموالنا فارددهم الينا ، فقال لأبي بكر : ما تقول؟ فقال : صدقوا إنهم لجيرانك وحلفاؤك فتغير وجه النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ثم قال لعمر : ما تقول؟ قال : صدقوا إنهم لجيرانك وحلفاؤك فتغير وجه النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ثم قال : يا معشر قريش واللّه ليبعثن اللّه عليكم رجلاً منكم امتحن اللّه قلبه للإيمان فيضربكم على الدين أو يضرب بعضكم ، قال أبو بكر : أنا هو يا رسول اللّه؟ قال : لا قال عمر : أنا هو يا رسول اللّه؟ قال : لا ولكن ذلك الذي يخصف النعل وقد كان أعطى علياً عليه السلام نعلا يخصفها ، (أقول) ورواه الحاكم أيضاً في مستدرك الصحيحين (ج 2 ص 137و في ج 4 ص 298) وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 6 ص 396) وقال أخرجه أحمد وابن جرير وصححه (وفي ص 407) وقال : أخرجه ابن أبي شيبة وابن جرير ويحيى بن سعيد.

[تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج 1 ص 133] روى بسنده عن ربعى بن حراش قال : سمعت علياً عليه السلام يقول وهو بالمدائن : جاء سهيل بن عمرو إلى النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فقال : إنه قد خرج اليك ناس من أرقائنا ليس بهم الدين تعيذا فارددهم علينا ، فقال له أبو بكر وعمر : صدق يا رسول اللّه فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : لن تنتهوا يا معشر قريش حتى يبعث اللّه عليكم رجلاً امتحن اللّه قلبه بالإيمان يضرب أعناقكم وأنتم مجفلون (1) عنه إجفال النعم ، فقال أبو بكر : أنا هو يا رسول اللّه؟ قال : لا ، قال له عمر : أنا هو يا رسول اللّه؟ قال : لا ولكنه خاصف النعل ، قال : وفي كف علي عليه السلام نعل يخصفها لرسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم (أقول) ورواه بطريق آخر أيضاً في (ج 8 ص 433) ورواه الطحاوي أيضاً في شرح معانى الآثار (ج 2 ص 408) مختصراً.

ص: 376


1- جفل البعير بالجيم والفاء ثم اللام : قفز وشرد.

باب : إن النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) يخطب وعلي عليه السّلام يعبر عنه

[صحيح أبي داود] في الجزء الخامس والعشرين باب في الرخصة أي في لبس الحمراء (ص 116) قال : حدثنا مسدد أبو معاوية عن هلال بن عامر عن أبيه قال : رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم بمنى يخطب على بغلة وعليه برد أحمر وعلي عليه السلام أمامه يعبر عنه ، (أقول) ورواه البيهقي أيضاً في سننه (ج 3 ص 247).

[أُسد الغابة لابن الأثير ج 2 ص 155] قال : روى هلال بن عامر الكوفي عن رافع بن عمرو قال : رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يخطب يوم النحر حين ارتفع الضحى على بغلة شهباء وعلي عليه السلام يعبر عنه والناس بين قائم وقاعد ، الحديث ، (أقول) ورواه أيضاً في (ج 3 ص 89) عن هلال بن عامر المزني عن أبيه قال : رأيت النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يخطب الناس بمنى على بغلة بيضاء وعليه برد أحمر ورجل من أهل بدر يعبر عنه (قال) وقال ابراهيم بن معاوية : وعلى بن أبي طالب عليه السلام يعبر عنه.

ص: 377

[أُسد الغابة أيضاً ج 5 ص 11] في ترجمة نافع بن عمرو المزني إنه قال : إني يوم حجة الوداع خماسي أو فوق خماسي فأخذ بيدي أبي حتى انتهى بى إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وهو واقف على بغلة له شهباء يخطب الناس وعلي (عليه السلام) يعبر عنه فتخللت الرحال حتى أقوم عند ركاب البغلة ثم أضرب بيدى كلتيهما في ركبته فمسحت الساق حتى بلغت القدم ثم أدخل يدى هذه بين النعل والقدم فانه ليخيل إلي أني أجد برد قدمه الساعة على كفي.

ص: 378

باب : إن علياً صعد على منكب النبي لكسر الأصنام

[خصائص النسائي ص 31] روى بسنده عن أبي مريم قال : قال علي (عليه السلام) انطلقت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم حتى أتينا الكعبة فصعد رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم على منكبي فنهض به علي (عليه السلام) فلما رأى رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ضعفى قال لي : اجلس فجلست فنزل النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وجلس لي وقال لي : اصعد على منكبى فصعدت على منكبيه فنهض بى ، فقال علي (عليه السلام) إنه يخيل إلي إني لو شئت لنلت أفق السماء ، فصعدت على الكعبة وعليها تمثال من صفر أو نحاس فجعلت أعالجه لأزيله يميناً وشمالاً وقداماً ومن بين يديه ومن خلفه حتى استمكنت منه ، فقال نبي اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : إقذفه فقذفت به فكسرته كما تكسر القوارير ثم نزلت فانطلقت أنا ورسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم نستبق حتى توارينا بالبيوت خشية أن يلقانا أحد.

[أقول] ورواه الحاكم أيضاً في مستدرك الصحيحين (ج 2 ص 366) وقال فيه : فصعدت فوق الكعبة وتنحى رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله)

ص: 379

وسلم فقال لي : ألق صنمهم الأكبر صنم قريش ، وكان من نحاس موتداً بأوتاد من حديد إلى الأرض ، فقال لي رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : عالجه ورسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول لي : إيه إيه (1) ( جاء الحق وزهق الباطل إن الباطل كان زهوقاً ) فلم أزل أعالجه حتى استمكنت منه فقال : إقذفه فقذفته فتكسر وترديت من فوق الكعبة فانطلقت أنا والنبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم نسعى وخشينا أن يرانا أحد من قريش وغيرهم ، قال علي عليه السلام : فما صعد به حتى الساعة (انتهى) ، ورواه أحمد بن حنبل أيضاً في مسنده (ج 1 ص 84 وص 151) مختصراً ، وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 6 ص 407) وقال : أخرجه ابن أبي شيبة وأبو يعلى وابن جرير ، وذكره المحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة (ج 2 ص 200) وقال : أخرجه أحمد وصاحب الصفوة ، وأخرجه الحاكمي.

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 5] روى بسنده عن أبي مريم الأسدي عن علي عليه السلام ، قال : لما كان الليلة التي أمرني رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أن أبيت على فراشه وخرج من مكة مهاجراً انطلق بي رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم إلى الأصنام فقال : اجلس فجلست إلى جنب الكعبة ثم صعد رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم على منكبي ثم قال : انهض فنهضت فلما رأى ضعفي تحته قال : اجلس فجلست فأنزلته عنى وجلس لي رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ثم قال لي : يا علي إصعد على منكبي فصعدت على منكبيه ثم نهض بي رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وخيل لي إني لو شئت نلت السماء وصعدت إلى الكعبة ، وتنحى رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فألقيت صنمهم الأكبر ، وكان من نحاس موتداً بأوتاد من حديد إلى الأرض ، فقال لي رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : عالجه فعالجت فما زلت أعالجه ويقول رسول اللّه صلى اللّه عليه

ص: 380


1- إيه : بكسر الهمزة والياء المثناة التحتانية ثم الهاء ، إسم فعل للاستزادة من حديث أو فعل ، وقد تؤكد بلفظة مثلها.

(وآله) وسلم : إيه إيه ، فلم أزل أعالجه حتى استمكنت منه فقال : دقه فدققته فكسرته ونزلت قال : هذا حديث صحيح الإسناد ، (أقول) ورواه الخطيب البغدادي أيضاً في تاريخه (ج 13 ص 302).

[الزمخشري في الكشاف] في تفسير قوله تعالى : ( وَقُلْ جٰاءَ اَلْحَقُّ وَزَهَقَ اَلْبٰاطِلُ إِنَّ اَلْبٰاطِلَ كٰانَ زَهُوقاً ) في سورة الأسرى قال : ولما نزلت هذه الآية يوم الفتح قال جبريل لرسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : خذ مخصرتك ثم القها - يعني الأصنام - فجعل يأتي صنماً صنماً وهو ينكت بالمخصرة في عينه ويقول : ( جٰاءَ اَلْحَقُّ وَزَهَقَ اَلْبٰاطِلُ ) فينكب الصنم لوجهه حتى ألقاها جميعاً وبقى صنم خزاعة فوق الكعبة وكان من قوارير صفر ، فقال : يا علي إرم به فحمله رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم حتى صعد فرمى به فكسره فجعل أهل مكة يتعجبون ويقولون : ما رأينا رجلاً أسحر من محمد.

ص: 381

باب : إن علياً عليه السّلام بعثه النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) ببراءة وأرجع أبا بكر

[صحيح الترمذي ج 2 ص 183] روى بسنده عن أنس بن مالك قال : بعث النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ببراءة مع أبي بكر ثم دعاه فقال : لا ينبغي لأحد أن يبلغ هذا إلا رجل من أهلي فدعا علياً (عليه السلام) فأعطاه إياه ، (أقول) ورواه النسائي أيضاً في خصائصه (ص 20) وأحمد بن حنبل أيضاً في مسنده (ج 3 ص 283) والسيوطي أيضاً في الدر المنثور في ذيل تفسير قوله تعالى : ( بَرٰاءَةٌ مِنَ اَللّٰهِ وَرَسُولِهِ ) وقال : أخرجه ابن أبي شيبة وأحمد والترمذي ، وحسنه ، وأبو الشيخ وابن مردويه عن أنس.

[صحيح الترمذي أيضاً ج 2 ص 183] روى بسنده عن ابن عباس قال : بعث النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أبا بكر وأمره أن ينادى بهؤلاء الكلمات ، ثم أتبعه علياً (عليه السلام) فبينا أبو بكر في بعض الطريق إذ سمع رغاء ناقة رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم القصواء فخرج أبو بكر فزعاً فظن أنه رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فاذا هو علي (عليه السلام) فدفع اليه كتاب رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وأمر علياً

ص: 382

(عليه السلام) أن ينادي بهؤلاء الكلمات (الحديث) ثم روى عن زيد بن يثيع قال : سألنا علياً (عليه السلام) بأي شيء بعثت في الحجة؟ قال : بعثت بأربع أن لا يطوف بالبيت عريان ، ومن كان بينه وبين النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم عهد فهو إلى مدته ومن لم يكن له عهد فأجله أربعة أشهر ، ولا يدخل الجنة إلا نفس مؤمنة ، ولا يجتمع المشركون والمسلمون بعد عامهم هذا.

[خصائص النسائي ص 20] روى بسنده عن زيد بن يثيع عن علي عليه السلام : إن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم بعث ببراءة إلى أهل مكة مع أبي بكر ، ثم أتبعه بعلي (عليه السلام) فقال له : خذ الكتاب فامض به إلى أهل مكة ، قال : فلحقه فأخذ الكتاب منه فانصرف أبو بكر وهو كئيب فقال لرسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : أنزل في شىء؟ قال : لا ، إلا أني أُمرت أن أبلغه أنا أو رجل من أهل بيتي.

[خصائص النسائي أيضاً ص 20] روى بسنده عن سعد قال : بعث رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أبا بكر ببراءة حتى إذا كان ببعض الطريق أرسل علياً (عليه السلام) فأخذها منه ثم سار بها فوجد أبو بكر في نفسه ، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : لا يؤدى عنى إلا أنا أو رجل مني ، (أقول) وذكره السيوطي أيضاً في الدر المنثور في ذيل تفسير قوله تعالى : ( بَرٰاءَةٌ مِنَ اَللّٰهِ وَرَسُولِهِ ) باختلاف يسير في اللفظ ، وقال : أخرجه ابن مردويه عن سعد بن أبي وقاص.

[تفسير ابن جرير ج 10 ص 46] روى بسنده عن زيد بن يثيع قال : نزلت براءة فبعث بها رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أبا بكر ثم أرسل علياً (عليه السلام) فأخذها منه ، فلما رجع أبو بكر قال : هل نزل في شىء؟ قال : لا ولكني أمرت أن أبلغها أنا أو رجل من أهل بيتى.

[تفسير ابن جرير أيضاً ج 10 ص 46] روى بسنده عن ابن عباس :

ص: 383

إن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم بعث أبا بكر ببراءة ثم أتبعه علياً (عليه السلام) فأخذها منه ، فقال أبو بكر : يا رسول اللّه حدث فيَّ شي؟ قال : لا (الحديث).

[تفسير ابن جرير أيضاً ج 10 ص 47] روى بسنده عن السدي قال : لما نزلت هذه الآيات إلى رأس أربعين آية بعث بهن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم مع أبي بكر وأمره على الحج ، فلما سار فبلغ الشجرة من ذي الحليفة أتبعه بعلي عليه السلام فأخذها منه ، فرجع أبو بكر إلى النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فقال : يا رسول اللّه بأبي أنت وأمي أنزل في شأني شيء؟ قال : لا ولكن لا يبلغ عني غيري أو رجل مني (الحديث).

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 51] روى بسنده عن جميع بن عمير الليثي قال : أتيت عبد اللّه بن عمر فسألته عن علي عليه السلام فانتهرني ثم قال : ألا أُحدثك عن علي (عليه السلام) هذا بيت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم في المسجد ، وهذا بيت علي (عليه السلام) إن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم بعث أبا بكر وعمر ببراءة إلى أهل مكة فانطلقا فاذا هما براكب فقالا : من هذا؟ قال : أنا علي يا أبا بكر هات الكتاب الذي معك قال : وما لى؟ قال : واللّه ما علمت إلا خيرا ، فأخذ علي (عليه السلام) الكتاب فذهب به ورجع أبو بكر وعمر إلى المدينة فقالا : ما لنا يا رسول اللّه؟ قال : ما لكما إلا خير ولكن قيل لي : إنه لا يبلغ عنك إلا أنت أو رجل منك.

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 1 ص 3] روى بسنده عن زيد بن يثيع عن أبي بكر : إن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم بعثه ببراءة لأهل مكة ، لا يحج بعد العام مشرك ولا يطوف بالبيت عريان ، ولا يدخل الجنة إلا نفس مسلمة ، من كان بينه وبين رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم مدة فأجله إلى مدته ، واللّه بريء من المشركين ورسوله ، قال : فسار بها ثلاثاً ثم قال لعلى

ص: 384

(عليه السلام) : إلحقه فرد عليّ أبا بكر وبلغها أنت ، قال : ففعل ، قال : فلما قدم على النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أبو بكر بكى وقال : يا رسول اللّه حدث فيّ شيء؟ قال : ما حدث فيك إلا خير ولكن أمرت أن لا يبلغه إلا أنا أو رجل مني.

[أقول] وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 1 ص 246) وقال : أخرجه ابن خزيمة وأبو عوانة والدار قطني في الأفراد ، وذكر المحب الطبري أيضاً حديثاً في هذا المعنى في ذخائره (ص 69) وقال في آخره : غير أنه لا يبلغ عني غيري أو رجل مني - يعني علياً - ثم قال : أخرجه أبو حاتم.

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 1 ص 151] روى بسنده عن حنش عن علي عليه السلام ، قال : لما نزلت عشر آيات من براءة على النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم دعا النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أبا بكر فبعثه بها يستقرئها على أهل مكة ، ثم دعاني النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فقال لي : أدرك أبا بكر فحيثما لحقته فخذ الكتاب منه فاذهب به إلى أهل مكة فاقرأه عليهم فلحقته بالجحفة فأخذت الكتاب منه ، فرجع أبو بكر إلى النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فقال : يا رسول اللّه نزل في شىء؟ قال : لا ولكن جبرئيل جاءنى فقال : لن يؤدى عنك إلا أنت أو رجل منك ، (أقول) وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 1 ص 246) وقال. أخرجه أبو الشيخ وابن مردويه.

[مسند الإمام أحمد بن حنبل أيضاً ج 1 ص 330] روى بسنده عن عمرو بن ميمون قال : إني لجالس إلى ابن عباس إذ أتاه تسعة رهط فقالوا : يا بن عباس إما أن تقوم معنا وإما أن تخلونا هؤلاء فقال ابن عباس : بل أقوم معكم - قال : فجاء ينفض ثوبه ويقول : أف وتف وقعوا في رجل له عشر (إلى أن قال) قال : ثم بعث فلاناً بسورة التوبة فبعث علياً (عليه السلام) خلفه فأخذها منه قال : لا يذهب بها إلا رجل مني وأنا منه (الحديث) (أقول) وقد تقدم تمامه في باب آية التطهير (ج 1 ص 230) ورواه النسائي

ص: 385

أيضاً في خصائصه (ص 8) وقال : وبعث أبا بكر بسورة التوبة وبعث علياً عليه السلام خلفه (الخ) ، وذكره المحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة (ج 2 ص 203) وقال : أخرجه بتمامه أحمد والحافظ أبو القاسم الدمشقي في الموافقات وفي الأربعين الطوال ، قال : وأخرج النسائي بعضه (انتهى) وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه (ج 9 ص 119) وقال : رواه أحمد والطبراني في الكبير والأوسط باختصار.

[السيوطي في الدر المنثور] في ذيل تفسير قوله تعالى : ( بَرٰاءَةٌ مِنَ اَللّٰهِ وَرَسُولِهِ ) ، قال : وأخرج ابن حبان وابن مردويه عن أبي سعيد الخدري قال : بعث رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أبا بكر يؤدي عنه براءة فلما أرسله بعث إلى علي (عليه السلام) فقال : يا علي إنه لا يؤدى عنى إلا أنا أو أنت فحمله على ناقته العضباء فسار حتى لحق بأبى بكر فأخذ منه براءة ، فأتى أبو بكر النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وقد دخله من ذلك مخافة أن يكون قد أنزل فيه شيء ، فلما أتاه قال : ما لي يا رسول اللّه؟ (وساق الحديث) إلى أن ذكر قول النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : لا يبلغ عني غيري أو رجل مني.

[ثم] إن ها هنا حديثاً يناسب ذكره في خاتمة هذا الباب ، وهو ما ذكره المتقي في كنز العمال (ج 6 ص 399) قال : عن جابر لما سأل أهل قبا النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أن يبني لهم مسجداً ، قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : ليقم بعضكم فيركب الناقة ، فقام أبو بكر فركبها وحركها فلم تنبعث فرجع وقعد ، فقام عمر فركبها فحركها فلم تنبعث ، فرجع فقعد ، فقام علي عليه السلام فلما وضع رجله في غرز الركاب وثبت به قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : يا علي أرخ زمامها وانبؤ على مدارها فانها مأمورة قال : أخرجه الطبراني ، (أقول) وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه (ج 4 ص 11) وقال : رواه الطبراني في الكبير.

ص: 386

بابٌ : إن علياً عليه السّلام بعثه النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) الى الجن ليدعوهم إلى الإسلام

[الإصابة لابن حجر ج 4 القسم 1 ص 235] في ترجمة عرفطة بن شمراح الجني من بني نجاح ، ذكر عن الخرائطي في الهواتف حديثاً مسنداً عن سلمان الفارسى قال : كنا مع النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم في مسجده في يوم مطير فسمعنا صوت السلام عليك يا رسول اللّه فرد عليه ، فقال له رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : من أنت؟ قال : أنا عرفطة أتيتك مسلماً وانتسب له كما ذكرنا ، فقال : مرحباً بك إظهر لنا في صورتك ، قال سلمان : فظهر لنا شيخ أرث أشعر وإذا بوجهه شعر غليظ متكاثف ، وإذا عيناه مشقوقتان طولاً ، وله فم في صدره أنياب بادية طوال ، وإذا في أصابعه أظفار مخاليب كأنياب السباع فأقشعرت منه جلودنا ، فقال الشيخ : يا نبي اللّه أرسل معي من يدعو جماعة من قومى إلى الإسلام وأنا أرده اليك سالماً (قال) ابن حجر فذكر - يعني الخرائطي - قصة طويلة في بعثه معه علي بن أبي طالب (عليه السلام) فأركبه على بعير وأردف سلمان وإنهم نزلوا في واد لا زرع فيه ولا شجر ، وإن علياً عليه السلام أكثر من ذكر اللّه ، ثم صلى سلمان بالشيخ الصبح ، ثم قام خطيباً - يعني علياً عليه السلام - فتذمروا عليه فدعا بدعاء

ص: 387

طويل ، فنزلت صواعق أحرقت كثيراً ، ثم أذعن من بقى وأقروا بالإسلام ورجع بعلي عليه السلام وسلمان ، فقال النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم لعلي (عليه السلام) لما قص قصتهم أما إنهم لا يزالون لك هائبين إلى يوم القيامة.

ص: 388

باب : إن علياً عليه السّلام يقاتل على تأويل القرآن كما قاتل النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) على تنزيله

[خصائص النسائي ص 40] روى بسنده عن أبي سعيد الخدري قال : كنا جلوساً ننظر رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فخرج الينا قد انقطع شسع نعله فرمى به إلى علي (عليه السلام) فقال : إن منكم رجلاً يقاتل الناس على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله ، قال أبو بكر : أنا؟ قال : لا قال عمر : أنا؟ قال : لا ، ولكن خاصف النعل.

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 122] روى بطريقين عن أبي سعيد قال : كنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فانقطعت نعله فتخلف علي (عليه السلام) يخصفها فمشى قليلا ثم قال : إن منكم من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله ، فاستشرف لها القوم وفيهم أبو بكر وعمر ، قال أبو بكر : أنا هو؟ قال : لا ، قال عمر : أنا هو؟ قال : لا ولكن خاصف النعل يعني علياً (عليه السلام) فأتيناه فبشرناه فلم يرفع به رأسه كأنه قد كان سمعه من رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ، قال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين.

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 3 ص 33] روى بسنده عن أبي سعيد

ص: 389

قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : إن منكم من يقاتل على تأويله كما قاتلت على تنزيله ، قال : فقام أبو بكر وعمر فقال صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : لا ولكن خاصف النعل وعلي عليه السلام يخصف نعله.

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 3 ص 82] روى بطريقين عن أبي سعيد الخدري يقول : كنا جلوساً ننتظر رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فخرج علينا من بعض بيوت نسائه قال : فقمنا معه فانقطعت نعله فتخلف عليها علي (عليه السلام) يخصفها ، فمضى رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ومضينا معه ثم قام ينتظره وقمنا معه فقال : إن منكم من يقاتل على تأويل هذا القرآن كما قاتلت على تنزيله ، فاستشرفنا وفينا أبو بكر وعمر فقال صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : لا ولكنه خاصف النعل ، قال : فجئنا نبشره (قال) في أحدهما وكأنه قد سمعه وقال في الآخر : فلم يرفع به رأساً كأنه قد سمعه.

[حلية الأولياء لأبي نعيم ج 1 ص 67] روى بسنده عن أبي سعيد الخدري قال : كنا نمشي مع النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فانقطع شسع نعلة فتناولها علي (عليه السلام) يصلحها ثم مشى فقال : يا أيها الناس إن منكم من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله ، قال أبو سعيد : فخرجت فبشرته بما قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فلم يكترث به فرحاً كأنه قد سمعه.

[أُسد الغابة لابن الأثير ج 3 ص 282] قال : روى السري بن اسماعيل عن عامر الشعبي عن عبد الرحمن بن بشير قال : كنا جلوساً عند النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم إذ قال : ليضربنكم رجل على تأويل القرآن كما ضربتكم على تنزيله ، فقال أبو بكر : أنا هو؟ قال : لا قال عمر : أنا هو؟ قال : لا ولكن خاصف النعل ، وكان علي عليه السلام يخصف نعل رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم.

[أُسد الغابة أيضاً ج 4 ص 32] روى بسنده عن أبي سعيد قال : كنا

ص: 390

مع رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فانقطع شسعه فأخذها علي (عليه السلام) يصلحها فمضى رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فقال : إن منكم رجلاً يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله ، فاستشرف لها القوم فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : لكنه خاصف النعل فجاء فبشرناه بذلك فلم يرفع به رأساً كأنه شيء قد سمعه من النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم.

[الإصابة لابن حجر ج 1 القسم 1 ص 22] روى بسنده عن الأخضر ابن أبي الأخضر عن النبي صلّى اللّه عليه (اله) وسلم فقال : ان منكم رجلاً يقال على تأويل القران كما قاتلت على تنزيله ، فاستشرف لها القوم فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم لكنه خاصف النعل فجاء فبشرنا بذلك فلم يرفع به راساً كأنه شيء قد سمعه من النبي صلى اللّه عليه واله وسلم.

[الإصابة لابن حجر ج 1 القسم 1 ص 22] روى بسنده عن الأخضر بن أبي الأخضر عن النبي صلّى اللّه عليه (وآله) وسلم قال : أنا أقاتل على تنزيل القرآن وعلي يقاتل على تأويله ، (أقول) وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 6 ص 155) وقال : أخرجه الدار قطني في الأفراد.

[الإصابة أيضاً ج 4 القسم 1 ص 152] قال : وأخرج الباوردي وابن مندة من طريق سيف بن محمد عن السرى بن يحيى عن الشعبى عن عبد الرحمن ابن بشير قال : كنا جلوساً مع النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم إذ قال : ليضربنكم رجل على تأويل القرآن كما ضربتكم على تنزيله فقال أبو بكر : أنا هو يا رسول اللّه؟ قال : لا فقال عمر : أنا هو يا رسول اللّه؟ قال : لا ولكن خاصف النعل فانطلقنا فاذا علي (عليه السلام) يخصف نعل رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم في حجرة عائشة فبشرناه.

[الاستيعاب لابن عبد البر ج 2 ص 423] قال : وروى الأعمش عن أبي عبد الرحمن السلمي قال : شهدنا مع علي عليه السلام صفين فرأيت عمار بن ياسر لا يأخذ في ناحية ولا واد من أودية صفين إلا رأيت أصحاب محمد صلى

ص: 391

اللّه عليه (وآله) وسلم يتبعونه كأنه علم لهم ، وسمعت عماراً يقول يومئذٍ لهاشم بن عتبة : يا هاشم تقدم الجنة تحت الأبارقة ، اليوم ألقى الأحبة محمداً وحزبه ، واللّه لو هزمونا حتى يبلغوا بنا سعفات هجر لعلمنا أنا على الحق وأنهم على الباطل ثم قال :

نحن ضربناكم على تنزيله *** فاليوم نضربكم على تأويله

ضرباً يزيل الهام عن مقيله *** ويذهل الخليل عن خليله

أو يرجع الحق إلى سبيله

قال : فلم أر أصحاب محمد صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قتلوا في موطن ما قتلوا يومئذٍ.

[أقول] قول عمار رضوان اللّه عليه :

هو إشارة إلى الحديث المشهور وكأنه هو شيء قد سمعه من النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم.

[كنز العمال ج 6 ص 155] ولفظه : إن منكم من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله ، قيل : أبو بكر وعمر؟ قال : لا ولكنه خاصف النعل - يعني علياً عليه السلام - قال : أخرجه أحمد في مسنده ، وأبو يعلى في مسنده ، والبيهقي في شعب الإيمان ، والحاكم في المستدرك ، وأبو نعيم في حليته ، وسعيد بن منصور في سننه ، كلهم عن أبي سعيد - يعني الخدري.

[كنز العمال أيضاً ج 6 ص 390] قال : عن أبي ذر قال : كنت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وهو ببقيع الغرقد فقال : والذي نفسي بيده إن فيكم رجلاً يقاتل الناس من بعدي على تأويل القرآن كما قاتلت المشركين على تنزيله ، وهم يشهدون أن لا إله إلا اللّه ، فيكبر قتلهم على الناس حتى يطعنوا على ولىّ اللّه ويسخطوا عمله كما سخط موسى أمر السفينة وقتل الغلام وإقامة الجدار ، وكان خرق السفينة وقتل الغلام وإقامة الجدار للّه رضىً وسخط ذلك موسى ، قال : أخرجه الديلمي.

ص: 392

[كنز العمال ج 6 ص 391] قال : عن أبي سعيد قال : كنا جلوساً في المسجد فخرج رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فجلس الينا ولكأن على رؤوسنا الطير لا يتكلم منا أحد ، قال : إن منكم رجلاً يقاتل الناس على تأويل القرآن كما قاتلتم على تنزيله ، فقام أبو بكر فقال ، أنا هو يا رسول اللّه؟ قال لا فقام عمر فقال : أنا هو يا رسول اللّه؟ قال لا ولكنه خاصف النعل في الحجرة ، فخرج علينا علي (عليه السلام) ومعه نعل رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يصلح ، قال : أخرجه ابن أبي شيبة وأحمد بن حنبل في مسنده ، وأبو يعلى في مسنده ، وابن حبان في صحيحه ، والحاكم في مستدركه ، وأبو نعيم في حليته ، وسعيد بن منصور في سننه.

[الهيثمي في مجمعه ج 5 ص 186] قال : وعن أبي سيعد الخدري قال : سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول : ان منكم من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله ، فقال أبو بكر أنا هو يا رسول اللّه؟ قال : لا قال عمر أنا هو يا رسول اللّه؟ قال : لا ولكنه خاصف النعل ، وكان أعطى علياً (عليه السلام) نعله يخصفها ، قال : رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح (اقول) وذكره المحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة (ج 2 ص 192) وقال : أخرجه أبو حاتم.

[ثم] إن ههنا حديثاً يناسب ذكره في خاتمة هذا الباب وهو ما ذكره المحب الطبري في الرياض النضرة (ج 2 ص 167) قال : وعن علي (عليه السلام) قال طلبني النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فوجدني في حائط نائماً فضربني برجله وقال : قم لأرضينك ، أنت أخي وأبو ولدي تقاتل على سنتي ، من مات على عهدي فهو في كنز الجنة ، ومن مات على عهدك فقد قضى نحبه ، ومن مات يحبك بعد موتك ختم اللّه له بالأمن والايمان ما طلعت شمس أو غربت ، قال : خرجه أحمد في المناقب (أقول) وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 6 ص 404) وقال : خرجه أبو يعلى ثم قال : قال البوصيري رواته ثقات.

ص: 393

باب : إن علياً (عليه السلام) يقاتل وجبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 172] روى بسنده عن علي بن الحسين عليهما السلام قال : خطب الحسن بن على عليهما السلام على الناس حين قتل علي عليه السلام ، فحمد اللّه وأثنى عليه ثم قال : لقد قبض في هذه الليلة رجل لا يسبقه الأولون ، ولا يدركه الآخرون ، وقد كان رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يعطيه رايته فيقاتل وجبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره فما يرجع حتى يفتح اللّه عليه ، وما ترك على أهل الأرض صفراء ولا بيضاء إلا سبعمائة درهم فضلت من عطاياه أراد أن يبتاع بها خادماً لأهله (الحديث).

[مسند الامام أحمد بن حنبل ج 1 ص 199] روى بسنده عن هبيرة قال : خطبنا الحسن بن على (عليهما السلام) فقال : لقد فارقكم رجل بالامس لم يسبقه الاولون بعلم ، ولا يدركه الآخرون ، وكان رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يبعثه بالراية جبريل عن يمينه وميكائيل عن شماله لا ينصرف حتى يفتح له (أقول) وذكره المحب الطبري أيضاً في ذخائره (ص 76) وقال : أخرجه أحمد ، وخرجه أبو حاتم.

ص: 394

[حلية الأولياء لأبي نعيم ج 1 ص 65] روى بسنده عن هبيرة بن يريم إن الحسن بن على (عليهما السلام) قام وخطب الناس وقال : لقد فارقكم رجل بالأمس لم يسبقه الأولون ، ولا يدركه الآخرون بعلم ، كان رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم. يبعثه فيعطيه الراية فلا يرتد حتى يفتح اللّه عز وجل عليه ، جبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره ، ما ترك صفراء ولا بيضاء إلا سبعمائة فضلت من عطائه أراد أن يشتري بها خادماً (أقول) ورواه ابن سعد أيضاً في طبقاته (ج 3 ص 25) باختلاف يسير في اللفظ.

[طبقات ابن سعد ج 3 القسم 1 ص 26] روى بسنده عن هبيرة ابن يريم قال : لما توفي علي بن أبي طالب (عليه السلام) قام الحسن بن على (عليهما السلام) فصعد المنبر فقال : أيها الناس قبض الليلة رجل لم يسبقه الأولون ، ولا يدركه الآخرون ، قد كان رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يبعثه البعث فيكتنفه جبريل عن يمينه وميكائيل عن شماله فلا ينثنى حتى يفتح اللّه له ، وما ترك إلا سبعمائة درهم أراد أن يشترى بها خادماً ، ولقد قبض في الليلة التي عرج فيها بروح عيسى بن مريم ليلة سبع وعشرين من رمضان.

[خصائص النسائي ص 8] روى بسنده عن هبيرة بن يريم قال : جمع الناس الحسن بن على (عليهما السلام) وعليه عمامة سوداء لما قتل أبوه فقال : لقد كان قتلتم بالأمس رجلاً ما سبقه الأولون ، ولا يدركه الآخرون وإن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال : لأعطين الراية غداً رجلاً يحب اللّه ورسوله ، ويحبه اللّه ورسوله ، ويقاتل ، جبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره ثم لا ترد رايته حتى يفتح اللّه عليه ، ما ترك ديناراً ولا درهماً إلا تسعمائة أخذها عياله من عطاء كان أراد أن يبتاع بها خادماً لأهله

[كنز العمال ج 6 ص 395] قال : روى مسنداً عن عمر بن الخطاب قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : لأعطين الراية رجلاً يحب

ص: 395

اللّه ورسوله ويحبه اللّه ورسوله كراراً غير فرار يفتح اللّه عليه جبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره ، فبات الناس متشوقين ، فلما أصبح قال : اين علي؟ قالوا : يا رسول اللّه ما يبصر قال : إئتوني به فلما أتى به فقال النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : أدن مني فدنا منه فتفل في عينيه ومسحهما بيده فقام علي (عليه السلام) من بين يديه كأنه لم يرمد ، قال : أخرجه الدارقطني في سننه ، والخطيب في تاريخه ، وابن عساكر.

[كنز العمال ج 6 ص 412] قال : عن عاصم بن ضمرة قال : خطب الحسن بن على (عليهما السلام) حين قتل علي عليه السلام فقال : يا أهل العراق لقد كان فيكم بين أظهركم رجل قتل الليلة وأصيب اليوم لم يسبقه الاولون بعلم ، ولا يدركه الآخرون ، كان النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم إذا بعثه في سرية كان جبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره فلا يرجع حتى يفتح اللّه عليه ، قال : أخرجه ابن أبي شيبة.

[كنز العمال ج 6 ص 412] قال : عن هبيرة بن يريم قال : سمعت الحسن عليه السّلام قام خطيباً فخطب الناس فقال : يا أيها الناس لقد فارقكم امس رجل ما سبقه الأولون ، ولا يدركه الآخرون ، ولقد كان رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يبعثه البعث فيعطيه الراية فما يرجع حتى يفتح اللّه عليه ، جبريل عن يمينه وميكائيل عن شماله ، ما ترك بيضاء ولا صفراء إلا سبعمائة درهم فضلت من عطائه أراد أن يشتري بها خادما ، قال : أخرجه ابن أبي شيبة ، وأحمد بن حنبل في مسنده ، وأبو نعيم ، وابن عساكر قال : وأورده ابن جرير من طريق الحسن والحسين (عليهما السلام).

[الهيثمي في مجمعه ج 9 ص 146] قال : عن أبي الطفيل قال : خطبنا الحسن بن علي (عليهما السلام) فحمد اللّه وأثنى عليه وذكر أمير المؤمنين (عليه السلام) خاتم الأوصياء ووصي الأنبياء وامين الصديقين والشهداء (ثم قال) : يا أيها الناس لقد فارقكم رجل ما سبقه الأولون ، ولا يدركه الآخرون ، لقد كان رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يعطيه الراية

ص: 396

فيقاتل جبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره فما يرجع حتى يفتح اللّه عليه ، ولقد قبضه اللّه في الليلة التي قبض فيها وصى موسى وعرج بروحه في الليلة التي عرج فيها بروح عيسى بن مريم عليه السّلام وفي الليلة التي أنزل اللّه عز وجل فيها الفرقان ، واللّه ما ترك ذهباً ولا فضة وما في بيت ماله إلا سبعمائة وخمسون درهماً فضلت من عطائه وأراد أن يشترى بها خادماً لأم كلثوم (الحديث) قال : رواه الطبراني في الأوسط والكبير باختصار وأبو يعلى باختصار والبزار بنحوه ، ورواه أحمد باختصار كثير ، قال واسناد أحمد وبعض طرق البزار والطبراني في الكبير حسان.

[ذخائر العقبى ص 138] قال : عن زيد بن الحسن عليه السّلام قال : خطب الحسن عليه السّلام الناس حين قتل علي بن أبي طالب عليه السلام ، فحمد اللّه وأثنى عليه ثم قال : لقد قبض في هذه الليلة رجل لم يسبقه الأولون ولا يدركه الآخرون ، وقد كان رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يعطيه رايته فيقاتل ، جبريل عن يمينه وميكائيل عن شماله فما يرجع حتى يفتح اللّه عليه ، ولا ترك على وجه الأرض صفراء ولا بيضاء إلا سبعمائة درهم فضلت من عطائه أراد أن يبتاع بها خادماً لأهله (الحديث) قال : خرجه الدولابى.

[ثم] ان ههنا حديثاً يناسب ذكره في خاتمة هذا الباب ، وهو ما ذكره المتقي في كنز العمال (ج 3 ص 154) قال : عن عثمان بن عبد اللّه (إلى أن قال) عن أبي ذر قال : لما كان أول يوم في البيعة لعثمان اجتمع المهاجرون والأنصار في المسجد وجاء علي بن أبي طالب (عليه السلام) فأنشأ يقول : إن أحق ما ابتدأ به المبتدؤن ، ونطق به الناطقون ، وتفوه به القائلون ، حمد اللّه والثناء عليه بما هو أهله ، والصلاة على النبي محمد صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فقال : الحمد للّه المتفرد بدوام البقاء (وساق خطبة طويلة) إلى أن قال : هل تعلمون إني كنت إذا قاتلت عن يمين النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قاتلت الملائكة عن يساره؟ قالوا : اللّهم نعم (الحديث).

ص: 397

باب : إن علياً عليه السّلام أمره النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 139] روى بسنده عن عقاب بن ثعلبة ، حدثني أبو أيوب الأنصاري في خلافة عمر بن الخطاب ، قال : أمر رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم علي بن أبي طالب (عليه السلام) بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين.

[مستدرك الصحيحين أيضاً ج 3 ص 139] روى بسنده عن الأصبغ ابن نباتة عن أبي أيوب الأنصاري قال : سمعت النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول لعلى بن أبي طالب (عليه السلام) : تقاتل الناكثين والقاسطين بالطرقات والنهروانات وبالسعفات ، قال أبو أيوب : قلت : يا رسول اللّه مع من نقاتل هؤلاء الأقوام؟ قال : مع علي بن أبي طالب.

[تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج 8 ص 340] روى بسنده عن خليد العصري قال : سمعت أمير المؤمنين علياً (عليه السلام) يقول يوم النهروان : أمرني رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم بقتال الناكثين والمارقين والقاسطين.

[تاريخ بغداد أيضاً ج 13 ص 186] روى بسنده عن علقمة والأسود

ص: 398

قالا : أتينا أبا أيوب الأنصاري عند منصرفه من صفين فقلنا له : يا أبا أيوب إن اللّه أكرمك بنزول محمد صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وبمجيء ناقته تفضلاً من اللّه وإكراماً لك حتى أناخت ببابك دون الناس ثم جئت بسيفك على عاتقك تضرب به أهل لا إله إلا اللّه ، فقال : يا هذا إن الرائد لا يكذب أهله ، وإن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أمرنا بقتال ثلاثة مع علي عليه السلام بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين ، فأما الناكثون فقد قاتلناهم أهل الجمل طلحة والزبير ، وأما القاسطون فهذا منصرفنا من عندهم - يعني معاوية وعمراً - وأما المارقون فهم أهل الطرقات وأهل السعيفات وأهل النخيلات وأهل النهروانات ، واللّه ما أدرى أين هم ولكن لا بد من قتالهم إن شاء اللّه ، قال : وسمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول لعمار : تقتلك الفئة الباغية وأنت إذ ذاك مع الحق معك ، يا عمار بن ياسر إن رأيت علياً قد سلك وادياً وسلك الناس وادياً غيره فاسلك مع علي فانه لن يدليك في ردى ولن يخرجك من هدى ، يا عمار من تقلد سيفاً أعان به علياً على عدوه قلده اللّه يوم القيامة وشاحين من در ، ومن تقلد سيفاً أعان به عدو علي عليه قلده اللّه يوم القيامة وشاحين من نار قلنا ، يا هذا حسبك رحمك اللّه حسبك رحمك اللّه (أقول) وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال ج 6 ص 155 وقال فيه لن يدلك على ردى ولن يخرجك من الهدى (قال) اخرجه الديلمي عن عمار بن ياسر وعن أبي ايوب.

[أُسد الغابة لابن الأثير ج 4 ص 32] روى بسنده عن أبي سعيد الخدري قال : أمرنا رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين ، فقلنا : يا رسول اللّه أمرتنا بقتال هؤلاء فمع من؟ فقال : مع علي بن أبي طالب ، معه يقتل عمار بن ياسر.

[أُسد الغابة أيضاً ج 4 ص 33] روى بسنده عن مخنف بن سليم قال : أتينا أبا أيوب الأنصاري فقلنا : قاتلت بسيفك المشركين مع رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ثم جئت تقاتل المسلمين قال : أمرني رسول اللّه صلى

ص: 399

اللّه عليه (وآله) وسلم بقتل الناكثين والقاسطين والمارقين ، (أقول) وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 6 ص 88) وقال في آخره : فقد قاتلت الناكثين والقاسطين وأنا مقاتل إن شاء اللّه المارقين (قال) أخرجه ابن جرير.

[أُسد الغابة أيضاً ج 4 ص 33] روى بسنده عن علي بن ربيعة قال : سمعت علياً (عليه السلام) على منبركم هذا يقول : عهد إلي رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أن أُقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين.

[السيوطي في الدر المنثور] في ذيل تفسير قوله تعالى : ( فَإِمّٰا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنّٰا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ ) في سورة الزخرف ، (قال) وأخرج ابن مردويه من طريق محمد بن مروان عن الكلبي عن أبي صالح عن جابر بن عبد اللّه عن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم في قوله : ( فَإِمّٰا نَذْهَبَنَّ بِكَ فَإِنّٰا مِنْهُمْ مُنْتَقِمُونَ ) نزلت في علي بن أبي طالب (عليه السلام) إنه ينتقم من الناكثين والقاسطين بعدى.

[كنز العمال ج 6 ص 82] قال : عن علي بن ربيعة قال : سمعت علياً عليه السلام على المنبر وأتاه رجل فقال : يا أمير المؤمنين ما لي أراك تستحل الناس استحلال الرجل إبله أبعهد من رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أو شيئاً رأيته؟ قال : واللّه ما كذبت ولا كذبت ولا ضللت ولا ضل بي بل عهد من رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم عهده إلي وقد خاب من افترى ، عهد إلي النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أن أُقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين ، قال : أخرجه البزار وأبو يعلى.

[كنز العمال ج 6 ص 88] قال : عن الثوري ومعمر عن أبي إسحاق عن عاصم بن ضمرة عن أبي صادق قال : قدم علينا أبو أيوب الأنصاري العراق فقلت له : يا أبا أيوب قد كرمك اللّه بصحبة نبيه محمد صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وبنزوله عليك فمالي أراك تستقبل الناس تقاتلهم ، تستقبل هؤلاء مرة وهؤلاء مرة ، فقال : إن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم

ص: 400

عهد الينا أن نقاتل مع علي (عليه السلام) الناكثين ، فقد قاتلناهم ، مع علي عليه السلام المارقين فلم أرهم بعد ، قال : أخرجه ابن عساكر.

[كنز العمال أيضاً ج 6 ص 319] قال : عن ابن مسعود قال : خرج رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فأتى منزل أم سلمة فجاء علي عليه السلام فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : يا أم سلمة هذا واللّه قاتل القاسطين والناكثين والمارقين من بعدي ، قال : أخرجه الحاكم في الأربعين وابن عساكر (أقول) وذكره المحب الطبري أيضاً في الرياض النضرة (ج 2 ص 240) وقال : أخرجه الحاكمي.

[كنز العمال أيضاً ج 6 ص 392] قال : عن زيد بن علي بن الحسين ابن على عن أبيه عن جده عن على عليهم السلام ، قال : أمرنى رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم بقتال الناكثين والمارقين والقاسطين ، قال : أخرجه ابن عساكر.

[كنز العمال أيضاً ج 6 ص 72] قال : عن علي عليه السلام قال : أُمرت بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين ، قال : أخرجه ابن عدي في الكامل ، وعبد الغني بن سعيد في إيضاح الاشكال ، والاصبهاني في الحجة وابن مندة في غرائب شعبة ، وابن عساكر من طرق.

[كنز العمال أيضاً ج 6 ص 72] قال : عن علي عليه السلام قال : أُمرت بقتال ثلاثة القاسطين والناكثين والمارقين ، فأما القاسطون فأهل الشام وأما الناكثون فذكرهم ، وأما المارقون فأهل النهروان - يعني الحرورية ، قال : أخرجه الحاكم في الأربعين وابن عساكر.

[كنز العمال أيضاً ج 8 ص 215] قال : عن يحيى بن عبد اللّه بن الحسن عن أبيه قال : كان علي (عليه السلام) يخطب فقام اليه رجل فقال : يا أمير المؤمنين (إلى أن قال) أخبرنا عن الفتنة هل سألت عنها رسول اللّه صلى

ص: 401

اللّه عليه (وآله) وسلم؟ قال : نعم إنه لما نزلت هذه الآية من قول اللّه عز وجل : ( الم أَحَسِبَ اَلنّٰاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنّٰا وَهُمْ لاٰ يُفْتَنُونَ ) علمت أن الفتنة لا تنزل بنا ورسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم حى بين أظهرنا ، فقلت : ما هذه الفتنة التي أخبرك اللّه بها؟ فقال : يا على إن أُمتي سيفتنون من بعدي (إلى أن قال) فقلت : بأبى أنت وأمى بيّن لي ما هذه الفتنة التي يبتلون بها؟ وعلى ما أجاهدهم بعدك؟ فقال : إنك ستقاتل بعدي الناكثة والقاسطة والمارقة وجلاهم وسماهم رجلاً رجلاً.

[الهيثمي في مجمعه ج 9 ص 235] قال : وعن عبد اللّه - يعني ابن مسعود - قال : أمر رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين ، قال : رواه الطبراني ، (أقول) وذكره في (ج 7) أيضاً (ص 238) وقال : أمر علي عليه السلام بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين ، ثم قال : رواه الطبراني في الأوسط.

[الهيثمي في مجمعه ج 9 ص 235] قال : وعن مخنف بن سليم قال : أتينا أبا أيوب الأنصاري وهو يعلف خيلاً له بصنعاء فقلنا عنده فقلت : يا أبا أيوب قاتلت المشركين مع رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ثم جئت تقاتل المسلمين ، قال : كان رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أمرني بقتال ثلاثة الناكثين والقاسطين والمارقين ، فقد قاتلت الناكثين وقاتلت القاسطين وأنا مقاتل إن شاء اللّه المارقين بالسعفات بالطرقات بالنهروانات وما أدرى أين هم ، قال : رواه الطبراني.

[الهيثمي في مجمعه أيضاً ج 7 ص 238] قال : وعن علي عليه السلام قال : عهد إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم في قتال الناكثين والقاسطين والمارقين ، قال : وفي رواية أمرت بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين ، قال : رواه البزار والطبراني في الأوسط.

[الهيثمي في مجمعه ج 7 ص 238] قال : وعن أبي سعيد عقيصاء

ص: 402

قال : سمعت عماراً - ونحن نريد صفين - يقول : أمرني رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين ، قال : رواه الطبراني.

ص: 403

باب : في إخبار النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) زبيراً أنه يقاتل علياً عليه السّلام وهو ظالم له

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 366] روى بسنده عن قيس بن أبي حازم قال : قال علي عليه السلام للزبير : أما تذكر يوم كنت أنا وأنت في سقيفة قوم من الأنصار فقال لك رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : أتحبه؟ فقلت : وما يمنعنى؟ قال : أما إنك ستخرج عليه وتقاتله وأنت ظالم قال : فرجع الزبير.

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 366] روى بسنده عن أبي الأسود الدؤلى قال : شهدت الزبير خرج يريد علياً ، فقال له علي (عليه السلام) أنشدك اللّه هل سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول : تقاتله وأنت له ظالم؟ فقال : لم أذكر - يعني أنه نسي - ثم مضى الزبير منصرفاً ، قال : هذا حديث صحيح.

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 366] روى بسنده عن أبي الأسود الدؤلى قال : شهدت علياً عليه السلام والزبير لما رجع الزبير على دابته يشق الصفوف ، فعرض له ابنه عبد اللّه فقال : ما لك؟ فقال : ذكر لي علي حديثاً سمعته من رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول : لتقاتلنه وأنت ظالم

ص: 404

له فلا أقاتله ، قال : وللقتال جئت؟ إنما جئت لتصلح بين الناس ويصلح اللّه هذا الأمر بك قال : قد حلفت أن لا أقاتل قال : فاعتق غلامك جرجس ووقف فاختلف أمر الناس فذهب على فرسه ، قال الحاكم : وقد روى إقرار الزبير لعلي عليه السلام بذلك من غير هذه الوجوه والروايات (انتهى).

[أُسد الغابة لابن الأثير ج 2 ص 199] في ترجمة الزبير بن العوام قال : وشهد الزبير الجمل مقاتلاً لعلي عليه السلام ، فناداه علي عليه السلام ودعاه فانفرد به ، وقال له : أتذكر إذ كنت أنا وأنت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فنظر إلي وضحك وضحكت فقلت أنت : لا يدع ابن أبي طالب زهوه ، فقال : ليس بمزه ، ولتقاتلنه وأنت له ظالم؟ فذكر الزبير ذلك فانصرف عن القتال ، (أقول) وذكره ابن عبد البر أيضاً في استيعابه (ج 1 ص 203) باختلاف يسير في اللفظ.

[الإصابة لابن حجر ج 3 ص 6] قال : روى أبو يعلى من طريق أبي جرو المازنى قال : شهدت علياً (عليه السلام) والزبير توافيا يوم الجمل فقال له علي (عليه السلام) أنشدك اللّه أسمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول : إنك تقاتل علياً وأنت ظالم له؟ قال : نعم ولم أذكر ذلك إلى الآن فانصرف (أقول) ورواه الحاكم أيضاً في مستدرك الصحيحين (ج 3 ص 367) بطريقين عن المازني ، وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 6 ص 85) وقال : أخرجه أبو يعلى والعقيلى والبيهقي في الدلائل وابن عساكر.

[تهذيب التهذيب ج 6 ص 325] في ترجمة عبد السلام الكوفى قال : قال اسماعيل بن خالد عن عبد السلام - رجل من حيه - : خلا علي عليه السلام بالزبير يوم الجمل فذكر حديث لتقاتلنه وأنت ظالم له ، (أقول) وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 6 ص 85) وقال : خلا علي عليه السلام بالزبير يوم الجمل فقال : أنشدك اللّه كيف سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول - وأنت لاوي يدي في سقيفة بني فلان - لتقاتلنه وأنت له ظالم

ص: 405

لينصرن عليك؟ فقال : قد سمعت لا جرمٍ لا أقاتلك ، قال : أخرجه ابن أبي شيبة ومسدد والحارث وابن عساكر (وذكره العسقلاني) أيضاً في فتح الباري (ج 14 ص 165) وقال اخرجه اسحق من طريق اسماعيل بن خالد .

[كنز العمال ج 6 ص 82] قال : عن قتادة قال : لما ولّى الزبير يوم الجمل بلغ علياً عليه السلام فقال : لو كان ابن صفية يعلم أنه على الحق ما ولى وذلك أن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم لقيهما في سقيفة بني ساعدة فقال : أتحبه يا زبير؟ قال : وما يمنعنى؟ قال : فكيف بك إذا قاتلته وأنت ظالم له؟ قال : فيرون أنه إنما ولى لذلك ، قال : أخرجه البيهقي في الدلائل.

[كنز العمال أيضاً ج 6 ص 82] قال : عن أبي الأسود الدئلى ، قال : لما دنا علي عليه السلام وأصحابه من طلحة والزبير ودنت الصفوف بعضها من بعض خرج علي عليه السلام وهو على بغلة رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فنادى ادعوا لي الزبير بن العوام فدعى له الزبير فأقبل ، فقال علي عليه السلام : يا زبير نشدتك باللّه أتذكر يوم مرّ بك رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ونحن في مكان كذا وكذا ، فقال : يا زبير تحب علياً فقلت : ألا أحب ابن خالى وابن عمتى وعلى دينى؟ فقال : يا علي أتحبه؟ فقلت : يا رسول اللّه ألا أحب ابن عمتى وعلى ديني؟ فقال : يا زبير أما واللّه لتقاتلنه وأنت ظالم له؟ فقال : بلى واللّه لقد نسيته منذ سمعته من رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ثم ذكرته الآن ، واللّه لا أقاتلك فرجع الزبير فقال له ابنه عبد اللّه : ما لك؟ فقال : ذكرنى علي حديثاً سمعته من رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم سمعته يقول : لتقاتلنه وأنت له ظالم فلا أقاتله ، قال : وللقتال جئت؟ إنما جئت تصلح بين الناس ويصلح اللّه هذا الأمر بك قال : لقد حلفت أن لا أقاتله قال فاعتق غلامك وقف حتى تصلح بين الناس ، فأعتق غلامه ووقف فلما اختلف أمر الناس ذهب على فرسه ، قال : أخرجه البيهقي في الدلائل وابن عساكر.

[كنز العمال أيضاً ج 6 ص 83] قال : عن نذير الضبي إن علياً عليه

ص: 406

السّلام دعا الزبير وهو بين الصفين فقال : أنت آمن تعالى حتى أعلمك فأتاه ، فقال علي عليه السلام : أنشدك باللّه الذي بعث محمداً صلى اللّه عليه (وآله) وسلم بالحق نبياً أخرج النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يمشي وأنا وأنت معه فضرب كتفك ثم قال لك : يا زبير كأنك قد قاتلت هذا؟ قال : اللّهم نعم فرجع ، قال : أخرجه ابن عساكر.

[كنز العمال أيضاً ج 6 ص 83] قال : عن ابن عباس قال : قال علي عليه السلام للزبير : نشدتك باللّه هل تعلم إني كنت أنا وأنت في سقيفة بني فلان تعالجنى وأعالجك فمرّ بي رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فقال لي : كأنك تحبه قلت : وما يمنعنى؟ قال : أما ليقاتلنك وهو الظالم؟ قال الزبير : اللّهم ذكرتنى ما قد نسيت فوّلى راجعا ، قال : أخرجه ابن عساكر.

[كنز العمال أيضاً ج 6 ص 85] قال : عن الأسود بن قيس قال : حدثني من رأى الزبير يوم الجمل فنوه علي عليه السلام يا أبا عبد اللّه فأقبل حتى التقت أعناق دوابهما ، فقال علي عليه السلام : أتذكر يوم أتانا رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وأنا أناجيك فقال : أتناجيه واللّه ليقاتلنك يوماً وهو لك ظالم؟ فضرب الزبير وجه دابته فانصرف ، قال : أخرجه ابن أبي شيبة وابن عساكر.

[الإمامة والسياسة لابن قتيبة ص 63] في قصة أهل الجمل (قال) ثم خرج علي عليه السلام على بغلة رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم الشهباء بين الصفين وهو حاسر فقال : أين الزبير فخرج اليه حتى إذا كانا بين الصفين اعتنق كل واحد منهما صاحبه وبكيا ، ثم قال علي عليه السلام : يا أبا عبد اللّه ما جاء بك ها هنا؟ قال : جئت أطلب دم عثمان ، قال علي عليه السلام : تطلب دم عثمان قتل اللّه من قتل عثمان ، أنشدك اللّه يا زبير هل تعلم أنك مررت بي وأنت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وهو متكىء على يدك فسلم عليّ رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وضحك إلي ثم التفت اليك فقال لك : يا زبير إنك تقاتل علياً وأنت له ظالم؟ قال :

ص: 407

اللّهم نعم ، قال علي عليه السلام : فعلى م تقاتلني؟ قال الزبير : نسيتها واللّه لو ذكرت ما خرجت اليك ولا قاتلتك (الخ).

[ثم] إن ها هنا جملة من الأخبار يناسب ذكرها في خاتمة هذا الباب.

[أحدها] ما ذكره الهيثمي في مجمعه (ج 7 ص 27) قال : عن مطرف قلنا للزبير : يا أبا عبد اللّه ما جاء بكم؟ ضيعتم الخليفة حتى قتل ثم جئتم تطلبون بدمه ، فقال الزبير : إنا قرأناها على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان ( وَاِتَّقُوا فِتْنَةً لاٰ تُصِيبَنَّ اَلَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً ) لم نكن نحسب أنّا أهلها حتى وقعت فينا ، قال : رواه أحمد باسنادين ، ورجال أحدهما رجال الصحيح.

[ثانيها] ما ذكره ابن عبد البر في استيعابه (ج 1 ص 207) في ترجمة طلحة بن عبيد اللّه ، قال : ثم شهد طلحة بن عبيد اللّه يوم الجمل محاربا لعلي عليه السلام فزعم بعض أهل العلم أن علياً عليه السلام دعاه فذكره أشياء من سوابقه وفضله فرجع طلحة عن قتاله على نحو ما صنع الزبير واعتزل في بعض الصفوف فرمى بسهم فقطع من رجله عرق النساء فلم يزل ينزف حتى مات.

[ثالثها] ما ذكره السيوطي في الدر المنثور في ذيل تفسير قوله تعالى : ( شَهْرُ رَمَضٰانَ اَلَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ اَلْقُرْآنُ ) في سورة البقرة (قال) وأخرج البيهقي عن أبي هريرة قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : الصلاة المكتوبة إلى الصلاة التي تليها كفارة ، والجمعة إلى الجمعة التي تليها كفارة ما بينهما ، والشهر إلى الشهر - يعني شهر رمضان إلى شهر رمضان - كفارة ما بينهما إلا من ثلاث الإشراك باللّه ، وترك السنة ، ونكث الصفقة ، فقلت : يا رسول اللّه ، أما الإشراك باللّه فقد عرفناه فما نكث الصفقة وترك السنة؟ قال : أما نكث الصفقة فان تبايع رجلاً بيمينك ثم تخالف اليه فتقاتله بسيفك وأما ترك السنة فالخروج من الجماعة .

ص: 408

[رابعها] ما ذكره العسقلاني في فتح الباري ج 16 ص 168 (قال) واخرج الشافعي من رواية علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام) قال دخلت على مروان بن الحكم فقال ما رأيت أحداً اكرم غلبة من ابيك يعني علياً (عليه السلام) ما هو الا ان ولينا يوم الجمل فنادى مناديه لا يقتل مدبر ولا يذفف على جريح.

ص: 409

باب : في نهي النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) عائشة عن قتال علي عليه السّلام وإخبارها أنها تنبحها كلاب الحوأب فقاتلت وندمت

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 119] روى بسنده عن أم سلمة قالت : ذكر النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم خروج بعض أمهات المؤمنين فضحكت عائشة فقال : أنظري يا حميراء أن لا تكونى أنت (الحديث).

[كنز العمال ج 6 ص 84] قال : عن طاووس إن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال لنسائه : أيتكن تنبحها كلاب كذا وكذا؟ إياك يا حميراء ، قال : أخرجه نعيم بن حماد في الفتن ، قال : وسنده صحيح.

[تاريخ ابن جرير الطبري ج 3 ص 485] روى بسنده عن الزهري قال : بلغني أنه لما بلغ طلحة والزبير منزل علي عليه السلام بذى قار انصرفوا إلى البصرة فأخذوا على المنكدر ، فسمعت عائشة نباح الكلاب فقالت : أي ماء هذا؟ فقالوا : الحوأب (1) فقالت : إنا للّه وإنا اليه راجعون إني لهيه قد سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول - وعنده نساؤه - ليت شعري أيتكن تنبحها كلاب الحوأب؟ فأرادت الرجوع فأتاها عبد اللّه بن

ص: 410


1- الحوأب منزل بين البصرة ومكة.

الزبير فزعم أنه قال : كذب من قال : إن هذا الحوأب ولم يزل حتى مضت فقدموا البصرة (الحديث).

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 120] روى بسنده عن قيس بن أبي حازم ، قال : لما بلغت عائشة بعض ديار بني عامر نبحت عليها الكلاب فقالت : أي ماء هذا؟ قالوا : الحوأب قالت : ما أظنني إلا راجعة ، فقال الزبير : لا بعد تقدمى ويراك الناس ويصلح اللّه ذات بينهم ، قالت : ما أظنني إلا راجعة ، سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول : كيف بإحداكن إذا نبحتها كلاب الحوأب (قال العسقلاني) في فتح الباري (ج 16 ص 165) اخرج هذا احمد وأبو يعلى والبزار وصححه ابن حبان والحاكم وسنده على شرط الصحيح.

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 6 ص 97] روى بسنده عن قيس ابن أبي حازم إن عائشة قالت - لما أتت على الحوأب سمعت نباح الكلاب - فقالت : ما أظنني إلا راجعة إن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال لنا : أيتكن تنبح عليها كلاب الحوأب؟ فقال لها الزبير : ترجعين عسى اللّه عز وجل أن يصلح بك بين الناس (أقول) وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه (ج 7 ص 234) قال : رواه أحمد وأبو يعلى والبزار ورجال أحمد رجال الصحيح.

[الإصابة لابن حجر ج 8 القسم 1 ص 111] في ترجمة سلمى بنت مالك بن حذيفة ، قال : وكانت سلمى سبيت فأعتقتها عائشة ودخل بها النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وهى عندها فقال : إن إحداكن تستنج كلاب الحوأب.

[الهيثمي في مجمعه ج 7 ص 234] قال : وعن ابن عباس قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم لنسائه : ليت شعري أيتكن صاحبة الجمل الأدبب تخرج فتنبحها كلاب الحوأب يقتل عن يمينها وعن يسارها قتلى كثير ثم تنجو بعدما كادت؟ قال : رواه البزار ورجاله ثقات (اقول) وذكره

ص: 411

العسقلاني أيضاً في فتح الباري ج 16 ص 165 وقال رواه البزار ورجاله ثقات.

[الهيثمي في مجمعه أيضاً ج 8 ص 289] قال : وعن عائشة قالت : كان يوم من السنة تجتمع فيه نساء النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم عنده يوماً إلى الليل (وساق الحديث إلى أن قال) قالت : وفي ذلك اليوم قال : كيف باحداكن تنبح عليها كلاب الحوأب؟ قال : رواه الطبراني في الأوسط.

[كنز العمال ج 6 ص 83] قال : عن عائشة إن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال لأزواجه : أيتكن التي تنبحها كلاب الحوأب؟ فلما مرت عائشة ببعض مياه بني عامر ليلاً نبحت الكلاب عليها ، فسألت عنه فقيل لها : هذا ماء الحوأب فوقعت وقالت : ما أظننى إلا راجعة ، إني سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال ذات يوم : كيف باحداكن تنبح عليها كلاب الحوأب؟ قيل لها : يا أم المؤمنين إنما تصلحين بين الناس ، قال : أخرجه ابن أبي شيبة ونعيم بن حماد في الفتن.

[الاستيعاب لابن عبد البر ج 2 ص 745] روى بسنده عن ابن عباس قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : أيتكن صاحبة الجمل الأدبب يقتل حولها قتلى كثير وتنجو بعد ما كادت؟ قال ابن عبد البر : وهذا الحديث من إعلام نبوته صلى اللّه عليه (وآله) وسلم.

[الإمامة والسياسة لابن قتيبة] في توجه عائشة وطلحة والزبير إلى البصرة (ص 55) قال : فلما انتهوا إلى ماء الحوأب في بعض الطريق ومعهم عائشة نبحها كلاب الحوأب فقالت لمحمد بن طلحة : أي ماء هذا؟ قال : هذا ماء الحوأب ، فقالت : ما أرانى إلا راجعة قال : ولم؟ قالت : سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول لنسائه : كأنى باحداكن قد نبحتها كلاب الحوأب وإياك أن تكونى أنت يا حميراء ، فقال لها محمد بن طلحة : تقدمي رحمك اللّه ودعي هذا القول ، وأتى عبد اللّه بن الزبير فحلف

ص: 412

لها باللّه لقد خلفتيه أول الليل ، وأتاها ببينة زور من الأعراب فشهدوا بذلك فزعموا أنها أول شهادة زور شهد بها في الإسلام.

[نور الأبصار للشبلنجي ص 81] في قصه أهل الجمل ، قال : ونقل غير واحد أنهم مروا بمكان اسمه الحوأب فنبحتهم كلابه فقالت عائشة : أي ماء هذا؟ قيل : هذا ماء الحوأب فصرخت وقالت : إنا للّه وإنا اليه راجعون سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول - وعنده نساؤه - ليت شعرى أيتكن تنبحها كلاب الحوأب؟ ثم ضربت عضد بعيرها فأناخته وقالت : ردونى ، فأناخوا يوماً وليلة وقال لها عبد اللّه بن الزبير : إنه كذب - يعني ليس هذا ماء الحوأب - ولم يزل بها وهى تمتنع فقال : النجا النجا فقد أدرككم علي بن أبي طالب ، فارتحلوا ونزلوا على البصرة (القصة).

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 119] روى بسنده عن هشام وقيس عن عائشة قالت : وددت إني كنت ثكلت عشرة مثل الحارث بن هشام وأني لم أسر مسيري مع ابن الزبير (فتح الباري) في شرح البخاري ج 16 ص 165 (قال) واخرج الطبراني من طريق محمد بن قيس قال ذكر لعائشه يوم الجمل قالت والناس يقولون يوم الجمل قالوا نعم قالت وردت إني جلست كما جلس غيري فكان احب إلي من ان اكون ولدت من رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم.

[حلية الأولياء لأبي نعيم ج 2 ص 48] روى بسنده عن أبي الضحى قال : حدثني من سمع عائشة تقرأ ( وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ ) فتبكي حتى تبل خمارها.

[طبقات ابن سعد ج 8 ص 56] روى بسنده عن عمارة بن عمير قال : حدثني من سمع عائشة إذا قرأت هذه الآية ( وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ ) بكت حتى تبل خمارها.

[تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج 9 ص 185] روى بسنده عن

ص: 413

هشام بن عروة عن أبيه قال : ما ذكرت عائشة مسيرها في وقعة الجمل قط إلا بكت حتى تبل خمارها وتقول : يا ليتنى كنت نسياً منسياً ، قال الخطيب : قال سفيان : النسي المنسي الحيضة الملقاه.

[الهيثمي في مجمعه ج 9 ص 112] قال : وعن جميع بن عمير إن أمه وخالته دخلتا على عائشة قال : فذكر الحديث (إلى أن قال) قالتا : فاخبرينا عن علي (عليه السلام) قالت : عن أي شيء تسألن؟ عن رجل وضع من رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم موضعاً فسالت نفسه في يده فمسح بها وجهه واختلفوا في دفنه ، فقال : إن أحب البقاع إلى اللّه مكان قبض فيه نبيه ، قالتا : فلم خرجت عليه؟ قالت : أمر قضى ووددت أن أفديه ما على الأرض من شيء ، قال : رواه أبو يعلى.

[تاريخ ابن جرير الطبري ج 3 ص 548] روى بسنده عن أبي يزيد المديني يقول : قال عمار بن ياسر لعائشة - حين فرغ القوم - : يا أم المؤمنين ما أبعد هذا المسير من العهد الذي عهد اليك؟ قالت : أبو اليقظان؟ قال : نعم ، قالت : واللّه إنك ما علمت قوّال بالحق ، قال : الحمد للّه الذي قضى لي على لسانك.

[ثم] إن هاهنا حديثين يناسب ذكرهما في خاتمة هذا الباب.

[أحدهما] ما رواه الإمام أحمد بن حنبل في مسنده (ج 6 ص 393) روى بسنده عن أبي رافع إن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال لعلى ابن أبي طالب (عليه السلام) إنه سيكون بينك وبين عائشة أمر ، قال : أنا يا رسول اللّه؟ قال : نعم ، قال : أنا؟ قال : نعم ، قال : فأنا أشقاهم يا رسول اللّه قال : لا ولكن إذا كان ذلك فارددها إلى مأمنها (أقول) وذكره العسقلاني أيضاً في فتح الباري ج 16 ص 165 وقال اخرجه احمد والبزار بسند حسن. وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 6 ص 410) وقال : أخرجه أحمد بن حنبل في مسنده والطبراني عن أبى

ص: 414

رافع ، وذكره الهيثمي أيضاً في مجمعه (ج 7 ص 234) وقال : أخرجه أحمد والبزار والطبراني ورجاله ثقات.

[ثانيهما] ما رواه البخاري في صحيحه في كتاب بدء الخلق في باب كتاب النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم إلى كسرى وقيصر ، وفي كتاب الفتن قال : حدثنا عثمان بن الهيثم ، حدثنا عوف عن الحسن عن أبي بكرة قال : لقد نفعني اللّه بكلمة سمعتها من رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أيام الجمل بعد ما كدت أن ألحق بأصحاب الجمل فأقاتل معهم قال : لما بلغ رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أن أهل فارس قد ملكوا عليهم بنت كسرى قال : لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة ، (أقول) ورواه الترمذي أيضاً في صحيحه في أبواب الفتن مسنداً عن أبي بكرة قال : عصمني اللّه بشى سمعته من رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ، لما هلك كسرى قال : من استخلفوا؟ قالوا : ابنته فقال النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة قال : فلما قدمت عائشة - يعني البصرة - ذكرت قول رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : فعصمني اللّه به (انتهى) ، ورواه النسائي أيضاً في صحيحه (ج 2) في النهى عن استعمال النساء في الحكم ، ورواه الحاكم أيضاً في مستدرك الصحيحين (ج 3 ص 118 وج 4 ص 219 وص 524) ورواه جمع كثير أيضاً من أئمة الحديث غير من ذكرناهم لا حاجة إلى استقصاء الجميع.

ص: 415

باب : في أمر النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) نساءه بلزوم البيت

[طبقات ابن سعد ج 8 ص 150] روى بسنده عن عطاء بن يسار إن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال لأزواجه : أيتكن اتقت اللّه ولم تأت بفاحشة مبينة ولزمت ظهر حصيرها فهي زوجتي في الآخرة.

[الطبقات أيضاً ج 8 ص 150] روى بسنده عن أبي هريرة قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم لنسائه في حجة الوداع : هذه ثمّ ظهور الحصر قال : وكن يحججن كلهن إلا سودة بنت زمعة وزينب بنت جحش قالتا : لا تحركنا دابة بعد إذ سمعنا من رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم (أقول) ورواه ابن الأثير أيضاً في أُسد الغابة (ج 5 ص 464) في ترجمة زينب بنت جحش.

[الطبقات أيضاً ج 8 ص 150] روى بسنده عن عبد الرحمن بن سعيد بن يربوع إن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال لنسائه في حجة الوداع : هذه الحجة ثم ظهور الحصر.

[تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج 7 ص 110] روى بسنده عن واقد

ص: 416

ابن أبي واقد عن أبيه إن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال لنسائه في حجته : هذه ثم ظهور الحصر ، (أقول) وقيل في الشرح : أي إنكن لا تعدن تخرجن من بيوتكن وتلزمن الحُصر ، جمع حصير الذي يبسط في البيوت (انتهى) ، وذكر الحديث المذكور ابن حجر أيضاً في تهذيب التهذيب (ج 11 ص 107).

[الهيثمي في مجمعه ج 3 ص 214] قال : وعن أم سلمة قالت : قال لنا رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم في حجة الوداع : هي هذه الحجة ثم الجلوس على ظهور الحصر في البيوت ، قال : رواه أبو يعلى والطبراني في الكبير بنحوه ، ورجال أبي يعلى ثقات.

[الهيثمي أيضاً في مجمعه ج 3 ص 214] قال : وعن ابن عمر إن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم لما حج بنسائه قال : إنما هي هذه ثم عليكم بظهور الحصر ، قال : رواه الطبراني في الأوسط.

ص: 417

باب : في شهود البدريين وأهل بيعة الشجرة مع علي (عليه السلام) بصفين

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 104] روى بطريقين عن الحكم قال : شهد مع علي عليه السلام صفين ثمانون بدرياً وخمسون ومائتان ممن بايع تحت الشجرة.

[الإصابة لابن حجر ج 4 ص 149] قال : وأسند ابن السكن من طريق جعفر بن أبي المغيرة عن عبد اللّه بن عبد الرحمن بن ابزى قال : شهدنا مع علي عليه السلام ممن بايع بيعة الرضوان تحت الشجرة ثمانمائة نفس صفين فقتل منا ثلاثمائة وستون.

[الاستيعاب لابن عبد البر ج 2 ص 423] قال : قال عبد الرحمن ابن ابزى شهدنا مع علي عليه السلام صفين في ثمانمائة ممن بايع بيعة الرضوان قتل منهم ثلاثة وستون منهم عمار بن ياسر.

ص: 418

باب : فى كلام أفقه أهل الشام في فضل علي عليه السّلام

[أُسد الغابة لابن الأثير ج 3 ص 318] في ترجمة عبد الرحمن بن غنم الأشعرى ، قال : كان مسلما على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم (إلى أن قال) وكان أفقه أهل الشام ، وهو الذي فقه عامة التابعين بالشام وكانت له جلالة وقدر ، وهو الذي عاتب أبا الدرداء وأبا هريرة بحمص إذ انصرفا من عند علي (عليه السلام) رسولين لمعاوية ، وكان فيما قال لهما : عجبا منكما كيف جاز عليكما ما جئتما به تدعوان علياً عليه السلام أن يجعلها شورى وقد علمتما أنه بايعه المهاجرون والأنصار وأهل الحجاز والعراق وأن من رضيه خير ممن كرهه ومن بايعه خير ممن لم يبايعه ، وأى مدخل لمعاوية في الشورى ، ويذمهما على مسيرهما ، فتابا منه بين يديه (اقول) وذكره ابن عبد البر أيضاً في استيعابه ج 2 ص 402 وقال فيه واى مدخل لمعاويه في الشورى وهو من الطلقاء الذين لا تجوز لهم الخلافه وهو وابوه من رؤوس الاحزاب (قال) فندما على مسيرهما وتابا منه بين يديه.

ص: 419

باب : في إخبار النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) عماراً أنه تقتله الفئة الباغية وقد قتله أهل الشام

[أقول] طرق قول النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم لعمار : تقتلك الفئة الباغية كثيرة جداً بل متواترة ، ولكنا نقتصر على ذكر مقدار مهم منها ولا حاجة إلى استقصاه الجميع بعد اشتهار الحديث بمثابة كاد أن يكون من الضروريات ، فنقول :

[صحيح البخاري في كتاب الصلاة] في باب التعاون في بناء المسجد روى بسنده عن عكرمة قال : قال لي ابن عباس ولابنه علي : انطلقا إلى أبي سعيد فاسمعا من حديثه فانطلقنا فاذا هو في حائط يصلحه فأخذ رداءه فاحتبى ثم أنشأ يحدثنا حتى أتى ذكر بناء المسجد فقال : كنا نحمل لبنة لبنة وعمار لبنتين لبنتين ، فرآه النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فينفض التراب عنه ويقول : ويح عمار تقتله الفئة الباغية يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار (قال) يقول عمار : أعوذ باللّه من الفتن ، (أقول) ورواه في كتاب الجهاد والسير أيضاً في باب مسح الغبار عن الناس باختلاف يسير في اللفظ.

[صحيح مسلم في كتاب الفتن] وأشراط الساعة ، في باب لا تقوم

ص: 420

الساعة حتى يمر الرجل بقبر الرجل فيتمنى أن يكون مكانه ، روى بطريقين عن أبي سعيد الخدري قال : أخبرني من هو خير مني أن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال لعمار حين يحفر الخندق ، جعل يمسح رأسه ويقول : بؤس ابن سمية تقتلك فئة باغية ، (اللغة) - قال ابن الأثير الجزرى في نهاية غريب الحديث بمادة (بأس) : «ومنه حديث عمار رضي اللّه عنه (بؤس ابن سمية) كأنه ترحم له من الشدة التي يقع فيها».

[صحيح مسلم في الباب المتقدم] روى بطرق عديدة عن أم سلمة إن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال لعمار : تقتلك الفئة الباغية.

[صحيح الترمذي ج 2 في مناقب عمار] روى بسنده عن أبي هريرة قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : إبشر يا عمار تقتلك الفئة الباغية ، قال : وفي الباب عن أم سلمة وعبد اللّه بن عمر وأبي اليسر وحذيفة.

[مستدرك الصحيحين ج 2 ص 148] روى بسنده عن خالد العربى قال : دخلت أنا وأبو سعيد الخدري على حذيفة فقلنا : يا أبا عبد اللّه حدثنا ما سمعت من رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم في الفتنة؟ قال حذيفة : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : دوروا مع كتاب اللّه حيثما دار فقلنا : فاذا اختلف الناس فمع من نكون؟ فقال : انظروا الفئة التي فيها ابن سمية فالزموها فانه يدور مع كتاب اللّه ، قلت : ومن ابن سمية؟ قال : أوَ ما تعرفه؟ قلت : بينه لي ، قال : عمار بن ياسر ، سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول لعمار : يا أبا اليقظان لن تموت حتى تقتلك الفئة الباغية عن الطريق ، قال الحاكم : هذا حديث له طرق بأسانيد صحيحة.

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 385] روى بسنده عن عمارة بن خزيمة بن ثابت قال : شهد خزيمة بن ثابت الجمل وهو لا يسل سيفاً ، وشهد

ص: 421

صفين ، قال : أنا لا أضل أبداً بقتل عمار فأنظر من يقتله فاني سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول : تقتلك الفئة الباغية ، قال : فلما قتل عمار قال خزيمة : قد حانت لي الضلالة ثم أقرب ، وكان الذي قتل عماراً أبو غادية المزني بالرمح فسقط فقاتل حتى قتل ، وكان يومئذٍ يقاتل وهو ابن أربع وتسعين فلما وقع كبّ عليه رجل آخر فاحتز رأسه فأقبلا يختصمان كل منهما يقول : أنا قتلته ، فقال عمرو بن العاص : واللّه إن يختصمان إلا في النار ، فقال عمرو : هو واللّه ذاك ، واللّه إنك لتعلمه ولوددت أني مت قبل هذا بعشرين سنة ، (أقول) ورواه ابن سعد أيضاً في طبقاته (ج 3 ص 185) وقال فيه : قد بانت لي الضلالة واقترب فقاتل حتى قتل (الحديث) (ورواه) ابن الاثير أيضاً في أُسد الغابة ج 4 ص 47 (وابن حجر) في اصابته ج 2 ص 111 (وفي تهذيب التهذيب) ج 3 ص 140 مختصراً.

[مستدرك الصحيحين أيضاً ج 3 ص 386] روى بسنده عن محمد ابن عمرو بن حزم قال : لما قتل عمار بن ياسر دخل عمرو بن حزم على عمرو ابن العاص فقال : قتل عمار وقد سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول : تقتله الفئة الباغية ، فقام عمرو فزعاً حتى دخل على معاوية فقال له معاوية : ما شأنك؟ فقال : قتل عمار بن ياسر قال : فماذا؟ فقال عمرو : سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول : تقتله الفئة الباغية ، فقال له معاوية : أنحن قتلناه؟ إنما قتله علي وأصحابه ، جاؤا به حتى ألقوه بين رماحنا أو قال سيوفنا (قال الحاكم) صحيح على شرطهما - يعني على شرط الشيخين البخاري ومسلم - ولم يخرجاه بهذه السياقة ، (أقول) وسيأتي جواب علي عليه السلام لمعاوية فقال : إن كنت قتلته فالنبى صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قتل حمزة حين أرسله إلى قتال الكفار.

[مستدرك الصحيحين أيضاً ج 3 ص 387] روى بسنده عن أبي عبد الرحمن السلمي قال : شهدنا صفين فكنا إذا توادعنا دخل هؤلاء في عسكر هؤلاء وهؤلاء في عسكر هؤلاء ، فرأيت أربعة يسيرون ، معاوية ابن أبي

ص: 422

سفيان ، وأبو الأعور السلمي ، وعمرو بن العاص ، وابنه ، فسمعت عبد اللّه بن عمرو يقول لأبيه عمرو : قد قتلنا هذا الرجل وقد قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فيه ما قال ، قال : أي الرجل؟ قال : عمار بن ياسر أما تذكر يوم بني رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم المسجد فكنا نحمل لبنة لبنة وعمار يحمل لبنتين لبنتين فمر على رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يحمل لبنتين لبنتين وأنت ممن حضر ، قال : أما إنك ستقتلك الفئة الباغية وأنت لمن أهل الجنة؟ فدخل عمرو على معاوية فقال : قتلنا هذا الرجل وقد قال فيه رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ما قال ، فقال : اسكت فو اللّه ما تزال تدحض في بولك ، أنحن قتلناه؟ إنما قتله علي وأصحابه جاؤا به حتى ألقوه بيننا ، (أقول) قد أشير آنفا إلى جواب علي عليه السلام عن ذلك وسيأتي أيضاً تفصيله ، ثم إن الحديث المذكور قد رواه ابن جرير أيضاً في تاريخه (ج 4 ص 28) بنحو أبسط :

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 2 ص 161] روى بسنده عن عبد اللّه بن الحارث قال : إني لأسير مع معاوية في منصرفه من صفين بينه وبين عمرو بن العاص ، قال : فقال عبد اللّه بن عمرو بن العاص : يا أبت ما سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول لعمار : ويحك يابن سمية تقتلك الفئة الباغية؟ قال : فقال عمرو لمعاوية : ألا تسمع ما يقول هذا؟ فقال معاوية : لا تزال تأتينا بهنة (1) أنحن قتلناه؟ إنما قتله الذين جاؤا به (أقول) قد عرفت الجواب عن ذلك فلا تغفل.

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 2 ص 164] روى بسنده عن حنظلة ابن خويلد العنبري ، قال : بينما أنا عند معاوية إذ جاء رجلان يختصمان في رأس عمار يقول كل واحد منهما : أنا قتلته ، فقال عبد اللّه بن عمرو : ليطب

ص: 423


1- هنة جمعه هنات وهي خصال الشر ، قال الجزري في النهاية بمادة (دحض) : «وفي حديث معاوية قال لابن عمرو : لا تزال تأتينا بهنة تدحض بها في بولك ، أي تزلق ويروى بالصاد (المهملة) أي تبحث فيها برجلك».

به أحدكما نفساً لصاحبه فاني سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول : تقتله الفئة الباغية ، قال معاوية : فما بالك معنا؟ قال : إن أبي شكاني إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فقال : أطع أباك ما دام حياً ولا تعصه فأنا معكم ولست أقاتل.

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 4 ص 197] روى بسنده عن عمرو ابن دينار عن رجل من أهل مصر يحدث أن عمرو بن العاص أهدى إلى ناس هدايا ففضل عمار بن ياسر فقيل له فقال : سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول : تقتله الفئة الباغية.

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 6 ص 289] روى بسنده عن أم سلمة قالت : ما نسيت قوله صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يوم الخندق وهو يعاطيهم اللبن وقد اغبر شعر صدره وهو يقول : اللّهم إن الخير خير الآخرة فاغفر للأنصار والمهاجرة ، قال : فرأى عماراً فقال : ويحه ابن سمية تقتله الفئة الباغية (الحديث).

[مسند أبي داود الطيالسى ج 3 ص 90] روى بسنده عن عبد اللّه ابن الهذيل العنزى إن عماراً كان ينقل معهم - يعني الصخر - فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : ويحك يابن سمية تقتلك الفئة الباغية.

[حلية الأولياء لأبي نعيم ج 4 ص 172] روى بسنده عن زيد قال : كان عمار قد ولع بقريش وولعت به فعدوا عليه فضربوه فجلس في بيته فجاءه عثمان بن عفان يعوده فخرج عثمان فقام حتى صعد المنبر فقال : سمعت النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم لعمار : تقتلك الفئة الباغية قاتلك في النار.

[تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج 13 ص 186] روى بسنده عن علقمة والأسود قالا : أتينا أبا أيوب الأنصاري عند منصرفه من صفين (وساق الحديث) إلى أن قال أبو أيوب : وسمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول لعمار : يا عمار تقتلك الفئة الباغية وأنت إذ ذاك مع الحق والحق

ص: 424

معك يا عمار بن ياسر (الحديث) وقد تقدم تمامه في باب علي عليه السلام أمره النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين ، فراجع.

[تاريخ بغداد أيضاً ج 5 ص 315] روى بسنده عن أنس بن مالك قال : سمعت النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال : ابن سمية تقتله الفئة الباغية قاتله وسالبه في النار (تاريخ بغداد) أيضاً ج 2 ص 282 (روى بسنده) عن ابن سعيد قال حدثني من هو خير مني ابو قتادة ان النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) قال لعمار تقتله الفئة الباغية.

[تاريخ بغداد أيضاً ج 7 ص 414] روى بسنده عن عبد اللّه بن عمر قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم لعمار : تقتلك الفئة الباغية.

[طبقات ابن سعد ج 3 القسم 1 ص 177] روى بسنده عن عمرو ابن ميمون قال : أحرق المشركون عمار بن ياسر بالنار قال : فكان رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يمر به ويمر يده على رأسه فيقول : يا نار كونى بردا وسلاما على عمار كما كنت على ابراهيم ، تقتلك الفئة الباغية.

[الطبقات أيضاً ج 3 القسم 1 ص 179] روى بسنده عن عبد اللّه ابن أبي الهذيل قال : لما بني رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم مسجده جعل القوم يحملون وجعل النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يحمل هو وعمار فجعل عمار يرتجز ويقول : (نحن المسلمون نبتني المساجدا) وجعل رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول : المساجدا ، وقد كان عمار اشتكى قبل ذلك فقال بعض القوم : ليموتن عمار اليوم فسمعهم رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فنفض لبنته وقال : ويحك - ولم يقل ويلك - يابن سمية تقتلك الفئة الباغية

[الطبقات أيضاً ج 3 القسم 1 ص 181] روى بسنده عن هني مولى

ص: 425

عمر بن الخطاب قال : كنت أول شيء مع معاوية على علي عليه السلام فكان أصحاب معاوية يقولون : لا واللّه لا نقتل عماراً أبداً إن قتلناه فنحن كما يقولون فلما كان يوم صفين ذهبت أنظر في القتلى فاذا عمار بن ياسر فقال هنى : فجئت إلى عمرو بن العاص وهو على سريره فقلت : أبا عبد اللّه قال : ما تشاء؟ قلت : أنظر أكلمك ، فقام إلي فقلت عمار بن ياسر ما سمعت فيه؟ فقال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم تقتله الفئة الباغية ، فقلت : هوذا واللّه مقتول ، فقال : هذا باطل ، فقلت : بصر عينى به مقتول قال : فانطلق فأرنيه فذهبت به فأوقفته عليه فساعة رآه انتقع لونه ثم أعرض في شق وقال : إنما قتله الذي خرج به (أقول) قد تقدم الجواب عن ذلك وستعرفه أيضاً قريباً.

[أُسد الغابة لابن الأثير ج 2 ص 143] في ترجمة ذي الكلاع قال : ثم إن ذا الكلاع خرج إلى الشام وأقام به فلما كانت الفتنة كان هو القيم بأمر صفين وقتل فيها ، قيل : إن معاوية سرّه قتله وذلك أنه بلغه أن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال لعمار بن ياسر : تقتله الفئة الباغية فقال لمعاوية وعمرو ما هذا وكيف نقاتل علياً وعماراً؟ فقالا : إنه يعود الينا ويقتل معنا فلما قتل ذو الكلاع وقتل عمار ، قال معاوية : لو كان ذو الكلاع حيا لمال بنصف الناس إلى علىّ.

[أُسد الغابة لابن الأثير ج 2 ص 217] قال : روى الزهري عن أبي السرو عن زياد القرد إنه سمع النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول لعمار : تقتلك الفئة الباغية.

[الإمامة والسياسة لابن قتيبة في قتل عمار بن ياسر ص 106] قال : ثم قال عمار : اليوم ألقى الأحبة محمداً وحزبه ، ثم حمل عمار وأصحابه فالتقى عليه رجلان فقتلاه وأقبلا برأسه إلى معاوية يتنازعان كل يقول : أنا قتلته فقال لهما عمرو بن العاص : واللّه إن تتنازعان إلا في النار سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول : تقتل عماراً الفئة الباغية ، فقال

ص: 426

معاوية : قبحك اللّه من شيخ فما تزال تزلق في بولك أو نحن قتلناه؟ إنما قتله الذين جاؤا به (الخ) ، (أقول) تقدم الجواب عن ذلك ويأتي.

[الإصابة لابن حجر ج 1 القسم 4 ص 125] في ترجمة اسماعيل ابن عبد الرحمن الأنصاري قال : روى الباوردي من طريق عبد الرحمن بن عبد اللّه بن دينار عن أبي سهيل بن مالك عن اسماعيل بن عبد الرحمن الأنصاري إن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال لعمار : تقتلك الفئة الباغية.

[الرياض النضرة ج 1 ص 14] ذكر حديثاً طويلاً عن زيد بن أبي أوفى في المؤاخاة بين الأصحاب (إلى أن قال) ثم دعا - يعني رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم - عمار بن ياسر وسعدا وقال : يا عمار تقتلك الفئة الباغية (الحديث).

[نور الأبصار للشبلنجى ص 89] قال : وفي عقائد الشيخ أبي اسحاق الفيروز آبادي إن عمرو بن العاص كان وزير معاوية فلما قتل عمار بن ياسر أمسك عن القتال وتابعه على ذلك خلق كثير ، فقال له معاوية : لم لا تقاتل؟ قال : قد قتلنا هذا الرجل وقد سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول : تقتله الفئة الباغية فدل على أنا نحن بغاة ، قال له معاوية : أمسك فو اللّه لا تزال تدحض في بولك أنحن قتلناه؟ إنما قتله علي وأصحابه جاؤا به حتى ألقوه بيننا (قال) وفي رواية قال : قتله من أرسله الينا يقاتلنا وإنما دفعنا عن أنفسنا فقتل ، فبلغ ذلك علياً عليه السلام فقال : إن كنت قتلته أنا فالنبى صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ، قتل حمزة حين أرسله إلى قتال الكفار.

[أقول] بل لو كان علي عليه السلام قد قتل عماراً حين أرسله إلى معاوية فاللّه جل وعلا قد قتل جملة من أنبيائه حيث أرسلهم إلى الكفار ليدعوهم إلى الإيمان ، قال اللّه تبارك وتعالى : ( أَفَكُلَّمٰا جٰاءَكُمْ رَسُولٌ بِمٰا لاٰ تَهْوىٰ أَنْفُسُكُمُ اِسْتَكْبَرْتُمْ فَفَرِيقاً كَذَّبْتُمْ وَفَرِيقاً تَقْتُلُونَ ) . (1)

ص: 427


1- في سورة البقرة.

[كنز العمال ج 7 ص 72] قال عن جابر بن سمرة قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم لعمار : تقتلك ، وفي لفظ تقتل عماراً الفئة الباغية ، قال : أخرجه ابن عساكر.

[كنز العمال أيضاً ج 7 ص 72] قال : عن جابر إن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم والمسلمين - لما أخذوا في حفر الخندق - جعل عمار بن ياسر يحمل التراب والحجارة في الخندق فيطرحه على شفيره وكان ناقهاً من مرض صائماً فأدركه الغشى فأتاه أبو بكر فقال : أربع على نفسك يا عمار فقد قتلت نفسك وأنت ناقه من مرض ، فسمع رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قول أبي بكر فقام فجعل يمسح التراب عن رأس عمار ومنكبه وهو يقول : يزعمون أنك ميت وأنت قد قتلت نفسك كلا واللّه ، (وفي لفظ لا واللّه) ما أنت بميت حتى تقتلك الفئة الباغية ، قال : أخرجه ابن عساكر.

[كنز العمال أيضاً ج 7 ص 72] قال : عن عمار بن ياسر قال : قال لي رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : ويحك ابن سمية تقتلك الفئة الباغية آخر زادك من الدنيا ضياح لبن ، قال : أخرجه ابن عساكر.

[كنز العمال أيضاً ج 7 ص 72] قال : عن مولاة لعمار بن ياسر قالت : اشتكى عمار فغشى عليه فقال : أتخشون أن أموت على فراشي ، أخبرني حبيبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أنه تقتلنى الفئة الباغية ، وأن آخر زادى من الدنيا مذقة من لبن ، قال : أخرجه أبو يعلى وابن عساكر.

[كنز العمال أيضاً ج 7 ص 73] قال : عن كعب بن مالك إن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال لعمار بن ياسر - وهو ينقل التراب من الخندق - تقتلك الفئة الباغية وآخر شرابك ضياح من لبن ، وفي لفظ وآخر زادك من الدنيا ضيح من لبن ، قال : أخرجه ابن عساكر.

[كنز العمال أيضاً ج 7 ص 73] قال : عن خالد بن الوليد عن ابنة هشام بن الوليد بن المغيرة وكانت تمرّض عماراً قالت : جاء معاوية إلى عمار

ص: 428

يعوده فلما خرج من عنده قال : اللّهم لا تجعل منيته بأيدينا فاني سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول : تقتل عماراً الفئة الباغية ، قال : أخرجه أبو يعلى وابن عساكر.

[كنز العمال أيضاً ج 7 ص 73] قال : عن أبي امامة قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم لعمار : تقتلك الفئة الباغية ، قال : أخرجه ابن عساكر.

[كنز العمال أيضاً ج 7 ص 74] قال : عن أبي قتادة إن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال لعمار - ومسح التراب عن رأسه - بؤساً لك ابن سمية تقتلك فئة باغية ، قال : أخرجه ابن عساكر.

[كنز العمال أيضاً ج 7 ص 74] قال : عن أبي بكر بن حفص قال : سمعت اليسر قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم لعمار : تقتلك الفئة الباغية ، وفي لفظ تقتل عماراً الفئة الباغية.

[كنز العمال أيضاً ج 7 ص 74] قال : عن ابن عباس قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم لعمار بن ياسر : تقتلك الفئة الباغية قال : أخرجه ابن عساكر.

[كنز العمال أيضاً ج 7 ص 74] قال : عن عائشة إن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم لما أخذ في بناء المسجد جعل الناس ينقلون حجراً حجراً وعمار حجرين ، فمسح النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يده على ظهر عمار فقال : اللّهم بارك في عمار ، ويحك ابن سمية تقتلك الفئة الباغية وآخر زادك من الدنيا ضياح من لبن ، قال : أخرجه ابن عساكر.

[كنز العمال أيضاً ج 7 ص 74] قال : عن الحسن قال : لما قدم النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم المدينة قال : إبنوا لنا مسجداً ، قالوا : كيف يا رسول اللّه؟ قال : عرش كعرش موسى ، إبنوا لنا بلبن ، فجعلوا يبنون ورسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يعاطيهم اللبن وعلى صدره ماء وتراب

ص: 429

حريص على الجهاد وإنك لمن أهل الجنة ولتقتلنك الفئة الباغية؟ قال : بلى ، قال : فلم قتلتموه؟ قال : واللّه ما تزال تدحض في بولك نحن قتلناه؟ إنما قتله الذي جاء به ، قال : رواه الطبراني ورجاله ثقات ، (أقول) قد تقدم الجواب عن ذلك من علي عليه السلام فلا تغفل.

[الهيثمي في مجمعه أيضاً ج 9 ص 297] قال : وعن حذيفة قال : سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول - وضرب جنب عمار - قال : إنك لن تموت حتى تقتلك الفئة الباغية الناكبة عن الحق ، يكون آخر زادك من الدنيا شربة لبن ، قال : رواه الطبراني.

[ثم] إن ها هنا جملة من الأحاديث يناسب ذكرها في خاتمة هذا الباب.

[منها] ما ذكره المتقي في كنز العمال (ج 6 ص 155) ولفظه : يا علي ستقاتلك الفئة الباغية وأنت على الحق فمن لم ينصرك يومئذٍ فليس مني ، قال : أخرجه ابن عساكر عن عمار بن ياسر - يعني عن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم.

[ومنها] ما رواه أبو نعيم في حليته (ج 4 ص 20) مسنداً عن ابن عمر قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : اللّهم إنك أو لعتهم بعمار يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار ، (أقول) وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 6 ص 184) وقال : أخرجه الطبراني عن ابن عمر (وفي ج 7 ص 75) وقال : أخرجه ابن عساكر عن مجاهد عن أسامة بن شريك ، وقال مرة أسامة بن زيد وزاد في آخر الحديث : قاتله وسالبه في النار (وفي ج 7 ص 75 ثانياً) وقال : عن مجاهد قال : رآهم النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وهم يحملون الحجارة على عمار وهو يبني المسجد الحرام فقال : ما لهم ولعمار؟ يدعوهم إلى الجنة ويدعونه إلى النار وذلك فعل الأشقياء (قال) وفي لفظ : دأب الأشقياء الفجار ، قال : أخرجه ابن عساكر.

ص: 430

[ومنها] ما رواه ابن سعد في الطبقات (ج 3 القسم 1 ص 188) مسنداً عن الحسن قال : قال عمرو بن العاص : إني لأرجو ألا يكون رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم مات يوم مات وهو يحب رجلاً فيدخله اللّه النار ، قال : فقالوا : قد كنا نراه يحبك وكان يستعملك قال : فقال : اللّه أعلم أحبني أم تألفنى ، ولكنا كنا نراه يحب رجلاً ، قالوا : فمن ذاك الرجل؟ قال : عمار بن ياسر ، قالوا : فذاك قتيلكم يوم صفين ، قال : قد واللّه قتلناه ورواه بطريق آخر قال فيه : قال : صدقتم واللّه لقد قتلناه.

[ومنها] ما ذكره ابن الأثير في أُسد الغابة (ج 5 ص 267) في ترجمة أبي الغادية الجهنى قال : روى ابن أبي الدنيا عن محمد بن أبي معشر عن أبيه قال : بينا الحجاج جالسا إذ أقبل رجل مقارب الخطو فلما رآه الحجاج قال : مرحبا بأبى غادية وأجلسه على سريره وقال : أنت قتلت ابن سمية؟ قال : نعم ، قال : كيف صنعت؟ قال : صنعت كذا حتى قتلته ، فقال الحجاج لأهل الشام : من سره أن ينظر إلى رجل عظيم الباع يوم القيامة فلينظر إلى هذا ثم ساره أبو غادية يسأله شيئاً فأبى عليه ، فقال أبو غادية : نوطىء لهم الدنيا ثم نسألهم فلا يعطوننا ويزعم إني عظيم الباع يوم القيامة (إلى أن قال) واللّه لو أن عماراً قتله أهل الأرض لدخلوا النار.

[ومنها] ما رواه أبو نعيم في حليته (ج 1 ص 142) مسنداً عن أبي المليح الأنصاري عن علي عليه السلام قال : ذكرت للنبى صلى اللّه عليه (وآله) وسلم عماراً فقال : أما إنه سيشهد معك مشاهد أجرها عظيم وذكرها كثير وثناؤها حسن.

[ومنها] ما رواه الإمام أحمد بن حنبل في مسنده (ج 4 ص 89) مسنداً عن خالد بن الوليد قال : كان بينى وبين عمار بن ياسر كلام فأغلظت له في القول ، فانطلق عمار يشكوني إلى النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فجاء خالد وهو يشكوه إلى النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ، قال : فجعل يغلظ له ولا يزيد إلا غلظة ، والنبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ساكت لا يتكلم فبكى

ص: 431

وهويقول : اللّهم إن العيش عيش الأخرة فاغفر للأنصار والمهاجرة فمرّ عمار بن ياسر فجعل النبي صلى اللّه عليه واله وسلم ينقض التراب عن راسه ويقول : ويحك يا بن سمية تقتلك الفئة الباغية قال أخرجه ابن عساكر.

[كنز العمال أيضاً ج 7 ص 74] قال عن سعيد بن جبير قال كان عمار بن ياسر ينقل التراب والحجارة الي المسجد فاتى رسول اللّه صلى اللّه عليه واله وسلم فقيل له : مات عمار وقع عليه حجر قتله فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه (وآله) وسلم : ما مات عمار تقتله الفئة الباغية قال أخرجه ابن عساكر.

[كنز العمال أيضاً ج 7 ص 74] : قال عن ابن مسعود قال : لا نسيت يوم الخندق والنبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يناولهم اللبن وقد اغبر شعر صدره وهو ينادي : ألا إن الخير خير الاخره فاغفر للأنصار والمهاجرة فجاء عمار بن ياسر فقال له النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ويح عماراً وويح ابن سمية تقتله الباغية قال : أخرجه ابن عساكر.

[الهيثمي في مجمعه ج 7 ص 240] قال : وعن أبي عبد الرحمن السلمي قال شهدنا مع علي عليه السلام صفين (وساق الحديث الى أن قال) فكان عمار ياسر علماً لا صحاب محمد صلى اللّه عليه واله وسلم لايسلك وادياً من أودية صفين إلا تبعه أصحاب محمد صلى اللّه عليه (واله) وسلم فانتهينا الى هاشم بن عتبة بن أبي وقاص وقد ركز الراية فقال: ما لك هاشم أعور وجبنا لاخير في أعور لا يغشى الناس فنزع هاشم الراية وهو يقول:

أعور يبغي أهله محلا *** قد عالج الحياة حتى ملا

لا بد أن يفل أو يفلا

فقال له عمار أقبل فإن الجنة تحت الأبارقة وقد تزين الحور العين مع محمد صلى اللّه عليه واله وسلم حزبه في الرفيق الاعلى ، فما رجعا حتى

ص: 432

قتلا (إلى أن قال) فسمعت عبد اللّه بن عمر ويقول لأبيه : يا أبت قد قتلنا هذا الرجل قد قال فيه رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ما قال ، قال : وأي رجل؟ قال عمار بن اسر أما سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول - يوم بناء المسجد ونحن نحمل لبنة وعمار يحمل لبنتين لبنتين - وأنت ترحض : أما إنه ستقتلك الفئة الباغية وانت من أهل الجنة (فساق الحديث على نحو ما تقدم في صدر الباب من الحاكم في مستدرك الصحيحين (ج 3 ص 87) ثم قال : رواه الطبراني واحمد باختصار وابو يعلى بنحو الطبراني والبزار قال : ورجال أحمد وأبي يعلى ثقات.

[أقول] قوله وأنت ترحض أما إنه ستقتلك (الخ) من كلام النبي صلى اللّه عليه واله وسلم لعمار ، وانت ترحض أي محموم فهو بالراء والحاء المهملة والضاد المعجمة.

[الهيثمي في مجمعه أيضاً ج 7 ص 242] قال وعن عمار بن ياسر قال ضرب رسول اللّه عليه (وآله) وسلم في خاصرتي فقال : خاصرة مؤمنة تقتلك الفئة الباغية آخر زادك ضياح من لبن قال : رواه الطبراني في الكبير والأوسط باختصار.

[الهيثمي في مجمعه أيضاً ج 9 ص 296] قال وعن أبي رافع قال قال رسول اللّه صلى اللّه عليه واله وسلم تقتل عماراً الفئة الباغية ، قال رواه الطبراني.

[الهيثمي في مجمعه أيضاً ج 9 ص 296] قال : وعن حبة قال : اجتمع حذيفة وأبو مسعود فقال أحدهما لصاحبة ان رسول اللّه عليه واله وسلم قال تقتل عماراً الفئة الباغية وصدقة لآخر قال رواه البزار.

[الهيثمي في مجمعه أيضاً ج 9 س 297] قال : وعن عبد اللّه بن الحارث إن عمرو بن العاص قال لمعاوية : يا أمير المؤمنين أما سمعت رسول اللّه عليه (وآله) وسلم يقول حين كان يبنى المسجد لعمار: إنك

ص: 433

عمار وقال : يا رسول اللّه ألا تراه؟ فرفع رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم رأسه وقال : من عادى عماراً عاداه اللّه ، ومن أبغض عماراً أبغضه اللّه قال : فخرجت فما كان شيء أحب إلي من رضا عما فلقبته فرضى ، قال عبد اللّه - وهو ابن أحمد بن حنبل - سمعته مر أبي مرتين (أقول) ورواه في (ص 90) أيضاً وزاد فيه : ومن يسبه يسبه اللّه.

[ومنها] ما ذكره المتقي في كنز العمال (ج 6 ص 88) قال : روى مسنداً عن شداد بن أوس أنه دخل على معاوية وهو جالس وعمرو بن العاص على فراشه فجلس شداد بينهما وقال : هل تدريان ما يجلسنى بينكما؟ لأنى سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول : إذا رأيتموهما جميعاً ففرقوا بينهما فو اللّه ما اجتمعا إلا على غدره فأحببت أن أفرق بينكما ، قال : أخرجه ابن عساكر ، (أقول) وذكره الهيثمي في مجمعه (ج 7 ص 248) وقال : أخرجه الطبراني.

[الهيثمي في مجمعه ج 8 ص 121] قال : وعن ابن عباس قال : سمع النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم صوت رجلين وهما يتغنيان (إلى أن قال) فسأل عنهما فقيل له : معاوية وعمرو بن أبي العاصى ، فقال : اللّهم اركسهما في الفتنة ركساً ودعهما إلى النار دعاً ، قال : رواه الطبراني ، (أقول) ورواه الذهبي أيضاً في ميزان الاعتدال (ج 3 ص 311) وقال : عن أبي برزة قال : تغنى معاوية وعمرو بن العاص فقال النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : اللّهم اركسهما في الفتنة ركساً ودعهما في النار ، وقال أيضاً في (ص 311) عن أبي هريرة قال : كنا مع النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فسمع صوت غناء فاذا عمرو ومعاوية يتغنيان فقال : أركسهما في الفتنة ركساً ودعهما إلى النار دعاً.

ص: 434

باب : فيمن لحق بعلي عليه السّلام يوم صفين لأجل عمار وأويس

[الإصابة لابن حجر ج 3 ص 38] في ترجمة زبيد بن عبد الخولانى قال : له إدرك وشهد فتح مصر ثم شهد صفين مع معاوية وكانت معه الراية فلما قتل عمار تحول إلى عسكر علي عليه السلام قال ابن حجر : ذكره ابن يونس ومن تبعه.

[أُسد الغابة لابن الأثير ج 4 ص 47] في ترجمة عمار بن ياسر قال : وروى عمارة بن خزيمة بن ثابت قال : شهد خزيمة بن ثابت الجمل وهو لا يسل سيفاً وشهد صفين ولم يقاتل وقال : لا أقاتل حتى يقتل عمار فأنظر من يقتله فاني سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول : تقتله الفئة الباغية فلما قتل عمار قال خزيمة : ظهرت لي الضلالة ، ثم تقدم فقاتل حتى قتل (الحديث) ، (أقول) وذكره ابن حجر أيضاً في إصابته (ج 2 ص 111) وفي تهذيب التهذيب (ج 3 ص 140) مختصراً.

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 402] روى بسنده عن عبد الرحمن ابن أبي ليلى قال : لما كان يوم صفين نادى منادٍ من أصحاب معاوية أصحاب على

ص: 435

عليه السلام : أفيكم أويس القرني؟ قالوا : نعم فضرب دابته حتى دخل معهم ثم قال : سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول : خير التابعين أويس القرني (أقول) ورواه أبو نعيم أيضاً في حليته (ج 2 ص 896) وقال : نادى رجل من أهل الشام يوم صفين أفيكم أويس القرنى؟ قال : قلنا : نعم وما تريد منه؟ قال : إني سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول : أويس القرنى خير التابعين بإحسان ، وعطف دابته فدخل مع أصحاب علي عليه السلام ، ورواه ابن سعد أيضاً في طبقاته (ج 6 ص 112) ورواه غير هؤلاء أيضاً من أئمة الحديث.

ص: 436

باب : إن عبد اللّه بن عمر يتأسف لانه لم يقاتل الفئة الباغية

[مستدرك الصحيحين ج 3 ص 115] روى بسنده عن شعيب بن أبي حمزة القرشى عن الزهري عن حمزة بن عبد اللّه بن عمر أنه بينما هو جالس مع عبد اللّه بن عمر إذ جاءه رجل من أهل العراق فقال : يا أبا عبد الرحمن إني واللّه لقد حرصت أن اتسمت بسمتك وأقتدى بك في أمر فرقة الناس واعتزال الشر ما استطعت ، وإني أقرأ آية من كتاب اللّه محكمة قد أخذت بقلبي فأخبرنى عنها ، أرأيت قول اللّه عز وجل : ( وَإِنْ طٰائِفَتٰانِ مِنَ اَلْمُؤْمِنِينَ اِقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمٰا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدٰاهُمٰا عَلَى اَلْأُخْرىٰ فَقٰاتِلُوا اَلَّتِي تَبْغِي حَتّٰى تَفِيءَ إِلىٰ أَمْرِ اَللّٰهِ فَإِنْ فٰاءَتْ فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمٰا بِالْعَدْلِ وَأَقْسِطُوا إِنَّ اَللّٰهَ يُحِبُّ اَلْمُقْسِطِينَ ) أخبرني عن هذه الآية ، فقال عبد اللّه : ما لك ولذلك ، انصرف عنى فانطلق حتى توارى عنا سواده وأقبل علينا عبد اللّه بن عمر فقال : ما وجدت في نفسي من شيء في أمر هذه الآية ما وجدت في نفسي إني لم أقاتل هذه الفئة الباغية كما أمرنى اللّه عز وجل ، قال الحاكم : هذا باب كبير رواه عن عبد اللّه ابن عمر جماعة من كبار التابعين ، وإنما قدمت حديث شعيب بن أبي حمزة عن الزهري واقتصرت

ص: 437

عليه لأنه صحيح على شرط الشيخين.

[طبقات ابن سعد ج 4 القسم 1 ص 136] روى بسنده عن سعيد ابن جبير قال : لما أصاب ابن عمر (وساق الحديث إلى أن قال) قال ابن عمر ما آسي من الدنيا إلا على ثلاث ، ظمأ الهواجر ، ومكابدة الليل ، وألا أكون قاتلت هذه الفئة الباغية التي حلت بنا.

[الطبقات أيضاً ج 4 القسم 1 ص 137] روى بسنده عن حبيب ابن أبي ثابت قال : بلغني عن ابن عمر في مرضه الذي مات فيه أنه قال : ما أجدني آسي على شيء من أمر الدنيا إلا إني لم أقاتل الفئة الباغية ، (أقول) ورواه ابن الأثير أيضاً في أُسد الغابة (ج 4 ص 33) ثم قال : وقال الشعبى : ما مات مسروق حتى تاب إلى اللّه تعالى من تخلفه عن القتال مع علي عليه السلام.

[الهيثمي في مجمعه ج 3 ص 182] قال : وعن ابن عمر قال : ما آسي على شيء فاتني إلا الصوم والصلاة ، وتركي الفئة الباغية ألا أكون قاتلتها واستقالتي علياً عليه السلام البيعة ، قال : رواه الطبراني في الكبير والأوسط.

[الرياض النضرة ج 2 ص 242] قال : وعن ابن عمر إنه قال : ما آسى على شيء إلا إني لم أقاتل مع علي (عليه السلام) الفئة الباغية وعلى صوم الهواجر ، قال : وفيه دليل على صحة خلافته عندهم.

[الاستيعاب لابن عبد البر ج 1 ص 307] ذكر حديثاً مسنداً عن أبي بكر بن أبي الجهم قال : سمعت ابن عمر يقول : ما آسي على شيء إلا تركي قتال الفئة الباغية مع علي (عليه السلام).

ص: 438

باب : إنّ عبد اللّه بن عمرو بن العاص يتأسف لانه كان مع الفئة الباغية

[طبقات ابن سعد ج 4 القسم 2 ص 12] روى بسنده عن نافع بن عمر عن ابن أبي مليكة قال : قال عبد اللّه بن عمرو : ما لي ولصفين ، ما لي ولقتال المسلمين ، لوددت إني مت قبله بعشر سنين ، أما واللّه على ذلك ما ضربت بسيف ، ولا طعنت برمح ، ولا رميت بسهم ، وما رجل أجهد مني من رجل لم يفعل شيئاً من ذلك ، قال : قال نافع : حسبته ذكر أنه كانت بيده الراية فقدم الناس منزلة أو منزلتين.

[الاستيعاب لابن عبد البر ج 1 ص 371] في ترجمة عبد اللّه بن عمرو ابن العاص روى بسنده عن ابن أبي مليكة عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص أنه كان يقول : ما لي ولصفين ، ما لي ولقتال المسلمين ، واللّه لوددت إني مت قبل هذا بعشر سنين ، ثم يقول : أما واللّه ما ضربت فيها بسيف ، ولا طعنت برمح ولا رميت بسهم ، ولوددت إني لم أحضر شيئاً منها وأستغفر اللّه عز وجل من ذلك وأتوب اليه ، إلا أنه ذكر أنه كانت بيده الراية يومئذٍ فندم ندامة شديدة على قتاله مع معاوية وجعل يستغفر اللّه ويتوب اليه.

ص: 439

باب : في وجوب ملازمة علي عليه السّلام وعمارعند الفتنة والاختلاف

[أُسد الغابة لابن الأثير ج 5 ص 287] في ترجمة أبي ليلى الغفارى ذكر حديثاً مسنداً عن أبي ليلى الغفارى قال : سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول : ستكون بعدي فتنة ، فاذا كان ذلك فالزموا علي بن أبي طالب ، فانه أول من يرانى ، وأول من يصافحني يوم القيامة ، وهو الصديق الأكبر ، وهو فاروق هذه الأمة ، يفرق بين الحق والباطل ، وهو يعسوب المؤمنين ، (أقول) وذكره ابن حجر أيضاً في إصابته (ج 7 ص 167) وابن عبد البر أيضاً في استيعابه (ج 2 ص 657) والمتقي أيضاً في كنز العمال (ج 6 ص 155) وقال : أخرجه أبو نعيم عن أبي ليلى الغفاري.

[كنز العمال ج 6 ص 157] قال : تكون بين الناس فرقة واختلاف فيكون هذا وأصحابه على الحق - يعني علياً عليه السلام - قال : أخرجه الطبراني عن كعب بن عجرة - يعني عن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم.

[كنز العمال أيضاً ج 7 ص 305] قال : عن أبي رافع دخلت على رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم (وساق الحديث إلى أن قال) ثم أخذ

ص: 440

بيدي - يعني رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم - فقال : يا أبا رافع سيكون بعدي قوم يقاتلون علياً ، حقاً على اللّه جهادهم ، فمن لم يستطع جهادهم بيده فبلسانه ، فمن لم يستطع بلسانه فبقلبه ، ليس وراء ذلك شيء ، قال : أخرجه الطبراني وابن مردويه وأبو نعيم.

[تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج 13 ص 186] روى بسنده عن علقمة والأسود قالا : أتينا أبا أيوب الأنصاري عند منصرفه من صفين (وساق الحديث إلى أن قال أبو أيوب) وسمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول لعمار : يا عمار تقتلك الفئة الباغية وأنت ذاك مع الحق والحق معك ، يا عمار بن ياسر إن رأيت علياً قد سلك وادياً وسلك الناس وادياً غيره فاسلك مع علي ، فانه لن يدليك في سدى ولن يخرجك من هدى الحديث ، (أقول) وذكره المتقي أيضاً في كنز العمال (ج 6 ص 155) وقال فيه : لن يدلك على ردى ولن يخرجك من الهدى ، قال : أخرجه الديلمي عن عمار بن ياسر وعن أبي أيوب.

[الهيثمي في مجمعه ج 7 ص 236] ذكر حديثاً عن زيد بن وهب عن حذيفة في الفتنة قال فيه زيد لحذيفة : فقلنا : يا أبا عبد اللّه وإن ذلك لكائن؟ فقال بعض أصحابه يا أبا عبد اللّه فكيف نصنع إن أدركنا ذلك؟ قال : أنظروا الفرقة التي تدعو إلى أمر علي عليه السلام فالزموها فانها على الهدى قال : رواه البزار ورجاله ثقات (وذكره العسقلاني) أيضاً في فتح الباري (ج 16 ص 165) بنحو ابسط فقال واخرج البزار من طريق زيد بن وهب قال بينا نحن نحول حول حذيفة اذ قال كيف انتم وقد خرج اهل بيت نبيكم فرقتين يضرب بعضهم وجوه بعض بالسيف قلنا يا ابا عبد اللّه فكيف نصنع اذا ادركنا ذلك قال انظروا الى الفرقة التي تدعو الى امر علي بن ابي طالب (عليه السلام) فانها على الهدى.

[مستدرك الصحيحين ج 2 ص 148] روى بسنده عن خالد العرني قال : دخلت أنا وأبو سعيد الخدري على حذيفة فقلنا : يا أبا عبد اللّه حدثنا ما

ص: 441

سمعت من رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم في الفتنة؟ قال : حذيفة قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : دوروا مع كتاب اللّه حيثما دار فقلنا : فاذا اختلف الناس فمع من نكون؟ فقال : انظروا الفئة التي فيها ابن سمية فالزموها فانه يدور مع كتاب اللّه ، قلت : ومن ابن سمية؟ قال : أو ما تعرفه؟ قلت : بينت لي ، قال : عمار بن ياسر ، سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول لعمار : يا أبا اليقظان لن تموت حتى تقتلك الفئة الباغية عن الطريق ، قال الحاكم : هذا حديث له طرق بأسانيد صحيحة.

[الهيثمي في مجمعه ج 7 ص 243] قال : وعن سيار أبي الحكم قال : قالت بنو عبس لحذيفة : إن أمير المؤمنين عثمان قد قتل فما تأمرنا؟ قال : آمركم أن تلزموا عماراً ، قالوا : إن عماراً لا يفارق علياً (عليه السلام) قال : إن الحسد هو أهلك الجسد ، وإنما ينفركم من عمار قربه من علي (عليه السلام) فو اللّه لعلي (عليه السلام) أفضل من عمار أبعد ما بين التراب والسحاب ، وإن عماراً لمن الأحباب وهو يعلم أنهم إن لزموا عماراً كانوا مع علي عليه السلام قال : رواه الطبراني ورجاله ثقات.

[الهيثمي في مجمعه أيضاً ج 7 ص 243] قال : وعن عبد اللّه - يعني ابن مسعود - عن النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال : إذا اختلف الناس فابن سمية مع الحق ، ابن سمية هو عمار ، قال : رواه الطبراني.

[الاستيعاب لابن عبد البر ج 2 ص 423] قال : وقال أبو مسعود وطائفة لحذيفة - حين احتضر وقد ذكر الفتنة - إذا اختلف الناس بمن تأمرنا؟ قال : عليكم بابن سمية فانه لن يفارق الحق حتى يموت (أو قال : فانه يدور مع الحق حيث دار).

[ثم] إن ها هنا حديثاً يناسب ذكره في خاتمة هذا الباب ، وهو ما ذكره المتقي في كنز العمال (ج 6 ص 405) قال : عن عبد اللّه بن يحيى قال : سمعت علياً (عليه السلام) يقول : ما ضللت ولا ضل بي ، وما نسيت ما

ص: 442

عهد إلي وإني لعلى بينة من ربي بيّنها لنبيه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وبيّنها لي ، وإني لعلى الطريق ، قال : أخرجه العقيلي وابن عساكر.

ص: 443

باب : في إخبار النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) عن الخوارج وأنهم يخرجون على خير فرقة من الناس وذكر ما جاء في فضل قتالهم وأنه يقتلهم أولى الطائفتين بالحق

[أقول] إن أحاديث هذا الباب متواترة جداً فوق الاحصاء ولكنا نقتصر على ذكر عمدتها ولا حاجة إلى استقصاء الجميع بعد تواترها واشتهارها (فنقول) :

[صحيح البخاري في كتاب بدء الخلق] في باب علامات النبوة في الإسلام ، روى بسنده عن أبي سعيد الخدري قال : بينما نحن عند رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وهو يقسم قسماً أتاه ذو الخويصرة وهو رجل من بني تميم فقال : يا رسول اللّه إعدل فقال : ويلك ومن يعدل إذا لم أعدل؟ قد خبت وخسرت إن لم أكن أعدل ، فقال عمر : يا رسول اللّه إئذن لي فيه فأضرب عنقه ، قال : دعه فان له أصحاباً يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم يقرؤن القرآن لا يجاوز تراقيهم ، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية (إلى أن قال) آيتهم رجل أسود إحدى عضديه مثل ثدي المرأة أو مثل البضعة تدر در ، ويخرجون على خير فرقة من الناس (قال أبو

ص: 444

سعيد) فأشهد إني سمعت هذا الحديث من رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وأشهد أن علي بن أبي طالب (عليه السلام) قاتلهم وأنا معه ، فأمر بذلك الرجل فالتمس فأتي به حتى نظرت اليه على نعت النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم الذي نعت.

[أقول] ورواه النسائي أيضاً في خصائصه (ص 43 وص 44) ومسلم في صحيحه في كتاب الزكاة ، باب التحذير من الاغترار بزينة الدنيا وما يبسط منها ، وابن الأثير الجزري في أُسد الغابة (ج 2 ص 140) في ترجمة ذي الخويصرة التميمى عن أبي سعيد الخدري ، قال فيه : بينا رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقسم قسماً - قال ابن عباس : كانت غنائم هوزان يوم حنين - إذ جاءه ذو الخويصرة التميمي وهو حرقوص بن زهير أصل الخوارج ، فقال : إعدل يا رسول اللّه (إلى آخر الحديث) ، ورواه أيضاً ابن جرير الطبري في تفسيره (ج 10 ص 109) وأحمد بن حنبل في مسنده (ج 3 ص 56) و (ص 65) وقال فيه : يقتلهم أولى الطائفتين باللّه ، والهيتمى في مجمعه (ج 6 ص 234) وقال في آخره : فقال علي (عليه السلام) أيكم يعرف هذا؟ فقال رجل من القوم : نحن نعرفه هذا حرقوس وأمه هاهنا ، قال : فأرسل علي (عليه السلام) إلى أمه فقال : من هذا؟ فقالت : ما أدرى يا أمير المؤمنين إلا إني كنت أرعى غنما لي في الجاهلية بالربذة فغشينى شيء كهيئة الظلمة فحملت منه فولدت هذا ، قال : رواه أبو يعلى مطولا.

[ميزان الاعتدال للذهبى ج 2 ص 263] ذكر حديثاً مسنداً عن عامر ابن سعد إن عماراً قال لسعد : ألا تخرج مع علي (عليه السلام)؟ أما سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول ما قال فيه؟ قال تخرج طائفة من أمتي يمرقون من الدين يقتلهم علي بن أبي طالب ثلاث مرات ، قال : صدقت واللّه لقد سمعته ولكن أحببت العزلة.

[صحيح مسلم في كتاب الزكاة] في باب التحريض على قتل الخوارج روى بسنده عن عبيدة عن علي عليه السلام قال : ذكر الخوارج فقال : فيهم

ص: 445

مخدج اليد (1) أو مؤدن اليد أو مثدون اليد لولا أن تبطروا لحدثتكم بما وعد اللّه الذين يقتلونهم على لسان محمد صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال : قلت : أنت سمعته من محمد صلى اللّه عليه (وآله) وسلم؟ قال : أي ورب الكعبة أي ورب الكعبة.

[أقول] ورواه ابن ماجة أيضاً في صحيحه في باب ذكر الخوارج وأبو داود في صحيحه (ج 30) في باب قتال الخوارج ، وأحمد بن حنبل في مسنده (ج 1 ص 78) وفي غير هذه الصفحة أيضاً بطرق عديدة ، ورواه جمع آخرون أيضاً من أئمة الحديث غير المذكورين.

[صحيح مسلم في كتاب الزكاة] في باب التحريض على قتل الخوارج روى بسنده عن زيد بن وهب الجهني إنه كان في الجيش الذين كانوا مع علي (عليه السلام) الذين ساروا إلى الخوارج ، فقال علي (عليه السلام) : أيها الناس إني سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول : يخرج قوم من أمتي يقرؤن القرآن ليس قراءتكم إلى قراءتهم بشيء ، ولا صلاتكم إلى صلاتهم بشيء ، ولا صيامكم إلى صيامهم بشيء ، يقرؤن القرآن يحسبون أنه لهم وهو عليهم ، لا تجاوز صلاتهم تراقيهم ، يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية ، لو يعلم الجيش الذي يصيبونهم ما قضى لهم على لسان

ص: 446


1- المخدج : بضم الميم وسكون الخاء المعجمة ثم الدال المهملة المفتوحة ثم الجيم هو ناقص اليد ، قال ابن الأثير الجزري في النهاية : «ومنه حديث ذي الثدية أنه مخدج اليد» و (المودن) بضم الميم وإسكان الواو وفتح الدال ثم النون ويقال : (مؤدن) بالهمزة وبتركه ، هو ناقص اليد ، ويقال أيضاً : ودين ، و (المئدون) بفتح الميم وثاء مثلثة ساكنة ثم الدال المهملة بعدها الواو والنون ، هو صغير اليد مجتمعها كثندوة الثدى ، وهى بفتح الثاء بلا همزة وبضمها مع الهمزة ، وكان أصله مثنود فقدمت الدال على النون كما قالوا : جبذب وجذب وعاث في الأرض وعثاً (أنظر شرح صحيح مسلم للنووى (ج 7 - ص 171) طبع القاهرة ، وانظر أيضاً نهاية ابن الأثير الجزري بمادة (ثدن) وبمادة (خدج) وبمادة (ودن).

نبيهم لا تكلوا على العمل ، وآية ذلك أن فيهم رجلاً له عضد وليس له ذراع على رأس عضده مثل حلمة الثدى عليه شعرات بيض (إلى أن قال) وقتل بعضهم على بعض ، وما أصيب من الناس يومئذٍ إلا رجلان ، فقال علي (عليه السلام) : التمسوا فيهم المخدج فالتمسوه فلم يجدوه ، فقام علي عليه السلام بنفسه حتى أتى ناساً قد قتل بعضهم على بعض قال : أخرجوهم فوجدوه مما يلي الأرض فكبر ثم قال : صدق اللّه وبلغ رسوله ، قال : فقام اليه عبيدة السلماني فقال : يا أمير المؤمنين اللّه الذي لا إله إلا هو لسمعت هذا الحديث من رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم؟ قال : أي واللّه الذي لا إله إلا هو ، حتى استحلفه ثلاثاً وهو يحلف له.

[أقول] ورواه أبو داود أيضاً في صحيحه (ج 30) في باب قتال الخوارج ، وأحمد بن حنبل في مسنده (ج 1 ص 91) ، والبيهقي في سننه (ج 8 ص 170) ، وغير هؤلاء من أئمة الحديث.

[مستدرك الصحيحين ج 2 ص 145] روى بسنده عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص قال : أتى رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم رجل وهو يقسم تمراً يوم خيبر فقال : يا محمد إعدل ، قال : ويحك ومن يعدل عليك إذا لم أعدل ، أو عند من تلتمس العدل بعدي (ثم قال) يوشك أن يأتي قوم مثل هذا يتلون كتاب اللّه وهم أعداؤه يقرؤن كتاب اللّه محلقة رؤوسهم فاذا خرجوا فاضربوا رقابهم (قال الحاكم) هذا حديث صحيح على شرط الشيخين.

[مستدرك الصحيحين ج 2 ص 148] روى بسنده عن أبي بكرة قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : إن أقواما من أمتي أشدة ذلقة ألسنتهم بالقرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية فإذا لقيتموهم فاقتلوهم فإن المأجور من قتلهم (قال الحاكم) : هذا حديث صحيح على شرط مسلم.

[مستدرك الصحيحين ج 2 ص 147] روى بسنده عن أنس بن مالك

ص: 447

إن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قال : سيكون في أمتي اختلاف وفرقة قوم يحسنون القيل ويسيئون الفعل ، يقرؤن القرآن لا يجاوز تراقيهم يحقر أحدكم صلاته مع صلاتهم وصيامه مع صيامهم ، يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية ، لا يرجع حتى يرد السهم على فوقه (1) وهم شرار الخلق والخليفة ، طوبى لمن قتلهم وقتلوه ، يدعون إلى كتاب اللّه وليسوا منه في شيء من قاتلهم كان أولى باللّه منهم ، قالوا : يا رسول اللّه ما سيماهم؟ قال : التحليق (أقول) ورواه أحمد بن حنبل أيضاً في مسنده (ج 3 ص 224).

[مستدرك الصحيحين ج 2 ص 154] روى بسنده عن أبي سعيد الخدري إن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أتاه مال فجعل يضرب بيده فيه فيعطى يميناً وشمالاً وفيهم رجل مقلص الثياب ذو سيماء بين عينيه أثر السجود ، فجعل رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يضرب يده يميناً وشمالاً حتى نفد المال فلما نفد المال ولى مدبراً وقال : واللّه ما عدلت منذ اليوم ، قال : فجعل رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقلب كفه ويقول : إذا لم أعدل فمن يعدل بعدي؟ أما إنه ستمرق مارقة يمرقون من الدين مروق السهم من الرمية ثم لا يعودون اليه حتى يرجع السهم على فوقه يقرؤن القرآن لا يجاوز تراقيهم يحسنون القول ويسيئون الفعل فمن لقيهم فليقاتلهم فمن قتلهم فله أفضل الأجر ومن قتلوه فله أفضل الشهادة ، هم شر البرية بريء اللّه منهم ، يقتلهم أولى الطائفتين بالحق ، قال الحاكم : هذا حديث صحيح.

[مسند الإمام أحمد بن حنبل ج 1 ص 88] روى بسنده عن أبي كثير مولى الأنصار قال : كنت مع سيدى مع علي بن أبي طالب (عليه السلام) حيث قتل أهل النهروان فكأن الناس وجدوا في أنفسهم من قتلهم ، فقال على (عليه

ص: 448


1- فوق : بضم الفاء وسكون الواو ثم القاف : وفوق السهم موضع الوتر منه.

السلام) يا أيها الناس إن رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم قد حدثنا بأقوام يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ثم لا يرجعون فيه أبداً حتى يرجع السهم على فوقه ، وإن آية ذلك أن فيهم رجلاً أسود مخدج اليد أحد يديه كثدى المرأة لها حلمة كحلمة ثدى المرأة ، حوله سبع هلبات (1) فالتمسوه فانى أراه فيهم ، فالتمسوه فوجدوه إلى شفير النهر تحت القتلى فأخرجوه فكبر علي (عليه السلام) فقال : اللّه أكبر ، صدق اللّه ورسوله ، وإنه لمتقلد قوساً له عربية فأخذها بيده فجعل يطعن بها في مخدجته ويقول : صدق اللّه ورسوله وكبر الناس حين رأوه واستبشروا وذهب عنهم ما كانوا يجدون.

[صحيح أبي داود ج 29] في باب ما يدل على ترك الكلام في الفتنة روى بسنده عن أبي سعيد قال : قال رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : تمرق مارقة عند فرقة من المسلمين يقتلها أولى الطائفتين بالحق.

[أقول] ورواه أحمد بن حنبل أيضاً في مسنده (ج 3 في ص 26 وص 32 وص 45 وص 48 وص 70 وص 82 وص 95) إلى غير ذلك من الصفحات ، ورواه النسائي أيضاً في خصائصه في (ص 42 وص 43) بطرق عديدة.

[طبقات ابن سعد ج 4 القسم 2 ص 36] روى بسنده عن سعيد ابن جمهان قال : كنا نقاتل الخوارج مع عبد اللّه بن أبي أوفى قال : فلحق غلام له بهم فناديناه - وهو من ذلك الشط - يا فيروز هذا مولاك عبد اللّه ، قال : نعم الرجل هو لو هاجر ، فقال ابن أبي أوفى : ما يقول عدو اللّه؟ قلنا يقول : نعم الرجل لو هاجر ، فقال : هجرة بعد هجرتي مع رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم ثلاث مرات ، سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول : طوبى لمن قتلهم وقتلوه ، (أقول) ورواه أحمد بن حنبل أيضاً في مسنده

ص: 449


1- الهلبات جمع هلبة وهى الشعرة.

(ج 4 ص 357).

[حلية الأولياء لأبي نعيم ج 4 ص 186] روى بسنده عن زر إنه سمع علياً عليه السلام يقول : أنا فقأت عين الفتنة لولا أنا ما قتل أهل النهر وأهل الجمل ، ولولا أن أخشى أن تتركوا العمل لأنبأتكم بالذى قضى اللّه على لسان نبيكم صلى اللّه عليه (وآله) وسلم لمن قاتلهم مبصراً ضلالتهم عارفاً للهدى الذي نحن فيه ، (أقول) ورواه النسائي أيضاً في خصائصه (ص 48).

[حلية الأولياء أيضاً ج 6 ص 21] روى بسنده عن كعب قال : للشهيد نوران ولمن قتله الخوارج ثمانية أنوار ، ولقد خرجوا على نبي اللّه داود عليه السلام في زمانه.

[حلية الأولياء أيضاً ج 7 ص 31] في تكملة سفيان الثورى ، روى بسنده عن علي بن قادم قال : سمعت سفيان يقول : ما قاتل علي (عليه السلام) أحداً إلا كان علي أولى بالحق منه.

[تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج 1 ص 159] روى بسنده عن نبيط بن شريط الأشجعي ، قال : لما فرغ علي بن أبي طالب (عليه السلام) من قتال أهل النهروان قفل أبو قتادة الأنصاري ومعه ستون - أو سبعون - من الأنصار قال : فبدأ بعائشة ، قال أبو قتادة فلما دخلت عليها قالت : ما وراءك؟ فأخبرتها إنه لما تفرقت المحكمة من عسكر أمير المؤمنين لحقناهم فقتلناهم ، فقالت : ما كان معك من الوفد غيرك؟ قلت : بلى ستون أو سبعون قالت : أفكلهم يقول مثل الذي تقول؟ قلت : نعم ، قالت : قص عليّ القصة فقلت : يا أم المؤمنين تفرقت الفرقة وهم نحو من أثني عشر الفا ينادون لا حكم إلا اللّه ، فقال علي (عليه السلام) كلمة حق يراد بها باطل ، فقاتلناهم بعد أن ناشدناهم اللّه وكتابه فقالوا : كفر عثمان وعلي وعائشة ومعاوية ، فلم نزل نحاربهم وهم يتلون القرآن فقاتلناهم وقاتلونا وولى منهم من ولى فقال علي (عليه السلام) : لا تتبعوا مولياً فأقمنا ندور على القتلى حتى وقفت بغلة رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وعلي (عليه السلام) راكبها فقال : إقلبوا

ص: 450

القتلى فأتيناه وهو على نهر فيه القتلى فقلبناهم حتى خرج في آخرهم رجل أسود على كتفه مثل حلمة الثدي ، فقال علي عليه السلام : اللّه أكبر واللّه ما كذبت ولا كذبت كنت مع النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وقد قسم فينا فجاء هذا فقال : يا محمد إعدل فواللّه ما عدلت منذ اليوم ، فقال النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : ثكلتك أمك ومن يعدل عليك إذا لم أعدل ، فقال عمر ابن الخطاب يا رسول اللّه ألا أقتله؟ فقال النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم : لا دعه فان له من يقتله ، وقال : صدق اللّه ورسوله ، قال : فقالت عائشة : ما يمنعني ما بينى وبين علي أن أقول الحق ، سمعت النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول : تفترق أمتي على فرقتين تمرق بينهما فرقة محلقون رؤوسهم محفون شواربهم ، أزرهم إلى أنصاف سوقهم ، يقرؤن القرآن لا يتجاوز تراقيهم ، يقتلهم أحبهم إلي وأحبهم إلى اللّه تعالى ، قال : فقلت : يا أم المؤمنين فانت تعلمين هذا فلم كان الذي منك؟ قالت : يا أبا قتادة وكان أمر اللّه قدراً مقدوراً وللقدر أسباب (الحديث).

[تاريخ بغداد أيضاً ج 7 ص 237] روى بسنده عن جابر قال : إني لشاهد علياً (عليه السلام) يوم النهروان لما أن عاين القوم قال لأصحابه : كفوا فناداهم أقيدونا بدم عبد اللّه بن خباب (قال) وكان عامل علي عليه السلام على النهروان ، قالوا : كلنا قتله ، فقال : اللّه أكبر ، قال : فقال لأصحابه : إرموا فرموا قال : فقال : إحملوا فحملوا فقتلهم ، ثم قال : إطلبوا المجدع (1) فطلبوه فلم يجدوه فقال : اطلبوه فانى واللّه ما كذبت ولا كذبت ، ثم قال : يا عجلان إئتنى ببغلة رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فأتاه بالبغلة فركبها ثم سار في القتلى فقال : اطلبوه ها هنا قال : فاستخرجوه من تحت القتلى في نهر وطين له عضيدة مثل الثدى تمدها فتمتد فتصير مثل الثدي وتتركها فتنخمص ، قال : اللّه أكبر واللّه لو لا أن تبطروا

ص: 451


1- كذا ولعل الصحيح المخدج ، بالخاء والجيم في آخره ، وقد تقدم معناه.

لجدثتكم ما وعدكم اللّه على لسان نبيكم لمن قاتلهم.

[الهيثمي في مجمعه ج 6 ص 239] قال : وعن عائشة إنها ذكرت الخوارج وسألت من قتلهم؟ - تعني أصحاب النهر - فقالوا : علي (عليه السلام) فقالت : سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول : يقتلهم خيار أمتي وهم شرار أمتي ، قال : رواه البزار ، ورواه الطبراني في الأوسط بنحوه ، وفيه قصة

[الهيثمي في مجمعه أيضاً ج 6 ص 239] قال : وعن علي (عليه السلام) قال : لقد علم أولو العلم من آل محمد صلى اللّه عليه (وآله) وسلم وعائشة بنت أبي بكر فاسألوها إن أصحاب ذي الثدية ملعونون على لسان النبي صلى اللّه عليه (وآله) وسلم الأمى (قال) وفي رواية أصحاب النهروان ، ثم قال : رواه الطبراني في الصغير والأوسط باسنادين.

[الهيثمي في مجمعه أيضاً ج 6 ص 241] قال : وعن جندب قال : لما فارقت الخوارج علياً (عليه السلام) خرج في طلبهم وخرجنا معه فانتهينا إلى عسكر القوم وإذا لهم دوى كدوي النحل من قراءة القرآن ، وإذا فيهم أصحاب الثفنات وأصحاب البرانس ، فلما رأيتهم دخلني من ذلك شدة (إلى أن قال) فانا كذلك إذ أقبل علي بن أبي طالب (عليه السلام) على بغلة رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم فلما حاذانى قال : تعوذ باللّه تعوذ باللّه يا جندب من شر الشك ، فجئت أسعى اليه ونزل فقام يصلى إذ أقبل رجل على برذون يقرب به ، فقال : يا أمير المؤمنين قال : ما شأنك؟ قال : ألك حاجة في القوم؟ قال : وما ذاك؟ قال : قد قطعوا النهر ، قال : ما قطعوه (إلى أن قال) ولا يقطعونه وليقتلن دونه ، عهد من اللّه ورسوله قلت : اللّه أكبر ثم قمت فأمسكت له الركاب فركب فرسه ثم رجعت إلى درعي فلبستها وإلى قوسي فعلقتها وخرجت أسايره فقال لي : يا جندب قلت : لبيك يا أمير المؤمنين قال : أما أنا فأبعث اليهم رجلاً يقرأ المصحف يدعو إلى كتاب ربهم وسنة نبيهم فلا يقبل علينا بوجهه حتى يرشقوه بالنبل ، يا جندب أما إنه لا يقتل

ص: 452

منا عشرة ولا ينجو منهم عشرة فانتهينا إلى القوم وهم في معسكرهم (إلى أن قال) فقتلت بكفي هذه - بعد ما دخلنى ما كان دخلنى - ثمانية قبل أن أُصلي الظهر وما قتل منا عشرة ولا نجا منهم عشرة كما قال ، قال : رواه الطبراني ، (أقول) وروى الدار قطني في سننه في كتاب الحدود (ص 343) حديثاً في الخوارج قال أيضاً في آخره : وقال - يعني علياً عليه السلام - واللّه لا يقتل منكم عشرة ولا ينفلت منهم عشرة (الحديث).

[كنز العمال ج 1 ص 92] قال : عن حاتم بن اسماعيل قال : كنت عند جعفر بن محمد عليه السلام (إلى أن قال) وحدثني أبي عن أبيه عن علي عليه السلام أنه سمع رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم يقول : إن الخوارج مرقوا من الدين كما يمرق السهم من الرمية ، وهم يمسخون في قبورهم كلاباً ، ويحشرون يوم القيامة على صور الكلاب ، وهم كلاب النار ، قال : أخرجه السلفى ، (أقول) وسيأتي في الباب الآتى حديث من الزمخشري في الكشاف فيه تصريح بأن الخوارج هم كلاب النار (فانتظر).

[ثم] إن هاهنا حديثاً يناسب ذكره في خاتمة هذا الباب وهو ما ذكره ابن حجر في إصابته (ج 6 ص 348) قال : وأخرج الخطيب في تاريخه من طريق اسحاق بن ابراهيم بن حاتم بن اسماعيل المدني قال : كان أول قتيل قتل من أصحاب علي (عليه السلام) يوم النهروان رجل من الأنصار يقال له يزيد بن نويرة ، شهد له رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم بالجنة مرتين (الحديث).

ص: 453

بابٌ : في الآيات النازلة في ذمّ الخوارج

[تفسير ابن جرير الطبري ج 16 ص 27] روى بسنده عن أبي الطفيل قال : سأل عبد اللّه بن الكوا علياً (عليه السلام) عن قوله : ( هل ننبئكم بالأخسرين أعمالا ) قال : أنتم يا أهل حروراء ، (أقول) ورواه بطريق آخر عن سلمة بن كهيل وقال فيه : ويلك أهل حروراء منهم.

[تفسير ابن جرير أيضاً ج 16 ص 27] روى بسنده عن أبي الصهباء البكرى عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) إن ابن الكلوا سأله عن قول اللّه عز وجل : ( هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمٰالاً ) فقال علي (عليه السلام) : أنت وأصحابك.

[تفسير ابن جرير أيضاً ج 16 ص 28] روى بسنده عن نافعٍ ابن جبير بن مطعم قال : قال ابن الكوا لعلى بن أبي طالب (عليه السلام) : ما الأخسرين أعمالا الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا؟ قال : أنت وأصحابك.

[تفسير ابن جرير أيضاً ج 16 ص 27] روى بسنده عن زاذان عن علي بن أبي طالب (عليه السلام) إنه سئل عن قوله : ( قل هل ننبئكم

ص: 454

بالأخسرين أعمالاً ) قال : هم كفرة أهل الكتاب (إلى أن قال) ثم رفع صوته فقال : وما أهل النهر منهم ببعيد.

[الزمخشري في الكشاف] في تفسير قوله تعالى : ( هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمٰالاً ) في سورة الكهف قال : وعن علي عليه السلام إن ابن الكوا سأله عنهم فقال : منهم أهل حروراء ، (أقول) وذكره الفخر الرازي أيضاً في تفسيره الكبير وقال : هم أهل حروراء.

[السيوطي في الدر المنثور] في ذيل تفسير قوله تعالى : ( أَلَمْ تَرَ إِلَى اَلَّذِينَ بَدَّلُوا نِعْمَتَ اَللّٰهِ كُفْراً ) في سورة ابراهيم ، قال : وأخرج عبد الرزاق والفريابي والنسائي وابن جرير وابن أبي حاتم وابن الأنباري في المصاحف وابن مردويه والحاكم وصححه ، والبيهقي في الدلائل عن أبي الطفيل أن ابن الكوا سأل علياً (عليه السلام) من الذين بدلوا نعمة اللّه كفراً؟ قال : هم الفجار من قريش كفيتهم يوم بدر ، قال : فمن الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا؟ قال : منهم أهل حروراء.

[الزمخشري في الكشاف] في تفسير قوله تعالى : ( فَأَمَّا اَلَّذِينَ اِسْوَدَّتْ وُجُوهُهُمْ أَكَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمٰانِكُمْ فَذُوقُوا اَلْعَذٰابَ بِمٰا كُنْتُمْ تَكْفُرُونَ ) في سورة آل عمران ، قال : وعن أبي أمامة هم الخوارج ولما رآهم على درج دمشق دمعت عيناه ، ثم قال : كلاب النار ، هؤلاء شر قتلى تحت أديم السماء ، وخير قتلى تحت أديم السماء الذين قتلهم هؤلاء ، فقال له أبو غالب : أشىء تقوله برأيك أم شيء سمعته من رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم؟ قال : بل سمعت من رسول اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم غير مرة.

[السيوطي في الدر المنثور] في ذيل تفسير قوله تعالى : ( رُبَمٰا يَوَدُّ اَلَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كٰانُوا مُسْلِمِينَ ) في أول سورة الحجر ، قال : وأخرج ابن أبي حاتم والطبراني وابن مردويه عن زكريا بن يحيى قال : سألت أبا غالب عن هذه الآية ( رُبَمٰا يَوَدُّ اَلَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كٰانُوا مُسْلِمِينَ ) فقال : حدثني أبو أمامة عن رسول

ص: 455

اللّه صلى اللّه عليه (وآله) وسلم أنها نزلت في الخوارج حين رأوا تجاوز اللّه عن المسلمين وعن الأمة والجماعة قالوا : يا ليتنا كنا مسلمين.

قد تمّ بحمد اللّه ومنّه الجزء الثانى ، وصلى اللّه على محمد

وآله الطاهرين ، ويليه الجزء الثالث ، وبه يتم

الكتاب ، وأوله الباب الرابع والستون

والمائة في عيش علي

عليه السلام

ص: 456

ص: 457

الفهرس

الموضوع / الصفحة

خطبة الكتاب... 7

فى قول النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) : علي وليكم من بعدى... 9

فى الاستدلال بحديث علي وليكم من بعدي على خلافة علي عليه السلام بعد النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) بلا فصل... 14

إن قوله تعالى : إِنَّمٰا وَلِيُّكُمُ اَللّٰهُ وَرَسُولُهُ وَاَلَّذِينَ آمَنُوا (الخ) نزلت في علي عليه السلام ... 19

فى الاستدلال بقوله تعالى : إِنَّمٰا وَلِيُّكُمُ اَللّٰهُ وَرَسُولُهُ وَاَلَّذِينَ آمَنُوا (الخ) على إمامة علي عليه السلام 24

فى أن علياً عليه السّلام خليفة النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم)... 26

فى قول النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) : يكون بعدي إثنا عشر خليفة... 30

فى الاستدلال بقول النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) : يكون بعدي إثنا عشر خليفة... 33

فى أن علياً عليه السّلام وصىّ النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم)... 35

فى الاستدلال بحديث على وصيي على إمامة علي (عليه السلام)... 43

فى أن علياً (عليه السلام) وارث النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) وأحق به من غيره... 45

فى الاستدلال بقوله (صلی اللّه عليه وآله وسلم) : على وارثى على إمامة علي عليه السلام... 49

فى قول النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) : إني تارك فيكم الثقلين... 52

فى الاستدلال بحديث الثقلين على خلافة علي (عليه السلام) بعد النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) بلا فصل... 61

فى قول النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) : مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح ومثل باب حطة في بني إسرائيل 64

فى قول النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) : أهل بيتي أمان لأمتى... 67

فى قول النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي... 69

فى أن أهل بيت النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) لا يعذبهم اللّه تعالى... 73

ص: 458

فى بعض الآيات النازلة في فضل أهل البيت عليهم السلام... 75

فى جملة من فضائل أهل البيت عليهم السلام المتفرقة... 78

فيما جاء في حب أهل البيت عليهم السلام... 83

فى بعض أبيات الشافعي وغيره في حب أهل البيت عليهم السلام... 88

فيما جاء في بغض أهل البيت عليهم السلام وأذاهم... 91

فى أن علياً عليه السّلام الصديق الأكبر... 96

فى أن علياً عليه السلام خير البشر... 100

فى أن علياً عليه السلام وشيعته خير البرية... 103

فى أن علياً عليه السلام وشيعته هم الفائزون... 104

فى أن من أطاع علياً عليه السلام فقد أطاع اللّه... 106

فى أن علياً عليه السّلام حجة اللّه... 108

فى أن علياً (عليه السلام) سيد الأصحاب... 109

فى أن علياً (عليه السلام) سيد العرب... 110

فى أن علياً (عليه السلام) سيد المسلمين وأمير المؤمنين وإمام المتقين وقائد الغر... 112

المحجلين وفاروق الأمة ويعسوب الدين... 113

فى أن علياً (عليه السلام) سيد في الدنيا وسيد في الآخرة... 119

فى أن علياً (عليه السلام) مع الحق والحق مع علىّ... 122

فى أن علياً (عليه السلام) مع القرآن والقرآن مع على (عليه السلام)... 126

فى أن النظر إلى علي (عليه السلام) عبادة وذكره عبادة... 128

فى أن علياً (عليه السلام) انتجاه اللّه... 132

فى قول النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) : إن اللّه أدخل علياً وأخرجكم... 134

فى رد الشمس لعلىّ (عليه السلام) بدعاء النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم)... 135

فى بعض كرامات على (عليه السلام) وبعض دعواته المستجابة... 139

فى شباهة علي بالأنبياء وجبريل عليهم السلام... 144

فى أن بيت علي وفاطمة عليهما السلام من أفاضل بيوت الأنبياء (عليهم السلام)... 146

ص: 459

فى أن اللّه زوّج علياً (عليه السلام) من فاطمة (عليها السلام) وأمر نبيه (صلی اللّه عليه وآله وسلم) بذلك... 147

فى خطبة النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) عند تزويجه علياً من فاطمة (عليها السلام)... 150

فى جهاز علي وفاطمة عليهما السلام... 152

فى وليمة عرس علي وفاطمة عليهما السلام... 155

فى زفاف علي وفاطمة عليهما السلام... 157

فيما نثرته شجر الجنان عند تزويج علي من فاطمة عليهما السلام... 164

فى أن اللّه سد أبواب المسجد إلا باب علىّ... 167

فى أنه يحل للنبى (صلی اللّه عليه وآله وسلم) ولعلى (عليه السلام) أن يجنبا في المسجد... 174

فى نهى النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) عن الجمع بين اسمه وكنيته وترخيصه لعلي (عليه السلام) في ولده... 177

فى أن ذرية كل نبي في صلبه وذرية النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) في صلب على (عليه السلام)... 180

فى قول النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) يوم خيبر : إن علياً يحب اللّه ورسوله ويحبه اللّه ورسوله... 182

فى أن اللّه أذهب الحر والبرد والرمد والصداع عن على (عليه السلام) بدعاء النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) يوم خيبر    198

فى أن اللّه أمر النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) بحب على (عليه السلام) وسلمان وأبي ذر والمقداد وهو يحبهم ويحب عمارا          200

فيما دل على شدة حب النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) لعلى (عليه السلام)... 203

فى أن علياً (عليه السلام) أحب الرجال إلى النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم)... 206

فى أن علياً (عليه السلام) أحب الخلق إلى اللّه ورسوله... 210

فى أن علياً (عليه السلام) أعز على النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) من فاطمة (عليها السلام) وفاطمة أحب اليه من علي (عليه السلام)       217

فى أمر النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) بحب على (عليه السلام)... 220

فى أن من أحب علياً (عليه السلام) فقد أحب اللّه ومن أبغض علياً (عليه السلام) فقد أبغض اللّه 223

فى أن حب على (عليه السلام) إيمان وبغضه نفاق... 230

ص: 460

فيما جاء لمحب علي (عليه السلام) وما لمبغضه... 236

فى أن عنوان صحيفة المؤمن حب علي بن أبي طالب (عليه السلام)... 241

فى أن حب على (عليه السلام) حسنة ويأكل الذنب وجواز للنار وبراءة منها ويثبت القدم وبغضه سيئة        242

فى أن اللّه أخذ حب على (عليه السلام) على البشر والشجر والثمر والبذر... 244

فى قول النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) لعلى (عليه السلام) أنت وليي في الدنيا والآخرة... 245

فى أن من سب علياً (عليه السلام) فقد سب اللّه... 247

فى أن من آذى علياً (عليه السلام) فقد آذى النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم)... 251

فى أن من فارق علياً (عليه السلام) فقد فارق اللّه... 254

فى قول النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) : عادى اللّه من عادى علياً (عليه السلام)... 256

فى أنه ما أبغض أحد علياً إلا شارك إبليس أباه... 257

فى علم علي (عليه السلام)... 259

فى علم على (عليه السلام) بالقرآن وما في الصحف الأولى... 266

فى أن علياً (عليه السلام) أعلم الناس وأحلمهم وأفضلهم... 271

فى أن علياً (عليه السلام) لم يسبقه الأولون بعلم ولا يدركه الآخرون... 277

فى قول النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) : أنا دار الحكمة وعلي بابها... 279

فى قول النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) : أنا مدينة العلم وعلي بابها... 281

فى قول النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) لعلى (عليه السلام) : أنت تبين لأمتي ما اختلفوا فيه بعدى... 284

فى بعض ما أخبر به على (عليه السلام) عما يأتى... 286

فى خطبة على (عليه السلام) الخالية عن الألف... 289

فى دعاء النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) لعلى (عليه السلام) حين بعثه إلى اليمن قاضياً... 293

فى إسلام همذان على يدى على (عليه السلام)... 295

فى أن علياً (عليه السلام) أقضى الناس... 296

فى شيء من قضاء على (عليه السلام)... 300

ص: 461

فى رجوع أبي بكر إلى على (عليه السلام)... 306

فى رجوع عمر إلى على (عليه السلام)... 309

فى رجوع عثمان إلى على (عليه السلام)... 335

فى رجوع معاوية إلى على (عليه السلام)... 339

فى إرجاع عائشة وابن عمر إلى على (عليه السلام) في المسائل المشكلة... 343

فى مبيت على (عليه السلام) على فراش النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم)... 345

فى مبارزة على (عليه السلام) يوم بدر وقتاله ونداء ملك لا سيف إلا ذوالفقار ولا فتى إلا علي وسلام جبريل وميكائيل وإسرافيل عليه... 351

فى قتال على (عليه السلام) يوم احد... 355

فى مبارزة على (عليه السلام) يوم الخندق وأنها أفضل من أعمال الأمة إلى يوم القيامة... 357

فى قوله تعالى : وَكَفَى اَللّٰهُ اَلْمُؤْمِنِينَ اَلْقِتٰالَ... 360

فى قتال على (عليه السلام) يوم خيبر... 361

فى قتال على (عليه السلام) يوم حنين... 363

فى أن علياً (عليه السلام) أسد اللّه وسيفه في أرضه وذكر شيء من شجاعته... 364

فى أن لواء النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) مع على (عليه السلام) في كل زحف... 367

فى أن علياً (عليه السلام) كتب الصلح يوم الحديبية... 372

فى أن علياً (عليه السلام) امتحن اللّه قلبه للإيمان... 375

فى أن النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) يخطب وعلى (عليه السلام) يعبر عنه... 377

فى أن علياً (عليه السلام) صعد على منكب النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) لكسر الأصنام... 379

فى أن علياً (عليه السلام) بعثه النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) ببراءة وأرجع أبا بكر... 382

فى أن علياً (عليه السلام) بعثه النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) إلى الجن ليدعوهم إلى الإسلام... 385

فى أن علياً (عليه السلام) يقاتل على تأويل القرآن كما قاتل النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) على تنزيله... 389

فى أن علياً (عليه السلام) يقاتل وجبريل عن يمينه وميكائيل عن يساره... 394

فى أن علياً (عليه السلام) أمره النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) بقتال الناكثين والقاسطين والمارقين... 398

فى إخبار النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) زبيرا أنه يقاتل علياً (عليه السلام) وهو ظالم له... 404

ص: 462

فى نهى النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) عائشة عن قتال على (عليه السلام) وإخبارها أنها تنبحها كلاب الحوأب فقاتلت وندمت   410

فى أمر النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) نساءه بلزوم البيت... 416

فى شهود البدريين وأهل بيعة الشجرة مع على (عليه السلام) بصفين... 418

فى كلام أفقه أهل الشام في فضل علي (عليه السلام)... 419

فى إخبار النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) عماراً أنه تقتله الفئة الباغية وقد قتله أهل الشام... 420

فيمن لحق بعلى (عليه السلام) يوم صفين لأجل عمار وأويس... 435

فى أن عبد اللّه بن عمر يتأسف لأنه لم يقاتل الفئة الباغية... 437

فى أن عبد اللّه بن عمرو بن العاص يتأسف لأنه كان مع الفئة الباغية... 439

فى وجوب ملازمة على (عليه السلام) وعمار عند الفتنة والاختلاف... 440

فى إخبار النبي (صلی اللّه عليه وآله وسلم) عن الخوارج وأنهم يخرجون على خير فرقة من الناس وذكر ما جاء في فضل قتالهم وأنه يقتلهم أولى الطائفتين بالحق... 444

فى الآيات النازلة في الخوارج... 454

ص: 463

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.