الانتصار : اهم مناظرات الشيعه في شبكات الانترنت المجلد 9

هویة الکتاب

بطاقة تعريف:الكوراني العاملي، علي، 1944 - م.

Kurani,Ali

عنوان واسم المؤلف:الانتصار : اهم مناظرات الشيعه في شبكات الانترنت/ بقلم علي الكوراني العاملي.

تفاصيل المنشور:بيروت: دارالسيرة، 2000م- = 1421ق- = [1379]-

مظهر:ج.

حالة الاستماع:الفهرسة الوصفية

لسان:العربية.

ملحوظة:ج.3، ج6 (چاپ اول: 2000م= 1421ق= 1379).

ملحوظة:ج.2(چاپ اول:2000م.=1379).

ملحوظة:المجلد الثاني ، نشرته دار القرآن الكريم.

ملحوظة:لقب روي المجلد: الانتصار: مناظرات الشيعه في شبكات الانترنت.

ملحوظة:فهرس.

مندرجات:ج.1. بحوث تمهيدية: قصة الشيعة في شبكات الحوار- بحوث في المنهج.-ج.2.مناظرات في التوحيد و مسائل صفات الله عز و جل ج.3. رد اتهامهم للشيعة بأنهم يقولون بتحريف القرآن.- ج.6. دفاعا عن امير المومنين علي عليه السلام.-

العنوان على الغلاف:الانتصار: مناظرات الشيعه في شبكات الانترنت.

رقم الببليوغرافيا الوطنية:1916453

ص: 1

اشارة

الإنتصار

أهم مناظرات الشيعة في شبكات الإنترنت

بقلم: العاملي

المجلد التاسع

دفاعاً عن مراسم عاشوراء وقداسة كربلاء والتربة الحسينية

ص: 2

مقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين وأفضل الصلاة وأتم السلام

على سيدنا ونبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين،

وبعد،

فهذه بعض انعكاسات عاشوراء في شبكة الإنترنت لشهر محرم الحرام من سنة 1421 هجرية، وبعضها لسنة 1422 ه-، وهي صورة لحب الشيعة في العالم وولائهم لأهل بيت النبوة الطاهرين خاصة الإمام الحسين علیه السلام ، ومعهم أتباع المذاهب السنية الأخرى غير النواصب .

وهي صورة أيضاً لتفكير النواصب وتعصبهم لأئمتهم بني أمية، وحساسيتهم المفرطة من أهل البيت علیهم السلام ، وكرههم لمن أحبهم وتشيع لهم وأحيا ذكرهم !

ص: 3

وقد تضمنت أهم المناقشات التي جرت حول مراسم عاشوراء، مع وهابيين وسنيين، ومع شيعة ينتقدون بعض هذه المراسم، ويعملون لمنعها !

ص: 4

الفصل الأول: منصفون ومحبون للإمام الحسين علیه السلام من السنة

اشارة

ص: 5

ص: 6

رثاء مثقف نجدي . . للإمام الحسين علیه السلام

- كتب (صلاح الصالح) وهو وهابي من القصيم لكنه مثقف، في شبكة هجر، بتاريخ 5-4-2001، التاسعة صباحاً، موضوعاً بعنوان (رحم الله أبا عبد الله الحسين ..)، قال فيه:

قبل أكثر من عقد . . قرأت في كتاب البداية والنهاية لابن كثير رحمة الله مأساة سبط رسول الله "صلى الله وعلى آله وسلم . . ذلك الذي رسم بدمه الطاهر لوحةً من العزة والكرامة . . لوحةً رمزية رائعة خلدت تعلم الأمة أن طريق العدل والكرامة الذي بدأه جده عليه الصلاة والسلام ليس مفروشاً بالورود .. لوحةً أثبتت كم انحطت الأمة في أقل من خمسين عاماً إلى درك الطغيان والظلم .. !!

لا زلت أذكر تلك الليلة الحزينة وأنا أتصور حفيد الرسول الأكرم يمنع من الماء ! ويقتل أبناءه في حجره وأمام ناظريه !! وأستغرب كيف حوت هذه الأمة أمثال هؤلاء المتوحشين ؟! وكيف سكتت على هذا الظلم الصارخ، وكيف جاملت الطغاة على حساب المظلومين البررة الأحرار ؟ !

ص: 7

أصدقكم القول بَكَيْتُ .. كأنما المأساة حدثت ذلك اليوم فقط، وعدتُ لنفسي أسائلها .. إذا كان قلبي يحترق أسى ولوعة بعد 1400 سنة، فكيف بمن قتل وظلم وتجبر وسكت ؟! هل قدت قلوبهم من الصخر ! (وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار) . .

وتتوالى المآسي لتستباح مدينة الرسول صلی الله علیه و آله ! وتغتصب بنات المهاجرين والأنصار في بربرية متوحشة، ترفعت عنها أخلاق عرب الجاهلية عباد الأوثان !! وتستمر تلك السنوات العجاف.. لنرى ابن عمة رسول الله صلى الله وعليه وسلم تهدم الكعبة المشرفة فوق رأسه، ويصلب في همجية صارخة، وطغيان عجيب وصمت مطبق ..!

لكن عجبي يطول .. ممن يبرر ويلوي عنق التاريخ ! ويحاول الإلتفاف على الحقائق ليكرس الظلم والطغيان، الذي خط خطه الأسود البهيم مذ تلك المآسي إلى يومنا هذا !!

ورحم الله الإمام أحمد بن حنبل حين يقول: وهل يحب يزيد مؤمن ؟!!

وللجميع أحر التعازي على أمة نحتت بيديها أصنام ورموز الطغيان .

(إنه لا قدست أمة لا يأخذ الضعيف فيها حقه غير متعتع) .

(إن الناس إذا رأوا الظالم ولم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعقاب) .

(ياعبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا).

-وكتبت (الهاشمية) بتاريخ 5- 4-2001، الثانية عشرة ظهراً:

ما أروع ماخطت يمينك أخي الكريم .. فعلاً القلوب تحترق حزناً وكمداً . . وإنها لفجيعة تاريخية لابد من إحيائها لتكون رمزاً للرفض . . رفض الظلم . .

ص: 8

رفض الإستبداد .. رفض الخنوع للظلمة مهما زاد بطشهم .. لتكون رمزاً للحرية .. الحرية التي تستحق التضحية .. بالأبناء .. وأهل البيت .. والنفس .

إنها دماء الحسين التي تضخ القيم والمفاهيم في شرايين الأمة . . فتحيلها إلى مشاعل للحق . ولا غرو أن تتجدد الذكرى عاماً بعد عام.. فعلى قدر التضحية يأتي الخلود .. وعلى قدر الهمم تبقى الأمجاد.. فلا يوم كيومك أبا عبد الله .. ولا فاجعة كفاجعتك سيدي ومولاي .. ولا واعية كواعيتك يا قرة عين الرسول وريحانة المصطفى.. واعية تطن أحرفها في جنبات التاريخ.. عبر الأزمنة .. لتقض مضجع الظالمين والمتجبرين في كل بقعة من بقاع العالم: ألا من ناصر ينصرنا؟!

فإن لم يكن لكم دين ولا تخافون المعاد، فكونوا أحراراً في دنياكم !

صيحة حرية عالمية لا تختص بأحد دون أحد . . إنها لنا جميعاً . . فلنجب ابن الزهراء في كل حين .. ولنكن أحراراً في دنيانا . .

ألف شكر لك أخي صلاح . . ودمت لنا ولهجر .

من لم يشكر الناس لم يشكر الله .

- وكتب (موسى العلي) في 5-4-2001، الثانية عشرة والثلث ظهراً:

إطلالة حسينية في ذكرى استشهاد الحسين . .

الأخ العزيز صلاح الصالح، وعليك السلام .

افتقدناك سابقاً وانتظرناك كثيراً، وهاهي طلتك الحسينية في ذكرى استشهاد أبي عبدالله الحسين علیه السلام، لتسطر لنا قراءتك المنصفة والوجدانية للتاريخ الإسلامي عندما تحكي لنا هذه الكتب عن قصة قتل الحسين بن علي علیه السلام ، ومافعله يزيد في واقعة الحرة وقيامه بهدم الكعبة !! وكلها تمت في عهده !! والبعض يبرر فعلته ويدافع عن خلافته !!

ص: 9

وأما كتابتك هنا . . فالوجدان الإنساني والانصاف الإسلامي هو الذي تحدث عن مظلومية أبي عبد الله الحسين علیه السلام .

مع تحيات: المشرف العام .

- وكتب (رهف) بتاريخ 5-4–2001، الواحدة ظهراً:

اللهم ارحمنا . . السلام عليكم . . مأجورين . . عظم الله أجر الزهراء .

عزيزي صلاح الصالح.. أعترض بشدة على: رحم أبا عبد الله الحسين . . فنحن نقول إرحمنا وارحم أبوينا وارحم المؤمنين والمؤمنات . . لأننا بحاجة إلى رحمة الله رب العالمين .. أما أبا عبدالله الحسين . . فيشفع لنا عند الله كي يرحمنا، ويجعل خواتيمنا خيراً . .

لله درك أبا عبدالله الحسين .. من مظلوميته انتصر.. من استشهاده بقي ذكره أبد الدهر . . بكاءنا عليه يزيدنا شرفاً .. في كل عام تتجد المصيبة.. كأنها وقعت اليوم . تحياتي .

- وكتب (ملك الظلام) بتاريخ 5-4-2001، الرابعة والنصف مساءً:

أتعلم . . . يا عبد الله . . . ما هو أعظم من هذا وذاك ؟

الأعظم . . . يا صاحب الدمعة . . . هو تعظيم بعض المساليل من الحمقى والمغفلين لشمر وحرملة ... والترحم عليهما وعلى أضرابهما !!

نعم . . . المهزلة تتمثل أمام أعيننا ولا نمتلك سوى ما تجود به العين من دموع علها تغسل ما في القلوب من حسرة ... ثم ما تسطره أقلام المخلصين .

السلام على الحسين . . . وعلى أولاد الحسين . . . وعلى أصحاب الحسين . . .

حُفر اسمك على صفحة الفؤاد، من دون اختيار .

ص: 10

- وكتب (أبومهدي) بتاريخ 5-4-2001، الخامسة مساءً:

أحسن الله عزاء المسلمين جميعاً وأخي الفاضل صلاح بسيد شباب أهل الجنة الذي قتل دون الدين والعزة والشرف .

ولقد افتقدتك أخي الكريم فعسى المانع خيراً.. مع تحيتي .

- قال العاملي: يقصد الكاتب ب- (المساليل) جماعة السلفي المتعصب المسمى الصارم المسلول، صاحب شبكة (أنا المسلم)، التي تتبنى التنقيص من مقام أهل البيته علیهم السلام ! والدفاع عن بني أمية حتى يزيد !

سيد أهل مصر . . سيدنا الحسين

- كتب (الدكتور مالك الحزين) في شبكة هجر الثقافية بتاريخ 3-4-2001، الثالثة صباحاً موضوعاً بعنوان (سيدنا)، قال فيه:

إنه لمركز صميم البؤرة، والمنطلق الى الجهات الأربع، أصلية وفرعية في القاهرة أو غيرها من مدن مصرية .. تلك منزلة مسجد وضريح سيدنا الحسين رضي الله عنه عند المصريين قاطبة .

إذا ما قيل على مسمع من القوم: سيدنا.. فهذا يعني الحسين . وإذا ما قيل مولانا . . فهذا يعني الحسين . وإذا ما قيل: الحسين . . فهذا يعني كثيراً . . يعني الإستشهاد من أجل الحق، وإقرار العدل، وافتداء الجمع بحياة الفرد، لكي يتحول الوجود المادي إلى معنوي ممتد، فلا زمن يحده، ولا مكان يقيده . .

وقد شاء لي حظي أن أقيم سنوات على مقربة من مسجده، الذي يحوي ضريحاً يضم رأسه الشريف، فارتبطت حواسي كلها به، بمعالمه ونقوشه ومعماره، وما ينبعث من أرجائه .. ذلك العطر الخفي، والظلال الهادئة، وطوابير

ص: 11

الساعين إلى الصلاة في رحابه وزيارة مرقد الرأس الشريف، لا ينقطعون ليلاً أو نهاراً، يسعون إليه من القرى النائية، والواحات المعزولة في الصحراء، والمدن القريبة والبعيدة، تنتظم حوله الحياة في أجمل مشاهدها، يفيض المكان بالطمأنينة، بالسكينة، بالرضا.

منذ صدر شبابي كنت أتطلع إلى الآية الكريمة: قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى .. مكتوبة بخط جميل، حروف خضراء على خلفية من اللون البني، ومحفورة في الجدران، أقرأها فأرق، وأرددها فأستكين، وقد صاحبتني طوال مراحل عمري، ومع بلوغ العمر نقطة متقدمة أستعيدها .. فأحن وأفهم، وأسترجع مغزى ودلالات استشهاد: سيدنا .. و .. مولانا .

إذا ما قيل: الحسين.. فهذا يعني مكاناً أيضاً ..

تُعرف مناطق القاهرة القديمة بمراقد آل البيت .. السيدة زينب، السيدة نفيسة، السيد عائشة، سيدي زين العابدين . المركز هو: الحسين . إنه المركز الروحي لمصر كلها وليس القاهرة فقط .. بل في العالم الإسلامي كله . وانظر لما يقوله المقريزي في موسوعة المواعظ والإعتبار بذكر الخطط والآثار، ما نصه: (قال الفاضل محمد بن علي بن يوسف بن ميسر: وفي شعبان سنة إحدى وتسعين وأربعمائة خرج الأفضل ابن أمير الجيوش بعساكر جمة إلى بيت المقدس وبه (سكان)، والغازي (أرفق) في جماعة من أقاربهما ورجالهما وعساكر كثيرة من الأتراك، فراسلهماالأفضل يلتمس منهما تسليم القدس إليه بغير حرب فلم يجيباه لذلك، فقاتل البلد ونصب عليها المنجنيق، وهدم منها جانباً، فلم يجدا بداً من الإذعان له وسلماها إليه، فخلع عليهما وأطلقهما، وعاد في عساكره، وقد ملك القدس فدخل عسقلان وكان بها مكان دارس فيه رأس الحسين بن علي بن أبي

ص: 12

طالب رضي الله عنهما فأخرجه .. وعطره وحمله في سفط إلى أجلِّ دارٍ بها، وعمر المشهد، فلما تكامل حمل الأفضل الرأس الشريف على صدره وسعى به ماشياً إلى أن أحله في مقره . وقيل إن المشهد بعسقلان بناه أمير الجيوش بدر الجمالي وكمله ابنه الأفضل . . وكان حمل الرأس إلى القاهرة من عسقلان ووصوله إليها في يوم الأحد ثامن جمادى الآخرة سنة ثمان وأربعين وخمسمائة، وكان الذي وصل بالرأس من عسقلان الأمير سيف المملكة تميم واليها، والقاضي المؤتمن.. ويذكر أن هذا الرأس الشريف لما أخرج من المشهد بعسقلان، وجد دمه لم يجف، وله كريح المسك، فقدم به الأستاذ مكنون في عشاري من عشاريات الخدمة وأنزل به إلى الكافوري، ثم حمل في السرداب إلى قصر الزمرد، ثم دفنه عند قبة باب الديلم بباب دهليز الخدمة، فكان كل من يدخل الخدمة يقبل الأرض أمام القبر، وكانوا ينحرون في يوم عاشوراء عند القبر الإبل والبقر والغنم .

هذا ما ذكره المقريزي في خططه الشهيرة . . وللحديث بقية . .

- وكتب (موسى العلي) بتاريخ 3-4-2001، الثالثة والربع صباحاً:

شكراً دكتورنا العزيز . .

كتابة أدبية مميزة كالعادة عن الإمام الحسين علیه السلام ، وقد انتظرناها بفارغ الصبر، وحقه عليك أنت بالخصوص كبير يادكتور .. فأنت كما تقول عشت أجواء مسجده في القاهرة، لذا ينبغي عليك أن تعكس أجواء العبق الحسيني .. عموماً، اختيار موفق، ونرجو مواصلة حديثك عن سيدنا الحسين علیه السلام مع تحيات: المشرف العام

- وكتب (أخوكم) بتاريخ 3-4-2001، الرابعة مساءً:

ص: 13

بارك الله فيك يا بوخالد ..

هنيئاً لك وللمصريين بحب الحسين وأهل البيت علیهم السلام ، والذي بلا شك هو جزء من حب الحبيب المصطفى صلی الله علیه و آله . كيف لا وهو الذي قال عليه وآله الصلاة والسلام: حسين مني وأنا من حسين، أحب الله من أحب حسيناً. رواه الترمذي . اللهم اجعلنا وإياكم ممن يحبهم الله ويرضى عنهم . تحياتي .

- فكتب (مالك الحزين) بتاريخ 3-4-2001، التاسعة مساءً:

وقل رب أدخلني مدخل صدق وأخرجني مخرج صدق، واجعل لي من لدنك سلطانا نصيراً .

مسيرة الركب الحسيني . . هاجسٌ مبهم ظل يساورني كلما استرجعت مسيرة الركب الحسيني، أول مقدمه الكوفة ولقاء عسكر أميرها ابن زياد، إلى الأمسية الأخيرة قبل فاجعة كربلاء . . ذلك أنه ما من رجل شارك في إثم كربلاء إلا مكرهاً، أو أعان عليه إلا تمنى أن لو أعفي منه وجهر بذلك إلى أمير الكوفة ملحاً في أن يعفيه من الخروج إلى الحسين، وأن يستبدل به سواه، وقد ارتشى الأشراف منهم ومضى الآخرون قلوبهم مع الحسين وسيوفهم عليه .. تطّرد هذه الظاهرة من مدخل الحسين إلى الكوفة حتى الليلة الأخيرة لمأساة كربلاء .

في مدخل الكوفة . . وقد شارف الركب أطراف الكوفة في منتصف النهار من سنة إحدى وستين، كبَّر رجلٌ من أصحاب الإمام، إذ لاح له ما وهمه نخلاً، وما كان سوى هوادي الخيل وأسنة الرماح لكبير شرطة ابن زياد، وإذا هم ألف فارس مع الحر بن يزيد التميمي، اصطفوا لاستقبال الحسين وأصحابه في حر الظهيرة، فأمر الحسين مؤذنه لإقامة الصلاة واجتمع إليه أصحابه حتى صلى بهم العصر، ثم واجه جند الكوفة فذكرهم بما جاءه من كتب الكوفة . . .

ص: 14

- قال العاملي: اختصرنا ماكتبه الدكتور مالك الحزين مما جرى للإمام الحسين علیه السلام مع الحر بن يزيد الرياحي .

- ثم كتب (مالك الحزين) بتاريخ 3-4-2001، العاشرة والربع مساءً:

لقد جئتم شيئاً إداً .

تكاد السموات يتفطرن منه، وتنشق الأرض وتخر الجبال هداً. مريم 89 - 90

جاز الركب ساحة المعركة في الطف حيث الأشلاء مبعثرة في الدماء. فيروي الطبري بإسناده عن قرة بن قيس التميمي قال: فما نسيت من الأشياء لا أنسى قول زينب ابنة فاطمة حين مرت بأخيها الحسين صريعاً:

يا محمداه يا محمداه، صلتْ عليك ملائكة السماء .. هذا الحسين بالعراء مزملٌ بالدماء، مقطع الأعضاء ! يا محمداه ! هذه بناتك سبايا وذريتك مقتلة تسفي عليها الصبا . قال قرة: فأبكت كل عدو وصديق .

ودخل الموكب الكوفة.. ووقفت الجموع محتشدة تشهد نساء البيت النبوي في طريقهن إلى عبيد الله بن زياد بن سمية، وقد لبست العقيلة أرذل ثيابها وتنكرت، ثم أرسلت بصرها بعيداً حيث جثث الشهداء من أهلها ممزقة مبعثرة بالعراء .. حتى استقرت عيناها أخيراً على أولئك الباكين فأشارت إليهم أن اسكتوا فطأطأوا رؤوسهم خزياً وندماً، على حين مضت تقول:

أما بعد يا أهل الكوفة.. أتبكون ؟! فلا سكنت العبرة ولا هدأت الرنة !

إنما مثلكم مثل التي نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثاً، تتخذون أيمانكم دخلاً بينكم، ألا ساء ما تزرون . . . (الطبري 265/6) .

ص: 15

- قال العاملي: أورد الكاتب المصري خطبة الحوراء زينب في أهل الكوفة، وكلامها مع ابن زياد عندما أدخلوا عليه السبايا ورؤوس الشهداء ..

- وكتب (مكي) بتاريخ 3-4-2001، العاشرة والثلث مساءً:

أشكرك أستاذ مالك الحزين .. بصراحة كما ذكر الأخ موسى العلي، موضوع جميل جداً .. وخاصة أنه عن الإمام الحسين علیه السلام .

أشكرك كثيراً على هذه المشاركة المميزة . لك مني خالص التحيات.

- وكتب (مالك الحزين) في 3-4-2001، الحادية عشرة إلا ثلث مساءً:

الحسن والحسين مني .. من أحبهما أحببته، ومن أبغضهما أبغضته

صدقت ياسيدي يا رسول الله صلىعليك الله وسلم .. والإمام الحسين .. سيد الشهداء . . الشهيد ابن الشهيد أبو الشهداء . . هو رمزٌ إنساني رفيع لمظلمة لازلنا نتجرع مرارتها كل يوم .. مظلمةٌ استئساد الباطل والشر والقبح والكراهية والتجبر والكبر، وكل المعاني الخبيثة والسيئة ..

وسيرة الإمام عطر الأحباب، ونزهة الألباب، ومراد الأصحاب . . وريح الجنة . . وحلم الإنسانية الجميل . . المنتظر دائماً . .

الإمام لم يعد رمزاً للشيعة ولا حتى للمسلمين وحدهم، بل هو رمز إنساني رفيع .. للأسف لم يجد من يستلهمه فيكتب أدباً يخلد كاتبه قبل أن يخلد السبط الخالد ... اللهم إلا الأستاذ عبد الرحمن الشرقاوي الذي كتب مسرحيتين شعريتين اسمهما: الحسين ثائراً، والحسين شهيداً .. وتدور الآن في مصر معركة حول رغبة المخرج المسرحي جلال الشرقاوي في إخراج المسرحية الأخيرة، بطولة الممثل نور الشريف، وعرض الأمر على الأزهر فاعترض على تمثيل دور

ص: 16

الإمام من أي ممثل مهما كان .. ومع احترامي لهذا الرأي غير أن مسرحية كهذه لو قدر لها أن ترى النور لكان لها أثر أفضل آلاف المرات من التفاهات الشائعة..

الحسين رضوان الله عليه وسلامه.. كان وسيظل أجمل وأطيب وأنبل جملة اعتراضية في تاريخ الإنسانية.. وليس الإسلام فقط، ولم يكتسب الإمام ابن الإمام أبو الأئمة قدره من النسب الشريف فحسب، بل من ذاته الرفيعة التي رفضت الخنوع لسلاطين السوء .. الذين شوهوا الدين ومازال أحفادهم يفعلون.. وجعلوه قبلية وعصبية وبداوة وجلافة ووراثة ما أنزل الله بها من سلطان . . وإلا لكان الإمام علي أولى بها، أو لفعلها الصديق وورث ابنه، أو فعلها الفاروق وورث ابنه . . لكن الداهية اللعين وحده هو الذي فعلها .

- وكتب (بدر الكويت) بتاريخ 4-4-2001، الثانية صباحاً:

أحب سيد شهداء الجنة . . وأعشق فعله . . وتأسرني بطولته . . وأقبل جبينه الناصع لنسبه . . ولوقوفه على مبدئه . . وأقف احتراماً لجرأته وشجاعته . . هو حبيبي وحبيب رسول الله صلى الله عليه وسلم . . لكني . . . لا أقبل بضرب صدري بالسلاسل حتى الإدماء . . . أو باللطم أو بالبكاء على حدث مضى عليه 1400 عام . .

أستمع إليه كل عام . . حبيبي أنت يا ابن بنت رسول الله وابن من كرّم الله وجهه . . . هل كنت سترضى باللطم على مقتلك ؟!

والسلام عليك يا أبا عبد الله .

- وكتب (رضا) بتاريخ 4-4-2001، الثامنة صباحاً:

ص: 17

إلى مالك الحزين . . اختيار ممتاز لموضوع رائع .. بارك الله في هذه الأيادي الطاهرة التي تكتب بجرأة وذلك لنصرة لمظلومين والمستضعفين في الأرض بغض النظر عن الإنتماء، وإنما هو نصرة الحق .

جعلك من أنصار الإمام الحسين الذي لم يقم بثورته إلا لنصرة الحق، ورفع الظلم عن المظلومين .

- وكتب (مالك الحزين) بتاريخ 4-4-2001، الثالثة إلا ربعاً ظهراً:

أتفق مع الأخ بدر الكويت فيما ذهب إليه تماماً، وقد شاهدت صوراً مريعة لما يسمى بالتطبير . . ولا أقر هذا التصرف مهما كانت مبرراته، وقد أعلن أمس السيد حسن نصر الله اعتراضه على هذه الممارسات التي تسئ للمسلمين والشيعة . .

وأشكر الأخ رضا على مجاملته الرقيقة، ونواصل بإذن الله تعالى سيرة سيد شباب أهل الجنة وشهيد الإنسانية الإمام الحسين رضوان الله عليه .

- وكتب (العروة الوثقى) بتاريخ 4-4-2001، الحادية عشرة مساءً:

آه.. آه.. آه.. من طول السفر ووحشة الطريق وقلة الزاد .

- وكتب (مالك الحزين) بتاريخ 5-4-2001، الرابعة صباحاً:

رغم أنني لا أحب المودودي، لأنه أحد أئمة الإرهاب المتلفع بالسلفية .. لكنها شهادة حق . .

http://www.annaharonline.com/htd/MALAYANT.HTM

- قال العاملي: وفي هذا الرابط موضوع كتبه أبو الأعلى المودودي عن ثورة الإمام الحسين علیه السلام ، ونشرته جريدة النهار بتاريخ 5-4–2001، بعنوان (ما لا ينتبه إليه كثيرون في استشهاد الامام الحسين)، قال فيه:

ص: 18

هدف الشهادة

يتظاهرعشرات الملايين من المسلمين شيعة وسنة في المحرم من كل عام ليظهروا غمهم وحزنهم على استشهاد الإمام الحسين رضي الله عنه. لكن لم ينتبه منهم إلا أقل القليل ويا للأسف إلى الهدف الذي لم يبذل الإمام في سبيله روحه الغالية فحسب، بل ضحى حتى بأطفاله وعائلته .

إن إظهار أهل البيت الحزن والأسى على استشهاد أحدهم ظلماً وعدواناً، وكذلك حزن المتعاطفين والمؤيدين والمحبين لأهل هذا البيت أمرٌ فطري، فمثل هذا الحزن والأسى يظهر من جانب كل أسرة في العالم ومن جانب المنتسبين إليها، ولا قيمة أخلاقية له أكثر من كونه نتيجة فطرية لحب هذا البيت، وحب المتعاطين معهم شخص هذا الشهيد وذاته .

لكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا: أي شئ تميز به الإمام الحسين فجعل الحزن عليه يتجدد كل عام رغم مرور كل هذه القرون الطويلة ؟ فإن لم تكن شهادته لهدف عظيم وقصد جليل فلا معنى إذن لاستمرار الحزن عليه قروناً طويلة بدافع الحب لشخصه والإنتساب له . بل وأي وزن يمكن أن يكون لهذا الحب الشخصي - مجرد الحب - في عين الإمام نفسه ؟

فإن كانت نفسه أعز عليه من هذا الهدف، فلماذا ضحى بها ؟

إن تضحيته بنفسه دليل في ذاتها على أن هذا الهدف كان أعز عليه من روحه . ولهذا فنحن إن لم نسعَ في سبيل تحقيق هذا الهدف وظللنا نعمل خلافه، فمهما بكينا على ذاته ولعنّا قاتليه، فلا أمل في أن يثني الإمام الحسين علينا، ويستحسن فعلنا هذا يوم القيامة، كما أنه لا أمل في أن يقيم ربه لبكائنا وحزننا هذا وزناً،

ص: 19

فعلينا الآن أن نرى أي هدف استشهد في سبيله الإمام الحسين؟ هل كان يرى نفسه أحق بالحكم فضحى بنفسه لأجله ؟

إن من يعرف سيرة بيت الإمام الحسين وسمو أخلاقهم لا يمكن أن يظن حتى مجرد ظن أن هؤلاء كانوا يريقون دماء المسلمين من أجل الحصول على السلطة والحكم لأنفسهم. ولو سلمنا جدلاً - ولو لقليل - برأي من يرون أن هذا البيت كان يدعي أحقيته بالحكم، فإن تاريخ خمسين عاماً منذ عهد أبي بكر إلى عهد معاوية شاهد على أن القتال وإراقة الدماء للحصول على السلطة لم يكن أبداً سبيل أهل هذا البيت ولا خصلتهم .

ومن ثم فلا محالة من التسليم بأن الإمام كان يرى آثار تغيّر كبير في المجتمع المسلم آنذاك، وفي روح الدولة الإسلامية ومزاجها ونظامها، وأنه كان يعتبر ضرورة منع هذا التغير وإيقافه ولو اقتضى الأمر القتال ليست جائزة فحسب بل فرضاً مفروضاً... إلى آخر بحث المودودي.. وقد تضمن العناوين التالية:

تغير مزاج دستور الدولة وهدفه . نقطة الإنحراف . بداية ملوكية البشر . تعطل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر . المبادئ الأساس للدستور الإسلامي . الإنتخاب الحر . نظام الشورى . حرية التعبير عن الرأي . المسؤولية أمام الله والناس . بيت المال... أمانة . سيادة القانون وحكومته . المساواة التامة في الحقوق والمراتب .

وختم المودودي مقالته بعنوان: (الإمام الحسين وسلوكه الإيماني)، فقال:

(كانت هذه هي التغيرات التي ظهرت بانقلاب الخلافة الإسلامية ملكاً عضوضاً . ولا يستطيع أحد أن ينكر أن ولاية عهد يزيد كانت بداية هذه التغيرات . ومع أن هذه المفاسد لم تكن قد ظهرت بتمامها وكمالها حين اتخذت

ص: 20

هذه الخطوة: ولاية عهد يزيد، إلا أن كل صاحب بصيرة كان بوسعه أن يعرف أن هذه المفاسد كلها نتائج حتمية لهذه الخطوة، وأنها ستقضي على جميع الإصلاحات التي أوجدها الإسلام وجاء بها في نظام السياسة والدولة .

لهذا لم يستطع الإمام الحسين على ذلك صبراً، وقرر أن يتحمل أسوأ النتائج التي قد تنتج من جراء الثورة على حكومة راسخة مستتبة، ويخاطر بمحاولة وقف هذا التبديل . .

أما مصير هذه المحاولة، فالجميع يعرفونه، لكن الإمام بنزوله إلى هذا الخطر العظيم وتحمل نتائج هذه السلوك الرجولي المؤمن، أثبت أن الخصائص الأساس للدولة الإسلامية هي رأس مال الأمة الإسلامية، الذي إن ضحّى المؤمن برقبته وأسرته وأهله وعياله في سبيل الحفاظ عليه، لا يكون قد عقد صفقة خاسرة. وأن المؤمن إذا ضحّى بكل ما يملك في سبيل وقف التغيّرات التي ذكرناها آنفاً، وهي الآفة العظمى للدين والملّة، فلا ينبغي له أن يأسف على ذلك قط ! وليستحقر هذا من شاء، وليسمّه عملاً سياسياً، لكنه كان في عين الحسين بن علي عملاً دينياً خالصاً، ولهذا اعتبر التضحية بالروح من أجله شهادة، فاسترخص روحه وضحى بها في سبيله) . انتهى .

- وكتب (حسن حسان) بتاريخ 5-4-2001، السابعة صباحاً:

المودودي إمام للإرهاب . . عجبي ..

لم أتوقع منك ذلك يا أستاذ مالك، وماذا تعرف عنه ؟!

- وكتب (مرتاح) بتاريخ 5-4-2001، العاشرة والنصف صباحاً:

ص: 21

السلام عليك يا أبا عبد الله الحسين .. كلنا نتوق إلى مشاهدة عمل فني يجسد ملحمة كربلاء الخالدة، ولكن من سيمثل دور الإمام الحسين ؟؟ وهل سيستطيع أن يجسد ذلك الدور مهما أوتي من قوة فنية ؟ بالتأكيد: لا، وألف لا . فمهما أجاد ذلك الفنان دور الإمام في تلك الملحمة لن يوصل الرسالة كما أرادها أبو عبد الله علیه السلام ، بل سيُؤطرها في إطار محدود، يُخشى أن يحدد هذا الإطار رسالة الإمام في حدود هذا العمل الفني، مما سيعطي تصور سطحي وبسيط لأهداف الملحمة .

عموماً كانت هناك محاولات لتجسيد تلك الملحمة فنياً، وآخر ما شاهدته هو فيلم سينمائي إيراني مدبلج، يروي قصة شاب أراد اللحوق بالركب الحسيني لماّ سمع عنه، عرض هذا الفيلم مساء أمس الأربعاء على قناة المنار، وهو بحق فلم يستحق المشاهدة، ومن المأمول أن تعيد القناة عرض الفيلم . وتحية للدكتور مالك على هذا الطرح الموفق .

رزقنا الله وإياه وإياكم شفاعة الحسين علیه السلام .

- وكتب (ابن الشاطئ) في 5-4-2001، الحادية عشرة إلا ثلثاً صباحاً:

شكراً للأخ مالك .. موضوع جميل وقراءة متأنية من كاتب متأن، ولكن الأخ بدر ! ألا ترى أن إقحام موضوع التطبير قد أفسد متعة هذا السرد الجميل ؟ لك خالص التحية .

- وكتب (مرتاح) بتاريخ 5-4-2001، الحادية عشرة إلا ربعاً صباحاً:

الأخ بدر. بالنسبه إلى التطبير إليك هذه الوصلة:

http://209.16.107.68/vbhajr/showthread.php3?threadid=17625

- وكتب (مال الله) بتاريخ 5-4-2001، الحادية عشرة والربع صباحاً:

ص: 22

بعد تقديم الشكر للأخوة الذين شاركوا في هذا الموضوع الهام، إلا أن أغلبها تصب في الجانب المأساوي لحادثة استشهاد الإمام علیه السلام ، ومع اعتقادي بدور هذا الجانب في إبراز عظم الجريمة التي أصابت بيت الرسول صلی الله علیه و آله ، إلا أنه يجب أخذ الدروس والعبر من هذه الحادثة، وما هي الأمراض التي أصابت المجتمع الإسلامي بحيث يقدم على اقتراف تلك الجريمة الشنعاء بحق أحب الخلق إلى قلب رسول الله !!

وإلى الأخوة أقدم هذا البحث للقائد الخامنائي حفظه الله تعالى حول النهضة الحسينية، ومن أراد الإستزادة فعليه بهذه الوصلة:

http://www.alwelayah.com/khamnee/lessens/almearef1/f2.htm

- وكتب (بدر الكويت) بتاريخ 5-4-2001، الواحدة ظهراً:

شكراً أخي مرتاح على الوصلة .. رغم أني لم أقتنع .. المهم.. أتفق مع أخي ابن الشاطئ بأن هذا الموضوع ليس مجاله هنا..

لذا أعتذر للجميع لإقحامي قضية التطبير في موضوع الأخ مالك الجميل، والجميل هنا عائدة على الموضوع وعلى .. مالك، وأرجو أن لا يكون فعلي هذا قد أفسد المتابعة .. رحم الله أبا عبد الله الحسين سيد شباب أهل الجنة ...

ورحم الله جميع أموات المسلمين .

ناجي العلي .. وكربلاء

- كتب (الفاطمي) في شبكة هجر الثقافية بتاريخ 3-4-2001، الخامسة مساءً، موضوعاً بعنوان (لا تساوم .. إرسم وقاوم .. ناجي العلي)، قال فيه:

ص: 23

إرسم شجرة . . إرسم عشرة

إرسم بستان . . لوِّن ثمرة

إرسم خوخاً.. إرسم عنباً

إرسم نخلاً يحضن رطباً

إرسم أزهاراً وسنابل

إرسم أغصاناً وبلابل

خفف من جوعك وتسلى

لوِّنْ بستاناً يتجلى

لا تتخلَّى.. بالصبر تحلَّى

بالعزم تشكلْ وتوكلْ

بالدمع لا تتوسلْ

لا تتشائمْ . . لا تتشائلْ

لوِّنْ وتفائل..

لونْ بستانك بالأخضر

لونْ رمانة بالأحمر

لونْ بالأصفر ليمونة

لونْ بالزعتر زيتون

لونْ بالعنبر والحنة

لونهُ بألوان الجنة

لاتساومْ . .

إرسم وقاومْ ..

ص: 24

فإن منعوا عنك الغذاء ..

أرسم بستاناً . .

وإن منعوا عنك الدواء . .

إرسم وطناً . .

وإن منعوا عنك الماء . .

إرسم فلسطين . .

وإن منعوا عنك الهواء . .

إرسم . . كربلاء ! !

ناجي العلي

- وكتب (ملك الظلام) بتاريخ 4-4-2001، الواحدة والنصف صباحاً:

(وإن منعوا عنك الهواء .. إرسم كربلاء !!) ..

تقليل الكلام سيدي الفاطمي أفضل ما يقال بحق ما نقلته ..

حُفر اسمك على صفحة الفؤاد من دون اختيار .

- وكتب (ابن الشاطئ) بتاريخ 4-4-2001، الثانية عشرة ظهراً:

السيد الفاطمي .. جميل أن يرسم كربلاء . .

ولكن أجمل الكتابة هي ما تكتب بالدموع .

مسجد الحسين ومنزلته في نفوس المصريين السنيين

ص: 25

- كتب مالك الحزين في شبكة هجر في19-12-1999 الحادية عشرة صباحاً موضوعاً بعنوان (مسجد الحسين ومنزلته في نفوس المصريين السنة) قال فيه:

يعدجامع سيدنا الحسين بن علي بن أبي طالب من أهم معالم القاهرة الذي يحرص أي مسلم زائر لمصر على زيارته، وبلغ تقديس المصريين له أقصى المدى مما دفع الكثير من المؤرخين إلى إطلاق اسم مسجد الحرم المصري عليه، نظراً لإيمان المصريين المطلق بأن رأس الحسين مدفون في هذا المسجد، الذي يقع في قلب القاهرة، رغم اختلاف الروايات حول هذه الحقيقة . .

ففي مظفر التذكرة للشعراني: أنه قد ثبت أن الصالح طلائع، الذي بنى المشهد الحسيني بالقاهرة، نقل الرأس الى هذا المشهد، ودفع في ذلك نحو أربعين ألف دينار، وخرج هو وعسكره فنقلوه من خارج مصر .

كما يذكر الرحالة العربي ابن جبير أن من مشاهد القاهرة المشهد العظيم الشأن، حيث رأس الحسين بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما، وهو في تابوت فضة مدفون تحت الأرض، وقد بني عليه بنيان مجلل بأنواع الديباج، فيه من أنواع الرخام المجزع غريب الصنع، بديع الترصيع مالا يتخيله المتخيلون .

ويقع جامع الحسين قرب الجامع الأزهر الشريف وسوق خان الخليلي الشهير، وأنشأه الفاطميون سنة 549 هجرية، تحت إشراف الوزير الصالح طلائع .. بني الجامع بالحجر المنحوت، ويضم 3 أبواب مبنية بالرخام الأبيض تطل على خان الخليلي، وباباً آخر بجوار القبة، ويعرف بالباب الأخضر .

ص: 26

ويضم الجامع منبراً خشبياً دقيق الصنع مطلياً بالذهب، نقل إليه من جامع أزبك بك بالعتبة الخضراء أربعة وأربعين عموداً، عليها بوائك تحمل السقف المصنوع من الخشب، متقن الصنع والمنقوش باللازورد، والمطعَّم بالذهب .

وفي السقف ثلاث مناور مرتفعة مسقوفة، بها ثلاثون شباكاً من النحاس المطلي بالذهب، يعلوها في الجهة البحرية شبابيك صغيرة دوائرها من الرخام .

وعلى المشهد الشريف نقش من الأبنوس المكسو بالإستبرق الأحمر المزركش، في أعلاه كمامة من الحرير الأخضر، وبجوانبه أربعة عساكر من الفضة، وبدائرة مقصورة الجامع وقبته ألواح مزخرفة بخطوط مذهبة مكتوبة بالخط الثلث والكوفي . وبأعلى الباب الذي يلي المنبر نقشت العبارات البليغة الشفاء في تربته، والإجابة تحت قبته، والأئمة في ذريته

وقد اهتم أمراء وأكابر مصر في كل عصر بهذا الجامع الكبير، فنمَت عمارته وزخرفته، وأضيئت قاعاته وطرقاته وممراته، وفرشت أرضياته بالسجاجيد النفيسة .

وقد عمره الأمير عبد الرحمن كتخدا في سنة 1175 ميلادية . كما عزم والي مصر عباس باشا على توسعته وزيادة مساحته، فقام بشراء الأملاك المجاورة له وهدمها، وشرع في بناء الأساس ثم توقفت الإنشاءات بعد أن وافته المنية، وبقي الحال على ماهو عليه حتى تقدم مصطفى بك العناني لشراء الأرض التي كان اشتراها عباس باشا، وعمرها لنفسه وأقام عليها فنادق وخانات وبنايات لحسابه. ويقال أنه اكتشف كنزاً خلف قبه المشهد الحسيني .

وفي سنة 1199 ميلادية أمر الخديوي إسماعيل باشا بتجديد الجامع وتوسعته، وكلف على مبارك باشا برسم التصور المعماري لتجديد الجامع بحيث يتسع

ص: 27

لاستقبال أحباء ومريدي الإمام الحسين رضى الله عنه، وكلف الأمير راتب باشا ناظر ديوان الأوقاف المصرية أن يشرف بنفسه علىتنفيذ إنشاءات الجامع الجديدة التي صممها على باشا مبارك، وفي إطار هذا التجديد هدم كل الجامع ما عدا القبة والضريح الشريف . وبدأت الإنشاءات في سنة 1282 هجرية وانتهت في 1290 هجرية بالشكل الذي سبق وصفه ومن العناصر التي تخلفت من المشهد القديم حتى الآن:

الباب المعروف باسم الباب الأخضر، و مبني من الحجر وعلى يساره دائرة مفرغة بزخارف، وتعلوه بقايا شرفة جميلة . كما تخلف من المنارة الأيوبية التي انشأها فوق هذا الباب أبو القاسم السكري، القسم الأسفل منها وهو المربع الذي يحتوى على زخارف جصية نادرة وعلى تاريخ الإنشاء .

أما التابوت الخشبي فهو أيوبي الطراز ويعتبر تحفة نادرة تمثل طراز الحفر على الخشب في عصر الأيوبيين في مصر وهو محفوظ حالياً بمتحف الفن الإسلامي بالقاهرة . وهناك الحجرة التي شيدت عام 1893 ميلادية لتحتوي على الآثار النبوية، وهي مجاورة للقبة من الجهة القبلية وتشمل من الآثار النبوية الشريفة على قطعة من قميصة الشريف، ومكحلة، وقطعة من العصا الشريفة وشعرتين من اللحية الشريفة، وبها أيضاً مصحفان بالخط الكوفي . وإلى الآن يعتبر مسجد سيدنا الحسين من أهم المزارات الدينية التي يحرص المصريون والمسلمون عموماً على زيارتها والتبرك بها، فكثيراً ما نرى داخل المسجد أو المشهد أشخاصاً يقومون بإيقاد الشموع لسيدنا الحسين بعد شفاء مريض لهم أو خروجه من أزمة ما،كما يلجأ العامة للدعاء بداخله .

ص: 28

أما مولد سيدنا الحسين فيعد من المناسبات التي ينتظرها الكثيرون، حيث تتحول ساحة المسجد والميدان الذي يطل عليه إلى مهرجان عظيم، يكتظ بحلقات الذكر والإنشاد الديني وقراءة القرآن.. وهو يجتذب الزائرين والمريدين من جميع أنحاء مصر والعالم العربي .

فاتني أن أذكر اللوحة الرخامية الكبيرة المعلقة على باب المسجد المؤدي للمشهد الحسيني، وقد كتب عليها بالذهب حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: الحسن والحسين مني، من أحبهما أحببته، ومن أبغضهما أبغضته .

- وكتب (الألمعي) بتاريخ 19-12-1999، الثانية عشرة والربع ظهراً:

بارك الله فيك يا مالك الحزين على هذا الإيجاز الوافي عن ضريح الإمام الحسين علیه السلام في القاهرة، وكيف لا يكون حبه في قلوب المصريين وهو سبط رسول الله صلی الله علیه و آله :

يا آل بيت رسول الله حبكمو .... فرض من الله في القرآن أنزله

يكفيكمو من عظيم الشان أنكمو .... من لم يصل عليكم لاصلاة له

الإمام الشافعي رحمة الله

اللهم صل على محمد وآل محمد . شكراً لك مرة أخرى أستاذنا .

- وكتب (موسى العلي) في 19-12-1999الثانية عشرة والنصف ظهراً:

بوركت أيها الحزين . ورزقنا الله وأياك شفاعة الحسين علیه السلام يوم المحشر .. أشكرك على هذه النبذة الرائعة لضريح الإمام الحسين في القاهرة . ونسأل الله التوفيق لزيارة مصر وأهلها الطيبين في القريب العاجل .

وجعل الله هذه الأسطر في ميزان حسناتك يا صديقنا العزيز .

ص: 29

- وكتب (عربي 1) بتاريخ 22-12-1999، الحادية عشرة ليلاً:

بارك الله فيك يا أستاذ مالك، فلا أزال أذكر موضوعك عن الأزهر وتسميته و . . و . . هذا إذا كنت أحتفظ به . .

لقد شوقتني أكثر من ما أنا مشتاق، أسأل الله أن يرزقنا الزيارة قريباً جداً جداً . اللهم صل على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين المعصومين .

- وكتب (أبو هاجر) بتاريخ 23-12-1999، الثالثة صباحاً:

لماذا نسينا أن الحسين استشهد في سبيل أن يرينا أهمية منصب القيادة في الأمة..كان الأولى بأهل مصر أن يدركوا هذا المعنى، ويزيحوا عنهم حكم اللصوص ومصاصي الدماء .. بدلاً من التمسح بالقبور .

لماذا نتمسك بالعواطف وتركنا المعاني والأفكار ؟! يتغنى أحدهم بفاطمة بنت محمد، ولم يكلف نفسه السير على دربها !! ولكن هي عادة كل من اخترع لنفسه أسهل التكاليف .

وكم ذا بمصر من المضحكات ... لكنها والله من المبكيات

- وكتب (مالك الحزين) 23-12-1999، الثالثة والنصف صباحاً:

شكراً إخوتي الكرام على هذا الإطراء، وللعلم هناك أضرحة لاحصر لها لآل البيت في القاهرة، ومنهم: السيدة زينب، والسيدة نفيسة، والسيد أحمد البدوي في طنطا، ولهذه الأضرحة منزلة عالية في نفوس المصريين . . السنة .

وقد حاول بعض المتطرفين من عينة (مشمش بيه) الذي ابتلينا به هنا أن يتعرض لها (يقصد أبا هاجر فهو مصري سلفي) فلم تفعل الحكومة شيئاً، بل تصدى لهم الناس، ولما كادت تحدث فوضى، تدخلت الشرطة لوقف هذه

ص: 30

المشاكل، حدث ذلك في السبعينات إبان ظهور هؤلاء الهمج . والمصريون البسطاء يذهبون لأضرحة الحسين والسيدة نفيسة العلم، وغيرهما للتبرك بهما ولم نسمع أن ذلك شركٌ وحرامٌ إلا مع ظهور هؤلاء الهمج !

وهناك قدر هائل من العادات الشيعية في مصر، كالإحتفال بيوم عاشوراء والأذكار، والتبرك بآل البيت، وغير ذلك مما يتطلب جهداً بحثياً كبيراً لرصده وتحليله ودراسة ما إذا كانت تلك من بقايا تراث العصر الفاطمي، أول دولة شيعية في التاريخ .. ولذلك تجد المصريين السنة، بما فيهم علماء الأزهر، لا يكفرون الشيعة، ولا يحملون كل هذا العداء الذي صدمت حينما رأيته في مواقع الحوار عبر الشبكة !

فإذا سألت مصرياً عن الشيعة فسيرد عليك ببساطة، هذا مذهب الذين تشيعوا لعلي وآل البيت . أما مسألة التكفير والتبديع وهذه الكلمات فأراهن أنك لن تسمعها من أحد هنا إلا على الغلاة فقط، ولعلكم تعرفون شيئاً عن أنشطة البهرة في مصر (هي طائفة شيعية من الهند) ولهم مساجد كبيرة مثل: الأقمر، ومسجد الحاكم بأمر الله، وغيره .

كل ما أريد أن أقوله أن هناك بالفعل تجارب عملية وإنسانية على التقارب بين السنيين والشيعة وتعالوا مصر لتروها، ولعل البعض لا يعرف أن الأزهر الشريف نفسه كان أول جامعة شيعية في العالم، قبل مدينة قم وغيرها، وأدعو المهتمين بدراسة التاريخ أو علم الإجتماع، أو التأصيل أن يولوا هذه الفكرة اهتمامهم باعتبارها تجربة هامة، ربما لا يلتفت إليها الكثيرون .

- وكتب (الألمعي) بتاريخ 24-12-1999، الواحدة إلا ربعاً ظهراً:

ص: 31

أخي مالك، الأخوة الأعزاء .. احتفظ لنا التاريخ بأسماء لجامعتين شيعيتين أولهما جامعة الإمام الصادق علیه السلام في المدينة المنورة، والتي كانت محوراً لطلبة شتى العلوم والمعارف، والتف حولها حوالي خمسة آلاف طالب , وقد تخرج منها بعض أصحاب المذاهب السنية ومنهم الإمام مالك الذي يقول: لولا السنتان لهلك النعمان، ويعني بذلك دراسته العلم في حلقات التدريس بين يدي الإمام الصادق لمدة سنتين حفظ فيهما ما حفظ من العلوم والمعارف. وهي بذلك أول جامعة إسلامية في التاريخ، وليست أول جامعة شيعية فقط .

وهناك أسماء لبعض علماء الكيمياء والطب الذين تخرجوا من تحت يد الإمام جعفر علیه السلام فقد كان موسوعة علمية شاملة، ولا تحضرني أسماؤهم، لعل الأخوة يذكرون فيوافوننا بهم .

والجامعة الثانية هي الأزهر الشريف، الغني عن التعريف، إذ جاءت سيرته في مقدمة الأستاذ مالك الحزين .. غير أن الفرق بين الجامعتين أن الأزهر يأتي كأول جامعة شيعية في دولة شيعية، وجامعة الإمام الصادق كانت في العهد الأموي، وقد أسسها الإمام الصادق عليه وآبائه أفضل الصلاة والتسليم .

- وكتب (مالك الحزين) بتاريخ 25-12-1999 الثامنةوالثلث صباحاً:

شكراً للأخ الألمعي على هذه المعلومات التي كنت أجهلها من قبل، خاصة تلك المتعلقة بجامعة الإمام الصادق بالمدينة المنورة، وللحق فلأخينا الألمعي تَرَفُّعُ العلماء، وزهد الصادقين .. بوركت يا أخي الفاضل .

- وكتب (قنبر) بتاريخ 25-3-2001، الرابعة صباحاً:

توافقاً مع قرب ذكرى عاشوراء . أرفع هذا الموضوع الجميل .

ص: 32

وللدكتور مالك أقول: شكراً وآجرك الله، وجعلك مصداقاً لحديث عالم آل محمد الصادق علیه السلام : أحيوا أمرنا رحم الله من أحيا أمرنا.

وتصحيحاً للأخ ألمعي: أبو حنيفة هو القائل: لولا السنتان لهلك النعمان. وعالم الكيمياء بل واضع علم الكيمياء الذي كان تلميذ الإمام الصادق علیه السلام هو جابر بن حيان، الذي بقيت نظرياته تدرس في جامعات أوروبا لحد القرن التاسع عشر .

حسين مني وأنا من حسين.. أحب الله من أحب حسيناً

- وكتب (هادي) بتاريخ 25- 3-2001، الثانية ظهراً:

العزيز الحزين .. لك ألف تحية على هذا الإيضاح عن مقام سيد الشهداء علیه السلام . وفي الحقيقة لم أكن أتوقع أن يكون بهذه الروعة التي وصفته بها، وأدام الله عليكم نعمة بقاء الأزهر الشريف قلعة شامخه في وجه الهمجية التي وصفتها .

عزيزي مالك: لقد زدتني شوقاً لزيارة مصر .

- وكتب العاملي بتاريخ 25- 3-2001، الخامسة إلا ربعاً مساءً:

شكراً للأخ الدكتور مالك، وللاخوة الأعزاء على هذا الموضوع.. ورأيت أن أضم إليه لوحة مكملة، كان الدكتور نشرها في السنة الماضية في الواحة الإسلامية بتاريخ 4-5-2000، بعنوان (المشهد الحسيني في القاهرة)، قال:

على باب ضريح الإمام الحسين في القاهرة لوحة رخامية كبيرة كتب عليها بالذهب الحديث النبوي الشريف: الحسن والحسين مني .. من أحبهما أحببته، ومن أبغضهما أبغضته ..

ص: 33

وداخل المسجد أكبر ثريا (نجفة) في العالم العربي كما يؤكد إمام المسجد، وهي للحق آية في الجمال والبهاء، ووزنها كما هو مثبت في دليل تاريخ الضريح وصاحبه يصل إلى خمسة أطنان من الكريستال المحلى بالذهب الخالص وقوائمه من الفضة الخالصة ..

أما السجاد فحدث ولاحرج، فقد تبرع العام الماضي أحد كبار التجار من طائفة البهرة (يقيمون حول الضريح) بسجادة فارسية تعود إلى القرن العاشر الميلادي، وحجمها يبلغ 16 متراً مربعاً، وهي من الحرير الخالص، وقد فرشت في المقام (الضريح) الذي يقع في الجانب الشرقي داخل المسجد . .

ويعقد داخل المسجد يومياً أكثر من خمسمائة عقد قران تصل أيام الخميس والجمعة إلى الألف، حيث يحرص آلاف المصريين على عقد قرانهم داخل المسجد الحسيني، وبعضهم يأتي من مدن مصرية بعيدة قد تبتعد عن القاهرة أكثر من سبعمائة كيلومتراً .

للحسين، ومسجده، وضريحه، ومشهده، منزلة خاصة في نفوس المصريين (السنة) .. وفي شهر رمضان يستحيل على المرء أن يجد موضعاً لقدم في هذا الميدان المعروف بالمشهد الحسيني .. واسألوا الدكتور جمال الصباغ كيف كان يسير هناك حينما تقابلنا في رمضان أنا وهو والأخ حازم محرز . .

باعة لكل شئ .. من المصوغات الذهبية للتحف والفنون اليدوية .. مكتبات ضخمة.. مقاهي شديدة الجمال.. مطاعم شهيرة... حلقات ذكر .. ندوات دينية وأخرى ثقافية.. مواكب زواج.. سياح أجانب يقفون مذهولين لروعة المكان وتلك الأعداد الغفيرة من الزوار ..

ص: 34

كل هذا في كفة . . و . . مجاذيب الحسين .. في كفة أخرى، فهناك حول الضريح تجد عشرات ممن ارتدوا الخرقة الصوفية.. وتركوا بيوتهم وأعمالهم واستأنسوا بالحسين.. أقاموا حول الضريح يلتحفون السماء ويفترشون الأرض . . يأكلون مايجود عليهم به أهل الخير.. وما أكثرهم هناك.. ويصلون الصلوات الخمس في المسجد ..

في رمضان لست مضطراً لأن تدفع نقوداً لكي تفطر إذا ما كنت في ميدان الحسين، فأهل الخير يحملون آلاف الوجبات ويقدمونها مجاناً للصائمين وعابري السبيل .. وفي كل شهور السنة يحرص الكثير من الأغنياء على توزيع زكواتهم وصدقاتهم على الناس حول الضريح..

أما في صلاة العيدين فحدث ولاحرج.. تغسل الأرض والله العظيم غسلاً.. لا تكاد تميز بين عامل النظافة الموظف رسمياً لهذا الغرض، وبين مئات الشباب والشيب الذين يشمرون عن سواعدهم ويحملون المقشات ليكنسوا الميدان.. بعضهم أطباء ومهندسون وضباط وأساتذة جامعات وتجار أثرياء ..

وكلهم يعتقدون أن الله تعالى سيبارك لهم عندما يتواضعون ويكنسون الميدان ويرشون الماء ..

في الفجر يحضر الركب الرسمي لرئيس الجمهورية ومعه كل الوزراء وشيخ الأزهر .. ويحظر سير السيارات في هذا الميدان وكافة الشوارع المؤدية إليه.. لكن يتجاوز عدد المصلين المليون شخص كل عيد... طيلة الوقت تستمع لابتهالات الشيخ سيد النقشبندي.. وإنشاد الشيخ ياسين التهامي.. حتى يرفع المؤذن الآذان .. الله أكبر الله أكبر .. فيتحول الكون كله لمستمعين لهذا النداء السماوي الجليل... عجائز أتين من أقصى الصعيد حملن بضع قروش يوزعنها

ص: 35

وفاء لنذر تحقق .. سيدات يتعلقن بأستار الضريح راجيات تحقيق أملهن في إنجاب طفل حرمن منه، أو عودة ابن غريب اضطرته الحياة الصعبة للرحيل في بلاد الله.. وثمة رجل طاعن في السن يذرف دمعة حرى وهو يناجي صاحب الضريح قضاء حاجة يعلمها الله وحده..

يتعامل الناس هنا في مصر مع الحسين كأنه مازال حياً داخل الضريح.. يتحاكمون إليه في منازعاتهم .. يتحدثون إليه في كروبهم.. بعضهم يرسل إليه خطابات عبر البريد .. وصلت خلال العام الماضي إلى أكثر من مليون رسالة كما أكدت هيئة البريد المصرية التي تسلمها لخادم الضريح ..

المرسل: . . . . . . . .

المرسل إليه: حضرة الإمام سيد شهداء الجنة الحسين بن علي رضوان الله عليهما وسلامه .. العنوان: القاهرة . . . مسجد الإمام الحسين .

رائحة العطور تغمر أنوف زوار الضريح .. وأنوار لا تنطفئ.. ولم تنطفئ منذ قرون.. وجلال لايضاهيه حتى ضريح السيدة زينب التي يحلو للمصريين إطلاق عدة ألقاب عليها.. منها أم العواجز .. ورئيسة الديوان.. و.. الطاهرة .

في المسافة الممتدة بين الضريحين تقع أجمل وأبهى أحياء القاهرة .. الدرب الأحمر .. القلعة .. الحسينية .. باب الخلق .. باب النصر .. باب الفتوح.. الباطنية .. الجمالية .. الكحكيين .. المغربلين .. الخ .

لأهل البيت في مصر منزلة لايشعر بها إلا من يعرف المصريين جيداً.. فحينما حاول بعض المتطرفين ذات يوم تفجير قنبلة في منطقة الحسين.. خان الخليلي.. لم يسلمهم الناس للشرطة، بل فتكوا بهم.. فحينما وصلت قوات الأمن لم تجد

ص: 36

سوى جثث هامدة . . ولم يزل الفاعل مجهولاً حتى اليوم، فقد تفرقت دماؤهم بين القبائل..

- فعلق عليه (العاملي) في وقته بقوله:

الأخ العزيز الدكتور نبيل .. قبل ظهر اليوم قرأت لوحتك الثمينة، التي رسمتها مشهداً من مشهد الإمام الحسين في القاهرة، فأخذت بمجامع قلبي، وأفكاري.. ومازلت أعيش من عطائها، وأنا في آخر الليل .. وستبقى معي أياماً على الأقل .. فشكراً لك على هديتك..

صليت بين يدي ربي، وأنا مفعم بجوها الروحي الشفاف.. وتعاملت مع أناس متعددين، فأطللت عليهم من نافذة المصلين في مسجد الحسين . .

وفكرت في المادي والمعنوي، وذهني مفعم بغنى المشاهد المعنوية والمادية المتآلفة حول الإمام الحسين .. وفكرت في طاقات الحب والعشق ومخزونه في الإنسان، فرأيت أن عشق الله تعالى وهو أعظم أنواعه، لا بد أن يمر بعشق الكاملين من عباده، صلوات الله على رسوله وآله..

مساكين أولئك الذين لامعشوق لهم.. وأسوأ حالاً منهم أولئك الذين أماتوا عشقهم وخنقوه .. إن مجتمعاتنا العاشقة أقوى أنواع المجتمعات وأغناها.. وهنيئاً لمصر بحبها لنبيها وللحسين . .

روحي فداك يا أبا الزهراء .. وروحي فداك يابن الزهراء .

- وعلق (على الأول) أيضاً قائلاً:

يالها من روعة تأخذ بمجامع القلوب... هنيئاً لك يا مالك... وهنيئاً لكم يا أهل مصر جوار سيد الشهداء علیه السلام .. الناس أعداء ما جهلوا ..

ص: 37

- واطلع على الموضوع المرجع الديني الشيخ لطف الله الصافي، فكتب مايلي:

بسم الله الرحمن الرحيم

بعد الحمد والصلاة، فإني لا أقدر على وصف ما حصل لي من الوجد والشوق، والإحساس بالقرب والحضور، والجلوس على بساط المحبة والأنس والخشوع لله تعالى.. عندما طالعت ما كتبه بعض الأدباء العارفين عن الحالات العطرة والروحانية القدسية، التي تحصل لزوار مشهد مولانا سيد أهل الإباء، وواحد أهل المباهلة والعباء، أبي عبد الله الحسين علیه السلام ، في مصر، القطعة الشريفة من وطننا الإسلامي الكبير، التي حازت شرف ولاء أهل البيت علیهم السلام من أول ما أشرق عليها نور شمس الدعوة المحمدية والرسالة الإلهية .

لقد كررت مطالعة هذا التصوير الجميل لمظاهر الولاء ومحبة النبى والآل صلوات الله عليهم، والإجتماعات والإحتفالات والحلقات في مشاهدهم النورانية، العامرة بذكر الله تعالى وعبوديته .

إن مشهد الإمام الحسين علیه السلام ، من البيوت التي أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه، بل هو من أفاضلها كما رواه السيوطي، ولو لم يكن بيت علي وفاطمة الزهراء وسيدي شباب أهل الجنة، بعد بيت النبى صلی الله علیه و آله ، أفضل تلك البيوت، فبيت من يكون ؟

وجدت نفسي بعد قراءة هذا المقال مفعمةً شوقاً وحضوراً وأنساً بالله تعالى، ورغبةً في زيارة هذا الضريح الشريف والمشهد الجليل، الذي تسطع منه أنوار الجمال المحمدي والجلال العلوي، المشعة من جلال الله تعالى وجماله الأزلي السرمدي.. وهي معان يدركها ويشعر بها من يدرك بحقيقه إيمانه بالله ورسوله ما

ص: 38

لهذه المشاهد المرفوعة التي تخدمها ملائكة الله تعالى، من قدر عند الله تعالى ورسوله .

وجدت نفسى كأني في مصر، في جوار الضريح الشريف والحضرة الحسينية بين إخواني الزائرين المصريين الوالهين، الموالين لأهل البيت علیهم السلام ، وهم يتبركون بالمقام ويغتنمون الفوز فيه بالصلاة والإبتهال ومناجاة الله تعالى، يطلبون حاجاتهم من ربهم عنده، ويصلون على النبي، وعلى شهيد الإخلاص والإباء، شهيد معالم الإنسانية الكبرى، شهيد كل المكارم، أبى عبد الله الحسين .. حسين التضحية والجهاد والإيثار، حسين الصبر والشجاعة حسين الاسلام والإنسانية . اللهم كحّل بصري بمشاهدة تراب ضريحه في مصر وكربلاء .

نعم، وجدت نفسي في هذه البقعة المباركة التى شرفها الله تعالى بكرامة الإنتساب إلى سبط النبي صلی الله علیه و آله ، فرأيت بعين قلبي ملائكة الله تعالى محدقين بها .. فهنيئاً لزوار تلك البقعه المباركة، مركز تقرب أولياء الله، ومهبط ملائكة الله .. وهنيئاً لإخواننا أهل مصر ما هم فيه من جوار ضريح سيد شباب أهل الجنة .. هنيئاً لهم هذا الفوز العظيم، ثم هنيئاً لهم ما هم فيه من ولاء أهل البيت علیهم السلام .

هنيئاً لشيوخهم وشبانهم، رجالهم ونسائهم، علمائهم وتلاميذهم، أساتيذهم وطلاب جامعاتهم . فياليتنا معهم فنفوز بما يفوزون به عند هذا الضريح المبارك .

ويا مولاي يا حسين، يا أبا عبد الله، يا بن رسول الله، يا من استنقذت عباد الله بتضحيتك الكبرى من جهالة الضلالة.. أشهد أنك رفعت أعلام الدين، وكسرت صولة المستكبرين والمستعبدين، ونصرت الله ورسوله، مجاهداً صابراً . وأشهد أن الله يحب من أحبك، ويبغض من أبغضك، وأن الله طهركم يا أهل

ص: 39

البيت من الرجس تطهيراً . والسلام عليك ورحمة الله وبركاته. 12 صفر المظفر – 1421 ﻫ. لطف الله الصافي

- وكتب (السيد مهدي) بتاريخ 25- 3-2001، الخامسة مساءً:

شكر الله سعيك يا دكتور .. وكما قال أئمتنا: رحم الله من أحيا أمرنا، فيرحمك الله على ما ذكرت . للعلم يا دكتور: دولة الفاطميين في مصر ليست أول دولة شيعية في التاريخ، بل دولة الموحدين في المغرب والتي أسسها المدعو عبد الله الشيعي هي أول دولة شيعية . ذكر ذلك المرحوم محمد جواد مغنية في كتابه الشيعة والتشيع .

- وكتب (قنبر) بتاريخ 25- 3-2001، التاسعة مساءً:

الأخ العزيز الفاضل السيد مهدي . . أظنك تقصد دولة الأدارسة، أما عبد الله الشيعي فقد كان داعية للفاطميين أول أمرهم .

ومرة أخرى شكراً للدكتور مالك، العلوي، على هذا الموضوع الذي من عبره أشعرنا بتفاعل المصريين مع أهل البيت علیهم السلام ، وجدد تفاعلنا مع مقاماتهم في مصر، وتفاعلنا مع هذا الشعب الطيب . رحمك الله بحق الحسين وجده وأباه وأخيه وأمه .. صلوات الله عليهم أجمعين .

- وكتب (مالك الحزين) بتاريخ 25- 3-2001 العاشرة إلا ثلث مساءً:

جميل هذا اللقب . . مالك العلوي . . وشرف لي أن أحمله، فربما يغفر لي بعض ذنوبي الكثيرة .

- وكتب (علوي) بتاريخ 25- 3-2001، الحادية عشرة والثلث ليلاً:

ص: 40

الأخ العزيز مالك . . لقد أمتعتنا وأثريتنا، بل وحلقت بنا في جنة الحسين علیه السلام . . لقد تشرفت بحضوري هناك في مولد النبي الأكرم وحضرت الإحتفالات هناك.. في الواقع لم أر مثلها حتى في المجتمعات الشيعية.. حقيقة احتفالات بهيجة، تبدأ قبل يوم المولد بعدة أيام . كما يقال أيضاً إن الإحتفال بمولد الحسين علیه السلام يكون في نفس المستوى .. في الواقع أتمنى الحضور مرة أخرى، والتشرف بزيارة حضرته المقدسة .

تحياتي وأشواقي *** ودمعي بين آماقي

وآهاتي على صدري *** وحبري فوق أوراقي

وحبري دائماً يفنى *** وشوقي دائماً باقِ

- وكتب (أبو مهدي) بتاريخ 26- 3-2001، العاشرة والثلث صباحاً:

الأخ الفاضل مالك .. من خصائص الإمام الحسين علیه السلام التي أعتقد بها: أن من يعمل له ينل أجره حتى لو لم يكن معتقداً.. فكيف بك وقلبك ينبض بكل حب لآل البيت علیهم السلام .

سوف أشاركك بموضوع آخر إن شاء الله .. ولنتفق أو نختلف لا يهمني..

سوف تبقى قلوبنا تنبض بحب الحسين . مع تحيتي .

بكائية رأس الحسين ..

- كتب (مختار) في شبكة الموسوعة الشيعية موضوعاً بتاريخ 29-3-2000، التاسعة والنصف مساءً، بعنوان (بكائية رأس الحسين - للشاعر اللبناني جوزيف حرب) الأمين العام لاتحاد الكتّاب اللبنانيين، قال فيه:

ص: 41

كربلاء

(1)

ذَرْذِرِي فتيت الرياحين، وانسجي من حبير البجع، وكنار الحمام، مكاسر الكفنِ الأبيض .. واحفري الجفنَ عميقاً عميقاً حتى مغارق الدمع، فلقد أقبل الليل وحن جسد الحسين إلى النوم جملةً سماوية بين هلالين من جناحي ملاك .

كربلاء .. يا مساحة المرارة، وموشحة الحزن، وغرف الغمام العراقية وشبابة الفرات التي بحّت ما شربت، وحارسة المصابيح التي اشتعلت بزيت مساريج الجنة، رققي من حواشي الريح، واملئي الأباريق، ومدي الوسادة الزينبية، فلقد أقبل الليل، ورجعت من كوفة الزمن القديم ..

هبيني كربلاء أُرح رأس الحسين على يديَّ .. أنا لست من أنزل الحسين في العراء من غير ماء وغير حصن . . ولست من شك سيفه بين منكَب الحسين وعنقه .. ولست يا كربلاء من قطع الكتف اليسرى .. أنا لست الأبرص بن ذي الجوشن أحز بالسيف في عنق الحسين . . ولست من أوطأ الجياد عظام صدره . . ولست عبيد الله بن زياد أضرب ثناياه بعصا الملك . . ولست جند عمر بن سعد أطوف بالرأس وهي على الرمح في مسالك الكوفة . .

ولست يزيد بن معاوية أنكتُ بقضيب العرش في شفتي الحسين اللتين قبلتهما شفتا الرسول الكريم.. حتى ارتوتا من عبير ريحانة الجنة.

هبيني كربلاء.. أُرِح رأس الحسين على يديَّ .

هبيني سراويله اليمانية التي مزقها كي لايقتسمها من بعده القتلة ..

هبيني جبة الخز والعمامة، وورق النيل الذي اختضبت به تقاسيم الحسين .

ص: 42

ويالعطش عبد الله الرضيع . . وقد مرى الهجير عرقه وهدلت رباعية أطرافه.. وتقطرت هُنانةُ خاصرتيه، ورنقت عيناه، وومح جلده، وتخّ نفَسه وبُح صوته، ودير به مغشياً عليه، فرفعه الحسين بين يديه وخاطب الواقفين دون ماء الفرات، يا أهل الفرات... يا أهل الكوفة.. خافوا الله واسقوا هذا الطفل، إذا كنت أنا في اعتباركم أستوجب الموت، فما ذنب هذا الطفل الصغير ؟! يا قوم، خافوا الله واذكروا عذاب يوم أليم .

أراك لا تنسينَ يا كربلاء كيف صاح به أحد الجند، خذ.. اسقه، وأوتر القوس ورمى الطفل بسهم اختلجت عليه أحشاؤه !

فهبيني كربلاء أرح رأس طفل الحسين على يديّ .

هبيني ذؤابتيه المرسلتين، وخلاخيل قدميه، ومِشملته، وقميصه المشقوق، والعقد والعود والبكاء الذي ما ترسّل من بين أجفانه، مخافة أن يتملح فمه إذا لا مست قطراتُ دمعه شفتيه .

(2)

عندما يحمّل الرجال رؤوسهم همّ العالم ويصفو دمهم زيتاً للحقيقة، وتتوثب في سواعدهم جياد المعارك العلوية، يمرّ في خاطري الحسين بن علي مقدساً في رسالة، جنة في جسد، سدرة في منتهى، شهيدَ عقيدة باعها بربه واشتراها بدنياه، وكانت نسبة أن تعيش هي غداً، من نسبة أن يموت هو اليوم . إنه الومض المقدس ..

أقعد الجنة عمن أقعد القلب عن الهدى، وأذلت كفه كف من أعز القبض عن العطية، وحبس ديمة الرخاء عمن أطلق في المساكين مزنة البلوى، وقاوم بقوة الحق قوة المنافق واللص والراشي، وأمّر نهايةً للمفسدين اعذوذبت بدايتها

ص: 43

، فأرسل في الظالمين ريحاً وناراً ململمتين على شتات هشيم، وأيبسَ عظمَ من للعراة عليه بردةُ الخيلاء، وألهبَ جوفَ من للجياع عنده طبق حرام، وسرّق من جاء بيت الرزق من غير بابه، ورهن النفس بثقل ما فعلت . وأرسل في أصلابه واعتدال ظهره انحناءة التوبة، وغض العين عما لا يحل لها، واشتعل في سراج الصدر فتيلة الحكمة، وأنبت في روحه الصبر على كل بث وكل أسى، واستقل في جنب ربه زينته تقواه . خادمه يداه، ولأنه ما أعار دنياه طرف آخرته . . باع نفساً تموت غداً بنفسٍ لا تموت .

(3)

هناك تداخلٌ حتى الذوبان

بين رأس المسيح بعد الصلب، ورأس الحسين بعد القطع . .

وبين رأس يوحنا على طبق، ورأس الحسين على رمح . .

وبين خل العطش على الصليب، وملح العطش في عاشوراء . .

بين زينبات الحسين، ومريمات المسيح . .

وإن الذين رغبوا إلى اقتسام ثياب المسيح على الجلجلة، هم أنفسهم الذين رغبوا إلى اقتسام ثياب الحسين في كربلاء .. وإن الشهوات التي في أعماق هيرودس، هي ذاتها الشهوات التي في أعماق يزيد.. وإن الراقصة التي طالبت بقطع رأس يوحنا، هي ذاتها الدولة التي طالبت بقطع رأس الحسين..

الدولة والراقصة، والراقصة الدولة، الدولة الراقصة .

إنها رمز قاطع المنارات وقاطعِ الرؤوس: رأس الأنبياء .. رأس الرائين.. رأس الثوار.. رأس المفكرين.. رأس الفلاسفة.. رأس الحرية.. رأس السنبلة.. ورأس الحمام الأبيض، والزيتون المبارك..

ص: 44

(4)

لو دخلت عاشوراء يد القضاء لما اختل ميزان قاضٍ، ولو هبت على خفق راية لما أُذِلّ وطن.. ولو لامست وسادة حاكم، لمنعته من صلف النعاس .. ولو استوت على سرير خلافة، لما عرف التاريخ قراصنة الأرض، ولصوص الأمم، وشذاذ آفاق الممالك، والمشعبذة والطغاة والسحرة .

ثلاث وسبعون رأساً، ورأس الحسين طليعتها، منارةٌ خلفها منائر، دخلت البلاط اليزيدي على سن ثلاثة وسبعين رمحاً.. فهل لشمس بعد أن تشرق ؟! ولفرات بعدُ أن ينساب ! ولريح بعدُ أن تهب ! ولطائر بعد أن يسحب جناحيه ! ولنبت بعد أن يُمرع ! ولقضاء بعد أن يعدل ! ولحكم بعد أن يستوي ! ولدين بعد أن يشيع ! ولسلام بعد أن يسود . .

إلا ومعه قضية ثلاث وسبعين رأساً قضت في سبيل ألاّ يُلاحم من صدوع الباطل ! ويُصدع من ثبات الحق !

إن مسيحيتي أيها السادة.. لن تكتمل ناقصاً منها الحسين، وإن أي دين سماوياً كان أو غير سماوي.. لايتضمن مرتبة حسينية إنما هو دينٌ كثير الأرض قليل الجنة... وإن أي حق لابد من أن يضيع إن لم تكن وسيلته حسينية.. فإما الحق . . . وإما الشهادة . ! ؟

ولندع صفين . . ولندع التحكيم . . ولندع الفتنة . . ولندع من بعد . . حصار القسطنطينية . . ولندع . . حرب الأيقونات في بلاد الروم . . ولندع خوف يزيد من العراق في يد الحسين . . فإن في عمق ذهاب الحسين إلى العراق ليس ما دار في رأس يزيد . . فقط . . وإن في عمق أن الحسين ما رجع عن العراق . . ليس سيفاً للحسين سل وما غُمد . . فقط . .

ص: 45

هناك صوت ما، صوت من أعماق السماء نادى الحسين، فسار إليه.

كل ما هو ومضٌ قدسي، سيرته في الأرض، أن المكان الذي تركه، إنما تركه اقتراباً من الجنة، فإذا رجع إليه لا لحكمة ابتعد بدلا من أن يقترب .

من هنا كانت عاشوراء فصلاً من فصول ذهاب الحسين إلى الجنة لا العراق.. وهو لو رجع لسلمت رأسه، ولكنه لكان عاش بيدين لا في تلك الحق ولا في هذه الجنة .

وإن النبي الكريم إذا روّت شفتيه وهو على الأرض، شفتا الحسين من ريحانة الجنة، فإن شفتي الحسين وهو في الجنة تُرويان شفتي النبي من رائحة الشهادة والحق، ولعل توزنُ رائحة الريحان في الجنة برائحة الحق والشهادة .

وأما الإمام المكرم وجهه، فلم يكن فرحه والحسين الطفل في حضنه بأعظم من فرحه وليس في حضنه من الحسين إلا رأس الحسين ! إذ انتقل الحسين من الطفولة البريئة في المشهد الأول إلى الومض في المشهد الثاني .

الحق .. والشهادة . .

من كربلاء حتى الجنوب، الجنوب المشبع بهما، لأنه مشبع بالحسين، ويا لوطن يلتقي فيه حقا السماء والأرض .. وشهادتا الدين والدنيا، فلا يضيع الجنوب أصحابه، لأنهم عندئذ يكونون قد رجعوا إلى حيث لم يرجع الحسين، ويكونون قد سلمت رؤوسهم وعاشوا بيدين، ولكن لا في تلك الحق ولا في هذه الجنة .

ص: 46

(5)

كربلاء . . يا مساحة المرارة وموشحة الحزن وغرف الغمام العراقية، وشبّابة الفرات التي بحّت وما شربت، وحارسة المصابيح التي اشتعلت بزيت مسارج الجنة، خذي الدفء من وجه رباب .. والحنان من فؤاد سكينة.. ومن فاطمة الذراع العفّ.. ومن زينب رقّة الأخت، ورققي حواشي الريح، واملأي الأباريق، ولكن . . لا تمدي الوسادة الزينبية، وإنما هبيني .. لمرة أُرح رأس الحسين على يدي .

الإمام الحسين في الكتاب المقدس

- كتب (فرات) في الموسوعة الشيعية بتاريخ 18-4-2000، السابعة مساءً، موضوعاً بعنوان (الحسين علیه السلام في الكتاب المقدس)، قال فيه:

لم تعد قضية الإمام الحسين علیه السلام خاصة بطائفة أواتجاه مذهبي معين، بل إنها أصبحت تياراً يجذب جميع الطبقات الفكرية والإجتماعية في العالم .

فعلى سبيل المثال: عندما أخذ يزيد بعد مجزرة الطف ينكت ثغر الحسين الطاهر بالقضيب على مرأى من الحاضرين في مجلسه، كان من جملة الحاضرين مبعوث قيصر الروم، فما كان منه إلا أن قال ليزيد مستعظماً فعلته: إن عندنا في بعض الجزائر حافر حمار عيسى ونحن نحج إليه في كل علم من الأقطار ونهدي إليه النذور ونعظمه كما تعظمون كتبكم، فأشهد أنكم على باطل . (الصواعق المحرقة – 119) .

1- يوحنا النبي يخبر عن الإمام الحسين علیه السلام: في سفر يوحنا (بالعبرية):

ص: 47

(كي أتّا نشحطتا في بدمخا قانيتا لإيلوهيم من كل مشبحا ولا شون وعم وكوي في إيريه في إشمع كول ملا خيم ربيم كورئيم عوشر في حاخما في كبورها في هدار كافود في براخا) .

ويعني هذا النص: أنك الذي ذبحت وقدمت دمك الطاهر قرباناً للرب ومن أجل إنقاذ الشعوب والأمم، وسينال هذا الذبيح المجد والعزة والكرامة والى الأبد، لأنه جسّد البطولة والتضحية بأعلى مراتبها .

فيشير النص العبري إلى الإمام الحسين علیه السلام من خلال ما جاء على لسان النبي يوحنا بأنه المذبوح الذي ضحى بنفسه من أجل الله، وأنه سينال المجد والعزة على مر العصور والأجيال، وهذا ما يتضح من خلال التحليل اللغوي للنص العبري حيث نجد الإشارة إلى أنه ذبح وقتل، من خلال صيغة اسم الفاعل (نشحطتا) وهي مشتقة من الفعل (شاحط) أي ذبح أو قتل .

(المعجم الحديث - 240 و369 و84)

ثم نجد في النص العبري تأكيداً آخر على أن المذبوح يشري دمه الطاهر قربة إلى الله وابتغاء مرضاته من خلال عبارة (بدمخا قانيتا) فالفعل: قانيتا. هو بالأصل: قانا: أي اشترى وباع والتاء في قانيتا، هي تاء المخاطب .

(المعجم الحديث - 104 و 425)

ثم يؤكد النص على أن الله سيعل لسيد الشهداء المجد والكرامة والعزة، وهذا ما ينطبق على سيد الشهداء المذبوح بكربلاء، والذي انفرد بهذه الخصوصية التي ميزته عن بقية الشهداء على مر التاريخ .

2- أرميا النبي يخبر عن مذبحة كربلاء:

ص: 48

جاء في سفر أرميا: (في هيّوم ههو كاشلوا في نافلوا تسافونا عل يد نهر فرات في آكلا حيرب في سابعا في راوتا من دمام كي زيبح لأدوناي يهفا تسفاؤوت با إيرتس تسافون إل نهر فرات) (سفر أرميا 46: 6، 10 ص782) .

يعني هذا النص: في ذلك اليوم يسقط القتلى في المعركة قرب نهر الفرات وتشبع الحراب والسيوف وترتوي من الدماء التي تسيل في ساحة المعركة بسبب مذبحة رب الجنود في أرض تقع شمال نهر الفرات .

فالنص الذي أخبر عنه النبي أرميا يكشف بكل وضوح عن ملحمة الطف في كربلاء الحسين علیه السلام . فإخبار إرميا النبي بسقوط الشهداء وارتواء السيوف من دمائهم على أرض تقع على نهر الفرات يدل دلالة واضحة على أن هذه الأرض هي كربلاء. لأن عبيد الله بن زياد عندما بعث عمر بن سعد على رأس الجيش فلقي الحسين علیه السلام بموضع على الفرات يقال له كربلاء، فمنعوا عنه الماء وحالوا بينه وبين ماء الفرات .

ويتضح من خلال هذين النصيين المتقدمين وما تضمناه من تنبؤات بما سيحدث على أرض كربلاء وما سيلاقيه سيد الشهداء، ويتطابق مع ما ورد عن الرسول صلی الله علیه و آله والأئمة علیهم السلام بشأن مظلومية الحسين علیه السلام والإشارة إلى مكان استشهاده، والحسين علیه السلام كان طفلاً صغيراً !!

ص: 49

ص: 50

الفصل الثاني: ما الذي يغيظ النواصب والمخالفين في مراسم عاشوراء؟!

اشارة

ص: 51

ص: 52

نشرت شبكات المتمسلفين، وما زالت، مواضيع عديدة هاجموا فيها إقامة الشيعة لمراسم عزاء الإمام الحسين علیه السلام ، وافتروا على الشيعة أنواع الإفتراءات، وعملوا بكل وسيلة وحيلة لكي يزوِّروا التاريخ، ويكذِّبوا الأحاديث النبوية ! كل ذلك دفاعاً عن أحبائهم يزيد بن معاوية وبني أمية !! وهذه نماذج من مواضيعهم:

عدنا إلى عاشوراء والروافض..!!

- كتب (خباب) في شبكة سحاب، بتاريخ 7-4-2000، موضوعاً بعنوان (لاحول ولا قوة إلا بالله ! عدنا إلى عاشوراء والروافض !!)، قال فيه:

في كل عام هجري جديد يطل علينا يوم عاشوراء، والذي يفترض على كل مسلم موحد عاقل أن يصومه إبتهاجاً بنجاة كليم الله موسى عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام وقومه من فرعون (!!) إلا أن الروافض قبحهم الله يتخذون هذا اليوم مطية للتعبير عن الفجور والعهر المذهبي الذي يتمتعون به ! بل إن المسلمين الموحدين في الولايات المتحدة الأمريكية، كلما تقدموا خطوة للأمام في دعوة غير المسلمين خصوصاً من الطلاب والطالبات من الأمريكيين أعادهم هؤلاء

ص: 53

الروافض بطقوسهم الوثنية في عاشوراء إلى الوراء عشر خطوات !! والله المستعان!!

لقد حدثني أخٌ كريم ممن نثق به ممن يعيش في لندن بأن الرافضة وفي يوم عاشوراء يوزعون على الإنجليز منشورات عن مقتل الحسين رضي الله عنه !! تصوروا ؟! في شوارع وباصات لندن يفعلون هذا ! فبالله عليكم أهؤلاء عقلاء، أم أن أقل ما يقال عنهم أنهم مجاذيب ومجانين ؟!

وهؤلاء تجدهم يخرجون نساء ورجالاً في مسيرات الغباء والعهر المذهبي في شوارع لندن !! وبعدها يختلط الرجال بالنساء ويأتي السئ .. عفواً: السيد.. ويختار له من بين النساء اللاتي خرجن في هذه المسيرة الوثنية ليتمتع بها، طبعاً باسم الحسين !! وحتى لو كانت متزوجة وزوجها موجود، بيسترجي (يجرؤ) يقول: لأ، للسيد ؟!! هذا إن لم نقل بأن هذا الديوث فرح بزنا امرأته مع السيد والعياذ بالله لأجل بركة السيد ! !

وطبعاً يصبح هذا المشهد من الطقوس الوثنية فرجة (بكسر الفاء والجيم كما في اللهجة الشامية) للإنجليز وغيرهم، وكذلك كاميرات الفيديو التي يأتي بها القساوسة، لكي يعرضوها على الأطفال الإنجليز يوم الأحد في الكنائس وينفرونهم من دين المسلمين .

أهؤلاء من دين محمد يا مسلمين ؟؟ والله المستعان !!!

- وكتب (مرزوق) مؤيداً له فقال: جزاك الله خيراً . الرعد الذي لاماء معه لاينبت العشب، كذلك العمل الذي لا إخلاص فيه لا يثمر الخير .

ص: 54

- ثم كتب (خباب): وعندي نصيحة لكل من يستغفله الشيطان فيصافح رافضياً أن يغسل يده سبع مرات، إحداها في التراب، ولاينسى أن يعد أصابعه بعد ذلك، واللبيب بالإشارة يفهم ! .

- قال العاملي: أما افتراؤه على علماء الشيعة وأعراضهم، فهو فجورٌ قديمٌ نعرفه من أمثاله !! وقد تضمن باقي كلامه شهادةً مهمةً بأن مجالس عاشوراء المتواضعة التي يقيمها الشيعة في ديار الغرب والغربة .. تجذب غير المسلمين، وتهدم مابناه النواصب في أذهانهم من تشويه للإسلام ومذهب التشيع لأهل بيت النبوة الطاهرين صلوات الله عليهم .

وما ذلك إلا لما في هذه المجالس من منطق وعواطف إنسانية، وكشف لظلامة أهل بيت النبوة الطاهرين .. فهي مجالس مباركة منيرة، تثمر الهداية وتبخر ما عمله النواصب طول السنة .. فالحمد لله رب العالمين .

- وكتب (أبو طراد) في شبكة الساحة العربية، بتاريخ 4-14-2000، موضوعاً بعنوان (فلنحتفل بعيد عاشوراء نكاية بالرافضة) !! قال فيه:

فلنحتفل بعيد عاشوراء: 1 - نكاية بالرافضة. 2 - من السنة صيامه .

3 - هذا اليوم نجى فيه قوم موسى من فرعون . لاننسى أن نتسلى بمشاهدة صور الرافضة يضربون أنفسهم بالسلاسل .

- وكتب (المعتصم) في شبكة هجر، بتاريخ 14-4-2000، موضوعاً بعنوان (الحمد لله على نعمة العقل والإسلام)، ونشر في موضوعه صوراً للشيعة

ص: 55

وهم في مجلس تعزية يلطمون على صدورهم حزناً على الحسين علیه السلام ، وعلق عليها بتعليقات عامية ساخرة !

- فأجابه العاملي:

توجد مشاهد للحجاج أشد من هذه غرابة.. وأنت ترى الكفار غير المؤدبين يسخرون منها، كما سخرت أنت من مراسم الإمام الحسين ! !

وقد عدتُ الآن من مجلس حسيني مبارك، وبكيتُ فيه مع أهله على سيد الشهداء علیه السلام .. ومن المؤكد أنك تحتاج حتى تملك المخزون العاطفي الموجود عند الواحد من هؤلاء . إلى دورات تدريب إنسانية مدة عشرين سنة، إن كان فيك خير !!

- وأجابه الفاطمي:

أعوذ بالله من الحقد ! نعم، الحمد لله على نعمة العقل والإسلام، صح لسانك، ولكن أي عقل يالطيب ؟ العقل الذي يقول إن الرسول صلی الله علیه و آله كان يسب ويلعن ويجلد من لم يكن أهلاً لذلك من المسلمين، والعياذ بالله ! أم العقل الذي يقول: يزيد علیه السلام !!

السلام عليك يا بضعة المصطفى، يافاطمة الزهراء .

- وكتب (أبو بكر) في شبكة سحاب، بتاريخ 13-4-2000، موضوعاً بعنوان (احتفالات النواصب بيوم عاشوراء)، قال فيه:

هل تكون مواساة الإمام الحسين بإعادة نبش الفتن وإثارة النعرات، وشق صف الأمة، وتتبع الزلات، وطمس كل تاريخهم ومواقفهم في الدفاع والذود عن الإسلام ؟ ثم أليس الأجدى أن نمتثل لأمر الله فنستغفر لهم، وننبذ الغل من

ص: 56

صدورنا، كما أمرنا المولى في كتابه ؟ والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاًّ للذين آمنوا ربنا إنك رؤوف رحيم . سورة الحشر - 10.

هل يرضى الحسين علیه السلام أن يسب ويلعن أتباعُه أصحابَ جده وأبيه؟ وبعد هذا كله يوصف أهل السنة والجماعة ظلماً بالنواصب، بزعم أنهم ينصبون العداء لأهل البيت، ويكرهون الحسين ؟! وهذا افتراء وكذب، فأهل السنة يحبون أهل البيت ويحبون الإمام الحسين ويؤمنون أنه سيد شباب أهل الجنة، ويكنون المحبة والمودة لجميع أهل بيت النبي، ولا يسبون ولا يلعنون أحداً منهم، وأتحدى أصحاب هذا القول أن يأتوا بكتاب واحد لعلماء أهل السنة والجماعة الثقات، يلعنون أويسبون فيه الحسين أو أهل بيت النبي . فلفظ النواصب هذا مردود على من ينصبون العداء ويلعنون أصحاب النبي رضوان الله عليهم ويحدثون في هذا الدين ما ليس فيه، ويفترون على الناس ثم لا يأتون بالدليل .

وهناك شئ آخر لا يمكن فهمه، فهل ضرب القامات ولطم الصدور وشج الرؤوس، واستخدام السلاسل الحديدية وغيرها من الأدوات لإيذاء النفس، قربةٌ يتقرب بها العبد إلى ربه ؟ ألم ينهنا المولى عن إيذاء أنفسنا ؟!

- وكتب (سليل المجد) في شبكة سحاب، بتاريخ 14-4-2000، موضوعاً بعنوان (من الطقوس الكفرية للرافضة)، وقد اعتبر فيه كل مراسم عاشوراء كفرية، حتى لبس السواد، وإطعام الطعام، وعقد المجالس، وسقي الماء عن روح الإمام الحسين علیه السلام !!!

ص: 57

الإمام الحسين مخطئ ويزيد معذور !!

- كتب (الذهبي) في شبكة سحاب، بتاريخ 14-4-2000، موضوعاً بعنوان (استشهاد الحسين رضي الله عنه .. دراسة نقدية تحليلة)، جاء فيه:

إن يوم عاشوراء يمثل للرافضة يوم ليس كسائر الأيام .. إنه يوم مقتل الإمام الحسين بن علي رضي الله عنه .. لذا يتخذونه مأتماً يفعلون فيه كل أصناف البدع والمنكرات، وكل أمور الجاهلية ..

وبما أن الصورة الحقيقة لمقتل الحسين رضي الله عنه لم تتضح بعد لدى كثير ممن يسمع عنها ..كما وأن الدكتور طارق سويدان حفظه الله تناول هذه الحادثة في سلسلته قصص من التاريخ، لكنه تناولها بصورة مشوهة، وكان جل اعتماده على روايات أبي مخنف الكذاب .. لذا فإني أحببت أن أعيد هذه المقالة التي كتبتها منذ فترة طويلة، لكن مع إضافات كثيرة وتفصيل أكثر وتحليل للحقائق، لعل الله يشرح بها الصدور لقبول الحق .. وأعتذر مقدماً على طول المقالة .

تمثل معارضة الحسين بن علي ليزيد بن معاوية نقطة تحول خطيرة في تاريخ المسلمين، وقد جرت هذه الحادثة من التبعات والإنقسامات الشئ الكثير، وكان خطر هذه الحادثة لا يقتصر على تأثيرها المباشر على المجتمع المسلم في ذلك الوقت فقط، بل يتعداه إلى أبعد من ذلك حتى يومنا هذا، حيث يمثل نقطة خطيرة لانحراف طائفة ترى محبته وموالاته فقط، وتكفير الأمة بسببه، ومن ثم تتخذ من هذه الحادثة مادةً لتأجيج المشاعر ضد أهل السنة بأجمعهم، وكأنهم هم السبب الحقيقي لمأساته رضوان الله عليه .

ص: 58

لقد كان موقف الحسين من بيعة يزيد بن معاوية هو موقف المعارض، وقد شاركه في هذه المعارضة عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما، غير أنهمالم يبديا أسباباً واضحة لممانعتهما بالبيعة (!!) أقصد بذلك أنهما لم يتهما يزيد في سلوكه، ولم يأتيا بأمور واضحة تطعن في تأهله للخلافة، فيبقى السبب الرئيسي، وهو إرادة الشورى، في حين أن ابن عمر وضح السبب، وهو أن هذه الطريقة في أخذ البيعة لاتشابه طريقة بيعة الخلفاء الراشدين . (تاريخ أبي زرعة 1/229 وتاريخ خليفة ص 214، بإسناد صحيح) . وبالفعل أرسل ابن عمر البيعة مباشرة عندما توفي معاوية (رضی الله عنه) .

وإن تلك الممانعة الشديدة من قبل الحسين بن علي، هي أنه أحق بالخلافة من غيره، وكان يرى أن الخلافة صائرة إليه بعد وفاة معاوية، وكان مؤدى هذا الشعور تلك المكانة التي يتبوأها الحسين في قلوب المسلمين، ثم اطمئنانه بالقاعدة العريضة من المؤيدين له في الكوفة وغيرها، فليس من الغريب أن يقف الحسين في وجه بيعة يزيد ويرفضها رفضاً شديداً وبكل قوة، ولهذا قال الذهبي في السير 3/291: ولما بايع معاوية ليزيد تألَّمَ الحسين . . !!

إلى آخر مقالته التي عقب عليها عدد من النواصب بالتأييد والشكر !!

- وكتب له المدعو (أبو فراس) مؤيداً له:

ليتك ترسل هذا الكلام لمنتديات الرافضة لكان خيراً . وبارك الله فيك !!

- قال العاملي:

1 - صوَّر هؤلاء النواصب الإمام الحسين علیه السلام بأنه طالب دنياً، وطامعٌ في الخلافة، وحكموا بأنه أخطأ في خروجه على يزيد الخليفة الشرعي ! وبذلك زوروا تاريخ نهضته الموعودة من جده المصطفى صلی الله علیه و آله .

ص: 59

2 - أنكروا الأحاديث النبوية الصحيحة الموجودة في مصادرهم، التي تشيد بالإمام الحسين علیه السلام وتبين إمامته وعلو مقامه عند الله تعالى وتخبر بقتله وشهادته، وتعتبره جريمة على مستوى الأمة، وتذم قاتليه وتلعنهم !!

3 - برؤوا يزيد بن معاوية من قتله، بحجة أنه لم يأمر بذلك، وأنه عفى عن أسارى أهل البيت النبوي فلم يقتلهم وأعادهم الى المدينة !!

4 - كذب المدعو (الذهبي) كذباً صريحاً في أمور كثيرة، منها زعمه أن الإمام الحسين وابن الزبير لم يطعنا في أهلية يزيد للخلافة ! مع أن مصادر الطرفين روت طعنهما الشديد له بالفسق والفجور وشرب الخمور.. الخ.

وقد تقدم هذا الموضوع في المجلد الثامن في فصل (الشبكات الوهابية المتعصبة في أيام عاشوراء) .

لا يعرفون ماذا في مجالس عاشوراء .. فيتخرصون !

- كتبت المدعوة (المدمرة) في الساحة العربية، بتاريخ 23-4-1999، السادسة والنصف صباحاً، موضوعاً بعنوان (الرافضة يوم عاشوراء) قالت فيه:

إن الرافضة يقيمون المحافل والمآتم والنياحة، ويعملون المظاهرات في الشوارع والميادين العامة، ويقومون بلبس الملابس السوداء حزناً في ذكرى شهادة الحسين رضي الله عنه، باهتمام في العشر الأوائل من شهر الله المحرم من كل عام، معتقدين أنها من القربات فيضربون خدودهم بأيديهم، ويضربون صدورهم وظهورهم، ويشقون الجيوب ويبكون ويصيحون بهتافات: يا حسين يا حسين . . وخاصة في اليوم العاشر، بل إنهم يقومون بضرب أنفسهم بالسلاسل

ص: 60

والسيوف، كما هو الحال في بعض البلاد التي يقطنها الرافضة كإيران مثلاً، وشيوخهم يحرضونهم على هذه الأفعال والمهازل التي صاروا بها أضحوكة الأمم، فقد سئل أحد مراجعهم وهو الرافضي محمد حسن آل كاشف الغطاء عما يفعله أبناء طائفته من ضرب ولطم.. إلخ. فقال: إن هذا من تعظيم شعائر الله . (ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب) سبحان الله !!!

- وكتب (أويس) بتاريخ 23-4-1999، السابعة صباحاً:

والله إنك أضحكتني بفهم هذا الذي سئل عن لطم الخدود والصدور فقال هذا من تعظيم شعائر الله !! ولكن العتب ليس عليه، بل على هؤلاء الذين يفتحون أفواههم ويصغون أسماعهم لمثل هذه الخرافات . . وتجدهم يكبرون عند سماع مثل هذا !

الذي نعلمه من دين الله عز وجل في هذا الباب أن النياحة على الميت حرام قال النبي صلى الله عليه وسلم: أربع في أمتي من أمر الجاهلية لايتركونهن: الفخر في الأحساب، والطعن في الأنساب، والإستسقاء بالنجوم، والنياحة. وقال: النائحة إذا لم تتب قبل موتها تقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران، ودرع من جرب! رواه مسلم . وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اثنتان في الناس هما بهم كفر: الطعن في النسب، والنياحة على الميت. رواه مسلم . عن أبي مالك الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: النياحة من أمر الجاهلية وإن النائحة إذا ماتت ولم تتب قطع الله لها ثياباً من قطران ودرعاً من لهب النار . رواه ابن ماجة، وغيرها من الأحاديث . .

ص: 61

ولكن هل يعقلون مثل هذه الأحاديث، التي تعكس صفاء الدين وبعده عن مظاهر التخلف وأعمال الجاهلية .

- وكتب (أبو عبد الله) بتاريخ 23-4-1999، السابعة والربع صباحاً:

السلام على من اتبع الهدى: إن الرافضه بفعلهم هذا أشبهوا من قال الله فيهم: يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين فاعتبروا يا أولي الأبصار. وقال أيضاً: قل هل أنبؤكم بالأخسرين أعمالاً، الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً . فاحمدو الله أيها المسلمون على أن جعلكم على الهدى، ولم يجعلكم مثلهم على الضلال.. ثم أليس الرافضة يدعون أنهم على الحق ؟ إذاً فليأتو لنا بحديث واحد صحيح ثابت، أو آية واحدة تذكر مشروعية فعلهم، وأن الله أو نبيه قد أمرهم به !!

- وكتب (يوسف ناصر) بتاريخ 23-4-1999، الثامنة صباحاً:

نرى كثيراً ممن أغاظهم إقامة المجالس الحسينية والذين لايعرفون بأن عاشوراء مدرسة المكارم.. إن إصلاح المجتمع لايتم الا بانتفاضة داخلية للنفس حتى تتجلى الروح بأقدس صورها وتصبح محل التأثير والإرشاد، وهذا ما نقتبسه من رؤية جهاد سيد الشهداء أبي عبد الله الحسين علية السلام في مقارعة الظلم، وتأتي هذه الروحية والنفسية الجبارة انطلاقاً من تعلقة بالله ونقاوة إيمانه وصفاء الروح التي تتجلى في قوة المقاومة والصبر، فحين رمى حرملة بن كاهل الأسدي عبد الله الرضيع بسهم وقع في نحره فذبحة يوم عاشوراء، وضع الحسين علیه السلام يده تحت منحر الرضيع حتى إذا امتلأت دماً رمى بها نحو السماء وهو يقول: هوَّنَ ما نزلَ بي أنه بعين الله .

ص: 62

إن إحياء عاشوراء حجة علينا، فكل مساهمة في إحياء ذكرى الحسين سواء بالحضور في المجالس، أو التبرع، أو الكتابة، أو إحياء الشعائر بجميع صنوفها، هي إحياءٌ لمواقف ورسالة الحسين، وبالنتيجة إدانةٌ لضعف أنفسنا بأن وظيفتنا في إحياء رسالة الإمام الحسين تتجسد في مقاومة عوامل الضعف والفتور والإنحراف في أنفسنا ...

وإنما إقامة المجالس وذكر الله وتذكير الناس بالمواعظ، فهي شئ مشروع ويحضرة الشيعة والسنة على حد سواء .. مجلسٌ يذكر فيه مناقب أهل البيت إضافة إلى محاضرة دينية هي جيدةٌ لتقوية الإيمان وتذكير الناس بالآخرة والأعمال الحسنة، ونحن في الكويت الحبيبة المليئة بالحسينيات التي يحضرها مئات الألوف من البشر ويشارك فيها الجميع .. هي نعمة نحمد الله عليها في بلد الخير الكويت الغالية، جعلها الله دار أمن وخير وسلامة .

- وكتب (الشهم) بتاريخ 23-4-1999، الثالثة ظهراً:

دمرك الله إبليسك أيتها المدمرة . خالطي الشيعة واحضري مجالس الحسين لتجدي ضالتك . إن لقتل الحسين حرارة في قلوب المؤمنين لاتبرد أبداً ! ويكفيكم أن النبي قال عنه: الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، والحسن والحسين ريحانتاي . ***

ثم يأتي اللعين ابن الطلقاء يزيد شارب الخمر وقاتل النفس المحترمة، الذي تترضون عنه، بعد قتل الحسين ينكث ثنايا الحسين قائلاً:

ليت أشياخي ببدرٍ شهدوا *** جزعَ الخزرج من وقع الأسَلْ

لأهلُّوا واستهلوا فرحاً *** وقالوا يد زيد لا تُشلْ

لعبت هاشمُ بالملك فلا *** خبر جاء ولا وحيٌ نزلْ

ص: 63

ومع هذا تدافعون عن يزيد دفاعاً مستميتاً وكأنه لم يرتكب أي خطأ ! وأنتم في واقعكم المعاصر تحتقرون شارب الخمر وفاعل المنكرات، وتمجدون يزيد ومعاوية وأبي سفيان !!

- كتب (أبوبكر) في الموسوعة الشيعية بتاريخ 13-4-2000، الواحدة ظهراً، موضوعاً بعنوان (احتفالات النواصب بيوم عاشوراء)، قال فيه:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وآله وصحبه ومن اهتدى بهداه، أما بعد، فهذا كتاب يخاطب العقل والقلب في آن، أوجهه لكل من يحب آل بيت النبي صلی الله علیه و آله وصحبه وسلم . وسبب كتابتي لهذا الموضوع هو قرب يوم العاشر من محرم، عاشوراء، ووجوب الوقوف على بعض الأشياء التي تحدث في هذا اليوم من كل عام . حيث أن معظم اللذين يقومون بطقوس هذا اليوم، يقولون أن عملهم هذا قربة لله تعالى، ومشاركة في مواساة الإمام الحسين علیه السلام ، وأريد أن أتوقف عند هذا القول .

أولاً: كل عمل يتقرب به العبد إلى ربه أمرٌ مشكور ويجب الحث عليه . وحتى يكون العمل مقبولاً يجب أن يكون عملاً طيباً خالياً من أي مخالفات شرعية . والسؤال هنا يطرح نفسه: هل سبُّ ولعنُ الصحابة الأخيار الذين التفوا حول رسول الله صلی الله علیه و آله وصحبه وسلم، قربةٌ يتقربُ بها العبد إلى ربه ؟ وهم الذين رضي الله عنهم بقوله: لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحاً قريباً . سورة الفتح – 18 . وقوله تعالى: والسابقون الأولون من المهاجرين والأنصار

ص: 64

والذين اتبعوهم بإحسان رضي الله عنهم ورضوا عنه وأعد لهم جنات تجري تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا ذلك الفوز العظيم . سورة التوبة – 100 .

وهل قذف أم المؤمنين السيدة عائشة الصديقة بنت الصديق، وإيذاء رسول الله في زوجه قربةٌ إلى الله تعالى ؟ الجواب المنطقي العقلي يقول لا، وسب ولعن أصحاب رسول الله صلی الله علیه و آله وصحبه وسلم، هو جريمة يحاسب عليها فاعلها يوم القيامة . فلماذا الإصرار إذن ؟

وهناك شئ آخر لا يمكن فهمه، فهل ضرب القامات ولطم الصدور وشج الرؤوس واستخدام السلاسل الحديدية وغيرها من الأدوات لإيذاء النفس، قربة يتقرب بها العبد إلى ربه ؟ ألم ينهنا المولى عن إيذاء أنفسنا وإلحاق الضرر بها ؟ ثم أليس الأفضل أن توفر هذه الدماء كلها وتراق في ساحات الوغى وقتال أعداء الله ؟ والحقيقة أني لم أجد في هذا العمل أي فائدة يتقبلها العقل، كما لم أجد أي دليل شرعي يحث عليها، بل على العكس .

فلماذا الإصرار إذن ؟

ثانياً: هل تكون مواساة الإمام الحسين . . . الخ . ما تقدم من كلام أبي بكر .

- وكتب (أبو فراس) بتاريخ 14-4-2000، الثانية والنصف ظهراً:

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه، وأنار قبره، في كتابه منهاج السنة 4 /553: (وصار الناس في مقتل الحسين ثلاثة أصناف، طرفين ووسط . أحد الطرفين يقول: أنه قتل بحق فإنه أراد أن يشق عصا المسلمين ويفرق الجماعة وقد ثبت في الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: من جاءكم وأمركم على رجل واحد يريد أن يفرق جماعتكم فاقتلوه. قالوا والحسين جاء وأمر المسلمين على رجل واحد فأراد أن يفرق جماعتهم . وقال

ص: 65

بعضهم هو أول خارج خرج في الإسلام على ولاة الأمر . (يقصد بقوله النواصب لأن هذا قولهم) . والطرف الآخر يقول: بل كان هو الإمام الواجب طاعته، الذي لا ينفذ أمر من أمور الإيمان إلا به، ولا تصلَّي جماعة ولا جمعة إلا خلف من يوليه ولا يجاهد إلا بإذنه ونحو ذلك . (يقصد بقوله الرافضة لأن هذا قولهم) . وأما الوسط فهم أهل السنة الذين لا يقولون لا هذا ولا هذا، بل يقولون: قُتل مظلوماً شهيدًا، ولم يكن متولياً لأمر الأمة، والحديث المذكور لا يتناوله فإنه لما بلغه ما فُعل بابن عمه مسلم بن عقيل ترك طلب الأمر، وطلب أن يذهب إلى يزيد أو إلى الثغر أو إلى بلده فلم يمكنوه، وطلبوا منه أن يستأسر لهم، ولهذا لم يكن واجباً عليه . وصار الشيطان بسبب قتل الحسين رضي الله عنه يحدث للناس بدعتين، بدعة الحزن والنوح يوم عاشوراء، من اللطم والصراخ والبكاء والعطش وإنشاد المراثي وما يفضي ذلك من سب السلف ولعنهم وإدخال من لاذنب له مع ذوي الذنوب، حتى يسب السابقون الأولون، وتقرأ أخبار مصرعه التي كثير منها الكذب، وكأن قصد من سنِّ ذلك فتح باب الفتنة والفرقة بين الأمة، وهذا ليس واجباً أو مستحباً باتفاق المسلمين. بل إحداث الجزع والنياحة للمصائب القديمة من أعظم ما حرمة الله ورسوله . وكذلك بدعة الفرح والسرور .

- وكتب (أبو الفضل) بتاريخ 14-4-2000، الرابعة والنصف عصراً:

شيخ الإسلام ابن تيمية .... وأنار قبره ؟!!! وأنت يا سيد أبا بكر، فأين تعليقك على من كان يسب ويلعن الإمام علي علیه السلام لأكثر من أربعين سنة ؟ ! أو طنشت عن هذا الموضوع ؟ ما لكم كيف تحكمون ؟!

- وكتب (مدمر النواصب) في 14-4-2000، الخامسة إلا ثلث عصراً:

ص: 66

يا أبا فراس .. لماذا أعراسكم تزداد في أيام شهر محرم ؟ وهم جميعاً من أهل السنة الذين يدعون بحب أهل البيت وهم نواصب .. أتمنى أن تتكلم بلغة العقل وليست عقولنا كعقول الأطفال .. واعلم أنه لن يدوم فرح في عاشوراء إلا وأدام الله عليهم البلاء فيما فعلوه .

الأخ أبا فاضل .. يعني أن المسألة انحصرت في ابن تيمية.. المسكين هذا.. هناك الكثير من يخفي الحقائق ويزورها ضد أهل البيت علیهم السلام .. ولكن أين الفرار من عذاب الله سبحانه وتعالى !

الأخ أبا بكر .. وهل ترضون أن يزيد بن معاوية يقال عنه أمير المؤمنين ؟! وهل ترضون بمن يخالف خليفة زمانه وإمام زمانه يسمى بأمير المؤمنين ؟! وهل ترضون بإقامة الأفراح في أيام محرم، كما يفعله أجدادك وأهلك ضاربين عزاء أهل البيت عرض الحائط ؟! حسبي الله ونعم الوكيل .

- فكتب العاملي بتاريخ 14-4-2000، الخامسة عصراً:

خلاصة ما تقولونه لنا:

أولاً: إقبلوا بالصحابة الذين عصوا نبيهم وخالفوه في حياته، وبعد وفاته، ولم يطيعوه في أهل بيته، وظلموهم وقتلوهم ! !

والجواب: أنا لا يجوز لنا أن نترضى عليهم ونسامحهم بظلم أهل البيت النبوي وقتلهم، إلا إذا صرنا مثلكم نقلد بابا النصارى الذي سامح اليهود بدم المسيح علیه السلام !!

ثانياً: تقولون لاتصفوا أحداً من أعداء أهل البيت كالأمويين وأتباعهم بأنهم نواصب، لأن الناصبي منافق وكافر، بحكم المصطفى صلی الله علیه و آله .

ص: 67

والجواب: أنه إن لم يكن الذين غصبوا أهل البيت النبوي حقهم وآذوهم نواصب .. فلا يوجد ناصبي !! فيجب أن نرد أحاديث النبي صلی الله علیه و آله ونكذبها عملياً مثلكم !!

ثالثاً: تقولون قلدوا ابن تيمية في إقامة مراسم شهادة الإمام الحسين علیه السلام ، ولا بأس أن تذكروها في مجالسكم، بشرط أن تبرئوا يزيداً من دمه، وتقولوا لاحول ولا قوة إلا بالله، ولا تزيدوا على ذلك !!

والجواب: أن ابن تيمية شريك ليزيد وابن زياد في دم الحسين علیه السلام . . وهل رأيت أولياء قتيل يقلدون شريك القاتل في إقامة مراسمهم عليه ؟!!

فالحل أن تتركوا المكابرة، وتعترفوا بظلم أئمتكم الظالمين لآل رسول الله الذين تصلون عليهم في صلاتكم، صلى الله عليه وعليهم. وتتبرؤوا معنا من ظالميهم، حتى لا تحشروا معهم يوم القيامة، يوم يدعو الله كل أناس بإمامهم!!

- وكتب (أبو بكر) بتاريخ 14-4-2000، السابعة والنصف مساءً:

حاولت أن أطرح استفسارات محددة، ولم يأت جواب عليها، وجاءت الردود في واد آخر، ما يبعدنا عن الحوار العلمي . فالرجاء مراجعة الموضوع الأصلي والرد على الأسئلة المطروحة فقط، التزاماً بالموضوعية .

الأستاذ أبا الفضل . . قلت: وأنت يا سيد أبابكر فأين تعليقك على من كان يسب ويلعن الإمام علي علیه السلام لأكثر من أربعين سنة..

الجواب وبالله تعالى التوفيق: أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه رابع الخلفاء الراشدين، ونحن لا نسبه ولا نلعنه، بل نحبه ونقدره، ونترضى عليه .

ص: 68

الأستاذ مدمر النواصب .. إسمك جميل ومعبر وأنا بدوري أنضم معك لتدمير النواصب الحقيقين لا المفترى عليهم .

قلت: أتمنى أن تتكلم بلغة العقل.. وأقول: أؤيدك مئة بالمئة في هذه المقولة وأتمنى أن تطبقها . وفي ردك على الأستاذ أبي فراس تقول: يا أبا فراس.. لماذا أعراسكم تزداد في أيام شهر محرم . . وهنا أريد أن أستوقفك للحظة: أنت تعتبر من يقيم عرساً في العشر الأوائل من محرم ناصبياً لأن هذه الفترة تعتبرها فترة حزن على الإمام الحسي ن، بعد استشهاده في كربلاء . . يعني حسب قولك إذا صادف أحد الأيام يوم إستشهاد أحد الأئمة لا يجب أن نفرح في هذا اليوم حتى ولو بعد مرور القرون .

وهنا أسألك ألم يقتل أمير المؤمنيين الإمام علي رضي الله عنه ؟ لماذا لا تقيم عزاء في يوم استشهاده وتمنع كل من يريد أن يتزوج في هذا اليوم من إقامة عرس لأنه يصادف ذكرى الإمام علي رضي الله عنه ؟ ألم يقتل الإمام الحسن رضي الله عنه مسموماً، لماذا لا تقيم العزاء ؟ لماذا لا تمنع الناس من الزواج في ذكراه ؟ وهناك من الأئمة والصالحين والصحابة شهداء تصادف ذكراهم في كل يوم من أيام السنة، فلماذا لا تجعل السنة كلها عزاء وتمنع الناس من الزواج في كل هذه لأيام ؟ ما هكذا تورد الإبل .

واستدلالك بأن أهل السنة نواصب لأهل البيت لأن بعضهم يقيمون أفراحهم في أيام عاشوراء مردود عليك، ولو قسنا بمقياسك لأصبحت أنت من نواصب الإمام الحسن رضي الله عنه، أو أمير المؤمنيين الإمام علي رضوان الله عليه، أو... أو... ولا أحسبك ممن يكرهونهم أو ينصبون لهم العداء، أليس كذلك ؟؟

ص: 69

الأستاذ العاملي .. نحن نحب رسول الله ونحب آل بيت رسول الله، ونحب أصحاب رسول الله ونحب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، ونحب ريحانتي رسول الله سيدي شباب أهل الجنة الحسن والحسين، ونسأل الله أن يحشرنا معهم يوم القيامة، وأذكرك بقول النبي محمد صلی الله علیه و آله وصحبه وسلم، المرء مع من أحب يوم القيامة . ويا أستاذ نحن لانفتري على أحد ولا نتهم أحداً، بل نكف على ما شجر بين صحابة رسول الله حرصاً على وحدة هذه الأمة، ونبذاً للخلافات التي يزعها الأعداء والمنافقون .

أما بخصوص اتهامك: إلا إذا صرنا مثلكم نقلد بابا النصارى الذي سامح اليهود بدم المسيح ! فهذا الإتهام مردود عليك، ويبدو أنك أنت من تقلد النصارى . وأبشرك أننا لا نتبع أحداً ولا نقلد أحداً، نحن نتبع رسولنا ونقتفي أثره ونستنير بكتاب الله ...

ومعذرة من الأستاذ العاملي والأستاذ أبي الفضل، فلن أرد عليهما لما كتبوه في حق شيخ الإسلام وغيرها من الإتهامات المردودة، لكثرة ما تضيعه هذه لنقاشات العقيمة من وقت، وتشبث البعض بالضلال .

ملاحظة هامة: ما أكتب هو آرائي الشخصية، فما كان فيها من صواب فبتوفيق الله وفضله، وما كان فيها من خطأ فمني ومن الشيطان، والله ورسوله منه براء . سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك .

- وكتب (أبو فراس) بتاريخ 14-4-2000، العاشرة والنصف مساءً:

جزاك الله خيراً يا أبا بكر .. بالنسبة لشهر محرم وقيام الأعراس والحفلات بسبب أنه صادف في هذا الشهر مقتل الحسين رضي الله عنه، لو أننا نذكر تاريخ

ص: 70

وأيام التي قتل فيها الصالحون من أولياء الله وعبادة الصالحون، لنجد أننا نحزن طوال أيام السنة فلا زواج ولا احتفال حتى ولا نحتفل بأيام العيدين الفطر والأضحى . وهذا العمل بدعة لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام ولا آل بيته الأطهار . ومن المعلوم أنه صلى الله عليه وسلم عندما رأى عمه حمزة بن عبدالمطلب رضي الله عنه في غزوة أحد سقط شهيداً حزن حزناً شديداً عليه ومع ذلك لم ينح عليه أو يلطم أو يضرب صدره حزناً وأسفاً، وما قال وا عماه واحبيباه وا أخاه . بل صبر واحتسب، ولنا في رسول الله أسوة حسنة، وهذا دليل قول الله تعالى في أواخر سورة النحل. فرحم الله الحسين فقد قتل مظلوماً شهيداً، وليس وحده فقد هناك من قتلوا مظلومين من الأنبياء والصالحين، منهم نبي الله يحيى عليه الصلاة والسلام. نسأل الله العافية .

ثم بالنسبة لقول بأن أهل السنة بأنهم نواصب، هذا قول الرافضة لنا، الإتهام بالباطل والنواصب هم من يعادي أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ونحن أي أهل السنة نتبرأ منهم كما نتبرأ من الرافضة، ومعاداتهم لصحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم .

منهجنا واضح كوضوح الشمس في كبد السماء . والحمد لله رب العالمين.

- وكتب (أبو القاسم) بتاريخ 16-4-2000، الواحدة ظهراً:

أخي أبا بكر .. ياسبحان الله، هذه الأسئلة والأجوبة كالتالي:

س 1: أين تعليقك على من كان يسب ويلعن الامام علي علیه السلام لأكثر من أربعين سنة؟ أو طنشت عن هذا الموضوع، ما لكم كيف تحكمون ؟!

ج 1: أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه رابع الخلفاء الراشدين، ونحن لا نسبه ولا نلعنه، بله نحبه ونقدره، ونترضى عليه . وهل كان

ص: 71

الأخ أبا الفضل يعرض بك أنت أوغيرك، بل كان يقصد معاوية بن أبي سفيان الذي سب علياً علیه السلام 40 عاماً فأين تعليقك منه ؟؟

س 2: لماذا أعراسكم تزداد في أيام شهر محرم . . . وهم جميعاً من أهل السنة الذين يدعون بحب أهل البيت وهم نواصب عليهم ؟

ج 2: أنت تعتبر من يقيم عرساً في العشر الأوائل من محرم ناصبيا لأن هذه الفترة تعتبرها فترة حزن على الإمام الحسين بعد استشهاده في كربلاء . يعني حسب قولك إذا صادف أحد الأيام يوم إستشهاد أحد الأئمة لا يجب أن نفرح في هذا اليوم حتى ولو بعد مرور القرون ؟ لا، هو ليس كذلك، ومن قال إن أبا الفضل أو أنا وغيرنا من الشيعة نؤيد الزواج في مقتل الحسن علیه السلام ، أو حتى في وفاة أي من المعصوين علیهم السلام .

س 3: تعليق الأخ العاملي: (إلا إذا صرنا مثلكم نقلد بابا النصارى الذي سامح اليهود بدم المسيح) .

ج 3: فأغلب الظن أن قصد الأخ العاملي هو أن مثَلكم عندما أقررتم بعدالة من ظلم آل بيت النبوة وسامحتموه على مافعله بهم، كمثل بابا المسيح عندما سامح اليهود بدم عيسى كما يعتقد البابا، وهذا ما لا نرضاه .

- وكتب (أبو بكر) بتاريخ 16-4-2000، السابعة مساءً:

أذكر جميع الأساتذة محبي الحوار العلمي، أنهم حتى اللحظة لم يردوا على الموضوع الأصلي الذي كتبته، وأن كل الردود هي ردود على الردود...

الأستاذ أبا القاسم، تقول: وهل كان الأخ أبا الفضل يعرض بك ..

ص: 72

الجواب: الحمد لله، يعني برأتني أنا وغيري من تهمة النواصب الملفقة . وبالنسبة لسب أمير المؤمنين الإمام علي رضي الله عنه، أنا شخصياً لا أعلم صحة هذا القول، ولم أسمع به من قبل .

وتقول: لا هو ليس كذلك ومن قال أن أبا الفضل أو أنا وغيرنا من الشيعة نؤيد الزواج في مقتل الحسن علیه السلام ..

وأرد: تأمل ما كتبت جيداً، وهناك من الأئمة والصالحين والصحابة شهداء تصادف ذكراهم في كل يوم من أيام السنة، فلماذا لا تجعل السنة كلها عزاء ؟ وتمنع الناس من الزواج في كل هذه الأيام ؟

تقول: فأغلب الظن أن قصد الأخ العاملي هو أن مثلكم . . .

الجواب: من قال لك نحن نقر أو نسامح، نحن نكف عما شجر بين صحابة الرسول الأخيار وأداً للفتنة، وحرصاً على وحدة الصف .

- وكتب المدعو (خالد 78) في 16-4-2000، السابعة والنصف مساءً:

دائماً أستغرب لماذا كل هذا الحزن على شهادة السبط الحسين علیه السلام !

أنحزن على أنه نال الشهادة ونال من الدرجات العلى ما نال، وانتقل إلى الأحبة الى عليين في مقعد صدق عند مليك مقتدر بالفردوس العلى، مع النبيين والصديقين، مع حبيبه جده محمد خير الأنام صلی الله علیه و آله ؟!

لما الحزن ؟! وما ضر سيد الشهداء كيف قتل ؟! لو توفي لأحدكم ولد أو أخ، تحزن لفراقه وتخاف عليه من العاقبة، لكن لو قتل شهيداً لوجه الله من منا يحزن ؟! نعم لاشك أنه يصعب علينا فراقه ولكن نحزن، نحزن على ماذا ؟ فقد فاز ! ورب الكعبة يجب أن تفرح ونحتفل لاستشهاد أحد الأقرباء، أو أحد المسلمين . نعم لقد كانت شهادة الحسين لمن أهول القتلات، وكان فراق

ص: 73

الأحبة صعباً ومريراً، ولكنه ذهب للقاء الأحب، فهنيئاً له الشهادة، وهنيئاً له الدرجات العلا . أما من قتله وتسبب في قتله فعلى الله حسابهم يفعل بهم مايشاء، ولم يجعلنا الله جلادين وقضاة عليهم، فقد عفا الرسوال عن من قتل حمزة، فما لنا نحن وقلوب البشر، وعلى ما توفي الناس عليه، لا يعلم ذلك إلا الله، وله الحكم فعال لما يريد . أما من غدروا به فلهم أن يحزنوا ويلطموا ويولولوا أبد الدهر، فقد نالتهم دعوة الطاهرة زينب .

- وكتب العاملي بتاريخ 16-4-2000، الثامنة مساءً:

يظهر أنك يا أخ أبا بكر أفضل المناقشين في هذا الموضوع . وقد قلت: نحن لا نفتري على أحد، ولا نتهم أحد (الصواب: أحداً)، بل نكف على ما (الصواب: عما كف عنه وليس عليه) شجر بين صحابة رسول الله، حرصاً على وحدة هذه الأمة ونبذاً للخلافات التي يزرعها الأعداء والمنافقون.

فأرجو أن تبين لي هذه القاعدة، وهل تعني أنكم لا تخطِّئُون عمل أي صحابي أبداً، ولا تردون كلامه وتؤمنون به ؟! أم أنكم تطبقونها فقط عندما تحرجون في ظلم الصحابة لأهل البيت النبوي علیهم السلام ؟!

وهل تعني قاعدتكم هذه أنكم تترحمون على الصحابة الذين قتلوا عثمان أيضاً !؟! وما رأيكم لو أن شخصاً غير صحابي أخذ سيفه وقتل ألفاً من الصحابة .. هل يجوز السكوت على فعله ؟!

- وكتب (أبو بكر) بتاريخ 16-4-2000، العاشرة ليلاً:

الأستاذ العاملي .. بالنسبة للأخطاء اللغوية فاعذر قلة علمي، فأنا واحد من أقل أهل السنة علماً ومعرفة، وأكثرهم جهلاً وأخطاء وزلات .

ص: 74

أما بالنسبة لأسئلتك الكثيرة، فسأختصر الرد بجواب واحد: لا يحق لأحد أن ينصب نفسه قاضياً يحكم على هذا ويجرم الآخر، وخاصة أن هؤلاء هم خير البرية، والفتنة التي حدثت يومها لا يحق لأحد أن ينبشها بين الفترة والأخرى بزعم إنصاف أحد الأطراف . والقاعدة هذه خاصة بحوادث الفتنة تلك وبالصحابة الذين أمرنا الرسول أن نمسك عن هفواتهم .

- وكتب (أبو فراس) في 16-4-2000، الحادية عشرة والنصف ليلاً:

لفت انتباهي حول القول الآتي وهو: بأننا نوالي ظالمي آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم .

ليتك تذكر لي من هم ؟ من هؤلاء الذي أنت تعتقد بأنه ظالمٌ آل بيت النبي ونحن نواليه ؟ سمهم بأسمائهم بلا تقية أو انحراف من مسار الجواب .

- وكتب العاملي في 16-4-2000، الحادية عشرة والنصف مساءً:

أفرض أن المسألة تتعلق ببلدك، وحضرت رئيسه الوفاة، فقال أطيعوا مجلس النواب من بعدي وكلهم عدول ولا تتكلموا عليهم .. فاختلف الأعضاء بعده وأشعلوا بينهم حرباً أهلية .. جرَّت ويلاتٍ على البلد !! لا بد أننا نقول إن وصيته كانت خطأ وأنه غير معصوم.. وأن علينا أن نعرف الرجال بالحق، وليس بالعكس .

إن أمر الأمة يا أخي أعظم من أمر البلد، وصاحب الأمة هو الله تعالى، ورسوله المعصوم الذي لا ينطق عن الهوى، صلی الله علیه و آله . .

فهل يقبل عقلك أن يأمرنا باتباع الصحابة الذين هم أكثر من مئة ألف، وهم قبائل واتجاهات مختلفة متناقضة متناحرة، لم يتم صهرها في الإسلام.. وبالأمس

ص: 75

نجا النبي من محاولة اغتيالهم في العقبة، ولم يستطع إعلان أسماء المتآمرين خوفاً من الردة ؟!!

أخبرني ماذا يقول الناس عنك إذا كنت صاحب معمل وغبت عنه وأوكلت أمره إلى عشرين عامل مختلفين فيما بينهم ؟!!

اتقوا الله ولا تبتدعوا في الدين، فتجعلوا إطاعة الصحابة جزءً من الدين الذي أنزله الله على رسوله !!

إتقوا الله ولا تحملوا الدين تصرفات أناس لو صليتم عليهم في صلاتكم لبطلت صلاتكم، وضرب بها في وجوهكم !!

ولا تظلموا أهل بيت نبيكم المطهرين، الذين لو تركتم الصلاة عليهم لبطلت صلاتكم وضرب بها في وجوهكم !!

- فكتب (أبو فراس) بتاريخ 16-4-2000، الثانية عشرة إلا ربعاً:

سبحان الله . لقد كان الناس في أيام الجاهلية قبائل متناحرة القوي منهم يأكل الضعيف، ويأكلون الميته ويشربون الخمرة ويعبدون الأوثان، فبعث الله عبده ورسوله محمد صلىالله عليه وسلم يدعوهم إلى التوحيد ونبذ الأوثان، فصفت قلوب الناس وأصبحوا إخوة متحابين في الله، رفعوا علم الجهاد ووقفوا مع رسول الله في الشدة والرخاء، فذلل الله لهم الصعاب، ورضي عنهم وأثبت عدالتهم في آيات متفرقة في كتابه الكريم، فأصبحوا بنعمته إخواناً، فتحوا البلاد وأمنوا العباد ونشروا الإسلام . فقد تركهم رسول الله صلى الله عليه وسلم على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لايزيغ عنها إلا هالك.

ثم أمر الوصاية، فقد تكلمنا فيها، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يأبى الله والمؤمنون إلا أبا بكر ثلاثاً، فاجتمعت الأمة عليه وأسموه خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم .

ص: 76

لو أن علياً هو الوصي فعلاً لما ترك هذا الحق أبداً، لطالب به حتى لو كان في ذلك ذهاب روحه، فكان لا تأخذه في الله لومة لائم كرم الله وجهه .

ولو أنه هو الوصي لمادخل مع الستة في الشورى بعد مقتل الفاروق رضي الله عنه، ولو أنه الوصي لما رفض الخلافة بعد مقتل عثمان أكثر من مرة .

ولو أن علياً كرم الله وجهه يعلم أنه الوصي على حد زعمكم، وترك أمر الخلافة وفعل كل هذا، لكان ذلك عصياناً منه لوصية رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحاشا لله أن يعصيه . وهناك دلالة أخرى وقوية تدل على عدم وصية رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي ما جاء في صحيح البخاري أن عبد الله بن عباس أخبرَه أن عليَّ بن أبي طالبٍ رضي الله عنه خَرَج من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في وجعهِ الذي تُوفِّي فيه، فقال الناس يا أبا الحسن، كيف أصبحَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: أصبحَ بحمدِ الله بارئاً، فأخذ بيده عباسُ بن عبد المطلب فقال له: أنتَ والله بعدَ ثلاث عبدُ العصا، وإني واللهِ لأرى رسولَ الله صلى الله عليه وسلم سوفَ يُتوَفَّى من وجعِهِ هذا، إني لأعرف وجوهَ بني عبدِ المطلب عندَ الموت، إذهَبْ بنا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلْنسألْهُ فيمن هذا الأمر إن كان فينا علمنا ذلك. وإن كان في غيرنا علمناه فأوصى بنا . فقال علي: إنا واللهِ لئن سألناها رسول الله صلى الله عليه وسلم فمنَعنَاها لا يعطيناها الناسُ بعدَه، وإني والله لا أسألها رسولَ الله صلى الله عليه وسلم . (صحيح البخاري كتاب المغازي 5-450) .

ولقد ذكَّر رسول الله أمته في أهل بيته عليه الصلاة والسلام .

ألا يكفي هذا النص على الرد على مزاعمكم .

- وكتب العاملي بتاريخ 17-4-2000، الواحدة إلا ربعاً صباحاً:

ص: 77

ياأبا فراس أرجو أن تجيبني، هل عمَلُ الصحابة مع أهل بيت النبي كان بوصية من النبي، أم باجتهاد منهم ؟

وهل لهم فيه أجر، أم أجران ؟ !

أما البخاري .. فماذا تنتظر منه أن يروي في حق علي علیه السلام ، وقد ألف كتابه بدنانير المتوكل العباسي المعروف بأنه ناصبي كان يلعن علياً ويسخر منه، حتى قتله ولده المنتصر في قصته المشهورة عندما جاء بشخص (كوميدي) يمثل شخصية علي علیه السلام في مجلسه ويسخر منه، فاعترض ولده، فقال له المتوكل: غار الفتى لابن عمِّهْ ... رأس الفتى في حَرِ أمِّهْ !!

فاقرأ أيها العالم حياة هذا المتوكل المنافق، وابحث كم قبض منه البخاري !!

- وكتب (أبو فراس) بتاريخ 17-4-2000، السادسة صباحاً:

حسب معلوماتي عن المتوكل بالله العباسي كان رجل شيعياً معتدلاً . وأما قصة البخاري رحمة الله فليس هناك أي دليل ضده في جمع الأحاديث الشريفة الصحيح منها، ولا شأن لحكام وملوك بني العباس في إنشاء هذا الكتاب .

- وكتب (أبوالقاسم) بتاريخ 17-4-2000، الرابعة والنصف عصراً:

أبا بكر .. ياسبحان الله، وما الفرق في كونك ناصبياً، أن تسب علياً، أو أن توالي من سبه ..؟!!

أبو فراس .. ألست توالي معاوية بن أبي سفيان وهو الذي سب علياً علیه السلام 40 عاماً ؟!! ألا تؤيد معاوية عندما أغرى زوجة الحسن علیه السلام بالمال والزواج من ابنه يزيد مقابل وضعها السم للحسن ..

ص: 78

ثم من قال لك إن المتوكل بالله العباسي كان شيعياً، وعلى أي المصادر بنيت هذا الكلام ؟! وما ذا تقصد بقولك شيعياً معتدلاً؟! وقد لفت انتباهي من كلامك لفظ تقية وانحراف ... هل تقصد أن التقية هي انحراف ..؟

- وكتب (أبو فراس) بتاريخ 17-4-2000، الثامنة والنصف مساءً:

التقية حسب شروطكم وقوانينكم ماهي إلا نفاق، أن تظهر عكس ما تبطن، يظهر أمور هو بالحقيقة يخالفها ويكون ضدها بدون أي سبب سوى النفاق . وشرطها عندنا مختلف وهو أن تكتم إذا خشيت أن تظهر أمراً تخشاه على نفسك من الضرر، ولكن لا أظهر عكس ما أبطنه، تقول إن هناك من الصحابة من استعملوه، فعلاً فعلوا ذلك، منهم من أبطن إيمانه ولم يظهر الكفر . تجد من قصص بعض من الصحابة كأمثال أبي جندل بن سهيل رضي الله عنه، كان يكتم إيمانه خوفاً من أبيه، ولكن لم يتظاهر أمام أبيه أنه يسجد للأصنام ويقدسها، بل كان يبتعد عن هذه المجالس ويتحاشاها .

أما ما جرى بين معاوية وعلي، فقد تكلمت في هذا أكثر من عشر مرات في كذا موضوع، وخلاصة القول أن نكف ألسنتها عنهما ولا نذكرهما إلا بخير، وأسأل الله أن لا يوفق كل من يذكرهما بشر، أي رجل كان .

كفوا عن علي ومعاوية فهما من خيار أمةمحمد صلى الله عليه وسلم.

أما قصة أنه دس سماً ليقتل الحسن رضي الله عنه، فهذا قول لاحقيقة ولا صحة له، وهذا قولكم ونحن لا نعترف به . والحمد لله رب العالمين.

هذا وصلوا وسلموا رحمكم الله على الهادي البشير والسراج المنير وشفيعنا يوم الدين محمد الهادي البشير... وارض اللهم على الخلفاء الراشدين، الأئمة المهديين، الذين قضوا بالحق وكانوا به يعدلون، أبي بكر وعمر وعثمان وعلي،

ص: 79

وعن سائر الصحابة والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعنا معهم يا أرحم الراحمين .. اللهم آمين .

- وكتب (رائد جواد) بتاريخ 18-4-2000، الواحدة صباحاً:

وماذا سيكون ردك يا أبا فراس لو ذكرنا لك مصادركم، التي تُصرح بأن معاوية قد دس السم إلى الامام الحسن علیه السلام ؟! فهل ستوجه إلي إهانة أخرى، وتتجاوز أدب الحوار مُجدداً، أم ماذا ؟!!

- قال العاملي: وطال النقاش بين المدعو أبي بكر وأبي فراس من جهة، وبين أبي الفضل وأبي القاسم وجنوبي من جهة أخرى، حول موقف السنيين المتناقض من معاوية وأهل البيت علیهم السلام .. ولا يتسع المجال لإيراده . وتقدم في المجلد الثامن توثيق جريمة معاوية في سم الإمام الحسن علیه السلام .

ويفترون على الشيعة بافتراء لايخطر على بال

- كتب (المشمر) في شبكة سحاب، بتاريخ 28- 3-2000، موضوعاً بعنوان (الرافضة وعاشوراء والليلة الظلماء !!!)، قال فيه:

بدأ الروافض في الإستعداد للإحتفالات بيوم عاشورا، وهو يوم الحزن عندهم لأن الحسين رضي الله عنه قتل في ذلك اليوم، ومنذ أول يوم من محرم يتوقف الطلاب عن الدراسة، بل يقوم كثير من مدراء المدارس بطرد الطلاب ومنعهم من دخول المدرسة، بحجة أن عندهم تحاريم، فيجب عليهم التوقف عن الدراسة، وقد ذكر لي أحد الأخوة ممن يُدرسون في مناطق الرافضة أن المدارس في هذه الأيام تخلو من الطلاب، وتنتشر في أسواقهم هذه الأيام الملابس السوداء، والشعارات السوداء، وقد كتب عليها واحسيناه، آه يا حسين

ص: 80

، حسين. الخ. وبدأت الحسينيات في وضع السرج والألوان السوداء، واللوحات القماشية، وبدأت في فتح أبوابها، ويقوم الضلال الرافضة في الغناء والبكاء عليهم، ومن أقوالهم في ذلك: من بكى أو تباكى على الحسين وجبت عليه الجنة . ويقومون بضرب الروؤس والقامات بالسكاكين والسيوف والسلاسل، حتى تسيل دماؤهم النجسة .

هذا جزء مما يحدثه الروافض في هذه الأيام، وتقوم وسائل الإعلام العربية والعالمية ببثه على أنه يمثل الإسلام !

هذا ما يراه العامة، أما ما يقع بين الروافض أنفسهم في هذه الأيام، وخاصة في ليلة عاشوراء، فحدث عن المنكر والزنا واللواط، الحنان كما يسمونه ولاحرج.. ولعل عند الأخوة المزيد عن ما يدور هذه الأيام لدى الروافض، فأرجو إفادتنا عن ذلك والله أعلم !!

- فكتب (الحماد) بتاريخ 8-4-2000:

أخي الفاضل .. أما اللطم وشق الجيوب والدعاء بدعوى الجاهلية، فهذا موجود ومعروف . أما الليلة الظلماء وما فيها من لواط وزنا، فهذا غير صحيح على حسب علمي، ومن كان لديه غير هذا الكلام فليفدنا به . وكلامي عن الروافض الإمامية .

- فكتب المدعو (الواضح):

لعن الله الرافضة . . قتلوه . . ثم عبدوه ! ووالله الذي لا إله غيره إن الحسين بن علي رضي الله عنه وعن أبيه .. بريئان من الرافضة الكفار الفجار، ومن مفترياتهم وأكاذيبهم . . سود الله وجوه الرافضة وأخزاها !!

ص: 81

- قال العاملي: ومن المعلوم أن شبكة سحاب تفتري على الشيعة وتتشتمهم وتسبهم، ولا تسمح لأحد بأن يرد على افتراءاتها !!

- كتب (الحبيب) في الساحة الإسلامية، بتاريخ 25-6-1999، موضوعاً بعنوان: (قصة ليلة عاشوراء وسيد ؟)، قال فيه:

إنهم في ليلة عاشوراء يجتمعون في مكان عام نساءً ورجالاً، ومن ثم تطفأ الأنوار، ثم أكرمكم الله يزني كل رجل بأي مرأة يختارها، والأطفال الناتجين من عملية هذه الليلة يطلق عليهم لقب سيد، فيقال السيد فلان بن فلان !

(إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعاً لست منهم في شئ) .

- فكتب (فرزدق) بتاريخ 25 -6-1999 أيضاً:

والله ما أظنك إلا ابن زنا، تريد التخفيف عما في نفسك من عُقَد وفي عقلك من لوثة .. ولما لم تجد في من تبغضه أعني الإمام علي بن أبي طالب علیه السلام أي منقصة .. عَدَوْتَ على ذُرّيته السادة لتقول فيهم ما لم يقله أنجس النواصب . . . اللهم إلا أن تكون أنجس من ذلك وألعَن . . .

ألا لعنةَ الله على كل ناصبيّ كافر خبيث . . .

- وكتب (إسماعيل الحكاك) في نفس اليوم:

أنا لا أجيبك بمثل كلامك البذئ الذي ينبئ عن قلة أدب، ولكن أسألك:

لماذا السنة يسمون أبناءهم بالسادة، هل سمعت عن القراء المصريين فإن فيهم من يسمى بالسيد سعيد، والآخر بالسيد متولي عبد العال، و.. هل تعتقد أنهم ولدوا في ليلة عاشوراء ؟ ولماذا تحتفلون أنتم في يوم عاشوراء وتعرسون فيه، هل تريدون أن تصبحوا سادة، وتقضون ليلة عاشوراء.. ؟

ص: 82

إن الشيعة إنما يحييون ليالي عاشوراء لأنهم على سيرة النبي صلی الله علیه و آله لأن النبي صلی الله علیه و آله قال: حسين مني وأنا من حسين .

ونحن نحيي ليلة عاشوراء لأنها سهم يقع في قلوبكم ! لأنها ليلة قضى فيها الامام الحسين وأصحابه علیه السلام حتى الصباح بالعبادة ! إننا نحي تلك الليلة، ولكن ليس فيما تتصور يا أيها السيد من تلك الليالي السنية !

- وكتب (عبد الله الشيعي) بتاريخ 26 -6-1999:

هل حقاً يؤمن السنة بما قاله البغيض .. فأبشر بكلامك الذي سوف تسأل عنه يوم القيامة .. فحسبك بالله حاكماً وبمحمد خصيماً وبجبرائيل ظهيراً .. والسلام من الله خير تحية . سبحان الذي أذل عباده بالموت .

- وكتبت (شجرة الدر) بتاريخ 26 -6-1999:

أنا سنية ولكن أقر بوجود الساده والأشراف، وهم عندنا في الحجاز من نسل الحسن والحسين وبقية آل بيت النبوة، وهم عوائل محترمة ومعروفة، وقد نزح بعضهم لبلدان كثيرة كجاوه وحضرموت . وأشهر هذه العائلات عموماً عندنا السنه هي: المحضار - الجفري- الحريري - المرزوقي- العطاس- العيدروس، وغيرها من العوائل المحترمة . هؤلاء هم السادة .

وهناك الأشراف وأشهرهم عائلة البركاتي والعبدلي، وكذلك آل عون وهم من الأشراف الذين حكموا مكة، ويقربون لحسين ملك الأردن الراحل .

هذا هو الحال عندنا كسنة، وأنا شخصياً أمي من السادة، وخالي لايناديه الناس إلا بسيد كنوع من الحب والتقدير للرسول وأهله، ولكن دون غلو .

ص: 83

والكثير منهم لهم شجرات نسب تثبت ذلك، بل إن بعضها رغم كونهم سنة، إلا أن شجرتهم العائليه موجودة عند الشيعة في العراق . وأظن أن الشيعة كذلك يطلقون سيد على من ارتبط بصلة الدم بالحسن والحسين .

ولا ينبغي أن تستخدم أخي كاتب المقال هكذا أسلوب، وتطلق تهماً دون أدلة، فهل شاهدت ذلك بأم عينك حتى تحكم ؟! لاتقل قال فلان وعلان ! فأنا أيضاً سمعت ولكن لا أصدق !

إذا كان الأسلوب المنحط الذي كتب به أحدهم عن الفاروق رضي الله عنه هو الذي دفعك لهذا، أقول هو يكتب ويمثل نفسه ومستواه، وعلينا أن لانعيره اهتماماً لا أن نجاريه !!

إذا جاريت في خلق دنيئاً *** فأنت ومن تجاريه سواء

كما أرجو من الأخوة الشيعة أن يحسموا هذا الموضوع، ويعطوا للمتسائل جواباً مفصلاً من هو السيد عندهم. وأتمنى من الجميع التحلي بأدب الحوار .

المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده .

- وكتبت (شجرة الدر) أيضاً بتاريخ 26 -6-1999:

الزميل إسماعيل الحكاك .. لم أنتبه لكلامك إلا الآن، وصحيح أن كاتب المقال تجاوز حدوده كثيراً، ولكنك فعلت ما فعله، وأخذت السنة بجريرته، ورميتهم بأشنع التهم البطالة، فنحن يا سيدي لانفعل في عاشوراء شيئاً، سوى الصيام وقبله يوم أو بعده يوم، اقتداءً بالرسول صلى الله عليه وسلم، لا أكثر ولا أقل. فرجاء انتبه لكلماتك، ولا تأخذنا بذنب شخص أساء الأدب، كما أني لم آخذكم بذنب (عاشق عمر) الذي أساء إلى الفاروق كثيراً . ثم والكلام للجميع

ص: 84

وأولهم من فتح الموضوع، أن هذا حوار . . لا منابر ألفاظ نابية وقذف، فاتقوا الله في أنفسكم، وعودوا إلى ربكم .

المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده .

- فأجابها (فرزدق) بتاريخ 26 -6-1999:

الأخت الكريمة شجرة الدر .. شكراً لك على كلامك الموضوعي.. وأزيدك عليه بأن من أشهر الشرفاء في الحجاز هو الشريف إدريس بن قتادة بن مطاعن وأظنه كان يعيش في القرن الرابع الهجري، ومطاعن هذا هو الذي قال في حقة الشاعر:

من كان طعناً في أبيه وأمه *** فليعتقد طعناً بآل مطاعنِ

والحمد لله فإنني ممن ينتسب إليه .. وأما السادة فهم عُرفاً المنتسبون إلى رسول الله صلی الله علیه و آله عن طريق الأب .. وأما شرعاً فهم في الحقيقة كل من انتسب إلى هاشم جد النبي صلی الله علیه و آله بطريق الأب، وهناك آثار شرعية تترتب على هذا الإنتساب كاستحقاق الخمس لو كان المنتسب فقيراً، وحرمة الزكاة عليه ومنها الصدقة، إلا إذا كانت من سيد مثله ..

وأما قولك أخيراً بأن كلام هذا الناصبي كان ردة فعل عمن كتب عن عمر - ولا أعرف من تقصدين - فأقول لك هذا قياس مع الفارق، فإن من يكتب من مصادركم كلاماً فيه خدشة لعمر أو غير عمر لا يمكن مقارنته بمن يكذب مثل هذه الكذبة الشنيعة الفظيعة دون أدنى دليل أو أبسط برهان، اللهم سوى حقد دفين على أبناء علي وفاطمة سلام الله عليهما .. وإني أتحداه وأتحدى غيره أن يذكر لي مكاناً في العالم يجتمع فيه الشيعة نساءاً ورجالاً ليلة عاشوراء، من دون أن يكون هناك أدنى حاجز بينهما !

ص: 85

وفي الختام: لعلّي أنشر قريباً قصيدة الشريف قتادة الحسني في رثاء فاطمة الزهراء علیها السلام .

- فكتبت (شجرة الدر) بتاريخ 26-6-1999:

أخي الفرزدق . . تحيه طيبه وبعد . . .

أولاً: إقرأ مقال عاشق عمر، وبعدها نكمل هذا الحوار .

ثانياً: ما رأيك في قول إسماعيل الحكاك .... والسنة أمثالك ؟!

بكل صراحة وموضوعية وبعدها أيضاً نكمل الحوار .

ثالثاً: هل قرأت ردي عليك في موضوع الى المراقب . وشكراً .

- فكتب (فرزدق) بتاريخ 26 -6-1999:

الأخت الكريمة شجرة الدر ..

1 - الحمد لله لقد حُذف مقال عاشق عمر قبل أن أقرأه ..

2 - أنا ضد من يتهم الطرف الآخر خاصة من يعمم الإتهام من دون دليل ولا برهان، ولكني مع من يناقش أو يرد أو حتى يتّهم، ولكن بالدليل والبرهان البيّنين، وعليه فلا أقبل عبارة (السنة أمثالك) من الأخ إسماعيل، وأقول له إن أمثال حبيب ليسوا بسنة بل هم نواصب، وأما السنة كالأخت شجرة الدر، فلم ولن يقبلوا بهذا الهُراء أبداً . .

3 - لقد قرأتُ الرد وشكراً لك مرة أخرى، ولعلّي أوافيك برد عليه، بإذنه تعالى.. ولقد كنت أرجو أن تتأملي طويلاً فيما ذكرته لك بالنسبة لمعاوية أو ما ذُكر في مقال: معاوية في الميزان، وهل هو قابل للتوجيه الذي تذكرين . . وعلى كل حال، أدعو الله من صميم قلبي أن يمنحنا جميعاً قوة البصيرة كما

ص: 86

أعطانا نور البصر لكي نميّز الحق من الباطل والهدى من الضلالة.. ولعمري فالحق واضح وضوح الشمس في رابعة النهار لا يخفى إلاّ على من أغمض عينيه عنه أو كان أعمى . والحمد لله رب العالمين على الهداية .

- وكتب (منتظر) في نفس اليوم:

سجل عندك يا الحبيب: عدد نساء الشيعة في العالم = العدد مضروب في 80 جلدة، حد قدف المحصنات الغافلات !! فهل سوف تتحمل ذلك ؟!

سر غيظهم من مراسم عاشوراء.. هو زيارة عاشوراء

- كتب (صريح) في شبكة هجر بتاريخ 3-9-1999، الثانية ظهراً، موضوعاً كشف فيه عن سر غيظهم من عاشوراء، بعنوان (تربية سنوية على اللعنة المئوية . . ؟ ؟ ! !)، قال فيه:

دعاء في زيارة عاشوراء

ثم تقول مئة مرة: اللهم العن أول ظالم ظلم حق محمد وآل محمد وآخر تابع له على ذلك) كتاب مفاتيح الجنان ... عباس القمي... ص 555 . . .

هؤلاء هل هم يطلبون الوحدة الإسلامية ... أم هي تنشئة الجيل على الحقد والكراهية وشحن النفوس وتهيئتها عند حصول فرصة للتنفيس عن كوامنها ؟!

- فكتب (الشطري) بتاريخ 3-9-1999، الرابعة والنصف عصراً:

قال الله تبارك وتعالى في كتابه المجيد:

إن الذين يؤذن الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخره وأعد لهم عذاباً مهينا .

ص: 87

- فأجابه المدعو (صريح) بتاريخ 3-9-1999، الخامسة عصراً:

الشطري . . ليت كل قومك مثلك .. بدون تقية ونفاق ولف ودوران ... لأجل أن نستريح من كثرة الكلام !! أنت تصرح بأنك تلعن الصحابة بتعليقك هذا ! وأنا ما لاأريد منكم إلا مثل هذا الإعتراف فقط ! والصراحة راحة! وطبيعي الذي تقوله لأن دينك غير دين الرسول صلى الله عليه وسلم وغير دين الصحابة، ومنهم آل البيت رضي الله عنهم أجمعين ! وإنما دينك تأخذه من دهاليز وسراديب وتواقيع ونواب ومؤلفات كلها ظلمات بعضها فوق بعض ! أجل فيه دين تتطور أصوله !! هذا دين الشيعة ! دينكم !

أما الإسلام فأصوله ثابتة لا تتغير والإجتهاد في الفروع لا في الأصول . واللعن الذي تعلق عليه أصبح من أصول دينكم ومن أفضل عباداتكم !! ولو بحثت بحث المنصف لوجدت الكثير من اللعن واللعن واللعن... مما يدل على أنه ليس مأخوذاً عن آل البيت ولا عن ذوي المرؤة... ممكن تجد بعض اللعن على معاصي . . لكن بالشكل الموجود عندكم مستحيل مستحيل مستحيل ! عافيه عليك . . عسى فهمت !

اللهم ارض عن الصحابة أجمعين، ومنهم آل البيت، والعن من لعنهم، وأخزه وأذله، يا قوي يا عزيز .

- وكتب (كميل) بتاريخ 4 -9-1999 الواحدة صباحاً:

إلى صريح .. هل يحرم لعن ظالمي آل محمد ؟ هل في ذلك النص لعن لفلان أو فلان ؟! وكيف تعترض على القرآن في لعن من يؤذي النبي ؟!

ومَنْ هم (الذين يؤذون النبي ويقولون هو أذن) أليسوا من الصحابة ؟!

ص: 88

ومَنْ هم الذين (ابتغوا الفتنة من قبل)(ومنهم من يلمزك في الصدقات فإن أُعطوا منها رضوا وإن لم يُعطوا منها إذا هم يسخطون) فهل تمنع عن قراءة القرآن ؟

- وكتب (شعاع) بتاريخ 4 -9-1999، السابعة صباحاً:

عفواً ياشطار.. الآيات التي ذكرتها ليست في المهاجرين والأنصار، فهؤلاء فدوا أنفسهم وأهليهم وأموالهم من أجل الاسلام ورسول الله ... فكيف نتوقع أنهم يبحثون عن المال أو أنهم يؤذون النبي وهم من نصروه في وقت عصيب، وهم الذين أثنى عليهم القرآن مراراً وتكراراً.. فكيف يكونون هم المقصودين؟ إلا اذا كان القرآن يعارض بعضه بعضاً .. عموماً الآيات نزلت في أناس من الأعراب والمنافقين ولم تكن في المهاجرين والأنصار.

- كتب (الفاطمي) في شبكة هجر بتاريخ 3-12-1999، الثالثة صباحاً، موضوعاً بعنوان (هذه هي الأسئلة التي تتهرب منها أيها المشارك، تفضل وجاوب إذا تقدر .. وأتحداك)، قال فيه:

إلى الزميل المشارك .. صبحك الله بالخير. هذه الأسئلة التي تتهرب منها:

1 - قلت أيها الزميل قبل تخريب هجر: نحن متفقون على طرد النصارى الأمريكان مع أن بن باز مفتي الجزيرة أفتى بجواز الإستعانة بالنصارى، وإلى الآن لم تصدر لجنة الإفتاء بالمملكة فتوى تناقض ذلك.

فالسؤال هو: لماذا تطعن في مفتي الجزيرة وأعضاء لجنة الإفتاء ؟ وهل أنت أفضل منهم ؟؟

2 - لماذا تفحش بالقول ! مع أن النبي صلی الله علیه و آله نهى عن ذلك ؟

ص: 89

3 - لماذا لم تذكر أقوال علماء الشيعة في جرح هذه الرواية: رواية الحمار يعفور، وطعنهم فيها أليس هذا من القول بالزور ؟ ولماذا لم تذكر رواياتكم عن هذا الحمار يعفور من كتبكم ؟ إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّناهُ لِلنَّاسِ في الْكِتَابِ أُوْلئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاعِنُونَ

4 - قلت: وما زلت تفتري على معاوية رضي الله عنه.

أقول: قل أيها المشارك: لعن الله من لعن علياً أو سبه أو أمر بسبه. تقدر؟!

5 – قلت: وطالما أن السب ممنوعٌ هنا فسأتقيد بهذا المنع مع اقتناعي بجوازه فيمن يلعن الصحابة ويكفرهم .

والسؤال هو: هل السب ممنوع هنا فقط،، ألم ينهي (كذا) عنه رسول الله صلی الله علیه و آله ؟ نريد جواب مباشر (كذا) .

6 - لماذا لا تطعن فيمن يطعن في رسول الله صلی الله علیه و آله ويقول إنه كان يسب ويشتم ويلعن المسلمين، في حين أنك نزلت مقالة في البغدادي.. ونحن نؤيدك على ذلك بل وأشكرك .. ننتظر الجواب إذا سمحت وتكرمت، ولكن بدون تفحش ولف ودوران، ممكن ؟

- وكتب (مشارك) بتاريخ 3-12-1999، الثامنة صباحاً:

لا نستطيع الإكمال هنا يا فاطمي، إلا إذا كنت تستطيع الجواب هنا على هذا . . . زيارة الإمام الحسين علیه السلام يوم عاشوراء:

السلام عليك يا أبا عبد الله السلام، عليك يابن رسول الله، السلام عليك يابن أمير المؤمنين وابن سيد الوصيين، السلام عليك يابن فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين . السلام عليك يا ثار الله وابن ثاره والوتر الموتور .

ص: 90

السلام عليك وعلى الأرواح التي حلت بفنائك، عليكم مني جميعاً سلام الله أبداً ما بقيت وبقي الليل والنهار .

يا أبا عبد الله، لقد عظمت الرزية وجلت وعظمت المصيبة بك علينا وعلى جميع أهل الإسلام، وجلَّتْ وعظمتْ مصيبتك في السماوات على جميع أهل السماوات، فلعن الله أمةً أسست أساس الظلم والجور عليكم أهل البيت ولعن الله أمة دفعتكم عن مقامكم، وأزالتكم عن مراتبكم التي رتبكم الله فيها، ولعن الله أمة قتلتكم، ولعن الله الممهدين لهم بالتمكين من قتالكم . برئت إلى الله وإليكم منهم، ومن أشياعهم وأتباعهم وأوليائهم .

يا أبا عبد الله إني سِلْمٌ لمن سالمكم، وحربٌ لمن حاربكم إلى يوم القيامة . ولعن الله آل زياد وآل مروان، ولعن الله بني أمية قاطبة، ولعن الله ابن مرجانة، ولعن الله عمر بن سعد، ولعن الله شمراً، ولعن الله أمة أسرجت وألجمت وتنقبت لقتالك .

بأبي أنت وأمي، لقد عظم مصابي بك، فأسأل الله الذي أكرم مقامك وأكرمني أن يرزقني طلب ثأرك مع إمام منصور من أهل بيت محمد صلی الله علیه و آله . اللهم اجعلني عندك وجيهاً بالحسين في الدنيا والآخرة .

يا أبا عبدالله، إني أتقرب إلى الله وإلى رسوله وإلى أمير المؤمنين وإلى فاطمة الزهراء وإلى الحسن وإليك، بموالاتك وبالبراءة ممن أسس أساس ذلك وبنى عليه بنيانه، وجرى في ظلمه وجوره عليكم، وعلى أشياعكم . .

برئت إلى الله وإليكم منهم، وأتقرب إلى الله ثم إليكم بموالاتكم وموالاة وليكم وبالبراءة من أعدائكم والناصبين لكم الحرب، وبالبراءة من أشياعهم وأتباعهم . إني سلم لمن سالمكم وحرب لمن حاربكم، ووليٌّ لمن والاكم

ص: 91

وعدوٌّ لمن عاداكم . . فأسأل الله الذي أكرمني بمعرفتكم ومعرفة أوليائكم، ورزقني البراءة من أعدائكم، أن يجعلني معكم في الدنيا والآخرة، وأن يثبت لي عندكم قدم صدق في الدنيا والآخرة .

وأسأله أن يبلغني المقام المحمود لكم عند الله، وأن يرزقني طلب ثأركم مع إمام هدى ظاهر ناطق بالحق منكم، وأسأل الله بحقكم وبالشأن الذي لكم عنده، أن يعطيني بمصابي بكم أفضل ما يعطي مصابا بمصيبته.. مصيبةٌ ما أعظمها وأعظم رزيتها في الإسلام وفي جميع السماوات والأرض .

اللهم اجعلني في مقامي هذا ممن تناله منك صلوات ورحمة ومغفرة . اللهم اجعل محياي محيا محمد وآل محمد، ومماتي مماتَ محمد وآل محمد .

اللهم إن هذا يوم تبركت به بنو أمية، وابن آكلة الأكباد، اللعين ابن اللعين على لسانك ولسان نبيك صلی الله علیه و آله !

اللهم العن أبا سفيان ومعاوية ويزيد بن معاوية، عليهم منك اللعنة أبد الآبدين . وهذا يوم فرحت به آل زياد وآل مروان بقتلهم الحسين صلوات الله عليه . اللهم فضاعف عليهم اللعن منك والعذاب .

اللهم إني أتقرب إليك في هذا اليوم وفي موقفي هذا وأيام حياتي بالبراءة منهم واللعنة عليهم، وبالموالاة لنبيك وآل نبيك عليه وعليهم السلام .

ثم تقول العبارة الآتية مائة مرة، وفي حالة الإختصار تقولها مرة ثم تعيدها مرة ثانية

وتقول في آخرها تسعاً وتسعين مرة: اللهم العن أول ظالم ظلم حق محمد وآل محمد وآخر تابع له على ذلك . اللهم العن العصابة التي جاهدت الحسين وشايعت وبايعت وتابعت على قتله. اللهم العنهم جميعاً.

ص: 92

ثم تقول العبارة الآتية مائة مرة، وفي حالة الإختصار تقولها مرة ثم تعيدها مرة ثانية، وتقول في آخرها تسعاً وتسعين مرة:

السلام عليك يا أبا عبد الله وعلى الأرواح التي حلت بفنائك، عليك مني سلام الله أبداً ما بقيت وبقي الليل والنهار، ولا جعله آخر العهد مني لزيارتكم، السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين وعلى أولاد الحسين وعلى أصحاب الحسين .

ثم تقول: اللهم خص أنت أول ظالم باللعن مني، وابدأ به أولاً ثم الثاني والثالث والرابع، اللهم العن يزيد خامساً، والعن عبيد الله بن زياد، وابن مرجانة، وعمر بن سعد، وشمراً، وآل أبي سفيان، وآل زياد، وآل مروان إلى يوم القيامة .

ثم تسجد وتقول: اللهم لك الحمد حمد الشاكرين لك على مصابهم . الحمد لله على عظيم رزيتي، اللهم ارزقني شفاعة الحسين يوم الورود، وثبت لي قدم صدق عندك مع الحسين وأصحاب الحسين، الذين بذلوا مهجهم دون الحسين علیه السلام .

http://shialink.org/duaa/ashora.html

من المقصود بالأول والثاني والثالث ؟

إذا كنت لاتستطيع الإجابة، فلنتحول إلى شبكة شيعة لنك، وبشرط أن تبقى مداخلاتنا هناك، ولا تنقل المواضيع إلى هنا .

بالنسبة لسب أعداء الدين فهو جائز، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم لحسان: أهجهم وروح القدس معك، ونحن نسب من يلعن أبا بكر وعمر وعثمان ومعاوية . (ولم يقل وعلياً، فمن سب علياً لا يسبونه !!)

- فكتب العاملي بتاريخ 3-12-1999، التاسعة صباحاً:

ص: 93

أما النواصب يامشارك فهم يسكتون عن الذين سبوا علياً علیه السلام ، ولعنوه ! فهل أنت كذلك ؟!

- وكتب (كميل) بتاريخ 3-12-1999، الواحدة إلا الثلث ظهراً:

هذا يعني أنكم تسبون رسول الله صلی الله علیه و آله ، نعوذ بالله من غضب الله، وذلك لأنه ثبت في كتبكم أن الرسول صلی الله علیه و آله قد لعن معاوية !!

سؤال: لماذا لم تضف علياً علیه السلام مع من ذكرتهم ؟!

أم أن علياً علیه السلام ليس صحابياً ؟! ولاحول ولا قوة إلا بالله .

- وكتب (مشارك) بتاريخ 3-12-1999، الواحدة ظهراً:

نحن نتبرأ من الروافض والنواصب، ونسب ونشتم من يلعن علياً رضي الله عنه من النواصب. قلنا لكم مراراً لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه لعن معاوية، ونتحداكم أن تأتوا بحديث واحد صحيح في هذا .

- وكتب (الفاطمي) بتاريخ 3-12-1999، السابعة إلا ربعاً مساءً:

مساك الله بالخير، إشلونك واشلون التمزق معاك ؟! حصلت لك أخصائي علاج طبيعي أم لأ ؟ عموماً الله يعينك على هالنحشة (الفرار).

قلت لك: ننتظر الجواب، إذا سمحت وتكرمت، ولكن بدون تفحش ولف ودوران، ممكن رديت . وقلت: لن نستطيع الإكمال هنا يا فاطمي إلا إذا كنت تستطيع الجواب هنا على هذا .

أقول: هذه حيدة على ما أظن؟ فهذه أسئلتي لك من قبل، فالمفروض أن ترد على أسئلتي لا أن ترد بسؤال! ولماذا لا تستطيع الإكمال هنا إلا إذا جاوبت سؤالك ؟ وما الربط بين إجابتك هنا، والجواب على سؤالك وشيعة لينك ؟! وهل

ص: 94

تريد أن تشتم وتفحش بالقول في شيعة لينك؟ مثلما فعلت من قبل؟! ولماذا تصر على ترك سنة النبي صلی الله علیه و آله ؟ فهل كان رسول الله صلی الله علیه و آله متفحشاً وسباباً؟ وقولك هذا يدل على تهربك وعدم مقدرتك على الجواب، ولذلك تريد أن تشعب الموضوع إلى مواضيع أخرى وتضيع الأسئلة التي تتهرب من الجواب عليها ؟!

ولماذا أجبت على السؤال رقم (5) ولم تجب على بقية الأسئلة ؟!

ولماذا تناقض نفسك يالمسكين ؟ وبعدين تزعل وتمد بوزك (تغضب) إذا قلنا لك يا أبو تاج ونجمة في التهرب والتنحش والتفحش؟

خلك قدها (إبق بمستواها) وجاوب على الأسئلة ولا تتهرب، وأثبت أنك لا تفر .. ولا أعتقد أنك تفعلها !

قلت يا ...: بالنسبة لسب أعداء الدين فهو جائز، وقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم لحسان اهجهم وروح القدس معك، ونحن نسب من يلعن أبا بكر وعمر وعثمان ومعاوية .

أقول: من أين أخذت بقولك هذا: بالنسبة لسب أعداء الدين... الخ. وفي البخاري عن أنس قال: لم يكن النبي سباباً ولا فحاشاً ولا لعاناً. وعن إمامك الذي تدافع عنه: قيل لرسول الله أدع على المشركين قال: إني لم أبعث لعاناً إنما بعثت رحمة . وقال صلی الله علیه و آله لأم المؤمنين عائشة: وإياك والعنف والفحش، مع أنها كانت تردُّ على اليهود بزعمكم عندما قالوا للرسول صلی الله علیه و آله : السام عليكم .

ولقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر.

وهلاَّ تأسَّيْتَ بالرسول صلی الله علیه و آله ؟ فالنبي لم يكن سباباً ولا فحاشاً ولا لعاناً، فمن أين أتيت بقولك ؟!

قلت يا أبا تاج ونجمة:ونحن نسب من يلعن أبا بكر وعمر وعثمان ومعاوية .

ص: 95

أقول: ولماذا لا تسب من يطعن في نبي الرحمة صلی الله علیه و آله ويقول إنه كان يسب ويلعن المسلمين، والعياذ بالله؟! أتسب من يسب أبا بكر والذين ذكرتهم، ولاتسب من يطعن بخير خلق الله محمد بن عبد الله صلی الله علیه و آله ؟؟!! عجيب أمرك يا رجل ؟!! ولماذا نسيت علياً علیه السلام ولم تنس معاوية ؟ والظاهر أن معاوية عندك أفضل من النبي صلی الله علیه و آله ، ومن علي علیه السلام ؟!

قلت: نحن نتبرأ من الروافض والنواصب ونسب ونشتم من يلعن علي رضي الله عنه من النواصب . ولماذا تناقض نفسك وتقول: نحن نسب ونلعن من يشتم علي من النواصب؟!

ولماذا رفضت أن تقول: لعن الله من لعن علياً أو سبه أو أمر بسبه، ما دام إنك تسب وتلعن من يلعن علياً علیه السلام ؟

ولماذا هذا التناقض ؟ ولماذا الكذب؟ فهل تعرف إن الكذب علامة النفاق ؟ قلها يا رجل ولا تكذب ؟ لا أعتقد إنك تقولها وأنت تعلم لماذا ؟!

وبعدين تزعل (تتأذى) إذا قلنا لك أبو وجهين ! عجيب أمرك يا رجل!! (يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون. كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون) !! (فهل من مدكر) ؟!!

- وكتب (مشارك) بتاريخ 3-12-1999، العاشرة ليلاً:

انتظرني إلى الغد يا فاطمي .

- وكتب (الفاطمي) بتاريخ 4-12-1999، الرابعة والنصف عصراً:

سوف أنتظرك إلى ... ما شاء الله .

ولأي الأمور تدفن ليلاً *** بضعة المصطفى ويعفى ثراها ؟

ص: 96

- وكتب (مشارك) بتاريخ 4-12-1999، الخامسة والثلث عصراً:

كلامك ملئ بالكذب والطعن والإفتراء والجهل، وأسلوبك عامي، وأنت تحب الجدل والسفسطة، سأخصص لك موضوعاً واحداً فقط .. من قال أن النبي صلى الله عليه وسلم يلعن المسلمين يا كذاب ؟ لقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم لعن بعض قبائل المشركين عموماً . نكمل هنا يا فاطمي:

http://www.shialink.org/muntada/Forum2/HTML/000600.html

- وكتب (ملاحظ هجر) بتاريخ 4-12-1999 السادسة إلاربعاً مساءً:

الرجاء إكمال حواركما خارج شبكة هجر الثقافية، في الموضوع الذي خصصه مشارك وشكراً .

- وكتب العاملي بتاريخ 11-12-1999، السادسة صباحاً:

إلى مشارك . . مالك إذا دخل شهر رمضان صرت أكثر تشنجاً وعصبية ؟

تريد أن تفصل كل الناس بمقاسك ! وتريد من شيعة علي بن أبي طالب أن يسكتوا عن لاعنيه، وأن يترضوا على معاوية ! !

وتريد أن يجيبوك على كل سؤال، ولا يطالبوك بالإجابة على نصف سؤال!

وتريد من كل المسلمين أن يقروا لك بكفرهم ويحكموك في رقابهم !

وتريد من هذا . . وذاك . . وذلك !

كأنك ولي أمرهم، لا تسأل عما تفعل وتسألهم جميعاً ! !

إن السؤال الذي هو أهم من جميع أسئلتك، والذي هو متقدم رتبة على كل الأسئلة هو: هل تعتبر المسلمين كلهم كفاراً إلا من وافقك الرأي ؟!

فإذا كنت تعتبرهم كفاراً، فكيف يمكن لأحد مواصلة النقاش معك؟! فيجب أن ينحصر النقاش في خطئك في تكفير المسلمين:

http://www.hajr.org/hajr-html/Forum3/HTML/000294.html

ص: 97

- وكتب (مشارك) بتاريخ 11-12-1999، السابعة صباحاً:

لا، يا عاملي .. لا أعتبر كل المسلمين كفاراً إذا خالفوني في الرأي، فأجبني على سؤالي في موضوع العروة .

ويا رافضي .. هل حكمك هذا علينا بأننا نواصب، ينطبق على غشمرة وبدر الكويت وحكيم العرب أم لا ينطبق ؟ وأين التفريق ؟

- وكتب (مشرف الواحة) في 11-12-1999، الثامنة إلا ربعاً صباحاً:

نبهتكم أكثر من مرّة ياإخوان لإكمال المناقشة هذه خارج هجر، في الموضوع الذي خصصه المشارك، وأبيتم ذلك !

(تمّ حذف المواضيع المخالفة وتمّ غلق الموضوع. مشرف الواحة) .

- قال العاملي:

كانت شبكة هجر في ذلك الوقت اتخذت قراراً بمنع النقاش المذهبي، وحصره في نقاش القضايا المعاصرة . . ثم عادت بعد مدة وسمحت به، ولكن مركزية النقاش انتقلت في هذه المدة إلى غيرها من الشبكات، مثل شبكة الموسوعة الشيعية، وشبكة الحق، وشبكة أنصار الحسين، وشبكة واحة الحوار الاسلامي، وشبكة منتديات القطيف.. وغيرها.

- كتب (مشارك) في الموسوعة الشيعية بتاريخ 11-12-1999، الثانية صباحاً، موضوعاً بعنوان (هدية قبل الوداع المؤقت . كل الروافض يسبون ويلعنون أبا بكر وعمر رضي الله عنهما)، قال فيه:

إلى المدافعين عن الرافضة .. هل يوجد رافضي واحد ينكر أنه يسب أبا بكر وعمر رضي الله عنهما في السر .. ويتبرأ من لعنهما ؟

ص: 98

بعض السنة يظن أن هناك من الروافض من ينكر أنه يسب أبا بكر وعمر في السر ويتبرأ من لعنهما.. ونقول لهؤلاء: بل الروافض مجمعون على سب أبي بكر وعمر من نعومة أظفارهم، هذا هو أساس دينهم، وهذه هي عقيدتهم التي كبر عليها الصغير وشاب عليها الكبير، لم نأت بهذا من عند أنفسنا، ولم نتكلم في النيات . وهؤلاء الروافض موجودون في ساحاتهم فاسألوهم هذا السؤال: هل يوجد منكم من ينكر أنه يسب أبا بكر وعمر رضي الله عنهما في السر ويتبرأ من لعنهما ؟

إسألوا موسى آل علي، والعاملي، والتلميذ، وقاسم جبر الله، والموسوي، وعمار، وبقية الروافض، ولن تجدوا من يقول أنا لا أسب أبا بكر وعمر أبداً في السر .. وسبب تيقني من هذه الإجابة يعود لأمور كثيرة هذا بعضها:

1 - هذه هي أقوال علماءهم في القديم والحديث في أهل السنة بعامة، تشهد باستحقاقنا للنار خالدين فيها أبداً، ويدخل فيها أبا بكر وعمر بطريق الأولى. يقول العاملي الملقب عندهم بالشهيد الثاني المتوفى سنة 966 ه-: (إن القائلين بإسلام أهل الخلاف - يعني أهل السنة وسائر المسلمين من غير طائفتهم - يريدون صحة جريان أكثر أحكام المسلمين عليهم في الظاهر، لا أنهم مسلمون في نفس الأمر، ولذا نقلوا الإجماع على دخولهم النار) .

بحار الأنوار: 8/368

ويقول المجلسي: (ويظهر من بعض الأخبار بل كثير منها أنهم في الدنيا أيضاً في حكم الكفار، لكن لما علم الله أن أئمة الجور وأتباعهم يستولون على الشيعة وهم يبتلون بمعاشرتهم. أجرى الله عليهم حكم الإسلام توسعة، فإذا ظهر القائم يجري عليهم حكم سائر الكفار في جميع الأمور، وفي الآخرة يدخلون النار

ص: 99

ماكثين فيها أبداً. وبه يجمع بين الأخبار، كما أشار إليه المفيد والشهيد الثاني) . بحار الأنوار: 8/369

ومن المعاصرين يقول آيتهم العظمى الحسيني المرعشي النجفي:

(أصول دين الإسلام على قسمين: قسم يترتب عليه جريان حكم المسلم وهو الشهادة بالوحدانية، والشهادة بالرسالة . وقسم: يتوقف عليه النجاة في الآخرة، والتخلص من عذاب الله والفوز برضوانه، والدخول في الجنة، فيحرم دخولها على من لم يعترف به ويساق إلى النار في زمرة الكافرين، ويسمى هذا القسم بأصول الإيمان) . النجفي من تعليقاته على كتاب إحقاق الحق للتستري:2/58 . . وهذا يفسر بالطبع سبب تلطف بعض الروافض في معاملة أهل السنة . وذلك أنهم أمروا بمعاملتنا معاملة المسلمين، لا أننا مسلمين حقيقة . وإلا فقد نقلوا الإجماع على دخولنا النار في الآخرة . ولذلك لا تتعجب من الرافضة عندما يستفزون أن يكفروك ويلعنونك ويحكمون بخلودك في النار . وهذا بعض ما عند الروافض:

قاسم جبر الله: أخلاق النصارى أفضل من أخلاق الوهابية بشكل عام.. وفي رأيي الخاص أن يبقى النصراني على نصرانيته أفضل من أن يتحول إلى وهابي .. وأنا مقتنع بهذا الكلام كل الاقتناع لتخف الجريمة .. لأن حركة الوهابية في طريقها الى مافيا الخليج، حيث أن المخالف في نظرها كافر ويستحق القتل، ولو كانت لها السلطة على العباد !! فسلام على العباد . ونراك على خير، وهداك الله .

الألمعي: إذا لم تدافع أنت عنهما ياوقود نار جهنم، فمن الذي يدافع عنهما ؟ كأني بكم في قعر نار جهنم تتدلى فيها ألسنتكم على بطونكم وتشتعل فيها النيران .. جزاء حقدكم ونصبكم العداء لمحمد وآل محمد، يقودكم فيها من

ص: 100

اتبعتم من الأولين والآخرين . ولا يتسع المقام لذكر أسماء، يا سوسة قد دست وأخذت تنخر في جسم الأمة ! قاتلكم الله أنى تؤفكون .

2 - كتبهم مليئة بسب الشيخين ولعنهما، بل بلعن أمهات المؤمنين عائشة وحفصة رضي الله عنهما، وهذه بعض الأمثلة:

يقول كبير الرافضة المجلسي في كتابه حق اليقين: (ومن المعلوم أن حضرة فاطمة وحضرة الأمير علیهما السلام، كانا يعدان أبا بكر وعمر منافقين.. بل كل من اعتقد بإمامة أبي بكر وقال بها فإنه أيضاً مات ميتة جاهلية وكفر وضلالة . . وعمر كذلك) . ص 204 – 205 . ويقول المجلسي: (إن العياشي روى بسند معتبر عن الصادق أن عائشة وحفصة لعنة الله عليهما وعلى أبويهما قتلتا رسول الله بالسم) . حياة القلوب: 2 / 700

3 - هذا ما قرأناه من كلام الروافض في ساحات الحوار، في شيعة لينك وهجر، وأنا العربي، وإليكم بعضه... لاحظوا إجابة الروافض:

عدو الزنادقة: هل سبق لك أن دعوت بهذا الدعاء ؟ وكم مرة تقريباً ؟ اللهم صل على محمد وآل محمد والعن صنمي قريش وجبتيهما وطاغوتيهما وإفكيهما وابنتيهما، الذين خالفا أمرك، وأنكرا وحيك، وجحدا إنعامك، وعصيا رسولك، وقلّبا دينك، وحرَّفا كتابك، وأحبَّا أعداءك، وجحد آلائك، وعطلا أحكامك، وأبطلا فرائضك، وألحدا في آياتك، وعاديا أوليائك، وواليا أعداءك، وخربا بلادك، وأفسدا عبادك . اللهم العنهما وأتباعهما وأولياءهما وأشياعهما ومحبيهما .

نموذج لإجابة من إجابات الروافض:

ص: 101

عبد النبي: أشكرك شكراً جزيلاً، لأنني كنت أبحث عن هذا الدعاء منذ مدة طويلة، وكلما سألت عنه أحد المؤمنين كان يجيبني إما بأنه لم يسمع به، أو أنه سمع به ولا يوجد عنده، أما سؤالك فأنا أتعهد لك بالتزام هذا الدعاء من الآن فصاعداً، وأنصح الأخوان المؤمنين بالتزامه وتعهده، خصوصاً عند الشدة والكرب، لأنه مجرب، وسمعت أنه سريع الإجابة، والكيفية: أن تقرأه ثم تسأل حاجتك، فإنها تقضى إنشاء الله .

نموذج آخر .. الموسوي: الدعاء الذي ذكرته إسمه دعاء صنمي قريش، أي أبو بكر وعمر، وقد جاء في كتاب المصباح للكفعمي، والدعاء كما جاء في نفس المصدر مما كان يدعو به أمير المؤمنين علیه السلام في أدعيته، وقد توفقت بعض المرات في قراءته وأسأل الله أن يوفقني مرة أخرى، والدعاء لايعرفه جميع الشيعة لأنه من غير المعهود لديهم قراءته، لعدم وجوده في كتب الأدعية المعروفة كمفاتيح الجنان، ولذا لاتستغرب أن لم يتعرف عليه بعضهم، وتعرفت عليه أنت . والدعاء وإن كان وارداً بسند ضعيف، ولكن مضمونه يعد من ضروريات مذهبنا، بحيث لا نعد الشخص شيعياً إذا آمن بأنهما مرضيين عند الله، فهل تتوقع أن نجاملك لنقول لك إننا نعتقد أن جميع الصحابة عدول، أو نقول لك أن أبا بكر وعمر في الجنة، فكتبنا مشحونة بأحاديث المطاعن، وقد كتب كثير من علمائنا مطاعنهم في كتبهم، ونحن لا نتنصل من ذلك، نعم نحن لا نلعنهم أمام من يعتقد بمنزلتهم، لأن أئمتنا أمروا بذلك . ولاحظ قوله: نعم نحن لا نلعنهم أمام من يعتقد بمنزلتهم لأن أئمتنا أمروا بذلك .

عدو الزنادقة: إذن فالدعاء ثابت عندكم أيها الموسوي، وهل يوجد من علماءكم من ينكر الدعاء بهذا الدعاء أم أنهم جميعاً متفقون عليه، أرجو

ص: 102

المواصلة معك أيها الموسوي، فأنا أكره الكاذبين . بالطبع أنا لا أرضى أن تلعن، ولكن أريد أن أعرف عقيدتكم منكم، أجبني عن سؤالي السابق حتى نستطيع المواصلة .

الموسوي: لقد أخبرتك أن الدعاء مذكور في بعض كتبنا، فإن كنت تقصد من كلمة (ثابت) أنه وارد بسند صحيح، فقد أخبرتك بأن ذلك غير ثابت، وإن كنت تقصد أن معاني الدعاء بشكل عام بما تتضمنه من اللعن مقبولة عند علمائنا، فالجواب هو نعم، ولايكون العالم عندنا موالياً لأهل البيت إلا إذا اعتقد البراءة ممن غصبهم حقهم كالخليفتين .

ولاحظ قوله: وإن كنت تقصد أن معاني الدعاء بشكل عام بما تتضمنه من اللعن مقبولة عند علمائنا، فالجواب هو نعم، ولايكون العالم عندنا موالياً لأهل البيت إلا إذا اعتقد البراءة ممن غصبهم حقهم كالخليفتين . .

4- يكثر الكثير من الروافض من ذكر هذه المقدمة في بداية حديثهم: بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وآله الطاهرين، واللعن الدائم على أعدائهم أبد الآبدين. فاسألوا أي رافضي هل يدخل أبا بكر وعمر في هذا اللعن الدائم أم لا ؟

5 - عندما سئل الكثير من الروافض هذا السؤال لم يتبرأ أي واحد منهم من هذا اللعن في أي ساحة من ساحاتهم .. وإليك هذا الدليل القاطع الذي لايستطيع أن ينكره الروافض أعداء الاسلام والمسلمين: زيارة الإمام الحسين علیه السلام يوم عاشوراء: http://shialink.org/duaa/ashora.html

من المقصود بالأول والثاني والثالث ؟ بالطبع هم أبو بكر وعمر وعثمان .

- وكتب (الفاطمي) بتاريخ 11-12-1999، الثالثة صباحاً:

ص: 103

مساك الله بالخير . الظاهر صدق حدسي بأنك تجهز ليوم الهروب الكبير ؟ وين ردك ؟ وين أجوبتك ؟ ما توقعت إنك إلى هالحد من التهرب والتنحش ؟

قل يا المشارك: لعن الله من قال أو يقول بأن رسول الله صلی الله علیه و آله شتم أو لعن أي من المسلمين من غير استحقاق أو بدون وجه حق.. وأيضاً هذه الجملة الخفيفة على اللسان: لعن الله من لعن علياً أو سبه أو أمر بسبه .. تقدر ؟ ما أعتقد ! فأنتم تدافعون عن الصحابة، وتطعنون في خير خلق الله صلی الله علیه و آله ؟ وأنتم تدافعون عن جميع الصحابة ما عدا علي بن أبي طالب !!

أسال الله أن يحشرك مع معاوية وأن يحشرني مع علي علیه السلام .

- وكتب (عمر) بتاريخ 11-12-1999، الثالثة صباحاً:

أفضل رد على الشيعة هذه الآية، سورة الأحزاب - 6: (النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم وأولو الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله من المؤمنين والمهاجرين إلا أن تفعلوا إلى أوليائكم معروفاً، كان ذلك في الكتاب مسطوراً . صدق الله العظيم. ويكفي بأنهم يخالفون الله في هذه الآيات .

- وكتب (مشارك) بتاريخ 23-3-2000، الثانية عشرة ظهراً:

والآن ياروافض هل يستطيع أي واحد منكم أن ينكر أن هذه هي عقيدة الروافض أجمعين ؟

- وكتب (الخزاعي) بتاريخ 23-3-2000، الواحدة إلا ثلث ظهراً:

نعم يا مشارك .. اللعن بما هو لعن ليس من عقائد الشيعة .. يا مشارك أنت تصف الشيعة بالمجوس فما تنتظر منهم ؟!!

ص: 104

يا مشارك اللعن منهج ذكره القرآن للتبرئ من أعداء الدين . ونحن نعتقد أن أعداء أهل البيت هم أعداء الدين. وعندما تجدني أقول... واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين، إنما ألعن أعداء الدين الذين لعنهم القرآن في أكثر من مناسبة. نعم بعض الشيعة كما قلت يقصدون أناساً محددين، وغيرهم من الشيعة لا يقصد فلان أو علان بعينه. أطلق العبارة على أعداء أهل البيت فإن كان فلان من أعدائهم سيشمله اللعن، وإلا فلا .

وأوضح مصداق لأعداء أهل البيت الذين يشملهم اللعن هم يزيد، وعبيد الله بن زياد، وشمر، والكثير ممن مارس القتل والتشريد لأهل البيت بصورة مباشرة وغير مباشرة .

أم أنك تعتبر هؤلاء من الصحابة الذين لا يجوز لعنهم يا مشارك !!؟

يا مشارك لم أر موضوعاً واحداً لك يخلو من هذه المضامين .. لماذا ؟!!

- وكتب (مشارك) بتاريخ 23- 3-2000، الرابعة إلا ربعاً عصراً:

ألست ممن يكثر من هذا اللعن: اللهم العن أول ظالم لآل محمد، ألا تقصدون بذلك أبا بكر الصديق رضي الله عنه؟ في انتظار الإجابة يا خزاعي ؟

- وكتب (أبو غدير) بتاريخ 23- 3-2000، الرابعة عصراً:

إلى مشارك .. قبل مغادرتك إقرأ هذه الآيات الكريمة، ثم أجبني لو سمحت.

1- وقالوا قلوبنا غلف بل لعنهم الله بكفرهم فقليلاً ما يؤمنون . ولما جاءهم كتاب من عند الله مصدقاً لما معهم وكانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا فلما جاءهم ما عرفوا كفروا به، فلعنة الله على الكاذبين .

ص: 105

2- إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين .

3- فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم فقل تعالوا ندع أبناءنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين .

4- أولئك جزاؤهم أن عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين .

5- من الذين هادوا يحرفون الكلم عن مواضعه ويقولون سمعنا وعصينا واسمع غير مسمع وراعنا لياًّ بألسنتهم وطعنا في الدين، ولو أنهم قالوا سمعنا وأطعنا وانظرنا لكان خيراً لهم وأقوم ولكن لعنهم الله بكفرهم فلا يؤمنون إلا قليلاً .

6- أولئك الذين لعنهم الله ومن يلعن الله فلن تجد له نصيراً .

7- وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا بل يداه مبسوطتان ينفق كيف يشاء وليزيدن كثيراً منهم ما أنزل إليك من ربك طغياناً وكفراً وألقينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة كلما أوقدوا ناراً للحرب أطفأها الله ويسعون في الأرض فساداً والله لايحب المفسدين .

8- لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون .

9- ونادى أصحاب الجنة أن قد وجدنا ما وعدنا ربنا حقاً فهل وجدتم ما وعد ربكم حقاً قالوا نعم، فأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظالمين .

10- وعد الله المنافقين والمنافقات والكفار نار جهنم خالدين فيها هي حسبهم ولعنهم الله ولهم عذاب مقيم .

ص: 106

11- ومن أظلم ممن افترى على الله كذباً أولئك يعرضون على ربهم ويقول الأشهاد هؤلاء الذين كذبوا على ربهم، ألا لعنة الله على الظالمين.

12- وأتبعوا في هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة، ألا إن عادا كفروا ربهم ألا بعداً لعاد قوم هود .

13- وأتبعوا في هذه لعنة ويوم القيامة يئس الرفد المرفود .

14- إن الذين يرمون المحصنات الغافلات المؤمنات لعنوا في الدنيا والآخرة ولهم عذاب عظيم .

15- وأتبعناهم في هذه الدنيا لعنة ويوم القيامة هم من المقبوحين.

16- إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والأخرة وأعد لهم عذاباً مهيناً .

17- إن الله لعن الكافرين وأعد لهم سعيراً .

18- وإن عليك لعنتي إلى يوم الدين .

19- أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم .

20- ويعذب المنافقين والمنافقات والمشركين والمشركات الظانين بالله ظن السوء عليهم دائرة السوء وغضب الله عليهم ولعنهم وأعد لهم جهنم وساءت مصيراً .

هل تعتقد أن الله سبحانه وتعالى معاذ الله، يسب ويشتم في الآيات المذكورة ؟! هل لعن الشيعة سبٌ وشتم ؟ هل نتبع سنة الله في اللعن، أم نتبع سنة ابن تيمية وبن باز ؟!!

يناديهم يوم الغدير نبيهم *** بخمٍّ وأسمع بالنبي مناديا

فمن كنت مولاه فهذا ولّيه *** فكونوا له أنصار صدق مواليا

ص: 107

هناك دعا اللهم وال وليه *** وكن للذي عادى عليّا معاديا

فيارب أنصر ناصريه لنصرهم *** إمام هدى كالبدر يجلو الدياجيا

- وكتب (الخزاعي) بتاريخ 23-3-2000، السابعة إلا ربعاً مساءً:

أنا شخصياً، وأعرف الكثير غيري ممن لا يقصد أبا بكر وعمر في هذا اللعن.. إنما نقوله على عمومه، فإن كانوا ظالمين شملهم، وإن لم يكونوا لم يشملهم . فلِمَ أنتَ ممتعض ؟ إذا كنت متيقناً بعدالتهم فسوف لن يشملهم اللعن، بل ستعود آثاره على اللاعن للعدول . وأنا صريح جداً يا مشارك، فهناك البعض من يعلن وبالأسماء، وواجبك أولاً أن تثبت للناس أن الصحابة عدول لايجوز لعنهم، وأن اللاعن لهم كافر .

لكن كيف ؟ هنا تسكب العبرات يا مشارك . إذا تمكنت من إثبات ذلك سيكون لك كل الحق فيما تقول . ومع هذا فأنا ممن لا يحبذ اللعن، وثق أنني إن لعنت فأنويها على عمومها . وأعلم أنك تعتبرها تقية !

- وكتب (مشارك) بتاريخ 23-3-2000، الثامنة إلا ربعاً مساءً:

يا الخزاعي.. هذا من الكتمان وليس من التقية ! ألا تعتقد أن أبا بكر وعمر من الظالمين لآل محمد صلوات الله وسلامه عليه وعليهم ؟ وبالتالي فهم يدخلون في هذا اللعن.. أجبنا بصراحة وبدون تقية ولا كتمان !

- وكتب (مشارك) بتاريخ 24-3-2000، الخامسة مساءً:

أين أنت يا الخزاعي ؟!

- وكتب العاملي بتاريخ 24-3-2000، الخامسة والنصف مساءً:

البراءة ممن ظلم آل محمد صلوات الله عليهم، جزءٌ من الإسلام يامشارك !

ص: 108

فهل جننت حتى تريدنا أن نترك هذا الجزء ؟! نحن نلعن ظالميهم، وأنت يجب عليك أن تقولها معنا .. ثم برِّئ من شئت من ظلمهم وطبقها على من شئت.. ولا تفتش عن قلوب المسلمين، ولا تكن شرطياً على.. قناعاتهم !!

منذ سنة وأنت تحمل عقدة اللعن، وتجادل الشيعة وتستَحْفِهِم، لتجد سقطة من أحدهم، فتذهب وتشتكي عليهم عند البروكسي السعودي والحكومة السعودية . . التي تعتقد بكفرها وتلعنها ! سبحان من يذل عباده .. كيف يكفر دولة ويلعنها، ثم يلجأ إليها ! هل أنت مجبور شرعاً أن تكون شرطياً لمعاوية ويزيد وعبيد الله بن زياد والحجاج ؟!

- قال العاملي: وغاب مشارك، الذي أخذ يعمل بعد انكسار علماء الوهابية وهو منهم، على إثارة الشيعة بأسلوب التحدي تارة والنعومة تارة أخرى، ويتسقط منهم كلمة ضد أبي بكر وعمر وعائشة ومعاوية، وغرضه من ذلك أن يشتكي على شبكاتهم لرقابة الشبكات (البروكسي السعودي) بأنهم يسبون الصحابة في شبكاتهم . . لكي يحجبوها عن المشاهدين داخل السعودية.. وبالفعل فقد اشتكوا على شبكة هجر وتم حجبها، ثم اعترضت الشبكة على القرار، وأثبتت كذب المشتكين، ورفع عنها الحجب .

ص: 109

ص: 110

الفصل الثالث: لعن من لعنهم الله ورسوله.. فريضة

اشارة

ص: 111

ص: 112

- كتب العاملي في الموسوعة الشيعية بتاريخ 22-3-2000، الثانية عشرة والربع مساء، موضوعاً بعنوان (لعن من لعنهم الله ورسوله.. فريضةٌ لا تتم الولاية إلا بها)، قال فيه:

من أحسن ما رأيته في إثبات أن البراءة عقيدة وفريضة، وأنها جزء من الدين، وأنها الوجه الآخر للولاية، فلا تتم الولاية لله تعالى ورسوله إلا بها . . ما رواه الأرموي في هامش الإيضاح لابن جبريل ص 507، قال:

(قال أبو جعفر رحمة الله : قد كنت منذ أيام، علقت بخطي كلاماً وجدته لبعض الزيدية في هذا المعنى، نقضاً ورداً على أبي المعالي الجويني، فيما اختاره لنفسه من هذا الرأي . وأنا أخرجه إليكم لأستغني بتأمله عن الحديث على ما قاله هذا الفقيه، فإني أجد ألماً يمنعني من الإطالة في الحديث لا سيما إذا خرج مخرج الجدل ومقاومة الخصوم . ثم أخرج من بين كتبه كراساً قرأناه في ذلك المجلس واستحسنه الحاضرون، وأنا أذكر هاهنا خلاصته:

قال: لولا أن الله تعالى أوجب معاداة أعدائه كما أوجب موالاة أوليائه وضيق على المسلمين تركها إذا دل العقل عليها، أو صح الخبر عنها، بقوله سبحانه: (

ص: 113

لا تجد قوماً يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آباءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم) .

وبقوله تعالى: (ولو كانوا يؤمنون بالله والنبي وما أنزل إليه ما اتخذوهم أولياء) .

وبقوله سبحانه: (لا تتولوا قوماً غضب الله عليهم) .

ولإجماع المسلمين على أن الله تعالى فرض عداوة أعدائه وولاية أوليائه، وعلى أن البغض في الله واجب، والحب في الله واجب ..

لما تعرضنا لمعاداة أحد من الناس في الدين، ولا للبراءة منه، ولكانت عداوتنا للقوم تكلفاً !

ولو ظننا أن الله عز وجل يعذرنا إذا قلنا: يا رب غاب أمرهم عنا فلم يكن لخوضنا في أمر قد غاب عنا معنى، لاعتمدنا على هذا القدر وواليناهم . . ولكنا نخاف أن يقول سبحانه لنا: إن كان أمرهم قد غاب عن أبصاركم، فلم يغب عن قلوبكم وأسماعكم، قد أتتكم به الأخبار الصحيحة التي بمثلها ألزمتم أنفسكم الإقرار بالنبي وموالاة من صدقه ومعاداة من عصاه وجحده، وأمرتم بتدبر القرآن وما جاء به الرسول .. فهلاَّ حذرتم من أن تكونوا من أهل هذه الآية غداً: ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيلا .

فأما لفظة اللعن فقد أمرنا الله تعالى بها وأوجبها، ألا ترى إلى قوله: أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون . فهو إخبار معناه الأمر، كقوله: والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء . وقد لعن الله تعالى العاصين بقوله: لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود . وقوله: (إن الذين يؤذون الله ورسوله لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذاباً مهيناً) . وقوله: (ملعونين أينما

ص: 114

ثقفوا أخذوا وقتلوا تقتيلاً) . وقال الله تعالى لإبليس: (وإن عليك لعنتي إلى يوم الدين) . وقال: (إن الله لعن الكافرين وأعد لهم سعيراً) .

فأما قول من يقول: أي ثواب في اللعن ؟ وإن الله تعالى لايقول للمكلف: لِمَ لَمْ تلعن ؟ بل قد يقول له: لم لعنت، وأنه لو جعل مكان: لعن الله فلاناً، اللهم اغفر له لكان خيراً له، ولو أن إنساناً عاش عمره كله لم يلعن إبليس لم يؤاخذ بذلك .. فكلام جاهل لا يدري ما يقول !

اللعن طاعة ويستحق عليه الثواب إذا فعلت على وجهها، وهو أن يلعن مستحق اللعن لله وفي الله، لا في العصبية والهوى . ألا ترى أن الشرع قد ورد بها في نفى الولد، ونطق بها القرآن وهو أن يقول الزوج في الخامسة: أن لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين . فلو لم يكن الله تعالى يريد أن يتلفظ عباده بهذه اللفظة، وأنه قد تعبدهم بها، لما جعلها من معالم الشرع، ولما كررها في كثير من كتابه العزيز، ولما قال في حق القائل: وغضب الله عليه ولعنه . وليس المراد من قوله: ولعنه، إلا الأمر لنا بأن نلعنه، ولو لم يكن المراد بها ذلك لكان لنا أن نلعنه، لأن الله تعالى قد لعنه، أفيلعن الله تعالى إنساناً ولا يكون لنا أن نلعنه ؟! هذا ما لايسوغ في العقل ! كما لايجوز أن يمدح الله إنساناً إلا ولنا أن نمدحه، ولا يذمه إلا ولنا أن نذمه . وقال تعالى: (هل أنبئكم بشرٍَ من ذلك مثوبةً عند الله من لعنه الله) . وقال: (ربنا آتهم ضعفين من العذاب والعنهم لعنا كبيراً) . وقال عز وجل: (وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بما قالوا) .

وكيف يقول القائل: إن الله تعالى لا يقول للمكلف: لِمَ لَمْ تلعن ؟! ألا يعلم هذا القائل أن الله تعالى أمر بولاية أوليائه، وأمر بعداوة أعدائه، فكما يسأل عن التولي يسأل عن التبري! ألا ترى أن اليهودي إذا أسلم يطالب بأن يقال له تلفظ

ص: 115

بكلمة الشهادتين، ثم قل: برئت من كل دين يخالف دين الإسلام، فلا بد من البراءة، لأنه بها يتم العمل . ألم يسمع هذا القائل قول الشاعر: تود عدوي ثم تزعم أنني *** صديقك إن الرأي عنك لعازبُ

فمودة العدو خروج عن ولاية الولي، وإذا بطلت المودة لم يبق إلا البراءة، لأنه لا يجوز أن يكون الإنسان في درجة متوسطة مع أعداء الله تعالى وعصاته بأن لايودهم ولا يبرأ منهم، بإجماع المسلمين على نفي هذه الواسطة .

وأما قوله: لو جعل عوض اللعنة أستغفر الله لكان خيراً له .. فإنه لو استغفر من غير أن يلعن أو يعتقد وجوب اللعن لما نفعه استغفاره ولا قبل منه، لأنه يكون عاصياً لله تعالى مخالفاً أمره في إمساكه عمن أوجب الله تعالى عليه البراءة منه وإظهار البراءة . . والمصرُّ على بعض المعاصي لا تقبل توبته واستغفاره عن البعض الآخر .

وأما من يعيش عمره ولا يلعن إبليس، فإن كان لايعتقد وجوب لعنه فهو كافر، وإن كان يعتقد وجوب لعنه ولا يلعنه فهو مخطئ .

على أن الفرق بينه وبين ترك لعنه رؤوس الضلال في هذه الأمة كمعاوية والمغيرة وأمثالهما: أن أحداً من المسلمين لايورث عنده الإمساك عن لعن إبليس شبهةً في أمر إبليس، والإمساك عن لعن هؤلاء وأضرابهم يثير شبهة عند كثير من المسلمين في أمرهم، وتجنب ما يورث الشبهة في الدين واجب . فلهذا لم يكن الإمساك عن لعن إبليس نظيراً للإمساك عن أمر هؤلاء !

قال: ثم يقال للمخالفين: أرأيتم لو قال قائل قد غاب عنا أمر يزيد بن معاوية والحجاج بن يوسف، فليس ينبغي أن نخوض في قصتهما، ولا أن

ص: 116

نلعنهما ونعاديهما ونبرأ منهما .. هل كان هذا إلا كقولكم: قد غاب عنا أمر معاوية والمغيرة بن شعبة وأضرابهما فليس لخوضنا في قصتهم معنى ؟ !

وبعد، كيف أدخلتم أيها العامة والحشوية وأهل الديث أنفسكم في أمر عثمان وخضتم فيه، وقد غاب عنكم، وبرئتم من قتلته ولعنتموهم ؟ !

وكيف لم تحفظوا أبا بكر في محمد ابنه ؟ فإنكم لعنتموه وفسقتموه !

ولاحفظتم عائشة أم المؤمنين في أخيها محمد المذكور، ومنعتمونا أن نخوض وندخل أنفسنا في أمر علي والحسن والحسين ومعاوية الظالم له ولهما، المتغلب على حقه وحقوقهما ؟ !

وكيف صار لعن ظالم عثمان من السنة عندكم، ولعن ظالم علي والحسن والحسين تكلفاً ؟! وكيف أدخلت العامة أنفسها في أمر عائشة، وبرئت ممن نظر إليها والقائل لها يا حميراء، أو إنما هي حميراء، ولعنته لها بكشفه سترها . ومنعتمونا نحن عن الحديث في أمر فاطمة، وما جرى لها بعد وفاة أبيها ؟!!

فإن قلتم: إن بيت فاطمة إنما دُخِل، وسترها إنما كُشِف حفظاً لنظام الإسلام، وكي لا ينتشر الأمر، ويخرج قوم من المسلمين أعناقهم من ربقة الطاعة ولزوم الجماعة .

قيل لكم: وكذلك ستر عائشة إنماكشف، وهودجها إنما هتك، لأنها نشرت حبل الطاعة، وشقت عصا المسلمين، وأراقت دماء المسلمين من قبل وصول علي بن أبى طالب علیه السلام إلى البصرة، وجرى لها مع عثمان بن حنيف وحكيم بن جبلة ومن كان معهما من المسلمين الصالحين، من القتل وسفك الدماء ما تنطق به كتب التواريخ السير ! !

ص: 117

فإذا جاز دخول بيت فاطمة لأمر لم يقع بعد .. جاز كشف ستر عائشة على ما قد وقع وتحقق !! فكيف صار هتك ستر عائشة من الكبائر التي يجب معها التخليد في النار، والبراءة من فاعله من أوكد عرى الإيمان .. وصار كشف بيت فاطمة والدخول عليها منزلها وجمع حطب ببابها وتهديدها بالتحريق من أوكد عرى الدين، وأثبت دعائم الإسلام، ومما أعز الله به الدين وأطفأ به نائرة الفتنة !! والحرمتان واحدة، والستران واحد ؟!!!

وما نحب أن نقول لكم إن حرمة فاطمة أعظم ومكانها أرفع، وصيانتها لأجل رسول الله صلی الله علیه و آله أولى، فإنها بضعة منه وجزء من لحمه ودمه، وليست كالزوجة الأجنبية التي لا نسب بينها وبين الزوج.. وإنما هي وصلة مستعارة وعقد يجري مجرى إجارة المنفعة، وكما يملك رق الأمة بالبيع والشراء، ولهذا قال الفرضيون: أسباب التوارث ثلاثة، سبب ونسب وولاء، والنسب القرابة، والسبب النكاح، والولاء ولاء العتق، فجعلوا النكاح خارجاً عن النسب، ولو كانت الزوجة ذات نسب لجعلوا الأقسام الثلاثة قسمين !! وكيف تكون عائشة أو غيرها في منزلة فاطمة، وقد أجمع المسلمون كلهم من يحبها ومن لا يحبها منهم على أنها سيدة نساء العالمين ؟!

قال: وكيف يلزمنا اليوم حفظ رسول الله صلی الله علیه و آله في زوجته وحفظ أم حبيبة في أخيها، ولم تلزم الصحابة أنفسها حفظ رسول الله في أهل بيته، ولا ألزمت الصحابة أنفسها حفظ رسول الله في صهره وابن عمه عثمان بن عفان، وقد قتلوهم ولعنوهم، وقد كان كثير من الصحابة يلعن عثمان وهو خليفة، منهم عائشة كانت تقول: أقتلوا نعثلاً لعن الله نعثلاً، ومنهم عبد الله بن مسعود !!

ص: 118

وقد لعن معاوية علي بن أبي طالب وابنيه حسناً وحسيناً وهم أحياء يرزقون بالعراق، وهو يلعنهم بالشام على المنابر، ويقنت عليهم في الصلوات!

وقد لعن أبو بكر وعمر سعد بن عبادة وهو حي وبرئا منه، وأخرجاه من المدينة إلى الشام ! ولعن عمر خالد بن الوليد لما قتل مالك بن نويرة ! وما زال اللعن فاشياً في المسلمين إذا عرفوا من الانسان معصية تقتضي اللعن والبراءة.

قال: ولو كان هذا معتبراً وهو أن يحفظ زيد لأجل عمرو فلا يلعن، لوجب أن تحفظ الصحابة في أولادهم فلا يلعنوا لأجل آبائهم، فكان يجب أن يحفظ سعد بن أبى وقاص فلا يلعن عمر بن سعد قاتل الحسين، وأن يحفظ معاوية فلا يلعن يزيد صاحب وقعة الحرة وقاتل الحسين ومخيف المسجد الحرام بمكة، وأن يحفظ عمر بن الخطاب في عبيد الله ابنه قاتل الهرمزان، والمحارب علياً في صفين . انتهى . ورحم الله هذا العالم الزيدي .

- وكتب (حبيب الشعب) بتاريخ 22-3-2000، الواحدة صباحاً:

الأخ الفاضل العاملي . . أليس هناك مواضيع أولى بالطرح من هذه ؟!

وهل قصرت أساليب التعبير عن شرح وجهة نظرنا في ما فعله بعض الصحابة لغير هذا الأسلوب الفظّ ؟ ولو كنت فظاً غليظ القلب لانفضوا من حولك . وماذا نصنع باللعن وهو دعاء بالطرد من رحمة الله ؟ ألا يكفي رفض الظلم والظالمين ومقاومتهم إن كانوا بيننا ؟! أني أعيذك بالله أن تكون ممن يفرقون ولا يجمعون، ويفسدون ذات البين ولا يصلحون .

لقد شهدنا في الآونة الأخيرة إستجابات كثيرة من قبل علماء إخواننا السنة لتوحيد صفوف المسلمين والتأليف بين قلوبهم، فأرجو منك أن تقفل هذا

ص: 119

الموضوع، فالله يوصينا فيقول: وقولوا للناس حسناً، وكل ما خالف كتاب الله يضرب به عرض الجدار .

اللهم لا ترفعني في الناس درجة إلا حططتني عند نفسي مثلها، ولا تحدث لي عزاً ظاهراً، إلا أحدثت لي ذلة باطنة عند نفسي بقدرها .

- فأجابه العاملي بتاريخ 22-3-2000، الثانية صباحاً:

هل تقصد أن الإسلام يتكون من ولاية بدون براءة..؟ فيمكنك أن تقول: إلا الله، بدون (لا إلهَ) ؟! أم تقول إن آيات البراءة في القرآن واللعن.. لا يجب العمل بها ؟ فالأفضل أن نسامح ظالمي أهل البيت علیهم السلام ولا نلعنهم ؟ والأحسن أن لا نلعن أحداً حتى إبليس ؟!

اللعن أيها الأخ ليس سباً كما يتصور البعض.. بل هو حكم يصدر من الله ورسوله بحرمان الشخص من الرحمة.. فنحن نبحث عمن صدر هذا المرسوم بحقهم، لأن واجبنا البراءة منهم !

- وكتب (أبو فراس) بتاريخ 22-3-2000، الثانية والنصف ظهراً:

بالنسبة للَّعنة . . فما أراها إلا على الكافرين، والدين الإسلامي لم يقم على تلعين الظالمين، وكرس جهوده ضد الظالمين، بل جاء بالتوحيد لله ونبذ الأصنام والأوثان وكل دين ما خلا الإسلام . وطبعاً الظلم ظلمات يوم القيامة، والله تعالى لعن الظالمين والكافرين، وكذلك رسوله الكريم لعن من يفعل أفعالاً منكرة، والملعون هو المطرود من رحمة الله .

ولكن الملاحظ في الرافضة ما يأتيهم أحد من أهل السنة يحاورهم إلا أظهروا اللعن، ويكثرون من اللعن، وهذه ليست من أخلاق المؤمن الصالح

ص: 120

الورع . نعلم أن هناك من لعنهم الله تعالى في كتابة وفي سنة نبيه، ولكن كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ليس المؤمن بالطعَّان ولا اللعَّان ولا الفاحش ولا البذئ، فالرجل يتورع أن يكون من اللعانين ويكثرون من اللعن .

- وكتب (أبو فراس) بتاريخ 22-3-2000، الثالثة ظهراً:

وملاحظة: قول العاملي بأن يجوز لعن ظالمي آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم .. ليته يصرح بهم من هم ؟ مع الأسف أن أهل السنة بالنسبة للرافضة بأنهم نواصب، يوالون ويحبون الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين، ويفضلون ثلاثة على علي بن أبي طالب رضي الله عنه . ويقول الرافض بأن الثلاثة الذين ولوا أمر المسملين قبل علي مغتصبون للخلافة، فهم ظالمون حق علي، إذن هم ظالمون حق آل البيت. إذن فمن يوالي أبا بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم يكون ناصبياً . فهذه المعادلة محلولة .

فهل العاملي يقصدهم من خلال طرحه للموضوع، أو هو رأي جميع الروافض ؟

- فكتب العاملي بتاريخ 22-3-2000، الثالثة والنصف ظهراً:

يفتي فقهاؤنا يا أبا فراس بكفر الناصبي لآل محمد صلى الله عليه وعليهم، وهو من نصب العداوة وأعلنها..

أما غيره من أتباع المذاهب فلا يعتبرونه ناصبياً .

- وكتب (أبو فراس) بتاريخ 22-3-2000، الثامنة إلا ربعاً مساءً:

ص: 121

لا بأس أيها العاملي .. بالنسبة لي وكذلك جميع أهل السنة يفضلون ثلاثة قبل علي، ويرون بأنهم أحق بالخلافة منه، كرم الله وجهه، فهل هذا يعني بأننا نواصب ؟ نحن نقولها أمام الملأ والكل يعرف ذلك، فما قول علمائكم تجاهنا ؟

- وكتب (حبيب الشعب) بتاريخ 22-3-2000، الثامنة مساءً:

مع كل الإحترام لك ولما تقول، فإن الآيات التي ذكرتها تنهى عن موالاة الظالمين والكافرين فقط . وآية: إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون . فلا تدل بظاهرها على وجوب اللعن، وهي ليست كآية المطلقات: والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء . لأن الآية الثانية إخبار لا يمكن أن يكون معناه إلا الأمر بأن تعتد المطلقات بثلاثة قروء، والآية الأولى ليست كذلك إذ من القريب أن يكون معناه الإخبار بأنهم ملعونون،لاسيما أن اللاعنين قد يكونوا الملائكة الذين يسجلون خيانتهم للأمانة التي تحملوها بالعلم الديني الذي درسوه .

لو فرضنا جدلاً أني كنت أقصد تجميد العمل بالآيات التي تنهى عن ولاء الكافرين والظالمين من أجل عدم إيجاد فتنة بين المسلمين، معاذ الله أن أقول هذا، فلماذا أسامح الذين قالت عنهم جدتي الصديقة فاطمة الزهراء علیه السلام : وسيعلم التالون غِبَّ ما أسس الأولون . فإذا رأينا أحداً لايستطيع القصاص من شخص اعتدى عليه فسكت عنه ولم يرد أن يثير عشيرته عليه، فهل يسبق إلى ذهننا أنه عفا عنه ؟! إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم. وهذه الآية لا لبس في معناها، إذ يمكننا أن نطرح ظلامة أهل البيت علیه السلام للناس بأساليب راقية، حتى تدخل في القلوب ولاندع لأحد علينا عذرًا كما قال علي علیه السلام : ولكنكم لو وصفتم أعمالهم وذكرتم حالهم كان أصوب في القول وأبلغ في العذر،

ص: 122

وقلتم مكان سبكم إياهم: اللهم احقن دماءنا ودماءهم، وأصلح ذات بيننا وبينهم، وأهدهم من ضلالتهم حتى يعرف الحق من جهله ويرعوي عن الغي والعدوان من لهج به . والكلام هنا لا يخص السب فهو عام كما ترى، وكما ورد في التعليل بأن ذلك حتى يرعوي عن الغي والعدوان من لهج به، فاللعن والسب تثير في المرء الغي والعدوان . وقد ورد في شروط الإشتراك في هذا المنتدى مراعاة آداب الحوار الإسلامي والإصلاح بالتي هي أحسن، وعدم استخدام العنف في الكلام . وعذراً للإطالة .

- وكتبت (طبيعي) بتاريخ 22-3-2000، الثامنة والنصف مساءً:

أخي أبا فراس .. أنت لست بناصبي، وليس كل من قال بأفضلية الثلاثة ناصبي . الناصبي هو من نصب العداوة لآل البيت بعد أن عرف حقهم وأفضليتهم، وأنت لست كذلك . الناصبي من هو يجاهد لإبعاد أي فضيلة عن آل البيت، ويجاهد في دفعها لغيرهم، وأنت لست كذلك .

الناصبي هو من حرف لك بهذا الدين، فإن ثبت لك حق ما لعلي علیه السلام وأنت صرفته عن وجهه الذي ثبت لك عقلياً، لمجرد أن الأولين لم يأخذوا به، ولمجرد أنك تؤمن بعدالة من سبقك على حساب عقلك.. فنعم أنت ناصبي، ولا أظنك كذلك ..

أُذَكِّرُ نفسي وأذكرك أخي بأننا يجب أن نفرق بين التقصير والقصور، فلا تكن مقصراً، فكلنا أمام الله مؤاخذون .. نعم يتردد في المنتدى كثيراً لفظ الناصبي ولكنه من باب التذكير فقط ومن باب النقاش . كما يتردد لفظ الرافضي وهي صفات لاتعني الشيعة،كما لاتعني أهل السنة فلا يرفض الشيعة (كل)

ص: 123

صحابة رسول الله صلی الله علیه و آله ، كما لايناصب جميع أهل السنة العداوة لأهل البيت علیهم السلام .

يا أخي إن الناصبي لدينا نجس، ولوكنا نعتقد أهل السنة كذلك لما كنا نتعايش معهم ! أليس كذلك ؟ . . اللهم صل على محمد وآل محمد .

- وكتب (مشارك) بتاريخ 22-3-2000، العاشرة ليلاً:

أليس هذا هو دينكم ياروافض ؟ وفيما يلي نقول من كلام أئمتهم في بيان حقيقة نظرتهم للمسلمين، وحكمهم عليهم وإن أظهروا بعد ذلك خلاف ذلك، تحت ستار التقية .

كفر من لا يقول بإمامة الاثني عشر عند الشيعة: قال يوسف البحراني (في الحدائق الناضرة: 18/153 ط . بيروت): وليت شعري أي فرق بين من كفر بالله سبحانه ورسوله، وبين من كفر بالأئمة علیهم السلام مع ثبوت كون الإمامة من أصول الدين ؟!) .

وقال الفيض الكاشاني في منهاج النجاة- 48 ط. الدار الإسلامية بيروت: (ومن جحدإمامة أحدهم الأئمة الاثني عشر فهو بمنزلة من جحد نبوة جميع الأنبياء).

وقال المجلسي في بحار الأنوار: 23/390 ط. بيروت: (إعلم أن إطلاق لفظ الشرك والكفر على من لم يعتقد بإمامة أمير المؤمنين والأئمة من ولده علیهم السلام وفضل عليهم غيرهم، يدل على أنهم كفار مخلدون في النار) .

وقال يوسف البحراني في الحدائق الناضرة: 18/53: (إنك قد عرفت أن المخالف كافر لاحظ له في الإسلام بوجه من الوجوه، كما حققنا في كتابنا الشهاب الثاقب) .

ص: 124

وقال عبد الله شبر في حق اليقين في معرفة أصول الدين: 2/188 ط. بيروت: (وأما سائر المخالفين ممن لم ينصب ولم يعاند ولم يتعصب، فالذي عليه جملة من الإمامية كالسيد المرتضى أنهم كفار في الدنيا والآخرة، والذي عليه الأشهر أنهم كفار مخلدون في النار) .

وقال محمد بن حسن النجفي في جواهر الكلام: 6/62: (والمخالف لأهل الحق كافر بلا خلاف بيننا، كالمحكي عن الفاضل محمد صالح في شرح أصول الكافي، بل والشريف القاضي نور الله في إحقاق الحق، من الحكم بكفر منكري الولاية، لأنها أصل من أصول الدين) .

ويقول أيضاً في نفس المصدر السابق: (ومعلوم أن الله عقد الأخوة بين المؤمنين بقوله تعالى: إنما المؤمنون أخوة، دون غيرهم، فكيف تتصور الأخوة بين المؤمن والمخالف بعد تواتر الروايات وتظافر الآيات في وجوب معاداتهم والبراءة منهم ؟ !) .

وقال عبد الله المامقاني في تنقيح المقال: 1/208 ط. نجف، باب الفوائد: (وغاية ما يستفاد من الأخبار جريان حكم الكافر والمشرك في الآخرة على كل من لم يكن اثني عشرياً) .

وقال الصدوق في علل الشرائع - 601) ط. نجف، والحر العاملي في وسائل الشيعة: 18/463، والجزائري في الأنوار النعمانية: 2/308:

(عن داود بن فرقد قال قلتُ لأبى عبد الله علیه السلام : ما تقول في قتل الناصب ؟ قال: حلال الدم، ولكن أتقي عليك، فإن قدرت أن تقلب عليه حائطاً أو تغرقه في ماء لكيلا يشهد عليك، فافعل) .

ص: 125

وقال الجزائري في الأنوار النعمانية: 2/308: (وفي الروايات أن علي بن يقطين وهو وزير الرشيد قد اجتمع في حبسه جماعة من المخالفين وكان من خواص الشيعة، فأمر غلمانه وهدوا سقف الحبس على المحبوسين فماتوا كلهم وكانوا خمسمائة رجل تقريباً، فأراد الخلاص من تبعات دمائهم فأرسل إلى مولانا الكاظم فكتب علیه السلام إليه جواب كتابه، بأنك لو كنت تقدمت إليَّ قبل قتلهم لما كان عليك شئ من دمائهم، وحيث إنك لم تتقدم إليَّ فكَفِّرْ عن كل رجل قتلته منهم بتيس، والتيس خير منه).

فانظر إلى هذه الدية الجزيلة التي لاتعادل دية أخيهم الأصغر، وهو كلب الصيد، فإن ديته خمس وعشرون درهماً، ولا دية أخيهم الأكبر، وهو اليهودي أو المجوسي، فإنها ثمانمائة درهم، وحالهم في الدنيا أخس وأبخس !

- وكتب (مظاهر) بتاريخ 22-3-2000، الحادية عشرة ليلاً:

إلى مشارك وكل من شاركه هنا:

ونحن رجوع من حج بيت الله الحرام .. توقفنا عند مسجد في الطريق.. وما إن دخلنا حتى هجم علينا رجل طالت لحيته فغطت على (لبه) .. وبدأ يزمجر ويدفعنا بكلتا يديه . . إخرجوا من بيت الله يا (أنجاس) !! فهل عقيدة النجاسة إلا التكفير لنا؟! فبأي وجه تحاكم من يقول بكفرك (على فرض الصحة) .. وأنت تقول بكفره ؟!!

- وكتب (مشارك) بتاريخ 22-3-2000، الحادية عشرة ليلاً:

وهل تريدنا أن ندخل في مساجدنا من يلعن كبار الصحابة وأمهات المؤمنين، الذين سمحوا لليهود والنصارى والمجوس بإقامة الكنائس والمعابد في طهران

ص: 126

، ومنعوا السنة من ذلك ؟ في الوقت الذي يوجد لهم مساجدهم في القطيف وتاروت وغيرها !

- فكتب العاملي بتاريخ 22-3-2000، الحادية عشرة والنصف ليلاً:

الأخ أبا فراس: جواب الأخت (طبيعي) صحيح .

ويا مشارك: ألم أبحث معك فتاوى فقهائنا في المخالفين لمذهب أهل البيت عليهم من أتباع المذاهب الأخرى . وأن جمهورهم بل أكثريتهم الساحقة يفتون بأن المخالف ليس ناصبياً .. بل هو من ينصب لهم العداوة ؟!! وما نقلته عن الشهيد الثاني والمحق البحراني رحمهما الله صحيح، فهما يريان أن كل من لم يطع النبي في أهل بيته فهو ناصبي .. لكن القائلين بذلك قلة قليلة من مئات فقهاء الشيعة ومراجعهم عبر التاريخ !! وقد أوردت لك نصوصاً كثيرة لهم !

سبحان الله، إذا قال لي وهابي إن أكثر علمائنا لا يكفرونك، أقنع منه بذلك .. وأنت تغمض عن كل ما نقلته سابقاً لك وتتمسك برأي واحد أو اثنين من فقهائنا ؟!!

ثم أراك يا مشارك تحكم بكل وقاحة بحرمة دخول الشيعي الحرمين الشريفين ! فالحمد لله أنهم يدخلونها رغماً عنكم ! والله تعالى أرحم بالمسلمين المخالفين لكم من كل المذاهب، من أن يسلطكم عليهم ويحكمكم بالحرمين الشريفين، فتمنعونهم من الحج والزيارة، لأنهم بزعمكم كفار ! أسأل الله أن يبقيكم أذلاء، تستعملون التقية مع الدولة السعودية ومع كل الدول .

واعلم يا مشارك أن سنة إيران من النوع الذين تحكمون بكفرهم.. لأنهم إما شافعية أشعرية، أوحنفية صوفية .. فلا تتذرع بالغيرة عليهم وأنت تفتي بكفرهم واستحلال دمائهم ونسائهم !!

ص: 127

- وكتب (مشارك) بتاريخ 23-3-2000، الرابعة عصراً:

يا العاملي: 1 - لا زلت في أكاذيبك

وافتراءتك عليَّ كعادتك .. فمتى

تتوب من ذلك ؟ أم أنك تعترف أن الكذب هو دينكم ؟! متى رأيتني كفرت الأشاعرة والصوفية وعوام أهل السنة ؟ !

2 - لقد قلت يا عاملي في هذا الموضوع:

http://209.75.209.117/muntada/Forum2/HTML/002026.html

(أجبني عن سؤالي في الموضوع الذي طرحته أنت هنا، ثم أجبك عن سؤالك الخارج عنه فأين جوابك على سؤالي بعد أن أجبتك على سؤالك ؟

3 - قضية تكفيركم لنا لم ينته النقاش بيني وبينك بشأنها، بسبب حدوث التخريب لهجر، وإن كان حمار الشيخ قد وقف بالعقبة كما تعلم .

- وكتب (حبيب الشعب) بتاريخ 24-3-2000 الثانية عشرة والربع صباحاً:

هل يمكن يا مشارك أن تكتب لي ما سألك عنه الأخ العاملي.. وما سألته عنه فالصفحة المذكورة لا تظهر لدي .

- قال العاملي: جرى نقاش مطول بيني وبين المدعو مشارك في تكفيرهم لنا وتكفير بعض فقهائنا لهم، وقد أثبتت له من فتاوى علمائنا القدماء والمتأخرين، أن جمهرة فقهائنا يفرقون بين السني فيحكمون بإسلامه وطهارته، وبين الناصبي وهو الذي يظهر العداء لأهل البيت علیهم السلام فيحكمون بكفره ونجاسته . وأن الذين نقل آراءهم في نجاسة مطلق المخالف لأهل البيت علیهم السلام ، قلةٌ قليلةٌ من فقهائنا رضوان الله عليهم أجميعن .

بينما نرى كافة أتباع ابن تيمية يحكمون بكفر الشيعة خاصة، وكفر كل المسلمين الذين يخالفون آراء ابن السيدة تيمية !!

ص: 128

وينبغي أن نشير إلى أساليبهم التي تعلموها من إمامهم ابن تيمية في التورية والتقية والتهرب، ونلاحظ قول مشارك: متى رأيتني كفرت الأشاعرة والصوفية وعوام أهل السنة ؟! فهو ينفي أن يكون أفتى بكفر عوام أهل السنة لأنه يفتي بكفر علمائهم ابتداءً، وبكفر عوامهم الموافقين لهم تبعاً !!

الملعونون على لسان خاتم النبيين !

- كتب العاملي في الموسوعة الشيعية في 3-2-2000، الواحدة صباحاً موضوعاً بعنوان (كم عدد الملعونين على لسان النبي صلی الله علیه و آله ؟) قال فيه:

لعنة الأنبياء علیهم السلام أمر عظيم.. معناها أن الشخص الذي تصدر عليه اللعنة مطرود من رحمة الله تعالى !! وقد تشمل اللعنة ذرية الملعون الى يوم القيامة ..... الخ . وهو بحث طويل على حلقات . . ننقل منه نموذجاً:

في التبيان في تفسير القرآن:1/ 343: (واللعن هو الإقصاء والإبعاد. يقال: لعن الله فلاناً يلعنه لعناً، فهو ملعون . ثم يصرف مفعول إلى فعيل، فيقال: هو لعين . كما قال الشماخ بن ضرار:

ذَعرتُ به القطا ونفيتُ عنه *** مقامَ الذئب كالرجل اللعين) .

وفي مفردات الراغب ص 451: (لعن: اللعن الطرد والإبعاد على سبيل السخط، وذلك من الله تعالى في الآخرة عقوبة وفي الدنيا انقطاع من قبول رحمته وتوفيقه، ومن الإنسان دعاء على غيره، قال: ألا لعنة الله على الظالمين . والخامسة أن لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين. لعن الذين كفروا من بني إسرائيل. ويلعنهم اللاعنون. واللعنة الذي يلتعن كثيراً . واللعنة الذي يلعن كثيراً .

ص: 129

والتعن فلان لعن نفسه. والتلاعن والملاعنة، أن يلعن كل واحد منهما نفسه، أو صاحبه) .

- وكتب العاملي بتاريخ 8-2-2000، الحادية عشرة والنصف ليلاً:

نبدأ بالملعونين من الشجرة الملعونة والعائلة الملعونة.. المحبوبة جداً عند النواصب !! التي حكم الله عليها بلعنته على لسان نبيه، الذي لاينطق عن الهوى صلی الله علیه و آله .. ثم تأكدت لعنتهم على لسان أخيه ووصيه الصديق الأكبر والفاروق بين الحق والباطل، أمير المؤمنين علي علیه السلام :

ففي الإستيعاب لابن عبد البر: 1/341: (إن الذين كانوا يهجون رسول الله صلی الله علیه و آله من مشركي قريش عبد الله بن الزبعري، وأبو سفيان، وعمرو بن العاص، وضرار بن الخطاب .

وفي التحفه اللطيفة للسخاوي:1/282: (أقبل عليه معاويه يعينهما (يقصد عمرو بن العاص وأبا الأعور) فقال له الحسن: أما علمت أن رسول الله لعن قائد الأحزاب وسائقهم، وكان أحدهما أبو سفيان والآخر أبوعمرو!)

وفي طبقات ابن سعد 7 / قسم أول / 55: (عن نصر بن عاصم عن أبيه قال دخلت مسجد رسول الله صلی الله علیه و آله وأصحاب النبي صلی الله علیه و آله يقولون نعوذ بالله من غضب الله وغضب رسوله ! قلت ما هذا ؟ قالوا: معاوية مر قبيل آخذٌ بيد أبيه، ورسول الله صلی الله علیه و آله على المنبر يخرجان من المسجد، فقال رسول الله صلی الله علیه و آله فيهما قولاً . انتهى .

ولكي تعرف هذا القول الذي أخفاه ابن سعد في طبقاته، أنظر إلى ما رواه الطبراني في المعجم الكبير: 17/176: (عن نصر بن عاصم الليثي عن أبيه قال: دخلت مسجد المدينة فإذا الناس يقولون نعوذ بالله من غضب الله وغضب رسوله

ص: 130

، قال قلت ماذا ؟ قالوا: كان رسول الله صلی الله علیه و آله يخطب على منبره فقام رجل فأخذ بيد ابنه.. فقال رسول الله صلی الله علیه و آله : لعن الله القائد والمقود، ويلٌ لهذه الأمة من فلان ذي الإستاه) .

وفي الغدير للأميني: 8 / 278: (وأخرج ابن عساكر في تاريخه: 6 / 407، عن أنس: أن أبا سفيان دخل على عثمان بعد ما عمي فقال: هل هنا أحد؟ فقالوا: لا. فقال: اللهم اجعل الأمر أمر جاهلية، والملك ملك غاصبية واجعل أوتاد الأرض لبني أمية) !!

وقال ابن سعد في إسلامه: (لما رأى الناس يطؤون عقب رسول الله حسده فقال في نفسه: لو عاودت الجمع لهذا الرجل ! فضرب رسول الله في صدره ثم قال: إذاً يخزيك الله ! وفي رواية: قال في نفسه: ما أدري بِمَ يغلبنا محمد! فضرب في ظهره وقال: بالله يغلبك) . الإصابة: 2/179 .

وفي تاريخ الطبري: 6/4: (أن رسول الله صلی الله علیه و آله لعنه وابنيه معاوية ويزيد لما رآه راكبا وأحد الولدين يقود والآخر يسوق، فقال: اللهم اللعن الراكب والقائد والسائق) .

وفي فردوس الديلمي: 1/560 ح 1883: (أبوذر الغفاري: اللهم العن بني لحيان، ورعلاً، وذكيان، وعصية عصوا الله ورسوله . اللهم العن أبا سفيان . اللهم العن الحارث بن هشام . اللهم العن صفوان بن أمية .

وفي النصائح الكافية للحافظ محمد بن عقيل ص 174: (وقد أهمل كثير من أهل الحديث واجب التثبت في الرواية كما أمر الله من جانب، وتجاوزوا القدر المطلوب من التثبت من جانب آخر ! فتراهم يصححون ويقبلون بلا أدنى توقف رواية من أخبر الله عنه في كتابه أنه فاسق كالوليد بن عقبة، ومن أخبر

ص: 131

النبي أنه وزغٌ ملعون كالحكم، ومن أخبر عنه أنه في النار كسمرة، ومن أخبر النبي أنه داع إلى النار كمعاوية وعمرو، وأمثالهم !!

وفي النصائح الكافية ص 60: (أخرج أحمد في مسنده والحاكم في المستدرك عن أبي بكر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلی الله علیه و آله : من ولي من أمر المسلمين شيئاً فأمر عليه أحداً محاباةً، فعليه لعنة الله، لايقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً حتى يدخله جهنم . وأخرج الحاكم في المستدرك عن ابن عباس عن النبي صلی الله علیه و آله: من أستعمل رجلاً من عصابة وفيهم من هو أرضى لله منه، فقد خان الله ورسوله والمؤمنين !! وأخرج البخاري في صحيحه عن معقل عن رسول الله صلی الله علیه و آله قال: ما من وال يلي رعيةً من المسلمين فيموت وهو غاش لهم، إلاحرم الله عليه الجنة !

فهل يبقى بعد سماع هذا لذي إيمان أن يصدق بما جاء به من لاينطق عن الهوى شك في استحقاقه لعنة الله، وأنه لا يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً حتى يدخله جهنم ! وأنه خان الله ورسوله والمؤمنين، وأنه مات غاشاً للأمة بيزيد؟! أم هناك تأويل يحاول به أنصاره رد الحديث الصحيح أو تضعيفه ؟!!

اللهم غفرانك .

وفي الخصال للصدوق ص 191: (حدثنا أحمد بن محمد بن الصقر الصايغ قال: حدثني أبوحصين محمد بن جعفر بن محمد بن زياد الزعفراني، عن أبي الأحوص قال: حدثنا أبوبكر بن أبي شيبة قال: حدثنا أبو غسان قال: حدثنا حميد بن عبد الرحمن قال: حدثنا الاعمش، عن عمرو بن مرة، عن عبد الله بن الحارث، عن عبد الله بن مالك الزبيدي، عن عبد الله بن عمر [و] أن أبا

ص: 132

سفيان ركب بعيراً له ومعاوية يقوده ويزيد يسوق به، فلعن رسول الله صلی الله علیه و آله الراكب والقائد والسائق).

وفي تاريخ الطبري:11/357: (قد رأى صلى الله عليه (وآله) وسلم أبا سفيان مقبلاً على حمار ومعاوية يقود به، ويزيد ابنه يسوق به، قال: لعن الله القائد والراكب والسائق) .

وإلى هذا الحديث أشار الإمام السبط فيما يخاطب به معاوية بقوله: أنشدك الله يامعاوية، أتذكر يوم جاء أبوك على جمل أحمر وأنت تسوقه وأخوك عتبة هذا يقوده، فرآكم رسول الله صلی الله علیه و آله فقال: اللهم العن الراكب والقائد والسائق ؟!) .

وفي الخصال للصدوق ص 397: (لعن رسول الله صلی الله علیه و آله أباسفيان في سبعة مواطن: حدثنا علي بن أحمد بن موسى رضي الله عنه قال: حدثنا محمد بن موسى الدقاق قال: حدثنا أحمد بن محمد بن داود الحنظلي قال: حدثنا الحسين بن عبد الله الجعفي، عن حكم بن مسكين قال: حدثنا أبو الجارود، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة قال: إن رسول الله صلی الله علیه و آله لعن أبا سفيان في سبعة مواطن، في كلهن لايستطيع إلا أن يلعنه .

أولهن: يوم لعنه الله ورسوله وهو خارج من مكة إلى المدينة مهاجراً وأبو سفيان جاءٍ من الشام، فوقع فيه أبوسفيان يسبه ويوعده، وهم أن يبطش به فصرفه الله عن رسوله .

والثانية: يوم العير، إذا طردها ليحرزها عن رسول الله صلی الله علیه و آله فلعنه الله ورسوله .

ص: 133

والثالثة: يوم أحد قال أبو سفيان: أُعلُ هُبل، فقال رسول الله صلی الله علیه و آله: الله أعلى وأجل، فقال أبو سفيان: لنا عزى ولا عزى لكم، فقال رسول الله: الله مولانا ولامولى لكم .

والرابعة: يوم الخندق، يوم جاء أبو سفيان في جميع قريش فرد هم الله بغيظهم لم ينالوا خيراً، وأنزل الله عز وجل في القرآن آيتين في سورة الأحزاب

فسمى أبا سفيان وأصحابه كفاراً، ومعاوية مشرك عدو لله ولرسوله .

والخامسة: يوم الحديبية والهدي معكوفاً أن يبلغ محله، وصدَّ مشركوا قريش رسول الله صلی الله علیه و آله عن المسجد الحرام، وصدوا بُدْنه أن تبلغ المنحر، فرجع رسول الله صلی الله علیه و آله لم يطف بالكعبة، ولم يقض نسكه، فلعنه الله ورسوله .

والسادسة: يوم الأحزاب، يوم جاء أبو سفيان بجمع قريش وعامر بن الطفيل بجمع هوازن وعيينة بن حصن بغطفان، وواعد لهم قريظه والنضير أن يأتوهم، فلعن رسول الله صلی الله علیه و آله القادة والأتباع وقال: أما الأتباع فلا تصيب اللعنة مؤمناً، وأما القادة فليس فيهم مؤمن ولا نجيب ولا ناج !

والسابعة: يوم حملوا على رسول الله صلی الله علیه و آله في العقبة، وهم اثنا عشر رجلاً من بني أمية، وخمسة من سائر الناس، فلعن رسول الله صلی الله علیه و آله من على العقبة غير النبي صلی الله علیه و آله ، وناقته، وسائقه، وقائده) .

قال السيد شرف الدين في كتابه أبو هريرة: 1/95: (وقد كان صلی الله علیه و آله رأى في منامه كأن بني الحكم بن أبي العاص ينزون على منبره كما تنزو القردة، فيردون الناس على أعقابهم القهقرى، فما رؤي بعدها مستجمعاً ضاحكاً حتى توفي) . أخرجه الحاكم في ص 480 من الجزء الرابع من مستدركه في كتاب الفتن والملاحم وصححه على شرط الشيخين. واعترف الذهبي بصحته في

ص: 134

تلخيص المستدرك على تعنته. وقد أنزل الله تعالى في ذلك عليه قرآناً يتلوه المسلمون آناء الليل وأطراف النهار: وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس والشجرة الملعونة في القرآن، ونخوفهم فما يزيدهم إلاطغياناً وكفراً. (هي الآية 6 من الإسراء).

والشجرة الملعونة في القرآن هي الأسرة الأموية، أخبره الله تعالى بتغلبهم على مقامه وقتلهم ذريته، وعبثهم في أمته، فلم ير بعدها ضاحكاً حتى لحق بالرفيق الأعلى، وهذا من أعلام النبوة وآيات الإسلام، والصحاح فيه متواترة، ولاسيما من طريق العترة الطاهرة ! أعلن رسول الله صلی الله علیه و آله أمر هؤلاء المتغلبين، ليهلك من هلك عن بينة ويحيا من حيَّ عن بينة، وما على الرسول إلا البلاغ المبين .

وحسبك من إعلانه أن الحكم بن أبي العاص استأذن عليه مرة، فعرف صلی الله علیه و آله صوته وكلامه فقال: فيما أخرجه الحاكم وصححه في صفحة 481 من الجزء الرابع من مستدركه في كتاب الفتن والملاحم: إئذنوا له عليه لعنة الله وعلى من يخرج من صلبه إلا المؤمنون منهم وقليل ما هم، يشرفون في الدنيا ويضعون في الآخرة، ذوو مكر وخديعة، يعطون في الدنيا وما لهم في الآخرة من خلاق .

وقال صلی الله علیه و آله : إذا بلغ بنو العاص ثلاثين رجلاً اتخذوا مال الله دولاً وعباد الله خَولاً، ودين الله دَغَلاً. أخرجه الحاكم بالإسناد إلى كل من أبي ذر، وأمير المؤمنين علي، وأبي سعيد الخدري وصححه في ص 480 من الجزء الرابع من المستدرك وصححه الذهبي في تلخيصه أيضاً .

ص: 135

وقال صلی الله علیه و آله مرة أخرى: إذا بلغ بنو أمية أربعين اتخذوا عباد الله خولاً ومال الله دولاً، وكتاب الله دغلاً . أخرجه الحاكم في ص 479 من الجزء الرابع من صحيحه المستدرك، بإسناده إلى أبي ذر من طريقين .

وكان لايولد لأحد مولود إلا أتى به النبي صلی الله علیه و آله فدعا له، فدخل عليه مروان بن الحكم فقال صلی الله علیه و آله : هو الوزغ ابن الوزغ الملعون ابن الملعون . فيما أخرجه الحاكم وصححه في صفحة 479 من الجزء الرابع من مستدركه .

وعن عائشة من حديث قالت فيه: ولكن رسول الله صلی الله علیه و آله لعن أبا مروان ومروان في صلبه، قالت: فمروان فَضَضٌ من لعنة الله . أخرجه الحاكم وصححه على شرط الشيخين في ص 481 من الجزء الرابع من مستدركه .

وعن الشعبي عن عبد الله بن الزبير قال: إن رسول الله صلی الله علیه و آله لعن الحكم وولده. أخرجه الحاكم وصححه في آخر صفحة 481 من الجزء الرابع من المستدرك .. والصحاح في هذا ونحوه متواترة، وحسبك منها ما أخرجه الحاكم في كتاب الفتن والملاحم من صحيحه المستدرك، إذ أخرج منها ما فيه بلاغ لأولي الألباب، وختم الباب بقوله:

ليعلم طالب العلم أن هذا باب لم أذكر فيه ثلث ما روي، وإن أول الفتن في هذه الأمة فتنتهم ! قال: ولم يسع فيما بيني وبين الله أن أخلي الكتاب من ذكرهم. اﻫ. في أول صفحة 480 من الجزء الرابع من مستدركه) .

ثم قال السيد شرف الدين في هامشه: ولا يخفى ما في كلامه من الدلالة على تخوفه من العامة وجمهور المسلمين أن ينكروا عليه إخراج هذه الصحاح، فاعتذر إليهم بأنه لم يسعه أن يخلي كتابه منها، وجعل الله شهيداً فيما بينه وبينهم على ذلك ! وهنا عرفت معنى قول القائل:

ص: 136

ما المسلمون بأمةٍ لمحمدٍ كلا ولكن أمةٌ لعدوه !

والعجب من المسلم ينتصر لهم وقد جرعوا النبي صلی الله علیه و آله كل غصة، وقعدوا له في كل مرصد، ووثبوا عليه وعلى أهل بيته من بعده كل وثبة، وما لعنه إلا ليطردهم الله من رحمته، ويجتنبهم المؤمنون من أمته جزاءً وفاقاً، لا ليقربهم إلى الله زلفىكما يخرفون .

قلت: وهذا القدر كاف لإثبات ما قلناه من أنهم إنما اختلقوا هذا الحديث وأمثاله تداركاً لتلك اللعنات . ومما يوجب الأسف أن العامة آثرت أولئك اللعناء المنافقين على نبيها صلی الله علیه و آله من حيث لا تشعر، إذ صححوا هذه الخرافة صوناً للملعونين، ولم يأبهوا بما يلزم ذلك من اللوازم التي لا تليق برسول الله صلی الله علیه و آله .

وما كان للأمة أن تحتفظ بكرامة من لعنهم نبيها لنفاقهم، ونفاهم لإفسادهم، فتضيع على أنفسها المصلحة التي توخاها صلی الله علیه و آله لها في لعنهم وإقصائهم) .

وقال محمد بن عقيل في النصائح الكافية لمن يتولى معاوية ص 142: (قال فخر الدين الرازي في تفسيره: وهذا هو قول ابن عباس عن عطاء، ثم قال أيضاً: قال ابن عباس: الشجرة الملعونة في القرآن بنو أمية، يعني الحكم بن أبي العاص . قال: ورأى رسول الله صلی الله علیه و آله في المنام أن ولد مروان يتداولون منبره، فقص رؤياه على أبي بكر وعمر، وقد خلا في بيته معهما، فلما تفرقوا سمع رسول الله صلی الله علیه و آله الحكم يخبر برؤيا رسول الله صلی الله علیه و آله !! فاشتد ذلك عليه واتهم عمر في إفشاء سره، ثم ظهر أن الحكم كان يتسمع اليهم، فنفاه رسول الله صلی الله علیه و آله . وقد ذكر الشيخ بن حجر الهيثمي جملة أحاديث في هذا المعنى في كتابه تطهير الجنان، منها ما قال: جاء بسند رجاله رجال الصحيح، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه أنه صلی الله علیه و آله قال: ليدخلن الساعة عليكم رجل لعين، فو الله ما

ص: 137

زلت أتشوف داخلاً وخارجاً حتى دخل فلان يعني الحكم ! كما صرحت به رواية أحمد .

وقال سعيد أيوب في معالم الفتن ص 214): (قال تعالى: وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس والشجرة الملعونة في القرآن ونخوفهم فما يزيدهم إلا طغياناً كبيراً .. ولا ندري ما هذه الشجرة الملعونة في القرآن التي جعلها فتنة للناس . ولايوجد في القرآن شجرة يذكرها الله ثم يلعنها ؟!

قالوا: إنها شجرة الزقوم التي جاء ذكرها في قوله تعالى: أم الشجرة الزقوم إنا جعلناها فتنة للظالمين . فالشجرة في الآية وصفت بأنها فتنة، أي عقاب للظالمين، فكيف يقال أن العقاب ملعوناً، والله تعالى لم يلعن الشجرة ! فلو كانت الشجرة ملعونة لكونها تخرج في أصل الجحيم، وسبباً من أسباب عذاب الظالمين، لكانت النار وكل ما أعد الله فيها للعذاب ملعونة، وهذا لايصح، لأن الله أعد لها ملائكة للعذاب فقال تعالى: وما جعلنا أصحاب النار إلا ملائكة، وقد أثنى الله تعالى على ملائكة النار، فقال تعالى: عليها ملائكة غلاظ شداد لايعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون . . .) .

- وكتب (فاتح) بتاريخ 8-2-2000، الثانية عشرة إلا ثلث ليلاً:

الأستاذ العاملي . . ما زلت تتحفنا بكل جديد .. ولعمري هذا ليس بغريب على من هو مثلك أيها العاملي.. فجزاك الله خيراً، وجزى بلاد جبل عامل بلد الشهيدين الأول والثاني رضوان الله تعالى عليهما، وعلى جميع شهدائكم.. ونحن مع كثير من الأخوة نتابع بلهفة لهذا الموضوع الشيق..ونسأل الله التوفيق لكم بإتمامه.. والله يرعاك ويحرسك.

ص: 138

- كتب (حساوي) في الموسوعة الشيعية في22-3-2000، الحادية عشرة والنصف صباحاً، موضوعاً بعنوان (ما حكم سب الصحابة، للسنة فقط) قال فيه:

سؤال للإخوان أهل السنة: ماهو حكم من سب الصحابة، وما حكم من سمع بذلك فرضي به أو سكت عنه ؟؟

- وكتب (أبو فراس) بتاريخ 22-3-2000، الثالثة ظهراً:

من يسب الصحابة فقد خالف ما أمر الله من إكرامهم، ومن اعتقد السوء فيهم كلهم أو جمهورهم، فقد كذّب الله تعالى فيما أخبر عنهم من كمالهم وفضلهم، ومكذّب الله كافر . هذه فتوة الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب. ويقول الإمام أحمد بن حنبل: ما أراه على الإسلام. أي الذي يسب الصحابة. وفتوة شيوخ وتلاميذ الإمام الشافعي يقولون: يستتاب، فإن تاب وإلا هدر دمه . سب الصحابة يستلزم تضليل أمة محمد صلى الله عليه وسلم . اللهم ارزقنا حبك وحب دينك وكتابك ونبيك محمد صلى الله عليه وسلم، وأهل بيته وصحابته الكرام .

- فكتب العاملي بتاريخ 22-3-2000، الرابعة عصراً:

هل يشمل هذا الحكم من سب أمير المؤمنين علياً علیه السلام ، أم أن باءه لا تجر؟!!

- وكتب (الفتى الإمامي) بتاريخ 22-3-2000، الرابعة والنصف مساءً:

لا أدري يا أخي الأستاذ العاملي، يبدو أن إخواننا السنة وقعوا في معضلة كبرى ! فمعاوية سنَّ سبَّ الإمام علي علیه السلام فوق المنابر، في الصلوات وفي الجُمَع وفي كل الخطب، وظل هذا الأمر جارياً لدى حكام بني أمية حتى منعه عمر بن عبد العزيز عام 99 للهجرة.. فلا أدري ياعزيزي هل يختارون أن يطبقوا

ص: 139

فتاوى علمائهم على معاوية ومن جرى على شاكلته، أم يختارون أن أمير المؤمنين ووصي سيد المرسلين ليس من الصحابة.. والعياذ بالله.. ولكم الإختيار يا أصحاب العقول النيرة !!

- وكتب (حساوي) بتاريخ 22-3-2000، الخامسة مساءً:

اللهم صل على محمد وآل محمد . . أحسنتم جميعاً . ماحكم الخليفه معاوية (رضی الله عنه) عندما سب وسن السباب لأمير المؤمنين علي علیه السلام ؟ وماحكم الصحابة والتابعين ممن سمع بذلك فرضي به أو سكت عنه ؟! إذا افترضنا أن شيعة أمير المؤمنين علیه السلام سكتوا تقية خوفاً على أنفسهم من بطش الخليفة لجواز ذلك في معتقدهم، فهل كان سكوت السنة في ذلك الوقت تقيه أم نفاق ؟؟ لاحظ كل السنة من عهد معاوية إلى بداية عهد الخليفة عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه ! أنتظر الجواب ..

- وكتب (سيف الله المسلول) في 22-3-2000، الخامسة والنصف مساءً:

معاوية بن أبي سفيان: المهدي كاتب الوحي:

إن من المسلَّم به أن معاوية بن أبي سفيان كان من كبار الصحابة، وكان كاتب الوحي الذي قال عنه النبي: اللهم اجعله هادياً مهدياً واهد به . وأخرج مسلم في صحيحه عن ابن عباس أن أبا سفيان طلب من النبي ثلاثة مطالب، فقال للنبي: يا نبي الله ثلاثٌ أعطيتهن ؟ قال: نعم . منها، قال: معاوية، تجعله كاتباً بين يديك، قال: نعم.. وعندما ولي معاوية الشام كانت سياسته مع رعيته من أفضل السياسات، وكانت رعيته تحبه ويحبُّهم . قال قبيصة بن جابر: ما رأيت أحداً

ص: 140

أعظم حلماً، ولا أكثر سؤدداً، ولا أبعد أناة، ولا ألين مخرجاً، ولا أرحب باعاً بالمعروف، من معاوية .

وقال بعضهم: أسمع رجل معاوية كلاماً سيئاً شديداً، فقيل له لو سطوت عليه ؟ فقال: إني لأستحي من الله أن يضيقَ حلمي عن ذنب أحد رعيتي . وفي رواية قال له رجل: يا أمير المؤمنين ما أحلمك ؟ فقال: إني لأستحي أن يكون جرم أحد أعظم من حلمي ! لذلك استجابوا له عندما أراد المطالبة بدم عثمان وبايعوه على ذلك، ووثقوا له أن يبذلوا في ذلك أنفسهم وأموالهم، أو يدركوا بثأره، أو ينفي الله أرواحهم قبل ذلك .

ومعاوية ما أراد الحكم ولا اعترض على إمامة علي بن أبي طالب رضي الله عنه، بل طالب بتسليمه قتلة عثمان ثم يدخل في طاعته بعد ذلك . فقد أورد الذهبي في السير عن يعلى بن عبيد عن أبيه قال: جاء أبو مسلم الخولاني وناس معه إلى معاوية فقالوا له: أنت تنازع علياً أم أنت مثله ؟

فقال معاوية: لا والله إني لأعلم أن علياً أفضل مني، وإنه لأحق بالأمر مني ولكن ألستم تعلمون أنّ عثمان قتل مظلوماً، وأنا ابن عمه، وإنما أطلب بدم عثمان، فأتوه فقولوا له فليدفع إليّ قتلة عثمان وأسلّم لهُ، فأتوْا علياً فكلّموه بذلك فلم يدفعهم إليه !

طالما أكّد معاوية ذلك بقوله: ما قاتلت علياً إلا في أمر عثمان، وهذا هو ما يؤكده عليّ ومن مصادر الشيعة الإثني عشرية أنفسهم . فقد أورد الشريف الرضي في كتاب نهج البلاغة في خطبة لعليّ قوله: وبِدْء أمرنا أنا التقينا والقوم من أهل الشام، والظاهر أن ربنا واحد ونبينا واحد، ودعوتنا في الإسلام واحدة،

ص: 141

ولا نستزيدهم في الإيمان بالله والتصديق برسوله ولا يستزيدوننا، الأمر واحد إلا ما اختلفنا فيه من دم عثمان ونحن منه براء .

فهذا عليّ يؤكد أن الخلاف بينه وبين معاوية هو مقتل عثمان وليس من أجل الخلافة أو التحكم في رقاب المسلمين، كما يدعي غلاة الرافضة، ويقرر أن عثمان وشيعته هم أهل إسلام وإيمان، ولكن القضية اجتهادية، كل يرى نفسه على الحق في مسألة عثمان .

وأما قولهم بأن معاوية أرغم المسلمين بالقوة والقهر على بيعة ابنه الفاسق شارب الخمر يزيد، فهذا من الكذب الظاهر، فإن معاوية لم يرغم الناس على بيعة ابنه يزيد، ولكنه عزم على الأخذ بعقد ولاية عهده ليزيد وتم له ذلك، فقد بايع الناس ليزيد بولاية العهد ولم يتخلّف إلا الحسين بن علي وعبد الله بن الزبير، وتوفيّ معاوية ولم يرغمهم على البيعة .

أما أن يزيد فاسق شارب للخمر فهذا كذب أيضاً، ونَدَعُ محمد بن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه يجيب على هذا الإدعاء لأنه أقام عند يزيد وهو أدرى به . قال ابن كثير في البداية: لما رجع أهل المدينة من عند يزيد مشى عبد الله بن مطيع وأصحابه إلى محمد بن الحنفية فأرادوه على خلع يزيد فأبى عليهم، فقال ابن مطيع: إن يزيد يشرب الخمر ويترك الصلاة ويتعدّى حكم الكتاب. فقال لهم: ما رأيت منه ماتذكرون، وقد حضرته وأقمت عنده فرأيته مواظباً على الصلاة متحرياً للخير، يسأل عن الفقه ملازماً للسنة، قالوا: فإن ذلك كان منه تصنّعاً لك . فقال: وما الذي خاف مني أو رجا حتى يظهر إليّ الخشوع ؟ أفأطلعكم على ما تذكرون من شرب الخمر ؟ فلئن كان أطلعكم على ذلك إنكم لشركاؤه، وإن لم يكن أطلعكم فما يحل لكم أن تشهدوا بما لم تعلموا . قالوا:

ص: 142

إنه عندنا لحق وإن لم يكن رأيناه . فقال لهم أبى الله ذلك على أهل الشهادة، فقال: إلا من شهد بالحق وهم يعلمون، ولست من أمركم في شئ، قالوا: فلعلك تكره أن يتولى الأمر غيرك فنحن نولّيك أمرنا . قال: ما أستحل القتال على ما تريدونني عليه تابعاً ولا متبوعاً، فقالوا: فقد قاتلت مع أبيك، قال: جيئوني بمثل أبي أقاتل على مثل ما قاتل عليه، فقالوا: فمر ابنيك أبا القاسم والقاسم بالقتال معنا، قال: لو أمرتهما قاتلت . قالوا: فقم معنا مقاماً نحض الناس فيه على القتال، قال: سبحان الله ! آمر الناس بما لا أفعله ولا أرضاه إذاً ما نصحت لله في عباده . قالوا: إذاً نكرهك. قال إذاً آمر الناس بتقوى الله ولا يرضون المخلوق بسخط الخالق، وخرج إلى مكة .

أما أن معاوية أمر بسبّ عليّ من على المنابر فكذب، ولا يوجد دليل صحيح ثابت بذلك، وسيرة معاوية وأخلاقه تستبعد هذه الشبهة، أما ما يذكره بعض المؤرخين من ذلك فلا يلتفت إليه، لأنهم بإيرادهم لهذا التقول لا يفرقون بين صحيحها وسقيمها، إضافة إلى أن أغلبهم من الشيعة ..

ولم يعترض معاوية ولا أحد من المسلمين على أحقية علي بالخلافة، وإنما أقصر بعضهم عن بيعته لرغبتهم في أن يثأر من قتلة عثمان أولاً كما أسلفنا من قبل. وكان طريقهم الحق والإجتهاد، ولم يكونو في محاربتهم لغرض دنيوي، أو لإيثار باطل، أو لاستشعار حقد كما قد يتوهمه متوهم وينزع إليه ملحد، وإنما اختلف اجتهادهم في الحق. وقد روى البخاري: إِذَا حَكَمَ الْحَاكِمُ فَاجْتَهَدَ ثُمَّ أَصَابَ فَلَهُ أَجْرَانِ وإِذَا حَكَمَ فَاجْتَهَدَ ثُمَّ أَخْطَأَ فَلَهُ أَجْرٌ. ومن المسلَّم عند كل من اطلع على مذهب الإمامية يعلم أنهم يكفرون معاوية لقتاله علياً، ولكن الثابت أن الحسن بن علي وهو من الأئمة المعصومين عندهم قد صالح معاوية

ص: 143

وبايعه على الخلافة، فهل صالح الحسن المعصوم كافراً وسلم له بالخلافة ؟! أم أصلح بين فئتين مسلمتين كما قال النبي: ابني هذا سيد ولعل الله يصلح به بين فئتين من المسلمين .

وأخيراً إذا لم يقتنع الرافضة بذلك، فسنضطر لكي نستقي من مصادر الإثني عشرية ما يثبت أن علياً ومعاوية على حق ومأجورين على اجتهادهما ! فقد ذكر الكليني في كتابه الروضة من الكافي وهو أهم كتاب في أصول وفروع مذهب الإثني عشرية، عن محمد بن يحيى قال سمعت أبا عبد الله علیه السلام يقول: اختلاف بني العباس من المحتوم والنداء من المحتوم وخروج القائم من المحتوم، قلت وكيف النداء ؟ قال: ينادي مناد من السماء أول النهار: ألا إن علياً وشيعته هم الفائزون، وقال: وينادي مناد في آخر النهار: ألا إن عثمان وشيعته هم الفائزون) . روضة الكافي 8/177 . انتهى .

- قال العاملي: ثم أورد المسلول أحاديث موضوعة تحت عنوان (روايات في فضائل معاوية رضي الله عنه) متجاهلاً أن علماء الجرح والتعديل من المذاهب السنية حكموا بأنه لم يصح في فضل معاوية أي حديث إلا قول النبي صلی الله علیه و آله : لا أشبع الله بطنه ! وقد دلَّسَ المسلول فيما أورده من الكافي، وبتر آخر الرواية الذي نص على أن النداء الأول هو النداء الصادق لأنه صوت جبرئيل من السماء، والنداء الثاني هو الكاذب لأنه نداء من الأرض، وهو صوت إبليس ! وهذه الرواية من الكافي: 8/209: 253 - عن داود بن فرقد قال: سمع رجل من العجلية هذا الحديث قوله: ينادي مناد ألا إن فلان بن فلان وشيعته هم الفائزون، أول النهار. وينادي آخر النهار ألا إن عثمان وشيعته هم الفائزون. قال: وينادي أول النهار منادي آخر النهار. فقال الرجل: فما يدرينا أيما الصادق من

ص: 144

الكاذب ؟ فقال: يصدقه عليها من كان يؤمن بها قبل أن ينادي، إن الله عز وجل يقول: أفمن يهدي إلى الحق أحق أن يتبع أمن لا يهدي إلا أن يهدى . . الآية) . انتهى ! ! !

- وكتب (أبو فراس) بتاريخ 22-3-2000، السابعة والنصف مساءً:

بارك الله فيك يا سيف الله المسلول، فلقد قلت وكفيت ووفيت . إذن أي رجل يسب الصحابة أياً كانوا، فلا بد أن يتوب إلى الله تعالى ويحذر من سبهم، فإن سبهم يخرجة عن الإسلام . ويجب الكف عن الكلام مما جرى بين الصحابة وخاصة علي ومعاوية رضي الله عنهما ولا نذكرهما إلا بالخير، ومن يذكرهمابشرفعليه لعنه الله والملائكة والناس أجمعين كما جاء في الحديث.

- وكتب (سلمان) بتاريخ 22-3-2000، الثامنة والربع مساءً:

لم أر في حياتي كلها شبيهاً لما رأيت اليوم من التدليس ونفي حقائق تاريخية موثقة ! أنا أعرف أن النقاش والجدل معكم لن يأتي بنتيجة وللأسف، أنا لست بأهل للنقاش ولكن في النفس غصة، وهذا مادعاني للكتابة، وكل ما ذكرتم هو حجة عليكم لالكم ! ويمكن تفنيده من أصغر طلاب العلم والمثقفين . واصبروا فإنهم آتون للرد عليكم .

وعلى كل الأحوال: أود أن تخبرونا ماحكم الخارج على إمام زمانه، والمستحل لدماء المسلمين لأي غرض ولو كان نبيلاً حسب رأيكم ؟! وهل الغاية تبرر الوسيلة في عرف الإسلام ؟

ألا تعلمون أن من الفضائل الموثقة لعمر بن عبد العزيز منعه سب علي بن أبي طالب وآل رسول على المنابر وفي خطب الجمعة ؟

ص: 145

ولو فرضنا جدلاً أن معاوية لم يشرع سباب الإمام علي وشرع هذا الشئ من بعده، فهل كل المسلمين الذين عاشوا في الزمن الذي شرع فيه مثل هذا السباب حتى منعه كفار، لأنهم إما قاموا بالسباب أو أنهم لم ينهوا عنه ؟!

ماذا تعرفون عن واقعة الحرة، وما جرى على أهل المدينه فيها ؟! وعن كربلاء، وماجرى للحسين ولآل بيت رسول الله عليهم الصلاة والسلام ؟؟!!

- قال العاملي: وغاب المساليل، ولم يجب أحد منهم على هذه الأسئلة !!

- كتب (عمر) في الموسوعة الشيعية في 19-3-2000، السابعة مساءً موضوعاً بعنوان (هل اللعن من أساسيات المذهب الشيعي ؟)، قال فيه:

كيف يكون اللعن من أصول الدين ؟ وهل يخالف كتاب الله ؟ وكيف نهى الرسول صلی الله علیه و آله عن سب أبي جهل ؟ لكم هذه الرواية من تفسير العسكري بخصوص اللعن: (قال الصادق علیه السلام : طوبى للذين هم كما قال رسول الله صلی الله علیه و آله: يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله، ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين، فقال له رجل: يابن رسول الله إني عاجز ببدني عن نصرتكم، ولست أملك إلا البراء ة من أعدائكم، واللعن عليهم، فكيف حالي ؟ فقال له الصادق علیه السلام : حدثني أبي عن أبيه عن جده عن رسول الله صلى عليه وآله أنه قال: من ضعف عن نصرتنا أهل البيت، فلعن في خلواته أعداءنا، بلغ الله صوته جميع الأملاك من الثرى إلى العرش، فكلما لعن هذا الرجل أعداء نا لعناً ساعدوه فلعنوا من يلعنه، ثم ثنوا فقالوا اللهم صل على عبدك هذا الذي قد بذل ما في وسعه، ولو قدر على أكثر منه لفعل، فإذا النداء من قبل

ص: 146

الله تعالى: قد أجبت دعاء كم، وسمعت نداء كم، وصليت على روحه في الأرواح، وجعلته عندي من المصطفين الأخيار) .

- فكتبت (طبيعي) بتاريخ 19-3-2000، السابعة والنصف مساءً:

نعم من أساسيات مذهبنا لعن كل من لعنه رسول الله صلی الله علیه و آله ، والتبرؤ منه ومن فعله، فكل من ثبت لدينا أن رسول الله صلی الله علیه و آله لعنه، فنحن نلعنه امتثالاً لأمره تعالى بأن نأخذ ما أتانا عن رسول الله، وننتهي عما نهى عنه . . . ملاحظة: السب مختلف عن اللعن .

- وكتب (السبطين) بتاريخ 19-3-2000، الثامنة إلا ثلث مساءً:

إن من يعتقد عدم جواز لعن من لعنه الله ورسوله كافر، لإنكاره ما هو من الدين بالضرورة .

حب آل البيت قربه *** وهو أسمى الحب رتبه

ذنبُ من وَالاهُمُ *** يغسله مزن المحبه

والذي يبغضْهُمُ *** لا يسكن الإيمان قلبه

علمُهُ والنسكُ رجسٌ *** عسلٌ في ضرع كلبه

لعنَ الله عدوَّ الآ *** لِ إبليسَ وحزبه

- وكتب (عمر) بتاريخ 19-3-2000، الثامنة إلا ربعاً مساءً:

وكيف تقولون بأن الرسول صلی الله علیه و آله لا يلعن ؟ وهل لعن الرسول صلی الله علیه و آله الخلفاء الراشدين ؟! وهل اللعن يدخل الجنة؟ وأيهما أكبر إثماً اللعن أم السب ؟!

- وكتب (التلميذ) بتاريخ 19-3-2000، الثامنة مساءً:

ص: 147

إن رسول الله صلی الله علیه و آله لم يقل إن أبا بكر وعمر وعثمان من الخلفاء الراشدين ... فالخلفاء الراشدون عندنا الذين عناهم الرسول في أحاديثه هم الأئمة من البيت علیهم السلام ، من علي.. والى المهدي المنتظر عجل الله تعالى فرجه الشريف . . وهات لي حديثاً قال فيه النبي صلی الله علیه و آله أبوبكر خليفة راشد، وعمر خليفة راشد، وعثمان خليفة راشد ؟!! تسمية هؤلاء بالخلفاء الراشدين أتت من قبل مريديهم، لامن رسول الله صلی الله علیه و آله .. فمصداق الخلفاء الراشدين فقط وفقط هم: الأئمة المعصومون علیهم السلام .

- وكتبت (طبيعي) بتاريخ 19-3-2000، الثامنة والربع مساءً:

نحن نقول رسول الله صلی الله علیه و آله لا (يسب) بدون سبب ومن لا يستحق، كما هو وارد في صحاحكم.. فهو منزهٌ عن كل قبيح بأبي وأمي.. ولم نقل إن رسول الله صلی الله علیه و آله (لا يلعن) أو (لم يلعن) . فقد جاء في الصحيح أنه (لعن) من تخلف عن جيش أسامة .

- هل لعن رسول الله الخلفاء الراشدين ؟! .. سؤال ذكي.. هل كان من الخلفاء الراشدين من تخلف عن جيش أسامة ؟

- هل اللعن يدخل الجنة ؟ .. نعم، إن كان تأسياً برسول الله صلی الله علیه و آله ، فالسنة هي فعل وقول وتقرير رسول الله صلی الله علیه و آله . . فإن ثبت أمر ما لرسول الله، فإنَّ عملَنا تأسٍّ به، ولكم في رسول الله أسوة حسنة، وهو مبرئ للذمة إن شاء الله، ومجزئ أيضاً . . وإن كنا أخطأنا باللعن، فإننا نجد رباً غفورا وشفيعاً مطاعاً، يعلم بأننا تقربنا إلى الله واليه بعملنا .

- أيهما أكبر إثماً، السب أو اللعن ؟ .. فإنه يعتمد، هل اللعن هنا أو السب إثمٌ أو طاعة لله ؟ اللهم صل على محمد وآل محمد.

ص: 148

- وكتب (ناصر) بتاريخ 19-3-2000، الثامنة والثلث مساءً:

قال الله تعالى: إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين . البقرة – 161 . أولئك جزاؤهم أن عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين . آل عمران - 87. صدق الله العلي العظيم.

فإن كنت بالشورى ملكت أمورهم *** فكيف بهذا والمشيرون غيب

وإن كنت بالقربى حججت خصيمهم *** فغيرك أولى بالنبي وأقرب

- وكتب (عمر) بتاريخ 19-3-2000، الثامنة والنصف مساءً:

الى طبيعي .. لنبدأ بإثبات اللعن عمن تخلف عن جيش أسامة كما ذكرت وحددت الأحاديث من الصحاح.. فهات ما عندك من الصحاح لنتناقش ؟ وإلا تعتذر عن خطئك .. ومن قال بأن الرسول صلی الله علیه و آله لم يذكر الخلفاء الراشدين، فالرسول صلی الله علیه و آله لم يذكر الأئمة المعصومين أيضاً . والواقع يثبت بأن هناك خلفاء أعزوا دين الله ونصروه .

- فكتبت (طبيعي) بتاريخ 19-3-2000، التاسعة إلا ثلث مساءً:

أنا لم أخطئ لأعتذر، وما ذكرته صحيح تماماً . وحديث من تخلف عن جيش أسامة أوردوه الأخوة في الحوار العام، ولا أذكر في أي موضوع بالتحديد.. وسأبحث لك عنه لعلمي بأنك تبحث عن الحق .

نأتي الآن إلى عنوان موضوعك أخي بخصوص اللعن، وكونه من أساسيات مذهبنا، فقد شرحنا لك المعنى . . فهل اللعن بالمعنى الذي شرحناه مخالفٌ لما هو عليه مذهب أهل السنة والجماعة ؟ بمعنى أنه إذا ثبت لأهل السنة فعل ما عن رسول الله صلی الله علیه و آله ، فهم لا يتقربون إلى الله بمثله ؟!

ص: 149

- وكتب (التلميذ) بتاريخ 19-3-2000، التاسعة إلا ربعاً مساءً:

إذاً يا عمر .. وصف أبي بكر وعمر وعثمان بأنهم خلفاء راشدون، لم يكن من النبي صلی الله علیه و آله ..!! أما قولك بأن النبي صلی الله علیه و آله لم يذكر الأئمة المعصومين علیهم السلام فغير صحيح، بل ذكرهم ووصفهم بألفاظ أكبر وأعظم من الراشدين . . نعم هناك من أعز دين الله عزّ وجل من الأئمة وقضى على الناكثين والقاسطين والمارقين . . ومن بدمه في كربلاء أيقظ الأمة من سباتها، وأبان لها بأن بني أمية ومن شاكلهم ليسوا من الإسلام في شئ.. لم يجتهد هؤلاء في مقابل النصوص، ولم يغيروا شرع الله ودينه، بل ساروا على نهجه ونهج رسوله صلوات الله وسلامه عليه .. ولم تذكر لهم مخالفة لله في حكم أو مسألة حتى نحتاج لأن نبرر لهم هذه المخالفات بالقول إنهم اجتهدوا وتأولوا .. إلى ما هنالك ..

- وكتب العاملي بتاريخ 19-3-2000، التاسعة مساءً:

لا إله إلا الله .. كأن عمر لايفقه ألف باء الإسلام، وأن التوحيد يبدأ بنفي كل إله آخر؟!! الإسلام كله ياعمر قائم على الولاية والبراءة .. من توحيده إلى عباداته ومعاملاته ! ألا ترى الحج يبدأ بالتلبية ويختم برمي الجمار ؟

أما قرأت آيات اللعن والبراءة في القرآن ؟ أم أنك لا تلعن إبليس والذين لعنهم الله تعالى ورسله ؟!! إن كنت لا تلعن الملعونين، فأعد النظر في إسلامك يا عمر ! ! لأن البراءة واللعن من أصول الإسلام فضلاً عن المذهب . .

أما الأحاديث التي تشهد أن النبي صلی الله علیه و آله لعن المتخلفين عن جيش أسامة، فقد سأل عنها بعضهم في شبكة أنا العربي، وأجبتهم أنا والأخ (التلميذ) وبعض الأخوة الذين لا أذكر أسماءهم، بهذه المصادر، يكفيك منها:

ص: 150

اعترف الجرجاني في المواقف: 8/376، فقال: (قال الآمدي: كان المسلمون عند وفاة النبي علیه السلام على عقيدة واحدة وطريقة واحدة، إلا من كان يبطن النفاق ويظهر الوفاق. ثم نشأ الخلاف فيما بينهم أولاً في أمور اجتهادية، لاتوجب إيماناً ولاكفراً، وكان غرضهم منها إقامة مراسم الدين، وإدامة مناهج الشرع القويم! وذلك كاختلافهم عند قول النبي في مرض موته: إئتوني بقرطاس أكتب لكم كتاباً لا تضلوا بعدي.. حتى قال عمر: إن النبي قد غلبه الوجع، حسبنا كتاب الله !!! وكثر اللغط في ذلك حتى قال النبي:

قوموا عني .. لا ينبغي عندي التنازع !!!

وكاختلافهم بعد ذلك في التخلف عن جيش أسامة، فقال قوم بوجوب الاتباع لقوله علیه السلام : جهزوا جيش أسامة لعن الله من تخلف عنه، وقال قوم بالتخلف انتظاراً لما يكون من رسول الله في مرضه !!) . انتهى. ونترك لكم ياعمر تطبيق قاعدتكم التي تعترفون بها أن الإسلام هو الإتباع، من أي كان، ومخالفة النص هي ابتداع، من أي كان !!

ورواه في (السقيفة) لأبي بكر بن عبد العزيز الجوهري، قال: حدثنا احمد بن اسحاق بن صالح عن أحمد بن سيار عن سعيد بن كثير الأنصاري عن رجاله عن عبد الله بن عبد الرحمن أن رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم في مرض موته أمر أسامة بن زيد بن حارثة على جيش فيه جلة المهاجرين والأنصار، منهم أبو بكر وعمر وأبو عبيدة بن الجراح وعبد الرحمن بن عوف وطلحة والزبير، وأمره أن يغير على مؤته حيث قتل أبوه زيد، وأن يغزو وادي فلسطين، فتثاقل أسامة وتثاقل الجيش بتثاقله، وجعل رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم في مرضه يثقل ويخف، ويؤكد القول في تنفيذ ذلك البعث، حتى

ص: 151

قال له أسامة بأبي أنت وأمي أتأذن لي أن أمكث أياماً حتى يشفيك الله تعالى، فقال: أخرج وسر على بركة الله . فقال يا رسول الله إن أنا خرجت وأنت على هذه الحال خرجت وفي قلبي قرحة، فقال: سر على النصر والعافية، فقال يا رسول الله: إني أكره إن أسائل عنك الركبان. فقال: أنفذ لما أمرتك به . ثم أغمي على رسول الله صلى الله علية وآله وسلم، وقام أسامة فتجهز للخروج فلما أفاق رسول الله صلى الله علية وآله وسلم سأل عن أسامة والبعث فأخبر أنهم يتجهزون، فجعل يقول: أنفذوا بعث أسامة لعن الله من تخلف عنه.. وكرر ذلك !!! فخرج أسامة واللواء على رأسه والصحابة بين يديه، حتى إذا كان بالجرف نزل ومعه أبو بكر وعمر وأكثر المهاجرين، ومن الأنصار أسيد بن حضير، وبشير بن سعد وغيرهم من الوجوه، فجاءه رسول أم أيمن يقول له أدخل فإن رسول الله يموت، فقام من فوره فدخل المدينة واللواء معه، فجاء به حتى ركزه بباب رسول الله، ورسول الله قد مات في تلك الساعة) . انتهى .

وقال الشهرستاني في كتابه الملل والنحل ص 29: (الخلاف الثاني في مرضه أنه قال: جهّزوا جيش أسامة لعن الله من تخلّف عنه . . . الخ .) .

وأورده ابن أبي الحديد في شرح النهج 6/52 في شرح الخطبة رقم 66 .

وفي السيرة الحلبية 3 / 218: اعترف مؤلفها بذلك، وادعى بدون نص ولادليل أن تخلف أبي بكر كان بأمر النبي صلی الله علیه و آله !!

- وكتب (ذو الفقار) بتاريخ 19-3-2000، التاسعة والثلث مساءً:

السلام عليك ياسيدي ومولاي يا صادق آل محمد .

لعنة الله على كل من تعدى وهجم على دارك يا سيدتي ومولاتي يا فاطمة الزهراء . وكل ظالم لكم آل محمد .

ص: 152

- وكتب (نصير المهدي) بتاريخ 19-3-2000، العاشرة مساءً:

وهل الشتم والسب بأقذع الشتائم من أساسيات الدين الوهابي؟! وما هوالفرق بين شتم مسلم عاش قبل ألف عام.. وشتم مسلم يعيش اليوم؟! دونك مواقع الإنترنت فشاهدها بنفسك، وابدأ مع سحاب والوهابي المشلول!! وإن كنت لاتدري فتلك... وهل تدري من هو أكثر الناس شتماً في شيعة لنك ؟ !

ألا لعنة الله على الظالمين من الأولين والآخرين.

اللهم وصل على ولي أمرك القائم المؤمل والعدل المنتظر .

- وكتب (عمر) بتاريخ 19-3-2000، الحادية إلا ربعاً مساءً:

إعادة السؤال مرة ثانية: هل أحاديث لعن من تخلف عن جيش أسامة موجودة بالصحاح ؟؟ حتى لا نبتعد عن موضوع اللعن، يجب أن نؤكد هذه النقطة التي أشار إليها طبيعي، ولا مانع من تعليق العزيز العاملي .

- وكتب (أبو فراس) بتاريخ 19-3-2000، الحادية عشرة مساءً:

لا يوجد أي حديث ثابت، ولا يوجد كذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لعن من تخلف عن هذا الجيش . ثم إن خليفة رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر الصديق أنفذ هذا الجيش بعد الإضطراب الذي وقعت فيه الأمه من حركة الردة . وقد أستأذن أبو بكر الصديق أسامة بن زيد بأن يبقي عمر بن الخطاب في المدينة .. كي يستشيره في أمور الدولة، فأذن له .

- وكتبت (طبيعي) بتاريخ 19-3-2000، الحادية عشرة والثلث مساءً:

أخي أبا فراس . . هل استأذن أبو بكر الصديق من أسامة بن زيد ؟! وهل كان الآمر لأسامة بن زيد، بمعنى إذا رفض أسامة لما استطاع عمر البقاء ؟!

ص: 153

اللهم صل على محمد وآل محمد .

اللهم العن أول ظالم ظلم آل محمد

- كتب (عثمان) في شبكة سحاب السلفية بتاريخ 26-6-2000، الثانية والنصف صباحاً، موضوعاً بعنوان: (اللهم العن أول ظالم ظلم حق محمد وآل محمد وكل تابع له على ذلك ؟)، قال فيه:

إخواني .. اللهم إلعن أول ظالم ظلم حق محمد وآل محمد وكل تابع له على ذلك .. هل يجوز هذا القول في المطلق ؟ بلغني أن الرافضة يقولونه دائماً.. فما هو ردنا عليهم، مع أنه لا يتضمن أي منكر حسب ظاهر الكلمات ؟ وشكراً . يا أيها الذين آمنوا إتقوا الله وكونوا مع الصادقين .

- وكتب (بن خلف) بتاريخ 26-6-2000، الثانية والنصف صباحاً:

الأخ عثمان .. يرمي الروافض، قبحهم الله، بتلك العبارات النيل من أهل السنة عامة، والخلفاء الثلاثة الأُول خاصة . فالتابعون هم من وافق مذهب السنة، والظالم المباشر حسب ما يدعون هو أبو بكر ثم عمر ثم عثمان، ومن وقف معهم ذلك الزمن . فلعنة الله على الكاذبين .. هذا القول باطل لا يجوز، من هرطقات دعاة الإسلام، ولاحظَّ لهم منه ! أبو بكر الغزي السلفي .

- وكتب (مال الله) بتاريخ 26-6-2000، الثامنة صباحاً:

هذا القول بارك الله فيك يقوله أبناء الليلة الظليمة للنيل من أهل السنة وخاصة الخلفاء الأربعة، كما ذكر أخي بن خلف سدد الله خطاه .

ص: 154

على الرغم أن الأئمة عندهم يقدمون أبا بكر وعمر على سائر الأئمة . فهذا جعفر الصادق رحمة الله وبرأه مما يقوله هؤلاء الأنجاس، يقول: لا قدمني الله إن لم أقدم أبا بكر . ويقول: أبو بكر جدي . وهذا الكلام صحيح فجعفر الصادق هو حفيد أبي بكر الصديق رضي الله عنه، ولكن هؤلاء الحمقى لا يعلمون .

- قال العاملي: تشتم شبكة سحاب الشيعة، ولا تسمح لهم بالرد !

- كتب العاملي في الموسوعة الشيعية بتاريخ 30-1-2000، الثانية عشرة والنصف صباحاً، موضوعاً بعنوان (اللهم العن أول ظالم ظلم آل محمد، وآخر تابع له على ذلك)، قال فيه:

من عقائدنا وسيرتنا نحن شيعة أهل البيت علیهم السلام، أننا نؤمن بوجوب ولاية أهل البيت النبوي والتبري من ظالميهم.. ويوافقنا على ذلك بشكل عام كل المسلمين.. ولذلك كان من شعارنا وذكرنا.. اللهم العن أول ظالم ظلم آل محمد وآخر تابع له على ذلك، اللهم العنهم جميعاً.

وموقف من خالفنا في الرأي أن يقول: نحن معكم في كبرى المسألة، وإن كنا نخالفكم في تطبيقاتها . لا بأس، إذن لا خلاف في كبرى المسألة .

أكتب هذا الكلام بمناسبة مارأيت في شبكة هجر . . من المستوى الذي وصل إليه طمع (مشارك) التيمي الأموي . . بمرونة الأخ موسى العلي صاحب الشبكة، ومطالبته إياه أن يحذف الشيعة هذا الدعاء.. لأنهم (ينوون) به فلاناً وفلاناً !! وقد تألمت من استجابة أحدهم لمشارك اتقاء لسانه، فحذف هذا الشعار المبارك، الذي كان جعله توقيعه !!

ص: 155

قد يتصور بعضهم أن صيغة المسألة أن شخصاً يدعو على ظالمه بأن يلعنه الله ويطرده من رحمته.. فيقول له آخر إني أتأذى من دعائك، لأنك تقصد شخصاً أحبه !! ولو كانت هذه صيغة المسألة لقلنا إن لها وجهاً ..

ولكن صيغتها الحقيقية: أيها الشيعة تنازلوا عن البراءة من ظالمي آل محمد حتى بصيغة الكبرى الشرطية، لأنكم في قرارة أنفسكم قد تقصدون ظالمين، فيهم من نحبهم !! ومعنى هذا: ياشيعة يجب أن تتنازلوا عن ظلامة آل محمد صلوات الله عليه وعليهم.. لمصلحة المنافقين من تحالف قبائل قريش، وتغمضوا أعينكم معنا عن هذه الظلامة التي ملأ الدنيا صداها وعم البلاد جورها !! ويحرم عليكم أن تعلنوا أن أهل البيت مظلومون !!

هل تعرفون أي منطق هذا ؟! إنه منطق بني أمية.. وأمريكا.. وخوارج آخر الزمان، الذين يكفرون كل المسلمين، إلا من أطاعهم !!

- وكتب (مالك الأشتر) بتاريخ 30-1-2000، الثالثة إلا ثلث صباحاً:

اللهم العن أول ظالم ظلم حق محمد وآل محمد، وآخر تابع له على ذلك .

اللهم العن العصابة التي سرقت حق نبيك وأهل بيت نبيك .

اللهم العن العصابة التي قتلت نبيك وآل نبيك علیهم السلام .

اللهم العن من أحب أعداء رسولك وأعداء أهل بيت رسولك، وهو يعلم أنهم أعدائهم وأنهم ظالميهم .

لا تحسبها عوجة لا أقصد السيد العلي (لاوحق علي) ولا غيره من المراقبين في هجر .. قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى .

- وكتب (السبطين) بتاريخ 30-1-2000، الخامسة إلا ربعاً صباحاً:

ص: 156

نعم نقولها بصوت مرتفع يخترق أطباق السماء: اللهم العن أول ظالم ظلم آل محمد، وآخر تابع له على ذلك، اللهم العنهم جميعاً نقولها بلا تردد أو خوف أو وجل، فكل من ادعى التشيع لآل بيت محمد علیهم السلام ، ولم يعلن الولاء لهم ولشيعتهم المؤمنين، والبراءة من أعدائهم الكفرة المعاندين.. فهو منافق .. فيجب أن يكون هذا هو شعارنا: اللهم العن أول ظالم ظلم آل محمد، وآخر تابع له على ذلك، اللهم العنهم جميعاً .

حب آل البيت قربهْ وهو *** أسمى الحب رتبهْ

ذنبُ من وَالاهُمُ *** يغسله مزن المحبه

والذي يبغضْهُمُ *** لا يسكن الإيمان قلبه

علمُهُ والنسكُ رجسٌ *** عسلٌ في ضرع كلبه

لعنَ الله عدوَّ الآ *** لِ إبليسَ وحزبه

- وكتب (خادم أهل البيت) بتاريخ 30-1-2000، الخامسة صباحاً:

اللهم العن أول ظالم ظلم آل محمد، وآخر تابع له على ذلك، اللهم العنهم جميعاً .

ربي ارزقني شفاعة محمد وآل محمد .

- وكتب (الضرغام) بتاريخ 30-1-2000، الرابعة عصراً:

أشكر الأستاذ المفكر الإسلامي العاملي، والأشتر العزيز، وخادم أهل البيت. اللهم العن من لا يلعن أول ظالم ظلم آل محمد، وآخر تابع له على ذلك .

- وكتب (مشارك) بتاريخ 30-1-2000، الخامسة والنصف مساءً:

من المقصود بأول ظالم لآل محمد . . يا عاملي، ويا مالك الأشتر ؟

ص: 157

- وكتب (فرات) بتاريخ 30-1-2000، السادسة مساءً:

الأستاذ العاملي . . السلام عليكم . . جزاك الله عن آل الله خير جزاء المحسنين. نعم للولاية . . نعم للبراءة . إن المسلم لا يكون مسلماً حتى يتولى الله ورسوله والصالحين من عباده. ولا يكون مسلماً حتى يتبرأ من أعداء الله ورسوله وعباده الصالحين .. فالحب والبغض هما الأساس في المفهوم الإسلامي، والنظرية الإسلامية لاتتكامل إلا بهذين الأصلين الأساسيين. وعلينا كمسلمين أن نعرف من نحب ومن نبغض . نحب من أمرنا الله بمحبته ونبغض من أمرنا الله ببغضه. قال تعالى: قل لا أسئلكم عليه أجراً إلا المودة في القربى، ولا تكون المودة للقربى صادقة إلا بالتبري من أعداهم ومبغضيهم من الأولين والآخرين.. فنعم ما قلت وما دعوت به . اللهم العن أول ظالم ظلم حق محمد وآل محمد وآخر تابع له على ذلك . هذا عذب فرات سائغ شرابه .

- وكتب (نصير المهدي) بتاريخ 30-1-2000، السابعة إلا ربعاً مساءً:

اللهم العن ظالمي محمد وآل محمد من الأولين والآخرين، إلى قيام يوم الدين .

اللهم إنا نبرأ اليك من أفعالهم وأقوالهم، ونبرأ اليك من ظلمهم، وممن رضي بظلمهم .

أما سؤال مشارك عمن هو المقصود بأول ظالم.. إعرف الحق تعرف أهله.. كما يقول الإمام علي عليه الصلاة والسلام، وإن شئت أن تعكسها صحت.. أي إعرف الباطل تعرف أهله.. فإن كان من ذهب ذهنك إليه ظالماً لآل محمد فهل

ص: 158

تعتقد أن ظالماً لآل محمد لايستحق اللعن . وإن كان من قصدت لم يظلم آل محمد.. فإنه ليس معنيا أو مقصوداً باللعن .

وأي ظالم يستحق اللعن بدلالة القرآن الكريم: ألا لعنة الله على الظالمين.. هذه هي القاعدة التي قال بها الله سبحانه وتعالى . . . فهل يحزنك أن يلعن ظالم وهي الصراط المستقيم . اللهم وصلي على ولي أمرك القائم المؤمل والعدل المنتظر .

- فكتب العاملي بتاريخ 30-1-2000، السابعة والنصف مساءً:

المقصود يا مشارك من كان في علم الله تعالى أول ظالم لهم، كائناً من كان.. فردد هذا الدعاء معنا، وبرِّئ من شئت ولا عليك.. مادامت عندك الحجة لربك .. وليعتقد غيرك بأنه من شاء، ولا عليه.. مادامت عنده الحجة لربه تعالى. ومتى بعثك الله مفتشاً عن قلوب المسلمين، حتى تفتش عنها؟!! ومتى نزل عليك وحي يأمرك بفعل ما نهى عنه رسوله صلی الله علیه و آله ؟!!

- وكتب (مشارك) بتاريخ 30-1-2000، الحادية عشرة والثلث ليلاً:

لا تستطيعون الجهر بعقيدتكم للأسباب المعروفة في أديان الباطنية.. اللهم من قصد أن يلعن أبابكر الصديق وعمر بن الخطاب.. فاجعل وجهه مسخوطاً مثل وجوه من نشاهدهم..فنعرف أن الله قد سخط عليهم ببغضهم لأوليائك. اللهم عليك بكل زنديق نجس خبيث يلعن أوليائك أو يعتقد أنهم من الملعونين.

- فكتب (الموسوي) بتاريخ 30-1-2000، الثانية عشرة إلا ربعاً ليلاً:

ص: 159

جزى الله الأخ العاملي خيراً على طرح هذا الموضوع .. ولعن الله من آذى آل محمد وآذى فاطمة الزهراء وأغضبها . ولعن من لعنه رسول الله، ولعن من يستحق اللعن.. وأعتذر للأخ العاملي لتطفلي على موضوعه:

يا مشارك هل يجوز لنا أن نقتدي بأقوال الرسول وأفعاله ؟! الرجاء عدم الرد باستهزاء ولف ودوران ؟ إفترض أن السائل وهابي، أستجير بالله !!

- وكتب العاملي بتاريخ 31-1-2000، الثانية عشرة والربع صباحاً:

لا تستطيع أن تناقش بالمنطق يا مشارك . . لأن ذهنك بتعبيرك (مسخوط) ! أسألك: هل لعن النبي صلی الله علیه و آله من قتل أهل بيته وظلمهم، أم لا ؟ فإن كنت مسلماً فاتبع ولا تبتدع ! وها نحن فنتبع ولا نتبتدع، ولذا نقول وندعوك أن تقول معنا: اللهم العن أول ظالم ظلم محمداً وآل محمد وآخر تابع له على ذلك .. اللهم العنهم جميعاً. فلا تمنع من ثبت عنده أن النبي لعن أحداً أن يلعنه؟! بل انضم إليهم، أو ناقشهم .

ثم نسألك: من المعروف أن أبا بكر مات مسموماً هو وطبيبه الحارث بن كلدة، فلماذا عندما تولى عمر لم يفتح قضية سمه أبداً ؟

فهل تسمح لنا أن نقول: اللهم العن من قتل أبا بكر ؟

ثم إن كعب الأحبار والمغيرة وبنو أمية كانوا يعلمون بقتل عمر قبل قتله . .

فهل تسمح لنا أن نقول: اللهم العن من قتل عمر ؟

وأخيراً . . نقول لك: إن اللعن قرار بالطرد الإلهي من الرحمة والجنة.. فأين دليك على قولك (لعن الله الشيعة لرفضهم) ؟ هل عندك حديث أو نصف حديث بلعن الرافضين لأبي بكر وعمر ؟!

أم هي فتاوى علماء السلطة التي لا تستند الى أثارة من علم ؟!!

ص: 160

يا مشارك . . إن لعنت من لم يلعنهم الله فهو قرارٌ منك .. وأنت لست شريكاً لله تعالى حتى تقرر طرد أحد من رحمته !! واللعنة إن لم تكن بسند من الله رجعت على صاحبها . . فاحذر !

- وكتب (مشارك) بتاريخ 31-1-2000، الثانية عشرة والثلث صباحاً:

يا عاملي .. إن النقاش يكون مع من يستطيع أن يعلن عقيدته ثم يدافع عنها .

هل تستطيع أن تنفي أنك تريد لعن أبا بكر الصديق وعمر بن الخطاب من ضمن من تشملهم بهذا الدعاء ؟ أتحداك أن تستطيع أن تجيب على هذا السؤال: إن كنت على يقين من دينك ومعتقدك فأعلن ذلك في وضوح.

وأما إن كانت حقائق دينكم لاتستطيعون الجهر بها، فكيف تريدون أن تناقشوا غيركم ؟! عندما تعتقدون أنكم تستطيعون الجهر بعقيدتكم فعندها نستطيع أن نناقشكم فيها . وأما مع هذا التهرب فلا يمكن أن يكون هناك نقاش يا عاملي . كن جاداً وصادقاً مع نفسك ومع دينك يا عاملي .

- وكتب (الموسوي) بتاريخ 31-1-2000، الثانية عشرة والنصف صباحاً:

يا مشارك . . لعبتك مكشوفة .. أنت تريد من بعض الأخوة البارزين أن يلعن أبا بكر وعمر ثم تأخذ هذا الموضوع وتنشره في شبكة سحاب وغيرها! ولقد فعلتها من قبل في شبكة هجر، حيث جمعت كل ما كان لديك ومنها موضوعي مع عدو الزنادقة قبل تخريب (المنتدى)، ثم تقول هذا أنتم الشيعة كيف تريدون أن نتحد معكم، وهذه كلماتكم في حق الشيخين ؟

ص: 161

حيرتنا معك . . إن سكتنا قلتم تستخدمون التقية . . وإن أجهرنا بها .. قلتم ما هذه الجسارة على الصحابة ؟ ألم أفصح عن عقيدتي في حواري مع عدو الزنادقة الذي أنزلته في هجر ؟؟ فما تريد بعد ذلك ؟

إننا لا نكتم عقيدتنا فهي موجودة في مئات وعشرات الكتب، ولكننا نمتثل أمر أئمتنا فقط وفقط ؟ هل فهمت ؟!

- فكتب العاملي بتاريخ 31-1-2000، الواحدة إلا ثلث صباحاً:

من آداب الأمم المتمدنة يا مشارك . . أنهم إدا رأوا صاحبهم يحب شخصاً لا يحبونه.. أنهم يحترمونه من أجله.. ولا يسيؤون اليه من أجله. وأراك تصر على الشيعة لتجبرهم على الخروج عن مراعاتك.. فيسيؤوا إلى من تحب.. فهل إلحافك عليهم بالسؤال من أخلاق الإسلام ؟

يا مشارك . . تعلَّم من البدو ومن سكان الأدغال . . عندما يرون صاحبهم يحب فرساً أو بغلاً أو كلباً، أنهم يراعون خاطره . . ولا يذمونه أمامه.. فهل إذا راعينا خاطرك وخاطر أصحاب المذاهب، نكون غير صريحين؟!!

وهل تكون صريحاً بأن تتحدانا وتلح علينا.. حتى نقول لك إن أسرتك وعشيرتك وأئمتك غير جيدين!!

ثم.. هل حضرتك صريح يا مشارك ؟! أنت الذي تكفر مليار مسلم، ولا تستثني منهم إلا من وافقك على تطرفك وشذوذ إمامك ابن الست تيمية ؟!!

إن كنت رجلاً فأثبت غيره بصراحة لا بخداع وهروب ؟! أجبني بصراحة أيها الصريح، قبل أن يأتي السيد الفاطمي !!

- وكتب (مشارك) بتاريخ 31-1-2000، الواحدة صباحاً:

ص: 162

لا تستطيع أن تفرق بين ما يقوله الزنادقة الملاحدة وبين دينكم، الذي تزعمون أنه من أئمتكم فيما تروون . أمّا بالنسبة إلى الشئ الذي هو صعبٌ مستصعب فقد وردت العبارات التالية: (قال رسول الله صلی الله علیه و آله: إنَّ حديثَ آل محمد صعب مستصعب . عن الأئمَّة علیهم السلام : إنَّ أمرَنا، إنَّ حديثنا، إنَّ علم العالم، إنَّ كلامي .

الأوصاف المختلفة: وأيضاً بالنسبة إلى أوصاف ذلك الأمر فقد وردت بِصُوَرٍ مختلفة أهمُّها: عن أبي جعفر علیه السلام قال: إنَّ حديثنا صعبٌ أجردٌ ذكوانٌ وَعِرٌ شريفٌ كريمٌ . عن الأصبغ بن نباته عن أمير المؤمنين علیه السلام قال سمعته يقول: إنَّ حديثنا صعبٌ مستصعبٌ خَشِن مخشوشن . وفي حديث أبي جعفر علیه السلام يخاطب جابر بن يزيد الجعفي: يا جابر، حديثنا صعب مستصعب أمرد ذكوان وعِر أَجرد . وأيضاً في حديث أبي الجارود عن الإمام الباقر علیه السلام: سمعتُه يقول إنَّ حديثَ آل محمد صعبٌ مستصعبٌ ثقيل مقنَّع أجردٌ ذكوان . وفي حديثٍ آخر قال الراوي: قلت فسِّرْ لي جُعِلتُ فداك! قال: ذكوان ذكيٌ أبداً . قلت: أجردٌ . قال: طريٌ أبَداً . قلت: مقنَّع ؟ قال: مستور .

وفي خصوص الكلمة الأخيرة ورد حديث في الكافي: عن محمد بن يحيى عن أحمد بن محمد بن عيسى عن علي بن الحكم عن خالد بن نجيح عن أبي عبد الله علیه السلام قال: إنَّ أمرَنا مستور مُقَنَّعٌ بالميثاق، فمن هتك علينا أذلَّه الله.

فإن الزنادقة القرامطة يقولون: لقد استغلّ القرامطة -كغيرهم من الحركات الباطنيّة الهدامة- الظروف المحيطة بهم، خاصّة وأنّ بداية دعوتهم وافقت القضاء على حركة الزنج، ولقد كانت الدولة الإسلاميّة آنذاك في بداية ضعفها وتسلّط العسكر عليها من ناحية، وانتشر الشعوبيّون في أرجائها، وعمّ الجهل في

ص: 163

تعاليم الإسلام بين أبنائها، ولقد ركّز القرامطة في دعوتهم على الأراضي الخصبة بنظرهم، كالموالي والعبيد الحاقدين على أسيادهم والأُجراء والمزارعين الناقمين على أصحاب المهن والأراضي، لاعتقادهم بأنّهم لا يعطونهم ما يستحقّونه لقاء كدّهم وتعبهم. ولكي يستقطبونهم ابتدعوا فكرة إشاعة المال وشيوعيّة الأراضي، وكذلك بثّوا بين الشعوبيّين الحاقدين على دولة الإسلام وعدهم بالقضاء على المسلمين وسلطانهم وإعادة الملك لهم سواءً كانوا مجوساً أو هنوداً أو يهوداً ونصارى . . وبقي عندهم العنصر الرئيسي ألا وهو الشباب، الوقود الأساسي لكلّ تمرّد وثورة .. ووجدوا أن خير أسلوب لجذبهم هو بثّ الفكر الإنحلالي وجذبهم بالشهوات.. فاستباحوا الزنا والخمر واللواط وسائر المحرّمات، وجعلوا النساء مشاعاً بينهم، وأباحوا نكاح الأقارب من أخوات وبنات وما شابه هذا، بالإضافة إلى التخطيط الدقيق والإرهاب والبطش .. كلّ ذلك جعل العنصر الشبابي ينجذب إليهم انجذاب الفراش للنار.. وقد اعتمدوا في نشر دعوتهم على مراحل وأقسام أسموها - كما ذكرها الإمام عبد القاهر الإسفرائيني - على النحو التالي: التفرّس، والتأنيس، والتشكيك، والتلقين، والربط، والتدليس، والتأسيس، والمواثيق بالأيمان والعهود، وآخرها الخلع والسلخ .

فالتفرّس: أن يعرف الداعي من يدعو وكيف يدعوه، مميّزاً من يطمع في إغوائه ممّن لا يطمع فيه، وقد قالوا في وصاياهم لدعاتهم: لا تضعوا بذرتكم في أرض سبخة، ولا تتكلّموا في بيت فيه سراج، يقصدون من عنده علم. ومن شروط الداعي عندهم أن يكون عالماً بأنواع الناس وأصنافهم واختلاف مذاهبهم ونقاط ضعفهم والأبواب التي يدخل على كلّ واحد منهم . . فمن كان مشتغلاً

ص: 164

بالعبادة حبّبها إليه وحضّه عليها، ثمّ سأله عن معاني العبادات وعلل الفرائض، وشكّكه فيها حتى أبدعها وأدخله مذهبه.

ومن كان رافضيّاً جاراه في تعظيم آل البيت وحبّ عليّ ويطعن في أبي بكر الصديق وعمر بن الخطّاب وخيار الصحابة، ثم يبغضه في بني تميم لكون الصدّيق منهم وبني عديّ لانتساب الفاروق إليهم، ويبغض في بني أميّة لكون عثمان ومعاوية رضي الله عنهما منهم، وكذلك الأنصار لعدم وقوفهم مع عليّ ومطالبتهم بحقّه في الخلافة.. ثمّ يدخل عليه من باب الولاية والتأويل حتّى يخرجه من الدين .

وإن رآه ممن يحب الشيخين مدحهما عنده ورفع من شأنهما وذكر له بأنّ صحبة الرسول لأبي بكر في الغار كان القصد منها تعليمه التأويل، فإذا سأله المسكين عن التأويل يكون قد وقع في المصيدة، ووصل درجة التأنيس ..

وأمّا إن كان المراد جذبه من أهل الفسق والمجون، فإنّه هو الصيد السهل، فيذكر أمامه قول الشاعر الماجن:

أَتُركَ لذَّة الصهباء صرفاً *** لما وعدوه من طم وضمر

حياةٌ ثمّ موتٌ ثم نشرٌ *** حديث خرافة يا أمَّ عمرو

ويشجّعونه على الإنغماس في المعاصي واستباحة الحرمات، وإنكار البعث والثواب والعقاب وإنكار الله والخروج من الإسلام .

ثم تأتي المرحلة الثانية، التأنيس: وهو التفرّس تقريباً، إلاّ أنه بعد أن يزيّن للصيد مذهبه ويشكّكه فيه لما يسأله عن التأويل.. فإذا سأله المدعو عن علم ذلك أجابه بأنّ علمه عند الإمام.. ويكون قد انتقل إلى مرحلة التشكيك، وهوالوصول بالضحية إلى الإعتقاد بأنّ المراد بالفرائض والظواهر شيئاً آخر غير معناها اللغوي

ص: 165

أو الشرعي .. ينهون عليه ترك الفرائض وارتكاب الموبقات ويكون قد أصبح جاهزاً لمرحلة الربط، والربط عندهم طلب المدعوّ إلى معرفة تأويل أركان الشريعة فيتأوّلونها به، فإن قبلَها على الوجه الذي دفعوها إليه، وإلا بقي على الشكّ والحيرة فيها .

أمّا التدليس فهو قولهم للضحية الجاهل إن الظواهر عذاب وباطنها فيه الرحمة، ويستدلّون بقوله تعالى: فضرب بينهم بسور له باب باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب . الحديد – 13، وإنّ لكلّ عبادة أو أمر ظاهراً هو كالقشر وباطنه كاللّب، واللبّ خير من القشر، فإذا سألهم عن تأويل باطن الباب.. طلبوا منه وأخذوا منه المواثيق والأيمان المغلّظة كالطلاق والعتاق وتسبيل الأموال والبراءة من الله ورسوله.. إلى آخر هذه الأيمان والنذور.. بأن لا يحدّث أحداً بما سيخبرونه إلاّ بإذنٍ من الإمام صاحب الزمان، أو المأذون له في دعوته، وأن يستر أمرهم ويحمي جماعتهم .

فإن فعل المقرّر به ذكروا له حقيقة دينهم واعتقادهم، فإن قبل الجاهل مذهبهم فقد انسلخ من الملّة وخلع الإسلام من عنقه، وإن رفض الدخول في عقيدتهم لعدم تقبّله لها واستهجانه بها لم يستطع أن يذيع سرّهم ويدلّ عليهم، بل إنّه يكتم أمرهم وقد يساعدهم، وذلك لما أخذوه منه من أيمان ومواثيق ونذر يظنّ لجهله أن لا فكاك منها ولا يمكن حلّها.. وبذلك يضمن القرامطة عدم إفشاء سرّهم حتّى وإن لم يقبل المغرّر به الدخول في مذهبهم ودينهم . .

فما الفارق بين هذا وذاك يا عاملي ؟ وهل تلوموننا عندما نقول أن الرفض مطية الزندقة ؟ إن لم تقتنع فاقرأ هذا يا عاملي ويا موسوي، قال ابن تيمية في منهاج السنة الجزء الثامن:

ص: 166

وكان عبد الله بن سبأ شيخ الرافضة لما أظهر الإسلام أراد أن يفسد الإسلام بمكره وخبثه كما فعل بولص بدين النصارى، فأظهر النسك، ثم أظهر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، حتى سعى في فتنة عثمان وقتله، ثم لما قدم على الكوفة أظهر الغلو في علي والنص عليه، ليتمكن بذلك من أغراضه، وبلغ ذلك علياً فطلب قتله فهرب منه إلى قرقيسيا، وخبره معروف وقد ذكره غير واحد من العلماء . وإلا فمن له أدنى خبرة بدين الإسلام يعلم أن مذهب الرافضة مناقض له ولهذا كانت الزنادقة الذين قصدهم إفساد الإسلام، يأمرون باظهار التشيع والدخول إلى مقاصدهم من باب الشيعة، كما ذكر ذلك إمامهم صاحب البلاغ الأكبر والناموس الأعظم.

قال القاضي أبو بكر بن الطيب: وقد اتفق جميع الباطنية وكل مصنف لكتاب ورسالة منهم في ترتيب الدعوة المضلة، على أن من سبيل الداعي إلى دينهم ورجسهم المجانب لجميع أديان الرسل والشرائع، أن يجيب الداعي إليه الناس بما يبين وما يظهر له من أحوالهم ومذاهبهم، وقالوا لكل داع لهم إلى ضلالتهم ما أنا حاك لألفاظهم وصيغة قولهم بغير زيادة ولا نقصان ليعلم بذلك كفرهم وعنادهم لسائر الرسل والملل فقالوا للداعي: يجب عليك إذا وجدت من تدعوه مسلماً أن تجعل التشيع عنده دينك وشعارك، واجعل المدخل عليه من جهة ظلم السلف وقتلهم الحسين وسبيهم نساءه وذريته والتبري من تيم وعدي ومن بني أمية وبني العباس، وأن تكون قائلاً بالتشبيه والتجسيم والبداء والتناسخ والرجعة والغلو، وأن علياً إلهٌ يعلم الغيب مفوضٌ إليه خلق العالم، وما أشبه ذلك من أعاجيب الشيعة وجهلهم، فإنهم أسرع إلى إجابتك بهذ الناموس حتى تتمكن منهم مما تحتاج إليه أنت، ومن بعدك ممن تثق به من أصحابك فترقيهم إلى

ص: 167

حقائق الأشياء حالاً فحالاً، ولاتجعل كما جعل المسيح ناموسه في زور موسى القول بالتوراة وحفظ السبت، ثم عجل وخرج عن الحد . وكان له ما كان يعني من قتلهم له بعد تكذيبهم إياه وردهم عليه وتفرقهم عنه، فإذا آنست من بعض الشيعة عند الدعوة إجابة ورشداً أوفقته على مثالب علي وولده وعرفته حقيقة الحق لمن هو وفيمن هو، وباطل بطلان كل ما عليه أهل ملة محمد صلى الله عليه وسلم وغيره من الرسل، ومن وجدته صابئاً فأدخله مداخله بالأشانيع وتعظيم الكواكب، فإن ذلك ديننا وجل مذهبنا في أول أمرنا وأمرهم من جهة الأشانيع، يقرب عليك أمره جداً، ومن وجدته مجوسياً اتفقت معه في الأصل في الدرجة الرابعة من تعظيم النار والنور والشمس والقمر، واتل عليهم أمر السابق وأنه نهر من الذي يعرفونه، وثالثه المكنون من ظنه الجيد، والظلمة المكتوبة، فإنهم مع الصابئين أقرب الأمم إلينا وأولاهم بنا، لولا يسير صحفوه بحهلهم به .

قالوا: وإن ظفرت بيهودي فادخل عليه من جهة انتظار المسيح وأنه المهدي الذي ينتظره المسلمون بعينه، وعظم السبت عندهم، وتقرب إليهم بذلك، وأعلمهم أنه مثل يدل على ممثول، وأن ممثوله يدل على السابع المنتظر، يعنون محمد بن إسماعيل بن جعفر، وأنه دوره وأنه هو المسيح وهو المهدي، وعند معرفته تكون الراحة من الأعمال وترك التكليفات، كما أمروا بالراحة يوم السبت، وأن راحة السبت هو دلالة على الراحة من التكليف والعبادات في دور السابع المنتظر، وتقرب من قلوبهم بالطعن على النصارى والمسلمين الجهال الحيارى، الذين يزعمون أن عيسى لم يولد ولا أب له، وقو في نفوسهم أن يوسف النجار أبوه وأن مريم أمه وأن يوسف النجار كان ينال منها ماينال الرجال من النساء، وما شاكل ذلك فإنهم لن يلبثوا أن يتبعوك . قال: وإن وجدت

ص: 168

المدعي نصرانياً فادخل عليه بالطعن على اليهود والمسلمين جميعاً، وصحة قولهم في الثالوث وأن الأب والابن وروح القدس صحيح، وعظِّم الصليب عندهم وعرفهم تأويله .

وإن وجدته مثانياً فإن المثانية تحرك الذي منه يعترف، فداخلهم بالممازجة في الباب السادس في الدرجة السادسة من حدود البلاغ التي يصفها من بعد وامتزج بالنور وبالظلام فإنك تملكهم بذلك، وإذا آنست من بعضهم رشداً فاكشف له الغطاء، ومتى وقع إليك فيلسوف فقد علمت أن الفلاسفة هم العمدة لنا، وقد أجمعنا نحن وهم على إبطال نواميس الأنبياء وعلى القول بقدم العالم لولا ما يخالفنا بعضهم من أن للعالم مدبراً لا يعرفونه، فإن وقع الإتفاق منهم على أنه لا مدبر للعالم، فقد زالت الشبهة بيننا وبينهم .

وإذا وقع لك ثنوي منهم فبخ بخ، قد ظفرت يداك بمن يقل معه تعبك والمدخل عليه بإبطال التوحيد والقول بالسابق والتالي، ورتب له ذلك على ما هو مرسوم لك في أول درجة البلاغ وثانيه وثالثه، وسنصف لك عنهم من بعد، واتخذ غليظ العهود وتوكيد الأيمان وشدة المواثيق جنة لك وحصناً، ولا تهجم على مستجيبك بالأشياء الكبار التي يستبشعونها حتى ترقيهم إلى أعلى المراتب حالاً فحالاً وتدرجهم درجةً درجةً، على ما سنبينه من بعد . وقف بكل فريق حيث احتمالهم، فواحد لا تزيده على التشيع والائتمام بمحمد بن إسماعيل وأنه حي لا تجاوز به هذا الحد، لا سيما إن كان مثله ممن يكثر به وبموضع اسمه، وأظهر له العفاف عن الدرهم والدينار وخفف عليه وطأتك مرة بصلاة السبعين . . . .

ص: 169

- قال العاملي: إلى آخر ما أوده مشارك من كلام ابن تيمية !! وما نسبه الى الشيعة لامصدر ولا دليل كعادته، بل جاء بكلام ينقلونه عن حركة الزنادقة والحشاشين، ونسبه الى الشيعة !!

- ثم قال (مشارك): أنظر ما قاله ابن تيمية هنا، وقارنه بما يقوله أحمد الأحسائي، وقرة العيون، وهم من زعماء فرق الرافضة الإثني عشرية، فأحمد الأحسائي زعيم الشيخية من فرق الرافضة الاثني عشرية،كان متهماً بأنه ينادي بالحلول والإتحاد، وأن المهدي المزعوم سيولد من جديد من أب وأم !! وأما قرة العيون وما أدراك ما قرة العيون، زعيمة فرقة القرتية من فرق الرافضة الإثني عشرية، كما صرح بذلك آل طعمة في كتاب مدينة الحسين، وهي تقول في مؤتمر بدشت: إعلموا أن أحكام الشريعة المحمدية قد نسخت الآن بظهور الباب . . وإن اشتغالكم الآن بالصوم والصلاة والزكاة وسائر ما أتى به محمد كله عمل لغوٌ وفعل باطل.. ولا تحجبوا حلائلكم عن أحبابكم إذ لاردع الآن ولا حد، ولامنع ولا تكليف ولاصد، فخذوا حظكم من الدنيا فلا شئ بعد الممات . مفتاح باب الأبواب - 180

ملاحظة: إن قلتم أن قرة العيون تركت مذهب الرفض إلى البابية فنقول: هذا يثبت أن الرفض مطية الزندقة، فهي رافضية اثنا عشرية سابقاً بل وكانت تعقد الدروس في النجف! والآن هل تستطيع الإجابة على سؤالي يا عاملي.. أم أن شريعة قرمط تمنعك من ذلك ؟

- وكتب الفاطمي بتاريخ 31-1-2000، الثانية إلا ثلث صباحاً:

ص: 170

قلت يا مشارك: اللهم عليك بكل زنديق نجس خبيث يلعن أوليائك أو يعتقد أنهم من الملعونين .

أقول يا مشارك: من هم أولياء الله ؟ هل هم من قالوا بأن خير خلق الله صلی الله علیه و آله كان يسب ويلعن ويجلد من لم يستحق ولم يكن أهلا لذلك ؟ ولماذا تتهرب دائماً من نقاش طعنكم هذا في خير البشر صلی الله علیه و آله ؟ وهل أولياء الله من كذبوا الزهراء سلام الله عليها، وهي سيدة نساء أهل الجنة وغصبوا حقها وأغضبوها ؟

278 - حدثنا أبو الوليد حدثنا بن عيينة عن عمرو بن دينار عن أبي مليكة عم المسور بن مخرمة رضي الله عنهما أن الرسول صلی الله علیه و آله قال: فاطمة بضعة مني فمن أغضبها أغضبني . (رواه البخاري ص 96، الجزء الخامس، طبعة دار القلم) .

أغضباها وأغضبا عند ذاك *** الله رب السماء إذ أغضباها

وكذا أخبر النبي بأن الله *** يرضى سبحانه لرضاها

كن جاداً وصادقاً مع نفسك ومع دينك يا مشارك، ودافع عن نبيك وسيدة نساء أهل الجنة صلوات الله وسلامه عليهما .. فهل تستطيع ؟ أم تتهرب كالعادة ؟! أم إنك تخفي عقيدتك في الطعن بهما يا مشارك ؟!

السلام عليك يا بضعة المصطفى، يا فاطمة الزهراء

- وكتب العاملي بتاريخ 31-1-2000، الثانية إلا ربعاً صباحاً:

دعك من القص واللصق، والقرمطة والقرامطة يا مشارك .. أفرض أن الشيعة كلهم كفار . . فما حكم بقية المسلمين عندك ؟ هل هم كفار مهما فعلوا حتى يخضعوا لآراء ابن الست تيمية ؟! فأجب بصراحة يامن تدعي الصراحة زوراً ! وقد سألتك قبلها هل تغضب إذا لعناّ قاتل أبي بكر، وقاتلي عمر ؟! فأجب ولا تهرب من الأسئلة و . . تقرمط .

ص: 171

إنك يا صاحبي تكفر كل المسلمين إلا من وافق رأيك . . وتكفيرك هذا لا يستند إلى كتاب ولاسنة.. فهو عن بدعة وهوى . . لا يساوي جناح بعوضة !!

- قال العاملي: قرة العين امرأة من قزوين، نشطت في الدعوة إلى مؤسس البهائية علي محمد الباب، الذي ادعى أنه باب الإمام المهدي علیه السلام ، ثم ادعى الإمامة، ثم ادعى النبوة.. وقد أحضره علماء الشيعة وأثبتوا عليه حكم الإرتداد فاعترف وأعلن توبته.. ثم عاد إلى بدعته فأصدروا عليه حكم القتل وألزموا السلطة الإيرانية بإعدامه، لكن الدول الغربية واليهود تبنوا دعوته، وكانت قرة العين المذكورة واحدة من دعاته فحكم العلماء عليها بالقتل، وقاوموا الدين البابي وألزموا السلطة بمقاومته . . . فانتقلت قيادته إلى شيكاغو، وجعلوا قبلتهم عكا! ولهم مراكز في الدول الغربية . . وهم ناشطون في خدمة مصالح إسرائيل والغرب، ويلتقون مع النواصب الوهابيين في العمل ضد الشيعة وإيران، ويتعاونون في ذلك !

وقد نبزنا المخالفون مراتٍ بأن قائدتنا إمرأة وهي قرة العين هذه ! فأجبناهم بأنا نحن نتبرأ منها، لكنكم أنتم أولى بقيادة المرأة التي تتولونها وقد ركبت جملاً وفرساً وبغلاً . . وقادت الجيش والمعركة ضد الخليفة الشرعي باعترافكم !

- وكتب (عمار) بتاريخ 31-01-2000، الثالثة والنصف صباحاً:

اللهم صل على محمد وآل محمد . . يروون أن الرسول صلی الله علیه و آله يلعن من لايستحق اللعن من المسلمين، معاذ الله ! وتراهم لا يلعنون ظالمي أهل البيت علیهم السلام !!

ص: 172

ألم أقل لكم يا إخوان إنهم يلصقون بالرسول صلی الله علیه و آله صفات وأعمالاً يترفّعون هم عن عملها؟ مع أن لعن ظلمة أهل البيت ليس فيه حرج .

- وكتب (العلوي) بتاريخ 31-01-2000، الرابعة إلا ربعاً صباحاً:

اللهم العن من ظلم آل محمد صلی الله علیه و آله ، لعناً وبيلاً، هم ومن تبعهم إلى قيام يوم الدين . والعن من سمع بظلمهم ورضي به، أو دافع عن ظالميهم، وكذب ودلس ودافع عنهم .

وإلى مشارك .. تقول اللهم عليك بكل زنديق نجس خبيث يلعن أوليائك.. فهل علي بن أبي طالب علیه السلام من أولياء الله ؟ ومارأيك بمن شتمه ؟ أم أن حمية الباطل ستأخذك، وتنفي ما أثبته العلماء والمؤرخون السنيون .

إن كان رفضاً حب آل محمدٍ *** فليشهد الثقلان أني رافضي

- وكتب (معاوية الأول) بتاريخ 31-1-2000، الرابعة صباحاً:

وكل كلامه سب وشتم للشيعة، فحذفه المراقب عبد الحسين البصري وكتب له: (تم مسحه لخروجه عن آداب الحوار) .

- وكتب (مشارك) بتاريخ 31-01-2000، السادسة صباحاً:

يا عاملي.. دائماً تكرر افتراءاتك عليَّ عندما تنحشر في الزاوية وتضيق بك السبل ! أنا لا أكتب في هجر إلا باسم مشارك فقط، والأخ صريح ليس هو أنا. وافتراءك علي بتكفير المليار مسلم سبق أن رديت عليه أكثر من مرة، ولكن متى تستطيعون ترك الكذب والإفتراء .

والآن يا عاملي . . أجب على سؤالي الأول إن كنت تريدني أن أجيب على أسئلتك، وانظر إلى ما يقوله قاصد خير في شبكة هجر: (ومن دون ذكر أسماء

ص: 173

نقول لهم: إننا نمجد ونحب أصحاب المصطفى الأمين من أسيادنا أبو بكر الصديق رضوان الله عليه، والفاروق سيدي عمر بن الخطاب رضوان الله عليه، والعفيف الحبيب عثمان بن عفان رضوان الله عليه، وسيدي أمير المؤمنين سيدي ومولاي علي بن أبىطالب سلام الله عليه . فلم كل هذا التحامل علينا !

http://www.hajr.org/hajr-html/Forum3/HTML/00194.html

والآن لم تتهرب يا عاملي ؟ أم أن عقائد ابن سبأ اليهودي الذي كان أول من أظهر الطعن في الشيخين هي السبب ؟!

العجب كل العجب أنك تزعم أنك تريد النقاش وأنت باطني، لا تستطيع إعلان دينك ! فهل هذا يجوز في الإنترنت، أيها المرجع الإمامي ؟ !

- وكتب (الفاطمي) بتاريخ 31-01-2000، الثالثة ظهراً:

هذا ردي قبل ردك الأخير والذي تهربت من الرد عليه كعادتك يا مشارك؟

قلت يامشارك: اللهم عليك بكل زنديق نجس خبيث يلعن أوليائك أو يعتقد أنهم من الملعونين .

أقول يا مشارك .. من هم أولياء الله ؟ هل هم من قالوا بأن خير خلق الله صلی الله علیه و آله كان يسب ويلعن ويجلد من لم يستحق ولم يكن أهلاً لذلك؟ ! ولماذا تتهرب دائماً من نقاش طعنكم هذا في خير البشر صلی الله علیه و آله ؟!

قلت يا مشارك: ولكن متى تستطيعون ترك الكذب والإفتراء .

أقول: عندما تترك الكذب والإفتراء يامشارك لك أن تطالب الغير بذلك، وفاقد الشئ لا يعطيه . وعندما تتوقف ساحة الكذب والتدليس (إسلاميك ويب) عن الكذب والإفتراء على الزهراء سلام الله عليها سيدة نساء أهل الجنة .. عندها لك الحق أن تطالب الغير بذلك .

ص: 174

والمشكلة يامشارك أنك وبقية السلف تنقلون نقل عميان من شبكة الكذب والإفتراء إسلاميك ويب . فأنت وجماعتك تنقلون الأكاذيب من هناك وتريد أن تقنع الرواد بتلك الأكاذيب !!

http://shialink.org/muntada/Forum2/HTML/002026.html

ولا أدري لماذا سموها أصحابها بإسلاميك ويب ؟ هل يريدون أن يشوهوا إسم الإسلام وصورته بسردهم أكاذيب والإفتراء على سيدة نساء العالمين؟؟ وكان من الأفضل أن يسمونها: أكاذيب ويب، أو: افتراء ويب.. فهل يرعوون ويخافون الله ويكفون عن الإفتراء والكذب على الزهراء سلام الله عليها سيدة نساء أهل الجنة ؟

وهل ترعوي يا مشارك ؟! لا أعتقد . وبو طبيع ما يترك طبعه !

السلام عليك يا بضعة المصطفى يا فاطمة الزهراء .

- وكتب العاملي بتاريخ 31-01-2000، التاسعة والثلث مساءً:

بعض الناس عيونهم من زجاج لا تنكسر !!

النتيجة يامشارك أنك: اتهمت، وافتريت، ولم تجب عن أي سؤال !!

لقد أدمنت على الهروب والتحايل على الجواب، ومع ذلك تدعي الصراحة، وتتهم غيرك بعدمها ! إنك تكفر كل المسلمين إلا من وافق رأيك! وبهذا تسقط كل حقوقك على كل مسلم يخالفك في الرأي . وإلى الآن لم تجب بصراحة من تراه مسلماً منهم، ومن تراه كافراً ؟! وقد سألتك: هل تغضب إذا لعنا قاتل أبي بكر، وقاتلي عمر، فلم تجب ؟!!

- وكتب (أبو الفضل) بتاريخ 31-1-2000، العاشرة ليلاً:

ص: 175

اللهم العن أول ظالم ظلم حق محمد وآل محمد، وآخر تابع له على ذلك . اللهم العن العصابة التي جاهدت الحسين وشايعت وبايعت على قتله. اللهم العنهم جميعاً. اللهم صل على محمد وآله الأطيبين الأطهرين.

- وكتب (مشارك) بتاريخ 2-2- 2000، الثالثة إلا ثلث صباحاً:

يا عاملي .. كيف تزعم أنني قد تهربت من النقاش، وموضوعي الأساس معك قد تم حذفه في نفس اليوم من قبل المراقب، عن أنه لا يمكن التقارب مع الامامية بسبب عقائدهم .

عموماً: لماذا تتهرب من سؤالي ياعاملي رغم أني قد أجبت على سؤالك أكثر من مرة، فهل تكون جاداً معي هذه المرة وتسألني 3 أسئلة مقابل أن تجيب على سؤالي السابق ؟ إن رضيت بهذا، فاسأل أسئلتك الثلاثة، ثم أجبني على سؤالي السابق، لنرى من الذي يتهرب يا عاملي ؟

- وكتب (الفاطمي) بتاريخ 2-2-2000، الثانية ظهراً:

إِذَا لَمْ تَسْتَحْيِ فَافْعَلْ مَاشِئْتَ .. يا جنرال في فنون التهرب والتنحش.. قديمة جداً خطتك هذه للتهرب.. كأنك أعمى لا ترى ردودي التي أعمتك.. مسكين والمشكلة عينك قوية.. ترمي الناس بالكذب وأنت كبير الكذابين:

http://shialink.org/muntada/Forum2/HTML/002026.html

- وكتب (ذو الشهادتين) بتاريخ 2-2-2000، الخامسة مساءً:

السلام عليكم .. اللهم العن أول ظالم للزهراء علیه السلام . اللهم العن من أسس أساس الظلم والجور على أهل بيت نبيك . اللهم العن من جرَّأ الناس على أهل بيت نبيك . اللهم العن من أراد حرق بيت الزهراء علیها السلام . اللهم العن من تقمص الخلافة من أمير المؤمنين وغصب حقه وهو يعلم منزلة علي علیه السلام . اللهم العن

ص: 176

بني أمية، وآل مروان، وآل زياد . اللهم العن صنمي قريش وجبتيها وطاغوتيها.. يصف الشاعر هجوم أبي بكر وعمر لحرق بيت الزهراء علیها السلام بهذه الأبيات:

وكللا النار من بيت ومن حطب *** والمضرمان لمن فيه يسبًان

و ليس في البيت إلا كل طاهرةٍ *** من النساء وصدِّيقٌ وسبطان

فلم أقل غدرا بل قلت قد كفرا *** والكفر أيسر من تحريق ولدان

وكل ما كان من جور ومن فتن *** ففي رقابهما في النار طوْقان

اللهم العن ظالمي آل محمد .

- وكتب العاملي بتاريخ 2-2-2000، التاسعة والثلث مساءً:

كاد المريب أن يقول خذوني ..

سؤالك: من المقصود بأول ظالم لآل محمد يا عاملي ويا مالك الأشتر ؟

المقصود يا مشارك أشخاص مجهولون . . فأقم الدعوى علينا بأننا نلعن أشخاصاً مجهولين !! وإن كنت تعرف عنهم شيئاً أو تعرف منهم أحداً . . فأخبرنا عنهم حتى نأخذ حق الله ورسوله وآله منهم . وإن كنت تحبهم فسوف تحشر معهم ولا تردون على حوض النبي كما صح عنه صلی الله علیه و آله !! ولماذا لاتسألنا يامشارك عن آخر تابع لهم على ذلك ؟ فهل أنت هو ؟ !

اللهم العن أول ظالم ظلم آل محمد، وآخر تابع له على ذلك .

- وكتب (مشارك) بتاريخ 4 -2-2000، الثالثة صباحاً:

يا عاملي .. أنا أريد الإجابة على هذا السؤال السابق، وهو لا يحتمل إلا إحدى إجابتين: نعم أو لا .

ص: 177

يا عاملي .. إن النقاش يكون مع من يستطيع أن يعلن عقيدته ثم يدافع عنها، هل تستطيع أن تنفي أنك تريد لعن أبا بكر الصديق وعمر بن الخطاب من ضمن من تشملهم بهذا الدعاء؟ أتحداك أن تستطيع أن تجيب على هذا السؤال . . إن كنت على يقين من دينك ومعتقدك فأعلن ذلك في وضوح. وأما إن كانت حقائق دينكم لا تستطيعون الجهر بها، فكيف تريدون أن تناقشوا غيركم ؟ عندما تعتقدون أنكم تستطيعون الجهر بعقيدتكم فعندها نستطيع أن نناقشكم فيها . . وأما مع هذا التهرب فلا يمكن أن يكون هناك نقاش يا عاملي . كن جاداً وصادقاً مع نفسك ومع دينك يا عاملي .

- فكتب العاملي بتاريخ 4-2-2000، الحادية عشرة إلا ربعاً صباحاً:

مسكين مشارك . . أكل حسده رأسه ! ضاق علمه عن النقاش، فأخذ يبحث عن ممسك يشتكي به على الشيعة !!

هو يكفِّر كل المسلمين إلا من أطاعه! ويبحث عن أحد يلعن صحابياً حتى يتسكع في دوائر الدول التي يكفرها ويشتكي عليه !!

لقد أثرت فيه الهزائم الفكرية، فصار يعمل في التناتيف!! تراه يصيح ويستغيث: إن الشيعة غزوا شبكات الإنترنيت بثقافتهم وفكرهم وحجتهم.. يشتكي على هجر لمسؤول البروكسي السعودي.. يرسل رسائل تهديد لمن يخالفه . . يحاول تخريب المواقع الشيعية !!

مشارك من زمان صار شرطياً متشنجاً، فارحموه !

- قال العاملي: وهنا غاب مشارك.. ولم يواصل لجاجته !

ص: 178

الفصل الرابع: استحباب البكاء والنياحة على الامام الحسين علیه السلام

اشارة

ص: 179

ص: 180

- كتب العاملي في الموسوعة الشيعية في 2-4-2000، موضوعاً بعنوان: (ما الذي يغيظهم من مراسم عاشوراء . . ولماذا ينتقدها بعض الناس ويحاربها ؟ !) قال فيه:

حسب ما وصلتنا الأخبار، فإن مراسم عاشور هذه السنة أوسع، وأكثر تنوعاً من السنة الماضية في جميع بلاد الشيعة ومهاجرهم في العالم والحمد لله . ومراسم عاشوراء تشمل أنواعاً متعددة من الأعمال . .

وقبل أن يحكم عليها الأخوة المنتقدون ينبغي أن يتعرفوا عليها، ويتفهموا عمقها في الجماهير الشيعية، وتأثيرها الإيجابي فيهم . ولا نجد فيها ما يبرر غيظ المغتاظين منها، ولا وقوفهم ضدها، لأنها من ثروات الشعوب الإسلامية في الإلتفاف حول مقدساتها، بالشكل الذي تعتقد به وتتقرب فيه إلى الله تعالى . . نعم إذا أفتى مرجع يقلده كل الشيعة أو جماعة منهم، فيجب عليهم التقيد بفتواه .. وقد تبلغ هذه المراسم عشرين نوعاً، أذكر فيما يلي أهمها:

ص: 181

1 - لبس السواد حزناً .

2- رفع الأعلام السوداء على الحسينيات وأبواب المساجد والبيوت...

3 - عقد المجالس في المساجد والحسينيات والبيوت، وأحياناً في الساحات والشوارع، حيث يتلو القراء الموعظة والسيرة، ويختمونها بالشعر الفصيح والعامي المؤثر .

4 - إطعام الطعام وسقي الماء والمرطبات، بنية الثواب للإمام الحسين علیه السلام ، في أماكن إقامة المجالس، أو بإرساله الى البيوت .

5 - نذر النذور لله تعالى وثوابها للإمام الحسين علیه السلام ، من قراءة مجالس تعزية أو إطعام وما شابه .

6 - البرامج المسموعة والمرئية عن عاشوراء .

7 - التمثيليات الشعبية عن جوانب من واقعة عاشوراء .

8 - تعطيل الأعمال يوم التاسع والعاشر، أو العاشر فقط من شهر محرم .

9 - مسيرات المعزين في الشوارع من نقطة الى نقطة في البلد، في مواكب تنقسم الى مجموعات وتقرأ الشعر الفصيح والشعب ي، وتلطم على صدورها. ويرافق الموكب عادة ضرب طبول وسناجق تستعمل في الحزن، وتشبه النغم العسكري .

10 - الذهاب مشياً على الأقدام إلى زيارة الإمام الحسين علیه السلام ، وهذه عادة أوسع ماتكون في زيارة الأربعين في العراق، حيث تتجه ملايين الشيعة وبعض السنة، من محافظات العراق المختلفة مشياً على الأقدام إلى كربلاء، وتصل بعض المسافات إلى 500 كيلومتر .

ص: 182

11 - لبس الأكفان يوم عاشوراء، وضرب الرؤوس بالسيوف (جرح الجلد في أعلى الرأس) حزناً على الإمام الحسين علیه السلام، ورمزاً لاستعداد الشخص بأن يضحي بالدم في نصرة الإسلام، كما ضحى في كربلاء .

12 - مسيرة المشاعل، رمزاً للذين جاؤوا لنصرة الإمام الحسين علیه السلام وواصلوا سيرهم ليلاً ونهاراً، وهي عادة موجودة في النجف وبعض مناطق العراق .

- قال العاملي: أجاب (المسالم) وغيره..كما يأتي في الفصل الرابع، وغرضنا هنا تعداد أنواع المراسم .

ويمكن لذلك ملاحظة المطبوع .

سيد المرسلين صلی الله علیه و آله .. أول من بكى على الحسين علیه السلام

- كتب المدعو (مظاهر)، في الموسوعة الشيعية، في 11-4-2000، موضوعاً بعنوان (من أين جاءت النياحة على الحسين علیه السلام ؟)، قال فيه:

إن الجهل بحقيقة أمر هذه المسألة حداً بكثير ممن لايتفق مع الشيعة في أمره أن يرموهم بالغلو أو المزايدة الخاطئة.. ولاشك أن الواقع الذي عليه أمر إحياء الذكرى الحسينية لدى لشيعة الإمامية خصوصاً شهد تطوراً مشروعاً عبر الزمن . . وبعيداً عن كل صور البدعة - مع شرح طفيف سأوافيك به في بعض المفردات - والذي ينبغي منا الإشارة إليه هو أن لكل مفردة من هذه الأساليب والشعائر المشهودة في مقام إحياء الذكرى الحسينية: النياحة، الإنشاد الشعري والأدبي، اللطم، التطبير .. مما يتفق عليه الفريقان أن جبريل علیه السلام قد تقدم إلى النبي صلی الله علیه و آله بنبأ استشهاد الحسين علیه السلام ، وأنه بعد ذلك قام بتكرار البكاء عليه أمام نسائه وفي

ص: 183

بيتهن أحياناً كبيت أم سلمة وعائشة، وأحياناً أخرى مع أصحابه وحماته . وقد جاء ذلك متفرقاً بين كتب وصحاح الفريقين . .

وإن هذا البكاء والتأسي على ماسيصدر على ريحانة النبوة وعبق الرسالة لم ينته بموت رسول الله صلی الله علیه و آله بل إن علياً علیه السلام كان قد احتمل ذلك في حياته وبكى عليه عند مروره بنينوى في خروجه إلى صفين.. وقد روى ذلك السبط ابن الجوزي الحنفي، وابن حجر في صواعقه، ومنتخب كنز العمال بألفاظ مختلفة.. كما ناحت عليه أعداؤه، وناحت عليه أهل الكوفة، وناحت عليه أهل الشام عند وصول السبايا، وأهل الحجاز، وأصاب الأمة من بعد مقتله هياج واكتئاب عجيب ..

وحتى هذا الحد الذي ماذكرت منه إلا غيظاً من فيض .. يتضح أن البكاء على الحسين علیه السلام من المسائل التي يتأسى فيها برسول الله صلی الله علیه و آله وعلي وفاطمة، التي لم أنقل قصة بكائها لأنها من مروياتنا فقط ومعلومة عندنا، وقد قال تعالى: قد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة .

كما يتضح لنا عدم مسؤولية القول بأن البكاء على سيد الشهداء طارق طرق الشيعة من بعض الأمم الكفرية الأخرى، وأن هذا نبز للرسول صلی الله علیه و آله ، قبل أن يكون نبزاً لشيعته وشيعة أوليائه الطاهرين .

- فكتب (الفاروق): نعم صدقت! وأخذت هذه العبادة النياحة بالتطور ففي القرن الثالث داخلها شق الجيوب، وإنشاء الزوايا في داخل المساجد تسمى عزاء حسيني، وفي القرن الرابع أخذت هذه العباده بالتطور أكثر قليلاً بحيث أصبح النائح يهيل التراب على نفسه ويمرغها تمريغاً، وفي هذه الأيام أصبحت

ص: 184

هذه العباده أكثر حضارة وأقوى أثراً، بحيث تم تطويرها إلى الإنترنت واستعمال السلاسل في النياحة، وتوزيع الفيمتو في الشوارع والحارات!!!

والله يعلم في المستقبل ماذا ستصبح عليه هذه العبادة العظيمة .

- وكتب (عمر):

ياحبذا لو كان الأمر بالتدريج، أي كيفية النياحة على حمزة (رضی الله عنه) وكيف صنع رسول الله صلی الله علیه و آله مع عمه، وهل جعلها عادة سنوية وما شابه ذلك .

- فأجابهما (مظاهر): الزميلين: الفاروق، عمر .. حَدِّدا إقراركما بنياحة الرسول على سبطه أولاً، ثم تأتي إجابتكما على المداخلة .

- فكتب المدعو (المسلم المسالم):

يقول الشيخ فضل الله: ضرب الرؤوس أصبح مظهر تخلف، ويشوه صورة الشيعة في العالم . ضرب السلاسل لماذا ؟ لنفكر معاً . . أليس لأن السيدة زينب علیها السلام وأخواتها وبنات الحسين ضُربن على ظهورهن بالسياط فنحن نواسيهن فنضرب ظهورنا بالسلاسل ! ولكن هل ضربت زينب علیه السلام ظهرها بالسلاسل ؟ أم أنها ضُربت وهي في خط المعركة ؟ . . الخ .

فهل تسمعون صوت العقل من شيعي وليس من سني ؟؟

الفاضل مظاهر: هل هذا العمل يقره الإسلام ؟ ويعتبر من العمل المشروع يوم عاشوراء عند الإمامية ؟

- قال العاملي: ثم وضع الفاروق رابطاً لصورة الطفل الذي جرح أبوه رأسه في النبطية، ونشرتها وكالة رويتر الإنكليزية، وتلقفها الوهابيون ووزعوها في شبكات الإنترنت !

ص: 185

- وكتب (عمر): التشديد في النياحة على الجنائز:

صحيح مسلم . . . أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أربع في أمتي من أمر الجاهلية فاتركونهن: الفخر في الأحساب، والطعن في الأنساب، والإستسقاء بالنجوم، والنياحة . وقال: النائحة إذا لم تتب قبل موتها تقام يوم القيامة وعليها سربال من قطران . . الخ .

- فأجابه (مظاهر):

الزميل المسلم المسالم .. إن الشعائر الحسينية عدة عديدة، والبحث الآن في خصوص النياحة فأرجو أن تسهم معنا وتبدي نظرك فيما طرح أعلاه، وسيشتمل البحث على البقية !

الزميل عمر .. لقد طلبت منك تحديد الجواب فيما عرض . وبعبارة مكررة أقول لك: هل بكى النبي صلی الله علیه و آله على السبط الحسين، أم لا ؟ وهل بكاؤه مكرراً، أم مرة واحدة ؟ وهل البكاء على حادث لم يقع، وبشكل متكرر يعد مؤشراً إلى عقيدة خاصة في الحسين أم لا، أو لا ؟

وهل يفرق العقل بين رجحان البكاء على الحادثة قبل أن تقع ؟

ولو لم يكن كذلك لما قام بأعبائه النبي صلی الله علیه و آله .. وبين البكاء عليها بعد أن وقعت وأصبحت حقيقة ؟

أجبني أنت ومن تظاهر معك هنا، على كل شق، وبدقة .

- وكتب (الحر الرياحي) بتاريخ 12-4-2000:

يا عمر . . بخصوص النياحة . . إليك بعض الرويات بخصوص بكاء الرسول صلی الله علیه و آله على الإمام الحسين علیه السلام . .

ص: 186

1 - حديث أم الفضل في مستدرك الصحيحين، وتاريخ ابن عساكر، ومقتل الخوارزمي، وغيرها، واللفظ للأول: عن أم الفضل بنت الحارث، أنها دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يارسول الله إني رأيت حلماً منكراً الليلة، قال وما هو ؟ قالت إنه شديد، قال وما هو ؟ قالت: رأيت كأن قطعة من جسدك قطعت ووضعت في حجري، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: رأيت خيراً، تلد فاطمة إن شاء الله غلاماً فيكون في حجرك . فولدت فاطمة الحسين فكان في حجري كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، فدخلت يوماً الى رسول فوضعته في حجره، ثم حانت مني التفاتة، فإذا عينا رسول الله تهريقان من الدموع، قالت فقلت: يا نبي الله بأبي وأمي ما لك؟ قال أتاني جبرئيل فأخبرني أن أمتي ستقتل ابني هذا ! فقلت: هذا ؟ ! قال: نعم وأتاني بتربة من تربته الحمراء .

فما قولك في هذا يا عمر ؟ إننا نتظر جوابك.. فهذا رسول الله صلی الله علیه و آله بكى على الحسين علیه السلام ، والرسول قدوة لنا... فما قولك ؟

- قال العاملي: لم يجب عمر ولا غيره بشئ.. على عادتهم في الفرار ؟!!

ما الذي يغيظ النواصب والأجانب من مراسم عاشوراء ؟

- كتب العاملي في الموسوعة الشيعية بتاريخ 12-4-2000، موضوعاً بعنوان (ما الذي يغيظهم من مراسم عاشوراء .. ولماذا يحاربونها ؟!) قال فيه:

حسب ماوصلتنا الأخبار، فإن مراسم عاشور هذه السنة أوسع وأكثر تنوعاً من السنة الماضية في جميع بلاد الشيعة ومهاجرهم في العالم، والحمد لله.

ص: 187

ومراسم عاشوراء تشمل أنواعاً متعددة من الأعمال.. وقبل أن يحكم عليها الأخوة المنتقدون ينبغي أن يتعرفوا عليها ويتفهموا عمقها في الجماهير الشيعية وتأثيرها الإيجابي فيهم. ولا نجد فيها ما يبرر غيظ المغتاظين منها ولا وقوفهم ضدها، لأنها من ثروات الشعوب الإسلامية في الإلتفاف حول مقدساتها، بالشكل الذي تعتقد به وتتقرب فيه إلى الله تعالى. نعم إذا أفتى مرجع يقلده كل الشيعة أو جماعة منهم، فيجب عليهم التقيد بفتواه.....

(ثم عدَّد العاملي أنواع المراسم الأحد عشر المتقدمة في الفصل الرابع).

- فأجابه المدعو (المسلم المسالم) وهو وهابي، بتاريخ 12-4-2000:

الحزن شئ والتمثيل شئ آخر . يقول الشيخ فضل الله: (ضرب الرؤوس أصبح مظهر تخلُّف ويشوّه صورة الشيعة في العالم. ضرب السلاسل لماذا؟ نفكر معاً أليس لأن السيدة زينب علیه السلام وأخواتها وبنات الحسين ضُربن على ظهورهن بالسياط ؟ فنحن نواسيهن فنضرب ظهورنا بالسلاسل ! ولكن هل ضربت زينب ظهرها بالسلاسل ؟ أم أنها ضُربت وهي في خط المعركة ؟ اللطم مشروع لأنه تعبير عن الحزن، ولكن عندما يقف الناس بشكل فني استعراضي ويلطمون حسب قواعد وحركات خاصة، فهذا ليس اللطم المعبر عن الحزن، والمعبر عنه هو اللطم الهادئ الذي يعبر عن العاطفة، بحيث عندما يراه الناس فإنهم بذلك يقفون أمام مظهر حزين، ينتقل إليهم بفعل تأثرهم به) فهل تسمعون صوت العقل من شيعي، وليس من سني ؟؟

- فأجابه العاملي بتاريخ 12-4-2000:

شباب الشيعة يسمعون صوت الفتوى الشرعية من مرجع تقليدهم الجامع للشروط.. وولي الفقيه الجامع للشروط . وبعد غدٍ ترى إن شاء الله في النبطية

ص: 188

قرب صيدا، عرضاً حسينياً من نوع فريد، متحضراً وليس متخلفاً كما يزعم بعضهم، يبيض وجه الشيعة والسنة، ولا يسودها كما يزعم بعضهم، يبعث في الإنسان أروع المعاني الروحية، ومعاني النبل والشهامة والشجاعة ..

ترى فيه مشاهد من يوم كربلاء ممثلةً على الطبيعة في ساحة المدينة، لو أردنا وصفها لطال المقام .. وترى موكباً من الشباب لابسين أكفانهم، حاملين سيوفهم .. وقد جرحوا رؤوسهم فسالت دماؤهم على وجوههم المنيرة، وأكفانهم المباركة .. يسيرون بنخوةٍ إسلامية، وحزنٍ عميق .. هاتفين واحسيناه .. واحسيناه .. معلنين أنهم أنصارٌ للإمام الحسين سبط الرسول صلی الله علیه و آله ، وحاضرون لفدائه بأرواحهم .. مرددين اسم علي بن أبي طالب بطل الإسلام علیه السلام شعاراً لهم .. هاتفين: حيدر.. حيدر... موظفين كل ذلك باتجاه العدو المتغطرس، يعلنون بين مدة وأخرى شعاراً مباركاً تتجاوب معهم عشرات الألوف من الجماهير: واحسيناه.. واحسيناه.. مذكرين اليهود بمعركة ساحة النبطية في يوم عاشوراء، يوم كانت إسرائيل تحتل لبنان، وكان شبابه عزلاً من السلاح، وحشدت إسرائيل قواتها ليوم عاشوراء في النبطية، وكثفت دباباتها.. فجاءت مسيرة أصحاب الأكفان المتطبرين . . ليس معهم إلا أكفانهم وسيوفهم.. حتى إذا وصلوا إلى قرب تجمع الدبابات الإسرائيلية، تقدم رئيسهم هاتفاً: حيدر .. حيدر.. بنبرات عسكرية متتالية، معلناًً تحدي شيعة الحسين لجنود اليهود وآلياتهم، فانذعر اليهود كما انذعروا من هجوم علي في خيبر، وفتحوا النار على الناس وفي الهواء، وهم يفرون أمام المتطبرين ! وآلياتهم تصدم بعضها والحيطان، وبعضها تركوها فوقعت في قبضة الحسينيين!! وظل ذلك اليوم الأحمر الحسيني فخراً للمسلمين، وذلاً على اليهود.. وظل اليهود مدة بعده

ص: 189

يبحثون عن رئيس المتطبرين (حيدر) يظنون أنه شخص منهم، وأخذوا بعض من اسمه حيدر، حتى عرفوا أنه كان هتافاً باسم حيدر فاتح خيبر، واسمه عند اليهود: حيدر بطل الأميين في يوم الغفران، أي يوم خيبر !!

لو كان هؤلاء الفتيان يقلدون فلاناً أيها الأخ، لما استطاعوا أن يسطروا هذه الملحمة.. ولو كانوا يقلدونه في تحريم الإنتحار ! لما استطاعوا أن يقوموا بعمليات استشهادية كالتي سمعت بها .

فاترك الناس وعقيدتهم وفتوى من يقلدون.. ولا تخف عليهم من جرح رؤوسهم.. ولا تشفق عليهم فتسبهم !! لقد تركوا هم للعرب أن يأخذوا بطولاتهم إلى مجالس المفاوضات.. وتركوا لمن يريد أن يدعي المرجعية لهم أن يدعي.. فدعوهم وشأنهم !

- قال العاملي: لتبرئة الذمة:كنت سمعت قصة ما جرى في النبطية في يوم عاشوراء 1983 ميلادية، برويات متعددة، منها النحو الذي أوردته . ثم سألت شاهد عيان أثق به، فقال إن الصحيح هو الرواية التالية:

كانت مدينة النبطية محاصرة بالدبابات الإسرائيلية كبقية مدن لبنان المحتلة، وكان اليهود يسيِّرون دوريات في جيبات عسكرية داخل المدينة وخارجها.. وفي يوم عاشوراء زادوا دورياتهم وأضافوا إلى كل سيارة جيب سيارة شاحنة جنود. لأن النبطية تحتشد في يوم عاشوراء بالوافدين من أنحاء لبنان لمشاهدة تمثيل مصرع الإمام الحسين علیه السلام ومواكب التطبير . وما أن دخلت الدورية الإسرائيلية (جيب عسكري وشاحنة) إلى داخل الساحة، حتى واجهها الناس بالهتافات المعادية.. وكان موكب (الضرِّيبة) في مفرق طريق شوكين، فاتجهوا نحو الدورية.. وكان القارئ يقرأ لهم بمكبر الصوت، فقرأ لهم عن موقف علي

ص: 190

الأكبر بن الإمام الحسين علیهما السلام ، وردد قوله لأبيه الحسين: ما دمنا على الحق فو الله لا نبالي أوقعنا على الموت أو وقع الموت علينا !! فزاد حماس موكب التطبير واتجهوا نحو الجنود الإسرائيليين هاتفين: حيدر.. حيدر.. ملوحين بسيوفهم، وأكفانهم مضرجة بالدم.. فجن جنون اليهود، وحاولوا الهروب بسياراتهم فلم يستطيعوا وصدمت إحداها جداراً.. فنزلوا منها وتركوها وهربوا مشاة نحو قاعدتهم، وهم يطلقون الرصاص في الهواء كيفما كان ! وتبعهم الناس بالأحجار، والضريبة بالسيوف.. ولم يقتل أحد منهم ! لكن أشعل الفتيان النار في السيارات! فكانت بداية المقاومة الإسلامية في لبنان.. مقاومة حسينية مرعبة في يوم عاشوراء !!

وقال محدثي: وبحث اليهود عن (حيدر) حتى عرفوا أنه اسم لعلي علیه السلام !! وقال: حدث في تلك المدة أن سيارة لبنانية انقلبت في الوادي في مدخل بلدة (أنصار) قرب نقطة الجيش الإسرائيلي، فنزل الجنود الإسرائيليون ورأوا السيارة مقلوبة على ظهرها، فقال أحد الجنود لركابها: أخرج من السيارة، أنت لاتموت ! أنت تصيح: حيدر .. وتضرب نفسك بالسيف!!

- فكتب (أبو فراس)، وهو وهابي، بتاريخ 13-4-2000:

والله.. أن تلبس الأسود كرمزٍ للحزن، مع شعارات ورايات سوداء، وتمثيل صور على اللوحات ورسومات فيها (رأس) كأنه رأس الحسين رضي الله عنه، ورجل مشتمل بسيف وندعوه بذي الفقار، بأن هذا رمز لعلي كرم الله وجهه، مكتوب عليه لا سيف إلا ذو الفقار ولا فتى إلا علي، وصور معلقة هنا وهناك فيها تعبير الحزن، وموقف الجيوش ضد الحسين رضي الله عنه في كربلاء، وغير ذلك.. فيها مشابهة لليهود بالنسبة للباس الأسود، وفيها مشابهة للمسيحيين

ص: 191

بالنسبة للرسومات وتعليق الصور، كأنك لا تدخل الحسينية كأنك تدخل كنيسة من الكنائس، فالكنائس مملوءة من صور مريم وعيسى وهو مصلوب، حتى صنعوا منه تماثيل برجل مصلوب، ويقولون هذا رمز بأنه عيسى بن مريم علیه السلام مصلوباً .

هذه ملاحظة لفتت انتباهي، وأحسن بحث لي في المشابهة لليهود، وكذلك هناك مشابهه للنصارى، كأن هناك حلقة ارتباط بين الرافضة وبينهم سبحان الله ! والحمد لله رب العالمين .

- فأجابه (أبو سمية) بتاريخ 13-4-2000:

السلام على الحسين، وعلى علي بن الحسين، وعلى آل بيت الحسين، وعلى أصحاب الحسين، وعلى محبي الحسين .. لا أريد التعرض إلى مناقشة في قضية التطبير.. جوازه أو عدمه، فأنا لا أفعله ولم أفكر في ذلك، والمقياس لست أنا أو غيري، بل كل له مرجع . وليكن الإخوان المؤمنين على ثقة تامة بأن الغرب وأنصاره أعداء الدين أتباع الشيخ جون فيلبي وإمامه الشيخ همفر، ومن بينهما ومن بعدهم، سيقفون صفاً واحداً لهدم الدين . ولن ترضى عنك اليهود والنصارى حتى تتبع ملتهم . البقرة -120 فهل علينا أن نترك كل ما لا يرضون ؟! فزيارة المراقد سنتركها و..و..

ولوكان هناك أمر مخزٍ فهو الإباحية، وتجارة المخدرات، وأكل السحالي والصراصر، ومصارعة الثيران، والمخاطرات بسياقة الدراجات.. وسرقة خيرات الشعوب، واحتلال الأراضي الإسلامية .. ولو كان هناك ما يثير السخرية بالمسلمين.. فهو الدروشة ولبس العرقجين، ونصف قميص وسروال وتطويل اللحية بشكل مقزز، والجمود (التمسلف) .

ص: 192

ولو أن كل ضار بالأصل أو بالعرض يحرم تداوله، لحرمت السيجارة: ضررها بالأصل، وتناول الطعام بإفراط يصل إلى حد التخمة: ضرر بالعرض، لأن أصل تناول الطعام ليس فيه ضرر، و.. و.. وكثير من الأمثلة الأخرى... فلا نجعل في ذلك مجالاً لتفرقنا، وكل يتبع مجتهده .

وعلى رسلك أيها المشبه باليهود.. إذهب إلى كتبكم ستجد أنكم شبهتم ربكم بالمخلوقات فتجاوزتم، ونحن نزهناه.. واتبعتم مبدأ تكفير أهل لا إله إلا الله.. وانحرفتم عن تولي وصي الرسول صلوات الله تعالى عليه وآله، فانحرفتم نحو عجل الأمة وسامريها، ونحن صدقناه واتبعناه..

نحن لا نحكم بكفر كل سني بل النواصب منهم... لا لشئ إلا بالدليل، لموالاتهم ليزيد وأبيه الملعون على لسان النبي صلوات الله تعالى عليه وآله، ومن حكى الدليل بكفره.. وهذا الموضوع طرح بشكل نقد مؤدب بين أهل التشيع فإما أن تدخل فيه بشكل مؤدب فأهلاً، وإلا . . . .

- وكتب المدعو (النداء الأخير) بتاريخ 13-4-2000:

أحببت أن أسأل الشيخ العاملي:

هل مسألة التطبير تعتمد على الفتوى، أم على الحكم الشرعي، أقصد هل ما قاله السيد علي الخامنئي ولي أمري وأمر المسلمين، هو حكم شرعي، أم فتوى لمقلديه فقط ؟ فإذا كانت حكم شرعياً فهي ملزمة لكل الفقهاء حتى الفقهاء المعارضين للفتوى، باعتبارها صادره عن الحاكم الشرعي .

وإذا كانت فتوى فهي غير ملزمة، فهل من مخير ؟ والسلام عليكم.

- فأجابه العاملي بتاريخ 13-4-2000:

ص: 193

يظهر أنها كانت نصيحة أبوية فقط، لأنهم في السنة الماضية تسامحوا في مخالفتها في عدد من محافظات إيران، وسمعت أنهم أعلنوا في أردبيل وأصفهان أنه لا مانع لمن أجاز مرجع تقليده ذلك .. وعلى أثره خرجت مواكب تطبير ضخمة في هاتين المحافظتين وغيرهما.. ويتوقع بعضهم أن يكون السماح في هذا السنة أوسع، والعهدة على الناقل .

- وكتب المدعو (واهج) بتاريخ 13-4-2000:

أرجو التكرم إذا أمكن بذكر الفقهاء المجوزين للتطبير، بعيداً عن ولاية الفقيه، وبعيداً عن حكم أو فتوى .

- وكتب العاملي بتاريخ 16-4-2000، الخامسة عصراً:

جمع بعضهم فتاوى كبار المراجع في تجويزه في كتاب مستقل، أرجو أن أحصل عليه، وهذا بعضها:

فتوى السيد الخوئي قدس سره والمرجع الميرزا جواد التبريزي مد ظله

في صراط النجاة: 1 / 432:

سؤال 1183: هل ثمة إشكال في إدماء الرأس (التطبير) على ماهو المعهود المعروف في بعض مظاهر إظهار الحزن وإشادة العزاء على روح إمامنا المفدى أبي عبد الله الحسين علیه السلام ، مع فرض أمن الضرر ؟

الخوئي: لا إشكال في ذلك في مفروض السؤال في نفسه، والله العالم.

سؤال 1184: تفضلتم سيدنا بنفي الإشكال عن إدماء الرأس (التطبير) إذا لم يلزم منه ضرر، فقيل إنه لا يثبت أكثر من الإباحة، وعليه فهل إدماء الرأس (التطبير) مستحب، لو نوى بذلك تعظيم الشعائر، ومواساة أهل البيت علیهم السلام ؟

ص: 194

الخوئي: لم يرد نص بشعاريته، فلا طريق إلى الحكم باستحبابه، ولا يبعد أن يثيبه الله تعالى على نية المواساة لأهل البيت الطاهرين، إذا خلصت النية .

فتوى السيد الكلبايكاني قدس سره، في إرشاد السائل ص 184

س 672: ما هو حكم التطبير الذي يفعله بعض الناس أيام عاشوراء ؟

جواب: يجوز إذا لم يكن معرضاً لضرر لا يتحمل عرفاً، والله العالم.

فتوى أخرى للمرجع الميرزا جواد التبريزي في صراط النجاة 3 /442:

سئل عن قول بعضهم: يحرم اللطم على الإمام الحسين علیه السلام إذا كان عنيفاً يؤدي لإدماء الصدر أو الألم الشديد لأنه ليس أسلوباً حضارياً، ويسبب ضرراً للجسد وكل إضرار بالجسم حرام، ما رأيكم بذلك ؟

فأجاب: اللطم وإن كان من الشديد، حزناً على الحسين علیه السلام ، من الشعائر المستحبة، لدخوله تحت عنوان الجزع الذي دلت النصوص المعتبرة على رجحانه، ولو أدى بعض الأحيان إلى الإدماء واسوداد الصدر . ولا دليل على حرمة كل إضرار بالجسد، مالم يصل إلى حد الجناية على النفس، بحيث يعد ظلماً لها . كما أن كون طريقة العزاء حضارية أو لا، ليس مناطاً للحرمة والإباحة، ولا قيمة له في مقام الإستدلال، والله العالم .

س 1268: هل ترون أنه من الداعي إثارة مصيبة كربلاء بين الناس، بشكل عنيف وحماسي، أم لا ؟

الجواب: البكاء الشديد والإبكاء المثي ر، من الأمور المستحبة التي دلت على رجحانها النصوص الكثيرة . ففي (الوسائل) باب 66 من أبواب المزار، روايات كثيرة في استحباب ذلك . ومنها: صحيح معاوية بن وهب عن الصادق علیه السلام أنه قال لشيخ: أين أنت عن قبر جدي المظلوم الحسين ؟ قال: إني لقريب

ص: 195

منه . قال علیه السلام : كيف إتيانك له ؟ قال: إني لآتيه وأٌكثر . قال: ذاك دمٌ يطلب الله تعالى به . ثم قال: كل الجزع والبكاء مكروه، ما خلا الجزع والبكاء لقتل الحسين علیه السلام . والله العالم .

فتوى للسيد القائد الخامنئي بجواز كل أنواع اللطم والضرب بالسلاسل

في أجوبة الاستفتاءات - ص 255:

سؤال: من المتعارف في منطقتنا أن مراسم لطم الصدور أو الضرب بالسلاسل بالنحو التقليدي لا تقام إلا في عزاء الأئمة الأطهار علیهم السلام ، والشهداء وسادة الدين العظام، فهل يجوز إقامة تلك المراسم في وفاة بعض الأشخاص الذين كانوا من قوات التعبئة، أو من الأشخاص الذين كانوا يقدمون الخدمات بنحو ما لهذه الحكومة الإسلامية ولهذا الشعب المسلم ؟

الجواب: لا إشكال في ذلك في نفسه في الفرض المذكور، ولكن هذا العمل لا يعود بخير على ذلك الميت، والأفضل إقامة مجالس الفاتحة، وقراءة القرآن الكريم له .

- كتب (عمر) في الموسوعة الشيعية في 23-12-1999، الحادية عشرة والثلث ليلاً موضوعاً بعنوان:(باب تحريم النياحة على الميت ولطم الخدِّ وشق الجيب)، قال فيه:

عَنْ عُمَر بْنِ الخَطَّابِ رضي الله عَنْهُ قَالَ قَال النبيُّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم: الميِّتُ يُعذَّبُ في قَبرِهِ بِما نِيح علَيْهِ. وفي رواية ما نِيحَ علَيْه . متفقٌ عليه. الخ... ثم أورد عمر عشرة أحاديث أخرى بهذا المضمون، من البخاري ومسلم !

ص: 196

- فأجابه (فاتح) بتاريخ 27-12-1999، الخامسة والنصف صباحاً:

إعرف ممن تأخذ دينك .. فإن كان من غير أهل البيت فيرد، لأن أهل البيت أدرى بالذي فيه .

- قال العاملي: فلم يجب عمر بشئ .

- كتب (سليل المجد) في شبكة سحاب في 14-4-2000 الثانية صباحاً موضوعاً بعنوان: (إبكِ أو تباكَ على الحسين ولك الجنة !!)، قال فيه:

من أوامر اللعين الهالك الخائن الخميني البكاء على الحسين، أو مجرد التظاهر بالبكاء - دموع تماسيح - والجزاء الجنة ! فضلٌ لم يرد للرسول صلى الله عليه وسلم وورد للحسين رحمة الله ! !

لعنكم الله أيها الرافضة وأخزاكم دنياً وآخرة .

هذا الكلام يا أحباب ليس من كلامي بل كلام الكفرة الرافضة يكتبونه ويقرونه، يقول الهالك اللعين: (إن البكاء على الشهيد يُعدُ إبقاءً على إبقاءً على اتقاد جذوة الثورة وتأجيجها، وما ورد في الروايات من أن من بكى أو تباكى أو تظاهر بالحزن فإن أجره الجنة، إنما يفسر بكون هذا الشخص يساهم في صيانة نهضة الإمام الحسين علیه السلام . فلا يتصور أبناؤنا وشباننا أن القضية قضية بكاء شعب لا غير ! وأننا شعبٌ بكَّاء على ما يريد الآخرون أن يوحوا لكم به . إنهم يخافون من هذا البكاء بالذات، لأنه بكاء على المظلوم، وصرخة بوجه الظالم . وهذه المواكب التي تجوب الشوارع للعزاء إنما تواجه الظلم وتتحدى الظالمين، وهو ما ينبغي المحافظة عليه . إنها شعائرنا الدينية التي ينبغي أن تصان وهي شعائر سياسية يلزم التمسك بها) .

ص: 197

سبحان الله وبحمده ! سبحان الله العظيم !

- قال العاملي: شبكة سحاب وهابية متعصبة، ينتقدون الشيعة بهذا الأسلوب الفظ، ولايسمحون لهم بالدفاع.. لذا تبقي افتراءاتهم بدون جواب !

- كتب (سعود) في الموسوعة الشيعية، بتاريخ 23-4-2000، الثانية ظهراً، موضوعاً بعنوان (ويقولون إنه حجة ويتباكون عليه !!)، قال فيه:

هذا الحسين رضي الله عنه يوجه كلامه إلى أبطال الشيعة فيقول: تبّاً لكم أيتها الجماعة وترحاً، حين استصرختمونا وَلِهين، فأصرخناكم موجفين، فشحذتم علينا سيفاً كان في أيدينا، وحمشتم علينا ناراً أضرمناها على عدوّكم وعدوّنا، فأصبحتم إلباً على أوليائكم، ويداً على أعدائكم من غير عدلً أفشوه فيكم، ولا أمل أصبح لكم فيهم، ولا ذنب كان منا إليكم ! فهلاَّ لكم الويلات إذ كرهتمونا والسيف مشيم، والجأش طامن) . الإحتجاج 2 /300

- وكتب (نصير المهدي) في 23-4-2000، الثانية وخمس دقائق ظهراً:

هذا الكلام لأسلافك ياسعود، الذين كاتبوا وبايعوا وغدروا . أما الإحتجاج فليس فيه أن الخطاب موجه إلى الشيعة، فتأكد من مصادرك .

اللهم صل على ولي أمرك القائم المؤمل والعدل المنتظر .

- وكتب (حلمان) بتاريخ 23-4-2000، الثالثة ظهراً:

شغِّلْ الطبل الذي فوق رأسك يا سعود.. الإمام كان يكلم الذين يحاربونه مع يزيد . . يعني حبايبك . . ! !

- وكتب (الأشتر) في 23-4-2000، الرابعة والنصف عصراً:

ص: 198

مسكين الذي يسمي نفسه سعود. شباب اسمحوا لي بهذا الرد البسيط: أولاً: الرواية مرسلة وهي عن مصعب بن عمير وهو مجهول . . (رجال المامقاني: 3/216 وراجع الهامش في الإحتجاج: 2 / 300 . ثانياً: كما تفضل به الأخ أعلاه، هذا الكلام موجه لأجدادك شيعة معاوية . والله الموفق .

- وكتب (سجاد) بتاريخ 23-4-2000، الخامسة عصراً:

لا يا إخوة مالكم حق، الرجال من عائلة، إفهموه وسامحوه على قد مخه .

- وكتبت (بنت الأمير) بتاريخ 27-4-2000، الواحدة صباحاً:

يا سعود . .

إذا كنت ذا عقل ولم تك عاقلاً *** فأنت كذي نعلٍ وليس له رجلُ

وإن كنت ذا عقل ولم تكن عالماً *** فأنت كذي رجلٍ وليس له نعل

ألا إنما الانسان غمدٌ لعقله *** ولا خير في غمدٍ إذا لم يكن نصل

من رأيي أن لايرد الإخوان الكرام على مثله، لأن من لا عقل له لا ترتجيه ولا يستخف بالعلم وأهله الا أحمق جاهل .

لكل داء دواء يستطب به *** الا الحماقة أعيت من يداويها

ولايتي لأمير النحل تكفيني *** عند مماتي وتغسيلي وتكفيني

وطينتي عجنت قبل تكويني *** بحب حيدر كيف النار تكويني

- وكتب (موالي أمير المؤمنين) بتاريخ 27-4-2000، الثالثة صباحاً:

ضحكتني يا حلمان .. ترى سعود ضائع ما يدري وين الله حاشره .

اللهم ثبتنا على ولاية أمير المؤمنين .

ص: 199

-كتب (سيف الله المسلول) بتاريخ 25-3-2000، في الموسوعة الشيعية الرابعة صباحاً، موضوعاً بعنوان (من عقائدهم الفاسدة عقيدة الإحتساب في النياحة)، قال فيه:

عقيدة الإحتساب في النياحة وشق الجيوب وضرب الخدود على شهادة الحسين رضي الله عنه، وهي مخالفة للعقيدة الإسلامية (الصبر في المصائب) .

إن الشيعة يعقدون محافل ومجالس للمأتم والنياحة، ويعملون المظاهرات العظيمة في الشوارع والميادين في ذكرى شهادة الحسين رضي الله عنه، باهتمام بليغ في العشر الأواخر من محرم كل عام، معتقدين أنها من أجل القربات فيضربون خدودهم بأيديهم وصدورهم وظهورهم، ويشقون الجيوب يبكون ويصيحون بهتافات: ياحسين... يا حسين، وخاصة في اليوم العاشر من كل محرم، فإن ضجيجهم الملئ بالويلات يبلغ أوج الكمال، ويخرجون في ذلك اليوم مترابطين متصافين، يحملون قبة الحسين (التابوت) المصنوعة من الخشب ونحوه، ويقودون خيلاً مزيناً بسائر الزينة، يمثلون به حالة الحسين في كربلاء بفرسه وجماعته، ويستأجرون عمالاً بأجور ضخمة ليشتركوا معهم في هذا الضجيج والفوضى، ويسبون أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ويتبرؤون منهم !!

وقد تفضي هذه الأعمال - أعمال الجاهلية الأولى- إلى المنازعات مع أهل السنة، خاصة عند سبهم لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، والطعن والتبرؤ من الخلفاء أبي بكر وعمر وعثمان، فتسبب إراقة دماء الأبرياء .

والشيعة يصرفون في مآتم الحسين هذه أموالاً طائلة، لأنهم يعتقدون أنها من أصول دينهم وأعظم شعائرهم، إن الشيعة يعودون أولادهم بالبكاء في هذا

ص: 200

المأتم، فإذا كبروا اعتادوا البكاء متى شاءوا، فبكاؤهم أمر اختياري، وحزنهم حزن مخترع، مع أن الشريعة المطهرة أكدت في النهي عن النياحة وشق الجيوب وضرب الخدود، والقرآن أوصى بني آدم بالصبر والرضا بالقضاء كما في قوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين . وقوله تعالى: وبشر الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون، أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة، وأولئك هم المهتدون. وقوله تعالى: وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر . وقوله تعالى: وتواصوا بالصبر وتواصوا بالمرحمة أولئك أصحاب الميمنة . وقال تعالى: والصابرين في البأساء والضراء وحين البأس . ثم إن الأئمة المعصومين عندهم والذين يجب طاعتهم لديهم، قد ثبت عنهم أيضا مثل ذلك، فقد ذكر في نهج البلاغة: وقال علي رضي الله عنه بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم مخاطباً إياه صلى الله عليه وسلم: لولا أنك نهيت عن الجزع وأمرت بالصبرل أنفدنا عليك ماء الشؤون .

وذكر في نهج البلاغة أيضاً: أن علياً علیه السلام قال: من ضرب يده عند مصيبة على فخذه فقد حبط عمله .

وقال الحسين لأخته زينب في كربلاء كما نقله صاحب منتهى الآمال بالفارسية وترجمته بالعربية: يا أختي أحلفك بالله وعليك أن تحافظي على هذا الحلف، إذا قتلت فلا تشقي على الجيب ولا تخمشي وجهك بأظفارك ولاتنادي بالويل والثبور على شهادتي . منتهى الآمال1/248 .

ونقل أبو جعفر القمي: إن أمير المؤمنين علیه السلام قال فيما علم به أصحابه: لا تلبسوا سواداً فإنه لباس فرعون. من لا يحضره الفقيه - 51

ص: 201

وقد ورد في تفسير الصافي في ذيل آية (أن لا يعصينك في معروف) أن النبي بايع النساء على أن لايسودن ثوباً ولايشققن جيباً وأن لا ينادين بالويل .

وفي فروع الكافي للكليني أنه صلى الله عليه وسلم وصى السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها فقال: إذا أنا مت فلا تخمشي وجهاً، ولا تنادي بالويل، ولا تقيمي على نائحة .

وهناك روايات كثيرة جداً وردت في كتب الشيعة صرح فيها بالنهي عن النياحة والنداء بالويل والثبور، وعن شق الجيوب وضرب الخدود، ونحو ذلك من مظاهر الجزع على المصائب، وعدم الصبر عليها.وقد أثبت هنا بنماذج فقط من رواياتهم، ومن يرغب التفصيل في هذا الموضوع فعليه أن يرجع إلى كتابي حقيقة المأتم، فقد بسطت فيه وذكرت الروايات من كتبهم في الرد على مآتمهم ومجالسهم هذه، التي تخالف عقيدة الصبر في الإسلام .

للعلامة: محمد عبد الستار التونسوي رئيس منظمة أهل السنة في باكستان

- وكتب (عراقي) بتاريخ 26-3-2000، السابعة صباحاً:

يامسلول .. هذا الكلام مأخوذ من صفحة الناصبي فيصل نور .. فهل أنت ناصبي مثله ؟ يامسلول: لقد ذكرت صحاحكم بأنكم سمعتم الجن تنوح على الحسين علیه السلام يوم مقتله . فهل للإنس اعتراض بعد هذا .

- وكتب (أبو غدير) بتاريخ 29-3-2000، الواحدة صباحاً:

بدون تعليق. على النواصب (النسخ واللصق) وعلى الشيعة (الرد) !

http://www3.cybercities.com. s/shia/butlan_17th.htm

http://shialink.org/muntada/Forum2/HTML/03280.html

يناديهم يوم الغدير نبيهم *** بخمٍِ وأسمع بالنبي مناديا

فمن كنت مولاه فهذا ولّيه *** فكونوا له أنصار صدق مواليا

ص: 202

هناك دعا اللهم وال وليه *** وكن للذي عادى علياً معاديا

فيا رب أنصر ناصريه لنصرهم *** إمام هدًى كالبدر يجلو الدياجيا

- كتب (وجيه) في الساحة الإسلامية في 6-4-1999، العاشرة مساءً موضوعاً بعنوان: (حوار هادئ .. بين سني وشيعي)، قال فيه:

رأى سنّي شيعيّاً، باكياً، لاطماً، ناقماً .. وذلك بمناسبة حلول يوم عاشوراء فسأله: مابك يا أخي؟ فقال الشيعي: أبكي على ماجرى للحسين..

فقال له السّني: ألاتعلم أنّ الدار الآخرة خيرٌ للحسين رضي الله عنه من الدنيا ؟ فقال الشيعي: بلى أعلم !

قال السني: أولاً تعلم أنه رضي الله عنه ما إن استُشهد، حتى التحق من ساعته بجده صلى الله عليه وسلم، الذي قال: الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنة، وبأمه البتول الطاهرة الزهراء وبأببه، أبي تراب، أمير المؤمنين علي بن أبي طالب، كرّم الله وجهه ورضي عنه ؟ قال الشيعي: بلى.. أعلم !

قال السني: إذاً فلماذا تلطم وتبكي.. أحزناً على ما أكرم الله به الحسين من الشهادة، والتحاقه بجده وأمه وأبيه، في مقعد صدق عند مليك مقتدر .. ! ؟

الشيعي: لاجواب !!

- فكتب (عرفج) بتاريخ 26-4-1999، الحادية عشرة ليلاً:

رأى سنّي شيعيّاً، باكياً، لاطماً، ناقماً.. وذلك بمناسبة حلول يوم عاشوراء. فسأله: مابك يا أخي؟ فقال الشيعي: أبكي على ماجرى للحسين.

ص: 203

فقال له السّني: ألا تعلم أنّ الدار الآخرة خيرٌ للحسين رضي الله عنه من الدنيا . . إذاً فلماذا تلطم وتبكي . . أحزناً على ما أكرم الله به الحسين من الشهادة، والتحاقه بجده وأمه وأبيه في مقعد صدق عند مليك مقتدر . . ؟ !

قال الشيعي: لا ولكنني أتأسى برسول الله صلی الله علیه و آله ، وهو يبكي عمه الحمزة، وهو يعلم أنه سيد الشهداء، وأنه حي عند مليك مقتدر..

قال السني: نعم صدقت.. يجب التأسي به صلی الله علیه و آله وصحبه .

- قال العاملي: أيضاً ثبت بالأحاديث الصحيحة في مصادر السنيين أن النبي صلی الله علیه و آله أخبر بقتل الحسين علیه السلام وبكى عليه في حياته .

- وكتب (شامس 22) بتاريخ 27-4-1999، الرابعة عصراً:

وهل أسيادكم في طهران وآيات الله يكذبون ؟ ! أنظر: حسب فتاوي المراجع العظمى يمنع اللطم والتطبير أثناء احتفالات عاشوراء في إيران، وهي تمثل المرجع الأكبر لكم، وولائكم لها لوجود الأسياد بها، والرأي العام .

لبنان: نداءات مراجع الشيعة لم تجنب عاشوراء (مشهد الدم) !

لم تؤد النداءات التي أطلقها رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ محمد مهدي شمس الدين، والأمين العام لحزب الله السيد نصر الله لمنع ذلك، ومع هذا يدعي من يدعي ويزعم من يزعم بأنها من شعائر الله، وأنها من تقوى القلوب.. إذن لماذا يمنعها ربعكم وسادتكم ومراجعكم ؟ من الذي يكذب فيكم ؟! وهل تقوى القلوب عندكم في هذا إذن ؟!

لماذا خنتم الحسين أصلاً وتركتموه يذبح وأنتم من عاهدتموه وبايعتموه على الانتصار له والدعم والمؤازرة ؟ فهل هذه وعود الرجال ياحلوم الأطفال . (من

ص: 204

كلام الخليفه الرابع علي كرم الله وجهه) . ولا أريد أن أذكر القارورة حتى لايزعل أحد .

- وكتب (مستانس) بتاريخ 27-4-1999، السابعة مساءً:

عجايب ؟!!

- وكتب (القطيفي الوطني) بتاريخ 27-4-1999، الثامنة مساءً:

شامس .. تقول إنك لن تذكر القارورة حتى لايزعل منك أحد، أم لأنك عرفت الآن أن خبرها موجود عند أهل السنة أيضاً ؟! فلوكنت تخاف أن نزعل لما نشرت كلامك في كل الساحات ! هل لازلت مصراً على أن قصة القارورة غير حقيقية، أم أنك تقر بها الآن ؟!

بالنسبة للطم ودرجته، فالحزن أساساً جائز، وإن كنتم تقولون إن الشيعة يبالغون فهذا ليس كلامكم فقط، فقد أوردتم كلام علماء الشيعة في ذلك .

هناك شيعة في عدة مناطق من العالم لازالوا يبالغون في إظهار الحزن على الحسين وأهل البيت، ففي القطيف مثلاً يختلف العزاء عن الباكستان، والعزاء في إيران يختلف عن العراق ولبنان .

وكون أغلب الشيعة يبالغون في إظهار الحزن على الرسول وأهل بيتة، لايعني أنهم كفار، أو أن مذهبهم ضلال ! هل يصح أن نقول إن أهل السنة في ضلال، لأن السنة في مصر والسودان وشمال إفريقيا والعراق يمارسون التصوف وحلقات الذكر، والتي لم ترد عن النبي ؟! (حضرت واحداً منها عندما زرت مصر قبل ست سنوات) ! هل نكفر أهل السنة لأن فيهم الأحمدية في الهند، والشاذلية في المغرب، والجيلانية في العراق والهند ؟

ص: 205

أم نكفر أهل السنة لأنهم يكفرون بعضهم؟! شيخ المالكية في مكة المكرمة سماحة الشيخ محمد علوي المكي المالكي، اتهمه مدرس بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة في كتاب قرض له الشيخ عبد العزيز بن باز، بالشرك والضلالة! ترى لماذا اتهمه بالشرك ؟ لأنه يحتفل بالمولد النبوي ؟!

المذهب الشافعي كان موجوداً عندنا في المنطقة الشرقية في الأحساء بالخصوص، ولكنه انقرض تقريباً بسبب الحملة الوهابية على كل المذاهب، وليس الشيعة فقط .

أذكرك فقط بموقف نبي الله زكريا، والذي بكى على يوسف أربعين سنة وعميت عيناه من البكاء فابيضت عيناه من الحزن وهو كظيم . صدق الله العظيم .

- وكتب (أبو محمد التيمي) بتاريخ 27-4-1999، التاسعة إلا ربعاً ليلاً:

آخر بدعة رافضية: زكريا يبكي على يوسف !! لا.. ويستدل بالقرآن !

الظاهر ألهاكم حفظ نسب الأئمة الاثني عشر عن حفظ نسب نبي الله يوسف بن يعقوب !! على العموم خلونا من تلك الإستدلالات التي لا يجيدها إلا الرافضة . إبكوا .. وأضحكوا العقلاء عليكم ..

- قال العاملي: نلاحظ أن المدعو التيمي الوهابي لم يستطع الجواب على استدلال الأخ القطيفي ببكاء يعقوب على يوسف علیهما السلام ، فتحجج بأن هذا الشيعي أخطأ وجعل اسم والد يوسف زكريا بدل يعقوب، وتمسك بهذا الخطأ، ولم يجب عن بكاء يعقوب على يوسف !!

ص: 206

- كتب (سعود) في الموسوعة الشيعية بتاريخ20-4-2000، الثانية عشرة والربع صباحاً، موضوعاً عنوانه علامات استفهام (؟؟؟؟؟؟؟) قال فيه:

خلوا عنكم التقية. ليش ما اطقون صدر (لماذا لا تلطمون) على محمد صلى الله عليه وسلم، الأحسن من الحسين ؟ يا الخراطين (الكذابين) بس كذب، وعليكم اليهود، وعلى رأسهم عمكم عبد الله بن سبأ مؤسس الشيعة !

وأنت يا العاملي مع الشلة اللي معاك في يوم لا ينفع فيه اللطم والصياح والسيوف والسلاسل، وسب الصحابة الكرام، والنفاق .

- وكتب (نصير المهدي) بتاريخ 20-4-2000 الواحدة إلا ربعاً صباحاً:

أخي العزيز المراقب .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

هذا الوهابي الضال أعيته الحجة ونقصه الدليل، وانتهى القص واللصق من موقع الكذب والتزوير موقع فيصل ظلام ووهابيك ويب.. فلم يبق له إلا الشتائم التي لجأ لها منذ أيام، بعد أن وشلت حعبته من كل كلام ..

وعلى طريقة المجاهدين الأفغان الذين غزوا شيعة لنك يوم عيد الأضحى في عمليتهم الجهادية التاريخية، وقد يكون سعود واحداً من أولئك المجاهدين الأبطال على طريقتهم ! فإن مواضيعه بلا عناوين ! فبالله عليك ما ذنبنا نحن أن نقرأ مثل هذا الكلام التافه ؟! إن أراد الشتم فهناك ساحات مخصصة للشتم كسحاب، وأنا الوهابي المشلول، والجلاد، والفهيم أبوحمد الرس ..

فلماذا لا يذهب هناك ويشتمنا من بعيد ؟! أم أنها بطولة في أعين الجبناء أن يشتمونا هنا ؟!! خلصنا.. الله يخلصك .

اللهم صل على ولي أمرك القائم المؤمل والعدل المنتظر .

ص: 207

- وكتب (سلمان) بتاريخ 20-4-2000، الثالثة إلا ربعاً صباحاً:

أيها الوهابي يا عبد آل... نحن نعزي ونضرب صدورنا، في وفاة النبي محمد صلی الله علیه و آله ووفيات جميع الأئمة علیهم السلام ، ولكن الطريقة البشعة التي قتل بها الإمام الحسين من قبل أسلافك ومن تحب، هذه الطريقة البشعة جعلت صدى مصيبته وتأثرنا بها، أعظم وأكبر .

- كتب (عزام) في هجر الثقافية، في 22-4-2000، السابعة مساءً، موضوعاً بعنوان (البكاء على الحسين علیه السلام بين النفي والإثبات؟)، قال فيه:

استدل أحدهم على عدم جواز صدور البكاء بالصورة التي وصلت إلينا من خلال الروايات اعتماداً على القياس الآتي:

البكاء جزع (صغرى القياس)، والجزع قبيح (كبرى القياس)، وحيث أن القبيح لايمكن صدوره من المعصوم بحكم العقل، إذن لا يمكن قبول الروايات التي تتحدث عن بكاء الزهراء علیها السلام ليلاً ونهاراً، ولا يمكن قبول الروايات التي تتحدث عن بكاء زين العابدين على أبيه الحسين علیهما السلام حتى عُدَّ من البكائين الخمسة .

وفي مقام الجواب نقول: إن كون البكاء الكثير الذي يأخذ معظم وقت الإنسان من مصاديق الجزع.. هذا غير ثابت، وكيف يتم لنا إثبات ذلك وقد صدر البكاء من أحد أنبياء الله لدرجة أن عينيه قد ذهبتا من كثرة البكاء على ولده، ألا وهو يوسف علیه السلام والذي بكاه هو يعقوب علیه السلام ، فهل يمكن أن يلتزم بصدور الجزع من أحد الأنبياء علیهم السلام ؟!

ص: 208

وعليه فيمكن الإلتزام بصدور البكاء من الزهراء علیها السلام ، وصدور البكاء من الإمام زين العابدين علیه السلام وبنفس الصورة التي وصلت إلينا، ولا غرابة في ذلك حيث أن يعقوب كان يعلم بأن يوسف كان حياً، ولكن كان بكاؤه لغيابه عنه، وكان نتيجة بكاؤه أن ذهبت عيناه، فمن باب الأولوية أن يكون بكاء الزهراء علیها السلام بالصورة التي وصلت إلينا، وهي ترى أن جهود أبيها قد ذهبت أدراج الرياح، وأن الإسلام قد انحرف عن مساره الحقيقي، وما سوف يترتب على ذلك من مصائب جمة على المسلمين نطق بها تاريخ المسلمين .. وأحد نتائج ذلك الإنحراف واقعة كربلاء، والتي أدت إلى قتل ريحانة الرسول صلی الله علیه و آله وحبيبه وولده بتلكم الصورة الفجيعة التي يعرف عظمها من خلال بكاء الإمام زين العابدين علیه السلام .

- كتب (الفارسي) في شبكة الموسوعة الشيعية، بتاريخ 10-1-2000، الثالثة صباحاً، موضوعاً بعنوان (إلى عمر والحوت والفاروق: لماذا لا تبكون على الميت ؟ !)، قال فيه:

البكاء والنياح على الميت: 138- عن المغيرة: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: إنَّ كذباً عليَّ ليس ككذب على أحد، من كذب عليَّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار .

سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: من نيح عليه يعذب بما نيح عليه . البخاري رقم 1229، ومسلم 6 / 235 .

139 - وعن ابن عمر، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: الميت يعذّب في قبره ما نيح عليه . البخاري رقم 1230 .

ص: 209

140 - وعن عبد الله بن عبيد الله . . . فقال عبد الله بن عمر لعمرو بن عثمان: ألا تنهى هذا عن البكاء، فإنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إنّ الميت ليعذب ببكاء أهله عليه . . . فلمّا أصيب عمر دخل صهيب يبكي . . . فقال عمر رضي الله عنه: يا صهيب أتبكي عليَّ وقد قال رسول صلى الله عليه وسلم: إنّ الميت يعذّب ببعض بكاء أهله عليه. البخاري رقم 1226 كتاب الجنائز، وهكذا قال لبنته حفصة كما في صحيح مسلم 6 / 208 .

141 - وعن أبي بردة، عن أبيه: لما اصيب عمر رضي الله عنه جعل صهيب يقول: واأخاه، فقال عمر: أما علمت أن النبي قال: إن الميت ليعذب ببكاء الحي . البخاري رقم 1228 .

142 - وعن عبد الله بن عمر قال: اشتكى سعد بن عبادة ... وأنّ الميت يعذب ببكاء أهله عليه، وكان عمر رضي الله عنه يضرب فيه بالعصا ويرمي الحجارة ويحثي بالتراب . البخاري رقم 1243 .

نقولُ للعوام ومن بحكمهم من مدعي العلم الذين يدعون أنّ كتاب البخاري أصحّ الكتب بعد كتاب الله: ما هو داعي البخاري من نقل هذه الروايات الباطلة المجعولة ؟ أليس هو نقل عن عائشة أنّ أباها أبا بكر بكى على النبي بعد ما توفاه الله . (صحيح البخاري رقم 1186 كتاب الجنائز) . أليس نقل عن عبد الله بن جابر أنه بكى على أبيه المقتول والنبي لا ينهاه، وعمته كذلك تبكي على أخيها، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: تبكين أو لا تبكين، ما زالت الملائكة تظله بأجنحتها حتى رفعتموه . (صحيح البخاري رقم 1187) .

ص: 210

أليس هو روى في إخباره صلى الله عليه وسلم عن شهادة زيد وجعفر وعبد الله بن رواحة، وأن عيني رسول الله لتذرفان. أي يسيل منهما الدمع. (صحيح البخاري رقم 1189) .

أليس هو نقل ... وإبراهيم يجود بنفسه، فجعلت عينا رسول الله تذرفان، فقال له عبد الرحمن بن عوف: وأنت يا رسول الله ؟ فقال: يا ابن عوف إنها رحمة، ثم أتبعها بأخرى فقال: إنّ العين تدمع، والقلب يحزن، ولا نقول إلاّ ما يرضي ربنا، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون . (صحيح البخاري رقم 1241) .

أليس هو روى: شهدنا بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ورسول الله جالس على القبر، ورأيت عينيه تدمعان فقال . . . صحيح البخاري رقم 1277 .

فالبكاء على الميت من الرحمة ولا ينهى الله عن الرحمة، فضلاً عن أمره بضرب الباكي بالعصا والحجارة وحثيه بالتراب كما صدر من عمر !!

ومهما كان الأمر ففتوى عمر شئ ونقل الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم شئ آخر، والحق أن البكاء على الميت مباح، بل حسن ولا يعذب الميت به حتّى وإن كان حراماً، لما علم بالضرورة من الدين من أن أحداً لا يعذب بفعل الآخر ! كيف وهل أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم ببكائه أن يعذّب جعفر الطيار وصاحبياه وإبراهيم ابنه، وغيرهم ممّن بكى عليهم، وهل يدري أبو بكر أن بكائه على النبي صلى الله عليه وسلم يعذّبه ؟! (نعوذ بالله من أن يقال بعذاب النبي) .

ثم تعالوا معي نستمع إلى قول عائشة وهي تردّ على رواية عمر وابنه حيث قالت: رحم الله عمر، والله ما حدّث رسول الله صلى الله عليه وسلم إنّ الله ليعذب المؤمن

ص: 211

ببكاء أهله عليه، ولكن رسول الله قال: إنّ الله ليزيد الكافر عذاباً ببكاء أهله عليه . وقالت: حسبكم القرآن: ولا تزر وازرة وزر أخرى. (البخاري رقم 1226) .

وقالت أيضاً: إنما مرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم على يهودية يبكي أهلها فقال: إنهم ليبكون عليها وإنها لتعذب في قبرها. (البخاري رقم 1227) .

أقول: أما استدلالها بالآية الكريمة فصحيح كما أشرنا اليه من قبل، وأما حديثها الأول فيرد عليه أنه لاوجه لزيادة عذاب الكافر ببكاء أهله عليه، فإنه مخالف للعقل، وإنما هو يعذب بكفره وعصيانه فقط، ومخالف للآية الكريمة المذكورة أيضاً . . والحق أنه ليس كل ما روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يمكن قبوله والإعتماد عليه، وذلك لوجود الاختلاف والتناقض بين الصحابة في نقل الرواية الواحدة، وهذا الإختلاف بيّن لمن تأمّل في روايات البخاري، وما نقلناه عنه خير شاهد لذلك، فكيف يدّعي البعض أن من قال بصدور جميع أحاديث البخاري عن رسول الله لم يكن على خطأ ؟!!!

- كتب (موسى العلي) صاحب موقع هجر بتاريخ 11-4-2000، موضوعاً بعنوان: (ظاهرة البكاء والحزن على الإمام الحسين علیه السلام، وتجدد الذكرى السنوية لاستشهاده ؟!)، قال فيه:

الأخوة الكرام .. بعد التحية والإحترام.. ربما يتساءل الكثير من الإخوة غير الشيعة عن ظاهرة يتمسك بها الشيعة الإمامية عن عقيدة ومحبة، وهي ظاهرة الحزن والبكاء على الإمام السبط الحسين بن علي علیه السلام ، وتجدد الذكرى سنوياً. . وبهذه المناسبة أنقل للإخوة مقتطفات من كلام فضيلة العلامة الشيخ محمد

ص: 212

مهدي شمس الدين حول هذه الظاهرة والتي ربما تسلط الضوء أكثر ... (ونقل السيد موسى العلي موضوعاً طويلاً، ومما جاء فيه):

وردت عن أئمة أهل البيت منذ الإمام زين العابدين علي بن الحسين وإلى الامام المهدي المنتظر، نصوص كثيرة جداً تحث على البكاء لمصاب الإمام الحسين، فمن لم يتيسر له البكاء فعليه أن يتباكى، والتباكي هو التظاهر بالبكاء . وقد اشتمل كثير من هذه النصوص على بيان ما لمن بكى على الإمام الحسين من الثواب الجزيل عند الله تعالى، من الدرجات الرفيعة في الآخرة، وكذلك الحال فيمن أبكى على الحسين بشعر يقوله فيه، أو بغير ذلك .

ومن المعروف في الشريعة الإسلامية وأخلاقيات الاسلام أنها لا تشجع على إظهار الجزع للموت والتفجع والجزع على الميت، بل ترى أن ذلك مكروه، وبعض مظاهره محرم، ولكن ذلك لا يسري على ما يحصل من البكاء والجزع والتفجع على الإمام الحسين علیه السلام .. روى أبو حمزة الثمالي عن الامام الصادق أنه قال: إن البكاء والجزع مكروه للعبد في كل ما جزع، ما خلا البكاء والجزع على الحسين بن علي، فإنه فيه مأجور ..

ويبدو أن السر في مشروعية هذا البكاء وهذا الجزع مع كراهة ما عداه وتحريم بعض أفراده، هو أن البكاء والجزع ليس أمراً شخصياً يتعلق بعاطفة بشرية تتفجر بالأسف على ما فات، وإنما هو حزن على قضية دينية عامة تتمثل بالإمام الحسين وثورته، فالحزن ليس موقفاً عاطفياً وإنما هو موقف مبدئي يعبر المؤمن عن التحامه به واعتناقه له بهذا التعبير العاطفي.. حين نقرأ أو نسمع القصة الجيدة، أو القصيدة الجيدة، أو المسرحية الجيدة ألا تنفعل قلوبنا بما نقرأ أو نسمع ؟

ص: 213

من كل هذا يتبين لنا تفاهة كل النقد الذي يقال عن مظاهر الحزن في المأتم الحسيني، وسطحية النظرة التي تعالج بها هذه المسألة، إننا في المأتم الحسيني نسمع تصويراً تاريخياً لفاجعة لم يشهد لها التاريخ مثيلاً، قتل فيها أشخاص مقدسون، وارتفعوا إلى أعلى المراتب الإنسانية بذلاً وتضحيةً وفداءً، في عملية عطاء محض.. وقتل فيها أطفال ونساء عطاشى غرباء متوحدين، وحملت رؤوسهم، وسبيت نساؤهم !! كل هذا ليس من أجل أشخاصهم، وإنما من أجل أمتهم وعقيدتهم، أمتهم التي نحن منها، وعقيدتهم التي نعتنقها، فمن حقنا كبشر أسوياء أن نحزن، وأن نعجب، وأن نشكو، وقد يتعاظم بنا الحزن فنبكي دموع الحزن والإعجاب وعرفان الجميل .

يبقى علينا الكشف عن المدلول التاريخي لهذه الظاهرة، وهو يتجلى لنا بوضوح إذا لاحظنا أن أئمة أهل البيت كانوا هم قادة الدعوة الإسلامية، والقيادة المعارضة للإنحراف في فهم الإسلام وتطبيقه، وكانوا بالمرصاد دائماً لكل انحراف وتجاوز يصدر عن السلطة الحاكمة وما أكثر إنحرافها وتجاوزاتها ! ومن هنا فقد كان موقفعهم يضعهم دائماً في موضع المعارض الصامد، وكان رد فعل السلطة هو العنف والملاحقة والإضطهاد على أئمة أهل البيت وعلى أتباعهم . وقد بلغ الإضطهاد من السعة والشمول في بعض الأحيان أنه كان يتعدى أشخاص الأئمة وأسرهم، ليشمل جميع العلويي ن، وذلك كالذي فعله المتوكل، فيما يحدثنا به أبو الفرج الأصبهاني في مقاتل الطالبين: (فقد كان المتوكل لا يبلغه أن أحداً برَّ أحداً من آل أبي طالب بشئ وإن قل إلا أنهكه عقوبة وأثقله غرماً ! حتى بات القميص يكون بين جماعة من العلويات يصلين فيه واحدة بعد واحدة، ثم يرفعنه ويجلسن على مغازلهن عواري حواسر) !! إذن فنحن أمام

ص: 214

عقيدة مضطهدة، تلاحق في أشخاص قادتها وأتباعها بشكل وحشي، يضطرهم إلى إخفاء عقيدتهم حفاظاً على حياتهم .

ومن الأمور الواضحة إجتماعياً ونفسياً أن القناعة الفكرية وحدها بالعقيدة لا تقدم ضمانة كافية للثبات والصمود أمام الأخطار العظيمة والإضطهاد العنيف، الذي يستمر قروناً بعد قرون، إن العنف المدروس المستمر والإضطهاد الذي لايتورع عن شئ، سرعان ما يحطم التماسك عند الجماهير حول العقيدة التي لا يتاح لهذه لجماهير أن تتصل بقادتها بحرية وأمان، ولا يتاح لها دائماً أن تظل على اتصال تام بأفكار العقيدة وموقفها، ولا يتاح لها أن تمارس حياتها علناً وفقاً لعقيدتها .

وإذا أدخلنا في حسابنا أن المسلم الشيعي العادي كان لايبدو أمامه أمل بانفراج قريب، وعلينا أن ندخل في حسابنا أن اضطهاد الشيعة في التاريخ لم يتوقف بصورة كاملة إلا في العقود الأخيرة من السنين . . .

ونلاحظ أن ثورة كربلاء المجيدة تمثل ذروة موقف المعارضة الذي قاده أهل البيت ضد الإنحراف في فهم الإسلام وتطبيقه، فهي نتيجة سلسلة من المواقف السابقة، وفاتحة سلسلة من المواقف المقبلة، وهي بشخصيتها المتميزة تشكف بوضوح مطلق عن طبيعة الصراع بين أهل البيت وبين خصومهم، وعن أهداف هذا الصراع، وهي غنية إلى درجة مطلقة بعناصر النبل الإنساني والإثارة العاطيفة ..

فمن أجل أن يبقى الشيعة على صلة حية بالأفكار والمبادئ الأساسية للصراع بين أهل البيت وبين خصومهم.. ومن أجل أن يكون لديهم باستمرار مثل أعلى خارق السمو للتضحية والفداء في سبيل الحق والعدل.. ومن أجل أن يضاف إلى

ص: 215

القناعة الفكرية بالعقيدة رباط عاطفي يضفي على القناعة الفكرية حرارة وقوة ومضاء في مواجهة الإضطهاد والصبر على الشدائد، ويحافظ على التماسك أمام ضربات العنف، ويحيط الموقف العقلي بوهج عاطفي يرتفع بالعقيدة من مرتبة الحالة العقلية إلى مرتبة الحالة الشعورية..

من أجل كل ذلك دعا أهل البيت إلى نظم الشعر في الحسين وثورته، ودعوا إلى إحياء ذكراه .

وبعد، هذا حديث عن ثورة الحسين في الوجدان الشعبي، وستبقى هذه الذكرى مثلاً يهز بروعته الطراقة ودعوته السامية، وفدائيته العالية الضمائر والقلوب، وستبقى تدوي في ضمير التاريخ كلمات السيدة زينب ليزيد بن معاوية، وهي سبية وهو خليفة، حين قالت له: (كِدْ كيدك واسع سعيك، وناصب جهدك، فو الله لا تمحو ذكرنا، ولا تميت وحينا، ولا يدحض عنك عارها وهل رأيك الا فَنَد، وأيامك إلا عَدَد، وجمعك إلا بَدَد !) .

- فكتبت المدعوة (زينبية) بتاريخ 11-4-2000:

أحسنت أخي موسى العلي في نقل هذا الموضوع المهم ! إنه موضوع مهم ويتساءل عنه الكثير من الإخوة، وعلينا توضيح هذه النقطة، وكنت أعد لكتابة مثل هذا الموضوع لأهميته . وقد أزيد على ما كتبت نقلاً عن محاضرات الشيخ فاضل المالكي حفظه الله..

ولكني الآن سأنقل بعض كلمات الإمام الخميني (قده) التي يؤكد فيها أهمية البكاء وإقامة العزاء، وهي مترجمة إلى العربية ..

الإمام الخميني – 1979: فلا يتصور أبناؤنا وشباننا أن القضية قضية بكاء شعب لا غير ! وأننا شعب بكَّاء ! على ما يريد الآخرون أن يوحوا لكم به . إنهم

ص: 216

يخافون من هذا البكاء بالذات، لأنه بكاء على المظلوم، وصرخة بوجه الظالم . وهذه المواكب التي تجوب الشوارع للعزاء إنما تواجه الظلم وتتحدى الظالمين، وهو ما ينبغي المحافظة عليه .. إنها شعائرنا الدينية التي ينبغي أن تصان، وهي شعائر سياسية يلزم التمسك بها . . .

سأورد أدلة أخذتها من محاضرات الشيخ المالكي في هذا الشهر، ولقد ذكرها في خطبته لليلة الأولى من محرم، وسأتصرف بالنقل وأختصر:

أولاً: معروف لدى الجميع أن سيدنا يعقوب علیه السلام بكى على سيدنا يوسف علیه السلام حتى ابيضت عيناه من الحزن !

ثانياً: يروي الماوردي أبو الحسن الشافعي صاحب أعلام النبوة، وغيره كالمستدرك: أن الرسول صلى الله عليه وسلم خرج ذات يوم على أصحابه حزيناً كئيباً باكياً فسألوه، قال: أخبرني قبل قليل جبرئيل بقصة مقتل ولدي الحسين بكربلاء فبكيت لذلك !! وهذا حدث قبل مقتل الإمام الحسين علیه السلام بخمسين سنة أو أكثر.. ألا يستحق أن يبكى عليه بعد ذلك بخمسين سنة وأكثر ؟! (وهذا الحديث ذكره ابن حجر، ومسلم في الصحيح، وأحمد في المسند) .

ثالثاً: فعل الأئمة، وهو مصدر من المصادر الحجة لأن الرسول قال: إني تاركٌ فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي.. وتوجد عشرات الأحاديث التي ذكرها الأئمة عن استحباب البكاء وفضله، لا مجال لذكرها .

- وكتب العاملي بتاريخ 12-4-2000:

سواء استطعنا أن نُنَظِّر لمسألة البكاء على الإمام الحسين علیه السلام ونفلسفها، أم لا . . فإن من الثابت في مصادر المسلمين جميعاً أن النبي صلی الله علیه و آله أخبر بشهادة سبطه

ص: 217

في كربلاء على يد فجَّار أمته، وبكى لما يجري عليه .. وهذا سند شرعيٌّ كافٍ لحزننا وبكائنا على سبط الرسول في ذكرى شهادته الفجيعة .

وفي اعتقادي أن حالة البكاء والحزن المقدس خوفاً من الله تعالى، وحباً له، وعاطفةً على أنبيائه وأوليائه.. ضرورةٌ لتوازن الشخصية الإنسانية، وأن الذي لا يبكي صاحب شخصية غير سوية !!

ذلك أن من علامات وجود الانسان وفاعلية عقله وغرائزه .. أن تكون شخصيته عامرة بالحب والبغض وما ينتج عنهما، وإلا كانت خاملة جامدة !

وكلما كانت شخصية الإنسان أغنى بمخزونها من الحب والبغض والحزن.. كلما كانت أكثر فاعليةً وتفاعلاً مع الحياة، وأكثر عطاءً فيها .

ومع احترامي لكل المسلمين، فإن المسلمين الشيعة (ولا أقول كلهم) يمتازون بمخزونهم العاطفي هذا، وهو مخزونٌ مهم في تحريك الانسان، بل في تحريك الأمم ..

كما ينبغي الإلتفات الى أن مخزون الحزن المقدس، يقابله حالاتٍ من الرقة الإنسانية والإبداع الفني .. ولذا نلاحظ أن أغلبية الشعراء العرب من الشيعة، حتى قال ابن الرومي: (وهل رأيت شاعراً غير شيعي ؟!) .

- وكتب المدعو (الخزاعي)، بتاريخ 14-4-2000، الرابعة عصراً:

شكراً أيتها الأخت الزينبية . . ومشروعية البكاء على الحسين علیه السلام لا ينكرها إلا مكابر، وهي مسألة روحية وإنسانية قبل كل شئ . وأنقل هذا الدليل وفيه من الدلالة ما يكفي: (دخلت أم الفضل بنت الحارث على رسول الله صلی الله علیه و آله فقالت: يا رسول الله إني رأيت حلماً منكراً الليلة، قال: وما هو؟ قالت: إنه شديد . قال: وما هو ؟ قالت: رأيت كأن قطعة من جسدك قطعت ووضعت في حجري ! فقال

ص: 218

رسول الله صلی الله علیه و آله : رأيت خيراً، تلد فاطمة إن شاء الله غلاماً فيكون في حجرك ! فولدت فاطمة الحسين فكان في حجري كما قال رسول الله فدخلت يوماً إلى رسول الله صلی الله علیه و آله فوضعته في حجره، ثم حانت مني التفاتة فإذا عينا رسول الله صلی الله علیه و آله تهريقان من الدموع ! قالت فقلت: يا نبي الله بأبي أنت وأمي ما لك ؟! قال: أتاني جبرئيل فأخبرني أن أمتي ستقتل إبني هذا! فقلت هذا ؟ قال: نعم وأتاني بتربة من تربته حمراء !!

وما يهمني من الهدية إليك هو: 1 - قطعة من رسول الله صلی الله علیه و آله .

2 - أمتي ستقتل إبني هذا . . لاحظ (إبني) . 3 - أن رسول الله بكى الحسين . (لاتنس أن الحديث صحيح قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. مستدرك الصحيحين 3 / 176. تاريخ ابن عساكر ح 631. مجمع الزوائد 9 / 179. مقتل الخوارزمي 1/159 . تاريخ ابن كثير 6/230 أمالي الشجري ص 188. الفصول المهمة ص 145 الروض النضير 1/ 89 . الصواعق 115 وفي طبعة 190. كنز العمال ط. القديمة 6 / 223 . الخصائص الكبرى 2 / 125) .

بكاه رسول الله صلی الله علیه و آله وبكاه الأئمة علیه السلام وعُدَّ السجاد علیه السلام من البكائين من شدة البكاء على أبيه الحسين علیه السلام وكان بكاؤه أجج الثورات ضد الحزب الأموي الذي قتل الحسين علیه السلام . ونحن نبكي الحسين الآن ونبكي رسول الله صلی الله علیه و آله في 28 صفر .. نحيي ذكرى عظمائنا ونحاول اقتفاء سيرتهم .

قلوبنا تحزن، وعيوننا تدمع، ولا نقول ما يغضب الرب .

- كتب (معتصم) بتاريخ 14-4-2000، التاسعة مساءً، موضوعاً هو رابط لموقع فيه صورة تطبير فقط .. فحذفه المراقب وكتب له: (لامكان لنقل

ص: 219

وصلات مواضيع المواقع الطائفية التي لاتحترم مشاعرأتباع المذاهب الإسلامية) .

- وأجابه العاملي بتاريخ 14-4-2000، العاشرة مساءً:

توجد مشاهد للحجاج أشد من هذه غرابة !

وأنت ترى غير المسلمين يسخرون منها نفس هذه السخرية ! طبعاً غير المؤدبين منهم، أما المؤدبون فيحترمون مراسم الحزن لكل الناس !!

- وكتبت (زينبية) بتاريخ 14-4-2000، الحادية عشرة والنصف ليلاً:

أخي الخزاعي .. شكراً على الإضافة مع ذكر المصادر .

أخي المعتصم .. إن كان عندك كلام محترم فقله، ولا داعي للوصلات. أنا قلت كلام، وموسى العلي قال كلام، والخزاعي أيضاً قال كلام...وجميع ما قلناه يحمل الحجج الكافية لتبرير البكاء . وأنا أدعو جميع من قالوا بأن البكاء تخلف ورجوع للماضي و.. أن يقولوا مارأيهم بعد قراءة كل هذا ؟ وإذا كان هناك داع سأنادي بالأسماء، وشكراً . قال الإمام الحسين علیه السلام :

فإن نَهزِم فهزامون قدماً *** وإن نُغلب فغير مُغَلبينا

وما إن طِبُنا جبنٌ ولكن *** منايانا ودولة آخرينا

فلو خلد الملوك إذاً خلدنا *** وإذا بقي الملوك إذاً بقينا

إذا ما الموت رفّع عن أناسٍ *** كلاكله أناخ بآخرينا

فأفنى بذلكم سرواتِ قومي *** كما أفنى القرون الأولينا

فقل للشامتين بنا أفيقوا *** سيلقى الشامتون كما لقينا

ص: 220

- كتب (فرات) في الموسوعة الشيعية في 16-4-2000، السادسة والنصف مساءً، موضوعاً بعنوان (الشعائر الحسينية وإشكالية التحريم ؟) قال فيه:

لاشك أن إحياء ثورة كربلاء الخالدة بطرق وأساليب شتى مدرسة متنوعة الأبعاد ومتعددة الأهداف، ووسيلة من وسائل الدعوة الإسلامية، وتحتوي تلك الطرق والأساليب، أي المراسم والشعائر المتسخدمة في أحياء ثورة كربلاء الخالدة، في مضمونها على مسألتين مهمتين إلا وهي المسألة العاطفية والمسألة الفكرية لأن الفكر لا يتحرك إلا إذا كنت هناك عاطفة تحركه وتخرجه من جموده وسكونه، وكما أن العاطفة لئلا تكون مجرد هالة انفعالية نفسانية تهدأ عندما يعبر الإنسان عن نفسه بطريقة ما .

فلابد من التزاوج بين المسألتين العاطفية والفكرية، لكي يتطور ذلك الفكر إلى إعتقاد وتأصيل وتنمو تلك الفكرة .. ويعتبر الأسلوب العاطفي من الأساليب الناجحة المستخدمة في التربية الشعورية، حيث أن الجانب الشعوري لكل إنسان هو الذي يربطه بالمعاني الدينية ويدفعه بالتالي إلى حمايتها.. فقد يثير البعض الجدل ويشكك ويعترض حول طريقة تلك الأساليب، أي المراسم والشعائر المستخدمة لإحياء ثورة الإمام الحسين علیه السلام ويقول بأن هنالك من يسخر منا ممن لايعتقد بالإسلام وكذا ممن يعتقد بالإسلام، أي المسلمون والجواب على ذلك:

أولاً: إن الذين لايعتقدون بالإسلام سخروا ويسخرون بالكثير من الواجبات العبادية، فضلاً عن المستحبات.

ثانياً: للذين يعتقدون بالإسلام نقول لهم قال الله تعالى في محكم كتابه: لايسخر قوم من قوم عسى أن يكونوا خيراً منهم . الحجرات: 11.

ص: 221

هذا من جانب، ومن جانب آخر يطرح سؤال هل أن المراسم والشعائر التي تقام في عاشوراء الحسين علیه السلام من إظهار الجزع واللطم على الصدور محرمة ؟؟ للإجابة على هذا نقول:

إن المراسم والشعائر التي تقام في عاشوراء الحسين علیه السلام تنقسم إلى قسمين، الأول: المراسم الثابتة، وهي المراسم المنصوص عليها من قبل الشارع المقدس، مثل البكاء وإقامة المجالس . الثاني: المراسم المتغيرة، وهي الغير منصوص عليها .

أما الأول فلأنه منصوص عليه يرتفع الجدل فيه . والثاني، فإن العنوان الأولي يقتضي فيه الإباحة، بل يقتضي العنوان الثانوي له أن يكون مستحباً، لأن المراسم تدخل في تعظيم شعائر الله التي ندب الله الناس للقيام بها، حيث قال تعالى: ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب . الحج: 32 .

- وكتب (الرباني) بتاريخ 17-4-2000، السابعة مساءً:

أخي الكريم .. إن شعائر الله موضوع الحديث هنا تكون في الحج، ولا يعقل أن نقيس عليها ما سلكناه نحن البشر بعد ذلك . شعائر الله هي التي حددها الله، فما دليلك أن هذه حددها الله ؟

- وكتب (فرات) بتاريخ 20-4-2000، الخامسة مساءً:

الأخ الكريم الرباني .. لابد من توضيح مقدمتين:

الأولى: قول بعض أصحاب اللغة في الشعيرة: قال الخليل صاحب كتاب العين: 1/251: شعائر الله: علاماته . وقال صاحب كتاب القاموس: 2/ 8: الشعيرة: معالمه التي ندب الله اليها .

الثانية: قول بعض أصحاب التفسير، فقد ذكروا للشعيرة ثلاثة أقوال:

ص: 222

كل شئ لله فيه أمر أشعر به وأعلم . أنها تتعلق بمناسك الحج . أنها إشعار بالبدنة، وهو طعن جانبها الأيمن حتى يسيل الدم .

فأصحاب اللغة والتفسير مثل الخليل لم يقيدها بالمناسك المتعارفة للحج أو البدنة، وقول الفيروزآبادي أوضح منه .

أما المفسرون فأكثرهم ذكروا هذه الآراء الثلاثة من دون أن يتبنوا قولاً منها، بل إن بعضهم اختار الأول مثل القرطبي في تفسيره حيث قال بعد قوله تعالى: ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب: الشعائر جمع شعيرة وهو كل شئ لله تعالى فيه أمر أشعر به وأعلم . وقال في موضع آخر: شعائر الله أعلام دينه، لاسيما ما يتعلق بالمناسك .

وقال ابن كثير في تفسيره بعد هذه الآية: (أي أوامره . فإنها من تقوى القلوب: ومن ذلك الهدايا والبدن).

هذا من جهة، ومن جهة أخرى هل أن معرفة تقوى القلوب تختص بأفعال الحج من دون غيرها ؟؟ فإن قلت نعم تختص، فنحكم حينئذ على كثير من المسلمين الذين لايستطيعون الحج بأنهم لا تقوى لهم .

وإن قلت لا تختص، فأهلاً بناصرنا.

- وكتب (كمال) بتاريخ 22-4-2000، السادسة مساءً:

موضوع جيد، ويستحق الإهتمام، والإستمرار فيه .

- وكتب (الرباني) بتاريخ 23-4-2000، الثانية عشرة صباحاً:

أخي فرات .. 1- كلمه شعائر لم ترد في كتاب الله إلا في ما يختص بالحج، وسهل أن تتاكد من ذلك .

ص: 223

2 - ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب . لم يقل الحق أن تقوى القلوب فقط تكون بتعظيم شعائر الله، حتى نخلص إلى ما ترى .

3 - المناسك تختلف عن الشعائر . لكل أمة جعلنا منسكاً هم ناسكوه. ولاحظ كلمة: هم التي تعود لهم هنا. أما الشعائر فقد نسبها إليه فقط في كتابه الكريم، وما دام نسبها إليه فإننا نطالبك بالدليل على ما قلت آنفاً بأنها شعائر منصوص عليها من قبل الشارع المقدس، ولا شك أننا نحتاج هنا إلى دليل قطعي لا ظني . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

- وكتب (بو شهاب) بتاريخ 24-4-2000، الحادية عشرة صباحاً:

إلى رباني .. هل مقصد كلامك شعائر الله توضيع أن شعائر هي الحج وصلاة الجمعة فقط ؟! يا أخي شعائر الله ليس فقط المذكورة بالقرآن الكريم، هناك أفعال فعلها الرسول صلی الله علیه و آله تعتبر من الشعائر .. الأفعال التي يقوم بها الحاج من تقبل الحجر الأسود والطواف والسعي ورمي الجمرات والمبيت في منى.. كل هذه الأفعال يجب يفعلهاكل مسلم، وإلا نقص شعيره من شعائر الحج .

معنى تلميحاتك أيضاً هي الشعائر الحسينية رمز لنا، لأن النبي بكى على الإمام الحسين، وكان يذكر كربلاء، وماذا يحدث بالحسين علیه السلام ! مادام النبي صلی الله علیه و آله بكى، فلماذا نحن لا نقتدي بالنبي ؟! وهناك أيضاً الأئمة كانوا يقيمون العزاء عند ذكرى عاشوراء، وكان يرثى الإمام الحسين بقصائد، واستمرت إلى يومنا هذا . .

- وكتب (رضا) بتاريخ 24-4-2000، الثانية عشرة ظهراً:

ذلك ومن يعظّم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب .

ص: 224

شعائر: جمع شَعيرة بمعنى السمة والعلامة الخاصة، فشعائر الله تعني العلامات العبادية الخاصة بالله تعالى .

قال في الصحاح:2/698: الشعائر أعمال الحج، وكل ما جعل علماً لطاعة الله تعالى .

قال الشيخ الطوسي في تفسيره التبيان: 2/ 42: شعائر الله هي معالم الله التي جعلها مواطن لعبادته من موقف أو سعي أو منحر... وكل مَعلم لعبادة من دعاء أو صلاة أو أداء فريضة فهو مشعر لتلك العبادة، فشعائر الله: أعلام متعبداته .

قال علي بن إبراهيم القمي: 1/160: في تفسير قوله سبحانه وتعالى: يا أيها الذين آمنوا لا تُحلّو شعائر الله ولا الشهر الحرام ولا الهَدْى ولا القلائد ولا آميّن البيت الحرام يبتغون فضلاً من ربّهم ورضواناً: الشعائر: الإحرام والطواف والصلاة في مقام إبراهيم علیه السلام ، والسعي بين الصفا والمروة . ثم عمّم فقال: ومناسك الحج كلها من شعائر الله .

فللشعائر معنى قرآني أخص، وهو البعير المشُعَر بعلامة خاصة لتقديمه قرباناً في حج القِرَان . وله استعمال ثانٍ أوسع من هذا في القرآن أيضاً وهو كل بهائم الأنعام الثلاثة من الإبل والبقر والغنم المقدم قرباناً في حج أو عمرة مفردة.. وله استعمال ثالث أوسع من هذا في القرآن كذلك، وهو كل شعائر الحج من المواقيت والإحرام ومحرماته والطواف بالبيت وصلاة الطواف والسعي بين الصفا والمروة والوقوف في المواقف الثلاث عرفات والمشعر الحرام المزدلفة ومنى، ورمي جمراتها الثلاث الأولى الصغرى والثانية الوسطى والعقبة الكبرى، والذبح والنحر وحلق الشعر والتقصير.. كل ذلك من شعائر الحج .

ص: 225

وإذا كان الأصل في المشعر ما جُعل علامة أو جعلت عليه علامة تخصصه لعبادة الله، فهنا معنى رابع عام شامل لكل ما هو علامة على تعظيم ما يتعلق بالله تعالى، من تعظيم محالّ عبادته، وتعظيم ما يتعلق ويرتبط بخاصة أوليائه من أنبيائه ورسله وأوصيائهم والعلماء بالله الأمناء على حلاله وحرامه وحملة شرائعه وأحكامه .. فكل ما يرتبط ويتعلق بهؤلاء وينتسب إليهم يدخل في المعنى العام الواسع، بل الأوسع لعنوان شعائر الله، وتعظيم ذلك يدخل في عموم قوله سبحانه: ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب، مشروطاً بإرادة وجه الله من ذلك، لا مطلقاً .

- وكتب (فرات) بتاريخ 26-4-2000، الخامسة مساءً:

الأخ الرباني . . أما قولك إن كلمة الشعائر لم تذكر في كتاب الله، فإننا نوافقك في ما ذكرت بأنها وردت في سورة الحج، ولكن نختلف معك في اختصاصها فيه - الحج - لما ذكرنا آنفاً، ولا بأس بالإعادة لعلها فيها إفادة، أولاً: فقد ورد عن أهل اللغة مثل صاحب كتاب العين قال: شعائر الله علاماته . وقال صاحب كتاب القاموس: الشعيرة معالمه التي ندب الله إليها . وقال صاحب مختار الصحاح: الشعائر أعمال الحج، وكل ما جعل علما لطاعة الله تعالى .

وقال صاحب النهاية في غريب الحديث: الشعائر المعالم التي ندب الله اليها وأمر القيام عليها . ونقل ابن منظور في لسانه عن الزجاج: قال الشعائر يعني بها جميع متعبدات الله .

ثانياً: وقد ذكرنا عن اصحاب التفسير سابقاً حول أقوالهم في هذه الآية، فالأحرى بك أن تراجع ما ذكرنا، فلا يدل هذا على أن الشعائر لا تختص في موضع آخر ؟

ص: 226

أما قولك: لم يقل الحق إن تقوى القلوب فقط... فهو مبني على تفسيرك للشعائر بأنها مختصة بالحج وهذا باطل لما تقدم .

وقولك: أما الشعائر فقد نسبتها إليه فقط . . . فلابد أن تعرف أننا نعني بالشارع المقدس هو كل ماورد في الكتاب والسنة الشريفة، فقد ورد عن النبي صلی الله علیه و آله بكاؤه عن الحسين علیه السلام ، وإذا أحببت أبين لك ذلك مفصلاً .

- قال العاملي: وانتهت المناقشة.. ولم يجب الرباني .

- كتب (سعود) في الموسوعة الشيعية بتاريخ 16-4-2000، السادسة والنصف مساءً، موضوعاً بعنوان (حجة الرافضة في الضرب واللطم في ذكرى مقتل الحسين)، قال فيه:

حجة الرافضة في الضرب واللطم في ذكرى مقتل الحسين رضي الله عنه والرد عليهم في ذلك:

يقول التيجاني: قلت على ذكر سيدنا الحسين (رضی الله عنه)، لماذا يبكي الشيعة ويلطمون ويضربون أنفسهم حتى تسيل الدماء وهذا محرم في الإسلام، فقد قال صلی الله علیه و آله : ليس منا من لطم الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية؟

أجاب السيد قائلاً: الحديث صحيح لاشك فيه، ولكنه لاينطبق على مآتم أبي عبد الله، فالذي ينادي بثأر الحسين ويمشي على درب الحسين، دعوته ليست جاهلية .. ثم إن الشيعة بشر فيهم العالم وفيه الجاهل ولديهم عواطف، فإذا كانت عواطفهم تطغى عليهم في ذكرى استشهاد أبي عبد الله وما جرى عليه وعلى أهله وأصحابه من قتل وهتك وسبي، فهم مأجورون، لأن نواياهم كلها في سبيل الله، والله سبحانه وتعالى يعطي العباد على قدر نواياهم، وقد قرأت منذ

ص: 227

أسبوع التقارير الرّسمية للحكومة المصرية بمناسبة موت جمال عبد الناصر، تقول هذه التقارير الرسمية بأنه سجّل أكثر من ثماني حالات انتحارية قتل أصحابها أنفسهم عند سماع النبأ، فمنهم من رمى نفسه من أعلى العمارة، ومنهم من ألقى بنفسه تحت القطار وغير ذلك، وأما المجروحون والمصابون فكثيرون .

وهذه أمثلة أذكرها للعواطف التي تطغى على أصحابها، وإذا كان الناس وهم مسلمون بلا شك يقتلون أنفسهم من أجل موت جمل عبد الناصر وقد مات موتاً طبيعياً، فليس من حقنا بناءً على مثل هذا أن نحكم على أهل السنة بأنهم مخطئون . فأقول:

1 - أما ادعاؤه أن هذا الحديث لا ينطبق على الذي ينادي بثأر الحسين لأن دعوته ليست جاهلية.. فحجة سخيفة، فكل من يريد أن يلطم ويشق الجيوب حزناً على عزيز له فسيدّعي هذه الدعوى، ثم لماذا استثنى شيعته من ذلك، فهل في الحديث أي استثناء حتى يدعي الإستثناء لنفسه .

ثم ما فائدة النوح واللطم والضرب بالجنازير وإسالة الدماء من أجل رجل من أهل الجنة ؟! وقد توّفاه الله منذ عشرة قرون ! فهل يريدون أن يثأروا له؟! ولماذا لم يفعلوا مثل صنيعهم هذا مع أبيه عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه، فإنه قتل أيضاً وهو أيضاً أفضل من الحسين بالإتفاق !؟

2 - وأما قوله إنهم مأجورون لفعلهم هذا لأن نواياهم كلها في سبيل الله، فأسأله وما أدراك أن نواياهم كلها لله ؟ ولو فرضنا أن نواياهم لله كما تقول، فهل تكفي النية لقبول العمل وإن خالف هذا العمل أمر الرسول صلی الله علیه و آله ؟! لاشك أن أي عمل لا يوافق أمر الرسول صلی الله علیه و آله ، أنه باطل .

ص: 228

3 - ثم يحتج على فعل الشيعة بما قام به بعض الأغبياء من الإنتحار وقتل أنفسهم بالإضافة إلى المجروحين عند سماعهم نبأ وهلاك الطاغية جمال عبد الناصر !!؟ ثم يقول: إذا كان الناس وهم مسلمون بلاشك يقتلون أنفسهم من أجل موت جمال عبد الناصر وقد مات موتاً طبيعياً فليس من حقنا بناء على مثل هذا أن نحكم على أهل السنة بأنهم مخطئون، وليس لإخواننا من أهل السنة أن يحكموا على إخوانهم من الشيعة بأنهم مخطئون في بكائهم على سيد الشهداء ؟ !

سبحان الله ! أنظر إلى حجة أحد كبار علماء الشيعة الإمامية التي تضحك الثكلى من هشاشتها، فانظر إلى طرق استنباطه للحكم الشرعي ؟ أنا أعلم أن الإستنباط يكون من الكتاب والسنة، أما أن يكون استنباط حكم الحلال والحرام على فعل مامن تصرفات عامة الناس، فهذا عجب عجاب !!

وأريد أن أسأل أهل العقول هل من قام يقتل نفسه من أجل طاغوت فرعوني يعتبر حجة على أهل السنة ؟! وهل أهل السنة يجيزون مثل هذه الموبقات؟! فكيف يحمل فعل المجرمين على منهج أهل السنة ؟! فلو قام بعض من الناس بعمل أخرق، فهل يعتبر ذلك قدحاً في عقيدة ومنهج أهل السنة ؟! كتب أهل السنة تُحَرّم أن يقتل الإنسان نفسه من أجل وليّ، فكيف بطاغوت استباح دماء المسلمين وأعراضهم، ونحن نناقش العقيدة والمنهج أي الكتاب والسنة ولا نناقش فعل الأشخاص، وهذا إن دلّ فإنما يدل على أن عقيدة ومنهج الرافضة الإثني عشرية واضعه مجموعة من الأشخاص، فإذا حكموا على عمل حكموا على فعل الناس، وليس على الكتاب والسنة !

وحتى أدلل على ذلك، أنظر ماذا يقول عن الحجة التالية:

ص: 229

يقول التيجاني: قلت: ولماذا يزخرف الشيعة قبور أوليائهم بالذهب والفضة وهو محرم في الإسلام ؟

أجاب السيد الصدر: ليس ذلك منحصراً بالشيعة، ولا هو حرام، فها هي مساجد إخواننا من أهل السنة سواء في العراق أو في مصر أو في تركيا أو غيرها من البلاد الإسلامية، مزخرفة بالذهب والفضة، وكذلك مسجد رسول الله في المدينة المنورة، وبيت الله الحرام في مكة المكرمة، الذي يكسى في كل عام بحلة ذهبية جديدة يصرف فيها الملايين، فليس ذلك منحصراً بالشيعة . هل نظرت أخي القارئ من أين استقى الحكم ؟ من تصرفات عامة الناس !؟ فالناس إذا خالفوا أمر الله وفعلوا ما حرمه الله عليهم، فهذا في حد ذاته مسوغ لإباحة هذا المحرم ! لأنه ما رآه الناس حسناً فهو عند الله حسن ولو خالف آمره ؟!

سبحان الله أي أصل هذا ؟! وأي فقه يسمح بمثل هذه الخزعبلات ؟!! فرحمة الله وبركاته على الفقه وأهله ! ولم يدر الصدر أن زخرفة المساجد من علامات القيامة، فعن أنس أن النبي صلی الله علیه و آله قال: لا تقوم الساعة حتى يتباهى الناس في المساجد . وقد جاء النص الصريح عن ذلك فعن ابن عباس قال: قال رسول صلی الله علیه و آله : ما أمرت بتشييد المساجد . قال ابن عباس: لتزخرفنها كما زخرفت اليهود والنصارى . فانظر أخي القارئ رعاك الله كيف تُغيّر أحكام الله بآراء الناس .

(المصدر: بل ضللت - كشف أباطيل التيجاني في كتابه ثم اهتديت)

- وكتب (فرات) بتاريخ 16-4-2000، السابعة مساءً:

ص: 230

الأخ سعود .. لاشك أن إحياء ثورة كربلاء الخالدة بطرق وأساليب شتى مدرسة متنوعة الأبعاد ومتعددة الأهداف، ووسيلة من وسائل الدعوة الإسلامية . . . إلى آخر مقال فرات الذي تقدم .

- فكتب العاملي بتاريخ 16-4-2000، السابعة والنصف مساءً:

أحسنت يا أخ فرات، وأرجو من الأخ سعود أن يجيبني على سؤال صغير:

هل الأصل في الأشياء في الشريعة الإسلامية المقدسة هو التحريم حتى يثبت جوازها وحليتها.. أم الأصل فيها الجواز والحلية حتى تثبت حرمتها ؟

لا أظن أنك تجيب بصراحة ! والسبب أنكم ليس عندكم مبنى علمي في أصول الفقه ! لذلك ترى نفسك محجوجاً سواء أجبت بالنفي أوبالاثبات !!

- وكتب (أبو الفضل) بتاريخ 16-4-2000، الحادية عشرة ليلاً:

إذا كنت لا تعرف ما تقرأ، فكيف تجيب ؟ والجواب أصلاً ليس جوابك، بل جواب واحد أضرب منك بالفهم ! فما تعرفون سوى القص واللصق، ليس لديك موضوع خاص بك، فقد قرأت هذه السخافة التي قصيتها من مكان آخر على الإنترنت ولصقتها هنا .. وكنت أود أن أرد على من كتبه، فقلت في نفسي على من أرد فالرد مضيعة للوقت مع الجهال أمثالكم، فأنتم كما قلت أضرب من بعضكم .

فإذا كان التيجاني يعطيك أمثال عن العاطفة عند البشر، والشهيد الصدر رحمة الله يبين لك أن التزيين ليس حرام، فترد عليه حضرتك من أحاديث موضوعة بصحاحكم لا نعترف بها أصلاً عن أنس !!

- وكتب العاملي بتاريخ 17-4-2000، الثانية عشرة والنصف صباحاً:

ص: 231

الظاهر أنه لا يوجد فيهم عالم يجيب على سؤال:

ماهو الأصل في الأشياء .. ؟ حتى ابن عثيمين وابن جبرين !

- وكتب (الأشتر) بتاريخ 17-4-2000، الخامسة صباحاً:

بعيداً عن الموضوع أخي العاملي ..

رأيي هو حلية وجواز الشئ حتى تثبت حرمته، هذا في رأي الشخصي .

هلاّ تعمقت في هذه المسألة رحم الله والديك ؟

- وكتب العاملي بتاريخ 17-4-2000، الثامنة صباحاً:

نعم أيها الأخ الأشتر .. من المجمع عليه بين فقهائنا قاعدة:كل شئ لك حلال حتى تعلم أنه حرام، وكل شئ لك طاهر حتى تعلم أنه نجس . ويوافقنا على ذلك عامة فقهاء المذاهب .وهو بحث البراءة العقلية والشرعية من مباحث علم الأصول .. ولكن القوم وقعوا في تناقض في الموضوع، ولا يستطيعون الجواب . . . الى آخر ما ذكره.. من بحث أصالة البراءة في الشريعة المقدسة .

- كتب (تصحيح عمل المراقب) في شبكة الموسوعة الشيعية، وهو نفسه الذي تسمى بالملاك الطائر وبأسماء أخرى، كتب بتاريخ 15-4-2000، العاشرة والنصف ليلاً، موضوعاً بعنوان (سؤال محير إلى الشيعة ... عن يوم عاشوراء وما يحمله من مفارقات ؟)، قال فيه:

الإخوة الشيعة الصادقون فقط .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...

وبعد، أنا لن أتحدث عن مظاهر التشيع المعاصرة من مظاهر يفعلها إخواننا الشيعة هداهم الله ! من ضرب للقامات ولطم للصدور والخدود ... إلخ .

ص: 232

لن أتناول هذه الظواهر،كلا ولكني سأتناول أمر آخر حصل في نفس هذا اليوم لشخصيتين مقدستين، هما نبي الله موسى علیه السلام والحسين رضي الله عنه .. نجد هنا مفارق عجيبة جداً، وتكمن المفارقة العجيبة في كون الشيعة يعظمون الحسين ويضعونه فوق النبي موسى علیه السلام ! هذا لا يهم كثيراً ! في مثل هذا اليوم وقبل آلاف السنين كان هناك نبي الله موسى وقومه بنو إسرائيل..كانوا مستضعفين ومخذولين يقتل أبنائهم ويبقى بناتهم... ذل واستصغار من الطاغية فرعون اللعين ! موسى يتوسل إلى الله أن ينصره وينصر دينه ويعجل فرجه ويسهل مخرجه... فيأمره الله بالخروج من مصر هو وقومه، فيطيعوا أمره ويخرجوا فيعلم فرعون فيحاول الإمساك بهم وإدراكهم، حتى إذا أوشك واعترض طريق موسى وقومه البحر، ويظن قوم موسى أنهم مدركون تتدخل المشيئة الإلهية والوعد الحق، إنا لننصر رسلنا . وكان حقاًّ علينا نصر المؤمنين . فتحدث المعجزة فيشق البحر وينجو موسى ومن معه ويغرق فرعون عدوه في البحر، ويصير آية لكل طاغية !

في هذا اليوم نصر الله وسى وأنقذه.. وفي نفس هذا اليوم وما قبله خرج الحسين لنصرة الشيعة في العراق والكوفة فيرسل ابن عمه مسلم بن عقيل فيغدر به شيعة الحسين ويخذلوه ! ويسير ركب الحسين إلى كربلاء، ويتحول شيعة الأمس إلى أعداء اليوم، وبعد مأساة حقيقية يخذل الحسين ويترك يموت في العراء، وقد مثل به وقطعت رأسه وحملت إلى الطغاة ليلعبوا بأسنانه كما يشاؤون، ولتساق بناته كالسبايا كما يقول الشيعة، ويرحلون إلى الطاغية يزيد عامله الله بعداه !

ص: 233

لماذا انقذ الله موسى وقومه بنو سرائيل من فرعون ؟ ولم ينقذ الحسين وشيعته من يزيد ؟ لماذا تحدث معجزة لليهود ويقطع رأس الحسين ؟ لأي شئ خرج الحسين ؟ هل خرج من أجل شيعته ؟ من هم شيعته ؟ هم هؤلاء . . . وتقول فاطمة الصغرى رضي الله عنها: وأما بعد يا أهل الكوفة - مركز الشيعة وعاصمة علي - يا أهل المكر والغدر والخيلاء، إنا أهل بيت ابتلانا الله بكم وابتلاكم بنا، فجعل بلاءنا حسناً. (الإحتجاج: 2 / 27) .

ويقول علي زين العابدين رضي الله عنه وعن آبائه الطاهرين النجباء: هيهات أيها الغدرة المكرة، حيل بينكم وبين شهواتكم . أتريدون أن تأتوا إلي كما أتيتم إلى آبائي من قبل؟ (الإحتجاج: 2 / 32) .

ويقول الإمام الأكبر الحسن رضوان الله عليه: أرى والله معاوية خيراً لي من هؤلاء الذين يزعمون أنهم لي شيعة ! ابتغوا قتلي وانتهبوا ثقلي وأخذوا مالي! والله لئن أخذ مني معاوية عهداً أحقن به دمي وأومن به في أهلي... ولو قاتلت معاوية لأخذوا بعنقي يدفعوني إليه سلماً. (الإحتجاج: 2 / 10) .

يقول الإمام جعفر رضي الله عنه: ما أنزل الله سبحانه آية في المنافقين إلا هي فيمن ينتحل التشيع. (رجال الكشي – 254) .

يقول الإمام الباقر رضي الله عنه: لو ميزت شيعتي لم أجدهم إلا واصفة، ولو امتحنتهم لما وجدتهم إلا مرتدين، ولو محصتهم لما خلص من الألف واحد. الكافي 8 / 228 . (تنبيه الخواطر ونزهة النواظر 2 / 152).

ويقول الحسين نفسه مستغرباً من شيعته الخذلان: ألم تكتبوا إلي أن قد أينعت الثمار وإنما تقدم على جند مجندة ؟! تباًّ لكم أيها الجماعة وتعساً حين استصرختمونا ولهين، فأصرخناكم موجفين، فشحذتم علينا سيفاً كان بأيدينا

ص: 234

وحششتم ناراً أضرمناها على عدوكم وعدونا فأصبحتم إلباً على أوليائكم ويداً على أعدائكم . استسرعتم إلى بيعتنا كطيرة الذباب، يقصد الشيعة، وتهافتهم إلينا كتهافت الفراش، ثم نقضتموها سفهاً بعداً وسحقاً لطواغيت هذه الأمة . (الإحتجاج – 154) .

ويقول الحر بن يزيد الرياحي: أدعوتم هذا العبد الصالح حتى إذا جاءكم أسلمتموه، ثم عدوتم عليه لتقتلوه فصار كالأسير في أيديكم ! لاسقاكم الله يوم الظمأ . (الإرشاد للمفيد – 234) .

ويقول الحسين نفسه لما ذهله الخذلان: اللهم إن متعتهم إلى حين ففرقهم فرقاً، واجعلهم طرائق قدداً، ولا ترض الولاة عنهم أبداً، فإنهم دعونا لينصرونا ثم عدوا علينا فقتلونا. (الإرشاد – 241) .

ومما سبق نستنتج أن الحسين ضحى بنفسه وماله وحياة أولاد النبي وبناته من أجل هؤلاء الشرذمة من الشيعة ؟ ومن هنا نطلق صرحة مدوية إلى كربلاء ونقول: هل يستحق هؤلاء مادفعه الحسين من أجلهم ؟ هل كان الحسين يعرف أنهم سيخذلونه ؟ إذا لماذا خرج إليهم ؟ وإذا كان لا يعلم فأين العصمة وإخبار الغيب كا يزعم زمرة التشيع ؟ ألا يعتبر ذلك بكل مقاييس العقول انتحار جماعي لأناس لا يستحقون الكرامة والتضحية ؟

ولو فرضنا أن الحسين خرج عن حسن نية وطلب للجهاد مع هؤلاء الشرذمة النشاز ولكنه اكتشف الخذلان ولم يكن يعلمه . . . لماذا لم ينصره الله ؟ لماذا لم تحدث له معجزة ؟ لا تقل لي قتل يحي وزكريا ووو!! الحسين عندك أفضل منهم جميعاً ومن هؤلاء الأنبياء موسى، فلماذا لم يكن أفضل منه واجدر بالمعجزة من قومه ؟

ص: 235

قد تقول إن قوم موسى اليهود أفضل من الشيعة !! أقول: كلا فاليهود لما انجاهم الله عبدوا العجل قبل أن تجف ثيابهم ! فأيهم أولى بالمعجزة والنصر.. اللهم انصر من نصره واخذل من خذله !!!

هناك علامات استفهام كثيرة !! في نفس هذا اليوم أنجى الله موسى وقومه . . . وفي نفس هذا اليوم قتل الحسين وأهل بيته وقطع رأسه الشريف ولعب بأسنانه بالقصب !! في مثل هذا اليوم . . مفارقة عجيبة !!

- وكتب (عمر) بتاريخ 15-4-2000، العاشرة والنصف ليلاً:

للرفع .. يستحق القراءة .

- فكتب العاملي بتاريخ 15-4-2000، الحادية عشرة والثلث ليلاً:

نصر الله تعالى للإمام الحسين علیه السلام يتم بنصره للإسلام في العالم.. وقوله تعالى: وكان حقاًّ علينا نصر المؤمنين . . حقٌّ، لكن الله سبحانه لم يعين وقته . وهو مثل قوله تعالى: هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله . . ولم يعين وقته عز وجل . وقد صح عندنا وعندكم أن نصر الإسلام على الدين كله سيتم على يد المهدي الموعود من أهل البيت علیهم السلام .. فهل أنت مسلم، أم تشك في آيات الله تعالى ؟!

- وكتب (تصحيح عمل المراقب) في 15-4-2000، الثانية عشرة ليلاً:

أخي العاملي . . . أتعجب منك وأنت دارس المنطق ؟ إذاً يكون نصر النبي محمد صلی الله علیه و آله يؤجل إلى وقت المهدي ! ويكون نصر النبي موسى علیه السلام إلى وقت المهدي ! ويكون نصر نوح إلى وقت المهدي، ويكون نصر إبراهيم إلى وقت المهدي، ويكون نصر الحكومة الإيرانية إلى وقت المهدي ! ويكون نصر كل

ص: 236

مؤمن إلى وقت المهدي ! سبحان الله ما هذا المنطق ! هل النبي موسى أعز على الله من الحسين كي يعجل نصره ويؤخر نصر الحسين ؟! الله ينتقم من أعداء موسى على الفور.. والحسين لا ينتقم من أعداءه ؟! ولذلك ابتكر الشيعة عقيدة الرجعة ليسدوا الخلل !

ياعاملي، إتق الله، لماذا لم ينصر الحسين وهو أفضل من الأنبياء باستثناء الخاتم ! هل موسى أكرم على الله منه كي يحدث له معجزة ؟ هل ما قام به الحسين من تضحية تستحقه الشيعة ؟ أي إسلام نصره ثورة الحسين ؟! إسلام بنو أمية ! بنو العباس ! بنو عثمان ! بنو سعود ! بنو الصباح ! بنو حسني مبارك ! أم شيعة السواطير والسكاكين والعصي ! حق لكل من يموت قائده أن يزعم مثلكم ... البهائية تقول مثل قولكم، وكذلك البابية والنصارى يزعمون مثلما تزعمون ... ليست بالأماني يا صاحبي ! وهل يعطل نصر الله من أجل المهدي المختفي ! مالكم كيف تعقلون ! أرجوك أعد قراءة المقال .

- فأجابه العاملي في 15-4-2000، الثانية عشرة إلا خمس دقائق ليلاً:

لا داعي للكلام الكثير .. لقد أخبر تعالى أن هدفه من الإسلام أن يظهره على الدين كله، فأخبرني هل تحقق الهدف، أم لا ؟!

- وكتب (تصحيح عمل المراقب) في16-4-2000، الثانية عشرة صباحاً:

هل تقصد كل شئ ! أن يظهر على كل شئ ! هل هناك أشرف وأبرك وأطهر من زمن النبي ليظهره على الدين كله ! وماذا تفهم من (على الدين كله) ؟ هل تفهم أن تتحول الكرة الأرضية إلى مؤمنين ؟ حتى زمن المهدي لا يتم ذلك ! وإلا فكيف يقتل المهدي كما تزعمون !؟ وكما تبين رواياتكم إن قاتله امرأة لها لحية طويلة (!) عجبي !! وعليه فحتى في زمن المهدي يوجد منافقين ! وعليه

ص: 237

فليس هناك نسب صفر % ولا 100% بل الأمر كما قال تعالى: تدمر كل شئ بإذن ربها . فلماذا لم تدمر مساكنهم ؟

فالمسألة ليست كما تتوهم، والحق أبلج . . . فاتق الله .

- فكتب العاملي في 16-4-2000، الثانية عشرة وعشر دقائق صباحاً:

ليظهره على الدين كله . . يعني يكون الإسلام هو الدين الحاكم المسيطر على الأرض.. حتى لو بقي فيها فساق ومنافقون، ولكنهم يكونون محكومين للإسلام . . فهل تحقق هذا ؟! وهذا واضح إن كنت عربياً، أما إن كنت عجمياً طالبانياً، فتحتاج الأمر إلى شرح أكثر !

- وكتب (تصحيح عمل المراقب) في 16-4-2000، الثانية عشرة والربع ظهراً:

ومارأيك بالدولة العباسية، وما فعله هارون ! سبحان الله .. يجرون وراء السراب... يحتقرون زمن النبي أن يكون فيه العز للإسلام، ويجرون وراء طفل السرداب ! والله إنها لإحدى الكبر نذيراً للبشر، لمن شاء منك أن يتقدم أو يتأخر .. ياعاملي ياشيعي .. الحقيقة إبحث عنها داخل قلبك، ولاتحاول خلط الأوراق وإذابة الموضوع .

- قال العاملي: مواضيع هذا الشيخ الوهابي دائماً من هذا النوع.. وهو المعروف بالملاك الطائر، وديكارت، وابن تيمية والمتمرد، وله أسماء كثيرة يكتب بها.. لكن أسلوبه معروف.. واسمه عايض وهو معيد في جامعة... وله قصة في التحايل معروفة، حيث انتحل شخصية صديق الدكتور مالك الحزين المعارض للوهابيين، واتصل به باسم صديقه، وأخذ منه كلاماً ليؤذيه به !!

ص: 238

لبس السواد في عاشوراء ومناسبات الحزن

- قال العاملي: يتساءل البعض:

هل أن لبس السواد حزناً على الإمام الحسين علیه السلام مستحب شرعاً في عاشوراء، وبقية مناسبات عزاء المعصومين علیهم السلام ؟ وهل يتنافى ذلك مع الفتوى المعروفة في فقهنا بكراهة لبس السواد في الصلاة ؟

الجواب: أنه على فرض ثبوت كراهة لبس السواد في بعض الحالات فإن لبس السواد في عزاء سيد الشهداء سلام الله عليه مستثنى من الكراهة، لأنه من مصاديق الحزن المستحب . وقدكان هذا المظهر وما زال من مظاهر الحزن على أهل البيت النبوي من صدر الإسلام إلى يومنا هذا .

فالأخبار الواردة عن الأئمة من أهل البيت علیهم السلام ، في النهي عن لبس السواد لو تمت فهي غير ناظرة إلى لبس السواد حزناً على الحسين علیه السلام .. بل ناظرة إلى التشبه بجبابرة بني العباس، الذين اتخذوا السواد لباساً رسمياً لهم، وأجبروا المسلمين عليه !! فمن الثابت تاريخياً أن العباسيين جعلوا شعارهم في حركتهم الرايات السود، لكي يطبقوا عليهم أحاديث النبي صلی الله علیه و آله في المهدي علیه السلام والرايات السود التي تمهد له من المشرق ! ثم ألبسوا أنصارهم الثياب السود، وعللوه بأنه حزن على شهداء كربلاء وغيرهم من شهداء أهل البيت علیهم السلام ولذلك عرفوا باسم (المُسَوِّدة) . وبعد سيطرتهم ألزموا أعضاء دولتهم بلبس السواد، ثم ألزموا بذلك عامة الناس وبلبس قلانس سوداء طويلة !! .. الخ.

ففي مناقب آل أبى طالب: 3/ 86: عن تاريخ الطبري: أن إبراهيم الإمام أنفذ إلى أبى مسلم لواء النصرة وظل السحاب، وكان أبيض طوله أربعة عشر

ص: 239

ذراعاً، مكتوب عليها بالحبر: أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وأن الله على نصرهم لقدير . فأمر أبو مسلم غلامه أرقم أن يتحول بكل لون من الثياب، فلما لبس السواد قال: معه هيبة، فاختاره خلافاً لبني أمية وهيبة للناظر. وكانوا يقولون: هذا السواد حداد آل محمد وشهداء كربلا، وزيد ويحيى .

وفي مقاتل الطالبيين ص 212: أخبرنا يحيى بن على قال: حدثنا عمر بن شبة قال: حدثنا على بن الجعد قال: رأيت أهل الكوفة أيام أخذوا بلبس السواد، حتى أن البقالين إن كان أحدهم ليصبغ الثوب بالأنقاس ثم يلبسه . انتهى. والأنقاس: الحبر الأسود .

وفي صفحة 393: عن عبد الله بن الحسين بن عبد الله بن إسماعيل بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب: امتنع من لبس السواد وخرقه لما طولب بلبسه، فحبس بسر من رأى حتى مات في حبسه، رضوان الله عليه .

وفي صفحة 407: عن القاسم بن عبد الله بن الحسين بن على بن الحسين بن علي بن أبي طالب علیه السلام : كان عمر بن الفرج الرخجي حمله إلى سر من رأى، فأمر بلبس السواد فامتنع، فلم يزالوا به حتى لبس شيئاً يشبه السواد فرضي منه بذلك، وكان القاسم رجلاً فاضلاً .

وفي البداية والنهاية:10/ 127: وقد اجتمع الأوزاعي بالمنصور حين دخل الشام ووعظه وأحبه المنصور وعظمه، ولما أراد الإنصراف من بين يديه استأذنه أن لا يلبس السواد فأذن له، فلما خرج قال المنصور للربيع الحاجب: إلحقه فاسأله لم كره لبس السواد، ولاتعلمه أني قلت لك . فسأله الربيع فقال: لأني لم أر محرماً أحرم فيه، ولا ميتاً كفن فيه، ولا عروساً جليت فيه، فلهذا أكرهه .

ص: 240

وقال في صفحة 269: وفيها بايع المأمون لعلي الرضا بن موسى الكاظم بن جعفر الصادق بن محمد بن الحسين الشهيد بن علي بن أبي طالب، أن يكون ولي العهد من بعده، وسماه الرضا من آل محمد، وطرح لبس السواد وأمر بلبس الخضرة، فلبسها هو وجنده، وكتب بذلك الى الآفاق والأقاليم، وكانت مبايعته له يوم الثلاثاء لليلتين خلتا من شهر رمضان سنة إحدى ومائتين، وذلك أن المأمون رأى أن علياً الرضا خير أهل البيت، وليس في بني العباس مثله في علمه ودينه، فجعله ولي عهده من بعده ... فلما كان يوم السبت آخر سنة 204، دخل المأمون بغداد حين ارتفع النهار لأربع عشرة ليلة خلت من صفر، في أبهة عظيمة وجيش عظيم، وعليه وعلى جميع أصحابه وفتيانه الخضرة، فلبس أهل بغداد وجميع بني هاشم الخضرة، ونزل المأمون بالرصافة، ثم تحول إلى قصر على دجلة، وجعل الأمراء ووجوه الدولة يترددون إلى منزله على العادة، وقد تحول لباس البغاددة إلى الخضرة، وجعلوا يحرقون كل مايجدونه من السواد، فمكثوا كذلك ثمانية أيام .

ثم استعرض حوائح طاهر بن الحسين فكان أول حاجة سألها أن يرجع إلى لباس السواد، فإنه لباس آئابه من دولة ورثة الأنبياء . فلما كان السبت الآخر وهو الثامن والعشرين من صفر جلس المأمون للناس وعليه الخضرة، ثم إنه أمر بخلعة سوداء فألبسها طاهراً، ثم ألبس بعده جماعة من الأمراء السواد، فلبس الناس السواد وعادوا إلى ذلك، فعلم منهم بذلك الطاعة والموافقة ! وقيل إنه مكث يلبس الخضرة بعد قدومه بغداد سبعاً وعشرين يوماً، فالله أعلم .

(وذكر نحوه اليعقوبى في تاريخه 2 / 448 و453. والمسعودي في التنبيه والأشراف ص 302) .

ص: 241

وهذا يعطينا ضوءً على روايات لبس السواد الواردة عن أئمة أهل البيت علیهم السلام ، التي يستدل بها فقهاؤنا للفتوى بكراهة لبس السواد، فمنها:

ما رواه في وسائل الشيعة 3/355: عن صفوان الجمال قال: حملت أبا عبد الله علیه السلام الحملة الثانية إلى الكوفة وأبو جعفر المنصور بها، فلما أشرف على الهاشمية مدينة أبى جعفر أخرج رجله من غرز الرحل ثم نزل فدعا ببغلة شهباء ولبس ثياباً بيضاء وكمة بيضاء، فلما دخل عليه قال له أبو جعفر: لقد تشبهت بالأنبياء ! فقال له أبو عبد الله علیه السلام : وأنى تبعدني من أبناء الأنبياء . . . ؟ !

وفي: 3/356: عن أبي البختري عن جعفر بن محمد، عن أبيه أن علياً كان لا يلبس إلا البياض أكثر ما يلبس، ويقول: فيه تكفين الموتى .

وفي: 3/ 378: عن معاوية بن عمار، عن أبى عبد الله علیه السلام قال: سمعته وهو يقول: دخل رسول الله صلی الله علیه و آله مكة وعليه عمامة سوداء، وعليه السلاح.

عن عبد الله بن سليمان عن أبيه، أن علي بن الحسين علیه السلام دخل المسجد وعليه عمامة سوداء قد أرسل طرفيها بين كتفيه.

وفي علل الشرائع: 2/37: عن محمد بن أحمد عن الحسن بن الحسين اللؤلؤي عن محمد بن سنان، عن حذيفة بن منصور قال: كنت عند أبى عبد الله بالحيرة فأتاه رسول أبي العباس الخليفة يدعوه، فدعا بممطرة له أحد وجهيه أسود والآخر أبيض فلبسه، ثم قال أبو عبد الله: أما إني ألبسه وأنا أعلم أنه من لباس أهل النار .

ثم قال الصدوق: قال مؤلف هذا الكتاب: لبسه للتقية، وإنما أخبرحذيفة بن منصور بأنه لباس أهل النار لأنه ائتمنه . وقد دخل إليه قوم من الشيعة يسألونه عن السواد ولم يثق إليهم في كتمان السر فاتقاهم فيه .

ص: 242

وفي الكافي: 6/449: كان رسول الله صلی الله علیه و آله يكره السواد إلا في ثلاث: الخف والعمامة والكساء .

وفي الكافي: 3/ 403: عن أبي عبد الله علیه السلام قال قلت له: أصلي في القلنسوة السوداء ؟ فقال: لا تصل فيها فإنها لباس أهل النار .

وقال الصدوق في المقنع ص 194: قال والدي رحمة الله في رسالته الي: واعلم أن غسل الثياب يذهب الهم والحزن وهو طهور للصلاة. وعليك بلبس ثياب القطن فإنه لباس رسول الله صلی الله علیه و آله ولباس الأئمة علیهم السلام، واتق لبس السواد فإنه لباس فرعون.

وقال المفيد في المقنعة ص 150: وتكره الصلاة في الثياب السود، وليس العمامة من الثياب في شئ، ولا بأس بالصلاة فيها وإن كانت سوداء .

وقال المحقق الحلي في المعتبر: 2/94: وتكره الصلاة في الثياب السود خلا العمامة والخف، قاله الأصحاب: روي عن النبي صلی الله علیه و آله أنه قال: إلبسوا من ثيابكم البياض فإنها من خير ثيابكم . ورواه الببيهقي 5 / 33 .

وأمره علیه السلام بهذا اللون يدل على اختصاصه بالمصلحة الراجحة فيكون ما يضاده غير مشارك في المصلحة، وأشد الألوان مضادة للبياض السواد . ويؤيد ذلك من طريق الأصحاب، ما رواه أحمد بن محمد بن رفعه عن أبى عبد الله علیه السلام قال: يكره السواد إلا في ثلاث: العمامة، والخف، والكساء .

وقال المحقق الكركي في جامع المقاصد: 2/438: ويستحب لبس الفاخر من الثياب، وأفضلها البيض، لقوله صلی الله علیه و آله : أحب الثياب إلى الله تعالى البيض، يلبسها أحياؤكم، ويكفن فيها موتاكم .

ص: 243

وقال المحقق البحراني في الحدائق الناضرة: 7/116: ومنها: أنه يكره الصلاة في الثياب السود، عدا العمامة والخف والكساء، وهو ثوب من صوف ومنه العباء، كذا نقل عن الجوهري.. ثم أقول: لايبعد استثناء لبس السواد في مأتم الحسين علیه السلام من هذه الأخبار لما استفاضت به الأخبار من الأمر بإظهار شعائر الأحزان. ويؤيده ما رواه شيخنا المجلسي قدس سره عن البرقي في كتاب المحاسن أنه روى عن عمر بن زين العابدين علیه السلام أنه قال: لما قتل جدي الحسين المظلوم الشهيد لبس نساء بني هاشم في مأتمة ثياب السواد ولم يغيرنها في حر أو برد، وكان الإمام زين العابدين يصنع لهن الطعام في المأتم . (وذكر نحوه في: 4 /160)

وقال الحر العاملي في وسائل الشيعة: 2/357: عن الحسن بن ظريف بن ناصح، عن أبيه، عن الحسين بن زيد، عن عمر بن علي بن الحسين قال:

لما قتل الحسين بن علي علیه السلام لبس نساء بني هاشم السواد والمسوح، وكن لايشتكين من حر ولا برد، وكان علي بن الحسين علیه السلام عمل لهن الطعام للمأتم.

وفي بحار الأنوار: 45/195: وفي رواية أخرى... قال: فلما أصبح استدعى حرم رسول الله صلی الله علیه و آله فقال لهن أيما أحب إليكن: المقام عندي أو الرجوع إلى المدينة ؟ ولكم الجائزة السنية، قالوا: نحب أولاً أن ننوح على الحسين، قال: إفعلوا ما بدا لكم، ثم أخليت لهن الحجر والبيوت في دمشق، ولم تبق هاشمية ولا قرشية إلا ولبست السواد على الحسين، وندبوه على ما نقل سبعة أيام، فلماكان اليوم الثامن دعاهن يزيد، وعرض عليهن المقام فأبين، وأرادوا الرجوع إلى المدينة، فأحضر لهم المحامل وزينها وأمر بالأنطاع الأبريسم .

ص: 244

وفي وفيات الأئمة علیهم السلام ص 85: ثم رجع الحسن والحسين علیهما السلام وأخوتهما من دفنه، وقعد في بيته ولم يخرج ذلك اليوم، ثم خرج عبدالله بن العباس بن عبد المطلب الى الناس فقال: إن أميرالمؤمنين قد توفى وانتقل إلى جوار الله، وقد ترك بعده خلفاً، فإن أحببتم خرج إليكم وإن كرهتم فلا أحد على أحد، فبكى الناس وضجوا بالبكاء والنحيب، فقالوا: بل يخرج إلينا، فخرج إليهم الحسن وعليه ثياب سود وهو يبكى لفقد أبيه، فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه، وذكر النبي فصلى عليه، ثم قال:

أيها الناس: اتقوا الله فإنا أمراؤكم وساداتكم وأهل البيت الذين قال الله فيهم: إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً .

أيها الناس: لقد قبض في هذه الليلة رجل لم يسبقه الأولون، ولايلحقه الآخرون. لقد كان يجاهد مع رسول الله فيفديه بنفسه، لقد كان يوجهه برايته فيكنفه جبرائيل عن يمينه وميكائيل عن شماله، فلا يرجع حتى يفتح الله عليه .

فتوى المرجع الميرزا جواد التبريزي في لبس السواد

سؤال: يرجى من سماحتكم بيان رأيكم في هذه المسألة التي أخذت منحى خطيراً في الكويت بعد مسألة مظلومية الزهراء علیه السلام والتي لاتخفى عليكم، والمسألة هي: ما هو رأيكم المبارك في لبس السواد، واللطم على الصدور أثناء إحياء مراسيم العزاء لسيد الشهداء علیه السلام في شهر محرم الحرام، ولباقي الأئمة الأطهار علیهم السلام ؟

جواب: لا إشكال ولا ريب ولا خلاف بين الشيعة الإمامية في أن اللطم ولبس السواد من شعائر أهل البيت علیهم السلام ، ومن المصاديق الجلية للآية: ذلك ومن

ص: 245

يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب . كما أنها من مظاهر الجزع الذي دلت النصوص الكثيرة على رجحانه في مصائب أهل البيت ومآتمهم . ومن يحاول تضعيف هذه الشعائر أو التقليل من أهميتها بين شباب الشيعة، فهو من الآثمين في حق أهل البيت علیهم السلام ، ومن المسؤولين يوم القيامة عمّا اقترفه في تضليل الناس عن مظالم الأئمة علیهم السلام .

ثبت الله المؤمنين على الإيمان والولاية . والله الهادي إلى سواء السبيل.

سؤال: هل ترون ما ذهب إليه صاحب الحدائق من أن لبس السواد في عزاء سيد الشهداء وبقية الأئمة علیهم السلام ، راجح شرعاً ؟

جواب: ماذهب إليه صاحب الحدائق قدس سره صحيح، فإن لبس السواد من مظاهر الحزن على ما أصاب سيد الشهداء وأهل بيته وأصحابه، وكذا سائر الأئمة علیهم السلام ، وإظهار الحزن في مصائبهم مندوب شرعاً، للنصوص الكثيرة وفيها الصحيح، والله العالم .

سؤال: ألا يكره للمصلي لبس السواد ؟ كيف نجمع بين هذا الحكم الشرعي وبين استحباب لبس السواد عزاءاً على الحسين علیه السلام ؟

جواب: لم يثبت كراهية لبس السواد لا في الصلاة ولا في غيرها، نعم ورد في بعض الروايات ما يستفاد منها كراهية لبس السواد، ولكنها ضعيفة السند، ومع الإغماض عن ضعفها، فالكراهة في الصلاة بمعنى أقل ثواباً، ولبس السواد في عزاء الحسين والأئمة علیهم السلام لأجل إظهار الحزن وإقامة شعائر المذهب مستحب نفسي، وثوابه أكثر من نقص الثواب في الصلاة، والله العالم .

سؤال: ماحكم اللباس الأسود في الصلاة أيام وفيات الأئمة علیهم السلام، هل هو مكروه ؟

ص: 246

جواب: إذا كان اللبس بداع إظهار الحزن وتعظيم الشعائر فليس بمكروه، والله العالم .

سؤال: هناك من يدعي أنه من أهل العلم أن الشعائر الحسينية كاللطم على الصدور والضرب بالسلاسل، حالة من التخلف الحضاري، فما هو رأيكم في هذا الأمر ؟

جواب: كل ما يدخل في عنوان الجزع لما أصاب سيدنا سيد الشهداء علیه السلام ، فهو مرغوب إليه، كما ورد في الروايات الصحيحة، وكذا غيره من الأئمة علیهم السلام ، والله العالم .

رسالة مختصرة في لبس السواد

من تقريرات بحث المرجع الميرزا جواد التبريزي، نقلناها مع الموضوعين التاليين عن علم الامام الحسين علیه السلام بشهادته، واستحباب التوسل الى الله تعالى به، من موقع سماحته: tabrizi.org

بسم الله الرحمن الرحيم

قال صاحب العروة قدس سره: فصل فيما يكره من اللباس حال الصلاة أمور: أحدها الثوب الأسود حتى للنساء عدا الخف والعمامة والكساء، ومنه العباء، والمشبع منه أشد كراهة .

وقبل الدخول في صلب البحث ينبغي التعرض لمقدمة تشتمل على أمور:

الأمر الأول: قد قرر في علم الأصول أن التكليف إذا تعلق بالطبيعي، ثمّ تعلق نهي تنزيهي ببعض أفراد ذلك الطبيعي، فلا يراد من هذا النهي المعنى المصطلح أعني الكراهة المصطلحة، بمعنى مايثاب على تركه ولا يعاقب على

ص: 247

فعله، بل هو إرشاد إلى وجود منقصة في هذا الفرد بخصوصه، ويعبر عنه في لسان العلماء بالإرشاد إلى كونه أقل الأفراد ثواباً . ولا فرق في التكليف المتعلق بالطبيعي بين كون إلزامياً أو استحبابياً .

إذا اتضح هذا فليس الكراهة في محل البحث هي الكراهة المصطلحة، فإن الكراهية بمعنى رجحان الترك غير معقولة في العبادات، بل هي مستحيلة فيها لعدم اجتماع المبغوضية والمقربية في شئ واحد، وذلك لأن العبادة تتقوم بأمرين: الأول: أن يوجد في نفس العمل مصلحة، ويعبر عن ذلك بقابلية العمل للتقرب . الثاني: أن يؤتى بالعمل متقرباً به إلى الله . فإذا اجتمع هذان الأمران في الفعل كان الفعل عبادياً صحيحاً واقعاً، والمكروه بالمعنى المصطلح لا يصلح للتقرب به، لعدم المصلحة فيه، وعليه فإذا قيل مثلاً: إن الصلاة في اللباس الأسود مكروهة، فليس صلاة المصلي فيه باطلة، بل هي صحيحة ومجزية، فالنهي عن لباسه في الصلاة إرشاد إلى أنها فيه أقل ثواباً وأدنى ملاكاً من الصلاة في غيره .

الأمر الثاني: أن ما ذكره صاحب العروة من الموارد التي يكره لبسها في الصلاة ليس على إطلاقه، إذا لايوجد ملاك الكراهة في بعضها، بل لادليل معتبراً على أكثرها، والموجود إنما هو دليل ضعيف سنداً وقابل للمناقشة دلالة.

وعليه ففتوى صاحب العروة وسائر من وافقه على ذلك مبتنٍ على أحد أمرين في فهم روايات أخبار (من بلغ) .

توضيح ذلك: أن هناك عدة روايات وفيها الصحاح دلت على أن من بلغه ثواب على عمل وأتى به رجاء ذلك الثواب فإنه يعطى إياه وإن لم يقله الرسول

ص: 248

صلی الله علیه و آله أو المعصوم علیه السلام ، لاشتباه الراوي، أو لاعتماده في النقل على آخر، ويعبر عن هذه الأخبار ب- (أخبار من بلغ) وعن القاعدة ب- (التسامح في أدلة السنن) .

المراد من الروايات: واختلف في المراد من هذه الروايات على وجوه منها:

الوجه الأول: إن ما يشترط تحققه في حجية الأخبار الدالة على حكم إلزامي (الوجوب والحرمة) أو المستلزمة لحكم إلزامي ك- (النجاسة والملكية والزوجية) غير مأخوذ في الأحكام غير الإلزامية، أعني الاستحباب والكراهة. وبعبارة أخرى: إن الخبر في غير الأحكام الإلزامية معتبر وإن كان ضعيف السند، ما لم يحصل العلم بكذبه، لعدم اشتراط شئ في اعتبار حجيته.

الوجه الثاني: إن أصل قيام الخبر المحتمل أنه قول الرسول صلی الله علیه و آله أو الإمام علیه السلام هو بنفسه من العناوين المرجحة، فإذا كان ذلك الخبر يتضمن ثواباً على عمل، فذلك العمل يكون مستحباً .

نتيجة الوجهين: إنه إذا قام الخبر الضعيف على وجوب العمل الفلاني فإنه لا يثبت وجوبه، نعم يثبت بذلك استحبابه، بمقتضى ما تقدم . فالفتوى بالكراهة (مع كون الخبر ضعيفاً) متوقف على الإلتزام بأحد هذين التفسيرين.

هذا، ولكننا في البحث عن قاعدة: التسامح في أدلة السنن في علم الأصول قد قلنا بعدم صحة كلا هذين المعنيين، وإنما المستفاد من الأخبار أن المكلف عندما يصله مطلوبية عمل ما إلى الله سبحانه وتعالى، فإن كان عن طريق صحيح فيأتي به جزماً، وأن كان الخبر ضعيفاً فيأتي به رجاء وانقياداً .

وهذا الإنقياد من العبد موجب لاستحقاق الثواب والتقرب إلى الله سبحانه، ومقدار ذلك الثواب لم يعرف إلاّ عن طريق التعبد الشرعي، ولا دلالة عليه من

ص: 249

جهة العقل أصلاً، وأخبار (من بلغ) هي التي بيّنت مقدار ذلك الثواب وهو نفس ما بلغه، أي المذكور في الخبر .

فمن تيقن بمطلوبية العمل يأتي به انقياداً للمولى بنحو الجزم ويعطي الثواب وإن لم يكن الواصل إليه مطابقاً للواقع . ومن لم يحصل له ذلك اليقين لكون الخبر ضعيفاً يأتي بالعمل رجاء وانقياداً، لعدم علمه بصدوره من الرسول صلی الله علیه و آله أو المعصوم علیه السلام ، وله ذلك الثواب أيضاً .

هذا هو المستفاد من أخبار (من بلغ)، وحاصله: أنه من بلغه ثواب على عمل وأتى به رجاء الحصول على ذلك الثواب يعطى الثواب المذكور وإن كان الخبر ضعيفاً وغير جامع لشرائط حجية الخبر .

وأما ما ذكره من التفسيرين السابقين فلا دلالة للأخبار عليهما .

الأمر الثالث: لو تنزلنا وقلنا بدلالة الأخبار على أحد هذين المعنيين، واستفدنا الحكم بالاستحباب أو الكراهة عن طريق أخبار (من بلغ) في الأعمال التي يرد فيها الثواب، إلا أن هنا إشكالاً آخر يمنع جريان الأخبار في المقام . وذلك لأن أخبار (من بلغ) إنما تدل على الكراهة في موارد النهي التكليفي، وليس النهي في ما نحن فيه كذلك، بل هو إرشاد إلى كون الفرد المنهي عنه أقل الأفراد ثواباً . فمن أراد أن يعمل على طبق الخبر يمتنع من الصلاة في الأسود، وليس ترك الصلاة في الثوب الأسود موجباً لإعطائه الثواب، وأن كانت الصلاة في غيره أكثر ثوابا ً، وذلك لأن أخبار (من بلغ) إنما تكون في مورد الإتيان بالعمل استناداً إلى الخبر الضعيف الحامل للثواب المعين، وترك العمل فيما نحن فيه ولو كان عملاً إلا أنه لم يرد فيه ثواب .

ص: 250

والحاصل: أنا وإن التزمنا باستفادة أحد الأمرين المتقدمين من أخبار (من بلغ) إلا أنها لا تكون دليلاً على الكراهة فيما نحن فيه، لعدم وصول ثواب على ترك العمل، وإنما النهي للإرشاد إلى أقلية ثواب هذا الفرد من الصلاة .

ثم إنه قد قال بعضهم: بأن هذا الخبر وإن كان ضعيف السند إلا أن عمل المشهور جابر لضعفه . ولكنه ليس بصحيح، بل لو عمل على طبقه الكل لما انجبر ضعفه، وذلك لاحتمال استنادهم إلى أخبار (من بلغ)، فهذا صاحب المدارك قد ناقش سند الروايات كلها بما فيها الموثقة، وضعفها جميعها، ومع ذلك أثبت الحكم غير الإلزامي .

إذا اتضح ذلك فنقول: في المسألة طائفتان من الروايات:

الطائفة الأولى: ما دلّ على كراهة اللباس الأسود في الصلاة .

الطائفة الثانية: مادلّ على كراهة لبس الأسود مطلقاً حتى في غير حال الصلاة . أما الطائفة الأولى فثلاث روايات وهي:

الرواية الأولى: قال الكليني: وروي لا تصل في ثوب أسود، فأما الخف أو الكساء أو العمامة فلا بأس.

الرواية الثانية: محمد بن يعقوب عن علي بن محمد عن سهل بن زياد عن محسن بن أحمد عن أبي عبدالله علیه السلام قال: قلت له أصلي في القلنسوة السوداء ؟ فقال: لا تصل فيها فإنها لباس أهل النار .

الرواية الثالثة: محمد بن علي بن الحسين في (العلل) عن أبيه عن محمد بن يحيى عن محمد ابن أحمد عن سهل بن زياد عن محمد بن سليمان عن رجل عن أبيه عن أبي عبدالله علیه السلام قال قلت له: أصلي في القلنسوة السوداء قال: لا تصل فيها فإنها لباس أهل النار .

ص: 251

وإسناد هذه الطائفة من الروايات كلها ضعيفة فلا تصح للإستدلال .

وأما الطائفة الثانية التي استفيد منها كراهة لباس السواد مطلقاً فهي:

الرواية الأولى: محمد بن علي بن الحسين قال: قال أمير المؤمنين علیه السلام فيما علم أصحابه: لا تلبس السواد فإنه لباس فرعون .

ملاحظة على الرواية: هي مرسلة، وذهب بعض المتأخرين إلى اعتبار روايات الصدوق التي نسب فيها القول إلى الإمام علیه السلام نفسه كهذه الرواية، فإن نسبته القول إلى الإمام علیه السلام دليل على اعتبارها وإلا لما نسبها كذلك، بل عبر عنها ب- (روي) وما شابهه . ولا أساس لهذا القول من الصحة، ويدل على ذلك إن هذه الرواية التي نسبها في الفقيه إلى أمير المؤمنين علیه السلام قد ذكرها مسندة في كتابيه العلل والخصال، فقد رواها عن أبيه عن محمد بن يحيى عن محمد بن أحمد عن محمد بن عيسى عن القاسم بن يحيى، عن جدّه الحسن بن راشد، عن أبي بصير، عن أبي عبدالله، عن آبائه، عن أمير المؤمنين علیهم السلام .. فعدم ذكر الشيخ الصدوق للسند في كتاب الفقيه إنما هو للإختصار، إذ طلب منه أن يكتب مؤلفاً مختصراً فكتب من لا يحضره الفقيه، وعليه فليس مراده من قوله: قال أمير المؤمنين علیه السلام ، أو قال أبو عبد الله علیه السلام هو الإعتبار، بل كان ذلك من أجل الإختصار .

الرواية الثانية: محمد بن يعقوب عن عدة من أصحابنا عن أحمد بن محمد رفعه عن أبي عبدالله علیه السلام قال: يكره السواد إلا في ثلاثة: الخف، والعمامة، والكساء .

الرواية الثالثة: وعنهم، عن أحمد بن أبي عبدالله، عن بعض أصحابه رفعه قال: كان رسول الله صلی الله علیه و آله يكره السواد إلا في ثلاث: الخف، والعمامة،

ص: 252

والكساء . وهناك روايات كثيرة دلّت على كراهة لبس السواد مطلقاً . نعم هنا رواية معتبرة للسكوني لها مفاد آخر وهي: عن إسماعيل بن مسلم عن الصادق علیه السلام قال: إنه أوحى الله إلى نبي من أنبيائه قل للمؤمنين: لا تلبسوا لباس أعدائي ولا تطعموا مطاعم أعدائي ولا تسلكوا مسالك أعدائي فتكونوا أعدائي كما هم أعدائي . ونحن نلتزم بمضمون هذه الروايات فنقول: إن اللباس إذا اختص به أعداء الدين فلا يجوز لبسه، مثل القبعة التي يختص بلبسها اليهود . ولكن لباس السواد لم يثبت اختصاص لبسه بأعداء الدين، نعم يمكن ثبوت الإختصاص بخصوص (اللبادة السوداء) فإن لبسها من مختصات علماء اليهود والنصارى، وإذا ثبت ذلك فيها فلبسها حرام .

بقي أمر تعرض له صاحب الحدائق رحمة الله ، فإنه بعد أن نقل هذه الروايات قال: (لا يبعد استثناء لبس الأسود في مأتم الحسين علیه السلام من هذه الأخبار، لما استفاضت به الأخبار من الأمر بإظهار شعائر الأحزان…) . ولم يبين الوجه في عدم شمول هذه الروايات لذلك . والوجه في عدم الشمول هو أن في لبس المؤمنين الثياب السوداء في وفيات الأئمة علیهم السلام وبالخصوص في أيام محرم الحرام وشهر صفر إظهاراً لمودتهم وحبهم لأهل البيت علیهم السلام فيحزنون لحزنهم، وإن هذا العمل من المؤمنين إحياء لأمر أهل البيت علیهم السلام ، وقد روي عنهم علیهم السلام : رحم الله من أحيا أمرنا، فإذا ارتدى عامة الناس من الرجال والشباب والأطفال الثياب السود كان ذلك ظاهرة اجتماعية تلفت نظر الغريب فيسأل ماذا حدث، بالأمس كان الأمر طبيعياً وكانت ألوان ثياب الناس مختلفة واليوم فقد لبسوا كلهم السواد ؟ فعندما يوضح له بأن اليوم يوم حزن ومصيبة على ريحانة الرسول صلی الله علیه و آله الحسين بن علي علیه السلام ، فهذا الأمر في حد نفسه إحياء لأمره علیه السلام ، ولهذا

ص: 253

اشتهر أن بقاء الإسلام بشهري محرم وصفر، وذلك لأن حقيقة الإسلام والإيمان قد أُحييا بواقعة كربلاء، وهذا دليل على أنه لابد من المحافظة عليه، لتراه الأجيال القادمة ماثلاً أمامهم، فيحصل لهم اليقين به، فإن الإمام الحسين علیه السلام نفسه قد أثبت أحقية التشيع، وأبطل ما عداه.

علم الإمام الحسين علیه السلام باستشهاده:

إن الإمام الحسين علیه السلام يعلم بأنه سوف يستشهد، ومع ذلك حمل روحه على كفيه وخرج طالباً الشهادة، وما ذلك إلا من أجل إحياء الدين وشريعة سيد المرسلين صلی الله علیه و آله . وقد أخبر علیه السلام باستشهاده، فعن أبي عبد الله عن أبيه عن جده عن الحسين بن علي علیهم السلام قال: والذي نفس حسين بيده لا ينتهي بني أمية ملكهم حتى يقتلوني وهم قاتليَّ، فلو قد قتلوني لم يصلوا جميعاً أبداً، ولم يأخذوا عطاء في سبيل الله جميعاً أبداً . . . .

وعن أبي جعفر علیه السلام قال: كتب الحسين بن علي من مكة إلى محمد بن علي: (بسم الله الرحمن الرحيم، من الحسين بن علي إلى محمد بن علي ومن قبله من بني هاشم، أما بعد فإن من لحق بي استشهد، ومن لم يلحق بي لم يدرك الفتح والسلام) . كما أخبر باستشهاده النبي صلی الله علیه و آله من يوم ولاته، وإليك هذه الأخبار: الخبر الأول: أبي عن سعد عن ابن عيسى عن الوشاء عن أحمد بن عائذ عن أبي خديجة عن أبي عبدالله قال: لما ولدت فاطمة الحسين جاء جبرئيل إلى رسول الله فقال له: إن أمتك تقتل الحسين من بعدك . ثم قال: ألا أريك من تربتها ؟ فضرب بجناحه فأخرج من تربة كربلاء فأراها إياه ثم قال:هذه التربة التي يقتل عليها.

ص: 254

الخبر الثاني: أبي عن سعد عن ابن عيسى عن الأهوازي عن النضر عن يحيى الحلبي عن هارون بن خارجة عن أبي بصير عن أبي عبد الله علیه السلام قال: إن جبرئل أتى رسول الله والحسين يلعب بين يدي رسول الله صلی الله علیه و آله فأخبره أن أمته ستقتله. قال: فجزع رسول الله صلی الله علیه و آله فقال: ألا أريك التربة التي يقتل فيها؟ قال: فخسف ما بين مجلس رسول الله إلى المكان الذي قتل فيه حتى التقت القطعتان، فأخذ منها ودحيت في أسرع من طرف العين فخرج وهو يقول: طوبى لك من تربة وطوبى لمن يقتل حولك !

قال: وكذلك صنع صاحب سليمان تكلم باسم الله الأعظم فخسف ما بين سرير سليمان وبين العرش من سهولة الأرض وحزونتها حتى التقت القطعتان، فاجتر العرش! قال سليمان: يخيل إلي أنه خرج من تحت سريري، قال: ودحيت في أسرع من طرفة العين !

الخبر الثالث: أبي، عن سعد، عن علي بن إسماعيل وابن أبي الخطاب وابن هشام جميعاً، عن عثمان بن عيسى، عن سماعة عن أبي عبدالله قال:

نعى جبرئيل الحسين إلى رسول الله صلی الله علیه و آله في بيت أم سلمة، فدخل عليه الحسين وجبرئيل عنده فقال: إن هذا تقتله أمتك، فقال رسول الله: أرني من التربة التي يسفك فيها دمه، فتناول جبرئيل قبضة من تلك التربة، فإذا هي تربة حمراء فلم تزل عند أم سلمة حتى ماتت .

التوسل بالإمام الحسين وإحياء ذكره علیه السلام :

فعلى الجميع أن يتوسل بالإمام الحسين علیه السلام ، وأن يطلب منه المدد، فإن التوسل بالإمام الحسين يرفع الشبهات عن وجه الحقيقة، ويكون الدليل بذلك حياً . والتوسل بأهل البيت علیهم السلام والبكاء عليهم ما هو إلا محافظة على هذا الدليل،

ص: 255

فالإمام الحسين علیه السلام دليل محكم على أحقية الشيعة ومذهبهم، فتوسلوا بهذا العظيم، وأبكوا عليه، وأقيموا شعار الحزن في أيام مصيبته، فإن الملائكة بكت وتبكي عليه، وإن الله سبحانه وتعالى يريد إبقاء هذا النور.. ويتم ذلك ب-: 1 - إقامة مجالس العزاء . 2 - الإشتراك في مجالس العزاء . 3 – البكاء . 4 - لبس السواد في أيام استشهاده وفي وفيات الأئمة علیهم السلام وبالخصوص في شهري محرم وصفر..

فأحيوا هذا الأمر وحافظوا عليه، فإن الأرض والسماء بكت على الحسين علیه السلام ، وإن الملائكة تبكي عليه إلى يوم القيامة. انتهى.

أنواع مراسم عاشوراء

- كتب العاملي نقاطاً عدد فيها أنواع مراسم عاشوراء، وهي:

1 - لبس السواد حزناً. 2 - رفع الأعلام السوداء فوق الحسينيات وعلى أبواب المساجد والبيوت... 3- عقد المجالس في المساجد والحسينيات والبيوت وأحياناً في الساحات والشوارع، حيث يتلو القراء الموعظة والسيرة، ويختمونها بالشعر الفصيح والعامي المؤثر . 4 - إطعام الطعام وسقي الماء والمرطبات بنية الثواب للإمام الحسين علیه السلام ، في أماكن إقامة المجالس، أو بإرساله الى البيوت . 5 - نذر النذور لله تعالى وثوابها للإمام الحسين علیه السلام ، من قراءة مجالس تعزية أو إطعام وما شابه . 6 - البرامج المسموعة والمرئية عن عاشوراء. 7- التمثيليات الشعبية عن جوانب من واقعة عاشوراء. 8 - تعطيل الأعمال يوم التاسع والعاشر أو العاشر فقط من شهر محرم. 9 - مسيرات المعزين في الشوارع من نقطة إلى

ص: 256

نقطة في البلد، في مواكب تنقسم إلى مجموعات وتقرأ الشعر الفصيح والشعبي، وتلطم على صدورها. ويرافق الموكب عادة ضرب طبول وسناجق تستعمل في الحزن، وتشبه النغم العسكري. 10 - الذهاب مشياً على الأقدام إلى زيارة الإمام الحسين علیه السلام ، وهذه عادة أوسع ما تكون في زيارة الأربعين في العراق، حيث تتجه ملايين الشيعة وبعض السنة، من محافظات العراق المختلفة مشياً على الأقدام إلى كربلاء، وتصل بعض المسافات إلى 500 كيلومتر .

11 - لبس الأكفان يوم عاشوراء، وضرب الرؤوس بالسيوف (جرح الجلد في أعلى الرأس) حزناً على الإمام الحسين علیه السلام ورمزاً لاستعداد الشخص بأن يضحي بالدم في نصرة الاسلام، كما ضحى في كربلاء.

12 - مسيرة المشاعل، رمزاً للذين جاؤوا لنصرة الإمام الحسين علیه السلام وواصلوا سيرهم ليلاً ونهاراً، وهي عادة موجودة في النجف .

- فكتب المدعو (نقد ونظر) تعليقاً عليها بتاريخ 12-4-2000، قال فيه:

إسمح لي أخي العاملي على مخالفتك في النقطة العاشرة !!!

أتصور أن خلط الأمور التي تعبر عن الحزن بأمور يعملها بعض عوام الشيعة في بعض المناطق من العالم، كالتطبير من ضرب الرؤوس بالسيوف، هو تشويهٌ للشعائر الحسينية وإفقادها روح الحماسة الحسينية. لا أتصور أن الإنجرار إلى ما يفعله البعض من هذه الممارسات، أن نجعله بديهياً في شعائرنا الحسينية، ونتغاضى عن تشويهه وهتكه للمذهب الجعفري .

- فكتب العاملي بتاريخ 12-4-2000:

من ناحية فقهية أيها الأخ، يجب أن نبقي للشيعة حريتهم الشرعية في شعائرهم ومراسمهم حسب فتوى المرجع الذي يقلدونه.. وهذا هو الموجود

ص: 257

فعلاً، والحمد لله .. وطبيعي أن الذين يجوز عندهم التطبير يوم عاشوراء يتقيدون بقانون الدولة التي يعيشون فيها إن منعت ذلك . هذا هو فقه الموضوع.. لكنك تعرف أن المخالفين لهذه المراسم قد ضخموها وصوروها بصور وحشية، وقالوا إنها همجية، ونشروا صورة طفل جرح أبوه رأسه وكان يبكي.. فهل الصحافة الغربية واليهودية يهمها أن يجرح أب طفله في بلادنا؟! كما أن بعض الشيعة تصور أنها تضر بسمعة المذهب . .

وبعيداً عن المزايدة والتضخيم الغربي واليهودي، تعال نبحث حالة الهيجان العاطفي عند الشيعة، التي تدعو بعضهم إلى أن يلبسوا الأكفان يوم عاشوراء ويجرحوا رؤوسهم حزناً وتعبيراً عن مشاعر الولاء، دون أن يتضرروا من ذلك، بل يكون نوعاً من الحجامة، التي يؤكد الطب فائدتها للبدن . .

وتعال نتساءل: لماذا ينظر الغربي، الإنكليزي مثلاً، إلى تاريخه وتقاليده ورسومه باحترام، ويعمل لفلسفتها وتوجيهها، ويكتب الرسائل في الجامعات في تحليلها ؟! وفي المقابل ينظر الشاب من بلادنا الإسلامية الأصيلة أكثر من لندن، العريقة أكثر من لندن، المنطقية في عاداتها ومراسمها وشعائرها أكثر من لندن.. إلى تقاليده ورسومه بانتقاد،فتراه يريد أن يغيرها، و(يشحِّلها) ويفصلها من جديد، أو.. يلغيها ؟!

أما أنا فاسمح لي أن أقول إني وصلت بعد رحلة فكرية وفقهية وعقيدية وعملية طويلة.. إلى قناعةٍ بأن أنظر إلى كل تقاليدنا ورسومنا باحترام، وأن أقدسها وأتبرك بشم رائحتها، وأدرس بعمق معانيها ودلالاتها.. أرى فيها خصوصيات ديننا وشخصيتنا، وربطات وردية على مفارق أطفالنا وبناتنا.. وعصبات مباركة على جباه جداتنا .. كلها مراسم مقدسة حبيبة، أحرص عليها

ص: 258

وأتكمش بها.. وعندما ينتقدها الغربيون والمتغربون أحرص عليها أكثر.. إلا ما أفتى مرجعي أو مرجعك أنه حرام .

أعد النظر يا أخ (نقد ونظر) في نظرتك للشعائر، ولا تقف في وجه شعوبنا في شعائرها، دعها تعبر عن ولائها (ضمن فتوى مرجعها وقوانين البلد) بأساليب تختارها هي .. وإن شطحت نهاها مراجعها.. وعبِّر أنت باعتبارك شريحة من الشعب، بمراسم وشعائر ترتضيها، فإن شطحت أفتى لك مرجعك .. إذا أردتم التطوير والعصرنة والبديل الأفضل، فنزلوا بديلاً يقتنع به الناس ويتبنونه .

- فكتب (الخزاعي) بتاريخ 14-4-2000:

الأخ العاملي المحترم . . إسمح لي أن لا أوافقك على آخر شعيرتين (10- 11) لا أوافقك على نسبهما الى الشيعة والمذهب الشيعي ! فمن المعلوم أن الشيعة عشرات أو مئات الملايين، ولا يمارس الشعيرتين المشار إليهما الا بعض آلاف من الشيعة . وليس من حق القلة الغير معتد بها أن تفرض على مذهب برمته شعائر ليس لها أصل في المذهب، ولم يقم عليها الدليل . ومدرسة أهل البيت معروفة بأنها مدرسة الدليل والحجة، ولا تكفي فلسفة النقطة (10) دليلاً على صحتها، إذ يكفي في فلسفة الإستعداد للتضحية في سبيل الإسلام رفع الشعار المندد بالسلطات الظالمة . وها هو حزب الله يضحي في سبيل الإسلام على أرض الواقع ولا يمارسون التطبير .

أما النقطة (11) والمشاعل، فقد كانت ترافق مواكب العزاء في السابق، حيث لاوجود للتيار الكهربائي، فتستخدم المشاعل لإنارة الطريق ليلاً للمواكب . أما الآن والشوارع والأزقة مضاءة، فلا داعي لتلويث شوارع المدن بالنفط والدخان ومخلفات الإحتراق . وهي لا تمارس في العراق إلا في النجف . وهي

ص: 259

تمارس الآن في بعض مناطق المهجر من الإخوة النجفيين فقط. ولقد نهى المراجع عن بعض هذه الممارسات ولم يجدوا آذاناً صاغية، وقد ذكرت قصة إفتاء السيد البروجردي في موضوع مشابه في واحة أهل البيت، وكيف أن رؤساء الهيئات أجابوا السيد إننا نقلدك كل أيام السنة إلا هذه الأيام من محرم !

ودعوى أن اليهود يريدون منا التخلي عن شعائرنا، دعوى صحيحة في مجال الشعائر الصحيحة . أما في النقطتين المشار إليهما والطبول فلا تصح هذه الدعوى إطلاقاً، بل قد يصح أنها مما يريده اليهود والأعداء أن تسري وتتحكم لتتغلب على الشعائر الصحيحة الهادفة التي تتلائم وأهداف الثورة الحسينية. يقول الشهيد المطهري: إن التطبير والطبل عادات ومراسم جاءتنا من أرثذوكس القفقاس، وسرت في مجتمعنا كالنار في الهشيم .

أعجب كل العجب من استماتتك في الدفاع عن بعض الممارسات في الشعائر التي لا تصمد أمام العقل وأمام الدليل، وأنت المعروف بالوعي والعلم والعمل . وعلى حد علمي أنك ممن لم يمارس هذه المراسم في حياته ! وصحيح جداً أن صدام والأمريكان وغيرهم يقفون بوجه الناس في العراق أن لا تتجه في الأربعين مشياً إلى كربلاء، لأنها من المراسم الصحيحة أولاً مما ورد به النص الخاص في قبر الحسين علیه السلام ، ولخصوصيتها في العراق خاصة، حيث أنها تمثل الثورة ضد صدام أو ربما أنت ممن كان شاهداً على أحداث انتفاضة صفر عام 1977، بمناسبة الأربعين والمشي إلى كربلاء، حيث تحولت إلى ثورة ضد الطغاة . وهكذا عزاء طويريج وكيف كان جهاداً ضد البعثيين في العراق الذين يحكمون بحكم يزيد . إذن صدام واليهود يحاربون الشعائر التي تدعو إلى الثورة ضدهم تأسياً بثورة الإمام الحسين علیه السلام .

ص: 260

بقي أن أقول مع خالص تقديري واحترامي لشخصك الكريم، أننا ندافع عن شعائرنا الأصيلة ونحارب الشعائر المشوهة لأهداف ثورة أبي الأحرار الحسين علیه السلام ونحن بكامل شعورنا ونكون بهذا قد أغضبنا أعداء الدين .

- فكتبت (زينبية) بتاريخ 14-4-2000:

شكراً أخي العاملي على ذكر الشعائر الحسينية لدينا وأهميتها، وأتفق مع الأخ الخزاعي في أن ضرب الرؤوس لا يمارس عند الكثير من الشيعة .... كما وأعتقد أن ضرب الرؤوس بالسيف من شأنه أن يُستغل ضد الشيعة ويشوه صورتهم لذلك منعه العلماء، وأرجو أن يلتزم كل الشيعة بهذا . فأعتقد أن كل الإخوة يلاحظون أنه في يوم عاشوراء تمتلئ الجرائد اليومية بصور ضرب الرؤوس السيف، وهذا من شأنه أن يشوه صورتنا، ويصورنا كغريبي أطوار! ولكني أفضل أن أسمع في هذا الموضوع عن رأي الأخوة فيما أوردته من أدلة للبكاء، وما ذكره أيضاً الأخ موسى العلي ! فهذا هو الموضوع الرئيسي في الصفحة .. لقد اعترض عدة أخوة على البكاء وقالوا ما قالوا، وأريد أن أعرف رأيهم بعد كل هذه الأدلة الشرعية والمنطقية للبكاء !!

- وكتب (سامي) بتاريخ 14-4-2000:

أتصور أن ما ذكره الأستاذ العاملي في الموقف الشرعي اتجاه الشعائر الحسينية هو الصحيح، لأن الشعائر الحسينية تعبر عن مشاعر الناس اتجاه فاجعة كربلاء، فما لم يرد نهي شرعي عن هذه الشعيرة، فهي جائزة .

ومن جهة أخرى، العاملي يتكلم عن الفتوى الشرعية لمراجعنا حفظهم الله، صحيح أن السيد القائد أفتى بعدم جواز ممارستها، إلا أن هذا يبقى في دائرة الإجتهاد، مع العلم أن التطبير كان يمارس في أكثر المناطق الشيعية، فقد وعينا

ص: 261

وهي موجودة، في البحرين والعراق ولبنان وإيران وباكستان وغيرها، ولم تكن حينئذ ممارسة مرفوضة، ولكن الأعداء أرادوا أن يجعلوها علامة على الوحشية والعنف، لأنها كانت ترعبهم وتزعجهم .

- وكتب العاملي بتاريخ 14-4-2000:

الأخ الخزاعي .. من قال لك بأن الأقلية التي تمارس التطبير تريد فرض رأيها على الأكثرية ؟ ومن قال لك إني أتكلم باسمهم ؟! فموضوعي الذي أخوض النقاش من أجله هو: حرية المكلف الشيعي في نطاق فتوى مرجعه وقوانين بلده .. والتي يريدون مصادرتها من المكلف والمرجع !!

وبناء على ما ذكرته أنت من أن الغرب والحكومات التابعة لهم يحاربون الشعائر الصحيحة فقط، يكون التطبير واللطم العنيف مثل عزاء طويريج، ودق الطبول والسناجق، شعائر صحيحة، لأنها أول ما يحاربونه ! كما تلاحظ في حكومات العراق من زمن الانكليز إلى اليوم .. بل نلاحظ أن صورة الطفل الذي جرح أبوه رأسه في النبطية، والتي يضخمها النواصب وينشرونها في كل مكان، أول من نشرها وكالة رويتر الإنكليزية !!

ثم إنك جعلت الأصل في المراسم الشعبية الحرمة حتى يثبت استعمالها في السيرة مع أن الأصل عند كل الفقهاء الحلية .. حتى تثبت الحرمة .

أما قولك إن المقاومة لايتطبرون، فيرده أن المتطبرين هم الذين بدؤوا المقاومة، وقد قاوموا ويقاومون، ويتطبرون .

أما قولك عني، فالجواب نعم، لم أمارس التطبير ولا أظن أني سأقوم به، لكني ذهلت لاتجاه بعضهم للتحريف في العقائد والشعائر والسياسة، فصرت حريصاً محافظاً على بقاء تقاليد المذهب الموروثة في نطاق فتوى مراجعه،

ص: 262

والوقوف في وجه التعدي عليها، حتى لا يتحول التشيع إلى سلعة بيد التحريفيين، ويصدقهم الناشئة البسطاء .. فأنا أعتقد بضرورة العمل للحفاظ على المذهب، حتى لو كان ثمنه أن يقال فلان رجعي تقليدي جامد !

ومع احترامي للشهيد مطهري فكلامه ليس صحيحاً، وكم له من أحكام مشابهة . . ويكفي أنه لم يقرأ عن الطبول والسناجق والسواد في مراسم عاشوراء في بغداد في القرن الثالث والرابع .

أما القصة التي ذكرها عن المرجع المرحوم السيد البروجردي كان موضوعها استعمال الطبول والسناجق، لأنه رحمة الله كان يفتي بتحريمها، أما التطبير فلم يكن مطروحاً في ذلك المجلس، لأنه رحمه كان يفتي بجوازه !! والشخص الذي قال هذا الكلام للسيد البروجردي قد يكون قصده أن السيد عنده احتياط في استعمال الطبول، فهم يرجعون الى فتوى غيره في هذه المسألة.. فهي لا تصلح شاهداً لما ذكرته وذكره الشهيد مطهري قدس سره .

الأخت زينبية .. يعجبني تأكيدك على البكاء على مصاب سيد الشهداء سلام الله عليه .. ولك أن ترفضي بعض المراسم الأخرى، لكن أرجو أن تتركي هامشاً لمن يقلد مرجعاً آخر، وشكراً .

الأخ سامي . . صدر السيد القائد أوسع من صدور الذين يضيقون فتواه، ويحملون خشبتها بالعرض . . والدليل عليه أنه يحترم فتاوى المراجع أكثر منهم وذلك واضح من موقفه من التطبير في لبنان، وإيران، وغيرهما .

- وكتب (علي الأول) بتاريخ 15-4-2000، الثالثة صباحاً:

(إن الموضوع الذي أخوض النقاش من أجله هو حرية المكلف الشيعي في نطاق فتوى مرجعه وقوانين بلده.. والتي يريدون مصادرتها من المكلف

ص: 263

والمرجع) رحم الله والديك أيها الشيخ الجليل العاملي، فقد أفدت وأجدت. وبعد: دعونا نلبس الأكفان المضرجة بالدماء لتكون بذلك أعظم صرخة في وجه العالم بأن هذا اليوم هو يوم الحسين، يوم الشهادة والتضحية والفداء، وأنه فعل به أعظم مما ترون، فلم تستغربون عندما نتشبه بسيد الشهداء في يوم شهادته . أيها الأحبة: لا تقتلوا الشهيد مرة أخرى !

عظم الله أجوركم . الناس أعداء ما جهلوا .

- وكتب (الطالب) بتاريخ 18-04-2000، السادسة إلا ربعاً صباحاً:

أحسنت يا أخانا العاملي على ما أفدته في الشعائر الحسينية، والرد على هؤلاء الذين يخلطون بين الذوق الشخصي والرأي الفقهي .. والنقاش حول التطبير والمشاعل ليس وليد الساعة، بل هو نقاشٌ له تاريخ بين العلماء، وإذا كان الحق بالكثرة لرأينا أن أكثر العلماء والذين يعترف الجميع بزهدهم وورعهم وتقواهم يفتون بجوازها .

إن الشعائر هي تعبير عن الحزن والتضامن المطلق مع سيد الشهداء فيما خرج من أجله، وانفعال عاطفي نابع من أساس اعتقادي وهو أن الحسين بن علي إمام واجب الطاعة، يعلمنا درساً في وجوب الطاعة والسير وراءه .

والشعائر كلها تحمل هذه المضامين العالية وغيرها، وهي تتغير وتتطور مع مرور الزمان وتتبدل وتختلف كيفيتها، فلماذا تنعت البعض بالشعائر الدخيلة وما يعني الدخيلة هل يعني الإستعمار أم يعني مجموعة من الشيعة المخلصين مهما كانت هويتهم وجنسيتهم قامت بشعيرة معينة تلاقفها الشيعة أجمع بعد مرور الوقت ؟! فما الإشكال في ذلك مادام ذلك من المباحات، التي لم يرد فيها تحريم وكراهية .

ص: 264

فإلى الأخ الخزاعي . . لماذا التعجب من العاملي ؟ هل تتعجب من عمق موالاته؟ أم أنك الآن فهمتها وعلمت أنها ليست موالاة على الطريقة الحديثة التي تجعل المناط والضابط في الرفض والقبول الميل الشخصي والهوى النفسي والإعلام الأوروبي . بل إن كل شيعي ما أن يرجع إلى عمق فطرته وولائه لأئمة الهدى، يتيقن بصحة ما قاله العاملي.

الشعائر الحسينية. . .

- كتب (عبدالحسين البصري) في شبكة هجر الثقافية بتاريخ 1-4-2001 التاسعة صباحاً موضوعاً بعنوان (الشعائر الحسينية . . .)، قال فيه:

البكاء

لا شك أن فيما بين أيدينا من المرويات تُظهر أن أول من بكى الإمام الحسين علیه السلام قبل استشهاده كان رسول الله صلی الله علیه و آله .

فعن أم سلمة رضوان الله تعالى عليها قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم جالساً ذات يوم في بيتي فقال: لا يدخلن علي أحد فانتظرت فدخل الحسين فسمعت نشيج النبي صلى الله عليه وسلم يبكي، فاطلعت فإذا الحسين في حجره أو إلى جنبه يمسح رأسه وهو يبكي، فقلت: والله ما علمت به حتى دخل، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: إن جبريل كان معنا في البيت فقال: أتحبه؟ فقلت: أما من حب الدنيا فنعم، فقال: إن أمتك ستقتل هذا بأرض يقال لها كربلاء، فتناول جبريل من ترابها فأراه النبي صلى الله عليه وسلم، فلما أحيط بالحسين حين قتل

ص: 265

قال: ما اسم هذه الأرض ؟ قالوا: أرض كربلاء، قال: صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم، أرض كرب وبلاء .

وعن الشعبي قال: مر علي بكربلاء عند مسيره إلى صفين وحاذى نينوى . . فوقف وسأل عن اسم الأرض فقيل كربلاء، بكى حتى بلَّ الأرض من دموعه، ثم قال: دخلت على رسول الله صلی الله علیه و آله وهو يبكي فقلت: ما يبكيك ؟ قال: كان عندي جبرائيل آنفاً، وأخبرني أن ولدي الحسين يُقتل بشاطئ الفرات بموضع يقال له كربلاء، ثم قبض قبضة من تراب أشمني إياه فلم أملك عيني أن أفاضتا . (استشهاد الحسين للطبري بتعليق السيد الجميلي) .

وذكر ابن حجر في صواعقه قال: وأخرج البغوي في معجمه من حديث أنس أن النبي صلی الله علیه و آله كان عند أم سلمة فقال: يا أم سلمة إحفظي هذا التراب فإذا صار دماً عبيطاً، فقد قتل ولدي الحسين بكربلاء .

وقال: أخرج الترمذي أن أم سلمة رأت النبي صلی الله علیه و آله في المنام باكياً وبرأسه ولحيته التراب فسألته، فقال: قتل ولدي الحسين آنفاً .

قال ابن حجر: وكذلك رآه ابن عباس نصف النهار أشعث بيده قارورة فيها دم يلتقطه فسأله فقال صلی الله علیه و آله : دم الحسين وأصحابه . فنظروا بعد ذلك فوجدوه قد قتل في ذلك اليوم .

إقامة مجالس العزاء

الظاهر مما رواه الشيخ الطوسي في أماليه عن ابن جبير عن ابن عباس قال: (بينا أنا راقد في منزلي سمعت صراخاً عالياً في بيت أم سلمة زوج النبي صلی الله علیه و آله ، فخرجت إلى منزلها وأقبل أهل المدينة إليها الرجال والنساء فقلت: مالك تصرخين وتغوثين؟ فلم تُجب، وأقبلت الهاشميات فقالت: أسعدنني وابكين

ص: 266

معي، قُتل والله سيدكن وسيد شباب أهل الجنة، قد قُتل سبط النبي صلی الله علیه و آله وريحانته الحسين . فقلت: ومن أين علمت ذلك ؟! قالت: رأيت رسول الله صلی الله علیه و آله في المنام الساعة أشعث مذعوراً فسألته عن شأنه فقال: قُتل أبني الحسين وأهل بيته ! قالت: فقمت حتى دخلت البيت وأنا لا أكاد أعقل، فنظرت فإذا بتربة الحسين التي أتى بها جبرئيل من كربلاء قد صارت دماً عبيطاً!! قال: فأخذت أم سلمة من ذلك الدم فلطخت به وجهها، وجعلت ذلك اليوم مأتماً ومناحة على الحسي ن، فجاء الركبان بخبره وأنه قُتل في ذلك اليوم) . انتهى .

الظاهر مما رواه الشيخ أن أم المؤمنين أم سلمة، هي أول من أقامت مجالس العزاء . وإن كان الظاهر مما ذكره الطبري في استشهاد الحسين أن أول من أقام مجلس العزاء هي هند بنت عبد الله بن عامر زوج يزيد بمشاركة العقيلة زينب علیها السلام وبقية النساء من السبايا . فقد ذكر الطبري: فخرجن حتى دخلن دار يزيد فلم تبق امرأة من آل معاوية إلا استقبلتهن تبكي وتنوح على الحسين، فأقاموا عليه المناحة ثلاثاً.. وفي رواية أُخرى ذكر: فلم تبق امرأة من آل يزيد إلا أتتهن وأقمن المأتم. ولا أرى ثمة خلافاً في كلا الخبرين .

وينقل الطبري عن عبد الملك بن أبي الحارث السلمي أنه لما نادى بقتل الحسين في المدينة قال: لم أسمع والله واعية قط مثل واعية نساء بني هاشم في دورهن على الحسين !!

يوم عاشوراء

روى الشيخ في المصباح عن عبد الله بن سنان قال: دخلت على سيدي أبي عبد الله علیه السلام في يوم عاشوراء فلقيته كاسف اللون ظاهر الحزن ودموعه تنحدر من عينيه كاللؤلؤ المتساقط، فقلت: يا ابن رسول الله مِمَّ بكاؤك لا أبكى الله

ص: 267

عينيك . فقال لي: أوَ في غفلة أنت ؟! أما علمت أن الحسين بن علي أصيب في مثل هذا اليوم ؟! فقلت: يا سيدي فما قولك في صومه ؟ فقال لي: صمه من غير تبييت وأفطره من غير تشميت، ولا تجعله يوم صوم كامل. وليكن إفطارك بعد صلاة العصر بساعة على شربة من ماء، في مثل ذلك الوقت تجلت الهيجاء عن آل رسول الله صلی الله علیه و آله وانكشفت الملحمة عنهم وفي الأرض منهم ثلاثون رجلاً صريعاً ما لهم على الأرض مثيل! يعز على رسول الله صلی الله علیه و آله مصرعهم، ولو كان في الدنيا يومئذ حياً لكان صلی الله علیه و آله هو المعزى بهم. قال: ثم بكى علیه السلام حتى اخضلت لحيته بدموعه . . .

وفي هذا يقول الشريف الرضي (قده):

لو رسول الله يحيى بعده *** قعد اليوم عليه للعزا

يا رسول الله لو عاينتهم *** وهم ما بين قتل وسبا

لرأت عيناك منهم منظراً *** للحشى شجوا وللعين قذا

واستأذنه السيد الحميري، فأقعد علیه السلام حرمه خلف ستر ودخل وسلم وجلس، فاستنشده فأنشده:

أمْرُرْ على جدثٍ الحسين *** فقل لأعظُمِهِ الزكيهْ

آأعظماً لا زلتِ من *** وَطْفَاءِ ساكبةٍ رويه

وإذا مررتَ بقبرهِ *** فَأَطِلْ بهِ وقفَ المَطيَّهْ

وابْكِ المطهرَ للمطهر *** والمطهرة النقيه

كبكاء مُعْوِلةٍ أتتْ *** يوماً لواحدها المنيه

قال فرأيت دموع الصادق علیه السلام تنحدر على خديه، وارتفع الصراخ من داره، حتى أمره بالإمساك فأمسك .

ص: 268

ومثلما حدث في دار الصادق علیه السلام ، حدث في دار الرضا علیه السلام ، عندما أنشد دعبل تائيته:

إذن للطمتِ الخدَّ فاطمُ عنده وأجريتِ دمعَ العين في الوجناتِ

حتى أن الإمام علیه السلام أغمي عليه مرتين، كما رواه الصدوق .

وروى الصدوق قدس سره في أماليه عن الرضا علیه السلام أنه قال: من ترك السعي في حوائجه يوم عاشوراء قضى الله له حوائجه في الدنيا والآخرة، ومن كان يوم عاشوراء يوم مصيبته وحزنه وبكائه جعل الله عز وجل يوم القيامة يوم فرحه وسروره، وقرت بنا في الجنة عينه..

زيارة مرقده الشريف

عن مسمع قال: قال لي الصادق علیه السلام : أنت من أهل العراق؟ أما تأتي قبر الحسين علیه السلام ؟ قلت: بلى يا ابن رسول الله . قال: أفما تذكر ما صنع به ؟ قلت: بلى . قال: أفتجزع ؟ قلت: إي والله وأستعبر حتى يرى أهلي أثر ذلك عليَّ فأمتنع عن الطعام حتى يستبين ذلك في وجهي . قال علیه السلام : رحم الله دمعتك، أما إنك من الذين يعدون من أهل الجزع لنا والذين يفرحون لفرحنا ويحزنون لحزنا ويخافون لخوفنا ويأمنون إذا أمنا.

اللطم وما ينحو نحوه

لعل اللطم وغيره من الممارسات التي تنحو نحوه هي من أكثر الأمور التي تعرضت للنقد من البعض، لكننا لو غضضنا الطرف عما ورد في الروايات كالتي ورد في زيارة الناحية: فبرزن من الخدور، ناشرات الشعور، لاطمات الخدود . أو ما رواه الصدوق قدس سره من أن دعبل الخزاعي لما أنشد الرضا علیه السلام قصيدته:

ص: 269

إذن للطمتِ الخد فاطمَ عنده . . . لطمتِ النساء وعلا الصراخ من وراء الستر وبكى الرضا علیه السلام حتى أغمي عليه مرتين .

إذا غضضنا الطرف عن هذا كله، فلاشك أن الأصل في هذه الممارسات هو الإباحة، ما لم يرد دليل على الحرمة.. كما هو مقرر في أصول الفقه. يقول الشيخ محمد الحسين آل كاشف الغطاء في فتاويه لأهل البصرة: (إن الأصول العملية تقتضي إباحة جميع تلك الأعمال بل هي راجحة مستحبة، وهي وسيلة من الوسائل الحسينية). إلا أن يُعلم بعروض عنوان ثانوي يقتضي حرمة شئ من تلك الأعمال الجليلة مثل كونه موجباُ للضرر بتلف النفس أو الوقوع في مرض مزمن، أما الألم الذي يزول بسرعة فلا يوجب الحرمة.

ويقول السيد السيستاني في هذا الصدد: (إنه لم تثبت حرمة الإضرار بالنفس مطلقاً، وإنما الثابت حرمته فيما يكون من قبيل هلاك النفس أو ما يلحق به) أما من يصف تلك الأعمال بالبدع، ففي الحقيقة مثل هؤلاء لايعرفون مفهوم البدعة، فكيف لهم معرفة مصاديقها؟! فإن للبدعة في اللغة أصلين أحدهما البدع من: بدع، وثانيهما: الإبداع من: أبدع. وكلاهما يُعطيان معنى واحداً وهو إنشاء الشئ بعد إن لم يكن له من قبل خلق ولا ذكر ولامعرفة .كما عرف الفراهيدي: البدع في (عينه)، وعرف الراغب الإبداع في (مفرداته) بإنشاء الصفة بلا احتذاء ولا اقتداء.

أما تعريف البدعة في الاصطلاح فهو: إدخال ما ليس من الدين فيه وهو عندنا قبيح مطلقاً . بل لا يطلق اسم البدعة عندنا إلا على ما كان محرماً كما قال رسول الله صلی الله علیه و آله : كل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار، وهي لا تقبل القسمة عندنا . وعليه وعلى ما مر يظهر لك فساد قول مَن وصفها بالبدعة . (المصادر:

ص: 270

منتخب كنز العمال. استشهاد الحسين للطبري بتعليق السيد الجميلي. أمالي الشيخ الطوسي. مصباح المتهجد للشيخ الطوسي. أمالي الصدوق. الآيات البينات للشيخ محمد الحسين آل كاشف الغطاء. قاعدة لا ضرر ولا ضرار للسيد السيستاني. سفينة البحار للشيخ القمي. العين للفراهيدي. المفردات للراغب) .

- نشر المدعو (ابن الولاية) في شبكة الحق الثقافية، بتاريخ 11-4-2000 بياناً ذكر أنه صادر عن مكتب مرجع الشيعة السيد علي الحسيني السيستاني مد ظله، وهذا نصه:

بِسمِ اللهِ الرَّحمَنِ الرًّحِيمِ

ذَلِكَ وَمَن يُعَظّم شَعَائِرَ الله ِفَإِنَّهْا مِن تَقوَى القُلُوبِ

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمّد وعلى آل بيته الطيبين الطاهرين الغّر الميامين.

أيها المسلمون: إن تعظيم الشعائر الحسينية وإظهار معالم الحق وإحياء المجالس التي تطرح العقيدة الإسلامية، وتتحلى فيها السيرة العطرة لآل بيت العصمة علیه السلام من أهم ما تقع مسئوليته عليكم , تحت أي ظرف كنتم وبأي أرض حللتم، ففيها تجسيد لمبادئ الإسلام وقيمه السامية، وفيها من الدروس والعظات والعبر ما لم يتوفر لنا في غيرها اليوم .

أيها المسلمون: إن حبّ أهل البيت الذي فرضه الله علينا بآية المودة، لا يكفينا ما لم يكن مقروناً بالعمل على هديهم والسير على نهجهم، نهج الحق ولهذا كانوا هم الوسيلة إلى حب الله ورسوله، وبغضهم هو المدخل إلى النار وقد تجلى هذا المعنى بالحديث المشهور عنه صلی الله علیه و آله : الحَسَنِ وَالحُسَينِ إبنايَ مَن

ص: 271

أحَبّهما أحَبّني وَمَن أحَبّني أحَبّه الله وَمَن أحَبّهُ الله أدخَلَه الجًنّة، وَمَن أبغَضَهما أبغَضَني، وَمَن أبغَضَني أبغَضَهُ الله، وَمَن أبغَضَهُ الله أدخَلَهُ النّار عَلى وَجهِه ِ.

إننا نتوسم بالمؤمنين والمؤمنات أن يتحلوا بسيرة أهل البيت علیه السلام ونهيب بهم أن يبثوا علومهم للملأ ويتخلقوا بأخلاقهم فينصروا المظلوم ويشيعوا العدل في مختلف جوانب حياتهم العائلية والاجتماعية , ويهتموا بأداء فرائضهم المكتوبة والمندوبة إقتداءً بالإمام الحسين علیه السلام الذي جسّدها بأروع صورها في يوم عاشوراء .

ولابدّ للمؤمنين أن يعيروا المجالس الحسينية اهتماماً خاصاً ويتخذوا من سيرة سيد الشهداء نبراساً ينير لهم طريق الحق لتتعمق على هديه علاقتهم بالقرآن الكريم والإسلام، ويعيشوا أهداف الحسين علیه السلام وقيمه ومثله التي هي أهداف وقيم ومثل الإسلام، ويضحّوا من أجلها بكل غال ونفيس, وأن ينبذوا الفرقة ويترفّعوا عن كلّ ما من شأنه التوهين بسمعة الإسلام العزيز أو تشويه صورته. فإن هذا هو المصداق الأمثل لقوله علیه السلام : أَحيوا أَمرنا. فإن إحياء أمرهم ليس بالبكاء والتباكي عليهم أو غيرها من المظاهر الحسينية التي ألفناها، بل المراد أيضا هو ما أشرنا إليه وغيره .

أيها المسلمون: لقد أصبحنا اليوم في زمن لا يَزدادُ فِيهِ الخَيرَ إِلى إِدباراً، وَالشرُ إِلا إِقبالاً، فكونوا يا عباد الله من دعاة الخير ودحضة الشر.

أيها المسلمون: إنّ أعداء الإسلام زيّنوا لنا الدنيا بالشهوات والملذّات، وشوّهوا لنا الإسلام بأقوالهم الزائفة، بغية ابتعادنا عن إسلامنا العزيز، فلا تغتروا بما قدّموا وأظهروا، وكُونُواْ قَوَّامِينَ بِالقِسطِ شُهَدَآءَ للهِ .

ص: 272

وفي الختام نوجه خطابنا إلى الاخوة الأعزاء خطباء المنبر الحسيني، وعموم المبلغين الذين هم لسان حال الإسلام وعنوانه فعليهم أن يتحلوا بكل الفضائل والكمالات، ولاسيما الورع والتقوى ليكونوا أهلاً لحمل هذه الأمانة الربانية. ومُعلم النّاس أولى بِتَعليمِ نَفسهِ وَتَهذِيبِها، لتكون بذلك موعظتهم أبلغ تأثيراً وأكثر نفعاً، حتى تتربى الأجيال الإسلامية تحت منابرهم الكريمة، ويحملوا الإسلام وهمومه قلباً وقالباً . أخذ الله بأيدينا وأيديكم لما فيه سعادة الدارين .

وَقُلِ اعمَلُوا فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُم وَرَسُولُهُ وَالمُؤمِنُونَ .

نوصيكم أن تكثروا من الدعاء لتعجيل ظهور إمام العصر وبقّية الله في الأرض عجل الله فرجه لينشر القسط والعدل في الأرض بعد ما ملئت ظلماً وجوراً. والسلام عليكم أيها المؤمنون ورحمة الله وبركاته.

مركز الإرتباط بسماحة آيةُ الله ِالعُظمىالسَيّد السيستاني دامَ ظِلّهُ – في لندن

غرة محرم الحرام 1421

- فكتب العاملي بتاريخ 12-4-2000:

مع الشكر للإخوة الذين كتبوا هذا البيان، لكن عليه ملاحظة أساسية، حيث وردت فيه عبارة يفهم منها التحامل على المظاهر والشعائر الحسينية التي ألفناها ! وهي تشمل كل المراسم، وتنافي فتوى السيد المرجع مد ظله، بل فتاوى كل المراجع الأجلاء الماضين والمعاصرين !! لاحظوا عبارة: (فإن إحياء أمرهم ليس بالبكاء والتباكي عليهم أو غيرها من المظاهر الحسينية التي ألفناها، بل المراد أيضاً هو ما أشرنا إليه وغيره) . ولو أنهم قالوا بدلها إن إحياء أمرهم لا يقتصر على هذه المراسم فقط... لارتفع الإشكال .

ص: 273

- فكتب المدعو (المنافس) بتاريخ 14-4-2000:

اقتراح الأخ العاملي جيد، ولكن المعنى واضح من العبارة الأولى، فكلمة أيضاً تدل على نفس المعنى الذي ذكره العاملي.... بل المراد أيضاً هو ما أشرنا إليه وغيره . فالمعنى هو: بل المراد البكاء والتباكي عليهم أو غيرها من المظاهر الحسينية التي ألفناها، وما أشرنا إليه في أول الخطاب . هذا، والله العالم .

- فكتب العاملي: إن كان مقصودهم ما ذكرت فهو جيد ويرتفع الإشكال على مقصودهم، ويبقى على العبارة، لأنها موجبة للإلتباس .

رد زعمهم أن مراسم عاشوراء من الجاهلية

- كتب (ابن تيمية) في شبكة الحق، في 22-3-2001، الثامنة والنصف مساءً، موضوعاً بعنوان (طقوس عاشوراء .. وعمل الجاهلية !!)، قال فيه:

بعد ثلاثة أيام يبدأ محرم، وتبدأ معه أعمال الجاهلية الأولى، من نحيب ولطم الخدود، وتطبير وضرب الرؤوس، وشدخ الرؤوس بالسيوف وإسالة الدماء، وخمش الوجوه، وشق الجيوب ولبس السواد.. و و و و . .

السؤال لكل العقلاء: ألم يقل الله تعالى: والذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا إليه راجعون ؟ ألم يقل الله تعالى: ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة ؟ ألم يقل الله تعالى: ولا تقتلوا أنفسكم ؟

ألم يقل الرسول صلی الله علیه و آله : ليس منا من لطم الخدود وشق الجيوب ؟ ألم يقل: أنا برئ من الصالقة والحالقة والشاقة ؟ ألم ينقل القمي في: من لا يحضره الفقيه

ص: 274

عن رسول الله صلی الله علیه و آله : النياحة من عمل الجاهلية ؟ ألم ينقل المجلسي في بحار الأنوار عن رسول الله صلی الله علیه و آله : النياحة عمل الجاهلية ؟

أفتوني يا عقلاء القوم.. أفتني أيها العلامة العاملي ؟ أفتني أيها العلامة التلميذ ؟ أفتني أيها العلامة رائد الشيخ جواد ؟ أفتوني أيها الفضلاء الأعلام ؟ أفتوني أيها العقلاء ؟ فهذه حجتي عليكم يوم لا ينفع مال ولا بنون .

- وكتب (الأنيس) بتاريخ 22- 3-2001، التاسعة مساءً:

هذا هو أحد أحفاد بني أمية، لا يعجبه إحياء ذكرى سيد الشهداء أبي الأحرار الإمام أبي عبد الله الحسين عليه الصلاة والسلام .. فيأتي بأحاديث من كتبه، وينقل من كتاب البحار للعلامة المجلسي حديثاً لا يعرف مدى صحته من عدمها، خاص بالنياحة التي هي شبيه بأفعال الجاهلية، ليجعل من كل ذلك دليلاً على أن ماتفعله الشيعة من إحياء لذكرى الإمام الحسين عملاً محرماً! وهو ليس كذلك بطبيعة الحال، فلا نياحة مشابهة لعمل الجاهلية، ولا شئ من هذا القبيل... لايعجب حفيد يزيد هذا أن تحيى ذكرى الحسين، لأن فيها إدانةً لجده يزيد وأسلافه من أصحاب الشجرة الملعونة في القرآن . . .

رغماً على أنوف أحفاد بني أمية سنحيي ذكرى سيد الشهداء ... وبارك الله في الشيخ الفاضل العاملي، والأستاذ الشيخ الجليل التلميذ، والشيخ الفاضل رائد الشيخ جواد، الذين أفحموا هؤلاء في كل حوار ونقاش معهم . وليخسأ أتباع يزيد وابن تيمية .

- وكتب (أبوسمية) بتاريخ 22- 3-2001، العاشرة ليلاًً:

الجاهلية في تنزيه الأعوج، وعبادة الشخصيات التي مرغت وجوهها وعفرتها سجوداً لهبل . . وتركت الحبل المتين، المطهرين من دنس الوثنية، وأبعدتهم

ص: 275

عن الساحة . . إحياء ذكريات آل البيت فرحاً وحزناً إحياء لذكر الله لأنهم الحبل الممدود بين السماء والأرض ..

وكأني بمستر همفر وهو ينظر لمحاربة الدين بطمس معالم آل البيت ..

اللهم العن أول ظالم ظلم حق محمد وآل محمد، وكل تابع له على ذلك .

- وكتب العاملي بتاريخ 22-3–2001، العاشرة والنصف ليلاً:

http://www.ansaralhussein.com/ansar/Forum1/HTML/001393.html

فحوله على مناقشة هذا الموضوع في شبكة أنصار الحسين علیه السلام .

- وكتب (ثابت) بتاريخ 23- 3-2001، الثانية والثلث صباحاً:

الزميل العزيز ابن تيمية .. في البدء من أين استقيت هذه الأفكار والأقوال عن الشيعة بأنهم بقومون بالأعمال التي ذكرتها في ذكرى استشهاد سبط النبي صلی الله علیه و آله الإمام الحسين علیه السلام ، وأنهم لا يقتلون أنفسهم حتى تذكرهم بقوله تعالى: ولا تلقوا بأيديكم الى التهلكة، أو قوله تعالى: ولا تقتلوا أنفسكم ؟ !

إن ما يقومون به من إظهار بعض المشاعر على حزنهم على مصاب عظيم.. هو تعبيٌر بسيطٌ عن حبهم لآل البيت الكرام، واستنكارهم لجريمة كبيرة حدثت في صدر الإسلام، قتل فيها ثلة من أحباب قلب رسول الله ؟ فلماذا تتحفظ أنت أيها الأخ المسلم عليهم ؟! إذا كنت لا ترغب في تقليدهم بما يفعلون، فأبسط الأمور أن تتركهم يعبرون عما يجول في صدورهم من حزن بالطريقة التي يحبون .

عزيزي .. ألا تخلد كل أمة عظماءها كل عام، سواء بمناسبات سعيدة أو حزينه ؟ وهؤلاء أيضاً جزءٌ من أمة .. أتركوهم يمارسون أبسط حقوقهم في ممارسة عمل يعتقدون أنها من صميم العبادة ولهم أدلتهم عليها . قال تعالى: ومن

ص: 276

يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب . . السلام على الحسين وعلى علي بن الحسين، وعلى أبناء الحسين، وعلى أنصار الحسين .

- وكتب (أحمد حسن علي) بتاريخ 23-3-2001، الواحدة صباحاً:

أستغرب كثيراً من أسلوب أهل الجماعة الهجومي !

بدل الإنتقاء العشوائي للموضوع وبتره من النصف.. أطرح عليك يا من طرحت الشعائر الحسينية للنقاش: هل تعرف أنك مسؤول أمام الله يوم القيامة عن موقفك في قضية كربلاء ؟! وفي أي معسكر تقف ؟ في معسكر الفاجر الملعون على لسان النبي صلی الله علیه و آله .. أم في معسكر الحسين ؟ والله إنك لمسؤول عن دم الحسين وأولاده وإخوته و73 من أهل بيته وأصحابه، الذين قتلوا في كربلاء ..

أنت مع الحسين أم مع يزيد؟ هذا هو السؤال.. وقفوهم إنهم مسؤولون !

لم أدْرِ أين رجالُ المسلمين مضوا . . . وكيف صار يزيدٌ بينهم ملكا

السلام عليك يا أبا عبد الله الحسين .

- وكتب (أكبري) بتاريخ 23- 3-2001، الثانية إلا ربعاً صباحاً:

الى ابن تيمية .. بدأت بالقيل والقال من غير أن تفهم معنى ثورة الحسين علیه السلام ! فعليك أولاً أن تبحث في مفاهيم ومضامين ثورة الحسين علیه السلام ومن ثم إرجع إلينا لنخبرك لماذا نبكي على هذه الشخصية العظيمة والفذة، والقائد الملهم والرجل ذي المواقف الرجولية والبطولية؟

فإنني أقسم إذا عرفت الحسين علیه السلام حق المعرفة أنك سوف تبكي بدل الدموع الدم، بل أقوى من ذلك بكثير .. علمنا الحسين علیه السلام أن الإسلام هو أن

ص: 277

تعبد الله فقط، ولا تعبد غير الله شيئاً، ولا تخاف من يزيد الذي حرف معالم دين الله القويم .

- وكتب (الجعفري) بتاريخ 23- 3-2001، الثانية صباحاً:

السلام على إخوتي وأحبائي شيعة رسول الله صلی الله علیه و آله .. تقبل الله صالح أعمالكم ووفقنا وإياكم لما فيه خير الدنيا والآخرة، ورزقنا وإياكم رحمته الواسعة شفاعة محمد وآله الطبين الطاهرين، ورحم الله والديكم على هذه التربية الطيبة المحمدية، والحمد لله على هذه الصفوة الطيبة من شيعة محمد وآل محمد صلی الله علیه و آله ، وجزاكم الله خيراً عن رسول الله وآله الطبين الطاهرين، وعن الإسلام والمسلمين .

أقول له . . بأننا نبكي على حفيد رسول الله صلی الله علیه و آله ، نبكي على ريحانة رسول الله صلی الله علیه و آله ، نبكي على سيد شباب أهل الجنة التي لن تشموا حتى رائحتها . . نبكي على ابن بنت رسول الله سيدة نساء العالمين من الأولين والآخرين، صلى الله عليها وعلى أبيها وآلهم الطيبين الطاهرين . نبكي على ابن الإمام علي بن أبي طالب مؤمن قريش علیهما السلام . .

- وكتب (أبو محمد) بتاريخ 23- 3-2001، الثانية والربع صباحاً:

لا أعتقد بأنه بعد رد الشيخ العاملي والإخوان الكرام من رد، ولكن ليأذن لي الشيخ العاملي وبقية الإخوان بهذه الإفادة:

1 - كعادتهم ضعاف النفوس يوزعون نفس الموضوع على عدة مواقع، ليثيروا الفتن ويبثوا سمومهم، ويعلنوا عداءهم لآل بيت النبوة بكل فخر واعتزاز ! ويولوا الأدبار فارِّين من الحوار !

ص: 278

2- نحن نبكي على استشهاد الإمام الحسين علیه السلام ، لأنه مصاب عظيم أصاب الأمة الإسلامية جمعاء، وهل هناك أعظم من قتل سبط النبي محمد صلی الله علیه و آله وريحانته، وسيد شباب أهل الجنة ؟!

3- لنفترض حسب إدعائك بأننا نرتكب المحرم بالبكاء، ونحن من عامة الناس، فما رأيك في هذه الآيات الكريمة فاقرأها لعل الله يهديك: وتولى عنهم وقال يا أسفى على يوسف وابيضت عيناه من الحزين فهو كظيم . قالوا تالله تذكر يوسف حتى تكون حَرَضاً أو تكون من الهالكين . قال إنما أشكوا بثي وحزني إلى الله وأعلم من الله مالا تعلمون . صدق الله العلي العظيم .

ونحن بدورنا نقول إنما نشكوا بثنا وحزننا إلى الله، وإنا لله وإنا إليه راجعون، وندعو بصوت واحد مرتفع: يا أبا عبد الله، لقد عظمت الرزية وجلت وعظمت المصيبة بك علينا وعلى جميع أهل الإسلام، فلعن الله أمة أسست أساس الظلم والجور عليكم أهل البيت، ولعن الله أمة دفعتكم عن مقامكم، وأزالتكم عن مراتبكم التي رتبكم الله فيها، ولعن الله أمة قتلتكم، ولعن الله الممهدين لهم بالتمكين من قتالكم . برئت إلى الله منهم ومن أشياعهم وأتباعهم وأوليائهم .

أرجو ألا تكون ممن يشملهم هذا الدعاء، فكل محبي آل البيت يدعون به في كل ذكرى لإستشهاد الإمام الحسين علیه السلام .

اللهم ثبتنا على حب محمد وآل محمد .

- وكتب (ابن تيمية) بتاريخ 23- 3-2001 السادسة والثلث صباحاً:

كم وكم تمنيت أن أجد جواباً عقلانياً واحداً ولكن لم أجد ..

فكل البضاعة مزجاة.. يبدو أن الجماعة يمارسون أعمالاً لايعلمون منشأها ولاشرعيتها، وهذه أم وبنت المصائب ..كانت كل الإجابات تختزل الموضوع

ص: 279

في قوقعة البكاء رغم أني لم أستشكل في ذلك .. فياليت القوم يقرؤون ما كتبت .. ثم يفهمون ما يقرؤون .. ثم يعلقون على ما يفهمون ..

ويبدو لي أن هذه معادلة فيزيائية في عالم الهمبرغر والهوت دغ .

- وكتب (القرشي) بتاريخ 23- 3-2001، قريب السابعة صباحاً:

إلى ابن تيمية .. أتدري لماذالم تقنعك إجابات القوم.. ولم تدخل عقلك ؟! لأن عقولكم في البحث مع الشيعة تسيطر عليها العصبية، وتبدأون تفكرون وللأسف من دون تعقل، فتهجمون على كل شئ .. حتى لو كان حقاً !

فالمجالس الحسينية فيها الوعظ والإرشاد، والشيعة يجلسون في عاشوراء يومياً للإستماع إلى تلك المجالس .. وفي نفس الوقت عندما تذكر قصة الشهادة يبكون على إمامهم المظلوم .

أو يغيضك ذكر الحسين إلى هذه الدرجة ؟! ولايغيضك مايجري الآن في أكثر البلدان السنية من الرقص بالسيف في مناسبات عديدة ؟! أم إقامتهم مواكب الرقص في مناسبات عديدة، وقد هيؤوا لذلك فرقاً ومجاميع ! أم أنك طربت ونسيت التعليق على ذلك ؟!!

- وكتب (ابن تيمية) بتاريخ 23- 3-2001، الخامسة والنصف مساءً:

قد ألف عبد الحسين شرف الدين الموسوي كتاباً سماه المجالس الفاخرة في مآتم العترة الطاهرة، حاول فيه كعادته في مؤلفاته الدفاع عن البدع والخرافات التي يتعبد بها الشيعة، ومنها المآتم كما يفهم من عنوان الكتاب. نعم حاول أن يثبت جواز إقامة المآتم من بكاء النبي على ابنه إبراهيم . لقد ذرفت عين النبي، ولكن هل فعل النبي ما تفعله الشيعة في المآتم ؟!

ص: 280

وهل جعل النبي من موت عمه حمزة رضي الله عنه وغيره مناسبة سنوية يجتمع فيها كل عام ويتفنن باكياً أو متباكياً لكي يبكي الحاضرون، كما يفعل علماء الشيعة وخطباؤهم في الحسينيات ؟ وهل كان النبي يوزع شراب الفيمتو والشاهي والتدخين في ذكرى مقتل أو موت من ذكرهم هذا المؤلف ؟

ويقول عبد الحسين الموسوي: وقد استمرت سيرة الأمة على الندب والعويل، وأمروا أوليائهم لإقامة مآتم الحزن على الحسين، جيلاً بعد جيل . ويقول وهو يرد على من عاب على الشيعة نياحهم وعويلهم: ولو علم اللائم الأحمق بما في حزننا على أهل البيت من النصرة لهم، والحرب الطاحنة لأعدائهم، لخشع أمام حزننا الطويل ولأكبر الحكمة المقصودة من هذا النوح والعويل، ولأذْعَنَ للأسرار في استمرارنا على ذلك في كل جيل .

قلنا: هذا النوح والعويل منهيٌّ عنه شرعاً برواياتنا ورواياتكم، وأنا أذكر الروايات التي تحضرني من كتب الشيعة:

الأولى: قال محمد بن علي بن الحسين الملقب عند الشيعة بالصدوق: من ألفاظ رسول الله التي لم يسبق إليها: النياحة من عمل الجاهلية.

(وسائل الشيعة 12/915، بحار الأنوار 82/103)

الثانية: ما رواه الإمام الصادق عن آبائه علیهم السلام في حديث المناهي قال: نهى رسول الله وآله عن الرنة عند المصيبة ونهى عن النياحة والإستماع إليها .

(وسائل الشيعة 2/915)

فالشيعي آثم لنياحة واستماعه النياح فليحذر .

الثالثة: عن رسول الله وآله قال: صوتان ملعونان يبغضهما الله: إعوال عند مصيبة، وصوت عند نعمة، يعني النوح والغناء .

ص: 281

(مستدرك الوسائل للنوري 1/144. بحار الأنوار 82/101).

الرابعة: ما جاء عن أبي عبد الله علیه السلام قال: لا يصلح الصياح على الميت ولا ينبغي، ولكن الناس لا يعرفون .

(الكافي 3/226. الوافي 12/88. وسائل الشيعة 2/916).

الخامسة: في كتاب الإمام علي علیه السلام إلى رفاعة بن شداد:

وإياك والنوح على الميت ببلد يكون صوت لك به سلطان .

(مستدرك الوسائل 1/144).

السادسة: عن الصادق علیه السلام قال: من ضرب يده عل فخذه عند المصيبة حبط أجره (وسائل الشيعة 2/914).

السابعة: عن أبي عبد الله: لا ينبغي الصياح على الميت ولاتشق الثياب .

(الكافي 3/225، وسائل الشيعة 2/916).

الثامنة: قوله لفاطمة حين قُتل (جعفر بن أبي طالب): لاتدعي بذل ولا ثُكل ولا حزن وما قلت فقد صدقت . (من لايحضره الفقيه1/112، الوافي 13/88، وسائل الشيعة 2/915)

التاسعة: عن أبي سعيد أن رسول الله وآله: لعن النائحة والمستمعة .

(مستدرك الوسائل 1/144) .

العاشرة: عن أبي جعفر قال: أشد الجزع الصراخ بالويل والعويل ولطم الوجه والصدر، وجز الشعر من النواصي، ومن أقام النواحة فقد ترك الصبر، وأخذ في غير الطريقة . (الكافي 3/223، وسائل الشيعة 2/915، بحار الأنوار 82/76)

أما النهي عن اللطم ففيه أحاديث وردت من طرق الشيعة منكرة عليهم ما يفعلونه في الحسينيات والمآتم .

- وكتب (ابن أبي تراب) بتاريخ 24-3-2001، الثانية صباحاً:

ص: 282

إن كان اللطم والبكاء لمقتل الحسين علیه السلام لا يجوز، فماذا تقول فيمن لطم وبكى وحاول الإنتحار لموت عبد الحليم حافظ وفريد الأطرش وطلال مداح ؟!! ولماذا لم تتوقف عائشة وأم فروة زوجة أبي بكر من اللطم والبكاء على أبي بكر حتى ضرب عمر أم فروة على رأسها بالحذاء، فتوقفت عن اللطم والبكاء ؟! موتوا بغيظكم .. تحسدونهم على علاهم . .

- وكتب (أحمد حسن علي) بتاريخ 24- 3-2001، الرابعة صباحاً:

هذا لو كان حاضراً في كربلاء لسل السيف في وجه الحسين، وأنتم تريدون إقناعه بالشعائر ؟ !

أرجو من الأخوة عدم إعطاء الفرصة لهؤلاء الحاقدين، وإضاعة الوقت، إجعلو النقاش مثمراً . . تكلموا عن الحسين أخلاق الحسين، ما جرى في كربلاء من مصائب، ما جري على السبايا من محن .. نريد أن نستفيد من محرم، فلا يدخل هذا البعيد عنا بيننا فيشوش هذه الأيام الحسينية بأفكاره المسمومة . أرجو أن أكون أنا آخر مشارك في هذا الحوار، وفتح حوار جديد يسرُّ قلبَ الحسين:

تبكيك عيني لا لأجل مثوبةٍ لكنما عيني لأجلك باكيهْ

- وكتب (الفاطمي) بتاريخ 26- 3-2001، العاشرة والثلث ليلاً:

نتعجب من الزميل ابن تيمية وتبجحاته بأقواله التي تنم عن جهله أولاً، قبل أن تنم عن مدى تشوقه للطعن بالشيعة، وإن اضطر الى الطعن فيمن يعتبرهم قدوةً له !! فأول أقواله التي تبجح بها هو قوله: فالشيعي آثم لنياحة واستماعه النياح، فليحذر .

كأنه مفتي الشيعة في زمانه ! ذاهلاً عما في كتبه أن عائشة أقامت النياحة على أبيها أبي بكر، فهل كانت آثمة بإقامتها النائحة على أبيها ؟! فقد قال البخاري في

ص: 283

كتاب الخصومات.. باب إخراج أهل المعاصي والخصوم من البيوت بعد المعرفة: (وقد أخرج عمر أخت أبي بكر حين ناحت) ! قال ابن حجر في فتح الباري: قوله: باب إخراج أهل المعاصي والخصوم من البيوت بعد المعرفة: أي بأحوالهم، أو بعد معرفتهم بالحكم ويكون ذلك على سبيل التأديب لهم . قوله: وقد أخرج عمر أخت أبي بكر حين ناحت. وصله ابن سعد في الطبقات بإسناد صحيح من طريق الزهري عن سعيد بن المسيب قال: لما توفي أبو بكر أقامت عائشة عليه النوح، فبلغ عمر فنهاهن فأبين، فقال لهشام بن الوليد: أخرج إليًّ بنت أبي قحافة يعني أم فروة فعلاها بالدرة ضربات، فتفرق النوائح حين سمعن بذلك !! ووصله إسحاق بن راهويه في مسنده من وجه آخر عن الزهري وفيه: فجعل يخرجهن امرأة امرأة وهو يضربهن بالدرة .

(فتح الباري - كتاب الخصومات - باب 5، 6 - ح 2420)

فلئن كنا نحن الشيعة من أهل الجاهلية على ما قال الزميل ابن تيمية لإقامتنا النياحة على السبط الشهيد علیه السلام ، المحزوز الراس من القفا.. فأم المؤمنين عائشة هي في مقدمة أهل الجاهلية لإقامتها النوح على أبيها وإصرارها على النياحة هي وأخت أبي بكر، والنسوة اللاتي كن معهن، حتى مع نهي عمر !!

وأما قوله: هذا النوح والعويل منهي عنه شرعاً برواياتنا ورواياتكم . . . فنقول له: وهل حضرتك الروايات التي تجيز النياحة ؟ أم أنك آثرت تركها ؟ أم أنك تنقل من نفس المصدر الذي ينقل منه الأخ عاشق السبطين ؟!!

ثم الظاهر أن ابن تيمية ومن نقل عنه وغيره من أهل السنة لايعلمون بما في كتبكم، ولو قرؤوا كتاب الشرح الكبير لعبد الرحمن بن قدامه (2/430) لرأوا قوله بعد أن ذكر عدم جواز الندب والنياحة: (وقال بعض أصحابنا هو مكروه،

ص: 284

ونقل حرب عن أحمد كلاماً يحتمل إباحة النوح والندب، واختاره الخلال وصاحبه، لأن واثلة بن الأسقع وأبا وائل كانا يستمعان النوح ويبكيان . وقال أحمد: إذا ذكرت المرأة مثل ماحكي عن فاطمة في مثل الدعاء لا يكون مثل النوح، يعني لا بأس به، وروي عن فاطمة أنها قالت: يا أبتاه، من ربه ما أدناه، إلى جبريل أنعاه . يا أبتاه، أجاب رباً دعاه .

وروي عن علي عن فاطمة رضي الله عنهما أنها أخذت قبضة من تراب قبر النبي صلى الله عليه وسلم فوضعتها على عينها، ثم قالت:

ماذا على مشتم تربة أحمد *** أن لا يشم مدى الزمان غواليا

صبت علي مصائب لو انها *** صبت على الأيام عدن لياليا) .

والمشكلة أننا ابتلينا بأناس لايفهمون إلا القص واللزق وينقلون أي حاجة وأي كلام ليطعنوا فقط، حتى وإن كان ماينقلونه يكشف عن جهالتهم بما في كتبهم !

وأما بالنسبة للروايات المروية في كتبنا، فنحيل المدعو ابن تيمية إلى فقهائنا وما ذكروه في كتبهم لكي تعرف كيف تخلط وتلبس في المرة القادمة !!

قال المحقق الحلي في المعتبر: 1/344: (ويجوز النياحة على الميت بتعداد فضائله من غير تخط إلى كذب، ولاتظلم ولا تسخط . وذهب كثير من أصحاب الحديث من الجمهور إلى تحريمه، واحتجوا بما روت أم عطية قالت: أخذ علينا النبي صلی الله علیه و آله عند البيعة ألا ننوح، ولأنه يشبه التظلم والإستعابة والتسخط بقضاء الله .

لنا: ما روي أن فاطمة علیها السلام كانت تنوح على النبي صلی الله علیه و آله . روي أنها أخذت قبضة من تراب قبر النبي صلی الله علیه و آله فوضعتها على عينيها وقالت:

ص: 285

ماذا على من شتم تربة أحمد *** أن لا يشم مدى الزمان غواليا

صبت علي مصائب لو انها *** صبت على الأيام عدن لياليا (1)

ورووا أن وائلة بن الأسفع وأبا وائل كانا يستمعان النوح، ويبكيان ولم ينقل إنكار أحد من الصحابة عليهم. (ذكر ذلك ابن قدامة كما بيناه أعلاه)

ومن طريق الأصحاب ماروى أبوحمزة عن أبي جعفر علیه السلام قال: مات ابن المغيرة فسألت أم سلمة النبي صلی الله علیه و آله أن يأذن لها في المضي إلى مناحته فأذن لها فندبت ابن عمها بين يدي النبي صلی الله علیه و آله وقالت:

أنعى الوليد بن الوليد *** أخا الوليد فتى العشيرهْ

حامي الحقيقة ماجداً *** يسموا إلى طلب الوتيرهة

قد كان غيثاً للسنين *** وجعفراً غدقاً وميره

فما عاب النبي صلی الله علیه و آله ذلك، ولا قال لها شيئاً .

وقال النبي صلی الله علیه و آله لفاطمة حين قتل جعفر بن أبي طالب: لا تدعين بذل ولا نكل ولا حرب وما قلت فيه فقد صدقت . (2).

وأمر النبي صلی الله علیه و آله بالندب على حمزة . (3).

وعن يونس بن يعقوب عن أبي عبد الله علیه السلام قال: قال لي أبو جعفر علیه السلام : أَوْقف لي من مالي كذا وكذا للنوادب يندبنني عشر سنين بمنى أيام منى . (4).

والجواب عما ذكروه من الحديث أنه يمكن أن يكون إشارة إلى النوح الذي يتضمن جزعاً وسخطاً، أو قولاً باطلاً، وأما قولهم يشبه التسخط والإستعابة فنحن نحرم ذلك، لكن ليس كل النوح كذلك، وإنما نبيح منه ما يتضمن ذكر خصائصه وفضائله وفواضله وحكاية التألم بفقده، وهذا لايتضمن ما ذكروه.

ص: 286


1- بحار الانوار ج 79 ص 106.
2- الوسائل ج 2 أبواب الدفن باب 83 ح 4.
3- بحار الانوار ج 79 ص كتاب الطهارة ح 26، إلا أن فيه: أمر النبي بالنوح على حمزة.
4- الوسائل ج 12 ابواب ما يكتسب به باب 17 ح 1.

وقد روينا عن الصادق علیه السلام أنه قال: لا بأس بأجر النائحة إذا قالت صدقاً . (1). ذكره ابن بابويه فيمن لا يحضره الفقيه) .

وقال العلامة الحلي في منتهى المطلب: 1/466: (النياحة بالباطل محرمة إجماعاً . أما بالحق فجائز إجماعاً، روى الجمهور عن فاطمة علیها السلام قالت: يا أبتاه من ربي ما أدنى يا أبتاه إلى جبرئيل أنعاه. يا أبتاه أجاب ربا دعاه . . .) . إلى آخر ما أورده السيد الفاطمي من آراء فقهائنا في النياحة، ومناقشاتهم لمن حرمها مطلقاً من المذاهب الأخرى.. ثم قال:

ننتظر لنرى ابن تيمية، ونأمل أن لا يختفي كما فعل في هذا الرابط بعدما بتر وحور قول السيد الخوئي نور الله ضريحه:

http://www.ansaralhussein.com/ansar/Forum1/HTML/001189.html

السلام عليك يا بضعة المصطفى يا فاطمة الزهراء .

- وكتب (أبومحمد) بتاريخ 27- 3-2001، العاشرة والربع ليلاً:

أخي العزيز الفاطمي حفظه الله .. لك مني كل التقدير والإحترام، لله درك ما تركت غشاوة على عقول القوم إلا قشعتها، فإلى الأمام يامحبي رسول الله وعترته إلى الأمام، ثبتنا الله وإياكم على الحق وإحقاقه .

أتراك يافاطمي تظن بأن القوم لازالوا في الميدان؟! لاوالله لقد ظهر الحق لهم جلياً ولكن ما من معترف، ولاحول ولاقوة إلا بالله .

ص: 287


1- الوسائل ج 2 أبواب الدفن باب 71 ح 2 (مع اختلاف يسير) .

ومانقول إلا: حسبنا الله ونعم الوكيل. ترون الحق وتغمضون أعينكم عنه.

المهم: الشكر الجزيل لكل من شارك في هذا الحوار بقصد إحقاق الحق ورفع راية الإسلام. وفي النهاية فلنقف قليلاً ولنسأل كما سأل أخي العزيز الفاطمي:

ولأي الأمور تدفن ليلاً *** بضعة المصطفى ويعفى ثراها

فمضت وهي أعظم الناس شجواً *** في فم الدهر غصة من جواها

وثوت لا يرى لها الناس مثوى *** أي قدس يضمه مثواها

آه ثم آه ثم آآآه . اللهم ثبتنا على حب محمد وآل محمد .

- وكتب (أبو محمد) بتاريخ 28- 3-2001، الخامسة والربع مساءً:

أينك يا ابن تيمية ؟!

- وكتب (ابن تيمية) بتاريخ 29- 3-2001، الثامنة مساءً:

أيها الفاطمي المحروق .. تتهمني بالتبجح وأنت لا تفقه أبجديات اللغة العربية، وتناقش في مواضيع عميقة وأنت لاتملك أبسط مفاتيح العلم .

الأمثلة التي ذكرتها لاتدل بحال على الإباحة، فكل يؤخذ منه ويرد إلا صاحب هذا القبر .. وتصرف زينب أخت الحسين بضرب رأسها بمقدمة المحمل ليست بحجة حتى عند علمائكم، وإذا كانت حجة لمجرد أنها بنت إمام فلتأخذ دينكم من عبد الله الأبطح وجعفر الكذاب ابن الإمام الصادق .

ثم أنتم تذكرون أن الإمام الحسين قال لأخته: أختاه إذا أنا قتلت فلا تشقي علي ثوباً ولا تخدشي وجهاً، ولا تدعي بالويل والثبور وعظائم الأمور.

ثم إن الإنسان مطلوب منه أن يرد الضرر عن نفسه لا أن يجلبه لها .

ص: 288

ثم إذا كان التطبير تعبير عن الحزن والألم، فهل أنت إذا فقدت أباً أو أماً أو صديقاً عزيزاً، هل تضرب رأسك بسيف، أو تشدخ ظهرك بسلسلة، أو تخدش وجهك، أو تشق جيبك ؟! هذه أعمال مجانين!!

ثم إذا كان هذا مستحباً وفيه تقرب إلى الله، فلماذا مراجعكم يعزفون عن التطبير ولا يقومون به بأنفسهم . . لماذا يترفعون عن عمل الخير ؟!

- وكتب (الفاطمي) بتاريخ 29- 3-2001، التاسعة مساءً:

ما شاء الله على هذا الرد . . أتعبت نفسك يا الملاك الطائر يا بن تيمية !! اختفيت قرابة ثلاثة أيام وبعدها تأتينا بهذا الرد المتهافت !!

والظاهر أن أسئلتي كانت ثقيلة عليك حتى أنك لم تجد إلا أن تتبع أخطائي الإملائية لكي تحفظ ماء وجهك أمام المطبلين لك !

ثم قل لي: هل بان لك كذب قولك (فالشيعي آثم لنياحة واستماعه النياح فليحذر) ! وهل أثمت أم المؤمنين عائشة بإقامتها النوح على أبيها أم لا ؟! أم أنك تفقه من أمور دينك أكثر منها ؟!

مالك يا ملاك الطائر تهربت من الرد على هذا السؤال ؟!!

هل أم المؤمنين عائشة أثمت بإقامتها النوح على أبيها أبي بكر أم لا!!

نكرر .. علك ترد !! نريد جواباً .. وكفاك تهرباً ! ثم ما رأيك في استماع الصحابي الجليل واثلة بن الأسقع للنياحة !! وهل تؤثمه أم لا !!

أعلم كم تورطت في الرد على أسئلتي وكم هو صعب أن تجيب عليها !! ولذلك آثرت الهرب من الرد وقلت: ثم الأمثلة التي ذكرتها لا تدل بحال على الإباحة، فكل يؤخذ منه ويرد إلا صاحب هذا القبر .. علك تنفذ نفسك من ورطتك !!

ص: 289

ولكنك لم تعلم بأنك طعنت بأم المؤمنين وأحد صحابتك العدول وإمامك أحمد !! فهل أنت أفضل من أم المؤمنين عائشة والصحابي واثلة بن الأسقع وإمامك أحمد ؟ في الأخذ من صاحب القبر صلی الله علیه و آله ؟!!

كم أنت مسكين يالملاك الطائر.. تحاول الخروج جاهداً من ورطة لتقع في أخرى ! نراك .

نسيت هذا السؤال ياملاك الطائر.. عفواً يا ابن تيمية:

هل كانت أم المؤمنين عائشة بإقامتها النوح على أبيها من أهل الجاهلية، كما تقول عن الشيعة لإقامتهم النوح على الحسين علیه السلام !!

أترد أم تثبت أنك فعلاً الملاك الهارب، عفواً الطائر !!

- قال العاملي: اختصرنا هذه المناقشة مع المدعو ابن تيمية.. وقد غاب ولم يجب المدعو ابن تيمية على أسئلة السيد الفاطمي !

ص: 290

البكاء على الحسين بدعة ! وقتله اجتهاد !!

- كتب (هشام) في شبكة الحق بتاريخ 28-3-2001، العاشرة صباحاً، موضوعاً بعنوان (البكاء بدعة ! والقتل اجتهاد ! مالكم كيف تحكمون ؟) قال فيه:

من الواضح الذي لا شك فيه لدى كل إنسان ذو فطرة سليمة، جواز البكاء على الموتى ولا سيما الشهداء منهم وأصحاب المواقف المشرفة لأمتنا الإسلامية، كأهل بيت العصمة والطهارة علیهم السلام .. ولقد أقر القرآن الكريم ذلك البكاء وأجازته السنة الشريفة، ومع ذلك نجد شرذمة من الجهال ما زالوا ينعقون قائلين: إن البكاء بدعة، والبدعة في النار ! فيخالفون بذلك القرآن الكريم وسنة النبي الأمين صلی الله علیه و آله جهاراً وبكل وقاحة، ويقلبون المعروف منكراً والمنكر معروفاً !!

والقتل أعزائي، فلا شك ولا شبهة في حرمته، وأنه من كبائر الذنوب التي توجب الخسران الأبدي كما صرح بذلك القرآن نفسه.. إلا أن أولئك الجهال يقولون بأنه اجتهاد ويؤجر عليه القاتل، فيجيزون لأسلافهم قتل المسلمبن المؤمنين بحجة ذلك الإجتهاد المزعوم، كي يبرروا لأنفسهم ذلك . ويحرمون البكاء على شهداء أيديهم كي لا يفتضحوا !!

فالبكاء بدعة ! والقتل اجتهاد ! أحكموا يامنصفين.. أم صار المنكر معروفاً عندهم والمعروف منكراً ؟! أفنجعل المسلمين كالمجرمين ؟ مالكم كيف تحكمون ؟ أم لكم كتاب فيه تدرسون؟ إن لكم فيه لما تخيرون . والحمد لله رب العالمين .

- وكتب (الوهابي الجديد) بتاريخ 28- 3-2001، الحادية عشرة صباحاً:

ص: 291

الأخ هشام . . هل لك أن تدلنا على أولئك الجهال الضالين الذين يقولون إن القتل إجتهاد ؟ ! فمن المعروف حرمة النفس البشرية في الإسلام لمسلم كانت أم لكافر . فالقتل إن لم يكن بموجب شرعي فهو اعتداء بحجم قتل الناس جميعاً .

- وكتب (المحمدي) بتاريخ 28- 3-2001، الثالثة ظهراً:

ما رأيك أخي الكريم بهذا القتال معركة الجمل بين علي علیه السلام وأصحابه من جهة، وعائشة وأصحابها طلحة والزبير من جهة ؟ ماحكم من تسبب في هذه الجريمة التي أدت الى قتل عشرات الآلاف من المسلمين ؟! معركة صفين.. بين الإمام علي علیه السلام وخيرة أصحاب النبي من جهة، وبين معاوية وابن العاصي وأتباعهم من جهة ؟ قتل فيها عشرات الآلاف من المسلمين ؟! أي موجب شرعي لهؤلاء (الصحابة العدول جداً جداً) في أن يتسببوا في هذه المقتلة العظيمة بين المسلمين ؟ هل تحكم عليهم جميعاً بالكفر أو على طائفة منهم لكي تبطل المذهب السني ؟ وابحث لك عن مذهب آخر لاتوجد فيه هذه الأباطيل في الإجتهاد بقتل المسلمين .

اللهم العن أول ظالم ظلم حق محمد وآل محمد وآخر تابع له على ذلك.

- وكتب (الوهابي الجديد) بتاريخ 28- 3-2001، الرابعة إلا ربعاً عصراً:

الأخ المحمدي . . التسبب في معركة لايعد داخلاً في حكم القتل . فكثير من القادة يقودون أممهم إلى معارك خاسرة وخاطئة .

أنظر مثلاً كيف أن الإمام الخميني رفض وقف الحرب مع العراق حين عرض العراق ذلك سنة 1981، وأصر على استمرارها بهدف جني النصر، ثم بعد سبع سنوات إضطر إلى القبول بوقفها رغم عدم تحقيق الهدف المرجو !

ص: 292

فهل يعتبر الإمام مسئولاً عن قتل العشرات الآلاف من المسلمين فقط، بل مئات الآلآف من الذين سقطوا خلال سنوات الحرب ؟

ثانياً: أحب أن أعرفك بأن أهل السنة يعدون أن علياً بن أبي طالب هو صاحب الحق في المعركتين . ففي معركة الجمل كان الطرف الآخر هو الظالم بمنطوق حديث الرسول للزبير بن العوام حين قال له: لتقاتلنه - يعني علياً - وأنت له ظالم . كما يعد أهل السنة أن معاوية ومن معه كان هو الباغي على أمير المؤمنين علي في معركة صفين، نظراً لحديث الرسول لعمار: تقتلك الفئة الباغية . لكن هذين الحكمين ليس لهما أن يجعلا لساني يتطاول أكثر من ذلك على صحابة رسول الله . تلك دماء أمرها إلى الله .

- فكتب (هشام) بتاريخ 29- 3-2001، العاشرة صباحاً:

الأخ الوهابي الجديد .. هل صحيح أنك تعتقد أن علياً علیه السلام هو صاحب الحق في معركتي الجمل وصفين وتشهد بذلك؟! وإذا كان كذلك، فهل أنت سني، أم شيعي، أم وهابي، أم لست من هذه الثلاثة ؟ إذ أن الحوار يختلف باختلاف المعتقد، فحدد معتقدك يتحدد معك الكلام .

- وكتب (هشام) في 29- 3-2001، الثانية عشرة إلا ربعاً ظهراً:

إنا لله وإنا إليه راجعون . وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون. عظم الله أجورنا وأجوركم بمصاب أبي عبد الله الحسين سيد شباب أهل الجنة .

إخوتي .. سأديم معكم الحوار بعد العاشر من المحرم إن شاء الله لانشغالي بشعائر الحسين علیه السلام وأهل بيته وأنصاره . أما الدنيا فبعدك مظلمة، وإنا لفقدك يا أبا عبد الله لمفجوعون . والحمد لله على كل حال .

ص: 293

- فكتب (الوهابي الجديد) في29- 3-2001، الثانية عشرة والثلث ظهراً:

الأخ هشام . . تساؤلك دليل على عمق سوء الفهم والأفكار المغلوطة بين الفريقين، السنة والشيعة .

أخي: أنا سني وهابي لكني أصدر هنا عن فهم خاص . أما فيما يخص الإمام علي بن أبي طالب، فإن الذي أعرفه هو أن الموقف السني هو ماسجلته لك أعلاه . إني أصدر عن موقف سني تقليدي . كما أن الذي شكل وعيي الخاص بمأساة علي ومن بعده الحسين (رضی الله عنه) هو كتب التاريخ السنية التي قرأتها في صباي الباكر مثل: البداية والنهاية لابن كثير، وتاريخ الطبري، ومروج الذهب للمسعودي، وحياة الحيوان للدميري .. وخلافه .

إن رواية الإحداث المجردة في تلك الكتب تجعل القلب يعتصر ألماً لماحصل، إنْ لعليٍَ أو للحسين . كما يجب أن تعرف أن ما عليه أهل السنة هو عدم محبة يزيد، بل إن أحمد بن حنبل يرى أن الذي يؤمن بالله واليوم الآخر لايحب يزيداً، لكنهم في الغالب الأعم لايجوزون لعنه، بمعنى أنهم لايحبونه ولايلعنونه رغم أن بعض فقهاء أهل السنة يحرم اللعن إلا على يزيد .

وتجد مواقف فقهاء أهل السنة تتسم بالبرود تجاه يزيد، فهم مثلاً لاينفون عنه ولايثبتون عليه أنه تغنى بأبيات ابن الزبعري حين ورد عليه رأس الحسين، أو أنه تغنى بأبيات له يقول فيها إنه قضى من النبي ديونه.

إن ماعليه ابن كثير وابن تيمية مثلاً أن ذلك مايذكره الشيعة عنه، فإن كان صحيحاً فهو ليس مستحق للعن فقط، بل وكافر أيضاً .

- وكتب (محمد علي) بتاريخ 29- 3-2001، الثانية ظهراً:

ص: 294

من قال لك إن البكاء بدعة يا عزيزي ؟ فالإنسان من طبيعته أن يبكي على أمر محزن، فكيف إن كان المحزن استشهاد سبط رسول الله وريحانته !!

عموماً إما إن سألت عن البدعة فالبدعة هي: 1- الحداد المتكرر كل سنة ! 2- الحداد أكثر من ثلاثة أيام .

أما إن سألت عن الحرام . 3- اللطم . 4- ضرب السيوف والجنازير !

- وكتب (المحمدي) بتاريخ30- 3-2001،الحادية عشرة إلا ربعاً صباحاً:

محمد علي . . أين دليلك على ذلك ؟ ولا تأتني به من كتبكم لأني لا أرى حجيتها . بيني وبينك كتاب الله وما هو حجة عندنا .

اللهم العن أول ظالم ظلم حق محمد وآل محمد وآخر تابع له على ذلك.

اللهم العن العصابة التي جاهدت الحسين وشايعت وتابعت على قتله .

اللهم العنهم جميعاً، اللهم العنهم لعناً وبيلاً , وعذبهم عذاباً أليما .

اللهم عذبهم عذاباً يستغيث منه أهل النار، آمين رب العالمين .

قال الإمام الرضا علیه السلام :

يا ابن شبيب إن سرَّك أن تسكن الغرف المبنية في الجنة مع النبي وآله صلوات الله عليهم، فالعن قتلة الحسين علیه السلام .

يا ابن شبيب إن سرَّك أن يكون لك من الثواب مثل ما لمن استشهد مع الحسين، فقل متى ذكرته: ياليتني كنت معهم فأفوز فوزاً عظيماً .

يا ابن شبيب إن سرَّك أن تكون معنا في الدرجات العلى من الجنان، فاحزن لحزننا وافرح لفرحنا عليك بولايتنا، فلو أن رجلاً تولى حجراً لحشره الله معه يوم القيامة .

- وكتبت (ابنة زينب) بتاريخ 30- 3-2001، الحادية عشرة ليلاً:

ص: 295

إلى محمد علي .. أريد أن أسالك سؤالاً: كم سنة بقي النبي يعقوب علیه السلام يبكي على النبي يوسف علیه السلام وأخيه من بعده، مع أنه كان يعلم أنهم أحياء وأنهم سيرجعون إليه ؟!

وكيف كان يبكي عليهم، حيث أدى بكاؤه إلى عماه وفقد بصره !!! حتى عاتبه أبناؤه لكثرة ذكره على النبي يوسف علیه السلام بعد كل تلك السنين ! يعني كما تلوموننا أنت وأمثالك على البكاء وإقامة العزاء كل سنة ! هل تعرف بماذا أجابهم النبي يعقوب علیه السلام ، قال: إنه يشكو بثه وحزنه الى الله تعالى، فهل في بث الحزن الى الله تعالى بدعة ؟! فكيف إذن بالبكاء ونصب العزاء لريحانة سيد الأنبياء والمرسلين صلوات الله عليه وآله، وقد قتل ونحر من القفا ظمآناً غريباً وحيداً فريداً .

واعذرني يا جداه يا رسول الله على ذكر هذه المصيبة المفجعة لقلبك الشريف، وتجري عليه الخيول اللعينة بعد قتله... وغيرها وغيرها من المصائب التي جرت عليه روحي وأرواح العالمين لتراب قدمه الشريف الفدا وأقل الفدا.

فإنك (لو) تتمعن وتتمعن جيداً لرأيت أن من إحدى كرامات ثورة الإمام الحسين صلوات الله عليه أن مصيبته ظلت حية وصداها يدوي رغم مرور أكثر ألف سنة، مازالت مصيبته محتفظة بحرارتها في قلوب المؤمنين كما في الحديث الشريف، بما معناه: إن للحسين حرقة في قلوب المؤمنين لا تبرد أبداً ولكن: إنك لا تسمع الصم الدعاء، والله المستعان .

تبكيك عيني لا لأجل مثوبة *** لكنما عيني من أجلك باكيهْ

تبتل منكم كربلاء بدمٍ ولا *** تبتل مني بالدموع الجاريه

ص: 296

والسلام عليك يا مولاي يا سيدي يا أباعبد الله، وعلى سائر المستشهدين بين يديك.. أبداً ما بقيت وبقي الليل والنهار .

- وكتب العاملي بتاريخ 2-4-2001، الثالثة ظهراً:

للرفع . . ليقرأه أصحاب العقيدة المتناقضة !!

ص: 297

ص: 298

الفصل الخامس: من الفقه الأموي الإسرائيلي

اشارة

ص: 299

ص: 300

صوم يوم عاشوراء شكراًواتخاذه عيداً !!

- كتب (المحسن) في شبكة الحق الثقافية بتاريخ 2-4-2001، الثانية عشرة ظهراً، موضوعاً بعنوان (فقهاء السلطه يفتون لصوم عاشوراء ويتركون الافتاء للجهاد في القدس)، قال فيه:

مفتي السعودية يوجه كلمة ترغيبية في صوم يوم عاشوراء !

الرياض وكالة الأنباء السعودية: وجه سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ مفتي عام المملكة رئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء، الكلمة التالية في الترغيب في صوم يوم عاشوراء:

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.. أما بعد: فقد ثبت عن النبي أنه كان يصوم يوم عاشوراء، ويرغب الناس في صيامه، لأنه يومٌ نجى الله فيه موسى وقومه، وأهلك فيه فرعون وقومه،

ص: 301

فيستحب لكل مسلم ومسلمة صيام هذا اليوم شكراً لله عز وجل ! وهو اليوم العاشر من المحرم . ويستحب أن يصوم قبله يوماً أو بعده يوماً، مخالفة لليهود في ذلك، وإن صام الثلاثة جميعاً التاسع والعاشر والحادي عشر فلا بأس، لأنه روي عن النبى أنه قال: خالفوا اليهود صوموا يوماً قبله ويوماً بعده . وفي رواية أخرى: صوموا يوماً قبله أو يوماً بعده .

وصح عنه أنه سئل عن صوم يوم عاشوراء فقال: يكفر الله به السنة التي قبله . والأحاديث في صوم يوم عاشوراء والترغيب في ذلك كثيرة .

ونظراً إلى أن يوم الإثنين هو اليوم الأول من محرم هذا العام 1422 ه- لأن الأصل هو كمال ذي الحجة، فإن الأفضل للمؤمن في هذا العام أن يصوم يومي الثلاثاء والأربعاء التاسع والعاشر من محرم، أو يومي الأربعاء والخميس العاشر والحادي عشر من محرم .. وأسال الله أن يوفقنا وجميع المسلمين لما يرضيه وأن يجعلنا جميعاً من المسارعين إلى كل خير . إنه جواد كريم .

وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه..

مفتي عام المملكة العربية السعودية

ورئيس هيئة كبار العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء

عبد العزيز بن عبد الله بن محمد آل الشيخ

- وقال (الكاتب المحسن): كله فرح لمقتل الإمام الحسين علیه السلام !! التاريخ يذكر لنا أن المجرمين بني أمية أمروا المسلمين بصومه فرحاً لمقتل الحسين علیه السلام . وكل سنة يركزون عى صوم عاشوراء ويوزعون منشورات وأوراق وحث.. حتى في شهر رمضان لا ترى ذلك ! نحن لانقول شيئاً ولكن بينوا للناس ما جرى في اليوم العاشر من المحرم !!

ص: 302

- وكتب (الفاطمي) بتاريخ 2-4-2001، الواحدة والنصف ظهراً:

صحيح مسلم - كتاب الصوم - صوم يوم عاشوراء:

عن علقمة قال: دخل الأشعث بن قيس على ابن مسعود وهو يأكل يوم عاشوراء فقال: يا أبا عبد الرحمن إن اليوم يوم عاشوراء ! فقال: قد كان يصام قبل أن ينزل رمضان، فلما نزل رمضان ترك . فإن كنت مفطراً فأطعم) .

لا أعلم ماذا يفعلون بهذه الرواية عن ابن مسعود ؟! الظاهر أن علمهم فاق علم ابن مسعود ! أم ؟! الظاهر الجماعة يحبون الزيادة نكالاً في الشيعة، أو بشهيد كربلاء علیه السلام !! أو.. بجده خير خلق الله صلی الله علیه و آله !!

سل كربلا كم من حشىً لمحمد *** فيها وكم استُجزَّت من يدِ

أقمار تَمٍّ غالها خسفُ الردى *** واغتالها بصروفها الزمن الردي

- وكتب (محمد علي) بتاريخ 2-4-2001، الثانية والنصف ظهراً:

يا حرام !! يعتقدون نفسهم أتباع الحسين، أهل الكوفة !!

هل رأيتمونا نفعل احتفالات في ذكرى استشهاد عمر أو باقي الصحابة !! ما هذه الخرافات ؟! قلنا لكم إنه لا البخاري ولا مسلم كانوا يفكرون بأن هنالك يوجد شئ سيخترعه الشيعة اسمه حداد سنوي ! فلا الرسول صلی الله علیه و آله فعلها ول االصحابة ولا التابعون ! أما رواية الفاطمي، فالمقصود بها أنه كان فرضاً ! لكن بعد رمضان أصبح اختيارياً أي سنة ومستحباً !

والآن من أهل السنة من يصومه، ومن لايصومه حسب ما يعجبه .

- وكتب (الفاطمي) بتاريخ 2-4-2001، الثالثة والثلث ظهراً:

ص: 303

محمد علي !! وهل أصبحتم أفضل من رسول الله صلی الله علیه و آله ، حينما ترك صيام عاشوراء كما قال ابن مسعود ؟!! وهل تسبقون النبي صلی الله علیه و آله بفعل المستحبات !! أم ما زلتم تستنون بسنة اليهود بصيام عاشوراء، حتى وإن ترك رسول الله صلی الله علیه و آله صيام ذلك اليوم ؟!!

- قال العاملي:

يلاحظ أن مفتي السعودية وجَّهَ هذه الفتوى النداء لأجل صيام يوم عاشوراء شكراً لله تعالى، لأنه يوم نجاة بني إسرائيل من فرعون مصر قبل الإسلام بآلاف السنين . . ولم يذكر فيها كلمة عن مقتل الإمام الحسين فيه الذي أخبر به النبي صلی الله علیه و آله وبكى لقتله، كما روته صحاحهم !

ولم يوجه نداء وفتوى بتأييد انتفاضة الشعب الفلسطيني في وجه أعداء الله اليهود، وهو يسمع الأخبار ويرى مشاهد القتل والتدمير اليومي طيلة أشهر الإنتفاضة.. بل على العكس فقد أصدر فتوى حرم فيها العمليات الفلسطينية الإستشهادية، واعتبرها عملاً انتحارياً محرماً يخلد صاحبه في النار !!

ولم يبق على المفتي إلا أن يصدر فتوى للفلسطينين بأن عليهم أن يتخذوا يوم عاشوراء عيداً ويصوموه شكراً لله لنجاة بني اسرائيل، ويهنؤوا شارون واليهود بذلك، ويهدموا قبة المسجد الأقصى في القدس الشريف .. لأنها بدعة وهدمها أوجب من جهاد اليهود، كما نشر الوهابيون في شبكاتهم !!

- كتب العاملي في شبكة أنصار الحسين علیه السلام بتاريخ 24-3-2001، الحادية عشرة ليلاً موضوعاً بعنوان (إلى الذين يصومون يوم عاشوراء من أجل . . اليهود)، قال فيه:

ص: 304

جعل بنو أمية يوم عاشوراء عيداً، واحتفلوا فيه هم وشيعتهم بالفرح والسرور، وأفتوا فيه باستحباب الفرح، وتوزيع الحلوى، والتوسعة على العيال.. وأفتوا فيه للمتدينين بالدين الأموي، أن يصوموه شكراً لله على انتصار ابن آكلة الأكباد، على ابن فاطمة الزهراء، علیهما السلام .

ولما رأى أتباعهم مثل ابن تيمية وغيره أن بدعة العيد مفضوحة .. حولوه إلى رسم يهودي ! فقالوا إنه شكرٌ لله على نجاة بني إسرائيل ! وما زلت ترى شيعتهم معصبي الأعين والعقول . . يرددون كالببغاء تبرير علماء البلاط الأموي ويقولون إن الصوم فيه مستحب شكراً لله على نجاة بني إسرائيل !! ولا يفكرون لماذا لم يشرع الإسلام الصوم والفرح إلا لنجاة اليهود فقط ؟!!

ولماذا لم يخصص يوماً لقبول توبة آدم علیه السلام .. ويوماً لنجاة نوح علیه السلام ومن معه في السفينة .. ويوماً لنجاة إبراهيم من النار، ويوماً لنجاة عيسى من القتل، علیهما السلام ؟! يبدو أن الذين يحبون الشجرة الملعونة في القرآن، لايستطيعون أن يشغلوا أذهانهم بحرية !!

حسناً تصومونه شكراً لله على نجاة اليهود !

فهل ترسلون برقية تهنئة لشارون بهذه الذكرى ؟!

وهل تريدون أن تصوموا يوم شكر على نجاة النصارى ؟!

- وكتب (المحمدي) بتاريخ 24- 3-2001، الثانية عشرة إلا ربعاً ليلاً:

مولانا العاملي .. ابن تيمية الحراني في الشام معقل بني أمية والنواصب سابقاً، سئل في فتاويه الكبرى: (وسئل شيخ الإسلام , عما يفعله الناس في يوم عاشوراء من الكحل والإغتسال والحناء والمصافحة , وطبخ الحبوب، وإظهار السرور وغير ذلك . . فهل ورد في ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم حديث صحيح،

ص: 305

أم لا ؟ وإذا لم يرد حديث صحيح في شئ من ذلك فيكون فعل ذلك بدعة، أم لا ؟ وما تفعله الطائفة الأخرى من المأتم والحزن والعطش , وغير ذلك من الندب والنياحة , وقراءة المصرع , وشق الجيوب . هل لذلك أصل، أم لا ؟

فأجاب: لم يرد في شئ من ذلك حديث صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه , ولا استحب ذلك أحد من أئمة المسلمين، لا الأئمة الأربعة ولا غيرهم . . . الخ .

اللهم العن أول ظالم ظلم حق محمد وآل محمد وآخر تابع له على ذلك .

- فكتب العاملي في 24- 3-2001، الثانية عشرة إلا عشر دقائق ليلاً:

الأخ العزيز المحمدي .. مهما اختلفت رواياتهم وفتاويهم .. فإن عنصر الصوم شكراً على نجاة اليهود ثابت عندهم ! وعنصر التوسعة على العيال والفرحة موروث في عوامهم ! وقد حاول ابن تيمية وغيره أن يتخلصوا من فضيحة الفقه الأموي، فأبقوا على عنصر الشكر والفرحة في صوم عاشوراء، وجعلوها من أجل اليهود !!

- وكتب (العنيد) بتاريخ 24- 3-2001، الثانية عشرة ليلاً:

يا يزيد كِدْ كَيْدَك.. واسْعَ سعيَك.. فلن تمحو ذكرنا !

عليك السلام ياحفيدة رسول الله صلی الله علیه و آله يا بنت ولي الله علیه السلام ، وسيدتي وسيدة نساء العالمين علیهما السلام .. وأخت سيدي شباب أهل الجنة.

-كتب (الأستاذ) في شبكة الحق الثقافية بتاريخ 2-4-2001، الخامسة صباحاً، موضوعاً بعنوان (صيام عاشوراء سنة نبي الإسلام وأهل بيته لاسنة اليهود يا عاملي !)، قال فيه:

ص: 306

يقول الله عز وجل: ويل للمطففين الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون وإذا كالوهم أو وزنوهم يخسرون ..

يتهم أهل السنة في مقالاته بأنهم يصومون عاشوراء تأسياً بسنة اليهود ! ويتغاضى عن الأحاديث الكثيرة في هذا الباب والتي تبين فضل صيام عاشوراء! ما أجمل إنصافك يا عاملي ؟! ليقرأ الناس تلك الفضائل التي تخفونها في كتبكم وتتهمون أهل السنة بالمقابل بافتراءها نكاية بأهل البيت! فهنيئاً لنا سنة أهل البيت وهنيئاً لك سنة الجاهلية (النياحة) والتي سنقف عندها في مقالة أخرى.

- وكتب (الفاطمي) بتاريخ 2-4-2001، الحادية عشرة صباحاً:

حياك الله أيها الزميل الأستاذ .. لست في مقام الدفاع عن شيخنا الأغر العاملي، فهو أقدر منا على الدفاع عن أقواله ! ولكن قولك هذا: وهنيئاً لك سنة الجاهلية (النياحة): يشمل الشيعة . . فنرد بناء على قولك !!

ولعلمك يا أستاذ، وأظنك قرأت مقال (ابن تيمية)، أن سنة الجاهلية التي تقول عنها (النياحة) عملت بها أم المؤمنين عائشة عندما توفي أبوها هي وعمتها أم فروة !! وأيضاً كان الصحابي واثلة بن الأسقع يستمع لسنة الجاهلية كما تزعم ! فهل تعتبرهما من أهل الجاهلية، أم لا ؟!!

قال البخاري في كتاب الخصومات: باب إخراج أهل المعاصي والخصوم من البيوت بعد المعرفة: وقد أخرج عمر أخت أبي بكر حين ناحت !!

قال ابن حجر في فتح الباري: قوله: باب إخراج أهل المعاصي والخصوم من البيوت بعد المعرفة: أي بأحوالهم، أو بعد معرفتهم بالحكم، ويكون ذلك على سبيل التأديب لهم .

ص: 307

قوله: وقد أخرج عمر أخت أبي بكر حين ناحت . وصله ابن سعد في الطبقات بإسناد صحيح من طريق الزهري عن سعيد بن المسيب قال: لما توفي أبو بكر أقامت عائشة عليه النوح، فبلغ عمر فنهاهن فأبين فقال لهشام بن الوليد: اخرج إلى بيت أبي قحافة يعني أم فروة فعلاها بالدرة ضربات فتفرق النوائح حين سمعن بذلك . ووصله إسحاق بن راهويه في مسنده من وجه آخر عن الزهري وفيه: فجعل يخرجهن امرأة امرأة وهو يضربهن بالدرة .

(فتح الباري - كتاب الخصومات - باب 5، 6 - ح 2420)

وقال عبد الرحمن بن قدامه في الشرح الكبير:2/430، بعد أن ذكر عدم جواز الندب والنياحة: وقال بعض أصحابنا هو مكروه، ونقل حرب عن أحمد كلاماً يحتمل إباحة النوح والندب، واختاره الخلال وصاحبه، لأن واثلة بن الأسقع وأبا وائل كانا يستمعان النوح ويبكيان .

ثم كتب الفاطمي: أي الروايتين تختار.. وهل تستطيع الجمع بينهما ؟!!

1 - عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء، فقال ما هذا ؟ قالوا: هذا يوم صالح هذا يوم نجى الله بني إسرائيل من عدوهم فصامه موسى .

قال: فأنا أحق بموسى منكم فصامه وأمر بصيامه .

2 - أن عائشة رضي الله عنها قالت كان يوم عاشوراء تصومه قريش في الجاهلية وكان رسول لله صلى الله عليه وسلم يصومه، فلما قدم المدينة صامه وأمر بصيامه فلما فرض رمضان ترك يوم عاشوراء، فمن شاء صامه ومن شاء تركه . الروايتان في البخاري كتاب الصيام . صيام يوم عاشوراء .

- ثم كتب (الفاطمي) بتاريخ 2-4-2001، الثانية إلا ثلث ظهراً:

ص: 308

ما رأيك بهذه الرواية يا زميلي الأستاذ ؟ (عن إبراهيم عن علقمة قال: دخل الأشعث بن قيس على ابن مسعود وهو يأكل يوم عاشوراء فقال: يا أبا عبد الرحمن إن اليوم يوم عاشوراء فقال: قد كان يصام قبل أن ينزل رمضان فلما نزل رمضان ترك . فإن كنت مفطراًَ فأطعم) صحيح مسلم- كتاب الصوم - صوم يوم عاشوراء .

- وكتب العاملي بتاريخ 2-4-2001، الثانية والثلث ظهراً:

يتضح لمن تتبع صوم يوم عاشوراء في مصادر الطرفين، أن صومه كان مفروضاً حتى نسخ بصوم شهر رمضان .. فلما وقع قتل الحسين علیه السلام في يوم عاشوراء، اتخذه الأمويون النواصب عيداً رسمياً كل عام، وأمروا فقهاء البلاط فروجوا فضائله، ومنها لبس الجديد والحلي للنساء والأولاد . . ومنها التوسعة على العيال، والإكتحال . . . الخ .

كما ابتدعوا صومه شكراً لمعبودهم على قتل الإمام الحسين علیه السلام ، وانتصار بني أمية على بني هاشم !! ووضعوا له الأحاديث عن لسان النبي صلی الله علیه و آله ! كالذي رواه الحاكم.. وانتقده وحكم بوضعه.. وعندما افتضح تزييفهم جاء أتباعهم وقالوا كلا، إن صومه شكر لله على نجاة بني إسرائيل ! ! لكنك ما زلت ترى في فقههم وعملهم عنصر العيد، والتوسعة على العيال، ومقولة الشكر على نجاة اليهود، إلى يومنا !!

ولذا قلنا لهم .. بقي عليكم أن ترسلوا برقية تهنئة لشارون !!

أما في فقهنا.. فيوم عاشوراء يوم حزن ومصيبة على النبي وآله صلى الله عليهم، فهو يوم حزن للإسلام والمسلمين .. ويستحب فيه عندنا الإمساك عن الطعام حزناً . . وليس في فقهنا أي عنصر للعيد ولا لليهود !

وهذه هي الأصالة الإسلامية في مقابل التزييف والتحريف الأموي .

ص: 309

- وكتب (محمد علي) بتاريخ 2-4-2001، الثانية والنصف ظهراً:

يبدو أن العاملي لا يريد أن يعلم أن في عهد بني أمية لم يفكر أحد باختراع خرافة الذكريات السنوية !!

بالمناسبة لماذا لم يأمر بنو أمية البخاري أن يدخل في أحاديثه أحاديث في فضائلهم الخاصة بمستوي اختراعات فضائل عمر الفاروق !! هل عندك إجابة لماذا لم يأمر بنو أمية البخاري أن يحذف حديث هارون موسى والغدير .. هل عندك جواب ؟! فكان باستطاعة البخاري أن لا يكتب هذا الحديث في كتابه ويتجاهله ! كما أن هنالك أحاديث كثيرة أخرى لم يكتبها ؟!

اللهم ارض عن ساداتنا أبو بكر وعمر وعثمان وعلي .

- وكتب (الفاطمي) بتاريخ 2-4-2001، الرابعة عصراً:

وهل أصبحتم أفضل من رسول الله صلی الله علیه و آله ، حينما ترك صيام عاشوراء، كما قال ابن مسعود ؟! وهل تسبقون النبي صلی الله علیه و آله بفعل المستحبات !! أم ما زلتم تستنون بسنة اليهود بصيام عاشوراء حتى وإن ترك رسول الله صلی الله علیه و آله صيام ذلك اليوم ؟!!

قال ابن مسعود: قد كان يصام قبل أن ينزل رمضان فلما نزل رمضان ترك!

وأين الأستاذ صاحب الموضوع ؟!!

- وكتب (الأستاذ) بتاريخ 2-4-2001، الخامسة مساءً:

أيها الفاطمي ... لاتخف .. قد صفقوا لك . . فلا داعي لكتابة أربعة ردود في يوم واحد، وتقول لي: أين الأستاذ صاحب المقال ؟ ! أستطيع الرد عليك.. لكن

ص: 310

مشكلتي هي أنه لايروقني الرد علىكل من هب ودب، هناك مستويات معينة أناقشها، أما حوار المدارس فلا أحبه .

نعم كان صيام عاشوراء مفروضاً قبل صيام شهر رمضان ثم نُسخ وبات صيامه سنة، بعد أن كان فرضاً، والسؤال هنا وأنا الذي أسأل وليس أنت أيها الفاطمي، لأني صاحب المقالة .

أترك الإجابة للعاملي، ولا تحشر نفسك فيما لا يخصك، هناك نقاشات بينك وبين الملاك الطائر لا أتطفل وأدخل عليها، فلا تتطفل .

أقول: هل ذهب الإمام الحسين إلى العراق وهو صائم، أم لا ؟

أجبني يا عاملي: ولماذا تتهم أهل السنة باختراع صيام عاشوراء ؟

- وكتب (شيعي من عرجه) في 2-4-2001، الخامسة والنصف مساءً:

ذهب الإمام الحسين إلى العراق وهو صائم ؟!!

يعني مسافر وصايم ؟! هل . . كيف . . !! فهِّمونا ?!

- وكتب العاملي بتاريخ 2-4-2001، السادسة إلا ثلث مساءً:

أشكر الأخ الفاطمي لمشاركته في الجواب بنقاط جيدة، جزاه الله خيراً .

ثبت عندنا وعندكم نهي النبي صلی الله علیه و آله عن الصيام في السفر، وأنه سمى من خالفه وصام في شهر رمضان (العصاة) !!

وثبت قوله صلی الله علیه و آله لذلك الحميري .. بلغة حمير الذين يقلبون لام التعريف ميماً .. (ليس من امبرَِ امصيامُ في امسفر) . فكيف تريد أن تثبت أن الإمام الحسين كان من العصاة ؟!

كما رأيت أن فقهاءنا لم يتفقوا على بقاء استحباب صوم عاشوراء بعد نسخ وجوبه، فمنهم من قال بنسخ وجوبه وعدم تشريع استحبابه، ومنهم من قال

ص: 311

بتشريع استحبابه . وهذان القولان موجودان في مصادر الحديث، وفتاوى الفقهاء عندكم أيضاً .

وكل هذا في صومه بعنوان أنه صوم مستحب، وليس فيه عنصر عيد، ولا فرح، ولا يهود، ولا لبس حلي، ولا توسعة على العيال، ولا اكتحال وتزين.. أما عندكم فما زلت ترى عنصر العيد، والتوسعة على العيال، والشكر على نجاة اليهود في فقهكم وعملكم إلى يومنا !!

فحتى لو قلنا بثبوت تشريع صومه صوماً مستحباً بعد نسخ وجوبه .. فمن أين جاءت عناصر البدعة والفرح والشكر ودخلت في صومه؟! إنها ورادات أموية يهودية.. لاغير !

ولذا قلنا .. بقي عليكم أن ترسلوا برقية تهنئة لشارون !

- كتب العاملي في شبكة الحق الثقافية، بتاريخ 26- 3-2001، الثانية عشرة والربع ظهراً، موضوعاً بعنوان (سؤال لمن سمى نفسه أستاذاً .. عن النساء المكحلات في يوم عاشوراء ؟!)، قال فيه:

هل تأخذ بالفتوى الأموية التي تقول: من اكتحل يوم عاشوراء سلمت عيناه طول عمره . وهل تكتحل أنت وعائلتك يوم عاشوراء ؟!

وهل النساء اللواتي يتكحلن يوم عاشوراء .. أستاذات تيميات مثلك ؟!!

أنظروا كيف وضعوا الأحاديث في الفرح بيوم عاشوراء:

قال العجلوني في كشف الخفاء: 2 / 234:

(2410 - من اكتحل بالإثمد يوم عاشوراء لم ترمد عينه . ويروى عيناه أبداً، رواه الحاكم والبيهقي في شعبه، والديلمي، عن ابن عباس، رفعه.

ص: 312

وقال الحاكم: منكر، وقال في المقاصد: بل موضوع . وقال في اللآلئ بعد أن رواه عن ابن عباس من طريق الحاكم: حديث منكر والإكتحال لا يصح فيه أثر فهو بدعة، وأورده ابن الجوزي في الموضوعات .

وقال الحاكم أيضاً: الإكتحال يوم عاشوراء لم يرو عن النبي صلى الله عليه وسلم فيه أثر، وهو بدعة ابتدعها قتلة الحسين رضي الله عنه وقبحهم .

نعم رواه في الجامع الصغير بلفظ: من اكتحل بالإثمد يوم عاشوراء لم يرمد أبداً ! قال المناوي نقلاً عن البيهقي: وهو ضعيف بالمرة. وقال ابن رجب في لطائف المعارف: كل ما روى في فضل الإكتحال والإختضاب والإغتسال فيه موضوع لم يصح) .

وأصل الإكتحال وكل الفرح بعاشوراء وصومه شكراً .. بدعةٌ من يزيد وابن زياد !! قال البكري الدمياطي في إعانة الطالبين: 2/301:

(وأما أحاديث الإكتحال إلخ.. في النفحات النبوية في الفضائل العاشورية للشيخ العدوي ما نصه: قال العلامة الأجهوري: أما حديث الكحل، فقال الحاكم: إنه منكر، وقال ابن حجر إنه موضوع، بل قال بعض الحنفية: إن الإكتحال يوم عاشوراء، لما صار علامةً لبغض آل البيت وجب تركه . قال: وقال العلامة صاحب جمع التعاليق: يكره الكحل يوم عاشوراء، لأن يزيد وابن زياد اكتحلا بدم الحسين هذا اليوم، وقيل بالإثمد، لتقر عينهما بفعله)!

- وكتب بشير بتاريخ 27- 3-2001، الحادية عشرة والنصف صباحاًَ:

أحسنت يا عاملي .

- وكتب (الأستاذ) بتاريخ 27-3-2001، الحادية عشرة مساءًَ:

ص: 313

الله أكبر ... الله أكبر .. صدق الله القائل: يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين فاعتبروا يا أولي الأبصار .. العاملي العالم الفهامة، لايعرف أن كتاب كشف الخفاء للعجلوني، صنفه هذا العالم ليبين الأحاديث المكذوبة الموضوعة على رسول الله وعلىأهل السنة، ويبين بهذا السفر (بكسر السين) الجليل أن هذه الأحاديث لا تمتُّ بصلة لأهل السنة وأنها موضوعة مختلقة، ثم يأتي العاملي ليستدل به على أهل السنة ! هل ترضى أن أستدل بالروايات التي تنصون في كتبكم على أن من أحاديث الغلاة، وأنكم لا تدينون الله بها ؟ بالطبع لا... ولكن الميزان الأعوج الذي يوزن به صحابة الرسول هو نفسه الذي تزنون به أهل السنة !

أما الإكتحال في عاشوراء فهو بدعة لا تمت للإسلام بصلة... فإذا كان النواصب يكتحلون في عاشوراء، فماذا يفعل.. الملالي ؟ هل ينوح الرجال ؟!

- فكتب العاملي بتاريخ 28- 3-2001، الثانية عشرة والثلث صباحاً:

فات الأستاذ النابه، وتلميذه التابع.. أن الغرض من استشهادي بالإكتحال أن أبين كيف كشف العجلوني وأمثاله ما وضعه أئمتمهم ورواتهم ! ورحم الله الدمياطي الذي كشف فعل يزيد الذميم بالإكتحال من دم الحسين علیه السلام !! وفاتهما أن العديد من فقهائهم عمل بالإكتحال وما زالت فتاواهم في مصادركم الفقهية ! والإكتحال ما هو إلا مفردة من مفردات العيد الأموي الذي بقي منه في فقهكم استحباب صوم عاشوراء، مع عنصر العيد، ولبس الحلي، والتوسعة على العيال، والشكر على نجاة اليهود . .

ولا تنسوا إرسال برقية تهنئة لشارون !!

- وكتب أبو زهراء بتاريخ 3-4-2001، الواحدة ظهراً:

ص: 314

لا ينقضي العجب من هؤلاء النواصب الذين اتبعوا سنة معاوية ويزيد ابنه، قاتل ريحانة رسول الله أبي عبد الله الحسين، في جعل يوم العاشر من المحرم يوم فرح وسرور، وهم بذلك يدخلون الحزن على قلب الرسول الأعظم صلی الله علیه و آله !! فقد رووا كذباً وزوراً أحاديث عن النبي تأمر بصيام هذا اليوم، الذي بكت فيه ملائكة السماء حزناً على أبي عبد الله الحسين، وسوف نبين هنا كذب هذه الأحاديث ونعرض لها فقط من صحيحي البخاري ومسلم:

روى البخاري في صحيحه: 1515 - عن عائشة قالت: كانوا يصومون عاشوراء قبل أن يفرض رمضان، وكان يوماً تستر فيه الكعبة، فلما فرض الله رمضان، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من شاء أن يصومه فليصمه، ومن شاء أن يتركه فليتركه .

وروى أيضاً: 1794 - عن عائشة رضي الله عنها: أن قريشاً كانت تصوم يوم عاشوراء في الجاهلية، ثم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بصيامه حتى فرض رمضان، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من شاء فليصمه، ومن شاء أفطر .

والمستفاد من الحديثين السابقين أن النبي كان يصومه من قبل أن يهاجر إلى المدينة المنورة .

وروى أيضاً: عن سلمة بن الأكوع: أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث رجلاً ينادي في الناس يوم عاشوراء: إن من أكل فليتم، أو فليصم، ومن لم يأكل فلا يأكل .

وروى أيضاً: عن الربيع بنت معوذ قالت: أرسل النبي صلى الله عليه وسلم غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار: من أصبح مفطراً فليتم بقية يومه، ومن أصبح

ص: 315

صائماً فليصم . قالت: فكنا نصومه بعد ونصوِّم صبياننا، ونجعل لهم اللعبة من العهن، فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه ذاك حتى يكون عند الإفطار .

ونلاحظ هنا أن النبي صلی الله علیه و آله كان يأمر بصيامه في المدينة، بل يبعث موفديه إلى قرى الأنصار البعيدة عن مركز المدينة ليحثهم على صيامه ؟

ثم روى بعد: عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة، فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء، فقال ما هذا ؟ قالوا هذا يوم صالح، هذا يوم نجى الله نبي إسرائيل من عدوهم، فصامه موسى . قال: فأنا أحق بموسى منكم . فصامه وأمر بصيامه . قال شارحه: (يوم صالح: وقع فيه خير وصلاح . أحق بموسى: أولى بالفرح والإبتهاج بنجاته) .!!

وروى: عن أبي موسى رضي الله عنه قال: كان يوم عاشوراء تعده اليهود عيداً، قال النبي صلى الله عليه وسلم: فصوموه أنتم .

قال شارحه: فصوموه أنتم: معلنين أنكم تخالفونهم في اعتباره عيداً، لأنكم لا تصومون يوم العيد . ويتبين لنا أن النبي هنا لم يكن قد صام يوم عاشوراء باعتباره من أيام الجاهلية، بل صامه بناء على قول اليهود من أنه يوم صالح، وهو أحق بصيامه منهم ابتهاجاً وسروراً ! ولكن في الرواية الثانية يخالفهم بأنه ليس من الأعياد !بل يتبين لنا أن النبي لم يكن يصومه في الجاهلية كما هو حديث عائشة المتقدم، بل صامه لأن يهود المدينة صاموه .

قال البخاري: عن ابن عباس قال: لما قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة، وجد اليهود يصومون عاشوراء، فسئلوا عن ذلك فقالوا هذا اليوم الذي أظفر الله فيه موسى وبني إسرائيل على فرعون، ونحن نصومه تعظيماً له، فقال

ص: 316

رسول الله صلى الله عليه وسلم: نحن أولى بموسى منكم . ثم أمر بصومه) . فأيها نصدق ؟؟!!

وقد جاء في صحيح مسلم: 130 - مثله وزاد: (قال أبو أسامة: فحدثني صدقة بن أبي عمران عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب، عن أبي موسى رضي الله عنه قال: كان أهل خيبر يصومون يوم عاشوراء يتخذونه عيداً ويلبسون نساءهم فيه حليهم وشارتهم . فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فصوموه أنتم) . انتهى.

وهنا يتبين لنا أن يهود خيبر هم الذين كانوا يصومونه وليس يهود المدينة ! 133 - عن ابن عباس يقول: حين صام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء وأمر بصيامه، قالوا: يا رسول الله إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فإذا كان العام المقبل إن شاء الله، صمنا اليوم التاسع . قال فلم يأت العام المقبل، حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم !!

وهنا أراد النبي صلی الله علیه و آله مخالفة اليهود والنصارى في صيامه فقال: فإذا كان العام المقبل إن شاء الله صمنا اليوم التاسع . ولكن النبي توفي قبل ذلك، أي أن هذا الحديث قد وقعت أحداثه في السنة الحادية عشر من الهجرة المباركة بعد رجوعه صلی الله علیه و آله من حجة الوداع ! أي أن هناك نسخاً لكل ما جاء في صيام هذا اليوم إذا كان هنالك ثمة صيام !

- وكتب (الفاطمي) بتاريخ 3-4-2001، الثالثة والثلث ظهراً:

عزيز يا أخي أبا زهراء .. أين أنت ؟! أضف هذه الرواية:

ص: 317

عن علقمة قال دخل الأشعث بن قيس على ابن مسعود وهو يأكل يوم عاشوراء، فقال يا أبا عبد الرحمن إن اليوم يوم عاشوراء ! فقال: قد كان يصام قبل أن ينزل رمضان فلما نزل رمضان ترك فإن كنت مفطراً فاطعم .

(صحيح مسلم - كتاب الصوم - صوم يوم عاشوراء) . وجزيل الشكر لشخصكم الكريم .

- كتب (فجر) في شبكة الحق الثقافية بتاريخ 29-3-2001، الخامسة مساءً، موضوعاً بعنوان (صيام يوم عاشوراء)، قال فيه:

إن يوم عاشوراء هو اليوم الذي استشهد فيه الحسين علیه السلام ، وهو يوم المصيبة والحزن للأئمة علیهم السلام وشيعتهم .

وإن بني أمية كانوا يتبركون بهذا اليوم بصور عديدة..

منها: أنهم كانوا يسنّون ادخار القوت فيه ويعتبرون ذلك القوت مجلبة للسعادة وسعة الرزق ورغد العيش إلى العام القادم ! وقد وردت أحاديث كثيرة عن أهل البيت علیهم السلام في النهي عن ذلك تعرضاً لهم .

ومنها: عدّهم هذا اليوم عيداً والتأدب فيه بآداب العيد من التوسعة على العيال وتجديد الملابس وقص الشارب وتقليم الأظفار والمصافحة، وغير ذلك مما جرت عليه طريقة بني أمية وأتباعهم !

ومنها: الإلتزام بصيامه، وقد وضعوا في ذلك أخباراً كثيرة وهم ملتزمون بالصوم فيه .

ص: 318

ومن وجوه التبرك بيوم عاشوراء ذهابهم إلى استحباب الدعاء والمسألة فيه، ولأجل ذلك فقد افتروا مناقب وفضائل لهذا اليوم ضمن أدعية لفّقوها فعلموها العصاة من الأمة، ليلتبس الأمر ويشتبه على الناس .

وهم يذكرون فيما يخطبون به في هذا اليوم في بلادهم شرفاً ووسيلة لكل نبي من الأنبياء في هذا اليوم، كإخماد نار نمرود، وإقرار سفينة نوح على الجودي، وإغراق فرعون، وإنجاء عيسى علیه السلام من صليب اليهود .

كما روي الشيخ الصدوق عن جبلة المكية قولها: سمعت ميثماً التمار قدس الله روحه يقول: والله لتقتل هذه الأمة ابن نبيها في المحرم لعشرة تمضي منه، وليتخذن أعداء الله ذلك اليوم بركة وإن ذلك لكائن، قد سبق في علم الله تعالى، أعلم ذلك بعهد عهده إليّ مولاي أمير المؤمنين علیه السلام .. إلى أن قالت جبلة: فقلت: يا ميثم وكيف يتخذ الناس ذلك اليوم الذي يقتل فيه الحسين يوم بركة ؟ فبكى ميثم رضي الله عنه ثم قال: سيزعمون لحديث يضعونه أنه اليوم الذي تاب الله فيه على آدم وإنما تاب الله على آدم علیه السلام في ذي الحجة، ويزعمون أنه اليوم الذي أخرج الله فيه يونس من جوف الحوت وإنما كان ذلك في ذي القعدة، ويزعمون أنه اليوم الذي استوت فيه سفينة نوح على الجودي وإنما استوت في العاشر من ذي الحجة، ويزعمون أنه اليوم الذي فلق الله فيه البحر لموسى علیه السلام وإنما كان ذلك في ربيع الأول .

وحديث ميثم هذا كما رأيت قد صرح فيه تصريحاً وأكد تأكيداً أن هذه الأحاديث مجعولة مفتراة على المعصومين علیهم السلام .

ص: 319

وهذا الحديث هو أمارة من أمارات النبوة والإمامة، ودليل من الأدلة على صدق مذهب الشيعة وطريقتهم، فالإمام علیه السلام قد نبّأ فيه جزماً وقطعاً بما شاهدنا حدوثه حقاً فيما بعد من الفرية والكذب رأي العين .

فالعجب أن يلفق مع ذلك دعاء يضمن هذه الأكاذيب فيورده في كتابه بعض من ليس من ذوي الخبرة والإطلاع من الغافلين، فينشر الكتاب بين العوام من الناس وقراءة ذلك الدعاء لا شك أنها بدعة محرمة . والدعاء هو: بسم الله الرحمن الرحيم . سبحان الله ملء الميزان، ومنتهى العلم، ومبلغ الرضا، وزنة العرش . . . وفيه بعد عدة سطور ثم صل على محمد وآله عشر مرات وقل: يا قابل توبة آدم يوم عاشوراء، يا رافع إدريس إلى السماء يوم عاشوراء، يا مسكن سفينة نوح على الجودي يوم عاشوراء، يا غياث إبراهيم من النار يوم عاشوراء . إلخ . . .

يا سبحان الله القائل يتهم الشيعة أنهم أخذوا معتقداتهم من اليهود !!!

نقدم لكل مسلم غيور على الإسلام نصيحة لوجه الله تعالى أن لا يسير مع الذين يكفرون المسلمين، وأن يتحرر من التحذيرات الدارجة بعدم قراءة كتب الشيعة ! حاول أن تقرأ ما جاء في كتب الشيعة الإمامية بنفسك، ثم ضع أقوالهم في كفة، ومعتقدك كمسلم تشهد بأن لاإله إلا الله محمد رسول الله في كفة، ثم احكم وفقاً للعقل والمنطق السليمين، دون تأثير من أحد .

أخي المسلم في لبنان وفلسطين ؟ هل أن أصل الشيعة من اليهود ؟ أم أن الشيعة هم ألد أعداء اليهود ؟ ولو كان أصلهم من اليهود لما جرى ما جرى في لبنان وفي فلسطين ! !

فأفيقوا من سباتكم العميق، واعرفوا من مع اليهود، ومن ضد اليهود !!

ص: 320

الفصل السادس: دفاعاً عن قداسة كربلاء.. وتربة كربلاء

اشارة

ص: 321

ص: 322

استهزاؤهم بالإستشفاء بتربة الامام الحسين علیه السلام

- قال العاملي:

من الأمور الثابتة في مذهبنا أن الله تعالىخص الإمام الحسين علیه السلام بأن جعل الشفاء في تربته، فيجوز للإنسان أن يستشفي بها فيأخذ قدر حمصة من ترابها الطاهر، ويضعه في ماء ويشربه مثلاً.. وعلى هذا سيرة الشيعة فتراهم يستشفون بها ويصفونها لغيرهم.. وقد شفى الله تعالى بها كثيرين، وبعضهم كانت أمراضهم مستعصية . أما مذاهب المسلمين الأخرى فهي لاتحرم أكل الطين، لكنها لا تفتي بالإستشفاء بتربة الإمام الحسين علیه السلام . وأما أتباع ابن تيمية فقد هرجوا في هذا الموضوع وجعلوه على حد الشرك بالله تعالى.

- كتب المدعو (الشيباني) موضوعاً في شبكة الساحة العربية بتاريخ20-9-1998 التاسعة والنصف صباحاً، عنوان (حقائق شيعية ... 2)، قال فيه:

أما بعد: فمن اعتقادات الشيعة أن تربة الحسين هي الكفيلة لشفاء الأدواء والأسقام بشتى أنواعها وأشكالها.. مخالفين بذلك قول الله: وإن يمسسكَ اللهُ بضرٍ فلا كاشفَ لهُ إلا هو . يونس – 107، وقوله: أمّن يجيب المضطرَ إذا دعاهُ

ص: 323

ويكشفُ السوء . النمل – 62، وقوله: وإذا مرضتُ فهو يشفين. الشعراء – 80 . فهم باعتقادهم بهذا التراب الدواء والشفاء، قد شابهوا المشركين في اعتقادهم بأحجارهم النفع والضر .

ومن رواياتهم في التربة: ينسبون إلى جعفر الصادق أنه قال: طينة قبر الحسين شفاء من كل داء، وإذا أكلته تقول: بسم الله وبالله اللهم اجعله زرقاً واسعاً وعلماً نافعاً وشفاء من كل داء . أنظر بحار الأنوار: 98 / 129.

وكذلك ينسبون إلى محمد الباقر أنه قال: طينة قبر الحسين شفاء من كل داء وأمان من كل خوف وهو لما أخذ له . أنظر بحار الأنوار: 98/ 131 - مؤسسة الوفاء - بيروت وهناك روايات أخرى كثيرة بوّب لها المجلسي باباً كاملاً في كتابه بحار الأنوار: 98 / 118 .

ونحن ننكر على الشيعة تعظيمهم لهذه التربة حتى رووا فيها الأحاديث المكذوبة على أئمة أهل البيت . ورسول الله صلى الله عليه وسلم وعلي والحسن أفضل من الحسين عند السنة والشيعة ومع هذا لا يُعظم ترابهم عند الشيعة، كما يعظم تراب الحسين . قال موسى الموسوي:

كثير من الذين يسجدون على التربة، يقبلونها ويتبركون بها، وفي بعض الأحيان يأكلون قليلاً من تربة كربلاء للشفاء ! ولست أدري متى دخلت هذه البدعة في صفوف الشيعة، فالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ما سجد قط على تربة كربلاء، ولا الإمام علي، ولا الأئمة من بعده سجدوا على شئ اسمه تربة كربلاء . أنظر الشيعة والتصحيح - 115 .

فهذه شهادة من عالم شيعي على واقع الشيعة .

- وكتب (شامس) بتاريخ 19-4-1999، الثانية والنصف ظهراً:

ص: 324

يأكلون التراب ؟؟!

- وكتب (القطيفي الوطني) في 20-4-1999 الثانية عشرة والربع صباحاً:

يأكلون التراب، نعم، وإنهم ليفعلون ذلك . . أفضل من أكل الضب والجرابيع ..!! إنتو فاضيين !

- كتب (من هناك) في شبكة الحوار الإسلامي في 16-11- 2000، السادسة مساءً، موضوعاً بعنوان (ما عقيدة الطينة التي يؤمن بها الشيعة ؟) قال:

المقصود بالطينة عند الشيعة هي طينة قبر الحسين رضي الله عنه . نقل محمد النعمان الحارثي الملقب بالشيخ المفيد في كتابه المزار عن أبي عبد الله أنه قال: في طين قبر الحسين الشفاء من كل داء، وهو الدواء الأكبر . وقال: بعث إلى أبي الحسن الرضا من خراسان رُزم ثياب وكان بين ذلك طين، فقيل للرسول: ماهذا ؟ قال: طين من قبر الحسين، ما كان يوجه شيئاً من الثياب ولا غيره إلا ويجعل فيه الطين ويقول هو أمان بإذن الله تعالى .

وقيل إن الرجل سأل الصادق عن تناوله تربة الحسين، فقال له الصادق: فإذا تناولت فقل: اللهم إني أسألك بحق الملك الذي قبضها، وأسألك بحق النبي الذي خزنها، وبحق الوصي الذي حل فيها أن تصلي على محمد، وعل آل محمد وأن تجعله شفاء من كل داء، وأماناً من كل خوف، وحفظاً من كل سوء . وسئل أبو عبدالله عن استعمال التربتين من طين قبر حمزة وقبر الحسين والتفاضل بينهما فقال: المسبحة التي من طين قبر الحسين تسبح بيد من غير أن يسبح . كتاب المزار، لشيخهم المسمى المفيد، ص 125. كما أن الشيعة تزعم أن

ص: 325

الشيعي خلق من طينة خاصة والسني خلق من طينة أخرى، وجرى المزج بين الطينتين بوجه معين، فما في الشيعي من معاص وجرائم هو من تأثره بطينة السني وما في السني من صلاح وأمانة هو بسبب تأثره بطينة الشيعي، فإذا كان يوم القيامة فإن سيئات وموبقات الشيعة توضع على أهل السنة وحسنات أهل السنة تعطى للشيعة . علل الشرائع ص 490 – 491 . بحار الأنوار 5 / 247- 248 .

- وكتب (786) بتاريخ 16-11-2000، السادسة والنصف مساءً:

في البداية يا (من هناك) أود أن أشكرك على هذه المعلومات التي تقدمها لنا بالمجان، وخصوصاً أن المصادر التي تنقل منها هذه المعلومات بالكاد نحصل عليها نحن ! فلذلك أود أن أشكرك على هذا .

ثانياً: أود أن أقول لك بأن جميع ماورد فيها صحيح رغم أنفك وأنف كل من يعارض هذه الكلمات النورانية التي طرحتها، والحمد لله أن الأخوة المصريين إلى الآن وإلى يوم القيامة سيظلون يتبركون بمزار رأس الإمام الحسين الذي عندهم، لما وجدوا فيه من كرامات ومعاجز ....

أردت أن أبين لك بأن ليس الشيعة فقط من يعتقد بالإمام الحسين عليه أفضل الصلاة والسلام، بل السنة والشيعة، إلا من هو على شاكلتك الوهابيين الذين ناصبوا العداء لأهل البيت علیهم السلام .

وأزيدك بأننا نقرأ في زيارة الحسين علیه السلام يوم عاشوراء: اللهم العن أول ظالم ظلم حق محمد وآل محمد، وآخر تابع له على ذلك، اللهم العن العصابة التي جاهدت الحسين علیه السلام وشايعت وبايعت وتابعت على قتله، اللهم العنهم جميعاً، مئة مرة . وأشكرك على إبراز هذا الموضوع حتى أفيد إخواني من السنة والشيعة، الذين فطموا على محبة النبي وأهل بيته عليهم أفضل الصلاة والسلام.

ص: 326

إخواني هذه الدعوة من المجربات: من داوم على اللعن كما ذكرت أعلاه كل يوم مئة مرة، فإني أقسم بالإمام الحسين أنه سيرى العجب من فوائدها، ومن تيسير الأمور وقضاء الحوائج . ومن لم يستطع منكم ذكرها كل يوم وكانت له حاجة، فليصل ركعتين لله تعالى ويهدي ثوابها إلى الإمام علیه السلام ، ويذكرها مئة مرة، وهو على طهارة قبل أن يتوجه لقضاء حاجته، فإنها تقضى لا محالة، بإذن الله العلي القدير .

وأخيراً: أريد أن أقول لك يا من هناك أجب على سؤالي لماذا تتهرب ياجاهل ؟ قل لي لماذا؟ أجب ولا تتهرب. أجب يا من ادعيت بأنك مستفسر أجب عن سؤالي أولاً.. لماذا هاجم عمر بيت فاطمة ؟

قل.. أخائف أنت من الحقيقة ؟ أم ماذا ؟

والسلام على محبي الحسين، وأخ الحسين، وأم الحسين، وأب الحسين، وجد الحسين، وأبناء الحسين.. عليهم أفضل الصلاة والسلام.

- وكتب (من هناك) بتاريخ 17-11-2000، الثانية ظهراً:

ألف مبروك عليكم الطين أخي الكريم . وأنا كما قلت مجرد مستفسر عن مذهبكم فقط لزيادة الوحدة الإسلامية، والتى لا تكون إلا بمعرفة الآخر بكل شئ، حتى وإن كان يأكل الطين .

- وكتب (ميثم) بتاريخ 17-11-2000، الثانية والنصف ظهراً:

يا (من هناك) هل تريد الوحدة الإسلامية حقاً بصدق ؟ عليك أن تتّبع سنّة النبي صلی الله علیه و آله الذي قال: إني تارك فيكم الثقلين ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبداً كتاب الله وعترتي أهل بيتي .

فإذا اتّبع المسلمون هذه الوصية فلا يوجد خلاف .

ص: 327

ثم إنك تفتش هنا وهناك عن مواضيع عن الشيعة الإمامية للتشنيع عليهم ! فهل تظن أنك تنجح بذلك ؟ فأنت بمجرد طرحك لهذه المسائل تثبت أنك لا تريد الوصول إلى الحقيقة، لأن قلبك قد رينَ وطُبعَ عليه، ولو أردت الحقيقة فارجع إلى المسألة الخلافية الأساسية بين الشيعة والسنة وهي مسألة الخلافة، وعندها تكون إنساناً باحثاً عن الحق .

ومن الملاحظ أنك دائماً تطرح أسئلة كالمستهجن لها، فلو أردنا أن نطرح أسئلة فلن تجد لها أجوبة وستكون محرجاً، لأنه ليس لديك جواب عليها ! ولكن هدفنا ليس المراء، بل هدفنا التوضيح .

- وكتب (علي الرضوي) بتاريخ 17-11-2000، الثامنة مساءً:

نحن لا نتازل عن مبادئنا، فالوحدة قائمة على التمسك بالعروة الوثقى وهي أمير المؤمنين علیه السلام . فإن تمسكتم بها فنحن متحدون وإلا فلا. ونحن نفتخر بتربة الامام الحسين علیه السلام . . ولا أعرف المانع من ذاك ؟ !

- وكتب (حسن) بتاريخ 17-11-2000، العاشرة ليلاً:

ما الإشكال في أن يأكل أحدنا طيناً طاب وطهر بضم سيد شباب أهل الجنة وريحانة الرسول أبي عبد الله الحسين علیه السلام ؟

- قال العاملي: الغريب أن هؤلاء ينتقدوننا لأننا نستشفي بتناول مقدار حمصة من تراب كربلاء، أو نذوبه بالماء ونشربه، بينما فتاوى علمائهم تجوز للانسان أن يأكل ماشاء من التراب ! فهل كل تراب الدنيا حلال أكله .. إلا تراب كربلاء ؟!! قال ابن قدامة الحنبلي في الشرح الكبير: 11 / 114:

ص: 328

فصل: قال أحمد: أكره أكل الطين، ولا يصح فيه حديث، إلا أنه يضر بالبدن، يقال إنه ردئ وتركه خير من أكله . وإنما كرهه أحمد من أجل مضرته، فإن كان منه ما يتداوى به كالطين الأرمني فلا يكره . وإن كان مما لا مضرة فيه ولانفع كالشئ اليسير جاز أكله، لأن الأصل الإباحة، والمعنى الذي لأجله كره منتفٍ هاهنا فلم يكره .

وقال النووي في المجموع 9 / 37: قال إبراهيم المروذي: وردت أخبار في النهي عن أكل الطين، ولم يثبت شئ منها . قال: وينبغى أن نحكم بالتحريم إن ظهرت المضرة فيه، وقد جزم المصنف وآخرون بتحريم أكل التراب، وجزم به القاضي حسين .

أما الكاشاني في بدائع الصنائع 2 /90، فقد أفتى بأن أكل الطين لا يفطر الصائم، مهما كثر !!

سبحة كربلاء

- كتب العاملي في شبكة أنا العربي بتاريخ 11-6-1999، الواحدة إلا ربعاً ظهراً، موضوعاً بعنوان (إلى من يفهمون حديث الرسول عن كربلاء)، قال فيه:

قال لي صديقي ووجهه يتهلل فرحاً: سأهدي لك هدية تحبها . .

وأخرج من جيبه سبحة ترابية، ما أن لحظتها عيناي حتى فاضتا بالدمع، فتناولتها بكلتا يدي، وشممتها ومسحت بحباتها عينيَّ وقلت له:

ص: 329

ألف شكر .. إنها حقاً كربلائية، إنها الرائحة الأصلية لتربة الحسين علیه السلام . أشكرك أنك لم تضع عليها عطراً فيصعب على مثلى تمييزها .

قال: وهل تميز تربة كربلاء بالشم ؟

قلت: نعم إذا كانت جديدة، ولم تضف إليها رائحة.

قال: هل تستطيع أن تصف لي رائحتها ؟

قلت: فيها نفاذ خاص، وعطر ليس من نوع عطور الدنيا، ومعان غيبية تفهمها من رائحتها، يصعب التعبير عنها ؟

قال: إن الشم علمٌ !

قلت: الشم عالمٌ يا صديقى قبل أن يكون علماً.. عالمٌ ينفتح عليه الإنسان بالعشق فيعرف الروائح المرتبطة بمعشوقه، وينفتح عليه بدرجة الإيمان فيعرف روائح الأخيار والأشرار، وقد قرأت أن الملائكة الذين يكتبون الحسنات والسيئات يعرفون النوايا الطيبة والخبيثة من روائحها !

ياصديقى لو كان أكبر علماء الحواس والمشمومات مع يعقوب علیه السلام لما وجدوا ريح يوسف، إن لم يكن عندهم عشق ولا إيمان .

هل سمعت بالرواية التى تقول إن إبراهيم علیه السلام مرَّ على كربلاء فشم تربتها وصلى فيها، واشترى أرضها من أهلها، وسماها (كربلاء) ! وهل سمعت أن قاموس اللغة الآشورية القديمة الذي وضعه علماء الآثار الغربيون، يذكر أن معنى (كربو - لو) هو: الرجل القربان، ومعنى (كربو - ئيل) قربان الله ! فاعجب إذا أردت أن تعجب !

وهل سمعت حديث القبضة من تراب كربلاء التي أتى بها جبرئيل أو ميكائيل الى النبي صلی الله علیه و آله وأخبره أنها من تربة الأرض التي تقتل فيها أمته (!!)

ص: 330

ولده الحسين ! فأودعها النبي عند أم سلمة فوضعتها في قارورة، حتى إذا كان يوم عاشوراء وقتل الحسين علیه السلام ، صار التراب في القارورة دماً عبيطاً، أي صافياً قانياً !!

وهل سمعت أن علياً علیه السلام مر على كربلاء في رجوعه من صفين، وشم تربتها، وأخبر بما يكون فيها . . !

إن هؤلاء العظماء يفهمون بالشم أموراً وأحداثاً حسب درجاتهم.. وهذا علم الشم بعد عالمه يا صديقي !

قال صديقي: وهل يوجد اليوم أحد يعرف الشخص الطيب والشرير من رائحته ؟

قلت له: أما إذا أردت المعرفة القطعية فإنما هي عند الامام المهدي علیه السلام .. وإن أردت المعرفة التي قد تحصل وقد لا تحصل، وقد تخطئ وقد تصيب، فهي عند كل مؤمن حسب درجة إيمانه وصفاء روحه وإرهافها .. أمَا ترى أنك تشم أحياناً من أشخاص رائحة روحهم الخبيثة ونواياهم الشريرة فلا تطيق الكلام معهم ولا الجلوس إليهم..!

وأنك تشم من أشخاص رائحة روحهم النورانية ونياتهم الصافية، فكأنما يهب عليك من أحدهم نسيم من الجنة !

قال صديقي: فماذا عن تحول التراب في قارورة أم سلمة الى دم عند قتل الإمام الحسين ؟

قلت له: لقد تعجبت عندما رأيت حديث تربة كربلاء والقارورة في مصادر السنيين، وأذكر منها المجلد الثالث من مسند أحمد بن حنبل !! ولكن قبل الكلام فيه أروي لك حديثاً أدهشني ومازال يسكن في عقلي.. يقول: اعتل

ص: 331

الحسين فاشتد وجعه، فاحتملته فاطمة فأتت به النبي صلی الله علیه و آله مستغيثةً مستجيرةً فقالت: يا رسول الله، أدع الله لابنك أن يشفيه، ووضعته بين يديه، فقام صلی الله علیه و آله حتى جلس عند رأسه ثم قال:

يافاطمة يابنية، إن الله هو الذي وهبه لك هو قادر على أن يشفيه .

فهبط على جبرئيل فقال: يا محمد، إن الله لم ينزل عليك سورة من القرآن إلافيها فاء، ولاتكون الفاء إلا من آفة، ما خلا (الحمد لله) فإنه ليس فيها فاء، فادع بقدح من ماء فاقرأ فيه الحمد أربعين مرة، ثم صبه عليه فإن الله يشفيه، ففعل ذلك، فكأنما أنشط من عقال !!

فاعجب يا صديقى إذا أردت العجب، وفكر في قدرة معمار القرآن الذي حسب حساباً لكل حرف أين يوضع وأين لايوضع ! ثم في دلالات الحروف فوق دلالات الكلمات، فهذا الحرف يدل على ما مضى، وهذا يدل على نوع من الأحداث، وذاك على نوع آخر !!

ثم فكر في تأثير تلاوة سورة الحمد في الماء لأنها بلا فاء !

وتأثير الماء في بدن المريض، وتأثير التكرار سبع مرات أوعشراً أو أربعين !

ثم في طريقة تفكير الزهراء وتصرفها، وطريقة تفكير النبي وتصرفه ..

ثم لماذا كان الحسين هبة مبتدأة من الله تعالى بدون أن تقترح الزهراء على ربها شيئاً ؟ كما كان تزويجها بعلى أمراً مبتدءاً من الله تعالى منذ أن تقبلها من أبيها وأمها .. ولم يكن لهما حق شرعاً في تزويجها !

وإذا انفتح لك هذا الباب وعرفت أن المسألة أوسع من محيطنا وقوانينه، فلماذا لا تكون أرض كربلاء من نوع خاص، ولماذا لا يكون لاختلاط دم

ص: 332

الحسين بها تأثيراً فيزيائياً خاصاً ! لماذا لا نفترض قوانين فيزيائية عليا، فوق مانعرفه من قوانينها الدنيا ؟

إن أمر عدد من بقاع الأرض مثل الكعبة ومكة وحرمها، وبيت المقدس، والطور، ومسجد النب ي، وغيرها.. لايمكن أن نفسر أحاديثها وأحداثها إلا بافتراض قوانين فيزيائيه من نوع آخر !

لماذا نتحير في أحاديث النور والإشعاع الذي يصدر من البقاع والأشخاص والأعمال، ولا نفترض مثلاً أنه واحد من قوانين الفيزياء العالية التي لم يكتشفها العلم إلى اليوم، وقد يكتشفها بعد اليوم ؟!

سمعت أنهم اكتشفوا أشعة تصدر من إنسان بعد وضوئه وفى حال صلاته.. كشفوا ذلك بواسطة أجهزة . . وهي قابلة للتطوير وكشف الجديد .

وتتحدث الأحاديث عن نور الطائفين حول الكعبة، وعن فضل السجود في الصلاة على التراب، وعن النور المنبعث عند السجود على تربة كربلاء، ولكن الأشعة الى الآن لم تصور أشعة الكعبة والطائفين، ولا أشعة كربلاء وتربتها.

قد يكتشف علماء الطبيعة أشياء وأشياء ويريهم من آيات الله تعالى .. ولكنها ستبقى كشوفاً ناقصة إلى أن يظهر الله تعالى معجرة نبيه الكبرى صلی الله علیه و آله على يد ولده المهدي الموعود، وستكون هذه المرة معجزة (العلم) بعد أن كانت في أولها معجزة (الكلمة) ! يومها سيرى الناس قوانين الفيزياء والكيمياء وآياتها، ويرون حقائق القرآن وتأويله، وتظل أعناقهم لها خاضعين .

لكن يا صديقى لاتنتظر بإيمانك كشوف العلم، فإنما يحتاج إلى ذلك من لا إيمان له، أو من كان إيمانه ضعيفاً .. أما الذين عندهم مصدر للايمان من كتاب

ص: 333

الله عز وجل وأحاديث رسوله وأهل بيته الطاهرين، فلايحتاجون في إيمانهم إلى كشوف المكتشفين ولا إلى تصوير المصورين .

هذا يا صديقي عن الفيزياء الدنيا والعليا . .

أما عن مقام الحسين علیه السلام فلا تستكثر أن يجعل الله آية قتله في كربلاء أن تتحول تربته المودعة في بيت رسول الله صلى الله صلى عليه وآله الى دم، وهذا في الحقيقة من آيات رسول الله ومعجزاته .

قال صديقي: تقصد أن المعجزة شئ آخر فوق هذه القوانين الفيزيائية العالية التي ذكرتها ؟

قلت: نعم إن المعجزة مقولة أخرى، وإن تخيل بعض المثفقين أنهما مقولة واحدة، وسأضرب لك مثلاً: إذا استطاع العلم أن يكشف أن الصادق في كلامه ينبعث منه إشعاع من لون معين، والكاذب ينبعث منه إشعاع من لون آخر.. أو استطاع أن يكتشف الرائحة الكريهة عند حدوث النية السيئة، والرائحة الطيبة عند حدوث النية الطيبة.. فهذه قوانين جديدة، وهي التى عبرت عنها بقوانين الفيزياء العليا، تقريباً للذهن، أما التعبير الأصح فهو أنها إحدى آيات الله تعالى المبثوثة في هذا الكون، والتي لانعرف منها إلا القليل .

أماالمعجزة بالمعنى الأخص فلها منطق آخر ومعادلات فوق قوانين الفيزياء العليا والدنيا.. يصف أمير المؤمنين على علیه السلام معجزة مجئ الشجرة الى رسول الله صلی الله علیه و آله فيقول:

ولقد كنت معه صلی الله علیه و آله لما أتاه الملأ من قريش فقالوا له: يا محمد إنك قد ادعيت عظيماً لم يدعه آباؤك ولاأحد من بيتك، ونحن نسألك أمراً إن أجبتنا إليه

ص: 334

وأريتناه علمنا أنك نبي ورسول، وإن لم تفعل علمنا أنك ساحر كذاب . فقال صلی الله علیه و آله : وما تسألون ؟

قالوا تدعو لنا هذه الشجرة حتى تنقلع بعروقها وتقف بين يديك .

فقال صلی الله علیه و آله: إن الله على كل شىء قدير، فإن فعل الله لكم ذلك أتؤمنون وتشهدون بالحق ؟ قالوا نعم . قال فإني سأريكم ما تطلبون، وإني لأعلم أنكم لاتفيئون إلى خير، وأن فيكم من يطرح في القليب، ومن يحزِّب الأحزاب !

ثم قال صلی الله علیه و آله: يا أيتها الشجرة إن كنت تؤمنين بالله واليوم الآخر وتعلمين أني رسول الله، فانقلعي بعروقك حتى تقفي بين يدي بإذن الله.. فوالذي بعثه بالحق لانقلعت بعروقها وجاءت ولها دويٌّ شديدٌ وقصفٌ كقصف أجنحة الطير، حتى وقفت بين يدي رسول الله صلی الله علیه و آله مرفرفة، وألقت بغصنها الأعلى على رسول الله صلی الله علیه و آله ، وببعض أغصانها على منكبي، وكنت عن يمينه صلی الله علیه و آله !

فلما نظر القوم إلى ذلك قالوا - علواً واستكباراً -: فمرها فليأتك نصفها ويبقى نصفها ! فأمرها بذلك، فأقبل إليه نصفها كأعجب إقبال وأشده دوياً، فكادت تلتف برسول الله صلی الله علیه و آله ! فقالوا - كفراً وعتواً - فمر هذا النصف فليرجع إلى نصفه كما كان .. فأمره صلی الله علیه و آله فرجع. فقلت أنا: لا إله إلاالله، فإني أول مؤمن بك يا رسول الله، وأول من أقر بأن الشجرة فعلت ما فعلت بأمر الله تعالى تصديقاً بنبوتك وإجلالاً لكلمتك .

فقال القوم كلهم: بل ساحر كذاب، عجيب السحر خفيف فيه، وهل يصدقك في أمرك إلامثل هذا الغلام يعنوني ! . انتهى .

ص: 335

أما مثل هذه المعجزة فهي فعل إلهيٌّ حيٌّ في الطبيعة، بقدرة أعلى من قوانين الفيزياء الدنيا والعليا وقوانين المادة وإمكاناتها جمعاء .. ولذلك يخر لإعجازها علماء الطبيعة أجمعون .

قال صديقي: هل نفهم من قوله تعالى: سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق، أن العلم سيكشف قوانين الفيزياء العليا التي ذكرتها ؟

قلت: هذه الآية وعدٌ قطعيٌ بآيات معجزة يظهرها الله تعالى، ولكنها مجملة من حيث الزمان ونوع الآيات، والظاهر أنها آيات أعظم مما ذكرت، وقد وردت الأحاديث عن أهل البيت علیهم السلام أنها آيات تظهر في أعداء الحق عند ظهور الإمام المهدي علیه السلام ، وقد نص بعضها على أنها آيات انتقامية من المسخ، والقذف بالصواعق، وفقدان سيطرة الحكام الطغاة على آفاق دولهم !

قال صديقي: شكراً لك، لقد سمعت جديداً عن الشم والنور.. لكن ماذا تكلم السبحة من تراب كربلاء، وتسبيحها في يد حاملها ؟

قلت له: هل ترى أن التسبيح في قوله تعالى: وإن من شئ إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم، هل تراه تسبيحاً مجازياً ؟! إن الآية تنادي بأنه تسبيح حقيقى بدليل (لاتفقهون تسبيحهم) ثم بدليل الأحاديث المفسرة لهذه الآية، ودليل أن هذا التسبيح لو كان حقيقياً لصح أن نعبر عنه بتعبير الآية بدون إضافة حرف إليها ..

إن لحمل الكلام على المجاز حدوداً، فمن أفرط فيها فقد تمَحَّل .

نعم ياصديقي، إنه تسبيح حقيقي، والمفهوم من الآيات والأحاديث أن جميع ما في هذا الكون كائنات حية حتى النبات والجماد، وأنه لايوجد كائن

ص: 336

ميت بالموت الكامل، ولكنها درجات الحياة يتفاوت الناس فيها .. مِنْ أعظمهم حيوية ويقظة في عقله وروحه وبدنه صلی الله علیه و آله ، الى أقلهم حيوية وحياة، الذي لايكاد يفقة شيئاً، ولا يحرك حساً !

ثم يتفاوت أحدنا في درجة حياته .. من أرقى حالاته في الإزدهار العقلي والروحي والبدني، إلى أضعف حالته من الخمول والركود والمرض .

وإذا حسبنا الإنسان في أول سُلَّم الأحياء، فإن أقل إنسان نصيباً من الحياة يقترب من أرقى حيوانٍ صامت .. وأقل حيوانٍ نصيباً منها يقترب من أرقى نباتٍ أو يشتبه به .. وأقل نبات نصيباً منها يشتبه بأرقى جماد .. وكل فرد من سلسلات هذه الكائنات له روحٌ بحسبه، وعقلٌ بحسبه، وتكليفٌ بحسبه، ولغةٌ وتسبيحٌ، ولكنا لا نفقه تسبيحهم ! أما رأيتَ لكل نوع من النبات والأشجار شخصيةً وأخلاقاً غير النوع الآخر.. وما يدريك أن تكون الصخور والجبال كذلك ؟ أما التراب يا صديقي فله قصةٌ أخرى، لأنه نحنُ !! فأحدنا ما هو إلا نصف متر مكعب من التراب مخلوط بنفخة إلهية .. بلى، نفخة الروح هي الأساس وأصل السر، والإنسان إنسان بروحه قبل بدنه . . ولكن السر أيضاً في قبضة التراب التي تقبل حلول النفخة فيها، وتتآخى معها، وتكون مقرها .

السر أيضاً في السبع قبضات التي أخذها جبرئيل من الأرض فكانت بيتاً للروح، والسر بعدها في غذاء الأبوين من نتيجة تراب الأرض الذي يصير علقةً تقبل الإنشاء الآخر !

هل سمعت أن كل العناصر الستة عشر التي يتكون منها التراب .. يتكون منها بدن الإنسان بلا زيادة ولا نقصان ! وهل سمعت أن في الارض تراباً ليس منها، وأنه قد نقل اليها من الجنة لأمرٍ لا أفهمه أنا ولا أنت !

ص: 337

الأشياء ياصديقي أكبر مما نرى وأعمق، فلا تنظر إليها بسذاجة !

إن مثل من المؤمن وغير المؤمن ياأخي كمثل شخصين يملكان جهازي (راديو) فيفتح أحدهما جهازه ويدير مفتاحه، فلا يسمع صوتاً إلا الخشيش والصفير، فيقول إنه جهاز جيد، ولكن لا توجد محطات الآن . ويفتح الآخر مذياعه فإذا به ممتلئ بالإذاعات صافية واضحة، ولا خشيش ولا صفير !

المشكلة يا صديقي ليست في الإذاعات ولكن في جهاز الإلتقاط !

ومشكلة هؤلاء الجامدين على الماديات ومن تبلد مثلهم من المسلمين.. أنهم عند ما لا يلتقط جهازهم ينفون وجود الإرسال والمرسلات !

فالموجود أكثر مما يلتقطه جهازك وجهازي، ومحطات الإرسال موجودة في كل شئ من حولك !

فحواسنا الخمس آيات كبرى من آيات الله تعالى ولكنها (كاميرات) محدودة تستطيع فقط أن تلتقط أجزاء من المسموع والمنظور والمحسوس والمشموم والمطعوم، وتبقى الأجزاء الأخرى خارج عملها ! وجهاز عقلنا آيةٌ عظمى، ولكنه يلتقط جزءً من الحقائق فقط ! وجهاز روحنا يصل إلى جزء من العوالم، والباقي خارج عمله !

فالمسألة يا صديقي أعمق مما نتصور، فاعجب لمن ينظرون إليها بأذهان مسطحة ! هذه النبتة الصغيرة التى تدوسها الأقدام لها خطةٌ وهدف، ولها قصةٌ قد توازي أو تفوق قصة أكبر شجرة في غابات الأمازون ! وكل نبتة لها خطةٌ وهدفٌ وقصة .. وكل حيوان، وكل إنسان، وكل ذرة من جماد أو تراب.. أليس الجميع آجراً في بناء هذه الأرض والحياة، ومن هندسة ذلك المعمار، وأي معمار .. سبحانه وتعالى !

ص: 338

آه لو استطعت أن أنادي في هؤلاء الذين لا يرون إلا الأشكال والسطوح؟ لو استطعت أن أهز بصيحتي عقولهم ووجدانهم ! يا هؤلاء إن البعد المادي إنما هو واحد من أبعاد الموجودات، وهو أهونها وأصغرها ..

روحي فداء لرسول الله حيث أراد أن يهز عقول قريش ووجدانهم فصعد على الصفا ذات يوم ونادى: يا صباحاه، فاجتمعت إليه قريش فقالوا: مالك ؟ قال: أرأيتكم إن أخبرتكم أن العدو مصبحكم أو ممسيكم ماكنتم تصدقونني ؟ قالوا: بلى .

قال: أيها الناس إن الرائد لايكذب أهله، ولو كنت كاذباً لما كذبتكم، والله الذي لاإله إلاهو إني رسول الله إليكم حقاً خاصة، وإلى الناس عامة . والله لتموتن كما تنامون ولتبعثن كما تستيقظون ولتحاسبن كما تعملون، ولتجزون بالإحسان إحساناً وبالسوء سوء، وإنها الجنة أبداً والنار أبداً ..

إننا اليوم يارسول الله بحاجة الى صيحة (ياصباحاه) في قريش العالم، وفي قريش المسلمين:

في قريش العالم ليعرفوا أن وراء الماديات عوالم أعظم منها، فيخرجوا من عبادة المادة الى نور التوحيد ..

وفي قريش المسلمين ليتوقفوا عن ظلمهم لأهل بيتك الطاهرين، ويرجعوا إلى قيادتهم وتلقي الاسلام منهم .. ولابد لبوادر الصيحتين أن تتنامى في العالم وفي الامة، حتى يظهر ولدك المهدي الموعود فيقوم بها خير قيام.

قال صديقي: لقد استفدت من حديثك وأحببت تربة الحسين علیه السلام أكثر . . وقررت أن أسبح بها لا بغيرها ما استطعت، وأسجد لله على ترابها ما استطعت .. وسوف أهدي لك منها تربة سجود وسبحة .

ص: 339

قلت له: خير هدية، أشكرك عليها، وأرجو أن لاتفارقني سبحة كربلاء في حياتي وأن يدفنوها معي في قبري . . لقد أعجبني ذوق سيف الدولة الحمداني رحمة الله حيث كان يجمع غبار ثيابه إذا رجع من جهاد الروم حتى صنع منها لبنة، وأوصى أن يوضع عليها رأسه في قبره، وأن يوضع شئ من تربة الحسين على صدره . . وهكذا كلما ازداد هم الإنسان بأمته ونصرتها وجهاد أعدائها . . كلما ازداد حبه لنبيه وعترته صلی الله علیه و آله ، وصار أرهف حساً، وأكثر فهماً .

- فكتب (أبو زهراء) بتاريخ 11- 6 – 1999، الرابعة عصراً:

أحسنت ولك جزيل الشكر، ولي سؤال فإني أعرف كاتب هذه المقالة، فهل هو أنت أدام الله أفضالك، وكثر من أمثالك .

- وكتب (الدبوس) بتاريخ 11- 6- 1999، الرابعة والنصف عصراً:

نعوذ بالله من الشم . الظاهر الأخوة مدمنون هيروين .

- فكتب العاملي بتاريخ 14- 6- 1999، الثانية عشرة والثلث مساء:

نتحدث عن الشم المعنوي عند الأنبياء والأولياء صلوات الله عليهم، وعن قوله تعالى عن نبيه يعقوب: إني لأجد ريح يوسف، وعن أحاديث رسول الله صلی الله علیه و آله من مسند إمامهم أحمد بن حنبل وغيره . .

فيتحدثون عن شم الهيرويين ويتهموننا به !!

وحسبكم هذا التفاوت بيننا.... وكل إناء بالذي فيه ينضح

ص: 340

الفصل السابع: المعرضون عن أهل بيت نبيهم. . يتهموننا بالغلو فيهم !!

اشارة

ص: 341

ص: 342

- كتب المدعو (أويس) في الساحة العربية بتاريخ 16-4-1999، السابعة صباحاً، موضوعاً بعنوان (حب الحسين دين عندنا ولكن دون غلو)، قال فيه:

رحم الله الحسين بن علي ورضي عنه، وعن آل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم، فحبهم دينٌ نتقرب به إلى الله عز وجل، ولكننا نضعه ونضع حبه في المكان الذي يليق به، دون غلو ولا إسفاف، وهذا هو الذي يرتضيه هو منا كما يعلمه ونعلمه من دين الله .

أما الرافضة فقد غالت في حبه حتى أصبح حبه في قلوبهم أكبر بكثير من حب رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولسان حالهم ومقالهم يشهد بهذا وإن أنكروه، وهذه من الطوامّ التي لا يرتضيها الحسين ولا أحد من آل بيته صلى الله عليه وسلم ....

- قال العاملي: الى آخر ماكتبه المدعو أويس في شبكة الساحة العربية، التي منعوا الكتاب الشيعة من الكتابة فيها والإجابة على شبهاتهم!

ص: 343

يزعمون حب أهل البيت الطاهرين .. لكنهم معرضون عنهم !!

- قال العاملي: وشهد شاهد من أهلها ! فقد نشرت شبكة القلعة الناصبية موضوعاً كتبه المدعو (عبد رب الرسول) بتاريخ 3-2-2001، الثانية صباحاً، موضوعاً بعنوان (السبب الرئيسي لتشيع بعض أهل السنة.. يجب تداركه) قال:

لا شك أن لآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم فضائل وردت في كثير من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، وكذلك في كتاب الله .

النقطة التي أريد أن أقولها هي أنه يوجد تجاهل نوعاً ما لآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، ولا أدري لماذا ؟! فأنا طوال عمري في دراستي سواء في المدرسة، أو في الجامعة، أو في المحاضرات، أو الخطب، أو الدروس، أو غير ذلك.. نادراً ما سمعت ذكر لفضائل آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم !! لقد كان هذا التجاهل أعظم سلاح استخدمه الرافضة في الدعوة لمذهبهم، فهم يأتون أحاديث صحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم في فضائل آل البيت، مثل حديث الثقلين، وحديث الغدير، وأحاديث أخرى كثيرة، كلها صحيحة، وكل استدلالاتهم بهذه الأحاديث مردودة عليهم، وهي لا تخفى على أهل العلم وطلبته، ولكن عوام الناس تخدعهم استدلالات الرافضة بهذه الأحاديث، ويقذفون بها الشبه في قلوبهم .

وخلاصة كل ما قلت هو: لماذا لا يسمع عوام الناس أحاديث فضائل آل البيت مع شروحها من أهل السنة، قبل أن يسمعوها من الرافضة مع استدلالاتهم، فيلقون بها الشبه في قلوبهم وهو ما أدى فعلاً الى سلوك بعض أهل السنة طريق الرفض ؟!

ص: 344

وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

- فكتب (أبو سيف) بتاريخ 3-2-2001، الخامسة إلا ربعاً صباحاً:

الأخ عبد رب الرسول هداه الله .. لاندري من أين أتيت بمثل هذا الإدعاء من أن المسلمين يتجاهلون آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم وفضائلهم ! أين هو هذا التجاهل الذي ادعيته؟ والمسلمون في مشارق الأرض ومغاربها يقرؤون في صلواتهم المفروضة وفي نوافلهم التشهد ومن ضمنه: اللهم صل على محمد وآل محمد ؟ فهل في نظرك بأن هناك تكريم لآل البيت الكرام على المسلمين أن يفعلوه أكبر من هذا التكريم ؟ فأين هو هذا التجاهل المزعوم ؟!

وقلت أنت: لقد كان هذا التجاهل أعظم سلاح استخدمه الرافضة في الدعوة لمذهبهم، فهم يأتون بأحاديث صحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم في فضائل آل البيت . . .

وتناسيت بأن المسلمين يعرفون بأن الرافضة هم أعدى أعداء آل البيت، بسبب كفرهم وسبهم للصحابة وأمهات المؤمنين، وطعنهم بالقرآن الكريم .

ولعل كل مسلم يعرف بأن المسلمين هم أحباب آل البيت وهم شيعتهم الحقيقيون، أما الرافضة فقد لعنهم الله بكفرهم، وتوعدهم بأشد العذاب يوم القيامة . وما استشهادهم بأحاديت صحيحة من كتب المسلمين إلا من باب الجدال الشيطاني، وليس من باب تحري الحق والإستدلال عليه، إقرأ إن شئت قوله تعالى: وإن الشياطين ليوحون إلى أوليائهم ليجادلوكم وإن أطعتموهم إنكم لمشركون .

ص: 345

أما قولك: لماذا لايسمع عوام الناس أحاديث فضائل آل البيت مع شروحها من أهل السنة قبل أن يسمعوها من الرافضة مع استدلالاتهم، فيلقون بها الشبه في قلوبهم وهو ما أدى فعلاً إلى سلوك بعض أهل السنة طريق الرفض .

فإن من يسلك من المسلمين طريق الرفض فهو من كان في نفسه هوى وزيغ واتبع خطوات الشيطان، وبسلوكه لطريق الرفض يكون كافراً مرتداً بإجماع الأئمة، ويستتاب وإن أصر على رافضيته يقتل حداً .

- فأجابه (عبدرب الرسول) بتاريخ 4-2-2001 السابعة والنصف مساءً:

الأخ أبو سيف .. أوافقك في غالب ما قلت، ولكن ما قلته هو أني طوال حياتي سواء في دراستي في المدرسة أو في الجامعة مع أني خريج كلية شرعية لم أسمع أبداً أياًّ من الأحاديث في فضائل آل البيت، حتى في المساجد أو خطب الجمعة . لم أكن لآتي بهذا الأمر من رأسي، ولكن بحكم عملي أضطر لمخالطة الرافضة، فرأيت أن هذه الطريقة التي يدعون بها لمذهبهم، وهم بهذه الطريقة لا يتوقعون من أهل السنة التشيع، ولكن ليقنعوا أهل السنة أنهم لهم أدلتهم القوية ولذلك لا تثريب عليهم .

وهم أيضاً ينكرون تحريف القرآن وأمور أخرى أيضاً، ويوهمون عوام الناس أن الإختلاف هو فقط في النص على الخلافة وعصمة أئمتهم، ويثنون على الصحابة أمام أهل السنة . وكل هذه الأمور ليست أوهاماً، فقد وجدت بعض أهل السنة انخدع بذلك ويقول: صحيح أنهم على باطل ولكن لهم أدلة قوية، وهم لا يقولون بتحريف القرآن ... الخ . والأدلة هذه هي: حديث الثقلين، وحديث الإثني عشر خليفة، وهؤلاء إلى الآن لا يعلمون معاني هذه الأحاديث

ص: 346

، واستدلالاتها الصحيحة . وعندما أكلمهم أجد في كلامهم اضطراباً، وأنا موقن أن هذه الشبه قد وجدت طريقها إلى قلوبهم .

- فكتب (عدو المشركين) بتاريخ 4-2-2001، العاشرة إلا ثلثاً مساء:

الأخ عبد رب الرسول .. قال تعالى: وَمَن يُضْلِلِ اللهُ فَلَن تَجِدَ لَهُ سَبِيلاً .

وعليه فإنه لاسلطان لنا على من يتشيع من أهل السنة . ولا أعرف أحد تشيع لدينا هنا، بل أعرف كثيراً من الشيعة دخلوا في الدين الحق، وتركوا ماكان عليه آباؤهم، عن قناعة وبصيرة بالحق .

أما فضائل أهل البيت رضوان الله تعالى عليهم وذكر مالهم من عظيم المكانة، فلا يخفى عليك أنه لا صلاة لنا بدون الصلاة عليهم، وعلى أتباع الرسول من المؤمنين .

(آل محمد) لا تعني قرابته وأزواجه فقط، بل تعني الأتباع المؤمنين، والكثير من الكتب تتحدث عن فضائلهم وسيرتهم، فأين التجاهل ؟

نعم نحن لا نطريهم كما يفعل الرافضة المغالون فيهم . . . . .

اللهم صل على محمد وآله وأصحابه وسلم.

- فكتب (عبد رب الرسول) بتاريخ 5-2-2001، السابعة صباحاً:

الإخوة الكرام .. كل ما قلتوه صحيح، ولكن تتكلمون في غير ما أتكلم ! صحيح أنه توجد مؤلفات وغير ذلك، ولكني أتكلم عن عوام الناس وليس عن طلبة العلم، عن الخطب والمحاضرات والمناهج .

- فكتب (عدو المشركين) بتاريخ 5-2-2001، الحادية عشرة صباحاً:

ص: 347

ماذا تريد من عوام الناس ؟ هل ترغب بالإحتفال بالموالد مثلاً ؟ أو نلطم في عاشوراء ؟ ممكن تحدد لي بالضبط الطريقة التي تتخيلها، والتي تريد بها أن نذكر أهل البيت ؟! أنظر هذه الوصلة والسلام:

http://www.alhag.org/hag-html/Forum1/HTML/001027.html

- فكتب (عبد رب الرسول) بتاريخ 7-2-2001 الثانية عشرة والثلث ظهراً:

أخي في الله عدو المشركين .. يبدو أنك تسئ الظن فيّ !

خلاصة ما أريد أن أقوله هو: أن نثقف العامة في الأحاديث الصحيحة التي وردت عن آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، بشروحها عند أهل السنة والجماعة، حتى نغلق باب قذف الشبه بهذه الأحاديث من قبل الرافضة .

- كتب (الفاروق) في الموسوعة الشيعية بتاريخ 30-12-1999، الخامسة صباحاً، موضوعاً بعنوان (بدون عنوان - 2)، قال فيه:

هل الحسين سلام الله عليه من البشر ؟

يثني الشيخ محمد جواد مغنية على كتاب سيرة الحسين السبط للعلايلي ويقول: قرأته فكأني أقرأ عن شخصية لا عهد لي بها ولا علم، رغم تتبعي لأكثر السير المؤلفة، ورغم ملازمتي لمجالس التعزية، فقد كشف العلايلي عن أسرار ما زالت مجهولة حتى على الأعلام من العلماء والأساتذة المختصين بدرس تاريخ الحسين وحياته . وقد أثبت أموراً أنكرها بعض المعاندين . .

وإذا قرأت ما كتبه عن حياة الحسين علیه السلام اعتقدت أن الحسين روح إلهي في طبيعة بشرية، ومعنى غيبي في حروف من أشباح الوجود)

مقالات محمد جواد مغنية - من هنا وهناك - ص 205

نقول: ماذا بقي بعد هذا القول للنصارى ؟! لله الأمر من قبل ومن بعد !

ص: 348

- وكتب (الفارسي) بتاريخ 31-12-1999، الرابعة والثلث صباحاً:

وقف أتباع مذهب أهل البيت علیهم السلام من أعلام الفرقة المحقة موقفاً واضحاً وصريحاً من حركة الغلو والغلاة، يستند إلى الأخبار الواردة عن أئمة أهل البيت علیهم السلام ، فأجمعوا على البراءة من مقولاتهم الفاسدة، ولعنوهم وبينوا كذبهم وافتراءاتهم في العديد من كتب العقائد والكلام، وإليك نماذج من أقوالهم.. قال الشيخ الصدوق رضي الله عنه: اعتقادنا في الغلاة والمفوضة أنهم كفار بالله تعالى، وأنهم شرّ من اليهود والنصارى والمجوس والقدرية والحرورية، ومن جميع أهل البدع والأَهواء المضلّة.

إعتقادات الصدوق 97/37، المؤتمر العالمي لاَلفية الشيخ المفيد - قم ط1.

وقال الشيخ المفيد رضي الله عنه: والغلاة من المتظاهرين بالإِسلام، هم الذين نسبوا أمير المؤمنين والأَئمة من ذريته علیهم السلام إلى الاَُلوهية والنبوة... وهم ضُلاّل كفّار، حكم فيهم أمير المؤمنين علیه السلام بالقتل والتحريق بالنار، وقضت الأَئمة علیهم السلام عليهم بالإكفار والخروج عن الإِسلام . تصحيح الإعتقاد - 131 فصل في الغلو والتفويض.

وقال الشيخ المظفر رضي الله عنه: لا نعتقد في أئمتنا علیهم السلام ما يعتقده الغلاة والحلوليين، كَبُرت كَلِمةً تَخرُجُ مِن أفوَاهِهِم، بل عقيدتنا الخاصة أنّهم بشر مثلنا، لهم ما لنا وعليهم ما علينا، وإنّما هم عباد مكرمون، اختصّهم الله تعالى بكرامته، وحباهم بولايته، إذ كانوا في أعلى درجات الكمال اللائقة في البشر من العلم والتقوى والشجاعة والكرم والعفّة وجميع الأخلاق الفاضلة والصفات الحميدة، لا يدانيهم أحدٌ من البشر فيما اختصوا به . قال إمامنا الصادق علیه السلام : ما جاءكم عنّا ممّا يجوز أن يكون في المخلوقين ولم تعلموه ولم تفهموه فلا

ص: 349

تجحدوه وردوه إلينا، وما جاءكم عنا مما لا يجوز أن يكون في المخلوقين فاجحدوه ولا تردوه إلينا . عقائد الاِمامية - الشيخ المظفر 326 عقيدتنا في الأئمة علیهم السلام ، مؤسسة الاِمام علي علیه السلام - قم ط 1.

وقال الشيخ كاشف الغطاء في معرض حديثه عن الغلاة ومقالاتهم:

أما الشيعة الإِمامية وأئمتهم علیهم السلام فيبرأون من تلك الفرق براءة التحريم .. ويبرأون من تلك المقالات ويعدونها من أشنع الكفر والضلالات، وليس دينهم إلاّ التوحيد المحض، وتنزيه الخالق عن كل مشابهة للمخلوق ..

أصل الشيعة وأصولها - الشيخ كاشف الغطاء: 173 - 177.

بغض أهل البيت علیهم السلام :

إلى جانب الغلو في النبي والأَئمة علیهم السلام .. فإن البعض يقصّر في حقهم وينتقص من قدرهم، ويحط من مكانتهم الحقّة عند الله تعالى ومنزلتهم ودورهم في تبليغ الرسالة والحفاظ عليها وتنفيذ أحكامها، منكرين ما ينسب إليهم من معاجز وكرامات ذهبت بها الركبان، وشهد لها المؤالف والمخالف، فجعلوهم كسائر الناس ! والأَنكى من ذلك أن البعض من الناصبة قد يصل إلى حد البغض المقيت والحقد الدفين لكلِّ ما يمت إلى أهل البيت علیهم السلام من عقائد ومكارم وفضائل ! ولكلِّ من يدين بحبهم ويقتدي بهم كقادة رساليين انتجبهم الله تعالى لتبليغ دينه وإتمام رسالته .

وبغضهم علیهم السلام عصيان لأَمر الله تعالى ولأَمر رسوله صلی الله علیه و آله القاضي بمحبتهم والتمسك بحبلهم والإقتداء بهديهم، وهو بغض لله تعالى ولرسوله ! قال الرسول الأَكرم صلی الله علیه و آله مشيراً إلى أهل البيت علیهم السلام : من أبغضهم فقد أبغضني !

ترجمة الإِمام الحسين علیه السلام من تاريخ مدينة دمشق 91 / 126 .

ص: 350

وقال صلی الله علیه و آله : من سبّ علياً فقد سبّني ومن سبني فقد سبّ الله . المستدرك 3 / 121. وكنز العمال 6 / 401. ومسند أحمد 6 / 323. وخصائص النسائي - 24.

وبغضهم علیهم السلام من علامات النفاق والشقاء ورداءة الولادة، قال رسول الله صلی الله علیه و آله : من أبغضنا أهل البيت فهو منافق .

فضائل الصحابة 2 /661 - 1126. و الدر المنثور 6 / 7. وكشف الغمة 1 / 47. وذخائر العقبى – 18 .

وقال صلی الله علیه و آله : لايبغضنا إلاّ منافق شقي.

ذخائر العقبى - 18. وينابيع المودة 2 / 134، 381. والصواعق المحرقة – 230 .

وقال صلی الله علیه و آله: لايبغضهم إلاّ شقي الجَدّ ردئ الولادة .

الرياض النضرة 2/189. وأرجح المطالب - 309. ومناقب العشرة – 18 .

آثار بغضهم علیهم السلام :

إذا كانت مودة أهل البيت علیهم السلام تضمن للمرء سعادة الدارين، فإن بغضهم ونصب العداء لهم يوجب الخروج عن الملّة ودخول النار وغضب الجبّار والشقاء الأَبدي كما هو مدلول الأَحاديث الصحيحة الآتية:

1 - قال رسول الله صلی الله علیه و آله : والذي نفسي بيده، لا يبغضنا أهل البيت أحدٌ إلاّ أدخله الله النار .

المستدرك، الحاكم 3 / 162، 4717 وصححه. والدر المنثور 6 / 7 . والصواعق المحرقة – 143 . والخصائص الكبرى 2 / 266 . وسير أعلام النبلاء 2 / 123 وغيرها .

2 - وقال صلی الله علیه و آله : صنفان من أُمتي لا نصيب لهما في الإِسلام: الناصب لاَهل بيتي حرباً، وغالٍ في الدين مارقٌ منه .

من لا يحضره الفقيه 3 - 258 - 10 كتاب النكاح، باب ما أحلَّ الله عزّ وجلَّ من النكاح وماحرّم منه.

ص: 351

3 - وقال صلی الله علیه و آله مشيراً إلى الحسن والحسين علیهما السلام: من أبغضهما فقد أبغضني، ومن أبغضني فقد أبغض الله، ومن أبغض الله أدخله النار . مسند أحمد 2 / 288. و الحاكم 3 / 166. وسنن الترمذي 2 / 24 و307. والمعجم الكبير - 133. وكنز العمال 13 / 105. ومجمع الزوائد 9 / 181. وذخائر العقبى - 123. وتاريخ بغداد 1 / 141.

4 - وقال صلی الله علیه و آله : من أبغضهم أبغضه الله .

كنز العمال 12/ 98/ 34168. وبشارة المصطفى - 40.

5 - وقال صلی الله علیه و آله : من أبغضنا أهل البيت حشره الله يوم القيامة يهودياً . قال جابر بن عبد الله الأنصاري: فقلت يارسول الله وإن صام وصلّى وزعم أنّه مسلم ؟ قال صلی الله علیه و آله : وإن صام وصلّى وزعم أنه مسلم . المعجم الأوسط الطبراني 4 / 389 / 4002. وأمالي الصدوق 273/2.

6 - وقال أمير المؤمنين علیه السلام : لمبغضينا أفواج من سخط الله .

روضة الواعظين - 297. ومجمع الزوائد 9 / 172.

7 - وقال الإِمام الباقر علیه السلام: جاء رجل إلى النبي صلی الله علیه و آله فقال: يا رسول الله، أكلّ من قال لا إله إلاّ الله مؤمن؟ قال صلی الله علیه و آله: إن عداوتنا تلحق باليهود والنصارى ! تحف العقول - 116. والخصال 627 /10. وغرر الحكم – 7342 . . . . . . الى آخر ما كتب الفارسي ..

- وكتب (بدون اسم) بتاريخ 5-1-2000، الثانية عشرة والربع صباحاً:

هل الحسين سلام الله عليه من البشر؟ ماالمانع أن يكون الحسين روح الله ؟!

هل المانع هو بغض النواصب لرفعة للحسين علیه السلام ورفعة شأنه ؟!

ولعن الله من قتلك ولعن الله من ظلمك بالأيدي والألسن . ولعن الله من رضي بظلم الحسين علیه السلام .

مظلوم كجدك يا أبا عبد الله . مظلوم كأبيك يا أبا عبد الله .

ص: 352

مظلوم كأمك يا أبا عبد الله . مظلوم كأخيك يا أبا عبد الله .

صلوات الله وسلامه عليكم أجمعين .

اللهم ارزقنا شفاعة أهل البيت يوم الورود . إلهي آمين .

- وكتب (عمر) بتاريخ 5-1-2000، الثانية عشرة والنصف صباحاً:

كيف يكون بشر، وله هذه الصفات ؟! 1- شفيع للشيعة فقط . 2- يشفي المرضى وهو في القبر . 3- يسمع الدعاء ويجيبه. 4- يزور الموتى الشيعة الذين يدفنون في كربلاء . 5- تربته تشفي من الأمراض . 6- يعود للحياة لأنه لم يكمل الدورة . 7 - الحج لقبره أفضل من الحج المفروض ...

والكثير من الأشياء الخرافية التي لم تنزل على الرسل، ومن يقرأ هذه الآية بعقل يعرف بأن الأمر ليس بدليل، والله يتحداهم بذكر الدليل . (قل أرأيتم ما تدعون من دون الله أروني ماذا خلقوا من الأرض أم لهم شرك في السماوات ؟ ائتوني بكتاب من قبل هذا أو أثارة من علم إن كنتم صادقين) . صدق الله العظيم . سورة الأحقاف - 4.

- وكتب (بدون اسم) بتاريخ 5-1-2000، الواحدة والثلث صباحاً:

عمر ! إذا اقنعتك أن عبد الله بن سبأ ليس من نأخذ رواياته، هل تقتنع أم تريد اللجاج والعناد ؟!

- وكتب (عمر) بتاريخ 5-1-2000، العاشرة ليلاً:

هل الصفات المذكورة لبشر ؟ ولو تصفحت تاريخ الرسل هل يوجد أحد بهذه الصفات ؟ (قل إني نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله لما جاءني البينات من ربي وأمرت أن أسلم لرب العالمين). سورة غافر - 66 .

ص: 353

- وكتبت (إيمان) بتاريخ 5-1-2000، الحادية عشرة والربع مساءً:

الأخ الفاروق .. يقول الله تعالى: (قالت اليهود عزير ابن الله وقالت النصارى المسيح ابن الله ذلك قولهم بأفواههم) .

أترى يا أخي قول اليهود والنصارى في عزير والمسيح إنقاصاً لمكانتهما عند الله، أو تغييراً لعظيم منزلتهما عند المؤمنين ؟!

المسيح روح الله تعالى ولتقل النصارى عنه ما شاءت، فعزير نبيه، قالت اليهود عنه ابن لله أو لم تقل ! فما عليك أن تؤمن بما يقول الخلق جميعاً في الإمام الحسين علیه السلام أو في غيره.. فدعك من هذا الحديث الذي لا يفيد وانظر إلى قول الله تعالى ورسوله صلی الله علیه و آله .. واستغفر الله تعالى لذنبك وذنوب المؤمنين والمؤمنات والحساب عند الله تعالى، والميزان عند الصراط ..

يقول الرسول صلی الله علیه و آله : الحسين والحسين سيدي شباب أهل الجنة . الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا . الحسن والحسن ريحانتاي من الدنيا .

ويقول تعالى: إنما يريد الله أن يذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيراً . قل لا أسئلكم عليه أجراً إلا المودة في القربى. إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً .

ألا ترى أن ترك أقوال الخلق كلهم والنظر في قول الله تعالى ورسوله صلوات الله عليه وآله أصوب للرأي، وأهدى إلى سواء السبيل ؟ !

جعلك الله تعالى يا أخ فاروق ممن يفرق بين الحق والباطل حقاً.. والسلام.

- كتب (صدى الحق) في موقع القلعة العربي بتاريخ 1-9-2001، السادسة والنصف مساءً، موضوعاً بعنوان (بين عبد اللات وعبد الحسين)، قال فيه:

ص: 354

بسم الله الرحمن الرحيم

الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد رب كل شئ ومليكه قيوم السموات والأرض ومن فيهن، القائل لمن الملك اليوم ويكررها فلا يجيبه من أحد فيجيب نفسه سبحانه وتعالى لله الواحد القهار .

إلى كل رافضي يؤمن بالله واليوم الآخر ولا يشرك به شيئاً أطرح هذا السؤال: إن كنت مؤمناً بالله حقاً فكيف تشرك به ؟كلنا يعلم أن مشركي قريش عبدو اللات والعزى، فلماذا تنحون منحاهم وتؤلهون الحسن والحسين والرضى والنبي والرسول ؟!

عن شبيب بن شيبة، عن الحسن البصري، عن عمران بن حصين قال قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي: يا حصين كم تعبد اليوم إلهاً ؟ قال أبي: سبعة، ستة في الأرض وواحداً في السماء . قال: فأيهم تعد لرغبتك ورهبتك ؟ قال: الذي في السماء . قال: ياحصين أما إنك لو أسلمت علمتك كلمتين تنفعانك . قال: فلما أسلم حصين قال: يا رسول الله علمني الكلمتين اللتين وعدتني، فقال: قل اللهم ألهمني رشدي وأعذني من شر نفسي .

أجيبوا هدانا الله وإياكم إلى الحق ؟

- وكتبت (قطر الندى) بتاريخ 30-12-2000، الرابعة صباحاً:

بارك الله فيك أخي . . لقد غلبوا النصارى في تأليه الأفراد . . من أمثلة أسمائهم: عبدالحسين.. عبد الرسول..عبد النبي. الحمد لله على نعمة الإسلام .

- وكتب (صدى الحق) بتاريخ 30-12-2000 السادسة والنصف صباحاً:

وبارك الله فيك أُخَيَّهْ وغفر الله لنا جميعاً، وهدى ضالنا إلى سواء السبيل.

ص: 355

- ثم كتب (صدى الحق) بتاريخ 30-12-2000، السابعة والثلث مساءً:

ما زلت في إنتظار الإجابة .

- فكتبت (أم مهدي) بتاريخ 1-1-2001، الواحدة والنصف صباحاً:

لا نعبد غير الله مخلصين له الدين حنفاء .. نحن شيعة علي علیه السلام ، نعبد إلهاً واحداً لا شريك له، الأول فلا شئ قبله، والآخر فلا شئ بعده، لا يشغله شأن، ولا يغيره زمان، ولايحويه مكان، ولا يعزب (لايخفى) عنه عدد قطر الماء، ولا نجوم السماء، ولا سوافي الريح في الهواء، ولا دبيب النمل على الصفا.. نشهد أن لا اله الا الله غير معدول به، ولا مشكوك فيه، ولا مكفور دينه، ولا مجحود تكوينه، شهادة من صدقت نياتهم، وصفت دخلتهم (باطنهم) وخلص يقينهم.. (من كلام إمامنا وسيدنا ومولانا...علي بن أبي طالب علیه السلام ) .

يا صدى الحق.. ويا أخت أهل السنة فقط !! إن كنتما قد نسيتما ! معنى الشرك والعبادة فلا مانع بالذكرى فلعلها تنفع هذه المرة !

الشرك: هو عبادة غير الله تعالى، إما وحده وإما باشراكه مع الله تعالى . والعبادة: هي الخضوع للمعبود بقصد ألوهيته وربوبيته .

أما - يا صدى الحق - هداك الله.. مجرد استعمال لفظة عبد في قبال مخلوق فلا يدل على أنه عابد له، بل ورد في القرآن والسنة ما يدل على صدقه لبعض الناس بالنسبة إلى بعض، قال الله تعالى: وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم . النور - 32، فهل يعني ذلك أن المملوك يعبد سيده ؟ وكذلك عبد النبي وعبد الحسين معناه أنه كالمملوك للنبي والحسين صلوات الله على نبينا وآله . . والعجيب أنكم تقذفوننا بالشرك لأننا نسمي عبد النبي . . ولا بأس أن

ص: 356

تقول أنتم لرؤسائكم: سيدي أو مولاي أو صاحب الجلالة ! وبالتالي أصبح الأمر حلال عليكم .. حرام علينا ..!!

اللهم إنا نشكو اليك فقد نبينا صلی الله علیه و آله ، وغيبة إمامنا عليه الصلاة والسلام .

- وكتب (صدى الحق) بتاريخ 1-1-2001، الثانية والنصف صباحاً:

هداك الله يا أم مهدي ..

ولماذا الإنفعال هداك الله ؟ هل هذا التأويل من بنات أفكارك أم مما تعلمتيه من علماءك، هل بإمكانك التوضيح هدانا الله وإياك ؟

والصالحين من عبادكم: عبيدكم، وإمائكم: مملوكاتكم . قرأ الحسن والصالحين من عبيدكم، وعبيد اسم للجمع . قال الفراء: ويجوز وإمائكم بالنصب، يرده على الصالحين يعني الذكور والإناث، والصلاح الإيمان . وقيل المعنى ينبغي أن تكون الرغبة في تزويج الإماء والعبيد إذا كانوا صالحين فيجوز تزويجهم، ولكن لا ترغيب فيه ولا استحباب . والمراد بالأيامى هنا الأحرار والحرائر، وأما المماليك فقد بين ذلك بقوله: والصالحين من عبادكم وإمائكم قرأ الجمهور عبادكم وقرأ الحسن عبيدكم، قال الفراء: ويجوز يالنصب برده على الصالحين، والصلاح هو الإيمان . وذكر سبحانه الصلاح في المماليك دون الأحرار لأن الغالب في الأحرار الصلاح بخلاف المماليك، وفيه دليل على أن المملوك لا يزوج نفسه، وإنما يزوجه مالكه .

وقد ذهب الجمهور إلى أنه يجوز للسيد أن يكره عبده وأمته على النكاح.

وفي الآية دليل على أن تزويج النساء الأيامى إلى الأولياء، لأن الله تعالى خاطبهم به، كما أن تزويج العبيد والإماء إلى السادات، لقوله عز وجل: والصالحين من عبادكم وإمائكم . وهو قول أكثر أهل العلم من الصحابة ومن

ص: 357

بعدهم، روي ذلك عن عمر، وعلي، وعبد الله بن مسعود، وعبد الله بن عباس، وأبي هريرة، وعائشة .

وكيف تقارنين بين من قال يا سيدي ومولاي وصاحب الجلالة، وبين من قال عبد علي، وعبد الرضا . . الخ .

وأنكحوا الأيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم، لما نهى عما عسى يفضي إلى السفاح المخل بالنسب المقتضي للألفة وحسن التربية ومزيد الشفقة المؤدية إلى بقاء النوع بعد الزجر عن مبالغة فيه عقبه بأمر النكاح الحافظ له والخطاب للأولياء والسادة، وفيه دليل على وجوب تزويج المولية والمملوك وذلك عند طلبهما، وإشعار بأن المرأة والعبد لا يستبدان به إذ لو استبدا لما وجب على الولي والمولى .

سؤال: هل أنتم عبيد لعلي رضي الله عنه وللحسن والحسين والرضى والنبي والرسول أو من إمائهم ؟

ملاحظة: إما أن تناقشي وتأتي بإجابة يقبلها عقل أو دعي المجال لمن هم أوسع علماً منك .

- وكتب العاملي بتاريخ 1-1-2001، الرابعة إلا ثلث صباحاً:

الأخ صدى الحق .. أرجو أن تنصف الأخت أم مهدي .. فقد أجابتك بجواب لا رد لك عليه ..

وتوضيحه: أن الإضافة في اللغة العربية واسعة.. فلا تضيق واسعاً !

وإضافة العبد الى سيده تكون بسبب أنه يحترمه كما يقولون في عصرنا للمحترم (يا سيدي) أو (يا مولاي)، أو بسبب أنه رئيس عمله، أو بسبب أنه عبد له وغلام .

ص: 358

ومنها إضافة العابد للمعبود كما تقول لله تعالى: ياسيدي ومولاي .

وعندما تكون الكلمة مشتركة يبطل الإشكال، خاصة أن المتبادر منها غير العبادة، لأنه أكثر استعمالاً.. فالإستعمال بمعنى الغلام هو الأصل، وبمعنى العابد يحتاج إلى قرينة لفظية أو معنوية .. ولو كانت العبادة هي الأصل المتبادر عند الإطلاق، وكان الغلام تحتاج إلى قرينة، لما استعملها الله تعالى مطلقة بلا قرينة في قوله (عبادكم) .

أما سؤالك: هل أنتم عبيد للعترة الطاهرة ؟

فجوابه: نعم، وأنت أيضاً إن كنت مسلماً !!

فاسمع مارواه إمامك أحمد في مسنده: 5 / 419: حدثنا عبد الله، حدثني أبي، ثنا يحيى بن آدم، ثنا حنش بن الحرث بن لقيط النخعي الأشجعي، عن رياح بن الحرث، قال: جاء رهط إلى علي بالرحبة فقالوا: السلام عليك يا مولانا، قال: كيف أكون مولاكم وأنتم قوم عرب ؟ قالوا: سمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم غدير خم يقول: من كنت مولاه فإن هذا مولاه. قال رياح: فلما مضوا تبعتهم فسألت من هؤلاء قالوا نفر من الأنصار فيهم أبو أيوب الأنصاري .

فأنت صدى الحق، وفي نفس الوقت أنت (عبد علي) .. تهانينا .

رحم الله الصحابي الجليل أبا ذر الغفاري.. غرس الإسلام صافياً في جبال عاملة، وعلَّمَنا أن ولاية العترة النبوية الطاهرة والبراءة من مخالفيهم جزءٌ لا يتجزأ من الاسلام . (العاملي)

- وكتبت (عائشة) بتاريخ 1-1-2001، الرابعة وعشر دقائق صباحاً:

مبروك . . على الإسم الجديد يا صدى الحق . (تاج راسي أبا تراب).

ص: 359

- وكتب (صدى الحق) بتاريخ 1-1-2001، الرابعة والنصف صباحاً:

خلك جبل ياجبل (يقصد العاملي الذي ألغوا اشتراكه فاشترك مجدداً باسم جبل عامل) . الكلام واضح إيش جاب حديث الرسول صلى الله عليه وسلم من كنت مولاه فعلي مولاه إلى عبد الحسن والحسين . وإن كنتُ صدى الحق فلستُ عبداً لعلي رضي الله عنه، فإلهي واحدٌ أحد فردٌ صمد ولن أتخذ آلهةً من دونه تقربني إلى الله .

يا عاملي القوم يثقون بك كثيراً، فكن أهلاً لثقتهم ودع عنك الكلام الذي لا يقبله قلب رجلٌ يؤمن بالله ولا يشرك به شيئاً .

- وكتبت (عائشة) بتاريخ1-1-2001 الرابعة والنصف ودقيقتين صباحاً:

كبر مخك يا عبد علي .. كلام الأخ العاملي يقبله القلب والعقل معاً.

هل تعرف لماذا ؟ لأننا نشهد أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله .

(تاج راسي أبا تراب)

- وكتب العاملي بتاريخ 1-1-2001، الخامسة صباحاً:

الأخ صدى الحق .. الحكم الشرعي للتسمية بعبد النبي، وعبد علي، وعبد الحسين .. وأمثالها، أنه إن كان فيها ذرةٌ واحدةٌ من نية التأليه والعياذ بالله.. فهي شرك بالله تعالى، ومن ينويه كافر ! ولا فرق عندنا في كفر الناصبي والغالي، وغيرهما من أنواع الكفار . ولكن لا يصح اتهام أصحابها بالشرك، لأن اللغة العربية لا تلزمنا بمعناه، وأصحابها ينفونه ويثبتون معان جائزة .. على أن أفضل الأسماء عندنا ما حُمِّدَ وعُبِّد.. أي عُبّدَ لله تعالى وليس لمخلوق.

ص: 360

فالتسمية بها ليست حراماً، كما أن التسمية بعبد الحسين وأمثالها ليست من مستحبات الدرجة الأولى، اللهم إلا أن يقال إن التسمية بها جهادٌ بإعلان ولاية أهل البيت النبوي، والتحمل من أجلهم .. فتدخل في عنوان آخر .

رحم الله الصحابي الجليل أبا ذر الغفاري.. غرس الإسلام صافياً في جبال عاملة، وعلَّمَنا أن ولاية العترة النبوية الطاهرة والبراءة من مخالفيهم جزءٌ لا يتجزأ من الاسلام.

- وكتب (ذو الفقار) مشرف شبكة القلعة بتاريخ 1-1-2001، الخامسة ودقيقة واحدة صباحاً:

العاملي: رصيدك السابق أسبوع قدس سره أسبوع = أسبوعين. إجازة سعيدة العاملي ! السبب:

(فأنت صدى الحق، وفي نفس الوقت أنت (عبد علي).. تهانينا).

- قال العاملي: زعم مشرف شبكة القلعة أنه (عاقبني) بمنعي من الكتابة لمدة أسبوعين .. وكان معناه منعاً نهائياً ! لكني أشكر الله تعالى أني استطعت أن أسجل على النواصب من مسند إمامهم أنهم (عبيدٌ لعليٍّ علیه السلام ) حتى لو كانت قلوبهم لاتحبه بل تمتلئ منه حساسية وله بغضاً، صلوات الله عليه .

- كتبت (أم مهدي) بتاريخ 25-12-2000، التاسعة إلا ربعاً مساء موضوعاً بعنوان (ما سبب منع أخينا العاملي من المشاركة ؟؟ يا مشرف !!) قالت:

أخي المشرف ... لم نتعود منك مثل هذا التصرف.. ما الذي حصل؟ أم تراهم أمروك بذلك ! إأتني بمشاركة واحدة لأخينا الكريم العاملي خرج فيها عن المعقول، أو لاسمح الله استعمل السب والشتم مثل الآخرين من إخوانك ! بل

ص: 361

العكس تماماً !! أم أن وجوده في هذه القلعة خطر على أصحابها ؟!!!! وهذه هي الحقيقة !!

اللهم إنا نشكو اليك فقد نبينا صلی الله علیه و آله وغيبة إمامنا .

- فأجابها المشرف المسمى (ذو الفقار):

إيقاف أي عضو يعد من اختصاصات المراقب، ولكن بالنسبة لتساؤلك ياommehdi فأنتي حكمتِ وأجبتِ نفسكِ من خلال رسالتك: أم أن وجوده في هذه القلعة خطر على أصحابها ؟!! وهذه هي الحقيقة !!

- قال العاملي: وبذلك اعترف هذا المشرف الذي سمى نفسه ذا الفقار بأن من يثبت لهم فضيلة لأهل البيت علیهم السلام من مصادرهم ولا يستطيعون ردها.. يكون خطراً عليهم، وكذلك الحق خطر على خصومه !

الى الذين يتهموننا بالغلو

- كتب العاملي في شبكة أنا العربي بتاريخ 14-6-1999، الثانية عشرة والثلث ظهراً موضوعاً بعنوان (الى الذين يتهموننا بالغلو !)، قال فيه:

دأب الوهابيون على اتهامنا بالغلو في أهل بيت النبي الطاهرين صلی الله علیه و آله ، فتراهم يعرِّفون الغلو بتعريفات غير علمية، ويطبقونه علينا تطبيقاً كيفياً !! ثم لا يسألون أنفسهم هل أن إعراضهم عن أهل بيت نبيهم جائز شرعاً، وهل أدوا وصية النبي فيهم، التي اعترفوا بها في مصادرهم كحديث الثقلين وغيره، حيث جعل النبي أهل بيته كالقرآن أمانة في أعناقهم ؟!

ص: 362

والأعجب من ذلك أنهم استبدلوهم بصحابة يحبونهم حبا مفرطاً، ويعتبرونهم معصومين وإن لم يصرحوا بذلك، لأنهم لايقبلون لأحد أن يذكر لهم خطأً واحداً .. وهذه هي العصمة بعينها !! ثم تراهم يغالون في هؤلاء الصحابة ويذكرون لهم كرامات شبيهة بما لأئمتنا علیهم السلام ، بل لايرضون لهم بذلك حتى يجعلوا بعضهم موجهاً ومصححاً لأخطاء سيد المرسيلن، وأن الوحي كان يؤيده مراراً ويخطِّئ النبي صلی الله علیه و آله !!

وبما أننا في هذه الساحة نستضيف عدداً منهم، ونرحب بهم، فنرجو منهم أن لايستعجلوا باتهام الشيعة، لأن حقنا في هذه الساحة مثلهم والحمد لله، فيمكننا تقديم الجواب، وجوابنا لايحذف كما يفعلون في شبكاتهم، فيحذفون أجوبتنا ويبقون تهمهم وسبابهم لنا فقط !!

فيا أيها الإخوة: نرجو أن تعذرونا لعقيدتنا في أهل بيت النبي صلی الله علیه و آله ، لأنها مبنية على أسس قوية من القرآن والسنة، ولكنكم لا تصبرون علينا، ولا تسمعون منا، حتى لو كان دليلنا من مصادركم ..!

فشيئاً من سعة الصدر من فضلكم .

أولاً: نحن نعتقد بالدليل أن النبي وأهل بيته صلى الله عليه وعليهم كلًٌ واحدٌ لا يتجزأ، فهم الزرع الإلهي الذي أخرج شطأه فآزره.. ونعتقد أنهم كانوا قبل خلق الخلق أنواراً الهية يعبدون الله تعالى عند عرشه، ثم جعلهم الله تعالى في صلب آدم ورحم حواء علیهما السلام ، ولم يزل ينقلهم من صلب طاهر الى رحم مطهرة .. حتى منَّ على البشرية بهم .

ص: 363

ثانياً: نعتقد أنهم مشروع إلهيٌّ واحد من خاتم الرسل الى المهدي الموعود.. وأن ماحدث لهم من إبعاد عن الحكم وقتل وتشريد وتطريد، إنما هو جزء من مخطط الامتحان الإلهي لهم وللأمة، بشهادة الرسول صلی الله علیه و آله ..

ونعتقد أنهم عائدون الى ساحة الأرض لامحالة، وسينشرون نور الاسلام في العالم، ويحققون دولة العدل الإلهي على المعمورة .. وعدٌ موعودٌ من الله تعالى على لسان رسوله صلی الله علیه و آله (بنا بدأ الله وبنا يختم) .

ثالثاً: عقيدتنا فيهم علیهم السلام ، سواء أصلها أو تفاصيلها، مبنيةٌ على الدليل الشرعي من كتاب الله تعالى وسنة نبيه صلی الله علیه و آله ، ثم من كلامهم حيث ثبت أن الرسول أمرنا باتباعهم بعده..

ونعتقد أن الأمة أخطأت بإعراضها عنهم، وأن كل ماحل بها من خلافات وصراعات على السلطة، وانهيار كيانها، وتداعي الأمم عليها، كان بسبب البعد عنهم، وأن الله سيفرج عنها بهم لا بغيرهم .

رابعاً: نعتقد بأننا مقصرون في حقهم ولسنا مغالين، فمقام محمد وآله صلی الله علیه و آله عند الله عظيمٌ جداً، يصعب على العقول العادية أن تدركه.. ومهما قال المسلم فيهم وفي مكانتهم عند الله تعالى، فليس مغالياً مادام يجعلهم عباداً مربوبين مطيعين لربهم، بل هم سادة العباد المكرمين .

خامساً: نرجو من إخواننا الذين لايعتقدون عقيدتنا في النبي وآله صلی الله علیه و آله ، أن يسألونا عن دليلنا في أصل عقيدتنا فيهم وتفاصيلها، سؤال من يريد أن يعرف ويفهم رأي الآخرين، وأن يستمعوا لشرحنا ودليلنا، ثم يناقشونا بهدوء واحترام، كما نخاطبهم بهدوء واحترام، ولا يقابلونا بالأحكام المسبقة والتهم والتكفير

ص: 364

والتضليل، ولايسثكثروا علينا موالاتنا وحبنا لأهل بيت نبينا الذين جعلهم الله تعالى عدل كتابه ووصية نبيه في أمته !

سادساً: نرجو أن يلتفتوا الى أنفسهم، وأنهم مغالون فيمن يحبونهم من الصحابة، فقد جعل النبي صلی الله علیه و آله لآله مقاماً الى جنبه كما أمره الله تعالى: (وما ينطق عن الهوى) فصادروه وجعلوه لبعض الصحابة الذين أحبوهم، ورووا لهم من الكرامات والمعجزات أكثر مما رويناه لأهل البيت !!

وفي المقابل أعرضوا عن أهل بيت نبيهم الطاهرين مع أنهم صحابة وأهل بيت نبوة، وقد رووا أن أصحاب النبي كالنجوم بأيهم اقتديتم اهتديتم، فيكفي حسب هذا أن نقتدي بصحابي واحد ! ونحن اقتدينا بأصحاب وأهل وعترة، ومع ذلك يقولون إنكم ضالون وكفار !!!

صلوات الله على رسوله وآله الطيبين الطاهرين المعصومين، ووفق الله الأمة التي لم ينفد منها الخير الى معرفتهم وأداء فريضة الله فيهم .

- وكتب (فلمون) بتاريخ 14-6-1999، الرابعة صباحاً:

يقول عمر بن الخطاب: لولا علي لهلك عمر . لا أبقاني الله في أرض ليس فيها أبو الحسن . لا أبقاني الله لمعضلة ليس لها أبو الحسن . لولاك يا أبا الحسن لافتضحنا . لعل عمر يغالي أيضاً في الإمام علي علیه السلام !!

- قال العاملي: كان في هذا الموضوع مداخلات أخرى لم أجدها .

ص: 365

- كتب العاملي في شبكة هجر الإسلامية بتاريخ 15-9-1999 العاشرة مساءً، موضوعاً بعنوان (الذي عنده عقل يستوعب، وأعصاب تتحمل.. فليفكر في مقام محمد وآل محمد عند الله !!)، قال فيه:

يذهل الإنسان عندما يتتبع في مصادر الطرفين الأحاديث الدالة على أن رب العالمين سبحانه قد اشترط في قبول أي عمل من أعمال عباده: ولاية محمد وآل محمد صلوات الله عليهم ! وأن عمل الذين لا يحبونهم مردود، حتى لو قضوا عمرهم في العبادة عند الكعبة الشريفة !!

كما اشترط سبحانه في قبول الدعاء: الصلاة عليهم ! فكل دعاء يدعوه البشر ويرتفع من أفواههم وقلوبهم، يبقى معلقاً فوق رؤوسهم، ولا يصعد إلى السماء، مالم يشفع بالصلاة على محمد وآل محمد !! كما ورد في أحاديثنا، وروته بعض مصادر السنة عن عمر بن الخطاب .

الله أكبر .. معنى ذلك أن الله تعالى أصدر (مرسوماً) بأن هذا الإنسان الممتاز وآله (الذين قرنهم به في الصلاة عليهم) هم وحدهم باب معرفته، وباب طاعته، والوسيلة إلى مرضاته ! وأنه تعالى استعمل حق (الفيتو) على كل عمل ودعاء لايصدر عن محبيهم، ولا يقرن بذكرهم !

الله أكبر . . فليُشَرِّقِ النواصب وليُغَرِّبوا.. فلا طريق لهم !!

وليشرِّق المعرضون عن آل محمد وليغربوا.. فلا طريق لهم !!

وليشرِّق الذين يحاولون أن يفرقوا بين محمد وآله، فإن الله يأبى إلا أن يصلوا عليهم معه في صلاتهم وحرم عليهم الصلاة على غيرهم، ورفض أن يقبل منهم أي دعاء ليس فيهم توسل بالصلاة عليهم !!

ص: 366

وليشرِّق أو يغرب الذين يحاولون أن يرفعوا آخرين من تحالف قبائل قريش إلى صف آل محمد، فلا يرتفعون معهم لثقلهم.. ولا يصلون الى سفوح قممهم، لسمو مكانة آل محمد صلی الله علیه و آله .

والحمد لله الذي هدانا لهذا، وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله .

- فكتب (محب السنة) بتاريخ 16-9-1999، الواحدة والربع صباحاً:

كيف يدعي أحدٌ الإيمان وهو لا يحب آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم .

وأهل السنة هم أولى الناس بآل البيت . روى الإمام أحمد عن عبد المطلب بن ربيعة قال دخل العباس على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إنا لنخرج فنرى قريشاً تحدث فإذا رأونا سكتوا ! فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم ودر عرق بين عينيه، ثم قال: والله لا يدخل قلب امرئ إيمان حتى يحبكم لله ولقرابتي . إن حب آل البيت من حب النبي صلى الله عليه وسلم. (حب الصحابة كلهم لي مذهبٌ...ومودة القربى بها أتوسل)

- وكتب (شعاع) بتاريخ 16-9-1999، السابعة صباحاً:

لم نسمع أحداً سب آل البيت إلا الرافضة... فماذا قالوا في زوجات رسول الله... وماذا قالوا في العباس وابنه عبد الله... وماذا قالوا في ابنتي رسول الله رقية وأم كلثوم... فلا أدري متى صار اسم آل البيت حكراً على اثني عشر شخصاً .

- وكتب (عقيل) بتاريخ 18-9-1999، الثانية عشرة والنصف صباحاً:

تم احتكارها عندما نزلت آية الكساء، ثم تبعتها آية المباهلة.

إن كنت لاتدري فتلك مصيبةٌ وإن كنت تدري فالمصيبة أعظمُ

- وكتب (كميل) بتاريخ 18-9-1999، الرابعة عصراً:

ص: 367

الى شعاع .. آل البيت هم من نزلت فيهم آية الكساء في بيت أم سلمة رضوان الله عليها. وأزواج الرسول صلی الله علیه و آله خارجها بنص حديث أم سلمة، وهذا أيضاً قول الكثير من علماء أهل السنة حيث قالوا: زوجة الرجل تُطلّق منه فتخرج عن كونها من أهله، أليس كذلك ؟!

ثم ماهو السباب الذي صدر من الشيعة بحق أمهات المؤمنين ؟ وفي أي من كتب الشيعة المعتبرة ؟ والعباس رضي الله عنه، أين وجدت سبه وشتمه ؟ وكذا رقية وأم كلثوم ؟!

ويا محب السنة، ما هو المصداق لحب آل البيت ؟ التشدق بحبهم باللسان أم اتباعهم ونبذ أعدائهم ومخالفيهم ؟ إن كنتم لهم محبين كما تفضلت فلماذا تبعتم أبي حنيفة وغيره وهو القائل (لولا السنتان لهلك النعمان) يعني بهما السنتان اللتان درسهما عند الإمام الصادق، وتركتم جعفراً الصادق علیه السلام ، وهو أستاذه وأستاذ كل أئمة مذاهبكم ! لماذا ؟ هل لنبوغهم وتفوقهم عليه ؟ أم لسمو شرفهم ورفعة مرتبتهم التي لا يدانيها الصادق ؟ أم ماذا ؟ أفيدونا. وقد قال أمير المؤمنين ويعسوب الدين: (فأين تذهبون وأنى تؤفكون والأعلام قائمة والآيات واضحة والمنار منصوبة فأين يتاه بكم ؟ بل كيف تعمهون وبينكم عترة نبيكم، وهم أزمة الحق وأعلام الدين وألسنة الصدق، فأنزلوهم بأحسن منازل القرآن، ورِِِِدوهم ورود الهيم العطاش .

أيها الناس: خذوها من خاتم النبيين صلی الله علیه و آله، إنه يموت من مات منا وليس بميت، ويبلى من بلى منا وليس ببال، فلا تقولوا بما لاتعرفون، فإن أكثر الحق فيما تنكرون، واعذروا من لاحجة لكم عليه وأنا هو، ألم أعمل فيكم بالثقل الأكبر وأترك فيكم الثقل الأصغر، وركزت فيكم راية الإيمان . . . الخ ..

ص: 368

وقال علیه السلام : أنظروا أهل بيت نبيكم فالزموا سمتهم واتبعوا أثرهم، فلن يخرجوكم من هدى ولن يعيدوكم في ردى، فإن لبدوا فالبدوا، وإن نهضوا فانهضوا، ولا تسبقوهم فتضلوا، ولا تتأخروا عنهم فتهلكوا .

وذكرهم علیه السلام مرة فقال: هم عيش العلم وموت الجهل، يخبركم حلمهم عن علمهم وظاهرهم عن باطنهم، وصمتهم عن حكم منطقهم، لا يخالفون الحق ولا يختلفون فيه، هم دعائم الإسلام، وولائج الإعتصام . بهم عاد الحق في نصابه، وانزاح الباطل عن مقامه، وانقطع لسانه عن منبته، عقلوا الدين عقل وعاية ورعاية، لا عقل سماع ورواية، فإن رواة العلم كثير ورعاته قليل .

وقال سلام الله عليه: أين الذين زعموا أنهم الراسخون في العلم دوننا، كذباً وبغياً علينا أن رفعنا الله ووضعهم، وأعطانا وحرمهم، وأدخلنا وأخرجهم ؟! بنا يستعطى الهدى، ويستجلى العمى . إن الأئمة من قريش غرسوا في هذا البطن من هاشم، لا تصلح على سواهم، ولا تصلح الولاة من غيرهم .

وقال علیه السلام : نحن النجباء، وأفراطنا أفراط الأنبياء، وحزبنا حزب الله عز وجل، والفئة الباغية حزب الشيطان، ومن سوّى بيننا وبين عدونا فليس منا .

ألم تسووا بينه سلام الله عليه وبين معاوية؟!! والحمد لله رب العالمين .

بآل محمد عُرف الصواب *** وفي أبياتهم نزل الكتاب

وهم حجج الإله على البرايا *** بهم وبجدهم لا يُستراب

- قال العاملي:

وهو موضوع طويل لا يتسع له المقام، وربما يأتي في محله إن شاء الله .

ص: 369

- كتب (البصري) في شبكة الموسوعة الشيعية بتاريخ 19-11-1999 العاشرة والنصف ليلا ً، موضوعاً بعنوان (الغلو في كتب السنة !)، قال فيه:

نضع بين يدي القارىء الكريم بعض ما جاء في كتب القوم من الغلو في الصحابة .

أولاً: الكبدة والدخان عند الأول والثاني !

هل هي فضيلةٌ أم غلوٌّ ؟!

روى في الرياض النضرة لمحب الدين الطبري ص 133: أن عمر بن الخطاب أتى إلى زوجة أبي بكر بعد موته فسألها عن أعمال أبي بكر في بيته فقالت: إلا أنه كان في كل ليلة جمعة يتوضأ ويصلي ثم يجلس مستقبل القبلة رأسه على ركبته، فإذا كان وقت السحر رفع رأسه وتنفس الصعداء فيشم في البيت روائح كبد مشوي !! فبكى عمر وقال: أنى لابن الخطاب بكبد مشوي ؟!!! وفي رواية العبيدي المالكي: أنه بعد أن يقيم على تلك الحالة يرفع رأسه الى السماء ويتنفس الصعداء ويقول: آخ فيطلع الدخان من فيه، فيبكي عمر ويقول: كل شئ يقدر عليه عمر إلا الدخان !!!

اللهم ثبتنا على ولابة محمد وآل محمد. اللهم آمين يا رب العالمين.

- وكتب (مالك الأشتر) في20-11-1999، الواحدة والنصف صباحاً:

هذه ليست مغالاة وإنما كرامات ! المغالاة إذا كانت هذه لعلي بن أبي طالب !! قل لا أسئلكم عليه أجراً إلا المودة في القربى.

- وكتب (عبد الحسين البصري) بتاريخ 20-11-1999، السابعة مساءً:

ص: 370

ثانياً: الملائكة تتكلم على لسان عمر !!

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أبغض عمر فقد أبغضني، ومن أحب عمر فقد أحبني، وإن الله باهى بالناس عشية عرفة وباهى بعمر خاصة، وإنه لم يبعث الله نبياً إلا كان في أمته محدث، وإن يكن في أمتي منهم أحد فهو عمر . قالوا: يا رسول الله كيف محدث ؟ قال: تتكلم الملائكة على لسانه..!! (مجمع الزوائد:9/ 96 . حياة الصحابة: 3 /543 . كرامات الصحابة لأسعد محمد الطيب ص 20 - المكتبة المكية مكة المكرمة) .

- كتب (تصحيح عمل المراقب) في شبكة الموسوعة الشيعية بتاريخ 26-3-2000، الثانية ظهراً، موضوعاً بعنوان (تطور الغلو عند الإمامية بين السلف والخلف ؟)، قال فيه:

الأخوة الكرام.. أريد منكم أن تحلوا لي هذا الإشكال: قال روح الله الخميني في حق الأئمة: لا يتصور فيهم السهو أو الغفلة. المرجع: الحكومة الإسلامية ص 91 . ويقول ابن بابويه القمي: إن الغلاة والمفوضة لعنهم الله ينكرون سهو النبي يقولون: لو جاز أن يسهو في الصلاة لجاز أن يسهو في التبليغ لأن الصلاة فريضة كما أن التبليغ فريضة. المرجع: من لا يحضره الفقيه 1 / 234 .

ويقول شيخه محمد بن الحسن: أول درجة في الغلو نفي السهو عن النبي صلى الله عليه وسلم والإمام . المرجع: من لا يحضره الفقيه 1/234 - شرح عقائد الصدوق ص 260 .

أفتونا مأجورين، فمن الملعون الغالي، ومن المرحوم المعتدل ؟

ص: 371

- وكتبت (طبيعي) بتاريخ 26-3-2000، الرابعة والربع عصراً:

http://shialink.org/muntada/Forum2/HTML/000455.html

لاحول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم . اللهم صل على محمد وآل محمد .

محولة إياه على موضوع يتصل بسؤاله .

- وكتب العاملي بتاريخ 26-3-2000، الرابعة والنصف عصراً:

لا تعارض بين الكلامين لمن يفهم ويتتبع كلمات العلماء، ويعرف مذهب أهل الغلو . فقد كان في زمن الصدوق رحمة الله مغالون يزعمون الألوهية لعلي والأئمة علیهم السلام ، وأنهم لا ينسون ولا يسهون ذاتاً !! ومذهبنا أن كل زعم لألوهيتهم أو لشراكتهم لله تعالى في شئ، كفرٌ وشرك .

فالسهو الذي يثبته الصدوق رحمة الله لهم هو إمكان السهو بذاتهم، لأنهم بشرٌ مخلوقون، وهو الذي عبر عنه أمير المؤمنين علیه السلام (لست بنفسي فوق أن أخطئ) أي أنا بذاتي بشرٌ، وعدم خطئي وعصمتي إنما هو بعصمة ربي لا من نفسي .

وقولنا بعصمتهم وعصمة الأنبياء علیهم السلام ، وأنهم لا يتصور في حقهم السهو والغفلة، لايعني نفيه عنهم بذاتهم، بل بما عصمهم الله تعالى . فالمنفي عند الصدوق غير المثبت عند الخميني يافاهم، ولا تعارض بينهما !!

- كتب (الفقيه) في الموسوعة الشيعية بتاريخ 13-4-2000، الرابعة والنصف صباحاً، موضوعاً بعنوان (تطور الغلو عند الشيعة الإمامية !)، قال فيه:

الأخ جبهان لا يستطيع مشاركتنا كالعادة في شيعة لنك، لكن له بعض المساهمات التي أرى أن لا تكون بعيدة عن جو نقاش شيعة لنك منها ما يلي:

ص: 372

الإخوة الكرام: منذ أن خذل الشيعة أهل البيت في عامة مواقفهم الحرجة والتشيع يغلو كردة فعل على ما قصروا فيه تجاه أهل البيت !

الشيعة خذلت الإمام علي (ض) وأرادت أن ترقع خذلانها ببعض الطقوس والتمتمات التي لا تغني ولا تسمن من جوع ! وكما أنها خانت وخذلت سيد الشهداء وهو في أمس الحاجة لشيعته، لذلك أرادت الشيعة تعويض خذلانها وخيانتها وغدرها، أرادت أن تعوض مافاتها من شجاعة ورجولة وكرم وغيرة على الدين، ببضع سواطير (بلدية الصنع) وشئ من سكاكين قليلة، وبعض العصي والسلاسل... أرادت أن تعوض بضربها لنفسها ما قد كان من خذلان منها! فاعتبروا يا أولي الأبصار !

الذي يهمنا هو درجة الغلو الذي يتطور من زمن إلى زمن دون توقف . .. فمن غلو إلى غلو . . . والله وحده يعلم أين سيستقر بالغلو المكان ! ولكي نبين هذه الحقيقة نضرب هذين المثالين: قال روح الله الخميني في حق الأئمة: لا يتصور فيهم السهو أو الغفلة . . . إلى آخر ما تقدم . . .

ومن عادتهم أن يكرروا المواضيع بأساليب متعددة !

- فكتب (الفاطمي) بتاريخ 14-4-2000، الحادية عشرة والنصف صباحاً:

صح لسانك.. ثم حوله على موضوع:

http://209.164.120.218/vip/ubb/Forum2/HTML/000929.html?4641787

السلام عليك يا بضعة المصطفى يا فاطمة الزهراء.

- وكتب (الفارسي) بتاريخ 14-4-2000، الخامسة إلا ربعاً مساءً:

- قل لنا يا ببغاء.. إن يكن فيك ذكاء . .

لم لا تخجل من ترديد ما تسمعه صبح مساء..

ص: 373

لست إلا طائراً في قفص لا أرض من تحتي، ولا فوقي سماء..

أنا محكوم بقانون التدلي في الهواء ..

ليس لي أيُّ عزاء . .

غير أن أجعل صوتي.. معبراً لي فوق موتي . .

أمنح السجان ما شاء .. وأجني ما أشاء .

أنا أعطيه هراء .. وهو يعطيني غذاء.

وأنا أهجوه -في تقليده- أقسى الهجاء .

إذ أنا أفقه ما قال ولا يفقه من قولي أنا.. حرف هجاء !

هل يحق، الآن، أن أسألكم يا هؤلاء: إن يكن فيكم إباء

أو قليل من حياء .. أو بقايا كبرياء ..

ما لكم مثلي.. تعيدون هراء المستبدين.. وأنتم طلقاء ؟!

- وكتب (الفاطمي) بتاريخ 14-4-2000، السادسة مساءً:

http://209.164.120.218/vip/ubb/Forum2/HTML/000929.html?1117775

السلام عليك يا بضعة المصطفى يا فاطمة الزهراء.

- وكتب (الفقيه) بتاريخ 14-4-2000، السابعة مساءً:

الفارسي .. قال تعالى: والشعراء يتبعهم الغاوون . ولا تعليق أكثر .

- وكتب (الفاطمي) بتاريخ 14-4-2000، الثانية عشرة ظهراً:

الزميل الوهابي الجبهان المتطاير.. هوّن عليك .. فإننا نخشى عليك فرط دفاعك ومحبتك ومودتك لآل البيت علیهم السلام أن يدخلك ذلك في التشيع ثانية بعد أن دخلته أول مرة من خلال بوابة منتدى شيعة لنك التي خرجت منها إلى هنا

ص: 374

باسم آخر !! ثم يؤول أمرك إلى الجنة بسبب شدة حبك لهم وتمسكك بمنهجهم علیهم السلام ! !

وبالتالي تخرج من كونك وهابياً، وهنا تكمن المأساة !! إذ أن الزمرة الوهابية بحكم كونها ذات نكهة يزيدية تحمل على ظهرها ثقلين كلاهما أعظم من الآخر: الثقل الأول: هو أنهم الامتداد الواقعي لخذلة وقتلة آل البيت علیهم السلام ، حيث يدّعون انتحالاً مودتهم ويوالون قاتليهم ومعانديهم وشاتميهم، وفي أمثالهم قال الإمام الصادق علیه السلام بأنهم منافقون .

الثقل الثاني: هو أنهم تكفلوا بتبرير الأفعال الإجرامية لأعداء آل البيت واستماتوا في ذلك، وليس هناك أوضح من أن تخط أيديهم المغموسة بدماء الآل الكرام عليهم الصلاة والسلام كتاباً وهابياً خالصاً باسم (أمير المؤمنين يزيد) وبنظرة إلى منتدياتهم يستطيع الأعمى فضلاً عن المبصر اكتشاف ذلك!!

ولذلك نصحتك بأن تهوّن على نفسك، فالكاتب الذي كانت تتقاطر من بين أنامله دماء الحسين الذي قال في الساحات يوم العاشر من المحرم في العام الماضي: اللهم إني أشهدك أني فرح مسرور بهذا اليوم العظيم يوم عاشوراء..

كان وهابياً محترفاً، وقد اطّلع كل من قرأ ما كتبته يده الآثمة على دفاع الشلة الوهابية عنه والتصفيق له !!! ولعلنا نجد هذا العام أيضاً ما هو أفظع من ذلك إتماماً للمسيرة .. والمبادئ (الكرامية) التي أشربتموها حتى الثمالة ! والأفكار (اليزيدية) وغيرها التي استهوتكم لها أثرها الكبير في تحملكم أوزاركم وأوزار من قبلكم الخاذلين لآل البيت وقاتليهم والحارقي بيوتهم والهادميها عليهم أحياء!!

ص: 375

وبالنسبة إلى الفقاعات التي نفخت فيها من وهابيتك، فأهديك لها هذه الدبابيس: الفقاعة الأولى: مسألة (جواز السهو على النبي):

1 - فإن ما نقلته عن ابن بابويه لا يعدو كونه رأياً شخصياً لمجتهد، وعند الشيعة ولله الحمد لم يغلق باب الاجتهاد على أحد ليكون رأيه يعم الجميع، وأنت حينما تورد رأي لشخص أو شخصين أو أكثر، فإنك تثبت ضمنياً بأن آلاف المجتهدين الآخرين بخلاف رأيه، والذين من بينهم روح الله الخميني قدس الله نفسه وأعلا مقامه الشريف!! ولكل مجتهد نصيب.. فالمسألة ليست مسألة تطوّر أو عدم تطوّر !!

2 - كون الغلاة ينفون السهو عن الرسول صلی الله علیه و آله والأئمة علیهم السلام لا يعني ذلك أن المبدأ لا يناقشه غيرهم، فلو قال بأن الغلاة يوجبون دفع الزكاة فهل سيكون جميع المسلمين غلاة وكفرة لأنهم أيضاً يقولون بوجوب دفع الزكاة !!!

وابن بابويه رضي الله عنه لم يحصر هذه المسألة بالغلاة وإنما أخبر بأنهم يعتقدون بها فقط، وكالعادة فأنت تريد أن تحمله مالم يقل.. فمن أين أتيت بقولك: أن نفس هذا المعتقد كان عند الشيعة الأوائل كفر وغلو..

عجبي !! وكيف اهتديت بعقليتك الفذة النادرة إلى مدى التطور الفضيع الذي يخطوه التشيع نحو الغلو؟! إذ المقارنة بين رأي مجتهدين أحدهما متقدّم والآخر متأخر لا يعتبر طريقاً لنتيجة كهذه! وكان بإمكانك أن تجري المقارنة بينه وبين مجتهد مخالف له في الرأي من معاصريه ! أرأيت كيف أصبحت أنموذجاً جيداً للوهابية أيها الزميل ؟!

الفقاعة الثانية: أشهد أن علياً ولي الله . . .

ص: 376

ونصيحتي لك إذا أردت أن تبحث عن منطلق جيد للغلو، فابدأ من هنا فستجد الكثير مما يروي غليلك ويسد نهمتك في معرفة الحق:

32761- لو لم أبعث فيكم لَبُعِثَ عُمَر، أيد الله عز وجل بملكين يوفقانه ويسددانه، فإذا أخطأ صرفاه حتى يكون صواباً !! انتهى .

إحم.. إحم.. (المرجع: كنز العمال ج 11، فضائل عمر بن الخطاب).

- وكتب (تصحيح عمل المراقب) بتاريخ 15-4-2000، السابعة مساءً:

أخي الفاطمي . . شافاك الله من كل داء ألمَّ بك في عاشوراء.. أنا فعلاً مقدر حالتك النفسية ومستوعب قدراتك العقلية في هذا الوقت الحرج! ولكن ومهما يكن ما توقعتك ترد على موضوع في اليمين برد في اليسار. يبدو أن الملاك الطائر أثر على قدراتكم العقلية والذهنية والرياضية والفنية!

كل ماذكرته غثاء يليق بعقول المرضى الذين تأثرت عقولهم بالسواطير والسلاسل.. فقط أريد منك خدمة: أين مصدر قول الصحابي الجليل أبو موسى الأشعري؟ ثم قل لي هل اكتسب هذه الصفة من مصاحبته للامام علي في حروبه أم ممن اكتسبها ؟ وشكراً .

- وكتب (الفاطمي) بتاريخ 16-4-2000، الواحدة صباحاً:

أخينا الملاك، إبن تيمية، الجبهان، أحمد الكاتب، وأخيراً تصحيح عمل المراقب.. ما شاء الله على كثرة أسمائك.. الظاهر صايرة 700.. الله يهديك ياجبهان، أبلشت أخينا الفقيه وكذَبته بقوله هذا (الأخ جبهان لا يستطيع مشاركتنا كالعادة في شيعة لنك) !!

عموماً، قلت: شافاك الله من كل داء ألم بك في عاشوراء..

ص: 377

أقول: الحمد لله لايوجد أي داء يلم بنا في هذا اليوم، بل العكس يا ملاكنا الطائر، ففي مثل هذا اليوم تصيبكم هلوسة للدفاع عن اللعين يزيد وتبرئته من دم الحسين علیه السلام . . فنراكم تنبرون للدفاع عنه بكل ما أوتيتم من قوة.. وحتى لو استدعى ذلك أن تطعنوا بسيد شباب أهل الجنة علیه السلام . http://www.sahab.net/sahab_html/Forum1/HTML/002593.html

شافاك الله يا أخي الملاك (ابن تيمية) وإخوتك في سحاب ونقدر لك ولأخوتك في سحاب مما تصابون به في مثل هذا اليوم من ضعف في قدراتكم .

قلت: يبدو أن الملاك الطائر أثر على قدراتكم العقلية والذهنية والرياضية والفنية! أقول: نعم أثر على قدراتنا بكذبه على خير خلق الله صلی الله علیه و آله وببغضه أمير المؤمنين علیه السلام :

http://209.164.120.218/vip/ubb/Forum2/HTML/000699.html?2651884

فإننا يا جبهان (ابن تيمية) الطائر، لانستطيع مجاراته في كذبه على خير خلق الله صلی الله علیه و آله ولا نستطيع أن نبغض علي علیه السلام لسبب واحد.. ألا وهو أن مبغض علي علیه السلام منافق بنص من الرسول صلی الله علیه و آله . وأيضاً لا أستطيع أن أكتب وأضع مصادر خاطئة أتقول بها لكي أثبت أن ما أقوله صحيح يالطائر:

http://209.164.120.218/vip/ubb/Forum2/HTML/000892.html?2974385

قلت: كل ما ذكرته غثاء يليق بعقول المرضى الذين تأثرت عقولهم بالسواطير والسلاسل . .

أقول: لم أذكر شيئاً إنما نقلته نقلاً، والظاهر أن عقولكم المتأثرة بحب يزيد لعنه الله لا تستطيع تحمل ما نقلت ولا تفهمه .

قلت: أين مصدر قول الصحابي الجليل أبو موسى الأشعري؟ ثم قل لي هل اكتسب هذه الصفة من مصاحبته للامام علي في حروبه أم ممن اكتسبها؟

ص: 378

أقول: ولماذالم تسأل (اللامنتمي) صاحب هذا القول؟ إذهب إلى هناك (العمانية) واسأل اللامنتمي لكي يرد عليك أسئلتك هذه، واسألني عن المواضيع الذي رردت بها عليك وأنا حاضر:

http://209.164.120.218/vip/ubb/Forum2/HTML/000699.html?5364527

وما زلنا ننتظر ردك على هذا الموضوع، وخصوصاً كذبك على خير خلق الله صلی الله علیه و آله !! ونصيحة أخوية: تدارك نفسك واستغفر الله من كذبك على خير خلق الله صلی الله علیه و آله ، وطهر قلبك من البغض لعلي علیه السلام ، حتى لا توصف بأنك منافق . والسلام عليكم .

ص: 379

ص: 380

الفصل الثامن: مواكب السيوف . . لبس الأكفان وجرح الهام .. حزناً على الامام الحسين علیه السلام

اشارة

ص: 381

ص: 382

نتمسك بمقدساتنا ومراسمها في مواجهة اليهود والغربيين

- كتب (العلوي) في شبكة هجر الثقافية بتاريخ 5-4-2000، موضوعاً بعنوان (حول فقه الشعائر) أخذه من كتاب فضل الله المسمى فقه الحياة، وهو مقال طويل، نورد أهم ما فيه . . قال:

هذه مجموعة من الأسئلة التي تتناول إحياء ثورة أبي الأحرار علیه السلام من بعض الجوانب من كتاب فقه الحياة للسيد فضل الله:

سؤال: ما هو موقف الشرع بالنسبة إلى مسألة البكاء في عاشوراء على الإمام الحسين وذريته علیه السلام ؟

جواب: هل يمثل البكاء مجرد طقس من طقوس عاشوراء ؟ هل هو البكاء الذي ينطلق من خارج الذات بعيداً عن الذات !! هل أن مسألة عاشوراء هي بكائية يبكي فيها الإنسان من دون وعي !! أو أن البكاء يمثل عمقاً إنسانياً في تفاعل الإنسان مع الحدث ؟ لأن الناس يبكون أو يبكي لأنه لا بد من البكاء في

ص: 383

عاشوراء بعيداً عن أي تأثر بالفاجعة أو بالمأساة بحيث تكون المأساة مجرد مناسبة للبكاء لامسألة تعيش في عمق التأثر الإنساني من قريب أو بعيد !!

سؤال: إنكم تقولون بتحريم اللطم العنيف، فما المقصود بهذا اللون من اللطم، وهل للطم الإعتيادي مما يقع تحت طائلة الحرمة ؟

جواب: لكن اللطم تماماً كما هو البكاء يمثل هذه الحالة الإنسانية وذلك باللطم الهادئ الذي يوحي بالخشوع، لااللطم الإستعراضي الذي يوحي بالكثير من الأشكال الناشزة، التي يستعرض فيها الناس أوضاعهم، فذلك يفقد اللطم معناه التعبيري ليحوله إلى مجرد فن استعراضي . وهناك جهة أخرى وهي أنني كبعض الفقهاء الآخرين أحرم كل إضرار بالجسد حتى لو كان الإضرار لايشكل خطراً جسيماً على الجسد، فإذا بلغ اللطم درجة يمكن للإنسان أن يتأثر فيها جسدياً حتى لو كان يتعافى بعد يوم أو يومين من ذلك، فإنني أجد أن هذا عملاً محرماً .. لأن الأضرار بالنفس محرم تماماً كما هو ظلم الغير محرم .. ولذلك فإنني عندما أحرم اللطم العنيف الذي يضر فإنه من باب تحريم الضرر !!

سؤال:هل أن موائد الطعام التي تقدم في عاشوراء والتبرعات لذلك من تعظيم شعائرها ؟

جواب: إنه يمثل نوعاً من أنواع التعبير الإجتماعي عن المحبة لأهل البيت والحسين من خلال هذا النوع من الإجتماع على المائدة باسم الحسين .

سؤال: هل أن المسيرات والمواكب التي تنطلق في عاشوراء مظهر مقبول من مظاهر التعبير عن الذكرى ؟

جواب: إنني أدعو إلى تجديد أساليب المضمون العاطفي التعبيري، لأن كثيراً من المضامين التي لا يزال الناس يتداولونها في مجالس التعزية والمواكب

ص: 384

والشعارات أصبحت شيئاً من مخلفات الزمن، لأنها كانت تعبر عن المضمون الثقافي في تمثل الواقعة والإحساس بالحزن بحسب الأزمنة الماضية، أما في الحاضر فهناك وسائل جديدة للتعبير عن الحزن وتحريك المضمون العاطفي في خط تخليد المأساة .

سؤال: هل يجوز استخدام أساليب بلاغية وإيحاءات شعورية غير واقعية لاستثارة الناس واستدار عواطفهم، وهل يجوز استخدام الرواية غير الدقيقة أو المشكوك في صحتها، طالما هي مثيرة وقادرة على استدرار عواطف الناس ودموعهم ؟

جواب: وعلى ضوء هذا فلا بد للقارئ الذي يثير المأساة من أن يحرك المأساة في خط الهدف وفي خط الغاية الكبرى، حتى يبرز الإمام الحسين إماماً عاش كل المأساة في قلبه وفي شعوره وفي جسده وفي أقربائه وأصحابه، من أجل القضية الكبرى بحيث يعيش الإنسان الجو العاطفي الممتزج بأجواء الفكر والثورة والإنسانية .

- فكتب العاملي بتاريخ 6-4-2000، قائلاً:

الظاهر أنك تسمح بالنقاش، ويتسع صدرك أيها الأخ.. فأخبرني بالله عليك قبل فقه عاشوراء والشعائر: لماذا ينظر الغربي - الانكليزي مثلاً - إلى تاريخه وتقاليده ورسومه باحترام، ويحاول فلسفتها وتوجيهها، ويكتب الرسائل في الجامعات في تحليلها ؟ !

وفي المقابل ينظر الشاب من بلادنا الإسلامية، الأصيلة أكثر من لندن، العريقة أكثر من لندن، المنطقية في عاداتها ومراسمها وشعائرها أكثر من لندن.. إلى تقاليده ورسومه بانتقاد ؟! فتراه يريد أن يغيرها، ويشحِّلها، ويفصلها من

ص: 385

جديد، أو يلغيها ؟! أما أنا فاسمح لي أن أقول: إني وصلت بعد رحلة فكرية وفقهية وعقدية وعملية طويلة.. إلى أن أنظر إلى كل تقاليدنا ورسومنا باحترام، وأن أقدسها وأتبرك بشم رائحتها، وأدرس بعمق معانيها ودلالاتها.. أرى فيها خصوصيات ديننا وشخصيتنا، وربطات وردية على مفارق أطفالنا وبناتنا.. وعصبات مباركة على جباه جداتنا..كلها رسومٌ مقدسةٌ حبيبة أحرص عليها و (أتكمش) بها.. وعندما ينتقدها الغربيون والمتغربون أحرص عليها أكثر.. إلا ما أفتى مرجعي أو مرجعك بأنه حرام .

أعد النظر يا أخ علوي في نظرتك للشعائر، ولا تقف في وجه شعوبنا في شعائرها، دعها تعبر عن ولائها بأساليب تختارها هي، وإن شطحت نهاها مراجعها.. وعبِّرْ أنت باعتبارك شريحةً من المجتمع الشيعي، بمراسم وشعائر ترتضيها، فإن شطحت سددك مرجعك .

أتعرف أن اليهود البخلاء حاضرون لأن يدفعوا لنا بسخاء إن تخلينا عن مراسم عاشوراء ؟!! أتعرف أنك إن قلت أمام الجيش الإسرائيلي: حيدر، حيدر، حيدر .. ثلاث مرات، ارتعدت فرائصهم، وتذكروا النبطية وهجوم المتطبرين على الدبابات الإسرائيلية بسيوفهم ؟!!

هل تعرف كم أن صداماً واليهود والأمريكان مستعدون أن يدفعوا لمن يقنع ملايين الناس في العراق أن لا تتجه في زيارة الأربعين مشياً إلى كربلاء ؟! إنها مراسم فريدة من خصوصيات الشيعة الفريدين.. فلا تحاربوا مقدسات شعوبكم من حيث لاتشعرون؟! وإن أردتم التطوير والعصرنة والبديل الأفضل، فنزِّلوا بديلاً يقتنع به الناس ويتبنونه . . ولا تهدموا بناءً قبل أن تبنوا بديله .

- فأجاب (علي العلوي):

ص: 386

شيخنا العاملي .. ما كنت أدري أن كلام السيد فضل الله سيثير أحداً من الشيعة، وكل نيتي كانت أنني أستأذن من (حبيب الشعب) في نشر مانشره هو أصلاً في شيعة لينك . إن كان هناك أي شئ أغاظك في الكلام فهذا ليس كلامي، وهو كلام للسيد محمد حسين فضل الله .

عموماً أنا أحترم آراءك، وأحترم آراء السيد فضل الله كذلك .

أنا لا أخجل من شعائري ومن شخصيتي الإسلامية الشيعية، وأنا فخورٌ بذلك، ولا يعني انتقادي لشئ معين أنني ضد العمل كله، وإنما أتنمى حسب ما أفهمه هو الترشيد، وليس الحذف، فأنا لا أؤمن بالحذف .

- فأجابه العاملي:

الأخ علوي . . لم أغتظ منك أيها الأخ ولا من غيرك، فنحن نناقش أفكاراً بكل محبة وهدوء وتفهم.. وكن على ثقة بأن اليهود فقدوا مقدساتهم، وهم يحسدون الأديان والشعوب التي عندها مقدسات يخافون منها.. وقد استطاعوا أن يفقدوا المسيحيين والكنيسة مقدساتها إلى حد بعيد !! وهم يعملون لذلك في المسلمين ! إنهم يفكرون هكذا: ما الذي يدفع الشاب الشيعي لأن يهجم بلحمه على الدبابة الإسرائيلية ؟ ويعرفون أن الجواب هو التربية الخاصة على الولاية والعشق للإمام الحسين علیه السلام ، وأن هذه التربية تتم على يد علماء، وخطباء ومجالس ومراسم ومحاضن.. فيركزون جهدهم على التشكيك في تلك المراسم والمحاضن، ويحركون بعض الشيعة ليشككوا الناس في ذلك، ليخربوا بيوتهم بأيديهم !!

ص: 387

إن الشاب الشيعي عندما يشك في مقام الزهراء والأئمة علیهم السلام ، ويشك في شرعية المراسم، لايمكن أن يتربى على نداء ياحسين .. والهجوم على العدو ؟!.. إلى آخر هذه القضية التي نملك عليها أرقاماً ؟!! ولا نستطيع أن نعلنها !!

أيها الأخ إسمع لي: في مدرسة لأيتام الشيعة في بيروت وقفت المربية الفرنسية (المتشيعة !) التي تأخذ راتبها من الحقوق الشرعية، وقفت يوم هلاك إسحاق رابين تلقي درسها على أطفالنا بتأثر ! ومما قالته لهم: إن فرحكم بقتله غلطٌ لا يجوز، كيف نفرح بموت إنسان فقدته زوجته وأطفاله وهم متأثرون لأجله ؟!!

وهل تعلم أن المدرسة مازالت تدرس هي وغيرها ؟! وهل تعرف من يتبناها ويدافع عنها ولم يقبل عليها شكاية أولياء الطلبة .. انتهى الكلام !!

- فكتب الخزاعي:

لا يصح لطخ الآراء التي تطالب بتشذيب الشعائر الحسينية ونبذ الطالح منها وإبقاء الصالح، بأنها آراء من ورائها اليهود وأعداء التشيع، ولاتنطبق الطريقة العسكرية المعروفة: الهجوم خير وسيلة للدفاع.. بعض الممارسات في أيام عاشوراء لا تمت للشعائر بصلة، ولا تعدو كونها دخيلة على الظاهرة الحسينية والصحيح أن يقال إن وراءها جهات مغرضة . . . ولم يكن السيد فضل الله بدعاً من العلماء ولم يأت بجديد، وقد حاربها علماء كثيرون أفذاذ . . . الخ .

- فأجابه العاملي بتاريخ 6-4-2000:

الأخ الخزاعي .. الناس يعبرون عن ولائهم للإمام الحسين علیه السلام حسب مستواهم من الثقافة الدينية والثقافة العامة .. وتتفاوت وسائل التعبير من مجتمع القرية إلى المدينة.. إلى هذا البلد وذاك . والعمل لرفع مستوى تعبيرهم جيد،

ص: 388

بشرط أن يكون بتقديم البديل عن وسيلة تعبيرهم الفعلية . والفتوى بالتحريم مختصة بمرجع التقليد لمقلديه، دون مقلدي غيره .

أما عمل اليهود والغربيين والنواصب ضد مراسم عزاء الإمام الحسين علیه السلام ، فهو أمر قطعي تلمسه في موقف الصحافة العالمية والحكومات .

وأما الذين يقفون ضد هذه الشعائر ولا يقدمون بديلاً لها، وينشرون السخرية منها في الناس، فيصح القول فيهم إنهم يخدمون غرض الأجانب والنواصب، ولو عن حسن نية !!

كما ينبغي الإلتفات إلى أن الذين ينتقدون التطبير وغيره من الحالات العنيفة أو النادرة .. يسري انتقادهم في الواقع إلى أغلب المراسم الشعبية، وحتى البكاء على الإمام الحسين علیه السلام !

وأما مقولة أن ذلك ظاهرة غير حضارية أو غير مدنية، فهو اشتباهٌ ظاهر لأن نفس وسائل الإعلام التي تبالغ في ذم هذه المراسم وتصفها بالهمجية وغير الحضارية.. نفسها تقدم مراسم المسيحيين في الفيلبين وغيرها، حيث يصلب الشخص نفسه حتى الموت حزناً على المسيح علیه السلام .. وتصف ذلك بأنه من إيمان وتحضر !

وأما القول بأن ذلك يشوه صورة مذهب أهل البيت علیهم السلام أمام العالم.. فإن أحرص الناس على صورة المذهب وأعرفهم بما يشوه صورته أو يحسنها، هم المراجع الجامعون للشروط فلا تصح المزايدة عليهم، ولا ادعاء المعرفة دونهم ! وأما الذين أفتوا بحرمة بعض أنواع هذه المراسم، فإن كان لهم مقلدون ففتواهم نافذة عليهم، ولا يجوز لهم أن يجبروا غيرهم على العمل بفتواهم . . وهذا

ص: 389

ماطبقته الحكومة الإيرانية في السنة الماضية في أهم مناطق التطبير، وأظنها تطبقه في هذه السنة .

وأخيراً .. هل الذي يحرم الأنواع العنيفة حسب تعبيره من المراسم الحسينية يستثني مراسم توجه الملايين من محافظات العراق مشياً إلى زيارة الإمام الحسين علیه السلام ، وما تتضمنه من مواكب ومراسم .. فقد أفتى بحرمة المشي من لبنان إلى زيارة السيدة زينب علیها السلام مع أن المسافة أقل من100كيلو متر ؟! ولا يوجد فيها الحرارة والعنف الذي يوجد مواكب زيارة الأربعين !

- فكتب الخزاعي:

الأخ العاملي المحترم .. المشكلة هي أنك تحكم على الفكرة من خلال الأشخاص، وقد أشرت إلى ذلك في مداخلتي السابقة أن السيد فضل الله لم يأت بجديد ولم نتهم المؤمنيين العاديين بالعمالة، بل قلنا إنهم محبون عاشقون للحسين ... ولم نطرح قضية الظاهرة الحضارية أو العصرية، وإنما المسألة هي إقحام ممارسات بعيدة عن التشيع العلوي فيه . وعندما نطرح مسألة الإساءة إلى الدين، لايصح نقضنا بقضية إحراق المسيحي نفسه وثناء الغرب عليها، بل هذه المسألة ضدكم وتجرنا إلى القول أن الممارسات الدخيلة عندنا لها صلة بتلك !! وهذه الأطروحات التي تطالب بتهذيب الشعائر، قادها علماء كبار تحفظوا على هذه الممارسات، وحاولوا تطويقها، لكنهم لم يفلحوا كثيراً، أمثال السيد محسن الأمين العاملي، والعلامة مغنية، والشيخ الحائري الكبير، والسيد البروجردي، والسيد الأصفهاني أبو الحسن، والشهيد الصدر، والشهيد المطهري، والإمام الخميني الذي قال عن التطبير: إنه لا صلاح فيه، وكثيرون آخرون، ممن لمحوا بعض هذه الممارسات لا علاقة لها بالدين .

ص: 390

أما السيد محسن الأمين فرأيه صارخ وهو مطبوع في كتابه التنزيه ومثبت أيضاً في (أعيان الشيعة) وأنقل عبارة له تكفي: (جرح الرؤوس بالمدى والسيوف ولبس الأكفان وضرب الطبول والنفخ في البوقات، وغير ذلك من الأعمال، وكل هذا محرم بنص الشرع وحكم العقل... لايرضاه الله ولا رسوله ولا أهل بيته، فهو من فعل الشيطان وتسويل النفس الأمارة بالسوء، سواء سمي بالمواكب الحسينية أم بإقامة الشعائر أم بأي اسم كان). (10/ 363)

وللشهيد المطهري باعٌ في النقد المنطقي اللاذع لهذه الممارسات، يقول: (إن التطبير والطبل عادات ومراسم جاءتنا من أرثوذكس القفقاس، وسرت في مجتمعنا كالنار في الهشيم) . (الجذب والدفع في شخصية الإمام علي - هامش ص 165) .

ويقول أيضاً: (إلا أن المواضيع التي لم يلتفت إليها المجتهدون، بقي فيها الجمود الفكري الأخباري لحد الآن، وما أكثر المجتهدين الذين يجتهدون بعقلية خبارية... إن الكثير من القضايا التي نراها في السوق باسم معارف أهل البيت وتطعن أهل بيت النبوة بالخنجر من الخلف، ليست في الحقيقة سوى بقايا أفكار أمين الأسترابادي) . مبدأ الإجتهاد في الإسلام – 41 .

أما مسألة المزايدة على المراجع وحاشا أن نزايد عليهم، فهم علماؤنا نكن لهم كل التقدير.. ويرد السيد الأمين في رسالة التنزيه بقوله: ثم نقول عطفاً على قوله: أيقرح الرضا جفون عينيه ولا نتأسى به فنقرح على الأقل صدورنا ونجرح بعض رؤوسنا ! إنا لم نركم جرحتم مرة بعض رؤوسكم ولا كلها، ولا قرحتم صدوركم من اللطم، ولا فعل ذلك أحد من العلماء، وإنما يفعله العوام والجهلة

ص: 391

. أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم ؟ يا أيها الذين آمنوا لمَ تقولون ما لا تفعلون، كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون .

لا أريد أن أطيل فاحتمال العودة إلى هذه الصفحة كبير، ولكني أقول في ما تفضل به الأستاذ العاملي من طرح البديل لهذه الشعائر أقول:

1 - لانريد التخلي عن الشعائر كالمجالس الحسينية ومواكب العزاء واللطم وترديد الشعارات حتى نأتي بالبديل، بل ما نريده التخلي عن ممارسات دخيلة على الشعائر ومشوهة لها ومفرغة للثورة الحسينية من محتواها .

2 - البديل هو الأصيل من الشعائر الحسينية، وهو إحياء المجالس الحسينية والتعرف على أهداف المدرسة الحسينية من خلالها وعرض المأساة أيضاً والبكاء على الحسين علیه السلام وإقامة مواكب العزاء والإستعراض بها واللطم على الصدور.. غير الدامي وترديد الشعارات التي جاء من أجلها الحسين علیه السلام في الوقوف ضد الظلم والإنحراف والطاغوتية، وإذكاء روح الثورة من خلال الشعارات للأخذ بثارات الحسين (خط الحسين) من الظالم (يزيد العصر) .. إضافة الى إحياء ليالي عاشوراء، وخاصة القريبة من ليلة العاشر بالدعاء والزيارات، واللطم والعزاء، والإطعام .

3 - وقد طرح الشيخ محمد مهدي شمس الدين بديلاً عن التطبير بالتبرع بالدم يوم العاشر للمرضى من شيعة الحسين، واقترح أن يسمى ب- (بنك الدم الحسيني) . وهذه النقاط أعلاه هي التي تعمل ضدها اليهود والغربيين والنواصب، وهو الأمر القطعي الملموس باليد .

ص: 392

أخيراً، فأنا لا أقصدك أيها الأخ العاملي، وما أعرفه عنك أنك لا ترضى بهذه الممارسات التي تشوه الشعائر . بل هو نقاش للفكرة ونقاش لما قيل لا إلى من قال . ولكم تحياتي .

- فكتب العاملي:

الأخ الكريم الخزاعي .. كما تفضلت فإن فصل الفكرة عن الأشخاص أمر مشكل، خاصة في مثل هذه الموضوعات الإجتماعية.. وقصة تحريم السيد الأمين رحمة الله للتطبير، ومن وافقه ومن خالفه معروفة ومعاشة . والهدف الأصلي الذي أرى لزوم التأكيد عليه ثلاثة أمور:

الأول: ضرورة ضمان حرية الإنسان الشيعي أن يعبر عن عاطفته وولائه للإمام الحسين علیه السلام ، بالشكل الذي يختاره، ما لم يكن محرماً بفتوى مرجعه . . وما ذكرته من رأي المرحوم السيد محسن الأمين رحمة الله ، مخالف لفتوى عامة مراجعنا الكبار، وفيه إفراطٌ ظاهر، وقد أجاب عنه المرحوم آية الله الشيخ عبد الحسين الحلي علمياً بكتابه الشعائر الحسينية في الميزان الفقهي .

الثاني: ما يقال عن منافاة أي من هذه المراسم، أو ضررها على سمعة المذهب، مبالغ فيه ! والجهة الشرعية التي تقدر ذلك هم المراجع .

الثالث: ينبغي الحذر في اتخاذ موقف مضاد للمراسم والشعائر الشعبية، لأن أعداء الإسلام بتضليلهم الإعلامي وسخريتهم، يهدفون إلى تشكيك الشيعة في عقائدهم ومقدساتهم .

وأعتقد أنك والإخوة الواعين توافقون على هذه الأصول.. أليس كذلك؟

- فكتب الخزاعي:

ص: 393

الأخ الأستاذ العاملي: شكراً لك . أوافقك على الأصول التي ذكرتها ويمكن مناقشة ذيل كل من الأصلين الأولين .

على كل حال لا تتصور أننا نقف ضد أصل الشعائر، بل كما قلت بعض الممارسات التي لا نخسر شيئاً عند التنصل منها، وأقل ما نجنيه من فوائد هو سد الأفواه التي تستغلها للتشهير بنا، كما ترى وتقرأ .

أما أنا شخصياً فأقدس الحسين علیه السلام وربما تعيب عليَّ إذا عرفت نسبة حبي لعلي والحسين علیه السلام أكثر من بقية الأئمة، قد يكون خلل مني لكني لا أعرف لماذا. أما في يوم العاشر فلم أجد نفسي حزيناً باكياً في أي يوم مثله .

الحسين هو الحسين، أي أعداء .. أي يهود يمكنهم تضليل الناس عن الحسين ؟ الحسين حيٌّ .. مازال هناك طواغيت .

أخيراً، أذكرك بممارسة عجيبة غريبة، وأنا أقطع أنك لا تقبل بها مطلقاً، إن كنت شاهدتها طبعاً . تلك الممارسة تحصل ليلة القاسم بن الحسن علیه السلام وأدعوك إلى مشاهدتها هذا العام في أماكن محددة، إن لم ترها من قبل . هل هي من الشعائر يا سماحة الشيخ ؟! أنا لا أتكلم عن هذه الممارسات بوحي من الآخرين كما قد يتصور، بل شاهدتها بنفسي لمرات عديدة، ولا أعتقد أن الشيعة الذين يتجاوزون المئة مليون يمارسونها، بل لو كان هناك إحصاءاً دقيقاً لتبين أن عدد الممارسين لا يتجاوز بضعة آلاف . ولا يوجد مرجع ينص على أن التطبير من الشعائر، إنما اطلعت على الكثير من الإستفتاءات في هذا المجال، فوجدت الفتوى غير صريحة، وأكثرهم يشترط إن لم تسئ للمذهب ولم تؤد إلى إيذاء النفس . إذن فالمسألة غير مرتبطة بالمرجعية بهذا الشكل المباشر . وأود هنا أن ألفت النظر إلى نكتة لها مغزى في المقام يذكرها الشيخ المطهري، قال: (إنني

ص: 394

أتذكر تلك السنوات التي عشتها في قم وكم من هذه المسرحيات المبتذلة،كانت تعرض على الناس آنذاك في السنين الأولى لمرجعية السيد البروجردي، حيث كان في أوج نفوذه، وجاء إليه البعض وشرح له وضع هذه المسرحيات، والوضع العام الذي يرافقها فدعا سماحته في حينها جميع رؤساء الهيئات الحسينية إلى اجتماع في منزله وسألهم يومها: أي المراجع تقلدون ؟ فقالوا له جميعاً: نقلدك أنت . فقال لهم سماحته: إن فتواي بشأن هذه المسرحيات والتمثيليات التي تقيمونها بالشكل الذي سمعت حرام في حرام. فهل تعرفون ماذا كان ردهم عليه؟ قالوا له: مولانار، نحن نقلدك طوال العام ما عدا هذه الأيام الثلاثة أو الأربعة، فنحن لسنا من مقلديك.. إذن لم يعتنوا بحديثه أو فتواه، وفعلوا ما كانوا يريدون فعله .

إن هذا يبين بوضوح أن الهدف ليس للإمام الحسين علیه السلام وليس للإسلام.. الهدف هو للمسرحية التمثيل وما تجنيه هذه من الفوائد) . الملحمة الحسينية ص 162

نقلت هذه الحادثة لأقول إن القضية أبعد وأكبر من فتوى المرجع، وان المراجع العظام ماذا يفعلون مع هكذا جواب: لا نقلدك في هذه الأيام ؟! لذا من الضروري أن تتثقف الأمة الشيعية وأجيال الشيعة على الصالح من غيره، من الممارسات في الشعائر الحسينية، مع الأخذ بنظر الإعتبار الأصل الثالث الذي تفضلتم به وهو مهم جداً .. شكراً لكم مرة ثانية .

- فكتب العاملي:

مع احترامي للشهيد مطهري فكلامه ليس صحيحاً، وكم له من أحكام مشابهة.. ويكفي أنه نسب بعض المراسم إلى التأثر بمسيحيي القوقاز، ولم يقرأ

ص: 395

عن الطبول والسناجق والسواد في مراسم عاشوراء في بغداد في القرن الثالث والرابع، فقد أرخ لها حتى المؤرخون النواصب مثل ابن كثير ..

أما القصة التي ذكرها عن المرجع المرحوم السيد البروجردي قدس سره ، فكان موضوعها استعمال الطبول والسناجق، لأنه رحمة الله كان يفتي بتحريمها، أما التطبير فلم يكن مطروحاً في ذلك المجلس لأنه رحمه كان يفتي بجوازه !! وقد سمعت من ثقة قصة الشخص الذي قال هذا الكلام للسيد البروجردي، وكان قصده أن السيد عنده احتياط وجوبي في تحريم استعمال الطبول فهم يرجعون إلى فتوى غيره في هذه المسألة.. وهذا طبيعي حيث أن المكلف يجوز إلى غير مقلده الأعلم فالأعلم، فيما ليس له فيه فتوى جازمة بل فتواه احتياطية .

فتاوى المراجع في مواكب السيوف .. وضعف أدلة المعارضين

- كتب (نقد ونظر) في شبكة هجر في 12-4-2000 الخامسة عصراً، موضوعاً بعنوان (التطبير وإخراج الدم من الرأس بين الرفض والقبول !!) قال فيه:

عظم الله أجورنا وأجوركم بمصاب الإمام الحسين علیه السلام هذه الظاهرة التي انتشرت بين عوام الشيعة هل هي ظاهرة مقبولة وصحية للتعبير عن الحب والحزن على استشهاد الإمام الحسين علیه السلام ! ! !

وهل هذه الظاهرة مقبولة في أدبيات شعائر الحماسة الحسينية؟ في الواقع نحتاج إلى وقفة تأمل في رفضها أو قبولها وتأصيل شرعي لها. والله ولي التوفيق.

- وكتب (حبيب الشعب) بتاريخ13-4-2000، الثانية عشرة ظهراً:

ص: 396

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. الأخ الفاضل.. يمكن مراجعة:

http://www.shialink.net/muntada/Forum1/HTML/00063html

- وكتب العاملي بتاريخ 13-4-2000، الثانية عشرة ظهراً:

حجم التطبير بالنسبة إلى مجموع المراسم الشعبية صغير جداً، والذين يقومون به قلة في كل بلد.. وحكم جميع أنواع المراسم من اختصاص مرجع التقليد فقط، ولا يجوز التعدي على حرية الشيعي في نطاق فتوى مقلده .. وأرجو ملاحظة الموضوع التالي:

http://www.shialink.net/muntada/Forum2/HTML/0html66103

- وكتب (الراعي) بتاريخ 13-4-2000، العاشرة ليلاً:

تضمن كتاب الشعائر الحسينية بين الوعي والخرافة، فتاوى وآراء ومواقف كثيره بتحريم التطبير منها للسيد محسن الأمين والسيد محسن الحكيم وغيرهما.

كما أن كتاب التنزيه الذي كتبه السيد محسن الحكيم قد أكد هذه الحرمة.

- وكتب العاملي بتاريخ 13-4-2000، العاشرة والنصف ليلاً:

لا أعرف مرجعاً عاماً للشيعة في العالم أفتى بتحريمه .ومع أن الإمام الخميني رحمة الله في طليعة الذين نسميهم التقدميين والثوريين.. لكنه لم يفت بتحريمه وأفتى بأن تستمر مراسم عاشوراء بالأساليب الموجودة .

أما ما يقال من أنه ضرر يحرم إيقاعه بالنفس، فهو مسألة أخرى تتبع اعتقاد المكلف نفسه.. فمن اعتقد أنه يضر به ضرراً بالغاً فهو عليه حرام، ومن اعتقد عدم ضرره وأجازه مرجعه فيجوز له . أما قوانين البلد سواء كان يحكمه ولي فقيه أو غيره فهي موضوع آخر غير التحريم .

ص: 397

وأما ما يقال إنه تخلف وهمجية وغير ذلك.. فهو كلام لا قيمة له، لأنا نرى قائليه أنفسهم يمجدون ما يقوم به بعض المسيحيين في الفيلبين وغيرها، حيث يدق الواحد منهم المسامير في يديه ورجليه ويصلب نفسه يوماً أو يومين أو ثلاثة .. ويعتبرون ذلك إيماناً وتضحية .

ولو أن بعضهم اعترض وصام عن الطعام من أجل قضية تخص اسرائيل أو أمريكا حتى الموت، لَمَجَّدوه وقالوا عنه إنه رمز للمطالبة بالحرية !!

- وكتب (نقد ونظر) بتاريخ 13-4-2000، الحادية عشرة ليلاً:

غريب أمرك أخي الفاضل العاملي !! تقول: لا أعرف مرجعاً عاماً للشيعة في العالم أفتى بتحريمه . ويقول لك الأخ الراعي إن المرجع الراحل السيد محسن الحكيم قد أفتى بالحرمة وهو مرجع ربما أنت عايشته زمناً في النجف الأشرف ففي زمانه كانت مرجعيته الدينية تغطي المساحة الشيعية، خصوصاً بعد وفاة السيد حسين البروجردي . ألا تتصور يا أخي الفاضل أن المسألة ليست مرتبطة بفهم المرجع فقط أوعدم إفتائه بالحرمة، فقد حكم ولي الفقيه سماحة آية الله السيد علي الخامنئي بحرمة التطبير في العالم وليس بخصوص إيران، وذلك خوفاً من هتك المذهب الإمامي بسبب هذه التصرفات المحسوبة على الشعائر الحسينية . والحكم بالحرمة هنا من باب العنوان الثانوي وليس من العنوان الأولي . أرجو منك التأمل جيداً في ضرر هذه التصرفات على مذهبنا قبل أن تدافع عنها، واعذرني على التجاسر .

- وكتب (أمين) بتاريخ 13-4-2000 الحادية عشرة والنصف ليلاً:

ص: 398

الأخ العاملي . . القياس في مثل هذه القضايا ينبغي أن يكون واضحاً وجلياً: هل المتبع في معرفة المجد الحاصل من مزاولة التطبير هو عدم فتوى الفقهاء بتحريمه أو عدم فتواهم برجحانه ؟!؟!

ثم إن المستوحش المتقزز من هذه المظاهر ليس لمكان ضره بالإنسان فقط فيدفع بأننا لم نجد من تضرر كما صنع ذلك العلامة الشيخ الحسين كاشف الغطاء (رضی الله عنه)، وإنما لأن التظاهرة الحسينية ليست منحصرة في هذا الأسلوب الذي يبدو بشعاً .. ولأن كثير من الشعائر الحسينية وجد لها ارتباط بأصل القضية، فاللطم مثلاً هو سابق على حادثة عاشوراء لأن جمع اليد، والضرب ناحية القلب من عادة المتفجعين .. ولبس السواد أيضاً من عادتهم، مضافاً الى ورود نصوص تأريخية تقول بأن أهل البيت لبسوا السواد كذلك .

ولكن ماربط جرح النفس والتنكيل بها بقضية عاشوراء ؟ وبالمعنى الأدق: ما فلسفة التطبير وماهي القيمة الإجتماعية والدور الثقافي والتوعوي لها ؟!؟! ثم كيف نتخذ له محاولات لكي نجعله معتقداً لايحق لأحد أن يعارضنا فيه، بل يلزمه احترامه كمعتقد .. وهل هذا مما وردت فيه آية، أو سنة .. أم هل أن العقيدة لها مشرب غير ذلك فتأتي بفعل العوام وتفرض فيما بعد ؟!؟!

وأما قياسه بالأمم الأخرى التي تعذب نفسها وتصنع ما تصنع من التنكيل بنفسها معتقدةً بذلك .. فهذا أغرب شئ أسمعه هنا ! لأن العالي لا يقاس بالداني، والحق لا ينظر بالباطل .. فما بالنا هنا نغرب ونشرق في البحث عن الوجوه والتمحلات !!

وكما قلت إن التظاهرة من أجل حادثة عاشوراء المبدئية يمكن أن تتخذ لها أساليب حضارية راقية، وسيحفظ التأريخ عقلية بعض العلماء الشباب في منطقة

ص: 399

الخليج حيث حثوا الشبيبة أن تتقدم بالتبرع بالدم في أيام عاشوراء، وقد نصبت المخيمات لذلك، ولا زالت الشباب تتكاثر على إنفاذ هذا المشروع ونقله إلى بنوك الدم المختصة .

- وكتب العاملي بتاريخ 14-4-2000، الواحدة صباحاً:

الأخ (نقد ونظر) ..

دعوة آية الله السيد القائد حفظه الله الى الإمتناع عن التطبير رأي محترم، أما القول بأن المرجع الراحل السيد الحكيم رحمة الله حرمه فهو اشتباه .

أما قولك: ألا تتصور أن المسألة ليست مرتبطة بفهم المرجع فقط أوعدم إفتائه بالحرمة .

فأقول: كل حكم شرعي مرتبط بمرجع التقليد، ولذا يراعي السيد القائد حفظه الله وجود مقلدين لغيره ويحترمهم . ولا بد أن يكون سماحته أوعز للدولة أن تتسامح في بعض المسائل التي يرجع فيها الناس إلى غيره، ويختلف رأيه هو مع رأي مرجعهم .. وهذا مثلٌ لكم في المحافظة على حرية رأي المكلف الشيعي ضمن فتوى مرجع تقليده .

الأخ أمين .. قولك: القياس في مثل هذه القضايا ينبغي أن يكون واضحاً وجلياً فهل المتبع في معرفة المجد الحاصل من مزاولة التطبير هو عدم فتوى الفقهاء بتحريمه أو عدم فتواهم برجحانه .

أقول: لم أقس ولم أفت في المسألة، وجواب سؤالك: نعم، فإن الأصل في الأشياء هو الحل حتى تثبت الحرمة . وأرجو أن تلاحظ أنك دافعت عن حلية اللطم واستسغته، وكلامك مطلق يشمل كل أنواعه إلا المستثنى بالقواعد العامة .. فشكراً لأن كلامك موافق لفتاوى المراجع .

ص: 400

أما تسميتك للتطبير بالتنكيل فهو مصادرة في الموضوع الذي تناقش فيه، وفتوى منك بالحرمة وعدم احترام لمن يعتقد أنه عبادة ويفتي له مرجعه بذلك وقد استعمل غيرك نفس هذا الأسلوب في اللطم الذي دافعت عنه وشجعته، وسماه جلداً للذات !! ولا بد أنك تجيبه على كلامه غير المنطقي، فأجب نفسك به عن التطبير !

وأما قولك: (وبالمعنى الأدق: مافلسفة التطبير وما هي القيمة الإجتماعية والدور الثقافي والتوعوي لها ؟!؟!) .

فأقول: التطبير حالة عنف في العاطفة الولائية، يستعملها بعض الشيعة في كل البلاد تقريباً.. ومصلحته تتبع فتوى مرجع التقليد لأهل ذلك البلد .. فربما يرى مرجع التقليد جوازه ويشجع عليه، في مثل منطقة لبنان الذي يعيش المسلمون فيه حالة مقاومة مع العدو، ويحتاجون إلى عاطفة عالية وعنف في التحدي والمقاومة.. وربما يرى جوازه ولكن يقول لا مصلحة فيه هذه السنة، كما فعل الإمام الخميني رحمة الله في سنة انتصار الثورة .

التطبير مخزون من الطاقة العاطفية عند أتباع مذهب أهل البيت علیهم السلام ، يحتاج إلى فكر عملي لاستثماره وتنظيمه وتهذيبه، وليس إلى فتح جبهة مع المعتقدين به، وجبهة مع فتاوى مراجعهم !!

والتطبير صرخة سنوية شيعية يهتز لها خصومهم والطامعون.. ولو كان يملكها اليهود لرأيت كيف يستثمرونها ويحولوها إلى ثقافة مقبولة عالمياً . ولكن اليهود والحمد لله أجبن الناس وأحرص الناس على حياة !

ورحم الله الشيخ الأميني عندما كان يجلس يوم عاشوراء في صحن الإمام الحسين علیه السلام مع بعض علماء السنة ويشاهدون دخول المواكب، فدخل موكب

ص: 401

طويريج بعنفه في اللطم، فقال له أحدهم: هذا صحيح يا شيخ عبد الحسين ؟ فسكت . ثم بدأت تدخل مواكب التطبير، فجن جنون المشايخ السنيين وصاح أحدهم: وهل هذا صحيح يا شيخ عبد الحسين ؟!!! فأجابه رحمة الله: نعم وهذا صحيح، فأنتم بسبب هذه المراسم لم تستطيعوا إنكار شهادة الحسين علیه السلام وأفعال يزيد .. ونحن اشتبهنا لماذا لم نجعل مراسم تطبير لعيد الغدير حتى لا تستطيعوا إنكاره !!

وقد يكون على هذا الجواب إشكال، لكن هدفي منه الإلفات إلى دور المراسم الشعبية في تثيبت العقائد الصحيحة .

أما قولك: ثم كيف نتخذ له محاولات لكي نجعله معتقداً لا يحق لأحد أن يعارضنا فيه، بل يلزمه احترامه كمعتقد ؟

فأقول: أنا لا أدعو إلى جعله معتقداً فهو من مراسم شعوبنا في الحسين علیه السلام ، ولو طلبت مني هيأة حسينسة أن أختار لهم من المراسم لاخترت لهم غيره، إلا في مقابل اليهود . لكني أدافع عن حرية المكلف الشيعي أن يختار من المراسم ما يجوزه مرجع تقليده .. لأن سلب هذه الحرية وإلزام الناس بهذه الرسم دون ذاك، وبهذه الهتافات دون تلك.. مصادرة للحرية المشروعة، وتتضمن خطراً على المذهب والحكم الشرعي في المدى الطويل.

أما قولك: أم هل أن العقيدة لها مشرب غير ذلك فتأتي بفعل العوام وتفرض فيما بعد ؟!؟!

فأقول: هذا من الإتهامات التي لا دليل لك عليها ! وهي شبيهة بتهم الوهابيين لنا! فهذه عقائد الشيعة واحدة واحدة، فأخبرني أيها أخذها علماؤنا من العوام ؟!

ص: 402

وهل يمكنك أن تتهم مثل المرحوم الإمام الخميني وكبار مراجعنا عبر التاريخ بذلك ؟!!

أما مدحك لبعض العلماء الذين (حثوا الشبيبة أن تتقدم بالتبرع بالدم في أيام عاشوراء وقد نصبت المخيمات لذلك) .

فما داموا عملوا برأي المرجع الذين يقلدونه .. فعليهم أن يحترموا حرية المكلف الذي يعتقد بجواز التطبير، ولا يصادروا حريته ويحرموا فعله، أو يسخروا به ويقولوا له إنك تنكل بنفسك وترتكب الحرام، أو أنك تجلد نفسك باللطم، أو أنك تذرف الدموع وتستغرق في شخصية الحسين ويجب أن تستغرق في الإسلام !! وأمثال ذلك من عبارات التهويل والتضليل الإعلامي، والسخرية بفتاوى المراجع، والسخرية بدموع الشيعة ومخزون عواطفهم المقدسة، ومراسمهم التي هي العامل الشعبي الأول في حفظ تدين المتدينين .. إنها كلمات قاسية مضللة ..ابتدعها وبدأ بإشاعتها في عصرنا شخصٌ أعرف أنه لم تجر من عينيه على الحسين دمعة واحدة ! ولا خامر مقامه الرفيع المقدس أبداً ! ولا تفاعل مع ظلامته الفريدة اليتيمة في تاريخ الأنبياء والأوصياء صلوات الله عليهم !!

- وكتب (الأشتر) بتاريخ 14-4-2000، الخامسة صباحاً:

أعتقد ياعاملي أنه هنالك فرقاً شاسعاً بين فتوى أحد مراجع التقليد، وبين فتوى سماحة ولي أمر المسلمين ... أم أنك لا تؤيد فكرة ولاية الفقيه ؟

وهنالك فرق شاسع أيضاً بين الحكم والفتوى... والله الموفق .

- وكتب العاملي بتاريخ 14-4-2000، التاسعة مساءً:

ص: 403

بل نعتقد بولاية الفقيه ويعمل شبابنا في المقاومة ببركتها، من زمن المرحوم الإمام الخميني قدس سره إلى زمن السيد القائد حفظه الله، ويتقيدون بأوامر ولاية الفقيه التي يمثلها قائد المقاومة وبطلها السيد حسن نصر الله حفظه الله. ولم يعيروا بالاً لمن حرم العمليات الإستشهادية في زمن الإمام الراحل وسماها انتحاراً !! ولم يعيروا بالاً لتحريمه كثيراً من المراسم الحسينية سابقاً وفعلاً !! وقد انتقدوا آراءه ومواقفه من ظلامة الزهراء علیها السلام .. وتدارسوا كتاب مأساة الزهراء للسيد جعفر مرتضى بتوجيه السيد القائد دام ظله. ولكنكم تتصورون أن ولاية الفقيه يمثلها في لبنان فلان أو فلان.. بسبب ادعائهم قيادة المقاومة، وتبني الإعلام لهم !!

- وكتب (الفكر) بتاريخ 14-4-2000 العاشرة والنصف صباحاً:

الأخ العاملي المحترم .. أشكرك الشكر الجزيل على ما تبذله من جهد جبار فلقد كتبت الحقيقة بدون تعصب ولا زيف، وبودنا أن ترشدنا إلى مصادر معتبرة حول هذا الموضوع وندعو جميع الأخوة المختلفين بالرأي ذكر المصادر التي تثبت ما يعتقدون به وجزاكم الله خيراً .

- وكتب (الرباني) بتاريخ 14-4-2000، الحادية عشرة والنصف ليلاً:

ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيماً.

- وكتب العاملي في 14-4-2000، الثانية عشرة إلا ثلاث دقائق ليلاً:

الأخ الفكر .. شكراً لك على إنصافك.. ويوجد في الموضوع نحو عشرين كتاباً وكراساً، لعلي أتوفق بعد عاشوراء لطباعتها وإيرادها .

الأخ رباني .. كل فقهاء الإسلام يفتون بحرمة قتل النفس والإضرار بها إضرارا بالغاً يخشى أن يؤدي إلى هلاكها.. ويستدلون بقوله تعالى: ولا تلقوا

ص: 404

بأيديكم إلى التهلكة . أما إذا قال شخص إني لا أتضرر من جرح رأسي حزناً على الحسين علیه السلام ، فهو مثل الحجامة والفصد المستحب عند جميع المذاهب .. فلا يمكن لفقيه أن يقول له إن عملك حرام !

وهناك بحث في علم الفقه في حدود الضرر الذي يحرم إيقاعه بالنفس . وقد رأيت بعض جماعتكم من طلبة الوهابيين وعوامهم يقولون إن كل إضرار بالنفس حرام .. لكن لم أر فقيهاً سنياً متضلعاً يقول بذلك.. فالمتفق عليه تحريم الضرر البالغ الذي يخشى أن يؤدي إلى الموت، والباقي محل بحث بين الفقهاء وعامتهم لا يحرمونه، وأمثلته كثيرة.. مثلاً: لو كان كل إضرار بالنفس حرام لحرم على الإنسان أن يأكل كثيراً كما يفعل بعضهم، أو لا يأكل قدر حاجته كما يفعل بعضهم ! ولحرم على سكان المناطق الحارة السكنى فيها لأنه إضرار بالنفس .. ولحرم على عمال معامل الطحين وأمثالها العمل فيها لأنه إضرار بالنفس مثل التدخين وأحياناً أكثر .. ولحرم على الإنسان السهر، ووجب عليه النوم مبكراً .. ولحرمت عليه كثير من الأفعال اليومية، ووجب عليه أن يطبق طوماراً من توجيهات الأطباء !!!

من ذلك نعرف أن الشريعة المقدسة وإن حرمت كل إضرار بالغير، فإنها لم تحرم كل إضرار بالنفس، بل ما كان منه بالغاً، أو ماكان مؤدياً للهلاك، أو مظنة الهلاك فقط . ويمكن أن يكون الباقي مكروهاً .

- وكتب (الرباني) بتاريخ 14-4-2000، الثانية عشرة ظهراً:

أخي العاملي .. الآية قسمان: ولا تقتلوا أنفسكم، وهي تحريم لقتل النفس أو ما أفضى إليه . والقسم الآخر: إن الله كان بكم رحيماً. ولا شك أن لهذا القسم من الآية معانيه أيضاً .

ص: 405

لست هنا بصدد تحريم أو تحليل هذه الممارسه أو تلك لأي من المذاهب الإسلامية، ولكنها همسة في أذن إخواني الشيعة أرجو أن تتسع لها صدورهم.

- وكتب (الراعي) بتاريخ 14-4-2000، الواحدة ظهراً:

الأخوة الأعزاء .. رداً على ما ماذكره الأخ العاملي:

كتاب التنزيه - السيد محسن الأمين قدس سره الشريف - دار الغدير – بيروت . يقول السيد محسن الأمين قدس سره الشريف ما يلي:

فإن الله سبحانه وتعالى أوجب إنكار المنكر بقدر الإمكان بالقلب أو اليد أو اللسان . ومن أعظم المنكرات اتخاذ البدعه سنة والسنة بدعة والدعاية لها وترويجها. ولما كان إبليس وأعوانه إنما يضلون الناس من قبل الأمر الذي يروج عندهم، كانوا كثيراً ما يضلون أهل الدين من طريق الدين، بل هذا من أضر طرق الضلال وقلما تكون عباده من العبادات أو سنة من السنن لم يدخل فيها إبليس وأعوانه ما يفسدها، فمن ذلك إقامة شعائر الحزن على سيد الشهداء أبي عبدالله الحسين علیه السلام التي استمرت عليها طريقة الشيعة من عصر الحسين علیه السلام إلى اليوم . ولما رأى إبليس وأعوانه ما فيها من المنافع والفوائد وأنه لا يمكنهم إبطالها بجميع ما عندهم من الحيل والمكائد توسلوا إلى إغواء الناس بحملهم على أن يدخلوا فيها البدع والمنكرات وما يشينها عند الأغيار قصداً لإفساد منافعها وإبطال ثوابها، فأدخلوا فيها أمورا أجمع المسلمون على تحريم أكثرها وأنها من المنكرات وبعضها من الكبائر التي هدد الله فاعلها وذمه في كتابه العزيز .

1- فمنها الكذب، بذكر الأمور المكذوبة المعلوم كذبها وعدم وجودها في خبر ولا نقلها في كتاب وهي تتلى على المنابر وفي المحافل بكرة وعشياً، ولا

ص: 406

من منكر ولا رادع، وسنذكر طرفاً من ذلك في كلماتنا الآتيه إن شاء الله.. وهومن الكبائر بالتفاق ولا سيما إذا كان كذباً على الله أو رسوله أو أحد الأئمة علیهم السلام .

2- ومنها إيذاء النفس وإدخال الضرر عليها، بضرب الرؤوس وجرحها بالمدي والسيوف حتى يسيل دمها، وكثيراً ما يؤدي ذلك إلى الإغماء بنزف الدم الكثير وإلى المرض أو الموت وطول برء الجرح . وبضرب الظهور بسلاسل الحديد وغير ذلك . وتحريم ذلك ثابت بالعقل والنقل وما هو معلوم من سهولة الشريعة وسماحتها الذي تمدح به رسول الله صلی الله علیه و آله بقوله: جئتكم بالشريعة السهلة السمحاء، ومن رفع الحرج والمشقة في الدين بقوله تعالى: ما جعل عليكم في الدين من حرج .

3 - ومنها استعمال آلات اللهو كالطبل والزمر (الدمام) والصنوج النحاسية وغير ذلك .

4- ومنها تشبه الرجال بالنساء في وقت التمثيل . . . .

8- ومنها كل ما يوجب الهتك والشنيعة مما لا يدخل تحت الحصر، ويختلف الحال فيه بالنسبة إلى الأقطار والأصقاع.

فإدخال هذه الأشياء في إقامة شعائر الحزن على الحسين علیه السلام من تسويلات إبليس ومن المنكرات التي تغضب الله ورسوله وتغضب الحسين، فإنه إنما قتل في إحياء دين جده ورفع المنكرات، فكيف يرضى بفعلها لا سيما إذا فعلت بعنوان أنها طاعة وعباده .

وفي موقع آخر يقول سماحة السيد محسن الأمين، رداً على المنادين بما يقول به الأخ العاملي ما يلي: . . . فالحث على أمر لو فرض محالاً أنه ليس

ص: 407

محرماً فهو مما يلصق العار بالمذهب وأهله وينفر الناس عنه ويفتح باب القدح فيه ؟! أليس من الورع في الدين والإحتياط فيه التحاشي عنه ؟ أما يقتضي الإصلاح لو كان القصد الإصلاح تركه والتجافي عنه صيانة للمذهب وأهله من إلصاق العيب بهم والتنفير عنهم ؟ فلو فرض إباحته فهو ليس من واجبات الدين التي يضر تركها .

ويقول قدس سره في موقع آخر من الكتاب ما يلي:

بل إن من فجائع الدهور وفظائع الأمور وقاصمات الظهور وموغرات الصدور اتخاذ الطبول والزمور وشق الرؤوس على الوجه المشهور، وإبراز شيعة أهل البيت وأتباعهم بمظهر الوحشية والسخريه أمام الجمهور، مما لا يرضى به عاقل غيور، وعد ذلك عبادة ونسبته إلى أهل البيت الطهور . والمواكب الحسينية لا تحسن ولا تحل إلا بتنزيهها عما حرمه الله تعالى، وعما يشين ويعيب وينسب فاعله إلى الجهل والهمجية، وقد بينا أن الطبل والزمر وإيذاء النفس والبروز بالهيئة المستبشعة مما حرمه الشرع، ولم يرضه لأوليائه سواء وقع في النبطية أو القرشية، أو مكة المكرمة .

ويضيف في موقع آخر: ونقول لوكان الأمر كذلك لكان ينبغي للعلماء أن يبادروا إلى هذا الفعل ويكونوا هم المبتدئين به، فيدقوا الطبول ويضربوا بالصنوج وينفخوا في الأبواق، ويخرجوا حاسرين لابسي الأكفان، ضاربين رؤوسهم وجباههم بالسيوف أمام الناس، لتقتدي بهم كما اقتدت بهم في نصب مجالس العزاء وغيرها، فهم أحق الناس بتعظيم شعائر الدين لو كان هذا منها، وإذا لم يفعل الجميع ذلك فعلى الأقل واحد أو اثنان أو ثلاثه من العلماء مع أنهم يعدون بالألوف . . . بل لم ينقل ناقل أن أحداً فعلها من عوام الشيعة ولا أن أحداً

ص: 408

أجازها من علمائهم في الأعصار التي كانت ملوك البلاد الإسلامية فيها كلها شيعة، وذلك في العصر البويهي.. وكان في عصرهم من أجلاء علماء الشيعة وعظمائهم أمثال الشيخ المفيد والشريفين المرتضى والرضي مع ما كان عليه بنو بويه من التشدد في إقامة العزاء حتى كانت في زمانهم تعطل الأسواق في بغداد يوم عاشوراء . . . ولم ينقل أحد أنه وقع في زمانهم شئ من جرح الرؤوس بالسيوف والمدى .

ملاحظة: أرجو المعذرة في حالة اكتشاف أي خطأ.. بسبب قلة خبرتي في الطباعة، وضيق الوقت عن المراجعة .. علماً بأن هذا هو أطول موضوع أطبعه في حياتي، وقد استغرق مني ساعة ونصف .

- وكتب (الخزاعي) بتاريخ 14-4-2000، الثانية ظهراً:

تكملة لما بدأه الأخ الكريم الراعي.. ويقول أيضاً في ص 79:

قوله الحجامة مباحة بالأصل.. بل هي محرمة بالأصل لأنها ضرر وإيذاء للنفس ولا تحل إلا مع الضرورة لدفع مرض أو ألم أعظم منها وإلا كانت كفعل حجام ساباط الذي ضُرب به المثل فقيل: أفرغ من حجام ساباط . وكان إذا لم يجد من يحجمه حجم زوجته وأولاده . وحيث إن الذين يضربون رؤوسهم وليس في رؤوسهم داء ولا في أبدانهم حمى فانحصر فعلهم في الحرام . وإذا كان محرماً لم يكن مقرباً إلى الله ولا موجباً لثوابه، بل موجباً لعقابه ومغضباً لله ولرسوله صلی الله علیه و آله وللحسين علیه السلام الذي قُتِلَ لإحياء شرع جده صلی الله علیه و آله

ثم يقول أيضاً: والحرام لا يباح لإدراك المستحب، فالإستحباب لا يعارض الحرمة ولا يطاع الله من حيث يعصى، ولا يتقبل الله إلا من المتقين .

ص: 409

وقال في موضع آخر: وعرَّض بنا وببعض فضلاء السادة في البصرة بسوء القول لنهينا عن قراءة الأحاديث المكذوبة، وعن هذا الفعل الشائن للمذهب وأهله والمنفر عنه والملحق به العار عند الأغيار، والذي يفتح باب القدح فيه وفي أهله، ونسبتهم إلى الجهل والجنون وسخافة العقول، والبعد عن محاسن الشرع الإسلامي، واستحلال ما حكم الشرع والعقل بتحريمه من إيذاء النفس وإدخال الضرر عليها، حتى أدى الحال إلى أن صارت صورهم الفوتغرافية تُعرض في المسارح وعلى صفحات الجرائد . وقد قال لنا أئمتنا علیه السلام : كونوا زينا لنا ولا تكونوا شيناً علينا. وأمرونا بأن نفعل ما يُقال لأجله: رَحِمَ الله جعفر بن محمد ما أحسن ما أدب به أصحابه. ولم يُنقل عنهم أنهم رخصوا أحداً من شيعتهم في ذلك ولا أمروهم به ولا فعل شئ من ذلك في عصرهم لا سراً ولا جهراً . انتهى .

ويبقى أن نشير أن مدرسة أهل البيت هي مدرسة الحجة والدليل والمناقشة العلمية والبحث العلمي، وليس مدرسة عواطف ومشاعر بحيث تغلب العواطف على العقل، ويتعامل مع مشاعر العوام أكثر من حجج المنطق والإستدلال المنطقي، فنسوغ كل ألوان العواطف بغض النظر عن مشروعيتها وفوائدها ونتائجها .

ويبقى أيضا أن نشير إلى أن حرية المكلف باختيار طريقته في التعبير يجب أن تكون مقيدة بعدم التجاوز على حريات الآخرين . فلا حرية للذين يجوبون الأزقة بضرب الطبول وإثارة الصخب الذي يؤلم المرضى وكبار السن والأطفال الرضع في مضاجعهم في ساعات متأخرة من الليل !!

ص: 410

فليفعلوا ذلك في بيوتهم، فالشوارع والأزقة ليس ملكاً لمجموعة معدودة تفعل فيها ما تشاء بحجة حرية اختيار الشعيرة التي يريد .

ويبقى أيضاً أن أشير إلى أنني لم أر ولم أسمع أن مرجعاً مارس التطبير أو ضرب الطبول أو أوقد المشاعل أو ضرب بالسلاسل على ظهره أو قاد ركباً من الخيول والجمال وسط المدن أو حضر تمثيل عرس القاسم بن الحسن علیه السلام في عاشوراء . ولم يفت مرجع بحلية التطبير صراحة دون التقييد بعدم الأذى والإساءة للمذهب . نعم .. شاهدت بعض المراجع يبكون ويلطمون على الصدور ويقيمون مجالس العزاء هذه في بيوتهم ومكاتبهم ويرددون الشعارات (اللطميات) ويلبسون السواد، ويشاركون في مواكب العزاء في الشوارع التي لا تتجاوز ترديد الشعارات واللطم على الصدور .

- وكتب (علي البحراني) بتاريخ 14-4-2000، الثانية ظهراً:

عجبت لقولك يا أخي العاملي ! وهو حقاً لغريب على مثلك أن يأتي بمثل هذا الكلام .

أولاً: إن كلام السيد علي الخامنئي هو حكمٌ وليس فتوى، ولا يجوز مخالفة الحكم الشرعي حتى بالنسبة للمعارضين لولاية الفقيه، لأن الحكم نافذ عليهم وعلى غيرهم حتى المتأخرين قالوا بهذا . إذاً قولك عن اختلاف الفتوى هو لعب بالكلام لا أكثر، وقول السيد علي الخامنئي هو حكم شرعي ينفذ علي وعليك شئت أم أبيت، حتى لو لم تكن من مقلديه .

ثانياً: المقياس ليس الضرر النفسي الذي قد يسببه التطبير، بل هو أمر أكبر الأمر هو إضعاف المذهب الشيعي يا أخي، ويحرم إضعاف المذهب الشيعي بأي حال من الأحوال . ولا تقل لي إن اليهود أو النصارى أو لو كان ذلك من

ص: 411

شأن اليهود ! أهل البيت أدرى بالذي فيه، ونحن في عصر دحر الخرافات وليس تثبيتها، والتطبير كما تعلم أمر من مسببات إضعاف المذهب الشيعي، والذي يعتبر حراماً حراماً . فحق لي أن أعجب لقولك إذ تريد أن تحول المسألة من حكم شرعي إلى فتوى، وأن تظهر الأمر على أساس أنه حرم من باب ضرر النفس، والواقع أن الأمر هو من باب تقوية المذهب الشيعي.

أكرر المسألة حكم الحاكم الشرعي، وليس رأي فلان أو فتوى علان، بل هو الحكم الشرعي للحاكم الشرعي، الذي يعتبر أمره نافذاً علي وعلى كل الفقهاء، حتى لو عارضوا الحكم .

- فكتب العاملي بتاريخ 14-4-2000، الثانية والنصف ظهراً:

الأخوين الكريمين الراعي والخزاعي .. نشرتما رأي المرحوم السيد محسن الأمين وهذا أمر حسن .. فهو يمثل رأي أحد مجتهدي الشيعة الذي كان له عدد قليل جداً من المقلدين رحمة الله . وللموضوعية ينبغي أن نذكر في مقابله رأي كبار مراجعهم من الماضين والمعاصرين.. وأرجو أن يتسع لي الوقت لإيرادها .

الأخ علي البحراني . . لو كان رأي السيد القائد حفظه الله حكماً شرعياً واجب التنفيذ في إيران والعالم، لكلف ممثليه في مناطق الشيعة التي يجري فيها التطبير سنوياً أن يقفوا ضده، ولكن أحداً منهم لم يقم بذلك، ولا أخبر أنه كلفه به ! ولو كان كما تقول لما تسامحت الدولة في السنين الماضية بإقامة مواكب التطبير في نفس إيران ! وسننظر ماذا يكون موقفهم هذه السنة . وأرجو أن لا تحملوا السيد القائد مالم يتحمله، فإن بعضهم يريد تصويره بأنه يريد كسر فتاوى المراجع الذين يحترمهم السيد، ويريد اضطهاد مقلديهم !!

- وكتب (الفكر) بتاريخ 14-4-2000، الثالثة والنصف ظهراً:

ص: 412

الأخ العاملي حفظه الله تعالى .. الله يمنحك القوة ويسدد خطاك بجاه محمد وآله الطيبين الطاهرين، لقد وضعت النقاط على الحروف .

الأخوة الأعزاء .. الرجاء كل الرجاء البعد عن التعصب، ودراسة الموضوع دراسة عقلانية، مبنية على العلم والموضوعية .

- وكتبت (زينبية) بتاريخ 14-4-2000، الرابعة عصراً:

رغم إنني أعتقد أنه علينا جميعاً أن نتبع ولي أمر المسلمين الإمام الخامنئي في كلامه.. سواء كان فتوى أو نصيحة، إلا أنني لا أسمح لشخص أن يصف هذه المراسيم بالتخلف ! للأسف الشديد لقد ابتلينا بهكذا أشخاص وهم ليسوا أبداً مرجعاً معتبراً ! إن الإمام الخامنئي أمرنا بالإبتعاد عن ضرب الرؤوس السيوف حفاظاً على صورتنا، ولا بأس بباقي الشعائر، لذلك لنلتزم برأيه . أما من يقول هو تخلف، ويقول عن ضلع الزهراء ما يقول، فليغير مذهبه إن لم يعجبه كلام العلماء الكبار، والمراجع الموثوقين !

قال الإمام الحسين علیه السلام :

فإن نَهزِم فهزامون قدماً *** وإن نُغلب فغير مُغَلبينا

وما إن طِبُنا جبن ولكن *** منايانا ودولة آخرينا

فلو خلد الملوك إذاً خلدنا *** وإذا بقي الملوك إذاً بقينا

إذا ما الموت رفّع عن أناسٍ *** كلاكله أناخ بآخرينا

فأفنى بذلكم سرواتِ قومي كما *** أفنى القرون الأولينا

فقل للشامتين بنا أفيقوا *** سيلقى الشامتون كما لقينا

- وكتب (موسى العلي) بتاريخ 15-4-2000، الخامسة والنصف عصراً:

ص: 413

الأخوة الكرام.. عظم الله أجورنا وأجوركم جميعاً بمصاب أبي عبد الله الإمام الحسين علیه السلام . ونتمنى من بعض الأخوة والأخوات الأعزاء، عدم التعرض إلى حيثيات بعض العلماء تلميحاً أو تصريحاً، وشكراً .

- وكتب (أسعد) بتاريخ 16-4-2000، الثامنة مساءً:

نشكر جميع الأخوة على مشاركتهم في هذا البحث القيم . في اعتقادي أن يرجع كل واحد منا إلى مرجعه في هذه الفتوى ودعونا من هذه النقاشات . أنا في رأيي أن نُرجع هذه المسألة إلى العقل أولاً وأخيراً، لكي نبتعد من سخرية بعض الطوائف بمعتقداتنا .

ثم إن كلمة السيد القائد وغيره من العلماء يجب أن تكون لنا نبراساً وطريقاً نسير عليه دون تردد . نشكركم جميعاً ونريد المزيد .

- وكتب العاملي بتاريخ16-4-2000، العاشرة وخمس دقائق مساء:

أفتى السيد القائد بجواز اللطم بأنواعه.. وكذا مايتعارف من الضرب على الأكتاف بالسلاسل.. كما جاء في أجوبة الاستفتاءات ص 74 . لكن بعضهم حرم اللطم العنيف بتعبيره، وحرم الضرب بالسلاسل مطلقاً، فقال: ضرب السلاسل لماذا ؟ لنفكر معاً، أليس لأن السيدة زينب علیه السلام وأخواتها وبنات الحسين ضُربن على ظهورهن بالسياط ؟ فنحن نواسيهن فنضرب ظهورنا بالسلاسل . . . ؟ انتهى . وينبغي ملاحظة أن المشاركين في هيئات العزاء الذين يلبسون السواد ويعبرون عن حزنهم بضرب متونهم أو صدورهم بالسلاسل، لايخطر ببالهم هذا التفسير الذي ذكره ! ولا ينوون أنهم يفعلون ذلك لأن أهل البيت النبوي علیهم السلام لطموا أو ضربوا بالسلاسل !

ص: 414

بل يفعلون ذلك لأنه وسيلةٌ من التعبير عن مواساتهم وحزنهم بمصابهم بالإمام الحسين علیه السلام !!

- وكتب الموسوي بتاريخ 17-4-2000، الثالثة صباحاً:

الأخ الكريم الراعي .. أما ما نقلته عن السيد محسن الحكيم من القول بتحريم التطبير فغير ثابت، وكل ما في الأمر أنه نقل عن نجله السيد محمد باقر الحكيم من غير إرجاع إلى مصدر يعتمد عليه في كتاب الشعائر الحسينية بين الوعي والخرافة ص 137 . على أنها لو صحت نسبتها فلا يمكن أن تعارض ما هو صادر بخطه حيث قال في إمضاء فتوى الشيخ محمد حسين النائيني بجواز التطبير بتاريخ 2 محرم الحرام 1376: (ما سطره أستاذنا الأعظم قدس سره في نهاية المتانة وفي غاية الوضوح، بل هو أوضح من أن يحتاج إلى أن يعضد بتسجيل فتوى الوفاق). (فتاوى العلماء حول الشعائر الحسينية ص 26) . أما كتاب التنزيه، فهو للسيد محسن الأمين، وليس الحكيم.

الأخ الكريم (نقد ونظر) .. بخصوص فتوى المرجع الكبير السيد محسن الحكيم، فعندي نفس الملاحظة التي وجهتها للأخ الكريم الراعي .......

أما مسألة الهتك على المذهب، فهنا سؤال وهو الهتك في قبال من ؟! فإن كان من اليهود والنصارى، فهم لن يرضوا عنكم حتى تتبعوا ملتهم بصريح القرآن الكريم !! وإن كان من أهل السنة، فهل أهل السنة يعتقدون بأن اللطم الشديد أو الضرب بالسلاسل كما هو حاصل في إيران كل عام بلا منع، مظهراً غير حضاري ومتخلف، فما الفرق بين التطبير والضرب بالسلاسل؟!

الأخ الكريم أمين .. ما تراه بشعاً يراه غيرك قمة المواساة لأهل البيت، فهل تصلح رؤيتك الخاصة لكي تجعل هذا العمل يتأطر بوصف لاينفك عنه . وأنت

ص: 415

كما تعلم أن العادة بدايتها الصفر، فلبس السواد بدأ من الصفر فصار عادة في الحداد على الميت، فهل هناك مانع شرعي من جعل عادة جديدة في التعبير عن الحزن ؟

وفلسفة التطبير تكمن في المواساة لأهل البيت، ولهذا أجاب السيد الخوئي قدس سره بأن المطبر يثاب على عمله إذا نوى المواساة لأهل البيت علیهم السلام . (راجع المسائل الشرعية 2/337 السؤال 9) . ولم يقل أحد أنه يجب الإعتقاد بالتطبير، ولكن في المقابل ليس من حق الآخرين منع من يرى في التطبير وسيلة من وسائل التعبير عن الحزن، وصورة من صور الشعائر الحسينية . ولا يجب في أي شئ أن يكون قد ورد فيه كتاب أو سنة، بل يكفي انطباق عنوان عام مباح أو مستحب عليه كالمواساة لأهل البيت أو الجزع .

فهل يملك الداعون للتبرع بالدم بدلاً من التطبير نصاً من كتاب أو سنة على حسن فعلهم ؟!

الأخ الفاضل الراعي .. رسالة السيد محسن الأمين، قام المجتهد الشيخ عبد الحسين الحلي المتوفى سنة 1375 هجرية، في الإجابة تفصيلاً عنها في كتابه الشعائر الحسينية في الميزان الفقهي، ولايسعني في هذه العجالة عرض مناقشاته في كتابه، وقد بلغت حدود 200 صفحة !! ولكنني أود التعليق على أمر مهم وهو أن تحريم السيد محسن الأمين طال أموراً لايقول بها فقهاؤنا !! فهو يقول بحرمة الضرب بالسلاسل، وحرمة تشبيه الرجال بالنساء، وحرمة استعمال الطبل والدمام، وحرمة إركاب النساء مكشفات الوجوه عند تشبيههن ببنات الرسالة، وحرمة صياح النساء بمسمع من الرجال (وبعض ما أوردتُه لم تذكره أنت بل وضعتَ

ص: 416

نقطاً مكانه !!) فهل يمكن أن تذكر لنا أسماء العلماء الموافقين للسيد محسن الأمين فيما قال إنها محرمات ! !

أما القول بأنه مما يوجب وصم المذهب بالعار، فهذا ما خالف فيه السيد محسن الأمين كبار الفقهاء كالشيخ محمد حسين كاشف الغطاء وغيره . وسأذكر كلماتهم إن شاء الله في وقت لاحق .

أما عدم فعل الفقهاء له، فلا يكون دليلاً على الحرمة، وخاصة إذا كانت فتواهم هي الجواز، إذ لا يجب على الإنسان أن يفعل كل مباح. على أنه لايصح أن نجعل ترك الفقيه لمستحب ملاكاً لنفي الاستحباب، فلو ترك أحد الفقهاء المشي إلى زيارة الإمام الحسين، فهل يصح جعل تركه ملاكاً للحكم بعدم الاستحباب ؟ مثلاً أفتى كثير من الفقهاء بجواز الضرب بالسلاسل، والسيد الخامنئي لم يمنع منه بل أجازه فهل يكون عدم فعله له مقياساً لحرمته.. ما لكم كيف تحكمون ؟ ومع كل ذلك فقد جاء في كتاب التطبير حقيقة لابدعة لناصر المنصور ص 59، أن بعض الفقهاء كالشيخ عبد الله المامقاني والفاضل الدربندي كانوا يتطبرون .

الأخ الكريم الخزاعي . . رأي السيد الأمين مبني على حرمة كل إضرار، وهذا مخالف لرأي المشهور بعدم حرمة أي إضرار، إلا المؤدي إلى الضرر المعتد به الذي لايتسامح بالوقوع فيه كهلاك النفس أو المرض المشابه له، فراجع المسائل الشرعية للسيد الخوئي:2/339 السؤال 16، 17 . وقال قدس سره في مصباح الأصول: 2/551: التحقيق عدم ثبوت ذلك (أي الإضرار بالنفس) على إطلاقه أي حتى في غير التهلكة، وما هو مبغوض في الشريعة المقدسة كقطع الأعضاء ونحوه، لأن المتيقن من حرمة الضرر في النفس هو ثلاثة فقط هي: 1

ص: 417

- قتل النفس فهو حرام . 2 - قطع عضو من أعضاء البدن . 3 - إسقاط قوة من قوى النفس أو البدن. انتهى. وكلام السيد محسن الأمين كله مبني على حرمة كل ضرر، ومع انتفائه فلا موجب لحرمة التطبير.

إن مدرسة أهل البيت قامت على العاطفة والفكر، ولا مانع من العاطفة بكل صورها إن لم يكن فيها تحريم، ومرجع تحديد الحرمة في مرحلة الفكر هم الفقهاء، ويكفي أن معظمهم قالوا باستحباب أو جواز التطبير .

أما قولك بأن في الطبول إيذاء للآخرين ! فلي أيضاً أن أقول: إن من قاموا بالثورة على الشاه ارتكبوا عشرات المحرمات من تعطيل أرزاق الناس والإزعاج وإغلاق الشوارع، فهل تلتزم بذلك وتقول لايطاع الله من حيث يعصى ! وإذا لم تر مرجعاً يمارس الضرب بالطبل فهل يعني ذلك أنه حرام ؟ ألا يكفي أنه يجوز ذلك أو يدعو له بغرض إحياء ذكر سيد الشهداء علیه السلام ؟ ألم تسمع ببعض المراجع يشجع ممارسة صنوف الرياضة ومنها (المصارعة الرومانية) المشهورة في إيران، فهل سمعت بمرجع يلعبها ؟

أما مسألة عدم الإضرار (لا الأذى كما ذكرت) أو عدم الهتك فهو أصل صحيح ولكن من أين لك إثباته ؟ وهو كما يصح في التطبير يجري في الضرب بالسلاسل الذي يجوزه السيد الخامنئي ! فما الفرق بين الضرب بالسلاسل والتطبير من ناحية الهتك أو الإضرار ؟

الأخ الكريم الأشتر .. لافرق بين من يقول في ولاية الفقيه وغيره، من ناحية لزوم عمل كل طرف بفتوى مقلده، ولكن الكلام يأتي في حكم الحاكم، وهي محل اختلاف بين علمائنا في سعتها، فلايصح تعميمها على كل المقلدين سواء من يقلدون السيد الخامنئي أو غيره .

ص: 418

الأخ الكريم علي البحراني .. حتى لو كان كلام السيد الخامنئي حكماً، فمن قال لك أن حكم الحاكم ينفذ على الجميع وفي كل المسائل؟! فلماذا تلقي الكلام يا أخي على عواهنه من غير تثبت فتقول إن حكم الحاكم ينفذ على كل الفقهاء حتى لو كان معارضاً له !! لن أطيل عليك البحث هنا، ولكن هل يمكن أن تنقل لنا رأي السيد الخوئي قدس سره في نفوذ حكم الحاكم ؟!!

الأخوة الأفاضل العاملي والفكر .. جزاكم الله خيراً على نصرة الحقيقة .

الأخت الفاضلة زينبيية .. حيا الله الروح الزينبية، وحشرك الله مع زينب علیها السلام .

- وكتب (الفكر) بتاريخ 22-4-2000، الثانية ظهراً:

الأخ العاملي الموقر المحترم . . شكراً جزيلاً من الأعماق، وجعلك الله من المدافعين عن مذهب الولاية والإيمان، ويوفقك الله عز وجل بالعلم الكثير . وأوجه الشكر الجزيل إلى الذين شاركوا في هذا الموضوع، وتفهموا هذه الشعائر بالعقلية المتزنة وليست العاطفة . ونحمد الله عز وجل بولايتنا لأهل البيت . في هذا العام ازداد المطبرين عن كل عام ففي سوريا وبمقام السيدة زينب علیه السلام المئات من المتطبرين هذا العام، وفي إيران الكثير، ولأول مرة بعد الفتوى الشهيرة من القائد .. وفي جميع مناطق الشيعة في بقاع المعمورة .

وهذا دليل على تفهم هذه الشعيرة الخالدة، وفق الله الجميع .

- وكتب (أمين) بتاريخ 23-4-2000، العاشرة صباحاً:

الأخ (الفكر) .. أي عقلية تسمها بالإتزان وتتكلم عليها ؟ وأي تطبير تحمد الله عليه ؟ وأي عاطفة هذه التي تلقيها على من يترك التطبير، وتنزِّه عنها من لا يقوم بهذا العمل ولا يؤيده ؟؟؟

ص: 419

أخي الكريم: إن من كان الحق رائده، لايهمه أن يكون وفق للصواب في أعماله وتقاليده أو لم يوفق أبداً، فما لهذا خلقنا.. غير أن من يستنير بنور العقل ويتحلى بجانب الفهم يعرف عدم وجود دليل على وجوب ما أسميته بالشعيرة الحسينية (التطبير) بل ولادليل على رجحانها أبداً . نعم ربما وجد دليل على تحريمها ولو بالعنوان الثانوي؟!! لكي تنصح في إجابتك لي، أنظر كلامي في أعلاه واجعل جوابك محرراً عليه.. ودمت لي سالماً.

- وكتب (الفكر) بتاريخ 23-4-2000، السابعة والنصف مساءً:

الأخ المحترم أمين .. إذا كنت تعتقد برجحان تحريم التطبير فنحن بشوق كبير لمعرفة ذلك، فهات لنا الأدلة والبراهين حول ذلك، وليس بسماع أشخاص تنقل كلاماً ليس فيه استناد . ولك تحياتي .

- وكتب الموسوي بتاريخ 25-4-2000، الثانية عشرة ظهراً:

الأخ الفاضل أمين . . أما بخصوص وجود حكم للولي الفقيه فأرجو أن تتمعن فيما كتبته في هذه الصفحة، والمسألة ليست مزاجية حتى يكون لي ميلٌ أو لا بل المسألة شرعية فإن كنت تعتقد بأن السيد الخامنئي هو الولي الفقيه فعليك الإلتزام بأمره، أما إذا لم يثبت ذلك فلا سبيل للإلتزام برأيه.

1- أما قولك أن القوم لا يجدون عليه دليلاً ناصعاً فإنني سأختصر إليك الأدلة:

أ – الجزع، فهو مستثنى في الإمام الحسين علیه السلام ، كما في الرواية الصحيحة، وهذا من مصاديق الجزع فهو مشمول بالإستحباب حتى يثبت تحريمه .

ب - عنوان المواساة لأهل البيت علیهم السلام ، كما قال به السيد الخوئي.

ص: 420

ج - عنوان إحياء أمر المذهب، والتطبير من محققات ذلك . لا على نحو الإنحصار بل على نحو أحد المصاديق، كما يظهر من كلمات بعض الفقهاء .

ومن ثم قولك إن أفضل قول في التطبير هو عدم الحرمة غير تام . على أن تخلية بعض غرف المستشفى للمتطبرين ليس عنواناً يوجب تغيير الحكم، فهذه إجراءات وقائية . وبصراحة كل من رأيته ممن يتطبر كان يقوم كأنما نشط من عقال بعد التطبير .

2 - إن ما تعتبره بشعاً يراه غيرك مواساةً وعشقاً . فما هو المقياس فيتقدم نظرتك على نظرة غيرك ؟

3 - كلامك في هذه النقطة وجيه جداً، ومن المعلوم أنه لم يرد نص من أحد الأئمة بأن أحيوا الشعائر الحسينية، أو أن البكاء واللطم من الشعائر، بل البحث في هذه المسألة يعود إلى مسألة فقهية وهي وجوب تعظيم شعائر الله، ومستند الفقهاء في هذه المسألة هو قوله تعالى: ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب . وقد رتبوا آثاراً عديدة على المسألة، منها حرمة بيع كتب الحديث على الكفار، وحرمة دخول الضرائح المقدسة من غير طهر .

ومن يبني على المسألة يقول أن الشعائر جمع الشعار وهو العلامة، وأن المراد من الشعائر هو المعالم التي ندب الله إليها وأمر القيام بها - ومنه سمي المشعر الحرام لأنه معلم للعبادة - وكل ما جعل علماً لطاعة الله يعتبر من شعائر الله. ويقول الطبرسي في هذا المجال: ومن يعظم شعائر الله: أي معالم دين الله، والأعلام التي نصبها لطاعته . (مجمع البيان: 7 / 133) .

إذن كل ما يصير علماً لطاعة الله فهو مندرج في الشعائر، ومن المعلوم أن الإمام الحسين علیه السلام الذي فدى نفسه لدين الله من أظهر معالم دين الله ومن ثم

ص: 421

فإن سر اختصاص الشعائر الحسينية بهذا الإسم باعتبارها أحد تلك المعالم البارزة لشعائر الله، وإلا فإنه لم يرد نص في مثل هذه التسمية كما أسلفت . وهذا يعني أن الشعائر الحسينية هي من شعائر الله لا أن شعائر الله مخصوصة بها، وأحب أن أدعم كلامي باستفتاءات موجهة للسيد الخوئي:

سؤال: تقام في ذكرى الأربعين من كل عام مواكب العزاء، وتصور مشاهد ذلك اليوم من الخيام والخنادق وما شابه، ويصادف أن تقف النساء لمشاهدة الموقف، ومن هنا قال بعض الناس لما كانت هذه الأعمال تسبب موقف النساء إلى جنب الرجال وما قد يسببه هذا من أمور لاترضي الله سبحانه، فإنه يجب ترك هذا العمل، فما تقولون ؟

الجواب: لا يجب ترك العمل المزبور ولا بأس به في نفسه بل هو من شعائر المذهب، ولكن اللازم أن يسد طريق الفساد ويمنع منه، والله العالم .

(المسائل الشرعية: 2 /335 سؤال 2 من مسائل حول العزاء الحسيني) .

سؤال: هل يجوز البناء على القبور أو رفعها عن الأرض بمقدار شبر أو أكثر، وما هي الأدلة التي تؤيد ذلك ؟

الجواب: نعم يجوز البناء على القبور ولاسيما قبور العلماء والأولياء والصالحين لأن هذا من تعظيم الشعائر المشمول في الآية الكريمة: ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب . (صراط النجاة 2/439 السؤال 1378).

سؤال: في العروة الوثقى في أحكام الدفن توجد مسألة تقول: لا يجوز اللطم على الصدر عند موت الميت، ولم تعلقوا عليها، فهل رأيكم الحرمة وفاقاً لصاحب العروة ؟ وعلى هذا يحرم اللطم على الصدور لأجل العلماء وغيرهم، سواءً كان على بشرة الصدر مباشرة، أو من وراء الثوب، أم لا ترون ذلك ؟

ص: 422

الجواب: ما ذكر حرمته في مورد السؤال إنما هي عند إظهار الجزع من الحادث، أما موارد إظهار شعار ديني فليس مورداً لها . (صراط النجاة 1 / 444السؤال 1230) وراجع ما كتبه الأخوة الأعزاء فرات ورضا في الوصلة التالية:

http://www.hajr.org/hajr-html/Forum1/HTML/001650.html

4 - ومن مساوئ أن يعمل الإنسان جندياً في الجيش أو قصاباً، أنه إذا صرع فإنه سيقتل كل من حوله ؟ فهل سيكون القاتل مجاهداً والمقتول شهيداً ؟ هل يمكن أن نصدر حكماً شرعياً بالمنع لاحتمال أن أحدهم يصرع؟! لقد رأيت العديد من المطبرين فلم أشهد حتى مرة واحدة أن أحدهم صرع، فهل سنصدر حكماً عاماً على التطبير لأنك رأيت في صغرك من صرع فأخذ يهبش من حوله ؟! ثم هل سمعت من قتل حتى الساعة في مواكب التطبير ؟ وهذه النبطية بين أيدينا كل عام، ووسائل الإعلام تركز عليها، ولم نسمع بمن صرع كمالم نسمع بمن قتل ؟!

5- قلت: ثم إذا كان التطبير وجرح النفس التنكيل المحرم مواساةً في سبيل الحسين وأنصار الحسين علیه السلام ، فلماذا لا نقتل أنفسنا في جبهات الكفر والضلالة، كما قتل نفسه الحسين علیه السلام .

التعليق .. أولاً: من قال أن مطلق جرح النفس محرم ؟ هل استفيت مرجعك في هذا ؟ وثانياً: من قال إنه لايمكن أن تلتزم بالأمرين وتجمع بينهما؟ ألا تعلم أن هذه الإشكالية تأتي على اللطم أيضاً، فنقول بدلاً من أن تلطم على صدرك فلم لا تجعلها لطمة في وجه عدو الله ؟ وبدلاً من أن تذرف الدمع على الإمام الحسين، فلم لا تنهى عن المنكر وتطلب من هذه المرأة أن تصحح من وضع حجابها !! أنظر كيف تمت المقابلة بين البكاء على الإمام الحسين علیه السلام والنهي عن المنكر !!

ص: 423

وثالثاً: عدم قيام البعض بالتزام المطلوب الشرعي في مواطن أخرى، لايعني تأثر ما هو حسن وراجح بذلك الترك، فهل يصح أن تعترض على من يتبرع بدمه ولا يصلي أن تقول له: لاتتبرع بدمك لأنك لاتصلي؟ أو تقول له: لِمَ تلبس السواد على الإمام الحسين علیه السلام وأنت تنظر نظرة محرمة ؟

فهل حسن التبرع بالدم وحسن لبس السواد يتأثر بسبب الإهمال في واجبات أخرى ؟! أليس من الصحيح ان يقال بالإضافة إلى التبرع بالدم ولبس السواد عليك بالصلاة، وترك النظرة الحرام ؟! وهنا الصحيح أن نقول لمن يتطبر ولا يجاهد: كما أنك تواسي الإمام الحسين علیه السلام بدمك، فعليك أيضاً أن تنصره بالقتال في وجه الكفر والضلال . لا أن نقول له: أنصر الحسين علیه السلام بقتال الكفار، واترك مواساة الإمام الحسين علیه السلام فلا تتطبر .

6 - لم أقل أخي العزيز: إن العزاء وغيره بدأ من الصفر حتى تعترض علي بالقول: فهذا سبق لسان وثقة بالنفس ربما تكون خارجة عن حدودها... فلم أتعرض لمطلق العزاء بل مثلت لخصوص لبس السواد، فأرجو الدقة في الكلام .

وأما قولك أن أهل البيت لبسوا السواد ولم يطبروا، فلي أن أسألك: إن أهل البيت لبسوا السواد ولكنهم لم يبنوا الحسينيات ؟ فهل صار بناؤها غير محبب ؟ وإنهم لبسوا السواد ولكنهم لم يضربوا بالسلاسل على ظهورهم، علماً بأن السيد الخامنئي لايحرمه، فهل يجعله ذلك حراماً ؟ ألا يكفي أن ينطبق عنوان تعظيم الشعائر عليها ؟

- وكتب العاملي بتاريخ 26-4-2000، الثانية عشرة والنصف صباحاً:

الأخ أمين .. كل ما أردناه هنا تصحيح النظرة لموكب لبس الأكفان وجرح الرؤوس حزناً على الإمام الحسين علیه السلام يوم عاشوراء.. وهدفنا أن يكون للمكلف

ص: 424

الشيعي حرية التعبير حسب فتوى مرجعه وقوانين بلده، وهذا هو المطبق في إيران ! ولكن بعضهم يريد أن يكون (مخلصاً) لولاية الفقيه في بلده أكثر من تطبيق ولاية الفقيه لهذا الموضوع في بلدها، فتراه يشن حملة على من يعتقد بجواز ذلك أو يفعله ويكاد يكفره، فيسئ بذلك إلى السيد القائد !!

والأمر الثاني . . تفنيد التصور الغربي اليهودي للتطبير، بأنه همجية وتخلف ودموية . . الخ . وقد أثر تضليلهم على أذهان البعض فراح يردده !

وجوابنا لهم: لا تغتروا بتضليلهم، واتركوا الأمر للمرجع الذي يقلده الشيعة في كل بلد.. فقد يرى المرجع رجحان التطبير في البلد الذي يعيش مقاومة لعدو مثل لبنان، فإن موكب لابسي الأكفان المخضبة بدماء الرؤوس الحاملين للسيوف يوم عاشوراء . . قد انحفر في عمق الذاكرة اليهودية، وما زال يهز جنودهم في دباباتهم، وطياريهم في طياراتهم ..

فدعوا تحريماتكم للمراجع، وصححوا تصوراتكم للواقع .

- وكتب زهير البحراني بتاريخ 28-4-2000، الحادية عشرة صباحاً:

الأخوة الأعزاء جميعاً، السلام عليكم .. إسمحو لي بهذه المداخلة البسيطة:

أحد الأخوة المتابعين لحواركم الشيق .. أرسل إستفساراً حول هذا الموضوع قبل أيام قليلة إلى مكتب السيد السيستاني حفظه الله.. وتلقى الجواب عليه . وأنا هنا أنقله لكم لعله يفيد بحثكم.. مع خالص دعائي لكم جميعاً:

إلى سماحة الامام السيد السيستاني دام ظله . السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. ماحكم التطبير في الوقت الراهن؟ وما هو رأي سماحتكم حول حكم الحاكم الشرعي في المسألة؟ هل تعتبر نافذة أم يرجع كل مقلد إلى رأي وفتوى

ص: 425

مرجعه فيها. نرجو التفضل بالإجابة على أسئلتنا، ودمتم ذخراً للإسلام والمسلمين . Original Message From: To:

Sent: Subject: Question from

الجواب: بسمه تعالى .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:

ج س 1: الشعائر الحسينية إقامتها من المستحبات، ما لم يكن فيها ضرر على البدن والدين .ج س 2: يرجع إلى مقلده . والسلام عليكم .

من فتاوى المراجع أيضاً في جواز شج الرأس حزناً يوم عاشوراء

- كتب (الموسوي) في شبكة هجر في 18-4-2000، الثالثة ظهراً، موضوعاً بعنوان (من الآراء المؤيدة للتطبير . .)، قال فيه:

لا أهدف في هذا العرض الإستناد الفقهي للقارئ، فمن الطبيعي أن كل شخص يتبع رأي مرجعه ومقلده، وهو غير ملزم، بل لايجوز له العدول عن رأي الأعلم إلى غيره في العمل بالمسائل الفقهية .

ولكنني أهدف أن يطلع أخي القارئ على الرأي الآخر الذي ظل محجوباً عن الأسماع وضائعاً في زوبعة الإعلام المخالف للتطبير، حتى أن البعض أخذ يسأل هل هناك رأي فقهي يقول بجواز أو رجحان التطبير ؟! وهذه قائمة بأسماء كبار الفقهاء والعلماء .. ولاحظوا مستواهم العلمي مقارنة بمن خالف التطبير ! مع احترامنا لكل الفقهاء:

1 - فتوى أستاذ الفقهاء آية الله العظمى النائيني قدس سره:

(لا إشكال في جواز اللطم بالأيدي على الخدود والصدور حد الإحمرار والإسوداد، بل يقوى جواز الضرب بالسلاسل أيضاً على الأكتاف والظهور إلى

ص: 426

الحد المذكور، بل وإن تأدى كل من اللطم والضرب إلى خروج دم يسير على الأقوى . وأما إخراج الدم من الناصية بالسيوف والقامات فالأقوى جواز ما كان ضرره مأموناً، وكان من مجرد إخراج الدم من الناصية بلا صدمة على عظمها ولا يتعقب عادة بخروج ما يضر خروجه من الدم ونحو ذلك، كما يعرفه المتدربون العارفون بكيفية الضرب) .

وهذه هي الفتوى التي جاء الإمضاء من الفقهاء التالية أسماؤهم عليها.

وللشيخ النائيني جواب مختصر عن سؤال آخر في نفس الموضوع وهو: (لم يكن لدينا دليل قوي على حرمة ما تداول من المرسوم في المواكب الحسينية حتى التطبير، مالم يؤد إلى إتلاف النفس وشبه ذلك).

وهذه هي الفتوى التي جاء الإمضاء من الفقهاء التالية أسماؤهم عليها.

ولديه جواب عن سؤال آخر، وهذا هو نص الجواب: (لم يكن لدينا دليل قوي على حرمة ما تداول من المرسوم في المواكب الحسينية حتى التطبير، ما لم يؤد إلى إتلاف النفس وشبه ذلك، مما هو عليه دأب العارفين بمسائل التطبير وعليه فالأقوى جواز كل ذلك، بل رجحانه في طريق التعزية على سيد الشهداء أرواحنا له الفداء . كيف لا يكون كذلك وقد انحصر السبيل إلى إعلاء كلمة الحق وإبقاء المذهب الشيعي في الماضي والحاضر بل وفي المستقبل أيضاً بإقامة الشعائر الحسينية، حيث لو لم تكن لذهبت دماء الشهداء أدراج الرياح، ولما بقي لثورة الإمام الحسين علیه السلام خبر يذكر عند الناس .

عروض عنوان ثانوي يقتضي حرمة شئ من تلك الأعمال الجليلة، مثل كونه موجباً للضرر بتلف النفس، أو الوقوع في مرض مزمن. أما الألم الذي يزول بسرعة فلا يوجب الحرمة . وقال: من ذا يشك ويرتاب في رجحان مواساة أهل

ص: 427

بيت الرحمة وسفن النجاة والتأسي بهم في الأفراح والأتراح والضراء، أو من ذا يشك أن أهل البيت سلام الله عليهم قد لطموا في فاجعة الطف وجوههم ولدموا صدورهم، وقرح البكاء خدودهم وعيونهم، وفي زيارة الناحية المقدسة: فبرزن من الخدور ناشرات الشعور، لاطمات الخدود، سافرات الوجوه . ولا تقل أن هذا مخصوص بيوم الطف وما قاربه، فقد روى الصدوق رضوان الله عليه أن دعبل لما أنشد الرضا علیه السلام تائيته المشهورة التي فيها: إذا للطمت الخد فاطم عنده .. لطمت النساء وعلا الصراخ من وراء الستر، وبكى الرضا في إنشاد القصيدة حتى أغمي عليه مرتين !

فإذا جاز للرضا علیه السلام أن يتعرض لسبب الإغماء الذي هو أخ الموت، فلماذا لايجوز لشيعته ضرب الرؤوس والظهور ولدم الصدور وأمثالها مما هو دون الإغماء بكثير).

7 - رأي آية الله العظمى الشيخ محمد كاظم الشيرازي قدس سره : ما أفتى به أعلى الله مقامه صحيح.

8 - رأي آية الله العظمى السيد جمال الكلبايكاني قدس سره: ما حرره شيخنا الأستاذ أعلى الله مقامه في هذه الورقة صحيح ومطابق لرأيي .

9 - رأي آية الله الشيخ محمد حسن المظفر قدس سره :

ما أفاد قدس الله سره صحيح لا إشكال فيه، والله الموفق .

10 - رأي آية الله العظمى السيد كاظم المرعشي حفظه الله:

ما أفتى به سماحة الأستاذ المحقق المرحوم آية الله العظمى النائيني قدس سره الشريف في رجحان وجواز إقامة عزاء أبي عبد الله الحسين علیه السلام بصورها المختلفة، في أعلى مراتب الصحة، ولايشوبه شك ولا ترديد، إلا من أعداء

ص: 428

الدين وإغواء الشياطين، وعلى محبي أهل البيت ومواليهم وشيعتهم أن لايقعوا عرضة لهذه التسويلات، بل عليهم أن يشتدوا في مقابل ذلك حماساً ونشاطاً في إقامة الشعائر الحسينية. بتاريخ 1 شعبان 1401 ه-

11 - رأي آية الله العظمى السيد مهدي المرعشي حفظه الله: وإن ما أفاده الأستاذ سماحة آية الله العظمى الحاج الميرزا حسين النائيني قدس سره في هذا المجال، إنما هو في الحقيقة نفحةٌ من نفحات الرحمن، فقد صدر من أهله ووقع في محله. وعلى المؤمنين أن يسعوا غاية جهدهم في متابعة ما أفتى به سماحته، وتطبيقه كاملاً بحذافيره دون أي تقصير. بتاريخ 9 شعبان 1401 ه-

12 - رأي آية الله العظمى السيد محمد الشاهرودي حفظه الله:

ما أفتى به سماحة آية الله العظمى أستاذ الفقهاء والمجتهدين المرحوم المحقق النائيني قدس سره ، في غاية المتانة والصحة .

13 – رأي آية الله الشيخ محمد باقر الآشتياني قدس سره:

إن ما أفتى به أستاذ الأساتيذ وشيخ الفقهاء المتأخرين المرحوم آية الله العظمى الميرزا النائيني رضوان الله تعالى عليه، فيما يرتبط بإقامة مجلس عزاء خامس أهل الكساء سيد الشهداء عليه وعلى أهل بيته وأنصاره أفضل الصلاة والسلام وأرواح العالمين لهم الفداء، المؤيدة من قبل كثير من العلماء والمراجع، يلزم العمل بها والجري عليها، فإن مسألة إقامة الشعائر الحسينية كسائر المسائل الشرعية يلزم على غير المجتهد أن يعمل فيها بفتوى المجتهد الجامع للشرائط.

14 - رأي آية الله العظمى الشيخ عبد الكريم الحائري قدس سره ، مؤسس الحوزة العلمية في قم المقدسة:

سؤال: شدخ الإنسان رأسه بالقامات في يوم عاشوراء جائز أم لا؟

ص: 429

الجواب: جائز إذا لم يكن مضراً بالنفس .

وجاء في جواب له آخر عن الشعائر الحسينية: (وأما التطبير فهو إن لم يكن مضراً بحال الإنسان فلا بأس فيه ولا شئ عليه، كما أنه لا ينبغي لأحد المنع منه والصد عنه، فإن جميع أنواع التعزية لأجل محبة الإمام أبي الشهداء أرواحنا له الفداء مشروعة ومستحبة، ما دامت لم تشتمل على ما هو محرم في الشريعة الإسلامية) .

15 - رأي آية الله العظمى الشيخ مرتضى الأنصاري قدس سره في رسالته العملية سرور العباد، المحشاة بحاشية الميرزا الشيرازي الكبير، والمذكور في آخر الصفحة الثانية من المسائل المتفرقة، طبعة مطبعة آقا مهدي تبريزي عام 134 هجرية: (مسألة في إقامة عزاء الإمام الحسين: إذا أورد شخص الجرح بمثل السيف ونحوه على نفسه، ولم يكن مضرا كان ذلك جائزاً).

16 – رأي آية الله العظمى الميرزا محمد حسن الشيرازي الكبير قدس سره: قال آية الله الشيخ حسن المظفر في كتابه نصرة المظلوم ص85: (وقد سألت كثيراً ممن كانوا يقطنون سامراء في أيامه فكان أقلهم مبالغة في تعظيمه لشأن المواكب والشبيه شيخنا المتقن المتفنن الشيخ محمد جواد البلاغي النجفي، وعنه أنقل ما يلي: كان الشبيه يترتب يوم العاشر في دار الميرزا قدس سره ثم يخرج للملأ مرتباً، وكذلك موكب السيوف، كان أهله يضربون رؤوسهم في داره ثم يخرجون وكانت أثمان أكفانهم تؤخذ منه .

17 - رأي آية الله العظمى الشيخ محمد علي الأراكي قدس سره : إذا لم يكن في التطبير ضرر جسمي ونفسي، فلا إشكال فيه.

18 - رأي آية الله السيد محمد جواد الطباطبائي التبريزي قدس سره :

ص: 430

يظهر من تكرر هذه الأسئلة بين آونة وأخرى، أن زمرة من أعداء الإسلام يرون عظم تأثير هذه المواكب والمآتم المشتملة على إظهار الأسى بشتى الأساليب ومختلف الأشكال، في حفظ كيان الإسلام فيقعدون في المرصد ويفكرون في القضاء على هذه الدعاية الدينية، وإخماد هذه الشعائر الحسينية، بخلق إشكالات تافهة واهية، لا نصيب لها من الحقيقة، ولا حظ لها من الواقع. وقد سألوا من قبلنا مشايخنا العظام ومراجع المسلمين فأجابوهم بفتاواهم الصريحة بجواز هذه الأمور، وقد طبعت ونشرت مرات عديدة، وأنها من الشعائر التي ينبغي أن تعظم، وأنا أؤيدهم وأوافقهم .

19 - رأي آية الله العظمى السيد مرتضى الفيروزآبادي قدس سره :

وأما التطبير فإذا لم يكن بحد الضرر أو خوف الضرر فلا بأس به، وفعل زينب بنت علي علیه السلام من نطح جبينها بمقدم المحمل حتى جرى الدم معروف مشهور لاينكر، مضافاً إلى أن التطبير على الشرط المذكور لا دليل على حرمته، ولو شك فالأصل حليته، وتوهم أن ذلك من الإلقاء في التهلكة المحرم فعله فاسد جداً، بعد أن فرض كونه دون حد الضرر أو خوف الضرر بل لو اقتصر على مجرد الإدماء بمقدار يخضب به الرأس والوجه كالتدهين لا أكثر، فلا يبعد رجحانه لما فيه من نحو مواساة وعزاء، ومن ناقش في جوازه حتى بهذا المقدار فهو من أهل الغرض والمرض، فزادهم الله مرضاً .

20 - رأي آية الله العظمى السيد محمد صادق الروحاني حفظه الله:

إن الضرب بالسيوف أو القامات أو الخناجر على الرؤوس، وإخراج الدم إن لم يوجب هلاك النفس، ولا شل قوة من قواها، فجائز وراجح، وهو من الشعائر الحسينية التي أمرنا بتعظيمها .

ص: 431

21 - رأي آية الله العظمى السيد تقي الطباطبائي القمي حفظه الله:

لا يخفى على أهل الولاء والإيمان بأن إقامة العزاء على الإمام الحسين خامس أصحاب الكساء علیه السلام ، وسائر المعصومين علیهم السلام ، بكل أشكاله من تشييد المنبر الحسيني وقصائد الرثاء والنياحة والضرب على الرؤوس والصدور، وتأسيس الهيئات الحسينية وتسيير مواكب اللطم، وضرب السلاسل بل ومواكب التطبير وشدخ الرؤوس بالقامات على ما هو معروف ومتداول اليوم في الشوارع والأسواق، ليس جائزاً فحسب بل راجحاً ومن الشعائر الدينية والنبوية، بل وفي مثل هذه الظروف واجباً كفائياً في الجملة .

22 - رأي آية الله العظمى الشيخ الميرزا جواد التبريزي حفظه الله:

إذا لم يكن التطبير في عزاء سيد الشهداء علیه السلام موجباً لا حتمال الخطر على النفس أو نقص أو شلل العضو، فلا مانع منه . والله العالم.

وهناك آراء لمجموعة من المراجع والفقهاء، لا أذكر نص كلامهم اختصاراً وأشير إلى أسمائهم فقط: آية الله العظمى السيد عبد الله الشيرازي قدس سره آية الله العظمى السيد علي الفاني قدس رسه . آية الله العظمى السيد عبد الأعلى السبزواري قدس سره . (المصدر: فتاوى علماء الدين حول الشعائر الحسينية ص22 25 –29، 31 –33، 35، 57، 58، 73، 79، 96، 108، 110، 118، 126، 133، 134، 140، 143، 145، 182، 187).

23 - رأي آية الله العظمى السيد الكلبايكاني قدس سره ..جاء في سؤال موجه إلى سماحته: ما هو حكم التطبير الذي يفعله بعض الناس أيام عاشوراء؟

الجواب: بسمه تعالى: يجوز إذا لم يكن معرضا لضرر لايتحمل عرفاً، والله العالم. (إرشاد السائل ص184 السؤال 672) .

ص: 432

24 - رأي آية الله العظمى السيد الخوئي قدس سره :

السؤال 8: هل في إدماء الرأس (التطبير) على ماهو المعهود المعروف في بعض مظاهر إظهار الحزن وإشادة العزاء على روح إمامنا المفدى أبي عبد الله الحسين علیه السلام ، مع فرض أمن الضرر ثمة إشكال ترونه ؟

الجواب: لا إشكال في ذلك في مفروض السؤال في نفسه، والله العالم.

السؤال 9: تفضلتم سيدنا بنفي الإشكال عن إدماء الرأس (التطبير) إذا لم يلزم منه ضرر، فقيل إنه لا يثبت أكثر من الإباحة، وعليه فهل إدماء الرأس مستحب لو نوى بذلك تعظيم الشعائر ومواساة أهل البيت علیهم السلام ؟

الجواب: لم يرد نص بشعاريته، فلا طريق الى الحكم باستحبابه، ولا يبعد أن يثيبه الله تعالى على نية المواساة مع أهل البيت الطاهرين إذا خلصت النية . (المسائل الشرعية 2/337) .

وبالإضافة إلى من ذكرناهم جاء في كتاب: هكذا عرفتهم، لجعفر الخليلي، وهو من المؤيدين لدعوة السيد محسن الأمين في تحريم التطبير، أسماء مجموعة من العلماء المؤيدين لفتوى التطبير ضمن مقاطع مختلفة من كتابه، ومنها ما ورد في الجزء الثاني ص20، قال: (واتسعت حركة الاختلاف وطافت بجميع المدن وكان المتصدي أو حامل علم الاستنكار وتحريم مثل هذه الطقوس وشجبها هو المجتهد المصلح السيد محسن الأمين، يعارضه من الجانب الآخر العالمان الشهيران السيد عبد الحسين شرف الدين والشيخ عبد الحسين الصادق اللذان كانا يشجبان الدعوة إلى تحريم هذه الطقوس . وكان آل مظفر من أبرز الواجهات التي ناهضت حركة الإصلاح، وقد غذى الشيخ محمد حسين المظفر فكرة مناهضة للإصلاح بكل ما استطاع من عمل ومن كتابة، حتى لقد صار

ص: 433

محور تلك الحركة، وحتى لقد قيل بأن آل مظفر هم الذين استخرجوا فتوى الزعيم الروحاني الكبير الميرزا حسين النائيني باستحباب هذه الطقوس والحث على إقامتها إحياء لذكرى أبي عبد الله الحسين، وكان الشيخ محمد رضا المظفر واحداً من أولئك الداعين إلى التمسك بهذه الطقوس) .

وجاء في الجزء الأول ص207: (وكان المجتهد الشيخ عبد الحسين الصادق في النبطية، والسيد عبدالحسين شرف الدين في صور ممن خالف دعوة السيد محسن الأمين) . واعترف في عدة مواضع من كتابه على أن الأكثرية المطلقة من العلماء في النجف، بل الأكثرية في جميع الأصقاع الشيعية آنذاك كانوا من المؤيدين للتطبير . فراجع 1/388، 2/21 .

وكذلك ألف شخصان من كبار العلماء كتباً في تشييد فتوى التطبير، وهما آية الله الشيخ حسن المظفر مؤلف كتاب (نصرة المظلوم) في الرد على أحد علماء البصرة، وآية الله الشيخ عبد الحسين الحلي مؤلف كتاب (الشعائر الحسينية في الميزان الفقهي)، أو النقد النزيه لرسالة التنزيه في الرد على السيد محسن الأمين .. وجاء في كتاب نصرة المظلوم للشيخ حسن المظفر اسم آية الله الشيخ محمد طه نجف، وآية الله السيد محمد آل بحر العلوم الطباطبائي، ضمن المؤيدين للتطبي ر، ففي الصفحة 86 من الكتاب: (وإن بعد عليك عهد الشيخ الأنصاري والسيد الشيرازي، فهذا بالأمس الأفقه الأورع الشيخ محمد طه نجف قدس سره ، يرى في النجف بل العراق جميع الأعمال المشار إليها، وهو أقدر على المنع فلا يمنع، إن المواكب جميعاً حتى موكب القامات تدخل إلى داره، وهي بتلك الهيئات المنكرة - أي الرهيبة - وهو لايحرك شفته بحرف من المنع، بيد أنه يلطم معهم ويبكي وهو واقف مكانه ....وكذا العلامة المتقن المتبحر السيد

ص: 434

محمد آل بحر العلوم الطباطبائي، تقع في داره أعظم وأفخم مآتم النجف، ويحضره جميع أهل العلم، ويقع فيه التمثيل الذي يقع في دار الشيخ وزيادة . هذا غير كون الدار المذكورة موئلاً لجميع المواكب، وبها تضرب أرباب السيوف رؤوسها من لدن أيام السيد علي بحر العلوم أو قبله حتى اليوم، ومنها تخرج إلى الشوارع والبيوت والجواد العمومية، وإليها تعود بلا إنكار ولا استيحاش) .

- وكتب المدعو (أرنوبة) بتاريخ 18-4-2000، الخامسة عصراً:

صار موضوع التطبير مسألة حياة أو موت بالنسبة للبعض ؟ ثم أنت ماجئت بشي جديد بالمرة.. وأكثر الآراء الفقهية التي ذكرتها ترجع إلى مراجع إنتقلوا إلى بارئهم . . وآرائهم ليست من النوع الغير قابل للنسخ من قبل المراجع المعاصرين حفظهم الله . .

شغلة ثانية .. التطوير سنة الحياة، وما يصلح لزمان معين ليس بالضرورة أن يكون صالحاً للأزمنة اللاحقة، وإلا لما وضفت التكنولوجيا الحديثة كالأقمار الصناعية والكمبيوتر والإنترنت لخدمة قضية الحسين، والبقاء على ديمومتها التي شاء الله لها أن تدوم . كل شي قابل للتطوير، اللطميات تطورت . . نوعية المجالس الحسينية تطورت . . الحسنيات نفسها تطورت . . بعض العادات والشوائب ألغيت، أو هي في طريقها للإلغاء، وهكذا . والأهم . . . عشرة محرم وانتهت . .

الأخ الموسوي . . أكتب لنا موضوع ينفعك وينفعنا ويزيد من حسناتك . .

- فكتب (الموسوي) بتاريخ 25-4-2000، العاشرة والنصف ليلاً:

ص: 435

ليست القضية حياة أو موت، بل نحن في حوار حول مسألة استخدم البعض قوته لفرض رأيه، ووصف البعض الآخر المطبرين بالنعاج والمتخلفين!! مع أنهم عشاق للحسين علیه السلام ، وقد عملوا بفتوى كبار المراجع .

إن المسألة يا أخي هي في التقيد بالحدود والأحكام الشرعية، والإنطلاق في تبني أي رأي من الأدلة والإثباتات، وهي أيضاً عنوان لمدرستين، فقد صار التطبير يمثل الإنعكاس الصادق لتوجه مدرستين، مدرسة تعتمد على المنهج التشكيكي، وتتبنى المنهج الحسي والإستحساني في التعامل مع الروايات وتعتبر التطبير واحدة من الخرافات وتصبو لحذف المزيد.. ومدرسة أخرى تنتهج التعبد بمضامين الروايات، وعدم رد ما لم يعلم بطلانه، وتوكل أمر فهم الروايات إلى كبار العلماء، وليس لأدعياء العلم وكل من هب ودب، ولا ترى في التطبير إلا ممارسة وتعبيراً لعواطف صادقة نحو أهل البيت علیهم السلام ، ولا ترى أي محذور شرعي فيه، لأنه مستند لأدلة شرعية (أصالة الإباحة على القول بالجواز، والرجحان على القول بالمواساة والجزع) وأن الخرافة هي في نسبة ما ليس من الدين إليه، لا ممارسة تنطبق عليها عناوين شرعية عامة، وإلا فإن الضرب بالسلاسل سيدرج ضمن الخرافة أيضاً !

على أن كون التطبير قد انتهى في اليوم العاشر لايعني أن الحوار حوله سينتهي يوم العاشر من المحرم أيضاً ! ففي المنتدى تتم مناقشة مسائل قد مضى عليها سنوات، بل قرون، فلماذا لايكون التطبير منها ؟ وقد سمعت من بعض الملمين في شؤون التطبير أن هناك مراسم أخرى للتطبير يقوم بها البعض يوم العشرين من صفر (الأربعين) أيضاً، فبناء على هذا لا مانع من المناقشة في موضوع التطبير بين التطبيرين !

ص: 436

أخي الكريم .. لقد كان عنوان الموضوع هو: من الآراء المؤيدة للتطبير. وليس كل الآراء المؤيدة للتطبير. ولقد ذكرت لك ضمن القائمة خمسة من المراجع الأحياء، وهم الميرزا جواد التبريزي، والسيد محمد الشاهرودي، والسيد مهدي المرعشي، والسيد تقي الطباطبائي القمي، والسيد محمد صادق الروحاني ... ولو أردت المزيد لزدناك ! ولكن بالله عليك هل سمعت عن تلك الآراء لتقول: بعدين أنت ما جبت شي جديد بالمرة ! ثم هل كنت تعرف رأي العلماء الماضين رضوان الله عليهم في هذا الموضوع ؟ فهل كنت تعرف رأي السيد عبد الحسين شرف الدين أو الشيخ الأنصاري أو الميرزا الشيرازي الكبير ؟ بل هل سمعت بأسماء جميع العلماء الذين أدرجتهم ضمن القائمة الطويلة .

ثم، لقد سمعت عن نسخ الأحكام الشرعية فيما يتداوله العلماء في بحث الناسخ والمنسوخ في علوم القرآن، ولكنني لم أسمع عن فتوى تنسخ فتوى ! فهلا تفضلت أخي الفاضل وشرحت مقصودك !

ويا أخي أنا لا أفرض رأيي عليك، بل أبين وجهة نظري، ولا أدري من أين استفدت إرادة فرض الرأي؟ وما نحن في صدد تناوله الآن هو بيان كل طرف وجهة نظره إن لم يكن ملتزماً برأي المراجع ويتكلم من جيبه!! أو يحكي وجهة نظر مقلده إن كان ملتزماً بالعمل برأيه، سواء كان قائلاً بجواز التطبير أو منعه، وهذا ما يحصل في هذه الواحة .

أما بخصوص التطوير فمن طبيعة التكنلوجيا والعلم أن تكون له اكتشافات وبعض ذلك قد يستفاد منه في العزاء كسماعات الصوت، ولكن العادات وخصوصاً الإسلامية منها تأخذ طابعاً ثابتاً، ولا يمكن مقارنتها بالآلات الجامدة، فهل تحولت عادة احترام الغير بالجلوس قباله إلى عادة إعطاء ظهرك له؟ وهل

ص: 437

إذا أردت أن تظهر محبتك لابنك تقوم بتقبيله أم أنك تصفعه على وجهه؟ ومن الجائز أن تطور المجلس فبدلاً من الاكتفاء بأبيات شعر في رثاء الحسين كما كان في عهد الأئمة علیهم السلام ، تضم إليه موعظة وخطبة، ولكن هذا لا يمكن أن يلغي جوهر المجلس الحسيني القائم على الرثاء، ولو تحول إلى مجرد محاضرة، فلن يسمى مجلساً حسينياً لفقدان عنصر الرثاء والحزن . . وهكذا في بقية أنواع الشعائر من اللطم وغيره مهما حدث فيها من تغيير كأن يكون اللطم بشكل دائري أو على طريقة الضربتين أو الضربة الواحدة (المعروف بواحد) فإن اللطم حافظ على عنوانه ولم يتغير إلى انبطاح على الظهر مثلاً !! وما يصدر من الداعين إلى تهذيب الشعائر، هو إلغاء معظم أنماط الشعائر، فقد رفضوا التطبير ثم الضرب بالسلاسل، وكذلك اللطم الشديد، وطالبوا بالضرب الهادئ، ومع أنهم لا يحبذون التشبيه، تراهم يدعون لإدخال عاشوراء إلى المسرح والسينما !! ولا تفهم أنني ضد إدخال عاشوراء في المسرح أو السينما، إذا استوفت الشروط التي حددها الفقهاء، ولكنني أستغرب من قوم يطعنون في الشبيه مثلاً، لأن من قام بدور شهداء كربلاء شخص قد عرف عنه ارتكاب بعض الذنوب، وهم لايعترضون قيام كبار الممثلين من المداومين على الذنوب والمعروفين بتمثيل أدوار مشينة!! بتمثيل دور شخصيات كربلاء !! إن الذي يربط أي قضية بالشعائر الحسينية، هو مدى تعبيرها عن مشاعر الحزن والمواساة لأهل البيت علیه السلام في عزائهم، وبالتالي لا يمكن أن تعتبر التبرع بالدم من الشعائر الحسينية مهما تطورت التكنلوحيا واستطعت أن تصل إلى المريخ في رحلة سياحية خلال ربع ساعة! لأن التبرع بالدم وإن كان عملاً مرضياً وحسناً، لكنه لايكتنز في داخله التعبير عن الحزن والتسلية للمعزى، بل يتضمن مساعدة الغير والإحسان إليه .

ص: 438

- وكتب (الفكر) بتاريخ 25-4-2000، الحادية عشرة ليلاً:

حفظك الله يا موسوي ونصرك، لقد أثلجت الفؤاد، وسررنا بكتاباتك العظيمة.. وشكراً لك من الأعماق .

مناقشة للموسوي مع الأنصاري وفادي ...

- كتب (جابر الأنصاري) في الموسوعة الشيعية عدة موضوعات ضد التطبير، وناقشه الموسوي وآخرون، وأيده فادي وآخرون، نقتصر على خلاصة هذا الموضوع، في17-4-2000، الثانية صباحاً، قال الأنصاري:

إن مسألة التطبير عند الشيعة مسألة حساسة وهي في غاية الأهمية، حيث أنها تثير تساؤلات عدة من قبل أبناء المذاهب الأخرى وحتى بعض أبناء المذهب الشيعي. من بين التساؤلات التي تطرح هي: ما السبب الذي يدفع البعض إلى التطبير؟ وكيف انتشر هذا التطبير على نطاق واسع ؟

إن الظروف السياسية هي التي دفعت الشيعة إلى مثل هذه الممارسات . فعلى سبيل المثال ما حدث إبان الطغمة الشيوعية والبعثية في العراق، عندما نشطت للعمل على تذويب العقيدة الاسلامية عن فكر الجماهير، فبدأت كخطوة أولى بمحاربة المظاهر العاطفية للشعائر الحسينية كالمواكب المهيبة المتجهة من النجف الأشرف والمناطق الأخرى إلى كربلاء، وكذلك احتفالات التطبير وضرب الصدور والهامات، فكانت كل هذه المظاهر تمثل وقوداً إضافياً لاستمرار جذوة الحماس العاطفي عند الناس، فيشتد الإرتباط بالعقيدة الإسلامية التي من أجلها ضحى الإمام الحسين علیه السلام بنفسه وأهله وصحبه، فكانت تمثل

ص: 439

خط الدفاع الأول ضد الهجمة الشرسة على أبناء الإسلام . أما لو نظرنا إلى أصل التطبير وحكمه، فانه لن نستطيع أن نأتي برواية واحدة تدل على استحباب التطبير، بل على العكس هناك روايات تثبت عدم جواز التطبير كالمروية عن الإمام الحسين علیه السلام عندما خاطب أخته الحوراء زينب علیها السلام : لاتلطمي عليَّ خداً ولا تشقي على جيباً. ولا توجد فوائد للتطبير باستثناء ما مضى ذكره، بل على العكس فإن التطبير له عدة مساوئ أهمها أنه يشوه سمعة المسلمين وهذا مبرر مباشر لحرمة التطبير . . . .

- فكتب الموسوي بتاريخ 19-4-2000، الخامسة والنصف عصراً:

الأخ الفاضل الكريم جابر الأنصاري:

1 - تضمن كلامك إقراراً بأهمية الدور الذي لعبه التطبير في مواجهة الحكومات الظالمة، وأنه كبقية الشعائر كان مستهدفاً من قبلها، ولن أزيد على قولك: فكانت كل هذه المظاهر تمثل وقوداً إضافياً لاستمرار جذوة الحماس العاطفي عند الناس فيشتد الإرتباط بالعقيدة الإسلامية التي من أجلها ضحى الإمام الحسين علیه السلام بنفسه وأهله وصحبه فكانت تمثل خط الدفاع الأول ضد الهجمة الشرسة على أبناء الاسلام. ومن ثم فإنني أرى أن قولك: ولا توجد فوائد للتطبير باستثناء ما مضى ذكره.. يعتبر نقطة إيجابية مهمة جداً للتطبير كافيةً للحرص على المحافظة عليه، وهو رد على من يزعمون أن التطبير يتنافى مع الجهاد أو الوقوف في وجه الظلم، إذ لو كان الأمر كما يدعون لما حرصت الحكومات الظالمة في العراق على محو التطبي ر، ولو لم يكن للتطبير ونظائره من الشعائر الحسينية فائدة باستثناء ما مضى ذكره لكفى .

ص: 440

2 - صحيح أنه لاتوجد رواية تثبت استحباب التطبير على نحو الخصوص، ولكن هناك عناوين عامة ينطبق عليها التطبير، والتطبير هو أحد مصاديق وتطبيقات تلك العناوين الراجحة كعنوان المواساة لأهل البيت علیهم السلام ، وعنوان إظهار الجزع الذي جاءت الرواية الصحيحة عن الإمام الصادق علیه السلام ، باستثناء كراهية الجزع عند الجزع الإمام الحسين علیه السلام ، وهذا الإنطباق كاف للحكم بالإستحباب .

كما أن الداعين للتبرع بالدم لايملكون رواية خاصة باستحبابه ورجحانه إلا انطباق عناوين عامة كمساعدة المريض... ولو أردنا لإثبات استحباب كل شئ على نحو الخصوص الإستناد لرواية لتعطلت الكثير من المستحبات كالمساهمة في بناء حسينية، فهل توجد رواية في خصوص استحباب بناء الحسينيات مثلاً ؟!

3 - بخصوص الحديث الوارد عن الإمام الحسين لزينب بنت أمير المؤمنين علیهم السلام ، فنقول إنه لا يخلو إما أن يكون خطاباً وحكماً خاصاً بزينب علیه السلام أو أنه يشمل غيرها أيضاً ؟ فعلى القول الأول فلا علاقة له بغيرها، ومع ذلك فإن هناك ملاحظات على هذا الخبر:

أ - إن أصل هذا الخبر حسب تتبعي هو ما رواه الشيخ المفيد في كتاب الإرشاد ص 232، وعنه العلامة المجلسي في بحار الأنوار: 45 / 3: وجاء فيه أن الإمام الحسين علیه السلام قال لزينب علیها السلام : (لاتشقي علي جيباً، ولا تخمشي علي وجهاً، ولا تدعي علي بالويل والثبور إذا أنا هلكت) . وهذا الخبر لا تعرض فيه إلى لطم الخد، بل المنهي فيه هو خمش الوجه . ومن الجائز أن يكون النهي مخصصاً بالأمور الثلاثة دون غيرها، وبالتالي لا تنافي رواية ضرب زينب علیها السلام رأسها بمقدم المحمل .

ص: 441

ب - إن إثبات صحة صدور الخبر وبالتالي التكليف الشرعي من الإمام علیه السلام لزينب علیها السلام يحتاج إلى دليل، ولو كان يمكن إثبات صدور النهي لزينب لمجرد كونها رواية لصح لنا في المقابل أن نثبت صدور نطح زينب جبينها بمقدم المحمل بعد العاشر من المحرم لوجود الرواية، إذ لا مرجح لرواية على أخرى، والرواية التي تنهى زينب علیها السلام عن الخمش والشق مرسلة كرواية نطح زينب رأسها، ولا مرجح لأحدهما من هذه الجهة على الأخرى إلا أن رواية النطح تتوافق مع ما ثبت في السند الصحيح عن الإمام الصادق علیه السلام على ما رواه الشيخ الطوسي في الأمالي من جواز الجزع على الإمام الحسين علیه السلام .

ج - ومع كل هذا فليس كل نهي يدل على الحرمة، وكما يوجد النهي التحريمي فهناك النهي التنزيهي أيضاً، مع إمكانية أن يكون طلب عدم شق الجيب من باب الشفقة من الإمام على زينب علیها السلام، أو من باب عدم الوقوع في شماتة الأعداء، ودواعي صيغة (لاتفعل) متعددة كما تعلمون، وكما هو ثابت في اللغة والبلاغة، ومع عدم وجود الدليل على تعيين إحدى المحتملات فلا مجال لإثبات الحرمة التكليفية .

أما على القول الثاني، فهناك ملاحظات أيضا وهي:

أ - كما توجد مثل هذه الرواية فهناك روايات أخرى في مقابلها، منها ما روي في آخر الكفارات من (تهذيب الأحكام) للشيخ الطوسي عن الإمام الصادق علیه السلام : وقد شققن الجيوب ولطمن الخدود الفاطميات على الحسين بن علي علیهما السلام ، وعلى مثله تلطم الوجوه وتشق الجيوب .

ص: 442

وما روي عن الإمام الحجة عجل الله تعالى فرجه الشريف في زيارة الإمام الحسين علیه السلام يوم عاشوراء: فلما رأين النساء جوادك مخزياً … على الخدود لاطمات . (المزار الكبير للشيخ المشهدي تحقيق جواد القيومي ص 54)

ب - لو كانت هناك رواية لم أجدها حتى الآن ولكن بناء على نقلك تقول إن الإمام الحسين علیه السلام قال لزينب علیها السلام : لا تلطمي علي خداً ولا تشقي على جيباً. فإن من اللازم على هذا القول بحرمة لطم الخد، فهل يلتزم أحد من الفقهاء بهذا القول ؟

ج – إن هناك اختلافاً بين الفقهاء في أصل حرمة اللطم والخدش، وفي التنقيح في شرح العروة الوثقى للسيد الخوئي 9/231 يقول تعليقاً على عبارة: لا يجوز اللطم والخدش: وهذا كسابقه وإن ورد النهي عنه في بعض الأخبار، إلا أن الأخبار لضعف أسنادها لا يمكن الإعتماد عليها في الحكم بالحرمة .

وعلى فرض القول بالحرمة فقد استثنيت تلك المحرمات في عزاء الإمام الحسين علیه السلام عند الفقهاء .. يقول السيد الخوئي في نفس المصدر السابق ص 235: (نعم استثنى الأصحاب من حرمة تلك الأمور الاتيان بها في حق الأئمة والحسين بن علي، من لطم الخد وشق الجيب، كما ورد في رواية خالد بن سدير) .

4 - أما مسألة أن التطبير يشوه سمعة الإسلام فأنا أتساءل: هل الضرب بالسلاسل على الظهر يعطي صورةً ناصعةً عن الإسلام للغربيين وأهل السنة؟ طبعاً لا أريد تبني الدعوة إلى نبذ الضرب السلاسل، ولكنني بصدد مناقشة هذا المنظار في تقييم التطبير . . . فلماذا يكون التطبير مشوهاً للسمعة فقط دون

ص: 443

الضرب بالسلاسل؟ ألا يعتبر الغربيون وأهل السنة أن الضرب بالسلاسل نوعٌ من تعذيب النفس !! وعملٌ لا مبرر له ؟!!

5 – قلت: إذا كان التطبير محرماً، فلماذا لم يقم العلماء بتحريمه ؟ ثم أوعزت عدم نطقهم بالحرمة إلى استياء وثوران البعض، والفقهاء مداراة لهذا البعض لم يفت بالحرمة ! . . . . . . . . . أما بخصوص رأي الإمام الخميني فأود أن أحيل إلى ما كتبته إلى الأخ الفاضل أبو هاشم في الصفحة التالية:

http://www.shialink.net/muntada/Forum1/HTML/000058.html

أما بخصوص موقف علماء السلف فيمكنك أن تقرأ ما نقلته في الصفحة التالية:

http://www.shialink.net/muntada/Forum2/HTML/ 3545.html

ولوكان علماء السلف مغلولي اليد، فلماذا أفتوا بالجواز ؟ ألم يكن بإمكانهم التزام السكوت من دون إصدار فتوى بالجواز ؟ بل كيف أصدر بعضهم فتوى برجحان التطبير ؟ وهذه الشبهة - أي أن العلماء لم يكونوا راضين عن هذه الأفعال ولكنهم سكتوا مداراة - ليست بجديدة، فقد طرحت قبل أكثر من أربعين سنة، وأجاب عنها آية الله الشيخ حسن المظفر المتوفى يوم عاشوراء سنة 1388 ه- في كتابه نصرة المظلوم ص84: (أما مواكب السيوف ولطم الصدور في الطرقات فحدث عنها ولا حرج، كثرة واستدامة . والسيد الميرزا محمد حسن الشيرازي نزيل سامراء وهو الذي انتهت إليه رئاسة الإمامية في عصره في جميع العالم، وعد مجدداً للمذهب الجعفري على رأس القرن الثالث عشر، كما أن الوحيد البهبهاني محمد باقر بن محمد أكمل مجدده في القرن الثاني عشر، قد كان أنفذ كلمة (يقصد حكمه بمنع استخدام التنباك) على عموم الشيعة ملوكها وسوقتها من كل سابق ولاحق . وقد يوجد اليوم في كل بلدة كثير ممن

ص: 444

يعرف اشتهاره ونفوذه، وكان مع علمه بوقوع الشبيه وخروج المواكب وما يحدث فيها من حوادث وبضرب القامات والسيوف في بلدان الشيعة في العراق وإيران، وعدم وقوع الإنكار منه أصلاً تقام جميع الأعمال المشار إليها في سامراء محل إقامته نصب عينيه بلا إنكار .

قد يظن الظان لأول وهلة أنه قدس الله سره لا يرى رجحان ذلك بالنظر إلى حال محيطه، لأن جميع من في البلدة عدا النزلاء من غير الفرقة الجعفرية، وفيها أخلاط من غير المسلمين، وفي ذلك مجال الإستهزاء والسخرية . وقد سألت كثيراً ممن كانوا يقطنون سامراء في أيامه فكان أقلهم مبالغة في تعظيمه لشأن المواكب والشبيه شيخنا المتقن المتفنن الشيخ محمد جواد البلاغي النجفي وعنه أنقل ما يلي: كان الشبية يترتب يوم العاشر في دار الميرزا قدس سره ثم يخرج للملأ مرتباً، وكذلك موكب السيوف، كان أهله يضربون رؤوسهم في داره ثم يخرجون، وكانت أثمان أكفانهم تؤخذ منه ودام هذا كله بجميع ما فيه إلى آخر أيام خلفه الصالح الورع الميرزا محمد تقي الشيرازي قدس سره ، وكان الشبية يترتب أيضاً في داره، ومنه تخرج المواكب وإليه تعود، بيد أن موكب السيوف لم يتألف غير مرة، لأن القائمين به وهم الأتراك لا غيرهم، كانوا يومئذ قليلين ولقلتهم استحقروا موكبهم فتركوه من تلقاء أنفسهم . انتهى كلامه (أي الشيخ البلاغي)، ثم أضاف الشيخ حسن المظفر: وإن بَعُدَ عليك عهد الشيخ الأنصاري والسيد الشيرازي، فهذا بالأمس الأفقه الأورع الشيخ محمد طه نجف قدس سره يرى في النجف بل العراق جميع الأعمال المشار إليها وهو أقدر على المنع فلا يمنع !! إن المواكب جميعاً حتى موكب القامات تدخل إلى داره وهي بتلك الهيئات المنكرة - المهيبة المخوفة - وهو لايحرك شفته بحرف من المنع، بيد أنه يلطم

ص: 445

معهم ويبكي وهو واقف مكانه. وكذا العلامة المتقن المتبحر السيد محمد آل بحر العلوم الطباطبائي، تقع في داره أعظم وأفخم مآتم النجف ويحضره جميع أهل العلم، ويقع فيه التمثيل الذي يقع في دار الشيخ وزيادة .. هذا غير كون الدار المذكورة موئلاً لجميع المواكب وبها تضرب أرباب السيوف رؤوسها من لدن أيام السيد علي بحر العلوم أو قبله حتى اليوم، ومنها تخرج الى الشوارع والبيوت والجوادّ العمومية وإليها تعود بلا إنكار ولا استيحاش . . . . الخ .

- وكتب (جابر الأنصاري) بتاريخ 20-4-2000، الرابعة عصراً:

أخي العزيز الموسوي .. بالنسبة لملاحظاتك، فأنا أقدر لها فائق الإحترام والحمد لله، لأن صدري متسع لتقبل كل رأي ومن أي شخص، فكيف برأي العزيز المحترم الموسوي ؟

وبخصوص ملاحظاتك، فلا أريد الإطالة ولا أريد أن أخوض في الأحاديث وغيرها، لأني قد أخطئ بصفتي لست من أهل الخبرة والمعرفة، ولكن سأكتب ملخصاً يوضح رأيي الشخصي، وهو:

على جميع المسلمين أن يتجهوا إلى مقلديهم لتعلم الأمور الفقهية، أما الأمور السياسية فهي راجعة إلى ولي الفقيه، وأعتقد أن هذا الرأي هو رأي معظم العلماء وعلى رأسهم الإمام الخميني أرواحنا له الفداء، وبما أن التطبير موضوع متصل بالسياسة اتصالاً مباشراً، لذلك فإن أولوية الرجوع حول هذا الموضوع يكون لولي الفقيه وليس المرجع الديني، وقد أوضحت رأي ولي أمر المسلمين حول هذا الموضوع ولا حاجة للتكرار .

اللهم صل على محمد وآل محمد، والعن قاتليهم إلى قيام يوم الدين، واجعلنا من الطالبين لثارهم مع الحجة القائم المهدي عجل الله فرجه.

ص: 446

- وكتب (الفاروق) بتاريخ 21-4-2000، التاسعة والنصف صباحاً:

تناول هذا الطرح أيضاً موسى الموسوي وانهال عليه الشيعة سباً وشتماً وألحقوه بالنواصب حكماً وعملاً، ولا أرى سوى موسى آخر ولكن باسم جديد وهو خامنئي ! واسجل نقطه اعتراف للسيد الخامنئي بأنه فعلاً شجاع، وهي أول خطوة للتصحيح، وأتوسم الخير بهذا الولي الفقيه، عسى أن يمن الله على الشيعة بالهداية على يدي هذا المصلح الإمامي الجديد الشجاع .

أسأل الله أن يهدينا وإياكم الى ما يحب ويرضى .

- قال العاملي: كانت هنا مداخلات للإخوة فادي وأبي حسين وأبي ذر والأنصاري وجنوبي وغيرهم لم يتسع لها المجال ...

- وكتب العاملي بتاريخ 1-5-2000، الحادية عشرة إلا ثلث صباحاً:

الأخوة الأعزاء، لقد أفرط بعضهم في انتقاد اللطم وجرح الرؤوس حزناً على الإمام الحسين علیه السلام ، وصوروهما بصور ظالمة مع الأسف.. وكان حجتهم كلام السيد القائد حفظه الله .

وحسماً للأمر اتصلت بمكتبه فأجابني عالم أحتفظ فعلاً باسمه، بأن أصل الموضوع لم يكن تحريماً للتطبير فضلاً عن اللطم، وإنما منعاً لاستغلاله من أعداء الإسلام، الذين يهرجون بأن الشيعة قساةٌ دمويون، يجرحون أنفسهم حتى تكون عندهم روح القسوة على غيرهم ! وبما أننا لا نستطيع أن نوضح لهم أن هذا العمل رقة وحزن، وليس قسوة ودموية، فقد طلب السيد القائد الإمتناع عنه ولم يحرمه، فالمسألة إذن طلب أبوي إداري وليست فتوى بالتحريم ! ويؤيد

ص: 447

ذلك أن هذه المراسم مازالت جارية في إيران .. فأرجو من المتحمسين لمعارضتها أن يعيرونا سمعهم !!

وختاماً . . فإن مواكب السيوف وعادة جرح الهامات يوم عاشوراء حزناً، التي يسمونها في العراق (التطبير) تشمل كل العالم الشيعي.. وهي ثروة مهمة في تعبئة الشيعة للدفاع الواجب فلا تفرطوا فيها، ولا تساعدوا العدو في هجومه عليها وتصويرها بأنها عمل وحشي ! بل اتركوا أمرها لفتوى مرجع التقليد والفقيه الولي وقوانين البلد .. من فضلكم .

- وكتب (أبو حسين) بتاريخ 1-5-2000، الرابعة عصراً:

الأخ الموقر الأستاذ العاملي دام علاه .. شكر الله سعيك، وأوضح في الشبهات بيانك، قدمت خير مقدم، وقطعت دابر الكلم، طبت وطابت نفسك، وسما في الحوار شخصك، فلا أعدمنا الله منهلك . وإني لمست من أحاديث المحاويرين بأن هذا الموضوع قد مدحوه من حيث ذموه، فقد حفز بعضهم إلى ضرورة التبرع بدمائه في المستشفيات لينقذ به حياة أحد أتباع الإمام الحسين علیه السلام ، وحفز آخر على أن يسيل دماءه في ساحات الجهاد دفاعاً عن الإسلام، وحفز آخر على ضرورة إثبات ولائه للإمام الحسين علیه السلام بأعماله عند الشدة والإمتحان، وحفز آخرين إلى فضائل أخرى، فإن كان في ذمه هذا الكم من العطاء .. فكم ياترى في شأنه ؟!

- وكتب (فادي) بتاريخ 1-5-2000، الحادية عشرة مساءً:

أرسلت بهذا السؤال على عنوان ايميل سماحة آية الله العظمى السيستاني الموضوع للإستفتاءات وهو: post najaf.org عن التطبير، وجاءني جوابه وسأنقله

ص: 448

حرفياً هنا كما هو: (بسم الله الرحمن الرحيم. سماحة مرجع المسلمين آية الله العظمى السيستاني السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

هل يجوز التطبير في عاشوراء حزناً على الإمام الحسين علیه السلام في هذه الأيام رغم ما يشاع من وجود مفاسد معينة لذلك؟ وهل يختلف الجواز من مكان لآخر ؟ والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الجواب: بسمه تعالى . السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الشعائر الحسينية حدودها أن لا تضر بالبدن وتشوه سمعة العقيدة والدين. والسلام عليكم) .

- وكتب (أبوحسين) بتاريخ 2-5-2000، السادسة والثلث صباحاً:

الشعائر الحسينية حدودها أن لاتضر بالبدن وتشوه سمعة العقيدة والدين .

أشكر الأخ فادي على استجابته لنداء أخيه وتحصيله على ما اختلف فيه من الفهم باستعانته بالمرجع الأعلى لبيان واقعية الموضوع . بيد أن الجواب ملتبسٌ على بعض الأخوة كما يبدو، ولبيان فحوى الجواب الذي كان مقيداً بنوع السؤال المطروح والشامل على وجود المفاسد المشاعة . فالجواب جاء بالجواز ضمناً، ولم يتطرق إلى التحريم مطلقاً، بل قيد بالقيد الذي ورد في السؤال وهو: مايشاع من وجود مفاسد معينة.. فقيد الجواب بقيد عدم تشويه سمعة العقيدة والدين، إن كان هذا هو المقصود من المفاسد أو الضرر المعتد به، وهو أن يفقد الإنسان عضواً من أعضائه، أو أن يصاب بعاهة مستديمة، فإن رفع القيد رفع الإشكال . علماً بأن الجواب جاء شاملاً لكل الشعائر الحسينية ولم يختص بالتطبير فقط. ولزيادة في البيان، فإن كل حلال يكون حراماً إذا وصل إلى حد الضرر حتى الأكل والشرب .

ص: 449

هذا ما لزم بيانه، وأكرر شكري واعتزازي بالأخ الفاضل فادي على موقفه المشرف في استقصاء الحقائق من منابعها التي ينبغي .

- وكتب زهير البحراني بتاريخ 2-5-2000، الرابعة عصراً:

وهذه بعض الإستفتاءات الموجهه الأعلام حفظهم الله تعالى: عبر البريد الإلكتروني: إستفتاء للسيد السيستاني دام ظله وحفظه الله بتاريخ19/4/ 2000 . على بريد: post najaf.org:

ماحكم التطبير في الوقت الراهن ؟ وما هو رأي سماحتكم حول حكم الحاكم الشرعي في المسألة ؟ هل تعتبر نافذة أم يرجع كل مقلد إلى رأي وفتوى مرجعه فيها، نرجو التفضل بالإجابة على أسئلتنا ودمتم ذخراً للإسلام والمسلمين .

ج س 1: الشعائر الحسينية إقامتها من المستحبات، ما لم يكن فيها ضرر على البدن والدين .

ج س 2: يرجع إلى مقلده. والسلام. (الجواب بتاريخ 26/4/2000)

إستفتاء للسيد محمد سعيد الحكيم دام ظله وحفظه الله بتاريخ24/4/2000عن طريق صفحة مجلة الجنان إلى بريد السيد alhakeem alhakeem.com

سماحة السيد حفظه الله: أرجوا إطلاعنا على رأيكم في الشعائر الحسينية وخاصة عزاء الزنجيل وعزاء التطبير، فهل هو جائز في نظر سماحتكم ؟ والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

الجواب: لما كان التطبير ونحوه من الشعارات إنما يؤتى بها بقصد ترويج المبدأ الحق وإظهار العاطفة نحوه، فهي من الأمور الراجحة شرعاً من الجهة المذكورة، وقد تحرم لعنوان ثانوي، كلزوم الضرر الخاص أو العام بالمرتبة

ص: 450

المحرمة أو نحو ذلك مما لا ينضبط، وهو يختلف باختلاف الأزمنة والأمكنة، كما يختلف باختلاف وجهات النظر، ونسأله سبحانه التسديد في ذلك لنا ولجميع المؤمنين، وهو حسبنا ونعم الوكيل.

(لجنة الإفتاء في مكتب سماحة المرجع الديني الكبير السيد الحكيم دام ظله. بتاريخ 25/3/2000)

نقاش مع المغالين المعارضين لمواكب السيوف

- كتب (عبد الله) في شبكة هجر بتاريخ 17-4-2001، الثامنة والثلث صباحاً، موضوعاً بعنوان (أيها المطبرون . . . اتقوا الله)، قال فيه:

إلى إخواننا الذين جرفهم حب أهل البيت علیه السلام فأباحوا لأنفسهم اختراع عبادات جديدة، نعم جديدة، هذه (العبادات) لم تكن موجودة أيام الأئمة علیهم السلام ولم يمارسوها ولم يدعوا لها !! المشكلة أن هؤلاء المطبرون يلوذون بالإباحة إن أعجزهم الدليل أو أعياهم البيان، فنقول لهم: إخترعوا ما شئتم من (عبادات) ولكن لا تنسبوها إلى الشيعة . مارسوا لطمكم الراقص على أي نغم تشاؤون، ولكن ليس على نغمة أهل البيت علیهم السلام . أرقصوا.. هوسوا دندنوا.. أصرخوا.. طبلوا.. كل هذا مباح لكم. ولكن الغير مباح لكم أن تقولوا أن هذه عبادة، بحجة أن العالم الفلاني قال إن هذا الفعل مباح، أو لا ضرر منه أو فيه. إن ضرره هو أنكم جعلتموه فعلاً عبادياً مقرباً لله. فاتقوا الله فينا وفي مذهبنا فقد أرهقتمونا .

- وكتب (ملك الظلام) بتاريخ 17-4-2001، التاسعة صباحاً:

ص: 451

(إخترعوا ما شئتم من (عبادات) . . . . أرقصوا . . هوسوا . . دندنوا . . أصرخوا . . طبلوا . . الخ .) !!

رأيي الشخصي يا أخ عبد الله وهو غير ملزم لك ولا لمن يعزف على نغمتك...كما هو حال كلامك أعلاه أن تتوجه بهذا الكلام إلى المراجع، فقد أبرأنا الذمم بالتقليد الفقهي . أخبرهم أنهم أباحوا عبادة جديدة عليهم ذنبها قبل العوام ! إنطق بذلك ووجهه إلى كل واحد منهم بالإسم... نعم بالإسم حتى لاتكون ممن يرمي الناس بالباطل . تفضل.. المجال مفتوح.. بانتظار رسائلك.. إذا لم يعجبك الفعل لاتقم به... لم يقل أي عالم بالوجوب ! أما إذا كنت تتوهم الوجوب وتظن أن التشنيع الملئ بالزعيق والعويل سيحقق هدفك . . فهذا أمر آخر . . ودمتم !

- فكتب (عبد الله) بتاريخ 17-4-2001، العاشرة إلا ربعاً صباحاً:

أجننتم أيها المطبرون . ماهي الذمة التي برأت منها ؟ قالوا لك إنه مباح، كالرقص الشعبي، وهذا لا بأس به. والبأس هو أن تجعله عبادة، أي التطبير، تتقرب به الى الله زلفى . يا أخي روح أقتل حالك.. كسر راسك.. كسر كل أعضاءك . والله لك العتب إن احتجيت عليك.. لكن لا تقول هذه عبادة وتلوي عنق الآية ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب. أي تعظيم هذا.. بربك ؟!!! أجننتم ؟ أم أنك تريدني أن أفتح حرب استفتاءات هنا، فهذا ليس شأني بل أحاور المطبرين، عسى أن يأتوني هم بدليل .

-فكتب (أبو أديب) في 17-4-2001 العاشرة إلا عشرة دقائق صباحاً:

أرى أن إسم الموضوع يختلف تماماً عن مضمون الموضوع، فعندما تقول أيها المطبرون، أفهم من كلامك أنك تقصد: ضرب القامة.. وهو ما حرمه علمائنا

ص: 452

الأجلاء .. أما عندما تهجمت على جميع شكليات الشعائر الحسينية ووصفتها بوصف غير لا ئق فأنا بدوري أخبرك أنك مخطئ في تصورك. وعليك أن لا تنجرف وراء رغباتك ونزعاتك .. أما عن قولك على أنها عبادة فراجع كتب الفقهاء باب العبادات فإن رأيتها أخبرني .

- وكتب (ملك الظلام) بتاريخ 17-4-2001، العاشرة صباحاً:

بصراحة أخي عبد الله، ضحكت على كلامك.. أسلوبك.. وكلماتك.. إذهب واسأل المراجع .. الملام على العالم قبل العامي، ولستَ ممن يتبع مقولة حطها براس عالم واطلع سالم . وإذا كنت لاتريد حرب استفتاءات.. فلا تحاول فرض رأيك المشخصن جداً على أحد . . وإلا فلا مفر أمامك سوى المراجع . . تفضل . . شنع عليهم كما شنعت على أتباعهم.. ما زلت أنتظر. أخيراً .. مرجعي لا يجيز الرقص الشعبي .. إلا للنساء.. آسف .

يا أخ عبد الله.. لو تريني أين استشهد مخاطبك بكون التطبير عبادة بالمعنى الخاص ... وأيضاً لو تكرمت أين استشهد بالآية الكريمة ؟

- وكتب (عبدالله) 17-4-2001، العاشرة وخمس دقائق صباحاً:

أخينا أبا أديب ... رحم الله أباك . هذا ما أردت قوله: إنها ليست عبادة فلم يفرز لها العلماء باباً ولم يبينوا كيفيتها. أما (رغباتي) فهي فطرية ولله الحمد ترفض مارفضه العرب الأوائل، فإننا لم نعرف أو نقرأ بأن أبناء الإمام علي علیه السلام قد أقاموا ليلة استشهاده حلقة لطم راقصة حاشاهم، ولم يضربوا رؤسهم بسيوفهم التي كانت متوفرة بأيديهم .

لا أرفض الشعائر الحسينية كما تصورت، فأنا أقل من ذلك، ولكني أرفض التطبير والأدوات والآلات الموسيقية، وتمرير الشموع بين المؤمنين في ليلة

ص: 453

القاسم، واللطم الثقيل الراقص، وقص الأيدي بالسكاكين، وضرب الرأس بالحيطة وخاصة للأطفال .

- وكتب (وراء الواقع) في17-4-2001، العاشرة وعشر دقائق صباحاً:

قبل الكلام، ولكن عذراً يا أخي فإني أحس في كلامك نوع من الاستهزاء والسخرية ! فما هو قصدك باللطم الراقص ?!

- وكتب (عبد الله) بتاريخ 17-4-2001، العاشرة والربع صباحاً:

أخي الواقع .. ليس استهزاءاً ولكنها الغيرة على هذا المذهب الشريف. أولم تر في حياتك كشيعي، هذا اللطم الراقص ؟ ألا تعلم أن هناك اللطم النجفي واللطم الثقيل واللطم الذي يدور فيه اللاطمون بشكل دائري كما في حال الدبكة اللبنانية . أنا أشهد أن أهل البيت علیه السلام لايريدون هذا من شيعتهم .

أخي الكريم . . الصفحة هذه نموذج مثالي للوعي الشيعي الذي بدأ ينمو بين الشباب المثقف، بعد أن سيطر على روافده الفكرية المطبرون فترة طويلة . إن هذه الحركة الواعية والتي يقودها بعض علماء آل البيت علیه السلام ستعيد للمذهب رونقه وأصالته بعيداً عن الخرافات والإستدلالات الفلسفية الفارغة. ماهي إلا فترة قليلة إنشاء الله تعالى وسيسيطر مذهب أهل البيت علیه السلام على الجزيرة العربية والشام ومصر.. بشرط أن (يكشط) ما علق به من هرطقات وتعود له نقاوته المقدسة .

- وكتب (ملك الظلام) بتاريخ 17-4-2001، الواحدة إلا ربعاً ظهراً:

مثقفون . .كلهم . . ماعدا الذين يؤيدون التطبير..

واعون . . بأجمعهم . . ما عدا الذين أجازوه..

ص: 454

لم أطلع على لطم يشابه الدبكة اللبنانية..وعلى فرض وجود هذه المظاهر.. فسوء تطبيق البعض لايعني حرمة الشئ.. وهذا أمر معروف.. لكن (المثقفين) لا يرون صحة هذا الشئ.. فلا بد من اتباع آرائهم.. حتى اللطم (الثقيل) لم يسلم . . . وتحول الكلام إلى كون أدلة المجيز مجرد (استدلالات فلسفية) !

الذي أضحكني عندما تذكرت صاحبنا الذي لايميز بين علم الكلام والفلسفة والتاريخ . . القائل ب- (الفرضية الفلسفية) !! لو تكرمت يا أخ عبد الله ما دمت تصر على ربط كل شئ بما يراه.. عرف لنا: المثقف . . ربما سيسهل ذلك ردك على من يرى جواز الشعائر الحسينية المعتدلة . .

- وكتب العاملي بتاريخ 17-4-2001، الثالثة والربع عصراً:

الأخ عبد الله، مهلاً مهلاً . . نعم لك حق.. أن تناقش في موضوع (التطبير) نقاشاً هادئاً مع احترام المتطبرين.. بهدف أن تقنعهم بترك هذه العادة.. أو ترك التنظير لها والدعوة إليها.. لكنك أفتيت فيها وحولها بعدة فتاوى! فأرجو أن تترك الفتوى لمراجعنا الذين يأخذ الشيعة بفتاواهم. وهم قد حسموا الأمر في الموضوع. ولك أن تبين فتواك لمقلديك.. إن وجدوا.

وباختصار .. أرجو أن لا يأخذك تهويل الأجانب والنواصب بالموضوع . فالمسألة كلها . . حجامة . . لا أكثر . . ولماذا لا تسميها (جرح الهام في يوم عاشوراء حزنا على سيد الشهداء) ؟ وهل تعرف . . أن موكب (الضرِّيبة) هم مؤسسوا المقاومة ضد اسرائيل.. في سنة 1983 ؟

وهل تعرف أن عادة التطبير بحساب الأمم والشعوب: استعداد عفوي من مجموعات فتيان الشيعة يوم عاشوراء لعرض عسكري فريد.. يرهب الأعداء.. فاترك أمره بيد مراجعهم ..ولا تسلب طائفتك المحقة تعبيراً قوياً عن ظلامتها..

ص: 455

فلو ملك اليهود مثله لجعلوه مراسم عالمية.. ولطبَّل لها معهم الإعلام العالمي.. ومجَّد هذا الإيمان والتضحية اليهودية !!

وعند ذاك.. ربما يؤمن بفائدتها بعض المنتقدين من شباب الشيعة !!

- وكتب (روح الشرق) في17-4-2001 الرابعة إلا عشرة دقائق عصراً:

(صورة وجوه ضاحكة) !! اللهم صل على محمد وآل محمد .

- وكتب (عبد الله) بتاريخ 17-4-2001، الحادية عشرة ليلاًَ:

أخي ملك الظلام . . . جعلك الله من رعايا ملك النور.. أقول لك: نعم مثقفون...كلهم ما عدا الذين يؤيدون التطبير، واعون بأجمعهم ما عدا الذين أجازوه... من غير العلماء . أما طلبك مني تعريف (المثقف) فليس محله هنا أولاً، ولعدم اتفاق المهتمين على تعريف الثقافة نفسها ثانياً .

أما هذه الدندنة التي أعرفها ومحاولة جر الخصم إلى الوقوع في حفرة مخالفة العلماء حتى يسهل الإنقضاض عليه ومن ثم (تجويز) رجمه بأشد وأقذع التهم، هذه الحيلة (ولربما أنت لست بصددها) لن تنطلي على صاحبك، ونحن ممن يقبلون تراب مداس العلماء . أما (سوء تطبيق) اللطم في اللطم شبيه الدبكة اللبنانية، فأنا لا أعرف إن كانت هناك كيفية معينة للتطبيق .

أما ما أضحكك من أسلوبي وعدم تمييزي بين علم الكلام والفلسفة والتاريخ فأقول لك بأنني (إنسان على قد حالي) ولا أعرف في الفلسفة وغيرها فاذهب لند هو لك كفؤ، فأنا كذك البدوي الذي قال: البعرة تدل على البعير.. وأعرف بفطرتي البدوية أن أصحاب الأئمة رضوان الله عليهم لم يلطموا ولم يطبروا ولم يدقوا دفاً ولا طبلاً، بمناسبة عاشوراء أو غيرها .

أما قولك: أيها الملك، بأن مراجعنا لم يجيزوا الرقص إلا للنساء ..

ص: 456

ففيه مغالطة لأنهم لم يحرموا الهوسات العراقية، وهي رقصة شعبية عراقية يؤديها الرجال في أوقات الحروب والسلم كالأعراس مثلاً، ولم يحرموا رقصة العرضة المشهورة في الجزيرة العربية ويؤديها الرجال . ولعل الجميع يعلم بأنه حين منع السيد الخامنئي حفظه الله التطبير أصر البعض على التطبير في السراديب والأماكن (المظلمة) حيث يأخذ (ملوك) التطبير راحتهم، مع علمهم بأن سماحة السيد علي من العلماء .

- وكتب (عبد الله) بتاريخ 17-4-2001، الحادية عشرة والنصف ليلاً:

شيخنا العاملي . . لو كان (المطبرون) يفهمون فعلهم هذا كما تعرفه سماحتكم بأنه استعداد عفوي للقتال، لهان الأمر . ولكننا نعرف نوعية هؤلاء والذين لايظهرون رؤوسهم إلا في أيام عاشوراء وبعض المناسبات ثم يختفون.. وليس هم ممن يملأون المساجد .

أما قول سماحتكم (ربما آمن بفائدتها بعض المنتقدين من شباب الشيعة) .. فنحن ولله الحمد لنا شخصيتنا الإسلامية المستقلة، والتي صقلتها محاضرات ودروس العلماء، ولا تستهوينا (البدع) اليهودية. أما (موكب الضريبة) الذي أشرت إليه، فإن جنوب لبنان هو استثناء من كل شئ في هذه الفترة الزمنية .

- فكتب العاملي بتاريخ 17-4-2001، الثانية عشرة ليلاً:

الأخ العزيز عبد الله . . أعجبني هدوؤك وإنصافك.. وردك الناعم على الأخ ملك الظلام (وفي رواية أحدهم ملك النور) .. وكذلك هدوؤك في ردك على داعيك.. وقد فهمت من كلامك أن مصب انتقادك على سوء تطبيق الشعائر.. فأنا معك بأن كل شعائر عاشوراء تحتاج إلى تحسين أو ترشيد أو تطوير . . ومن أولها التطبير . . دمت مثقفاً فاضلاً.. متواضعاً.. خاصة لإخوانك . . والأهم من ذلك

ص: 457

. . دمت مقبولاً عند الله ورسوله وسيد الشهداء الإمام الحسين علیه السلام ، الذي أردت الإرتقاء بشعائر نهضته .

من مناقشات العاملي والموسوي مع الخزاعي وأمين

-كتب الخزاعي في شبكة هجر في 28- 4- 2000 الخامسة مساءً موضوعاً بعنوان (التطبير وإخراج الدم من الرأس.. بين الرفض والقبول!!)، قال:

أنا ممن لبى دعوتك للمجاوبة يا أخ أمين أحسنت كثيراً، ونحن هنا لتحليل الظاهرة كما تفضلت . ومن الأخوة من يريد أن يتعامل مع الناس كل الناس ممن له صلة بالظاهرة . لكننا نريد أن نتعامل مع الإنسان السوي الذي نتحرك لتعميق وعيه لا على حساب العاطفة الكامنة في داخله، ولا على حساب انفعالاته المقدسة، ونتعامل أيضاً مع الإنسان الحسيني الثوري لتفجير عاطفته ومشاعره . فالإنسان الواعي المفكر يتعامل بطبعه الذي جُبل عليه مع الفكرة، بينما الإنسان العاطفي يتفاعل مع الإثارة العاطفية . وهذا لا يعني أن لا يمتلك الإنسان المفكر الواعي حساً عاطفياً، كما لا يعني أن لا يمتلك الإنسان العاطفي قسطاً من الفكر. لكن المشكلة تكمن في تحول الإنسان المتفكر الواعي الى خشبة جامدة لا عاطفة ولا روح فيها، وكذا يكمن الخطر عندما يتحول الإنسان العاطفي إلى حالة من حالات المراهقة النزقة وانفلات سمج .

إذن بين هذا وذاك هو الإنسان السوي الذي لا تتضخم عاطفته على حساب وعيه، فيقع في حبال مدرسة اللاوعي الجمعي إن صح التعبير، والذي يحرص المنظرون لها على إبقاء الإنسان مغفلاً سطحياً، ليتمكنوا من ترويضه وقيادته نحو

ص: 458

التخلف. فالموازنة بين الفكر والعاطفة هو المراد في الظاهرة الحسينية . وللعاطفة هنا قنواتها الكثيرة كمجالس العزاء والنعي، واللطم على الصدور، ولبس وإشاعة السواد، كتعبير عن الحزن . ومع المنابر العامرة بمجالس العزاء ومحاضرات الفكر والعقيدة والثورة الحسينية وأهدافها الإصلاحية، تصبح المدى (القامات) أداة تعبير ساذجة جداً لاحتواء الذكرى والنهوض بها .

- وكتب (أمين) بتاريخ 28-4-2000، العاشرة إلا ربعأ ليلاً:

بالله وتالله إنها (لبدعة وخطيئة) ؟!!

- وكتب زهير البحراني بتاريخ 30-4-2000 الواحدة إلا ربعاً صباحاً:

أستاذي العزيز لا أدري لماذا تتحفظ.. لكن دونك بريد السيد السيستاني.. ودونك الأسئلة.. إطرحها كما هي.. ثم اعرضها على الإخوة . لك تحياتي وخالص دعائي .

- وكتب الخزاعي بتاريخ 2-5-2000، الرابعة عصراً:

بعيداً عن الجواز وعدمه.. وبعيداً عن الفتاوى والناسخ والمنسوخ . وبعيداً عن من يقف ضد التطبير أو مع التطبير . بعيداً عن كل ذلك: التطبير مرفوض جملةً وتفصيلاً، وهو عمل يأباه الطبع والذوق السليم . وهذا هو رأيي في هذه المسألة الغير خاضعة للتقليد، كمثيلاتها من الأعمال عندما يتخلى أصحاب الهيئات عن التقليد في أيام عاشوراء . ولكل واحد منا الحرية في التعبير عن رأيه، مع احترامي لآراء الأخوة جميعاً في القبول وعدمه .

(اختصرنا هنا عدة مداخلات للعاملي وزهير البحراني .. وغيرهم) .

- وكتب (أمين) بتاريخ 26-4-2000، الرابعة عصراً:

ص: 459

الأخ الموسوي حفظه الله . . .

نعلم باستقرار الرأي على عدم جواز نقض غير باسط اليد على باسطها، بل حكم المجتهد سارٍ حتى على المجتهد الآخر الذي لم تتكيف رؤيته مع (ولاية الفقيه) ولايصح منه النقض عليها إلا مع العلم بخطأ مقدماته .

وقد نص على ذلك السيد الكلبيكاني في إحدى فتاويه وإن لم أكن مخذول الذاكرة فالكتاب هو: إرشاد السائل .. ومحل الغرض من هذا العرض أن إعادة ذكر سيرة التطبير في مثل هذا التوقيت، ثم التأييد بآراء مراجع وفتاوي مقلدين (بالفتح) قد توفوا رضي الله عنهم .

وبعد هذه الإشارة لا أراني إلا سائلاً منك: هل يجوز الإنتحار في عاشوراء وهو أحد أمثلة الجزع ومصاديقه جزعاً وتعظيماً للشعيرة ؟!! وبعدها سنعرف أن إستثناء مورد الحزن على أبي عبد الله علیه السلام من الجزع ليس كما تذهب بنا المذاهب أيها الأخ الكريم، وليس القول على إطلاقه ...

وإن لكل شئ حداً، والحد تارة يقوم برسمه الشرع وأمارته الوعد بالثواب والوعيد بالعقاب .. وثانية يرسمه العقلاء وأمارته الإستنكار أو عدم تقبل وجه وجيه لهذا العمل أو ذاك ...

وقد كان مني أن أكدت على عدم رجحان التطبير وضرب القامة شرعاً - إن لم نقل بالحرمة - وذلك بقضية أصولية بسيطة أكدوا عليها وعلى شمولها، وعدم تخصيصها إلا بطريق شرعي .. وتلك هي: (توحيد المناط) فعندما نقول يكره امتهان القصابة شرعاً.. فإن الحكمة أو العلة بارزة على ألسنة الدليل وهي الألفة مع الدم وجر آلة الذباحة ... وبتوحيد المناط لا نكاد نفرق بين عملية التطبير وبين هذه الوظيفة ذات الأولوية الإجتماعية . بل إن التطبير أشد من هذا المثال، لأن

ص: 460

الألفة في مورده ألفة مع دم الآدمي لا الحيوان الذي أعتيد ذبحه وسلخه، وألفة مع آلة القتل لا آلة هي من مقدمات الإطعام ؟!!

ومن هنا نعلم التحليل الصحيح الذي جعل بني صهيون يرتهبون من هذه المناظر والذي ظنه الأخ الفاضل العاملي حفظه الله مفخرة للمطبرين، ولم يعلم بالآثار المتبقية له والرواسب التي حدت بالشارع الأقدس أن يحقر مهنة لها ضرورتها الإجتماعية، ولذا فإن الصهاينة لم يخافوه لأنه طقس عاشوري وزمني محدد، وإنما لإدراكهم الحسي - الذي يشترك فيه معهم غيرهم - أن هذه الممارسات تتبقى أثارها سليطة على النفس، ومخزونة يكون من إفرازاتها غير الطبيعية القساوة والصلافة .. الشئ الذي دلنا عليه الشارع الأقدس في الأصغر صورة وأثراً وذلك هو: مهنة القصابين ... وبعين هذا الكلام نعرف أن هذه الظاهرة الخاصة إنما هي مشمولة للكراهة - إن لم نكن سلمنا بالحرمة - لا أنها مشمولة للإستحباب بواسطة صدق الجزع عليه لأن: لكل شئ حدوداً إذا خرج عنها لم يكن محموداً !

وقد أخبرني بعض من عاش في العراق لتحصيل العلوم الدينية أن العراقيين أحياناً إذا اشتبكوا .. هدد كل منهم الآخر بالإيواء إلى المنزل وإخراج القامة التي كان يستعملها في سبيل الحسين، وأولاد الحسين، وأصحاب الحسين ؟! ولست أريد أن أجعل من هذا دليل ولاتأييداً، إنما الدليل هو ماسمعت قبل هذا . والمحصلة من كل هذا .. من الذي يرسم الحد النهائي للجزع وتعظيم الشعائر ؟ إذ لسنا نقبلها في كل صورها والتي منها الإنتحار بقصد الأسى والحزن ؟ وهل نقطع في الفقيه إذا حدد ذلك أنه اعتمد الدليل الشرعي الذي يختص به ويجب الرجوع إليه فيه بعنوان أنه من أهل الخبرة، أو غير ذلك من المعاير التي

ص: 461

يذكرونها في أبحاثهم الفقهية المعمقة .. أو أنه من باب تشخيص الموضوع، وهذا ليس بعزيز في دائرة فتاوى الفقيه، وفيه يعمل حسه العرفي والعقلائي العام الذي لانتيقن بزيادة حصته علينا فيه .. طبعاً هذا الكلام مقرر لدى معاشر الفقهاء أنفسهم .

أرجو الإنتباه إلى أن هذا التحليل قابل للإستفادة في النقطتين 2، 3 .

المواساة لأهل البيت .. إن كنت تشير بذلك إلى فتوى بيان السيد الخوئي للقضية فلا تثريب عليكم اليوم .. إذ لا أستطيع أن أجيبك إلا بأن هناك من يراها من المحرمات، وليست من عناوين المواساة، وهم فقهاء أيضاً، ثم لا تنس أننا جئنا إلى الموضوع نطلب فهمك لهذه الممارسة، لا نقل الأقوال مجردةً وقد فعلت ذلك جزيت خيراً، في جانب من رسالتك هذه، وأنا متعقبك مضافاً على الذي سبق، إن شاء الله .

وكيف كان أو يكون فلنعتبر أن هذه النظرة، المواساة لأهل البيت، لك وأنك الذي تجشمت لها العناء .. فنسألك ما هو مفهوم المواساة أولاً، وما هي حدودها، فليس من شئ لا حدود له كما أسلفنا إلا هو تعالى ذكره، فإطلاق القول هنا كإطلاقه في سابقه، والجواب عليه هو الجواب هناك، وإلا جاز لنا أن نفعل كل شئ نحبذه فنشعل النيران بأذيال ثيابنا وندخل خياماً ملتهبة مثلاً بعنوان المواساة، وبهذا ستكون الشعائر الحسينية خاليةً من الضوابط ؟! وكذا أقول لك إن من المواساة أن تقول كما قال أصحاب الحسين في مقام المواساة له عندما أذن لهم في الرحيل واتخاذ الليل جملاً: لاخير لنا في الحياة بعدك يا ابن رسول الله . بل لايكاد يفهم أحد ممن تجرد من بعقليته معنى المواساة من خلال هذه الأمثلة، والتي تناظر ماندعو له:

ص: 462

1. حرق البدن مواساة للمحبوب الذي احترق . .

2 . قطع اليد مواساة للمحبوب الذي قطعت يده . .

3 . العيش في الفقر مواساة للفقير . .

بل إن المواساة بإعطاء الطرف المقابل والإيصال إليه مباشرة . وفي الدعاء الوارد عن الإمام السجاد علیه السلام : وارزقني مواساة من قترت عليه من رزقك بما وسعت عليّ من فضلك . فلم يدع بالعيش المقتر ؟!! فضلاً عن أن التوسعة على العيال أفضل من الصدقة كما هو جار، والتقشف في العيش ضد الشكر للنعمة إذا كانت موجودة .. بل إن الدنيا إذا أقبلت فإن المؤمن أولى بها من غيره، كل هذا من نور الكلام المحمدي، ونور الفكر الإسلامي والحس الإنساني، الذي يدلنا على أن لكل شئ حدوداً حتى المواساة مع الفقراء، فكيف تجشمت عناء الخروج عنه ؟ وكثيراً ما نخلط بين المواساة وبين الإقتداء، والتأسي اللازم وغير اللازم، والتشبه بهم قدراً مستساغاً ومألوفاً .. ليس هذا محل تفصيله ولا موضوع تبيينه، غاية الأمر أن معنى المواساة هنا وفي مورد ضرب القامة باطل لغةً وعرفاً..

وأما بعض الموارد التي يستأنس منها معنى المواساة كالإمساك عن الطعام في يوم عاشوراء، فلم يرد بلفظ المواساة فيما أعلم ولا بغيرها وإن عبر عنه بعض العلماء كذلك ... ولكنه أمر به لأنه ألمُّ للمصيبة وأجمع للحزن، ومن مقوماته لانفله الزائد عليه،لأن الحزن لا يستوي والإقبال على الطعام أو الإنكباب على قضاء الحوائج، ولذا منع عنهما في يوم عاشوراء الأليم، والمنع وارد في الثاني خصوصاً، ولم يكن بعنوان المواساة أيضاً !!

ص: 463

وأما المورد الأول فلم يرد فيه، وكذا التطبير فليس من مقومات الحزن فلا يلحق بها على أنه لو ألحق فلم يصح إطلاق المساواة فيها، وهي المقومات الأصلية فكيف به إذ لن يكون أحسن حالا منها .

وغرضي أن مثل مفهوم المواساة ليست معانيها تحت اليدين، بل هي ركائز ثابتة أمرها بيد أهل اللغة والعرف السليم .

إحياء أمر المذهب .. ذكرت في رسالتي السابقة أن هذا انقلب إلى إماتة المذهب للأسف البالغ الشدة ! ولازلت أعجب من هذا الكلام، والكثير من الكلام الشاعري والخطابي الذي لايستساغ في مقام الدراسات العلمية ... فإن إحياء المذهب بتبيين تعاليمه التبيين المشفوع بالحجة والبرهان لابالممارسات الخالية عن ذلك . فبالله عليّ وعليك أخي الكريم لو أن شخصاً ينكر ما جرى من المصاب على أبي عبد الله الحسين علیه السلام ، أو ينكر أن يزيداً لعنه الله هو الذي أوعز بقتله فهل سيصدق لمجرد أنك لعنته أو عرضت به في قصائد اللطم ؟! ومن ثم فإن قولي أن أفضل قول هو عدم الحرمة .. الخ. تام غاية التمام . . .

اعتبره عبثاً وتعتبره شوقاً .. مرة أخرى من يرسم حدود الشوق والهيام يا أخي ... وحتى لو قلت إنه بلاحدود، فمن الذي ألغى حدوده ... ثم اعتبرته أنا عبثاً أو شبيه به لعدم وجود الفلسفة الدينية و.. و.. كما تقدم طلبه خصوصاً بعد بطلان الوجوه التي ذكرتها في الإستدلال لهذه الممارسة ... وبهذا يقدم اعتباري إلى أن تفد إلي بالدليل، والحكيم المتألق يقول:

نحن أبناء الدليل ... حيثما ما لا نميل

الدليل على الشعائر الحسينية .. طبعاً لم أقل أن البكاء واللطم لادليل عليه، لاسيما أن مصطلح الدليل لدى الفقهاء والأصوليين مصطلح واسع، لايختص

ص: 464

بالتنصيص، فإن لم يرد تنصيص على البكاء مثلاً فقد قام مقامه فعل المعصوم علیه السلام وتقريره .. وأما الإستناد إلى آية تعظيم الشعائر، ففيها كلام من قبيل أن الإضافة في مثل قوله تعالى: شعائر الله، هل تفيد العموم أو لا ؟ وبقطع النظر عن هذه النقطة بالذات ... فما أدري لما هذا الخلط العجيب في المقام .. فإن هذه الآية تتحدث عما فرغ عن كونه شعيرة، ولم نفرغ عن كون التطبير شعيرة فعلاً، فالبحث والإختلاف بيننا جارٍ في الصغرى ؟

وأما لو رأيتك تقول أن عزاء الحسين علیه السلام هو الشعيرة وتعظيمه لازم، فسينتقل الخلاف أيضاً إلى هذه النقطة، وهل أن ممارسة التطبير تعظيم أو، لا ؟ وعلاوة على كل هذا فربما قيل - وهذا من وجوه البحث اللازمة في هذه الآية - بأن المقصود بالتعظيم هنا هو استعظامها وعدم انتهاك الحرمة والعمل به، ولذا جاء في الآية الأخرى: ذلك ومن يعظم حرمات الله فهو خير له عند ربه . (الحج – 30) . وعلى أساس من هذه الوجوه الثلاثة فالتمسك بالآية المباركة غير تام ولا سديد، وإن لم يتناف مع ما ذكره العلامة الطبرسي رضوان الله عليه ؟ كما أوافق على أن قضية عاشوراء وشخصية عاشوراء ومنبع عاشوراء، من أعظم معالم الدين الحنيف، ولكنه لن يشذ عن أي شعيرة أخرى في أن تعظيمها في عدم انتهاك حرمتها، وأن نستعظمها في أنفسنا لا أكثر، وهذا أيضاً من حيث الآية ؟!

وأما الفتوى التي قمت بسرد قائمتها هنا فهي أجنبية عن محطة الكلام، كما أنها ليست على سنة الإستدلال وطريقتها، إذ لي أن أسألك ما الدليل الذي اعتمد هو عليه، وإلا فآتيك بكلام غيره من الفقهاء وهو يمنع من ذلك. ومن زاوية أخرى فإن حذاقة السيد الخوئي عليه الرحمة وعمق خبرته ظاهرة في هذا المورد

ص: 465

لأنه يدرك خطر المنع من هذه المراسم، وعليه اكتفى بطلب أن تطهر صفوفها من الفساد والمنع من وقوعه . . . تماماً كما كنا نرى ونأسف ونأسى جداً على ما كان يقوم به الشباب والشابات في موسم الزيارة إلى سوريا من المجون والمزريات بحجة التشرف بالعقيلة زينب علیها السلام ، ومع ذلك وبالرغم من اشتهار القضية، لم تحرر فتوى بالمنع من الذهاب إلى هناك.. ولكن هذا ليس يكفي في الحفاظ على سمعة مذهبنا وأئمتنا التي يتوجب أن نفديها بسمعتنا الشخصية .. وعموماً، فالتأملات التي حول الآية ترد على من يستند إليها في مثل هذه الفتاوى أيضاً . فلا ينفعك أن تذكر قائمة بالفتاوى المجردة وفي المثل السائر: العرش ثم النقش ..

وأما قولك: ومن مساوئ أن يعمل الإنسان جندياً في الجيش أو قصاباً أنه إذا صرع فإنه سيقتل كل من حوله ؟! فهل سيكون القاتل مجاهداً والمقتول شهيداً ؟ هل يمكن أن نصدر حكماً شرعياً بالمنع لاحتمال أن أحدهم يصرع؟ لقد ضاع عليك المعنى من حديثي المتقدم فنزلت عليّ بما نزلت . . .

أخي الكريم .. حينما يجوز الجزع فإن المعزين يأخذون في لطم وجوههم بكل حرقة ورفع أصواتهم كذلك حتى يسقط أحدهم في الحسينية .. فهذا هو الصرع الذي أقصده أي غياب الوعي والتشنج الخلقي، لا الصرع الفيروسي الذي يتسرب إلى القصاب من العظم أو الرقبة .

أم الحليس لعجوز شهربة … ترضى من اللحم بعظم الرقبة

وعوداً على ذكر، فإني لم أذكر ذلك كأساس لما أدعو إليه، بل هي أمور إذا نظرت إليها مجتمعة رأيت بعين اليقين وهن هذه الظاهرة ... فلا تحاول أن تناقش

ص: 466

كل مفردة بحالها، لأن الشاذ إذا ضم إلى النادر وضما كليهما إلى الشارد وهكذا . . . ستكون النتيجة أنه لا نادر ولا شارد ولا شاذ !

وأما قولك: أولاً: من قال أن مطلق جرح النفس محرم ؟ هل استفيت مرجعك في هذا ؟ فأقول لك: إن معايير الحرمة عديدة، والتنكيل إذا صدق فهو حرام، والإضرار إذا تحقق فهو حرام، وهذا ربما لايتحقق، ولذا كنت قلت إن القول بعدم الحرمة حيث لايوجد إضرار هو أتم الأقوال، وكان مقصودي أنه أتمها من حيث موازين الفتوى.. وكذا الإضعاف بالمذهب والذي أقطع به شخصياً حرام ... وفيما يرجع إلى اللطم، فيجب عليك متى ظفرت بعدو الله وكنت مستطيعاً لاتخشى ضرراً أن تسدد اللطمة في وجهه واللكمة في بطنه !! ولكن لاتنس أننا متفقون على أساس الحزن وأنه موضع استفيد من النبي وأولاده المنتجبين عليه وعليهم أفضل الصلوات والتسليم . ولذا فنقضك عليّ هنا وفي المقدار اللازم الذي نتفق على لزومه أو رجحانه المؤكد ليس نقضاً موفقاً أيها الأخ العزيز، وإلا لأمكن أن نقول لطالب العلم والدكتور و...و... أنه لا داعي للإلتزام عشرة أيام بالحضور طرفي النهار في المآتم الحسينية، وليجلس كل منكم في داره ويطلب الكاسيتات آخر الموسم .

سبحانك يا الله .. سبحانك يالله .. فلم تكن المقابلة بين ما هو من قوام الحزن المطلوب ونفله المرغوب أيها الأخ المبجل، غير أنها كانت بين ما ليس تثبت مطلوبيته ولا المرغوبية فيه، وهو أغلى ما في الإنسان: الدم .. الدم .. الدم ..وبين عملية الجهاد ...

ومرة أخرى: إن اللطم والبكاء عمل مشترك بين ممارسة الحزن وبين الممارسة الدينية وهي الوقوف في وجه المنكرات، واشتراكها يقتضي أن

ص: 467

تتواجد في كلا المقامين ... وأما التطبير وإهدار الدم فليس من شيم أهل الحزن والمصاب، وإنما هو مبتدع في القرنين الأخيرين، وكان قبل هذا لاينظر إلى في سوح الجهاد، فالمقابلة التي قمت أنا بها كانت من باب رد الشئ إلى أصله بعد أن لم يثبت حسنه وثبت ... وهكذا حينما نندب إلى التبرع بالدم بدلاً منه لأنه فعل ثابت الحسن والجمال الخلقي، بل إنه هو التعظيم الذي كنت تبحث عنه يا أخي المحترم، لأن العام والخاص سيعظمك إذا عرف أن من ينبوع عاشوراء وتعاليمها مواساة الخلق بدمها القاني .. وتعطي الشيعة فضلاً عن التشيع السمة الإنسانية، بخلاف ممارسة التطبير فإن أحداً من العامة لن يهتدي إلا إلى تحقيرك دون تعظيمك . فانظروا كيف تخدمون الحسين وهدف الحسين علیه السلام ؟!...

وأما المقارنة بين هذه الممارسة وبين غيرها من الممارسات، من قبيل الجلد بالسلاسل، فأؤكد لك يأخي أن الولي الفقيه ينظر المصلحة ويعتمد التدرج في علاج القضية، ولو نهاههم عن كل شئ لجعلهم في ضنكة قد تؤدي إلى انفجار، العالم الشيعي في غنى عنه، وإلا فالضرب بالسلاسل (الزناجير) والطبول، وألحان العزاء التي تشبه الأناشيد ..كلها من ملة واحدة .. أليس يكفي هذا في انطباق عنوان هتك الشعائر ؟!

- وكتب (نقد ونظر) بتاريخ 28-4-2000، العاشرة صباحاً:

الأخ أمين .. أشكرك كثيراً على مداخلتك القيمة، وكثر الله من أمثالك من الفضلاء الذين يدركون القيم الحقيقية للشعائر الحسينية، ويقفون أمام الإنجرار العاطفي في فعل بعض العوام .

- وكتب الموسوي بتاريخ 26-6-2000، الواحدة والثلث صباحاً:

ص: 468

الأخ الكريم أمين حفظه الله .. لست ممن يخشى إبداء رأيه، وكلامي كان واضحاً من قبل في ردي على الأخوين الفاضلين الأشتر وعلي البحراني، ثم صرحت لك بأن المسألة ليست مزاجية بل شرعية، فهل يجوز أن أقول بولاية الفقيه العامة، وأتبنى أدلتها إذا كان مرجعي ينفيها ؟!

أما كلامكم عن الذوق الشرعي ! فهل عُدمه السيد الخوئي وحظيتم به ! وإذا كان صاحب الجواهر قد قال شيئاً في هذا المجال فهو صاحب الجواهر، أما أنا وأنت فلسنا سوى مقلدين، فهل يجوز لك ولي أن نفتي بالولاية العامة إن لم نكن مجتهدين؟ وللأسف الشديد فقد ظهرت لنا في هذه الأيام بعض الشبيبة ومن المعممين أيضاً ! تقول إنه لايجب التقليد في ولاية الفقيه العامة، لأنها من البديهيات والضروريات !

وأما السلوك العملي للفقهاء .. ألا تعلم أخي الفاضل أن كثيراً من الفقهاء والمراجع كالسيد أحمد الخونساري ومنهم السيد المرعشي أيضاً، في بعض السنوات لم يشاركوا في انتخابات رئاسة الجمهورية في إيران في حياة الإمام الخميني رضوان الله تعالى عليه، الذي كانت تأتي الأوامر المشددة من قبله بالمشاركة فيها، فهل سلبت الفقاهة منهم لذلك ؟! لا أريد أن أصوب موقفهم أو أخطئهم، ولكنني أدعو للدقة في الكلام ...............

أما بخصوص قولك (إن الرأي السائد عدم جواز نقض حكم باسط اليد من قبل غير الباسط، فأرجو أن تستشهد بكلامك على أقوال الفقهاء .. ففي حدود علمي القاصر فإن من يتناول مسألة عدم جواز نقض حكم الحاكم لايفرق بين باسط اليد وغيره ؟! ثم إنك بنفسك ذكرت أن السيد الكلبايكاني يقول بالجواز في حال إذا علم بخطأ مقدماته، إذن هذا القول ليس على إطلاقه وله استثناء .

ص: 469

أما القول بأن حكم الحاكم سارٍ ونافذ حتى على المجتهد الآخر فهذا محل كلام عند الفقهاء، ولاحظ ما قاله السيد الخوئي في التنقيح من شرح العروة الوثقى كتاب الإجتهاد والتقليد – 394: (وهل ينفذ حكم الحاكم ويحرم نقضه في غير موارد الترافع أيضاً كثبوت الهلال ونصب القيم والمتولي ونحوها ؟ يأتي عليه الكلام في المسألة الثامنة والستين إن شاء الله، وسنبين هناك أنه لا دليل على نفوذ حكم الحاكم في غير موارد الترافع). ولاحظ أنه قدس سره شمل حرمة النقض أيضاً في مبحث المسألة .

وقال في المسألة الثامنة والستين: (إن الولاية لم تثبت للفقيه في عصر الغيبة بدليل وإنما هي مختصة بالنبي والأئمة علیهم السلام ، بل الثابت حسبما يستفاد من الروايات أمران: نفوذ قضائه وحجية فتواه) (المصدر السابق– 424) إذن إطلاق كلامك بنفوذ حكم الحاكم ليس على إطلاقه، فهناك بعض الفقهاء ممن يرى أن حكمه نافذ في باب القضاء فقط، عند الترافع عند القاضي . . . . . . . . . . . . .

أما مسألة حكم الأمثال فيما يجوز وفيما لايجوز واحد، وتشبيهك إياه بالإنتحار جزعاً على الحسين علیه السلام فهو مما يدعو للإستغراب بحق !! فهل حكم الأمثال فيما يجوز وفيما لايجوز واحد قاعدة فقهية أم أصولية ؟ هل يمكن أن تذكر موارد تطبيق الفقهاء لهذا الأصل، الذي يورده الفلاسفة عادة ؟

أرجو أن يكون الإرجاع للفقهاء واضحاً في هذه النقطة، فنحن لانريد أن نبحث عن آراء يختلقها أي واحد منا، فإن كان لأي واحد منا فقه جديد فلا يصح أن نجعله مقياساً في الدفاع عن آراء فقهاء لايتبنون فقهنا الخاص بوجه . ولو تجاوزنا هذا الأمر فمن أين أثبت المثلية بين التطبير موضع البحث الذي هو

ص: 470

إخراج لقدر من الدم لايوجب إضراراً بالبدن، وبين الانتحار الذي هو إزهاق للنفس، حتى يصح لك بعد هذا أن تسري حكم المثل لمماثلة ؟

ثم إن الجزع - لو قبلنا بصدق الجزع العرفي على الإنتحار - لايمكن أن يتجاوز الحد الممنوع شرعاً، كما ذكرت أنت كإزهاق النفس أو إلحاق الضرر بالبدن ضرراً معتداً به ؟ فلو أدى اللطم الشديد على سبيل الإفتراض إلى ضرر معتد به كفقدان حاسة من الحواس كالسمع مثلاً، فلا يمكن الإلتزام بذلك لأنه جزع مشمول بالنهي .

أما في مسألة تحديد الجزع والحزن، فمن الواضح أن التحديد الشرعي، كما ينص على ذلك الفقهاء، هو عدم الضرر المعتد به . أما التحديد العرفي فأود تلخيصاً للكلام هنا في الجزع وفي المواساة وإحياء أمر المذهب أن أذكر كلاماً يشملهم جميعاً لأن محور كلامك في كل ما ذكرته - حتى في صدق كون التطبير شعيرة – واحد، ألا وهو الصدق العرفي فمن الواضح أن المسألة تتبع العرف لأن هذه الأمور الحاكم فيها هو العرف، ومن جملة الاستفتاءات الشاهدة على أن المرجع في إدراج قسم كبير من العادات في العزاء هو العرف ما سئل به آية الله العظمى الشيخ الفاضل اللنكراني:

- ما حكم استعمال الرايات والعلامات في مراسم العزاء الحسيني علماً أن في بعضها نقوش ورسوم ؟

الجواب: يجوز استعمالها، بل هو مطابق لتقاليد العزاء الحسيني، حيث أن لهذه التقاليد قدسيتها واحترامها الذي يجب حفظه كما قال سيدنا الأستاذ الإمام الخميني . (استفتاءات حول الشعائر الحسينية ص 9).

ص: 471

فبالرغم من أن (الأعلام والشارات) أمر محدث وهو أمر مرسوم في إيران في الغالب دون غيرها من البلدان، ومع ذلك فقد اعتبرها الشيخ اللنكراني من تقاليد العزاء التي لها قدسية . والعرف قد يختلف في مكان دون آخر، فقد جاء في سؤال موجه إلى الشيخ اللنكراني ما يلي:

- يلاحظ في فتاوى سماحتكم، وهكذا بقية العلماء، أنكم تعلقون جواز العمل ببعض صور الشعائر الحسينية، على كونها لاتوجب وهنا وتضعيفاً للدين .. ماهو الملاك في صدق عنوان الوهن؟ ففي يومنا هذا نجد أن كثيراً من إخواننا السنيين ناهيك عن النصارى وأرباب الملل الأخرى يسخرون بجميع صور الشعائر الحسينية ويستهزئون بها، ويصل الأمر أنهم لا يرون البكاء على فقيد مضى منذ أربعة عشر قرناً، واللطم حزناً عليه عملاً عقلائياً ! وقد يقال إن هذا مما يصور في أذهانهم صورة سلبية ومشينة عن الشيعة تدخلهم في الخرافيين والرجعيين ؟ هل هذا ما تريدون من (وهن المذهب) الذي يستتبع حرمة العمل ببعض صور الشعائر الحسينية ؟ وهل تعد اعتراضات المخالفين والعلمانيين (اللادينيين) وتشوه صورتنا لديهم من مصاديق وهن المذهب ؟

الجواب: الملاك في صدق عنوان الوهن هو كون العمل بحيث لايقبل التوجيه العقلائي، مع ملاحظة ما هو المعيار في عقيدتنا ومذهبنا، ولعله يختلف باختلاف الأمكنة والأزمنة، فمثلاً الدخول في النار المتداول في بعض البلدان بعنوان نوع من الشعائر لايكون كذلك في بعض البلاد الأخرى، أي لايكون قابلاً للتوجيه المذكور، مع الملاحظة التي أشير إليها، وإن كان الأمر واحداً . (استفتاءات حول الشعائر الحسينية ص 15) .

ص: 472

وموضع الشاهد هنا أن الشيخ اللنكراني لم ينكر إمكانية أن يكون المشي على النار - مع أنه لا يقل عن التطبير - نوعاً من الشعائر .

وأود أن أنبه إلى أن إكثاري من الإستشهاد بكلام الفقهاء في بعض القضايا التي تقولون أنهم لايختلفون عنا في فهم القضايا من جهة ارتباطها بالفهم العرفي أو الموضوعات يخدم الغرض الذي أريده، لأن من غير المعقول أن يكون كلام هذا العدد الكبير من الفقهاء - وبمقارنة بين الطرفين يظهر بوضوح أن الكفة العلمية للقائلة بالجواز والاستحباب أرجح من الكفة الثانية - مناقضاً للفهم والصدق العرفي بحيث يستطيع الإنسان أن يقطع ويتيقن بأن التطبير لايكون مواساةً ولا جزعاً ........... ترى هل بلغ الحس العرفي للسيد الخوئي حداً بحيث يكون مستهجناً من قبل جميع من يحصل بهم العرفي . كلا، بل غاية الأمر أن يقال أن العرف يتفاوت من مكان إلى آخر كما في جواب الشيخ اللنكراني، أو أن الأفراد يتفاوتون في فهم القضية فيتفاوت الفهم العرفي أو يختلف الأفراد في تحديد ما يقوله العرف، فكل يدعي شيئاً حول ما يقوله العرف، وحينئذ فلاتكون هناك ضابطة عرفية وخاصة مع لحاظ أن المختلفين في الأمر (الفقهاء) إن لم يكونوا أفضل من الآخرين في الفهم العرفي فهم لايقلون عنهم .....

أرى أن الحبيب عندما يبلغه ما أصيب به المحبوب فهو من فرط حبه يحزن على ما جرى على محبوبه، ويحب أن يشاركه في مصابه، فيبكي ويلطم إلى أن يسيل الدم منه، ويصرخ ويمتنع عن الأكل، أويضرب رأسه بالجدار أو يضرب وجهه بيده، وقد يضرب رأسه بالسيف الذي قتل به محبوبه مواساةً له وإعلاناً للفداء . إنه انفعال وجداني صادق لاتكلف فيه، يحكي حرقة ولوعة، وليس أسلوباً استعراضياً .... ومن ثم فإن المواساة تعني المساهمة والمشاركة وهي قد

ص: 473

تكون بالمال، وقد تكون بالنفس، وقد تكون بتحمل الأذى في سبيل المحبوب، والمواساة في التطبير صادقة، لأنها جرح للنفس في الموضع الذي جرح فيه المحبوب، جرحاً يستثير في النفس حس الفداء وحب الإنتقام من ظالميهم .

أما قولكم: وأما بعض الموارد التي يستأنس منها معنى المواساة كالإمساك عن الطعام في يوم عاشوراء، فلم يرد بلفظ المواساة فيما أعلم ولا بغيرها، وإن عبر عنه بعض العلماء كذلك . ففيه: أن التعبير ليس هو المهم، بل المهم هو المؤدى وصدق المواساة، وهو حاصل في الإمساك عن الطعام .

ولاتنس أنك اعتبرت في أواخر ردك أن التبرع بالدم هو نوع من المواساة، مع أنه لم يرد في الروايات ! على أنه إن لم يرد بلفظ المواساة في حدود علمي فإنه قد ورد بعنوان الجزع، ولهذا فقولكم: ولا بغيرها: أي بغير المواساة، غير تام، فقد روى ابن قولويه في كامل الزيارات عن مسمع بن عبد الملك كردين البصري أنه قال: قال لي أبو عبد الله علیه السلام : يا مسمع أنت من أهل العراق، أما تأتي قبر الحسين علیه السلام ؟ قلت: لا، أنا رجل مشهور عند أهل البصرة، وعندنا من يتبع هوى هذا الخليفة، وعدونا كثير من أهل القبائل من النصّاب وغيرهم، ولست آمنهم أن يرفعوا حالي عند ولد سليمان فيمثّلون بي . قال لي: أفما تذكر ما صُنع به ؟ قلت: نعم، قال: فتجزع ؟ قلت: إي والله وأستعبر لذلك حتى يرى أهلي أثر ذلك علي فأمتنع من الطعام حتى يستبين ذلك في وجهي . قال علیه السلام : رحم الله دمعتك، أما إنك من أهل الجزع لنا) . لاحظ أن الإمام علیه السلام مدح جزعه الذي حصل فيه امتناع عن الطعام حتى استبان الضعف في وجهه .

إحياء أمر المذهب . . وهذا كما يحصل بتبيين تعاليمه، فإنه يحصل بكل وسيلة تؤدي إلى إبقاء ذكر المذهب، وفي هذا المجال يقول الإمام الخميني:

ص: 474

إن شهري محرم وصفر قد حفظا لنا الإسلام بالمعنى الصحيح (التشيع) والحفظ يكون بالمظاهر التي فيها تبقي جذوة عاشوراء حية ملتهبة في النفوس . ويقول الإمام الخميني: وهذه البواكي والمراثي والصيحات واللطم والمواكب هي التي حفظت نهج سيد الشهداء علیه السلام وقضيته، ولو اقتصر الأمر في رجل مقدس يجلس في غرفة منزله ويقرأ لنفسه زيارة عاشوراء ويدير المسبحة لما بقي شئ . كل مدرسة تحتاج إلى الضجيج . يجب أن تلطم عندها الصدور، وكل مدرسة لايوجد فيها لاطمو صدور ولايوجد عندها بكاءون، ولايوجد عندها ضاربون على الرأس والصدر، فإنها لاتحفظ . (صحيفة النور: 8/69) .

واستشهادي بكلام الإمام الخميني (رضی الله عنه) لامن جهة أنه يرى أن التطبير يكون به إحياء المذهب بل من جهة أن القائلين بأن التطبير يتحقق به إحياء المذهب - كغيره من الشعائر الحسينية كاللطم - يتبنون جوهر وروح العبارة التي قالها الإمام الخميني، أي أن المذهب يبقى بمظاهر الحزن المقارنة للضجيج والصخب، والتطبير أبرز ما ينطبق عليه ذلك . ومن هنا تبرز الفلسفة الدينية والسياسية للتطبير كغيره من الشعائر .. وبهذا يظهر لك قيمة كلام بعضهم الخطابي، حيث استدل على عدم مشروعية اللطم المؤدي للإسوداد والإحمرار بأنه أسلوب غير حضاري !!! .... الخ .

سأسعى إلى استعراض دليل القائلين بأن الشعائر هي معالم دين الله والأعلام التي نصبها لطاعته. وقد وجدت أن أفضل عرض لها بشكل مختصر ومفيد ما كتبه العلامة الشيخ على النمازي الشاهرودي في مستدرك سفينة البحار: 5 /416 - مادة شعر:

ص: 475

المقصد الأول: في الشعائر جمع الشعيرة، وهي بمعنى العلامة، ومنه الشعار: علامة مخصوصة بجعل نداء مخصوص يتنادون به الأخوان للحرب والسفر. ومنها الإشعار والتقليد، يجعلون علامة للبدن التي جعلت هدياً للكعبة. فالشعائر مطلق العلامات، فإذا أضيفت إلى الله، تكون العلامات الراجعة إلى أمور الله، وذلك قوله تعالى: ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب، يعني علامات طاعة الله وأعلام دينه، وأعظم أعلام الدين النبي وأئمة الهدى صلوات الله عليهم، ولعله لذلك قال أمير المؤمنين علیه السلام : نحن الشعائر والأصحاب . ومن أفرادها البُدْن، كما قال تعالى: والبدن جعلناها لكم من شعائر الله . ومن أفرادها الصفا والمروة، قال تعالى: إن الصفا والمروة من شعائر الله . ومنها: مواضع مناسك الحج ومعالمه التي تكون منافع للناس، بل نفس مناسك الحج وأعماله كلها. ومنها: المصاحف والمساجد والضرائح المقدسة والعلماء العاملين . ففي تفسير الصافي قوله تعالى: لاتحلوا شعائر الله، قال: لاتتهاونوا بحرمات الله، جمع شعيرة وهي ما جعله الله شعار الدين وعلامته من أعمال الحج وغيرها. وتقدم في حرم: حرمات الله . ونعم ما قيل: الشعيرة والعلامة والآية واحدة . ومن أفراد تعظيم الشعائر تعظيم البدن وجودتها مع أنه يمكن الاكتفاء بأصغر منها وهي شاة، كما يستفاد ذلك من كلام القمي ورواية الكافي المذكورين في تفسير الآية . انتهى كلامه رحمة الله .

وبناء على ما مر، فإن شعائر الله تفيد العموم، ولها أفراد عديدة منها البدن والصفا والمروة، والآيات ليست في صدد الحصر بل ذكر المصاديق، وهل يعقل أن تكون البدن من شعائر الله ولايكون أهل البيت من شعائره !! أما مصداق الشعائر من ناحية الصغرى فلا يخضع لنص خاص بل كل مايصح الإنطباق عليه،

ص: 476

ولافرق في الصدق بين التطبير وبين اللطم ولبس السواد في كونها شعيرة، فالإنطباق قهري كانطباق الإحسان إلى الغير على التبرع بالدم. أما لو قلنا أن الانطباق غير ممكن، ولابد من وجود نص خاص، فحينئذ لا يمكن الإستناد في حدود فهمي القاصر إلى هذا الدليل .

أما كون التطبير تعظيماً أم ليس كذلك فهو راجع للصدق العرفي، نظير جعل تقبيل قبر النبي صلی الله علیه و آله من مصاديق هذا التعظيم، و إن وقع الخلاف في الصغرى فكلٌّ ملزم بما يفهمه، نظير اختلاف الفقهاء في كثير من الفتاوى في بعض المسائل المرتبطة بتنجيس المسجد ونبش القبر، لاختلافهم في صدق الهتك من عدمه الذي هو دليلهم الوحيد في تلك المسائل .

أما احتمال كون المراد من التعظيم هو الإستعظام، فربما قيل أيضا أن التعظيم يختلف بحسب مايتعلق به، فإن تعلق بالبدن فتعظيمها باختيار الأجود وإن تعلق ببيت الله فهو في قصده وعدم توهينه، وإن تعلق بالمسجد فبالصلاة فيه وحرمة تنجيسه، وهكذا .

ولم أفهم لماذا تكون الفتوى التي أوردتها أجنبية عن محط الكلام، ألم يرتب السيد الخوئي الأثر الفقهي على مبناه فقال بجواز البناء على القبر لكون ذلك من تعظيم الشعائر ؟ ألم يقل بأن التشبيه من شعائر المذهب ؟ ألم يجوز اللطم على الصدر في موت العالم لكونه إظهاراً لشعار ديني مع أنه يقول بحرمة اللطم على الميت، على الأحوط وجوباً في حاشيته على العروة، والإستفتاء السابق يؤكده، ولكنه في التنقيح قال بعدم وجود دليل على الحرمة، ولا منافاة مع ذلك في قوله بالإحتياط ؟؟

ص: 477

أما الدليل الذي اعتمد عليه، فأنا لم أظفر به، ولكنني أعلم أنه فقيه كبير ولا يفتي من غير دليل، وهنا سأحاول أن أبحث عن الدليل، وسأجد أن الفتوى التي عرضها السيد الخوئي لاتستقيم سوى مع الفهم الذي نقلته في الآية عن بعض العلماء من أن الشعائر هي مطلق المعالم المنصوبة لطاعة الله . ولا أدري ما هو السر في توجيهك عدم المنع بخبرة السيد الخوئي، ولم تحتمل أن القضية مرتبطة بمبنى فقهي يقول بأن الحرمة المقارنة للشئ لا تسري للشئ نفسه ليكون، كالناظر إلى الأجنبية حال الصلاة، كما أجاب به الميرزا النائيني . (فتاوى علماء الدين حول الشعائر الحسينية ص 22) ..... الى آخر ماكتبه الموسوي .

- وكتب الموسوي بتاريخ 8-5-2000، الثالثة صباحأ:

الأخ العزيز فادي ..

1 - لم يكن بيني وبينكم خلاف في أن وجود الموضوع من عدمه هو وظيفة المكلف، ولكنني كنت بصدد بيان أن المراجع والمقلدين يتفقون في بعض الأحيان على تحقق الموضوع الخارجي وتشخيصه، كأن يتفقوا على أن التطبير لايتجاوز ضرره فقدان لتر من الدم، ومع هذا الإتفاق بينهم على الموضوع الخارجي تختلف فتاوى بعض المراجع عن غيرهم، فبعضهم يرى أن هذا المقدار من الضرر محرم شرعاً، والبعض الآخر لايرى ذلك، وهذا كان منشأ في الإختلاف بين السيد محسن الأمين من جهة كما هو واضح من كلامه في رسالة التنزيه، وبين من عارضه من المجتهدين، ولعلكم لاحظتم ما قاله البعض من معارضي التطبير في العدد التجريبي من نشرة: منبر السبت، التي تحولت في أعدادها اللاحقة إلى: فكر وثقافة . وهذه النقطة مهمة أيضاً حتى على القول بتحقق الهتك والسخرية خارجاً كما سأشير إليه في النقطة الرابعة، فبعض العلماء

ص: 478

ذهب إلى عدم حرمة التطبير حتى مع استلزامه السخرية والهتك والتوهين . فإن لم يكن بيني وبينكم اختلاف في هذا المقدار فلا نزاع في هذه النقطة .

2- من الواضح إننا لا نبحث عن المعنى اللغوي للبدعة - وهو إنشاء الشئ لا على مثال سابق، وإلا فإننا سنشبه ابن تيمية والوهابية في جعل كل حادث جديد بدعة، فنحرم مثلاً الإحتفال بالمولد النبوي لأن السلف السابق لم يفعل ذلك . ومن ثم فكون التطبير بدعة بالمعنى اللغوي ليس له أي أثر في القول بحرمته . أما المعنى الإصطلاحي فهو إدخال ما ليس من الدين في الدين، ويتحقق هذا بتحريم ما كان مقطوع الحلية - بما لا مجال للإختلاف فيه ولا يعد من المسائل الإجتهادية - كتحريم زواج المتعة، أو تحليل ما هو مقطوع الحرمة، ويتحقق بأن يختلق حكما لفعل ما لم يرد في الشرع لا بعنوانه الخاص ولا العام، كأن يقول تستحب صلاة التراويح، ويكون قد اختلقها بنفسه . ويتحقق أيضا بأن ينسب حكماً معيناً إلى الشريعة لفعل ما بعنوان ذلك الفعل، كما لو قال إنه يستحب صيام العاشر من شوال بعنوان كونه العاشر من شوال، وليس بعنوان مطلق الصيام المستحب الذي يكون في كل يوم بما فيه اليوم العاشر من شوال .

وهذا يعني أن البدعة تتحقق إذا أتى بفعل قد ثبت استحبابه مع نسبة الخصوصية الزائدة إلى الشرع، فمصافحة الغير عند لقائه مما ورد الندب إليه في كثير من الروايات، وكثير من الناس يطبقون هذا الإستحباب بعد الإنتهاء من صلاة الجماعة مع أنه لم يرد دليل على وروده في هذا الموضع بالخصوص، ولكن لاينوون الخصوصية بمعنى أنهم لايقصدون أن الشرع ندب إلى هذا النوع بالخصوص، ولكن هذه أحد مصاديق الندب العام .

وقد جاء في الإستفتاء الموجه إلى السيد الخوئي:

ص: 479

سؤال 205: مما اعتاد عليه المصلون المصافحة بعد الإنتهاء من الصلاة، فهل هذا الأمر يعد من تعقيبات الصلاة ؟ وهل هو وارد عن أهل البيت علیهم السلام ؟ وهل أن الأفضل تركه خصوصاً إذا ما لاحظنا أن الناس يتعاملون معه كأنه من المستحبات بعد الصلاة ؟

الخوئي: لا تعد من التعقيبات، بل بلحاظ أنها بنفسها مستحبة، وفي كل حال، والله العالم . (صراط النجاة 3/72) .

فإن نوى الشخص الخصوصية في مثل هذا السلام، فإن هذا يكون من مصاديق البدعة، ومن هذا القبيل أيضاً ما عرف من قراءة النساء لسورة الأنعام أو بعض السور الأخرى بطريقة معينة، أو صلاة أربعين شخص للميت صلاة الوحشة، فإن قصد فيها الخصوصية، فهي بدعة لأنها نسبة ما ليس من الدين إليه، أما مع عدم قصدها وعدم قصد الورود فلا مانع من ذلك . ولا أحب أن أطيل أكثر من هذا حول هذه النقطة، ويمكن مراجعة ما قاله العلامة المجلسي على سبيل المثال في البحار: 71 /22-23، 80 / 157- 158، 81 /150 .

أما فيما يرتبط بمحل الكلام وهو التطبير، فإن من قال باستحباب التطبير أو جوازه لم يدع أن الإمام الصادق علیه السلام قد ندب إلى هذا الفعل بالخصوص أو أباحه بالخصوص حتى نقول أن هذا الفعل بدعة ! كل ما في الأمر أن من قال بالجواز قال بأن الأصل في الأشياء الإباحة، وهذا أصل مسلَّمٌ عندهم، فلا تشريع ولا بدعة .

ومن قال إنه مستحب لم يقل أنه مستحب بعنوانه الخاص حتى يقال إنه بدعة، بل قال إنه من مصاديق العنوان العام الذي ثبت رجحانه سواء كان الجزع أو المواساة لأهل البيت أو إحياء أمر الدين . ولو افترضنا في أسوأ التقادير أن

ص: 480

الطرف الآخر يعتقد بأن التطبير لاينطبق عليه أي واحد من العناوين العامة، فهذا لايعني أن يوصف فعل من اعتقد بالإنطباق بأنه بدعة . مثلاً لو اختلف شخصان في أن الإحتفال بيوم العامل أو يوم المعلم هل هو من مصاديق التعاون على البر والدعوة إلى التعلم والعمل، وهذه عناوين راجحة أم لا ؟ فهل تقبل أن أصف ما يقام حالياً في الجمهورية الإسلامية من احتفال بيوم المعلم بأنه بدعة، لأنني شخصت مثلاً أن الدعوة إلى التعلم تكون بإقامة دروس تعليمية وليس الإحتفال بهذا اليوم ؟

وأرى من اللازم التنبيه على نكتة جانبية متوجهة لقولكم: (ولكن عدم وجوب الموضوع أو استحبابه بالعنوان الأولي يساعد كثيراً في الإلتزام بالحكم الثانوي، يعني الحكم الثانوي يبقى من غير مزاحم على الإطلاق) .

فإنه لافرق في تقدم العنوان الثانوي على الأولي بين الوجوب أو الاستحباب أو الجواز، فلو قلنا على سبيل الفرض أن التطبير واجب، فإن حكم الوجوب يرتفع إذا كان هناك ضرر كارتفاع وجوب الصوم مع الضرر، طبعاً هذا لا يكون في الأحكام الأولية التي أخذ الضرر المالي أو البدني في ذاتها كالزكاة والجهاد.

3 - ما دام أن العلماء السابقين كانوا مع انتباههم لهذه المسألة والإثارة لا يعيرون لها اهتماماً، فإن هذا بحد ذاته كاشف أنهم لم يكونوا على أضعف التقادير يرون في هذه الشعائر هتكاً وتوهيناً، مع معرفتهم بمحاولة الخصم الطعن في التشيع بها . ومن باب التذكير أعيد نص ما قاله آية الله الشيخ حسن المظفر المتوفى سنة 1388 هجرية في كتاب نصرة المظلوم ص 85: (قد يظن الظان لأول وهلة أنه قدس الله سره لا يرى رجحان ذلك بالنظر إلى حال محيطه، لأن جميع من في البلدة عدا النزلاء من غير الفرقة الجعفرية، وفيها أخلاط من غير

ص: 481

المسلمين، وفي ذلك مجال الإستهزاء والسخرية) . انتهى موضع الشاهد . كل ما في الأمر أن الإعلام توسع ومن ثم دائرة الطعن توسعت، وإذا لم يروا في أصل الفعل هتكاً وتوهيناً فإن تضخيم الإعلام لن يغير من واقع الأمر شيئاً . هذا فضلاً عن أن بعض العلماء يرون أن هذا العنوان لا اعتبار به من الأساس، بمعنى أنه حتى مع السخرية والإستهزاء، فلا يستوجب هذا تغير الحكم .

وبصراحة أنا لا أوافقك القول أن التطبير هو واجهة التشيع في الإعلام الغربي، ومع اعترافي أنهم يركزون على التطبير ضمن إعلامهم السنوي يوم العاشر من المحرم، فإنهم أكثر ما يركزون عليه ضمن متابعتي للإعلام هو الإرهاب والتطرف، وكذلك موقع العلماء في الوسط الشيعي، وأخيراً التركيز على الإختلافات الفكرية والسياسية بين الشيعة أنفسهم .. ولو أردنا التنزل لقلنا أن التطبير وبقية الشعائر الحسينية كاللطم والتشبيه من واجهات التشيع عند الغرب لا أبرز واجهة للتشيع .

أما بخصوص علاقة الهتك والتوهين بالمصلحة والمفسدة، فمن المعروف أن الأحكام الشرعية تتبع المصالح والمفاسد الموجودة فيها، وتحت هذا العنوان العام (المصالح والمفاسد) تندرج وجوه المصلحة والمفسدة . وعلى سبيل المثال المصلحة الموجودة في الصوم هو تذكر جوع وعطش يوم القيامة وجوع وعطش الفقراء، هذا من باب التمثيل فقط وإلا فإن الوجوه الواقعية لمصالح الأعمال ومفاسدها مجهولة لدينا .

ومن ثم فإن من قال بأن التطبير محرم ذهب إلى ذلك لوجود عدة مفاسد في رأيه، وبعضهم اقتصر على بعضها فقط، وهي الضرر البدني أولاً، والهتك والتوهين ثانياً، والبدعة ثالثاً .. وبمعنى آخر إن الحكم بالحرمة هنا كان من أجل

ص: 482

المفسدة، أما ما هي المفسدة فأمرها دائر بين الأمور الثلاثة كما يظهر من كلمات القائلين بحرمة التطبير . والسيد الخامنئي تطرق في أجوبة استفتاءاته لعنوان الهتك والتوهين (أجوبة الإستفتاءات 2 /129 السؤال 384، 385) . ولم يضف إلى ذلك تأثير التطبير على رسالة أهل البيت علیهم السلام سلباً، أو المفاسد الإجتماعية كما ذكرتم ذلك، وهذا يعني أنه لم يثبت حتى الآن أنه يرى أن عنوان الهتك هو أمر مغاير للتأثير على رسالة أهل البيت سلباً لكي يضاف إليه، أو أنه يرى أن هناك مفاسد اجتماعية،كما جاء في ردكم، مباينة للتوهين، والبينة على المدعي .

وما أريد قوله هنا أن تفريقكم بين الهتك والتوهين من جهة، والمفسدة من جهة أخرى ليس في محله، لأن الهتك والتوهين بالإضافة إلى الضرر والبدعة هي وجه المفسدة، ومندرجة تحت المفسدة كمصاديق وليست في قبال المفسدة نعم قد يختلف الفقهاء في كون الضرر غير المعتد به مفسدة تستوجب التحريم أم لا، أو أن هذا الفعل بدعة أم لا - وبالتالي هل هو مفسدة أم لا - ولكن هذا أمر لا ينفي كون المفسدة هي الأمر الشامل لوجوهها .

نعم قولكم إنه ليس كل هتك وتوهين مفسدة، هو أمر يقول به بعض العلماء، كما أشرت قبل قليل، وبعض القائلين باستحباب التطبير يقولون لايمكننا أن نترك الإستحباب لأجل السخرية والهتك والتوهين، وإلا للزم تعطيل كثير من المستحبات التي تستوجب الهتك في نظر الآخرين ! ولا فرق عندهم بين التطبير وغيره من المستحبات إلا من جهة أن تلك منصوص على استحبابها، وهذه لم يأت نص على استحبابها ولكن انطبق عنوان مستحب عليها، ومثل هذا الفارق لا يوجب أثراً عملياً عندهم مع صدق الاستحباب في الحالتين .

ص: 483

4 - كيف يكون ما نقلته عن السيد الخوئي أجنبياً عن محل الكلام، مع أنكم تقولون أن الموضوعات العامة من شأن الولي الفقيه ؟ فإذا كانت دائرة عمل الولي الفقيه هي التدخل في الموضوعات العامة - لا الفردية والشخصية باعتبار أن المكلف أعرف من الفقيه في الموضوعات الشخصية - ومع ذلك لاتكون للفقيه ولاية على المكلف الذي يقلد مرجعاً لايرى الولاية العامة - ومن ثم عدم نفوذ أوامره وعدم لزوم طاعته في تشخيصه - فهذا يعني أن القول بالولاية العامة وعدمها له تأثير كبير في هذا المجال .. وواضح من جواب السيد الخوئي على السؤال رقم 16 حيث قال:

(فإن كان رأي الأعلم ثبوت الولاية العامة للفقيه فعليه متابعته فيما يترتب عليها من الأحكام والآثار وإلا لم تجب متابعته) .

إن القول بالولاية العامة تترتب عليها آثار خاصة من وجوب المتابعة، وإذا كان نطاق عمل الولي الفقيه هو تشخيص الموضوعات العامة، فهذا الأثر سيسقط مع عدم ثبوت هذه الولاية العامة . وجواب السيد الخوئي على السؤال رقم 17 يعزز هذا الأمر، فمن الواضح أن أوامر الولي الفقيه لاتكون في الأحكام الكلية لأن مقلديه يعرفون تكليفهم من خلال رسالته العملية، بل إن أوامره تكون بناء على تشخيص صغريات الأحكام الكلية، ويلاحظ أن السائل قد جاء في كلامه بالعبارة التالية: وما موقع القضايا والمسائل الموضوعية منها ؟ مما يعزز تناول الجواب لهذه النقطة .

كما أنكم لم تتعرضوا لرأي السيد الخوئي في حكم الحاكم، فإنه صريح في عدم نفوذ حكمه في الموضوعات أساساً - بما يعني بالطبع شموله للموضوعات العامة أيضاً كالشخصية - وكما تعلم فإن الحاكم، وهو المجتهد الجامع للشرائط

ص: 484

، وليس الولي الفقيه المبسوط اليد فقط كما توهم البعض، إنما يحكم طبقاً لتحقق الموضوع عنده، فمثلاً عندما يصدر حكمه بثبوت الهلال فإنه يصدره بناء على تحقق موضوع البينة عنده، ومع هذا فالسيد الخوئي وآخرين - كالسيد السيستاني والشيخ الوحيد الخراساني - يقولون أن حكم الحاكم لاينفذ في الهلال، فمن لم يثبت عنده الهلال يحرم عليه الإفطار يوم الثلاثين من شهر رمضان استناداً لحكم الحاكم .

ولا أدري إن كنتم تعتبرون ثبوت الهلال من الموضوعات العامة أم لا، ولكن من المعروف أن مكتب السيد الخامنئي قد أصدر في السنوات الأخيرة بعض البيانات بمناسبة شهر رمضان تتضمن أن الحكم بثبوت الهلال من مختصات الولي الفقيه - أي من الموضوعات العامة وفقاً لتقسيمكم للموضوعات، ورجوع كل قسم إلى طرف خاص أي المكلف والفقيه - بما يعني أن الإشكالية ستكون أكبر.. وسواءً قلنا إن ثبوت الهلال من الموضوعات العامة أم لا، فإن من المسلم به أن عبارة السيد الخوئي في كتابه التنقيح وفي المسائل الشرعية بعدم نفوذ حكم الحاكم إلا في موارد الترافع في القضاء، تشمل ثبوت الهلال كما تشمل غيره أيضاً من الموضوعات، وإطلاق عبارته لايفرق بين موضوع عام أو خاص .

أما ما نقلتموه عن السيد الخوئي من كتاب الجهاد، فإن السيد الخوئي لايقول باستقلالية الفقيه بالتصرف، ويرى أن الفقيه له ولاية فيما يتوقف تصرفه على إذنه . ولكن لما لم يثبت عنده أن أصل الجهاد منوط بإذن الإمام . (منهاج الصالحين 1/366 –368) فمعنى ذلك أن الجهاد الإبتدائي لايسقط عن المسلمين وهو واجب في عصر الغيبة أيضاً، بخلاف الإمام الخميني رضوان الله تعالى

ص: 485

عليهما فهو يقول أن الجهاد الإبتدائي منوط بإذن الإمام علیه السلام ، وليس للفقيه القيام بذلك (تحرير الوسيلة ج1 ص435 مسألة2) مع أنه من القائلين بالولاية العامة للفقيه .

أما على القول بوجوب الجهاد الإبتدائي كما يذهب إليه السيد الخوئي، فكيف يتحقق هذا الأمر في الخارج ؟ فلو فسح المجال لأي أحد في تحقيقه لنشأت حروب في الخارج مع الكفار لا تعرف في آثارها من شارك في الحرب عمن لم يشارك، وفيها مخاطر عظيمة تتعلق بالدماء والأعراض والأموال، وهذه من الأمور التي أولى لها الإسلام عناية بالغة جداً . ومن الواضح أن أمراً هذه مخاطره لايمكن أن يوكل تنفيذه لأي شخص، ولايمكن تعميم مثل هذه المسألة للموضوعات الأخرى التي ليس فيها تلك المخاطر، مثل المشاركة في الإنتخابات البرلمانية في بلد ما .

ويلاحظ من تعبير السيد الخوئي أنه يرى أن ولاية الفقيه - التي تكون من قبيل اشتراط إذنه - تعم هذا المورد: أي الجهاد الابتدائي، بمعنى أن هذا العمل منوط بإذنه، وهذا هو مدخل كلامه حيث قال: (المقام الثاني: أنا لو قلنا بمشروعية أصل الجهاد في عصر الغيبة، فهل يعتبر فيها إذن الفقيه الجامع للشرائط أو لا ؟) . ولو كان يرى أن له ولاية مستقلة في الخارج لقال إن للفقيه الولاية العامة في البدء بالجهاد من دون أن يكون هذا العمل متوقفاً على إذنه . وبمعنى آخر هناك فرق بين تقرير الشيخ صاحب الجواهر الذي يرى استقلالية الفقيه في التصرف، وبين السيد الخوئي الذي يرى أن للفقيه ولاية في خصوص الموارد التي تجري فيها أصالة الإشتغال، إلا أن نقول أن النزاع بين السيد

ص: 486

الخوئي القائل بالولاية في الأمور الحسبية، وبين القائل بالولاية العامة للفقيه نزاع لفظي !

ومهما يكن من أمر، فليس في كلام السيد الخوئي أي تصريح في أن قوله باشتراط الإذن من الفقيه في الجهاد الإبتدائي، إنما كان من جهة أنه من الموضوعات العامة، وأنه يجب الرجوع إلى الفقيه في جميع الموضوعات العامة كما هو محل البحث، فلا بد لكم لنسبة هذا الرأي إلى السيد الخوئي إثبات الصغرى وهي أن الجهاد الابتدائي من الموضوعات العامة، والكبرى أيضاً وهي: كل ما كان من الموضوعات العامة فيجب أخذ الإذن من الفقيه فيه . وأتصور أن بحثاً بهذا الأهمية وبما له من آثار كبيرة جداً لا يمكن الإستناد فيها إلى مثل هذه العبارة، حتى لو كانت عبارة السيد الخوئي صريحة في أن الجهاد الإبتدائي داخل ضمن الولاية في الحسبة . فهل هناك عبارة صريحة وواضحة الدلالة عن السيد الخوئي يقول بلزوم الرجوع إلى الولي الفقيه في الموضوعات العامة ؟! وهناك بعض الموارد التي يصعب القول إنها ليست من الأمور العامة، أفتى السيد الخوئي فيها بأن للمكلف قدرة التشخيص فيها ولا يجب الرجوع إلى الفقيه فيها، من قبيل الاستفتاء التالي: السؤال 894: ذكرتم في منهاج الصالحين استثناءات حرمة الغيبة ومنها: ما لو خيف على الدين من الشخص المغتاب، والسؤال هو أن تشخيص ذلك يكون بيد المكلف نفسه أو أنه يلزم عليه الرجوع إلى الفقيه ؟

الخوئي: التشخيص بيد المكلف نفسه، والله العالم . (صراط النجاة 3 /293) .

وفيما يرتبط بموضع بحثنا، فالسيد الخامنئي قد شخص أن موضوع الهتك والتوهين حاصل في التطبير، ولكن بناء على رأي السيد الخوئي - مثلاً - لا

ص: 487

دليل على أنه يجب متابعة السيد الخامنئي في تشخيصه لمثل هذا الأمر . كما لا دليل على لزوم أخذ إذنه أيضاً .

أما فيما يخص ردكم على الأخت الصديقة، فأنا لم أتعرض للجهة الأولى وهي الفرق بين الحكم والفتوى والتي تعرضتم لها ضمن النقطة الثانية في الوصلةالتالية: http://www.shialink.net/muntada/Forum1/HTML/000058.html

ففي تلك النقطة كان كلامكم عن أصل التفريق بين الحكم والفتوى، ولم تتعرضوا لسعة الحكم أو ضيقه ....

7 - .... أما بخصوص مواساة أهل البيت علیهم السلام ، فأنا لم أدع أن مواساة أهل البيت لاتكون إلا بالتطبير، بل قلت أن التطبير من المواساة، وهناك عشرات من الأعمال الأخرى التي يواسي فيها الموالي أهل البيت علیهم السلام ، كالإمتناع عن الأكل والشرب يوم العاشر من المحرم حتى عصر ذلك اليوم، وغير ذلك من صور المواساة .

أما التطبير وتأثيراته السلبية في العالم فأقول: إن هناك تضخيماً للمسألة، ولا ينبغي أن نكترث بما يقولون، بل ينبغي أن نوعيهم لما نعمل إن كانت لهم آذان صاغية، أما إذا استسلمنا لإعلامهم الذي لايريد الخير لنا، بل يعمد إلى قلب الحقائق، فإننا سنقدم المزيد من التنازلات على حساب ديننا وأحكامنا الشرعية .. وبالمناسبة أتذكر أن أحد المؤمنين المخلصين.... دار نقاش بينه وبين المدافعين عن التطبير ومدى آثاره السلبية في الغرب .... وعندما قيل له أن الغرب لايستوعب اللطم أيضاً فهل نكف عن ذلك أمامهم ؟ قال: نعم، ويجب أن نسير في تظاهرة يوم العاشر من المحرم في لندن نحمل فيها الورود لكي نعطي انطباعاً جيداً عن ثورة الإمام الحسين علیه السلام !!

ص: 488

أنا لا أشك في إخلاصه، بل أنا أقطع بحسب معايشتي له أنه يفوقني كثيراً في إيمانه وإخلاصه، لكنني أشك في فهمه لعمق القضايا .

10 – أوافقك القول أن الولي الفقيه يكون إلمامه بالموضوعات في كثير من المواقع أكثر، ولكن هذا لايعني الديمومة، ومن ثم فإن عندي ملاحظة على قولكم: والقائد هو الأقدر في هذا الميدان باعتبار ما يملكه من خبرة على الأرض ومن أجهزة تساعده على ذلك بشكل دقيق جداً . فإننا لمسنا أنه لايعرف بعض المسائل والموضوعات العامة التي نعرفها نحن، وبما أن البحث في تطبيقات هذه المسألة قد لايتناسب مع الأجواء العامة في المنتدى العام بما يخلق حساسية مفرطة من قبل بعض الأخوة الأعزاء - وكفى بما أبداه الأخ العزيز جابر الأنصاري رغم إنني لم أتعرض للسيد الخامنئي بالتجريح - ومع أنه ليس من عادتي ولم يتفق حتى الآن أن أسأت إلى شخص السيد الخامنئي بكلمة سوء واحدة، فإنني سأكف عن التعرض لها فأنا بصراحة أكن للأخوة الأعزاء المشاركين في المنتدى ولرأيهم كل احترام .. فقط سأذكر لك مثالاً عايشته عن قرب وتستطيع من خلاله فهم مقصودي .....

وأستغرب كثيراً من قولكم: ومسألة ولاية الفقيه ووجوب طاعته إن لم تثبت بدليل الولاية العامة فهي ثابتة بدليل الحسبة . وقولكم: مسألة قيادة الفقيه من الأمور البديهية التي لا أظن مرجعاً يخالفها بل أظنها بديهية لاتحتاج للتقليد أصلاً لأن التقليد يكون في غير الأمور القطعية .

فإن كلام السيد الخوئي في الإستفتاء الذي ذكرته في ردي السابق يتنافى مع ما تذكرونه، ولو كانت ولاية الفقيه العامة لها نفس الآثار التي لولاية الحسبة لما كان معنى لهذا الخلاف الشديد وهذا التأكيد من قبل المؤمنين بالولاية العامة

ص: 489

للفقيه على هذا الأمر، وهذا النقض والإبرام . وهل يمكن أن نصدر أحكاماً على أساس الظنون ؟....

أما المحطات الأجنبية فلا أنكر أنها تسعى إلى عرض كل ما هو مثير، وأنا شخصياً رأيت فيلماً بريطانيا تم انتاجه عام 1987 - أي قبل خطاب السيد الخامنئي بأكثر من سبع سنوات - تحت عنوان: سيف الإسلام، حول نشأة حزب الله في لبنان، وكانت بداية الفيلم عن تشبيه لمراسم عاشوراء في النبطية ثم مشاهد التطبير فيها والمعلق يقول: كان هناك يزيد وكان الحسين، وكانت كربلاء حيث يعتقد الشيعة أن إمامهم الحسين قتل مع 72 شخصاً من أهل بيته وأصحابه، وهم يحيون هذه الذكرى لإظهار حزنهم عليه !

ويشهد الله أنني أحسست بعزة لا تتصور لمذهبنا وهيبة ترعب قلوب الأعداء . ومهما كانت غاية المعلق فإنه فهم الإرتباط بين نشأة حزب الله وكربلاء وصور التعاطف معها، فلماذا نغفل عما تفطن إليه غيرنا !

أما قولك: وهذا الموضوع ليس مختصاً بالسيد الخامنئي حتى نفتش عن الذي أثر عليه في ذلك، وإنما أنت بنفسك نقلت كلمات الكثير من العلماء الذين التفتوا إلى ذلك وذكروه أيضاً . فإن جميع من تعرض لموضوع التطبير باستثناء السيد الأمين - في حدود علمي - تحدثوا عن الهتك بعد خطاب السيد الخامنئي . علماً بأن بعضهم أيد رأي السيد الخامنئي ولم يتطرق لمسألة تحقق الهتك موضوعاً، بل أيده من جهة الولاية وحكم الحاكم، اللتين هما موضع اختلاف، كما أسلفت ... الى آخر ماكتبه الموسوي .

ص: 490

مناقشة الموسوي وعالم من البحرين مع عالم وهابي ..

- كتب (محمد إبراهيم) في شبكة الموسوعة الشيعية، في 7-4-2000، الواحدة صباحاً، موضوعاً بعنوان (حوار قيم في ضرب القامات والصدور) . قال:

لقد ناقشنا المسألة نقاشاً قيماً منذ فترة، ولقد ارتأيت أن الوقت مناسب لإعادة التذكير بما دار من حوار في هذا الموضوع.. بما أن الموضوع طويل جداً فسوف أنقل الرسائل أجزاء متتابعة لأنني حاولت أن أنقل الصفحة كاملة، ولم أتمكن من ذلك .

- وكتب عبد النبي بتاريخ 10-10-1999، السابعة مساءً:

حاولت مراراً إرسال ردي على الأخ محمد ابراهيم في مكان الموضوع الأصلي، ولكن يبدو أن هناك خلل فني لاستقبال الرد، لذلك أكتب ردي في صفحة مستقلة متابعة للموضوع .

الى محمد إبراهيم .. ألم أجبك يا أخي ؟ ما هذا الإصرار على المغالطة ؟!

هناك أسئلة تعتبر أسئلة خاطئة، بمعنى أنه لا محل لها، ومنها سؤالك هل فعل الأئمة علیهم السلام اللطم والتطبير ؟ لأن الإباحة الشرعية لا تتوقف على ممارسة الإمام وفعله للمباح، ولا يفرق أن يكون هذا المباح له دور في العبادة أو في الشؤون العامة للحياة . وقد مثلت لك بالأسئلة التي وجهتها إليك ولم تجبني عليها حول حج أبي بكر (بالسوبربان، والكفي نت) التي يديرها عثمان! ولك الحق في عدم الجواب، لأنها أسئلة خاطئة مثل سؤالك .

ص: 491

هناك آلاف الأعمال المباحة والمستحبة التي فعلها النبي والأئمة، ولم يسجلها التاريخ ولم ينقلها الرواة، وهذا هو السر في العمل بقاعدة أصالة الإباحة، فهل تريد أن تسقط هذه القاعدة المجمع عليها ؟! وهناك من المعاملات والعبادات الشرعية الموجود في فقه السنة والشيعة، مما لا نص مباشر فيه ولا حديث، وإنما أفتى بها الفقهاء استنادا إلى قواعد وأصول عامة، فهل تريد أن تسقطها عن مشروعيتها ؟! مسألة التقليد مثلاً، لا يوجد بها حديث مباشر، ولكننا جميعا نعمل بها، ولم نسمع اعتراضاً عليها، وهناك موارد أخرى أعرض عنها خشية الإطالة.

عموماً هناك نص ينقل وقوع التطبير وصدوره عن مولاتنا زينب علیها السلام ، في محضر إمام زمانها زين العابدين علیه السلام ، والرواية لا تنقل نهياً ولا اعتراضاً صدر منه إليها روحي فداها، وهاك النص: (التفتت زينب فرأت رأس أخيها، فنطحت جبينها بمقدم المحمل حتى رأينا الدم يخرج من تحت قناعها، وأومأت إليه بخرقة وجعلت تقول:

يا هلالاً لمّا استتم كمالاً . . . غاله خسْفُهُ فأبدى غروبا

أنظر بحار الأنوار للعلامة المجلسي جزء 45 صفحة 112 الحديث الأول .

ومن هنا أنشد شاعر أهل البيت فقال:

يا سائلاً عن شج رأس العاشقين

أصدرت فتواه زينب مذ رأت رأس الحسين

أما مصاديق الجزع فهي عرفية، لأنك إذا رأيت شخصاً مات أبوه أو ابنه مثلاً، وأخذ يلطم صدره ويخمش وجهه ويشق جيبه ويحثو التراب على رأسه ويركض حافياً، بل ويلحق بنفسه الأذى بسبب هذه الأفعال، كأن يجرح نفسه

ص: 492

ويسيل منه الدم، فأنت والعرف يقول أنه جازع، وراجع أحاديث النهي عن الجزع تجد أنها تذكر مثل هذه الأمور وتنهى عنها، والإستطراد في تعديد أنماط الجزع يراد منه بيان عدم كونها صوراً ومصاديق حصرية، فبعض الروايات تذكر اللطم، والأخرى خمش الوجه، وأخرى جز الشعر وما شابه... إذاً الأمر عرفي، وعليه لا يمكنك أن تأتي بدليل يخرج التطبير من مصاديق الجزع، وكما ذكرت لك أن إمامنا الصادق علیه السلام ندب إلى الجزع على الحسين علیه السلام ، وعلى هذا أفتى فقهاؤنا بأنه أمر مباح، وذهب بعضهم إلى الإستحباب .

ومن هنا لا يلتفت إلى انزعاج وتقزز الغرب من هذا الفعل، ولا يعتنى بأقوال جماعة فضل الله وحزب الدعوة، من أن هذا يشوه صورة الإسلام . أما الصورة، وغيرها من الأفلام والصور والحقائق، فهي أوسمة فخر واعتزاز وبراهين وآيات معجزة، أذكر لي اسم شخص واحد أو حادثة واحدة تضرر فيها طفل أو شيخ أو شاب من التطبير ؟! أليست هذه معجزة وكرامة .

ثم قال عبد النبي: ما نقلته لك هو مأخوذ من أحد العلماء، وهو موجود عندي حالياً، فإذا كان عندك جواب فأسرع به حتى يأتيك الرد فوراً ؟

سؤال أخير: لماذا هذه الحساسية الشديدة ضد التطبير، ما الذي يؤلمكم إلى هذا الحد، لماذا هذه الإستماتة للقضاء على هذه الشعيرة ؟!

أبد والله ماننسى حسيناً

لو قطعوا أرجلنا واليدين .. نأتيك زحفاً سيدي ياحسين

وموتوا بغيظكم... حيدر حيدر حيدر حيدر حيدر حيدر حيدر حيدر...

- وكتب (مغيض النواصب) بتاريخ 11-10-1999، الواحدة صباحاً:

ص: 493

كل يوم عاشوراء وكل أرض كربلاء. سنبكي عليك يا أبوعبد الله بدل الدمع دم. آه آه آه.. لايوم كيومك يابو عبد الله.. نحن مدينون للحسين بكل شي في حياتنا..

فمن الواجب *** عيناً لبس سربال الأسى

واتخاذ النوح *** ورداً كل صبح ومسا

واشتعال القلب أحز *** اناً تذيب الأنفسا

- وكتب (مطوع بريده) بتاريخ 11-10-1999 الواحدة والربع صباحاً:

مظلومة يازهراء . . مظلوم يا حيدر .. علي ..

- وكتب محمد إبراهيم بتاريخ11-10-1999 الواحدة والنصف صباحاً:

الأخ عبد النبي .. أخي بدأت رسالتك جيداً، ثم بدأت باللطم والبكاء، حتى جررت الأخوة معك .. هدوا ياجماعة، فنحن في منتدى فكري، ولسنا في موقع لطم وبكاء .. أنت وافقت على أنه لم يلطم ويسفك دمه أي أحد من الأئمة الاثني عشر الذين يحددون لكم مناسك دينكم.. روايتك عن فعل السيدة زينب فيها نظر من عدة نواح:

أولاً: هي من مصدر شيعي ولكن هذا لا يهمكم .

ثانياً: فعلها هذا كان رد فعل في ساعة وقوع الحدث حسب الرواية، وليس بعد ألف سنة . وأبغي أن تنقل لي رواية بأن السيدة زينب فعلت شيئاً مثل هذا بعد سنة مثلاً .

ثالثاً: معروف نواح ولطم النساء وشقهن الجيوب وحثهن التراب على الرأس، وهو ما نهى عنه الرسول صلى الله عليه وسلم لأنه من أفعال الجاهلية . قلت لك في البداية أن الرواية شيعية حتى لا تتهمني بالتهجم على السيدة زينب .

ص: 494

أما البكاء والحزن فهو مشروع في الإسلام ولا غبار عليه، على اعتبار أن لا تمر ألف سنة على الحادثة ؟؟!! المهم أن أئمتكم لم يأمروا بفعلتكم هذه ولم يفعلوها، ولذلك فهي اجتهاد منكم، من حق أي أحد أن ينتقده ويبين مساوئه، ويسأل عن عقول من يفعلون ذلك .

تفسيرك للجزع بأنه لطم وتطبير هو في غير محله . فلا علاقة بالجزع باللطم والتطبير، فلا تربط بين الأمرين من عندك ! الجزع شئ، ولطمكم وتطبيركم شئ آخر . وأنتم تقولون أن السيد جعفر الصادق قال: كل الجزع حرام إلا على جدي الحسين . إذاً الجزع حرام في عقيدة الشيعة، لأنكم تؤمنون بأن هذه الرواية صحيحة، وأنتم تأخذون دينكم من الأئمة: كيف تشددون على أنفسكم كما فعل اليهود ؟ كيف يكون الجزع حراماً ؟ الجزع شعور طبيعي لا إرادي يقع فيه الشخص عند حصول مصيبة وليس بعد ألف سنة، فهل كل من يقع في الجزع يكون قد وقع في الحرام . الأمر يحتاج لمراجعة كبيرة منكم والله يعينكم على هذه الإجتهادات .

كنا في السابق نلف هوائيات التلفزيون على تلفزيون إيران في كل موسم عاشوراء لنتسلى بنقل طقووس اللطم والهز والركض والنواح . ولكن قبل سنوات عديدة أذكر أنني رأيت أن التلفزيون قد توقف عن ذلك، لا أدري إذا كان قد عاد لذلك بعدها، وبدلاً من ذلك كان ينقل صور دماء على الأرض في الحسينيات، ومقابلات مع أناس في المستشفيات، ويبدو من المقابلات وطريقة نقل الصور، أنهم يتحدثون عن مساوئ ما يحدث في عاشوراء من الإصابات - للأسف أنني لا أعلم من الفارسية إلا بضع كلمات - ولكن الصورة الواضحة كانت أن الحكومة تحاول أن تكبح جماح ما يحدث في هذه الطقوس، وأن

ص: 495

المتسشفيات كانت تمتلئ بالمصابين. ولذلك لا أدري ما هي مصداقية كلامكم أنه لا تحدث حوادث من التطبير . كل فعل يفعله أناس يسمون أنفسهم مسلمين يهمنا، وذلك لأنهم يلصقون بالإسلام أشياء ليست منه، وليست من فعل الرسول صلى الله عليه وسلم أو صحابته أو التابعين لهم، ولم ينزل الله بها من سلطان، بل هي بدع أدخلتموها وتحاولون صبغ الإسلام بها . لا أريد أن أبدو كمن يسخر ولكن قولك موتوا بغيظكم، يجعلني أقول أننا قد نموت من كثرة الضحك على منظركم وأنتم تلطمون، وهذا ليس استهزاء، ولكنه نقل للواقع الأليم الذي تعيشون فيه وأنتم لا تدركون . أنظر جيداً إلى صورة ذلك الولد المسكين الذي سفك أبوه دمه بحجة حب الحسين وفكر قليلاً: ماذا تركتم للهندوس والمشعوذين أمثالهم ؟!

- وكتب (الغر المحجلين) بتاريخ 11-10-1999، السادسة صباحاً:

الأخ العزيز محمد ابراهيم .. جزاك الله خير عن الإسلام والمسلمين، ولكن يا أخي ألا ترى معي أنه الشيعة أو الرافضة في كل عام لهم طقوس وعبادات جديدة ؟ مثلاً هذه الأيام موضة الإحتفال وليس الطق واللطم والصفع، هذه الأيام موضة الفرح لولادة الأئمة الأطهار، عندهم هذه أيضاً طقوس جديدة . برأيك هذه تجديد لمظهر الشيعة بعد ماكانوا عليه من دموية ؟ أظن ذلك، ولكن لا أرجو أن يأتي يوم يكون فيه من قتل نفسه حباً للحسين موضة والعياذ بالله . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

- وكتب عبد النبي بتاريخ 16-10-1999، الثانية ظهراً:

إلى محمد ابراهيم .. أعتذر عن الرد لأنني نقلت جوابك إلى أحد العلماء الذي كان قد رد عليك أولاً حتى يدافع عن جوابه، وإليك جوابه:

ص: 496

ها أنت عدت إلى مغالطتك، يا أخي ذكرت لك أن عدم الفعل ليس دليل على عدم الجواز . أنتم تفعلون مئات الأفعال في دينكم مما لم يفعله أئمتكم عمر وأبو بكر وعثمان ! هل حج أحد من هؤلاء بالسيارة ؟ هل خطب الجمعة بالميكروفون ؟ هل.. وهل..؟

إذاً لاتستدل على بطلان عمل بعدم قيام الأئمة فيه .

أما رواية زينب علیها السلام ، فأنا ذكرت لك أن هذا الفعل كان على مرأى ومسمع من الإمام المعصوم، الذي يعد قوله وفعله وتقريره حجة، وهذا يدخل في التقرير .

وبعد أن حوصرت تماماً رأيتك تلجأ إلى أسلوب لايبعد عن فعل النوادب والثكالى في الجبّانات ! ما هذا الخلط، ما ذكرته لك وما أذكره هنا هو كلام علمي تجشمت العناء في كتابته مع أنني لا أملك كمبيوتر وهو ينقل لك بالواسطة، لأنني صدقت بأنك جاد وتبحث عن الدليل وإذا بك (تخربط) ! ما هو الجزع عندك الذي جاء النهي عنه الذي هو من فعل اليهود، كما تقول ؟ دع عنك الإستثناء واذكر لي: هل اللطم من الجزع الحرام ؟ أنا أقول: نعم، هو كذلك إنه من الجزع الحرام، فجاء الإستثناء في الرواية وخصص الجواز بالجزع على الحسين علیه السلام ، ما هو الإشكال في ذلك ؟!

وبالمناسبة، فإن ما تعيرنا به من فعل اليهود وقعتم فيه أنتم في هذا المورد بالخصوص! فأنتم تنسبون إلى رسول الله حديثاً حول استحباب صيام عاشوراء وفيه أن اليهود يصومونه لأنه يوم نجاة موسى من فرعون فقال النبي، والحقيقة أن أبا هريرة هو الذي قال: نحن أولى بموسى منهم .

ص: 497

أما ما ذكرته عن إيران فهو ليس حجة علينا، إيران دولة سياسية لها مصالحها ولها ظروفها مثل أي دولة أخرى، ولا تشكل أي موقع شرعي يلزم الشيعة .

أما قولك إنك فرح وتضحك من هذه الأمور فأعتقد أنك تكذب، لأنك لو كنت تقدر أن هذه المظاهر والشعائر تضر الشيعة وتشوههم، لما حرصت على إبطالها وتمنيت توقفها ! وأشبِّه موقفك بموقف المسيحيين من شعائر الحج واستهزاؤهم وضحكهم على الطقوس التي يسمونها بالوثنية، ويسخرون من الرجم ومن النحر ومن الإحرام والطواف، ويقارنونها بحج الهندوس إلى نهر الكنج . . . أنا وكل عاقل يفهم أنهم يتفجرون غيضاً من هذه الشعائر ومن تمسك المسلمين بها، ويتمنون زوالها، ولا تجد في الحقيقة والواقع فيهم من يحرص على صورة المسلمين وسمعتهم . وأنت معنا مثلهم على المسلمين .

- وكتب (محمد إبراهيم) بتاريخ 16-10-1999، التاسعة والثلث مساءً:

الزميل الصادق ؟ عبد رب النبي .. إما أنك لم تنقل الموضوع جيداً إلى عالمكم وإما أنك اخترت عالماً ضعيفاً جداً، لا يعرف راسه من كرباسه . أنت تقول أن عدم الفعل ليس دليل على عدم الجواز: صحيح، ولكن مخالفة أصل الدين لا يجوز، بمعنى أنكم تأتون بأمر تجعلونه فضيلة في الدين وهو يخالف ما أمر به الدين من حفظ النفس، وكذلك مخالفة روح الإسلام: متى كان لطم الرأس والصدر وسفك الدماء عبادة عند المسلمين .

بالنسبة لما قلته عن مزاعمكم بشأن السيدة زينب، فإنني أقول أنه يبدو أنكما لم تستوعبا أو تجاهلتما عمداً أو عجزتما عن الرد على ما قلته لك في الرسالة السابقة: فعلها هذا كان رد فعل في ساعة وقوع الحدث حسب الرواية وليس بعد

ص: 498

ألف سنة. وأبغي أن تنقل لي رواية بأن السيدة زينب فعلت شيئا مثل هذا بعد سنة مثلاً .

وكذلك معروف نواح ولطم النساء وشقهن الجيوب وحثهن التراب على الرأس، وهو ما نهى عنه الرسول صلى الله عليه وسلم لأنه من أفعال الجاهلية.

قلت لك في البداية أن الرواية شيعية حتى لا تتهمني بالتهجم على السيدة زينب . أما البكاء والحزن فهو مشروع في الإسلام ولا غبار عليه على اعتبار أن لا تمر ألف سنة على الحادثة ؟! لا أدري كيف أنك لا تستوعب المسائل البسيطة: أنا قلت لك بالحرف الواحد: كيف تشددون على أنفسكم كما يفعل اليهود . ولم أقل: الجزع من فعل اليهود ! فراجع رسالتي السابقة واقرأها جيداً، ثم لا تلمني بل ضع اللوم على نفسك أنك لا تستوعب ما يكتب وتكلف على نفسك . وقلت لك أن وجه التشديد هو قولكم المزعوم عن السيد جعفر الصادق بأنه قال: كل الجزع حرام إلا على جدي الحسين . فأنتم جعلتم كل الجزع حراماً إلا ما تفعلونه في الحسينية مما تنسبونه إلا الجزع . ومعنى ذلك أنه كل من يجزع لأي أمر غير اللطم والتطبير، فإن هذا حرام حسب كلامكم الذي رويتموه عن السيد جعفر الصادق . السيد جعفر الصادق لم يقل كل اللطم حرام بل قال كل الجزع حرام حسب روايتكم، فمن أين جئت باللطم ؟ ومن أين جئتم بالتطبير ؟

إيران دولة شيعية، حكومتها شيعية بحتة، دستورها شيعي، نظامها قائم على الشيعية، ولذلك فإنها محسوبة على كل الشيعة. وحتى إذا وافقناك وقلنا أنه ليس لكم دخل فيما يجري في إيران، ماذا يغير هذا من الأمر؟ أنت قلت أنه لا يحدث شئ من التطبير، وأنا وضحت لك بوضوح أنه حتى هذه الحكومة الشيعية تحارب المآسي التي تحدث من التطبير، فالموضوع هو عن مآسي

ص: 499

التطبير التي حاولت أن تنكرها . اعتقادك أنني أكذب هو شأنك، وكذلك ما تزعمه من موقفي من اللطم والتطبير فهو رأيك وشأنك . ولست أنا الوحيد الذي يضحك مما تفعلونه، بل إنكم بأفعالكم هذه صرتم مضحكة حتى للهنود . ولا يفعل هذه الأشياء ويجعلها من الدين غيركم، إلا ربما الشعوب والديانات البدائية . نحن نحرص على المسلمين وسمعة الإسلام، ولذلك فإذا أردتم أن تلطموا وتطبروا وتفعلوا غير ذلك مما يحلوا لكم فأنتم وشأنكم، ولكن عليكم أن تعلنوا على الملأ أن الإسلام برئ مما تفعلونه، هذا وإلا فلنا الحق في التدخل وتبرئة الإسلام من هذه المظاهر التي تحاولون أن تلصقوها به .

وأخيراً: لم يفعل أي أحد من أئمتكم المزعومين هذا الأمر ولا أمروكم بفعله، هذه حقيقة يجب أن تعيها. إذا استوعبت هذا الشئ فاجلس بينك وبين نفسك وتخيل أنك تنظر إلى من يلطمون ويطبرون من وجهة نظر محايدة وفكر كثيراً بينك وبين نفسك: هل هذا من فعل العقلاء ؟ أيعقل أن يأمر رب العالمين جل وعلا بأفعال كهذه ؟!

- وكتب الموسوي بتاريخ 7-4-2000، الواحدة صباحاً:

إلى محمد إبراهيم .. اطلعت على بعض ما كتبته في مواضيع مختلفة - زواج المتعة على سبيل المثال - وقد أذهلني أسلوبك في الرد! فتسرد مثلا العديد من النصوص ويرد عليك آخرون بنصوص قوية، فتعرض عنها في خضم كلام طويل آخر تسعى، أن تضيع فيه حجة غيرك .

حتى لايتكرر مثل هذا الأسلوب هنا في النقاش حول مشروعية ضرب القامات وغير ذلك .. لذا أريد أن أناقشك مفردة مفردة، وأبدأها بما ذكرت من أن البكاء على الميت لايكون بعد ألف سنة! السؤال: ما هو الدليل على عدم

ص: 500

جواز البكاء على الميت إلا بعد وفاته بفترة قصيرة ؟ هل تملك دليلاً يحصر هذا الأمر بفترة زمنية ؟ حتى لاتختلط المباحث فلن أنتقل إلى نقطة أخرى إلا بعد أن ننهي الكلام في هذه المسألة .

إذا لم تملك الجواب فأخبرني حتى ننقل الكلام إلى المباحث اللاحقة ؟

- وكتب محمد إبراهيم بتاريخ 17-10-1999، التاسعة مساءً:

الزميل الموسوي . . أنت تقول أن الآخرين يردون علي بنصوص قوية ؟ راجع الرسائل مرة أخرى وترى نصوصهم وحججهم الواهية في الرد علي، وراجع ردي عليهم مدعماً بالنصوص وبالحجة، وأيضاً لا حظ أنني أتابع المواضيع بنداً بنداً في ردي . لذلك فاتهامك في بأنني أسعى لضياع حجة غيري هو غير صحيح، وما ذنبي إذا كانت حجتهم أصلاً باطلة ! أنظر لرسالة أخيك عبد النبي في الأعلى التي يذكر فيها أنه استشار عالماً للرد على رسالتي وقارن بينها وبين الرسالتين اللتين كتبتهما أنا، ليتبين لك وللقراء من الذي يأتي بالنصوص القوية والحجة الصحيحة . أنت تريد أن تحول دفة الموضوع من اللطم وضرب القامات إلى البكاء على الميت، بحجة أنك تريد أن تحاج في المباحث الأخرى لاحقاً . سأرد على الموضوع الذي ذكرته في البكاء على الميت، وبالنصوص ولكن على شرط أن تظل في موضوع اللطم وضرب القامات، وترد على التساؤل الذي لم يرد عليه أي أحد من إخوتك .

كان سؤالك: ما هو الدليل على جواز البكاء على الميت إلا بعد وفاته بفترة قصيرة ؟ وطلبت دليلاً يحصر البكاء بفترة زمنية .

الجواب: جاء في سنن ابن ماجة الحديث التالي: (حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعلي بن محمد، قالا: حدثنا وكيع، عن هشام بن عروة، عن وهب بن

ص: 501

كيسان، عن محمد بن عمرو بن عطاء، عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان في جنازة فرأى عمر امرأة فصاح بها، فقال النبي صلى اللهم عليه وسلم: دعها يا عمر فإن العين دامعة والنفس مصابة والعهد قريب) .

وهذا الحديث رواته كلهم من الثقات. لاحظ أن الرسول صلى الله عليه وسلم برر لسيدنا عمر ترك المرأة في الجنازة بأن العهد قريب، أي أنه لم تمر فترة طويلة على الميت .

وروى النسائي: (أخبرنا عتبة بن عبد الله بن عتبة قال: قرأت على مالك، عن عبد الله بن عبد الله بن جابر بن عتيك، أن عتيك بن الحارث وهو جد عبد الله بن عبد الله أبو أمه أخبره أن جابر بن عتيك أخبره أن النبي صلى الله عليه وسلم جاء يعود عبد الله بن ثابت فوجده قد غلب عليه، فصاح به فلم يجبه، فاسترجع رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال: قد غلبنا عليك أبا الربيع، فصحن النساء وبكين، فجعل ابن عتيك يسكتهن، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: دعهن فإذا وجب فلا تبكين باكية . قالوا: وما الوجوب يا رسول الله ؟ قال الموت . وروى ابن ماجة وأبو داوود مثل هذا الحديث. وليس معنى الحديث عدم الحزن والدمع على الميت، ولكنه الصياح ورفع الصوت، والدليل على هذا قول أنس: رأيت النبي صلی الله علیه و آله وعيناه تدمعان وقال: إن الله لا يعذب بدمع العين ولا بحزن القلب ولكن يعذب بهذا، وأشار إلى لسانه أو يرحم . متفق عليه.

ومما يدل على عدم جواز البكاء والحزن على الميت فترة طويلة هو أنه لا يجوز الامتناع عن الزينة بعد مدة العزاء وهي ثلاثة أيام . لعل أقوال الفقهاء تفسر الأمر أكثر وكذلك تفسر موقف الدين من النياحة واللطم:

ص: 502

ذكر البهوتي (حنبلي) في كتاب الروض المربع، كتاب الجنائز: ويسن الصبر والرضى والاسترجاع فيقول إنا لله وإنا إليه راجعون اللهم آجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها، ولا يلزم الرضى بمرضى وفقر وعاهة، ويحرم بفعل المعصية، وكره لمصاب تغيير حاله وتعطيل معاشه لاجعل علامة عليه ليعرف فيعزى، وهجره للزينة وحسن الثياب ثلاثة أيام . ويحرم الندب أي تعداد محاسن الميت كقوله واسيداه وانقطاع ظهراه، والنياحة وهي رفع الصوت بالندب، وشق الثوب ولطم الخد ونحوه، كصراخ ونتف شعر ونشره وتسويد وجه وخمشه، لما في الصحيحين أن رسول الله صلی الله علیه و آله قال: ليس منا من لطم الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية . وفيهما أنه صلی الله علیه و آله برئ من الصالقة والحالقة والشاقة. والصالقة التي ترفع صوتها عند المصيبة . وفي صحيح مسلم أنه صلی الله علیه و آله لعن النائحة المستمعة . وتسن تعزية المسلم المصاب بالميت ولو صغيراً قبل الدفن وبعده، لما روى ابن ماجه وإسناده ثقات عن عمرو بن حزم مرفوعاً: ما من مؤمن يعزي أخاه بمصيبة إلا كساه الله من حلل الكرامة يوم القيامة، ولا تعزية بعد ثلاث، فيقال لمصاب بمسلم أعظم الله أجرك وأحسن عزاءك وغفر لميتك .

ذكر الشافعي في كتاب الأم، كتاب الجنائز: قال الشافعي وأكره النياحة على الميت بعد موته وأن تندبه النائحة على الإنفراد، لكن يعزى بما أمر الله عز وجل من الصبر والإسترجاع، وأكره المأتم وهي الجماعة وإن لم يكن لهم بكاء فإن ذلك يجدد الحزن ويكلف المؤونة مع ما مضى فيه من الأثر . قال: وأرخص في البكاء بلا أن يتأثر ولا أن يعلن إلا خيراً، ولا يدعون بحرب قبل الموت، فإذا مات أمسكن .

ص: 503

والشافعي وغيره لم يقل بعدم جواز البكاء على الميت بعد موته من باب التحريم وإنما من باب الكراهة كما شرح الذهبي في كتاب الكبائر: قال أصحاب الشافعي: ويجوز قبل الموت وبعده، ولكن قبله أولى للحديث الصحيح، فإذا وجبت فلا تبكين باكية .

وقد نص الشافعي والأصحاب أنه يكره البكاء بعد الموت كراهة تنزيه ولا يحرم، وتأولوا حديث فلا تبكين باكية على الكراهة، والله أعلم.

ذكر الذهبي في كتاب الكبائر، الكبيرة التاسعة والأربعون اللطم والنياحة وشق الثوب: وإنما كان للنائحة هذا العذاب واللعنة لأنها تأمر بالجزع وتنهى عن الصبر والله ورسوله قد أمر بالصبر والإحتساب ونهيا عن الجزع والسخط قال الله تعالى: يا أيها الذين آمنوا استعينوا بالصبر والصلاة إن الله مع الصابرين .

قال عطاء عن ابن عباس يقول: إني معكم أنصركم ولا أخذلكم. قال الله تعالى: ولنبلونكم، أي لنعاملنكم معاملة المبتلى لأن الله يعلم عاقبة الأمور فلا يحتاج إلى الإبتلاء ليعلم العاقبة، ولكنه يعاملهم معاملة من يبتلى فمن صبر أثابه على صبره ومن لم يصبر لم يستحق الثواب .

وقول الله بشئ من الخوف والجوع: قال ابن عباس يعني: خوف العدو والجوع يعني المجاعة والقحط . ونقص من الأموال يعني الخسران والنقصان في المال وهلاك المواشي والأنفس بالموت والقتل والمرض والشيب . والثمرات، يعني الحوائج، وأن لا تخرج الثمرة كما كانت تخرج، ثم ختم الآية بتبشير الصابرين ليدل على أن من صبر على هذه المصائب كان على وعد الثواب من الله تعالى فقال تعالى: وبشر الصابرين. ثم نعتهم فقال: الذين إذا أصابتهم مصيبة أي نالتهم نكبة مما ذكر ولا يقال فيما أصيب بخير مصيبة، قالوا إنا لله، عبيد الله

ص: 504

فيصنع بنا ما يشاء، وإنا إليه راجعون بالهلاك وبالفناء، ومعنى الرجوع إلى الله الرجوع إلى انفراده بالحكم إذ قد ملك في الدنيا قوماً الحكم فإذا زال حكم العباد رجع الأمر إلى الله عز وجل .

وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله قال: ما من مصيبة يصاب بها المؤمن إلا كفر الله بها عنه حتى الشوكة يشاكها . رواه مسلم .

وعن علقمة بن مرثد بن سابط عن أبيه قال: قال رسول الله: من أصيب بمصيبة فليذكر مصيبته بي فإنها أعظم المصائب.

وقال رسول الله: إذا مات ولد العبد يقول الله للملائكة قبضتم ولد عبدي فيقولون: حمدك واسترجع، فيقول الله تعالى: ابنوا لعبدي بيتاً في الجنة وسموه بيت الحمد .

وعن رسول الله قال: يقول الله تعالى ما لعبدي عندي جزاء إذا قبضت صفيه من أهل الدنيا ثم احتسب، إلا الجنة. رواه البخاري.

وقال عليه الصلاة والسلام: من سعادة بني آدم رضاه بما قضى الله ومن شقاة ابن آدم سخطه بما قضى الله تعالى.

وهذه أيضاً بعض الأحاديث التي وردت في حرمة اللطم وضرب الخدود والنياحة: (حدثنا أبو نعيم حدثنا سفيان حدثنا زبيد اليامي عن إبراهيم عن مسروق عن عبدالله رضي اللهم عنهم قال: قال النبي صلى اللهم عليه وسلم: ليس منا من لطم الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية.رواه البخاري. حدثنا محمد بن عبيد، قال حدثنا الأعمش، عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى اللهم عليه وسلم: ثنتان هما بالناس كفر نياحة على الميت وطعن في النسب) رواه أحمد .

ص: 505

أوف …. حسناً: لقد نقلت لك حكم الإسلام في البكاء على الميت، وكذلك حرمة اللطم والنياحة في الإسلام، وكونها من الكبائر وما فيها من الاعتراض على قدر الله سبحانه وتعالى وما فيها من دعوى الجاهلية. والآن جاء دورك يا موسوي أن تبرئ ساحتك: إما أن تكون مع الحق وإما ضده. وكذلك الدعوة موجهة لباقي شيعة آل علي . لقد بينت مساوئ اللطم والتطبير في رسائلي السابقة وبينت سوء اجتهادكم في كلام السيد جعفر الصادق عن الجزع. وكذلك أئمتكم لم يلطموا أو يطبروا أو يأمروا بذلك. فلماذا تصرون على هذه الأفعال المحرمة في الإسلام ؟

- وكتب (الموسوي) بتاريخ 18-10-1999، الحادية عشرة صباحاً:

يا محمد إبراهيم .. ألم أقل لك أنك تخلط المسائل ببعض ؟

لقدكان سؤالي محدداً حول الدليل على تحديد البكاء بفترة قصيرة، فأوردت لي روايات النواح واللطم وشق الثوب . ثم نقلت أقوال بعض علمائكم في ندب الميت وتعرضت لحكم الجزع . إنه عرض مثير للشفقة !! أطلب منك أن لا تجعل ما أوردته حجة علي لتقول بعد ذلك: ولقد ذكرت الأحاديث والأدلة التي عجزت عن ردها، فأنا على استعداد لأن أناقشك فيها لاحقا مفردة مفردة، وهذا هو شرط الحوار . أما الخلط بين الأبحاث والطفرة من أول نقطة في النقاش إلى آخر نقطة فيه، فلن أسمح لك أو لغيرك أن يفعله في الحوار معي. ولا داعي للتذمر (أوف) فنحن في ساحة حوار ولابد فيها من سعة الصدر، ولسنا في مقهى . الدليل الوحيد الذي كان يناسب السؤال هو الحديث الأول الذي استنتجت فيه من قول النبي صلی الله علیه و آله: والعهد قريب.. عدم جواز البكاء لمن طال به العهد ؟ وتتوقف صحة الإستدلال فيه على حجية دليل الخطاب الذي ذكره علماء أصول

ص: 506

الفقه ؟ هل لك أن تحدد رأي علمائكم في هذه الدلالة ؟ أم أن فهمك لعدم الجواز هو اجتهاد منك إذ لم تسمع في حياتك عن دليل الخطاب ؟

في الضمن: لم تنقل نصاً صريحاً من أي واحد من علمائكم في عدم جواز البكاء على الميت مع بعد العهد ؟ وهل أن المسألة اتفاقية بين أهل السنة ؟ لأنه إن كانت محل خلاف عندكم، فما هو الوجه بلزوم التعبد برأي واحد من آراء أهل السنة ؟ هذا الأصل أي عدم وجود الخلاف بينكم لابد من مراعاته في النقاش، إلا إذا جعلت تلك الطائفة من أهل السنة متساوية مع الشيعة في الأحكام التي سترتبها من كونهم ضالين أو مبدعين أو خارجين عن الإسلام ؟ وكما يقولون: حكم الأمثال فيما يجوز وفيما لايجوز واحد .

وسؤال أخير: على فرض القبول بأن الدليل قائم على قرب العهد ما هو تحديد قرب العهد هل هوأسبوع أم شهر؟ وعلى هذا هل يجوز البكاء بعد سنة أو سنتين ؟ وأعيد ترتيب الأسئلة حتى يكون جوابك واضحا عن كل نقطة:

1. هل اتفق علماؤكم على رأي واحد حول دلالة مفهوم دليل الخطاب ؟

2. هل اتفق أهل السنة على عدم جواز البكاء على الميت مع بعد العهد ؟

3. هل هناك تحديد شرعي لقرب العهد ؟ فإن لم يكن هذا التحديد موجوداً وقد أوكل ذلك للفهم العرف ي، فهل يعد البكاء بعد ثلاث سنوات مثلا من بعد العهد ؟

أما قولك بأن من أدلة المنع هو عدم جواز الإمتناع عن الزينة بعد ثلاثة أيام فلم أفهم وجه الدليل فيه ؟ ما العلاقة بين الزينة والبكاء ؟ ومن قال بمثل هذا الإرتباط من علمائكم ؟ هل هذا الدليل محل اتفاق بينكم ؟ أجب عن هذه الأسئلة حتى أوافيك بجوابي .

ص: 507

- وكتب (محمد إبراهيم) بتاريخ 19-10-1999 التاسعة والنصف مساءً:

الحمد لله الذي جعلنا مسلمين موحدين غير مشركين .

اللهم صل وسلم على سيدي وحبيبي محمد، والعن كل من يؤذيه في أمانته أو في أهل بيته اللاتي جعلتهن أمهات لنا نحن المؤمنين .

يا موسوي .. أبغي أن أقول لك في البداية أن لك أسلوبك في الحوار ولي أسلوبي .. أسلوبك شئت أم أبيت هو جدلي بحيث أنك تريد أن تجادل في نقطة فرعية حتى لو تبينت لك وتترك الموضوع الرئيسي: سبحان الله هذا طبعكم منذ القدم: تقتلون الحسين وتجادلون في ذباب . أنا أتحاور مع الجميع في الموضوع الذي هو بدعتكم في ضرب القامات والصدور وليس فلسفة البكاء، وأنت تريدني أن أترك كل شئ جانباً، وأدخل معك في موضوع جدلي عن لون البكاء وطوله وعمره وهويته، وهل هو متزوج أم لا. مع العلم أنني رددت على ما طلبت مني تفسيره لك ردا شاملا على كل تساؤلاتك . نقلت لك الأحاديث التي تقول عن الحزن والبكاء مع قرب العهد، ونقلت لك الأحاديث وأقوال العلماء في الصبر على قضاء الله سبحانه وتعالى، وعدم جواز الابتعاد عن الزينة وغيرها للعزاء أكثر من ثلاثة أيام .

وقولك ما العلاقة بين الزينة والبكاء أمر مضحك: تخيل واحدة تبكي على قريبها وهي تتزين …! ما رأيك ؟ كل هذا يدل على الأمر الرئيس وهو أنه يجب الصبر على قضاء الله سبحانه وتعالى واحتساب المصيبة عند الله سبحانه وتعالى: لله ما أعطى ولله ما أخذ هذه هي عقيدة المسلمين. حسبي الله ونعم الوكيل، إنا لله وإنا إليه راجعون، لا حول ولا قوة إلا بالله.. وغيرها من العبارات التي تقال عند المصاب وتؤكد على هذا الأمر.

ص: 508

ماذا يا موسوي: لا تريد أن ترد على تساؤلاتي، لأنك غير مقتنع بها أم لأن ليس لديك ما ترد به ؟ على العموم إذا لم تبغ الرد فأنا أعذرك، لأننا كلنا مجتهدون ولسنا علماء، وقد يأتي غيرك ممن عنده شئ يمكن أن يرد به .

حدثنا أبو نعيم، حدثنا سفيان، حدثنا زبيد اليامي، عن إبراهيم، عن مسروق، عن عبد الله رضي اللهم عنهم قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ليس منا من لطم الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية. رواه البخاري. حدثنا محمد بن عبيد، قال: حدثنا الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى اللهم عليه وسلم: ثنتان هما بالناس كفر نياحة على الميت وطعن في النسب. رواه أحمد .. لقد بينت مساوئ اللطم والتطبير في رسائلي السابقة وبينت سوء اجتهادكم في كلام السيد جعفر الصادق عن الجزع. وكذلك أئمتكم لم يلطموا أو يطبروا أو يأمروا بذلك . فلماذا تصرون على هذه الأفعال المحرمة في الإسلام ؟

- وكتب الموسوي بتاريخ 22-10-1999، الواحدة والنصف صباحاً:

إلى محمد إبراهيم .. لقد قبلت أن أجيبك على أسئلتك التي تظن أنها قلاع وما هي إلا أوهام وسراب، بعد أن تجيبني على سؤالي حول دليل حصر البكاء على الميت بفترة قصيرة وقد قبلت أنت ذلك، ثم ذكرت ما تزعم أنه دليل فذكرت لك أن هذا الدليل يتوقف على مفهوم الخطاب، ولم تذكر في ردك شيئاً، وأراك الآن تتهرب من الإجابة على أسئلتي .

ليس من العيب أن لا يملك المرء دليلاً على ما يقول، فالإنسان في معرض الخطأ، أما أن تحاول أن تتهرب عن الإجابة متذرعاً بأن هذه أسئلة هي عن لون البكاء وطول شعره، فهذا جهد العاجز عن الجواب . لقد لاحظت في كثير من

ص: 509

مشاركاتك أنك تسعى دوماً أن يكون آخر من يتحدث بغض النظر عما تقوله ويقوله الغير ! وأنا أعتقد أن من السفاهة بمكان أن أهبط في النقاش وأصر على أن أكون آخر من يتحدث، وسأترك لك هذا الوسام !

أما المناقشة العلمية فأنت والعشرات ممن يطعنون في مذهبنا لأعجز من أن يثبتوا فيها . ما يهمني هو أن أتناول البحث من وجهة نظر علمية مفردة مفردة حتى لاتتمكن من خلط الأوراق ببعضها، لأنني أعلم أن استعمال هذا الأسلوب سيسقط كل ما لديك من أوهام وتخرصات، ومع سقوط سلاح المناورة واللف والدوران ستنكشف الحقيقة للجميع بزيف مدعياتك .

الفرق بيني وبينك أنني أريد أن أصل إلى أسس الدليل وأنت تريد أن تحجني باجتهاداتك التي لم تستند فيها حتى على أقوال علمائكم ؟ وعلى كل حال فسأمنحك فرصة تطبيق هذه العقدة النفسية - أن تكون آخر من يتحدث - معي إذا لم تكن قادراً على الجواب، فهذا شأنك . أما إذا كنت تريد مواصلة الحوار ولكي تسمع إجابتي على أسئلتك فلابد أن تجيب على ما ذكرته من الأسئلة، وسأعيد ترتيب الأسئلة بشكل مختصر حتى يكون جوابك واضحا عن كل نقطة:

1. هل اتفق علماؤكم على رأي واحد حول دلالة مفهوم دليل الخطاب ؟

2. هل اتفق أهل السنة على عدم جواز البكاء على الميت مع بعد العهد ؟ مع ذكر بعض النصوص .

3. هل هناك تحديد شرعي لقرب العهد ؟ فإن لم يكن هذا التحديد موجوداً وقد أوكل ذلك للفهم العرفي، فهل يعد البكاء بعد ثلاث سنوات مثلاً من بعد العهد ؟

ص: 510

أما بخصوص ما ذكرته من عدم جواز البكاء للمنع عن ترك الزينة بعد ثلاثة أيام، هلا ذكرت دليلك على أصل هذا الحكم، وهل المسألة اتفاقية بين أهل السنة؟ لماذا لاتذكر قول عالم واحد من علمائكم يستدل على المنع من البكاء إستناداً لحكم الزينة الذي ذكرته ؟! أم أن هذا الدليل من اختراعاتك واجتهاداتك أيها الشيخ ! وإذا كنت تفهم من الزينة هو خصوص لبس الذهب والفضة ووضع أدوات التجميل فهذا الحكم سيكون مخصوصاً بالنساء دون الرجال. هذا فضلا عن أن تقليم الأظفار وتمشيط الشعر يعد من الزينة أيضاً، ولامانع من أن يجتمع البكاء معهما على فرض القبول بأنه لا يمكن الجمع بين الزينة والبكاء .

- وكتب محمد إبراهيم بتاريخ 22-10-1999، الثانية ظهراً:

يا موسوي .. هل تريد أن تضيع (الصقلة) ؟! بالأمس البكاء، واليوم الزينة، وغداً لا أدري ماذا ؟! وموضوعنا هو ضرب الصدور والقامات . لقد أجبتك عن البكاء وربما لم يكن يجدر بي أن أسايرك في محاولتك لتمييع موضوع النقاش الأصلي والدخول في حوارات جدلية سفسطائية جانبية . الخلاصة هو أنني أتيتك بأحاديث صريحة بتحريم هذا الأمر في الإسلام: (حدثنا أبو نعيم، حدثنا سفيان، حدثنا زبيد اليامي، عن إبراهيم عن مسروق، عن عبدالله رضي الله عنهم قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ليس منا من لطم الخدود وشق الجيوب ودعا بدعوى الجاهلية. رواه البخاري. حدثنا محمد بن عبيد، قال: حدثنا الأعمش عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثنتان هما بالناس كفر نياحة على الميت وطعن في النسب رواه أحمد). واللطم والتطبير لم يأمر به أي أحد من أئمتكم ولم يفعله، وكذلك مفهومكم للجزع مغلوط .

ص: 511

فلماذا تصرون على هذه الأفعال المحرمة في الإسلام ؟ والأهم من هذا: لماذا تتعمدون أن تلصقوا بالإسلام هذه الأشياء المشينة المحرمة فيه أصلاً ؟

- وكتب الموسوي بتاريخ 23-10-1999، الحادية عشرة صباحاً:

إلى محمد إبراهيم .. أحب أن أؤكد أولاً أن السؤال الذي طرحته وتهربت أنت من الإجابة عليه من صميم البحث وليس بحثاً جانبياً، فقد قلت في منع الإستدلال بضرب زينب بنت أمير المؤمنين علیها السلام رأسها بمقدم المحمل أن ذلك كان ردة فعل وقت الحادثة وليس بعد ألف سنة، وكذلك ذكرت حول البكاء حيث قلت: نعم يجوز البكاء على اعتبار أن لا يمر ألف سنة، وطلبت منك أن تذكر لي الأدلة على ذلك فلم تملك إلا عبارة: والعهد قريب من قول النبي صلی الله علیه و آله في سعيك إثبات عدم جواز البكاء مع طول العهد . وعندما وجهت لك أسئلتي الثلاثة تهربت من الجواب، وقد طلبت منك أن تذكر لي اسم عالم واحد من علمائكم قال بعدم جواز البكاء مع بعد العهد فتهربت من الجواب أيضاً، وتهربت ثالثة عندما طلبت منك أن تذكر اسم عالم واحد قال بعدم جواز البكاء بما ذكرته من دليل النهي عن الإمتناع عن الزينة ! وإصراري على جوابك حتى يتأكد القارئ من أن هذه أقوال علمائكم لا أنها من جيبك ومن اختراعاتك فهو في غنى عنها . هذا مع أنه لايصح منك أن تحتج على بقية المذاهب من غير أهل السنة إذا كانت المسائل المطروحة محل اختلاف بين أهل السنة أنفسهم . ولهذا كان من أسئلتي: هل أن هذه المسألة محل اتفاق بين أهل السنة ؟ إن من حقي أن أعرف جوابك على أسئلتي إن كنت تملك جواباً، وحتى لا تأتي في خضم النقاش وتخلط الأوراق ببعضها – وكما فعلت مع الأخ عبد النبي - فتستدل على عدم جواز ضرب القامات بأن ذلك كان في ساعة الحدث وليس بعده بألف سنة

ص: 512

. ومن هنا كان إصراري على تناول نقاط البحث نقطة نقطة، وعندما رأيت أن هذا سيفضح أمر أوهامك تهربت متذرعاً بأن هذا خروج عن محل البحث .

وقبل أن أبين للقارئ - وليس لك فقد تعودت على المكابرة - جواب ما طرحته من الأسئلة عليك أحب أن أثير نقطة مهمة، وهي أنه لا يصح لشخص أن يطلب من خصمه دليلاً وفق منهج الخصم كما هو الحال هنا حيث طلبت دليلاً يتوافق مع منهجنا في مشروعية اللطم وضرب الهامات، ثم تعمد في جوابك على مسائل هي محل اختلاف بين الشيعة الإمامية وأهل السنة وفي كثير من الأحيان لايكون محل وفاق بين أهل السنة أيضاً، فأنا أعلم أن أهل السنة لا يجيزون اللطم وضرب الهامات بالسيوف، فلكل مدرسته في الفهم والمحبة والولاء، وكل منهج يستند بطبيعة الحال على ثوابت لايقر بها المنهج الآخر، وليس من المعقول أن تطالبني بدليل وفق منهجي ثم لما أذكر لك دليلاً تقول أنه لايتوافق مع ما رواه البخاري أو النسائي !!

مشكلتك الأساسية أنك تخلط بين أمرين: أحدهما ما تعتقدون أنه من سنة الرسول صلی الله علیه و آله ، والثاني ما نعتقده نحن في ذلك، ولكل مدرسة منهجها الخاص به، فلا يصح أن تطرح سؤالاً تطالب فيه خصمك إقامة دليل صحيح وفق منهجه ومذهبه، ثم تعترض عليه بعد إيراد دليله وفق مذهبه، بأن منهجك ومذهبك غير مقبول عندي .

وتوضيحاً للأمر أكثر أقول: إذا أردت أن تحج حنفياً فمرة تبحث معه عن أصل صحة القياس، ومرة تبحث معه عن أن هذه الفتوى لاتنطبق مع أسسكم في القياس، ومن المقبول جداً وفقاً لهذا المنحى الثاني أن تقول اعتراضاً أن هذا لايتوافق مع أسس القياس، أما بعد ثبوت موافقة الفتوى لتلك الأسس فمن غير

ص: 513

الصحيح أن تنتقد تلك الفتوى لأن منهج القياس مرفوض من قبل آخرين كابن أبي شيبة صاحب المصنف، فهذا خروج عن دائرة البحث وخلط للأوراق، وما نحن بصدده كذلك فلا يصح أن تقيم دليلا ذهب إليه علماؤكم ولم يقبله علماؤنا، وإن كان مستند الدليل عندكم هو حديث النبي صلی الله علیه و آله ، فأنت تعلم أن فقهاء المسلمين اختلفوا في تلك الأحاديث لاختلافهم في فهمها، أو لاختلافهم في حجيتها من جهة السند بسبب اختلافهم في ضوابط الجرح والتعديل.. ناهيك عن عدم اعتماد السنة على كتب الشيعة الروائية وكذلك العكس .

أعيد هنا للتأكيد على أنني عندما أتناول مسألة البكاء على الميت مع بعد العهد، فهو من باب مجاراتك ومسايرتك في البحث، حتى أثبت للقارئ أن ما تقوله لا يتفق حتى مع منهجكم أيضاً، أما وفق منهجنا فقد دلت الروايات المتواترة على استحباب البكاء على الإمام الحسين علیه السلام ومنها الروايات الصحيحة .

أما بخصوص السؤال الأول الذي طرحته عليك، فقد قال أبو حامد الغزالي في المستصفى من علم الأصول: الفن الثاني فيما يقتبس من الألفاظ لا من حيث صيغتها بل من حيث فحواها وإشارتها، وهي خمسة أضرب ... ثم قال في الضرب الخامس: (هو المفهوم، ومعناه الاستدلال بتخصيص الشئ بالذكر على نفي الحكم عما عداه، ويسمى مفهوماً، لأنه مفهوم مجرد لا يستند إلى منطوق، وإلا فما دل عليه المنطوق أيضاً مفهوم، وربما سمي هذا دليل الخطاب، ولا التفات إلى الأسامي، وحقيقته أن تعليق الحكم بأحد وصفي الشئ هل يدل على نفيه عما يخالفه في الصفة كقوله تعالى: ومن قتله منكم متعمداًَ، وكقوله علیه السلام : في سائمة الغنم الزكاة، والثيب أحق بنفسها من وليها، ومن باع نخلة مؤبرة

ص: 514

فثمرتها للبائع، فتخصيص العمد والسوم والثيبوبة والتأبير بهذه الأحكام هل يدل على نفي الحكم عما عداها، فقال الشافعي ومالك والأكثرون من أصحابهما أنه يدل، وإليه ذهب الأشعري إذ احتج في إثبات خبر الواحد بقوله تعالى: إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا، قال: هذا يدل على أن العدل بخلافه، واحتج في مسألة الرؤية بقوله تعالى: كلا إنهم يومئذ عن ربهم لمحجوبون، قال: وهذا يدل على أن المؤمنين بخلافهم، وقال جماعة من المتكلمين ومنهم القاضي وجماعة من حذاق الفقهاء ومنهم ابن شريح، إن ذلك لا دلالة له، وهو الأوجه عندنا . (المستصفى: 2 / 186 و191).

وقد تبنى ابن حزم الأندلسي نفس الرأي أي نفي دليل الخطاب وبشكل مسهب في كتابه الإحكام في أصول الأحكام، الباب السابع والثلاثون .

إذن لا يمكنك أن تلزم غير أهل السنة والجماعة بأمر هو محل اختلاف عند أهل السنة أنفسهم، إلا إذا ساويت بين الشيعة والفرقة التي لها رأي موافق للشيعة من أهل السنة في الحكم، سواء كان الضلال أو الخروج عن الإسلام أو غير ذلك من الأحكام، فحكم الأمثال فيما يجوز وما لايجوز واحد .

أما بخصوص السؤال الثاني، فقد أخرج مسلم في صحيحه: (حدثنا أبو بكر بن أبى شيبة وزهير بن حرب، قالا حدثنا محمد بن عبيد، عن يزيد بن كيسان، عن أبي حازم، عن أبي هريرة قال: زار النبي صلى الله عليه وسلم قبر أمه فبكى وأبكى من حوله) . (صحيح مسلم: 3 / 65) . وقد رواه غير مسلم أيضاً، ولكنني اقتصرت على مسلم لأنك لاترد أحاديثه . فهذا الحديث يدل على أن النبي صلی الله علیه و آله بكى على والدته بعد ما يزيد عن خمسين سنة، أثناء فتح مكة ! فراوي الحديث أبو هريرة وهو ممن تأخر إسلامه وكان في المدينة . فأين هي مزاعمك من عدم

ص: 515

جواز البكاء بعد ثلاثة أيام من وفاة الميت ؟؟ ما الفرق في البكاء والحزن بين خمسين سنة، أو مائة، أو مائتين، أو ألف ؟!

وبما ذكرته يتبين لك الجواب عن سؤالي الثالث . بل يمكنني أن أزيدك من الشعر بيتاً: أن البكاء قد يكون لأمرين: الأول حزناً على الميت، والثاني على أمور تعد من المصائب على الإسلام، وكلا الأمرين ينطبقان في البكاء على الإمام الحسين علیه السلام . فقد روى البخاري في كتاب الجهاد والسير الحديث 2825: (حدثنا قبيصة، حدثنا ابن عيينة، عن سليمان الأحول، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضى الله عنهما، أنه قال: يوم الخميس وما يوم الخميس، ثم بكى حتى خضب دمعه الحصباء فقال: اشتد برسول الله صلى الله عليه وسلم وجعه يوم الخميس، فقال: ائتوني بكتاب أكتب لكم كتابا لن تضلوا بعده أبداً فتنازعوا ولا ينبغي عند نبي تنازع، فقالوا هجر رسول الله صلى الله عليه وسلم) . وهذا الحديث يدل على أن ابن عباس بكى على إحدى المصائب التي حلت بالإسلام، والتي ارتكبها عمر حينما منع النبي صلی الله علیه و آله أن يكتب الكتاب الذي يحفظ المسلمين من الضلال .

بل روى أحمد في مسنده، والطبراني في المعجم الكبير، وابن عساكر في تاريخ دمشق، وأبو يعلى في مسنده، بكاء النبي صلی الله علیه و آله عندما أخبره جبرائيل بقتل ولده الحسين علیه السلام وأتى له بتربتها وإيداع النبي صلی الله علیه و آله تلك التربة عند أم سلمة، كل ذلك قبل وقوع المصيبة، فكيف إذا كان ذلك بعد المصيبة ؟! ولاتظن يامحمد إبراهيم أنني عندما أوجه لك الأسئلة فأنا غير مطلع على أجوبتها، ولكنني أطرحها حتى يتبين مدى وهن مزاعمك وتقولاتك، وينكشف للكل من

ص: 516

خلال تهربك الإجابة عن أسئلتي أنك فيما تقوله لاتستند إلا إلى اجتهاداتك، وإن خالفت فيها رأي علمائكم، أو ما ورد في أحاديثكم الصحيحة .

الفرق بيني وبينك أنك تريد أن تفرض اجتهاداتك الهشة، وأنا أريد أن استعرض أسس الأدلة بالنقد والتحليل، كما أنك لا تملك ثقافة كافية في كتبكم وفقهكم، ولهذا تطلق أحكاماً عن غير علم، ثم تتورط فيما يترتب على كلامك، وتخشى أن تعترف ببطلان ما قلت حتى لايظهر ضعفك في الحوار، فتصر على باطلك وتتهرب من الجواب .

ومن أسباب جهلك أنك لاترجع إلى المصادر بشكل مستوفى قبل الجواب، بل تختلق في ذهنك شيئاً ثم تدخل في النقاش، وما أن تواجهك الأسئلة بسبب ضعف مزاعمك لاتجد مفراً إلا أن تقول إن أسئلتي هي عن لون البكاء وهوايته وطوله. بالطبع هذ هو تقييمي، والحكم الفصل في محل النقاش سأتركه للقارئ المنصف والمتتبع النزيه، فهو المعني بالدرجة الأولى.

إن من أهم أسباب قلة مساهماتي في المنتدى، فضلاً عن انشغالاتي اليومية، أنني أفرغ نفسي للبحث في أدلة موضوع الحوار المطروح للمناقشة، أما أنت فيبدو أنك تسعى أن تكثر من عدد مشاركاتك من دون النظر فيما تطرحه من أوهام وتخرصات، تجرك إلى المكابرة دائماً ! ولهذا السبب بالذات - أي التفرغ لموضوع الحوار - فأنا لا أحب أن أشارك في أكثر من موضوعين أو ثلاثة في آن واحد، وسأتناول معك بقية المسائل التي زعمت أنك لم تحصل على جواب فيها كزواج المتعة، أو أن أمير المؤمنين قسيم الجنة والنار، وغير ذلك، ريثما أنتهي من البحث معك وعدو الزنادقة في المسائل المتنازع عليها وبنفس الطريقة، أي تناول نقاط البحث مفردة مفردة .

ص: 517

وأخيراً: إذا لم تكن تملك أجوبة على جميع أسئلتي السابقة وعلى كل ما طرحته، وإذا لم تكن تملك أدلة تنقض بها ما ذكرته مما رواه البخاري ومسلم وبقية الحفاظ، وكذلك كلام الغزالي وابن حزم من الإختلاف في مفهوم الخطاب، ومع ذلك أردت مواصلة الحوار حول موضوع ضرب الهامات فأنا على استعداد . كما أود التذكير بأنني سأستمر في النقاش معك أنت أما غيرك ممن يدخل فلا، فأنا بصراحة أشك وفي بعض الموارد أجزم بأن بعض الذين يكتبون في هذا المنتدى هم من أهل السنة وإنما يظهرون التشيع وبأسماء مستعارة حتى يظهروا أن هذا هو مستوى الشيعة، فهم لايعرفون حتى الكتابة الصحيحة للكلمات ! أو يتحدثون بكلام غير مفهوم وكأنهم جاؤا من كوكب آخر ! بالطبع لا مانع من أن تستند إلى كلماتهم إذا شئت فتورد نفس كلامهم، ولكنني كما قلت لن أخوض نقاشاً معهم .

- وكتب محمد إبراهيم بتاريخ 23-10-1999، الثامنة مساءً:

يا موسوي . . الآن بدأت بكتابة رسالة تستحق القراءة والإطلاع والرد، ولو أنك لا تبرح تركز على البكاء وتدع أمر اللطم والضرب والتطبير كالعادة .

بالنسبة لحادثة سيدتنا زينب رضي الله عنها وأرضاها: لقد أورد الزميل عبد النبي هذه الحادثة لتبرير المقولة المزعومة عن سيدنا جعفر الصادق رضي الله عنه: كل الجزع حرام إلا على جدي الحسين . ولقد أوردت له الرد في المغالطة في الربط بين الجزع واللطم والتطبي ر، وكذلك أوضحت له أن ما فعلته السيدة زينب - حسب رواياتكم - كان في لحظة نكبة شهيد الأمة سيدنا الحسين رضي الله عنه وأرضاه ولم يأت برواية أن سيدتنا زينب فعلت هذا بعد ذلك.

ص: 518

بالنسبة للبكاء: أقول بأن هذا ليس موضوع الرسالة، ولو أنني سأرد عليك في هذا الموضوع، طالما أنت مصر على ربط الأمر بالبكاء . لقد طلبت مني ما يثبت أن البكاء لا يكون إلا في قرب العهد بالميت وأتيتك ببعض الأحاديث وكلام الفقهاء، وأنت أتيت لي بالمثل: إذاً فالمسألة خلافية كما ذكرت أنت بنفسك بين المدارس أو المذاهب أو خلاف ما سميت، وعموماً هذا ليس مبحثنا حيث أنني أركز على موضوع الرسالة ألا وهو اللطم والتطبير. وحتى لا تظن أنني أتهرب أقول لك إن استدلالك في بكاء النبي صلی الله علیه و آله وصحبه وسلم في البكاء عند قبر أمه لا يمكن أن تقيسه بما تفعلونه أنتم من عمل طقوس للبكاء في مواقع مخصصة لذلك. والحديث الذي ذكرته عن تربة سيدنا الحسين أرجو أن تذكر مصدره ؟!

هنيئاً لك ما تقول له من دقة بحثك وتدقيقك في المواضيع وأفادنا الله بعلمك، ولو أنني لم أر شيئاً حتى الآن، ولكن الأمل قريب أن يحصل هذا في المستقبل، ولكن نصيحتي لك أن رسائل المنتدى السريعة لا تحتمل هذا الجهد الذي تبذله أنت، وأنصحك بكتابة الكتب عوضاً عن ذلك . ما قلته عن أن بعض من يكتب في المنتدى يدعي التشيع أمر غريب: لماذا تقول لي ذلك ؟ هل تشك بأمر من أموري ؟ وما دليلك على أن هؤلاء ليسوا شيعة ؟ هل كل الشيعة مثلاً لهم أسلوب راق في الكتابة ونباهة في العقل (شعب الله المختار) ؟ ثم بعض من وصفتهم بسوء الكتابة وقلة الفهم يؤذون الرسول صلی الله علیه و آله وصحبه وسلم في أهل بيته عندما يلعنون أم المؤمنين عائشة، ولا أظن أن أي مسلم يقوم بذلك حتى لو كان فاسقاً .

عموماً يا موسوي رغم كل فلسفتك في رسالتك ولفك حول الموضوع فاتك أن تتكلم عن موضوع الصفحة، ألم أقل لك أن كتابة الكتب ربما تناسبك أكثر:

ص: 519

ما هي استدلالاتكم فيما تقومون به من لطم وضرب وتطبير وطقوس معينة، جعلتم لها أوقات معينة ومواقع معينة وتخالفون بها عموم المسلمين، الذين هذه الأمور محرمة عندهم كما أوضحت لك ؟ هل فعل هذا أئمتكم أو أمروا بهذا الشئ ؟ هل لطم وطبر الحسن والحسين عند استشهاد سيدنا عل ي؟ وهل لطم الحسين عند استشهاد سيدنا الحسن ؟ وهل فعل ذلك أبناء سيدنا الحسين ؟ هل أمر أحد أئمتكم أن تلطموا وتطبروا ؟

أرجو يا موسوي أن تظل في موضوع الصفحة .

- فكتب الموسوي بتاريخ 30-10-1999، التاسعة صباحاً:

إلى محمد إبراهيم .. لست أنت الذي يقيم أن ما أكتبه يستحق القراءة من عدمه فذلك موكول لغيرك، أما أنت حيث أثبت جهلك في كثير من المسائل وحيث تقولت بغير علم فينبغي أن يبتعد عن التقييم .

لايضرني إذا كانت مشاركاتي قليلة أو تأتي متأخرة أو أن كتابتي تنفع للكتب أكثر من شئ آخر، المهم أنني فيما أتحاور فيه أثبت ما أقول بالأدلة لا بالتخرصات والإجتهادات التي تخرجها من جيبك أيها الشيخ من دون أن تستند إلى قول عالم واحد من علمائكم ! فهنيئاً لك السرعة في الإجابة مع اعتمادك على الظنون والتخرصات والتقول على علمائكم ما لم يقولوه . ولاتحاول يامحمد أن تجعلني وإياك متساويين في النتيجة حيث قلت: لقد طلبت مني ما يثبت أن البكاء لا يكون إلا في قرب العهد بالميت وأتيتك ببعض الأحاديث وكلام الفقهاء، وأنت أتيت لي بالمثل، إذاً فالمسألة خلافية كما ذكرت أنت بنفسك بين المدارس أو المذاهب.

ص: 520

فأنت لم تأت في كلامك بأي كلمة لأي فقيه من فقهائكم يصرح بعدم جواز البكاء مع بعد العهد، وهذا كان موضع نقاشنا وكلماتهم كانت أجنبية عن موضع نزاعنا. أما الأحاديث فكانت أجنبية عن موضع النزاع وما كان في موضع الخلاف الحديث الذي جاءت فيه عبارة: والعهد قريب، ودلالة الحديث على المنع ليست بالمنطوق وليست صريحة، فلم تأت أنت بحديث صريح عن النبي يقول فيه: لايجوز البكاء على الميت بعد طول العهد أو بعد ثلاثة أيام، وبناء على ذلك فدلالة الحديث الذي وردت فيه قوله صلی الله علیه و آله : والعهد قريب، تعتمد على المفهوم لا المنطوق، فلو قبلنا بمفهوم دليل الخطاب صح الإستدلال بعدم جواز البكاء مع طول العهد وإلا لم يصح . ولو كان الأمر مقتصراً على هذا الحديث لصح كلامك من أن المسألة خلافية، ولكنني أتيت إليك بحديث صريح يفيد جواز البكاء مع بعد العهد حيث بكى النبي على أمه، ولايمكن للحكم المأخوذ من المفهوم أن يقابل الحكم المأخوذ من المنطوق، لأن المنطوق صريح في ذلك وقطعي بينما المفهوم ظني، هل كلامي مفهوم يا محمد ؟ إذا لم يكن مفهوماً فيمكنك مراجعة كتبكم المدونة في أصول الفقه لتعرف ما قلته لك ؟ وبالتالي لايصح القول بتاتاً بعدم جواز البكاء مع طول العهد، ولا يصح الاحتجاج بأن المسألة خلافية، فالخلاف إنما وقع في دليل الخطاب حيث لايكون نص منطوقي صريح على الجواز ومع وجوده فلا مجال للبحث في دليل الخطاب، لأنه يأتي في مرحلة متأخرة عن النص المنطوقي الصريح . أنا لا أفر من الحوار في محور البحث بل أنت الذي تهرب من الإجابة عن أسئلتي، وقد طلبت منك أن تجيبني عما حاولت من نسبته زوراً إلى أهل السنة من عدم جواز البكاء مع بعد العهد وكذلك محاولة الربط بين عدم جواز الإمتناع عن الزينة،

ص: 521

فلما وقعت في الزاوية الحرجة أخذت تتهمني بأنني أحرف مسار البحث وأتحدث عن طول البكاء ولونه !! وأنني أتحدث في مسائل جانبية !!

وها أنت ثانية -كعادتك وبطريقتك المعهودة - تحاول أن تخفف من ورطتك لتفتح مواضيع جانبية متشعبة، فقد أخبرتك في رسالتي السابقة أن موضوع الحوار لم يكن جانبياً لأنه كما يصح جواز البكاء مع طول العهد فكذلك الجزع - على فرض التسليم به فالنقاش سيأتي فيه - إذ لا دليل على تقييده بزمان، وأنت تحاول هنا ثانية أن تكرر اعتراضك الذي أجبتك عنه فتقول: (وكذلك أوضحت له - أي الأخ عبد النبي - أن ما فعلته السيدة زينب حسب رواياتكم كان في لحظة نكبة شهيد الأمة سيدنا الحسين رضي الله عنه وأرضاه، ولم يأت برواية أن سيدتنا زينب فعلت هذا بعد ذلك) ! ما الفرق في الحكم بين طول العهد وقربه إذا ثبت أصل الحكم وهو جواز البكاء أو استحبابه، أو جواز الجزع أو استحبابه ؟! ألا ترى أنك تصر على خلط الأوراق ثانية ؟! ولم تكتف بهذا حتى جئت باعتراض آخر عن إجراء: طقوس معينة في أوقات معينة ومواقع معينة. فماذا تريد من هذا الاعتراض؟ ولولا أنني أعرف طريقتك التي تكرر فيها في النهاية نفس الأسئلة ثم تقول: (لقد أخبرتك سابقاً أن بكاء النبي بعد خمسين سنة وضرب زينب رأسها شئ وإجراء طقوس معينة في أوقات معينة ومواقع معينة شئ آخر) لما أعرت أي اهتمام لمثل هذا الإعتراض . وسأبين لك الأمر حول هذه النقطة قبل الإجابة على أسئلتك حتى لا تحسبها نقطة لصالحك .

إن نسبة شئ ما إلى الدين قد يكون على نحو أن تقول أن هذا العمل قد أمر به النبي بهذا النحو، فمثلاً لو قال شخص أن النبي أمر بأن يتزاور المؤمنون يوم العيد، ولم يكن هناك نص بذلك، فإن مثل هذا القول حرام لأنه يلزم منه الإبتداع

ص: 522

إذ لم يأت تحديد من المشرع بتخصيص يوم العيد بهذا بل التزاور مستحب غير مقيد بزمان، أما إذا لم يقل الشخص بذلك بل قامت عادة أهل بلده على الإلتزام بالزيارة يوم العيد فمثل هذا لايعد محرماً مع جريان العادة فقط لأنه لم يدع أحد نسبة الخصوصية في الزيارة، فلايوجد نسبة ما ليس من الدين إلى الدين حتى نحكم بالحرمة للبدعة. هذا من ناحية الشكل. أما من ناحية الزمان فإن ما يقوم به الشيعة في إحياء ذكرى عاشوراء في أيام محرم وذكرى مواليد ووفيات النبي والأئمة المعصومين هو من قبيل إحياء الكثير من علماء أهل السنة للإحتفال برأس السنة الهجرية أو المولد النبوي أو المبعث، فهل يحرم علينا ما يجوز لغيرنا؟ أما من ناحية المكان فلابد في أي مناسبة من أن تحيى في مكان قد يكون مسجداً أو حسينية أو منزلاً كما هي العادة الجارية عند الشيعة، أما غيرنا فقد يحتفلون في مسجد أو قاعة أو مسرح، فهل يصح القول أن من يحتفل في المسجد أو القاعة ملتزم بطقوس في أماكن معينة؟ وإذا كان لأحد أن ينفي حكم الجواز والإستحباب لعد فعل النبي له فلاينبغي أن يكون أنتم؟ لأن عمر أحدث ما لم يكن في زمن الرسول صلی الله علیه و آله في اعتقادكم من جمع الناس في صلاة التراويح على إمام واحد؟ بالطبع صلاة التراويح تختلف عن صلاة الليل، ولكن لا أريد حالياً الخوض في هذا الموضوع، وعثمان أحدث الأذان الثالث يوم الجمعة. ولقد جاء في الموسوعة الفقهية الكويتية: الجزء 2، الصفحة 36: (وقد استحدث علماء الكوفة من الحنفية من بعد عهد الصحابة تثويباً آخر، وهي زيادة الحيعلتين أي عبارة حي على الصلاة، حي على الفلاح، ومرتين بين الأذان والإقامة في الفجر، واستحسنه متقدمو الحنفية في الفجر فقط، وكره عندهم في غيره، والمتأخرون منهم استحسنوه في الصلوات كلها) .

ص: 523

وكل هذه الزيادات في أمور لاخلاف في أنها من العبادات. . أقول: هذا ولدي الكثير من الكلام حيث أن توضيح الجواب يعتمد على الفهم الصحيح لمفهوم البدعة، وحتى لا أتهم بأنني أريد تغيير مسار البحث وفي نفس الوقت كي لا يبقى اعتراضك من دون إجابة ولو مختصرة - تكفينا عناء الرد لاحقاًًًًً - أكتفي بهذا المقدار على أنني سأتناول هذه النقطة بشكل مسهب إذا رأيت أنك قد جئت به ثانية في كلامك .

والآن سأذكر إجابة على أسئلتك بشكل مختصر، ولن أتعرض للتفصيل لأن هناك الكثير من المسائل التي يعتمد الجواب عنها على البحث فيها مثل: أصالة الإباحة، هل أن كل إضرار للنفس ولو كان يسيراً محرماً، هل تتغير الأحكام الشرعية بتغير العناوين الطارئة عليها ..؟ وغير ذلك.

أما جواب أسئلتك فأورده باختصار عبر النقاط التالية ولدي المزيد، وسأتركه انتظاراً لجوابك:

1-لم يرد في أي نص أن أحداً من أئمتنا قد ضرب رأسه بالهامات، وكل ما ورد أن زينب بنت أمير المؤمنين علیه السلام نطحت رأسها بمقدم المحمل عندما رأت رأس أخيها الحسين علیه السلام فانبعث الدم من تحت قناعها. (راجع بحار الأنوار 45 / 115) . ولكن عدم ورود النص بعدم فعل الأئمة له لايمكن أن ينفي حكم الجواز أو الاستحباب . ومن ثبت لديه فعل زينب علیها السلام لذلك، فإن هذا يصلح عنده لإثبات الحكم لتقرير المعصوم لفعلها على أقل تقدير .

2 - ومن باب الأمانة في النقل فإن فقهاءنا اختلفوا في حكم ضرب القامات على ثلاثة آراء، وجمهور الفقهاء ذهبوا إلى الجواز والإستحباب، وذهب نزر يسير منهم إلى الحرمة، وبما أنني أقلد مجتهداً يذهب إلى الاستحباب فغنني

ص: 524

سألتزم برأيه، وأرجو أن أوفق لبيان رأيه بشكل صحيح، وأسأل الله المغفرة إن كان هناك خطأ غير متعمد مني في تقرير رأيه، وأطلب من كل من لديه معرفة بأدلة القائلين بالإستحباب وخصوصاً العلماء أن يرشدني إلى مواضع الخطأ في كلامي عند نقل استدلالاتهم على الإستحباب. ولكن بما أنك يا محمد تريد أن تنفي حكم الجواز أيضاً، فإن جوابي سيكون متضمناً لحكم القائلين بالجواز أيضاً.

3- لا ينبغي الغفلة أنك تريد البحث معنا من خلال أدلتنا على الجواز والإستحباب، ولذا كان سؤالك هو هل فعل أحد من أئمتكم ذلك ؟ ولايصح بعد إيراد الدليل من كتبنا وأقوال أئمتنا أن تذكر لي روايات من كتبكم فيها روايات تدل على عدم جواز اللطم أو غير ذلك . وقد ذكرت لك أنني أعلم مسبقاً أن أهل السنة يذهبون إلى عدم جواز ضرب القامات وكثير مما تقوم به الشيعة في مجالس الإمام الحسين علیه السلام . ومن هنا فلم يكن من الصحيح أن تقول للأخ عبد النبي إن البكاء لايجوز مع طول العهد في مقام النقض، لأنك رجعت ثانية تستدل من كتبكم! ولكنني من باب الإحتجاج والإلزام طلبت منك أن تأتيني بالدليل من كتبكم على ذلك ؟ ولكن قبل إثبات حكم الجواز أو الاستحباب، لابد من البحث في أمرين:

الأول: هل عدم ورود النص يصلح لإثبات الحرمة أو نفي الاستحباب ؟ هناك العديد من الأحكام التي قال بها الفقهاء ولم يرد فيها بخصوصها نص شرعي، وبالتالي لايصح قصر الحكم على ورود نص متطابق مع المورد تماماً، ولكن من باب الإحتجاج صدرت فتوى من ابن باز تحرم على المرأة قيادة السيارة، ولهذا السبب بالضبط يمنع المرأة من ذلك في السعودية، ولكن كثيراً

ص: 525

من علماء أهل السنة يخالفونه في الرأي، فهل استند أي واحد منهما على حديث نبوي خاص متطابق مع المسألة ؟ كل ما في الأمر أنها محاولة من كلا الطرفين للإستناد إلى عمومات الأدلة، من إثارة الفتنة أو أصالة الإباحة، أو غير ذلك .

الثاني: هل يمكن أن تكون هناك استثناءات لبعض المحرمات ؟ هناك العديد من المحرمات التي ثبت فيها الإستثناء كالكذب للإصلاح بين المؤمنيين، وليس من الضروري أن تتفق المذاهب وآراء المجتهدين والفقهاء على موارد الإستثناء فقد تكون موضع اختلاف بينهم كبقية المسائل الإجتهادية، ومن باب المثال جاء في الموسوعة الفقهية الكويتية الجزء 22 الصفحة 74 حول الربا في دار الحرب: (ذهب جمهور الفقهاء وأبو يوسف من الحنفية إلى أنه لافرق بين تحريم الربا بين دار الحرب ودار الإسلام، فما كان حراماً في دار الإسلام كان حراماً في دار الحرب سواء جرى بين مسلمين أو مسلم وحربي سواء دخلها المسلم بأمان أم بغيره. واستدلوا بعموم القرآن والسنة في تحريم الربا من غير فرق، ولأن ما كان ربا في دار الإسلام كان رباً محرماً في دار الحرب . وقال أبوحنيفة ومحمد: لا يحرم الربا بين المسلم والحربي في دار الحرب ولابين مسلمين أسلما في دار الحرب ولم يهاجرا منه).

وبالتالي لا مانع أن يرد الاستثناء فيما هو مثل الربا أو أقل منه حرمة كالجزع واللطم وغير ذلك، ويبقى الكلام في وجود الدليل على ذلك ؟

4 - ولندخل الآن في صميم الموضوع، وهو في محورين:

الأول: وجود الدليل على الإستثناء، وقد أورد لك الأخ عبد النبي رواية عن الإمام الصادق علیه السلام حول استثناء الجزع على الإمام الحسين، وهي تستثني حكم

ص: 526

الجزع في خصوص الإمام الحسين علیه السلام . وهذه الرواية متفق على صحتها بين الفقهاء .

الثاني: دلالة هذا الحديث، ولقد قال لك الأخ عبد النبي إن اللطم وضرب القامات من مصاديق الجزع . فقلت: بأننا لانتكلم عن الجزع بل عن لطم الصدور وشج الرؤوس، وهذا خروج عن الموضوع ! فهل تملك دليلاً يمكنك من خلاله أن تنفي كون ذلك من الجزع ؟ فإن الجزع هو عدم الصبر في المصيبة، وعدم الصبر يتحقق بصور كثيرة منها اللطم والإدماء . ولو افترضنا جدلاً أنك لاتسلم في أن هذا من مصاديق الجزع، فمثل هذا الإختلاف لا يمكن أن يلغي فهمي ليجعله في دائرة الحرام، ويكون فهمك له في دائرة التشريع . ولو رأيت أن إنشاء مركز فني لتعليم الحرف المهنية من مصاديق التعاون على البر، ولم تعتقد أنت ذلك، فهل سيكون لهذا الاختلاف تأثير في عملي بحيث لايمكن حمل عملي على الصحة ولو من باب اختلاف الإجتهاد؟! إنها شبهة موضوعية، ولايحق أن يلزم أحد الطرفين الآخر برأيه .

أما عندنا فقد وردت رواية في الكافي للكليني بينت شمول مفهوم الجزع وذكرت أمثلة على ذلك، فقد روى في الجزء 3 صفحة 222 بسنده عن جابر، عن الإمام الباقر علیه السلام أنه قال: قلت له: ما الجزع ؟ قال: أشد الجزع الصراخ بالويل والعويل، ولطم الوجه والصدر، وجز الشعر من النواصي . وهذا المقدار يكفينا في إثبات الحكم وهناك غير ذلك أعرضت عنه. أطلب منك في الجواب أن تتناول ما طرحته نقطة نقطة، حتى لا أضطر لإعادة نفس ما قلته ! ولكي لا نكون في سباق لإعادة ما ذكر مسبقاً !

ص: 527

أما بخصوص طلبك حول المصادر التي تحدثت عن إخبار جبرئيل علیه السلام للنبي صلی الله علیه و آله بمقتل ولده الحسين علیه السلام في كربلاء وإتيانه بشئ من تربتها له وبكاء النبي صلی الله علیه و آله وإيداع ذلك التراب عند زوجته أم سلمة رضي الله عنها، فأكتفي بذكر رواية واحدة منها، وأشير إلى المصادر اختصاراً حيث ستجد فيها من المطالب التي لم تتضمنها رواية الطبراني . روى الطبراني في المعجم الكبير الجزء الثالث صفحة 105 الحديث رقم 2811 في ترجمة الإمام الحسين علیه السلام : (حدثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدثنا محمد بن عبيد، حدثني شرحبيل بن مدرك الجعفي، عن عبد الله بن نجي، عن أبيه، أنه سافر مع علي رضي الله عنه فلما حاذى نينوى، قال: صبراً يا أبا عبد الله، صبراً بشط الفرات . قلت: وما ذاك ؟ قال: دخلت على رسول الله ذات يوم وعيناه تفيضان فقلت: هل أغضبك أحد يا رسول الله، ما لي أرى عينيك مفيضتين؟! قال: قام من عندي جبريل علیه السلام فأخبرني أن أمتي تقتل الحسين ابني ! ثم قال: هل لك أن أريك من تربته؟ قلت: نعم. فمد يده فقبض، فلما رأيتها لم أملك عيني أن فاضتا !!).

(وقال محقق الكتاب حمدي عبد المجيد السلفي في الهامش:ورواه أحمد وأبو يعلى والبزاز، قال في مجمع الزوائد 9 ظ 187: ورجاله ثقات، ولم ينفرد نجي بهذا، ورواه ابن عساكر في ترجمة الحسين ص 165-167 من طرق . وروى الطبراني عدة أحاديث في نفس المصدر بهذا المضمون، واعترف محقق الكتاب أن فيها أحاديث صحيحة، فراجع الأحاديث رقم 2817،2819،2820 . ويمكنك أيضاً الرجوع إلى مسند أحمد 3/242، ومجمع الزوائد 9/189، ومسند أبي يعلى 1/ 298) .

- وكتب (محمد إبراهيم) بتاريخ 5-11-1999، السابعة مساءً:

ص: 528

يا موسوي . . عدت إلى هوايتك في تمييع الموضوع . قبل أن أستمر بتفنيد كلامك أذكرك أن موضوع النقاش هو: اللطم والتطبير.. الذي تقومون به في مآتمكم أو حسينياتكم في الثلث الأول من شهر محرم من كل عام .. أنت تحاول أن تربط بين الإحتفال بالمولد النبوي - وهو مسألة خلافية عند المسلمين - باحتفالكم باستشهاد سيدنا الحسين رضي الله عنه: كيف تربط بين هذا وبين مناقشتنا في اللطم والتطبير ؟ ولكنني يجب أن أعترف أن هذه هي المرة الأولى منذ أن دخلت أنت معي في النقاش في هذه المسألة التي تفضلت بها في الكلام عن موضوع المناقشة وهو: اللطم والتطبير - الحمد لله على السلامة - وكذلك قمت بالرد على تساؤلاتي، ولذلك سأراجع معك الأسئلة والأجوبة:

سؤالي: هل فعل أي من أئمتكم ما تقومون به من اللطم والتطبير أوأمر به ؟

جوابك 1: لم يرد في أي نص أن أحدا من أئمتنا قد ضرب رأسه بالهامات، وكل ما ورد أن زينب بنت أمير المؤمنين علیه السلام نطحت رأسها بمقدم المحمل عندما رأت رأس أخيها .....

التعليق: إذا أنت تعترف بأن أي من أئمتكم لم يلطم ولم يطبر كما تفعلون أنتم الآن، ولكنكم اجتهدتم في فهم الرواية التي أوردها المجلسي في بحار الأنوار - إن صحت - ففسرتم ذلك بجواز اللطم والتطبير في عاشوراء .

جوابك 2: ومن باب الأمانة في النقل فإن فقهاءنا اختلفوا في حكم ضرب القامات على ثلاثة آراء، وجمهور الفقهاء ذهبوا إلى الجواز والإستحباب . . . . التعليق: صراحة وحقيقة أحترم فيك أمانة النقل كما أحترم اختيارك الشخصي في الأخذ باستحباب وجواز ضرب القامات عند فقهائكم، ولكننا أمام أمر هو فعل عامة ملتكم وتحاولون لصقه بالإسلام، ولذلك فإنه مع احترامي لاختيارك

ص: 529

الشخصي، فإننا سنأخذ في الإعتبار حكم أغلبية فقهائكم الذين ذهبوا إلى الجواز والإستحباب: أي أن أغلبية فقهائكم يجيزون ويحببون لكم أن تلطموا وأن تطبروا !

جوابك 3: لا ينبغي الغفلة أنك تريد البحث معنا من خلال أدلتنا على الجواز والإستحباب ....

التعليق: طبعاً أنا لا يمكن أن ألزمكم بأدلتنا، ولكن من واجبي أن أظهر حكم الأمر عند عموم المسلمين، حيث أنكم بفعلكم هذا تخالفون عموم المسلمين وكذلك بعض الشيعة . وعموماً سأحاول أن أبقي البحث من خلال أدلتكم . كما أنك في الأمور التي بحثتها في عدم ورود نص يصلح لإثبات الحرمة أو نفي الإستحباب، وفي إمكان أن تكون هناك إستثناءات لبعض المحرمات(؟)لم تربط بين بحثك وبين الموضوع محل النقاش وهو اللطم والتطبير!

جوابك 4، وهو الأهم: ولكنني لن أكرر كلامك هنا لأنه كثير وتكرار لما جاء في رسالتك ويمكن للقراء أن يرجعوا إلى رسالتك لمعرفة جوابك بالضبط، وسأكتفي بالإشارة لبعض ما أوردته مع تعليقي عليه: خلاصة كلامك: أن مفهوم الجزع يشمل عندكم اللطم والتطبير ؟! وبما أن لديكم رواية عن سيدنا جعفر الصادق رضي الله عنه تقول: كل الجزع حرام إلا على جدي الحسين. فإنكم ربطتم بين الأمرين وأخذتموهما استناداً لما تقومون به من اللطم والتطبير في الثلث الأول من شهر محرم .

ص: 530

التعليق: الحديث الذي ذكرتموه عن الجزع هو الحديث التالي: عن معاوية بن وهب عن أبي عبد الله علیه السلام في حديث قال:كل الجزع والبكاء مكروه سوى الجزع والبكاء على الحسين . (وسائل الشيعة ج 3 باب 87 ص 282 رواية 3657) .

وفي رواية أخرى: عن الحسن بن علي بن أبي حمزة، عن أبيه، عن أبي عبد الله قال: سمعته يقول: إن البكاء والجزع مكروه للعبد في كل ما جزع ما خلا البكاء على الحسين بن علي فإنه فيه مأجور . (وسائل الشيعة ج 14 باب 66 ص 506) .

وهناك رواية في وسائل الشيعة ج 14 باب 66 ص 509 رواية 19709، ربما هي مستندكم فيما تفعلونه في عاشوراء ولكن لو درستم الرواية جيداً وتأملمتوها لربما أعدتم النظر فيها: عن أبي جعفر في حديث زيارة الحسين يوم عاشوراء من قرب وبعد قال: ثم ليندب الحسين ويبكيه ويأمر من في داره ممن لايتقيه (؟) بالبكاء عليه ويقيم في داره المصيبة، بإظهار الجزع عليه وليعز بعضهم بعضا بمصابهم بالحسين، وأنا ضامن لهم (؟) إذا فعلوا ذلك على الله عز وجل جميع ذلك. يعني ثواب ألفي حجة وألفي عمرة وألفي غزوة (؟) . قلت: أنت الضامن لهم ذلك والزعيم؟ قال: نعم. قلت: وكيف يعزي بعضنا بعضاً؟ قال: تقول عظم الله أجورنا بمصابنا بالحسين، وجعلنا وإياكم من الطالبين بثأره مع وليه والإمام المهدي من آل محمد. وإن استطعت أن لا تنشر في حاجة فافعل، فإنه يوم نحس (؟) لا تقضى فيه حاجة مؤمن وإن قضيت لم يبارك له فيها، ولا يرى فيها رشداً، ولا يدخرن أحدكم لمنزله فيه شيئاً فمن ادخر في ذلك اليوم شيئاً لم يبارك له في أهله (؟) فإذا فعلوا كتب الله لهم ثواب ألف حجة وألف

ص: 531

عمرة وألف غزوة مع رسول الله (؟) وكان له كثواب كل نبي ورسول وصديق وشهيد مات، منذ أن خلق الله الدنيا إلى أن تقوم الساعة (؟؟) .

وتفسير الجزع عندكم وردعن الصادق في كتاب مستدرك الوسائل للنوري الطبرسي ج 2 باب 64 ص 427 رواية 2363: (وتفسير الجزع اضطراب القلب وتحزن الشخص، وتغير السكون وتغير الحال) .

إذاً هذا الجزع عندكم مكروه إلا عن الحسين رضي الله عنه حسب أحاديثكم ؟ ولكن هذا يتناقض مع أحاديث أخرى تنهى عن الجزع بشكل مطلق ولم تستثن سيدنا الحسين مثل: جاء في مستدرك الوسائل للنوري الطبرسي: عن أمير المؤمنين (علي) أنه قال: إياك والجزع فإنه يقطع الأمل وضعف العمل ويورث الهم . (ج 2 باب 64 ص 421 رواية 2346).

جاء في كتاب الكافي: عن أبي عبد الله قال: إن الصبر والبلاء يستبقان إلى المؤمن فيأتيه البلاء وهو صبور، وإن الجزع والبلاء يستبقان الكافر فيأتيه البلاء وهو جزوع . (ج3 ص223رواية 3) لاحظ الربط بين الصبر والمؤمن وبين الكافر والجزع.

وجاء في كتاب بحار النوار للمجلسي: وترك الاعتراض على المقدر لها وعدم الشكاية والجزع وهو من أعظم الإيمان . (ج67 باب 14 ص 269 رواية 1).

وجاء في كتاب شرح نهج البلاغة ج19 باب 298 ص 195: قال علي علیه السلام على قبر رسول الله صلی الله علیه و آله ساعة دفن: إن الصبر لجميل إلا عنك وإن الجزع لقبيح إلا عليك . لاحظ أن الحديث يقول أن الإستثناء الوحيد في الجزع هو الرسول صلى الله عليه وسلم . وفي موقع آخر في نفس الصفحة: قول علي وهو يلي غسل رسول الله ص وتجهيزه: ولولا أنك أمرت بالصبر ونهيت عن الجزع

ص: 532

لأنفذنا عليك ماء الشؤون. لاحظ أن الحديث يقول أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد نهى عن الجزع بشكل مطلق ؟ ولكن هذه الأحاديث تتناقض أيضاً مع أحاديث أخرى لديكم عن الجزع، حيث أنها تعتبر أن الجزع أمر طبيعي يحصل لكل إنسان، وتتناقض مع مسألة النهي عنه وتحريمه:

في بحار الأنوار للمجلسي: وقد جزع الأنبياء ومن جرى مجراهم من المؤمنين المطهرين بعد مفارقة أولادهم وأحبائهم . (ج12 باب 9 ص 326 رواية 148) .

في وسائل الشيعة للحر العاملي: عن محمد بن عبد الله الكوفي قال: لما حضرت إسماعيل بن أبي عبد الله علیه السلام الوفاة جزع أبو عبد الله جزعاً شديداً، فلما غمضه دعا بقميص غسيل أو جديد فلبسه ثم تسرح وخرج يأمرأو ينهى، فقيل له لقد ظننا أن لا ننتفع بك زماننا لما رأينا من جزعك، فقال: إنا أهل بيت نجزع ما لم تنزل مصيبة، وإذا نزلت صبرنا .

في (مستدرك الوسائل) للنوري الطبرسي عن موت سهل بن حنيف: وقال: لما مات جزع أمير المؤمنين (علي) عليه جزعاً شديداً وصلى عليه خمس صلوات (؟؟) (ج2 باب6 ص 261 رواية 1914) .

نكتفي بهذا القدر من الحديث عن الجزع، والخلاصة فيما أوردناه أن هناك اضطراباً لديكم عن الجزع وهل يجوز أم لا يجوز، وإذا أخذتم بحديث جعفر الصادق عن النهي عن الجزع، فإنه يخالف أحاديث أخرى عن الجزع . وهناك الحديث المضطرب الذي ورد في وسائل الشيعة وورد في كتب أخرى والذي يقول أن إقامة مراسم العزاء تعادل ألفي حجة وعمرة وغزوة مع الرسول، ومن يفعل أشياء معينة في هذا اليوم يحصل على أجر كبير ويحصل على ثواب كل

ص: 533

نبي وصديق وشهيد من أن خلق الله الدنيا وحتى يوم القيامة؟ طبعاً هذا الحديث مردود قلباً وقالباً، وإذا كنتم تستندون لهذا الحديث في أمر إقامة المآتم والحسينيات فإنكم مساكين، حيث أن هذا الحديث يدعوكم لترك الحج والعمرة والجهاد في سبيل الله، وتكتفون بإقامة مراسم العزاء في الحسينيات . هذا خلاصة كلامي عن الجزع أوردته حتى لا أعود أنا إليه، وسوف أعود إلى موضوع الصفحة الأصلي وهو اللطم والتطبير، حيث أنني سأكتب عنه في رسالتي التالية مستشهداً بكتبكم كما طلبت أنت مني . ثم بعدها سأعود إلى الحديث الذي ذكرته أنت عن تربة الحسين .

بالنسبة لما طلبته عن حوارك معي أنا وعدو الزنادقة، فلقد أعطيتك جوابي النهائي، ولم أجد في الصفحة ما يستحق الرد من جديد .

فإن لم يستجيبوا لك فاعلم أنما يتبعون أهواءهم، ومن أضل ممن اتبع هواه بغير هدى من الله، إن الله لا يهدي القوم الظالمين . القصص – 50 .

- وكتب (الموسوي) بتاريخ 9-11-1999، الثالثة صباحاً:

إلى محمد إبراهيم .. لاحاجة إلى تذكيري بموضوع النقاش، فهو صلب الموضوع، ولكنك عندما تتعرض لنقاط لها ارتباط بنحو وآخر بالموضوع الرئيسي فلا يمكنني إغفالها، لأنني رأيتك في موضوع ضرب القامات والصدور تتخذ أسلوب إثارة تلك النقاط في خاتمة المطاف وتربطها بأصل الموضوع في محاولة تقوية رأيك، رغم أنها ليست في صميم النقاش، ولذا كان من اللازم الإجابة عنها .

وللعلم فقط فإنه لم يثر شبهة عدم جواز البكاء مع بعد العهد (وما له من ارتباط بعدم جواز اللطم وضرب الرأس مع بعد العهد) والقيام بطقوس معينة في

ص: 534

أماكن معينة في أوقات معينة غيرك، فمن الذي غير مسار البحث ؟! ولا أريد أن أحملك على سوء الظن (فأقول أنك تتعمد التغافل عما ذكرته) ولكن يبدو أنك سريع النسيان، فأنت الذي أثرت أن ما قامت به زينب ساعة الحدث شئ، وأن ما تقومون به من طقوس معينة في أيام مخصوصة (الثلث الأول من محرم بالخصوص) في أماكن مخصوصة شئ آخر حيث قلت: (وكذلك أوضحت له أن ما فعلته السيدة زينب حسب رواياتكم كان في لحظة نكبة شهيد الأمة سيدنا الحسين رضي الله عنه وأرضاه، ولم يأت برواية أن سيدتنا زينب فعلت هذا بعد ذلك) .

وحيث قلت: (وحتى لا تظن أنني أتهرب أقول لك إن استدلالك في بكاء النبي صلی الله علیه و آله وصحبه وسلم في البكاء عند قبر أمه، لا يمكن أن تقيسه بما تفعلونه أنتم من عمل طقوس للبكاء في مواقع مخصصة لذلك) . وقلت أيضاً: (ما هي استدلالاتكم فيما تقومون به من لطم وضرب وتطبير وطقوس معينة، جعلتم لها أوقات معينة ومواقع معينة) .

كان جوابي أن هذا ما يقوم به غيرنا بعد أكثر من ألف سنة في أزمنة معينة وهي مولد النبي مثلاً في أماكن معينة وفي طقوس معينة، فصور الإحتفال بالمولد بما فيها من استعمال الزينة والخروج في الشوارع في مواكب كما في مصر وباكستان، أو إلقاء الأشعار أو الكلمات أو توزيع الحلوى وغير ذلك، ماهي إلا مظاهر للإحتفال وطقوس له، وكذلك الأمر في الاحتفال بعاشوراء مع فارق بين مظاهر الفرح ومظاهر الحزن المتمثل في اللطم وضرب القامات أو ما نسميه نحن بالتطبير .

ص: 535

هذه نقطة، والنقطة الأخرى أن هناك الكثير من المسائل التي لها ارتباط بالموضوع، مثل فهم البدعة ومثل تلك النقاط لابد من طرحها استيفاء للبحث . وأما جوابي على ما ذكرته فهو في النقاط التالية:

1- لم أجد في تعليقك الأول والثاني شيئاً جديداً، فإن كنت تريد من ذلك إثبات أمر معين فيمكنك الخوض فيه، ولكن من باب التأكيد على ما ذكرته أنا، وحتى لا أدع أي مجال للتوهم، أود التأكيد على ما ذكرته سابقاً أن مجال التشريع لا يقتصر على إثبات رواية في كل مورد مع وجود الأدلة العامة، ومحاولة تطبيق تلك الأدلة العامة على المورد المخصوص لم يقتصر أمره على الشيعة، فقط بل يمارسه العديد من المسلمين، فمثلاً قبلت في كلامك أن هناك اختلافاً بين المسلمين (وتقصد بهم طبعاً غير الشيعة !) في جواز إقامة الإحتفالات بمولد النبي صلی الله علیه و آله ، فهل اعتمد المجوزون على رواية خاصة تفيد أن النبي فعل ذلك أم أنهم استندوا إلى الأدلة العامة ؟ وهل مثل هذا الفهم المستند على الأدلة العامة يختلف عن فهم الشيعة المستند على الأدلة العامة في بعض ما يقومون به في المناسبات الدينية ؟

وتوضيحاً للأمر أكثر أكتفي هنا بذكر شاهد واحد وصغير يتعلق بمسألة من مهمات الأمور في الإسلام لأنها مرتبطة بأمر الفروج، والنص التالي منقول من كتاب الموسوعة الفقهية الكويتية، ففي الجزء الثامن الصفحة 174 من الموسوعة جاء ما يلي: (وإذا استؤذنت البكر في النكاح فبكت فإن للفقهاء في دلالته على الرضا وعدمه اتجاهات ثلاثة: أ- فالحنفية والشافعية يقولون: إذا كان البكاء بلا صوت فيدل على الرضا وإن كان بصوت فلايدل على الرضا. ب - المالكية يقولون إن بكاء البكر غير المجبرة وهي التي يزوجها غير الأب من

ص: 536

الأولياء يعتبر رضاً لاحتمال أن هذا البكاء إنما هو لفقد الأب مثلاً، فإن علم أنه للمنع من الزواج لم يكن رضا. ج - الحنابلة يقولون أن البكاء إذن في الزواج . . الخ .) .

فالقول بأن البكاء مع الصوت دليل على عدم الرضا كما عليه الشافعية والحنفية لم يرد فيه نص، وأنا أتحداك أن تثبت نصاً من قبلكم في ذلك، ولكنه محاولة لتطبيق مفهوم الرضا المشترط في الزواج على المورد .. ومع تحفظنا على هذا الفهم ولكننا لم نجد من طعن فيهم لمجرد هذا الفهم، فلماذا تريدون أن تفرضوا رأيكم فيما نفهمه من مفهوم الحزن والجزع؟! أليس من حقنا أن نجتهد في فهم ما يرد من النصوص ؟ أم أن هذا الحق مقصور على أصحاب المذاهب الأربعة فقط ؟!

2- أما بخصوص تعليقك الثالث، فإنني أستغرب كيف لم تحرك ذهنك لثوان فقط لمعرفة الارتباط الوثيق بين مسألة قابلية استثناء المحرمات وبين التطبير واللطم، فإنني أشرت إلى أصل القابلية وشفعتها برواية الجزع، وقبل ذلك رواية ضرب زينب رأسها بمقدم المحمل !! أي أنه يصح أن نقول أن اللطم محرم في وفاة الفقيد إلا على الحسين علیه السلام وضرب القامات لايجوز إلا على الحسين ! بالطبع لا أريد أن أحصر المورد في اللطم مثلاً على الإمام الحسين علیه السلام فنحن نلطم حتى في وفاة النبي والأئمة علیهم السلام استناداً على الأدلة العامة .

3- أما بخصوص تعليقك الرابع وهو بيت القصيد، فإنه يبدأ من قولك: (وتفسير الجزع عندكم ورد عن الصادق في كتاب مستدرك الوسائل للنوري الطبرسي . . . وانتهاء بقولك: فإنكم مساكين حيث أن هذا الحديث يدعوكم

ص: 537

لترك الحج والعمرة والجهاد في سبيل الله وتكتفون بإقامة مراسم العزاء في الحسينيات !)، وسأرد عليه عبر النقاط التالية:

أ- لم تبين مدى موقفنا من الروايات التي أوردتها من ناحية الصحة والضعف، كما أنك اعتمدت على مصادر غير شيعية مثل شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد المعتزلي، وللعلم فإن كثيراً إن لم يكن الأكثر من المصادر التي استند إليها المحدث النوري في المستدرك ليست محل قبول من علمائنا، وبالتالي لا يمكنك أن تحجني بأي رواية لمجرد وجودها في مصادرنا، ولكنني مجاراة لك سأرد عليك على فرض القبول بها أيضاً !! مع أنها ضعيفة الإسناد .

ب- الرواية الأولى التي أوردتها في معنى الجزع لاتتنافى مع ما نقوله، فهي في مقام بيان الحالة الباطنية والوصف الباطني للجزع، باعتبار أن الحزن والجزع والفرح والغضب والرضا كلها من الأمور القلبية، أما مظاهر تلك الأمور فتختلف، فالفرح مثلاً قد نعرفه بأنه انبساط وانشراح في النفس، أما مظاهره فتتفاوت فقد تحصل بضحك أو بكاء أحياناً أو قفز أو صيحة أو تصفيق.. كل بحسب عادته، فهل هناك تنافٍ بين قولنا إن أشد الفرح هو البكاء في مقام بيان مظاهر الفرح، وبين قولنا الفرح هو انشراح في النفس، في مقام بيان الوصف الحقيقي الباطني للفرح ؟!

والرواية التي أوردتها في رسالتي السابقة وتقول: أشد الجزع الصراخ بالويل والعويل ولطم الوجه والصدر وجز الشعر من النواصي.. هي في مقام ذكر أمثلة على أشد مظاهر الجزع، وليست في مقام بيان حقيقة الجزع حتى تكون متعارضة مع الرواية الأولى التي نقلتها ؟

ص: 538

ج - أود أن أخبرك يامحمد أنك تجبرني – وللأسف - في كثير من الأحيان على إعادة ما أذكره سابقاً لعدم التفاتك لما طرحته، فأنت تقول أن رواية كل الجزع والبكاء مكروه تتعارض مع رواية مستدرك الوسائل عن أمير المؤمنين علیه السلام التي يقول فيها: إياك والجزع، فقلت: ولكن هذا يتناقض مع أحاديث أخرى تنهى عن الجزع بشكل مطلق، ولم تستثن سيدنا الحسين . وقد غاب عنك أنني ذكرت في رسالتي السابقة أن هناك بعض الأمور التي قد تكون محرمة كالربا - وأحياناً مكروهة - ولكن حصل فيها الإستثناء، فهل ترى تعارضاً بين حكم العام وحكم الخاص، يمكنك مراجعة كتبكم في أصول الفقه لتعرف أنه لاتناقض بينهما، والرواية التي وردت عن الإمام الصادق علیه السلام صريحة في الإستثناء، وهي رواية صحيحة وفقاً للميزان السندي.

د – أما بخصوص رواية الكافي وكلام العلامة المجلسي، فهما حول أصل حكم الصبر والجزع بغض النظر عن استثناءاته، ونحن لانشك أن الصبر من أفضل دعائم الإيمان، وأن الجزع أمر مذموم، وهذا لايعني أن هذين الحكمين لا يقبلان الاستثناء . ولابد من التنبيه على أمر مهم وهو أن فقهاءنا قالوا بحرمة الجزع في صورة عدم الرضا بالقضاء كما ذكر ذلك الحر العاملي في الوسائل، وليست حرمته بشكل مطلق .

ه- - أما ما جاء في شرح نهج البلاغة، فلا يوجد أي تناف بين خصوص استثناء النبي صلی الله علیه و آله من حكم الجزع وبين استثناء الإمام الحسين أيضاً، ونظير ذلك كثير في الأحاديث . والذي يفهمه الفاحص أن دائرة الإستثناء تتسع، وأن الغرض من استثناء كل واحد على حدة هو بيان أهمية ذلك الإستثناء . ولتقريب الفكرة: جاء في صحيح مسلم كتاب الصلاة الحديث 599:

ص: 539

(حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الله بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ، عَنْ حَبِيبِ بْنِ الشَّهِيدِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَطَاءً يُحَدِّثُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ الله صَلَّى اللهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: لا صَلاةَ إِلا بِقِرَاءَةٍ. وفي سنن الترمذي كتاب الصلاة 287: وَرَوَى أَبُو عُثْمَانَ النَّهْدِيُّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: أَمَرَنِي النَّبِيُّ صَلَّى اللهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ أُنَادِيَ أَنْ لاصَلاةَ إِلا بِقِرَاءَةِ فَاتِحَةِ الْكِتَابِ) .

فهل تفهم من الحديثين التناقض، أم أن النبي يريد أن يضم شيئاً آخر إلى استثنائه الأول، وإنما أفردهما بالذكر لبيان أهمية كل واحد منهما؟! وعلى هذا الأساس فلا مانع من أن يضم إلى جزع الإمام الحسين الجزع عن النبي صلی الله علیه و آله . أما المقطع الثاني من شرح نهج البلاغة، فهي في ظاهرها متنافية مع سابقتها إلا مع بعض التوجيهات التي لن تروق لك، وبالتالي نعرض عنها . ولاداعي لتذكيرك أن المصدر التي نقلت فيه تلك الرواية ليس من مصادر الشيعة. وبالطبع فإن التعارض هو بين استثناء النهي عن النبي وبين التصريح بعدم استثنائه . أما النهي المطلق عن النبي صلی الله علیه و آله فلا يتعارض مع استثنائه في حق الإمام الحسين علیه السلام لعدم التصرح بالمنع، فلا يكون تعارض بين العام والخاص .

و - أما قولك: ولكن هذه الأحاديث تتناقض أيضاً مع أحاديث أخرى لديكم عن الجزع، حيث أنها تعتبر أن الجزع أمر طبيعي يحصل لكل إنسان وتتناقض مع مسألة النهي عنه وتحريمه .

ففيه: أن الجزع ليس محرماً على كل حال، وبالتالي يصح أن تكون تلك الروايات تتحدث عن الجزع غير المحرم، فيكون النهي فيها تنزيهياً لاتحريمياً.

ص: 540

ز- وبما ذكرناه يتبين وجه الضعف في قولك: والخلاصة فيما أوردناه أن هناك اضطراب لديكم عن الجزع وهل يجوز أم لا يجوز، وإذا أخذتم بحديث جعفر الصادق عن النهي عن الجزع فإنه يخالف أحاديث أخرى عن الجزع.

فإنه لا اضطراب لدينا في الجزع، فمنه محرم وقد ورد فيه الإستثناء على الإمام الحسين، ومنه غير المحرم، ولاتعارض بين حديث الإمام الصادق علیه السلام وبقية الأحاديث، لأنه لاتعارض بين العام والخاص .

ح- أما اعتراضك على رواية وسائل الشيعة فقد ذكرت أن هذه الرواية تدعو إلى ترك الحج والجهاد في سبيل الله ؟! وهذه زلة كبيرة جداً منك، فإن الرواية لم تدع إلى ترك الجهاد والحج ! أي أن المسألة ليست من قبيل مانعة الجمع على حد تعبير المنطقيين، إذ يمكن للإنسان أن يشارك في البكاء ويأتي بالحج والجهاد أيضاً، والتنافي يتصور في حال دعوة الرواية إلى ترك الحج والجهاد، ولو بحثت في كتبنا فلن تجد رواية واحدة تدعو إلى ترك أصل الجهاد والحج وإن تعرضت لشروطهما. وفرق بين أن أقول لايجب الحج على غير المستطيع، وبين القول لايجب على المسلمين الحج ! وتوضيحاً للأمر أكثر جاء في مسند أحمد مسند العشرة المبشرين بالجنة بسند صحيح 928: (حَدَّثَنَا عَبْدُ الله بْنُ يَزِيدَ، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنِ الْحَكَمِ، عَنْ عَبْدِ الله بْنِ نَافِعٍ، قَالَ: عَادَ أَبُو مُوسَى الآشْعَرِيُّ الْحَسَنَ بْنَ عَلِيٍّ فَقَالَ لَهُ عَلِيٌّ رَضِي اللهم عَنْهم: أَعَائِدًا جِئْتَ أَمْ زَائِرًا؟ فَقَالَ أَبُو مُوسَى: بَلْ جِئْتُ عَائِدًا. فَقَالَ عَلِيٌّ رَضِي اللهم عَنْهم سَمِعْتُ رَسُولَ الله صَلَّى اللهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: مَنْ عَادَ مَرِيضًا بَكَرًا شَيَّعَهُ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ كُلُّهُمْ يَسْتَغْفِرُ لَهُ حَتَّى يُمْسِيَ وَكَانَ لَهُ خَرِيفٌ فِي الْجَنَّةِ وَإِنْ عَادَهُ مَسَاء شَيَّعَهُ سَبْعُونَ أَلْفَ مَلَكٍ

ص: 541

كُلُّهُمْ يَسْتَغْفِرُ لَهُ حَتَّى يُصْبِحَ وَكَانَ لَهُ خَرِيفٌ فِي الْجَنَّة) . فهل أن استغفار الملائكة للإنسان يلغي استحباب أو وجوب الإستغفار ؟

وفي سنن ابن ماجة كتاب ما جاء في الجنائز الحديث 164: (حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ يُوسُفَ، قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، قَالَ أَنْبَأَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ، ح وحَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ أَبِي السَّفَرِ، قَالَ: حَدَّثَنَا حَجَّاجُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: قَالَ ابْنُ جُرَيْجٍ: أَخْبَرَنِي إِبْرَاهِيمُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عَطَاءٍ، عَنْ مُوسَى بْنِ وَرْدَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ مَاتَ مَرِيضًا مَاتَ شَهِيدًا وَوُقِيَ فِتْنَةَ الْقَبْرِ وَغُدِيَ وَرِيحَ عَلَيْهِ بِرِزْقِهِ مِنَ الْجَنَّةِ) . فهل حصول المريض على أجر الشهيد يجعله مثل الشهيد ويلغي فضل الجهاد والشهادة ؟

وفي صحيح مسلم الحديث رقم 2469: (حَدَّثَنِي عَمْرٌو النَّاقِدُ وَزُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ، وَاللَّفْظُ لِعَمْرٍو، قَالا: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ يَبْلُغُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ صَلاةٌ فِي مَسْجِدِي هَذَا أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ صَلاةٍ فِيمَا سِوَاهُ إِلا الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ). فهل أفضلية الصلاة في مسجد النبي يلغي فضيلة الصلاة في بقية المساجد ..؟ ولو أردت أن أسرد لك الروايات الواردة في كتبكم لخرجنا عن الموضوع .

إن مسألة تحديد الأجر على الأعمال هي من المسائل الغيبية التي لا شأن لنا في مناقشتها، بل لابد من التسليم بها إذا ثبتت بدليل، فكيف يكون مقام كافل اليتيم ومقام النبي في الجنة من القرب كالفارق بين السبابة والوسطى ؟ ثم هل نسيت ما قام به أبطال المقاومة الإسلامية في جنوب لبنان من عمليات جهادية في العاشر من المحرم هذا العام ؟ فهل تركوا العزاء على سيد الشهداء لأن ذلك يتنافى مع الجهاد ؟ إنها مغالطة تثير الضحك !

ص: 542

- وكتب (يعقوب) بتاريخ 9-11-1999، السادسة صباحاً:

أتقدم بخالص الشكر للمتحاورين الموسوي ومحمد إبراهيم، على النقاش الهادئ والمفيد الجاري بينهم، خير مثال يا إخوان .

- وكتب محمد إبراهيم بتاريخ 9-11-1999، السادسة مساءً:

الأخ الكريم يعقوب . . نشكرك على هذا الإطراء الذي لا نستحقه، وجزاك الله خيراً .

الموسوي .. بالرغم من تحفظاتي العديدة على ردودك بشأن ما أوردته أنا في مسألة الجزع فإنني أفضل أن أنتقل إلى الموضوع الرئيسي وهو اللطم والتطبير، وأترك موضوع الجزع للقراء لكي يحكموا عليه . سأقصر استدلالاتي على مصادر الشيعة الإمامية كما وعدتك، ولن أستعين بمصادر أهل الكتاب والسنة.. في كتاب التهذيب ج8 باب 4 ص 325 رواية 23: (عن حنان بن سديد قال: سألت أبا عن رجل شق ثوبه على أبيه أو على أمه أو على أخيه أو على قريب له؟ قال: لا بأس بشق الجيوب (؟) فقد شق موسى بن عمران على أخيه هارون (؟؟) ولا يشق الوالد على ولده (؟) ولا زوج على امرأته وتشق المرأة على زوجها (؟) وإذا شق والد على ولده فكفارته حنث يمين ولا صلاة لهما حتى (يكفرا ويتوبا) من ذلك. وإذا خدشت المرأة وجهها أو جزت شعرها أن نتفته ففي جز الشعر عتق رقبة أو صيام شهرين متتابعين أو إطعام ستين مسكيناً، وفي الخدش إذا دميت وفي النتف كفارة حنث يمين، ولا شئ في اللطم على الخدود سوى (الإستغفار والتوبة) وقد شققن الجيوب وألطمن الخدود الفاطميات (؟) على الحسين بن علي وعلى مثله تلطم الخدود وتشق الجيوب).

ص: 543

إن اللطم وشق الجيوب وخمش الوجه ونتف الشعر، كلها آثام تلتزم الكفارة والتوبة حسب هذا الحديث . ورغم ذلك فالحديث يقول أن الفاطميات شققن الجيوب وألطمن الخدود على مقتل سيدنا الحسين رغم أنه إثم ؟! كيف يكون الإثم الذي يستوجب الكفارة والتوبة حلالاً في موضع حراماً في آخر من دون اضطرار أو شئ من هذا القبيل .

في بحار الأنوار:63 باب 3/307 رواية 177، جاء حديث طويل فيه هذا المقطع: (وذكر مجاهد أن من ذرية إبليس (لاقيس) وهو صاحب الطهارة والصلاة و(الهفاف) وهو صاحب الصحاري و (مرة) وبه يكنى و(زلنبور) وهو صاحب الأسواق ويزين اللغو والحلف الكاذب ومدح السلعة و(بثر) وهو صاحب المصائب يزين خمش الوجوه ولطم الخدود وشق الجيوب....!) ولا بد أن له (بثر) رايات معقودة في كل حسينية ومأتم من مآتم الإمامية !

في بحار الأنوار: 12باب 9 /325 رواية 148: (وقد يرد على الإنسان من الحزن ما لا يملك رده ولا يقوى على دفعه، ولهذا لم يكن أحد منهياً عن مجرد الحزن والبكاء وإنما نهي عن اللطم والنوح وأن يطلق لسانه بما سخط).

لا يخرج هذا الكلام عن عقيدة أهل الكتاب والسنة في جواز الحزن والنهي عن اللطم والنوح .

في مستدرك الوسائل: 2 باب 72 /458 رواية 2458: (تقدم عن رسول الله ص أنه قال في حديث ليس عن البكاء نهيت، ولكنني نهيت عن صوتين أحمقين فاجرين، صوت عند نغمة لعب ولهو ورنة شيطان، وصوت عند مصيبة ولطم خدود وشق جيوب ورنة شيطان .. الخبر .) .

ص: 544

قارن بين ما نهى عنه الرسول صلى الله عليه وسلم، وبين ما يحصل في الثلث الأول من محرم عند الإمامية .

الخلاصة: أن اللطم والنواح وما شابه ذلك منهي عنهما عند الشيعة الإمامية، وهما إثم يستوجب الكفارة والتوبة . لاأدري ما الفلسفة في فتح باب إثم خاص لمناسبة مقتل سيدنا الحسين رضي الله عنه ؟ إذا كان اللطم والنواح إثماً فما بالك بالتطبير ؟ أم أنكم لا تقوون على رد دعوات (بثر) ؟

ملاحظة: بالنسبة لمناظرتك هناك فإنك تجبرني أن أقول إنها تافهة بالرغم من أنني كنت أتجنب ذلك ولكنك أنت مصر . لقد أعطيتك الرد النهائي، ولم أجد عندك ما يستحق أن أرد عليه فلا تتصنع الإنتصار .

عموماً أنا أترك الحكم الأخير للقراء .

- وكتب الموسوي بتاريخ 14-11-1999، الثالثة ظهراً:

إلى الزميل محمد إبراهيم .. يؤسفني أن أقول لك إنك - إذا أردت أن أحسن بك الظن - لم تستوعب حتى الساعة ما قلته في أجوبتي السابقة من أن الشئ قد يكون محرماً بالأصل وتكون فيه حالات استثنائية، فالربا الذي توعد القرآن الكريم مرتكبه بالحرب ووردت الأحاديث الكثيرة التي تعظم من حرمتها، ذهب بعض الأحناف بتحقق الاستثناء فيها ؟ فهل اللطم أشد حرمة أم الربا ؟! ولهذا السبب - أي إمكانية الإستثناء وتحققه - بالضبط يكون للربا حكمان حرام وجائز ؟ ونحن لا نعلم أسرار جميع الأحكام الشرعية حتى نقول لماذا صار هذا الشئ جائزاً في هذا المورد بعد كونه حراماً في الأصل ..

وأنا لن أورد لك حالياً العديد من الموارد التي حصل فيها الإستثناء، وهي جاهزة عندي إذا شئت - ولن أوردها اجتناباً للتطويل - وسأكتفي بنقل واحدة

ص: 545

منها ترتبط بمقامنا ومأخوذة من كتبكم .. جاء في صحيح مسلم 1554: (وحَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَزُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ وَإِسْحَقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ جَمِيعًا، عَنْ أَبِي مُعَاوِيَةَ، قَالَ زُهَيْرٌ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ خَازِمٍ، حَدَّثَنَا عَاصِمٌ، عَنْ حَفْصَةَ، عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ قَالَتْ: لَمَّا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ لا يُشْرِكْنَ بِالله شَيْئاً . وَلا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ، قَالَتْ: كَانَ مِنْهُ النِّيَاحَةُ، قَالَتْ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ الله إِلا آلَ فُلانٍ فَإِنَّهُمْ كَانُوا أَسْعَدُونِي فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَلا بُدَّ لِي مِنْ أَنْ أُسْعِدَهُمْ فَقَالَ رَسُولُ الله صَلَّى اللهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلا آلَ فُلانٍ) .

فإذا كانت النياحة وهي أمر محرم عندكم قد جاز فيها الإستثناء ولو في مورد واحد، كما في آل فلان، فلم لا يصح جوازه عندنا في الحسين علیه السلام بعد كونه مشمولاً بالجزع أولاً، ولورود الأدلة الخاصة ثانياً، وبعدكون النوح غير محرم في نفسه ثالثاً، فالمحرم هو النوح بكلام باطل ولابأس بالنوح بالحق. ومن هنا أرى من اللازم تصحيح ما قلته: (إن اللطم والنواح وما شابه ذلك منهي عنهما عند الشيعة الإمامية، وهما إثم يستوجب الكفارة والتوبة). فإنه ليس في النوح كفارة، والكفارة مخصوصة بموارد خاصة، كما أن النوح ليس أمراً محرماً في نفسه عند علمائنا، بل المحرم هو النوح بالباطل، يقول السيد اليزدي في العروة الوثقى وقد وافقه مراجعنا الذين كتبوا حاشية على كتابه ما يلي: (يجوز النوح على الميت بالنظم والنثر، ما لم يتضمن الكذب ولم يكن مشتملاً على الويل والثبور).

ثم اعلم أن هناك استثناء ذهب إليه علماؤنا تبعاً لما ثبت عندهم عن أهل البيت علیهم السلام ، وهو أن شق الثياب جائز في خصوص الأب والأخ، قال السيد اليزدي في (العروة الوثقى): (وكذا لايجوز شق الثوب على غير الأب والأخ) . والحديث الأول الذي نقلته من كتاب تهذيب الأحكام يؤيد كلامي لأمرين:

ص: 546

الأول: أن الرواية صرحت بتحقق استثناء الحرمة في موضعين وهما شق الأخ جيبه على أخيه، واللطم وشق الجيب على الإمام الحسين، وهذا ما يثبت ما ذكرته سابقاً .

الثاني: أنه يؤكد ما ذكرته سابقاً أن الرواية الصحيحة استثنت حكم الجزع على الإمام الحسين، وجاء في الرواية الأخرى أمثلة للجزع وجاء فيها: أشد الجزع الصراخ بالويل والعويل ولطم الوجه والصدر وجز الشعر من النواصي . أي أن لسان رواية تهذيب الأحكام نفس لسان رواية: كل الجزع والبكاء .. إلخ .

أما الرواية التي نقلتها عن الجزء 63 من بحار الأنوار، فإن العلامة المجلسي كثيراً ما ينقل في بحاره عن كتب أهل السنة - وكما فعل من قبل الطوسي والطبرسي في تفسيريهما حيث أكثرا من النقل عن المفسرين السنة - ولا يعني ذلك التزامه بتلك الروايات، بل أن نقله للأحاديث الواردة في كتب الشيعة لايعني قبوله لها جميعاً، فكيف بما جاء في كتب غير الشيعة ؟

ومن نقل عنه الكلام أي مجاهد، ليس من علماء الشيعة ورجالها، كما أن المصدر الذي نقل عنه المجلسي هو كتاب تاريخ ابن خلكان وهو من السنة أيضاً، فهل يصح أن تحتج علينا بكلام عالم غير شيعي من كتاب مؤلفه غير شيعي لمجرد أن الناقل من الشيعة ؟ ما لكم كيف تحكمون ؟

كما أن مجاهد كما هو صريح نقل العلامة المجلسي، لم ينسب تقسيم أولاد إبليس إلى النبي صلی الله علیه و آله حتى يؤخذ بقوله، فلايصح الأخذ بقوله هذا، لا عند أهل السنة ولا عند الشيعة .

أما ما نقلته عن الجزء 12 من البحار، فلابد أن أصحح لك معلومة أن الفقرة التي نقلتها ليست برواية بل هي عبارة للسيد المرتضى أخ الشريف الرضي جامع

ص: 547

كتاب نهج البلاغة، وكانت في معرض دفاعه عن كل ما قد يكون مطعناً في عصمة الأنبياء، والنهي الوارد في النوح هو خصوص المحرم عندنا لا كل نَوْح، وهذا هو مقصود السيد المرتضى .

ولن أتوسع في هذا الموضوع، فإن حرمة النوح ليست على كل حال، حالياً لأنك لم تفصل القول فيه وذكرته استطراداً، ولهذا فقد اكتفيت بذكر إشارة إليه فقط من كلام السيد اليزدي ومراجعنا، وستكون لي عودة إليه بإذن الله إن جئت بشئ جديد حول هذا الموضوع .

أما رواية (مستدرك الوسائل) فقد ذكرت لك سابقاً أن ليس كل ما جاء في المستدرك مقبول عند علمائنا، بل أغلب الكتب التي نقل عنها المحدث النوري مما لم يكن في وسائل الشيعة غير ثابت عند معظم علمائنا صحتها، أو نسبتها إلى أصحابها، أو صحة أحاديثها .. وبالتالي فلا يصح الإحتجاج، ومؤلف الكتاب: الشريف الحسيني مؤلف كتاب التعازي، الذي نقل النوري منه الرواية من أعلام القرن الخامس الهجري وقد نقل الرواية مرسلة عن جابر!

ولكن مجاراة لك ثانية! أقول لا منافاة بين كون تلك الأمور محرمة في الميت العادي، ومستثناة في الإمام الحسين علیه السلام ، وكما استثنته رواياتنا. وبالتالي فلا تصح المقارنة التي أشرت إليها لأنه لا مقارنة بين الحرام والجائز .

أما قولك: (إذا كان اللطم والنواح إثماً فما بالك بالتطبير ؟)

فجوابه: اتضح مما تقدم، فإن النوح ليس إثماً على كل حال، كما أن اللطم وإن كان إثماً ولكن له مستثنياته، وهو في مورد اللطم على الإمام الحسين علیه السلام مشمول بالجزع الممدوح المستثنى من المذموم فيكون مستحباً، والتطبير كأحد أفراد الجزع وأمثلته يكون له نفس الحكم .

ص: 548

ثم إن موضوع الجزع كان في صلب الموضوع، وقد استفدت منه جواز اللطم والتطبير، فكيف تقول في بداية رسالتك: بالرغم من تحفظاتي العديدة على ردودك بشأن ما أوردته أنا في مسألة الجزع فإنني أفضل أن أنتقل إلى الموضوع الرئيسي وهو اللطم والتطبير، وأترك موضوع الجزع للقراء لكي يحكموا عليه ؟ فهل كان حوارنا السابق هامشياً بحيث لم ننتقل بعد كل ما دار بيننا إلى الموضوع الرئيسي؟! وأعتذر عن التأخير في الرد .

- قال العاملي: هنا انتهى الحوار.. ولم يجب بعدها محمد إبراهيم !

من مناقشات الموضوع في شبكة القطيف الشيعية

-كتب (علي) وهو وهابي، في شبكة القطيف في12-1-2001، الواحدة صباحاً، موضوعاً بعنوان (ضرب القامات وشج الرؤس والصدور لماذا ؟) قال فيه:

لا أدري لماذا يقوم الشيعة فى أنحاء العالم في يوم عاشوراء بضرب أنفسهم في السلاسل والسكاكين، وإن كانوا يختلفون فى العنف من بلد لآخر.. ولكن ما الحكمة من تعذيب أنفسهم ؟ خاصة إذا كان علي وأبناؤه فى نعيم الجنة ؟! فالحسن والحسين كما هو معروف هم سيدا شباب الجنة، فإذا كانا كذلك فلما يعذب الشيعة أنفسهم ويقوم الإعلام الغربي كل سنة بنشر صورهم ؟ وأن هذا الإسلام وما يفعله أهله ؟! فهذا تنفير لكل من يرى هذة المشاهد المؤلمة التي والله ليست من الدين فى شئ .

- وكتب (الواقعي) وهو وهابي أيضاً في12-1-2001الثانية والربع صباحاً:

ص: 549

شكراً للأخ علي لطرحه هذا الموضوع .. وبصراحة هذا الموضوع من أشنع ما يفعله الشيعة، وهو بصراحه أمر غريب جداً جداً جداً. ولا يكاد الإنسان أن يصدق ما يرى ! ووالله لو حكمنا طفل صغير لانتفض مما يرى ويشاهد فكيف بالعقلاء من الناس ؟! عموماً الموضوع يحتاج إلى تأمل ولي فيه صراحة عدة تساؤلات تنتظر إجابة: إذا كانت هذه المشاهد تدل على الحزن كما تقولون، هل فعلها محمد علیه السلام في ذكرى وفاة خديجة أو ابنه ابراهيم ؟ هل فعلها علي رضي الله عنه في ذكري وفاة محمد علیه السلام ؟ هل فعلها الحسن والحسين في ذكري قتل علي رضي الله عنهم ؟

وهذا السؤال لكم أنتم: بما أن علياً رضي الله عنه قتل وهو أفضل من الحسين بلا شك، وعلي كما تقولون هو المظلوم الأول والأكبر .. فلماذا لاتضربون أنفسكم في ذكرى يوم قتله ؟ وأنا أعلم أنكم كالعادة ستراوغون في الإجابة، لكن ربما يخرج علينا من يرد بمنطق فنطلب منه الإجابة على الأسئلة الأربعة بالتحديد .

اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه، وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه .

- وكتب السيد محسن في12-1-2001، الثالثة والنصف صباحاً:

الأخ الواقعي .. أولاً: سؤلك بهل وهل.. غير صحيح، فإنه يسأل: هل ركب النبى صلی الله علیه و آله السيارة ؟ هل لعب الأصحاب فوتبال وواليبال ؟ هل تسابق أبو بكر وعمر مع غيرهما فى مسابقة التينس ؟ هل الإصحاب عرفوا ماهو المرسوم فى هذا الزمان . . ؟ وغيرها . بل الصحيح أن تذكر آية من الكتاب أو حديثاً من السنة تدل على حرمة العمل .

ص: 550

ثانياً: ليس البكاء ونحوه على الإمام الحسين علیه السلام من جهة أفضليته على جده وأبيه وأمه وأخيه، بل من جهة كثرة الظلم عليه والمصيبة العظمى الواردة عليه وعلى أعوانه من قبل أعداء الدين .

وثالثاً: كونهم في الجنة من المسلمات، ولكن البكاء واللطم يكون لحزننا على ذات المصيبة العظمى، وهذا أمر مربوط بالقلب، فالقلوب القاسية لا تدرك عمق المصيبة، ومن ليس في قلبه محبة، لايحزن على أي مصيبة .

- وكتب (علي) بتاريخ 12-1-2001، الثامنة صباحاً:

الأخ محسن .. ما دخل الأمور المباحة في الأمور المنهي عنها في الشرع بل والمحرمة، لأن من مقاصد الشرع المحافظة على النفس وليس إزهاقها أو تعذيبها .. أود أسأل بصراحة: أنا لا أعلم هل نساء الشيعة يشاركن الرجال، ويلطمن على خدودهن ؟ أم أن هذا الشئ يفعله الرجال فقط ؟

- وكتب (الشاهد) بتاريخ 12-1-2001، العاشرة والنصف صباحاً:

أيها الأعزة .. اليوم صباحاً وجدت موقع القلعة في حصنه الشرعي أمامي مغلقاً (نأسف . . . لايسمح لك في الكتابة في هذا الموقع) والمنع والإغلاق وخنق الرأي الآخر أسلوبٌ للقمع مارسه مشرف الحصن الشرعي منذ زمن تجاه الأخوة الشيعة، تهاوياً أمام الحجة البالغة ويقين الرأي وصواب المذهب . لم أوفق إلى إيصال الصوت لأحدهم (صقران) المدعوم من مشرف القلعة الوهابية والمحصنة بجدار ستاليني . . . وصقران يشتم في ذرية رسول الله صلی الله علیه و آله الإمام جعفر الصادق علیه السلام ! ويترحم على يزيد بن معاوية قاتل الحسين السبط الريحانة، وجزار الحرة، ومستبيح البيت الحرام !!

ص: 551

مشكلة التيار الوهابي وهو الوريث التاريخي للتيار الناصب للعداوة لآل بيت محمد، لا تكمن في كيف يحيي الشيعة ذكرى عاشوراء، بل في: لماذا يحيي الشيعة ذكر الحسين علیه السلام ! والبحث في تفاصيل ما يمارسه الشيعة إحياءً للذكرى بحث تمويه وتضليل ! ما دامت أدبيات القوم وتشبثاتهم تبحث عن (منهاج بابوي) للتبرئة، تبرئة النواصب والمرتدين على الرسالة وصاحبها الذين قتلوا الحسين وشتموا علياً علیهما السلام، وذبحوا شيعتهم وأنصارهم... أولئك الشيعة الأبرار الذين وجدوا في عاشوراء الشفق الأحمر لرسالات السماء، والوصية الخالدة لخاتم تلك الرسالات: إني تركت فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي كتاب الله حبل ممدودٌ من السماء الى الأرض، وعترتي أهل بيتي، ولن يفترقا حتى يردا عليَّ الحوض، فانظرو كيف تخلفوني فيهما .

ثم وجد الشيعة أن عناصر الردة قتلت هذه العترة واستباحت الحرمات، فأحيوا عاشوراء وهتفوا بحناجرهم عالياً أمانة للمصطفى:

السلام عليك يا وارث آدم صفوة الله.. السلام عليك يا وارث نوح نبي الله.. السلام عليك يا وارث ابراهيم خليل الله.. السلام عليك يا وارث موسى كليم الله.. السلام عليك يا وارث عيسى روح الله.. السلام عليك يا وارث محمد حبيب الله..

تلك هي رسالة عاشوراء .. التي تقشعر منها جلود الوهابيين، وتلين لها وتطمئن بها قلوب شيعة الإسلام، شيعة محمد وآله الاطهار .

- وكتب (مزاح) بتاريخ 12-1-2001، الثانية عشرة والربع ظهراً:

ص: 552

يا علي . . وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ . نبي الله يعقوب علیه السلام حزن وبكى على ابنه نبي الله يوسف علیه السلام حتى ابيضت عيناه وهو يعلم بوجوده حيٌ يرزق .

أين النهي والحرمة ؟ إن بكينا فقد بكى نبيٌ من قبلنا .. وإن لطمنا فعيناه ابيضت من الحزن .. إن قلت إنكم تبكون وتحزنون وتؤذون أنفسكم ؟ نقول إن يعقوب النبي بكى وحزنَ وآذى عينيه من البكاء .

- وكتب (السيد محسن) بتاريخ 12-1-2001، الثالثة إلا ثلث ظهراً:

الأخوان علي والواقعى .. لِمَ لا تذكران دليل النهي والحرمة في كلامكما.. فاذكرا الدليل ثم تناقشا معنا. والله الهادي . اللهم صل على محمد وآل محمد .

- وكتب (الشاهد) بتاريخ 12-1-2001، الثالثة ظهراً:

الواقعي يتجاهل حقائق الأمر ! وأن النواصب يترحمون على يزيد !

http://www.qal3ah.com/vb/showthread.php3?threadid=26342

ويشتمون ذرية رسول الله صلی الله علیه و آله ، جعفر بن محمد عليه أفضل الصلاة والسلام .http://www.qal3ah.com/vb/showthread.php3?threadid=26292

و يقولون (تقيةً) إننا لانعادي آل بيت محمد صلی الله علیه و آله !!!

- وكتب (فارينكس) في 12-1-2001، الرابعة إلا ربعأ مساءً:

بخصوص موضوع ضرب القامات أقول:

أولاً: أن لكل إنسان طريقته في التعبير عن الحزن والتظاهر.. والناس تختلف باختلاف مستوياتهم، فمنهم من يعبر عن الحزن بالبكاء، ومنهم من يفضل الصمت، ومنهم من يلطم، ومنهم من يستعمل السلاسل، وما إلى ذلك، ومنهم من يستأنس بالإستماع إلى المحاضرة أو النعي.. وهذه ظاهرة طبيعية عند البشر

ص: 553

فحتى الغربيين على سبيل المثال يعبرون عن حزنهم بطرق عديدة، فمنهم من يأخذ زوجته إلى السينما في يوم موت الشخص، ومنهم من يرتدي بدلة مهندمة ويرتئي الوقوف، ومنهم من يتظاهر ويصيح .

ثانياً: الشيعة يعتقدون بأنه لا يجوز الإضرار بالنفس ضرراً معتداً به، وهذا ما لا يحصل غالباً في مواسم الحزن في عاشوراء . وأما كون شخص معين جرح نفسه جرحاً بليغاً معتداً به، فهذا مما لا يجوز، والشيعة غير مسؤولين عن تصرفات أفراد معدودين .

ثالثاً: القول بأن هذا ضرب من الجنون لايصح، فكما ترى الناس في المظاهرات العامة يصيحون ويقومون بمختلف الأعمال التي لا يقوم بها الإنسان في الوضع الطبيعي، فيلتمس لهم العذر لأن الإنسان في هذه الحالة يدافع عن مبدأ، وله طريقته الخاصة في ذلك.

رابعاً: القول بأن هذا يعطي انطباعاً سيئاً عن الإسلام أمام الغربيين .

جوابه: أن الغرب أعطى انطباعاً سيئاً عن الإسلام في كل شئ، وقد حارب الحجاب وصوره قيداً للمرأة وإنقاصاً من قيمتها ! ووصف المسلمين بالإرهاب . . وما إلى ذلك ! فمنذ متى كان المسلمون ملزمين بالتخلي عن مبادئهم وعاداتهم قبالة الغرب ؟! ثم إن العديد من النصارى في بريطانيا يقومون بضرب رؤوسهم بزجاجات الخمر في بعض مناسباتهم !

خامساً: الملاحظ أن العديد من أبناء السنة يقومون بأعمال مشابهة كما في بعض مناطق مصر والسودان من ضرب البطون بالمسامير، وإن كان الإعلام لايذكر ذلك .

ص: 554

سادساً: العديد من الناس بعيد كل البعد عن أجواء الدين وما يربطه بالدين هو الأيام الأولى من شهر محرم، فلماذا نقطع هذه (الشعرة) بينهم وبين الدين؟

سابعاً: قال السيد الصدر الأول ما معناه: إننا نشجع مثل هذه الشعائر، ولكن لا بأس باستبدالها بشعائر أحسن .

ثامناً: القول بأن النبي لم يفعل مثل هذا، أجاب عليه الأخ السيد محسن .

- وكتب (الفجر) بتاريخ 12-1-2001، العاشرة مساءً:

رداً على نقطة تشويه الدين في عيون الغرب. الكلام التالي هو ما يفكر به الغربيون: هل من العقل أن يتجمع الناس من جميع أنحاء العالم ويزدحمون ازدحاماً شديداً من أجل أن يرموا بضع (حصوات) على أعمدة حجرية، ويدورون كالمجانين حول بناء قديم، ويذبحون الخراف المسكينة، ويهرولون كمن لسعته أفعى بين جبلين وهم يلبسون ثياب سخيفة ؟!

فكر فيها . . ترى هل الغربيين محقين في تسخيف فكرة الحج ؟؟!!

- وكتب (الواقعي) بتاريخ 12-1-2001، العاشرة والنصف مساءً:

أولاً: وقبل كل شئ: الغرب كله تحت رجلي، ولا يهمني لامن قريب ولامن بعيد . ومنذ متى كان الغرب حجة علينا ؟ ما أردنا قوله هو أن مايحصل يوم عاشوراء تستنكره الفطرة، ولا يمت للإنسانية بصلة .

هذا ما أردت قوله .

- وكتب (السيد محسن) بتاريخ 13-1-2001، الثالثة والنصف صباحاً:

الأخ الواقعي . . لاتذهب يميناً وشمالاً، لأن الطريق الوسطى هي الجادة .

ص: 555

قلت في ردك السابق: يستنكر العالم كله ما يفعله الشيعة في العاشورا، وبعد ماقام الأخ فارينكس بردك بأن الغرب يستنكر رمي الجمرات أيضاً فلا بد أن لايفعل.. قلت: الغرب كله تحت رجلي مع أن الغرب نصف العالم !

أخي العزيز .. في الأحكام الدينية: الثبوت أو النفي محتاج إلى دليل مقبول، وإذا لم يوجد دليل لا على الثبوت ولا على النفي يحكم بالإباحة.. وأنت لاتذكر الدليل على حرمة ضرب القامات ونحوه، بل تستدل بأقوالك ! وهي لا تعد من الأدلة الشرعية عند الفريقين .

- وكتب (فارينكس) بتاريخ 13-1-2001، الرابعة والربع صباحاً:

الى الأخ الواقعي . . قد أوردنا ثمان نقاط حول موضوع ضرب الهامات، ولم نسمع التعليق، فأرجو الإفادة . وشكراً.

- وكتب (جمال الخط) في 13-1-2001، الخامسة والنصف صباحاً:

وجدت في كتب أحد الأعلام كلاماً يدل على جواز استمرار البكاء على الميت بعد فترة طويلة جداً بعد موته، وخصوصاً إذا كان للميت خصوصية، فأحببت أن أشارك به في هذا الموضوع ولكي لا يعترض عليّ أحد أقول إني منتبه إلى أنه لا يرتبط مباشرة بضرب القامات..

وهذا بعض مما أورده هذا العيلم: في ترجمة جعفر من (الإستيعاب) قال: لما جاء النبي صلی الله علیه و آله نعي جعفر، أتى امرأته أسماء بنت عميس فعزاها، قال: ودخلت فاطمة وهي تبكي وتقول: واعماه، فقال رسول الله صلی الله علیه و آله : على مثل جعفر فلتبك البواكي .

وذكر أهل السير والأخبار كابن جرير وابن الأثير وصاحب العقد الفريد وغيرهم، ما قد أخرجه الإمام أحمد بن حنبل من حديث ابن عمر في ص 40 من

ص: 556

الجزء الثاني من مسنده: من أن رسول الله صلی الله علیه و آله لما رجع من أحد جعلت نساء الأنصار يبكين على من قتل من أزواجهن، قال: فقال رسول الله صلی الله علیه و آله : ولكن حمزة لا بواكي له . قال ثم قام فانتبه وهن يبكين، قال فهن اليوم إذا يبكين يندبن حمزة .

وفي ترجمة حمزة من (الإستيعاب) نقلاً عن الواقدي قال: لم تبك امرأة من الأنصار على ميت بعد قول رسول الله صلی الله علیه و آله لكن حمزة لا بواكي له إلى اليوم إلا بدأن بالبكاء على حمزة !

قلت: حسبك تلك السيرة المستمرة على بكاء حمزة من عهد رسول الله صلی الله علیه و آله وعهد أصحابه والتابعين لهم بإحسان، وكفى بها في رحجان البكاء على من هو كحمزة وإن بعد العهد بموته . ولا تنس ما في قوله صلی الله علیه و آله : لكن حمزة لا بواكي له، من العتب عليهن لعدم نياحتهن عليه، والبعث لهن على ندبه وبكائه . وحسبك به وبقوله صلی الله علیه و آله : على مثل جعفر فلتبك البواكي دليلاً على الإستحباب . مع الإعتذار إن كنت أبعدتكم عن جو الموضوع .

- وكتب (الواقعي) بتاريخ 13-1-2001، السادسة صباحاً:

أنتم تريدون التوسع بالموضوع ولا بأس من البحث، ولنفصل الموضوع عسى أن نصل لنتيجة .

أولاً: قد بينا أن هذا الأمر لم يفعله محمد علیه السلام ولا علي ولا الحسنان رضوان الله عليهم، وأنتم أقريتم بأن ضرب القامات ليس من فعلهم وليس من سنتهم . إذن هي سنة من ؟ ومن أول من فعلها ؟

ثانياً: ماهو المقصود من فعل هذا الضرب ؟ أهو ندم، أم تكفير ذنب، أم حزن، أم ماذا ؟

ص: 557

- وكتب (فارينكس) بتاريخ14-1-2001، الثانية عشرة والثلث صباحاً:

قد تمت الإجابة على أسئلة الواقعي أعلاه، وشكراً .

- وكتب (حزام الأمان) بتاريخ 14-1-2001، الثانية إلا ربعاً صباحاً:

أخي الواقعي . . لقد رد عليك الإخوة فأحتمل أنك لم تقرأ ردهم ! ليس كل شئ في الدنيا يجب أن يفعله النبي وأهل بيته عليهم الصلاة والسلام حتى يجوز لنا فعله ! وإلا لتوقفت الدنيا بعد غياب الإمام المهدي عجّل الله فرجه الشريف. فها أنت تدخل الإنترنت.. فسنة من هذه ؟ وسنة من جمع التبرعات.. وليس الزكاة للمجاهدين ؟ والتلفزيون، والأطباق الفضائية، ولبس الشماغ، والكرفتة (الياقة)، ولبس النظارة الطبية .. وسنة من نقل الأعضاء من الميت إلى المريض والتبرع بالدم و. . . . وفي كل مجال هناك مستحدثات في الدين والدنيا . فسنن من تلك ؟ فكيف بالبكاء واللطم على مصائب النبي وآله والذين كانوا يبكون على فراق بعضهم ؟ فالنبي بكى خديجة وابنيه وأبا طالب.. وبكت الزهراء النبي صلی الله علیه و آله .. وبكى الإمام علي علیه السلام كل أولئك ؟ وهذه الزهراء علیها السلام تقول:

قل للمغيب تحت أطباق الثرى *** إن كنت تسمع صيحتي وندائيا

ماذا على من شم تربة *** أحمد ألا يشم مدى الزمان غواليا

صبت علي مصائب لو أنها *** صبت على الأيام صرن لياليا

هذه طبيعة البشر يا أخي.. ففراق الأحبة مؤلم، فما بال من فارق النبي وأهل البيت علیه السلام ؟ أما الطرق المختلفة في تعبير الناس عن عزائهم وحدادهم، فهي لاختلاف بيئاتهم وأفكارهم وتاريخهم. والدليل أنه لايوجد لدينا كتاب واحد حول: طرق العزاء والحداد ! والعلماء مارأوه يوافق الدين أقروه، وما رأوا فيه مخالفة للدين أرشدوا الناس بالحسنى، وأفتوا لبعضه بالحرمة . تحياتي .

ص: 558

- وكتب (الواقعي) بتاريخ 14-1-2001، الثانية صباحاً:

مازال الأسلوب هو هو ! يابشر يا ناس أنا سألت سؤالين محددين: هي سنة من؟ ومن أول من فعلها ؟؟ ما المقصود من ضرب الرؤوس؟ حزن أم تكفير أم ندم أم ماذا ؟

أما كلامك فهو بصراحة غريب جداً ولا أظن حتى أن الشيعة وعلماؤهم يوافقونك على ذلك ! فكيف تخلط بين الشعائر الدينية والمباحات اليومية ؟ شريعة من هذه التي لم تكتمل وانتظرتكم حتى تكملوها؟ شريعة من هذه التي تزيد باليوم والليلة ؟ قال تعالى: قد كان لكم في رسول الله أسوة حسنه لمن كان يرجو الله واليوم الآخر . أليس من الأحرى أن تقتدوا برسول الله في أفراحكم وأحزانكم ؟ بدل من الإختراعات الجديدة في دين الله ؟

- وكتب (السيد محسن) بتاريخ 14-1-2001، السادسة صباحاً:

أين الدليل على الحرمة ؟ أو آية أو حديث تدل على حرمة العمل؟ فابحث علمياً وعلمائياً، لا كالعوام عامياً .

- وكتب (الفجر) بتاريخ 14-1-2001، السابعة مساءً:

ومن قال إن الفطرة ترفضه ؟ هذا رأيك الشخصي كما يوجد غيرك يرى أن ذبح الخراف جماعياً شئ يرفضه العقل والفطرة . وهناك أيضاً من يرى أن تحريم الإنتحار لمن بلغ من العمر أرذله وأصبح في مرض لا يرتجى شفاؤه أمر منكر حيث أن فطرته وعقله يقولان لماذا لا يحق له أن يقتل نفسه ويستريح ! ولعلمك فإن ضرب الرؤوس ليس تعذيباً ولا مضراً ولا مؤذياً، حتى تحوم عليه شبهة التحريم .

ص: 559

أما عن أنها غير سنة، فهذا الضرب هو تعبير عن الحزن، وليس عبادة مثل الصلاة أو الزكاة حتى تسمى التغيير فيها بدعة . فهو من عادات الناس، فهناك شيعة يعملونها وهناك آخرون لا يستسيغونها . أنا مثلاً لا أحبها ولكن هذا رأيي الشخصي، فأنا لا أعملها ولا أحد ينكر ! كما أنه لا يحق لي أن أفرض رأيي الشخصي على عادات وآراء الآخرين، فبأي حق أقول لهم لا تعملوه ؟ هل حرمه الله ورسوله ؟ أم لأنني فقط لا أستسيغه؟! وكما وضحت آنفاً.. هناك أشياء في صميم الدين لا يستسيغها الآخرون، فهل نتركها ؟!!

- وكتب (الواقعي) بتاريخ 14-1-2001، الحادية عشرة ليلاً:

الحمد لله هنا أخيراً إجابة على أحد السؤالين من الفجر: ضرب الهامات تعبير عن الحزن، فلا أدري هل هذا رأي كل الشيعة ؟ أما السؤال الثاني: فما زال ينتظر الإجابة والسؤال هو: من أول من فعل ذلك ؟

- وكتب (سلمان) بتاريخ 15-1-2001، الخامسة مساءً:

هذا ليس من اختراعنا وإنما هو من الدين، ونستند في ذلك إلى أدلة ربما لا تعتقد أنت بها فلا فائدة من بيانها، وهي موكولة الى أهل العلم .

أما قولك بأن هذا تنفير لكل من يرى هذه المشاهد المؤلمة، فهو على العكس مما تقول حيث أن ذلك يعتبر صرخة في وجه الطغيان والظلم نوصلها إلى كل العالم، وأن الحسين علیه السلام سيبقى النبراس الخالد إلى مدى الزمان.

في كل سنة من يوم عاشوراء يرى العالم الشيعة ويتساءلون منهم هؤلاء وماذا يفعلون؟ فيبدأ في البحث فإذا هداه الله ووفق للحق اعتنق المذهب الحق ونجى من النار، ففي كل عام يستشيع على يد الحسين علیه السلام الكثير الكثير من الناس . ولننظر ما قال غاندي: علمني الحسين كيف أكون مظلوماً فأنتصر. فالأحرى بك

ص: 560

أيها الأخ أن تنظر إلى قضية الحسين علیه السلام وأسبابها وأهدافها ونتائجها ومن الظالم ومن المظلوم.. وكيف تكالبوا على ابن بنت رسول الله صلی الله علیه و آله وقتلوه شر قتلة، وقتلوا أولاده وأهل بيته وأصحابه، وسَبَوْا ذريته وطافوا بها البلاد، ورأسه الشريف ورؤس أصحابه على الرماح !!

أسألك بالله لو كنت حاضراً ما أنت صانع، أتكون حسينياً أو يزيدياً ؟ إذ لا فرار لقول الرسول صلی الله علیه و آله : من بات وليس في عنقه بيعة للإمام مات ميتة جاهلية .

- قال العاملي: هنا مداخلات لايتسع لها المجال، لغيور وواقعي، كما وقعت مشادة كلامية بين واقعي وفارينكس .

- وكتب (الفجر) بتاريخ 16-1-2001، الحادية عشرة مساءً:

الملخص:

الأمر الذي لا ضرر منه مباح.

الحزن ليس عبادة توقيفية مثل الحج والصلاة، إذن لامجال لادعاء البدعية فيه . مثلاً عندما يقرر شخص أن يصلي الظهر خمس ركعات فهذه بدعة، ولكن أن يلعب أناس مباراة ودية يجعلون ريعها صدقة للمسلمين، فهذه لا تكون بدعة، ولا يحتج بأن الرسول ما كان يعمل ذلك في الصدقة . وعندما تتغير أساليب الزواج ويصبح في فندق أو في صالة أفراح، فهذه ليست بدعة لأن الرسول حدد لنا في الزواج أموراً هي السنة التي نلتزم بها، أما التعبير عن الفرح فتركه حسب عادة المجتمع . وكذلك الأمر في الحزن .

الأمر المباح إذا عمل بنية حسنة فإن الله يثيب عليه، فمثلاً الطبيب اللذي يعالج المرضى يأخذ راتب وعمله من أجل الراتب، لكن إذا جمع مع هذا النية لخدمة البشرية والإخلاص في تخفيف آلام المرضى فإن الله يثيبه ويجازيه

ص: 561

ويكون عمله عبادة ومن الدين، وهذا مغزى الرد المطول لأحد الإخوة حول أن الضرب إذا كان المقصد من مشاركة أهل البيت العزاء فهو من السنة . وللرد على سؤالك (في حالة لم تعرفها من أجوبة الأخوة) .

لماذا التعبير عن الحزن والمشاركة الوجدانية لأهل البيت علیهم السلام ؟ هو مصداق للآية التي تأمر بمودة أهل البيت وللأحاديث (شيعتنا يفرحون لفرحنا ويحزنون لحزننا) .

من أمر بهذا..؟ تاريخياً لا أعرف كيف ابتدأت هذه العادة أو (البدعة الحسنة على تعبير عمر بن الخطاب) ولكن هذا لا يقدح في شرعيتها كما رأينا وكما سأعيد لاحقاً . والأرجح أنها بدأت في زمن الأئمة .

بدعة... بينا معنى البدعة وأن البدعة إنما تكون في العبادات التوقيفية، أما التعبير عن الحزن أو الفرح في الزواج أوكيفية إخراج صدقة التطوع، فهي أعمال مشروعة لا بدعية فيها، وذكرنا أمثلة لذلك .

أنها مضرة والشرع نهى عن الإضرار بالنفس ... ذكرنا أنها لايوجد منها ضرر، وإذا كان لديك اطلاع فستعلم أنه لا أحد أصيب من جراء هذا العمل. والصورة تدل على ذلك حيث ترى الطفل في قمة الوعي، ولو كانت الضربة مؤذية لم يتحمل الطفل ذلك، ولشق رأسه مات، وأصيب بعاهة.. أو على الأقل لظهر أنه دايخ وتعبان في الصورة ! ولكن لا يوجد أي عرض يدل على التضرر .

أنها عادة قبيحة... بينا أن هذا رأي شخصي، فللشخص أن يعملها أو لا يعملها، لأنها من الأمور المباحة، وأعطينا أمثلة أن الرأي الشخصي ليس دليلاً على الحرمة (الحج) ولا مبرر لأفرض رأيي على الآخرين أو أنتقد ما يعملونه ما دام ليس حراماً.

ص: 562

يخالف الفطرة . . . أولاً، لا أحد وكيل عن الفطرة، إذ يجوز أن يقول أحد إن التعرض للشمس والحرارة والزحام في الحج مخالف للفطرة، بل ومؤذ للنفس .. وكم من الضحايا سقطوا في الحج . ثانياً، الفطرة دليل مع العمل، إذ أنه تعبير عن الحزن والحزن فطرة بشرية .

أنها تستخدم للتشنيع على الإسلام من الكفار.. وكذلك الذبح، واللباس والصلاة وووو.. وأنت قلت إن الغرب تحت قدمك، فإذن أبطلت هذه الحجة .

أخي الواقعي . . هل بقي في النفس شئ من استفسار أو غموض أو حجة أخرى لم أوردها، ولم أرد عليها وعلى قولة الغرب: Feel free to ask

- وكتب (الواقعي) في 17-1-2001، الثانية عشرة والثلث صباحاً:

الفجر . . والله ورب الكعبه أنت أعقل شيعي شفته بحياتي ! أتعلم كلمتك: لا أعلم أول من فعله تاريخياً.... والله هذه الكلمه لا يجرؤ أحدهم أن يتفوه بها ! عقدة النقص: كاد المريب أن يقول خذوني.. ولو عندهم شئ من المنطق لسأل نفسه هذا السؤال: هل من النقص أو العيب أن أقول لا أعلم؟ نعوذ بالله من الخذلان.. عموماً لنرجع للموضوع لي ثلاثة أسئلة:

1 - مثلاً بخصوص الطفل، بالله ماذنب هذا البرئ حين يشج رأسه ويخضب وجهه بالدماء ؟ وهل هذه هي رحمة رسول الله عيه السلام ؟

2 - أنت قلت أن ضرب النفس ليس حراماً، وأنا لن أجادلك في هذا وربطت أنت الحرمه بالضرر ! السؤال مامدى الضرر الذي تقع به الحرمة ؟

3 - بما أن الضرب يدل على الحزن، فهل الحزن يؤدي إلى ضرب النفس ؟

مثلاً لو رسبت بالإختبار هل تضرب نفسك ؟ مثلاً لو فحصت عند الطبيب وطلع فيك مرض كبير هل تضرب نفسك ؟

ص: 563

- وكتب (الفجر) بتاريخ 18-1-2001، السابعة إلا ربعاً مساءً:

1 - بخصوص الطفل وقولك .. بالله ماذنب هذا البرئ حين يشج رأسه ويخضب وجهه بالدماء ؟ هذي مبالغة، ما رأيته هو طفل على وجهه بعض الدماء، وربما لم تكن دماه.. كما أن السيف فوق رأسه لم يكن بالحد وإنما بالجانب العريض . لو كان رأسه مشجوجاً لما تحمل أن يوقف رأسه عمودياً.

2- مامدى الضرر الذي تقع به الحرمة ؟ هذا السؤال للفقهاء، هم يقولون على ما أذكر الضرر الذي يعتد به مثل ضرر يهدد الحياة أنا متأكد أنه حرام، ولكن هناك أضرار تهدد الحياة إنما على المدى البعيد مثل التدخين، لم أر من يحرمه، وربما أنه لهم رأي فيه أو أنني لم أسمع بآراء جميع علمائنا.

3 - بما أن الضرب يدل على الحزن فهل الحزن يؤدي إلى ضرب النفس ؟

يعني كل شئ محزن له أسلوب في تفاعل النفس البشرية معه . أنا أرى في المسلسلات أن الذي يموت لهم ميت تضرب رأسها وتلبس الأسود .. فهذا تعبير عن الحزن .. شعوب أخرى يلبسون الأبيض للحزن .. فهذا نوع آخر من التعبير ..

في مسألة مقتل الحسين، الوحيد الذي يمارس فيه البعض ضرب النفس، فإن هذا تمثيل رمزي لأن الحسين علیه السلام قتل بالسيف .

- وكتب (الواقعي) بتاريخ 19-1-2001، الثامنة والربع مساءً:

حسناً وصلنا إلى نتيجه مفادها أن الشيعة لايعلمون من هو أول من شق رأسه وضرب نفسه في يوم عاشوراء ! والنتيجة الأخرى: هي اعتقاد الشيعة أن الحرام هو ما يتعلق بالضرر، فإن كان الفعل فيه ضرر فهو حرام وإن لم يكن فهو حلال ! إذن هذا هو السؤال: من المعلوم عندكم كما هو عندنا أن الصلاة واقفاً إذا كان فيها ضرر وجب الصلاة من قعود، أليس كذلك ؟

ص: 564

فإذا كان الدين يعتبر المريض إذا صلى واقفاً مخطئ، فهذا يعني أن الدين لا يرضي بأدنى ضرر على الإنسان، مع أن المريض إذا صلى من وقوف لن يموت بذلك، بل سيضر نفسه ضرر جزئي أليس كذلك؟

كيف ينقلب الأمر ولا يلتفت للضرر الجزئي الذي هو نتيجه ضربة سيف أو سكين في الرأس ؟ طبعاً إذا اعتبرنا أنه فعلاً ضرر جزئي !

- وكتب (المقداد) بتاريخ 20-1-2001، الخامسة صباحاً:

الدين لم يلزم الإنسان بالضرر.. لأن الدين يسر.. ولم يلزمه بصلوات كثيرة مثلاً مع قدرته عليها.. فهل عدم إلزامه معناه تحريمه لكثرة الصلاة.. لم يلزم الإنسان بالصوم إلى نصف الليل مع أن الإنسان قادر على ذلك.. فهل لو ترك إنسان الأكل من نفسه في غير الصوم إلى نصف الليل يكون فعل محرماً لأنه الله لم يلزمه في الصوم إلى أكثر من المغرب .. فذاك في الإلزام وهذا في الجواز.. وعلى رأيك تكون الرياضة بجميع أشكالها حرام.. لأنها متعبة للجسد ولم يأمر الله بهذا المقدار من الفعل في باب العبادات.. فهذه الأمور جائزة لعدم وجود ضرر محرم فيها.. الإلزام شئ والجواز شئ آخر .

- وكتب (السيد محسن) بتاريخ 20-1-2001، الخامسة مساءً:

الأخ الواقعي . . ليس من المهم العلم بأول شخص ضرب نفسه في يوم عاشوراء، وإن كنا نعلم ذلك وأنهم أهل بيت الإمام الحسين علیه السلام كأخته عقيلة بني هاشم زينب الكبرى عليها سلام الله وساير أخواته وزوجاته وبناته، وكل من كان معهم.. بل المهم هو أنه لم يكن نهي شرعي في البين عن ذلك، ومن المعلوم أن المتبع هو الشرع لا سليقتك وسليقة غيرك، فإن كنت مصراً على

ص: 565

حرمة العمل فاذكر رواية مقبولة عندنا دالة على ذلك، وإلا فاترك الجدال والمراء ومتابعة الهوى .. والله المستعان .

- وكتب (الواقعي) بتاريخ 21-1-2001، الرابعة إلا ربعأ صباحاً:

الفجر . . المسألة واضحة لاتحتاج لكل هذا التعقيد، وبما أنها ليست من فعل الرسول علیه السلام وليست من فعل (الأئمة) وليست عبادة كما تقولون.. فلماذا كل هذا الدفاع عنها، ولماذا لا نملك الجرأة لقول الحق ؟ فالحق يحبه الله ورسوله.. القضيه هي كالتالي: يقول علمائكم الأصل في الحرمة (الضرر) فإذا كانت الصلاة من وقوف (ضرر) حرم يجب الصلاة من جلوس، وهنا بالله عليك هل يتوقع للمصلي الواقف في هذه الحالة الموت ؟ لايمكن أن نتخيل أن المريض إذا صلي واقفاً سيموت.. وهذا كلام ليس منطقي أبداً، وإذا أردنا أن نكون واقعيين فعلاً فمعنى كلام العلماء هو: أي ضرر مؤذ للإنسان وفيه مشقه يعتد بها يحرم، لأن الدين جاء باليسر، وهذا ما يحتمله الكلام فقط، وهو ما يوافق المنطق فعلاً... وإذا قسنا بهذا المقياس هل ضرب الرأس بالسيف أو السكين لتتطاير نوافير الدماء، هل يعتبر ضرر بالمعنى السابق، أم لا ؟

ولا أنس أن أرد على المقداد وأقول له أنت تراوغ .. فأي قياس بين الرياضة التي هي مفيدة للجسم وبين (ست غرز في الرأس) ؟

- وكتب (المقداد) بتاريخ 21-1-2001، الرابعة صباحاً:

نعم، ست غرز لا يتضرر بها .. لأنه يدري أن الضرر المعتد به حرام .

ص: 566

أخلاقهم الخشنة أمام صورة الطفل الرضيع

- قال العاملي:

نشر أحد النواصب في شبكة القلعة العربية بتاريخ 5-4-2001، الساعة الثامنة إلا ربعاً مساءً، صورة لامرأة لبنانية محترمة تحمل طفلها الرضيع في حضنها، وقد شجت رأسه حزناً على الإمام الحسين علیه السلام .. وهي صورة معبرة يظهر فيها الإيمان والإطمئنان والرضا .. لكن هذا الناصبي الذي سمى نفسه (الكونكورد) اختار السب والإهانة عنواناً لموضوعه، على طريقتهم المنكرة في معاملة الناس، فكتب (لبنانية حقيرة تشج رأس ابنها المسكين !!)

ثم كتب: لعنكم الله يا أحفاد ابن سبأ لقد شوهتم شريعة محمد . عليكم اللعنة . والله لو أمكنني الله عليكم لدستكم بالأقدام .

- فكتب (مجدد) بتاريخ 5-4-2001، الثامنة والنصف مساء:

أخي في الله فارس . . جزاك الله خيراً على هذه الغيرة على إسلامنا الحنيف . ولكن لكونك مسلماً ومؤمناً أيضاً، أتمنى لو أنك دعيت لهذه المرأة ولجميع الشيعة الرافضة بالهداية والتوبة إلى الله لكان أفضل من اللعن والسب .

- قال العاملي: وكان هذا المجدد هو العاقل الوحيد في المجموعة الذين علقوا على هذه الصورة ! وهذه نماذج مما كتبوه:

ألا لعنة الله علي الضالين المضلين ! يقول شيخ الإسلام ابن تيمية: لا يمكن أن يتشيع الإنسان حتي يفسد عقله !!

لاشك أن للرافضه دين تخلف وبهيميه ماسبقهم أحد من العالمين . تبارك الله أحسن الحاكمين، وتبارك الله أحسن المشرعين . ولعنة الله الدائمة إلى يوم

ص: 567

الدين إلى الرافضة المجرمين . ربي لاتذر على الأرض من الروافض دياراً . اللهم من كان من الروافض مرتوياً فعطشه . ومن كان منه شبعاناً فجوعه . ومن كان منه كاسياً فعريه (كذا) . ومن كان منهم مأتوياً (كذا) فشرده . ومن كان منهم آمناً فأرعبه . ومن كان منهم غنياً ففقره (كذا) . ومن كان منهم دارساً فجهله ورسبه . ومن كان منهم متشافياً فمرضه . اللهم أرسل عليهم الزلازل والبراكين والأعاصير والفيضانات في إيران المجرمة . إنك سميع مجيب . سائلك بحبنا لأصحاب محمد، أن تستجيب يارحمن يارحيم .

أما عن الصورة فلاشك أنه تخلف ورجعية وضلال مبين . ضربت ابنها وشجت رأسه فماذا كان ؟ هل رجع الإمام الحسين رضوان الله عليه ؟!!

ضربت ابنها وشجت رأسه، هل أجابها الله وأنزل عليها ملكاً لإثبات دخولها الجنة بفعلتها هذه ؟!!! الشيعي والحيوان مخلوقان ومخ واحد، فلا عقل لهم . والحمد لله على الهدايه ونسأله الثبات .

ياصحابة ياخير البرية أنتم والله أئمة البشرية .

ولعنة ربي على من سبكم من الأولين والآخرين إلى قيام يوم الدين .

- وكتب المدعو (أبو البراء):

يبدو أنه ولد غير شرعي فما أكثرهم أولاد الزنا عندهم . هذه أم حنون فكيف بالظالمة القاسية. إنه الكفر يفعل بأصحابه ماترون . إنه الجهل والزندقه....

ص: 568

- وحول نفس الموضوع، كتب وهابي سمى نفسه (الوحش) في شبكة الإصلاح بتاريخ 5-4-2001، الخامسة صباحاً، موضوعاً بعنوان (هدية للعاملي والحسيني وبقية الرافضة، وأبيهم (أريد منهم) يعلقون على هذه الصورة) .

والصورة لمجموعة متطبرين لبسوا أكفانهم وشجوا رؤوسهم حزناً على الحسين علیه السلام . قال الوحش: يا العاملي يقولون إنك من إيران الرافضية فهل هذا صحيح ؟ وأن عمرك تجاوز الخمسين !! عموماً هذه هدية متواضعة لك، أرجو أن تتقبلها بصدر رحب يا روح أمك . بس تعليقكم .

- وكتب (ناصر حسين) بتاريخ 5-4-2001، التاسعة والنصف صباحاً:

أما بعد .. اسم على مسمى .. وماذا في الصورة من خطأ شرعي ؟!

الحمد لله على نعمة العقل .. قال الرسول الأكرم: (من كنت مولاه فعلي مولاه . اللهم وال من والاه وعاد من عاده، وانصر من نصره واخذل من خذله).

يا أهل السنة والجماعة: قسماً برب العزة لن تنتصروا ولن تفلحوا، لموالاتكم غير علي علیه السلام ، ولموالاتكم أعداءه . والحمد لله على موالاتنا أهل بيت الرسول الأكرم، الذين أمرنا الله بطاعتهم، والحمد لله على براءتنا من أعدائهم وموالي أعدائهم .

- وكتب (الوحش) بتاريخ 5-4-2001، العاشرة صباحاً:

أوهه ناصر حسين، آسف لم أورد إسمك مع بقية الروافض الحمير . سقط سهواً اسمك . بعدين يا خبل قلت: أبي تعليق ما أبي كلام طويل . تقول إن

ص: 569

الصورة ما فيها أي شئ . أقول لك: يا خبل إلا فيها ونص . ما تشوف المتخلف الرافضي، يضرب نفسه ويهلكها ! طيب وماذا استفاد ؟

في انتظار بقية الخبول، من العاملي الذي أخبل واحد فيكم .

- وكتب العاملي بتاريخ 5-4-2001، العاشرة والربع مساء:

أنا عاملي، يعني عربي من جنوب لبنان من بني عاملة . ومذهبي شيعي لأهل بيت النبي الطاهرين صلوات الله عليهم .. فأئمتي سادة العرب.. وأسألك أيها المسمي نفسك (الوحش) عن مذهبك ومؤسسيه وأئمته ومؤلفي مصادرك ؟ أليسوا كلهم عجم من الفرس ؟!

أما الصورة التي نشرتها فهي مشوهة، ولو أنك كنت أمس في النبطية لرأيت لوحات . . آية في الروعة والتعبير.. لرأيت مشهداً يبيض وجه المسلمين وليس كما تزعم، ويبعث في الانسان أروع المعاني الروحية، ومعاني النبل والشهامة والشجاعة والمواساة .. ترى فيه مشاهد من يوم كربلاء ممثلةً على الطبيعة في ساحة المدينة، لو أردنا وصفها لطال المقام .. وترى موكباً من الشبان وفيهم كهول وشيوخ لابسين أكفانهم حاملين سيوفهم، وقد جرحوا رؤوسهم فسالت دماؤهم على وجوههم المنيرة، وأكفانهم المباركة .. يسيرون بنخوةٍ إسلامية، وحزنٍ عميق .. هاتفين واحسيناه.. واحسيناه.. معلنين أنهم أنصار للإمام الحسين سبط الرسول صلی الله علیه و آله ، وأنهم حاضرون لفدائه بأرواحهم.. مرددين اسم علي بن أبي طالب بطل الإسلام علیه السلام شعاراً لهم: حيدر . . حيدر . . حيدر . .

موظفين كل ذلك باتجاه العدو المتغطرس...

ولو أنك كنت في سنة 1983 في النبطية عندما كان لبنان تحت احتلال اسرائيل.. لرأيت كيف بدأ هؤلاء الحسينيون طريق المقاومة.. جاء موكبهم ليس

ص: 570

معهم إلا أكفانهم وسيوفهم .. وواجهوا اليهود المدججين بالسلاح، فانذعر اليهود من شيعة علي علیه السلام ، كما انذعروا من هجوم علي على حصن خيبر، وهربوا بسياراتهم وهم يطلقون الرصاص في الهواء .. تاركين بعض سياراتهم للحسينيين ليشعلوا فيها النار !

وظل ذلك اليوم الحسيني الأحمر فخراً للمسلمين، وذلاً على اليهود.. وظل اليهود مدة بعده يبحثون عن رئيس المتطبرين (حيدر) يظنون أنه شخص منهم حتى عرفوا أنه كان هتافاً باسم حيدر فاتح خيبر، واسمه عند اليهود حيدر بطل الأميين في يوم الغفران، أي يوم خيبر !!

ختاماً.. اخترت اسمك وحش، وهو حيوان قوي، فلماذا تخاف من دم حجامة، وجرحٍ لجلدة الرأس ؟! وتفقد أعصابك وتشتم ؟!

- وكتب (هيت) بتاريخ 5-4-2001، العاشرة والنصف:

السلام على من اتبع الهدى .. العاملي يا رجل، هل هذا العمل قام به الحسين أو أي أحد من أئمتكم ؟! إن هذا الفعل يدل على همجية وسادية وتخلف وغباء محكم.. ما أقول إلا الله يعينكم على نفسكم. أما إن أئمتكم عرب .. بس الذي ألف مذهبكم هم أحبار اليهود وكهنة المجوس .

- فكتب العاملي بتاريخ 5-4-2001، الثانية عشرة والنصف:

أترك جوابكم للمشرف ! ليحكم أن كلامكم ومنطقكم هذا .. هل هو من صفات العرب ؟!!

- وكتب (ابن الجنوب) 5-4-2001، الواحدة إلا ثلثاً:

ص: 571

أي عرب وأي بطيخ .. بالله أشكالكم أشكال عرب، ولاحتى عاداتكم.. صراحه نكتة اليوم (بني عاملة) .

- وكتب العاملي بتاريخ 5-4-2001، الواحدة والربع:

إفهم إن استطعت .. ولا أظنك:

جبال عاملة.. أو جبال الجليل، وتسمى أيضاً بر الشامات .. سكنها أولاد عاملة بن سبأ عندما تفرقوا بعد خراب سد مأرب.. فأهل جنوب لبنان يسمون بشكل عام بنو عاملة.. وإن كان فيهم قبائل أخرى قيسية ومضرية . وعامتهم عرب، وفيهم قليل من عروق أخرى معروفة، وتشيعهم قديم من الصحابي الجليل أبي ذر الغفاري رحمة الله ، الذي نفاه عثمانك إلى الشام، ونفاه معاويتك إلى الجليل .. أما سبب نفيهم إياه فهو أنه اعترض على بذخ العائلة الحاكمة وفسادهم .. هل فهمت!!

والعامليون ليسوا بحاجة لأن يشتروا عروبتهم من حضرتك !

وهل تخبرني من أي قبيلة أنت .. لأخبرك عن حلك ونسبك ؟!

- وكتب (الرمال السوداء) بتاريخ 5-4-2001، الواحدة والثلث:

وما خفي كان أعظم . ألا لعنة الله على الظالمين . السوط هين وضرب القامات بسيط، ما خفي أدهى وأمر ! فأقسم بالله العظيم إن مايفعله الشيعة اليوم إن الإسلام منه برئ، فالأمور وصلت بهم الى ذبح الأبناء بالسيوف وعلى الملأ ! فاتقوا الله شوهتم سمعة الدين ونفرتم الناس منه.

- وكتب (ناصر حسين) بتاريخ6-4-2001، الثالثة إلا خمس دقائق:

ص: 572

يا وحش .. لم تجب على سؤالنا بعد: ماذا فيما يفعله الشباب في الصورة من خطأ شرعي ؟ شرِّف إشرح لنا يا وحش...

قلت: لماذا يفعل الشيعة هذا الفعل ؟

الجواب: بسبب أن قلوبكم سوداء غير نقية، فبمجرد ورود اسم شيعي، فكل ما يفعله خطأ !

قلت: هل أن شيئاً من هذا القبيل حدث في عهد الرسول، أو هل فعله الرسول ؟

أقول: هل ركب رسول الله صلی الله علیه و آله سيارة ؟ وإذا لم يركب السيارة فهل يجوز شرعاً ركوب السيارة، أم أنها بدعة، وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار ؟!

- وكتب (وحش) بتاريخ 6-4-2001، الرابعة والربع عصراً:

آه ناصر حسين رد .. خبل ثاني .

عاملي .. إسمي يخوف ؟ الحمد لله منظر الدماء عندي عادي جداً جداً جداً أتمنى أن تسنح لي الفرصة في إلقاء القبض على رافضي منكم، سأذبحه وسأضع صوره هنا في هذا المنتدى !

- فكتب العاملي بتاريخ 6-4-2001، السادسة والربع عصراً:

الزميل الوحش . . وهل يكون الوحش زميلاً ؟!

قلت: (الحمد لله منظر الدماء عندي عادي جداً جداً جداً) .

أما أنا فأشهد بأنك عنيف . . لكن أشك في أنك شجاع !

وقلت: (أتمنى أن تسنح لي الفرصة في إلقاء القبض على رافضي منكم سأذبحه !) أقول: لاشك عندي أنك لو رأيت شيعياً متفقهاً في دينه، وجلست

ص: 573

معه .. فسوف تسقط من ذهنك الصورة الوحشية الشركية التي تحملها عنه.. وتلوم مشايخك ! وربما صار الشيعي أعز صديق عندك مدى الحياة.. وهذا لبنان مفتوح، تفضل إلى أي منطقة من جبل عامل، من صيدا.. إلى صور.. وبنت جبيل.. وحدود فلسطين .. وشاهد الشيعة على الطبيعة .

- فكتب (وحش) بتاريخ 6-4-2001، السابعة مساء:

عاملي .. هل تريد الإثبات على أني شجاع ؟ إثباتي انتظر مني أي زيارة للبنان سترى ما سأفلعه . وليت يكون هناك بيننا موعد من أجل أن تكون أنت الضحية. وأريد أن أقول لك شيئاً .. أعطني رأيك بالصورة الثانية ياعاملي .. الطامة أن هذه الصور من أقوى الإثباتات عليكم .

وهناك أمر مهم: أنت تقول أني لو جلست مع كبار علماء الرافضة كان أغير نظرتي عنهم .. طيب أنا شفت شريط فيدو عن احتفالات يوم عاشوراء في القطيف، رأيت العجب العجاب: قمة التخلف والإنحطاط عندكم. عموماً عطني رأيك بالصورة الثانية يا عاملي .

ملاحظة: زيارتي الله أعلم بها لأن عندي سفر قريب بإذن الله تعالى . ولكن أعدك أني اذا أتيت لبنان سأخاطبك لكن إحذر مني . فمنظر الدم عندي عادي جداً جداً جداً، ولله الحمد .

(وهو يقصد صورة الأب الذي يحمل طفله وقد جرح رأسه مواساة للحسين علیه السلام ، وهي التي نشرتها وكالة رويتر من النبطية) .

- وكتب العاملي بتاريخ 6-4-2001، السابعة وأربعين دقيقة:

الزميل الوحش .. هذه الصورة فيها عدة عناصر:

ص: 574

1. من ناحية فقهية: لا يجوز لهذا الأب أن يجرح ابنه حزناً على الإمام الحسين علیه السلام، حتى لو جاز له أن يجرح نفسه، إلا أن يكون من نوع الحجامة الطبية .

2. ومن ناحية عاطفية: فإن الصورة التي نشرتها تدل لمن يراها عن قسوة هذا الأب.. لكن من شاهد هذه المراسم وعرف الجو العاطفي المشحون فيها حزناً على الإمام الحسين وما جرى عليه وعلى أهل بيته.. ومنهم طفله الرضيع الذي حمله الإمام بين يديه ورفعه مقابل جيش يزيد، قائلاً لهم إن كنتم منعتم الماء عن الكبار فما ذنب هذا الطفل الرضيع ؟ فاسقوه شربة ماء فقد جف حليب أمه ! فرماه حرملة بن كاهلة بسهم فوقع في نحر الرضيع وهو في حضن أبيه الحسين علیه السلام !! لذا إن صورة عبد الله الرضيع تعيش في حس كل شيعي، وقد كانت مجسدة في ذهن هذا الأب، وقد أراد مواساة الإمام الحسين .. حسب فهمه بجرح طفله !

يمكن أن نقول له: حرام عليك أن تجرحه، ولو فعلت تثبتت عليك دية الجرح شرعاً.. أو نقول له إنك جاهل.. لكن علينا أن نتفهم أنه لا يعيش حالة قسوة على ولده .. بل حالة فداء ومواساة بنفسه وبولده للإمام الحسين علیه السلام وطفله عبد الله الرضيع .

3. بالنظرة القانونية التحليلية، لايمكن لإنسان أن يحكم على ذلك الأب من هذه اللقطة حتى يعرف دافعه إلى عمله إن كان هو الذي جرحه .. أو دافعه الذي جعله يطلب من ممرض حجامة رأس طفله بالموسى.. لأن الآباء والأمهات يفعلون كذلك عادة.. ثم يتصورون مع أوطفالهم وبيدهم سيف.. فيبدو كأن الأب أو الأم هو الذي جرح طفله .

ص: 575

ولو كنت أنت قاضياً واشتكى أحد على ذلك الأب لقلت له: لا بد لنا أن نفهم الموضوع من الأب والشهود، لأن المظهر الخارجي للصورة ليس كافياً للحكم.. وإلا فنحن نستطيع أن نأخذ صورة شبيهة لنفس الأب وطفله عند الطبيب، وهو يعالجه من حادث سيارة مثلاً ..

4. أخيراً، ينبغي أن ألفتك إلى هدف مراسل رويتر الإنكليزي الذي نشر هذه الصورة.. وإلى وكالات الأنباء اليهودية والغربية التي روجتها .. فإن هدفهم منها ومن أمثالها، أن يبرروا تسلطهم على المسلمين وقمعهم لهم، بأن سببه أن المسلمين إرهابيون قساة، فلا بد من القسوة معهم !! وأن ما تفعله اسرائيل وأمريكا وروسيا والغرب لهم الحق فيه ..

وفي اعتقادي أن جوابهم المفضل ينبغي أن يكون بالمزيد من مراسم جرح الهامات يوم عاشوراء.. وقد كانت مراسمها هذه السنة أكثر وأفضل تنظيماً، والحمد لله.. كان موكب الصغار والناشئة قبل الظهر.. وموكب الكبار بعد الظهر.. وأنا من الذين يؤيدون فتوى المراجع بجواز هذه المواكب.. فالضرر فيها بسيط، لأنها نوع من الحجامة.. وليست من إلقاء النفس في التهلكة كما يهولون . . والأصل في الأشياء الحلية حتى تثبت حرمتها.

والنتيجة أنها من مصاديق الحزن والجزع المستحب على أبناء الرسول صلى الله عليه وعليهم، ومن مصاديق قوله تعالى: وأعدوا لهم ماستطعتم من قوة ترهبون به عدو الله وعدوكم .

- وكتب (عدو المشركين) بتاريخ 6-4-2001، الثامنة والنصف:

ص: 576

سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم . أنظروا للعاملي، وهو يدافع عن عمل من الأعمال الهمجية التي تعطي صورة مشرقة عن الإسلام .

ليخبرني العاملي العربي القح عن الأصل الشرعي لمثل هذه الأعمال ؟ وهل فعلاً صدر عن بعض علمائكم فتوى تمنع مثل هذه الأعمال اللطيفه الخفيفة المحببه إلى النفس ؟ ويضرب لنا مثلاً بالجنوب اللبناني ؟!

يا رافضي لدينا قطة في البيت تدافع عن أولادها . وعمل أهل الجنوب نوع من الدفاع عن النفس، لاعلاقة له بدين أو ملة ! وإلا لقلنا إن الروس الشيوعيين أفضل من رافضة الجنوب، وحصار لينينغراد يجعل الإنسان يتحول عن دينه إلى الشيوعية عندما يعرف أن سكان المدينة أكلوا جثث الأموات للبقاء وعدم التسليم للألمان .

أما عن كلامك عن الجلوس إلى رافضي لديه علم وأنه سيغير نظرتنا لكم ! فنعم صحيح كلامك، سيغير نظرة من ختم الله على قلبه حتماً .

- وكتب العاملي بتاريخ 6-4-2001، الثامنة والنصف مساء:

أثبت علماء أصول الفقه أن الأصل في كل الأشياء الحلية حتى تثبت حرمتها.. والأصل فيها الطهارة حتى تثبت نجاستها ..

فأخبرني هل توافق على هذا القاعدة .. أم ترفضها ؟!

- وكتب (عدو المشركين) في 6-4-2001، التاسعة والنصف مساء:

العاملي الرافضي . . مقدمة فاسدة وقياس غير موفق، من عالم وحبر جليل مثلك . ماشأن الحلال والحرام في العبادات ؟ سؤالك يجب أن يكون هل

ص: 577

العبادات وقفية أم اجتهادية ؟ ولم تجبني بعد هل يوجد من علمائكم من منع مثل هذه الأعمال، أم لا ؟

- وكتب (محمد) بتاريخ 6-4-2001، الثانية عشرة والثلث:

إنا لله وإنا إليه راجعون . والله لقد سقطت يا عاملي من عيني بصاروخ . ألأنه لم يوجد في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم سيارات، استنتجت أن سفك دماء الناس لأنفسهم حلال . هكذا بهذه القاعدة السخيفة .

إسمعوا أيها الناس، يقول العاملي الأصل في الأمور كلها الإباحة، وسفك دماء المسلمين لأنفسهم حلال .. ما شاء الله على الإستدلال .

استخدام السيارات ياعاملي حلال كما هو الحال في أكل التفاح وفي أشياء كثيرة لم ترد بالإسم في الشرع، ولكنها وردت بنص عام في القرآن والسنة، من ذلك قوله تعالى في تبيان وظيفة من وظائف النبي عليه الصلاة والسلام: ليحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث. فكل طيب حلال وكل خبيث محرم بالله عليك هل تعتبر ياعاملي هذا العمل من الطيبات، هل سفك دماء المسلمين في نظرك من الطيبات حتى تقيسه باستخدام السيارة وأنها ما وردت في الشرع، ولم تكن في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم .

وهل تعتبر أن ذلك الأب الحقير الذي جرح ابنه قام بعمل بطولي ؟

هكذا انقلبت المفاهيم في رأسك.. إذا جرح لأحدنا طفل أو طفلة يجري جاهداً إلى الطبيب ليعالجه، وأنتم تشجون رؤوس أبنائكم بهذه الطريقة الحقيرة... لمواساة الحسين ؟! وهل طلب الحسين منكم ذلك، أم أنكم تظهرون شيئاً للناس وتبطنون أموراً أخرى ؟ ألم تلاحظ أن ذلك الطفل يمكن أن يموت من الهلع فضلاً عن الدم الذي أخذ يشر من رأسه كصنبور المياه ؟ ألم تلاحظ

ص: 578

ذلك ؟ أم أنك ضمنت أنه لن يموت ؟ هل الحسين وعدك بأنه لن يموت ؟ إذا أزهقت نفس الطفل البريئة بهذه الشجة، ماذا ستقول يا عاملي ؟ هل ستقول فداء للحسين ؟ وهل قال لك الحسين اقتل ابنك علشان تصير رافضي حقيقي ؟ أم أنكم كذابون في دعواكم يا عاملي ؟

وهذا الأب الحقير الذي شج ابنه، ألا يعتبر في نظرك قد أزهق نفساً ؟ أتعرف ما هو حكم قتل النفس البريئة في الإسلام يا رافضي؟ أتعرف ما هو حكم الشرع في التعدي على دم مسلم ؟ ألم يبلغك قول المصطفى عليه الصلاة والسلام يا عاملي ويا ناصر ؟

ألم يبلغكم قوله صلى الله عليه وسلم: كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه ؟ ألم يقل الله يا أجهل خلق الله ولا تقتلوا أنفسكم ؟ ألم يقل الله ياأجهل خلق الله: ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة ؟ ألا ما أشد جهلكم وعبطكم.

بالله يا ناصر لو جاء غربي كافر ورأى حمام الدم هذا الغبي تراه هل يسلم ؟ من يرى هذا المنظر يا عديم الإحساس هل يهتدي إلى الإسلام ؟ يا عديم العقل ياناصر من رأى هذا المنظر من الكفار لايقبل أن يفكر أنه سينظر في دين الإسلام يوماً من الأيام.. ألا ما أشد انتكاس فطرتكم .

يا ناصر ويا عاملي أرجوكما لا تقبلا كلامي هذا، ولكن إذهبا به إلى خواجة في بريطانيا أو أمريكا أو ياباني أو فلبيني في آسيا أو الهند أو البرازيل، أو أي دولة من دول العالم الكبير، بشرك أن لا يكون مسلم سني أو مسلم رافضي، ولابأس بأي دين آخر... ثم اسأله وأكد عليه في المسألة، واعرض عليه الصورة وقل له مارأيك في هذه الصورة الجميلة التي تظهر الإخلاص للحسين والشجاعة، وقد كان أبوه جباناً، فقد تنازل عن الإمامة ثلاثة مرات وأخوه كان جباناً أيضاً

ص: 579

، فقد تنازل عن الإمامة إلى الأبد.. ولم تنجح في حياة الروافض إلى ثورة الخميني العظيم ! قل له هذا الكلام، وانظر بماذا يرجع عليك ؟!! واختر شريحة عظيمة من الناس... ألف... عشرة آلاف ... مليون مليونان ... بليون ... ألف بليون من البشر... وقوما بعمل استبيان.. وستجد والله أنه الاستبيان الوحيد الذي سيخرج بنتيجة مئة بالمئة مقابل صفر بالمئة، وستكتشفان عندها أن المذهب الرافضي الحقير هو صفر بالمئة .

من أجل هذه الصورة الحقيرة مثل أصحابها .

- وكتب (عدو المشركين) بتاريخ 6-4-2001، الواحدة والنصف:

أحسنت أخي الفاضل محمد .. في الفلبين وفي يوم الجمعة الحزين الذي يعتقدون أنه اليوم الذي صلب فيه المسيح، يقوم المؤمنون من النصارى بتمثيل صلب المسيح المزعوم بصلب أنفسهم !! يتم نقل هذه الصور في التلفزيون كل عام، وهذه إحدى المشابهات بين الرافضة والنصارى فكلاهما يعتقد بعقيدة الفداء فدى المسيح البشرية بنفسه.. وفدى الحسين شيعته بدمه ! النصارى يصلبون أنفسهم اقتداء بالمسيح، والرافضة يلطمون وينوحون ويشجون رؤسهم اقتداء بالحسين !

- وكتب (وحش) بتاريخ 6-4-2001، الثانية عشرة والنصف:

ومن قال لك بأني زميل لك ياعاملي .. أنت هنا عدوي بديت تضرب أخماساً بأسداس يا عاملي . وشكلك رحت فيها وانفضحتم على حقيقتكم زيادة على ما هي مفضوحة .

- وكتب (عدو المغفلين) بتاريخ 7-4-2001، الثانية والثلث صباحاً:

ص: 580

كثير من الشيعة يعتبرون أن مايقوم به البعض خطأ فادح... فإحياء ذكري الإمام الحسين علیه السلام تتم بدون تلك المناظر المفجعة المحزنة .. والإمام الحسين لم يأمرنا بإراقة الدماء في ذكراه فضلاً عن جرح أطفالنا . فهم ربما لن يكونوا سبب هداية أحد من الكفار كما ألمح إلى ذلك محمد .

وفي المقابل مارأيك بمطاوعة السعودية الذين يطاردون الناس (بعصي) ويضربونهم للصلاة ؟!! فهل ياترى سيكونون سبب هداية إلى الإسلام؟ إن من عاش في السعودية يرى العجب من المطاوعة ! ففي الوقت الذي يأمرون الناس بالصلاة نجدهم أنفسهم لايصلون ! فهل كان رسول الله صلي الله عليه وأله وسلم يقوم بضرب الناس بالعصي للصلاة ؟ فكم هم ضحايا المطاوعة من مسلمين وغير مسلمين.. فالقصص كثيرة ومثيرة للإشمئزاز وتدل على استهتار وبعدهم تماماً عن تعاليم ديننا الحنيف . فهل تلك الفئة تمثل السنة بأعمالهم المشينه هذه ؟ قولوا الحق، ولا تكيلوا بمكيالين .

- فكتب (جلال) بتاريخ 8-4-2001، السادسة إلا ربعاً صباحاً:

يا عدو نفسك، هل تظن أن تغريدك خارج السرب لوحدك سوف يجديك نفعاً ؟ هؤلاء الرافضة قد رأيناهم في كل بقاع الأرض، فقد أذاعت نشرات الأخبار من كل مكان يوجد فيه الشيعة الرافضة، وقد رأينا العجب العجاب! فإنكارك لهذه الأشياء لن يجديك نفعاً، اللهم إلا أن تطلع كذاباً وخبيثاً ! فهذا إنترنت يا بابا وليس تقية وحسينية وخرابيط ! فحيلكم القديمة لم تعد تنطل على أحد! وبينما لم نسمع أبداً أن هناك مطاوعة في السعودية ضربوا الناس بالعصي أو ما شابه، وأنا قد زرت السعودية قبل مدة ولم أر فيها هذه الأشياء، بل ولم أرى المطاوعة وهم يمسكون العصّي ! وعلى حسب ما سمعت أن هذا كان قبل عقود

ص: 581

، حيث كان المطاوع يسير وفي يده عصاة ليضرب بها من خالف الشريعة، أما الآن فلا .

- وكتب (عدو المغفلين) بتاريخ 8-4-2001، الساعة الثامنة صباحاً:

جلول يا بذئ اللسان، يا من رضعت الأدب من أسلافك علماء الكفر وموالاة النصارى ! إن كنت قد زرت السعودية فأنا وأجدادي من مواليد الشرقية ياكاذب ياجاهل . فهل تعلم لماذا صمت البقية منكم ولم يردوا إلا أنت لجهلك ؟ لأنهم يعلمون أن ماقلته صحيح ! فاسأل كم سيارة جيب أو سوبر تسير في الشوارع أثناء الصلاة ؟ سيارة مطوع قذر لحيتة مثل المكنسة، ومعاه عسكري ! إسال كم من زوج وزوجة قد زجوا في الجيب لمجرد الإشتباه ! إسال كم من خطيب وخطيبتة قد زجوا في الجيب أو السوبر لمجرد الإشتباه! فالقاعدة لديهم أن كل اثنين ذكر وأنثى هم زناة إن لم يثبت العكس! والقصص كثيرة ولا داعي لذكرها... بالطبع هذة القوانين لا تنطبق على النصاري الأمريكان الكفار، الذين والاهم الشيخ ابن باز وابن عثيمين من دون الله، فهم أعمامهم !

أما عن العزاء وسيل الدماء .. فأنا لم أنكرها يامغفل، وأتكلم عن نفسي، ففي حياتي كلها لم أشاهد مثل هذه المظاهر في السعودية، فهي أعمال واجتهادات شخصية لاتمثل المذهب، مثل أن مطاوعة وقذارة السعودية لايمثلون السنة.. مع الفرق الشاسع بين الإثنين فلا وجه مقارنة على الإطلاق ! فالأول وإن شج رأسه فلن يصيب غيره وحسابه - إن كنت تعتبر مافعله خطأ - على الله . أما مطاوعة الخزي، فهم يرمون المحصنين والمحصنات بغير حق. فانظر أيهما أكثر بلاء على أمة لا إله إلا الله ؟

- وكتب العاملي بتاريخ 9-4-2001، السابعة والثلث مساءً:

ص: 582

وهل يمكن الكلام المنطقي في جومن السخرية والشتائم والفوضى؟! فإلى الآن لم يتكلم أحد منكم كلام علمياً.. أما محمد.. فقد تكلم بما لايعلم من الفقه وأصول الفقه.. ودعانا إلى استبيان عالمي ! ومتى كان الإستبيان حجة شرعية ؟ وهل تقبل باستبيان من المسلمين في بلدكم نفسه على أفكار الوهابية لتعرف أن الذين يؤيدونها قلة قليلة ؟!

لقد هاجمتم كلكم شج الرأس حزناً على الإمام الحسين.. بدون حجة شرعية !! فلو ناقشكم أحد وقال: هل الحجامة حرام ؟ فما هو جوابكم ؟

ولو قال لكم: هل الأصل في الأشياء الحرمة حتى ثبت حليتها، أو الأصل الحلية حتى تثبت الحرمة ؟ فما هو جوابكم ؟

والخلاصة: أنه ليس لتهريجكم أي قيمة عندنا .. فنحن ماضون في توسيع مواكب السيوف ومراسم شج الهامات في يوم عاشوراء، حزناً على سبط الرسول سيد الشهداء علیه السلام . . وهذه السنة كان في مدينتين من لبنان.. وكان للصغار والكبار.. والحمد لله .كما كان واسعاً في كل أغلب بلاد الشيعة .. فمن أراد أن يسخر منا فليسخر.. فإنا نسخر منه كما يسخر..

ختاماً.. لو كنتم تفكرون بعمق.. لتعلمتم عادة شج الرؤوس منا ! فوالله لو أن موكباً من200 شخص شجوا رؤوسهم ولبسوا أكفانهم المضرجة بدمائهم، ومشوا أمام المعسكر الأمريكي في بلدكم.. لعجلوا في رحيلهم !! أليس كذلك يا إصلاحيين ؟!!

- وكتب (عدو المغفلين) في9-4-2001، الثامنة وخمس دقائق مساءً:

العاملي حفظه الله .. هؤلاء لا يعلمون من أمور الجهاد والتضحيات إلا أسماء، فلقد رباهم أشياخهم ابن باز وابن عثيمين على الركوع والخنوع . .

ص: 583

- وكتب العاملي بتاريخ 9-4-2001، الثامنة والثلث مساءًَ:

شكراً للأخ عدو المغفلين .. أعتقد أن عليهم أن يدفعوا كفارة قتالهم إلى جانب الإنكليز لإسقاط الخلافة العثمانية.. التي يعترفون إن إسقاطها كان جريمة العصر ! وأن يتعلموا منا لبس الأكفان المضرجة بالدماء في مواجهة الكفار، بدل أن ينشغلوا بمواجهة المسلمين وتكفيرهم !

أيها المستهزئون . . كفاكم سخرية بحسينيين مرغوا أنف اليهود بالوحل.. وكفاكم خوفاً وذعراً وخوَراً من .. حجامة أب أو أم لطفلها !

- قال العاملي: وهنا سكت المنتقدون الشتامون المتوترون .. وغابوا!

ولابد من التنبيه الى أن سبب نقمتهم من مراسم التطبير ليس العاطفة الإسلامية أو الإنسانية على الشيعة وأطفالهم.. ولا غيرتهم على الاسلام وأن الشيعة بعملهم هذا يشوهون صورة الإسلام عند غير المسلمين، كما زعموا.. كلا .. فلو استطاعوا هم لطبروا الشيعة كباراً وصغاراً !!

بل السبب أنهم نواصب يغتاظون من أصل إحياء عاشوراء ومراسمها، حتى لو كانت مجرد مجالس خطابة ومحاضرات هادئة بدون بكاء .. لما فيها من فضح جرائم أئمتهم بني أمية الذين يفضلونهم على أهل البيت الطاهرين!! ولهذا السبب تراهم يجن جنونهم عندما يرون أنواعاً من الشعائر والمراسم، وأساليب الاحتفاء بعاشوراء .. وأن الأمر يصل بالشيعة إلى النفير العام في عشرة محرم، ولبس السواد ونشر أعلامه، وإقامة المجالس العظيمة والتجمعات الضخمة، والمسيرات الكبيرة في مواكب النوح واللطم والعزاء .. وأن بعض فتيان الشيعة يلبسون أكفانهم في يوم عاشوراء، ويجرحون هاماتهم حزناً على الإمام الحسين علیه السلام .

ص: 584

فحجتهم الظاهرية هي لماذا البكاء واللطم والتطبير.. ومقصودهم الحقيقي أصل إحياء عاشوراء بأي شكل من الأشكال !!

تهريجهم على (حجامة) طفل شيعي في عاشوراء !!

- قال العاملي:

بعض الأمور الصغيرة تقبل التضخيم والتهريج.. ومنها أن بعض الشيعة ينذرون أن يجرحوا رأس طفلهم في يوم عاشوراء مواساةً للإمام الحسين علیه السلام وطفله عبد الله الرضيع، الذي قتله جيش يزيد بسهم وهو في حضن أبيه ! وفي بعض المناطق مثل منطقة أردبيل بإيران يوجد أناس يعتبرون شج رأس الطفل في عاشوراء كالواجب حتى لو ولد في يوم تاسوعاء .. فتراهم يلبسون الطفل كفناً ويجرحون رأسه بالموسى .

ومع أن هذا الجرح جرح حجامة لا أكثر.. لكن إعلام الأجانب وتهريج النواصب جعل منه قضية حقوق إنسان، وقضية تعليم على الإرهاب.. وقضية تحريف للإسلام في عيون الغربيين والعالم .. الخ. !!

- كتب (سعيد المغربي) في شبكة سحاب في 11-4-2000، موضوعاً بعنوان: (طقوس عاشوراء عند الرافضة أخزاهم الله في الدنيا والآخرة) قال فيه:

حققت وكالة رويتر للأنباء خبطة صحفية لا تقدر بثمن، عندما حصل مندوبها في النبطية بلبنان على الصورة التي يشج فيها لبناني شيعي رأس ابنه

ص: 585

بالسيف، في الإحتفالات التي جرت بذكرى عاشوراء . وهكذا يقدم بعض أصحاب الفرق المنحرفة الدليل بعد الآخر على ادعاءات أعداء الإسلام .

الصورة تلقفتها وسائل الإعلام الإقليمية والدولية، وأفردت لها صفحات الجرائد والمجلات وشاشات الفضائيات، لتثبت دموية المسلمين وهمجية طقوسهم، وبُعدها عن الفطرة .

إحدى شركات الأفلام الغربية انتجت فيلماً تسجيلياً بعنوان: سيف الإسلام، ادعت فيه حب المسلمين للعنف، وولعهم لسفك الدماء، ولم تجد أفضل من احتفالات عاشوراء لدى الشيعة التي يسيلون خلالها دمائهم لإثبات صحة اتهام المسلمين بالدموية .

إن ما تراه من إجرام في حق هذا الطفل البرئ هو عبادة في دين الرافضة ! ذلك هو ما يسمونه ب- (التطبير) .. أول ما بدأت هذه العبادة كانت بصورة حزن كبير سيطر على الذين بايعوا علياً ثم هربوا عن اللقاء وتركوه وحيداً أمام الجيوش، حتى مل علي ممن معه ومن نفاقهم، فخاطبهم ووصفهم بأبشع الصفات من كذب وحقارة وقلة دين وعقل، فقال عنهم: استنفرتكم للجهاد فلم تنفروا، وأسمعتكم فلم تسمعوا، ودعوتكم سراً وجهراً فلم تستجيبوا، ونصحت لكم فلم تقبلوا.. إلى قوله: لوددت والله أن معاوية صارفني بكم صرف الدينار بالدرهم فأخذ مني عشرة منكم وأعطاني رجلاً منهم . (نهج البلاغة ص 224)

وزاد الحزن عليهم عندما كاتبوا الحسين ببيعته ونصرته، وعندما أقدم تركوه وحيداً فريداً يلاقي حتفه، كما تركوا ابن عمه من قبل مسلم وهربوا من حوله وتركوه ليقتل وحيداً، فزاد الهم عليهم وأحسوا بتأنيب الضمير، فبدأ بعقاب

ص: 586

أنفسهم بضرب صدورهم ولطم الخدود، من باب عقاب أنفسهم عما بدر منهم، وعقاب على خيانتهم للحسين ومن قبله مسلم وعلي.. وكلما زاد الإحساس بالجرم زاد الفرد منهم الضرب واللطم والنحيب وشق الصدور ورفع النواح، واستمر كل جيل يعاقب نفسه عما فعله أجداده من خيانة للعهد وخيانة للرب، ومع مرور الزمن وموت أوائل القوم الذين خانوا العهد وعاقبوا أنفسهم، جاء جيل لا يعلم السبب الرئيس لهذه العبادة، فظن كل منهم كما كان ينشر علماء الدين أن هذه العبادة حزن على الحسين وآل البيت فقط، وليست لخيانتهم للعهد والبيعة..

وعندما أراد الشيعة البحث عن عبادات يخالفون بها بني أمية، وأرادوا من خلالها إظهار اختلاف عقيدتهم عن باقي المسلمين، ولذلك سعوا إلى التهويل والتشديد من ضرورة هذه العبادة وضرورة الأخذ بها، فجعلوا لها لباساً يُميزها وهو السواد، بحجة الحداد على الحسين وآل البيت . وعندما جاء زمن البويهيين الذين حكموا إيران والعراق باسم حماية الخلافة العباسية، قاموا بتنمية الإحتفالات بهذه المناسبة وأصبحت جزءاً من الكيان الشيعي .

وزاد في الأمر الشاه إسماعيل الصفوي في تحديه للدولة العثمانية المجاورة له، فقام بإعلان الحداد الكامل في العشر الأول من محرم، والحداد يشمل كل البلاط الصفوي في كل عام، بل ويستقبل الشاه المعزين والمتباكين في عاشوراء . وكانت هناك احتفالات خاصة لهذا الغرض تجتمع بها الجماهير ويحضرها الشاه بنفسه، كما أن الشاه عباس الأول الصفوي والذي استمر حكمه خمسين عاماً، كان يلبس السواد يوم عاشوراء، ويلطخ جبينه بالوحل ويتقدم المواكب التي تسير بالشوارع، وهي تنشد أناشيد الرثاء للحسين واللعن لبني أمية:

ص: 587

كربلاء لا زلت كربا وبلا *** كربلاء بعدك سال الدما

كم على تربك لما صرعوا *** من دم سال ومن قتل جرى

- قال العاملي: الأبيات التي ذكرها هي من قصيدة معروفة للشريف الرضي رحمة الله المتوفى 406 هجرية أي قبل الصفويين بنحو ست مئة سنة!! ومطلعها: كربلا لا زلتِ كرباً وبَلا *** ماذا لقي عندك آلُ المصطفى

- ثم كتب (المغربي) تحت عنوان: (الإختلاط في ضرب المقامات)، فقال:

إن القوم في الخليج أو في بعض دول الخليج يقومون بهذه العبادة بفصل الرجال عن النساء، كما في قطر والسعودية وبعض مناطق البحرين، أما باقي الدول كما في إيران والإمارات والكويت، وإن أظهروا الفصل فالخلط بين الجنسين تام بكل صورة، في مقولة لهم أنه كما أن هناك اختلاط في مكة، والأمر جليل بحيث لا يلتفت الرجال للنساء، فهنا الموقف أجل وأعظم ولذلك لايلتفت الجنسان لبعضهما البعض، ولا ندري بأي عقل يتحدثون بهذا المنطق .

وهناك من يقول أن أي شاب تعرف على فتاة في ضرب المقامات وتزوجا كان من أفضل الزواج وباركه الله بحب الحسين !!

وهناك الكثير مما يحدث داخل هذه الأماكن، خاصة وأن القوم يبيحون المتعة واللواط وغيرها من وسائل الجنس الشيطانية، وهذه الدعوى إحدى وسائل زيادة عدد الشيعة بالتناسل، ولا يهم القوم بعدها هل هذا الإرتباط مُحرم أو لا، فالأهم زيادة العدد، ولذلك ترى الشباب يحرص على مداومة الحضور في هذه المناسبات، فهي خير وسيلة للقاء الجنس الآخر بصورة محمية من رجال الدين، فمن يفرط بهذه الفرصة !؟

ص: 588

هذه عقيدة القوم وهذه عقولهم، فهم يبكون على الحسين ولا ندري ما يُبكيهم، فهل يبكون الحسين لأنه دخل الجنة، أم هل يبكون الحسين لأنه من شباب الجنة (!!)، أم هل يبكون لأن الحسين عند ربه راض مرضي، أم أنهم يبكون لأنه لقي ربه في الفردوس الأعلى، إن شاء الله (!!).

والحقيقة أنهم لا يبكون الحسين أبداً، بل يبكون مصيرهم ومصير أجدادهم الخونة، الذين خانوا الله ورسوله والصحابة وعلياً والحسين .. إنهم يبكون مصيرهم القادم بإذن الله جهنم وبئس المصير، يبكون عقابهم في الدنيا فزادهم الله عقاباً قبل الآخرة وجهلاً فوق جهلهم . إنه القادر على ذلك . انتهى.

- قال العاملي:

نلاحظ أن هذا المتعيلم لم يوثق كلامه ولو بمصدر واحد، لأن مصدره خياله فقط ! ولو أنه قرأ على الأقل تاريخ ابن كثير الذي يحبه النواصب، لرأى أن مراسم عاشوراء كانت حدثاً سنوياً كبيراً في عاصمة الخلافة العباسية بغداد، أرخها المؤرخون في أحداث السنوات، وسجلوا معاداة نواصب الحنابلة لها.. وذلك قبل أن يوجد الصفويون رحمهم الله بقرون طويلة !!

- ونشر (أبو عمر) نفس الصورة في شبكة الحوار الإسلامي الشيعية، بتاريخ 4-1-2001، الواحدة صباحاً، وكتب موضوعاً بعنوان (هل رأيتم أحمق وأجهل من هذا الأب)، قال فيه:

كنت يوم أتصفح في أحد المنتديات فوضع أخ في الله في أحد المواضيع صورة وهي كالتالي: صورة رجل ويحمل ابن له وعمر هذا الابن من السنتين

ص: 589

إلى الثلاث تقريباً، وإذا الرجل يضرب هذا الإبن على رأسه بحديدة في يده، والدم يتطاير من رأس هذا الإبن المسكين على جسده !

منظر بشع جداً، والله لا يفعله رجل مع حيوان، ولا يفعله مجنون مع ابن غيره، فضلاً أن يفعله رجل مع ابنه ! فقلت في نفسي لعل الرجل مجبور بهذا الفعل فلعله يكون له عذراً .. فلما تحريت الموضوع الذي كتبه الأخ فإذا هذا الأب الأحمق الجاهل يفعل هذا الفعل لكي يتقرب إلى الله ويرغب من الله الأجر مثل ما يرغب المسلم في صلاته وصيامه وحجه الأجر من الله.

فعل هذا الأب الرافضي هذا الفعل لكي ينال الأجر من الله ! إن صاحب هذه الصورة الذي قتل ولده هذه القتله، إنه رافضي فعل هذا الفعل في يوم عاشورا حزناً على مقتل الحسين رضي الله عنه !

الله أكبر كم يلعب الشيطان بعقول هولاء .. مات الحسين .. وضحى هذا الأحمق بولده حزناً عليك ياحسين، ما أجهل أهل البدع .إن إذاعة يهوديه قامت مشكورة بشراء هذه الصورة بمبلغ ضخم ! هل هذه الإذاعة شرت هذه الصورة حزناً على موت الحسين، أم حزناً على موت هذا الإبن، لا والله، شرتها لكي تري العالم وتقول لهم هذا هو الإسلام: ضرب للأجسام ونزف لدماء وقتل للأولاد . فعندما يرى الكافر هذا الفعل لا يسلم !

إن من ترك طريق أهل السنة والجماعة ضاع وتاه وأصبح حايراً، فارجعوا إلى طريق الحق وتوبوا من غيكم ! وسوف إن شاء الله نذكر من قتل الحسين رضي الله عنه، ومتى قتل وكيف قتل، ومن غدر به، وكم قتل معه من آل البيت، وأين قتل، ومن نصحه من أهل العلم بعدم الخروج، وغيرها إن شاء الله، لكي يعرف الرافضة أن الحسين لا يرضى عملهم هذا .

ص: 590

- فكتب العاملي بتاريخ 4-1-2001، الواحدة والثلث ظهراً:

أولاً: لا تضخم الموضوع يا أبا عمر، كل ما في الأمر جرح جلدة الرأس كالحجامة . ثانياً: أنت لست أشفق على ابنه منه..

ثالثاً: أشكر ربك أنه لم يضرب رأسك..

رابعاً وهو المهم: لعلك تحتاج إلى دراسة سنين، حتى ينبض قلبك بالحب الجياش للنبي وسبطه الإمام الحسين صلى الله على رسول الله وآله .

- وكتب (786) بتاريخ 4-1-2001، الواحدة والنصف ظهراً:

يبدو أن أبا عمر يجهل بأمر النبوة والعترة . هل وصل بك الخوف لهذه الدرجة؟ فما بال الذين قتلوا أبناءهم وآباءهم بين يدي رسول الله ؟ أولم يقتل اللعين ابن اللعين حرملة ابن كاهل رضيع الإمام الحسين في كربلاء؟ ونراك ترتجف بمجرد قطرة دم نزلت من طفل في أحضان أبيه وهو محاط بعشرات الإسعافات ! وإذا كنت جاهلاً بالتأريخ وهزك الجبن من قطرة دم ! فراجع بدلاً من الخوف (أليس الله بكاف عبده ويخوفونك بالذين من دونه .. ومن يضلل الله فما له من هاد) . ألا لعن الله قتلة الحسين من الأولين والآخرين .

- وكتب (أبو عمر) بتاريخ 4-1-2001، الثامنة مساءً:

هذه البدعة التي أحدثت في يوم عاشوراء جعلت هذا الأب الجاهل يتقرب إلى الله بها، فهذه بدعة محدثة في الدين، وكل بدعة ضلالة كما قال صلى الله عليه وسلم . وكما قلت إن الحسين رضي الله عنه برئ من فعلكم هذا.

- وكتب العاملي بتاريخ 4-1-2001، الحادية عشرة والثلث مساءً:

ص: 591

هل تقصد أن جرح الرأس حزناً على الحسين في يوم عاشوراء، بدعة في الدين وصاحبها كافر، لأنه لم يرد فيها حديث، مثل بدعة إضافة الصلاة على الصحابة إلى الصلاة على النبي صلی الله علیه و آله ؟!

- وكتب (بصراحة) بتاريخ 4-1-2001، الحادية عشرة والنصف مساءً:

يابو عمر .. خربت علينا الموضوع، وهم فرحوا عندما حولت الموضوع.

لله درك يامحب الخلفاء . أسأل الله لي ولك أن يحشرنا مع أبي بكر وعمر. آمين . أنت صخرة تتحطم عليها أباطيل المجوس .

- وكتب (786) بتاريخ 5-1-2001، الواحدة والنصف صباحاً:

آمين آمين . . وإلى جهنم وبئس المصير .

- وكتب (رنين) بتاريخ 5-1-2001، الخامسة صباحاً:

أيقول بدعة! الكمبيوتر بدعة. الكهرباء بدعة. الهاتف بدعة. السياره بدعة. الطائرة بدعة. جهاز التكييف بدعة. التلفاز بدعة. الراديو بدعة. الإنترنت بدعة. والبدع كثيرة . وأبو عمر وجماعته يستخدمونها، وقطرة دم في حب الحسين تستكثرها؟! إرجع وتنقل على الحمار والبغل، حتى لا تكون مبتدعاً !

تخلص من جهاز التكييف، حتى لا تكون مبتدعاً ! تخلص من جميع ماذكر لأن ماذكر لم يكن على زمن الرسول والصحابة !

- وكتب (جلجل الحق) بتاريخ 5-1-2001، الثامنة إلا ربعاً صباحاً:

وماذا تقول عن رجل أراد قتل ابنه ؟!

ونحن والحمد لله على ملة أبينا إبراهيم علیه السلام .. ما هذا التخلف ؟ ! !

يا سماء اشهدي ويا أرض قري *** واخشعي إنني قد ذكرت عليَّا

ص: 592

- وكتب (مدير شبكة الحوار) في5-1-2001، الثامنة والثلث صباحاً:

لماذا تسب الرجل يا أبا عمر ؟!

يمكنك انتقاد مافعله، فإذا رجحت حجتك لسبه من قرأ الموضوع، فاترك الخيار لمن يقرأ موضوعك، ولا تفرض عليهم رأيك، خاصة لو تضمن ذلك سباً أو شتماً. (يقفل لعدم مراعاة الأدب في الموضوع !) .

-كتب (سعود) في شبكة الموسوعة الشيعية بتاريخ 19- 3-2000، الواحدة صباحاً، موضوعاً بعنوان (صورة بمناسبة اقتراب عاشوراء !!!)

ونشر صورة الأب الذي جرح رأس طفله حزناً في يوم عاشوراء .

- فكتب (مظاهر) بتاريخ 19-3-2000، الواحدة صباحاً:

الأخ السعودي . . هل لك أن تزودنا بمصدر هذه الصورة ؟ وإذا كان هذا الطلب محرجاً لك، فأنا مسامح والمسامح كريم .

ولكن هل بإمكانك أن تذكر لي ثلاثة أحاديث من رواياتكم تدل تشهد بأن النبي صلی الله علیه و آله أول من عقد المأتم على الحسين في حياته ؟!! وإذا عجزت عن ذلك سأذكر لك عشرين !!

- وكتب العاملي بتاريخ 19-3-2000، الواحدة والنصف صباحاً:

لقد صحت الأحاديث عن النبي صلی الله علیه و آله عندنا وعندكم، أنه بكى على الحسين في حياته عندما أخبره الله تعالى بأن أمته سوف تقتله!! وصح عندنا عن النبى صلی الله علیه و آله أنه يستحب للمسلمين أن يبكوا على الحسين علیه السلام . وبما أن النبي صلی الله علیه و آله أوصى الأمة بالقرآن والعترة بحديث الثقلين المتواتر عند الجميع، وغيره. فالعترة

ص: 593

النبوية هم عدل القرآن ومفسروه، وهم مبلغوا السنة النبوية ومبينوها، وقولهم حجة شرعية علينا بنص رسول الله صلی الله علیه و آله .

وعندما قال صلی الله علیه و آله: أخبرنى اللطيف الخبير أنهما لن يفترقا حتى يردا على الحوض . كما في صحاحكم، دل ذلك على وجود حجة لله تعالى على العباد من أهل بيت النبي صلی الله علیه و آله في كل عصر.. وعليه فقول العترة المطهرين عندنا حجة شرعية بنص النبي الصريح القطعي، وكل ما ثبت عنهم بسند صحيح فهو حجة شرعية، يضاف إلى حجية القرآن الكريم، وحجية ما ثبت من سنة النبي صلی الله علیه و آله .

واحتفاؤنا بمراسم العزاء على الإمام الحسين علیه السلام ، فيه أحاديث صحيحة السند متواترة عن أئمة العترة النبوية الطاهرة، ولا توجد مثلها في إقامة مجالس العزاء والبكاء على غيره .

فالحكم الشرعي عندنا: أن إقامة المجالس التى تتلى فيها فضائل ومناقب النبي وأهل بيته المعصومين صلى الله عليه وعليهم، وتذكر فيها مصائبهم، ويبكى فيها عليهم مستحبة، بل هي من أفضل القربات إلى الله تعالى.. وللإمام الحسين علیه السلام حكم شرعى خاص مؤكد، حيث وردت فيه أحاديث لم ترد في غيره، وعمل بها أتباع أهل البيت علیهم السلام من صدر الإسلام إلى يومنا هذا.. وبذلك ينضم إلى الأحاديث الصحيحة سيرة المتشرعين الموالين لأهل البيت النبوي عبر العصور .

وإشكالك على مجالس عاشوراء ومراسمها لامعنى له.. فإذا كنت لا تريد البكاء فلا تبك.. ولا تجرح رأسك حزناً.. ولكن اترك للناس حريتهم أن يحزنوا لحزن نبيهم وآله ..

سبحان الله .. حتى الحزن والبكاء، تريدون أن تصادروه منا !!

ص: 594

-وكتب (خادم أهل البيت) في 19-3-2000 الثانية إلا ربعاً صباحاً:

منذ سنتين وهذه الصورة تنشر في الجرائد والإنترنت، ما عندكم غيرها ؟ ملينا منها ! لو سمحت غيرها يا السعودي الوهابي .

ربِّ ارزقني شفاعة محمد وآل محمد .

- وكتب (السعودي) في 19-3-2000 الحادية عشرة والنصف صباحاً:

أما أن الرسول صلى الله عليه وسلم هو أول من عقد المآتم على الحسين رضي الله عنه، فأمر مضحك ومن غرائب دين الرافضة، وهات أدلتك لنراها.

يا عاملي رسول الله صلى الله عليه وسلم برئ من هذه الأعمال والاسلام برئ منها، فلا تحاول الصاق أي شرعية بها، وأتحدى أن تأتي بآية أو حديث أو قول عالم مسلم معتبر، يؤيد هذه المهازل .

ثم جدلاً.. هل هذا الطفل يبكي على الحسين، أم يبكي لأن والده ضرب رأسه بسكين ؟

- ثم (أبو فراس) وكتب بتاريخ 19-3-2000، الواحدة ظهراً:

البكاء أو الحزن على الميت فلا بأس به، ولكن الرسول صلى الله عليه وسلم، لعن من يلطم ويشق الجيوب والبكاء المصاحب بالصراخ والعويل مع مصاحبة بعض الكلمات الشركية ما أنزل الله بها من سلطان . ومن المعلوم أن هذه الأفعال المصاحبة في يوم عاشوراء بدعة مضلة، فقلد استشهد سيد الشهداء وأسد الله ورسوله حمزة بن عبد المطلب رضي الله عنه، فلم يحزن الرسول صلى الله عليه وسلم مثل حزنه على عمه حمزة، ولكنه لم يلطم أو يصرخ أو يضرب صدره، ولم يقل بعض الكلمات من النواح مثل: أن يقول: واعماه واحبيباه... الخ. هذا

ص: 595

الشئ لايجوز، فقد بكى رسول الله ولكن ليس بهذه الطريقة، بل دمعت عينه صلى الله عليه وسلم، وهذا واضح وجلي عندما مات ابنه إبراهيم فقال: إن القلب ليحزن وإن العين لتدمع، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون، أو كما قال صلى الله عليه وسلم . ولم يذكر أنه وفي ذكرى أيام استشهاد عمه أنه ذهب إلى أحد ووقف عند قبره ينوح عليه ! فمن فقد له حبيباً وصبر واحتسب عند الله، فله أجر عظيم، ذلك لأنه راضٍ بقضاء الله وقدره . أما الصراخ والعويل، ولا أدري ماذا ؟ فهذا يدل على الضعف في الإيمان والعياذ بالله .

- وكتب (محب أهل البيت) بتاريخ 19-3-2000، الثانية ظهراً:

الى الأخوة الكرام .. الأحاديث التي ذكرت أن النبي صلی الله علیه و آله قد بكى على الإمام الحسين علیه السلام :

1- أن جبرئيل أخبر النبي بمقتل الحسين وأتاه بتربته فبكى النبي صلی الله علیه و آله :

مستدرك الصحيحين 3/176 و4/398، مسند أحمد بن حنبل 3/242 و6/294، ذخائر العقبى - 147، الصواعق المحرقة لابن الحجر - 115، كنز العمال 6/222و223 و7/106، الهيثمي في مجمعه 9/187و188و189 .

2- أن النبي أخبر علياً بمقتل الإمام الحسين:

مسند الإمام أحمد بن حنبل 1/85، أسد الغابة 4/169، كنز العمال 7/110، الصواعق المحرقة – 115 .

3 – أن النبي أمر المسلمين بنصرة الحسين:

راجع أسد الغابة لابن الأثير 1/123 و1/349 .

4 – أخبر النبي عترته سيلقون من بعده قتلاً وتشريداً ولعن قاتليهم:

ص: 596

أسد الغابة لابن الأثير 4/107 . كنز العمال 8/191، ميزان الإعتدال الذهبي 2/119، الصواعق المحرقة لابن حجر ص 143، مستدرك الصحيحين 4/464 وج 487 و 6/46، ذخائر العقبى – 17 .

5- أن الله قتل بيحيى سبعين ألفاً وبالحسين ضعفه:

مستدرك الصحيحين 2/290، تاريخ بغدادللخطيب البغدادي 1/141، ذخائر العقبى –150 .

6 - أن النبي وضع تربة الحسين عند أم سلمة، وأوصاها:

تهذيب التهذيب لابن الحجر 2/347، ذخائر العقبى – 147، الصواعق المحرقة لابن حجر – 115 .

7 – أن أم سلمة رأت النبي صلی الله علیه و آله في المنام عند مقتل الحسين علیه السلام :

صحيح الترمذي 2/306 .

8 - في رؤيا ابن عباس للنبي عند مقتل الحسين:

راجع مستدرك على الصحيحين 4/397 .

9 - في بكاء ونوح الجن على الحسين علیه السلام :

الاصابة لابن حجر 2/17، الهيثمي في مجمعه 9/199، ذخائر العقبى –150 .

10- في الآيات التي ظهرت عند مقتل الحسين علیه السلام :

ومنها: كسوف الشمس واسوداد الدنيا حتى ظهور النجوم في عز النهار وفي أن السماء أمطرت دماً وأن البيوت والجدران قد صبغت به وبكاء السماء عليه علیه السلام واحمرارها وأن الحمرة المشرقية لم تكن قبل مقتل الحسين علیه السلام وأنه عند مقتله ما رفع حجر إلا ووجد دم عبيط تحته وخروج اليد بقلم من حديد وكتبت على الجدار:

أترجو أمةٌ قتلت حسيناً . . . شفاعةَ جدته يوم الحساب !

ص: 597

خروج النور الساطع من رأس الحسين علیه السلام وأنه كان يقرأ القرآن:

راجع ثم راجع فكلها والله من كتبكم . . . سنن البيهقي 3/327 . تهذيب التهذيب 2/354و356 . الصواعق المحرقة لابن الحجر - 116و119، ذخائر العقبى – 145 . تفسير ابن الجرير 25/740 . السيوطي في الدر المنثور في ذيل تفسير قوله تعالى: وحناناً من لدنا وزكاة وكا تقياً وكذلك قوله نعالى: فمابكت عليهم السماء والأرض. حلية الأولياء لأبي نعيم 2/276، الهيثمي في مجمعه 9/19و199، فيض القدير للمناوى 1/240 .

11 - في استجابة دعاء الحسين علیه السلام على بعض قاتليه:

الهيثمي في مجمعه 9/193 . ذخائر العقبى – 144 . الصواعق المحرقة – 118 .

12- في عقاب قتلة الحسين علیه السلام ومبغضيه في الدنيا وأنهم ماتوا بشر ميتة:

الصواعق المحرقة لابن حجر– 116 و 117 و 118 .تهذيب التهذيب لابن حجر 2/355 و 382 و 354 . ذخائر العقبى – 144 .

13 - أن قاتل أهل البيت علیه السلام يحرم عليه الجنة والكوثر جميعاً:

ذخائر العقبى – 20 . كنز العمال 7/273 و 225 . السيوطي في الدر المنثور في تفسير سورة الكوثر .

14 - فيما جاء في فضل زيارة الحسين علیه السلام والبكاء على أهل البيت:

ذخائر العقبى –151 و 19 .

15 - أن الحسين علیه السلام وأصحابه سيدخلون الجنة بغير حساب:

تهذيب التهذيب لابن حجر 2/347 و 348 . كنز العمال 7/110 . الهيثمي في مجمعه 9/191 .

فيا أخي كيف تستكثر علينا البكاء على سيد شباب أهل الجنة الذي بكاه الرسول صلی الله علیه و آله قبل مصرعه في كربلاء ..؟!

وإن قمنا بالبكاء عليه والتطبيير، فنحن بشر ومشاعر الإنسان جياشة !

ص: 598

لماذا لم تكثر على أهل السنة عند موت كل من الرئيس جمال عبد الناصر والمطربة أم كلثوم، فقد شوهد الناس وهم يبكون بالعويل ويلطمون.. ورأينا حالات الإغماء التي حصلت !! وأزيدك من الشعر بيتاً، فعند موت المطرب عبد الحليم حافظ كثرت زادت حلالات الإنتحار على ثلاثين !!

لقد فقد هؤلاء أناساً عاديين، فما بالك بسبط الرسول صلی الله علیه و آله الذي قال فيه: حسين مني وأنا من حسين أحب الله من أحب حسيناً، حسين سبط من الأسباط.

صحيح الترمذي 2/307 في مناقب الحسن والحسين علیه السلام ، صحيح ابن ماجة فب باب من فضائل اصحاب الرسول صلی الله علیه و آله . كنز العمال 6/221 و7/107 .

أخوكم: محب أهل البيت علیهم السلام

لو أن عبداً أتى بالصالحات غداً *** وود كل نبيٍ مرسلٍ وولي

وقام ما قام قواماً بلا ضجر *** وصام ما صام صواماً بلا ملل

وحج ما حج من فرض ومن سنن *** وطاف ما طاف حاف غير منتعل

وطار في الجو لا يأوي الى أحد *** وغاص في البحر مأموناً من البلل

يكسو اليتامى من الديباج كلهم *** ويطعم الجائعين البر بالعسل

وعاش في الناس آلافاً مؤلفة *** عار من الذنب معصوماً من الزلل

ما كان في الحشر عند الله منتفعاً *** إلا بحب أمير المؤمنين علي

ص: 599

يوم عاشوراء في محطات التلفزيون يثير المخالفين!

- كتب المدعو (سعود) موضوعاً في الموسوعة الشيعية، بتاريخ 16-4-2000، التاسعة والنصف مساءً، موضوعاً بعنوان (فشَّلتونا (أخجلتمونا) يا الروافض في التلفزيونات دم قدس سره سيوف قدس سره سلاسل قدس سره لطم ؟)، قال فيه:

فشلتونا يا الروافض في التلفزيونات: دم قدس سره سيوف قدس سره سلاسل قدس سره لطم قدس سره ليش عسى ماشر ! يا العاملي أكيد وأنت تشتغل على الكمبيوتر دمك ايسيل من رأسك، والله إنكم مساكين سواها فيكم عبد الله بن سبأ ! هو مرتاح في قبره وأنتم ضرب سيوف وأكل وذبائح ! ومن الخسران المسلمين إلى شاق رأس ولده، وإلى زانط أخوه وإلى رافس أخته ! ليش ها المسخرة ؟! المسلم مسؤول عن جسده يوم القيامة، والله يوم قالو إنكم روافض إنهم صادقين على الذي تسوونه في أنفسكم رافضين الصحة.

ماهذا دم وأشكال مرعبة تبثونها على المحطات الأجنبيه والغربية، ويظنون أن المسلمين كلهم مثلكم ماعندهم عقول؟!

- وكتب (ناصر) بتاريخ 16-4-2000، العاشرة ليلاً:

لا قيمة عندي للغرب ولا لأي شخص لا يعجبه .. ومن هو غاضب فليشرب ماء البحر . وسيبقى الحسين ملهماً لكل المسلمين في العالم، ومدرسة لكل الفدائيين والإستشهاديين الذين يرفضون الذل والإستكانة والرضوخ للظالمين .

وأهم شئ يهمنا هو إدخال السرور على قلب النبي صلی الله علیه و آله وقلوب أهل بيته الطاهرين علیهم السلام ، وتجديد العهد والولاء لهم .

ص: 600

أما الباقي فلا يهمنا أمرهم شيئاً، ولانعلم أي أرض تقلهم أو أي سماء تظلهم، يعني معطين الدنيا بو لبَّاس . (أي أدرنا ظهورنا للدنيا) .

-وكتب (خادم أهل البيت) في 16-4-2000، الحادية عشرة والنصف ليلاً:

إذا كنت تراعي شعور الغرب وتهتم لآرائهم، فإنهم ينتقدون المسلمين لنحرهم الأضاحي في العيد ! ولم ولن يعجبهم شئ من الإسلام !!

ربي ارزقني شفاعة محمد وآل محمد.

- وكتب (أبو الفضل) في17-4-2000، الثانية عشرة وخمس دقائق صباحاً:

هذا ما تخافون عليه شعور الغرب، والخوف من نعتكم غير متحضرين، يا أسفاه على هذا التفكير المنحط ! كل ما تريدونه الإستسلام لهم .. لماذا، الله أعلم ! روح حبيبي اندحش فيهم (إجعل نفسك منهم)، ولماذا لا تأخذ بدينهم أيضاً وتكون منهم ؟! على الأقل بتصير من أهل الكتاب ! مش أحسن لك ؟ طالما ليس لك كتاب !

- وكتب (الموسوي) بتاريخ 17-4-2000، الواحدة صباحاً:

عرض في أواخر الثمانينات وتقريباً حوالي العام 1987 في التلفزيزن البريطاني فيلماً سينمائياً يحمل اسم سيف الإسلام (Asord of islam) وكان يحوي مشهد تطبير النبطية، وكيفية ولادة حزب الله في لبنان، ويقول لي أحد الأخوة الدارسين في بريطانيا إنه كان يلتقي العديد من البريطانيين - أيام الحرب العراقية الإيرانية - وهم في رعب وخوف، ويقولون إذا كان الشيعة مستعدون أن يفعلوا

ص: 601

كل هذا من أجل إمامهم الذي استشهد قبل أكثر من ألف سنة .. فكيف يمكن مواجهتهم ؟!

يكفي هذه المواكب فخراً أنها تدخل الرعب في قلوب أعداء الله.. ويكفي أنها أدخلت الرعب في قلوب اليهود الصهاينة في النبطية يوم العاشر من المحرم أيام الإجتياح الاسرائيلي، بعد أن قتل المطبرون عدداً منهم ولاذ الآخرون بالفرار . أما أنتم فهل يهمكم الصورة الحضارية، وشيخكم يقول بارتداد من يعتقد بأن الأرض تدور حول الشمس !!

- وكتب (حساوي) بتاريخ 17-4-2000، الثانية والربع صباحاً:

لا تنس أخوالك طالبان يالحبيب.. أهم الذين رفعوا راية الإسلام وأظهروا الإسلام بالوجه المشرق الحضاري، وخلوا الشرق والغرب يعجبون بالإسلام؟! أظن اليوم نص (نصف) عمامك الغرب أسلموا على أيديهم ! خصوصاً اذا شافوا أشكالكم الحلوة التي تفتح النفس !

- وكتب (جنوبي) بتاريخ 17-4-2000، الرابعة صباحاً:

السلام عليك ياشهيد كربلاء ..أما أنت يا سعود: أتخشى ما يعرضه أسيادك من الكفار على شاشاتهم ؟ عجباً أمرك يا سعود ! أسيادك اغتصبوا قدسنا الشريف والحرمين. ومواكب الحسين بدؤوا بالتحرير من أرض الحسين، أرض جبل عامل . وأنت تخشى يا سعود ما يعرض على شاشاتهم ؟ كما قال ناصر يا سعود: ... في الغرب .

فشلتونا … من دعمكم المشلول لتحرير الأراضي الإسلامية والعربية، ولا يحلو لكم إلا انتقادنا نحن الشيعة !!

ص: 602

- وكتب (أبو سمية) بتاريخ 17-4-2000، الثانية ظهراً:

إذا فيكم خير حاربوا شبكات الدعارة والقمار ! أم أن هذه لم يأذن لكم فيه جون فيلبي والمستر همفر ؟!

اللهم العن أول ظالم ظلم حق آل محمد، والتابعين له على ذلك .

- وكتب (كمال) بتاريخ 18-4-2000، السابعة والنصف مساءً:

والله الذي فشَّلنا أمام الناس هو أنتم .. بس فلوس في بنوك الغرب وكروش ونوم، وصلح مع أعداء الإسلام: أمريكا وإسرائيل .

اللهم بلغ بإيماني أكمل الإيمان .

- وكتب (أبو القاسم) بتاريخ 18-4-2000، الثامنة مساءً:

يابو الشباب . . وأقول اللهم لا شماته هي قلة فتاوي ولا أيش يعني ؟ روح لخويك وقول له خل يفتي في تطويل اللحية ووجوب تقصير الثوب، تراه أزين له وأبرك بعد.. عامللي فيها مطوع ويركض في الشوارع: الصلاة ياعباد الله. وخل واحد غشيم يقول لحظه لوسمحت .. يروح فيها ملح ويتبلى عليه .. وكل هذا تحت راية الإسلام.. الله يسلمك... بس خل يمر أمريكي إذا خوينا في أمه خير خل يتكلم ... حبيبي سعود ماترد؟ ولاّ الكورة خذت تفكيرك .

- قال العاملي: (يقصد بعبارته لأخيرة هل انشغلت بمشاهدة لعب الكرة؟ وكلامه باللهجة السعودية انتقاد لفتاوي الشيوخ بتطويل اللحية وتقصير الثياب.. وكيف أنهم يدورون في الشوارع يأمرون الناس بالصلاة بطريقة خشنة.. بينما يتسامحون مع الأمريكان، ويتوددون لهم) !

- وكتب العاملي بتاريخ 18-4-2000، التاسعة إلا ربعاً مساءً:

ص: 603

إن أصل صورة الطفل الشيعي الذي جرح أبوه رأسه حزناً على الإمام الحسين علیه السلام يوم عاشوراء في النبطية.. والتي نشرها النواصب في جميع مواقعهم.. أصلها من مراسل وكالة رويتر الإنكليزية !!

والعجيب أن يفتخر المسلولون بكلام مراسل رويتر.. ويقولون نحن ضد الغرب، ولا نتأثر بكلامهم !!

- وكتب (أبوفراس) بتاريخ19-4-2000، الثانية عشرة والثلث صباحاً:

إن كان حقاً ما تقول.. فهذه دعاية ضد الإسلام والمسلمين، لأنهم يرون أن الإسلام ماهو إلا إرهاب دين مبني على القتل وإهراق الدماء والتعذيب للنفس . وكل ذلك ليس من الإسلام من شئ أبداً .

- وكتبت (بنت الأمير) في 19-4-2000، الرابعة والنصف عصراً:

يا أخ سعود . . وما يشرفني واحد مثلك ناصبي يكون أخي !

إحنا (نحن) الروافض لنا فخر بأننا نرفض خلافة عبيد الدنيا، وليشهد الثقلان، وحرّى في قلوبكم إلى يوم الدين بأننا روافض !

وإحنا لنا فخر باللطم والضرب على ابن بنت رسول الله صلی الله علیه و آله وسيد شباب أهل الجنة . لانبكي ونموت على أمثال عبد الحليم حافظ وجمال عبد الناصر وأم كلثوم . وصدق الشاعر:

واذا رأيت مناصباً ... متعلقاً حبل الجحود

فاعلم بأن طلوعه ... من أصل آباء يهود

- وكتب (سعود) في 20-4-2000، الثانية عشرة والربع صباحاً:

ص: 604

خلو عنكم التقية، ليش ما اطّقون صدر (تلطمون) على محمد صلى الله عليه وسلم، الذي هو أحسن من الحسين ؟ كذب عليكم اليهود وعلى رأسهم عمكم عبد الله بن سبأ مؤسس الشيعة !

وأنت يا العاملي مع الشلة الذين معاك، بتعرف في يوم لا ينفع فيه الطم والصياح والسيوف والسلاسل، وسب الصحابة الكرام والنفاق .

- وكتب (ناصر) بتاريخ 20-4-2000، الثانية عشرة والنصف صباحاً:

والله ما في . . . غيرك أنت يا أتباع شيعة يزيد بن معاويه لعنهما الله !!

وعبدالله بن سبأ هو أسطورة وضعها أجدادك المنافقون ! وإن كان حقيقة فهو أبوكم ووالدكم، لأن تراثكم أقرب لليهود منه إلى الاسلام !!

أما التقيه فاسأل سلمان العوده والوهابيين أيام الغزو العراقي فهم يعرفونها أكثر من الشيعة، فلم أر شيعياً يتخذ تقيه، علماً أنه يؤمن بها لأن الله أمر بها بكتابه الكريم !! والدليل أن الشيعه لم يركعوا للغرب ولم يخافوا، وأنتم ركعتم حتى بانت عورتكم ! مثلما كشف حبيبكم عمرو بن العاص عورته في أرض المعركه خوفاً، وذلك عندما شد عليه أسد الله الغاضب علي بن أبي طالب علیه السلام !! هل فهمت الآن أم تريد المزيد من الإيضاح.. حاضرين.

- وكتب (حلمان) بتاريخ 20-4-2000، العاشرة صباحاً:

صح يا سعود يا بو التقية ..

قل لي وبدون تقية... أليس هل الأرض تدور.. أم لا ؟!

- وكتب (سعود) في21-4-2000، الثانية عشرة وعشر دقائق صباحاً:

ص: 605

كل من كان عن التوحيد والسنة أبعد ..كان إلى الشرك والبدعة والإفتراء أقرب . (كلمة لابن تيمية) .

- وكتب (ناصر) بتاريخ 21-4-2000، الواحدة صباحاً:

لايوجد أحد أقرب إلى الشرك من الوهابية، ولا أحد ابتدع وغير وبدل بالدين مثلكم، فأنتم عار !

حتى الأرض التي تمشون عليها أصبحت لاتطيقكم !

- وكتب (حلمان) بتاريخ 21-4-2000، التاسعة صباحاً:

حياك الله ياسعود... بس ما جاوبتني وبدون تقية ..

الأرض تدور ولاّ، لأ . . . وهل يجوز قتال اليهود، أم لأ...؟!

- وكتب البصري بتاريخ 21-4-2000، الحادية عشرة صباحاً:

الموضوع من أوله يجانب المستوى المطلوب من الحوار، ولهذا الردود في أغلبها متشنجة، مما يستوجب غلق الموضوع.

المراقب: عبد الحسين البصري . رَبَّنَا آتِنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَهَيِّئْ لَنَا مِنْ أَمْرِنَا رَشَدًا.

ص: 606

محاولة النواصب إثارة الفتنة بين الشيعة!!

- كتب (ابن تيمية) في شبكة الحق الثقافية بتاريخ 2-3-2001، الحادية عشرة صباحاً، موضوعاً بعنوان (لماذا حرم الخامنئي المراسيم الحسينية)، قال فيه:

آسف .. لماذا حرم الخامنئي التطبير، بينما كان يحلله ويحث عليه كما كان الخميني كذلك .. وما يقال للخامنئي يقال للحائري، ومحسن الأمين الذي زندقتوه، وفضل الله، والتيجاني ؟!

- فأجابه العاملي بتاريخ 25-3-2001، الثانية عشرة والربع ظهراً:

ابن الست تيمية . . يريد الدخول بين الشيعة، فأهلاً وسهلاً ..

ياأخ، نحن الشيعة عمرنا من عهد النبي صلی الله علیه و آله الى اليوم.. فاختلاف فتاوى علمائنا طبيعي ..

أما أنتم فعمركم من أمس .. من يوم انتشر التاريخ الإنكليزي .. وقد وصل الخلاف بين علمائكم الجهابذة إلى التكفير وهدر الدم .. فأخبرنا أولاً عن تكفير علمائكم بعضهم لبعض .. من حركة الإصلاح .. مروراً بكل الفرق .. إلى آخر أخبار الشيخ ربيع المدخلي ومذهبه !!

- وكتب (مريت) بتاريخ 25-3-2001، الرابعة عصراً:

الأستاذ الكريم العاملي حفظه الله تعالى . . ماذا تريد أن يقول لك ابن تيمية ؟ هل يقول لك عن النسائي وكيف قتلوه ولماذا ؟ أم تريده أن يقول لك كيف سجنوا ابن تيمية وعلى ماذا ؟ وماذا وماذا ؟ خلها على الله .

ص: 607

ملاحظة إلى ابن تيمية: أنظر إلى كتاب رحلة ابن بطوطة وافتح الفهرس.. طبعاً يكون آخر الكتاب! وافتح على موضوع (حكاية الفقيه ذي اللوثة)!! على فكرة الصفحة هي 95 طبعة دار صادر بيروت لسنة 1992م !!

وتحية إلى الأستاذ الفاضل العاملي. ونسألكم الدعاء .

- وكتب (ابن تيمية) بتاريخ 25-3-2001، الرابعة والربع عصراً:

سماحة الشيخ العاملي . . إن أسلوبك استفزازي وهجومي وانتقاصي ! وهذا خلاف ما أمرنا به الشرع المقدس، الذي حث على الكلم الطيب: أدع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة، والمجادلة بالتي هي أحسن والقول اللين: إذهبا أنت وربك (كذا!!) وقولا له قولاً ليناً. والتحذير من الأسلوب الفض: ولو كنت فضاً غليض (كذا !) القلب لانفضوا من حولك . وأنت حافظ مقولة علي كرم الله وجهه: من لان عوده كثرت أغصانه .

الدعوة إلى الحق لا تغني عن الأسلوب الحق .. فالأمر بالمعروف يجب أن يكون بالمعروف . هذا وتحياتي لك .

ويبقى السؤال قائماً: ما الهدف من حرمة التطبير لدى الخامنئي والحائري والعاملي وفضل الله.. وزينب بنت علي أخت الحسين نطحت رأسها بمقدمة المحمل ونزف دمها من رأسها ؟! وهل زينب خالفت الشرع ؟!

- فكتب العاملي بتاريخ 25-3-2001، الرابعة والثلث مساءً:

هل تجوِّز أنت جرح الهامات حزناً على الحسين علیه السلام ؟ أم تحرمه ؟

- وكتب (الخزاعي) بتاريخ 25-3-2001، الخامسة مساءً:

ص: 608

ابن تيمو .. هذا مو شغلك.... تلك فتاوى في فروع وأمور مستحدثة، والمذهب الشيعي في هذه المسائل قائم على أساس الإجتهاد، الذي فقدتموه واكتفيتم بتقليد سميك !!

- وكتب (ابن تيمية) بتاريخ 26-3-2001، الواحدة والثلث صباحاً:

الأخ الاستاذ العاملي . . الجواب: التحريم .

الأخ الخزاعي .. أنت لست مجبراً على الإجابة، وهذا من باب التحاور والتفاهم والتواصل، لتقترب وجهات النظر أكثر، فأنا الآن نظرتي ليست كالسابق .. وعموماً أشكرك على الإجابة في الموضوع السابق .

- وكتب (السيد مهدي) بتاريخ 26-3-2001، الرابعة والثلث صباحاً:

يا جماعة الخير صبركم وسعة صدوركم مع الرجل:

يقول إنه يسعى للتواصل والتقارب من أجل تقريب وجهات النظر، ويجب أن نحمله على سبعين محمل .

وشهادة لله سألته في السابق وأقر بأننا موحدون مثله وليس مشركين أو كفار . نرجو له الموفقية إن كان الأخ صادقاً في مسعاه ونحن في خدمته.

- وكتب (هادي الحجازي) بتاريخ 26-3-2001، الخامسة صباحاً:

إخواني الكرام، السلام عليكم .. أود أن أشير إلى أن الأخ الفاضل ابن تيمية مخلص في بحثه، فأرجو أن تخففوا القول معة وتجادلوا كما أمر الله تبارك وتعالى، فأنا التقيت به على الماسنجر وتكلمت معه فوجدته إنساناً عاقلاً

وطالب حق، فأرجو من الأخوة المؤمنين أن لايقسوا بالجواب عليه .

- وكتب (أبومحمد) بتاريخ 26-3-2001، الخامسة وست دقائق صباحاً:

ص: 609

سماحة الشيخ العاملي وفقه الله . . الإخوة الكرام المشاركين في الحوار: إن كان كما قال فواجبنا رد التحية بأفضل منها . وأنا أوافق الأخ السيد مهدي في الرأي . بدايته في الحوار سلمية وليس فيها استفزاز، مع غرابة السؤال !

لنا عليه تعليق لاحقاً .

- وكتب (نصير المهدي) في26-3-2001، الخامسة وثمان دقائق صباحاً:

وهل تعرف يا أخانا الحجازي أي أبناء الست تيمية هذا حتى تدافع عنه.. وقد كثر أبناؤها ؟! يبدو أنك حديث تجربة أخي الكريم مع هؤلاء .. فقبله كان سميه ابن تيمية الطائر الخائر ألين عوداً.. وأعذب لساناً.. ثم إذا به كديدن من سبقوه لا يجد غير الكذب والتشهير السوقي بضاعة.. ثم إنه نال جواباً شافياً كافياً من الشيخ العاملي والأخ الخزاعي.. فليراجع ردهما وسيجد ضالته.

- وكتب (ابن تيمية) بتاريخ 26-3-2001، الخامسة مساءً:

الأخ السيد المهدي، الأخ أبو محمد، الأخ هادي . . أشكركم على هذا الأفق الواسع وهذه الروحية المحمدية .

نصير المهدي . . لايجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا. إعدلوا هو أقرب إلى التقوى.. وتذكَّر ما أوصى به الإمام علي رحمة الله ابنيه الحسنين . ولا أدري لماذا تهينون الصحابة الكرام وهم عندنا مقدسين، كما أن الإمام علي مقدس عندكم . . ولا ترضون أن ينال أحد من بعض ممارساتكم وقياداتكم ؟ فهل باؤكم تجر وباؤنا لا تجر ؟!

- وكتب (سيد علي) بتاريخ 26-3-2001، السادسة إلا ربعاً مساءًَ:

ص: 610

تحذير من ابن تيمية، فلا تتحاورون معه بالماسنجر، وإنه لو كان طالب حقيقة لقام بالرد على الشيخ البصري حفظه الله في الموضوع الذي طرحه هنا وهو يعرف عز المعرفة . والله ولي التوفيق . وعظم الله أجورنا وأجوركم ...

إلى آخر ماكتبه عدد من الأخوة الشيعة .

- وكتب العاملي بتاريخ 27-3-2001، الحادية عشرة ليلاً:

الأخوة الأعزاء، السيد مهدي، هادي الحجازي، أبا محمد، الجعفري:

رأيكم عندي محترم، لكنا ناقشنا الموضوع في السنة الماضية بما فيه الكفاية.. ومن جهة ثانية، فإن ابن تيمية هذا وكل الجماعة الذين يناقشوننا فعلاً هنا .. مستواهم العلمي كما تعرفون ! وهم لِعْبِيُّون غير جادين .

تم المجلد التاسع من كتاب الإنتصار

(دفاعاً عن مراسم عاشوراء وقداسة كربلاء)

والحمد لله رب العالمين

ويليه المجلد العاشر وموضوعه: مناظرات في الخلافة والإمامة والسقيفة

ص: 611

ص: 612

الفهرس

مقدمة3

الفصل الأول: منصفون ومحبون للإمام الحسين علیه السلام من السنة5

رثاء مثقف نجدي . . للإمام الحسين 7

سيد أهل مصر.. سيدنا الحسين11

ناجي العلي .. وكربلاء24

مسجد الحسين ومنزلته في نفوس المصريين السنيين26

حسين مني وأنا من حسين.. أحب الله من أحب حسيناً33

بكائية رأس الحسين 41

الإمام الحسين في الكتاب المقدس47

الفصل الثاني:ما الذي يغيظ النواصب والمخالفين في مراسم عاشوراء؟!!51

عدنا إلى عاشوراء والروافض . . ! 53

الإمام الحسين مخطئ ويزيد معذور ! ! 58

لا يعرفون ماذا في مجالس عاشوراء .. فيتخرصون !60

ويفترون على الشيعة بافتراء لايخطر على بال80

سر غيظهم من مراسم عاشوراء.. هو زيارة عاشوراء87

ص: 613

الفصل الثالث: لعن من لعنهم الله ورسوله.. فريضة111

الملعونون على لسان خاتم النبيين ! 129

اللهم العن أول ظالم ظلم آل محمد154

الفصل الرابع: استحباب البكاء والنياحة على الامام الحسين علیه السلام 179

سيد المرسلين صلی الله علیه و آله .. أول من بكى على الحسين علیه السلام 183

ما الذي يغيظ النواصب والأجانب من مراسم عاشوراء ؟187

لبس السواد في عاشوراء ومناسبات الحزن239

فتوى المرجع الميرزا جواد التبريزي في لبس السواد245

رسالة مختصرة في لبس السواد.247

أنواع مراسم عاشوراء256

الشعائر الحسينية 265

رد زعمهم أن مراسم عاشوراء من الجاهلية.274

البكاء على الحسين بد ! وقتله اجتهاد !! 291

الفصل الخامس: من الفقه الأموي الإسرائيلي299

صوم يوم عاشوراء شكراً واتخاذه عيداً !301

الفصل السادس: دفاعاً عن قداسة كربلاء.. وتربة كربلاء.321

استهزاؤهم بالإستشفاء بتربة الامام الحسين علیه السلام 323

سبحة كربلاء329

الفصل السابع: المعرضون عن أهل بيت نبيهم..يتهموننا بالغلو فيهم !! 341

يزعمون حب أهل البيت الطاهرين .. لكنهم معرضون عنهم !! 344

الى الذين يتهموننا بالغلو362

ص: 614

الفصل الثامن: مواكب السيوف . . لبس الأكفان وجرح الهام 381

نتمسك بمقدساتنا ومراسمها في مواجهة اليهود والغربيين383

فتاوى المراجع في مواكب السيوف .. وضعف أدلة المعارضين396

من فتاوى المراجع أيضاً في جواز شج الرأس حزناً يوم عاشوراء426

مناقشة للموسوي مع الأنصاري وفادي 439

نقاش مع المغالين المعارضين لمواكب السيوف451

من مناقشات العاملي والموسوي مع الخزاعي وأمين458

مناقشة الموسوي وعالم من البحرين مع عالم وهابي 491

من مناقشات الموضوع في شبكة القطيف الشيعية549

أخلاقهم الخشنة أمام صورة الطفل الرضيع567

تهريجهم على (حجامة) طفل شيعي في عاشوراء !!.585

يوم عاشوراء في محطات التلفزيون يثير المخالفين! 600

محاولة النواصب إثارة الفتنة بين الشيعة!!607

ص: 615

تعريف مرکز

بسم الله الرحمن الرحیم
جَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ
(التوبه : 41)
منذ عدة سنوات حتى الآن ، يقوم مركز القائمية لأبحاث الكمبيوتر بإنتاج برامج الهاتف المحمول والمكتبات الرقمية وتقديمها مجانًا. يحظى هذا المركز بشعبية كبيرة ويدعمه الهدايا والنذور والأوقاف وتخصيص النصيب المبارك للإمام علیه السلام. لمزيد من الخدمة ، يمكنك أيضًا الانضمام إلى الأشخاص الخيريين في المركز أينما كنت.
هل تعلم أن ليس كل مال يستحق أن ينفق على طريق أهل البيت عليهم السلام؟
ولن ينال كل شخص هذا النجاح؟
تهانينا لكم.
رقم البطاقة :
6104-3388-0008-7732
رقم حساب بنك ميلات:
9586839652
رقم حساب شيبا:
IR390120020000009586839652
المسمى: (معهد الغيمية لبحوث الحاسوب).
قم بإيداع مبالغ الهدية الخاصة بك.

عنوان المکتب المرکزي :
أصفهان، شارع عبد الرزاق، سوق حاج محمد جعفر آباده ای، زقاق الشهید محمد حسن التوکلی، الرقم 129، الطبقة الأولی.

عنوان الموقع : : www.ghbook.ir
البرید الالکتروني : Info@ghbook.ir
هاتف المکتب المرکزي 03134490125
هاتف المکتب في طهران 88318722 ـ 021
قسم البیع 09132000109شؤون المستخدمین 09132000109.